اﻟﻮﻻﻳﺎت ا ﺘﺤﺪة واﻟﻨﻔﻂ
اﺣﺘﻔﻈﺖ اﻟﻮﻻﻳﺎت ا9ﺘﺤﺪة ﺑﻘﻮات وﻣﺮاﻛﺰ 2ﻮﻳﻞ ﻓـﻲ ﻣـﻨـﺎﻃـﻖ ﻋـﺪﻳـﺪة ﺣـﻮل اﻹﻗﻠﻴﻢ اﻟﻨﻔﻄﻲ ،وﻣﺜﺎل ذﻟﻚ ﲡﻬﻴﺰ ﻗﺎﻋﺪة )دﻳﻮﺟﻮ ﺟﺎرﺳﻴﺎ( )(Diego Garcia ﻓﻲ اﶈﻴﻂ اﻟﻬﻨﺪي ﳉﻌﻠﻬﺎ ﻗﺎﻋﺪة وﺛﻮب أﻣﺮﻳﻜﻴـﺔ إﻟـﻰ ﻣـﻨـﺎﻃـﻖ اﻟـﻨـﻔـﻂ ﻓـﻲ اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ. وﻟﻘﺪ ﺟﺮﺑﺖ اﻟﻮﻻﻳﺎت ا9ﺘﺤﺪة ﻛﺬﻟﻚ اﻟﺘﺪﺧﻞ ﺑﺎﻟﻘﻮة اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ا9ﺒـﺎﺷـﺮة ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺒﺪو ﻣﺼﺎﳊﻬﺎ ﻣﻬﺪدة ﻛﻤﺎ ﺣﺪث ﻓﻲ اﻹﻧﺰال اﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﺳﻨﺔ ١٩٥٦ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎن واﻹﻧﺰال اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ اﳊﻠﻴﻒ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻔﺘﺮة ﻓﻲ اﻷردن ،ﻋﻨﺪﻣﺎ اﻋﺘﻘﺪ اﻟﻐﺮب أن ﻫﻨﺎك ﺗﻬﺪﻳﺪاً ﳋﻄﻮط اﻟﻨﻔﻂ ا9ﺎرة ﻓﻲ ﻫﺬه اﻷﻗﻄﺎر ،وﻣﺎ ﻣﻨﺎورات )اﻟﻨﺠﻢ ا9ﻀﻲء( ﻓﻲ ﺳﻨﺔ ١٩٨٠وﻛﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﺳﻨﺔ ١٩٨١إﻻ اﻣﺘﺪاد ﻻﺣﺘﻤﺎﻻت اﻟﺘﺪﺧﻞ ﻓﻲ ا9ﺴﺘﻘﺒﻞ. إن ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻟﻮﻻﻳﺎت ا9ﺘﺤﺪة اﻟﻨﻔﻄﻴﺔ ﻓﻲ اﻟـﺸـﺮق اﻷوﺳـﻂ ﺑـﻌـﺪ اﳊـﺮب اﻟﻌﺎ9ﻴﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻫﻲ ﺗﺼﻌﻴﺪ ﻟﺴﻴﺎﺳﺘﻬﺎ ﻓـﻴـﻤـﺎ ﺑـ اﳊـﺮﺑـ ،ﺣـﻴـﺚ اﺳـﺘـﻄـﺎع اﻟﻀﻐﻂ اﻷﻣﺮﻳﻜﻲ أن ﻳﺠﺒﺮ اﻟﻘﻮى اﻟﻜﺒﺮى اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻓﻲ ا9ﻨﻄﻘﺔ ،وﻫﻲ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ وﻓﺮﻧﺴﺎ ،ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋـﻦ ﺑـﻌـﺾ اﻣـﺘـﻴـﺎزاﺗـﻬـﺎ اﻟـﻨـﻔـﻄـﻴـﺔ ﻟـﺼـﺎﻟـﺢ اﻟـﺸـﺮﻛـﺎت اﻷﻣﺮﻳﻜـﻴـﺔ) .(١٧وﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻛﺴﺒﺖ ا9ﺼﺎﻟـﺢ اﻷﻣـﺮﻳـﻜـﻴـﺔ ﻛـﻞ اﻣـﺘـﻴـﺎز اﻟـﺴـﻌـﻮدﻳـﺔ واﻟﺒﺤﺮﻳﻦ وﻧﺼﻒ اﻣﺘﻴﺎز اﻟﻜﻮﻳﺖ وﺟﺰءا ﻣﻦ اﻻﻣﺘﻴﺎزات ﻓﻲ ﻣﻨـﺎﻃـﻖ أﺧـﺮى، وﺳـﺮﻋـﺎن ﻣـﺎ اﺳـﺘـﻔـﺎدت أﻳـﻀـﺎ ﻣـﻦ اﻷزﻣـﺔ اﻟـﻨـﻔـﻄـﻴـﺔ ﻓـﻲ إﻳـﺮان ﻓـﻲ ﺑــﺪاﻳــﺔ اﳋﻤﺴﻴﻨﺎت وﻛﺴﺒﺖ ﺟﺰءا ﻣﻦ اﻻﻣﺘﻴﺎز ﻫﻨﺎك ﺑﻌﺪ اﻹﻃﺎﺣﺔ ﺑﺤﻜﻮﻣﺔ ﻣﺼﺪق، وﻗﻴﺎم اﲢﺎد اﻟﺸﺮﻛﺎت اﻟﻨﻔﻄﻴﺔ )اﻟﻜﻮﻧﺴﻮرﺗﻴﻮم().(١٨ ﻟﻘﺪ ﻛﺎن دور اﻟﻮﻻﻳﺎت ا9ﺘﺤﺪة ﻓﻲ اﻷزﻣﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﻓﻲ اﳋﻤﺴﻴﻨﺎت دورا ﻣﺸﻬﻮدا ﻓﻲ اﻟﺘﺪﺧﻞ ا9ﺒﺎﺷﺮ ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﻣﺘﻴﺎزات ﻧﻔﻄﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪة ،وإرﻏﺎم ﺷﻌﺐ ﺑﺄﻛﻤﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻗﺒﻮل اﻷﻣﺮ اﻟﻮاﻗﻊ ،ﻛﻤﺎ ﺗﻨﻈﺮ إﻟﻴﻪ اﻟﻮﻻﻳﺎت ا9ﺘﺤﺪة .ﻟﻘﺪ وﺻﻞ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﺼﺪق إﻟﻰ اﳊﻜﻢ ﻓﻲ إﻳﺮان ﻧـﺘـﻴـﺠـﺔ اﻧـﺘـﺨـﺎﺑـﻪ ﻣـﻦ »اﺠﻤﻟـﻠـﺲ« ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻨﻮاب اﻹﻳﺮاﻧﻲ ،ﻛﻤﺎ ﺻﻮت ﻫﺬا اﺠﻤﻟﻠﺲ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺗﺄﻣﻴﻢ ﺣﻘﻮق اﻟﻨﻔﻂ ا9ﻤﻠﻮﻛﺔ ﻟﺸﺮﻛﺔ اﻟﻨﻔﻂ »اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ« ،و ﺑﺪأ ﻣﺎ ﺳﻤﻲ ﻻﺣﻘﺎً ﺑﺎﻷزﻣﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺸﺎﺑﻪ إﻟﻰ ﺣﺪ ﻣﺎ ا9ﻄﺎﻟﺐ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ اﻟﻔﻨﺰوﻳﻠﻴـﺔ ﲡـﺎه ﺷـﺮﻛـﺎت اﻟـﻨـﻔـﻂ، وﺑﺪأت ردود اﻟﻔﻌﻞ ﻣﻦ ﺷﺮﻛﺎت اﻟﻨﻔﻂ اﻟﺘـﻲ اﺗـﺨـﺬت ﻃـﺎﺑـﻌـﺎ ﺳـﺮﻳـﺎ وﻋـﻠـﻨـﻴـﺎ ﻟﻺﻃﺎﺣﺔ ﺑﺤﻜﻮﻣﺔ ﻣﺼﺪق ،وﻟﻘﺪ أﺻﺒﺢ ﺛﺎﺑﺘﺎ ﺗﺎرﻳﺨﻴﺎ دور وﻛﺎﻟـﺔ اﺨﻤﻟـﺎﺑـﺮات ا9ﺮﻛﺰﻳﺔ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻓﻲ اﳊﻮادث ا9ﺆدﻳﺔ إﻟﻰ ﺣﺪوث اﻻﻧﻘﻼب ﺿﺪ ﺣـﻜـﻮﻣـﺔ 39