raghdaed

Page 1

‫جمهورية مصر العربية‬

‫مركز تطوير المناهج‬

‫وزارة التربية والتعليم‬

‫والمواد التعليمية‬

‫الصف الثالث الثانوي‬

‫تأليف‬ ‫أ‪.‬م‪.‬د‪ /‬سليم عبد الرحمن سيد سليمان‬

‫أ‪.‬د‪ /‬محمد أحمد صالح اإلمام‬

‫أستاذ المناهج وطرق تدريس علم النفس واالجتماع‬

‫أستاذ علم النفس والتربية الخاصة‬

‫مستشار علم النفس والتربية النفسية‬

‫والفلسفة المساعد‬

‫بديوان عام الوزارة‬

‫كلية التربية – جامعة حلوان‬

‫د‪ /‬صبري هاشم محمود هاشم‬ ‫خبير علم النفس بمكتب مستشار علم النفس بديوان عام الوزارة‬

‫مراجعة‬

‫أ‪.‬د‪ /‬محمد عبد المطلب جاد عبده‬

‫أ‪.‬د‪ /‬حسن إبراهيم عيد‬

‫أستاذ علم النفس المتفرغ – جامعة طنطا‬

‫أستاذ علم االجتماع المتفرغ – جامعة طنطا‬

‫‪2017 -2016‬‬


‫أعضاء لجنة تعديل الكتاب المدرسي للعام الدراسي ‪2017 -2016‬‬ ‫أ‪.‬د أحمد طــه محمد‬ ‫أستاذ ورئيس قسم علم النفس التربوي‬ ‫كلية التربية ـ جامعة الفيوم‬

‫أ‪.‬د السيد عبد الحميد سليمان‬ ‫أستاذ ورئيس قسم علم النفس التربوي‬ ‫كلية التربية ـ جامعة حلوان‬

‫أ‪.‬د مهدي محمد القصاص‬ ‫أستاذ علم االجتماع وعميد معهد الخدمة‬ ‫االجتماعية ‪ -‬بورسعيد‬

‫أ‪.‬د محمد أحمد غنيم‬ ‫أستاذ األنثربولوجيا وعلم االجتماع كلية اآلداب ـ‬ ‫جامعة المنصورة‬

‫أ‪.‬د عماد محمد مخيمر‬ ‫أستاذ علم النفس ـ وكيل كلية اآلداب لشؤن‬ ‫التعليم والطالب ـ جامعة الزقازيق‪.‬‬

‫د‪.‬حسن مصطفى محمد‬ ‫باحث بالمركز القومى لالمتحانات للتقويم التربوى‬

‫د‪ .‬نشوى ابراهيم حمدى تركي‬ ‫خبير مناهج مواد تعليمية‬ ‫مركز تطوير المناهج والمواد التعليمية‬

‫د‪ .‬فاطمة محمد رضا عبد العزيز‬ ‫مدير عام تنمية مادة علم النفس والتربية النفسية‬ ‫بوزارة التربية والتعليم‬

‫أ‪ .‬جيهان السيد محمد‬ ‫رئيس قسم التعليم بمكتب مدير عام تنمية مادة علم النفس والتربية النفسية‬

‫فريق العمل‬

‫رئيس قسم التكنولوجيا‬ ‫حنان محمد علي‬ ‫تحرير وإخراج‬ ‫عال محمد عادل‬ ‫المراجعة اللغوية‬ ‫نشوى سمير علي‬

‫مدير عام تنمية مادة علم النفس والتربية النفسية‬


‫المقدمة ‪:‬‬ ‫ما من شك في أن التعليم يعد قاطرة التنمية ‪ ،‬به تبنى األجيال وتدفع األمم نحو التقدم واالزدهار ‪،‬‬

‫وتغرس القيم ‪،‬وترسخ الحضارة؛ لذا فالمحاوالت الجادة والمخلصة في تطوير التعليم بجميع مراحله تهدف‬

‫إلى إعداد جيل قادر على مواجهة التحديات في عصر يموج بالصراعات‪.‬‬

‫ولما كان المنهج الدراسي واحدا من أهم مكونات منظومة التعليم ‪ ،‬لذا فقد كانت محاولة اللجنة‬

‫المنوط بها تعديل وتنقيح منهج علم النفس واالجتماع للصف الثالث من المرحلة الثانوية واحدة من أبرز‬ ‫المحاوالت في منظومة تطوير المناهج الدراسية في المرحلة الراهنة ‪.‬‬

‫وفي محاولة اللجنة لتعديل المنهج الدراسي لم تنس أنها قد أسندت لها مهمة من أسمى المهام التي‬

‫تتصل مباشرة بالطالب والمعلم وولي األمر والمجتمع ومصرنا الحبيبة ‪ ،‬لذا كان حرصها على كتابة‬ ‫منهج دراسي يتسم بالبساطة ويشجع على التفكير االيجابي‪ ،‬والتعلم ‪ ،‬وتنمية الحس الوطني لدى أبنائنا‬

‫الطالب ‪.‬ومن هنا راعينا في تعديلنا للمنهج أن يكون شامال لكال الجانبين‪ :‬الجانب النظري الذي يهتم‬ ‫باألسس والقوانين والنظريات لكل من علم النفس وعلم االجتماع‪ ،‬والجانب التطبيقي الذي يقوم علي تلك‬

‫األسس والنظريات ‪،‬وعلى ما توصل إليه الباحثون وعلماء النفس واالجتماع من نتائج ‪ ،‬لذا فالكتاب‬ ‫يزخر بالكثير من التطبيقات التربوية بل واألمثلة الحياتية‪.‬‬

‫ومن منطلق المشاركة لجميع العاملين في الحقل التعليمي فقد تم االستعانة بآراء الميدان من خالل‬

‫معلمي وموجهي المادة ‪،‬حيث تم األخذ باآلراء البناءة والمستنيرة منها ‪ ،‬هذا باإلضافة الى آراء‬ ‫المتخصصين في علوم ‪ ،‬النفس واالجتماع والمناهج ‪ .‬لذا كانت التعديالت جوهرية إلى حد كبير حيث‬ ‫تضمن الجزء الخاص بعلم النفس الوحدات اآلتية‪ :‬الذكاء والتعلم – النمو اإلنساني – الشخصية وأساليب‬

‫التوافق النفسي واالجتماعي‪.‬‬

‫وتضمن الجزء الخاص بعلم االجتماع الوحدات اآلتية نظرية علم االجتماع والعمليات االجتماعية – علم‬

‫االجتماع وقضايا التنمية – علم االجتماع والقضايا االجتماعية‬

‫وبالتالي فإن موضوعات هذا الكتاب قد ارتبطت إلى حد كبير بحياة الطالب وطبيعة المرحلة النمائية‬

‫التي يمر بها وهي مرحلة المراهقة‪ ،‬وتدور في الدائرة العالمية لبناء شخصية الطالب في كل جوانبها‬ ‫المعرفية والوجدانية واألدائية‪ ،‬حفظ هللا مصرنا الحبيبة‪.‬‬

‫وهللا من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل‪،،‬‬


‫الفهرس‬ ‫‪ -1‬علم النفس ‪........................................................................................‬‬ ‫الوحدة األولى‪ :‬الذكاء والتعلم ‪.............................................................................‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬الذكاء الواحد والذكاءات المتعددة ‪.......................................................‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬نظريات التعلم وتطبيقاتها التربوية ‪................................................‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪10‬‬

‫الفصل الثالث‪ :‬مبادىء التعلم الجيد وأسس االستذكار الفعال ‪....................................‬‬

‫‪19‬‬

‫الوحدة الثانية‪ :‬النمو اإلنسانى ‪.......................................................................‬‬

‫‪26‬‬

‫الفصل األول‪ :‬النمو‪ -‬تعريفه ومبادئه والعوامل المؤثرة فيه ‪........................................‬‬

‫‪28‬‬ ‫‪33‬‬

‫األسئلة التقويمية للوحدة ‪...............................................................................‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬النمو في مرحلة الطفولة (الرضاعة– المبكرة– الوسطى– المتأخرة)‪......... .‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬النمو في المراهقة ‪.....................................................................‬‬

‫األسئلة التقويمية للوحدة ‪................................................................................‬‬

‫‪22‬‬

‫‪41‬‬ ‫‪46‬‬

‫الوحدة الثالثة‪ :‬الشخصية وأساليب التوافق النفسي واالجتماعي ‪.................................‬‬

‫‪49‬‬

‫الفصل األول‪ :‬الشخصية ‪..............................................................................‬‬

‫‪51‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬االتجاهات والقيم ‪.......................................................................‬‬

‫‪56‬‬

‫الفصل الرابع‪ :‬أساليب حل الصراعات ومواجهة االحباطات ‪.......................................‬‬

‫‪67‬‬ ‫‪70‬‬

‫‪-2‬علم االجتماع ‪.......................................................................................‬‬

‫‪73‬‬

‫الفصل الثالث‪ :‬أساليب التوافق ‪........................................................................‬‬

‫األسئلة التقويمية للوحدة ‪................................................................................‬‬

‫‪62‬‬

‫الوحدة األولى‪ :‬نظرية علم االجتماع والعمليات االجتماعية ‪.......................................‬‬

‫‪74‬‬

‫الفصل األول‪ :‬النظرية االجتماعية بناؤها ووظائفها ‪.................................................‬‬

‫‪75‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬التفاعل االجتماعي والعالقات االجتماعية ‪.........................................‬‬

‫‪78‬‬

‫الفصل الرابع‪ :‬الظاهرة االجتماعية ‪....................................................................‬‬

‫‪85‬‬

‫األسئلة التقويمية للوحدة‪................................................................................‬‬

‫‪87‬‬

‫الفصل الثالث‪ :‬العمليات االجتماعية ‪.................................................................‬‬

‫الوحدة الثانية‪ :‬علم االجتماع وقضايا التنمية ‪......................................................‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬الثقافة من منظور علم االجتماع ‪....................................................‬‬

‫‪81‬‬

‫‪88‬‬ ‫‪89‬‬


‫الفصل الثاني‪ :‬عالقة علم االجتماع بالعلوم األخرى ‪.............................................‬‬

‫‪93‬‬

‫الفصل الثالث‪ :‬توظيف البحوث االجتماعية في خدمة قضايا التنمية ‪..........................‬‬

‫‪96‬‬

‫األسئلة التقويمية للوحدة ‪...............................................................................‬‬

‫‪100‬‬

‫الفصل الرابع‪ :‬ثقافة العمل التطوعي ‪................................................................‬‬

‫‪98‬‬

‫الوحدة الثالثة‪ :‬علم االجتماع وبعض القضايا المجتمعية ‪.........................................‬‬

‫‪101‬‬

‫الفصل األول‪ :‬ثقافة العمل الحر ‪.....................................................................‬‬

‫‪102‬‬

‫الفصل الثالث‪ :‬التطرف والعنف ‪......................................................................‬‬

‫‪107‬‬

‫المراجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـع ‪..........................................................................................‬‬

‫‪112‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬العولمة الثقافية ‪.......................................................................‬‬ ‫األسئلة التقويمية للوحدة ‪...............................................................................‬‬

‫‪104‬‬ ‫‪111‬‬


‫الوحدة األولى‬

‫‪1‬‬


‫الوحدة األولى‬ ‫الذكاء والتعلم‬ ‫أهداف الوحدة ‪-:‬‬ ‫قادرا علي أن‪:‬‬ ‫يتوقع من المتعلم بعد دراسته لهذا الباب أن يكون ً‬ ‫‪ُ -1‬يعرف الذكاء ‪.‬‬ ‫‪ -2‬يذكر تطور مفهوم الذكاء‪..‬‬

‫‪ -3‬يعرف الذكاء من وجهة نظر جاردنر‪.‬‬

‫‪ -4‬يعلل رفض جاردنر فكرة أحادية الذكاء‪.‬‬

‫‪ُ -5‬يعرف الذكاء اللغوي كما حدده جاردنر‪.‬‬ ‫‪ -6‬يبرر فكرة الذكاءات المتعددة وفًقا لنظرية جاردنر "‪.‬‬ ‫‪ -7‬يبين خصائص الذكاء اللغوي‪.‬‬ ‫‪ -8‬يعطي مقترحات لتنمية الذكاء اللغوي‪.‬‬

‫‪ُ -9‬يعرف الذكاء المنطقي الرياضي‪.‬‬ ‫‪ -11‬يبين خصائص الذكاء المنطقي‪.‬‬

‫‪ -11‬يعطي مقترحات لتنمية الذكاء المنطقي الرياضي‪.‬‬ ‫‪ -12‬يعرف الذكاء البصري المكاني‪.‬‬

‫‪ -13‬يبين خصائص الذكاء البصري المكاني‪.‬‬

‫‪ -14‬يعطى مقترحات لتنمية الذكاء البصري المكاني‪.‬‬ ‫‪ -15‬يعرف الذكاء الجسمي الحركي‪.‬‬

‫‪ -16‬يعدد خصائص الذكاء الجسمي الحركي‪.‬‬ ‫‪ -17‬يعطى مقترحات لتنمية الذكاء الجسمي الحركي‪.‬‬ ‫‪ -18‬يعرف الذكاء الموسيقي‪.‬‬

‫‪ -19‬يبرز خصائص الذكاء الموسيقي ‪.‬‬ ‫‪ -21‬يعطى مقترحات لتنمية الذكاء الموسيقي‪.‬‬ ‫‪ -21‬يعرف الذكاء االجتماعي‪.‬‬

‫‪ -22‬يبين خصائص الذكاء االجتماعي‪.‬‬

‫‪ -23‬يعطى مقترحات لتنمية الذكاء االجتماعي‪.‬‬ ‫‪2‬‬


‫‪ -24‬يعرف الذكاء الشخصي ‪.‬‬ ‫‪ -25‬يعدد خصائص الذكاء الشخصي‪.‬‬

‫‪ -26‬يعطى مقترحات لتنمية الذكاء الشخصي‪.‬‬ ‫مثاال لكل نوع من الذكاءات المتعددة‪.‬‬ ‫‪ -27‬يعطى ً‬ ‫طا لتلك الذكاءات‪.‬‬ ‫‪ -28‬يضع تخطي ً‬

‫‪ -29‬يستنتج العالقة االرتباطية بين الذكاءات المتعددة‪.‬‬ ‫‪ -31‬يعرف مفهوم التعلم‪.‬‬

‫‪ -31‬يعلل وجود نماذج ونظريات للتعلم‪.‬‬ ‫‪ -32‬يستخلص مايحدث للمتعلم أثناء عملية التعلم‪.‬‬

‫‪ -33‬يعرف المصطلحات التالية (المثير الشرطي‪ ،‬االستجابة الشرطية‪ ،‬المثير الطبيعي‪ ،‬المثير‬ ‫المحايد)‪.‬‬

‫‪ -34‬يحلل الموقف التعليمي عند "بافلوف" ‪.‬‬

‫‪ -35‬يبين كيف يحدث كل من (االنطفاء ‪،‬التدعيم‪ ،‬االسترجاع التلقائي)‬ ‫‪- -36‬يعطى مواقف تربوية لالستفادة من نظرية التعلم باالشتراط الكالسيكي في حياته الدراسية‪.‬‬ ‫‪ -37‬يبين هل حققت نظرية التعلم باالشتراط الكالسيكي التعلم الذي يريده‪.‬‬ ‫‪ -38‬يفسر القوانين التالية (االستعداد أو التهيؤ‪ ،‬التمرين‪ ،‬األثر)‪.‬‬ ‫‪ -39‬يحلل الموقف التعليمي عند "ثروندايك" ‪.‬‬

‫‪ -41‬يعطى مواقف تربوية لالستفادة من نظرية التعلم بالمحاولة والخطأ في حياته الدراسية‪.‬‬ ‫‪ -41‬يبين هل حققت نظرية التعلم بالمحاولة والخطأ التعلم الذي يريده‪.‬‬

‫‪ -42‬يفسر كيف يتعلم الفرد إدراك الموقف الموجود فيه لدي الجشطالتيين‪.‬‬ ‫‪ -43‬يعدد خصائص التعلم بالفهم واالستبصار‪.‬‬

‫‪ -44‬يعطى مواقف حياتية توضح التعلم بالفهم واالستبصار‪.‬‬

‫‪ -45‬يبرز العديد من التطبيقات التربوية لنظرية التعلم بالفهم واالستبصار‪.‬‬ ‫‪ -46‬يبين هل حققت نظرية التعلم باالستبصار التعلم الذي يريده‪.‬‬

‫‪ -47‬يعرض بعض المفاهيم المرتبطة بنظرية تجهيز ومعالجة المعلومات‪.‬‬ ‫‪ -48‬يفسر القوانين التالية‪( :‬العالقة السببية‪ ،‬التعلم السببي‪ ،‬التغذية الراجعة المعلوماتية)‪.‬‬

‫‪ -49‬يعطى مواقف حياتية للقوانين التالية‪( :‬العالقة السببية‪ ،‬التعلم السببي‪ ،‬التغذية الراجعة‬ ‫المعلوماتية)‪.‬‬

‫‪3‬‬


‫‪ -51‬يبين أوجه االستفادة من نظرية تجهيز ومعالجة المعلومات في دراسته ‪.‬‬ ‫‪ -51‬يبين هل حققت نظرية تجهيز ومعالجة المعلومات التعلم الذي تريده‪.‬‬ ‫‪ -52‬يعدد مبادىء التعلم الجيد‪.‬‬

‫‪ -53‬يحدد أسس االستذكار الفعال‪.‬‬

‫‪ -54‬يعطى أمثلة لالستفادة من مبادىء التعلم الجيد في دراسته‪.‬‬

‫‪4‬‬


‫الفصل االول‬

‫الذكاء الواحد والذكاءات المتعددة‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫كانت وال زالت طبيعة الذكاء موضع تأمل ومناقشة من المتخصصين في علم النفس والوراثة‪،‬‬

‫والبيئة وذلك منذ زمن طويل وحتى اآلن‪ ،‬وعلى الرغم من ذلك ال يوجد اتفاق تام حول طبيعة الذكاء‬ ‫حتى اآل ن ‪ ،‬وتلك مشكلة منهجية ألن التنوع في فهم طبيعة الذكاء سيؤدي بطبيعة الحال إلى التنوع في‬

‫كيفية دراسته وقياسه ‪.‬‬

‫وقد يرجع االختالف في فهم طبيعة الذكاء إلى أن الذكاء ليس شيئا ماديا محسوسا‪ ،‬وال يقاس بشكل‬

‫مباشر كما تقاس األطوال واألوزان والمساحات واألحجام‪.‬‬

‫ولقد تطور مفهوم الذكاء (‪)IQ‬من المفهوم الفلسفي "ألرسطو" الذي رأى أن النفس الدنيا هي التى تقوم‬

‫بالوظائف الحيوية التي تقوم بها كل الكائنات الحية (النبات والحيوان واالنسان)‪ ،‬أما العقل فيتميز به‬ ‫اإلنسان عن غيره من الكائنات‪ ،‬والعقل أرقي صور النفس الذي يتحكم في ذكاء اإلنسان وتفكيره ‪ ،‬ثم‬

‫المفهوم البيولوجي الذي يرى وجود جانبين للحياة العقلية‪ ،‬هما‪ :‬الجانب المعرفي والجانب الوجداني‬

‫ووظيفتهما األساسية مساعدة الكائن العضوي على التكيف بطريقة أكثر فاعلية‪ ،‬ثم المفهوم االجتماعي‬ ‫الذي يشير إلى قدرة الفرد على التفاعل مع اآلخرين‪ ،‬وأخي ار المعنى النفسي للذكاء ‪،‬حيث يعرفه "تيرمان"‬

‫بأنه القدرة على التفكير المجرد ‪ ،‬ويعرفه "وكسلر" بأنه قدرة الفرد على العمل الهادف والتفكير المنطقي‬

‫‪،‬ويعرفه "سبيرمان" على أنه القدرة على ادراك العالقات ‪.‬‬

‫فعندما جلست إحدى الطالبات أمام الممتحن الذي سألها من الذي اكتشف أمريكا‪ ،‬كيف تعمل المعدة‪،‬‬

‫كرري الرقم الذي سمعتيه‪ ،‬رتبي مجموعة من الصور‪، ......... ،‬ثم منحها الممتحن درجة تدل على‬ ‫نسبة ذكائها "‪ ، ”IQ‬هذه الدرجة ربما تتنبأ بالقدرة العامة لديها أو بتحصيلها االكاديمي ولكنها لن تتنبأ‬

‫بنجاحها في الحياه" كما أشار "جاردنر" (‪.)2111‬‬

‫يلخص هذا المثال نظرة جاردنر‪-‬عالم النفس األمريكي‪ -‬في الذكاء التي نشرها عام‬

‫يرفض "جاردنر" فكرة أحادية الذكاء‪ ،‬ومفهوم نسبة الذكاء‬

‫‪ ،1983‬وفيها‬

‫"‪ "IQ‬الذي يعتمد عليه أصحاب القرار في‬

‫تصنيف األفراد إلى أذكياء وغير أذكياء‪ ،‬فيرى "جاردنر" أن اإلنسان يمتلك عدة أنواع من الكفاءات أو‬

‫القدرات أطلق عليها الذكاءات ‪ Intelligences‬المتعددة‪ ،‬ورأى أن كل فرد يمتلك هذه الذكاءات بدرجة‬ ‫ما‪ ،‬وان كانت بدرجات غير متساوية ‪ ،‬وهو مايجعل الفرد ممي از في ذكاء ما أكثر من غيره‪ ،‬وأن الذكاء‬

‫‪5‬‬


‫ليس نوعا واحدا وفقا للنظرة التقليدية للذكاء ‪،‬وانما ذكاءات متعددة تتفاعل معا لتنتج أداء ممي از خاصا‬ ‫بكل فرد‪ ،‬وهذه الذكاءات قابلة للنمو ‪.‬‬

‫عرف "جاردنر" الذكاء على أنه القدرة على حل المشكالت في سياقات مختلفة‪ ،‬ورأى ان هناك العديد‬ ‫من الذكاءات من أهمها ‪- :‬‬

‫اوًال‪ :‬الذكاء اللوو‪Linguistic Intelligence::‬‬

‫يشير إلى قدرة الفرد على فهم واستخدام اللغة المنطوقة والمكتوبة بطالقة ومرونة‪ ،‬ويتضمن الذكاء‬

‫اللغوي استخدام اللغة في القراءة والكتابة‪ ،‬وتكوين وتركيب الجمل‪ ،‬وفهم المعاني‪ ،‬وتعبير الفرد عما‬ ‫بداخله ‪ ،‬والتواصل مع اآلخرين ‪.‬‬

‫يتمتع أصحاب الذكاء اللغوي بالخصائص اآلتية ‪- :‬‬

‫طالقة التحدث والتعبير‪ ،‬ودقة صياغة العبارات البالغية‪ ،‬وحب السجع والتالعب باأللفاظ‪ ،‬واالستمتاع‬

‫باأللعاب الكالمية‪ ،‬ودحض الحجة بالحجة‪ ،‬والخطابة‪ ،‬ويتضح هذا النوع من الذكاء أكثر لدى الشعراء‬

‫والكتاب والمعلمين‪..‬‬

‫ولذا يمكن أن تنمي ذكاءك اللغوي من خالل ‪- :‬‬

‫‪-1‬التدريب على كتابة موضوعات التعبير‪.‬‬

‫‪-2‬كتابة القصة القصيرة ‪ ،‬وكتابة الشعر ‪ ،‬والمقال ثم النشر في مجلة المدرسة‪.‬‬

‫‪ -3‬تسميع الكلمات والجمل والنصوص لنفسك قبل أن تسمعها لآلخرين‪.‬‬

‫تطبيق‪ : 1‬اكتب خطابا لصديق لك خارج مصر عن رحلتك ألحد المعالم السياحية بمصر المحروسة ‪.‬‬ ‫تطبيق‪ :2‬سجل األحداث التي مرت بك خالل األسبوعين الماضيين ‪ ،‬ثم ضعها في شكل قصة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الذكاء المنطقي الرياضي ‪Logical- Mathematical intelligence‬‬

‫هو قدرة الفرد على استخدام األعداد والرموز المجردة بفاعلية‪ ،‬وتنظيم العالقات واستخدام لغة األرقام في‬ ‫الوصف والتحليل‪ ،‬والتصنيف ‪ ،‬والتفكير العقالني ‪ ،‬واالستنتاج ‪ ،‬وحل المشكالت بطريقة علمية‪.‬‬ ‫ويتمتع أصحاب الذكاء المنطقي الرياضي بالخصائص اآلتية ‪- :‬‬

‫القدرة على استنتاج العالقات الرياضية‪ ،‬وحب التعامل مع األرقام ‪ ،‬واالستمتاع بإجراء عمليات القياس‪،‬‬

‫والتفكير المنظم ‪ ،‬والتعبير بلغة األرقام أكثر من األلفاظ‪ ،‬واجراء التجارب في البيت والمدرسة‪ ،‬واقباله‬ ‫على األنشطة العلمية أكثر من غيرها‪ ،‬والقدرة على التعامل مع الرسوم البيانية‪ ،‬ويتضح هذا النوع من‬

‫الذكاء لدى معلمي الرياضيات والمحاسبين والباحثين والعلماء‪.‬‬

‫لذا يمكن أن تنمي ذكاءك المنطقي الرياضي من خالل ‪-:‬‬

‫‪-1‬التدريب على القيام بالعمليات الحسابية والرياضية بشكل يومي‪.‬‬ ‫‪6‬‬


‫‪-2‬إجراء عمليات الترتيب والتصنيف باستمرار‪.‬‬ ‫‪ -3‬ربط المعطيات بالمطلوب دائما‪.‬‬ ‫‪-4‬حل األلغاز‪.‬‬

‫‪-5‬القيام بالحساب الذهني يوميا‪.‬‬

‫تطبيق‪ :1‬تابع نشرة األرصاد الجوية لمدة أسبوع والحظ العالقة بين درجة الح اررة ونسبة الرطوبة في‬

‫الجو ‪.‬‬

‫تطبيق‪ :2‬قم بعمل إحصاء ألعداد األميين في قريتك أو الحي الذي تسكن فيه ‪ ،‬ثم صنفهم إلى ‪ :‬ذكور‬

‫واناث‪ ،‬أطفال وكبار‪ ،‬عاملين وغير عاملين ‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬الذكاء البصر‪ :‬المكاني ‪Visual Spatial Intelligence‬‬

‫يشير إلى قدرة الفرد على اإلدراك البصري للعالقات المكانية من حوله وتطويرها‪ ،‬ومعرفة األشكال‪،‬‬

‫واألحجام‪ ،‬وادراك الفرد لبعدي المكان ‪ ،‬بل والبعد الثالث أحيانا من قبل المتميزين في الذكاء البصري‬

‫المكاني‪ ،‬ولذا يتطلب هذا النوع من الذكاء حساسية الفرد لأللوان واألشكال والمساحات والفراغات‬ ‫وعالقاتها باألشياء ‪ ،‬ويتمتع أصحاب الذكاء البصري المكاني بالخصائص التالية ‪-:‬‬

‫حب التصوير‪،‬وفهم وتفسير الصور والخرائط‪ ،‬واالستمتاع بالفنون البصرية والتعبيرية‪ ،‬وتصميم‬ ‫الصفحات‪،‬وتنسيق األلوان‪ ،‬ويتضح هذا النوع من الذكاء أكثر لدى المهندسين المعماريين ‪ ،‬ومهندسي‬

‫الديكور ‪ ،‬ومصممي األزياء ورجال المرور‪.‬‬

‫ولذا يمكن أن تنمي ذكاءك البصر‪ :‬المكاني من خالل ‪- :‬‬

‫‪-1‬حل المتاهات‪.‬‬

‫‪ -2‬تركيب وبناء األشياء‪.‬‬ ‫‪-3‬تصميم النماذج والمجسمات‪.‬‬

‫تطبيق‪ :‬إذا أعطيت قطعة أرض فضاء ‪ ،‬ارسم فيها مخططا للبيت الذي تتمنى أن تعيش فيه‪.‬‬

‫ابعا‪ :‬الذكاء الجسمي الحركي ‪The Bodily – kinesthetic intelligence‬‬ ‫ر ً‬

‫يشير إلى قدرة الفرد على استخدام جسمه ككل أو جزء منه في أداء مميز ‪ ،‬وفي التعبير عن أفكاره‬

‫وأحاسيسه ومشاعره‪.‬‬

‫يتمتع أصحاب الذكاء الجسمي الحركي بالخصائص اآلتية ‪-:‬‬

‫الحركات الجسدية الدقيقة‪ ،‬والتآزر الحركي ‪،‬واالشارات ‪،‬والتوازن‪،‬والمرونة ‪،‬والسرعة ‪ ،‬والقوة ‪،‬وتمثيل‬ ‫األدوار‪ ،‬وسرعة وقوة الحركة‪،‬ومرونة األداء‪ ،‬ويتضح هذا النوع من الذكاء عند العبي الكره‪ ،‬والرياضيين‬ ‫عموما ‪ ،‬والعاملين في المعمار ‪.‬‬

‫‪7‬‬


‫لذا يمكن أن تنمي ذكاءك الجسمي الحركي من خالل ‪- :‬‬ ‫‪-1‬الممارسة اليومية لألنشطة الرياضية‪.‬‬ ‫‪-2‬القيام ببعض األنشطة اليدوية كعمل السجاد والنحت‪.‬‬ ‫‪ -3‬القيام بأعمال الفك والتركيب‪.‬‬ ‫‪ -4‬التمثيل الصامت‪.‬‬

‫تطبيق‪ :‬قم بتمثيل أدوار مشهد صامت للترزي الذي تخيط عنده مالبسك‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬الذكاء الموسيقي‪Musical Intelligence :‬‬

‫يشير إلى قدرة الفرد على إدراك النغمات الموسيقية واإلحساس بها ‪،‬وتذوقها ‪ ،‬وتمييزها ‪ ،‬وتحويلها‬

‫كالمؤلف الموسيقي‪ ،‬والتعبير عنها كالمؤدي ‪ ،‬ويتضمن هذا الذكاء حساسية الفرد لألصوات واإليقاعات‬

‫واأللحان‪ ،‬واإلحساس بنغمات وطبقات الصوت‪ ،‬ويتمتع أصحاب الذكاء الموسيقي بالخصائص اآلتية‪-:‬‬

‫الحساسية للنغمات واألصوات‪ ،‬والتذوق الموسيقي‪،‬والتمييز بين األصوات‪ ،‬وحب الغناء ‪ ،‬ويتضح هذا‬

‫النوع من الذكاء أكثر لدى الموسيقيين ‪ ،‬والعازفين‪.‬‬

‫لذا يمكن أن تنمي ذكاءك الموسيقي من خالل ‪- :‬‬

‫‪-1‬العزف على آلة موسيقية‪.‬‬ ‫‪-2‬أداء األغاني القصيرة‪.‬‬

‫‪-3‬اإلنشاد مع فريق اإلنشاد الصفي‪.‬‬ ‫‪ -4‬تقليد اآلخرين‪.‬‬ ‫‪-5‬تذكر األلحان‪.‬‬

‫تطبيق‪ :‬استخرج الصوت الناشز من بين أعضاء فريق اإلنشاد بالمدرسة‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬الذكاء االجتمايي‪Social intelligence :‬‬ ‫ً‬

‫يشير إلى قدرة الفرد على إدراك مشاعر اآلخرين‪ ،‬وتعبيراتهم ‪ ،‬وعالقاتهم ‪ ،‬وفهمها ‪ ،‬واالستجابة لكل‬

‫ذلك بفاعلية ‪.‬‬

‫ويتضمن ذلك فهم اآلخرين وتعبيراتهم اللفظية ‪ ،‬والجسمية والتفاعل معها والتعاطف معهم‪ ،‬كما يتضمن‬

‫فهم الفرد لطبيعة العالقة بينه وبين اآلخرين بعضهم البعض ‪ ،‬وسرعة التصرف في المواقف االجتماعية‬ ‫التي قد تتطلب من الفرد أحيانا سرعة البديهة ‪.‬‬

‫ويتمتع أصحاب الذكاء االجتماعي بالخصائص اآلتية ‪-:‬‬

‫‪8‬‬


‫كسب األصدقاء بسهولة‪ ،‬حب مشاركة اآلخرين في أفراحهم وأحزانهم‪ ،‬تقبل اآلخر‪ ،‬بدء الحوار مع‬ ‫اآلخر‪ ،‬إعطاء النصائح لألصدقاء‪ ،‬والقدرة على القيادة ويتضح هذا النوع من الذكاء أكثر لدى القادة‬

‫‪،‬ورجال الدين ‪ ،‬واألخصائيين النفسيين‪ ،‬واألخصائيين االجتماعيين والمعالجين‪.‬‬ ‫لذا يمكن أن تنمي ذكاءك االجتمايي من خالل ‪- :‬‬

‫‪-1‬ممارسة الرياضات الجماعية‪.‬‬

‫‪-2‬المشاركة في جماعات النشاط المدرسية‪.‬‬ ‫‪-3‬زيارة األصدقاء واألقارب بشكل دوري‪.‬‬ ‫‪-4‬إدارة الحوار مع اآلخرين‪.‬‬ ‫‪-5‬تعليم اآلخرين ‪.‬‬

‫‪ -6‬القيام بأدوار قيادية‪.‬‬

‫تطبيق ‪ :‬نظم لرحلة مع االخصائي اإلجتماعي يمكن أن تقوم بها المدرسة ‪ ،‬موضحا فقرات األنشطة‬ ‫ومن الذي سيدير كل نشاط من هذه األنشطة‪.‬‬

‫سابعا الذكاء الشخصي ‪Personal Intelligence :‬‬

‫يشير إلى قدرة الفرد على فهم ذاته وامكاناته الحقيقية وتمييزها وتصنيفها‪ ،‬والتصرف تبعا لهذه‬ ‫اإلمكانات‪.‬‬ ‫ويتضمن هذا الذكاء معرفة الفرد لنفسه ولقدراته الحقيقية‪ ،‬ومعرفته كذلك لجوانب ضعفه وقوته ‪.‬‬ ‫لذا علينا نحن اآلباء والمعلمين أن نتقبل هذا وأال نطلب من أبنائنا وتالميذنا أكثر مما تسمح به‬ ‫إمكاناتهم ‪ ،‬وال نضع لهم مستوى طموح قد ال تمكنهم قدراتهم من الوصول اليه‪ ،‬فيتعرضون لإلحباط ‪،‬‬ ‫وأن نقارن الطالب بنفسه ال بغيره من الطالب فيشعر بالتحسن ‪ ،‬بل ويشعر المحيطون به بذلك ‪.‬‬ ‫ويتمتع أصحاب الذكاء الشخصي بالخصائص اآلتية ‪-:‬‬ ‫التأمل كثيرا‪ ،‬والوعي بالذات ‪ ،‬والقدرة على تحديد األهداف ‪ ،‬والقدرة على اتخاذ القرار ‪،‬واالستمتاع‬ ‫باألنشطة الفردية ويتضح هذا النوع من الذكاء أكثر لدى الفالسفة والعلماء‪.‬‬

‫لذا يمكن أن تنمي ذكاءك الشخصي من خالل ‪- :‬‬

‫‪ -1‬اإلجابة عن السؤال "من أنا؟" ‪.‬‬ ‫‪ -2‬تسجيل األحداث اليومية في دفتر خاص بك وتحديد نجاحاتك أو تعثرك‪.‬‬ ‫‪ -3‬القراءة في كتب علم النفس والتنمية البشرية لتعرف كثي ار عن نفسك‪.‬‬ ‫‪ -4‬التفكير كثي ار في أهدافك القريبه والبعيدة في الحياة‪.‬‬ ‫‪ -5‬ممارسة األنشطة الفردية‪.‬‬ ‫تطبيق‪ : 1‬اكتب أهدافك التي حققتها وأهدافك التي لم تتحقق‪.‬‬ ‫تطبيق ‪ :2‬أكتب سيرتك الذاتية ‪.‬‬ ‫‪9‬‬


‫الفصل الثاني‬ ‫نظريات التعلم وتطبيقاتها التربوية‬ ‫المقدمة‬

‫يعد اهتمام اإلنسان بتأمل ودراسة سلوكه الذاتى وسلوك من يحيط به قديم قدم وعي اإلنسان بوجوده‬

‫وبوجود اآلخر‪ ،‬ومع بداية القرن التاسع عشر بدأت العديد من المحاوالت التجريبية لدراسة العديد من‬

‫الموضوعات التي يهتم بها علم النفس مثل‪ ( :‬التفكير‪ ،‬والتعلم‪ ،‬والتحصيل الدراسى ـ‪ .).....‬ويعد التعلم‬

‫من الموضوعات األساسية التي يهتم بدراستها علم النفس التربوى ‪.‬‬

‫معني التعلم‬

‫نحن ال نستطيع مالحظة التعلم بشكل مباشر ‪ ،‬وانما يستدل عليه من السلوك ذاته ـ وعلي هذا يمكن‬

‫أن نعرف التعلم علي النحو اآلتي ـ " التعلم هو تغير شبه دائم في سلوك الفرد ناتج عن الخبرة‬

‫والممارسة ‪.‬‬

‫لكن هل كل تغير في األداء يعتبر تعلما ؟‬

‫فالنمو يؤدي إلى تغير في األداء ‪ ،‬وكذلك التعب واإلرهاق يؤديان كذلك إلى تغير في األداء ‪ ،‬لكن‬

‫هل هذه التغيرات تعتبر تعلما ؟‬

‫التغيرات في األداء الناتجة عن النمو ال تعتبر تعلما ألن العوامل المسئولة عن هذا التغير هي عوامل‬

‫بيولوجية خارجة عن إرادة الفرد ‪ ،‬وليست نتيجة الخبرة والممارسة كما سبق اإلشارة في تعريف التعلم ‪،‬‬ ‫وكذلك التغيرات الناتجة عن التعب ال تعتبر تعلما ألن هذا التعب سريعا ما يزول بمجرد أن يأخذ الكائن‬

‫يعا ‪.‬‬ ‫الحي قسطا من الراحة ‪ ،‬والتعلم وفقا للتعريف السابق هو تغير شبه دائم ال يزول سر ً‬

‫نماذج ونظريات التعلم‬

‫ليس اإلنسان في حاجة إلي أن يتعلم فقط‪ ،‬ولكن غالباً ما يدفعه حب االستطالع إلي محاولة التعرف‬

‫علي كيفية التعلم؟‪ ،‬وقديماً كانت الخبرة الوسيلة األساسية في تعلم الكثير من أمور الحياة ‪ ،‬وساهمت‬

‫الدراسات واأل بحاث في مجال التربية وعلم النفس في زيادة االهتمام بنظريات التعلم المختلفة‪ ،‬حتى‬ ‫أصبحت المبادئ والقوانين التي تستند عليها كل نظرية هي الوسيلة في الحكم علي مدى كفاية وفاعلية‬ ‫الموقف التعليمي في المدرسة ‪ ،‬والتي يمكن من خاللها اإلجابة عن عدة أسئلة حينما نتحدث عن التعلم‬

‫مثل ‪:‬ـ‬

‫‪10‬‬


‫ـ ماذا يحدث للمتعلم أثناء يملية التعلم؟‬

‫ـ ما يالقة العوامل الداخلية ( الدافعية ـ الخبرة السابقة ـ القلق ‪ )....‬بالتعلم؟‬

‫ـ ما أثر العوامل الخارجية مثل العمل المراد تعلمه ـ كم الممارسة في التعلم ؟‬ ‫وفيما يلى عرض لبعض نظريات التعلم وبعض التطبيقات التربوية لها في مجال التعلم المدرسي بصفة‬

‫خاصة ‪ ،‬ومجاالت التعلم بصفة عامة ‪.‬‬

‫أوالًـ نظرية التعلم الشرطى الكالسيكي‬

‫هي أولى النظريات السلوكية ظهو اًر وأكثرها شيوعاً ومؤسسها العالم الروسي "إيفان بافلوف‪Pavlov‬‬ ‫‪ 1936 –1849‬المتخصص في فسيولوجيا الجهاز الهضمي ‪ ،‬وأجرى فيها بحوثا حصل بها على جائزة‬ ‫"نوبل" عام "‪ ، "1914‬وحينما كان يجري إحدى تجاربه ألحد الحيوانات في الغدد اللعابية الحظ مالحظة‬

‫هامة هي أن الحيوان يفرز لعابه حين يتعرض لبعض المثيرات التي ترتبط ارتباطاً متكر اًر بالطعام (‬ ‫مسحوق اللحم )‪ ،‬وليس حينما يوضع الطعام في فمه فعال ‪ ،‬والمعروف أن وظيفة اللعاب الفسيولوجية‬

‫هي تيسير مضغ الطعام وبلعه وهضمه ‪ ،‬ولكن بافلوف الحظ أن الحيوان يفرز اللعاب لمثيرات أخرى‬

‫محايدة بخالف الطعام وهذا يدل علي أنه يستجيب لمثير آخر سماه بافلوف " فيما بعد المثير الشرطي‬ ‫"تميي اًز له عن المثير الطبيعي ‪ ،‬وهو ما أدى إلى تسمية النظرية بنظرية " التعلم الشرطي الكالسيكي "‪.‬‬

‫أ ـ بعض المفاهيم األساسية المرتبطة بالنظرية‬

‫‪ -‬المثير الطبيعي‪ :‬هو المثير الذي تنشأ عنه االستجابة الطبيعية عند تقديمه في البداية ‪ ،‬وهو الطعام (‬

‫مسحوق اللحم) ويرمز إليه ( م‪ /‬ط)‪.‬‬

‫االستجابة الطبيعية‪ :‬هي االستجابة بسيالن اللعاب نتيجة المثير الطبيعي وهو الطعام ‪ ،‬ويرمز لها‬‫بالرمز (س‪/‬ط) ‪.‬‬

‫المثير المحايد‪ :‬هو المثير الذي التنشأ عنه استجابة سيالن اللعاب قبل اقت ارنه بالمثير الطبيعي ‪ ،‬وقد‬‫استخدم "بافلوف" صوت الجرس كمثير محايد في البداية ‪.‬‬

‫‪ -‬المثير الشرطي‪ :‬هو المثير المحايد في البداية ثم أصبح بعد اقترانه بالمثير الطبيعي (الطعام) لعدة‬

‫مرات قاد ًار بمفرده علي انتزاع االستجابة (سيالن اللعاب) التى يصدرها المثير الطبيعي ‪ ،‬لذا سمي مثي ار‬

‫شرطيا ‪،‬ويرمز له بالرمز ( م ‪ /‬ش)‪.‬‬

‫‪ -‬االستجابة الشرطية‪ :‬هي االستجابة التى تنشأ نتيجة المثير الشرطي ‪،‬حيث نالحظ أن تقديم المثير‬

‫قادر علي انتزاع االستجابة الطبيعية وهي‬ ‫الشرطي بمفرده – دون مصاحبة المثير الطبيعي له ‪ -‬يكون ا‬ ‫سيالن اللعاب‪ ،‬ويرمز لها بالرمز (س‪/‬ش)‬

‫‪11‬‬


‫ب‪ -‬بعض قوانين النظرية ‪:‬‬

‫* قانون التدييم ‪Law of Reinforcement‬‬ ‫تتوقف قدرة المثير الشرطي في إصدار االستجابة الشرطية علي عدد مرات اقترانه وتدعيمه بالمثير‬ ‫الطبيعي ‪ ،‬وكذلك الفاصل الزمنى بين المثير الشرطي والمثير الطبيعي ‪ ،‬لذا عندما يجيب الطالب عن‬

‫سؤال المعلم إجابة صحيحة ‪ ،‬على المعلم أن يشجعه ويدعمه مباشرة ‪.‬‬ ‫* قانون االنطفاء ‪Law of Extinction‬‬

‫عند تكرار تقديم المثير الشرطي دون أن يعقبه أو يدعمه المثير الطبيعي ‪ ،‬فإن االستجابة الشرطية‬

‫تتضاءل تدريجياً ويحدث لها ما يسمي "باالنطفاء "‪ ،‬لذلك إذا امتنع المعلم عن السماح للطالب الذي‬

‫يقول " أنا ‪..‬أنا ‪ "....‬باإلجابة عند طلبه لها ‪ ،‬فإن هذه االستجابة بكلمة "أنا ‪...‬أنا‪ "....‬ستتضاءل‬

‫ويحدث لها انطفاء ‪ ،‬وتقل الفوضى في الفصل ويزداد االنضباط بما يؤثر إيجابا على التعلم ‪.‬‬

‫* قانون االسترجاع التلقائى ‪Law of Spontaneous rescovery‬‬

‫عند تقديم المثير الشرطي بعد فترة من حدوث االنطفاء يمكن أن تظهر االستجابة الشرطية مؤقتًا ‪،‬ولكن‬ ‫ليس بنفس قوة االستجابة السابقة‪ .،‬وهنا يقال إنه تمت عملية استرجاع تلقائي لالستجابة الشرطية ‪.‬‬

‫جـ التطبيقات التربوية للنظرية‬

‫‪1‬ـ تقدم النظرية تفسيرات كثيرة حول كيف يمكن تعلم ردود األفعال االنفعالية مثل‪ :‬الخوف المرتبط‬ ‫بمثيرات معينة كالغضب‪،‬والقلق ‪ ،‬وخبرات األلم عموما وجميعها استجابات انفعالية يمكن تشريطهاـ‬

‫مثال ‪ :‬يتعلم األطفال الخوف من الذهاب إلي طبيب األسنان بسبب خبرات األلم المرتبطة بالذهاب إليه‪.‬‬ ‫‪2‬ـ يمكن تعديل بعض االستجابات غير المرغوبة من خالل تكوين ما يسمى باإلشراط المضاد أو العكس‬ ‫مثال ـ الخوف من الظالم يتم تغييره من خالل ربطه بمثير غير شرطي مرغوب فيه والعكس ‪.‬‬

‫‪3‬ـ يمكن االعتماد علي االستجابة الشرطية في تكوين اتجاهات موجبة لدي التالميذ نحو المدرسة بوجه‬ ‫عام ‪ ،‬والتعلم بوجه خاص ‪.‬‬

‫مثال ‪ :‬ارتباط الذهاب إلي المدرسة باألنشطة المحببة للطالب ‪.‬‬ ‫‪4‬ـ إحالل نماذج شرطية لعالقات جديدة مرغوبة بين مثيرات واستجابات واطفاء النماذج اإلشراطية‬

‫للعالقات غير المرغوبة ‪.‬‬

‫‪.5‬تعليم القراءة لألطفال من خالل اقتران الجملة المطلوب قراءتها بالصورة المعبرة عنها ‪.‬‬

‫ثانياً ـ نظرية التعلم بالمحاولة والخطأ‬

‫في الوقت الذي كان "بافلوف" يجري فيه تجاربه كان عالم النفس األمريكي "إدوارد لي ثورنديك"‬

‫‪ )1949 -1874(Edward Lee Thorndike‬الذي كان يعمل في جامعة "كولومبيا" يجري تجاربه‬ ‫‪12‬‬


‫أيضا على تعلم القطط ‪،‬وهو من أهم العلماء الذين ساهموا في تفسير التعلم عن طريق المحاولة والخطأ‬ ‫" أو التعلم عن طريق االنتقاء والربط واتاحة الفرصة أمام الكائن الحى كي يختار من بين االستجابات‬

‫الممكنة ‪ ،‬تلك االستجابة التى تحقق له الهدف ‪ ،‬ثم الحصول علي التعزيز‪ ،‬وقد أجرى ثورنديك التجربة‬

‫التي وضع فيها قطا جائعا داخل قفص ‪،‬حيث أظهر القط في البداية نشاطا عشوائيا ‪ ،‬وكان على القط‬

‫الجائع إصدار استجابة معينة للخروج من القفص والحصول علي الطعام الذي يوجد خارج القفص كأن‬ ‫يشد الحبل أو يجذب حلقة ‪ ،‬أو يحرك سقاطة الباب وجميعها استجابات تحقق الهدف وهو الخروج من‬

‫القفص أى حدوث التعلم ‪.‬‬

‫اتخذ "ثورنديك" الزمن الذي استغرقه القط لحل المشكلة وهي فتح الباب والخروج من القفص دليال على‬

‫التعلم ‪ ،‬بمعنى أنه كلما تناقص الزمن كان ذلك دليال علي تعلم الحيوان االستجابة الصحيحة لحل‬ ‫المشكلة وهي استجابة الخروج من القفص للحصول على الطعام ‪،‬واعتبر"ثروندايك" كل فرصة تعطى‬

‫للقط محاولة مستقلة بذاتها‪ ،‬وتنتهي هذه المحاولة عندما يستجيب الحيوان االستجابة الصحيحة بالخروج‬ ‫والحصول على الطعام ‪.‬‬

‫سجل " ثورنديك " عدد المحاوالت وزمن كل محاولة وكان التحسن التدريجي يتمثل في تناقص الزمن‬

‫مع تكرار المحاوالت‪ ،‬وقد استخدم "ثورنديك " الطعام كتعزيز لتقوية الرابطة بين المثير واالستجابة ‪.‬‬

‫أ ـ بعض قوانين النظرية‪.‬‬

‫قانون التمرين ‪Law of Exercise‬‬

‫يشير إلى ممارسة االرتباط بين المثير واالستجابة ‪ ،‬ويتضمن هذا القانون نمطين‪-:‬‬

‫األول‪ :‬قانون االستعمال ‪ Law of use‬ويقصد به " أن التمرين أو الممارسة تؤدي إلى تقوية الرابطة‬ ‫بين المثير واالستجابة " وبالتالي كلما زادت مرات الممارسة قوي االرتباط أكثر‪.‬‬

‫مثال ‪ :‬تدريب طالب الثانوية العامة على االمتحانات ‪ ،‬هذا التدريب يقوي الرابطة بين السؤال والجواب‬

‫الصحيح عن هذا السؤال في كل مقرر على حده ‪ ،‬وتزداد هذه الرابطة قوة بقدر ما يحل من امتحانات‬ ‫وتدريبات بما يؤثر إيجابا في التحصيل الدراسي للطالب‪.‬‬

‫الثانى‪ :‬قانون اإلهمال أو عدم االستعمال ‪, Law of disuse‬ويشير إلى " عدم الممارسة أو التمرين‬ ‫لفترة من الزمن يؤدي إلى إضعاف الرابطة بين المثير واالستجابة" ‪.‬‬

‫ففي المثال السابق اإلهمال وعدم حل امتحانات في مقرر من المقررات يضعف الرابطة بين سؤال‬

‫معين واإلجابة الصحيحة عن هذا السؤال ‪ ،‬بما يؤثر سلبا في التحصيل الدراسي للطالب ‪.‬‬

‫‪13‬‬


‫*قانون األثر ‪Law of effect‬‬ ‫يشير "ثروندايك" إلى أن قوة االرتباط ال تنشأ فقط بسبب تكرار مرات االقتران بين المثير واالستجابة ‪،‬‬ ‫وا نما تنشأ بسبب األثر الطيب الناشئ عن التعزيز الذي يلي حدوث االستجابة ‪ ،‬وهذا هو التفسير الذي‬

‫يبنى عليه "قانون األثر" ‪ ،‬والذي يشير إلى أن االرتباط بين المثير واالستجابة يقوى أو يضعف نتيجة‬

‫لما يترتب على االستجابة من شعور باالرتياح أو عدم االرتياح‪.‬‬

‫ولذا ينص القانون على أنه عند تكوين ارتباط بين مثير ما واستجابة ما ‪ ،‬فإن هذا االرتباط يقوى إذا‬

‫حققت هذه االستجابة اإلشباع للفرد ويلى هذا االشباع شعور الفرد باالرتياح ‪،‬ويضعف هذا االرتباط إذا‬ ‫لم تحقق هذه االستجابة اإلشباع للفرد ويلى هذا االشباع شعور الفرد بعدم االرتياح‪.‬‬

‫مثال ‪ :‬إذا أجبت عن سؤال المعلم إجابة صحيحة فستشعر باالرتياح والسرور ‪ ،‬وهذا الرضا سيجعلك‬

‫تتذكر هذه اإلجابة بسرعة إذا سؤلت نفس السؤال فيما بعد ‪ ،‬وبالتالي ستقوى الرابطة بين هذا السؤال‬ ‫واإلجابة الصحيحة عنه ‪ ،‬واذا لم تجب عن السؤال إجابة صحيحة فستشعر بعدم االرتياح ‪ ،‬وبالتالي‬

‫ستضعف الرابطة بين هذا السؤال وتلك اإلجابة غير الصحيحة ‪.‬‬ ‫* قانون االستعداد أو التهيؤ ‪Law of Readiness‬‬

‫يصف هذا القانون األسس الفسيولوجية لقانون األثر ‪ ،‬فهو يفسر حاالت االرتياح وعدم االرتياح التي‬

‫أشار إليها "قانون األثر" وبالتالي فهو يحدد الظروف التي يشعر فيها المتعلم بالرضا أو الضيق وهي‬ ‫تتضمن ثالثة احتماالت‪ ،‬وهي ‪- :‬‬

‫أ‪ -‬إذا كان الفرد مهيئا لالستجابة ‪ ،‬وتمت استثارته علي نحو يؤدي إلي إصدار هذه االستجابة ‪،‬‬ ‫حينذاك سيشعر بالرضا واالرتياح‪.‬‬

‫مثال‪ :‬إذا سألك المعلم سؤاال وكنت مستعدا لإلجابة ‪ ،‬وأجبت عن السؤال إجابة صحيحة فإن هذا‬ ‫يشعرك بالرضا واالرتياح ‪.‬‬

‫ب‪ -‬إذا كان الفرد مهيئا لالستجابة ‪،‬ولم يعط الفرصة إلصدار هذه االستجابة؛ فإنه سيشعر بالضيق‬ ‫وعدم االرتياح ‪.‬‬

‫مثال ‪:‬إذا سأل المعلم الصف سؤاال ‪،‬وكنت مستعدا لإلجابة عن هذا السؤال ‪ ،‬إال أنه لم يطلب منك‬ ‫المعلم اإلجابة فستشعر بالضيق وعدم االرتياح ‪.‬‬

‫ج‪ -‬أما إذا لم يكن الفرد مهيئا لالستجابة ‪ ،‬وتمت استثارته على نحو أجبر فيه على إصدار هذه‬ ‫االستجابة فإنه سيشعر بالضيق وعدم االرتياح‬

‫مثال‪ :‬عندما يسألك المعلم سؤاال وأنت غير مستعد لإلجابة عن هذا السؤال ‪ ،‬وتضطر لالستجابة فإنك‬

‫بطبيعة الحال ستشعر بالضيق وعدم االرتياح‪.‬‬

‫‪14‬‬


‫ب ـ التطبيقات التربوية للنظرية‬

‫‪ -1‬استثارة دافعية المتعلمين عن طريق اشراكهم في اختيار أنشطة التعلم وأساليبه مما يجعل بيئة التعلم‬ ‫مثيرة وجذابة ‪.‬‬

‫‪- 2‬أن تعلمك لمهارة ما أو مقطوعة موسيقية يعتمد بشكل كبير علي الممارسة التى تعد أساس عملية‬ ‫التعلم ‪.‬‬

‫‪ -3‬ضرورة تقوية الروابط بين المثيرات واالستجابات بالتكرار أو التدعيم عند تعلم مهارات عقلية أو‬ ‫حركية أو تكوين عادات سلوكية مرغوبة‪ ،‬أو تذكر معلومات لفظية ‪،‬أو عند ممارسة أنشطة أو تدريبات‬

‫لغوية أو تمرينات رياضية ‪ ،‬وكذلك مهارات الفك والتركيب والتجميع ‪ ،‬واألنشطة اليدوية األخرى كالرسم‬ ‫والتلوين ‪.‬‬

‫‪ -4‬التهيئة والتمهيد للدرس خطوة أساسية تساعد الطالب على فهم واستيعاب الشرح‪.‬‬

‫ثالثاً ـ نظرية التعلم بالفهم واالستبصار ( الجشطالت )‬ ‫أسس مجموعة من العلماء في ألمانيا ومنهم‬

‫"كوهلر وكوفكا وفرتهيمر‬

‫‪Kohler,Koffka and‬‬

‫‪ )1943- 1881( "Wertheimer‬ما يسمي بمدرسة الجشطالت ويقصد بمصطلح "الجشطالت "‬

‫الصيغة أو الشكل أو الكل المنظم الذي يزيد علي مجموع أجزائه ‪ ،‬فالجشطالت هو "كل تتكون فيه‬

‫طا ديناميكياً فيما بينها ‪،‬وكذلك فيما بينها وبين‬ ‫األجزاء المكونة له من عناصر وعالقات مترابطة تراب ً‬

‫الكل ذاته "‪.‬‬

‫قدمت نظرية التعلم الجشطالتي تفسي اًر جديداً للتعلم من خالل معرفة كيف يدرك الفرد نفسه والبيئة‬ ‫المحيطة به في قانون " ال كل أكبر من مجموع أجزائه" و مثال ذلك حينما تق أر كلمة "أم " ال تق أر‬ ‫حروف منفصلة (أ ـ م ) ‪ ،‬ولكن تق أر الكلمة كوحدة كلية ‪.‬‬

‫تم اجراء التجارب الشهيرة علي القردة على أساس أن يوضع الموز الشباع دافع الجوع بعيدا عن تناول‬ ‫الحيوان ‪ ،‬وال يتم إشباع دافع الجوع لديه إال بعد حله للمشكلة ووصوله إلى الموز‪ ،‬ومن أمثلة هذه‬

‫المشكالت وضع الموز في أعلى سقف القفص الذي يوجد فيه القرد مع وجود صندوق أو صندوقين في‬

‫أحد جوانب القفص كمعينات يمكن للقرد استخدامها للوصول إلى الموز‪ ،‬وقد يوضع الموز في بعض‬

‫التجارب خارج القفص ‪ ،‬مع وضع بعض العصي داخل القفص ‪ ،‬بحيث ال يستطيع القرد الوصول للموز‬ ‫خارج القفص إال باستخدام هذه العصي في جذب الموز من خارج القفص ‪.‬‬

‫أـ كيف تتم يملية التعلم بالفهم واالستبصار لد‪ :‬الجشطالتين‬

‫يرى علماء نفس الجشطالت أن القرد يدرك المواقف أو األحداث التى يمر بها بشكل كلي يستجيب لها‬

‫في إطار معرفي‪ ،‬كما أن التعلم يحدث لديهم من محاولة واحدة تسبقها فترة تأمل وانتظار تتخللها عملية‬ ‫‪15‬‬


‫تنظيم واعادة تنظيم لعناصر الموقف وعالقات المجال اإلدراكي الذي يوجد فيه القرد لوضعها في صورة‬ ‫"الكل المتكامل" ‪ ،‬عندئذ يحدث التعلم باالستبصار‪ ،‬فالقرد لم يدرك الصناديق والعصي على أنها أدوات‬

‫للتسلية ولكن أدركها على أنها وسائل معينة للوصول للهدف وهو الموز ‪ ،‬باإلضافة إلى إدراكه للعالقات‬

‫التي تربط بين هذه العناصر ‪.‬‬

‫ـولذا تعد عمليتى الفهم ‪ ،‬وادراك العالقات من أهم العمليات التى يمارسها الفرد في كافة مواقف التعلم‬

‫المعقدة ‪ ،‬وهما خاصيتان ال توجدان في النظريات السلوكية التي يتم التعلم فيها علي أساس االرتباط بين‬ ‫المثيرات واالستجابة ‪ ،‬كما سبق اإلشارة فى نظريتي التعلم الشرطي ‪ ،‬والتعلم بالمحاولة والخطأ ‪.‬‬

‫ب ـ خصائص التعلم بالفهم واالستبصار‬

‫* االنتقال من مرحلة ما قبل الحل إلى الحل هو انتقال مفاجىء‪.‬‬

‫* األداء القائم علي الحل باالستبصار في أغلب األحيان خاليا من األخطاء‪.‬‬

‫* الحل باالستبصار الذي يكتسبه الكائن لموقف ما يظل محتفظاً به لمدة طويلة ‪.‬‬

‫* يستطيع الفرد تطبيق أنماط التعلم باالستبصار بسهولة في المواقف المشابهة وهو ما يعرف بانتقال‬

‫أثر التعلم ‪.‬‬

‫* التعلم باالستبصار موجود لدى كافة الكائنات الحية علي السواء مع االختالف في درجة التعلم ‪،‬‬

‫حيث يزداد تبعاً لدرجة ارتقاء ونمو الكائن الحى ‪.‬‬

‫* ال يحدث انطفاء للتعلم باالستبصار ألنه يصبح جزءاً من الذاكرة طويلة المدي ‪.‬‬

‫عزيزى الطالب ـ فيما يتعلق بقوانين التعلم الجشطالتى؛ فهى نفسها قوانين اإلدراك التي سبق لك أن‬

‫درستها في العام الماضى‪.‬‬

‫جـ ـ التطبيقات التربوية للنظرية‬

‫ـ يتم التعلم عن طريق الفهم وادراك المعنى وليس الحفظ ‪.‬‬

‫ـ ضرورة إعادة تنظيم الخبرات السابقة بطريقة كلية وجديدة ‪.‬‬

‫ـ التعلم وفق هذه النظرية يعتمد أساساً علي إدراك العالقات التي قد تكون قائمة بين عناصر الموقف أو‬ ‫الدرس ‪ ،‬لذلك يجب تحديد وابراز العالقات التى تربط عناصر الدرس مع استمرار اكتشاف باقى‬

‫العالقات بين العناصر األخرى ‪.‬‬

‫ـ ضرورة االستفادة من المعلومات والمعرفة في المواقف الجديدة وتوضيح أوجه التشابه بين ما هو جديد‬ ‫من مادة تعليمية ‪ ،‬وما سبق تعلمه من خبرات ‪.‬‬

‫ـ التعلم يحدث نتيجة اإلدراك الكلي للموقف وليس نتيجة إدراك أج ازئه المنفصلة‬

‫مثل تعلم القراءة والكتابة بطريقة الكلمة ( الطريقة الكلية ) بدالً من الحرف (الطريقة الجزئية)‪.‬‬ ‫‪16‬‬


‫رابعاً ـ نظرية تجهيز ومعالجة المعلومات‬

‫يشير "دونالد أـ نورمان " أحد أبرز العلماء الذين ساهموا في هذه النظرية والتي تفترض أن التعلم يرتبط‬

‫ارتباطا وثيقا بتخزين المعلومات وبعض العمليات المعرفية األخرى ‪،‬كما أنه يتضمن ويتطلب القدرة علي‬ ‫أداء مجموعة من المهام بدقة شديدة؛ فالتعلم لدي "نورمان " يتم من خالل التخزين الجيد للمعلومات ‪،‬‬ ‫وبالتالي إضافة معلومات جديدة إلي الذاكرة ‪ ،‬ثم األداء الجيد ‪ ،‬وهذا اليمكن أن يتم كعملية أوتوماتيكية‬ ‫تتحكم فيها قوانين ‪ ،‬مثل قانون األثر عند "ثروندايك" أو التعزيز ‪ ،‬وانما يكون الدور األكبر للمعلومات‬

‫التي يتم الحصول عليها ‪،‬ولذا يجب تحديد الشروط المناسبة للموقف التعليمى‪ ،‬والعمليات التي يتم من‬ ‫خاللها تجهيز ومعالجة المعلومات لدى الفرد ‪ ،‬ومنها ‪- :‬‬

‫‪ ‬االستقبال ‪ :‬يتم من خالل استقبال الفرد للمنبهات والمثيرات الواردة من العالم الخارجي من خالل‬ ‫الحواس التي وهبها هللا إياها ‪.‬‬

‫‪ ‬الترميز ‪ :‬يتم من خالل إضفاء واعطاء معانى ذات داللة محددة للمدخالت الحسية فى الذاكرة ‪.‬‬

‫‪ ‬االحتفاظ ‪ :‬يتم من خالل عملية االحتفاظ بالمعلومات في الذاكرة ‪ ،‬ويختلف مستوى االحتفاظ باختالف‬ ‫نوع الذاكرة ومستوى التنشيط الذي يحدث فيها ‪.‬‬

‫‪ ‬االسترجاع ‪ :‬يتم من خالل استدعاء المعلومات والخبرات السابقة التي تم ترميزها وتخزينها ‪.‬‬ ‫ا‪-‬قوانين التعلم في هذه النظرية ‪:‬‬

‫يلخص "نورمان" مفاهيمه األساسية ين التعلم في ثالثة قوانين رئيسة ‪ ،‬هي ‪- :‬‬

‫* قانون العالقة السببية‪.‬‬

‫لكى يتعلم الفرد العالقة بين الفعل والنتيجة البد أن تكون هناك عالقة سببية واضحة بينهما‪.‬‬

‫* قانون التعلم السببي ‪.‬‬

‫لهذا القانون جزءان ـ الجزء األول ـيتعلق بالنتائج المرغوبة حيث يميل الكائن الحى إلى تكرار‬ ‫االستجابات التى لها عالقة سببية واضحة بالنتائج المرغوب فيها ‪.‬‬

‫الجزء الثانى يتعلق بالنتائج غير المرغوب فيها ‪ ،‬حيث يميل الكائن الحي إلى تجنب االستجابات التى‬ ‫لها عالقة سببية واضحة بالنتائج غير المرغوب فيها‪.‬‬

‫مثال ‪ :‬الطالب الذي يمارس الرياضة باستمرار ‪ ،‬وفي نفس الوقت يتجنب أن يشتري األطعمة من‬

‫الباعة الجائلين حرصا على صحته ‪.‬‬

‫‪17‬‬


‫* قانون التوذية الراجعة المعلوماتية‪.‬‬

‫كما من المعلومات‬ ‫يشير هذا القانون إلى أن ناتج أى عمل تؤديه ‪،‬أو فعل تفعله أو حدث سيوفر لك ً‬ ‫عن هذا العمل أو الفعل تسمي "التغذية الراجعة المعلوماتية" تفيدك في تصحيح المسار‪ ،‬وبالتالى يحدث‬

‫التعلم‪ ،‬ومن هنا يرتبط التعلم ارتباطا وثيقا بالفهم ‪.‬‬

‫مثال ‪ :‬يقال إنك تعلمت الشطرنج حينما تفهم جيداً النقالت واالستراتيجيات األساسية للعبة وغرضها‪،‬‬

‫والعالقة بين بعض الحركات‪ ،‬ونتائجها التي تحصل منها على التغذية الراجعة المعلوماتية‪ ،‬وقد تعتقد‬

‫أنك تعلمت الشطرنج ‪،‬ولكنك إذا لم تستطع اللعب أمام العب يتحدى قدراتك ‪ ،‬فإنك فى الحقيقة لم‬ ‫تتعلمه‪.‬‬

‫التطبيقات التربوية للنظرية‬ ‫إطار مرجعياً لفهم العديد من العمليات المعرفية المركبة على نحو‬ ‫‪ -1‬يوفر إطار معالجة المعلومات ًا‬ ‫موضوعى وملموس ‪.‬‬ ‫‪ -2‬يؤكد نورمان على أن السلوك اإلنسانى ينتج من تفاعل الظروف الحالية المثيرة‪ ،‬وذكريات الخبرة‬ ‫السابقة واالنفعاالت والمعتقدات ‪ ،‬وبهذا يمكن تفسير استجابات األفراد من حولنا ‪.‬‬

‫‪ -3‬ضرورة االعتماد علي التكرار اللفظى للمادة المتعلمة في المراحل العمرية األولي للمتعلم ‪ ،‬خاصة‬ ‫سماع الكلمات والمفاهيم الجديدة ‪.‬‬

‫‪ -4‬التدريب الموزع أكثر فاعلية من التدريب المكثف ‪.‬‬

‫‪ -5‬التعلم المبني على المعني أكثر دواماً ‪،‬لذلك يجب ربط ما يتعلمه الطالب بخبراته السابقة ‪ ،‬وأن‬ ‫تكون أكثر ارتباطاً بالواقع‪.‬‬ ‫‪ -6‬االهتمام باالنتقال اإليجابي ألثر التعلم من خالل تطبيق المتعلم لكافة الموضوعات والدروس التي‬ ‫يتعلمها عمليا أو نظريا في المعمل أو الفصل الدراسي ‪.‬‬

‫‪ -7‬التركيز علي ضرورة االهتمام بنشاط المتعلم؛ فكلما بذل جهدا في استيعاب المعلومات الجديدة‬ ‫وتكوين المفاهيم والتعميمات ‪ ،‬كلما كان مستوى المعالجة وتجهيز المعلومات عميقا‪ ،‬وبالتالى كان‬

‫مستوى االستدعاء واألداء أفضل ‪.‬‬

‫‪ -8‬يتسق منحي معالجة المعلومات مع تكنولوجيا الكمبيوتر على اعتبار أن كال منهما يستقبالن‬ ‫معلومات ويتم معالجتها ودمجها مع المعلومات القديمة وتكوين بنية معلوماتية جديدة ينتج عنها‬

‫استجابات أو مخرجات لعالج المشكالت والمواقف المختلفة ‪.‬‬

‫‪18‬‬


‫الفصل الثالث‬ ‫مبادىء التعلم الجيد وأسس االستذكار الفعال‬ ‫مقدمة ‪:‬‬

‫يزيزى الطالب هناك بعض المبادىء التي يمكنك التعرف يليها واالستفادة بها ليكون تعلمك جيدا‬ ‫واستذكارك مفيداً ‪.‬‬

‫اوالً ‪:‬ـ الدافعية والتعلم‬

‫جميع أنواع التعلم السابقة والتي أجريت علي الحيوان اعتمدت علي وجود دافع ( هو دافع الجوع) ‪ ،‬ولم‬

‫يكن ممكناً أن يتعلم الحيوان شيئاً بدون دافع‪ ،‬وينطبق هذا القول على اإلنسان إال أن الفرق الجوهرى أن‬

‫دافع التعلم عند اإلنسان يرقى من مجرد الدوافع البيولوجية والفسيولوجية لتشمل الدوافع االجتماعية‬

‫المكتسبة مثل‪ :‬الحاجة إلي تقدير الذات واالنجاز واالكتشاف ‪ ،‬وجميعها أمثلة علي دوافع هامة للتعلم‬

‫اإلنساني؛ لهذا من المهم بالنسبة إليك أن تشعر بالرغبة في الموضوع الذي تتعلمه ‪ ،‬فهذا الميل يعد قوة‬

‫دافعة ‪ ،‬ويسهل أن يتكون عندك هذا الدافع إذا أدركت الهدف من الدرس وأهميته في حياتك العامة ‪،‬‬ ‫ومغزاه بالنسبة إلى مستقبلك التعليمي والمهنى ‪.‬‬

‫ثانياً ‪:‬ـ التعزيز والتعلم‬

‫يلعب التعزيز سواء أكان موجباً أم سالباً دو اًر هاماً في التعلم؛ فقد تعلم الحيوان في كثير من التجارب‬

‫اعتماداً علي هذا المبدأ؛ فمن المعروف أن كل ما يشبع الدوافع ويرضي الرغبات ويتفق مع الميول هو‬ ‫نوع من المكافأة ‪ ،‬ويشمل ذلك الجوائز والدرجات فى االمتحانات وكل ما يشعر اإلنسان بالرضا‬

‫واالرتياح وهو ما يسمى بالتعزيز الموجب‪.‬‬

‫وقد يكون التعزيز السلبى مفيداً أحيانا حينما يحرم الشخص المخطئ من شيء يحبه ويوجه انتباهه إلي‬

‫أخطائه حتى يتجنبها؛ لذا فإن معرفة النتائج أو التغذية الراجعة فى هذه الحالة أهمية خاصة؛ فحين تعلم‬ ‫أنك أخطأت في نطق كلمة باللغة اإلنجليزية أو الفرنسية ثم تستمع إلي النطق الصحيح للكلمة من‬

‫معلمك فإنك في هذه الحالة تتعلم االستجابة الصحيحة ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬الممارسة والتعلم ‪.‬‬

‫هناك نوعان من الممارسة أثناء التعلم هما ‪ :‬الممارسة الموزعة والممارسة المركزة في الممارسة‬

‫الموزعة يتم التعلم في جلسات قصيرة بينها فترات راحة ‪ ،‬أما الممارسة المركزة يتم التعلم في جلسات‬

‫طويلة نسبياً دون راحة‪ ،‬والممارسة الموزعة عموما أفضل من المركزة ‪.‬‬ ‫‪19‬‬


‫وتختلف طريقة تحديد الفترات الزمنية المناسبة لكل من التعلم والراحة حسب المهام التى تقوم بها ‪ ،‬ومبدأ‬

‫الفروق الفردية بين األفراد ‪ ،‬ويمكن القول إنك يجب أن تستريح طالما تشعر أن كفاءتك في العمل بدأت‬ ‫تتناقص وأن أخطاءك بدأت في التزايد ‪ ،‬علي أن تكون فترات الراحة خالل العمل الواحد الذي تؤديه‬

‫قصيرة ‪ ،‬أما إذا انتقلت من عمل إلى آخر ‪ ،‬كأن تتحول من استذكار اللغة العربية إلى الرياضيات‬

‫فيجب أن تكون فترة الراحة أطول ‪.‬‬

‫رابعا‪:‬ـ الدور اإليجابي للمتعلم‬

‫كلما زاد الجهد اإليجابى الذي تبذله فى تعلم المادة الدراسية مثل‪ :‬إعداد الدرس مقدماً ‪ ،‬وتلخيصه أثناء‬

‫تعلمه والمشاركة في المناقشة ‪ ،‬وطرح األسئلة التي تتصل بالموضوع كان تعلمك أكثر جودة‪.‬‬

‫خامسا‪:‬ـ قابلية التعلم لالنتقال‬ ‫ً‬

‫تزداد كفاءة التعلم إذا كان تعلم موضوع معين يؤثر إيجابياً ويفيدك في تعلم موضوع آخر ‪ ،‬وهو ما‬

‫يسمي باالنتقال الموجب للتعلم ‪ ،‬فإتقانك لقاعدة نحوية في اللغة العربية واللغة اإلنجليزية داخل الفصل‬

‫قابال لالنتقال الموجب إال‬ ‫الدراسي يجب أن يفيدك أثناء القراءة والكتابة فى مواقف أخرى وال يكون التعلم ً‬

‫إذا توافرت له مجموعة من الشروط أهمها ‪:‬ـ‬

‫‪ -‬العناصر المشتركة ‪ :‬إدراك المتعلم لوجود تشابه بين التعلم الجديد والتعلم السابق يجعل االنتقال‬

‫سهالً‪.‬‬

‫‪ -‬الفهم ‪ :‬يعتمد على إدراك عالقات التشابه واستبصارها ‪.‬‬

‫أسس االستذكار الفعال ‪.‬‬

‫كيف يمكن لك أن تستذكر دروسك بطريقة فعالة ؟ بالطبع فإن المبادىء السابقة حول التعلم الجيد تفيد‬ ‫في االستذكار باإلضافة إلي مجموعة من األسس اآلتية التي يجب مراعاتها عند االستذكار ‪- :‬‬

‫اوالً ‪:‬ـ االنتباه‬

‫يلعب االنتباه دو ار هاما في تحسين طرق االستذكار ‪ ،‬وهذه بعض األسس التى تفيدك في ذلك ‪- :‬ـ‬ ‫ـ تخصيص وقت معين لالستذكار والحرص علي االلتزام بذلك ‪.‬‬

‫ـ تخصيص مكان معين لالستذكار بعيداً عن أماكن االسترخاء ( السرير) ‪..‬‬

‫ـ التدريب علي االستذكار في الظروف المتغيرة ‪ ،‬فاستخدام األماكن الهادئة تماماً يجعل المتعلم غير‬

‫قادر علي االستذكار في قليل من الضوضاء حين يضطر إلي ذلك ‪.‬‬

‫ـ التخلص من المشكالت النفسية أو عدم التركيز عليها أثناء االستذكار ‪ ،‬فإذا كانت هذه المشكالت‬

‫صعبة الحل يمكن اللجوء إلى اإلخصائى النفسى بالمدرسة للمساعدة في حلها ‪.‬‬ ‫‪20‬‬


‫ثاني ًا ‪:‬ـ زيادة الرغبة في االستذكار‬

‫يرتبط هذا األساس بمبدأ الدافعية ويمكن أن تحقق ذلك لنفسك من خالل ‪:‬ـ‬

‫ـ التفكير في األهداف التي تسعي إلي تحقيقها من دراستك للمادة ومن ذلك النجاح أو التفوق ‪.‬‬

‫ـ التنافس مع الذات كأن يحدد الطالب لنفسه مستوى يسعى إلى تجاوزه ‪.‬‬

‫ـ تخصيص وقت محدد لالنتهاء من استذكار المادة والحرص على تنفيذ ذلك ‪.‬‬

‫ثالثا ‪:‬ـ المشاركة النشطة‬

‫يصبح االستذكار أكثر فعالية إذا كنت نشطاً وايجابياً ‪ ،‬ويمكن أن يتحقق ذلك بالطرق اآلتية ‪:‬ـ‬

‫ـ المراجعة ‪ :‬يمكنك أن تتوقف أثناء المراجعة بين الحين واآلخر لتتذكر بعض العناصر األساسية ‪.‬‬

‫ـ تدوين المذكرات ‪ :‬يمكنك أن تشارك بفاعلية في استذكارك إذا قمت بتلخيص ما تق أر وتعد هذه‬

‫الملخصات بنفسك وتدون أسئلة ومالحظات وأفكار حول ما تتعلم ‪.‬‬

‫رابعاً ‪:‬ـ استخدام طرق القراءة الجيدة ‪.‬‬

‫القراءة بالفهم تيسر لك الكثير من التعلم ويمكنك أن تستخدم لتحقيق ذلك ما يلى ‪:‬ـ‬

‫ـ استعراض المادة استعراضاً عاماً قبل الدراسة التفصيلية ‪.‬‬

‫ـ الربط بين المعلومات الجديدة ‪ ،‬والمعلومات التي سبق لك دراستها ‪.‬‬ ‫ـ البحث عن المبادىء العامة التي تنظم التفاصيل والجزئيات ‪.‬‬

‫ـ استخدام العادات الجيدة للقراءة من خالل اإليقاع الصحيح لحركات العين علي الكلمات المطبوعة ‪.‬‬

‫‪21‬‬


‫األسئلة التقويمية‬ ‫‪ .1‬عرف معني الذكاء‪.‬‬

‫‪ .2‬فسر فكرة الذكاءات المتعددة وفًقا لنظرية جاردنر‪.‬‬ ‫‪ .3‬عرف الذكاء من وجهة نظر جاردنر‪.‬‬ ‫‪ .4‬عرف الذكاء اللغوي كما حدده جاردنر‪.‬‬

‫‪ .5‬عدد الخصائص التى يتمتع بها أصحاب الذكاء اللغوى فى ضوء مادرست‪.‬‬

‫معلما للغة العربية‪ ...‬ماذا تقترح لتنمية الذكاء اللغوى لدى تالميذك؟‬ ‫‪ .6‬لوكنت ً‬ ‫‪ .7‬عرف الذكاء المنطقي الرياضي كما حدده جاردنر‪.‬‬ ‫‪ .8‬حدد الخصائص التى يتمتع بها أصحاب الذكاء المنطقى الرياضى فى ضوء مادرست‪.‬‬

‫معلما للرياضيات‪ ...‬ماذا تقترح لتنمية الذكاء المنطقى الرياضى لدى تالميذك؟‬ ‫‪ .9‬لوكنت ً‬ ‫‪ .11‬عرف الذكاء البصري المكاني كما حدده جاردنر‪.‬‬

‫‪ .11‬اعرض الخصائص التى يتمتع بها أصحاب الذكاء البصرى المكانى فى ضوء مادرست‪.‬‬ ‫‪ .12‬لوكنت مر ًبيا‪ ...‬ماذا تقترح لتنمية الذكاء البصرى المكانى لدى أبنائك؟‬ ‫‪ .13‬عرف الذكاء الجسمي الحركي كما حدده جاردنر‪.‬‬

‫‪ .14‬يتمتع أصحاب الذكاء الجسمي الحركي بخصائص عدة‪.‬اعرض في ضوء ما درست‪.‬‬ ‫معلما للتربية الرياضية ‪ ...‬ماذا تقترح لتنمية الذكاء الجسمى الحركى لدى تالميذك؟‬ ‫‪ .15‬لو كنت ً‬ ‫‪ .16‬عرف الذكاء الموسيقي كما حدده جاردنر‪.‬‬ ‫‪ .17‬يتمتع أصحاب الذكاء الموسيقي بخصائص عدة‪.‬اعرض في ضوء ما درست‪.‬‬ ‫‪ .18‬في ضوء فهمك للذكاء الموسيقي‪.‬مامقترحاتك لتنميته لدي أبنائنا‪.‬‬ ‫‪ .19‬عرف الذكاء االجتماعي كما حدده جاردنر‪.‬‬

‫‪ .21‬اعرض الخصائص التى تميز أصحاب الذكاء االجتماعى فى ضوء مادرست‪.‬‬ ‫‪ .21‬في ضوء فهمك للذكاء االجتماعي‪.‬مامقترحاتك لتنميته لدي أبنائنا؟‪.‬‬

‫‪ .22‬ماذا تقترح كطالب لتنمية ذكائك االجتماعى للتفاعل مع محيطك االجتماعى بنجاح؟‬ ‫‪ .23‬لو تقدمت لوظيفة مسئول عالقات اجتماعية فى مؤسسة ما ‪ ...‬ماذا تقترح لتنمية ذكائك االجتماعى‬ ‫لشغل هذه الوظيفة؟‬

‫‪ .24‬عرف الذكاء الشخصي كما حدده جاردنر‪.‬‬

‫‪ .25‬يتمتع أصحاب الذكاء الشخصي بخصائص عدة‪.‬اعرض في ضوء ما درست‪.‬‬

‫‪ .26‬ماذا تفعل لتنمية ذكائك الشخصى لتحقيق التكيف الناجح فى عالقاتك االجتماعية؟‬ ‫‪22‬‬


‫مثاال لكل نوع من الذكاءات المتعددة كما حددها جاردنر‪.‬‬ ‫‪ .27‬اعط ً‬ ‫طا للذكاءات المتعددة كما حددها جاردنر‪.‬‬ ‫‪ .28‬صمم تخطي ً‬

‫‪ .29‬حدد أهم الذكاءات التى تتمتع بها فى ضوء فهمك للذكاءات المتعددة عند جاردنر‪.‬‬ ‫‪ .31‬ماذا تفعل لتنمية الذكاءات التى تتمتع بها لتكون أكثر فعالية فى حياتك العملية؟‬ ‫‪ .31‬طلب منك صديقك محمد النصيحة لتنمية ذكائه اللغوى‪ .‬فبم تنصحه؟‬

‫‪ .32‬كيف يمكن توظيف الذكاء االجتماعى فى مجال العالقات االجتماعية من وجهة نظرك؟‬ ‫‪ .33‬كيف يمكنك االستفادة من الذكاء المنطقى الرياضى فى حياتك العملية؟‬ ‫‪ .34‬ضع خطة لتنمية الذكاءات المتعددة للنهوض بالمجتمع المصرى؟‬

‫ئيسا ألحد مراكز التنمية البشرية‪ ...‬ماالبرامج التى تقترحها لتنمية الذكاءات المتعددة عند‬ ‫‪ .35‬تخيل نفسك ر ً‬ ‫جاردنر؟‬ ‫مقاال فى صحيفة المدرسة فيما ال يتجاوز خمسة أسطر بعنوان" تنمية الذكاءات المتعددة ضرورة‬ ‫‪ .36‬اكتب ً‬ ‫عصرية وواجب وطنى"‬

‫‪ .37‬عقدت ندوة بالمدرسة عنوانها " الذكاءات المتعددة عند جاردنر" لخص األفكار األساسية التى طرحت‬ ‫فى الندوة‪.‬‬

‫‪ .38‬استنتج العالقات االرتباطية بين الذكاءات المتعددة فى ضوء فهمك للذكاءات المتعددة عند جاردنر‪.‬‬ ‫‪ .39‬عرف التعلم في ضوء مادرست‪.‬‬

‫‪ .41‬علل وجود نماذج ونظريات للتعلم‪.‬‬

‫‪ .41‬فسر مايحدث للمتعلم أثناء عملية التعلم‪.‬‬ ‫‪ .42‬في ضوء فهمك لنظرية التعلم باالشتراط الكالسيكي عرف المصطلحات التالية‪( :‬المثير الشرطي‪،‬‬ ‫االستجابة الشرطية‪ ،‬المثير الطبيعي‪ ،‬المثير المحايد)‪.‬‬

‫‪ .43‬في ضوء فهمك لنظرية التعلم باالشتراط الكالسيكي‪ .‬بين كيف يحدث كل من‪( :‬االنطفاء ‪،‬التدعيم‪،‬‬ ‫االسترجاع التلقائي)؟‬

‫‪ .44‬لو كنت مر ًبيا‪ ...‬كيف تستفيد من نظرية التعلم باالشتراط الكالسيكى فى عملك؟‬ ‫‪ .45‬هل حققت نظرية التعلم باالشتراط الكالسيكي التعلم الذي تريده؟ برر وجهة نظرك ‪.‬‬

‫‪ .46‬في ضوء فهمك لنظرية المحاولة والخطأ فسر القوانين التالية‪ ( :‬االستعداد أو التهيؤ‪ ،‬التمرين‪ ،‬األثر)‪.‬‬ ‫‪ .47‬اعط مواقف تربوية لالستفادة من نظرية التعلم بالمحاولة والخطأ في حياتك الدراسية‪.‬‬ ‫‪ .48‬هل حققت نظرية التعلم بالمحاولة والخطأ التعلم الذي تريده ؟ برر لماتقول‪.‬‬ ‫‪ .49‬فسر كيف يتعلم الفرد إدراك الموقف الموجود فيه لدي الجشطالتيين‪.‬‬ ‫‪23‬‬


‫‪ .51‬هناك العديد من مميزات التعلم بالفهم واالستبصار‪.‬اعط مواقف حياتية توضح ذلك‪.‬‬ ‫‪ .51‬هناك العديد من التطبيقات التربوية لنظرية التعلم بالفهم واالستبصار كيف يمكن االستفادة منها في‬ ‫حياتك الدراسية؟‪.‬‬

‫‪ .52‬هل حققت نظرية التعلم بالفهم واالستبصار التعلم الذي تريده ؟ اذكر مبرراتك‬

‫‪ .53‬اعرض المفاهيم المرتبطة بنظرية تجهيز ومعالجة المعلومات فى ضوء مادرست‪.‬‬

‫‪ .54‬في ضوء فهمك لنظرية تجهيز ومعالجة المعلومات‪ .‬فسر القوانين التالية‪ ( :‬العالقة السببية‪ ،‬التعلم‬ ‫السببي‪ ،‬التغذية الراجعة المعلوماتية)‪.‬‬

‫‪ .55‬اعط مواقف حياتية للقوانين التالية‪ ( :‬العالقة السببية‪ ،‬التعلم السببي‪ ،‬التغذية الراجعة المعلوماتية)‪.‬‬ ‫‪ .56‬أنت طالب بالمرحلة الثانوية ‪.‬كيف يمكنك االستفادة من نظرية تجهيز ومعالجة المعلومات في دراستك‬ ‫؟‪.‬‬

‫‪ .57‬هل حققت نظرية تجهيز ومعالجة المعلومات التعلم الذي تريده ؟ برر لما تقول‪.‬‬ ‫‪ .58‬هناك مبادىء للتعلم الجيد‪.‬عددها‪.‬‬ ‫‪ .59‬حدد أسس االستذكار الفعال‪.‬‬

‫‪ .61‬كيف يمكنك االستفادة من مبادىء التعلم الجيد في دراستك ؟‪.‬‬

‫‪ .16‬كيف يمكنك كطالب االستفادة من أسس االستذكار الفعال في تحقيق تعلم جيد؟‬

‫‪24‬‬


‫الوحدة الثانية‬

‫‪25‬‬


‫الوحدة الثانية‬ ‫النمو اإلنسانى‬ ‫أهداف الوحدة ‪-:‬‬ ‫قادرا علي أن‪:‬‬ ‫يتوقع من المتعلم بعد دراسته لهذه الوحدة أن يكون ً‬ ‫‪ُ .1‬يعرف النمو‪.‬‬ ‫‪ .2‬يحلل تعريف النمو‪.‬‬

‫‪ .3‬يحدد المبادئ العامة للنمو‪.‬‬

‫‪ .4‬يعدد العوامل التي تؤثر في النمو‪.‬‬ ‫‪ .5‬يفسر العوامل التي تؤثر في النمو‪.‬‬

‫‪ .6‬يعطى أمثلة للعوامل التي تؤثر في النمو‪.‬‬

‫‪ .7‬يستخلص العوامل التى تؤثر على الجنين فى البيئة الرحمية قبل الوالدة‪.‬‬ ‫‪ .8‬يستخلص دور اآلباء والمربين تجاه العوامل التى تؤثر على الجنين فى البيئة الرحمية قبل الوالدة‪.‬‬ ‫‪ .9‬يعدد مظاه ـ ــر النمـ ـ ـ ــو المختلفة خالل مرحلة الرضاعــة‪.‬‬

‫‪ .11‬يلخص بإيجاز مظاه ـ ــر النمـ ـ ـ ــو خالل مرحلة الرضاعــة‪.‬‬ ‫‪ .11‬يفسر مظاه ـ ــر النمـ ـ ـ ــو المختلفة خالل مرحلة الرضاعــة‪.‬‬

‫‪ .12‬يستخلص دور اآلباء والمربين تجاه مظاه ـ ــر النمـ ـ ـ ــو المختلفة خالل مرحلة الرضاعــة‪.‬‬ ‫‪ .13‬يلخص الصفات اإليجابية التى يكتسبها الطفل فى مرحلة الرضاعة‪.‬‬

‫‪ .14‬يلخص بإيجاز مظاه ـ ــر النمـ ـ ـ ــو المختلفة خالل مرحلة الطفولة المبكرة‪.‬‬ ‫‪ .15‬يفسر مظاه ـ ــر النمـ ـ ـ ــو المختلفة خالل مرحلة الطفولة المبكرة‪.‬‬

‫‪ .16‬يستخلص دور اآلباء والمربين تجاه مظاه ـ ــر النمـ ـ ـ ــو المختلفة خالل مرحلة الطفولة المبكرة‪.‬‬ ‫‪ .17‬يعدد مظاهر النمو االنفعالى خالل مرحلة الطفولة المبكرة‪.‬‬ ‫‪ .18‬يستخلص مظاهر النمو االجتماعي في الطفولة المبكرة‪.‬‬

‫‪ .19‬يستخلص كيفية اكتساب الصفات اإليجابية فى مرحلة الطفولة المبكرة ‪.‬‬ ‫‪ .21‬يلخص مظاهر النمو المختلفة لمرحلتي الطفولة الوسطى والمتأخرة‪.‬‬

‫‪ .21‬يستخلص دور اآلباء والمربين تجاه مظاه ـ ــر النمـ ـ ـ ــو المختلفة خالل مرحلتي الطفولة الوسطى‬ ‫والمتأخرة‪.‬‬

‫‪26‬‬


‫‪ .22‬يحدد الصفات اإليجابية التى يكتسبها الطفل فى مرحلتي الطفولة الوسطى والمتأخرة‪.‬‬

‫‪ .23‬يقارن بين مظاهر النمو المختلفة لمرحلتي الطفولة المبكرة‪ ،‬والطفولة الوسطى والمتأخرة‪.‬‬ ‫‪ .24‬يعرف المراهقة‪.‬‬

‫‪ .25‬يستخلص المطالب والتحديات األساسية فى مرحلة المراهقة‪.‬‬ ‫‪ .26‬يعدد مظاهر النمو المختلفة لدى المراهق ‪.‬‬

‫‪ .27‬يلخص بإيجاز مظاهر النمو لدى المراهق ‪.‬‬ ‫‪ .28‬يلخص مظاهر النمو العقلي لمرحلة المراهقة‪.‬‬

‫‪ .29‬يلخص مظاهر النمو االنفعالي لمرحلة المراهقة‪.‬‬ ‫‪ .31‬يلخص مظاهر النمو ااالجتماعي لمرحلة المراهقة‪.‬‬ ‫‪ .31‬يلخص مظاهر النمو االخالقي لمرحلة المراهقة‪.‬‬ ‫‪ .32‬يعدد العوامل التي تزيد من انفعاالت المراهق‪.‬‬

‫‪ .33‬يستخلص دور اآلباء والمربين تجاة مظاه ـ ــر النمـ ـ ـ ــو المختلفة خالل مرحلة الطفولة المراهقة‪.‬‬

‫‪27‬‬


‫الفصل األول‬ ‫النمو‪ -‬تعريفه ومبادئه والعوامل المؤثرة فيه‬ ‫مقدمة‬ ‫لعل أكثر العلوم اإل نسانية التى تفيدنا فى فهم الطفل هى علم النفس ‪ ،‬وأكثر فروع علم النفس ارتباطا‬ ‫بفهم الطفل هو علم نفس النمو الذى يهتم بدراسة المبادئ والقوانين والنظريات المتصلة بالنمو اإلنسانى‬

‫كما يهتم فى كل مرحلة من مراحل النمو بمظاهر النمو المختلفة ويهتم بالمطالب والحاجات والمشكالت‬

‫التى تواجه الفرد فى كل مرحلة حتى يتسنى لنا أن نفهم اإلنسان وفقا لمعايير النمو فى كل مرحلة ووفقاً‬

‫لتوقعات المجتمع‪ ،‬والهدف النهائى لدراسة النمو اإلنسانى هو تكوين شخصية نامية متطورة بصورة‬

‫متكاملة ‪ ،‬وهذا الهدف ال تقوم به األسرة بمفردها ولكن تقوم به كل مؤسسات المجتمع ( الحضانة ‪،‬‬

‫المدرسة ‪ ،‬وسائل االعالم ‪ ،‬دور العبادة ‪ ...‬إلخ )‪.‬‬ ‫وسوف نعرض فيما يلى النمو اإلنسانى مع التركيز على مرحلتي الطفولة والمراهقة من أجل فهم‬

‫طبيعة النمو فى هاتين المرحلتين‪.‬‬

‫أوالً ‪ :‬تعريف النمو ‪:‬‬

‫يمكن تعريف النمو اإلنسانى على أنه سلسلة التغيرات التى تحدث للكائن الحى منذ لحظة‬

‫الحمل وحتى الشيخوخة أو الوفاة وذلك فى الجوانب الجسمية والعقلية واالنفعالية واالجتماعية واللغوية‬ ‫والخلقية ‪.‬‬

‫ويتضح مما يتضمنه التعريف السابق أن النمو‪:‬‬

‫‪ .1‬سلسلة متصلة تبدأ منذ لحظة الحمل ثم الطفولة والمراهقة والشباب والرشد والشيخوخة ‪.‬‬

‫‪ .2‬يشمل الجوانب الجسمية والعقلية واالجتماعية واالنفعالية واللغوية وهذه الجوانب متفاعلة مع بعضها‬

‫البعض ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬مبادئ يامة للنمو ‪:‬‬

‫‪ -1‬النمو يسير من العام إلى الخاص‪ :‬بمعنى أن الوليد يستجيب للمواقف عامة بطريقة كلية ثم تصبح‬ ‫تنوعا‪ ،‬فالطفل يحاول أن يحرك جسمه كله ليلتقط شيئا أمامه ثم يتعلم بعد ذلك كيف‬ ‫االستجابات أكثر ً‬ ‫يحرك يديه فقط ‪ ،‬ويكون مشى الطفل فى البداية حركة غير منتظمة لكل أجزاء جسمه ‪ ،‬وبعدها تأخذ‬

‫‪28‬‬


‫شكالً منسقاً لليدين والرجلين ‪ ،‬وحينما يريد الطفل أن يلتفت إلى مصدر صوت ما فإنه يحاول االلتفات‬ ‫بكل جسمه ‪ ،‬ثم تتعدل حركته ويتعلم كيف يدير رأسه ورقبته فقط دون بقية جسمه ‪.‬‬

‫‪ -2‬النمو تغير مستمر ‪ :‬يقوم على التفاعل بين كائن عضوى بيولوجى ورث كثي ار من االستعدادات وما‬

‫يتعرض له من مؤثرات بيئية مادية ونفسية واجتماعية ‪ ،‬وال يتوقف النمو عند مرحلة الطفولة بل مع‬

‫امتداد الزمن ينتقل من مرحلة إلى أخرى ‪ ،‬مكتسبا كل ما يؤهله للنضج لهذه المرحلة‪.‬‬

‫‪ -3‬توجد فروق فردية بين األفراد فى معدالت النمو ‪ :‬الجسمى والعقلى واالجتماعى واالنفعالى ‪ ،‬بل توجد‬

‫فروق داخل الفرد الواحد فربما سرعة النمو الجسمى ال تساير النمو العقلى أو االجتماعى أو االنفعالى‬ ‫والمسايرة فى النمو بين األقران نسبية ‪.‬‬

‫‪-4‬‬

‫تميل جوانب النمو المختلفة إلى االرتباط ببعضها ‪ ،‬فمن ينخفض ذكاؤه يتأخر فى المشى والكالم ‪،‬‬

‫ويالحظ أن الطفل الذكى كثير ما يكون متقدما فى النمو االجتماعى واالنفعالى ‪.‬‬

‫‪ -5‬تختلف سرعة النمو من مرحلة إلى أخرى‪ ،‬إذ يكون النمو الجسمى سريعا فى المرحلة الجنينية‬ ‫‪-6‬‬

‫والطفولة المبكرة والمراهقة ‪ ،‬بينما بطيئا فى الطفولة المتأخرة وفى الرشد ‪.‬‬

‫يسير النمو فى اتجاهات طولية واتجاهات عرضية ‪ ،‬فالنمو يسير فى اتجاه محورين متعامدين أحدهما‬

‫طولى يبدأ من أعلى الرأس ويتجه إلى آخر القدم ‪ ،‬واآلخر عرضي ‪.‬‬

‫ثالثا ‪:‬العوامل المؤثرة فى النمو ‪:‬‬

‫يوجد كثير من العوامل التى تؤثر على الطفل بعد الوالدة ‪ ،‬وأهم هذه العوامل‪(:‬الوراثة ‪ ،‬الغدد ‪،‬‬

‫األسرة ‪ ،‬عوامل متعلقة بالطفل ذاته ‪ ،‬دور الحضانة‪ ، ،‬جماعات الرفاق ‪ ،‬المدرسة ‪ ،‬دور العبادة ‪،‬‬ ‫وسائل اإلعالم ‪ .....‬إلخ )‪ .‬وسوف أقوم بعرض هذه العوامل بالتفصيل ‪.‬‬

‫‪ -6‬الوراثة ‪Heredity‬‬

‫الوراثة هى انتقال الصفات أو الخصائص الوراثية من الوالدين إلى اآلبناء‪ ،‬وذلك عن طريق‬

‫الموروثات أو الجينات ‪ Genes‬التى تحملها الكروموزومات ‪ Chromosomes‬التى تحتويها البويضة‬

‫المخصبة بالحيوان المنوى بعد عملية التلقيح واإلخصاب‪ ،‬ومن المعروف أن الخلية اإلنسانية تتكون من‬ ‫جدار وبروتوبالزم ‪ ،‬والبروتوبالزم يحتوى على سيتوبالزم ونواة ‪ ،‬ويوجد داخل النواة الشبكة الكروماتينية‬

‫المكونة من خيوط رفيعة يطلق عليها الكروموزومات التى تحمل الجينات ‪ ،‬والتى تحدد جميع الصفات‬ ‫الوراثية للكائن الحى‪.‬‬

‫‪ -2‬الوـدد ‪Glands :‬‬

‫الغدد أعضاء داخلية فى الجسم ‪ ،‬تتكون من مجموعة من األنسجة التى تتألف من خاليا‬

‫عصبية وخاليا عضلية ‪ ،‬ويحتوى الجسم على مجموعتين من الغدد‪ ،‬وهما‪:‬‬ ‫‪29‬‬


‫أ ‪ -‬الودد القنوية ‪ : Exocrine Glands‬وهى غدد لها قنوات خاصة تسير فيها إف ارزاتها ‪ ،‬ومن أمثلتها‬ ‫‪ :‬الغدد الدمعية ‪ ،‬والغدد اللعابية ‪ ،‬الغدد العرقية ‪ ،‬والغدد الدهنية ‪ ،‬وغدة البروستاتا ‪.‬‬

‫ب‪ -‬الودد الالقنوية ( الصماء ) ‪ : Endocrine Glands‬وتطلق إف ارزاتها ( موادا كيميائية تسمى‬ ‫الهرمونات ) فى الدم مباشرة‪ ،‬وترتبط وظائف الغدد الصماء ارتباطا وثيقا بوظائف أجهزة الجسم المختلفة‬

‫‪ ،‬حيث تساهم فى نمو الجسم وضبط السلوك االنفعالى‪ ،‬والتوازن فى إف ارزات هذه الغدد تجعل الفرد‬ ‫شخصا سليماً ‪ ،‬واالضطراب فى إف ارزاتها يؤدى إلى االضطرابات النفسية والجسمية ‪ ،‬األمر الذى يؤدى‬ ‫إلى سوء التوافق النفسى واالجتماعى واضطرابات الشخصية‪ ،‬ومن أهم الودد الالقنوية أو الصماء ما‬

‫يلى ‪:‬‬

‫جـ‪ -‬الودة النخامية ‪ : Pituitary Gland‬تقع أسفل سطح المخ ( فى منتصف الرأس عند قاعدة المخ)‪،‬‬

‫ويفرز الفص األمامى عدداً من الهرمونات ‪ ،‬منها هرمون النمو الذى يبدأ عمله منذ الشهور األولى فى‬ ‫حياة الجنين ‪،‬ونقص هذا الهرمون فى الدم قبل البلوغ يعوق نمو العظام ‪ ،‬فيتحول الطفل إلى قزم‬

‫(القزامة) ‪ ،‬وزيادة إفراز هذا الهرمون فى مرحلة البلوغ تؤدى إلى نمو سريع وشاذ فى عظام الجذع‬ ‫واألطراف ‪.‬‬

‫د‪ -‬الودد الدرقية ‪ : Thyroid Gland‬وتفرز هرمون الثيروكسين ‪ Thyroxin‬الذى يضبط عملية‬ ‫تحويل الطعام إلى طاقة ويمد الخاليا بالح اررة الالزمة ‪ ،‬ونقصه يؤدى إلى الشعور بالبرودة بصفة دائمة‬

‫وبالدوخان أحيانا و عدم النشاط وقلة الرغبة فى العمل وبطء التنفس وضعف الرغبة الجنسية وقلة الرغبة‬

‫فى الطعام وبطء ضربات القلب ‪ ،‬أما إذا زاد إفرازها ونشاطها عن الحد العادى أو عن القدر المطلوب‬

‫للجسم من هرمون الثيروكسين؛ فقد يعانى الفرد الذى يزداد لديه نشاط الدرقية وافرازها عن المعدل العادى‬ ‫من العصبية وعدم االستقرار فى ضربات القلب وصعوبة التنفس وكثرة الحركة ونحو ذلك ‪.‬‬

‫‪ -3‬األســــرة‬

‫إذا كانت العالقات بين الطفل ووالديه تتسم بالحب ‪ ،‬والقبول والثقة واالحترام فهذا يجعل الطفل‬

‫يتقبل ذاته ويتقبل اآلخرين ويثق فيهم ‪ ،‬في حين نجد أن العالقات التى تسودها الحماية الزائدة واإلهمال‬

‫أو التسلط أو السيطرة أو التهاون أو الرفض تؤدى إلى زيادة اعتمادية الطفل ‪ ،‬وشعوره بعدم الثقة‬ ‫والعجز والنقص ‪ ،‬كذلك فإن العالقات االطيبة مع األخوة والخالية من تفضيل طفل على طفل ‪ ،‬والخالية‬

‫من التنافس فإنها تؤدى إلى النمو النفسى السليم للطفل ‪.‬‬

‫‪ -4‬الوذاء ‪.‬‬

‫يؤدى الغذاء دو اًر مهما فى النمو حيث أنه يساعد فى إعطاء الجسم الطاقة الالزمة له كما‬

‫يساعد فى بناء خاليا الجسم وتعويض التالف منها ‪ ،‬باالضافة إلى أنه يسهم فى وقاية الفرد من‬ ‫‪30‬‬


‫األمراض الناتجة عن النقص الغذائى ‪ ،‬ويجب أن يتناسب الغذاء مع طبيعة المرحلة التى يمر بها‬

‫الفرد‪ ،‬وفى كل الحاالت يفضل أن يتناول الفرد وجبات غذائية تحتوى على كل العناصر المطلوبة للنمو‪.‬‬

‫‪ -5‬رياض األطفال ودور الحضانــــة‬

‫تعد الروضة المعبر الذى ييسر انتقال الطفل من البيت إلى المدرسة‪ ،‬كما أنها البوتقة التى‬

‫تنصهر فيها فروق التنشئة االجتماعية الخاصة لتتحول إلى تنشئة اجتماعية عامة ‪ ،‬لذلك فهى سلطة‬

‫مؤثرة فى تشكيل نمط التطور البشرى ‪ ،‬كما تعد خبرة الذهاب إلى الروضة من أهم التغيرات االجتماعية‬ ‫التى يواجهها الطفل فى سبيل تحقيق نضجه االجتماعى ‪ ،‬فالروضة تسهم فى اتساع عالم الطفل‬

‫االجتماعى الذى يزيد صلته بأشخاص يختلفون فى مقدار رعايتهم له ‪ ،‬بعد أن كانت عالقاته االنفعالية‬ ‫واالجتماعية محصورة فى دائرة أبوية ‪ ،‬وعلى نحو معين من االهتمام والتعلق ‪.‬‬

‫‪ -1‬المدرســـة‬

‫هى تلك المنظمة الرسمية التى كفلها المجتمع بحكم تطور الحياة وتعقدها ‪ ،‬وأوكل إليها مهمة‬

‫تربية النشء وتعليمهم بشكل ثقافى مقصود ‪ ،‬وفقاً لنظم معينة ‪ ،‬ومن خالل نقل الثقافة ‪ ،‬واكتسابهم‬ ‫أنماط السلوك والتفكير ‪ ،‬وتكوين العادات واالتجاهات االجتماعية والقيم المنشودة ‪ ،‬وتدريبهم على الطرق‬ ‫واألساليب التى تساعدهم على تنمية استعداداتهم ومهاراتهم واستثمار طاقاتهم المختلفة إلى أقصى ما‬

‫يمكنها الوصول إليه ‪ ،‬وتعد المدرسة حلقة وسطى بين األسرة بنطاقها الضيق والحياة االجتماعية بنطاقها‬ ‫الواسع الممتد ‪ ،‬فهى تستقبل الطفل صغي ار فى طور النمو ‪ ،‬لتؤهله ناضجا لمواجهة الحياة بمواقفها‬

‫المعقدة ومشكالتها المتعددة ‪ ،‬وممارسة دوره االجتماعى والمهنى ‪.‬‬

‫‪ -7‬جماية الرفــاق ‪Peer Group‬‬

‫هى الجماعة التى تتكون من مجموعة من األفراد المتقاربين فى السن أو المستوى الدراسى أو‬

‫فى السكن أو الميول واالتجاهات ‪ ...‬وغيرها ‪ ،‬ويربط بينهم مجموعة من الروابط العاطفية واالجتماعية ‪،‬‬

‫وهذه الجماعة بنظامها وتقاليدها تمثل أحد األطر المرجعية للطفل والمراهق‪ ،‬وتتضح أهمية جماعة‬ ‫الرفاق فى التوافق النفسى واالجتماعى فى كل مراحل الحياة بصفة عامة ‪ ،‬وفى الطفولة والمراهقة بصفة‬

‫خاصة ‪ ،‬لما تمثله من مصدر للصحبة والنصيحة والترفيه والمساعدة عند األزمات ‪ ،‬كما أن شعور‬ ‫الطفل أو المراهق بأنهما مرفوضان من جماعة الرفاق يترتب عليه الشعور بالوحدة النفسية وازدياد‬

‫مشاعر االكتئاب وانخفاض قيمة الذات ‪.‬‬

‫‪ -8‬وسائل اإليـالم ‪Media‬‬

‫تعد وسائل اإلعالم امتداداً لدور األسرة فى التنشئة‪ ،‬وتزداد أهمية وسائل اإلعالم فى ظل الثورة‬

‫التى أصبحت تعرف اآلن باسم ثورة المعلومات ليس من حيث تنوع أساليب االتصال ويسر استخدامها‬ ‫‪31‬‬


‫فحسب ‪ ،‬ولكن من حيث الكم الهائل من المعلومات التى تقدمها باإلضافة إلى التناقض والتضارب فى‬ ‫اتجاهات هذه المعلومات ‪ ،‬وما تتبناه من قيم إيجابية أو سلبية أو أيديولوجية متعارضة بل ومتناقضة‬

‫أحياناً ‪ ،‬ومن المعلوم أن بناء القيم وتكوين االتجاهات لم يعد مقصو اًر على ما تبثه الجماعة أو‬ ‫الجماعات الصغيرة التى ينتمى إليها الفرد‪ ،‬ولكن األمر يزيد عن ذلك اآلن بحيث أصبح ألساليب‬

‫االتصال وما تحمله من معلومات تأثير أكثر وضوحاً فى األطفال والمراهقين الذين مازالوا فى طور‬

‫التكوين والتنشئة وتحديد الهوية ‪.‬‬

‫‪ -9‬اإلنترنت والكمبيوتر ( الحاسب اآللى ) ‪:‬‬

‫إذا كان العصر الراهن هو عصر الثورة العلمية التكنولوجية وعصر المعلومات واالنفجار‬

‫المعرفى ‪ ،‬ودخول الحاسبات اآللية إلى كل مجاالت النشاط فى السياسة واالقتصاد واإلعالم والخدمات‬

‫فإن تعلم الطفل والمراهق وتنشئتهما قد تأثرت كثي اًر بهذه الثورة المعلوماتية ‪ ،‬إال أن هناك بعض المخاطر‬ ‫تتطلب تقنين استخدامه بالنسبة لألطفال ‪ ،‬وهذه المخاطر منها ‪- :‬‬

‫أ‪ -‬صعوبة التحقق من مدى صحة ودقة المعلومات الموجودة على شبكة اإلنترنت ‪.‬‬

‫ب‪ -‬الدخول إلى غرف االتصال حيث يتبادلون الحديث مع أشخاص غرباء ال يعرفونهم ‪ ،‬ويجب تحذير‬ ‫األبناء من إفشاء أسرارهم الشخصية أو مقابلة هؤالء األشخاص خارج المنزل‪.‬‬

‫جـ‪ -‬استهالك ساعات طويلة من الوقت مما يقلل من تفاعلهم االجتماعي ويؤثر على نموهم النفسى‬ ‫(خاصة إذا وصل األمر إلى إدمان اإلنترنت)‪.‬‬

‫د‪ -‬عندما يقل التواصل االجتماعى مع اآلخرين يصبح الطفل أكثر عرضة للشعور بالوحدة النفسية‬ ‫واالكتئاب‪.‬‬

‫‪32‬‬


‫الفصل الثاني‬ ‫النمو في مرحلة الطفولة (الرضاية – المبكرة – الوسطى – المتأخرة)‬ ‫النمو سلسلة من الحلقات المتتابعة تبدأ مع تلقيح البويضة وتنتهى بنهاية حياة الفرد ‪ ، .‬ويمكن‬

‫تقسيم مراحل النمو يلى النحو التالى ‪:‬‬

‫‪ )1‬مرحلة ما قبل الوالدة‪ :‬وهى من بداية تلقيح البويضة حتى الوالدة‪.‬‬ ‫‪ )2‬مرحلة المهد‪ :‬وهى منذ الميالد حتى نهاية األسبوع الثانى‪.‬‬

‫‪ )3‬مرحلة الرضاعة‪ :‬وهى من نهاية األسبوع الثانى حتى نهاية السنتين‪.‬‬

‫‪ )4‬مرحلة الطفولة المبكرة ‪ :‬وهى من نهاية الثانية إلى نهاية السنة السادسة‪.‬‬ ‫‪ )5‬مرحلة الطفولة المتأخرة‪ :‬وهى من بداية السنة السابعة حتى العاشرة (البنات) والثانية عشرة‬ ‫(البنين)‪.‬‬

‫‪ )6‬مرحلة البلوغ أو ما قبل المراهقة ‪ :‬وهى من العاشرة أو الثانية عشرة حتى الثالثة عشر ( البنات )‬ ‫أو الرابعة عشر (البنون)‪.‬‬

‫‪ )7‬مرحلة المراهقة المبكرة‪ :‬وهى من الثالثة عشر أو الرابعة عشر حتى السابعة عشر‪.‬‬ ‫‪ )8‬مرحلة المراهقة المتأخرة‪ :‬وهى من السابعة عشر حتى الحادية والعشرين‪.‬‬ ‫‪ )9‬مرحلة الرشد المبكر‪ :‬وهى من الواحدة والعشرين حتى األربعين‪.‬‬

‫‪ )11‬مرحلة وسط العمر‪ :‬وهى من األربعين حتى الستين‪.‬‬

‫‪ )11‬مرحلة الشيخوخة‪ :‬وهى من الستين حتى نهاية العمر‪.‬‬

‫اوًال‪ :‬مرحلة ما قبل الوالدة ‪:‬‬

‫تعد مرحلة ما قبل الميالد ذات أهمية خاصة ألنها مرحلة التأسيس‪ ،‬وهي مرحلة وضع األساس‬

‫الحيوي للنمو النفسى ‪ ،‬والتغيرات التى تحدث فيها فى شهور عديدة تكون حاسمة ومؤثرة فى حياة الفرد‬ ‫كله ‪ ،‬وهذه المرحلة تعتبر أيضاً طفرة فى النمو ‪ ،‬مقارنة بمرحلة الرشد والمراحل الالحقة‪ ،‬ولألهمية‬ ‫البالغة لهذه المرحلة فإن بعض الشعوب ( الصين مثالً ) يحسبون شهور الحمل ضمن السن الحقيقى‬ ‫للفرد وحقيقة إضافة سنة إلى عمر اإلنسان هى مرحلة ما قبل الوالدة تجعلنا نهتم بدراسة النمو الذى‬

‫يحدث فى هذه المرحلة‬

‫‪33‬‬


‫العوامل التى تؤثر يلى الجنين فى البيئة الرحمية قبل الوالدة ‪:‬‬ ‫وفيما يلي يرض لكل يامل من هذه العوامل‪:‬‬

‫(‪ )6‬أمراض األم الحامل ‪Diseases Of Mother‬‬

‫إن أى مرض يصيب األم الحامل وخاصة فى الشهور الثالثة األولى للحمل يؤذى الجنين ‪،‬‬

‫ومن أهم األمراض التى قد تصيب األم الحامل وتمثل خطورة على الجنين هى الحصبة األلمانية‬

‫واألمراض التناسلية مثل إصابة األم الحامل بأحد هذه األمراض خاصة فى الشهور الثالثة األولى من‬

‫الحمل ينتقل من األم الحامل إلى الجنين مما يسبب له بعض األمراض مثل‪( :‬الصمم ‪ ،‬العمى ‪ ،‬البكم‪،‬‬

‫ضمور المخ ‪ ،‬أمراض القلب)‪ ،‬كما قد يعانى من تأخر فى نموه الجسمى والعقلى‪ ،‬وبالتالى قد يكون‬

‫الطفل متخلفاً يقلياً ‪ ،‬ومن المعروف أنه من خالل التطعيم ضد الحصبة األلمانية ‪ ،‬فإنه من المتوقع‬ ‫أن تقل أو تتالشى حاالت التخلف العقلى الناتجة من الحصبة األلمانى ‪.‬‬

‫(‪ )2‬غذاء األم ‪: Maternal Nutrition‬‬

‫من الالزم أن تحصل األم الحامل على غذاء مناسب ومتكامل ‪ ،‬بصفة خاصة البروتين ‪ ،‬واللبن‬

‫ومنتجاته ‪ ،‬وخبز ‪ ،‬وخضروات ‪ ،‬وفواكه‪ ،‬وذلك لالحتفاظ بحالتها الصحية وحتى يكون طفلها صحيحا‬ ‫وسليما ‪ ،‬ذلك ألن الجنين يحصل على متطلباته الغذائية من األم ‪ ،‬حتى قبل أن تحصل عليها األم‬

‫وعدم كفاية أو تكامل العناصر الموجودة فى غذاء األم وكذلك سوء تغذية األم الموجودة فى غذاء األم‬ ‫يؤدى إلى (اإلجهاض ‪ ،‬واألنيميا ‪ ،‬وتسمم الدم ‪ ،‬والوالدات المبتسرة أو الميتة ‪ ،‬وزيادة وقت الوالدة ‪،‬‬

‫وفقر الدم لدى الجنين ‪ ،‬وتأثر الجهاز العصبى للجنين ) خاصة فى حالة نقص البروتين ‪ ،‬كذلك فإن‬ ‫هناك أمراضاً تنتشر بين األطفال الذين عانوا من سوء تغذية األم‪ ،‬وتظهر هذه األمراض فى الستة أشهر‬ ‫األولى من الحياة مثل‪ ( :‬االلتهاب الرئوى ‪ ،‬والكساح ‪ ،‬وفقر الدم )‪.‬‬

‫(‪ )3‬تعرض األم لألشعة ‪:‬‬

‫تعريض الحوض ألشعة أكس )‪ (X‬قد يكون ضرورة عالجية للمرأة الحامل التى تشكو من ورم‬

‫خاصة فى الحوض أو المبايض على أن التعرض لكميات قليلة من األشعة قد ال يؤثر فى الجنين ‪،‬‬ ‫ولكن المشكلة فى التعرض لجرعات كبيرة ‪ ،‬فإن هذا قد يؤذى الجنين ويعرضه لإلجهاض‪.‬‬

‫(‪ )4‬حاالت اختالف الدم ‪:‬‬

‫تتكون كرات الدم الحمراء من عناصر أساسية منها عناصر )‪ ، (RH‬وتوجد عناصر )‪ (RH‬فى‬

‫صورتين إما موجبة أو سالبة؛ فإذا كان دم األم به عناصر )‪ (RH‬موجبة‪ ،‬وكان دم األب به عناصر‬

‫)‪ (RH‬سالبة‪ ،‬هنا يحدث التوافق بين األب واألم فال يحدث ضرر للجنين‪ ،‬وهي الصورة السائدة للتوافق‬ ‫في نفس الوقت مع دم األم‪ ،‬أما إذا كان دم األم به عناصر )‪ (RH‬سالبة وكان دم األب به عناصر‬ ‫‪34‬‬


‫)‪ (RH‬موجبة فهنا يحدث عدم التوافق بين الصورة الموجبة التى توجد فى دم الجنين والصورة السالبة‬ ‫التى توجد فى دم األم مما يؤدي إلى نقص كرات الدم الحمراء ويترتب على ذلك موت الجنين داخل‬

‫الرحم أو بعد الوالدة مباشرة أو إصابته بأنيميا حادة أو شلل أو ضعف عقلي أو عمى‪.‬‬

‫(‪ )5‬زيادة يدد مرات الحمل ين أربعة ‪:‬‬

‫إن زيادة عدد مرات الحمل عن أربع قد يضر األم والجنين معاً ‪ ،‬فبالنسبة للجنين فإن األجنة‬ ‫التى تأتى بعد الطفل األول تكون غالباً أصغر حجماً وأقل وزنا خاصة لو كانت المسافات الزمنية بين‬

‫الوالدة قصيرة‪ ،‬كما أن الطفل الذكر إذا كان ترتيبه الميالدى األول فإن هرمونات‬

‫الذكورة ‪ Testosterone‬تكون أكثر من األطفال الذين يكون ترتيبهم الميالدى بعد األول ‪ ،‬كما أن‬ ‫الوالدات المتكررة‪ ،‬والرضاعة‪ ،‬ورعاية أطفال صغار تستنزف المرأة جسمياً ‪Physical Depletion‬‬

‫وتستنزف مخزونها الجسمى مما يؤثر عليها وعلى أطفالها‪ ،‬وقد يؤدى ذلك إلى مشكالت خطيرة لألم‬

‫مثل األنيميا( فقر الدم) ونزيف الدم (فقده)‪.‬‬

‫(‪ )1‬الحالة االنفعالية لألم ‪The Mother's Emotional State :‬‬

‫االنفعاالت ‪ Emotions‬مثل ( السعادة ‪ ،‬والقلق ‪ ،‬والحزن ) قد ال تؤثر بشكل مباشر على نمو‬

‫الجنين ‪ ،‬ولكنها تؤثر بشكل غير مباشر عبر تأثير الهرمونات ‪ ،‬فعلى سبيل المثال فإن ( القلق الحاد‬

‫‪ ،Severe Anxiety‬والتعرض للضغوط النفسية ‪ ،‬واالكتئاب‪ ،‬والحزن الشديد ) تؤثر بشكل كبير على‬

‫األم الحامل وعلى الجنين ‪ ،‬فاألم الحامل تتأثر باالنفعاالت الشديدة وتزيد هذه االنفعاالت من صعوبات‬

‫الحمل ‪ Difficult Pregnancy‬والتى تشمل ( الغثيان ‪ ،‬والقيئ‪ ،‬وامكانية التعرض لإلجهاض ) ‪،‬‬ ‫كذلك فإن عصبية األم ‪ Nervousness‬وانفعاالتها الشديدة تؤثر على الطفل قبل الوالدة وبعدها ‪ ،‬فهى‬ ‫قبل الوالدة تضر الجهاز العصبى للجنين ‪ ،‬وبعد الوالدة تزيد من بعض األعراض المرضية لدى الطفل‬

‫الوليد ‪ ،‬مثل ( البكاء الشديد ‪ ،‬والتململ ‪ ،‬والمغص ‪ ،‬والنشاط الزائد ‪ ، Hyperactive‬وسوء الهضم ‪،‬‬

‫وكذلك احتمالية اإلجهاض )‪.‬‬

‫(‪ )7‬تدخين األم الحامل ‪:Pregnant Smokers :‬‬

‫يؤدى تدخين األم الحامل إلى نقص فى وزن الجنين والى النزيف أثناء الحمل‪ ،‬وتصل أخطار‬

‫تدخين األم الحامل إلى حد وفاة الجنين ‪،‬أو وفاة الطفل الرضيع بعد الوالدة‪ ،‬كما أن األمهات الالئى‬

‫يتوقفن عن التدخين أثناء الحمل يصبح أطفالهن أكثر وزنا من األمهات الالئى يستمرن فى التدخين‬

‫أثناء الحمل ‪.‬‬

‫‪35‬‬


‫وآثار تدخين األم الحامل يعود على الجنين بحرمانه من الدم النقى ‪ ،‬ذلك ألن الدم الذى يصل‬

‫إليه فيه نسبة كبيرة من ثانى أكسيد الكربون ‪ ،‬وبالتالى تقل نسبة األوكسجين وهذا يؤدى إلى زيادة نشاط‬

‫دقات القلب ‪ ،‬وقد يكون لتدخين األم الحامل نفس آثار تعاطيها للمخدرات ‪.‬‬

‫(‪ )8‬إدمان الكحوليــات والمخدرات ‪:‬‬

‫تأثير على الحامل والجنين يختلف باختالف نوع المخدر‪ ،‬وكميته‪ ،‬ومرات‬ ‫إن إلدمان المخدرات ًا‬ ‫تعاطيه ‪ ،‬وسن الجنين عند التعاطى ‪ ،‬وعموماً فإن إدمان األم يضر بالجنين‪ ،‬ونموه السليم فيما بعد‪.‬‬

‫(‪ )9‬سوء استعمال األم الحامل لألدويـة ‪:‬‬

‫كل األدوية التى تتناولها األم الحامل تكون قادرة على الوصول إلى المشيمة ‪ Placenta‬وتؤثر‬

‫فى الجنين ‪ ،‬وقد ثبت أن الكثير من األدوية التى تتناولها األمهات الحوامل بدون إشراف طبى قد يكون‬ ‫لها تأثير سيئ على األجنة ‪ ،‬ويؤدى إلى تشوهات جسمية وتخلف عقلى وضرر للجهاز العصبى ‪ ،‬وهذا‬ ‫ينطبق حتى على أقل األدوية التى نعتقد أنها غير ضارة مثل األسبرين‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬النمو فى مرحلة الرضاية‬ ‫ً‬

‫تشغل هذه المرحلة السنية األولى والثانية من الحياة وتعتبر مرحلة انطالق القوى الكامنة وهى‬

‫مرحلة اإلنجازات الكبيرة حيث تشهد نمواً جسمياً سريعا وتآز ار حسيا حركيا ملحوظا فى السيطرة على‬

‫الحركات (الجلوس والوقوف والحبو والمشى)‪ ،‬وفيها يتعلم الرضيع الكالم ويكتسب اللغة‪ ،‬ويالحظ فيها‬ ‫نمو االستقالل‪ ،‬واالعتماد النسبى على النفس‪ ،‬واالحتكاك االجتماعى بالعالم الخارجى‪ ،‬والتنشئة‬

‫االجتماعية ‪ ،‬والنمو االنفعالى ‪ ،‬ويتم فيها الفطام‪ ،‬وفيها أيضاً تنمو الذات ويتكون مفهوم الذات الذى‬ ‫يعتبر الحجر األساسى للشخصية‪ ،‬وهكذا نرى أن هذه المرحلة تعتبر بالدرجة األولى مرحلة اكتشاف‬

‫العالم الخارجى وتوسيعه ‪.‬‬

‫‪ -6‬مظاهـــــر النمــــــــو خالل مرحلة الرضايــة‬

‫أ) النمو الجسمى ‪:‬‬

‫تختلف معايير النمو الجسمى باختالف عوامل الوراثة والبيئة وباختالف النوع ‪ ،‬ومما تجدر‬

‫مالح ظته أن النسب بين أجزاء جسم الرضيع تختلف عما هى عليه لدى الراشد‪ ،‬فبينما يبلغ طول رأس‬ ‫الرضيع ربع طول الجسم نجد أن طول رأس الراشد تبلغ ثُمن طول الجسم ‪،‬أى إنه يالحظ تباطؤ نمو‬ ‫الرأس واسراع نمو الجذع والذارعين والساقين ‪ ،‬ومعنى ذلك أن النسب الجسمية تختلف لدى الوليد عنها‬

‫لدى البالغ‪.‬‬

‫وتعتبر عملية التسنين من أهم مظاهر النمو الجسمى فى هذه الفترة ‪ ،‬حيث يبدأ ظهور األسنان‬

‫اللبنية أو المؤقتة فى الشهر السادس‪ ،‬وقد يتأخر ظهورها إلى الشهر الثامن‪.‬‬ ‫‪36‬‬


‫كذلك تنمو العضالت فى حجمها وتزداد القدرة على التحكم فى العضالت الكبيرة‪ ،‬وبالنسبة‬

‫للفروق بين الجنسين يظل الذكور أكبر حجما وأثقل وزنا وأطول قليالً من اإلناث‪ ،‬إال أن األسنان تظهر‬

‫مبك اًر لدى اإلناث عنها لدى الذكور‪.‬‬

‫ب ) النمـو العقلـــى ‪:‬‬

‫يختلف النمو العقلى لدى الرضيع عنه لدى الطفل فى المراحل العمرية التالية ‪ ،‬حيث إن الذكاء‬

‫يكون حسياً حركياً وليس تجريدياً وال يستطيع استخدام الرموز أو اللغة بكفاءة ‪.‬‬

‫جـ) النمو االنفعالى واالجتمايى ‪:‬‬

‫يبدأ الطفل فى إقامة عالقات اجتماعية وانفعالية مع الوالدين وترتبط قدرة الطفل في إقامة هذه‬

‫العالقات بمدى إدراكه لرعاية ومحبة والديه له واالهتمام به وحمايته واللعب معه ‪ ،‬ومن أهم انفعاالت‬ ‫الطفل فى هذه المرحلة‪ :‬الفرح ‪ ،‬والحب ‪ ،‬والخوف ‪ ،‬والغيرة ‪ ،‬والغضب ‪ ،‬والبكاء ‪.‬‬

‫د ) النمـو اللوـوى ‪:‬‬

‫فى هذه المرحلة يبدأ الطفل فى نطق الكلمة األولى وذلك فى الفترة من الشهر السادس إلى‬

‫الشهر الثالث عشر ‪ ،‬ومع نهاية السنة األولى يستطيع أن يفهم تعليمات اآلخرين وأوامرهم‪ ،‬ويستطيع فى‬ ‫الشهر الثامن عشر إلى العشرين أن ينطق كلمتين ‪ .‬ويستطيع فى السنة الرابعة أن ينطق جملة‪.‬‬

‫‪-2‬الصفات اإليجابية التى يكتسبها الطفل فى هذه المرحلة‪:‬‬

‫يكتسب الطفل بعض الصفات اإليجابية ( الثقة فى السنة األولى ‪ ،‬االستقاللية فى السنة الثانية‬

‫‪ ...‬إلخ ) نتيجة لحصول الطفل على الرعاية المناسبة المتمثلة فى الرضاعة والحب واالهتمام ‪ ،‬بالتالى‬

‫ينظر الطفل بتفاؤل إلى المستقبل والى العالم وينظر إلى اآلخرين على أنهم معطاءون جديرون بالثقة‬ ‫ويمكن االعتماد عليهم مما يهيئ للطفل إلقامة عالقات اجتماعية وانفعالية الحقة ( مع الصديق ‪ ،‬مع‬

‫الزوجة ‪ ،‬ومع االبن ‪ ..‬إلخ )‪.‬‬

‫ثال ًثا‪ :‬النمو في مرحلة الطفولة المبكرة ‪( Early Childhood‬ما قبل المدرسة)‬

‫تمتد هذه المرحلة من بداية السنة الثالثة وحتى دخول الطفل المدرسة االبتدائية أي من نهاية مرحلة‬

‫الرضاعة حتى دخول المدرسة ‪ ،‬وفى هذه المرحلة ينمو لدى الطفل الوعى باالستقاللية وتأكيد االنفصال‬

‫عن الوالدين ‪ ،‬ويستطيع الجرى وينمو مفهوم الذات لدى الطفل ويتمثل فى تكرار استخدامه لكلمة " أنا "‬

‫( أنا أستطيع أن أيملها ‪ ،‬وأنا أقوم بذلك ‪... ،‬إلخ ) كما يستطيع الطفل القيام ببعض المسئوليات‬ ‫المهمة فى رعاية الذات ( التغذية‪ -‬والنظافة – واإلخراج ‪ -‬وارتداء المالبس) ويأكل بنفسه ويجلس على‬ ‫المكان المخصص لإلخراج‪ ،‬كما يستطيع أن يساعد فى بعض األعمال المنزلية ‪ ،‬ويستطيع أن يتحدث‬ ‫بكفاءة مع اآلخرين ‪ ،‬ويقلد ما يراه فى التليفزيون أو السينما " سوبرمان ‪ ...‬إلخ"‪.‬‬ ‫‪37‬‬


‫‪-6‬مظاهــر النمــو‬

‫أ) النمو الجسمى ‪ :‬تتمثل مظاهر النمو الجسمى فى اآلتى (*)‪:‬‬

‫ تستمر األسنان فى الظهور ويكتمل عدد األسنان المؤقتة ‪ ،‬ويبدأ تساقطها لتظهر األسنان الدائمة‬‫‪ ،‬ويعانى بعض األطفال من التسنين‪.‬‬

‫‪ -‬تنمو األطراف نمواً سريعاً ‪ ،‬وينمو الجذع بدرجة متوسطة‪.‬‬

‫ يتأثر الطول بإمكانية النمو لدى الطفل ويزداد نمو الجذع واستطالة العظام وفقدان الشحم الذى‬‫كان مالحظا فى مرحلة الرضاعة‪.‬‬

‫ يزداد الوزن بمعدل كيلو جرام واحد تقريباً فى السنة ‪ ،‬ويكون البنون أقل وزنا بدرجة بسيطة من‬‫البنات ‪.‬‬

‫ تبدأ غضاريف الهيكل العظمى للطفل بالتحول إلى عظام ‪ ،‬ويظل الهيكل العظمى فى هذه‬‫المرحلة غير ناضج وتزداد عظام الجسم حجماً وعددا وصالبة مع النمو ‪.‬‬

‫‪ -‬تنمو العضالت الكبيرة بصورة أسرع من العضالت الصغيرة الدقيقة‪.‬‬

‫ب) النمـو العقلــى ‪:‬‬

‫تمتد هذه المرحلة من نهاية العام الثانى للطفل وحتى العام السابع له ‪ ،‬وهى مرحلة التفكير‬

‫الحسى والتمركز حول الذات‪ ،‬وال يستطيع الطفل فى هذه المرحلة أن يركز على بعدين أو أكثر ‪.‬‬

‫جـ) النمو االنفعالى‪:‬‬

‫ومن أهم مظاهر النمو االنفعالى فى هذه المرحلة ‪:‬‬

‫* انفعال الخوف ‪ :‬يالحظ أن البنات أكثر تعرضاً للخوف من األوالد‪ ،‬كما أن األطفال بعضهم يخاف من‬ ‫مر ‪.‬‬ ‫الحيوانات‪ ،‬أو الظالم‪ ،‬أو األطباء خاصة إذا كان مريضا‪ ،‬واعطائه الطبيب حقنة‪ ،‬أو دواء ا‬

‫* انفعال الوضب ‪ :‬تظهر نوبات الغضب لدى الطفل عند حرمانه من إشباع رغباته ‪ ،‬أو عندما تعاق‬ ‫حركته ‪ ،‬وتكون هذه النوبات فى صورة احتجاج وعناد ومقاومة ‪ ،‬وقد يثور الطفل ويرتمى على األرض‬

‫أو يركل األرض بكلتا قدميه ‪.‬‬

‫* انفعال الويرة ‪ :‬تدب نار الغيرة فى نفس الطفل عند ميالد طفل جديد‪.‬‬ ‫د) النمو اللوـوى ‪:‬‬

‫فى نهاية هذه المرحلة يتسم التعبير اللغوى بالوضوح والدقة ‪ ،‬وتختفى األخطاء التى كانت‬

‫موجودة ‪ ،‬قبل ذلك سواء فى النطق الطفلى لبعض الكلمات (قلم – تلم ) ‪( ،‬مدرسة – مترسة ) ‪( ،‬‬ ‫)*( خالل حديث المؤلف مع بعض أساتذة طب األطفال عن الوزن المثالى للطفل أشاروا إلى أن النمو الجسمى فى المرحلة العمرية من ‪ 12 – 2‬سننة‬ ‫= عمر الطفل × ‪ . 8 + 2‬بمعنى إذا كان عمر الطفل ‪ 4‬سنوات فإن الوزن المثالى له = ‪ 16 = 8 + 2 × 4‬كجم‪.‬‬

‫‪38‬‬


‫أحمد – أمد ) أو إبدال بعض الحروف (حامز بدال من حازم ) ‪ ،‬وهناك عدة عوامل تؤثر على النمو‬

‫اللغوى للطفل‪.‬‬

‫هـ) النمو االجتمايي‪:‬‬ ‫اجتماعيا‬ ‫يبدأ الطفل في هذه المرحلة في التعلق بالوالدين خاصة باألم‪ ،‬كما يستطيع أن يميز‬ ‫ً‬

‫بين األشخاص المألوفين له مثل األب واألم واألشقاء وبين الغرباء‪ ،‬كما يستطيع الطفل في هذه المرحلة‬

‫أن يعبر عن عمق العالقة مع األم باالبتسام والشعور بالراحة عندما يراها وتعتبر هذه المرحلة بداية‬ ‫ظهور الذكاء االجتماعي‪.‬‬

‫‪-2‬كيفية اكتساب الصفات اإليجابية فى هذه المرحلة ‪:‬‬

‫إذا تواف رت ظروف نفسية واجتماعية مناسبة للطفل فإنه يكتسب االستقالل الذاتى وقوة اإلرادة ‪،‬‬

‫وهذا يتوقف على مدى ما يشعر به من محبة من الوالدين ومدى رغبة الوالدين فى السماح ألطفالهم‬

‫بالحرية‪ ،‬وفى هذه المرحلة يكتسب الطفل القدرة على التحكم وتزداد دافعيته لالنجاز‪.‬‬

‫ابعا‪ :‬النمو في مرحلتي الطفولة الوسطى والمتأخرة‬ ‫ر ً‬

‫( طفل المدرسة االبتدائية " ‪ 62 – 1‬سنة " )‬

‫تبدأ هذه المرحلة ببداية التحاق الطفل بالمدرسة االبتدائية ‪ ،‬وتنتهى بنهاية تخرجه منها ‪ ،‬وبنهاية‬ ‫هذه المرحلة يبدأ الطفل الدخول فى مرحلة المراهقة‪.‬‬

‫‪-6‬مظاهر النمو ‪:‬‬ ‫أ) النمـو الجسمى ‪:‬‬

‫يتسم النمو الجسمى فى هذه المرحلة بالبطء وتتغير نسب النمو فى هدوء وال تط أر زيادات‬

‫مفاجئة فى الحجم ويبدأ وزن الطفل تقر ًيبا في هذه المرحلة من حوالي ‪ 23 – 21‬كم‪ ،‬وطوله من ‪121‬‬ ‫– ‪ 122‬سم وفي نهاية هذه المرحلة أي سن ‪ 12‬سنة يبلغ طول الطفل تقر ًيبا ‪146‬سم‪ ،‬والوزن ‪– 36‬‬

‫‪38‬كم‪.‬‬

‫ب) النمـو العقلى ( المعرفى )‬

‫عند سن السادسة أو السابعة يدخل األطفال فى المرحلة الثالثة من مراحل النمو المعرفى األربع‬

‫التى حددها بياجيه وهى مرحلة العمليات العيانية " الحسية" ‪ ، Concrete Operation‬ويقصد‬

‫بالعمليات العيانية " القدرة يلى التفكير المنطقى فى األمور الحسية "‬

‫ومن مظاهر النمو المعرفى أيضاً حب الطفل لالستكشاف وارتياد المجهول ومعرفة ما ال يعرفه‬

‫‪ ،‬وهذا الحب للمعرفة ال بد أن يقابله رعاية معرفية من الوالدين متمثلة فى توفير مصادر للمعرفة ( كتب‪،‬‬ ‫مجالت ‪ ،‬زيارات ألماكن أثرية ‪ ،‬مشاهدة التليفزيون ‪ ...‬إلخ ) ‪،‬‬ ‫‪39‬‬


‫جـ‪ -‬النمو االنفعالى ‪:‬‬

‫تتسم هذه المرحلة خاصة الثالث سنوات األخيرة منها بالهدوء‪ ،‬والثبات االنفعالى‪ ،‬ويسميها‬

‫بعض الباحثين مرحلة الطفولة الهادئة ‪ ،‬وذلك مقارنة بمرحلة الطفولة المبكرة التى تتسم بحدة االنفعاالت‬

‫وعدم ثباتها ‪ ،‬وقياسا يلى فترة المراهقة التى تتسم بعدم االستقرار االنفعالى ‪ ،‬ويتسم النمو االنفعالى‬

‫فى هذه الفترة بالهدوء ‪ ،‬وتتسم شخصية الطفل بتقبل الضوابط والنظام والطاية ‪.‬‬

‫د‪ -‬النمـو الحركى ‪:‬‬

‫يستطيع الطفل أن يتحكم فى أدائه الحركى ‪ ،‬وتتسم حركاته بالقوة والسرعة واإلتقان والرشاقة ‪،‬‬

‫ويستطيع استيعاب النشاط الحركى من خالل‪ ( :‬لعب الكرة ‪ ،‬والسلة ‪ ،‬والقفز‪ ،‬والسباحة ‪ ..‬إلخ )‬

‫ويستطيع أن يكتسب المهارات الحركية فى فترة قصيرة‪ ،‬ويميل الذكور إلى النشاط الحركى القوى (الجرى‬ ‫‪ ،‬والقفز‪ ،‬وركوب الدرجات ‪ ...‬إلخ ) بينما تميل اإلناث إلى األلعاب الخفيفة ‪.‬‬

‫هـ ‪ -‬النمـو االجتمايــى ‪:‬‬

‫يتسع العالم االجتماعى للطفل بالتحاقه بالمدرسة حيث يواجه الطفل فى هذه السن جماعتين‬

‫جديدتين تسهمان فى نمو شخصيته وفى تنشئته االجتماعية وهما‪ :‬المعلمون واألقران ‪ ،‬ويظل تأثير‬

‫األسرة مستم اًر على الطفل‪ ،‬ويبدأ الطفل فى هذه المرحلة فى االنخراط وتقبل معايير المجتمع ‪ ،‬ويكون‬ ‫سلوكه االجتماعى متسقا مع هذه المعايير‪ ،‬وهو ال يفعل ذلك لمجرد الحصول على الدعم‪ ،‬واإلثابة من‬

‫الوالدين واآلخرين‪ ،‬ولكنه يفعل ذلك تحقيقا لذاته حيث يشعر بالرضا عندما يقوم بسلوك اجتماعى‬

‫مرغوب ويكون هنا التدعيم ذاتياً وليس خارجياً‪.‬‬

‫‪-2‬الصفات اإليجابية التى يكتسبها الطفل فى هذه المرحلة ‪:‬‬

‫تتضمن زيادة النضج العقلى واالنفعالى واالجتماعى المتمثل فى القدرة على التفكير االستداللي‬

‫وعلى تنظيم الذات وعلى التواصل مع األسرة‪ ،‬واألقران مما يجعل الطفل يشعر بالكفاية‪ ،‬والتمكن حيث‬ ‫صنعت بها األشياء‪ ،‬كما يهتم بشكل أساسى باإلنجاز األكاديمى ‪.‬‬ ‫يهتم الطفل بالكيفية التى ُ‬

‫‪40‬‬


‫الفصل الثالث‬

‫النمو في المراهقة‬

‫مقدمـة ‪:‬‬ ‫إن كلمة مراهقة ‪ Adolescence‬مشتقة من الفعل الالتينى ‪ Adolescerre‬ويعنى التدرج نحو‬

‫النضج البدنى (الجسمى) والجنسى ‪ ،‬والعقلى ‪ ،‬واالنفعالى ‪ ،‬واالجتماعى‪ ،‬وهى فترة تلى مرحلة الطفولة‬ ‫وتسبق مرحلة الرشد ‪ ،‬أى أنها فترة انتقالية بين الطفولة والرشد‪.‬‬

‫اوًال‪ :‬معنى المراهقة ‪:‬‬ ‫المراهقة هى المرحلة التى يعبرها الطفل كى ينتقل من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الرشد ليصير‬

‫راشدا ناضجاً سواء كان رجالً أم امرأة‪ ،‬وتمتد هذه المرحلة طوال العقد الثانى تقريبا من عمر الفرد ‪ ،‬فهى‬ ‫تبدأ بحدوث البلوغ الجنسى وتنتهى بالوصول إلى سن الرشد‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬المطالب والتحديات األساسية فى مرحلة المراهقة ‪:‬‬ ‫ً‬

‫فيما يلى يرض للمطالب والتحديات األساسية فى مرحلة المراهقة والتى يمكن صياغتها يلى‬

‫النحو التالى ‪:‬‬

‫‪ -6‬تحقيق يالقة ناضجة مع الرفاق ‪:‬‬ ‫إن شع ور المراهق بالقيمة يبنى على أساس كيفية ردود فعل اآلخرين له وعلى استحسان رفاقه‬ ‫إلى حد كبير ‪ ،‬فضالً عن أنه من أهم نواحى النمو االجتماعى له ذلك النمو التدريجى لميوله نحو أفراد‬

‫الجنس اآلخر‪ ،‬ويؤدى هذا الميل بطبيعته إلى اتساع نشاطه الجنسى الغيرى ‪ ،‬وهذا النشاط هو المسئول‬

‫عن قضايا الحب التى يمارسها المراهقون‪.‬‬ ‫‪ -2‬تحقيق هوية الجنس ‪:‬‬

‫إن اعتناق المراهق للدور المناسب لجنسه ‪ ،‬وقبوله لطبيعته البيولوجية يبدأ فى سنوات الطفولة ‪،‬‬

‫ويمثل جزءاً هاما من اإلحساس بهويته وبمن يكونه ويدعمه التوحد مع الوالد من نفس جنسه وتأييد ذلك‬ ‫واستحسانه من قبل المجتمع واآلخرين‪.‬‬ ‫‪ -3‬اتخاذ الق اررات فيما يتعلق بالمستقبل المهنى ‪:‬‬ ‫إن أكثر ما يصيب المراهق بالقلق واالضطراب هو عدم القدرة على االستقرار وتحديد هوية‬

‫ظا على تماسكهم الذاتي‪،‬‬ ‫مهنية‪ ،‬مما يدفع بالمراهقين إلى المبالغة فى التوحد باألبطال الجماهيرية حفا ً‬ ‫‪41‬‬


‫ومن هنا فاإلعداد للمستقبل المهنى من المهام الرئيسية أمام المراهق ويؤكد البعض أن المراهقة تنتهى‬

‫ببداية الخبرة العملية فى عالم العمل‪.‬‬

‫‪ -4‬تنمية القيم والمعايير الخلقية ‪:‬‬ ‫تنفرد المراهقة أكثر من أى مرحلة أخرى باالهتمام الشديد بالقيم والمعايير الخلقية فمن ناحية‬

‫يؤدى نمو القدرات العقلية إلى زيادة الوعى بالقضايا الخلقية‪ ،‬والى زيادة القدرة على مناقشتها‪.‬‬

‫وتكملة لهذه المطالب والتحديات التى يواجهها المراهق توجد أيضا الحاجة للمركز االجتماعى‪،‬‬ ‫والحاجة إلى االستقالل‪ ،‬والحاجة إلى اإلنجاز‪ ،‬ونراه يهتم بالمثل والدين والحقيقة فى محاولة منه إليجاد‬

‫فلسفة لحياته والفشل فى ذلك يؤدى إلى عدم توافر األمن النفسى‪.‬‬

‫ولعل أقوى الحاجات وأهمها عند المراهق هى‪ :‬الحاجة إلى المركز االجتماعى فى محيط واقعه ‪ ،‬وتحقيق‬

‫المكانة ‪ ،‬ومن هنا يكون ميل المراهق إلى االسهام الحماسى فى حياة الجماعات ليؤكد انتمائه لحياة‬ ‫الكبار ‪ ،‬وأحيانا ما ينتمى إلى الجماعات المناهضة أو المنحرفة ليؤكد كيانه‪ ،‬ووجوده ولوبصورة سلبية‬

‫فى وجه عالم الكبار بدالً من الوجود الهامشى‪.‬‬

‫أما الحاجة الثانية التى تزداد داللتها وأهميتها خالل المراهقة فهى الحاجة إلى االستقالل‬

‫)‪ (Need For Independence‬فبدون تحقيق درجة معقولة من االنفصال أو االستقالل الذاتى ال‬ ‫يمكن تحقيق عالقات ناضجة بالجنس اآلخر أواألقران‪.‬‬

‫ثال ًثا‪ :‬مظاهر النمو لدى المراهق‬ ‫(‪ )6‬النمو الجسمى ‪:‬‬ ‫تحدث طفرة كبيرة في النمو مع البلوغ‪ ،‬ويعد البلوغ ثانى فترة يحدث فيها أسرع تغيرات جسمية ‪،‬‬ ‫وأولها مرحلة ما قبل الوالدة والنصف األول من العام األول بعد الوالدة ‪ .‬ولذلك شاع وصف المراهقة‬

‫بأنها مرحلة " ا نفجار فى النمو " ‪ ،‬وهو انفجار يحدث قبل البلوغ أو يتزامن معه ‪ ،‬ويستمر لمدة عام أو‬ ‫عامين ( تبعا للفروق الفردية ) قبل أن يصل الفرد إلى النضج الجنسى ‪ ،‬ثم يستمر لفترة تمتد من ستة‬

‫أشهر إلى عام كامل بعد ذلك ‪ .‬ومعنى ذلك أن فترة التغير السريع تمتد حوالى ثالث سنوات تؤلف فى‬

‫مجموعها مرحلة المراهقة‪.‬‬

‫ويحدث مع البلوغ أربعة تغيرات جسمية هامة تشمل حجم الجسم ‪ ،‬ونسب أعضاء الجسم ‪ ،‬ونمو‬

‫الخصائص الجنسية األولية ‪ ،‬ونمو الخصائص الجنسية الثانوية‪ ،‬وبعد اكتمال هذه التغيرات يتحول جسم‬ ‫الطفل الذى كان عليه طوال المراحل السابقة إلى جسم الراشد الذى سيصير إليه طوال مراحل عمره‬

‫التالية ‪.‬‬

‫‪42‬‬


‫وتأتى التغيرات فى حجم الجسم من التغيرات فى الطول والوزن ‪ ،‬ويحدث االنفجار فى نمو‬

‫الطول قبل الوزن ‪ ،‬وأكبر زيادة فى الطول تحدث قبيل بداية البلوغ‪ ،‬وتكون فترة النمو السريع في العام‬

‫السابق عليه ‪.‬‬

‫وال تعد الزيادة فى الدهون المصدر الوحيد لزيادة الوزن فى المراهقة عند الذكور ‪ ،‬وانما يضاف‬

‫إلى ذلك الزيادة فى أنسجة العظام والعضالت؛ فعند البلوغ تنمو العظام أسرع وتتغير فى الشكل والنسب‬ ‫والبنية الداخلية ( حيث تصير أكثر صالبة )‪ ،‬وتؤلف العضالت ‪ %45‬من وزن الجسم ( وكانت فى‬

‫مرحلة الطفولة ال تزيد عن ‪ ، ) %25‬وأكبر زيادة فى العضالت تحدث خالل الفترة من ‪ 15-12‬سنة‪.‬‬ ‫(‪ )2‬النمو العقلى والمعرفى ‪:‬‬ ‫يبدأ الذكاء الحسى فى الطفولة ثم ينمو تدريجيا نحو الذكاء المجرد فى مرحلة المراهقة حيث‬ ‫يصل أقصاها حتى ‪ 18‬سنة‪ ،‬وتتمايز القدرات العقلية العامة ثم تظهر بعد ذلك القدرات العقلية الخاصة‬ ‫كناتج للتحصيل الدراسى وزيادة درجة االنتباه‪ ،‬ونمو عمليات االستنباط‪ ،‬واالستنتاج‪ ،‬واالستدالل‪ ،‬ويوجد‬

‫تبعا لعوامل شتى وهى القدرات الخاصة‪ ،‬وغيرها مثل‪:‬‬ ‫تنوع لدى المراهقين فى الميول‪ ،‬واالستعدادات ً‬ ‫مستوى التحصيل الدراسى‪ ،‬والمستوى الثقافى‪ ،‬والحالة الصحية للمراهق‪ ،‬وحيث يسير النمو العقلى‬ ‫عموما من المجمل إلى المفصل أومن الكل للجزء كما هو فى مرحلة الطفولة فيبدأ التمايز فى العمليات‬

‫العقلية‪ ،‬والقدرات الخاصة فى الثالثة عشر وتبلغ أقصاها فى الثامنة عشر‪.‬‬ ‫ومن العمليات العقلية التى تزداد تفصيالً ‪:‬‬ ‫‪ ‬االنتباه ‪ :‬يزداد مداه وعمقه فيستطيع تناول مشكالت وموضوعات أكثر عمًقا‪ ،‬ومعقدة‪ ،‬وبذلك‬ ‫يستطيع االستيعاب دراسيا دروسا أطول ‪ ،‬ومدى االنتباه له عالقة بالذكاء العام‪ ،‬ويساعد على‬ ‫التحصيل المرتفع‪ ،‬ويزيد من تذكر المراهق‪.‬‬ ‫‪ ‬التذكر ‪ :‬يميل المراهق إلى التذكر المبنى على الفهم‪ ،‬واستنتاج عالقات جديدة بل من التذكر‬ ‫اآللى ‪.‬‬ ‫‪ ‬التخيل ‪ :‬يميل المراهق إلى التخيل المجرد والقائم على المعنويات أيضا بدال من التخيل الحسى‬ ‫كما هو فى مرحلة الطفولة‪ ،‬ولذلك تكثر أحالم اليقظة التى يبنى فيها آماله وأحالمه‪ ،‬وتعتبر القدرة‬ ‫على التخيل هى األساس فى دراسة العلوم القائمة على التفكير المجرد كما هو فى الهندسة‬

‫بفروعها‪ ،‬والجبر‪ ،‬وغيرها من العلوم الفيزيقية والرياضية؛ كما تزداد لدى المراهق القدرة على‬ ‫االستدالل واالستنتاج والتفكير بأنواعه‪.‬‬

‫‪43‬‬


‫(‪ )3‬النمو االنفعالى ‪:‬‬ ‫يوجد اتفاق عام على أن مرحلة المراهقة هى مرحلة " أزمة " ‪ ،‬ولعل جورج ستانلى هول كان‬

‫أول من أطلق هذا الوصف فى عبارته الشهيرة "مرحلة الضغوط والعواصف"‪ ،‬وهو وصف يتضمن‬ ‫المعنى التقليدى وهو أن المراهقة مرحلة توتر انفعالى شديد مصدره التغيرات الجسمية‪ ،‬والسيكولوجية‬ ‫التى تحدث فى هذه المرحلة ‪ ،‬إال أننا إذا علمنا أن النمو يستمر طوال مرحلة المراهقة بمعدل بطىء ‪،‬‬ ‫بعد البلوغ خاصة ‪ ،‬وأن معظم النمو ليس إال محض تكملة للتغيرات التى حدثت بالفعل أثناء البلوغ ‪،‬‬

‫فإن هذا التفسير البيولوجى الحتمى لألزمة يصبح موضع شك‪ ،‬واألصح أن نضع فى االعتبار نتائج‬ ‫بحوث علماء االجتماع واالنثروبولوجيا التى أكدت أن أزمة المراهقة " تختلف فى شكلها ومضمونها‬ ‫وحدتها من مجتمع إلى مجتمع ‪ ،‬ومن حضارة إلى حضارة‪.‬‬

‫وأهم العوامل التى تزيد من االنفعاالت والعصبية والصراع لدى المراهق هى ‪:‬‬ ‫‪ -1‬ينشأ الصراع لدى المراهق بين رغبته فى أن يعامل معاملة الشخص الكبير فى الوقت الذى يعامله فيه‬ ‫والديه ومعلميه كما لو كان الزال طفالً ‪ ،‬أو على األقل ال يعامالنه المعاملة التى يرى نفسه جدي اًر بها‪،‬‬ ‫ويزداد األمر تعقيدا إذا كان األباء بالفعل من النوع المتسلط الذى يتحكم فى أبنائه ‪.‬‬

‫‪ -2‬ينشأ الصراع فى نفس المراهق بين دوافعه الجنسية التى تثيره وتستفزه وبين الموانع الخارجية ممثلة فى‬

‫التقاليد والعرف والقوانين‪ ،‬وقبل هذا كله التعاليم الدينية التى تنظم إشباع هذه الدوافع على نحو ال يكون‬

‫متيس ار به فى هذه المرحلة‪ ،‬وليست الموانع الخارجية فقط هى التى تكف المراهق ‪ ،‬بل أن الموانع‬

‫الداخلية ممثلة فى األنا األعلى تعمل على كف هذه النوازع‪ ،‬وتزداد المشكلة حرجا كلما طالت هذه‬ ‫المدة ‪ ،‬وهى تطول بالفعل فى المجتمعات الصناعية أو الحديثة ‪ ،‬بينما ال تكاد توجد فى البيئات الريفية‬ ‫والبدائية كما ذكرنا من قبل ‪.‬‬

‫‪ -3‬ينشأ الصراع لدى المراهق بين رغبته فى االستقالل عن والديه واعتماده على نفسه ‪ ،‬وبين ميله الشعورى‬

‫أو الالشعورى إلى االعتماد عليهما ‪ ،‬وهو فى حاجة حقيقية إليهما ألنه لم ينضج بعد‪ ،‬واذا كان المراهق‬ ‫شاع ار بالنوعين األولين من الصراع فإنه غالبا ما ال يكون مدركا بوضوح لهذا المحور من محاور‬ ‫الصراع فى داخله ‪ ،‬ولكنه قد ينتبه إليه – وعلى نحو غير واضح ويثير تساؤله – عندما يثور على‬

‫والديه أو يغضب منهما ثم يندم على ذلك فيما بعد ‪.‬‬

‫‪ -4‬من أسباب الصراع أيضا لدى المراهق عامل يرتبط بتوازن جوانب النمو‪ ،‬والنمو الجسمى يسبق النمو‬ ‫العقلى‪ ،‬واالنفعالى‪ ،‬واالجتماعى‪ ،‬ومن هنا يبدو المراهق فى حجم الراشد الكبير ولكن سلوكه ال زال بعيدا‬

‫عن سلوك الراشد‪ ،‬ويترتب على ذلك أن بعض المحيطين بالمراهق قد يتوقعون منه سلوكا راشداً مما‬ ‫يجعله عرضة للنقد‪ ،‬والحقيقة أن الكبار أحيانا ما يكلفون المراهق بأعمال فوق مستوى نضجه االنفعالى‬ ‫‪44‬‬


‫واالجتماعى ويحاسبونه على عدم قدرته على القيام بها ‪ ،‬مما يشعر المراهق بالسخط واإلحساس بالظلم‬ ‫وعدم التفهم من جانب المحيطين به ‪.‬‬ ‫‪ -5‬كذلك قد يكون من العوامل أو األسباب التى تثير الصراع فى نفس المراهق رغبته فى تحقيق ذاته‬ ‫وفشله فى بعض المواقف؛ فقد يريد المراهق أن يتفوق دراسيا ‪ ،‬ولكنه ال يستطيع أو ال يعرف كيف يحقق‬

‫ذلك‪ ،‬وقد يحاول أن يتفوق رياضيا ‪ ،‬أوأن يشارك فى األنشطة االجتماعية‪ ،‬ولكنه ال ينجح فى ذلك‪ ،‬وقد‬

‫يحاول أن يظهر بمظهر القادر ماديا ليجارى رفاقه أو ليعوض القصور فى جوانب ‪ ،‬ولكن إمكانياته ال‬

‫تساعده‪ ،‬فكل هذه اإلحباطات تثير سخط المراهق وحنقه وضيقه‪ ،‬ويبحث المراهق عن مصدر يحمله‬

‫مسئولية هذه االحباطات التى صادفها‪ ،‬وقد يكون هذا المصدر هو الوالدان أوالمدرسة أوالمجتمع‪.‬‬ ‫(‪ )4‬النمو االجتمايى ‪:‬‬

‫يتسع المجال االجتماعى للمراهقين عنه لدى الطفل ‪ ،‬فبعد أن كان يعتمد على األسرة وأفرادها‬ ‫أو األفراد فى الحضانة‪ ،‬ورياض األطفال‪ ،‬واألقارب‪ ،‬والجيران فى عالقته واتصاالته االجتماعية أصبح‬ ‫المجال خارج األسرة‪ ،‬وهذه المؤسسات أكثر‪ ،‬ومن خاللها يكتسب المعايير‪ ،‬والعادات‪ ،‬واألعراف السائدة‬ ‫فى مجتمعه وثقافته‪ ،‬أى يصبح تأثير الرفاق والزمالء أكثر من أى فئة أخرى ويلم باألدوار االجتماعية‬ ‫التى حددها المجتمع لكل فرد وجنس وتصقل خبراته االجتماعية ومهارته فى التواصل مع اآلخرين‪،‬‬ ‫وتتبدل األوضاع؛ فبدالً من تقبله معايير‪ ،‬وتقاليد األسرة‪ ،‬وتشربه لها في الطفولة بدأ يختار‪ ،‬ويناقش‪،‬‬ ‫ويقتنع بما يمشى مع آرائه واتجاهاته وشخصه عموماً ‪.‬‬ ‫(‪ )5‬النمو الخلقى واالهتمامات الدينية ‪:‬‬ ‫من المهام النمائية الهامة فى مرحلة المراهقة المبكرة تعلم المراهق ما تتوقعه منه جماعته‪،‬‬ ‫وتشكيل سلوكه ليتوافق مع هذه التوقعات دون إشراف مستمر‪ ،‬ودون تهديد بالعقاب على النحو الذى‬ ‫كان سائدا فى مرحلة الطفولة‪ ،‬ولهذا نجد المراهق يحل المبادئ الخلقية العامة محل المفاهيم الخلفية‬ ‫النوعية أو الخاصة ‪ ،‬كما يحل الضوابط الداخلية للسلوك محل الضوابط الخارجية ‪.‬‬ ‫والمراهقة هى مرحلة سعى إلى الكمال‪ ،‬ونتيجة لذلك نجد المراهقين يصنعون ألنفسهم ولآلخرين‬ ‫معايي ار أخالقية مرتفعة يصعب أحيانا الوصول إليها وحين يعجز عن تحقيق نموذج " الكمال األخالقى "‬ ‫الذى حدده ‪ ،‬يشعر المراهق بالذنب ويعانى من اضطراب الضمير‪ ،‬ولهذا نجد المراهق أكثر استعدادا من‬ ‫الطفل فى تقبل اللوم ‪ ،‬إال أنه لو زادت حدة مشاعر الذنب عنده ‪ ،‬وتكرر حدوثها قد يشعر المراهق بعدم‬ ‫الكفاءة الشخصية ‪ ،‬ويلجأ نتيجة لذلك إلى الهرب فى أحالم المراهقين الصغار وهى مشاعر ذنب ناجمة‬ ‫عن شعور بالعجز بعضه حقيقى ومعظمه متوهم ‪.‬‬

‫‪45‬‬


‫األسئلة التقويمية‬ ‫‪ -1‬عرف النمو‬ ‫‪ -2‬حلل تعريف النمو‬ ‫‪ -3‬اعرض مبادئ النمو في ضوء مادرست‪.‬‬

‫‪-4‬اعط مواقف حياتية توظف فيه مبادىء النمو‪.‬‬ ‫‪-5‬فسر اثنين من عوامل النمو‪.‬‬

‫‪-6‬للعوامل المؤثرة في النمو أهميتها التي ال يمكن تجاهلها‪.‬ناقش‬

‫مثاال لكل عامل منها علي حده ‪(.‬يكتفي بعاملين)‪.‬‬ ‫‪-7‬للعوامل المؤثرة في النمو أهمية في حياتنا‪.‬اعط ً‬ ‫أوسلبا علي عملية النمو‪:‬‬ ‫إيجابا‬ ‫‪ -8‬هناك بعض العوامل التي تؤثر‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫أ‪ -‬وضح كيف يمكن االستفادة من العوامل اإليجابية للنمو فى تحقيق نمو فعال؟‬

‫موضحا كيف يمكن التغلب علي هذه السلبيات لتحقيق نمو فعال؟‪.‬‬ ‫ب‪ -‬اعرض لهذه السلبيات‬ ‫ً‬ ‫‪ -9‬هناك بعض العوامل التى تؤثر على الجنين فى البيئة الرحمية قبل الوالدة‪:‬‬ ‫أ‪-‬اعرض هذه العوامل بإيجاز‪.‬‬

‫مبديا مقترحاتك لتحقيق نمو سوي في تلك المرحلة‪.‬‬ ‫ب‪ -‬اعرض العوامل التي تؤثر‬ ‫إيجابا في المرحلة ً‬ ‫ً‬ ‫مبديا مقترحاتك للتغلب عليها لتحقيق نمو سوي في تلك‬ ‫سلبا في المرحلة ً‬ ‫ج‪ -‬اعرض العوامل التي تؤث ار ً‬ ‫المرحلة‪.‬‬

‫د‪ -‬ما دور اآلباء والمربين تجاه الوليد لتحقيق نمو فعال في تلك المرحلة؟‪.‬‬

‫‪ -11‬تتعدد مظاه ـ ــر النمـ ـ ـ ــو خالل مرحلة الرضاعــة‪ .‬اعرضها بايجاز‪.‬‬

‫‪ -11‬فسر مظاه ـ ــر النمـ ـ ـ ــو المختلفة خالل مرحلة الرضاعــة‪(.‬يكتفي بمظهرين)‪.‬‬

‫‪ -12‬تُكسب مظاه ـ ــر النمـ ـ ـ ــو المختلفة مرحلة الرضاعــة أهميتها في حياة الطفل حلل هذه العبارة‪.‬‬ ‫‪ -13‬هناك صفات إيجابية يكتسبها الطفل فى مرحلة الرضاعة‪ .‬اعرضها في ضوء مادرست‪.‬‬ ‫‪-14‬مالتطبيقات التربوية لآلباء والمربين تجاه مظاهر النمو المختلفة لطفل مرحلة الرضاعة؟‪.‬‬ ‫‪-15‬وضح مظاهر النمو الجسمى لطفل ماقبل االبتدائية‪.‬‬

‫‪ -16‬فسر مظاهر النمو اللغوي والعقلي لطفل ماقبل االبتدائية‪.‬‬

‫‪ -17‬تتعدد مظاهر النمو االنفعالى لطفل ماقبل االبتدائية بين(انفعال الخوف والغضب والغيرة) ناقش‪.‬‬ ‫‪ 18‬فسر العوامل التي تساعد طفل ماقبل االبتدائيةعلي اكتساب صفات إيجابية ‪.‬‬

‫‪-19‬تتعدد مظاهر النمو لمرحلتي الطفولة الوسطي والمتأخرة‪.‬ناقش (يكتفي باثنين)‪.‬‬ ‫‪46‬‬


‫‪-21‬قارن بين مظاهر النمو المختلفة لكل من طفل ماقبل المدرسة وطفل المدرسة في كل من النمو‬ ‫(الجسمي – اللغوي – العقلي – االنفعالي – االجتماعي ‪ -‬الحركي)‪.‬‬

‫‪ -21‬ماذا تقترح لتنمية النمو العقلى لدى أخيك األصغر؟‬

‫‪ -22‬تتعدد الصفات اإليجابية التى يكتسبها الطفل فى مرحلتي الطفولة الوسطى والمتأخرة ‪.‬اعرض في‬ ‫ضوء مادرست‪.‬‬

‫‪ -23‬عرف المراهقة‪.‬‬ ‫‪ -24‬هناك مطالب وتحديات أساسية يحتاجها المراهق ‪.‬دلل علي ذلك‪.‬‬

‫‪ -25‬لمظاهر النمو الجسمى في مرحلة المراهقة أهمية بالغة في حياته‪ .‬ناقش‪.‬‬ ‫‪-26‬اعط أمثلة توضح أهمية النمو المعرفي للمراهق‪.‬‬

‫‪ -27‬تتعدد العمليات العقلية التى يقوم بها المراهق كاالنتباه‪ ،‬والتذكر‪ ،‬والتخيل‪ .‬اعط أمثلة توضح ذلك‪.‬‬ ‫‪ -28‬فسر مظاهر النمو االنفعالي للمراهق‪.‬‬

‫‪ -29‬ما العوامل التى تزيد من االنفعاالت والعصبية والصراع لدى المراهق ؟‬ ‫‪-31‬فسر مظاهر النمو االجتماعي للمراهق‪.‬‬

‫‪ -31‬وضح أهمية النمو الخلقى واالهتمامات الدينية للمراهق‪.‬‬

‫‪ -32‬تتبع الصفات االيجابية خالل مراحل النمو التالية (مرحلة الرضاعة – الطفولة المبكرة – الطفولة‬ ‫الوسطى والمتأخرة)‬

‫‪47‬‬


‫الوحدة الثالثة‬

‫‪48‬‬


‫الوحدة الثالثة‬ ‫الشخصية وأساليب التوافق النفسي واالجتمايي‬ ‫أهداف الوحدة ‪-:‬‬ ‫قادرا علي أن‪:‬‬ ‫يتوقع من المتعلم بعد دراسته لهذه الوحدة أن يكون ً‬ ‫‪ -1‬يعرف مفهوم الشخصية كمثير‪.‬‬ ‫‪ -2‬يعدد المالحظات على تعريف الشخصية كمثير‪.‬‬ ‫‪ -3‬يعرف مفهوم الشخصية كاستجابة‪.‬‬

‫‪ -4‬يبرز مفهوم الشخصية كتنظيم داخلي وسيط بين المثير واالستجابة‪.‬‬

‫‪ -5‬يستخلص ما يتضمنه تعريف الشخصية كتنظيم داخلي وسيط بين المثير واالستجابة‪.‬‬ ‫‪ُ -6‬يعرف مفهوم الشخصية عند ألبورت‪.‬‬ ‫‪ -7‬يلخص مايتضمنه تعريف ألبورت للشخصية‪.‬‬ ‫‪ -8‬يعرض نظرية األنماط‪.‬‬

‫‪ -9‬يميز بين أنماط الشخصية‪.‬‬

‫‪ -11‬يوضح أوجة النقد التي وجهت لنظرية األنماط‪.‬‬

‫‪ -11‬يعرض أنماط الشخصية كما حددها سبرانجر‪. Spranger‬‬ ‫‪ -12‬يعدد المحددات األساسية لنظرية التحليل النفسي‪.‬‬

‫‪ -13‬يبرز المحددات األساسية للنظرية السلوكية في الشخصية‪.‬‬ ‫‪ -14‬يعطى نماذج لبعض أنواع الشخصيات‪.‬‬

‫‪ -15‬يعطى أمثلة لبعض الخصائص لكل نموذج من نماذج الشخصية‪.‬‬ ‫‪ -16‬يذكر المحددات الرئيسية للنظرية األساسية في الشخصية‬ ‫‪ُ -17‬يعرف االتجاه‪.‬‬ ‫‪ -18‬يعلل انتشار مفهوم االتجاه وكثرة استخدامه‪.‬‬ ‫‪ -19‬يحدد مكونات االتجاه‪.‬‬

‫‪ -21‬يحدد العنصر الفعال الذي يحدث تفاعل بين مكونات االتجاه‪.‬‬ ‫‪ -21‬يعط مواقف حياتية يوظف فيها مكونات االتجاه‪.‬‬ ‫‪ -22‬يحدد أهمية دراسة االتجاهات‪.‬‬ ‫‪49‬‬


‫‪ -23‬يعدد خصائص االتجاهات‪.‬‬ ‫‪ -24‬يلخص وظائف االتجاهات ‪.‬‬

‫‪ -25‬يبرر سهولة وصعوبة تغيير االتجاه‪.‬‬ ‫‪ُ -26‬يعرف القيم‪.‬‬ ‫‪ -27‬يميز بين األطر المختلفة للقيم‪.‬‬ ‫‪ -28‬يحدد خصائص القيم‪.‬‬

‫‪ -29‬يستخلص كيفية اكتساب القيم لدى الفرد‪.‬‬ ‫‪-31‬‬

‫يناقش دور التنشئة االجتماعية والخصال الفردية في تشكيل النسق القيمي للفرد‪.‬‬

‫‪ُ -31‬يعرف مفهوم التوافق‪.‬‬ ‫‪ -32‬يعدد أنواع التوافق‪.‬‬ ‫‪ُ -33‬يعرف اإلحباط‪.‬‬ ‫‪ -34‬يبين العوامل المحدثة لإلحباط‪.‬‬ ‫‪ -35‬يحدد مفهوم الصراع‪.‬‬

‫‪ -36‬يعرض باختصار أنواع الصراعات المختلفة‪.‬‬

‫‪ -37‬يفسر كيفية حدوث كل صراع من الصراعات المختلفة كل علي حده‪.‬‬ ‫‪ -38‬يعطى أمثلة ألنواع الصراعات المختلفة‪.‬‬

‫‪ -39‬يستخلص النتائج المترتبة علي اإلحباط والصراع‪.‬‬ ‫‪ُ -41‬يعرف القلق‪.‬‬ ‫‪ -41‬يحدد مظاهر القلق المختلفة‪.‬‬

‫‪ -42‬يعطى أمثلة لمظاهر القلق المختلفة‪.‬‬ ‫‪ -43‬يحدد مستويات القلق المختلفة‪.‬‬

‫‪ -44‬يعطى أمثلة لمستويات القلق المختلفة‪.‬‬ ‫‪ -45‬يميز بين مستويات القلق المختلفة‪.‬‬

‫‪ -46‬يعدد األساليب المباشرة لحل الصراعات واإلحباطات‪.‬‬

‫‪ -47‬يعطي مثال ألساليب حل الصراعات واالحباطات على المستوى الشعوري‪.‬‬ ‫‪ -48‬يعدد بإيجار حيل الدفاع المختلفة (األساليب الغير مباشرة للتوافق)‪.‬‬ ‫‪ -49‬يفسر حيل الدفاع المختلفة كل علي حدة‪.‬‬

‫‪ -05‬يعطى أمثلة لحيل الدفاع المختلفة كل علي حدة‪.‬‬ ‫‪50‬‬


‫الفصل األول‬ ‫الشخصية‬ ‫مقدمة‪:‬‬

‫مفهوم الشخصية ‪ Personality‬من األلفاظ العامة شائعة االستخدام لدى عامة الناس‪ ،‬إال أنها ترد‬

‫في الفروع المختلفة للعلوم بمعاني مختلفة‪ ،‬ولذلك يصعب تحديد مفهوم الشخصية تحديداً قاطعاً‪.‬‬ ‫إال أننا سنقتصر في إيراد معناها هنا من زاوية علم النفس‪.‬‬

‫أوال‪:‬مفهوم الشخصية‪:‬‬

‫تتعدد مفاهيم الشخصية في علم النفس‪ ،‬وتختلف فيما بينها وذلك بإختالف زاويا النظر إليها ‪ ،‬وهى ‪:‬‬

‫‪-6‬مفهوم الشخصية كمثير‪:Stimulus‬‬

‫الشخصية هي مايمتلكه الفرد من مظاهر خارجية‪ ،‬ومقدرة هذه المظاهر في التأثير على اآلخرين‪ ،‬أو‬

‫طبقا لما قال به فلمنج‪ Fleming‬من أن الشخصية هي" مجموعة األفعال التي تؤثر في اآلخرين‪.‬‬ ‫ومن المالحظات على هذا المفهوم‪:‬‬

‫أ‪ -‬إهماله للتنظيم الداخلي للفرد‪.‬‬

‫ب‪ -‬يجعل حكمنا على الشخصية خاضعا العتبارات السمعة والشكل الخارجى والتقديرات الخاطئة‪.‬‬

‫‪-2‬مفهوم الشخصية كاستجابة ‪ : Response‬تتحدد شخصية الفرد في ضوء استجابته للمثيرات‪،‬‬

‫وأسلوب توافقه وانسجامه مع الظواهر االجتماعية في البيئة"‪.‬‬ ‫ومن المالحظات على هذا المفهوم‪:‬‬

‫أن استجابات الفرد وردود أفعاله للمثيرات والمواقف تختلف من فترة إلى فترة‪ ،‬ومن موقف إلى موقف‬

‫برغم ثبات المثير أو الواقعة اإلجتماعية أو العكس‪ .‬ومن ثم فإنه يصعب الوصول إلى حكم محدد‬ ‫وموضوعي على الشخصية في إطار ماسبق‪.‬‬

‫‪-3‬مفهوم الشخصية كتنظيم داخلي وسيط بين المثير واإلستجابة ‪:Intra-organization‬‬ ‫تنظيم داخلي يقوم على التفاعل والتكامل والتأثير المتبادل بين مكوناتها يتوسط المثير واالستجابة‬

‫التي يصدرها الفرد‪ ،‬ومن أمثلة هذا النوع من مفاهيم الشخصية‪ ،‬ما ذهب إليه البرت ‪:)1961( Alport‬‬

‫الشخصية" ذلك التنظيم الدينامي داخل الفرد لجميع أجهزته النفسجسمية‪ ،‬الذي يملي على الفرد طابعه‬

‫الخاص‪ ،‬والمميز له في السلوك والفكر"‪.‬‬ ‫وبتأمل هذا التعريف نجد مايلى‪:‬‬

‫‪51‬‬


‫أ‪-‬الشخصية تنظيم دينامي‪ ،‬وهي عبارة معناها يشير إلى أن البناء الداخلي للفرد ليس تنظيما ساكنا‪،‬‬ ‫بل في حالة من التفاعل والترتيب والتناسق‪.‬‬

‫ب‪ " -‬أجهزته النفس جسمية‪ ،‬وهي عبارة تشير إلى أن تنظيم الشخصية يتضمن التكامل بين أنظمة‬

‫ومكونات الشخصية(الوراثية ‪ ،‬والجسمية ‪،‬واالنفعالية‪...‬إلخ) في وحدة ال يمكن فصلها‪.‬‬

‫ج‪ " -‬تملي يلى الفرد" ‪ ،‬ومعناه أن جميع مكونات وأنظمة الفرد الداخلية عندما تستثار يكون لها‬

‫دور توجيهي لكل األفعال واألنشطة المميزة لكل شخصية على حده‪.‬‬

‫د‪ " -‬طابعه الخاص والمميز" أي أن المظاهر السلوكية والفكرية التي يبديها الفرد تتسم بأنها فردية‬

‫ومميزة له دون سواه‪ ،‬كما تحدد أسلوبه الخاص والفريد في التوافق ‪.‬‬

‫ه‪ " -‬السلوك والفكر" عبارة تعني أن كل ما يفعله ويغير من نشاطه الداخلي ‪ ،‬ليس ليجعل الفرد‬

‫متوافقا مع البيئة فحسب‪ ،‬بل ليجعله قادر على السيطرة والتحكم في األحداث‪.‬‬

‫ثانيا‪:‬نظريات الشخصية ‪:Personality Theories‬‬

‫منذ زمن بعيد والشخصية تحتل اهتمام الفالسفة والعلماء والمفكرين في محاولة منهم لفهم اإلنسان‪.‬‬

‫ومن النظريات التي يمكن أن نجدها في هذا الجانب‪ -1:‬نظرية األنماط‪ -2 .‬نظرية التحليل‬ ‫النفسى‪ -3.‬النظريات السلوكية‪ -4 .‬النظرية اإلنسانية‪.‬‬ ‫وفيما يلي أهم التوجهات األساسية لكل نظرية‪:‬‬

‫‪-6‬نظرية األنماط‪ :Patternes Theory‬نظرية األنماط من أقدم النظريات التي حاولت فهم‬

‫الشخصية‬

‫وتقسيمها‬

‫إلى‬

‫أنواع‪،‬‬

‫وترجع‬

‫بدايتها‬

‫إلى‬

‫العالم‬

‫اإلغريقي‬

‫"هيبوقراط‬

‫‪ 371 -461)Hippocrates‬ق‪.‬م)؛ حيث ربط بين الجوانب الفسيولوجية والشخصية‪ ،‬وذهب إلى‬

‫أن اللون العام للشخصية يتوقف على مقادير االختالط بين الجوانب الفسيولوجية والشخصية‪ ،‬وفي‬ ‫ضوء ذلك قسم الشخصية إلى أربعة أنماط أو أمزجة عامة‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫أ‪ -‬النمط السوداو‪ :Melancholic:‬صاحب هذا النمط بطيء التفكير لكنه قوي االنفعال‪،‬‬ ‫يميل إلى االنطواء والتشاؤم واالنقباض واالكتئاب‪.‬‬

‫ب‪ -‬النمط الصفراو‪ :Choleric :‬وصاحبه طموح وعنيد وجاد‪ ،‬وحاد الطباع وسريع االستثارة‬ ‫والغضب‪.‬‬

‫ج‪ -‬النمط الدمو‪ :Sanguine :‬وصاحبه سهل االستثارة‪ ،‬وسريع االستجابة‪ ،‬ويتميز بالتفاؤل‬ ‫والمرح والنشاط‪.‬‬

‫د‪ -‬النمط البلومي ‪ :Phlegmatic‬وصاحبه بطيء االستثارة‪ ،‬ويغلب عليه الخمول والتبلد‬ ‫االنفعالي‪.‬‬ ‫‪52‬‬


‫وطبقا لراي هيبوقراط أن الشخصية السوية تعتبر نتاجا لتوازن هذه األمزجة األربعة وتكافئها‪ ،‬واذا ما‬

‫تغلب أحد األمزجة على األخرى نشأت االضطرابات واألمراض النفسية‪ ،‬ومن االنتقادات التي توجه‬ ‫إلى هذه النظرية تجاهلها للفروق الفردية بين األفراد‪.‬‬

‫‪ -2‬نظرية التحليل النفسى ‪:Psycho-analysis‬‬

‫تنتمي إلى هذا التوجه نظريات عديدة‪ ،‬أشهرها نظرية الطبيب النمساوي سيجموند فرويد ‪S. Freud‬‬

‫(‪ )1939 -1856‬في التحليل النفسي‪ ،‬ويؤكد التحليل النفسي عموما على خبرات الطفولة المبكرة‪،‬‬ ‫والدوافع الالشعورية‪ ،‬والصراعات ‪،‬واإلحباطات كمحددات للشخصية‪ ،‬كما تركز على الطاقة النفسية‬

‫كمحرك أساسي للسلوك‪ ،‬والحيل والميكانيزمات الدفاعية كوسيلة لمواجهة القلق‪.‬‬

‫وفي التوجهات الحديثة لهذه النظرية عند إريك إريكسون‪ ،‬وكارين هورني‪ ،‬وهاري ستاك سوليفان‬

‫أصبح هناك اهتمام مضاف لدور المتغيرات اإلجتماعية‪ ،‬والتفاعالت مع الوالدين خالل عملية‬ ‫التنشئة في نمو الشخصية‪ ،‬وتعتمد هذه النظرية على اختالف توجهاتها وعلمائها على المالحظة‪،‬‬

‫واالستبطان‪ ،‬والتداعي الحر‪ ،‬والتحليل المنطقي للذكريات‪ ،‬واألفكار في دراسة الشخصية‪ ،‬والحكم‬

‫عليها‪.‬‬

‫‪ -3‬النظريات السلوكية ‪:Behaviorism‬‬ ‫تنظر السلوكية إلى الشخصية على أنها مجموعة من العادات المكتسبة‪ ،‬أو المتعلمة وفقا لقوانين‬ ‫التعلم ‪.‬‬

‫وفي أحكامهم على الشخصية يركزون فقط على السلوك الظاهر الذي يمكن مالحظته‪ ،‬وقياسه‬ ‫بغض النظر عما يحدث داخل الفرد‪ ،‬وبخاصة ما يتعلق بما يحدث داخل العقل‪ ،‬بل وذهب‬

‫واطسون برفض تأثير العوامل الوراثية على الشخصية‪ ،‬إال أن السلوكيين من أمثال سكنر‪ ،‬ودوالرد‪،‬‬

‫وميلر نزعوا إلى إدراك أهمية العوامل الوراثية ‪ ،‬ودوافع الفرد في تشكيل سلوكه‪ ،‬ومن ثم في‬ ‫شخصيته‪.‬‬

‫‪ -4‬النظرية اإلنسانية ‪: Humanstic theory :‬‬ ‫يطلق عليها القوة الثالثة لعلم النفس بعد نظرية التحليل النفسى والسلوكية ‪ ،‬وهى تركز على الطبيعة‬

‫اإلنسانية الخيرة؛ حيث ترى أن اإلنسان خير بطبعه‪،‬وواع لسلوكه‪.‬‬

‫والسلوك دائماً له هدف محدد ‪ ،‬ومن رواد هذة النظرية ‪ ،‬إبراهام ماسلو‪ ،‬الذى ركز على بعض‬ ‫الموضوعات ذات الصبغة اإلنسانية مثل ‪ :‬تحقيق الذات ‪،‬واإلبداع ‪ ،‬وأهداف الحياة‪ ،‬وجودتها‪،‬‬

‫والوجود الشخصى‪ ،‬واإلجتماعى‪ ،‬ويعتبرونها من المتغيرات المهمة للحكم على الشخصية ‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬نماذج لبعض أنواع الشخصيات‪:‬‬ ‫‪53‬‬


‫سنعطي هنا أمثلة لبعض أنواع الشخصيات ليس في ضوء نظرية بعينها‪ ،‬ولكن في ضوء القاسم‬ ‫المشترك األكبر للنماذج السلوكية الشائعة‪ ،‬والتي أتت نتاجا الستقصاء العديد من البحوث‪.‬‬ ‫‪-6‬الشخصية الطبيعية أو العادية ‪:Normal Personality‬‬

‫رغم االختالف على المحك الذي يحدد في ضوئه الطبيعي أو العادي إال أن من التعريفات المقبولة –‬ ‫إلى حد ما‪ -‬لصاحب الشخصية الطبيعية‪ ،‬أنه ذلك الفرد الذي تظهر خصائص شخصيته بصورة متكاملة‪،‬‬ ‫وأنه يستطيع توجيه هذه الخصائص بشكل متوازن نحو تحقيق هدف حياتي معين‪.‬‬

‫وذهب آخرون إلى اعتبار الشخص الطبيعي بأنه الشخص الذي يتمتع بالصحة النفسية والعقلية‬

‫السليمة‪ ،‬وهناك من يرى أن الشخصية الطبيعية تعنى الخلو من االضطرابات النفسية والعقلية‪ ،‬وهذه‬

‫التعريفات تتقارب من تعريفات الصحة النفسية‪ ،‬ويذهب فريق ثالث إلى أن الشخصية الطبيعية هي التي‬

‫تتمتع برزانة العقل‪ ،‬والثبات االنفعالي‪ ،‬وأنه سعيد ويتمتع بنشاط كاف ‪ ،‬واستثمار كامل لكل امكاناته‪،‬‬

‫ويتوافق مع بيئته بكل مكوناتها‪ ،‬ويبذل قصارى جهده‪ ،‬وليس في حرب مع نفسه وال غيره‪.‬‬ ‫‪ -2‬الشخصية اإلنطوائية ‪: Introvert Personality‬‬

‫التوجد شخصية منطوية انطواء كامال ‪،‬كما التوجد أخرى منبسطة انبساطا كامال‪ ،‬إنما‬

‫الشخصيات على متصل االنطواء –االنبساط تمتلك من هذه الخصائص وتلك ‪.‬‬ ‫من أهم مايتصف به الشخص االنطوائى هو‪:‬‬

‫أ‪-‬يميل إلى االنعزال والوحدة و تحاشيه للتواصل االجتماعى‪.‬‬

‫ب‪ -‬يميل إلي التأمل منفردا بما يشبه أحالم اليقظة‪.‬‬

‫ج‪ -‬قليل االهتمام بالنواحي المادية‪ ،‬وتغلب عليه االعتبارات النظرية والمثالية‪.‬‬

‫د‪-‬حساس المزاج؛ لذلك تجده سريع االنفعال‪.‬‬

‫‪-3‬الشخصية الهيستيرية ‪: Hysterical Personality :‬‬ ‫من أكثر الصفات ورودا في الشخصية الهيستيرية هى ‪:‬‬ ‫أ‪-‬حب الذات واالهتمام بها‪.‬‬

‫ب‪ -‬حب الظهور ومحاولة جذب انتباه واهتمام اآلخرين ‪.‬‬

‫ج‪-‬التواكل على اآلخرين في المسئولية‪.‬‬

‫د‪ -‬القابلية الشديدة لإليحاء والتأثر باآلخرين‪.‬‬ ‫ه‪ -‬القابلية للمبالغة والكذب والتمثيل‪.‬‬

‫و‪-‬انفعاالتهم طفولية وسريعة التقلب وتتسم بالسطحية‪.‬‬

‫‪ -4‬الشخصية السيكوباتية ‪:Psychopathic Personality:‬‬

‫الشخصية السيكوباتية شخصية ضد مجتمعية ‪ ،‬اليتصرف بإرادة واعية وكاملة ‪.‬‬ ‫‪54‬‬


‫ويمكن تلخيص أهم صفات ومعالم الشخصية السيكوباتية في ‪:‬‬ ‫أ‪ -‬ظهور اضطراب السلوك في سن مبكرة ‪.‬‬ ‫ب‪ -‬إتخاذ هذا االضطراب اتجاها مؤذيا أو مضادا للمجتمع ‪.‬‬ ‫ج‪ -‬االندفاع الخارج عن السيطرة اإلرادية ‪.‬‬ ‫د‪ -‬استجابته لوسائل الشدة أو اللين ‪.‬‬ ‫ه‪ -‬عدم النضج العاطفى ‪ ،‬والنقص في الحكم على األمور‪ ،‬مع توفر بعض االتجاهات‬ ‫لالنحراف السلبى‪.‬‬ ‫‪-5‬الشخصية الدونية‪Inferior Personality :‬‬ ‫يعد النقص مركب نفسى الشعورى يرجع إلي العديد من العوامل النفسية‪ ،‬ومن أهم صفاتها‪:‬‬ ‫أ‪ -‬يعاني من عجز دائم في تلبية التزاماته ومناشطه الحياتية‪.‬‬ ‫ب‪ -‬يتخذ مرتبة أدنى في التعامل مع الغير‪.‬‬ ‫ج‪ -‬يقتنع دائما بأن يكون في وضع الخنوع والخضوع واالستسالم‪.‬‬ ‫د‪ -‬يفتقر للشعور بالثقة واالستقاللية‪.‬‬ ‫ه‪ -‬يرضى باألدوار الهامشية في الحياة‪.‬‬ ‫‪-1‬الشخصية المبدية ‪:Creative Personality‬‬ ‫من أهم خصائص الشخصية المبدعة‪:‬‬ ‫أ‪ -‬يتسم بالمنهج العلمي في التفكير ويبتعد عن التفكير الخرافي‪.‬‬ ‫ب‪ -‬يلفت انتباهه ما ال يلفت انتباه الشخص العادي‪.‬‬ ‫ج‪ -‬دائم التفكير في مشاكل وقضايا قد ال يفكر فيها الشخص العادي‪.‬‬ ‫د‪ -‬تتسم حلوله للقضايا والمشاكل بالحداثة وغير التقليدية‪.‬‬ ‫ه‪ -‬يمكنه أن يعطي حلوال متعددة وجادة وذات عمق للمشكلة الواحدة‪.‬‬ ‫ز‪ -‬غالبا ما يتسم بارتفاع نسبة الذكاء عن العاديين‪.‬‬ ‫ولقد كان من أبناء مصرنا الحبيبة العديد من أمثال هؤالء‪ ،‬رفعوا راية مصر ومحلقة في األفاق‪ ،‬فهل‬ ‫يمكنك عزيزي الطالب أن تذكر بعضهم؟‬ ‫نحن ننتظر منك أن تكون مثلهم‪،‬وترفع راية مصر في المحافل الدولية ويسجل إسمك في التاريخ‪.‬‬

‫‪55‬‬


‫الفصل الثاني‬ ‫مقدمــة ‪:‬‬

‫تعتبر االتجاهات‬

‫االتجاهات والقيم‬ ‫‪ Attitudes‬بناء معرفيا افتراضيا يعكس تنظيما ألراء الفرد ومعتقداته‬

‫وسلوكه‪ ،‬ونظ اًر ألهمية االتجاهات فى توجيه ودفع السلوك فقد لقيت قد اًر كبي اًر من الدراسة والتجريب ‪،‬‬

‫فكل تغير أو تقدم اجتماعى يتطلب أيضاً وعيا بما يسبب تغيير االتجاهات وأى هذه العوامل تقاوم هذا‬ ‫التغيير‪.‬‬

‫اوًال‪ :‬تعريف االتجاه‪:‬‬ ‫إن االتجاه تركيب عقلى نفسى أحدثته الخبرة ‪ ،‬وهو تركيب يتميز بالثبات واالستقرار النسبى ‪،‬‬

‫يوجه سلوك األفراد قريبا من أو بعيدا عن عنصر من عناصر البيئة ‪ ،‬ومن أمثلة االتجاه حب فرد‬ ‫لتخصص معين أو كراهيته لتخصص آخر‪ ،‬أو حب فرد لجماعة ما أو كراهيته لجماعة أخرى‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مكونات االتجاه‪:‬‬ ‫ً‬

‫االتجاه يتكون من ثالثة عناصر أساسية تتفاعل مع بعضها البعض لتعطى الشكل العام‬

‫لالتجاه‪ ،‬وسوف نشير إلى هذه المكونات فيما يلي ‪:‬‬

‫‪ -6‬المكون المعرفى ‪ :‬ويشتمل على معتقدات الفرد وأفكاره وتصوراته ومعلوماته نحو موضوع‬ ‫االتجاه سواء كان أشياء أوأشخاصا أومواقف أوغيرها‪ ،‬والمعتقدات ‪ Beliefs‬التى تشمل تصورات الفرد‬ ‫ومعارفه تجاه موضوع معين وتسهم فى كيفية تكوين اتجاهاتنا سلبيا أو إيجابياً نحو الموضوعات‬ ‫والمواقف نظ ار ألن كل صفة من هذه الصفات المرتبطة باعتقاد ما عادة ما يكون لها تقييم معين لدينا‬

‫من حيث هى مرغوبة أم غير مرغوبة‪.‬‬

‫مثال‪ :‬نسق المعتقدات حول تدخين السجائر يقصد به مجموعة المعتقدات التى توجد لدى الفرد‬ ‫حول هذا الموضوع والتى ينتظم من خاللها سلوكه‪.‬‬ ‫‪ -2‬المكون االنفعالى‪ :‬ويشير إلى مشاعر الفرد وانفعاالته نحو موضوع معين ‪ ،‬فاالتجاهات‬

‫تنطوى على شحنات انفعالية معينة؛ إذ ينزع األفراد أن يكون لهم استجابة انفعالية معينة تجاه أشخاص‬ ‫أو موضوعات ‪ ،‬أو مواقف يحبونها أو يكرهونها ‪ ،‬يسعدون بها أو يبغضونها‪ ،‬يرونها طيبة أم سيئة ‪،‬‬ ‫ولعل هذا الجانب هو أكثر المكونات عرضة للثبات‪ ،‬وعدم التغير؛ فحين يتعرض األشخاص لحقائق‬

‫‪56‬‬


‫أومعلومات جديدة تناقض ما يعتقدونه عن األشياء أو األشخاص ‪ ...‬إلخ ‪ ،‬فإن هذا الجانب قد يساعد‬

‫على استمرار االتجاه لما ينطوى عليه من شحنات انفعالية‬

‫‪ -3‬المكون السلوكي ‪ :‬تحمل االتجاهات معها ميال أو نزوعا للقيام أو عدم القيام بفعل أو‬ ‫سلوك معين ‪ ،‬فإذا أعجبنا شيء‪ ،‬أو شخص‪ ،‬أو جماعة‪ ،‬أو موضوع معين فقد نسلك بما يتيح لنا أن‬ ‫نسانده أو نؤيده أو نقترب منه بشكل ما‪.‬‬ ‫بالرجوع إلى مثال التدخين نجد أن‪:‬‬ ‫المكونات الثالثة لالتجاة‪-:‬‬ ‫أ‪ -‬اعتقاد الفرد بأن التدخين ضار بالصحة ( مكون معرفى)‪.‬‬

‫ب‪ -‬كراهية الفرد لرائحة التدخين والمدخنين ( مكون وجدانى)‪.‬‬

‫جـ ‪ -‬االبتعاد عن المدخنين أو محاولة منعهم من التدخين ( مكون سلوكى)‪.‬‬ ‫الشكل االتي يوضح مكونات االتجاه (المعرفي ثم الوجداني ثم السلوكي)‬ ‫االتجاه‬

‫المعرفة‬

‫الوجدان‬

‫السلوك‬

‫ثال ًثا‪ :‬أهمية دراسة االتجاهات‪:‬‬ ‫تمثل االتجاهات أحد أهم موضوعات علم النفس االجتماعى وذلك لما لها من تأثير فى توجيه‬

‫سلوك الفرد ‪ ،‬ويعتبر هربرت سبينسر )‪ (Spencer , 1862‬أول من استخدم هذا المفهوم ‪ " ،‬ويرجع‬

‫انتشار مفهوم االتجاه وكثرة استخدامه إلى يدة أسباب منها‪:‬‬

‫‪ .1‬تتسم االتجاهات بالثبات النسبى ‪ ،‬فأحكام الفرد عن الموضوعات والقضايا التى تهمه ثابتة نسبيا‪.‬‬ ‫‪ .2‬أنها متعلمة ومكتسبة‪ ،‬وبالتالى يمكن تغييرها وتطوير برامج لتدعيم االتجاهات المرغوبة ‪.‬‬ ‫‪ .3‬تحديد االتجاهات للكيفية التى يستجيب بها األفراد لمواقف الخبرة التى يمرون بها‪.‬‬

‫‪ .4‬إمكانية التنبؤ من خالل المعرفة باتجاهات األفراد وبسلوكهم فى المواقف المختلفة‪.‬‬ ‫‪ .5‬تساهم االتجاهات فى رسم حدود الصلة بين قيم المجتمع وتوجهات األفراد‪.‬‬

‫‪57‬‬


‫ابعا‪ :‬خصائص االتجاهات‪:‬‬ ‫ر ً‬

‫‪ .1‬االتجاهات مكتسبة ومتعلمة‪ ،‬وليست وراثية‪.‬‬

‫‪ .2‬االتجاهات تتكون وترتبط بمثيرات ومواقف اجتماعية ‪ ،‬ويشترك عدد من األفراد أو الجماعات‬ ‫فيها‪.‬‬

‫‪ .3‬االتجاهات ال تتكون فى فراغ ولكنها تتضمن دائما عالقة بين فرد‪ ،‬وموضوع من موضوعات‬ ‫البيئة‪ ،‬أو قضية من القضايا‪.‬‬

‫‪ .4‬االتجاهات تتعدد‪ ،‬وتختلف حسب المثيرات التى ترتبط بها ‪.‬‬ ‫‪ .5‬يتضمن االتجاه عنص ار عقليا يعبر عن معتقدات الفرد‪ ،‬أو معرفته العقلية عن موضوع االتجاه‪.‬‬

‫‪ .6‬يتضمن االتجاه عنص ار انفعاليا يعبر عن تقييم الفرد‪ ،‬ومدى حبه‪ ،‬أواستجابته االنفعالية لموضوع‬ ‫االتجاه‪.‬‬

‫‪ .7‬يتضمن االتجاه عنص ار سلوكيا يعبر عن سلوك الفرد الظاهر الموجه نحو موضوع االتجاه ‪.‬‬

‫‪ .8‬اال تجاهات تعتبر نتاجا للخبرة السابقة ‪ ،‬وترتبط بالسلوك الحاضر‪ ،‬وتشير إلى السلوك فى‬ ‫المستقبل‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬وظائف االتجاهات ‪:‬‬ ‫ً‬

‫‪ -1‬تحدد طريق السلوك وتفسره ‪.‬‬

‫‪ -2‬تنظم العمليات الدافعية واالنفعالية واإلدراكية المعرفية حول بعض النواحى الموجودة فى المجال‬ ‫الذى يعيش فيه الفرد ‪.‬‬

‫‪ -3‬تنعكس فى سلوك الفرد فى أقواله‪ ،‬وأفعاله‪ ،‬وتفاعله مع اآلخرين فى الجماعات المختلفة‪ ،‬وفى الثقافة‬ ‫التى يعيش فيها ‪.‬‬

‫‪ -4‬تيسر للفرد القدرة على اتخاذ الق اررات فى المواقف النفسية المتعددة فى شئ من االتساق‪ ،‬والتوحد‬ ‫دون تردد أو تفكير فى كل موقف‪.‬‬

‫‪ -5‬تبلور‪ ،‬وتوضح صورة العالقة بين الفرد‪ ،‬وبين عالمه االجتماعى‪.‬‬

‫‪ -6‬توجه استجابات الفرد لألشخاص‪ ،‬واألشياء‪ ،‬والموضوعات بطريقة تكاد تكون ثابتة‪.‬‬

‫‪ -7‬تساعد الفرد على أن يشعر‪ ،‬ويدرك‪ ،‬ويفكر بطريقة محددة إزاء موضوعات البيئة االجتماعية‪.‬‬ ‫‪ -8‬تعبر عن مسايرة الفرد لما يسود مجتمعه من معايير‪ ،‬وقيم‪ ،‬ومعتقدات ‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬تويير االتجاهات‪:‬‬ ‫ً‬

‫علي الرغم من أن االتجاهات ثابته نسبيا‪ ،‬وتقاوم التغيير‪،‬إال أنها عرضه للتعديل والتغيير‪،‬‬

‫نتيجة للتفاعل المستمر بين الفرد‪ ،‬ومتغيرات البيئة‪ ،‬وتعتمد بعض أساليب تغيير االتجاهات علي الجانب‬ ‫‪58‬‬


‫المعرفي‪ ،‬وتنطوي علي استخدام الحجج المنطقية‪ ،‬وشرح المعلومات‪ ،‬والحقائق الموضوعية الخاصة‬ ‫بموضوع االتجاه‪ ،‬كما تعتمد بعض األساليب األخري علي الجانب االنفعالي‪ ،‬ويوصي علماء النفس‬

‫عموما‪ ،‬باتباع استراتيجية تدريجية في تغيير االتجاهات‪ ،‬وتوفير مناخ تسامحي يتم فية التغيير‪ ،‬وكلما‬ ‫كان الفرد أكثر إطمئنانا كانت اتجاهاته أكثر مرونة وقابليه للغيير‪.‬‬ ‫‪ – 6‬أهم العوامل التى تسايد يلى إحداث تويبر في االتجاهات‪:‬‬ ‫أ‪ -‬ضعف االتجاه وعدم رسوخه‪.‬‬

‫ب‪ -‬وجود اتجاهات متوازية أو متساوية فى قوتها بحيث يمكن ترجيح أحدهما على باقى االتجاهات‪.‬‬ ‫ج‪ -‬وجود خبرات مباشرة تتصل بموضوع االتجاه ‪.‬‬ ‫د‪ -‬سطحية أو هامشية االتجاه‬

‫أمر صعباً‪:‬‬ ‫‪ -2‬أهم العوامل التى تجعل تويير االتجاهات ًا‬

‫أ‪ -‬قوة االتجاه القديم ورسوخه ‪.‬‬

‫ب‪ -‬الجمود الفكرى‪ ،‬وصالبة الرأي عند األفراد ‪.‬‬

‫جـ ‪ -‬مصاحبة االنفعال الشديد لالتجاه‪ ،‬وتحوله إلى تعصب يعمى األعين‪ ،‬ويصم اآلذان‪.‬‬ ‫د‪ -‬إدراك االتجاه الجديد على أنه تهديد للذات ‪.‬‬

‫هـ‪ -‬محاولة تغيير االتجاه رغم إرادة الفرد‪.‬‬

‫و‪ -‬الدوافع القوية عند الفرد تعمل على مقاومة تغيير االتجاهات ‪.‬‬

‫ز‪ -‬حيل الدفاع تعمل على الحفاظ على االتجاهات القائمة وتقاوم تغييرها ‪.‬‬

‫‪59‬‬


‫القيم‬

‫لكل فرد نظام قيمي هرمي ‪،‬يحكم سلوكه‪ ،‬ويعكس بشكل أو آخر حاجاته واهتماماته‪ ،‬والنظام‬ ‫االجتماعي والثقافي الذي يعيش فيه‪.‬‬

‫اوًال‪ :‬تعريف القيم ‪:‬‬ ‫فى اللغة‪ :‬تعنى قيمة الشئ ‪ ،‬وقدره أو ثمنه ‪ ،‬وان كانت القيمة أعم من الثمن ‪ ،‬ألن الثمن هو مايقدر‬ ‫من مال عوضاً للشئ عند البيع ‪ ،‬أما القيمة فتعني كل ماهو جدير باهتمام الشخص وعنايته العتبارات؛‬ ‫اجتماعية‪ ،‬أو إقتصادية‪ ،‬أو أخالقية‪ ،‬أو دينية‪ ،‬أو جمالية‪ ،‬أو نفسية ‪.‬‬ ‫وسوف نميز بين إطارين أساسيين لمفهوم القيمة‪ ،‬اإلطار األول ‪ :‬هو اإلطار االجتماعي العام ‪ ،‬الذى‬ ‫يشير إلى ترتيب األولويات وفًقا للمعايير االجتماعية‪.‬‬

‫أما اإلطار الثاني لمفهوم القيمة ‪ :‬فهو اإلطار النفسي ‪ ،‬الذى يشير إلى ترتيب أولويات وتفضيالت‬

‫الفرد‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬خصائص القيم‪:‬‬ ‫ً‬

‫‪ -1‬القيم أكثر عمومية وتجريدا وشموال من االتجاهات‬

‫مثال ‪ -‬موقف الفرد من دراسة علم الجغرافيا‪ ،‬يحدد (اتجاهه) نحو موضوعات هذا العلم‬

‫بالذات‪،‬أما موقفه من العلم وأثره في تطوير الحياه المجتمعية‪ ،‬فيحدد (القيمة) العلمية التي‬ ‫يتبناها هذا الفرد‪.‬‬

‫‪ -2‬القيم أكثر ثباتا من االتجاهات وأقل قابلية للتغيير منها‪.‬‬

‫‪ -3‬القيم تنطوي القيم عادة علي جانب تفضيلي وأخالقي‪ ،‬في حين يمكن أن تكون‬ ‫االتجاهات سلبية‪.‬‬

‫ثال ًثا‪ :‬اكتساب القيم‪:‬‬

‫إن القيم نتاج لعمليات التعلم ‪ ،‬فقد يكتسب الفرد قيمه كما يكتسب أنماط سلوكه األخري‬

‫بالمالحظة والتقليد‪ ،‬وينطبق عليها في هذه الحالة ماينطبق علي أشكال التعلم االجتماعي‬

‫األخري والناتجة من تفاعل الفرد مع متغيرات بيئته؛ فالكثير من األوالد‪ ،‬وبخاصة حديثي‬

‫السن منهم يقبلون بوجهات نظر آبائهم‪ ،‬أو األشخاص المهمين في بيئتهم‪ ،‬وقد يكتسب الفرد‬ ‫بعض قيمه نتيجة مبادئ التعلم الشرطي وأثر عمليات التعزيز‪ ،‬والعقاب في اكتساب بعض‬

‫القيم دون األخري‪ ،‬حيث يعمل التعزيز علي تقوية السلوك القيمي المرغوب فيه‪ ،‬في حين‬ ‫يؤدي العقاب إلي انطفاء أو كف السلوك غير المرغوب فيه‪.‬‬ ‫‪60‬‬


‫ابعا‪ :‬العوامل التي تؤثر في القيم‪:‬‬ ‫ر ً‬

‫لما كانت القيم نتاجا للتعلم‪ ،‬فال بد أن تتأثر بالعوامل التي تؤثر في أشكال التعلم األخرى‪،‬‬

‫األمر الذي يبيح االستنتاج القائل بأن تباين األفراد في قيمهم نتيجة تبيانهم في العديد من‬

‫العوامل‪ ،‬كالسن والقدرات والخبرات التعليمية‪ ،‬والوضع االقتصادي االجتماعي‪ ،‬والخلفية‬

‫الثقافية‪،‬وقد بينت بعض الدراسات أن الخبرات المدرسية تؤثر فعال في تشكيل‪ ،‬أوتغيير‪،‬‬

‫أوتعديل القيم ذات العالقة بالعمل المدرسي‪ ،‬ومفهوم الذات‪ ،‬والعالقات االجتماعية‪ ،‬وبعض‬

‫جوانب السلوك األخالقي‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬دور التنشئةاالجتمايية وتشكيل القيم لدى الفرد ‪:‬‬ ‫ً‬

‫تؤدي األسرة منذ مراحل مبكرة من العمر دو اًر هاماً فى تحديد دالالت االشياء واألحداث واألشخاص ‪،‬‬

‫وما هو مالئم وما هو غير مالئم من أنماط السلوك والدوافع‪ ،‬مثل دعم سلوك االستقالل أو اإلنجاز ‪ ،‬أو‬

‫المنافسة ‪ ...‬الخ ‪.‬‬

‫فخصال الطفل الوراثية والعقلية تشكل أسلوب تفاعله مع الخب ارت واألحداث التى يتعرض لها فى األسرة‪،‬‬

‫والبيئة االجتماعية المحيطة ‪ ،‬وهذه الخصال الفردية هى أساس الفروق الفردية بين األشخاص ‪ ،‬ألنها‬

‫تشكل لديه نمطاً فريداً فى االستجابات التى تؤثر على المحيطين به ‪ ،‬كما تتأثر بهم ‪ ،‬ويترتب على هذا‬

‫التفاعل بين الخصال الفريدة للشخص نمط فريد من ترتيب األهمية لدوافعه وحاجاته واهتماماته ‪ ،‬وهى‬

‫التى تمثل نسقه القيمي ‪.‬‬

‫‪61‬‬


‫الفصل الثالث‬ ‫أساليب التوافق‬ ‫مقدمة‪:‬‬

‫التوافق أو التكيف مستمد فى جوهره من علم البيولوجيا ‪ ،‬ويعني درجة المالءمة بين الفرد والظروف‬

‫الطبيعية التى يعيش فيها حتى يستطيع البقاء‪ ،‬وقد انتقل المفهوم إلى علم النفس منذ نشأته المبكرة؛ فقد‬ ‫تأكد أن اإلنسان فى حاجة أيضاً إلى هذه المالءمة بينه وبين الظروف االجتماعية والنفسية المحيطة به؛‬

‫ولهذا ظهر مفهوم التوافق النفسي واالجتماعي ‪ ،‬وتنبه العلماء إلى أهميته وخاصة مع تغير هذه الظروف‬

‫النفسية‪ ،‬واالجتماعية والتى تتطلب بدورها عمليات توافق مستمرة ‪.‬‬

‫اوًال ‪ :‬تعريف التوافق ‪:‬‬

‫يتضمن التوافق معنيين رئيسيين‪ ،‬هما‪:‬‬

‫‪ )1‬تعديل سلوك الفرد بحيث يتواءم مع الظروف المتغيرة فى البيئة النفسية‪ ،‬واالجتماعية بل‪ ،‬والمادية ‪،‬‬ ‫المحيطة به ‪ ،‬ويلعب التعلم الدور الحاسم فى هذا الصدد‪.‬‬ ‫‪ )2‬تعديل البيئة النفسية ‪ ،‬واالجتماعية ‪ ،‬بل والمادية المحيطة بالفرد بحيث تصبح أكثر قابلية‬ ‫إلشباع دوافعه وتحقيق أهدافه ‪.‬‬

‫ويمكن القول أن عملية التوافق تعمل فى االتجاهين معا؛ فإذا كانت البيئة على درجة كبيرة من التغير‬

‫والتجدد والتنوع على نحو يتطلب من الشخص قد اًر كافياً من المرونة تسمح له بتعديل سلوكه (وهذا‬

‫التوافق بالمعنى األول)‪ ،‬وقد يقوم هو بنفسه بهذا التعديل ‪ ،‬وقد يعاونه غيره فى ذلك‪ ،‬وقد تتضمن هذه‬ ‫المساعدة من اآلخرين المعاونة المباشرة فى تغيير البيئة أو فى تعديل نظرة الشخص إلى بيئته ( وهذا‬

‫هو التوافق بالمعني الثاني )‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أنواع التوافق‬ ‫ً‬

‫‪ )6‬التوافق النفسي (الشخصى )‬

‫يقصد بالتوافق النفسي (الشخصى ) المواءمة بين الشخص وذاته ‪ ،‬ويعني ذلك أن يكون الفرد راضياً‬ ‫عن نفسه ‪ ،‬متقبال لها مع التحرر النسبي من التوترات والصراعات التى تقترن بمشاعر سلبية نحو‬

‫الذات‪ ،‬ويرتبط التوافق النفسي ارتباطاً وثيقاً بمدى إشباع الدوافع والحاجات الفردية وتحقيق األهداف‬

‫الشخصية‪.‬‬

‫‪62‬‬


‫‪ )2‬التوافق االجتمايي ‪:‬‬ ‫يقصد بالتوافق االجتماعي المواءمة بين الشخص‪ ،‬وغيره من الناس ‪ ،‬ويشمل ذلك جميع المجاالت‬ ‫االجتماعية التى يعيش فيها الفرد كالمدرسة واألسرة والمهنة ‪ ،‬ويرتبط التوافق االجتماعي ارتباطاً وثيقاً‬

‫بمدى إشباع الدوافع والحاجات االجتماعية‪.‬‬

‫ثال ًثا‪ :‬اإلحباط والصراع والقلق‬

‫‪ -6‬اإلحباط‬

‫يحدث اإلحباط عندما يوجد عائق أو عقبة تحول بين الفرد وبين إشباع دافع أو تحقيق هدف‬

‫يرغب فى تحقيقه‪ ،‬فاإلحباط هو الشعور الذى ينتاب الفرد عندما يوجد ما يحول بينه وبين تحقيقه‬ ‫ألهداف مرغوبه ‪ ،‬أو هو الحالة االنفعالية والدافعية التى يشعر بها الفرد عندما يواجه ما يحول بينه‬

‫وبين إشباع دوافعه‪ ،‬مثل مشاعر الفشل‪ ،‬والضيق‪ ،‬والتبرم‪ ،‬واالكتئاب‬

‫العوامل التي تؤد‪ :‬لالحباط‪:‬‬

‫أ‪ -‬يوامل خاصة بالفرد كوجود جوانب قصور أو عدم كفاية فى الفرد نفسه‪ ،‬أو نقص قدرات معينة ‪،‬‬

‫أو نقص خصائص نفسية معينة كالقدرة على التحكم فى النفس ‪ ،‬أو التى تعوق الفرد عن تحقيق‬ ‫أهداف معينة ‪ .‬فليس كل شخص يمكنه أن يصبح موسيقيا بارعا لمجرد أنه أراد ذلك ‪ ،‬وكلما ازداد‬

‫بعد الهدف عن الفرد وعن إمكاناته فإن اإلحباط يكون هو النتيجة الطبيعية‪.‬‬

‫ب‪ -‬يوامل خاصة بالبيئة يعود اإلحباط إلى ظروف وعوائق ترتبط بالبيئة التى يعيش فيها الفرد‪ ،‬أكثر‬

‫من ارتباطها بالفرد ذاته والضوضاء التى تمنعنا من التركيز‪ ،‬كالمعاناة االقتصادية التى تحول دون‬

‫كثير من العقبات أمام الفرد ‪ ،‬مثل القيود التى‬ ‫تحقيق الفرد ألهدافه‪ ،‬والبيئة االجتماعية التى تضع ًا‬ ‫يفرضها اآلخرون ‪ ،‬وهناك ما يفرضه الوالدان‪ ،‬كما أن هناك ظروف تحول دون إشباع حاجات الفرد‬ ‫لألمن والحب واالنتماء مثل وفاة أحد الوالدين أو كليهما وغيرهما من الظروف التى قد تؤدى إلى‬

‫اإلحباط‪.‬‬

‫‪ -2‬الصراع ‪:‬‬ ‫حاله انفعاليه دافعية غير ساره قوامها الشعور بالحيرة والتردد والضيق والقلق ‪،‬تصيب الفرد‬

‫عندما تتنازعه اتجاهات مختلفة ذات قوى متساوية بشأن بعض دوافعه و أهدافة التي يسعى إلى إشباعها‬ ‫وتحقيقها ‪،‬أوالمواقف التي يواجهها‪ ،‬فيعجز عن اتخاذ وجهة معينة أو الوصول إلى حل محدد‪.‬‬

‫‪63‬‬


‫أ‪ -‬أنواع الصرايات‪:‬‬ ‫‪ ‬صراع اإلقدام – اإلقـدام ‪:‬‬ ‫يحدث هذا الصراع حين يحاول الشخص االختيار بين هدفين كالهما جذاب ‪،‬ويعد هذا النوع من‬ ‫الصراع أيسر أنواع الصراعات قابلية للحسم‪.‬‬

‫مثال‪ 6‬ذلك االختيار عندما يكون أمام الفرد وظيفتان لهما مزايا متقاربة ‪ ،‬والصراع فى هذه الحالة ال‬ ‫يستمر بل ينتهى عندما يقرر الشخص اختيار الهدف األقرب ‪ ،‬أما إذا طال أمد الصراع فإنه قد يدل‬ ‫على وجود خبرة سابقة سلبية تدعو إلى التردد فى اتخاذ القرار ‪.‬‬

‫مثال‪ :2‬عندما يقرر الفرد الزواج وتكون أمامه فتاتان كل منهما لها صفات إيجابية وعليه أن يختار‬

‫إحداهما‪.‬‬

‫‪ ‬صراع اإلحجام – اإلحجام ‪:‬‬

‫وينشأ هذا الصراع عندما يحاول المرء االختيار بين هدفين كالهما منفر‪.‬‬

‫مثال اختيار أصحاب الزواج الفاشل بين استمرار الزواج وما يصاحبه من سوء العشرة ‪ ،‬وبين الطالق‬

‫وما يترتب عليه من التفكك األسري وهذا النوع من الصراع أكثر صعوبة فى حسمه ولذلك يطول أمده ‪،‬‬

‫وكثي اًر ما يتذبذب األشخاص بين البديلين المنفرين‪.‬‬ ‫‪ ‬صراع األقدام – اإلحجام‬

‫حين يكون الهدف الواحد جذاباً ومنف اًر فى وقت واحد فإن الشخص يعاني فى هذه الحالة من صراع‬

‫اإلقدام – اإلحجام‪.‬‬

‫مثال‪ :‬حب الشخص لتناول الحلوى وخوفه من السمنة وزيادة الوزن فى نفس الوقت ‪.‬‬

‫نتائج اإلحباط والصراع‪:‬‬ ‫يرتبط اإلحباط والصراع بحاالت انفعالية غير سارة كالقلق والتوتر والغضب‪ ،‬إال أن هذه النتائج‬ ‫تعتمد على مجموعة من العوامل هى ‪-:‬‬ ‫‪ -1‬نوع العائق ‪:‬‬ ‫تتوقف نتائج اإلحباط والصراع على نوع العائق الذى يتعرض له الفرد‪ ،‬فطريقة االستجابة لص ارع‬ ‫خلقى (كالغش فى االمتحانات) ومايصاحبة من شعور بالذنب ‪ ،‬تختلف عن االستجابة لعائق‬

‫اقتصادى ( كنقص الدخل) حين يبحث المرء عن عمل إضافى مثال لزيادة دخله ‪.‬‬ ‫‪ -2‬الخبرة السابقة‪:‬‬ ‫تؤثر خبرة الشخص السابقة فى التعامل مع مواقف اإلحباط والصراع فى تحديد نمط استجابته‬ ‫فى الموقف الحاضر‪ ،‬فخبرات الفشل السابق قد تؤدى إلى مزيد من القلق والتوتر‪ ،‬أما إذا كان‬ ‫‪64‬‬


‫المرء قد تعرض فى الماضى لخبرات نجاح فى التغلب على العوائق فإنه قد يشعر عند مواجهة‬ ‫الموقف الراهن بالثقة بالنفس ويتسم بالمثابرة‪.‬‬ ‫‪ -3‬تفسير الشخص للموقف‪:‬‬ ‫تتوقف درجة شدة العائق وخطره على مدى شعور الفرد يتهديده لذاته من ناحية ‪ ،‬وعلى درجة‬

‫تقدير الشخص لذاتة من ناحية أخرى ‪ ،‬فالفشل فى االمتحان قد يفسره أحد الطالب بأنه عائق‬

‫مؤقت إذا كان تقديره لذاته مرتفعا‪ ،‬أما الطالب الذى يقدر ذاته تقدي اًر منخفضاً فإنه قد يبالغ فى‬ ‫تفسير هذا الحدث ويعتبره خط اًر يهدده‪ ،‬ويشعره بأنه غير جدير بالنجاح ويؤدئ به ذلك إلى‬

‫فقدان الثقة بالنفس ‪.‬‬ ‫‪ -4‬طبيعة الدافع‪:‬‬ ‫تؤثر طبيعة الدافع فى نوع االستجابة التى تصدر عن الشخص الذى يعانى من خبرة اإلحباط‬

‫أو الصراع ‪ ،‬فإذا كان الدافع ثانوياً فإن الشخص ال يستجيب إال بشعور خفيف بالضيق ‪ ،‬أما‬ ‫إذا كان الدافع أساسياً فإن التوتر الذى يصاحب تعويقه يكون طويل األمد‪.‬‬ ‫‪ -5‬إمكانات إشباع الدوافع أو تحقيق األهداف‪:‬‬ ‫يتوقف األثر الناجم عن اإلحباط والصراع على اإلمكانات المتاحة إلشباع دوافع الفرد أو تحقيق‬

‫أهدافه ‪ ،‬وبصفة عامة يمكن القول أن الدافع الذى يمكن إشباعه بطرق متعددة والهدف الذى‬

‫يمكن الوصول إليه بوسائل مختلفة قلما ينشأ عنهما مشكالت توافق‪.‬‬

‫‪ -3‬القلق‬ ‫يتصف القلق كخبرة ذاتية للفرد بمشاعر الخوف والتوجس وتوقع المصائب‪ ،‬والشر كالموت‪ ،‬أو‬

‫المرض‪ ،‬أو الحوادث‪ ،‬وقلة الحيلة‪ ،‬وعدم التيقن دون أن يكون هناك سبب موضوعى ‪ ،‬ولذلك فإن القلق‬

‫يختلف عن الخوف فى أن الخوف شعورى وله مصدر خارجى معروف ( الخوف من الحيوانات ‪،‬‬

‫الخوف من الظالم ‪ ،‬الخوف من طبيب األسنان) أما القلق فهو ال شعورى وداخلى‪ ،‬وأسبابه غالباً غير‬

‫واضحة‪.‬‬

‫أ‪ -‬تعريف القلق‬ ‫مصحوبا بأعراض‬ ‫خطر‪ ،‬وتهديدا واقعيا‪ ،‬أو رمزيا‬ ‫ا‬ ‫حالة من التوتر الشامل المستمر ‪،‬يتوقع فيها الفرد‬ ‫ً‬ ‫جسمية وفسيولوجية وانفعالية ومعرفية‪.‬‬

‫ب‪ -‬مظاهر القلق‪:‬‬

‫‪ ‬من الناحية الجسمية والفسيولوجية يظهر القلق متمثالً فى شكل أعراض مثل ضربات القلب‪،‬‬ ‫واضطراب المعدة‪ ،‬أو اإلسهال‪ ،‬وكثرة التبول‪ ،‬وكثرة إفراز العرق‪.‬‬ ‫‪65‬‬


‫‪ ‬من الناحية االنفعالية ‪ :‬عدم القدرة على التركيز واإلجهاد والتعب دون مبرر كما قد توجد من‬ ‫عالمات أخرى مميزة مثل برودة األطراف‪ ،‬واألرق‪.‬‬ ‫‪ ‬من الناحية المعرفية ‪ :‬فإنه يسبق القلق ويتزامن معه إدراك وتوقع مستمر لحدوث شئ سيئ أو‬ ‫مكروه للفرد ‪.‬‬ ‫جـ‪ -‬مستويات القلق‪:‬‬ ‫توجد ثالثة مستويات للقلق‪ ،‬وهي‪-:‬‬

‫‪ ‬القلق فى صورته المعتدلة ‪ :‬هو قلق دافعي وميسر وصحي إذ يؤدى إلى حل المشكالت‪ ،‬واإلبداع‪،‬‬ ‫ويسهل عمليات التعلم‪ ،‬والتوافق‪.‬‬

‫‪ ‬القلق المنخفض ‪ :‬ويؤدى إلى شعور صاحبه بالالمباالة‪ ،‬والكسل‪ ،‬واالهمال‪ ،‬وعدم الرغبة فى‬ ‫االنجاز‪.‬‬

‫‪ ‬القلق المرتفع ‪ :‬يؤدى ارتفاع مستوى القلق إلى عصبية واستثارة‪ ،‬وخفض للوظائف المعرفية ‪ ،‬ومن‬ ‫أهمها القدرة على التفكير‪ ،‬والقدرة على اتخاذ الق اررات كما يؤدى إلى شعور دائم بعدم الكفاية‪،‬‬

‫والعجز‪ ،‬وقلة الحيلة‪ ،‬وعدم القدرة على البت فى األمور‪.‬‬

‫‪66‬‬


‫الفصل الرابع‬ ‫أساليب حل الصراعات ومواجهة االحباطات‬ ‫اوًال‪ :‬األساليب المباشرة‬

‫يستطيع معظم الناس التغلب على مواقف اإلحباط والصراع وما ينشأ عنها من عدم توافق باللجوء إلى‬

‫األساليب المباشرة ‪ ،‬والتى تستخدم فى حل مشكالت التوافق حال حاسماً ونهائياً‪ ،‬وأهم هذه الطرق ما‬

‫يأتى‪:‬‬

‫‪ -6‬بذل الجهد إل زالة العائق والوصول إلى الهدف ‪:‬‬

‫إن أول طريق مباشرة للتغلب على مواقف اإلحباط والصراع‪ ،‬وما يتضمنة من عوائق تحول دون إشباع‬ ‫الدوافع أو الوصول إلى األهداف هى القيام بعمل جدى‪ ،‬ومضاعفة الجهد إلزالة هذه العوائق‪ ،‬فالطالب‬ ‫الذى يرسب فى االمتحان يحاول أن يزيد من مجهوده فى استذكار دروسه حتى ينجح فى االمتحان عند‬

‫إعادته ويتفوق فيه ‪.‬‬

‫‪-2‬البحث ين طرق أخرى للوصول إلى الهدف ‪:‬‬ ‫إذا وجد الشخص أن الطريقة التى يستخدمها للوصول إلى الهدف ال تؤدى إلى ذلك بالرغم مما يبذله من‬

‫جهد ونشاط؛ فإنه يبدأ فى البحث عن طريقة أخرى تؤدى إلى ذلك ‪ ،‬فالطالب فى المثال السابق قد يلجأ‬ ‫إلى تغيير عاداته فى اإلستذكار ‪ ،‬وهذه الطريقة ال تصلح إال إذا كان العائق خارجياً أو كان ناجماً عن‬ ‫عيوب شخصية يمكن تفاديها وعالجها ‪.‬‬

‫‪ -3‬استبدال الهدف بويرة ‪:‬‬

‫إذا فشل الشخص فى التغلب على اإلحباط والصراع والوصول إلى الهدف بإحدى الطريقتين السابقتين فإنه‬

‫حينئذ قد يلجأ إلى طريقة ثالثة وهى تغيير الهدف نفسه ‪ ،‬واحالل هدف آخر يسهل الوصول إليه محله ‪،‬‬ ‫وتتوقف كفاءة هذه الطريقة على نجاح الهدف الجديد عند إح ارزه بإشباع الدافع أو الحاجة ‪ ،‬لنفرض أنك‬

‫كنت تتهيأ للعب كرة قدم؛ فأمطرت السماء واضطررت إلى البقاء فى المنزل ‪ ،‬وأخذت تشاهد التليفزيون ‪،‬‬

‫فإذا كان هدفك من لعب كرة القدم مرتبطاً برغبتك فى التسلية وقضاء وقت الفراغ؛ فإن الهدف البديل (‬ ‫وهو مشاهدة التليفزيون) يمكن أن يشبع هذه الحاجة ‪ ،‬أما إذا كان لعب كرة القدم هدفاً للحاجة إلى التقدير‬ ‫فإن مشاهدة التليفزيون لن تكون هدفاً بديالً‪.‬‬ ‫‪-4‬استخدام اسلوب حل المشكلة ‪:‬‬

‫يمكن للشخص الذى يعانى من خبرة اإلحباط أو الصراع أن يلجأ إلى طرق مباشرة للوصول إلى‬

‫الهدف وتحقيق التوافق وهى أسلوب حل المشكلة‪ ،‬وتتطلب هذه الطريقة أن يحاول الشخص جمع أكبر‬ ‫‪67‬‬


‫قدر من المعلومات عن الهدف الذى يسعى إليه ‪ ،‬أو األهداف المتصارعة لديه ‪ ،‬ثم يجرب عمليات‬

‫التحليل المعتادة فى سلوك حل المشكلة ‪ ،‬ويجرى الوصول إلى الهدف ليتعرف على عواقبة وتوابعة ‪،‬‬ ‫وقد ينتهى به ذلك إلى قبول الهدف أو التخلى عنه ‪ ،‬وفى حالة الصراع قد يتخلى عن أحد الهدفين او‬

‫عنهما معاً وقد يحاول التوفيق بينهما‪.‬‬

‫ثاني ًا‪ :‬األساليب غير المباشرة‬ ‫إ ذا فشلت األساليب المباشرة فى التغلب على اإلحباط أو الصراع فإن حالة التوتر النفسى الناشئة عنهما‬ ‫تستمر لفترة طويلة على نحو يسبب للشخص كثي ار من القلق واأللم والضيق ‪ ،‬ولذلك يتلمس الشخص‬

‫بعض الطرق غير المباشرة لتخفيف حدة التوتر الناجم عن اإلحباط والصراع ‪ ،‬وهذا األساليب غير‬

‫المباشرة تتسم بأنها ال شعورية ‪ ،‬وبعضها قد يكون أقرب إلى السواء ‪ ،‬ويمارسها معظم الناس وتسمى‬

‫الحيل الدفاعية ومنها‪.-:‬‬

‫‪ )6‬الكبت ‪:‬‬

‫الكبت هو نوع من النسيان الالشعوري يسعى المرء ‪ ،‬بطريقة ال إرادية إلى إبعاد الدوافع غير المقبولة‬

‫والذكريات المؤلمة أو المشينة أو المخيفة عن دائرة الشعور والوعي ‪ ،‬واخفائها فى الالشعور‪ ،‬والتي‬ ‫تظهر فيما بعد في شكل أحالم النوم‪ ،‬الهفوات وذالت اللسان‪.‬‬

‫مثال‪ :‬استبعاد الطفل لمشاعر العدوانية تجاه أبيه عندما يعنفه بشده‬

‫‪ )2‬اإليالء ( التسامي )‬

‫اإلعالء أو التسامي هو تحويل الطاقة النفسية المتعلقة بأحد الدوافع أو األهداف غير المقبولة اجتماعيا‬ ‫وتوجيهها إلى نشاط اجتماعي مقبول ومفيد ‪ ،‬فالدافع الجنسي مثال يمكن عالجه بالنشاط األدبي والفني‬

‫والرغبات العدوانية يمكن أن تتسامى من خالل بعض األنشطة الرياضية‪.‬‬

‫اجتماعيا‪.‬‬ ‫مثال‪ :‬ممارسة رياضة المالكمة والكاراتيه هي إعالء للغريزة العدوانية في شكل مقبول‬ ‫ً‬

‫‪ )3‬التعويض ‪:‬‬

‫التعويض هو حيلة دفاعية الشعورية يلجأ إليها الفرد لتخفيف حدة التوتر الناجم عن خبرة اإلحباط أو‬

‫الصراع وما يصاحبها من شعور بالنقص أو إحساس بالفشل ‪ ،‬وهو نوع من تغيير األهداف إال أنه فى‬

‫حالة التعويض يكون الشعورياً‪.‬‬

‫مثال‪ :‬فشل الفرد في مجال معين يعوضه في مجال آخر‬

‫‪ )4‬التبرير ‪:‬‬

‫التبرير هو محاولة الشعورية إلعطاء أسباب تبدو مقبولة اجتماعيا‪ ،‬أو معقولة منطقياً على الرغم من‬ ‫أنها بالفعل غير سليمة‪.‬‬

‫‪68‬‬


‫مثال‪ :‬الطالب الذي يبرر عدم إنجازه لواجباته بالمرض‪.‬‬

‫‪ )5‬اإل زاحة ( اإلحالل أو النقل ) ‪:‬‬

‫اإلزاحة حيلة دفاعية يلجأ إليها الشخص لنقل االنفعاالت من معانيها األصلية غير المقبولة إلى معان‬

‫أخرى بديلة تكون أكثر قبوالً لدى الشخص ‪ ،‬وقد تتخذ اإلزاحة صورة النقل من أشياء أو أشخاص‬ ‫معينين إلى أشخاص أخرين‪.‬‬

‫مثال‪ :‬الموظف الذى يغضبه رئيسه قد ينقل غضبه إلى زوجته أو أبنائه ‪.‬‬

‫‪ )1‬اإلسقاط ‪:‬‬

‫اإلسقاط حيلة أخرى يلجأ إ ليها اإلنسان حين يلصق عيوبه أو نقائصه أو فشله باآلخرين ‪ ،‬وهو بذلك‬ ‫وسيلة إلنكار وجود هذه العيوب أو األخطاء فيه ‪ ،‬ومن اإلسقاط أيضاً أن ينسب المرء إلى شخص آخر‬

‫مسئولية األفعال التى يود أن يب أر منها‪.‬‬

‫مثال‪ :‬الشخص الذى يشعر بالكراهية نحو شخص آخر قد يسقط ذلك عليه‪ ،‬ويدركه على أنه يضمر له‬

‫العداء ‪.‬‬

‫‪ )7‬التقمص (التوحد) ‪:‬‬ ‫حيلة التقمص هى عكس حيلة اإلسقاط ‪ ،‬وفيها يسعى المرء إلى خفض التوتر النفسي الناجم عن‬ ‫اإلحباط والصراع عن طريق التحلى ببعض الصفات والخصائص التى يتسم بها شخص آخر ‪ ،‬أو عن‬

‫طريق التوحد الوجداني مع هذا الشخص‪ ،‬ومن ذلك توحد الطفل الصغير مع والده أو الطالب مع‬ ‫أستاذه‪.‬‬

‫‪ )8‬النكوص ‪:‬‬ ‫النكوص هو ارتداد إلى بعض أساليب التوافق القديمة التى كانت تشبع رغبات الشخص وتحقق أهدافه‬ ‫فى مرحلة سابقة من مراحل نموه ‪ ،‬على الرغم من أنه يكون قد تعدى هذه المرحلة‪.‬‬

‫مثال‪ :‬عودة الطفل إلى التبول الالإرادي حين يالحظ انصراف اهتمام والديه إلى شقيقه المولود حديثاً ‪،‬‬ ‫ويعتبر النكوص فى هذه الحالة حيلة الشعورية لجذب انتباه الوالدين إليه‬

‫‪ )9‬اإلنكار ‪:‬‬

‫تظهر هذه الحيلة فى صورة رفض الشخص االعتراف بأنه فى حالة إحباط أو صراع‪.‬‬

‫مثال‪ :‬شعور التاجر بالرضا على الرغم من أن تجارته تنهار ويكاد يفلس‬

‫‪69‬‬


‫األسئلة التقويمية‬ ‫‪ -1‬عرف الشخصية كمثير‪.‬‬ ‫‪ -2‬اذكر المالحظات التي وجهت لتعريف الشخصية كمثير‪.‬‬ ‫‪ -3‬عرف مفهوم الشخصية كاستجابة‬ ‫‪ -4‬استخلص المالحظات التي وجهت إلى تعريف الشخصية كاستجابة‬ ‫‪ -5‬ميز بين كل من تعريف الشخصية كمثير وتعريف الشخصية كاستجابة‪.‬‬ ‫‪ -6‬استخلص المحددات التي قامت عليها نظرية التحليل النفسي‪.‬‬ ‫‪ -7‬وضح دور المتغيرات االجتماعية والتفاعل االجتماعي وفًقا لالتجاهات الحديثة لنظرية التحليل النفسي‪.‬‬ ‫‪ -8‬اعرض النظرية السلوكية في الشخصية‪.‬‬

‫‪ -9‬عرف الشخصية من وجهة نظر ألبورت‪.‬‬ ‫‪ -11‬استخلص مايتضمنه تعريف ألبورت للشخصية من أفكار أو عناصر‪.‬‬ ‫‪ -11‬اعرض ألنماط الشخصية في ضوء ما درست‪.‬‬

‫‪ -12‬ميز بين أنماط الشخصية في ضوء ما درست‪.‬‬

‫‪ -13‬استخلص االنتقادات التي وجهت لنظرية األنماط‪.‬‬ ‫‪ -14‬هل تعتقد يإمكانية الحكم علي شخصية ما من خالل أنماط أومكونات الجسم؟‪ .‬اذكر مبرراتك‬

‫‪ -15‬نشأ المنحى اإلنساني كرد فعل لوجهة نظر كل من التحليل النفسى والسلوكية‪.‬هل تؤيد ذلك‬ ‫ولماذا‪..‬‬

‫‪ -16‬قام المنحى اإلنسانى علي عدد من االفتراضات‪ .‬حددها‪.‬‬ ‫‪ -17‬عدد النماذج المختلفة لبعض أنواع الشخصيات‪.‬‬

‫مثاال لكل نموذج من النماذج المختلفة للشخصية‪.‬‬ ‫‪ -18‬اعط ً‬

‫بناءا علي النظريات التي قامت في ضوئها"‪ .‬مع أي‬ ‫‪" -19‬تتعدد نماذج الشخصيات المختلفة ً‬ ‫النماذج تميل ؟‪.‬ولماذا؟‪.‬‬ ‫‪ -21‬في ضوء فهمك للتعريف العلمي للشخصية ‪.‬هل تري ضرورة لهذه األنواع المختلفة من‬ ‫الشخصية؟ علل لوجهة نظرك‪.‬‬

‫‪ -21‬عرف االتجاه‪.‬‬

‫‪ -22‬لدراسة االتجاهات أهمية‪ .‬اعرض في ضوء ما درست‪.‬‬

‫‪ -23‬يرجع انتشار مفهوم االتجاه وكثرة استخدامه إلى عدة أسباب‪ .‬ناقش‬ ‫‪70‬‬


‫‪ -24‬اعرض بإيجاز أسباب انتشار مفهوم االتجاه وكثرة استخدامه‪.‬‬ ‫‪ -25‬تعدد خصائص االتجاهات‪.‬اعرض في ضوء مادرست‪.‬‬

‫‪ -26‬يمكن تحقيق عدة وظائف من دراستنا لالتجاهات‪ .‬برهن علي ذلك‪.‬‬ ‫‪ -27‬اعرض باختصار مكونات االتجاه ‪.‬‬

‫‪ -28‬اعط مواقف حياتية تبرز فيها مكونات االتجاه‪.‬‬

‫‪ -29‬هل تعتقد أنه يمكن البدء بأي من مكونات االتجاه دون ترتيب ؟‪.‬علل لما تقول‪.‬‬ ‫‪ -31‬في ضوء فهمك لعوامل تغيير االتجاه ‪،‬ما العوامل التي تؤدي إلي صعوبة أوسهولة‬ ‫تغييرها‪.‬برر لما تقول‪.‬‬

‫‪ -31‬اعرض مفهوم القيم في ضوء مادرست‪.‬‬ ‫‪ -32‬ميز بين مفهومي القيم‪.‬‬

‫‪ -33‬ناقش دور التنشئة االجتماعية والخصال الفردية في تشكيل النسق القيمي للفرد‪.‬‬ ‫‪ -34‬استخلص كيفية اكتساب القيم لدى الفرد في ضوء ما درست‪.‬‬ ‫‪ -35‬عرف مفهوم التوافق‪.‬‬

‫‪ -36‬يتضمن التوافق كما يستخدم فى علم النفس معنيين رئيسيين‪ .‬اعرض في في ضوء مادرست‪.‬‬ ‫‪ -37‬عرف كل من (التوافق النفسي‪ ،‬التوافق االجتماعي)‪.‬‬ ‫‪ -38‬ميز بين كل من التوافق النفسي واالجتماعي‪.‬‬ ‫‪ -39‬عرف مفهوم اإلحباط‪.‬‬

‫‪ -41‬اعرض العوامل المحدثة لإلحباط‪.‬‬ ‫‪ -41‬يتوقف شعور الفرد باإلحباط على عدد من العوامل‪ .‬ناقش‪.‬‬ ‫‪ -42‬عرف الصراع‪.‬‬

‫‪ -43‬تعدد أنواع الصراعات وفًقا للموقف الذي يحدث فيه‪.‬اعرض بإيجاز‪.‬‬ ‫‪ -44‬تعدد أنواع الصراعات وفًقا للموقف الذي يحدث فيه‪.‬ناقش‬ ‫مثاال ألنواع الصراعات وفًقا للموقف الذي يحدث فيه‪.‬‬ ‫‪ -45‬اعط ً‬ ‫‪ -46‬يترتب علي اإلحباط والصراع نتائج متعددة‪.‬ناقش‬

‫‪ -47‬يترتب علي اإلحباط والصراع نتائج متعددة‪.‬أكد صدق العبارة‪.‬‬

‫‪ -48‬اعرض لبعض المواقف الحياتية للنتائج المترتبة على تعرض الفرد لإلحباطات والصراعات‪.‬‬ ‫‪ -49‬بين دور أساليب التوافق المباشرة في التغلب على اإلحباطات والصراعات التي يتعرض لها‬ ‫الفرد‪.‬‬

‫‪71‬‬


‫‪ -51‬اعط مواقف حياتية ألساليب التوافق المباشرة في التغلب على اإلحباطات والصراعات التي‬ ‫يتعرض لها الفرد‪.‬‬

‫‪ -51‬ماذا يحدث للفرد لوفشلت أساليب التوافق المباشر في الصراعات واإلحباطات التي يتعرض‬ ‫لها الفرد؟‬

‫‪ -52‬ميز بين اإلحباط والصراع‪.‬‬

‫‪ -53‬برر لماذا يعد القلق عرض رئيسى مشترك لالضطرابات االنفعالية‪.‬‬ ‫‪ -54‬عرف مفهوم القلق‪.‬‬

‫مثاال يوضح ذلك‪.‬‬ ‫‪ -55‬تتعدد مظاهر القلق‪.‬اعط ً‬

‫‪ -56‬اعط مواقف من الحياة تستخدم فيها مستويات القلق المختلفة‪.‬‬ ‫‪ -57‬هل تعتقد أن مستويات القلق ترتبط بالتوافق النفسي واالجتماعي؟ برر وجهة نظرك‬

‫‪ -58‬يعد ارتفاع مستوى القلق‪ ،‬وعدم القدرة على مواجهة بعض المشكالت مبرر الستخدام حيل‬ ‫الدفاع‪.‬هل توافق علي ذلك؟ علل لوجهة نظرك‪.‬‬

‫‪ -59‬اعرض بإيجاز لحيل الدفاع‪.‬‬

‫‪ -61‬ميز بإيجاز بين حيل الدفاع‪.‬‬

‫‪ -61‬اعط أمثلة لبعض حيل الدفاع ‪.‬‬

‫‪ -62‬حيل الدفاع متنفس انفعالي الضطربات الفرد‪.‬ناقش‪.‬‬ ‫‪ -63‬تعد حيل الدفاع سالح ذو حدين ‪.‬هل توافق علي ذلك؟‬

‫‪ -14‬مالنتائج المترتبة علي فشل أساليب التوافق المباشرة في حل الصراعات واإلحباطات التي‬ ‫تواجة الفرد؟‬

‫‪72‬‬


‫يلم االجتماع‬

‫‪73‬‬


‫الوحدة األولى‬ ‫نظرية يلم االجتماع والعمليات االجتمايية‬ ‫أهداف الوحدة ‪-:‬‬ ‫‪.1‬‬ ‫‪.2‬‬ ‫‪.3‬‬ ‫‪.4‬‬ ‫‪.5‬‬ ‫‪.6‬‬ ‫‪.7‬‬ ‫‪.8‬‬ ‫‪.9‬‬ ‫‪.11‬‬ ‫‪.11‬‬ ‫‪.12‬‬ ‫‪.13‬‬ ‫‪.14‬‬ ‫‪.15‬‬ ‫‪.16‬‬ ‫‪.17‬‬ ‫‪.18‬‬ ‫‪.19‬‬ ‫‪.21‬‬ ‫‪.21‬‬ ‫‪.22‬‬ ‫‪.23‬‬ ‫‪.24‬‬ ‫‪.25‬‬ ‫‪.26‬‬ ‫‪.27‬‬

‫يتوقع من المتعلم بعد دراستة لهذا الوحدة أن يكون قاد ار يلي أن‪:‬‬ ‫يعرف النظرية في علم االجتماع‪.‬‬ ‫يعرف مكونات النظرية في علم االجتماع‪.‬‬ ‫يعدد وظائف النظرية في علم االجتماع ‪.‬‬ ‫يعرف النظرية البنائية الوظيفية في علم االجتماع‪.‬‬ ‫يحدد المبادئ األساسية للنظرية البنائية الوظيفية في علم االجتماع‪.‬‬ ‫يعرف التفاعل االجتماعي‪.‬‬ ‫يوضح أهمية التفاعل االجتماعي‪.‬‬ ‫يعطي أمثلة للتفاعل االجتماعي‪.‬‬ ‫يعرف العالقات االجتماعية‪.‬‬ ‫يعدد الجوانب المختلفة ألهمية العالقات االجتماعية‪.‬‬ ‫يعطي أمثلة للجوانب المختلفة ألهمية العالقات االجتماعية‪.‬‬ ‫يحدد العمليات التي تؤثر في الحياة االجتماعية‪.‬‬ ‫يعرف التعاون االجتماعي‪.‬‬ ‫يوضح العوامل التي تؤثر في التعاون االجتماعي‪.‬‬ ‫يعطي مواقف حياتية للعوامل التي تؤثر في التعاون االجتماعي‪.‬‬ ‫يوضح أهمية التعاون االجتماعي للفرد والمجتمع‪.‬‬ ‫يعرف التكيف االجتماعي‪.‬‬ ‫يوضح أهمية التكيف االجتماعي‪.‬‬ ‫يعرف التنافس االجتماعي‪.‬‬ ‫يوضح أهمية التنافس االجتماعي‪.‬‬ ‫يستنج العالقة بين التنافس االجتماعي والتعاون االجتماعي‪.‬‬ ‫يوضح خصائص التنافس االجتماعي‪.‬‬ ‫يعرف الصراع االجتماعي‪.‬‬ ‫يعدد أسباب الصراع االجتماعي‪.‬‬ ‫يعرف الظاهره االجتماعية عند إميل دور كاييم‪.‬‬ ‫يحدد خصائص الظاهره االجتماعية‪.‬‬ ‫يعطي أمثلة للظاهرة االجتماعية‪.‬‬ ‫‪74‬‬


‫الفصل األول‬

‫النظرية االجتمايية بناؤها ووظائفها‬

‫مقدمة‪:‬‬ ‫للنظرية العلمية مكانة متميزة فى البحث العلمى ‪ ،‬سواء أكان موضوع هذا البحث ظاهرة طبيعية‬

‫أم ظاهرة إنسانية‪ ،‬ويعلق عليها عدد من الباحثين أهمية خاصة فى تحديد " هوية " أى علم من العلوم ‪.‬‬

‫والمثال التالي يوضح ذلك ( تمثل النظرية البوصلة بالنسبة لربان السفينة فبدونها ال يوجد موجه‬

‫للباحث في جمعه للوقائع االجتماعية‪ ،‬وبالتالي يتخبط في جمع معلوماته بحيث تأتي غير مترابطة ثم‬ ‫يعجز في النهاية عن إضفاء معنى عليها أو تفسيرها) ‪.‬‬

‫أوالً ‪ :‬تعريف النظرية في يلم االجتماع‬ ‫"النظرية عبارة عن نسق من المعرفة التي تتسم بالتعميم‪ ،‬وتفسر الجوانب المختلفة للواقع"‪ ،‬وتختلف‬ ‫النظرية العلمية عن غيرها من النظريات الرياضية مثالً في أنها تخضع للتحقق من صدقها عن طريق‬

‫المالحظة األمبيريقية (التجريبية) ‪ ،‬كما أنها تساعد العلماء فى الوقت نفسه على اكتشاف قوانين جديدة‪،‬‬ ‫أو وضع فروض الختبار صدقها ‪.‬‬

‫ثانياً ‪ :‬بناء النظرية في يلم االجتماع‬ ‫تتكون النظرية من العناصر اآلتية ‪-:‬‬ ‫‪ -1‬الشكل األساسى‬ ‫‪ -2‬مجموعة من التصورات ‪.‬‬ ‫‪ -3‬مجموعة من األحكام ( البديهيات‪ ،‬والقضايا‪ ،‬والفروض ) تتعلق بالعالقة المنطقية بين هذه المفاهيم ‪.‬‬ ‫‪ -4‬التعريفات اإلجرائية ابتداء من الفروض‪ ،‬والمتغيرات‪ ،‬والمؤشرات ‪.‬‬ ‫‪ -5‬المنهج المستخدم الختبار العالقات بين الفروض ‪.‬‬ ‫‪ -6‬تحليل البيانات ‪.‬‬ ‫‪ -7‬تفسير النتائج ‪.‬‬

‫‪ -8‬تقييم البناء المنطقى المنهجى التجريبى للنظرية فى ضوء تحليل البيانات وتفسيرها ‪.‬‬

‫‪75‬‬


‫ثالثاً ‪ :‬وظائف النظرية في يلم االجتماع‬ ‫وتتمثل وظائف النظرية في يلم االجتماع في‪-:‬‬ ‫‪ -1‬تحديد االتجاه األساسى للعلم عن طريق تحديد نوع المادة أو الوقائع التى يجب جمعها عن الظاهرة‬ ‫المدروسة‪ ،‬فلو كانت الظاهرة موضوع الدراسة مثالً هى كرة القدم؛ فإن النظرية االقتصادية سوف‬ ‫توجه العالم لجمع حقائق عن أنماط العرض والطلب التي تتصل بتسويقها ‪ ،‬أما النظرية االجتماعية‬ ‫فهى توجه العالم لجمع حقائق تتعلق باألنشطة االجتماعية المتصلة بالكرة‪ ،‬ونوعية التنظيمات‬

‫االجتماعية الخاصة بهذا النشاط وهكذا ‪.‬‬ ‫‪ -2‬تقديم إطار تصوري يسترشد به العالم عند جمعه للحقائق‪ ،‬وهذا اإلطار يساعد العالم على إدراك ما‬ ‫بين الوقائع من عالقات ويرشده إلى نوعية الوقائع التى يتعين عليه جمعها‪.‬‬ ‫‪ -3‬تلخيص الوقائع وتلخيص العالقات بينها ‪ :‬إن كل قانون‪ ،‬أو فرض‪ ،‬أو مفهوم تتضمنه النظرية ليس‬

‫إال تلخيصاً لعدد ال نهاية له من المالحظات التى قام العلماء بإجرائها؛ فمفهوم الخلية الحية مثالً‬ ‫يلخص فى كلمة واحدة مالحظات عديدة أجريت عن شكل أو صورة معينة من المادة ومفهوم األسرة‬

‫يفعل الشئ نفسه ‪ ،‬والقوانين تلخص العالقات المتعددة بين الظواهر موضوع الدراسة ‪ ،‬والنظرية‬

‫تلخص العالقات بين القوانين ‪ ،‬وبدون عملية التلخيص والتنظيم هذه يتعذر تماما اإللمام بمكتشفات‬

‫العلم أواستنتاج أى شئ منها ‪.‬‬

‫‪ -4‬التنبؤ بالوقائع‪ :‬إذا كانت النظرية تلخص الوقائع وتقرر وجود نظام عام يربط بين المالحظات التى‬ ‫يتوصل إليها العالم فإنها تصبح أيضاً تنبؤات بما سيحدث فى المستقبل؛ فقولنا مثالً إن المعادن تتمدد‬

‫بالح اررة يعنى فى الوقت نفسه أنه إذا لم تترك مسافات مناسبة بين قضبان السكك الحديدية فإنها‬

‫سوف تتقوس نظ اًر لتمددها‪ ،‬وقولنا إن البعوض ينقل مرض المالريا يعنى فى الوقت نفسه تنبؤاً بأن‬ ‫نسبة هذا المرض ستقل إذا ردمنا البرك والمستنقعات التى يتوالد فيها البعوض وهكذا ‪.‬‬

‫‪ -5‬تحديد أوجه النقص فى معرفتنا‪ :‬إننا ال نستطيع أن نعرف ما ينقصنا فى أى مجال إال إذا عرفنا أوالً‬ ‫ما هو متوفر لدينا ‪ ،‬واذا كانت المعرفة المتوفرة لدينا كثيرة؛ فإنه يصعب علينا أن نعرفها جيداً‪ ،‬ولما‬ ‫كانت النظرية تلخص‪ ،‬وتنظم المعرفة المكتسبة؛ فإنها تساعدنا على التعرف على ما ينقصنا من‬

‫معرفة‪ ،‬وبالتالى ترشدنا إلى الجوانب التى يجب أن نركز بحثنا عليها ‪.‬‬

‫‪ -6‬النظرية تقوم بمهمة ترشيد التطبيق‪ :‬إن الغاية النهائية للعلم هى التطبيق ‪ ،‬بمعنى أن العلماء يدرسون‬ ‫ظواهر الكون ويحاولون التوصل إلى القوانين التى تحكمها من أجل استخدام نتائج دراساتهم فى‬

‫التعامل مع الطبيعة والسيطرة عليها‪ ،‬والنظرية العلمية بما أنها تلخيص لكل الحقائق التى اكتشفها‬ ‫‪76‬‬


‫العلماء؛ فهي تقوم بمهمة ترشيد أى توجيه التطبيقات العلمية فى مجاالت الحياة المختلفة؛ فقوانين‬ ‫الطفو مثالً ساعدت على بناء السفن وقوانين الجاذبية ساعدت على بناء الطائرات ‪ ،‬وهكذا ‪.‬‬

‫رابعاً ‪ :‬نماذج من بعض النظريات في يلم االجتماع‬ ‫يوجد العديد من النظريات االجتماعية منها على سبيل المثال النظرية البنائية الوظيفية ‪ ،‬التفاعلية الرمزية‬

‫‪ ،‬نظرية الصراع ‪ ،‬المادية التاريخية ‪ ، ...‬وفيما يلي نعرض للنظرية البنائية الوظيفية كمثال‪.‬‬ ‫ تعريف النظرية البنائية الوظيفية في يلم االجتماع‬‫إن البنائية الوظيفية قد استخدمت بعدة معان فى علم االجتماع وهى‪:‬‬

‫‪ -1‬اإلسهام الذى يقدمه الجزء للكل قد يكون المجتمع أو الثقافة وهذا هو المعنى الذى استخدمه دوركايم‪،‬‬ ‫وبراون‪ ،‬ومالينوفسكى ‪.‬‬

‫‪ -2‬اإلسهام الذى تقدمه الجماعة إلى أعضائها‪ ،‬أو اإلسهام الذى يقدمه المجتمع الكبير للجماعات‬ ‫الصغيرة التى يضمها ‪.‬‬

‫‪ -3‬تستخدم لإلشارة إلى دراسة الظواهر االجتماعية بوصفها عمليات‪ ،‬أو آثار ألبنية اجتماعية مثل أنساق‬ ‫القرابة أو الطبقة ‪.‬‬ ‫إن االفتراضات األساسية للنظرية البنائية الوظيفية يمكن تلخيصها في‪:‬‬ ‫‪ -1‬يجب تحليل المجتمعات تاريخياً على أنها أنساق ذات أجزاء متداخلة ‪.‬‬ ‫‪ -2‬إن عالقات السبب والنتيجة متكررة ‪.‬‬ ‫‪ -3‬إن األنساق االجتماعية هى فى حالة توازن ديناميكى ‪ ،‬ألن التكيف للقوى المؤثرة فى النسق تحدث‬ ‫حداً أدنى من التغير فى داخل النسق ‪.‬‬

‫‪ -4‬إن التكامل التام ال يمكن حدوثه ألن كل نسق اجتماعى له انحرافاته ولكنه أخي اًر يميل إلى أن يكون‬ ‫متعادالً من خالل األنظمة داخل النسق ‪.‬‬

‫‪ -5‬إن التغير هو عملية توافقية بطيئة فى األساس ‪.‬‬ ‫‪ -6‬إن التغير هو نتيجة لتكيف التغيرات التى تحدث خارج النسق ‪ ،‬والتى تنمو من خالل التمايزات‬ ‫واالختراعات الداخلية ‪.‬‬

‫‪77‬‬


‫الفصل الثاني‬ ‫التفايل االجتمايي والعالقات االجتمايية‬ ‫مقدمة‪:‬‬

‫الحياة االجتماعية تبدأ بفعل اجتماعي من خالل عالقة اجتماعية بين شخصين‪ ،‬وقد يتسع ليشمل‬

‫المجتمع أوعدة مجتمعات‪ ،‬وقد يكون مؤقتاً أودائماً ‪ ،‬تلقائي أوعرضي‪ ،‬وهو مهم إلشباع الحاجات‬

‫االجتماعية ونتائجه إيجابية على الفرد والمجتمع إذا كان بناؤه أو على العكس من ذلك إذا سادها الجدل‬

‫والصراع ‪.‬‬

‫اوًال‪ :‬مفهوم التفايل اإلجتمايي‪:‬‬

‫تبدأ الحياة اإلجتماعية بفعل إجتماعي يصدر عن شخص معين يعقبه رد فعل من شخص آخر‬

‫ويطلق على التأثير المتبادل بين هذين الشخصين "التفاعل اإلجتماعي"‪.‬‬

‫ولعل هذا ما أكد عليه "عبد الرحمن ابن خلدون" في قوله إن االجتماع اإلنساني ضروري أي البد من‬

‫العمران البشري‪ ،‬فاألفراد ال يستطيعوا العيش في المجتمع منعزلين متباعدين‬ ‫قيام حياة الجماعة أو ُ‬ ‫عن بعضهم البعض‪ ،‬بل يرتبطون بروابط وعالقات تنشأ عن اجتماعهم واتحاد رغباتهم‪ ،‬فالحياة‬

‫أساسا على التفاعل بين أفراد المجتمع‪ ،‬يؤثر ويتأثر بعضهم ببعضهم اآلخر وكيان‬ ‫االجتماعية تقوم‬ ‫ً‬ ‫الجماعة واستمرارها يعتمد بالدرجة األولى على شكل التفاعالت التي تشكل في النهاية العالقات التي‬ ‫تسهم في البناء االجتماعي‪ ،.‬وعلى هذا يمكن تعريف التفاعل االجتماعي على أنه‪" :‬السلوك المتبادل‬ ‫بين األفراد والجماعات في المواقف والمناسبات المختلفة"‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أهمية التفايل االجتمايي‪:‬‬ ‫ً‬

‫للتفاعل االجتماعي أهمية كبرى في حياة الفرد والجماعة والمجتمع‪ ،‬ويمكن إيجاز تلك األهمية فيما‬

‫يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬التفاعل ضروري إلشباع الحاجات االجتماعية‪ ،‬ألن تبادل الحاجات يتطلب التفاعل‪.‬‬ ‫‪ -2‬التفاعل ضروري الستمرار الجماعة وبقائها‪.‬‬ ‫‪ -3‬للتفاعل نتائج إيجابية على شخصية الفرد في مختلف مراحل حياته‪.‬‬ ‫‪ -4‬التفاعل الذي يتم وفق قوانين وقيم متفق عليها يؤدي إلى التعاون البناء‪ ،‬ويساعد على تقوية‬ ‫الروابط‪ ،‬وتعميق الصالت ونشر السالم‪ ،‬والمحبة بين أعضاء المجتمع‪ ،‬ومن ثم تماسك‬ ‫المجتمع‪.‬‬ ‫‪78‬‬


‫ثال ًثا‪ :‬أنواع التفايل االجتمايي‬

‫هناك أنواع يديدة للتفايل االجتمايي منها‬

‫‪ .1‬التفاعل المباشر أو غير المباشر‪:‬‬ ‫ومن أمثلة التفاعل المباشر ما يقوم بين أفراد األسرة‪ ،‬ومن أمثلة التفاعل غير المباشر ما يحدث بين‬

‫أعضاء شركة مساهمة‪.‬‬

‫‪ .2‬التفاعل البناء أو الهدام‪:‬‬

‫يكون التفاعل بناء إذا شجع على التعاون بين أفراد الجماعة ويكون‬ ‫هداما إذا حل الصراع محل‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫التعاون‪.‬‬

‫‪ .3‬التفاعل الفردي أو الجماعي‪:‬‬

‫قد يقتصر التفاعل على شخصين‪ ،‬وقد يتسع ليشمل المجتمع أو عدة مجتمعات مختلفة‪.‬‬

‫‪ .4‬التفاعل الدائم أو المؤقت‪:‬‬

‫دائما كتفاعل أفراد األسرة‪ ،‬وقد يكون مؤقتًا كتفاعل البائع مع المشترى‪.‬‬ ‫فقد يكون التفاعل ً‬ ‫‪ .5‬التفاعل التلقائي أو العرضي‪:‬‬

‫تلقائيا كتبادل التحية‪ ،‬وقد يكون‬ ‫عرضيا كتفاعل المجتمعين حول حادث ما‪.‬‬ ‫يكون التفاعل‬ ‫ً‬ ‫ً‬

‫‪79‬‬


‫االعالقات االجتمايية‬ ‫اوًال‪ :‬مفهوم العالقات االجتمايية‪:‬‬

‫الصلة بين الفرد والمجتمع أساسية‪ ،‬الغنى ألحدهما عن اآلخر فالفرد يجد ذاته في المجتمع‪،‬‬ ‫والمجتمع يحتاج إلى األفراد ليستمر‪ ،‬والحياة االجتماعية تقتضي قيام تفاعل اجتماعي بين أفراد‬

‫المجتمع وجماعته‪ ،‬وعن هذا التفاعل تنتج مختلف العالقات االجتماعية‪.‬‬

‫وعلى هذا األساس يمكن تعريف العالقة االجتماعية "بأنها السلوك الذي يصدر عن مجموعة من‬

‫الناس إلى المدى الذي يكون كل فعل من األفعال آخ ًذا في اعتباره المعاني التي تنطوي عليها أفعال‬

‫اآلخرين"‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أهمية العالقات االجتمايية‪:‬‬ ‫ً‬

‫تعد العالقات االجتماعية هي أساس الحياة االجتماعية‪ ،‬والغاية من الوجود اإلنساني وهذا ما قد أكدته‬

‫شعوبا وقبائل لتعارفوا‬ ‫اآلية الكريمة في قوله تعالى‪" :‬يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم‬ ‫ً‬ ‫إن أكرمكم عند هللا أتقاكم" سورة الحجرات آية ‪.13‬‬

‫لذلك فالعالقات االجتماعية من أهم ضرورات الحياة للفرد والجماعة؛ فهي تبدأ مع الفرد في مهده‬ ‫حيا على قيد الحياة‪ ،‬وتؤثر في سلوكه وتفكيره وفي مجمل تشكيل شخصيته‪.‬‬ ‫وتستمر معه ما دام ً‬ ‫ويمكن إيضاح أهمية العالقات االجتمايية في جوانب يدة منها‪:‬‬

‫الجانب االجتماعي‬

‫الجانب األخالقي‬

‫الجانب النفسي‬

‫‪ -1‬ففي الجانب االجتمايي‪ :‬نجد أنها تهدف إلى مساعدة األفراد على االندماج السوي في الجماعة‬ ‫والتكيف معها‪.‬‬ ‫‪ -2‬وفي الجانب األخالقي‪ :‬تهدف إلى ترسيخ مبادئ اجتماعية عامة تقوم على احترام الفرد وحرياته‬ ‫وتقدير القيم االجتماعية‪.‬‬ ‫‪ -3‬أما الجانب النفسي‪ :‬فإنها تهدف إلى تحقيق الشعور باألمن والحماية واالنتماء واالرتباط‬ ‫باآلخرين‪.‬‬

‫‪80‬‬


‫الفصل الثالث‬

‫العمليات االجتمايية‬

‫يتضح مما سبق عرضه أن العالقات االجتماعية تنشأ نتيجة للتفاعالت االجتماعية الدائرة بين األفراد‬

‫والجماعات‪ ،‬فالتفاعل االجتم اعي عندما يستقر يؤدي إلى عالقة اجتماعية‪ ،‬وانعدام التفاعل االجتماعي‬ ‫يعني ا نعدام العالقات االجتماعية وهو ما يسمى بالعزلة االجتماعية‪ ،‬فالتفاعل اليتم إال في وسط جماعة‬ ‫وتنتج العالقات من خالل هذا التفاعل‪.‬‬

‫والعالقات المتنوعة تؤدي إلى عمليات اجتماعية متنوعة‪ ،‬لذا فالعمليات االجتماعية هي تسلسل للتفاعل‬

‫االجتماعي‪ ،‬أو االنتقال من طرف اجتماعي إلى آخر‪ .‬وعلى ذلك فإن أساليب االتصال بين األفراد لتبادل‬

‫السلع يعتبر عملية اجتماعية‪ ،‬وكذلك التعامل بين أبناء الحي عملية إجتماعية واالنتقال من القرية إلى‬ ‫أيضا‪.‬‬ ‫المدينة أو من حياة الزراعة إلى الصناعة عمليات اجتماعية ً‬

‫ولذلك يمكن تعريف العملية االجتماعية بأنها "النموذج الذي تتسلسل وفقه عدة وقائع وحوداث اجتماعية‬

‫ناتجة بعضها عن بعض"‪.‬‬

‫ومن أهم العمليات االجتمايية والتي لها تأثيراتها الواضحة في الحياة االجتمايية‪:‬‬

‫التعاون‬

‫التنافس‬

‫التكيف‬

‫الصراع‬

‫أوًال‪ :‬التعاون االجتمايي‪:‬‬

‫لقد تعددت اآليات واألحاديث التي توضح األساس الذي تقوم عليه عالقة األفراد بعضهم بالبعض اآلخر‪.‬‬

‫ومن هذه اآليات الكريمة قول هللا تعالى‪" :‬وتعاونوا على البر والتقوى وال تعاونوا على اإلثم والعدوان" سورة‬ ‫المائدة اآلية ‪.2‬‬

‫وقل رسول هللا ﷺ"مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له‬

‫سائر الجسد بالسهر والحمى" لذلك يعتبر التعاون هو األساس الذي تقوم عليه الحياة اإلنسانية برمتها‪.‬‬

‫‪81‬‬


‫‪ -6‬تعريف التعاون االجتمايي‪:‬‬

‫معا لتحقيق غاية‬ ‫يعرف بأنه هو العملية االجتماعية التي تنطوى على قيام فردين أو أكثر بالعمل ً‬ ‫مشتركة‪ ،‬وهوبهذه الصورة ال يتحقق إال عن طريق العمل الجماعي بخالف الحال في عمليات التنافس‬ ‫والصراع‪ ،‬حيث يستطيع الفرد الواحد أن يعمل بمفرده لتحقيق الغاية التي ينشدها‪.‬‬ ‫‪ -2‬العوامل المؤثرة في التعاون االجتمايي‪:‬‬

‫‪ )1‬العامل البيئي‪ :‬فالبيئة الخارجية بما تتضمنه من وحدة المصالح واألهداف‪ ،‬تؤدي باألفراد إلى‬ ‫التعاون لتحقيق المصلحة المشتركة‪ ،‬وما فيه الخير العام‪.‬‬ ‫‪ )2‬العامل العقائد‪ :‬أو الروحي‪ :‬فالتعاون عملية اجتماعية يرجع الفضل في ترويض األفراد عليها‬ ‫إلى العقيدة السليمة التي تؤثر على األسرة‪.‬‬ ‫‪ )3‬العامل النفسي‪ :‬فقد ذهب بعض علماء النفس إلى أن التعاون بالرغم من أنه عملية اجتماعية‬ ‫غير أنه يستجيب لبعض الدوافع الفطرية الكامنة في الطبيعة اإلنسانية؛ فالنفس اإلنسانية تنطوى‬ ‫على طائفة من الدوافع الغيرية بجانب إنطوائها على الدوافع الذاتية‪ ،‬أو األنانية‪ ،‬والدليل على ذلك‬ ‫كثير من الناس عن‬ ‫هو حرص اإلنسان السوي على تحقيق مصالح الغير الذي ال يقل لدى ًا‬

‫حرصهم على تحقيق مصالحهم الذاتية في ظل تربية هادفة‪.‬‬ ‫‪ -3‬أهمية التعاون االجتمايي‪:‬‬

‫تعد عملية التعاون من العمليات االجتماعية الضرورية للفرد‪ ،‬والجماعة‪ ،‬والمجتمع ويكمن أهمية التعاون‬

‫في اآلتي‪:‬‬

‫أ‪ -‬بالنسبة للفرد‪ :‬فالفرد بطبيعته يرغب في اإلنضمام إلى جماعة معينة‪ ،‬بحيث يتعاون مع أعضائها‬ ‫لكي يشبع حاجاته ويزيد من شعوره باألمن ويكتسب محبة اآلخرين وتقديرهم‪.‬‬

‫ب‪ -‬بالنسبة للجماعة‪ :‬للتعاون بين أفراد الجماعة يجعلهم حريصين على المحافظة على وجود‬ ‫الجماعة وبقائها ويسهم في تحقيق أهدافها‪.‬‬ ‫ج‪ -‬بالنسبة للمجتمع‪ :‬للتعاون في حياة المجتمع أهمية كبرى حيث يساعد على تطور المجتمع وتقدمه‬ ‫مما يحافظ على كيان المجتمع ويدعم وحدته واستق ارره ويحقق أهدافه‪.‬‬

‫‪82‬‬


‫ثانيا‪ :‬التكيف االجتمايي‬ ‫ُ‬ ‫تعريف التكيف االجتمايي‬

‫يقصد بالتكيف (العملية االجتماعية التي تهدف إلى التوفيق بين األفراد والجماعات بحيث يتفهم كل طرف‬

‫أفكار ومشاعر الطرف اآلخر‪ ،‬ليحدث بينهما تقارب يؤدي إلى تحقيق مصلحة مشتركة)‪.‬‬

‫أهمية التكيف‪:‬‬

‫أ‪ -‬تطبيع اإلنسان بالبيئة االجتماعية التي يعيش فيها‪.‬‬

‫ب‪ -‬وتبدو وظيفة التكيف وأهميته بوضوح عندما ينتقل إنسان من بيئة اجتماعية إلى أخرى تختلف‬ ‫عنها في أنماطها الثقافية وفي هذه الحالة يشعر الفرد في بادئ األمر بوطأة النظم الجديدة‬ ‫وبمقاومة داخلية شديدة لهذه النظم‪ ،‬إذ يحدث صراع عنيف بين تراثه األصيل الذي استقر في‬ ‫داخل تكوينه وشعوره وبين أوضاع البيئة الجديدة ونظمها؛ فيأخذ نفسه بالصبر والجلد واالندماج‬ ‫فشيئا حتى تخف حدة هذا الصراع الثقافي ويتم التكيف‪.‬‬ ‫شيئا ً‬ ‫في هذه البيئة الجديدة ً‬

‫ثال ًثا‪ :‬التنافس االجتمايي‪:‬‬

‫‪ .6‬تعريف التنافس االجتمايي‬

‫‪ ‬يعتبر التنافس (عملية اجتماعية منشطة للقوى واالمكانات اإلنسانية مادام في الحدود المعقولة‪،‬‬ ‫أما اذا خرج عن حدوده انقلب إلى صراع هدام) لذا يمكن تعريفه بأنه "عملية اجتماعية يقوم من‬ ‫خاللها شخصين أو أكثر أو جماعتين أو أكثر بالعمل للوصول إلى هدف معين بحيث يحرص‬ ‫كل طرف من أطراف التنافس على الوصول إلى هذا الهدف قبل اآلخر‪.‬‬

‫‪ .2‬أهمية التنافس االجتمايي‬ ‫يتولد التنافس عادة عن التعاون‪ ،‬فقد يكشف ميدان العمل بعض القدرات الخاصة‪ ،‬التي يستطيع‬ ‫الفرد بفضل هذه القدرات أن يؤكد ذاته بالنسبة لآلخرين من حيث الكفاءة‪ ،‬واالستعداد‪ ،‬وحسن‬ ‫التقدير‪ ،‬ومن ثم ينشأ التنافس بين األفراد في حدود كل جماعة أيا كان نظامها‪.‬‬ ‫وتكون عملية التنافس مفيدة وايجابية وسليمة النتائج ما دامت ذات هدف واحد يخدم الجماعة‪،‬‬ ‫وينبع من ميل اإلنسان إلى موازنة نفسه بغيره‪ ،‬وتطلعه نحو األفضل واألحسن‪ ،‬وهي ميول أصيلة‬ ‫في اإلنسان‪ ،‬ولكن إذا اتجه التنافس نحو تحقيق أهداف فردية تتعارض مع أهداف الجماعة ودون‬

‫‪83‬‬


‫ومنبعا للشقاق‬ ‫التزام بقوانين هذه الجماعة وأخالقياتها‪ ،‬في هذه الحالة يصبح التنافس عملية مفرقة‬ ‫ً‬

‫والعداوة والتفرقة‪.‬‬

‫ولكي يؤدي التنافس وظيفته االجتماعية يجب أن يكون بين قوتين متعادلتين‪ ،‬ألن عدم التكافؤ‬ ‫بين المتنافسين يؤدي إلى انتصار األقوى وانهزام الضعيف‪ ،‬وهذه الهزيمة تقلل من قوته وتقضي‬ ‫نافعا ذهب ضحية المنافسة غير المشروعة‪.‬‬ ‫على روحه المعنوية فيخسر المجتمع بذلك‬ ‫عضوا ً‬ ‫ً‬ ‫‪ .3‬خصائص التنافس‪:‬‬

‫التنافس يملية اجتمايية تتميز بمجموية من الخصائص منها‪:‬‬ ‫‪ )1‬يحدث التنافس عادة بين طرفين متعادلين في القوة‪.‬‬ ‫‪ )2‬تستخدم أطراف التنافس القواعد والطرق المشروعة التي تقرها الجماعة‪.‬‬ ‫‪ )3‬يتجه المتنافسون نحو األهداف‪ ،‬وليس نحو األشخاص‪.‬‬ ‫‪ )4‬يسعى كل منهما إلى تحقيق نفس الهدف الذي يسعى إليه الطرف االخر‪.‬‬ ‫بعضا‪ ،‬كتنافس عدة أفراد على شغل إحدى‬ ‫غالبا ما يحدث التنافس بين أفراد ال يعرفون بعضهم ً‬ ‫‪ً )5‬‬ ‫الوظائف‪.‬‬

‫ابعا‪ :‬الصراع االجتمايي‪:‬‬ ‫ر ً‬

‫‪ )6‬تعريف الصراع االجتمايي‪:‬‬

‫"عملية اجتماعية سلبية هدامة‪ ،‬ألنه يعبر عن القوى االجتماعية ومدى تصادمها‪ ،‬وتنشأ هذه العملية نتيجة‬ ‫أحيانا إلى حد التناحر من‬ ‫للظروف االجتماعية واالقتصادية والسياسية غير المستقرة‪ ،‬وقد يصل الصراع‬ ‫ً‬ ‫أجل البقاء‪.‬‬ ‫‪ )2‬أسباب الصراع االجتمايي ويوامله‪:‬‬

‫‪ )1‬التفاوت في توزيع الثروة‪ ،‬وغياب العدالة االجتماعية‪.‬‬ ‫‪ )2‬قد يتولد الصراع عن التنافس المتطرف الذي يستخدم أطرافه أساليب غير مشروعة في تحقيق مآربهم‪.‬‬

‫‪ )3‬قد يتولد الصراع نتيجة لعوامل طائفية ومذهبية ودينية‪ ،‬حيث تصل العالقات بين الطوائف والمذاهب‬ ‫المختلفة إلى درجة الص ارع على السلطة لتعميم المبادئ واألفكار‪.‬‬

‫‪ )4‬ينشأ الصراع عادة عن تعارض المصالح الشخصية‪.‬‬

‫‪84‬‬


‫الفصل الرابع‬ ‫الظاهرة االجتمايية‬ ‫مقدمة‬ ‫الظاهرة االجتمايية‬

‫أساس الدراسة في علم االجتماع ‪ ،‬وهي تعد نتيجة حتمية لكل من التفاعالت االجتماعية التي تنشأ نتيجة‬

‫عالقات األفراد‪ ،‬وهذه العالقات تؤدي إلى عمليات‪ ،‬والتي تؤدي بدورها إلى إحدى العمليات االجتماعية‬

‫من تعاون‪ ،‬أو تكيف‪ ،‬أو تنافس‪ ،‬أو صراع‪ ،‬وفي التحليل األخير تصبح ظاهرة لها خصائصها وهي نسبية‬ ‫وتاريخية ولها صفة العمومية ‪.‬‬

‫اوًال‪ :‬تعريف الظاهرة االجتمايية‪:‬‬

‫اختص علم االجتماع بدراسة الظاهرة االجتماعية ولكن ماذا نقصد بالظواهر االجتماعية؟‬ ‫يعرف"اميل دور كايم" مؤسس علم االجتماع الفرنسي بأن الظواهر االجتماعية "كل ضرب من السلوك‬

‫نوعا من اإللزام على األفراد" ‪ ...‬وللظاهرة االجتماعية خصائص‬ ‫ثابتًا كان أم غير ثابت يمكن أن يباشر ً‬ ‫تميزها‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬خصائص الظواهر االجتمايية‪:‬‬ ‫ً‬

‫للظواهر االجتماعية خصائص تمتاز بها عن غيرها من ظواهر العلوم األخرى كالظواهر الطبيعية ومن‬

‫بين هذه الخصائص مايلي‪:‬‬ ‫‪ .6‬التلقائية‪:‬‬

‫فالظواهر اال جتماعية ظواهر تلقائية بمعنى أنها تنشأ كلما اجتمع الناس بعضهم ببعض وترابطت‬ ‫مصالحهم واتحدت رغباتهم‪ ،‬ومن ثم فهي ليست من صنع فرد أو مجموعة من األفراد ولكنها من‬

‫صنع المجتمع فهي تصدر بوحي من العقل الجمعي الذي ينشأ من اجتماع األفراد وتبادل آرائهم‬ ‫واتصال وجهات نظرهم‪ ،‬لذا يمارسها األفراد دون تردد ألنها من صنع المجتمع كالمعتقدات األخالقية‬ ‫والدينية ‪ ،‬والتتلقائية‪.‬‬

‫‪ .2‬الظاهرة اإلجتمايية شيئية‪:‬‬

‫إن شيئية الظاهرة االجتماعية تعني أنها خارجة عن ذواتنا وعن تجسداتها الفردية‪ ،‬فهي ال تولد بمولد‬ ‫الفرد وال تفنى بفنائه كاللغة‪ ،‬فالفرد بوالدته البد له من أن يتكلم لغة معينة وحينما يموت ال تنتهي‬

‫اللغة‪ ،‬وكذلك جميع الظواهر االجتماعية شأنها شأن اللغة‬ ‫‪85‬‬


‫‪ .3‬الجبر واإللزام‪:‬‬ ‫فالظاهرة االجتماعية تفرض نفسها على األفراد فال يسعهم أن يخالفوها أو يخرجوا على قواعدها‬ ‫ونظمها واال تعرضوا للجزاء‪.‬‬

‫‪ .4‬العمومية واإلنتشار‪:‬‬

‫تتميز الظاهرة االجتماعية باالنتشار بين جميع أفراد المجتمع‪ ،‬وهي تظهر في صورة واحدة إلى حد‬ ‫ما‪ ،‬وتتكرر خالل فترة طويلة من الزمن‪ ،‬ويمكن إحصاؤها وقياسها ومقارنتها بغيرها "مثال ذلك‪:‬‬

‫األسرة"‬

‫‪ .5‬الظاهرة االجتمايية نسبية‪:‬‬ ‫الظاهرة االجتماعية نسبية فهي تخضع ألثر الزمان والمكان‪ ،‬والتثبت على شكل واحد مثل الظاهرة‬ ‫الطبيعية‪ ،‬فعلى سبيل المثال نجد أن نظام الزواج تتعدد أشكاله في المجتمعات بين الزواج الجمعي‪،‬‬

‫وتعدد الزوجات‪ ،‬والزوجة الواحدة ‪ ،‬وكذلك فقد اختلفت أشكال األسرة من حيث الحجم‪ ،‬واإلقامة‪ ،‬أو‬ ‫حتى النسب‪.‬‬

‫‪ .1‬الظاهرة االجتمايية تاريخية‪:‬‬

‫الظاهرة االجتماعية تمثل فترة في حياة المجتمع‪ ،‬وهذه الظاهرة هي مادة التراث التاريخي وما ينطوي‬ ‫عليه من عرف‪ ،‬وعادات‪ ،‬وتقاليد‪ ،‬وأوضاع يتناقلها الخلف عن السلف‪ ،‬فظاهرة شكل المالبس أو‬

‫المساكن التي يتميز بها مجتمع من المجتمعات يالحظ أنها تستند إلى تاريخ حافل بالعادات والتقاليد‬ ‫التي أدت إلى وجود هذا النوع من المساكن والمالبس‪.‬‬ ‫‪ .7‬الترابط‪:‬‬

‫الظواهر االجتماعية مترابطة يؤثر بعضها في بعض ويفسر بعضها البعض اآلخر‪ ،‬فهي ال تعمل منفردة‪،‬‬

‫كبير على‬ ‫تأثير ًا‬ ‫وال يمكن دراستها منعزلة‪ ،‬ويمكن مالحظة ذلك عندما نجد أن الحالة االقتصادية تؤثر ًا‬ ‫األسرة من حيث مستوى المعيشة‪.‬‬

‫‪86‬‬


‫األسئلة التقويمية‬ ‫‪ .1‬عرف النظرية في علم االجتماع‪.‬‬ ‫‪ .2‬للنظرية في علم االجتماع عناصر مكونات عدة اعرض في ضوء مادرست‪.‬‬ ‫‪ .3‬للنظرية في علم االجتماع وظائف عدة اعرض لثالث منها‪.‬‬ ‫‪ .4‬اعط أمثلة توضح وظائف النظرية في علم االجتماع‪.‬‬

‫‪ .5‬اعرض التعريفات المختلفة للنظرية البنائية الوظيفية في علم االجتماع‪.‬‬

‫‪ .6‬للنظرية البنائية الوظيفية في علم االجتماع معان عدة ‪.‬اعرض في ضوء مادرست‪.‬‬ ‫‪ .7‬في ضوء فهمك للنظرية البنائية الوظيفية في علم االجتماع واالفتراضات التي قامت عليها‪ .‬ما‬ ‫مدي واقعيتها لتفسير الظواهر االجتماعية‪.‬‬

‫‪ .8‬حدد المقصود بالتفاعل االجتماعي‪.‬‬

‫‪ .9‬للتفاعل االجتماعي أهمية كبرى في حياة الفرد والجماعة والمجتمع دلل على ذلك‪.‬‬

‫‪ .11‬حدد المقصود بالعالقات االجتماعية‪.‬‬

‫‪ .11‬تعد العالقات االجتماعية أساس الحياة االجتماعية أكد صدق العبارة‪.‬‬ ‫‪ .12‬حدد المقصود بالعمليات االجتماعية‪.‬‬ ‫‪ .13‬حدد المقصود بكل من‪:‬‬

‫‪ .14‬التعاون‪ ،‬التنافس‪ ،‬التكيف‪ ،‬الصراع‬

‫‪ .15‬يتأثر التعاون االجتماعي بعدة عوامل وضح ذلك‪.‬‬

‫‪ .16‬يعد التعاون االجتماعي عملية ضرورية للفرد‪ ،‬والجماعة‪ ،‬والمجتمع‪ .‬دلل على ذلك‪.‬‬ ‫‪ .17‬وضح اهمية التكيف االجتماعي لالنسان‪.‬‬ ‫‪ .18‬وضح أسباب الصراع االجتماعي‪.‬‬

‫‪ .21‬حدد المقصود بالظاهرة االجتماعية عند اميل دور كايم‪.‬‬ ‫‪ .21‬للظاهرة االجتماعية عدة خصائص اشرح ثالث منها‪.‬‬

‫‪87‬‬


‫الوحدة الثانية‬

‫يلم االجتماع وقضايا التنمية‬

‫أهداف الوحدة ‪-:‬‬ ‫‪.1‬‬ ‫‪.2‬‬ ‫‪.3‬‬ ‫‪.4‬‬ ‫‪.5‬‬ ‫‪.6‬‬ ‫‪.7‬‬ ‫‪.8‬‬ ‫‪.9‬‬ ‫‪.11‬‬ ‫‪.11‬‬ ‫‪.12‬‬ ‫‪.13‬‬ ‫‪.14‬‬ ‫‪.15‬‬ ‫‪.16‬‬ ‫‪.17‬‬ ‫‪.18‬‬ ‫‪.19‬‬ ‫‪.21‬‬ ‫‪.21‬‬

‫يتوقع من المتعلم بعد دراسته لهذا الباب أن يكون قاد ار يلي أن‪:‬‬ ‫يستنج عالقة علم االجتماع بالعلوم األخري‪.‬‬ ‫يستنج نقطة االلتقاء بين علم النفس وعلم االجتماع‪.‬‬ ‫يلخص عالقة علم االجتماع بالفلسفة‪.‬‬ ‫يلخص عالقة علم االجتماع باالنثربولوجيا‬ ‫يلخص عالقة علم االجتماع بعلم النفس‪.‬‬ ‫يلخص عالقة علم االجتماع بعلم التاريخ‪.‬‬ ‫يلخص عالقة علم االجتماع بعلم السياسة‪.‬‬ ‫يلخص عالقة علم االجتماع بعلم اإلقتصاد‪.‬‬ ‫يعطي تخطيطا يوضح عالقة علم االجتماع بالعلوم األخري‪.‬‬ ‫يعرف مفهوم الثقافة من منظور علم االجتماع‪.‬‬ ‫يتعرف الرؤى المختلفة المتعلقة بالثقافة‪.‬‬ ‫يحدد خصائص الثقافة‪.‬‬ ‫يعطي أمثلة لعناصر الثقافة‪.‬‬ ‫يبين العناصر المختلفة للثقافة المادية وغير المادية‪.‬‬ ‫يحدد األشكال المختلفة للثقافة‪.‬‬ ‫يستنتج الوظائف المختلفة للثقافة‪.‬‬ ‫يعرف مفهوم التطوع‪.‬‬ ‫يبين قيمة العمل التطوعي‪.‬‬ ‫يعطي مواقف حياتية تبرز قيمة العمل التطوعي‬ ‫يميز بين أشكال العمل التطوعي‪.‬‬ ‫يقارن بين األنواع المختلفة للمشاركة في العمل التطوعي‪.‬‬

‫‪ .22‬يتعرف مفهوم العمل الحر‪.‬‬

‫‪ .23‬يستخلص العوامل التي تؤثر في بيئة العمل الحر‪.‬‬ ‫‪ .24‬يحدد متطلبات العمل الحر‪.‬‬

‫‪ .25‬يعدد مزايا العمل الحر‪.‬‬ ‫‪ .26‬يعطي أمثلة ونماذج للعمل الحر‪.‬‬ ‫‪88‬‬


‫الفصل األول‬

‫يالقة يلم االجتماع بالعلوم األخرى‬

‫إذا كان كل علم من العلوم اإلنسانية يدرس جانبا أو أكثر من جوانب اإلنسان أو المجتمع‪ ،‬فإن‬ ‫علم االجتماع يدرس المجتمع ككل فى ثباته وتغيره‪ ،‬ويدرس اإلنسان من خالل عالقته بالمجتمع‪ ،‬أى أنه‬

‫أكثر شموالً من كثير من العلوم اإلنسانية‪ ،‬وليس معنى ذلك أن دراسة كل العلوم تعادل دراسة علم‬

‫االجتماع‪ ،‬ذلك ألن الواقع اإلنسانى ليس مجرد جمع بسيط ألجزائه‪ ،‬وهنا يمكن أن نذكر مثاالً توضيحياً‬ ‫كثي اًر ما يتردد لتوضيح الفرق بين علم االجتماع وغيره من العلوم‪ ،‬فالمركب الكيميائى للماء يشير إلى‬ ‫تكونه من هيدروجين وأوكسجين لكل خصائصه المتميزة‪ ،‬أما عندما يتفاعالن سوياً فإنهما ينتجان الماء‬

‫الذى له من الخصائص ما يختلف جذرياً عن كل من الغازين المذكورين‪ ،‬وبنفس منطق المقارنة يدرس‬ ‫كل علم من العلوم اإلنسانية جانباً من اإلنسان والمجتمع‪ ،‬كاالقتصاد وعلم النفس‪ ..‬الخ‪.‬‬

‫أما علم االجتماع فيدرس حصاد تفاعل العالقات بين هذه الجوانب من ناحية وبينها وبين اإلنسان من‬

‫ناحية ثانية‪ ،‬واذا كانت دراسات العلوم األخرى ال تغنى عن دراسات علم االجتماع‪ ،‬بل تفيد منها‪ ،‬فبنفس‬ ‫القدر ال تغنى دراسات علم االجتماع عن هذه العلوم‪ ،‬بل هى تفيد منها وتعمق من نتائجها‪ ،‬مما يساعد‬

‫فى النهاية على إقامة وحدة فكرية شاملة حول اإلنسان والمجتمع‪ ،‬ماضياً‪ ،‬وحاض اًر‪ ،‬وتوجهاً نحو مستقبل‬

‫مقصود ومرغوب فيه‪.‬‬

‫وفيما يلى نتناول عالقة علم االجتماع بالعلوم التى قد تتداخل معه بشكل مباشر‪ ،‬على سبيل‬

‫المثال ‪ :‬الفلسفة االجتماعية – علم النفس – التاريخ – علم السياسة – علم االقتصاد‪...‬‬

‫أوالً ‪ :‬الفلسفة‬

‫وهى أقدم بكثير من علم االجتماع‪ ،‬نمت نمواً ملحوظاً فى اليونان القديمة‪ ،‬وتبلورت فى العصور‬ ‫الوسطى‪ ،‬وازدهرت فى القرن الثامن عشر‪ ،‬عصر التنوير الذى سبق مباشرة مولد علم االجتماع‪.‬‬ ‫ومع أن الفلسفة وعلم االجتماع يعدان بمثابة نوعين مختلفين من جهد العقل اإلنساني‪ ،‬إال أن‬

‫االختالف بينهما يشبه بصفة عامة ذلك االختالف الذى يفصل بين العلم اإلمبيريقى والفلسفة‪ ،‬وهو‬

‫اختالف ينصب أساساً على مستويات التجريد والمعالجة المنهجية؛ فكالهما يحاول أن يصف الواقع‬ ‫ويفسره‪ ،‬وكالهما أيضاً يعتمد على مالحظة الوقائع والتعميم المشتق من هذه المالحظات‪ ،‬وعند هذا الحد‬ ‫ينتهى التشابه بين العلم اإلمبيريقى (الذى يضم علم االجتماع وبين الفلسفة‪ ،‬ففى العلم اإلمبيريقى تستمد‬ ‫التعميمات المتصلة بميدان محدد من البحث من الوقائع التى تم مالحظتها فى هذا الميدان‪ ،‬أو من‬

‫‪89‬‬


‫ميادين وثيقة الصلة به ؛ فضالً عن أن هذه التعميمات تستمد دون التسليم (سواء بالتأكيد أو النفى) بأى‬

‫معرفة على مستوى عال من التجريد تتعلق بالواقع ككل‪.‬‬

‫أما الفلسفة فهى على النقيض من ذلك‪ ،‬ألنها تسعى – أساساَ – إلى فهم الحقيقة في صورة كلية؛‬

‫فالفيلسوف من خالل مالحظة مجموعات متنوعة من الوقائع يشرع فى إقامة بعض المبادئ العامة‬

‫والنهائية التى يحاول – بواسطتها – تفسير الحقيقة ككل‪.‬‬

‫ثانياً ‪ :‬األنثروبولوجيا‬

‫األنثروبولوجيــا هــي علــم د ارســة اإلنســان وتدرســه مــن خــالل الــنظم االجتماعيــة التــي يتكــون منهــا‬

‫المجتمــع مثــل النظــام الق اربــي‪ ،‬والعــائلي‪ ،‬واالقتصــادي‪ ،‬والسياســي‪ ،‬والقــانوني‪ ،‬والــديني‪ ....‬إلــخ؛ كمــا تهــتم‬

‫ثقافيـاً بد ارســة العـادات والتقاليــد المشــكلة لثقافـة المجتمــع عــن طريـق د ارســة اللغــة‪ ،‬وعناصـر الثقافــة الماديــة‪،‬‬ ‫وغير المادية فضالً عن دراسة الجانب الفيزيقي لإلنسان من حيث الشكل والمالمح إلخ ‪..‬‬

‫فاألنثربولوجي ــا ته ــتم بد ارس ــة اإلنس ــان الب ــدائي ‪ ،‬بينم ــا يتن ــاول عل ــم االجتم ــاع بالد ارس ــة الحض ــارات‬

‫األكثر تقدماً‪ ،‬والواقع أن هذه الحقيقة األساسية تمارس تأثي اًر كبي اًر على مضـمون العلمـين؛ فـاألنثربولوجيون‬ ‫يميلون إلى دراسة المجتمعات من كل جوانبها دراسة كلية شاملة‪ ،‬أما علمـاء االجتمـاع فيميلـون – غالبـاً –‬ ‫إلــى د ارســة قطاعــات أو أجـزاء معينــة مــن المجتمــع كــأن يدرسـوا نظامـاً بعينــه مثــل األسـرة‪ ،‬أو عمليــة بــذاتها‬ ‫كالحراك االجتماعي‪ ،‬وعادة ما يعيش األنثربولوجيـون فـى المجتمـع الـذى يدرسـونه حيـث يالحظـون السـلوك‬

‫مالحظة مباشرة‪ ،‬ويسجلون العادات واألعراف مستعينين فى ذلك باإلخباريين‪ ،‬والمنهج األنثربولوجي هو –‬

‫بالضـ ــرورة – مـ ــنهج كيف ـ ــى أو عالجـ ــى‪ ،‬أمـ ــا علم ـ ــاء االجتمـ ــاع فغالب ـ ـاً م ـ ــا يعتمـ ــدون علـ ــى اإلحص ـ ــاءات‬ ‫واالستبيانات؛ لذلك فإن تحليالتهم غالباً ما تكـون رسـمية وكيفيـة؛ وفضـالً عـن ذلـك فالوسـط الطبيعـى لعـالم‬ ‫األنثربولوجيـا هــو المجتمعــات المحليــة الصــغيرة المكتفيــة بـذاتها بينمــا نجــد عــالم االجتمــاع يــدرس – بمرونــة‬

‫كبيرة – التنظيمات الكبرى والعمليات االجتماعية المعقدة‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬يلم النفس‬

‫يمكن تعريف علم النفس بأنه علم دراسة الشخصية والسلوك الناتج عنها؛ فدراسات علم النفس‬

‫تتناول قدرات العقل على إدراك األحاسيس‪ ،‬ومنحها معانى معينة ثم االستجابة لهذه األحاسيس‪ ،‬بعبارة‬

‫أخرى يعالج علم النفس العمليات العقلية كاإلدراك‪ ،‬والتعرف‪ ،‬والتعلم‪ ،‬ويولى علماء النفس المحدثون‬ ‫اهتماماً خاصاً بدراسة المشاعر‪ ،‬والعواطف‪ ،‬والدوافع‪ ،‬والحوافز‪ ،‬والدور الذى تلعبه في تحديد نمط‬ ‫الشخصية ‪ ،‬كما نجد ارتباطاً واضحاً بين الدراسات التى تتناول العواطف والدافعية‪ ..‬الخ‪ ،‬وتلك التى‬ ‫تتناول مشاركة الفرد فى العالقات االجتماعية‪.‬‬

‫‪90‬‬


‫ويكاد يلتقي علم االجتماع‪ ،‬وعلم النفس عند نقطة معينة تشكل مبحثا متمي از هو علم النفس‬ ‫االجتماعى‪ .‬ومن وجهة النظر السيكولوجية الخاصة نجد علم النفس االجتماعي يهتم بتناول الوسائل التى‬

‫من خاللها تخضع الشخصية (أو السلوك) للخصائص االجتماعية للفرد أو الوضع االجتماعى الذى‬

‫يشغله ويمكننا أن نستشهد على ذلك بدراسات سولومون آش عن االمتثال واإلدراك؛ فلقد أوضح كيف أن‬ ‫العملية السيكولوجية (اإلدراك) تتأثر بالموقف أوالسياق االجتماعى‪ ،‬مما يؤدى إلى اختالف اإلدراكات‬

‫باختالف المواقف‪.‬‬

‫كما يهتم علم النفس بدراسة الشخصية والهوية وعلوم األعصاب بهدف شرح وتفسير الخبرات‬

‫والمشكلة الفردية‪ ،‬ويقدم الحلول للفرد‪.‬‬

‫أما علم االجتماع فيهتم باألثر االجتماعى على الشخصية والهوية‪ ،‬وهو ال يسعى للكشف عن‬

‫اآلثار النفسية أو العصبية‪ ،‬بل أنه يقدم حلوال تستهدف إحداث التغيرات على المستوى المجتمعى وليس‬ ‫الفردى‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬يلم التاريخ‬

‫التفرقة بين علم االجتماع والتاريخ ليست مهمة صعبة على المستوى النظرى‪ ،‬فالتاريخ يدرس الماضى‬

‫اإلنسانى بوصفه سباقاً من األحداث‪ ،‬والمواقف‪ ،‬والعمليات الفريدة‪ ،‬والملموسة‪ ،‬ويحاول المؤرخ أن يعيد‬ ‫بناء الماضى مستخدماً كثي اًر من التفصيالت اإلمبيريقية كما حدثت‪ ،‬مثال ذلك‪ :‬كيف اندلعت حرب تحرير‬

‫األرض في السادس من أكتوبر ‪1973‬م ‪ ،‬وكيف اشتعلت ثورة يوليو ‪1952‬م‪.‬‬

‫لكن العقل اإلنساني ال يقف عند إعادة تصوير األحداث الفريدة غير المتكررة‪ ،‬وانما يسعى إلى‬

‫الكشف عن أنماط التكرار والتردد الكامنة خلف اإلطار الفردى‪ ،‬والتاريخى‪ ،‬والزمانى لهذه األحداث‪ ،‬إن‬

‫الحروب عديدة‪ ،‬لكن التساؤل يثار حول ما إذا كان هناك نمط تكرارى لنشأتها‪ ،‬ووطأتها على المجتمعات‬

‫التى تشترك فيها‪ ،‬أو النتائج التى تترتب عليها‪ ،‬كما أن تقلبات األسعار عملية مستمرة‪ ،‬لكن التساؤل يثار‬ ‫أيضا حول وجود نمط مشترط وراء هذه التقلبات أم ال‪ ،‬والجرائم التى ترتكب ال حصر لها‪ ،‬فهل يمكن‬ ‫تمييز أنماط مستمرة لها بغض النظر عن التباين الملموس فى هذه الجرائم؟ إن األنماط المتكررة من‬

‫االعتماد اإلنسانى المتبادل هو موضوع دراسة العلوم االجتماعية التى ينتمى علم االجتماع إليها‪ ،‬وتقوم‬

‫هذه العلوم على أن النظام أو االنتظام مسلمة يمكن اعتبارها المقدمة المنطقية فى كل دراسة تسمو فوق‬

‫مستوى الوصف البسيط ‪.‬‬

‫خامساً ‪ :‬يلم السياسة‬

‫ينقسم هذا العلم إلى مبحثين أساسيين هما ‪ :‬النظرية السياسية‪ ،‬واإلدارة الحكومية‪ ،‬ويرتبط كال‬

‫المبحثين بروابط عميقة بالسلوك السياسى‪ ،‬فغالباً ما نجد برامج النظرية السياسية تتناول اآلراء السياسية‬ ‫‪91‬‬


‫المتعلقة بالحكومة كتلك التى قدمها أفالطون وميكيافيللى وروسو‪ ،‬أما برامج اإلدارة فغالباً ما تزود الدارس‬ ‫بوصف شامل لبناء الهيئات الحكومية ووظائفها‪.‬‬

‫واذا كان علم االجتماع يهتم بدراسة كل جوانب المجتمع‪ ،‬فإن علم السياسة يكرس كل اهتمامه‬

‫لدراسة القوة كما تتجسد فى التنظيمات الرسمية‪ ،‬واذا كان علم االجتماع يولى اهتماماً كبي اًر بالعالقات‬ ‫المتبادلة بين مجموعة النظم ( بما فى ذلك الحكومة ) فإن علم السياسة يميل إلى االهتمام بالعمليات‬

‫الداخلية‪ ،‬أى العمليات التى تحدث داخل الحكومة مثالً‪ ،‬ومع ذلك فإن علم االجتماع السياسى يشترك مع‬ ‫علم السياسة فى دراسة كثير من الموضوعات‪.‬‬

‫سادساً ‪ :‬يلم االقتصاد‬

‫يهتم علم االقتصاد – بوجه عام – بدراسة إنتاج وتوزيع السلع والخدمات‪ ،‬ولقد تطور علم‬

‫االقتصاد في ظل المجتمع ‪ ،‬لذلك نجده يتناول العالقات المتبادلة بين متغيرات اقتصادية خاصة‬ ‫كالعالقات بين األسعار والعرض وتدفق النقود‪ ..‬الخ‪.‬‬

‫ذلك أن علماء االقتصاد – شأنهم فى ذلك شأن علماء االجتماع – يفكرون فى ضوء األنساق‬

‫واألنساق الفرعية‪ ،‬حيث يؤكدون فكرة العالقات بين األجزاء وعلى األخص أنماط االعتماد والسيطرة‬

‫والتبادل‪ ..‬الخ‪ ،‬وفضالً عن ذلك فالعلمان يهتمان اهتماماً خاصاً بالقياس وبالعالقات بين المتغيرات‬ ‫المختلفة‪ ،‬أى أنهما يستعينان بالنماذج الرياضية في تحليل البيانات ‪.‬‬

‫هذا ويهتم علم االقتصاد بدراسة كيفية قيام الجماعات الكبرى بتوزيع الثروات االجتماعية‬

‫والطبيعية‪ ،‬ويركز على الجماعات الكبرى‪.‬‬

‫أما علم االجتماع‪ ،‬فال يهتم فقط بدراسة كيفية قيام الجماعات بتوزيع ثرواتها‪ ،‬لكن أيضا بشرح‬

‫وتفسير السبب وراء قيامهم بذلك‪ ،‬وما الذى يؤثر فيه ‪.‬‬

‫‪92‬‬


‫الفصل الثاني‬ ‫الثقافة من منظور يلم االجتماع‬ ‫مقدمة‪:‬‬

‫الثقافة من منظور يلم االجتماع‬

‫تنطوي الثقافة على دالالت تعكس شكل العالقات االجتماعية ويكتسبها الفرد أثناء عملية التنشئة‬

‫االجتماعية‪ ،‬وهي بذلك تعد أسلوب حياة بمعنى أنها الوسيلة التي يمارس المجتمع من خاللها طقوسه‬

‫االجتماعية اليومية ‪ ،‬وتتضمن آداب الحديث والعادات والمأكل والملبس ‪ ...‬إلخ ‪ ،‬وكذلك الرؤى المتعلقة‬

‫بالثقافة ‪ ،‬وخصائصها ‪ ،‬وعناصرها ‪ ،‬وأشكالها ووظائفها ‪.‬‬

‫أوالً ‪ :‬مفهوم الثقافة‬

‫الثقافة هي ذلك الكل المعقد الذي يتضمن المعارف‪ ،‬والمعتقدات‪ ،‬والفنون‪ ،‬واآلداب‪ ،‬واألعراف‪ ،‬والقوانين‪،‬‬ ‫وغير ذلك من منجزات اإلنسان كفرد‪ ،‬أو كمجتمع‪ ،‬وقد عرفته منظمة اليونيسكو بأنها "جميع معارف‬

‫اإلنسان المتعلقة بالطبيعة والمجتمع" ‪.‬‬

‫ثانياً ‪ :‬الرؤى المتعلقة بالثقافة‬

‫‪ -1‬الثقافة كمعرفة فالثقافة هي عبارة عن تراكم للمعلومات ‪.‬‬

‫‪ -2‬الثقافة كبناء من المفاهيم األساسية التي تعد بمثابة األساس الذي يفهم به األشخاص‬ ‫العالم الذي يعيشون فيه‪.‬‬

‫‪ -3‬الثقافة كبناء من المفاهيم المترابطة‪ ،‬والمتوافقة مع األنشطة التي يقوم بها األشخاص‪.‬‬

‫ثالثاً ‪ :‬خصائص الثقافة‬

‫تخص اإلنسان دون سواه من سائر الكائنات الحية‪.‬‬ ‫‪ -1‬الثقافة عملية إنسانية‪ ،‬أي أنها‬ ‫ّ‬ ‫‪ -2‬الثقافة عملية اجتماعية مكتسبة‪ ،‬تنشأ عن طريق التفاعل بين األفراد؛ فاإلنسان يكتسب‬

‫ثقافته من مجتمعه‪ ،‬وال يوجد مجتمع بال ثقافة‪ ،‬وال ثقافة خارج المجتمع‪ ،‬والتراث الثقافي‬

‫الذي أبدعه اإلنسان ينتقل من جيل إلى جيل عن طريق التعليم‪.‬‬

‫التغير‬ ‫‪ -3‬الثقافة عملية متغيرة‪ ،‬وهي تتحرك معظم األحيان نحو األفضل‪ ،‬إال أن درجة‬ ‫ّ‬ ‫تختلف من مجتمع إلى آخر‪ ،‬فتكون بطيئة تبعاً لصغر المجتمع أو انغالقه‪ ،‬أو سريعة‬ ‫تبعاً التساع المجتمع وانفتاحه وتوافر الحوافز فيه‪.‬‬

‫‪93‬‬


‫حد‬ ‫‪ -4‬الثقافة عملية متنوعة المضمون‪ ،‬تختلف الثقافات في مضمونها إلى أن تبلغ أحياناً ّ‬ ‫التناقض‪ ،‬فما هو إيجابي في مجتمع قد يبدو سلبياً في مجتمع آخر‬ ‫‪ -5‬الثقافة عملية تحدد أسلوب الحياة؛ فهي تفرض على المشاركين فيها نمطاً معيناً من‬

‫الممارسات الحياتية عبر رسمها خطاً ينتهجونه على نحو يتالءم مع الجماعة أو المجتمع‬

‫رابعاً ‪ :‬يناصر الثقافة‬

‫‪ .6‬العموميات ‪ :‬وهي التي يشترك فيها غالبية أفـراد المجتمع الواحـد ‪ ،‬من أمثلتها اللغة والزي وطريقـة‬ ‫التحية وأساليب االحتفال فـي المناسبات ‪ ،‬وهـذه العموميات تعطي الثقافـة طابعها العام الـذي يميزها عن‬ ‫غيرها مـن الثقافات‪ ،‬وتساعد على تنمية روح االنتماء الالزمة لتماسك المجتمع ووحدته والعمل على‬ ‫تحقيق أهدافه ‪.‬‬ ‫‪ .2‬الخصوصيات ‪ :‬وتختص بها جماعـة معينـة مـن أفـراد المجتمع دون غيرها من الجماعات‬ ‫كالخصوصيات (ثقافة فرعية) التي تسود بين أفراد مهن وأعمال معينة أو بين أفراد طبقات معينة ويكون‬ ‫لدى بقية أفراد المجتمع فكرة عنها‬ ‫‪ .3‬المتويرات "البديلة" ‪ :‬ومن أمثلتها التجديدات واالختراعات التي تظهر في ظل ثقافة معينة فإذا انتشرت‬ ‫اندمجت فـي خصوصيات الثقافـة أو عمومياتها واذا لم تنتشر فإنها تبقى علـى حالها أو تندثر‪.‬‬

‫خامساً ‪ :‬أشكال الثقافة‬

‫هناك شكالن أساسيان هما ‪ :‬الثقافة المادية والثقافة غير المادية ‪.‬‬ ‫إن الطبيعة التراكمية للثقافة يمكن أن نالحظها بوضوح أكثر فيما يتعلق بالثقافة المادية مثل (األدوات‪،‬‬ ‫والمباني‪ ،‬واآلثار ‪ ،)...‬أما الثقافة غير المادية فمثالها‪( :‬آداب السلوك‪ ،‬والسياسة‪ ،‬والقانون‪ ،‬والقيم‪) ...‬‬

‫سادساً ‪ :‬وظيفة الثقافة‬

‫تٌحدد ثقافة أي مجتمع أسلوب الحياة فيه سواء من ناحية وسائل اإلنتاج وعالقات اإلنتاج‬ ‫واألنظمة السياسية واالجتماعية أم من ناحية األفكار‪ ،‬والقيم‪ ،‬والعادات‪ ،‬والتقاليد‪ ،‬وآداب السلوك وغير‬ ‫ذلك ‪.‬‬ ‫وتعبر عناصر الثقافة في أي مجتمع عن خالصة التجارب‪ ،‬والخبرات التي عاشها األفراد في‬ ‫الماضي فضالً عما تعرضوا له من أزمات‪ ،‬وما حددوه من أهداف‪ ،‬وما استخدموه من أساليب‪ ،‬وما‬ ‫تمسكوا به من قيم‪ ،‬ومعايير‪ ،‬وما نظموه من عالقات‪ ،‬وبهذا المعني تعد الثقافة أساسا للوجود اإلنساني‬ ‫للفرد والمجتمع الذي ينتمي إليه‪.‬‬ ‫وللثقافة وظائف منها ‪:‬‬ ‫أنها توفر للفرد ‪:‬‬ ‫‪ )1‬االتجاهات‪ ،‬والقيم التي تساعده في تكوين ضميره الذي يتواءم به مع جماعته‪ ،‬ويعيش متكيفا‬ ‫معها‪.‬‬ ‫‪ )2‬ما يشعره باالنتماء وما يربطه بسائر أفراد جماعته لتميزهم عن سائر الجماعات األخرى‪.‬‬ ‫‪94‬‬


‫الفصل الثالث‬ ‫ثقافة العمل التطويي‬ ‫مقدمة‪:‬‬

‫العمل التطوعي سمة من سمات الحضارة وأحد األسس المهمة للنهضة الشاملة في شتى جوانب‬

‫الحياة‪ ،‬وهو وسيلة مهمة لتكافل وتآزر أفراد المجتمع ومؤسساته‪ ،‬وذلك لكونه قوة محركة للمجتمع تنبع من‬ ‫داخله‪ ،‬وتقوم على جهود أفراده‪ ،‬وجماعاته‪ ،‬ومؤسساته لتحقيق نهضته‪ ،‬وتطوره‪ ،‬وتقدمه‪ ،‬فضال عن عالج‬ ‫مشكالته‪ ،‬وآالمه‪ ،‬وجراحه في أوقات الرخاء‪ ،‬والشدة‪ ،‬والقوة‪ ،‬والضعف‪.‬‬

‫أوالً ‪ :‬مفهوم التطوع‬

‫التطوع هو أن يتعهد الشخص بمحض إرادته – دون قهر أو إجبار – بمنح جانب من وقته أو ماله أو‬

‫طاقته لخدمة مجتمعه؛ فالمتطوع كالزهرة التي يراها الشاعر الهندي "طاغور" ‪ Tagore‬تمأل الفضاء‬

‫بعطرها‪ ،‬ثم تكون خدمتها األخيرة أن تقدم نفسها إليك‪ ،‬وهكذا األفراد الذين ينذرون أنفسهم لمساعدة‬

‫اآلخرين وخدمة المجتمع‪ ،‬وينظر "رو ازريون" ‪ Rozarion‬من المنطلق ذاته للتطوع على أنه االنخراط في‬ ‫نشاطات خيرية تتضمن عنصر االلتزام ويمتد نفعها وال يقف عند حد الشخص المتطوع ‪ ،‬كما ينظر‬

‫للتطوع على أنه إعطاء الوقت والمال وتفضيل الصالح العام‪.‬‬

‫وقد ينظر للعمل التطوعي على أنه فرض كفاية ذو بعد تنموي ‪ ،‬يتسم بالجودة‪ ،‬ويقوم به اإلنسان‬

‫بشكل فردي أو مؤسسي‪ ،‬بمحض إرادته ودون مقابل‪ ،‬من واقع إيمانه وانتمائه واحساسه بالمسئولية ‪،‬‬ ‫بهدف مساعدة اآلخرين وتحسين حياتهم‪ ،‬محتسبا األجر عند هللا‪.‬‬

‫ثانياً ‪ :‬قيمة العمل التطويي‬

‫‪ -1‬إبراز الدور الهام الذي تلعبه المجتمعات األهلية غير الحكومية في تلبية االحتياجات األساسية للفئات‬ ‫والشرائح االجتماعية محدودة الدخل هذا من جانب‪ ،‬والسعي إلي تنمية المجتمع وتقدمه من جانب‬

‫آخر‪.‬‬

‫‪ -2‬أن العمل التطوعي ليس برامج وأنشطة ومشروعات تقوم بها الجمعيات األهلية غير الحكومية فحسب‬ ‫‪ ،‬وانما هو عملية هادفة لترسيخ منظومة قيم محورية في المجتمع؛ كقيم العطاء والعمل غير‬ ‫الهادف للربح ‪ ،‬واالنتماء والوالء ‪.‬‬

‫‪ -3‬أن نشر ثقافة التطوع لدى الشباب يرسخ في نفوسهم التوازن بين الروح الفردية والجماعية‪ ،‬األمر‬ ‫الذي يوفر المناخ المناسب لتنمية شخصياتهم على اإليثار وانكار الذات وخدمة المجتمع التي تعد‬

‫غاية نهائية لقيم التطوع‪.‬‬

‫‪95‬‬


‫‪ -4‬أن نشر ثقافة التطوع تبرز من الناحية السوسيولوجية كأحد أهم اآلليات التي تحد كثي اًر من المشكالت‬ ‫التي تعاني منها المجتمعات المحلية وكذلك الشباب في هذه المجتمعات‪ ،‬حيث تلعب الجمعيات‬

‫دور مهماً في تلبية االحتياجات األساسية للفئات والشرائح االجتماعية‬ ‫األهلية غير الحكومية ًا‬ ‫محدودة الدخل هذا من جانب ‪ ،‬فضال عن الحد من المشكالت التي تواجه بطالة الشباب‪ ،‬حيث إن‬ ‫انخراطهم ومشاركتهم في برامج وأنشطة ومشروعات الجمعيات التطوعية يحميهم من الوقوع في‬

‫كثير من مشكالت تعاطي وادمان المخدرات وارتكاب الجرائم‪ ،‬وبخاصة المصحوبة بالعنف ‪.‬‬

‫‪ -5‬أن نشر ثقافة التطوع يعكس سوسيولوجيا الدور المهم الذي تلعبه النظم االجتماعية في ترسيخ قيم‬ ‫التطوع ‪ ،‬ونعني بذلك دور األسرة في التنشئة االجتماعية ألبنائها‪ ،‬ودور المدرسة والمؤسسات‬

‫التعليمية المتعددة والمتنوعة في التنشئة التربوية ‪ ،‬وكذلك الدور الذي تلعبه وسائل االتصال الجمعي‬ ‫المكتوبة والمسموعة والمرئية ‪ ،‬ومنظمات المجتمع المدني في ترسيخ قيم التطوع ونشر ثقافته‪.‬‬

‫ثالثاً ‪ :‬أشكال العمل التطويي‬

‫يميز علماء االجتماع بين شكلين من أشكال العمل التطوعي؛ األول‪ :‬السلوك التطوعي (غير‬

‫قصد به الممارسات التطوعية التي يمارسها األفراد استجابة لظروف طارئة أو لمواقف‬ ‫المقصود) ‪ُ ،‬‬ ‫وي َ‬ ‫إنســانية من قبيل إسعاف جريح في حالة خطرة إثر حادث سير‪ ،‬أو السقوط من مكان مرتفع‪ ،‬أو إنقاذ‬ ‫غريق مشرف على الهالك‪ ،‬أو مساعدة منكوب في زلزال أو حريق إلي غير ذلك‪ ،‬ومنطلق هذه‬

‫الممارسات التطوعية هو الشعور اإلنساني‪ ،‬أو الموقف األخالقي‪ ،‬أو الدافع الـديني‪ ،‬أو كل ذلك معاً‪،‬‬ ‫دون انتظار ألي مردود مادي‪.‬‬ ‫قصد به الممارسات التطوعية الناتجة عن اإليمان بأهمية‬ ‫والثاني‪ :‬الفعل التطوعي (المقصود) ‪ُ ،‬‬ ‫وي َ‬ ‫هذا العمل وضرورته‪ ،‬وال يأتي نتيجة لـحوادث طارئة‪ ،‬وانما هو عمل قائم بذاته‪.‬‬

‫رابعاً ‪ :‬أنواع المشاركة في العمل التطويي ‪:‬‬

‫اء بالتشجيع‪ ،‬أو الدفاع عنه‪،‬‬ ‫‪ -1‬المشاركة المعنوية‪ :‬وذلك من خالل الدعم المعنوي للمشروع الخيري سو ً‬ ‫أو التعريف به في المحافل العامة‪ ،‬إلى غير ذلك من صور المشاركة المعنوية التي تعد نوعا من‬ ‫الدعاية غير المباشرة للعمل التطوعي‪.‬‬

‫‪ -2‬المشاركة المالية‪ :‬ونعني بها دعم المشاريع الخيرية بالمال‪ ،‬حيث يمثل المال أحد مقومات نجاح‬ ‫األعمال الخيرية ‪.‬‬

‫فعاالً في األعمـال التطوعية‪ ،‬وذلك عبر انتسابه‬ ‫‪ -3‬المشاركة العضوية‪ :‬ونعني بها أن يكون الفرد عضواً ّ‬ ‫إلحدى المؤسسات الخيرية ‪ ،‬وهذا يتطلب بـذل الجهد‪ ،‬والتضحية بالوقت‪ ،‬والتفكير الجاد‪ ،‬وشحذ الهمة‬ ‫من أجل خدمـة المجتمع ‪.‬‬

‫‪96‬‬


‫الفصل الرابع‬

‫ثقافة العمل الحر‬

‫مقدمة‪:‬‬ ‫ثقافة العمل الحر‬

‫يمر المجتمع المصري بتحوالت عدة اقتصادية‪ ،‬واجتماعية‪ ،‬وثقافية ارتبطت بمجموعة من‬

‫السياسات العالمية‪ ،‬والمحلية ‪ ،‬انعكست على مجمل األوضاع من انحسار لدور القطاع العام‪ ،‬وتعاظم‬

‫آليات السوق‪ ،‬وبخاصة فرص العمل الذي تتيحها الدولة للشباب؛ لذا تأتي أهمية ثقافة العمل الحر ‪،‬‬ ‫ومتطلباته‪ ،‬ومزاياه ‪.‬‬

‫يمر المجتمع المصري بتحوالت عدة اقتصادية‪ ،‬واجتماعية‪ ،‬وثقافية ارتبطت بمجموعة من‬

‫السياسات العالمية والمحلية ‪ ،‬انعكست على مجمل األوضاع من انحسار لدور القطاع العام‪ ،‬وتعاظم‬

‫آليات السوق‪ ،‬وبخاصة فرص العمل الذي تتيحها الدولة للشباب ‪ ،‬لذا تأتي أهمية ثقافة العمل الحر ‪،‬‬ ‫ومتطلباته‪ ،‬ومزاياه‪.‬‬

‫أوالً ‪ :‬تعريف العمل الحر‪:‬‬

‫العمل الحر ‪ :‬هو عمل اختياري يقع عبء مسئولياته على صاحبه‪ ،‬وتعود إليه مخرجاته المادية‪،‬‬

‫واألدبية‪ ،‬والمعنوية‪ ،‬وقد يكون عمال فى مجال واحد أو تتعدد المجاالت حسب اهتمامات من يقوم به أو‬

‫مهنيا‪ ،‬أو قد يكون عمال ذهنيا فى‬ ‫إنتاجيا أو‬ ‫تفرضه عليه ظروف السوق‪ ،‬وقد يكون عمال‬ ‫خدميا أو ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مجال الفنون‪ ،‬أو قد يكون العمل الحر فى المصنع‪ ،‬أو المعمل‪ ،‬أو المكتب‪ ،‬وقد يعتمد هذا العمل على‬

‫التجريب‪ ،‬أو االستقراء‪ ،‬أو االستنباط‪ ،‬وفى العادة يكون عمال تنافسيا يتأثر أساسا بأحد عوامل السوق‬ ‫مثل‪ :‬العرض‪ ،‬والطلب‪ ،‬واإلمكانات المتاحة ‪.‬‬

‫كما ينظر إلى العمل الحر على أنه العمل الذى ال يتبع أى جهة سواء حكومية أو خاصة‪ ،‬ويقوم‬

‫الشخص به بنفسه لحسابه الخاص‪ ،‬ويستثمر جهده‪ ،‬وماله فى الحصول على أقصى ربح ممكن من هذا‬

‫العمل مثال ذلك‪ :‬التاجر فى متجره ‪ ،‬العمال الحرفيون فى محالتهم وفيهم من يعمل أعمال يدوية‪ ،‬وذهنية‬ ‫مثل المحامى فى مكتبه الخاص‪ ،‬والطبيب فى عيادته الخاصة ‪.‬‬

‫ثانياً ‪ :‬بيئة العمل الحر‬

‫تعتمد نسبة العمل الحر فى المجتمع على الفرص التى توفرها‪ ،‬البيئة وعلى قدرات‪ ،‬وتفضيالت‬

‫السكان‪ ،‬وتتأثر تلك النواحى بدورها بالتكنولوجيا المتوفرة‪ ،‬ومستوى النمو االقتصادى‪ ،‬والثقافة‪،‬‬

‫أساسيا فى ممارسة العمل‬ ‫دور‬ ‫والمؤسسات‪ ،‬والديموجرافيا االجتماعية؛ حيث تلعب الحالة االقتصادية ًا‬ ‫ً‬ ‫الحر؛ فقد ذهب "بلو " ‪ Blu‬إلى أن هناك عامالن اقتصاديان أساسيان يؤثران على بيئة العمل الحر هما‬ ‫‪97‬‬


‫‪ :‬التغيرات التكنولوجية وتغير البيئة الصناعية ‪ ،‬فهو يالحظ أن تلك التغيرات البنيوية قد حدت من مزايا‬

‫فرصا أفضل للشركات الصغيرة ألن بقائها لم يعد معتمدا على العامل االقتصادى‬ ‫الشركات الكبرى وخلقت ً‬ ‫وحده ‪.‬‬ ‫كما أن القيم الثقافية تؤثر بشكل أساسى على سلوك العمل‪ ،‬وفى ظل هذا الطرح‪ ،‬يحدد "‬

‫دافيدسون" ‪ Davidson‬رؤيتين عامتين فيما يختص بالعالقة بين القيم الثقافية‪ ،‬وسلوك العمل‪ ،‬األولى‪:‬‬

‫شرح السمات النفسية الكلية لعملية الشراكة‪ ،‬والتى تقوم على فرضيتين‪ :‬أوالهما‪ :‬على المستوى الفردى‬ ‫والتى ترى أن الفرد الذى يتمتع بقيم الشراكة سيكون أكثر قدرة على التعبير عن سلوكيات العمل الحر‪،‬‬

‫وثانيهما‪ :‬على المستوى الكلى ( فكلما زاد مثل هؤالء األفراد فى المجتمع زادت توجهات المجتمع نحو‬ ‫الشراكة والعمل الحر)‪ ،‬ومن الواضح أن تلك الرؤية تقوم على المنظور الفردى للثقافة الثانية " الشرعية‬

‫االجتماعية"‪ ،‬وتلك الرؤية تفترض أن القيم‪ ،‬والمعتقدات التى تفرض نفسها على المجتمع سوف تؤثر على‬

‫سلوكيات العمل الحر بغض النظر عن قيم‪ ،‬ومعتقدات هؤالء األفراد أنفسهم‪.‬‬

‫ثالثاً ‪ :‬متطلبات العمل الحر‬

‫‪ – 6‬التخطيط ‪:‬‬

‫‪ -‬تحديد السوق ‪ :‬من هم العمالء وماذا يريدون؟‬

‫ تحديد األولويات ‪ :‬كيف يمكن تقديم كل ما يرغبه العمالء وبأى أولوية ؟‬‫‪ -‬مسائل التمويل ‪ :‬كيف يمكن دفع المال الكافى لدعم خطة العمل ؟‬

‫ طاقم العمل ‪ :‬فهل يمكن مثال استقدام طاقم عمل من سوق أو شركات منافسة؟‬‫ التنظيم واإلدارة ‪ :‬هل التنظيم مصمم بحيث يضمن الجودة ؟‬‫‪ -‬إدارة التمويل ‪ :‬كيف يمكن القيام بالمحاسبية على األموال ؟‬

‫‪ – 2‬األداء ‪:‬‬

‫‪ -‬حساب التكلفة والكفاءة ‪ :‬كيف يمكن تحقيق أفضل المخرجات بأقل التكاليف؟‬

‫ المواءمة ‪ :‬كيف يمكن أن تتواءم مع المجموعات المختلفة من العمالء فى السوق ؟‬‫فعليا ‪.‬‬ ‫ اإلبقاء على نفس خط األداء ‪ :‬ما الذى تحتاج لمعرفته ً‬‫ الشفافية والمحاسبة ‪ :‬كيف يمكن اظهار أسلوب اإلدارة الحكيم الذى نتبعه كتنظيم ؟‬‫‪ -‬التخطيط االستراتيجى ‪ :‬كيف يمكن القيام بالعمل الجماعى لتحسين البرامج؟‬

‫رابعاً ‪ :‬مزايا العمل الحر‬

‫تتمثل في أن صاحب العمل ‪-:‬‬ ‫ ينفذ حلمه ويعمل ما يحب‪.‬‬‫‪98‬‬


‫ يصبح صانع ق ارره‪.‬‬‫‪ -‬ينظم ساعات العمل بنفسه ‪.‬‬

‫ يستطيع إدارة العمل من المنزل‪.‬‬‫‪-‬‬

‫يعطيه العمل الحر الثقة بالذات ‪.‬‬

‫‪ -‬يجد المتعة في أن يكون مسئوال عن عمله‪.‬‬

‫ يعمل بقدر ما يتحصل عليه من هذا العمل‪.‬‬‫‪ -‬يستطيع االستقاللية والسيطرة على عمله وتوجيهه‪.‬‬

‫ يشعر بالسعادة عند إدراك أن الناس يقدرون ما ينتجه‪.‬‬‫‪ -‬يتيح إمكانية الشراكة مع األصدقاء من خالل التعاون‪.‬‬

‫ ال يكون موظفا لدى أحد مما يعطيه الحرية في التصرف‬‫‪ -‬يستطيع التطبيق واالستخدام اإليجابي ألفكاره ومواهبه ومهاراته الخاصة‪.‬‬

‫‪99‬‬


‫األسئلة التقويمية‬ ‫‪.1‬‬ ‫‪.2‬‬ ‫‪.3‬‬ ‫‪.4‬‬ ‫‪.5‬‬ ‫‪.6‬‬ ‫‪.7‬‬ ‫‪.8‬‬ ‫‪.9‬‬ ‫‪.11‬‬ ‫‪.11‬‬ ‫‪.12‬‬ ‫‪.13‬‬ ‫‪.14‬‬ ‫‪.15‬‬ ‫‪.16‬‬ ‫‪.17‬‬ ‫‪.18‬‬

‫للفلسفة دور حيوي ساهم في تطوير علم االجتماع‪.‬فسر ذلك‬ ‫ميز بين علم االجتماع والفلسفة‪.‬‬ ‫استخلص عالقة علم االجتماع بالفلسفة‪.‬‬ ‫يعد علم النفس االجتماعي ثمرة العالقة بين علم االجتماع وعلم النفس ‪.‬فسر ذلك‪.‬‬ ‫فسر عالقة علم االجتماع بالعلوم التالية‪(:‬علم النفس‪ ،‬وعلم االجتماع‪ ،‬والسياسة‪ ،‬واالقتصاد‪،‬‬ ‫والتاريخ)‬ ‫في ضوء فهمك لعالقة علم االجتماع بالعلوم األخرى‪.‬اعط مواقف تطبيقية الستثمار تلك العالقة‬ ‫في تفسير بعض الظواهر االجتماعية‪.‬‬ ‫اعط أمثلة تطبيقية يمكن توظيف كل من‪(:‬علم النفس‪ ،‬وعلم االجتماع‪ ،‬والسياسة‪ ،‬واالقتصاد‪،‬‬ ‫والفلسفة)في تفسير الظواهر االجتماعية‪.‬‬ ‫عرف مفهوم الثقافة‪.‬‬ ‫تعددت الرؤي المتعلقة بالثقافة‪.‬اعرض في ضوء مادرست‪.‬‬ ‫في ضوء فهمك لخصائص الثقافة‪.‬اعط مواقف حياتية توضح ذلك‪.‬‬ ‫اعط مثاال يوضح أشكال الثقافة المختلفه‪.‬‬ ‫تتعدد األنواع المختلفة للثقافة‪.‬اعط مثاال يوضح ذلك‪.‬‬ ‫ميز بين األنواع المختلفة للثقافة‪.‬‬ ‫عرف مفهوم التطوع‪.‬‬ ‫للعمل التطوعي قيم عدة‪.‬اعرض في ضوء مادرست‬ ‫استخلص قيم العمل التطوعي في ضوء مادرست‪.‬‬ ‫ميز بين األشكال المختلفة للعمل التطوعي‪.‬‬ ‫مثاال ألشكال العمل التطوعي‪.‬‬ ‫اعط ً‬

‫‪ .19‬عرف مفهوم العمل الحر‪.‬‬

‫‪ .21‬في ضوء فهمك للعمل الحر‪.‬مالذي يمكن استخالصة من تعريفة‪.‬‬ ‫‪ .21‬في ضوء فهمك للعمل الحر استخلص العوامل التي تؤثر علية‪.‬‬ ‫‪ .22‬للعمل الحر متطلبات عدة‪.‬اعرض في ضوء ما درست‪.‬‬ ‫‪ .23‬ميز بين التخطيط واألداء كمتطلبات للعمل الحر‪.‬‬ ‫‪ .24‬للعمل الحر مميزات عدة‪.‬اعرض في ضوء مادرست‪.‬‬

‫‪100‬‬


‫الوحدة الثالثة‬

‫يلم االجتماع والقضايا المجتمعية‬

‫أهداف الوحدة ‪-:‬‬

‫يتوقع من المتعلم بعد دراستة لهذا الباب أن يكون قاد ار يلي أن‪:‬‬

‫‪ .1‬يعرف البحث العلمي‪.‬‬ ‫‪ .2‬يستنتج دور البحث العلمي في عملية التنمية‪.‬‬ ‫‪ .3‬يحدد مقومات البحث العلمي‪.‬‬

‫‪ .4‬يستنتج دور البحث العلمي لخدمة قضايا التنمية‪.‬‬

‫‪ .5‬يعرف العولمة‪.‬‬

‫‪ .6‬يحدد آليات العولمة‪.‬‬ ‫‪ .7‬يعطي نماذج آلليات العولمة‪.‬‬ ‫‪ .8‬يعرف مفهوم العنف‪.‬‬

‫‪ .9‬يعرف مفهوم التطرف‪.‬‬

‫‪ .11‬يمييز بين العنف والتطرف‪.‬‬ ‫‪ .11‬يحدد مستويات التطرف‪.‬‬

‫‪ .12‬يحدد األسباب التي تدفع الشباب إلى التطرف الفكري وممارسة العنف‪.‬‬ ‫‪ .13‬يستنتج العديد من السبل لمواجهة التطرف والعنف‪.‬‬

‫‪101‬‬


‫الفصل األول‬

‫توظيف البحوث االجتمايية في خدمة قضايا التنمية‬

‫تولي الدول المتقدمة اهتماما كبي ار بالبحث العلمي إلدراكها أن عظمة األمم تكمن في قدرات أبنائها العلمية‬ ‫والفكرية والسلوكية‪ ،‬والبحث العلمي ميدان خصب‪ ،‬ودعامة أساسية لتنمية الدول‪ ،‬وتطورها‪ ،‬وبالتالي‬ ‫تحقيق رفاهية شعوبها‪ ،‬والمحافظة على مكانتها الدولية‪ ،‬ويتم استخدامها في معالجة المشكالت التي تواجه‬

‫المجتمع بصفة عامة؛ فالبحث العلمي لم يعد مقصو اًر على ميادين العلوم الطبيعية وحدها‪.‬‬

‫‪ )6‬سبل تحقيق البحث العلمي للمساهمة في يملية التنمية‬

‫‪ -1‬تقديم المشورة العلمية ‪ ،‬والحلول العلمية والعملية للمشكالت التي تواجه المجتمع من خالل األبحاث‪،‬‬ ‫والدراسات التي تطلب إعدادها جهات حكومية‪ ،‬أو أهلية‪.‬‬

‫‪ -2‬نقل وتوطين التقنية الحديثة والمشاركة في تطويرها‪ ،‬وتطويعها لتالئم الظروف المحلية لخدمة أغراض‬ ‫التنمية‪.‬‬

‫‪ -3‬ربط البحث العلمي بأهداف الدولة وخطط التنمية‪ ،‬والبعد عن االزدواجية والتكرار واإلفادة من‬ ‫الدراسات السابقة‪.‬‬

‫‪ -4‬تنمية جيل من الباحثين المتميزين وتدريبهم على إجراء البحوث األصيلة ذات المستوى الرفيع وذلك‬ ‫عن طريق إشراك الطالب في تنفيذ البحوث العلمية‪.‬‬

‫‪ )2‬مقومات البحث العلمي‬

‫‪ -1‬توفير الدعم المالي الكافي لتجهيز البنية التحتية المتضمنة مرافق‪ ،‬ومختبرات‪ ،‬وأجهزة‪ ،‬وأدوات بحثية‪،‬‬ ‫ووسائل اتصاالت حديثة‪ ،‬وغيرها‪.‬‬

‫‪ -2‬تدريب الكوادر الفنية‪ ،‬والكفاءات البشرية الوطنية‪ ،‬والمناسبة لمجال البحث‪.‬‬

‫‪ -3‬اإلعداد الجيد للبرامج التدريبية ‪ ،‬والعمل على استقطاب العقول المهاجرة لالستفادة من خبراتها العلمية‬ ‫والعملية في مختلف المجاالت‪.‬‬

‫‪ -4‬أهمية وجود وتطوير منظومة التشريعات‪ ،‬والسياسات الحازمة‪ ،‬والالزمة لتطوير البحث العلمي‪،‬‬ ‫والمنظمة لعملياته‪ ،‬وخطواته ‪.‬‬

‫‪ )3‬البحث العلمي لخدمة قضايا التنمية‬

‫أ‪ -‬ضرورة توثيق الصلة بين الدولة وأجهزتها المعنية وبين األجهزة والهيئات والمراكز العلمية‬

‫بالمجتمع وكذلك بين تلك المؤسسات العلمية وبين الوحدات اإلدارية القائمة على شئون تنفيذ‬

‫خطة التنمية االقتصادية‪ ،‬واالجتماعية في مصر‪.‬‬ ‫‪102‬‬


‫ب‪ -‬االهتمام بالتخطيط الجيد للعمالة لتوفير كوادر بشرية قادرة على التعامل مع المتغيرات الجديدة‪،‬‬ ‫وثورة المعلومات‪ ،‬وشبكات اإلنترنت‪ ،‬وذلك لالستفادة منها عن طريق دعم‪ ،‬وتطوير التعليم‬

‫وخطط التعليم المستمر‪.‬‬

‫ج‪ -‬رفع مستوى كفاءة الفرد العامل‪ ،‬وزيادة إنتاجيته عن طريق إعداد وصياغة مقاييس معيارية لقياس‬ ‫األداء ويتوازن مع ذلك دعم سياسات التدريب المهني‪ ،‬والحرفي‪ ،‬واإلداري تخطيطاً‪ ،‬وتنفيذاً‪،‬‬ ‫ومتابعة لتحقيق التكيف‪ ،‬والتوافق بين العامل‪ ،‬وبين األجهزة الحديثة التي يستخدمها‪.‬‬

‫د‪ -‬وضع نظم جيدة إلدارة اإلنتاج تقوم على أساس جودة المنتج وتحديد مواصفاته القياسية وسالمة‬ ‫عمليات الصنع والتشطيب مع الحفاظ على البيئة والتأكيد على اإلتقان في األداء واذكاء روح‬

‫المنافسة وتدعيم نزعة االبتكار واإلبداع وروح الجد واالجتهاد في العمل‪.‬‬

‫ه‪ -‬االهتمام بإنشاء قواعد للبيانات والمعلومات الحديثة تقوم على استخدام الكمبيوتر وشبكات‬ ‫المعلومات‪ ،‬والوسائل العلمية المتطورة‪ ،‬والمتقدمة؛ فالمعلومات هي لغة العصر للتعامل مع كافة‬ ‫األنشطة‪ ،‬ومختلف المجاالت فضالً عن دعم عملية اتخاذ القرار‪.‬‬

‫‪103‬‬


‫الفصل الثاني‬

‫العولمة‬

‫مقدمة‬

‫تغير‬ ‫اهتم علم االجتماع بدراسة المجتمعات المحلية والمجتمعات القومية‪ ،‬ولكن العالم المعاصر تغير ًا‬ ‫مفهوما محورًيا ال يمكن التغاضي عن دراسته وتحليله؛ فقد أصبح‬ ‫كبيرا‪ ،‬وأصبح مفهوم المجتمع الدولي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫عالما أشبه بالقرية الصغيرة‪ ،‬وفي ضوء ذلك بدأ علم االجتماع في االهتمام بموضوع‬ ‫العالم المعاصر‬ ‫ً‬ ‫العولمة والمشكالت المصاحبة لها‪.‬‬

‫أوًال‪ :‬تعريف العولمة‪:‬‬

‫هي حرية انتقال األفكار واالتجاهات القيمية والسلوكية واألذواق فيما بين الثقافات ‪ ،‬وهي عملية يتحول‬

‫من خاللها العالم ك له إلى مجتمع واحد تتعدد ثقافاته وحضاراته ولكن تتشابه فيه نظم االقتصاد والسياسة‬ ‫والعالقات الدولية واالعتماد على نظم االتصال الحديثة ‪.‬‬

‫العولمة عملية مستمرة ‪ ،‬وهي عملية تلقائية ال تحدث بتخطيط مسبق‪ ،‬وانما تحدث من جراء التطور في‬ ‫وسائل االتصال والمواصالت بين الشعوب‪ ،‬وصور االحتكاك الثقافي بينها عن طريق الغزو أو الهجرة‪.‬‬

‫النتيجة النهائية لهذه العملية هي إحداث صور من التشابه في أنماط االنتاج‪ ،‬ونظم الحكم‪ ،‬واإلرادة‪،‬‬

‫والتجارة‪ ،‬واالستهالك‪ ،‬وغياب الخصوصيات الثقافية المحلية‪ ،‬والهوية الوطنية للدول‪ .‬التشابه ال يلغي‬

‫االختالف في الثقافة‪ ،‬حيث تتنوع الثقافات داخل منظومة العولمة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مزايا العولمة‪:‬‬ ‫ً‬

‫ثمة مزايا كثيرة للعولمة‪ ،‬فتحول العالم إلى قرية كونية صغيرة يمكن للشعوب المختلفة أن تستفيد من‬

‫خبرات الشعوب األخرى‪ ،‬كما يمكن لها أن تستفيد من بعض األفكار التي تطرح على مستوى دولي حول‬

‫انفتاحا على العالم‪،‬‬ ‫اإلصالح‪ ،‬وحقوق اإلنسان‪ ،‬والمساواة بين الجنسين؛ كما أن العولمة تتيح للشعوب‬ ‫ً‬ ‫ولذلك فإن هذه الشعوب إذا ما انغلقت على نفسها؛ فسوف تجد نفسها متخلفة عن ركب التقدم‪ ،‬ولذلك فمن‬ ‫األهمية بمكان أن تتفاعل الشعوب مع الظروف العالمية‪ ،‬وتأخذ‪ ،‬وتعطي في عالقات بناءه دون أن تفقد‬

‫هويتها الداخلية‪ ،‬أو تفرط في األسس التي تقوم عليها ثقافة المجتمع‪ ،‬وأن تكون على وعي باآلثار‬

‫المختلفة للعولمة‪.‬‬

‫ثال ًثا‪ :‬آثار العولمة‪:‬‬

‫ويهتم علم االجتماع بدراسة آثار العولمة من الناحية االجتماعية‪ ،‬والثقافية‪ ،‬ويمكن أن نلخص فيما يلي‬

‫بعض هذه اآلثار‪:‬‬

‫‪104‬‬


‫‪ -6‬التباين في مستوى التنمية‬ ‫في الوقت الذي تعمل فيه العولمة على توحيد العالم؛ فإنها تؤدي إلى تعميق بعض صور التباين عبر‬

‫العالم‪ ،‬ومن أهم هذه الصور االختالف بين دول الشمال‪ ،‬ودول الجنوب في مستوى التنمية االجتماعية‪،‬‬

‫فالدول الغنية في الشمال تزداد في الغنى‪ ،‬وتتقدم على نحو مذهل‪ ،‬في حين تفشل دول الجنوب في‬

‫نظر النخفاض معدالت النمو االقتصادي من ناحية‪ ،‬وتخلف التكنولوجيا من ناحية أخرى‪،‬‬ ‫اللحاق بها‪ً ،‬ا‬ ‫ولذلك تنادى دول الجنوب بضرورة إقامة نظام دولي جديد يقرب بين الدول الغنية‪ ،‬والدول الفقيرة‪.‬‬ ‫‪ -2‬انتشار النزية االستهالكية‬

‫يصاحب نشر ثقافة العولمة انتشار قيم االستهالك‪ ،‬حيث يتحول االستهالك إلى قيمة في حد ذاته‪.‬‬ ‫صحيح أن اإلنسان البد وأن يستهلك‪ ،‬وهو بحاجة إلى أن يسد حاجاته األساسية؛ ولكن العولمة تفرض‬

‫صور من االستهالك تتجاوز حاجاتهم األساسية‪ ،‬بل تتجاوز الحاجات الكمالية‪ ،‬ويصبح‬ ‫ًا‬ ‫على البشر‬ ‫االستهالك هدًفا في حد ذاته‪ ،‬وهناك بعض العوامل التي تساعد على التنافس في ميدان االستهالك‪ ،‬وذلك‬ ‫في ظل العولمة ‪.‬‬

‫أ‪ -‬التقليد‪ :‬حيث يندفع األفراد إلى تقليد بعضهم البعض في ميدان االستهالك‪ ،‬وكلما أشبع الفرد رغبة‬ ‫استهالكية يجد نفسه أمام رغبة أخرى‪.‬‬

‫ب‪ -‬التقدم في فنون الدعاية واإلعالن‪ :‬وأسلوب عرض السلع؛ حيث تستخدم هذه الفنون كل صور‬ ‫اإلغراء لجذب األفراد إلى عالم االستهالك‪.‬‬

‫ج‪ -‬االرتباط بين االستهالك والمكانة االجتماعية‪ :‬حيث يميل الناس إلى إضفاء مكانة أعلى على من‬ ‫يستهلك أكثر‪ ،‬وهنا يتحول االستهالك إلى رمز للمكانة‪.‬‬

‫ابعا‪ :‬آليات العولمة‪( :‬االنترنت‪ ،‬والفضائيات‪ ،‬والهاتف المحمول)‬ ‫ر ً‬

‫وجذبا لكونها تعتمد على ثقافة الصورة لذلك؛‬ ‫اء‬ ‫ً‬ ‫االنترنت‪ ،‬والفضائيات‪ ،‬والهاتف المحمول تعتبر أكثر إغر ً‬ ‫رسوخا‪ ،‬والتصاقاً بالعقل‪ ،‬ألنها لغة عالمية تفهمها جميع الشعوب؛ فهي قادرة على‬ ‫تعبير‪ ،‬وأكثر‬ ‫ًا‬ ‫فهي أشد‬ ‫ً‬ ‫تحطيم الحاجز اللغوي‪ ،‬لتذوب بذلك الهويات‪ ،‬و تزول الخصوصيات الثقافية الوطنية‪ ،‬والقومية للشعوب؛‬

‫فالتقنيات المختلفة جاءت لخدمة البشرية كافة‪ ،‬ولتكون وسيلة للتطور والرقي‪ ،‬وللمحافظة على الهوية‬

‫الثقافية الوطنية‪ ،‬والقومية‪ ،‬ولكن في بعض األحيان تم استغالل تلك التقنيات ألغراض أخرى تضر‬ ‫البشرية ونظامها الثقافي والقيمي في سبيل تحقيق أكبر قدر من األرباح‪.‬‬

‫‪ -6‬االنترنت ‪ :‬شبكة االنترنت هي اختصار لكلمتين هما‪ )International(:‬وتعني العالمية‪)Network(،‬‬ ‫وتعني الشبكة وبمزج الكلمتين بكلمة تصبح و(‪ )Internet‬أي الشبكة العالمية ‪ ،‬ويطلق عليها‪(،‬النت ‪the‬‬

‫‪ ،)net‬ولالنترنت خدمات كثيرة مثل‪ :‬الشبكة العنكبوتية‪ ،‬والفيس بوك‪ ،‬والبريد االلكتروني‪ ،‬وتقنيات‬ ‫‪105‬‬


‫التخاطب‪ ،‬وبروتوكوالت نقل الملفات(‪ )FTP‬وغيرها ‪ .‬والستخداماتها الكثيرة والمتنوعة أصبحت شبكة‬ ‫االنترنت ظاهرة ذات تأثير اجتماعي‪ ،‬وثقافي في جميع بقاع األرض‪ ،‬وهذه الظاهرة أدت إلى تغيير‬

‫المفاهيم التقليدية لمجاالت العمل‪ ،‬والتعليم‪ ،‬والتجارة‪ ،‬واإلعالم‪ ،‬وبروز شكل آخر لمجتمع المعلومات‪.‬‬

‫أسباب سرية انتشار اإلنترنت ‪:‬‬

‫ االندماج والشمول ‪ :‬بين خصائص الوسائل اإلعالمية األخرى من كتب‪ ،‬واذاعة‪ ،‬وتلفاز‪ ،‬وصحف‪،‬‬‫ومجالت‪ ،‬وفيديو‬

‫‪ -‬االنتشار ‪ :‬حيث وصلت إلى كل بيت في العالم حتى إلى أكثر الدول انغالًقا‬

‫نوعا من التفاعل بين المشاهد‪ ،‬ومصدر المعلومات‬ ‫ التفاعلية‪ :‬أحدثت شبكة اإلنترنت ً‬‫‪ -‬سهولة االتصال‪ ،‬والنقل‪ ،‬والتخزين حيث يعد من أسرع‪ ،‬وأرخص وسائل االتصال في العالم‬

‫‪ -2‬الفضائيات ‪ :‬فإن دخول البث الفضائي معظم البيوت إن لم يكن كلها‪ ،‬أسهم في إحداث تغيير‬ ‫ملموس للمجتمع في بنائه‪ ،‬ووظائفه‪ ،‬ومعتقداته‪ ،‬وقيمه‪ ،‬وأفكاره‪ ،‬فمنه ما زاد من تطور‪ ،‬وتقدم المجتمع‪،‬‬

‫واآلخر قد زاد من إعاقة‪ ،‬وهدم المجتمع‪ ،‬وتمزيق‪ ،‬وتغريب قيمه‪ ،‬وثقافته‪ ،‬وذلك مناط بالطريقة أو اآللية‬

‫التي تم التعامل بها في استقبال الخطاب الفضائي ‪.‬‬

‫‪ -3‬الهاتف المحمول ‪ :‬يعد حالياً من الوسائل التي تدمج بين أكثر من وسيلة اتصال‪ ،‬حيث يحتوي‬

‫الهاتف المحمول حديثًا على تلفاز‪ ،‬وانترنت وال سيما "الفيس بوك"‪ ،‬وغيرها‪ ،‬باإلضافة إلى الكامي ار‪،‬‬ ‫و"البولوتوث"‪ ،‬والذاكرة‪ ،‬وبذلك يكون بإمكان الشخص أن يتواصل مع أي شخص‪ ،‬وفي أي مكان على‬ ‫سطح الكرة األرضية‪ ،‬وأن ينشر ثقافة معينة من خالل ملفات الموسيقى‪ ،‬والفيديو‪ ،‬واألفالم‪ ،‬وغيرها‪،‬‬

‫وبذلك أصبحت هذه التقنية وسيلة مهمة لنشر ثقافة الرعب‪ ،‬والعاطفة‪ ،‬وتعزيز ثقافة االستهالك‪ ،‬وغيرها ‪.‬‬

‫‪106‬‬


‫الفصل الثالث‬

‫التطرف والعنف‬

‫مقدمة‬

‫يزخر التاريخ – السيما السياسي منه – بالعديد من أشكال التطرف‪ ،‬والذي يعني البعد عن‬

‫االعتدال‪ ،‬ونجد ذلك في األفكار الشيوعية والفاشية وغيرها من األفكار‪ ،‬والمذاهب التي تبعد عن الوسطية‬ ‫واالعتدال‪ ،‬وفي هذا السياق ُينظر للمتطرفين على أنهم األطراف السياسية الفاعلة التي تنزع لتجاهل حكم‬ ‫القانون ورفض التعددية في المجتمع‪.‬‬ ‫والشخص المتطرف عادة ما يسعى نحو مجتمع متجانس قائم على عقائد أيدولوجية متصلبة‪،‬‬

‫ويسعى لجعل المجتمع يوافق على قمع المعارضة واخضاعها‪ ،‬وهو بذلك يتميز عن األشخاص‬

‫الراديكاليين الذين يقبلون بالتنوع‪ ،‬ويؤمنون بقوة المنطق‪ ،‬وليس التعصب‪ ،‬وقد أشار العديد من المفكرين‪،‬‬

‫وعلماء االجتماع إلى أن تلك العقائد األيدولوجية المتصلبة هي المنبع الرئيس لظاهرة العنف بشتى‬

‫أنواعه‪(:‬الفكرية‪ ،‬والسياسية‪ ،‬والدينية‪ ،‬واألسرية ‪...‬الخ)‪ ،‬ومن ثم يعد التطرف‪ ،‬والعنف وجهين لعملة واحدة‪،‬‬ ‫ال يمكن مناقشة أحدهما‪ ،‬واستثناء اآلخر‪.‬‬

‫أوالً ‪ :‬مفهوم العنف‬

‫هو االستخدام العمدي للقوة البدنية‪ ،‬أو النفوذ‪ ،‬تهديداً أو فعالً ضد شخص ما‪ ،‬أو ضد الذات‪ ،‬أو‬

‫ضد مجموعة من الناس أو جماعة محلية معينة‪ ،‬والذي ينجم عنه أو يحتمل بشكل كبير أن ينجم عنه‬

‫اإلصابة أو الموت أو اإلضرار النفسي‪ ،‬أو سوء النمو‪ ،‬أو القمع ‪ .‬وظاهرة العنف عالمية ال تقتصر على‬ ‫مجتمع بعينه وانما تشمل كافة المجتمعات‪ ،‬فهي تعد ظاهرة عالمية تتكرر في مختلف بلدان العالم‪ ،‬وتتعدد‬

‫أنماطها‪ ،‬وأسبابها‪ ،‬وأساليبها‪.‬‬

‫ثانياً ‪ :‬مفهوم التطرف‬

‫يقصد بالتطرف الفكري ‪ ،‬الفكر المتشدد الذي يبتعد عن االعتدال‪ ،‬والوسطية‪ ،‬والسماحة في تناول‬

‫البشر لكافة األمور الحياتية‪ ،‬وما يترتب علي ذلك من سلوك عنيف بين بعض البشر يأخذ مظاهر‪،‬‬ ‫وأشكال متعددة‪ ،‬وتكمن أسباب هذا العنف في أسباب‪(:‬اجتماعية واقتصادية‪ ،‬وسياسية‪ ،‬وثقافية‪ ،‬ودينية )‪،‬‬ ‫وما يصاحبها من تداعيات سلبية على أمن ومستقبل الوطن‪.‬‬

‫ويشير مفهوم التطرف إلى‪ ":‬حالة من التعصب للرأي تعصباً ال يعترف معه بوجود اآلخرين ‪،‬‬

‫وجمود الشخص جموداً ال يسمح برؤية واضحة لمصالح غيره‪ ،‬وال مراعاة لظروف العصر ‪ ،‬وال بفتح نافذة‬ ‫‪107‬‬


‫للحوار مع اآلخرين ‪ ،‬وموازنة ما عنده بما عندهم ‪ ،‬كما يعنى مفهوم التطرف " الغلظة في التعامل‪،‬‬ ‫والخشونة في األسلوب‪ ،‬والفظاظة في الدعوة" ‪.‬‬

‫وقد استخدم مصطلح التطرف لإلشارة إلى الخروج عن القواعد الفكرية‪ ،‬والقيم‪ ،‬والمعايير‪،‬‬

‫واألساليب السلوكية الشائعة في المجتمع‪ ،‬معب اًر عنه بالعزلة‪ ،‬أو بالسلبية‪ ،‬أو باالنسحاب‪ ،‬أو بتبني قيم‪،‬‬

‫ومعايير مختلفة قد تصل في الدفاع عنها إلى االتجاه نحو (العنف) في شكل فردي‪ ،‬أو سلوك جماعي‬

‫منظم بهدف إحداث التغيير في المجتمع‪ ،‬وفرض الرأي‪.‬‬

‫كما يوصف التطرف بأنه أسلوب مغلق في التفكير يتسم بعدم قدرة الفرد على تقبل أية أفكار من‬

‫قبل اآلخرين تختلف عن أفكاره‪ ،‬أو أفكار الجماعة التي ينتمي اليها‪.‬‬

‫ثالثاً ‪ :‬مستويات التطرف‬

‫‪ -1‬معرفي‪ ،‬ويتسم المتطرف بانعدام القدرة على التأمل والتفكير واعمال العقل بطريقة مبدعة وبناءة‪.‬‬ ‫‪ -2‬وجداني‪ ،‬ويتسم المتطرف بشدة االندفاع‪ ،‬والمبالغة‪ ،‬والكراهية المطلقة للمخالف في الرأي‪،‬‬ ‫أو المعارضة الشديدة‪ ،‬أو حتى لإلنسان بصفة عامة‪ ،‬بما في ذلك الذات؛ فهي كراهية‬ ‫مدمرة‪ ،‬ويتفجر فيها الغضب بال مقدمات ليدمر كل ما حوله‪.‬‬

‫‪ -3‬سلوكي‪ ،‬ويتسم المتطرف باالندفاعية دون تعقل‪ ،‬ويميل سلوكه دائماً إلى العنف‪.‬‬

‫رابعاً ‪ :‬األسباب التي تدفع الشباب إلى التطرف الفكر‪ :‬وممارسة العنف‬

‫من أهم األسباب وراء نمو القضايا الثالثة‪( :‬التطرف‪ ،‬والعنف‪ ،‬واإلرهاب) أن هناك ثالث قضايا‬

‫أخرى يمثلها (الرفض‪ ،‬واإلحباط‪ ،‬والتبرير الموجه)‪ ،‬وهناك العديد من القوى أصحاب المصالح في‬ ‫استغالل الثالث األخيرة من أجل تنمية الثالث األولى‪ ،‬والدفع بها إلى تحقيق أهدافهم االستراتيجية‬

‫وخططهم التخريبية‪ ،‬ولذا فالمظاهر تتسع بدءاً من التطرف في الرأي مرو اًر بالعنف في الممارسة‪ ،‬وصوالً‬

‫إلى اإلرهاب في السلوك ‪ ،‬هذا باإلضافة الى ‪- :‬‬

‫‪ -1‬العامل المسبب للتطرف قد يكون ذاتياً‪ ،‬يعود لخاصية الشباب نفسه‪ ،‬وما تتميز به بنيته النفسية‬ ‫من خصائص‪ ،‬وما تأثرت به تنشئته االجتماعية من قبل األسرة وجماعة الرفاق؛ فضالً عن‬ ‫الوسط االجتماعي الذي يعيش فيه‪ ،‬يدعم ثقافة االستعالء ورفض اآلخر والتسفيه للرأي المخالف‪،‬‬

‫وتراجع التفكير النقدي‪.‬‬

‫‪ -2‬يواجه الشباب العديد من التحديات التي تجعله غير قادر على االنخراط في المجتمع‪،‬‬ ‫مما يزيد من شعوره بالعزلة االجتماعية‪ ،‬ومن أهم تلك التحديات‪:‬‬

‫‪108‬‬


‫‪ -‬افتقاد الشباب للقدوة وغيابها سواء في البيت أو في المدرسة أو في الجامعة ‪ ،‬أو في‬

‫المجتمع ‪ ،‬أو في مجال العمل مستقبالً‪ ،‬مما يجعلهم يبحثون عنها بعيداً عن تلك‬

‫المؤسسات‪.‬‬

‫‪ -‬الجهل‪ ،‬وسوء الفهم للدين‪.‬‬

‫ ضعف ثقة الشباب في كثير من أجهزة الدولة‪ ،‬ومؤسساتها ‪.‬‬‫ ضعف انتماء هؤالء الشباب ألوطانهم‪.‬‬‫‪ -‬اإلحباط من أهم أسباب التطرف‪.‬‬

‫‪ -3‬التفاوت الطبقي الواضح بين فئات المجتمع نتيجة غياب العدالة في توزيع الدخول‪ ،‬تولد‬ ‫عنه الفجوة بين األمل‪ ،‬والواقع؛ فيسيطر اإلحباط على الشباب ويتحول إلى سلوك‬

‫عدواني‪ ،‬ناقم على المجتمع ومؤسساته‪.‬‬

‫‪ -4‬الفراغ الفكري هو مفسدة للشباب‪ ،‬فإذا لم تشغل الشباب بما ينفع‪ ،‬سيشغل بما ال ينفع؛‬ ‫فالفراغ الفكري أرض خصبة لقبول كل فكر هدام‪ ،‬ومتطرف؛ فتولد جذور تطرفية يصعب‬

‫قلعها‪ ،‬إال بالعمل الصالح‪ ،‬والعلم النافع‪.‬‬

‫‪ -5‬استخدام وسائل التطور التكنولوجي‪ ،‬وخصوصاً اإلنترنت‪ ،‬دونما حسيب أو رقيب‪،‬‬ ‫فالشباب يحصلون على المعلومات‪ ،‬ويكتسبون الخبرات من خالل شبكات التواصل‬ ‫االجتماعي‪.‬‬

‫خامساً ‪ :‬سبل مواجهة التطرف‪ ،‬والعنف ‪.‬‬

‫إن التوصل إلى سبل لمواجهة ظاهرة التطرف‪ ،‬ال تأتي فقط من كونها ظاهرة متشعبة وتهدد‬

‫استقرار الوطن ‪ ،‬إال أنها أيضاً تهدد حاضر الوطن‪ ،‬ومستقبله والشباب هم الذين يقعون فريسة سهلة؛ لذا‬

‫يجب تكاتف جميع المؤسسات المجتمعية لمواجهة تداعيات تلك الظاهرة الخطيرة ‪ ،‬ويمكن تحديد أهم سبل‬

‫المواجهة في اآلتي‪-:‬‬

‫ فتح قنوات حوار‪ ،‬وتواصل مع الشباب‪ ،‬والمراهقين من قبل العلماء‪ ،‬والدعاة بروح األبوة الحانية‪،‬‬‫واألخوة الراضية للتعبير عما يجيش في عقولهم‪.‬‬

‫ تجديد الخطاب الديني ليشمل إجابات‪ ،‬وحلوالً وسطية إلشكاليات الواقع ومستجداته‪.‬‬‫‪ -‬تضمين المقررات التعليمية المادة الدينية الكافية لتكوين الشخصية السوية المعتدلة‪.‬‬

‫ إشاعة جو الحرية‪ ،‬وروح النصيحة حتى ال يجد الشباب طرائق أخرى للتعبير عن النقد‪،‬‬‫والمعارضة‪.‬‬

‫‪109‬‬


‫ معالجة صور االنحراف األخالقي بين الشباب على اعتبار صاحبه شخصاً مريضاً بتوازن‪،‬‬‫وموضوعية حتى ال يكون حجة لغرس بذور الغلو‪ ،‬والتطرف‪.‬‬ ‫ تفنيد شبهات الغلو‪ ،‬والتطرف بأسلوب شرعي‪ ،‬وروح فكرية على نحو وسطي معتدل‪.‬‬‫‪ -‬إيجاد مرجعية صحيحة‪ ،‬ومقبولة تنال ثقة الشباب‪.‬‬

‫‪ -‬توحيد مصدر الفتوى في القضايا الكبرى على مستوى الدولة‪ ،‬أو المجتمع‪.‬‬

‫ نشر دراسات‪ ،‬وبحوث تتناول شبهات فكرة الغلو‪ ،‬والتطرف‪ ،‬والرد عليها‪ ،‬وتوفيرها لشريحة‬‫الشباب‪.‬‬

‫ تدعيم دور المؤسسات التربوية‪ ،‬وتحديد أدوارها في مواجهة األفكار المنحرفة‪ ،‬وخاصة الجامعة‪،‬‬‫واألسرة‪ ،‬والمدرسة ‪ ،‬ودور العبادة‪.‬‬

‫ تفريغ طاقات الشباب من خالل األنشطة الطالبية المتنوعة‪.‬‬‫‪ -‬تدريب الطالب على الحوار‪ ،‬وقبول اآلخر‪ ،‬والتفاعل اإليجابي معه‪ ،‬والبعد عن التشدد‪.‬‬

‫‪110‬‬


‫األسئلة التقويمية‬ ‫‪ .1‬عرف البحث العلمي‪.‬‬ ‫‪ .2‬في ضوء فهمك للبحث العلمي‪.‬كيف يمكن توظيفة لخدمة عملية التنميه؟‬

‫‪ .3‬لكي يحقق البحث العلمي متطلبات التنمية‪.‬البد من عدة مقومات اعرض في ضوء مادرست‬

‫‪ .4‬عرف العولمة‪.‬‬

‫‪ .5‬للعولمة آليات عدة‪.‬اعرض في ضوء مادرست‪.‬‬

‫‪ .6‬كيف يمكن توظيف كل من‪(:‬االنترنت‪ ،‬والفضائيات‪ ،‬والهاتف المحمول) كآليات للعولمة في تفسير‬ ‫بعض الظواهر والقضايا االجتماعية‪.‬‬

‫‪ .7‬عرف مفهومي العنف والتطرف‪.‬‬ ‫‪ .8‬ميز بين العنف والتطرف‪.‬‬

‫‪ .9‬للتطرف مستويات عدة‪.‬اعرض في ضوء مادرست‪.‬‬

‫‪ .11‬اعط مثاال يوضح مستويات التطرف‪.‬‬

‫‪ .11‬هناك عوامل تكمن وراء التطرف‪.‬اعرض في ضوء مادرست‪.‬‬ ‫‪ .12‬في ضوء دراستك لموضوع العنف والتطرف ‪.‬مامقترحاتك لمواجهتهما والتغلب عليهما‪.‬‬

‫‪111‬‬


‫المراجع‬ ‫اوًال ‪ :‬المراجع باللوة العربية ‪:‬‬ ‫‪ .1‬عبد المجيد النشواني‪ ،1996 ،‬علم النفس التربوي‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار الفرقان‪ ،‬األردن‬

‫‪ .2‬لطفي فطيم‪ ،‬ابو العزايم الجمال‪ ،1988 ،‬نظريات التعلم المعاصرة وتطبيقاتها التربوية‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬ ‫مكتبة النهضة المصرية‪ ،‬القاهرة‪.‬‬

‫‪ .3‬السيد عبد الحميد سليمان (‪ .)2116‬سيكولوجية ذوي االحتياجات الخاصة‪ .‬القاهرة‪ :‬المركز المصري‬ ‫الدولي لصعوبات التعلم‪.‬‬

‫‪ .4‬أحمد زايد ‪ ،‬علم االجتماع ودراسة المجتمع ‪ ،‬كلية اآلداب ‪ ،‬جامعة القاهرة ‪.2118 ،‬‬ ‫‪ .5‬أحمد زكي صالح (‪ : )1983‬نظريات التعلم ‪ .‬القاهرة ‪ ،‬النهضة المصرية ‪.‬‬

‫‪ .6‬أحمد طه محمد (‪ :)2115‬الذكاء الوجداني وعالقته بالنوع واإلنجاز األكاديمي "دراسة عبر ثقافية"‪.‬‬ ‫مجلة معهد البحوث التربوية ‪ ،‬مجلد ‪.88-29 ،1‬‬

‫‪ .7‬أحمد طه محمد (‪ : )2115‬العالقة بين الذكاء الوجداني والقيادة التربوية لمديري المدارس ونظارها‬ ‫ووكالئها كما يدركها المعلمون ‪ .‬مجلة كلية التربية ‪،‬جامعة الفيوم‪ ،‬مجلد ‪.75-1 ،1‬‬

‫‪ .8‬أنور محمد الشرقاوي (‪ .)1983‬التعلم ‪.‬نظريات وتطبيقات‪ .‬القاهرة‪،‬مكتبة االنجلو المصرية‪.‬‬

‫‪ .9‬بول موسن ‪ ،‬جون كونجر ‪ ،‬جيروم كيجان سيكولوجية الطفولة والشخصية ‪ ،‬ترجمة أحمد عبد العزيز‬ ‫سالمة وجابر عبد الحميد جابر (‪ ، )1996‬القاهرة‪ ،‬دار النهضة العربية ‪.‬‬

‫‪.11‬‬

‫جابر عبد الحميد جابر (‪. )1997‬الذكاء ومقاييسه (ط‪.)11‬القاهرة دار النهضة العربية‪.‬‬

‫‪ .11‬جابر عبد الحميد جابر‪ .)2113(.‬الذكاءات المتعددة والفهم ‪ ،‬تنمية وتعميق (ط‪ . )6‬القاهرة ‪:‬‬ ‫‪.12‬‬

‫دار الفكر العربي‪.‬‬

‫جوردن مارشال‪ ،‬موسوعة علم االجتماع‪ ،‬المجلد الثالث‪ ،‬ترجمة أحمد زايد وآخرين‪ ،‬المجلس‬

‫األعلى للثقافة‪ ،‬المشروع القومي للترجمة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬القاهرة‪2115 ،‬م‪.‬‬

‫‪ .13‬حامد الفقى (‪ : )1995‬دراسات فى سيكولوجية النمو ‪ .‬الطبعة السادسة ‪ ،‬الكويت ‪ ،‬دار القلم‪.‬‬ ‫‪ .14‬حامد زهران (‪ :)1986‬علم نفس النمو ‪ :‬الطفولة والمراهقة ‪،‬القاهرة‪ ،‬عالم الكتب‪.‬‬

‫‪ .15‬حامد زهران (‪ : )1995‬علم النفس االجتماعى ‪ .‬الطبعة الخامسة ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬عالم الكتب‪.‬‬ ‫‪ .16‬حامد زهران ‪،1995،‬علم النفس االجتماعي‪،‬عالم الكتب ‪،‬القاهرة‪.‬‬

‫‪ .17‬روبرت واطسون وهنرى الندجرين ‪ :‬سيكولوجية الطفل والمراهق ‪ ،‬ترجمة داليا عزت (‪، )2114‬‬ ‫القاهرة ‪ ،‬مكتبة مدبولى‪.‬‬

‫‪112‬‬


‫‪ .18‬سليمان الخضري الشيخ (‪ . )1982‬الفروق الفردية في الذكاء (ط‪. )2‬القاهرة‪ ،‬دار الثقافة للطباعة‬ ‫والنشر)‬

‫‪ .19‬سمير نعيم أحمد ‪ ،‬النظرية في علم االجتماع ‪ ،‬دار سعيد رأفت ‪ ،‬القاهرة ‪.2116 ،‬‬ ‫‪ .21‬طلعت منصور وعادل األشول (‪ : )1976‬علم النفس النمو ‪ ،‬كلية التربية‪ ،‬جامعة عين شمس‪.‬‬

‫‪ .21‬طلعت منصور وفيوال الببالوى ( ‪ : )1986‬علم نفس النمو ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬كلية التربية‪ ،‬جامعة‬ ‫عين شمس ‪.‬‬

‫‪ .22‬عادل عبد هللا محمد ( ‪ : )1991‬النمو العقلى للطفل ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬الدار الشرقية‪.‬‬

‫‪ .23‬عادل عبد هللا محمد (‪ : )1991‬اتجاهات نظرية فى سيكولوجية نمو الطفل والمراهق‪ ،‬القاهرة ‪،‬‬ ‫األنجلو المصرية‪.‬‬

‫‪ .24‬عادل عز الدين األشول (‪ : )1998‬علم النفس النمو من الجنين إلى الشيخوخة ‪ ،‬القاهرة ‪،‬‬ ‫األنجلو المصرية‪.‬‬

‫‪.25‬‬

‫عبدالباسط عبدالمعطي ‪ ،‬اتجاهات نظرية في علم االجتماع ‪ ،‬رؤية للنشر والتوزيع ‪ ،‬القاهرة ‪،‬‬

‫‪. 2119‬‬

‫‪ .26‬عبد المطلب أمين القريطي (‪ .)2111‬في الصحة النفسية‪ .‬القاهرة‪ :‬دار الفكر العربي‬ ‫‪ .27‬عالء الدين كفافى (‪ : )1991‬الصحة النفسية ‪ ،‬ط‪ ، 3‬القاهرة ‪ ،‬دار هجر للطباعة‬

‫‪ .28‬عالء الدين كفافى (‪ : )1997‬علم النفس االرتقائى ‪ ،‬سيكولوجية الطفولة والمراهقة‪ ،‬القاهرة ‪،‬‬ ‫مؤسسة األصالة‪.‬‬

‫‪ .29‬عالء الدين كفافى (‪ : )1998‬رعاية نمو الطفل ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬دار قباء للنشر والتوزيع‪.‬‬ ‫‪.31‬‬

‫علي عبد الرازق جلبي‪ ،‬مقدمة في علم االجتماع‪ ،‬دار المعرفة الجمعية‪ ،‬اإلسكندرية‪1999 ،‬م‪.‬‬

‫‪.32‬‬

‫علي محمد رحومة‪ ،‬علم االجتماع اآللي‪ ،‬عالم المعرفة‪ ،‬العدد ‪ ،347‬المجلس الوطني للثقافة‬

‫‪ .31‬علي كمال (‪ .)1983‬النفس انفعاالتها وأمراضها وعالجها‪ .‬الطبعة الثانية‪ .‬بغداد‪ :‬دار واسط‪.‬‬ ‫والفنون واآلداب‪ ،‬الكويت‪2118 ،‬م‪.‬‬

‫‪ .33‬عماد محمد مخيمر (‪ :)2113‬إدراك األطفال لألمن النفسى من الوالدين وعالقته بالقلق واليأس‪.‬‬ ‫مجلة دراسات نفسية – مجلد ‪ ، 13‬العدد ‪ ، 4‬ص ص‪.677-613‬‬

‫‪ .34‬عماد محمد مخيمر‪،2113،‬علم النفس االجتماعي التطبيقي‪،‬األنجلو المصرية‪ .‬القاهرة‪.‬‬ ‫‪ .35‬عماد مخيمر ‪ ،‬هبة محمد على (‪ : )2116‬المشكالت النفسية لألطفال بين عوامل الخطورة‬ ‫وطرق الوقاية والعالج ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬األنجلو المصرية ‪.‬‬

‫‪ .36‬فؤاد البهي السيد‪،‬سعد عبد الرحمن‪،1995،‬علم النفس االجتماعي‪،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‬ ‫‪113‬‬


‫‪ .37‬فؤاد أبو حطب ‪ ،‬أمال صادق(‪ .)2000‬يلم النفس التربو‪( :‬ط‪.)1‬القاهرة‪ ،‬األنجلو المصرية‪.‬‬

‫‪ .38‬فؤاد ابو حطب‪ ،‬يبد الحليم محمود السيد وآخرون‪ ،‬يلم النفس ماالجتماع للثانوية العامة‪،‬‬ ‫وزارة التربية والتعليم ‪2006 /2000‬‬

‫‪.39‬‬

‫محمد أحمد غنيم ‪ ،‬األنثروبولوجيا االجتماعية والثقافية ‪ ،‬مكتبة ريهام ‪ ،‬المنصورة ‪. 2115 ،‬‬

‫‪ .41‬مختار الكيال ‪ ،‬وحسين حسن طاحون‪ ،‬وصفاء على عفيفي‪.‬الذكاءات المتعددة ‪ ،‬النظرية‪،‬القياس‪،‬‬ ‫التطبيق‪.‬مركز التميز التربوي‪ ،‬كلية التربية‪،‬جامعة عين شمس ‪.‬‬

‫‪ .41‬ممدوحة سالمة (‪ : )1995‬علم النفس االجتماعى – أنت وأنا واآلخرون ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬األنجلو‬ ‫المصرية‪.‬‬

‫‪ .42‬ممدوحه سالمة‪،1995،‬أنا وأنت واألخرون‪،‬األنجلو المصرية‪ .‬القاهرة‬ ‫‪.43‬‬

‫مهدي محمد القصاص ‪" ،‬العمل الحر آلية لحل مشكالت الشباب‪ :‬دراسة ميدانية" ‪ ،‬الندوة‬

‫الرابعة حول ( علم االجتماع وقضايا العمل والبطالة في ظل العولمة ) قسم االجتماع ‪ ،‬كلية اآلداب ‪،‬‬

‫جامعة طنطا ‪ 18-17 ،‬مارس ‪. 2118 ،‬‬

‫‪.44‬‬

‫مهدي محمد القصاص ‪ ،‬العوامل المؤثرة علي رؤى القائمين والمستفيدين من برامج وأنشطة‬

‫التطوع والمستفيدين منه في قرية مصرية ‪ :‬دراسة إثنولوجية"‪ ،‬حوليات اآلداب والعلوم االجتماعية‪،‬‬

‫مجلس النشر العلمي‪ ،‬جامعة الكويت‪ ،‬الرسالة ‪ ، 378‬الحولية ‪ ، 33‬يونيو ‪. 2113‬‬

‫‪.45‬‬

‫مهدي محمد الق صاص ‪ ،‬تصميم البحث االجتماعي‪ ،‬دار نيبور للطباعة والنشر ‪ ،‬بغداد ‪ ،‬العراق‬

‫‪. 2114 ،‬‬

‫‪.46‬‬

‫مهدي محمد القصاص ‪ ،‬المدخل إلى علم االجتماع ‪ ،‬ط‪ ، 2‬مكتبة مشالي ‪ ،‬المنصورة ‪،‬‬

‫‪. 2116‬‬

‫ثانياً ‪ :‬المراجع باللوة األجنبية ‪:‬‬

‫‪1. Armstrong.T.(2009). Multiple Intelligences in the Classroom,‬‬

‫‪Alexandria,VA: ESCD.‬‬ ‫‪Bandura, A. (1989) . Human Agency in Social Cognitive Theory.‬‬ ‫‪American Psychologist : Vol. 44, No. 9, pp1175-1189.‬‬ ‫‪Bee, H. (1989) : The developming child. New York, Harper and Row‬‬ ‫‪Publishers .‬‬ ‫‪Davis, P. & Cummings M. (1998) : Exploring children’s emotional security‬‬ ‫‪as a mediator of the link between marital relations and child adjustment.‬‬ ‫‪Child Development, 69 , (1), 124 – 139.‬‬ ‫‪Erikson, E. (1978) : Identity and the life cycle. WW. Nortons &Company.‬‬ ‫‪114‬‬

‫‪2.‬‬ ‫‪3.‬‬ ‫‪4.‬‬ ‫‪5.‬‬


6. Garmezy, N. (1983) : Stressors of child relationship and the development of self-esteem . In . J. Mack & L. Alban ( Eds ) toe development and sustenance of self- esteem in childhood ( pp. 163-188) . New York, International Universities Press. 7. Gardner,H.(2011).Frames of Mind:The Theory of Multiple Intelligences, NY:Basic Books 8. Maccoy, E. ( 1991) : Different reproductive strategies in males and females . Child Devleopment. 62, 676-681. 9. Rohner, E.C.; Chaille, C. & Rohner R.P. (1980) : Perceived parental acceptance – rejection and the development of children’s locus of control 10. Schultz, D. (1990) : Theories of Personality (4th Ed) California Brooks, Cole Publishing Company

115


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.