جمهورية مصر العربية
مركز تطوير المناهج
وزارة التربية والتعليم
والمواد التعليمية
الصف الثالث الثانوي
تأليف أ.م.د /سليم عبد الرحمن سيد سليمان
أ.د /محمد أحمد صالح اإلمام
أستاذ المناهج وطرق تدريس علم النفس واالجتماع
أستاذ علم النفس والتربية الخاصة
مستشار علم النفس والتربية النفسية
والفلسفة المساعد
بديوان عام الوزارة
كلية التربية – جامعة حلوان
د /صبري هاشم محمود هاشم خبير علم النفس بمكتب مستشار علم النفس بديوان عام الوزارة
مراجعة
أ.د /محمد عبد المطلب جاد عبده
أ.د /حسن إبراهيم عيد
أستاذ علم النفس المتفرغ – جامعة طنطا
أستاذ علم االجتماع المتفرغ – جامعة طنطا
2017 -2016
أعضاء لجنة تعديل الكتاب المدرسي للعام الدراسي 2017 -2016 أ.د أحمد طــه محمد أستاذ ورئيس قسم علم النفس التربوي كلية التربية ـ جامعة الفيوم
أ.د السيد عبد الحميد سليمان أستاذ ورئيس قسم علم النفس التربوي كلية التربية ـ جامعة حلوان
أ.د مهدي محمد القصاص أستاذ علم االجتماع وعميد معهد الخدمة االجتماعية -بورسعيد
أ.د محمد أحمد غنيم أستاذ األنثربولوجيا وعلم االجتماع كلية اآلداب ـ جامعة المنصورة
أ.د عماد محمد مخيمر أستاذ علم النفس ـ وكيل كلية اآلداب لشؤن التعليم والطالب ـ جامعة الزقازيق.
د.حسن مصطفى محمد باحث بالمركز القومى لالمتحانات للتقويم التربوى
د .نشوى ابراهيم حمدى تركي خبير مناهج مواد تعليمية مركز تطوير المناهج والمواد التعليمية
د .فاطمة محمد رضا عبد العزيز مدير عام تنمية مادة علم النفس والتربية النفسية بوزارة التربية والتعليم
أ .جيهان السيد محمد رئيس قسم التعليم بمكتب مدير عام تنمية مادة علم النفس والتربية النفسية
فريق العمل
رئيس قسم التكنولوجيا حنان محمد علي تحرير وإخراج عال محمد عادل المراجعة اللغوية نشوى سمير علي
مدير عام تنمية مادة علم النفس والتربية النفسية
المقدمة : ما من شك في أن التعليم يعد قاطرة التنمية ،به تبنى األجيال وتدفع األمم نحو التقدم واالزدهار ،
وتغرس القيم ،وترسخ الحضارة؛ لذا فالمحاوالت الجادة والمخلصة في تطوير التعليم بجميع مراحله تهدف
إلى إعداد جيل قادر على مواجهة التحديات في عصر يموج بالصراعات.
ولما كان المنهج الدراسي واحدا من أهم مكونات منظومة التعليم ،لذا فقد كانت محاولة اللجنة
المنوط بها تعديل وتنقيح منهج علم النفس واالجتماع للصف الثالث من المرحلة الثانوية واحدة من أبرز المحاوالت في منظومة تطوير المناهج الدراسية في المرحلة الراهنة .
وفي محاولة اللجنة لتعديل المنهج الدراسي لم تنس أنها قد أسندت لها مهمة من أسمى المهام التي
تتصل مباشرة بالطالب والمعلم وولي األمر والمجتمع ومصرنا الحبيبة ،لذا كان حرصها على كتابة منهج دراسي يتسم بالبساطة ويشجع على التفكير االيجابي ،والتعلم ،وتنمية الحس الوطني لدى أبنائنا
الطالب .ومن هنا راعينا في تعديلنا للمنهج أن يكون شامال لكال الجانبين :الجانب النظري الذي يهتم باألسس والقوانين والنظريات لكل من علم النفس وعلم االجتماع ،والجانب التطبيقي الذي يقوم علي تلك
األسس والنظريات ،وعلى ما توصل إليه الباحثون وعلماء النفس واالجتماع من نتائج ،لذا فالكتاب يزخر بالكثير من التطبيقات التربوية بل واألمثلة الحياتية.
ومن منطلق المشاركة لجميع العاملين في الحقل التعليمي فقد تم االستعانة بآراء الميدان من خالل
معلمي وموجهي المادة ،حيث تم األخذ باآلراء البناءة والمستنيرة منها ،هذا باإلضافة الى آراء المتخصصين في علوم ،النفس واالجتماع والمناهج .لذا كانت التعديالت جوهرية إلى حد كبير حيث تضمن الجزء الخاص بعلم النفس الوحدات اآلتية :الذكاء والتعلم – النمو اإلنساني – الشخصية وأساليب
التوافق النفسي واالجتماعي.
وتضمن الجزء الخاص بعلم االجتماع الوحدات اآلتية نظرية علم االجتماع والعمليات االجتماعية – علم
االجتماع وقضايا التنمية – علم االجتماع والقضايا االجتماعية
وبالتالي فإن موضوعات هذا الكتاب قد ارتبطت إلى حد كبير بحياة الطالب وطبيعة المرحلة النمائية
التي يمر بها وهي مرحلة المراهقة ،وتدور في الدائرة العالمية لبناء شخصية الطالب في كل جوانبها المعرفية والوجدانية واألدائية ،حفظ هللا مصرنا الحبيبة.
وهللا من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل،،
الفهرس -1علم النفس ........................................................................................ الوحدة األولى :الذكاء والتعلم ............................................................................. الفصل األول :الذكاء الواحد والذكاءات المتعددة ....................................................... الفصل الثاني :نظريات التعلم وتطبيقاتها التربوية ................................................
1 2 5 10
الفصل الثالث :مبادىء التعلم الجيد وأسس االستذكار الفعال ....................................
19
الوحدة الثانية :النمو اإلنسانى .......................................................................
26
الفصل األول :النمو -تعريفه ومبادئه والعوامل المؤثرة فيه ........................................
28 33
األسئلة التقويمية للوحدة ...............................................................................
الفصل الثاني :النمو في مرحلة الطفولة (الرضاعة– المبكرة– الوسطى– المتأخرة)......... . الفصل الثالث :النمو في المراهقة .....................................................................
األسئلة التقويمية للوحدة ................................................................................
22
41 46
الوحدة الثالثة :الشخصية وأساليب التوافق النفسي واالجتماعي .................................
49
الفصل األول :الشخصية ..............................................................................
51
الفصل الثاني :االتجاهات والقيم .......................................................................
56
الفصل الرابع :أساليب حل الصراعات ومواجهة االحباطات .......................................
67 70
-2علم االجتماع .......................................................................................
73
الفصل الثالث :أساليب التوافق ........................................................................
األسئلة التقويمية للوحدة ................................................................................
62
الوحدة األولى :نظرية علم االجتماع والعمليات االجتماعية .......................................
74
الفصل األول :النظرية االجتماعية بناؤها ووظائفها .................................................
75
الفصل الثاني :التفاعل االجتماعي والعالقات االجتماعية .........................................
78
الفصل الرابع :الظاهرة االجتماعية ....................................................................
85
األسئلة التقويمية للوحدة................................................................................
87
الفصل الثالث :العمليات االجتماعية .................................................................
الوحدة الثانية :علم االجتماع وقضايا التنمية ...................................................... الفصل األول :الثقافة من منظور علم االجتماع ....................................................
81
88 89
الفصل الثاني :عالقة علم االجتماع بالعلوم األخرى .............................................
93
الفصل الثالث :توظيف البحوث االجتماعية في خدمة قضايا التنمية ..........................
96
األسئلة التقويمية للوحدة ...............................................................................
100
الفصل الرابع :ثقافة العمل التطوعي ................................................................
98
الوحدة الثالثة :علم االجتماع وبعض القضايا المجتمعية .........................................
101
الفصل األول :ثقافة العمل الحر .....................................................................
102
الفصل الثالث :التطرف والعنف ......................................................................
107
المراجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـع ..........................................................................................
112
الفصل الثاني :العولمة الثقافية ....................................................................... األسئلة التقويمية للوحدة ...............................................................................
104 111
الوحدة األولى
1
الوحدة األولى الذكاء والتعلم أهداف الوحدة -: قادرا علي أن: يتوقع من المتعلم بعد دراسته لهذا الباب أن يكون ً ُ -1يعرف الذكاء . -2يذكر تطور مفهوم الذكاء..
-3يعرف الذكاء من وجهة نظر جاردنر.
-4يعلل رفض جاردنر فكرة أحادية الذكاء.
ُ -5يعرف الذكاء اللغوي كما حدده جاردنر. -6يبرر فكرة الذكاءات المتعددة وفًقا لنظرية جاردنر ". -7يبين خصائص الذكاء اللغوي. -8يعطي مقترحات لتنمية الذكاء اللغوي.
ُ -9يعرف الذكاء المنطقي الرياضي. -11يبين خصائص الذكاء المنطقي.
-11يعطي مقترحات لتنمية الذكاء المنطقي الرياضي. -12يعرف الذكاء البصري المكاني.
-13يبين خصائص الذكاء البصري المكاني.
-14يعطى مقترحات لتنمية الذكاء البصري المكاني. -15يعرف الذكاء الجسمي الحركي.
-16يعدد خصائص الذكاء الجسمي الحركي. -17يعطى مقترحات لتنمية الذكاء الجسمي الحركي. -18يعرف الذكاء الموسيقي.
-19يبرز خصائص الذكاء الموسيقي . -21يعطى مقترحات لتنمية الذكاء الموسيقي. -21يعرف الذكاء االجتماعي.
-22يبين خصائص الذكاء االجتماعي.
-23يعطى مقترحات لتنمية الذكاء االجتماعي. 2
-24يعرف الذكاء الشخصي . -25يعدد خصائص الذكاء الشخصي.
-26يعطى مقترحات لتنمية الذكاء الشخصي. مثاال لكل نوع من الذكاءات المتعددة. -27يعطى ً طا لتلك الذكاءات. -28يضع تخطي ً
-29يستنتج العالقة االرتباطية بين الذكاءات المتعددة. -31يعرف مفهوم التعلم.
-31يعلل وجود نماذج ونظريات للتعلم. -32يستخلص مايحدث للمتعلم أثناء عملية التعلم.
-33يعرف المصطلحات التالية (المثير الشرطي ،االستجابة الشرطية ،المثير الطبيعي ،المثير المحايد).
-34يحلل الموقف التعليمي عند "بافلوف" .
-35يبين كيف يحدث كل من (االنطفاء ،التدعيم ،االسترجاع التلقائي) - -36يعطى مواقف تربوية لالستفادة من نظرية التعلم باالشتراط الكالسيكي في حياته الدراسية. -37يبين هل حققت نظرية التعلم باالشتراط الكالسيكي التعلم الذي يريده. -38يفسر القوانين التالية (االستعداد أو التهيؤ ،التمرين ،األثر). -39يحلل الموقف التعليمي عند "ثروندايك" .
-41يعطى مواقف تربوية لالستفادة من نظرية التعلم بالمحاولة والخطأ في حياته الدراسية. -41يبين هل حققت نظرية التعلم بالمحاولة والخطأ التعلم الذي يريده.
-42يفسر كيف يتعلم الفرد إدراك الموقف الموجود فيه لدي الجشطالتيين. -43يعدد خصائص التعلم بالفهم واالستبصار.
-44يعطى مواقف حياتية توضح التعلم بالفهم واالستبصار.
-45يبرز العديد من التطبيقات التربوية لنظرية التعلم بالفهم واالستبصار. -46يبين هل حققت نظرية التعلم باالستبصار التعلم الذي يريده.
-47يعرض بعض المفاهيم المرتبطة بنظرية تجهيز ومعالجة المعلومات. -48يفسر القوانين التالية( :العالقة السببية ،التعلم السببي ،التغذية الراجعة المعلوماتية).
-49يعطى مواقف حياتية للقوانين التالية( :العالقة السببية ،التعلم السببي ،التغذية الراجعة المعلوماتية).
3
-51يبين أوجه االستفادة من نظرية تجهيز ومعالجة المعلومات في دراسته . -51يبين هل حققت نظرية تجهيز ومعالجة المعلومات التعلم الذي تريده. -52يعدد مبادىء التعلم الجيد.
-53يحدد أسس االستذكار الفعال.
-54يعطى أمثلة لالستفادة من مبادىء التعلم الجيد في دراسته.
4
الفصل االول
الذكاء الواحد والذكاءات المتعددة
مقدمة:
كانت وال زالت طبيعة الذكاء موضع تأمل ومناقشة من المتخصصين في علم النفس والوراثة،
والبيئة وذلك منذ زمن طويل وحتى اآلن ،وعلى الرغم من ذلك ال يوجد اتفاق تام حول طبيعة الذكاء حتى اآل ن ،وتلك مشكلة منهجية ألن التنوع في فهم طبيعة الذكاء سيؤدي بطبيعة الحال إلى التنوع في
كيفية دراسته وقياسه .
وقد يرجع االختالف في فهم طبيعة الذكاء إلى أن الذكاء ليس شيئا ماديا محسوسا ،وال يقاس بشكل
مباشر كما تقاس األطوال واألوزان والمساحات واألحجام.
ولقد تطور مفهوم الذكاء ()IQمن المفهوم الفلسفي "ألرسطو" الذي رأى أن النفس الدنيا هي التى تقوم
بالوظائف الحيوية التي تقوم بها كل الكائنات الحية (النبات والحيوان واالنسان) ،أما العقل فيتميز به اإلنسان عن غيره من الكائنات ،والعقل أرقي صور النفس الذي يتحكم في ذكاء اإلنسان وتفكيره ،ثم
المفهوم البيولوجي الذي يرى وجود جانبين للحياة العقلية ،هما :الجانب المعرفي والجانب الوجداني
ووظيفتهما األساسية مساعدة الكائن العضوي على التكيف بطريقة أكثر فاعلية ،ثم المفهوم االجتماعي الذي يشير إلى قدرة الفرد على التفاعل مع اآلخرين ،وأخي ار المعنى النفسي للذكاء ،حيث يعرفه "تيرمان"
بأنه القدرة على التفكير المجرد ،ويعرفه "وكسلر" بأنه قدرة الفرد على العمل الهادف والتفكير المنطقي
،ويعرفه "سبيرمان" على أنه القدرة على ادراك العالقات .
فعندما جلست إحدى الطالبات أمام الممتحن الذي سألها من الذي اكتشف أمريكا ،كيف تعمل المعدة،
كرري الرقم الذي سمعتيه ،رتبي مجموعة من الصور، ......... ،ثم منحها الممتحن درجة تدل على نسبة ذكائها " ، ”IQهذه الدرجة ربما تتنبأ بالقدرة العامة لديها أو بتحصيلها االكاديمي ولكنها لن تتنبأ
بنجاحها في الحياه" كما أشار "جاردنر" (.)2111
يلخص هذا المثال نظرة جاردنر-عالم النفس األمريكي -في الذكاء التي نشرها عام
يرفض "جاردنر" فكرة أحادية الذكاء ،ومفهوم نسبة الذكاء
،1983وفيها
" "IQالذي يعتمد عليه أصحاب القرار في
تصنيف األفراد إلى أذكياء وغير أذكياء ،فيرى "جاردنر" أن اإلنسان يمتلك عدة أنواع من الكفاءات أو
القدرات أطلق عليها الذكاءات Intelligencesالمتعددة ،ورأى أن كل فرد يمتلك هذه الذكاءات بدرجة ما ،وان كانت بدرجات غير متساوية ،وهو مايجعل الفرد ممي از في ذكاء ما أكثر من غيره ،وأن الذكاء
5
ليس نوعا واحدا وفقا للنظرة التقليدية للذكاء ،وانما ذكاءات متعددة تتفاعل معا لتنتج أداء ممي از خاصا بكل فرد ،وهذه الذكاءات قابلة للنمو .
عرف "جاردنر" الذكاء على أنه القدرة على حل المشكالت في سياقات مختلفة ،ورأى ان هناك العديد من الذكاءات من أهمها - :
اوًال :الذكاء اللووLinguistic Intelligence::
يشير إلى قدرة الفرد على فهم واستخدام اللغة المنطوقة والمكتوبة بطالقة ومرونة ،ويتضمن الذكاء
اللغوي استخدام اللغة في القراءة والكتابة ،وتكوين وتركيب الجمل ،وفهم المعاني ،وتعبير الفرد عما بداخله ،والتواصل مع اآلخرين .
يتمتع أصحاب الذكاء اللغوي بالخصائص اآلتية - :
طالقة التحدث والتعبير ،ودقة صياغة العبارات البالغية ،وحب السجع والتالعب باأللفاظ ،واالستمتاع
باأللعاب الكالمية ،ودحض الحجة بالحجة ،والخطابة ،ويتضح هذا النوع من الذكاء أكثر لدى الشعراء
والكتاب والمعلمين..
ولذا يمكن أن تنمي ذكاءك اللغوي من خالل - :
-1التدريب على كتابة موضوعات التعبير.
-2كتابة القصة القصيرة ،وكتابة الشعر ،والمقال ثم النشر في مجلة المدرسة.
-3تسميع الكلمات والجمل والنصوص لنفسك قبل أن تسمعها لآلخرين.
تطبيق : 1اكتب خطابا لصديق لك خارج مصر عن رحلتك ألحد المعالم السياحية بمصر المحروسة . تطبيق :2سجل األحداث التي مرت بك خالل األسبوعين الماضيين ،ثم ضعها في شكل قصة.
ثانيا :الذكاء المنطقي الرياضي Logical- Mathematical intelligence
هو قدرة الفرد على استخدام األعداد والرموز المجردة بفاعلية ،وتنظيم العالقات واستخدام لغة األرقام في الوصف والتحليل ،والتصنيف ،والتفكير العقالني ،واالستنتاج ،وحل المشكالت بطريقة علمية. ويتمتع أصحاب الذكاء المنطقي الرياضي بالخصائص اآلتية - :
القدرة على استنتاج العالقات الرياضية ،وحب التعامل مع األرقام ،واالستمتاع بإجراء عمليات القياس،
والتفكير المنظم ،والتعبير بلغة األرقام أكثر من األلفاظ ،واجراء التجارب في البيت والمدرسة ،واقباله على األنشطة العلمية أكثر من غيرها ،والقدرة على التعامل مع الرسوم البيانية ،ويتضح هذا النوع من
الذكاء لدى معلمي الرياضيات والمحاسبين والباحثين والعلماء.
لذا يمكن أن تنمي ذكاءك المنطقي الرياضي من خالل -:
-1التدريب على القيام بالعمليات الحسابية والرياضية بشكل يومي. 6
-2إجراء عمليات الترتيب والتصنيف باستمرار. -3ربط المعطيات بالمطلوب دائما. -4حل األلغاز.
-5القيام بالحساب الذهني يوميا.
تطبيق :1تابع نشرة األرصاد الجوية لمدة أسبوع والحظ العالقة بين درجة الح اررة ونسبة الرطوبة في
الجو .
تطبيق :2قم بعمل إحصاء ألعداد األميين في قريتك أو الحي الذي تسكن فيه ،ثم صنفهم إلى :ذكور
واناث ،أطفال وكبار ،عاملين وغير عاملين .
ثالثا :الذكاء البصر :المكاني Visual Spatial Intelligence
يشير إلى قدرة الفرد على اإلدراك البصري للعالقات المكانية من حوله وتطويرها ،ومعرفة األشكال،
واألحجام ،وادراك الفرد لبعدي المكان ،بل والبعد الثالث أحيانا من قبل المتميزين في الذكاء البصري
المكاني ،ولذا يتطلب هذا النوع من الذكاء حساسية الفرد لأللوان واألشكال والمساحات والفراغات وعالقاتها باألشياء ،ويتمتع أصحاب الذكاء البصري المكاني بالخصائص التالية -:
حب التصوير،وفهم وتفسير الصور والخرائط ،واالستمتاع بالفنون البصرية والتعبيرية ،وتصميم الصفحات،وتنسيق األلوان ،ويتضح هذا النوع من الذكاء أكثر لدى المهندسين المعماريين ،ومهندسي
الديكور ،ومصممي األزياء ورجال المرور.
ولذا يمكن أن تنمي ذكاءك البصر :المكاني من خالل - :
-1حل المتاهات.
-2تركيب وبناء األشياء. -3تصميم النماذج والمجسمات.
تطبيق :إذا أعطيت قطعة أرض فضاء ،ارسم فيها مخططا للبيت الذي تتمنى أن تعيش فيه.
ابعا :الذكاء الجسمي الحركي The Bodily – kinesthetic intelligence ر ً
يشير إلى قدرة الفرد على استخدام جسمه ككل أو جزء منه في أداء مميز ،وفي التعبير عن أفكاره
وأحاسيسه ومشاعره.
يتمتع أصحاب الذكاء الجسمي الحركي بالخصائص اآلتية -:
الحركات الجسدية الدقيقة ،والتآزر الحركي ،واالشارات ،والتوازن،والمرونة ،والسرعة ،والقوة ،وتمثيل األدوار ،وسرعة وقوة الحركة،ومرونة األداء ،ويتضح هذا النوع من الذكاء عند العبي الكره ،والرياضيين عموما ،والعاملين في المعمار .
7
لذا يمكن أن تنمي ذكاءك الجسمي الحركي من خالل - : -1الممارسة اليومية لألنشطة الرياضية. -2القيام ببعض األنشطة اليدوية كعمل السجاد والنحت. -3القيام بأعمال الفك والتركيب. -4التمثيل الصامت.
تطبيق :قم بتمثيل أدوار مشهد صامت للترزي الذي تخيط عنده مالبسك.
خامسا :الذكاء الموسيقيMusical Intelligence :
يشير إلى قدرة الفرد على إدراك النغمات الموسيقية واإلحساس بها ،وتذوقها ،وتمييزها ،وتحويلها
كالمؤلف الموسيقي ،والتعبير عنها كالمؤدي ،ويتضمن هذا الذكاء حساسية الفرد لألصوات واإليقاعات
واأللحان ،واإلحساس بنغمات وطبقات الصوت ،ويتمتع أصحاب الذكاء الموسيقي بالخصائص اآلتية-:
الحساسية للنغمات واألصوات ،والتذوق الموسيقي،والتمييز بين األصوات ،وحب الغناء ،ويتضح هذا
النوع من الذكاء أكثر لدى الموسيقيين ،والعازفين.
لذا يمكن أن تنمي ذكاءك الموسيقي من خالل - :
-1العزف على آلة موسيقية. -2أداء األغاني القصيرة.
-3اإلنشاد مع فريق اإلنشاد الصفي. -4تقليد اآلخرين. -5تذكر األلحان.
تطبيق :استخرج الصوت الناشز من بين أعضاء فريق اإلنشاد بالمدرسة.
سادسا :الذكاء االجتماييSocial intelligence : ً
يشير إلى قدرة الفرد على إدراك مشاعر اآلخرين ،وتعبيراتهم ،وعالقاتهم ،وفهمها ،واالستجابة لكل
ذلك بفاعلية .
ويتضمن ذلك فهم اآلخرين وتعبيراتهم اللفظية ،والجسمية والتفاعل معها والتعاطف معهم ،كما يتضمن
فهم الفرد لطبيعة العالقة بينه وبين اآلخرين بعضهم البعض ،وسرعة التصرف في المواقف االجتماعية التي قد تتطلب من الفرد أحيانا سرعة البديهة .
ويتمتع أصحاب الذكاء االجتماعي بالخصائص اآلتية -:
8
كسب األصدقاء بسهولة ،حب مشاركة اآلخرين في أفراحهم وأحزانهم ،تقبل اآلخر ،بدء الحوار مع اآلخر ،إعطاء النصائح لألصدقاء ،والقدرة على القيادة ويتضح هذا النوع من الذكاء أكثر لدى القادة
،ورجال الدين ،واألخصائيين النفسيين ،واألخصائيين االجتماعيين والمعالجين. لذا يمكن أن تنمي ذكاءك االجتمايي من خالل - :
-1ممارسة الرياضات الجماعية.
-2المشاركة في جماعات النشاط المدرسية. -3زيارة األصدقاء واألقارب بشكل دوري. -4إدارة الحوار مع اآلخرين. -5تعليم اآلخرين .
-6القيام بأدوار قيادية.
تطبيق :نظم لرحلة مع االخصائي اإلجتماعي يمكن أن تقوم بها المدرسة ،موضحا فقرات األنشطة ومن الذي سيدير كل نشاط من هذه األنشطة.
سابعا الذكاء الشخصي Personal Intelligence :
يشير إلى قدرة الفرد على فهم ذاته وامكاناته الحقيقية وتمييزها وتصنيفها ،والتصرف تبعا لهذه اإلمكانات. ويتضمن هذا الذكاء معرفة الفرد لنفسه ولقدراته الحقيقية ،ومعرفته كذلك لجوانب ضعفه وقوته . لذا علينا نحن اآلباء والمعلمين أن نتقبل هذا وأال نطلب من أبنائنا وتالميذنا أكثر مما تسمح به إمكاناتهم ،وال نضع لهم مستوى طموح قد ال تمكنهم قدراتهم من الوصول اليه ،فيتعرضون لإلحباط ، وأن نقارن الطالب بنفسه ال بغيره من الطالب فيشعر بالتحسن ،بل ويشعر المحيطون به بذلك . ويتمتع أصحاب الذكاء الشخصي بالخصائص اآلتية -: التأمل كثيرا ،والوعي بالذات ،والقدرة على تحديد األهداف ،والقدرة على اتخاذ القرار ،واالستمتاع باألنشطة الفردية ويتضح هذا النوع من الذكاء أكثر لدى الفالسفة والعلماء.
لذا يمكن أن تنمي ذكاءك الشخصي من خالل - :
-1اإلجابة عن السؤال "من أنا؟" . -2تسجيل األحداث اليومية في دفتر خاص بك وتحديد نجاحاتك أو تعثرك. -3القراءة في كتب علم النفس والتنمية البشرية لتعرف كثي ار عن نفسك. -4التفكير كثي ار في أهدافك القريبه والبعيدة في الحياة. -5ممارسة األنشطة الفردية. تطبيق : 1اكتب أهدافك التي حققتها وأهدافك التي لم تتحقق. تطبيق :2أكتب سيرتك الذاتية . 9
الفصل الثاني نظريات التعلم وتطبيقاتها التربوية المقدمة
يعد اهتمام اإلنسان بتأمل ودراسة سلوكه الذاتى وسلوك من يحيط به قديم قدم وعي اإلنسان بوجوده
وبوجود اآلخر ،ومع بداية القرن التاسع عشر بدأت العديد من المحاوالت التجريبية لدراسة العديد من
الموضوعات التي يهتم بها علم النفس مثل ( :التفكير ،والتعلم ،والتحصيل الدراسى ـ .).....ويعد التعلم
من الموضوعات األساسية التي يهتم بدراستها علم النفس التربوى .
معني التعلم
نحن ال نستطيع مالحظة التعلم بشكل مباشر ،وانما يستدل عليه من السلوك ذاته ـ وعلي هذا يمكن
أن نعرف التعلم علي النحو اآلتي ـ " التعلم هو تغير شبه دائم في سلوك الفرد ناتج عن الخبرة
والممارسة .
لكن هل كل تغير في األداء يعتبر تعلما ؟
فالنمو يؤدي إلى تغير في األداء ،وكذلك التعب واإلرهاق يؤديان كذلك إلى تغير في األداء ،لكن
هل هذه التغيرات تعتبر تعلما ؟
التغيرات في األداء الناتجة عن النمو ال تعتبر تعلما ألن العوامل المسئولة عن هذا التغير هي عوامل
بيولوجية خارجة عن إرادة الفرد ،وليست نتيجة الخبرة والممارسة كما سبق اإلشارة في تعريف التعلم ، وكذلك التغيرات الناتجة عن التعب ال تعتبر تعلما ألن هذا التعب سريعا ما يزول بمجرد أن يأخذ الكائن
يعا . الحي قسطا من الراحة ،والتعلم وفقا للتعريف السابق هو تغير شبه دائم ال يزول سر ً
نماذج ونظريات التعلم
ليس اإلنسان في حاجة إلي أن يتعلم فقط ،ولكن غالباً ما يدفعه حب االستطالع إلي محاولة التعرف
علي كيفية التعلم؟ ،وقديماً كانت الخبرة الوسيلة األساسية في تعلم الكثير من أمور الحياة ،وساهمت
الدراسات واأل بحاث في مجال التربية وعلم النفس في زيادة االهتمام بنظريات التعلم المختلفة ،حتى أصبحت المبادئ والقوانين التي تستند عليها كل نظرية هي الوسيلة في الحكم علي مدى كفاية وفاعلية الموقف التعليمي في المدرسة ،والتي يمكن من خاللها اإلجابة عن عدة أسئلة حينما نتحدث عن التعلم
مثل :ـ
10
ـ ماذا يحدث للمتعلم أثناء يملية التعلم؟
ـ ما يالقة العوامل الداخلية ( الدافعية ـ الخبرة السابقة ـ القلق )....بالتعلم؟
ـ ما أثر العوامل الخارجية مثل العمل المراد تعلمه ـ كم الممارسة في التعلم ؟ وفيما يلى عرض لبعض نظريات التعلم وبعض التطبيقات التربوية لها في مجال التعلم المدرسي بصفة
خاصة ،ومجاالت التعلم بصفة عامة .
أوالًـ نظرية التعلم الشرطى الكالسيكي
هي أولى النظريات السلوكية ظهو اًر وأكثرها شيوعاً ومؤسسها العالم الروسي "إيفان بافلوفPavlov 1936 –1849المتخصص في فسيولوجيا الجهاز الهضمي ،وأجرى فيها بحوثا حصل بها على جائزة "نوبل" عام " ، "1914وحينما كان يجري إحدى تجاربه ألحد الحيوانات في الغدد اللعابية الحظ مالحظة
هامة هي أن الحيوان يفرز لعابه حين يتعرض لبعض المثيرات التي ترتبط ارتباطاً متكر اًر بالطعام ( مسحوق اللحم ) ،وليس حينما يوضع الطعام في فمه فعال ،والمعروف أن وظيفة اللعاب الفسيولوجية
هي تيسير مضغ الطعام وبلعه وهضمه ،ولكن بافلوف الحظ أن الحيوان يفرز اللعاب لمثيرات أخرى
محايدة بخالف الطعام وهذا يدل علي أنه يستجيب لمثير آخر سماه بافلوف " فيما بعد المثير الشرطي "تميي اًز له عن المثير الطبيعي ،وهو ما أدى إلى تسمية النظرية بنظرية " التعلم الشرطي الكالسيكي ".
أ ـ بعض المفاهيم األساسية المرتبطة بالنظرية
-المثير الطبيعي :هو المثير الذي تنشأ عنه االستجابة الطبيعية عند تقديمه في البداية ،وهو الطعام (
مسحوق اللحم) ويرمز إليه ( م /ط).
االستجابة الطبيعية :هي االستجابة بسيالن اللعاب نتيجة المثير الطبيعي وهو الطعام ،ويرمز لهابالرمز (س/ط) .
المثير المحايد :هو المثير الذي التنشأ عنه استجابة سيالن اللعاب قبل اقت ارنه بالمثير الطبيعي ،وقداستخدم "بافلوف" صوت الجرس كمثير محايد في البداية .
-المثير الشرطي :هو المثير المحايد في البداية ثم أصبح بعد اقترانه بالمثير الطبيعي (الطعام) لعدة
مرات قاد ًار بمفرده علي انتزاع االستجابة (سيالن اللعاب) التى يصدرها المثير الطبيعي ،لذا سمي مثي ار
شرطيا ،ويرمز له بالرمز ( م /ش).
-االستجابة الشرطية :هي االستجابة التى تنشأ نتيجة المثير الشرطي ،حيث نالحظ أن تقديم المثير
قادر علي انتزاع االستجابة الطبيعية وهي الشرطي بمفرده – دون مصاحبة المثير الطبيعي له -يكون ا سيالن اللعاب ،ويرمز لها بالرمز (س/ش)
11
ب -بعض قوانين النظرية :
* قانون التدييم Law of Reinforcement تتوقف قدرة المثير الشرطي في إصدار االستجابة الشرطية علي عدد مرات اقترانه وتدعيمه بالمثير الطبيعي ،وكذلك الفاصل الزمنى بين المثير الشرطي والمثير الطبيعي ،لذا عندما يجيب الطالب عن
سؤال المعلم إجابة صحيحة ،على المعلم أن يشجعه ويدعمه مباشرة . * قانون االنطفاء Law of Extinction
عند تكرار تقديم المثير الشرطي دون أن يعقبه أو يدعمه المثير الطبيعي ،فإن االستجابة الشرطية
تتضاءل تدريجياً ويحدث لها ما يسمي "باالنطفاء " ،لذلك إذا امتنع المعلم عن السماح للطالب الذي
يقول " أنا ..أنا "....باإلجابة عند طلبه لها ،فإن هذه االستجابة بكلمة "أنا ...أنا "....ستتضاءل
ويحدث لها انطفاء ،وتقل الفوضى في الفصل ويزداد االنضباط بما يؤثر إيجابا على التعلم .
* قانون االسترجاع التلقائى Law of Spontaneous rescovery
عند تقديم المثير الشرطي بعد فترة من حدوث االنطفاء يمكن أن تظهر االستجابة الشرطية مؤقتًا ،ولكن ليس بنفس قوة االستجابة السابقة .،وهنا يقال إنه تمت عملية استرجاع تلقائي لالستجابة الشرطية .
جـ التطبيقات التربوية للنظرية
1ـ تقدم النظرية تفسيرات كثيرة حول كيف يمكن تعلم ردود األفعال االنفعالية مثل :الخوف المرتبط بمثيرات معينة كالغضب،والقلق ،وخبرات األلم عموما وجميعها استجابات انفعالية يمكن تشريطهاـ
مثال :يتعلم األطفال الخوف من الذهاب إلي طبيب األسنان بسبب خبرات األلم المرتبطة بالذهاب إليه. 2ـ يمكن تعديل بعض االستجابات غير المرغوبة من خالل تكوين ما يسمى باإلشراط المضاد أو العكس مثال ـ الخوف من الظالم يتم تغييره من خالل ربطه بمثير غير شرطي مرغوب فيه والعكس .
3ـ يمكن االعتماد علي االستجابة الشرطية في تكوين اتجاهات موجبة لدي التالميذ نحو المدرسة بوجه عام ،والتعلم بوجه خاص .
مثال :ارتباط الذهاب إلي المدرسة باألنشطة المحببة للطالب . 4ـ إحالل نماذج شرطية لعالقات جديدة مرغوبة بين مثيرات واستجابات واطفاء النماذج اإلشراطية
للعالقات غير المرغوبة .
.5تعليم القراءة لألطفال من خالل اقتران الجملة المطلوب قراءتها بالصورة المعبرة عنها .
ثانياً ـ نظرية التعلم بالمحاولة والخطأ
في الوقت الذي كان "بافلوف" يجري فيه تجاربه كان عالم النفس األمريكي "إدوارد لي ثورنديك"
)1949 -1874(Edward Lee Thorndikeالذي كان يعمل في جامعة "كولومبيا" يجري تجاربه 12
أيضا على تعلم القطط ،وهو من أهم العلماء الذين ساهموا في تفسير التعلم عن طريق المحاولة والخطأ " أو التعلم عن طريق االنتقاء والربط واتاحة الفرصة أمام الكائن الحى كي يختار من بين االستجابات
الممكنة ،تلك االستجابة التى تحقق له الهدف ،ثم الحصول علي التعزيز ،وقد أجرى ثورنديك التجربة
التي وضع فيها قطا جائعا داخل قفص ،حيث أظهر القط في البداية نشاطا عشوائيا ،وكان على القط
الجائع إصدار استجابة معينة للخروج من القفص والحصول علي الطعام الذي يوجد خارج القفص كأن يشد الحبل أو يجذب حلقة ،أو يحرك سقاطة الباب وجميعها استجابات تحقق الهدف وهو الخروج من
القفص أى حدوث التعلم .
اتخذ "ثورنديك" الزمن الذي استغرقه القط لحل المشكلة وهي فتح الباب والخروج من القفص دليال على
التعلم ،بمعنى أنه كلما تناقص الزمن كان ذلك دليال علي تعلم الحيوان االستجابة الصحيحة لحل المشكلة وهي استجابة الخروج من القفص للحصول على الطعام ،واعتبر"ثروندايك" كل فرصة تعطى
للقط محاولة مستقلة بذاتها ،وتنتهي هذه المحاولة عندما يستجيب الحيوان االستجابة الصحيحة بالخروج والحصول على الطعام .
سجل " ثورنديك " عدد المحاوالت وزمن كل محاولة وكان التحسن التدريجي يتمثل في تناقص الزمن
مع تكرار المحاوالت ،وقد استخدم "ثورنديك " الطعام كتعزيز لتقوية الرابطة بين المثير واالستجابة .
أ ـ بعض قوانين النظرية.
قانون التمرين Law of Exercise
يشير إلى ممارسة االرتباط بين المثير واالستجابة ،ويتضمن هذا القانون نمطين-:
األول :قانون االستعمال Law of useويقصد به " أن التمرين أو الممارسة تؤدي إلى تقوية الرابطة بين المثير واالستجابة " وبالتالي كلما زادت مرات الممارسة قوي االرتباط أكثر.
مثال :تدريب طالب الثانوية العامة على االمتحانات ،هذا التدريب يقوي الرابطة بين السؤال والجواب
الصحيح عن هذا السؤال في كل مقرر على حده ،وتزداد هذه الرابطة قوة بقدر ما يحل من امتحانات وتدريبات بما يؤثر إيجابا في التحصيل الدراسي للطالب.
الثانى :قانون اإلهمال أو عدم االستعمال , Law of disuseويشير إلى " عدم الممارسة أو التمرين لفترة من الزمن يؤدي إلى إضعاف الرابطة بين المثير واالستجابة" .
ففي المثال السابق اإلهمال وعدم حل امتحانات في مقرر من المقررات يضعف الرابطة بين سؤال
معين واإلجابة الصحيحة عن هذا السؤال ،بما يؤثر سلبا في التحصيل الدراسي للطالب .
13
*قانون األثر Law of effect يشير "ثروندايك" إلى أن قوة االرتباط ال تنشأ فقط بسبب تكرار مرات االقتران بين المثير واالستجابة ، وا نما تنشأ بسبب األثر الطيب الناشئ عن التعزيز الذي يلي حدوث االستجابة ،وهذا هو التفسير الذي
يبنى عليه "قانون األثر" ،والذي يشير إلى أن االرتباط بين المثير واالستجابة يقوى أو يضعف نتيجة
لما يترتب على االستجابة من شعور باالرتياح أو عدم االرتياح.
ولذا ينص القانون على أنه عند تكوين ارتباط بين مثير ما واستجابة ما ،فإن هذا االرتباط يقوى إذا
حققت هذه االستجابة اإلشباع للفرد ويلى هذا االشباع شعور الفرد باالرتياح ،ويضعف هذا االرتباط إذا لم تحقق هذه االستجابة اإلشباع للفرد ويلى هذا االشباع شعور الفرد بعدم االرتياح.
مثال :إذا أجبت عن سؤال المعلم إجابة صحيحة فستشعر باالرتياح والسرور ،وهذا الرضا سيجعلك
تتذكر هذه اإلجابة بسرعة إذا سؤلت نفس السؤال فيما بعد ،وبالتالي ستقوى الرابطة بين هذا السؤال واإلجابة الصحيحة عنه ،واذا لم تجب عن السؤال إجابة صحيحة فستشعر بعدم االرتياح ،وبالتالي
ستضعف الرابطة بين هذا السؤال وتلك اإلجابة غير الصحيحة . * قانون االستعداد أو التهيؤ Law of Readiness
يصف هذا القانون األسس الفسيولوجية لقانون األثر ،فهو يفسر حاالت االرتياح وعدم االرتياح التي
أشار إليها "قانون األثر" وبالتالي فهو يحدد الظروف التي يشعر فيها المتعلم بالرضا أو الضيق وهي تتضمن ثالثة احتماالت ،وهي - :
أ -إذا كان الفرد مهيئا لالستجابة ،وتمت استثارته علي نحو يؤدي إلي إصدار هذه االستجابة ، حينذاك سيشعر بالرضا واالرتياح.
مثال :إذا سألك المعلم سؤاال وكنت مستعدا لإلجابة ،وأجبت عن السؤال إجابة صحيحة فإن هذا يشعرك بالرضا واالرتياح .
ب -إذا كان الفرد مهيئا لالستجابة ،ولم يعط الفرصة إلصدار هذه االستجابة؛ فإنه سيشعر بالضيق وعدم االرتياح .
مثال :إذا سأل المعلم الصف سؤاال ،وكنت مستعدا لإلجابة عن هذا السؤال ،إال أنه لم يطلب منك المعلم اإلجابة فستشعر بالضيق وعدم االرتياح .
ج -أما إذا لم يكن الفرد مهيئا لالستجابة ،وتمت استثارته على نحو أجبر فيه على إصدار هذه االستجابة فإنه سيشعر بالضيق وعدم االرتياح
مثال :عندما يسألك المعلم سؤاال وأنت غير مستعد لإلجابة عن هذا السؤال ،وتضطر لالستجابة فإنك
بطبيعة الحال ستشعر بالضيق وعدم االرتياح.
14
ب ـ التطبيقات التربوية للنظرية
-1استثارة دافعية المتعلمين عن طريق اشراكهم في اختيار أنشطة التعلم وأساليبه مما يجعل بيئة التعلم مثيرة وجذابة .
- 2أن تعلمك لمهارة ما أو مقطوعة موسيقية يعتمد بشكل كبير علي الممارسة التى تعد أساس عملية التعلم .
-3ضرورة تقوية الروابط بين المثيرات واالستجابات بالتكرار أو التدعيم عند تعلم مهارات عقلية أو حركية أو تكوين عادات سلوكية مرغوبة ،أو تذكر معلومات لفظية ،أو عند ممارسة أنشطة أو تدريبات
لغوية أو تمرينات رياضية ،وكذلك مهارات الفك والتركيب والتجميع ،واألنشطة اليدوية األخرى كالرسم والتلوين .
-4التهيئة والتمهيد للدرس خطوة أساسية تساعد الطالب على فهم واستيعاب الشرح.
ثالثاً ـ نظرية التعلم بالفهم واالستبصار ( الجشطالت ) أسس مجموعة من العلماء في ألمانيا ومنهم
"كوهلر وكوفكا وفرتهيمر
Kohler,Koffka and
)1943- 1881( "Wertheimerما يسمي بمدرسة الجشطالت ويقصد بمصطلح "الجشطالت "
الصيغة أو الشكل أو الكل المنظم الذي يزيد علي مجموع أجزائه ،فالجشطالت هو "كل تتكون فيه
طا ديناميكياً فيما بينها ،وكذلك فيما بينها وبين األجزاء المكونة له من عناصر وعالقات مترابطة تراب ً
الكل ذاته ".
قدمت نظرية التعلم الجشطالتي تفسي اًر جديداً للتعلم من خالل معرفة كيف يدرك الفرد نفسه والبيئة المحيطة به في قانون " ال كل أكبر من مجموع أجزائه" و مثال ذلك حينما تق أر كلمة "أم " ال تق أر حروف منفصلة (أ ـ م ) ،ولكن تق أر الكلمة كوحدة كلية .
تم اجراء التجارب الشهيرة علي القردة على أساس أن يوضع الموز الشباع دافع الجوع بعيدا عن تناول الحيوان ،وال يتم إشباع دافع الجوع لديه إال بعد حله للمشكلة ووصوله إلى الموز ،ومن أمثلة هذه
المشكالت وضع الموز في أعلى سقف القفص الذي يوجد فيه القرد مع وجود صندوق أو صندوقين في
أحد جوانب القفص كمعينات يمكن للقرد استخدامها للوصول إلى الموز ،وقد يوضع الموز في بعض
التجارب خارج القفص ،مع وضع بعض العصي داخل القفص ،بحيث ال يستطيع القرد الوصول للموز خارج القفص إال باستخدام هذه العصي في جذب الموز من خارج القفص .
أـ كيف تتم يملية التعلم بالفهم واالستبصار لد :الجشطالتين
يرى علماء نفس الجشطالت أن القرد يدرك المواقف أو األحداث التى يمر بها بشكل كلي يستجيب لها
في إطار معرفي ،كما أن التعلم يحدث لديهم من محاولة واحدة تسبقها فترة تأمل وانتظار تتخللها عملية 15
تنظيم واعادة تنظيم لعناصر الموقف وعالقات المجال اإلدراكي الذي يوجد فيه القرد لوضعها في صورة "الكل المتكامل" ،عندئذ يحدث التعلم باالستبصار ،فالقرد لم يدرك الصناديق والعصي على أنها أدوات
للتسلية ولكن أدركها على أنها وسائل معينة للوصول للهدف وهو الموز ،باإلضافة إلى إدراكه للعالقات
التي تربط بين هذه العناصر .
ـولذا تعد عمليتى الفهم ،وادراك العالقات من أهم العمليات التى يمارسها الفرد في كافة مواقف التعلم
المعقدة ،وهما خاصيتان ال توجدان في النظريات السلوكية التي يتم التعلم فيها علي أساس االرتباط بين المثيرات واالستجابة ،كما سبق اإلشارة فى نظريتي التعلم الشرطي ،والتعلم بالمحاولة والخطأ .
ب ـ خصائص التعلم بالفهم واالستبصار
* االنتقال من مرحلة ما قبل الحل إلى الحل هو انتقال مفاجىء.
* األداء القائم علي الحل باالستبصار في أغلب األحيان خاليا من األخطاء.
* الحل باالستبصار الذي يكتسبه الكائن لموقف ما يظل محتفظاً به لمدة طويلة .
* يستطيع الفرد تطبيق أنماط التعلم باالستبصار بسهولة في المواقف المشابهة وهو ما يعرف بانتقال
أثر التعلم .
* التعلم باالستبصار موجود لدى كافة الكائنات الحية علي السواء مع االختالف في درجة التعلم ،
حيث يزداد تبعاً لدرجة ارتقاء ونمو الكائن الحى .
* ال يحدث انطفاء للتعلم باالستبصار ألنه يصبح جزءاً من الذاكرة طويلة المدي .
عزيزى الطالب ـ فيما يتعلق بقوانين التعلم الجشطالتى؛ فهى نفسها قوانين اإلدراك التي سبق لك أن
درستها في العام الماضى.
جـ ـ التطبيقات التربوية للنظرية
ـ يتم التعلم عن طريق الفهم وادراك المعنى وليس الحفظ .
ـ ضرورة إعادة تنظيم الخبرات السابقة بطريقة كلية وجديدة .
ـ التعلم وفق هذه النظرية يعتمد أساساً علي إدراك العالقات التي قد تكون قائمة بين عناصر الموقف أو الدرس ،لذلك يجب تحديد وابراز العالقات التى تربط عناصر الدرس مع استمرار اكتشاف باقى
العالقات بين العناصر األخرى .
ـ ضرورة االستفادة من المعلومات والمعرفة في المواقف الجديدة وتوضيح أوجه التشابه بين ما هو جديد من مادة تعليمية ،وما سبق تعلمه من خبرات .
ـ التعلم يحدث نتيجة اإلدراك الكلي للموقف وليس نتيجة إدراك أج ازئه المنفصلة
مثل تعلم القراءة والكتابة بطريقة الكلمة ( الطريقة الكلية ) بدالً من الحرف (الطريقة الجزئية). 16
رابعاً ـ نظرية تجهيز ومعالجة المعلومات
يشير "دونالد أـ نورمان " أحد أبرز العلماء الذين ساهموا في هذه النظرية والتي تفترض أن التعلم يرتبط
ارتباطا وثيقا بتخزين المعلومات وبعض العمليات المعرفية األخرى ،كما أنه يتضمن ويتطلب القدرة علي أداء مجموعة من المهام بدقة شديدة؛ فالتعلم لدي "نورمان " يتم من خالل التخزين الجيد للمعلومات ، وبالتالي إضافة معلومات جديدة إلي الذاكرة ،ثم األداء الجيد ،وهذا اليمكن أن يتم كعملية أوتوماتيكية تتحكم فيها قوانين ،مثل قانون األثر عند "ثروندايك" أو التعزيز ،وانما يكون الدور األكبر للمعلومات
التي يتم الحصول عليها ،ولذا يجب تحديد الشروط المناسبة للموقف التعليمى ،والعمليات التي يتم من خاللها تجهيز ومعالجة المعلومات لدى الفرد ،ومنها - :
االستقبال :يتم من خالل استقبال الفرد للمنبهات والمثيرات الواردة من العالم الخارجي من خالل الحواس التي وهبها هللا إياها .
الترميز :يتم من خالل إضفاء واعطاء معانى ذات داللة محددة للمدخالت الحسية فى الذاكرة .
االحتفاظ :يتم من خالل عملية االحتفاظ بالمعلومات في الذاكرة ،ويختلف مستوى االحتفاظ باختالف نوع الذاكرة ومستوى التنشيط الذي يحدث فيها .
االسترجاع :يتم من خالل استدعاء المعلومات والخبرات السابقة التي تم ترميزها وتخزينها . ا-قوانين التعلم في هذه النظرية :
يلخص "نورمان" مفاهيمه األساسية ين التعلم في ثالثة قوانين رئيسة ،هي - :
* قانون العالقة السببية.
لكى يتعلم الفرد العالقة بين الفعل والنتيجة البد أن تكون هناك عالقة سببية واضحة بينهما.
* قانون التعلم السببي .
لهذا القانون جزءان ـ الجزء األول ـيتعلق بالنتائج المرغوبة حيث يميل الكائن الحى إلى تكرار االستجابات التى لها عالقة سببية واضحة بالنتائج المرغوب فيها .
الجزء الثانى يتعلق بالنتائج غير المرغوب فيها ،حيث يميل الكائن الحي إلى تجنب االستجابات التى لها عالقة سببية واضحة بالنتائج غير المرغوب فيها.
مثال :الطالب الذي يمارس الرياضة باستمرار ،وفي نفس الوقت يتجنب أن يشتري األطعمة من
الباعة الجائلين حرصا على صحته .
17
* قانون التوذية الراجعة المعلوماتية.
كما من المعلومات يشير هذا القانون إلى أن ناتج أى عمل تؤديه ،أو فعل تفعله أو حدث سيوفر لك ً عن هذا العمل أو الفعل تسمي "التغذية الراجعة المعلوماتية" تفيدك في تصحيح المسار ،وبالتالى يحدث
التعلم ،ومن هنا يرتبط التعلم ارتباطا وثيقا بالفهم .
مثال :يقال إنك تعلمت الشطرنج حينما تفهم جيداً النقالت واالستراتيجيات األساسية للعبة وغرضها،
والعالقة بين بعض الحركات ،ونتائجها التي تحصل منها على التغذية الراجعة المعلوماتية ،وقد تعتقد
أنك تعلمت الشطرنج ،ولكنك إذا لم تستطع اللعب أمام العب يتحدى قدراتك ،فإنك فى الحقيقة لم تتعلمه.
التطبيقات التربوية للنظرية إطار مرجعياً لفهم العديد من العمليات المعرفية المركبة على نحو -1يوفر إطار معالجة المعلومات ًا موضوعى وملموس . -2يؤكد نورمان على أن السلوك اإلنسانى ينتج من تفاعل الظروف الحالية المثيرة ،وذكريات الخبرة السابقة واالنفعاالت والمعتقدات ،وبهذا يمكن تفسير استجابات األفراد من حولنا .
-3ضرورة االعتماد علي التكرار اللفظى للمادة المتعلمة في المراحل العمرية األولي للمتعلم ،خاصة سماع الكلمات والمفاهيم الجديدة .
-4التدريب الموزع أكثر فاعلية من التدريب المكثف .
-5التعلم المبني على المعني أكثر دواماً ،لذلك يجب ربط ما يتعلمه الطالب بخبراته السابقة ،وأن تكون أكثر ارتباطاً بالواقع. -6االهتمام باالنتقال اإليجابي ألثر التعلم من خالل تطبيق المتعلم لكافة الموضوعات والدروس التي يتعلمها عمليا أو نظريا في المعمل أو الفصل الدراسي .
-7التركيز علي ضرورة االهتمام بنشاط المتعلم؛ فكلما بذل جهدا في استيعاب المعلومات الجديدة وتكوين المفاهيم والتعميمات ،كلما كان مستوى المعالجة وتجهيز المعلومات عميقا ،وبالتالى كان
مستوى االستدعاء واألداء أفضل .
-8يتسق منحي معالجة المعلومات مع تكنولوجيا الكمبيوتر على اعتبار أن كال منهما يستقبالن معلومات ويتم معالجتها ودمجها مع المعلومات القديمة وتكوين بنية معلوماتية جديدة ينتج عنها
استجابات أو مخرجات لعالج المشكالت والمواقف المختلفة .
18
الفصل الثالث مبادىء التعلم الجيد وأسس االستذكار الفعال مقدمة :
يزيزى الطالب هناك بعض المبادىء التي يمكنك التعرف يليها واالستفادة بها ليكون تعلمك جيدا واستذكارك مفيداً .
اوالً :ـ الدافعية والتعلم
جميع أنواع التعلم السابقة والتي أجريت علي الحيوان اعتمدت علي وجود دافع ( هو دافع الجوع) ،ولم
يكن ممكناً أن يتعلم الحيوان شيئاً بدون دافع ،وينطبق هذا القول على اإلنسان إال أن الفرق الجوهرى أن
دافع التعلم عند اإلنسان يرقى من مجرد الدوافع البيولوجية والفسيولوجية لتشمل الدوافع االجتماعية
المكتسبة مثل :الحاجة إلي تقدير الذات واالنجاز واالكتشاف ،وجميعها أمثلة علي دوافع هامة للتعلم
اإلنساني؛ لهذا من المهم بالنسبة إليك أن تشعر بالرغبة في الموضوع الذي تتعلمه ،فهذا الميل يعد قوة
دافعة ،ويسهل أن يتكون عندك هذا الدافع إذا أدركت الهدف من الدرس وأهميته في حياتك العامة ، ومغزاه بالنسبة إلى مستقبلك التعليمي والمهنى .
ثانياً :ـ التعزيز والتعلم
يلعب التعزيز سواء أكان موجباً أم سالباً دو اًر هاماً في التعلم؛ فقد تعلم الحيوان في كثير من التجارب
اعتماداً علي هذا المبدأ؛ فمن المعروف أن كل ما يشبع الدوافع ويرضي الرغبات ويتفق مع الميول هو نوع من المكافأة ،ويشمل ذلك الجوائز والدرجات فى االمتحانات وكل ما يشعر اإلنسان بالرضا
واالرتياح وهو ما يسمى بالتعزيز الموجب.
وقد يكون التعزيز السلبى مفيداً أحيانا حينما يحرم الشخص المخطئ من شيء يحبه ويوجه انتباهه إلي
أخطائه حتى يتجنبها؛ لذا فإن معرفة النتائج أو التغذية الراجعة فى هذه الحالة أهمية خاصة؛ فحين تعلم أنك أخطأت في نطق كلمة باللغة اإلنجليزية أو الفرنسية ثم تستمع إلي النطق الصحيح للكلمة من
معلمك فإنك في هذه الحالة تتعلم االستجابة الصحيحة .
ثالثا :الممارسة والتعلم .
هناك نوعان من الممارسة أثناء التعلم هما :الممارسة الموزعة والممارسة المركزة في الممارسة
الموزعة يتم التعلم في جلسات قصيرة بينها فترات راحة ،أما الممارسة المركزة يتم التعلم في جلسات
طويلة نسبياً دون راحة ،والممارسة الموزعة عموما أفضل من المركزة . 19
وتختلف طريقة تحديد الفترات الزمنية المناسبة لكل من التعلم والراحة حسب المهام التى تقوم بها ،ومبدأ
الفروق الفردية بين األفراد ،ويمكن القول إنك يجب أن تستريح طالما تشعر أن كفاءتك في العمل بدأت تتناقص وأن أخطاءك بدأت في التزايد ،علي أن تكون فترات الراحة خالل العمل الواحد الذي تؤديه
قصيرة ،أما إذا انتقلت من عمل إلى آخر ،كأن تتحول من استذكار اللغة العربية إلى الرياضيات
فيجب أن تكون فترة الراحة أطول .
رابعا:ـ الدور اإليجابي للمتعلم
كلما زاد الجهد اإليجابى الذي تبذله فى تعلم المادة الدراسية مثل :إعداد الدرس مقدماً ،وتلخيصه أثناء
تعلمه والمشاركة في المناقشة ،وطرح األسئلة التي تتصل بالموضوع كان تعلمك أكثر جودة.
خامسا:ـ قابلية التعلم لالنتقال ً
تزداد كفاءة التعلم إذا كان تعلم موضوع معين يؤثر إيجابياً ويفيدك في تعلم موضوع آخر ،وهو ما
يسمي باالنتقال الموجب للتعلم ،فإتقانك لقاعدة نحوية في اللغة العربية واللغة اإلنجليزية داخل الفصل
قابال لالنتقال الموجب إال الدراسي يجب أن يفيدك أثناء القراءة والكتابة فى مواقف أخرى وال يكون التعلم ً
إذا توافرت له مجموعة من الشروط أهمها :ـ
-العناصر المشتركة :إدراك المتعلم لوجود تشابه بين التعلم الجديد والتعلم السابق يجعل االنتقال
سهالً.
-الفهم :يعتمد على إدراك عالقات التشابه واستبصارها .
أسس االستذكار الفعال .
كيف يمكن لك أن تستذكر دروسك بطريقة فعالة ؟ بالطبع فإن المبادىء السابقة حول التعلم الجيد تفيد في االستذكار باإلضافة إلي مجموعة من األسس اآلتية التي يجب مراعاتها عند االستذكار - :
اوالً :ـ االنتباه
يلعب االنتباه دو ار هاما في تحسين طرق االستذكار ،وهذه بعض األسس التى تفيدك في ذلك - :ـ ـ تخصيص وقت معين لالستذكار والحرص علي االلتزام بذلك .
ـ تخصيص مكان معين لالستذكار بعيداً عن أماكن االسترخاء ( السرير) ..
ـ التدريب علي االستذكار في الظروف المتغيرة ،فاستخدام األماكن الهادئة تماماً يجعل المتعلم غير
قادر علي االستذكار في قليل من الضوضاء حين يضطر إلي ذلك .
ـ التخلص من المشكالت النفسية أو عدم التركيز عليها أثناء االستذكار ،فإذا كانت هذه المشكالت
صعبة الحل يمكن اللجوء إلى اإلخصائى النفسى بالمدرسة للمساعدة في حلها . 20
ثاني ًا :ـ زيادة الرغبة في االستذكار
يرتبط هذا األساس بمبدأ الدافعية ويمكن أن تحقق ذلك لنفسك من خالل :ـ
ـ التفكير في األهداف التي تسعي إلي تحقيقها من دراستك للمادة ومن ذلك النجاح أو التفوق .
ـ التنافس مع الذات كأن يحدد الطالب لنفسه مستوى يسعى إلى تجاوزه .
ـ تخصيص وقت محدد لالنتهاء من استذكار المادة والحرص على تنفيذ ذلك .
ثالثا :ـ المشاركة النشطة
يصبح االستذكار أكثر فعالية إذا كنت نشطاً وايجابياً ،ويمكن أن يتحقق ذلك بالطرق اآلتية :ـ
ـ المراجعة :يمكنك أن تتوقف أثناء المراجعة بين الحين واآلخر لتتذكر بعض العناصر األساسية .
ـ تدوين المذكرات :يمكنك أن تشارك بفاعلية في استذكارك إذا قمت بتلخيص ما تق أر وتعد هذه
الملخصات بنفسك وتدون أسئلة ومالحظات وأفكار حول ما تتعلم .
رابعاً :ـ استخدام طرق القراءة الجيدة .
القراءة بالفهم تيسر لك الكثير من التعلم ويمكنك أن تستخدم لتحقيق ذلك ما يلى :ـ
ـ استعراض المادة استعراضاً عاماً قبل الدراسة التفصيلية .
ـ الربط بين المعلومات الجديدة ،والمعلومات التي سبق لك دراستها . ـ البحث عن المبادىء العامة التي تنظم التفاصيل والجزئيات .
ـ استخدام العادات الجيدة للقراءة من خالل اإليقاع الصحيح لحركات العين علي الكلمات المطبوعة .
21
األسئلة التقويمية .1عرف معني الذكاء.
.2فسر فكرة الذكاءات المتعددة وفًقا لنظرية جاردنر. .3عرف الذكاء من وجهة نظر جاردنر. .4عرف الذكاء اللغوي كما حدده جاردنر.
.5عدد الخصائص التى يتمتع بها أصحاب الذكاء اللغوى فى ضوء مادرست.
معلما للغة العربية ...ماذا تقترح لتنمية الذكاء اللغوى لدى تالميذك؟ .6لوكنت ً .7عرف الذكاء المنطقي الرياضي كما حدده جاردنر. .8حدد الخصائص التى يتمتع بها أصحاب الذكاء المنطقى الرياضى فى ضوء مادرست.
معلما للرياضيات ...ماذا تقترح لتنمية الذكاء المنطقى الرياضى لدى تالميذك؟ .9لوكنت ً .11عرف الذكاء البصري المكاني كما حدده جاردنر.
.11اعرض الخصائص التى يتمتع بها أصحاب الذكاء البصرى المكانى فى ضوء مادرست. .12لوكنت مر ًبيا ...ماذا تقترح لتنمية الذكاء البصرى المكانى لدى أبنائك؟ .13عرف الذكاء الجسمي الحركي كما حدده جاردنر.
.14يتمتع أصحاب الذكاء الجسمي الحركي بخصائص عدة.اعرض في ضوء ما درست. معلما للتربية الرياضية ...ماذا تقترح لتنمية الذكاء الجسمى الحركى لدى تالميذك؟ .15لو كنت ً .16عرف الذكاء الموسيقي كما حدده جاردنر. .17يتمتع أصحاب الذكاء الموسيقي بخصائص عدة.اعرض في ضوء ما درست. .18في ضوء فهمك للذكاء الموسيقي.مامقترحاتك لتنميته لدي أبنائنا. .19عرف الذكاء االجتماعي كما حدده جاردنر.
.21اعرض الخصائص التى تميز أصحاب الذكاء االجتماعى فى ضوء مادرست. .21في ضوء فهمك للذكاء االجتماعي.مامقترحاتك لتنميته لدي أبنائنا؟.
.22ماذا تقترح كطالب لتنمية ذكائك االجتماعى للتفاعل مع محيطك االجتماعى بنجاح؟ .23لو تقدمت لوظيفة مسئول عالقات اجتماعية فى مؤسسة ما ...ماذا تقترح لتنمية ذكائك االجتماعى لشغل هذه الوظيفة؟
.24عرف الذكاء الشخصي كما حدده جاردنر.
.25يتمتع أصحاب الذكاء الشخصي بخصائص عدة.اعرض في ضوء ما درست.
.26ماذا تفعل لتنمية ذكائك الشخصى لتحقيق التكيف الناجح فى عالقاتك االجتماعية؟ 22
مثاال لكل نوع من الذكاءات المتعددة كما حددها جاردنر. .27اعط ً طا للذكاءات المتعددة كما حددها جاردنر. .28صمم تخطي ً
.29حدد أهم الذكاءات التى تتمتع بها فى ضوء فهمك للذكاءات المتعددة عند جاردنر. .31ماذا تفعل لتنمية الذكاءات التى تتمتع بها لتكون أكثر فعالية فى حياتك العملية؟ .31طلب منك صديقك محمد النصيحة لتنمية ذكائه اللغوى .فبم تنصحه؟
.32كيف يمكن توظيف الذكاء االجتماعى فى مجال العالقات االجتماعية من وجهة نظرك؟ .33كيف يمكنك االستفادة من الذكاء المنطقى الرياضى فى حياتك العملية؟ .34ضع خطة لتنمية الذكاءات المتعددة للنهوض بالمجتمع المصرى؟
ئيسا ألحد مراكز التنمية البشرية ...ماالبرامج التى تقترحها لتنمية الذكاءات المتعددة عند .35تخيل نفسك ر ً جاردنر؟ مقاال فى صحيفة المدرسة فيما ال يتجاوز خمسة أسطر بعنوان" تنمية الذكاءات المتعددة ضرورة .36اكتب ً عصرية وواجب وطنى"
.37عقدت ندوة بالمدرسة عنوانها " الذكاءات المتعددة عند جاردنر" لخص األفكار األساسية التى طرحت فى الندوة.
.38استنتج العالقات االرتباطية بين الذكاءات المتعددة فى ضوء فهمك للذكاءات المتعددة عند جاردنر. .39عرف التعلم في ضوء مادرست.
.41علل وجود نماذج ونظريات للتعلم.
.41فسر مايحدث للمتعلم أثناء عملية التعلم. .42في ضوء فهمك لنظرية التعلم باالشتراط الكالسيكي عرف المصطلحات التالية( :المثير الشرطي، االستجابة الشرطية ،المثير الطبيعي ،المثير المحايد).
.43في ضوء فهمك لنظرية التعلم باالشتراط الكالسيكي .بين كيف يحدث كل من( :االنطفاء ،التدعيم، االسترجاع التلقائي)؟
.44لو كنت مر ًبيا ...كيف تستفيد من نظرية التعلم باالشتراط الكالسيكى فى عملك؟ .45هل حققت نظرية التعلم باالشتراط الكالسيكي التعلم الذي تريده؟ برر وجهة نظرك .
.46في ضوء فهمك لنظرية المحاولة والخطأ فسر القوانين التالية ( :االستعداد أو التهيؤ ،التمرين ،األثر). .47اعط مواقف تربوية لالستفادة من نظرية التعلم بالمحاولة والخطأ في حياتك الدراسية. .48هل حققت نظرية التعلم بالمحاولة والخطأ التعلم الذي تريده ؟ برر لماتقول. .49فسر كيف يتعلم الفرد إدراك الموقف الموجود فيه لدي الجشطالتيين. 23
.51هناك العديد من مميزات التعلم بالفهم واالستبصار.اعط مواقف حياتية توضح ذلك. .51هناك العديد من التطبيقات التربوية لنظرية التعلم بالفهم واالستبصار كيف يمكن االستفادة منها في حياتك الدراسية؟.
.52هل حققت نظرية التعلم بالفهم واالستبصار التعلم الذي تريده ؟ اذكر مبرراتك
.53اعرض المفاهيم المرتبطة بنظرية تجهيز ومعالجة المعلومات فى ضوء مادرست.
.54في ضوء فهمك لنظرية تجهيز ومعالجة المعلومات .فسر القوانين التالية ( :العالقة السببية ،التعلم السببي ،التغذية الراجعة المعلوماتية).
.55اعط مواقف حياتية للقوانين التالية ( :العالقة السببية ،التعلم السببي ،التغذية الراجعة المعلوماتية). .56أنت طالب بالمرحلة الثانوية .كيف يمكنك االستفادة من نظرية تجهيز ومعالجة المعلومات في دراستك ؟.
.57هل حققت نظرية تجهيز ومعالجة المعلومات التعلم الذي تريده ؟ برر لما تقول. .58هناك مبادىء للتعلم الجيد.عددها. .59حدد أسس االستذكار الفعال.
.61كيف يمكنك االستفادة من مبادىء التعلم الجيد في دراستك ؟.
.16كيف يمكنك كطالب االستفادة من أسس االستذكار الفعال في تحقيق تعلم جيد؟
24
الوحدة الثانية
25
الوحدة الثانية النمو اإلنسانى أهداف الوحدة -: قادرا علي أن: يتوقع من المتعلم بعد دراسته لهذه الوحدة أن يكون ً ُ .1يعرف النمو. .2يحلل تعريف النمو.
.3يحدد المبادئ العامة للنمو.
.4يعدد العوامل التي تؤثر في النمو. .5يفسر العوامل التي تؤثر في النمو.
.6يعطى أمثلة للعوامل التي تؤثر في النمو.
.7يستخلص العوامل التى تؤثر على الجنين فى البيئة الرحمية قبل الوالدة. .8يستخلص دور اآلباء والمربين تجاه العوامل التى تؤثر على الجنين فى البيئة الرحمية قبل الوالدة. .9يعدد مظاه ـ ــر النمـ ـ ـ ــو المختلفة خالل مرحلة الرضاعــة.
.11يلخص بإيجاز مظاه ـ ــر النمـ ـ ـ ــو خالل مرحلة الرضاعــة. .11يفسر مظاه ـ ــر النمـ ـ ـ ــو المختلفة خالل مرحلة الرضاعــة.
.12يستخلص دور اآلباء والمربين تجاه مظاه ـ ــر النمـ ـ ـ ــو المختلفة خالل مرحلة الرضاعــة. .13يلخص الصفات اإليجابية التى يكتسبها الطفل فى مرحلة الرضاعة.
.14يلخص بإيجاز مظاه ـ ــر النمـ ـ ـ ــو المختلفة خالل مرحلة الطفولة المبكرة. .15يفسر مظاه ـ ــر النمـ ـ ـ ــو المختلفة خالل مرحلة الطفولة المبكرة.
.16يستخلص دور اآلباء والمربين تجاه مظاه ـ ــر النمـ ـ ـ ــو المختلفة خالل مرحلة الطفولة المبكرة. .17يعدد مظاهر النمو االنفعالى خالل مرحلة الطفولة المبكرة. .18يستخلص مظاهر النمو االجتماعي في الطفولة المبكرة.
.19يستخلص كيفية اكتساب الصفات اإليجابية فى مرحلة الطفولة المبكرة . .21يلخص مظاهر النمو المختلفة لمرحلتي الطفولة الوسطى والمتأخرة.
.21يستخلص دور اآلباء والمربين تجاه مظاه ـ ــر النمـ ـ ـ ــو المختلفة خالل مرحلتي الطفولة الوسطى والمتأخرة.
26
.22يحدد الصفات اإليجابية التى يكتسبها الطفل فى مرحلتي الطفولة الوسطى والمتأخرة.
.23يقارن بين مظاهر النمو المختلفة لمرحلتي الطفولة المبكرة ،والطفولة الوسطى والمتأخرة. .24يعرف المراهقة.
.25يستخلص المطالب والتحديات األساسية فى مرحلة المراهقة. .26يعدد مظاهر النمو المختلفة لدى المراهق .
.27يلخص بإيجاز مظاهر النمو لدى المراهق . .28يلخص مظاهر النمو العقلي لمرحلة المراهقة.
.29يلخص مظاهر النمو االنفعالي لمرحلة المراهقة. .31يلخص مظاهر النمو ااالجتماعي لمرحلة المراهقة. .31يلخص مظاهر النمو االخالقي لمرحلة المراهقة. .32يعدد العوامل التي تزيد من انفعاالت المراهق.
.33يستخلص دور اآلباء والمربين تجاة مظاه ـ ــر النمـ ـ ـ ــو المختلفة خالل مرحلة الطفولة المراهقة.
27
الفصل األول النمو -تعريفه ومبادئه والعوامل المؤثرة فيه مقدمة لعل أكثر العلوم اإل نسانية التى تفيدنا فى فهم الطفل هى علم النفس ،وأكثر فروع علم النفس ارتباطا بفهم الطفل هو علم نفس النمو الذى يهتم بدراسة المبادئ والقوانين والنظريات المتصلة بالنمو اإلنسانى
كما يهتم فى كل مرحلة من مراحل النمو بمظاهر النمو المختلفة ويهتم بالمطالب والحاجات والمشكالت
التى تواجه الفرد فى كل مرحلة حتى يتسنى لنا أن نفهم اإلنسان وفقا لمعايير النمو فى كل مرحلة ووفقاً
لتوقعات المجتمع ،والهدف النهائى لدراسة النمو اإلنسانى هو تكوين شخصية نامية متطورة بصورة
متكاملة ،وهذا الهدف ال تقوم به األسرة بمفردها ولكن تقوم به كل مؤسسات المجتمع ( الحضانة ،
المدرسة ،وسائل االعالم ،دور العبادة ...إلخ ). وسوف نعرض فيما يلى النمو اإلنسانى مع التركيز على مرحلتي الطفولة والمراهقة من أجل فهم
طبيعة النمو فى هاتين المرحلتين.
أوالً :تعريف النمو :
يمكن تعريف النمو اإلنسانى على أنه سلسلة التغيرات التى تحدث للكائن الحى منذ لحظة
الحمل وحتى الشيخوخة أو الوفاة وذلك فى الجوانب الجسمية والعقلية واالنفعالية واالجتماعية واللغوية والخلقية .
ويتضح مما يتضمنه التعريف السابق أن النمو:
.1سلسلة متصلة تبدأ منذ لحظة الحمل ثم الطفولة والمراهقة والشباب والرشد والشيخوخة .
.2يشمل الجوانب الجسمية والعقلية واالجتماعية واالنفعالية واللغوية وهذه الجوانب متفاعلة مع بعضها
البعض .
ثانيا :مبادئ يامة للنمو :
-1النمو يسير من العام إلى الخاص :بمعنى أن الوليد يستجيب للمواقف عامة بطريقة كلية ثم تصبح تنوعا ،فالطفل يحاول أن يحرك جسمه كله ليلتقط شيئا أمامه ثم يتعلم بعد ذلك كيف االستجابات أكثر ً يحرك يديه فقط ،ويكون مشى الطفل فى البداية حركة غير منتظمة لكل أجزاء جسمه ،وبعدها تأخذ
28
شكالً منسقاً لليدين والرجلين ،وحينما يريد الطفل أن يلتفت إلى مصدر صوت ما فإنه يحاول االلتفات بكل جسمه ،ثم تتعدل حركته ويتعلم كيف يدير رأسه ورقبته فقط دون بقية جسمه .
-2النمو تغير مستمر :يقوم على التفاعل بين كائن عضوى بيولوجى ورث كثي ار من االستعدادات وما
يتعرض له من مؤثرات بيئية مادية ونفسية واجتماعية ،وال يتوقف النمو عند مرحلة الطفولة بل مع
امتداد الزمن ينتقل من مرحلة إلى أخرى ،مكتسبا كل ما يؤهله للنضج لهذه المرحلة.
-3توجد فروق فردية بين األفراد فى معدالت النمو :الجسمى والعقلى واالجتماعى واالنفعالى ،بل توجد
فروق داخل الفرد الواحد فربما سرعة النمو الجسمى ال تساير النمو العقلى أو االجتماعى أو االنفعالى والمسايرة فى النمو بين األقران نسبية .
-4
تميل جوانب النمو المختلفة إلى االرتباط ببعضها ،فمن ينخفض ذكاؤه يتأخر فى المشى والكالم ،
ويالحظ أن الطفل الذكى كثير ما يكون متقدما فى النمو االجتماعى واالنفعالى .
-5تختلف سرعة النمو من مرحلة إلى أخرى ،إذ يكون النمو الجسمى سريعا فى المرحلة الجنينية -6
والطفولة المبكرة والمراهقة ،بينما بطيئا فى الطفولة المتأخرة وفى الرشد .
يسير النمو فى اتجاهات طولية واتجاهات عرضية ،فالنمو يسير فى اتجاه محورين متعامدين أحدهما
طولى يبدأ من أعلى الرأس ويتجه إلى آخر القدم ،واآلخر عرضي .
ثالثا :العوامل المؤثرة فى النمو :
يوجد كثير من العوامل التى تؤثر على الطفل بعد الوالدة ،وأهم هذه العوامل(:الوراثة ،الغدد ،
األسرة ،عوامل متعلقة بالطفل ذاته ،دور الحضانة ، ،جماعات الرفاق ،المدرسة ،دور العبادة ، وسائل اإلعالم .....إلخ ) .وسوف أقوم بعرض هذه العوامل بالتفصيل .
-6الوراثة Heredity
الوراثة هى انتقال الصفات أو الخصائص الوراثية من الوالدين إلى اآلبناء ،وذلك عن طريق
الموروثات أو الجينات Genesالتى تحملها الكروموزومات Chromosomesالتى تحتويها البويضة
المخصبة بالحيوان المنوى بعد عملية التلقيح واإلخصاب ،ومن المعروف أن الخلية اإلنسانية تتكون من جدار وبروتوبالزم ،والبروتوبالزم يحتوى على سيتوبالزم ونواة ،ويوجد داخل النواة الشبكة الكروماتينية
المكونة من خيوط رفيعة يطلق عليها الكروموزومات التى تحمل الجينات ،والتى تحدد جميع الصفات الوراثية للكائن الحى.
-2الوـدد Glands :
الغدد أعضاء داخلية فى الجسم ،تتكون من مجموعة من األنسجة التى تتألف من خاليا
عصبية وخاليا عضلية ،ويحتوى الجسم على مجموعتين من الغدد ،وهما: 29
أ -الودد القنوية : Exocrine Glandsوهى غدد لها قنوات خاصة تسير فيها إف ارزاتها ،ومن أمثلتها :الغدد الدمعية ،والغدد اللعابية ،الغدد العرقية ،والغدد الدهنية ،وغدة البروستاتا .
ب -الودد الالقنوية ( الصماء ) : Endocrine Glandsوتطلق إف ارزاتها ( موادا كيميائية تسمى الهرمونات ) فى الدم مباشرة ،وترتبط وظائف الغدد الصماء ارتباطا وثيقا بوظائف أجهزة الجسم المختلفة
،حيث تساهم فى نمو الجسم وضبط السلوك االنفعالى ،والتوازن فى إف ارزات هذه الغدد تجعل الفرد شخصا سليماً ،واالضطراب فى إف ارزاتها يؤدى إلى االضطرابات النفسية والجسمية ،األمر الذى يؤدى إلى سوء التوافق النفسى واالجتماعى واضطرابات الشخصية ،ومن أهم الودد الالقنوية أو الصماء ما
يلى :
جـ -الودة النخامية : Pituitary Glandتقع أسفل سطح المخ ( فى منتصف الرأس عند قاعدة المخ)،
ويفرز الفص األمامى عدداً من الهرمونات ،منها هرمون النمو الذى يبدأ عمله منذ الشهور األولى فى حياة الجنين ،ونقص هذا الهرمون فى الدم قبل البلوغ يعوق نمو العظام ،فيتحول الطفل إلى قزم
(القزامة) ،وزيادة إفراز هذا الهرمون فى مرحلة البلوغ تؤدى إلى نمو سريع وشاذ فى عظام الجذع واألطراف .
د -الودد الدرقية : Thyroid Glandوتفرز هرمون الثيروكسين Thyroxinالذى يضبط عملية تحويل الطعام إلى طاقة ويمد الخاليا بالح اررة الالزمة ،ونقصه يؤدى إلى الشعور بالبرودة بصفة دائمة
وبالدوخان أحيانا و عدم النشاط وقلة الرغبة فى العمل وبطء التنفس وضعف الرغبة الجنسية وقلة الرغبة
فى الطعام وبطء ضربات القلب ،أما إذا زاد إفرازها ونشاطها عن الحد العادى أو عن القدر المطلوب
للجسم من هرمون الثيروكسين؛ فقد يعانى الفرد الذى يزداد لديه نشاط الدرقية وافرازها عن المعدل العادى من العصبية وعدم االستقرار فى ضربات القلب وصعوبة التنفس وكثرة الحركة ونحو ذلك .
-3األســــرة
إذا كانت العالقات بين الطفل ووالديه تتسم بالحب ،والقبول والثقة واالحترام فهذا يجعل الطفل
يتقبل ذاته ويتقبل اآلخرين ويثق فيهم ،في حين نجد أن العالقات التى تسودها الحماية الزائدة واإلهمال
أو التسلط أو السيطرة أو التهاون أو الرفض تؤدى إلى زيادة اعتمادية الطفل ،وشعوره بعدم الثقة والعجز والنقص ،كذلك فإن العالقات االطيبة مع األخوة والخالية من تفضيل طفل على طفل ،والخالية
من التنافس فإنها تؤدى إلى النمو النفسى السليم للطفل .
-4الوذاء .
يؤدى الغذاء دو اًر مهما فى النمو حيث أنه يساعد فى إعطاء الجسم الطاقة الالزمة له كما
يساعد فى بناء خاليا الجسم وتعويض التالف منها ،باالضافة إلى أنه يسهم فى وقاية الفرد من 30
األمراض الناتجة عن النقص الغذائى ،ويجب أن يتناسب الغذاء مع طبيعة المرحلة التى يمر بها
الفرد ،وفى كل الحاالت يفضل أن يتناول الفرد وجبات غذائية تحتوى على كل العناصر المطلوبة للنمو.
-5رياض األطفال ودور الحضانــــة
تعد الروضة المعبر الذى ييسر انتقال الطفل من البيت إلى المدرسة ،كما أنها البوتقة التى
تنصهر فيها فروق التنشئة االجتماعية الخاصة لتتحول إلى تنشئة اجتماعية عامة ،لذلك فهى سلطة
مؤثرة فى تشكيل نمط التطور البشرى ،كما تعد خبرة الذهاب إلى الروضة من أهم التغيرات االجتماعية التى يواجهها الطفل فى سبيل تحقيق نضجه االجتماعى ،فالروضة تسهم فى اتساع عالم الطفل
االجتماعى الذى يزيد صلته بأشخاص يختلفون فى مقدار رعايتهم له ،بعد أن كانت عالقاته االنفعالية واالجتماعية محصورة فى دائرة أبوية ،وعلى نحو معين من االهتمام والتعلق .
-1المدرســـة
هى تلك المنظمة الرسمية التى كفلها المجتمع بحكم تطور الحياة وتعقدها ،وأوكل إليها مهمة
تربية النشء وتعليمهم بشكل ثقافى مقصود ،وفقاً لنظم معينة ،ومن خالل نقل الثقافة ،واكتسابهم أنماط السلوك والتفكير ،وتكوين العادات واالتجاهات االجتماعية والقيم المنشودة ،وتدريبهم على الطرق واألساليب التى تساعدهم على تنمية استعداداتهم ومهاراتهم واستثمار طاقاتهم المختلفة إلى أقصى ما
يمكنها الوصول إليه ،وتعد المدرسة حلقة وسطى بين األسرة بنطاقها الضيق والحياة االجتماعية بنطاقها الواسع الممتد ،فهى تستقبل الطفل صغي ار فى طور النمو ،لتؤهله ناضجا لمواجهة الحياة بمواقفها
المعقدة ومشكالتها المتعددة ،وممارسة دوره االجتماعى والمهنى .
-7جماية الرفــاق Peer Group
هى الجماعة التى تتكون من مجموعة من األفراد المتقاربين فى السن أو المستوى الدراسى أو
فى السكن أو الميول واالتجاهات ...وغيرها ،ويربط بينهم مجموعة من الروابط العاطفية واالجتماعية ،
وهذه الجماعة بنظامها وتقاليدها تمثل أحد األطر المرجعية للطفل والمراهق ،وتتضح أهمية جماعة الرفاق فى التوافق النفسى واالجتماعى فى كل مراحل الحياة بصفة عامة ،وفى الطفولة والمراهقة بصفة
خاصة ،لما تمثله من مصدر للصحبة والنصيحة والترفيه والمساعدة عند األزمات ،كما أن شعور الطفل أو المراهق بأنهما مرفوضان من جماعة الرفاق يترتب عليه الشعور بالوحدة النفسية وازدياد
مشاعر االكتئاب وانخفاض قيمة الذات .
-8وسائل اإليـالم Media
تعد وسائل اإلعالم امتداداً لدور األسرة فى التنشئة ،وتزداد أهمية وسائل اإلعالم فى ظل الثورة
التى أصبحت تعرف اآلن باسم ثورة المعلومات ليس من حيث تنوع أساليب االتصال ويسر استخدامها 31
فحسب ،ولكن من حيث الكم الهائل من المعلومات التى تقدمها باإلضافة إلى التناقض والتضارب فى اتجاهات هذه المعلومات ،وما تتبناه من قيم إيجابية أو سلبية أو أيديولوجية متعارضة بل ومتناقضة
أحياناً ،ومن المعلوم أن بناء القيم وتكوين االتجاهات لم يعد مقصو اًر على ما تبثه الجماعة أو الجماعات الصغيرة التى ينتمى إليها الفرد ،ولكن األمر يزيد عن ذلك اآلن بحيث أصبح ألساليب
االتصال وما تحمله من معلومات تأثير أكثر وضوحاً فى األطفال والمراهقين الذين مازالوا فى طور
التكوين والتنشئة وتحديد الهوية .
-9اإلنترنت والكمبيوتر ( الحاسب اآللى ) :
إذا كان العصر الراهن هو عصر الثورة العلمية التكنولوجية وعصر المعلومات واالنفجار
المعرفى ،ودخول الحاسبات اآللية إلى كل مجاالت النشاط فى السياسة واالقتصاد واإلعالم والخدمات
فإن تعلم الطفل والمراهق وتنشئتهما قد تأثرت كثي اًر بهذه الثورة المعلوماتية ،إال أن هناك بعض المخاطر تتطلب تقنين استخدامه بالنسبة لألطفال ،وهذه المخاطر منها - :
أ -صعوبة التحقق من مدى صحة ودقة المعلومات الموجودة على شبكة اإلنترنت .
ب -الدخول إلى غرف االتصال حيث يتبادلون الحديث مع أشخاص غرباء ال يعرفونهم ،ويجب تحذير األبناء من إفشاء أسرارهم الشخصية أو مقابلة هؤالء األشخاص خارج المنزل.
جـ -استهالك ساعات طويلة من الوقت مما يقلل من تفاعلهم االجتماعي ويؤثر على نموهم النفسى (خاصة إذا وصل األمر إلى إدمان اإلنترنت).
د -عندما يقل التواصل االجتماعى مع اآلخرين يصبح الطفل أكثر عرضة للشعور بالوحدة النفسية واالكتئاب.
32
الفصل الثاني النمو في مرحلة الطفولة (الرضاية – المبكرة – الوسطى – المتأخرة) النمو سلسلة من الحلقات المتتابعة تبدأ مع تلقيح البويضة وتنتهى بنهاية حياة الفرد ، .ويمكن
تقسيم مراحل النمو يلى النحو التالى :
)1مرحلة ما قبل الوالدة :وهى من بداية تلقيح البويضة حتى الوالدة. )2مرحلة المهد :وهى منذ الميالد حتى نهاية األسبوع الثانى.
)3مرحلة الرضاعة :وهى من نهاية األسبوع الثانى حتى نهاية السنتين.
)4مرحلة الطفولة المبكرة :وهى من نهاية الثانية إلى نهاية السنة السادسة. )5مرحلة الطفولة المتأخرة :وهى من بداية السنة السابعة حتى العاشرة (البنات) والثانية عشرة (البنين).
)6مرحلة البلوغ أو ما قبل المراهقة :وهى من العاشرة أو الثانية عشرة حتى الثالثة عشر ( البنات ) أو الرابعة عشر (البنون).
)7مرحلة المراهقة المبكرة :وهى من الثالثة عشر أو الرابعة عشر حتى السابعة عشر. )8مرحلة المراهقة المتأخرة :وهى من السابعة عشر حتى الحادية والعشرين. )9مرحلة الرشد المبكر :وهى من الواحدة والعشرين حتى األربعين.
)11مرحلة وسط العمر :وهى من األربعين حتى الستين.
)11مرحلة الشيخوخة :وهى من الستين حتى نهاية العمر.
اوًال :مرحلة ما قبل الوالدة :
تعد مرحلة ما قبل الميالد ذات أهمية خاصة ألنها مرحلة التأسيس ،وهي مرحلة وضع األساس
الحيوي للنمو النفسى ،والتغيرات التى تحدث فيها فى شهور عديدة تكون حاسمة ومؤثرة فى حياة الفرد كله ،وهذه المرحلة تعتبر أيضاً طفرة فى النمو ،مقارنة بمرحلة الرشد والمراحل الالحقة ،ولألهمية البالغة لهذه المرحلة فإن بعض الشعوب ( الصين مثالً ) يحسبون شهور الحمل ضمن السن الحقيقى للفرد وحقيقة إضافة سنة إلى عمر اإلنسان هى مرحلة ما قبل الوالدة تجعلنا نهتم بدراسة النمو الذى
يحدث فى هذه المرحلة
33
العوامل التى تؤثر يلى الجنين فى البيئة الرحمية قبل الوالدة : وفيما يلي يرض لكل يامل من هذه العوامل:
( )6أمراض األم الحامل Diseases Of Mother
إن أى مرض يصيب األم الحامل وخاصة فى الشهور الثالثة األولى للحمل يؤذى الجنين ،
ومن أهم األمراض التى قد تصيب األم الحامل وتمثل خطورة على الجنين هى الحصبة األلمانية
واألمراض التناسلية مثل إصابة األم الحامل بأحد هذه األمراض خاصة فى الشهور الثالثة األولى من
الحمل ينتقل من األم الحامل إلى الجنين مما يسبب له بعض األمراض مثل( :الصمم ،العمى ،البكم،
ضمور المخ ،أمراض القلب) ،كما قد يعانى من تأخر فى نموه الجسمى والعقلى ،وبالتالى قد يكون
الطفل متخلفاً يقلياً ،ومن المعروف أنه من خالل التطعيم ضد الحصبة األلمانية ،فإنه من المتوقع أن تقل أو تتالشى حاالت التخلف العقلى الناتجة من الحصبة األلمانى .
( )2غذاء األم : Maternal Nutrition
من الالزم أن تحصل األم الحامل على غذاء مناسب ومتكامل ،بصفة خاصة البروتين ،واللبن
ومنتجاته ،وخبز ،وخضروات ،وفواكه ،وذلك لالحتفاظ بحالتها الصحية وحتى يكون طفلها صحيحا وسليما ،ذلك ألن الجنين يحصل على متطلباته الغذائية من األم ،حتى قبل أن تحصل عليها األم
وعدم كفاية أو تكامل العناصر الموجودة فى غذاء األم وكذلك سوء تغذية األم الموجودة فى غذاء األم يؤدى إلى (اإلجهاض ،واألنيميا ،وتسمم الدم ،والوالدات المبتسرة أو الميتة ،وزيادة وقت الوالدة ،
وفقر الدم لدى الجنين ،وتأثر الجهاز العصبى للجنين ) خاصة فى حالة نقص البروتين ،كذلك فإن هناك أمراضاً تنتشر بين األطفال الذين عانوا من سوء تغذية األم ،وتظهر هذه األمراض فى الستة أشهر األولى من الحياة مثل ( :االلتهاب الرئوى ،والكساح ،وفقر الدم ).
( )3تعرض األم لألشعة :
تعريض الحوض ألشعة أكس ) (Xقد يكون ضرورة عالجية للمرأة الحامل التى تشكو من ورم
خاصة فى الحوض أو المبايض على أن التعرض لكميات قليلة من األشعة قد ال يؤثر فى الجنين ، ولكن المشكلة فى التعرض لجرعات كبيرة ،فإن هذا قد يؤذى الجنين ويعرضه لإلجهاض.
( )4حاالت اختالف الدم :
تتكون كرات الدم الحمراء من عناصر أساسية منها عناصر ) ، (RHوتوجد عناصر ) (RHفى
صورتين إما موجبة أو سالبة؛ فإذا كان دم األم به عناصر ) (RHموجبة ،وكان دم األب به عناصر
) (RHسالبة ،هنا يحدث التوافق بين األب واألم فال يحدث ضرر للجنين ،وهي الصورة السائدة للتوافق في نفس الوقت مع دم األم ،أما إذا كان دم األم به عناصر ) (RHسالبة وكان دم األب به عناصر 34
) (RHموجبة فهنا يحدث عدم التوافق بين الصورة الموجبة التى توجد فى دم الجنين والصورة السالبة التى توجد فى دم األم مما يؤدي إلى نقص كرات الدم الحمراء ويترتب على ذلك موت الجنين داخل
الرحم أو بعد الوالدة مباشرة أو إصابته بأنيميا حادة أو شلل أو ضعف عقلي أو عمى.
( )5زيادة يدد مرات الحمل ين أربعة :
إن زيادة عدد مرات الحمل عن أربع قد يضر األم والجنين معاً ،فبالنسبة للجنين فإن األجنة التى تأتى بعد الطفل األول تكون غالباً أصغر حجماً وأقل وزنا خاصة لو كانت المسافات الزمنية بين
الوالدة قصيرة ،كما أن الطفل الذكر إذا كان ترتيبه الميالدى األول فإن هرمونات
الذكورة Testosteroneتكون أكثر من األطفال الذين يكون ترتيبهم الميالدى بعد األول ،كما أن الوالدات المتكررة ،والرضاعة ،ورعاية أطفال صغار تستنزف المرأة جسمياً Physical Depletion
وتستنزف مخزونها الجسمى مما يؤثر عليها وعلى أطفالها ،وقد يؤدى ذلك إلى مشكالت خطيرة لألم
مثل األنيميا( فقر الدم) ونزيف الدم (فقده).
( )1الحالة االنفعالية لألم The Mother's Emotional State :
االنفعاالت Emotionsمثل ( السعادة ،والقلق ،والحزن ) قد ال تؤثر بشكل مباشر على نمو
الجنين ،ولكنها تؤثر بشكل غير مباشر عبر تأثير الهرمونات ،فعلى سبيل المثال فإن ( القلق الحاد
،Severe Anxietyوالتعرض للضغوط النفسية ،واالكتئاب ،والحزن الشديد ) تؤثر بشكل كبير على
األم الحامل وعلى الجنين ،فاألم الحامل تتأثر باالنفعاالت الشديدة وتزيد هذه االنفعاالت من صعوبات
الحمل Difficult Pregnancyوالتى تشمل ( الغثيان ،والقيئ ،وامكانية التعرض لإلجهاض ) ، كذلك فإن عصبية األم Nervousnessوانفعاالتها الشديدة تؤثر على الطفل قبل الوالدة وبعدها ،فهى قبل الوالدة تضر الجهاز العصبى للجنين ،وبعد الوالدة تزيد من بعض األعراض المرضية لدى الطفل
الوليد ،مثل ( البكاء الشديد ،والتململ ،والمغص ،والنشاط الزائد ، Hyperactiveوسوء الهضم ،
وكذلك احتمالية اإلجهاض ).
( )7تدخين األم الحامل :Pregnant Smokers :
يؤدى تدخين األم الحامل إلى نقص فى وزن الجنين والى النزيف أثناء الحمل ،وتصل أخطار
تدخين األم الحامل إلى حد وفاة الجنين ،أو وفاة الطفل الرضيع بعد الوالدة ،كما أن األمهات الالئى
يتوقفن عن التدخين أثناء الحمل يصبح أطفالهن أكثر وزنا من األمهات الالئى يستمرن فى التدخين
أثناء الحمل .
35
وآثار تدخين األم الحامل يعود على الجنين بحرمانه من الدم النقى ،ذلك ألن الدم الذى يصل
إليه فيه نسبة كبيرة من ثانى أكسيد الكربون ،وبالتالى تقل نسبة األوكسجين وهذا يؤدى إلى زيادة نشاط
دقات القلب ،وقد يكون لتدخين األم الحامل نفس آثار تعاطيها للمخدرات .
( )8إدمان الكحوليــات والمخدرات :
تأثير على الحامل والجنين يختلف باختالف نوع المخدر ،وكميته ،ومرات إن إلدمان المخدرات ًا تعاطيه ،وسن الجنين عند التعاطى ،وعموماً فإن إدمان األم يضر بالجنين ،ونموه السليم فيما بعد.
( )9سوء استعمال األم الحامل لألدويـة :
كل األدوية التى تتناولها األم الحامل تكون قادرة على الوصول إلى المشيمة Placentaوتؤثر
فى الجنين ،وقد ثبت أن الكثير من األدوية التى تتناولها األمهات الحوامل بدون إشراف طبى قد يكون لها تأثير سيئ على األجنة ،ويؤدى إلى تشوهات جسمية وتخلف عقلى وضرر للجهاز العصبى ،وهذا ينطبق حتى على أقل األدوية التى نعتقد أنها غير ضارة مثل األسبرين.
ثانيا :النمو فى مرحلة الرضاية ً
تشغل هذه المرحلة السنية األولى والثانية من الحياة وتعتبر مرحلة انطالق القوى الكامنة وهى
مرحلة اإلنجازات الكبيرة حيث تشهد نمواً جسمياً سريعا وتآز ار حسيا حركيا ملحوظا فى السيطرة على
الحركات (الجلوس والوقوف والحبو والمشى) ،وفيها يتعلم الرضيع الكالم ويكتسب اللغة ،ويالحظ فيها نمو االستقالل ،واالعتماد النسبى على النفس ،واالحتكاك االجتماعى بالعالم الخارجى ،والتنشئة
االجتماعية ،والنمو االنفعالى ،ويتم فيها الفطام ،وفيها أيضاً تنمو الذات ويتكون مفهوم الذات الذى يعتبر الحجر األساسى للشخصية ،وهكذا نرى أن هذه المرحلة تعتبر بالدرجة األولى مرحلة اكتشاف
العالم الخارجى وتوسيعه .
-6مظاهـــــر النمــــــــو خالل مرحلة الرضايــة
أ) النمو الجسمى :
تختلف معايير النمو الجسمى باختالف عوامل الوراثة والبيئة وباختالف النوع ،ومما تجدر
مالح ظته أن النسب بين أجزاء جسم الرضيع تختلف عما هى عليه لدى الراشد ،فبينما يبلغ طول رأس الرضيع ربع طول الجسم نجد أن طول رأس الراشد تبلغ ثُمن طول الجسم ،أى إنه يالحظ تباطؤ نمو الرأس واسراع نمو الجذع والذارعين والساقين ،ومعنى ذلك أن النسب الجسمية تختلف لدى الوليد عنها
لدى البالغ.
وتعتبر عملية التسنين من أهم مظاهر النمو الجسمى فى هذه الفترة ،حيث يبدأ ظهور األسنان
اللبنية أو المؤقتة فى الشهر السادس ،وقد يتأخر ظهورها إلى الشهر الثامن. 36
كذلك تنمو العضالت فى حجمها وتزداد القدرة على التحكم فى العضالت الكبيرة ،وبالنسبة
للفروق بين الجنسين يظل الذكور أكبر حجما وأثقل وزنا وأطول قليالً من اإلناث ،إال أن األسنان تظهر
مبك اًر لدى اإلناث عنها لدى الذكور.
ب ) النمـو العقلـــى :
يختلف النمو العقلى لدى الرضيع عنه لدى الطفل فى المراحل العمرية التالية ،حيث إن الذكاء
يكون حسياً حركياً وليس تجريدياً وال يستطيع استخدام الرموز أو اللغة بكفاءة .
جـ) النمو االنفعالى واالجتمايى :
يبدأ الطفل فى إقامة عالقات اجتماعية وانفعالية مع الوالدين وترتبط قدرة الطفل في إقامة هذه
العالقات بمدى إدراكه لرعاية ومحبة والديه له واالهتمام به وحمايته واللعب معه ،ومن أهم انفعاالت الطفل فى هذه المرحلة :الفرح ،والحب ،والخوف ،والغيرة ،والغضب ،والبكاء .
د ) النمـو اللوـوى :
فى هذه المرحلة يبدأ الطفل فى نطق الكلمة األولى وذلك فى الفترة من الشهر السادس إلى
الشهر الثالث عشر ،ومع نهاية السنة األولى يستطيع أن يفهم تعليمات اآلخرين وأوامرهم ،ويستطيع فى الشهر الثامن عشر إلى العشرين أن ينطق كلمتين .ويستطيع فى السنة الرابعة أن ينطق جملة.
-2الصفات اإليجابية التى يكتسبها الطفل فى هذه المرحلة:
يكتسب الطفل بعض الصفات اإليجابية ( الثقة فى السنة األولى ،االستقاللية فى السنة الثانية
...إلخ ) نتيجة لحصول الطفل على الرعاية المناسبة المتمثلة فى الرضاعة والحب واالهتمام ،بالتالى
ينظر الطفل بتفاؤل إلى المستقبل والى العالم وينظر إلى اآلخرين على أنهم معطاءون جديرون بالثقة ويمكن االعتماد عليهم مما يهيئ للطفل إلقامة عالقات اجتماعية وانفعالية الحقة ( مع الصديق ،مع
الزوجة ،ومع االبن ..إلخ ).
ثال ًثا :النمو في مرحلة الطفولة المبكرة ( Early Childhoodما قبل المدرسة)
تمتد هذه المرحلة من بداية السنة الثالثة وحتى دخول الطفل المدرسة االبتدائية أي من نهاية مرحلة
الرضاعة حتى دخول المدرسة ،وفى هذه المرحلة ينمو لدى الطفل الوعى باالستقاللية وتأكيد االنفصال
عن الوالدين ،ويستطيع الجرى وينمو مفهوم الذات لدى الطفل ويتمثل فى تكرار استخدامه لكلمة " أنا "
( أنا أستطيع أن أيملها ،وأنا أقوم بذلك ... ،إلخ ) كما يستطيع الطفل القيام ببعض المسئوليات المهمة فى رعاية الذات ( التغذية -والنظافة – واإلخراج -وارتداء المالبس) ويأكل بنفسه ويجلس على المكان المخصص لإلخراج ،كما يستطيع أن يساعد فى بعض األعمال المنزلية ،ويستطيع أن يتحدث بكفاءة مع اآلخرين ،ويقلد ما يراه فى التليفزيون أو السينما " سوبرمان ...إلخ". 37
-6مظاهــر النمــو
أ) النمو الجسمى :تتمثل مظاهر النمو الجسمى فى اآلتى (*):
تستمر األسنان فى الظهور ويكتمل عدد األسنان المؤقتة ،ويبدأ تساقطها لتظهر األسنان الدائمة ،ويعانى بعض األطفال من التسنين.
-تنمو األطراف نمواً سريعاً ،وينمو الجذع بدرجة متوسطة.
يتأثر الطول بإمكانية النمو لدى الطفل ويزداد نمو الجذع واستطالة العظام وفقدان الشحم الذىكان مالحظا فى مرحلة الرضاعة.
يزداد الوزن بمعدل كيلو جرام واحد تقريباً فى السنة ،ويكون البنون أقل وزنا بدرجة بسيطة منالبنات .
تبدأ غضاريف الهيكل العظمى للطفل بالتحول إلى عظام ،ويظل الهيكل العظمى فى هذهالمرحلة غير ناضج وتزداد عظام الجسم حجماً وعددا وصالبة مع النمو .
-تنمو العضالت الكبيرة بصورة أسرع من العضالت الصغيرة الدقيقة.
ب) النمـو العقلــى :
تمتد هذه المرحلة من نهاية العام الثانى للطفل وحتى العام السابع له ،وهى مرحلة التفكير
الحسى والتمركز حول الذات ،وال يستطيع الطفل فى هذه المرحلة أن يركز على بعدين أو أكثر .
جـ) النمو االنفعالى:
ومن أهم مظاهر النمو االنفعالى فى هذه المرحلة :
* انفعال الخوف :يالحظ أن البنات أكثر تعرضاً للخوف من األوالد ،كما أن األطفال بعضهم يخاف من مر . الحيوانات ،أو الظالم ،أو األطباء خاصة إذا كان مريضا ،واعطائه الطبيب حقنة ،أو دواء ا
* انفعال الوضب :تظهر نوبات الغضب لدى الطفل عند حرمانه من إشباع رغباته ،أو عندما تعاق حركته ،وتكون هذه النوبات فى صورة احتجاج وعناد ومقاومة ،وقد يثور الطفل ويرتمى على األرض
أو يركل األرض بكلتا قدميه .
* انفعال الويرة :تدب نار الغيرة فى نفس الطفل عند ميالد طفل جديد. د) النمو اللوـوى :
فى نهاية هذه المرحلة يتسم التعبير اللغوى بالوضوح والدقة ،وتختفى األخطاء التى كانت
موجودة ،قبل ذلك سواء فى النطق الطفلى لبعض الكلمات (قلم – تلم ) ( ،مدرسة – مترسة ) ( ، )*( خالل حديث المؤلف مع بعض أساتذة طب األطفال عن الوزن المثالى للطفل أشاروا إلى أن النمو الجسمى فى المرحلة العمرية من 12 – 2سننة = عمر الطفل × . 8 + 2بمعنى إذا كان عمر الطفل 4سنوات فإن الوزن المثالى له = 16 = 8 + 2 × 4كجم.
38
أحمد – أمد ) أو إبدال بعض الحروف (حامز بدال من حازم ) ،وهناك عدة عوامل تؤثر على النمو
اللغوى للطفل.
هـ) النمو االجتمايي: اجتماعيا يبدأ الطفل في هذه المرحلة في التعلق بالوالدين خاصة باألم ،كما يستطيع أن يميز ً
بين األشخاص المألوفين له مثل األب واألم واألشقاء وبين الغرباء ،كما يستطيع الطفل في هذه المرحلة
أن يعبر عن عمق العالقة مع األم باالبتسام والشعور بالراحة عندما يراها وتعتبر هذه المرحلة بداية ظهور الذكاء االجتماعي.
-2كيفية اكتساب الصفات اإليجابية فى هذه المرحلة :
إذا تواف رت ظروف نفسية واجتماعية مناسبة للطفل فإنه يكتسب االستقالل الذاتى وقوة اإلرادة ،
وهذا يتوقف على مدى ما يشعر به من محبة من الوالدين ومدى رغبة الوالدين فى السماح ألطفالهم
بالحرية ،وفى هذه المرحلة يكتسب الطفل القدرة على التحكم وتزداد دافعيته لالنجاز.
ابعا :النمو في مرحلتي الطفولة الوسطى والمتأخرة ر ً
( طفل المدرسة االبتدائية " 62 – 1سنة " )
تبدأ هذه المرحلة ببداية التحاق الطفل بالمدرسة االبتدائية ،وتنتهى بنهاية تخرجه منها ،وبنهاية هذه المرحلة يبدأ الطفل الدخول فى مرحلة المراهقة.
-6مظاهر النمو : أ) النمـو الجسمى :
يتسم النمو الجسمى فى هذه المرحلة بالبطء وتتغير نسب النمو فى هدوء وال تط أر زيادات
مفاجئة فى الحجم ويبدأ وزن الطفل تقر ًيبا في هذه المرحلة من حوالي 23 – 21كم ،وطوله من 121 – 122سم وفي نهاية هذه المرحلة أي سن 12سنة يبلغ طول الطفل تقر ًيبا 146سم ،والوزن – 36
38كم.
ب) النمـو العقلى ( المعرفى )
عند سن السادسة أو السابعة يدخل األطفال فى المرحلة الثالثة من مراحل النمو المعرفى األربع
التى حددها بياجيه وهى مرحلة العمليات العيانية " الحسية" ، Concrete Operationويقصد
بالعمليات العيانية " القدرة يلى التفكير المنطقى فى األمور الحسية "
ومن مظاهر النمو المعرفى أيضاً حب الطفل لالستكشاف وارتياد المجهول ومعرفة ما ال يعرفه
،وهذا الحب للمعرفة ال بد أن يقابله رعاية معرفية من الوالدين متمثلة فى توفير مصادر للمعرفة ( كتب، مجالت ،زيارات ألماكن أثرية ،مشاهدة التليفزيون ...إلخ ) ، 39
جـ -النمو االنفعالى :
تتسم هذه المرحلة خاصة الثالث سنوات األخيرة منها بالهدوء ،والثبات االنفعالى ،ويسميها
بعض الباحثين مرحلة الطفولة الهادئة ،وذلك مقارنة بمرحلة الطفولة المبكرة التى تتسم بحدة االنفعاالت
وعدم ثباتها ،وقياسا يلى فترة المراهقة التى تتسم بعدم االستقرار االنفعالى ،ويتسم النمو االنفعالى
فى هذه الفترة بالهدوء ،وتتسم شخصية الطفل بتقبل الضوابط والنظام والطاية .
د -النمـو الحركى :
يستطيع الطفل أن يتحكم فى أدائه الحركى ،وتتسم حركاته بالقوة والسرعة واإلتقان والرشاقة ،
ويستطيع استيعاب النشاط الحركى من خالل ( :لعب الكرة ،والسلة ،والقفز ،والسباحة ..إلخ )
ويستطيع أن يكتسب المهارات الحركية فى فترة قصيرة ،ويميل الذكور إلى النشاط الحركى القوى (الجرى ،والقفز ،وركوب الدرجات ...إلخ ) بينما تميل اإلناث إلى األلعاب الخفيفة .
هـ -النمـو االجتمايــى :
يتسع العالم االجتماعى للطفل بالتحاقه بالمدرسة حيث يواجه الطفل فى هذه السن جماعتين
جديدتين تسهمان فى نمو شخصيته وفى تنشئته االجتماعية وهما :المعلمون واألقران ،ويظل تأثير
األسرة مستم اًر على الطفل ،ويبدأ الطفل فى هذه المرحلة فى االنخراط وتقبل معايير المجتمع ،ويكون سلوكه االجتماعى متسقا مع هذه المعايير ،وهو ال يفعل ذلك لمجرد الحصول على الدعم ،واإلثابة من
الوالدين واآلخرين ،ولكنه يفعل ذلك تحقيقا لذاته حيث يشعر بالرضا عندما يقوم بسلوك اجتماعى
مرغوب ويكون هنا التدعيم ذاتياً وليس خارجياً.
-2الصفات اإليجابية التى يكتسبها الطفل فى هذه المرحلة :
تتضمن زيادة النضج العقلى واالنفعالى واالجتماعى المتمثل فى القدرة على التفكير االستداللي
وعلى تنظيم الذات وعلى التواصل مع األسرة ،واألقران مما يجعل الطفل يشعر بالكفاية ،والتمكن حيث صنعت بها األشياء ،كما يهتم بشكل أساسى باإلنجاز األكاديمى . يهتم الطفل بالكيفية التى ُ
40
الفصل الثالث
النمو في المراهقة
مقدمـة : إن كلمة مراهقة Adolescenceمشتقة من الفعل الالتينى Adolescerreويعنى التدرج نحو
النضج البدنى (الجسمى) والجنسى ،والعقلى ،واالنفعالى ،واالجتماعى ،وهى فترة تلى مرحلة الطفولة وتسبق مرحلة الرشد ،أى أنها فترة انتقالية بين الطفولة والرشد.
اوًال :معنى المراهقة : المراهقة هى المرحلة التى يعبرها الطفل كى ينتقل من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الرشد ليصير
راشدا ناضجاً سواء كان رجالً أم امرأة ،وتمتد هذه المرحلة طوال العقد الثانى تقريبا من عمر الفرد ،فهى تبدأ بحدوث البلوغ الجنسى وتنتهى بالوصول إلى سن الرشد.
ثانيا :المطالب والتحديات األساسية فى مرحلة المراهقة : ً
فيما يلى يرض للمطالب والتحديات األساسية فى مرحلة المراهقة والتى يمكن صياغتها يلى
النحو التالى :
-6تحقيق يالقة ناضجة مع الرفاق : إن شع ور المراهق بالقيمة يبنى على أساس كيفية ردود فعل اآلخرين له وعلى استحسان رفاقه إلى حد كبير ،فضالً عن أنه من أهم نواحى النمو االجتماعى له ذلك النمو التدريجى لميوله نحو أفراد
الجنس اآلخر ،ويؤدى هذا الميل بطبيعته إلى اتساع نشاطه الجنسى الغيرى ،وهذا النشاط هو المسئول
عن قضايا الحب التى يمارسها المراهقون. -2تحقيق هوية الجنس :
إن اعتناق المراهق للدور المناسب لجنسه ،وقبوله لطبيعته البيولوجية يبدأ فى سنوات الطفولة ،
ويمثل جزءاً هاما من اإلحساس بهويته وبمن يكونه ويدعمه التوحد مع الوالد من نفس جنسه وتأييد ذلك واستحسانه من قبل المجتمع واآلخرين. -3اتخاذ الق اررات فيما يتعلق بالمستقبل المهنى : إن أكثر ما يصيب المراهق بالقلق واالضطراب هو عدم القدرة على االستقرار وتحديد هوية
ظا على تماسكهم الذاتي، مهنية ،مما يدفع بالمراهقين إلى المبالغة فى التوحد باألبطال الجماهيرية حفا ً 41
ومن هنا فاإلعداد للمستقبل المهنى من المهام الرئيسية أمام المراهق ويؤكد البعض أن المراهقة تنتهى
ببداية الخبرة العملية فى عالم العمل.
-4تنمية القيم والمعايير الخلقية : تنفرد المراهقة أكثر من أى مرحلة أخرى باالهتمام الشديد بالقيم والمعايير الخلقية فمن ناحية
يؤدى نمو القدرات العقلية إلى زيادة الوعى بالقضايا الخلقية ،والى زيادة القدرة على مناقشتها.
وتكملة لهذه المطالب والتحديات التى يواجهها المراهق توجد أيضا الحاجة للمركز االجتماعى، والحاجة إلى االستقالل ،والحاجة إلى اإلنجاز ،ونراه يهتم بالمثل والدين والحقيقة فى محاولة منه إليجاد
فلسفة لحياته والفشل فى ذلك يؤدى إلى عدم توافر األمن النفسى.
ولعل أقوى الحاجات وأهمها عند المراهق هى :الحاجة إلى المركز االجتماعى فى محيط واقعه ،وتحقيق
المكانة ،ومن هنا يكون ميل المراهق إلى االسهام الحماسى فى حياة الجماعات ليؤكد انتمائه لحياة الكبار ،وأحيانا ما ينتمى إلى الجماعات المناهضة أو المنحرفة ليؤكد كيانه ،ووجوده ولوبصورة سلبية
فى وجه عالم الكبار بدالً من الوجود الهامشى.
أما الحاجة الثانية التى تزداد داللتها وأهميتها خالل المراهقة فهى الحاجة إلى االستقالل
) (Need For Independenceفبدون تحقيق درجة معقولة من االنفصال أو االستقالل الذاتى ال يمكن تحقيق عالقات ناضجة بالجنس اآلخر أواألقران.
ثال ًثا :مظاهر النمو لدى المراهق ( )6النمو الجسمى : تحدث طفرة كبيرة في النمو مع البلوغ ،ويعد البلوغ ثانى فترة يحدث فيها أسرع تغيرات جسمية ، وأولها مرحلة ما قبل الوالدة والنصف األول من العام األول بعد الوالدة .ولذلك شاع وصف المراهقة
بأنها مرحلة " ا نفجار فى النمو " ،وهو انفجار يحدث قبل البلوغ أو يتزامن معه ،ويستمر لمدة عام أو عامين ( تبعا للفروق الفردية ) قبل أن يصل الفرد إلى النضج الجنسى ،ثم يستمر لفترة تمتد من ستة
أشهر إلى عام كامل بعد ذلك .ومعنى ذلك أن فترة التغير السريع تمتد حوالى ثالث سنوات تؤلف فى
مجموعها مرحلة المراهقة.
ويحدث مع البلوغ أربعة تغيرات جسمية هامة تشمل حجم الجسم ،ونسب أعضاء الجسم ،ونمو
الخصائص الجنسية األولية ،ونمو الخصائص الجنسية الثانوية ،وبعد اكتمال هذه التغيرات يتحول جسم الطفل الذى كان عليه طوال المراحل السابقة إلى جسم الراشد الذى سيصير إليه طوال مراحل عمره
التالية .
42
وتأتى التغيرات فى حجم الجسم من التغيرات فى الطول والوزن ،ويحدث االنفجار فى نمو
الطول قبل الوزن ،وأكبر زيادة فى الطول تحدث قبيل بداية البلوغ ،وتكون فترة النمو السريع في العام
السابق عليه .
وال تعد الزيادة فى الدهون المصدر الوحيد لزيادة الوزن فى المراهقة عند الذكور ،وانما يضاف
إلى ذلك الزيادة فى أنسجة العظام والعضالت؛ فعند البلوغ تنمو العظام أسرع وتتغير فى الشكل والنسب والبنية الداخلية ( حيث تصير أكثر صالبة ) ،وتؤلف العضالت %45من وزن الجسم ( وكانت فى
مرحلة الطفولة ال تزيد عن ، ) %25وأكبر زيادة فى العضالت تحدث خالل الفترة من 15-12سنة. ( )2النمو العقلى والمعرفى : يبدأ الذكاء الحسى فى الطفولة ثم ينمو تدريجيا نحو الذكاء المجرد فى مرحلة المراهقة حيث يصل أقصاها حتى 18سنة ،وتتمايز القدرات العقلية العامة ثم تظهر بعد ذلك القدرات العقلية الخاصة كناتج للتحصيل الدراسى وزيادة درجة االنتباه ،ونمو عمليات االستنباط ،واالستنتاج ،واالستدالل ،ويوجد
تبعا لعوامل شتى وهى القدرات الخاصة ،وغيرها مثل: تنوع لدى المراهقين فى الميول ،واالستعدادات ً مستوى التحصيل الدراسى ،والمستوى الثقافى ،والحالة الصحية للمراهق ،وحيث يسير النمو العقلى عموما من المجمل إلى المفصل أومن الكل للجزء كما هو فى مرحلة الطفولة فيبدأ التمايز فى العمليات
العقلية ،والقدرات الخاصة فى الثالثة عشر وتبلغ أقصاها فى الثامنة عشر. ومن العمليات العقلية التى تزداد تفصيالً : االنتباه :يزداد مداه وعمقه فيستطيع تناول مشكالت وموضوعات أكثر عمًقا ،ومعقدة ،وبذلك يستطيع االستيعاب دراسيا دروسا أطول ،ومدى االنتباه له عالقة بالذكاء العام ،ويساعد على التحصيل المرتفع ،ويزيد من تذكر المراهق. التذكر :يميل المراهق إلى التذكر المبنى على الفهم ،واستنتاج عالقات جديدة بل من التذكر اآللى . التخيل :يميل المراهق إلى التخيل المجرد والقائم على المعنويات أيضا بدال من التخيل الحسى كما هو فى مرحلة الطفولة ،ولذلك تكثر أحالم اليقظة التى يبنى فيها آماله وأحالمه ،وتعتبر القدرة على التخيل هى األساس فى دراسة العلوم القائمة على التفكير المجرد كما هو فى الهندسة
بفروعها ،والجبر ،وغيرها من العلوم الفيزيقية والرياضية؛ كما تزداد لدى المراهق القدرة على االستدالل واالستنتاج والتفكير بأنواعه.
43
( )3النمو االنفعالى : يوجد اتفاق عام على أن مرحلة المراهقة هى مرحلة " أزمة " ،ولعل جورج ستانلى هول كان
أول من أطلق هذا الوصف فى عبارته الشهيرة "مرحلة الضغوط والعواصف" ،وهو وصف يتضمن المعنى التقليدى وهو أن المراهقة مرحلة توتر انفعالى شديد مصدره التغيرات الجسمية ،والسيكولوجية التى تحدث فى هذه المرحلة ،إال أننا إذا علمنا أن النمو يستمر طوال مرحلة المراهقة بمعدل بطىء ، بعد البلوغ خاصة ،وأن معظم النمو ليس إال محض تكملة للتغيرات التى حدثت بالفعل أثناء البلوغ ،
فإن هذا التفسير البيولوجى الحتمى لألزمة يصبح موضع شك ،واألصح أن نضع فى االعتبار نتائج بحوث علماء االجتماع واالنثروبولوجيا التى أكدت أن أزمة المراهقة " تختلف فى شكلها ومضمونها وحدتها من مجتمع إلى مجتمع ،ومن حضارة إلى حضارة.
وأهم العوامل التى تزيد من االنفعاالت والعصبية والصراع لدى المراهق هى : -1ينشأ الصراع لدى المراهق بين رغبته فى أن يعامل معاملة الشخص الكبير فى الوقت الذى يعامله فيه والديه ومعلميه كما لو كان الزال طفالً ،أو على األقل ال يعامالنه المعاملة التى يرى نفسه جدي اًر بها، ويزداد األمر تعقيدا إذا كان األباء بالفعل من النوع المتسلط الذى يتحكم فى أبنائه .
-2ينشأ الصراع فى نفس المراهق بين دوافعه الجنسية التى تثيره وتستفزه وبين الموانع الخارجية ممثلة فى
التقاليد والعرف والقوانين ،وقبل هذا كله التعاليم الدينية التى تنظم إشباع هذه الدوافع على نحو ال يكون
متيس ار به فى هذه المرحلة ،وليست الموانع الخارجية فقط هى التى تكف المراهق ،بل أن الموانع
الداخلية ممثلة فى األنا األعلى تعمل على كف هذه النوازع ،وتزداد المشكلة حرجا كلما طالت هذه المدة ،وهى تطول بالفعل فى المجتمعات الصناعية أو الحديثة ،بينما ال تكاد توجد فى البيئات الريفية والبدائية كما ذكرنا من قبل .
-3ينشأ الصراع لدى المراهق بين رغبته فى االستقالل عن والديه واعتماده على نفسه ،وبين ميله الشعورى
أو الالشعورى إلى االعتماد عليهما ،وهو فى حاجة حقيقية إليهما ألنه لم ينضج بعد ،واذا كان المراهق شاع ار بالنوعين األولين من الصراع فإنه غالبا ما ال يكون مدركا بوضوح لهذا المحور من محاور الصراع فى داخله ،ولكنه قد ينتبه إليه – وعلى نحو غير واضح ويثير تساؤله – عندما يثور على
والديه أو يغضب منهما ثم يندم على ذلك فيما بعد .
-4من أسباب الصراع أيضا لدى المراهق عامل يرتبط بتوازن جوانب النمو ،والنمو الجسمى يسبق النمو العقلى ،واالنفعالى ،واالجتماعى ،ومن هنا يبدو المراهق فى حجم الراشد الكبير ولكن سلوكه ال زال بعيدا
عن سلوك الراشد ،ويترتب على ذلك أن بعض المحيطين بالمراهق قد يتوقعون منه سلوكا راشداً مما يجعله عرضة للنقد ،والحقيقة أن الكبار أحيانا ما يكلفون المراهق بأعمال فوق مستوى نضجه االنفعالى 44
واالجتماعى ويحاسبونه على عدم قدرته على القيام بها ،مما يشعر المراهق بالسخط واإلحساس بالظلم وعدم التفهم من جانب المحيطين به . -5كذلك قد يكون من العوامل أو األسباب التى تثير الصراع فى نفس المراهق رغبته فى تحقيق ذاته وفشله فى بعض المواقف؛ فقد يريد المراهق أن يتفوق دراسيا ،ولكنه ال يستطيع أو ال يعرف كيف يحقق
ذلك ،وقد يحاول أن يتفوق رياضيا ،أوأن يشارك فى األنشطة االجتماعية ،ولكنه ال ينجح فى ذلك ،وقد
يحاول أن يظهر بمظهر القادر ماديا ليجارى رفاقه أو ليعوض القصور فى جوانب ،ولكن إمكانياته ال
تساعده ،فكل هذه اإلحباطات تثير سخط المراهق وحنقه وضيقه ،ويبحث المراهق عن مصدر يحمله
مسئولية هذه االحباطات التى صادفها ،وقد يكون هذا المصدر هو الوالدان أوالمدرسة أوالمجتمع. ( )4النمو االجتمايى :
يتسع المجال االجتماعى للمراهقين عنه لدى الطفل ،فبعد أن كان يعتمد على األسرة وأفرادها أو األفراد فى الحضانة ،ورياض األطفال ،واألقارب ،والجيران فى عالقته واتصاالته االجتماعية أصبح المجال خارج األسرة ،وهذه المؤسسات أكثر ،ومن خاللها يكتسب المعايير ،والعادات ،واألعراف السائدة فى مجتمعه وثقافته ،أى يصبح تأثير الرفاق والزمالء أكثر من أى فئة أخرى ويلم باألدوار االجتماعية التى حددها المجتمع لكل فرد وجنس وتصقل خبراته االجتماعية ومهارته فى التواصل مع اآلخرين، وتتبدل األوضاع؛ فبدالً من تقبله معايير ،وتقاليد األسرة ،وتشربه لها في الطفولة بدأ يختار ،ويناقش، ويقتنع بما يمشى مع آرائه واتجاهاته وشخصه عموماً . ( )5النمو الخلقى واالهتمامات الدينية : من المهام النمائية الهامة فى مرحلة المراهقة المبكرة تعلم المراهق ما تتوقعه منه جماعته، وتشكيل سلوكه ليتوافق مع هذه التوقعات دون إشراف مستمر ،ودون تهديد بالعقاب على النحو الذى كان سائدا فى مرحلة الطفولة ،ولهذا نجد المراهق يحل المبادئ الخلقية العامة محل المفاهيم الخلفية النوعية أو الخاصة ،كما يحل الضوابط الداخلية للسلوك محل الضوابط الخارجية . والمراهقة هى مرحلة سعى إلى الكمال ،ونتيجة لذلك نجد المراهقين يصنعون ألنفسهم ولآلخرين معايي ار أخالقية مرتفعة يصعب أحيانا الوصول إليها وحين يعجز عن تحقيق نموذج " الكمال األخالقى " الذى حدده ،يشعر المراهق بالذنب ويعانى من اضطراب الضمير ،ولهذا نجد المراهق أكثر استعدادا من الطفل فى تقبل اللوم ،إال أنه لو زادت حدة مشاعر الذنب عنده ،وتكرر حدوثها قد يشعر المراهق بعدم الكفاءة الشخصية ،ويلجأ نتيجة لذلك إلى الهرب فى أحالم المراهقين الصغار وهى مشاعر ذنب ناجمة عن شعور بالعجز بعضه حقيقى ومعظمه متوهم .
45
األسئلة التقويمية -1عرف النمو -2حلل تعريف النمو -3اعرض مبادئ النمو في ضوء مادرست.
-4اعط مواقف حياتية توظف فيه مبادىء النمو. -5فسر اثنين من عوامل النمو.
-6للعوامل المؤثرة في النمو أهميتها التي ال يمكن تجاهلها.ناقش
مثاال لكل عامل منها علي حده (.يكتفي بعاملين). -7للعوامل المؤثرة في النمو أهمية في حياتنا.اعط ً أوسلبا علي عملية النمو: إيجابا -8هناك بعض العوامل التي تؤثر ً ً أ -وضح كيف يمكن االستفادة من العوامل اإليجابية للنمو فى تحقيق نمو فعال؟
موضحا كيف يمكن التغلب علي هذه السلبيات لتحقيق نمو فعال؟. ب -اعرض لهذه السلبيات ً -9هناك بعض العوامل التى تؤثر على الجنين فى البيئة الرحمية قبل الوالدة: أ-اعرض هذه العوامل بإيجاز.
مبديا مقترحاتك لتحقيق نمو سوي في تلك المرحلة. ب -اعرض العوامل التي تؤثر إيجابا في المرحلة ً ً مبديا مقترحاتك للتغلب عليها لتحقيق نمو سوي في تلك سلبا في المرحلة ً ج -اعرض العوامل التي تؤث ار ً المرحلة.
د -ما دور اآلباء والمربين تجاه الوليد لتحقيق نمو فعال في تلك المرحلة؟.
-11تتعدد مظاه ـ ــر النمـ ـ ـ ــو خالل مرحلة الرضاعــة .اعرضها بايجاز.
-11فسر مظاه ـ ــر النمـ ـ ـ ــو المختلفة خالل مرحلة الرضاعــة(.يكتفي بمظهرين).
-12تُكسب مظاه ـ ــر النمـ ـ ـ ــو المختلفة مرحلة الرضاعــة أهميتها في حياة الطفل حلل هذه العبارة. -13هناك صفات إيجابية يكتسبها الطفل فى مرحلة الرضاعة .اعرضها في ضوء مادرست. -14مالتطبيقات التربوية لآلباء والمربين تجاه مظاهر النمو المختلفة لطفل مرحلة الرضاعة؟. -15وضح مظاهر النمو الجسمى لطفل ماقبل االبتدائية.
-16فسر مظاهر النمو اللغوي والعقلي لطفل ماقبل االبتدائية.
-17تتعدد مظاهر النمو االنفعالى لطفل ماقبل االبتدائية بين(انفعال الخوف والغضب والغيرة) ناقش. 18فسر العوامل التي تساعد طفل ماقبل االبتدائيةعلي اكتساب صفات إيجابية .
-19تتعدد مظاهر النمو لمرحلتي الطفولة الوسطي والمتأخرة.ناقش (يكتفي باثنين). 46
-21قارن بين مظاهر النمو المختلفة لكل من طفل ماقبل المدرسة وطفل المدرسة في كل من النمو (الجسمي – اللغوي – العقلي – االنفعالي – االجتماعي -الحركي).
-21ماذا تقترح لتنمية النمو العقلى لدى أخيك األصغر؟
-22تتعدد الصفات اإليجابية التى يكتسبها الطفل فى مرحلتي الطفولة الوسطى والمتأخرة .اعرض في ضوء مادرست.
-23عرف المراهقة. -24هناك مطالب وتحديات أساسية يحتاجها المراهق .دلل علي ذلك.
-25لمظاهر النمو الجسمى في مرحلة المراهقة أهمية بالغة في حياته .ناقش. -26اعط أمثلة توضح أهمية النمو المعرفي للمراهق.
-27تتعدد العمليات العقلية التى يقوم بها المراهق كاالنتباه ،والتذكر ،والتخيل .اعط أمثلة توضح ذلك. -28فسر مظاهر النمو االنفعالي للمراهق.
-29ما العوامل التى تزيد من االنفعاالت والعصبية والصراع لدى المراهق ؟ -31فسر مظاهر النمو االجتماعي للمراهق.
-31وضح أهمية النمو الخلقى واالهتمامات الدينية للمراهق.
-32تتبع الصفات االيجابية خالل مراحل النمو التالية (مرحلة الرضاعة – الطفولة المبكرة – الطفولة الوسطى والمتأخرة)
47
الوحدة الثالثة
48
الوحدة الثالثة الشخصية وأساليب التوافق النفسي واالجتمايي أهداف الوحدة -: قادرا علي أن: يتوقع من المتعلم بعد دراسته لهذه الوحدة أن يكون ً -1يعرف مفهوم الشخصية كمثير. -2يعدد المالحظات على تعريف الشخصية كمثير. -3يعرف مفهوم الشخصية كاستجابة.
-4يبرز مفهوم الشخصية كتنظيم داخلي وسيط بين المثير واالستجابة.
-5يستخلص ما يتضمنه تعريف الشخصية كتنظيم داخلي وسيط بين المثير واالستجابة. ُ -6يعرف مفهوم الشخصية عند ألبورت. -7يلخص مايتضمنه تعريف ألبورت للشخصية. -8يعرض نظرية األنماط.
-9يميز بين أنماط الشخصية.
-11يوضح أوجة النقد التي وجهت لنظرية األنماط.
-11يعرض أنماط الشخصية كما حددها سبرانجر. Spranger -12يعدد المحددات األساسية لنظرية التحليل النفسي.
-13يبرز المحددات األساسية للنظرية السلوكية في الشخصية. -14يعطى نماذج لبعض أنواع الشخصيات.
-15يعطى أمثلة لبعض الخصائص لكل نموذج من نماذج الشخصية. -16يذكر المحددات الرئيسية للنظرية األساسية في الشخصية ُ -17يعرف االتجاه. -18يعلل انتشار مفهوم االتجاه وكثرة استخدامه. -19يحدد مكونات االتجاه.
-21يحدد العنصر الفعال الذي يحدث تفاعل بين مكونات االتجاه. -21يعط مواقف حياتية يوظف فيها مكونات االتجاه. -22يحدد أهمية دراسة االتجاهات. 49
-23يعدد خصائص االتجاهات. -24يلخص وظائف االتجاهات .
-25يبرر سهولة وصعوبة تغيير االتجاه. ُ -26يعرف القيم. -27يميز بين األطر المختلفة للقيم. -28يحدد خصائص القيم.
-29يستخلص كيفية اكتساب القيم لدى الفرد. -31
يناقش دور التنشئة االجتماعية والخصال الفردية في تشكيل النسق القيمي للفرد.
ُ -31يعرف مفهوم التوافق. -32يعدد أنواع التوافق. ُ -33يعرف اإلحباط. -34يبين العوامل المحدثة لإلحباط. -35يحدد مفهوم الصراع.
-36يعرض باختصار أنواع الصراعات المختلفة.
-37يفسر كيفية حدوث كل صراع من الصراعات المختلفة كل علي حده. -38يعطى أمثلة ألنواع الصراعات المختلفة.
-39يستخلص النتائج المترتبة علي اإلحباط والصراع. ُ -41يعرف القلق. -41يحدد مظاهر القلق المختلفة.
-42يعطى أمثلة لمظاهر القلق المختلفة. -43يحدد مستويات القلق المختلفة.
-44يعطى أمثلة لمستويات القلق المختلفة. -45يميز بين مستويات القلق المختلفة.
-46يعدد األساليب المباشرة لحل الصراعات واإلحباطات.
-47يعطي مثال ألساليب حل الصراعات واالحباطات على المستوى الشعوري. -48يعدد بإيجار حيل الدفاع المختلفة (األساليب الغير مباشرة للتوافق). -49يفسر حيل الدفاع المختلفة كل علي حدة.
-05يعطى أمثلة لحيل الدفاع المختلفة كل علي حدة. 50
الفصل األول الشخصية مقدمة:
مفهوم الشخصية Personalityمن األلفاظ العامة شائعة االستخدام لدى عامة الناس ،إال أنها ترد
في الفروع المختلفة للعلوم بمعاني مختلفة ،ولذلك يصعب تحديد مفهوم الشخصية تحديداً قاطعاً. إال أننا سنقتصر في إيراد معناها هنا من زاوية علم النفس.
أوال:مفهوم الشخصية:
تتعدد مفاهيم الشخصية في علم النفس ،وتختلف فيما بينها وذلك بإختالف زاويا النظر إليها ،وهى :
-6مفهوم الشخصية كمثير:Stimulus
الشخصية هي مايمتلكه الفرد من مظاهر خارجية ،ومقدرة هذه المظاهر في التأثير على اآلخرين ،أو
طبقا لما قال به فلمنج Flemingمن أن الشخصية هي" مجموعة األفعال التي تؤثر في اآلخرين. ومن المالحظات على هذا المفهوم:
أ -إهماله للتنظيم الداخلي للفرد.
ب -يجعل حكمنا على الشخصية خاضعا العتبارات السمعة والشكل الخارجى والتقديرات الخاطئة.
-2مفهوم الشخصية كاستجابة : Responseتتحدد شخصية الفرد في ضوء استجابته للمثيرات،
وأسلوب توافقه وانسجامه مع الظواهر االجتماعية في البيئة". ومن المالحظات على هذا المفهوم:
أن استجابات الفرد وردود أفعاله للمثيرات والمواقف تختلف من فترة إلى فترة ،ومن موقف إلى موقف
برغم ثبات المثير أو الواقعة اإلجتماعية أو العكس .ومن ثم فإنه يصعب الوصول إلى حكم محدد وموضوعي على الشخصية في إطار ماسبق.
-3مفهوم الشخصية كتنظيم داخلي وسيط بين المثير واإلستجابة :Intra-organization تنظيم داخلي يقوم على التفاعل والتكامل والتأثير المتبادل بين مكوناتها يتوسط المثير واالستجابة
التي يصدرها الفرد ،ومن أمثلة هذا النوع من مفاهيم الشخصية ،ما ذهب إليه البرت :)1961( Alport
الشخصية" ذلك التنظيم الدينامي داخل الفرد لجميع أجهزته النفسجسمية ،الذي يملي على الفرد طابعه
الخاص ،والمميز له في السلوك والفكر". وبتأمل هذا التعريف نجد مايلى:
51
أ-الشخصية تنظيم دينامي ،وهي عبارة معناها يشير إلى أن البناء الداخلي للفرد ليس تنظيما ساكنا، بل في حالة من التفاعل والترتيب والتناسق.
ب " -أجهزته النفس جسمية ،وهي عبارة تشير إلى أن تنظيم الشخصية يتضمن التكامل بين أنظمة
ومكونات الشخصية(الوراثية ،والجسمية ،واالنفعالية...إلخ) في وحدة ال يمكن فصلها.
ج " -تملي يلى الفرد" ،ومعناه أن جميع مكونات وأنظمة الفرد الداخلية عندما تستثار يكون لها
دور توجيهي لكل األفعال واألنشطة المميزة لكل شخصية على حده.
د " -طابعه الخاص والمميز" أي أن المظاهر السلوكية والفكرية التي يبديها الفرد تتسم بأنها فردية
ومميزة له دون سواه ،كما تحدد أسلوبه الخاص والفريد في التوافق .
ه " -السلوك والفكر" عبارة تعني أن كل ما يفعله ويغير من نشاطه الداخلي ،ليس ليجعل الفرد
متوافقا مع البيئة فحسب ،بل ليجعله قادر على السيطرة والتحكم في األحداث.
ثانيا:نظريات الشخصية :Personality Theories
منذ زمن بعيد والشخصية تحتل اهتمام الفالسفة والعلماء والمفكرين في محاولة منهم لفهم اإلنسان.
ومن النظريات التي يمكن أن نجدها في هذا الجانب -1:نظرية األنماط -2 .نظرية التحليل النفسى -3.النظريات السلوكية -4 .النظرية اإلنسانية. وفيما يلي أهم التوجهات األساسية لكل نظرية:
-6نظرية األنماط :Patternes Theoryنظرية األنماط من أقدم النظريات التي حاولت فهم
الشخصية
وتقسيمها
إلى
أنواع،
وترجع
بدايتها
إلى
العالم
اإلغريقي
"هيبوقراط
371 -461)Hippocratesق.م)؛ حيث ربط بين الجوانب الفسيولوجية والشخصية ،وذهب إلى
أن اللون العام للشخصية يتوقف على مقادير االختالط بين الجوانب الفسيولوجية والشخصية ،وفي ضوء ذلك قسم الشخصية إلى أربعة أنماط أو أمزجة عامة ،وهي:
أ -النمط السوداو :Melancholic:صاحب هذا النمط بطيء التفكير لكنه قوي االنفعال، يميل إلى االنطواء والتشاؤم واالنقباض واالكتئاب.
ب -النمط الصفراو :Choleric :وصاحبه طموح وعنيد وجاد ،وحاد الطباع وسريع االستثارة والغضب.
ج -النمط الدمو :Sanguine :وصاحبه سهل االستثارة ،وسريع االستجابة ،ويتميز بالتفاؤل والمرح والنشاط.
د -النمط البلومي :Phlegmaticوصاحبه بطيء االستثارة ،ويغلب عليه الخمول والتبلد االنفعالي. 52
وطبقا لراي هيبوقراط أن الشخصية السوية تعتبر نتاجا لتوازن هذه األمزجة األربعة وتكافئها ،واذا ما
تغلب أحد األمزجة على األخرى نشأت االضطرابات واألمراض النفسية ،ومن االنتقادات التي توجه إلى هذه النظرية تجاهلها للفروق الفردية بين األفراد.
-2نظرية التحليل النفسى :Psycho-analysis
تنتمي إلى هذا التوجه نظريات عديدة ،أشهرها نظرية الطبيب النمساوي سيجموند فرويد S. Freud
( )1939 -1856في التحليل النفسي ،ويؤكد التحليل النفسي عموما على خبرات الطفولة المبكرة، والدوافع الالشعورية ،والصراعات ،واإلحباطات كمحددات للشخصية ،كما تركز على الطاقة النفسية
كمحرك أساسي للسلوك ،والحيل والميكانيزمات الدفاعية كوسيلة لمواجهة القلق.
وفي التوجهات الحديثة لهذه النظرية عند إريك إريكسون ،وكارين هورني ،وهاري ستاك سوليفان
أصبح هناك اهتمام مضاف لدور المتغيرات اإلجتماعية ،والتفاعالت مع الوالدين خالل عملية التنشئة في نمو الشخصية ،وتعتمد هذه النظرية على اختالف توجهاتها وعلمائها على المالحظة،
واالستبطان ،والتداعي الحر ،والتحليل المنطقي للذكريات ،واألفكار في دراسة الشخصية ،والحكم
عليها.
-3النظريات السلوكية :Behaviorism تنظر السلوكية إلى الشخصية على أنها مجموعة من العادات المكتسبة ،أو المتعلمة وفقا لقوانين التعلم .
وفي أحكامهم على الشخصية يركزون فقط على السلوك الظاهر الذي يمكن مالحظته ،وقياسه بغض النظر عما يحدث داخل الفرد ،وبخاصة ما يتعلق بما يحدث داخل العقل ،بل وذهب
واطسون برفض تأثير العوامل الوراثية على الشخصية ،إال أن السلوكيين من أمثال سكنر ،ودوالرد،
وميلر نزعوا إلى إدراك أهمية العوامل الوراثية ،ودوافع الفرد في تشكيل سلوكه ،ومن ثم في شخصيته.
-4النظرية اإلنسانية : Humanstic theory : يطلق عليها القوة الثالثة لعلم النفس بعد نظرية التحليل النفسى والسلوكية ،وهى تركز على الطبيعة
اإلنسانية الخيرة؛ حيث ترى أن اإلنسان خير بطبعه،وواع لسلوكه.
والسلوك دائماً له هدف محدد ،ومن رواد هذة النظرية ،إبراهام ماسلو ،الذى ركز على بعض الموضوعات ذات الصبغة اإلنسانية مثل :تحقيق الذات ،واإلبداع ،وأهداف الحياة ،وجودتها،
والوجود الشخصى ،واإلجتماعى ،ويعتبرونها من المتغيرات المهمة للحكم على الشخصية .
ثالثا :نماذج لبعض أنواع الشخصيات: 53
سنعطي هنا أمثلة لبعض أنواع الشخصيات ليس في ضوء نظرية بعينها ،ولكن في ضوء القاسم المشترك األكبر للنماذج السلوكية الشائعة ،والتي أتت نتاجا الستقصاء العديد من البحوث. -6الشخصية الطبيعية أو العادية :Normal Personality
رغم االختالف على المحك الذي يحدد في ضوئه الطبيعي أو العادي إال أن من التعريفات المقبولة – إلى حد ما -لصاحب الشخصية الطبيعية ،أنه ذلك الفرد الذي تظهر خصائص شخصيته بصورة متكاملة، وأنه يستطيع توجيه هذه الخصائص بشكل متوازن نحو تحقيق هدف حياتي معين.
وذهب آخرون إلى اعتبار الشخص الطبيعي بأنه الشخص الذي يتمتع بالصحة النفسية والعقلية
السليمة ،وهناك من يرى أن الشخصية الطبيعية تعنى الخلو من االضطرابات النفسية والعقلية ،وهذه
التعريفات تتقارب من تعريفات الصحة النفسية ،ويذهب فريق ثالث إلى أن الشخصية الطبيعية هي التي
تتمتع برزانة العقل ،والثبات االنفعالي ،وأنه سعيد ويتمتع بنشاط كاف ،واستثمار كامل لكل امكاناته،
ويتوافق مع بيئته بكل مكوناتها ،ويبذل قصارى جهده ،وليس في حرب مع نفسه وال غيره. -2الشخصية اإلنطوائية : Introvert Personality
التوجد شخصية منطوية انطواء كامال ،كما التوجد أخرى منبسطة انبساطا كامال ،إنما
الشخصيات على متصل االنطواء –االنبساط تمتلك من هذه الخصائص وتلك . من أهم مايتصف به الشخص االنطوائى هو:
أ-يميل إلى االنعزال والوحدة و تحاشيه للتواصل االجتماعى.
ب -يميل إلي التأمل منفردا بما يشبه أحالم اليقظة.
ج -قليل االهتمام بالنواحي المادية ،وتغلب عليه االعتبارات النظرية والمثالية.
د-حساس المزاج؛ لذلك تجده سريع االنفعال.
-3الشخصية الهيستيرية : Hysterical Personality : من أكثر الصفات ورودا في الشخصية الهيستيرية هى : أ-حب الذات واالهتمام بها.
ب -حب الظهور ومحاولة جذب انتباه واهتمام اآلخرين .
ج-التواكل على اآلخرين في المسئولية.
د -القابلية الشديدة لإليحاء والتأثر باآلخرين. ه -القابلية للمبالغة والكذب والتمثيل.
و-انفعاالتهم طفولية وسريعة التقلب وتتسم بالسطحية.
-4الشخصية السيكوباتية :Psychopathic Personality:
الشخصية السيكوباتية شخصية ضد مجتمعية ،اليتصرف بإرادة واعية وكاملة . 54
ويمكن تلخيص أهم صفات ومعالم الشخصية السيكوباتية في : أ -ظهور اضطراب السلوك في سن مبكرة . ب -إتخاذ هذا االضطراب اتجاها مؤذيا أو مضادا للمجتمع . ج -االندفاع الخارج عن السيطرة اإلرادية . د -استجابته لوسائل الشدة أو اللين . ه -عدم النضج العاطفى ،والنقص في الحكم على األمور ،مع توفر بعض االتجاهات لالنحراف السلبى. -5الشخصية الدونيةInferior Personality : يعد النقص مركب نفسى الشعورى يرجع إلي العديد من العوامل النفسية ،ومن أهم صفاتها: أ -يعاني من عجز دائم في تلبية التزاماته ومناشطه الحياتية. ب -يتخذ مرتبة أدنى في التعامل مع الغير. ج -يقتنع دائما بأن يكون في وضع الخنوع والخضوع واالستسالم. د -يفتقر للشعور بالثقة واالستقاللية. ه -يرضى باألدوار الهامشية في الحياة. -1الشخصية المبدية :Creative Personality من أهم خصائص الشخصية المبدعة: أ -يتسم بالمنهج العلمي في التفكير ويبتعد عن التفكير الخرافي. ب -يلفت انتباهه ما ال يلفت انتباه الشخص العادي. ج -دائم التفكير في مشاكل وقضايا قد ال يفكر فيها الشخص العادي. د -تتسم حلوله للقضايا والمشاكل بالحداثة وغير التقليدية. ه -يمكنه أن يعطي حلوال متعددة وجادة وذات عمق للمشكلة الواحدة. ز -غالبا ما يتسم بارتفاع نسبة الذكاء عن العاديين. ولقد كان من أبناء مصرنا الحبيبة العديد من أمثال هؤالء ،رفعوا راية مصر ومحلقة في األفاق ،فهل يمكنك عزيزي الطالب أن تذكر بعضهم؟ نحن ننتظر منك أن تكون مثلهم،وترفع راية مصر في المحافل الدولية ويسجل إسمك في التاريخ.
55
الفصل الثاني مقدمــة :
تعتبر االتجاهات
االتجاهات والقيم Attitudesبناء معرفيا افتراضيا يعكس تنظيما ألراء الفرد ومعتقداته
وسلوكه ،ونظ اًر ألهمية االتجاهات فى توجيه ودفع السلوك فقد لقيت قد اًر كبي اًر من الدراسة والتجريب ،
فكل تغير أو تقدم اجتماعى يتطلب أيضاً وعيا بما يسبب تغيير االتجاهات وأى هذه العوامل تقاوم هذا التغيير.
اوًال :تعريف االتجاه: إن االتجاه تركيب عقلى نفسى أحدثته الخبرة ،وهو تركيب يتميز بالثبات واالستقرار النسبى ،
يوجه سلوك األفراد قريبا من أو بعيدا عن عنصر من عناصر البيئة ،ومن أمثلة االتجاه حب فرد لتخصص معين أو كراهيته لتخصص آخر ،أو حب فرد لجماعة ما أو كراهيته لجماعة أخرى.
ثانيا :مكونات االتجاه: ً
االتجاه يتكون من ثالثة عناصر أساسية تتفاعل مع بعضها البعض لتعطى الشكل العام
لالتجاه ،وسوف نشير إلى هذه المكونات فيما يلي :
-6المكون المعرفى :ويشتمل على معتقدات الفرد وأفكاره وتصوراته ومعلوماته نحو موضوع االتجاه سواء كان أشياء أوأشخاصا أومواقف أوغيرها ،والمعتقدات Beliefsالتى تشمل تصورات الفرد ومعارفه تجاه موضوع معين وتسهم فى كيفية تكوين اتجاهاتنا سلبيا أو إيجابياً نحو الموضوعات والمواقف نظ ار ألن كل صفة من هذه الصفات المرتبطة باعتقاد ما عادة ما يكون لها تقييم معين لدينا
من حيث هى مرغوبة أم غير مرغوبة.
مثال :نسق المعتقدات حول تدخين السجائر يقصد به مجموعة المعتقدات التى توجد لدى الفرد حول هذا الموضوع والتى ينتظم من خاللها سلوكه. -2المكون االنفعالى :ويشير إلى مشاعر الفرد وانفعاالته نحو موضوع معين ،فاالتجاهات
تنطوى على شحنات انفعالية معينة؛ إذ ينزع األفراد أن يكون لهم استجابة انفعالية معينة تجاه أشخاص أو موضوعات ،أو مواقف يحبونها أو يكرهونها ،يسعدون بها أو يبغضونها ،يرونها طيبة أم سيئة ، ولعل هذا الجانب هو أكثر المكونات عرضة للثبات ،وعدم التغير؛ فحين يتعرض األشخاص لحقائق
56
أومعلومات جديدة تناقض ما يعتقدونه عن األشياء أو األشخاص ...إلخ ،فإن هذا الجانب قد يساعد
على استمرار االتجاه لما ينطوى عليه من شحنات انفعالية
-3المكون السلوكي :تحمل االتجاهات معها ميال أو نزوعا للقيام أو عدم القيام بفعل أو سلوك معين ،فإذا أعجبنا شيء ،أو شخص ،أو جماعة ،أو موضوع معين فقد نسلك بما يتيح لنا أن نسانده أو نؤيده أو نقترب منه بشكل ما. بالرجوع إلى مثال التدخين نجد أن: المكونات الثالثة لالتجاة-: أ -اعتقاد الفرد بأن التدخين ضار بالصحة ( مكون معرفى).
ب -كراهية الفرد لرائحة التدخين والمدخنين ( مكون وجدانى).
جـ -االبتعاد عن المدخنين أو محاولة منعهم من التدخين ( مكون سلوكى). الشكل االتي يوضح مكونات االتجاه (المعرفي ثم الوجداني ثم السلوكي) االتجاه
المعرفة
الوجدان
السلوك
ثال ًثا :أهمية دراسة االتجاهات: تمثل االتجاهات أحد أهم موضوعات علم النفس االجتماعى وذلك لما لها من تأثير فى توجيه
سلوك الفرد ،ويعتبر هربرت سبينسر ) (Spencer , 1862أول من استخدم هذا المفهوم " ،ويرجع
انتشار مفهوم االتجاه وكثرة استخدامه إلى يدة أسباب منها:
.1تتسم االتجاهات بالثبات النسبى ،فأحكام الفرد عن الموضوعات والقضايا التى تهمه ثابتة نسبيا. .2أنها متعلمة ومكتسبة ،وبالتالى يمكن تغييرها وتطوير برامج لتدعيم االتجاهات المرغوبة . .3تحديد االتجاهات للكيفية التى يستجيب بها األفراد لمواقف الخبرة التى يمرون بها.
.4إمكانية التنبؤ من خالل المعرفة باتجاهات األفراد وبسلوكهم فى المواقف المختلفة. .5تساهم االتجاهات فى رسم حدود الصلة بين قيم المجتمع وتوجهات األفراد.
57
ابعا :خصائص االتجاهات: ر ً
.1االتجاهات مكتسبة ومتعلمة ،وليست وراثية.
.2االتجاهات تتكون وترتبط بمثيرات ومواقف اجتماعية ،ويشترك عدد من األفراد أو الجماعات فيها.
.3االتجاهات ال تتكون فى فراغ ولكنها تتضمن دائما عالقة بين فرد ،وموضوع من موضوعات البيئة ،أو قضية من القضايا.
.4االتجاهات تتعدد ،وتختلف حسب المثيرات التى ترتبط بها . .5يتضمن االتجاه عنص ار عقليا يعبر عن معتقدات الفرد ،أو معرفته العقلية عن موضوع االتجاه.
.6يتضمن االتجاه عنص ار انفعاليا يعبر عن تقييم الفرد ،ومدى حبه ،أواستجابته االنفعالية لموضوع االتجاه.
.7يتضمن االتجاه عنص ار سلوكيا يعبر عن سلوك الفرد الظاهر الموجه نحو موضوع االتجاه .
.8اال تجاهات تعتبر نتاجا للخبرة السابقة ،وترتبط بالسلوك الحاضر ،وتشير إلى السلوك فى المستقبل.
خامسا :وظائف االتجاهات : ً
-1تحدد طريق السلوك وتفسره .
-2تنظم العمليات الدافعية واالنفعالية واإلدراكية المعرفية حول بعض النواحى الموجودة فى المجال الذى يعيش فيه الفرد .
-3تنعكس فى سلوك الفرد فى أقواله ،وأفعاله ،وتفاعله مع اآلخرين فى الجماعات المختلفة ،وفى الثقافة التى يعيش فيها .
-4تيسر للفرد القدرة على اتخاذ الق اررات فى المواقف النفسية المتعددة فى شئ من االتساق ،والتوحد دون تردد أو تفكير فى كل موقف.
-5تبلور ،وتوضح صورة العالقة بين الفرد ،وبين عالمه االجتماعى.
-6توجه استجابات الفرد لألشخاص ،واألشياء ،والموضوعات بطريقة تكاد تكون ثابتة.
-7تساعد الفرد على أن يشعر ،ويدرك ،ويفكر بطريقة محددة إزاء موضوعات البيئة االجتماعية. -8تعبر عن مسايرة الفرد لما يسود مجتمعه من معايير ،وقيم ،ومعتقدات .
سادسا :تويير االتجاهات: ً
علي الرغم من أن االتجاهات ثابته نسبيا ،وتقاوم التغيير،إال أنها عرضه للتعديل والتغيير،
نتيجة للتفاعل المستمر بين الفرد ،ومتغيرات البيئة ،وتعتمد بعض أساليب تغيير االتجاهات علي الجانب 58
المعرفي ،وتنطوي علي استخدام الحجج المنطقية ،وشرح المعلومات ،والحقائق الموضوعية الخاصة بموضوع االتجاه ،كما تعتمد بعض األساليب األخري علي الجانب االنفعالي ،ويوصي علماء النفس
عموما ،باتباع استراتيجية تدريجية في تغيير االتجاهات ،وتوفير مناخ تسامحي يتم فية التغيير ،وكلما كان الفرد أكثر إطمئنانا كانت اتجاهاته أكثر مرونة وقابليه للغيير. – 6أهم العوامل التى تسايد يلى إحداث تويبر في االتجاهات: أ -ضعف االتجاه وعدم رسوخه.
ب -وجود اتجاهات متوازية أو متساوية فى قوتها بحيث يمكن ترجيح أحدهما على باقى االتجاهات. ج -وجود خبرات مباشرة تتصل بموضوع االتجاه . د -سطحية أو هامشية االتجاه
أمر صعباً: -2أهم العوامل التى تجعل تويير االتجاهات ًا
أ -قوة االتجاه القديم ورسوخه .
ب -الجمود الفكرى ،وصالبة الرأي عند األفراد .
جـ -مصاحبة االنفعال الشديد لالتجاه ،وتحوله إلى تعصب يعمى األعين ،ويصم اآلذان. د -إدراك االتجاه الجديد على أنه تهديد للذات .
هـ -محاولة تغيير االتجاه رغم إرادة الفرد.
و -الدوافع القوية عند الفرد تعمل على مقاومة تغيير االتجاهات .
ز -حيل الدفاع تعمل على الحفاظ على االتجاهات القائمة وتقاوم تغييرها .
59
القيم
لكل فرد نظام قيمي هرمي ،يحكم سلوكه ،ويعكس بشكل أو آخر حاجاته واهتماماته ،والنظام االجتماعي والثقافي الذي يعيش فيه.
اوًال :تعريف القيم : فى اللغة :تعنى قيمة الشئ ،وقدره أو ثمنه ،وان كانت القيمة أعم من الثمن ،ألن الثمن هو مايقدر من مال عوضاً للشئ عند البيع ،أما القيمة فتعني كل ماهو جدير باهتمام الشخص وعنايته العتبارات؛ اجتماعية ،أو إقتصادية ،أو أخالقية ،أو دينية ،أو جمالية ،أو نفسية . وسوف نميز بين إطارين أساسيين لمفهوم القيمة ،اإلطار األول :هو اإلطار االجتماعي العام ،الذى يشير إلى ترتيب األولويات وفًقا للمعايير االجتماعية.
أما اإلطار الثاني لمفهوم القيمة :فهو اإلطار النفسي ،الذى يشير إلى ترتيب أولويات وتفضيالت
الفرد.
ثانيا :خصائص القيم: ً
-1القيم أكثر عمومية وتجريدا وشموال من االتجاهات
مثال -موقف الفرد من دراسة علم الجغرافيا ،يحدد (اتجاهه) نحو موضوعات هذا العلم
بالذات،أما موقفه من العلم وأثره في تطوير الحياه المجتمعية ،فيحدد (القيمة) العلمية التي يتبناها هذا الفرد.
-2القيم أكثر ثباتا من االتجاهات وأقل قابلية للتغيير منها.
-3القيم تنطوي القيم عادة علي جانب تفضيلي وأخالقي ،في حين يمكن أن تكون االتجاهات سلبية.
ثال ًثا :اكتساب القيم:
إن القيم نتاج لعمليات التعلم ،فقد يكتسب الفرد قيمه كما يكتسب أنماط سلوكه األخري
بالمالحظة والتقليد ،وينطبق عليها في هذه الحالة ماينطبق علي أشكال التعلم االجتماعي
األخري والناتجة من تفاعل الفرد مع متغيرات بيئته؛ فالكثير من األوالد ،وبخاصة حديثي
السن منهم يقبلون بوجهات نظر آبائهم ،أو األشخاص المهمين في بيئتهم ،وقد يكتسب الفرد بعض قيمه نتيجة مبادئ التعلم الشرطي وأثر عمليات التعزيز ،والعقاب في اكتساب بعض
القيم دون األخري ،حيث يعمل التعزيز علي تقوية السلوك القيمي المرغوب فيه ،في حين يؤدي العقاب إلي انطفاء أو كف السلوك غير المرغوب فيه. 60
ابعا :العوامل التي تؤثر في القيم: ر ً
لما كانت القيم نتاجا للتعلم ،فال بد أن تتأثر بالعوامل التي تؤثر في أشكال التعلم األخرى،
األمر الذي يبيح االستنتاج القائل بأن تباين األفراد في قيمهم نتيجة تبيانهم في العديد من
العوامل ،كالسن والقدرات والخبرات التعليمية ،والوضع االقتصادي االجتماعي ،والخلفية
الثقافية،وقد بينت بعض الدراسات أن الخبرات المدرسية تؤثر فعال في تشكيل ،أوتغيير،
أوتعديل القيم ذات العالقة بالعمل المدرسي ،ومفهوم الذات ،والعالقات االجتماعية ،وبعض
جوانب السلوك األخالقي.
خامسا :دور التنشئةاالجتمايية وتشكيل القيم لدى الفرد : ً
تؤدي األسرة منذ مراحل مبكرة من العمر دو اًر هاماً فى تحديد دالالت االشياء واألحداث واألشخاص ،
وما هو مالئم وما هو غير مالئم من أنماط السلوك والدوافع ،مثل دعم سلوك االستقالل أو اإلنجاز ،أو
المنافسة ...الخ .
فخصال الطفل الوراثية والعقلية تشكل أسلوب تفاعله مع الخب ارت واألحداث التى يتعرض لها فى األسرة،
والبيئة االجتماعية المحيطة ،وهذه الخصال الفردية هى أساس الفروق الفردية بين األشخاص ،ألنها
تشكل لديه نمطاً فريداً فى االستجابات التى تؤثر على المحيطين به ،كما تتأثر بهم ،ويترتب على هذا
التفاعل بين الخصال الفريدة للشخص نمط فريد من ترتيب األهمية لدوافعه وحاجاته واهتماماته ،وهى
التى تمثل نسقه القيمي .
61
الفصل الثالث أساليب التوافق مقدمة:
التوافق أو التكيف مستمد فى جوهره من علم البيولوجيا ،ويعني درجة المالءمة بين الفرد والظروف
الطبيعية التى يعيش فيها حتى يستطيع البقاء ،وقد انتقل المفهوم إلى علم النفس منذ نشأته المبكرة؛ فقد تأكد أن اإلنسان فى حاجة أيضاً إلى هذه المالءمة بينه وبين الظروف االجتماعية والنفسية المحيطة به؛
ولهذا ظهر مفهوم التوافق النفسي واالجتماعي ،وتنبه العلماء إلى أهميته وخاصة مع تغير هذه الظروف
النفسية ،واالجتماعية والتى تتطلب بدورها عمليات توافق مستمرة .
اوًال :تعريف التوافق :
يتضمن التوافق معنيين رئيسيين ،هما:
)1تعديل سلوك الفرد بحيث يتواءم مع الظروف المتغيرة فى البيئة النفسية ،واالجتماعية بل ،والمادية ، المحيطة به ،ويلعب التعلم الدور الحاسم فى هذا الصدد. )2تعديل البيئة النفسية ،واالجتماعية ،بل والمادية المحيطة بالفرد بحيث تصبح أكثر قابلية إلشباع دوافعه وتحقيق أهدافه .
ويمكن القول أن عملية التوافق تعمل فى االتجاهين معا؛ فإذا كانت البيئة على درجة كبيرة من التغير
والتجدد والتنوع على نحو يتطلب من الشخص قد اًر كافياً من المرونة تسمح له بتعديل سلوكه (وهذا
التوافق بالمعنى األول) ،وقد يقوم هو بنفسه بهذا التعديل ،وقد يعاونه غيره فى ذلك ،وقد تتضمن هذه المساعدة من اآلخرين المعاونة المباشرة فى تغيير البيئة أو فى تعديل نظرة الشخص إلى بيئته ( وهذا
هو التوافق بالمعني الثاني ).
ثانيا :أنواع التوافق ً
)6التوافق النفسي (الشخصى )
يقصد بالتوافق النفسي (الشخصى ) المواءمة بين الشخص وذاته ،ويعني ذلك أن يكون الفرد راضياً عن نفسه ،متقبال لها مع التحرر النسبي من التوترات والصراعات التى تقترن بمشاعر سلبية نحو
الذات ،ويرتبط التوافق النفسي ارتباطاً وثيقاً بمدى إشباع الدوافع والحاجات الفردية وتحقيق األهداف
الشخصية.
62
)2التوافق االجتمايي : يقصد بالتوافق االجتماعي المواءمة بين الشخص ،وغيره من الناس ،ويشمل ذلك جميع المجاالت االجتماعية التى يعيش فيها الفرد كالمدرسة واألسرة والمهنة ،ويرتبط التوافق االجتماعي ارتباطاً وثيقاً
بمدى إشباع الدوافع والحاجات االجتماعية.
ثال ًثا :اإلحباط والصراع والقلق
-6اإلحباط
يحدث اإلحباط عندما يوجد عائق أو عقبة تحول بين الفرد وبين إشباع دافع أو تحقيق هدف
يرغب فى تحقيقه ،فاإلحباط هو الشعور الذى ينتاب الفرد عندما يوجد ما يحول بينه وبين تحقيقه ألهداف مرغوبه ،أو هو الحالة االنفعالية والدافعية التى يشعر بها الفرد عندما يواجه ما يحول بينه
وبين إشباع دوافعه ،مثل مشاعر الفشل ،والضيق ،والتبرم ،واالكتئاب
العوامل التي تؤد :لالحباط:
أ -يوامل خاصة بالفرد كوجود جوانب قصور أو عدم كفاية فى الفرد نفسه ،أو نقص قدرات معينة ،
أو نقص خصائص نفسية معينة كالقدرة على التحكم فى النفس ،أو التى تعوق الفرد عن تحقيق أهداف معينة .فليس كل شخص يمكنه أن يصبح موسيقيا بارعا لمجرد أنه أراد ذلك ،وكلما ازداد
بعد الهدف عن الفرد وعن إمكاناته فإن اإلحباط يكون هو النتيجة الطبيعية.
ب -يوامل خاصة بالبيئة يعود اإلحباط إلى ظروف وعوائق ترتبط بالبيئة التى يعيش فيها الفرد ،أكثر
من ارتباطها بالفرد ذاته والضوضاء التى تمنعنا من التركيز ،كالمعاناة االقتصادية التى تحول دون
كثير من العقبات أمام الفرد ،مثل القيود التى تحقيق الفرد ألهدافه ،والبيئة االجتماعية التى تضع ًا يفرضها اآلخرون ،وهناك ما يفرضه الوالدان ،كما أن هناك ظروف تحول دون إشباع حاجات الفرد لألمن والحب واالنتماء مثل وفاة أحد الوالدين أو كليهما وغيرهما من الظروف التى قد تؤدى إلى
اإلحباط.
-2الصراع : حاله انفعاليه دافعية غير ساره قوامها الشعور بالحيرة والتردد والضيق والقلق ،تصيب الفرد
عندما تتنازعه اتجاهات مختلفة ذات قوى متساوية بشأن بعض دوافعه و أهدافة التي يسعى إلى إشباعها وتحقيقها ،أوالمواقف التي يواجهها ،فيعجز عن اتخاذ وجهة معينة أو الوصول إلى حل محدد.
63
أ -أنواع الصرايات: صراع اإلقدام – اإلقـدام : يحدث هذا الصراع حين يحاول الشخص االختيار بين هدفين كالهما جذاب ،ويعد هذا النوع من الصراع أيسر أنواع الصراعات قابلية للحسم.
مثال 6ذلك االختيار عندما يكون أمام الفرد وظيفتان لهما مزايا متقاربة ،والصراع فى هذه الحالة ال يستمر بل ينتهى عندما يقرر الشخص اختيار الهدف األقرب ،أما إذا طال أمد الصراع فإنه قد يدل على وجود خبرة سابقة سلبية تدعو إلى التردد فى اتخاذ القرار .
مثال :2عندما يقرر الفرد الزواج وتكون أمامه فتاتان كل منهما لها صفات إيجابية وعليه أن يختار
إحداهما.
صراع اإلحجام – اإلحجام :
وينشأ هذا الصراع عندما يحاول المرء االختيار بين هدفين كالهما منفر.
مثال اختيار أصحاب الزواج الفاشل بين استمرار الزواج وما يصاحبه من سوء العشرة ،وبين الطالق
وما يترتب عليه من التفكك األسري وهذا النوع من الصراع أكثر صعوبة فى حسمه ولذلك يطول أمده ،
وكثي اًر ما يتذبذب األشخاص بين البديلين المنفرين. صراع األقدام – اإلحجام
حين يكون الهدف الواحد جذاباً ومنف اًر فى وقت واحد فإن الشخص يعاني فى هذه الحالة من صراع
اإلقدام – اإلحجام.
مثال :حب الشخص لتناول الحلوى وخوفه من السمنة وزيادة الوزن فى نفس الوقت .
نتائج اإلحباط والصراع: يرتبط اإلحباط والصراع بحاالت انفعالية غير سارة كالقلق والتوتر والغضب ،إال أن هذه النتائج تعتمد على مجموعة من العوامل هى -: -1نوع العائق : تتوقف نتائج اإلحباط والصراع على نوع العائق الذى يتعرض له الفرد ،فطريقة االستجابة لص ارع خلقى (كالغش فى االمتحانات) ومايصاحبة من شعور بالذنب ،تختلف عن االستجابة لعائق
اقتصادى ( كنقص الدخل) حين يبحث المرء عن عمل إضافى مثال لزيادة دخله . -2الخبرة السابقة: تؤثر خبرة الشخص السابقة فى التعامل مع مواقف اإلحباط والصراع فى تحديد نمط استجابته فى الموقف الحاضر ،فخبرات الفشل السابق قد تؤدى إلى مزيد من القلق والتوتر ،أما إذا كان 64
المرء قد تعرض فى الماضى لخبرات نجاح فى التغلب على العوائق فإنه قد يشعر عند مواجهة الموقف الراهن بالثقة بالنفس ويتسم بالمثابرة. -3تفسير الشخص للموقف: تتوقف درجة شدة العائق وخطره على مدى شعور الفرد يتهديده لذاته من ناحية ،وعلى درجة
تقدير الشخص لذاتة من ناحية أخرى ،فالفشل فى االمتحان قد يفسره أحد الطالب بأنه عائق
مؤقت إذا كان تقديره لذاته مرتفعا ،أما الطالب الذى يقدر ذاته تقدي اًر منخفضاً فإنه قد يبالغ فى تفسير هذا الحدث ويعتبره خط اًر يهدده ،ويشعره بأنه غير جدير بالنجاح ويؤدئ به ذلك إلى
فقدان الثقة بالنفس . -4طبيعة الدافع: تؤثر طبيعة الدافع فى نوع االستجابة التى تصدر عن الشخص الذى يعانى من خبرة اإلحباط
أو الصراع ،فإذا كان الدافع ثانوياً فإن الشخص ال يستجيب إال بشعور خفيف بالضيق ،أما إذا كان الدافع أساسياً فإن التوتر الذى يصاحب تعويقه يكون طويل األمد. -5إمكانات إشباع الدوافع أو تحقيق األهداف: يتوقف األثر الناجم عن اإلحباط والصراع على اإلمكانات المتاحة إلشباع دوافع الفرد أو تحقيق
أهدافه ،وبصفة عامة يمكن القول أن الدافع الذى يمكن إشباعه بطرق متعددة والهدف الذى
يمكن الوصول إليه بوسائل مختلفة قلما ينشأ عنهما مشكالت توافق.
-3القلق يتصف القلق كخبرة ذاتية للفرد بمشاعر الخوف والتوجس وتوقع المصائب ،والشر كالموت ،أو
المرض ،أو الحوادث ،وقلة الحيلة ،وعدم التيقن دون أن يكون هناك سبب موضوعى ،ولذلك فإن القلق
يختلف عن الخوف فى أن الخوف شعورى وله مصدر خارجى معروف ( الخوف من الحيوانات ،
الخوف من الظالم ،الخوف من طبيب األسنان) أما القلق فهو ال شعورى وداخلى ،وأسبابه غالباً غير
واضحة.
أ -تعريف القلق مصحوبا بأعراض خطر ،وتهديدا واقعيا ،أو رمزيا ا حالة من التوتر الشامل المستمر ،يتوقع فيها الفرد ً جسمية وفسيولوجية وانفعالية ومعرفية.
ب -مظاهر القلق:
من الناحية الجسمية والفسيولوجية يظهر القلق متمثالً فى شكل أعراض مثل ضربات القلب، واضطراب المعدة ،أو اإلسهال ،وكثرة التبول ،وكثرة إفراز العرق. 65
من الناحية االنفعالية :عدم القدرة على التركيز واإلجهاد والتعب دون مبرر كما قد توجد من عالمات أخرى مميزة مثل برودة األطراف ،واألرق. من الناحية المعرفية :فإنه يسبق القلق ويتزامن معه إدراك وتوقع مستمر لحدوث شئ سيئ أو مكروه للفرد . جـ -مستويات القلق: توجد ثالثة مستويات للقلق ،وهي-:
القلق فى صورته المعتدلة :هو قلق دافعي وميسر وصحي إذ يؤدى إلى حل المشكالت ،واإلبداع، ويسهل عمليات التعلم ،والتوافق.
القلق المنخفض :ويؤدى إلى شعور صاحبه بالالمباالة ،والكسل ،واالهمال ،وعدم الرغبة فى االنجاز.
القلق المرتفع :يؤدى ارتفاع مستوى القلق إلى عصبية واستثارة ،وخفض للوظائف المعرفية ،ومن أهمها القدرة على التفكير ،والقدرة على اتخاذ الق اررات كما يؤدى إلى شعور دائم بعدم الكفاية،
والعجز ،وقلة الحيلة ،وعدم القدرة على البت فى األمور.
66
الفصل الرابع أساليب حل الصراعات ومواجهة االحباطات اوًال :األساليب المباشرة
يستطيع معظم الناس التغلب على مواقف اإلحباط والصراع وما ينشأ عنها من عدم توافق باللجوء إلى
األساليب المباشرة ،والتى تستخدم فى حل مشكالت التوافق حال حاسماً ونهائياً ،وأهم هذه الطرق ما
يأتى:
-6بذل الجهد إل زالة العائق والوصول إلى الهدف :
إن أول طريق مباشرة للتغلب على مواقف اإلحباط والصراع ،وما يتضمنة من عوائق تحول دون إشباع الدوافع أو الوصول إلى األهداف هى القيام بعمل جدى ،ومضاعفة الجهد إلزالة هذه العوائق ،فالطالب الذى يرسب فى االمتحان يحاول أن يزيد من مجهوده فى استذكار دروسه حتى ينجح فى االمتحان عند
إعادته ويتفوق فيه .
-2البحث ين طرق أخرى للوصول إلى الهدف : إذا وجد الشخص أن الطريقة التى يستخدمها للوصول إلى الهدف ال تؤدى إلى ذلك بالرغم مما يبذله من
جهد ونشاط؛ فإنه يبدأ فى البحث عن طريقة أخرى تؤدى إلى ذلك ،فالطالب فى المثال السابق قد يلجأ إلى تغيير عاداته فى اإلستذكار ،وهذه الطريقة ال تصلح إال إذا كان العائق خارجياً أو كان ناجماً عن عيوب شخصية يمكن تفاديها وعالجها .
-3استبدال الهدف بويرة :
إذا فشل الشخص فى التغلب على اإلحباط والصراع والوصول إلى الهدف بإحدى الطريقتين السابقتين فإنه
حينئذ قد يلجأ إلى طريقة ثالثة وهى تغيير الهدف نفسه ،واحالل هدف آخر يسهل الوصول إليه محله ، وتتوقف كفاءة هذه الطريقة على نجاح الهدف الجديد عند إح ارزه بإشباع الدافع أو الحاجة ،لنفرض أنك
كنت تتهيأ للعب كرة قدم؛ فأمطرت السماء واضطررت إلى البقاء فى المنزل ،وأخذت تشاهد التليفزيون ،
فإذا كان هدفك من لعب كرة القدم مرتبطاً برغبتك فى التسلية وقضاء وقت الفراغ؛ فإن الهدف البديل ( وهو مشاهدة التليفزيون) يمكن أن يشبع هذه الحاجة ،أما إذا كان لعب كرة القدم هدفاً للحاجة إلى التقدير فإن مشاهدة التليفزيون لن تكون هدفاً بديالً. -4استخدام اسلوب حل المشكلة :
يمكن للشخص الذى يعانى من خبرة اإلحباط أو الصراع أن يلجأ إلى طرق مباشرة للوصول إلى
الهدف وتحقيق التوافق وهى أسلوب حل المشكلة ،وتتطلب هذه الطريقة أن يحاول الشخص جمع أكبر 67
قدر من المعلومات عن الهدف الذى يسعى إليه ،أو األهداف المتصارعة لديه ،ثم يجرب عمليات
التحليل المعتادة فى سلوك حل المشكلة ،ويجرى الوصول إلى الهدف ليتعرف على عواقبة وتوابعة ، وقد ينتهى به ذلك إلى قبول الهدف أو التخلى عنه ،وفى حالة الصراع قد يتخلى عن أحد الهدفين او
عنهما معاً وقد يحاول التوفيق بينهما.
ثاني ًا :األساليب غير المباشرة إ ذا فشلت األساليب المباشرة فى التغلب على اإلحباط أو الصراع فإن حالة التوتر النفسى الناشئة عنهما تستمر لفترة طويلة على نحو يسبب للشخص كثي ار من القلق واأللم والضيق ،ولذلك يتلمس الشخص
بعض الطرق غير المباشرة لتخفيف حدة التوتر الناجم عن اإلحباط والصراع ،وهذا األساليب غير
المباشرة تتسم بأنها ال شعورية ،وبعضها قد يكون أقرب إلى السواء ،ويمارسها معظم الناس وتسمى
الحيل الدفاعية ومنها.-:
)6الكبت :
الكبت هو نوع من النسيان الالشعوري يسعى المرء ،بطريقة ال إرادية إلى إبعاد الدوافع غير المقبولة
والذكريات المؤلمة أو المشينة أو المخيفة عن دائرة الشعور والوعي ،واخفائها فى الالشعور ،والتي تظهر فيما بعد في شكل أحالم النوم ،الهفوات وذالت اللسان.
مثال :استبعاد الطفل لمشاعر العدوانية تجاه أبيه عندما يعنفه بشده
)2اإليالء ( التسامي )
اإلعالء أو التسامي هو تحويل الطاقة النفسية المتعلقة بأحد الدوافع أو األهداف غير المقبولة اجتماعيا وتوجيهها إلى نشاط اجتماعي مقبول ومفيد ،فالدافع الجنسي مثال يمكن عالجه بالنشاط األدبي والفني
والرغبات العدوانية يمكن أن تتسامى من خالل بعض األنشطة الرياضية.
اجتماعيا. مثال :ممارسة رياضة المالكمة والكاراتيه هي إعالء للغريزة العدوانية في شكل مقبول ً
)3التعويض :
التعويض هو حيلة دفاعية الشعورية يلجأ إليها الفرد لتخفيف حدة التوتر الناجم عن خبرة اإلحباط أو
الصراع وما يصاحبها من شعور بالنقص أو إحساس بالفشل ،وهو نوع من تغيير األهداف إال أنه فى
حالة التعويض يكون الشعورياً.
مثال :فشل الفرد في مجال معين يعوضه في مجال آخر
)4التبرير :
التبرير هو محاولة الشعورية إلعطاء أسباب تبدو مقبولة اجتماعيا ،أو معقولة منطقياً على الرغم من أنها بالفعل غير سليمة.
68
مثال :الطالب الذي يبرر عدم إنجازه لواجباته بالمرض.
)5اإل زاحة ( اإلحالل أو النقل ) :
اإلزاحة حيلة دفاعية يلجأ إليها الشخص لنقل االنفعاالت من معانيها األصلية غير المقبولة إلى معان
أخرى بديلة تكون أكثر قبوالً لدى الشخص ،وقد تتخذ اإلزاحة صورة النقل من أشياء أو أشخاص معينين إلى أشخاص أخرين.
مثال :الموظف الذى يغضبه رئيسه قد ينقل غضبه إلى زوجته أو أبنائه .
)1اإلسقاط :
اإلسقاط حيلة أخرى يلجأ إ ليها اإلنسان حين يلصق عيوبه أو نقائصه أو فشله باآلخرين ،وهو بذلك وسيلة إلنكار وجود هذه العيوب أو األخطاء فيه ،ومن اإلسقاط أيضاً أن ينسب المرء إلى شخص آخر
مسئولية األفعال التى يود أن يب أر منها.
مثال :الشخص الذى يشعر بالكراهية نحو شخص آخر قد يسقط ذلك عليه ،ويدركه على أنه يضمر له
العداء .
)7التقمص (التوحد) : حيلة التقمص هى عكس حيلة اإلسقاط ،وفيها يسعى المرء إلى خفض التوتر النفسي الناجم عن اإلحباط والصراع عن طريق التحلى ببعض الصفات والخصائص التى يتسم بها شخص آخر ،أو عن
طريق التوحد الوجداني مع هذا الشخص ،ومن ذلك توحد الطفل الصغير مع والده أو الطالب مع أستاذه.
)8النكوص : النكوص هو ارتداد إلى بعض أساليب التوافق القديمة التى كانت تشبع رغبات الشخص وتحقق أهدافه فى مرحلة سابقة من مراحل نموه ،على الرغم من أنه يكون قد تعدى هذه المرحلة.
مثال :عودة الطفل إلى التبول الالإرادي حين يالحظ انصراف اهتمام والديه إلى شقيقه المولود حديثاً ، ويعتبر النكوص فى هذه الحالة حيلة الشعورية لجذب انتباه الوالدين إليه
)9اإلنكار :
تظهر هذه الحيلة فى صورة رفض الشخص االعتراف بأنه فى حالة إحباط أو صراع.
مثال :شعور التاجر بالرضا على الرغم من أن تجارته تنهار ويكاد يفلس
69
األسئلة التقويمية -1عرف الشخصية كمثير. -2اذكر المالحظات التي وجهت لتعريف الشخصية كمثير. -3عرف مفهوم الشخصية كاستجابة -4استخلص المالحظات التي وجهت إلى تعريف الشخصية كاستجابة -5ميز بين كل من تعريف الشخصية كمثير وتعريف الشخصية كاستجابة. -6استخلص المحددات التي قامت عليها نظرية التحليل النفسي. -7وضح دور المتغيرات االجتماعية والتفاعل االجتماعي وفًقا لالتجاهات الحديثة لنظرية التحليل النفسي. -8اعرض النظرية السلوكية في الشخصية.
-9عرف الشخصية من وجهة نظر ألبورت. -11استخلص مايتضمنه تعريف ألبورت للشخصية من أفكار أو عناصر. -11اعرض ألنماط الشخصية في ضوء ما درست.
-12ميز بين أنماط الشخصية في ضوء ما درست.
-13استخلص االنتقادات التي وجهت لنظرية األنماط. -14هل تعتقد يإمكانية الحكم علي شخصية ما من خالل أنماط أومكونات الجسم؟ .اذكر مبرراتك
-15نشأ المنحى اإلنساني كرد فعل لوجهة نظر كل من التحليل النفسى والسلوكية.هل تؤيد ذلك ولماذا..
-16قام المنحى اإلنسانى علي عدد من االفتراضات .حددها. -17عدد النماذج المختلفة لبعض أنواع الشخصيات.
مثاال لكل نموذج من النماذج المختلفة للشخصية. -18اعط ً
بناءا علي النظريات التي قامت في ضوئها" .مع أي " -19تتعدد نماذج الشخصيات المختلفة ً النماذج تميل ؟.ولماذا؟. -21في ضوء فهمك للتعريف العلمي للشخصية .هل تري ضرورة لهذه األنواع المختلفة من الشخصية؟ علل لوجهة نظرك.
-21عرف االتجاه.
-22لدراسة االتجاهات أهمية .اعرض في ضوء ما درست.
-23يرجع انتشار مفهوم االتجاه وكثرة استخدامه إلى عدة أسباب .ناقش 70
-24اعرض بإيجاز أسباب انتشار مفهوم االتجاه وكثرة استخدامه. -25تعدد خصائص االتجاهات.اعرض في ضوء مادرست.
-26يمكن تحقيق عدة وظائف من دراستنا لالتجاهات .برهن علي ذلك. -27اعرض باختصار مكونات االتجاه .
-28اعط مواقف حياتية تبرز فيها مكونات االتجاه.
-29هل تعتقد أنه يمكن البدء بأي من مكونات االتجاه دون ترتيب ؟.علل لما تقول. -31في ضوء فهمك لعوامل تغيير االتجاه ،ما العوامل التي تؤدي إلي صعوبة أوسهولة تغييرها.برر لما تقول.
-31اعرض مفهوم القيم في ضوء مادرست. -32ميز بين مفهومي القيم.
-33ناقش دور التنشئة االجتماعية والخصال الفردية في تشكيل النسق القيمي للفرد. -34استخلص كيفية اكتساب القيم لدى الفرد في ضوء ما درست. -35عرف مفهوم التوافق.
-36يتضمن التوافق كما يستخدم فى علم النفس معنيين رئيسيين .اعرض في في ضوء مادرست. -37عرف كل من (التوافق النفسي ،التوافق االجتماعي). -38ميز بين كل من التوافق النفسي واالجتماعي. -39عرف مفهوم اإلحباط.
-41اعرض العوامل المحدثة لإلحباط. -41يتوقف شعور الفرد باإلحباط على عدد من العوامل .ناقش. -42عرف الصراع.
-43تعدد أنواع الصراعات وفًقا للموقف الذي يحدث فيه.اعرض بإيجاز. -44تعدد أنواع الصراعات وفًقا للموقف الذي يحدث فيه.ناقش مثاال ألنواع الصراعات وفًقا للموقف الذي يحدث فيه. -45اعط ً -46يترتب علي اإلحباط والصراع نتائج متعددة.ناقش
-47يترتب علي اإلحباط والصراع نتائج متعددة.أكد صدق العبارة.
-48اعرض لبعض المواقف الحياتية للنتائج المترتبة على تعرض الفرد لإلحباطات والصراعات. -49بين دور أساليب التوافق المباشرة في التغلب على اإلحباطات والصراعات التي يتعرض لها الفرد.
71
-51اعط مواقف حياتية ألساليب التوافق المباشرة في التغلب على اإلحباطات والصراعات التي يتعرض لها الفرد.
-51ماذا يحدث للفرد لوفشلت أساليب التوافق المباشر في الصراعات واإلحباطات التي يتعرض لها الفرد؟
-52ميز بين اإلحباط والصراع.
-53برر لماذا يعد القلق عرض رئيسى مشترك لالضطرابات االنفعالية. -54عرف مفهوم القلق.
مثاال يوضح ذلك. -55تتعدد مظاهر القلق.اعط ً
-56اعط مواقف من الحياة تستخدم فيها مستويات القلق المختلفة. -57هل تعتقد أن مستويات القلق ترتبط بالتوافق النفسي واالجتماعي؟ برر وجهة نظرك
-58يعد ارتفاع مستوى القلق ،وعدم القدرة على مواجهة بعض المشكالت مبرر الستخدام حيل الدفاع.هل توافق علي ذلك؟ علل لوجهة نظرك.
-59اعرض بإيجاز لحيل الدفاع.
-61ميز بإيجاز بين حيل الدفاع.
-61اعط أمثلة لبعض حيل الدفاع .
-62حيل الدفاع متنفس انفعالي الضطربات الفرد.ناقش. -63تعد حيل الدفاع سالح ذو حدين .هل توافق علي ذلك؟
-14مالنتائج المترتبة علي فشل أساليب التوافق المباشرة في حل الصراعات واإلحباطات التي تواجة الفرد؟
72
يلم االجتماع
73
الوحدة األولى نظرية يلم االجتماع والعمليات االجتمايية أهداف الوحدة -: .1 .2 .3 .4 .5 .6 .7 .8 .9 .11 .11 .12 .13 .14 .15 .16 .17 .18 .19 .21 .21 .22 .23 .24 .25 .26 .27
يتوقع من المتعلم بعد دراستة لهذا الوحدة أن يكون قاد ار يلي أن: يعرف النظرية في علم االجتماع. يعرف مكونات النظرية في علم االجتماع. يعدد وظائف النظرية في علم االجتماع . يعرف النظرية البنائية الوظيفية في علم االجتماع. يحدد المبادئ األساسية للنظرية البنائية الوظيفية في علم االجتماع. يعرف التفاعل االجتماعي. يوضح أهمية التفاعل االجتماعي. يعطي أمثلة للتفاعل االجتماعي. يعرف العالقات االجتماعية. يعدد الجوانب المختلفة ألهمية العالقات االجتماعية. يعطي أمثلة للجوانب المختلفة ألهمية العالقات االجتماعية. يحدد العمليات التي تؤثر في الحياة االجتماعية. يعرف التعاون االجتماعي. يوضح العوامل التي تؤثر في التعاون االجتماعي. يعطي مواقف حياتية للعوامل التي تؤثر في التعاون االجتماعي. يوضح أهمية التعاون االجتماعي للفرد والمجتمع. يعرف التكيف االجتماعي. يوضح أهمية التكيف االجتماعي. يعرف التنافس االجتماعي. يوضح أهمية التنافس االجتماعي. يستنج العالقة بين التنافس االجتماعي والتعاون االجتماعي. يوضح خصائص التنافس االجتماعي. يعرف الصراع االجتماعي. يعدد أسباب الصراع االجتماعي. يعرف الظاهره االجتماعية عند إميل دور كاييم. يحدد خصائص الظاهره االجتماعية. يعطي أمثلة للظاهرة االجتماعية. 74
الفصل األول
النظرية االجتمايية بناؤها ووظائفها
مقدمة: للنظرية العلمية مكانة متميزة فى البحث العلمى ،سواء أكان موضوع هذا البحث ظاهرة طبيعية
أم ظاهرة إنسانية ،ويعلق عليها عدد من الباحثين أهمية خاصة فى تحديد " هوية " أى علم من العلوم .
والمثال التالي يوضح ذلك ( تمثل النظرية البوصلة بالنسبة لربان السفينة فبدونها ال يوجد موجه
للباحث في جمعه للوقائع االجتماعية ،وبالتالي يتخبط في جمع معلوماته بحيث تأتي غير مترابطة ثم يعجز في النهاية عن إضفاء معنى عليها أو تفسيرها) .
أوالً :تعريف النظرية في يلم االجتماع "النظرية عبارة عن نسق من المعرفة التي تتسم بالتعميم ،وتفسر الجوانب المختلفة للواقع" ،وتختلف النظرية العلمية عن غيرها من النظريات الرياضية مثالً في أنها تخضع للتحقق من صدقها عن طريق
المالحظة األمبيريقية (التجريبية) ،كما أنها تساعد العلماء فى الوقت نفسه على اكتشاف قوانين جديدة، أو وضع فروض الختبار صدقها .
ثانياً :بناء النظرية في يلم االجتماع تتكون النظرية من العناصر اآلتية -: -1الشكل األساسى -2مجموعة من التصورات . -3مجموعة من األحكام ( البديهيات ،والقضايا ،والفروض ) تتعلق بالعالقة المنطقية بين هذه المفاهيم . -4التعريفات اإلجرائية ابتداء من الفروض ،والمتغيرات ،والمؤشرات . -5المنهج المستخدم الختبار العالقات بين الفروض . -6تحليل البيانات . -7تفسير النتائج .
-8تقييم البناء المنطقى المنهجى التجريبى للنظرية فى ضوء تحليل البيانات وتفسيرها .
75
ثالثاً :وظائف النظرية في يلم االجتماع وتتمثل وظائف النظرية في يلم االجتماع في-: -1تحديد االتجاه األساسى للعلم عن طريق تحديد نوع المادة أو الوقائع التى يجب جمعها عن الظاهرة المدروسة ،فلو كانت الظاهرة موضوع الدراسة مثالً هى كرة القدم؛ فإن النظرية االقتصادية سوف توجه العالم لجمع حقائق عن أنماط العرض والطلب التي تتصل بتسويقها ،أما النظرية االجتماعية فهى توجه العالم لجمع حقائق تتعلق باألنشطة االجتماعية المتصلة بالكرة ،ونوعية التنظيمات
االجتماعية الخاصة بهذا النشاط وهكذا . -2تقديم إطار تصوري يسترشد به العالم عند جمعه للحقائق ،وهذا اإلطار يساعد العالم على إدراك ما بين الوقائع من عالقات ويرشده إلى نوعية الوقائع التى يتعين عليه جمعها. -3تلخيص الوقائع وتلخيص العالقات بينها :إن كل قانون ،أو فرض ،أو مفهوم تتضمنه النظرية ليس
إال تلخيصاً لعدد ال نهاية له من المالحظات التى قام العلماء بإجرائها؛ فمفهوم الخلية الحية مثالً يلخص فى كلمة واحدة مالحظات عديدة أجريت عن شكل أو صورة معينة من المادة ومفهوم األسرة
يفعل الشئ نفسه ،والقوانين تلخص العالقات المتعددة بين الظواهر موضوع الدراسة ،والنظرية
تلخص العالقات بين القوانين ،وبدون عملية التلخيص والتنظيم هذه يتعذر تماما اإللمام بمكتشفات
العلم أواستنتاج أى شئ منها .
-4التنبؤ بالوقائع :إذا كانت النظرية تلخص الوقائع وتقرر وجود نظام عام يربط بين المالحظات التى يتوصل إليها العالم فإنها تصبح أيضاً تنبؤات بما سيحدث فى المستقبل؛ فقولنا مثالً إن المعادن تتمدد
بالح اررة يعنى فى الوقت نفسه أنه إذا لم تترك مسافات مناسبة بين قضبان السكك الحديدية فإنها
سوف تتقوس نظ اًر لتمددها ،وقولنا إن البعوض ينقل مرض المالريا يعنى فى الوقت نفسه تنبؤاً بأن نسبة هذا المرض ستقل إذا ردمنا البرك والمستنقعات التى يتوالد فيها البعوض وهكذا .
-5تحديد أوجه النقص فى معرفتنا :إننا ال نستطيع أن نعرف ما ينقصنا فى أى مجال إال إذا عرفنا أوالً ما هو متوفر لدينا ،واذا كانت المعرفة المتوفرة لدينا كثيرة؛ فإنه يصعب علينا أن نعرفها جيداً ،ولما كانت النظرية تلخص ،وتنظم المعرفة المكتسبة؛ فإنها تساعدنا على التعرف على ما ينقصنا من
معرفة ،وبالتالى ترشدنا إلى الجوانب التى يجب أن نركز بحثنا عليها .
-6النظرية تقوم بمهمة ترشيد التطبيق :إن الغاية النهائية للعلم هى التطبيق ،بمعنى أن العلماء يدرسون ظواهر الكون ويحاولون التوصل إلى القوانين التى تحكمها من أجل استخدام نتائج دراساتهم فى
التعامل مع الطبيعة والسيطرة عليها ،والنظرية العلمية بما أنها تلخيص لكل الحقائق التى اكتشفها 76
العلماء؛ فهي تقوم بمهمة ترشيد أى توجيه التطبيقات العلمية فى مجاالت الحياة المختلفة؛ فقوانين الطفو مثالً ساعدت على بناء السفن وقوانين الجاذبية ساعدت على بناء الطائرات ،وهكذا .
رابعاً :نماذج من بعض النظريات في يلم االجتماع يوجد العديد من النظريات االجتماعية منها على سبيل المثال النظرية البنائية الوظيفية ،التفاعلية الرمزية
،نظرية الصراع ،المادية التاريخية ، ...وفيما يلي نعرض للنظرية البنائية الوظيفية كمثال. تعريف النظرية البنائية الوظيفية في يلم االجتماعإن البنائية الوظيفية قد استخدمت بعدة معان فى علم االجتماع وهى:
-1اإلسهام الذى يقدمه الجزء للكل قد يكون المجتمع أو الثقافة وهذا هو المعنى الذى استخدمه دوركايم، وبراون ،ومالينوفسكى .
-2اإلسهام الذى تقدمه الجماعة إلى أعضائها ،أو اإلسهام الذى يقدمه المجتمع الكبير للجماعات الصغيرة التى يضمها .
-3تستخدم لإلشارة إلى دراسة الظواهر االجتماعية بوصفها عمليات ،أو آثار ألبنية اجتماعية مثل أنساق القرابة أو الطبقة . إن االفتراضات األساسية للنظرية البنائية الوظيفية يمكن تلخيصها في: -1يجب تحليل المجتمعات تاريخياً على أنها أنساق ذات أجزاء متداخلة . -2إن عالقات السبب والنتيجة متكررة . -3إن األنساق االجتماعية هى فى حالة توازن ديناميكى ،ألن التكيف للقوى المؤثرة فى النسق تحدث حداً أدنى من التغير فى داخل النسق .
-4إن التكامل التام ال يمكن حدوثه ألن كل نسق اجتماعى له انحرافاته ولكنه أخي اًر يميل إلى أن يكون متعادالً من خالل األنظمة داخل النسق .
-5إن التغير هو عملية توافقية بطيئة فى األساس . -6إن التغير هو نتيجة لتكيف التغيرات التى تحدث خارج النسق ،والتى تنمو من خالل التمايزات واالختراعات الداخلية .
77
الفصل الثاني التفايل االجتمايي والعالقات االجتمايية مقدمة:
الحياة االجتماعية تبدأ بفعل اجتماعي من خالل عالقة اجتماعية بين شخصين ،وقد يتسع ليشمل
المجتمع أوعدة مجتمعات ،وقد يكون مؤقتاً أودائماً ،تلقائي أوعرضي ،وهو مهم إلشباع الحاجات
االجتماعية ونتائجه إيجابية على الفرد والمجتمع إذا كان بناؤه أو على العكس من ذلك إذا سادها الجدل
والصراع .
اوًال :مفهوم التفايل اإلجتمايي:
تبدأ الحياة اإلجتماعية بفعل إجتماعي يصدر عن شخص معين يعقبه رد فعل من شخص آخر
ويطلق على التأثير المتبادل بين هذين الشخصين "التفاعل اإلجتماعي".
ولعل هذا ما أكد عليه "عبد الرحمن ابن خلدون" في قوله إن االجتماع اإلنساني ضروري أي البد من
العمران البشري ،فاألفراد ال يستطيعوا العيش في المجتمع منعزلين متباعدين قيام حياة الجماعة أو ُ عن بعضهم البعض ،بل يرتبطون بروابط وعالقات تنشأ عن اجتماعهم واتحاد رغباتهم ،فالحياة
أساسا على التفاعل بين أفراد المجتمع ،يؤثر ويتأثر بعضهم ببعضهم اآلخر وكيان االجتماعية تقوم ً الجماعة واستمرارها يعتمد بالدرجة األولى على شكل التفاعالت التي تشكل في النهاية العالقات التي تسهم في البناء االجتماعي ،.وعلى هذا يمكن تعريف التفاعل االجتماعي على أنه" :السلوك المتبادل بين األفراد والجماعات في المواقف والمناسبات المختلفة".
ثانيا :أهمية التفايل االجتمايي: ً
للتفاعل االجتماعي أهمية كبرى في حياة الفرد والجماعة والمجتمع ،ويمكن إيجاز تلك األهمية فيما
يلي:
-1التفاعل ضروري إلشباع الحاجات االجتماعية ،ألن تبادل الحاجات يتطلب التفاعل. -2التفاعل ضروري الستمرار الجماعة وبقائها. -3للتفاعل نتائج إيجابية على شخصية الفرد في مختلف مراحل حياته. -4التفاعل الذي يتم وفق قوانين وقيم متفق عليها يؤدي إلى التعاون البناء ،ويساعد على تقوية الروابط ،وتعميق الصالت ونشر السالم ،والمحبة بين أعضاء المجتمع ،ومن ثم تماسك المجتمع. 78
ثال ًثا :أنواع التفايل االجتمايي
هناك أنواع يديدة للتفايل االجتمايي منها
.1التفاعل المباشر أو غير المباشر: ومن أمثلة التفاعل المباشر ما يقوم بين أفراد األسرة ،ومن أمثلة التفاعل غير المباشر ما يحدث بين
أعضاء شركة مساهمة.
.2التفاعل البناء أو الهدام:
يكون التفاعل بناء إذا شجع على التعاون بين أفراد الجماعة ويكون هداما إذا حل الصراع محل ً ً التعاون.
.3التفاعل الفردي أو الجماعي:
قد يقتصر التفاعل على شخصين ،وقد يتسع ليشمل المجتمع أو عدة مجتمعات مختلفة.
.4التفاعل الدائم أو المؤقت:
دائما كتفاعل أفراد األسرة ،وقد يكون مؤقتًا كتفاعل البائع مع المشترى. فقد يكون التفاعل ً .5التفاعل التلقائي أو العرضي:
تلقائيا كتبادل التحية ،وقد يكون عرضيا كتفاعل المجتمعين حول حادث ما. يكون التفاعل ً ً
79
االعالقات االجتمايية اوًال :مفهوم العالقات االجتمايية:
الصلة بين الفرد والمجتمع أساسية ،الغنى ألحدهما عن اآلخر فالفرد يجد ذاته في المجتمع، والمجتمع يحتاج إلى األفراد ليستمر ،والحياة االجتماعية تقتضي قيام تفاعل اجتماعي بين أفراد
المجتمع وجماعته ،وعن هذا التفاعل تنتج مختلف العالقات االجتماعية.
وعلى هذا األساس يمكن تعريف العالقة االجتماعية "بأنها السلوك الذي يصدر عن مجموعة من
الناس إلى المدى الذي يكون كل فعل من األفعال آخ ًذا في اعتباره المعاني التي تنطوي عليها أفعال
اآلخرين".
ثانيا :أهمية العالقات االجتمايية: ً
تعد العالقات االجتماعية هي أساس الحياة االجتماعية ،والغاية من الوجود اإلنساني وهذا ما قد أكدته
شعوبا وقبائل لتعارفوا اآلية الكريمة في قوله تعالى" :يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم ً إن أكرمكم عند هللا أتقاكم" سورة الحجرات آية .13
لذلك فالعالقات االجتماعية من أهم ضرورات الحياة للفرد والجماعة؛ فهي تبدأ مع الفرد في مهده حيا على قيد الحياة ،وتؤثر في سلوكه وتفكيره وفي مجمل تشكيل شخصيته. وتستمر معه ما دام ً ويمكن إيضاح أهمية العالقات االجتمايية في جوانب يدة منها:
الجانب االجتماعي
الجانب األخالقي
الجانب النفسي
-1ففي الجانب االجتمايي :نجد أنها تهدف إلى مساعدة األفراد على االندماج السوي في الجماعة والتكيف معها. -2وفي الجانب األخالقي :تهدف إلى ترسيخ مبادئ اجتماعية عامة تقوم على احترام الفرد وحرياته وتقدير القيم االجتماعية. -3أما الجانب النفسي :فإنها تهدف إلى تحقيق الشعور باألمن والحماية واالنتماء واالرتباط باآلخرين.
80
الفصل الثالث
العمليات االجتمايية
يتضح مما سبق عرضه أن العالقات االجتماعية تنشأ نتيجة للتفاعالت االجتماعية الدائرة بين األفراد
والجماعات ،فالتفاعل االجتم اعي عندما يستقر يؤدي إلى عالقة اجتماعية ،وانعدام التفاعل االجتماعي يعني ا نعدام العالقات االجتماعية وهو ما يسمى بالعزلة االجتماعية ،فالتفاعل اليتم إال في وسط جماعة وتنتج العالقات من خالل هذا التفاعل.
والعالقات المتنوعة تؤدي إلى عمليات اجتماعية متنوعة ،لذا فالعمليات االجتماعية هي تسلسل للتفاعل
االجتماعي ،أو االنتقال من طرف اجتماعي إلى آخر .وعلى ذلك فإن أساليب االتصال بين األفراد لتبادل
السلع يعتبر عملية اجتماعية ،وكذلك التعامل بين أبناء الحي عملية إجتماعية واالنتقال من القرية إلى أيضا. المدينة أو من حياة الزراعة إلى الصناعة عمليات اجتماعية ً
ولذلك يمكن تعريف العملية االجتماعية بأنها "النموذج الذي تتسلسل وفقه عدة وقائع وحوداث اجتماعية
ناتجة بعضها عن بعض".
ومن أهم العمليات االجتمايية والتي لها تأثيراتها الواضحة في الحياة االجتمايية:
التعاون
التنافس
التكيف
الصراع
أوًال :التعاون االجتمايي:
لقد تعددت اآليات واألحاديث التي توضح األساس الذي تقوم عليه عالقة األفراد بعضهم بالبعض اآلخر.
ومن هذه اآليات الكريمة قول هللا تعالى" :وتعاونوا على البر والتقوى وال تعاونوا على اإلثم والعدوان" سورة المائدة اآلية .2
وقل رسول هللا ﷺ"مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له
سائر الجسد بالسهر والحمى" لذلك يعتبر التعاون هو األساس الذي تقوم عليه الحياة اإلنسانية برمتها.
81
-6تعريف التعاون االجتمايي:
معا لتحقيق غاية يعرف بأنه هو العملية االجتماعية التي تنطوى على قيام فردين أو أكثر بالعمل ً مشتركة ،وهوبهذه الصورة ال يتحقق إال عن طريق العمل الجماعي بخالف الحال في عمليات التنافس والصراع ،حيث يستطيع الفرد الواحد أن يعمل بمفرده لتحقيق الغاية التي ينشدها. -2العوامل المؤثرة في التعاون االجتمايي:
)1العامل البيئي :فالبيئة الخارجية بما تتضمنه من وحدة المصالح واألهداف ،تؤدي باألفراد إلى التعاون لتحقيق المصلحة المشتركة ،وما فيه الخير العام. )2العامل العقائد :أو الروحي :فالتعاون عملية اجتماعية يرجع الفضل في ترويض األفراد عليها إلى العقيدة السليمة التي تؤثر على األسرة. )3العامل النفسي :فقد ذهب بعض علماء النفس إلى أن التعاون بالرغم من أنه عملية اجتماعية غير أنه يستجيب لبعض الدوافع الفطرية الكامنة في الطبيعة اإلنسانية؛ فالنفس اإلنسانية تنطوى على طائفة من الدوافع الغيرية بجانب إنطوائها على الدوافع الذاتية ،أو األنانية ،والدليل على ذلك كثير من الناس عن هو حرص اإلنسان السوي على تحقيق مصالح الغير الذي ال يقل لدى ًا
حرصهم على تحقيق مصالحهم الذاتية في ظل تربية هادفة. -3أهمية التعاون االجتمايي:
تعد عملية التعاون من العمليات االجتماعية الضرورية للفرد ،والجماعة ،والمجتمع ويكمن أهمية التعاون
في اآلتي:
أ -بالنسبة للفرد :فالفرد بطبيعته يرغب في اإلنضمام إلى جماعة معينة ،بحيث يتعاون مع أعضائها لكي يشبع حاجاته ويزيد من شعوره باألمن ويكتسب محبة اآلخرين وتقديرهم.
ب -بالنسبة للجماعة :للتعاون بين أفراد الجماعة يجعلهم حريصين على المحافظة على وجود الجماعة وبقائها ويسهم في تحقيق أهدافها. ج -بالنسبة للمجتمع :للتعاون في حياة المجتمع أهمية كبرى حيث يساعد على تطور المجتمع وتقدمه مما يحافظ على كيان المجتمع ويدعم وحدته واستق ارره ويحقق أهدافه.
82
ثانيا :التكيف االجتمايي ُ تعريف التكيف االجتمايي
يقصد بالتكيف (العملية االجتماعية التي تهدف إلى التوفيق بين األفراد والجماعات بحيث يتفهم كل طرف
أفكار ومشاعر الطرف اآلخر ،ليحدث بينهما تقارب يؤدي إلى تحقيق مصلحة مشتركة).
أهمية التكيف:
أ -تطبيع اإلنسان بالبيئة االجتماعية التي يعيش فيها.
ب -وتبدو وظيفة التكيف وأهميته بوضوح عندما ينتقل إنسان من بيئة اجتماعية إلى أخرى تختلف عنها في أنماطها الثقافية وفي هذه الحالة يشعر الفرد في بادئ األمر بوطأة النظم الجديدة وبمقاومة داخلية شديدة لهذه النظم ،إذ يحدث صراع عنيف بين تراثه األصيل الذي استقر في داخل تكوينه وشعوره وبين أوضاع البيئة الجديدة ونظمها؛ فيأخذ نفسه بالصبر والجلد واالندماج فشيئا حتى تخف حدة هذا الصراع الثقافي ويتم التكيف. شيئا ً في هذه البيئة الجديدة ً
ثال ًثا :التنافس االجتمايي:
.6تعريف التنافس االجتمايي
يعتبر التنافس (عملية اجتماعية منشطة للقوى واالمكانات اإلنسانية مادام في الحدود المعقولة، أما اذا خرج عن حدوده انقلب إلى صراع هدام) لذا يمكن تعريفه بأنه "عملية اجتماعية يقوم من خاللها شخصين أو أكثر أو جماعتين أو أكثر بالعمل للوصول إلى هدف معين بحيث يحرص كل طرف من أطراف التنافس على الوصول إلى هذا الهدف قبل اآلخر.
.2أهمية التنافس االجتمايي يتولد التنافس عادة عن التعاون ،فقد يكشف ميدان العمل بعض القدرات الخاصة ،التي يستطيع الفرد بفضل هذه القدرات أن يؤكد ذاته بالنسبة لآلخرين من حيث الكفاءة ،واالستعداد ،وحسن التقدير ،ومن ثم ينشأ التنافس بين األفراد في حدود كل جماعة أيا كان نظامها. وتكون عملية التنافس مفيدة وايجابية وسليمة النتائج ما دامت ذات هدف واحد يخدم الجماعة، وينبع من ميل اإلنسان إلى موازنة نفسه بغيره ،وتطلعه نحو األفضل واألحسن ،وهي ميول أصيلة في اإلنسان ،ولكن إذا اتجه التنافس نحو تحقيق أهداف فردية تتعارض مع أهداف الجماعة ودون
83
ومنبعا للشقاق التزام بقوانين هذه الجماعة وأخالقياتها ،في هذه الحالة يصبح التنافس عملية مفرقة ً
والعداوة والتفرقة.
ولكي يؤدي التنافس وظيفته االجتماعية يجب أن يكون بين قوتين متعادلتين ،ألن عدم التكافؤ بين المتنافسين يؤدي إلى انتصار األقوى وانهزام الضعيف ،وهذه الهزيمة تقلل من قوته وتقضي نافعا ذهب ضحية المنافسة غير المشروعة. على روحه المعنوية فيخسر المجتمع بذلك عضوا ً ً .3خصائص التنافس:
التنافس يملية اجتمايية تتميز بمجموية من الخصائص منها: )1يحدث التنافس عادة بين طرفين متعادلين في القوة. )2تستخدم أطراف التنافس القواعد والطرق المشروعة التي تقرها الجماعة. )3يتجه المتنافسون نحو األهداف ،وليس نحو األشخاص. )4يسعى كل منهما إلى تحقيق نفس الهدف الذي يسعى إليه الطرف االخر. بعضا ،كتنافس عدة أفراد على شغل إحدى غالبا ما يحدث التنافس بين أفراد ال يعرفون بعضهم ً ً )5 الوظائف.
ابعا :الصراع االجتمايي: ر ً
)6تعريف الصراع االجتمايي:
"عملية اجتماعية سلبية هدامة ،ألنه يعبر عن القوى االجتماعية ومدى تصادمها ،وتنشأ هذه العملية نتيجة أحيانا إلى حد التناحر من للظروف االجتماعية واالقتصادية والسياسية غير المستقرة ،وقد يصل الصراع ً أجل البقاء. )2أسباب الصراع االجتمايي ويوامله:
)1التفاوت في توزيع الثروة ،وغياب العدالة االجتماعية. )2قد يتولد الصراع عن التنافس المتطرف الذي يستخدم أطرافه أساليب غير مشروعة في تحقيق مآربهم.
)3قد يتولد الصراع نتيجة لعوامل طائفية ومذهبية ودينية ،حيث تصل العالقات بين الطوائف والمذاهب المختلفة إلى درجة الص ارع على السلطة لتعميم المبادئ واألفكار.
)4ينشأ الصراع عادة عن تعارض المصالح الشخصية.
84
الفصل الرابع الظاهرة االجتمايية مقدمة الظاهرة االجتمايية
أساس الدراسة في علم االجتماع ،وهي تعد نتيجة حتمية لكل من التفاعالت االجتماعية التي تنشأ نتيجة
عالقات األفراد ،وهذه العالقات تؤدي إلى عمليات ،والتي تؤدي بدورها إلى إحدى العمليات االجتماعية
من تعاون ،أو تكيف ،أو تنافس ،أو صراع ،وفي التحليل األخير تصبح ظاهرة لها خصائصها وهي نسبية وتاريخية ولها صفة العمومية .
اوًال :تعريف الظاهرة االجتمايية:
اختص علم االجتماع بدراسة الظاهرة االجتماعية ولكن ماذا نقصد بالظواهر االجتماعية؟ يعرف"اميل دور كايم" مؤسس علم االجتماع الفرنسي بأن الظواهر االجتماعية "كل ضرب من السلوك
نوعا من اإللزام على األفراد" ...وللظاهرة االجتماعية خصائص ثابتًا كان أم غير ثابت يمكن أن يباشر ً تميزها.
ثانيا :خصائص الظواهر االجتمايية: ً
للظواهر االجتماعية خصائص تمتاز بها عن غيرها من ظواهر العلوم األخرى كالظواهر الطبيعية ومن
بين هذه الخصائص مايلي: .6التلقائية:
فالظواهر اال جتماعية ظواهر تلقائية بمعنى أنها تنشأ كلما اجتمع الناس بعضهم ببعض وترابطت مصالحهم واتحدت رغباتهم ،ومن ثم فهي ليست من صنع فرد أو مجموعة من األفراد ولكنها من
صنع المجتمع فهي تصدر بوحي من العقل الجمعي الذي ينشأ من اجتماع األفراد وتبادل آرائهم واتصال وجهات نظرهم ،لذا يمارسها األفراد دون تردد ألنها من صنع المجتمع كالمعتقدات األخالقية والدينية ،والتتلقائية.
.2الظاهرة اإلجتمايية شيئية:
إن شيئية الظاهرة االجتماعية تعني أنها خارجة عن ذواتنا وعن تجسداتها الفردية ،فهي ال تولد بمولد الفرد وال تفنى بفنائه كاللغة ،فالفرد بوالدته البد له من أن يتكلم لغة معينة وحينما يموت ال تنتهي
اللغة ،وكذلك جميع الظواهر االجتماعية شأنها شأن اللغة 85
.3الجبر واإللزام: فالظاهرة االجتماعية تفرض نفسها على األفراد فال يسعهم أن يخالفوها أو يخرجوا على قواعدها ونظمها واال تعرضوا للجزاء.
.4العمومية واإلنتشار:
تتميز الظاهرة االجتماعية باالنتشار بين جميع أفراد المجتمع ،وهي تظهر في صورة واحدة إلى حد ما ،وتتكرر خالل فترة طويلة من الزمن ،ويمكن إحصاؤها وقياسها ومقارنتها بغيرها "مثال ذلك:
األسرة"
.5الظاهرة االجتمايية نسبية: الظاهرة االجتماعية نسبية فهي تخضع ألثر الزمان والمكان ،والتثبت على شكل واحد مثل الظاهرة الطبيعية ،فعلى سبيل المثال نجد أن نظام الزواج تتعدد أشكاله في المجتمعات بين الزواج الجمعي،
وتعدد الزوجات ،والزوجة الواحدة ،وكذلك فقد اختلفت أشكال األسرة من حيث الحجم ،واإلقامة ،أو حتى النسب.
.1الظاهرة االجتمايية تاريخية:
الظاهرة االجتماعية تمثل فترة في حياة المجتمع ،وهذه الظاهرة هي مادة التراث التاريخي وما ينطوي عليه من عرف ،وعادات ،وتقاليد ،وأوضاع يتناقلها الخلف عن السلف ،فظاهرة شكل المالبس أو
المساكن التي يتميز بها مجتمع من المجتمعات يالحظ أنها تستند إلى تاريخ حافل بالعادات والتقاليد التي أدت إلى وجود هذا النوع من المساكن والمالبس. .7الترابط:
الظواهر االجتماعية مترابطة يؤثر بعضها في بعض ويفسر بعضها البعض اآلخر ،فهي ال تعمل منفردة،
كبير على تأثير ًا وال يمكن دراستها منعزلة ،ويمكن مالحظة ذلك عندما نجد أن الحالة االقتصادية تؤثر ًا األسرة من حيث مستوى المعيشة.
86
األسئلة التقويمية .1عرف النظرية في علم االجتماع. .2للنظرية في علم االجتماع عناصر مكونات عدة اعرض في ضوء مادرست. .3للنظرية في علم االجتماع وظائف عدة اعرض لثالث منها. .4اعط أمثلة توضح وظائف النظرية في علم االجتماع.
.5اعرض التعريفات المختلفة للنظرية البنائية الوظيفية في علم االجتماع.
.6للنظرية البنائية الوظيفية في علم االجتماع معان عدة .اعرض في ضوء مادرست. .7في ضوء فهمك للنظرية البنائية الوظيفية في علم االجتماع واالفتراضات التي قامت عليها .ما مدي واقعيتها لتفسير الظواهر االجتماعية.
.8حدد المقصود بالتفاعل االجتماعي.
.9للتفاعل االجتماعي أهمية كبرى في حياة الفرد والجماعة والمجتمع دلل على ذلك.
.11حدد المقصود بالعالقات االجتماعية.
.11تعد العالقات االجتماعية أساس الحياة االجتماعية أكد صدق العبارة. .12حدد المقصود بالعمليات االجتماعية. .13حدد المقصود بكل من:
.14التعاون ،التنافس ،التكيف ،الصراع
.15يتأثر التعاون االجتماعي بعدة عوامل وضح ذلك.
.16يعد التعاون االجتماعي عملية ضرورية للفرد ،والجماعة ،والمجتمع .دلل على ذلك. .17وضح اهمية التكيف االجتماعي لالنسان. .18وضح أسباب الصراع االجتماعي.
.21حدد المقصود بالظاهرة االجتماعية عند اميل دور كايم. .21للظاهرة االجتماعية عدة خصائص اشرح ثالث منها.
87
الوحدة الثانية
يلم االجتماع وقضايا التنمية
أهداف الوحدة -: .1 .2 .3 .4 .5 .6 .7 .8 .9 .11 .11 .12 .13 .14 .15 .16 .17 .18 .19 .21 .21
يتوقع من المتعلم بعد دراسته لهذا الباب أن يكون قاد ار يلي أن: يستنج عالقة علم االجتماع بالعلوم األخري. يستنج نقطة االلتقاء بين علم النفس وعلم االجتماع. يلخص عالقة علم االجتماع بالفلسفة. يلخص عالقة علم االجتماع باالنثربولوجيا يلخص عالقة علم االجتماع بعلم النفس. يلخص عالقة علم االجتماع بعلم التاريخ. يلخص عالقة علم االجتماع بعلم السياسة. يلخص عالقة علم االجتماع بعلم اإلقتصاد. يعطي تخطيطا يوضح عالقة علم االجتماع بالعلوم األخري. يعرف مفهوم الثقافة من منظور علم االجتماع. يتعرف الرؤى المختلفة المتعلقة بالثقافة. يحدد خصائص الثقافة. يعطي أمثلة لعناصر الثقافة. يبين العناصر المختلفة للثقافة المادية وغير المادية. يحدد األشكال المختلفة للثقافة. يستنتج الوظائف المختلفة للثقافة. يعرف مفهوم التطوع. يبين قيمة العمل التطوعي. يعطي مواقف حياتية تبرز قيمة العمل التطوعي يميز بين أشكال العمل التطوعي. يقارن بين األنواع المختلفة للمشاركة في العمل التطوعي.
.22يتعرف مفهوم العمل الحر.
.23يستخلص العوامل التي تؤثر في بيئة العمل الحر. .24يحدد متطلبات العمل الحر.
.25يعدد مزايا العمل الحر. .26يعطي أمثلة ونماذج للعمل الحر. 88
الفصل األول
يالقة يلم االجتماع بالعلوم األخرى
إذا كان كل علم من العلوم اإلنسانية يدرس جانبا أو أكثر من جوانب اإلنسان أو المجتمع ،فإن علم االجتماع يدرس المجتمع ككل فى ثباته وتغيره ،ويدرس اإلنسان من خالل عالقته بالمجتمع ،أى أنه
أكثر شموالً من كثير من العلوم اإلنسانية ،وليس معنى ذلك أن دراسة كل العلوم تعادل دراسة علم
االجتماع ،ذلك ألن الواقع اإلنسانى ليس مجرد جمع بسيط ألجزائه ،وهنا يمكن أن نذكر مثاالً توضيحياً كثي اًر ما يتردد لتوضيح الفرق بين علم االجتماع وغيره من العلوم ،فالمركب الكيميائى للماء يشير إلى تكونه من هيدروجين وأوكسجين لكل خصائصه المتميزة ،أما عندما يتفاعالن سوياً فإنهما ينتجان الماء
الذى له من الخصائص ما يختلف جذرياً عن كل من الغازين المذكورين ،وبنفس منطق المقارنة يدرس كل علم من العلوم اإلنسانية جانباً من اإلنسان والمجتمع ،كاالقتصاد وعلم النفس ..الخ.
أما علم االجتماع فيدرس حصاد تفاعل العالقات بين هذه الجوانب من ناحية وبينها وبين اإلنسان من
ناحية ثانية ،واذا كانت دراسات العلوم األخرى ال تغنى عن دراسات علم االجتماع ،بل تفيد منها ،فبنفس القدر ال تغنى دراسات علم االجتماع عن هذه العلوم ،بل هى تفيد منها وتعمق من نتائجها ،مما يساعد
فى النهاية على إقامة وحدة فكرية شاملة حول اإلنسان والمجتمع ،ماضياً ،وحاض اًر ،وتوجهاً نحو مستقبل
مقصود ومرغوب فيه.
وفيما يلى نتناول عالقة علم االجتماع بالعلوم التى قد تتداخل معه بشكل مباشر ،على سبيل
المثال :الفلسفة االجتماعية – علم النفس – التاريخ – علم السياسة – علم االقتصاد...
أوالً :الفلسفة
وهى أقدم بكثير من علم االجتماع ،نمت نمواً ملحوظاً فى اليونان القديمة ،وتبلورت فى العصور الوسطى ،وازدهرت فى القرن الثامن عشر ،عصر التنوير الذى سبق مباشرة مولد علم االجتماع. ومع أن الفلسفة وعلم االجتماع يعدان بمثابة نوعين مختلفين من جهد العقل اإلنساني ،إال أن
االختالف بينهما يشبه بصفة عامة ذلك االختالف الذى يفصل بين العلم اإلمبيريقى والفلسفة ،وهو
اختالف ينصب أساساً على مستويات التجريد والمعالجة المنهجية؛ فكالهما يحاول أن يصف الواقع ويفسره ،وكالهما أيضاً يعتمد على مالحظة الوقائع والتعميم المشتق من هذه المالحظات ،وعند هذا الحد ينتهى التشابه بين العلم اإلمبيريقى (الذى يضم علم االجتماع وبين الفلسفة ،ففى العلم اإلمبيريقى تستمد التعميمات المتصلة بميدان محدد من البحث من الوقائع التى تم مالحظتها فى هذا الميدان ،أو من
89
ميادين وثيقة الصلة به ؛ فضالً عن أن هذه التعميمات تستمد دون التسليم (سواء بالتأكيد أو النفى) بأى
معرفة على مستوى عال من التجريد تتعلق بالواقع ككل.
أما الفلسفة فهى على النقيض من ذلك ،ألنها تسعى – أساساَ – إلى فهم الحقيقة في صورة كلية؛
فالفيلسوف من خالل مالحظة مجموعات متنوعة من الوقائع يشرع فى إقامة بعض المبادئ العامة
والنهائية التى يحاول – بواسطتها – تفسير الحقيقة ككل.
ثانياً :األنثروبولوجيا
األنثروبولوجيــا هــي علــم د ارســة اإلنســان وتدرســه مــن خــالل الــنظم االجتماعيــة التــي يتكــون منهــا
المجتمــع مثــل النظــام الق اربــي ،والعــائلي ،واالقتصــادي ،والسياســي ،والقــانوني ،والــديني ....إلــخ؛ كمــا تهــتم
ثقافيـاً بد ارســة العـادات والتقاليــد المشــكلة لثقافـة المجتمــع عــن طريـق د ارســة اللغــة ،وعناصـر الثقافــة الماديــة، وغير المادية فضالً عن دراسة الجانب الفيزيقي لإلنسان من حيث الشكل والمالمح إلخ ..
فاألنثربولوجي ــا ته ــتم بد ارس ــة اإلنس ــان الب ــدائي ،بينم ــا يتن ــاول عل ــم االجتم ــاع بالد ارس ــة الحض ــارات
األكثر تقدماً ،والواقع أن هذه الحقيقة األساسية تمارس تأثي اًر كبي اًر على مضـمون العلمـين؛ فـاألنثربولوجيون يميلون إلى دراسة المجتمعات من كل جوانبها دراسة كلية شاملة ،أما علمـاء االجتمـاع فيميلـون – غالبـاً – إلــى د ارســة قطاعــات أو أجـزاء معينــة مــن المجتمــع كــأن يدرسـوا نظامـاً بعينــه مثــل األسـرة ،أو عمليــة بــذاتها كالحراك االجتماعي ،وعادة ما يعيش األنثربولوجيـون فـى المجتمـع الـذى يدرسـونه حيـث يالحظـون السـلوك
مالحظة مباشرة ،ويسجلون العادات واألعراف مستعينين فى ذلك باإلخباريين ،والمنهج األنثربولوجي هو –
بالضـ ــرورة – مـ ــنهج كيف ـ ــى أو عالجـ ــى ،أمـ ــا علم ـ ــاء االجتمـ ــاع فغالب ـ ـاً م ـ ــا يعتمـ ــدون علـ ــى اإلحص ـ ــاءات واالستبيانات؛ لذلك فإن تحليالتهم غالباً ما تكـون رسـمية وكيفيـة؛ وفضـالً عـن ذلـك فالوسـط الطبيعـى لعـالم األنثربولوجيـا هــو المجتمعــات المحليــة الصــغيرة المكتفيــة بـذاتها بينمــا نجــد عــالم االجتمــاع يــدرس – بمرونــة
كبيرة – التنظيمات الكبرى والعمليات االجتماعية المعقدة.
ثالثا :يلم النفس
يمكن تعريف علم النفس بأنه علم دراسة الشخصية والسلوك الناتج عنها؛ فدراسات علم النفس
تتناول قدرات العقل على إدراك األحاسيس ،ومنحها معانى معينة ثم االستجابة لهذه األحاسيس ،بعبارة
أخرى يعالج علم النفس العمليات العقلية كاإلدراك ،والتعرف ،والتعلم ،ويولى علماء النفس المحدثون اهتماماً خاصاً بدراسة المشاعر ،والعواطف ،والدوافع ،والحوافز ،والدور الذى تلعبه في تحديد نمط الشخصية ،كما نجد ارتباطاً واضحاً بين الدراسات التى تتناول العواطف والدافعية ..الخ ،وتلك التى تتناول مشاركة الفرد فى العالقات االجتماعية.
90
ويكاد يلتقي علم االجتماع ،وعلم النفس عند نقطة معينة تشكل مبحثا متمي از هو علم النفس االجتماعى .ومن وجهة النظر السيكولوجية الخاصة نجد علم النفس االجتماعي يهتم بتناول الوسائل التى
من خاللها تخضع الشخصية (أو السلوك) للخصائص االجتماعية للفرد أو الوضع االجتماعى الذى
يشغله ويمكننا أن نستشهد على ذلك بدراسات سولومون آش عن االمتثال واإلدراك؛ فلقد أوضح كيف أن العملية السيكولوجية (اإلدراك) تتأثر بالموقف أوالسياق االجتماعى ،مما يؤدى إلى اختالف اإلدراكات
باختالف المواقف.
كما يهتم علم النفس بدراسة الشخصية والهوية وعلوم األعصاب بهدف شرح وتفسير الخبرات
والمشكلة الفردية ،ويقدم الحلول للفرد.
أما علم االجتماع فيهتم باألثر االجتماعى على الشخصية والهوية ،وهو ال يسعى للكشف عن
اآلثار النفسية أو العصبية ،بل أنه يقدم حلوال تستهدف إحداث التغيرات على المستوى المجتمعى وليس الفردى.
رابعا :يلم التاريخ
التفرقة بين علم االجتماع والتاريخ ليست مهمة صعبة على المستوى النظرى ،فالتاريخ يدرس الماضى
اإلنسانى بوصفه سباقاً من األحداث ،والمواقف ،والعمليات الفريدة ،والملموسة ،ويحاول المؤرخ أن يعيد بناء الماضى مستخدماً كثي اًر من التفصيالت اإلمبيريقية كما حدثت ،مثال ذلك :كيف اندلعت حرب تحرير
األرض في السادس من أكتوبر 1973م ،وكيف اشتعلت ثورة يوليو 1952م.
لكن العقل اإلنساني ال يقف عند إعادة تصوير األحداث الفريدة غير المتكررة ،وانما يسعى إلى
الكشف عن أنماط التكرار والتردد الكامنة خلف اإلطار الفردى ،والتاريخى ،والزمانى لهذه األحداث ،إن
الحروب عديدة ،لكن التساؤل يثار حول ما إذا كان هناك نمط تكرارى لنشأتها ،ووطأتها على المجتمعات
التى تشترك فيها ،أو النتائج التى تترتب عليها ،كما أن تقلبات األسعار عملية مستمرة ،لكن التساؤل يثار أيضا حول وجود نمط مشترط وراء هذه التقلبات أم ال ،والجرائم التى ترتكب ال حصر لها ،فهل يمكن تمييز أنماط مستمرة لها بغض النظر عن التباين الملموس فى هذه الجرائم؟ إن األنماط المتكررة من
االعتماد اإلنسانى المتبادل هو موضوع دراسة العلوم االجتماعية التى ينتمى علم االجتماع إليها ،وتقوم
هذه العلوم على أن النظام أو االنتظام مسلمة يمكن اعتبارها المقدمة المنطقية فى كل دراسة تسمو فوق
مستوى الوصف البسيط .
خامساً :يلم السياسة
ينقسم هذا العلم إلى مبحثين أساسيين هما :النظرية السياسية ،واإلدارة الحكومية ،ويرتبط كال
المبحثين بروابط عميقة بالسلوك السياسى ،فغالباً ما نجد برامج النظرية السياسية تتناول اآلراء السياسية 91
المتعلقة بالحكومة كتلك التى قدمها أفالطون وميكيافيللى وروسو ،أما برامج اإلدارة فغالباً ما تزود الدارس بوصف شامل لبناء الهيئات الحكومية ووظائفها.
واذا كان علم االجتماع يهتم بدراسة كل جوانب المجتمع ،فإن علم السياسة يكرس كل اهتمامه
لدراسة القوة كما تتجسد فى التنظيمات الرسمية ،واذا كان علم االجتماع يولى اهتماماً كبي اًر بالعالقات المتبادلة بين مجموعة النظم ( بما فى ذلك الحكومة ) فإن علم السياسة يميل إلى االهتمام بالعمليات
الداخلية ،أى العمليات التى تحدث داخل الحكومة مثالً ،ومع ذلك فإن علم االجتماع السياسى يشترك مع علم السياسة فى دراسة كثير من الموضوعات.
سادساً :يلم االقتصاد
يهتم علم االقتصاد – بوجه عام – بدراسة إنتاج وتوزيع السلع والخدمات ،ولقد تطور علم
االقتصاد في ظل المجتمع ،لذلك نجده يتناول العالقات المتبادلة بين متغيرات اقتصادية خاصة كالعالقات بين األسعار والعرض وتدفق النقود ..الخ.
ذلك أن علماء االقتصاد – شأنهم فى ذلك شأن علماء االجتماع – يفكرون فى ضوء األنساق
واألنساق الفرعية ،حيث يؤكدون فكرة العالقات بين األجزاء وعلى األخص أنماط االعتماد والسيطرة
والتبادل ..الخ ،وفضالً عن ذلك فالعلمان يهتمان اهتماماً خاصاً بالقياس وبالعالقات بين المتغيرات المختلفة ،أى أنهما يستعينان بالنماذج الرياضية في تحليل البيانات .
هذا ويهتم علم االقتصاد بدراسة كيفية قيام الجماعات الكبرى بتوزيع الثروات االجتماعية
والطبيعية ،ويركز على الجماعات الكبرى.
أما علم االجتماع ،فال يهتم فقط بدراسة كيفية قيام الجماعات بتوزيع ثرواتها ،لكن أيضا بشرح
وتفسير السبب وراء قيامهم بذلك ،وما الذى يؤثر فيه .
92
الفصل الثاني الثقافة من منظور يلم االجتماع مقدمة:
الثقافة من منظور يلم االجتماع
تنطوي الثقافة على دالالت تعكس شكل العالقات االجتماعية ويكتسبها الفرد أثناء عملية التنشئة
االجتماعية ،وهي بذلك تعد أسلوب حياة بمعنى أنها الوسيلة التي يمارس المجتمع من خاللها طقوسه
االجتماعية اليومية ،وتتضمن آداب الحديث والعادات والمأكل والملبس ...إلخ ،وكذلك الرؤى المتعلقة
بالثقافة ،وخصائصها ،وعناصرها ،وأشكالها ووظائفها .
أوالً :مفهوم الثقافة
الثقافة هي ذلك الكل المعقد الذي يتضمن المعارف ،والمعتقدات ،والفنون ،واآلداب ،واألعراف ،والقوانين، وغير ذلك من منجزات اإلنسان كفرد ،أو كمجتمع ،وقد عرفته منظمة اليونيسكو بأنها "جميع معارف
اإلنسان المتعلقة بالطبيعة والمجتمع" .
ثانياً :الرؤى المتعلقة بالثقافة
-1الثقافة كمعرفة فالثقافة هي عبارة عن تراكم للمعلومات .
-2الثقافة كبناء من المفاهيم األساسية التي تعد بمثابة األساس الذي يفهم به األشخاص العالم الذي يعيشون فيه.
-3الثقافة كبناء من المفاهيم المترابطة ،والمتوافقة مع األنشطة التي يقوم بها األشخاص.
ثالثاً :خصائص الثقافة
تخص اإلنسان دون سواه من سائر الكائنات الحية. -1الثقافة عملية إنسانية ،أي أنها ّ -2الثقافة عملية اجتماعية مكتسبة ،تنشأ عن طريق التفاعل بين األفراد؛ فاإلنسان يكتسب
ثقافته من مجتمعه ،وال يوجد مجتمع بال ثقافة ،وال ثقافة خارج المجتمع ،والتراث الثقافي
الذي أبدعه اإلنسان ينتقل من جيل إلى جيل عن طريق التعليم.
التغير -3الثقافة عملية متغيرة ،وهي تتحرك معظم األحيان نحو األفضل ،إال أن درجة ّ تختلف من مجتمع إلى آخر ،فتكون بطيئة تبعاً لصغر المجتمع أو انغالقه ،أو سريعة تبعاً التساع المجتمع وانفتاحه وتوافر الحوافز فيه.
93
حد -4الثقافة عملية متنوعة المضمون ،تختلف الثقافات في مضمونها إلى أن تبلغ أحياناً ّ التناقض ،فما هو إيجابي في مجتمع قد يبدو سلبياً في مجتمع آخر -5الثقافة عملية تحدد أسلوب الحياة؛ فهي تفرض على المشاركين فيها نمطاً معيناً من
الممارسات الحياتية عبر رسمها خطاً ينتهجونه على نحو يتالءم مع الجماعة أو المجتمع
رابعاً :يناصر الثقافة
.6العموميات :وهي التي يشترك فيها غالبية أفـراد المجتمع الواحـد ،من أمثلتها اللغة والزي وطريقـة التحية وأساليب االحتفال فـي المناسبات ،وهـذه العموميات تعطي الثقافـة طابعها العام الـذي يميزها عن غيرها مـن الثقافات ،وتساعد على تنمية روح االنتماء الالزمة لتماسك المجتمع ووحدته والعمل على تحقيق أهدافه . .2الخصوصيات :وتختص بها جماعـة معينـة مـن أفـراد المجتمع دون غيرها من الجماعات كالخصوصيات (ثقافة فرعية) التي تسود بين أفراد مهن وأعمال معينة أو بين أفراد طبقات معينة ويكون لدى بقية أفراد المجتمع فكرة عنها .3المتويرات "البديلة" :ومن أمثلتها التجديدات واالختراعات التي تظهر في ظل ثقافة معينة فإذا انتشرت اندمجت فـي خصوصيات الثقافـة أو عمومياتها واذا لم تنتشر فإنها تبقى علـى حالها أو تندثر.
خامساً :أشكال الثقافة
هناك شكالن أساسيان هما :الثقافة المادية والثقافة غير المادية . إن الطبيعة التراكمية للثقافة يمكن أن نالحظها بوضوح أكثر فيما يتعلق بالثقافة المادية مثل (األدوات، والمباني ،واآلثار ،)...أما الثقافة غير المادية فمثالها( :آداب السلوك ،والسياسة ،والقانون ،والقيم) ...
سادساً :وظيفة الثقافة
تٌحدد ثقافة أي مجتمع أسلوب الحياة فيه سواء من ناحية وسائل اإلنتاج وعالقات اإلنتاج واألنظمة السياسية واالجتماعية أم من ناحية األفكار ،والقيم ،والعادات ،والتقاليد ،وآداب السلوك وغير ذلك . وتعبر عناصر الثقافة في أي مجتمع عن خالصة التجارب ،والخبرات التي عاشها األفراد في الماضي فضالً عما تعرضوا له من أزمات ،وما حددوه من أهداف ،وما استخدموه من أساليب ،وما تمسكوا به من قيم ،ومعايير ،وما نظموه من عالقات ،وبهذا المعني تعد الثقافة أساسا للوجود اإلنساني للفرد والمجتمع الذي ينتمي إليه. وللثقافة وظائف منها : أنها توفر للفرد : )1االتجاهات ،والقيم التي تساعده في تكوين ضميره الذي يتواءم به مع جماعته ،ويعيش متكيفا معها. )2ما يشعره باالنتماء وما يربطه بسائر أفراد جماعته لتميزهم عن سائر الجماعات األخرى. 94
الفصل الثالث ثقافة العمل التطويي مقدمة:
العمل التطوعي سمة من سمات الحضارة وأحد األسس المهمة للنهضة الشاملة في شتى جوانب
الحياة ،وهو وسيلة مهمة لتكافل وتآزر أفراد المجتمع ومؤسساته ،وذلك لكونه قوة محركة للمجتمع تنبع من داخله ،وتقوم على جهود أفراده ،وجماعاته ،ومؤسساته لتحقيق نهضته ،وتطوره ،وتقدمه ،فضال عن عالج مشكالته ،وآالمه ،وجراحه في أوقات الرخاء ،والشدة ،والقوة ،والضعف.
أوالً :مفهوم التطوع
التطوع هو أن يتعهد الشخص بمحض إرادته – دون قهر أو إجبار – بمنح جانب من وقته أو ماله أو
طاقته لخدمة مجتمعه؛ فالمتطوع كالزهرة التي يراها الشاعر الهندي "طاغور" Tagoreتمأل الفضاء
بعطرها ،ثم تكون خدمتها األخيرة أن تقدم نفسها إليك ،وهكذا األفراد الذين ينذرون أنفسهم لمساعدة
اآلخرين وخدمة المجتمع ،وينظر "رو ازريون" Rozarionمن المنطلق ذاته للتطوع على أنه االنخراط في نشاطات خيرية تتضمن عنصر االلتزام ويمتد نفعها وال يقف عند حد الشخص المتطوع ،كما ينظر
للتطوع على أنه إعطاء الوقت والمال وتفضيل الصالح العام.
وقد ينظر للعمل التطوعي على أنه فرض كفاية ذو بعد تنموي ،يتسم بالجودة ،ويقوم به اإلنسان
بشكل فردي أو مؤسسي ،بمحض إرادته ودون مقابل ،من واقع إيمانه وانتمائه واحساسه بالمسئولية ، بهدف مساعدة اآلخرين وتحسين حياتهم ،محتسبا األجر عند هللا.
ثانياً :قيمة العمل التطويي
-1إبراز الدور الهام الذي تلعبه المجتمعات األهلية غير الحكومية في تلبية االحتياجات األساسية للفئات والشرائح االجتماعية محدودة الدخل هذا من جانب ،والسعي إلي تنمية المجتمع وتقدمه من جانب
آخر.
-2أن العمل التطوعي ليس برامج وأنشطة ومشروعات تقوم بها الجمعيات األهلية غير الحكومية فحسب ،وانما هو عملية هادفة لترسيخ منظومة قيم محورية في المجتمع؛ كقيم العطاء والعمل غير الهادف للربح ،واالنتماء والوالء .
-3أن نشر ثقافة التطوع لدى الشباب يرسخ في نفوسهم التوازن بين الروح الفردية والجماعية ،األمر الذي يوفر المناخ المناسب لتنمية شخصياتهم على اإليثار وانكار الذات وخدمة المجتمع التي تعد
غاية نهائية لقيم التطوع.
95
-4أن نشر ثقافة التطوع تبرز من الناحية السوسيولوجية كأحد أهم اآلليات التي تحد كثي اًر من المشكالت التي تعاني منها المجتمعات المحلية وكذلك الشباب في هذه المجتمعات ،حيث تلعب الجمعيات
دور مهماً في تلبية االحتياجات األساسية للفئات والشرائح االجتماعية األهلية غير الحكومية ًا محدودة الدخل هذا من جانب ،فضال عن الحد من المشكالت التي تواجه بطالة الشباب ،حيث إن انخراطهم ومشاركتهم في برامج وأنشطة ومشروعات الجمعيات التطوعية يحميهم من الوقوع في
كثير من مشكالت تعاطي وادمان المخدرات وارتكاب الجرائم ،وبخاصة المصحوبة بالعنف .
-5أن نشر ثقافة التطوع يعكس سوسيولوجيا الدور المهم الذي تلعبه النظم االجتماعية في ترسيخ قيم التطوع ،ونعني بذلك دور األسرة في التنشئة االجتماعية ألبنائها ،ودور المدرسة والمؤسسات
التعليمية المتعددة والمتنوعة في التنشئة التربوية ،وكذلك الدور الذي تلعبه وسائل االتصال الجمعي المكتوبة والمسموعة والمرئية ،ومنظمات المجتمع المدني في ترسيخ قيم التطوع ونشر ثقافته.
ثالثاً :أشكال العمل التطويي
يميز علماء االجتماع بين شكلين من أشكال العمل التطوعي؛ األول :السلوك التطوعي (غير
قصد به الممارسات التطوعية التي يمارسها األفراد استجابة لظروف طارئة أو لمواقف المقصود) ُ ، وي َ إنســانية من قبيل إسعاف جريح في حالة خطرة إثر حادث سير ،أو السقوط من مكان مرتفع ،أو إنقاذ غريق مشرف على الهالك ،أو مساعدة منكوب في زلزال أو حريق إلي غير ذلك ،ومنطلق هذه
الممارسات التطوعية هو الشعور اإلنساني ،أو الموقف األخالقي ،أو الدافع الـديني ،أو كل ذلك معاً، دون انتظار ألي مردود مادي. قصد به الممارسات التطوعية الناتجة عن اإليمان بأهمية والثاني :الفعل التطوعي (المقصود) ُ ، وي َ هذا العمل وضرورته ،وال يأتي نتيجة لـحوادث طارئة ،وانما هو عمل قائم بذاته.
رابعاً :أنواع المشاركة في العمل التطويي :
اء بالتشجيع ،أو الدفاع عنه، -1المشاركة المعنوية :وذلك من خالل الدعم المعنوي للمشروع الخيري سو ً أو التعريف به في المحافل العامة ،إلى غير ذلك من صور المشاركة المعنوية التي تعد نوعا من الدعاية غير المباشرة للعمل التطوعي.
-2المشاركة المالية :ونعني بها دعم المشاريع الخيرية بالمال ،حيث يمثل المال أحد مقومات نجاح األعمال الخيرية .
فعاالً في األعمـال التطوعية ،وذلك عبر انتسابه -3المشاركة العضوية :ونعني بها أن يكون الفرد عضواً ّ إلحدى المؤسسات الخيرية ،وهذا يتطلب بـذل الجهد ،والتضحية بالوقت ،والتفكير الجاد ،وشحذ الهمة من أجل خدمـة المجتمع .
96
الفصل الرابع
ثقافة العمل الحر
مقدمة: ثقافة العمل الحر
يمر المجتمع المصري بتحوالت عدة اقتصادية ،واجتماعية ،وثقافية ارتبطت بمجموعة من
السياسات العالمية ،والمحلية ،انعكست على مجمل األوضاع من انحسار لدور القطاع العام ،وتعاظم
آليات السوق ،وبخاصة فرص العمل الذي تتيحها الدولة للشباب؛ لذا تأتي أهمية ثقافة العمل الحر ، ومتطلباته ،ومزاياه .
يمر المجتمع المصري بتحوالت عدة اقتصادية ،واجتماعية ،وثقافية ارتبطت بمجموعة من
السياسات العالمية والمحلية ،انعكست على مجمل األوضاع من انحسار لدور القطاع العام ،وتعاظم
آليات السوق ،وبخاصة فرص العمل الذي تتيحها الدولة للشباب ،لذا تأتي أهمية ثقافة العمل الحر ، ومتطلباته ،ومزاياه.
أوالً :تعريف العمل الحر:
العمل الحر :هو عمل اختياري يقع عبء مسئولياته على صاحبه ،وتعود إليه مخرجاته المادية،
واألدبية ،والمعنوية ،وقد يكون عمال فى مجال واحد أو تتعدد المجاالت حسب اهتمامات من يقوم به أو
مهنيا ،أو قد يكون عمال ذهنيا فى إنتاجيا أو تفرضه عليه ظروف السوق ،وقد يكون عمال خدميا أو ً ً ً مجال الفنون ،أو قد يكون العمل الحر فى المصنع ،أو المعمل ،أو المكتب ،وقد يعتمد هذا العمل على
التجريب ،أو االستقراء ،أو االستنباط ،وفى العادة يكون عمال تنافسيا يتأثر أساسا بأحد عوامل السوق مثل :العرض ،والطلب ،واإلمكانات المتاحة .
كما ينظر إلى العمل الحر على أنه العمل الذى ال يتبع أى جهة سواء حكومية أو خاصة ،ويقوم
الشخص به بنفسه لحسابه الخاص ،ويستثمر جهده ،وماله فى الحصول على أقصى ربح ممكن من هذا
العمل مثال ذلك :التاجر فى متجره ،العمال الحرفيون فى محالتهم وفيهم من يعمل أعمال يدوية ،وذهنية مثل المحامى فى مكتبه الخاص ،والطبيب فى عيادته الخاصة .
ثانياً :بيئة العمل الحر
تعتمد نسبة العمل الحر فى المجتمع على الفرص التى توفرها ،البيئة وعلى قدرات ،وتفضيالت
السكان ،وتتأثر تلك النواحى بدورها بالتكنولوجيا المتوفرة ،ومستوى النمو االقتصادى ،والثقافة،
أساسيا فى ممارسة العمل دور والمؤسسات ،والديموجرافيا االجتماعية؛ حيث تلعب الحالة االقتصادية ًا ً الحر؛ فقد ذهب "بلو " Bluإلى أن هناك عامالن اقتصاديان أساسيان يؤثران على بيئة العمل الحر هما 97
:التغيرات التكنولوجية وتغير البيئة الصناعية ،فهو يالحظ أن تلك التغيرات البنيوية قد حدت من مزايا
فرصا أفضل للشركات الصغيرة ألن بقائها لم يعد معتمدا على العامل االقتصادى الشركات الكبرى وخلقت ً وحده . كما أن القيم الثقافية تؤثر بشكل أساسى على سلوك العمل ،وفى ظل هذا الطرح ،يحدد "
دافيدسون" Davidsonرؤيتين عامتين فيما يختص بالعالقة بين القيم الثقافية ،وسلوك العمل ،األولى:
شرح السمات النفسية الكلية لعملية الشراكة ،والتى تقوم على فرضيتين :أوالهما :على المستوى الفردى والتى ترى أن الفرد الذى يتمتع بقيم الشراكة سيكون أكثر قدرة على التعبير عن سلوكيات العمل الحر،
وثانيهما :على المستوى الكلى ( فكلما زاد مثل هؤالء األفراد فى المجتمع زادت توجهات المجتمع نحو الشراكة والعمل الحر) ،ومن الواضح أن تلك الرؤية تقوم على المنظور الفردى للثقافة الثانية " الشرعية
االجتماعية" ،وتلك الرؤية تفترض أن القيم ،والمعتقدات التى تفرض نفسها على المجتمع سوف تؤثر على
سلوكيات العمل الحر بغض النظر عن قيم ،ومعتقدات هؤالء األفراد أنفسهم.
ثالثاً :متطلبات العمل الحر
– 6التخطيط :
-تحديد السوق :من هم العمالء وماذا يريدون؟
تحديد األولويات :كيف يمكن تقديم كل ما يرغبه العمالء وبأى أولوية ؟ -مسائل التمويل :كيف يمكن دفع المال الكافى لدعم خطة العمل ؟
طاقم العمل :فهل يمكن مثال استقدام طاقم عمل من سوق أو شركات منافسة؟ التنظيم واإلدارة :هل التنظيم مصمم بحيث يضمن الجودة ؟ -إدارة التمويل :كيف يمكن القيام بالمحاسبية على األموال ؟
– 2األداء :
-حساب التكلفة والكفاءة :كيف يمكن تحقيق أفضل المخرجات بأقل التكاليف؟
المواءمة :كيف يمكن أن تتواءم مع المجموعات المختلفة من العمالء فى السوق ؟فعليا . اإلبقاء على نفس خط األداء :ما الذى تحتاج لمعرفته ً الشفافية والمحاسبة :كيف يمكن اظهار أسلوب اإلدارة الحكيم الذى نتبعه كتنظيم ؟ -التخطيط االستراتيجى :كيف يمكن القيام بالعمل الجماعى لتحسين البرامج؟
رابعاً :مزايا العمل الحر
تتمثل في أن صاحب العمل -: ينفذ حلمه ويعمل ما يحب.98
يصبح صانع ق ارره. -ينظم ساعات العمل بنفسه .
يستطيع إدارة العمل من المنزل.-
يعطيه العمل الحر الثقة بالذات .
-يجد المتعة في أن يكون مسئوال عن عمله.
يعمل بقدر ما يتحصل عليه من هذا العمل. -يستطيع االستقاللية والسيطرة على عمله وتوجيهه.
يشعر بالسعادة عند إدراك أن الناس يقدرون ما ينتجه. -يتيح إمكانية الشراكة مع األصدقاء من خالل التعاون.
ال يكون موظفا لدى أحد مما يعطيه الحرية في التصرف -يستطيع التطبيق واالستخدام اإليجابي ألفكاره ومواهبه ومهاراته الخاصة.
99
األسئلة التقويمية .1 .2 .3 .4 .5 .6 .7 .8 .9 .11 .11 .12 .13 .14 .15 .16 .17 .18
للفلسفة دور حيوي ساهم في تطوير علم االجتماع.فسر ذلك ميز بين علم االجتماع والفلسفة. استخلص عالقة علم االجتماع بالفلسفة. يعد علم النفس االجتماعي ثمرة العالقة بين علم االجتماع وعلم النفس .فسر ذلك. فسر عالقة علم االجتماع بالعلوم التالية(:علم النفس ،وعلم االجتماع ،والسياسة ،واالقتصاد، والتاريخ) في ضوء فهمك لعالقة علم االجتماع بالعلوم األخرى.اعط مواقف تطبيقية الستثمار تلك العالقة في تفسير بعض الظواهر االجتماعية. اعط أمثلة تطبيقية يمكن توظيف كل من(:علم النفس ،وعلم االجتماع ،والسياسة ،واالقتصاد، والفلسفة)في تفسير الظواهر االجتماعية. عرف مفهوم الثقافة. تعددت الرؤي المتعلقة بالثقافة.اعرض في ضوء مادرست. في ضوء فهمك لخصائص الثقافة.اعط مواقف حياتية توضح ذلك. اعط مثاال يوضح أشكال الثقافة المختلفه. تتعدد األنواع المختلفة للثقافة.اعط مثاال يوضح ذلك. ميز بين األنواع المختلفة للثقافة. عرف مفهوم التطوع. للعمل التطوعي قيم عدة.اعرض في ضوء مادرست استخلص قيم العمل التطوعي في ضوء مادرست. ميز بين األشكال المختلفة للعمل التطوعي. مثاال ألشكال العمل التطوعي. اعط ً
.19عرف مفهوم العمل الحر.
.21في ضوء فهمك للعمل الحر.مالذي يمكن استخالصة من تعريفة. .21في ضوء فهمك للعمل الحر استخلص العوامل التي تؤثر علية. .22للعمل الحر متطلبات عدة.اعرض في ضوء ما درست. .23ميز بين التخطيط واألداء كمتطلبات للعمل الحر. .24للعمل الحر مميزات عدة.اعرض في ضوء مادرست.
100
الوحدة الثالثة
يلم االجتماع والقضايا المجتمعية
أهداف الوحدة -:
يتوقع من المتعلم بعد دراستة لهذا الباب أن يكون قاد ار يلي أن:
.1يعرف البحث العلمي. .2يستنتج دور البحث العلمي في عملية التنمية. .3يحدد مقومات البحث العلمي.
.4يستنتج دور البحث العلمي لخدمة قضايا التنمية.
.5يعرف العولمة.
.6يحدد آليات العولمة. .7يعطي نماذج آلليات العولمة. .8يعرف مفهوم العنف.
.9يعرف مفهوم التطرف.
.11يمييز بين العنف والتطرف. .11يحدد مستويات التطرف.
.12يحدد األسباب التي تدفع الشباب إلى التطرف الفكري وممارسة العنف. .13يستنتج العديد من السبل لمواجهة التطرف والعنف.
101
الفصل األول
توظيف البحوث االجتمايية في خدمة قضايا التنمية
تولي الدول المتقدمة اهتماما كبي ار بالبحث العلمي إلدراكها أن عظمة األمم تكمن في قدرات أبنائها العلمية والفكرية والسلوكية ،والبحث العلمي ميدان خصب ،ودعامة أساسية لتنمية الدول ،وتطورها ،وبالتالي تحقيق رفاهية شعوبها ،والمحافظة على مكانتها الدولية ،ويتم استخدامها في معالجة المشكالت التي تواجه
المجتمع بصفة عامة؛ فالبحث العلمي لم يعد مقصو اًر على ميادين العلوم الطبيعية وحدها.
)6سبل تحقيق البحث العلمي للمساهمة في يملية التنمية
-1تقديم المشورة العلمية ،والحلول العلمية والعملية للمشكالت التي تواجه المجتمع من خالل األبحاث، والدراسات التي تطلب إعدادها جهات حكومية ،أو أهلية.
-2نقل وتوطين التقنية الحديثة والمشاركة في تطويرها ،وتطويعها لتالئم الظروف المحلية لخدمة أغراض التنمية.
-3ربط البحث العلمي بأهداف الدولة وخطط التنمية ،والبعد عن االزدواجية والتكرار واإلفادة من الدراسات السابقة.
-4تنمية جيل من الباحثين المتميزين وتدريبهم على إجراء البحوث األصيلة ذات المستوى الرفيع وذلك عن طريق إشراك الطالب في تنفيذ البحوث العلمية.
)2مقومات البحث العلمي
-1توفير الدعم المالي الكافي لتجهيز البنية التحتية المتضمنة مرافق ،ومختبرات ،وأجهزة ،وأدوات بحثية، ووسائل اتصاالت حديثة ،وغيرها.
-2تدريب الكوادر الفنية ،والكفاءات البشرية الوطنية ،والمناسبة لمجال البحث.
-3اإلعداد الجيد للبرامج التدريبية ،والعمل على استقطاب العقول المهاجرة لالستفادة من خبراتها العلمية والعملية في مختلف المجاالت.
-4أهمية وجود وتطوير منظومة التشريعات ،والسياسات الحازمة ،والالزمة لتطوير البحث العلمي، والمنظمة لعملياته ،وخطواته .
)3البحث العلمي لخدمة قضايا التنمية
أ -ضرورة توثيق الصلة بين الدولة وأجهزتها المعنية وبين األجهزة والهيئات والمراكز العلمية
بالمجتمع وكذلك بين تلك المؤسسات العلمية وبين الوحدات اإلدارية القائمة على شئون تنفيذ
خطة التنمية االقتصادية ،واالجتماعية في مصر. 102
ب -االهتمام بالتخطيط الجيد للعمالة لتوفير كوادر بشرية قادرة على التعامل مع المتغيرات الجديدة، وثورة المعلومات ،وشبكات اإلنترنت ،وذلك لالستفادة منها عن طريق دعم ،وتطوير التعليم
وخطط التعليم المستمر.
ج -رفع مستوى كفاءة الفرد العامل ،وزيادة إنتاجيته عن طريق إعداد وصياغة مقاييس معيارية لقياس األداء ويتوازن مع ذلك دعم سياسات التدريب المهني ،والحرفي ،واإلداري تخطيطاً ،وتنفيذاً، ومتابعة لتحقيق التكيف ،والتوافق بين العامل ،وبين األجهزة الحديثة التي يستخدمها.
د -وضع نظم جيدة إلدارة اإلنتاج تقوم على أساس جودة المنتج وتحديد مواصفاته القياسية وسالمة عمليات الصنع والتشطيب مع الحفاظ على البيئة والتأكيد على اإلتقان في األداء واذكاء روح
المنافسة وتدعيم نزعة االبتكار واإلبداع وروح الجد واالجتهاد في العمل.
ه -االهتمام بإنشاء قواعد للبيانات والمعلومات الحديثة تقوم على استخدام الكمبيوتر وشبكات المعلومات ،والوسائل العلمية المتطورة ،والمتقدمة؛ فالمعلومات هي لغة العصر للتعامل مع كافة األنشطة ،ومختلف المجاالت فضالً عن دعم عملية اتخاذ القرار.
103
الفصل الثاني
العولمة
مقدمة
تغير اهتم علم االجتماع بدراسة المجتمعات المحلية والمجتمعات القومية ،ولكن العالم المعاصر تغير ًا مفهوما محورًيا ال يمكن التغاضي عن دراسته وتحليله؛ فقد أصبح كبيرا ،وأصبح مفهوم المجتمع الدولي ً ً عالما أشبه بالقرية الصغيرة ،وفي ضوء ذلك بدأ علم االجتماع في االهتمام بموضوع العالم المعاصر ً العولمة والمشكالت المصاحبة لها.
أوًال :تعريف العولمة:
هي حرية انتقال األفكار واالتجاهات القيمية والسلوكية واألذواق فيما بين الثقافات ،وهي عملية يتحول
من خاللها العالم ك له إلى مجتمع واحد تتعدد ثقافاته وحضاراته ولكن تتشابه فيه نظم االقتصاد والسياسة والعالقات الدولية واالعتماد على نظم االتصال الحديثة .
العولمة عملية مستمرة ،وهي عملية تلقائية ال تحدث بتخطيط مسبق ،وانما تحدث من جراء التطور في وسائل االتصال والمواصالت بين الشعوب ،وصور االحتكاك الثقافي بينها عن طريق الغزو أو الهجرة.
النتيجة النهائية لهذه العملية هي إحداث صور من التشابه في أنماط االنتاج ،ونظم الحكم ،واإلرادة،
والتجارة ،واالستهالك ،وغياب الخصوصيات الثقافية المحلية ،والهوية الوطنية للدول .التشابه ال يلغي
االختالف في الثقافة ،حيث تتنوع الثقافات داخل منظومة العولمة.
ثانيا :مزايا العولمة: ً
ثمة مزايا كثيرة للعولمة ،فتحول العالم إلى قرية كونية صغيرة يمكن للشعوب المختلفة أن تستفيد من
خبرات الشعوب األخرى ،كما يمكن لها أن تستفيد من بعض األفكار التي تطرح على مستوى دولي حول
انفتاحا على العالم، اإلصالح ،وحقوق اإلنسان ،والمساواة بين الجنسين؛ كما أن العولمة تتيح للشعوب ً ولذلك فإن هذه الشعوب إذا ما انغلقت على نفسها؛ فسوف تجد نفسها متخلفة عن ركب التقدم ،ولذلك فمن األهمية بمكان أن تتفاعل الشعوب مع الظروف العالمية ،وتأخذ ،وتعطي في عالقات بناءه دون أن تفقد
هويتها الداخلية ،أو تفرط في األسس التي تقوم عليها ثقافة المجتمع ،وأن تكون على وعي باآلثار
المختلفة للعولمة.
ثال ًثا :آثار العولمة:
ويهتم علم االجتماع بدراسة آثار العولمة من الناحية االجتماعية ،والثقافية ،ويمكن أن نلخص فيما يلي
بعض هذه اآلثار:
104
-6التباين في مستوى التنمية في الوقت الذي تعمل فيه العولمة على توحيد العالم؛ فإنها تؤدي إلى تعميق بعض صور التباين عبر
العالم ،ومن أهم هذه الصور االختالف بين دول الشمال ،ودول الجنوب في مستوى التنمية االجتماعية،
فالدول الغنية في الشمال تزداد في الغنى ،وتتقدم على نحو مذهل ،في حين تفشل دول الجنوب في
نظر النخفاض معدالت النمو االقتصادي من ناحية ،وتخلف التكنولوجيا من ناحية أخرى، اللحاق بهاً ،ا ولذلك تنادى دول الجنوب بضرورة إقامة نظام دولي جديد يقرب بين الدول الغنية ،والدول الفقيرة. -2انتشار النزية االستهالكية
يصاحب نشر ثقافة العولمة انتشار قيم االستهالك ،حيث يتحول االستهالك إلى قيمة في حد ذاته. صحيح أن اإلنسان البد وأن يستهلك ،وهو بحاجة إلى أن يسد حاجاته األساسية؛ ولكن العولمة تفرض
صور من االستهالك تتجاوز حاجاتهم األساسية ،بل تتجاوز الحاجات الكمالية ،ويصبح ًا على البشر االستهالك هدًفا في حد ذاته ،وهناك بعض العوامل التي تساعد على التنافس في ميدان االستهالك ،وذلك في ظل العولمة .
أ -التقليد :حيث يندفع األفراد إلى تقليد بعضهم البعض في ميدان االستهالك ،وكلما أشبع الفرد رغبة استهالكية يجد نفسه أمام رغبة أخرى.
ب -التقدم في فنون الدعاية واإلعالن :وأسلوب عرض السلع؛ حيث تستخدم هذه الفنون كل صور اإلغراء لجذب األفراد إلى عالم االستهالك.
ج -االرتباط بين االستهالك والمكانة االجتماعية :حيث يميل الناس إلى إضفاء مكانة أعلى على من يستهلك أكثر ،وهنا يتحول االستهالك إلى رمز للمكانة.
ابعا :آليات العولمة( :االنترنت ،والفضائيات ،والهاتف المحمول) ر ً
وجذبا لكونها تعتمد على ثقافة الصورة لذلك؛ اء ً االنترنت ،والفضائيات ،والهاتف المحمول تعتبر أكثر إغر ً رسوخا ،والتصاقاً بالعقل ،ألنها لغة عالمية تفهمها جميع الشعوب؛ فهي قادرة على تعبير ،وأكثر ًا فهي أشد ً تحطيم الحاجز اللغوي ،لتذوب بذلك الهويات ،و تزول الخصوصيات الثقافية الوطنية ،والقومية للشعوب؛
فالتقنيات المختلفة جاءت لخدمة البشرية كافة ،ولتكون وسيلة للتطور والرقي ،وللمحافظة على الهوية
الثقافية الوطنية ،والقومية ،ولكن في بعض األحيان تم استغالل تلك التقنيات ألغراض أخرى تضر البشرية ونظامها الثقافي والقيمي في سبيل تحقيق أكبر قدر من األرباح.
-6االنترنت :شبكة االنترنت هي اختصار لكلمتين هما )International(:وتعني العالمية)Network(، وتعني الشبكة وبمزج الكلمتين بكلمة تصبح و( )Internetأي الشبكة العالمية ،ويطلق عليها(،النت the
،)netولالنترنت خدمات كثيرة مثل :الشبكة العنكبوتية ،والفيس بوك ،والبريد االلكتروني ،وتقنيات 105
التخاطب ،وبروتوكوالت نقل الملفات( )FTPوغيرها .والستخداماتها الكثيرة والمتنوعة أصبحت شبكة االنترنت ظاهرة ذات تأثير اجتماعي ،وثقافي في جميع بقاع األرض ،وهذه الظاهرة أدت إلى تغيير
المفاهيم التقليدية لمجاالت العمل ،والتعليم ،والتجارة ،واإلعالم ،وبروز شكل آخر لمجتمع المعلومات.
أسباب سرية انتشار اإلنترنت :
االندماج والشمول :بين خصائص الوسائل اإلعالمية األخرى من كتب ،واذاعة ،وتلفاز ،وصحف،ومجالت ،وفيديو
-االنتشار :حيث وصلت إلى كل بيت في العالم حتى إلى أكثر الدول انغالًقا
نوعا من التفاعل بين المشاهد ،ومصدر المعلومات التفاعلية :أحدثت شبكة اإلنترنت ً -سهولة االتصال ،والنقل ،والتخزين حيث يعد من أسرع ،وأرخص وسائل االتصال في العالم
-2الفضائيات :فإن دخول البث الفضائي معظم البيوت إن لم يكن كلها ،أسهم في إحداث تغيير ملموس للمجتمع في بنائه ،ووظائفه ،ومعتقداته ،وقيمه ،وأفكاره ،فمنه ما زاد من تطور ،وتقدم المجتمع،
واآلخر قد زاد من إعاقة ،وهدم المجتمع ،وتمزيق ،وتغريب قيمه ،وثقافته ،وذلك مناط بالطريقة أو اآللية
التي تم التعامل بها في استقبال الخطاب الفضائي .
-3الهاتف المحمول :يعد حالياً من الوسائل التي تدمج بين أكثر من وسيلة اتصال ،حيث يحتوي
الهاتف المحمول حديثًا على تلفاز ،وانترنت وال سيما "الفيس بوك" ،وغيرها ،باإلضافة إلى الكامي ار، و"البولوتوث" ،والذاكرة ،وبذلك يكون بإمكان الشخص أن يتواصل مع أي شخص ،وفي أي مكان على سطح الكرة األرضية ،وأن ينشر ثقافة معينة من خالل ملفات الموسيقى ،والفيديو ،واألفالم ،وغيرها،
وبذلك أصبحت هذه التقنية وسيلة مهمة لنشر ثقافة الرعب ،والعاطفة ،وتعزيز ثقافة االستهالك ،وغيرها .
106
الفصل الثالث
التطرف والعنف
مقدمة
يزخر التاريخ – السيما السياسي منه – بالعديد من أشكال التطرف ،والذي يعني البعد عن
االعتدال ،ونجد ذلك في األفكار الشيوعية والفاشية وغيرها من األفكار ،والمذاهب التي تبعد عن الوسطية واالعتدال ،وفي هذا السياق ُينظر للمتطرفين على أنهم األطراف السياسية الفاعلة التي تنزع لتجاهل حكم القانون ورفض التعددية في المجتمع. والشخص المتطرف عادة ما يسعى نحو مجتمع متجانس قائم على عقائد أيدولوجية متصلبة،
ويسعى لجعل المجتمع يوافق على قمع المعارضة واخضاعها ،وهو بذلك يتميز عن األشخاص
الراديكاليين الذين يقبلون بالتنوع ،ويؤمنون بقوة المنطق ،وليس التعصب ،وقد أشار العديد من المفكرين،
وعلماء االجتماع إلى أن تلك العقائد األيدولوجية المتصلبة هي المنبع الرئيس لظاهرة العنف بشتى
أنواعه(:الفكرية ،والسياسية ،والدينية ،واألسرية ...الخ) ،ومن ثم يعد التطرف ،والعنف وجهين لعملة واحدة، ال يمكن مناقشة أحدهما ،واستثناء اآلخر.
أوالً :مفهوم العنف
هو االستخدام العمدي للقوة البدنية ،أو النفوذ ،تهديداً أو فعالً ضد شخص ما ،أو ضد الذات ،أو
ضد مجموعة من الناس أو جماعة محلية معينة ،والذي ينجم عنه أو يحتمل بشكل كبير أن ينجم عنه
اإلصابة أو الموت أو اإلضرار النفسي ،أو سوء النمو ،أو القمع .وظاهرة العنف عالمية ال تقتصر على مجتمع بعينه وانما تشمل كافة المجتمعات ،فهي تعد ظاهرة عالمية تتكرر في مختلف بلدان العالم ،وتتعدد
أنماطها ،وأسبابها ،وأساليبها.
ثانياً :مفهوم التطرف
يقصد بالتطرف الفكري ،الفكر المتشدد الذي يبتعد عن االعتدال ،والوسطية ،والسماحة في تناول
البشر لكافة األمور الحياتية ،وما يترتب علي ذلك من سلوك عنيف بين بعض البشر يأخذ مظاهر، وأشكال متعددة ،وتكمن أسباب هذا العنف في أسباب(:اجتماعية واقتصادية ،وسياسية ،وثقافية ،ودينية )، وما يصاحبها من تداعيات سلبية على أمن ومستقبل الوطن.
ويشير مفهوم التطرف إلى ":حالة من التعصب للرأي تعصباً ال يعترف معه بوجود اآلخرين ،
وجمود الشخص جموداً ال يسمح برؤية واضحة لمصالح غيره ،وال مراعاة لظروف العصر ،وال بفتح نافذة 107
للحوار مع اآلخرين ،وموازنة ما عنده بما عندهم ،كما يعنى مفهوم التطرف " الغلظة في التعامل، والخشونة في األسلوب ،والفظاظة في الدعوة" .
وقد استخدم مصطلح التطرف لإلشارة إلى الخروج عن القواعد الفكرية ،والقيم ،والمعايير،
واألساليب السلوكية الشائعة في المجتمع ،معب اًر عنه بالعزلة ،أو بالسلبية ،أو باالنسحاب ،أو بتبني قيم،
ومعايير مختلفة قد تصل في الدفاع عنها إلى االتجاه نحو (العنف) في شكل فردي ،أو سلوك جماعي
منظم بهدف إحداث التغيير في المجتمع ،وفرض الرأي.
كما يوصف التطرف بأنه أسلوب مغلق في التفكير يتسم بعدم قدرة الفرد على تقبل أية أفكار من
قبل اآلخرين تختلف عن أفكاره ،أو أفكار الجماعة التي ينتمي اليها.
ثالثاً :مستويات التطرف
-1معرفي ،ويتسم المتطرف بانعدام القدرة على التأمل والتفكير واعمال العقل بطريقة مبدعة وبناءة. -2وجداني ،ويتسم المتطرف بشدة االندفاع ،والمبالغة ،والكراهية المطلقة للمخالف في الرأي، أو المعارضة الشديدة ،أو حتى لإلنسان بصفة عامة ،بما في ذلك الذات؛ فهي كراهية مدمرة ،ويتفجر فيها الغضب بال مقدمات ليدمر كل ما حوله.
-3سلوكي ،ويتسم المتطرف باالندفاعية دون تعقل ،ويميل سلوكه دائماً إلى العنف.
رابعاً :األسباب التي تدفع الشباب إلى التطرف الفكر :وممارسة العنف
من أهم األسباب وراء نمو القضايا الثالثة( :التطرف ،والعنف ،واإلرهاب) أن هناك ثالث قضايا
أخرى يمثلها (الرفض ،واإلحباط ،والتبرير الموجه) ،وهناك العديد من القوى أصحاب المصالح في استغالل الثالث األخيرة من أجل تنمية الثالث األولى ،والدفع بها إلى تحقيق أهدافهم االستراتيجية
وخططهم التخريبية ،ولذا فالمظاهر تتسع بدءاً من التطرف في الرأي مرو اًر بالعنف في الممارسة ،وصوالً
إلى اإلرهاب في السلوك ،هذا باإلضافة الى - :
-1العامل المسبب للتطرف قد يكون ذاتياً ،يعود لخاصية الشباب نفسه ،وما تتميز به بنيته النفسية من خصائص ،وما تأثرت به تنشئته االجتماعية من قبل األسرة وجماعة الرفاق؛ فضالً عن الوسط االجتماعي الذي يعيش فيه ،يدعم ثقافة االستعالء ورفض اآلخر والتسفيه للرأي المخالف،
وتراجع التفكير النقدي.
-2يواجه الشباب العديد من التحديات التي تجعله غير قادر على االنخراط في المجتمع، مما يزيد من شعوره بالعزلة االجتماعية ،ومن أهم تلك التحديات:
108
-افتقاد الشباب للقدوة وغيابها سواء في البيت أو في المدرسة أو في الجامعة ،أو في
المجتمع ،أو في مجال العمل مستقبالً ،مما يجعلهم يبحثون عنها بعيداً عن تلك
المؤسسات.
-الجهل ،وسوء الفهم للدين.
ضعف ثقة الشباب في كثير من أجهزة الدولة ،ومؤسساتها . ضعف انتماء هؤالء الشباب ألوطانهم. -اإلحباط من أهم أسباب التطرف.
-3التفاوت الطبقي الواضح بين فئات المجتمع نتيجة غياب العدالة في توزيع الدخول ،تولد عنه الفجوة بين األمل ،والواقع؛ فيسيطر اإلحباط على الشباب ويتحول إلى سلوك
عدواني ،ناقم على المجتمع ومؤسساته.
-4الفراغ الفكري هو مفسدة للشباب ،فإذا لم تشغل الشباب بما ينفع ،سيشغل بما ال ينفع؛ فالفراغ الفكري أرض خصبة لقبول كل فكر هدام ،ومتطرف؛ فتولد جذور تطرفية يصعب
قلعها ،إال بالعمل الصالح ،والعلم النافع.
-5استخدام وسائل التطور التكنولوجي ،وخصوصاً اإلنترنت ،دونما حسيب أو رقيب، فالشباب يحصلون على المعلومات ،ويكتسبون الخبرات من خالل شبكات التواصل االجتماعي.
خامساً :سبل مواجهة التطرف ،والعنف .
إن التوصل إلى سبل لمواجهة ظاهرة التطرف ،ال تأتي فقط من كونها ظاهرة متشعبة وتهدد
استقرار الوطن ،إال أنها أيضاً تهدد حاضر الوطن ،ومستقبله والشباب هم الذين يقعون فريسة سهلة؛ لذا
يجب تكاتف جميع المؤسسات المجتمعية لمواجهة تداعيات تلك الظاهرة الخطيرة ،ويمكن تحديد أهم سبل
المواجهة في اآلتي-:
فتح قنوات حوار ،وتواصل مع الشباب ،والمراهقين من قبل العلماء ،والدعاة بروح األبوة الحانية،واألخوة الراضية للتعبير عما يجيش في عقولهم.
تجديد الخطاب الديني ليشمل إجابات ،وحلوالً وسطية إلشكاليات الواقع ومستجداته. -تضمين المقررات التعليمية المادة الدينية الكافية لتكوين الشخصية السوية المعتدلة.
إشاعة جو الحرية ،وروح النصيحة حتى ال يجد الشباب طرائق أخرى للتعبير عن النقد،والمعارضة.
109
معالجة صور االنحراف األخالقي بين الشباب على اعتبار صاحبه شخصاً مريضاً بتوازن،وموضوعية حتى ال يكون حجة لغرس بذور الغلو ،والتطرف. تفنيد شبهات الغلو ،والتطرف بأسلوب شرعي ،وروح فكرية على نحو وسطي معتدل. -إيجاد مرجعية صحيحة ،ومقبولة تنال ثقة الشباب.
-توحيد مصدر الفتوى في القضايا الكبرى على مستوى الدولة ،أو المجتمع.
نشر دراسات ،وبحوث تتناول شبهات فكرة الغلو ،والتطرف ،والرد عليها ،وتوفيرها لشريحةالشباب.
تدعيم دور المؤسسات التربوية ،وتحديد أدوارها في مواجهة األفكار المنحرفة ،وخاصة الجامعة،واألسرة ،والمدرسة ،ودور العبادة.
تفريغ طاقات الشباب من خالل األنشطة الطالبية المتنوعة. -تدريب الطالب على الحوار ،وقبول اآلخر ،والتفاعل اإليجابي معه ،والبعد عن التشدد.
110
األسئلة التقويمية .1عرف البحث العلمي. .2في ضوء فهمك للبحث العلمي.كيف يمكن توظيفة لخدمة عملية التنميه؟
.3لكي يحقق البحث العلمي متطلبات التنمية.البد من عدة مقومات اعرض في ضوء مادرست
.4عرف العولمة.
.5للعولمة آليات عدة.اعرض في ضوء مادرست.
.6كيف يمكن توظيف كل من(:االنترنت ،والفضائيات ،والهاتف المحمول) كآليات للعولمة في تفسير بعض الظواهر والقضايا االجتماعية.
.7عرف مفهومي العنف والتطرف. .8ميز بين العنف والتطرف.
.9للتطرف مستويات عدة.اعرض في ضوء مادرست.
.11اعط مثاال يوضح مستويات التطرف.
.11هناك عوامل تكمن وراء التطرف.اعرض في ضوء مادرست. .12في ضوء دراستك لموضوع العنف والتطرف .مامقترحاتك لمواجهتهما والتغلب عليهما.
111
المراجع اوًال :المراجع باللوة العربية : .1عبد المجيد النشواني ،1996 ،علم النفس التربوي ،الطبعة الثانية ،دار الفرقان ،األردن
.2لطفي فطيم ،ابو العزايم الجمال ،1988 ،نظريات التعلم المعاصرة وتطبيقاتها التربوية ،الطبعة األولى، مكتبة النهضة المصرية ،القاهرة.
.3السيد عبد الحميد سليمان ( .)2116سيكولوجية ذوي االحتياجات الخاصة .القاهرة :المركز المصري الدولي لصعوبات التعلم.
.4أحمد زايد ،علم االجتماع ودراسة المجتمع ،كلية اآلداب ،جامعة القاهرة .2118 ، .5أحمد زكي صالح ( : )1983نظريات التعلم .القاهرة ،النهضة المصرية .
.6أحمد طه محمد ( :)2115الذكاء الوجداني وعالقته بالنوع واإلنجاز األكاديمي "دراسة عبر ثقافية". مجلة معهد البحوث التربوية ،مجلد .88-29 ،1
.7أحمد طه محمد ( : )2115العالقة بين الذكاء الوجداني والقيادة التربوية لمديري المدارس ونظارها ووكالئها كما يدركها المعلمون .مجلة كلية التربية ،جامعة الفيوم ،مجلد .75-1 ،1
.8أنور محمد الشرقاوي ( .)1983التعلم .نظريات وتطبيقات .القاهرة،مكتبة االنجلو المصرية.
.9بول موسن ،جون كونجر ،جيروم كيجان سيكولوجية الطفولة والشخصية ،ترجمة أحمد عبد العزيز سالمة وجابر عبد الحميد جابر ( ، )1996القاهرة ،دار النهضة العربية .
.11
جابر عبد الحميد جابر (. )1997الذكاء ومقاييسه (ط.)11القاهرة دار النهضة العربية.
.11جابر عبد الحميد جابر .)2113(.الذكاءات المتعددة والفهم ،تنمية وتعميق (ط . )6القاهرة : .12
دار الفكر العربي.
جوردن مارشال ،موسوعة علم االجتماع ،المجلد الثالث ،ترجمة أحمد زايد وآخرين ،المجلس
األعلى للثقافة ،المشروع القومي للترجمة ،الطبعة األولى ،القاهرة2115 ،م.
.13حامد الفقى ( : )1995دراسات فى سيكولوجية النمو .الطبعة السادسة ،الكويت ،دار القلم. .14حامد زهران ( :)1986علم نفس النمو :الطفولة والمراهقة ،القاهرة ،عالم الكتب.
.15حامد زهران ( : )1995علم النفس االجتماعى .الطبعة الخامسة ،القاهرة ،عالم الكتب. .16حامد زهران ،1995،علم النفس االجتماعي،عالم الكتب ،القاهرة.
.17روبرت واطسون وهنرى الندجرين :سيكولوجية الطفل والمراهق ،ترجمة داليا عزت (، )2114 القاهرة ،مكتبة مدبولى.
112
.18سليمان الخضري الشيخ ( . )1982الفروق الفردية في الذكاء (ط. )2القاهرة ،دار الثقافة للطباعة والنشر)
.19سمير نعيم أحمد ،النظرية في علم االجتماع ،دار سعيد رأفت ،القاهرة .2116 ، .21طلعت منصور وعادل األشول ( : )1976علم النفس النمو ،كلية التربية ،جامعة عين شمس.
.21طلعت منصور وفيوال الببالوى ( : )1986علم نفس النمو ،القاهرة ،كلية التربية ،جامعة عين شمس .
.22عادل عبد هللا محمد ( : )1991النمو العقلى للطفل ،القاهرة ،الدار الشرقية.
.23عادل عبد هللا محمد ( : )1991اتجاهات نظرية فى سيكولوجية نمو الطفل والمراهق ،القاهرة ، األنجلو المصرية.
.24عادل عز الدين األشول ( : )1998علم النفس النمو من الجنين إلى الشيخوخة ،القاهرة ، األنجلو المصرية.
.25
عبدالباسط عبدالمعطي ،اتجاهات نظرية في علم االجتماع ،رؤية للنشر والتوزيع ،القاهرة ،
. 2119
.26عبد المطلب أمين القريطي ( .)2111في الصحة النفسية .القاهرة :دار الفكر العربي .27عالء الدين كفافى ( : )1991الصحة النفسية ،ط ، 3القاهرة ،دار هجر للطباعة
.28عالء الدين كفافى ( : )1997علم النفس االرتقائى ،سيكولوجية الطفولة والمراهقة ،القاهرة ، مؤسسة األصالة.
.29عالء الدين كفافى ( : )1998رعاية نمو الطفل ،القاهرة ،دار قباء للنشر والتوزيع. .31
علي عبد الرازق جلبي ،مقدمة في علم االجتماع ،دار المعرفة الجمعية ،اإلسكندرية1999 ،م.
.32
علي محمد رحومة ،علم االجتماع اآللي ،عالم المعرفة ،العدد ،347المجلس الوطني للثقافة
.31علي كمال ( .)1983النفس انفعاالتها وأمراضها وعالجها .الطبعة الثانية .بغداد :دار واسط. والفنون واآلداب ،الكويت2118 ،م.
.33عماد محمد مخيمر ( :)2113إدراك األطفال لألمن النفسى من الوالدين وعالقته بالقلق واليأس. مجلة دراسات نفسية – مجلد ، 13العدد ، 4ص ص.677-613
.34عماد محمد مخيمر،2113،علم النفس االجتماعي التطبيقي،األنجلو المصرية .القاهرة. .35عماد مخيمر ،هبة محمد على ( : )2116المشكالت النفسية لألطفال بين عوامل الخطورة وطرق الوقاية والعالج ،القاهرة ،األنجلو المصرية .
.36فؤاد البهي السيد،سعد عبد الرحمن،1995،علم النفس االجتماعي،دار الفكر العربي ،القاهرة 113
.37فؤاد أبو حطب ،أمال صادق( .)2000يلم النفس التربو( :ط.)1القاهرة ،األنجلو المصرية.
.38فؤاد ابو حطب ،يبد الحليم محمود السيد وآخرون ،يلم النفس ماالجتماع للثانوية العامة، وزارة التربية والتعليم 2006 /2000
.39
محمد أحمد غنيم ،األنثروبولوجيا االجتماعية والثقافية ،مكتبة ريهام ،المنصورة . 2115 ،
.41مختار الكيال ،وحسين حسن طاحون ،وصفاء على عفيفي.الذكاءات المتعددة ،النظرية،القياس، التطبيق.مركز التميز التربوي ،كلية التربية،جامعة عين شمس .
.41ممدوحة سالمة ( : )1995علم النفس االجتماعى – أنت وأنا واآلخرون ،القاهرة ،األنجلو المصرية.
.42ممدوحه سالمة،1995،أنا وأنت واألخرون،األنجلو المصرية .القاهرة .43
مهدي محمد القصاص " ،العمل الحر آلية لحل مشكالت الشباب :دراسة ميدانية" ،الندوة
الرابعة حول ( علم االجتماع وقضايا العمل والبطالة في ظل العولمة ) قسم االجتماع ،كلية اآلداب ،
جامعة طنطا 18-17 ،مارس . 2118 ،
.44
مهدي محمد القصاص ،العوامل المؤثرة علي رؤى القائمين والمستفيدين من برامج وأنشطة
التطوع والمستفيدين منه في قرية مصرية :دراسة إثنولوجية" ،حوليات اآلداب والعلوم االجتماعية،
مجلس النشر العلمي ،جامعة الكويت ،الرسالة ، 378الحولية ، 33يونيو . 2113
.45
مهدي محمد الق صاص ،تصميم البحث االجتماعي ،دار نيبور للطباعة والنشر ،بغداد ،العراق
. 2114 ،
.46
مهدي محمد القصاص ،المدخل إلى علم االجتماع ،ط ، 2مكتبة مشالي ،المنصورة ،
. 2116
ثانياً :المراجع باللوة األجنبية :
1. Armstrong.T.(2009). Multiple Intelligences in the Classroom,
Alexandria,VA: ESCD. Bandura, A. (1989) . Human Agency in Social Cognitive Theory. American Psychologist : Vol. 44, No. 9, pp1175-1189. Bee, H. (1989) : The developming child. New York, Harper and Row Publishers . Davis, P. & Cummings M. (1998) : Exploring children’s emotional security as a mediator of the link between marital relations and child adjustment. Child Development, 69 , (1), 124 – 139. Erikson, E. (1978) : Identity and the life cycle. WW. Nortons &Company. 114
2. 3. 4. 5.
6. Garmezy, N. (1983) : Stressors of child relationship and the development of self-esteem . In . J. Mack & L. Alban ( Eds ) toe development and sustenance of self- esteem in childhood ( pp. 163-188) . New York, International Universities Press. 7. Gardner,H.(2011).Frames of Mind:The Theory of Multiple Intelligences, NY:Basic Books 8. Maccoy, E. ( 1991) : Different reproductive strategies in males and females . Child Devleopment. 62, 676-681. 9. Rohner, E.C.; Chaille, C. & Rohner R.P. (1980) : Perceived parental acceptance – rejection and the development of children’s locus of control 10. Schultz, D. (1990) : Theories of Personality (4th Ed) California Brooks, Cole Publishing Company
115