العدد الأول من دفاتر المخبر

‫جامعـة محمد خيضـر‪ -‬بسكرة‬ ‫دفاتر المخبـر‬

‫كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية واالجتماعية‬

‫‪Cahiers du laboratoire‬‬

‫العولمة والنظام التربوي في‬

‫الجزائر وباقي الدول العربية‬ ‫الملتقى الدولي الثاني‬ ‫المنظم بالتعاون مع قسمي علم النفس وعلم االجتماع‬ ‫منشورات مخبر‪:‬المسألة التربوية في الجزائر في ظل التحديات الراهنة‬ ‫‪De la question de l’éducation en Algérie à l’ombre des défis actuels‬‬

‫‪QUEDEA‬‬ ‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ العدد األول (ديسمبر ‪)5002‬‬

‫ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﻇﻞ ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻴﺔ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺍﻷﻓﺎﻕ‬ ‫ﺃ‪.‬ﺩ‪ .‬ﳛﻲ ﻋﻠﻮﺍﻥ‬ ‫ﻋﻤﻴﺪ ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻵﺩﺍﺏ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﻣﻦ ﺃﺑﺮﻳﻞ‬ ‫ﺍﳉﻤﺎﻫﺮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﺔ‬

‫ﻣﻘﺪﻣﺔ‪:‬‬ ‫ﻳﻠﻌﺐ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺩﻭﺭﹰﺍ ﺃﺳﺎﺳﻴﹰﺎ ﰲ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻷﻣﻢ ﻭﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﻷﻧﻪ ﻳﺸﻜﻞ ﳏﻮﺭﹰﺍ ﺭﺋﻴﺴﻴﹰﺎ ﰲ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ‬ ‫ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻷﻱ ﺑﻠﺪ ﻭﺧﺎﺻﺔ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﲢﺪﺩﺕ ﻣﻼﳏﻪ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ‬ ‫ﺳﺮﻋﺔ ﻭﺗﲑﺓ ﺍﻟﺘﻐﲑ ﻭﺗﻔﺠﺮ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻠﻔﺖ ﻟﻠﻨﻈﺮ ﰲ ﳎﺎﻻﺕ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﻣﺜﻞ ﺗﻘﻨﻴﺔ‬ ‫ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺎﺕ ﺍﳊﻴﻮﻳﺔ ﻭﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ‪ ،‬ﻭﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻛﻘﺮﻳﺔ ﺻﻐﲑﺓ ﺗﻼﺷﺖ ﻓﻴﻪ ﺍﳊﺪﻭﺩ‬ ‫ﻭﺍﳌﺴﺎﻓﺎﺕ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﲢﻮﻟﺖ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻣﻦ ﳎﺘﻤﻌﺎﺕ ﻭﻃﻨﻴﺔ ﻭﳏﻠﻴﺔ ﺇﱃ ﳎﺘﻤﻊ ﺩﻭﱄ ﺃﻱ ﻗﺮﻳﺔ ﻋﺎﳌﻴﺔ ﻗﺎﻣﺖ‬ ‫ﺑﺘﺄﺛﲑ ﻣﻦ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺍﳌﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﺘﻘﺪﻡ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭﺍﻟﺘﻘﲏ‪.‬‬ ‫ﻟﻘﺪ ﺣﺘﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﺓ ﺃﻣﻢ ﺃﻥ ﺗﺮﺍﺟﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻋﻤﺎﳍﺎ ﻭﺗﻘﻴﻢ ﺃﺩﺍﺋﻬﺎ ﻭﻣﻨﺠﺰﺍ‪‬ﺎ ﻭﲢﺪﺩ ﻓﺮﺹ‬ ‫ﺍﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﻭﺧﻴﺎﺭﺍﺗﻪ ﻭﻣﻦ ﺃﳘﻬﺎ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ‪ ،‬ﻭﻗﺪ ﺃﺩﺭﻛﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻢ ﺃ‪‬ﺎ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﻣﻮﺍﻛﺒﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﺍﻟﺴﺮﻳﻊ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺇﻻ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺃﺟﻴﺎﳍﺎ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﴰﻮﻟﻴﺔ ﻣﺘﻜﺎﻣﻠﺔ ﻭﺗﺰﻭﻳﺪﻫﻢ ﺑﺎﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‬ ‫ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﻭﺍﻟﻜﻔﺎﺀﺓ ﺍﳌﻬﺎﺭﻳﺔ ﻭﺍﳋﱪﺍﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﲡﻌﻠﻬﻢ ﻗﺎﺩﺭﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺑﻜﻔﺎﺀﺓ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﲤﻜﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻹﳌﺎﻡ ﲟﺎ ﻳﻠﻲ‪:‬‬ ‫• ﺍﳌﺸﻜﻼﺕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﺗﺄﺛﲑﺍ‪‬ﺎ ﰲ ﲨﻴﻊ ﳎﺎﻻﺕ ﺍﳊﻴﺎﺓ‪.‬‬ ‫• ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻋﺎﺷﺘﻬﺎ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻭﻣﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺻﺮﺍﻋﺎﺕ ﳐﺘﻠﻔﺔ ﻭﺗﻨﺎﻓﺲ ﺃﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻲ ﻭﻣﺎ‬ ‫ﻳﺘﺮﻳﺐ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺃﺛﺎﺭ‪.‬‬ ‫• ﺃﻥ ﻟﻜﻞ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺣﻠﻬﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﻛﻞ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﺍﳋﺎﻃﺌﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﺼﺐ ﺍﻷﻋﻤﻰ‪.‬‬ ‫• ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺗﻜﻤﻦ ﰲ ﺗﻮﻓﺮ ﺍﳌﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﳉﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﻨﺎﺑﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻹﳝﺎﻥ‬ ‫ﺑﺄﳘﻴﺔ ﺍﻟﺪﺭﺱ ﻭﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﻟﺮﺻﲔ‪.‬‬

‫ـــــــــــــــ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﳛﻲ ﻋﻠﻮﺍﻥ‪ :‬ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﻇﻞ ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻴﺔ )ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺍﻵﻓﺎﻕ(‬

‫• ﺃﳘﻴﺔ ﺍﻟﺘﺤﻮﻻﺕ ﺍﻟﻜﱪﻯ ﺍﻟﱵ ﻳﻌﻴﺸﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﰲ ﳐﺘﻠﻒ ﳎﺎﻻﺕ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻭﺗﺄﺛﲑﺍ‪‬ﺎ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ‬ ‫ﺑﺄﺑﻌﺎﺩﻫﺎ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ‪.‬‬ ‫ﻭﳑﺎ ﻻ ﺷﻚ ﻓﻴﻪ ﺃﻥ ﻗﻴﺎﻡ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺍﳌﺘﻄﻮﺭ ﻓﻜﺮﻳﹰﺎ ﻭﻋﻠﻤﻴﹰﺎ ﻭﺍﻟﺴﻌﻴﺪ ﺑﺎﲡﺎﻫﺎﺗﻪ ﻭﻧﻈﻤﻪ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ‬ ‫ﻭﻣﺎ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﳍﺎ ﻣﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺇﳚﺎﺑﻴﺔ ﰲ ﳐﺘﻠﻒ ﳎﺎﻻﺕ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺳﻮﻑ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻫﺪﻡ ﻗﻴﻢ ﻭﺳﻠﻮﻛﻴﺎﺕ‬ ‫ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺍﻟﻘﺪﱘ ﺑﻜﺎﻓﺔ ﺃﺷﻜﺎﻟﻪ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺑﻨﺎﺀ ﻗﻴﻢ ﻣﻌﺮﻓﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺗﺘﻼﺀﻡ ﻣﻊ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺍﳉﺪﻳﺪ‬ ‫ﻭﺃﻫﺪﺍﻓﻪ ﻭﻏﺎﻳﺎﺗﻪ ﺍﻟﱵ ﺗﻜﻤﻦ ﻭﻻ ﺷﻚ ﰲ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﲜﻤﻴﻊ ﻣﻜﻮﻧﺎﺗﻪ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺇﻋﺪﺍﺩ‬ ‫ﻛﻮﺍﺩﺭ ﻭﺃﻃﺮ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ ﰲ ﳐﺘﻠﻒ ﻓﺮﻭﻉ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﳌﻌﺮﻓﺔ‪ .‬ﺫﻟﻚ ﻷﻥ ﻧﻈﻤﻨﺎ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺍﻟﻴﻮﻡ‬ ‫ﺗﻮﺍﺟﻪ ﲢﺪﻳﹰﺎ ﻛﺒﲑﹰﺍ ﻏﺎﻳﺔ ﰲ ﺍﻷﳘﻴﺔ ﺧﺼﻮﺻﹰﺎ ﺑﻌﺪ ﻇﻬﻮﺭ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻂ ﺍﳌﺘﻌﺪﺩﺓ ﰲ ﳎﺎﻝ ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ‬ ‫ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‪ ،‬ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻓﺈﻥ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻧﻈﺎﻣﻨﺎ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺃﺻﺒﺢ ﺃﻣﺮﹰﺍ ﻣﻠﺤﹰﺎ ﺑﻞ ﻭﻳﻌﺘﱪ ﺿﺮﻭﺭﻳﹰﺎ ﻭﻫﻮ ﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﺍﳉﻴﺪﺓ ﺍﻟﱵ ﳚﺐ ﺇﻋﻄﺎﺋﻬﺎ ﻛﻞ ﺃﳘﻴﺔ ﲟﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﳌﺨﺘﺼﲔ ﻭﺑﻠﻮﺭﺓ ﺃﺭﺍﺋﻬﻢ ﻭﻣﻘﺘﺮﺣﺎ‪‬ﻢ ﰲ ﻣﻨﻬﺎﺝ‬ ‫ﻋﻤﻞ ﻭﺍﺿﺢ ﻟﺮﺳﻢ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﻭﺃﻫﺪﺍﻑ ﻧﻈﺎﻣﻨﺎ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻭﺻﻮ ﹰﻻ ﺇﱃ ﺃﺳﺎﺳﻴﺎﺕ ﳏﺪﺩﺓ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺘﻨﻔﻴﺬ‪.‬‬ ‫ﻓﺎﳌﺘﺘﺒﻊ ﳌﺴﲑﺓ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﻭﻃﻨﻨﺎ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﺑﺼﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻭﺩﻭﻝ ﺍﳌﻐﺮﺏ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎﺹ‬ ‫ﻳﻼﺣﻆ ﺑﺄﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺩﻻﻟﺔ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑﻪ ﻭﺗﻄﻮﻳﺮﻩ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﻭﺃﻫﺪﺍﻓﹰﺎ ﻭﻣﻨﻬﺠﹰﺎ ﻭﺗﻨﻈﻴﻤﺎﹰ‪ ،‬ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ‬ ‫ﻧﺒﺎﺭﻛﻪ ﻭﻧﻘﺪﺭﻩ ﻭﳓﻦ ﻧﺮﻯ ﺑﺄﻋﻴﻨﻨﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﺍﳊﻤﺪ ﷲ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﺍﳌﺮﺍﻛﺰ ﺍﻟﺒﺤﺜﻴﺔ ﰲ ﺃﻗﻄﺎﺭﻧﺎ ﻗﺪ‬ ‫ﺗﻜﺎﻣﻠﺖ ﰲ ﺑﻨﻴﺘﻬﺎ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻭﺃﺧﺬﺕ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ ﺍﳉﺎﺩ ﰲ ﳎﺎﻝ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ‬ ‫ﺇﻋﺪﺍﺩ ﻛﻮﺍﺩﺭ ﻣﺆﻫﻠﺔ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺻﻨﻊ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﻭﺍﻟﺮﻗﻲ ﻭﺍﻻﺯﺩﻫﺎﺭ‪.‬‬ ‫ﺃﻭ ﹰﻻ‪ -‬ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻭﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺍﳌﻔﻬﻮﻡ ﻭﺍﻷﻫﺪﺍﻑ‪:‬‬ ‫ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻗﺪ ﺍﻫﺘﻢ ﺣﺪﻳﺜﹰﺎ ﺑﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺑﻜﺎﻓﺔ ﺃﺑﻌﺎﺩﻫﺎ‪ ،‬ﻭﺃﻭﺿﺢ ﺑﺄ‪‬ﺎ‬ ‫ﺗﻀﻢ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺪﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺗﺘﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﳌﺸﺎﻋﺮ ﻭﺍﻷﺣﺎﺳﻴﺲ‪ ،‬ﻭﳍﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﺍﻓﻊ‬ ‫ﻭﺍﻟﻐﺎﻳﺎﺕ ﻣﺎ ﳚﻌﻠﻬﺎ ﺗﺴﻌﻰ ﺇﱃ ﲢﻘﻴﻘﻬﺎ ﻭﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺳﻮﻳﺔ ﺇﻻ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﺗﻜﺴﺒﻪ ﻗﺪﺭﺍ‪‬ﺎ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﻮﺟﺪﺍﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﺭﻑ ﻭﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﳍﺎ ﺃﻛﱪ ﺍﻷﺛﺮ ﰲ ﺗﻜﻮﻳﻨﻬﺎ ﻭﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﻬﺑﺎ ﺇﱃ ﲢﻘﻴﻖ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﱵ‬ ‫ﺗﻄﻤﺢ ﺇﻟﻴﻬﺎ‪.‬‬ ‫ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻫﻮ ﺍﻵﺧﺮ ﻳﻜﺴﺐ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺗﻐﲑﹰﺍ ﺩﺍﺋﻤﹰﺎ ﰲ ﺳﻠﻮﻛﻪ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻣﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﰲ ﺫﻫﻨﻪ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﺭﻑ‬ ‫ﻭﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺑﻌﺪ ﺯﻭﺍﻝ ﺍﳌﻮﻗﻒ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﻭﻳﺆﺛﺮ ﰲ ﺃﺩﺍﺋﻪ‪ ،‬ﻓﺎﻛﺘﺴﺎﺏ ﺍﳌﻌﺎﺭﻑ ﻭﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﲟﺨﺘﻠﻒ ﺃﻧﻮﺍﻋﻬﺎ‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪14‬‬

‫ــــــــــــــــــ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ‪ :‬ﻟﻠﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ﻻ ﻳﺘﻢ ﺇﻻ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﳑﺎﺭﺳﺘﻪ ﻋﻦ ﻛﺜﺐ ﻭﺍﻟﺴﻌﻲ ﻓﻴﻪ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻳﻌﲏ "ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﱵ‬ ‫ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻬﺎ ﺍﳌﻌﻠﻢ ﻟﺘﻘﺪﱘ ﺍﳌﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻟﺘﻼﻣﻴﺬﻩ ﰲ ﻗﺎﻟﺐ ﻣﻼﺋﻢ ﻻﺳﺘﻌﺪﺍﺩﺍ‪‬ﻢ‪ ،‬ﻭﺣﺎﺟﺎ‪‬ﻢ‪ ،‬ﻭﺍﻫﺘﻤﺎﻣﺎ‪‬ﻢ‪،‬‬ ‫ﻭﺗﺘﻀﻤﻦ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻛﻞ ﺍﳌﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﻟﺸﺮﺡ ﺍﳌﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻧﻈﺮﻳﹰﺎ ﻭﻋﻤﻠﻴﺎﹰ‪ ،‬ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻛﻞ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ‬ ‫ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﺍﳌﺴﺎﻋﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ " ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻫﻮ ﺃﻳﻀﹰﺎ " ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ ﺗﻘﺘﻀﻲ ﺗﺒﻠﻴﻎ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﳋﱪﺍﺕ‬ ‫ﻭﺍﳌﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﳌﻌﺮﻓﻴﺔ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻵﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﰲ ﺇﻃﺎﺭ ﻣﺆﺳﺴﻲ ﳏﺪﺩ‪ ،‬ﻏﺎﻟﺒﹰﺎ ﻣﺎ ﲣﻀﻊ ﺟﻞ ﺗﻠﻚ‬ ‫ﺍﳌﻌﺎﺭﻑ ﻭﺍﳋﱪﺍﺕ ﺇﱃ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﻭﺗﺼﻨﻴﻒ ﻭﻫﻴﻜﻠﺔ ﻭﻓﻘﹰﺎ ﳌﻌﺎﻳﲑ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻨﻬﺠﻲ‪ ،‬ﻭﻣﺎ ﻫﻮ‬ ‫ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‪ ،‬ﻭﻣﺎ ﻫﻮ ﻧﻔﺴﻲ‪ ،‬ﻭﺫﻟﻚ ﺣﱴ ﺗﺼﺒﺢ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﻔﻬﻢ ﻭﺍﻻﺳﺘﻴﻌﺎﺏ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﺘﻠﻤﻴﺬ‪.‬‬ ‫ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﻠﻤﻴﺬ ﻗﺪ ﺍﺭﺗﺒﻂ ﺃﻛﺜﺮ ﺑﺎﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﺍﳌﻌﺮﰲ ﻓﺈﻥ ﺍﻻﲡﺎﻫﺎﺕ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﻗﺪ‬ ‫ﺑﺮﺯﺕ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﺃﳘﻴﺔ ﺍﳉﻮﺍﻧﺐ ﺍﻟﻮﺟﺪﺍﻧﻴﺔ ﻭﺍﳊﺮﻛﻴﺔ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻣﻦ ﰒ ﺟﺎﺀﺕ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﲔ ﺇﱃ ﺇﺩﻣﺎﺝ ﻫﺬﻩ ﻣﻌﹰﺎ ﰲ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ‪ ،‬ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻓﺎﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻟﻪ ﺃﺳﺴﻪ ﻭﻗﻮﺍﻋﺪﻩ ﻭﻗﻮﺍﻧﻴﻨﻪ ﺍﻟﱵ ﺗﻨﻈﻤﻪ‬ ‫ﻭﲡﻌﻞ ﻣﻨﻪ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﺗﻌﻮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﳌﺘﻌﻠﻢ ﺑﺎﻟﻨﻔﻊ ﻭﺗﻴﺴﺮ ﻟﻪ ﺃﻣﻮﺭ ﺣﻴﺎﺗﻪ‪ ،‬ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﰲ ﺍﻟﻌﺼﺮ‬ ‫ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻗﺪ ﺗﻐﲑ ﻛﻤﹰﺎ ﻭﻛﻴﻔﹰﺎ‪ .‬ﻋﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﰲ ﺍﳌﺎﺿﻲ ﺣﻴﺚ ﺃﻋﺪ ﻟﺬﻟﻚ ﻣﻌﻠﻤﻮﻥ ﻣﺆﻫﻠﻮﻥ ﻧﻔﺴﻴﹰﺎ‬ ‫ﻭﺗﺮﺑﻮﻳﹰﺎ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﳒﺎﺡ ﺃﺩﺍﺋﻬﻢ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﰲ ﺗﻮﺻﻴﻞ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﺇﱃ ﺗﻼﻣﻴﺬﻫﻢ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺃﺻﺒﺢ ﳌﺰﺍﻭﻟﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻬﻨﺔ‬ ‫ﻣﻜﺎ‪‬ﺎ ﺍﳋﺎﺹ ﻬﺑﺎ‪ ،‬ﻟﻪ ﺷﺮﻭﻃﻪ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﻟﻀﻤﺎﻥ ﺳﻼﻣﺔ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﺍﳌﻌﺮﰲ ﻭﺫﻟﻚ ﲟﺎ ﻳﺴﻤﻰ‬ ‫)ﺑﺎﳌﺪﺭﺳﺔ( ﻭﻣﺎ ﲢﺘﻮﻱ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻓﺼﻮﻝ ﺩﺭﺍﺳﻴﺔ ﻭﻣﻌﺎﻣﻞ ﻭﳐﺘﱪﺍﺕ ﻭﻣﺮﺍﻓﻖ ﻋﺎﻣﺔ ﻭﺳﺎﺣﺎﺕ ﳌﺰﺍﻭﻟﺔ‬ ‫ﳐﺘﻠﻒ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻷﻧﺸﻄﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻏﲑ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺃﻭﻻﻫﺎ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻨﻔﺲ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻛﻞ ﻋﻨﺎﻳﺎ‪‬ﻢ‪ ،‬ﻣﺆﻛﺪﻳﻦ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻻ ﻳﺘﻢ ﺇﻻ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺩﻋﺎﺋﻢ ﺃﺳﺎﺳﻴﺔ ﻫﻲ )ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ‪،‬‬ ‫ﻭﺍﳌﻌﻠﻢ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺘﻠﻤﻴﺬ ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺏ(‪ .‬ﻭﺇﺫﺍ ﺗﻐﻴﺐ ﺃﺣﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﺃﻛﱪ ﺍﻷﺛﺮ ﰲ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻓﺘﺼﺎﺏ ﺑﺎﻟﺘﻮﻗﻒ‪ ،‬ﻟﺬﻟﻚ ﺣﺮﺹ ﺍﳌﺨﻄﻄﻮﻥ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﻮﻥ ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻢ ﰲ ﳐﺘﻠﻒ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺗﻮﺍﺟﺪﻫﺎ ﻣﻌﹰﺎ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﺗﺸﻜﻞ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﺪﻋﺎﺋﻢ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻹﲤﺎﻡ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ‬ ‫ﻭﺣﺼﻮﻝ ﺍﳌﺘﻌﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻏﺐ ﻓﻴﻪ ﻭﻳﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ ﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩﺍﺗﻪ ﻭﻗﺪﺭﺍﺗﻪ ﺍﳋﺎﺻﺔ‪.‬‬ ‫ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻓﺎﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻟﻪ ﺃﺳﺴﻪ ﻭﻣﻜﻮﻧﺎﺗﻪ ﺍﻟﱵ ﻳﺮﺗﻜﺰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﻫﺞ ﺩﺭﺍﺳﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻭﺳﺎﺋﻞ‬ ‫ﺗﻌﻠﻴﻤﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻣﺒﺎﱐ‪ ،‬ﻭﺇﻋﺪﺍﺩ ﻣﻌﻠﻤﲔ‪ ،‬ﻭﻣﺘﻤﺪﺭﺳﲔ ﺟﻴﺪﻳﻦ ﻭﻏﲑ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﻣﻦ ﺷﺄ‪‬ﺎ ﺃﻥ‬ ‫ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺭﻗﻲ ﻭﺗﻘﺪﻡ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ‪ ،‬ﻭﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﻭﺫﺍﻙ ﻓﺈﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﻗﺪ ﺯﺧﺮ ﺑﺜﻮﺭﺓ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻛﺒﲑﺓ ﻣﺴﺘﺨﺪﻣﺔ‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪15‬‬

‫ـــــــــــــــ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﳛﻲ ﻋﻠﻮﺍﻥ‪ :‬ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﻇﻞ ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻴﺔ )ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺍﻵﻓﺎﻕ(‬

‫ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻴﺔ ﻭﺍﻟﱵ ﻋﺮﻓﺖ ﻋﻠﻰ ﺃ‪‬ﺎ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺇﺗﺎﺣﺔ ﺍﻷﺩﻭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﻟﺘﺴﻬﻴﻞ‬ ‫ﺍﳊﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﺗﺒﺎﺩﳍﺎ ﻭﺟﻌﻠﻬﺎ ﰲ ﻣﺘﻨﺎﻭﻝ ﻃﺎﻟﺒﻴﻬﺎ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻭﻓﺎﻋﻠﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺗﻌﺪﺩ‬ ‫ﺗﻌﺎﺭﻳﻒ ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻴﺔ ﺇﻻ ﺃ‪‬ﺎ ﺗﻜﺎﺩ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺘﻘﺎﺭﺑﺔ ﰲ ﺃﻫﺪﺍﻓﻬﺎ ﻭﻏﺎﻳﺎ‪‬ﺎ ﻓﻬﻲ ﲨﻴﻌﻬﺎ ﲣﺪﻡ‬ ‫ﺣﺎﺟﺎﺕ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﻫﻲ ﺗﺸﻤﻞ ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﳊﺎﺳﺒﺎﺕ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺔ ﻭﺍﻻﺗﺼﺎﻻﺕ ﺍﻟﺴﻠﻜﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﻼﺳﻠﻜﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﳌﺴﻤﻮﻋﺔ ﻭﺍﳌﺮﺋﻴﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‪.‬‬ ‫ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﳍﺎﺋﻞ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻨﻪ ﰲ ﻧﻈﺎﻣﻨﺎ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻟﻴﻮﺍﻛﺐ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ‬ ‫ﻭﺍﳌﻌﺮﰲ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ‪ ،‬ﻭﻃﺒﻘﹰﺎ ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻳﺮﻣﻲ ﺇﱃ ﲢﻘﻴﻖ ﲨﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﻣﻨﻬﺎ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﳌﺜﺎﻝ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ‪:‬‬ ‫‪ -1‬ﺃﻥ ﻳﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻋﻠﻰ ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺍﳌﻮﺍﻃﻦ ﺍﳌﺘﺸﺒﻊ ﺑﺎﻟﻘﻴﻢ ﻭﺍﳌﺜﻞ ﺍﳋﻠﻘﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺑﺘﻌﺎﻟﻴﻢ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺍﳌﺆﻣﻦ‬ ‫ﺑﻌﺮﻭﺑﺘﻪ ﻭﺍﻟﻮﺍﻋﻲ ﻷﳘﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍﻹﻧﺘﺎﺝ‪.‬‬ ‫‪ -2‬ﺗﺼﺤﻴﺢ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﺍﳊﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﻬﺮﻡ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﻭﺇﳚﺎﺩ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﺑﲔ ﻗﺎﻋﺪﺗﻪ ﻭﺳﻠﱠﻤﻪ ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ‬ ‫ﺍﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻴﺔ ﻭﻧﻈﻢ ﺍﻻﻣﺘﺤﺎﻧﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﻘﻴﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻄﻼﺏ‪...‬ﺇﱁ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﱵ ﻫﻲ‬ ‫ﺿﻤﻦ ﺃﺳﺎﺳﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ‪.‬‬ ‫‪ -3‬ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺻﻴﺎﻏﺔ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻴﺔ ﲟﺨﺘﻠﻒ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﲟﺎ ﻳﺘﻤﺸﻰ ﻣﻊ ﳐﻄﻄﺎﺕ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‬ ‫ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﻭﺍﻻﲡﺎﻫﺎﺕ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ‪.‬‬ ‫‪ -4‬ﺗﻮﺟﻴﻪ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﲟﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﻭﺧﺼﻮﺻﹰﺎ ﺑﻌﺪ ﺇ‪‬ﺎﺀ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻛﻞ ﻭﻓﻖ‬ ‫ﻣﻴﻮﻟﻪ ﻭﺍﲡﺎﻫﺎﺗﻪ‪ ،‬ﲢﻘﻴﻘﹰﺎ ﻟﻠﺘﻮﺍﺯﻥ ﻭﺍﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﺑﲔ ﻧﻮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺗﻮﻓﲑ ﺍﳌﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﱵ‬ ‫ﺗﺘﻄﻠﺒﻬﺎ ﺧﻄﺔ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﰲ ﳎﺎﻻﺕ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﻭﺍﳋﺪﻣﺎﺕ ﰲ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ‪.‬‬ ‫‪ -5‬ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻔﲏ ﻭﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﰲ ﲨﻴﻊ ﻓﺮﻭﻋﻪ ﻭﲣﺼﺼﺎﺗﻪ ﻭﺫﻟﻚ ﳌﺎ ﻟﻪ‬ ‫ﻣﻦ ﺩﻭﺭ ﻓﻌﺎﻝ ﰲ ﺇﳒﺎﺡ ﳐﻄﻄﺎﺕ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﺠﻪ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺘﻬﺎ ﳓﻮ ﺍﻟﻘﻄﺎﻋﺎﺕ ﺍﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ‪،‬‬ ‫ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﻣﺼﺪﺭﹰﺍ ﺭﺋﻴﺴﻴﹰﺎ ﻟﺘﻐﺬﻳﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻄﺎﻋﺎﺕ ﺑﺎﻟﻔﻨﻴﲔ ﰲ ﳐﺘﻠﻒ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﺍﻟﺘﺨﺼﺼﺎﺕ‪.‬‬ ‫‪ -6‬ﺍﻟﺘﻮﺳﻊ ﰲ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﻛﻠﻴﺎﺕ ﺍﳌﻌﻠﻤﲔ ﻭﺍﺟﺘﺬﺍﺏ ﺃﺻﻠﺢ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﻹﻋﺪﺍﺩ ﺍﳌﻌﻠﻢ ﺍﳌﺆﻫﻞ ﺗﺮﺑﻮﻳﹰﺎ ﻭﺍﳌﻌﺪ‬ ‫ﺗﻘﻨﻴﹰﺎ ﻭﺍﳌﺘﺨﺼﺺ ﲟﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ‪.‬‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪16‬‬

‫ــــــــــــــــــ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ‪ :‬ﻟﻠﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫‪ -7‬ﺗﻮﻓﲑ ﺍﳌﺒﺎﱐ ﺍﳌﺪﺭﺳﻴﺔ ﺍﳉﻴﺪﺓ ﻭﺍﻟﱵ ﺗﺘﻼﺀﻡ ﻣﻊ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﻭﺍ‪‬ﻬﺰﺓ ﺑﺎﻷﺩﻭﺍﺕ ﻭﺍﳌﻌﺪﺍﺕ‬ ‫ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ " ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‪.‬‬ ‫‪ -8‬ﺗﺪﻋﻴﻢ ﺇﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺑﺎﻟﻜﻔﺎﺀﺍﺕ ﺍﳌﺘﺨﺼﺼﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﻮﻓﺮ ﳍﺎ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺎﺕ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﲢﻘﻴﻖ‬ ‫ﺍﳌﺨﻄﻂ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ‪.‬‬ ‫‪ -9‬ﺍﳌﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻹﳚﺎﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﻌﺎﻟﺔ ﻟﻠﻜﻠﻴﺎﺕ ﺍﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‪ ،‬ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ‬ ‫ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﺒﺤﻮﺙ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﳌﻴﺪﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﲣﺪﻡ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪.‬‬ ‫‪ -10‬ﺗﺪﻋﻴﻢ ﺍﳉﺎﻣﻌﺎﺕ ﺑﺎﻷﺳﺎﺗﺬﺓ ﻭﺍﳌﺨﺘﺼﲔ ﻭﺑﺎﳌﻌﺎﻣﻞ ﻭﺍﳌﺨﺘﱪﺍﺕ ﻭﺍﳌﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺍﻷﺩﻭﺍﺕ‬ ‫ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺪﻭﺭﻫﺎ ﰲ ﲢﻘﻴﻖ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺸﺎﻣﻠﺔ‪ .‬ﻭﻏﲑ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﱵ ﺗﺴﻌﻰ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺇﱃ ﲢﻘﻴﻘﻬﺎ ﻭﻓﻘﹰﺎ ﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻭﻓﻠﺴﻔﺔ ﻭﺗﻮﺟﻬﺎﺕ ﻛﻞ ﳎﺘﻤﻊ‪.‬‬ ‫ﺛﺎﻧﻴﹰﺎ‪ -‬ﳎﺎﻻﺕ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ‪:‬‬

‫ﻻ ﺷﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﺷﺄ‪‬ﺎ ﺷﺄﻥ ﺃﻱ ﻧﺸﺎﻁ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺃﻭ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‪ ،‬ﺗﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﻂ ﻭﺑﺮﺍﻣﺞ‬ ‫ﻭﻣﺸﺮﻭﻋﺎﺕ‪ ،‬ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺇﺩﺍﺭ‪‬ﺎ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻋﻘﻼﻧﻴﺔ‪ ،‬ﺗﺆﺩﻱ ﺇﱃ ﻭﻓﺮ ﰲ ﺍﳌﻮﺍﺭﺩ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﳌﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ‪،‬‬ ‫ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﻛﱪﻯ ﻣﻦ ﺃﻛﱪ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺎﺕ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺼﺮ‪ .‬ﻭﻗﺪ ﺗﺰﺍﻳﺪ‬ ‫ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﰲ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻷﺧﲑﺓ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻴﺔ ﰲ ﺍ‪‬ﺎﻝ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﳐﺘﻠﻒ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‪ .‬ﻭﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﰲ ﳎﺘﻤﻌﺎﺗﻨﺎ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻴﺔ ﰲ ﳎﺎﻻﺕ‬ ‫ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻣﻨﻬﺎ‪ :‬ﻭﺿﻊ ﺍﳋﻄﻂ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﲢﺪﻳﺪ ﻣﺮﺍﺣﻠﻬﺎ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﺑﺄﺯﻣﻨﺔ ﳏﺪﺩﺓ‪ ،‬ﻭﲣﻄﻴﻂ ﺍﳌﺸﺮﻭﻋﺎﺕ‬ ‫ﻭﺍﻟﱪﺍﻣﺞ ﻭﲢﺪﻳﺪ ﺧﻄﻮﺍﺕ ﻭﻭﺳﺎﺋﻞ ﺗﻨﻔﻴﺬﻫﺎ‪ ،‬ﻭﲣﻄﻴﻂ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻷﺑﻨﻴﺔ ﻭﺍﻹﻓﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﻹﻣﻜﺎﻧﺎﺕ ﺍﳌﺎﺩﻳﺔ‬ ‫ﺍﳌﺘﺎﺣﺔ‪ ،‬ﻭﻭﺿﻊ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻴﺔ ﻭﺗﻄﻮﻳﺮ ﻃﺮﺍﺋﻖ ﺗﺪﺭﻳﺴﻬﺎ ﻭﺇﻋﺪﺍﺩ ﺍﳌﻮﺍﺩ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻭﺿﻊ ﺍﳌﻮﺍﺯﻧﺎﺕ‬ ‫ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﻭﺭﺳﻢ ﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﻭﻣﺮﺍﺣﻞ ﲤﻮﻳﻞ ﺍﳌﺸﺮﻭﻋﺎﺕ‪ ،‬ﻭﺗﻄﻮﻳﺮ ﻧﻈﻢ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‪ ،‬ﻭﲢﻘﻴﻖ ﺩﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﳊﻮﺍﺭ‬ ‫ﻭﺍﳌﺸﺎﺭﻛﺔ ﰲ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ‪...‬ﺇﱁ‪.‬‬ ‫ﻭﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺗﻌﺪﺩ ﺍ‪‬ﺎﻻﺕ ﺍﻟﱵ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﺨﺪﻡ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻴﺔ ﰲ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‬ ‫ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﲟﺠﺘﻤﻌﺎﺗﻨﺎ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﳏﺪﺩﺍﺕ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﳍﺬﺍ ﺍﻻﺳﺘﺨﺪﺍﻡ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﱂ ﺗﻌﺪ ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ‬ ‫ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻴﺔ ﻋﺼﺎ ﺫﻫﺒﻴﺔ ﺗﺄﰐ ﺑﺎﳌﻌﺠﺰﺍﺕ ﳊﻞ ﻣﺸﻜﻼﺗﻨﺎ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ‪ .‬ﺇ‪‬ﺎ ﰲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺃﺩﺍﺓ ﻣﻔﻴﺪﺓ‬ ‫ﲟﻘﺪﺍﺭ ﻣﺎ ﻳﻘﺘﻨﻊ ﺍﳌﺨﻄﻄﻮﻥ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﻮﻥ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻳﻮﻥ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺑﺄﳘﻴﺘﻬﺎ ﻭﲟﻘﺪﺍﺭ ﻣﺎ ﳛﺴﻨﻮﺍ‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪17‬‬

‫ـــــــــــــــ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﳛﻲ ﻋﻠﻮﺍﻥ‪ :‬ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﻇﻞ ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻴﺔ )ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺍﻵﻓﺎﻕ(‬

‫ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﻬﺎ ﻭﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺗﻜﻴﻔﻬﺎ ﺗﺒﻌﹰﺎ ﻟﻠﻈﺮﻭﻑ ﺍﶈﻴﻄﺔ ﺑﺎﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﻃﺒﻴﻌﺔ‬ ‫ﺇﺩﺍﺭ‪‬ﺎ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﻌﺎﻣﻞ ﺃﻭﻻ ﻭﺃﺧﲑﹰﺍ ﻣﻊ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻛﻤﻌﻠﻤﲔ ﻭﻣﺘﻌﻠﻤﲔ‪ .‬ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﳓﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ‬ ‫ﺗﻮﺍﻛﺐ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﳌﻌﺮﰲ ﺑﻔﻌﻞ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﺎﺕ ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻴﺔ ﻭﻣﺎ ﻳﻠﺤﻖ ﻬﺑﺎ ﻣﻦ‬ ‫ﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﻭﻃﺮﻕ‪.‬‬ ‫ﺛﺎﻟﺜﹰﺎ‪-‬ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻋﺮﺑﻴﹰﺎ‪:‬‬ ‫ﻟﻘﺪ ﻋﺎﺵ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻔﺎﺡ ﻭﺍﻟﻨﻀﺎﻝ ﺿﺪ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺳﺘﻤﺮ ﺃﻛﺜﺮ‬ ‫ﻣﻦ ﺃﺭﺑﻌﻤﺎﺋﺔ ﺳﻨﺔ‪ ،‬ﻣﻦ ﺍﻹﺳﺒﺎﻥ ﺇﱃ ﺍﻷﺗﺮﺍﻙ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﲔ ﺇﱃ ﺟﻮﺭ ﺍﻟﻄﻠﻴﺎﻥ ﻭﺍﻟﱪﻳﻄﺎﻧﻴﲔ ﻭﺍﻷﻣﺮﻳﻜﺎﻥ‬ ‫ﻭﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﲔ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﺗﻌﺮﺽ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻟﻜﻞ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﻭﺍﳊﺮﺏ ﻭﺍﻟﺪﻣﺎﺭ ﻭﻣﺎ ﻻﻗﺎﻩ ﻣﻦ ﺗﺸﺮﻳﺪ‬ ‫ﻭﺗﻌﺬﻳﺐ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺃﻛﱪ ﺍﻷﺛﺮ ﰲ ﲣﻠﻒ ﺃﺑﻨﺎﺀﻩ ﰲ ﳐﺘﻠﻒ ﳎﺎﻻﺕ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻷﺧﺺ ﳎﺎﻝ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ‪ ،‬ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺭﺗﺒﻂ ﺍﺭﺗﺒﺎﻃﹰﺎ ﻭﺛﻴﻘﹰﺎ ﺑﺎﻷﻭﺿﺎﻉ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻋﺎﺷﺘﻬﺎ‬ ‫ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻋﺪﺓ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﻣﺮﺁﺓ ﺻﺎﺩﻗﺔ ﻭﺣﻴﺔ ﻟﻠﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﰲ ﻭﺍﳌﻌﺮﰲ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ‪،‬‬ ‫ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺗﻨﻌﻜﺲ ﺃﺻﺎﻟﺔ ﺍﻟﻄﺎﺑﻊ ﺍﻟﻌﺮﰊ‪ ،‬ﻭﻓﻴﻬﺎ ﻳﺘﻤﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﺬﻱ ﺷﻬﺪﺗﻪ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﲔ ﺍﻟﻘﻮﻯ‬ ‫ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭﻳﺔ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﻭﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ‪.‬‬ ‫ﻓﺎﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻘﺪﻡ ﰲ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻗﺪ ﻭﺍﺟﻪ ﻣﺸﻜﻼﺕ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻹﳘﺎﻝ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻘﻴﻪ‬ ‫ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﳌﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻣﻨﺬ ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ ﺍﻷﺟﻨﱯ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﺍﻷﻣﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺸﻜﻞ ﻧﺴﺒﺔ ﻛﺒﲑﺓ ﰲ‬ ‫ﺍﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﻗﻔﻞ ﻣﻨﺎﻓﺬ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﰲ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﻭﺍﳋﺎﺭﺝ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﱂ‬ ‫ﳛﺾ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺧﻼﻝ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﺑﺄﻱ ﲣﻄﻴﻂ ﻳﺬﻛﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ‪ .‬ﺣﻴﺚ ﺃﺷﺎﺭﺕ‬ ‫ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﺭﳜﻴﺔ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﰲ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻛﺎﻥ ﻣﺘﺄﺛﺮﹰﺍ ﺇﱃ ﺣﺪ ﻛﺒﲑ ﺟﺪﹰﺍ ﺑﺎﻟﻮﺍﻗﻊ‬ ‫ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻤﺪ ﺇﱃ ﻃﻤﺲ ﻣﻌﺎﱂ ﺍﳊﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺃﺷﻌﻞ ﻧﺎﺭ ﺍﻟﻔﱳ ﻭﺍﳊﻘﺪ ﰲ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ‪ ،‬ﻭﺃﺑﻌﺪ‬ ‫ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻋﻦ ﳑﺎﺭﺳﺔ ﺣﻘﻬﻢ ﰲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﳉﻬﻞ ﻭﺍﻟﺘﺨﻠﻒ‪.‬‬ ‫ﻭﻟﻜﻦ ﺑﻌﺪ ﻛﻔﺎﺡ ﻣﺮﻳﺮ ﲢﺮﺭ ﲟﻮﺟﺒﻪ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﻭﺍﺭﺗﺴﻢ ﺷﻜﻠﻪ ﰲ ﻋﺪﺓ ﺩﻭﻝ‬ ‫ﻟﻜﻞ ﺩﻭﻟﺔ ﺣﺪﻭﺩﻫﺎ ﻭﻧﻈﻤﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺃﻳﻀﹰﺎ ﻧﻈﺎﻣﻬﺎ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ‬ ‫ﺍﳋﺎﺹ ﻬﺑﺎ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻤﺸﻰ ﻣﻊ ﻓﻠﺴﻔﺘﻬﺎ ﻭﺗﻮﺟﻬﺎ‪‬ﺎ ﺍﳊﻀﺎﺭﻳﺔ‪ ،‬ﻭﻟﻜﻦ ﺭﻏﻢ ﺍﻟﺘﺒﺎﻳﻦ ﺍﳌﻮﺟﻮﺩ ﰲ ﺍﳌﻔﺎﺭﻗﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﻮﺍﺿﺤﺔ ﰲ ﺷﻜﻞ ﻭﺗﺮﻛﻴﺒﺔ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺃﺩﻯ ﺇﱃ ﺧﻠﻖ ﻣﻨﻈﻮﻣﺎﺕ ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪18‬‬

‫ــــــــــــــــــ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ‪ :‬ﻟﻠﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﺑﺄﻛﻤﻠﻪ ﺇﻻ ﺃﻧﻨﺎ ﻧﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻗﺪ ﺃﺣﺪﺛﺖ ﻧﻘﻠﺔ‬ ‫ﺗﺎﺭﳜﻴﺔ ﻻ ﺑﺄﺱ ﻬﺑﺎ ﰲ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮ ﺣﻴﺚ ﺍﻧﺘﺸﺮ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﲟﺨﺘﻠﻒ ﻣﺮﺍﺣﻠﻪ ﰲ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ‬ ‫ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺣﻘﻖ ﺗﻘﺪﻣﹰﺎ ﻣﻠﻤﻮﺳﹰﺎ ﰲ ﳐﺘﻠﻒ ﳎﺎﻻﺕ ﺍﳊﻴﺎﺓ‪ ،‬ﻭﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ ﱂ ﻳﺮﻕ ﺇﱃ ﺍﳌﺴﺘﻮﻯ ﺍﳌﻄﻠﻮﺏ‬ ‫ﻣﻨﻪ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﻌﺪﺩ ﺍﻟﻨﻈﻢ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭﺭﲟﺎ ﺍﺧﺘﻼﻓﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻭﺍﻷﻫﺪﺍﻑ‪ ،‬ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﳚﻌﻠﻨﺎ ﻧﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥ‬ ‫ﻫﻨﺎﻙ ﻓﺠﻮﺓ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻛﺒﲑﺓ ﻭﺧﻄﲑﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﺗﺆﻛﺪﻫﺎ ﺍﳌﻔﺎﺭﻗﺎﺕ ﺍﳌﻮﺟﻮﺩﺓ ﰲ ﻣﻜﻮﻧﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ ﻭﺃﻭﺟﻪ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﺍﳌﻮﺟﻮﺩ ﺑﲔ ﻛﻞ ﻗﻄﺮ ﻭﺁﺧﺮ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﰲ ﻧﻈﺮﻱ ﻳﺮﺟﻊ‬ ‫ﺇﱃ ﻋﺪﺓ ﻣﻌﻄﻴﺎﺕ ﻣﻨﻬﺎ‪:‬‬ ‫• ﺿﻌﻒ ﺑﻨﻴﺔ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻷ‪‬ﺎ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﲣﻄﻴﻂ ﺇﻗﻠﻴﻤﻲ ﺿﻴﻖ ﻣﺒﲏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﳌﻌﻴﺸﻲ‬ ‫ﻟﻸﻣﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍ‪‬ﺰﺃﺓ ﺇﱃ ﺩﻭﻝ ﻟﻜﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﺣﺪﻭﺩﻫﺎ ﻭﺇﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺘﻬﺎ ﻭﻓﻠﺴﻔﺘﻬﺎ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭﻧﻈﺎﻣﻬﺎ‬ ‫ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﺍﳋﺎﺹ ﻬﺑﺎ‪.‬‬ ‫• ﺿﻌﻒ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭﺗﻨﻮﻋﻬﺎ ﺃﺩﻯ ﺇﱃ ﻋﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﺃﲝﺎﺙ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺭﺻﻴﻨﺔ ﻷﻥ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﲔ ﻏﲑ‬ ‫ﻣﺘﻔﺮﻏﲔ ﳍﺬﻩ ﺍﳌﻬﻤﺔ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻪ ﺃﻛﱪ ﺍﻷﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﺩﻭﺩﻳﺔ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻋﺎﺋﺪﹰﺍ ﻭﺇﻧﺘﺎﺟﺎ‪.‬‬ ‫• ﺍﻗﺘﺼﺎﺭ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﻭﺃﻫﺪﺍﻑ ﻭﺗﻮﺟﻬﺎﺕ ﺍﻟﻘﻄﺮ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺳﺎﻫﻢ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺎﺷﺮ‬ ‫ﺃﻭ ﻏﲑ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﰲ ﻋﺪﻡ ﺗﺸﺠﻴﻊ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﲔ ﻭﺍﳌﺒﺘﻜﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺫﻭﻱ ﺍﳌﻮﺍﻫﺐ ﻭﺍﻟﻘﺪﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ‬ ‫ﻋﺎﻡ‪ ،‬ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺩﻯ ﻬﺑﻢ ﺇﱃ ﺗﺮﻙ ﻭﻃﻨﻬﻢ ﺍﻷﺻﻠﻲ ﻭﺍﳍﺠﺮﺓ ﺇﱃ ﺍﳋﺎﺭﺝ ﻭﺗﺮﻙ ﺃﻗﻄﺎﺭﻫﻢ ﰲ ﻓﺮﺍﻍ‬ ‫ﻋﻠﻤﻲ ﻭﺍﺿﺢ‪.‬‬ ‫• ﱂ ﻳﻔﻠﺢ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﰲ ﺗﻮﻓﲑ ﺍﳌﻨﺎﺥ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﳌﻄﻠﻮﺏ ﻭﺻﻴﺎﻧﺔ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﺍﻷﻛﺎﺩﳝﻴﺔ‪،‬‬ ‫ﻭﻓﻘﹰﺎ ﳌﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺩﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‪ ،‬ﻭﺣﺮﻳﺔ ﺍﻧﺘﻘﺎﺀ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ‪ ،‬ﻭﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‬ ‫ﺑﺎﻟﺸﻜﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻀﻤﻦ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﻭﺍﻟﺮﻗﻲ ﳌﺴﺎﻳﺮﺓ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﳌﻮﺟﻮﺩ‪.‬‬ ‫• ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻗﻄﺎﺭ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﱂ ﻳﻔﻠﺢ ﰲ ﺍﻟﺮﺑﻂ ﺑﲔ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‬ ‫ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ‪ ،‬ﻭﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ‪ ،‬ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺒﺐ ﺍﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﳌﺸﺎﻛﻞ‬ ‫ﻭﻋﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﺣﻠﻮﻝ ﻧﺎﺟﺤﺔ ﳍﺎ‪.‬‬ ‫ﻓﺒﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﱃ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﺘﺠﺪﻳﺪ ﰲ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻣﻠﻤﻮﺳﺔ ﺍﻵﻥ ﰲ ﳐﺘﻠﻒ‬ ‫ﺟﻮﺍﻧﺐ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻓﻜﺮﹰﺍ ﻭﻣﻨﻬﺠﹰﺎ ﻭﺃﺳﻠﻮﺑﹰﺎ ﺇﱃ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﳌﻌﺮﰲ ﺍﳌﻠﺤﻮﻅ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻗﻄﺎﺭ‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪19‬‬

‫ـــــــــــــــ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﳛﻲ ﻋﻠﻮﺍﻥ‪ :‬ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﻇﻞ ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻴﺔ )ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺍﻵﻓﺎﻕ(‬

‫ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺇﻻ ﺃﻧﻨﺎ ﳓﺘﺎﺝ ﺇﱃ ﺣﺮﻛﺔ ﺛﻮﺭﻳﺔ ﻛﺒﲑﺓ ﰲ ﳎﺎﻝ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻣﻮﺍﻛﺒﺔ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ‬ ‫ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﰲ ﺇﻃﺎﺭ ﻣﺮﺍﺟﻌﺔ ﻭﺍﻗﻌﻨﺎ ﺍﳌﻌﻴﺸﻲ ﺑﺸﻜﻞ ﺩﻗﻴﻖ ﻭﻓﻌﺎ ﹼﻝ ﻭﻭﺿﻊ ﺁﻟﻴﺔ ﻋﻤﻞ ﰲ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ ﻣﻮﺣﺪﺓ‬ ‫ﺗﱪﺯ ﻟﻨﺎ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﺴﺎﻣﻴﺔ ﻟﻠﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﺗﻮﺿﺢ ﻭﲜﺪﺍﺭﺓ ﺃﺻﺎﻟﺔ ﻫﺬﺍ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﻭﺗﺆﻛﺪ ﻋﺮﻭﺑﺘﻪ ﻭﺇﺳﻼﻣﻪ‬ ‫ﺍﻟﻘﻮﱘ ﻟﻴﻀﻊ ﻧﻔﺴﻪ ﰲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺑﺪﺧﻮﻟﻪ ﻋﺼﺮ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀﺍﺕ ﻭﻳﺴﺨﺮ ﻛﻞ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺗﻪ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ‬ ‫ﺃﺣﺪﺍﺙ ﻧﻘﻠﺔ ﺗﺎﺭﳜﻴﺔ ﻛﺒﲑﺓ ﻣﺴﺘﺨﺪﻣﹰﺎ ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﻣﺎ ﻳﻠﺤﻖ ﻬﺑﺎ ﻣﻦ ﺗﻄﻮﺭﺍﺕ ﻣﺬﻫﻠﺔ ﲢﻘﻖ ﻟﻪ‬ ‫ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﻭﺍﻻﺯﺩﻫﺎﺭ‪.‬‬ ‫ﺭﺍﺑﻌﹰﺎ‪ -‬ﺍﳋﺎﲤﺔ "ﺃﻓﺎﻕ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ"‪:‬‬

‫ﳑﺎ ﻻ ﺷﻚ ﻓﻴﻪ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﲰﺎﺕ ﺍ‪‬ﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﳍﺎﺋﻞ ﰲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺩﻯ ﻭﺑﺸﻜﻞ‬ ‫ﻣﻠﻔﺖ ﻟﻠﻨﻈﺮ ﺇﱃ ‪‬ﻀﺔ ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻣﺘﺴﺎﺭﻋﺔ ﻭﻏﲑ ﻣﻨﺘﻬﻴﺔ ﺳﺎﳘﺖ ﰲ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﻣﻦ ﰒ ﻧﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥ‬ ‫ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻳﻘﻮﺩ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﺘﻘﲏ ﻭﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﺘﻘﲏ ﻳﻄﻮﺭ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﰲ ﳐﺘﻠﻒ ﻣﺮﺍﺣﻠﻪ‪ .‬ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻓﺈﻥ ﻋﺎﳌﻨﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ‬ ‫ﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﺍﳌﻌﺎﺭﻑ ﻭﻧﻘﻠﻬﺎ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﺎ‪ ،‬ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻓﺈﻥ ﳎﺎﻻﺕ ﻗﻄﺎﻉ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ‬ ‫ﺑﺎﺕ ﻣﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﳎﺎﻻﺕ ﺍﻟﻘﻄﺎﻋﺎﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺍﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻴﺔ ﻭﺗﻄﺒﻴﻘﺎ‪‬ﺎ‪ .‬ﻓﻘﺪ ﺻﺎﺭ ﺍﳊﺎﺳﺐ ﺍﻵﱄ‬ ‫‪ ،‬ﻭﻫﻮ ﺃﺣﺪ ﺃﻫﻢ ﻣﻜﻮﻧﺎﺕ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻴﺔ ‪ ،‬ﻣﻨﺎﻓﺴﹰﺎ ﻗﻮﻳﹰﺎ ﻟﻠﻜﺘﺎﺏ ﻛﻮﺳﻴﻂ ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻢ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﻳﺮﻯ‬ ‫ﺍﳋﱪﺍﺀ ﺃﻥ ﺍﳊﺎﺳﺐ ﳚﻌﻞ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺃﻛﺜﺮ ﺇﳚﺎﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﻔﺎﻋﻞ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﻣﻊ ﺍﳊﺎﺳﺐ ﰲ ﺣﲔ ﺃﻥ‬ ‫ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺳﻴﻂ ﺳﻠﱯ ﻋﻼﻭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﳔﻔﺎﺽ ﺍﳌﺘﺰﺍﻳﺪ ﰲ ﺃﺳﻌﺎﺭ ﺍﳊﺎﺳﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﻴﺴﺮ ﺍﳌﺘﺰﺍﻳﺪ ﰲ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﻬﺎ‬ ‫ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﻄﻼﺏ‪ .‬ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﲡﺎﻫﺎﺕ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﳓﻮ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﳊﺎﺳﺒﺎﺕ ﻭﺗﻘﻨﻴﺎﺕ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ‬ ‫ﲣﻀﻊ ﻟﻠﺘﻌﺪﻳﻞ ﻭﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﳊﺎﺡ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﳌﻌﻠﻢ ﻭﺇﻇﻬﺎﺭ ﻣﻴﺰﺍﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺎﺕ ﳝﻜﻦ ﻟﻠﻄﺎﻟﺐ ﺃﻥ‬ ‫ﻳﻌﺪﻝ ﻣﻦ ﺍﲡﺎﻫﻪ ﳓﻮ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﺑﺮﻣﺘﻬﺎ ﲝﻴﺚ ﺗﺼﺒﺢ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﺳﺘﺜﺎﺭﺓ ﻭﺟﺎﺫﺑﻴﺔ ﻟﻠﻄﺎﻟﺐ‪ ...‬ﻓﺎﻻﲡﺎﻩ‬ ‫ﺑﻄﺒﻴﻌﺘﻪ ﺣﺎﻟﺔ ﺩﻳﻨﺎﻣﻴﻜﻴﺔ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﻐﲑ ﻭﻳﺘﻌﺪﻝ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻄﻴﺎﺕ ﻭﺍﻗﻌﻴﺔ‪.‬‬ ‫ﻭﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ‪ ،‬ﻳﺒﺪﻭ ﻣﻦ ﺍﳌﻔﻴﺪ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﱃ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﲤﺖ ﰲ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ‬ ‫ﺍﳌﺘﻘﺪﻣﺔ ﻭﺍﻟﻨﺎﻣﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻮﺍﺀ ﻭﺍﻟﱵ ﻗﺎﻣﺖ ﻋﻠﻰ ﺩﻣﺞ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﲝﻴﺚ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺗﻠﻚ‬ ‫ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻧﺘﺎﺟﹰﺎ ‪ On put‬ﻟﺘﺰﺍﻭﺝ ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻱ ﰲ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺎﺕ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﻭﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﻧﻄﺎﻕ‬ ‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻗﺪ ﲡﺎﻭﺯ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺗﻘﺪﺣﹰﺎ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻀﻤﺎﺭ ﻣﺜﻞ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻟﻴﺼﻞ ﺇﱃ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﻔﻲ ﻣﺆﲤﺮ ﻋﻘﺪ ﺑﺘﻮﻧﺲ ﰲ ﺩﻳﺴﻤﱪ‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪20‬‬

‫ــــــــــــــــــ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ‪ :‬ﻟﻠﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫‪1993‬ﻑ ﻃﺮﺣﺖ ﻗﻄﺮ ﲡﺮﺑﺘﻬﺎ ﰲ ﺍﳋﺼﻮﺹ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﺑﺮﺯ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺃﻥ ﺃﺗﻀﺢ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻧﺖ‬ ‫ﻫﻨﺎﻙ ﺍﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺲ ﻭﺍﻟﺪﺍﺭﺳﲔ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺳﻮﺍﺀ ﳓﻮ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ‬ ‫ﺗﻘﻨﻴﺎﺕ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻴﺔ ﻗﺒﻞ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﳊﺎﺳﺐ ﻭﺟﻬﺎﺯ ﻗﺎﺭﺉ ﺍﻷﻗﺮﺍﺹ ﺍﳌﺪﳎﺔ ‪ Cd-Room Reader‬ﺇﻥ‬ ‫ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻹﺩﻣﺎﺝ ﺍﳌﺸﺎﺭ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺑﲔ ﺗﻘﻨﻴﺎﺕ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺲ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺆﰐ ﲦﺎﺭﻫﺎ ﺇﺫﺍ ﲢﻮﻟﺖ‬ ‫ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻣﻦ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻠﻘﲔ ﺇﱃ ﻭﺿﻌﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﳌﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺼﺎﺩﺭ ﻭﻫﻨﺎ ﻳﺒﺪﻭ ﻣﻦ ﺍﳌﻨﻄﻘﻲ ﺗﻮﺍﻓﺮ‬ ‫ﻣﺮﺍﻛﺰ ﳌﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﺗﻜﻮﻥ ﳎﻬﺰﺓ ﻻﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻷﺳﺎﺗﺬﺓ ﻭﺍﻟﻄﻼﺏ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺳﻮﺍﺀ ﺣﻴﺚ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺴﺎﻋﺪ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﲢﻘﻴﻖ ﺍﳌﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻟﻺﺩﺭﺍﻙ ﻭﻫﻲ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺐ ﻭﺍﻟﺘﻘﻴﻴﻢ‪.‬‬ ‫ﺇﻥ ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﺗﻜﺎﻣﻞ ﻭﺇﺩﻣﺎﺝ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻴﺔ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﲤﺜﻠﻪ ﻣﻦ ﺗﻄﺒﻴﻘﺎﺕ ﻟﻠﺤﺎﺳﺐ‬ ‫ﺍﻵﱄ ﻭﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻂ ﺍﳌﺘﻌﺪﺩﺓ ﰲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﻳﻌﺪ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﺍﳌﺪﺍﺧﻞ ﻟﻌﻼﺝ ﺍﳌﺸﻜﻼﺕ ﺍﻵﻧﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻄﻠﻊ ﳓﻮ ﺁﻓﺎﻕ ﺃﺭﺣﺐ ﰲ ﺗﺴﻠﻴﺢ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﺑﺎﳌﻌﺎﺭﻑ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﳌﻮﺍﺟﻬﺔ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﻋﺼﺮ‬ ‫ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺎﺕ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍ‪‬ﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﳌﺘﻘﺪﻣﺔ ﺣﻴﺚ ﺳﺎﺩ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﳎﺘﻤﻊ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‬ ‫ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﳝﺜﻠﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻔﻬﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺤﻮﻝ ﳓﻮ ﺍﻻﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻷﻣﺜﻞ ﻟﺘﻘﻨﻴﺎﺕ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﳏﻮ ﺍﻷﻣﻴﺔ ﺍﳊﺎﺳﻮﺑﻴﺔ‪.‬‬ ‫ﻭﻟﻌﻞ ﺃﺑﻠﻎ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﳘﻴﺔ ﺍﳌﺘﺰﺍﻳﺪﺓ ﻟﻠﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻴﺔ ﰲ ﻋﺼﺮﻧﺎ ﺍﳊﺎﺿﺮ‪...‬ﺍﻷﻟﻔﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻫﻮ ﺍﻧﻌﻘﺎﺩ ﻣﺆﲤﺮ‬ ‫ﺍﻟﻘﻤﺔ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ ﲝﻀﻮﺭ ﺭﺅﺳﺎﺀ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻭﺍﳊﻜﻮﻣﺎﺕ ﰲ )ﺟﻨﻴﻒ( ﻭﲰﻲ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺑﻘﻤﺔ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺣﻴﺚ‬ ‫ﻧﻮﻗﺸﺖ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻴﺔ ﰲ ﻛﺎﻓﺔ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﻭﻗﻀﺎﻳﺎ ﺗﺪﻓﻖ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﺳﺪ‬ ‫ﺍﻟﻔﺠﻮﺓ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻴﺔ ﺑﲔ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﳌﺘﻘﺪﻣﺔ ﻭﺍﻟﻨﺎﻣﻴﺔ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻀﻤﺎﺭ‪.‬‬ ‫ﻭﻋﻠﻰ ﺍﳌﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻌﺮﰊ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺟﻬﻮﺩﹰﺍ ﻻ ﺑﺄﺱ ﻬﺑﺎ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ‬ ‫ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻣﺜ ﹰ‬ ‫ﻼ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﺷﺒﻜﺔ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺍﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ﰲ ﻣﺼﺮ‪ ،‬ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻹﻧﺸﺎﺋﻬﺎ ﰲ ﺍﳉﻤﺎﻫﲑﻳﺔ‬ ‫ﺍﻟﻌﻈﻤﻰ ﺍﻟﱵ ﲤﻜﻨﺖ ﺑﻔﻌﻞ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺃﻥ ﺗﺪﺧﻞ ﳎﺎﻝ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺗﺴﺎﻫﻢ ﰲ ﺩﻳﻨﺎﻣﻴﻜﻴﺘﻪ ﺣﻴﺚ ﲢﻮﻝ‬ ‫ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﻮﻥ ﻣﻦ ﺷﻌﺐ ﺃﻣﻲ ﻗﺒﻞ ﻋﺎﻡ ‪ 1969‬ف ﺇﱃ ﺷﻌﺐ ﻣﺘﻌﻠﻢ ﻳﺘﺄﻟﻖ ﻣﻜﺎﻧﺘﻪ ﰲ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﳌﺘﻌﻠﻤﺔ‬ ‫ﻓﻬﻲ ﺗﺪﻋﻮ ﺇﱃ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﲢﺪﻳﺜﻪ ﲟﺎ ﻳﻮﺍﻛﺐ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﳌﻨﺸﻮﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺒﺢ ﺃﻣﺮﹰﺍ‬ ‫ﺿﺮﻭﺭﻳﹰﺎ ﻭﻣﻠﺤﹰﺎ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﻋﺼﺮ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﻭﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺭﻏﻢ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﺘﺠﺪﻳﺪ ﰲ ﺍﻟﻄﺮﻕ‬ ‫ﻭﺍﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﳌﺘﺒﻌﺔ ﻭﺇﺩﺧﺎﻝ ﺍﳌﻴﻜﻨﺔ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ))ﺍﳊﺎﺳﺒﺎﺕ ﺍﻵﻟﻴﺔ(( ﻭﺇﺗﺒﺎﻉ ﺍﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﳌﺘﻄﻮﺭﺓ ﰲ ﳎﺎﻝ‬ ‫ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﰲ ﺍﳉﻤﺎﻫﲑﻳﺔ ﻭﺩﻭﻝ ﺍﲢﺎﺩ ﺍﳌﻐﺮﺏ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻭﺭﻏﻢ ﺇﺣﺴﺎﺳﻨﺎ ﺑﺄﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻧﻘﻠﺔ ﺗﺎﺭﳜﻴﺔ‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪21‬‬

‫ـــــــــــــــ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﳛﻲ ﻋﻠﻮﺍﻥ‪ :‬ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﻇﻞ ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻴﺔ )ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺍﻵﻓﺎﻕ(‬

‫ﻛﺒﲑﺓ ﺟﺪﹰﺍ ﰲ ﳎﺎﻝ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻭﻝ‪ ،‬ﻭﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻹﻃﻼﻉ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﺩ‬ ‫ﻻ ﺑﺄﺱ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺸﻘﻴﻘﺔ‪.‬‬ ‫ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﻇﻞ ﲢﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﳛﺘﺎﺝ ﺇﱃ ﻣﺮﺍﺟﻌﺔ ﻣﺴﺘﻤﺮﺓ ﺑﲔ ﺍﳊﲔ ﻭﺍﻵﺧﺮ ﺣﱴ‬ ‫ﻳﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﻣﻮﺍﻛﺒﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﰲ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻭﺍﳌﻌﺎﺭﻑ‪ ،‬ﲝﻴﺚ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﳌﺮﺍﺟﻌﺔ ﻣﻨﻄﻠﻘﺔ ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻮﺭ ﺛﻮﺭﻱ‬ ‫ﺗﻘﺪﻣﻲ ﻳﺘﺨﻴﻞ ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ﻭﻳﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻪ‪ ،‬ﻭﻳﺘﺮﻙ ﺍﳋﻴﺎﻝ ﻳﻔﻌﻞ ﻓﻌﻠﻪ ﻟﻴﻨﺘﺞ ﻧﻈﺎﻣﹰﺎ ﺗﻌﻠﻴﻤﻴﹰﺎ ﻳﻮﺍﻛﺐ ﻃﻤﻮﺡ‬ ‫ﳎﺘﻤﻌﻨﺎ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﻮﺍﻛﺐ ﻬﺑﺎ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ ﻭﻣﻨﻪ‬ ‫ﻧﻘﺘﺮﺡ ﲨﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ﳝﻜﻦ ﺍﻻﻧﻄﻼﻕ ﻣﻦ ﺧﻼﳍﺎ ﻭﺑﺸﻜﻞ ﺟﺪﻱ ﰲ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ‬ ‫ﰲ ﺑﻠﺪﺍﻧﻨﺎ ﺍﳌﻐﺎﺭﺑﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ ﻭﻫﻲ‪:‬‬ ‫• ﺣﻖ ﲨﻴﻊ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﻭﺑﺎﻟﺘﺴﺎﻭﻱ ﰲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺃﺧﺬ ﺍﳌﻌﺎﺭﻑ ﺍﳌﻨﺎﺳﺒﺔ ﻭﻓﻘﹰﺎ ﻟﻘﺪﺭﺍ‪‬ﻢ ﻭﻋﺪﻡ‬ ‫ﻓﺮﺽ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺗﻌﺴﻔﻴﺔ ﺗﺆﺩﻱ ﺇﱃ ﺍﻹﺟﺒﺎﺭ ﰲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‪.‬‬ ‫• ﺍﻻﺑﺘﻌﺎﺩ ﻋﻦ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﺘﻠﻘﲔ ﻭﺁﻟﻴﺘﻪ ﺍﳌﺘﺒﻌﺔ ﺍﻵﻥ ﰲ ﺍﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻨﺎ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺩﻭﻟﻨﺎ‬ ‫ﻭﺍﻻﺳﺘﻌﺎﺿﺔ ﻋﻨﻬﺎ ﲟﻨﺢ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﻓﺮﺹ ﻟﻠﺒﺤﺚ ﻭﺍﳊﻮﺍﺭ ﻭﺍﳌﻨﺎﻗﺸﺔ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻮﻑ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﱃ‬ ‫ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺟﺪﻝ ﻣﻌﺮﰲ ﰲ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﳝﻜﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﳋﻠﻖ ﻭﺍﻹﺑﺪﺍﻉ ﺍﻟﺘﺄﻟﻖ ﻭﺍﻻﺑﺘﻜﺎﺭ‪.‬‬ ‫• ﺗﻄﻮﻳﻊ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻲ ﻭﻛﺎﻓﺔ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﻟﻠﻤﺴﺎﳘﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ‬ ‫ﻭﺗﻄﻮﻳﺮﻫﺎ ﻭﺫﻟﻚ ﺑﻄﺮﺡ ﳕﺎﺫﺝ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﰲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‪ ،‬ﻛﺎﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻋﻦ ﺑﻌﺪ‪ ،‬ﻭﻣﱰﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‪ ،‬ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‬ ‫ﺍﳌﱪﻣﺞ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺘﺸﺎﺭﻛﻲ‪...‬ﺇﱁ‪.‬‬ ‫• ﺍﻻﺑﺘﻌﺎﺩ ﻋﻦ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﺍﳌﻘﻮﻟﺒﺔ ﺍﳉﺎﻫﺰﺓ‪ .‬ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺇﳚﺎﺩ ﻣﻨﺎﻫﺞ ﺗﺘﻄﻮﺭ‬ ‫ﺫﺍﺗﻴﹰﺎ ﻭﺑﺸﻜﻞ ﻣﺴﺘﻤﺮ ﺗﺒﻌﹰﺎ ﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻭﺍﳌﻌﺎﺭﻑ‪.‬‬ ‫• ﺗﺮﻙ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﻘﻴﻴﻢ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻱ ﻭﺍﻻﺑﺘﻌﺎﺩ ﻋﻨﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﺟﻞ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﳜﺘﺰﻝ ﺗﻌﻠﻢ ﺍﳌﻌﺎﺭﻑ‬ ‫ﻭﻳﻮﻗﻒ ﻓﺮﺻﺔ ﺍﻹﺑﺪﺍﻉ ﻭﺍﻟﺘﺄﻟﻖ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﻭﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﻓﲑ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻟﻠﺘﻘﻴﻴﻢ‬ ‫ﺍﳌﺴﺘﻤﺮ ﺍﳌﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﺇﱃ ﺗﻘﻴﻴﻢ ﺍﻛﺘﺴﺎﺏ ﺍﳌﻬﺎﺭﺍﺕ ﻭﻏﲑﻩ ﻭﺗﺮﻙ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﺗﻘﻴﻴﻢ‬ ‫ﺍﳊﻔﻆ ﻭﺍﻟﺘﺮﺩﻳﺪ ﺍﳌﺘﺒﻊ ﺣﺎﻟﻴﹰﺎ‪.‬‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪22‬‬

‫ــــــــــــــــــ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ‪ :‬ﻟﻠﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫• ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺇﳚﺎﺩ ﺁﻟﻴﺎﺕ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻣﺘﻄﻮﺭﺓ ﰲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺬﺍﰐ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﳊﺮ ﻭﺇﳚﺎﺩ ﳎﺎﻻﺕ ﳍﺎ ﰲ ﻛﻞ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ .‬ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺑﺸﻜﻞ ﺟﺪﻱ ﻟﺘﺤﻮﻳﻞ‬ ‫ﺍﻟﻔﺮﺍﻍ ﺍﻟﺰﻣﲏ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺇﱃ ﻭﻗﺖ ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ‪.‬‬ ‫• ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻭﲢﺪﻳﺚ ﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﻭﺗﻨﻈﻴﻤﹰﺎ ﻭﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﳌﻴﻜﻨﺔ‬ ‫ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﻭﺇﺩﺧﺎﻝ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻴﺔ ﰲ ﳎﺎﻝ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺇﳚﺎﺩ ﻋﻨﺎﺻﺮ‬ ‫ﻛﻔﺆﺓ ﻣﺪﺭﺑﺔ ﻟﻠﻘﻴﺎﻡ ﻬﺑﺬﻩ ﺍﳌﻬﻤﺔ‪.‬‬ ‫• ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﶈﺎﻓﻈﺔ ﰲ ﻣﻨﺎﻫﺠﻨﺎ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺴﻴﺞ ﺍﳌﺘﻮﺍﺯﻥ ﺑﲔ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ﺗﺮﺍﻋﻲ‬ ‫ﺧﺼﻮﺻﻴﺘﻨﺎ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺗﻌﺰﺯ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺘﺤﻤﺲ ﻭﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺮﻋﺎﻳﺔ ﺗﺮﺍﺛﻨﺎ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ‬ ‫ﻭﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻪ ﻭﺍﶈﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺑﲔ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺭﲰﺖ ﻭﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﺗﺮﺳﻢ‬ ‫ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻀﻤﺎﺭ‪.‬‬ ‫ﻭﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﻌﺘﻘﺪ ﻭﳓﻦ ﰲ ﺑﻠﺪﺍﻧﻨﺎ ﺍﳌﻐﺎﺭﺑﻴﺔ ﺑﺄﻥ ﺍﳊﺎﺟﺔ ﺗﺪﻋﻮﻧﺎ ﻛﺄﺳﺎﺗﺬﺓ ﻭﺑﺎﺣﺜﲔ ﻭﳐﻄﻄﲔ‬ ‫ﺗﺮﺑﻮﻳﲔ ﻭﻏﲑﻫﻢ ﰲ ﳐﺘﻠﻒ ﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻨﺎ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﺇﱃ ﺃﻥ ﳜﺮﺝ ﺩﻭﺭﻧﺎ ﰲ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﺗﻨﻔﻴﺬ‬ ‫ﺑﺮﺍﳎﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻱ ﺍﳌﻤﻴﺖ ﻟﻠﻔﻜﺮ ﺧﺼﻮﺻﹰﺎ ﻣﺎ ﻟﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺑﺎﻷﺩﺍﺀ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺇﱃ‬ ‫ﻭﺿﻊ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ ﻣﺘﻄﻮﺭﺓ ﺗﻮﺍﻛﺐ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﻌﺼﺮ )ﻋﺼﺮ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻴﺔ( ﺑﻜﻞ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺗﻪ ﻭ‪‬ﺪﻑ ﺇﱃ‬ ‫ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺟﻴﻞ ﺟﺪﻳﺪ ﻳﻌﺮﻑ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭﻳﺴﲑ ﰲ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻹﺑﺪﺍﻉ ﻭﺍﻟﺘﺄﻟﻖ ﻭﺍﻻﺑﺘﻜﺎﺭ‬ ‫ﻣﻌﺘﻤﺪﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﰲ ﺻﻨﻊ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﳎﺘﻤﻌﻨﺎ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﺭﺍﲰﲔ ﺻﻮﺭﺗﻨﺎ ﺍﳊﻀﺎﺭﻳﺔ ﺍﻟﺮﺍﺋﺪﺓ ﻓﻮﻕ ﺍﻷﺭﺽ‬ ‫ﻭﲢﺖ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺑﺄﻓﻜﺎﺭﻧﺎ ﻭﺃﻗﻼﻣﻨﺎ ﻭﻗﻴﻤﻨﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﻷﺻﻴﻠﺔ ﻭﺫﻭﻗﻨﺎ ﺍﳌﺘﻤﻴﺰ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﻘﺪﱘ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ‬ ‫ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ ﺗﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻣﻮﺣﺪﺓ ﻣﺘﻄﻮﺭﺓ ﻓﺎﻋﻠﺔ ﺁﺧﺬﺓ ﺑﺄﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﲢﻘﻴﻖ ‪‬ﻀﺔ ﺗﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ ﻫﺎﺩﻓﺔ‬ ‫ﻭﺑﻨ‪‬ﺎﺀﺓ ﲢﻘﻖ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﻭﺍﻟﺮﻗﻲ ﻭﺍﻻﺯﺩﻫﺎﺭ ‪‬ﺘﻤﻌﻨﺎ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﺍﻟﻜﺒﲑ‪.‬‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪23‬‬

‫ـــــــــــــــ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﳛﻲ ﻋﻠﻮﺍﻥ‪ :‬ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﻇﻞ ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻴﺔ )ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺍﻵﻓﺎﻕ(‬

‫ﺍﳍﻮﺍﻣﺶ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬ ‫‪-2‬‬ ‫‪-3‬‬ ‫‪-4‬‬ ‫‪-5‬‬ ‫‪-6‬‬ ‫‪-7‬‬ ‫‪-8‬‬ ‫‪-9‬‬

‫ﻋﻤﺮ ﺍﻟﺘﻮﻣﻲ ﺍﻟﺸﻴﺒﺎﱐ‪ :‬ﻣﻘﺪﻣﺔ ﰲ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺍﳊﺪﻳﺚ‪ ،‬ﺍﳉﺎﻣﻌﺔ ﺍﳌﻔﺘﻮﺣﺔ‪ ،‬ﻟﻴﺒﻴﺎ‪ ،1995 ،‬ﺹ‪.9‬‬ ‫ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻔﺘﺎﺡ ﺍﳋﻮﺍﺟﺔ‪ :‬ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻭﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﻭﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ‪ ،‬ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ﻟﻠﻨﺸﺮ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﻮﺯﻳﻊ‪ ،‬ﻋﻤﺎﻥ‪ ،‬ﺍﻷﺭﺩﻥ‪ ،2001 ،‬ﺹ ‪.52‬‬ ‫ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻮﺟﻮﺩ ﺣﺴﻦ‪ :‬ﻋﺼﺮ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‪ ،‬ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﰲ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻮﻱ ﻟﻠﻜﺘﺐ ﻭﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﰲ ﻋﺎﱂ ﻣﺘﻐﲑ‪،‬‬ ‫ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ‪ ،‬ﺍﻟﺪﺍﺭ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ‪.1993 ،‬‬ ‫ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻟﻨﻈﻢ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﳊﺎﺳﺒﺎﺕ‪ :‬ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‪ ،‬ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ‪ ،‬ﺍﳌﻜﺘﺒﺔ‬ ‫ﺍﻷﻛﺎﺩﳝﻴﺔ‪.1995 ،‬‬ ‫ﺩﻳﺒﻮﻧﺰ ﺃﻧﺘﻮﱐ‪ :‬ﺗﺮﲨﺔ ﺃﲪﺪ ﺑﺪﺭ‪ ،‬ﳏﻤﺪ ﻓﺘﺤﻲ ﻋﺒﺪ ﺍﳍﺎﺩﻱ‪ :‬ﻋﻠﻢ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﻜﺎﻣﻞ ﺍﳌﻌﺮﰲ‪ ،‬ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﻗﺒﺎﺀ‬ ‫ﻟﻠﻄﺒﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﻨﺸﺮ‪.1998 ،‬‬ ‫ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﳏﻤﻮﺩ‪ :‬ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﺻﻨﺎﻋﺔ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺍﳉﻤﺎﻫﲑﻱ‪ ،‬ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ‪ ،‬ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻟﻠﻨﺸﺮ ﻭﺍﻟﺘﻮﺯﻳﻊ‪،‬‬ ‫‪.1990‬‬ ‫ﻓﻮﻛﺴﺖ ﺩ‪.‬ﺝ‪ ،‬ﺗﺮﲨﺔ ﲪﺪﻱ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ‪ :‬ﺳﺒﻞ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻭﺍﳌﻜﺘﺒﺎﺕ ﰲ ﻋﺼﺮ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‪،‬‬ ‫ﺍﻟﺮﻳﺎﺽ‪ ،‬ﻣﻜﺘﺒﺔ ﻓﻬﺪ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ‪.1993 ،‬‬ ‫ﳏﻤﻮﺩ ﳏﻤﻮﺩ ﻋﻔﻴﻔﻲ‪ :‬ﺍﻟﺘﻄﻮﺭﺍﺕ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﰲ ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‪ ،‬ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻨﺸﺮ ﻭﺍﻟﺘﻮﺯﻳﻊ‪،‬‬ ‫‪.1994‬‬ ‫ﺍﳍﺎﺩﻱ ﳏﻤﺪ ﳏﻤﺪ‪ :‬ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻜﺘﺒﻴﺔ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ‪ ،‬ﺍﻷﺻﻮﻝ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺗﻄﺒﻴﻘﺎﺕ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ‪‬ﺎ‪،‬‬ ‫ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ‪ ،‬ﺍﳌﻜﺘﺒﺔ ﺍﻷﻛﺎﺩﳝﻴﺔ‪.1996 ،‬‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪24‬‬

‫ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ‬ ‫ﺃ‪.‬ﺩ‪ .‬ﺃﲪﺪ ﺣﻠﻮﺍﱐ‬ ‫ﻣﺪﻳﺮ ﻋﺎﻡ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬ ‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺩﻣﺸﻖ‪ -‬ﺳﻮﺭﻳﺔ‬

‫ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺭﻛﺎﺋﺰ ﺛﻼﺙ ﰲ ﻣﻘﻮﻣﺎﺕ ﻣﺎ ﺳﺄﲢﺪﺙ ﻓﻴﻪ ﺃﻣﺎﻡ ﺣﻀﺮﺍﺗﻜﻢ‪ .‬ﻓﻌﻤﻠﻴﺔ‬ ‫ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻭﺗﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻲ ﺗﺸﻜﻞ ﻋﻨﺼﺮﹰﺍ ﺟﻮﻫﺮﻳﹰﺎ ﰲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ)‪ (1‬ﻭﺗﺘﻤﺜﻞ ﺃﳘﻴﺔ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ‬ ‫ﰲ ﺛﻼﺙ ﻓﻀﺎﺋﻞ ﻣﺘﻤﺎﻳﺰﺓ‪:‬‬ ‫‪ -1‬ﰲ ﻃﺒﻴﻌﺘﻬﺎ ﺍﳉﻮﻫﺮﻳﺔ‪.‬‬ ‫‪ -2‬ﰲ ﺇﺳﻬﺎﻣﺎ‪‬ﺎ ﺍﻷﺩﺍﺋﻴﺔ‪.‬‬ ‫‪ -3‬ﰲ ﺩﻭﺭﻫﺎ ﺍﻟﺒﻨﺎﺋﻲ ﰲ ﺍﺑﺘﻜﺎﺭ ﻗﻴﻢ ﻭﻣﻌﺎﻳﲑ)‪.(2‬‬ ‫ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻓﺘﺸﻜﻞ ﺍﻟﻌﻤﻮﺩ ﺍﻟﻔﻘﺮﻱ ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‪ .‬ﻭﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻫﻮ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺩﺍﺋﻢ‬ ‫ﻭﻣﺴﺘﻤﺮ ﻭﻳﺸﻜﻞ ﺭﻛﻴﺰﺓ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻨﻤﻮﻳﺔ ﻷﻱ ﳎﺘﻤﻊ ﻣﻦ ﺍ‪‬ﺘﻤﻌﺎﺕ ﲝﻴﺚ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻣﻮﺍﻛﺒﺔ ﳉﻤﻴﻊ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘﻐﲑﺍﺕ ﺍﻟﱵ ﳝﺮ ‪‬ﺎ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﻭﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﱵ ﺗﻨﺠﻢ ﻋﻨﻬﺎ‪ .‬ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ‬ ‫ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﰲ ﺷﻜﻠﻬﺎ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺳﺴﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻨﺬ ﺑﺪﺍﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻭﺍﻟﱵ‬ ‫ﺍﻋﺘﻤﺪﺕ ﻗﻴﻢ ﻭﺗﺮﺍﺙ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﰲ ﺗﻘﺪﱘ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﻌﻮﳌﻲ ﻻ ﺑ ‪‬ﺪ ﻭﺃﻥ‬ ‫ﳚﻌﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻣﻮﺍﻛﺒﺔ ﻟﻠﻌﻮﳌﺔ ﺑﻘﻴﻤﻬﺎ ﻭﻣﻔﺎﻫﻴﻤﻬﺎ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ‪ .‬ﻓﺎﳌﺘﻐﲑﺍﺕ ﺍﻟﱵ ﻳﺸﻬﺪﻫﺎ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺃﺛﹼﺮﺕ ﰲ‬ ‫ﺍﳌﻴﺎﺩﻳﻦ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺃﻭﺟﺪﺕ ﲢﻮﻻﺕ ﰲ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﻭﻗﻴﻢ ﻛﺜﲑﺓ ﲟﺎ ﻓﻴﻬﺎ‬ ‫ﺍﻻﲡﺎﻫﺎﺕ ﻭﺍﻷﳕﺎﻁ ﺍﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬ﻭﰲ ﺫﻟﻚ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻜﺴﻨﺪﺭ ﻛﻨﻎ‪ :‬ﺇﻧﻨﺎ ﻭﺳﻂ ﳐﺎﺽ‬

‫‪ -1‬ﺇﻤﺎﺭﺘﻴﺔ ﺼﻥ )ﺕ( ﺸﻭﻗﻲ ﺠﻼل‪ :‬ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺤﺭﻴﺔ‪ ،‬ﻋﺎﻟﻡ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ)ﺍﻟﻜﻭﻴﺕ‪ :‬ﻤﺎﻴﻭ )ﺃﻴﺎﺭ( ‪ (2004‬ﺹ‪.193‬‬ ‫‪2‬‬

‫ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ‪ ،‬ﺹ‪.193‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــ ﺃ‪.‬ﺩ‪ .‬ﺃﲪﺪ ﺣﻠﻮﺍﱐ ‪ :‬ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﳝﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ‬

‫ﻃﻮﻳﻞ ﻭﺷﺎﻕ ﺳﻴﺆﺩﻱ ﺑﺸﻜﻞ ﺃﻭ ﺑﺂﺧﺮ ﺇﱃ ﻣﻴﻼﺩ ﳎﺘﻤﻊ ﻣﻌﻮﱂ ﻻ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻧﺘﻜﻬﻦ ﻣﻦ ﺍﻵﻥ‬ ‫‪‬ﻴﻜﻠﻴﺘﻪ)‪.(3‬‬ ‫ﺇﻥ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﻣﺆﺳﺴﺎ‪‬ﺎ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﻫﻲ ﺍﳌﻴﺪﺍﻥ ﺍﻷﻫﻢ ﰲ ﺍﺳﺘﻴﻌﺎﺏ ﻭﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ‬ ‫ﺍﻟﻌﻮﳌﻴﺔ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ‪ .‬ﻓﻬﻲ ﺍﳉﻬﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﻮﱃ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺍﳉﻴﻞ ﻟﺘﺤﻤﻞ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﻬﻮﺽ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﻄﻮﺭ‪ .‬ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﲡﺪﻳﺪﹰﺍ ﰲ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻭﺗﻄﻮﻳﺮﹰﺍ ﰲ ﺍﻟﱪﺍﻣﺞ ﻭﲢﺪﻳﺜﹰﺎ ﰲ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﻭﺍﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ﰲ‬ ‫ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺗﻌﻮﱂ ﺍﻷﺳﻮﺍﻕ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﻭﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ )‪.(4‬‬ ‫ﳚﻤﻊ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻭﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﻓﻖ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﻴﻮﻧﺴﻜﻮ ﻫﻲ )ﺗﻌﻠﻴﻢ‬ ‫ﻟﺘﻜﻮﻥ( )‪ (5‬ﻭ‪‬ﺬﺍ ﻓﺈﻥ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﻭﺗﻐﲑﻩ ﻟﺘﺤﻤﻞ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺎﺕ ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ﻫﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﳌﻬﻤﺎﺕ‬ ‫ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ‪.‬‬ ‫ﻭﺍﺳﺘﻨﺎﺩﹰﺍ ﺇﱃ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ ﻓﺈﻥ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﳌﺪ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﲟﻘﻮﻣﺎﺕ ﺍﳌﻮﺍﺟﻬﺔ ﻭﲢﻘﻴﻖ‬ ‫ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﺘﻨﻤﻮﻱ ﻭﻧﺸﺮ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﳌﻌﺮﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﻭﻗﺎﻳﺔ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺸﺘﺖ ﻭﺍﻟﺘﺨﺒﻂ ﰲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ‬ ‫ﻗﻴﻢ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻜﻔﻴﻠﺔ ﻭﺍﻟﺮﻛﻴﺰﺓ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﺒﻨﻴﻮﻳﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﺍﳊﻲ ﻣﻊ ﺍﳌﺴﺘﺠﺪﺍﺕ‪.‬‬ ‫ﻭﻗﺒﻞ ﺍﻟﺒﺪﺀ ﺑﺎﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺃﺳﺲ ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺍﳌﻘﺘﺮﺡ ﻻ ﺑ ‪‬ﺪ ﻣﻦ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ‬ ‫ﻟﻠﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﻠﺨﺼﻬﺎ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺪﺍﱘ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﺍﻟﺘﺎﱄ)‪:(6‬‬ ‫‪ -1‬ﺍﻗﺘﺼﺎﺭ ﺍﳉﻬﻮﺩ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺃﻭ ﺗﻮﺟﻴﻪ ﻣﻌﻈﻤﻬﺎ ﳓﻮ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻨﻈﺎﻣﻴﺔ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺗﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺇﳘﺎﻝ ﺑﺮﺍﻣﺞ‬ ‫ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻏﲑ ﺍﻟﻨﻈﺎﻣﻴﺔ ﻭﻋﺎﺋﺪﻫﺎ ﺍﻹﳕﺎﺋﻲ‪.‬‬ ‫‪ -2‬ﺃﺣﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﺍﻟﻜﻤﻲ ﺃﻭ ﺍﺗﺒﺎﻉ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﺍﻟﻜﻤﻲ ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻢ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺏ ﻧﻮﻋﻴﺘﻪ‪.‬‬ ‫‪ -3‬ﺍﻗﺘﺼﺎﺭ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﳌﺪﺭﺳﻲ ﺍﳌﻌﺰﻭﻝ ﻋﻦ ﺣﻴﺎﺓ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﻭﻭﺍﻗﻌﻪ‪.‬‬ ‫‪ -3‬ﺍﳊﺒﻴﺐ ﺍﳉﻨﺤﺎﱐ‪ :‬ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍ ﻟﻌﻮﳌﺔ‪ ،‬ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺍﻵﻓﺎﻕ‪ ،‬ﻋﺎﱂ ﺍﻟﻔﻜﺮ‪ ،‬ﺍﻟﻜﻮﻳﺖ‪ ،‬ﺍﻟﻌﺪﺩ ‪ ،1999/2‬ﺹ‪.11‬‬

‫‪4‬‬

‫ﺍﻟﻔﻦ ﺗﻮﻓﻠﺮ‪ ،‬ﺣﻀﺎﺭﺓ ﺍﳌﻮﺟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ‪ ،‬ﺗﺮﲨﺔ ﻋﺼﺎﻡ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻗﺎﺳﻢ‪ ،‬ﺍﻟﺪﺍﺭ ﺍﳉﻤﺎﻫﲑﻳﺔ ﻟﻠﻨﺸﺮ‪ ،‬ﺑﻨﻐﺎﺯﻱ‪ ،‬ﻟﻴﺒﻴﺎ‪،1990،‬‬

‫ﺹ‪.17‬‬

‫‪ -5‬ﺍﺩﻏﺎﺭ ﻓﻮﺭ‪ ،‬ﺗﻌﻠﻢ ﻟﺘﻜﻮﻥ‪ ،‬ﺗﺮﲨﺔ ﺣﻨﻔﻲ ﺑﻦ ﻋﻴﺴﻰ‪ ،‬ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﻨﺸﺮ‪ ،‬ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ‪.1974،‬‬

‫‪ -6‬ﺩ‪ .‬ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺪﺍﱘ‪ ،‬ﺍﻟﺮﺅﻯ ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﻟﻠﺘﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﳎﻠﺔ ﺷﺆﻭﻥ ﻋﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ‪ ،‬ﺍﻟﻌﺪﺩ )‪(101‬‬ ‫ﻣﺎﺭﺱ )ﺁﺫﺍﺭ( ‪ ،2000‬ﺹ‪.118‬‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪26‬‬

‫ــــــــــــــــــﺄﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫‪ -4‬ﺇﺗﺒﺎﻉ ﻣﻨﺎﻫﺞ ﺭﲰﻴﺔ ﻭﻣﺮﻛﺰﻳﺔ ﺟﺎﺩﺓ‪ ،‬ﻣﻊ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﳌﻘﺮﺭﺓ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﰲ ﲨﻴﻊ‬ ‫ﺍﳌﺪﺍﺭﺱ‪ ،‬ﻭﻋﺪﻡ ﺗﻮﻓﲑ ﺍﳌﺮﻭﻧﺔ ﻟﻠﻤﻌﻠﻢ ﰲ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻼﺋﻢ ﻟﻘﺪﺭﺍﺕ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ ﻭﺍﺣﺘﻴﺎﺟﺎ‪‬ﻢ ﻭﺍﻫﺘﻤﺎﻣﺎ‪‬ﻢ‪.‬‬ ‫‪ -5‬ﺗﻌﺎﱐ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﺇﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺇﻧﺘﺎﺝ ﻋﻨﺼﺮ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﻌﺎﱐ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ‬ ‫ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻻﻓﺘﻘﺎﺭ ﺇﱃ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ‪ ،‬ﻭﺿﻌﻒ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻞ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻲ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ‪.‬‬ ‫‪ -6‬ﺗﺮﻛﺰ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻭﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﺍﳌﻄﻠﻘﺔ‪ ،‬ﰒ‬ ‫ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‪ ،‬ﻭ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﶈﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﻢ ﻭﻣﻌﺎﻳﲑ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺍﻟﱵ ﻣﻦ‬ ‫ﺷﺄ‪‬ﺎ ﺗﺮﺳﻴﺦ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ‪.‬‬ ‫‪ -7‬ﺗﻘﻮﻡ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﳚﺐ ﺃﻥ ﳜﺪﻡ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‪ ،‬ﲟﻌﲎ‬ ‫ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺭﺑﻂ ﺑﲔ ﳐﺮﺟﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺳﺪ ﺣﺎﺟﺎﺕ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﻣﻦ ﺍﳌﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ‪ ،‬ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻳﺼﺒﺢ‬ ‫ﻫﺪﻑ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻫﻮ ﺗﻮﻓﲑ ﺍﻟﻜﻮﺍﺩﺭ ﻟﻠﻘﻴﺎﻡ ﺑﺎﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﻭﺍﳌﻬﻦ ﺍﻟﱵ ﳛﺘﺎﺟﻬﺎ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ‪ ،‬ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻓﺈﻥ‬ ‫ﺫﻟﻚ ﻳﻨﻌﻜﺲ ﻋﻠﻰ ﺇﳘﺎﻝ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﺮﺑﻂ ﺑﲔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮ ﻭﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﻋﻤﻠﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‪.‬‬ ‫‪ -8‬ﻣﺎ ﺯﺍﻟﺖ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﻫﻲ ﺍﻹﺳﻬﺎﻡ ﰲ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﺠﺪﻳﺪ ﺍﻟﻨﻮﻋﻲ‪ ،‬ﻭﻧﺸﺮ ﻗﻴﻢ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻭﺍﳊﺮﻳﺔ ﻭﺍﳌﺴﺎﻭﺍﺓ ﻭﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﺍﳌﺴﺘﻘﻞ ﻭﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺮﺃﻱ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﲑ‪ ،‬ﺇﺫ ﺇﻥ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺗﺴﻌﻰ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﺍﳌﻄﻠﻘﺔ‪ ،‬ﻭﺍﶈﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻗﺎﺋﻢ ﻣﻊ‬ ‫ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ‪.‬‬ ‫ﻼ‪ :‬ﻭﰲ ﻇﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺗﺘﺤﻮﻝ‬ ‫ﻭﻳﻀﻴﻒ ﺩ‪.‬ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ ﰲ ﻭﺻﻒ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻗﺎﺋ ﹰ‬ ‫ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﺇﱃ ﳎﺘﻤﻊ ﺃﺑﻮﻱ ﻳﺸﺒﻪ ﺇﱃ ﺣﺪ ﻛﺒﲑ ﳎﺘﻤﻊ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻱ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﻳﺴﻮﺩ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﳍﺮﻣﻴﺔ‬ ‫ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﱃ ﺗﻔﺸﻲ ﺃﺧﻼﻕ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻭﺍﳋﻀﻮﻉ‪ ،‬ﻭﺇﻳﺜﺎﺭ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺠﺪﻳﺪ ﻭﻳﺆﺩﻱ ﺇﱃ ﺇﺻﺎﺑﺔ‬ ‫ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺑﺎﻟﻌﺠﺰ ﻋﻦ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺍﳌﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﳋﻼﻗﺔ ﻓﻴﻬﺎ‪.‬‬ ‫ﻭﻳﻔﺼﻞ ﺩ‪ .‬ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺪﺍﱘ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﻣﺘﻼﻙ ﺍﻻﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﻟﻠﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ﺑﺎﻟﺸﻜﻞ ﺍﻵﰐ)‪:(7‬‬ ‫‪ -1‬ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ )ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺬﺍﰐ( ﻛﻮﻧﻪ ﺃﺑﺮﺯ ﻋﻨﺼﺮ ﻣﻦ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻞ‪ ،‬ﻭﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﻻ‬ ‫ﻼ ﻷﻥ ﻳﺘﻌﻠﻢ ﻻ ﺇﻧﺴﺎﻧﹰﺎ ﻣﺘﻌﻠﻤﹰﺎ ﻓﺤﺴﺐ‪ ،‬ﳚﺐ ﺃﻥ ﻳﺘﻢ‬ ‫ﺑ ‪‬ﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻗﺎﺑ ﹰ‬ ‫‪ -7‬ﺩ‪ .‬ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺪﺍﱘ‪ ،‬ﺍﳌﺼﺪﺭ ﻧﻔﺴﻪ‪ ،‬ﺹ‪.131-129‬‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ـــــــــــــ ‪27‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــ ﺃ‪.‬ﺩ‪ .‬ﺃﲪﺪ ﺣﻠﻮﺍﱐ ‪ :‬ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﳝﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ‬

‫ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﳝﻠﻚ ﺍﻷﺩﻭﺍﺕ ﻭﺍﳌﻌﺎﺭﻑ ﻭﺍﳌﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﻟﻜﻲ ﻳﺰﺩﺍﺩ ﻋﻠﻤﹰﺎ ﻭﻳﺼﺒﺢ ﻗﺎﺩﺭﹰﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ‬ ‫ﻛﻞ ﺟﺪﻳﺪ ﻭﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﳊﺎﺳﻮﺏ ﻭﺍﻹﻧﺘﺮﻧﺖ ﻭﺳﺎﺋﺮ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﻭﺍﻹﻋﻼﻡ ﻭﺍﻻﺗﺼﺎﻝ‪.‬‬ ‫‪ -2‬ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﲟﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﳌﺴﺘﻤﺮﺓ ﺍﻟﺪﺍﺋﻤﺔ ﻃﻮﺍﻝ ﺍﳊﻴﺎﺓ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﺇ‪‬ﺎ ﻋﻨﺼﺮ ﻣﻬﻢ ﻣﻦ ﻋﻨﺎﺻﺮ‬ ‫ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻫﻮ ﻣﺮﺗﺒﻂ ﺑﻌﻨﺼﺮ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺬﺍﰐ ﻭﻳﻜﻤﻠﻪ‪ ،‬ﻭﻫﻨﺎ ﳚﺐ ﺫﻛﺮ ﻣﺎ ﻭﺭﺩ ﰲ ﺍﳊﺪﻳﺚ‬ ‫ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ »ﻳﻈﻞ ﺍﳌﺮﺀ ﻋﺎﳌﹰﺎ ﻣﺎ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﻇﻦ ﺃﻧﻪ ﻋﻠﻢ ﻓﻘﺪ ﺟﻬﻞ« ﻭﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﻓﻀﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ‬ ‫ﺍﳌﺴﺘﻤﺮﺓ ﻭﻣﺎ ﻳﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺗﺪﺭﻳﺐ ﻭﲡﺪﻳﺪ ﻟﻠﺘﺪﺭﻳﺐ‪ ،‬ﺃ‪‬ﺎ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺃﻓﻀﻞ ﺍﳊﻠﻮﻝ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺍﻓﻖ ﺑﲔ ﺣﺎﺟﺎﺕ ﺳﻮﻕ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﻫﻲ ﻣﺘﻐﲑﺓ ﺑﺴﺮﻋﺔ‪ ،‬ﻭﺑﲔ ﳐﺮﺟﺎﺕ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺍﻟﱵ ﻛﺜﲑﹰﺍ ﻣﺎ‬ ‫ﻳﺘﻘﺎﺩﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻭﻳﺒﻄﻠﻬﺎ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﺴﺮﻳﻊ ﻷﺩﻭﺍﺕ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ‪.‬‬ ‫ﻭﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﺫﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﳌﺴﺘﻤﺮﺓ ﻭﻧﺸﺮﻫﺎ ﻭﺇﺗﻘﺎ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ ﺃﻥ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﻨﻈﺎﻣﻴﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﻭﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﻭﻋﺪﺩ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ‪ ،‬ﺇﺫ ﺃﻧﻪ ﰲ ﻭﺳﻊ‬ ‫ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﳌﺴﺘﻤﺮﺓ ﺃﻥ ﺗﻔﺘﺢ ﻟﻠﻄﺎﻟﺐ ﺇﻣﻜﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺘﻜﻴﻒ ﻣﻊ ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻞ‪ ،‬ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﲡﺪﻳﺪ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ ﻭﺍﳌﻌﺮﻓﺔ‬ ‫ﻭﺍﻹﻋﺪﺍﺩ ﺩﻭﻣﹰﺎ ﻭ ﺃﺑﺪﺍﹰ‪ ،‬ﲝﻴﺚ ﻳﺼﺒﺢ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﻛﻠﻪ‪ ،‬ﳎﺘﻤﻌﹰﺎ ﻋﺎﳌﹰﺎ ﻣﺘﻌﻠﻤﹰﺎ‪.‬‬ ‫‪ -3‬ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺘﻜﻮﻳﻦ ﺍﳌﻮﺍﻗﻒ ﻭﺍﻻﲡﺎﻫﺎﺕ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭﺍﳌﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﱵ ﻻ ﺑ ‪‬ﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﻟﻠﺘﻜﻴﻒ ﻣﻊ ﺃﻱ‬ ‫ﻃﺎﺭﺉ ﺟﺪﻳﺪ ﰲ ﺷﻜﻞ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺃﻭ ﺃﺩﻭﺍﺗﻪ ﺃﻭ ﻣﺴﺘﻠﺰﻣﺎﺗﻪ ﰲ ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻞ‪ ،‬ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﻦ ﻋﻨﺎﺻﺮ‬ ‫ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﳌﻔﺘﻮﺣﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻞ‪ ،‬ﻓﺎﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﳌﻮﺍﻗﻒ ﻭﺍﻻﲡﺎﻫﺎﺕ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻳﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﲡﺎﻫﺎﺕ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ‬ ‫ﻟﻠﻨﺠﺎﺡ ﰲ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﳐﺘﻠﻒ ﺃﻧﻮﺍﻋﻬﺎ ﻣﺜﻞ ﺍﻹﺗﻘﺎﻥ‪ ،‬ﻭﺍﻣﺘﻼﻙ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻜﻴﻒ ﻣﻊ ﺍﳌﻮﺍﻗﻒ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ﻭﺍﻣﺘﻼﻙ ﺭﻭﺡ ﺍﳋﻠﻖ ﻭﺍﻹﺑﺪﺍﻉ‪،‬‬ ‫ﻼ ﻋﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ‬ ‫ﻭﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻓﻬﻢ ﺍﳌﺒﺘﻜﺮﺍﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﺎ‪ ،‬ﻓﻀ ﹰ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﻤﺮﺱ ‪‬ﺎ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﺼﻠﺔ ﺑﲔ ﺣﻘﺎﺋﻖ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺘﻘﺎﻧﺔ ﻭﺑﲔ ﻣﺎ ﳚﺮﻱ ﰲ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ‪.‬‬ ‫ﺇﻥ ﻣﺴﺎﻳﺮﺓ ﻏﺮﺱ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﳌﺘﻼﺋﻤﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻻ ﺑ ‪‬ﺪ ﺃﻥ ﺗﺘﻤﺎﺷﻰ ﻣﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻨﺎﻓﺴﺔ ﻻﻣﺘﻼﻙ‬ ‫ﻣﻘﻮﻣﺎﺕ ﻋﺼﺮ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺘﻘﺎﻧﺔ ﻭﻛﻤﺎ ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﲢﺪﻳﺜﻬﺎ ﰲ ﺃﻋﻘﺎﺏ ﺍﳊﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ‬ ‫ﺍﻷﻭﱃ ﺑﺎﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻭﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﻭﺍﻷﺧﻼﻕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺟﻨﺒﹰﺎ ﺇﱃ ﺟﻨﺐ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ‬ ‫ﻭﺍﳌﻨﻬﺠﻴﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻓﺈﻥ ﻣﺎ ﳚﺐ ﺃﻥ ﺗﻮﻟﻴﻪ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ ﺃﻭ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻴﻪ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺍﺳﺘﻨﺎﺩﹰﺍ ﺇﱃ‬ ‫ﺍﻟﻴﻮﻧﺴﻜﻮ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻞ )ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﳊﺎﺩﻱ ﻭ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ( ﲝﻴﺚ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻏﺮﺱ ﻭﺗﻨﻤﻴﺔ‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪28‬‬

‫ــــــــــــــــــﺄﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ﺍﻟﻄﺎﻗﺎﺕ ﺍﳌﺒﺪﻋﺔ ﻟﺪﻯ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻭﰲ ﲤﺎﺳﻚ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﻭﰲ ﻏﺮﺱ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﻭﺍﻟﺸﻚ ﻭﺗﻌﻠﻢ ﺍﻟﻨﺴﺒﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﻭﺗﻀﺎﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻭﺍﳌﻌﺎﺭﻑ ﻭﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺻﺎﺕ ﻭﺍﳌﺮﻭﻧﺔ ﻭﻗﻴﻢ ﺍﳊﻮﺍﺭ ﻭﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻭﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ‬ ‫ﺑﺎﻟﺮﺃﻱ ﺍﻵﺧﺮ ﻭﺗﻌﻤﻴﻢ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ‪ .‬ﻭﺗﻌﻈﻴﻢ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﳌﻀﺎﻓﺔ ﺍﻟﻔﻌﺎﻟﺔ ﳍﺎ ﻷﻥ ﻭﺟﻮﺩ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻧﻮﻋﻴﺔ ﺗﻌﺰﺯ‬ ‫ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻭﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﻭﺍﻟﺘﺼﺮﻓﺎﺕ ﻭﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺑﲔ ﺍﻟﻘﻮﻯ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﲟﺎ ﺗﻮﻓﺮﻩ ﻣﻦ ﺿﻮﺍﺑﻂ ﻭﺗﺘﻴﺢ ﻣﻦ ﻓﺮﺹ ﻟﻠﺘﻌﻠﻢ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻲ ﺍﻟﺬﺍﰐ ﺗﻌﺰﺯ‬ ‫ﻭﺗﻌﻤﻖ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﻭﻓﻖ ﺍﻷﺳﺲ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ‪.‬‬ ‫ﻭﺃﻣﺮ ﺁﺧﺮ ﻻ ﺑ ‪‬ﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﰲ ﻣﻘﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ ﻫﻮ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﺸﺮﺍﻑ ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻞ‬ ‫ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻧﺸﺄﺕ ﻋﻠﻮﻡ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﲰﻴﺖ ﺑﻌﻠﻮﻡ ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺎﺕ ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﳚﺐ ﺃﻥ ﳕﻜﻦ ﺟﻴﻠﻨﺎ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻣﺘﻼﻙ‬ ‫ﻣﻘﻮﻣﺎﺗﻪ ﻭﲢﻠﻴﻼﺗﻪ ﻭﺍﻟﺘﻨﺒﺆ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺑﻪ‪.‬‬ ‫ﳛﺪﺩ ﺩ‪ .‬ﳏﻤﺪ ﺟﻮﺍﺩ ﺭﺿﺎ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﱵ ﻳﺘﻮﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺨﻄﻄﲔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﲔ ﺃﻥ ﻳﻬﺪﻓﻮﺍ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺿﻤﻦ‬ ‫ﻧﻘﺎﻁ ﻋﺸﺮ ﻫﻲ)‪:(8‬‬ ‫‪ -1‬ﲢﻘﻴﻖ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﺍﻟﻌﻘﻼﱐ ﺑﲔ ﺍﻟﺘﻮﺟﻬﺎﺕ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﻣﺴﺘﻠﺰﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ‪ .‬ﻻ ﺑ ‪‬ﺪ‬ ‫ﺃﻥ ﻧﻐﺮﺱ ﰲ ﺃﺫﻫﺎﻥ ﺃﻃﻔﺎﻟﻨﺎ ﻭﺷﺒﺎﺑﻨﺎ ﺃﻥ ﻛﻞ ﺍﳌﺸﻜﻼﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﳍﺎ ﺃﺳﺒﺎ‪‬ﺎ ﺍﳌﺎﺩﻳﺔ ﻭﺃﻥ ﺣﻞ ﻫﺬﻩ‬ ‫ﺍﳌﺸﻜﻼﺕ ﻻ ﻳﺘﻢ ﺇﻻ ﺑﺈﺧﻀﺎﻋﻬﺎ ﳌﻨﻄﻠﻖ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﲢﺖ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﻟﻠﻌﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ‪.‬‬ ‫‪ -2‬ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﳚﺐ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺩﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ‪ .‬ﺣﱴ ﺍﻵﻥ ﺍﺳﺘﺨﺪﻣﺖ ﺍﳌﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬ ‫ﺃﺩﺍﺓ ﻟﻠﺘﻠﻘﲔ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﺴﺎﻣﺢ‪ .‬ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻻ ﲤﺎﺭﺱ ﰲ ﺍﻟﺼﻔﻮﻑ‪ ،‬ﺑﻞ ﻫﻲ ﳏﺠﻮﺭﺓ ﺃﺣﻴﺎﻧﹰﺎ ﻛﺜﲑﺓ ﺣﱴ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﳉﺎﻣﻌﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪ .‬ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﳌﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﱰﻋﺔ ﺍﻷﻭﺗﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ ﻫﻲ ﺑﺎﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ‬ ‫ﺍﳊﺮ ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻵﺧﺮ ﺍﺗﻔﻘﻨﺎ ﻣﻌﻪ ﺃﻡ ﱂ ﻧﺘﻔﻖ‪.‬‬ ‫‪ -3‬ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﳚﺐ ﺃﻥ ﺗﻠﺘﺰﻡ ﺑﺘﻘﻮﻳﺔ ﺭﻭﺡ ﺍﻹﺑﺪﺍﻉ ﻋﻨﺪ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻭﺗﺒﺼﲑﻫﻢ ﺑﺄﻥ ﺍﳌﺎﺿﻲ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ‬ ‫ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺼﺪﺭﹰﺍ ﻣﻦ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺍﳊﻜﻤﺔ‪ ...‬ﻭﻟﻜﻦ ﺍﳌﺎﺿﻲ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﻮﻓﺮ ﺣﻠﻮ ﹰﻻ ﳌﺸﺎﻛﻞ ﺍﳊﺎﺿﺮ‪.‬‬

‫‪ - 8‬ﳏﻤﺪ ﺟﻮﺍﺩ ﺭﺿﺎ‪ ،‬ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻭﺍﻹﺣﺒﺎﻁ ﰲ ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ‪ ،‬ﳎﻠﺔ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬ﳎﻠﺪ ‪،14‬‬ ‫ﻋﺪﺩ‪ ،1996 ،1‬ﺍﻟﻜﻮﻳﺖ‪،‬ﺹ‪.309‬‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ـــــــــــــ ‪29‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــ ﺃ‪.‬ﺩ‪ .‬ﺃﲪﺪ ﺣﻠﻮﺍﱐ ‪ :‬ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﳝﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ‬

‫‪ -4‬ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﳚﺐ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺣﺮﺓ‪ ،‬ﺣﺮﺓ ﲟﻌﲎ ﺃﻥ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻜﺘﺸﻒ ﻓﻘﻂ ﻻ ﺃﻥ‬ ‫ﺗﻠﻘﻦ‪ .‬ﺍﻟﺘﻠﻘﲔ ﻳﻠﻐﻲ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ‪ .‬ﺍﻟﺘﻠﻘﲔ ﻫﻮ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻣﻌﺒ‪‬ﺪﺓ ﺇﱃ ﺍﻟﺮﻕ ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ‬ ‫ﺃﺧﻄﺮ ﻣﺎ ﻳﻮﺍﺟﻪ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻭﻳﺘﻬﺪﺩﻫﻢ ﺍﻟﻴﻮﻡ‪.‬‬ ‫‪ -5‬ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﳚﺐ ﺃﻥ ﺗﻌﺰﺯ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﻛـ )ﻛﺎﺋﻦ( ﺣﺮ ﻭﺻﺎﺣﺐ ﺳﻴﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻧﻔﺴﻪ ﻭﺣﻴﺎﺗﻪ‪ ،‬ﻛﺎﺋﻦ ﻳﺪﺧﻞ ﰲ )ﻋﻼﻗﺔ ﺗﻌﺎﻗﺪﻳﺔ( ﻣﻊ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ‪ ،‬ﻋﻼﻗﺔ ﻣﻮﺟﻬﺔ ﳓﻮ ﺍﳊﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ‬ ‫ﺍﳌﺘﻜﺎﻓﺌﺔ ﻟﻜﻞ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﺔ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺪ‪.‬‬ ‫‪ -6‬ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﳚﺐ ﺃﻥ ﺗﻮﺟﻪ ﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻋﻠﻰ ﺭﻓﺾ ﺍﶈﺴﻮﺑﻴﺔ ﻭﺇﺳﻘﺎﻃﻬﺎ ﻣﻦ ﺗﻔﻜﲑﻫﻢ‬ ‫ﻭﺍﻻﻋﺘﻴﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻣﺎ ﻳﺄﺧﺬﻭﻧﻪ ﳚﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ )ﺣﻘﹰﺎ( ﳛﺼﻠﻮﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﻜﻔﺎﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﻟﻴﺲ )ﻣﻌﺮﻭﻓﹰﺎ(‬ ‫ﻳﺘﻔﻀﻞ ﺑﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ‪ .‬ﻭﻻ )ﺍﻣﺘﻴﺎﺯﹰﺍ( ﻳﺴﺘﻤﺘﻌﻮﻥ ﺑﻪ ﻷﺳﺒﺎﺏ ﻻ ﻋﻘﻼﻧﻴﺔ‪ .‬ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺇﱃ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ‬ ‫ﺍﻟﺬﺍﰐ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻔﺮﺩ‪.‬‬ ‫‪ -7‬ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ﳚﺐ ﺃﻥ ﺗﻘﺎﺩ ـ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ـ ﺇﱃ ﺍﻛﺘﺸﺎﻑ ﺍﻷﺳﺲ‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻭﺍﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﻟﻠﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺑﲔ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻭﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﻫﻢ ﳚﺐ ﺃﻥ ﻳﻌﺎﻧﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺒﻞ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ـ‬ ‫ﺫﻛﺮﹰﺍ ﻛﺎﻥ ﺃﻡ ﺃﻧﺜﻰ ـ ﺃﺳﺎﺳﹰﺎ ﻟﻠﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻪ‪.‬‬ ‫‪ -8‬ﺍﳌﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﳚﺐ ﺃﻥ ﺗﺜﺒﺖ ﻟﻸﺟﻴﺎﻝ ﺍﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻫﻲ ﺣﻘﻴﻘﺔ‬ ‫ﻭﻟﻴﺴﺖ ﺍﺩﻋﺎﺀ ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺈﻋﻄﺎﺀ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻭﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺣﻘﻮﻗﹰﺎ ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ ﻣﺘﻜﺎﻓﺌﺔ ﻋﱪ ﺍﳊﺪﻭﺩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‪.‬‬ ‫‪ -9‬ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﳚﺐ ﺃﻥ ﺗﻮﺟﻪ ﺑﻮﺗﲑﺓ ﻣﺘﻌﺎﻇﻤﺔ ﳓﻮ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻲ ﻟﺘﻌﺰﻳﺰ ﺣﺮﻛﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﺼﻨﻴﻊ‪ .‬ﺍﻟﻨﻤﻂ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺷﺎﻉ ﺣﱴ ﺍﻵﻥ ﻫﻮ ‪ -‬ﺑﻄﺒﻴﻌﺘﻪ ﺍﻟﻠﻔﻈﻴﺔ ﻭﺍﻟﻮﺭﻗﻴﺔ ‪ - Bookish‬ﻋﻘﺒﺔ‬ ‫ﻛﱪﻯ ﰲ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺘﺼﻨﻴﻊ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ‪.‬‬ ‫‪ -10‬ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ ﳍﺎ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻋﻈﻤﻰ ﺇﺯﺍﺀ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺑﺎﻟﻌﺪﻝ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺟﻌﻠﻪ‬ ‫ﻫﺪﻓﹰﺎ ﺃﺧﻼﻗﻴﹰﺎ ﻟﻜﻞ ﻓﺮﺩ‪ .‬ﺑﺎﻃﻼﻉ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﺎﺋﻖ ﺍﻟﺪﺧﻞ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﻭﺗﻮﺯﻳﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﺧﻞ ﻭﻣﺴﺘﻮﻯ‬ ‫ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﻭﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﻄﺮﺩﻳﺔ ﺑﲔ ﺍﻟﺪﺧﻞ ﻭﺿﺮﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻭﻭﺿﻊ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﺔ‪ ...‬ﺑﺘﻨﻮﻳﺮ‬ ‫ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ‪‬ﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﳊﻴﻮﻳﺔ ﻭﻣﺎ ﻳﺘﺼﻞ ‪‬ﺎ ﲝﻴﺚ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻧﺰﻳﺪ ﻭﻋﻴﻬﻢ ﲟﺴﺒﺒﺎﺕ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‬ ‫ﻭﺳﺒﻞ ﺍﻟﺘﺤﺮﺭ ﻣﻨﻪ‪.‬‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪30‬‬

‫ــــــــــــــــــﺄﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻘﻮﻣﺎﺕ ﺃﺧﺮﻯ ﻻ ﺑ ‪‬ﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻄﺮﻕ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﺗﻪ ﻋﱪ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺩ‪ .‬ﻋﺒـﺪ ﺍﻟﺪﺍﱘ‬ ‫ﻭﺩ‪ .‬ﺟﻮﺍﺩ ﺭﺿﺎ ﻭﻫﻮ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﺍﻷﻛﺎﺩﳝﻴﺔ ﻭﻭﺿﻌﻬﺎ ﺿﻤﻦ ﻣﻘﺪﺳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﺿﻤﻦ‬ ‫ﻗﻴﻢ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎﺹ ﻭﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ‪.‬‬ ‫ﺃﻣﺎ ﺃﺳﺲ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﺍﻷﻛﺎﺩﳝﻴﺔ ﻭﺗﺸﻌﺒﺎ‪‬ﺎ ﻓﻬﻮ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺃﺭﺟﻮ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺃﲝﺎﺙ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﻗﺪ ﺗﻨﺎﻭﻟﺘﻪ‪.‬‬ ‫ﻭﺍﲰﺤﻮﺍ ﱄ ﺑﻌﺪ ﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ ﺃﻥ ﺍﻧﺘﻘﻞ ﺇﱃ ﺟﺎﻧﺐ ﻫﺎﻡ ﻣﻦ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ ﺃﻻ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ‬ ‫ﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺿﻴﺔ ﻭﺃﻗﺼﺪ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﻋﱪ ﺍﻹﻧﺘﺮﻧﺖ ﻭﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺗﻘﻨﻴﺎﺕ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﻭﲢﻘﻴﻖ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ‬ ‫ﺍﳌﺒﺎﺷﺮ ﺑﲔ ﺍﳉﺎﻣﻌﺎﺕ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﻭﺃﺳﺎﺗﺬ‪‬ﺎ ﻭﻃﻠﺒﺘﻬﺎ ﻭﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﺇﱃ ﺃﳕﺎﻁ ﺗﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺩﻭﻥ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ‬ ‫ﲟﺤﺪﺩﺍﺕ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻭﺍﳌﻜﺎﻥ‪ .‬ﻭﺍﳌﻌﺮﻭﻑ ﺃﻥ ﺍﻻﲡﺎﻩ ﳓﻮ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺿﻲ ﺑﺮﺯ ﺿﻤﻦ ﺍﲡﺎﻫﺎﺕ ﺛﻼﺛﺔ‬ ‫ﻫﻲ‪:‬‬ ‫‪ -1‬ﺩﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺗﺄﻣﲔ ﻓﺮﺹ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﻣﺘﻜﺎﻓﺌﺔ‪.‬‬ ‫‪ -2‬ﺇﻓﺴﺎﺡ ﺍ‪‬ﺎﻝ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻘﺪﺭﺍﺕ ﻭﺍﻻﺳﺘﻌﺪﺍﺩﺍﺕ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﻭﺗﺄﻣﲔ ﻓﺮﺹ ﺍﻟﺘﻔﻮﻕ‪.‬‬ ‫‪ -3‬ﻇﻬﻮﺭ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﳎﺘﻤﻊ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﺑﲔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﲔ ﻭﺍﻟﻄﻠﺒﺔ ﻻﺳﺘﺨﺪﺍﻡ‬ ‫ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﻭﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ‪.‬‬ ‫ﺗﻘﻮﻝ ﺩ‪ .‬ﻓﺎﺩﻳﺔ ﺍﳌﻠﻴﺢ ﺣﻠﻮﺍﱐ)‪ (9‬ﰲ ﺣﺪﻳﺜﻬﺎ ﻋﻦ ﺃﳘﻴﺔ ﺇﺩﺧﺎﻝ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺿﻲ ﺇﱃ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‬ ‫ﺍﳉﺎﻣﻌﻲ‪ :‬ﺇﻧﻪ ﻳﻀﻤﻦ ﺍﳌﻮﺍﻛﺒﺔ ﻭﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﻭﺍﻟﺘﺒﺎﺩﻝ ﺍﳌﻌﺮﰲ ﻭﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﱃ ﳎﺘﻤﻊ ﻃﻼﰊ ﺗﺘﺮﺳﺦ ﻓﻴﻪ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ‬ ‫ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﺍﻟﺬﺍﰐ ﻭﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺘﺨﻼﺹ ﻣﻦ ﻗﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺘﺪﻓﻖ ﺍﳊﺮ ﻭﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﺍﳊﻮﺍﺭ‬ ‫ﻭﻗﺒﻮﻝ ﺍﻵﺭﺍﺀ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﱃ ﳎﺘﻤﻊ ﺩﳝﻘﺮﺍﻃﻲ ﻣﻌﺮﰲ ﻋﻠﻤﻲ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﻭﺍﻹﺑﺪﺍﻉ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻣﻌﻄﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺿﻲ ﺑﺘﻮﻗﻴﺘﻪ ﻭﺃﻣﻜﻨﺘﻪ ﻭﺗﺼﻮﺭﺍﺗﻪ ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﻭﺗﺸﺎﺑﻜﺎﺗﻪ ﺍﻟﻌﻮﳌﻴﺔ‪.‬‬ ‫ﻭﺃﺧﲑﹰﺍ ﻓﺈﻥ ﰲ ﻓﻀﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﻣﻦ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﻣﻔﺘﻮﺡ ﻭﺗﻌﻠﻢ ﺫﺍﰐ ﻭﺍﻓﺘﺮﺍﺿﻲ ﻭﲣﺼﺼﺎﺕ ﺩﻗﻴﻘﺔ‬ ‫ﻭﺗﻮﺍﺻﻼﺕ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻛﺒﲑﺓ ﻭﺗﻌﻠﻴﻢ ﻣﺴﺘﻤﺮ ﻭﺗﻮﺍﺻﻞ ﻻ ﻳﻨﻘﻄﻊ ﻋﱪ ﺍﳌﻮﺍﻗﻊ ﻭﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﺑﻌﲔ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ‬ ‫ﻭﺍﻷﺳﺎﺗﺬﺓ ﻭﺑﲔ ﺟﺎﻣﻌﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻛﻠﻬﺎ ﻭﺍﺗﻔﺎﻗﺎﺕ ﺟﺎﻣﻌﻴﺔ ﺗﺒﺎﺩﻝ ﺍﻷﺳﺎﺗﺬﺓ ﻭﺍﻟﻄﻠﺒﺔ ﻭﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﻭﻃﺮﻕ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ‬ ‫ﻋﱪ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﲣﺘﱪ ﺍﳌﻌﺎﻳﲑ ﻭﺍﳉﻮﺩﺓ ﻭﺃﲝﺎﺙ ﺿﻤﻦ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﺍﻷﻛﺎﺩﳝﻴﺔ ﺍﳌﻔﺘﻮﺣﺔ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻭﻏﲑﻩ ﻛﺜﲑ‬ ‫‪ - 9‬ﺩ‪ .‬ﻓﺎﺩﻳﺔ ﺍﳌﻠﻴﺢ ﺣﻠﻮﺍﱐ‪ ،‬ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺿﻴﺔ ﰲ ﺳﻮﺭﻳﺔ‪ ،‬ﻣﻦ ﲝﺚ ﻣﻘﺪﻡ ﺇﱃ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻢ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ‪،‬‬ ‫ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ‪.2004/11/2‬‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ـــــــــــــ ‪31‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــ ﺃ‪.‬ﺩ‪ .‬ﺃﲪﺪ ﺣﻠﻮﺍﱐ ‪ :‬ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﳝﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ‬

‫ﻳﺆﻛﺪ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀﺍﺕ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺍﺣﺘﻀﻨﺘﻬﺎ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﺄﻓﻖ ﻣﻨﻔﺘﺢ ﺑﻌﻴﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻌﺼﺐ ﻭﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺜﻘﺔ‬ ‫ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻵﺧﺮ ﻭﻗﺒﻮﻝ ﻛﻞ ﻓﻜﺮ ﻣﻘﺮﻭﻥ ﺑﺎﻟﱪﺍﻫﲔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﺳﻴﻬﻴﺊ ﳌﻨﺎﺥ‬ ‫ﺩﳝﻘﺮﺍﻃﻲ ﻳﻨﻤﻮ ﰲ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ‪ .‬ﻭﺗﺴﻘﻴﻪ ﺧﺼﺎﻟﻨﺎ ﻭﻣﺒﺎﺩﺋﻨﺎ ﺍﻹﳝﺎﻧﻴﺔ ﺑﺎﳋﺼﺐ ﻭﺍﻟﻨﻤﻮ‬ ‫ﻭﺍﻟﻌﻄﺎﺀ‪.‬‬ ‫ﺇﻥ ﻣﻬﺎﻡ ﺟﺴﺎﻣﹰﺎ ﻳﺘﺤﻤﻠﻬﺎ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﻮﻥ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻟﻠﻘﻴﺎﻡ ﲟﻬﺎﻣﻬﻢ ﺍﻟﱵ ﻧﺬﺭﻭﺍ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﳍﺎ ﻭﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ‬ ‫ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺍﳌﺮﺑﻮﻥ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻭﺍﳌﺴﻠﻤﻮﻥ ﻗﺎﺩﺭﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﲪﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻓﺈ‪‬ﻢ ﺑﺈﳝﺎ‪‬ﻢ ﻭﻗﻴﻤﻬﻢ ﻭﻋﻠﻤﻬﻢ‬ ‫ﻭﻃﻤﻮﺣﺎ‪‬ﻢ ﻗﺎﺩﺭﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﲪﻞ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻭﲢﻘﻴﻖ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﺍﳌﻨﺸﻮﺩﺓ ‪‬ﺘﻤﻊ ﺟﺪﻳﺪ ﻣﺘﻄﻮﺭ ﻭﻓﻌ‪‬ﺎﻝ ﻟﻪ‬ ‫ﻭﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻹﻧﺴﺎﱐ ﻛﻠﹼﻪ‪.‬‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪32‬‬

‫ﲢﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﰊ‬ ‫ﺩ‪ .‬ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻠﻌﺎﺩﻱ‬ ‫ﻗﺴﻢ ﻋﻠﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻗﺎﳌﺔ‬ ‫ﺗﻮﻃﺌﺔ‪:‬‬ ‫ﺇﻥ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ ﺑﺈﺷﻜﺎﻟﻴﺎ‪‬ﺎ ﺍﳌﺘﻌﺪﺩﺓ ﻭﺍﳌﺘﻨﺎﻣﻴﺔ ﺗﻌﺪ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﻮﺍﺟـﻪ ﺍ‪‬ﺘﻤﻌـﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪ .‬ﻭﺗﻈﻬﺮ ﺃﳘﻴﺘﻬﺎ ﻛﺘﺤﺪﻱ ﻣﺮﻛﺰﻱ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻹﲨﺎﻉ ﺍﳌﺪﻋﻢ ﺑﻮﻗﺎﺋﻊ ﻋﺪﺓ ﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﺃﻥ ﺳﺒﻴﻞ ﻫﺬﻩ‬ ‫ﺍ‪‬ﺘﻤﻌﺎﺕ ﻟﻠﺘﻤﺎﺳﻚ ﻭﺍﻻﻧﺴﺠﺎﻡ ﻭﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﳌﺮﺗﻘﺒﺔ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻯ ﳒﺎﺡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﺇﻋـﺪﺍﺩ ﺍﻹﻧﺴـﺎﻥ‬ ‫ﻭﺗﺄﻫﻴﻠﻪ ﳌﻮﺍﻛﺒﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭﺍﺕ ﺍﳌﺘﻌﺪﺩﺓ ﺍﻟﱵ ﻳﻔﺮﺿﻬﺎ ﻋﺎﳌﻨﺎ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﰲ ﺷﱴ ﺍ‪‬ـﺎﻻﺕ ﺍﳌﻌﺮﻓﻴـﺔ‪ ،‬ﺍﻟﻌﻠﻤﻴـﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ‪ .‬ﻭﺗﺮﺗﺒﻂ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﺭﺗﺒﺎﻃﺎ ﻭﺛﻴﻘﺎ ﺑﺴﲑﻭﺭﺓ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺗﺄﺛﲑﻫﺎ ﺳﻠﺒﺎ ﺃﻭ ﺇﳚﺎﺑﺎ ﰲ ﻫـﺬﻩ‬ ‫ﺍﻟﺴﲑﻭﺭﺓ ﻭﰲ ﺣﻴﺎﺓ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﲟﺨﺘﻠﻒ ﺃﻧﺸﻄﺘﻬﺎ ﺇﺫ ﻻ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺑﺪﻭﻥ ﺗﺮﺑﻴﺔ‪.‬‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﻣﻨﻈﻮﺭ ﳏﺎﻭﻟﺘﻨﺎ ﻫﺬﻩ ﺗﺒﻘﻰ ﺩﻭﻣﺎ ﰲ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﶈﻴﻄﺔ ‪‬ﺎ ﳏﻠﻴﺎ‪ ،‬ﻭﻃﻨﻴﺎ‪ ،‬ﻭﻋﺎﳌﻴﺎ ﻭﻗـﺪ‬ ‫ﲣﺘﻠﻒ ﺃﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺑﺎﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﶈﻴﻄﺔ ‪‬ﺎ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎ‪ ،‬ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎ‪ ،‬ﺛﻘﺎﻓﻴﺎ ﻭﺳﻴﺎﺳـﻴﺎ‪ .‬ﺇﻥ‬ ‫ﺗﻨﺎﻭﻝ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻟﻴﺲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺗﻘﻨﻴﺔ ﺻﺮﻓﺎ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺣﻀﺎﺭﻳﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﺃﻱ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ‬ ‫ﻭﺳﻴﺎﺳﻴﺔ‪ .‬ﻭﺇﻥ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻻﺑﺪ ﺇﻥ ﻳﺘﺰﺍﻣﻦ ﻣﻌﻪ ﺇﺻﻼﺡ ﳎﺘﻤﻌﻲ ﻳﺸـﻤﻞ ﺍﳉﻮﺍﻧـﺐ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳـﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ )‪.(1‬‬

‫ﻭﺗﻮﺍﺟﻪ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﲨﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﰲ ﻏﺎﻟﺒﻬﺎ ﻣﻦ ﺩﺍﺧـﻞ ﺍﻷﻧﻈﻤـﺔ ﻭ‬ ‫ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻭﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﺃﻳﻀﺎ ﺍﻧﻌﻜﺎﺳﺎﺕ ﻟﻈﺮﻭﻑ ﺧﺎﺭﺟﻴﺔ ﻓﺮﺿﺘﻬﺎ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﳏﻴﻄﺔ‬ ‫‪‬ﺬﻩ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﻭﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ‪ .‬ﻭﺇﻥ ﻛﻨﺎ ﻻ ﻧﻄﻤﺢ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺪﺍﺧﻠﺔ ﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﳎﻤﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﻮﺍﺟﻪ‬ ‫ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻭﻋﻼﻗﺎ‪‬ﺎ ﺑﺎﶈﻴﻂ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻭﺍﳋﺎﺭﺟﻲ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻨﺎ ﺳﻨﺤﺎﻭﻝ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺳﺎﺳـﻴﺔ‬ ‫ﻣﻨﻬﺎ ﻭﺍﻟﱵ ﺗﺴﺘﺪﻋﻲ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﻭﺍﻟﺘﻤﻌﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻹﻗﺪﺍﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺃﻭ ﺇﺻﻼﺡ ﻻﻥ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻨﺎ ﻣﺮﻫﻮﻥ ﲟﺪﻯ‬ ‫ﺑﻠﻮﺭﺓ ﻓﻜﺮ ﺗﺮﺑﻮﻱ ﺟﺪﻳﺪ ﻳﻨﻄﻠﻖ ﻣﻦ ﻭﺍﻗﻌﻨﺎ‪ ،‬ﻳﺘﺠﻨﺐ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻭ ﻳﺘـﻮﺧﻰ ﲢﻘﻴـﻖ ﺍﻷﻫـﺪﺍﻑ‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــ ﺩ‪ .‬ﺑﻠﻌﺎﺩﻱ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ‪ :‬ﲢﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﰊ‬

‫ﺍﳌﺴﺘﺠﺪﺓ ﺍﳌﻄﺎﺑﻘﺔ ﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﻭﲰﺎﺗﻪ ﺍﻟﺒﺎﺭﺯﺓ ﺍﳌﺘﻤﺜﻠﺔ ﺃﺳﺎﺳﺎ ﰲ ﻋﻮﳌﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻭﴰﻮﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﺒﺎﺩﻝ ﻭﺛﻮﺭﺓ‬ ‫ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻭﺍﳌﻌﺮﻓﺔ )‪.(2‬‬ ‫‪ -1‬ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﰊ‪:‬‬

‫ﻣﺮﺓ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻗﺪ ﻻ ﺗﺘﺴﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺪﺍﺧﻠﺔ ﻟﻠﻮﻗﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﲟﻜﻮﻧﺎﺗﻪ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ‬ ‫ﻭ ﺍﻟﻔﺮﻋﻴﺔ ﺇﻻ ﺇﻧﻨﺎ ﺳﻨﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻢ ﺍﳊﻘﺎﺋﻖ ﻭﺍﳌﻤﻴﺰﺍﺕ ﺍﳌﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﲨﻠﺔ ﻣـﻦ ﺍﳌﺨﺘﺼـﲔ‬ ‫ﻭﺍﻟﺒﺎﺣﺜﲔ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻴﺪﺍﻥ‪ .‬ﻓﻘﺪ ﳋﺺ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﺘﻮﳚﺮﻱ ﺃﺑﺮﺯ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﰲ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﰲ‬ ‫ﻣﺎ ﻳﻠﻲ‪:‬‬ ‫ﺃ‪ -‬ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺗﻌﺪﺩ ﺍﻟﻨﻈﻢ ﻭﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﳌﻌﺘﻤﺪﺓ ﳑـﺎ‬ ‫ﻳﻌﺰﻝ ﻛﻞ ﺩﻭﻟﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻋﻦ ﺷﻘﻴﻘﺎ‪‬ﺎ ﻋﺰﻝ ﻳﻜﺎﺩ ﻳﻜﻮﻥ ﻛﺎﻣﻼ‪ ،‬ﻭﰲ ﺫﻟﻚ ﺇﺿـﻌﺎﻑ ﻟﻠـﺮﻭﺍﺑﻂ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴـﺔ‬ ‫ﻭﺍﳌﻌﺮﻓﻴﺔ ﺑﲔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻭﻝ‪ ،‬ﻭﺗﻘﻠﻴﻞ ﻟﻔﺮﺹ ﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﺍﳌﺘﺒﺎﺩﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﳋﱪﺍﺕ ﻭﺍﻟﻘﺪﺭﺍﺕ ﻟﺘﻄـﻮﻳﺮ ﺍﻟﺘﻌﻠـﻴﻢ‬ ‫ﻭﲡﻮﻳﺪﻩ ﰲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﳉﻮﺍﻣﻊ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﳊﻀﺎﺭﻳﺔ‪.‬‬ ‫ﺏ‪ -‬ﻋﺪﻡ ﻣﻮﺍﻛﺒﺔ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻟﺘﻄﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﻭﺗﻘﻨﻴﺎﺗـﻪ ﻭﲣﻠﻔﻬـﺎ ﻋـﻦ ﳎـﺎﺭﺍﺓ‬ ‫ﺍﻟﺘﻄﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﱵ ﻳﺸﻬﺪﻫﺎ ﺍﳊﻘﻞ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻴﺪ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﻭ ﻣﺘﺎﺑﻌﺘﻬﺎ ﺑﺎﻧﺘﺒﺎﻩ ﻭﺍﻫﺘﻤﺎﻡ‪ ،‬ﳑﺎ ﻳﻌﻤﻖ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﳍﻮﺓ ﺍﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﺑﲔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﰲ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻭ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮ‬ ‫ﺝ‪ -‬ﻋﺪﻡ ﺗﻮﻓﺮ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﳌﺪﺭﺳﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﻹﳒﺎﺡ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ‪ ،‬ﺳﻮﺍﺀ ﺗﻌﻠﻖ ﺫﻟﻚ ﺑﺎﳌﺒﺎﱐ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺠﻬﻴﺰﺍﺕ ﺍﻟﻔﺼﻠﻴﺔ ﻭﺍﳌﻌﻤﻠﻴﺔ‪ ،‬ﺃﻭ ﺑﻔﺮﺹ ﺍﻟﺘﻌﺒﲑ ﺍﳊﺮ ﻋـﻦ ﺍﻵﺭﺍﺀ‪،‬‬ ‫ﻳﻀﺎﻑ ﺇﱃ ﺫﻟﻚ ﺍﳌﺮﻛﺰﻳﺔ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪﺓ ﰲ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ‪ ،‬ﳑﺎ ﻳﺆﺛﺮ ﺗﺄﺛﲑﺍ ﺳﻠﺒﻴﺎ ﰲ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ‪ ،‬ﻭﳛﺪ ﻣﻦ ﺣﺮﻳﺔ‬ ‫ﺍﳌﺒﺎﺩﺭﺓ ﻭﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ﻭﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﰲ ﺍﺳﺘﻨﺒﺎﻁ ﺍﳊﻠﻮﻝ ﻟﻠﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴـﺔ‪،‬‬ ‫ﻭﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺃﺳﺮﺓ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﰲ ﺍﳌﺪﺍﺭﺱ ﻭﻫﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺲ ﻭﰲ ﺍﳌﻌﺎﻫﺪ ﻭﺍﻟﻜﻠﻴﺎﺕ ﺃﻳﻀﺎ‪.‬‬ ‫ﺩ‪ -‬ﺗﻔﺸﻲ ﺍﻷﻣﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﲑ ﰲ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻋﺪﻡ ﻗﺪﺭﺓ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻋﻠﻰ ﳏﻮﻫﺎ‬

‫ﺑﺸﻜﻞ ﻓﻌﺎﻝ ﻭ ﺷﺎﻣﻞ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺍﳉﻬﻮﺩ ﺍﳌﺒﺬﻭﻟﺔ ﻭﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﱵ ﺃﻧﻔﻘﺖ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍ‪‬ﺎﻝ" )‪.(3‬‬ ‫ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﺴﻨﺒﻞ ﻭﻋﻨﺪ ﺗﻨﺎﻭﻟﻪ ﺍﳌﺸﻬﺪ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﻟﻮﻃﻦ‬ ‫ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻓﻴﻼﺣﻆ ﺃﻥ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﰲ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻣﺮ ﲟﺮﺣﻠﺘﲔ ﺃﺳﺎﺳﻴﺘﲔ ﳘﺎ ﻣﺮﺣﻠـﺔ ﺍﻟﺘﻮﺳـﻊ‬ ‫ﺍﻟﻜﻤﻲ ﺍﻟﱵ ﺑﺪﺃﺕ ﻣﻊ ‪‬ﺎﻳﺔ ﺍﳋﻤﺴﻴﻨﺎﺕ ﺃﻱ ﻣﻨﺬ ﺍﺳﺘﻘﻼﻝ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﱵ ﺣﻘﻘﺖ ﺇﳒـﺎﺯﺍﺕ‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪34‬‬

‫ـــــــــــــــــــ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻠﺘﻘﻰﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ﻛﻤﻴﺔ ﻣﺘﺴﺎﺭﻋﺔ‪ .‬ﻭﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻫﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﳏﺎﻭﻻﺕ ﺍﻟﺘﺠﺪﻳﺪ ﻭﺍﻟﺘﺠﻮﻳﺪ ﺍﻟﱵ ﺑﺪﺃﺕ ﻣﻨـﺬ ﻣﻨﺘﺼـﻒ‬ ‫ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻨﺎﺕ‪ .‬ﻭﰲ ﺍﳉﻤﻠﺔ ﻳﺴﺘﻨﺘﺞ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﰲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺣﱴ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺗﺘﻌﺜﺮ ﺑﲔ ﺍﻟﺘﻮﺳﻊ‬ ‫ﺍﻟﻜﻤﻲ ﻭﺍﻟﺘﺠﻮﻳﺪ ﺍﻟﻨﻮﻋﻲ ﻭﺍﻟﺘﺠﺪﻳﺪ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺍﳉﺬﺭﻱ‪ ،‬ﻟﻴﺨﻠﺺ ﺇﱃ ﺗﺄﻛﻴﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴـﺔ ﱂ ﺗﺴـﺘﻄﻴﻊ ﰲ‬ ‫ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺣﱴ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺃﺩﺍﺓ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺃﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺸﺎﻣﻠﺔ )‪.(4‬‬ ‫ﻧﻔﺲ ﺍﳌﻼﺣﻈﺎﺕ ﻳﻘﺮﻫﺎ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻋﻠﻲ ﺍﳊﻮﺍﺕ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋﺮﺽ ﻭﺭﺍﺟﻊ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻣـﻦ ﺗﻘﺮﻳـﺮ‬ ‫ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﻌﺎﻡ ‪ 2002‬ﻭﺍﳌﻌﻨﻮﻥ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻘﺪﺭﺍﺕ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ‪ :‬ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﳌﻌﺪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺑﺮﻧـﺎﻣﺞ‬ ‫ﺍﻷﻣﻢ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ﺍﻹﳕﺎﺋﻲ ﻭﺍﻟﺼﻨﺪﻭﻕ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻟﻺﳕﺎﺀ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺣﻴﺚ ﻳﺆﻛﺪ "ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻌﻠـﻴﻢ ﰲ‬ ‫ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻣﺘﺪﻧﻴﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻨﻮﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻜﻴﻒ ﻭﻫﻮ ﺃﻗﻞ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﳑﺎ ﺃﳒﺰﻩ ﺍﻟﺘﻌﻠـﻴﻢ ﻣـﺜﻼ ﰲ‬ ‫ﻛﻮﺭﻳﺎ ﺍﳉﻨﻮﺑﻴﺔ ﻭ ﺑﻠﺪﺍﻥ ﺷﺮﻕ ﺁﺳﻴﺎ ﺍﻟﱵ ﺑﺪﺃ ﳕﻮﻫﺎ ﺑﻌﺪ ﻛﻞ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻔﺎﺭﻕ ﺑﻴﻨـﻬﻤﺎ ﺃﻱ‬ ‫ﺑﻠﺪﺍﻥ ﺷﺮﻕ ﺁﺳﻴﺎ ﻭ ﺑﲔ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻛﺒﲑ ﺟﺪﺍ‪ ،‬ﻫﺬﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﻨﺎﻣﻴﺔ‪ ،‬ﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺩﻧﺎ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ‬ ‫ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﰲ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﺄﻭﺭﻭﺑﺎ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﻋﻤﻮﻣﺎ ﻓﻠﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﻭﺟﻪ ﻟﻠﻤﻘﺎﺭﻧـﺔ‬ ‫ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻮﺍﺣﻲ ﺍﻟﻜﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﻮﻋﻴﺔ ﻭ ﺇﳒﺎﺯﺍﺕ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭﺍﻻﺧﺘﺮﺍﻉ ﻭﺍﻻﻛﺘﺸﺎﻑ‪ ،‬ﻭﻫﻨﺎ ﳚـﺐ‬ ‫ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺑﻌﻤﻖ ﻋﻦ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﳌﺘﺪﱐ ﻟﻨﻮﻋﻴﺔ ﻭﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺮﰊ" )‪.(5‬‬ ‫ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﳌﺰﺭﻱ ﻟﻠﺘﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻻ ﳚﺐ ﺃﻥ ﻳﻨﺴﻴﻨﺎ ﻣﺎ ﺣﻘﻘﺘﻪ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﺇﳒـﺎﺯﺍﺕ‬ ‫ﻣﻌﺘﱪﺓ ﻻ ﳝﻜﻦ ﻧﻜﺮﺍ‪‬ﺎ ﻭﻻ ﳝﻜﻦ ﺍﻻﺳﺘﻬﺎﻧﺔ ‪‬ﺎ ﻭﻫﺬﺍ ﰲ ﺷﱴ ﺍﳌﻴﺎﺩﻳﻦ )‪ :(6‬ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺑﻜﻞ ﺃﻃﻮﺍﺭﻩ‪ ،‬ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ‬ ‫ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ‪ ،‬ﺍﳍﻴﺎﻛﻞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ‪ ،‬ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺫﻭﻱ ﺍﳊﺎﺟﺎﺕ ﺍﳋﺎﺻﺔ‪ ...‬ﻭﻣﺎ ﺃﺣﺪﺛﺘـﻪ ﻣـﻦ ﺗـﺄﺛﲑ ﰲ ﺍﻷﻭﺿـﺎﻉ‬ ‫ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪-‬ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺩﺍﺧﻞ ﻋﺎﳌﻨﺎ ﺍﻟﻌﺮﰊ‪ .‬ﻭﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺪﺩ ﻳﻘﻮﻝ ﳏﻤﺪ ﻋﺎﺑﺪ ﺍﳉـﺎﺑﺮﻱ‪" :‬ﻻ‬ ‫ﺃﺣﺪ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﻨﻜﺮ ﻭﻻ ﳚﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﺘﺠﺎﻫﻞ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﰲ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻗﺪ ﺧﻠﻖ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ‬ ‫ﺍﻷﺧﲑﺓ ﻭﺿﻌﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﲤﺎﻣﺎ‪ .‬ﺇﻥ ﺟﻴﻞ ﺷﺒﺎﺏ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﳜﺘﻠﻒ ﺇﺧﺘﻼﻓﺎ ﻛﺒﲑﺍ ﺇﻥ ﱂ ﻧﻘﻞ ﺟﺬﺭﻳﺎ ﻋﻦ ﺃﺟﻴﺎﻝ‬ ‫ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺑﺎﻷﻣﺲ‪ .‬ﻭ ﻳﻜﻔﻲ ﻹﺩﺭﺍﻙ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﺃﻥ ﻳﻘﺎﺭﻥ ﺍﻷﺏ ﺍﻟﻜﻬﻞ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺣﺎﻟﻪ ﻳﻮﻡ ﻛﺎﻥ ﰲ ﻣﺜـﻞ‬ ‫ﻋﻤﺮ ﺃﻭﻻﺩﻩ ﲝﺎﻝ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻴﻮﻡ‪.‬ﺇﻧﻪ ﺳﻴﻼﺣﻆ ﻓﺮﻗﺎ ﻛﺒﲑﺍ ﻭﺍﺳﻌﺎ ﺑﲔ ﺍﳊﺎﻟﲔ ﺳﻮﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ ﺍﻟﻮﺿﻌﻴﺔ‬ ‫ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺃﻭﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﳌﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ﺃﻭﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﺑﻠﻐﺔ ﺃﻭﻟﻐﺎﺕ ﺃﺟﻨﺒﻴﺔ‪ ،‬ﺃﻭ‬ ‫)‪.(7‬‬ ‫ﺍﻹﻧﺸﺪﺍﺩ ﺇﱃ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﺍﻻﻧﻔﺘﺎﺡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﱂ"‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪35‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــ ﺩ‪ .‬ﺑﻠﻌﺎﺩﻱ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ‪ :‬ﲢﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﰊ‬

‫ﻟﻜﻦ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﳚﺎﺑﻴﺎﺕ ﻭﺃﺧﺮﻯ )ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﳌﺴﺘﻤﺮ ﰲ ﻗﺪﺭﺍﺕ ﺍﻻﺳـﺘﻴﻌﺎﺏ ﰲ‬ ‫ﻛﻞ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ‪ ،‬ﺗﻮﺳﻊ ﻭﺗﻨﻮﻉ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ‪ ،‬ﺗﻄﻮﺭ ﺍﳌﻜﻮﻧﲔ ﻛﻤﺎ ﻭﻛﻴﻔﺎ‪ ،‬ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﻌﺪﻳـﺪ ﻣـﻦ‬ ‫ﺍﻟﺪﻋﺎﺋﻢ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ‪ ،‬ﺍﻟﺘﻔﺘﺢ ﻋﻠﻰ ﺍﶈﻴﻂ ﺍﶈﻠﻲ‪ ،‬ﺍﻟﻮﻃﲏ ﻭﺍﻟﻌﺎﳌﻲ‪ ،‬ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ‪ (...‬ﻳﺒﻘـﻰ ﺃﻥ‬ ‫ﻭﺍﻗﻌﻨﺎ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻳﻔﺮﺽ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻝ ﺣﻮﻝ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﺘﺪﻫﻮﺭ ﻭﺍﻟﺘﺨﻠـﻒ ﺍﳌﻼﺣﻈـﺔ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺻﻌﻴﺪ ﻭﻣﻨﻪ ﺍﻟﻨﻬﻮﺽ ﺑﺎﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺗﻄﻮﻳﺮﻫﺎ ﻟﺘﻜﻮﻥ ﻋﻨﺼﺮ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﰲ ﺃﻱ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻨﻤﻮﻳـﺔ‪.‬‬ ‫ﻭﻫﻨﺎ ﺗﻜﻤﻦ ﺃﳘﻴﺔ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﻮﺍﺟﻪ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﰊ‪.‬‬ ‫‪ -2‬ﲢﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﰊ‪:‬‬ ‫ﻟﻘﺪ ﺣﺎﻭﻝ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﲔ ﻭﺍﳌﺨﺘﺼﲔ ﲢﺪﻳﺪ ﻭﻣﻨﺎﻗﺸﺔ ﳐﺘﻠﻒ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﻮﺍﺟﻪ ﺍﻟـﻮﻃﻦ‬ ‫ﺍﻟﻌﺮﰊ ﰲ ﺷﱴ ﺍ‪‬ﺎﻻﺕ ﲟﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺍ‪‬ﺎﻝ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ‪ .‬ﺍﻟﺘﻮﳚﺮﻱ ﻣﺜﻼ ﻳﺮﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﻌﺮﰊ "ﻳﻘـﻊ ﰲ ﻗﻠـﺐ‬ ‫ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ ﺍﶈﺘﺪﻡ‪ ،‬ﳑﺎ ﳚﻌﻠﻪ ﻣﺴﺘﻬﺪﻓﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻮﺍﺣﻲ ﻛﺎﻓﺔ‪ ،‬ﻭﻣﻌﺮﺿﺎ ﳌﺨﺎﻃﺮ ﻣﻦ ﲨﻴﻊ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﱵ‬ ‫ﺗﺘﺼﺎﺭﻉ ﰲ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ‪ .‬ﻭﻟﻘﺪ ﺗﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ‪ ،‬ﺗﻔﺎﻗﻢ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﻮﺍﺟﻬﻬﺎ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪،‬‬ ‫ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺗﺆﺛﺮ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﻤﻴﻖ‪ ،‬ﰲ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ﻭﺗﻨﻌﻜﺲ ﺁﺛﺎﺭﻫﺎ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﺑﺮﻣﺘـﻬﺎ‪.‬‬ ‫ﻭﳛﺼﺮ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﰲ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ‪:‬‬ ‫ﺃ‪ -‬ﲢﺪﻳﺎﺕ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺘﻨﻈﲑ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺜﻘﺎﰲ ﰲ ﺣﻘﻮﻟﻪ ﺍﳌﺘﻌﺪﺩﺓ‪ ،‬ﻭﻋﻠـﻰ‬

‫ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﳌﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﳌﺘﻜﺎﻓﺌﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﻮﺍﻓﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﻣﻌﺎ‪.‬‬

‫ﺏ‪ -‬ﲢﺪﻳﺎﺕ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭﺍﺕ‪ ،‬ﻭﺍﻹﺻﻼﺣﺎﺕ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻘﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﻜﻴـﻒ ﻣـﻊ‬ ‫ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ‪ ،‬ﻭﺇﺣﺮﺍﺯ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﰲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺍﻟﺸﺎﻣﻞ‪.‬‬ ‫ﺝ‪ -‬ﲢﺪﻳﺎﺕ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﳏﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﻮﺙ ﺍﳋﻄﲑ‪ ،‬ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭﺍﳉﻬﻞ ﻭﺍﳌﺮﺽ‪ ،‬ﻭﻣﻘﺎﻭﻣـﺔ‬ ‫ﺍﻟﻴﺄﺱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﻓﻊ ﺑﺎﻟﺸﺒﺎﺏ ﺇﱃ ﺍﻻ‪‬ﻴﺎﺭ‪ ،‬ﻭﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﳌﻮﺍﺀﻣﺔ ﺑﲔ ﺍﻟﻨﻈﻢ ﻭﺃﳕﺎﻁ ﺍﻟﺴـﻠﻮﻙ ﺍﳊﺪﻳﺜـﺔ‪،‬‬ ‫ﻭﺑﲔ ﺍﶈﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﻮﺍﺑﺖ ﻭﺍﳋﺼﻮﺻﻴﺎﺕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﳊﻀﺎﺭﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‪.‬‬ ‫ﺩ‪ -‬ﲢﺪﻳﺎﺕ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﻧﻈﻢ ﺍﳊﻜﻢ ﻭ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻭ ﻣﺪﻯ ﺍﺳﺘﺠﺎﺑﺘﻬﺎ ﻟﺘﻄﻠﻌﺎﺕ ﺍﻟﺸـﻌﻮﺏ‬

‫ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺘﺰﺍﻣﻬﺎ ﺑﺎﻟﻘﻴﻢ ﺍﻟﺜﺎﺑﺘﺔ ﻟﻠﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍ‪‬ﺎﻝ‪ ،‬ﻭﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﳌﻤﺎﺭﺳـﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﲔ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﲔ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﺓ‪.‬‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪36‬‬

‫ـــــــــــــــــــ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻠﺘﻘﻰﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ﻫ‪ -‬ﲢﺪﻳﺎﺕ ﺗﻨﻤﻮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﳉﻬﻮﺩ ﺍﳌﺒﺬﻭﻟﺔ ﻟﻠﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻮﻗﺎﺕ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺑﻨـﺎﺀ‬ ‫ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﺜﺎﺑﺘﺔ ﻟﻠﻨﻬﻀﺔ ﺍﻟﺘﻨﻤﻮﻳﺔ ﰲ ﲨﻴﻊ ﺍﳌﻴﺎﺩﻳﻦ‪.(8) ".‬‬ ‫ﺃﻣﺎ ﰲ ﻣﻴﺪﺍﻥ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻓﲑﻯ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺗﻌﺎﱐ ﻣﻦ ﲢﺪﻳﺎﺕ ﻛﱪﻯ ﻻﺑـﺪ ﻣـﻦ ﻣﻮﺍﺟﻬﺘـﻬﺎ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭ ﺃﳘﻬﺎ‪:‬‬

‫"ﺃ‪ -‬ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﺍﳍﺎﺋﻞ ﰲ ﳎﺎﻝ ﺍﻻﺗﺼﺎﻻﺕ ﻭﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﻟﺮﻗﻤﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻗﺼﻮﺭ ﺍﻹﻣﻜﺎﻧﻴـﺎﺕ‬ ‫ﺍﳌﺎﺩﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﻭ ﺍﻷﻛﺎﺩﳝﻴﺔ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﻦ ﻣﻼﺣﻘﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﻭﺍﻟﺘﻜﻴﻒ ﻣﻌﻪ‪.‬‬ ‫ﺏ‪ -‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺗﺄﺛﲑﺍ‪‬ﺎ ﰲ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﺍﳍﻮﻳﺔ ﻭﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻋـﺪﻡ ﺍﻹﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﻜﺎﻣـﻞ ﻟﻠﻤﺨـﺎﻃﺮ‬ ‫ﺍﳊﻘﻴﻘﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﻨﻄﻮﻱ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺍﻟﻜﺎﺳﺤﺔ‪.‬‬ ‫ﺝ‪ -‬ﻣﻮﺍﺀﻣﺔ ﳐﺮﺟﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻣﻊ ﺣﺎﺟﺎﺕ ﺳﻮﻕ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﳌﺘﻨﺎﻣﻴﺔ‪.‬‬ ‫ﺩ‪ -‬ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﱵ ﺗﻨﺤﺼﺮ ﰲ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺎﻁ ﺑﺎﻟﺪﻭﻟﺔ‪ ،‬ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﺘﺎﺡ ﺍﻟﻔﺮﺹ ﻟﻠﻘﻄﺎﻉ ﺍﳋﺎﺹ‬ ‫ﻭﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﻭﺍﳌﻨﻈﻤﺎﺕ ﻭﺍﳉﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﳌﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﳊﻖ ﰲ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﻭﺍﻻﺟﺘـﻬﺎﺩ ﻟﺘﻄـﻮﻳﺮ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴـﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‪ ،‬ﳑﺎ ﻳﻌﻄﻞ ﺍﻟﻄﺎﻗﺎﺕ‪ ،‬ﻭﻳﺜﺒﻂ ﺍﳍﻤﻢ‪ ،‬ﻭﻳﺰﺭﻉ ﺍﻟﻴﺄﺱ ﻣﻦ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﰲ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ‪ ،‬ﻭﳑﺎ ﻳﺘﻌﺎﺭﺽ ﻛﻠﻴﺎ‬ ‫ﻣﻊ ﺭﻭﺡ ﺍﳊﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍ‪‬ﺎﻝ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧـﺖ ﺗﻘـﻮﻡ‬ ‫ﺣﻠﻘﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﳊﺮﺓ ﰲ ﺍﳌﺴﺎﺟﺪ ﻭﺍﳉﻮﺍﻣﻊ‪ ،‬ﺗﻨﺎﻗﺶ ﻓﻴﻬﺎ ﲝﺮﻳﺔ ﳐﺘﻠﻒ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻭﺍﳌـﺬﺍﻫﺐ ﺍﻹﺳـﻼﻣﻴﺔ‪،‬‬ ‫ﻭﺗﺴﺘﻨﺒﻂ ﺍﳊﻠﻮﻝ ﻟﻠﻤﺸﻜﻼﺕ ﻭﺍﳌﻌﻀﻼﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﻮﺍﺟﻪ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ")‪.(9‬‬ ‫ﻣﻦ ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﺃﻛﺜﺮ ﲣﺼﺺ ﻳﺮﻯ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﻋﺒـﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﺴـﻨﺒﻞ ﺃﻥ ﺇﺷـﻜﺎﻟﻴﺎﺕ‬ ‫ﻭﲢﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﰲ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻭﳝﻜﻦ ﺗﻠﺨﻴﺺ ﺃﳘﻬﺎ ﰲ ﺍﻵﰐ‪:‬‬ ‫ﺇﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ‪ ،‬ﺇﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ‪ ،‬ﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟـﻨﻈﻢ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳـﺔ ﻭﺍﻹﺷـﺮﺍﻓﻴﺔ‪،‬‬ ‫ﺇﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺴﻠﻄﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﺇﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺍﻹﻧﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭ ﲤﻮﻳﻠﻪ‪ ،‬ﺇﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺟﻮﺩﺓ ﺍﻟﺘﻌﻠـﻴﻢ ﻭ‬ ‫)‪(10‬‬ ‫ﻧﻮﻋﻴﺘﻪ‪ ،‬ﺇﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﻧﻈﻢ ﺍﻻﻣﺘﺤﺎﻧﺎﺕ‪ ،‬ﺇﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺍﺯﺩﻭﺍﺟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺃﺧﲑﺍ ﺇﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﻧﺸﺮ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻴﺔ‬ ‫ﺃﻣﺎ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﻌﺎﻡ ‪ 2002‬ﻓﺈﻧﻪ ﳛﺪﺩ ﺻﻌﻮﺑﺎﺕ ﻭﲢﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﰲ ﺍﻟﻮﻃﻦ‬ ‫ﺍﻟﻌﺮﰊ ﰲ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ‪:‬‬ ‫ﺃ‪ -‬ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻗﺒﻞ ﺍﳌﺪﺭﺳﻲ ﻭﲣﻠﻔﻪ ﰲ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﻦ ﺑﻘﻴﺔ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻣﻮﺿﺤﺎ ﻣﺎ ﳍﺬﻩ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﻣﻦ‬ ‫ﺃﳘﻴﺔ‪.‬‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪37‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــ ﺩ‪ .‬ﺑﻠﻌﺎﺩﻱ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ‪ :‬ﲢﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﰊ‬

‫ﺏ‪ -‬ﺍﻻﻟﺘﺤﺎﻕ ﺑﺎﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻨﻈﺎﻣﻲ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﺠﻞ ﻧﺴﺒﺎ ﻗﺮﻳﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﳌﺘﻘﺪﻣﺔ ﻓﺈﻧـﻪ ﻳﻄـﺮﺡ‬ ‫ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻧﻮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‪.‬ﺃﻱ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻳﻬﺘﻢ ﺑﺎﻟﻜﻢ ﻭﻳ‪‬ﻬﻤﻞ ﺍﻟﻜﻴﻒ‪.‬‬ ‫ﺝ‪ -‬ﺍﻹﻧﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﻜﺒﲑﺓ ﺍﻟﱵ ﺗﻮﺍﺟﻪ ﺍﻟﺘﻌﻠـﻴﻢ ﺍﻟﻌـﺮﰊ ﲟﺨﺘﻠـﻒ‬ ‫ﺃﳕﺎﻃﻪ‪ .‬ﺇﻧﻪ ﲢﺪ ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﺳﺘﺄﰐ ﺍﳊﻜﻮﻣﺎﺕ ﺑﺎﻷﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﳌﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻹﻧﻔﺎﻕ ﺍﳌﺘﺰﺍﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‪.‬‬ ‫ﺩ‪ -‬ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻭﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﲢﻤﻞ ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﱵ ﺑﺎﺗﺖ ﺗﺆﺛﺮ ﲝﺪﺓ ﰲ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﻮﺻﻮﻝ‬ ‫ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﳐﺘﻠﻒ ﺍﻟﺸﺮﺍﺋﺢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ .‬ﻭﻳﺒﻘﻰ ﰲ ﻧﻈﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺃﻥ ﺟﻮﺩﺓ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﲤﻮﻳﻠﻪ ﻫﻮ ﺃﻫﻢ‬ ‫ﻭﺃﻛﱪ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﻮﺍﺟﻪ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮ)‪.(11‬‬ ‫ﺳﻨﺮﻛﺰ ﰲ ﻣﺪﺍﺧﻠﺘﻨﺎ ﻫﺬﻩ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﲢﺪﻳﺎﺕ ﻛﻮ‪‬ﺎ ﻣﻄﺮﻭﺣﺔ ﲝﺪﺓ ﰲ ﺟﻞ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭ ﺗﻌﺘﱪ ﰲ‬ ‫ﻧﻈﺮﻧﺎ ﺃﺳﺎﺳﻴﺔ ﻭﻣﺼﲑﻳﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻭﻫﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﺍﱄ‪ :‬ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ‪ ،‬ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺟﻮﺩﺓ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭ ﻧﻮﻋﻴﺘﻪ‪ ،‬ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻭﺍﳌﺴﺎﻭﺍﺓ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺃﺧﲑﺍ ﲢـﺪﻳﺎﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ‬ ‫ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ‪.‬‬ ‫‪ -1‬ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ‪:‬‬ ‫ﻟﻘﺪ ﺃﺷﺮﻧﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﺇﱃ ﺃﻥ ﻣﺴﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺴﺎﺋﻞ ﺗﻘﻨﻴﺔ ﻓﻨﻴﺔ ﲝﺘﺔ ﺑﻞ ﻫﻲ ﰲ ﺍﺭﺗﺒﺎﻁ ﻭﻃﻴﺪ ﻣﻊ‬ ‫ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﶈﻴﻄﺔ ‪‬ﺎ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺃﻭﱃ ﳏﺪﺩﺍﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﶈﻴﻄﺔ ﳒﺪ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭ ﻣﺎ ﻭﺭﺍﺀﻫﺎ ﻣﻦ‬ ‫ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﻭﺍﳌﻌﺎﱂ‪ ،‬ﻭﺍﻟﱵ ﺗﻜﻮﻥ ﲟﺜﺎﺑﺔ ﺍﳌﻮﺟﻪ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ ﻟﻼﲡﺎﻫـﺎﺕ ﻭﺍﳌﺸـﺎﺭﻳﻊ‬ ‫ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺳﻮﺍﺀ ﺗﻌﻠﻖ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻐﺎﻳﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﳌﺮﺍﻣﻲ ﺃﻭ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺍﻹﺟﺮﺍﺋﻴـﺔ ﺃﻭ ﺍﳌﻨـﺎﻫﺞ ﻭﺍﻟـﱪﺍﻣﺞ‬ ‫ﻭﻛﻴﻔﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺠﺪﻳﺪ ﻭﺍﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﻭﺍﻹﺻﻼﺡ‪.‬‬ ‫ﺇﻥ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺃﻭ ﻏﻤﻮﺿﻬﺎ ﻭﻋﺪﻡ ﺗﺒﻠﻮﺭﻫﺎ ﰲ ﺃﺫﻫﺎﻥ ﳐﺘﻠﻒ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﲔ‬ ‫ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﲔ ﻭﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺑﺼﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻳﻌﻴﻖ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻟﻼﺿﻄﻼﻉ ﺑﺪﻭﺭﻫﺎ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻭﻫﻮ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺜﺮﻭﺓ‬ ‫ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻭﺣﺴﻦ ﺗﻮﺟﻴﻬﻬﺎ ﺧﺪﻣﺔ ﻟﺼﺎﱀ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻭﺍ‪‬ﺘﻤﻊ‪ ،‬ﺑﻞ ﻭﻳﺘﺮﻙ ﺍ‪‬ﺎﻝ ﻣﻔﺘﻮﺡ ﺃﻣﺎﻡ ﳐﺘﻠﻒ‬ ‫ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳌﻴﺪﺍﻧﻴﺔ‪ ،‬ﺍﳉﺰﺋﻴﺔ‪ ،‬ﻏﲑ ﺍﳌﻨﺴﻘﺔ ﻭﺍﻟﱵ ﲤﻠﻴﻬﺎ ﰲ ﻏﺎﻟﺐ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﻣﺘﻐﲑﺍﺕ ﻃﺎﺭﺋﺔ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻻ ﺗﻔﻲ‬ ‫ﺑﺎﻟﻐﺮﺽ ﺍﳌﻄﻠﻮﺏ‪ .‬ﻭﺗﻘﺘﻀﻲ ﳒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺻﻴﺎﻏﺔ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﻣﺘﻜﺎﻣﻞ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ‪/‬ﺍﳌﻮﺍﻃﻦ‪/‬ﺍﻟﻔﺮﺩ‬ ‫ﻭﻷﻫﺪﺍﻑ ﺗﻜﻮﻳﻨﻪ ﻭﺗﺄﻫﻴﻠﻪ ﻟﻺﻧﺪﻣﺎﺝ ﰲ ﳏﻴﻄﻪ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﻭﺍﻟﻌﺎﳌﻲ ﻭﻟﻠﺘﻜﻴﻒ ﻣﻊ ﳐﺘﻠﻒ ﺍﳌﻌﻄﻴﺎﺕ ﺍﳌﺘﺠﺪﺩﺓ‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪38‬‬

‫ـــــــــــــــــــ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻠﺘﻘﻰﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ﻟﻌﺼﺮ ﺳﺮﻳﻊ ﺍﻟﺘﻐﲑ ﻭﺍﻟﺘﺤﻮﻝ)‪ .(12‬ﻭﻫﻨﺎ ﻳﻜﻤﻦ ﲢﺪ ﺃﻭﱄ ﻭﺃﺳﺎﺳﻲ ﲝﻴﺚ ﻳﺘﻮﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬ ‫ﻛﺴﺮ ﺍﳉﻤﻮﺩ ﺍﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻲ ﺍﳌﻬﻴﻤﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺈﻋﺎﺩﺓ ﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺲ ﻭﺃﻫﺪﺍﻑ‬ ‫ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻟﺘﺼﺒﺢ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺘﻐﲑ ﺍﻟﺴﻮﺳﻴﻮﺣﻀﺎﺭﻱ ﻭﺍﳌﻌﺮﰲ ﻭﺍﳌﻬﺎﺭﻱ ﻭﻟﻠﺘﻄﻮﺭ ﻭﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﻭﻟﻠﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺑﺸﻜﻞ‬ ‫ﻋﺎﻡ )‪.(13‬‬ ‫‪ -2‬ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺟﻮﺩﺓ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﻧﻮﻋﻴﺘﻪ‪:‬‬

‫ﺗﺘﻔﻖ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺃﺟﺮﻳﺖ ﰲ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺗﺪﱐ ﻧﻮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‬ ‫ﻭﺿﻌﻒ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﻭﺍﳌﻌﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻮﺍﺀ‪ .‬ﻭﻳﺬﻫﺐ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﳌﺨﺘﺼﲔ ﺇﱃ ﺣﺪ ﺇﻗﺮﺍﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﱂ ﻳﻠﻌﺐ‬ ‫ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﳌﻨﺘﻈﺮ ﻣﻨﻪ ﻭﱂ ﻳﺴﺎﻫﻢ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﰲ ﺗﻮﺻﻴﻞ ﺍﳌﻌﺎﺭﻑ ﻭﺗﻜﻮﻳﻦ ﺍﻟﻜﻔﺎﺀﺍﺕ ﻭﺍﳌﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ‬ ‫ﻟﺘﻠﺒﻴﺔ ﺣﺎﺟﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﳌﺘﺠﺪﺩﺓ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮﺍﺭ‪ ،‬ﺑﻞ ﺃﺻﺒﺢ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﻋﺎﺋﻘﺎ ﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺃﻥ‬ ‫ﻳﻜﻮﻥ ﻋﺎﻣﻼ ﻣﻦ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﻭﺍﻟﺘﻘﺪﻡ‪ .‬ﻭﻳﻔﺘﻘﺪ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﰲ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﺃﺳﺎﺳﺎ ﺇﱃ ﻗﺪﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻝ‬ ‫ﻭﺍﻟﻨﻘﺪ ﻭﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺐ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻗﺪﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺠﺪﻳﺪ ﻭﺍﻻﺑﺘﻜﺎﺭ‪ .‬ﻭﻳﻼﺣﻆ ﳏﻤﺪ ﻋﺎﺑﺪ ﺍﳉﺎﺑﺮﻱ ﰲ ﻫﺬﺍ‬ ‫ﺍﻟﺸﺄﻥ "ﺇﻥ ﺍﻛﺘﻈﺎﻅ ﺍﻟﺼﻔﻮﻑ ﻭﺍﳌﺪﺭﺟﺎﺕ ﺑﺎﻟﺘﻼﻣﻴﺬ ﻭﺍﻟﻄﻼﺏ‪ ،‬ﺟﻌﻞ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﺘﻼﻣﻴﺬ ﺇﱃ ﺍﳌﻌﻠﻤﲔ‬ ‫ﻭﺍﻟﻄﻼﺏ ﺇﱃ ﺍﻷﺳﺎﺗﺬﺓ ﻣﺮﺗﻔﻌﺔ ﺟﺪﺍ‪ ،‬ﻓﺼﺎﺭﺕ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﺍﳌﻤﻜﻨﺔ‪ ،‬ﻭﺃﺻﺒﺤﺖ ﻣﻬﻨﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺣﺸﻮ ﺃﺩﻣﻐﺔ ﺍﳌﺘﻌﻠﻤﲔ ﲟﺎ ﺃﻣﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺑﺪﻝ ﺍﳌﺴﺎﻋﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻗﺪﺭﺍ‪‬ﻢ ﻭﻣﻮﺍﻫﺒﻬﻢ‬ ‫ﻭﺗﻮﺟﻴﻬﻬﺎ ﺍﻟﻮﺟﻬﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻨﺎﺳﺒﻬﺎ‪ ....‬ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﰲ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻫﻮ ﺇﻣﺎ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺗﻘﺎﱐ ﻳﺼﻨﻊ‬ ‫ﻋﻘﻮﻻ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺩﻏﻤﺎﺋﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺇﻣﺎ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﻣﻴﺜﻮﻟﻮﺟﻲ ﺗﻠﻘﻴﲏ ﻳﺼﻨﻊ ﻋﻘﻮﻻ ﺭﺍﻛﺪﺓ ﺃﺳﻄﻮﺭﻳﺔ‪ .‬ﻭﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺍﳌﺸﺘﺮﻙ‬ ‫ﺑﲔ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻟﻨﻮﻋﲔ ﻫﻮ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﻨﻘﺪﻱ‪ ،‬ﺳﺆﺍﻝ‪ :‬ﳌﺎﺫﺍ ﻭ ﻛﻴﻒ" )‪.(14‬‬ ‫ﻭﻫﻨﺎ ﻳﻜﻤﻦ ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺮﺍﺟﻌﺔ ﺍﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﰲ ﺍﻟﻮﻃﻦ‬ ‫ﺍﻟﻌﺮﰊ ﲝﻴﺚ ﻧﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺍﳊﺸﻮ ﻭﺗﻜﺪﻳﺲ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻟﻨﺘﺠﻪ ﳓﻮ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﻭﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ‬ ‫ﻭﺗﻮﻇﻴﻒ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﰲ ﻧﻈﻢ ﻭﺃﻧﺴﺎﻕ ﻣﻨﻄﻘﻴﺔ ﻣﺘﺮﺍﺑﻄﺔ ﺫﺍﺕ ﺩﻻﻟﺔ ﻭﻣﻐﺰﻯ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺸﺎﻛﻞ ﺍﳌﻄﺮﻭﺣﺔ‪.‬‬ ‫‪ -3‬ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻭﺍﳌﺴﺎﻭﺍﺓ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ‪:‬‬ ‫ﺇﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﻣﻄﺮﻭﺣﺔ ﲝﺪﺓ ﰲ ﺍ‪‬ﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺃﻧﻪ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻛﻌﺎﻣﻞ ﺃﺳﺎﺳﻲ‬ ‫ﻣﻦ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‪ ،‬ﻓﻤﻌﻈﻢ ﺍﻷﺳﺮ ﺗﻌﻠﻖ ﺁﻣﺎﻻ ﻛﺒﲑﺓ ﻋﻠﻰ ﺩﻭﺍﺋﺮ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻟﺘﺰﻭﻳﺪ‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪39‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــ ﺩ‪ .‬ﺑﻠﻌﺎﺩﻱ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ‪ :‬ﲢﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﰊ‬

‫ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﻢ ﺑﺎﳌﻌﺎﺭﻑ ﻭﺍﳌﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﺍﻟﱵ ﲤﻜﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺷﻐﻞ ﻣﻨﺎﺻﺐ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻭ ﲢﻘﻴﻖ ﺭﻓﺎﻫﻴﺔ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ‬ ‫ﻭﻣﻨﻪ ﺗﺄﻛﻴﺪ ﻭﺟﻮﺩﻫﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻋﱪ ﻟﻌﺐ ﺃﺩﻭﺍﺭ ﻣﻬﻤﺔ ﺩﺍﺧﻞ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ‪ :‬ﺑﻌﺒﺎﺭﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺇﻧﻪ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ‬ ‫ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ"‪ ."La réussite sociale‬ﻭﻫﻨﺎ ﺗﻜﻤﻦ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺿﻤﺎﻥ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﱃ ﻫﻴﺎﻛﻞ ﻭ ﺩﻭﺍﺋﺮ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺑﻜﻞ ﻋﺪﻝ ﻭﻣﺴﺎﻭﺍﺓ ﳉﻤﻴﻊ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﲔ‪ .‬ﻟﻘﺪ ﺑﺪﺃﺕ ﺗﻈﻬﺮ ﲝﺪﺓ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻣﻊ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻧﺘﻬﺎﺀ ﻋﻬﺪ‬ ‫ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍ‪‬ﺎﱐ ﺃﻳﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻜﺎﻟﻴﻔﻪ ﰲ ﻣﺘﻨﺎﻭﻝ ﲨﻴﻊ ﺍﻷﺳﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﻣﺪﺍﺧﻠﻬﺎ ﻭ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎ‪‬ﺎ‬ ‫ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ‪ .‬ﻭﺃﺻﺒﺤﺖ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﻫﻨﺎ ﻭ ﻫﻨﺎﻙ ﺗﺸﺘﻜﻲ ﻣﻦ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﲢﻤﻞ ﻣﺼﺎﺭﻳﻒ‬ ‫ﻭﺃﻋﺒﺎﺀ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﻭ ﺗﺸﲑ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺘﻘﺎﺭﻳﺮ ﻭﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎﺕ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺗﺄﺛﲑ ﻋﻠﻰ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺑﻜﻞ ﻋﺪﻝ‬ ‫ﻭﻣﺴﺎﻭﺍﺓ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﺍﻟﻔﻘﲑﺓ ﻭﺍﳌﻌﻮﺯﺓ ﻭﺳﻜﺎﻥ ﺍﻷﺭﻳﺎﻑ ﻭﺍﻟﺒﻮﺍﺩﻱ‬ ‫ﻭﺍﻟﺼﺤﺎﺭﻱ‪.‬‬ ‫ﺇﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺳﺘﺆﺩﻱ ﺣﺘﻤﺎ ﺇﱃ ﺗﺪﱐ ﺍﳌﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭﺗﻨﺎﻣﻲ ﺍﻷﻣﻴﺔ‬ ‫ﻧﺎﻫﻴﻚ ﻋﻦ ﺍﻧﻌﻜﺎﺳﺎ‪‬ﺎ ﻋﻠﻰ ﲤﺎﺳﻚ ﻭﺍﻧﺴﺠﺎﻡ ﺍ‪‬ﺘﻤﻌﺎﺕ ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﻼﺣﻆ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﳌﺬﻫﻞ ﻟﻠﺪﺭﻭﺱ‬ ‫ﻭﺍﳌﺪﺍﺭﺱ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﰲ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ)‪ (15‬ﻭﺍﻟﱵ ﺳﺘﺴﺎﻫﻢ ﰲ ﺃﺯﻣﺔ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻷ‪‬ﺎ ﺑﻜﻞ ﺑﺴﺎﻃﺔ‬ ‫ﻟﻴﺴﺖ ﰲ ﻣﺘﻨﺎﻭﻝ ﺍﳉﻤﻴﻊ‪ .‬ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻧﺘﺴﺎﺀﻝ ﻫﻞ ﻧﺘﺠﻪ ﳓﻮ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﲟﻜﻴﺎﻟﲔ‪ :‬ﺗﺮﺑﻴﺔ ﻟﻸﻏﻨﻴﺎﺀ ﻭﺃﺧﺮﻯ ﻟﻠﻔﻘﺮﺍﺀ؟‬ ‫ﻣﺎ ﻫﻲ ﻋﻮﺍﻗﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ؟ ﺇﻧﻪ ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺍﳌﻄﺮﻭﺡ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﺴﺘﻘﺒﻼ ﻷﻥ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﳓﻮ‬ ‫ﺍﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﻭﺍﳋﺼﺨﺼﺔ ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ﻫﻴﻜﻠﺔ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭ ﺗﺮﺍﺟﻊ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻋﻦ‬ ‫ﺩﻭﺭﻫﺎ ﰲ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻄﺎﻋﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻻ ﻳﻌﻔﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺩﻭﺭﻫﺎ ﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻲ ﺍﻻ ﻭﻫﻮ ﺿﻤﺎﻥ‬ ‫ﺍﻻﻧﺴﺠﺎﻡ ﻭﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﺩﺍﺧﻞ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﳝﺮ ﺣﺘﻤﺎ ﻋﱪ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‪.‬‬ ‫‪ -4‬ﲢﺪﻳﺎﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ‪:‬‬

‫ﺇﻥ ﺍﻟﺘﺰﺍﻳﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺮﻓﻪ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﰲ ﺃﻋﺪﺍﺩ ﺍﳌﻠﺘﺤﻘﲔ ﺑﺎﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺃﻧﻮﺍﻋﻬﺎ‬ ‫ﻭﻣﺴﺘﻮﻳﺎ‪‬ﺎ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺑﺘﺄﻛﻴﺪ ﺍﳌﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﳌﻮﺍﺭﺩ ﺍﳌﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻟﻼﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﳊﺎﺟﻴﺎﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻋﺪﺍﺩ ﺍﳌﺘﺰﺍﻳﺪﺓ‬ ‫ﺑﺎﺳﺘﻤﺮﺍﺭ‪ ،‬ﺇﻻ ﺃﻥ ﺗﻮﻓﲑ ﺍﳌﻮﺍﺭﺩ ﻟﻮﺣﺪﻩ ﻻ ﻳﻜﻔﻲ ﺑﻞ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﻭﺟﻮﺩ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ ﲢﺴﻦ‬ ‫ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﻭﺗﻮﺟﻴﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻮﺍﺭﺩ ﻷﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﻠﻮﻡ ﺃﻥ ﻗﻮﺓ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻣﺎ ﻻ ﺗﻜﻤﻦ ﰲ ﻛﺜﺮﺓ ﻣﻮﺍﺭﺩﻫﺎ ﻭﺇﳕﺎ‬ ‫ﺗﻜﻤﻦ ﺃﺳﺎﺳﺎ ﰲ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﻮﻇﻴﻒ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻮﺍﺭﺩ‪ .‬ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺗﺄﻛﻴﺪ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﲔ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺃﺯﻣﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻟﻴﺴﺖ ﺃﺯﻣﺔ ﻣﻮﺍﺭﺩ ﻭﺇﳕﺎ ﺃﺯﻣﺔ ﺗﻮﺟﻴﻪ ﻭﺇﺩﺍﺭﺓ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻮﺍﺭﺩ ﻭﺧﺎﺻﺔ ﺃﳘﻬﺎ ﻭﻫﻲ‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪40‬‬

‫ـــــــــــــــــــ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻠﺘﻘﻰﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ﺍﳌﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻭﺭﻏﻢ ﺗﺰﺍﻳﺪ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭﺿﺮﻭﺭﺓ ﺗﻄﻮﻳﺮﻫﺎ ﻳﺒﻘﻰ ﺑﺮﺃﻱ ﲨﻠﺔ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﳌﺨﺘﺼﲔ ﻭﺍﳌﻬﺘﻤﲔ ﺃﻥ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﻣﺜﻘﻠﺔ ﺑﺎﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﳌﺸﻜﻼﺕ ﳑﺎ ﻳﻘﻠﻞ ﻣﻦ‬ ‫ﻗﺪﺭ‪‬ﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﺍﻟﻔﻌﺎﻝ)‪.(16‬‬ ‫ﻭﻗﺪ ﳋﺺ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﻧﺸﻮﺍﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﱵ ﺗﻮﺍﺟﻪ ﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﲟﺴﺘﻮﻳﺎ‪‬ﺎ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ‬ ‫ﻭﺑﺪﺭﺟﺎﺕ ﻣﺘﻔﺎﻭﺗﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ‪" :‬ﻋﺪﻡ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﰲ ﳎﺎﻝ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ ﻭﺍﲣﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ‪ /.‬ﻧﻘﺺ ﺍﻟﻜﻔﺎﺀﺍﺕ‬ ‫ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‪ /.‬ﻋﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﲢﺪﺩ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺻﺤﻴﺤﺔ‪ /.‬ﺍﻟﺒﲑﻭﻗﺮﺍﻃﻴﺔ‬ ‫ﺍﳌﺘﻔﺸﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭﻣﺎ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻨﻬﺎ‪ /.‬ﺳﻮﺀ ﻃﺮﻕ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﻭﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺑﲔ‬ ‫ﺍﳌﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ‪ /.‬ﺿﻌﻒ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﺪﺍﻓﻌﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﳌﻌﻨﻮﻳﺔ ﻟﻠﻤﺪﻳﺮﻳﻦ ﻭ ﺍﳌﻌﻠﻤﲔ ﺍﲡﺎﻩ‬ ‫ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻭ ﺍﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﺪﱐ ﺍﻟﺮﻭﺍﺗﺐ ﻭﺍﳊﻮﺍﻓﺰ‪ /.‬ﺗﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻭﻋﻘﻢ ﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﻹﺷﺮﺍﻑ‪/.‬‬ ‫ﺍﳉﻤﻮﺩ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻳﲔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﲔ‪ /.‬ﻋﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﻧﻈﺎﻡ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺇﺩﺍﺭﻱ‬ ‫ﻭﺍﺿﺢ ﻳﺴﻬﻞ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﻭ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺑﲔ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ")‪.(17‬‬ ‫ﺇﻧﻪ ﻓﻌﻼ ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻮﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻻﻧﺘﺒﺎﻩ ﺇﻟﻴﻪ ﻋﱪ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﰲ‬ ‫ﺍﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺍﳊﺎﻟﻴﺔ ‪‬ﺪﻑ ﺗﺮﺷﻴﺪﻫﺎ ﻭﲢﺪﻳﺜﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﺰﻭﻳﺪﻫﺎ ﺑﺎﻟﻜﻔﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﳌﺮﺍﺟﻌﺔ‬ ‫ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﻭﺍﳌﻤﺎﺭﺳﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭﺗﻮﻇﻴﻒ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻭﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺎﺕ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﻟﺘﺴﻬﻴﻞ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﻭﺳﺮﻋﺔ‬ ‫ﺍﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻭﺭﺩ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻭﺗﻘﻴﻴﻢ ﺍﳌﺮﺩﻭﺩ‪.‬‬ ‫ﺧـﺎﲤﺔ‪:‬‬ ‫ﰲ ﺧﺘﺎﻡ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺪﺍﺧﻠﺔ ﳝﻜﻨﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺘﺴﺎﺀﻝ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﻭﻫﻞ ﻫﻲ ﰲ ﻣﺘﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ؟‬ ‫ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﳊﺎﻝ ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻤﺎ ﻫﻲ ﺃﳒﻊ ﺍﻟﺴﺒﻞ ﳌﻌﺎﳉﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﺷﻜﺎﻻﺕ؟ ﻃﺒﻌﺎ ﻳﺄﰐ ﻷﺫﻫﺎﻧﻨﺎ ﲨﻴﻌﺎ ﻓﻜﺮﺓ‬ ‫ﺍﻹﺻﻼﺡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻱ ﺇﺻﻼﺡ ﻭﻛﻴﻒ ﳝﻜﻦ ﲢﻘﻴﻘﻪ؟ ﳚﺐ ﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺃﻥ ﺃﻱ ﺇﺻﻼﺡ‬ ‫ﺗﺮﺑﻮﻱ ﻳﺒﻘﻰ ﻣﺮﺗﺒﻂ ﺑﺈﺻﻼﺡ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺷﺎﻣﻞ ﻭﻣﺘﻜﺎﻣﻞ ﺑﻜﻞ ﺟﻮﺍﻧﺒﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ‬ ‫ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪-‬ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻋﱪ ﺇﺷﺮﺍﻙ ﳐﺘﻠﻒ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﲔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﲔ ﻭﺍﳌﻌﻨﻴﲔ‪ :‬ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﻣﺆﺳﺴﺎ‪‬ﺎ‪ ،‬ﺍﳌﻔﻜﺮﻳﻦ‬ ‫ﻭﺍﻟﺒﺎﺣﺜﲔ ﻭﺍﳌﺨﺘﺼﲔ‪ ،‬ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺍﳌﺪﱐ‪ ،‬ﺍﳉﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﶈﻠﻴﺔ ﻭﺍ‪‬ﺎﻟﺲ ﺍﳌﻨﺘﺨﺒﺔ‪ ،‬ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﳋﺎﺹ‪...‬ﺇﻧﻪ ﺃﺣﺴﻦ‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪41‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــ ﺩ‪ .‬ﺑﻠﻌﺎﺩﻱ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ‪ :‬ﲢﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﰊ‬

‫ﺍﻟﺴﺒﻞ ﻹﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﺘﻐﲑﺍﺕ ﺍﳌﻄﻠﻮﺑﺔ ﻟﻜﺴﺐ ﺍﻟﺮﻫﺎﻧﺎﺕ ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﻭﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﻘﺪﺭﺍﺕ ﺍ‪‬ﺘﻤﻌﻴﺔ ﳌﻮﺍﺟﻬﺔ‬ ‫ﳐﺘﻠﻒ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﰲ ﻋﺎﱂ ﺷﺪﻳﺪ ﺍﻟﺘﻌﻘﻴﺪ ﻭﺳﺮﻳﻊ ﺍﻟﺘﻐﲑ‪.‬‬ ‫ﺍﳍﻮﺍﻣﺶ‪:‬‬

‫‪ -1‬ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﺴﻨﺒﻞ‪ ،‬ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺎﺭﻑ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﳊﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﻌﺸـﺮﻳﻦ‪ ،‬ﺍﻹﺳـﻜﻨﺪﺭﻳﺔ‪،‬‬

‫ﺍﳌﻜﺘﺐ ﺍﳉﺎﻣﻌﻲ ﺍﳊﺪﻳﺚ‪.2002 ،‬‬ ‫‪ -2‬ﺍﳌﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ‪"،‬ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﺎﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮ" ﺗﻮﻧﺲ ‪.2002‬‬ ‫‪ -3‬ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﺘﻮﳚﺮﻱ "ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺮﰊ‪ ،‬ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻞ" ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﻌﺮﰊ‪ ،‬ﻋﺪﺩ ‪ ،292‬ﺟﻮﺍﻥ ‪ ،2003‬ﺹ‪171‬‬ ‫‪ -4‬ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺳﻨﺒﻞ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ﺫﻛﺮﻩ‪ ،‬ﺹ‪152‬‬

‫‪ -5‬ﻋﻠﻲ ﺍﳊﻮﺍﺕ‪ ،‬ﻣﻼﺣﻈﺎﺕ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ "ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻘﺪﺭﺍﺕ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ‪ :‬ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ" ﰲ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﻌﺎﻡ‬ ‫‪" 2002‬ﺧﻠﻖ ﻓﺮﺹ ﻟﻸﺟﻴﺎﻝ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ" ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ﺍﻹﳕﺎﺋﻲ ﻭ ﺍﻟﺼﻨﺪﻭﻕ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻟﻺﳕﺎﺀ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ"‪،‬‬ ‫‪in www.ncrss.com/report2.doc du03/11/2004‬‬ ‫)‪ (6‬ﺃﻧﻈﺮ ﻣﺜﻼ‪ :‬ﺃﻧﻄﻮﺍﻥ ﺯﺣﻼﻥ "ﻛﻴﻒ ﳝﻜﻦ ﻟﻘﺪﺭﺍﺕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺃﻥ ﺗﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﻧﻘﺎﻁ ﺿﻌﻔﻨﺎ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨـﺔ" ﺍﳌﺴـﺘﻘﺒﻞ‬ ‫ﺍﻟﻌﺮﰊ‪ ،‬ﻋﺪﺩ ﺭﻗﻢ‪ ،307‬ﺳﺒﺘﻤﱪ ‪ 2004‬ﺹ ‪.97-76‬‬ ‫‪ -7‬ﳏﻤﺪ ﻋﺎﺑﺪ ﺍﳉﺎﺑﺮﻱ‪"،‬ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﺘﺤﻮﻻﺕ ﺍ‪‬ﺘﻤﻌﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﰊ" ﺣﻠﻘﺔ ﺩﺭﺍﺳﻴﺔ ﻟﻘﺎﺩﺓ ﺍﻟﻔﻜـﺮ ﺍﻟﺘﺮﺑـﻮﻱ‬ ‫ﺍﳌﺘﺨﺼﺼﲔ ﰲ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ‪ ،‬ﺍﳌﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ‪ ،1996 ،‬ﺹ‪.6-2‬‬ ‫‪ -8‬ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﻟﺘﻮﳚﺮﻱ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ﺫﻛﺮﻩ‪ ،‬ﺹ‪.173‬‬ ‫‪ -9‬ﻧﻔﺲ ﺍﳌﺮﺟﻊ‪ ،‬ﺹ‪174‬‬ ‫‪ -10‬ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺳﻨﺒﻞ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ﺫﻛﺮﻩ‪ ،‬ﺹ‪183‬‬ ‫‪ -11‬ﻋﻠﻲ ﺍﳊﻮﺍﺕ‪ :‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ﺫﻛﺮﻩ‪.‬‬ ‫‪ -12‬ﻣﺼﻄﻔﻰ ﳏﺴﻦ‪" ،‬ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﻣﻬﺎﻡ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺚ ﰲ ﻋﺎﱂ ﻣﺘﻐﲑ‪:‬ﲢﺪﻳﺎﺕ ﻭﺭﻫﺎﻧﺎﺕ ﰲ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ"‪du ،‬‬ ‫‪in www.Kalema.net/articles 39-6 04/12/2004‬‬ ‫‪. -13‬ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻭﺁﺧﺮﻭﻥ‪"،‬ﺍﳌﻨﻬﺞ ﺍﳌﺪﺭﺳﻲ ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻮﺭ ﺟﺪﻳﺪ"‪ ،‬ﻣﻜﺘﺒﺔ ﺍﻟﻌﺒﻴﻜﺎﻥ‪ ،‬ﺍﻟﺮﻳـﺎﺽ‪ ،1996 ،‬ﺫﻛـﺮ ﰲ‬ ‫ﻣﺼﻄﻔﻰ ﳏﺴﻦ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ﺫﻛﺮﻩ‪.‬‬ ‫‪ -14‬ﳏﻤﺪ ﻋﺎﺑﺪ ﺍﳉﺎﺑﺮﻱ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ﺫﻛﺮﻩ‪ ،‬ﺹ ‪.11‬‬ ‫‪ -15‬ﻋﻠﻲ ﺍﳊﻮﺍﺕ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ﺫﻛﺮﻩ‪.‬‬ ‫‪ -16‬ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺳﻨﺒﻞ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ﺫﻛﺮﻩ‪ ،‬ﺹ ‪.186‬‬ ‫‪ -17‬ﻳﻌﻘﻮﺏ ﻧﺸﻮﺍﻥ‪" ،‬ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﰲ ﻣﺸﺎﺭﻑ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﳊﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ"‪ ،‬ﻏﺰﺓ‪ ،‬ﻣﻄﺒﻌﺔ ﺍﳌﻘـﺪﺍﺩ‪،2000 ،‬‬ ‫ﺹ‪.334-331‬‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪42‬‬

‫ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﺔ‪-‬ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ‪-‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺃﻳـﺔ ﻋﻼﻗـﺔ ؟‬ ‫ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﳕﻮﺫﺟﺎ‬

‫ﺩ‪ .‬ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻓﺮﺣﺎﰐ‬ ‫ﻗﺴﻢ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻨﻔﺲ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺎﺗﻨﺔ‬

‫ﺃﻭﻻ‪ -‬ﻣﻘﺎﺭﺑﺔ ﺗﺎﺭﳜﻴﺔ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ‪:‬‬ ‫‪ 1‬ـ ﻣﺪﺧﻞ ﺃﻧﺜﺮﻭﺑﻮﻟﻮﺟﻲ ﻭﺃﺳﻄﻮﺭﻱ ﻟﻠﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ‪:‬‬

‫ﺗﻌ ّﺪ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻣﻦ ﺍﳌﻔﺎﻫﻴﻢ ﺍﻟﻘﺪﳝﺔ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﲤﺘﺪ ﰲ ﻗﺪﻣﻬﺎ ﻣـﻦ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻹﺟﺮﺍﺋﻴﺔ ﻗﺪﻡ ﳑﺎﺭﺳﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻟﻠﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬ﻭﱂ ﺗﺘﺒﻠﻮﺭ ﰲ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻹﻧﺴﺎﱐ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‬ ‫ﻛﻤﻔﺎﻫﻴﻢ ﳎﺮﺩﺓ ﳍﺎ ﻣﺮﺟﻌﻴﺎ‪‬ﺎ ﻭﻓﻠﺴﻔﺎ‪‬ﺎ ﻭﺃﳕﺎﻃﻬﺎ‪ ،‬ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﻧﺸﻮﺀ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﻣـﺎ ﺗﻀـﻤﻨﺘﻪ ﻣـﻦ‬ ‫ﺍﳊﻘﻮﻕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﳊﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﻭﺍﳉﻤﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻫﻲ ﺃﻱ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﺔ ﻭﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‬ ‫ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻫﻲ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﺃﻭ ﺻﻴﻎ‪ -‬ﻛﻤﺎ ﺗﻌﻜﺴﻬﺎ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻷﻧﺜﺮﻭﺑﻮﻟﻮﺟﻴﺎ‪ ،‬ﱂ ﺗﺴﺘﻘﺮ ﻋﻠـﻰ ﺩﻻﻟـﺔ‬‫ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻓﻬﻲ ﻣﺘﻐﲑﺓ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻭﺗﺘﻌﺎﻟﻖ ﺇﳚﺎﺑﺎ ﻭﺳﻠﺒﺎ ﰲ ﻛﻞ ﲡﻠﻴﺎ‪‬ﺎ‪ ،‬ﻭﺗﺘﺤﺪﺩ ﺳﻠﺒﻴﺘﻬﺎ ﻭﺇﳚﺎﺑﻴﺘﻬﺎ ﺗﻠـﻚ‪-‬‬ ‫ﻛﻤﺎ ﺗﺒﺪﻭﺍ ﺇﺟﺮﺍﺋﻴﺎ‪ -‬ﺑﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﻧﻮﻋﻴﺔ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻭﺃﺳﺎﻟﻴﺒﻪ‪.‬‬ ‫ﻓﺎﳌﻮﺍﻃﻨﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻫﻲ ﺗﺮﻛﻴﺰ ﺑﺎﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﺍﻟﻔـﺮﺩ ﰲ ﺣﻴﺰ ﻣﺎ‪ ،‬ﺟﻐﺮﺍﰲ ﺃﻭ ﻓﻜﺮﻱ ﺃﻭ ﻋﻘﻴﺪﻱ‬ ‫ﺃﻭ ﻋﺮﻗﻲ ﺃﻭ ﻃﺒﻘﻲ‪...‬ﺍﱁ ﻫﻲ ﺧﻄﺎﺏ ﺍﳍﻮﻳﺔ )ﺍﻟـ ﳓﻦ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩﻳﺔ( ﺑﺎﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻷﻭﱃ‪ ،‬ﻭﺍﻟﱵ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﺗﻜﻮﻥ‬ ‫ﻣﺸﺒﻌﺔ ﲟﻀﺎﻣﲔ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺮﻣﺰﻳﺔ ﳉﻤﺎﻋﺔ‪ ،‬ﳑﺎ ﳚﻌﻞ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺷﺪﻳﺪﺍ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻏﲑ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﺃﻭ ﻣﺴﺘﻌﺼﻴﺔ‬ ‫ﻟﻠﺘﺪﺍﻭﻝ ﻭﺍﻟﺘﻔﻜﻴﻚ‪ ،‬ﻻﺳﻴﻤﺎ ﰲ ﺍ‪‬ﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻨﻤﻄﻴﺔ ﺍﳌﻐﻠﻘﺔ‪ ،‬ﳑﺎ ﻳﺴﺘﻌﺼﻲ ﺍﺳﺘﻜﺸﺎﻑ ﺗﻜﺎﻣﻠﻬﺎ ﺑﺎﳌﻔـﺎﻫﻴﻢ‬ ‫ﻣﻦ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‪ .‬ﻭﺻﺒﻐﺔ ﺍﳍﻮﻳﺔ ﺍﳌﺮﻛﺰﺓ ﰲ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﺔ ﻫﺬﻩ‪ ،‬ﻗﺪ ﺷﻬﺪ‪‬ﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﰲ ﲡﺮﺑﺘـﻬﺎ‬ ‫ﺍﳊﻀﺎﺭﻳﺔ ﺍﳌﺘﻨﻮﻋﺔ ﺑﻌﺪﺓ ﺻﻴﻎ‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﻭﺟﻮﺩﻳﺔ ﻟﻠﻔﺮﺩ ﺍﺑﺘﺪﺍﺀ‪ ،‬ﳛﺪﺩﻫﺎ ﳎﺎﻝ ﺃﻭ ﺣﻴﺰ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ‪،‬‬ ‫ﻭﳛﺪﺩﻫﺎ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻧﻮﻋﻴﺔ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﻔﺮﺩﻱ ﰲ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭﻱ ﻭﻣـﺎ ﻳﻨﺘﺠـﻪ ﻣـﻦ‬ ‫ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺗﻀﺎﺩ ﺃﻭ ﺗﻜﺎﻣﻞ ﺑﲔ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻭﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ) ﺍﻟﻨﺤﻦ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ(‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﳚﻌﻠﻬﺎ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﰲ ﻋﻼﻗﺔ ﻣﺎ ﺑﺎﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ ﺷﻜﻞ ﻣﻦ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﱵ ﻃﻮﺭﻫﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻐﺮﰊ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﱐ‪ ،‬ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﺃﺧﻼﻗﻴﺔ ﻛﺎﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ‪،‬‬ ‫ﻭﻣﺒﺎﺩﺉ ﻭﺟﻮﺩﻳﺔ ﻛﺎﳊﺮﻳﺔ ﰲ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﻭﺗﻜﺎﻓﺆ ﺍﻟﻔﺮﺹ ﰲ ﺍﳌﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪) ،‬ﺍﻟﻨﺤﻦ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ( ﻛﻤـﺎ‬ ‫ﳚﻌﻠﻬﺎ ﰲ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﻌﻮﳌﺔ ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ ﺍ‪‬ﺎﻝ ﺍﻷﻭﺳﻊ ﻟﻠﻬﻴﻤﻨﺔ ﻭﺍﻻﻧـﺪﻣﺎﺝ ﰲ ﺍﻻﻧﺘﻤـﺎﺀ ﻟﻠـﻨﺤﻦ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻷﻭﺣﺎﺩﻳﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﳌﻨﺘﺼﺮﺓ‪ ،‬ﻭﻫﻮ ﺍﻧﺘﻤﺎﺀ ﻳﺼﻄﺪﻡ ﻭﻳﺘﻀﺎﺩ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﺑﺎﳍﻮﻳﺔ ﻭﺍﳋﺼﻮﺻﻴﺎﺕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﰲ‬ ‫ﻛﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺘﻤﺮﻛﺰ ﺍﻟﺪﻭﻏﻤﺎﺋﻲ ﰲ ﺍﳌﺴـﺄﻟﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴـﺔ ﻭﺍﻟﻘﻮﻣﻴـﺔ ﰲ ﻣﺸـﺎﺭﻳﻌﻬﺎ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳـﺔ‬ ‫ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪.‬‬ ‫ﻭﻣﻦ ﲦﺔ ﻓﺎﳌﻮﺍﻃﻨﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻫﻲ ﳑﺎﺭﺳﺔ ﺃﻭ ﺭﺍﺑﻄﺔ ﻭﺟﺪﺍﻧﻴﺔ ﺇﳚﺎﺑﻴﺔ ﳊﻴﺰ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ )ﺍﳉﻐﺮﺍﰲ ﻭﺍﻟﺮﻣﺰﻱ‬ ‫ﺍ‪‬ﺘﻤﻌﻲ(‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ ﺑﺎﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻷﻭﱃ‪ ،‬ﺗﺘﺤﻘﻖ ﻋﱪ ﲤﺜﻞ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻟﻠﻘﻴﻢ ﺍﳌﺸﺘﺮﻛﺔ ﺍﳉﺎﻣﻌﺔ ﰲ ﻛﻞ‬ ‫ﺃﺑﻌﺪﻫﺎ ﻛﺤﺎﺟﺔ ﻧﻔﺴﻴﺔ ﺍﺑﺘﺪﺍﺀ‪ ،‬ﺇﺫ ﻛﺸﻔﺖ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻷﻧﺜﺮﻭﺑﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻗـﺪ ﺍﻫﺘﻤـﺖ‬ ‫ﺑﺘﺮﻛﻴﺰ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻹﻧﺘﻤﺎﺋﻴﺔ ﰲ ﻧﻄﺎﻕ ﺫﻟﻚ ﺍﳊﻴﺰ ﺃﻭ ﺍ‪‬ﺎﻝ ﺍﳊﻴﻮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺘﻤﻲ ﺇﻟﻴـﻪ ﺍﻟﻔـﺮﺩ ﻓﻴﺰﻳﻘﻴـﺎ‬ ‫ﻭﺇﻳﻜﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻭﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎ‪ ،‬ﻛﺤﺎﺟﺔ ﻣﻦ ﺍﳊﺎﺟﺎﺕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺍﺟﻬﺖ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻭﺗﻮﺍﺟﻬﻪ ﻋﻠـﻰ ﻣﺴـﺘﻮﻯ‬ ‫ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ؛ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻘﺪﱘ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺗﺆﻛﺪﻩ ﲝﻮﺙ ﺇﺭﻳﻚ ﻓـﺮﻭﻡ‪ ،‬ﻫـﻮ‬ ‫ﺗﻌﺒﲑ ﺑﺸﻜﻞ ﺃﻭ ﺑﺂﺧﺮ ﻋﻦ ﺃﺯﻣﺔ ﻭﺟﻮﺩﻳﺔ ﺳﻴﻜﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﲝﺎﻟﺔ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻟﻮﺣﺪﺓ ﻭﺍﻻﻧﻌﺰﺍﻟﻴـﺔ ﺍﻟـﱵ‬ ‫ﻋﺎﺷﻬﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺒﺪﺍﺋﻲ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺍﻛﺘﺸﻒ ﲤﻴﺰﻩ ﻭﺍﻧﻔﺼﺎﻟﻪ ﻋﻦ ﻣﻔﺮﺩﺍﺕ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ‪ ،‬ﻓﺎﳔﺮﻁ‬ ‫♣‬ ‫ﰲ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺇﺷﺒﺎﻉ ﺣﺎﺟﺔ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ‪‬ﻤﻮﻉ ﻧﻮﻋﻪ ﺑﻐﺮﺽ ﺍﳋﻼﺹ ﻣﻦ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻼﺇﻧﺘﻤـﺎﺀ )‪(64 : 1‬‬ ‫ﻓﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻮﺣﺪ ﻣﻊ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﱵ ﻋﺎﺷﻬﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺒﺪﺍﺋﻲ ﺗﺮﺍﺟﻌﺖ ﺑﺎﻛﺘﺸﺎﻑ ﺍﻹﻧﺴـﺎﻥ ﺗﺴـﺎﻣﻴﻪ ﻋـﻦ‬ ‫ﻣﻔﺮﺩﺍﺕ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﳌﺎﺩﻱ ﻟﻠﻌﺎﱂ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ‪ ،‬ﻭﺍﺻﻄﻔﺎﺋﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺨﻠﻮﻗﺎﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ‪ ،‬ﻭﺣﺎﻟﺔ ﺍﻧﻔﺼﺎﻟﻪ ﺍﻟﱵ ﺗﻌﱪ‬ ‫ﻋﻦ ﺗﻔﻮﻗﻪ ﺃﺳﺘﺸﻌﺮ ﻣﻌﻬﺎ ﺿﻌﻔﻪ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﻛﻔﺮﺩ‪ ،‬ﻓﻘﻔﺰﺕ ﺣﺎﺟﺘﻪ ﻟﻼﻧﺘﻤﺎﺀ ﻟﻠﺠﻤﺎﻋﺔ ﻟﻠﺼﺪﺍﺭﺓ‪ ،‬ﻭﺷﻜﻠﺖ‬ ‫ﺗﻠﻚ ﺍﳊﺎﺟﺔ ﲝﺴﺐ ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ " ﺃﺩﻟﺮ" ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻳﺘﻤﻈﻬﺮ ﰲ ﺳﻌﻲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻟﺘﺤﻘﻴـﻖ ﺍﻧﺘﻤـﺎﺀﻩ‬ ‫ﻭﺗﻮﺣﺪﻩ ﺑﺎﻵﺧﺮﻳﻦ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻌﻬﻢ ﻹﺛﺒﺎﺕ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺘﻪ‪ :‬ﺃﻱ ﺗﻜﻮﻳﻦ " ﺍﻟﻨﺤﻦ " ﺍﻟﱵ ﻳﺴﺘﻤﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﺮﺩﻳﺘـﻪ‬

‫♣ ﻳﺸﲑ ﺍﻟﺮﻗﻢ ﺍﻷﻭﻝ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻘﻮﺳﲔ ﺇﱃ ﺭﻗﻢ ﺍﳌﺮﺟﻊ ﰲ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺍﳌﺮﺍﺟﻊ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺮﻗﻢ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻭﻣﺎ ﺑﻌﺪﻩ ﻳﺸﲑ ﺇﱃ ﺭﻗﻢ ﺍﻟﺼـﻔﺤﺔ ﰲ ﻧﻔـﺲ‬ ‫ﺍﳌﺮﺟﻊ ‪ ،‬ﻭﺗﺮﺗﻴﺐ ﺍﳌﺮﺍﺟﻊ ﰲ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺍﳌﺮﺍﺟﻊ ﲝﺴﺐ ﻇﻬﻮﺭ ﺍﳌﺮﺟﻊ ﰲ ﻣﱳ ﺍﳌﻘﺎﻝ‪.‬‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪44‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــ ﺩ‪ .‬ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻓﺮﺣﺎﰐ‪ :‬ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﺔ – ﺍﻟﺪﳝﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ –ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺃﻳﺔ ﻋﻼﻗﺔ ؟‬

‫ﻭﳛﻘﻘﻬﺎ‪ ،‬ﺑﺄﺷﻜﺎﻝ ﺷﱴ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻴﻎ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﺟﺎﺩ ‪‬ﺎ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺍﻹﻧﺴﺎﱐ ﻋﻠﻰ ﻣـﺮ ﺍﻟﺘـﺎﺭﻳﺦ‪،‬‬ ‫ﻭﺑﺬﻟﻚ ﻓﺎﻟﻔﺮﺩ ﻛﻤﺎ ﻳﺘﺼﻮﺭﻩ ﺃﺩﻟﺮ‪ ،‬ﻻ ﻳﺼﲑ ﻓﺮﺩﺍ ﺇﻻ ﰲ ﻣﱳ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ) ‪.(64 :1‬‬ ‫ﻭﻋﻠﻴﻪ ﳝﻜﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥ ﺍﻷﺻﻞ ﰲ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﻛﻤﺎ ﻳﺘﺼـﻮﺭﻩ‬ ‫ﺍﻟﺒﻌﺾ‪ ،‬ﻭﻫﻮ ﺣﺎﺟﺔ ﻓﺮﺩﻳﺔ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺣﺎﺟﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ .‬ﻓﺎﻟﺒﻌﺪ ﺍﳌﻴﺘﺎﻓﻴﺰﻳﻘﻲ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﺃﻭﺟﺪ ﻣﻨﻈﻮﻣـﺔ‬ ‫ﺭﻣﺰﻳﺔ ﻛﺎﻟﻠﻐﺔ ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻷﺳﻄﻮﺭﺓ ﻭﺍﳋﺮﺍﻓﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ‪ ،‬ﻛﺎﻧﺖ ﲟﺜﺎﺑﺔ ﺍﻷﻓﻜـﺎﺭ ﺍﳉﺎﻣﻌـﺔ‪ ،‬ﳕـﺖ‬ ‫ﻭﺗﻄﻮﺭﺕ ﰲ ﻧﻄﺎﻕ ﲨﺎﻋﺔ ﺗﻌﺎﻭﻧﻴﺔ ﻭﺗﺒﻠﻮﺭﺕ ﰲ ﺷﻜﻞ ﻣﺮﺟﻌﻴﺎﺕ ﻣﻠﺰﻣﺔ‪ ،‬ﺗﻨﺘﺞ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟـﺬﻱ‬ ‫ﳛﺪﺩ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺑﲔ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ‪ ،‬ﻭﻳﻮﺣﺪﻫﺎ ﰲ ﳕﻂ ﻣﻌﻴﺸﻲ ﻣﺘﻤﻴﺰ ﻋﻦ ﺍﻵﺧـﺮﻳﻦ‪ ،‬ﻭﺑـﺬﻟﻚ‬ ‫ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺮﻣﺰﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺮ ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ ﲟﱰﻟﺔ ﻣﻮﻃﻦ ﺃﻭ ﺃﻭﻃﺎﻥ ﲡﺮﻳﺪﻳﺔ ﺣﺪﺩ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻧﺘﻤﺎﺀﻩ ﺇﻟﻴﻬـﺎ ﺑﺸـﻜﻞ‬ ‫ﻗﺪﺳﻲ ﻭﻭﺟﺪﺍﱐ ﻳﺘﻤﺎﻫﻰ ﻣﻌﻬﺎ ﰲ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﳊﺎﻻﺕ‪ ،‬ﺑﺎﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﻭﺫﺍﺕ ﻣﻀﺎﻣﲔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺃﺧﻼﻗﻴﺔ‬ ‫ﻫﻲ ﲟﱰﻟﺔ ﺍﳌﺮﺟﻌﻴﺔ ﰲ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ‪ .‬ﻭ‪‬ﺬﺍ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﻟﻠﺮﻣﺰﻳﺔ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ‪ ،‬ﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻨﻤﻲ ﺍﳌﺸـﺎﻋﺮ‬ ‫ﺍﻻﳚﺎﺑﻴﺔ ﺍﻟﺘﻀﺎﻣﻨﻴﺔ ﺑﲔ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ‪ ،‬ﻣﻬﻤﺎ ﺑﺎﻋﺪﺕ ﺍﳉﻐﺮﺍﻓﻴﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ‪ ،‬ﻭﺗﻠﻚ ﻫﻲ ﺻﻮﺭﺓ ﻟﻠﻤﻮﺍﻃﻨﺔ ﺍﻟﱵ ﻋﺮﻓﺘـﻬﺎ‬ ‫ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﺪﱘ‪ ،‬ﻭﻫﻲ ﺻﻴﻐﺔ ﻟﻠﻤﻮﺍﻃﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻴﻎ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﺨﻄﻰ ﺍﳉﻐﺮﺍﻓﻴﺎ ﻭﺗﺴﻤﺢ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻟﻖ ﺍﻻﳚـﺎﰊ‬ ‫ﲟﻀﺎﻣﲔ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﺘﺴﺎﳏﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﰲ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﱐ‪.‬‬ ‫ﻭﻳﺴﺘﻨﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻔﺴﲑ ﻟﻼﻧﺘﻤﺎﺀ‪ ،‬ﺑﻮﺻﻔﻪ ﺗﻮﻃﲔ ﻟﻠﺸﺨﺼﻴﺔ‪ ،‬ﰲ ﻧﻄﺎﻕ ﲨﺎﻋﺔ ﺫﺍﺕ ﺭﻣﺰﻳـﺔ‪ ،‬ﻭﺣﻴـﺰ‬ ‫ﺟﻐﺮﺍﰲ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺳﻄﻮﺭﺓ ﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺿﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻔﺴﺮ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺍﻟﺜﻘﺎﰲ ﺍﳌﻨﻀـﺒﻂ‬ ‫ﻟﻸﻓﺮﺍﺩ ﻭﻓﻖ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﺍﳉﻤﺎﻋﻲ‪ ،‬ﺑﺘﺤﺮﱘ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻫﻂ ﺍﻟﺒﺪﺍﺋﻲ‪ ،‬ﺑﺪﻝ ﺍﻹﺷﺒﺎﻉ ﺍﳉﻨﺴﻲ ﺍﻟﻔﻮﺿـﻮﻱ‪،‬‬ ‫ﻭﺗﻘﺪﻳﺲ ﺍﻷﺏ ﰲ ﺻﻴﻐﺔ ﺍﻟﻄﻮﻃﻢ ﺑﻌﺪ ﻗﺘﻠﻪ‪ ،‬ﻛﺘﻌﺒﲑ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻟﺬﻧﺐ‪ ،‬ﻭﺗﻠـﻚ ﻫـﻲ ﺍﳌﻴﻜﺎﻧﺰﻣـﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺃﺗﺎﺣﺖ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﰲ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺗﻀﺒﻂ ﺳﻠﻮﻛﻪ ﻣﻊ ﺇﺧﻮﺍﻧﻪ‪ ،‬ﻋﻦ ﻃﻮﺍﻋﻴﺔ ﻣﻦ ﻏﲑ‬ ‫ﺇﻛﺮﺍﻩ ﻛﻤﺎ ﰲ ﺻﻴﻐﺔ ﺍﻷﺏ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺗﻌﺪ ﻫﻲ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻷﻭﱃ ﻟﺘﻜﻮﻥ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﻭﺇﻧﺘﺎﺝ ﻣﻨﻈﻮﻣﺘﻪ ﺍﻟﺮﻣﺰﻳﺔ ﺍﻟـﱵ‬ ‫ﻳﻨﺘﻤﻲ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺃﻓﺮﺍﺩﻩ ﺑﻘﺪﺳﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ‪ ،‬ﻭﺫﻟﻚ ﻋﱪ ﺇﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﻭﺍﻻﺗﻔﺎﻗﺎﺕ ﺍﳌﻠﺰﻣﺔ ﻟﻸﻓﺮﺍﺩ‪ .‬ﻭﻳﻌﺪ ﻗﺎﻧﻮﻥ‬ ‫ﺍﻟﺘﺤﺮﱘ ﺃﻭﻝ ﺗﺸﺮﻳﻊ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﲨﺎﻋﻲ ﺃﻧﺘﺞ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﺣﺎﻟﺘـﻪ ﺍﻟﺒﻴﻮﻟﻮﺟﻴـﺔ ﺇﱃ‬ ‫ﺣﺎﻟﺘﻪ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺑﻘﺘﻞ ﺍﻷﺏ ﻭﺍﻟﺘﺤﺮﱘ‪ ،‬ﲢﺮﺭ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺰﻟﺔ ﻭﺗﻮﺍﺻﻞ ﻣﻊ ﺍﻵﺧـﺮ ﻭﺍﻧﻔـﺘﺢ ﻋﻠﻴـﻪ‪،‬‬ ‫ﻹﺷﺒﺎﻉ ﺣﺎﺟﺘﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ‪ ،‬ﰲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺩﻣﺞ ﺍﻷﺏ ﰲ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻛﻘﻮﺓ ﺭﻣﺰﻳﺔ ﺩﺍﺧﻠﻴﺔ‪ ،‬ﻛﻤـﺎ ﺻـﺎﺭ‬ ‫ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺘﺤﺮﱘ ﻭﲤﺜﻞ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻟﻪ ﻃﻮﺍﻋﻴﺔ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻌﻴﺔ ﺫﺍﺗﻴﺔ ﲢﺮﻙ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﰲ ﺍﲡـﺎﻩ ﺍﻟﺘﻮﺍﻓـﻖ ﺍﻻﺟﺘﻤـﺎﻋﻲ‪،‬‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪45‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ﻭﺍﳊﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻫﻂ " ﺍﻟﻨﺤﻦ "‪ .‬ﻭ‪‬ﺬﺍ ﻓﺴﺮ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﺗﺴﺎﻉ ﻭﲤﺪﺩ ﳎﺎﻝ ﺍﻧﺘﻤﺎﺀ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺑﺎﺗﺴﺎﻉ‬ ‫ﳎﺎﻟﻪ ﺍﳊﻴﻮﻱ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‪ ،‬ﻭﺗﺄﺳﻴﺲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻔﺮﺩﻱ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﳌﻨﻔﺘﺢ‪ ،‬ﺑﺪﻳﻼ ﻋﻦ ﺍﻟﺘـﺎﺭﻳﺦ‬ ‫ﺍﳌﻨﻐﻠﻖ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺘﻤﺜﻞ ﺍﳊﺮ ﻭﻋﻦ ﻃﻮﺍﻋﻴﺔ ﻟﻠﻤﺜﻞ ﻭﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﳉﻤﺎﻋﻴﺔ ﺑﺪﻝ ﺇﻛﺮﺍﻩ ﺍﻷﺏ‪.‬‬ ‫ﻏﲑ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﱵ ﺗﻈﻬﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﺔ ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ ﺍﻧﺘﻤﺎﺀ ﻟﻠﺠﻤﺎﻋﺔ ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻜﻴﻒ ﻭﻣﺴﺎﻋﺪﺓ‬ ‫ﻭﺗﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻘﺺ ﻭﺇﺷﺒﺎﻉ ﻟﻠﺤﺎﺟﺔ ﻭﲤﺜﻞ ﻟﻠﻘﻮﺍﻧﲔ ﻋﻦ ﻃﻮﺍﻋﻴﺔ ﻭﺩﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﻫﻂ ﰲ ﻧﻄـﺎﻕ ﺣﻴـﺰ‬ ‫ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﺍﻟﺮﻣﺰﻱ‪ ،‬ﻫﻲ ﺻﻮﺭﺓ ﺇﳚﺎﺑﻴﺔ ﺗﻜﺎﻣﻠﻴﺔ‪ ،‬ﺇﻻ ﺃﻥ ﺷﺪﺓ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﻭﺗﻀﻴﻴﻖ ﺩﺍﺋﺮﺗﻪ ﻛﻤﺎ ﺗﻈﻬـﺮ ﻋﻠﻴﻬـﺎ‬ ‫ﺻﻴﻐﺔ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﺔ ﺑﺎﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﳌﻮﻏﻠﺔ ﰲ ﺍﻟﺪﳎﻴﺔ ﻛﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺼﲔ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺒﻮﺫﻳﺔ ﺗﻌﺪ ﺇﻳـﺬﺍﺀ ﺷـﺪﻳﺪﺍ ﻟﻠﻔﺮﺩﻳـﺔ‬ ‫ﻭﺍﳊﺮﻳﺔ ﻭﺗﻨﻤﺤﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﺻﻮﺭ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‪ .‬ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﳒﺪ ﻟﻪ ﺗﻔﺴﲑﺍ ﰲ ﻣﺎ ﺃﻓﺎﺩﻧﺎ ﺑﻪ ﻟﻔـﻲ‬ ‫ﺭﺑﻮﻝ ﰲ ﺩﺭﺍﺳﺎﺗﻪ ﺍﻷﻧﺜﺮﻭﺑﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺑﺈﻗﺮﺍﺭﻩ ﻭﺇﺛﺒﺎﺗﻪ ﻟﻺﻛﺮﺍﻩ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﺮﺽ ﻟﻪ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻟﻔﺮﺩﻱ ﺟﺮﺍﺀ ﺍﻷﻓﻜـﺎﺭ‬ ‫ﺍﳉﺎﻣﻌﺔ‪ (42: 2) ،‬ﻓﻘﺪ ﺃﺑﺮﺯﺕ ﺩﺭﺍﺳﺎﺗﻪ ﺷﻜﻼ ﺁﺧﺮ ﻣﻦ ﺳﲑﻭﺭﺓ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺒﺪﺍﺋﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺇﻛـﺮﺍﻩ‬ ‫ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﻟﻠﻔﺮﺩ ﻭﺗﻨﻤﻴﻄﻪ‪ ،‬ﻣﻦ ﻏﲑ ﺇﺭﺍﺩﺗﻪ‪ ،‬ﻓﺎﻟـ " ﳓﻦ " ﺍﳌﺸﻜﻠﺔ ﻋﻦ ﻃﻮﺍﻋﻴﺔ ﰲ ﺍﶈﺘﻮﻯ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻟﻠﻔـﺮﺩ‬ ‫ﻣﻬﻤﺎ ﺍﺳﺘﻮﻋﺒﺖ ﻭﺃﺷﺒﻌﺖ ﺍﳊﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ‪ ،‬ﺇﻻ ﺃ‪‬ﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﺻﻮﺭﺓ ﺇﻛﺮﺍﻫﻴﺔ ﺇﺩﻣﺎﺟﻴﺔ ﻟﻼﻧﺘﻤﺎﺀ ﻟﻠﺰﻣـﺮﺓ؛‬ ‫ﻷ‪‬ﺎ ﺇﳝﺎﻧﻴﺔ ﱂ ﻳﻨﺘﺠﻬﺎ ﺍﻟﻌﻘﻞ‪ ،‬ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﺎﺭﺽ ﻣﻊ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﻭﺍﳌﺸﺎﺭﻛﺔ ﰲ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﺑﻄﻮﺍﻋﻴـﺔ ﻭﻋـﻦ ﺇﺭﺍﺩﺓ‬ ‫ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻷﺳﻄﻮﺭﺓ ﺍﳌﻔﺘﺮﺿﺔ ﺃﻥ ﻳﺆﻛﺪﻭﻩ‪ .‬ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﳚﻌﻠﻨﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑـﺄﻥ ﺍﻟﻔـﺮﺩ‬ ‫ﻳﺴﺘﺸﻌﺮ ﺍﺗﺴﺎﻉ ﺣﺮﻳﺘﻪ ﻛﻠﻤﺎ ﺍﺗﺴﻊ ﳎﺎﻟﻪ ﺍﳊﻴﻮﻱ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﻻﳔﺮﺍﻁ ﺍﻟﻄﻮﻋﻲ ﺍﳊﺮ ﰲ ﺍﻟـﺮﻫﻂ ﻭﺍﳉﻤﺎﻋـﺔ‬ ‫ﻭﺍﻷﻓﻜﺎﺭ‪..‬ﺍﱁ‪ ،‬ﻭﻳﺴﺘﺸﻌﺮ ﻭﺣﺪﺗﻪ ﻭﺍﻧﻌﺰﺍﻟﻪ ﻛﻠﻤﺎ ﺿﺎﻕ ﳎﺎﻟﻪ ﺍﳊﻴﻮﻱ ﻭﺗﻮﺍﺻﻠﻪ ﻣﻊ ﺍﻵﺧﺮ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﻹﻛﺮﺍﻩ‬ ‫ﺃﻭ ﺍﻻﻧﻌﺰﺍﻝ ﺃﻭ ﺍﻻﺧﺘﺰﺍﻝ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻌﺼﺐ ﺃﻭ ﺭﻓﺾ ﺍﻵﺧﺮ‪.‬‬ ‫ﻭﺍﳌﺘﺘﺒﻊ ﻟﺘﻄﻮﺭ ﲡﻠﻴﺎﺕ ﻣﻌﺎﱐ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﺔ ﳚﺪ ﺃﻧﻪ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﺭﺗﺪﺍﺩﻱ ﻭﻟﻴﺲ ﺗﺼـﺎﻋﺪﻱ ﺗﻘـﺪﻣﻲ‪ ،‬ﻓﻘـﺪ‬ ‫ﺗﺮﺍﻭﺣﺖ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﺔ ﺑﲔ ﻋﺪﺓ ﺻﻴﻎ ﻭﺩﻻﻻﺕ ﺗﺘﻘﺪﻡ ﺣﻴﻨﺎ ﳓﻮ ﺍﻻﺭﺗﻘﺎﺀ ﻹﱃ ﺃﻓﻀﻞ ﺍﻟﺼﻴﻎ ﻭﺗﺘﺮﺍﺟﻊ ﺣﻴﻨـﺎ‬ ‫ﺃﺧﺮﻯ‪ ،‬ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻠﻤﻌﻴﺎﺭ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ‪ ،‬ﳑﺎ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﳌﻔﺎﻫﻴﻢ ﺗﺸﺒﻌﺎ ﲝﻤﻮﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﺎﱐ ﺍﳌﺘﺒﺎﻳﻨـﺔ‪ ،‬ﻭﺑﺎﻟﺘـﺎﱄ‬ ‫ﺗﻌﺮﺿﺎ ﻟﺘﺄﻭﻳﻼﺕ ﺩﻳﻨﻴﺔ ﻭﻓﻠﺴﻔﻴﺔ ﻭﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ )‪ (244 :3‬ﻓﻘﺪ ﲡﻠﻰ ﰲ ﺻﻴﻐﺔ ﺍﻧﺘﻤﺎﺀ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻟﻠﻨﻮﻉ‬ ‫ﺍﻹﻧﺴﺎﱐ ﰲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺗﻮﺣﺪﻩ ﻣﻊ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻛﻮﺟﻮﺩ ﳎﺮﺩ ﻻ ﺣﺪﻭﺩ ﻟﻪ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺗﺼﻮﺭﻩ ﺍﻷﻧﺜﺮﻭﺑﻮﻟﻮﺟﻴﲔ ﻗﺒـﻞ‬ ‫ﻧﺸﻮﺀ ﺍﻟﺘﺠﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ‪ ،‬ﰒ ﻇﻬﺮﺕ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﺔ ﰲ ﺻﻴﻐﺔ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﻟﻠﻘﺮﺍﺑـﺔ ﺍﻟﺒﻴﻮﻟﻮﺟﻴـﺔ ﻛﻤـﺎ ﰲ ﺃﻭﻝ‬ ‫ﺍﻟﺘﺠﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ‪ ،‬ﰒ ﰲ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﺇﱃ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﳉﺎﻣﻌﺔ ﻭﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﻭﺍﻟﻌﺸﲑﺓ ﻛﻤـﺎ ﰲ ﺍ‪‬ﺘﻤﻌـﺎﺕ‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪46‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــ ﺩ‪ .‬ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻓﺮﺣﺎﰐ‪ :‬ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﺔ – ﺍﻟﺪﳝﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ –ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺃﻳﺔ ﻋﻼﻗﺔ ؟‬

‫ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻴﺔ ﻭﺍﻷﺳﺮ ﺍﻟﻔﺮﻋﻮﻧﻴﺔ ﺍﳌﺼﺮﻳﺔ ﺍﻟﻘﺪﳝﺔ‪ ،‬ﰒ ﲡﻠﺖ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﰲ ﺷﻜﻞ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﻟﻠﻜﻬﻨﻮﺗﻴـﺔ ﻭﺍﻟﺮﻣﺰﻳـﺔ‬ ‫ﺍﻷﺳﻄﻮﺭﻳﺔ ﻛﻤﺎ ﻫﻲ ﰲ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺍﳍﻨﺪﻱ ﺍﻟﺒﻮﺫﻱ ﻭﻏﲑﻩ‪ ،‬ﻭﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﺇﱃ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻭﳑﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﻔﻀـﺎﺋﻞ‬ ‫ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻟﻠﻜﻨﻔﻮﺷﻴﻮﺳﻴﺔ )‪ (79 -69 :4‬ﰒ ﺗﻄﻮﺭﺕ ﰲ ﺻﻴﻐﺔ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ‬ ‫ﺍﻟﻄﺒﻘﻲ ﻟﻠﻔﺮﺩ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﰲ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺃﻓﻼﻃﻮﻥ‪ ،‬ﻭﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻲ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﰲ ﺻﻴﻎ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻷﺛﻴﻨﻴـﺔ‬ ‫ﻋﻨﺪ ﺑﺮﻳﻜﻠﺰ ﻭﻣﻴﻼﺩ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺎ‪‬ﺘﻤﻊ ﺍﳌﺪﱐ‪ ،‬ﻭﻓﻜﺮﺓ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﲔ ﺍﻷﺣﺮﺍﺭ ﺃﻭ ﺣﻖ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﺔ ﰲ ﺃﺛﻴﻨﺎ ﻛﻤـﺎ‬ ‫ﺗﺼﻮﺭﻫﺎ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﲔ ﻋﻤﻮﻣﺎ )‪ (157-151: 4‬ﰒ ﰲ ﺻﻴﻐﺔ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﺍﻟﺪﻳﲏ ﺣﻴﺚ ﺃﻥ ﻣﺴـﺎﺣﺔ‬ ‫ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺗﺘﻤﺪﺩ ﺑﺘﻤﺪﺩ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﻣﻼﺯﻣﺔ ﻟﻪ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻫﻲ ﰲ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺼﺒﻐﺔ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ‪ .‬ﻓﻬـﺬﻩ‬ ‫ﺍﻟﺼﻮﺭ ﻣﻦ ﺻﻴﻎ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﺔ ﻛﻬﺪﻑ ﻣﻦ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﻟﻴﺴﺖ ﺻﻴﻎ ﺍﺭﺗﻘﺎﺋﻴـﺔ ﺃﻭ ﺳـﻠﻤﻴﺔ ﺃﻭ ﺗﻌﺎﻗﺒﻴـﺔ‪،‬‬ ‫ﻭﻟﻴﺴﺖ ﻣﻨﻔﺼﻠﺔ ﻋﻦ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺘﺠﻠﻲ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩﻱ ﻹﺣﺪﺍﻫﺎ‪ ،‬ﰲ ﺯﻣﻦ ﻣﺎ‪ ،‬ﻻ ﻳﻌﲏ ﺍﻧﻌﺪﺍﻡ ﺍﻟﺼـﻴﻎ‬ ‫ﺍﻷﺧﺮﻯ‪ ،‬ﻭﺗﺮﻛﻴﺰﻫﺎ ﰲ ﺣﻴﺰ ﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺃﺳﺮﻱ ﺃﻭ ﻣﺴـﺘﻮﻯ ﺍﺟﺘﻤـﺎﻋﻲ ﺃﻭ ﺍﻹﻧﺴـﺎﱐ ﻋـﺎﻡ ﺃﻭ‬ ‫ﺃﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻲ ﻋﻘﻴﺪﻱ ﺃﻭ ﻋﻮﳌﻲ‪ ،‬ﻻ ﻳﻠﻐﻲ ﻭﻻ ﻳﻌﺪﻡ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﺍﻷﺧﺮﻯ‪ ،‬ﻭﻣﻦ ﲦﺔ ﻓﻬﻲ ﻣﺘﺪﺍﺧﻠﺔ ﻭﻣﺘﻀـﻤﻨﺔ‬ ‫ﻟﺒﻌﻀﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ‪ ،‬ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻮﺣﻲ ﺑﻌﺪﻡ ﺗﻨﺎﻗﻀﻬﺎ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﺑﻞ ﻳﻮﺣﻲ ﺑﻮﺟﻮﺩﻫـﺎ ﺍﻟﺘﻜـﺎﻣﻠﻲ‪ .‬ﻏـﲑ ﺃﻥ‬ ‫ﺗﻜﺎﻣﻠﻬﺎ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻴﻎ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭﻭﻋﻲ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﲟﺠﺎﻟﻪ ﺍﳊﻴﻮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻔﺎﱏ ﰲ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻨﻪ ﻭﲪﺎﻳﺘـﻪ‪،‬‬ ‫ﺣﱴ ﻭﻟﻮ ﻭﺻﻞ ﺍﻷﻣﺮ ﺇﱃ ﺷﻦ ﺣﺮﻭﺏ‪.‬‬ ‫ﻓﺎﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻨﻤﺎﺋﻴﺔ ﺍﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻨﺸﺄﺓ ﺍﻟﻨﻮﻉ )ﺍﻟﻔﻴﻠﻮﺟﻴﻨﻴﺎ( ﻭﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺃﻭ ﻧﺸﺄﺓ ﺍﻟﻔﺮﺩ )ﺍﻷﻧﺘﻮﺟﻴﻨﻴﺎ(‬ ‫ﻭﺍﳌﻴﻜﺮﻭﺟﻴﻨﻴﺎ )ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﳋﱪﺓ ﺍﳌﻌﺎﺷﺔ( ﲢﺎﻭﻝ‪ -‬ﺑﺘﺤﻴﺰ ﻭﺍﺿﺢ ﻟﻼﲡﺎﻩ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭﻱ‪ -‬ﺃ ﹾﻥ ‪‬ﺗﱪﺯ ﻭﺗﺸﻴﻊ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓـﺔ‬ ‫ﺍﻷﺑﻮﻳﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻟﺸﻌﻮﺏ ﺃﻭﺭﺑﺎ ﲡﺎﻩ ﻏﲑﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ‪ ،‬ﻓﺘﺪﺭﺝ ﻗﺪﺭﺓ ﺍﳉﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﳌﺘﻜﻴﻔﺔ )ﺍﳌﺘﺤﻀـﺮﺓ(‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﺿﻄﻬﺎﺩ ﻭﻃﺮﺩ ﺍﳉﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻷﺩﱏ ﺃﻭ ﺣﱴ ﺇﺑﺎﺩ‪‬ﺎ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺎﻟﺔ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﻭﻣﺸﺮﻭﻋﺔ )‪(44 :2‬‬ ‫ﻭﻫﻲ ﺍﳌﺸﺮﻭﻋﻴﺔ ﺍﻟﱵ ‪‬ﺎ ﻳﻀﻄﻬﺪ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺃﻭ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺣﱴ ﺍﻵﻥ‪ ،‬ﻭﻻ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻜـﻮﻥ ﺇﻻ ﺗﻌـﺒﲑﺍ ﻋـﻦ‬ ‫ﺍﳌﻮﻗﻒ ﺍﻟﻼﺩﳝﻘﺮﺍﻃﻲ ﰲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺑﲔ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺃﻭ ﺑﲔ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ‪ ،‬ﻭﺭﺛﺘﻬﺎ ﺃﻭﺭﺑﺎ ﻭﺍﻟﻐﺮﺏ ﺑﺼﻔﺔ‬ ‫ﻋﺎﻣﺔ ﻋﻦ ﻭﺻﻒ ﻫﲑﻭﺩﻭﺕ ﻟﻠﺸﻌﻮﺏ ﺍ‪‬ﺎﻭﺭﺓ ﻷﺛﻴﻨﺎ ﺑﺎﻟﱪﺍﺑﺮﺓ‪ ،‬ﻭﻫﻲ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﲤﻴﻴﺰ ﻋﺮﻗﻲ ﻭﺟﻨﺴﻲ ﺣﻘـﲑ‪،‬‬ ‫ﺗﻄﻮﺭﺕ ﺇﱃ ﺗﺼﻨﻴﻒ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﻭﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﺇﱃ ﻣﺘﺤﻀﺮﻳﻦ ﻭﻏﲑ ﻣﺘﺤﻀﺮﻳﻦ‪ ،‬ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺘﺼﻨﻴﻒ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻟـﺬﻱ‬ ‫ﺗﻄﻮﺭ ﻋﻨﺪ ﺍﳌﺘﻌﺼﺒﲔ ﺇﱃ ﺻﻴﻐﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﱐ ﻭﻏﲑ ﺍﻹﻧﺴﺎﱐ‪ ،‬ﻭﺃﻧﺘﺠﺖ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻭﺍﻟﻌﺒﻴﺪ ﻗﺪﳝﺎ ﻭﺍﻟﻘﻮﻱ‬ ‫ﻭﺍﻟﻀﻌﻴﻒ ﰲ ﺍﳊﺎﻻﺕ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭﻳﺔ‪ ،‬ﻭﺍﳋﺒﲑ ﺍﳌﺘﻔﻮﻕ ﻣـﻦ ﻏـﲑ ﺍﳌﺘﻔـﻮﻕ ﰲ ﺍ‪‬ﺘﻤﻌـﺎﺕ ﺍﻟﺼـﻨﺎﻋﻴﺔ‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪47‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ﻭﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻲ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻲ ﰲ ﺍ‪‬ﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﳊﺪﺍﺛﻴﺔ‪ ...‬ﺍﱁ‪ ،‬ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺘﻨﺎﰱ ﻭﺍﳌﺒﺪﺃ ﺍﳌﺴـﻴﺤﻲ ﺫﺍﺗـﻪ‬ ‫ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ ﺑﺎﻟﻘﻄﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﻮﺣﺪﺓ‪ .‬ﻛﻤﺎ ﻳﺘﻨﺎﰱ ﻭﺍﳌﺒﺪﺃ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻲ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﻳﻘﺒﻞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺇﻻ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‪.‬‬ ‫ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﻫﻲ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﳌﻮﻏﻠﺔ ﰲ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺘﻀﺎﺩ )ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ( ﺑﲔ ﻣﺎ ﻫﻮ ﳏﻠﻲ ﻭﻣﺎ ﻫـﻮ‬ ‫ﺇﻧﺴﺎﱐ ﻭﻋﺎﳌﻲ‪ ،‬ﺃﻭ ﺑﺒﲔ ﺿﻌﻴﻒ ﻭﻗﻮﻱ‪ ،‬ﺃﻋﺎﻗﺖ ﰲ ﻛﻞ ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ ﺍﻧﺒﺜﺎﻕ ﺍﻟﻨﺤﻦ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﳌﺘﺨﻄﻴﺔ ﻟﻨﻄﺎﻕ‬ ‫ﺍﻻﻳﻜﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺇﱃ ﺍﻻﺭﻛﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺴـﺘﻮﻯ ﺍﳌﻤﺎﺭﺳـﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴـﺔ‪ ،‬ﻭﺍﳌﺘﺨﻄﻴـﺔ ﻟﻸﻳـﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺇﱃ‬ ‫ﺍﻻﺑﺴﺘﻤﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺴﺘﻮﻯ ﺍﳌﻴﺘﻮﺩﻭﻟﻮﺟﻲ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺘﺨﻄﻴﺔ ﻟﻠﱪﲨﺎﺗﻴـﺔ‪ ،‬ﺇﱃ ﺍﻹﺣﺴـﺎﻥ ﻋﻠـﻰ ﺍﳌﺴـﺘﻮﻯ‬ ‫ﺍﻷﺧﻼﻗﻲ‪ .‬ﻭﲡﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﻀﺪﻳﺔ ﺑﲔ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﺔ ﻭﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‪ ،‬ﲤﻴﺰﺕ ﺑﺪﳝﻮﻣﺔ ﻧﺴﺒﻴﺔ ﰲ ﻣﺴﲑﺓ‬ ‫ﺣﻴﺎﺓ ﺍ‪‬ﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ؛ ﺇﺫ ﺃﻥ ﺻﻮﺭﻫﺎ ﻣﺎ ﺯﺍﻟﺖ ﺗﺘﻮﻟﺪ ﻭﺗﺘﻐﺬﻯ ﻣﻦ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻭﻧﺰﻋـﺔ ﺍﻻﺳـﺘﻌﺒﺎﺩ‬ ‫ﻭﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﻭﺍﻟﺘﺤﻴﺰ‪ ،‬ﺣﱴ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﺷﺎﻋﺖ ﻗﻴﻢ ﻋﺼﺮ ﺍﻷﻧﻮﺍﺭ ﻭﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﻭﺍﻛﺘﺴﺒﺖ ﺻﻔﺔ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ‪ ،‬ﳑﺎ ﻳﺪﻝ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺃ‪‬ﺎ ﻗﻴﻢ ﺃﺻﻠﻴﺔ ﻣﺒﺜﻮﺛﺔ ﰲ ﺍﻟﺮﻣﺰﻳﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺗﻈﻬﺮ ﻗﻴﻢ ﺍﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻣﺒﺜﻮﺛﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻳﻀـﺎ‪.‬‬ ‫ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﻭﺇﻥ ﺍﻫﺘﻤﺖ ﺑﻔﻜﺮﺓ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﺔ ﻭﺍﺭﺗﻘﺖ ‪‬ﺎ ﺇﱃ ﺻﻮﺭ‪‬ﺎ ﺍﳌﻌﻴﺎﺭﻳـﺔ ﰲ ﺿـﻤﺎﻥ‬ ‫ﺍﳊﻘﻮﻕ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﻭﺍﳉﻤﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬ﺇﻻ ﺃ‪‬ﺎ ﺗﺮﻛﺖ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺃﻭ ﺍﳌﻮﺍﻃﻦ ﺭﻫﻦ ﺍﳌﺼـﺎﱀ ﺍﳌﺘﻀـﺎﺭﺑﺔ ﻭﺍﻟﺘﻜـﺘﻼﺕ‬ ‫ﺍﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺃﻋﺎﻗﺖ ﻛﺜﲑﺍ ﺍﻧﺘﻔﺎﻉ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻭﻋﻴﺸﻪ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﰲ ﺻـﻮﺭ‪‬ﺎ‬ ‫ﺍﳌﻌﻴﺎﺭﻳﺔ‪.‬‬ ‫‪ -2‬ﺍﻟﺘﺄﺻﻴﻞ ﺍﻻﺑﺴﺘﻤﻮﻟﻮﺟﻲ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ ﺑﲔ ﺍﳌﻔﺎﻫﻴﻢ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ‪:‬‬

‫ﺗﻌﻮﺩ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﺔ ﻛﻘﻀﻴﺔ ﺇﺑﺴﺘﻤﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺇﱃ ﺇﺩﺭﺍﺝ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﺔ ﻛﻤﺎ ﻟـﻮ ﻛﺎﻧـﺖ‬ ‫ﺫﺍﺕ ﻭﺟﻮﺩ ﺑﺎﻟﻘﻮﺓ؛ ﻷﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻳﻮﻟﺪ ﻣﻮﺍﻃﻨﺎ ﺑﺎﻟﻘﻮﺓ‪ ،‬ﻭﻣﺎ ﺩﺍﻣﺖ "ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ" ﰲ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﻐﺮﰊ ﺷـﺮﻁ‬ ‫ﻟﻠﺘﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻠﻤﺒﺪﺃ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻲ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ ﺑﺄﻧﻪ " ﻻ ﻳﻘﺒﻞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺇﻻ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ" )‪ (110 :5‬ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴـﺔ ﻫـﻲ‬ ‫ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﺍﻟﱵ ﲢﻮﻝ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺑﺎﻟﻘﻮﺓ ﺇﱃ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺃﻭ ﺍﳌﻴﻼﺩ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ‪ ،‬ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﺃﻳﻀﺎ ﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺍﳌﺒـﺎﺩﺉ‬ ‫ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍ‪‬ﺮﺩﺓ ﺇﱃ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﺔ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ‪ ،‬ﻭﻳﻌﻮﺩ ﺗﺮﻛﻴﺰ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺑﺴﺘﻴﻤﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺇﱃ ﻧﺸﻮﺀ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟـﱵ‬ ‫ﻳﺆﺭﺥ ﻟﻈﻬﻮﺭﻫﺎ ﻋﺎﺩﺓ ﲝﻠﻮﻝ ﻋﺼﺮ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﻷﻭﺭﺑﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺑﺪﺍﻳﺎﺕ ﺗﻔﻜﻚ ﺍﻹﻣﱪﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻧﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻧﺸـﻮﺀ‬ ‫ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﺍﳊﺮﻳﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﻨﺔ‪ ،‬ﻛﺈﻳﻄﺎﻟﻴﺎ ﻭﻓﺮﻧﺴﺎ ﻭﺃﳌﺎﻧﻴﺎ‪...‬ﺍﱁ‪.‬‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪48‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــ ﺩ‪ .‬ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻓﺮﺣﺎﰐ‪ :‬ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﺔ – ﺍﻟﺪﳝﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ –ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺃﻳﺔ ﻋﻼﻗﺔ ؟‬

‫ﻭﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﻔﻜﺮﺓ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﺔ ﻳﻌﻮﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﺇﱃ ﺗﺮﺍﺟﻊ ﺍﻧﺘﻤﺎﺀ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻭﺗﺒﻌﻴﺘـﻪ‬ ‫ﻟﻠﻜﻨﻴﺴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﺼﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ‪ ،‬ﻟﺼﺎﱀ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﺔ‪ ،‬ﲝﻜﻢ ﺣﺴﻢ ﺍﻟﱰﺍﻉ ﺍﻟﺘﺎﺭﳜﻲ ﺑﲔ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻠﻄﺔ‬ ‫ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻟﺼﺎﱀ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺧﲑﺓ‪ ،‬ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﱰﺍﻉ ﰲ ﺣﺪ ﺫﺍﺗﻪ ﲟﱰﻟﺔ ﺍﳌﻨﺎﺥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳـﻲ ﻭﺍﻟﺜﻘـﺎﰲ ﺍﳌﻨﺎﺳـﺐ‬ ‫ﻟﺘﺴﺮﻳﻊ ﻭﺗﲑﺓ ﺍﺿﻤﺤﻼﻝ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﳋﻄﻴﺌﺔ ﺍﻟﺴﺮﻣﺪﻳﺔ ﺍﻷﺯﻟﻴﺔ ﺍﻷﺻﻠﻴﺔ ﺍﳌﺴﺘﻠﺰﻣﺔ ﺗﺮﺑﻮﻳﺎ ﺍﻟﺘﻌﺠﻴﻞ ﺑـﺎﻟﺘﺮﻭﻳﺾ‬ ‫ﻭﺃﻧﺴﻨﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‪ ،‬ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﻣﻔﻜﺮﻭ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ﻋﺸﺮ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﺎ‪‬ﻢ ﻳﺒﺸﺮﻭﻥ ﺑﻌﺼﺮ ﺣﺪﺍﺛﻲ ﺟﺪﻳـﺪ‬ ‫ﻟﻠﺘﺮﺑﻴﺔ ﻣﺴﺘﻘﻞ ﻋﻦ ﻫﻴﻤﻨﺔ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻭﺛﻨﺎﺋﻴﺔ ﺍﳋﲑ ﻭﺍﻟﺸﺮ‪ ،‬ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻐﻴﱯ ﺍﳌﻴﺘـﺎﻓﻴﺰﻳﻘﻲ‪ ،‬ﻭﺧـﺎﻝ ﻣـﻦ‬ ‫ﺍﻟﺘﺮﻭﻳﺾ ﻭﺍﻟﻀﺮﺏ ﺍﳌﺘﻜﺮﺭ‪ ،‬ﻭﺣﺸﻮ ﺍﻟﺬﻫﻦ ﺑﻐﺎﻳﺎﺕ ﻣﻴﺘﺎﻓﻴﺰﻳﻘﻴﺔ ﻭﻛﻬﻨﻮﺗﻴﺔ ﻭﺣﱴ ﺻﻮﺭﻳﺔ‪ ،‬ﻭﺑﺪﺃ ﻳﺆﺳـﺲ‬ ‫ﻟﻼﻧﺘﻤﺎﺀ ﻟﻺﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺗﺄﺳﻴﺎ ﲝﻔﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﳍﻠﺴﺘﻴﻨﻴﺔ ﺍﻟﻘﺪﳝﺔ ﻭﺍﻟﺘﺒﺸﲑ ﺑﺎﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ ﰲ ﻓﻠﺴـﻔﺔ ﻟـﻮﻙ‬ ‫ﻭﺭﻭﺳﻮ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ‪ ،‬ﺍﻟﻠﺬﻳﻦ ﺃﻫﻼ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻹﻧﺴﺎﱐ ﻹﻋﺎﺩﺓ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﻐﺮﰊ ﻭﻣﻨﻪ‬ ‫ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺧﺼﻮﺻﺎ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺸﺒﻪ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻷﺛﻴﻨﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺃﻭﺟﻬﻬﺎ ﺍﻟﺒـﺎﺭﺯﺓ ﻋﻠـﻰ ﻣﻀـﺎﻣﲔ‬ ‫ﺍﻻﺳﺘﻤﺘﺎﻉ ﺑﺎﳉﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﻔﻦ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ‪ .‬ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺃﺩﻯ ﰲ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺇﱃ ﺗﻌﺒﺌﺔ ﺍﳉﻬﻮﺩ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻣﻦ‬ ‫ﺃﺟﻞ ﲢﺮﻳﺮ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﻟﻠﻌﻘﻞ‪ .‬ﻓﻮﻟﺪ ﰲ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻷﻭﺭﺑﻴﺔ ﺧﺼﻮﺻﺎ " ﺍﻟﻠﻮﻏـﻮﺱ "‬ ‫ﻭﻫﻮ ﺧﻄﺎﺏ ﺍﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﺘﺞ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﳉﻤﻌﻨﺔ ﻭﺍﻟﱵ ﻓﺮﺿﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺃﻫـﺪﺍﻓﺎ ﺗﺘﻌﻠـﻖ‬ ‫ﲟﻄﺎﻟﺐ ﺍﳌﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ ﻭﺍﳋﱪﺓ ﻭﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺘﻤﺪﻥ ﻭﺍﳌﺪﻧﻴـﺔ‪ ،‬ﻛﺸـﺮﻭﻁ ﻟﺘﺮﺑﻴـﺔ‬ ‫ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﺔ‪ ،‬ﻭﻫﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺃﻋﺎﺩﺕ ﺻﻴﺎﻏﺔ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﻟﻴﺘﺸﻜﻞ ﰲ ﺿﻮﺀ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺍﳌﺪﱐ ﻭﻗﻴﻢ ﺍﻟﺘﺴـﺎﻣﺢ‬ ‫ﻭﺍﻟﻌﺪﻝ ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻷﺧﻴﻪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‪ ،‬ﺑﺪﻝ ﺍﻟﻼﻫﻮﺗﻴﺔ ﻭﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺍﻟﻜﻨﺴﻲ ﻛﻤﺎ ﺃﺷﺮﻧﺎ‪.‬‬ ‫‪ -3‬ﺍﻟﺘﺄﺻﻴﻞ ﺍﻟﺴﻴﻜﻮﺳﻮﺳﻴﻮﻟﻮﺟﻲ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ‪:‬‬

‫ﺑﺪﺍ ﻟﻠﻤﻔﻜﺮﻳﻦ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﲔ ﺃﻥ ﺍﳍﺪﻑ ﺍﻹﻧﺴﺎﱐ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺸﺮ ﺑﻪ ﺭﻭﺳـﻮ ﻭﻛـﻞ ﺍﻟﻔﻼﺳـﻔﺔ‬ ‫ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﲔ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﲔ ﻛﺸﻜﻞ ﻣﻦ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﺍﻹﳚﺎﰊ ﺍﻷﻭﺳﻊ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ‪ ،‬ﻛﺎﻥ ﻃﻮﺑﺎﻭﻳﺎ‪ ،‬ﻭﱂ ﻳﻌـﺪ‬ ‫ﻋﻘﻼﻧﻴﺎ ﻭﻻ ﻭﺍﻗﻌﻴﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﺗﺼﺎﻋﺪ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﻘﻮﻱ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﳓﺼـﺎﺭ ﺍﻷﻧﺴـﺎﻕ ﺍﻟﻼﻫﻮﺗﻴـﺔ‬ ‫ﻭﺗﺼﺎﻋﺪ ﺍﻷﻧﺴﺎﻕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺗﻜﻮﻳﻦ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﳉﻤﻌﻨﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻻﻫﺘﻤـﺎﻡ ﺑﺈﻧﺘـﺎﺝ‬ ‫ﺍﻟﻘﻮﺓ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺑﺪﺍ ﺷﺮﻁ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻟﻠﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﳌﺸﺘﻖ ﻣﻦ ﺍﳌﺒﺪﺃ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻲ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ ﺑـ " ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻘﺒﻞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴـﺔ ﺇﻻ‬ ‫ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ" ﰲ ﻭﺿﻌﻴﺔ ﺍﺭﺗﻄﺎﻡ ﻋﻨﻴﻒ ﺑﺘﺄﺳﻴﺲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺃﻱ ﰲ ﻧﻄﺎﻕ ﺍﻷﻣﺔ ﻭﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﺍﻟﻘـﻴﻢ‪:5) ،‬‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪49‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫‪ (110‬ﺣﻴﺚ ﺃﺻﺒﺢ ﺧﻄﺎﺏ ﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻞ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﻂ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﻠﻔﺮﺩ ﰲ ﻧﻄﺎﻕ ﺍﳌﻌﺎﻳﲑ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﻮﻃﻨﻴـﺔ‬ ‫ﺍﳌﺘﻤﻴﺰﺓ‪ ،‬ﺃﻗﻮﻯ ﻫﻴﻤﻨﺔ ﻭﺳﻠﻄﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ﰲ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻻﻣﱪﺍﻃﻮﺭﻳﺔ‪ ،‬ﺑﻞ ﺃﻗـﻮﻯ ﰲ‬ ‫ﺧﻄﺎﺏ ﺍﻟﺘﻨﺸﺌﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻷﺳﺮﻳﺔ ﻛﺬﻟﻚ‪ .‬ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﳌﺎﻧﻴﺎ ‪ -‬ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﺍﻟﱵ ﺍﺣﺘﻜﺮﺕ‬ ‫ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ‪ -‬ﺗﻨﻤﻂ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻸﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻭﺧﺼﻮﺻﻴﺎﺕ ﺍﳉﻨﺲ ﺍﳉﺮﻣﺎﱐ )‪ (88 :6‬ﻭﺍﻧﺘﺸﺮﺕ‬ ‫ﰲ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﻛﻔﻠﺴﻔﺔ ﻗﻮﻣﻴﺔ ﺇﳚﺎﺑﻴﺔ ﺗﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻷﻭﺭﺑﻴﺔ ﻛﻠﻬﺎ‪ ،‬ﻭﻫﻲ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺗﺮﲨﺖ ﺇﱃ‬ ‫ﻣﺎ ﻳﺸﺒﻪ ﻣﻴﺜﺎﻕ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻳﻈﻬﺮ ﰲ ﺍﻟﺪﺳﺎﺗﲑ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ‪ ،‬ﲝﻴﺚ ﻳﺮﻛﺰ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﺔ ﰲ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺍﻻﻳﻜﻮﻟﻮﺟﻲ‬ ‫ﻭﺍﻻﺑﺴﺘﻤﻮﻟﻮﺟﻲ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﰐ‪ ،‬ﺑﺸﻜﻞ ﻳﻔﻘﺪﻫﺎ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﱐ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ‪ ،‬ﻭﺗﺘﻀﻤﻦ ﻓﺴﺢ ﺍ‪‬ﺎﻝ‬ ‫ﻟﻠﻔﺮﺩ ﰲ ﺍﳌﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﻮﻃﲏ‪ ،‬ﲝﻴﺚ ﺗﺼﺒﺢ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﻧﻔﺴﻴﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺗﻌﱪ ﻋـﻦ‬ ‫ﺣﺐ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻭﺍﻟﺘﻔﺎﱐ ﰲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺧﺪﻣﺘﻪ ﻭﺍﳊﻔﺎﻅ ﻋﻦ ﺍﺯﺩﻫﺎﺭﻩ ﻭﻭﺣﺪﺗﻪ‪ ،‬ﻭﺗﺼﺒﺢ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﺔ ﻫـﻲ‬ ‫ﺍﳌﺸﺎﺭﻛﺔ ﰲ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﰲ ﻧﻄﺎﻕ ﺩﻭﻟﺔ ﻭﻓﻖ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺗﺆﻣﻦ ﺍﳊﻘﻮﻕ ﻭﲢـﺪﺩ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒـﺎﺕ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳـﺔ‬ ‫ﻭﺍﳉﻤﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺗﺼﺒﺢ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﺔ ﺃﻭ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﻴﺔ ﻗﻀﻴﺔ ﺩﺳﺘﻮﺭﻳﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬ﺗﻠﺰﻡ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﺑﺎﻻﻋﺘﻨـﺎﺀ‬ ‫ﺑﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﻟﻠﻮﻃﻦ ﻟﻜﻞ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺘﺴﺎﻭ‪ ،‬ﻭﺗﺆﻣﻦ ﳍﻢ ﺣﻘﻮﻗﻬﻢ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ‪ ،‬ﲟﺎ ﻳﻀـﻤﻦ‬ ‫ﳍﻢ ﺍﳌﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﻔﻌﺎﻟﺔ ﰲ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﻭﺍﻟﺘﺴﻴﲑ ﻭﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﰲ ﲨﻴﻊ ﺍﳊﻘﻮﻝ ﺍﳌﻌﺮﻓﻴﺔ )ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼـﺎﺩﻳﺔ‬ ‫ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ(‪.‬‬ ‫ﻭﻫﺬﺍ ﺍﳌﻔﻬﻮﻡ ﺍﳌﺪﱐ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻟﻠﻤﻮﺍﻃﻨﺔ ﻳﺴﺘﺒﻄﻦ ﺍﺳﺘﺒﻌﺎﺩ ﻛﻞ ﺳﻠﻄﺔ ﻋﺴـﻜﺮﻳﺔ ﺃﻭ ﺃﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴـﺔ ﰲ‬ ‫ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﳑﺎ ﳚﻌﻠﻬﺎ ﻗﻀﻴﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﺗﻨﺘﻤﻲ ﺇﱃ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺍﳌﺪﱐ ﺑﺘﻌﺪﺩﻩ ﻭﺗﻨﻮﻋﻪ‪ ،‬ﻭﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﺒﻌﺪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ‬ ‫ﻭﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻌﻀﻮﻳﺔ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﲦﺔ ﻓﻬﻮ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﻳﺴﺘﺒﻌﺪ ﻛﻞ ﺗﻘﺴﻴﻢ ﻟﻠﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺃﻭ ﺗﺼﻨﻴﻒ‬ ‫ﻟﻸﻓﺮﺍﺩ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺩﻳﲏ ﺃﻭ ﻃﺒﻘﻲ ﺃﻭ ﻋﺮﻗﻲ‪ ،‬ﻭﻳﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﻭﺍﳊﺮﻳﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳـﻴﺔ ﻭﺗﻜـﺎﻓﺆ‬ ‫ﺍﻟﻔﺮﺹ‪ ،‬ﻭﻫﻲ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﻳﻨﻄﻠﻖ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﺘﻠﻤﻴﺬ ﺍﳌﻮﺍﻃﻦ‪ ،‬ﻭﻳﺒﺪﺃ ﻣﻦ ﺇﳕﺎﺀ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻻﻧﺘﻤـﺎﺀ‬ ‫ﻟﻠﻮﻃﻦ ﻭﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﻛﻮﺟﻮﺩ ﺇﻳﻜﻮﻟﻮﺟﻲ ﻭﺭﻣﺰﻱ‪ ،‬ﺇﱃ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﰲ ﺍﳌﺸﺎﺭﻛﺔ ﰲ ﺇﻧﺘﺎﺝ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﻗﻮﺍﻧﲔ ﺗﺴﻴﲑ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ )‪(13 :7‬‬ ‫ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﺎﳌﻮﺍﻃﻨﺔ ﺑﺎﺭﺗﺒﺎﻃﻬﺎ ﺑﺎﳊﻘﻮﻕ ﻭﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﻼﲤﻴﻴﺰ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ‪ ،‬ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺘﺼﺎﻗﺎ‬ ‫ﺑﺎﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻫﻲ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺑﺎﻟﺸﻌﺐ ﺑﻜﻞ ﺣﻴﺜﻴﺎﺗـﻪ ﻛﺎﳌﺴـﺎﻭﺍﺓ ﻭﺍﻟﻼﻣﺮﻛﺰﻳـﺔ ﻭﺣـﻖ‬ ‫ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺏ ﻭﺍﻟﻌﺰﻝ ﻭﺍﳌﺸﺎﺭﻛﺔ‪...‬ﺍﱁ‪ .‬ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻓﻬﻤﺎ ﻣﻔﻬﻮﻣﺎﻥ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻭﺟﻮﺩﳘﺎ ﺍﻟﻔﻌﻠـﻲ ﻋﻠـﻰ ﻣـﺪﻯ‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪50‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــ ﺩ‪ .‬ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻓﺮﺣﺎﰐ‪ :‬ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﺔ – ﺍﻟﺪﳝﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ –ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺃﻳﺔ ﻋﻼﻗﺔ ؟‬

‫ﲢﻮﳍﻤﺎ ﺇﱃ ﻗﻴﻤﺘﲔ ﺳﻮﺳﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺘﲔ ﺗﺆﺛﺮﺍﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﻭﺍﻟﻮﺟﺪﺍﻥ ﻭﺍﻟﺴﻠﻮﻙ )‪ .(245 :3‬ﻭﻣﻦ ﺍﳌﻨﻄﻘﻲ‬ ‫ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻻ ﻳﺘﻢ ﲟﺠﺮﺩ ﻭﺿﻊ ﺗﺮﺳﺎﻧﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﻭﻧﺼﻮﺹ ﺩﺳـﺘﻮﺭﻳﺔ ﻭﻣﺆﺳﺴـﺎﺕ‪ ،‬ﺑـﻞ ﻻﺑـﺪ ‪-‬‬ ‫ﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻳﺘﻬﻤﺎ ﻛﺜﻘﺎﻓﺔ ﳎﺘﻤﻌﻴﺔ‪ -‬ﻣﻦ ﺗﺄﺳﻴﺴﻬﻤﺎ ﻛﻤﺸﺮﻭﻉ ﺗﺮﺑﻮﻱ ﳛﻮﻝ ﺍﳌﺒﺎﺩﺉ ﻭﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺇﱃ ﺷﻌﻮﺭ‬ ‫ﻭﻣﺸﺎﻋﺮ ﻭﺟﺪﺍﻧﻴﺔ ﻧﺎﻇﻤﺔ ﻟﻺﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ )‪.(246 : 3‬‬ ‫ﻭﻟﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺟﻌﻞ " ﺩﺍﻧﻴﺎﻝ ﻭﺍﻳﻨﺴﺘﻮﻙ " ﳛﺪﺩ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺑﻌﺎﺩ ﻟﻠﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﻫﻲ ) ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﻘـﺎﻧﻮﱐ ﰲ‬ ‫ﺍﳊﻘﻮﻕ ﻭﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ‪ ،‬ﻭﺑﻌﺪ ﺍﳌﺸﺎﺭﻛﺔ ﰲ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ‪ ،‬ﻭﺑﻌﺪ ﺍﳍﻮﻳﺔ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩﻳﺔ ﻭﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩ ( ﻭﲡﺮﺑﺔ ﻛﻴﺒﻚ‬ ‫ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻫﻲ ﳏﺎﻭﻟﺔ ﺟﺎﺩﺓ ﻻﺳﺘﻴﻌﺎﺏ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺑﻌﺎﺩ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﳊﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺻﻴﻐﺔ ﺗﻜﺎﻣﻠﻴﺔ ﺑـﲔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴـﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﺗﻘﻮﻡ ﲡﺮﺑﺘﻬﺎ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺧﺼﻮﺻﻴﺎﺕ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻳﺶ ﺍﳌﺸﺘﺮﻙ‬ ‫‪‬ﻮﻳﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻭﺍﻟﻮﻋﻲ ﺑﺎﳊﻘﻮﻕ ﻭﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ )‪.(325 :8‬‬ ‫ﻭﻟﻌﻞ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﺔ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﺳﻮﺳﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﰲ ﺑﺮﺍﳎﻬﺎ‬ ‫ﻓﻼ ﻳﻮﺟﺪ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﻭﺍﺣﺪ ﺃﻭ ﺻﻴﻐﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﻟﻠﻮﻃﻦ‪ ،‬ﻓﻠﻜﻞ ﺩﻭﻟﺔ ﳍـﺎ ﻣﺸـﺮﻭﻋﻬﺎ‬ ‫ﻭﺑﺮﻧﺎﳎﻬﺎ ﻭﻃﺮﻗﻬﺎ ﺍﻟﺒﻴﺪﺍﻏﻮﺟﻴﺔ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﻟﺬﻟﻚ‪ ،‬ﺗﺒﻌﺎ ﳌﻨﻈﻮﻣﺘﻬﺎ ﺍﻟﺮﻣﺰﻳﺔ ﻭﺃﻧﺴﺎﻗﻬﺎ ﺍﳌﻌﺮﻓﻴﺔ ﺍﶈﻠﻴﺔ ﻭﻟﻠﻬﺎﻣﺶ‬ ‫ﺍﳌﻤﻨﻮﺡ ﻟﻠﺤﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ‪ ،‬ﻓﻨﺠﺪ ﺩﻭﻝ ﺗﻨﻤﻲ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻷﺧﺮﻯ ﺑﺎﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﺒﻌﺾ ﺑﺎﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‪...‬ﺍﱁ‪.‬‬ ‫ﻭﻛﻤﺎ ﺍﺭﺗﺒﻄﺖ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﺔ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻭﺍﳊﺮﻳﺔ ﻭﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﺍﳌﺪﱐ‪ ،‬ﻭﺣﻖ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺏ ﰲ ﻣﺸﺮﻭﻉ‬ ‫ﺍﻟﺘﻨﻮﻳﺮ ﺍﻟﻐﺮﰊ‪ ،‬ﺍﺭﺗﺒﻄﺖ ﺃﻳﻀﺎ ﺑﻌﺎﱂ ﺍﻟﺸﻐﻞ؛ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﺔ ﰲ ﺭﺃﻱ ﻣﻴﺪ )‪ ( 1986‬ﺗﻌﲏ ﺇﺟﺮﺍﺋﻴﺎ ﺗﻌﻠﻢ‬ ‫ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻣﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﻗﺎﺑﻼ ﻟﻠﺘﺸﻐﻴﻞ )‪ (19 :11‬ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﺎﳌﻮﺍﻃﻨﺔ ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ ﻋﻘﺪ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻳﺴﺮﻱ ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﻛﻞ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﲔ ﺗﻠﺘﺰﻡ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﺑﺈﳒﺎﺯﻩ ﻛﻤﺸﺮﻭﻉ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻋﻠﻰ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﰲ ﻋﻼﻗـﺎﺕ ﻋﻤـﻞ‬ ‫ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ‪ ،‬ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﲢﻘﻴﻖ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﺔ ﲟﻌﻨﺎﻫﺎ ﺇﻧﺘﺎﺝ ﺍﳍﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﻔﺮﺩ‪ ،‬ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻯ ﺇﻧﺘﺎﺝ ﺍﳉﻤﺎﻋـﺔ ﺃﻭ‬ ‫ﺍﻟﺰﻣﺮﺓ ﺃﻭ ﺍﻷﻣﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻟﻠﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺷﺮﻭﻁ ﺗﺄﻣﲔ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟـﱵ‬ ‫ﺗﺴﺘﻮﻋﺐ ﺣﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻭﺇﻓﺴﺎﺣﻪ ﺍ‪‬ﺎﻝ ﻹﺭﺍﺩﺗﻪ ﺍﳊﺮﺓ ﰲ ﺍﳌﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﳉﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺸﻐﻞ‬ ‫ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻭﺍﻷﺧﻼﻕ‪ ،‬ﻭﻣﻨﻊ ﺃﻱ ﳑﺎﻧﻌﺔ ﻟﻠﻌﻴﺶ ﰲ ﻛﺮﺍﻣﺔ؛ ﻭﺑﺬﻟﻚ ﺃﺧﺬﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﺔ‬ ‫ﺑﻌﺪﺍ ﺁﺧﺮ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﳌﺴﺎﳘﺔ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﻭﲢﻘﻴﻖ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻲ‪ ،‬ﻭﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﻳﺪﺭﺝ‬ ‫" ﻓﻴﻠﻴﺐ ﺑﲑﻧﻮ " ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺑﺘﺄﻣﲔ ﻛﻔﺎﻳﺎﺕ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﺔ ﺑﺎﻟﺘﺴﺎﻭﻱ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ ﰲ‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪51‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ﻋﻘﺪ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﳌﺴﺎﳘﺔ ﰲ ﺗﺴﻴﲑ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ‪ ،‬ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺘﺄﻣﲔ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻴﻪ ﺑﺎﻟﻜﻔﺎﻳﺎﺕ ﺍﳌﻤﺘﺪﺓ‪ ،‬ﻭﻫـﻲ‬ ‫ﺍﻟﻜﻔﺎﻳﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﲤﻜﻦ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻟﻮﺝ ﺇﱃ ﻛﻞ ﺍﳊﻘﻮﻝ ﺍﳌﻌﺮﻓﻴﺔ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﻭﻗﻄﺎﻋﺎﺕ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﳌﺘﻨﻮﻋﺔ‪ ،‬ﳑﺎ‬ ‫ﳚﻌﻞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﺔ ﻻ ﺗﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﺩﺓ ﺩﻭﻥ ﺃﺧﺮﻯ ﻭﻻ ﺗﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﺩﺓ ﺑﻌﻴﻨﻬﺎ‪ ،‬ﻓﻬـﻲ ﺗﺮﺑﻴـﺔ‬ ‫ﻣﺪﳎﺔ ﰲ ﻛﻞ ﺍﳌﻌﺎﺭﻑ ﻭﺍﻷﻧﺸﻄﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﺍﳌﻤﺘﺪﺓ ﺍﻟﻌﺎﺑﺮﺓ ﺇﱃ ﻛـﻞ ﺍﳌـﻮﺍﺩ)‪ (330 -328: 8‬ﺗـﺆﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﻜﻔﺎﺀﺓ ﰲ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﻭﺍﻟﺸﻐﻞ ﻭﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﳌﻬﻨﻴﺔ‪...‬ﺍﱁ ﻭﳝﻜﻦ ﺭﺅﻳﺘﻬﺎ ﰲ ﳏﺎﻭﻻﺕ ﺑﻌـﺾ‬ ‫ﺍﳌﺸﺎﺭﻳﻊ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻛﺼﻴﻎ ﺍﻟﺒﻴﺪﺍﻏﻮﺟﻴﺎ ﺍﻟﻼﺗﻮﺟﻴﻬﻴﺔ ﺍﻟﻔﻌﺎﻟﺔ ﻭﺍﳌﺸﺎﺭﻛﺔ ﺑﺎﳊﻮﺍﺭ‪ ،‬ﻭﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﳌﺴﺒﻘﺔ‪،‬‬ ‫ﻭﺍﳌﺴﺎﳘﺔ ﰲ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﻭﺇﺷﺎﻋﺔ ﺍﻷﻣﻦ ﻭﺍﳊﺐ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻭﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻘﺴﻢ‪ ،‬ﻭﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ‬ ‫ﺑﺎﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ)‪.(323 :8‬‬ ‫ﻏﲑ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﻮﺭﺩﻳﺔ ﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﺔ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﰲ ﻇﻞ ﺍﳌﺄﺳﺴﺔ‪ ،‬ﻭﺇﻥ ﺃﺩﺕ ﺇﱃ ﺗﺮﻛﻴﺰ ﺍﻟﺘﻌﺎﻳﺶ‬ ‫ﻣﻌﺎ ﰲ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻻﺛﲏ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ‪ ،‬ﻭﺃﻧﺘﺠﺖ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﰲ ﺍﻟﺘﻤﺎﺳﻚ ﻭﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ‪ ،‬ﻗﺪ ﺃﺩﺕ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧـﺮﻯ ﺇﱃ‬ ‫ﺍﻟﺘﺼﺎﺩﻡ ﺑﻌﻨﻒ ﻣﻊ ﻛﻮﻧﻴﺔ ﻣﺒﺪﺃ ﻗﺎﺑﻠﻴﺔ ﻛﻞ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻟﻠﺘﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺗﺄﺳﺲ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﲔ )‪(110 :5‬‬ ‫ﺑﺎﺳﺘﺒﻌﺎﺩﻫﺎ ﻟﻐﲑ ﺍﳌﻨﺘﻤﲔ ﻟﻺﻃﺎﺭ ﺍﻻﺛﲏ ﺃﻭ ﺍﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﺮﻣﺰﻱ ﺍﻟﻘﻴﻤﻲ ﻟﻸﻣﺔ‪ ،‬ﺣـﲔ ﺧﺼﺨﺼـﺔ‬ ‫ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﺧﺘﺰﻟﺘﻪ ﰲ ﻧﻄﺎﻗﻪ ﺍﻻﻳﻜﻮﻟﻮﺟﻲ ﻭﺍﻟﺮﻣﺰﻱ ﺍﻟﻀﻴﻖ‪ ،‬ﻓﻤﺎﺭﺳﺖ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨـﺔ ﺇﻗﺼـﺎﺀ‪،‬‬ ‫ﻭﺃﻧﺘﺠﺖ ﺷﻮﻓﻴﻨﻴﺔ ﻗﺎﲤﺔ ﺗﻀﻴﻖ ﺇﱃ ﺃﺿﻴﻖ ﺣﻠﻘﺎﺕ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ‪ ،‬ﻭﺳﺎﳘﺖ ﻛﺜﲑﺍ ﰲ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﻻﻋﺘـﺰﺍﺯ ﺑﺎﻷﻧـﺎ‬ ‫ﻭﺍﻟﻨﺮﺟﺴﻴﺔ ﻟﻸﻓﺮﺍﺩ‪ )،‬ﺍﳊﺮﻳﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ( ﻭﻛﺮﺳﺖ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﻔﺮﺯ ﺍﻟﻄﺒﻘﻲ ﻭﺍﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻲ ﰲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ‬ ‫)ﺍﳉﻤﻌﻨﺔ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ( ﻭﺍﻟﻘﻮﺓ )ﺍﳍﺘﻠﺮﻳﺔ ﻭﺍﳌﻮﺳﻮﻟﻴﻨﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺪﻳﻜﺘﺎﺗﻮﺭﻳﺔ( ﺍﻟﱵ ﺷﺮﻋﺖ ﺍﻻﻋﺘـﺪﺍﺀ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺧﺮ ﺑﺸﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻔﻮﻕ ﰲ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ) ﺍﻻﺣﺘﻜﺎﺭ ( ﻭﺿﺮﻭﺭﺓ ﺗﻔﺮﻳﻎ ﺃﻭ ﺗﺴﻮﻳﻖ ﺃﻭ ﺗﺼﺪﻳﺮ ﻓـﺎﺋﺾ‬ ‫ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻷﻧﺎ‪) .‬ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭﻳﺔ ﻭﺍﺳﺘﻌﺒﺎﺩ ﺷﻌﻮﺏ ﻟﺸﻌﻮﺏ ﺃﺧﺮﻯ (‪ .‬ﻭﻫﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺇﺭﺗﺪﺍﺩﻳـﺔ‬ ‫ﻟﻠﻮﻃﻨﻴﺔ ﺇﱃ ﻣﻔﻬﻮﻣﻬﺎ ﺍﻻﺳﱪﻃﻲ ﺭﻛﺰﺕ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﺎﻹﻧﺴﺎﻥ ﰲ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺲ ﻭﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﳌﻔﻀـﻴﺔ‬ ‫ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﺇﱃ ﺍﻻﺳﺘﻌﺒﺎﺩ ﻭﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﺇﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻭﺇﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ‪.‬‬ ‫ﻭﻧﺴﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻛﻠﻪ ﺃﻥ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﺔ ﺷﺄﻥ ﺗﺮﺑﻮﻱ ﻳﺘﻀﺎﺩ ﻣﺮﺓ ﻭﻳﺘﻮﺍﻓﻖ ﺃﺧﺮﻯ‪ -‬ﲝﺴﺐ ﺍﻟﺼـﻴﻎ‬ ‫ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ‪ -‬ﺑﻜﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ ﺑﻴﺪﺍﻏﻮﺟﻴﺎ ﺍﳌﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﳉﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﳊﺮﺓ‪ ،‬ﰲ ﻧﻄﺎﻕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴـﺔ‬ ‫ﻭﺍﻷﻣﺔ ﺍﳌﻤﻴﺰﺓ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺃﻭ ﺗﺄﺣﻴﺪ ﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﻭﻛﺴﺮ ﺣﻮﺍﺟﺰ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﺍﶈﻠﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ )ﺗﻔﻜﻴﻚ ﺍﳍﻮﻳﺔ( ﻭﺇﻧﺘﺎﺝ ﺍﻹﻗﺼﺎﺀ ﻭﺍﳊﺮﺏ‪ .‬ﻓﺎﳌﻮﺍﻃﻨﺔ ﰲ ﺍﳌﻨﻈﻮﺭ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻲ ﺗﻜﻮﻥ ﻛﻮﻧﻴـﺔ ﺇﺫﺍ‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪52‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــ ﺩ‪ .‬ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻓﺮﺣﺎﰐ‪ :‬ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﺔ – ﺍﻟﺪﳝﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ –ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺃﻳﺔ ﻋﻼﻗﺔ ؟‬

‫ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻄﻠﻘﻬﺎ ﰲ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺑﻮﺻﻔﻪ ﺷﺮﻁ ﻟﻠﺘﺮﺑﻴﺔ ﻛﻮﱐ‪ ،‬ﻭﺗﻜﻮﻥ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﺔ ﺇﻗﺼﺎﺋﻴﺔ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ‬ ‫ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﳋﺼﻮﺻﻲ ) ﰲ ﻧﻄﺎﻕ ﺃﻣﺔ ﻭﻟﻐﺔ ﻭﻗﻴﻢ ( )‪(110: 5‬‬ ‫‪ -4‬ﺍﻟﺘﺄﺻﻴﻞ ﺍﻟﺒﻴﺪﺍﻏﻮﺟﻲ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ ﺑﲔ ﺍﳌﻔﺎﻫﻴﻢ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ‪:‬‬

‫ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﲔ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﺔ ﻭﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﰲ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺍﻟﺒﻴﺪﺍﻏﻮﺟﻲ ﻋﻼﻗﺔ ﻣﺘﺸﺎﺑﻜﺔ ﻛﻤـﺎ ﺗﺒـﺪﻭﺍ‬ ‫ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﳌﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﺒﻴﺪﺍﻏﻮﺟﻴﺔ‪ ،‬ﻓﻤﺸﺮﻭﻉ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﺔ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺷﺄﻥ ﻣﻦ ﺷﺆﻭﻥ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﻫﻮ ﺃﻳﻀﺎ ﺷﺄﻥ ﻣـﻦ‬ ‫ﺷﺆﻭﻥ ﺍﳌﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ ﺷﻜﻞ ﻣﻦ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﻛﺬﻟﻚ ﳕﻂ‬ ‫ﻣﻦ ﺃﳕﺎﻁ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻛﺼﻴﻐﺔ ﻣﻦ ﺻﻴﻎ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﲔ ﺍﶈﻠﻲ ﻭﺍﻟﻜﻮﱐ‪ ،‬ﺃﻭ ﻫﻲ ﺻﻴﻐﺔ ﺗﺘﻮﳚﻴﺔ ﻟﺘﻄـﻮﺭ‬ ‫ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻲ‪ ،‬ﻗﺪ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻫﻲ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻫﻢ ﻣﻦ ﳘﻮﻡ ﺍﳌﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟـﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻲ ﻋﻠـﻰ ﺍﳌﺴـﺘﻮﻯ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ‪ ،‬ﻭﻗﻀﻴﺔ ﻣﻦ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺒﻴﺪﺍﻏﻮﺟﻲ‪.‬‬ ‫ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﳌﺸﺘﺮﻙ ﺑﲔ ﺍﳌﻔﺎﻫﻴﻢ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ ﻣﺸﺎﺭﻳﻊ ﳎﺘﻤﻌﻴﺔ‪ ،‬ﺟﻌﻠـﻬﺎ ﺃﻛﺜـﺮ ﺍﻟﻘﻀـﺎﻳﺎ‬ ‫ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺗﻀﺎﺭﺑﺎ ﻭﺧﻼﻓﺎ ﰲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻛﻤﺸﺎﺭﻳﻊ ﺗﺘﺤﺪﺩ‬ ‫ﺑﺎﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﰲ ﺿﻮﺀ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﲔ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‪ ،‬ﻓﻜﻤﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﺩﺭﺟﺔ‬ ‫ﺍﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﻢ ﻋﻦ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ‪ ،‬ﺗﻜﻮﻥ ﺍﳌﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﺒﻴﺪﺍﻏﻮﺟﻴﺔ ﻛﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﳊﺮﻳﺔ‪،‬‬ ‫ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻫﻲ ﺇﻋﺪﺍﺩ ﻭﺗﺸﻜﻴﻞ ﻟﻠﺸﺨﺼﻴﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺸﻜﻞ ﻭﺍﻹﻋﺪﺍﺩ ﻳـﺮﺗﺒﻂ ﺑﻘـﻮﺓ‬ ‫ﺑﺎﻟﻨﻤﻂ ﺍﻟﺜﻘﺎﰲ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺍﳌﻬﻴﻤﻦ ﲝﻴﺚ ﺗﺼﺒﺢ ﺃﻫﺪﺍﻓﺎ ﻟﻠﺘﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ‬ ‫ﺍﻟﻨﻤﻂ ﻣﺸﺒﻌﺎ ﺑﻘﻴﻢ ﺍﻟﺪﻣﺞ ﻭﺇﺧﻀﺎﻉ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻭﺇﺩﻣﺎﺟﻪ ﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻷﻧﺴﺎﻕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﳌﻴﺘﺎﻓﻴﺰﻳﻘﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻼﻫﻮﺗﻴﺔ ﺃﻭ‬ ‫ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ ﺃﻭ ﺣﱴ ﺍﳊﺰﺑﻴﺔ ﺿﻴﻘﺔ‪ ،‬ﻓﻴﻨﻌﻜﺲ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺇﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﻨﺶﺀ ﲟﻤﺎﺭﺳﺔ ﺑﻴﺪﺍﻏﻮﺟﻴﺔ ﻟﺘﺮﺑﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﻮﻻﺀ ﻭﻧﻜﺮﺍﻥ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻭﺍﻻﻧﺘﺼﺎﺭ ﻟﻠﻘﻴﻢ‪ ،‬ﻓﺘﺼﺒﺢ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺗﻌﲏ ﺇﻧﺘﺎﺝ ﺍﳍﻮﻳﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬ ‫ﰲ ﺍﻟﻔﺮﺩ‪ ،‬ﺃﻭ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺄﺩﳉﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻗﺪ ﻳﺘﻌﺎﺭﺽ ﻣﻊ ﻗـﻴﻢ ﺍﳊﺮﻳـﺔ ﻭﺍﻻﺳـﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ﻭﺗﺮﺑﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗﺪﺓ‪ ،‬ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻳﺘﻀﺎﺩ ﻣﻊ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ ﺍﻟﻨﻤﻂ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺍﺣﺘﺮﺍﻣﺎ ﻟﻠﺤﺮﻳﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ‪ ،‬ﻛﻤﺎ‬ ‫ﺳﻴﺘﻌﺎﺭﺽ ﺣﺘﻤﺎ ﻭﺍﲡﺎﻫﺎﺕ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‪ ،‬ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ ﺍﻧﺼﻴﺎﻋﺎ ﻟﻠﻘﻴﻢ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﺍﳌﻨﺘﺼﺮﺓ‪ ،‬ﻋﻠـﻰ ﺍﳍﻮﻳـﺔ‬ ‫ﻭﺍﻷﻧﺴﺎﻕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﶈﻠﻴﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ‪.‬‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪53‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ﻭﺍﳋﻄﺎﺏ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬ ﰲ ﺍﳌﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺑﺼﻔﺔ ﺣﺘﻤﻴﺔ ﺳﻠﻄﻮﻳﺔ ﻛﻤـﺎ ﳛﻠﻠـﻪ ﺑﻮﺭﺩﻳـﻮ‪،‬‬ ‫ﻭﻳﺆﻛﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﺫﻭﻱ ﺍﻟﱰﻋﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻋﻤﻮﻣﺎ‪ ،‬ﳒﺪﻩ ﻣﺎﺛﻼ ﰲ ﳕﻮﺫﺝ ﺩﻭﺭﻛﺎﱘ ﺍﻟﺪﳎﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺄﺳﺲ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻭﺍﻟﺴﻠﻄﺔ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﻳﻨﻄﻠﻖ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺗﻮﺟﺪ ﺃﺳﺎﺳﺎ ﰲ ﺃﺻﻞ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﺘﺮﺑـﻮﻱ ﻭﻻ ﳝﻜـﻦ‬ ‫ﺗﺼﻮﺭﻩ ﺑﺪﻭﻥ ﺳﻠﻄﺔ‪ ،‬ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻓﺎﻟﺴﻠﻄﺔ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﻭﺿﺮﻭﺭﻳﺔ ﳊﻴﻮﻳﺔ ﺍﻟﻔﻌـﻞ ﺍﻟﺘﺮﺑـﻮﻱ‪ ،‬ﻭ‪‬ـﺬﺍ ﺍﳌـﺪﺧﻞ‬ ‫ﺍﻟﺴﻠﻄﻮﻱ ﻟﻠﺘﺮﺑﻴﺔ ﻳﺸﺮﻋﻦ ﺩﻭﺭﻛﺎﱘ ﻟﺘﺄﺳﻴﺲ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺴﺮ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺗﺄﺛﲑ ﺍﻷﺟﻴـﺎﻝ ﺍﻟﻨﺎﺿـﺠﺔ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ ﺍﻟﱵ ﱂ ﺗﻨﻀﺞ ﺑﻌﺪ‪ ،‬ﻭﻫﻮ ﻣﺪﺧﻞ ﺇﺑﺴﺘﻤﻮﻟﻮﺟﻲ ﺗﺄﺳﺲ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺗﺄﺛﲑ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﻔﺰﻳـﺎﺋﻲ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‪ ،‬ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﺭﻧﺘﻪ ﺑﻔﻌﻞ ﺍﻟﺘﻨﻮﱘ ﺍﳌﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﳚﻌﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﰲ ﺣﺎﻟـﺔ ﻣـﻦ ﺍﻟﺴـﻠﺒﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻮﺟﺪﺍﻧﻴﺔ‪ ،‬ﺇﺫ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺍﳌﺘﻀﻤﻦ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ‪ ،‬ﻳﺸﺤﻦ ﺑﻄﺎﻗﺔ ﺍﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ﺇﳛﺎﺋﻴﺔ ﲡﻌﻞ ﺍﻟﺘﻠﻤﻴﺬ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ‬ ‫ﺍﻧﻘﻴﺎﺩﻳﺔ ﻃﻮﻋﻴﺔ‪ ،‬ﻟﺘﻴﺴﲑ ﺩﳎﻪ ﻭﺍﳔﺮﺍﻃﻪ ﰲ ﺳﻠﻚ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺫﻟﻚ ﻫﻮ ﻣﺎ ﲤﺎﺭﺳﻪ ﺍﻷﻧﺎ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ ﺃﻭ‬ ‫ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﳉﺎﻣﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ‪ ،‬ﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﺔ‪ ،‬ﻭﻫﻲ ﳑﺎﺭﺳﺔ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﻭﺣﺘﻤﻴـﺔ ﻻ ﺗـﺆﺩﻱ‬ ‫ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﰲ ﻧﻈﺮ ﺍﻟﺪﻭﺭﻛﺎﳝﻴﲔ ﺇﱃ ﺣﺎﻻﺕ ﺍﻟﻌﺼﺎﺏ ﻛﻤﺎ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺃﻧﺼـﺎﺭ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴـﻞ ﺍﻟﻨﻔﺴـﻲ‪ ،‬ﺇﻻ ﺇﺫﺍ‬ ‫ﻣﻮﺭﺳﺖ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍ‪‬ﺘﻤﻌﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﺳﺎﺩﻱ ﺗﺴﻠﻄﻲ )‪.(192 :8‬‬ ‫ﻏﲑ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺸﻬﺪ ﺍﻟﺴﻠﻄﻮﻱ ﺍﻟﺪﳎﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺘﺄﺳﺲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﺔ ﻫﻮ‬ ‫ﻣﺸﻬﺪ ﺇﻗﺼﺎﺋﻲ ﻛﻤﺎ ﻳﺘﺠﻠﻰ ﰲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ؛ ﻳﺘﻌﺎﺭﺽ ﻣﻊ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺮﻓﺾ ﺍﻟﺘـﺄﺛﲑ ﺍﻟﺴـﻠﻄﻮﻱ‬ ‫ﺍﳋﺎﺭﺟﻲ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺟﻮﻥ ﺩﻳﻮﻱ )‪ (81 :6‬ﺇﺫ ﳒﺪ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﺔ ﻛﻬﺪﻑ ﻟﻠﺘﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻨﻤـﺎﺫﺝ ﺍﻟﺸـﻤﻮﻟﻴﺔ‪،‬‬ ‫ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻷﻓﻼﻃﻮﻧﻴﺔ ﺍﳌﻨﻘﺴﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺫﺍ‪‬ﺎ ﺇﱃ ﻃﺒﻘﺎﺕ ﺣﺪﻳﺪﻳﺔ‪ ،‬ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﲏ ﺗﺮﻛﻴﺰ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﺍﻟﻄﺒﻘـﻲ‬ ‫ﻭﺍﻟﻌﺮﻗﻲ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﺑﲔ ﺍﻷﺛﻴﲏ ﻭﻏﲑ ﺍﻷﺛﻴﲏ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻜﻞ ﺑﺮﺍﺑﺮﺓ ﻭﳘﺞ ﺧﺎﺭﺝ ﻧﻄﺎﻕ ﺍﻷﺛـﻴﲏ‪ ،‬ﺍﻷﻣـﺮ‬ ‫ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﺮﻉ ﳌﺸﺮﻭﻋﻴﺔ ﺍﻹﻗﺼﺎﺀ ﻭﺍﻻﺳﺘﻌﺒﺎﺩ ﻭﺇﺧﻀﺎﻉ ﺍﻵﺧﺮ ﻏﲑ ﺍﻷﺛﻴﲏ ﻭﺣﺮﻣﺎﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﳊﻘﻮﻕ ﺍﳌﺪﻧﻴـﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ‪ ،‬ﻓﻼ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﺎﳌﻮﺍﻃﻨﺔ ﻭﺣﻘﻮﻗﻬﺎ ﺇﻻ ﻣﻦ ﻫﻮ ﺃﺛﻴﲏ ﺍﻷﺻﻞ‪ ،‬ﻭﻻ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﺎﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺮﺍﻗﻴﺔ ﺇﻻ ﻃﺒﻘـﺔ‬ ‫ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ‪ ،‬ﻭﻻ ﳛﻖ ﻟﻠﺘﺮﺑﻴﺔ ﺇﻻ ﺗﻜﺮﺍﺭ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺍﻟﻄﺒﻘﻲ ﻭﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻳﺘﻪ ﲟﺜﻠﻪ ﻭﻗﻴﻤﻪ‪ ،‬ﻓﻬﺬﺍ ﺍﳌﺸﻬﺪ ﺗﻜـﺮﺭ ﰲ‬ ‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺑﻌﺪﺓ ﺻﻴﻎ‪ ،‬ﻗﺪﳝﺎ ﻭﺣﺪﻳﺜﺎ‪ ،‬ﻓﻘﺪﳝﺎ ﺗﻜﺮﺭ ﺑﺼﻴﻐﺔ ﺍﻟﺪﻣﺞ ﻭﺍﻟﻔﻨﺎﺀ ﰲ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ ﺃﻭ ﰲ ﺍﻷﻧﺴـﺎﻕ‬ ‫ﺍﻟﺮﻣﺰﻳﺔ ﺍﻷﺳﻄﻮﺭﻳﺔ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﰲ ﺍﻟﻔﺮﻋﻮﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﻮﺫﻳﺔ ﻭﺍﻟﻜﻨﻔﻮﺷﻴﻮﺳﻴﺔ ﻭﺍﻻﺳﱪﻃﻴﺔ ﻭﺍﳌﺴﻴﺤﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺣـﺪﻳﺜﺎ‬ ‫ﻭﻣﻨﺬ ﺩﻭﺭﻛﺎﱘ‪ ،‬ﺃﺧﺬ ﺍﻟﺪﻣﺞ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻤﺜﻞ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﻟﻠﻘﻴﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﳌﺆﺳﺴﻴﺔ ﻭﺍﻻﻧﺪﻣﺎﺝ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﻠﻴـﺔ‪،‬‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺑﻠﻎ ﺍﻟﺪﻣﺞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺫﺭﻭﺗﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﻳﺴﻲﺀ ﺇﱃ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺧﺼﻮﺻـﻴﺎﺗﻪ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳـﺔ ﰲ ﻣـﺎ‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪54‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــ ﺩ‪ .‬ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻓﺮﺣﺎﰐ‪ :‬ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﺔ – ﺍﻟﺪﳝﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ –ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺃﻳﺔ ﻋﻼﻗﺔ ؟‬

‫ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻟﻪ ﺷﻌﻮﺏ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﻛﻜﻮﺭﻳﺎ ﻭﺍﻟﺼﲔ ﻭﺍﻟﻴﺎﺑﺎﻥ ﻭﺭﻭﺳﻴﺎ ﻹﻛﺮﺍﻩ ﺃﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻲ ﻗﺎﺳﻲ ﺣﻴﺚ ﻳـﺮﰉ‬ ‫ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﻻﺀ ﻟﻼﻣﱪﺍﻃﻮﺭ ﻭﺍﻟﻘﻴﺼﺮ ﻭﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻭﺭﺏ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺸﻜﻞ ﺭﻫﻴﺐ ﺗﻜﺎﺩ ﺗﻜﻮﻥ ﺷﺒﻴﻬﺔ ﺑﻌﺒﺎﺩﺓ‬ ‫ﻭﺗﺄﻟﻴﻪ ﺃﺳﻼﻓﻬﻢ ﻟﻸﺷﺨﺎﺹ ﻭﺷﺒﻴﻪ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﻣﺎ ﲤﺎﺭﺳﻪ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣـﻦ ﺩﻣـﺞ ﰲ ﻇـﻞ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ‪.‬‬ ‫ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﻔﻲ ﻛﻞ ﺻﻴﻎ ﺍﻟﺪﻣﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ‪ -‬ﻣﻊ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺘﺒﺎﻳﻨﺎﺕ‪ -‬ﺗﻘﺎﺱ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﺔ ﺑﺪﺭﺟﺔ ﳑﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﻔـﺮﺩ‬ ‫ﻭﲤﺜﻠﻪ ﻟـ "ﻧﻌﻢ " ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻫﻲ ﺗﻌﺒﲑ ﻋﻦ ﺍﻻﻣﺘﺜﺎﻝ ﺍﻟﻼﻣﺸﺮﻭﻁ ﻟﻘﻴﻢ ) ﺍﻟﻮﻻﺀ ﻭﺍﻟﺴﻤﻊ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ( ﻭﻫـﻲ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﻓﻴﺔ ﻟﻸﻧﺎ ﺃﻭ ﻟﻜﻞ ﺷﻌﻮﺭ ﺩﳝﻘﺮﺍﻃﻲ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺗﻌﺒﲑ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﻧﱯ ﲝﻴﺚ ﻻ ﺗﻌﲑ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴـﺔ ﺃﺩﱏ ﺍﻫﺘﻤـﺎﻡ‬ ‫ﻟﻠﺤﺮﻳﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﻭﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﳌﺒﺎﺩﺭﺓ ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻵﺧﺮ‪ ،‬ﻭﻫﻲ ﺃﺳﺎﺳﻴﺎﺕ ﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺍﻟـﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻲ ﲟﻔﻬﻮﻣﻬـﺎ‬ ‫ﺍﻟﻐﺮﰊ‪ ،‬ﻭﺑﻮﺟﻮﻫﻬﺎ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ) ﺷﻌﻮﺭ ﳓﻮ ﺍﻷﻧﺎ‪ ،‬ﻭﳓﻮ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ‪ ،‬ﻭﳓﻮ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳـﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﻟﺬﻟﻚ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ( )‪ (68 -63: 10‬ﻓﺎﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻫﻲ ﰲ ﻧﻈﺮ ﺍﳌﺮﰊ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜـﻲ ﺍﻟﻜـﺒﲑ ﺟـﻮﻥ‬ ‫ﺩﻳﻮﻱ‪ ،‬ﻟﻴﺴﺖ ﺷﻜﻼ ﻣﻦ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﻫﻲ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﰲ ﳑﺎﺭﺳﺔ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺃﻱ ﰲ ﺍﻟﺒﻴـﺪﺍﻏﻮﺟﻴﺎ‬ ‫ﺍﳌﺪﺭﺳﻴﺔ ﻭﺍﻷﺳﺮﺓ‪ ،‬ﻭﺍ‪‬ﺘﻤﻊ )‪ (81 : 6‬ﻭﰲ ﻧﻈﺮ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﻧﱯ ﻫﻲ ﺿﻤﲑ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺷﻜﻞ‬ ‫ﻣﻦ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ )‪.(71 :10‬‬ ‫ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻗﺪ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ ﳊﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴـﺎﻥ ﺃﻥ‬ ‫ﺗﺮﺗﻘﻲ ﺑﺎﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﻠﻔﺮﺩ ﰲ ﺍﺳﺘﺪﻋﺎﺋﻬﺎ ﻟﻠﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻷﺛﻴﻨﻴﺔ ﻭﺗﺄﻃﲑﻫﺎ ﺑﻘﻴﻢ ﺍﻟﻌﻠﻤﻨﺔ ﻟﻴﺼﺒﺢ ﺍﻟﻔﺮﺩ‬ ‫ﺍﳋﺎﺩﻡ ﰲ ﻭﺿﻌﻴﺔ ﺍﳌﻮﺍﻃﻦ ﰲ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﻠﱪﺍﻟﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻣﻮﺟﻴﻚ ) ﺍﳌﺰﺍﺭﻉ ( ﰲ ﻭﺿﻌﻴﺔ ﺍﻟﺮﻓﻴـﻖ‪ ،‬ﰲ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻴﺔ ﺍﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﳌﻄﺎﻟﺐ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺍﳌﺪﱐ ﻭﺍﳌﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻲ‪ ،‬ﻓﺈ‪‬ﺎ ﺃﻏﺮﻗـﺖ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴـﺔ ﰲ ﺍﻹﻓـﺮﺍﻁ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﻔﺮﻳﻂ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺗﻌﺒﲑ "ﻣﺎﻛﻼﻓﻦ " ﺣﻴﺚ ﺍﳔﺮﻃﺖ ﺑﻘﻮﺓ ﰲ ﺗﺼﻤﻴﻢ ﳕﺎﺫﺝ ﻟﻠﺘﺮﺑﻴـﺔ ﻋﻠـﻰ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨـﺔ‬ ‫ﺗﺴﺘﺠﻴﺐ ﳊﺮﻳﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‪ ،‬ﰲ ﺍﻟﻨﻤﺎﺫﺝ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﳌﻨﺤﺪﺭﺓ ﻣﻦ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﺭﻭﺳﻮ ﻭﲢﻤﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺣﺼﺎﺭ ﺍﻷﻧﺴﺎﻕ‬ ‫ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﺣﱴ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺃﻏﺮﻗﺖ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﰲ ﺍﳉﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﳌﻮﻏﻠـﺔ ﰲ ﺍﻻﳔـﺮﺍﻁ ﰲ ﺍﻟـﺪﻣﺞ‬ ‫ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‪ ،‬ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻣﺪﻧﻴﺔ ﻭﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﰲ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﺍﻟﺪﻭﺭﻛﺎﳝﻲ‪ ،‬ﻭﻫﻮ ﺟﻌﻞ‬ ‫ﻣﺎﻛﻼﻓﻦ ﻳﺮﻯ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻤﺎﺫﺝ ﻭﺍﻟﺼﻴﻎ ﺍﳌﺘﻨﺎﻗﻀﺔ ﰲ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﺔ ﻣﺘﻤﺮﻛﺰﺓ ﰲ ﻗﻄﱯ ﺍﻹﻓﺮﺍﻁ ﻭﺍﻟﺘﻔﺮﻳﻂ‪ ،‬ﳑﺎ‬ ‫ﳚﻌﻠﻬﺎ ﳏﻞ ﺧﻼﻑ ﻭﻏﻤﻮﺽ )‪.(9-8 :11‬‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪55‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫‪ -5‬ﲢﻔﻈﺎﺕ ﻣﺒﺪﺋﻴﺔ ﺣﻮﻝ ﺍﳌﻔﺎﻫﻴﻢ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ‪:‬‬

‫ﺗﺄﺳﺴﺖ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﺔ ﻭﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﰲ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﺟﻌﻴﺔ ﻏﺮﺑﻴﺔ ﺗﻌﻮﺩ‬ ‫ﺇﱃ ﺃﺩﺑﻴﺎﺕ ﻋﺼﺮ ﺍﻟﺘﻨﻮﻳﺮ ﻭﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﻨﺔ‪ ،‬ﻭﻗﺪ ﺃﺿﻔﺖ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺻﺒﻐﺔ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ‪ ،‬ﺣﲔ ﺃﺩﺭﺟﺘﻬﻤﺎ ﺿﻤﻦ‬ ‫ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ ﳊﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‪ ،‬ﻭﺻﺎﺭﺍ ﻳﻌﻨﻴﺎﻥ ﺑﺄﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺍﳊﻖ ﺍﳌﺪﱐ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﳌﺸـﺎﺭﻛﺔ‬ ‫ﻭﺍﳊﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﰲ ﺿﻮﺀ ﻋﻠﻤﻨﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺍﳊﻴﺎﺓ‪ ،‬ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻧﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﻌﲔ ﺍﻟﺮﻳﺒﺔ ﻭﺍﻟﺸـﻚ‪ ،‬ﺫﻟـﻚ ﺃﻥ‬ ‫ﺍﳌﻴﺜﺎﻕ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ ﳊﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺍﺳﺘﻴﻌﺎﺏ ﺣﻴﺎﺩﻳﺘﻪ ﻭﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺘﻪ ﰲ ﻇﻞ ﻣﺎ ﺃﻓﺮﺯﺗـﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳـﺎﺕ‬ ‫ﺍﳌﻨﺘﺠﺔ ﻟﻪ ﺇﺟﺮﺍﺋﻴﺎ‪ ،‬ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﻭﺍﺳﺘﻐﻼﻝ ﻭﻓﺮﺯ ﻃﺒﻘﻲ ﻭﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺃﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎﺕ ﻗﻤﻌﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻟﻼﺗﻜﺎﻓﺆ ﰲ‬ ‫ﺍﻟﻔﺮﺹ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﺍﳊﺮﺍﻙ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‪ ،‬ﺑﻞ ﺻﺎﺭ ﺍﳌﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﻇﻞ ﺃﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﻔﺮﺯ ﻳﻜﺮﺱ ﺑﻌﻤـﻖ‬ ‫ﺍﻟﻄﺒﻘﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﰲ ﺍﳊﻈﻮﻅ‪ .‬ﱂ ﻳﺒﻖ ﻣﻦ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ ﳊﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺇﻻ ﺻﻮﺭﺗﻪ ﺍﳌﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﳌﺨﺘﺼﺮﺓ‬ ‫ﰲ ﺃﻣﺮﻛﺔ ﺍﻟﻌﺎﱂ‪ ،‬ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﱵ ﺗﺪﺭﺝ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻫﻮ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺍﳌﺎﺿﻲ ﺍﻧﻘـﺮﺽ ﻣـﻊ‬ ‫ﺍﻧﻘﺮﺍﺽ ﺯﻣﻦ ﺍﳊﺪﺍﺛﺔ ﻭﺃﺳﺎﻃﲑﻫﺎ ﰲ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻭﺍﳌﺴﺎﻭﺍﺓ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ‪.‬‬ ‫ﻭﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ ﺗﺘﻮﳚﺎ ﻟﻠﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻭ‪‬ﺎﻳﺔ ﻟﻠﺘﺎﺭﻳﺦ ﻭﺻﻮﺭﺓ ﻟﻼﻧﺘﺼﺎﺭ ﺍﻷﺑﺪﻱ ﻟﻘﻴﻢ ﺍﳊﺮﻳـﺔ‬ ‫ﻛﻤﺎ ﳚﺘﻬﺪ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﲔ ﰲ ﻧﻌﺘﻬﺎ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﺮﺍﻫﺎ ﲜﻼﺀ ﻋﻮﺩﺓ ﻟﻠﻨﻤﻂ ﺍﻷﺳﱪﻃﻲ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻭﺇﺧﻀـﺎﻉ‬ ‫ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﻭﺇﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﳉﺴﻤﻴﺔ ﻟﻠﻤﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﺴﻄﻮ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ‪ ،‬ﻓﺘﻔﺎﱐ ﺍﳌﻮﺍﻃﻦ ﺍﻻﺳﱪﻃﻲ ﰲ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﺀ‬ ‫ﻭﻗﺘﻞ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻫﻲ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻟﺴﺎﻣﻴﺔ ﻟﻠﻤﻮﺍﻃﻨﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺴﺘﻤﺮ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﺗﻜﺮﺍﺭ ﺇﻧﺘﺎﺟﻪ‪.‬‬ ‫ﻓﺎﻟﻌﻮﳌﺔ ﻛﻤﺎ ﻧﺮﺍﻫﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﺇﻻ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍ‪‬ﺴﺪﺓ ﰲ ﻛﻞ ﺇﻛﺮﺍﻫﺎﺕ ﻭﺇﻣﻼﺀﺍﺕ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﻘﻄﺒﻴﺔ‬ ‫)ﺍﻷﻣﺮﻛﺔ( ﻭﻫﻲ ﰲ ﺻﻮﺭ‪‬ﺎ ﻫﺬﻩ‪ ،‬ﺍﺑﺘﻌﺪﺕ ﻛﺜﲑﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻹﻧﺴﺎﱐ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﺑﺸﺮﺕ ﺑﻪ ﺍﻷﺩﻳـﺎﻥ‬ ‫ﻣﻦ ﻗﺒﻞ‪ ،‬ﺃﻭ ﺣﱴ ﻛﻤﺎ ﺑﺸﺮﺕ ﺑﻪ ﺍﳊﺪﺍﺛﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺒﻌﺪ ﺍﻹﻧﺴﺎﱐ ﻟﻠﺘﺮﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﺔ ﻛﻘﻴﻤﺔ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺇﳚﺎﺑﻴـﺔ‪،‬‬ ‫ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﲏ ﻣﻦ ﺑﲔ ﻣﺎ ﺗﻌﻨﻴﻪ ﺍﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻳﺶ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﳌﺸﺘﺮﻙ ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻹﻧﺴـﺎﻥ ﻷﺧﻴـﻪ‬ ‫ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‪ ،‬ﻗﺪ ﺍﺧﺘﺰﻟﺖ ﰲ ﺗﻌﻤﻴﻢ ﻭﺗﻌﻮﱘ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭﻗﻴﻢ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭﺳﻠﻮﻛﺎﺕ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭﳕـﻂ ﻣﻌﻴﺸـﻲ‬ ‫ﻭﺍﺣﺪ‪ ،‬ﻭﻫﻲ ﺃﺣﺎﺩﻳﺔ ﻋﺎﳌﻴﺔ ﺗﻀﺮﺏ ﺍﻟﺘﻨﻮﻉ ﰲ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﺬﻛﺎﺀ ﰲ ﺍﻟﺼﻤﻴﻢ‪ ،‬ﲝﺠﺔ ‪‬ﺎﻳـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ) ﺻﺮﺍﻉ ﺍﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎﺕ ﻭﺍﻻﺛﻨﻴﺎﺕ ﻭﺍﻷﻋﺮﺍﻕ ﻭﺍﳌﺼﺎﱀ ( ﻭﲝﺠﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻧﺒﻌﺎﺙ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨـﺔ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺍﻟﻜﻮﱐ ﻭﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﻟﻠﺬﺍﺕ ﺍﳌﺘﻔﺮﺩﺓ ﻛﻤﺎ ﺑﺸﺮ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﺃﻣﺜﺎﻝ ﻛﺎﻧﻂ ﻭﺣﻨﺎﺁﺭﻧﺪﺕ‬ ‫)‪(108 -102 :12‬‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪56‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــ ﺩ‪ .‬ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻓﺮﺣﺎﰐ‪ :‬ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﺔ – ﺍﻟﺪﳝﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ –ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺃﻳﺔ ﻋﻼﻗﺔ ؟‬

‫ﻭﺍﻧﺪﻓﻌﺖ ﺃﻣﺎﻡ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻛﺮﺍﻫﺎﺕ ﻛﻞ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﺔ ‪‬ﺮﻭﻝ ﳓﻮ ﺍﳋﻀﻮﻉ ﻻﻛﺮﺍﻫﺎﺕ ﺍﻟﻌﻮﳌـﺔ‪،‬‬ ‫ﺣﱴ ﲢﺘﻞ ﻣﻮﻗﻌﺎ ﳍﺎ ﰲ ﺍﳋﺮﻳﻄﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﻭﺻﺎﺭﺕ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﺔ ﺗﻌﺪﻝ ﻣﻦ ﺻﻴﻐﻬﺎ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ‬ ‫ﺍﻟﻘﺎﺑﻌﺔ ﰲ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﻟﻸﻧﺴﺎﻕ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺗﻴﺔ؛ ﻟﺘﺘﺠﺎﻭﺯﻫﺎ ﻭﺗﺴﻘﻂ ﻫﻮﻳﺘﻬﺎ‪ ،‬ﻭﺗﻨﺪﻣﺞ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳍﻮﻳﺔ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳـﺔ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ )ﺍﻷﻣﺮﻛﺔ(‪.‬‬ ‫ﻭﺃﺑﺮﺯ ﻣﺜﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﳒﺪﻩ ﰲ ﻣﺎ ﺃﺑﺪﺗﻪ ﻫﻮﻟﻨﺪﺍ ﻣﻦ ﺍﻻﻣﺘﺜﺎﻝ ﻭﺍﻟﺘﻤﺜﻞ ﳍﺬﻩ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﰲ ﺇﺩﺭﺍﺟﻬﺎ ﻟﻠﺒﻌﺪ‬ ‫ﺍﻟﻌﻮﳌﻲ ﻟﻠﺘﺮﺑﻴﺔ ﻛﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻭﻗﺒﻮﻝ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﻭﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﺍﻟﻨﻘﺪﻱ ﻭﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺣﻘـﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴـﺎﻥ ﻭﺣـﻞ‬ ‫ﺍﻟﱰﺍﻋﺎﺕ ﻭﺗﺴﻮﻳﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘﻔﺎﻭﺽ ﻭﺍﳌﺸﺎﺭﻛﺔ ﰲ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ ﻟﻠﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴـﺔ )‪:8‬‬ ‫‪(326‬‬ ‫‪ -6‬ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﲔ ﺍﳌﻔﺎﻫﻴﻢ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﰲ ﺍﻻﺳﺘﻌﺎﺭﺓ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ‪:‬‬

‫ﺗﺄﺳﻴﺎ ﲟﺒﺪﺃ ﺍﳌﻘﺎﻳﺴﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻃﺒﻊ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﺍﳊﺪﺍﺛﻲ ﰲ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬ﺍﺳﺘﻌﺎﺭﺕ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﺔ ﻛﻘﻀﻴﺔ ﻣﺮﻛﺰﻳﺔ ﰲ ﺗﻨﺸﺌﺔ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺣﺐ ﺍﻟﻮﻃﻦ‬ ‫ﺑﺎﺧﺘﺰﺍﻟﻪ ﰲ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﺫﻭﻱ ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ﻭﺍﻟﺮﻗﻌﺔ ﺍﳉﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ﺍﳌﻮﺭﻭﺛﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭﻱ‪،‬‬ ‫ﻓﻤﻤﺎ ﻻ ﺷﻚ ﻓﻴﻪ ﺃﻥ ﻛﻞ ﺩﺳﺎﺗﲑ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﲢﺚ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﺔ ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴـﺎﻥ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳـﺔ‬ ‫ﻭﺍﳉﻤﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺳﺎﺗﲑ ﺍﺷﺘﻘﺖ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻗﻮﺍﻧﻴﻨﻬﺎ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﺍﳌﻮﺍﻃﻨﺔ ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻡ‬ ‫ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻭﺷﺨﺼﻴﺘﻪ ﻭﺳﻦ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﲢﻤﻲ ﻛﺮﺍﻣﺘﻪ ﻭﺗﻀﻤﻦ ﻣﺸﺎﺭﻛﺘﻪ ﰲ ﺍﻟﻘﺴﻢ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺗﻀﻤﻦ ﺗﻜﺎﻓﺆ‬ ‫ﺍﻟﻔﺮﺹ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﲢﺎﺭﺏ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﲔ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﲔ ﰲ ﺍﻟﺘﻤﺪﺭﺱ‪...‬ﺍﱁ ﻓﻜﻞ ﺫﻟﻚ ﻻ ﻏﺒﺎﺭ ﻋﻠﻴﻪ‪ ،‬ﻭﻳـﻮﺣﻲ‬ ‫ﺑﺘﺮﻗﻴﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻟﺘﻀﻤﻦ ﲢﻘﻴﻖ ﺍﳌﻮﺍﻃﻦ ﺍﻟﺼﺎﱀ ﻭﺗﻨﻤﻲ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﻭﺍﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ﻭﺍﻟﺘﻀﺎﻣﻦ ﻭﻧﺸﺮ ﺍﻟـﻮﻋﻲ‬ ‫ﺑﺎﳊﻘﻮﻕ ﻭﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ ﺑﲔ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﻀﺎﻣﲔ ﻣﻌﺮﻓﻴﺔ ﲡﺴﺪﻫﺎ ﻣﻮﺍﺩ ﺗﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻛﺎﻟﺘﺮﺑﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﺍﳉﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﺍﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﻭﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ‪...‬ﺍﱁ‪.‬‬ ‫ﻏﲑ ﺃﻥ ﺍﳌﺘﻔﺤﺺ ﻟﻠﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﻤﻮﻣﺎ ﳚﺪ ﺃﻥ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﺔ ﻭﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ‬ ‫ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ ﻣﻌﺎﺻﺮﺓ‪ ،‬ﻣﺎ ﺯﺍﻟﺖ ﺗﺮﺍﻭﺡ ﻣﻜﺎ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻹﺟﺮﺍﺋﻴﺔ؛ ﻓﻌﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺍﻹﻗﺮﺍﺭ ﲝﻘـﻮﻕ‬ ‫ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﻄﺎﻕ ﻭﺍﺳﻊ ﻭﺻﻴﺎﻏﺔ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﻭﺻﺪﻭﺭ ﺗﺸﺮﻳﻌﺎﺕ ﻣﺪﺭﺳﻴﺔ ﺑﻴﺪﺍﻏﻮﺟﻴﺔ ﺗﻌﺰﺯ ﻛﻠـﻬﺎ‬ ‫ﻣﻴﺜﺎﻕ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﰲ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﺔ ﻭﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﺎﻟﺮﺃﻱ ﺍﻵﺧﺮ ﻭﺗﻀﻤﲔ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳـﺔ‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪57‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﱐ‪ ،‬ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﺴﻮﺳﻴﻮﺗﺮﺑﻮﻳﺔ ﻟﻠﻔﻌﻞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺗﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﺜﻘﻞ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﻟﻘـﻴﻢ‬ ‫ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﻮﻻﺀ ﻭﺍﻻﺳﺘﻌﺒﺎﺩ ﻭﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﻭﺍﻟﻌﻨﻒ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺘﺤﻴﺰ ﺍﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻲ ﻭﻓﻘﺮ ﺛﻘﺎﻓـﺔ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻـﻞ ﻭﺿـﺒﺎﺑﻴﺔ‬ ‫ﺷﺪﻳﺪﺓ ﰲ ﺍﳊﻘﻮﻕ ﻭﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ ﻭﺇﻗﺼﺎﺀ ﺍﻵﺧﺮ‪ ،‬ﻛﻠﻬﺎ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﻭﳑﺎﺭﺳﺎﺕ ﺗﻌﻤﻞ ﺑﻌﻤﻖ ﰲ ﺍﲡـﺎﻩ ﻣﻀـﺎﺩ‬ ‫ﻟﻠﻤﻮﺍﻃﻨﺔ ﻭﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺣﱴ ﻟﻺﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﰲ ﻇﻞ ﲡﺰﺋﺔ ﺍﳉﻐﺮﺍﻓﻴﺎ ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺣﱴ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﰲ‬ ‫ﺍﻷﻭﻃﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪.‬‬ ‫ﻭﳕﺎﺫﺝ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺍﻟﱵ ﺗﺴﻦ ﺗﺮﺳﺎﻧﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘـﻮﺍﻧﲔ ﺗﻌـﺰﺯ ﺍﳌﻨﻈـﻮﺭ ﺍﳊـﺪﺍﺛﻲ ﻟﻠﻮﻃﻨﻴـﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ‪ ،‬ﻭﰲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﺗﻌﻴﻖ ـ ﲟﻤﺎﺭﺳﺎﺕ ﺑﻴﺪﺍﻏﻮﺟﻴﺔ ﻭﻓﺮﺯ ﺑﲑﻗﺮﺍﻃـﻲ ﺃﻳـﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻲ ـ ﺃﻱ‬ ‫ﺗﻘﺪﻡ ﳓﻮ ﺍﻻﺭﺗﻘﺎﺀ ﺑﺎﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻲ‪ ،‬ﻭﺇﺷﺎﻋﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻫﻲ ﳕـﺎﺫﺝ‬ ‫ﻛﺜﲑﺓ ﺗﻜﺎﺩ ﺗﻜﻮﻥ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻌﻤﻤﺔ ﻻ ﻳﺴﻤﺢ ﺍﳌﻘﺎﻡ ﻟﺴﺮﺩﻫﺎ‪.‬‬ ‫ﻓﻔﻲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﰲ ﺿﻮﺀ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺍﳌﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺍﳊﺪﺍﺛﻲ ﳉﻮﻥ ﻓﲑﻱ ـ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺪﺉ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ‬ ‫ﺍﳌﺴﺘﻌﻤﺮﺓ ـ ﻭﻣﻦ ﻏﲑ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ‪ ،‬ﺍﺳﺘﻤﺮﺕ ﻣﺪﺍﺭﺱ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﺍﳌﺴﺘﻘﻠﺔ ﰲ ﺗﻜﺮﻳﺲ ﻗﻴﻢ ﺍﳊﺪﺍﺛـﺔ‬ ‫ﺍﳌﺆﻃﺮﺓ ﻟﻠﻤﻮﺍﻃﻨﺔ‪ ،‬ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﺒﺎﺩﺉ )ﺍﳉﺰﺃﺭﺓ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺘﻌﺮﻳﺐ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺘﻜﻨﻠﺠﺔ‪ ،‬ﻭﺗﻜﺎﻓﺆ ﺍﻟﻔـﺮﺹ‪ ،‬ﻭﺍﻹﻟﺰﺍﻣﻴـﺔ‬ ‫ﻭﺍ‪‬ﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻤﻴﻢ ( ﻭﻫﻲ ﻣﻨﺎﺑﻊ ﻭﺟﺪﺍﻧﻴﺔ ﻭﻣﻌﺮﻓﻴﺔ ﻟﻠﻤﻮﺍﻃﻨﺔ‪ ،‬ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ ﺍﻧﺒﻌﺎﺙ ﻟﻠﻬﻮﻳﺔ ﺍﳌﻌﺘﺪﻯ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺯﻣﻦ‬ ‫ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺫﺍﺕ ﺣﻀﻮﺭ ﻣﻜﺜﻒ ﰲ ﺍﻟﱪﺍﻣﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﺋﻲ ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻱ ﻣﻨـﺬ‬ ‫ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ‪ ،‬ﺗﺘﺠﺴﺪ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻭﺍﳉﻐﺮﺍﻓﻴﺎ ﻭﺍﻟﻠﻐﺔ ‪...‬ﺍﱁ ‪.‬‬ ‫ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺒﺎﺩﺉ ﻭﺍﳌﻮﺍﺩ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺇ‪‬ﺎﺀ ﺍﻷﻣﻴﺔ ﻭﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻭﺍﻻﺳﺘﻌﺒﺎﺩ ﺍﻟﱵ ﻣﲏ ‪‬ﺎ ﺍﻟﺸﻌﺐ‬ ‫ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﺯﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ‪ ،‬ﻭﺗﻨﻘﻞ ﺷﻌﻮﺭﻩ ﳓﻮ ﺍﺳﺘﺸﻌﺎﺭ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﻭﲤﺜﻞ ﻗﻴﻤﻬﺎ ﰲ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻳﺶ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ ‪ .‬ﻭﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﻟﺘﺮﺳﻴﺦ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﻭﺗﺮﻗﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻻﻧﺘﻤﺎﺀ‬ ‫ﻟﻠﻨﺤﻦ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ‪ ،‬ﻓﻬﻮ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﻮﻟﻴﺪ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻲ ﺑﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺑـﺎﳊﻘﻮﻕ ﻭﺍﻟﻮﺍﺟﺒـﺎﺕ‬ ‫ﻭﲢﻤﻞ ﺍﳌﺴﺆﻟﻴﺎﺕ ﻭﲪﺎﻳﺔ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻛﻤﻠﻜﻴﺔ ﲨﺎﻋﻴﺔ ﻭﺗﺮﻗﻴﺔ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﻭﺍﳌﺸـﺎﺭﻛﺔ ﺍﳉﻤﺎﻋﻴـﺔ ﰲ‬ ‫ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﻮﻃﲏ‪ .‬ﻭﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﰲ ﻣﺎ ﻳﻠﻘﻦ ﻟﻠﺘﻼﻣﻴﺬ ﻣﻦ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻣﺪﻧﻴﺔ ﻭﺩﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻜﺜﻒ ﻣﺒﻜﺮﺍ )ﻣﻨـﺬ‬ ‫ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﺍﺑﺘﺪﺍﺋﻲ( ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺘﻨﺎﻏﻢ ﻣﻊ ﺍﳌﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻲ ﺍﻟﺘﺮﺑـﻮﻱ‬ ‫ﲟﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ؛ ﻭﻹﻋﻄﺎﺀ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﺔ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﻲ ﺃﺩﻣﺞ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻣﻨﺬ‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪58‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــ ﺩ‪ .‬ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻓﺮﺣﺎﰐ‪ :‬ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﺔ – ﺍﻟﺪﳝﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ –ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺃﻳﺔ ﻋﻼﻗﺔ ؟‬

‫‪ 1970‬ﺩﳎﺎ ﻛﻠﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﳍﻴﺎﻛﻞ ﻭﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﻭﺍﻷﻣﺔ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺯﻣﻦ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﳌﺴﺎﳘﺔ ﰲ‬ ‫ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﻭﺍﻟﺘﺜﺎﻗﻒ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ)‪.(27 -21 :13‬‬ ‫ﻭﻗﺪ ﰎ ﺗﺘﻮﻳﺞ ﺍﻹﺻﻼﺣﺎﺕ ﺍﻟﺪﳎﻴﺔ ﰲ ﺍﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻴﺔ ﺑﺼﺪﻭﺭ ﺍﳌﺮﺳﻮﻡ ﺍﻷﻣـﺮﻱ )‪16‬‬ ‫ﺃﻓﺮﻳﻞ ‪ (1976‬ﺍﳌﺘﻌﻠﻖ ﺑﺈﺻﻼﺡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﻭﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺘﻮﺣﻴﺪﻩ ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻢ ﻣﻦ ﺣﻴـﺚ ﳕﻄـﻪ ﻭﻟﻐﺘـﻪ‬ ‫ﻭﺇﺩﺍﺭﺗﻪ ﻭﻣﺮﻛﺰﻳﺘﻪ‪ ،‬ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﲰﺢ‪ -‬ﰲ ﻧﻈﺮﻧﺎ‪ -‬ﺑﺄﺩﳉﺔ ﺍﳌﺒﺎﺩﺉ ﻭﺍﶈﺘﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ‪ ،‬ﻭﳑﺎﺭﺳﺔ ﺍﻹﻗﺼـﺎﺀ‬ ‫ﺍﻟﺜﻘﺎﰲ‪ ،‬ﻭﺃﻋﺎﺩ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﺔ ﻟﺘﻤﺎﺭﺱ ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻭﻻﺀ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ ﺍﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻫـﻲ‬ ‫ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﱵ ﺍﺧﺘﺰﻟﺖ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﺔ ﰲ ﺍﺳﺘﺮﺟﺎﻉ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﺍﺳﺘﺤﻀﺎﺭ ﺭﻣﻮﺯ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺑﺸﻜﻞ‬ ‫ﺃﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻲ ﻣﺒﻬﻢ )‪ (255-247: 14‬ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺳﺎﻋﺪ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﺍﳊﺪﺍﺛﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﳑﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﻔﺮﺯ ﺍﻷﻳـﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻲ‬ ‫ﻭﺍﻟﻠﻐﻮﻱ ﺑﻘﻮﺓ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻮﺣﺪﺓ‪ ،‬ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﺎﺭﺽ ﻣﻊ ﺍﳌﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻲ ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ ﺍﳌﺸـﺎﺭﻛﺔ‬ ‫ﺍﳉﻤﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺗﻜﺎﻓﺆ ﺍﻟﻔﺮﺹ ﻭﺗﺄﻣﲔ ﺍﳊﻘﻮﻕ ﻭﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﻨﻮﻉ ﺍﻟﺜﻘﺎﰲ ‪ .‬ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻟﻪ ﺃﺛﺮﻩ ﺍﻟﺒـﺎﺭﺯ‬ ‫ﰲ ﺍﻟﺘﻤﺎﻳﺰ ﺍﻟﻄﺒﻘﻲ ﻭﺍﻹﻗﺼﺎﺀ ﺍﻟﺜﻘﺎﰲ ﻭﳕﻮ ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ ﺑﺎﻟﺘﻬﻤﻴﺶ ﻟﻔﺌﺔ ﻋﺮﻳﻀﺔ ﻣﻦ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ‪ ،‬ﻓﻤﺎﺭﺱ ﺍﳌﻤﺎﻧﻌﺔ‬ ‫ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ‪ ،‬ﲟﺎ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﻌﻨﻒ‪.‬‬ ‫ﻓﻌﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻭﺿﻌﻴﺔ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﻻ ﺗﺘﺠﺎﻭﺏ ﻭﻻ ﺗﺴـﺘﺠﻴﺐ‬ ‫ﳌﺸﺎﺭﻳﻊ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺚ ﺍﳌﻌﻠﻤﻨﺔ‪.‬ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻣﺎﺭﺳﺖ ﺍﻟﻌﻠﻤﻨﺔ ﻭﺍﳌﻮﺍﻃﻨـﺔ ﰲ ﺻـﻴﻐﺘﻬﻤﺎ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴـﺔ‬ ‫ﺑﺎﻟﻌﻨﻒ ﺍﳊﺪﺍﺛﻲ ﺍﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻲ)‪ (161 :15‬ﺑﺸﺮﻋﻴﺔ ﺇﺗﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﺇﻓﻴﺎﻥ‪ ،‬ﻭﺃﺳﺴﺖ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺻـﺎﻏﺖ‬ ‫ﳏﺘﻮﻳﺎﺗﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﻳﺘﻌﺎﺭﺽ ﻣﻊ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﻭﺃﺑﻌﺎﺩﻫﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺘﻌﺮﻳﺐ ﺃﻓﺮﻍ ﻣـﻦ ﳏﺘـﻮﺍﻩ ﺍﻟﺜﻘـﺎﰲ‪،‬‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﳎﺰﺃ ﻭﳎﺮﺩ ﺃﺣﺪﺍﺙ ﺣﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺣﻀﻮﺭ ﻟﻠﺮﻣﻮﺯ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺎ ﺇﻳﻜﻮﻟﻮﺟﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻹﺳـﻼﻡ ﺩﻳـﻦ‬ ‫ﻭﻋﺎﺩﺍﺕ ﺃﺧﻼﻗﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻧﺘﺼﺎﺭ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﳎﺮﺩ ﻓﺮﺣﺔ ﳊﻈﺔ ﻟﻠﺘﺬﻛﲑ‪ ،‬ﻭﺍﶈﺘﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﳎﺮﺩ ﻧﻘـﻞ ﻟﺘـﺎﺭﻳﺦ‬ ‫ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻭﻓﺘﻮﺣﺎﺕ ﻋﺼﺮ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ‪ ،‬ﺣﱴ ﺑﺪﺕ ﻣﺸﺎﺭﻳﻊ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﻛﺄ‪‬ﺎ ﺃﻛﺜـﺮ ﺍﺭﺗﺒﺎﻃـﺎ ﺑﺎﻟﺜﻘﺎﻓـﺔ‬ ‫ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭﻳﺔ ﻭﺃﻛﺜﺮ ﺍﻧﻔﺼﺎﻻ ﻭﻓﺼﻼ ﻋﻦ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻷﺻﻠﻴﺔ؛ ﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻫﺎ ﰲ ﺗﺮﻛﻴﺰ ﻗﻴﻢ ﺍﻟﺘﺒﻌﻴـﺔ ﻭﻋﻘـﺪﺓ‬ ‫ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ ﺍﳌﻨﺘﺼﺮ‪ ،‬ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﰲ ﳏﻞ ﺗﻨﺎﻗﺾ ﺭﻫﻴﺐ ﻳﻬﺪﺩ ﻭﺣﺪﺓ ﺍﻷﻣﺔ ﻛﻜﻴﺎﻥ ﺭﻭﺣـﻲ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟـﺔ‬ ‫ﻛﻜﻴﺎﻥ ﺳﻴﺎﺳﻲ‪ ،‬ﻓﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻼﺗﺴﺎﻣﺢ ﺍﻟﱵ ﻣﺎﺭﺳﺘﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﳊﺪﺍﺛﻴﺔ ﰲ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ﻭﺍﳉﺎﻣﻌﺔ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻷﺻﻠﻴﺔ ﺑﺈﻗﺼﺎﺀ ﻋﻠﻮﻣﻬﺎ ﻭﻟﻐﺘﻬﺎ ﻭﺛﻘﺎﻓﺘﻬﺎ‪ ،‬ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻤﻞ ﺑﻌﻤـﻖ ﰲ ﺍﲡـﺎﻩ ﻧﻘـﺾ ﺍﻟﻘـﻴﻢ‬ ‫ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺴﻌﻰ ﻟﺘﺤﻘﻴﻘﻬﺎ ﰲ ﻣﺸﺮﻭﻋﻬﺎ ﺍﳊﺪﺍﺛﻲ‪.‬‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪59‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺍﳊﺪﺍﺛﻲ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﻻ ﺃﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﲢﻮﻳﻞ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻗﺴﺮﺍ‬ ‫ﻋﻦ ﻗﻴﻤﻪ ﻭﺛﻘﺎﻓﺘﻪ ﻭﻟﻐﺘﻪ‪ ،‬ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺆﺳﺲ ﻟﺘﻮﺗﺮﺍﺕ ﳑﺎﻧﻌﺔ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺚ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﺻﻒ ﰲ ﳎﻤﻠـﻪ‬ ‫ﺑﺎﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺒﻨﻜﻲ ﺍﶈﺎﺻﺮ ﻟﻠﻌﻘﻞ ﻭﺍﳌﻌﻘﻮﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺒﻠﻴﻎ ﻭﺍﻻﺳﺘﺮﺟﺎﻉ ﻭﺍﻟﺘﺸﻜﻞ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﻂ ﻭﺍﳍﻴﻤﻨﺔ‬ ‫ﺍﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﺼﻞ ﻭﺍﻻﻧﻔﺼﺎﻝ ﻋﻦ ﺍﳋﱪﺓ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺮﺍﺛﻴﺔ‪ ،‬ﻫﻮ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺴـﻠﻂ‪،‬‬ ‫ﻭﺇﻥ ﺍﺩﻋﻰ ﺍﳊﻮﺍﺭ ﻓﻬﻮ ﺣﻮﺍﺭ ﺳﻘﺮﺍﻃﻲ ﺗﺴﻠﻄﻲ ﻻ ﻳﻨﺘﺞ ﺇﻻ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﳊﻤﺎﺭ ﻛﻤﺎ ﻳﺴﻤﻴﻬﺎ ﺳﺎﻃﻊ ﺍﳊﺼﺮﻱ‪،‬‬ ‫ﻷﻧﻪ ﺣﻮﺍﺭ ﳏﺎﺻﺮ ﺑﱪﳎﺔ ﺍﳌﻌﻠﻢ ﰲ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻟﻪ‪ ،‬ﻭﺑﱪﳎﺔ ﺍﻟﺘﻠﻤﻴﺬ ﰲ ﺭﺩﻭﺩ ﺃﻓﻌﺎﻟﻪ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺟﺎﺭ ﰲ ﻣﺪﺍﺭﺳﻨﺎ‬ ‫ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﺑﻴﺪﺍﻏﻮﺟﻴﺎ ﺗﻘﻤﻊ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﻭﺍﻟﺮﻓﺾ ﻭﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺑﻨﻌﺘﻪ ﺗﺸﻮﻳﺶ ﻭﲤﺮﺩ‪ ،‬ﻭﺗﻜﺮﺱ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻧﻌﻢ‬ ‫ﺃﻭ ﺍﳌﻮﺍﻓﻘﺔ ﺍﻟﺪﺍﺋﻤﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻔﻘﺪ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺣﺠﺎﺟﻪ‪ .‬ﻓﻔﻘﺮ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻـﻞ ﻭﺍﳊـﻮﺍﺭ ﺑـﲔ ﺍﳌﺆﺳﺴـﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳـﺔ‬ ‫ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺑﲔ ﺍﳌﻌﻠﻢ ﻭﺗﻼﻣﻴﺬﻩ ﻭﺑﲔ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ‪ ،‬ﲡﻌﻞ ﻣﺒﺎﺩﺋﻨﺎ ﻭﻫﻴﺎﻛﻠﻨﺎ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺑﺪﻭﻥ‬ ‫ﺩﳝﻘﺮﺍﻃﻴﲔ ﻭﻣﺒﺎﺩﺋﻨﺎ ﻭﻫﻴﺎﻛﻠﻨﺎ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺑﺪﻭﻥ ﻭﻃﻨﻴﲔ ﻭﺃﺑﻌﺎﺩﻧﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﺳﻴﺎﺳﺘﻨﺎ ﺍﳌﻨﻔﺘﺤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺧـﺮ‪،‬‬ ‫ﺑﺪﻭﻥ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﲔ‪.‬‬ ‫ﻭﻣﻦ ﲦﺔ ﻓﻴﻤﻜﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺄﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﺔ ﰲ ﺍﳌﺸﺎﺭﻳﻊ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﻫﻮ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺍﳌﺎﺿﻲ ﰲ ﻇﻞ ﺳﻴﻄﺮﺓ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﳌﺎﺑﻌﺪ ﺍﳊﺪﺍﺛﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ ﰲ ﺍﻟـﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌـﺮﰊ‬ ‫ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪ ﰲ ﻇﻞ ﻫﻴﻤﻨﺔ ﺍﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻭﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻹﻗﺼﺎﺀ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﰲ‪.‬‬ ‫ﻓﺎﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﺍﳌﺪﱐ ﺗﻘﻮﻡ ﲞﻄﻰ ﺣﺜﻴﺜﺔ ﳌﻮﺍﺀﻣﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻟﺘﺴـﺘﻮﻋﺐ ﺃﻃﺮﻭﺣـﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺍﳌﺨﺘﺼﺮﺓ ﰲ ﺗﺄﻫﻴﻞ ﺍ‪‬ﺘﻤﻌﺎﺕ ﻭﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻟﻠﺘﻮﺣﻴﺪ ﰲ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﺮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻭﺍﳋﺼﻮﺻـﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺃﺳﺴﺘﻬﺎ ﺯﻣﻦ ﺍﳊﺪﺍﺛﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻻﻧﺪﻣﺎﺝ ﰲ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﳌﻤﺎﺛﻠﺔ ﻭﺍﳌﺸﺘﺮﻛﺔ ﻋﺎﳌﻴـﺎ ﻟﻀـﻤﺎﻥ‬ ‫ﺣﻀﻮﺭﻫﺎ ﺣﺎﺿﺮﺍ ﻭﻣﺴﺘﻘﺒﻼ ﰲ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﻭﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﻭﺍﻻﺳﺘﻬﻼﻙ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ‪ ،‬ﺃﻣﺎ ﻭﺿﻊ ﻣﻮﺍﻃﻨﺘﻨﺎ ﻭﺩﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺘﻨﺎ‬ ‫ﻓﻼ ﳝﻜﻦ ﺭﺅﻳﺘﻬﻤﺎ ﺇﻻ ﰲ ﺻﻮﺭ‪‬ﻤﺎ ﺍﳌﺘﺮﺩﻳﺔ ﺍﻟﻘﺎﺑﻌﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﻂ ﺍﻟﺸﻜﻠﻲ ﻟﻠﺸﺨﺼﻴﺔ ﺑـﺎﻹﻛﺮﺍﻩ ﺍﻟﺘﺮﺑـﻮﻱ‬ ‫ﺍﳌﺪﺭﺳﻲ‪ ،‬ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻨﺎ ﺑﺎﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺍﳌﺘﺨﻄﻴﺔ ﻟﻠﻮﻃﻨﻴﺔ ﺑﻌﻮﳌﺔ ﺗﺮﺑﻴﺘﻨـﺎ ﻭﺳﻴﺎﺳـﺘﻨﺎ‬ ‫ﻭﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎﺗﻨﺎ‪ ،‬ﻭﻫﺬﻩ ﺍﳌﺴﺎﻓﺔ ﺍﻟﻜﺒﲑﺓ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻭﺑﲔ ﺃﻃﺮﻭﺣﺎﺕ ﻭﺇﻣﻼﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‪ ،‬ﲡﻌﻠﻨﺎ ﻏﲑ ﻭﺍﺛﻘـﲔ ﻣـﻦ‬ ‫ﻭﻋﻮﺩ ﻭﺁﻣﺎﻝ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺗﻄﻤﻴﻨﻬﺎ ﺑﺘﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﳌﻌﻴﺸﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺑﺎﻟﺘﺴﺎﻭﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﱂ‪ ،‬ﻭﻣﺴـﺎﻋﺪﺗﻨﺎ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺗﺄﻫﻴﻞ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﰲ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎﺗﻨﺎ ﻭﺳﻴﺎﺳﺎﺗﻨﺎ ﻭﺗﺮﺑﻴﺘﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﳌﺘﻜﺎﻓﺌﺔ ﰲ ﺍﻻﺳﺘﻬﻼﻙ ﻭﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ‬ ‫ﻭﺍﻹﻧﺘﺎﺝ‪.‬‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪60‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــ ﺩ‪ .‬ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻓﺮﺣﺎﰐ‪ :‬ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﺔ – ﺍﻟﺪﳝﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ –ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺃﻳﺔ ﻋﻼﻗﺔ ؟‬

‫ﻛﻤﺎ ﺗﺴﻌﻰ ﺍ‪‬ﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻭﻏﲑﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﳌﺘﺤﻔﻈﲔ ﰲ ﺇﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﺍﳌﺴﺘﻤﺮ ﻟﻈﺮﻭﻓﻬﺎ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ‪،‬‬ ‫ﻟﺘﺴﺘﻮﻋﺐ ﻋﻦ ﻭﻋﻲ ﺇﻣﻼﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‪ ،‬ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﻭﺍﻹﺻﻼﺡ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺘﺮﺣﻪ ﺟﺎﻙ ﺣـﻼﻕ ﻟﻠـﺪﻭﻝ‬ ‫ﺍﳌﺘﺤﻔﻈﺔ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﳛﺪﺩﻩ ﰲ ﺗﺮﺑﻴﺔ ‪‬ﺪﻑ ﺇﱃ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺻﻴﺎﻏﺔ ﺍﻟﺮﻭﺍﺑﻂ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﲟﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻘﺮﻳـﺔ ﺍﻟﻜﻮﻧﻴـﺔ‬ ‫ﻭﺗﻔﺘﺢ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻭﺍﻟﻜﻔﺎﺀﺓ ﻭﺍﳉﻮﺩﺓ ﻭ‪‬ﺎﻳﺔ ﺍﺣﺘﻜﺎﺭ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻮﺳﺎﺋﻂ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺍﳊﺪﻳﺜـﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﺸﺮﺍﻛﺔ ﺍﳌﺘﻜﺎﻓﺌﺔ‪...‬ﺍﱁ )‪ (108- 91: 16‬ﻭﳓﻦ ﻏﲑ ﻣﺆﻣﻨﲔ ﻣﻦ ﺣﻴﻒ ﻭﺍﺿﻄﻬﺎﺩ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﻼﻣﺘﻜﺎﻓﺊ‬ ‫ﻟﻠﻌﺎﱂ ﰲ ﺍﻟﻘﺪﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻭﺩﳎﻨﺎ ﺑﺎﻹﻛﺮﺍﻩ ﻛﻤﺴﺘﻬﻠﻜﲔ ﻻ ﻏﲑ‪ ،‬ﻭﳍﺬﻩ ﺍﻟﺘﺤﻔﻈﺎﺕ‬ ‫ﺍﳌﻨﻄﻘﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺎﺩﻟﺔ‪ ،‬ﳚﻌﻠﻨﺎ ﻧﺘﻤﺮﻛﺰ ﲤﺮﻛﺰﺍ ﻭﺍﻋﻴﺎ ﺣﻮﻝ ﻫﻮﻳﺘﻨﺎ‪ ،‬ﻭﻳﻔﺮﺽ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺫﻟﻚ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﺼـﻌﻮﺑﺔ ﰲ‬ ‫ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺄﺳﻴﺲ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﺁﺧﺮ ﻣﻐﺎﻳﺮ‪ ،‬ﺑﲔ ﻣﺎ ﻫﻮ ﳏﻠﻲ ﻭﻣﺎ ﻫﻮ ﺇﻗﻠﻴﻤﻲ ﻭﻣﺎ ﻫﻮ ﻋﺎﳌﻲ ﻣﻦ ﻣﻨﻈـﻮﺭ‬ ‫ﺇﺳﻼﻣﻲ ﺟﺪﻳﺪ‪.‬‬ ‫ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺄﺳﻴﺲ‪:‬‬ ‫ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺄﺳﻴﺲ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ ﺑﲔ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﺔ ﻭﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‪ ،‬ﻟﻴﺲ ﲟﻨﻈﻮﺭ ﻏﺮﰊ ﺃﻭ ﻛﻤﺎ ﺗﻮﺍﺟﻪ‬ ‫ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺑﺼﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺗﻘﻨﻴﺔ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﻣﻮﺍﺀﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻟﺘﺴﺘﺠﻴﺐ ﻭﺍﳌﻨﻈـﻮﺭ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ‪ ،‬ﻭﻫﻲ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﺄﺳﺲ ﺍﻵﻥ ﰲ ﺍﳌﺎﺑﻌﺪ ﺑﺎﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﳌﻴﺪﻳﺎﺋﻲ ﺍﻟﻌﻮﳌﻲ ﺍﳌﺘﺠﺎﻭﺯ ﻟﺬﺍﺗﻪ‬ ‫ﻭﻟﻮﻃﻨﻴﺘﻪ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻵﱄ ﻭﺍ‪‬ﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﳌﻌﺮﻓﻴﺔ ﻭﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺿﻴﺔ‪ ،‬ﺫﻟﻚ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺗﻮﺍﺋﻢ ﺍﻟﺸـﺮﻛﺎﺕ‬ ‫ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ ﺍﶈﻠﻴﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ‪ ،‬ﻟﺘﺘﻜﻴﻒ ﻣﻊ ﻣﻴﻜﺎﻧﺰﻣﺎﺕ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟـﱵ ﺗﻔﺮﺿـﻬﺎ‬ ‫ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﺑﺮﺓ ﻟﻠﻘﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﳌﺘﻌﺪﺩﺓ ﺍﳉﻨﺴﻴﺎﺕ‪.‬‬ ‫ﻓﻠﻴﺴﺖ ﻣﺸﻜﻠﺘﻨﺎ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﺔ ﻫﻲ ﰲ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺗﻌﺮﻳﻔﻬﺎ ﻟﺘﺘﻮﺍﺀﻡ ﻭﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﻠﻴﱪﺍﻟﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﱵ ﺗﻘﺘﻀﻲ ﻣﻨﺎ ﺑﻌﺪﺋﺬ ﺗﻔﻜﻴﻚ ﺃﻧﺴﺎﻗﻨﺎ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺇﺿﻌﺎﻑ ﻧﻔﻮﺫ ﺩﻭﻟﺘﻨـﺎ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻭﺍﳉﻤﺎﻋﺎﺕ ﻭﺍﳉﺎﻣﻌﺎﺕ ﻭﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﻟﺘﻴﺴﲑ ﺍﻻﻧﺪﻣﺎﺝ ﺍﻟﻌﻮﳌﻲ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﻫﻮﻳﺘﻨﺎ ﺍﳌﻨﺘﺠﺔ‬ ‫ﻟﻺﺭﻫﺎﺏ ﻭﺍﻟﻌﺪﺍﺀ ﻟﻠﺴﺎﻣﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﺗﺮﺍﻩ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ‪ ،‬ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﳛﺪﺙ ﺍﻵﻥ ﰲ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﺗﻨﻘﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﱪﺍﻣﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ ﻭﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﻌﺎﺭﺽ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺍﻟـﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻲ‪،‬‬ ‫ﻭﺗﻜﺮﺱ ﺍﻟﻌﺪﺍﺀ ﻟﻠﺴﺎﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‪ ،‬ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﳚﺮﻱ ﺃﻳﻀﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺴﺘﻮﻯ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻣﻦ ﺇ‪‬ﺎﺀ ﳌﻈﺎﻫﺮ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ‬ ‫ﺍﳋﲑﻱ ﻭﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﳋﲑﻳﺔ ﺍﶈﻠﻴﺔ ﳌﻨﺎﻓﺴﺘﻬﺎ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﳌﺪﱐ ﻭﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻪ ﺍﳌﻔﺮﻭﺿﺔ‪ ،‬ﺑﻞ ﺍﻣﺘﺪ ﺍﻷﻣـﺮ ﰲ‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪61‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ﺫﻟﻚ ﺇﱃ ﺇﺿﻌﺎﻑ ﺍﻧﺘﻤﺎﺋﻨﺎ ﺍﻟﻮﺟﺪﺍﱐ ﻭﺍﳉﻐﺮﺍﰲ ﻟﺪﻭﻟﻨﺎ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺻﻴﻎ ﺍﳌﻤﺎﻧﻌﺔ ﻟﻨﻔﻮﺫ ﻭﻃﻨﻴﺘﻨﺎ‬ ‫ﻭﻫﻮﻳﺘﻨﺎ ﺇﱃ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﻭﻣﺸﺎﻋﺮﻧﺎ‪ ،‬ﺑﺘﻌﺪﻳﻠﻬﺎ ﻭﺍﻟﺴﻤﺎﺡ ﻟﻸﺧﺮ ﺑﺎﺣﺘﻼﻝ ﺟﺰﺀ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻭ ﻛﻠﻬﺎ‪ .‬ﺑﺄﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‬ ‫ﻋﻦ ﺑﻌﺪ ﻭﺍﳊﻜﻮﻣﺎﺕ ﻭﺍﳉﺎﻣﻌﺎﺕ ﻭﺍﳌﺪﺍﺭﺱ ﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺿﻴﺔ‪ .‬ﺍﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺎﺕ ﺍﳌﺴﺘﻌﺎﺭﺓ ﺃﺻﻼ‬ ‫ﻣﻦ ﺛﻘﺎﻓﺘﻪ‪ ،‬ﻗﺪ ﻭﱃ ﻭﺃﺻﺒﺢ ﻣﻦ ﺍﳌﺎﺿﻲ ﻻ ﻳﺴﺘﺠﻴﺐ ﻟﻠﻌﻮﳌﺔ‪ .‬ﻓﺎﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻣﺘﻤﺮﻛﺰﺓ ﺣـﻮﻝ ﺍﻟـﺬﺍﺕ‬ ‫ﻭﺍﳍﻮﻳﺔ ﻭﺍﻷﻧﺎ ﻭﻫﻲ ﲤﺮﻛﺰﺍﺕ ﲤﺎﻧﻊ ﺑﺸﺪﺓ ﻣﻌﻄﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‪.‬‬ ‫ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺄﺳﻴﺲ ﺍﳌﻘﺼﻮﺩﺓ ﻟﻴﺴﺖ ﺃﻳﻀﺎ ﺍﺳﺘﻌﺎﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﳌﺎﺿﻲ ﺍﻟﺜﻘﺎﰲ ﺍ‪‬ﻴﺪ ﳌﻔﺎﻫﻴﻢ ﻣﺎ ﻳﺸﺒﻪ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﳏﺎﻭﻟﺔ ﺑﻌﺜﻬﺎ ﺿﻤﻦ ﺳﻴﺎﻗﺎﺗﻨﺎ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﳊﺎﺿﺮﺓ ﻭﻣﻮﺍﺀﻣﺘﻬﺎ ﺑﻌﺪﺋﺬ ﲟﻌﻄﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺼﺮ‪،‬‬ ‫ﻓﻬﺬﻩ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﻭﻣﺼﻄﻠﺤﺎﺕ ﻣﺴﺘﻌﺎﺭﺓ ﻭﺩﺧﻴﻠﺔ ﺃﺻﻼ ﻋﻦ ﺛﻘﺎﻓﺘﻨﺎ ﻭﻻ ﺗﻘﺒﻞ ﺣﱴ ﺍﻻﺳﺘﻨﺒﺎﺕ‪ ،‬ﻭﻣﻦ ﲦﺔ ﻓﻬﻲ‬ ‫ﻻ ﺗﻌﻨﻴﻨﺎ ﰲ ﻣﺸﺮﻭﻋﻨﺎ ﺍﻟﺬﺍﰐ ﻛﺜﻘﺎﻓﺔ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻟﱪﲨﺎﰐ ﺍﳋﺎﻟﺺ‪ ،‬ﻭﻣﻦ ﲦﺔ ﻓﺈﻥ ﻣﺎ ﻧﻌﻨﻴﻪ ﻣـﻦ‬ ‫ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺄﺳﻴﺲ ﻫﻮ ﺇﻧﺘﺎﺝ ﺃﺻﺎﻟﺘﻨﺎ ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ﺗﺮﻛﻴﺐ ﻭﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻹﻧﺴـﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﳊﻘـﻮﻕ‬ ‫ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﻭﺍﳉﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﻓﻖ ﺍﳌﻨﻈﻮﺭ ﺍﻟﻜﻮﱐ ﺍﻟﻘﺮﺁﱐ‪ ،‬ﻭﻫﻮ ﺍﳌﻨﻈﻮﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﻌﺚ ﻓﻴﻨﺎ ﻫﻮﻳﺘﻨﺎ ﰲ ﺍﻷﺧﻮﺓ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻜﻮﻧﻴﺔ ﻭﻳﻘﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻤﺮﻛﺰ ﺍﻟﺬﺍﰐ ﺍﻟﺴﻠﱯ ﰲ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻻﻳﻜﻮﻟﻮﺟﻴﺔ‪ ،‬ﺑﻮﺟﻮﺏ ﲤﺪﺩﻧﺎ ﻛﺜﻘﺎﻓﺔ ﻣﺘﻤﻴﺰﺓ ﻣـﻦ‬ ‫ﻣﺮﻛﺰﻧﺎ ﳓﻮ ﺩﻭﺍﺋﺮ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﶈﻴﻂ ﺍﻹﻧﺴﺎﱐ‪ ،‬ﳌﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ﻭﺍﻷﺧﻮﺓ ﰲ ﺗﻌﺎﻣﻠﻨـﺎ ﻣـﻊ‬ ‫ﺍﻷﺧﺮ‪ ،‬ﻭﺟﻠﺐ ﺍﳌﻨﻔﻌﺔ ﻭﺍﳋﱪﺓ ﻣﻦ ﺍﶈﻴﻂ ﺍﻟﻜﻮﱐ ﰲ ﺍﲡﺎﻩ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﳍﻮﻳﺔ‪ ،‬ﺫﻟﻚ ﻫﻮ ﺍﳌﻨﻈﻮﺭ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ‬ ‫ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﻈﻢ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﲔ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻭﻃﲏ ﻭﺇﻗﻠﻴﻤﻲ ﻭﻋﺎﳌﻲ‪ ،‬ﺑﻐﺮﺽ ﲢﻘﻴﻖ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺍﻻﺳـﺘﺨﻼﻑ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ‪،‬‬ ‫ﻭﰲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﳛﻤﻲ ﻫﻮﻳﺘﻨﺎ ﰲ ﻧﻄﺎﻗﻨﺎ ﺍﳉﻐﺮﺍﰲ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﰲ‪ ،‬ﻣﻦ ﻫﻴﻤﻨﺔ ﺍﻵﺧﺮ ﻭﺍﻋﺘﺪﺍﺀﺍﺗﻪ ﺍﶈﺘﻤﻠﺔ‪ ،‬ﻭﻗـﺪ‬ ‫ﻗﺪﻡ ﻟﻨﺎ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﻧﱯ ﳏﺎﻭﻟﺔ ﰲ ﺗﺼﻮﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻤﺪﺩ ﻭﺍﻟﺘﻤﺮﻛﺰ ﻟﻠﻜﻮﻣﻨﻮﻟﺚ ﺇﺳـﻼﻣﻲ )‪(45 -44 :17‬‬ ‫ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﻄﻠﻖ ﰲ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﻣﻦ ﺍﳌﺮﻛﺰ ﺇﱃ ﺍﶈﻴﻂ ﰲ ﺳﻴﺎﻕ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ‪ ،‬ﻭﻣﻦ ﺍﶈـﻴﻂ ﺇﱃ ﺍﳌﺮﻛـﺰ ﰲ ﺟﻠـﺐ‬ ‫ﺍﳌﻨﻔﻌﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻻﺳﺘﺨﻼﰲ‪-‬ﺇﻥ ﺻﺢ ﺍﻟﺘﻌﺒﲑ‪ -‬ﻫﻮ ﻣﺘﻤﺮﻛﺰ ﺣﻮﻝ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﳏﺪﺩ ﰲ ﺍﻟﻘـﺮﺁﻥ‪،‬‬ ‫ﻭﳑﺘﺪ ﻟﻴﺸﻤﻞ ﺍﻟﺪﺍﺋﺮﺓ ﺍﻻﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ )‪ (68 :17‬ﲟﻨﻄﻖ ﺍﻟﻜﻮﻧﻴﺔ ﰲ ﺍﻻﺗﺼـﺎﻝ ﻭﺍﻟﺘﻮﺍﺻـﻞ ﺑﻔﻠﺴـﻔﺔ‬ ‫ﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ﻭﺍﻷﺧﻮﺓ ﺍﳌﺎﻧﻌﺔ ﻟﻼﻋﺘﺪﺍﺀ ﻭﺍﳊﺮﻳﺔ ﺍﳌﺎﻧﻌﺔ ﻟﻺﻛﺮﺍﻩ‪ .‬ﻻ ﲟﻨﻄﻖ ﺍﳍﻴﻤﻨﺔ ﻭﺍﻻﺳـﺘﺤﻮﺍﺫ ﻭﺍﻛﺘﺴـﺎﺏ‬ ‫ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻟﻼﻋﺘﺪﺍﺀ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﰲ ﺍﻷﻣﺮﻛﺔ‪.‬‬ ‫ﻭﰲ ﺿﻮﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺄﺳﻴﺴﺎﺕ‪ -‬ﻭﻫﻲ ﺗﺄﺳﻴﺴﺎﺕ ﻣﺒﺪﺋﻴﺔ ﳑﻜﻨﺔ ﻏﲑ ‪‬ﺎﺋﻴﺔ‪ -‬ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﳒﻌﻠﻬﺎ ﻣﻨﻄﻠﻘـﺎ‬ ‫ﻟﺘﻨﻈﲑ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺑﲔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺃﺧﻴﻪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‪ ،‬ﰲ ﺩﻭﺍﺋﺮ ﺍﻟﻮﺟـﻮﺩ ﺍﻻﺟﺘﻤـﺎﻋﻲ‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪62‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــ ﺩ‪ .‬ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻓﺮﺣﺎﰐ‪ :‬ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﺔ – ﺍﻟﺪﳝﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ –ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺃﻳﺔ ﻋﻼﻗﺔ ؟‬

‫ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﱐ )ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﻭﺍﻟﻌﺎﳌﻲ( ﻭﺑﺬﻟﻚ ﻧﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺗﻮﻓﲑ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﳌﻌﺮﰲ ﻭﺍﻟﺸـﺮﻭﻁ ﺍﻹﺟﺮﺍﺋﻴـﺔ ﻹﺩﺭﺍﺝ‬ ‫ﻣﻨﻈﻮﻣﺎﺗﻨﺎ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ‪ ،‬ﰲ ﺳﻴﺎﻗﻬﺎ ﺍﳌﻨﻄﻘﻲ ﻭﺍﻟﻜﻮﱐ‪ ،‬ﻭﻧﺮﺗﻘﻲ ﺑﺎﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﺳﺘﺠﺎﺑﺎﺗﻪ ﳓﻮ ﳏﻴﻄﻪ ﺍﻻﺟﺘﻤـﺎﻋﻲ‬ ‫ﻭﺍﻟﺒﻴﺌﻲ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻜﻮﱐ ﻟﻠﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺴﻊ ﺑﺎﺗﺴﺎﻉ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺗﻨﺎ ﻭﻗﺪﺭﺍﺗﻨﺎ‪ ،‬ﺫﻟﻚ ﺣﱴ ﻻ ﻳﺘﻜﺮﺭ‬ ‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻻﺳﺘﻼﰊ‪ ،‬ﻭﻧﻌﻴﺪ ﻣﺸﺎﺭﻳﻊ ﺍﻻﻧﺴﻼﺥ ﻭﺍﻻﺳﺘﻨﺴﺎﺥ‪ ،‬ﻓﻬﺬﻩ ﻟﻴﺴﺖ ﻃﻮﺑﺎﻭﻳﺎﺕ ﺃﻭ ﻳﻮﺗﻮﺑﻴﺎﺕ‪ ،‬ﻷﻧﻪ‬ ‫ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻨﺎ‪ -‬ﻭﺣﲔ ﺗﻮﻓﺮ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﺍﳉﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‪ -‬ﺃﻥ ﳓﻮﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺄﺳﻴﺴﺎﺕ ﺇﱃ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﻋﻤﻞ ﺗﻀﺎﻣﻨﻴﺔ‬ ‫ﰲ ﺍﳌﻌﺎﻣﻞ ﻭﺗﻌﺎﻭﻧﻴﺔ ﺧﲑﻳﺔ‪ ،‬ﻭﻣﻨﺎﻫﺞ ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ‪ ،‬ﻭﻣﺸﺎﺭﻳﻊ ﲝﺚ ﰲ ﺍﳌﺨﺎﺑﺮ ﺍﳉﺎﻣﻌﻴـﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴـﺔ‬ ‫ﺑﺎﳍﺪﻭﺀ ﺍﻷﻛﺎﺩﳝﻲ‪ ،‬ﻭﺑﺬﻟﻚ ﻓﻘﻂ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺘﺄﺳﺲ ﻋﻨﺪﻧﺎ ‪‬ﺎﻳﺔ ﺍﻟﻌﻮﳌـﺔ ﺍﳌﻌﺘﺪﻳـﺔ‪ ،‬ﺑﺎﻟﺘﺮﺑﻴـﺔ ﺍﻟﻜﻮﻧﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻻﺳﺘﺨﻼﻓﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻧﺴﺘﺄﻧﻒ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﳌﻨﺘﻬﻲ ﻋﻨﺪ ﻓﻮﻛﻮﻳﺎﻣﺎ‪ .‬ﺑﺎﻷﺧﻮﺓ ﻭﺍﳌﺮﲪﺔ‪ ،‬ﻭﻟﻴﺲ ﺑﺼﺮﺍﻉ ﺍﳊﻀـﺎﺭﺍﺕ‬ ‫ﻛﻤﺎ ﻳﺮﻳﺪﻩ ﻫﻨﺘﻨﺘﻐﺘﻮﻥ ﺃﻭ ﺑﺎﳌﻮﺍﻃﻨﺔ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﺑﻌﺔ ﰲ ﺍﳌﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺒﺔ ﻭﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﻫﻲ ﻋﻨـﺪ‬ ‫"ﺣﻨﺎ "‪.‬‬

‫ﺍﳌﺮﺍﺟﻊ‪:‬‬ ‫‪ -1‬ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﻧﻔﺴﻴﺔ‪.‬‬ ‫‪ -2‬ﻣﺎﻳﻜﻞ ﻛﻮﻝ‪ ،‬ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﺜﻘﺎﰲ‪ ،‬ﻣﺎﺿﻴﻪ ﻭﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻪ‪ ،‬ﺗﺮﲨﺔ ﻛﻤﺎﻝ ﺷﺎﻫﲔ ﻭﻋﺎﺩﻝ ﻣﺼﻄﻔﻰ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴـﺔ‪،‬‬ ‫ﺑﲑﻭﺕ‪.2002 ،‬‬ ‫‪ -3‬ﻣﺼﻄﻔﻰ ﳏﺴﻦ‪ " ،‬ﺇﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﺔ ﻭﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﺑﲔ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ ﺍﳌﺆﺳﺴﻲ ﻭﺍﳊﻴﻂ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ" ﻋﺎﱂ‬ ‫ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﻋﺪﺩ ‪ ،2004/15‬ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ‪ ،‬ﺍﳌﻐﺮﺏ‪.‬‬ ‫‪ -4‬ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻓﺮﺣﺎﰐ‪ ،‬ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ‪‬ﺘﻤﻌﺎﺕ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﳌﻴﻼﺩ )ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺃﻧﺜﺮﻭﺑﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻟﻠﻔﻜﺮ ﺍﻟﺜﻘـﺎﰲ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑـﻮﻱ(‬ ‫ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ﻋﺎﱂ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ‪ ،‬ﺍﻟﺪﺍﺭ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ‪ ،‬ﺍﳌﻐﺮﺏ‪.2004 ،‬‬ ‫‪ - 5‬ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺷﺒﺎﻙ‪" ،‬ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ"‪ ،‬ﺗﺮﲨﺔ ﳏﻤﺪ ﺃﺳﻠﻴﻢ‪ ،‬ﰲ ﳎﻠﺔ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ) ﺩﻭﺭﻳﺔ ﻣﻐﺮﺑﻴﺔ( ﺍ‪‬ﻠﺪ ﺍﻟﺜﺎﱐ‪ ،‬ﺍﻟﻌﺪﺩ‬ ‫ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ﻋﺸﺮ‪.2000 ،‬‬ ‫‪ - 6‬ﺟﻮﻥ ﺩﻳﻮﻱ‪ ،‬ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﺗﺮﲨﺔ ﻧﻈﻤﻲ ﻟﻮﻗﺎ ﻣﻜﺘﺒﺔ ﺍﻷﳒﻠﻮ ﺍﳌﺼﺮﻳﺔ‪.1978 ،‬‬ ‫‪ -7‬ﻧﺎﺻﻴﻒ ﻧﺼﺎﺭ‪ ،‬ﰲ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ )ﻣﱴ ﻳﺼﲑ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﰲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻮﺍﻃﻨﺎ(ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻄﻠﻴﻌﺔ‪ ،‬ﺑﲑﻭﺕ‪2000 ،‬‬ ‫‪ -8‬ﳊﺴﻦ ﺑﻮﺗﻜﻼﻱ‪" ،‬ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﺔ ﻣﻦ ﻧﻘﻞ ﺍﳌﻌﺎﺭﻑ ﺇﱃ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻜﻔﺎﻳﺎﺕ" ﻋﺎﱂ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴـﺔ‪ ،‬ﺍﻟﻌـﺪﺩ ‪،2004 ،15‬‬ ‫ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ‪ ،‬ﺍﳌﻐﺮﺏ‪.‬‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪63‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫‪ -9‬ﻋﻠﻲ ﺃﺳﻌﺪ ﻭﻃﻔﺔ‪ ،‬ﺑﻨﻴﺔ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﺇﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﺴﻠﻂ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﰊ‪ ،‬ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪ ،2000 ،‬ﻣﺮﻛﺰ ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﺑﲑ ﻭﺕ‪.2000 ،‬‬ ‫‪ -10‬ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﻧﱯ‪ ،‬ﺗﺄﻣﻼﺕ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺮ‪ ،‬ﺑﲑﻭﺕ‪ ،‬ﻃﺒﻌﺔ ‪.1979‬‬ ‫‪ -11‬ﻛﺎﺭﻥ ﺇﻳﻔﺎﻧﺲ‪ ،‬ﺗﺸﻜﻴﻞ ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺎﺕ )ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻜﻔﺎﻳﺔ ﻭﺍﳌﻮﺍﻃﻨﺔ( ﺗﺮﲨﺔ ﲬﻴﺲ ﺑﻨﺤﻤﻴﺪ‪ ،‬ﺍﳌﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴـﺔ‬ ‫ﻟﻠﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ‪ ،‬ﺩﻣﺸﻖ‪.2000 ،‬‬ ‫‪ -12‬ﺩﻳﻜﻮﺭ ﻭﺁﺧﺮﻭﻥ‪ ،‬ﰲ ﺍﻟﺘﺮﲨﺔ ﻭﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﺍﻷﺧﻼﻗﻴﺔ‪ ،‬ﺗﺮﲨﺔ ﻋﺰ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﳋﻄﺎﰊ‪ ،‬ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ﻋﺎﱂ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ‪،‬‬ ‫ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ‪ ،‬ﺍﻟﺪﺍﺭ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ‪.2004 ،‬‬ ‫‪ -13‬ﻣﺮﺍﺩ ﺑﻦ ﺃﺷﻨﻬﻮ‪ ،‬ﳓﻮ ﺍﳉﺎﻣﻌﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ‪ ،‬ﺗﺄﻣﻼﺕ ﺣﻮﻝ ﳐﻄﻂ ﺟﺎﻣﻌﻲ‪ ،‬ﺗﺮﲨﺔ ﻋﺎﺋـﺪﺓ ﺃﺩﻳـﺐ ﺑﺎﻣﻴـﺔ‪ ،‬ﺩﻳـﻮﺍﻥ‬ ‫ﺍﳌﻄﺒﻮﻋﺎﺕ ﺍﳉﺎﻣﻌﻴﺔ‪ ،‬ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ‪.1981 ،‬‬ ‫‪ -14‬ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻓﺮﺣﺎﰐ‪" ،‬ﲡﺮﺑﺔ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﰲ ﺍﻟﺘﺠﺪﻳﺪ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ‪ ،‬ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﳕﻮﺫﺟﺎ" ﳎﻠﺔ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻹﻧﺴـﺎﻧﻴﺔ‪،‬‬ ‫ﺍﻟﻌﺪﺩ ‪ ،1996 ،5‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺎﺗﻨﺔ‪ ،‬ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ‪.‬‬ ‫‪ -15‬ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻓﺮﺣﺎﰐ‪ ،‬ﺍﻟﻌﻨﻒ ﻭﺟﻪ ﺁﺧﺮ ﻟﻠﺤﺪﺍﺛﺔ ﰲ ) ﺍﻟﻌﻨﻒ ﻭﺍ‪‬ﺘﻤﻊ‪ ،‬ﻣﺪﺍﺧﻞ ﻣﻌﺮﻓﻴﺔ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ( ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟـﺪﻭﱄ‬ ‫ﺍﻟﺜﺎﱐ )‪ 10 - 9‬ﻣﺎﺭﺱ ‪ (2003‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ‪ ،‬ﺑﺴﻜﺮﺓ‪ ،‬ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ‪.‬‬ ‫‪ -16‬ﺟﺎﻙ ﺣﻼﻕ‪" ،‬ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻮﳌﺔ" ﺗﺮﲨﺔ ﺣﺴﲔ ﺳﻴﻮﻣﻲ‪ ،‬ﰲ ﳎﻠﺔ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ) ﺩﻭﺭﻳﺔ ﻣﻐﺮﺑﻴﺔ ﻧﺼﻒ ﺷﻬﺮﻳﺔ( ﻋـﺪﺩ‬ ‫‪ ،2001 ،20‬ﻣﻄﺒﻌﺔ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ‪ ،‬ﺍﳌﻐﺮﺏ‪.‬‬ ‫‪ -17‬ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﻧﱯ‪ ،‬ﻓﻜﺮﺓ ﻛﻮﻣﻨﻮﻳﻠﺚ ﺇﺳﻼﻣﻲ‪ ،‬ﺗﺮﲨﺔ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ‪ ،‬ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮ ﺑﲑﻭﺕ‪،‬‬ ‫‪.2000‬‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪64‬‬

‫ﺁﺛﺎﺭ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﺑﲔ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻭﺍﳍﻴﻤﻨﺔ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ‬ ‫ﺩ‪.‬ﺟﻔﺎﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻤﻴﺪ‬ ‫ﻗﺴﻢ ﻋﻠﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﻨﺎﺑﺔ‬

‫ﺇﻥ ﺍﻟﺘﻐﲑﺍﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺴﺮﻳﻌﺔ ﻓﺮﺿﺖ ﻋﻠﻰ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺇﺩﺧﺎﻝ ﺇﺻﻼﺣﺎﺕ ﻋﻤﻴﻘـﺔ ﻭﺟﺬﺭﻳـﺔ ﰲ‬ ‫ﳐﺘﻠﻒ ﺍﳌﻴﺎﺩﻳﻦ ﻃﺒﻘﺎ ﳌﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‪ ،‬ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺸﻤﻮﱄ ﺍﻟﻜﻮﻛﱯ ﺣﺴﺐ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﳛﺘﻮﻱ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﲨﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﳌﻔﺎﻫﻴﻢ ﻭﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻭﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ‪ ،‬ﻓﻬﻮ ﳛﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﻳﺘﺠـﺎﻭﺯ ﺍﻻﺧﺘﻼﻓـﺎﺕ‬ ‫ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﺍﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﻣﺎﺳﺎ ﳐﺘﻠﻒ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ‪ ،‬ﻣﺪﺭﺟﺎ ﺫﻟـﻚ ﺿـﻤﻦ‬ ‫ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﲢﺎﻭﻝ ﺗﻜﺴﲑ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ‪ ،‬ﻓﻠﻢ ﻳﻌﺪ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﰲ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﲟـﺎ ﲢﻤﻠـﻪ ﻣـﻦ‬ ‫ﺗﺒﺎﺩﻻﺕ ﲡﺎﺭﻳﺔ ﻭ ﺗﺸﻜﻴﻼﺕ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﻏﲑﻫﺎ‪ ،‬ﻛﺎﻓﻴﺎ ﻭﺣﺪﻩ ﺑﻞ ﻳﺘﻌﺪﺍﻩ ﺇﱃ ﺃﺑﻌﺪ ﻣﻦ ﺫﻟـﻚ ﻟﻴﺸـﻤﻞ‬ ‫ﺍﻟﻌﻤﻮﺩ ﺍﻟﻔﻘﺮﻱ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺃﻻ ﻭﻫﻲ ﻋﻮﳌﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ )‪.(1‬‬ ‫ﻓﺎﻟﻌﻮﳌﺔ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺟﺪﻳﺪ ﺑﺮﺯ ﺇﱃ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ‪ ،‬ﻟﺘﻔﺴﲑ ﺗﺄﺛﲑﺍﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﰲ ﺍﳌﺴـﺘﻮﻳﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﻏﲑﻫﺎ‪ .‬ﻭﻫﻲ ﻛﻤﻔﻬﻮﻡ ﱂ ﻳﺄﺕ ﻓﺠﺄﺓ ﺑﻞ ﻫﻲ ﻧﺘﺎﺝ ﺗﻄﻮﺭ ﻣﺴﺘﻤﺮ‪ ،‬ﺗـﺪﺭﳚﻲ ﻟﻌـﺪﺓ‬ ‫ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﺃﳘﻬﺎ ﻣﻔﻬﻮﻣﺎ )ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺚ ﻭﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﺍﳌﺘﺒﺎﺩﻝ( ﻭﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻛﻈﺎﻫﺮﺓ ﻫﻲ ﻧﺘﺎﺝ ﻟﻠﺘﻘﺪﻡ ﺍﳍﺎﺋـﻞ‬ ‫ﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﻭﺍﳌﻮﺍﺻﻼﺕ ﻭﺗﻘﻨﻴﺔ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺳﻬﻠﺖ ﻭﻳﺴﺮﺕ ﺑﺪﻭﺭﻫﺎ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻨﻘﻞ ﻭﺍﳊﺮﻛﺔ ﻟﻠﻨﺎﺱ‬ ‫ﻭﺍﳌﺎﻝ‪ ،‬ﻭﺳﻬﻠﺖ ﺗﺴﻴﲑ ﻭﺗﺒﺎﺩﻝ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺑﲔ ﺍﻷﻣﻢ ﻭﺍﻟﺸﻌﻮﺏ‪.‬‬ ‫ﻭﻣﻊ ﺗﺴﺎﺭﻉ ﺍﻟﺘﻐﲑﺍﺕ ﺍﳊﺎﺻﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ‪ ،‬ﲢﻮﻟﺖ ﻓﺠﺄﺓ ﺇﱃ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﻓﻜﺮﻳﺔ ﻓﺮﺿـﺖ ﰲ‬ ‫ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻷﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺜﻘﻔﲔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﲔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﲔ ﻭﺍﻹﻋﻼﻣﻴﲔ‪ ،‬ﻭﺗﻌﺪﺩﺕ ﺍﻵﺭﺍﺀ ﳌﺪﻯ ﺻﻼﺣﻴﺔ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‬ ‫ﻛﻨﻈﺎﻡ ﻳﻬﺪﻑ ﺇﱃ ﺻﻴﺎﻏﺔ ﻋﺎﱂ ﺟﺪﻳﺪ‪ ،‬ﻭﺍﻧﻘﺴﻢ ﻫﺆﻻﺀ ﺑﲔ ﻣﺆﻳﺪ ﻭﻣﺸﻜﻚ ﻭﺭﺍﻓﺾ ﻛﻠﻴﺔ ﳍﺬﺍ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻭﻣﺎ‬ ‫ﳛﻤﻠﻪ ﻣﻦ ﻣﻌﲎ ﻟﻠﺘﻐﻴﲑ‪ .‬ﻓﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺆﻳﺪﻳﻦ ﻟﻠﻌﻮﳌﺔ ﻓﻬﻢ ﻳﺮﻛﺰﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺳﺲ ﻭﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﱵ ﲢﻤﻠـﻬﺎ‬ ‫ﻛﺎﻟﺘﻘﺪﻡ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻲ ﻭﺗﻌﻤﻴﻢ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﺍﻟﺸﺎﻣﻠﺔ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻹﳒﺎﺯ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻲ‪ ،‬ﻭﺫﻫﺒﻮﺍ ﺇﱃ ﺣﺪ ﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺗﻘﻠﻴﺺ ﺍﳍﻮﺓ ﺑﲔ ﺍﻷﻏﻨﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ‪ ،‬ﻭﺗﻘﺮﻳﺐ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﳊﻮﺍﺭ ﻭﺍﻟﺘﺒﺎﺩﻝ ﺍﳌﺴﺘﻤﺮ ﺑﲔ ﳐﺘﻠـﻒ‬ ‫ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــ ﺩ‪ .‬ﺟﻔﺎﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻤﻴﺪ‪ :‬ﺁﺛﺎﺭ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ‬

‫ﺃﻣﺎ ﺍﳌﺸﻜﻜﻮﻥ ﰲ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﺮﺍﻓﻀﻮﻥ ﳍﺎ‪ ،‬ﻓﲑﻭﻥ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻫﻲ " ﺃﻛﱪ ﺃﻛﺬﻭﺑﺔ ﻭﺃﺣﻘﺮ ﻗﻨـﺎﻉ ﺗﺮﺗﺪﻳـﻪ‬ ‫ﺍﻹﻣﱪﻳﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺮﺃﲰﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ " ﻭﻫﻲ‪ :‬ﺗﻄﺮﺡ ﺣﺪﻭﺩﺍ ﺃﺧﺮﻯ ﻏﲑ ﻣﺮﺋﻴﺔ ﺗﺮﻳﺪﻫﺎ ﺍﻟﺸﺒﻜﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﺑﻘﺼﺪ ﺍﳍﻴﻤﻨـﺔ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻭﺍﻷﺫﻭﺍﻕ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮ ﻭﺍﻟﺴﻠﻮﻙ )‪.(2‬‬ ‫ﻭﱂ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﺍﻹﺷﻜﺎﻝ ﻋﻨﺪ ﻣﺆﻳﺪ ﻭﺭﺍﻓﺾ‪ ،‬ﺑﻞ ﻇﻬﺮ ﺍﲡﺎﻩ ﺛﺎﻟﺚ ﺇﱃ ﺗﺮﺷﻴﺪ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﺎ ﺑـﺬﻛﺎﺀ‬ ‫ﻭﺑﺎﻧﺘﻘﺎﺋﻴﺔ ﻗﺼﺪ ﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺇﳚﺎﺑﻴﺎ‪‬ﺎ ﺇﻥ ﻭﺟﺪﺕ‪ ،‬ﻭﺑﺮﺯ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﲡﺎﻩ ﺣﱴ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﻌﺮﰊ)‪ (3‬ﻛﺬﻟﻚ ﺑﻌـﺪ ﺃﻥ‬ ‫ﺍﻧﻘﺴﻢ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﺇﱃ ﺍﻟﻘﺴﻤﲔ ﺍﻟﺴﺎﻟﻔﻲ ﺍﻟﺬﻛﺮ )ﻣﺆﻳﺪ ﻭﺭﺍﻓﺾ(‬ ‫ﻓﺎﻷﻭﻝ ﻳﺮﻯ ﺑﺄ‪‬ﺎ ﺍﻟﺴﺒﻴﻞ ﺍﻷﳒﻊ ﻟﻨﻬﻀﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺲ ﻣﺘﻴﻨﺔ‪ ،‬ﻭﺁﺧﺮ ﺭﺍﻓﻀﺎ ﺇﻳﺎﻫﺎ ﻟﻜﻮ‪‬ﺎ ﲤﺜﻞ ﺧﻄـﺮﺍ ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﻭﺟﻮﺩﻧﺎ ﺍﻟﺜﻘﺎﰲ ﻭﲤﺎﻳﺰﻧﺎ ﺍﳊﻀﺎﺭﻱ‪ .‬ﻭﺩﻋﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﲡﺎﻩ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ " ﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻘﻲ" ﺇﱃ ﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻗﺪﺭ ﺍﻹﻣﻜﺎﻥ ﳑﺎ ﺗﻨﺘﺠﻪ‬ ‫ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﻭﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﻣﻊ ﺍﳊﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺃﺻﺎﻟﺔ ﺛﻘﺎﻓﺘﻨـﺎ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴـﺔ ﻭﺧﺼﻮﺻـﻴﺘﻨﺎ ﺍﳊﻀـﺎﺭﻳﺔ‪،‬‬ ‫ﻣﺴﺘﺸﻬﺪﻳﻦ ﺑﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﻨﻤﻮﺭ ﺍﻵﺳﻴﺎﻭﻳﺔ‪ .‬ﻭﻟﻘﺪ ﺃﺗﺎﺣﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﺍﻟﱵ ﻭﺍﻛﺒﺖ ‪‬ﺎﻳﺔ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ‬ ‫ﻇﻬﻮﺭ ﺧﺪﻣﺎﺕ ﻋﺪﻳﺪﺓ‪ ،‬ﻭﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﻟﺘﻠﺒﻴﺔ ﺍﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﺇﱃ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﺮﻓﻴﻪ ﻣﺜﻞ )ﺍﳊﺴﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺸﺨﺼـﻴﺔ‬ ‫ﺍﳌﺘﻨﻘﻠﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻷﻗﻤﺎﺭ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺍﻟﻜﺎﺑﻠﻲ‪ ،‬ﻭﺍﳌﻴﻜﺮﻭﻓﻮﻥ‪ ،‬ﻭﺍﻷﻟﻴﺎﻑ ﺍﻟﺰﺟﺎﺟﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻻﺗﺼـﺎﻻﺕ ﺍﻟﺮﻗﻤﻴـﺔ‬ ‫ﺍﳌﺴﻤﺎﺓ )‪ .(ISDN‬ﻭﻗﺪ ﺃﺩﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺎﺕ ﺑﺪﻭﺭﻫﺎ ﺇﱃ ﻇﻬﻮﺭ ﺧﺪﻣﺎﺕ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ﻛﺜﻞ‪ :‬ﺍﻟﺘﻠﻔﺰﻳـﻮﻥ‬

‫ﺍﻟﻜﺎﺑﻠﻲ‪ ،‬ﺍﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻥ ﻋﺎﱄ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ‪ ،‬ﺍﻟﻔﻴﺪﻳﻮﻛﺎﺳﻴﺖ‪ ،‬ﺍﻟﻔﻴﺪﻳﻮﺩﻳﺴﻚ‪ ،‬ﺍﻟﻔﻴﺪﻳﻮﺗﻜﺲ‪ ،‬ﺍﻟﺘﻴﻠﻴﺘﻜﺲ‪ ،‬ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺍﳌﺒﺎﺷﺮ‬ ‫ﺑﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﻋﻦ ﺑﻌﺪ ﻭﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ‪.‬‬ ‫ﻭﺃﻣﺎﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺮﺍﻛﻢ ﺍﳌﻌﺮﰲ ﺍﳍﺎﺋﻞ ﻭﺗﻄﻮﺭ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺍﻟﱵ ﻗﺮﺑﺖ ﺍﳌﺴﺎﻓﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴـﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳـﺔ‪ ،‬ﻓـﺈﻥ‬ ‫ﺍﻻﻧﻐﻼﻕ ﺍﻷﺣﺎﺩﻱ ﻷﻱ ﺃﻣﺔ ﻟﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﺃﻱ ﺟﺪﻭﻯ‪ ،‬ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﳛﺘﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺧـﻮﺽ ﲡﺮﺑـﺔ‬ ‫ﺍﻹﺻﻼﺡ ﻭﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻵﻟﻴﺎﺕ ﻭﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺆﺩﻱ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﻜﻴﻒ ﻭﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣـﻦ ﺍﻟﻨﻈـﺎﻡ ﺍﳉﺪﻳـﺪ‪.‬‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﻤﻜﻦ ﻭﺍﻟﺘﺤﻜﻢ ﰲ ﺍﻵﻟﻴﺎﺕ ﻭﺍﻷﺩﻭﺍﺕ ﺍﳌﺘﻤﺜﻠﺔ ﰲ ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﻭﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻷﺟﻨﺒﻴﺔ‪.‬‬ ‫ﻭﰲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ‪ ،‬ﺧﺎﺿﺖ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﺍﳌﺪﺓ ﺍﻷﺧﲑﺓ ﲨﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻹﺻﻼﺣﺎﺕ ﻣﺴﺖ ﺍﳉﺎﻧﺐ ﺍﻻﻗﺘﺼـﺎﺩﻱ‬ ‫ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﺜﲏ ﺍﳉﺎﻧﺐ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺒﺢ ﳜﻀﻊ ﺇﱃ ﺇﺻﻼﺣﺎﺕ ﻋﻤﻴﻘﺔ ﰲ ﳐﺘﻠﻒ ﻣﺮﺍﺣﻠـﻪ‪.‬‬ ‫ﻓﺎﳌﺪﺭﺳﺔ ﺃﻭ ﺍﳉﺎﻣﻌﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﺳﺘﺮﺟﺎﻉ ﻭﻇﻴﻔﺘﻬﺎ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﻛﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺗﻜﻮﻳﻨﻴﺔ ﻭﺗﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﺑﻞ ﺗﺘﻌﺪﺍﻩ ﺇﱃ‬ ‫ﺇﻧﺘﺎﺝ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺍﳌﺴﺎﳘﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﺍﻟﺒﻨﻴﻮﻱ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻤﻘﺎﻳﻴﺲ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ‪.‬‬ ‫ﺇﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺎﻟﺴﻬﻠﺔ ﻓﻬﻲ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﺇﺻﻼﺣﺎﺕ ﻋﻤﻴﻘﺔ ﻭﺟﻮﻫﺮﻳﺔ ﻭﻓﻖ ﺍﺳـﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺗﺄﺧـﺬ ﰲ‬ ‫ﺍﳊﺴﺒﺎﻥ ﺭﺃﺱ ﺍﳌﺎﻝ ﺍﳌﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﺒﺸﺮﻱ‪ .‬ﻫﺬﺍ ﺍﳍﺪﻑ ﻟﻴﺲ ﺳﻬﻞ ﺍﳌﻨﺎﻝ ﰲ ﻇﻞ ﻫﻴﻤﻨﺔ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺸﻤﻮﱄ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ـــــــــــــ ‪66‬‬

‫ــــــــــــــــــ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ﺃﻱ ﺳﻴﺎﺳﺎﺕ ﺇﺻﻼﺣﻴﺔ ﻭﺑﺮﻭﺯ ﻓﻜﺮﺓ " ﺍﻟﻜﻞ ﻳﺴﺒﺢ ﰲ ﻛﻮﻛﺐ ﻭﺍﺣﺪ "‪ .‬ﺗﻠﻚ ﺍﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺍﳊﻘﻴﻘﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻄﻔﻮ ﺇﱃ‬ ‫ﺍﻟﻨﻘﺎﺵ ﻭﺗﱪﺯ ﻣﻦ ﺧﻼﳍﺎ ﲨﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﳓﺎﻭﻝ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ ﻣﺪﺍﺧﻠﺘﻨﺎ ﻫﺬﻩ‪.‬‬ ‫ ﻫﻞ ﺇﺻﻼﺡ ﺍﳌﻨﻈﻮﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﳜﻀﻊ ﻟﻠﻮﺍﻗﻌﻴﺔ ﺃﻡ ﻓﺮﺿﺘﻪ ﺭﻳﺎﺡ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ؟‬‫ ﻫﻞ ﺍﻹﺻﻼﺣﺎﺕ ﺍﳊﺎﻟﻴﺔ ﻣﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺳﻠﻴﻤﺔ؟‬‫ ﻫﻞ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﻭﺍﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺕ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺳﻴﺎﺳﺘﻪ ﺇﺻﻼﺡ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ؟‬‫ ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﳚﺐ ﻓﻌﻠﻪ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻋﺼﺮﻧﺔ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ؟‬‫ ﳏﺎﻭﻟﺔ ﺇﺻﻼﺡ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ‪ :‬ﻫﻞ ﻫﻮ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﻟﻠﺘﻐﻴﲑ ﺃﻡ ﻟﻠﻬﻴﻤﻨﺔ؟ ﺃﻡ ﲢﺪﻱ ﰲ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻌﻮﳌـﺔ؟ ﺃﻡ‬‫ﻣﺎﺫﺍ؟‬

‫ﺃﻭﻻ‪ -‬ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‪:‬‬ ‫ﻗﺒﻞ ﺍﳋﻮﺽ ﰲ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺍﳊﺮﻛﻴﺔ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ﻟﻠﻌﻮﳌﺔ ﻭﺗﺄﺛﲑﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺍ‪‬ﺎﻝ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺗﻔﺮﺽ ﻋﻠﻴﻨـﺎ‬ ‫ﺍﳌﻨﻬﺠﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺃﻥ ﻧﺘﻮﻗﻒ ﺑﺎﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﻋﻨﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻔﻬﻮﻡ‪ .‬ﻫﻨﺎﻙ ﺷﺒﻪ ﺍﲨﺎﻉ ﻣﻌﺮﰲ ﻋﻠـﻰ ﺃﻥ " ﻣﻔﻬـﻮﻡ‬ ‫ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ")‪ (4‬ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﻈﻬﻮﺭ ﺗﺎﺭﳜﻴﺎ‪ ،‬ﻭﻟﻜﻦ ﺇﺫﺍ ﺍﻋﺘﱪﻧﺎﻫﺎ ﺩﻳﻨﺎﻣﻴﻜﻴﺔ ﻭﺳﲑﻭﺭﺓ ﰲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻻﻧﺴﺎﱐ‪ ،‬ﻓﺈ‪‬ﺎ‬ ‫ﺗﺮﺟﻊ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﳌﻴﻼﺩﻱ ﻳﺂﻻﻑ ﺍﻟﺴﻨﲔ ﺇﱃ ﻋﻬﺪ ﺇﻛﺘﺸﺎﻑ ﺍﳌﻌﺎﺩﻥ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺣﻮﺍﱄ‬ ‫)‪ 1300‬ﻕ ﻡ( ﺇﱃ ﺣﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻴﺪ ﻭ ﺍﻟﺮﻋﻲ ﺍﻟﱵ ﺩﺍﻣﺖ ﺣﻮﺍﱄ ‪ 8000‬ﺳﻨﺔ‪ ،‬ﻭﺻﻮﻻ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ‬ ‫ﺍﻟﻌﺼﺮ ﻋﺼﺮ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﺗﻄﻮﺭﺍ ﻃﺒﻴﻌﻴﺎ ﻟﻠﺤﻀﺎﺭﺓ‪ ،‬ﺣﺴـﺐ ﺑﺮﻫـﺎﻥ‬ ‫ﻏﻠﻴﻮﻥ‪.‬‬ ‫ﻭﻇﻬﻮﺭ ﺍﳌﺼﻄﻠﺢ ﺍﻷﻭﻝ ﰲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻻﳒﻠﻴﺰﻳـﺔ‪ ،‬ﺑـﻨﻔﺲ ﺍﻟﺸـﻜﻞ ﺍﻟـﺬﻱ ﻳﻌـﺮﻑ ﺑـﻪ ﺍﻟﻴـﻮﻡ‬ ‫‪ Globalization‬ﻭﻣﻦ ﰒ ﺩﺧـﻞ ﺍﻟﻘـﻮﺍﻣﻴﺲ ﺍﻷﺧـﺮﻯ‪ ،‬ﻓﻨﺠـﺪﻩ ﰲ ﺍﻟﻠﻐـﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴـﻴﺔ ﳛﻤـﻞ‬ ‫ﺍﺳﻢ ‪ Mondialisation‬ﻭﰲ ﺍﻟﻠﻐـﺔ ﺍﻹﻳﻄﺎﻟﻴـﺔ ﻳـﺪﻝ ﻋﻠـﻰ‪ Globalisahone‬ﻭﰲ ﺍﻷﳌﺎﻧﻴـﺔ‬ ‫‪ Globalisirung‬ﻭﰲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﳛﻤﻞ ﻣﻌﱴ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻻﳒﻠﻴﺰﻳﺔ‪ ،‬ﻭﳒﺪ ﻣﺮﺍﺩﻓﺎﺕ ﺃﺧﺮﻯ ﺗﻘﺘﺮﺏ ﻣﻨﻬﺎ‬ ‫ﻛﻜﻠﻤﺔ ‪ Planitarisation‬ﺍﳌﺸﺘﻘﺔ ﻣﻦ ﻛﻠﻤﺔ ‪ Planete‬ﲟﻌﲎ ﺍﻟﻜﻮﻛﺐ‪ .‬ﻭﺗ‪‬ﺠﻤﻊ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻭﺍﳌﺮﺍﺟـﻊ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺜﻼﺛـﺔ ﻣﻔـﺎﻫﻴﻢ ﺍﻟﻌﻮﳌـﺔ ‪ Mondialisation‬ﻭﺍﻟﺸـﻤﻮﻟﻴﺔ ‪ Globalisation‬ﻭﺍﻟﻜﻮﻛﺒﻴـﺔ‬ ‫‪ Planitarisation‬ﺣﺪﻳﺜﺔ ﺍﻟﻈﻬـﻮﺭ ﰲ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ‪ ،‬ﻭﻻ ﺗﺮﺟﻊ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﳍﺎ ﺇﱃ ﺃﺑﻌﺪ ﻣـﻦ ﻫـﺬﺍ‬ ‫)‪(6‬‬ ‫ﺍﻟﻘﺮﻥ‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــــ‪67‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــ ﺩ‪ .‬ﺟﻔﺎﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻤﻴﺪ‪ :‬ﺁﺛﺎﺭ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ‬

‫ﻭﻧﻈﺮﺍ ﻟﻜﺜﺮﺓ ﺍﻟﺘﻌﺎﺭﻳﻒ ﻓﻨﺤﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﳔﺘﺼﺮ ﰲ ﺳﺮﺩ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻣﻨﻬﺎ ﻭ ﻧﺬﻛﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﺗﻌﺮﻳـﻒ ﺑﺮﺗﺮﺍﻧـﺪ‬ ‫ﺑﺎﺩﻱ )‪ (Bertrand Badie‬ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻯ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ)‪ (7‬ﻫﻲ ‪ ":‬ﺇﻗﺎﻣﺔ ﻧﻈﺎﻡ ﺩﻭﱄ ﻳﺘﺠﻪ ﳓﻮ ﺍﻟﺘﻤﻮﺣﺪ ﰲ‬ ‫ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﻭﺍﻟﻘﻴﻢ ﻭﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﻣﻊ ﺇﺩﻋﺎﺀ ﺇﺩﻣﺎﺝ ﳎﻤﻮﻉ ﺍﻻﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺿﻤﻦ ﺇﻃﺎﺭﻩ‪ .‬ﻭﺍﳌﺴﺎﺭ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﱃ ﺗـﺎﺭﻳﺦ‬ ‫ﻃﻮﻳﻞ‪ ،‬ﺭﻏﻢ ﺃﻧﻪ ﻳﺒﺪﻭ ﺟﺪﻳﺪﺍ‪ ،‬ﻳﻔﺘﺮﺽ ﺃﻥ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻳـﺔ ﳎﻤﻮﻋـﺔ ﻭﻻ ﺃﻱ ﺃﺭﺽ ﻭ ﻻ ﺃﻱ ﳎﺘﻤـﻊ‬ ‫ﺍﻻﻓﻼﺕ ﻣﻦ ﺍﻻﳔﺮﺍﻁ ﰲ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻬﻴﻤﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺮﺓ ﺍﻷﺭﺿﻴﺔ )‪.(8‬‬ ‫ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﱂ ﳛﺪﺩ ﺑﺪﻗﺔ ﳎﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﺄﺗﲑ ﻭ ﻻ ﻛﻴﻔﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺄﺛﺮ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﻳﻮﺣﻲ ﺑﺸﻤﻮﻟﻴﺔ ﺍﳌﻴـﺎﺩﻳﻦ‬ ‫ﺍﻟﻐﲑ ﳏﺪﺩﺓ‪ ،‬ﰲ ﺣﲔ ﻳﺬﻫﺐ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﻛﻨﺪﻱ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﲢﺖ ﻋﻨﻮﺍﻥ‪" :‬ﻧﻈﺮﺓ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻛﻨﺪﻳـﺔ ﺇﱃ‬ ‫ﻋﺎﻡ ‪ -2005‬ﻭ ﺍﻟﺬﻱ ﺻﺪﺭ ﻋﺎﻡ ‪ 1998‬ﺇﱃ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺣﻴﺚ ﻳﺮﻯ‪ »:‬ﺗﺒﲎ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﳌﺸـﺘﺮﻛﺔ‬ ‫ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻛﻠﻪ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﺜﻞ‪ :‬ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻻﻧﻈﻤﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻮﻕ‪ ،‬ﻭﺍﳍﻴﺎﻛـﻞ‬ ‫ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﳌﻨﻔﺘﺤﺔ ﻭﺍﻟﻠﻴﱪﺍﻟﻴﺔ‪ .‬ﻭﰲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﲡﺘﺎﺯ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ‪ ،‬ﺍﻹﻋﻼﻡ‪ ،‬ﺍﻷﺷـﺨﺎﺹ‪،‬‬ ‫ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ‪ ،‬ﺍﳌﻨﺘﺠﺎﺕ‪ ،‬ﺍﳊﺪﻭﺩ ﲝﺮﻳﺔ‪ ،‬ﻭﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﺗﻌﲏ ﻣﺴﺎﺭﺍ ﻭﺍﲡﺎﻫـﺎ ﻭﻟـﻴﺲ‬ ‫ﻭﺿﻌﻴﺔ ﺟﺎﻣﺪﺓ‪ ،‬ﳏﺪﺩﺓ‪ ،‬ﻷﻧﻪ ﻳﻨﻄﻠﻖ ﻣﻦ ﻣﺒﺪﺃ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺗﻌﺮﻑ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﳐﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ‪ ،‬ﻭﺍﻻﻧﺪﻣﺎﺝ‬ ‫ﰲ ﳎﺘﻤﻊ ﻭﺍﻗﺘﺼﺎﺩ ﻋﺎﳌﻴﲔ« )‪.(9‬‬ ‫ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﺑﺮﻫﺎﻥ ﻏﻠﻴﻮﻥ ﻓﲑﻯ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻫﻲ‪ » :‬ﺩﻳﻨﺎﻣﻴﻜﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺗﱪﺯ ﺩﺍﺧـﻞ ﺩﺍﺋـﺮﺓ‬ ‫ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﲢﻘﻴﻖ ﺩﺭﺟﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺜﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﺴﺮﻋﺔ ﰲ ﻋﻤﻠﻴـﺔ ﺇﻧﺘﺸـﺎﺭ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣـﺎﺕ‬ ‫ﻭﺍﳌﻜﺘﺴﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻟﻠﺤﻀﺎﺭﺓ‪ «...‬ﰒ ﻳﻀﻴﻒ ﺃ‪‬ﺎ ﺗﻌﲏ‪>> :‬ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﺑﺴـﺒﺐ ﺗﻄـﻮﺭ ﺍﻟﺜـﻮﺭﺓ‬ ‫ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻣﻌﺎ ﰲ ﻃﻮﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﳊﻀﺎﺭﻱ ﻳﺼﺒﺢ ﻓﻴﻪ ﻣﺼﲑ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻣﻮﺣﺪﺍ ﺃﻭ‬ ‫ﺯﺍﺭﻋﺎ ﻟﻠﺘﻮﺣﺪ‪ ،‬ﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻌﲏ ﻫﻨﺎ‪ ،‬ﺍﻟﺘﺠﺎﻧﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﺑﲔ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻭ ﳎﺘﻤﻌﺎﺕ ﺑﺸﺮﻳﺔ ﳐﺘﻠﻔﺔ ﻭﻣﺘﺒﺎﻳﻨﺔ‪،‬‬ ‫ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﺍﺯﺩﻳﺎﺩ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﻟﺘﺄﺛﲑ ﻭﺍﻟﺘﺄﺛﺮ ﺍﳌﺘﺒﺎﺩﻟﲔ‪ ،‬ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺍﺭﺗﺒﻂ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﲟﻔﻬﻮﻡ ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﺍﳌﺘﺒـﺎﺩﻝ‬ ‫‪Interdependance‬‬

‫)‪(10‬‬

‫ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﺎﺭﻳﻒ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻳﺘﻀﺢ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﻣﻌﲔ ﻹﺩﺍﺭﺓ ﻣﻨﺪﳎﺔ ﻛﻠﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ‬ ‫ﻋﺎﳌﻲ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭﺓ ﺍﻟﺘﺄﺛﲑ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎﺕ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﻓﻘﺪﺍﻥ ﻗﺪﺭﺓ ﺍﻟﺘﺄﺛﲑ ﻋﻠﻰ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ‬ ‫ﺍﻟﻮﻃﲏ ﻭﳍﺎ ﻗﺪﺭﺓ ﺍﻟﺘﺄﺛﲑ ﻋﻠﻰ ﺍ‪‬ﺎﻻﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ‪ ،‬ﻭﺧﺎﺻﺔ ﰲ ﺍ‪‬ﺎﻝ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﳝﺜﻞ ﺍﻟﻌﻤﻮﺩ ﺍﻟﻔﻘـﺮﻱ‬ ‫ﻹﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻭ ﺗﺮﻗﻴﺔ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﳌﻮﺍﻛﺒﺔ ﺍﻟﻮﺗﲑﺓ ﻣﺎﺫﺍ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ؟‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ـــــــــــــ ‪68‬‬

‫ــــــــــــــــــ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ -‬ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‪:‬‬ ‫‪ -1‬ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﻭﺍﻹﺻﻼﺣﺎﺕ‪:‬‬

‫ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺃﻱ ﻧﻈﺎﻡ ﺗﺮﺑﻮﻱ ﺑﻐﺾ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﺒﻠﺪ ﺑﺘﻮﺍﺟﺪ ﺛﻼﺛﺔ ﻋﻨﺎﺻـﺮ ﺃﺳﺎﺳـﻴﺔ‪:‬‬ ‫ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ‪ ،‬ﺍﻟﱪﺍﻣﺞ ﻭﺍﳌﻨﺎﻫﺞ‪ .‬ﻛﻠﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺘﻔﺎﻋﻠﺔ ﻭﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﻠﻰ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﻓﺈ‪‬ﺎ ﺳﺘﻀﻊ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ‬ ‫ﻭﺗﻄﻠﻌﺎﺗﻪ ﰲ ﺍﳌﻘﺪﻣﺔ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺣﺪﻳﺜﻨﺎ ﻳﺘﻀﺢ ﺃﻥ ﻋﺎﱂ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻳﺄﺧﺬ ﺑﺎﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ‪ ،‬ﻭﻛﻼﳘﺎ‬ ‫ﻻ ﻳﺘﻢ ﲢﻘﻴﻘﻪ ﺇﻻ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﻣﺴﺎﳘﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺧﲑ ﺑﻘﻮﺓ ﻭﺑﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ﰲ ﺇﻋﺪﺍﺩ ﻭ‪‬ﻴﺌﺔ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ‪‬ﺘﻤـﻊ‬ ‫ﺟﺪﻳﺪ ﺗﺴﻮﺩ ﻓﻴﻪ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻴﺔ ﻭﺗﺴﻤﺢ ﳍﻢ ﺑﺎﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﻲ‪ .‬ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈﻥ‪" :‬ﺍﳊﺮﻛـﺔ ﺍﳉﺪﻳـﺪﺓ‬ ‫ﻟﻠﻌﻮﳌﺔ ﺗﻌﻄﻲ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﻓﺮﺻﺔ ﺃﻥ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﲣﺼﻴﺐ ﺫﺍﰐ ﻷﻧﻈﻤﺘﻬﺎ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭﻣﻨـﻪ ﻳـﺘﻢ ﺗﻔﻌﻴـﻞ‬ ‫ﻣﻘﻮﻣﺎ‪‬ﺎ )ﻣﻘﻮﻣﺎﺕ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ( ﻓﻴﺤﺪﺙ ﺍﻹﺛﺮﺍﺀ ﺍﳌﺸﺘﺮﻙ‪ ،‬ﻭﻣﻦ ﰒ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﳛﺘـﺎﺝ ﺇﱃ‬ ‫ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺟﺪﻳﺪ ﺑﺄﺳﺎﻟﻴﺐ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺗﺘﻴﺢ ﻟﻨﺎ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺟﺪﻳﺪ ﻭﻣﻮﺍﻛﺒﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﳊﺎﺻـﻞ ﰲ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﱂ" )‪.(11‬‬ ‫ﺇﻥ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻛﻤﻔﻬﻮﻡ ﻭﺑﻌﺪ ﻻ ﻳﻌﲏ ﳏﻮ ﺍﻷﻣﻴﺔ‪ ،‬ﻷﻥ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺧﲑﺓ ﻫﻮ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ‪،‬‬ ‫ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻬﺪﻑ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺇﱃ ﻭﻋﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ‪ ،‬ﻭ ﻳﺘﻢ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﻨﻮﻳﻊ ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ ﺍﻟﻘـﺮﺍﺀﺓ‪ ،‬ﻭﲢﻠﻴﻠـﻬﺎ‬ ‫ﲢﻠﻴﻼ ﻛﺎﻣﻼ‪ ،‬ﺇﱃ ﺟﺎﻧﺐ ﺗﻜﺮﻳﺲ ﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻭﺃﻫﺪﺍﻓﻬﺎ‪ .‬ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﺎﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻫﻮ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺃﻭ ﺃﺩﺍﺓ ﺗﻔﺘﻴـﻖ‬ ‫ﺍﻷﺫﻫﺎﻥ ﻭﲣﺼﻴﺐ ﻭﻓﺘﺢ ﺍﻵﻓﺎﻕ ﳓﻮ ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ﻣﻌﺘﻤﺪﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﺗﻜﺰﺍﺕ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﰲ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﻭﺃﺳﺲ ﻓﻜﺮﻳـﺔ‬ ‫ﻟﻮﻋﻲ ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﳌﻨﺸﻮﺩ‪ .‬ﻭﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺫﻟﻚ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﻴﻜﺎﻧﻴﺰﻣﺎﺕ ﻣﺘﻤﺜﻠﺔ ﰲ ﺍﻟﺪﻋﺎﺋﻢ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈﻥ‬ ‫ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺠﺪﻳﺪ ﻭﺍﻻﻧﻄﻼﻕ ﻻ ﳝﻜﻨﻬﺎ ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺮﺗﻜﺰﺍﺕ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ‪ ،‬ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺃﺣﻴﻄـﺖ ‪‬ﺎﻟـﺔ ﻣـﻦ‬ ‫ﺍﳌﻔﺎﻫﻴﻢ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺸﻜﻞ ﻣﻀﻤﻮﻧﺎ ﳍﺎ ﻭ ﻃﻤﻮﺣﺎ ﰲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻮﻗﺖ‪.‬‬ ‫ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺲ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ‪ ،‬ﻓﻼﺑﺪ ﺃﻥ ﻧﻌﺮﻑ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﳌﺘﺎﺣﺔ ﻟﻠﺘﻐﻴﲑ ﻭﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﳌﻨﺎﺳﺒﺔ‬ ‫ﻟﺬﻟﻚ‪ ،‬ﻭ ﺧﺎﺻﺔ ﰲ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻠﺰﻡ ﺍﻹﻋﺪﺍﺩ ﻟﻪ ﺑﺸﺮﻳﺎ‪ ،‬ﻭﺑﺮﻧﺎﳎﻴﺎ ﻭﻣﻨﻬﺠﻴﺎ‪ ،‬ﻭﺃﻭﺿﺢ ﺃﻛﺜـﺮ‬ ‫ﻷﻗﻮﻝ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺭﻛﺎﺋﺰ ﺃﺳﺎﺳﻴﺔ‪ :‬ﺍﻟﺘﻠﻤﻴﺬ ﻭﺍﳌﻌﻠﻢ ﻭﺍﳌﻜﻮﻧﺎﺕ‪ ،‬ﻭﺃﻗﺼـﺪ ﺍﻟﻜﺘـﺎﺏ‬ ‫ﺍﳌﺪﺭﺳﻲ‪ ،‬ﺿﻒ ﺇﱃ ﺫﻟﻚ ﻣﻜﻮﻧﺎﺕ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﻛﺎﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﺴﻬﻴﻼﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭﺇﻋﺪﺍﺩ ﺍﳌﻌﻠﻢ‬ ‫ﻭﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﳊﺪﻳﺚ‪ .‬ﻭﻫﺬﺍ ﲢﺪ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﳎﺎ‪‬ﺘﻪ ﻣﻊ ﺍﶈﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﻢ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ‪.‬‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــــ‪69‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــ ﺩ‪ .‬ﺟﻔﺎﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻤﻴﺪ‪ :‬ﺁﺛﺎﺭ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ‬

‫ﻓﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﺘﻢ ﰲ ﺇﻃﺎﺭ ﺇﻋﺪﺍﺩ ﻣﻨﺎﺥ ﻣﺪﺭﺳﻲ ﺳﻠﻴﻢ‪ ،‬ﻭﻫﻨﺎ ﻻﺑـﺪ ﺃﻥ‬ ‫ﻧﺸﲑ ﺇﱃ ﻣﺎ ﺫﻫﺐ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﺍﻟﻌﺮﰊ " ﳏﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ﻋﺪﺱ)‪ " (12‬ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺃﺷـﺎﺭ ﺇﱃ ﺃﻥ ﻫﻨـﺎﻙ‬ ‫ﻋﻮﺍﻣﻞ ﳐﺘﻠﻔﺔ ﳍﺎ ﺗﺄﺛﲑ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻣﻠﺨﺼﺎ ﺇﻳﺎﻫﺎ ﻛﻤﺎ ﻳﻠﻲ‪:‬‬ ‫ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﺍﳌﺴﺘﻤﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻨﺎﻭﻝ ﻛﻼ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻠﻤﻴﺬ ﻭﺍﳌﻌﻠﻤﲔ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻳﲔ‪ ،‬ﺇﺫ ﻳﻔﺘﺮﺽ ﺃﻥ ﻳﻨﻤﻮ ﺍﻟﺘﻠﻤﻴﺬ‬‫ﺃﻛﺎﺩﳝﻴﺎ ﻭ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎ ﻭﺟﺴﻤﻴﺎ ﻭﺭﻭﺣﻴﺎ‪ ،‬ﻣﻨﻤﲔ ﻋﻨﺪﻩ ﺍﳌﻬﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻳﺔ ﻟﺬﻟﻚ‪.‬‬ ‫ ﺍﻻﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﳌﺘﺒﺎﺩﻝ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﻳﺸﻌﺮ ﻛﻞ ﻣﻦ ﰲ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﺑﻘﻴﻤﺘﻪ‪ ،‬ﻭﺃﺛﺮﻩ ﻓﻴﻬﺎ‪ ،‬ﻭﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﻓﻀﺎﺀ‬‫ﳚﺪ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺍﻻﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﳌﺘﺒﺎﺩﻝ‪.‬‬ ‫ ﺷﻌﻮﺭ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺑﺎﻟﺜﻘﺔ ﰲ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﰲ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ‪.‬‬‫ ﺷﻌﻮﺭ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺑﺎﻻﺭﺗﻴﺎﺡ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ﳚﺮﻱ ﺣﻮﻟﻪ‪ ،‬ﻭ ﺗﺰﺩﺍﺩ ﺭﻏﺒﺘﻪ ﰲ ﺍﻹﳒﺎﺯ ﻭﻳﻌﻤﻞ ﺑﺎﻧﻀـﺒﺎﻁ‬‫ﻛﺒﲑ‪ ،‬ﻭﺑﺜﻘﺔ ﰲ ﺍﻟﻨﻔﺲ‪ ،‬ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻳﺒﻌﺪﻩ ﻋﻦ ﺍﻟﻴﺄﺱ ﻭﺍﻹﺣﺒﺎﻁ‪.‬‬ ‫ ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ ﺑﺎﻟﻮﻻﺀ ﻭﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﻟﻠﻤﺪﺭﺳﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻗﻀﺎﺀ ﺃﻭﻗﺎﺗﻪ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻭﺍﻻﺳﺘﻤﺘﺎﻉ ﺑﺎﻟﻮﻗﺖ‬‫ﻓﻴﻬﺎ ﻭ ﻧﺸﺮ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ‪.‬‬ ‫ ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ ﺑﺎﳌﺴﺎﳘﺔ ﻭ ﺍﳌﺸﺎﺭﻛﺔ ﰲ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ‪.‬‬‫ﻓﻔﻲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﻐﲑﺍﺕ ﺍﻟﱵ ﻳﺸﻬﺪﻫﺎ ﺍﻟﻌﺎﱂ‪ ،‬ﻭﳌﻮﺍﻛﺒﺘﻬﺎ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺍﳊﺎﺟﺔ ﻣﺎﺳﺔ ﻟﻮﺟﻮﺩ ﻣﺼﺪﺭ ﺑﺸـﺮﻱ‬ ‫ﺫﻱ ﻧﻮﻋﻴﺔ ﺭﻓﻴﻌﺔ‪ ،‬ﺗﻘﻮﻳﺔ ﻓﻌﺎﻟﻴﺘﻪ‪ .‬ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺑﻪ ﺃﺧﺬﺕ ﻣﺴﻠﻜﺎ ﺟﺪﻳﺪﺍ ﰲ ﺯﻣﻨﻨﺎ ﻫـﺬﺍ‪ .‬ﻭﻗـﺪ‬ ‫ﺃﺧﺬﺕ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺘﺄﻫﻴﻞ ﰲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﳊﺎﺿﺮ ﲤﻴﻞ ﰲ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺇﱃ ﺍﻷﺧﺬ ﺑﺎﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻓﻴﻪ‪ ،‬ﻭﺑﺮﺯ ﺇﱃ‬ ‫ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﲡﺎﻩ ﻋﺎﳌﻲ ﻧﺎﺩﻯ ﺑﻀﺮﻭﺭﺓ ﺭﻓﻊ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺗﺪﺭﻳﺐ ﺍﳌﻌﻠﻤﲔ ﻭﺍﳌﻜﻮﻧﲔ ﻭﺗﺄﻫﻴﻠـﻬﻢ ﺇﱃ ﺍﳌﺴـﺘﻮﻯ‬ ‫ﺍﳉﺎﻣﻌﻲ‪ ،‬ﻭﻛﺜﲑﺓ ﻫﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﳌﺘﻘﺪﻣﺔ ﺍﻟﱵ ﻓﺘﺤﺖ ﺑﺎﺏ ﺍﳉﺎﻣﻌﺔ ﻟﻴﺘﻠﻘﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﳌﻌﻠﻤﻮﻥ ﺗﺪﺭﻳﺒﻬﻢ ﻭﺗﺄﻫﻴﻠﻬﻢ‪.‬‬ ‫ﻭﻟﲑﻓﻌﻮﺍ ﻣﻦ ﻗﺪﺭﺍ‪‬ﻢ‪ .‬ﻭﻟﻴﺴﺎﳘﻮﺍ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﰲ ﺇﺗﻘﺎﻥ ﻣﻬﻨﺘﻪ ﻭﺗﻮﺻﻴﻞ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻪ ﺍﳌﺘﻄـﻮﺭﺓ ﺇﱃ ﺗﻠﻤﻴـﺬﻩ‬ ‫ﺑﻜﻔﺎﺀﺓ ﺗﺎﻣﺔ‪ .‬ﻭﻛﻞ ﻣﺎ ﳛﺘﺎﺟﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺮﰊ )ﻛﻔﺎﻳﺔ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻭﺗﺮﻛﻴﺰ ﻭﻛﻔﺎﻳﺔ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﻭﺍﻻﺳﺘﻴﻌﺎﺏ‪ ،‬ﻭﻛﻔﺎﻳﺔ ﰲ‬ ‫ﺍﻷﺩﺍﺀ ﻭﺃﺧﺮﻯ ﰲ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ‪ ،‬ﺿﻒ ﺇﱃ ﺫﻟﻚ ﻛﻔﺎﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻟﻠﺘﺪﺭﻳﺲ‪ ،‬ﻭﻣﺮﺍﻋﺎﺓ ﺍﳌﺎﺩﺓ ﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺃﺛﻨـﺎﺀ‬ ‫ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‪ ،‬ﻭﻛﻔﺎﻳﺔ ﰲ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻷﻧﺸﻄﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﺍﳌﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﻠﺘﻠﻤﻴﺬ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻜﻔﺎﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﻘﻮﱘ ﻭﺑﻠﻮﻍ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﱵ‬ ‫ﰎ ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﳍﺎ( )‪.(13‬‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ـــــــــــــ ‪70‬‬

‫ــــــــــــــــــ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ﻭﻟﻺﺷﺎﺭﺓ ﻓﺈﻥ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﺔ ﺍﻷﺧﲑﺓ ﺃﺛﺎﺭﺕ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﻭﺍﻧﺸﻐﺎﻝ ﻛـﻞ‬ ‫ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﻭﻛﻞ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ‪ ،‬ﻭﺃﻭﻟﻴﺖ ﳍﺎ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﺧﺎﺻﺔ‪ ،‬ﻭﺗﺘﺠﻪ ﺍﳌﻘﺎﺭﺑﺎﺕ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﺍﳊﺎﻟﻴﺔ ﻛﻠـﻬﺎ ﺇﱃ‬ ‫ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﳐﺘﻠﻒ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺀ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﲔ‪ ،‬ﻭﲢﺮﻳﺮ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻣﻦ ﻋﺪﺓ ﻗﻴﻮﺩ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺴـﻌﻲ ﺇﱃ ﺇﺩﺧـﺎﻝ‬ ‫ﺗﻐﻴﲑﺍﺕ ﻋﻤﻴﻘﺔ ﻭ ﺇﺧﺮﺍﺝ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﻣﻦ ﺃﺯﻣﺘﻬﺎ‪ .‬ﺇﻥ ﺍﳌﺴﻌﻰ ﺇﱃ ﺇﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻋﱪ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﻟﻄـﺎﻫﺮ‬ ‫ﻗﺎﺳﻲ )‪ (TAHAR KACI‬ﻋﱪ ﺑﺎﻟﻘﻮﻝ‪:‬‬ ‫‪Un tel changement reflète une évolution politique vers plus de démocratie et un désir‬‬ ‫‪d'évolution culturelle qui réconcilie toutes les valeurs de la société avec ses objectifs de‬‬ ‫)‪(14‬‬ ‫‪développement‬‬

‫ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻳﺼﺒﺢ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﳎﺘﻤﻊ ﺑﺄﻛﻤﻠﻪ‪ ،‬ﻷﻥ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﲤﺜﻞ ﺍﻟﻌﻤﻮﺩ ﺍﻟﻔﻘﺮﻱ ﰲ ﺗﻜـﻮﻳﻦ ﺍﻟﻔـﺮﺩ‬ ‫ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ‪ ،‬ﻟﻴﺠﺎﺑﻪ ﲢﺪﻳﺎﺕ ﻭﺭﻫﺎﻧﺎﺕ ﺍﳊﺎﺿﺮ ﻭﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻞ‪ ،‬ﻭﻣﻦ ﰒ ﺇﳚﺎﺩ ﺟﻴﻞ ﻗﻮﻱ ﰲ ﺑﻨﻴﺘﻪ ﻭﺃﺧﻼﻗﻪ ﻳﻌﺘﺰ‬ ‫ﺑﺄﻣﺘﻪ ﻭﻭﻃﻨﻪ ﻭﻗﻴﻤﻪ ﻭﺍﶈﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﳒﺎﺯﺍﺕ‪ .‬ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈﻥ ﺇﺻﻼﺡ ﻟﻠﻤﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﳚﺐ ﺃﻥ ﳜﻀـﻊ‬ ‫ﻟﻠﻮﺍﻗﻌﻴﺔ ﻗﻴﻞ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ‪ ،‬ﻓﺎﳌﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ ﺳﺘﻜﺘﺴﻲ ﺃﳘﻴﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﳌﺎ ﲢﻤﻠﻪ ﻣﻦ ﺗﻮﺟﻬﺎﺕ ﰲ ﳎﺎﻝ ﺍﻹﻋﺪﺍﺩ‬ ‫ﻟﻨﻈﺎﻡ ﺗﺮﺑﻮﻱ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺗﺄﺧﺬ ﰲ ﺍﳊﺴﺒﺎﻥ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﺘﻜﻴﻒ ﻣﻊ ﺍﳌﻌﻄﻴﺎﺕ ﻭﺍﳌﺘﻐﲑﺍﺕ‪ ،‬ﻭﻫﺬﺍ‬ ‫ﻣﺎ ﻳﺘﻢ ﻟﻪ ﻓﻌﻼ ﺑﺈﺻﻼﺡ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﺋﻲ ﻭﺍﳌﺘﻮﺳﻂ‪ ،‬ﺍﻟﱵ ﳚﺐ ﺃﻥ ﲣﻀﻊ ﻟﻠﻮﺍﻗﻌﻴﺔ ﻭﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ‬ ‫ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻲ ﺍﳌﺸﺎﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻋﻼﻩ‪ .‬ﺇﻥ ﺗﻘﻠﻴﺺ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻤﺪﺭﺱ ﰲ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﺋﻲ ﻭﺇﺩﻣﺎﺟﻬﺎ ﰲ ﺍﳌﺘﻮﺳﻂ‪ ،‬ﻭﺗﻐﲑ‬ ‫ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﳌﺪﺭﺳﻴﺔ ﻭﺗﻜﻴﻔﻬﺎ ﻣﻊ ﻣﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺲ‪ ،‬ﻧﻔﺪ ﻟﺒﻨﺎﺕ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺃﻭﱃ‪ ،‬ﳚـﺐ ﺃﻥ ﺗـﺪﺧﻞ ﺿـﻤﻦ‬ ‫ﻣﺸﺮﻭﻉ ﳎﺘﻤﻌﻲ ﻛﺒﲑ‪ ،‬ﻟﻦ ﻳﺘﻢ ﲢﻘﻴﻘﻪ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﻟﺒﻠﻮﻍ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﺘﻘﺪﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﻭﺇﻋـﺎﺩﺓ ﺗﺄﻫﻴـﻞ‬ ‫ﺍﻹﻃﺎﺭ ﻣﻌﺮﻓﻴﺎ ﻭﺃﺳﻠﻮﺑﺎ ﻭﻣﻨﻬﺠﺎ‪ .‬ﻭﻫﺬﺍ ‪‬ﺎ‪‬ﺔ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻫﻨﺎ ﺗﻄﺮﺡ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﳊﻮﺍﻓﺰ ﻭﺍﻹﻣﻜﺎﻧﺎﺕ‬ ‫ﻛﺄﺣﺪ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﻜﱪﻯ ﻟﻠﻨﺠﺎﺡ ﺳﻮﺍﺀ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻌﻠﻢ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻠﻤﻴﺬ‪ .‬ﻓﺎﻟﻌﻤﻞ ﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﲨﻴﻊ ﺍﻷﺻﻌﺪﺓ ﻣﻦ‬ ‫ﺃﺟﻞ ﺗﻜﻴﻒ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻣﻊ " ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ‪ .‬ﻭﻟﻦ ﻳﺘﺄﺕ ﺫﻟﻚ ﺇﻻ ﻣﻦ‬ ‫ﺧﻼﻝ ﺗﻐﻴﲑ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻴﺔ ﺍﳌﺘﺒﻌﺔ ﻭﺇﺩﺧﺎﻝ ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻛﺄﺩﻭﺍﺕ ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ ﺣﺪﻳﺜـﺔ ﻭﺗﻄﻌـﻴﻢ‬ ‫ﺫﻟﻚ ﺑﺈﺩﺧﺎﻝ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺎﺕ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ﻭﺍﻟﻄﺮﺍﺋﻖ ﺍﳌﺒﺘﻜﺮﺓ ﰲ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ)‪.(15‬‬ ‫ﺇﻥ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﺳﻴﺄﺛﺮ ﻣﺴﺘﻘﺒﻼ ﺑﺎﻟﻌﻮﳌﺔ‪ ،‬ﻭﻫﻨﺎ ﻳﺘﻢ ﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﳍﺎ‬ ‫ﻋﻼﻗﺔ ﻭﻃﻴﺪﺓ ﺑﺎﳌﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ‪ ،‬ﻭﺳﻴﻜﻮﻥ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻣﻠﺰﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﺭﺱ‬ ‫ﻣﻮﺍﺩ ﺗﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻷﻥ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﺗﻘﺘﻀﻲ ﻣﻨﻪ ﺫﻟﻚ )ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ‪ ،‬ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻵﱄ ﻭﺍﻷﻧﺘﺮﻧﺖ(‪ .‬ﻭﺃﻣﺎﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺤـﺪ‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــــ‪71‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــ ﺩ‪ .‬ﺟﻔﺎﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻤﻴﺪ‪ :‬ﺁﺛﺎﺭ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ‬

‫ﺍﻟﺬﻱ ﻓﺮﺿﺘﻪ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻓﺈﻥ ﺍﻻﺷﺎﺭﺓ ﺇﱃ ﺇﺷﻜﺎﻝ‪ ،‬ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﻄﺮﺡ‪ .‬ﻓﻼ ﺃﺣﺪ ﻳﻨﻜﺮ ﺃﳘﻴـﺔ ﺗﻌﻠـﻢ ﺍﻟﻠﻐـﺎﺕ‬ ‫ﺍﻷﺟﻨﺒﻴﺔ ﰲ ﺍﳌﺎﺿﻲ ﻭﺍﳊﺎﺿﺮ‪ ،‬ﻓﻜﻠﻤﺎ ﺗﻌﻠﻤﻨﺎ ﻟﻐﺔ ﻗﻮﻡ ﲤﻜﻨﺎ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﻬﻢ‪ ،‬ﻭﻧﻠﻨﺎ ﻣﻦ ﲡﺮﺑﺘﻬﻢ ﻭﺗﻔﺘﺤﻨﺎ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺛﻘﺎﻓﺘﻬﻢ ﻭﺃﻣﻨﺎ ﺷﺮﻫﻢ‪ ،‬ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﳌﻌﻀﻠﺔ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﺗﻜﻤﻦ ﰲ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﲔ ﻋﻠﻰ ﺷﺆﻭﻥ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻋﻮﺽ ﺃﻥ ﻳﻌﻴﺪﻭﺍ‬ ‫ﺍﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻷﺟﻨﺒﻴﺔ ﺃﻭ ﻏﲑﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﳌﻮﺍﺩ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ‪ ،‬ﻇﻨﻮﺍ ﺃﻥ ﺭﻓﻊ ﺍﳊﺠـﻢ ﺍﻟﺴـﺎﻋﻲ‬ ‫ﺍﳌﺨﺼﺺ ﳍﺎ ﰲ ﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻨﺎ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻫﻮ ﺍﳊﻞ ﺍﻷﻣﺜﻞ ﻭﺳﻴﺰﻳﻞ ﺍﻟﻌﻘﺪﺓ‪ ،‬ﻭﻫﻢ ﳐﻄﺌﻮﻥ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﺼﻮﺭ ﺃﻭ‬ ‫ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﺍﻟﻀﻴﻘﺔ‪ .‬ﻭﺳﻴﺤﻜﻢ ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ﰲ ﻇﻞ ﺗﺄﺛﲑﺍﺕ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﳌﺘﺒﻌـﺔ ﺍﻟﺘﺮﻗﻴﻌﻴـﺔ ﰲ‬ ‫ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ‪ ،‬ﻻ ﲤﺜﻞ ﺳﻮﻯ ﻫﺮﻭﺑﺎ ﺇﱃ ﺍﻷﻣﺎﻡ ﰲ ﺯﻣﻦ ﻳﺴﻄﺮ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻲ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻻﻧﺴﺎﻧﻴﺔ‪ .‬ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺧﲑﺓ ﺍﻟﱵ ﻳﺮﻯ ﻓﻴﻬﺎ ﺩ‪ .‬ﻧﺎﺩﺭ ﻓﺮﺟﺎﱐ "ﺗﻮﺟﻬﺎﺕ ﻭﻣﻌﺎﺭﻑ ﻭﻗﺪﺭﺍﺕ ﻳﻜﺘﺴﺒﻬﺎ ﺍﻟﻔـﺮﺩ‬ ‫ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ" )‪.(16‬‬ ‫ﻭﻟﻌﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺍﻟﱵ ﲡﺎ‪‬ﻬﺎ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ‪ ،‬ﻫﻮ ﺑﺮﻭﺯ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺪﺧﻞ ﺿـﻤﻦ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻌﻮﳌﺔ )ﺣﱴ ﻭ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻣﻨﻬﺎ ﳝﺎﺭﺱ ﻧﺸﺎﻃﻪ ﻓﻌﻼ ( ﺑﺪﺃﺕ ﻓﻜﺮ‪‬ﺎ ﺗﺘﺴﻊ ﺃﻛﺜﺮ ﻓﺄﻛﺜﺮ‬ ‫ﻟﺪﻯ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﲔ‪ ،‬ﻟﺘﺠﺪ ﻣﻜﺎﻧﺎ ﻣﻮﺍﺯﻳﺎ ﳍﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﻡ‪ ،‬ﻟﻜﻦ ﻳﺸﺘﺮﻁ ﺃﻥ ﳜﻀﻊ ﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﻓـﻖ‬ ‫ﺩﻓﺘﺮ ﺷﺮﻭﻁ ﻣﻀﺒﻮﻁ‪ .‬ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﳌﺪﺍﺭﺱ ﺳﻴﺨﻔﻖ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺷﻚ‪ .‬ﺍﻷﻋﺒﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻣﻴﺰﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ‪،‬‬ ‫ﻭﺳﻴﺴﺘﺠﻴﺐ ﻟﻌﺪﺓ ﻣﻄﻠﺒﺎﺕ ﺩﻭﻟﻴﺔ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻡ ﺍﻟﺘﺨﻮﻑ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺘﺎﺏ ﺃﻏﻠﺒﻴﺔ ﻛﺒﲑﺓ ﻣﻦ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ )ﲣﻮﻓﺎ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﺤﻮﺍﺫ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ – ﻭﺯﻭﺍﻝ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻛﻠﻴﺔ(‪.‬‬ ‫ﻭﺍﳌﻼﺣﻈﺔ ﻫﻨﺎ ﺗﻜﻤﻦ ﰲ ﺃﻥ ﻓﺘﺢ ﺍ‪‬ﺎﻝ ﻟﻠﻤﺪﺭﺳﺔ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﻳﻌﺘﱪ ﺣﺪﺛﺎ‪ ،‬ﻓﻤﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻻ ﲣﻠﻮ ﻣﻦ‬ ‫ﺗﺄﺛﺮ ﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‪ ،‬ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺇﳚﺎﺩ ﳕﻂ ﻭﻃﺮﻳﻘﺔ ﻟﻠﺪﺧﻮﻝ ﰲ ﺍﻟﻌﺼﺮﻧﺔ‪ ،‬ﺑﻜﻴﺎﻥ ﻭﺑﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭﻃﻨﻴﺔ ﻭﺑﻜﻔﺎﺀﺓ‬ ‫ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﻳﺆﻛﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻋﻠﻲ ﺑﻮﻋﻨﺎﻗﺔ ﰲ ﺗﻄﺮﻗﻪ ﺇﱃ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‪.‬‬ ‫ﺛﺎﻟﺜﺎ‪-‬ﺍﳉﺎﻣﻌﺔ ﺑﲔ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﻭ ﲢﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‪:‬‬ ‫ﻛﻐﲑﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺗﻌﺮﻑ ﺍﳉﺎﻣﻌﺔ ﲢﻮﻻﺕ ﻋﻤﻴﻘﺔ ﰲ ﻇﻞ ﻧﻈﺎﻥ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‪ ،‬ﲤﺲ ﻗﻠـﺐ‬ ‫ﻣﻬﺎﻣﻬﺎ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ‪ .‬ﻓﺒﻌﺪ ﺃﻥ ﺭﺳﺨﺖ ﰲ ﺃﺫﻫﺎﻧﻨﺎ ﻓﻜﺮﺓ ﺩﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‪ ،‬ﻭﺟﺰﺃﺭﺓ ﺍﻹﻃﺎﺭﺍﺕ ﻭﺗﻌﺮﻳـﺐ‬ ‫ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ‪ :‬ﺇﻥ ﺍﻟﺘﺤﻮﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﳝﺲ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﰲ ﳐﺘﻠﻒ ﺑﻨﻴﺎﺗﻪ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﱂ ﲣﻞ ﺍﳉﺎﻣﻌﺔ ﻣﻨﻪ‬ ‫ﻟﻜﻮﻥ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﱄ ﻳﻠﻌﺐ ﺩﻭﺭﺍ ﺑﺎﺭﺯﺍ ﰲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‪.‬‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ـــــــــــــ ‪72‬‬

‫ــــــــــــــــــ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ﻭﻗﺪ ﺍﺗﺴﻤﺖ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﺔ ﺍﻷﺧﲑﺓ ﺑﺘﻐﲑﺍﺕ ﺟﺮﺍﺀ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻌﻮﳌـﺔ ﻣﺴـﺖ ﺍﻟﻘـﻴﻢ ﻭﺍﳌﻴﻜﺎﻧﻴﺰﻣـﺎﺕ‪،‬‬ ‫ﻭﺃﺻﺒﺤﺖ ﻣﻌﺎﻳﲑ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻌﻘﻠﻨﺔ ﻭﺍﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ‪ .‬ﻓﺎﳉﺎﻣﻌﺔ ﺣﱴ ﺗﺴﲑ ﰲ ﺭﻛﺐ‬ ‫ﺍﻟﺘﻐﲑﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ‪ ،‬ﻓﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺲ ﻻ ﻳﻘﺘﺼﺮ ﺩﻭﺭﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻘﻞ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ‪ ،‬ﺑﻞ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﺑﻪ ﺇﱃ ﺃﺑﻌﺪ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ‬ ‫ﻟﻴﺸﻤﻞ ﳎﻼﺕ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻨﻬﺎ‪ :‬ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﳑﺎﺭﺳﺔ ﺍﻷﺩﻭﺍﺭ ﻭﺍﳌﻬﺎﻡ ﺍﳌﻮﻛﻠﺔ ﻟﻪ ﻣﻨﻬﺎ‪ :‬ﺍﳌﻮﺟـﻪ ﻟﻠﻄـﻼﺏ‪،‬‬ ‫ﺍﳋﺒﲑ ﻭﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﻭﺍﳌﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﺇﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﺘﺄﺛﲑﺍﺕ ﰲ ﺍﻟﺘﻐﲑ ﻭﺍﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‪ ،‬ﻓﺎﳉﺎﻣﻌـﺔ ﻣﻄﺎﻟﺒـﺔ‬ ‫ﺑﺈﻋﺪﺍﺩ ﺍﻹﻃﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻟﺸﻐﻞ ﺍﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺍﳌﻬﻨﻴﺔ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﳌﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻌﺎﱄ‪ ،‬ﻭﻫﺬﺍ ﻳـﺪﺧﻞ‬ ‫ﺿﻤﻦ ﺍﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ‪.‬‬ ‫ﺇﻥ ﺍﳌﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﺒﻴﺪﺍﻏﻮﺟﻴﺔ ﻭﺧﺎﺻﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺲ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﺇﺩﺧﺎﻝ ﺗﻐﲑﺍﺕ ﰲ ﺍﻟﱪﺍﻣﺞ ﻭﺍﳌﻨﺎﻫﺞ‬ ‫ﻭﻫﻨﺎ ﺃﺧﺺ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ ﺇﻟﻘﺎﺀ ﺍﶈﺎﺿﺮﺍﺕ ﻟﻜﻲ ﺗﻜﻮﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ ﺣﱴ ﰲ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﳌﺘﻘﺪﻣﺔ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﺃﺛﺒﺖ‬ ‫ﻧﻘﺼﺎ ﻛﺒﲑﺍ ﻛﻤﺎ ﻳﺆﻛﺪﻩ ‪ M.Altet‬ﰲ ‪:1994‬‬

‫‪La moitié des étudiants disent avoir des lacunes sur les thèmes abordés pendant le cours‬‬ ‫‪des problèmes à s'approprier ، des difficultés à suivre le cours et à prendre notes،magistral‬‬ ‫‪il est quasiment ، face un public nombreux diversifié،les contenus après les cours. Ainsi‬‬ ‫‪impossible de réaliser le couple enseignement / apprentissage. Qualifié de monologue par‬‬ ‫)‪le cours magistral est une communication sans échanges ،le même auteur(17‬‬

‫ﻭﻋﻠﻴﻪ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﻣﺜﺎﻻ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﻳﺪﻓﻊ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﰲ ﺇﳚﺎﺩ ﺣﻠﻮﻝ ﳌﻌﻀﻠﺔ ﺍﳉﺎﻣﻌﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺘﻔﺎﻗﻢ ﺍﳍﺎﺋﻞ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﳊﺎﺻﻠﲔ ﻋﻠﻰ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟﺒﻜﺎﻟﻮﺭﻳﺎ )‪ - % 42‬ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﺳﻨﺔ ‪ (2003‬ﻭﺍﻟﻌﺪﺩ ﺳﻴﺰﺩﺍﺩ ﺩﻭﻥ ﺷـﻚ‬ ‫ﺣﱴ ﻳﻮﺍﻛﺐ ﺍﻟﻨﺴﺐ ﺍﳌﺌﻮﻳﺔ ﺍﳌﺮﺗﻔﻌﺔ ﰲ ﺑﻠﺪﺍﻥ ﺃﺧﺮﻯ‪.‬‬ ‫ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﳌﻌﻈﻢ ﺑﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻫﻮ ﺗﻘﻠﻴﺺ ﺍﻟﻔﺠﻮﺓ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭﺑـﲔ ﺍﻟﺒﻠـﺪﺍﻥ‬ ‫ﺍﳌﺘﻘﺪﻣﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻳﻔﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﻭﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﺃﻥ ﺗﻨﻈﺮ ﺑﻌﻤـﻖ ﰲ ﺍﻹﺻـﻼﺡ‬ ‫ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﱄ ﺷﻜﻼ ﻭﻣﻀﻤﻮﻧﺎ‪ .‬ﻭﰲ ﻏﻴﺎﺏ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﻛﺜﲑﺓ‪ ،‬ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﺻﻼﺡ‪ ،‬ﻳﺒﻘﻰ ﺍﳉﻬﺪ ﻣﻨﻜﺒـﺎ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺪﺀ ﰲ ﺇﺻﻼﺣﺎﺕ ﰲ ﻇﻞ ﻧﻘﺎﺵ ﺣﺎﺩ ﺑﲔ ﻗﺎﺑﻞ ﻭﻣﺸﻜﻚ ﰲ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ‪.‬‬ ‫ﻭﳓﺎﻭﻝ ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺒﺪﺀ ﰲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﻣﺮﻛﺰﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﻧﻈـﺎﻡ ‪ L.M.D‬ﻭﺑـﺪﺀ‬ ‫ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﰲ ﻓﺘﺢ ﳎﺎﻻﺕ ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﻟﻠﻘﻄﺎﻉ ﺍﳋﺎﺹ‪ ،‬ﻭﻣﺎ ﳍﺬﻩ ﺍﳌﻮﺍﺿﻴﻊ ﻣﻦ ﺗﺄﺛﲑﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻨﻈـﺎﻡ‬ ‫ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ‪ ،‬ﻓﻤﺎﺫﺍ ﻋﻦ ﻧﻈﺎﻡ ‪L.M.D‬؟ ﻫﻞ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﻣﻬﻴﺌﺔ ﻟﺒﺪﺀ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻪ ؟‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــــ‪73‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــ ﺩ‪ .‬ﺟﻔﺎﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻤﻴﺪ‪ :‬ﺁﺛﺎﺭ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ‬

‫ﺇﻥ ﺍﻻﻗﺘﺮﺍﺡ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺈﺩﺧﺎﻝ ﻧﻈﺎﻡ ‪ L.M.D‬ﺑﺪﺀﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﺍﳉﺎﻣﻌﻲ ﺍﳊﺎﱄ‪ ،‬ﳛﻤﻞ ﰲ ﻃﻴﺎﺗـﻪ‬ ‫ﻋﺪﺓ ﺗﻐﻴﲑﺍﺕ ﺟﻮﻫﺮﻳﺔ ﺑﺪﺀﺍ ﻣﻦ ﺗﻘﻠﻴﺺ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺲ‪ ،‬ﺇﱃ ﳏﺘﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﱪﺍﻣﺞ ﻭﻏﲑﻫﺎ‪ .‬ﻓﻜﻞ ﻭﺍﺣـﺪ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﲔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﲔ ﺃﺻﺒﺢ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺯﺍﻭﻳﺔ ﺧﺎﺻﺔ‪ ،‬ﺇﻻ ﺃﻧﻨﺎ ﻧﻌﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﺍﻹﺻﻼﺣﻲ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﳉﺎﻣﻌﺔ ﻻ ﳝﻜﻦ ﻋﺰﻟﻪ ﻋﻦ ﺯﺣﻒ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺗﺄﺛﲑﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭﺧﺎﺻﺔ ﺍﳉﺎﻣﻌﺔ ﻭﺍﳌﺪﺭﺳﺔ‪.‬‬ ‫ﻓﻬﻨﺎﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ﻣﻦ ﻳﺪﺍﻓﻊ ﻋﻨﻪ ﻣﻌﱪﺍ ﻋﻦ ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﻻﺑﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﻛﻤﺴﺘﺸﺎﺭ‬ ‫ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﱄ ﺍﳊﺎﱄ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻯ‪:‬‬ ‫‪Nous devons d'être au diapason des pays occidentaux » et de poursuivre «toutes les‬‬ ‫‪nous devons continuer ces réformes lorsque le baril du pétrole ،conditions s' y prêtent‬‬ ‫)‪(18‬‬ ‫‪،sinon ce se sera trop tard atteint 50 dollars‬‬

‫ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﺗﺆﻛﺪ ﺇﺟﺒﺎﺭﻳﺔ ﺍﻻﺻﻼﺡ‪ ،‬ﺃﻣﻼﻫﺎ ﺍﻟﻈﺮﻑ ﺃﻭ ﺍﳍﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ‪ .‬ﰲ ﺣﲔ ﻳﺬﻫﺐ ﻃـﺮﻑ‬ ‫ﺁﺧﺮ‪ ،‬ﺃﻥ ﻓﻘﺪﺍﻥ ﺍﳊﻮﺍﺭ ﻭﺍﻟﺘﺸﺎﻭﺭ‪ ،‬ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺳﺒﺒﺎ ﰲ ﺑﺮﻭﺯ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﻣﻴﺪﺍﻧﻴﺔ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻏﲑ ﻣﻨﺎﺳـﺐ‬ ‫ﻟﺒﺪﺀ ﺍﻻﺻﻼﺡ ﻭﺗﻄﺒﻴﻖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺎﱐ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﰲ ﺑﻠﺪﺍﻥ ﻣﺘﻘﺪﻣﺔ ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻪ‪ .‬ﻭﻳﺮﻯ ﻫـﺬﺍ‬ ‫ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺻﻼﺡ ﺃﻱ ﻧﻈﺎﻡ ‪ L.M.D‬ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﳌﻔﺮﻭﺽ ﺃﻥ ﳝﺮ ﻋﱪ ﺍﺳﺘﺸـﺎﺭﺍﺕ ﻭﻧﻘﺎﺷـﺎﺕ‬ ‫ﺧﺎﺻﺔ ﺑﲔ ﺍﻻﺳﺎﺗﺬﺓ ﻭﺍﻟﻄﻠﺒﺔ‪ ،‬ﺣﱴ ﺗﺒﺤﺚ ﺍﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﳌﻮﺍﻗﻒ ﺍﻟﱵ ﻗﺪ ﺗﻌﻴﻘﻪ‪ ،‬ﻭﳌﺎ ﻻ ﻣﻌﺎﳉﺔ ﺍﻟﺴـﻠﺒﻴﺎﺕ‬ ‫ﻣﺴﺒﻘﺎ‪ ،‬ﻭﺍﺛﺮﺍﺀ ﺍﻹﳚﺎﺑﻴﺎﺕ ﻣﻦ ﻣﻀﺎﻣﻴﺘﻪ ﻭﺧﺎﺻﺔ ﳓﻦ ﰲ ﺃﻣﺲ ﺍﳊﺎﺟﺔ ﺇﱃ ﺇﺻﻼﺡ ﺍﳉﺎﻣﻌﺔ‪ .‬ﻭﻧﺴﺘﻔﻴﺪ ﺣﱴ‬ ‫ﻣﻦ ﲡﺎﺭﺏ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺍﻟﱵ ﻳﺮﻯ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻣﻨﻬﻢ ﺃ‪‬ﺎ ﻣﺎﺯﺍﻟﺖ ﺗﺘﺨﺒﻂ ﰲ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﺣﻴﺚ ﻳﺮﻯ ﺍﻷﺳـﺘﺎﺫ‬ ‫ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ‪:‬‬ ‫‪(19‬‬

‫‪Dgouys Jacques :" Le L.M.D est en vérité un système hétéroclite qui n'obéit à‬‬ ‫‪aucune règle sinon celle de la loi du marché et de la concurrence"(….)les 3/4 des‬‬ ‫" ‪universités Françaises sont passées au dispositif L.M.D avec beaucoup de difficultés‬‬

‫ﺇﻥ ﺍﻹﺷﻜﺎﻝ ﻳﻜﻤﻦ ﰲ ﻣﺪﻯ ﻣﻼﺀﻣﺔ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﳉﺪﻳﺪ ‪ L.M.D‬ﻣﻊ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼـﺎﺩﻳﺔ‬ ‫ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ‪ .‬ﻓﺎﻟﻨﻤﻮ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺧﺮﺟﻲ ﺍﳉﺎﻣﻌﺎﺕ ﰲ ﺇﻃﺎﺭ ﲢﺮﻙ ﻭﻣﻮﺍﻛﺒﺔ ﻣﺎ‬ ‫ﻳﺪﻭﺭ ﺣﻮﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﺗﻄﻮﺭﺍﺕ ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻣﺘﻘﺪﻣﺔ ﻭﻣﺘﻨﻮﻋﺔ‪ .‬ﻫﻞ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﻟﺒﻠﻮﻍ ﺫﻟﻚ؟ ﺃﻡ ﺃﻧﻪ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﺷﺘﺮﺍﻙ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻻﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺕ ﺩﺍﺧﻠﻴﺎ ﻭﺧﺎﺭﺟﻴﺎ ﰲ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﳉﺎﻣﻌﺔ ﻟﺒﻠﻮﻍ ﺃﻫﺪﺍﻓﻬﺎ‪ :‬ﺍﳌﺘﻤﺜﻠـﺔ ﰲ ﻣـﺪ‬ ‫ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺑﺎﳌﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ‪‬ﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‪ ،‬ﻭﲢﺮﻳﺮ ﻭﻇﻴﻔﺘﻬﺎ ﺍﳌﺘﻤﺜﻠﺔ ﰲ ﺇﻧﺘﺎﺝ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ؟‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ـــــــــــــ ‪74‬‬

‫ــــــــــــــــــ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻷﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻳﻮﺣﻲ ﺑﺄﻥ ﺗﺮﻙ ﺍﳉﺎﻣﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻫﻲ ﻋﻠﻴـﻪ ﻭﻣﻌﺘﻤـﺪﺓ ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺃﺻﺒﺢ ﻳﻄﺮﺡ ﺇﺷﻜﺎﻻ ﺣﻘﻴﻘﻴﺎ‪ ،‬ﲝﻴﺚ ﺑﺪﺃ ﻳﻈﻬﺮ ﻭﻛﺄﻥ ﺭﻳﺎﺡ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﺳـﺘﻤﺲ ﺟـﻮﻫﺮ‬ ‫ﺍﳍﻴﺎﻛﻞ ﺍﳉﺎﻣﻌﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻣﻦ ﰒ ﻓﺈﻥ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﺗﺴﻴﲑﻫﺎ ﺳﺘﺼﺒﺢ ﺃﺣﺪ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ‪.‬‬ ‫ﻓﺨﻮﺻﺼﺔ ﺍﳉﺎﻣﻌﺔ ﺗﺪﺧﻞ ﺿﻤﻦ ﺃﻭﻟﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ ﺍﳉﺪﻳﺪ‪ .‬ﺃﻱ ﺃﻥ ﺗﻨﺎﻣﻲ ﺣﺮﻛـﺔ ﺗـﺪﻭﻳﻞ‬ ‫ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﱄ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻋﺎﻟﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﺗﺼﺎﻝ ﺟﺪﻳﺪﺓ‪ ،‬ﻭﻣﻌﲎ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺳﺘﺼﺒﺢ ﻏـﲑ‬ ‫ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻀﺦ ﺍﳌﺎﱄ ﺍﳌﺘﻨﺎﻣﻲ ﻟﻼﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﻠﻜﻢ ﺍﳍﺎﺋﻞ ﰲ ﺍﳉﺎﻣﻌﺔ‪.‬‬ ‫ﻭﺍﻟﻮﺿﻊ ﺣﺴﺒﻤﺎ ﻳﺒﺪﻭ ﺑﺪﺃ ﻳﺘﺠﻪ ﳓﻮ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﺗﺮﻛﻴﺒﺔ ﻭﲤﻮﻳﻞ ﺍﳉﺎﻣﻌﺔ ﺑﻔـﺘﺢ ﺍﻟﺒـﺎﺏ‬ ‫ﻟﻠﻘﻄﺎﻉ ﺍﳋﺎﺹ ﻟﻼﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﰲ ﻗﻄﺎﻉ ﺣﻴﻮﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻌﺐ ﺗﻜﺴﲑ ﻃﺎﺑﻮﻫﺎﺗﻪ‪ .‬ﺇﻥ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﳋﺎﺹ ﳚﺐ ﺃﻥ‬ ‫ﻳﺄﺧﺬ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﺗﺆﻛﺪ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ‪) UNESCO‬ﺍﳌﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﻟﻠﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ( ﺍﻟﱵ ﺗﺮﻯ ﺃﻥ ﺗﺪﺧﻞ ﻫـﺬﺍ‬ ‫ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﳝﺜﻞ ﻧﻘﻄﺔ ﺣﺴﺎﺳﺔ ﰲ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﻣﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﳍـﺬﻩ‬ ‫ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻭﺟﺪﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﻟﺪﻯ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻧﻔﺴﻪ ﰲ ﺧﻄﺎﺑﻪ ﺍﻻﻓﺘﺘﺎﺣﻲ ﻟﻠﺴﻨﺔ ﺍﳉﺎﻣﻌﻴﺔ‬ ‫ﺍﳊﺎﻟﻴﺔ ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻝ‪" :‬ﺇﻥ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﳋﺎﺹ ﻟﻪ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﰲ ﺟﻬﺎﺯ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﱄ ﻭﻓﻖ ﺩﻓﺘـﺮ ﺷـﺮﻭﻁ‬ ‫ﳏﺪﺩﺓ" ﻣﺆﻛﺪﺍ ﺑﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﳚﺐ ﺃﻥ ﳝﺘﺜﻞ ﳌﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﳜﺺ ﺷﺮﻭﻁ‬ ‫)‪(20‬‬ ‫ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ‪ ،‬ﳏﺘﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﱪﺍﻣﺞ ﻭ ﻣﻘﺎﻳﻴﺲ ﺍﻟﺘﻘﻴﻴﻢ‬ ‫ﻭﺑﻌﺪ ﻋﺮﺿﻨﺎ ﳌﻜﺎﻧﺔ ﻭﺃﳘﻴﺔ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻛﺎﳌﺪﺭﺳﺔ ﻭﺍﳉﺎﻣﻌﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﳌﺘﺒﻌﺔ ﻣـﻦ ﻗﺒـﻞ‬ ‫ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ‪ ،‬ﻧﻌﺮﺽ ﺍﻵﻥ ﻛﻤﻠﺨﺺ ﳍﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺍﻟﱵ ﺗﻨﺘﻈﺮﳘـﺎ ﰲ ﻇـﻞ‬ ‫ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺣﱴ ﺗﻮﺍﻛﺐ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﺍﳊﺎﺩﺛﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺻﻌﻴﺪ‪ ،‬ﻭﳛﺪﺙ ﻭﳌﺎ ﻻ ﻧﺘﺤﺪﻯ ﺳﻴﺎﺳـﺔ‬ ‫ﺍﳍﻴﻤﻨﺔ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﱵ ﲢﻤﻠﻬﺎ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﰲ ﺣﺪ ﺫﺍ‪‬ﺎ‪.‬‬ ‫ﻭﺑﺪﺕ ﻟﻨﺎ ﻫﻨﺎﻙ ﻭﻇﺎﺋﻒ ﺃﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﻋﺮﺿﻬﺎ ﰲ ﻇﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻘﺎﺵ ﺍﳉﺎﺩ ﺍﻟﺬﻱ‬ ‫ﻳﺼﻮﻏﻪ ﻭﳛﻤﻠﻪ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺳﻨﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺫﻫﺐ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻴﺴـﻘﺮﺍﻑ )‪ (P. MUSGRAVE‬ﰲ‬ ‫ﲢﺪﻳﺪ ‪‬ﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ‪ ،‬ﻭﺟﺪﻧﺎ ﺃ‪‬ﺎ ﻭﻇﺎﺋﻒ ﺃﺳﺎﺳﻴﺔ ﻭﺿﺮﻭﺭﻳﺔ ﻻﺑـﺪ‬ ‫)‪(21‬‬ ‫ﻣﻨﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﳏﺼﻮﺭﺓ ﰲ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﻫﻲ‪:‬‬ ‫‪ -1‬ﻭﻇﻴﻔﺔ ﻧﻘﻞ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ‪La fonction de la transmission de la culture de la société‬‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــــ‪75‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــ ﺩ‪ .‬ﺟﻔﺎﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻤﻴﺪ‪ :‬ﺁﺛﺎﺭ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ‬

‫ﻭﻫﻲ ﻭﻇﻴﻔﺔ ﻳﻘﻮﻡ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺑﺎﶈﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﳕﺎﻁ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﻳﺘﻢ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺩﻭﺭ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻘﻄﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﺟﺪﺍ‪ ،‬ﰲ ﳎﺎﻝ ﲢﺪ ﳚﺐ ﺃﻥ ﺗﺮﻓﻌﻪ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﻭﺍﳉﺎﻣﻌﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﻟﻠﻮﻗﻮﻑ ﰲ ﻭﺟﻪ‬ ‫ﺛﻘﺎﻓﺎﺕ ﺩﺧﻴﻠﺔ ﲢﻤﻞ ﻓﲑﻭﺳﺎﺕ ﺍﳍﻴﻤﻨﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺘﻔﺘﺢ ﻋﻠﻰ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﻭﺛﻘﺎﻓﺎﺕ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ ﺷﻲﺀ ﻻﺑﺪ ﻣﻨﻪ‪ ،‬ﻭﻟﻜﻦ ﺃﺣﺬ‬ ‫ﻣﺎ ﻫﻮ ﻧﺎﻓﻊ ﺑﻌﻘﻼﻧﻴﺔ‪ ،‬ﻭﰲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﺰﺭﻉ ﻭﳓﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﶈﻠﻴﺔ‪.‬‬ ‫‪ -2‬ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‪La fonction politique :‬‬

‫ﻭﻳﻨﻈﺮ ﳍﺬﻩ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺩﻭﺭﻳﻦ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ‪ ،‬ﺃﻭﻻ‪ ،‬ﺣﺎﺟﺔ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﻹﻣﺪﺍﺩﻩ ﺑﺎﻟﻘﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﲔ ﰲ‬ ‫ﻛﻞ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻲ )ﻫﺬﻩ ﲰﺔ ﻣﻦ ﲰﺎﺕ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ( ﻭﺛﺎﻧﻴﻬﻤﺎ‪ ،‬ﺩﻋﻢ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻗﻴﻤـﺔ ﺍﻟـﻮﻻﺀ‬ ‫ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ‪ .‬ﻭﺇﺫﺍ ﻋﻠﻤﻨﺎ ﺃﻥ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﺒﺪﺃ ﻧﺸﺮ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﺪﺍﻋﻴـﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺸﺎﻣﻠﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﺩﻳﺔ ﻭﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﻋﻠﻰ ﻧﻈﺎﻣﻨﺎ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺎﻣﻌﺔ ﻭﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﺃﻥ ﻳﺪﺭﻙ ﺫﻟﻚ‪ ،‬ﻭﻳﺼـﺒﺢ‬ ‫ﻛﺄﺩﺍﺓ ﻹﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﻨﺨﺐ ﻭﺍﻹﻃﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﻮﻛﻞ ﳍﺎ ﳑﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﺍﻟﺴﺎﻣﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ‪.‬‬ ‫‪ -3‬ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ‪La fonction économique‬‬

‫ﺗﺘﺤﺪﺩ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻣﻦ ﺧﻼ ﻝ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﲟﺪ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺑﺎﻟﻴﺪ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠـﺔ ﺍﳌﻜﻮﻧـﺔ‬ ‫ﻭﺍﳌﺘﻌﻠﻤﺔ ﻛﻤﺎ ﻭﻧﻮﻋﺎ‪ ،‬ﻭﺍﻟﱵ ﻓﺮﺿﺘﻬﺎ ﻇﺮﻭﻑ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻭﺗﻮﻇﻴﻔﺎ‪‬ﺎ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ‪ .‬ﻭﳓﻦ ﻧﺪﺭﻙ ﻣﺎ ﳍﺬﺍ ﺍﳌﻮﺿـﻮﻉ‬ ‫ﻣﻦ ﺃﳘﻴﺔ ﰲ ﺑﻠﺪ ﻣﺜﻞ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﺍﻟﱵ ﺗﺴﺘﻮﺭﺩ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻭﺑﻜﻠﻔﺔ ﺑﺎﻫﻈﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤـﻲ ﻋﻠـﻰ ﲨﻴـﻊ‬ ‫ﺍﳌﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﻫﻮ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻫﺎ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﻭﻏﲑﻫﺎ ﺑﺎﻟﻜﻔﺎﺀﺓ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ‪ ،‬ﻭﻫﺬﺍ ﺩﻭﺭ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺗﻮﻓﲑ ﺫﻟﻚ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﰲ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻔﺮﺽ ﺃﳕﺎﻁ ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ‪ .‬ﻭﺗﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ﺃﳘﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﰲ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ‪.‬‬ ‫‪ -4‬ﻭﻇﻴﻔﺔ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﺀ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ‪La fonction de selection sociale‬‬

‫ﻳﻠﻌﺐ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺩﻭﺭﺍ ﺑﺎﺭﺯﺍ ﰲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻻﻧﻘﺎﺀ ﻭ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ‪ ،‬ﻭﻫﻲ ﻭﻇﻴﻔﺔ‬ ‫ﺗﻌﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﺍﻟﱵ ﺗﺸﻜﻞ ﲢﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ‪ .‬ﻭﻗﺪ ﺃﱀ ‪ E. Hopper‬ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﻣﻌﺘﱪﺍ‬ ‫ﺇﻳﺎﻫﺎ ﻭﻇﻴﻔﺔ ﺭﺋﻴﺴﺔ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ)‪.(22‬‬ ‫ﻭﻳﺮﻯ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﺃﻧﻪ ﰲ ﻧﻄﺎﻕ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﻳﻘﻮﻡ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺑﺜﻼﺙ ﻭﺛﺎﺋﻖ ﻭﻇﺎﺋﻒ ﻣﺘﻜﺎﻣﻠﺔ ﺗﺘﻤﺜﻞ‬ ‫ﰲ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻣﻦ ﳐﺘﻠﻒ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﻭﺍﳌﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﺍﳌﺘﺒﺎﻳﻨﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻘﺪﺭﺍﺕ ﻭﺗﺪﺭﻳﺒﻬﻢ ﻭﺗﻌﻠﻴﻤﻬﻢ‪ .‬ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻭﺭ‬ ‫ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ‪ ،‬ﳒﺪ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﲢﺎﻭﻝ ﺗﺪﺍﺭﻛﻪ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌﺪ ﺩﺧﻮﳍﺎ ﰲ ﺇﺻﻼﺡ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻣﻌﺘﱪﺍ ﺃﻥ ﺍﻧﺘﻘﺎﺀ‬ ‫ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻭ ‪‬ﻴﺌﺔ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﻟﺬﻟﻚ ﺗﻌﺪ ﻣﻦ ﺃﻭﻟﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﺼﺮ‪ ،‬ﺣﱴ ﻻ ‪‬ﻴﻤﻦ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻟﻴﺪ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﺍﻷﺟﻨﺒﻴـﺔ ﻭﻧﺼـﺒﺢ‬ ‫ﻧﺴﺘﻮﺭﺩ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ‪ ،‬ﻭﻫﻮ ﺷﻲﺀ ﻣﺮﻓﻮﺽ‪.‬‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ـــــــــــــ ‪76‬‬

‫ــــــــــــــــــ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫‪ -5‬ﺗﻘﺪﱘ ﺍﳌﺒﺪﻋﲔ ﻷﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﺍﳌﻄﻠﻮﺏ ﻭﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ‪ ،‬ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺗﺰﺣﻒ ﻭﺗﻔﺮﺽ‬ ‫ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻓﺈﻥ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﻳﻌﺪ ﲢﺪ ﺁﺧﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺃﻥ ﻳﺆﺩﻳﻪ ﻭﻳﻠﻢ ﺑﻮﻇﻴﻔﺘﻪ‪ .‬ﻭﻳﻘـﺪﻡ ﺟـﻴﺶ‬ ‫ﻣﺸﺒﻊ ﺑﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻭﻣﺘﻤﺴﻚ ﺑﺎﻷﺻﺎﻟﺔ‪.‬‬

‫ﺗﻠﻚ ﻫﻲ ﻭﻇﺎﺋﻒ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺍﻟﱵ ﻟﻜﻲ ﻳﺘﻢ ﲢﻘﻴﻘﻬﺎ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﲢﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺗﺄﺛﲑﺍ‪‬ﺎ‬ ‫ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ‪ ،‬ﻓﻤﺎﺫﺍ ﳚﺐ ﻓﻌﻠﻪ ﺣﱴ ﳔﻔﻒ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﻭﻣﻦ ﰒ ﺍﳍﻴﻤﻨﺔ ؟‬ ‫ﻳﺴﲑ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺑﻮﺗﲑﺓ ﺗﻄﻮﺭ ﺳﺮﻳﻊ ﻳﻌﻜﻒ ﻋﻠﻰ ﲢﻘﻴﻘﻪ ﺟـﻴﺶ ﻣـﻦ ﺍﻟﺒـﺎﺣﺜﲔ ﰲ ﳐﺘﻠـﻒ‬ ‫ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺻﺎﺕ‪ .‬ﻭﺗﺒﲔ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻫﻮ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﺍﻟﱵ ﺗﻌﻤﻖ ﺍﳍﻮﺓ ﺑﲔ ﺍﻷﻣـﻢ ﺍﳌﺘﻘﺪﻣـﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﻔﻘﲑﺓ‪ ،‬ﻓﺎﻷﻭﱃ ﲤﺜﻞ ﻣﻨﻄﻖ ﺍﳌﺎﻝ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻓﻬﻲ ﺳﻮﻕ ﺍﺳﺘﻬﻼﻛﻴﺔ ﺗﺘﺼﺎﺭﻉ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﳌﻨﺘﺠﺔ‬ ‫ﺃﻱ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﳌﺘﻘﺪﻣﺔ‪.‬‬ ‫ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺗﺒﺪﺃ ﺇﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﻭﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺲ ﺑﲔ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﳌﺘﻘﺪﻣﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻻﺳﺘﻴﻘﺎﻅ ﺍﳌﻼﻳﲔ ﻣـﻦ‬ ‫)‪(23‬‬ ‫ﺍﻷﺩﻣﻐﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﺃﻭ ﻣﺎ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺎﺕ "ﺍﻟﻌﺼﺎﻓﲑ ﺍﻟﻨﺎﺩﺭﺓ"‪ ،‬ﻭﺗﺄﰐ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﳌﺴﺘﻘﻄﺒﺔ ﳍﺬﻩ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﺍﻟﻮﺍﻓﺪﺓ ﻣﻦ ﺩﻭﻝ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﻭﺧﺎﺻﺔ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻹﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﻷﺳـﺒﺎﺏ‬ ‫ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ‪ ،‬ﻛﺎﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﲢﺴﲔ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ‪ ،‬ﻭﺃﺳﺒﺎﺏ ﺷﺨﺼــــﻴﺔ ﺃﻭ ﺇﻏﺮﺍﺀﺍﺕ‬ ‫ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﻬﺮﺓ‪.‬‬ ‫ﻭﺍﳌﻮﺿﻮﻉ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺤﺎﻟﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﻻ ﳜﺘﻠﻒ ﻛﺜﲑﺍ ﻋﻦ ﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻻﻓﺮﻳﻘﻴـﺔ‪ ،‬ﻓﻘـﺪ‬ ‫)‪(24‬‬ ‫ﻏﺎﺩﺭﻫﺎ ﺍﻵﻻﻑ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﳝﺜﻠﻮﻥ ﰲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﳊﺎﺿﺮ ﺧﲑﺓ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﲔ ﰲ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﻷﺳﺒﺎﺏ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ‪.‬‬ ‫ﻭﺍﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻌﻄﻴﺎﺕ‪ :‬ﻣﺎﻫﻲ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﱵ ﳚﺐ ﺗﻮﻇﻴﻔﻬﺎ ﺣﱴ ﺗﺄﺣـﺬ ﺍﳉﺎﻣﻌـﺔ ﻣﻜﺎ‪‬ـﺎ‬ ‫ﻭﺗﻮﻇﻒ ﻗﺪﺭ‪‬ﺎ ﻭ ﻳﻨﻌﻜﺲ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻭﺍ‪‬ﺘﻤﻊ‪ ،‬ﻭﺍﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ﻣﻘﻮﻟﺔ ‪Thomas Friedman‬‬ ‫ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﻋﻮ ﺍ‪‬ﺘﻤﻌﺎﺕ ﺇﱃ‪ :‬ﺍﻟﺘﻔﺘﺢ ﻭﺍﻻﻧﺴﺠﺎﻡ ﻻﺳﺘﻴﻌﺎﺏ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﺍﳌﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﺘﻘﲏ " ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻹﺻﺮﺍﺭ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﻟﻌﻴﺶ ﰲ ﺍﳌﺎﺿﻲ ﻭﺍﻟﺘﻘﻮﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﺍﺕ "‪ .‬ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺭﺅﻳﺔ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﻭﺍﳌﻨﻈﻮﻣـﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳـﺔ‬ ‫ﻛﻜﻞ ﺍﻟﱵ ﺗﻠﻌﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﳉﺎﻣﻌﺔ ﺩﻭﺭﺍ ﻣﺮﻛﺰﻳﺎ‪ ،‬ﻭﻻ ﺗﺼﺒﺢ ﻓﺎﺭﻏﺎ ﻭﳎﺮﺩﺓ ﻣﻦ ﻭﻇﻴﻔﺘﻬﺎ ﺃﻱ " ﺗﺼﺒﺢ ﺍﳉﺎﻣﻌﺔ‬ ‫– ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﻣﻌﺎﻳﲑ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻹﻧﺘﺎﺝ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ– ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻓﺎﺭﻏﺔ ﳝﻜﻦ ﺗﺴﻴﲑﻫﺎ ﺣﺴﺐ ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ‬ ‫ﻭﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﳌﺆﻃﺮﺓ ﻟﻪ‪ ،‬ﺇﱃ ﺩﺭﺟﺔ ﺇﳘﺎﻝ ﻏﺎﻳﺘﻬﺎ ﺍﻷﻭﱃ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﺗﻜﻮﻥ ﻗـﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠـﻰ ﺇﻧﺘـﺎﺝ‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــــ‪77‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــ ﺩ‪ .‬ﺟﻔﺎﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻤﻴﺪ‪ :‬ﺁﺛﺎﺭ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ‬

‫ﻭﲡﺪﻳﺪ ﺟﺬﻭﺭﻫﺎ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺟﻴﺔ‪ ،‬ﳑﺎ ﻳﺴﻤﺢ ﳍﺎ)‪ (25‬ﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﺑﺎﻟﺘﻔﺎﻭﺽ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻭﻟﺼﺎﳊﻬﺎ ﺣﻮﻝ ﺧﺼﻮﺻﻴﺘﻬﺎ‬ ‫ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪.‬‬ ‫ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻭﰲ ﻇﻞ ﺗﻘﻨﺘﺔ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﻭﻋﻮﳌﺔ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ‪ .‬ﺣﺎﻥ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻟﻼﻋﺘﻨﺎﺀ ‪‬ﺬﻩ ﺍﻟﻄﺎﻗﺎﺕ ﻭﺗﻮﻇﻴﻔﻬﺎ ﺑﺸﱴ‬ ‫ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﻭﺍﻟﻄﺮﻕ‪ ،‬ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻓﺸﻠﺖ ﳏﺎﻭﻟﺔ ﺇﺩﻣﺎﺟﻬﺎ ﰲ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ‪ ،‬ﻷﻧـﻪ ﰲ ﻇـﻞ ﻧﻈـﺎﻡ ﺍﻟﻌﻮﳌـﺔ‬ ‫ﻭﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﳝﻜﻦ ﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻔﺎﺀﺍﺕ ﻭﺗﻌﻮﺩ ﺍﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﻭﻛﻤﺎ ﻳﺆﻛﺪ ﺫﻟـﻚ‬ ‫ﺍﻟﱪﻭﻓﻴﺴﻮﺭ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺧﻴﺎﻃﻲ ﺣﻴﺚ ﻳﺮﻯ‪:‬‬ ‫‪Il est évident que les apports des ces compétences pourraient être important sur le‬‬ ‫‪étant donné la rétention exercée par les pays développés en ،développement du pays‬‬ ‫‪ne serait-il pas alors possible de profiter de leurs ،matière de transferts technologique‬‬ ‫‪en les laissant sur place et en ، de leurs connaissances et de leurs réseaux،expériences‬‬ ‫)‪c'est la solution préconisée ،établissant avec elle des liens privilégiés(26‬‬

‫ﻳﺘﻢ ﺫﻟﻚ ﺑﻄﺮﻕ ﳐﺘﻠﻔﺔ ﻛﺘﺸﺨﻴﺺ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺃﻭ ﺃﻧﺴﻨﺘﻬﺎ )ﺃﻧﺴﻨﺔ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﻣﻊ ﺍﻟﻜﻔﺎﺀﺍﺕ( ﺗﺒـﺎﺩﻝ‬ ‫ﺍﳌﺮﺍﺳﻼﺕ‪ ،‬ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺔ‪ .‬ﻭﺗﻜﻮﻳﻦ ﺑﻨﻚ ﻟﻠﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺣﻮﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻔﺎﺀﺍﺕ ﻭﻫﻨـﺎ ﺑﺎﻻﺳـﺘﻌﺎﻧﺔ‬ ‫ﺑﺎﳌﻌﻄﻴﺎﺕ ﺍﳌﺘﻮﻓﺮﺓ‪ ،‬ﻣﻊ ﺍﻟﺘﺄﻛﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﻬﺎ‪ ،‬ﻭﻳﺘﻢ ﺫﻟﻚ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻫﻴﺌﺎﺕ ﺭﲰﻴﺔ ﻛﻮﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﻌﻠـﻴﻢ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﱄ‪ ،‬ﺳﻔﺎﺭﺍﺕ‪ ،‬ﻗﻨﺼﻠﻴﺎﺕ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﺑﺎﳋﺎﺭﺝ‪ ،‬ﺇﱃ ﺟﺎﻧﺐ ﺫﻟﻚ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﳉﺎﻣﻌﺔ ﻭﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺒﺤﺚ‬ ‫ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﰲ ﺷﱴ ﺍﻟﺘﺨﺼﺼﺎﺕ ﳒﺎﺑﻪ ﻏﲑ ﻭﻧﻮﺍﻛﺐ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﳌﻔﺮﻭﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ‪.‬‬ ‫ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈﻥ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﰲ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﺗﺄﺧﺬ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ‪:‬‬

‫ ﻭﺿﻊ ﲢﺖ ﺗﺼﺮﻑ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻭ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﻣﺮﺍﺟﻊ ﺣﺪﻳﺜﺔ‪ ،‬ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﻭ ﺗﺸﺠﻴﻊ ﺍﻷﺳﺎﺗﺬﺓ ﺍﻟﻘـﺎﺩﺭﻳﻦ ﻋﻠـﻰ‬‫ﺍﻟﺘﺮﲨﺔ ﻟﻠﻤﺮﺍﺟﻊ ﺍﻷﺻﻠﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﳌﺮﺍﺟﻊ ﺍﻷﻡ ﰲ ﺷﱴ ﺍﻟﺘﺨﺼﺼﺎﺕ‪.‬‬ ‫ ﺗﺰﻭﻳﺪ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ ﺑﺎﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﺍﻻﲡﺎﻫﺎﺕ ﻭﺍﳌﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﻹﺷﺒﺎﻉ ﺣﺎﺟﺘﻪ ﻭﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺗﻪ‪.‬‬‫ ﺗﺸﺠﻴﻊ ﺍﻷﺳﺎﺗﺬﺓ ﺍﻟﺮﺍﻏﺒﲔ ﰲ ﺍﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬ﻭﲢﻔﻴﺰﻫﻢ ﻣﺎﺩﻳﺎ ﺣﱴ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻨﺸﺮ ﺃﻋﻤﺎﳍﻢ ﺍﻟﺒﻴﺪﺍﻏﻮﺟﻴﺔ ﻭﺗﻮﺯﻳﻌﻬﺎ‬‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ‪.‬‬ ‫ ﺗﻮﺳﻴﻊ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺷﺒﻜﺔ ﺍﻹﻧﺘﺮﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﲨﻴﻊ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺑﺸﻜﻞ ﻳﻌﻄﻲ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﻟﻜﻞ ﻃﺎﻟﺐ ﻟﺘﻮﻇﻴﻔﻪ‪.‬‬‫ ﺍﻟﺘﻔﺘﺢ ﻋﻠﻰ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﻷ‪‬ﺎ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﰲ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﻌﻮﳌـﺔ ﻭﺍﻟﺸـﺒﻜﺎﺕ‬‫ﺍﻻﺗﺼﺎﻟﻴﺔ‪.‬‬

‫ﻭﳝﻜﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺃﺧﲑﺍ ﺃﻥ ﺇﺻﻼﺡ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺑﻠﺪﻧﺎ ﻣﺎﺯﺍﻝ ﳛﺘﺎﺝ ﺇﱃ ﻧﻘﺎﺵ ﻭﺍﺳـﻊ ﲤﻠﻴـﻪ‬ ‫ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﻷﻧﻪ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﳎﺘﻤﻊ ﳛﺘﺎﺝ ﺇﱃ ﺁﺭﺍﺀ ﳐﺘﻠﻒ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺀ ﻭﺍﻟﻔﺎﻋﻠﲔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﲔ‪.‬‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ـــــــــــــ ‪78‬‬

‫ــــــــــــــــــ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ﻭﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻘﻮﻝ‪ ،‬ﺇﺟﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﺃﺳﺌﻠﺘﻨﺎ‪ ،‬ﺃﻥ ﺭﻳﺎﺡ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻓﺮﺿﺖ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﳋﻮﺽ ﰲ ﺇﺻﻼﺣﺎﺕ ﳚﺐ ﺃﻥ‬ ‫ﳕﺎﺭﺳﻬﺎ ﺑﺈﺗﻘﺎﻥ ﺁﺧﺬﻳﻦ ﺑﻌﲔ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﻣﻘﻮﻣﺎﺗﻨﺎ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻷﺻﻴﻠﺔ ﻭﺑﻮﺍﻗﻌﻴﺔ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻣﻔﺮﻭﺽ‬ ‫ﻻ ﳏﺎﻟﺔ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﻘﻠﺒﺎﺕ ﺟﺮﺍﺀ ﻧﺸﺮ ﻓﻜﺮﺓ ﺃﺣﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﻘﻄﺐ‪ .‬ﻭﻫﺬﺍ ﻻ ﳝﻨﻌﻨﺎ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ‬ ‫ﺣﺎﺟﺔ ﻣﺎﺳﺔ ﺇﱃ ﺇﺻﻼﺡ ﺣﱴ ﻳﺆﺫﻱ ﻭﻇﻴﻔﺘﻪ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻻ ﻣﻨﻘﻮﺻﺔ‪.‬‬ ‫ﻭﳝﻜﻦ ﺍﻟﺘـﺄﻛﻴﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﺜﻘﺎﰲ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ ﺍﳊﺎﱄ ﺣﺎﻣﻞ ﳌﺆﺷﺮ ﺍﳍﻴﻤﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﲨﻴﻊ ﺍﻷﺻـﻌﺪﺓ‪ ،‬ﻭﻻ‬ ‫ﻧﺴﺘﺒﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﰲ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﳌﺘﻐﲑﺍﺕ ﰲ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻧﻈﺮﺍ ﻟﻨﻔﻮﺫ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﰲ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‪.‬‬ ‫ﻭﻳﺒﻘﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺣﺒﻴﺲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺿﻌﻴﺔ ﺍﳌﻬﻴﻤﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﲟﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴـﺔ‪ .‬ﻭ‬ ‫ﺗﺒﻘﻰ ﻛﺬﻟﻚ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ﻋﺴﻰ ﺃﻥ ﻳﺘﻮﺻﻞ ﰲ ﻳﻮﻡ ﻣﺎ ﺇﱃ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﺃﺳﺌﻠﺘﻬﺎ ﺍﳌﻔﺘﻮﺣﺔ ﺍﻟﱵ‬ ‫ﻟﻦ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﺭﲟﺎ ﺇﻻ ﺑﻨﻬﺎﻳﺔ ﻣﺎ ﺍﺻﻄﻠﺢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﳌﻔﻜﺮ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﻧﱯ ﺑــ ‪ ":‬ﻣﺮﻛﺒـﺎﺕ ﺍﻟـﻨﻘﺺ‬ ‫ﺍﳌﻮﺭﻭﺛﺔ ﻋﻦ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ " ﻟﺪﻯ "ﳏﻮﺭ ﺍﻟﻘﻮﺓ " ﻣﻦ ﺟﻬﺔ‪ ،‬ﻭﻋﻦ " ﺍﻟﻘﺎﺑﻠﻴﺔ ﻟﻼﺳﺘﻌﻤﺎﺭ " ﻟـﺪﻯ " ﳏـﻮﺭ‬ ‫ﺍﻟﺮﻭﺡ " ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ )‪.(27‬‬ ‫ﺍﳍﻮﺍﻣﺶ‪:‬‬ ‫‪ -1‬ﻳﺆﻛﺪ ﻧﺒﻴﻞ ﻋﻠﻲ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ "ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﻋﺼﺮ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ" ﻋﻠﻰ "ﺃﻥ ﺗﻘﻮﺩ ﻋﻮﳌﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻗﺎﻓﻠﺔ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺟﺎﺭﺓ‬ ‫ﻭﺭﺍﺀﻫﺎ ﻋﻮﳌﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ‪ .‬ﺃﻧﻈﺮ ﻧﺒﻴﻞ ﻋﻠﻲ‪ ،‬ﺍﳌﺮﺟﻊ‪ ،‬ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻋﺎﱂ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ‪ 276 ،‬ﺇﺻﺪﺍﺭ ﺛﺎﻥ‪ ،‬ﺩﻳﺴﻤﱪ ‪.2001‬‬ ‫‪ -2‬ﺍﳌﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ‪ ،‬ﺹ ‪39‬‬ ‫‪ -3‬ﺣﺴﺐ "ﻧﻌﻮﻡ ﺗﺸﻮﻣﺴﻜﻲ" ﻓﺈﻥ‪ " :‬ﻋﺪﻭﻯ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ " ﻗﺪ ﺍﻧﺘﺸﺮﺕ ﰲ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺘﺼﻞ ﻣـﻦ ﺗﻔﻜـﲑ ﰲ ﺍﻟﻌﻼﻗـﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻣﻨﺬ ‪‬ﺎﻳﺔ ﺣﺮﻱ ﺍﳋﻠﻴﺞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺃﻋﻠﻨﺖ ﻭﻻﺩﺓ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ ﺍﳉﺪﻳﺪ‪.‬‬ ‫‪ -4‬ﻳﺘﺒﲔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺍﺕ ﺃﻥ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺎﺗﺬﺓ "ﺑﺮﺗﺮﺍﻧﺪ ﺑﺎﺩﻱ" ﻭ"ﺑﺮﻫﻮﻥ ﻏﻠﻴﻮﻥ" ﻭﺍﻟﺴﻴﺪ "ﻳﺴـﲔ" ﻭ"ﺯﻛـﻲ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﻳﺪﻱ" ﻭ"ﺃﻧﺪﺭﻳﻪ ﻏﺎﺭﺳﻴﺎ"‪ ،‬ﺍﺗﻔﻘﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ"ﺃﺩﺍﺓ ﲢﻠﻴﻠﻴﺔ ﻟﻮﺻﻒ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻐﲑ ﺍﻻﺟﺘﻤـﺎﻋﻲ ﰲ‬ ‫ﳎﺎﻻﺕ ﳐﺘﻠﻔﺔ"‪.‬‬ ‫‪ -5‬ﻗﺎﺳﻢ ﺣﺠﺎﺝ‪" :‬ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‪ ،‬ﳓﻮ ﻋﺎﳌﻴﺔ ﺗﻌﺪﺩﻳﺔ ﻭﻋﻮﳌﺔ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ‪ ،‬ﺩﺭﺍﺳﺔ ﲢﻠﻴﻠﻴﺔ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﻟﻠﻤﻔﻬـﻮﻣﲔ"‪ ،‬ﻧﺸـﺮ‬ ‫ﲨﻌﻴﺔ ﺍﻟﺜﺮﺍﺕ‪ ،‬ﻏﺮﺩﺍﻳﺔ ‪ 2003‬ﺹ‪ ،262 -261‬ﻋﻦ ﳕﻮﺫﺝ ﺭﻭﻧﺎﻟﺪ ﺭﻭﺑﺮﺗﺴﻮﻥ ﻟﻠﻤﺮﺍﺣﻞ ﺍﳋﻤﺴﺔ ﻟﺘﻄﻮﺭ ﻓﻜـﺮﺓ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‪.‬‬ ‫‪ -6‬ﺇﺭﺟـﻊ ﺇﱃ‪Pierre Salles: "Problèmes économiques généraux" Tome2 ED. Dunod, paris 1977 :‬‬ ‫‪« de la diversité des économies générales à la mondialisation de l'économie » pp 470-7-471.‬‬

‫‪ -7‬ﻭﻣﻦ ﺃﺑﺮﺯ ﺃﺻﺤﺎ‪‬ﺎ ﻣﻴﺸﺎﻝ ﻛﺎﻟﻴﻜﻲ ﻭﻫﺎﺭﻭﻟﺪ ﻭﺩﻭﻣﺎﺭ ﻭﻧﻴﻜﻮﻻ ﻛﺎﻟﺪﻭﺭ ﻭﲰﲑ ﺃﻣﲔ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ‪"the dynamic‬‬

‫" ‪ of global crises‬ﻋﻦ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﲔ‪ ،‬ﻭﺃﻧﻮﺭ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﺎﻟﻚ ﻭ ﺟﲑﻱ ﻣﻮﺳﻴﻞ ﻋﻦ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﲔ‪.‬‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــــ‪79‬‬

‫ ﺁﺛﺎﺭ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ‬:‫ ﺟﻔﺎﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻤﻴﺪ‬.‫ــــــــــــــــــــــــــ ﺩ‬ Bertrand Badie : "la mondialisation : le termes en débat " in: C.D Rom :l'état du monde 1881 -8 -1977 Ed la découverte

Rapport sur la mondialisation : la mondialisation économique -9

‫ ﻧﻘﻼ ﻋﻦ ﺑﺮﻫﺎﻥ‬06 ‫ ﺹ‬1998 ‫ ﻓﻴﻔﺮﻱ‬288 ‫ ﺍﻟﻌﺪﺩ‬،‫ ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﻌﺮﰊ‬،" ‫ " ﰲ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‬:‫ ﺍﺭﺟﻊ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻳﺎﺳﲔ‬-10 ‫ ﻣﻘـﺪﻣﺎﺕ ﰲ‬،‫ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻭﲢﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ‬:‫ ﲢﺖ ﻋﻨﻮﺍﻥ‬1997 ‫ ﺃﺑﻮ ﻇﱯ ﰲ‬،‫ﻤﻊ ﺍﻟﺜﻘﺎﰲ‬‫ ﳏﺎﺿﺮﺓ ﺃﻟﻘﻴﺖ ﺑﺎ‬،‫ﻏﻠﻴﻮﻥ‬ .‫ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﺪ ﺍﻟﺮﻭﺣﻲ‬:‫ﺍﻟﻌﺼﺮ‬ 2000 ‫ ﺳﻨﺔ‬1701 ،‫ ﳎﻠﺔ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ‬،"‫ "ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ‬:‫ ﺻﺎﱀ ﺍﻟﺪﺑﺎﺳﻲ‬-11

.27-26‫ ﺹ‬1997،‫ ﻋﻤﺎﻥ‬،‫ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺮ‬،‫ﺞ ﺟﺪﻳﺪ ﰲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‬ ،‫ ﳏﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ﻋﺪﺱ‬-12 31-30 ‫ ﺹ‬،‫ ﺍﳌﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ‬-13 La revue ، système éducatif"،Tahar Kaci: "la gestion du changement dans le -14 Insaniyate d'anthropologie et des sciences sociales n°6 décembre 1998,p5.

‫ "ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻭﺍﳌﺘﻐﱪﺍﺕ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ " ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ" ﺍﳉﺰﺍﺋـﺮ ﻭﺍﻟﻌﻮﳌـﺔ " ﻗﺴـﻨﻄﻴﻨﺔ‬،‫ ﻋﻠﻲ ﺑﻮ ﻋﻨﺎﻗﺔ‬-15 .1999 ‫ﺩﻳﺴﻤﱪ‬ ‫ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻤﻴﺪ‬،‫ ﳎﻠﺔ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻣﻌﺎﺻﺮﺓ‬،‫ ﺭﺅﻳﺔ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ‬،"‫ "ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻻﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﰊ‬،‫ ﻧﺎﺩﺭ ﻓﺮﺟﺎﱐ‬.‫ ﺩ‬-16 102 ‫ ﺹ‬2001 ‫ ﻋﻤﺎﻥ‬،‫ﺷﻮﻣﺎﻥ‬

23-22

A.Altet: cité par Boukhenane Salah: "Représentations des missions et du -17 thèse de doctorat d'état en sciences ،perfectionnement du l'université chez les enseignants" de l'éducation 2003-2004 Déclaration de Mr Benchaabane conseiller du MERS lors des journées d'études sur" la réforme de l'université dans le journal le quotidien du 13/10/2003 dans le journal le quotidien du 13/10/2003 Déclaration de Degouys Jacques: lors des journées d'études sur la réforme de l'université

-18

-19 2005-2004 ‫ ﻣﻘﺘﻄﻒ ﻣﻦ ﺧﻄﺎﺏ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ﻟﺪﻯ ﺍﻓﺘﺘﺎﺣﻪ ﺍﳌﻮﺳﻢ ﺍﳉﺎﻣﻌﻲ‬-20 Methuenp.p 270-271، London،P.W. Musgrave:the sociology of education -21 Ear Hopper reading in the theory of educational system, London, Nutchinson,1977

-22

‫ ﻳﺪ ﻋﺎﻣﻠﺔ ﻣﺆﻫﻠـﺔ ﻭﳐﺘﺼـﲔ ﰲ‬900000 ‫ ﺍﺳﺘﻘﻄﺒﺖ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﰲ ﺍﻵﻭﻧﺔ ﺍﻷﺧﲑﺓ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻘﻞ ﻋﻦ‬-23 03/04/18 ‫ ﻟﻴﻮﻡ‬215 ‫ ﺍﻟﻌﺪﺩ‬،‫ ﺟﺮﻳﺪﺓ ﺍﳋﱪ ﺍﻻﺳﺒﻮﻋﻲ‬،‫ﻣﻴﺎﺩﻳﻦ ﳐﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻭﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻣﻦ ﳐﺘﻠﻒ ﺑﻘﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﱂ‬

la communauté algérienne aux USA est composée d'environ 18000 personnes -24 l'une des plus petite - compte 300 chercheurs et scientifiques de très haut rang. la réussite la plus fabuleuse est celle du radiologue Elias Zarhouni. nommé à la tête du plus grand institut de recherche médicale du monde(le national institut of health :NIH) ‫ ﻣﺮﺟﻊ‬،‫ ﳎﻠﺔ ﺍﻧﺴﺎﻧﻴﺎﺕ‬،"‫ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﻌﺮﰊ‬-‫ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ‬،‫"ﺍﳉﺎﻣﻌﺔ ﻧﺘﺎﺟﺎ ﻟﻠﺘﺎﺭﻳﺦ ﻭﺭﻫﺎﻧﺎ ﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻴﺎ‬:‫ ﺣﺴﻦ ﺭﻣﻌﻮﻥ‬-25 51 ‫ ﺹ‬1998 ‫ﺳﺎﺑﻖ‬

،Interview du Pr. Mostapha Khiati dans le journal le quotidien du 12/10/04 -26 .434 ‫ ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ﺹ‬،‫ ﻗﺎﺳﻢ ﺣﺠﺎﺝ‬-27 80 ‫ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ـــــــــــــ‬-‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‬

‫ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻭﲢﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‬ ‫ﺩ‪ .‬ﻧﻮﺭ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺯﻣﺎﻡ )ﻓﺮﺝ ﺍﷲ ﺻﻮﺭﻳﺔ ‪ -‬ﺟﺎﺑﺮ ﻣﻠﻴﻜﺔ(‬ ‫ﳐﱪ‪:‬ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‬

‫ﺗﻮﻃﺌﺔ‪:‬‬ ‫ﲢﺎﻭﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺪﺍﺧﻠﺔ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﻨﻘﺎﺏ ﻋﻦ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻮﺍﺟﻪ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﰲ‬ ‫ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺮﺍﻫﻦ‪ ،‬ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﺿﺤﺖ "ﻭﺿﻌﻴﺔ ﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ" ‪ Situation de dépendance‬ﺣﺴﺐ ﺗﻌﺒﲑ‬ ‫"ﺟﻮﺭﺝ ﺑﺎﻟﻨﺪﻳﻴﻪ" ﺍﻟﱵ ﺗﻌﺎﱐ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺗﻌﺰﺯ ﻣﻨﺤﻰ ﺍﳋﻀﻮﻉ ﳋﻄﺎﺏ ﺗﺮﺑﻮﻱ ﻳﻨﺒﻊ ﻣﻦ‬ ‫ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺘﻐﺮﻳﺐ ‪ L’occidentalisme‬ﻭﺍﳍﻴﻤﻨﺔ ‪.L’hégémonie‬‬ ‫ﻭﻳﺴﺘﻠﺰﻡ ﺍﻷﻣﺮ ﻟﻠﺘﺤﻘﻖ ﻣﻦ ﻣﺪﻯ ﺻﺤﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺽ ﺃﻥ ﻧﺘﻨﺎﻭﻝ ﺍﶈـﺎﻭﻻﺕ "ﺍﻟﺘﻄﻮﻳﻌﻴـﺔ"‬ ‫ﺍﳉﺎﺭﻳﺔ ﰲ ﺍ‪‬ﺎﻝ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﰲ‪ ،‬ﻭﳓﺎﻭﻝ ﺍﺳﺘﺠﻼﺀ ﺍﳌﻼﻣﺢ ﺍﻟﻌﺎﻣـﺔ ﻟﻠﺘﻮﺟﻬـﺎﺕ ﻭﺍﻻﲡﺎﻫـﺎﺕ‬ ‫ﻱ ﺧﻄﺎﺏ ﺗﺮﺑﻮﻱ ﻋﺮﰊ ﰲ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﻫـﺬﺍ‬ ‫ﻭﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﱵ ﻳ‪‬ﺮﺍﺩ ﻓﺮﺿﻬﺎ‪ .‬ﻛﺨﻄﻮﺓ ﺃﻭﻟﻴﺔ ﻟﻠﺘﻔﻜﲑ ﰲ ﺃ ‪‬‬ ‫ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ‪ ،‬ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺄﺳﻴﺲ ﳋﻄﺎﺏ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﺍﻟﻮﺍﻋﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﳋﱪﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﺍﳌﺼـﺎﺣﺒﺔ ﻟﺘﻴـﺎﺭ‬ ‫ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‪.‬‬ ‫ﺃﻭﻻ‪ -‬ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﳋﻄﺎﺏ‪:‬‬ ‫ﺑﻮﺻﻔﻪ ﻓﻌﻼ ﺇﺗﺼﺎﻟﻴﺎ ﺣﻈﻲ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺑﺎﻫﺘﻤﺎﻡ ﻣﺘﺰﺍﻳﺪ ﰲ ﳎﺎﻝ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻹﻧﺴـﺎﻧﻴﺔ‪،‬‬ ‫ﻭﺳﺎﻋﺪ ﺍﺗﺴﺎﻉ ﻣﺪﻯ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻻﺗﺼﺎﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺛﺮﺍﺀ ﻣﺪﻟﻮﻝ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﻭﺗﻌﺪﺩ ﺃﺑﻌﺎﺩﻩ‪ ،‬ﻭﺗﻨﻮﻉ ﻣﻀـﺎﻣﻴﻨﻪ‬ ‫ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻻ ﳚﺐ ﺃﻥ ﻳﻐﻴﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺎﻝ ﺑﺄﻥ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﰲ ﺣﺪ ﺫﺍﺗﻪ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺃﲪﺪ‬ ‫ﲪﺪﻱ‪" :‬ﻓﻌﻞ ﺍﺗﺼﺎﱄ ﻳﻬﺪﻑ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﺒﻠﻴﻎ ﻓﺈﻧـﻪ ﳛﻤـﻞ ﺿـﻤﻦ ﻣـﺎ ﳛﻤـﻞ ﺃﺑﻌـﺎﺩﺍ ﻭﺩﻻﻻﺕ‬ ‫ﺃﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ‪ "(1)..‬ﻭﻗﺪ ﺍﺟﺘﻬﺪ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﰲ ﺑﺴﻂ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺪﺍﺕ ﺍﻟﻠﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻷﺩﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﳍﺬﺍ ﺍﳌﻔﻬﻮﻡ‪،‬‬ ‫ﻭﺗﻮﺿﻴﺢ ﳐﺘﻠﻒ ﻣﻘﺎﺭﺑﺎﺗﻪ‪.‬‬ ‫‪ -1‬ﺃﲪﺪ ﲪﺪﻱ‪ ،‬ﺟﺬﻭﺭ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺍﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ‪ ،‬ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻘﺼﺒﺔ ﻟﻠﻨﺸﺮ‪ ،2001 ،‬ﺹ‪.4‬‬

‫ـــــــــــــــ ﺩ‪.‬ﻧﻮﺭ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺯﻣﺎﻡ ) ﻣﻠﻴﻜﺔ ﺟﺎﺑﺮ ﺻﻮﺭﻳﺔ ﻓﺮﺡ ﺍﷲ( ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻭﲢﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‬

‫ﻭﻧﻈﺮﺍ ﻟﺸﻴﻮﻉ ﺍﳌﻔﻬﻮﻡ ﻭﺗﺮﺩﺩ ﺻﺪﺍﻩ ﺍﻹﻋﻼﻣﻲ ﰲ ﻓﻀﺎﺀﺍﺕ ﻓﻜﺮﻳﺔ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﺩﻋﺎ ﺍﳌﻔﻜﺮ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ‬ ‫"ﺃﻭﻟﻴﻔﻴﻴﻪ ﺭﻭﺑﻮﻝ" ‪ Olivier Reboul‬ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ "ﻟﻐﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ" ‪Le langage de l’éducation‬‬ ‫ﺇﱃ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﲔ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﺍﻟﺸﺎﺋﻊ ﻭﻣﻌﻨﺎﻩ ﺍﳋﺎﺹ)‪.(2‬‬ ‫ﻭﻳﻼﺣﻆ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺪﺩ ﺃﻥ ﺍﳌﻌﺎﺟﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻋﺘﱪﺕ "ﺍﳋﻄﺎﺏ" ﻣﺮﺍﺩﻓﺎ "ﻟﻠﻜـﻼﻡ"‪ ،‬ﻛﻤـﺎ ﰲ‬ ‫ﺍﻻﻗﺘﺒﺎﺱ ﺍﻟﺘﺎﱄ‪ " :‬ﺍﳋﻄﺎﺏ‪ :‬ﺣﺎﻝ ﻣﻦ ﺣﺎﻻﺕ ﺍﻟﻜﻼﻡ‪ ،‬ﻭﻫﻮ ﻗﺴﻴﻢ ﺍﻟﺘﻜﻠﻢ ﻭﺍﻟﻐﻴﺒﺔ‪ ،‬ﻭﻳﺄﰐ ﰲ ﺗﺮﺗﻴﺐ‬ ‫ﺍﻷﻋﺮﻓﻴﺔ ﻭﺍﳊﻀﻮﺭ ﺛﺎﻧﻴﻬﺎ‪ ،‬ﻭﺍﳋﻄﺎﺏ ﻻ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﺇﻻ ﺑﺎﳌﺸﺎﺭﻛﺔ‪ ،‬ﻭﳌﻔﻬﻮﻣﻪ ﻣﺪﻟﻮﻻﻥ ﺃﺣﺪﳘﺎ‪ :‬ﺑﺎﻟﻠﻔﻆ‬ ‫ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ ﻟﺬﻟﻚ ﻛﻀﻤﺎﺋﺮ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺍﳌﺘﺼﻠﺔ ﺃﻭ ﺍﳌﻨﻔﺼﻠﺔ‪ ،‬ﻭﻫﻲ ﺃﻧﺖ ﻭﻓﺮﻭﻋﻪ‪ ،‬ﻭﺇﻳﺎﻙ ﻭﻓﺮﻭﻋﻪ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺘﺎﺀ‬ ‫ﺍﳌﺘﺼﻠﺔ ﺑﺄﻭﻝ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﳌﻀﺎﺭﻉ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺎﺀ ﺍﳌﺘﺤﺮﻛﺔ ﺑﺎﻟﻔﺘﺤﺔ ﺃﻭ ﺑﺎﻟﻜﺴﺮﺓ‪ ،‬ﻭﺛﺎﱐ ﺍﳌﺪﻟﻮﻟﲔ‪ ،‬ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺒـﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﻜﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻮﺟﻪ ﻣﻀﻤﻮﻧﺎ‪‬ﺎ ﺇﱃ ﺍﳌﺨﺎﻃﺒﲔ ﻭﺫﻟﻚ ﻛﺸﺄﻥ ﺃﻱ ﻛﻼﻡ ﻳﻮﺟﻬﻪ ﺍﳌﺘﻜﻠﻢ ﺇﱃ ﳐﺎﻃﺒﻪ‪،‬‬ ‫ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺗﻜﻮﻥ ﺩﻻﻟﺔ ﺍﻵﺧﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺩﻻﻟﺔ ﻳﻌﻴﻨﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﺍﳌﻘﺎﻡ)‪" (3‬‬ ‫ﻭﻳﺪﻋﻢ ﺍﺑﻦ ﻣﻨﻈﻮﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﲡﺎﻩ ﰲ "ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺏ" ﺑﻘﻮﻟﻪ‪" :‬ﺍﳋﻄﺎﺏ ﻭﺍﳌﺨﺎﻃﺒـﺔ‪ :‬ﻣﺮﺍﺟﻌـﺔ‬ ‫ﺍﻟﻜﻼﻡ‪ ،‬ﻭﻗﺪ ﺧﺎﻃﺒﻪ ﺑﺎﻟﻜﻼﻡ ﳐﺎﻃﺒﺔ ﻭﺧﻄﺎﺑﺎ‪ ،‬ﻭﳘﺎ ﻳﺘﺨﺎﻃﺒﺎﻥ‪ .‬ﻭﺍﳋﻄﺒﺔ ﻣﺼﺪﺭ ﺍﳋﻄﻴﺐ‪ ،‬ﻭﺧﻄﺐ‬ ‫ﺍﳋﺎﻃﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻨﱪ‪ ،‬ﻭﺍ ‪‬ﺧﺘ‪‬ﻄﺐ‪ ،‬ﹾﳜﻄﹸﺐ ﺧِﻄﺎﺑﺔ‪ ،‬ﻭﺍﺳﻢ ﺍﻟﻜﻼﻡ‪ :‬ﺍﳋﹸﻄﺒﺔ‪ ..‬ﻭﺣﺴﺐ ﺃﺑﻮ ﺇﺳـﺤﺎﻕ ﺃﻥ‬ ‫ﺍﳋﻄﺒﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻌﺮﺏ‪ :‬ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺍﳌﻨﺜﻮﺭ ﺍﳌﺴﺠﻊ‪ ،‬ﻭﳓﻮ‪‬ﻩ ﺍﻟﺘﻬﺬﻳﺐ‪ ،‬ﻭﺍﳋﻄﺒﺔ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ‪ ،‬ﺍﻟﱵ ﳍـﺎ ﺃﻭﻝ‬ ‫ﻭﺁﺧﺮ)‪." (4‬‬ ‫ﻭﻳﺬﻫﺐ ﺍﻟﺰﳐﺸﺮﻱ ﰲ ﺫﺍﺕ ﺍﳌﻨﺤﻰ ﰲ "ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻟﺒﻼﻏﺔ" ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ‪ " :‬ﺧﻄـﺐ‪ :‬ﺧﺎﻃﺒـﻪ‬ ‫ﺃﺣﺴﻦ ﺍﳋﻄﺎﺏ‪ ،‬ﻭﻫﻮ ﺍﳌﻮﺍﺟﻬﺔ ﺑﺎﻟﻜﻼﻡ‪ ..‬ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﰲ ﺍﻟﻨـﺎﺩﻱ ﰲ ﺍﳉﺎﻫﻠﻴـﺔ ﻓﻴﻘـﻮﻝ‪:‬‬ ‫ﺐ‪ ..‬ﻭﺍﺧﺘﻄﺐ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻓﻼﻧﺎ‪ :‬ﺩﻋﻮﻩ ﺇﱃ ﺃﻥ ﳜﻄﺐ ﺇﻟﻴﻬﻢ‪ ..‬ﻭﺗﻘﻮﻝ ﻟﻪ‪ :‬ﺃﻧﺖ ﺍﻷﺧﻄـﺐ‪ :‬ﺍﻟﺒـﻴ‪‬ﻦ‬ ‫ِﺧ ﹾﻄ ‪‬‬ ‫)‪(5‬‬ ‫ﺍﳋﻄﺒﺔ‪ ،‬ﻓﺘﺨﻴﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻧ‪‬ﻪ ﺫﻭ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﰲ ﺧﻄﺒﺘﻪ "‪.‬‬ ‫‪ - 2‬ﺃﻭﻟﻴﻔﻲ ﺭﻭﺑﻮﻝ‪ ،‬ﻟﻐﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﲢﻠﻴﻞ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺍﻟﺒﻴﺪﺍﻏﻮﺟﻲ‪ ،‬ﺗﺮﲨﺔ ﻣﺮ ﺃﻭﻛﺎﻥ‪ ،‬ﺑﲑﻭﺕ‪/‬ﺍﳌﻐﺮﺏ‪ :‬ﺩﺍﺭ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺍﻟﺸﺮﻕ‪ ،‬ﺍﻟﻐﺮﺏ‪،‬‬ ‫‪.2002‬‬ ‫‪ - 3‬ﳏﻤﺪ ﲰﲑ ﳒﻴﺐ ﺍﻟﻠﺒﺪﻱ‪ ،‬ﻣﻌﺠﻢ ﺍﳌﺼﻄﻠﺤﺎﺕ ﺍﻟﻨﺤﻮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺼﺮﻓﻴﺔ‪ ،‬ﺑﲑﻭﺕ‪ :‬ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ‪ ،‬ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ‪:‬ﻗﺼﺮ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺩﺍﺭ‬ ‫ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ‪ ،‬ﺑﺪﻭﻥ ﺗﺎﺭﻳﺦ‪ ،‬ﺹ‪ ،76-75‬ﻧﻘﻼ ﻋﻦ ﺃﲪﺪ ﲪﺪﻱ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ﺹ‪.14‬‬ ‫‪ -4‬ﺇﺑﻦ ﻣﻨﻈﻮﺭ‪ ،‬ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺏ‪ ،‬ﺍ‪‬ﻠﺪ ﺍﻷﻭﻝ‪ ،‬ﺑﲑﻭﺕ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺻﺎﺩﺭ ﻟﻄﺒﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﻨﺸﺮ‪ ،1990 ،‬ﺹ‪ ،361‬ﻧﻘﻼ ﻋﻦ ﻧﻮﺍﺭﺓ ﺑﻮﻋﻴﺎﺩ‪،‬‬ ‫"ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﳉﺎﻣﻌﻲ" ﺍﻟﺘﺒﻴﲔ‪ ،‬ﳎﻠﺔ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﳐﺘﻠﻔﺔ ﺗﺼﺪﺭ ﻋﻦ ﺍﳉﺎﺣﻈﻴﺔ‪ ،‬ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ‪ ،‬ﺍﻟﻌﺪﺩ ‪ ،17‬ﺳﻨﺔ ‪،2001‬‬ ‫ﺹ‪.26‬‬ ‫‪- 5‬ﺍﻟﺰﳐﺸﺮﻱ‪ ،‬ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻟﺒﻼﻏﺔ‪) ،‬ﱂ ﺗﺬﻛﺮ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻨﺸﺮ(‪ ،‬ﺑﲑﻭﺕ‪ ،1992 ،‬ﺹ‪ ،168-167‬ﻧﻘﻼ ﻋﻦ‪ :‬ﻧﻔﺲ ﺍﳌﻘﺎﻝ‪ ،‬ﻧﻔﺲ‬ ‫ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ‪.‬‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ـــــــــــ‪82‬‬

‫ـــــــــــــــ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ﻭﺗﻌﺰﺯ ﺣﺪﻳﺜﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺬﻫﺐ ﰲ ﺍﳌﻌﺠﻢ ﺍﻟﻮﺳﻴﻂ‪ ،‬ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺎﺀ ﻓﻴﻪ‪" :‬ﺍﳋﻄـﺎﺏ‪ :‬ﺍﻟﻜـﻼﻡ‪ ،‬ﻭﰲ‬ ‫ﺍﻟﺘﱰﻳﻞ‪ ):‬ﻓﻘﺎﻝ ﺃﻛﻔﻠﻨﻴﻬﺎ ﻭﻋﺰ‪‬ﱐ ﰲ ﺍﳋﻄﺎﺏ( ﻭﺍﳋﻄﺎﺏ‪ :‬ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ‪ ،‬ﻭﰲ ﺍﻟﺘﱰﻳﻞ ﺍﻟﻌﺰﻳـﺰ )ﻭﺁﺗﻴﻨـﺎﻩ‬ ‫ﺍﳊﻜﻤﺔ ﻭﻓﺼﻞ ﺍﳋﻄﺎﺏ( ﻭﻓﺼﻞ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺃﻳﻀﺎ‪ ،‬ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻟﺒﻴ‪‬ﻦ ﺃﻭ ﺍﻟﻴﻤﲔ‪ ،‬ﺃﻭ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﰲ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ‪ ...‬ﺃﻭ‬ ‫ﻫﻮ ﺧﻄﺎﺏ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﺍﺧﺘﺼﺎﺭ ﻣ‪‬ﺨﻞ ﻭﻻ ﺇﺳﻬﺎﺏ ﳑﻞ‪"(6)..‬‬ ‫ﻭﻟﻜﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﻳﺘﺠﻪ ﺍﲡﺎﻫﺎ ﺁﺧﺮ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﳊﺎﻝ ﻣﻊ ﲨﻴﻞ ﺻﻠﻴﺒﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴـﺘﺨﺪﻡ ﻛﻠﻤـﺔ‬ ‫"ﻗﻮﻝ" ﺑﺪﻝ ﻛﻠﻤﺔ "ﺧﻄﺎﺏ" ‪ Discours‬ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮﻝ‪ " :‬ﺍﻟﻘﻮﻝ ‪ Discours‬ﻫﻮ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭﺍﻟـﺮﺃﻱ‬ ‫ﻭﺍﳌﻌﺘﻘﺪ‪ ،‬ﻭﻫﻮ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻋﻘﻠﻴﺔ ﻣﺮﻛﺒﺔ ﻣﻦ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﺍﳉﺰﺋﻴﺔ‪ ،‬ﺃﻭ ﺑﺘﻌﺒﲑ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﻜـﺮ‬ ‫ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻷﻟﺴﻨﻴﺔ‪ ،‬ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﻋﻨﺪ ﻓﺮﺩﻳﻨﺎﻧـﺪ ﺩﻱ ﺳﻮﺳـﻮﺭ‪ ،‬ﺑـﲔ "ﺍﻟﻠﺴـﺎﻥ"‬ ‫‪ Langue‬ﺳﻠﺴﻠـﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﱵ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺑﺒﻌﺾ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻘﻮﻝ ﻣـﺮﺍﺩﻑ ﳌﻘـﺎﻝ‪،‬‬ ‫ﻭﺍﳌﻘﺎﻟﺔ‪."(7) ..‬‬ ‫ﻭﻗﺪﻣﺖ ﺍﳌﻌﺎﺟﻢ ﺍﻷﺟﻨﺒﻴﺔ‪ ،‬ﻣﺜـﻞ ﻻ ﺭﻭﺱ ‪ Larousse‬ﻭ" ‪ ،"Petit Robert‬ﲨﻠـﺔ ﻣـﻦ‬ ‫ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻔﺎﺕ ﻭﺍﳌﻘﺎﺑﻼﺕ ﻟﻜﻠﻤﺔ ﺧﻄﺎﺏ ﻣﺜﻞ‪ :‬ﻛﻼﻡ‪ ،‬ﳏﺎﺿﺮﺓ‪ ،‬ﻣﻮﻋﻈﺔ‪ ،‬ﲝﺚ‪ ،‬ﺭﺳﺎﻟﺔ‪ ،‬ﺍﱁ‪ .‬ﻭﻣﻴـﺰﺕ‬ ‫ﻭ"ﺍﻟﻠﻐﺔ" ‪ Langage‬ﻭ"ﺍﳋﻄﺎﺏ" ‪ Discours‬ﻭ"ﺍﻟﻜﻼﻡ" ‪ Parole‬ﻭﺍﻟﻨﺺ ﺍﳌﻜﺘﻮﺏ)‪.(8‬‬ ‫ﻭﻣﻊ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﳌﺪﺍﺧﻞ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻭﺗﺒﻠﻮﺭ ﺍﻷﻃﺮ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﳌﺮﺟﻌﻴﺔ ﺃﺻﺒﺢ ﺗﻨﺎﻭﻝ ﺍﳌﻔﺎﻫﻴﻢ ﻭﲢﺪﻳـﺪ‬ ‫ﺩﻻﻻ‪‬ﺎ ﻳﺘﻢ ﺿﻤﻦ ﻣﻘﺎﺭﺑﺎﺕ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻭﻣﺪﺍﺭﺱ ﻓﻜﺮﻳﺔ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﻣﻊ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﳋﻄﺎﺏ‪ ،‬ﻓﺄﻧﺼﺎﺭ‬ ‫ﺍﻻﲡﺎﻩ ﺍﻟﺒﻨﻴﻮﻱ ﻳ‪‬ﻔﻀﻠﻮﻥ ﻣﺼﻄﻠﺢ "ﺍﻟﺴﺮﺩ" ﺑﺪﻝ ﻣﺼﻄﻠﺢ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﻣﺜﻞ "ﺟﻮﺯﻳﻒ ﻣﻴﺸﺎﻝ ﺳـﺮﱘ"‬

‫‪ - 6‬ﺍﳌﻌﺠﻢ ﺍﻟﻮﺳﻴﻂ‪ ،‬ﺍﳉﺰﺀ ﺍﻷﻭﻝ‪ ،‬ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺮ‪ ،‬ﻟﺒﻨﺎﻥ‪.‬‬ ‫‪ -7‬ﲨﻴﻞ ﺻﻠﻴﺒﺎ‪ ،‬ﺍﳌﻌﺠﻢ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻲ‪ ،‬ﺝ‪ ،2‬ﺑﲑﻭﺕ‪ :‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﱐ‪ ،1982 ،‬ﺹ‪ ،204‬ﻧﻘﻼ ﻋﻦ ﺃﲪﺪ ﲪﺪﻱ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ‬ ‫ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ﺹ‪.14‬‬ ‫>>‬ ‫‪ - 8‬ﻓﺎﻟﻠﺴﺎﻥ‪ :‬ﻫﻮ ﻧﺘﺎﺝ ﻟﻠﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻜﻼﻣﻴﺔ‪ ،‬ﻭﲡﻤﻴﻊ ﻟﻠﺘﻘﺎﻟﻴﺪ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﺃﻗﺮﻫﺎ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﻟﺘﺴﻤﺢ ﻟﻸﻓﺮﺍﺩ ﺑﺘـﺪﺭﻳﺐ ﻣﻠﻜﺘـﻬﻢ‪،‬‬ ‫ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻌﲏ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﻫﻮ ﻧﻈﺎﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﻻ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺩﺍﺧﻠﻪ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ )ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﻭﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ( ﺑﺄﻱ ﻗﻴﻤﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﺭﺽ ﺃﻭ‬ ‫ﺍﻟﺘﺮﺍﺩﻑ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﲤﻮﺿﻌﺖ ﺩﺍﺧﻞ ﺳﻴﺎﻗﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﻡ‪ <<.‬ﻭﺍﻟﻠﻐﺔ ﺣﺴﺐ ﺩﻭﺳﻮﺳﻮﺭ‪>> :‬ﻫﻲ ﺍﻹﻣﻜﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﺒﲑﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﻻ ﺩﻻﻟﺔ ﳍﺎ ﺇﻻ‬ ‫ﰲ ﲤﻮﺿﻌﻬﺎ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ‪ <<.‬ﻭﻳﺸﲑ ﺩﻭﺳﻮﺳﻮﺭ ﺇﱃ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻓﺮﻗﺎ ﻭﺍﺿﺤﺎ ﺑﲔ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﻭﺍﻟﻜﻼﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌـﲏ >>ﺍﳉﺎﻧـﺐ‬ ‫ﺍﻷﺩﺍﺋﻲ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻱ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻭﻇﻴﻔﺔ ﻣﻠﻜﺎﺕ ﺍﻻﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﻭﺍﻟﺘﻨﺴﻴﻖ<< ﻭﻫﻮ ﻳﺮﻯ ﺃﻥ‪ >> :‬ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻛﱰ ﻭﺿﻌﻪ ﺗـﺪﺍﻭﻝ ﺍﻟﻜـﻼﻡ ﰲ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﻃﻘﲔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻨﺘﺴﺒﻮﻥ ﺇﱃ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ<< ﻭﻳﺴﺘﺨﻠﺺ ﺃﲪﺪ ﲪﺪﻱ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺪﺍﺕ>>ﺃﻥ ﺍﳋﻄﺎﺏ‬ ‫<<‬ ‫ﻫﻮ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﲢﻮﻟﻪ ﻣﻦ ﲪﻞ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﺍﻟﱵ ﲣﻠﻠﻬﺎ ﺃﻱ ﺃﻧﻪ ﻗﻮﻝ ﺑﺎﲡﺎﻩ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﻌﺚ ﻭﳛﺚ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻞ ﺃﻭ ﺣﺮﻛﺔ ﻣﺎ‪.‬‬ ‫ﺃﻧﻈﺮ ﺃﲪﺪ ﲪﺪﻱ‪ ،‬ﺍﳌﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ‪ ،‬ﺹ‪.18-17‬‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ـــــــــــ‪83‬‬

‫ـــــــــــــــ ﺩ‪.‬ﻧﻮﺭ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺯﻣﺎﻡ ) ﻣﻠﻴﻜﺔ ﺟﺎﺑﺮ ﺻﻮﺭﻳﺔ ﻓﺮﺡ ﺍﷲ( ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻭﲢﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‬

‫ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻮﻝ‪ " :‬ﺍﻟﺴﺮﺩ ﻫﻮ ﻛﻨﺎﻳﺔ ﻋﻦ ﳎﻤﻮﻉ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺆﻟﻒ ﻧﺼﺎ ﻧﺜﺮﻳﺎ ﺃﻭ ﺷﻌﺮﻳﺎ‪ ،‬ﻣﻜﺘﻮﺑـﺎ ﺃﻭ‬ ‫ﻏﲑ ﻣﻜﺘﻮﺏ‪ ،‬ﻳﺘﻴﺢ ﻟﻠﻜﺎﺗﺐ ﺃﻥ ﻳﺘﺼﻞ ﺑﺎﻟﻘﺎﺭﻯﺀ"‪.‬‬ ‫ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺘﻌﺎﺭﻳﻒ ﺍﻷﺳﻠﻮﺑﻴﺔ ﻓﺘﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻌﺎﺩ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺍﻟﱵ ﻳﻨﻄﻮﻱ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺷـﺒﻜﺔ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻷﺑﻌﺎﺩ ﺍﻟﻔﺮﻋﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻫﻲ‪ :‬ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻲ ﻭﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻟﻮﺟﺪﺍﱐ ﻭﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻷﺳﻠﻮﰊ‪ .‬ﺃﻣﺎ ﺍﻷﳌﺎﱐ" ﻛﻼﻭﺱ"‬ ‫ﻓﲑﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻭﺍﻟﱵ ﺗﺸﻜﻞ ﺣﺠﺮ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﰲ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺗﻀﻢ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﺃﺳﺎﺳﻴﺔ‪ ،‬ﻫـﻲ ﺍﳉﺎﻧـﺐ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺻﻴﻔﻲ‪ ،‬ﺍﳉﺎﻧﺐ ﺍﻟﺘﻘﻮﳝﻲ‪ ،‬ﻭﺍﳉﺎﻧﺐ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﻀﻲ)‪.(9‬‬ ‫ﻭﺿﻤﻦ ﺫﻟﻚ ﳒﺪ ﺃﺣﺪ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﻳﻘﺪﻡ ﲢﻠﻴﻼ ﻣﻔﺼﻼ ﳌﻔﻬﻮﻡ ﺍﳋﻄﺎﺏ‪ ،‬ﻓﻬﻮ ﻳﺮﻯ ﺑـﺄﻥ‬ ‫ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻔﻬﻮﻡ ﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ﰲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﲟﻌﺎﻥ ﺛﻼﺛﺔ‪:‬‬ ‫‪ -1‬ﻓﻬﻮ ﻳﺸﲑ ﺇﱃ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﱵ ‪‬ﺎ ﺗ‪‬ﺸﻜﻞ ﺍﳉﻤﻞ ﻧﻈﺎﻣﹰﺎ ﻣﺘﺘﺎﺑﻌﺎ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﻧﺴﻖ ﻛﻠﻲ ﻣﺘﻐﺎﻳﺮ‬ ‫ﻭﻣﺘﺤﺪ ﺍﳋﻮﺍﺹ‪ ،‬ﲝﻴﺚ ﻳﻨﺘﺞ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻧﺼﺎ ﻣﻔﺮﺩﺍ‪ ،‬ﺃﻭ ﻫﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﺄﻟﻒ ‪‬ﺎ ﲝﻴﺚ ﺗﺸـﻜﻞ‬ ‫ﺧﻄﺎﺑﺎ ﻳﻨﻄﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻧﺺ ﻣﻔﺮﺩ‪.‬‬ ‫‪ -2‬ﻭﻫﻮ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﺩﺍﻟﺔ ﻣﻦ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﺍﻟﻠﻔﻈﻲ‪.‬‬ ‫‪ -3‬ﺃﻭ ﻫﻮ ﻣﺴﺎﻕ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﳌﺘﻌﻴﻨﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺴﺘﺨﺪﻡ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺃﻏﺮﺍﺽ ﻣﻌﻴﻨﺔ‪.‬‬ ‫ﻓﻬﻮ ﺑﺎﳌﻌﲎ ﺍﻷﻭﻝ ﻧﺺ ﻣﻜﺘﻮﺏ‪ ،‬ﻭﺑﺎﳌﻌﲎ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻛﻼﻡ ﻣﻠﻔﻮﻅ‪ ،‬ﻭﰲ ﺍﳌﻌﲎ ﺍﻟﺜﺎﻟـﺚ ﺭﺅﻳـﺔ ﺃﻭ‬ ‫ﺃﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ‪ .‬ﻭﺣﺴﺐ ﺃﲪﺪ ﺯﺍﻳﺪ ﻓﺈﻥ ﺍﳌﻨﻄﻮﻗﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﺸﻜﻞ ﻭﺣﺪﺍﺕ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺗﺘﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﻋﻼﻣﺎﺕ‬ ‫ﺃﻭ ﺇﺷﺎﺭﺍﺕ ﳍﺎ ﺩﻻﻻﺕ ﳐﺘﻠﻔﺔ‪ ،‬ﻭﻫﻲ ﺗﺴﺮﺩ ﻭﻓﻖ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﻣﻌﻴﻨﺔ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺻﻴﺎﻏﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﳓﻮ ﻣﻌـﲔ‬ ‫ﳛﻤﻞ ﰲ ﻃﻴﺎﺗﻪ ﻓﻌﻼ ﻣﻌﻴﻨﺎ )‪"(10‬‬ ‫ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻭﻟﻴﻔﻴﻴﻪ ﺭﻭﺑﻮﻝ ﻳﺮﻯ ﺃﻥ ﺍﳌﻔﻬﻮﻡ ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﺑﻌﺪﺓ ﻣﻌﺎﻥ‪ ،‬ﻭﻫﻮ ﻳﻀﻊ ﺿـﻤﻦ ﺍﻷﺻـﻨﺎﻑ‬ ‫ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ‪:‬‬ ‫ ﺣﻴﺚ ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﺑﺎﳌﻌﲎ ﺍﻟﺸﺎﺋﻊ ﻟﻠﻜﻠﻤﺔ‪ ،‬ﺑﻮﺻﻔﻪ ﳎﻤﻮﻉ ﻣﻨﺴﺠﻢ ﻣﻦ ﺍﳉﻤﻞ ﺍﳌﻨﻄﻮﻗﺔ ﻳﺪﱄ ﺑﻪ‬‫ﺷﺨﺺ ﻋﻦ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﻣﺎ‪ ،‬ﻭﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﻧﺺ ﻣﻜﺘﻮﺏ‪.‬‬ ‫ ﻭﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﺑﺎﳌﻌﲎ ﺍﻟﻠﺴﺎﱐ ﺍﳌﺨﺘﺰﻝ‪ ،‬ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ "ﻭﺣﺪﺓ ﻟﺴﺎﻧﻴﺔ ﺗﺴﺎﻭﻱ ﺍﳉﻤﻠـﺔ ﺃﻭ ﺗﻔﻮﻗﻬـﺎ‪،‬‬‫ﻭﻣﺜﺎﻝ ﺫﻟﻚ ﰲ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ‪ :‬ﺣﻜﻤﺔ‪ ،‬ﻣﻘﺎﻝ‪ ،‬ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺗﻔﺘﻴﺶ‪ ،‬ﻣﻨﺸﻮﺭ ﺇﺩﺍﺭﻱ‪ ،‬ﻛﺘﺎﺏ‪".‬‬ ‫‪ - 9‬ﺃﲪﺪ ﲪﺪﻱ‪ ،‬ﺍﳌﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ‪ ،‬ﺹ‪.20-19‬‬ ‫‪ - 10‬ﺃﲪﺪ ﺯﺍﻳﺪ‪ ،‬ﺧﻄﺎﺏ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﰲ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺍﻟﻌﺮﰊ‪ ،‬ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ‪ ،‬ﺍﻹﻣﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ‪ ، ،‬ﻟﻠﻨﺸﺮ ﻭﺍﻟﺘﻮﺯﻳﻊ‪،‬‬ ‫‪ ،1992‬ﺹ‪.22-21‬‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ـــــــــــ‪84‬‬

‫ـــــــــــــــ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ ﻭﻗﺪ ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﺑﺎﳌﻌﲎ ﺍﻟﻠﺴﺎﱐ ﺍﳌﻮﺳﻊ ﺑﻮﺻﻔﻪ ﳎﻤﻮﻉ ﺍﳋﻄﺎﺑﺎﺕ ﺍﳌﺮﺳﻠﺔ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﻧﻔـﺲ‬‫ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺃﻭ ﻧﻔﺲ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﱵ ﺗﺘﻀﻤﻦ ﺧﺼﺎﺋﺺ ﻟﺴﺎﻧﻴﺔ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ‪ ،‬ﻣﺜـﺎﻝ‪ :‬ﺍﳋﻄـﺎﺏ‬ ‫ﺍﻟﺪﻋﺎﺋﻲ ﺑﲔ ﺍﳊﺮﺑﲔ‪ ،‬ﺧﻄﺎﺏ ﺣﺰﺏ ﻣﻌﲔ‪ ،‬ﻭﺍﳋﻄﺎﺏ ‪‬ﺬﺍ ﺍﳌﻌﲎ ﻫﻮ ﺍﺻﻄﻼﺡ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‪.‬‬ ‫ﻭﻳﺮﻯ ﺭﻭﺑﻮﻝ ﺃﻥ ﺍﳌﻌﲎ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻫﻮ ﻭﺳﻂ ﺑﲔ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﻜﻼﻡ‪ ،‬ﻓﻬﻮ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻜـﻼﻡ ﳛـﺘﻔﻆ‬ ‫ﺑﺒﻌﺾ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﳔﺘﺎﺭ ﺑﲔ ﻟﻔﻈﺘﲔ ﻣﺘﺮﺍﺩﻓﺘﲔ ﺃﻭ ﺷﻜﻠﲔ ﺗﺮﻛﻴﺒﻴﲔ )‪.(11‬‬ ‫ﰲ ﺍﳋﺘﺎﻡ‪ ،‬ﻳﱭ ﻟﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺮﺽ ﺃﳘﻴﺔ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﳋﻄﺎﺏ‪ ،‬ﻭﻣﺎ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﳜﺘﺰﻧﻪ ﺍﳌﻔﻬﻮﻡ ﻣﻦ ﻣﻌـﺎﱐ‬ ‫ﻭﺃﺑﻌﺎﺩ ﺛﺮﻳﺔ‪ ،‬ﲝﻴﺚ ﺃﻥ ﺗﻔﻜﻴﻚ ﺃﻱ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺭﻫﲔ ﺑﺈﻋﻄﺎﺋﻨﺎ ﺻﻮﺭﺓ ﳎﺴﻤﺔ ﻭﻋﻤﻴﻘﺔ ﻋﻤـﺎ‬ ‫ﻧﻘﻮﻡ ﺑﺪﺭﺍﺳﺘﻪ ﻭﺗﺸﺮﳛﻪ‪ .‬ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﻣﺪﻟﻮﻝ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺳﻴﺴﻤﺢ ﺑـﺈﺑﺮﺍﺯ ﺃﺑﻌـﺎﺩﻩ‬ ‫ﻭﺩﻻﻻﺗﻪ ﻭﺍﺭﺗﺒﺎﻃﺎﺗﻪ ﲟﺠﻤﻞ ﺍﻟﺘﺤﻮﻻﺕ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﳊﻀﺎﺭﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﲡﺘﺎﺯﻫـﺎ ﳎﺘﻤﻌﺎﺗﻨـﺎ‬ ‫)‪(12‬‬ ‫ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺜﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻮﺍﺀ‪..‬‬ ‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ -‬ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ‪:‬‬ ‫ﺐ( ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴـﺔ‪،‬‬ ‫ﻋﻨﺪ ﺗﻨﺎﻭﻟﻪ ﻟﻠﺨﻄﺎﺏ ﺍﻟﺒﻴﺪﺍﻏﻮﺟﻲ‪ ،‬ﻭﻫﻮ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺘﻤﺪ )ﻭﻳﻨﺼ‪‬ـ ﱡ‬ ‫ﻳﻼﺣﻆ ﺭﻭﺑﻮﻝ ﺃﻥ ﻟﻐﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﻫﻲ ﻟﻐﺔ ﺃﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﰲ ﺟﻮﻫﺮﻫﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺳـﺎﺋﺮ‬ ‫ﺍﳋﻄﺎﺑﺎﺕ‪ ،‬ﻓﻬـﻲ" ﲤﺎﺭﺱ ﺃﺧﻄﺮ ﺳﻠﻄـﺔ ﻭﺃﻋﺘﺎﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻃﻼﻕ‪ ،‬ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻓﺮﺽ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟـﱵ‬ ‫ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺘﻜﻠﻢ ﺍﳋﻀﻮﻉ ﳍﺎ )ﺑﻮﻋﻲ ﻣﻨﻪ ﺃﻭ ﺑﺪﻭﻥ ﻭﻋﻲ(‪" (13)..‬‬ ‫ﻭﻫﺬﺍ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﻫﻮ ﺧﻄﺎﺏ ﺃﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻲ ) ﻳﺘﺮﺟﻢ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺮﲰﻴﺔ‪ ،‬ﻭﳛﻤﻞ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺑﻌﻴﻨﻬﺎ(‬ ‫ﻟﻴﺲ ﰲ ﻣﻀﺎﻣﻴﻨﻪ ﻓﺤﺴﺐ‪ ،‬ﺑﻞ ﺣﱴ ﰲ ﻃﺮﺍﺋﻘﻪ ﻭﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﻮﺻﻴﻠﻪ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻄﺮﺍﺋﻖ ﺍﻟﺒﻴﺪﺍﻏﻮﺟﻴﺔ ﻏﲑ ﻣﻨﻔﺼﻠﺔ‬ ‫ﻋﻦ ﺍﳌﺪﺍﺭﺱ ﻭﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩﺍﺕ ﻭﺍﳌﻘﺎﺭﺑﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ‪ ،‬ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺇﻟﻴﻪ "ﺑﻴﲑ ﺑﻮﺭﺩﻳﻮ" ﰲ ﲢﻠﻴﻠﻪ ﳌﻌﺎﱐ‬ ‫ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻭﳌﺪﻟﻮﻝ ﺍﳋﻄﺎﺏ ‪" :Ce que parler veut dire‬ﺇﻥ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﻠﻐﺔ‪ ،‬ﻭﺃﻋﲏ ﻓﺤـﻮﻯ‬ ‫ﺍﳋﻄﺎﺏ ﻭﻛﻴﻔﻴﺔ ﺇﻟﻘﺎﺋﻪ ﰲ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻮﻗﺖ‪ ،‬ﻳﺘﻮﻗﻔﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻘﺎﻡ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﻠﻤﺘﻜﻠﻢ‪ ،‬ﺫﻟﻚ ﺍﳌﻘﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ‬ ‫ﻳﺘﺤﻜﻢ ﰲ ﻣﺪﻯ ﻧﺼﻴﺒﻪ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﻟﻐﺔ ﺍﳌﺆﺳﺴﺔ ﻭﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺍﻟﺮﲰﻲ ﻟﻠﻤﺸﺮﻭﻉ‪"(14).‬‬ ‫‪ -11‬ﺃﻭﻟﻴﻔﻲ ﺭﻭﺑﻮﻝ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪.42-41 ،‬‬ ‫‪ - 12‬ﻣﻘﺘﺒﺲ ﻣﻦ‪ :‬ﻣﺼﻄﻔﻰ ﳏﺴﻦ‪ ،‬ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺍﻹﺻﻼﺣﻲ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ‪ ،‬ﺑﲔ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﻭﲢﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﺤﻮﻝ ﺍﳊﻀﺎﺭﻱ )ﺭﺅﻳﺔ‬ ‫ﺳﻮﺳﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻧﻘﺪﻳﺔ( ﺍﻟﺪﺍﺭ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ‪ ،‬ﺍﳌﺮﻛﺰ ﺍﻟﺜﻘﺎﰲ ﺍﻟﻌﻼﰊ‪ ،1999 ،‬ﺹ‪.8‬‬ ‫‪ -13‬ﳏﻤﺪ ﺳﺒﻴﻼ‪ ،‬ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻛﺘﺎﺏ ﺭﻭﺑﻮﻝ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ﺫﻛﺮﻩ‪ ،‬ﺹ‪.8‬‬ ‫‪ -14‬ﺑﻴﲑ ﺑﻮﺭﺩﻳﻮ‪:‬ﺍﻟﺮﻣﺰ ﻭﺍﻟﺴﻠﻄﺔ‪ ،‬ﺗﺮﲨﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﻨﻌﺒﺪ ﺍﻟﻌﺎﱄ‪ ،‬ﻁ ‪ ،2‬ﺍﳌﻐﺮﺏ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺗﻮﺑﻘﺎﻝ‪ ،1990 ،‬ﺹ‪.65‬‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ـــــــــــ‪85‬‬

‫ـــــــــــــــ ﺩ‪.‬ﻧﻮﺭ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺯﻣﺎﻡ ) ﻣﻠﻴﻜﺔ ﺟﺎﺑﺮ ﺻﻮﺭﻳﺔ ﻓﺮﺡ ﺍﷲ( ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻭﲢﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‬

‫ﻭﲟﺎ ﺃﻥ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺍﻟﺒﻴﺪﺍﻏﻮﺟﻲ ﻻ ﺗﻜﻤﻦ ﻣﻬﻤﺘﻪ‪ -‬ﻭﻓﻖ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﰲ ﲢﻠﻴﻞ ﻭﺗﻌﻠﻴﻖ ﺑﻮﺭﺩﻳﻮ ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﺃﻭﺳﺘﲔ‪ -‬ﰲ "ﻭﺻﻒ ﻣﻘﺎﻡ ﺃﻭ ﺇﻗﺮﺍﺭ ﻭﺿﻊ"‪ ،‬ﻭﺇﳕﺎ ﺃﻳﻀﺎ "ﰲ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻌﻤﻞ" ﻓﻘﺪ ﺍﻋﺘﱪ ﺭﻭﺑﻮﻝ ﺍﳋﻄﺎﺏ‬ ‫ﺍﻟﺒﻴﺪﺍﻏﻮﺟﻲ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺍﳌﻌﺎﱐ ﺍﻟﺜﻼﺙ ﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﳋﻄﺎﺏ )ﺍﻟﺸﺎﺋﻊ ﻭﺍﻟﻠﺴﺎﱐ ﺍﳌﺨﺘﺰﻝ ﻭﺍﻟﻠﺴﺎﱐ ﺍﳌﻮﺳﻊ( ﻣﻊ‬ ‫ﺗﻔﻀﻴﻠﻪ‪ ،‬ﺣﺴﺐ ﺭﺃﻳﻪ ﺩﺍﺋﻤﺎ‪ ،‬ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﺎﳌﻌﲎ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ‪ ،‬ﻭﻳﻀﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﳎﻤﻮﻉ ﺍﻷﻗﻮﺍﻝ ﺍﳌﺘﻠﻘﺎﺓ‬ ‫ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻫﻮ ﻳﺘﺤﺪﺩ ﰲ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﲤﻴﺰﻩ ﻋﻦ ﺍﻷﳕﺎﻁ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻟﻠﺨﻄـﺎﺏ‪ :‬ﺩﻳـﲏ‪،‬‬ ‫ﺳﻴﺎﺳﻲ‪ ،‬ﻗﺎﻧﻮﱐ‪ ،‬ﻓﻠﺴﻔﻲ‪ ،‬ﺍﱁ‪ ،‬ﻭﺗﺘﻤﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻤﺎﺕ ﰲ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ)‪:(15‬‬ ‫‪ -1‬ﻳﻨﺼﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻓﻬﻲ ﻣﺎﺩﺗﻪ ﺍﻟﱵ ﻳ‪‬ﻀﻔﻲ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺍﳌﺸﺮﻭﻋﻴﺔ ﻭﻳﱰﻋﻬﺎ ﻋﻦ ﲰـﺎﺕ‬ ‫ﻭﻗﻀﺎﻳﺎ ﻭﻣﻼﻣﺢ ﺃﺧﺮﻯ‪.‬‬ ‫‪ - 2‬ﻳﺴﻌﻰ ﻟﻠﻮﺻﻮﻝ ﺇﱃ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ‪ ،‬ﻷ‪‬ﺎ ﺍﻟﻐﺎﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺴﻌﻰ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻛﻞ ﺍﳋﻄﺎﺑﺎﺕ ﺍﳌﺘﺼﺎﺭﻋﺔ‪.‬‬ ‫‪ -3‬ﺗﺘﺴﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﺑﺎﻟﻄﺎﺑﻊ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ‪ ،‬ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻓﻬﻲ ﲢﻤﻞ ﻣﻌﻬﺎ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﻗﻴﻤﺔ‪.‬‬ ‫ﺛﺎﻟﺜﺎ‪-‬ﺃﳕﺎﻁ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ‪:‬‬ ‫ﻭﻳﺮﻯ ﺭﻭﺑﻮﻝ ﺃﻥ ﺍﻷﳕﺎﻁ ﺍﳋﻤﺴﺔ ﺍﳌﺘﺼﺎﺭﻋﺔ ﻟﻠﺨﻄﺎﺏ ﺍﻟﺒﻴﺪﺍﻏﻮﺟﻲ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪﺓ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﻋﻦ ﺑﻌﻀﻬﺎ‬ ‫ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﶈﺘﻮﻯ ﻭﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻬﺎ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﺎ‪ ،‬ﻭﻫﻮ ﻳﻠﺨﺺ ﲰﺎﺕ ﻫﺬﻩ‬ ‫ﺍﻷﳕﺎﻁ ﰲ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ﺍﳋﻤﺲ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ)‪:(16‬‬ ‫‪ (1‬ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺍﻟﺮﺍﻓﺾ‪:‬‬

‫ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﻌﻰ ﺇﱃ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﺘﻐﺮﻳﺐ‪ ،‬ﻭﻫﻮ ﱂ ﻳﻈﻬﺮ ‪‬ﺎﺋﻴـﺎ ﻗﺒـﻞ ﺳـﻨﻮﺍﺕ‬ ‫ﺍﻟﺴﺘﻴﻨﺎﺕ ﺇﺫ ﺗﺄﻟﻖ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﲔ ‪1968‬ﻭ‪ ،1975‬ﻭﻣﺎ ﳝﻴﺰﻩ ﻫﻮ ﺭﻓﻀﻪ ﺍﻟﺸﺎﻣﻞ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻷ‪‬ـﺎ‬ ‫ﺗﻌﺘﱪ ﺟﻬﺎﺯﺍ ﺃﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻧﻘﻞ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﻄﺒﻘﺔ ﺍﳌﺴﻴﻄﺮﺓ ﻭﺗﺮﺳﻴﺦ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺇﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﺘﻤﺎﻳﺰ‬ ‫ﺍﻟﻄﺒﻘﻲ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ‪.‬‬ ‫ﻭﻳﻌﺘﱪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻔﻮﺿﻮﻳﲔ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﺮﺭﻳﲔ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﺃﺩﺍﺓ ﻹﺧﻀﺎﻉ ﺍﻷﻃﻔـﺎﻝ ﻭﲡﺮﻳـﺪﻫﻢ ﻣـﻦ‬ ‫ﻣﻌﺮﻓﺘﻬﻢ ﺍﻷﺻﻠﻴﺔ‪ .‬ﻭﻗﺪ ﻭﺻﻞ ﺍﻷﻣﺮ ‪‬ﺆﻻﺀ ﺇﱃ ﺭﻓﺾ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻷ‪‬ﺎ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﻭﺍﻷﻛﺜﺮ ﺧﺪﺍﻋﺎ‪.‬‬ ‫ﻭﺗﻌﺘﱪ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺣﺴﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺍﻟﺮﺍﻓﺾ ﺃﺩﺍﺓ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﺔ‪ ،‬ﻭﻳﻌﺪ ﺇﻟﻐﺎﺀ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳـﺔ‬

‫‪ -15‬ﺃﻭﻟﻴﻔﻲ ﺭﻭﺑﻮﻝ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ﺹ‪.43-42‬‬ ‫‪ - 16‬ﻧﻔﺲ ﺍﳌﺮﺟﻊ‪ ،‬ﺹ ‪.74 -52‬‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ـــــــــــ‪86‬‬

‫ـــــــــــــــ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﻏﺎﻳﺎﺕ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﱵ ﺳﺘﺠﻌﻞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﳌﺮﺑﲔ ﻭﻭﺳﻴﻠﺔ ﻟﻠﺘﺤﺮﻳﺮ‪ .‬ﻭﻳﺮﻓﺾ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﻫﺬﺍ‬ ‫ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺃﻭﻫﺎﻡ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ‪.‬‬ ‫ﻭﻟﻜﻦ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻟﺘﺎﺭﳜﻲ ﳍﺬﺍ ﺍﻻﲡﺎﻩ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﻋﻲ ﺃﻧﻪ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻻﲡﺎﻫﺎﺕ ﲢﻀـﲑﺍ ﻟﻠﺘـﺎﺭﻳﺦ‬ ‫ﺟﻌﻠﻪ ﻳﻌﻤﻰ ﻋﻦ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﻐﲑ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﺮﻓﻪ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻋﱪ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ‪ ،‬ﻭﺑﺸﻜﻞ ﻻ ﻳﻌـﺰﺏ‬ ‫ﻋﻦ ﺃﺑﺴﻂ ﺑﺎﺣﺚ ﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ‪ .‬ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻳ‪‬ﻐﺎﱄ ﰲ ﺭﺩ ﺃﻱ ﺗﻮﺟ‪‬ـﻪ ﺗﺮﺑـﻮﻱ ﻻ ﻳﺘﻔـﻖ ﻣﻌـﻪ ﺇﱃ‬ ‫ﺍﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺍﳌﻬﻴﻤﻨﺔ‪ ،‬ﻭﻳﺘﻬﻢ ﺍﳉﻤﻴﻊ ﺩﻭﻥ ﲤﻴﻴﺰ‪ ،‬ﻭﳚﻌﻞ ﺃﺗﺒﺎﻋﻪ ﳛﻮﻟﻮﻥ ﺻـﻔﻮﻓﻬﻢ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳـﻴﺔ ﺇﱃ‬ ‫ﺧﻼﻳﺎ ﻟﻠﻤﻘﺎﻭﻣﺔ‪ .‬ﻭﻫﻮ ﻳ‪‬ﻌﻄﻲ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻧﻔﻮﺫﺍ ﻣﺰﺩﻭﺟﺎ ﻟﻠﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺍﳌﺮﻭﺀﺓ‪ ،‬ﻭﻳﻌﺘﱪ ﺍﻵﺧـﺮﻳﻦ ﺃﻏﺒﻴـﺎﺀ‬ ‫ﻭﺍﻧﺘﻬﺎﺯﻳﲔ‪.‬‬ ‫‪ (2‬ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺍ‪‬ﺪﺩ‪:‬‬ ‫ﻳﺴﻌﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﻹﺣﺪﺍﺙ ﺛﻮﺭﺓ ﺑﻴﺪﺍﻏﻮﺟﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻲ‪ ،‬ﻭﺩﺣـﺾ‬ ‫ﻓﺮﺿﻴﺎﺗﻪ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ‪ ،‬ﻓﻬﻮ ﻻ ﻳﻘﺒﻞ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻟﺒﺪﺀ ﺑﺎﻟﺘﻌﻠﻢ ﰒ ﻳﺄﰐ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻔﻌﻞ‪ ،‬ﻭﻫﻮ ﻳﻨﺘﻘﺪ ﺍﻟﻜﺘـﺎﺏ‬ ‫ﺍﳌﺪﺭﺳﻲ‪ ،‬ﻟﺰﻋﻤﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﻳﻔﺘﻘﺪ ﺇﱃ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﺒﻴﺪﺍﻏﻮﺟﻴﺔ ﻭﻻ ‪‬ﻳﻌ‪‬ﺒﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺑﻞ ﳝﻨﻌﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﺒﲑ ﺍﻟﺘﻠﻘﺎﺋﻲ‬ ‫ﻭﺍﻟﺸﺨﺼﻲ‪ .‬ﻭﻳﺘﻤﺎﺩﻯ ﻫﺬﺍ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﰲ ﻧﺰﻋﺘﻪ ﺍﻟﺒﻴﺪﺍﻏﻮﺟﻴﺔ ﻓ‪‬ﻴﻌﻄﻲ ﺍﻷﻭﻟﻮﻳﺔ ﻟﻠﻄﺮﺍﺋﻖ ﻋﻠﻰ ﺣﺴـﺎﺏ‬ ‫ﺍﳌﺴﺘﻮﻯ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺇﻏﻮﺍﺀ ﺍﻟﱰﻋﺔ ﺍﻟﻼﺗﻮﺟﻴﻬﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺣﻔﺰﻩ ﻟﻠﺪﻋﻮﺓ ﻟﻠﺘﺨﻠﻲ ﻋﻦ ﻛ ﹼﻞ‬ ‫ﺗﻌﻠﻴﻢ‪ ،‬ﻭﺗﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﳚﻌﻞ ﺍﶈﺘﻮﻯ ﻟﻴﺲ ﻣﻬﻤﺎ‪ ،‬ﻭﺇﳕﺎ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﰲ ﻧﻈﺮﻩ ﺃﻥ ﻳﺘﻌﻠﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺳﻮﻳﺔ‬ ‫ﻣﺎ ﻫﻢ ﲝﺎﺟﺔ ﺇﱃ ﺗﻌﻠﹼﻤﻪ‪ .‬ﻟﻜﻦ ﻛﻴﻒ ﳝﻴﺰ ﺑﲔ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺣﺎﺟﺔ‪ ،‬ﺭﻏﺒﺔ ﺃﻭ ﻧﺰﻭﺓ؟‬ ‫‪ (3‬ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﻲ‪:‬‬ ‫ﻳﺆﻛﺪ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻭﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺎﺕ ﺗﻘﻮﻡ ﲟﻌﺎﳉﺔ ﻛﻞ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻫـﻮ‬ ‫ﻳﺮﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﺍﳊﻘﻴﻘﻲ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺒﻴﺪﺍﻏﻮﺟﻴﺎ ﻫﻮ ﺃﻥ ﺗﺼﲑ ﻋﻠﻤﺎ‪ .‬ﻭﻳﺴﻌﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﳋﻄـﺎﺏ‬ ‫ﻷﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺩﻗﻴﻘﺎ ﻳﺘﺤﺎﺷﻰ ﺍﳌﻔﺎﻫﻴﻢ ﺍﳌﺒﻬﻤﺔ ﻭﺍﳌﺼﻄﻠﺤﺎﺕ ﺍﳌﻠﺘﺒﺴﺔ‪ ،‬ﻭﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻌﺎﻻ ﻗـﺎﺩﺭﺍ ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﻣﻌﺎﳉﺔ ﺍﳌﺸﻜﻼﺕ‪ ،‬ﻭﻫﺎﺩﻓﺎ ﺧﺎﻟﻴﺎ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺣﻜﻢ ﻗﻴﻤﻲ‪ .‬ﻟﻜﻦ ﻳ‪‬ﻌﺎﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻧﻪ ﻭﻗﻊ ﰲ ﻭ ‪‬ﻫﻢ ﺍﻟﻌﻠﻤﻮﻳﺔ‪،‬‬ ‫ﻭﺍﻏﺘﺮ ﺑﻘﺪﺭﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺣﻞ ﻛﻞ ﺍﳌﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ‪.‬‬ ‫‪ (4‬ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺍﻹﻧﺴﺎﱐ‪:‬‬ ‫ﻳﺆﻛﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﲡﺎﻩ ﻋﻠﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺜﻘﻴﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻪ ﺇﻳﻘﺎﻅ ﺍﻟﺬﻫﻦ ﻟﻠﻌﺜﻮﺭ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﳉﺎﻧﺐ ﺍﻹﻧﺴﺎﱐ ﺩﺍﺧﻞ ﺫﺍﺕ ﺍﳌﺘﻌﻠﻢ‪ ،‬ﻭﳝﻜﻦ ﺗﻘﺪﱘ ﳕﺎﺫﺝ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻛﱪﻯ ﻣﻦ ﻛﺒﺎﺭ‬ ‫ﺍﳌﻔﻜﺮﻳﻦ ﻭﺍﻟﻔﻨﺎﻧﲔ ﻟﻠﺘﻠﻤﻴﺬ ﻓﻴﺒﺪﺃ ﺑﺘﻘﻠﻴﺪﻫﻢ ﻛﺨﻄﻮﺓ ﻟﻴﺘﻌﻠﻢ ﻭﳛﻘﻖ ﺫﺍﺗﻪ‪ .‬ﻭﻳﺮﻓﺾ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﲡﺎﻩ‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ـــــــــــ‪87‬‬

‫ـــــــــــــــ ﺩ‪.‬ﻧﻮﺭ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺯﻣﺎﻡ ) ﻣﻠﻴﻜﺔ ﺟﺎﺑﺮ ﺻﻮﺭﻳﺔ ﻓﺮﺡ ﺍﷲ( ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻭﲢﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‬

‫ﺍﻟﻨﺨﺒﻮﻳﺔ‪ ،‬ﻭﻳﺮﻯ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻛﻔﻴﻞ ﺑﺈﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺑﻔﻀﻞ ﺇﺗﺎﺣﺔ ﻓﺮﺹ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ‬ ‫ﻟﻠﻄﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﻔﻘﲑﺓ‪ .‬ﻏﲑ ﺃﻥ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﲡﺎﻩ ﺑﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺑﺘﺤﺮﻳﺮ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺣﺴﺎﺏ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﳉﻮﺍﻧﺐ ﺍﻟﺒﻴﺪﺍﻏﻮﺟﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻟﻠﻄﻔﻞ‪ ،‬ﻋﻼﻭﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻻ ﳛﻔﻞ ﺑﺎﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ‬ ‫ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺮﺳﻮﺏ ﻭﺍﻟﻔﺸﻞ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻲ‪.‬‬

‫‪ (5‬ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺍﻟﺮﲰﻲ‪:‬‬ ‫ﻭﻫﻮ ﻛﻞ ﺧﻄﺎﺏ ﻳﻨﺘﺠﻪ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﳝﻠﻜﻮﻥ ﺳﻠﻄﺔ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﺒﻴﺪﺍﻏﻮﺟﻴﺔ ﺃﻭ ﺗﻐﻴﲑﻫﺎ ﰲ ﺗﻨﻈﻴﻤﻬﺎ‪ ،‬ﰲ‬ ‫ﳏﺘﻮﻳﺎ‪‬ﺎ ﻭﻃﺮﺍﺋﻘﻬﺎ‪ .‬ﺧﻄﺎﺏ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﺃﻭ ﺧﻄﺎﺏ ﳑﺜﻠﻴﻬﻢ‪ ،‬ﺧﻄﺎﺏ ﺍﳌﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ‬ ‫ﻫﻲ ﻭﻇﻴﻔﺔ ﺍﻟﻘﺮﻭﺽ ﺍﻟﱵ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ‪‬ﺗﻮﺯﻋﻬﺎ‪ .‬ﺃﺧﲑﺍ ﺇﻧﻪ ﺧﻄﺎﺏ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﻘﺮﺭﺍﺕ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﻮﺍﻣﻴﺲ‬ ‫"ﺍﳌﺴﺘﻌﻤﻠﺔ"‪ .‬ﻭﻳﻼﺣﻆ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﻗﺪ ﻳﺘﺨﺬ ﺃﳕﺎﻃﺎ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻓﻘﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻭﻇﻴﻔﻴﺎ ﺃﻭ‬ ‫ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺎ ﻭﻗﺪ ﻳﺘﺴﻢ ﺑﺎﻟﺮﻓﺾ ﻭﺍﻟﺜﻮﺭﻳﺔ‪.‬‬ ‫ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻓﺈﻥ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﳎﺪﻳﺔ ﺩﻭﻥ ﲢﺪﻳﺪ ﺍﻟـﻨﻤﻂ ﺍﻟـﺬﻱ‬ ‫ﻳﺘﺨﺬﻩ‪ ،‬ﻓﺬﻟﻚ ﻛﻔﻴﻞ ﺑﺎﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﺩﻻﻻﺗﻪ ﻭﺧﻠﻔﻴﺎﺗﻪ ﺍﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺗﺒﻴﺎﻥ ﻣﻀـﺎﻣﻴﻨﻪ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳـﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﺇﻇﻬﺎﺭ ﺗﻔﻀﻴﻼﺗﻪ ﻭﺍﲡﺎﻫﺎﺗﻪ ﺍﻟﺒﻴﺪﺍﻏﻮﺟﻴﺔ‪ ،‬ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﺗﻘﺪﱘ ﺻﻮﺭﺓ ﺗﻨﺒﺆﻳﺔ‬ ‫ﻋﻦ ﺗﻄﻠﻌﺎﺗﻪ ﻭﺍﺳﺘﺸﺮﺍﻓﺎﺗﻪ ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ‪.‬‬ ‫ﺛﺎﻟﺜﺎ‪ -‬ﻣﻼﻣﺢ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻟﻠﻌﻮﳌﺔ ‪:‬‬ ‫ﺇﻥ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻟﻠﻌﻮﳌﺔ ﻳﺒﺪﺃ ﺑﺘﺤﺪﻳﺪ ﻣﺪﻟﻮﻝ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﰲ ﺣﺪ ﺫﺍ‪‬ـﺎ‪،‬‬ ‫ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﱵ ﳒﺢ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻮﻥ ﺇﱃ ﺣﺪ ﻛﺒﲑ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﳌﺘﺄﺧﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﳌﺎﺿـﻲ ﰲ ﺭﺳـﻢ‬ ‫ﲡﻠﻴﺎ‪‬ﺎ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺑﻌﺾ ﻣﻼﳏﻬﺎ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ‪ .‬ﻭﻗﺪ ﺍﺗﻀﺢ ﺑﺄ‪‬ﺎ ﰲ ﺟﻮﻫﺮﻫﺎ ﺗﻌﺘـﱪ ﻧﺰﻋـﺔ‬ ‫ﴰﻮﻟﻴﺔ ﺗﻮﺳﻌﻴﺔ‪ ،‬ﺫﺍﺕ ﻗﺪﺭﺓ ﻛﺒﲑﺓ ﻋﻠﻰ ﺇﺳﺘﻨﻔﺎﺭ ﻭﺷﺤﺬ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﻭﺍﻷﺻـﻌﺪﺓ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ‬ ‫ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ‪ ،‬ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺗﺘﺠﺎﻭﺯ ﻧﻄﺎﻕ ﺍﳌﻜﺎﻥ ﻭﺍﳉﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ﻭﺑﺂﻟﻴﺎﺕ ﺗ‪‬ﻌﺒ‪‬ـﺮ‬ ‫ﻋﻮﺍﺋﻖ ﺍﳊﺪﻭﺩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﻄﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻟﻠﺘﻌﺎﻣـﻞ ﺑـﲔ ﺍﻷﻃـﺮﺍﻑ‬ ‫ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ‪.‬‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺃﺿﺤﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﺍﳌﺘﻌﺪﺩﺓ ﺍﻷﻭﺟﻪ ﲤﺘﻠﻚ ﻗﺪﺭﺓ ﻫﺎﺋﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺇﳒﺎﺯ ﺍﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ‬ ‫ﺍﳌﻼﺋﻤﺔ ﻟﻄﺎﺑﻌﻬﺎ ﺍﻟﺘﻌﻤﻴﻤﻲ ﺍﻟﺘﻮﺳﻌﻲ ﺑﻔﻀﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﺘﻘﲏ ﺍﳌﺘﺴﺎﺭﻉ ﰲ ﳎﺎﻝ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﻘﻞ‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ـــــــــــ‪88‬‬

‫ـــــــــــــــ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ﻭﺍﻻﺗﺼﺎﻝ‪ ،‬ﻭﺍﳌﻼﺋﻤﺔ ﻟﻄﺎﺑﻌﻬﺎ ﺍﻻﺣﺘﻮﺍﺋﻲ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﺭﺗﺒﺎﻃﻬﺎ ﺑﺎﳌﺬﻫﺐ ﺍﻟﻠﱪﺍﱄ ﺍﳊﺮ‪ ،‬ﻭﲟﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ‬ ‫ﺍﻟﻐﺮﰊ )‪.(17‬‬ ‫ﻏﲑ ﺃﻥ ﺍﻧﻄﻮﺍﺋﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺒﺎﻳﻦ ﻭﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺕ ﺑﲔ ﺍ‪‬ﺘﻤﻌﺎﺕ ﻭﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺳﻮﺍﺀ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺄﺳﺎﻟﻴﺐ‬ ‫ﺍﻻﳔﺮﺍﻁ ﰲ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺃﻭ ﻓﻴﻤﺎ ﳜﺺ ﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻴـﺎﺕ ﺍﻟﺘﺒـﺎﺩﻝ ﺍﻟـﺪﻭﱄ ﻟﻠﺴـﻠﻊ‬ ‫ﻭﺍﳋﺪﻣﺎﺕ‪ ،‬ﻣﺜﻞ ﺍﳌﻨﺘﺠﺎﺕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺛﺮﻭﺓ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‪ ،‬ﺳﻴﺆﺩﻱ ﺇﱃ ﺍﳌﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﳋﻀـﻮﻉ ﻟﻠﺴـﻴﻄﺮﺓ‬ ‫)‪(18‬‬ ‫ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﳍﻴﻤﻨﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﺒﻠﺪﺍﻥ ﺫﺍﺕ ﺍﳌﻮﻗﻊ ﺍﳌﺘﻤﻴﺰ ﻭﺍﻟﻘﻮﻱ ﺿﻤﻦ ﺗﻴﺎﺭ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‪.‬‬ ‫ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﳝﻜﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﰲ ﳎﺎﻝ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﺳﻮﻯ ﻣﻜﺮﺳﺎ ﺇﺿﺎﻓﻴﺎ ﻟﺴﻴﺎﺳـﺔ‬ ‫ﺍﳋﻀﻮﻉ ﻭﺍﳍﻴﻤﻴﻨﺔ‪ ،‬ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻊ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﺎﻧﻄﻮﺍﺋﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﳉﻮﺍﻧﺐ ﺍﳌﺜﻤﺮﺓ ﺍﻟﱵ ﻗﺪ ﺗﻨﺤﺼﺮ‬ ‫ﰲ ‪‬ﻣﺼﺎﺣﺒﺎ‪‬ﺎ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺍﻻﺗﺼﺎﻟﻴﺔ‪ ،‬ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﺍﳌﻀﺎﻣﲔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﳝﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻀﻔﻲ‬ ‫ﺟﺎﻧﻴﺎ ﻫﺎﻣﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺟﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻮﱂ ﺑﻜﻞ ﺃﻃﻴﺎﻓﻬﺎ‪ .‬ﻭﻟﺬﻟﻚ ﳚﺪﺭ ﺑﻨﺎ ﻋﻨﺪ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﳋﻄﺎﺏ‬ ‫ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻟﻠﻌﻮﳌﺔ ﻋﺪﻡ ﺣﺠﺐ ﺍﳉﻮﺍﻧﺐ ﺍﻹﳚﺎﺑﻴﺔ‪.‬‬ ‫ﻭﺗﺮﺟﻊ ﺧﻄﻮﺭﺓ ﺍﳌﻨﺤﻰ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻟﻠﻌﻮﳌﺔ ﺇﱃ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﲟﻜﺎﻧﺔ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺩﺍﺧﻞ ﺑﻨﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﰲ ﺍﳌﻘﺎﻡ ﺍﻷﻭﻝ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻳﺮﺟﻊ ﺫﻟﻚ ‪ ،‬ﰲ ﺍﳌﻘﺎﻡ ﺍﻟﺜﺎﱐ‪ ،‬ﻷﺳﺒﺎﺏ ﺃﺧـﺮﻯ ﺗﺘﻌﻠـﻖ‬ ‫ﲟﻀﺎﻣﲔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﳌﻌﻮﻣﻠﺔ ﺫﺍ‪‬ﺎ‪ .‬ﻛﻤﺎ ﺳﻴﻮﺿﺢ ﰲ ﺍﻟﺘﺎﱄ‪:‬‬ ‫ﻓﺎﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻳﺆﺩﻱ ﺩﻭﺭﺍ ﺑﺎﺭﺯﺍ ﰲ ﺻﻴﺎﻏﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ‪ ،‬ﻭﺗﺸﻜﻴﻞ ﻣﻜﻮﻧﺎﺗﻪ ﺍﻷﺧﺮﻯ‪ ،‬ﻓﻬـﻮ‬ ‫ﻳﺮﺗﺒﻂ‪ ،‬ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻌﻘﺪ‪ ،‬ﺑﻜﺎﻓﺔ ﺍﻟﻨﻮﺍﺣﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ‪ ،‬ﻭﻳﺘﻔﺎﻋﻞ ﺑﻘﻮﺓ ﻣﻊ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﻨﻈﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪.‬‬ ‫ﻭﺗﺄﺛﲑﻩ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻟﻴﻤﺘﺪ ﺇﱃ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺑﺮﻣﺘﻪ‪ ،‬ﻭﺇﱃ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺑﻜﺎﻓﺔ ﺗﻔﺎﺻﻴﻠﻬﺎ ﻭﻋﻨﺎﺻﺮﻫﺎ‪ ،‬ﻭﻫﻮ ﺃﻛﱪ‬ ‫ﻧﺎﻗﻞ ﻭﻣﺸﻜﻞ ﳌﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍ‪‬ﺘﻤﻊ‪.‬‬ ‫ﻭﻳﺬﻫﺐ ﺃﻏﻠﺐ ﺍﳌﻔﻜﺮﻳﻦ ﻭﺍﻟﺒﺎﺣﺜﲔ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻳﻌﱪ ﻋﻦ ﺧﻼﺻﺔ ﻣﺎ ﻭﺻﻠﺖ ﺇﻟﻴﻪ‬ ‫ﺍﻷﻣﺔ ﻭﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﺭﻑ ﻭﻋﻠﻮﻡ ﻭﻋﻘﺎﺋﺪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻴﻢ‪ ،‬ﻓﻬﻮ ﺑﺮﻳﺪ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﻭﻣﻨﻬﺎﺝ ﺍﳌﻔﻜﺮﻳﻦ ﻭﺳـﺒﻴﻞ‬ ‫ﺍﳌﺼﻠﺤﲔ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺭﻫﺎﻥ ﺍﻟﺴﺎﺳﺔ ﻭﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﻜﻬﻨﺔ ﻭﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ‪ .‬ﻓﻬﻮ ﺃﺩﺍﺓ ﻟﻨﻘﻞ ﺫﻟﻚ ﻛﻠـﻪ ﺇﱃ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺷﺌﺔ‪ ،‬ﻭﺗﺄﻣﲔ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ ﻭﺍﳌﻬﺎﺭﺍﺕ‪ ،‬ﻭﻫﻮ ﰲ ﺍﻷﺧﲑ ﺍﳉﺴﺮ ﺑﲔ ﺍﳌﺎﺿﻲ ﻭﺍﳊﺎﺿﺮ‪ ،‬ﻭﺑﲔ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ ﻭﺍﶈﻠﻲ‪.‬‬ ‫‪ - 17‬ﻧﻮﺭ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺯﻣﺎﻡ‪ ،‬ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‪ ،‬ﺩﺭﺍﺳﺔ ﰲ ﺳﻮﺳﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻌﺮﰊ‪ ،‬ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ‪،‬‬ ‫‪ ،2003‬ﺹ‪.171-165‬‬ ‫‪ -18‬ﻧﻮﺭ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺯﻣﺎﻡ‪"،‬ﻋﻮﳌﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ‪ :‬ﺍﳌﺴﺘﺤﻴﻞ ﻭﺍﳌﻤﻜﻦ "‪ ،‬ﳎﻠﺔ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺴﻜﺮﺓ‪ ،‬ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻷﻭﻝ‬ ‫)ﻧﻮﻓﻤﱪ ‪.(2001‬‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ـــــــــــ‪89‬‬

‫ـــــــــــــــ ﺩ‪.‬ﻧﻮﺭ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺯﻣﺎﻡ ) ﻣﻠﻴﻜﺔ ﺟﺎﺑﺮ ﺻﻮﺭﻳﺔ ﻓﺮﺡ ﺍﷲ( ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻭﲢﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‬

‫ﻭﺗﺮﺟﻊ ﺧﻄﻮﺭﺓ ﻫﺬﺍ ﺍﳉﺎﻧﺐ ﺃﻳﻀﺎ ﺇﱃ ﻣﻀﺎﻣﲔ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻔﺮﺯﻩ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺻﺮﺍﺣﺔ‬ ‫ﺃﻭ ﺿﻤﻨﺎ‪ ،‬ﺑﺴﺒﺐ ﺍﺭﺗﺒﺎﻃﻬﺎ ﺑﺎﻟﻠﱪﺍﻟﻴﺔ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ﻭﺃﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴـﺔ ﺍﻗﺘﺼـﺎﺩ ﺍﻟﺴـﻮﻕ ﺍﳊـﺮ ﻭﺍﻟـﻨﻤﻂ‬ ‫ﻭﺍﻻﺳﺘﻬﻼﻛﻲ ﻭﺇﻋﻼﻡ ﺍﻟﺘﺮﻓﻴﻪ )‪.(19‬ﻭﻳﻨﻄﻮﻱ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﺍﳌﻌﻮﱂ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﺓ ﺩﻓـﻊ ﺗﺆﻣﻨـﻬﺎ ﺍﻟﱰﻋـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺸﻤﻮﻟﻴـﺔ ﺍﻟﺘﻮﺳﻌﻴﺔ ﻟﻠﺮﺃﲰﺎﻟﻴﺔ‪ ،‬ﺣﱴ ﺃﻥ ﺑﻴﺘﺮﻣﺎﺭﺗﲔ ﻭ ﺷﻮﻣﺎﻥ ﻭﺻﻔﺎﻫﺎ ﺑﺎﻟﺮﺃﲰﺎﻟﻴﺔ "ﺍﻟﻨﻔﺎﺛﺔ" )‪.(20‬‬ ‫‪ -1‬ﻭﺟﻪ ﺃﻭﻝ ﳋﻄﺎﺏ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‪:‬‬

‫ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﳒﻤﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﻗﺪ ﺗﻮﺍﺟﻪ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﶈﻠﻴﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﺗـﺎﺛﲑ ﺍﳋﻄـﺎﺏ‬ ‫ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺍﳌﻌﻮﱂ ﰲ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ‪:‬‬ ‫ﺃ‪ -‬ﻳﻌﺘﱪ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺍﳌﻌﻮﱂ ﺫﺍ ﻃﺎﺑﻊ ﺗﻐﺮﻳﱯ‪ ،‬ﺗﻐﻠﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﱰﻋﺔ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴـﺔ ﺍﳌﺘﻤﺮﻛـﺰﺓ‬

‫ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻫﻲ ﺍﻟﱰﻋﺔ ﺍﻟﱵ ﺧﱪ‪‬ﺎ ﺑﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻟﻘﺮﻭﻥ ﻣﻀﺖ‪ ،‬ﻭﻫﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﻴـﻮﻡ‬ ‫ﺗﻨﺒﻌﺚ ﰲ ﺳﺮﺍﺑﻴﻞ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺧﺒﺖ ﺭﻳﺎﺡ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺻﺎﺣﺒﺖ ﻣﻮﺟﺎﺕ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ‪.‬‬ ‫ﻭﺗﺴﻌﻰ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺮﺍﻫﻦ ﻟﻌﻮﳌﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ‪ ،‬ﻭﻃﺮﺡ ﻓﻠﺴﻔﺘﻬﺎ ﻋﻠـﻰ ﺃ‪‬ـﺎ ﺗﺘﺴـﻢ‬ ‫ﺑﺎﻟﻌﺎﳌﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻳﻼﺣﻆ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺨﺐ ﺍﳊﺎﻛﻤﺔ‪ ،‬ﻭﺍﳌﺜﻘﻔﺔ ﰲ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﺃﺩﺕ ﺩﻭﺭ ﺍﳌﺮﻭﺝ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﳍﺬﺍ ﺍﻟﺘﻮﺟـﻪ‬ ‫ﺍﳌﻌﺒﺄ ﺑﺎﻟﺮﺅﻳﺔ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ ﻭﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ‪ ،‬ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﻔﺴﺮ ﺇﻃﻼﻕ ﻭﺻﻒ ﺍﻷﻣﺮﻛـﺔ ﻋﻠـﻰ ﻣﻔﻬـﻮﻡ‬ ‫ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‪.‬‬ ‫ﻭﻻ ﳜﺘﻠﻒ ﺍﻷﻣﺮ ﰲ ﺍ‪‬ﺎﻝ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻋﻦ ﻏﲑﻩ ﻣﻦ ﺍ‪‬ﺎﻻﺕ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﳒﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ‬ ‫ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺣﺮﻳﺼﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺘﺤﻮﺍﺫ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻣﺜﻞ ﺣﺮﺻﻬﺎ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﻟﺘﺄﺛﲑ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻮﻛﺎﻻﺕ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻨﺸﻄﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﲢﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﳍﺎ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ‬ ‫ﰲ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ﻟﻠﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ )ﺍﻟﻴﻮﻧﻴﺴﻜﻮ( ﻛﻤﺎ ﺍ‪‬ﺎ ﺗﺴﻌﻰ ﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﺍﳌﺆﺳﺴـﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻣﺜﻞ ﺍﳌﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ‪ ،‬ﻭﺣﱴ ﺍﳌﻨﻈﻤﺔ ﺍﻹﺳـﻼﻣﻴﺔ ﻟﻠﺘﺮﺑﻴـﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ‪ .‬ﻭﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺪﺩ ﳒﺪﻫﺎ ﻣﺜﻼ ﲤﺎﺭﺱ ﺃﺩﻭﺍﺭﺍ ﻣﺘﻘﻨﺔ ﻟﻠﺘﺎﺛﲑ ﻭﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﻣـﻦ ﺧـﻼﻝ‬ ‫ﺗﺼﻌﻴﺪ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﻟﻠﻤﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺾ ﻋﻠﻰ ﺗﺼﻔﻴﺔ ﺑﻌﺾ ﺍﳉﻮﺍﻧﺐ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺃﺣﻴﺎﻧـﺎ‬ ‫ﺗﺒﺎﺩﺭ ﺇﱃ ﻃﺮﺡ ﺑﺪﺍﺋﻞ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﺗﺼﻮﻳﺮﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺃ‪‬ﺎ ﺍﳊﻞ ﺍﻷﻣﺜﻞ ﻟﺘﺠﺎﻭﺯ ﺃﻭﺿﺎﻉ ﺍﻟﺘـﺄﺧﺮ ﺍﻟﻌﻠﻤـﻲ‬ ‫‪ - 19‬ﻋﻠﻲ ﻧﺒﻴﻞ ‪" ،‬ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﻋﺼﺮ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ"‪ ،‬ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻋﺎﱂ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ‪ ،‬ﺍ‪‬ﻠﺲ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﻔﻨﻮﻥ ﻭﺍﻵﺩﺍﺏ‪،‬‬ ‫ﺍﻟﻜﻮﻳﺖ‪ ،‬ﺍﻟﻌﺪﺩ ‪) ،265‬ﻳﻨﺎﻳﺮ ‪ ،(2001‬ﺹ‪.41‬‬ ‫‪ -20‬ﻫﺎﻧﺲ‪ -‬ﺑﻴﺘﺮﻣﺎﺭﺗﲔ ‪ ،‬ﻫﺎﺭﻭﻟﺪ ﺷﻮﻣﺎﻥ‪" ،‬ﻓﺦ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‪ ،‬ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﺍﻟﺮﻓﺎﻫﻴﺔ"‪ ،‬ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻋﺎﱂ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ‪ ،‬ﺍ‪‬ﻠﺲ‬ ‫ﺍﻟﻮﻃﲏ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﻔﻨﻮﻥ ﻭﺍﻵﺩﺍﺏ‪ ،‬ﺍﻟﻜﻮﻳﺖ‪ .‬ﺍﻟﻌﺪﺩ ‪ ) 238‬ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ ‪ (1998‬ﺹ‪.35‬‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ـــــــــــ‪90‬‬

‫ـــــــــــــــ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ﻭﺍﻟﺘﻤﺰﻕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﻹﺛﲏ‪ ،‬ﻭﻗﺪ ﺗﻘﺪﻡ ﰲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﻨﺼﺢ ﻭﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﻌﻄﻲ ﺍﳌﺜـﺎﻝ‬ ‫ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﻘﻴﺘﻬﺎ ﰲ ﺫﻟﻚ‪.‬‬ ‫ﺏ‪ -‬ﺗﺴﻌﻰ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺇﱃ ﻓﺮﺽ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﺔ ﰲ ﳎﺎﻝ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺧﺎﺻﺔ ﰲ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ‪ ،‬ﻭﳏﺎﻭﻟـﺔ‬

‫ﲡﻔﻴﻒ ﻣﻨﺎﺑﻊ ﺍﻟﺪﻳﻦ‪ ،‬ﻭﺗﻘﻠﻴﻞ ﻧﻔﻮﺫﻩ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﳊﻜﻮﻣﻴﺔ ﻭﺍﳋﺎﺻﺔ‪ ،‬ﻣﻊ ﺍﺳـﺘﺜﻨﺎﺋﻬﺎ‬ ‫ﻷﻣﺮﻳﻜﺎ ﺍﻟﱵ ﺗﺸﻬﺪ ﺍﻧﺒﻌﺎﺛﺎ ﻗﻮﻳﺎ ﻟﻠﺘﺪﻳﻦ‪ .‬ﻓﺎﻟﻌﻮﳌﺔ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻳﺘﺼﻮﺭﻫﺎ ﺍﳌﻨﺎﺻﺮﻭﻥ ﳍﺬﺍ ﺍﻟﺘﻮﺟـﻪ‪ ،‬ﺗﺴـﻌﻰ‬ ‫ﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﰲ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﻣﺘﺴﺎﳏﺔ ﺗﺘﺠﺎﻭﺯ ﺭﻭﺍﺑﻂ ﺍﻟﻌﺮﻕ ﻭﺃﻭﺍﺻﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺋـﺪ‪ ،‬ﻭﻫـﻢ‬ ‫ﻳﻼﺣﻈﻮﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﰲ ﺑﻠﺪﺍﻥ ﺑﻌﻴﻨﻬﺎ ﻳﻔﺮﻕ ﺑﲔ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻭﳛﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺮﺍﻫﻴﺔ ﺃﻭ ﻳﺸﺠﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻤﻴﺰ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﻔﺮﺩ ﺑﺪﻝ ﺍﻻﻧﺴﺠﺎﻡ ﻭﺍﻟﺘﻮﺣﺪ‪.‬‬ ‫ﻭﳓﻦ ﻧﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺍﻟﱵ ﺇﺻﻄﻐﺖ ﺑﺼﺒﻐﺔ ﺍﻟﺘﻐﺮﻳﺐ ﻻ ﳚﺐ ﺃﻥ ﻧﻨﺴﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﺔ‬ ‫ﻗﺪ ﺍﻗﺘﺮﻧﺖ ﻣﻨﺬ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻇﻬﻮﺭﻫﺎ ﲞﺼﺎﺋﺺ ﻭﲰﺎﺕ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﱵ ﺭﺍﻓﻘﺖ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﺍﻟﻐﺮﰊ)‪ ،(21‬ﻭﻫـﻲ‬ ‫ﺗﻌﺪ ﻗﺮﻳﺒﺔ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﻛﻤﺎ ﻳﺮﻯ " ﻣﻮﺭﻳﺲ ﺑﺎﺭﺑﻴﻴﻪ" ‪ ،Maurice Barbier‬ﺇ ﹾﺫ ﺍﺳﺘﻌﻤﻠﺖ ﺍﻟﻜﻠﻤـﺔ ﻷﻭﻝ‬ ‫ﻣﺮﺓ‪ ،‬ﰲ ‪ 11‬ﻧﻮﻓﻤﱪ ‪ ،1871‬ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻷﻭﺍﺋﻞ ﻣﺜﻞ ﺇﳝﻴﻞ ﻟﺘﺮﻱ ﻭﻓﺮﺩﻳﻨﺎﻥ ﺑﺮﻳﺴﻮﻥ ﻭﻏﲑﳘـﺎ ﻗـﺪ‬ ‫ﺃﻛﺪﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﳊﻴﺎﺩ ﻋﻨﺪ ﲢﺪﻳﺪ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﺔ)‪ ،(22‬ﻓﺈﻥ ﻗﺎﻣﻮﺱ ﻟـ" ﻛﻴﻴﻪ" ‪ Quillet‬ﺳﺎﺭ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻨﻮﺍﻝ ﺣﻴﺚ ﺃﺩﺭﺝ ﻣﺮﺍﺩﻓﺎ ﺁﺧﺮ ﻗﺮﻳﺒﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻌﲎ ﻭﻫﻮ ﺍﻻﺳـﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ‪Autonomie‬‬ ‫ﻓﻌﻠﻤﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺗﻌﲏ ﺇﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺘﻪ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻫـﻮ ﺍﳊـﺎﻝ ﺑﺎﻟﻨﺴـﺒﺔ ﻻﺳـﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟـﺔ ﰲ ﺍﻟﻨﻈـﺎﻡ‬ ‫ﻱ ﻧﺸﺎﻁ ﺩﻳﲏ)‪.(23‬‬ ‫ﺍﻟﺰﻣﲏ ‪ ، Temporel‬ﺃﻱ ﺍﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻋﻦ ﻛﻞ ﺍﳌﺬﺍﻫﺐ‪ ،‬ﺃﻭ ﻋﻦ ﺃ ‪‬‬ ‫ﺇﺫﻥ ﻓﺎﳌﻘﺼﻮﺩ ﺑﺎﻟﻌﻠﹾﻤﻨﺔ – ﻭﻭﻓﻖ ﺍﳌﺪﻟﻮﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻇﻬﺮ ﰲ ﻣﻨﺸﺄ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ – ﻫﻮ‪" :‬ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺘﺎﻡ ﺑﲔ‬ ‫ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﺔ‪ ،‬ﻭﺑﲔ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻭﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ "‪ ،‬ﺃﻱ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻔﻬﻮﻡ ﻳﺆﻛﺪ ﻋﻠﻰ "‬ ‫ﺍﻟﻌ ﹾﻠﻤﻨﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﹾﻤﻨﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ)‪." (24‬‬ ‫ﻭﻟﻜﻦ ﳚﺪﺭ ﺍﻟﺘﺴﺠﻴﻞ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﻐﺮﰊ‪ ،‬ﺧﺎﺻﺔ ﺍﻟﺮﲰﻲ ﻣﻨﻪ‪ ،‬ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﳑﺎ ﻳﺒﺪﻭ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻣﻈﺎﻫﺮ‬ ‫ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻓﻬﻮ ﻳﺘﺴﻢ ﺑﺎﻟﺜﺒﺎﺕ‪ ،‬ﻓﻬﻮ ﻳﺘﻠﻘﻰ ﺍﳌﻔﺎﻫﻴﻢ ﺍﻟﱵ ﺗﺒﻌﺪ ﺑﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻛﺘﻠﻘﻲ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋـﺪ ﰲ‬

‫‪ - 21‬ﳌﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﺳﻊ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﺔ ﺃﻧﻈﺮ‪ :‬ﻧﻮﺭ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺯﻣﺎﻡ‪ ،‬ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪.‬‬ ‫‪Maurice Barbier, La laïcité, Paris, Editions L'Armathan, 1995, pp. 6-7 - 22‬‬ ‫‪« Laïcité » Dictionnaire Encyclopédique, Quillet, Paris,1990. - 23‬‬ ‫‪ - 24‬ﺭ‪ .‬ﺑﻮﺩﻭﻥ‪ ،‬ﻭﻑ‪ .‬ﺯ‪ .‬ﺑﻮﺭﻳﻜﻮ‪ ،‬ﺍﳌﻌﺠﻢ ﺍﻟﻨﻘﺪﻱ ﻟﻌﻠﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ‪ ،‬ﺗﺮﲨﺔ ﺳﻠﻴﻢ ﺣﺪﺍﺩ‪ ،‬ﺑﲑﻭﺕ‪ :‬ﺍﳌﺆﺳﺴﺔ ﺍﳉﺎﻣﻌﻴﺔ‬ ‫ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﻭﺍﻟﻨﺸﺮ ﻭﺍﻟﺘﻮﺯﻳﻊ‪ ،1986 ،‬ﺹ‪.151‬‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ـــــــــــ‪91‬‬

‫ـــــــــــــــ ﺩ‪.‬ﻧﻮﺭ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺯﻣﺎﻡ ) ﻣﻠﻴﻜﺔ ﺟﺎﺑﺮ ﺻﻮﺭﻳﺔ ﻓﺮﺡ ﺍﷲ( ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻭﲢﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‬

‫ﺑﻠﺪﺍﻧﻨﺎ‪ ،‬ﻭﻫﻮ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﺼﻮﺭ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺧﻼﻑ ﺫﻟﻚ‪ ،‬ﻓﺴﺘﺒﻘﻰ ﺍﻟﻌﻠﻤﻨﺔ‪ ،‬ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺗﻘﺎﺩﻡ ﺍﻷﺯﻣﺎﻥ‪،‬‬ ‫ﻣﺮﺍﺩﻓﺔ ﻟﻠﺘﺤﺪﻳﺚ ﻭﺍﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﻭﺍﻟﺘﻘﺪﻡ‪ ،‬ﻭﺳﺘﻌﺘﱪ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺈﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻹﻧﺴـﺎﱐ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ ﺃﻥ ﻳﻠﺞ ﻣﻨﻪ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻔﺮﻳﻖ ﻭﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ‪.‬‬ ‫ﻫﺬﺍ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻣﺎ ﳛﺪﺙ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻧﺒﻌﺎﺙ ﻟﻠﺘﺪﻳﻦ ﰲ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﻭﺑﻌﺾ ﺑﻠﺪﺍﻥ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﲢـﺖ‬ ‫ﺳﻄﺢ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﺔ ﻟﺪﻟﻴﻞ ﻗﺎﻃﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﻡ ﺗﻼﺯﻡ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺚ‪ -‬ﰲ ﺛﻮﺑﻪ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺃﻭ ﰲ ﺛﻮﺑﻪ ﺍﳌﻌﻮﱂ‪ -‬ﻣـﻊ‬ ‫ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﺔ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﺔ ﻟﻦ ﺗﻜﻮﻥ ﲟﺜﺎﺑﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻤﺔ ﺍﻟﱵ ﲡﺘﻤﻊ ﰲ ﻇﻠﻬﺎ ﺃﻭﺍﺻﺮ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ‪.‬‬ ‫ﻓﺤﱴ ﰲ ﺣﺎﻝ ﺗﻘﺒﻞ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﺔ ﻓﺴﺘﻀﻔﻲ ﺍﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎﺕ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﻣﻌﺎﻧﻴﻬﺎ ﻭﺛﻘﺎﻓﺎ‪‬ـﺎ‬ ‫ﻭﺗﺼﻮﺭﺍ‪‬ﺎ‪ ،‬ﻭﻟﻦ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﻨﺔ ﰲ ﺁﺧﺮ ﺍﳌﻄﺎﻑ ﺳﻮﻯ ﻫﺠﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ‪ ،‬ﺣﱴ ﻭﻟـﻮ ﺍﺳـﺘﺤﻮﺫ‬ ‫ﺻﺎﺣﺐ ﺍﳌﻜﺎﻧﺔ ﺍﻟﻘﻮﻳﺔ ﺿﻤﻦ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﺍﻟﺮﲰﻲ ﻟﻠﻤﻔﻬﻮﻡ‪ ،‬ﻭﺣﺎﻭﻝ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﻪ ﻛﺄﺩﺍﺓ‬ ‫ﻟﻠﻬﻴﻤﻨﺔ ﻭﺇﻟﻐﺎﺀ ﺍﻵﺧﺮ‪.‬‬ ‫‪ -2‬ﻭﺟﻪ ﺁﺧﺮ ﻟﻌﻮﳌﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ‪:‬‬

‫ﻏﲑ ﺃﻥ ﺍﻷﺑﻌﺎﺩ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻨﻄﻮﻱ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﲝﻜﻢ ﺍﺭﺗﺒﺎﻃﻬﺎ ﻭﺗﺸﺒﺜﻬﺎ ﺑﻔﻠﺴـﻔﺔ ﺍﻟﻐـﺮﺏ‬ ‫ﻭﻗﻴﻤﻪ‪ ،‬ﻭﺑﺄﺳﻠﻮﺏ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﺮﺃﲰﺎﱄ ﰲ ﻃﺒﻌﺘﻪ "ﺍﻟﻨﻔﺎﺛﺔ"‪ ،‬ﻻ ﺗﻌﲏ ﺃﺑﺪﺍ ﺣﺠﺐ ﻣﺼﺎﺣﺒﺎ‪‬ﺎ ﺍﻹﳚﺎﺑﻴـﺔ‪،‬‬ ‫ﺍﻟﱵ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﳒﻤﻠﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ‪:‬‬ ‫‪ -1‬ﻣﻦ ﺍﳌﻈﺎﻫﺮ ﺍﻹﳚﺎﺑﻴﺔ ﻟﻠﺘﺪﻓﻖ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﰐ ﺩﻓﻌﻪ ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ﺇﱃ ﺟﺪﻳﺔ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﰲ ﺗﻘﻠـﻴﺺ‬ ‫ﺍﻟﻔﻮﺍﺭﻕ ﺍﳌﻌﺮﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻔﺼﻠﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﺮﺍﺋﺪﺓ‪ ،‬ﻭﺗﺸﺠﻴﻊ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺘﻔﻜﲑ‬ ‫ﺍﳉﺪﻱ ﰲ ﻣﻮﺍﻛﺒﺔ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﺍﻟﺘﻘﲏ ﺍﻟﺴﺮﻳﻊ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺘﻤﻬﻴﺪ ﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ‪ .‬ﻭﻗﺪ ﺍﻗﺘﻨﻊ ﺍﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﳌﻬـﺘﻤﲔ‬ ‫ﺑﺸﺆﻭﻥ ﺍﻟﺴﺎﺳﺔ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻟﻴﺲ ﻗﻀﻴﺔ ﺧﺪﻣﺎﺕ ﻓﺤﺴﺐ‪ ،‬ﺑﻞ ﻫـﻮ ﻣـﺮﺗﺒﻂ ﺑـﺎﻷﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ‪ ،‬ﻭﲟﺠﻬﻮﺩ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻛﻤﺎ ﺗﺒﲔ ﳍﻢ ﺃﻥ ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﰲ ﳎﺎﻝ ﺍﻟﺮﺃﲰﺎﻝ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ‪‬ﻳﻀﺎﻋﻒ ﻣـﻦ‬ ‫ﻓﺮﺹ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﻭﺍﻟﻠﺤﺎﻕ ﲟﺼﺎﻑ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﳌﺘﻘﺪﻣﺔ‪ ،‬ﻭﻳﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻖ ﻭﺗﺜﻤﲔ ﺍﻟﺜﺮﻭﺍﺕ‪.‬‬ ‫‪ -2‬ﻭﻣﻦ ﺍﳌﻈﺎﻫﺮ ﺍﻹﳚﺎﺑﻴﺔ ﺃﻳﻀﺎ ﺣﺮﺹ ﺍﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻮﺍﺯﻧﺔ ﺑﲔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓـﺔ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴـﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﶈﻠﻴﺔ‪ ،‬ﺑﺎﻟﺘﻔﺘﺢ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺧﺮ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﻭﺍﶈﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﻮﻳﺔ ﺍ‪‬ﺘﻤـﻊ ﻭﻗﻴﻤـﻪ ﻣـﻦ ﺟﻬـﺔ‬ ‫ﺃﺧﺮﻯ)‪ .(25‬ﳑﺎ ﺳﻴﻔﺴﺢ ﺍ‪‬ﺎﻝ ﻷﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﳌﺘﺄﺧﺮﺓ ﻣﻦ ﲢﺴﲔ ﻓﺮﺻﻬﻢ ﰲ ﺍﻻﺭﺗﻘﺎﺀ ﺍﻻﺟﺘﻤـﺎﻋﻲ‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﰲ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ‪ .‬ﻭﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻓﺈﻥ ﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺍﳌﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺗﻈﺎﻓﺮ ﺍﳉﻬﻮﺩ ﻟﺘﻄﻮﻳـﻊ‬ ‫‪ 25‬ﳏﻤﻮﺩ ﺃﲪﺪ ﺷﻮﻕ‪ ،‬ﺍﻻﲡﺎﻫﺎﺕ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﰲ ﲣﻄﻴﻂ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻴﺔ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﻌﺮﰊ‪ ،‬ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ‪ ،1998 ،‬ﺹ‪.187‬‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ـــــــــــ‪92‬‬

‫ـــــــــــــــ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻟﺼﺎﱀ ﳉﻤﻴﻊ‪ ،‬ﻭﻫﺬﺍ ﺃﻣﺮ ﳑﻜﻦ ﻛﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﰲ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺒﻌـﺪ ﺍﻻﺟﺘﻤـﺎﻋﻲ‬ ‫ﻟﻠﻌﻮﳌﺔ‪ ،‬ﺍﻟﺬﻱ ﺭ‪‬ﻓﻊ ﳌﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ‪ ،‬ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻃﻠﺐ ﻣﻨﻬﺎ‪ ،‬ﻭﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﻣﻦ ﻣﺪﻳﺮﻫﺎ ﺍﻟﻌﺎﻡ "ﺧﻮﺍﻥ‬ ‫ﺳﻮﻣﺎﻓﻴﺎ"‪ ،‬ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺆﻛﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺘﻐﲑ ﻓﺤﺴﺐ‪ ،‬ﺑﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺘﻐﲑ‪ ،‬ﻭﺃﻥ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻮﳌﺔ‬ ‫ﻋﺎﺩﻟﺔ ﻭﺷﺎﻣﻠﺔ ﳚﺐ ﺃﻥ ﻳﺼﺒﺢ ﺃﻭﻟﻮﻳﺔ ﻋﺎﳌﻴﺔ‪ .‬ﻭﻗﺪﻣﺖ ﺍﳉﻨﺔ ﻋﺪﺓ ﺍﻗﺘﺮﺍﺣﺎﺕ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻃﺎﺭ)‪.(26‬‬ ‫‪ -3‬ﺗﻔﺮﺽ ﺍﻟﺘﻐﲑﺍﺕ ﺍﳌﺼﺎﺣﺒﺔ ﻟﻠﻌﻮﻣﻠﺔ ﺗﻮﻓﲑ ﺍﳌﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﳊﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍ‪‬ﺘﻤﻌﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ‪،‬‬ ‫ﻓﻼ ﻋﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻨﻌﻜﺲ ﺫﻟﻚ ﺍﳌﻄﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻨﺎﻣﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻟﱵ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻣﺮﻏﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﺸﺮ ﺍﻟﻘـﻴﻢ‬ ‫ﺍﻟﺪﳝﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ ﻋﻼﻭﺓ ﻋﻠﻰ ﺩﻣﻘﺮﻃﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‪ ،‬ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺇﺗﺎﺣﺔ ﻓﺮﺹ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ‪ ،‬ﻭﻗﺪ ﺃﺻﺒﺢ ﻳﻨﻈﺮ‬ ‫ﻟﻠﻤﺪﺭﺳﺔ ﻛﺄﺩﺍﺓ ﻓﺎﻋﻠﺔ ﰲ ﺍﳌﺴﺎﳘﺔ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺤﻮﻝ ﺍﻟﺪﳝﻮﻗﺮﺍﻃﻲ‪ ،‬ﲝﻴﺚ ﺗﺼﺒﺢ ﳎﺘﻤﻌﺎ ﻣﺼﻐﺮﺍ ﳝﺎﺭﺱ‬ ‫ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺘﻠﻤﻴﺬ ﺣﺮﻳﺘﻪ‪ ،‬ﻭﺗﻨﻤﻮ ﻓﻴﻪ ﺧﺼﺎﺋﺼﻪ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ)‪ ،(27‬ﻭﺗﺘﺤﻮﻝ ﺇﱃ ﻓﻀﺎﺀ ﻳﺘﻌﻠﻢ ﻓﻴـﻪ ﺍﻹﻧﺴـﺎﻥ‬ ‫ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺽ ﻭﺍﳊﻮﺍﺭ ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ‪ ،‬ﻭﺗ‪‬ﺮﺍﻋﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﰲ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻭﺍﻟﻔﻌﻞ‪ ،‬ﻭﻳﺘﻢ ﺍﻟﺘﺄﻛﻴـﺪ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻗﻴﻢ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﺪﻝ ﻭﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺴﻌﻰ ﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻣﻦ ﻛـﻞ ﺃﺷـﻜﺎﻝ‬ ‫ﺍﻻﺳﺘﺒﺪﺍﺩ ﻭﺍﻟﺘﻌﺴﻒ‪.‬‬ ‫‪ -4‬ﻋﻼﻭﺓ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﲢﻤﻞ ﰲ ﻃﻴﺎ‪‬ﺎ ﺧﻄﺎﺑﺎ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺎ ﳛﺮﺹ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭﻩ ﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﲝﻴﺚ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﳏﻮﺭﺍ ﻷﻫﺪﺍﻓﻬﺎ‪ ،‬ﻭﻓﻀﺎﺀ ﻳﺘﻌﻠﻢ ﻓﻴﻪ ﺍﻟـﻨﺶﺀ‬ ‫ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻟﺘﻌﺎﻳﺶ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ‪ ،‬ﻭﺃﳘﻴﺔ ﺍﻟﺘﻘﺎﺭﺏ ﺍﻟﺜﻘﺎﰲ ﺑﲔ ﺍ‪‬ﺘﻤﻌﺎﺕ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ‪ ،‬ﻭﻳﺘﻢ ﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻓﻴﻪ ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﺍﳌﺼﲑ ﺍﳌﺸﺘﺮﻙ ﻟﻺﻧﺴﺎﻧﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺗﻌﺰﻳﺰ ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ ﺑﻀﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻟﺘﻔﺎﺩﻱ ﺍﻟﻜﻮﺍﺭﺙ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼـﺤﻴﺔ‬ ‫ﻭﻣﺂﺳﻲ ﺍﳊﺮﻭﺏ‪.‬‬ ‫‪ -5‬ﻭﻣﻦ ﺇﳚﺎﺑﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺃﻳﻀﺎ ﻣﺴﺎﳘﺘﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﺎﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﺍﶈﻠﻴﺔ ﻭﺍﳍﻮﻳـﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﻌﺘﻴﻘﺔ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﺩﺕ ﺗﻨﺪﺛﺮ‪ ،‬ﻓﺒﺪﻝ ﺃﻥ ﺗﺬﻭﺏ ﺗﻠﻚ ﺍﳋﺼﻮﺻﻴﺎﺕ ﻛﻤﺎ ﻇﻦ ﺑﻌﺾ ﻣﻨﻈﺮﻱ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‪ ،‬ﻓﻘﺪ‬ ‫ﺃﺩﺕ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﻭﺍﶈﻄﺎﺕ ﺍﻟﻜﱪﻯ‪ ،‬ﺍﻟﱵ ﺗﺼﻞ ﺇﱃ ﺃﺑﻌﺪ ﺍﻷﺻﻘﺎﻉ‪ ،‬ﺩﻭﺭﺍ ﺑﺎﺭﺯﺍ ﻟﻠﻔـﺖ‬ ‫ﺍﻧﺘﺒﺎﻩ ﺍﻷﻗﻠﻴﺎﺕ ﻭﺍﳍﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ﺇﱃ ﺧﺼﻮﺻﻴﺎ‪‬ﺎ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺗﺎﺭﳜﻬﺎ ﺍﻟﻔﺮﻳﺪ‪ ،‬ﺑﻞ ﺃﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﱂ ﺗﺴـﻠﻢ‬ ‫ﻣﻨﻪ ﺣﱴ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ﺫﺍ‪‬ﺎ‪ ،‬ﺍﻟﱵ ﻃﺎﳌﺎ ﺍﻧﺘﻘﺪ ﻣﻔﻜﺮﻭﻫﺎ ﺍ‪‬ﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﳌﺘﺄﺧﺮﺓ ﺑﻮﺻـﻔﻬﺎ ﺗﻌـﺮﻑ‬ ‫ﻣﻮﺯﺍﻳﻴﻚ ﺛﻘﺎﰲ ﻭﺇﺛﲏ‪ ،‬ﻓﺎﻻﻧﺘﻌﺎﺵ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﺰ ﻣﺸﺎﻋﺮ ﺍﻷﻗﻠﻴﺎﺕ ﺍﻛﺘﺴﺢ ﺳﺎﺣﺔ ﺛﻘﺎﻓﺘﻬﺎ‪ ،‬ﻓﺘﻨﺎﺯﻟﺖ ﻋـﻦ‬ ‫‪ -26‬ﻋﺎﱂ ﺍﻟﻌﻤﻞ‪ ،‬ﳎﻠﺔ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ‪ ،‬ﺟﻨﻴﻒ‪ ،‬ﺍﻟﻌﺪﺩ‪) 50‬ﻣﺎﻳﻮ ‪.(2004‬‬ ‫‪ - 27‬ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻐﲏ ﻋﺒﻮﺩ ﻭﺁﺧﺮﻭﻥ‪ ،‬ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﳌﻘﺎﺭﻧﺔ ﻭﺍﻷﻟﻔﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ‪ ،‬ﺍﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ ﺍﳉﺪﻳﺪ‪ ،‬ﺹ‪-435‬‬ ‫‪.436‬‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ـــــــــــ‪93‬‬

‫ـــــــــــــــ ﺩ‪.‬ﻧﻮﺭ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺯﻣﺎﻡ ) ﻣﻠﻴﻜﺔ ﺟﺎﺑﺮ ﺻﻮﺭﻳﺔ ﻓﺮﺡ ﺍﷲ( ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻭﲢﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‬

‫ﺃﻫﻢ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﻓﻜﺮﻫﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﺮﺍﻣﻲ ﺇﱃ ﺻﻬﺮ ﺍﳍﻮﻳﺎﺕ ﻭﺍﻷﻗﻠﻴﺎﺕ ﰲ ﺑﻮﺗﻘﺔ ﺍﳍﻮﻳﺔ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﺴﻖ‬ ‫)‪(28‬‬ ‫ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ‪ ،‬ﻭﺍﺿﻄﺮﺕ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻟﻺﳝﺎﻥ ﺑﺎﻟﺘﻌﺪﺩﻳﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﳊﻀﺎﺭﻳﺔ‬ ‫ﺍﳋﺎﲤﺔ‪:‬‬

‫ﻭﰲ ﺍﳋﺘﺎﻡ‪ ،‬ﳝﻜﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﻨﻘﺎﺏ ﻋﻦ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻮﺍﺟﻪ ﺍﻟﻌﺎﱂ‬ ‫ﺍﻟﻌﺮﰊ ﰲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺮﺍﻫﻦ ﳚﺐ ﺃﻥ ﻳﺼﺎﺣﺒﻪ ﺭﺻﺪ ﻻﻧﻌﻜﺎﺳﺎ‪‬ﺎ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻟﻠﺘﻮﺟﻴﻪ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ‬ ‫ﺍ ﹸﳌﻌﻮﱂ‪ ،‬ﻭﺍﺳﺘﺸﺮﺍﻑ ﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺎﺕ ﺍﳌﻤﻜﻨﺔ ﻟﻠﻮﻟﻮﺝ ﰲ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ‪ ،‬ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻄﺎﺑﻖ ﻭﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ‬ ‫ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ‪ ،‬ﻭ ﺍﺳﺘﻌﺮﺍﺽ ﻭﺍﻑ ﻟﻜﺎﻓﺔ ﻣﻼﻣﺢ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﲢﻤﻠﻪ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺿﻤﻨﻴﺎ ﺃﻭ ﺑﺸﻜﻞ‬ ‫ﻇﺎﻫﺮ‪.‬‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻫﺪﻓﻨﺎ ﺿﻤﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﶈﺎﻭﻟﺔ ﺍﺳﺘﻌﺮﺍﺽ ﺍﳌﻼﻣﺢ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻷﻭﺟﻪ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺍﳌﻌﻮﱂ‪،‬‬ ‫ﻛﻤﻘﺪﻣﺔ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﳌﻦ ﻳﺴﻌﻰ ﻟﺘﻨﺎﻭﻝ ﺍﶈﺎﻭﻻﺕ "ﺍﻟﺘﻄﻮﻳﻌﻴﺔ" ﺃﻭ "ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻧﻴﺔ" ﺍﳉﺎﺭﻳﺔ ﰲ ﻓﻀﺎﺀ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ‪ .‬ﻛﺨﻄﻮﺓ ﺃﻭﻟﻴﺔ ﻟﻠﺘﻔﻜﲑ ﰲ ﺧﻄﺎﺏ ﺗﺮﺑﻮﻱ ﻋﺮﰊ ﰲ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺘﺤﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺮﻫﺎﻧﺎﺕ ﺍﳊﺎﻟﻴﺔ‪،‬‬ ‫ﺃﻱ ﰲ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍ‪‬ﺎ‪‬ﺔ ﻭﺍﻹﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﺍﻟﻮﺍﻋﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﳋﱪﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﺍﳌﺼﺎﺣﺒﺔ ﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‪ ،‬ﻭﻳ‪‬ﻨﺘﻈﺮ ﻣـﻦ‬ ‫ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﱄ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺃﻥ ﺗﺆﺩﻱ ﺩﻭﺭﺍ ﺑﺎﺭﺯﺍ ﰲ ﺗﻔﻌﻴﻞ ﻫﺬﺍ ﺍ‪‬ﻬﻮﺩ ﺍ‪‬ﺘﻤﻌـﻲ‪،‬‬ ‫ﻋﱪ ﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺠﺎﻋﺔ ﻭﺍﻷﺩﺍﺀ‪ ،‬ﻭﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﺜـﻮﻳﺮ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﻭﺍﳌﻀـﺎﻣﲔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳـﺔ ﻭﺍﻟﻄﺮﺍﺋـﻖ‬ ‫ﻟﺒﻴﺪﺍﻏﻮﺟﻴﺔ‪ ،‬ﻭﲤﺘﲔ ﻋﺮﻯ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﺍﳌﺸﺘﺮﻙ‪ .‬ﻓﻜﺴﺐ ﺍﻟﺮﻫﺎﻥ ﰲ ﺍ‪‬ﺎﻝ ﺍﻟﺒﻴﺪﺍﻏﻮﺟﻲ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑـﻮﻱ‬ ‫ﻣﻘﺪﻣﺔ ﺃﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻜﺴﺐ ﺍﻟﺮﻫﺎﻧﺎﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ‪.‬‬

‫‪ - 28‬ﻧﻮﺭ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺯﻣﺎﻡ" ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ‪ ،‬ﻣﻘﺎﻝ ﺳﺒﻖ ﺫﻛﺮﻩ‪.‬‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ـــــــــــ‪94‬‬

‫ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﳌﻌﺮﻓﺔ‬ ‫ﺩ‪.‬ﺳﻴﻒ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺷﻮﻳﻪ‬ ‫ﻗﺴﻢ ﻋﻠﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺎﺟﻲ ﳐﺘﺎﺭ ﻋﻨﺎﺑﺔ‬ ‫ﻣﺪﺧﻞ‬ ‫ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ‪ Mondialisation‬ﺑﺄ‪‬ﺎ ﲰﺔ ﻳﺘﺴﻢ ‪‬ﺎ ﻋﺎﱂ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ "ﺍﻟﺘﺪﺍﺧﻞ ﺍﻟﻮﺍﺿـﺢ ﻷﻣـﻮﺭ‬ ‫ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺩﻭﻥ ﺍﻋﺘﺪﺍﺩ ﻳﺬﻛﺮ ﺑﺎﳊﺪﻭﺩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠـﺪﻭﻝ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺴـﻴﺎﺩﺓ‪ ،‬ﺃﻭ‬ ‫ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﻟﻮﻃﻦ ﳏﺪﺩ ﺃﻭ ﻟﺪﻭﻟﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ‪ ،‬ﻭﺩﻭﻥ ﺣﺎﺟﺔ ﻹﺟﺮﺍﺀ ﺣﻜﻮﻣﻲ"‬

‫)‪(1‬‬

‫ﻭﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ ﻓﺈﻥ ﻣﺪﻟﻮﻝ ﻣﺼﻄﻠﺢ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‪ ،‬ﻳﻌﲏ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ‪ ،‬ﻭﻛﻤﺎ ﻳﺘﺒﺎﺩﺭ ﺇﱃ ﺍﻟﺬﻫﻦ ﻟﻠﻮﻫﻠﺔ ﺍﻷﻭﱃ‪ ،‬ﺑﺄ‪‬ﺎ ﻋﻤﻠﻴـﺔ‬ ‫ﺗﺘﻀﻤﻦ ﲢﻮﻝ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺇﱃ ﻗﺮﻳﺔ ﺻﻐﲑﺓ‪ ،‬ﺗﺘﻘﺎﺭﺏ ﺃﺭﻛﺎ‪‬ﺎ ﻳﻮﻣﹰﺎ ﺑﻌﺪ ﻳﻮﻡ‪ ،‬ﻭﺗﺘﻼﺷﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﳌﻜﺎﻥ ﻭﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻧﺘﻴﺠـﺔ‬ ‫ﺗﺮﺍﻛﻢ ﻭﺗﻔﺎﻋﻞ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺗﻴﺴﺮ ﰲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﻟﻴﺲ ﻓﻘـﻂ ﻟﻌﻨﺎﺻـﺮ‬ ‫ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ‪ -‬ﻣﻦ ﺳﻠﻊ ﻭﺧﺪﻣﺎﺕ ﻭﺭﺃﺱ ﻣﺎﻝ ﻭﺃﻓﺮﺍﺩ ‪ -‬ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻳﻀﺎ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻋﱪ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﺪﻭﻝ‪.‬‬ ‫ﻭﻟﺪﺕ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺷﺎﻉ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭﻫﺎ ﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﰲ ﺃﻭﺍﺋﻞ ﻋﻘﺪ ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻟﺘﺤﻞ ﳏـﻞ ﺃﻭ‬ ‫ﻟﺘﻜﻮﻥ ﺑﺪﻳﻼ ﰲ ﺍﻻﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻭﲨﻞ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﺜﻞ "ﺍﻟﺘـﺪﻭﻳﻞ"‪ ،‬ﻭ"ﺍﻟﻨﻈـﺎﻡ ﺍﻟﻌـﺎﳌﻲ ﺍﳉﺪﻳـﺪ"‪ ،‬ﻓﺎﻟﺘـﺪﻭﻳﻞ‬ ‫‪ Internationalisation‬ﻫﻮ ﻭﺟﻮﺩ ﺗﻌﺎﻭﻥ ﻭﻋﻼﻗﺎﺕ ﻣﺘﺒﺎﺩﻟﺔ ﺑﲔ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻭﻟﻜﻦ ﰲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﲝـﺪﻭﺩ ﻛـﻞ‬ ‫ﺩﻭﻟﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ ﰎ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﻋﻨﻪ ﰲ ﻣﻨﺎﺳﺒﺎﺕ ﻋﺪﻳﺪﺓ‪ ،‬ﻭﻋﻠﻰ ﻓﺘﺮﺍﺕ ﻣﺘﻘﻄﻌﺔ ﻛﺎﻥ ﺃﺑﺮﺯﻫﺎ ﻣﺎ ﻇﻬﺮ ﺑﻌﺪ ﺍﳊـﺮﺏ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪ ،‬ﻭﰲ ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﺑﻌﺪ ﺍﳊﺮﺏ ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ‪ ،‬ﻭﰲ ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﺑﻌﺪ ﺣﺮﺏ ﺍﳋﻠـﻴﺞ ﻭﺍ‪‬ﻴـﺎﺭ ﺍﻻﲢـﺎﺩ‬ ‫ﺍﻟﺴﻮﻓﻴﱵ‪ ،‬ﻭﺍﺧﺘﻔﺎﺋﻪ ﻣﻦ ﺧﺮﻳﻄﺔ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ‪ ..‬ﻓﻘﺪ ﺭﺳﻢ ﺑﺴﻘﻮﻃﻪ ﻋﻼﻣﺔ ﺍﺳﺘﻔﻬﺎﻡ ﻛﺒﲑﺓ‪ ،‬ﻭﺳﺆﺍﻝ ﺣﻮﻝ ﻋﺎﱂ ﺍﻟﻐﺪ ﺃﻫـﻮ‬ ‫ﻋﺎﱂ ﻭﺍﺣﺪ ﺃﻡ ﻋﻮﺍﱂ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ‪...‬؟‬ ‫ﻟﺘﺄﰐ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﺍﳊﺎﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﰲ ﻛﻠﻤﺔ ﻋﻮﳌﺔ‪ ،..‬ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻌـﺎﳌﻲ ﺍﳉﺪﻳـﺪ‬ ‫ﻛﺎﻥ ﻭﻣﺎ ﻳﺰﺍﻝ ﰲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺘﺒﻠﻮﺭ ﻭﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ‪ ،‬ﻭﱂ ﺗﺴﺘﻘﺮ ﻣﺒﺎﺩﺋﻪ ﻭﻗﻴﻤﺔ ﻭﻣﻌﺎﻳﲑﻩ ﺑﻌﺪ‪....‬ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻟﻪ ﺃﺑﻌـﺎﺩ‬ ‫ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺇﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ‪ ،‬ﻭﺃﻳﻀﺎ ﺃﺑﻌﺎﺩ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻛﻞ ﻣﺎ ﻗﻴﻞ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻈـﺎﻡ ﺍﻟﻌـﺎﳌﻲ ﺍﳉﺪﻳـﺪ ﻋﻨـﺪ‬

‫ـــــــــــــــ ﺩ‪.‬ﺳﻴﻒ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺷﻮﻳﺔ‪ :‬ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﳌﻌﺮﻓﺔ‬

‫ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻋﻨﻪ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻳﻘﺎﻝ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﻧﺸﺄ‪‬ﺎ‪ ،‬ﻭﲢﺪﻳﺪﻫﺎ‪ ،‬ﻭﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﺫﻟﻚ ﺑﺎﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﻻ ﺑﺪ ﻣـﻦ ﻓﻬـﻢ ﻣﻌـﲎ‬ ‫ﻛﻠﻤﺔ ﻧﻈﺎﻡ‪ ،‬ﻭﻣﻌﲎ ﻛﻠﻤﺔ ﻋﺎﳌﻲ‪:‬‬ ‫• ﻛﻤﺎ ﻳﺸﲑ ﺍﳌﻌﲎ ﺍﻟﺴﻮﺳﻴﻮﻟﻮﺟﻲ ﻭﺍﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﳌﺼﻄﻠﺢ ﻧﻈﺎﻡ‪ ..‬ﻓﺈﻥ ﺃﻱ ﻧﻈﺎﻡ ﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻨﺪ ﺇﱃ ﳎﻤﻮﻋـﺔ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻭﺍﳌﺒﺎﺩﺉ ﻭﺍﳌﻌﺎﻳﲑ ﻭﺍﳉﺰﺍﺀﺍﺕ‪ ،‬ﻭﻗﺪ ﻋﺮﻓﺖ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﻘﻴﻤﻴﺔ _ ﺍﳌﻌﻴﺎﺭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺴـﺘﻮﻯ ﺍﳉﻤﺎﻋـﺔ‬ ‫ﻭﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﻣﻨﺬ ﻧﺸﺄ‪‬ﻢ‪ ،‬ﺑﻞ ﺃﻧﻪ ﻻ ﳝﻜﻦ ﻭﺟﻮﺩ ﺃﻱ ﳎﺘﻤﻊ ﺇﻻ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻭﺍﳌﺒﺎﺩﺉ ﻭﺍﳌﻌﺎﻳﲑ ﻭﺍﳉﺰﺍﺀﺍﺕ‪ ،‬ﺳـﻮﺍﺀ‬ ‫ﺃﻛﺎﻧﺖ ﻣﻜﺘﻮﺑﺔ‪ ،‬ﺃﻡ ﻏﲑ ﻣﻜﺘﻮﺑﺔ‪ ،‬ﺃﻡ ﺗﺘﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﻭﺫﻟﻚ‪ ،‬ﻭﺑﺪﻭﻥ ﺫﻟﻚ ﻳﻈﻞ ﺃﻱ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮ‪ ،‬ﻣﻬﻤـﺎ ﻛـﺎﻥ‬ ‫ﺣﺠﻤﻪ‪ ،‬ﳎﺮﺩ ﺣﺸﺪ ﻻ ﻳﺮﻗﻰ ﺇﱃ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ‪ ،‬ﻭﻗﺪ ﺳﺒﻘﺖ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﱃ ﺫﻟﻚ ﺑﺎﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﻋﻨـﺪ ﺍﳊـﺪﻳﺚ ﻋـﻦ‬ ‫ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ‪.‬‬ ‫• ﺃﻣﺎ ﻋﻦ ﺍﳉﺰﺀ ﺍﻵﺧﺮ ﻣﻦ ﻣﺼﻄﻠﺢ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ ﺃﻱ " ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ " ﻓﺈﻥ ﻋﺎﳌﻴﺔ ﺃﻱ ﻧﻈﺎﻡ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻌﲏ ﺃﺷـﻴﺎﺀ‬ ‫ﻋﺪﻳﺪﺓ‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻌﲏ ﺃﻥ ﻛﻞ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺎﱂ‪ ،‬ﻗﺪ ﻗﺒﻠﺖ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻭﺍﳌﺒﺎﺩﺉ ﻭﺍﳌﻌﺎﻳﲑ ﺍﻟﻀﺎﺑﻄﺔ ﻟﻠﺴـﻠﻮﻙ‪،‬‬ ‫ﻓﻠﻜﻲ ﺗﺘﻮﻓﺮ ﺻﻔﺔ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﺗﺘﺄﺛﺮ ﻛﻞ ﺩﻭﻝ ﻭﳎﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺑﺎﻟﺘﺪﺍﻋﻴﺎﺕ ﺍﳌﺒﺎﺷـﺮﺓ ﳍـﺬﻩ ﺍﻟﻘـﻴﻢ‬ ‫ﻭﺍﳌﺒﺎﺩﺉ ﻭﺍﳌﻌﺎﻳﲑ ﺍﻟﻀﺎﺑﻄﺔ ﺣﱴ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺄﺛﲑ ﳛﺪﺙ ﺑﺪﺭﺟﺎﺕ ﻣﺘﻔﺎﻭﺗﺔ‪.‬‬ ‫ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ ‪‬ﺬﺍ ﺍﳌﻌﲎ ﻫﻮ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺣﺪﻳﺜﺔ ﻧﺴﺒﻴﺎ ﱂ ﺗﻈﻬﺮ ﺇﻻ ﺑﻌـﺪ ﺍﺳـﺘﻜﻤﺎﻝ ﺍﻻﻛﺘﺸـﺎﻓﺎﺕ ﺍﳉﻐﺮﺍﻓﻴـﺔ‬ ‫ﻟﻸﻣﺮﻳﻜﺘﲔ ﻭﺍﺳﺘﺮﺍﻟﻴﺎ‪ ،‬ﰲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﳋﺎﻣﺲ ﻋﺸﺮ‪ ،‬ﻓﻤﻨﺪ ﺫﻟﻚ ﺍﳊﲔ ﺃﺻﺒﺢ ﳑﻜﻨﺎ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻧﻈﺎﻡ ﻋﺎﳌﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗـﻞ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﳌﻜﺎﻧﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺍﳉﻐﺮﺍﻓﻴﺔ‪ ،‬ﻭﰲ ﻏﻀﻮﻥ ﺍﻟﻘﺮﻭﻥ ﺍﳋﻤﺲ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ‪ ،‬ﺗﺮﺍﻛﻤﺖ ﻗﻴﻢ ﻭﻣﺒﺎﺩﺉ ﻭﻣﻌﺎﻳﲑ ﺿـﺎﺑﻄﺔ ﳍـﺬﺍ‬ ‫ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﺑﺘﺪﺍﺀ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﻫﺪﺓ ﻭﺳﺘﻔﺎﻟﻴﺎ ﻋﺎﻡ ‪ ،1648‬ﻭﺣﱴ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﻋﺼﺒﺔ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ﰲ ﺃﻋﻘﺎﺏ ﺍﳊﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﺍﻷﻭﱃ‪،‬‬ ‫ﰒ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ﻋﺎﻡ ‪ ،1945‬ﻭﻳﻼﺣﻆ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﳋﻄﻮﺍﺕ ﺍﻷﻭﱃ ﰲ ﺍﻻﲡﺎﻩ ﳓﻮ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ ﺃﻥ ﻫـﺬﺍ‬ ‫ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﰎ ﺑﺎﻟﺘﺪﺭﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ‪ ،‬ﺇﱃ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ‪ ،‬ﰒ ﺇﱃ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﰲ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﱐ ﰲ ﺍﳌﻮﺍﺛﻴـﻖ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴـﺔ‪ ،‬ﻭﺃﻥ‬ ‫ﻫﺬﺍ ﱂ ﻳﻜﻦ ﳎﺮﺩ ﺻﺪﻓﺔ‪ ،‬ﺃﻧﻪ ﻳﻌﱪ ﻋﻦ ﺗﻄﻮﺭ ﻋﻤﻴﻖ ﰲ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﻭﺩﺭﺟﺎﺕ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺍﻹﻧﺴﺎﱐ‪ ،‬ﺣﻮﻝ ﻋﻼﻗـﺔ ﺍﻟﻔـﺮﺩ‬ ‫ﺑﺎ‪‬ﺘﻤﻊ‪ ،‬ﻭﺣﻮﻝ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﳊﻘﻴﻘﻴﺔ ﰲ ﻛﻞ ﳎﺘﻤﻊ‪ ،‬ﻭﺃﻳﻀﹰﺎ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺑﲔ ﺍ‪‬ﺘﻤﻌـﺎﺕ ﻋﻤﻮﻣـﺎﹰ‪ ،‬ﻭﺍﻛﺘﺸـﺎﻑ‬ ‫ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﻮﺣﺪﻫﺎ‪ ،‬ﻭﺍﳋﺼﻮﺻﻴﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﻨﻮﻋﻬﺎ ﺃﻭ ﺗﻔﺮﻗﻬﺎ‪.‬‬ ‫ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺮﺍﻛﻢ ﺍﳌﻌﺮﰲ ﻭﲢﻮﻟﻪ ﺇﱃ ﻭﻋﻲ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻄﻼﺋﻊ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺮﻭﺍﺩ ﻣﻦ ﺍﳌﻔﻜﺮﻳﻦ ﻭﺍﳌﺜﻘﻔﲔ‪ ،‬ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﺸـﺮ ﺇﱃ‬ ‫ﻗﻄﺎﻋﺎﺕ ﺃﻭﺳﻊ ﰲ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ‪ ،‬ﻭﻣﻦ ﰒ ﻳﺘﺤﻮﻝ ﺇﱃ ﻓﻌﻞ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﺗﺪﺍﻋﻴﺎﺕ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺇﻻ ﺑﺘﻮﻓﺮ ﺷـﺮﻭﻁ ﻣﺜـﻞ‬ ‫ﺗﺒﻠﻮﺭ ﺗﻜﻮﻳﻨﺎﺕ )ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ – ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ( ﺗﺘﻘﺒﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻭﲡﺴﻪ ﰲ ﻗﻴﻢ ﺗﺘﺒﻨﺎﻫﺎ‪ ،‬ﺗﻌﱪ ﻋﻦ ﺗﻄﻠﻌﺎ‪‬ـﺎ ﻭﻣﺼـﺎﳊﻬﺎ‪،‬‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪-‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ـــــــــــــ ‪96‬‬

‫ــــــــــــــــــ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ﻭﺗﺪﻓﻊ ‪‬ﺎ ﺇﱃ ﺳﻄﺢ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺃﻭ ﺍﶈﻠﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ‪ ،‬ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻨﺎﺕ )ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ – ﺍﻻﻗﺘﺼـﺎﺩﻳﺔ(‬ ‫)‪(2‬‬ ‫ﺍﳌﺴﺘﻘﻠﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻵﻥ "ﺑﺎ‪‬ﺘﻤﻊ ﺍﳌﺪﱐ"‬ ‫ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‪:‬‬

‫ﻳﻮﺟﺪ ﺍﻵﻥ ﺍﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﳓﻮ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﻮﻋﻲ "ﺑﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ"‪ .‬ﻭﻳﻨﺎﺩﻱ ﺍﻟـﺒﻌﺾ ﺍﻵﺧـﺮ‬ ‫ﺑﺎﳌﻌﺮﻓﺔ ﻭﺍﳌﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﱵ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﲡﻌﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ "ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻨﺎﻓﺴﺔ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ"‪ .‬ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻋﺪﺩ ﻣـﻦ ﺍﻟﺘﻘـﺎﺭﻳﺮ ﺗﻄﺎﻟـﺐ‬ ‫ﺑﺎﻟﺘﻜﺎﻣﻞ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﲢﺖ ﻋﻨﻮﺍﻥ ﺍﻟﺘﺼﺤﻴﺢ ﺍﳍﻴﻜﻠﻲ‪ ،‬ﻭﻏﲑﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﳌﻔﺎﻫﻴﻢ ﺍﻟﱵ ﺗﺒﺪﻱ ﰲ ﻇﺎﻫﺮﻫﺎ ﺗﻔـﺎﺅﻻ ﺣـﺬﺭﺍ ﻻ‬ ‫ﻳﻌﻜﺲ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﺃﺭﻗﺎﻡ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ‪ .‬ﻓﺜﻤﺔ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ ﺟﻮﻫﺮﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺮﺍﻫﻦ ﻗﺪ ﺗﻮﺍﺭﺕ ﺃﳘﻴﺘﻬﺎ ﻣـﻦ ﺟـﺮﺍﺀ ﺳـﻴﻄﺮﺓ‬ ‫ﺍﳌﻔﺎﻫﻴﻢ ﺍﳌﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺈﻋﻄﺎﺀ ﺍﻷﻭﻟﻮﻳﺔ ﻻﻋﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﻣﻨﻬﺎ‪:‬‬ ‫ ﻫﻞ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻢ ﺃﻥ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻧﺘﻘﺎﻝ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺇﱃ ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ ﻭﺗﻄﻮﻳﺮ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ‪.‬‬‫ ﻭﻫﻞ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﲔ ﻋﻠﻰ ﲢﻘﻴﻖ ﺫﻭﺍ‪‬ﻢ؟ ﺃﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻳﻬﺪﻑ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﻟﺘﺨﺮﻳﺞ ﻋﻤﺎﻝ ﻳﺸﺘﻐﻠﻮﻥ‬‫ﰲ ﳎﺎﻻﺕ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ‪.‬‬ ‫ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺑﻔﺸﻞ ﺟﺰﺋﻲ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ‪ ،‬ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺼﺪ ﺇﱃ ﲢﻘﻴﻘﻪ ﻋﻠـﻰ ﻧﻄـﺎﻕ‬ ‫ﻋﺎﳌﻲ ﻭﺍﺳﻊ‪ ،‬ﻭﺃﻋﲎ ﺑﻪ ﻫﺪﻑ ﳏﻮ ﺍﻷﻣﻴﺔ‪.‬ﰲ ﻋﺎﻡ ‪ 1990‬ﻗﺪﺭ ﻋﻦ ﺍﻷﻣﻴﲔ‪ ،‬ﻣﻦ ﺳﻦ ﺍﳋﺎﻣﺴﺔ ﻋﺸﺮ ﻓـﺄﻛﺜﺮ‪ ،‬ﺑﻨﺤـﻮ‬ ‫‪ 880‬ﻣﻠﻴﻮﻧﺎ ﻣﻦ ﺳﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﱂ‪ ،‬ﻭﺛﻠﺜﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﻗﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ‪ .‬ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﳌﺘﻮﻗﻊ ﺃﻥ ﺗﻨﺨﻔﺾ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻷﻣﻴـﺔ ﺗﻘـﻊ ﰲ‬ ‫ﺣﺪﻭﺩ ‪ %30.5‬ﻋﺎﻡ ‪ ،1980‬ﻟﺘﺼﻞ ﺇﱃ ‪ %22.7‬ﰲ ﻋﺎﻡ ‪ ،1995‬ﻓﺈﺫﺍ ﺍﻷﺭﻗﺎﻡ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ﺗﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﺍﻷﻣﻴﲔ ﺯﺍﺩﻭﺍ ﻣـﻦ‬ ‫‪ 877‬ﻣﻠﻴﻮﻧﺎ ﰲ ﻋﺎﻡ ‪ ،1980‬ﻟﺘﺼﻞ ﺇﱃ ‪ %22.7‬ﰲ ﻋﺎﻡ ‪ .1995‬ﻭﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﺣﺎﻝ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺮﻗﻢ ﻗﺪ ﺗﺮﺍﺟﻊ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ‬ ‫ﺇﱃ ‪ 876‬ﻣﻠﻴﻮﻧﺎ ﻣﻊ ‪‬ﺎﻳﺔ ﺳﻨﺔ ‪ ،2000‬ﻭﻣﻦ ﺍﳌﻔﺘﺮﺽ ﺃﻥ ﻳﺼﻞ ﺍﻟﺮﻗﻢ ﺇﱃ ‪ 840‬ﻣﻠﻴﻮﻧﺎ ﻋﺎﻡ ‪.2010‬‬ ‫ﻭﻗﻴﺎﺳﺎ ﺇﱃ ﻋﺪﺩ ﺳﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﱂ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻷﻣﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻥ ﻣـﺘﻮﻗﻌﺎ ﳍﺎ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ‪ %22.7‬ﻋﺎﻡ ‪ ،1995‬ﻣـﻦ‬ ‫ﺍﳌﻨﺘﻈﺮ ﺃﻥ ﺗﺼﻞ ﺇﱃ ‪ %16.8‬ﲝﻠﻮﻝ ﻋﺎﻡ ‪ . (3) 2010‬ﻛﻤﺎ ﺃﻇﻬﺮ ﻣﺆﲤﺮ "ﺩﻛﺎﺭ" ﻟـﻠﻌﺎﱂ ﻣـﺪﻯ ﻣﺎ ﻭﺻـﻞ ﺇﻟﻴـﻪ‬ ‫ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻣـﻦ ﺧﺴﺎﺭﺓ‪ :‬ﻓﺄﻛﺜﺮ ﻣﻦ ‪ 113‬ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻃﻔـﻞ ﻻ ﻳـﺠﺪﻭﻥ ﺳﺒﻴــﻼ ﻟﻼﻟﺘــﺤﺎﻕ ﺑﺎﻟﺘــﻌﻠﻴﻢ‬ ‫)‪(4‬‬ ‫ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﺋـﻲ )‪ ،2000‬ﻳﻮﻧﺴﻜﻮ(‬ ‫ﰲ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﺑﺪﺃﺕ ﺗﻈﻬﺮ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﻷﻭﱃ ﺍﻟﱵ ﺗﺸـﲑ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﻘﺒـﺎﺕ ﺍﻟـﱵ ﺗﻮﺍﺟﻬﻬـﺎ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺑﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻘﺎﺭﺓ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﻣﻦ ﺟﺮﺍﺀ ﺍﳌﻌﺎﻳﲑ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ‪ ...‬ﺍﻟﱵ ﻳﻔﺮﺿﻬﺎ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍ‪‬ﺘﻤﻌﺎﺕ‪ ،‬ﻭﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﺃﻥ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻌـﺎﻳﲑ ﰲ ﳎـﺎﻝ‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪-‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ـــــــــــــ ‪97‬‬

‫ـــــــــــــــ ﺩ‪.‬ﺳﻴﻒ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺷﻮﻳﺔ‪ :‬ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﳌﻌﺮﻓﺔ‬

‫ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺧﺎﺻﺔ ﳝﻴﻞ ﺇﱃ ﲢﺠﻴﻢ ﺍﻟﺮﺅﻯ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ‪ -‬ﻭﻓﻮﻕ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ – ﲢﺪﻳﺪ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﻷﻫـﺪﺍﻑ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳـﺔ‪.‬ﺇﺫ ﺗﺼـﺒﺢ‬ ‫ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻢ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﳋﺼﻮﺹ ﺛﺎﻧﻮﻳﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻌﺎﻳﲑ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻄﺎﺑﻊ‬ ‫ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ‪.‬‬ ‫ﺇﻥ ﺍﳌﺪﻯ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﰲ ﺍﻟﺘﻐﲑﺍﺕ ﰲ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﳚﻌﻠﻨﺎ ﻧﺘﻮﻗﻊ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻗﺪ ﺃﺣﺪﺛﺖ ﺗﻐﲑﺍﺕ ﻋﻤﻴﻘﺔ ﰲ ﻟﻨﻈـﺮ‬ ‫ﺇﱃ ﻧﻈﻢ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ‪:‬‬ ‫ﺃﻭﻻ‪ -‬ﺇﻥ ﺍﻷﻭﻟﻮﻳﺎﺕ ﰲ ﻣﻴﺰﺍﻧﻴﺎﺕ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﻔﻬﻮﻣﻲ ﺍﳉﺪﻭﻯ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﺎﺋﺪ ﺍﳌﺒﺎﺷـﺮ‪ .‬ﻭﻻ‬ ‫ﳜﻔﻲ ﺷﻲﺀ ﻣﺎ ﳍﺬﻩ ﺍﳌﻔﺎﻫﻴﻢ ﻣﻦ ﺗﺄﺛﲑ ﺿﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻏﺎﻟﺒﹰﺎ ﻣﺎ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﳎﺎﻝ ﻟﻺﻧﻔـﺎﻕ‪ .‬ﻭﻣـﻦ‬ ‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺰﺍﻭﻳﺔ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭﺍ ﺑﻌﻴﺪ ﺍﳌﺪﻯ ﺑﻞ ﻭﺃﳘﻴﺘﻪ ﺍﳊﻘﻴﻘﻴﺔ ﻛﻌﺎﻣﻞ ﰲ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻭﺷﺮﻁ ﻣـﻦ‬ ‫ﺷﺮﻭﻃﻬﺎ ﺗﻐﻴﺒﺎﻥ ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﻋﻦ ﺃﻧﻈﺎﺭ ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﻻ ﺗﺆﺧﺬ ﰲ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺑﺪﺭﺟﺔ ﻛﺎﻓﻴﺔ)‪.(5‬‬ ‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ -‬ﺳﻴﻄﺮﺓ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎﺕ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻭﺍﳌﻤﺎﺭﺳﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻣﺘﻤﺜﻼ ﰲ ﺍﳋﺼﺨﺼـﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟـﱵ ﻳﻌﺘﱪﻫـﺎ‬ ‫ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺩﻭﺍﺀ ﻟﻜﻞ ﺩﺍﺀ‪ .‬ﻓﺎﳍﺪﻑ ﺍﻷﲰﻰ ﰲ ﺃﻳﺎﻣﻨﺎ ﻫﺬﻩ ﻫﻮ ﺧﺼﺨﺼﺔ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﲟﺎ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﻌﻠـﻴﻢ‪ ،‬ﺇﺫ ﰎ ﺗﺸـﻮﻳﻪ‬ ‫ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﳊﻜﻮﻣﻲ ﻭﻣﻮﻗﻔﻪ ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ﻓﺄﺻﺒﺢ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻏﲑ ﺷﺎﻣﻞ ﻟﻜﺎﻓﺔ ﺍﻹﻣﻜﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﳚـﺐ‬ ‫ﺗﻮﻓﲑﻫﺎ‪.‬ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻔﻲ ﺑﺎﻻﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻟﻸﺳﺮ‪ ،‬ﻭﻧﻈﺮﺍ ﻷﻥ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺗﻮﺍﺟـﻪ ﺻـﻌﻮﺑﺎﺕ ﲨـﺔ ﰲ ﺗﺸـﻐﻴﻞ‬ ‫ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﳊﻜﻮﻣﻲ ﻓﺈﻥ ﺍﳊﻞ ﻳﻜﻮﻥ ﺧﺼﺨﺼﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‪ .‬ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺗﺘﻘﻠﺺ ﻣﺴـﺌﻮﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟـﺔ ﺗـﺪﺭﳚﻴﺎ ﰲ‬ ‫ﲢﺪﻳﺪ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﻭﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ )‪.(6‬‬ ‫ﺛﺎﻟﺜﺎ‪ -‬ﺍﻟﺘﻐﲑﺍﺕ ﰲ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻌﻤﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﻢ‪ .‬ﺇﻥ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﳌﺮﻛﺰﻳﺔ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ‬ ‫ﺗﺆﺛﺮ ﰲ ﺍﳉﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﶈﻠﻴﺔ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ‪ .‬ﺇﻥ ﺃﺷﺮﻃﺔ ﺍﻟﻔﻴﺪﻳﻮ ﻭﺍﻟﺴﺎﺋﺤﲔ ﻭﺍﻟﻘﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻠﻴﻔﺰﻳﻮﻧﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻨﻘﻠﻬﺎ ﺍﻷﻗﻤـﺎﺭ‬ ‫ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﳌﺜﺎﻝ‪ ،‬ﺗﻌﻤﻞ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﳌﺮﻛﺰﻳﺔ‪ .‬ﺃ‪‬ﺎ ﲢﻤﻞ ﻣﻌﻬﺎ ﺻﻮﺭﹰﺍ ﻭﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﺍﻟﱵ‬ ‫ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻨﺘﻘﻞ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﻭﺍﳌﻬﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻘﻴﻢ‪ .‬ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻪ ﺍﳌﻌﻠﻤﻮﻥ ﰲ ﺍﳌﺪﺍﺭﺱ‪ .‬ﺇﻥ ﻭﺳـﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋـﻼﻡ ﻫـﺬﻩ‬ ‫ﲤﺘﻠﻜﻬﺎ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﻭﻫﻴﺌﺎﺕ ﻏﲑ ﻭﻃﻨﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﱵ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻌﻤﻞ ﺩﻭﻥ ﺃﻱ ﺗﺪﺧﻞ ﻣﻦ ﺃﻱ ﺑﻠﺪ‪ ،‬ﻭﺑﻨﺎ ًﺀ ﻋﻠﻰ ﻫـﺬﺍ‪ ،‬ﻓﺈﻧـﻪ‬ ‫ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﻭﺟﻮﺩ ﺃﻱ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﲔ ﻣﺎ ﻳﻘﺪﻣﻮﻧﻪ ﻭﺑﲔ ﺍﶈﺘﻮﻯ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻢ ﺗﺪﺭﺳﻪ ﰲ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ‪ ،‬ﺑـﻞ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺗﻨﺎﻗﻀﹰﺎ ﺑﲔ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﻭﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻟﱵ ﺗﻜﺘﺴﺐ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻫﺬﻩ‪ ،‬ﻭﺗﻠﻚ ﺍﻟﱵ ﳓﺼﻞ ﻋﻠﻴﻬـﺎ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ )‪.(7‬‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪-‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ـــــــــــــ ‪98‬‬

‫ــــــــــــــــــ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ﺭﺍﺑﻌﺎ‪ -‬ﰲ ﻋﺼﺮ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‪ ،‬ﻭﻋﺼﺮ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻳﻼﺣﻆ ﺇﻥ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﳌﻌﺎﺭﻑ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﰲ ﺳﻴﺎﻕ ﻟﻐـﺔ ﺩﻭﻟﻴـﺔ‬ ‫ﺳﺎﺋﺪﺓ‪ ،‬ﻟﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﳌﺪﻫﺶ ﺃﻥ ﳒﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻈﻢ ﺍﳌﺪﺭﺳﻴﺔ ﲡﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻀـﺮﻭﺭﻱ ﻭﺍﳌـﺮﺑﺢ ﺗـﺪﺭﻳﺲ ﻟﻐـﺔ‬ ‫ﺩﻭﻟﻴﺔ‪ ...‬ﰲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﳊﺎﱄ ﻓﺈﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺭﲝﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻹﳒﻠﻴﺰﻳﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻨﺒﻴـﻪ‬ ‫ﻭﺍﻟﻮﻋﻲ ﲞﻄﻮﺭﺓ ﺗﺒﲏ ﻟﻐﺔ ﺩﻭﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺏ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻷﻡ‪ ،‬ﻓﱪﻏﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻹﳒﻠﻴﺰﻳﺔ ﻗﺪ ﺗﺴـﺎﻋﺪ ﰲ‬ ‫ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﺇﳘﺎﻝ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﶈﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻗﺪ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﱃ ‪‬ﻤﻴﺸﻬﺎ‪ ...‬ﻭﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻓﺈﻥ ﺃﺛﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﳘﺎﻝ ﻭﺍﻟﺘـﻬﻤﻴﺶ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻳﻨﻄﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﺧﺴﺎﺭﺓ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺣﺴﺎ‪‬ﺎ ﺃﻭ ﲣﻴﻠﻬﺎ )‪.(8‬‬ ‫ﺍﳌﺼﻄﻠﺤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻟﻠﻌﻮﳌﺔ‪:‬‬

‫ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺁﺗﻴﺔ ﻻ ﺭﻳﺐ ﻓﻴﻬﺎ‪ ...‬ﻓﻤﺎﺫﺍ ﻋﺴﺎﻩ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﳊﺎﱄ‪ ،‬ﻭﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﲣﱪﻧﺎ ﺑﻪ ﺧﱪﺓ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴـﻖ‬ ‫‪‬ﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻋﱪ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺃﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﳌﻨﻘﻀﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﻇﻬﻮﺭ ﺍﳌﺼﻄﻠﺢ ﻭﺣـﱴ ﺍﻵﻥ‪ ،‬ﻭﻛﻤـﺎ‬ ‫ﺗﻌﻜﺴﻬﺎ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﻴﺎﺕ‪ ،‬ﻭﰲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﳏﺪﺩﺓ ﺑﺎﻟﺬﺍﺕ ﻭﻫﻲ ﻣﻨﻄﻘﺘﻨﺎ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﻣﻦ ﻭﺟﻬﺔ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪﺓ ﺣـﱴ‬ ‫ﺍﻵﻥ ﻓﺈﻥ ﻋﻮﳌﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ‪ ،‬ﻭﳏﺎﻭﻟﺔ ﺇﺣﻼﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ﳏﻞ ﺍﻷﺧﺮﻯ‪ ،‬ﻭﻧﺸﺮ ﻣﻀﻤﻮﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﳏﺘﻮﺍﻫـﺎ‬ ‫ﻣﻦ ﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺘﻌﺒﲑ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺘﺬﻭﻕ ﺍﻟﻔﲏ‪ ،‬ﻭﺃﳕﺎﻁ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﺇﱃ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻭﺍﻟﻜـﻮﻥ‪...‬ﻭﺍﻟﻌﻮﳌـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻷﺻﻞ ﻷ‪‬ﺎ ﲤﻬﺪ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﻭﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﻟﻘﺒﻮﻝ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ‪.‬ﻓﻠﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﳌﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﲢـﺪﺙ ﺗﻠـﻚ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻭﺍﳍﻴﻤﻨﺔ ﻓﺠﺄﺓ ﺃﻭ ﰲ ﻭﻗﺖ ﻗﺼﲑ‪-‬ﺑﻞ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻤﻬﻴﺪ ﳍﺎ ﲤﻬﻴﺪﺍ ﻣﺘﺪﺭﺟﺎ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺘﺄﱐ ﳊﺪﻭﺛﻬﺎ ﺑﻮﺳﺎﺋﻞ ﺑﻄﻴﺌـﺔ‬ ‫ﻣﻊ ﺇﺧﻔﺎﺀ ﺍﻟﻐﺎﻳﺎﺕ ﺍﳊﻘﻴﻘﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺒﺪﺀ ﰒ ﺍ‪‬ﺎﻫﺮﺓ ‪‬ﺬﻩ ﺍﻟﻐﺎﻳﺎﺕ‪ ،‬ﻭﺍﻹﺳﺮﺍﻉ ﰲ ﺧﻄﻮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻣﻊ ﺗﻨﻮﻳـﻊ ﺍﻟﻮﺳـﺎﺋﻞ‪،‬‬ ‫ﺣﲔ ﻳﺼﺒﺢ ﺍﳉﻮ ﻣﻨﺎﺳﺒﺎ‪ ،‬ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺒﻄﻴﺌﺔ ﻗﺪ ﻓﻌﻠﺖ ﻓﻌﻠﻬﺎ ﻭﻣﻬﺪﺕ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﻭﺍﻟﻌﻘـﻮﻝ ﻟﻠﻤﻬـﺎﺟﺮﺓ‬ ‫ﻭﺍﻟﻌﻠﻦ ﻭﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻭﺑﺎﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ‪،‬ﻧﺬﻛﺮ ﻣﻨﻬﺎ‪:‬‬ ‫• ﺇﺷﺎﻋﺔ ﻣﺼﻄﻠﺤﺎﺕ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺫﺍﺕ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﺃﻭ ﺍﳌﻀﺎﻣﲔ ﲢﻞ ﳏﻞ ﺍﳌﻔﺎﻫﻴﻢ ﻭﺍﳌﻀﺎﻣﲔ ﺍﻷﺻﻠﻴﺔ ﺍﻟـﱵ ﺗﺘﺼـﻞ‬ ‫ﲝﻴﺎﺓ ﺍﻷﻣﺔ ﻭﺷﺨﺼﻴﺘﻬﺎ‪ ،‬ﻭﺟﻮﻫﺮ ﻭﺟﻮﺩﻫﺎ‪ ،‬ﻭﻫﺬﻩ ﺍﳌﺼﻄﻠﺤﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃ‪‬ﺎ ﺗﺒـﺪﻭ ﺑﺮﻳﺌـﺔ ﳏﺎﻳـﺪﺓ‪ ،‬ﰲ ﺃﻭﻝ‬ ‫ﺍﻷﻣﺮ‪ ،‬ﻭﲡﺪ ﻣﻦ ﻳﺪﺍﻓﻊ ﻋﻨﻬﺎ‪ ،‬ﻭﺃﻳﻀﺎ ﻣﻦ ﻳﺘﻮﺟﺲ ﺧﻴﻔﺔ ﻣﻨﻬﺎ‪ ،‬ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻣﻊ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﳍﺎ ﻭﺗﺮﺩﻳﺪﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻟﺴـﻨﺔ ﰲ‬ ‫ﺍ‪‬ﺎﻟﺲ‪ ،‬ﻭﺍﶈﺎﺿﺮﺍﺕ ﻭﺗﺪﺍﻭﳍﺎ ﰲ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﻒ ﻭﺇﺫﺍﻋﺔ ﻭﺗﻠﻔﺰﻳﻮﻥ‪ ،‬ﻻ ﺗﻠﺒﺚ ﺃﻥ ﺗﺄﻟﻔﻬـﺎ ﺃﺫﻥ‬ ‫ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ‪ ،‬ﻭﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺪﻯ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻐﺮﻳﺐ ﺍﻟﻔﻜﺮ‪ ،‬ﻭﻧﺄﺧﺬ ﳓﻦ ﰲ ﺗﺮﺩﻳﺪﻫﺎ ﻭﺍﻟﺘﺮﻭﻳﺞ ﳍﺎ ﻣﻊ ﺃ‪‬ﺎ ﻭﺿﻌﺖ ﺃﺻﻼ‬ ‫ﻟﻐﺰﻭ ﻧﻔﻮﺳﻨﺎ ﻭﻋﻘﻮﻟﻨﺎ‪ ،‬ﻭﻣﻦ ﺍﻷﻣﺜﻠﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻮﺿﺢ ﺫﻟﻚ ﻣﺼﻄﻠﺢ "ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﻭﺳﻂ"ﻭﻫﻮ ﻣﺼﻄﻠﺢ ﻳﻀﻢ ﺑﻌـﺾ‬ ‫ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ‪ ،‬ﻭﺑﺬﻟﻚ ﺃﺻﺒﺢ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻻ ﻛﻴـﺎﻥ ﳍـﺎ ﰲ ﺍﳊﻘﻴﻘـﺔ‪-‬‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪-‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ـــــــــــــ ‪99‬‬

‫ـــــــــــــــ ﺩ‪.‬ﺳﻴﻒ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺷﻮﻳﺔ‪ :‬ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﳌﻌﺮﻓﺔ‬

‫ﻭﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺼﻄﻠﺢ ﰲ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﻣﺼﻄﻠﺤﺎ ﺣﺮﺑﻴﺎ ﺍﺳﺘﻌﻤﻠﺘﻪ ﺍﳊﻠﻔﺎﺀ ﰲ ﺍﳊﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ‪ -‬ﻭﻗﺪ ﺻﺎﺭ ﻣـﻦ ﺍﻟﺸـﺎﺋﻊ ﺃﻥ‬ ‫ﺗﺴﻤﻰ ﻗﻀﻴﺔ ﻓﻠﺴﻄﲔ ﺑﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﻭﺳﻂ‪ ،‬ﻓﻐﺎﺏ ﺍﺳﻢ ﻓﻠﺴﻄﲔ‪ ،‬ﻭﺃﺻﺒﺤﺖ ﺍﻟﻘﻀـﻴﺔ ﻟﻴﺴـﺖ ﻓﻠﺴـﻄﻴﻨﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻻ‬ ‫ﻋﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻻ ﺇﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺇﳕﺎ ﻫﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﻭﺳﻂ؟!! ﻭﻛﺎﻥ ﺍﳌﻘﺼﻮﺩ ﻣﻦ ﻣﺼﻄﻠﺢ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﻭﺳﻂ ﺃﻥ ﳛﻞ ﳏـﻞ‬ ‫"ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﰊ"‪ ،‬ﺃﻭ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﺍﳌﻘﺼﻮﺩ ﻣﻨﻪ ﲡﺰﺋﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺑﻌﺪ ﺧﻠﻊ ﺻﻔﺔ ﺍﻟﻌﺮﻭﺑﺔ ﻋﻨﻪ ﻭﺇﺿﺎﻓﺔ‬ ‫ﺃﻗﻄﺎﺭ ﺃﺧﺮﻯ ﻏﲑ ﻋﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻳﻈﻞ ﺍﳍﺪﻑ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﺇﻗﺤﺎﻡ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﰲ ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﺘﺼﺒﺢ ﺟﺰﺀﺍ ﻋﻀـﻮﻳﺎ ﻣﻘﺒـﻮﻻ‪،‬‬ ‫ﻭﻫﻲ ﰲ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﺟﺎﺀﺕ ﻟﺘﻜﻮﻥ ﺷﻮﻛﺔ ﰲ ﻇﻬﺮ ﺍﻟﻌﺮﺏ )ﻛﻤﺎ ﺍﺳﺘﻘﺮ ﰲ ﻭﻋﻴﻨﺎ ﻭﺣﻔﻈﻨﺎ ﲨﻴﻌﺎ ﻣﻨﺬ ﺃﻳﺎﻡ ﻃﻔﻮﻟﺘﻨﺎ(‬ ‫• ﻭﻳﻈﻞ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ ﻭﺍﺿﺤﺎ ﺃﻳﻀﺎ ﰲ ﻣﺼﻄﻠﺢ ﺁﺧﺮ‪ ،‬ﻭﻫﻮ "ﺍﻟﺸﺮﺍﻛﺔ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ﺍﳌﺘﻮﺳﻄﻴﺔ" ﻓﻘﺪ ﲤﺖ ﺻـﻴﺎﻏﺔ‬ ‫ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺼﻄﻠﺢ ﺑﺪﻫﺎﺀ ﻭﲡﺮﻳﺪﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪،‬ﺣﻴﺚ ﺃﻋﻄﻴﺖ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﺒﺤﺮ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﺍﳌﺘﻮﺳـﻂ ﻫﻮﻳﺘـﻬﺎ‬ ‫ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺧﻼ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﺒﲑ ﻟﻠﻔﺮﻳﻖ ﺍﻵﺧﺮ ﺧﻠﻮﺍ ﺷﺎﻣﻼ‪ ،‬ﻓﻠﻢ ﺗﺬﻛﺮ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺑﺼـﻔﺘﻬﺎ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴـﺔ‪ ،‬ﺇﺫﺍ ﻛـﺎﻥ‬ ‫ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺘﻌﺒﲑ ﺍﻟﺴﻠﻴﻢ ﻫﻮ " ﺍﻟﺸﺮﺍﻛﺔ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﳌﺘﻮﺳﻄﻴﺔ "‪ ،‬ﺣﱴ ﻻ ﻳﻔﻬﻢ ﻣﻨـﻬﺎ ﺃ‪‬ـﺎ ﺷـﺮﺍﻛﺔ‬ ‫ﺃﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﻭﺍﳌﻘﺼﻮﺩ ﺗﻐﻴﻴﺐ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﺼﻄﻠﺢ ﺃﻭ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺃﻥ ﺗﻐﻴﺐ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﳍﻮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴـﺔ‪،‬‬ ‫ﻭﺧﺎﺻﺔ ﰲ ﻧﻔﻮﺱ ﺍﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ﻭﺍﻷﺟﻴﺎﻝ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ‪ ،‬ﻭﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺇﻗﺤﺎﻡ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺮﺍﻛﺔ‪.‬‬ ‫• ﻓﻠﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ﺍﳌﺘﻮﺳﻄﻴﺔ ﻭﺍﻟﱵ ﺻﺪﺭ ﺑﺸﺄ‪‬ﺎ ﺇﻋﻼﻥ ﺑﺮﺷﻠﻮﻧﺔ )ﻫﻲ ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﺑﲔ ‪ 27‬ﺩﻭﻟـﺔ ﻣﻨـﻬﺎ‬ ‫‪ 15‬ﺩﻭﻟﺔ ﻋﻀﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﻻﲢﺎﺩ ﺍﻷﻭﺭﻭﰊ‪ ،‬ﻭ‪ 8‬ﺩﻭﻝ ﻋﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﻭ‪ 4‬ﺩﻭﻝ ﻏﲑ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻫﻲ‪ :‬ﻣﺎﻟﻄـﺔ‪ ،‬ﻭﺗﺮﻛﻴـﺎ‪ ،‬ﻭﺇﺳـﺮﺍﺋﻴﻞ‪،‬‬ ‫ﻭﻗﱪﺹ(‪ ،‬ﻭﻳﺘﻀﻤﻦ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺍﳌﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ﺍﳌﺘﻮﺳﻄﻴﺔ ﺛﻼﺛﺔ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ‪ ،‬ﻭﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ – ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺳﻴﺎﺳﻴﺔ‬ ‫ﺃﻣﻨﻴﺔ‪ ،.‬ﻭﻣﻦ ﻳﻄﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪﺙ ﺍﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﰲ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﻭﻳﻘﺮﺃﻩ ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻮﺭ ﻋﺮﰊ‪ ،‬ﻭﻫﻮ ﻣﻴﺜﺎﻕ ﺍﻷﻣﻦ ﻭﺍﻻﺳـﺘﻘﺮﺍﺭ‬ ‫ﺍﻷﻭﺭﻭﰊ ﺍﻟﺬﻱ ﺻﺪﺭ ﰲ ‪ 16‬ﺃﺑﺮﻳﻞ ﻋﺎﻡ ‪ 1999‬ﺑﺸﺘﻮﲡﺎﺭﺕ ﺑﺄﳌﺎﻧﻴﺎ‪ ،‬ﳚﺪ ﺃﻧﻪ ﻳﻌﻜﺲ ﻭﺟﻬﺎﺕ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ﻓﻘـﻂ‬ ‫ﺣﻮﻝ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻷﻣﻦ ﰲ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﳌﺘﻮﺳﻂ‪ ،‬ﻭﺃﻥ ﻫﻴﻜﻞ ﺍﳌﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ﺍﳌﺘﻮﺳﻄﻴﺔ ﻏﲑ ﻣﺘﻮﺍﺯﻥ ﺃﺻﻼ ﻟﺼﺎﱀ ﺍﳉﺎﻧـﺐ‬ ‫ﺍﻷﻭﺭﻭﰊ‪.‬‬ ‫• ﻭﻣﻦ ﻳﺘﺄﻣﻞ ﺍﳋﻄﻮﻁ ﺍﻻﺳﺘﺮﺷﺎﺩﻳﺔ ﻟﻠﻤﻴﺜﺎﻕ ﻳﺘﻀﺢ ﻟﻪ‪:‬‬ ‫ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻷﻭﺭﻭﰊ ﺍﳌﺘﻮﺳﻄﻲ ﺇﳕﺎ ﻳﻌﲏ ﺩﻭﺭ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﰲ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﳌﺘﻮﺳﻂ‪ .‬ﻭﻟﻴﺲ ﺩﻭﺭ ﻛـﻞ‬‫ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﰲ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﻛﻞ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ﺍﳌﺘﻮﺳﻄﻴﺔ‪.‬‬ ‫ ﻭﺟﻮﺩ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﻮﺍﻓﻖ ﺑﲔ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺀ ﺣﻮﻝ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﳌﻔﺎﻫﻴﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﰲ ﻣﺸـﺮﻭﻉ ﺍﻟﺴـﻼﻡ‬‫ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ‪ ،‬ﻭﺣﻴﺚ ﻳﺸﲑ ﺍﳌﻴﺜﺎﻕ ﺍﻷﻭﺭﻭﰊ ﺍﳌﺘﻮﺳﻄﻲ ﺇﱃ ﺧﻄﻮﻁ ﺇﺭﺷﺎﺩﻳﺔ ﺗﺸﲑ ﺇﱃ ﺑﻠﻮﺭﺓ ﻗﻴﻢ ﻣﺸـﺘﺮﻛﺔ ﻭﻣﺒـﺎﺩﺉ‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪-‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ـــــــــــــ‪100‬‬

‫ــــــــــــــــــ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ‪ ،‬ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺣﺮﻳﺎﺗﻪ‪ ،‬ﻭﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﺘﻔﺎﻫﻢ ﻭﺍﻟﺸﻔﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﺎﺑﻠﻴﺔ ﻟﻠﺘﺘﺒﺆ ﻟﺘـﺪﻋﻴﻢ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴـﺔ‪،‬‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ﻭﺍﻟﺘﻀﺎﻣﻦ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻔﻬﻢ ﺍﻷﻓﻀﻞ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ‪ ،‬ﻭﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ﻣﺜـﻞ ﺍﻹﺭﻫـﺎﺏ‪،‬‬ ‫ﻭﺍﳉﺮﳝﺔ ﺍﳌﻨﻈﻤﺔ‪ ،‬ﻭﲡﺎﺭﺓ ﺍﳌﺨﺪﺭﺍﺕ‪ ،‬ﻭﺗﺪﻫﻮﺭ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﺼﺐ ﺿﺪ ﺍﻷﺟﺎﻧﺐ‪ ،‬ﻭﺍﳍﺠﺮﺓ ﻏـﲑ ﺍﻟﺸـﺮﻋﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻧﺘﺸـﺎﺭ‬ ‫ﺃﺳﻠﺤﺔ ﺍﻟﺪﻣﺎﺭ)‪...‬ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﻓﻼﺑﺪ ﻣﻦ ﺇﳚـﺎﺩ ﺗﻮﺍﻓـﻖ ﺃﻭﺭﻭﰊ ﻣﺘﻮﺳـﻄﻲ ﳓﻮﻫـﺎ‪،‬‬ ‫ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ﺍﳌﺘﻮﺳﻄﻴﺔ ﺗﻌﺮﻳﻔﻬﺎ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﳌﻔﺎﻫﻴﻢ‪ ،‬ﻓﻤﺎ ﻳﺪﺧﻞ ﰲ ﳎﺎﻝ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴـﺎﻥ ﳜﺘﻠـﻒ ﻣـﻦ ﺛﻘﺎﻓـﺔ‬ ‫ﻷﺧﺮﻯ‪ ،‬ﻭﻣﺎ ﻳﻌﺪ ﻋﻤﻼ ﺇﺭﻫﺎﺑﻴﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ‪‬ﺘﻤﻊ ﻳﻌﺪ ﻋﺎﻣﻼ ﻣﻦ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ‪‬ﺘﻤﻊ ﺁﺧـﺮ‪ ،‬ﻓﻔـﻲ‬ ‫ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﻭﺍﳌﻮﺍﺛﻴﻖ ﺍﻵﳒﻠﻮ ﺳﻜﺴﻮﻧﻴﺔ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ ﺗﻌﺪ ﺍﳌﺴﺎﻭﺍﺓ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﺑﲔ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻭﺍﻟﺮﺟﻞ‪ ،‬ﻭﺣﺮﻳﺔ ﺗﻐﻴﲑ ﺍﳌﻌﺘﻘﺪ ﺍﻟـﺪﻳﲏ‪،‬‬ ‫ﻭﺍﳊﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﳊﻘﻮﻕ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ‪ ،‬ﻭﻫﺬﺍ ﺍﳌﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻐﺮﰊ ﳊﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺣﺮﻳﺎﺗﻪ ﻟـﻴﺲ‬ ‫ﻣﻘﺒﻮﻻ ﲤﺎﻣﺎ ﰲ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻛﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻔﺎﻫﻴﻢ ﻗﺪ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﱃ ﻧﺸـﻮﺏ ﺻـﺮﺍﻋﺎﺕ‬ ‫ﻭﺣﺮﻭﺏ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻷﻭﺭﻭﰊ ﺍﳌﺘﻮﺳﻄﻲ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﺜﻘﺎﰲ ﺧﺎﺻﺔ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺗﺬﻛﺮﻧﺎ ﺃﻥ ﺑﻌﻀﺎ ﳑﺎ ﻳﻄﺎﻟﺐ ﺑـﻪ‬ ‫ﺍﻻﲢﺎﺩ ﺍﻷﻭﺭﻭﰊ )ﻛﺈﻟﻐﺎﺀ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﺍﻹﻋﺪﺍﻡ( ﻳﺘﻨﺎﻗﺾ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻣﻦ ﰒ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﳌﻬﻢ ﺍﻟﺒﺪﺀ ﰲ ﺣـﻮﺍﺭ‬ ‫ﺃﻭﺭﻭﰊ ﻣﺘﻮﺳﻄﻲ ﺣﻘﻴﻘﻲ ﺣﻮﻝ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﳌﻔﺎﻫﻴﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ‪ ،‬ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻧﻘﺎﻁ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﻭ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﺑـﻞ ﻻ‬ ‫ﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﻨﺺ ﺍﳌﻴﺜﺎﻕ ﺻﺮﺍﺣﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺗﻌﺮﻳﻔﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ﺍﳌﺘﻮﺳﻄﻴﺔ ﻟﻠﻤﻔﺎﻫﻴﻢ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﰲ ﺍﳌﻴﺜﺎﻕ‪ ،‬ﲟﻌـﲎ‬ ‫ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﱃ ﺍﳋﺼﻮﺻﻴﺎﺕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻟﻠﺸﻌﻮﺏ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ﺍﳌﺘﻮﺳﻄﻴﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﲟﻔـﺎﻫﻴﻢ ﺣﻘـﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴـﺎﻥ‪،‬‬ ‫ﻭﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﻏﲑﻫﺎ‪.‬‬ ‫ ﻭﻣﺎ ﺳﺒﻖ ﳎﺮﺩ ﺃﻣﺜﻠﺔ ﻓﻘﻂ ﺗﻮﺿﺢ ﺃﻥ ﺍﳌﺼﻄﻠﺢ‪ ،‬ﻫﻮ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ‪ ،‬ﻗﺪ ﻳﺘﺤﻘـﻖ ﻣـﻦ‬‫ﺧﻼﳍﺎ ﺷﻴﻮﻉ ﻭﺗﻌﻤﻴﻢ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﻋﺎﳌﻴﺔ ﻣﻮﺣﺪﺓ ﺗﻨﻔﻲ ﺧﺼﻮﺻﻴﺎﺕ ﺍﻷﻣﻢ ﻭﺗﻐﲑ ﻣﻦ ﺷﺨﺼﻴﺘﻬﺎ‬ ‫• ﻭﻣﻦ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ‪ :‬ﻧﺸﺮ ﺃﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﻣﺼﻄﻠﺤﺎ‪‬ﺎ‪ ،‬ﻭﳕﻮﺫﺝ ﺍﳌﺆﺳﺴـﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴـﺔ‬ ‫ﻛﻤﺎ ﻫﻲ ﰲ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ‪ ،‬ﺃﻭ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻨﺎﻃﻘﺔ ﺑﺎﻹﳒﻠﻴﺰﻳﺔ‪ ،‬ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ‪ ،‬ﻭﻫﺬﺍ ﺃﻣﺮ ﻭﺍﺿـﺢ ﰲ ﲢـﻮﻝ‬ ‫ﺃﻛﺜﺮ ﺟﺎﻣﻌﺎﺗﻨﺎ ﻣﻦ ﻧﻈﺎﻡ ﻳﺘﻢ ﻓﻴﻪ ﺗﺪﺭﻳﺲ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﳌﻮﺍﺩ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺇﱄ ﻧﻈﺎﻡ ﺁﺧﺮ ﻳﻬﺘﻢ ﺑﺘﺪﺭﻳﺴـﻪ‬ ‫ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻹﳒﻠﻴﺰﻳﺔ ﺑﺪﻋﻮﻯ ﺍﻟﺘﻜﻴﻒ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻌﺜﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﻭﻇﺎﺋﻒ ﰲ ﺳﻮﻕ ﺍﻟﻌﻤﻞ‪ ،‬ﻭﻣﻦ ﺍﳌﻼﺣﻆ ﺃﻥ ﻫـﺬﺍ ﺍﻷﻣـﺮ‬ ‫ﳛﺪﺙ ﰲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﱂ ﲢﺴﻢ ﻓﻴﻪ ﺑﻌﺪ‪ ،‬ﻭﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﺍﳉﺪﻝ ﺩﺍﺋﺮ ﺣﻮﻝ ﻣﺪﻯ ﺟﺪﻭﻯ ﺗﺪﺭﻳﺲ ﺍﳌـﻮﺍﺩ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴـﺔ ﻛﺎﻟﻄـﺐ‪،‬‬ ‫ﻭﺍﳍﻨﺪﺳﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻭﻏﲑﻫﺎ ﻣﻦ ﲣﺼﺼﺎﺕ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻹﳒﻠﻴﺰﻳﺔ‪.‬‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪-‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ـــــــــــــ ‪101‬‬

‫ـــــــــــــــ ﺩ‪.‬ﺳﻴﻒ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺷﻮﻳﺔ‪ :‬ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﳌﻌﺮﻓﺔ‬

‫ﻭﻣﻦ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ‪ :‬ﺍﻷﻓﻼﻡ ﻭﺍﳌﺴﻠﺴﻼﺕ ﺍﳌﺘﻠﻔﺰﺓ ﻭﺍﻷﻏﺎﱐ ﺍﻷﺟﻨﺒﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻄﺎﻟﻌﻨـﺎ ﰲ ﻛـﻞ ﻣﻜـﺎﻥ‪،‬‬ ‫ﻭﺗﺼﻞ ﺇﱃ ﺃﲰﺎﻋﻨﺎ ﰲ ﻛﻞ ﻭﻗﺖ ﻭﺣﲔ‪ ،‬ﻭﻫﻲ ﳏﻤﻠﺔ ﺑﺄﳕﺎﻁ ﻭﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﻭﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺧﺎﺻﺔ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ‪،‬‬ ‫ﻭﻳﺮﺍﺩ ﳍﺎ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﻲ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪﺓ ﰲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻷﺧﺮﻯ‪ ،‬ﻭﺃﻥ ﺗﺘﺸﺮ‪‬ﺎ ﺍﻷﻣﻢ ﻟﺘﺼﺒﺢ ﳍﺎ ﳕﻂ ﺣﻴـﺎﺓ ﻭﺃﺳـﻠﻮﺏ ﺗﻔﻜـﲑ‬ ‫ﻭﺳﻠﻮﻙ‪ ،‬ﻓﺘﺬﻭﺏ ﺷﺨﺼﻴﺎ‪‬ﺎ ﰲ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺍﳌﺼﺪﺭ‪ ،‬ﻭﻳﺘﻐﺮﺏ ﻓﻜﺮﻫﺎ ﻭﺷﻌﻮﺭﻫﺎ‪ ...‬ﺃﻧﻪ ﻏﺰﻭ ﺛﻘﺎﰲ ﺗﻔـﺰﻉ ﻣﻨـﻪ‬ ‫ﺍﻵﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻳﺔ ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺩﻭﻟﺔ ﻣﺜﻞ ﻓﺮﻧﺴﺎ ‪‬ﺪﺩ ﻏﲑﻫﺎ ﻣـﻦ ﺍﻟـﺪﻭﻝ‬ ‫ﺑﻨﺸﺮ ﺛﻘﺎﻓﺘﻬﺎ ﻭﻟﻐﺘﻬﺎ‪ ،‬ﻭﻣﺎ ﺗﺰﺍﻝ ﻟﻠﻐﺘﻬﺎ ﺗﺴﺘﺨﺪﻡ ﰲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﱵ ﺍﺳﺘﻌﻤﺮ‪‬ﺎ ﺭﺩﺣﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﻦ‪ ،‬ﻭﺧﺎﺻﺔ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ‪،‬‬ ‫ﻭﺃﻧﺸﺄﺕ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ‪ ،‬ﺃﺧﺬﺕ ﺑﺎﻟﺘﺪﺭﻳﺞ ﺗﺮﺳﺦ ﺃﺭﻛﺎ‪‬ﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﻔﺮﺍﻧﻜﻔﻮﻧﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻌﲏ ﺃﻥ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﺗﻨﺒـﻬﺖ‬ ‫ﳋﻄﺮ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺴﻤﻴﻬﺎ "ﺍﻹﻣﱪﻳﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ" ﻭﺗﺒﺬﻝ ﺟﻬﻮﺩﺍ ﻛﺒﲑﺓ ﳌﻘﺎﻭﻣـﺔ ﻫـﺬﻩ ﺍﳍﺠﻤـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ‪ ،‬ﺍﻟﱵ ﲢﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﺗﻔﺮﺽ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺃﲨﻊ‪ ،‬ﻭﺃﺷﺎﺭ ﻭﺯﻳﺮ ﺛﻘﺎﻓﺘﻬﺎ ﻋـﺎﻡ ‪ 1982‬ﰲ ﺃﺣـﺪ‬ ‫ﺍﳌﺆﲤﺮﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﻈﻤﺘﻪ ﺍﻟﻴﻮﻧﺴﻜﻮ ﰲ ﺍﳌﻜﺴﻴﻚ ﳌﻨﺎﻗﺸﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃ‪‬ﺎ "ﺷـﻜﻞ ﻣـﻦ ﺃﺷـﻜﺎﻝ‬ ‫ﺍﻹﻣﱪﻳﺎﻟﻴﺔ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ‪ ،‬ﻓﻼ ﲢﺘﻞ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺑﻞ ﺗﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﻀﻤﺎﺋﺮ ﻭﻣﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﻭﻃﺮﻕ ﺍﻟﻌﻴﺶ"‪ ..،‬ﻭﺑﻌﺪ ﻣـﺮﻭﺭ‬ ‫ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻣﻦ ﻣﻮﻗﻒ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ‪..‬ﳐﺎﻃﺒﺎ ﳑﺜﻠﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻔﺮﺍﻧﻜﻔﻮﻧﻴﺔ‪" ،‬ﻣـﻦ ﺫﺍ‬ ‫ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﺘﻐﺎﺿﻰ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﺍﺟﻬﻪ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻐﺰﻭﻩ ﺑﺎﻟﺘﺪﺭﻳﺞ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ‪ ،‬ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺃﳒﻠـﻮ‬ ‫ﺳﻜﺴﻮﻧﻴﺔ‪ ،‬ﺗﺘﺤﺮﻙ ﲢﺖ ﻏﻄﺎﺀ ﺍﻟﻠﻴﱪﺍﻟﻴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ‪ ،‬ﻭﻫﻞ ﻗﻮﺍﻧﲔ ﺍﳌﺎﻝ ﻭﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺗﻮﺷﻚ ﺃﻥ ﲢﻘﻖ ﻣﺎ ﺃﺧﻔﻘـﺖ‬ ‫ﺍﻟﻨﻈﻢ ﺍﻟﺸﻤﻮﻟﻴﺔ ﻋﻦ ﲢﻘﻴﻘﻪ‪ ."!!..‬ﻭﻻ ﻳﻘﺘﺼﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﳋﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻭﺣﺪﻫﺎ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻳﺸﻤﻞ ﺃﻳﻀـﺎ ﺩﻭﻻ ﺃﻭﺭﻭﺑﻴـﺔ‬ ‫ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻥ ﻭﻏﲑﻫﺎ‪ ،‬ﻣﻦ ﺩﻭﻝ ﺃﺧﺮﻯ ﰲ ﻗﺎﺭﺓ ﺗﺘﻌﺪﺩ ﻟﻐﺎ‪‬ﺎ )‪.(9‬‬ ‫)‪(10‬‬ ‫ﻣﺎﺫﺍ ﻋﻦ ﲢﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻋﺎﻡ ‪ 2020‬؟‬ ‫ﺗﺮﻯ ﺍﻟﻴﻮﻧﺴﻜﻮ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﲢﺪﻳـﺎﺕ ﻋﺪﻳﺪﺓ‪ ،‬ﺳﻮﻑ ﺗﻀـﺎﻑ ﺇﻟـﻲ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻋﺎﻣﺎ ﺍﳌﻘﺒﻠﺔ‪:‬‬ ‫ ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ ﺍﻷﻭﻝ‪ ،‬ﺳﻮﻑ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻨﺼﺒﺎ ﻋﻠﻰ ﺇﺩﺧﺎﻝ ﺍﻟﺸﺒﻜﺎﺕ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺔ ﻛﺄﺩﻭﺍﺕ ﻟﺘﻴﺴﲑ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠـﻴﻢ‪،‬‬‫ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻌﺰﻯ ﺇﱃ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺩﻭﺍﺕ ﻣﻦ ﻭﺟﻬﺔ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺍﳌﻌﺮﻓﻴﺔ‪.‬‬ ‫ ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ ﺍﻟﺜﺎﱐ‪ ،‬ﻳﺘﻤﺜﻞ ﰲ ﺗﺼﻤﻴﻢ ﺳﻴﺎﻗﺎﺕ ﻟﻠﺘﻌﻠﻢ ﻛﻤﺪﺍﺧﻞ ﻟﻠﻤﻌﺮﻓﺔ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ‪-‬ﺧﺎﺻﺔ ﳎﺎﻝ ﺑﻴﻮﻟﻮﺟﻲ‪ -‬ﻭﺩﺭﺍﺳـﺔ‬‫ﻭﺇﺗﻘﺎﻥ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﳌﻌﺮﻓﻴﺔ‪.‬‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪-‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ـــــــــــــ‪102‬‬

‫ــــــــــــــــــ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ‪ ،‬ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺍﻟﻔﺤﺺ ﺍﻟﺪﻗﻴﻖ ﶈﺘﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﻟﺘﻮﺍﻛﺐ ﺁﺧﺮ ﻣﺎ ﻭﺻﻠﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ‪ .‬ﻭﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼـﺪﺩ‬‫ﺗﻌﻄﻰ ﺍﻷﻭﻟﻮﻳﺔ‪ ،‬ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﳊﺎﻝ‪ ،‬ﻟﻠﻤﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ‪ .‬ﻭﺃﻳﻀﺎ ﺍﳌﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﺘﺎﺭﳜﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ ﺍﻟـﱵ ﺗﻌﻤـﻞ‬ ‫ﻛﻤﻮﺟﻬﺎﺕ ﻟﻠﻘﻴﻢ ﻭﺍﻷﺧﻼﻗﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺗﻜﻮﻳﻦ ﺍﳌﻮﺍﻃﻦ ﻣﺘﻌﺪﺩ ﺍﻷﺑﻌﺎﺩ )ﳏﻠﻴﺎ‪ ،‬ﻭﻗﻮﻣﻴﺎ‪ ،‬ﻭﺇﻗﻠﻴﻤﻴﺎ‪ ،‬ﻭﻋﺎﳌﻴﺎ(‪.‬‬ ‫ ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ‪ ،‬ﻋﻦ ﺗﻌﻠﻢ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﳊﻴﺎﺓ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻯ ﺍﻟﻌﻤﺮ‪ ،‬ﻭﻟﺘﻜﻮﻥ ﻛﺎﻟﻨﺴﻴﺞ ﺍﳌﺘﻨﺎﻏﻢ‪ ،‬ﻳﻌﻄـﻲ ﻓﻴـﻪ‬‫ﻭﻗﺖ ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻢ‪ ،‬ﻭﻭﻗﺖ ﻟﻠﻌﻤﻞ‪ ،‬ﻭﻭﻗﺖ ﻟﻠﺘﺮﻓﻴﻪ‪.‬‬ ‫ ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ ﺍﳋﺎﻣﺲ‪ ،‬ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺗﻮﺟﻴﻪ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺇﱃ ﺍﳌﺮﻭﻧﺔ ﰲ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ‪ ،‬ﻣﻊ ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺴﻠﺴﻞ ﺍﳍﺮﻣـﻲ )ﰲ‬‫ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ(‪ ،‬ﲝﻴﺚ ﻧﻌﻮﺩ ‪‬ﺎ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ) ﺃﻳﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﻋﺎﻣﺔ‪ ،‬ﺃﻭ ﺧﺎﺻﺔ‪ ،‬ﺃﻭ‬ ‫ﺗﻌﺎﻭﻧﻴﺔ‪ ،‬ﺃﻭ ﻏﲑ ﻣﺴﺘﻬﺪﻓﺔ ﻟﻠﺮﺑﺢ(‪ ،‬ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﺗﻈﻞ ﻣﻠﺰﻣﺔ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﳌﻌﺎﻳﲑ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﳌﺸـﺘﺮﻛﺔ‪ ،‬ﳑـﺎ ﻳﺴـﻤﺢ ﳍـﺬﻩ‬ ‫ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺑﺎﻻﺗﺼﺎﻝ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﺎ‪ ،‬ﻭ‪‬ﻴﺌﺔ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﳌﻮﺍﻃﲏ ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻞ‪.‬‬ ‫ ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ‪ ،‬ﻫﻮ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻪ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣـﻦ ﺗﺄﺳـﻴﺲ ﺇﺳـﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺎﺕ ﻟﻠـﻨﻈﻢ‬‫ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‪ ،‬ﻋﺎﻣﺔ ﻭﺧﺎﺻﺔ‪ ،‬ﻭﲟﺎ ﻳﻨﺎﺳﺐ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ‪ ،‬ﻭﺃﻥ ﻳﻜـﻮﻥ ﳍـﺎ‬ ‫ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﳌﺸﺎﺭﻛﺎﺕ ﻭﺍﻻﺗﻔﺎﻗﺎﺕ‪ ،‬ﻭﺃﻥ ﺗﻘﻴﻢ ﺍﻻﺗﺼﺎﻻﺕ ﲜﻬﺎﺕ ﺍﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬ﺍﻟﱵ ﻫﻲ ﰲ ﺃﻏﻠﺒﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﳋﺎﺹ‪ ،‬ﻭﳍﺎ‬ ‫ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‪.‬‬ ‫ ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ‪ ،‬ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻣﻮﺟﻬﹰﺎ ﺇﱃ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﳐﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ )ﺭﲰﻴﺔ‪ ،‬ﻏﲑ ﺭﲰﻴﺔ‪ ،‬ﺗﻌﻠﻴﻢ ﻋﻦ‬‫ﺑﻌﺪ‪ ،‬ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺑﺎﻟﺘﻨﺎﻭﺏ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﻤﻞ(‪ ،‬ﲝﻴﺚ ﻳﺴﺘﻌﲑ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺍﻵﺧﺮ‪ ،‬ﺃﻭ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﻣـﻦ ﺍﳌﺸـﺎﺭﻛﺔ‬ ‫ﻟﻼﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻨﻮﻉ‪ ،‬ﻟﻴﺜﺮﻱ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻵﺧﺮ‪ ،‬ﻭﺗﻌﺎﰿ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺗﺰﺍﻳﺪ ﻋﺪﻡ ﺍﳌﺴﺎﻭﺍﺓ ﺍﻟـﱵ ﺗـﺆﺛﺮ ﰲ ﻣﺴـﺘﻘﺒﻞ‬ ‫ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﺇﱃ ﻣﺼﺎﺩﺭ )ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ( ﻭﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ‪ ،‬ﺍﻟﱵ ﻳﺘﻄﻠﺒﻬﺎ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‪ .‬ﰲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻮﺍﺣـﺪ ﻭﺍﻟﻌﺸـﺮﻳﻦ‪،‬‬ ‫ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﲑ ﺟﻨﺒﹰﺎ ﺇﱃ ﺟﻨﺐ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﺍﻟﺴﺮﻳﻊ ﰲ ﺍﻟﺸﺒﻜﺔ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺔ‪ ،‬ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻌﺎﺩ ﺍﻟﻨﻈـﺮ ﰲ ﺗﻨﻈـﻴﻢ ﺍﻟﺘﻌﻠـﻴﻢ‪.‬‬ ‫ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ‪.‬‬ ‫ﻭﰲ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ‪ ،‬ﻫﻨﺎﻙ ﺛﻼﺙ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﺃﺧﺮﻯ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺗﻮﺿﻊ ﰲ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ‪:‬‬ ‫ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ﺍﻷﻭﻝ‪ ،‬ﻳﺘﻤﺜﻞ ﰲ ﺍﻻﻧﻜﻤﺎﺵ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻠﻎ ﺣﺪﻩ ﰲ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟـﺬﻱ ﻣـﻦ‬‫ﺍﶈﺘﻤﻞ ﺃﻥ ﻳﺼﻞ ﻛﺬﻟﻚ ﺇﱃ ﺍﳊﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﰲ ﺍﳉﻴﻞ ﺍﻟﺘﺎﱄ‪ ،‬ﰲ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻨﺎﻣﻴﺔ‪ .‬ﻭﺣﺠﻢ ﺍﻹﻧﻔﺎﻕ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﺘﻌﻠـﻴﻢ‬ ‫ﻳﺼﻞ ﺍﻵﻥ‪ ،‬ﰲ ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ‪ ،‬ﺇﱃ ﻣﺴﺘﻮﻯ ‪ %6‬ﻣﻦ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﻜﻠﻲ ﺍﶈﻠﻲ‪.‬‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪-‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ـــــــــــــ ‪103‬‬

‫ـــــــــــــــ ﺩ‪.‬ﺳﻴﻒ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺷﻮﻳﺔ‪ :‬ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﳌﻌﺮﻓﺔ‬

‫ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ‪ ،‬ﻳﺘﻤﺜﻞ ﰲ ﺍﳊﺾ ﻋﻠﻰ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‪ ،‬ﻭﲢﺪﻳﺪ ﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‪ ،‬ﻟﻴﺠﻤـﻊ ﺑـﲔ ﲢﻘﻴـﻖ‬‫ﻣﻄﺎﻟﺐ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ‪ ،‬ﻭﰲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ‪ ،‬ﲢﻘﻴﻖ ﻣﻄﺎﻟﺐ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ‪ ،‬ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ‪ .‬ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ‬ ‫ﻳﻌﻄﻲ‪ ،‬ﰲ ﻇﻞ ﺍﳌﻨﺎﻓﺴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ‪ ،‬ﻣﺰﺍﻳﺎ ﻧﺴﺒﻴﺔ ﻟﻠﺪﻭﻝ ﺍﻟﱵ ﲤﻠﻚ ﻗﻮﺓ ﻋﻤﻞ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﲟﺴﺘﻮﻯ ﺗﻌﻠﻴﻤﻲ ﺃﻓﻀﻞ‪.‬‬ ‫ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ‪ ،‬ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺈﺩﺍﺭﺓ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻟﱵ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﳍﺎ ﺃﻥ ﺗﺘﻄﻮﺭ ﲢﺖ ﺗﺄﺛﲑ ﺍﻟﺘﻨـﺎﻓﺲ ﺍﳌﺘﺰﺍﻳـﺪ ﺑـﲔ‬‫ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﺑﲔ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ‪.‬‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺗﺄﺛﲑ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﺎﺭﺍﻣﺘﺮﺍﺕ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ‪ ) :‬ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﺑﻘﻮﺓ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﺒﻜﺔ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺗﺄﺛﲑﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻠﻴﱵ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ‬ ‫ﻭﺍﳌﻌﺮﻓﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻻﻧﻜﻤﺎﺵ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ‪ ،‬ﻭﺍﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ﰲ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﳌﺆﺳﺴـﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴـﺔ‪ ،‬ﰒ ﻣﻄﺎﻟـﺐ ﺍ‪‬ﺘﻤـﻊ ﰲ‬ ‫ﺍﳊﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺃﻓﻀﻞ ﳌﻮﺍﺟﻬﺔ ﲢﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ‪ ،‬ﻭﻣﻨﺎﻗﺸﺔ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ( ﺳﻮﻑ ﻳـﺆﺩﻱ ‪-‬‬ ‫ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺄﺛﲑ‪ -‬ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺪﻯ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪ ﺇﱃ ﺗﻐﻴﲑﺍﺕ ﻋﻤﻴﻘﺔ ﰲ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺍﶈﺘﻤـﻞ ﺃﻥ ﳛـﺪﺙ ﻫـﺬﺍ‬ ‫ﺍﻟﺘﺄﺛﲑ ﺑﺸﻜﻞ ﺃﺳﺮﻉ ﰲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺛﺮﺍﺀ ﻛﻨﺘﻴﺠﺔ ﳌﺴﺘﻮﺍﻫﺎ ﺍﳌﺮﺗﻔﻊ ﰲ ﺇﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﺍﳋﺪﻣﺎﺕ‪.‬‬ ‫ﺇﻥ ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﰲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻳﻌﲏ ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭﺍ ﰲ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‪ ،‬ﻓﻬﺬﺍ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﻏﲑ ﻣﺎﺩﻱ‪ ،‬ﻭﻏﲑ ﻣﺮﺋـﻲ‪ ،‬ﻟﻜـﻦ‬ ‫ﻳﻀﻊ ﺃﺳﺴﺎ ﺭﺍﺳﺨﺔ ﻷﻱ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺗﻨﻤﻮﻳﺔ‪.‬‬ ‫ﺍﳍﻮﺍﻣﺶ‪:‬‬ ‫‪ -1‬ﳒﻮﻯ ﻳﻮﺳﻒ ﲨﺎﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ‪ :‬ﳏﺎﺿﺮﺍﺕ ﰲ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﻣﻜﺘﺒﺔ ﺍﻵﺩﺍﺏ‪ ،‬ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ‪ ،2001،‬ﺹ ‪.82‬‬ ‫‪ -2‬ﺍﳌﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ‪ ،‬ﺹ ‪.85-82‬‬ ‫‪ -3‬ﺟﲑﻭﻡ ﺑﻨﺪﻱ‪ :‬ﺃﻱ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﻘﺮﻥ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ‪ ،‬ﺗﺮﲨﺔ ﳏﻤﺪ ﺳﻼﻣﺔ ﺁﺩﻡ ‪ ،‬ﳎﻠﺔ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺎﺕ ‪ ،‬ﻣﻜﺘﺐ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺪﻭﱄ ‪ ،‬ﺍﻟﻌﺪﺩ ‪ 124‬ﺩﻳﺴﻤﱪ‬ ‫‪ ،2002‬ﺟﻴﻨﻴﻒ‪ ،‬ﺹ ‪.493-492‬‬ ‫‪ -4‬ﻓﺮﺍﻧﺴﻴﺴﻜﻮ ﻟﻮﺑﻴﺰ ﺭﻭﺑﲑﻳﻪ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‪ ،‬ﺃﲪﺪ ﻋﻄﻴﺔ ﺃﲪﺪ‪ ،‬ﳎﻠﺔ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺎﺕ‪ ،‬ﻣﻜﺘﺐ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟـﺪﻭﱄ‪ ،‬ﺍﻟﻌـﺪﺩ ‪ 127‬ﺳـﺒﺘﻤﱪ ‪،2003‬‬ ‫ﺟﻴﻨﻴﻒ‪ ،‬ﺹ‪.331‬‬ ‫‪ -5‬ﻣﺎﻣﺎﺩﻭ ﻧﺪﻭﻱ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﰲ إﻓﺮﻳﻘﻴﺎ‪ ،‬ﺗﺮﲨﺔ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻌﻘﺪﺓ‪ ،‬ﳎﻠﺔ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺎﺕ‪ ،‬ﻣﻜﺘﺐ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴـﺔ ﺍﻟـﺪﻭﱄ‪ ،‬ﺍﻟﻌـﺪﺩ‬ ‫‪ 101‬ﻣﺎﺭﺱ ‪ ،1997‬ﺟﻴﻨﻴﻒ‪ ،‬ﺹ ‪.93-91‬‬ ‫‪ -6‬ﺍﳌﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ‪ ،‬ﺹ‪.92‬‬ ‫‪ -7‬ﻧﻮﻳﻞ ﻑ ﻣﺎﻛﺠﲔ‪ :‬ﺃﺛﺮ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﻈﻢ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ‪ ،‬ﺗﺮﲨﺔ ﳎﺪﻱ ﻣﻬﺪﻱ ﻋﻠﻲ‪ ،‬ﳎﻠﺔ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺎﺕ‪ ،‬ﻣﻜﺘﺐ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺪﻭﱄ‪ ،‬ﺍﻟﻌـﺪﺩ ‪101‬‬ ‫ﻣﺎﺭﺱ ‪ ،1997‬ﺟﻴﻨﻴﻒ‪،‬ﺹ ‪56‬‬ ‫‪ -8‬ﳒﻮﻯ ﻳﻮﺳﻒ ﲨﺎﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ‪ ،‬ﺍﳌﺮﺟﻊ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭ ﺳﺎﺑﻘﺎ‪ ،‬ﺹ‪95‬‬ ‫‪ -9‬ﺍﳌﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ‪ ،‬ﺹ ‪.93 -90‬‬ ‫‪ -10‬ﺟﲑﻭﻡ ﺑﻨﺪﻱ‪ :‬ﻣﺮﺟﻊ ﻣﺬﻛﻮﺭ ﺳﺎﺑﻘﺎ‪ ،‬ﺹ ‪.498-494‬‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪-‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ـــــــــــــ‪104‬‬

‫ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﲔ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﻭﻣﻄﺎﻟﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ‬

‫ﺃ‪.‬ﺩ‪ .‬ﺩﺑﻠﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺎﱄ ﻭ)ﺃ‪ .‬ﺧﻴﻨﺶ ﺩﻟﻴﻠﺔ ﻭﺃ‪.‬ﺧﻠﻴﻞ ﻧﺰﻳﻬﺔ(‬ ‫ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‬

‫ﻣﻘﺪﻣﺔ‪:‬‬ ‫ﰲ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻷﺧﲑﺓ ﺍﻛﺘﺴﺐ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺃﳘﻴﺔ ﻗﺼﻮﻯ ﰲ ﺍ‪‬ﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ‪ ،‬ﺇﺫ ﱂ ﻳﻌﺪ ﺍﻟﻨﻈـﺎﻡ‬ ‫ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻳﻌﻤﻞ ﲟﻌﺰﻝ ﻋﻦ ﺑﻘﻴﺔ ﻗﻄﺎﻋﺎﺕ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺍﻷﺧﺮﻯ‪ ،‬ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﺍﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ‪ ،‬ﺑﻞ ﺃﺻﺒﺢ‬ ‫ﻣﺘﺪﺍﺧﻞ ﻭﻣﺘﻤﻔﺼﻞ ﻣﻊ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻄﺎﻋﺎﺕ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﺃﺻﺒﺢ ﺃﺣﺪ ﻣﺴﺘﻠﺰﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻭﻫﻮ ﻟﻴﺲ‬ ‫ﻣﺴﺘﻘﻞ ﻋﻦ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻴﻪ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻓﻬﻮ ﻧﺘﺎﺝ ﻟﻜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﻭﺍﳌﺘﻐﲑﺍﺕ‪.‬‬ ‫ﻭﻣﻊ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﳌﻘﺎﺭﻧﺔ ﻭﻣﻊ ﺍﻟﺘﻄـﻮﺭ ﺍﻟـﺬﻱ‬ ‫ﺷﻬﺪﺗﻪ ﺍ‪‬ﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ ﺃﺻﺒﺢ ﻟﺰﺍﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﳎﺘﻤﻊ ﺃﻥ ﻳﻌﻴﺪ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﳏﺘﻮﻳﺎﺕ ﻭﻣﻨـﺎﻫﺞ ﺃﻧﻈﻤﺘـﻪ‬ ‫ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺣﱴ ﺗﺘﻮﺍﻓﻖ ﻭﺗﺘﻜﻴﻒ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺍﳌﻌﺮﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﺸـﻬﺪﻫﺎ ﺍﻟﻌـﺎﱂ ﰲ‬ ‫ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻷﺧﲑﺓ ﻭﺍﻟﱵ ﺟﺴﺪ‪‬ﺎ ﺃﺧﲑﺍ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﲞﻄﺎ‪‬ﺎ ﺍﻟﻘﻮﻱ ﻭﺍﳌﺪﻭﻱ‪ .‬ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺑﺪﺃﺕ ﻛﺜﲑ ﻣـﻦ ﺍﻟـﺪﻭﻝ‬ ‫ﺗﻌﻴﺪ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﺃﻧﻈﻤﺘﻬﺎ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭﱂ ﻳﻘﺘﺼﺮ ﺍﻷﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﳌﺘﻘﺪﻣﺔ ﻓﻘﻂ ﺑﻞ ﺣـﱴ ﺍﻟـﺪﻭﻝ ﺍﻟﻨﺎﻣﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺴﺎﻋﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻧﻈﺎﻣﻬﺎ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺃﻥ ﲡﺪ ﳍﺎ ﻣﻜﺎﻧﺎ ﰲ ﺣﻀﺎﺭﺓ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﳉﺪﻳﺪ‪.‬‬ ‫ﻟﻘﺪ ﺃﺩﺭﻛﺖ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﺼﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻭﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﳋﺼﻮﺹ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﺃﻱ ﺃﳘﻴﺔ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ‬ ‫ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺧﻠﻖ ﺍﳌﻮﺍﻃﻦ ﺍﻟﺼﺎﱀ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﻔﻌﺎﻝ‪ ،‬ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺍﺻﺒﺢ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﺇﺻﻼﺡ‬ ‫ﻣﻨﻈﻮﻣﺘﻨﺎ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭﻓﻖ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﻭﻣﻨﻄﻠﻘﺎﺕ ﻓﻜﺮﻳﺔ ﳏﺪﺩﺓ‪ .‬ﻭﻳﻘﻒ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺇﺻﻼﺡ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺭﺃﺱ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻭﻟﻮﻳﺎﺕ‪ ،‬ﺇﺫ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﰲ ﺇﺻﻼﺡ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺑﺪﻭﻥ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﰲ ﺇﺻﻼﺡ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ‬ ‫ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺣﺪ ﺫﺍ‪‬ﺎ‪.‬‬ ‫ﻟﻘﺪ ﺍﺣﺘﻠﺖ ﻗﻀﻴﺔ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭﺗﻐﻴﲑﻫﺎ ﺍﳊﻴﺰ ﺍﻷﻛﱪ ﰲ ﺍﻟﺴـﺎﺣﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳـﺔ ﺧـﻼﻝ‬ ‫ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻷﺧﲑﺓ‪ ،‬ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﱂ ﻳﻜﻦ ﺧﺎﺻﺎ ﺑﺒﻼﺩﻧﺎ ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺍﻣﺘﺪ ﺇﱃ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﺒﻠـﺪﺍﻥ‬ ‫ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻟﻘﺪ ﲢﻮﻝ ﺍﳉﺪﻝ ﺣﻮﻝ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﻣﻦ ﻛﻮ‪‬ﺎ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺗﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﺗﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭﳍﺎ ﺍﺭﺗﺒـﺎﻁ ﺑﺴﻴﺎﺳـﺎﺕ‬ ‫ﻭﺧﻄﻂ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺇﱃ ﻗﻀﻴﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﻓﻜﺮﻳﺔ‪.‬‬

‫ـــــــــــــــ ﺃ‪.‬ﺩ‪ .‬ﺩﺑﻠﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺎﱄ ﻭ)ﺃ‪ .‬ﺧﻴﻨﺶ ﺩﻟﻴﻠﺔ ﻭﺃ‪.‬ﺧﻠﻴﻞ ﻧﺰﻳﻬﺔ(‪ :‬ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﲔ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﻭﻣﻄﺎﻟﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ‬

‫ﳍﺬﺍ ﳒﺪ ﺃﻥ ﻛﺜﲑﺍ ﳑﺎ ﻃﺮﺡ ﻭﻛﺘﺐ ﰲ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺳﻮﺍﺀ ﰲ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺍﶈﻠﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﳒﺪ ﺃﻥ ﺍﻻ‪‬ﺎﻣﺎﺕ ﺗﻮﺟﻪ ﺇﱃ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﺑﻜـﻞ ﻋﻨﺎﺻـﺮﻩ‬ ‫ﻭﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﺇﱃ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ‪ ،‬ﻭﺍ‪‬ﺎﻡ ﻗﻴﻤﻨﺎ ﻭﺛﻘﺎﻓﺘﻨﺎ ﻭﺛﻮﺍﺑﺘﻨﺎ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺑﺄ‪‬ﺎ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻣﻨﻐﻠﻘﺔ ﻭﺳـﻄﺤﻴﺔ‬ ‫ﻭﺳﺒﺐ ﺭﺋﻴﺴﻲ ﻟﻠﺘﺨﻠﻒ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﰲ ﻭﺍﳊﻀﺎﺭﻱ‪.‬‬ ‫ﻓﻬﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﻳﺪﻋﻮ ﺇﱃ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﳌﻮﺍﻛﺒﺔ ﺍﻟﺘﻐﲑﺍﺕ ﺍﳊﺎﺻﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ‪ ،‬ﺣﱴ ﻻ ﺗﺰﺩﺍﺩ‬ ‫ﺍﻟﻔﺠﻮﺓ ﺑﲔ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﳌﺘﻘﺪﻣﺔ‪ ،‬ﻭﻳﻨﻜﺮﻭﻥ ﺃﻥ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﳍﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻹﻣﻼﺀﺍﺕ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ‪،‬‬ ‫ﰲ ﺣﲔ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﻳﺮﻯ ﺃﻥ ﺩﻋﻮﻯ ﺗﻐﻴﲑ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻳﻌﻮﺩ ﺃﺳﺎﺳﺎ ﻟﻠﻤﻄﺎﻟﺐ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﱵ ﺗﺮﻳﺪ ﺍﳍﻴﻤﻨﺔ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻭﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﲢﺖ ﻇﻞ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺑﺎﺧﺘﺮﺍﻕ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣـﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴـﺔ‬ ‫ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺑﺎﺳﻢ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻭﺗﻐﻴﲑ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ‪.‬‬ ‫ﻭﰲ ﻇﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﳉﺪﻝ ﺍﻟﻮﺍﺳﻊ ﺑﲔ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺃﻭ ﺗﻐﻴﲑ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﰲ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺳـﻨﺤﺎﻭﻝ ﰲ ﺍﻟﺒـﺪﺀ‬ ‫ﺍﻟﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﻫﻴﺔ ﺍﳌﻨﻬﺞ؛ ﰒ ﻃﺮﺡ ﻗﻀﻴﺔ ﺟﺪﻝ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻄﻮﻳﺮ‪.‬‬ ‫‪ -1‬ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﳌﻨﻬﺞ‪:‬‬

‫ﻳﻌﺮﻑ "ﺍﺑﻦ ﻣﻨﻈﻮﺭ" ﺍﳌﻨﻬﺞ ﺑﺄﻧﻪ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺒﲔ ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ‪ ،‬ﻭﻣﻨﻬﺞ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻭﺿﺤﻪ‪ ،‬ﻭﺍﳌﻨﻬﺞ ﻛﺎﳌﻨﻬﺎﺝ‪،‬‬ ‫ﻳﻘﻮﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱄ‪ ¾:‬ﻟﻜﻞ ﺟﻌﻠﻨﺎ ﻣﻨﻜﻢ ﺷﺮﻋ ًٍﺔ ﻭﻣﻨﻬﺎﺟﺎ½ﺍﳌﺎﺋﺪﺓ) ‪.(48‬ﻭﺍﳌﻨﻬﺎﺝ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ "ﺍﺑﻦ ﻛـﺜﲑ"‬ ‫)‪(1‬‬ ‫ﻫﻮ‪" :‬ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ ﺍﻟﺴﻬﻞ ﻭﺍﻟﺴﻨﻦ ﻭﺍﻟﻄﺮﺍﺋﻖ"‬ ‫ﻭﻳﺮﻯ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﳌﺘﺨﺼﺼﲔ ﰲ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﻭﻃﺮﺍﺋﻖ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺲ ﺃﻥ ﺍﳌﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺷـﻬﺪ ﺗﻄـﻮﺭﺍ ﰲ‬ ‫ﻣﻔﻬﻮﻣﻪ ﺑﲔ ﺍﳌﺎﺿﻲ ﻭﺍﳊﺎﺿﺮ ﻭﳝﻜﻦ ﺗﺘﺒﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺑﺎﻟﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﺍﳌﻨﻬﺞ ﺑﺪﺃ ﰲ ﻣﻔﻬﻮﻣﻪ ﻗﺪﳝﺎ ﰒ ﺣﺪﻳﺜﺎ‪.‬‬ ‫ﺍﳌﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻱ ﻟﻠﻤﻨﻬﺞ‪ :‬ﻳﻌﲏ ﺍﳌﻨﻬﺞ ﺍﳌﺪﺭﺳﻲ ﳎﻤﻮﻉ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﺍﳊﻘﺎﺋﻖ ﻭﺍﳌﻔﺎﻫﻴﻢ ﻭﺍﻷﻓﻜـﺎﺭ ﺍﻟـﱵ‬ ‫ﻳﺪﺭﺳﻬﺎ ﺍﻟﺘﻼﻣﻴﺬ ﰲ ﺻﻮﺭﺓ ﻣﻮﺍﺩ ﺩﺭﺍﺳﻴﺔ ﺍﺻﻄﻠﺢ ﻋﻠﻰ ﺗﺴﻤﻴﺘﻬﺎ ﺑﺎﳌﻘﺮﺭﺍﺕ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻴﺔ)‪ .(2‬ﻭﻳﺘﺒﲔ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ‬ ‫ﺃﻥ ﺍﳌﻨﻬﺞ ﺍﻟﻘﺪﱘ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﰲ ﺻﻮﺭﺓ ﻣﻘﺮﺭﺍﺕ ﺩﺭﺍﺳﻴﺔ‪ ،‬ﻟﻜﻦ ﻣﻊ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺗﻄﻮﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻔﻬـﻮﻡ‬ ‫ﻭﺃﺻﺒﺢ ﻻ ﻳﻌﲏ ﺍﳌﺎﺩﺓ ﺃﻭ ﺍﶈﺘﻮﻯ ﰲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﳌﺪﺭﺳﻲ؛ ﺑﻞ ﴰﻞ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﻭﺍﶈﺘﻮﻯ ﻭﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺲ ﻭﺍﻟﺘﻘـﻮﱘ‬ ‫ﻭﺃﺻﺒﺢ ﺍﳌﻔﻬﻮﻡ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻛﻤﺎ ﻳﻠﻲ‪:‬‬ ‫ﺍﳌﻨﻬﺞ ﺍﳊﺪﻳﺚ‪ :‬ﻫﻮ ﳎﻤﻮﻉ ﺍﳋﱪﺍﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳـﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴـﺔ ﻭﺍﻟﺮﻳﺎﺿـﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﻨﻴـﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ‪...‬ﺍﱁ‪ .‬ﺍﻟﱵ ﲣﻄﻄﻬﺎ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﻭ‪‬ﻴﺆﻫﺎ ﻟﻄﻠﺒﺘﻬﺎ ﻟﻴﻘﻮﻣﻮﺍ ﺑﺘﻌﻠﻤﻬﺎ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﳌﺪﺭﺳـﺔ‪ ،‬ﺃﻭ ﺧﺎﺭﺟﻬـﺎ‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪-‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ـــــــــــــ ‪106‬‬

‫ــــــــــــــــــ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ ‪:‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫‪‬ﺪﻑ ﺇﻛﺴﺎ‪‬ﻢ ﺃﳕﺎﻃﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺃﻭ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﺃﻭ ﺗﻐﻴﲑ ﺃﳕﺎﻁ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﳓﻮ ﺍﻻﲡﺎﻩ ﺍﳌﺮﻏـﻮﺏ‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﳑﺎﺭﺳﺘﻬﻢ ﳉﻤﻴﻊ ﺍﻷﻧﺸﻄﺔ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﻭﺍﳌﺼﺎﺣﺒﺔ ﻟﺘﻌﻠﻢ ﺗﻠﻚ ﺍﳋـﱪﺍﺕ ﺗﺴـﺎﻋﺪﻫﻢ ﰲ ﺇﳕـﺎﺀ‬ ‫ﳕﻮﻫﻢ")‪ .(3‬ﻭﺣﲔ ﻧﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺍﳌﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﻌﲏ ﻣﻨﻬﺞ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺑﺬﺍ‪‬ﺎ‪ ،‬ﻭﻻ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﳏـﺪﺩ‪،‬‬ ‫ﻭﻟﻜﻦ ﻧﻌﲏ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﲨﻴﻊ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎ‪‬ﺎ ﻭﲣﺼﺼﺎ‪‬ﺎ‪.‬‬ ‫‪ .3.1‬ﺍﳌﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻣﻦ ﺍﳌﻨﻈﻮﺭ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ‪ :‬ﺗﺸﻜﻞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻷﺳـﺎﺱ ﺍﻷﻭﻝ ﻻﺧﺘﻴـﺎﺭ‬ ‫ﺧﱪﺍﺕ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﻭﺗﻨﻈﻴﻤﻬﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻛﻮ‪‬ﺎ ﲢﺪﺩ ﻧﻮﻉ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﺴـﻠﻜﻪ ﺍﳌـﺘﻌﻠﻢ ﺑﻌـﺪ‬ ‫ﺍﻛﺘﺴﺎﺑﻪ ﳋﱪﺍﺕ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺗﻘﻮﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺼﻮﺭ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻟﻠﻜـﻮﻥ ﻭﺍﻹﻧﺴـﺎﻥ‬ ‫ﻭﺍﳊﻴﺎﺓ ﻭﺍﳌﻌﺮﻓﺔ‪ ،‬ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈ‪‬ﺎ ﺗﺮﲨﺔ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﳍﺬﺍ ﺍﻟﺘﺼﻮﺭ‪ ،‬ﻭﻛﻞ ﺍﺟﺘﻬﺎﺩ ﻓﻴﻬﺎ ﻳﻨﺒﻊ ﻣﻨﻪ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺃﻭ ﻳﻨﺴﺠﻢ‬ ‫ﻣﻌﻪ ﰲ ﳎﻤﻠﻪ ﻭﺗﻔﺼﻴﻠﻪ‪ .‬ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺃﺻﻮﻝ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﰲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻻ ﳎﺎﻝ ﻟﻠﺘﻐﻴﲑ ﻓﻴﻬﺎ ﻷ‪‬ﺎ ﺗﺸﻜﻞ ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﺮﺍﺳﺨﺔ ﻟﻠﺪﻳﻦ ﺍﳊﻨﻴﻒ ﻭﻣﺒﻠﻎ ﺳﻌﻲ ﺍﳌﺴﻠﻢ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﳍﺬﻩ ﺍﻷﺻـﻮﻝ‪ ،‬ﻭﻋﻠﻴـﻪ ﺃﻥ ﻳﺘﻔﻬﻤﻬـﺎ‬ ‫)‪(4‬‬ ‫ﻭﻳﺴﺘﻮﻋﺒﻬﺎ ﻭﻳﻄﺒﻘﻬﺎ‪.‬‬ ‫ﻭﻋﻤﻮﻣﺎ ﻓﺎﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺣﺴﺐ ﺍﳌﻨﻈﻮﺭ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺗﻨﻘﺴﻢ ﺇﱃ ﻗﺴﻤﲔ‪:‬‬ ‫ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻷﻭﻝ‪ :‬ﻭﻳﺴﻤﻰ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﻟﺜﺎﺑﺘﺔ‪ ،‬ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﳛﺘﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ‪،‬‬ ‫ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ‪ ،‬ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﺛﺎﺑﺖ ﺍﶈﺘﻮﻯ ﻭﻳﺘﺠﺪﺩ ﰲ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﺘﻘﺪﱘ ﻭﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﻭﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﺩﺍﺧﻞ‬ ‫ﺍﻟﺼﻔﻮﻑ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﺘﺠﺪﺩ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺘﺨﻄﻴﻂ ﻭﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺣﺴﺐ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﳌﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ‪.‬‬ ‫ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺜﺎﱐ‪ :‬ﻣﻦ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﳛﺘﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﳌﻮﺍﺩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﲢﺘﻮﻱ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﳌﺆﺳﺴـﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ‪.‬‬ ‫‪ -2‬ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﳌﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ‪:‬‬

‫ﻫﻨﺎﻙ ﻋﺪﺓ ﻭﺟﻬﺎﺕ ﻧﻈﺮ ﺣﻮﻝ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﳌﻨﻬﺎﺝ‪ ،‬ﻭﻣﻦ ﻭﺟﻬﺎﺕ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺍﻟﺸﺎﺋﻌﺔ ﺍﻟـﱵ ﺗﻨﺴـﺐ ﺇﱃ‬ ‫"ﺗﺎﻳﻠﻮﺭ" ﺃﻥ ﺍﳌﻨﻬﺎﺝ ﻳﺘﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﻭﺍﶈﺘﻮﻯ ﻭﺍﻷﻧﺸﻄﺔ ﻭﺍﻟﺘﻘﻮﱘ‪.‬‬ ‫‪.1.2‬ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ‪ :‬ﻓﻔﻲ ﺿﻮﺋﻬﺎ ﳓﺪﺩ ﺍﶈﺘﻮﻯ ﻭﺍﻷﻧﺸﻄﺔ ﻭﺍﻟﺘﻘـﻮﱘ‪ ،‬ﻭﻧﻘـﻮﻡ ﺍﳌﺨﺮﺟـﺎﺕ‪،‬‬ ‫ﻭﺍﳍﺪﻑ ﻫﻮ ﻧﺘﺎﺝ ﻣﺘﻮﻗﻊ ﺣﺪﻭﺛﻪ ﻟﺪﻯ ﺍﳌﺘﻌﻠﻤﲔ ﰲ ﺿﻮﺀ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﻭﺇﻣﻜﺎﻧﺎﺕ ﻭﻗﺪﺭﺍﺕ ﻣﻌﻴﻨﺔ‪.‬‬ ‫ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ ﺍﳍﺪﻑ ﻫﻮ ﻭﺻﻒ ﻣﺘﻮﻗﻊ ﻟﺴﻠﻮﻙ ﻓﻼ ﺑﺪ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺍﺷﺘﻘﺎﻕ‪ ،‬ﻭﲣﺘﻠـﻒ‬ ‫ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺍﻻﺷﺘﻘﺎﻕ ﺑﺎﺧﺘﻼﻑ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ‪ .‬ﻓﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﺘﺸﺘﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪-‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪107‬‬

‫ـــــــــــــــ ﺃ‪.‬ﺩ‪ .‬ﺩﺑﻠﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺎﱄ ﻭ)ﺃ‪ .‬ﺧﻴﻨﺶ ﺩﻟﻴﻠﺔ ﻭﺃ‪.‬ﺧﻠﻴﻞ ﻧﺰﻳﻬﺔ(‪ :‬ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﲔ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﻭﻣﻄﺎﻟﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ‬

‫ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ‪ ،‬ﻭﺗﺸﺘﻖ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻣﻦ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻜﺘﻮﺑﺔ ﺃﻭ ﻏﲑ ﻣﻜﺘﻮﺑﺔ‪ ،‬ﻭﰲ ﺍﳊﺎﻟﺘﲔ ﺗﻜﻮﻥ‬ ‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻫﻲ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﻈﻢ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﻭﻳﻮﺟﻬﻪ ﻭﻳﺪﻓﻌﻪ‪ ،‬ﻭﺗﻨﺒﺜﻖ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻣـﻦ‬ ‫ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻭﻣﻦ ﻣﻨﻈﻮﻣﺘﻪ ﺍﻟﻘﻴﻤﻴﺔ ﻭﻣﻦ ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪.‬‬ ‫ﻛﻤﺎ ﺗﺼﻨﻒ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺣﺴﺐ "ﺑﻨﻴﺎﻣﲔ ﺑﻠﻮﻡ"‪ ،‬ﻭﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺧﱪﺍﺀ ﺍﻟﺘﻘﻮﱘ ﺣﺴﺐ ﻧﺘﺎﺟـﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﰲ ﳎﺎﻻ‪‬ﺎ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ‪ :‬ﺍ‪‬ﺎﻝ ﺍﳌﻌﺮﰲ ﺍﻹﺩﺭﺍﻛﻲ ﻭﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﻭﺍﳌﻔﺎﻫﻴﻢ‪ ،‬ﻭﺍ‪‬ﺎﻝ ﺍﻻﻧﻔﻌﺎﱄ‬ ‫ﺍﻟﻮﺟﺪﺍﱐ ﻭﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻻﲡﺎﻫﺎﺕ ﻭﺍﻟﻘﻴﻢ‪ ،‬ﰒ ﳎﺎﻝ ﺍﻟﻨﻔﺴﺤﺮﻛﻲ )ﺍﳌﻬﺎﺭﺍﰐ( ﻭﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﳌﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﱵ ﻳﺴـﻴﻄﺮ‬ ‫ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺣﺮﻛﺎﺕ ﺟﺴﻤﻪ ﻭﻳﻨﺴﻖ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﺎ )‪.(5‬‬ ‫‪ .2.2‬ﺍﶈﺘﻮﻯ‪ :‬ﻫﻮ ﻧﻮﻋﻴﺔ ﺍﳌﻌﺎﺭﻑ ﻭﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﻳﻘﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﻭﺍﻟﱵ ﻳﺘﻢ ﺗﻨﻈﻴﻤﻬﺎ ﻋﻠﻲ ﳓﻮ‬ ‫ﻣﻌﲔ‪ ،‬ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻌﺎﺭﻑ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﺃﻡ ﺣﻘﺎﺋﻖ ﺃﻡ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﺃﺳﺎﺳﻴﺔ‪ ،‬ﻭﳜﺘـﺎﺭ ﺍﶈﺘـﻮﻯ ﰲ ﺿـﻮﺀ‬ ‫ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﻭﺗﺘﺤﺪﺩ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﻭﲣﺘﺎﺭ ﰲ ﺿﻮﺀ ﻋﻘﻴﺪﺓ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺃﻭ ﻓﻠﺴﻔﺘﻪ ﰲ ﺍﳊﻴﺎﺓ )‪.(6‬‬ ‫‪.3.2‬ﺍﻷﻧﺸﻄﺔ‪ :‬ﻳﻌﺮﻑ ﻧﺸﺎﻁ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﺑﺄﻧﻪ ﻛﻞ ﻧﺸﺎﻁ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻪ ﺍﳌﻌﻠﻢ ﺃﻭ ﺍﳌﺘﻌﻠﻢ ﺃﻭ ﳘﺎ ﻣﻌـﺎ‬ ‫ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻨﻤﻮ ﺍﻟﺸﺎﻣﻞ ﻟﻠﻤﺘﻌﻠﻢ ﺳﻮﺍﺀ ﰎ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺃﻭ ﺧﺎﺭﺟﻪ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﳌﺪﺭﺳـﺔ‬ ‫ﺃﻭ ﺧﺎﺭﺟﻬﺎ ﻃﺎﳌﺎ ﺃﻧﻪ ﻳﺘﻢ ﲢﺖ ﺇﺷﺮﺍﻑ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ )‪.(7‬‬ ‫‪.4.2‬ﺍﻟﺘﻘﻮﱘ‪ :‬ﺑﺼﻔﺘﻪ ﺃﺣﺪ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﳌﻨﻬﺎﺝ ﻳﺘﻨﺎﻭﻝ ﺗﻘﻮﱘ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ‪ ،‬ﻭﺗﻘﻮﱘ ﺍﶈﺘﻮﻯ ﻭﺗﻘﻮﱘ ﺍﻷﻧﺸﻄﺔ‪،‬‬ ‫ﻭﺗﻘﻮﱘ ﺍﻟﺘﻘﻮﱘ ﻧﻔﺴﻪ‪ ،‬ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺗﻘﻮﳝﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻟﻠﻤﻨﻬﺎﺝ‪ ،‬ﻣﺜﻞ ﺗﻘﻮﱘ ﲣﻄﻴﻂ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﻭﺗﻘﻮﱘ ﺗﻄﻮﻳﺮ‬ ‫ﺍﳌﻨﻬﺎﺝ ﻭﺗﻘﻮﱘ ﺗﻨﻔﻴﺬﻩ‪ ،‬ﻭﺗﻘﻮﱘ ﺁﺛﺎﺭ ﺍﳌﻨﻬﺎﺝ ﺃﻭ ﻧﺘﺎﺟﺎﺗﻪ‪،‬ﺇﺫﻥ ﻓﺎﻟﺘﻘﻮﱘ ﻫﻮﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺄﻛـﺪ ﻣـﻦ ﲢﻘﻴـﻖ‬ ‫)‪(8‬‬ ‫ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ‬ ‫‪-3‬ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﳌﻨﻬﺞ‪:‬‬

‫ﻣﻬﻤﺎ ﺣﺎﻭﻟﻨﺎ ﲢﺪﻳﺪ ﻣﻌﺎﱂ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﳌﺪﺭﺳﻴﺔ ﻭﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺎ‪‬ﺎ‪ ،‬ﳒﺪ ﺃ‪‬ﺎ ﺗﻀـﻢ ﻧـﻮﻋﲔ ﻣـﻦ ﺍﳌﻨـﺎﻫﺞ‬ ‫ﺑﻮﺍﺳﻄﺘﻬﻤﺎ ﺗﺘﺤﻘﻖ ﻭﺗﺘﻢ‪ ،‬ﻭﳘﺎ‪:‬‬ ‫‪ .1.3‬ﺍﳌﻨﻬﺞ ﺍﻟﺮﲰﻲ‪ :‬ﻭﻧﻘﺼﺪ ﺑﻪ ﺍﳌﻨﻬﺞ ﺍﳌﻌﻠﻦ ﺃﻭ ﺍﳌﻨﻈﻢ‪ ،‬ﻭﻫﻮ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﻭﺛﻴﻘﺔ ﻣﻜﺘﻮﺑﺔ ﳏﺪﺩﺓ ﻣﻦ‬ ‫)‪(9‬‬ ‫ﻗﺒﻞ ﺃﻭ ﺟﻬﺔ ﳐﻮﻟﺔ ﺑﺈﻋﺪﺍﺩﻫﺎ‪ ،‬ﻳﻄﺒﻘﻬﺎ ﺍﳌﻌﻠﻢ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺗﺪﺭﻳﺴﻪ ﰲ ﺃﻳﺎﻡ ﳏﺪﻭﺩﺓ ﻭﻓﻖ ﻧﻈﺎﻡ ﻣﻌﲔ‪.‬‬ ‫‪.2.3‬ﺍﳌﻨﻬﺞ ﺍﳋﻔﻲ‪ :‬ﻭﻳﻘﺼﺪ ﺑﻪ ﺍﻟﻀﻤﲏ ﺃﻭ ﻏﲑ ﺍﻟﺮﲰﻲ ﺃﻭ ﻏﲑ ﺍﳌﺪﺭﻭﺱ‪ ،‬ﻭﳝﻜﻦ ﺗﻌﺮﻳﻔﻪ ﺑـﺎﻟﻘﻮﻝ‬ ‫"ﺃﻧﻪ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻜﺘﺒﻪ ﻭﳝﺎﺭﺳﻪ ﺍﳌﺘﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﺎﺭﻑ ﻭﺍﳋﱪﺍﺕ ﻭﺍﻻﲡﺎﻫﺎﺕ ﻭﺍﻟﻘﻴﻢ ﻭﺍﳌﻬﺎﺭﺍﺕ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﳌﻨـﻬﺞ‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪-‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ـــــــــــــ ‪108‬‬

‫ــــــــــــــــــ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ ‪:‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ﺍﻟﺮﲰﻲ ﻃﻮﺍﻋﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺩﻭﻥ ﺇﺷﺮﺍﻑ ﺍﳌﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﺑﺎﻟﻘﺪﺭﺓ ﻭﺍﳌﻼﺣﻈﺔ ﻣﻦ ﺃﻗﺮﺍﻧﻪ ﻭﻣﻌﻠﻤﻴﻪ ﻭﳎﺘﻤﻌﻪ‬ ‫ﺍﶈﻠﻲ )‪.(10‬‬ ‫‪ .4‬ﺃﺳﺲ ﺍﳌﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ‪:‬‬

‫‪ .1.4‬ﺍﻷﺳﺲ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ ﻟﻠﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ‪ :‬ﻳﻘﻮﻡ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﺎﺝ ﻋﻠﻰ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ ﺗﻨﺒﺜﻖ ﻋﻦ ﻓﻠﺴـﻔﺔ‬ ‫ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ‪ ،‬ﻭﺗﺘﺼﻞ ‪‬ﺎ ﺍﺗﺼﺎﻻ ﻭﺛﻴﻘﺎ‪ ،‬ﻭﺗﻌﻤﻞ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﺧﺪﻣﺔ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺻـﻴﺎﻏﺔ ﻣﻨﺎﻫﺠﻬـﺎ‪،‬‬ ‫ﻭﻃﺮﻕ ﺗﺪﺭﻳﺴﻬﺎ ﰲ ﺿﻮﺀ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﻓﻠﺴﻔﺔ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﻣﻌﺎ‪ ،‬ﻭﺗﻨﻌﻜﺲ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴـﺔ ﻋﻠـﻰ ﻓﻠﺴـﻔﺔ‬ ‫ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﻭﺭﺳﺎﻟﺘﻬﺎ‪ ،‬ﻭﻛﻠﻤﺎ ﺍﺗﻔﻘﺖ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺃﺩﻋـﻰ ﺇﱃ‬ ‫)‪(11‬‬ ‫ﻭﺣﺪﺓ ﺑﻨﺎﺀ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﻭﺗﻜﺎﻣﻠﻪ ﻭﲢﻘﻴﻖ ﺃﻫﺪﺍﻓﻪ‪.‬‬ ‫‪.2.4‬ﺍﻷﺳﺲ ﺍﳌﻌﺮﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻴﻤﻴﺔ ﻟﻠﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ‪ :‬ﺗﺘﻮﻗﻒ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﻭﳏﺘﻮﺍﻫﺎ ﺇﱃ ﺩﺭﺟﺔ‬ ‫ﻛﺒﲑﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻔﻬﻤﻪ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻣﻦ ﻣﺎﻫﻴﺔ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ‪ ،‬ﻟﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﻭﺍﺟﺐ ﺍﳌﻨﻬﺞ ﺃﻥ ﻳﻬﺘﻢ ﺑﺎﳌﻌـﺎﺭﻑ ﺍﳌﺒﺎﺷـﺮﺓ‬ ‫)ﺍﳋﱪﺍﺕ ﺍﳌﺒﺎﺷﺮﺓ(‪ ،‬ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻬﻤﻞ ﺍﳌﻌﺎﺭﻑ ﻏﲑ ﺍﳌﺒﺎﺷﺮﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺪﻳﻠﺔ ﻣﺜﻞ )ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﳌﺪﺭﺳﻲ(‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﳚﺐ‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﻬﺘﻢ ﺑﺬﺍﺗﻴﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﺭﻑ ﻭﻧﻔﺴﻴﺘﻪ ﻭﺍﻧﻔﻌﺎﻻﺗﻪ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﻬﺘﻢ ﲟﻮﺿﻮﻉ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﻭﳎﺎﳍـﺎ‬ ‫)‪(12‬‬ ‫ﻭﻣﺼﺎﺩﺭﻫﺎ‪.‬‬ ‫‪ .3.4‬ﺍﻷﺳﺲ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻟﻠﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ‪ :‬ﻭﺗﺘﻤﺜﻞ ﰲ ﺍﳌﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻮﺻﻠﺖ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺩﺭﺍﺳـﺎﺕ‬ ‫ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﲝﻮﺛﻪ ﺣﻮﻝ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﳌﺘﻌﻠﻢ ﻭﺧﺼﺎﺋﺺ ﳕﻮﻩ ﻭﺍﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺗﻪ ﻭﻣﻴﻮﻟﻪ ﻭﻗﺪﺭﺍﺗـﻪ ﻭﺍﺳـﺘﻌﺪﺍﺩﺍﺗﻪ‪،‬‬ ‫)‪(13‬‬ ‫ﻭﺣﻮﻝ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﺍﻟﱵ ﳚﺐ ﻣﺮﺍﻋﺎ‪‬ﺎ ﻋﻨﺪ ﻭﺿﻊ ﺍﳌﻨﻬﺞ ﻭﺗﻨﻔﻴﺬﻩ‪.‬‬ ‫‪.4.4‬ﺍﻷﺳﺲ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ :‬ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﳌﺆﺛﺮﺓ ﰲ ﻭﺿﻊ ﺍﳌﻨﻬﺎﺝ ﻭﺗﻨﻔﻴﺬﻩ ﻭﺗﺘﻤﺜـﻞ ﰲ‬ ‫ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻟﺜﻘﺎﰲ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺍﻟﻘﻴﻢ ﻭﺍﳌﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﱵ ﺗﺴﻮﺩﻩ ﻭﺍﻻﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﻭﺍﳌﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﱵ ﻳﻬﺪﻑ ﺇﱃ ﺣﻠﻬﺎ‪،‬‬ ‫ﻭﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﱵ ﳛﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﲢﻘﻴﻘﻬﺎ‪ ،‬ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺗﺸﻜﻞ ﻣﻼﻣﺢ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻷﻱ ﳎﺘﻤـﻊ‪،‬‬ ‫ﻭﰲ ﺿﻮﺋﻬﺎ ﲢﺪﺩ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺑﺪﻭﺭﻫﺎ ﲢﺪﺩ ﳏﺘﻮﻯ ﺍﳌﻨﻬﺎﺝ ﻭﺗﻨﻈﻴﻤـﻪ ﻭﺍﺳـﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺎﺕ ﺍﻟـﺘﻌﻠﻢ‬ ‫)‪(14‬‬ ‫ﻭﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﻭﺍﻷﻧﺸﻄﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﰲ ﺇﻃﺎﺭ ﻣﺘﺴﻖ ﻟﺒﻠﻮﻍ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﳌﺮﻏﻮﺏ ﰲ ﲢﻘﻴﻘﻬﺎ‪.‬‬ ‫‪.5‬ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﲔ ﺍﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﰲ ﺍﳌﻨﻬﺞ‪:‬‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪-‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪109‬‬

‫ـــــــــــــــ ﺃ‪.‬ﺩ‪ .‬ﺩﺑﻠﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺎﱄ ﻭ)ﺃ‪ .‬ﺧﻴﻨﺶ ﺩﻟﻴﻠﺔ ﻭﺃ‪.‬ﺧﻠﻴﻞ ﻧﺰﻳﻬﺔ(‪ :‬ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﲔ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﻭﻣﻄﺎﻟﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ‬

‫ﳚﺐ ﺃﻥ ﳕﻴﺰ ﺑﲔ ﺃﻣﺮﻳﻦ ﻫﺎﻣﲔ‪ ،‬ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﳌﻨﻬﺞ ﻭﺗﻐﻴﲑﻩ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﺍﳌﺘﻌﻤﺪ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺃﻫﺪﺍﻑ‬ ‫ﻣﻌﻴﻨﺔ‪ ،‬ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﻳﺴﺘﻠﺰﻡ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﺍﻟﻮﺍﻋﻲ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻗﺪ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﻄﻮﻳﺮ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ‬ ‫ﻗﺪ ﳛﺪﺙ ﺑﺈﺭﺍﺩﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﻗﺪ ﳛﺪﺙ ﺩﻭﻥ ﺇﺭﺍﺩﺗﻪ‪ ،‬ﺫﻟﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﳌﺆﺩﻳﺔ ﺇﻟﻴﻪ ﺧﺎﺭﺟﺔ ﻋﻦ‬ ‫ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﺩﺧﻞ ﰲ ﺇﺣﺪﺍﺛﻬﺎ‪ ،‬ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﻓﻼ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﳛﺪﺙ ﺇﻻ ﺑﺈﺭﺍﺩﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺭﻏﺒﺘﻪ‪،‬‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺟﺰﺋﻴﺎ ﻳﻨﺼﺐ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻌﲔ ﺃﻭ ﻣﻈﻬﺮ ﺧﺎﺹ‪ ،‬ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﳌﻨﻬﺞ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺷـﺎﻣﻠﺔ‬ ‫ﳉﻤﻴﻊ ﺟﻮﺍﻧﺒﻪ‪.‬‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺃﺷﺪ ﺍﻻﺭﺗﺒﺎﻁ ﻻ ﲟﺎ ﺗﻘﺪﻣﻪ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﻠﻤﻴﺬ ﺑﻞ ﺗﺸﻤﻞ ﺍﻟﺘﻠﻤﻴـﺬ‬ ‫ﻭﺑﻴﺌﺘﻪ ﻭﻇﺮﻭﻑ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻭﺍ‪‬ﺘﻤﻊ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺩﻳﻨﺎﻣﻴﻜﻴﺔ ﻷﻥ ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﱵ ﺗـﺪﺧﻞ ﻓﻴﻬـﺎ ﰲ‬ ‫ﺗﻔﺎﻋﻞ ﻭﻛﻞ ﻋﺎﻣﻞ ﻳﺆﺛﺮ ﰲ ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻭﻳﺘﺄﺛﺮ ‪‬ﺎ‪ ،‬ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﺍﻟﺘﺄﺛﲑ ﻻ ﻳﻨﻘﻄﻌﺎﻥ‪ ،‬ﻭﻫﺬﺍ‬ ‫ﺑﺪﻭﺭﻩ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﱃ ﺗﻐﲑ ﻣﺴﺘﻤﺮ ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﺍﻟﺴﻠﻴﻢ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﻄﻮﻳﺮ )‪.(15‬‬ ‫ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺗﻐﻴﲑ ﺍﳌﻨﻬﺞ ﻳﻌﺘﱪ ﺃﻣﺮﺍ ﺁﺧﺮ ﺫﻟﻚ ﻷﻧﻪ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺗﻐﻴﲑﺍ ﻟﻸﻫﺪﺍﻑ ﻭﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﱵ ﲢﻘﻖ ﻫـﺬﻩ‬ ‫ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﻣﻦ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﻣﺘﺼﻠﺔ ﺑﺎﶈﺘﻮﻯ ﻭﺗﺘﺎﺑﻊ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﶈﺘﻮﻯ‪ ،‬ﻭﺗﻐﻴﲑ ﺍﳌﻨﻬﺞ ﺃﻳﻀﺎ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺇﺣـﺪﺍﺙ‬ ‫ﺗﻐﻴﲑ ﰲ ﺍﳉﻮﺍﻧﺐ ﺍﳌﻌﺮﻓﻴﺔ ﻭﺍﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺸﻌﺮ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﲟﺎ ﻫﻮ ﻫﺎﻡ ﻭﲝﻴﺚ ﻳﻨﻔﻌﻞ ﺑﺎﻷﻫـﺪﺍﻑ ﻭﻳﺘﻔﺎﻋـﻞ‬ ‫)‪(16‬‬ ‫ﻣﻌﻬﺎ‪.‬‬ ‫ﺇﻥ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﻻ ﺗﺒﺪﺃ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻔﺮ ﻭﺇﳕﺎ ﺗﻨﻄﻠﻖ ﻣﻦ ﻭﺍﻗﻊ ﻳﺘﻤﺜﻞ ﰲ ﻣﻨﺎﻫﺞ ﺗﻄﺒﻖ ﻭﺗﻌﻠـﻴﻢ‬ ‫ﻗﺎﺋﻢ‪ ،‬ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﰲ ﺿﻮﺀ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﻌﺼﺮﻳﺔ ﺍﳌﺮﻏﻮﺑﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﻌﻠـﻴﻢ‬ ‫)‪(17‬‬ ‫ﻭﺃﻭﻟﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻳﺮ‪.‬‬ ‫ﻭﲡﺪﺭ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺍﳊﻘﺎﺋﻖ ﻭﺍﳌﻌﺎﻳﲑ ﻭﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻹﳍﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﺑﺘﺔ ﲤﺜﻞ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﳌﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻛﻤـﺎ‬ ‫ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻗﺔ ﻭﺍﳌﻬﺎﺭﺓ ﰲ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺗﻘﺘﻀﻴﻪ ﺻﻮﺭ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﺜﻘﺎﰲ ﻭﺍﳊﻀﺎﺭﻱ ﰲ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﳝﺜـﻞ ﺃﻫـﺪﺍﻓﺎ‬ ‫ﻣﺘﻐﲑﺓ ﳍﺬﺍ ﺍﳌﻨﻬﺞ‪ ،‬ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﺍﳌﻔﻜﺮﻳﻦ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﲔ ﻣﻦ ﻻ ﻳﺮﻭﻕ ﳍﻢ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﻟﻠﻤﻨﻬﺞ‪،‬‬ ‫"ﺟﻮﻥ ﺩﻳﻮﻱ" ﻋﻠﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﳌﺜﺎﻝ‪ :‬ﻳﺆﻛﺪ ﺑﺸﻜﻞ ﻗﺎﻃﻊ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﺍﻟﻘﺎﺋﻠﺔ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﻭﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﻳﺮﻣﻴـﺎﻥ ﺇﱃ‬ ‫ﻫﺪﻑ ‪‬ﺎﺋﻲ ﻻ ﻳﺘﻐﲑ ﻭﻻ ﻳﺘﺒﺪﻝ ﻫﻲ ﺁﺧﺮ ﺃﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﰲ ﺍﻧﺘﻘﺎﻟﻪ ﻣﻦ ﻧﻈﺮﺓ ﺟﺎﻣﺪﺓ ﺇﱃ ﻧﻈـﺮﺓ‬ ‫ﻣﻔﻌﻤﺔ ﺑﺎﳊﺮﻛﺔ ﻭﺍﻟﺘﻐﲑ"‪ .‬ﻭﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﳚﺎﻧﺒﻪ ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ‪ ،‬ﻓﺎﳊﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﺆﻛﺪﻫﺎ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺃﻥ ﺟﻌﻞ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ‬ ‫ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﻣﺘﺤﺮﻛﺔ ﻭﻣﺘﻐﲑﺓ ﻗﺪ ﺃﻃﺎﺡ ﺑﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﳋﻠﻘﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﻔﻖ ﻣﻊ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﻟﻔﻄﺮﺓ ﺍﻹﻧﺴـﺎﻧﻴﺔ‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪-‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ـــــــــــــ ‪110‬‬

‫ــــــــــــــــــ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ ‪:‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ﻭﻣﺘﻄﻠﺒﺎ‪‬ﺎ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﻫﻲ ﺃﻥ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﰲ ﻋﺎﳌﻨﺎ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮ ﻗﺪ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻛﻘﺸﺔ ﰲ ﺍﳍﻮﺍﺀ ﻭﺗﺴﲑﻫﺎ ﺃﻫﻮﺍﺀ‬ ‫)‪(18‬‬ ‫ﺍﻟﺘﻐﲑ ﻛﻴﻔﻤﺎ ﺷﺎﺀﺕ‪.‬‬ ‫ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻮﺿﻊ ﺍﳌﻨﻬﺞ ﻣﻮﺿﻊ ﺍﳌﺮﺍﺟﻌﺔ ﺍﳌﺴﺘﻤﺮﺓ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﰲ ﺿﻮﺀ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﻭﺍﳌﻌﺮﻓﺔ‪ ،‬ﻭﻣـﻊ‬ ‫ﺫﻟﻚ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﺒﻠﻎ ﻣﻦ ﺍﳌﺮﻭﻧﺔ ﺣﺪﺍ ﻳﺘﻴﺢ ﺗﻔﻜﻴﻜﻪ‪ ،‬ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ﲡﻤﻴﻌﻪ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ﰲ ﺻﻮﺭﺓ ﳐﺘﻠﻔﺔ ﲤﺎﻣﺎ ﰲ‬ ‫)‪(19‬‬ ‫ﻛﻞ ﻣﺮﺓ ﳚﺊ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺯﻳﺮ ﺟﺪﻳﺪ ﺃﻭ ﻳﺘﻮﱃ ﺍﳊﻜﻢ ﺣﺰﺏ ﺟﺪﻳﺪ‪.‬‬ ‫ﻭﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻧﻨﺒﻪ ﺇﱃ ﻧﻘﻄﺔ ﻫﺎﻣﺔ ﻋﻨﺪ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﳌﻨﻬﺞ ﺃﻭ ﺗﻐﻴﲑﻩ ﻭﻫﻲ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﻭﻗﻴﻤـﺔ‬ ‫ﺍﻟﱵ ﺗﺸﻜﻞ ﺃﺳﺎﺳﺎ ﻻﺑﺪ ﻣﻨﻪ ﻋﻨﺪ ﳏﺎﻭﻟﺔ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻨﻬﺞ‪ ،‬ﺇﺫ ﳚﺐ ﺃﻥ ﺗﻐﺮﺑـﻞ ﺍﳌﻌـﺎﺭﻑ ﻭﺗﺼـﻔﻰ‬ ‫ﺑﺎﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﻣﺘﺤﻜﻤﺎﺕ ﻗﻴﻤﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﲝﻴﺚ ﺗﺄﰐ ﻣﺘﻔﻘﺔ ﻣﻊ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﻭﻗﻴﻤﻪ)‪ ،(20‬ﻷﻥ ﻣـﺎ ﻳﻨﺎﺳـﺐ‬ ‫ﳎﺘﻤﻌﺎ ﻣﻌﻴﻨﺎ ﻻ ﻳﻨﺎﺳﺐ ﳎﺘﻤﻌﺎ ﺁﺧﺮ‪.‬‬ ‫‪ -6‬ﻭﺍﻗﻊ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪:‬‬

‫ﺗﺘﺼﻒ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﻓﻘﺎ ﳌﺎ ﻳﻮﺟﻪ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻧﺘﻘﺎﺩﺍﺕ ﲟﺎ ﻳﻠﻲ‪:‬‬ ‫ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﰲ ﺃﻏﻠﺐ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﻣﻨﺎﻫﺞ ﻣﺎﺩﺓ ﺃﻱ ﻣﻨﺎﻫﺞ ﺗﻀﻊ ﺍﳌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴـﺔ ﰲ ﻣﻜﺎﻧـﺔ‬‫ﻣﺘﻘﺪﻣﺔ‪ ،‬ﻓﺎﳌﺘﻌﻠﻢ ﻟﻪ ﺣﺎﺟﺎﺕ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺃﻳﻀﺎ ﺍﲡﺎﻫﺎﺕ ﻋﺎﳌﻴﺔ ﻭﺗﻄﻮﺭﺍﺕ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ‬ ‫ﺗﺒﻘﻰ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﰲ ﻣﻜﺎ‪‬ﺎ ﺃﻣﺎ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻭﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻓﺈﻥ ﻫـﺬﺍ ﻣـﺎ‬ ‫ﲢﺘﺎﺟﻪ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪.‬‬ ‫ ﺇﻥ ﻣﻨﺎﻫﺠﻨﺎ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﺗﺪﻭﺭ ﰲ ﻣﻌﻈﻤﻬﺎ ﰲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻲ‪ ،‬ﻭﻣﻦ ﰒ ﻓـﺈﻥ ﺍﳉﻮﺍﻧـﺐ‬‫ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ ﻟﻴﺴﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺴﺘﻮﻯ ﺍﳌﻄﻠﻮﺏ ﺃﻭ ﺍﳌﺘﻮﻗﻊ‪.‬‬ ‫ ﺗﺘﺼﻒ ﻣﻨﺎﻫﺠﻨﺎ ﺑﺎﳉﻤﻮﺩ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺗﺮﻛﻴﺰﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺠﻢ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺩﻭﻥ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﻨﻮﻋﻴﺘـﻬﺎ‪،‬‬‫ﻭﻛﺬﺍ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻔﻆ‪ ،‬ﻭﺫﻟﻚ ﻷ‪‬ﺎ ﻣﻌﺪﺓ ﻟﻄﻼﺏ ﻳﺘﻮﺍﺟﺪﻭﻥ ﰲ ﻣﺪﺍﺭﺱ ﻣﻜﺘﻈﺔ ﻭﻏـﲑ ﻣﻼﺋﻤـﺔ‬ ‫ﻟﻠﻤﻨﺎﻫﺞ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺄﺧﺬ ﰲ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺣﺎﺟﺎﺕ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﺍﳌﺎﺩﻳـﺔ ﻭﺍﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴـﺔ ﻭﺍﻟﻨﻔﺴـﺤﺮﻛﻴﺔ‪،‬‬ ‫ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻓﻬﻲ ﻏﲑ ﻣﻬﻴﺄﺓ ﻻﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﺍﻟﺘﻐﲑﺍﺕ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻷﻥ ﺍﻟﺘﻐﲑﺍﺕ ﺍﻟﺒﻄﻴﺌﺔ ﰲ‬ ‫ﺍﳌﺪﺍﺭﺱ ﻟﻠﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻣﻴﺔ ﺑﺼﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ‪ ،‬ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﺳﺘﻴﻌﺎﺏ ﺍﻟﻜﻢ ﺍﳍﺎﺋﻞ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﻛﻴﻔﻴﺔ‬ ‫ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﻬﺎ‪.‬‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪-‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪111‬‬

‫ـــــــــــــــ ﺃ‪.‬ﺩ‪ .‬ﺩﺑﻠﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺎﱄ ﻭ)ﺃ‪ .‬ﺧﻴﻨﺶ ﺩﻟﻴﻠﺔ ﻭﺃ‪.‬ﺧﻠﻴﻞ ﻧﺰﻳﻬﺔ(‪ :‬ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﲔ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﻭﻣﻄﺎﻟﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ‬

‫ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺘﻌﺴﻔﻲ ﺑﲔ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺃ‪‬ﺎ ﻋﻠﻮﻡ ﻟﻠﺪﻳﻦ ﻭﺑﲔ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻋﻠـﻰ‬‫ﺃﺳﺎﺱ ﺃ‪‬ﺎ ﻋﻠﻮﻡ ﻟﻠﺪﻧﻴﺎ‪ ،‬ﻭﻗﺪ ﺃﺣﺪﺙ ﻫﺬﺍ ﺧﻠﻄﺎ ﻛﺒﲑﺍ ﰲ ﺃﺫﻫﺎﻥ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ ﻓﺎﻹﺳﻼﻡ ﻧﻈﺎﻡ ﺣﻴـﺎﺓ ﻛﺎﻣـﻞ‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﺞ ﺣﻴﺎﺓ ﺛﺎﺑﺖ‪ ،‬ﻓﻜﺎﻥ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺗﻜﺎﻣﻞ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﺎ‪.‬‬ ‫ ﺇﻥ ﺍﻟﻔﺠﻮﺓ ﺗﺒﺪﻭ ﰲ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻷﻗﻄﺎﺭ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﺑﲔ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﻭﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻖ‪ ،‬ﻭﻟﻘﺪ ﻛﺸـﻔﺖ‬‫ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﻋﻦ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﻭﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﺃﻭ ﻋﺪﻡ ﻭﺿﻮﺣﻬﺎ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﺿﻌﻒ ﺍﻻﻫﺘﻤـﺎﻡ‬ ‫ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﻭﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺎﺕ ﺍﳌﺴﲑﺓ ﻟﻠﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭﲢﻘﻴﻖ ﻓﺎﻋﻠﻴﺘﻪ‪.‬‬ ‫ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺘﺮﺷﺪ ﺑﻪ ﰲ ﻛﻞ ﺷﺊ ﰲ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺪﺀﺍ ﻣﻦ ﺃﻫﺪﺍﻑ‬‫ﺍﳌﻨﻬﺞ ﻭﺍﻧﺘﻬﺎﺀﺍ ﺑﺄﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﻟﺘﻘﻮﱘ ﺍﳌﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﻪ‪ ،‬ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻧﺎﺩﺭﺍ ﻣﺎ ﻧﺮﻯ ﻭﺿﻮﺣﺎ ﰲ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﳌﻮﺟﻬﺔ ﻟﻠﻤﻨﻬﺞ‪،‬‬ ‫ﻭﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﻧﺸﺎﻫﺪ ﲣﺒﻄﺎ ﻭﺍﺭﲡﺎﻻ ﰲ ﺍﳊﺬﻑ ﻭﺍﻹﺿﺎﻓﺔ ﻭﻫﻲ ﺃﻣﻮﺭ ﺗﺮﺟﻊ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﺇﱃ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﺍﻟﺬﻱ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﳌﻔﺘﺮﺽ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺎﺋﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﻴﺪﺓ ﺗﻠﻚ ﺍ‪‬ﺘﻤﻌﺎﺕ ﻭﺗﺼـﻮﺭﻫﺎ ﺍﻟﻌـﺎﻡ‬ ‫ﻟﻠﻜﻮﻥ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﳊﻴﺎﺓ‪.‬‬ ‫‪ .7‬ﺍﳌﻨﻈﻮﺭ ﺍﻟﻐﺮﰊ ﺇﱃ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻭﺍﻹﺳﻼﻣﻲ‪:‬‬

‫ﻳﺸﻬﺪ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺃﻧﻪ ﺑﻌﺪ ﺍﻧﺘﺼﺎﺭ ﺍﳊﻠﻔﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻴﺎﺑﺎﻥ ﻭﺃﳌﺎﻧﻴﺎ ﻭﺇﻳﻄﺎﻟﻴﺎ ﻛﺪﻭﻝ ﺍﶈﻮﺭ ﻓﺮﺿـﻮﺍ ﻋﻠـﻴﻬﻢ‬ ‫ﺷﺮﻭﻁ ﻗﺎﺳﻴﺔ ﻭﺣﺎﺯﻣﺔ ﻟﺘﻐﻴﲑ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻷ‪‬ﺎ ﺃﻧﺸﺄﺕ ﺍﻟﻨﺎﺯﻳﺔ ﻭﺍﻟﻔﺎﺷﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻳﺔ‪ ،‬ﻓﺄﻣﻠﻴﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ‬ ‫ﺗﻌﺪﻳﻼﺕ ﺑﺈﻟﻐﺎﺀ ﺍﳌﻮﺍﺩ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﺗﻐﻴﲑ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻘﺪﱘ ﻭﺍﳌﻌﺎﺻﺮ‪.‬‬ ‫ﺃﻣﺎ ﰲ ﻭﻗﺘﻨﺎ ﺍﳊﺎﱄ ﻭﻣﻊ ﺗﺴﺎﺭﻉ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺃﺛﲑﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﳎﺪﺩﺍ ﻭﻃﺮﺣﺖ ﻋﻠﻰ ﺟﺪﻝ ﻭﺍﺳـﻊ‬ ‫ﺧﺎﺻﺔ ﰲ ﺇﻃﺎﺭ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﺑﺎﻟﻌﺮﺏ‪ ،‬ﻓﻠﻘﺪ ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻟﺘﺼﺮﳛﺎﺕ ﺗﺘﻮﺍﱃ ﻭﺗﺘﻨﻮﻉ ﻋﻠﻰ ﺇﺛﺮﻫﺎ ﺍﳌﻄﺎﻟﺐ ﺍﻟﱵ‬ ‫ﺗﻨﺎﺩﻱ ﺑﺎﻟﺘﻐﻴﲑ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻣﺴﺌﻮﱄ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻭﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﺻﺮﺡ ﻭﺯﻳـﺮ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴـﺔ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜـﻲ‬ ‫"ﻛﻮﻟﻦ ﺑﺎﻭﻝ" ﰲ ﺣﻮﺍﺭ ﺻﺤﻔﻲ ﻣﻊ ﳎﻠﺔ ﺍﻟﻘﺪﺱ ﺍﻟﻌﺮﰊ‪" :‬ﺑﺄﻧﻪ ﳛﺘﺮﻡ ﺗﻘﺎﻟﻴﺪ ﺩﻭﻝ ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻋﻠﻴﻬﺎ‬ ‫ﺃﻥ ﺗﻌﻴﺪ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﺗﻘﺎﻟﻴﺪﻫﺎ ﻭﳑﺎﺭﺳﺎ‪‬ﺎ ‪‬ﺪﻑ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﳑﻜﻨﺎ"‪ ،‬ﻭﰲ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺃﺧﺮ ﺃﺛـﲎ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﲰﺎﻩ ﺇﺻﻼﺣﺎﺕ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺩﻋﺎ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﲑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻧﻔﺴﻪ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺃﺑﺮﺯ‬ ‫ﰲ ﺣﺪﻳﺚ ﺁﺧﺮ ﺍﳌﻨﻬﺠﻴﺔ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﰲ ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﺟﻌﻞ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺣﺘﻤﻴﺔ ﻭﺿﺮﻭﺭﻳﺔ‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ‪...":‬ﻭﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﺼﺪﻳﻘﺔ ﻟﻨﺎ ﰲ ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ‪ ،‬ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﳍﺎ ﻧﻈﺎﻣﻬﺎ ﺍﳋﺎﺹ‪ ،‬ﻛـﻞ ﻭﺍﺣـﺪﺓ‬ ‫ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﲢﻜﻢ ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ ﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﺘﻐﲑ ﻭﻣﺪﻯ ﺍﻟﺴﺮﻋﺔ ﺍﻟﱵ ﺳﺘﺘﻐﲑ ‪‬ﺎ‪ ،‬ﻭﻧﺄﻣﻞ ﺃﻥ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪-‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ـــــــــــــ ‪112‬‬

‫ــــــــــــــــــ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ ‪:‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ﺍﻟﺘﺄﺛﲑ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻛﻴﻒ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ‪...‬ﺇﻥ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﻓﻀﻞ ﳍﺎ ﻣﻦ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺃﺧـﺮﻯ‬ ‫)‪(21‬‬ ‫ﰲ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ"‪.‬‬ ‫ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺼﺮﻳﺢ ﻟﻮﺯﻳﺮ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ‪ ،‬ﻭﻻ ﳝﻜﻦ ﻷﻱ ﺩﻭﻟﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ‬ ‫ﺃﻥ ﺗﺘﻨﺼﻞ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺴﻌﻰ ﰲ ﺍﻹﺻﻼﺣﺎﺕ‪ ،‬ﺧﺎﺻﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻣﻨﻬﺎ‪ .‬ﻭﺗﺆﻛﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺴـﻴﺪﺓ‬ ‫"ﺇﻳﻠﻴﻨﺎ ﺭﻭﻣﺎﻧﺴﻜﻲ" ﻣﺴﺆﻭﻟﺔ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﻣﺒﺎﺩﺭﺓ ﺍﻟﺸﺮﺍﻛﺔ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺃﻭﺳﻄﻴﺔ ﺇﺛﺮ ﺯﻳﺎﺭ‪‬ﺎ ﻟـﺪﻭﻝ ﺍﳋﻠـﻴﺞ ﰲ‬ ‫ﺳﺒﺘﻤﱪ ‪ 2003‬ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻟﺖ ﰲ ﺗﺼﺮﳛﺎﺕ ﻛﺜﲑﺓ‪ " :‬ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﻓﺴﺤﺔ ﻣﻦ ﺍﻵﻥ ﻓﺼﺎﻋﺪﺍ ﻟﻠﻜﺮﺍﻫﻴﺔ ﻭﻋـﺪﻡ‬ ‫ﺍﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ﻭﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺾ‪ ،‬ﻭﳓﻦ ﳓﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﻧﻌﻴﺶ ﻣﻌﺎ‪ ،‬ﻭﺃﻱ ﻣﻨﻬﺎﺝ ﺩﺭﺍﺳﻲ ﻻ ﻳﺴﲑ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﲡﺎﻩ ﳚـﺐ‬ ‫ﺗﻐﻴﲑﻩ"‪ ،‬ﻭﺃﺿﺎﻓﺖ‪ " :‬ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﳊﻜﻮﻣﺎﺕ ﻭﺍ‪‬ﺘﻤﻌﺎﺕ ﺗﺮﻳﺪ ﺭﺅﻳﺔ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ‪ ،‬ﻭﺗﻮﺩ ﺍﳊﺼﻮﻝ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻧﻈﺎﻡ ﺗﻌﻠﻴﻤﻲ ﻳﻮﻓﺮ ﺍﳌﻬﺎﺭﺍﺕ ﻭﻓﺮﺹ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍﳌﻨﺎﻓﺴﺔ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﺳﻨﻤﺪ ﻳﺪﻧﺎ ﻟﻠﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﻭﺃﺅﻛﺪ ﻟﻜﻢ ﻧﻮﺩ‬ ‫)‪(22‬‬ ‫ﺇﺯﺍﻟﺔ ﻛﻞ ﺍﳌﻮﺍﺩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻴﺔ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ‪.‬‬ ‫ﻭﻣﺆﺧﺮﺍ ﺃﻋﻠﻨﺖ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺳﻨﺔ ‪ 2004‬ﻋﻦ ﺑﺮﻧﺎﳎﻬﺎ ﺣﻮﻝ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﻭﺳﻂ ﺍﻟﻜﺒﲑ‪،‬‬ ‫ﺍﻟﱪﻧﺎﻣﺞ ﺃﻭ ﺍﳌﺸﺮﻭﻉ ﺍﳌﻘﺪﻡ ﺣﺪﺩ ﺗﻮﺟﻬﺎﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻟﻠﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﻭﺳﻂ ﻭﻓﻖ‬ ‫ﺃﺳﺲ ﻭﺭﺅﻳﺔ ﺳﺒﻖ ﺃﻥ ﺃﻋﻠﻦ ﻋﻨﻬﺎ ﰲ ﻣﻨﺎﺳﺒﺎﺕ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻭﺗﺘﺮﻛﺰ ﺟﻠﻬﺎ ﰲ ﺛﻼﺙ ﳏﺎﻭﺭ‪ ،‬ﺍﻷﻭﻝ‪ :‬ﺩﻣﻘﺮﻃـﺔ‬ ‫ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ ﺭﺑﻄﻬﺎ ﺑﺎﻹﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﻭﺑﺎﻟﺬﺍﺕ ﺍﻟﺸﺮﺍﻛﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ‪ ،‬ﻭﺍﶈـﻮﺭ‬ ‫ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻳﺘﻤﺜﻞ ﰲ ﲣﻠﻴﺼﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﺍﻟﻌﺪﺍﺀ ﺍﳌﺘﻮﺍﺭﺙ ﻟﻠﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺍﺷﺮﺍﻛﻬﺎ ﰲ ﺍﳉﻬﻮﺩ ﺍﳌﺒﺬﻭﻟﺔ‬ ‫ﶈﺎﺭﺑﺔ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ‪ ،‬ﻭﻳﺘﻀﻤﻦ ﺍﳌﺸﺮﻭﻉ ﻃﻴﻒ ﻭﺍﺳﻊ ﻣﻦ ﺍﳌﻔﺎﻫﻴﻢ ﺍﳌﻌﺮﻓﻴﺔ ﻭﻣﺒﺎﺩﺭﺍﺕ ﻟﻠﺸـﺮﺍﻛﺔ ﺍﳌﺼـﻤﻤﺔ‬ ‫)‪(23‬‬ ‫ﻟﺘﻘﺪﱘ ﺍﳌﺴﺎﻋﺪﺓ ﻟﻠﻘﻴﺎﻡ ﺑﺎﻹﺻﻼﺣﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ‪.‬‬ ‫ﺇﻥ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺼﺮﳛﺎﺕ ﺗﺆﻛﺪ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﻭﺣﺘﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﰲ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﻫـﺬﺍ ﻳﻌﺘـﱪ‬ ‫ﻣﺴﺎﺳﺎ ﲝﺮﻳﺔ ﻭﺳﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺪﻭﻝ‪ ،‬ﻭﺍﳍﺪﻑ ﻣﻨﻪ ﻫﻮ ﺗﺬﻭﻳﺐ ﺍﳋﺼﻮﺻﻴﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻌـﺎﺕ ﰲ ﳏﺎﻭﻟـﺔ‬ ‫ﻻﺣﺘﻼﳍﺎ ﺗﺪﺭﳚﻴﺎ‪ ،‬ﻭﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺪﺩ ﻳﻘﻮﻝ "ﺭﻭﻧﺎﻟﺪ ﺭﻳﻐﺎﻥ" ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜـﻲ ﺍﻷﺳـﺒﻖ ﰲ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳـﺮ‬ ‫ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﺳﻨﺔ ‪ 1981‬ﻭﺍﳌﺴﻤﻰ "ﺃﻣﺔ ﰲ ﺧﻄﺮ"‪" :‬ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﰲ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﻣﻨﺎﻫﺞ ﺩﻭﻟﺔ ﻣﺎ ﺃﻣـﺮ‬ ‫ﻳﻌﺎﺩﻝ ﺇﻋﻼﻥ ﺍﳊﺮﺏ ﻋﻠﻴﻬﺎ"‪.‬‬ ‫ﻛﻴﻒ ﻻ ﻭﲨﻴﻊ ﺍﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻋﻦ ﺍﻹﺩﺭﺍﺓ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟـﱵ ﻗـﺪﻣﻬﺎ ﺍﻟﺒـﺎﺣﺜﻮﻥ‬ ‫ﺍﳌﻘﺮﺑﻮﻥ‪ ،‬ﻭﺃﻳﻀﺎ ﺍﳌﻘﺎﻻﺕ ﺍﻟﱵ ﻳﻜﺘﺒﻬﺎ ﳏﺮﺭﻭ ﺍﻟﺼﺤﻒ ﺍﳌﻘﺮﺑﺔ ﻳﺸﲑ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﻭﺳﻂ ﻭﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻹﺳـﻼﻣﻲ‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪-‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪113‬‬

‫ـــــــــــــــ ﺃ‪.‬ﺩ‪ .‬ﺩﺑﻠﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺎﱄ ﻭ)ﺃ‪ .‬ﺧﻴﻨﺶ ﺩﻟﻴﻠﺔ ﻭﺃ‪.‬ﺧﻠﻴﻞ ﻧﺰﻳﻬﺔ(‪ :‬ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﲔ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﻭﻣﻄﺎﻟﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ‬

‫ﺻﺎﺭ ﻳﺸﻜﻞ ‪‬ﺪﻳﺪﺍ ﻣﺘﺰﺍﻳﺪﺍ ﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻌﺎﱂ‪ ،‬ﻭﻣﺼﺎﱀ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻜﱪﻯ‪ ،‬ﻷﺳﺒﺎﺏ ﺗﺘﻌﻠـﻖ ﺃﻛﺜﺮﻫـﺎ ﰲ‬ ‫ﺍﺣﺘﻮﺍﺀ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻋﻠﻰ ﺧﺰﻳﻦ ﻫﺎﺋﻞ ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﺍﻟﻄﺎﺭﺩ ﻭﺃﳕﺎﻁ ﻣﻦ ﳎﺘﻤﻌﺎﺕ ﺗﻀﻤﺮ ﺍﻟﻌﺪﺍﺀ ﺍﻟﺪﻳﲏ‬ ‫ﻭﺍﻟﻘﻮﻣﻲ )ﻏﲑ ﺍﳌﱪﺭ( ﻟﻠﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ﻭﺣﻠﻔﺎﺋﻬﺎ‪.‬‬ ‫‪.8‬ﻣﻮﺟﺔ ﺗﻐﻴﲑ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﻇﻞ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪:‬‬

‫ﺑﲔ ﺍﻟﻀﺠﺔ ﺍﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ﻭﺍﻷﻛﺎﺩﳝﻴﺔ ﺍﺣﺘﻠﺖ ﻗﻀﻴﺔ ﺗﻐﻴﲑ ﺃﻭ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﳊﻴﺰ ﺍﻷﻛﱪ‬ ‫ﰲ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻘﻠﻴﻠﺔ ﺍﻷﺧﲑﺓ‪ ،‬ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ ﱂ ﻳﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﺩﻭﻟﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﺑﻞ ﻣﺲ ﻭﰲ ﻭﻗﺖ ﻣﺘﺰﺍﻣﻦ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪.‬‬ ‫ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺟﺪﻝ ﺣﻮﻝ ﻗﻀﻴﺔ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺃﻭ ﺗﻐﻴﲑﻫﺎ ﻭﺍﻷﻛﺜﺮ ﺳﺨﻮﻧﺔ ﳚﺮﻱ ﺣﺎﻟﻴـﺎ ﰲ ﺍﻟﻜﻮﻳـﺖ‬ ‫ﻭﺍﻷﺭﺩﻥ ﻭﻗﻄﺮ ﻭﺍﳌﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻣﺼﺮ‪ .‬ﻓﻔﻲ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻳﺪﻭﺭ ﺍﻟﻨﻘﺎﺵ ﻭ ﺍﳉـﺪﻝ ﺣـﻮﻝ‬ ‫ﺩﻭﺍﻓﻊ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﰲ ﺍﳌﻤﻠﻜﺔ‪ ،‬ﻓﻬﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﻳﺮﻯ ﺍﻧﻪ ﻧﺘﺎﺝ ﻟﻀﻐﻮﻁ ﺃﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﺪﺍﻋﻴﺎﺕ ﺃﺣﺪﺍﺙ ﺍﳊﺎﺩﻱ ﻋﺸﺮ ﻣﻦ‬ ‫ﺳﺒﺘﻤﱪ ﰲ ﺣﲔ ﺃﻥ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺗﻨﻔﻲ ﺃﻱ ﺩﻭﺭ ﻟﻠﺨﺎﺭﺝ‪ ،‬ﻭﺗﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﱂ ﳛﺪﺙ ﺑﺴﺒﺐ ﺿﻐﻂ ﺷﻌﱯ ﰲ‬ ‫)‪(24‬‬ ‫ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺍﳋﺎﺭﺝ‪.‬‬ ‫ﺃﻣﺎ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻓﻘﺪ ﰎ ﺇﺻﺪﺍﺭ ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ﺭﲰﻴﺔ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺘﺤﻀﲑ ﺍﻟﺘﺮﺑـﻮﻱ ﻟﻺﺻـﻼﺡ ﺍﻟﺘـﺪﺭﳚﻲ‬ ‫ﻟﻠﻤﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﳌﻌﺘﻤﺪﺓ ﺍﺑﺘﺪﺍﺀ ﻣﻦ ﺳﻨﺔ ‪ ،2004‬ﻭﺍﳌﺘﻀﻤﻨﺔ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﻭﺗﺮﺗﻴﺒﺎﺕ ﺗﺮﺑﻮﻳـﺔ ﻭﺗﻨﻈﻴﻤﻴـﺔ‬ ‫)‪(25‬‬ ‫ﻣﺘﻌﻠﻘﺔ ﺃﺳﺎﺳﺎ ﺑﺎﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ‪.‬‬ ‫ﻭﰲ ﻣﺼﺮ ﻓﺎﳊﻜﻮﻣﺔ ﺍﳌﺼﺮﻳﺔ ﻣﺆﺧﺮﺍ ﺗﺴﻌﻰ ﺗﺪﺭﳚﻴﺎ ﺇﱃ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻭﺇ‪‬ﺎﺀ ﺍﻟـﺪﻋﻢ ﺍﳌـﺎﱄ‬ ‫ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺗﻐﻴﲑ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﰎ ﺧﻼﻝ ﺍﻷﺷﻬﺮ ﺍﻟﻘﻠﻴﻠﺔ ﺍﳌﺎﺿﻴﺔ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﻣﺎﺩﺓ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﰲ ﺍﳌﺪﺍﺭﺱ‬ ‫ﺍﳌﺼﺮﻳﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﺗﻌﻠﻢ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﺳﻠﻮﻛﻴﺎﺕ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﳊﻤﻴﺪﺓ ﻭﲢﺾ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ‪.‬‬ ‫ﻭﰲ ﺍﻟﻜﻮﻳﺖ ﰎ ﰲ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻋﺎﻡ ‪ 2004‬ﺗﺸﻜﻴﻞ ﺛﻼﺙ ﳉﺎﻥ ﻛﻠﻔﺖ ﲟﺮﺍﺟﻌـﺔ ﺍﳌﻨـﺎﻫﺞ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴـﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ‪.‬ﺃﻣﺎ ﰲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻓﻘﺪ ﰎ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﳉﺎﻥ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺗﺸﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺻﻴﺎﻏﺔ ﻭﲡﺪﻳﺪ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ‪،‬ﻛﻤﺎ ﰎ‬ ‫)‪(26‬‬ ‫ﺗﻐﻴﲑ ﺑﻌﺾ ﻣﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﺑﻌﺾ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ‬ ‫ﻭﺩﻋﺖ ﺗﻮﻧﺲ ﺇﱃ ﺇﺻﻼﺡ ﺗﺮﺑﻮﻱ ﺟﺪﻳﺪ ﺷﺮﻋﺖ ﰲ ﺗﻨﻔﻴﺬﻩ ﺍﺑﺘﺪﺍﺀ ﻣﻦ ﺳﻨﺔ ‪ 2003‬ﺣﻴﺚ ﰎ ﺿﺒﻂ‬ ‫ﺧﻄﺔ ﺗﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﺗﺆﺳﺲ ﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ ﻋﺼﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﻨﺸﺌﺔ ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﻢ ﺍﳊﺪﺍﺛﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻣﺘﻼﻙ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪-‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ـــــــــــــ ‪114‬‬

‫ــــــــــــــــــ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ ‪:‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ﺍﻟﻌﺼﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺸﺒﻊ ﺑﺎﻟﻘﻴﻢ ﺍﻟﻌﺼﺮﻳﺔ‪ ،‬ﻭﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻭﺍﳌﻴﺜـﺎﻕ ﺍﻟﻌـﺎﳌﻲ ﳊﻘـﻮﻕ‬ ‫)‪(27‬‬ ‫ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‪ ،‬ﻭﺗﻨﻮﻉ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﻭﺗﺴﺎﻣﺢ ﺍﳊﻀﺎﺭﺍﺕ ﻭﻏﲑﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ‪.‬‬ ‫‪ -9‬ﺟﺪﻝ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﰲ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪:‬‬

‫ﰲ ﻏﻤﺎﺭ ﺍﳉﺪﻝ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻭﺍﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﱵ ﺗﺜﲑﻩ ﺃﻭﺳﺎﻁ ﻏﺮﺑﻴﺔ ﻭﻣﻨﻈﺮﻭ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﳌﺒﺸـﺮﻭﻥ‬ ‫ﳍﺎ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﰲ ﺗﻐﻴﲑ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻣﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﲢﺪﻳﺪﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃ‪‬ـﺎ‬ ‫ﺍﳊﺎﺿﻨﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﻹﺭﻫﺎﰊ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﳌﺴﻠﺢ ﻛﻤﺎ ﻳﺼﻔﻮ‪‬ﺎ‪ ،‬ﻭﺑﲔ ﺍﻟﻨﻮﺍﻳﺎ ﺍﳊﻘﻴﻘﻴﺔ ﰲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻭﺍﻹﺻﻼﺡ‬ ‫ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻝ ﺣﻮﻝ ﺟﺪﻳﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻋﺎﻭﻯ‪.‬‬ ‫ﻓﻬﻞ ﺍﻟﻐﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻐﻴﲑ ﺃﻭ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﻫﻮ ﺍﻟﻨﻬﻮﺽ ﺑﺎﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﺟﻌﻠﻬﺎ ﺍﻛﺜﺮ ﺣﻴﻮﻳﺔ‬ ‫ﻭﻣﺮﻭﻧﺔ ﻭﲢﺴﲔ ﻧﻮﻋﻴﺔ ﺍﳌﺨﺮﺟﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﻫﻲ ﰲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺧﺪﻣﺔ ﻟﻸﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻭﺍﻹﺳﻼﻣﻲ؟‪،‬‬ ‫ﺃﻡ ﺍﳌﻘﺼﻮﺩ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻫﻮ ﺍﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﺍﳌﻬﻴﻨﺔ ﻟﻠﻀﻐﻮﻁ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ﻭﺧﺪﻣﺔ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﻟﻠﻮﻻﻳﺎﺕ‬ ‫ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ‪ ،‬ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﺍﻟﺴﲑ ﰲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﺑﺎﻟﻜﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﲢﺪﺩﻫﺎ ﻣﺼﺎﱀ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺧﲑﺓ‪ ،‬ﻭﻣﻦ ﰒ ﻓﺘﺢ ﺑـﺎﺏ‬ ‫ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺮﺍﻋﻴﻪ ﻟﻴﺘﻌﺪﻯ ﺍﳌﺪﻯ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺼﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑﺍﺕ‪ ،‬ﻭﻳﻄـﻮﻝ ﺇﱃ ﻛـﻞ ﻣـﺎ ﳝﻴـﺰ‬ ‫ﺧﺼﻮﺻﻴﺘﻨﺎ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﻫﻮﻳﺘﻨﺎ‪ ،‬ﻭﺧﺎﺻﺔ ﺃﻥ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻳﻨﻈﺮﻭﻥ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻣﺘﺰﺍﻣﻨﺔ ﻣﻊ ﳐﻄﻄﻬﻢ ﺍﻟﻌـﺎﳌﻲ‬ ‫ﺍﳉﺪﻳﺪ ﺍﻟﺮﺍﻣﻲ ﺇﱃ ﺍﻻﺳﺘﺤﻮﺍﺫ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺜﺮﻭﺓ ﻭﺍﳊﻀﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺮﺃﲰﺎﻝ ﺍﻟﺮﻣﺰﻱ ﻟﻠﺸﻌﻮﺏ؟‪.‬‬ ‫ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﺩﻭﺍﻓﻊ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﱃ ﺗﻐﻴﲑ ﻣﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻭﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺁﺛﺎﺭ ﺍﻟﻜـﺜﲑ ﻣـﻦ‬ ‫ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻻﺕ ﻭﺗﺒﺎﻳﻨﺖ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺫﻟﻚ ﺭﺩﻭﺩ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺣﻮﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ‪ ،‬ﻭﻣﻨﻪ ﳝﻜﻦ ﺣﺼﺮ ﻭﺟﻬﺎﺕ ﺍﻟﻨﻈﺮ‬ ‫ﰲ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﲡﺎﻫﲔ ﺍﺛﻨﲔ‪:‬‬ ‫ﺍﻻﲡﺎﻩ ﺍﻷﻭﻝ‪ :‬ﻭﻳﺪﻋﻮ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﲡﺎﻩ ﺇﱃ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺗﻐﻴﲑ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳـﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴـﺔ ﻭﺫﻟـﻚ‬ ‫ﳌﻮﺍﻛﺒﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘﻐﲑﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﺣﱴ ﻻ ﺗﺰﺩﺍﺩ ﺍﻟﻔﺠﻮﺓ ﺑﲔ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﳌﺘﻘﺪﻣﺔ ﰲ ﺍ‪‬ﺎﻝ‬ ‫ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ‪ ،‬ﻭﻫﻢ ﺑﺬﻟﻚ ﻳﻨﻜﺮﻭﻥ ﺃﻥ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻻﻣﻼﺀﺍﺕ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ﻭﻳﺴﺘﻨﺪﻭﻥ ﰲ ﺩﻋﻮ‪‬ﻢ ﻫﺬﻩ‬ ‫ﺇﱃ ﺃﻫﻢ ﺍﻷﲝﺎﺙ ﻭﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺃﺟﺮﻳﺖ ﰲ ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ‪ ،‬ﻭﺍﻟﱵ ﺗﻄﺮﻗـﺖ ﻟﻮﺍﻗـﻊ‬ ‫ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﻌﺮﰊ‪ ،‬ﻭﺃﻛﺪﺕ ﻧﺘﺎﺋﺠﻬﺎ ﺃﻧﻪ ﱂ ﲢﺪﺙ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺗﻐﻴﲑ ﻣﻠﻤﻮﺳﺔ ﰲ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ‬ ‫ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻌﺸﺮﺓ ﺍﻷﺧﲑﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﳌﺎﺿﻲ ﻓﻠﻘﺪ ﲤﻴﺰﺕ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑـﺎﳉﻤﻮﺩ ﻣـﻦ‬ ‫ﺣﻴﺚ ﺗﺮﻛﻴﺰﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺠﻢ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺩﻭﻥ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﻨﻮﻋﻴﺘﻬﺎ ﻭﺍﻋﺘﻤﺎﺩﻫﺎ ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻔﻆ‪ ،‬ﻭﺫﻟـﻚ‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪-‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪115‬‬

‫ـــــــــــــــ ﺃ‪.‬ﺩ‪ .‬ﺩﺑﻠﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺎﱄ ﻭ)ﺃ‪ .‬ﺧﻴﻨﺶ ﺩﻟﻴﻠﺔ ﻭﺃ‪.‬ﺧﻠﻴﻞ ﻧﺰﻳﻬﺔ(‪ :‬ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﲔ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﻭﻣﻄﺎﻟﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ‬

‫ﻷ‪‬ﺎ ﻣﻌﺪﺓ ﻟﻄﻼﺏ ﻳﺘﻮﺍﺟﺪﻭﻥ ﰲ ﻣﺪﺍﺭﺱ ﻣﻜﺘﻈﺔ ﻭﻏﲑ ﻣﻼﺋﻤﺔ ﻟﻠﻤﻨﺎﻫﺞ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺄﺧﺬ ﰲ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ‬ ‫ﺣﺎﺟﺎﺕ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﺍﳌﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﻔﺴﺤﺮﻛﻴﺔ‪.‬‬ ‫ﻭ‪‬ﺬﺍ ﻓﺈﻥ ﲰﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﱂ ﺗﺸﻬﺪ ﺗﻐﻴﲑﺍ ﻳﺬﻛﺮ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻨﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻨﺎﺕ ﺃﻭ‬ ‫ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ‪ ،‬ﻭﳍﺬﺍ ﻓﻘﺪ ﺃﻭﺟﺐ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻴـﺔ ﻭﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴـﺔ ﺇﺣـﺪﺍﺙ‬ ‫ﺗﻐﻴﲑﺍﺕ ﺟﺬﺭﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﺍﻟﺘﺪﺭﳚﻲ ﻟﻸﻧﻈﻤـﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳـﺔ‬ ‫ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﳋﻠﻴﺠﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﱵ ﺑﺪﺃﺕ ﰲ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻣﻨﺬ ﻓﺘﺮﺓ ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﻣﺴـﺘﻮﻯ ﺍﻟﺘﻐـﻴﲑ‬ ‫ﺍﳉﺬﺭﻱ ﻟﺪﻭﻝ ﺃﺧﺮﻯ ﻭﺍﻟﱵ ﱂ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﺍﺳﺘﻴﻌﺎﺏ ﲨﻴﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻐﲑﺍﺕ ﺍﳊﺪﻳﺜـﺔ ﰲ ﺛـﻮﺭﺓ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣـﺎﺕ‬ ‫ﻭﺗﻄﺒﻴﻘﺎ‪‬ﺎ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ‪.‬‬ ‫ﻭﻳﻨﻜﺮ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﲡﺎﻩ ﺃﻳﺔ ﻋﻼﻗﺔ ﺻﻠﺔ ﺑﲔ ﺩﻭﺍﻓﻊ ﺗﻐﻴﲑ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻹﻣـﻼﺀﺍﺕ‬ ‫ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ‪ ،‬ﺧﺎﺻﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﱵ ﺑﺎﺷﺮﺕ ﻣﺆﺧﺮﺍ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﺍﻟﺘﺪﺭﳚﻲ ﳌﻨﻈﻮﻣﺘﻬﺎ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺪﺩ ﻳﺆﻛـﺪ‬ ‫"ﺻﻔﻮﺕ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ" ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻭﺃﻣﲔ ﻋﺎﻡ ﺍﳊﺰﺏ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰲ ﻣﺼﺮ‪" :‬ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻮﺟـﺪ ﺿـﻐﻂ‬ ‫ﺃﺟﻨﱯ ﳛﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﻳﻔﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺮ ﻣﺎ ﳚﺐ ﺃﻥ ﺗﻔﻌﻠﻪ ﲡﺎﻩ ﺇﺻﻼﺡ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺃﻭ ﻳﻔﺮﺽ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺗﻐﻴﲑ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ‬ ‫)‪(28‬‬ ‫ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺏ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ‪.‬‬ ‫ﺃﻣﺎ ﰲ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻓﻬﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﻳﺆﻛﺪ ﺃﻥ ﺍﳉﺪﻝ ﺣﻮﻝ ﺗﻐﻴﲑ ﺃﻭ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻣﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻣﺴﺘﻤﺮ ﻣﻨـﺬ ‪50‬ﻋﺎﻣـﺎ‬ ‫ﻣﺆﻛﺪﻳﻦ ﺃﻥ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭﺗﻄﻮﻳﺮﻫﺎ ﻹﻛﺴﺎﺏ ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﻨﺘﺠﺔ ﳚﺐ ﺃﻻ ﺗﺮﺑﻂ‬ ‫ﰲ ﺃﻱ ﺣﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ‪‬ﺎﺟﺲ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻻ ﳚﺐ ﺃﻥ ﻳﺸﻜﻚ ﺃﻧﻪ ﻳﻬﺪﻑ ﻻﺳﺘﺮﺿﺎﺀ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺏ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ‪ ،‬ﻭﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﻳﺮﻯ"ﺳﻌﻴﺪ ﺍﳌﻠﻴﺺ" ﻣﺪﻳﺮ ﻋﺎﻡ ﻣﻜﺘﺐ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻟﺪﻭﻝ ﺍﳋﻠـﻴﺞ‪":‬ﺃﻥ‬ ‫ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻣﻦ ﲰﺎﺕ ﺍﻟﻨﻈﻢ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﳊﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻭﺭﺍﺀ ﺫﻟﻚ ﺗﻄﻮﺭﺍﺕ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺗﻘﻨﻴﺔ ﺃﻭ‬ ‫ﻋﻮﺍﻣﻞ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺫﺍﺗﻴﺔ‪ "..‬ﻛﻤﺎ ﻳﺆﻛﺪ "ﺃﻧﻪ ﰲ ﲨﻴﻊ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺗﻈﻞ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻃﺒﻴﻌﻴـﺔ ﻭﻣﺴـﺘﻤﺮﺓ‪ ،‬ﻭﺃﻻ‬ ‫ﺗﻜﻮﻥ ﳎﺮﺩ ﺭﺩﻭﺩ ﻓﻌﻞ ﻷﺣﺪﺍﺙ ﻋﺎﺭﺿﺔ ﺃﻭ ﻛﻤﺎ ﻳﺘﺼﻮﺭﻫﺎ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺍﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﻀﻐﻮﻁ ﺧﺎﺭﺟﻴﺔ ﻭﻫﻮ ﻇـﻦ‬ ‫)‪(29‬‬ ‫ﺑﻌﻴﺪ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ"‪.‬‬ ‫ﺍﻻﲡﺎﻩ ﺍﻟﺜﺎﱐ‪:‬ﻭﻳﺮﻯ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﲡﺎﻩ ﺃﻥ ﺗﻐﻴﲑ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻳﻌـﻮﺩ ﺃﺳﺎﺳـﺎ‬ ‫ﻟﻺﻣﻼﺀﺍﺕ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ﻭﺍﺳﺘﺮﺿﺎﺀ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ‪ ،‬ﻓﻔﻲ ﻣﺼﺮ ﻳﺮﻯ ﺍﳌﻌﺎﺭﺿـﻮﻥ ﻟﺘﻐـﻴﲑ ﺍﳌﻨـﺎﻫﺞ ﺃﻥ‬ ‫ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ﺍﳌﺘﻤﺜﻠﺔ ﰲ‪ -‬ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ‪ -‬ﺗﻠﻌﺐ ﺩﻭﺭﺍ ﻛﺒﲑﺍ ﰲ ﺩﻋـﻢ ﻗﻄـﺎﻉ‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪-‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ـــــــــــــ ‪116‬‬

‫ــــــــــــــــــ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ ‪:‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﲟﺼﺮ‪ ،‬ﻭﺗﺴﻌﻰ ﻟﺘﻐﻴﲑ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺇﱃ ﻣﻨﺎﻫﺞ ﺗﺮﻭﺝ ﻟﻸﺩﻳﺎﻥ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ )ﺍﳌﺴـﻴﺤﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻹﺳـﻼﻣﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻳﺔ( ﻛﻤﺎ ﺗﺪﻋﻮ ﺇﱃ ﺗﻐﻴﲑ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺪﺍﻋﻴﺔ ﻟﻸﻓﻜﺎﺭ ﺍﻷﺻﻮﻟﻴﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﺇﺑـﺮﺍﺯ ﺩﻭﺭ‬ ‫)‪(30‬‬ ‫ﺍﳊﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﱐ‪.‬‬ ‫ﻛﻤﺎ ﺃﺻﺪﺭ ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺒﺤﻮﺙ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻟﻸﺯﻫﺮ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﰲ ﻣﺆﲤﺮﻩ ﺑﻴﺎﻥ ﺟﺎﺀ ﻓﻴﻪ‪":‬ﻭﻟﻘﺪ ﺗﺒﻊ ﻫـﺬﻩ‬ ‫ﺍﻟﺘﺼﺮﳛﺎﺕ ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺎﺕ ﺩﻋﻮﺍﺕ ﻏﺮﻳﺒﺔ ﻭﺷﺎﺫﺓ ﻟﻠﺘﺪﺧﻞ ﰲ ﺃﺧﺺ ﺧﺼﺎﺋﺺ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻓﺘﺠﺎﻭﺯﻭﺍ‬ ‫ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﰲ ﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻟﻠﻌﺎﱂ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺇﱃ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺗﻐـﻴﲑ ﻣﻨـﺎﻫﺞ‬ ‫ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺪﻳﲏ ﻭﺍﳌﺪﺍﺭﺱ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ‪ ،‬ﻭﳌﻮﺍﺟﻬﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﻤﻠﺔ ﺍﻟﻈﺎﳌﺔ ﻳﺮﻯ ﻣـﺆﲤﺮ‬ ‫ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺒﺤﻮﺙ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺎﻷﺯﻫﺮ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻬﺠﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﺩﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻷﺩﻳـﺎﻥ ﻭﺍﻟﺴـﻌﻲ‬ ‫ﻟﺘﻐﻴﲑ ﺃﻭ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﻫﻮﻳﺎﺕ ﺍﻷﻣﻢ ﻭﺛﻘﺎﻓﺎﺕ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺇﳕﺎ ﻫﻮ ﲡﺎﻭﺯ ﻟﻠﺨﻄﻮﻁ ﺍﳊﻤﺮﺍﺀ )‪.(31‬‬ ‫ﺃﻣﺎ ﰲ ﺍﻟﻜﻮﻳﺖ ﻓﻘﺪ ﺣﺬﺭ ﻧﻮﺍﺏ ﻛﻮﻳﺘﻴﻮﻥ ﻣﺆﺧﺮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺿﻮﺥ ﻭﺍﻻﺑﺘﺰﺍﺯ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﻭﺍﻟﻐﺮﰊ ﻟﺘﻐﻴﲑ‬ ‫ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻴﺔ‪ ،‬ﺪﻑ ﺣﺬﻑ ﻣﻮﺍﺩ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺃ‪‬ﺎ ﺗﺸﺠﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ ﻭﺍﻟﺘﻄﺮﻑ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺣﺬﺭ ﻧـﻮﺍﺏ‬ ‫ﺇﺳﻼﻣﻴﻮﻥ ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻣﻦ ﺗﻐﻴﲑ ﺍﻟﺜﻮﺍﺑﺖ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻴﺔ‪ ،‬ﻣﺆﻛﺪﻳﻦ ﺃﻥ ﻣﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﻜﻮﻳﺖ ﻻ‬ ‫)‪(32‬‬ ‫ﺗﺸﺠﻊ ﺍﻟﺘﻄﺮﻑ ﻭﻻ ﺗﻔﺮﺥ ﺇﺭﻫﺎﺑﻴﲔ‬ ‫ﺃﻣﺎ ﰲ ﺍﳌﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻓﻘﺪ ﺻﺪﺭ ﺑﻴﺎﻥ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺍﳌﻔﻜﺮﻳﻦ ﳛﺬﺭ ﻣـﻦ ﺗﻐـﻴﲑ‬ ‫ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ‪ ،‬ﻭﻳﻌﺘﱪ ﺍﶈﺎﻭﻻﺕ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﻠﻀﻐﻮﻁ ﺍﻷﺟﻨﺒﻴـﺔ‪ ،‬ﻭﻛـﺬﻟﻚ ﺍﻷﻣـﺮ ﰲ ﺍﻷﺭﺩﻥ‬ ‫)‪(33‬‬ ‫ﻭﻗﻄﺮ‬ ‫ﺇﻥ ﺭﺩﻭﺩ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﻫﺬﻩ ﺣﻮﻝ ﺗﻐﻴﲑ ﺃﻭ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻭﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺟـﺎﺀﺕ‬ ‫ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺘﺼﺮﳛﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺃﺩﻟﺖ ‪‬ﺎ ﻣﺆﺧﺮﺍ ﺍﻷﻭﺳﺎﻁ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﰲ ﺑﻌﺚ ﻣﺸﺎﺭﻳﻊ ﲡﺮﻳﺒﻴﺔ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ‬ ‫ﰲ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﻭﺳﻂ‪ ،‬ﻭﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺪﺩ ﻳﺆﻛﺪ ﻣﺴﺎﻋﺪ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﰲ ﺍﳌـﺆﲤﺮ ﺍﻻﻗﺘﺼـﺎﺩﻱ‬ ‫ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻘﺪ ﻣﺆﺧﺮﺍ ﰲ ﺍﻷﺭﺩﻥ ﺃﻥ ﻭﺍﺷﻨﻄﻦ ﺗﺮﻳﺪ ﺇﻃﻼﻕ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﳌﺸﺎﺭﻳﻊ ﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ‬ ‫ﺍﻟﻌﺮﰊ ﺍﻟﱵ ﺗﺪﻋﻢ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﳏﻮ ﺍﻷﻣﻴﺔ ﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺒﻨﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻭﺗﺮﻭﺝ ﳌﻨﻬﺞ ﺟﺪﻳـﺪ ﳎـﺮﺩ ﻣـﻦ‬ ‫ﺍﻷﺻﻮﻟﻴﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ‪.‬‬ ‫ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻳﺮﻯ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﲡﺎﻩ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﺍﻹﺻﺮﺍﺭ ﺍﻟﻌﺰﳝﺔ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺇﺣـﺪﺍﺙ‬ ‫ﺗﻐﻴﲑﺍﺕ ﰲ ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ ﻧﺎﺗﺞ ﻋﻦ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﻣﺸﻮﺷﺔ ﻫﺎﺩﻓﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﲡﻔﻴـﻒ‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪-‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪117‬‬

‫ـــــــــــــــ ﺃ‪.‬ﺩ‪ .‬ﺩﺑﻠﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺎﱄ ﻭ)ﺃ‪ .‬ﺧﻴﻨﺶ ﺩﻟﻴﻠﺔ ﻭﺃ‪.‬ﺧﻠﻴﻞ ﻧﺰﻳﻬﺔ(‪ :‬ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﲔ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﻭﻣﻄﺎﻟﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ‬

‫ﻣﻨﺎﺑﻊ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻓﺮﺽ ﺍﻟﻀﻐﻮﻁ ﻟﺘﺼﻔﻴﺔ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻜﻞ ﻣﺎ ﻳﺸﲑ ﺇﱃ ﻣﺼﻄﻠﺤﺎﺕ‬ ‫ﺍﳉﻬﺎﺩ ﻭﻣﺎ ﻳﺪﻋﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺒﺎﺩﺉ ﻣﻦ ﺁﻳﺎﺕ ﻗﺮﺁﻧﻴﺔ ﺃﻭ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﻧﺒﻮﻳﺔ ﺃﻭ ﻗﺼﺺ ﺍﻟﺴﲑﺓ ﺃﻱ ﺃ‪‬ﻢ ﻳﺮﻳـﺪﻭﻥ‬ ‫ﺇﻓﺮﺍﻍ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﻀﻤﻮ‪‬ﺎ ﺍﻷﺧﺮﻭﻱ ﻭﺣﺼﺮﻫﺎ ﰲ ﻣﻀﻤﻮﻥ ﺩﻧﻴﻮﻱ ﻓﻘـﻂ‪ ،‬ﻭﻛـﺬﺍ ﺑـﺬﺭ‬ ‫ﺍﻟﺸﻜﻮﻙ ﺣﻮﻝ ﺑﻌﺾ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ)ﻛﺤﻘﻮﻕ ﺍﳌﺮﺁﺓ‪ ،‬ﺗﻌـﺪﺩ ﺍﻟﺰﻭﺟـﺎﺕ‪ ،‬ﺍﻟﻄـﻼﻕ‪(...‬‬ ‫ﻭﺗﻘﻠﻴﺺ ﺍﳊﻴﺰ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﻐﻠﻪ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﰲ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﳌﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴـﺔ ﺇﺿـﺎﻓﺔ ﺇﱃ‬ ‫ﺫﻟﻚ ﳏﺎﺭﺑﺔ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺇﺿﻌﺎﻓﻬﺎ )‪ ،(34‬ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺘﺸﺠﻴﻊ ﺍﻟﻠﻬﺠﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﻴﺔ ﻭﺍﶈﻠﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺒﻠـﺪﺍﻥ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴـﺔ‬ ‫ﻭﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ‪.‬‬ ‫ﻭﻛﺬﺍ ﺇﱃ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺸﲑ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﺪﺍﺀ ﺍﻟﺘﺎﺭﳜﻲ ﻟﻠﺪﻋﻮﻯ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻴﻬـﻮﺩ‪ ،‬ﻭﺍﻹﺳـﻼﻡ ﻻ‬ ‫ﻳﺘﺴﺎﻣﺢ ﺃﻥ ﻳﺘﻠﻘﻰ ﺍﳌﺴﻠﻢ ﺃﺻﻮﻝ ﻋﻘﻴﺪﺗﻪ ﻭﻻ ﻣﻘﻮﻣﺎﺕ ﺗﺼﻮﺭﻩ ﻭﻻ ﺗﻔﺴﲑ ﻗﺮﺁﻥ ﻭﺣﺪﻳﺚ ﻭﺳﲑﺓ ﻧﺒﻴـﻪ‪،‬‬ ‫ﻭﻻ ﻣﻨﻬﺞ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﻭﻻ ﻣﻮﺟﺒﺎﺕ ﻓﻨﻪ ﻭﺃﺩﺑﻪ ﻭﺗﻌﺒﲑﻩ‪..‬ﻣﻦ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﻏﲑ ﺇﺳﻼﻣﻴﺔ‪ (35).‬ﻳﻘﻮﻝ ﺗﻌﺎﱃ‪ ¾ :‬ﻳﺎﺃﻳﻬﺎ‬ ‫ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﻣﻨﻮﺍ ﺃﻥ ﺗﻄﻴﻌﻮﺍ ﻓﺮﻳﻘﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﻭﺗﻮﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻳﺮﺩﻭﻛﻢ ﺑﻌﺪ ﺇﳝﺎﻧﻜﻢ ﻛﺎﻓﺮﻳﻦ½)ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ ‪(100‬‬ ‫ﻭﻋﻤﻮﻣﺎ ﳝﻜﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺃﻧﻪ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺘﻄﺮﻕ ﺇﱃ ﻛﻞ ﺭﺩﻭﺩ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺣﻮﻝ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﱵ ﺃﺛﺎﺭ‪‬ﺎ ﻣﻮﺟـﺔ‬ ‫ﺗﻐﻴﲑ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﲔ ﻣﺆﻳﺪ ﻭﻣﻌﺎﺭﺽ‪ ،‬ﻳﺒﻘﻰ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﰲ ﻣﻔﺘﺮﻕ ﺍﻟﻄﺮﻕ؛ ﺣﻴﺚ ﺣﺎﻟﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ ﺍﳌﺒﺎﺷﺮ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺭﺍﺡ ﳛﻔﺰﻩ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﻮﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﻮﻥ‪ ،‬ﻭﺑﲔ ﻣﻮﺟﺎﺕ ﺍﳊﻔﺰ ﺍﳊﻤﺎﺳﻲ ﻭﺍﻟﺸﻌﺎﺭﺍﰐ ﺣﻮﻝ‬ ‫ﻗﻀﻴﺔ ﺍﳋﺼﻮﺻﻴﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﺮﺍﻓﻀﺔ ﻷﻱ ﺗﺪﺧﻞ ﺃﺟﻨﱯ ﰲ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﳉﻴﻞ ﺍﻟﺼﺎﻋﺪ‪ ،‬ﻭﺑﲔ ﺍﻟﺮﻛﻮﺩ ﺍﻟﺬﻱ‬ ‫ﺗﻌﺎﻧﻴﻪ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﻋﺼﺮ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺗﻄﻮﺭ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ‪ ،‬ﻭﺑﲔ ﻋﻮﺍﺋﻖ ﻣﻮﺍﻛﺒـﺔ ﻫـﺬﻩ‬ ‫ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﻟﻠﺘﻄﻮﺭﺍﺕ ﺍﳊﺎﺻﻠﺔ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﳊﺎﺟﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﺍﳌﺎﺩﻱ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻠﺠﻮﺀ ﰲ ﺣﺎﻻﺕ ﻛﺜﲑﺓ ﺇﱃ ﺍﻹﻋﺎﻧﺎﺕ‬ ‫ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ﻳﺒﻘﻰ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺗﻐﻴﲑ ﺃﻭ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺣﺴﺎﺱ ﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﻠﻘﻰ ﺍﻟﻜـﺜﲑ ﻣـﻦ‬ ‫ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻋﻘﺪ ﻧﺪﻭﺍﺕ ﻭﻟﻘﺎﺀﺍﺕ ﻋﻠﻤﻴﺔ‪ ،‬ﻳﺒﻌﺜﻮﻥ ﻣﻦ ﺧﻼﳍﺎ ﺍﻟﺘﻄﻤﻴﻨﺎﺕ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤـﻊ ﺍﻟﻌـﺮﰊ‬ ‫ﻭﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻛﻜﻞ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺇﳕﺎ ﺗﺴﲑ ﻭﻓﻖ ﺗﺼـﻮﺭ ﻣﻨـﻬﺠﻲ ﻣﻮﺿـﻮﻋﻲ‬ ‫ﻭﻋﻠﻤﻲ‪.‬‬ ‫ﺇﻥ ﻣﻦ ﻳﺮﻯ ﺃﻥ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ‪ -‬ﺍﳌﻌﺘﻤﺪﺓ ﺣﺎﻟﻴﺎ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﻌﺮﰊ ‪-‬ﺳﻠﻴﻤﺔ ﻭﻣﺘﻤﻴﺰﺓ‪ ،‬ﻭﺃ‪‬ﺎ ﻻ ﲢﺘﺎﺝ‬ ‫ﺇﱃ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺃﻭ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﻓﻬﻮ ﳐﻄﺊ‪ ،‬ﻷﻥ ﺍﳌﺘﺄﻣﻞ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺎ ﰲ ﳐﺮﺟﺎﺕ ﻣﺪﺍﺭﺳﻨﺎ ﻭﺟﺎﻣﻌﺎﺗﻨﺎ ﻭﻣﻌﺎﻫﺪﻧﺎ ﻳﺮﻯ‬ ‫ﺃﻥ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺳﻄﺤﻴﺔ ﻟﺪﻯ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﳋﺮﳚﲔ‪ ،‬ﻭﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﺎﻟﻘﻴﻢ ﺍﻹﺳـﻼﻣﻴﺔ ﻭﺍﻵﺩﺍﺏ ﺍﻟﻌﺎﻣـﺔ‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪-‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ـــــــــــــ ‪118‬‬

‫ــــــــــــــــــ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ ‪:‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ﺿﻌﻴﻒ‪ ،‬ﻭﲤﻜﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻣﻦ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﻭﻣﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﳏﺪﻭﺩ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ‪ ،‬ﻭﳍﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﻟﺰﺍﻣﺎ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﻤﺮ‬ ‫ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﻟﻴﺲ ﰲ ﺍﳌﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻓﺤﺴﺐ ﻭﺇﳕﺎ ﰲ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ‪.‬‬ ‫ﻭﻋﻠﻴﻪ‪ ،‬ﻓﺒﺎﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﳉﺪﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺜﺎﺭ ﺣﻮﻝ ﲣﻠﻒ ﻣﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﻋﺠﺰﻫﺎ ﻋـﻦ ﻣﻼﺣﻘـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﻄﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺍﳌﺘﺴﺎﺭﻋﺔ‪ ،‬ﻭﻣﻊ ﺃﻧﻪ ﺍﲡﺎﻩ ﻳﺪﻓﻊ ﳓﻮ ﺇﺣﺪﺍﺙ ﺗﻐﻴﲑﺍﺕ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﰲ ﻣﻀﺎﻣﲔ ﻣﻨـﺎﻫﺞ‬ ‫ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻴﺔ ﻭﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﻋﺮﺿﻬﺎ‪ ،‬ﺇﻻ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ﻻ ﻳﺼﺢ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﻣﺴﻮﻏﺎ ﻹﺣـﺪﺍﺙ ﺗﻐـﻴﲑﺍﺕ‬ ‫ﺟﺬﺭﻳﺔ ﻭﺃﺳﺎﺳﻴﺔ ﰲ ﻣﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻛﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻟﺘـﺎﺭﻳﺦ‪ ،‬ﺍﳉﻐﺮﺍﻓﻴـﺎ‪،‬‬ ‫ﻭﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻷﻥ ﻣﻌﺎﺭﻑ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻮﺍﺩ ﻣﻌﺎﺭﻑ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺑﺜﺒﺎﺕ ﻧﺴﱯ ﻭﻻ ﲢﻤﻞ ﲰﺔ ﺍﻟﺘﺴﺎﺭﻉ ﺍﻟﱵ‬ ‫ﲢﻤﻠﻬﺎ ﻣﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻫﻨﺎ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﻻ ﰲ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﻌﺮﺽ ﻭﻣﻨﻬﺠﻴﺔ ﺗﻮﺻﻴﻞ‬ ‫ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻌﺎﺭﻑ ﻓﺤﺴﺐ‪.‬‬ ‫ﺧﺎﲤﺔ‪:‬‬ ‫ﻭﺃﺧﲑﺍ ﳝﻜﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺃﻧﻪ ﻻ ﳚﻮﺯ ﺃﻥ ﻧﻐﻔﻞ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻳـﺮﺍﺩ ﺗﻄﻮﻳﺮﻫـﺎ ﺃﻭ‬ ‫ﺗﻐﻴﲑﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃ‪‬ﺎ ﺇﺣﺪﻯ ﻣﻔﺮﺩﺍﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻻ ﳚﺐ ﺍﻟﺘﻔﺮﻳﻂ ‪‬ﺎ‪ ،‬ﻭﰲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻮﻗـﺖ‬ ‫ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﻧﻄﻮﺭ ﻣﻨﺎﻫﺠﻨﺎ ﻭﳓﺴﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺯﺍﻭﻳﺔ ﺇﻋﻄﺎﺀ ﺍﳊﺪ ﺍﻷﺩﱏ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﲡﺪﻳﺪﻫﺎ ﻣﻊ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺗﻔﺠﺮ‬ ‫ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﻭﳎﺘﻤﻊ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ‪ ،‬ﻣﻊ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﻭﺗﺮﺳـﻴﺦ ﻣﻨﻬﺠﻴـﺔ ﺍﻟـﺘﻔﻜﲑ ﺍﻟﻌﻠﻤـﻲ‬ ‫ﻭﺍﳌﻮﺿﻮﻋﻲ‪.‬‬ ‫ﳍﺬﺍ ﳚﺐ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﻣﻠﻴﺎ ﻭﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ ﻭﻋﻠﻤﻴﺔ ﻭﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ ﻭﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﳌﺴـﺒﻘﺔ ﰲ ﻛﻴﻔﻴـﺔ‬ ‫ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻣﻨﺎﻫﺠﻨﺎ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭﺃﻧﻈﻤﺘﻨﺎ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭﺃﻥ ﻧﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻦ ﲡﺎﺭﺏ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻟﱵ ﺳﺒﻘﺘﻨﺎ ﺇﱃ ﺫﻟﻚ‪ ،‬ﻓﺈﺫﺍ‬ ‫ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻤﺮ ﰲ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﻓﻌﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﻌﻴﺪ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﻣﻨﻈﻮﻣﺘﻪ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭﻣﻨﺎﻫﺠﻪ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﲟﺎ‬ ‫ﻳﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻄﺮﻭﺡ ﰲ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺃﻥ ﻧﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ‬ ‫ﺑﺎﳌﻨﺎﻫﺞ ﻭﺍﶈﺘﻮﻯ ﺍﳌﻌﺮﰲ‪ .‬ﺇﻧﻨﺎ ﻧﻌﻴﺶ ﰲ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﳛﺘﻢ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺴﺎﻳﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻐﲑﺍﺕ ﺍﻟـﱵ‬ ‫ﺗﻔﺮﺿﻬﺎ ﻋﻠﻴﻨﺎ‪ ،‬ﻓﺈﻣﺎ ﺃﻥ ﻧﻐﲑ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﻭﻣﻨﻈﻮﻣﺘﻨﺎ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ‪ ،‬ﻭﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻧﺘﻐﲑ ﺑﺎﻟﻘﻮﺓ ﻭﻣﺎ ﻟﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﺁﺛﺎﺭ ﺳﻠﺒﻴﺔ‬ ‫‪‬ﺪﺩ ﻭﺟﻮﺩﻧﺎ ﻭﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ‪.‬‬ ‫ﺍﳍـﻮﺍﻣﺶ‪:‬‬ ‫‪.1‬‬ ‫‪.2‬‬

‫ﻋﻠﻰ ﺃﲪﺪ ﻣﺪﻛﻮﺭ‪ :‬ﻣﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ‪ :‬ﺃﺳﺴﻬﺎ ﻭﺗﻄﺒﻴﻘﺎ‪‬ﺎ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﻌﺮﰊ‪ ،‬ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ‪ ، 1998،‬ﺹ‪.13‬‬ ‫ﺻﺎﱀ ﻫﻨﺪﻱ ﻭﺁﺧﺮﻭﻥ‪:‬ﲣﻄﻴﻂ ﺍﳌﻨﻬﺞ ﻭﺗﻄﻮﻳﺮﻩ‪ ،‬ﻁ‪ ،3‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﻌﺮﰊ‪ ،‬ﻋﻤﺎﻥ‪ ،1999 ،‬ﺹ‪.19‬‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪-‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪119‬‬

‫ـــــــــــــــ ﺃ‪.‬ﺩ‪ .‬ﺩﺑﻠﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺎﱄ ﻭ)ﺃ‪ .‬ﺧﻴﻨﺶ ﺩﻟﻴﻠﺔ ﻭﺃ‪.‬ﺧﻠﻴﻞ ﻧﺰﻳﻬﺔ(‪ :‬ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﲔ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﻭﻣﻄﺎﻟﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ‬

‫‪.3‬‬

‫ﻧﻔﺲ ﺍﳌﺮﺟﻊ‪ ،‬ﺹ‪.27‬‬

‫‪ .4‬ﳏﻤﻮﺩ ﺃﲪﺪ ﺷﻮﻕ‪ :‬ﺍﻻﲡﺎﻫﺎﺕ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﰲ ﲣﻄﻴﻂ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳـﻴﺔ ﰲ ﺿـﻮﺀ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻬـﺎﺕ ﺍﻹﺳـﻼﻣﻴﺔ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜـﺮ ﺍﻟﻌـﺮﰊ‪،‬‬ ‫ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ‪ ،2001،،‬ﺝ‪ ،2001 ،1‬ﺹ‪.101‬‬ ‫‪ .5‬ﺗﻮﻓﻴﻖ ﺃﲪﺪ ﻣﺮﻋﻲ‪ ،‬ﳏﻤﺪ ﳏﻤﻮﺩ ﺍﳊﻴﻠﺔ‪ :‬ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ‪ ،‬ﻣﻔﺎﻫﻴﻤﻬﺎ ﻭﻋﻨﺎﺻﺮﻫﺎ ﻭﺃﺳﺴﻬﺎ ﻭﻋﻤﻠﻴﺎ‪‬ﺎ‪ ،‬ﻁ‪ ،2‬ﺩﺍﺭ ﺍﳌﺴﲑﺓ‪ ،‬ﻋﻤﺎﻥ‪،‬‬ ‫‪ ،2001‬ﺹ‪.94‬‬ ‫‪ .6‬ﻧﻔﺲ ﺍﳌﺮﺟﻊ‪ ،‬ﺹ‪.100‬‬ ‫‪ .7‬ﺻﻼﺡ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻤﻴﺪ ﻣﺼﻄﻔﻰ‪ :‬ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻴﺔ‪ ،‬ﻋﻨﺎﺻﺮﻫﺎ ﻭﺃﺳﺴﻬﺎ ﻭﺗﻄﺒﻴﻘﺎ‪‬ﺎ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺍﳌﺮﻳﺦ‪ ،‬ﺍﻟﺮﻳﺎﺽ‪ ،2000 ،‬ﺹ‪.47‬‬ ‫‪ .8‬ﺗﻮﻓﻴﻖ ﺃﲪﺪ ﻣﺮﻋﻲ‪ ،‬ﳏﻤﺪ ﳏﻤﻮﺩ ﺍﳊﻴﻠﺔ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ﺹ‪.121‬‬ ‫‪ .9‬ﺻﺎﱀ ﻫﻨﺪﻱ ﻭﺁﺧﺮﻭﻥ‪ :‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ﺹ‪.33‬‬ ‫‪ .10‬ﻧﻔﺲ ﺍﳌﺮﺟﻊ‪ ،‬ﺹ‪.35‬‬ ‫‪ .11‬ﺗﻮﻓﻴﻖ ﺃﲪﺪ ﻣﺮﻋﻲ‪ ،‬ﳏﻤﺪ ﳏﻤﻮﺩ ﺍﳊﻴﻠﺔ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ﺹ‪.143‬‬ ‫‪ .12‬ﻧﻔﺲ ﺍﳌﺮﺟﻊ‪ ،‬ﺹ‪.167‬‬ ‫‪ .13‬ﻧﻔﺲ ﺍﳌﺮﺟﻊ‪ ،‬ﺹ‪.187‬‬ ‫‪ .14‬ﻧﻔﺲ ﺍﳌﺮﺟﻊ‪ ،‬ﺹ‪.195‬‬ ‫‪ .15‬ﻋﻠﻰ ﺃﲪﺪ ﻣﺪﻛﻮﺭ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ﺹ ‪.292-291‬‬ ‫‪ .16‬ﺻﺎﱀ ﻫﻨﺪﻱ ﻭﺁﺧﺮﻭﻥ‪،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ﺹ‪.265-264‬‬ ‫‪ .17‬ﺣﻠﻤﻲ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﻮﻛﻴﻞ‪ :‬ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ‪ ،‬ﺃﺳﺒﺎﺑﻪ‪ ،‬ﺃﺳﺴﻪ‪ ،‬ﺃﺳﺎﻟﻴﺒﻪ‪ ،‬ﺧﻄﻮﺍﺗﻪ‪ ،‬ﻣﻌﻮﻗﺎﺗﻪ‪ ،‬ﻁ‪ ،1‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜـﺮ ﺍﻟﻌـﺮﰊ‪ ،‬ﺍﻟﻘـﺎﻫﺮﺓ‪،2000 ،‬‬ ‫ﺹ‪.160‬‬ ‫‪ .18‬ﻋﻠﻲ ﺃﲪﺪ ﻣﺪﻛﻮﺭ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ﺹ‪.130-129‬‬ ‫‪ .19‬ﺣﻠﻤﻲ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﻮﻛﻴﻞ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ﺹ‪.156‬‬ ‫‪ .20‬ﺻﺎﱀ ﻫﻨﺪﻱ ﻭﺁﺧﺮﻭﻥ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ﺹ‪.258‬‬ ‫‪www.omanted.net.om .21‬‬ ‫‪www. Aljazeera.net .22‬‬ ‫‪http:// www.iraqihome.com/furat-no7sen31.htm .23‬‬ ‫‪http:// www.haramaincenter.co.uk/text/drasat/19/10 htm .24‬‬ ‫‪http:// www.meducation.edu.dz/bo/bo2003/beo 470/7. htm .25‬‬ ‫‪http://www.alsabaah.com/modules.php ?name=news&File=article&sid=279 .26‬‬ ‫‪http: //www.Afkaronline.org .27‬‬ ‫‪http://www.middle-east-online.com/education/?id=16858 .28‬‬ ‫‪http:// www.haramaincenter.co.uk/text/drasat/1/22htm .29‬‬ ‫‪http://www.middle-east-online.com/education/?id=16858 .30‬‬ ‫‪www.hmsAlgeria.net .31‬‬ ‫‪http://www.middle-east-online.com/education/?id=20354 .32‬‬ ‫‪http: // www.gifted.org-sa/emoh-c Action.? php=D Articlel &Details = 134. .33‬‬ ‫‪ .34‬ﳏﻤﻮﺩ ﺃﲪﺪ ﺷﻮﻕ‪:‬ﻣﻬﻤﺎﺕ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻴﺔ ﰲ ﺑﻨﺎﺀ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺍﳌﺴﻠﻢ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﻮﺩ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ‪ ،‬ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﻨﺸـﺮ‪،‬‬ ‫ﺍﳌﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ‪ ،1993 ،‬ﺹ ‪.57–53‬‬ ‫‪ .35‬ﻋﻠﻲ ﺃﲪﺪ ﻣﺪﻛﻮﺭ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ﺹ‪.67‬‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪-‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ـــــــــــــ ‪120‬‬

‫ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﻣﺘﻐﲑﺍﺕ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻭﲢﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‬ ‫ﺃ‪.‬ﺩ‪ .‬ﻧﺼﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﻭ ﺩ‪ .‬ﺍﻟﻄﺎﻫﺮ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻤﻲ‬ ‫ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‬

‫ﻣﻘﺪﻣﺔ‪:‬‬ ‫ﺗﺘﻌﺮﺽ ﺍﻟﻨﻈﻢ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺇﱃ ﻣﻮﺟﺔ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﻭﳏﺎﻭﻻﺕ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﻭﺍﻟﺘﻄﻮﺭ‪ ،‬ﻫﺎﺩﻓﺔ ﺑﺬﻟﻚ ﺇﱃ‬ ‫ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﺨﻠﻒ ﻋﻦ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﻷﻥ ﺃﻱ ﲣﻠﻒ ﺳﻴﺼﻌﺐ ﺗﺪﺍﺭﻛﻪ‪ ،‬ﻭﺳﺘﻜﻮﻥ ﺍﻟﺘﺒﻌﺎﺕ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻟﺴﺎﺋﺮ‬ ‫ﺍﻟﻨﻈﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ‪ ،‬ﻫﻜﺬﺍ ﻳﺒﺪﻭ ﺍﳌﺸﻬﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺼﻮﺭﻩ ﺍﻹﻋﻼﻡ‪ ،‬ﻭﳏﺎﻭﺭ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺪﻭﺍﺕ‬ ‫ﻭﺍﳌﺆﲤﺮﺍﺕ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻮﺣﻲ ﺍﺳﺘﻨﺘﺎﺟﻬﺎ ﺑﺄﻥ ﺍﳌﻬﻤﺔ ﺗﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻘﲏ ﺍﶈﺪﻭﺩ ﺇﱃ ﺟﻮﺍﻧﺐ‬ ‫ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﻐﺎﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ‪.‬‬ ‫ﻭﰲ ﺍﳌﻴﺪﺍﻥ ﻻ ﳒﺪ ﳍﺬﻩ ﺍﻟﺪﻋﻮﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘﺼﻮﺭﺍﺕ ﺣﻴﺰﺍ ﻭﺍﺳﻌﺎ ﰲ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻭﻻ ﻧﻠﺘﻤﺲ ﺗﺸﺎ‪‬ﺎ ﰲ‬ ‫ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺑﲔ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﻟﻘﻄﺮﻳﺔ‪ ،‬ﺇﺫ ﺗﻈﻬﺮ ﻛﻮﻛﺒﺔ ﻣﺘﻘﺪﻣﺔ ﻭﺃﺧﺮﻯ ﻣﺘﺬﺑﺬﺑﺔ ﺑﲔ ﺍﻟﺒﺪﺍﺋﻞ‬ ‫ﻭﺍﶈﺎﻭﻻﺕ ﲡﺎﻫﺪ ﻟﺒﻠﻮﻍ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﺇﳒﺎﺯ ﳏﺘﺮﻣﺔ ﻭﻫﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﱵ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻮﻡ ﻫﺬﺍ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻊ ﲢﺖ ﺿﻐﻂ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺃﲰﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ‪ ،‬ﻭﻫﻮ ﱂ ﻳﻔﺮﻍ ﺑﻌﺪ ﻣﻦ ﻣﺴﺢ ﺁﺛﺎﺭﻫﺎ‬ ‫ﺍﻟﱵ ﻛﺮﺱ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﺍﻟﻘﺪﱘ ﲟﺨﺘﻠﻒ ﺃﺷﻜﺎﻟﻪ ﻭﻫﻜﺬﺍ ﲡﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻮﻛﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻈﻢ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ‬ ‫ﻧﻔﺴﻬﺎ ﳏﺎﺻﺮﺓ ﺑﲔ ﺍﻣﺘﺪﺍﺩﺍﺕ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﻜﻮﻟﻮﻧﻴﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻘﺪﳝﺔ ﻭﺛﻘﻞ ﻣﺴﺘﻠﺰﻣﺎﺕ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ﻭﺗﺪﺍﻋﻴﺎ‪‬ﺎ‬ ‫ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﺍﳌﻠﺤﺔ‪.‬‬ ‫ﰲ ﻇﻞ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﻭﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﻓﺈﻥ ﺣﺮﻛﺔ ﺑﺪﺃﺕ ﺗﺴﻌﻰ ﺇﱃ ﺗﺄﻣﲔ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﳍﺬﻩ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ‬ ‫ﺑﻘﺒﻮﻝ ﺍﻹﻧﺪﻣﺎﺝ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﰲ ﰲ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺍﳉﺪﻳﺪ‪ ،‬ﻗﺒﻮﻝ ﺣﺬﺭ ﺃﻭ ﲢﺖ ﺍﻹﻛﺮﺍﻩ‪ ،‬ﻏﲑ ﺃﻥ‬ ‫ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﱂ ﺗﺼﻞ ﺣﺮﻛﺔ ﻋﻮﳌﺘﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﻣﺎ ﺑﻠﻐﻪ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻣﻦ ﺍﻧﺪﻣﺎﺝ ﰲ ﺍﻟﺪﻭﺭﺓ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ‬ ‫ﺍﳌﺴﻄﺮﺓ‪ ،‬ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺪﻭﺭﺓ ﺍﻟﱵ ﻋﻤﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺗﺒﻠﻴﻐﻬﺎ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﺔ )ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺑﺮﻳﱳ ﻭﻭﺩﺯ‬ ‫ﻭﻣﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﺑﺮﺓ ﻟﻠﺤﺪﻭﺩ ﻭﻏﲑﻫﺎ( ﻓﻬﻞ ﺑﻂﺀ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﳚﺪ ﺗﻔﺴﲑﻩ ﰲ‬

‫ــــــــ ﺩ‪ .‬ﻧﺼﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﻭ ﺩ‪ .‬ﺍﻟﻄﺎﻫﺮ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻤﻲ‪ :‬ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﻣﺘﻐﲑﺍﺕ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻭﲢﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‬

‫ﺍﻟﻄﺎﺑﻊ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺜﻘﺎﰲ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺃﻡ ﰲ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺫﺍ‪‬ﺎ؟ ﻭﰲ ﳏﺎﻭﻟﺔ ﺗﻘﺪﱘ ﲢﻠﻴﻞ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ‬ ‫ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﻳﺴﺘﻌﺮﺽ ﺍﳌﻘﺎﻝ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﺑﺘﺴﻠﻴﻂ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﻋﻠﻰ ﻣﺒﺎﺩﺋﻪ ﻭﺃﻫﺪﺍﻓﻪ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃ‪‬ﺎ ﺗﻨﻌﺖ‬ ‫ﻫﻮﻳﺘﻪ‪ ،‬ﻏﲑ ﺃﻥ ﲢﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺗﻔﺮﺽ ﲢﺮﻛﺎ ﺳﻴﺎﺳﻴﺎ ﻳﻨﻄﻮﻱ ﲢﺘﻪ ﻋﻤﻞ ﺗﻘﲏ ﻷﻥ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﺗﺴﺘﺪﻋﻲ‬ ‫ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﳚﺐ ﺃﻥ ﻳﻀﻴﻖ ﻓﻴﻬﺎ ﻫﺎﻣﺶ ﺍﻟﺰﻟﻞ ﺇﱃ ﺃﺑﻌﺪ ﺍﳊﺪﻭﺩ ‪.‬ﻭﻣﻦ ﲦﺔ ﻳﻘﻒ ﺍﳌﻘﺎﻝ ﻋﻨﺪ ﺁﺛﺎﺭ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﻣﺎ ﳝﻜﻦ ﺍﺳﺘﺨﻼﺻﻪ ﻣﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻭﺭﲰﻪ ﻟﻶﻓﺎﻕ‪.‬‬ ‫ﻭﻟﻴﺲ ﺍﳍﺪﻑ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﺳﻮﻯ ﺇﺛﺎﺭﺓ ﺍﳌﺸﻜﻠﺔ ﻭﺗﻘﺪﱘ ﺭﺅﻳﺔ ﺣﻴﺎﳍﺎ ﻗﺪ ﺗﻔﺘﺢ ﺍ‪‬ﺎﻝ ﻟﺘﻬﺬﻳﺒﺎﺕ‬ ‫ﻭﺇﺛﺮﺍﺀﺍﺕ ﻭﺍﻟﺸﺮﻭﻉ ﰲ ﺍﻟﺘﺤﺮﻙ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻦ ﺁﺛﺎﺭﻫﺎ ﺑﺎﻟﻘﺪﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺪﺧﻞ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺟﺤﻮﺭﺍ‬ ‫ﺩﺍﺧﻠﻴﺔ ﻣﻈﻠﻤﺔ ﺑﻞ ﻹﻗﺎﻣﺔ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﻣﺘﻮﺍﺯﻧﺔ ﻣﻊ ﻛﻞ ﺍﳌﺘﻐﲑﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ‪.‬‬ ‫ﺇﻥ ﺍﻟﻨﻈﻢ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﻟﻴﺪﺓ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﳊﻀﺎﺭﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﻧﺸﺄﺕ ﻓﻴﻬﺎ‪ ،‬ﻓﺒﻌﻀﻬﺎ ﳕﺎ ﺑﺒﻂﺀ‪ ،‬ﻭﺍﻵﺧﺮ‬ ‫ﺟﺎﺀ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﺘﻐﲑﺍﺕ ﺍﳉﺬﺭﻳﺔ ﻭﺑﻌﺾ ﻣﻨﻬﺎ ﻛﺎﻥ ﺭﻏﺒﺔ ﰲ ﺍﻹﺳﺮﺍﻉ ﺑﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ‪ ،‬ﻭﺁﺧﺮ ﻛﺎﻥ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ‬ ‫ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭﻳﺔ‪ ،‬ﻭﻓﻮﻕ ﺫﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺪﳝﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ﺗﺆﺛﺮ ﺑﺼﻔﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﰲ‬ ‫ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﻨﻈﻢ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﺗﻄﻮﺭﻫﺎ‪ .‬ﻭﻗﺪ ﺣﺎﻭﻝ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ)ﻟﻴﻔﺎﺯﻳﺮ(ﻣﻦ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻹﺣﺼﺎﺋﻴﺔ ﺑﲔ ﺍﳉﻮﺍﻧﺐ‬ ‫ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﳉﻮﺍﻧﺐ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﲝﺚ ﺃﺛﺮ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻳﻦ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﲔ ﺍﻟﻄﺎﺑﻊ ﺍﻟﺪﻳﲏ‬ ‫ﻟﻠﺪﻭﻝ ﻭﺍﻟﻌﻨﺼﺮ ﻭﺍﻟﺴﻼﻟﺔ ﻭﺍﳌﻨﺎﺥ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﺋﻲ‪ ،‬ﻭﺍﻫﺘﻢ ﺍﻷﳌﺎﱐ )ﺷﻨﺎﻳﺪﺭ( ﺑﺎﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﱵ ﺍﺛﺮﺕ ﰲ‬ ‫ﻧﻈﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺗﻄﺒﻴﻘﺎ‪‬ﺎ ﻣﺜﻞ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺍﻷﻣﺔ‪ ،‬ﻭﺍﳌﻮﻗﻊ ﺍﳉﻐﺮﺍﰲ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ ﻭﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻭﺍﳌﺆﺛﺮﺍﺕ ﺍﻹﺟﻨﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﻟﻠﻨﻈﻢ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺗﻮﺻﻞ )ﻫﺎﻧﺰ( ﺇﱃ ﺗﺄﻛﻴﺪ‬ ‫ﺗﺎﺛﲑ ﺛﻼﺛﺔ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﻢ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻫﻲ‪:‬‬ ‫ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ‪ :‬ﺍﳉﻨﺲ‪ ،‬ﺍﻟﻠﻐﺔ‪ ،‬ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﲟﻨﺎﺧﻬﺎ ﻭﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻫﺎ‪.‬‬‫ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ‪ :‬ﺍﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻜﻴﺔ ﻭﺍﻷﳒﻠﻴﻜﺎﻧﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺒﻴﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺔ‪.‬‬‫ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﺔ‪ :‬ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ‪.‬‬‫ﻭﻣﻦ ﺟﻬﺘﻪ ﻓﺈﻥ )ﻣﺎﻟﻴﻨﻮﺱ( ﺑﺎﳒﻠﺘﺮﺍ ﻳﺸﲑ ﺇﱃ ﺃﻥ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻟﻨﻤﻂ ﻭﺍﻟﻄﺎﺑﻊ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﻛﻤﺤﺪﺩ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ‬ ‫ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ‪ ،‬ﻭﻳﻌﲏ ﺑﻪ ﺃﺛﺮ ﺍﻟﻮﺭﺍﺛﺔ ﻭﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﻭﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﰲ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺍﻷﻣﺔ ﻭﻫﻮ ﻣﻮﻗﻒ ﻗﺮﻳﺐ‬ ‫ﻣﻦ ﺭﺃﻱ)ﻫﺎﻧﺰ(‪ .‬ﺃﻣﺎ )ﻭﺍﺑﺮ( ﻓﻘﺪ ﺃﻛﺪ ﻋﻠﻰ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﳕﺎﻃﺎ ﻗﻮﻣﻴﺔ ﰲ‬ ‫ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺗﺆﺛﺮ ﰲ ﲢﺪﻳﺪ ﺍﻟﻨﻈﻢ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻢ )‪.(1‬‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪122‬‬

‫ــــــــــــــــــ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ﻫﺬﺍ ﻳﻌﲏ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﻜﻠﻲ‪ ،‬ﻳﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻌﻪ ﻣﺘﺄﺛﺮﺍ ﺑﻪ ﻭﻣﺆﺛﺮﺍ ﻓﻴﻪ‬ ‫ﻭﻳﺪﻭﺭ ﺣﻮﻝ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﺍﳌﺸﺘﺮﻛﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ‪ ،‬ﻭﻳﻘﻮﻡ ﺑﻮﻇﻴﻔﺔ ﺳﻌﻴﻬﺎ ﻻ ﳛﻴﺪ ﻋﻨﻬﺎ ﺑﻞ ﺻﻮ‪‬ﺎ ﺗﺘﺒﻠﻮﺭ‬ ‫ﺃﻧﺸﻄﺘﻪ ﻭﺗﺴﺨﺮ ﺇﻣﻜﺎﻧﺎﺗﻪ ﻭﻣﻮﺍﺭﺩﻩ‪ ،‬ﻭﻫﻮ ﺇﻥ ﱂ ﻳﻮﻓﻖ ﰲ ﺿﺒﻂ ﻗﺪﺭﺍﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻭﺍﻹﳒﺎﺯ ﲟﺎ ﻳﻀﻤﻦ‬ ‫ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺘﻤﻲ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺗﻄﻮﺭﻩ ﺗﻼﺷﺖ ﻓﻌﺎﻟﻴﺎﺗﻪ‪ ،‬ﻭﺍﻧﺘﻬﻰ ﺑﻪ ﺍﳊﺎﻝ ﺇﱃ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻭﺇﱃ‬ ‫ﺻﻴﺎﻏﺎﺕ ﺃﺧﺮﻯ ﺗﻠﱯ ﺣﺎﺟﺔ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ‪ ،‬ﻫﻜﺬﺍ ﻳﻈﻬﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻈﻢ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻧﻈﻢ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺗﻮﱄ ﻋﻨﺎﻳﺔ ﻓﺎﺋﻘﺔ ﰲ‬ ‫ﻋﺎﱂ ﺍﻟﻴﻮﻡ‪ ،‬ﺍﻟﱵ ﺻﺎﺭﺕ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻟﻴﺲ ﳎﺮﺩ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﺳﺘﻬﻼﻛﻴﺔ ﺑﻞ ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﰲ ﺍﻟﺮﺃﺱ ﺍﳌﺎﻝ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ‪،‬‬ ‫ﻭﺇ‪‬ﺎ ﺇﺣﺪﻯ ﺃﻛﱪ ﺍﻟﺮﻫﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﳚﺐ ﺃﻥ ﺗﻀﺒﻂ ﺣﺮﻛﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﻗﻊ ﺍﻟﺘﻐﲑﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ﻭﺇﻓﺮﺍﺯﺍﺕ‬ ‫ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ‪.‬‬ ‫ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﺆﻛﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‪ ،‬ﻭ‪‬ﺬﻩ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﻜﻮﻥ ﻣﻦ‬ ‫ﺷﺨﺼﲔ ﺃﻭ ﺃﻛﺜﺮ ﻳﺘﻔﺎﻋﻠﻮﻥ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﰲ ﻇﺮﻭﻑ ﻣﻌﻴﻨﺔ‪ ،‬ﻭﻳﻘﻊ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺿﻤﻦ ﺣﺪﻭﺩ‬ ‫ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﻭﺇﻗﻠﻴﻤﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻳﺮﺗﺒﻂ ﺃﻓﺮﺍﺩﻩ ﺑﻌﻼﻗﺎﺕ ﻣﺘﺒﺎﺩﻟﺔ ﻭﻣﺼﺎﱀ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ‪.‬ﻛﺬﻟﻚ ﻓﺎﳉﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺼﻐﲑﺓ‬ ‫)‪(2‬‬ ‫ﻭﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﻭﺍ‪‬ﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻜﺒﲑﺓ ﻛﻠﻬﺎ ﺃﻧﻈﻤﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬ ‫ﻭﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻨﻈﻢ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﻳﻌﲏ ‪‬ﺎ ﻋﻠﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ ﺃﺣﺪ ﺃﳕﺎﻁ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ‬ ‫ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺃﻭ ﺍﻷﻧﺴﺎﻕ ﺍﻟﻜﱪﻯ ﺍﳌﻨﻈﻤﺔ ﻟﻠﺘﻔﺎﻋﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﰲ‬ ‫ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻻ ﳒﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﻠﺤﻘﻪ ﺑﻜﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﺇﳕﺎ ﻧﺼﻄﻠﺢ ﻋﻠﻰ ﺗﺴﻤﻴﺔ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻞ‬ ‫ﺍﳌﻮﺟﻬﺔ ﻟﻐﺮﺽ ﻣﻌﲔ ﻣﻦ ﺍﻷﻏﺮﺍﺽ ﺍﻟﱵ ﺗﻮﺍﺟﻪ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻭﻣﺎ ﻳﺘﻔﺮﻉ ﻋﻨﻬﺎ ﺑﺄﲰﺎﺀ ﳏﺪﺩﺓ‬ ‫ﺗﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺣﺪﻭﺩﻩ‪.‬ﺃﻱ ﺃﻧﻨﺎ ﻧﺼﻒ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ‬ ‫)‪(3‬‬ ‫ﻣﻌﲔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺪ‪ ،‬ﺑﻘﺼﺪ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ‪.‬ﻓﻠﻮ ﻓﺤﺼﻨﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﻢ ﻟﻮﺟﺪﻧﺎ ﺃ‪‬ﺎ ﻣﺘﺪﺍﺧﻠﺔ ﺗﺪﺍﺧﻼ ﺷﺪﻳﺪﺍ‬ ‫ﻭﻷﻥ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺑﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﻨﻈﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺟﺐ ﺃﻥ ﻧﺮﺍﻋﻲ ﺍﳌﻼﺣﻈﺘﲔ ﺍﻷﺗﻴﺘﲔ‪:‬‬ ‫‪ -1‬ﺍﻹﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺘﺤﺪﻳﺪ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﰲ ﺃﻱ ﺇﺻﻼﺡ ﺗﺮﺑﻮﻱ‪.‬‬ ‫)‪(4‬‬ ‫‪ -2‬ﺇﻥ ﺍﻟﻨﻬﻮﺽ ﺑﺎ‪‬ﺘﻤﻊ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﻻ ﻣﺼﺤﻮﺑﺎ ﺑﺎﻟﺘﺠﺪﻳﺪ ﰲ ﻣﻴﺪﺍﻥ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‬ ‫ﻭﻟﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﻔﺴﺮ ﺍﳊﺮﺹ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻮﻟﻴﻪ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﻭﺍﳍﺎﺩﻑ ﺇﱃ ﺿﻤﺎﻥ ﺍﻣﺘﻼﻛﻬﺎ ﻟﻨﺎﺻﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺣﺸﺪ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻭﺍﻟﺘﻔﻮﻕ ﻭﲢﺮﻳﻜﻬﺎ ﺑﺎﲡﺎﻩ ﺍﻟﺘﻤﻜﻦ ﻭﺍﳌﻨﺎﻋﺔ‪ .‬ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻭﺣﺪﺓ‬ ‫ﻣﺘﻜﺎﻣﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﳌﻜﻮﻧﺎﺕ ﻳﺴﺘﻬﺪﻑ ﲢﻘﻴﻖ ﻫﺪﻑ ﺃﻭ ﺃﺩﺍﺀ ﻭﻇﻴﻔﺔ ﻣﺎ ﻭﻳﺘﻜﻮﻥ ﻣﻦ‪:‬‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪123‬‬

‫ــــــــ ﺩ‪ .‬ﻧﺼﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﻭ ﺩ‪ .‬ﺍﻟﻄﺎﻫﺮ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻤﻲ‪ :‬ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﻣﺘﻐﲑﺍﺕ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻭﲢﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‬

‫*ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﳌﺘﺮﺍﺑﻄﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺸﻜﻞ ﻫﻴﻜﻞ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻣﻮﺍﺭﺩ ﺑﺸﺮﻳﺔ ﻭﻏﲑ ﺑﺸﺮﻳﺔ‪ ،‬ﻣﺪﺧﻼﺕ‬ ‫* ﺗﻔﺎﻋﻼﺕ ﲣﻀﻊ ﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﺃﻱ ﺍﻷﻧﺸﻄﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ‪.‬‬ ‫)‪(5‬‬ ‫*ﻫﺪﻑ ﺃﻭ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﻋﺎﻣﺔ ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﻣﻦ ﻧﻮﺍﺗﺞ )ﳐﺮﺟﺎﺕ( ﺇﻧﻪ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﳌﺨﺮﺟﺎﺕ ﺑﻜﺜﲑ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ‪ ،‬ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃ‪‬ﺎ ﺗﻌﱪ ﻋﻦ ﺍﳌﺮﺩﻭﺩ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻠﻰ ﺿﻮﺋﻪ ﺗﺮﺳﻢ ﺧﻄﻂ ﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﻭﺍﻟﺘﺤﺴﲔ‬ ‫ﺍﳍﺎﺩﻑ ﺇﱃ ﲡﻨﺐ ﺍﻟﻨﻘﺎﺋﺺ ﺍﳌﻼﺣﻈﺔ ﻭﺗﺄﻛﻴﺪ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻭﺗﺮﻗﻴﺘﻬﺎ‪.‬‬ ‫ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻳﺄﺧﺬ ﺧﻄﻪ ﺍﻟﺘﺼﻮﺭﻱ ﺍﻻﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻲ ﻣﻦ ﻣﻮﺍﺛﻴﻖ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﺍﻟﱵ‬ ‫ﺃﺷﺎﺭﺕ ﺇﱃ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﺟﻬﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﲢﺪﺩ ﻣﺴﺎﺭ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﺗﻀﺒﻂ ﻏﺎﻳﺎ‪‬ﺎ‪.‬ﻓﻘﺪ ﺟﺎﺀ ﰲ ﺍﳌﻴﺜﺎﻕ‬ ‫ﺍﻟﻮﻃﲏ ‪ ،1976‬ﺃﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻣﻘﻮﻡ ﺭﺋﻴﺴﻲ ﳌﺴﲑﺓ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﻭﺗﺮﻣﻲ ﺇﱃ ﺗﻐﲑ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ‬ ‫ﻭﺇﺻﻼﺣﻪ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﺣﺠﺮ ﺍﻟﺰﺍﻭﻳﺔ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺗﻠﻌﺐ ﺩﻭﺭ ﺣﺎﺯﻣﺎ‪ .‬ﺑﺎﲡﺎﻩ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺴﻌﻰ‪ .‬ﺇﺫ ﲤﺜﻞ‬ ‫ﻭﻭﻇﻴﻔﺘﻬﺎ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﻇﻴﻔﺘﻬﺎ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﺬﻟﻚ ﻳﺘﻌﲔ ﲡﺪﻳﺪ ﻗﻴﻤﻬﺎ ﻭﺗﺼﺤﻴﺢ ﻣﻜﺎﻧﺘﻬﺎ ﻭﺭﻓﻊ ﻣﺴﺘﻮﻯ‬ ‫ﻣﻨﺎﻫﺠﻬﺎ ﻭﺑﺮﺍﳎـﻬﺎ ﻭﻛﺘﺒـﻬﺎ ﺍﳌﺪﺭﺳﻴﺔ ﻭﻟﺘﻤﻜﻴﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﳌﻬﻤﺔ ﺍﳊﻀﺎﺭﻳﺔ ﺍﳌﻨﻮﻃﺔ ‪‬ﺎ‪ ،‬ﻳﺘﺤﺪﺙ‬ ‫ﻣﻴﺜﺎﻕ ‪ 1976‬ﻋﻦ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺗﻮﻓﲑ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﱵ ﺃﳘﻬﺎ‪:‬‬ ‫* ﲢﺪﻳﺚ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭﻣﻜﺎﻓﺤﺔ ﻧﻘﺺ ﺍﻟﻀﻤﲑ ﺍﳌﻬﲏ ﻟﺪﻯ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﻌﻠﻤﲔ ﻭﺭﻓﻊ ﻣﺴﺘﻮﻯ‬ ‫ﺗﻜﻮﻳﻨﻬﻢ ﺍﻟﺜﻘﺎﰲ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻭﺍﻟﺘﺸﺪﺩ ﰲ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭﻫﻢ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺘﻮﻇﻴﻒ ﺣﱴ ﻻ ﻳﻨﺨﻔﺾ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‪.‬‬ ‫* ﲤﺪﻳﺪ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﺸﺒﺎﺏ ﻭﻓﺘﺢ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ ﻟﻠﺬﻳﻦ ﱂ ﻳﺘﻤﻜﻨﻮﺍ ﻣﻦ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ‬ ‫ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ‪.‬‬ ‫* ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻟﻠﻨﻬﻮﺽ ﺑﺎﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﺍﶈﺘﻮﻯ ﺍﻟﺘـﺮﺑﻮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺮﺗﻜﺰ‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ‪.‬ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﻧﻈﺮ ﺍﳌﻴﺜﺎﻕ ﺍﻟﻮﻃﲏ ‪ 76‬ﻫﻲ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺍﳌﺸﺘﺮﻙ ﳌﺨﺘﻠﻒ ﺃﺻﻨﺎﻑ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻓﻬﻲ ﺗﻠﺘﻘﻲ ﻣﻊ‬ ‫ﺍﻻﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻭ ﺍﻻﺩﺏ ﻭﺍﻟﻔﻨﻮﻥ ﻭﺍﳍﻮﻳﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻨﻈﻮﺭ ﳚﺐ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻣﻮﺣﺪﺍ ﻭﺃﻥ ﻳﺘﻢ ﺇﺻﻼﺣﻪ ﻭﻓﻘﺎ ﳌﻌﺎﻳﲑ ﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻘﻀﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺧﺘﻼﻓﺎﺕ ﰲ ﺍﶈﺘﻮﻯ ﻭﺍﻟﺘﻮﺟﻪ‬ ‫ﻭﺍﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﺍﳌﻌﺮﻭﺿﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺘﺨﺮﺟﲔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﻧﻈﺮ ﺍﳌﻴﺜﺎﻕ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﲝﺎﺟﺔ ﺇﱃ ﺻﻴﺎﻏﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺷﺎﻣﻠﺔ‬ ‫ﻭﻃﺮﺍﺋﻖ ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ ﻣﺘﻄﻮﺭﺓ ﻭﺇﱃ ﻭﺣﺪﺓ ﻭﺇﻃﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﺧﺘﻴﺎﺭﺍﺕ ﻭﻣﺒﺎﺩﺉ ﻭﳏﺘﻮﻳﺎﺕ ﻭﻳﺘﻌﲔ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‬ ‫ﺟﺰﺍﺋﺮﻳﺎ ﰲ ﺑﺮﺍﳎﻪ ﻭﺍﲡﺎﻫﺎﺗﻪ ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺎﻟﺮﺟﻮﻉ ﺇﱃ ﺍﳌﻨﺎﺑﻊ ﺍﳊﻴﺔ ﻟﻠﺘﺮﺍﺙ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﺍﻟﺜﺮﻱ‪ ،‬ﻭﲤﺘﲔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﲔ‬ ‫ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﻭﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﳉﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﶈﻴﻂ ﻭﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﳜﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻮﺭﻳﺔ ﻟﻸﻣﺔ‪،‬‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪124‬‬

‫ــــــــــــــــــ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ﻟﺬﺍ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻳﺘﺠﻪ ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﻟﺘﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻟﻠﻘﻴﺎﻡ ﺑﻮﻇﻴﻔﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﺑﻞ ﻟﺘﻤﻜﻨﻪ ﻣﻦ ﺃﺩﺍﺀ ﺩﻭﺭﻩ‬ ‫)‪(6‬‬ ‫ﻛﻤﻮﺍﻃﻦ ﻭﺍﻉ ﲟﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﺮﺍﻫﻦ ﻭﺑﺎﻫﺘﻤﺎﻣﺎﺕ ﺷﻌﺒﻪ‬ ‫ﻟﺬﻟﻚ ﻇﻞ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻳﺮﻣﻲ ﺇﱃ ﺍﶈﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻘﻮﻣﺎﺕ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﺇﱃ‬ ‫ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻨﺎﺕ ﻓﻘﺪ ﺟﺎﺀ ﰲ ﺧﻄﺎﺏ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺃﻧﺬﺍﻙ ﻣﺎ ﻳﺆﻛﺪ ﺫﻟﻚ ﺇﺫ ﻳﻘﻮﻝ‪ " :‬ﻳﺘﻌﲔ‬ ‫ﺍﻟﺴﻌﻲ ﻟﻠﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻘﻮﻣﺎﺕ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺭﻓﻊ ﺍﳌﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻭﺍﻟﺘﻘﲏ ﻟﻠﻤﻮﺍﻃﻨﲔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺗﺰﻭﻳﺪ‬ ‫ﲨﻴﻊ ﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻨﺎ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻨﻴﺔ ﻣﻦ ﺩﻭﺭ ﺍﳊﻀﺎﻧﺔ ﺇﱃ ﺍﳉﺎﻣﻌﺎﺕ ﺑﱪﺍﻣﺞ ﺗﺴﺘﻤﺪ ﺭﻭﺣﻬﺎ ﻣﻦ ﺗﺎﺭﳜﻨﺎ‬ ‫)‪(7‬‬ ‫ﺍﻟﻌﺮﻳﻖ ﻭﻣﻦ ﻗﻴﻤﻨﺎ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﺜﻮﺭﺓ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻴﺔ "‬ ‫ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻓﺎﻧﻪ ﻻ ﳚﻮﺯ ﺇﻏﻔﺎﻝ ﺍﳉﺎﻧﺐ ﺍﻟﺘﺎﺭﳜﻲ ﻭﺍﻟﺮﻭﺣﻲ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪﻱ ﰲ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﻭﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﻓﻘﻂ‬ ‫ﺑﺎﳉﺎﻧﺐ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﺍﻟﺼﺮﻑ‪ ،‬ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﺎﻥ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﲡﻌﻞ ﰲ ﺍﳌﻘﺪﻣﺔ ﺃﻫﺪﺍﻓﻬﺎ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﺇﱃ ﺗﺎﺻﻴﻞ‬ ‫ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻷﻣﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ‪:‬‬ ‫* ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺀ ﺍﻟﻮﺍﻋﻲ ﻟﻠﺘﺎﺭﻳﺦ ﻭﺍﻻﺳﺘﻨﻄﺎﻕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻟﻶﺛﺎﺭ‪.‬‬ ‫* ﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﺧﺘﻼﻓﻬﺎ ﻭ ﺗﺒﻨﻴﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﺃﻳﺔ ﻋﻘﺪﺓ‪.‬‬ ‫* ﺍﺣﻜﺎﻡ ﺗﻔﺎﻋﻞ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻣﻊ ﻛﻞ ﺍﻣﺘﺪﺍﺩﺍﺕ ﺗﺎﺭﳜﻪ ﺍﳊﻀﺎﺭﻱ ﻣﻦ ﻧﻀﺎﻻﺕ ﺍﻷﻣﺎﺯﻳﻎ ﺇﱃ ﻧﺸــﺮ‬ ‫)‪(8‬‬ ‫ﺍﻹﺳﻼﻡ‬ ‫ﻫﺬﺍ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺁﺛﺎﺭ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺭﺛﺖ ﻋﻨﻪ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻧﻈﺎﻣﺎ ﺗﺮﺑﻮﻳﺎ ﻻ ﻳﺴﺘﺠﻴﺐ‬ ‫ﻟﺘﻄﻠﻌﺎﺕ ﺍﳉﻤﺎﻫﲑ‪ ،‬ﻭﺧﺼﻮﺻﺎ ﺇﺯﺍﻟﺔ ﺍﻟﻘﻴﻮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻌﻲ ﺇﱃ ﺟﺰﺃﺭﺓ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‪ ،‬ﻭﻗﺪ ﺃﺳﻨﺪﺕ‬ ‫ﺗﻠﻚ ﺍﳌﻬﺎﻡ ﺇﱃ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﻓﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺟﺰﺍﺭﺓ ﺍﳌﻀﺎﻣﲔ ﰲ ﺍﳌﻮﺍﺩ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬ ‫ﺣﻈﻴﺖ –ﻭﻻﺯﺍﻟﺖ ‪-‬ﲜﻬﺪ ﻣﻌﺘﱪ‪.‬‬ ‫ﻭ"ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﳏﻜﻮﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﺫﺍ ﺍﺭﻳﺪ ﳍﺎ ﺃﻥ ﻻ ﺗﻨﻤﻮ ﻋﻠﻰ ﻫﺎﻣﺶ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻭﻭﺍﻗﻊ‬ ‫ﺍﳉﻤﺎﻫﲑ ﺃﻥ ﺗﺘﺮﺟﻢ ﰲ ﺑﻨﻴﺎ‪‬ﺎ ﻭﰲ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﲟﺎ ﺗﺸﻤﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺗﻔﺴﲑ ﻟﻠﻜﻮﻥ ﻭﺗﺼﻮﺭ ﻟﻼﻧﺴﺎﻥ‪،‬‬ ‫)‪(9‬‬ ‫ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﻳﺘﺎﻟﻒ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﳌﺬﻫﱯ ﺍﳌﺘﻨﺎﺳﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﺟﻪ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ "‬ ‫ﻭﺗﺎﰐ ﺍﻻﻣﺮﻳﺔ ﺭﻗﻢ‪ 35-76:‬ﺍﳌﺆﺭﺧﺔ ﰲ ﺍﻓﺮﻳﻞ ‪ 1976‬ﺍﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺣﺎﻣﻠﺔ‬ ‫ﻟﻠﻌﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﳌﺬﻫﱯ ﻟﻠﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻗﺪ ﺗﻀﻤﻨﺖ ﺍﻻﻣﺮﻳﺔ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭﺓ‪ ،‬ﺍﺛﻨﺎ ﻋﺸﺮ ﺑﺎﺑﺎ‪ ،‬ﻭﻛﺎﻥ‬ ‫ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻨﻬﺎ ﺭﲰﺎ ﻟﻠﺘﻮﺟﻪ ﺍﳌﺮﻏﻮﺏ ﺑﻠﻮﻏﺔ ﻭﲤﺜﻞ ﰲ ﺍﻵﰐ‪:‬‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪125‬‬

‫ــــــــ ﺩ‪ .‬ﻧﺼﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﻭ ﺩ‪ .‬ﺍﻟﻄﺎﻫﺮ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻤﻲ‪ :‬ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﻣﺘﻐﲑﺍﺕ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻭﲢﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‬

‫ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻭﺍﳌﻮﺍﻃﻨﲔ ﻭﺇﻋﺪﺍﺩﻫﻢ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻭ ﺍﳊﻴﺎﺓ‬‫ ﺇﻛﺘﺴﺎﺏ ﺍﳌﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ‪.‬‬‫ ﺍﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﻠﺘﻄﻠﻌﺎﺕ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻟﻠﻌﺪﺍﻟﺔ ﻭﺍﻟﺘﻘﺪﻡ‪.‬‬‫ ﺗﻨﺸﺌﺔ ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺣﺐ ﺍﻟﻮﻃﻦ‪.‬‬‫ﻭﻳﺸﲑ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻨﻬﺎ ﺇﱃ ﺍﳌﺒﺎﺩﻯﺀ ﺍﻟﱵ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ‪ ،‬ﻓﻴﺬﻛﺮ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻭﺍﳌﺴﺎﻭﺍﺓ‬ ‫ﺑﲔ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﲔ‪ ،‬ﻭ‪‬ﻴﺌﺔ ﺟﻮ ﺍﻟﺘﻔﺎﻫﻢ ﻭ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺑﲔ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﻭﺻﻴﺎﻧﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻭﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ‬ ‫ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺳﻴﺎﺩﺓ ﺍﻷﻣﻢ ﻭﻛﺬﺍ ﲪﺎﻳﺔ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﳊﺮﻳﺎﺕ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﻤﻮﺍﻃﻦ ﻭﻟﻜﻮﻥ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻣﺼﻠﺤﺔ‬ ‫ﻋﻠﻴﺎ ﻣﻦ ﻣﺼﺎﱀ ﺍﻷﻣﺔ‪ ،‬ﻓﺼﻠﺖ ﺍﻷﻣﺮﻳﺔ ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﰲ ﺍﳌﺎﺩﺓ ﺍﻷﻭﱃ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﰲ ﻣﻴﺪﺍﻥ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ‬ ‫ﻻ ﻳﺘﻜﻮﻥ ﺳﻮﻯ ﻣﻦ ﺇﺣﻜﺎﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﺄﺳﺲ ﻋﻨﻪ‪ ،‬ﻭﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺇﻋﻼﻥ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﲡﺎﻭﺯ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺍﻟﱵ ﺍﺗﺴﻤﺖ ﲟﺤﺎﻭﻻﺕ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻗﻠﻘﺔ‪.‬‬ ‫ﻓﻤﻘﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺧﻄﻮﻃﻬﺎ ﺍﻟﻌﺮﻳﻀﺔ ﺇﺫﻥ ﺗﻨﺒﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﺗﻘﻮﻡ ﻫﺬﻩ‬ ‫ﺍﻷﺧﲑﺓ ﺑﺘﺴﺨﲑ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ‪ ،‬ﻭﳌﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻋﻘﻴﺪﺓ ﻭﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﺴﺎﻧﺎ ﻭﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻴﺔ ﻣﻨﻬﺠﺎ ﻛﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻫﻮ ﲡﺴﻴﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺒﺎﺩﺉ ﰲ ﺑﺮﺍﻣﺞ‬ ‫ﻭﻣﻨﺎﻫﺞ ﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺆﻣﻦ ‪‬ﺬﻩ ﺍﳌﺒﺎﺩﺉ ﻭﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﲢﻘﻴﻘﻬﺎ‪.‬‬ ‫ﻓﺎﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﻣﻘﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ‪ ،‬ﻭﻗﺪ ﺳﻌﺖ ﺍﳉﻬﺎﺕ ﺍﻟﻮﺻﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﺸﺮ‬ ‫ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﰲ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ‪ ،‬ﺍﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻫﻮ ﺩﻳﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ‪ ،‬ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺪﻳﻦ‬ ‫ﺍﻟﺬﻱ ﳝﺞ ﺍﳉﻬﻞ ﻭﳛﺚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﻳﻀﻊ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﰲ ﻣﻮﺿﻊ ﺍﻟﻮﺭﺛﺔ ﻟﻸﻧﺒﻴﺎﺀ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﲡﺪ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻜﺎﻧﺘﻬﺎ‬ ‫ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ‪ ،‬ﻭﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﺐ ﺧﻄﺎ ﻣﺴﲑﺓ ﻣﻌﺘﱪﺓ ﻣﺘﺠﺎﻭﺯﺍ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﻞ ﺍﻟﱵ ﳛﺎﻭﻝ‬ ‫ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻭﺿﻌﻬﺎ ﰲ ﻃﺮﻳﻘﻪ‪ ،‬ﻭﰲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﻨﻬﺞ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻲ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻛﺮﺳﺖ ﺟﻬﺪﺍ ﰲ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺍﻟﻔﺮﺩ‬ ‫)‪(10‬‬ ‫ﺍﳌﺆﻣﻦ ﺑﺎﳌﺒﺎﺩﺉ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻴﺔ ﻭﺍ‪‬ﺎﻟﺲ ﺍﳌﻨﺘﺨﺒﺔ ﻭﺗﺴﺎﻭﻱ ﺍﻟﻔﺮﺹ‪.‬‬ ‫ﺇﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺳﺲ ﺗﻌﱪ ﻋﻦ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺯﻣﻨﻴﺔ ﻣﺮﺕ ‪‬ﺎ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﺳﺎﺩﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ‪ ،‬ﻭﻛﺎﻧﺖ‬ ‫ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﳊﺰﺏ ﻭﺍﺣﺪ ﻫﻮ ﺣﺰﺏ ﺟﺒﻬﺔ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ‪ ،‬ﻭﺍﻋﺘﻤﺪﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻴﺔ ﻣﻨﻬﺠﺎ ﻟﻠﺘﻐﻴﲑ‬ ‫ﻭﻋﺮﻓﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﳌﻮﺟﻪ‪ ،‬ﻭﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﻟﺘﻌﺒﺌﺔ ﺍﳉﻤﺎﻫﲑﻳﺔ ﳉﻤﻊ ﺍﻟﻄﺎﻗﺎﺕ ﺣﱴ ﺗﻠﺘﻒ ﺣﻮﻝ‬ ‫ﺃﻫﺪﺍﻑ ﻛﻞ ﳐﻄﻂ‪ ،‬ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﺃﺩﺍﺓ ﻹﻋﺪﺍﺩ ﺍﳌﻮﺍﻃﻦ ﺍﳌﺆﻣﻦ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻻﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻭﺍﳊﺎﻣﻞ ﳌﺒﺎﺩﺋﻬﺎ‪،‬‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪126‬‬

‫ــــــــــــــــــ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ﻭﻗﺪ ﺣﻘﻘﺖ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻛﺜﲑﺍ ﻣﻦ ﺍﻹﳒﺎﺯﺍﺕ ﻭﺍﳌﻜﺎﺳﺐ ﰲ ﻇﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻭﲢﺖ ﻗﻴﺎﺩ‪‬ﺎ‪ ،‬ﻓﺘﻮﺳﻌﺖ‬ ‫ﻫﻴﺎﻛﻞ ﺍﻻﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﻭﺍﻧﺘﺸﺮﺕ ﺍﳌﺪﺍﺭﺱ ﰲ ﻛﻞ ﺟﻬﺎﺕ ﺍﻟﻮﻃﻦ‪ ،‬ﻭﺑﻠﻎ ﳒﺎﺡ ﺩﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﳎﺎﻧﻴﺘﻪ‬ ‫ﻣﺪﺍﳘﺎ‪ ،‬ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺒﺪﺃ ﺇﻟﺰﺍﻣﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻗﻌﺎ ﻻ ﺷﻌﺎﺭﺍ‪ ،‬ﻭﻋﺮﻑ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺿﺒﻄﺎ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺎ ﻭﺗﻨﻈﻴﻤﻴﺎ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ‬ ‫ﺑﻌﺪ ﺻﺪﻭﺭ ﺃﻣﺮﻳﺔ ‪ 16‬ﺃﻓﺮﻳﻞ ‪ ،1976‬ﻭﺻﺎﺭ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻔﻼﺣﲔ ﻭﺍﻟﻌﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﺒﺴﻄﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻣﻦ ﺭﻭﺍﺩ‬ ‫ﺍﳉﺎﻣﻌﺔ ﻭﺍﻋﺘﻠﻰ ﻣﻦ ﻭﺻﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﺭﺗﺒﺎ ﺃﻋﻠﻰ ﰲ ﺳﻠﻢ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺎﺕ‪.‬‬ ‫ﺗﻠﻚ ﺣﻘﺎﺋﻖ ﺛﺎﺑﺘﺔ‪ ،‬ﺇﻻ ﺃﻥ ﺗﻮﺳﻊ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺍﳌﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﻜﻤﻲ ﰲ ﺃﻋﺪﺍﺩ ﺍﳌﺘﻤﺪﺭﺳﲔ ﱂ ﻳﻜﻦ‬ ‫ﻟﻴﻘﺪﺭ ﺑﻌﺪ ﺣﲔ ﻋﻠﻰ ﲢﻘﻴﻖ ﺍﻟﻄﻤﻮﺡ ﻛﻠﻪ‪ ،‬ﻭﻇﻬﺮﺕ ﺍﳊﺎﺟﺔ ﺇﱃ ﻧﻮﻋﻴﺔ ﺍﳌﺮﺩﻭﺩ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻧﻔﺴﻪ‪ ،‬ﻭﻫﺬﺍ ﻻ‬ ‫ﻳﻌﲏ ﺃﻥ ﳐﺮﺟﺎﺕ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ)ﺣﱴ ‪ (1980‬ﱂ ﺗﻜﻦ ﰲ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﺍﳌﺮﻏﻮﺏ‬ ‫ﻛﻠﻬﺎ ﺑﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﳔﺐ ﻣﻦ ﺍﳌﺘﺨﺮﺟﲔ ﻭﳕﺎﺫﺝ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﲑﻳﻦ ﺫﺍﺕ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﻋﺎﳌﻲ‪.‬‬ ‫ﻭﻟﻴﺲ ﺣﻘﺎ ﺇﻧﻌﺎﺕ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﳍﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺑﺎﻟﻌﻘﻢ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻌﺴﻒ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻠﻄﻮﻳﺔ‪ ،‬ﻭﻻ ﻫﻮ ﲟﻮﺿﻮﻋﻲ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﺩﻋﺎﻩ ﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺻﻨﻌﺖ ﻟﻠﺘﺮﺑﻴﺔ ﻗﺎﻟﺒﺎ ﻭﺻﺒﺘﻬﺎ ﻓﻴﻪ ﺭﻏﺒﺔ ﰲ ﲣﻠﻴﻖ ﺟﻴﻞ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ‬ ‫ﺍﻟﻘﺎﻟﺐ ﱂ ﺗﻜﻦ ﻣﻮﻓﻘﺔ ﻻ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺘﺼﻮﺭ ﺍﻟﻨﻈﺮﻱ‪ ،‬ﻭﻻ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻣﺘﻼﻙ ﺍﻟﺮﻫﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﳚﻌﻠﻪ‬ ‫ﻭﺍﻗﻌﺎ ﰲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﱂ ﳚﺪ ﺍﻹﻗﻨﺎﻉ ﺍﳉﻤﺎﻫﲑﻱ ﺍﻟﻜﺎﰲ‪ ،‬ﻭﺳﻌﻰ ﻟﺘﺸﻮﻳﻬﻪ ﻋﻦ ﻗﺼﺪ‬ ‫ﺃﻡ ﻋﻦ ﻏﲑ ﻗﺼﺪ ﺭﻫﻂ ﻛﺜﲑ‪ ،‬ﻭﻟﻌﺐ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﳌﺼﺎﱀ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻌﺎﺋﻖ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﺃﻭﺗﻮﺍ ﻣﻦ ﻗﻮﺓ ﺣﱴ ﻻ ﺗﺆﻣﻢ‬ ‫ﺃﺭﺍﺿﻴﻬﻢ ﺃﻭ ﺃﻣﻼﻛﻬﻢ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺳﺎﻫﻢ ﺍﻟﺴﺎﻫﺮﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺑﻘﺴﻂ ﰲ ﺗﺪﻋﻴﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺴﻌﻰ‪ ،‬ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻇﻠﺖ‬ ‫ﺍﻷﺧﻼﻕ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻴﺔ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻣﺒﻬﻤﺔ ﺑﻞ ﻭﳐﻴﻔﺔ ﻟﻠﺒﻌﺾ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﳌﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻓﻐﻠﺒﺘﻬﺎ " ﺍﻟﺸﻌﺎﺭﻳﺔ"‬ ‫ﻭﺃﺩﺧﻠﺘﻬﺎ ﺍﳌﻌﺎﺭﺿﺔ ﺃﺭﺷﻴﻒ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ‪.‬‬ ‫ﻭﻳﺄﰐ ﺩﺳﺘﻮﺭ‪ 1996‬ﻟﻴﻌﻠﻦ ﰲ ﺍﳌﺎﺩﺓ‪ 53‬ﻋﻦ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﻋﺎﻣﺔ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻫﻲ‪:‬‬ ‫ ﺍﻟﻄﺎﺑﻊ ﺍﻹﻟﺰﺍﻣﻲ ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﳌﺪﺓ ﺗﺴﻊ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻭﻟﻠﺠﻨﺴﲔ‪.‬‬‫ ﺿﻤﺎﻥ ﺣﻖ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﳎﺎﻧﻴﺘﻪ‪.‬‬‫ ﺍﻟﺘﺴﺎﻭﻱ ﰲ ﺍﻻﻟﺘﺤﺎﻕ ﺑﺎﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‪.‬‬‫ ﺗﻜﻔﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺑﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ‪.‬‬‫ﻭﻫﻲ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﺗﻘﻊ ﰲ ﺧﻂ ﻻ ﻳﺒﺘﻌﺪ ﻋﻦ ﺳﺎﺑﻘﻪ ﺑﻞ ﻳﻜﺮﺳﻪ ﻭ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﺍﻣﺘﺪﺍﺩ ﻏﲑ ﺃﻥ ﺩﺳﺘﻮﺭ‬ ‫‪ 1996‬ﻛﺎﻥ ﺍﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﻠﺘﺤﻮﻻﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺣﺼﻠﺖ ﰲ ﺍﻟﺒﻼﺩ‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪127‬‬

‫ــــــــ ﺩ‪ .‬ﻧﺼﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﻭ ﺩ‪ .‬ﺍﻟﻄﺎﻫﺮ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻤﻲ‪ :‬ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﻣﺘﻐﲑﺍﺕ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻭﲢﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‬

‫ﻭﺍﻟﱵ ﺃﳘﻬﺎ ﻓﺘﺢ ﺍ‪‬ﺎﻝ ﻟﻠﺘﻌﺪﺩﻳﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺘﺤﻮﻝ ﳓﻮ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﺴﻮﻕ‪ ،‬ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻣﻄﺎﻟﺐ‬ ‫ﺑﺘﺰﻭﻳﺪ ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ ﺍﻟﺼﺎﻋﺪﺓ ﺑﺎﻷﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﳌﻬﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﳌﻌﺎﺭﻑ ﻟﻀﻤﺎﻥ ﺍﻻﻧﺴﺠﺎﻡ ﻣﻊ ﻣﺴﲑﺓ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ‬ ‫ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ‪ ،‬ﻭﺑﺎﺳﺘﻴﻌﺎﺏ ﺍﻟﺘﺤﻮﻻﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻌﺮﻑ ﺗﻄﻮﺭﺍ ﻛﺒﲑﺍ‬ ‫ﻭﺳﺮﻳﻌﺎ‪.‬‬ ‫ﻭﺗﺬﻫﺐ ﺍﳉﻬﺎﺕ ﺍﻟﺮﲰﻴﺔ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﺔ ﻭﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺘﺤﻮﻻﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‪ ،‬ﺇﱃ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﶈﺘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺸﺮﻭﻉ‬ ‫ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻠﻲ ﺍﻟﺘﻜﻔﻞ ﺑﺎﻟﺒﻌﺪ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻲ ﻭﺗﻮﻋﻴﺔ ﺍﻟﻨﺶﺀ ﺑﺄﺑﻌﺎﺩ ﻭﺣﺪﻭﺩ ﻭﺃﻃﺮ ﳑﺎﺭﺳﺔ ﺍﳊﺮﻳﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ‪ ،‬ﻭﻣﻦ ﲦﺔ ﺗﻄﺮﺡ ﻣﺸﺮﻭﻋﺎ ﲤﻬﻴﺪﻳﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻬﻲ ﻟﻠﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻳﺮﻣﻲ ﺇﱃ‪:‬‬ ‫‪ -1‬ﲢﻘﻴﻖ ﺍﳌﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﱵ ﺃﻗﺮﻫﺎ ﺩﺳﺘﻮﺭ‪.1996‬‬ ‫‪ -2‬ﺩﻋﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻜﺘﺴﺒﺎﺕ ﺑﺮﻛﺎﺋﺰ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺿﻮﺀ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﰲ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺬﻱ‬ ‫ﺃﻟﻘﺎﻩ ﻳﻮﻡ ‪ 26‬ﻧﻮﻓﻤﱪ‪ 1996‬ﲟﻨﺎﺳﺒﺔ ﺗﻨﺼﻴﺐ ﺍ‪‬ﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﱵ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﺼﻮﺹ ﰲ‪:‬‬ ‫ ﺍﻟﺮﻓﻊ ﻣﻦ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺘﺄﻃﲑ‪.‬‬‫ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻐﺔ ﺗﺪﺭﻳﺲ ﰲ ﳐﺘﻠﻒ ﺍﳌﺴﺘﻮﻳﺎﺕ‪.‬‬‫ ﺿﻤﺎﻥ ﺗﺪﺭﻳﺲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻷﻣﺎﺯﻳﻐﻴﺔ‪.‬‬‫ ﺍﻟﺘﻜﻔﻞ ﺑﺘﺪﺭﻳﺲ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻷﺟﻨﺒﻴﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﺃﺩﺍﺓ ﺍﺗﺼﺎﻝ ﻭﺍﻛﺘﺴﺎﺏ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻭﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ‪.‬‬‫ ﻓﺘﺢ ﺍ‪‬ﺎﻝ ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﳋﺎﺹ ﰲ ﺇﻃﺎﺭ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﻭﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ‪.‬‬‫ ﲢﺮﻳﺮ ﺍﳌﺒﺎﺩﺭﺍﺕ ﲞﺼﻮﺹ ﺍﻟﺘﺄﻟﻴﻒ ﻭﺇﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﳌﺪﺭﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻨﺪﺍﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ‪.‬‬‫ﻫﺬﺍ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺍﳌﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺜﺎﺑﺘﺔ ﺍﳌﺘﻤﺜﻠﺔ ﰲ‪:‬‬ ‫ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻟﺜﻘﺎﰲ ﻭﺍﳊﻀﺎﺭﻱ ﻟﻸﻣﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ‪.‬‬‫ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﻭﻃﲏ‪.‬‬‫ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻲ‪.‬‬‫ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻲ‪.‬‬‫ﺍﻟﻌﺼﺮﻧﺔ‪.‬‬‫ﻭﻫﺬﺍ ﺍﳌﺸﺮﻭﻉ ﰲ ﻧﻈﺮ ﻭﺍﺿﻌﻴﻪ ﺳﻴﺴﻤﺢ ﺑـ‪:‬‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪128‬‬

‫ــــــــــــــــــ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ﺇﻧﺸﺎﺀ ﻓﻀﺎﺀﺍﺕ ﻭﻫﻴﺌﺎﺕ ﻭﺍﻃﺮ ﻟﻠﺘﺸﺎﻭﺭ ﰲ ﻣﻴﺎﺩﻳﻦ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ )ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﻤﻨﺎﻫﺞ ﻭﺍﻟﻨﺪﻭﺓ‬‫ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﺪﻭﺍﺕ ﺍﳉﻬﻮﻳﺔ(‬ ‫ ﻓﺘﺢ ﺍ‪‬ﺎﻝ ﳌﺨﺘﻠﻒ ﺍﳌﺘﻌﺎﻣﻠﲔ ﻭﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺀ ﻣﻦ ﻋﺎﺋﻼﺕ ﻭﲨﺎﻋﺎﺕ ﳏﻠﻴﺔ ﻭﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﻋﺎﻣﺔ ﻭﺧﺎﺻﺔ‬‫ﻭﲨﻌﻴﺎﺕ ﳐﺘﺼﺔ ﻟﺘﻤﻜﻴﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺗﻘﺪﱘ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﺍﻟﻼﺯﻡ ﻭﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﻟﻠﻤﺪﺭﺳﺔ‪.‬‬ ‫)‪(11‬‬ ‫ ﺍﺳﺘﻐﻼﻝ ﺍﻣﺜﻞ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺃﻧﺸﻄﺔ ﺗﺪﻋﻴﻤﻴﺔ ﻭﺫﻟﻚ ﺧﺪﻣﺔ ﻟﻠﻤﻨﻔﻌﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ‪.‬‬‫ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻓﺈﻥ ﺍﳌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻣﻦ ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺍﳌﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﺘﻤﻬﻴﺪﻱ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻬﻲ ﻟﻠﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺗﻘﺮﺭ ﺃﻧﻪ‬ ‫ﻳﺘﻌﲔ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺃﻥ ﺗﻮﻓﺮ ﺃﻓﻀﻞ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﻣﺘﻮﺍﺯﻧﺔ ﺗﺴﻤﺢ ﺑـ‪:‬‬ ‫ ﺇﺩﺭﺍﺝ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻭﺍﳌﺒﺎﺩﺉ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻟﻺﺳﻼﻡ ﰲ ﺍﻟﺴﻠﻮﻛﺎﺕ ﻭﺍﻟﻮﺿﻌﻴﺎﺕ ﺍﳊﻴﺎﺗﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ‪.‬‬‫ﺍﻟﺘﺤﻜﻢ ﰲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﰲ ﻭﺿﻌﻴﺎﺕ ﻟﻠﺘﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﻭﺍﻹﻧﺘﺎﺝ‪.‬‬‫ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻷﻣﺎﺯﻳﻐﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺳﻴﻊ ﺗﻌﻠﻴﻤﻬﺎ‪.‬‬‫ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﻭﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﰲ ﺗﻔﺎﻋﻼ‪‬ﺎ ﻣﻊ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻠﻰ‬‫ﺍﳊﺮﻳﺔ ﻭﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‪.‬‬ ‫ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻭﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻟﺜﻘﺎﰲ ﺍﻟﻮﻃﲏ‪.‬‬‫ﺍﻛﺘﺴﺎﺏ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﻋﻠﻤﻲ ﻭﺗﻘﲏ ﻭﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻲ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺭﻭﺡ ﺍﻹﺑﺪﺍﻉ ﻭﺍﻟﺘﻜﻴﻒ ﻣﻊ‬‫ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﳌﺴﺘﻤﺮ ﻟﻠﻤﻌﺮﻓﺔ‪.‬‬ ‫ﺍﻟﺘﺤﻜﻢ ﰲ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻷﺟﻨﺒﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻳﺴﻤﺢ ﲟﺒﺎﺩﻻﺕ ﻭﺍﺳﺘﻐﻼﻝ ﺍﻟﺘﻮﺛﻴﻖ ﺍﻟﺘﻘﲏ ﻭﻛﺬﺍ ﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ‬‫ﻣﻦ ﻣﻨﺘﻮﺝ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻹﻧﺴﺎﱐ‪.‬‬ ‫ﲢﻘﻴﻖ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﻣﺘﻮﺍﺯﻧﺔ ﰲ ﳐﺘﻠﻒ ﳎﺎﻻﺕ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﻭﺍﻟﻔﻨﻮﻥ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻳﺴﻤﺢ ﺑﺈﻳﻘﺎﻅ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﺎﺕ‬‫ﺧﺎﺻﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﲝﺎﺟﻴﺎﺕ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻭﺍ‪‬ﺘﻤﻊ‪.‬‬ ‫ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻷﻭﺍﻧﻪ ﺍﳊﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﺘﻨﻈﲑﻳﺔ ﳍﺬﺍ ﺍﻟﻨﺺ ﻣﻦ ﻋﺪﻣﻬﺎ ﰲ ﻛﻞ ﺑﻨﻮﺩﻩ ﺃﻭ ﰲ‬ ‫ﺑﻌﻀﻬﺎ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﻣﻼﺣﻈﺎﺕ ﻫﺎﻣﺔ ﺗﻜﺸﻔﻬﺎ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﻟﻪ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﻏﺎﺑﺖ ﻣﺼﻄﻠﺤﺎﺕ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺎﺿﺮﺓ ﰲ ﻧﺺ ﺃﻣﺮﻳﺔ‬ ‫‪ 16‬ﺃﻓﺮﻳﺎ ‪ ،1976‬ﻛﺎﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻴﺔ ﻭﻣﺎ ﻳﺮﺗﺒﻂ ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﺛﻮﺭﻳﺔ ﻭﺑﺪﻝ ﺫﻟﻚ ﺣﻀﺮﺕ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ "ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ‬ ‫ﺍﳋﺎﺻﺔ" ﻭﲢﺮﻳﺮ ﺍﳌﺒﺎﺩﺭﺍﺕ ﰲ ﳎﺎﻝ ﺍﻟﺘﺄﻟﻴﻒ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺘﻜﻔﻞ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻻﻣﺎﺯﻳﻐﻴﺔ ﻭﺗﻮﺳﻴﻊ ﺗﻌﻠﻴﻤﻬﺎ‪ ،‬ﻭﻛﻞ ﺗﻠﻚ‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪129‬‬

‫ــــــــ ﺩ‪ .‬ﻧﺼﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﻭ ﺩ‪ .‬ﺍﻟﻄﺎﻫﺮ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻤﻲ‪ :‬ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﻣﺘﻐﲑﺍﺕ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻭﲢﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‬

‫ﺍﳌﻔﺎﻫﻴﻢ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﻟﻠﺘﺄﺷﲑ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻣﻐﺎﻳﺮﺓ ﻟﺴﺎﺑﻘﺘﻬﺎ ﲤﺮ ‪‬ﺎ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ‪ ،‬ﻭﻫﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﳐﺎﺽ ﺣﺎﲰﺔ‬ ‫ﰲ ﻣﺴﲑﺓ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ‪ ،‬ﻟﻜﻨﻬﺎ ﱂ ﲣﻠﻮ ﻣﻦ ﺭﻭﺍﺳﺐ ﺍﳌﺎﺿﻲ ﻭﺗﺒﻌﺎﺗﻪ ﰲ ﺍﳊﺎﺿﺮ ﻭﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻞ‪.‬‬ ‫ﻓﺈﱃ ﺃﻱ ﺣﺪ ﻛﺎﻥ ﺇﻣﺘﺪﺍﺩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭﻳﺔ ﰲ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ؟ ﻭﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻷﺟﻨﺤﺔ ﺍﻟﱵ‬ ‫ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺃﻥ ﲡﻌﻞ ﻣﻨﻪ ﻣﻴﺪﺍﻥ ﻣﻨﺎﻓﺴﺔ ﻭﺻﺮﺍﻉ ؟ ﻭﳌﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﺯﻣﺎﻡ ﺍﻷﻣﺮ؟ ﻭﺇﺫﺍ ﺃﺿﻔﻨﺎ ﺇﱃ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﻠﻘﺔ ﻣﺎ‬ ‫ﺗﻼﻫﺎ ﺑﻌﺪ ‪ 19‬ﺟﻮﺍﻥ ‪ ،65‬ﻭﻣﺎ ﳒﻢ ﻋﻨﻪ ﻣﻦ ﺗﻐﲑﺍﺕ ﺗﺒﻠﻮﺭﺕ ﺑﺸﻜﻞ ﻭﺍﺛﻖ ﻭﺟﺮﺉ ﺑﺼﺪﻭﺭ ﺃﻣﺮﻳﺔ ‪-76‬‬ ‫‪ 35‬ﰲ ‪ 16‬ﺃﻓﺮﻳﻞ ‪ 1976‬ﺍﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﻭﻣﺎ ﺍﺭﺗﺒﻂ ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﻧﺼﻮﺹ ﺗﻄﺒﻴﻘﻴﺔ ﻭﺗﻨﻈﻴﻤﻴﺔ‪،‬‬ ‫ﺗﺒﻴﻨﺖ ﻃﻠﻌﺔ ﺍﻟﺘﺄﺳﻴﺲ ﺍﻟﱵ ‪‬ﻀﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﻏﲑ ﺃﻥ ﺣﻮﺍﺩﺙ ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ‪ 1988‬ﻭﺑﺼﺮﻑ ﺍﻟﻨﻈﺮ‬ ‫ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﳊﻘﻴﻘﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺃﺩﺕ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﺜﻠﺖ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﺮﺍﺟﻌﺔ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ‪ ،‬ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺍﻗﺘﺼﺮﺕ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺟﻮﺍﻧﺐ ﺗﻘﻨﻴﺔ ﻭﻫﻴﻜﻠﻴﺔ ﻭﱂ ﺗﺮﻕ ﺣﺪﺍ ﺇﺧﺘﺮﺍﻕ ﺍﻷﺳﺲ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ ﻭﺍﳌﺬﻫﺒﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻟﻌﻞ ﺩﻋﻮﺍﺕ ﺍﻹﺻﻼﺡ‬ ‫ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻭﳏﺎﻭﻻﺕ ﲡﺴﻴﺪﻩ ﻇﻠﺖ ﺗﻘﺪﻡ ﺻﻮﺭﺓ ﻗﻠﻘﺔ ﻋﻦ ﺗﺼﻮﺭ ﻣﺎ ﳚﺐ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺑﻞ ﻭﻻ‬ ‫ﺗﻘﺪﻡ ﺗﺸﺨﻴﺼﺎ ﻭﺍﺣﺪﺍ‪ ،‬ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺸﲑ ﺇﱃ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﺑﲔ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﺔ ﺣﱴ ﺑﻌﺪ ﺗﻌﺪﻳﻞ‬ ‫ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ‪ 1989‬ﻭ‪ ،1996‬ﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻨﺎﻋﺔ ﺑﻀﺮﻭﺭﺓ ﺍﻻﻧﺴﺠﺎﻡ ﻭﺍﻟﺘﻜﻴﻒ ﺇﱃ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﻫﻮ ﺭﺍﻳﺔ‬ ‫ﻛﻞ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻼﺕ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺗﺮﺗﻴﺐ ﺍﻷﻭﻟﻮﻳﺎﺕ ﻭﺿﺒﻂ ﺧﻄﺔ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﺑﻘﻴﺖ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﺍﳊﺴﺎﺳﻴﺔ‪ ،‬ﻭﱂ ﺗﺴﺎﻋﺪ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻢ ﺣﺪ ﺃﺩﱏ ﻣﺸﺘﺮﻙ ﻣﻦ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﻟﻠﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﻣﺮﺍﻭﺣﺔ ﺍﳌﻨﺎﻗﺸﺎﺕ ﺇﱃ ﺣﻴﺰ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﻭﺍﻹﳒﺎﺯﺍﺕ‪،‬‬ ‫ﻭ ﻫﺬﺍ ﻳﻌﲏ ﺃﻥ ﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻬﺞ ﰲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻃﻲ ﻣﻊ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﰲ ﺻﺎﳊﻬﺎ‬ ‫ﻭﻻ ﰲ ﺻﺎﱀ ﺍﻟﺒﻼﺩ‪ ،‬ﻭﻗﺪ ﻻ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﰲ ﺍﻟﺘﻤﺸﻲ ﻣﻊ ﻣﺘﻐﲑﺍﺕ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﻭﺭﻫﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‪ ،‬ﻭﻃﺒﻴﻌﻲ ﺃﻥ‬ ‫ﺍﻷﺯﻣﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻼﺯﻡ ﺍﻟﺘﺤﻮﻝ ﻣﻦ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﳌﻮﺟﻪ ﺇﱃ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩ ﻳﻌﻴﺶ ﳐﺎﺿﺎ ﻭ ﻭﻻﺩﺓ‬ ‫ﺻﻌﺒﺔ‪ ،‬ﻳﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭ ﻳﻨﻌﻜﺲ ﻋﻠﻰ ﲤﻮﻳﻠﻬﺎ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﳌﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﺬﻱ ﲤﻠﻴﻪ ﺍﳌﺘﻐﲑﺍﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ‪،‬‬ ‫ﻭﻓﻮﻕ ﺫﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﺤﻮﻝ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﻌﺪﺩﻳﺔ ﺍﳊﺰﺑﻴﺔ ﻭﺍﻧﺘﻬﺎﺝ ﺩﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﺪﺩ ﺻﺎﺭ ﻫﺪﻓﺎ‪ ،‬ﻓﻤﺜﻞ ﻫﺬﻩ‬ ‫ﺍﻟﺘﺤﻮﻻﺕ ﺍﻟﻜﱪﻯ ﲢﺘﺎﺝ ﺇﱃ ﻏﺮﺱ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻭﺗﻘﺎﻟﻴﺪ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺗﺘﻼﺀﻡ ﻣﻌﻬﺎ‪ ،‬ﻭﻗﺪ ﺃﻧﻴﻂ ﺑﺎﳌﺪﺭﺳﺔ‬ ‫ﺃﺩﺍﺀ ﻣﻬﻤﺘﻬﺎ ﰲ ﻫﺪﺍ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ‪ ،‬ﻭﻫﻲ ﻣﻬﻤﺔ ﺗﺴﺘﻮﺟﺐ ‪‬ﻴﺌﺔ ﻋﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ‪ ،‬ﻗﺪ ﺗﻈﻞ ﺑﺪﻭ‪‬ﺎ ﳎﺮﺩ‬ ‫ﻃﻤﻮﺡ‪.‬‬ ‫ﻭﺭﻏﻢ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﺩﻭﻟﺔ ﺗﺘﺤﻜﻢ ﲤﺎﻣﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﺗﺼﻨﻌﻪ ﺃﻭ ﺗﺸﺘﺮﻳﻪ ﻭﺃﻧﻪ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﰲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ‬ ‫ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺼﻨﻊ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﰲ ﺃﻱ ﻣﻜﺎﻥ ﻭﻳﺒﺎﻉ ﰲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ‪ ،‬ﻭﱂ ﺗﻌﺪ ﺍﳊﻜﻮﻣﺎﺕ ﺗﺘﺤﻜﻢ ﰲ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻫﺎ‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪130‬‬

‫ــــــــــــــــــ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺣﻴﺚ ﺃﻥ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﻭﺍﳊﻜﻮﻣﺎﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ‪ ،‬ﺑﻞ‬ ‫ﻭﺻﺎﺭﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺪﺍﻓﻊ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺑﺎﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻗﻴﺪﺍ ﻏﲑ ﻣﺮﻏﻮﺏ ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺣﺮﻳﺔ‬ ‫ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﻋﱪ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭ ﺑﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﻌﻈﻤﻰ ﺃﻥ ﺗﻔﻜﺮ ﺟﻴﺪﺍ ﰲ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﻭﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺍﳋﻄﲑﺓ‬ ‫ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺧﺎﺭﺝ ﺣﺪﻭﺩﻫﺎ ﺇﺫﺍ ﱂ ﺗﺴﺘﺸﺮ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻷﺧﺮﻯ‪ .‬ﻭﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﺈﻥ‬ ‫ﺍﳊﻜﻮﻣﺎﺕ ﺍﻵﻥ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻐﻠﻖ ﺣﺪﻭﺩﻫﺎ ﳌﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﳌﻌﺪﻳﺔ ﻭ ﺍﳌﺨﺪﺭﺍﺕ ﻭﺍﻹﺭﻫﺎﺏ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺃﻥ‬ ‫ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﳋﺎﺹ ﺃﺻﺒﺢ ﻳﺘﺤﻜﻢ ﰲ ﻧﻈﻢ ﺍﻟﺪﻋﺎﻳﺔ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺃﻛﱪ ﻣﻦ ﺃﻱ ﻧﻈﺎﻡ ﴰﻮﱄ ﻋﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﻣﺮ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ‬ ‫)‪ ،(12‬ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﳝﻜﻦ ﺍﻟﺘﺤﺮﻙ ﰲ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﲟﺮﻭﻧﺔ ﲡﻤﻊ ﺑﲔ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺎ‪‬ﺎ ﻭﺃﻫﺪﺍﻓﻬﺎ‬ ‫ﻭﳏﺎﻭﻟﺔ ﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ ﰲ ﺣﺪﻭﺩ ﻣﺎ‪.‬‬ ‫ﻭﰲ ﺗﺪﺭﻳﺲ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻠﻔﺖ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺃﻥ ﺳﻴﻮﻟﺔ ﺗﺪﻓﻘﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﺑﻐﺪﻕ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ‬ ‫ﻗﻴﺎﺳﺎ ﺑﺎﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻭﺍﻟﻜﻢ ﻳﺆﺷﺮ ﺇﱃ ﺟﻬﺪ ﻗﺼﺪﻱ ﻳﺮﻣﻲ ﺇﱃ ﻣﺴﺢ ﺍﳋﺼﻮﺻﻴﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ‬ ‫ﻟﻠﺸﻌﻮﺏ ﻭﻛﻤﺮﺣﻠﺔ ﲤﻬﻴﺪﻳﺔ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﰲ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺗﺮﺗﻴﺐ ﺳﻠﻢ ﺍﻻﻭﻟﻮﻳﺎﺕ ﻭﺍﻟﻘﻴﻢ ﳚﻌﻞ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﳍﻮﻳﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻏﲑ ﺫﺍﺕ ﺗﺄﺛﲑ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﻌﻮﳌﻲ ﻣﻊ ﻗﺒﻮﳍﺎ ﺷﻜﻼ ﰲ ﺍﳋﻄﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺛﺎﻟﺜﻴﺔ ﺍﳌﻮﺟﻬﺔ‬ ‫ﻟﻼﺳﺘﻬﻼﻙ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ‪ ،‬ﻭﻷﻥ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﺍﳊﺎﲰﺔ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻊ ﺍﳉﻴﻞ ﺃﻭ ﺍﳉﻴﻠﲔ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﲔ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﳚﺐ ﺃﻥ‬ ‫ﻳﻨﺎﻁ ﺑﺎﳌﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻟﺘﺮﻭﻳﺾ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﻭﲤﺮﻳﻦ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻗﺒﻮﻝ ﺍﳌﺸﺮﻭﻉ ﻭﺍﻻﻧﺪﻣﺎﺝ ﻓﻴﻪ ﺑﻼ ﺛﻮﺭﺓ‬ ‫ﺃﻭ ﻣﻘﺎﻭﻣﺔ‪ ،‬ﻓﺎﺧﺘﺮﺍﻕ ﺍﳊﺪﻭﺩ ﺍﳉﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ﳚﺐ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﺃﻥ ﻳﺘﻼﺯﻡ ﻣﻊ ﺍﺧﺘﺮﺍﻕ ﺍﳊﺪﻭﺩ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻟﻴﺘﻢ ﺍﻟﻔﺘﺢ‬ ‫ﺍﳌﻨﺸﻮﺩ‪ ،‬ﻭﺇﺫﺍ ﺍﺳﺘﻌﺼﻰ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﰲ ﺟﻬﺔ ﻭﱂ ﺗﻔﻠﺢ ﺍﻟﺼﻜﻮﻙ ﻭﺍﻟﺪﻣﻐﺎﺕ ﺍﳌﺮﻓﻮﻋﺔ ﻛﺎﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺣﻘﻮﻕ‬ ‫ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻭﳏﺎﺭﺑﺔ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﳛﻞ ﳏﻞ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺃﻭ ﺍﻟﺜﻘﺎﰲ ﺇﱃ ﺣﲔ ﺩﺧﻮﻝ‬ ‫ﺍﳌﻘﺎﻭﻣﺔ ﻗﻔﺼﺔ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ‪ ،‬ﻭﺇﻻ ﻛﺎﻧﺖ ﺇﺭﻫﺎﺑﺎ ﻭﲤﺮﺩﺍ ﻭﻫﻴﻤﻨﺔ ﻭﻳﻜﻔﻲ ﺍﳍﺪﻑ ﳒﺎﺣﺎ ﲣﻠﻴﻖ ﺻﻔﻮﺓ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺗﺎﺑﻌﺔ‬ ‫ﻭﺍﺭﺳﺎﺀ ﺩﻋﺎﻣﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘﺄﻳﻴﺪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﳌﺎﱄ ﻭﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﰲ ﺣﺪﻭﺩ ﳚﻌﻠﻬﺎ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺧﻨﻖ ﺃﺻﻮﺍﺕ‬ ‫ﺍﻟﺘﺤﺮﺭ‪.‬‬ ‫ﺇﻥ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﺑﻮﺿﻌﻬﺎ ﺍﻟﺮﺍﻫﻦ ﺗﻌﻴﺶ ﰲ ﺍﳊﺎﺿﺮ ﲝﻮﺍﻣﻞ ﺍﳌﺎﺿﻲ ﺍﻻﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻲ ﺃﻱ ﺫﻟﻚ‬ ‫ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺭﺗﺒﻂ ﲟﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻨﻬﺞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻲ‪ .‬ﻭﺣﻴﻨﻬﺎ ﻭﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﳌﺘﻐﲑﺍﺕ ﺍﻟﺰﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﺃﻥ‬ ‫ﲢﻘﻖ ﺗﻮﺳﻌﺎ ﻛﻤﻴﺎ ﴰﻞ ﻓﺌﺎﺕ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﻭﺟﻬﺎﺗﻪ ‪ ،‬ﻭﺗﻌﻠﻦ ﲜﺮﺃﺓ ﻋﻦ ﺧﻄﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ‪ ،‬ﻭﻟﻌﻞ ﺍﻻﺳﻠﻮﺏ‬ ‫ﺍﻟﺘﻌﺒﻮﻱ ﻣﻜﻦ ﻣﻦ ﺣﺸﺪ ﺍﻟﺘﺄﻳﻴﺪ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻣﺼﺤﻮﺑﺎ ﺑﺎﻵﺛﺎﺭ ﺍﳌﺎﺩﻳﺔ ﳑﺜﻠﺔ ﰲ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﳍﻴﺎﻛﻞ‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪131‬‬

‫ــــــــ ﺩ‪ .‬ﻧﺼﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﻭ ﺩ‪ .‬ﺍﻟﻄﺎﻫﺮ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻤﻲ‪ :‬ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﻣﺘﻐﲑﺍﺕ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻭﲢﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‬

‫ﻭﳎﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‪ ،‬ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ‪ ،‬ﺇﺫ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﳊﺮﺏ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩﺓ ﻣﻠﺘﻬﺒﺔ ﺑﲔ ﺍﻟﻐﺮﺏ‬ ‫ﻭﺍﻟﺸﺮﻕ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻛﺘﻠﺔ ﻋﺪﻡ ﺍﻻﳓﻴﺎﺯ ﲡﺪ ﺍﻟﺒﺪﺍﺋﻞ ﻭﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﳌﻤﻜﻨﺔ ﺩﻭﻥ ﺍﻻﺿﻄﺮﺍﺭ ﺇﱃ ﺗﻀﺤﻴﺎﺕ‬ ‫ﺃﻟﻴﻤﺔ‪.‬‬

‫ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﻣﺘﻐﲑﺍﺕ ﺑﻴﺌﺔ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ‪:‬‬ ‫ﺗﺸﲑ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻻﺋﻞ ﺃﻥ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﰲ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﺔ ﺍﻷﺧﲑﺓ ﻣﻦ ﺍﻷﻟﻔﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻭﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻷﻟﻔﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻳﻌﺮﻑ ﲢﻮﻻﺕ ﻣﺴﺖ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﰲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺘﺤﻮﻻﺕ ﺍﻟﱵ ﻻ‬ ‫ﺯﺍﻟﺖ ﻗﻠﻘﺔ ﻭﳏﻞ ﺳﺠﺎﻝ ﺍﻥ ﰲ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺃﻭ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺍﳌﺪﱐ‪ ،‬ﻭﳝﻜﻦ ﻛﺸﻒ ﻣﺪﺍﺭﺍ‪‬ﺎ ﻭﻣﻼﳏﻬﺎ ﰲ‬ ‫ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﻹﻋﻼﻣﻲ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻭﺍﻟﺸﻌﱯ‪ ،‬ﻭﻛﻞ ﻣﺎ ﳝﻜﻦ ﲣﺮﳚﻪ ﻣﻨﻬﺎ ﻫﻲ ﺃ‪‬ﺎ ﻣﺘﻔﻘﺔ ﰲ ﻭﺻﻒ‬ ‫ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺑﺎﻟﻀﻌﻴﻒ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﲣﺘﻠﻒ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﺼﺪﺩ ﻃﺮﺡ ﺍﳌﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﺒﺪﻳﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻯ ﻓﻴﻪ ﻛﻞ‬ ‫ﺗﺼﻮﺭ ﺃﻧﻪ ﺍﳌﻨﻘﺬ‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﻻ ﺗﻘﺪﻡ ﺇﺟﺎﺑﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺑﺸﺄﻥ ﺗﺴﺎﺅﻻﺕ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﻜﺮﻳﺲ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻲ ﰲ‬ ‫ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ‪ ،‬ﻭﺗﺮﺷﺪ ﺣﺠﻢ ﻭﻭﺟﻮﻩ ﺍﻹﻧﻔﺎﻕ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﺍﳌﻀﺎﻣﲔ‬ ‫ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﺿﺒﻂ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﻭﻣﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ‪ ،‬ﻭﺩﺭﺍﺳﺔ ﺣﻮﺍﻣﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﳋﻄﺎﺑﺎﺕ ﺭﻏﻢ ﺗﻨﻮﻉ‬ ‫ﻓﻀﺎﺀﺍ‪‬ﺎ ﺗﺸﲑ ﺃ‪‬ﺎ ﺗﻠﺘﻘﻲ ﰲ ﺗﻴﺎﺭﻳﻦ ﺃﺳﺎﺳﲔ ﻟﻜﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻣﻮﻗﻒ ﻭﺭﺃﻱ ﰲ ﻣﺘﻐﲑﺍﺕ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﻭﲢﺪﻳﺎﺕ‬ ‫ﺍﳋﺎﺭﺝ‪ ،‬ﻭﻟﻌﻞ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺿﺮﻭﺭﺓ ﺇﺻﻼﺣﻪ ‪‬ﺬﻩ ﺍﳊﺪﺓ ﳚﺪ ﺗﻔﺴﲑﻩ ﰲ ﻣﺎ ﻳﻌﺮﻓﻪ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻣﻦ‬ ‫ﺗﻐﲑﺍﺕ ﺃﻛﺜﺮ ﳑﺎ ﻳﺸﻬﺪﻩ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻣﺘﻤﻠﻤﻼﺕ‪ ،‬ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻷﺧﲑﺓ ﻫﻲ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﺴﺎﺑﻘﺘﻬﺎ‬ ‫ﺭﻏﺒﺔ ﰲ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﺨﻠﻒ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻮﺍﺟﺪ ﰲ ﻫﺎﻣﺶ ﻓﺎﻗﺪ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺤﺮﻙ ﺍﳊﺮ ﺃﻭ ﺍﳌﻨﺎﻭﺭﺓ‪.‬‬ ‫ﻓﺄﻣﺎﻡ ﺍﻟﺘﻐﲑﺍﺕ ﺍﻟﻜﺒﲑﺓ ﰲ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺑﺪﺃ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻳﺪﻭﺭ ﻋﻦ ﻛﻴﻒ ﳚﺐ ﺃﻥ ﻳﺘﻐﲑ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‪،‬‬ ‫ﻭﺗﺆﻛﺪ ﺑﻌﺾ ﺍﻵﺭﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺑﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ‪ ،‬ﻭﳍﺬﺍ ﺑﺪﺃ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺘﺄﺛﲑ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﱄ‪ ،‬ﻭﺗﻈﻬﺮ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺘﻘﺎﺭﻳﺮ ﻛﻴﻒ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪﺓ ﺍﳌﺘﻀﻤﻨﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﻜﺎﻣﻞ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ‬ ‫ﲢﺖ ﻋﻨﻮﺍﻥ ﺍﻟﺘﺼﺤﻴﺢ ﺍﳍﻴﻜﻠﻲ ﻗﺪ ﺃﺛﺮﺕ ﰲ ﻣﺪﺧﻼﺕ ﻭﳐﺮﺟﺎﺕ ﺍﻟﻨﻈﻢ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻗﺪ ﺍﺳﺘﺠﺎﺑﺖ‬ ‫ﻣﻌﻈﻢ ﺍﳊﻜﻮﻣﺎﺕ ﺑﺎﻟﻀﻐﻮﻁ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ﳍﺬﺍ ﺍﻟﺘﺼﺤﻴﺢ‪ ،‬ﻭﺫﻟﻚ ﲞﻔﺾ ﺍﻹﻧﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﳋﺪﻣﺎﺕ‬ ‫ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺃﺑﺎﻥ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﻜﺎﻓﺆ ﺑﲔ ﺍﳉﻨﺴﲔ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺳﺎﻫﻢ ﺿﻐﻂ ﺍﻟﺘﺼﺤﻴﺢ ﺍﳍﻴﻜﻠﻲ ﰲ‬ ‫ﺧﺼﺨﺼﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﻡ‪ ،‬ﻭﰲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﱄ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﺄﺛﲑ ﻫﻮ ﺍﻻﲡﺎﻩ ﳓﻮ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﺨﺼﺺ ﺍﳌﻬﲏ‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪132‬‬

‫ــــــــــــــــــ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ﻭﻣﻦ ﰒ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﺎﺕ ﰲ ﺍﻻﲢﺎﺩ ﺍﻷﻭﺭﻭﰊ ﻃﺎﻟﺒﺖ ﻣﻦ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺃﻥ ﺗﺴﻌﻰ ﻣﻦ‬ ‫ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﻟﻠﻮﺻﻮﻝ ﺇﱃ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﻣﻮﺣﺪﺓ ﻭﺃﻥ ﺗﻌﺪﻝ ﻣﻦ ﺗﻌﺮﻳﻔﺎ‪‬ﺎ ﻟﻠﻤﻬﻦ ﺍﻟﱵ ﺗﻘﺪﻡ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻬﺎ ﺑﺮﺍﻣﺞ‬ ‫ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ‪ ،‬ﻭﺗﺴﻌﻰ ﺍﳉﺎﻣﻌﺎﺕ ﰲ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﺴﻬﻴﻞ ﺗﺒﺎﺩﻝ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﻭ ﺍﳋﺮﺟﲔ ﻋﱪ‬ ‫ﺍﳊﺪﻭﺩ‪ ،‬ﻭﺗﻮﺟﺪ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺤﻮﺙ ﺍﳌﻨﺸﻮﺭﺓ ﺍﻟﱵ ﺗﻘﺪﻡ ﺗﻘﻴﻴﻤﺎ ﻵﺛﺎﺭ ﺍﳌﺒﺎﺷﺮﺓ ﻟﻠﻌﻮﳌﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﻢ‬ ‫ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻛﺜﲑﺍ ﻣﻨﻬﺎ ﰲ ﳎﺎﻝ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻭﺁﺛﺎﺭ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﺍﳌﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﻌﻮﳌﺔ )‪ .(13‬ﻭﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺃﻥ‬ ‫ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻣﺎ ﳚﺐ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﻟﻘﻄﺮﻳﺔ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺷﺎﺋﻌﺔ ﺍﻟﺘﺪﺍﻭﻝ‪ ،‬ﻟﻜﻦ ﺃﻣﺎﻡ‬ ‫ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﺁﻝ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﰲ ﺍﻟﻨﻮﺍﺣﻲ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺻﺎﺭ ﻣﺘﻤﻴﺰﺍ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ ﺑﺎﳋﻄﻮﺭﺓ‬ ‫ﻭﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﳊﺬﺭ ﻭﺣﺴﻦ ﺍﻟﺘﺪﺑﲑ ﻭﺍﻟﺴﺮﻋﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﺤﺮﻙ ﻭﻻﺷﻚ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺳﻮﻕ ﺍﳌﻬﻦ‬ ‫ﻓﺘﺤﺖ ﺍ‪‬ﺎﻝ ﻟﻠﺘﺨﺼﺼﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺍﳌﻬﻨﻴﺔ ﺃﻭ ﺣﺜﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺪﺀ ﰲ ﺍﻹﻋﺪﺍﺩ ﳍﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ‪ ،‬ﻓﺎﻹﻋﻼﻡ‬ ‫ﺍﻵﱄ ﻭﺍﻟﺘﺴﻴﲑ‪ ،‬ﻭﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺘﺴﻮﻳﻖ ﻭﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺻﺎﺭﺕ ﻣﻄﻠﻮﺑﺔ‪ ،‬ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﺗﺘﺤﺮﻙ ﺑﺎﲡﺎﻩ ﺍﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﳍﺬﺍ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺗﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺇﻣﻜﺎﻧﺎ‪‬ﺎ ﻟﻠﺒﻘﺎﺀ ﻭﺿﻤﺎﻥ ﺍﻟﻨﺠﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺔ‪،‬‬ ‫ﻭﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﳚﺮﻱ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺤﻮ‪ ،‬ﻭﻟﻜﻦ ﺑﺸﻜﻞ ﺑﻄﺊ‪ ،‬ﻓﻼ ﺯﺍﻟﺖ ﻧﻔﺲ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ‬ ‫ﺍﳌﺪﺭﺳﻲ ﻣﻦ ﺭﻭﺡ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻭﻻ ﺯﺍﻝ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﲝﺎﺟﺔ ﺇﱃ ﻛﻔﺎﺀﺍﺕ ﻭﻣﻮﺍﺭﺩ ﲡﻌﻠﻪ‪ ،‬ﻗﺎﺩﺭﺍ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﺑﻜﻔﺎﺀﺓ ﻭﳒﺎﺡ‪ ،‬ﻏﲑ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﺮﲰﻲ ﻳﻌﻄﻴﺎﻥ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﲡﺎﻭﺯ ﺍﻟﻨﻘﺎﺋﺺ ﻭﺍﶈﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺸﺮﻭﻋﻴﺔ ﺍﻷﻛﺎﺩﳝﻴﺔ ﻟﻠﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ‪.‬‬ ‫ﺇﻥ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪﻣﻪ "ﻟﻮﻳﺲ ﺭﺍﺗﻴﻨﻮﻑ" ‪) Luis Rtinof‬ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ( ﻭﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‬ ‫ﻳﺆﻛﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺳﲔ ﺟﺪﻳﺮﻳﻦ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ‪:‬‬ ‫ﺍﻷﻭﻝ‪ :‬ﻫﻮ ﺗﺄﻛﻴﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﻮﺭﺍﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﺍﳌﺪﻯ ﻭﺍﻟﱵ ﺗﻌﺪ ﲰﺔ ﻣﻦ ﲰﺎﺕ ﻋﺼﺮﻧﺎ‪ ،‬ﻭﻋﻠﻰ‬ ‫ﻣﺎ ﻳﻨﺸﺄ ﻋﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﺿﻄﺮﺍﺏ ﻋﺎﳌﻲ ﺇﺫ ﻳﺸﲑ ﺑﺄﻥ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﻗﺪ ﳛﺪﺙ ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺗﻨﺸﺄ ﻣﺸﻜﻼﺕ ﻓﻘﺪ ﺍﳍﻮﻳﺔ‬ ‫ﻟﻸﻓﺮﺍﺩ ﻭﺍﳉﻤﺎﻋﺎﺕ‪ ،‬ﻭﻣﺸﻜﻼﺕ ﺃﺧﺮﻯ ﺃﻛﺜﺮ ﺣﺪﺓ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺘﻜﺎﻣﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺳﻂ ﻣﻨﺎﺥ ﻣﻦ‬ ‫ﻋﺪﻡ ﺍﻷﻣﻦ ﻭﺍﻟﱰﻋﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﻔﻘﺮ ﺍﳌﺘﺰﺍﻳﺪ‪.‬‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ‪ :‬ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺗﻘﺪﱘ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‪ ،‬ﰲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﳉﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻚ ﻭﺍﳌﻌﺎﳉﺔ‬ ‫ﻗﺼﲑﺓ ﺍﻷﻣﺪ‪ ،‬ﰲ ﺣﲔ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺍﻷﻣﺪ ﻟﻺﺣﺘﻤﺎﻻﺕ ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ‪.‬‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪133‬‬

‫ــــــــ ﺩ‪ .‬ﻧﺼﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﻭ ﺩ‪ .‬ﺍﻟﻄﺎﻫﺮ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻤﻲ‪ :‬ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﻣﺘﻐﲑﺍﺕ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻭﲢﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‬

‫ﻭﻳﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺘﺼﻮﺭ ﺍﻥ ﰲ ﺗﻮﺿﻴﺤﻬﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﲔ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺁﻓﺎﻕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺇﳕﺎ ﻫﻲ ﻋﻼﻗﺔ ﲤﺜﻞ ﻣﺸﻜﻠﺔ‬ ‫ﺣﺎﺩﺓ‪ ،‬ﺫﻟﻚ ﻷﻥ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺍﻵﻥ ﺷﺒﻴﻬﺔ ﺑﻌﺮﺑﺔ ﺑﺪﻭﻥ ﻓﺮﺍﻣﻞ‪ ،‬ﻭﻟﻴﺲ ﻛﺎﻓﻴﺎ ﺃﻥ ﻧﻮﺻﻲ ﺍ‪‬ﺘﻤﻌﺎﺕ ﺑﻮﺟﻮﺏ‬ ‫ﺍﻟﺘﻜﻴﻒ ﻣﻌﻬﺎ ﻭﻣﻦ ﰒ ﺗﺪﺑﲑ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻟﻌﻮﻣﻠﺔ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻭﻛﺄﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻻﺻﻠﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺃﻭﺟﺪ‪‬ﺎ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ‬ ‫‪‬ﺎﺋﻴﺔ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺗﻐﲑﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻃﻼﻕ ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﳌﻨﺸﻮﺩ ﻟﻴﺲ ﻓﻜﺮﻳﺎ) ﻓﻠﺴﻔﻴﺎ ﺃﻭ ﻓﻨﻴﺎ(‬ ‫ﻓﻘﻂ ﺑﻞ ﻋﻤﻞ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﺃﻳﻀﺎ ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺗﻌﻠﻢ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺃﻱ ﺍﻣﺘﻼﻙ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺗﺒﲏ ﺁﺭﺍﺀ ﻋﺎﳌﻴﺔ ﻭﺍﻹﻧﻔﺘﺎﺡ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﺼﺎﳊﺎﺕ‪ .‬ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻳﺔ ﻓﻀﻼ ﻋﻠﻰ ﺍﻣﺘﻼﻙ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺇﲣﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ‪ ،‬ﻏﲑ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺪﺧﻞ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﻭﺟﻮﺩ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻮﻋﻲ ﺍﳉﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ‬ ‫ﺍﻟﺘﺪﺭﳚﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻬﺎﻡ ﺍﻟﻜﺜﲑﺓ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﻟﻼﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﳍﺬﻩ ﺍﳌﺸﻜﻼﺕ‪ ،‬ﻭﺗﻠﻚ ﺑﻼ ﺷﻚ ﻣﻬﻤﺔ ﻣﻌﻘﺪﺓ‪ ،‬ﻳﺸﻜﻞ‬ ‫ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻭﻟﻮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻋﺪﺍﻩ)‪.(14‬‬ ‫ﻭﺑﻨﺎﺀﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﻓﺈﻥ ﺑﻨﺎﺀ ﺃﻭ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻨﻈﻢ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﻟﻘﻄﺮﻳﺔ ﻻ ﳝﻜﻨﻪ ﺿﻤﺎﻥ ﻗﺪﺭ ﻛﺎﻑ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﳎﺮﺩ ﺍﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﺍﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ﺳﺮﻳﻌﺔ‪ ،‬ﰲ ﺷﻜﻞ ﺇﺣﺪﺍﺙ ﺗﻐﻴﲑ ﻓﻮﻗﻲ ﺑﻨﺺ ﻗﺎﻧﻮﱐ ﺁﻣﺮ ﺃﻭ‬ ‫ﻧﺎﻩ‪ ،‬ﺑﻞ ﺍﻟﺜﺎﺑﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻳﺴﺘﻮﺟﺐ ﺃﻥ ﻳﻨﻬﺾ ﻋﻠﻰ ﺭﺅﻳﺔ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺨﻤﲔ‪ ،‬ﻭﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺿﺒﻂ ﻣﻌﺎﱂ ﻣﺆﻛﺪﺓ ﺑﺎﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻣﻜﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ ﺑﺎﻷﺳﺎﺱ‪ ،‬ﻭﻫﺬﺍ ﻋﻤﻞ ﻟﻴﺲ ﺗﻨﻈﻴﻤﺎ ﺃﻭ ﻓﻨﻴﺎ ﺃﻭ‬ ‫ﻓﻠﺴﻔﻴﺎ ﺑﻞ ﻳﻀﻢ ﻛﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺑﻌﺎﺩ ﻣﻨﻄﻮﻳﺔ ﲢﺖ ﺗﻔﻜﲑ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻭﲨﺎﻫﲑﻱ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻵﻟﺔ‬ ‫ﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﲟﻮﺭﻧﺔ ﻭﺩﻫﺎﺀ‪ ،‬ﻏﲑ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺷﺎﺩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟﻴﺲ ﻗﻀﻴﺔ ﳔﺒﺔ ﺑﻞ ﻗﻀﻴﺔ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ‬ ‫ﺑﺄﺳﺮﻩ ﻭﺍﻟﺒﲔ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻛﻞ ﺍﻷﻗﻄﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﻣﻦ ﺍﻻﻟﺘﺤﺎﻡ‪ .‬ﺑﲔ ﺍﳉﻤﺎﻫﲑ ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺍﺕ‪ ،‬ﻭﻻ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻧﻔﺲ ﺩﺭﺟﺔ ﺛﻘﺔ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﰲ ﺣﻜﻮﻣﺎ‪‬ﺎ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺃ‪‬ﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺲ ﺍﳊﻆ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻮﻋﻲ ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈ‪‬ﺎ‬ ‫ﻻ ﺗﺴﺘﺠﻴﺐ ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻓﺎﳌﺘﺨﻠﻒ ﻣﻨﻬﺎ ﺇﻧﻔﻌﺎﱄ ﻭﺍﳌﺘﻘﺪﻡ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻌﺎﻝ‪ ،‬ﺗﻠﻚ ﺍﳌﻘﻮﻟﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﺗﺸﺪ ﻋﻨﻬﺎ‬ ‫ﺑﻠﺪﺍﻥ ﻫﻨﺎ ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻨﺎﻣﻴﺔ ﺗﻀﻞ ﺍﻷﺳﻮﺃ ﺣﺎﻻ ﰲ ﻇﻞ ﻣﺎ ﺗﻔﺮﺿﻪ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ‬ ‫ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ)ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ(‪.‬‬ ‫ﻭﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻓﺈﻥ ﺍﳌﺸﻬﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻳﻨﻄﻠﻖ ﻣﻦ ﺃﺳﺎﺱ ﲡﻤﻊ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫ﺍﳋﻄﺎﺑﺎﺕ ﺍﻥ ﰲ ﺍﳉﻬﺔ ﺍﻟﺮﲰﻴﺔ ﺃﻭ ﰲ ﺍﳉﻬﺎﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﰲ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺃﻭ ﺍﳌﺪﱐ‪ ،‬ﻭﻟﻌﻞ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﱵ‬ ‫ﲡﻬﺮ ‪‬ﺎ ﺗﻠﻚ ﺍﳋﻄﺎﺑﺎﺕ ﻭﺍﻥ ﺗﺒﻨﺖ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﻓﺈ‪‬ﺎ ﻻ ﺗﻌﻄﻴﻬﺎ ﻣﺪﻟﻮﻻﺕ ﻣﻮﺣﺪﺓ ﺩﺍﺋﻤﺔ‪ ،‬ﻭﻫﻲ‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪134‬‬

‫ــــــــــــــــــ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ﻓﻀﻔﻀﺔ ﻗﺪ ﻳﻘﺼﺪ ‪‬ﺎ ﻛﺴﺐ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻻﺳﻴﻤﺎ ﰲ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﻌﺮﻓﻬﺎ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ‪،‬‬ ‫ﻓﺮﻏﻢ ﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺒﺎﺩﺉ ﺍﳌﺴﻴﻄﺮﺓ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﻭﻫﻲ‪:‬‬ ‫* ﺍﺛﺒﺎﺕ ﺍﳍﻮﻳﺔ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ‪ ،‬ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺩﻋﻢ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻟﺘﻠﻌﺐ ﺩﻭﺭﻫﺎ ﰲ ﺍﳊﺎﺿﺮ‬ ‫ﻭﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻞ‪.‬‬ ‫* ﺟﺰﺃﺭﺓ ﺍﻻﻃﺎﺭﺍﺕ ﻭﺧﺎﺻﺔ ﰲ ﳎﺎﻝ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‪.‬‬ ‫* ﺗﻌﺮﻳﺐ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻻﻧﻔﺘﺎﺡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻷﺟﻨﺒﻴﺔ‪.‬‬ ‫* ﺩﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﲢﻘﻴﻖ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﰲ ﺍﻟﺘﻤﺪﺭﺱ ﻭﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺑﲔ ﻛﻞ ﺃﺑﻨﺎﺀ‬ ‫ﺍﻷﻣﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ‪.‬‬ ‫)‪(15‬‬ ‫* ﺍﻻﲡﺎﻩ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭﺍﻟﺘﻘﲏ ﻭﺍﻻﺑﺪﺍﻋﻲ ﰲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‬ ‫ﻓﺮﻏﻢ ﺍﳉﻬﺮ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﳌﺒﺎﺩﺉ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﳍﻮﻳﺔ ﰲ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﻮﺍﺩ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ‬ ‫ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﲢﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﺗﺘﻜﻴﻒ ﺇﱃ ﺍﳌﻨﻈﻮﺭ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻱ ﺍﳉﺪﻳﺪ‪ ،‬ﻭﻛﺬﺍ ﻓﺈﻥ ﺍﳉﺰﺃﺭﺓ ﺗﻌﺮﻑ ﺟﺪﻻ‬ ‫ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﺍ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﻔﺎﺀﺓ ﻟﻴﺴﺖ ﻫﻲ ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭ ﻻ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺍﳌﻴﻼﺩ‪ ،‬ﻭﻭﺿﻊ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻷﺟﻨﺒﻴﺔ‬ ‫ﻳﻌﺮﻑ ﺗﻌﺰﻳﺰﺍ ﺿﻤﻦ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻹﺻﻼﺣﺎﺕ ﺍﳉﺰﺋﻴﺔ ﻭﲢﺴﲔ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﰲ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻧﻪ‬ ‫ﳛﻈﻰ ﺑﺎﻷﻭﻟﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ‪ ،‬ﻭﻳﻌﻮﺩ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﺇﱃ ﺍﳌﺮﺑﻊ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ‬ ‫ﻭﺗﺘﺼﺎﻋﺪ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﱃ ﺇﻧﻌﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﺎﻟﻀﻌﻒ ﻋﻦ ﺍﺳﺘﻴﻌﺎﺏ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ‪ ،‬ﻭﰲ ﺷﺄﻥ‬ ‫ﺩﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺗﻈﻬﺮ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﰲ ﳏﺎﻭﻟﺔ ﺍﳋﺼﺨﺼﺔ ﻭﺍﻟﺴﻜﻮﺕ ﺍﻟﺮﲰﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺒﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻼﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﰲ‬ ‫ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺄﻥ‪ ،‬ﻭﻛﺄﻥ ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﻫﻲ ﺃﻥ ﻳﻮﺿﻊ ﺍﻟﻜﻞ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﰒ ﻣﺎ ﻳﻠﺒﺜﻮﺍ ﺃﻥ ﻳﻘﺒﻠﻮﻩ‪ ،‬ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻔﺴﺢ‬ ‫ﺍ‪‬ﺎﻝ ﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﻳﺰﻛﻴﻪ ﻻﺣﻘﺎ‪ ،‬ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﳋﻼﻑ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻲ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﳌﺒﺪﺃ ﻏﲑ‬ ‫ﻗﺎﺋﻢ ﻓﺎﻧﻪ ﻳﻨﺸﺐ ﰲ ﺍﳌﺴﺎﺋﻞ ﺍﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﲟﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻲ ﻭﺑﻌﻼﻗﺘﻪ ﺑﺴﻮﻕ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺑﻈﺎﻫﺮﺓ‬ ‫ﺍﻟﻌﺰﻭﻑ ﻋﻦ ﻗﺒﻮﻝ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺘﻼﻣﻴﺬ ﻭﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ‪.‬‬ ‫ﻭﲢﻔﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺑﺎﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﺍﳍﺎﻣﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‪ ،‬ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﺸﻜﻞ ﺍﳉﺪﻳﺪ‬ ‫ﺑﺎﻟﺮﺃﲰﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﰎ ﺗﺴﻮﻳﺘﻬﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺑﺎﻟﻌﻮﳌﺔ‪ ،‬ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﱵ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺩﻭﺍﻋﻲ ﺍﻟﻘﻠﻖ‬ ‫ﺃﻭ ﺃ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺗﻌﺪ ﲟﺴﺘﻘﺒﻞ ﻭﺭﺩﻱ‪ .‬ﻟﻜﻦ ﻳﺘﻔﻖ ﺍﻟﺮﺃﻳﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻧﻪ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻐﲑ ﻭﻳﺄﰐ ﺇﺻﻼﺡ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻣﻦ‬ ‫ﻧﻈﺮﻱ ﺃﻭ ﺗﻄﺒﻴﻘﻲ ﻭﻛﻠﻪ ﻫﺪﻑ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﲢﺴﲔ ﺍﳌﻨﺎﻓﺴﺔ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺗﺮﺗﻔﻊ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﲔ‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪135‬‬

‫ــــــــ ﺩ‪ .‬ﻧﺼﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﻭ ﺩ‪ .‬ﺍﻟﻄﺎﻫﺮ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻤﻲ‪ :‬ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﻣﺘﻐﲑﺍﺕ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻭﲢﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‬

‫ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﻨﲔ ﺇﻣﻜﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺍﻟﻌﺪﻝ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ‪ ،‬ﺇﻥ ﺍﳌﻮﺟﺔ ﺍﳊﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﺘﻜﺎﻣﻞ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺑﺪﺃﺕ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﻷﻗﻞ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺴﺘﻴﻨﺎﺕ‪ ،‬ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻭﺑﻌﺪ ﺃﺭﺑﻌﲔ ﻋﺎﻣﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﺍﳌﺴﺘﻤﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻜﺎﻣﻞ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ‬ ‫ﻧﻈﺎﻡ ﺗﺮﺑﻮﻱ ﻭﻃﲏ ﳜﺘﻠﻒ ﻛﺜﲑﺍ ﻋﻦ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻨﺬ ﲬﺴﲔ ﻋﺎﻣﺎ‪ .‬ﻭﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﺗﺄﺛﲑ ﺍﳌﻮﺟﺔ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ‬ ‫ﻟﻠﻌﻮﳌﺔ ﻳﻌﺘﱪ ﺿﻌﻴﻔﺎ ﻋﻠﻰ ﳏﺘﻮﻯ ﻧﻈﻢ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﺎﻟﺘﻐﲑﺍﺕ ﺍﳍﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﱵ ﲢﺪﺙ ﰲ ﻗﻄﺎﻋﺎﺕ‬ ‫ﺃﺧﺮﻯ‪ .‬ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻳﻈﻬﺮ ﺃﻥ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﺍﳌﺘﻘﻦ ﰲ ﺍﻟﻨﻈﻢ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﳝﺜﻞ ﲢﺪﻳﺎﺕ ﻟﻔﻬﻤﻨﺎ ﻟﻠﻌﻮﳌﺔ )‪.(16‬‬ ‫ﻭﺣﻘﻴﻘﺔ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﻈﻢ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﱂ ﺗﻮﺍﻛﺐ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﺍﻟﱵ ﺣﺪﺛﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺑﺪﺀﺍ ﺑﺎﻟﺘﺴﻌﻴﻨﺎﺕ‪ ،‬ﻭﻟﻌﻠﻪ‬ ‫ﻳﻔﻴﺪ ﺃﻥ ﻧﺘﺴﺎﺀﻝ ﻓﻴﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺫﻟﻚ ﻫﻮ ﻗﺼﺪ ﻣﻦ )ﻛﺒﺎﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﱂ( ﺧﻮﻓﺎ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﻟﻨﻈﻢ‬ ‫ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﻟﻘﻄﺮﻳﺔ ﺑﺎﲡﺎﻩ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻭﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻭﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﺳﻴﻔﻘﺪﻫﺎ ﻣﻜﺎﻧﺘﻬﺎ ﺍﻟﺘﺎﺭﳜﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺃﻡ ﺃﻧﻪ ﻏﻔﻠﺔ‬ ‫ﻭﻗﻠﺔ ﺣﻴﻠﺔ ﻭﻧﻘﺺ ﺍﻹﻣﻜﺎﻧﺎﺕ ﻋﻨﺪ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻗﻄﺎﺭ؟‬ ‫ﻭﻟﻮ ﺗﺴﺎﺀﻟﻨﺎ ﻋﻤﺎ ﻓﻌﻠﺘﻪ ﺍﻷﻗﻄﺎﺭ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﺍﳌﺴﺘﻬﺪﻑ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﳍﺬﺍ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺍﳉﺪﻳﺪ؟‬ ‫ﻷﺩﺭﻛﻨﺎ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺠﺰﻱﺀ ﻭﻓﻘﺪﺍﻥ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻻ ﻳﻌﻄﻲ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟﺪﻋﻮﺍﺕ ﺳﻮﻯ ﻗﻮﺓ ﻣﻌﻨﻮﻳﺔ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺍﻷﺛﺮ‬ ‫ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ‪ ،‬ﻓﻤﺎﺫﺍ ﺃﻋﺪﺩﻧﺎ ﻟﻠﻘﺮﻥ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﰲ ﺿﻮﺀ ﻗﺮﻥ ﻣﻀﻰ ﻛﺎﻥ ﻭﺍﻗﻌﻪ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺟﻮﺍﻧﺒﻪ ﻣﺮﺍ ﺃﻟﻴﻤﺎ؟‬ ‫ﺃﱂ ﳚﻤﻊ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻛﻴﺪﻩ؟ ﻓﺄﺛﺎﺭ ﺍﳊﺮﻭﺏ‪ ،‬ﻭﺯﻛﻰ ﺍﻟﻔﱳ ﺍﻟﺴﺎﺧﻨﺔ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺍﳌﻘﺎﺑﺮ ﺍﳉﻤﺎﻋﻴﺔ ﲢﻔﺮ‬ ‫ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﲔ ﺍﳌﺴﺎﳌﲔ ﰲ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ؟ ﺇﻥ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺗﻌﺎﱐ ﰲ ‪‬ﺎﻳﺔ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﻧﻈﺮﻳﺎﺕ ﻣﺪﺳﻮﺳﺔ‬ ‫ﻭﻣﺬﺍﻫﺐ ﻣﻐﺮﻭﺳﺔ ﻭﺃﻓﻜﺎﺭ ﻣﺴﻤﻮﻣﺔ ﺃﻋﺪﺕ ﻟﻸﻣﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ‪ ،‬ﻫﺬﺍ ﻭ ﻳﺘﺰﺍﺣﻢ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻋﻠﻰ ﺗﺒﲏ‬ ‫ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺑﺪﺧﻮﳍﺎ ﺇﱃ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺗﻮﺿﻊ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﺍﳌﺘﺎﻫﺎﺕ ﻭﻳﺘﻌﺮﺽ ﻟﻠﻌﺜﺮﺍﺕ‪.‬‬ ‫ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻜﻞ ﻳﻨﺎﺩﻱ ﺑﺎﻟﻌﻮﳌﺔ ﻓﺈﻥ ﺍﶈﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻣﻄﻠﻮﺑﺔ ﻭﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻅ ﺑﺎﳍﻮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬ ‫ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺃﺷﺪ ﻃﻠﺒﺎ‪ ،‬ﺇﻧﺎ ﰲ ﺣﺎﺟﺔ ﺇﱃ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻭﻋﺎﺟﻠﺔ ﺗﻮﺣﺪ ﺍﻟﻘﺼﺪ ﻭﺗﺒﻠﻮﺭ ﺍﻻﲡﺎﻩ‪،‬‬ ‫ﻓﺎﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺑﻜﻞ ﻣﻔﻜﺮﻳﻬﺎ ﻭﻛﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺑﻜﻞ ﺃﻗﺴﺎﻣﻬﺎ ﻣﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺎﻟﺘﻔﻜﲑ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ‪ .‬ﻻﺳﻴﻤﺎ ﻭﺃﻧﻪ ﻳﺘﺮﺩ‬ ‫ﺃﻥ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﺒﻨﺘﺎﺟﻮﻥ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺃﲰﻮﻫﺎ "ﻧﺰﺍﻋﺎﺕ ﺍﳊﺪﺓ" ‪) Lower intensity‬ﻣﻬﻤﺘﻬﺎ ﺗﻐﺬﻳﺔ‬ ‫ﺍﻟﱰﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﻗﻴﺔ ﻭﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺼﺮﺍﻋﺎﺕ ﺍﳊﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﺍﳋﻠﻴﺞ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻭﻛﻞ ﺍﻟﻌﺎﱂ( ﻷﻥ ﺍﳊﺮﻭﺏ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﳍﺎ‬ ‫ﻏﺎﻳﺔ ﻭﺍﳋﻼﻓﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻄﻠﺐ ﻭﻏﺎﻳﺔ )‪ .(17‬ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺪﻻﺋﻞ ﺗﺸﲑ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻫﻲ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﻏﺮﺑﻴﺔ ﻭﺃﻥ‬ ‫ﺍﻟﺪﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﺴﺘﻬﺪﻓﺔ‪ ،‬ﻭﻣﻄﻠﻮﺑﺔ ﺗﺮﻭﻳﻀﻬﺎ ﻭﺗﻄﻮﻳﻌﻬﺎ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻭﺍﻹﺳﻼﻣﻲ‬ ‫ﺍﳌﺸﺘﺮﻙ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﺣﺒﻴﺲ ﺻﺎﻟﻮﻥ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﺎﺕ ﻭﺭﻫﲔ ﺍﻟﻠﻮﺍﺋﺢ ﻭﺍﻟﺘﻮﺻﻴﺎﺕ ﻭﻳﺪﺧﻞ ﻛﻞ ﻗﻄﺮ ﰲ ﺍﳌﻮﺍﺟﻬﺔ‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪136‬‬

‫ــــــــــــــــــ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ﻓﺮﺩﺍ ﻓﻼ ﻳﻜﻮﻥ ﰲ ﻏﺎﻟﺐ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﺳﻮﻯ ﻣﻔﺎﻭﺿﺎ ﺿﻌﻴﻔﺎ ﻏﲑ ﺃﻥ ﺟﻬﻮﺩﺍ ﺗﺒﺬﻝ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﺑﻼ ﺗﺄﺛﲑ‬ ‫ﻛﺒﲑ‪.‬‬ ‫ﰲ ﺍﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻨﺎﺕ ﻭﺍﺟﻬﺖ ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﺸﻜﻼﺕ ﺣﺘﻤﺖ ﺑﺬﻝ ﺍﳌﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﳉﻬﺪ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‬ ‫ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ .‬ﻓﺸﻬﺪﺕ ﺃﺳﻌﺎﺭ ﺍﻟﻨﻔﻂ ﺗﻘﻠﺒﺎﺕ ﻛﺒﲑﺓ ﻭﺃﺻﺎﺏ ﺍﳉﻔﺎﻑ ﻭﺍ‪‬ﺎﻋﺔ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺪﻭﻝ‬ ‫ﻭﻋﺎﻧﺖ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﻭﺍﻟﱰﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻭﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺃﺩﺕ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﰲ ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﻋﺎﻣﻲ‬ ‫‪ 1990‬ﻭ ‪ 1991‬ﺇﱃ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﻄﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﻭﺍﻹﻋﻤﺎﺭ ﻭﺳﻠﻄﺖ ﻣﺰﻳﺪﺍ ﻣﻦ ﺍﻷﺿﻮﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﺭ‬ ‫ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻢ ﰲ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ‪ ،‬ﻭﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺳﻴﺎﺳﺎﺕ ﺗﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﺗﺘﺴﻢ ﺑﺎﳌﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻨﺎﺳﻖ ﻭﺍﻟﺘﻔﺎﻫﻢ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﻜﺎﻣﻞ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﻳﺪ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﳊﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﻼﺋﻢ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﻭﻫﺬﺍ‬ ‫ﺍﺳﺘﺨﻼﺹ ﺟﺪﻳﺮ ﺑﺎﻻﺣﺘﺮﺍﻡ ﻭﻳﻌﻜﺲ ﻗﻨﺎﻋﺔ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﺑﻀﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﻧﺴﺠﺎﻡ ﻭﺍﻟﺘﻜﺎﻣﻞ ﳌﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ‬ ‫ﺿﻤﺎﻥ ﻟﻠﻨﻈﻢ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺒﻘﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺎﺕ ﻗﺎﺻﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﻭﺛﺎﺋﻖ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﺎﺕ‬ ‫ﻭﺍﳌﺆﲤﺮﺍﺕ ﻓﺬﻟﻚ ﻣﺎ ﻳﺆﻛﺪ ﺃ‪‬ﺎ ﻟﻦ ﲢﻘﻖ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻭﻟﻦ ﺗﺪﺭﺃ ﻣﻔﺴﺪﺓ‪.‬‬ ‫ﻓﻘﺪ ﻧﻈﻤﺖ ﺍﻟﻴﻮﻧﺴﻜﻮ ﰲ ﺍﻟﺴﺘﻴﻨﺎﺕ ﻭﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻨﺎﺕ ﺃﺭﺑﻊ ﻣﺆﲤﺮﺍﺕ ﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﲔ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﰲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻫﺘﻤﺖ ﺑﺎﺳﺘﻌﺮﺍﺽ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﻭﺍﳌﺸﻜﻼﺕ ﺍﳌﺸﺘﺮﻛﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺑﺪﻭ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺸﺪﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ‬ ‫ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍ‪‬ﺎﻝ ﻭﻋﲏ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻷﻭﻝ)ﺑﲑﻭﺕ‪ (1960‬ﺑﺎﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺃﺳﺎﺳﺎ ﻭﲝﺚ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﺜﺎﱐ)ﻃﺮﺍﺑﻠﺲ‬ ‫‪ (1966‬ﺃﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺑﺄﻭﻟﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﳏﺎﺭﺑﺔ ﺍﻷﻣﻴﺔ ﻭﺿﻤﺎﻥ ﺟﻮﺩﺓ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‪ ،‬ﻭﺍﻫﺘﻢ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ)ﻣﺮﺍﻛﺶ‪ (1970‬ﺑﺈﺩﻣﺎﺝ ﺍﳋﻄﻂ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ‬ ‫ﺇﻃﺎﺭ ﺧﻄﻂ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺗﺄﻣﲔ ﺍﻟﺘﻮﻟﻴﻔﺔ ﺍﳌﻨﺎﺳﺒﺔ ﺑﲔ ﳐﺘﻠﻒ ﻣﻜﻮﻧﺎﺕ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ‬ ‫ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‪ ،‬ﺃﻣﺎ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ)ﺃﺑﻮﻇﱯ‪ (1977‬ﻓﻘﺪ ﺍﺳﺘﻌﺮﺽ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﻻﲡﺎﻫﺎﺕ ﻭﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺎﺕ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ‬ ‫ﻣﻨﺬ ﻣﺆﲤﺮ ﺑﲑﻭﺕ‪ ،‬ﻣﻊ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﻭﺍﳌﻨﺘﺠﺔ ﻭ ﺗﻮﻓﲑ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‬ ‫ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺮﻳﻔﻴﺔ ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﻨﻈﻢ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﲢﻘﻴﻖ ﺩﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﻧﻮﻗﺶ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺗﻌﻠﻴﻢ‬ ‫ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﲔ ﰲ ﺍﳌﺆﲤﺮﺍﺕ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ‪ ،‬ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﻮﺻﻴﺎﺕ ﻣﺆﲤﺮ ﺃﺑﻮ ﻇﱯ ﰲ ﻣﻌﻈﻤﻬﺎ ﺗﻜﺮﺍﺭ‬ ‫ﻟﺘﻮﺻﻴﺎﺕ ﺍﳌﺆﲤﺮﺍﺕ)‪.(18‬‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪137‬‬

‫ــــــــ ﺩ‪ .‬ﻧﺼﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﻭ ﺩ‪ .‬ﺍﻟﻄﺎﻫﺮ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻤﻲ‪ :‬ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﻣﺘﻐﲑﺍﺕ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻭﲢﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‬

‫ﻭﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﰲ ﻣﻴﺪﺍﻥ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺛﺮﻳﺔ ﻭﺃﻛﺪﺕ ﰲ ﻛﻞ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺃ‪‬ﺎ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻤﻨﻊ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﳌﺜﺒﻄﺎﺕ ﺍﻟﻜﱪﻯ ﻭﺑﺬﻟﻚ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﺃﻥ ﲡﺪ ﻣﻜﺎﻧﺎ ﳍﺎ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ‪ ،‬ﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﻌﲏ ﺃﻥ ﻣﻘﺪﺍﺭ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ‬ ‫ﻛﺎﻥ ﰲ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺕ ﺃﻭ ﰲ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻄﻤﻮﺣﺎﺕ ﻟﺬﻟﻚ ﲡﺮﻱ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ‬ ‫ﻣﺆﺧﺮﺍ ﺑﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ‪.‬‬ ‫ﺧﻼﺻﺔ‪:‬‬

‫ﺇﻥ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﻳﻔﺮﺯﻫﺎ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﰲ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﻭﺍﳋﺎﺭﺝ ﻳﻔﺮﺽ ﺭﺳﻢ ﺇﺳﺘﺮﺍﲡﻴﺔ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﲢﻘﻴﻖ ﺃﻫﺪﺍﻑ‬ ‫ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺑﺎﻟﺸﻜﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻀﻤﻦ ﺣﺼﺎﻧﺔ ﻫﻮﻳﺘﻪ ﻭﺗﺄﻣﲔ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﻟﻪ ﺑﲔ ﺍ‪‬ﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ‪ ،‬ﻭﺗﻠﻚ‬ ‫ﺍﻹﺳﺘﺮﺍﲡﻴﺔ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﻋﻤﻼ ﻣﺰﺩﻭﺟﺎ‪ :‬ﺳﻴﺎﺳﻴﺎ ﻭﻓﻨﻴﺎ‪ ،‬ﻓﺄﻣﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻓﻬﻮ ﺷﺄﻥ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺼﺎﺣﺐ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻭﺑﻜﺘﻞ‬ ‫ﺍﳌﻌﺎﺭﺿﺔ ﺳﻮﺍﺀ ﺑﺴﻮﺍﺀ‪ ،‬ﻭﻳﻈﻬﺮ ﺃﻥ ﺍﳊﺎﺟﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﺠﺮﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﺍﳊﺰﺑﻴﺔ ﺍﶈﺪﻭﺩﺓ ﺳﺒﻴﻞ ﺇﱃ ﺇﳚﺎﺩ ﺃﺭﺿﻴﺔ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ‬ ‫ﺗﻜﻮﻥ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﻣﺬﻫﺒﻴﺔ ﻟﻠﺘﺮﺑﻴﺔ ﺷﺮﻳﻄﺔ ﺃﻥ ﺗﺘﺄﺳﺲ ﻣﻦ ﻗﻨﺎﻋﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻻ ﻣﻦ ﺻﻨﺎﻋﺔ » ﳔﺒﺔ « ﺗﺼﺎﺩﺭ ﺃﻫﻠﻴﺔ ﺃﻫﻢ‬ ‫ﻃﺮﻑ ﰲ ﺍﳌﻌﺎﺩﻟﺔ‪ ،‬ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻣﻔﻴﺪﺍ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﻟﻸﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﺮﲰﻴﺔ ﺃﻥ ﺗﻠﺘﺰﻡ ﻣﻨﻬﺞ ﺍﻹﺻﻐﺎﺀ ﰲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺘﺸﺨﻴﺺ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ‪.‬‬ ‫ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺸﻖ ﺍﻟﻔﲏ‪ ،‬ﻓﻴﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺘﺮﻙ ﻷﻫﻞ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺷﺮﻭﻁ ﻣﺴﺒﻘﺔ‪ ،‬ﻭﻻ‬ ‫ﻳﻜﻮﻥ ﺳﻮﻯ ﺑﻨﺎ ّﺀ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺟﻬﺔ ﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﳋﱪﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺃﻳﻨﻤﺎ ﺗﺒﻴﻨﺖ ﺑﺎﻟﺪﻟﻴﻞ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ‪.‬‬ ‫ﻭﰲ ﻛﻼ ﺍﳌﻨﺤﻴﲔ ﻭﺟﺐ ﺃﻥ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺩﻳﻨﺎﻣﻴﺔ ﺃﻭ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻐﻴﲑ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺛﻘﺎﰲ‪،‬‬ ‫ﻓﺎﻷﺟﻴﺎﻝ ﺍﻟﱵ ﺗﻌﺪﻫﺎ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﺇﳕﺎ ﺗﻌﺪ ﻟﻮﺍﻗﻊ ﻏﲑ ﻭﺍﻗﻌﻨﺎ‪ ،‬ﻭﺍﻗﻊ ﻳﺘﺴﻢ ﺑﺘﻨﺎﻓﺲ ﺷﺮﺱ ﻷﺟﻞ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ‪ ،‬ﺑﺪﺃﺕ‬ ‫ﺧﻴﻮﻃﻪ ﺗﺮﺗﺴﻢ ﰲ ﻋﺼﺮ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‪ ،‬ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺃﻱ ﳏﻤﺪ ﻋﺎﺑﺪ ﺍﳉﺎﺑﺮﻱ ﻓﺈﻥ ﺃﻣﺔ ﺍﻟﻐﺪ ﻫﻲ )ﺃﻣﺔ ﺍﻟﺴﱪﻧﺘﻴﻚ(‪ ،‬ﻭﻫﻲ ﺍﻟﱵ‬ ‫ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﻭﻻ ﻳﻌﺘﺮﻑ ﺃﺑﻨﺎﺅﻫﺎ ﺑﺎﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﱵ ﲢﺪﺩ ‪‬ﺎ ﺍﳍﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻱ ﻛﺎﻟﻮﻃﻦ ﻭﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺮﻗﻲ‪ ،‬ﺍﻟﺪﻳﻦ‬ ‫ﻭﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﺍﳉﻐﺮﺍﰲ‪ ،‬ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﺗﺆﻛﺪ ﻋﻠﻰ ‪‬ﺎﻳﺔ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﶈﺪﺩﺓ ﻟﻠﻬﻮﻳﺔ ﻭﻛﻤﺼﺪﺭ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ)‪،(19‬‬ ‫ﻭﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺸﻬﺪ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﲢﺎﻭﻝ ﺻﻨﻌﻪ ﺃﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻫﺎﻣﺸﺎ ﻳﻈﻞ ﻣﻔﺘﻮﺣﺎ ﻟﻠﻘﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ‪،‬‬ ‫ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺍﳌﻀﻤﻮﻥ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﻠﺘﺮﺑﻴﺔ ﺧﺼﻮﺻﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺆﻳﺪﺓ ﲨﺎﻫﲑﻳﺎ ﻭﺻﺎﺣﺒﺔ ﻣﺸﺮﻭﻉ‬ ‫ﺣﻀﺎﺭﻱ ﺣﻘﻴﻘﻲ‪ ،‬ﻭﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻣﻜﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﻃﺎﳌﺎ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻨﻜﻤﺶ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻭﻳﺮﻓﺾ ﺍﻟﺘﻔﺘﺢ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺧﺮ ﰲ ﺇﻃﺎﺭ ﺗﻔﺎﻋﻞ ﺇﳚﺎﰊ‪ ،‬ﻭﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﻋﻘﺪﺓ ﺍﳌﻐﻠﻮﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺼﻔﻪ ﺍﺑﻦ ﺧﻠﺪﻭﻥ ﺑﺄﻧﻪ ﺃﺑﺪﺍ ﻣﻮﻟﻊ ﺑﺈﺗﺒﺎﻉ‬ ‫ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﻣﺮﺍﻋﺎﺓ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﻣﺴﺘﻮﺟﺒﺎﺕ ﺍﻻﲡﺎﻩ ﺍﻟﺘﻨﻤﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﻓﻖ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ ﻋﻤﻞ‬ ‫ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻘﻌﺪ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﳌﺪﺭﺱ ﻋﻠﻰ ﻫﺎﻣﺶ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﰲ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻭﰲ ﺧﺎﺭﺟﻪ‪ ،‬ﻭﺇﺳﺘﺮﺍﲡﻴﺔ ﻣﻦ‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪138‬‬

‫ــــــــــــــــــ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺳﻮﻑ ﲡﻌﻞ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﺗﺆﺩﻱ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺿﻤﻦ ﺩﻭﺭﺓ ﺣﻴﻮﻳﺔ ﺍﻟﺘﺤﺮﻙ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺍﻟﻌﺎﻡ‪،‬‬ ‫ﻭﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﻏﻔﺎﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻌﺎﺩﻟﺔ ﺳﻮﻯ ﺧﺴﺮﺍﻥ ﻋﺎﻣﻞ ﻣﻦ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ‪.‬‬ ‫ﻭﻳﻌﺘﱪ ﺍﳊﻘﻞ ﺍﻟﺜﻘﺎﰲ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﺍﳊﻘﻮﻝ ﺍﳌﺘﺄﺛﺮﺓ ﺑﺎﳌﺘﻐﲑﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘﺤﻮﻻﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ ﺧﺼﻮﺻﺎ ﰲ ﻣﺴﺘﻮﻯ‬ ‫ﺍﺷﺘﺪﺍﺩ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﺜﻘﺎﰲ‪ ،‬ﻭﺳﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﰲ ﲨﻴﻊ ﺍﳌﻴﺎﺩﻳﻦ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺘﺤﺪﻱ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﺍﻟﱵ ﺳﻴﻮﺍﺟﻪ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﰲ‬ ‫ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ ﻫﻮ ﲢﺪ ﺛﻘﺎﰲ ﺑﺎﻷﺳﺎﺱ)‪.(20‬‬ ‫ﺇﻥ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﺍﳌﻔﺼﻠﻴﺔ ﺗﻮﺍﺟﻪ ﺟﺒﻬﺘﲔ ﰲ ﺍﻵﻥ ﺫﺍﺗﻪ‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﰲ ﻣﺴﺘﻮﻯ‬ ‫ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﻣﻜﻠﻔﺔ ﺑﺘﻮﻓﲑ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻷﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺑﻠﻐﻮﺍ ﺳﻦ ﺍﻟﺘﻤﺪﺭﺱ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﳍﺪﻑ ﲢﺎﺻﺮﻩ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﻮﻗﺎﺕ‬ ‫ﺍﳌﺮﺗﺒﻄﺔ ﲝﺎﻟﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻮﻃﲏ‪ ،‬ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺮﻑ ﺃﺯﻣﺔ ﲢﻮﻝ‪ ،‬ﻭﳛﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﻳﺘﻜﻴﻒ ﺇﱃ ﺷﺮﻭﻁ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﺪﻭﱄ‪ ،‬ﻭﻣﺎ‬ ‫ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﺸﺒﻜﺔ ﺍﳌﻨﺸﺂﺕ ﻭﺍﳍﻴﺎﻛﻞ‪ ،‬ﻭﻏﲑﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺫﺍﺕ "ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ "‪ ،‬ﻭﻓﻮﻕ ﺫﻟﻚ ﻋﺎﺻﻔﺔ ﲣﺮﻳﺐ ﺍﳌﻨﺸﺂﺕ‬ ‫ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ‪ ،‬ﻣﻊ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﳌﺎﺩﻳﺔ ﻫﻨﺎﻙ ﺗﻌﺪﺩﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‬ ‫ﻳﺴﺮﻱ ﻣﻔﻌﻮﳍﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻻ ﺭﲰﻲ ﰲ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻤﻲ ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺃﺩﻯ ﺇﱃ ﺗﻘﻮﻳﺾ ﺍﳌﺮﺑﻊ ﺍﻟﺒﻴﺪﺍﻏﻮﺟﻲ ﻟﺪﻭﺭ‬ ‫ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ‪ ،‬ﻭﺃﻣﺎ ﰲ ﺍﳌﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺲ ﰲ ﳎﺎﻝ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺷﺮﺱ ﰲ ﺇﻧﺘﺎﺝ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﺃﻭ ﰲ ﺍﺳﺘﻬﻼﻛﻬﺎ‬ ‫ﻭﺗﻄﺒﻴﻘﺎ‪‬ﺎ‪.‬‬ ‫ﻭﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﺃﻥ ﺗﺪﺧﻞ ﺃﻱ ﺇﺳﺘﺮﺍﲡﻴﺔ ﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﺣﺴﺎ‪‬ﺎ ﺍﻟﺘﺄﺛﲑﺍﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﻘﺎﺑﻞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﰲ‬ ‫ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻞ‪ ،‬ﻭﻫﻲ ﺗﺘﻤﺜﻞ‪ ،‬ﺣﺴﺐ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻧﺎﺻﺮ‪ ،‬ﰲ ﺍﻟﺰﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﻜﺒﲑﺓ ﰲ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﺘﻼﻣﻴﺬ ﺍﳌﺘﻤﺪﺭﺳﲔ ﻭﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﻋﺪﺩ‬ ‫ﺍﻟﺬﻳﻦ ﳛﺘﺎﺟﻮﻥ ﻣﻨﻬﻢ ﺇﱃ ﻻ ﻋﻨﺎﻳﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺘﻔﺠﺮ ﺍﳌﻌﺮﰲ‪ ،‬ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﻬﺪ ﺗﻄﻮﺭﺍ ﺳﺮﻳﻌﺎ‪ ،‬ﻭﺗﺮﺍﻛﻤﺎ ﻟﻠﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﺗﺸﻌﺒﺎ‬ ‫ﻟﻠﻤﻌﺎﺭﻑ ﻭﺍﺯﺩﻳﺎﺩ ﻟﻠﺘﺨﺼﺼﺎﺕ‪ ،‬ﻭﰲ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﺘﺨﺼﺼﺎﺕ ﻭﺍﺗﺴﺎﻉ ﺍ‪‬ﺎﻻﺕ ﻭﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﺘﺄﻫﻴﻞ ﺍﳌﻨﺎﺳﺐ ﻟﻜﻞ‬ ‫ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺪﻯ ﳑﺎ ﳚﻌﻞ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻓﺮﺩﻳﺎ ﺣﺴﺐ ﻗﺪﺭﺍﺕ ﻭﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩﺍﺕ ﻭﳎﺎﻝ ﲣﺼﺺ ﻛﻞ ﻓﺮﺩ )‪.(21‬‬ ‫ﻟﻘﺪ ﺛﺒﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﳝﺎﺭﺱ ﺩﻭﺭﺍ ﺣﻀﺎﺭﻳﺎ ﰲ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺘﻤﻲ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻫﻮ ﻟﺬﻟﻚ ﺇﻥ ﺣﻈﻲ ﺑﺎﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﻓﺈﻥ‬ ‫ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﺄﺩﻯ ﻣﻨﻪ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﻧﻮﺍﺗﺞ ﺃﻭ ﳐﺮﺟﺎﺕ ﻓﺎﻋﻠﺔ ﻭﺇﻥ ﳘﺶ ﻓﺈﻥ ﺃﺧﻄﺮ ﻣﻜﻮﻥ ﰲ ﺃﻱ ﻣﻌﺎﺩﻟﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬ ‫ﻳﺒﻌﺪ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﺮﺡ ﺍﳊﻲ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﻻ ﻳﻨﺘﺞ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺳﻮﻯ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻟﻠﺘﺨﻠﻒ ﺑﻜﻞ ﻣﻈﺎﻫﺮﻩ ﻭﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﺍﻟﱵ‬ ‫ﺗﻌﺮﺿﺖ ﺇﱃ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﺭﻳﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻭﻣﺮﻳﺮﺓ ﻭﺭﺛﺖ ﺇﻓﺮﺍﺯﺍﺕ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﻧﻴﻠﻬﺎ ﺍﺳﺘﻘﻼﳍﺎ‪ ،‬ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻓﺘﺄﺕ ﺗﻌﻤﻞ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺗﺄﺻﻴﻞ ﻧﻈﺎﻣﻬﺎ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻭﲢﺪﻳﺜﻪ ﻭﺑﺬﻟﺖ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﺫﻟﻚ ﺟﻬﻮﺩﺍ ﻛﺒﲑﺓ ﻭﺣﻘﻘﺖ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻻ ﻳﺴﺘﻬﺎﻥ ‪‬ﺎ‪ ،‬ﻭﻫﻲ‬ ‫ﰲ ﺃﻟﻔﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻭﰲ ﻇﻞ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺣﺎﲰﺔ ﲤﺮ ‪‬ﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﺳﺘﻴﻌﺎﺏ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﻭﺃﺯﻣﺔ‬ ‫ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﺍﳉﻮﺍﻧﺐ ﺗﻌﺼﻒ ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ‪ ،‬ﻣﻠﺰﻣﺔ ﺑﺈﳚﺎﺩ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻀﻤﻦ ﳍﺎ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺿﻤﻦ‬ ‫ﺩﻳﻨﺎﻣﻴﻜﻴﺔ ﲡﻌﻞ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻋﺎﻣﻞ ﺍﻧﺴﺠﺎﻡ ﻭﻭﺣﺪﺓ ﻭﺗﻘﺪﻡ‪.‬‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪139‬‬

‫ــــــــ ﺩ‪ .‬ﻧﺼﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﻭ ﺩ‪ .‬ﺍﻟﻄﺎﻫﺮ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻤﻲ‪ :‬ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﻣﺘﻐﲑﺍﺕ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻭﲢﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‬

‫ﺍﳍﻮﺍﻣﺶ‪:‬‬ ‫‪ -1‬ﳏﻤﺪ ﻣﻨﲑ ﻣﺮﺳﻲ‪ ،‬ﺍﻻﲡﺎﻫﺎﺕ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ ﰲ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﳌﻘﺎﺭﻧﺔ‪ ،‬ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ‪ ،‬ﻋﺎﱂ ﺍﻟﻜﺘﺐ‪ ،1993 ،‬ﺻﺺ‪.97-96‬‬ ‫‪-2‬ﺩﻳﻨﻜﻦ ﻣﺘﺸﻞ‪ ،‬ﻣﻌﺠﻢ ﻋﻠﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ‪ ،‬ﺗﺮﲨﺔ ﺇﺣﺴﺎﻥ ﳏﻤﺪ ﺍﳊﺴﻦ ﻃﻪ‪ ،‬ﺑﲑﻭﺕ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻄﻠﻴﻌﺔ ‪ ،1976‬ﺹ ‪.222‬‬ ‫‪-3‬ﻋﺎﻃﻒ ﻏﻴﺚ‪ ،‬ﻋﻠﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ‪ ،‬ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ‪ ،‬ﺍﻹﺳﻜﻨﺪﺭﻳﺔ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﺍﳉﺎﻣﻌﻴﺔ‪ ،197 ،‬ﺹ ‪.287‬‬ ‫‪ -4‬ﺍﻳﺪﺟﺎﺭﻓﻮﺭﻭﺁﺧﺮﻭﻥ‪ ،‬ﺗﻌﻠﻢ ﻟﺘﻜﻦ‪ ،‬ﺗﺮﲨﺔ ﺣﻨﻔﻲ ﺑﻦ ﻋﻴﺴﻰ‪،‬ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ‪ ،‬ﺍﻟﻴﻮﻧﺴﻜﻮ‪/‬ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﻨﺸﺮ ﻭﺍﻟﺘﻮﺯﻳﻊ‪ ،1970،‬ﺹ ‪.110‬‬ ‫‪-5‬ﻧﺎﺩﻳﺔ ﲨﺎﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ"ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻧﺖ ﺍﻵﻥ ﰲ ﺍﳉﺎﻣﻌﺔ"‪ ،‬ﺍﳌﺪﺧﻞ ﺇﱃ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﲢﺮﻳﺮ ﺳﻌﺪ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﻋﻠﻲ‪ ،‬ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ‪ ،‬ﻋﺎﱂ ﺍﻟﻜﺘﺐ‪،‬‬ ‫‪ ،1982‬ﺹ ﺹ‪.38 ،36‬‬ ‫‪ -6‬ﺝ‪،‬ﺕ‪،‬ﻭ‪.‬ﺍﳌﻴﺜﺎﻕ ﺍﻟﻮﻃﲏ ‪ ،1976‬ﺻﺺ ‪.98 ،95‬‬ ‫‪-7‬ﺝ‪،‬ﺡ‪،‬ﺩ‪،‬ﺵ‪ ،‬ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ‪ ،‬ﳎﻠﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ‪،‬ﻉ ‪،1983،78‬ﺹ ‪.7‬‬ ‫‪ -8‬ﺍﳌﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ‪ ،‬ﺻﺺ‪.8،9‬‬ ‫‪-9‬ﺝ ﺝ ﺩ ﺵ‪ ،‬ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻟﻨﺸﺮﺓ ﺍﻟﺮﲰﻴﺔ ﻟﻠﺘﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﻋﺪﺩ ﺧﺎﺹ ‪ ،‬ﺑﺪﻭﻥ ﺗﺎﺭﻳﺦ‪ ،‬ﺹ ‪93‬‬ ‫‪ -10‬ﻏﻴﺎﺙ ﺑﻮﻓﻠﺠﺔ‪ ،‬ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺑﺎﳉﺰﺍﺋﺮ‪ ،‬ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ‪ ،‬ﺩﻳﻮﺍﻥ ﺍﳌﻄﺒﻮﻋﺎﺕ ﺍﳉﺎﻣﻌﻴﺔ‪ ،1992 ،‬ﺻﺺ ‪82-81‬‬ ‫‪- 11‬ﻣﻦ ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺻﺎﺩﺭﺓ ﻋﻦ ﺭﺋﺎﺳﺔ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻃﺮﺣﺖ ﻟﻠﻨﻘﺎﺵ ﻭﺍﻹﺛﺮﺍﺀ‪ ،‬ﻭﱂ ﺗﻨﺸﺮ‪ ،‬ﻭﺑﻌﺪ ﻧﺪﻭﺍﺕ ﺟﻬﻮﻳﺔ ﺗﻮﺟﺖ ﺑﻨﺪﻭﺓ ﻭﻃﻨﻴﺔ‬ ‫ﻋﻘﺪﻫﺎ ﺍ‪‬ﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ‪.‬‬ ‫‪ -12‬ﻧﻮﻳﻞ –ﻑ‪ -‬ﻣﺎﻛﺠﲔ‪ ،‬ﺃﺛﺮ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﻢ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ‪ ،‬ﺗﺮﲨﺔ ﳎﺪﻱ ﻣﻬﺪﻱ ﻋﻠﻲ‪ ،‬ﳎﻠﺔ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺎﺕ‪ ،‬ﻋﺪﺩ ‪ ،101‬ﳎﻠﺪ ‪،27‬‬ ‫ﻣﻜﺘﺐ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺪﻭﱄ‪ ،‬ﺟﻨﻴﻒ‪ ،‬ﻣﺎﺭﺱ ‪ ،1997‬ﺹ ﺹ‪.48،49‬‬ ‫‪ -13‬ﺍﳌﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺹ ﺹ‪.50، 49،‬‬ ‫‪ -14‬ﻛﺮﻳﺴﺘﺎﻥ ﻛﻮﻣﻴﻠﻴﺎﻥ‪ " ،‬ﲢﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ"‪ ،‬ﳎﻠﺔ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺎﺕ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ﺹ ﺹ ‪. 35،36‬‬ ‫‪ -15‬ﺣﺴﲔ ﻟﻮﺷﻦ‪" ،‬ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ" ﳎﻠﺔ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺎﺗﻨﺔ‪ ،‬ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ‪،‬ﻉ ‪،2004 ،10‬‬ ‫ﺹ‪.16‬‬ ‫‪-16‬ﻧﻮﻳﻞ –ﻑ‪ -‬ﻣﺎﻛﺠﲔ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ﺹ ﺹ ‪. 47،48‬‬ ‫‪ -17‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻜﻮﻳﺖ‪ ،‬ﳎﻠﺲ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ‪" ،‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ﰲ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ"‪ ،‬ﺍ‪‬ﻠﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ‪ ،‬ﺍﻟﻌﺪﺩ ‪ ،47‬ﺍ‪‬ﻠﺪ ‪ ،1998 ،12‬ﺻﺺ‬ ‫‪.28 -27‬‬ ‫‪ -18‬ﻣﻜﺘﺐ ﺍﻟﻴﻮﻧﺴﻜﻮ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﰲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪ /‬ﻳﻮﻧﺪﺑﺎﺱ‪ ،‬ﳎﻠﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ‪ ،‬ﻋﺪﺩ ﺧﺎﺹ‪ ،1995 ،56‬ﻋﻤﺎﻥ‪ /‬ﺍﻷﺭﺩﻥ‪ ،‬ﺹ‬ ‫ﺹ ‪.84،85‬‬ ‫‪ -19‬ﳏﻤﺪ ﻋﺎﺑﺪ ﺍﳉﺎﺑﺮﻱ‪ ،‬ﻗﻀﺎﻳﺎ ﰲ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮ‪ ،‬ﺑﲑﻭﺕ‪ ،‬ﻣﺮﻛﺰ ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪ ،1997 ،‬ﺹ ﺹ ‪.149 ،148‬‬ ‫‪ -20‬ﺣﺴﲔ ﻋﺰﻭﺯﻱ )ﻣﺘﻐﲑﺍﺕ ﻭ ﲢﺪﻳﺎﺕ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺜﻘﺎﰲ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﲔ ﰲ ﺍﻟﻐﺮﺏ( ﳎﻠﺔ ﺍﻷﺣﻴﺎﺀ‪ ،‬ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﳊﺎﺝ‬ ‫ﳋﻀﺮ‪ ،‬ﺑﺎﺗﻨﺔ‪/‬ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ‪ ،2004 ،‬ﺹ‪.99‬‬ ‫‪ -21‬ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻧﺎﺻﺮ‪ ،‬ﺃﺳﺲ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﳋﺎﻣﺴﺔ‪ ،‬ﻋﻤﺎﻥ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﻟﻠﻨﺸﺮ ﻭﺍﻟﺘﻮﺯﻳﻊ‪ ،2000 ،‬ﺹ ‪.32‬‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪140‬‬

‫ﺁﻓﺎﻕ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﻇﻞ ﲢﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‬ ‫ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺿﻴﺎﻑ ﺯﻳﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ‬ ‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺴﻴﻠﺔ‬

‫ﻣﻘﺪﻣﺔ‪:‬‬

‫ﻳﺪﺧﻞ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺣﻘﺒﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻣﻊ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻷﻟﻔﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﺑﻈﻬﻮﺭ ﻣﺼﻄﻠﺤﺎﺕ ﺣﺪﻳﺜـﺔ ﻣﻨـﻬﺎ ﺍﻟﻌﻮﳌـﺔ‬ ‫‪ globalization‬ﻭﺍﻟﱵ ﺗﺼﺒﺢ ﻣﻦ ﺧﻼﳍﺎ ﺷﻌﻮﺏ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻣﺘﺼﻠﺔ ﺑﺒﻌﻀﻬﺎ ﰲ ﻛﻞ ﺃﻭﺟﻪ ﺣﻴﺎ‪‬ﺎ ﺛﻘﺎﻓﻴـﺎ‬ ‫ﻭﻓﻜﺮﻳﺎ ﻭﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎ ﻭﺳﻴﺎﺳﻴﺎ‪.‬‬ ‫ﻭﻻ ﺷﻚ ﺃﻥ ﻧﺪﺭﻙ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﱵ ﺗﻠﻌﺒﻪ ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎﺕ ﺍﻻﺗﺼﺎﻻﺕ ﻭﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﰲ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ‪،‬‬ ‫ﺇﺫ ﻳﺘﻤﺜﻞ ﻫﺪﻓﻬﺎ ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻲ ﰲ ﺗﻮﻓﲑ ﺍﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺕ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﻟﺘﺼﻤﻴﻢ ﻧﻈﻢ ﻭﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺗﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﻣﻌﺮﻓﻴﺔ‬ ‫ﺟﺪﻳﺪﺓ‪ ،‬ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﰲ ﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﰲ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﻭﺻﻴﺎﻏﺔ ﺍﶈﺘﻮﻯ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤـﻲ ﺣـﱴ‬ ‫ﺗﺘﻤﺎﺷﻰ ﻣﻊ ﺍﳌﺘﻐﲑﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺗﺸﻜﻞ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﶈﻮﺭ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﺒﻨﺎﺀ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻭﺫﺍﺕ‬ ‫ﺟﻮﺩ ﺓ ﻋﺎﻟﻴﺔ‪ ،‬ﻓﺄﻱ ﺇﺻﻼﺡ ﺗﻌﻠﻴﻤﻲ ﻻ ﻳﺘﻮﻏﻞ ﺇﱃ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﻭ ﻳﻐﲑ ﳏﺘﻮﻯ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻧﻮﻋﻴﺎ ﳛﻜـﻢ‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﻔﺸﻞ‪ ،‬ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﺠﺴﻴﺪ ﺍﳊﻲ ﻟﻜﺎﻓﺔ ﺃﻫﺪﺍﻓﻨﺎ ﻣﻦ ﺃﻱ ﺇﺻﻼﺡ ﺃﻭ ﺗﻄﻮﻳﺮ‪ .‬ﻭﰲ ﺍﻟﻮﺍﻗـﻊ‬ ‫ﺃﻥ ﻣﺎ ﻳﻘﺪﻡ ﻷﺑﻨﺎﺋﻨﺎ ﰲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﳊﺎﱄ ﻻ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﲝﻴﺎ‪‬ﻢ ﻭﻻ ﺑﺘﻮﻗﻌﺎ‪‬ﻢ ﻭﻃﻤﻮﺣﺎ‪‬ﻢ ﺍﳌﻨﺘﻈﺮﺓ ﻣـﻦ ﳎﺘﻤـﻊ‬ ‫ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﳊﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺳﻴﻘﻀﻮﻥ ﺣﻴﺎ‪‬ﻢ ﻓﻴﻪ ﻭﻟﺬﺍ ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺪﻳﻬﻲ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﻮﻻﺕ ﺍﻟﻌﻤﻴﻘـﺔ‬ ‫ﰲ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺍﳉﺪﻳﺪ‪ ،‬ﻭﻣﺎ ﻳﺮﺍﻓﻘﻪ ﻣﻦ ﺗﻄﻮﺭﺍﺕ ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴـﺔ ﻭﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻴـﺔ‪ ،‬ﺃﺻـﺒﺢ ﻣـﻦ‬ ‫ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﻣﻨﺎﻫﺠﻨﺎ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ‪ ،‬ﻭﻓﻖ ﻣﻌﺎﻳﲑ ﻭﺃﺳﺲ ﳐﺘﻠﻔﺔ ﻋﻤﺎ ﺃﻟﻔﻨﺎﻩ ﺳﺎﺑﻘﺎ‪.‬‬ ‫ﻓﺘﻄﻮﻳﺮ ﻣﻨﺎﻫﺠﻨﺎ ﳚﺐ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻨﺪ ﺇﱃ ﺭﺅﻳﺔ ﳎﺘﻤﻌﻴﺔ ﻣﺘﻘﺪﻣﺔ ﻭ ﻫﺬﺍ ﻷﻥ ﺧﻄﻮﺭﺓ ﳎـﺎﻝ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴـﺔ ﰲ‬ ‫ﻋﺼﺮ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﳚﻌﻞ ﻣﻨﻪ ﰲ ﻛﻮﻧﻪ ﻫﻮ ﺍﶈﻚ ﺍﳊﻘﻴﻘﻲ ﰲ ﻗﺪﺭﺓ ﺃﻱ ﺩﻭﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺍﻛﺒﺔ ﺍﻟﺴﺒﺎﻕ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺨﻠﻒ‬ ‫ﻋﻨﻪ ﻭﺍﻟﺘﻘﻬﻘﺮ‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــ ﺃ‪.‬ﺯﻳﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺿﻴﺎﻑ‪ :‬ﺁﻓﺎﻕ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﻇﻞ ﲢﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‬

‫ﻭﻟﺬﺍ ﺳﻨﺘﻄﺮﻕ ﳌﻔﻬﻮﻡ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰒ ﺗﻮﺿﻴﺢ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻣـﻊ‬ ‫ﺇﺑﺮﺍﺯ ﺩﻭﺭ ﺍﳌﺘﻐﲑﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﰲ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﻭﺃﺧﲑﺍ ﺗﻘﺪﱘ ﺭﺅﻳﺔ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳـﺔ ﰲ‬ ‫ﻇﻞ ﲢﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‪.‬‬ ‫‪ -1‬ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ‪:‬‬ ‫ﺇﻥ ﺍﳌﺘﺘﺒﻊ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻋﱪ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﺘﺎﺭﳜﻲ ﺑﺎﻧﺘﻘﺎﻝ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋـﺔ‪ ،‬ﺇﱃ‬ ‫ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ‪ ،‬ﻓﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﳌﻌﺮﻓﻴﺔ‪ ،‬ﻳﻼﺣﻆ ﺑﺄﻥ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻗﺪ ﺗﻐﲑ ﰲ ﻣﻌﻨـﺎﻩ‪ ،‬ﻭﺗﻌﻤﻘـﺖ‬ ‫ﻭﺗﺒﺪﻟﺖ ﺃﻫﺪﺍﻓﻪ ﻭﺯﺍﺩﺕ ﰲ ﺍﳌﺪﺓ ﺍﻟﺰﻣﻨﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﺴﺘﻐﺮﻗﻬﺎ ﺍﻹﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻟﻠﻨﺶﺀ ﺇﱃ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﻟﱵ ﺃﺻـﺒﺢ‬ ‫ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻏﻠﺐ ﺃﺑﻨﺎﺅﻫﺎ ﺛﻠﺚ ﻣﺘﻮﺳﻂ ﺃﻋﻤﺎﺭﻫﻢ ﻭﻫﻢ ﰲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻷﻋﺪﺍﺩ ﻭﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ‪.‬‬ ‫ﻭﻟﺬﺍ ﳚﺪ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﲔ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﻣﺘﻐﲑﺍﺕ ﻭ ﲢﻮﻻﺕ ﻋﻤﻴﻘﺔ ﰲ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺎﺕ ﺍﻟـﱵ ﺗﺘﺒﻨﺎﻫـﺎ‬ ‫ﺍ‪‬ﺘﻤﻌﺎﺕ ﻭﺍﻧﻌﻜﺎﺳﺎ‪‬ﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻈﺮﺓ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻭﺟﺪﻭﺍ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺃﻣﺎﻡ ﺻﺮﺍ ﻉ ﻣﺴـﺘﻤﺮ ﻟﻠﻘـﻴﻢ‬ ‫ﻭﺗﻐﲑ ﰲ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﲝﻴﺚ ﲡﻠﺖ ﳍﻢ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪﺓ ﰲ ﺯﻣﻦ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻷﺯﻣﺎﻥ ﻫﻲ ﻗﺪﳝﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﺍﻡ‪ ،‬ﻭﲢﺘﺎﺝ ﺇﱃ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻣﺘﻼﺣﻘﺔ ﰲ ﻓﻠﺴﻔﺘﻬﺎ ﻭﰲ ﺃﻫـﺪﺍﻓﻬﺎ‬ ‫ﻭﺑﺮﺍﳎﻬﺎ ﻭﻭﺳﺎﺋﻠﻬﺎ‪ .‬ﻭﳍﺬﺍ ﻓﺎﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﳛﺘﺎﺝ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺮﺍﺟﻌﺔ ﻭﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﺍﻟﺸـﺎﻣﻞ‬ ‫ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺿﻮﺀ ﻣﺘﻐﲑﺍﺕ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ‪.‬‬ ‫ﻓﺎﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻓﺆﺍﺩ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻗﻼﺩﺓ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﳌﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺑﺄﻧﻪ ﻫﻮ ﳎﻤﻮﻉ ﺍﳋﱪﺍﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﲣﻄﻄﻬﺎ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﻭ‪‬ﻴﺌﻬﺎ ﻟﺘﻼﻣﻴﺬﻫﺎ ﻟﻴﻘﻮﻣﻮﺍ ﺑﺘﻌﻠﻤﻬﺎ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﺃﻭ‬ ‫ﺧﺎﺭﺟﻬﺎ ‪‬ﺪﻑ‪ ،‬ﺇﻛﺴﺎ‪‬ﻢ ﺃﳕﺎﻃﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺃﻭ ﻟﻠﺘﻌﺪﻳﻞ ﺃﻭ ﻟﺘﻐﻴﲑ ﺃﳕﺎﻁ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﳓﻮ ﺍﻻﲡﺎﻩ‬ ‫ﺍﳌﺮﻏﻮﺏ ﻭﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﳑﺎﺭﺳﺘﻬﻢ ﳉﻤﻴﻊ ﺍﻷﻧﺸﻄﺔ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﻭﺍﳌﺼﺎﺣﺒﺔ ﻟﺘﻌﻠﻢ ﺗﻠﻚ ﺍﳋﱪﺍﺕ ﳑﺎ ﻳﺴﺎﻋﺪﻫﻢ ﰲ‬ ‫ﺇﲤﺎﻡ ﳕﻮﻫﻢ)‪.(1‬‬ ‫ﻓﺎﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﳛﺘﺎﺝ ﺇﱄ ﺍﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﺣﱴ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﲡﺎﻭﺯ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﻌﻴﻘﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ‪:‬‬ ‫ ﲡﺪﺩ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ ﻟﻠﺘﺮﺑﻴﺔ‪.‬‬‫ ﳕﻮ ﺍﳌﻌﺎﺭﻑ ﺍﳌﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﳌﺘﻌﻠﻢ ﻭﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ‪.‬‬‫‪142‬‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ـ‬

‫ــــــــــــــــــ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ ﺗﻘﺪﻡ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺇﺩﺧﺎﻝ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﰲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ‪.‬‬‫ ﺗﺴﺎﺭﻉ ﺍﻟﺘﻐﲑ ﰲ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ)‪.(2‬‬‫ﻭﻟﻘﺪ ﺍﺭﺗﺒﻂ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﲟﻔﻬﻮﻡ ﺍﳌﻨﻬﺞ ﻷﻥ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﳌﻨﻬﺞ ﻻ ﻳﻨﻔﺼﻞ ﺃﺳﺎﺳﺎ ﻋﻦ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﳌﻨـﻬﺞ‬ ‫ﰲ ﺣﺪ ﺫﺍﺗﻪ‪ ،‬ﻭﳍﺬﺍ ﳝﻜﻦ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﳌﻨﻬﺞ ﲟﻔﻬﻮﻣﻪ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺑﺄﻧﻪ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﺍﳋﱪﺍﺕ ﺍﳌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟـﱵ‬ ‫‪‬ﻴﺌﻬﺎ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﻟﻠﺘﻼﻣﻴﺬ‪ ،‬ﺑﻘﺼﺪ ﻣﺴﺎﻋﺪ‪‬ﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﺍﻟﺸﺎﻣﻞ ﻭﻋﻠﻲ ﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﰲ ﺳﻠﻮﻛﻬﻢ ﺃﻣﺎ ﺗﻄـﻮﻳﺮ‬ ‫ﺍﳌﻨﻬﺞ ﻓﻴﻨﺼﺐ ﻋﻠﻲ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﻭﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﳌﻘﺮﺭﺍﺕ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻴﺔ‪.‬‬ ‫ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﻓﺈﻥ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﻳﺸﻤﻞ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﳌﺪﺭﺳﻴﺔ ﺑﺸﱴ ﺃﺑﻌﺎﺩﻫﺎ ﻭﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳـﺮﺗﺒﻂ‬ ‫‪‬ﺎ‪ ،‬ﻓﻼ ﻳﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﰲ ﺣﺪ ﺫﺍ‪‬ﺎ ﻭ ﺇﳕﺎ ﻳﺘﻌﺪﺍﻫﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻭﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﻭﺍﻟﻜﺘـﺎﺏ ﺍﳌﺪﺭﺳـﻲ‬ ‫ﻭﻧﻈﻢ ﺍﻟﺘﻘﻮﱘ ﻭ ﳍﺬﺍ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﻠﻤﻴﺬ ﻫﻮ ﳏﻮﺭ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﰲ ﻇﻞ ﺍﶈﻴﻂ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻴﻪ)‪.(3‬‬ ‫ﻭﳍﺬﺍ ﳝﻜﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﳌﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻳﻌﲏ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻼﺕ ﺍﳌﻘﻨﻨﺔ ﻭﺍﳌﻨﻈﻤـﺔ ﺍﻟـﱵ‬ ‫ﻳﻘﻮﻡ ‪‬ﺎ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﱵ ﺗﺸﻤﻞ ﺍﳌﻨﻬﺞ ﲟﺎ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﱃ ﲢﺪﻳﺜﻪ ﻭﺯﻳﺎﺩﺓ ﻓﺎﻋﻠﻴﺘﻪ‪ ،‬ﻭﺑﺎﻟﺘـﺎﱄ ﺍﻟﻮﺻـﻮﻝ ﺇﱃ‬ ‫ﲢﻘﻴﻖ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ‪.‬‬ ‫‪ -2‬ﻭﺍﻗﻊ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﻌﺮﰊ‪:‬‬ ‫ﺇﻥ ﺍﳌﻔﻬﻮﻡ ﺍﳊﻀﺎﺭﻱ ﻟﻠﺘﺮﺑﻴﺔ ﳚﻌﻞ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﻭﺟﺪﺍﻧﻪ ﻭﺟﺴﻤﻪ ﻭﻗﻴﻤﻪ ﻭﺍﲡﺎﻫﺎﺗﻪ ﻭﻣﺎ ﻟﺪﻳﻪ ﻣـﻦ‬ ‫ﻣﻬﺎﺭﺍﺕ ﻭﺃﻓﻜﺎﺭ ﺍﳍﺪﻑ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻟﻠﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻓﻬﻞ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻳﺘﻤﻴﺰ ‪‬ﺬﻩ ﺍﳌﻮﺍﺻـﻔﺎﺕ؟‬ ‫ﻭﻫﻞ ﺣﻘﻘﺖ ﻣﻨﺎﻫﺠﻨﺎ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﺍﳌﺮﺟﻮﺓ؟ ﻓﻤﻦ ﺧﻼﻝ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺗﺎﺭﳜﻴﺔ ﺣﻮﻝ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ‬ ‫ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﱵ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﻘﺴﻤﻬﺎ ﺇﱃ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﻫﺎﻣﺔ ﺗﺘﻀﺢ ﻛﺎﻟﺘﺎﱄ‪:‬‬ ‫ﺃﻭﻻ‪ :‬ﺗﱪﺯ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﰲ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻷﻣﻮﻱ ﻭﺍﻟﻌﺒﺎﺳﻲ ﻭﺑﺎﻷﻧـﺪﻟﺲ ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﺍﻹﺷﺮﺍﻑ ﺍﻟﺘﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑﻪ ﻣﻦ ﲨﻴﻊ ﺍﳉﻮﺍﻧﺐ‪.‬‬ ‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬ﲤﻴﺰﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺑﺎﻟﺮﻛﻮﺩ ﻭﺍﻟﺘﻘﻬﻘﺮ ﺣﱴ ﻧﻄﺎﻕ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﱐ ﺍﻟﱵ ﲤﻴـﺰﺕ ﺑﻌـﺪﻡ‬ ‫ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻭﺍﻻﺿﻄﺮﺍﺑﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ‪ ،‬ﻭﺿﻌﻒ ﺳﻴﻄﺮﺓ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ‪ ،‬ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﺗـﺄﺛﺮ‬ ‫ﺍ‪‬ﺎﻝ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ‪ ،‬ﻭﺍﳓﺼﺮ ﺩﻭﺭﻩ ﰲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺪﻳﲏ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻱ‪.‬‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ـ‬ ‫‪143‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــ ﺃ‪.‬ﺯﻳﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺿﻴﺎﻑ‪ :‬ﺁﻓﺎﻕ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﻇﻞ ﲢﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‬

‫ﺛﺎﻟﺜﺎ‪ :‬ﺗﻌﺘﱪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﻣﻦ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻧﻘﻄﺔ ﲢﻮﻝ ﰲ ﲨﻴﻊ ﳎﺎﻻﺕ ﺣﻴﺎ‪‬ﺎ ﻭﺧﻀـﻮﻋﻬﺎ‬ ‫ﻟﻠﺴﻴﻄﺮﺓ ﻭﺍﻻﺣﺘﻼﻝ ﻭﺍﻻﻧﺘﺪﺍﺏ ﺍﻷﺟﻨﱯ ﺧﺎﺻﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻭﺍﻹﳒﻠﻴﺰﻱ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﺧﻀﻮﻉ ﻣﻨﺎﻫﺞ‬ ‫ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ ﺍﳌﺴﺘﻌﻤﺮﺓ ﻭﺍﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ‪ ،‬ﺗﻌﻜﺲ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪﺓ ﰲ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﲝﻴﺚ ﻋﻤﺪﺕ ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﻧﺸﺮ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻭ ﺳﺤﻖ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﱪ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻮﺟﻬﺔ ﻟﺴﻜﺎﻥ ﺍﻷﻫـﺎﱄ ﻭ‬ ‫ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺑﺘﻌﻠﻴﻢ ﺑﺴﻴﻂ ﻭﺗﺄﻫﻴﻠﻲ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﳊﺮﻑ ﻭﺍﳌﻬﻦ ﺍﻟﱵ ﲣﺪﻡ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﺍﻻﺳﺘﻐﻼﻟﻴﺔ ﻟﻠﻤﺴﺘﻌﻤﺮ‪ ،‬ﻭﺑﻘﻴﺖ‬ ‫ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﳍﺎ ﺣﱴ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ‪.‬‬ ‫ﺭﺍﺑﻌﺎ‪ :‬ﺑﺪﺃﺕ ﳏﺎﻭﻻﺕ ﳏﺘﺸﻤﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻟﻺﺧﻀﺎﻉ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﳌﻔﻬﻮﻡ ﻭﻃـﲏ ﻭﻋـﺮﰊ‬ ‫ﻟﺘﺤﺴﲔ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻻﻟﺘﺤﺎﻕ ﺑﺎﻟﺮﻛﺐ ﺍﳊﻀﺎﺭﻱ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ ﻭﺍﺧﺘﻠﻒ ﻫﺬﺍ ﺍ‪‬ﻬﻮﺩ ﻣﻦ ﺩﻭﻟـﺔ‬ ‫ﻟﻸﺧﺮﻯ ﻟﻜﻦ ﺍﻹﺧﻔﺎﻕ ﻛﺎﻥ ﻣﻼﺯﻣﺎ ﳍﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﺳﻄﺤﻴﺔ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﻭﺍﺭﺗﺒـﺎﻁ ﺃﻏﻠﺒـﻬﺎ ﺑﺎﻟﺪﻭﻟـﺔ‬ ‫)‪.(4‬‬ ‫ﺍﳌﺴﺘﻌﻤﺮﺓ ﲝﻴﺚ ﺍﻋﺘﻤﺪ ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﰲ ﺿﺒﻂ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ‬ ‫ﻭﳍﺬﺍ ﺍﺧﺘﻠﻔﺖ ﻧﺴﺒﺔ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﻣﺎ ﺑﲔ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻛﺎﻧﺖ ﰲ ﺍﻟﻄﻠﻴﻌﺔ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍ‪‬ﺎﻝ‬ ‫ﺑﺈﺣﺪﺍﺛﻬﺎ ﺗﻐﻴﲑﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭﻋﺪﺩﻫﺎ ﻭﻭﺳﺎﺋﻞ ﲢﻘﻴﻘﻬﺎ ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺈﻋـﺪﺍﺩ‬ ‫ﺍﻹﻃﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻋﱪ ﺍﳌﻌﺎﻫﺪ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻟﻠﺘﺮﺑﻴﺔ‪.‬‬ ‫ﻭﳌﺴﺖ ﺇﺻﻼﺣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﰲ ﺳﻨﺔ ‪ 1980‬ﺑﺈﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﻭﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﻭﺑﺎﻋﺘﻤﺎﺩ‬ ‫ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻲ ﻭﺍﻟﺘﻘﲏ ﻭﰲ ﺳﻨﺔ ‪ 1994‬ﲤﺖ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﻫﻴﻜﻠﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻱ‪ ،‬ﰒ ﺃﺗﺖ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺇﺻـﻼﺡ‬ ‫ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻣﻊ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﳊﺎﺩﻱ ﻭ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﰲ ﻇﺮﻭﻑ ﺻﻌﺒﺔ ﻭﲢﻮﻻﺕ ﳏﻠﻴﺔ ﺿـﻤﻦ ﺗـﺄﺛﲑ‬ ‫ﺍﳌﺘﻐﲑﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻟﱵ ﻓﺮﺿﺖ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ‪ ،‬ﻓﺮﻏﻢ ﻣﺎ ﺻﺎﺣﺐ ﻣﺸـﺮﻭﻉ ﺇﺻـﻼﺡ‬ ‫ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻧﺘﻘﺎﺩﺍﺕ ﻭﺍ‪‬ﺎﻣﻬﺎ ﺑﺄ‪‬ﺎ ﺍﻧﺴﻼﺥ ﻋﻦ ﺍﻷﺻﺎﻟﺔ ﻓﺈ‪‬ﺎ ﺗﻌﺪ ﺃﻭﻝ ﺧﻄﻮﺓ ﺷﺠﺎﻋﺔ ﻟﺪﺧﻮﻝ‬ ‫ﺍﻷﻟﻔﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻣﻦ ﺑﺎﺑﻪ ﺍﻟﻮﺍﺳﻊ ﺑﺈﺻﻼﺣﺎﺕ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﰲ ﺍﳌﻨﻬﺎﺝ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﲝﻴﺚ ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺃﻛﺜﺮ ﺗﻔﺘﺤـﺎ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﶈﻴﻂ ﻭﺍﻟﻌﺎﱂ‪ ،‬ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎﺕ‪ ،‬ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻷﺟﻨﺒﻴﺔ‪.‬‬ ‫ﺣﻴﺚ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﺻﻼﺣﺎﺕ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﻨﺨﺮﻁ ﰲ ﺗﻴﺎﺭ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﳓﻦ ﻗﺪ ﺃﻫﻠﻨﺎ ﺃﺑﻨﺎﺋﻨﺎ ﲟﺴـﺘﻮﻯ‬ ‫ﻋﻠﻤﻲ ﻳﺆﻫﻠﻬﻢ ﻟﻠﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﳊﻘﻴﻘﻴﺔ ﰲ ﺗﻴﺎﺭ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭ ﻣﺎ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻨﻪ ﻣﻦ ﺗﺮﻗﻴﺔ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﻭ ﳕﻮ ﰲ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﻭ‬ ‫‪144‬‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ـ‬

‫ــــــــــــــــــ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ﺍﻟﺘﺤﻜﻢ ﰲ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ‪ ،‬ﻭ ﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﱃ ﻛﺎﻓﺔ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻹﺑﺪﺍﻉ ﺍﻟﻔﻜـﺮﻱ ﻭﺍﳌـﺎﺩﻱ‪ .‬ﻭﺩﻭﻥ ﺃﻥ‬ ‫ﻧﻨﺴﻰ ﻗﻴﻤﻨﺎ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻷﺻﻴﻠﺔ )‪.(5‬‬ ‫‪ -3‬ﺩﻭﺭ ﺍﻻﲡﺎﻫﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﰲ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ‪:‬‬

‫ﺗﻌﺘﱪ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺣﺪﺛﺎ ﺗﺎﺭﳜﻴﺎ ﺃﺩﺧﻠﺖ ﲢﻮﻻﺕ ﻛﺜﲑﺓ ﰲ ﳎﺎﻻﺕ ﻭﺍﺳـﻌﺔ ﻣﺜـﻞ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓـﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠـﻢ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺍﳌﻌﺮﻓﻴﺔ‪ ،‬ﻭﳍﺬﺍ ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻊ ﺍﻟﺒﻮﺍﺩﺭ ﺍﻷﻭﱃ ﻟﻠﻌﻮﳌﺔ ﺃﺩﺭﻙ ﺃﻧﺼـﺎﺭﻫﺎ ﺃﻥ ﻭﺳـﺎﺋﻞ ﺍﻻﺗﺼـﺎﻝ‬ ‫ﺍﳉﻤﺎﻫﲑﻳﺔ ﺗﻌﺪ ﺃﻣﻀﻰ ﺳﻼﺡ ﻟﻠﺘﻮﻏﻞ ﻭﺍﻛﺘﺴﺎﺡ ﺍﳊﺪﻭﺩ‪ ،‬ﻭﺍﻟﱵ ﺑﻮﺍﺳﻄﺘﻬﺎ ﻳﺘﻢ ﻧﺸﺮ ﺃﳕﺎﻁ ﻣﻌﻴﻨـﺔ ﻣـﻦ‬ ‫ﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﻟﺘﻌﺒﲑ ﻭﻣﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﻓﻜﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﻟﻠﻌﻮﳌﺔ ﺃﻥ ‪‬ﺪﻑ ﺇﱃ ﺻﻴﺎﻏﺔ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﻃﺒﻘﺎ ﻷﻫﺪﺍﻓﻬﺎ‪.‬‬ ‫ﻭﳍﺬﺍ ﻓﺎﻥ ﺍﺧﺘﺮﺍﻕ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﻧﻔﻮﺫﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺃﻣﺘﺪ ﻟﻴﺸﻤﻞ ﳎﺎﻝ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﲝﻴـﺚ ﳒـﺪ ﺃﻥ‬ ‫ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﳌﺘﻘﺪﻣﺔ ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻬﻢ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ‪ ،‬ﲢﺎﻭﻝ ﻓﺮﺽ ﻣﻨﺎﻫﺠﻬﺎ ﻭﺑﺮﺍﳎﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﻝ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﻣﻴﺔ ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺗﺘﺤﻮﻝ ﻣﻨﻈﻮﻣﺎ‪‬ﺎ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﳍﺎ‪ ،‬ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻳﺘﻢ ﺻﻘﻞ ﻋﻘﻮﻝ ﺃﺟﻴﺎﻝ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻭﻓﻖ ﳕﺎﺫﺝ‬ ‫ﳏﺪﺩﺓ ﻣﺴﺒﻘﺎ‪ ،‬ﻓﻌﺼﺮ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺃﺻﺒﺢ ﻓﻴﻪ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻗﺎﺑﻞ ﻟﻠﺒﻴﻊ ﻭﺍﻟﺸﺮﺍﺀ ﻭﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﲟﺎ ﰲ ﺫﻟـﻚ ﳎـﺎﻝ‬ ‫ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻠﺐ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭﺍﺕ ﺍﳌﻮﺟﻪ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﳑﺎ ﺳﻴﺠﻌﻞ ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣـﺔ ﻣـﻦ‬ ‫ﺍﳌﺘﻌﻠﻤﲔ ﳐﺘﻠﻔﲔ ﻋﻦ ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺇﺫ ﻳﺘﻢ ﺇﻋﺪﺍﺩﻫﻢ ﻷﺩﺍﺀ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﻭﻣﻬﺎﻡ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻣﻦ ﺧـﻼﻝ ﻣﻨـﺎﻫﺞ‬ ‫ﻭﺑﺮﺍﻣﺞ ﺗﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﰎ ﺇﻋﺪﺍﺩﻫﺎ ﳍﺬﻩ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ‪.‬‬ ‫ﻭﻳﺸﻜﻞ ﺍﶈﺘﻮﻯ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﺣﺠﺮ ﺍﻟﺰﺍﻭﻳﺔ ﰲ ﺇﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﻫﺬﺍ ﻧﻈﺮﺍ ﳌﺎ ﳝﺜﻠﻪ ﻫـﺬﺍ‬ ‫ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﻣﻦ ﻋﻮﺍﺋﺪ ﺳﻮﺍﺀ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺃﻡ ﺍﳌﻨﺘﺞ ﺃﻭ ﺍﳌﺴﺘﺜﻤﺮ ﻭﳍﺬﺍ ﻇﻬﺮ ﻋﻠﻢ ﺟﺪﻳـﺪ‬ ‫ﻫﻮ ﻋﻠﻢ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﲢﻠﻴﻞ ﻭﺩﺭﺍﺳﺔ ﻛﻞ ﺍﳌﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﱵ ﺗﻮﺍﺟﻪ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻣـﻦ‬ ‫ﺫﻟﻚ ﺗﻮﻇﻴﻒ ﻧﻈﻢ ﺍﳊﺎﺳﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﺸﺒﻜﺎﺕ ﻭﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﳌﺘﻌﺪﺩﺓ ﺍﻟﱵ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴـﺔ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﰎ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺑﺈﻗﺤﺎﻡ ﺍﻟﺸﺒﻜﺎﺕ ﺍﻟﻔﻀـﺎﺋﻴﺔ‪ ،‬ﻭﰲ ﻣﻘﺪﻣﺘـﻬﺎ ﺷـﺒﻜﺔ‬ ‫ﺍﻹﻧﺘﺮﻧﺖ ﻭﺫﻟﻚ ﳌﻮﺍﻛﺒﺔ ﻋﻮﳌﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‪.‬‬ ‫ﺇﺫﻥ ﺗﻠﻌﺐ ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎﺕ ﺍﻻﺗﺼﺎﻻﺕ ﻭﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻋﺎﻣﻼ ﻣﺆﺛﺮﺍ ﰲ ﺻﻴﺎﻏﺔ ﺍﶈﺘﻮﻯ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﻭﲡﺪﻳﺪ‬ ‫ﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺲ ﻭﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﻮﺣﺪﺍﺕ ﻭﺍﻟﻨﻤﺎﺫﺝ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ‪ ،‬ﰲ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﻻ ﲢﻤﻞ ﻃﻴﺎ‪‬ﺎ ﺃﻱ ﺑﻮﺍﺩﺭ ﻟﻠﺼﺪﺍﻡ‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ـ‬ ‫‪145‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــ ﺃ‪.‬ﺯﻳﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺿﻴﺎﻑ‪ :‬ﺁﻓﺎﻕ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﻇﻞ ﲢﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‬

‫ﺃﻭ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ‪ ،‬ﻭﳍﺬﺍ ﳚﺐ ﺃﻥ ﺗﺪﺭﻙ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻠﻌﺒﻪ ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﻻﺗﺼﺎﻻﺕ ﻭﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‬ ‫)‪.(6‬‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻭﻣﻨﺎﻫﺠﻪ ﻭﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﻭ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ‬ ‫ﻭﳝﻜﻦ ﺇﳚﺎﺯ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻠﻌﺒﻪ ﺍﻻﲡﺎﻫﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﰲ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ‪:‬‬ ‫‪ -1‬ﺍﻻﻧﻔﺠﺎﺭ ﺍﳌﻌﺮﰲ ﻭﺳﺮﻋﺔ ﺗﺪﻓﻖ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‪:‬‬

‫ﲝﻴﺚ ﻣﻊ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﳌﻌﺎﺭﻑ ﻭﺳﺮﻋﺔ ﻧﻘﻠﻬﺎ ﻭﺍﺳﺘﺮﺟﺎﻋﻬﺎ ﻭﺗﻮﺻﻴﻠﻬﺎ ﻭﲣﺰﻳﻨﻬﺎ ﺇﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺎ ﰎ ﺍﻻﺳـﺘﻐﻨﺎﺀ‬ ‫ﻋﻦ ﺍﳊﺎﺟﺔ ﺇﱃ ﲣﺰﻳﻦ ﻭﺍﺳﺘﺮﺟﺎﻉ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻋﻘﻠﻴﺎ ﻭﺃﺩﺕ ﺍﳊﺎﺟﺔ ﺇﱃ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻘـﺪﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴـﺔ ﳓـﻮ‬ ‫ﺍﻟﺘﺠﺪﻳﺪ ﻭﺍﻻﺑﺘﻜﺎﺭ ﻭﺍﻹﺑﺪﺍﻉ‪ ،‬ﻭﳍﺬﺍ ﻳﺘﺤﺘﻢ ﺗﻐﲑ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺣﱴ ﺗﺘﻤﺎﺷﻰ ﻣﻊ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﻌﺼﺮ‪.‬‬ ‫‪ -2‬ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ‪:‬‬

‫ﺇﻥ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﺍﳍﺎﺋﻞ ﰲ ﺍ‪‬ﺎﻝ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻲ ﺃﺩﻯ ﺇﱃ ﺇﺣﺪﺍﺙ ﺗﻐﲑ ﰲ ﳎﺎﻝ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻈﻬـﻮﺭ ﺗﻘﻨﻴـﺎﺕ‬ ‫ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻭﺍﺳﺘﺨﻼﻑ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﺎﻵﻟﺔ ﻭﻇﻬﻮﺭ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻜﻤﺒﻴﻮﺗﺮ‪ ،‬ﻓﺒﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﺗـﺆﺩﻱ ﺇﱃ ﺗﻐـﻴﲑﺍ‬ ‫ﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭﻣﻨﺎﻫﺠﻬﺎ ﻭﻓﻖ ﺍﳌﺴﺘﺠﺪﺍﺕ ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺘﻄﻮﺭ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻨﻴﺔ‪.‬‬ ‫‪ -3‬ﺍﻻﺟﺘﻴﺎﺡ ﺍﻹﻋﻼﻣﻲ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ‪:‬‬

‫ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺳﺮﻳﻌﺔ ﻭﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﺗﻌﱪ ﺍﻟﻘﺎﺭﺍﺕ ﻭﺗﻐﺰﻭ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ﻭﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﻓﻠﻢ ﺗﻌﺪ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ‬ ‫ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺍﺟﻬﺘﻬﺎ‪ ،‬ﻭﳍﺬﺍ ﺳﻌﺖ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﻌﺮﰊ‬ ‫ﺇﱃ ﻣﺮﺍﺟﻌﺔ ﺃﻧﻈﻤﺘﻬﺎ ﻭﻣﻨﺎﻫﺠﻬﺎ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ‪ ،‬ﻭﺫﻟﻚ ‪‬ﺪﻑ ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺃﺟﻴﺎﳍﺎ ﻟﻠﻘﺮﻥ ﺍﳊﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻭﻫـﺬﺍ‬ ‫ﺑﻀﺒﻂ ﻭﺗﻄﻮﻳﺮ ﻣﻨﺎﻫﺞ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﻭﻓﻖ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻣﻊ ﺣﺴـﻦ ﺇﻋـﺪﺍﺩﻫﻢ‬ ‫ﺗﺮﺑﻮﻳﺎ ﻟﻠﻀﺒﻂ ﺍﻟﺬﺍﰐ ﻭﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﲔ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺻﺎﱀ ﻭﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻀﺮ ﻭﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻅ ﺑﺎﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﺍﻟﻮﻃﲏ‪.‬‬ ‫‪ -4‬ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ‪:‬‬ ‫ﺷﻬﺪ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺗﻄﻮﺭﺍ ﻋﺎﳌﻴﺎ ﺳﺮﻳﻌﺎ ﻭ ﻫﺬﺍ ﻧﻈﺮﺍ ﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻭ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺎﺕ ﳑﺎ ﺍﻧﻌﻜﺲ ﺫﻟـﻚ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻓﺘﺠﻠﺖ ﰲ ﳎﺎﻝ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﲡﺎﻫﺎﺕ ﺣﺪﻳﺜﺔ ﺗﻌﺘﱪ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻧﻈـﺎﻡ ﻣﻔﺘـﻮﺡ ﻳـﺮﺗﺒﻂ ﻋﻀـﻮﻳﺎ‬ ‫ﺑﺎ‪‬ﺘﻤﻊ)‪.(7‬‬ ‫ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﳉﻌﻞ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺗﺴﺎﺭﻉ ﺇﱃ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳـﺔ ﺣـﱴ ﺗـﺘﻼﺀﻡ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﲑﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﻭﺣﱴ ﻻ ﻧﺴﺘﻴﻘﻆ ﻋﻠﻰ ﻛﺎﺑﻮﺱ ﻋﻮﳌﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﻳﻔﺮﺽ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻣﻨﺎﻫﺞ ﻻ ﺗﺘﻮﺍﻓﻖ‬ ‫‪146‬‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ـ‬

‫ــــــــــــــــــ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ﻭ ﻗﻴﻤﻨﺎ ﻭﻣﻮﺭﻭﺛﻨﺎ ﺍﻟﺜﻘﺎﰲ‪ .‬ﻭﳍﺬﺍ ﻭﺟﺐ ﺍﻻﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﻣﻦ ﺍﻵﻥ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﺄﺧﺮ ﳌﻮﺍﻛﺒﺔ ﺍﳌﺴﺘﺠﺪﺍﺕ ﺑﺸـﺮﻁ‬ ‫ﻋﺪﻡ ﺇﳘﺎﻝ ﻗﻴﻤﻨﺎ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻷﺻﻴﻠﺔ‪.‬‬ ‫‪ -5‬ﺭﺅﻳﺔ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‪:‬‬

‫ﳚﺪﺭ ﺑﺎﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﰲ ﻋﺼﺮ ﺍﻟﺘﻐﲑﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﰲ ﻛﻞ ﺍ‪‬ﺎﻻﺕ ﻭﺗﻐﲑ ﰲ ﺍﳌﻔﺎﻫﻴﻢ ﻭﰲ ﻇﻞ ﺍﻛﺘﺴﺎﺡ‬ ‫ﻋﻮﳌﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺃﻥ ﺗﻀﻊ ﺇﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﺫﺍﺕ ﺭﺅﻳﺔ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﺍﻷﻣﺪ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﺒﺎﺩﺉ‬ ‫ﺃﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭﺫﻟﻚ ‪‬ﺎ‪‬ﺔ ﺗﻴﺎﺭ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺑﻜﻞ ﺳﻠﺒﻴﺎﺗﻪ ﻭﺇﳚﺎﺑﻴﺎﺗﻪ‪ .‬ﻭﺗﺘﻤﺜﻞ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ‪:‬‬ ‫ ﻣﺴﺎﻳﺮﺓ ﺍﻻﲡﺎﻫﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﰲ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﻭﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﰲ ﺍ‪‬ﺎﻝ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ‪.‬‬‫ ﺗﺒﲏ ﺭﺅﻳﺔ ﺇﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻟﻜﻴﻔﻴﺔ ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ﰲ ﻇﻞ ﲢﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﺼﺮ‬‫ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺘﺪﻋﻲ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ‪.‬‬ ‫ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺣﱴ ﺗﺴﻤﺢ ﻷﺑﻨﺎﺋﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻣﺘﻼﻙ ﺍﳌﻔﺎﻫﻴﻢ ﻭﺍﻟﻘﻴﻢ ﻭﺍﳌﻬﺎﺭﺍﺕ ﳌﻌﺎﻳﺸﺔ ﻋﺼﺮ‬‫ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‪.‬‬ ‫ ﺇﻥ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﺃﻣﺮ ﺟﻮﻫﺮﻱ ﳚﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻮﺟﻬﺎ ﺃﺳﺎﺳﺎ ﰲ ﲣﻄﻴﻂ ﺍﳌﻨـﺎﻫﺞ ﻭﺗﻄﻮﻳﺮﻫـﺎ‪،‬‬‫ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﺪﻋﻴﻢ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻭﺇﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﲔ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﳊﻴﺎﺓ )‪.(8‬‬ ‫ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻣﻨﺎﻫﺞ ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ ﲟﺎ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻷﺟﻨﺒﻴﺔ ﺣﱴ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﺑﻨﺎﺀﻧﺎ ﺍﻹﻃﻼﻉ‬‫ﻋﻠﻰ ﺍﳋﱪﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ‪.‬‬ ‫ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﰲ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ)‪.(9‬‬‫ ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺍﻷﺧﺼﺎﺋﻴﲔ ﻭﺍﳋﱪﺍﺀ ﰲ ﻣﻴﺎﺩﻳﻦ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭﺗﺪﺭﻳﺒﻬﻢ ﺍﳌﺴﺘﻤﺮ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﻨﻴﺎ‪‬ﺎ‪.‬‬‫ ﺗﻮﻓﲑ ﺍﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺕ ﺍﳌﺎﺩﻳﺔ ﻟﻺﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﺍﳌﺴﺘﻤﺮ‪.‬‬‫ ﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﲡﺎﺭﺏ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﺮﺍﺋﺪﺓ ﰲ ﺍ‪‬ﺎﻝ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ‪.‬‬‫ ﺗﻨﺴﻴﻖ ﺍﳉﻬﻮﺩ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﳎﺎﻝ ﺍﻟﺒﺤﺖ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻭﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﺍﳌﺘﺒﺎﺩﻟﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﰲ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﳌﻨـﺎﻫﺞ‬‫ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ‪.‬‬ ‫ ﺍﻷﺧﺬ ﺑﻌﲔ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﰲ ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﻭﺗﻄﻮﻳﺮﻫﺎ ﲰﺎﺕ ﺍﳉﻴﻞ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺳـﻨﻌﺪﻩ ﳌﻮﳉـﺔ‬‫ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ﰲ ﻇﻞ ﻣﺘﻐﲑﺍﺕ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‪.‬‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ـ‬ ‫‪147‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــ ﺃ‪.‬ﺯﻳﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺿﻴﺎﻑ‪ :‬ﺁﻓﺎﻕ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﻇﻞ ﲢﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‬

‫ ﻭﺿﻊ ﻧﻈﻢ ﻟﻠﻤﺮﺍﻗﺒﺔ ﻭﺍﻟﺘﻘﻮﱘ ﺍﳌﺴﺘﻤﺮ ﻟﻠﻤﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭﺍﺳﺘﺸﻌﺎﺭ ﺍﳌﺴﺘﺠﺪﺍﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴـﺔ‬‫ﻭﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭﻫﺎ ﻟﺼﺎﱀ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ‪.‬‬ ‫ﺍﳋﺎﲤﺔ‪:‬‬ ‫ﺇﻥ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺗﻴﺎﺭﻫﺎ ﺷﺪﻳﺪ ﲝﻴﺚ ﺃﻧﻪ ﺳﻴﻐﻄﻲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻛﻠﻪ‪ ،‬ﺑﻞ ﻭﺳﻴﻘﻀﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓـﺎﺕ ﺍﻟﻀـﻌﻴﻔﺔ‪،‬‬ ‫ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻓﻨﺤﻦ ﻣﻄﺎﻟﺒﻮﻥ ﺑﺄﻥ ﻧﻌﺪ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﻟﻠﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﻔﻌﺎﻟﺔ ﰲ ﺗﻴﺎﺭ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻓﻜﺮﺍ ﻭﺳﻠﻮﻛﺎ‪ ،‬ﻭﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﺄﰐ‬ ‫ﺇﻻ ﺑﺘﻄﻮﻳﺮ ﻣﻨﺎﻫﺠﻨﺎ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﺘﻤﺎﺷﻰ ﻣﻊ ﺍﳌﺘﻐﲑﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻫﺬﺍ ﺷﺮﻳﻄﺔ ﺃﻥ ﻧﻘﺪﺭ ﺫﺍﺗﻨﺎ ﺗﻘﺪﻳﺮﺍ‬ ‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺎ ﻭ ﳓﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﻤﻨﺎ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻧﺘﻤﺎﺋﻨﺎ ﺍﳊﻀﺎﺭﻱ‪.‬‬ ‫ﺍﳍﻮﺍﻣﺶ‪:‬‬ ‫‪ - 1‬ﺩ‪ .‬ﻓﺆﺍﺩ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻗﻼﺩﺓ‪ ،‬ﺃﺳﺎﺳﻴﺎﺕ ﺍﳌﻨﻬﺞ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺍﳌﻄﺒﻮﻋﺎﺕ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ‪ ،1976 ،‬ﺹ ‪11‬‬

‫‪ - 2‬ﺩ‪ .‬ﺳﺎﻣﻲ ﺳﻠﻄﻲ ﻋﺮ ﻳﻔﺞ‪ ،‬ﻣﺪﺧﻞ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻟﻠﻄﺒﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﻨﺸﺮ ﻭﺍﻟﺘﻮﺯﻳﻊ‪،2002 ،‬‬ ‫ﺹ ‪277‬‬ ‫‪ 3‬ﺩ‪ .‬ﻓﺆﺍﺩ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻗﻼﺩﺓ ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ‪ ،‬ﺹ ‪179‬‬

‫‪ 4‬ﺩ‪ .‬ﻣﺮﻭﺍﻥ ﺃﺑﻮ ﺣﻮﻳﺞ‪ ،‬ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ‪ ،‬ﺍﻟﺪﺍﺭ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺩﺍﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻨﺸـﺮ‪ ،‬ﻋﻤـﺎﻥ‪ ،‬ﺍﻷﺭﺩﻥ‪،‬‬ ‫‪ ،2000‬ﺹ ‪255 – 244‬‬ ‫‪– 5‬ﺃ‪ .‬ﺩ‪.‬ﺃﲪﺪ ﺣﺴﲔ ﺍﻟﻠﻘﺎﱐ‪ ،‬ﺃ‪.‬ﺩ ﻓﺎﺭﻗﺔ ﺣﺴﻦ ﳏﻤﺪ‪ ،‬ﻣﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‪ ، ،‬ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻜﺘﺐ‪ ،‬ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ‪ ،‬ﺹ ‪239‬‬ ‫‪ – 6‬ﺩ‪ .‬ﻧﺒﻴﻞ ﺭﺍﻏﺐ‪ ،‬ﺃﻗﻨﻌﺔ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺍﻟﺴﺒﻌﺔ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﻏﺮﻳﺐ‪ ،‬ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ‪ ،2001 ،‬ﺹ ‪365 -363‬‬ ‫‪ – 7‬ﺃ‪.‬ﺩ‪ .‬ﺃﲪﺪ ﺣﺴﲔ ﺍﻟﻠﻘﺎﱐ‪ ،‬ﺃ‪ .‬ﺩ‪ .‬ﻓﺎﺭﻋﺔ ﺣﺴﻦ ﳏﻤﺪ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ‪ ،‬ﺹ ‪41- 39‬‬ ‫‪ – 8‬ﺃ‪.‬ﺩ‪ .‬ﺃﲪﺪ ﺣﺴﲔ ﺍﻟﻠﻘﺎﱐ‪ ،‬ﺃ‪.‬ﺩ‪ .‬ﻓﺎﺭﻋﺔ ﺣﺴﻦ ﳏﻤﺪ ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ‪ ،‬ﺹ ‪248- 247‬‬ ‫‪ – 9‬ﺩ‪ .‬ﻣﺮﻭﺍﻥ ﺃﺑﻮ ﺣﻮﻳﺞ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ﺹ ‪252‬‬

‫‪148‬‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ـ‬

‫ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺪﳝﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺃﻡ ﻏﺎﻳﺔ؟‬ ‫ﺩ‪.‬ﻓﺎﺗﺢ ﻋﻤﺎﺭﺓ‬ ‫ﻗﺴﻢ ﻋﻠﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﻨﺎﺑﺔ‬

‫ﻳﻌﺪ ﲢﺪﻳﺪ ﺍﳌﻔﺎﻫﻴﻢ ﰲ ﺍﻷﲝﺎﺙ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬ﺍﳋﻄﻮﺓ ﺍﳌﻨﻬﺠﻴﺔ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﰲ ﲢﺪﻳﺪ ﲰﺎﺕ ﺍﻟﻈـﺎﻫﺮﺓ ﻭ ﺃﺑﻌﺎﺩﻫـﺎ‬ ‫ﺍﳌﺪﺭﻭﺳﺔ‪ ،‬ﻭ ﱂ ﻳﻌﺪ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻣﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻣﻘﺘﺼﺮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻮﺳﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺎ‪ ،‬ﺑﻞ ﳝﻜﻦ ﺍﻟﻘـﻮﻝ‪ :‬ﺇﻥ ﺍﻟﻌﻠـﻮﻡ‬ ‫ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍ‪‬ﺎﻭﺭﺓ ﺑﺎﺗﺖ ﺗﻔﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﲔ ﺍﻹﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ‪ ،‬ﻭ ﺗﻮﻇﻴﻔﻬﺎ ﺗﻮﻇﻴﻔﺎ ﺃﻣﺜﻞ‪ ،‬ﻭ ﻣﻦ ﺃﻏـﺮﺍﺽ‬ ‫ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺣﺼﺮ ﻭﺿﺒﻂ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‪ ،‬ﻭﳝﻜﻦ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻋﻨﺪ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﺴﻤﺎﺕ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﰲ ﺗﻮﻇﻴﻒ‬ ‫ﻣﻈﺎﻫﺮﳘﺎ ﻭﺃﺑﻌﺎﺩﳘﺎ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ‪.‬‬ ‫ﻟﻘﺪ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻔﺎﻫﻴﻢ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺷﺎﺋﻌﺔ ﰲ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺍﻟﺜﻘﺎﰲ ﻭﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺧﲑﺓ ﱂ‬ ‫ﺗﺪﺧﻞ ﺣﻴﺰ ﺍﻟﺘﺪﺍﻭﻝ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ‪ ،‬ﺇﻻ ﰲ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻌﺸﺮ ﺍﻷﺧﲑﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ‪ ،‬ﺇﻻ ﺃ‪‬ﺎ ﺃﺻﺒﺤﺖ‬ ‫ﻛﻠﻤﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻟﺴﺎﻥ‪ ،‬ﻭﺃﺻﺒﺢ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺍﻟﺜﻘﺎﰲ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺃﻭ ﺩﻟﻴﻞ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻻ ﻳﻜﺘﻤﻞ ﺩﻭﻥ‬ ‫ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﳍﺬﻩ ﺍﳌﻔﺎﻫﻴﻢ‪ .‬ﻭﺑﺎﺗﺖ ﳏﻮﺭﺍ ﳌﻌﻈﻢ ﺍﳌﻨﺎﻗﺸﺎﺕ ﻭﺍﳌﻨﻈﺮﺍﺕ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ‬ ‫ﺍﻷﺧﲑﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﳌﻨﺼﺮﻡ‪.‬‬ ‫ﻭﻳﺒﺪﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻌﺐ ﺗﻘﺪﱘ ﺗﻌﺮﻳﻒ ‪‬ﺎﺋﻲ ﻭﺷﺎﻣﻞ ﳍﻤﺎ ﻟﻜﻦ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻠﺘﻤﺲ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺃﻭ‬ ‫ﺗﻮﺻﻴﻒ ﺑﻌﺾ ﻣﻈﺎﻫﺮﳘﺎ ﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻌﺐ ﺃﻳﻀﺎ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺃﻳﻬﻤﺎ ﺃﺳﺒﻖ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩ ﺃﻡ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﰲ ﲢﺪﻳﺪ ﺍﻷﻧﺴﺎﻕ‬ ‫ﺍﳌﻌﺮﻓﻴﺔ ﻭﺍ‪‬ﺘﻤﻌﻴﺔ ﺑﺎﺗﺖ ﺗﺘﺄﺛﺮ ﻭﻳﺆﺛﺮ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺑﺒﻌﻀﻬﺎ ﺍﻵﺧﺮ ﺗﺄﺛﲑﺍ ﻣﺒﺎﺷﺮﺍ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﳝﻜﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ‪ :‬ﺃﻥ‬ ‫ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﳘﺎ ﻧﺘﺎﺝ ﳍﺬﺍ ﺍﳌﺮﻛﺐ ﺍﳌﻌﺘﺪ ﺑﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻈﺎﻫﺮﳘﺎ‪ .‬ﻓﺎﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎﺕ ﺗﺘﺸﺎﺑﻪ‪،‬‬ ‫ﻭﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺗﺘﺤﺮﺭ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﺗﺘﺼﺎﺭﻉ‪ ،‬ﻭﲦﺔ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺁﺧﺬﺓ ﺑﺎﻹﻧﺸﺎﺭ‪ ،‬ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺫﺍﺕ‬ ‫ﻣﺮﺟﻌﻴﺔ ﺃﺣﺎﺩﻳﺔ )ﺃﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺃﻭ ﻏﺮﺑﻴﺔ ﺇﻻ ﺃ‪‬ﺎ ﺫﺍﺕ ﻃﺎﺑﻊ ﻋﻮﳌﻲ(‪.‬‬ ‫ﻓﺎﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻴﺔ ﺗﺘﻄﻮﺭ ﺗﻄﻮﺭﺍ ﺳﺮﻳﻌﺎ‪ ،‬ﻭﺗﺪﺧﻞ ﻣﻜﺘﺸﻔﺎ‪‬ﺎ ﺇﱃ ﺣﻴﺰ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ﻟﺘﻤﺲ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ‪.‬‬ ‫ﺍﳌﻌﺎﺭﻑ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺗﺘﻀﺎﻋﻒ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻣﺬﻫﻠﺔ‪ ،‬ﻭﺗﻨﺴﺎﺏ ﺍﻧﺴﻴﺎﺑﺎ ﻛﺜﻴﻔﺎ ﻋﱪ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﺗﺼﺎﻝ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻴﺔ‪،‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــ ﺩ‪ .‬ﻓﺎﺗﺢ ﻋﻤﺎﺭﺓ‪ :‬ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺪﳝﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ‪ .‬ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺃﻡ ﻏﺎﻳﺔ؟‬

‫ﺍﻟﺴﻤﻌﻴﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﻭ ﺍﳌﺮﺋﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺗﺘﺴﺎﺑﻖ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻟﺘﺄﺧﺬ ﻛﻞ ﺩﻭﻟﺔ ﻣﻮﻗﻌﻬﺎ ﺃﻭ ﻣﻜﺎ‪‬ﺎ ﺍﻷﻓﻀﻞ ﰲ ﻗﻄﺎﺭ ﺳﻴﺎﺳﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‪.‬‬ ‫ﺇﻧﻄﻼﻗﺎ ﳑﺎ ﺳﺒﻖ ﺫﻛﺮﻩ ﺳﻨﺤﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﻧﻌﺮﺝ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻭﻧﺘﻮﻗﻒ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﰲ‬ ‫ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﻋﺎﱂ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻭﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﻧﺴﺘﻨﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﺧﺎﺻﺔ‪ .‬ﻋﻨﺪﻫﺎ ﳓﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﻧﻜﺸﻒ ﻋﻦ‬ ‫ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺮﺑﻄﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﺩﻭﺭﳘﺎ ﰲ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﻧﻜﺘﺸﻒ ﺗﺎﺭﳜﻴﺎ ﻣﻜﺎ‪‬ﻤﺎ ﰲ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‬ ‫ﺍﳌﺮﺍﺩ ﺩﺭﺍﺳﺘﻬﺎ ﰲ ﺍﻷﺧﲑ‪.‬‬ ‫ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ‪:‬‬ ‫ﳑﺎ ﻻ ﺷﻚ ﻓﻴﻪ ﺃﻥ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﻌﺮﻓﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺑﺄﺳﺮﻩ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﻊ ﺗﺒﺎﻳﻦ ﻭﺍﺧﺘﻼﻑ ﳑﺎﺭﺳﺘﻬﺎ‬ ‫ﻛﺎﻥ ﺣﺼﻴﻠﺔ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﺳﺘﻐﺮﻕ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻗﺮﻧﲔ‪ ،‬ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺣﺎﻓﻼ ﺑﺎﻟﺼﺮﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻛﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻭ ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ‬ ‫ﺍﻷﻣﺜﻞ ﻟﺘﺴﻴﲑ ﺃﺣﻮﺍﳍﺎ‪ .‬ﻭﻟﺰﺭﻉ ﺍﻹﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻭﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﻭﻧﺒﺬ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﻭﺍﻟﻌﻨﻒ ﰲ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﻭﺷﻬﺪﺕ ﺛﻮﺭﺍﺕ‬ ‫ﻛﺒﲑﺓ ﺣﱴ ﺍﺳﺘﻘﺮﺕ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﰲ ﺷﻜﻠﻬﺎ ﺍﻷﺧﲑ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﻌﺮﻓﻪ ﺍﻵﻥ‪.‬‬ ‫ﺇﻥ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﲤﺘﺪ ﺟﺬﻭﺭﻩ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ ﺍﻟﻘﺪﳝﺔ ﻭﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﰲ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻹﻏﺮﻳﻘﻲ ﺣﻴﺚ‬ ‫ﻋﺮﻑ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻥ ﺃﻭﻝ ﲡﺮﺑﺔ ﺩﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ‪ ،‬ﻳﺒﺎﺷﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﺩﻭﻥ ﻭﺳﺎﻃﺔ ﻧﻮﺍﺏ ﻋﻨﻪ‪،‬‬ ‫ﺇﻻ ﺃ‪‬ﺎ ﺩﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺿﻴﻘﺔ ﻷ‪‬ﺎ ﺗﺒﻌﺪ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻷﻗﺎﺭﺏ ﻭﺍﻷﺟﺎﻧﺐ ﻣﻦ ﺍﳌﺸﺎﺭﻛﺔ ﰲ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‪ .‬ﻛﻤﺎ‬ ‫ﳒﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺃﻳﻀﺎ ﰲ ﺭﻭﻣﺎ ﺇﺫ ﻋﺮﻓﺖ ﺍﻹﻣﱪﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻧﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻣﺒﺪﺃ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻲ‪ ،‬ﺇﻻ‬ ‫ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﱂ ﻳﻌﻤﺮ ﻃﻮﻳﻼ ﻓﻘﺪ ﺍﻧﻘﻠﺐ ﺍﻷﻣﺮ ﺇﱃ ﺣﻜﻢ ﻓﺮﺩﻱ ﲟﺠﺮﺩ ﺃﻥ ﺍﺳﺘﺸﺮ ﺍﻟﻘﻴﺎﺻﺮﺓ ﺑﺎﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﺃﻃﻠﻘﻮﺍ‬ ‫ﻳﺪﻫﻢ ﰲ ﳑﺎﺭﺳﺘﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﻗﻴﺪ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﺳﺎﺩ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺍﺳﺘﺒﺪﺍﺩ ﻭﺗﻌﺴﻒ ﺍﻟﻄﺒﻘﺔ ﺍﳊﺎﻛﻤﺔ‪ ،‬ﻭﺑﺬﻟﻚ ﺷﻬﺪ‬ ‫ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﳓﺮﺍﻑ ﻭ ﺍﳓﻄﺎﻁ ﻛﺒﲑ ﺍﻧﻌﻜﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺿﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ‪.‬‬ ‫ﻭﻣﻊ ﺑﺰﻭﻍ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ﻇﻬﺮﺕ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﰲ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻈﻬﻮﺭ‬ ‫ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﻭﺗﻄﻮﺭ ﺣﺮﻛﺎﺕ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﻭﻃﺒﻘﺔ ﺍﻟﻌﻤﺎﻝ ﻭﺗﻄﻮﺭ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‪ ...‬ﻭﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﻓﺌﺔ ﻛﺎﻥ ﻇﻬﻮﺭﻫﺎ‬ ‫ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺜﻮﺭﺍﺕ ﻭﻫﻲ ﻓﺌﺔ ﺍﳌﺜﻘﻔﲔ ﺃﻣﺜﺎﻝ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ )ﺟﻮﻥ ﺟﺎﻙ ﺭﻭﺳﻮ‪ ،‬ﺟﻮﻥ ﻟﻮﻙ‪،‬‬ ‫ﻣﻮﻧﺘﻴﺴﻜﻴﻮ‪ ،‬ﻫﻮﺑﺰ( ﰲ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﱃ ﺍﳚﺎﺩ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺩﺳﺘﻮﺭﻳﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ‪ .‬ﻛﻘﻀﻴﺔ ﻣﻄﺮﻭﺣﺔ‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪-‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ـــــــــــــ ‪150‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ﻇﻬﺮﺕ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻹﺧﺘﻼﻑ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﻭ ﺗﺒﺎﻳﻦ ﻓﺌﺎ‪‬ﻢ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﳌﺼﺎﱀ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻀﻼ‬ ‫ﻋﻦ ﺍﻹﺧﺘﻼﻑ ﻭﺍﻟﺘﻤﺎﻳﺰ ﺍﻟﺪﻳﲏ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﰲ ﻭﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺑﲔ ﺍﻟﺮﺃﲰﺎﻟﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﻋﺪﻡ‬ ‫ﻣﺮﺍﻋﺎﺓ ﺍﳌﺼﺎﱀ ﻭﺍﳊﻘﻮﻕ ﻭﺍﻹﻫﺘﻤﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﻳﻀﺔ ﻟﻠﻤﻮﺍﻃﻨﲔ‪ ،‬ﻣﻊ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻔﻬﻮﻡ )ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻲ( ﻗﺪ‬ ‫ﻋﺮﻑ ﺗﻄﻮﺭ ﰲ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﻭ ﻫﺬﺍ ﺷﻲﺀ ﻃﺒﻴﻌﻲ ﻹﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻭﺍﳌﻜﺎﻥ‪.‬‬ ‫ﻭﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺗﺄﺧﺬ ﺻﻮﺭﺓ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺗﻄﺒﻴﻘﻬﺎ‪ ،‬ﲢﻜﻤﻬﺎ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ‬ ‫ﻭﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﰲ ﻛﻞ ﳎﺘﻤﻊ ﻋﻠﻰ ﺣﺪﺍ‪ .‬ﻓﻘﺪ ﺗﺮﻛﺰﺕ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﻔﺎﻫﻴﻢ ﺍﻟﻠﻴﱪﺍﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﱵ‬ ‫ﻇﻬﺮﺕ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩ ﻭﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻉ ﻣﻨﻬﻢ "ﺁﺩﻡ ﲰﻴﺚ" ﻭﻣﻘﻮﻟﺘﻪ ﺍﻟﺸﻬﲑﺓ "ﺩﻋﻪ ﻳﻌﻤﻞ‪،‬‬ ‫ﺃﺗﺮﻛﻪ ﳝﺮ"‪ .‬ﻫﺬﺍ ﺍﻹﲡﺎﻩ ﺍﻟﺪﺍﻋﻲ ﺇﱃ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﺘﺤﺮﺭﻳﺔ ﻭﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺲ ﻭﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﳌﻨﺎﻓﺴﺔ ﺍﳊﺮﺓ ﻟﻜﻦ‬ ‫ﻭﺃﻣﺎﻡ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﺍﳌﺘﺮﺩﻳﺔ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﻮﺩ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺁﻧﺬﺍﻙ ﻇﻬﺮﺕ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﲡﺎﻫﺎﺕ‬ ‫ﻓﻜﺮﻳﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﺗﻨﺎﺩﻱ ﺑﺸﻜﻞ ﺁﺧﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﻫﻮ ﺍﻹﲡﺎﻩ ﺍﻹﺷﺘﺮﺍﻛﻲ ﺍﻟﺪﺍﻋﻲ ﻟﻔﻜﺮﺓ ﺍﳌﺴﺎﻭﺍﺓ‬ ‫ﻭﺍﳌﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺇﺫﺍ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺗﺎﺭﳜﻲ ﺍﲣﺬ ﻋﱪ ﺗﻄﻮﺭ ﺍ‪‬ﺘﻤﻌﺎﺕ ﻭﺗﻌﺪﺩ‬ ‫ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﺻﻮﺭﺍ ﻭﺗﻄﺒﻴﻘﺎ ﻣﺘﺒﺎﻳﻨﺔ‪ ،‬ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﳚﻌﻞ ﺗﻌﺮﻳﻔﻬﺎ ﺟﺎﻣﻌﺎ ﻭﺩﻗﻴﻘﺎ‪ ،‬ﻓﻤﻀﻤﻮ‪‬ﺎ ﻳﺘﻐﲑ ﻳﺘﻐﲑ‬ ‫ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ‪.‬‬ ‫ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﺧﺘﻼﻑ ﻭﺍﻟﺘﺒﺎﻳﻦ ﰲ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﻭﳑﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﺗﻌﺪﺩ ﺃﺷﻜﺎﳍﺎ ﰲ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻳﻬﺪﻑ ﰲ‬ ‫ﺍﻷﺳﺎﺱ ﺇﱃ ﲢﻘﻴﻖ ﺳﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻭﺿﻤﺎﻥ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﻭﺍﳌﺴﺎﻭﺍﺓ ﻟﻜﻞ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ‪ ،‬ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺇﺫﻥ‬ ‫ﻫﻲ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﻓﻤﺎﺫﺍ ﻋﻨﻬﺎ ﰲ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ‪.‬‬ ‫ﺇﻥ ﳏﺎﻭﻟﺔ ﲤﻮﻗﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻔﻬﻮﻡ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻭﰲ ﻓﻀﺎﺀ ﺟﻐﺮﺍﰲ ﻭﺛﻘﺎﰲ ﻫﻮ ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﳜﺘﻠﻒ‬ ‫ﺍﺧﺘﻼﻑ ﻛﺒﲑ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻇﻬﺮ ﻭﺗﻄﻮﺭ ﻓﻴﻪ‪ ،‬ﻓﻬﺬﺍ ﺍﳌﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻧﺘﻘﻞ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻭﺃﺻﺒﺢ‬ ‫ﻧﻘﻄﺔ ﲢﻮﻝ ﻋﺮﻓﺘﻬﺎ ﻫﺬﻩ ﺍ‪‬ﺘﻤﻌﺎﺕ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﻹﺣﺘﻜﺎﻙ ﺑﺎﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﻐﺮﰊ ﺧﻼﻝ ﺍﳊﻘﺒﺔ ﺍﻹﺳﺘﻌﻤﺎﺭﻳﺔ‪ ،‬ﺣﻴﺚ‬ ‫ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﺯﺩﻭﺍﺟﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻧﺸﺄ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﺳﺘﺮﺍﺩ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻲ ﻭ ﺃﲣﺬ ﻣﻦ ﺷﻌﺎﺭﺍ‪‬ﺎ ﺭﻣﺰﺍ‬ ‫ﳌﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ‪ .‬ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺘﻌﺴﻒ ﰲ ﺍﳊﻜﻢ ﻭﺍﺳﺘﺒﺪﺍﺩ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﺟﺪ ﻣﻌﺎﺭﺿﺔ ﻣﺴﺘﻤﺮﺓ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺭﺟﺎﻝ‬ ‫ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﺍﻗﺘﺮﻥ ﻇﻬﻮﺭ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺑﻈﻬﻮﺭ ﻭﺑﺮﻭﺯ ﻓﺌﺔ ﺍﳌﺜﻘﻔﲔ‪ ،‬ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺌﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻌﺘﱪ ﺍﻟﻌﻘﻞ‬ ‫ﺍﳌﻔﻜﺮ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﻢ ﳔﺒﺔ ﻗﺪ ﻇﻬﺮﺕ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻭﺍﻟﺘﻐﲑ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‬ ‫ﳏﺎﻭﻟﺔ ﺑﺬﻟﻚ ﻣﻌﺎﺭﺿﺔ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﰲ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ‪.‬‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪-‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ـــــــــــــ ‪151‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــ ﺩ‪ .‬ﻓﺎﺗﺢ ﻋﻤﺎﺭﺓ‪ :‬ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺪﳝﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ‪ .‬ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺃﻡ ﻏﺎﻳﺔ؟‬

‫‪ -1‬ﺗﺄﺛﲑﺍﺕ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ‪:‬‬ ‫ﺇﺫﺍ ﺗﻄﺮﻗﻨﺎ ﻟﻠﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻭ ﻣﺪﻯ ﺗﺮﺳﻴﺨﻬﺎ ﻓﻼ ﺑﺪ ﺃﻥ ﻧﺴﺘﻌﺮﺽ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ‬ ‫ﺍﻟﺘﺎﺭﳜﻴﺔ ﻭﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻟﱵ ﻧﻘﻠﺖ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺗﺒﺪﻭ‬ ‫ﺍﻟﺘﺄﺛﲑﺍﺕ ﺍﻟﺘﺎﺭﳜﻴﺔ ﺫﺍﺕ ﺃﳘﻴﺔ ﻛﺒﲑﺓ‪ ،‬ﻟﺪﻯ ﻭﺟﺐ ﺍﳌﺮﻭﺭ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﻕ ﺍﻟﺘﺎﺭﳜﻲ ﻟﻔﻬﻢ ﺇﻧﺘﺸﺎﺭ ﻣﻔﻬﻮﻡ‬ ‫ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﰲ ﳎﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ‪.‬‬ ‫ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻟﻠﺘﻄﻮﺭ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﺍﻟﻐﺮﰊ– ﻛﻤﺎ ﺃﺷﺮﻧﺎ ﺇﻟﻴﻪ‪ -‬ﺍﻷﺛﺮ ﺍﻷﻛﱪ ﰲ‬ ‫ﺇﻧﺘﺸﺎﺭ ﻣﻮﺟﺔ ﺍﻹﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﺍﻟﱵ ﻋﺮﻓﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻭﺍﻟﱵ ﺳﻌﺖ ﺇﱃ ﺇﺳﺘﻐﻼﻝ ﺍﻟﺜﺮﻭﺍﺕ ﻭ ﺍﳌﻮﺍﺩ ﺍﻷﻭﻟﻴﺔ ﻭ ﻓﺘﺢ‬ ‫ﺃﺳﻮﺍﻕ ﺧﺎﺭﺟﻴﺔ ﻟﺘﺤﺮﻳﻚ ﻋﺠﻠﺔ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻷﻭﺭﻭﰊ‪ ،‬ﻭﻓﺮﺽ ﺍﻟﻨﻤﻂ ﺍﻟﺜﻘﺎﰲ ﺍﻟﻐﺮﰊ ﻋﻠﻰ ﳎﺘﻤﻌﺎﺕ ﺁﺳﻴﺎ‬ ‫ﻭﺇﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻭﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﺍﻟﻼﺗﻴﻨﻴﺔ ﺇﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ﺍﳊﻤﻼﺕ ﺍﻟﺘﺒﺸﲑﻳﺔ ﻭﺍﳌﺴﻴﺤﻴﺔ ﻭﺫﻟﻚ ﺑﻌﺪ ﺇﺧﻀﺎﻉ ﻫﺬﻩ ﺍ‪‬ﺘﻤﻌﺎﺕ‬ ‫ﺳﻴﺎﺳﻴﺎ‪ ،‬ﻭﻋﺴﻜﺮﻳﺎ‪ ،‬ﻭﺛﻘﺎﻓﻴﺎ‪.‬‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻡ ﺍﻹﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﺍﻷﻭﺭﻭﰊ ﺑﺘﻘﺪﱘ ﺫﺭﺍﺋﻊ ﻭﳘﻴﺔ ﻏﺎﻳﺎ‪‬ﺎ ﺍﻟﺘﻀﻠﻴﻞ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻹﺳﺘﻌﻤﺎﺭﻱ ﰲ ﺩﻭﻝ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻛﺎﻥ ﺣﺴﺐ ﺍﻹﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﺫﻭ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻏﺎﻳﺘﻬﺎ ﻧﻘﻞ ﺍﳊﻀﺎﺭﺓ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ﺍﳌﺘﻘﺪﻣﺔ ﺇﱃ‬ ‫ﺑﺎﻗﻲ ﺃﳓﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﱂ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﰲ ﺇﺣﺪﻯ ﻭﺛﺎﺋﻖ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﱪﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺆﻛﺪ ﺃﻧﻪ "ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﳎﺎﻝ ﻟﻠﺸﻚ‬ ‫ﰲ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺍﻟﱵ ﲢﻤﻠﻬﺎ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﺍﻟﻌﻈﻤﻰ ﻭﺭﺳﺎﻟﺘﻬﺎ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ‪ ،‬ﻫﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﻭ‬ ‫ﺗﺪﺭﻳﺐ ﺍﻷﻓﺎﺭﻗﺔ )ﺳﻜﺎﻥ ﺇﻓﺮﻳﻘﻴﺎ( ﻭﺗﻄﻮﻳﺮﻫﻢ ﳓﻮ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻷﺧﻼﻗﻲ‬ ‫ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﰲ ﲟﺎ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ‪ ،‬ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻨﺪ ﻣﺎ ﺑﺪﺃﺕ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﺎﺝ ﺍﻟﱪﻳﻄﺎﱐ ﳓﻮ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭ ﺇﺭﺍﺩ‪‬ﻢ")‪.(1‬ﻟﻜﻦ ﺣﺪﺙ ﺍﻟﻌﻜﺲ ﲤﺎﻣﺎ ﺣﻴﺚ ﱂ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ‬ ‫ﺍﳌﺴﺘﻌﻤﺮﺓ ﺇﲣﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﱵ ﲣﺺ ﻣﺼﻠﺤﺘﻬﻢ ﻓﺎﻧﺘﺸﺮﺕ ﺍﻷﻣﻴﺔ ﻭﺳﺎﺩ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭﺍﳉﻮﻉ ﺣﻴﺚ "ﻛﺎﻥ‬ ‫ﺳﻜﺎﻥ ﺍﳌﺴﺘﻌﻤﺮﺍﺕ ﻳﺘﺤﻤﻠﻮﻥ ﻋﺒﺊ ﺍﻟﻀﺮﺍﺋﺐ ﻭﲢﻮﻳﻞ ﺍﻷﻧﺸﻄﺔ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﳋﺪﻣﺔ ﺍﳌﺼﺎﱀ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ‪،‬‬ ‫ﺣﻴﺚ ﺗﺸﻐﻞ ﺍﳌﻮﺍﺩ ﺍﻷﻭﻟﻴﺔ ﻭﻛﺎﻥ ﺇﻧﺘﺎﺝ ﺍﳌﺰﺍﺭﻉ ﺍﻟﻀﺨﻤﺔ ﻳﻮﺟﻪ ﺇﱃ ﺍﻻﺳﺘﻬﻼﻙ ﺍﻷﻭﺭﻭﰊ‪ ،‬ﻭﻛﺎﻧﺖ‬ ‫ﺍﻷﺟﻮﺭ ﺭﺧﻴﺼﺔ ﺗﺪﻓﻊ ﻟﻠﻌﻤﺎﻝ ﺍﶈﻠﻴﺔ ﺍﳌﻠﻮﺟﺔ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺍﻹﺳﺘﻌﻤﺎﺭ")‪ .(2‬ﻟﻘﺪ ﻧﻘﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﺎﱂ‬ ‫‪ -1‬ﺩ‪ .‬ﳏﺮﻭﺱ ﺧﻠﻴﻔﺔ‪ ،‬ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﺍﳉﺎﻣﻌﻴﺔ‪ ،‬ﻣﺼﺮ‪ ،93 ،‬ﺹ‪.94‬‬ ‫‪ - 2‬ﻧﻔﺲ ﺍﳌﺮﺟﻊ‪ ،‬ﺹ‪.88‬‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪-‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ـــــــــــــ ‪152‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻗﻮﺍﻧﻴﻨﻪ ﻭ ﻣﺒﺎﺩﺋﻪ ﻭﺗﺼﻮﺭﺍﺗﻪ ﻭﺃﻓﻜﺎﺭﻩ ﻭﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﳝﺎﺭﺳﻮ‪‬ﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﺳﻠﱯ ﺭﻏﻢ‬ ‫ﺷﻌﺎﺭﺍ‪‬ﺎ ﺍﻟﱵ ﺗﻨﺎﺩﻱ ﺑﺎﳊﺮﻳﺔ ﻭﺍﳌﺴﺎﻭﺍﺓ‪ ،‬ﻭﺍﻷﺧﻮﺓ‪ ،‬ﻟﻜﻨﻪ ﳝﺎﺭﺱ ﺍﻟﺘﻘﺘﻴﻞ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻳﺐ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺘﺸﺮﻳﺪ ﻭﺍﻟﺘﻬﺠﲑ‪،‬‬ ‫ﻭﻛﻤﺎ ﻋﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺣﻞ ﺍﳊﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﺯﺝ ﻣﻨﺎﺿﻠﻴﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﺴﺠﻮﻥ ﻭﺗﺰﻭﻳﺮ ﺍﻹﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ‪.‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻷﺟﻨﱯ ﻳﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻜﻢ ﻭﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﰲ ﳎﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ‪ ،‬ﻗﺎﻡ ﺑﺘﺤﺮﻳﻒ ﻭﺗﺰﻳﻴﻒ‬ ‫ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﳊﻘﻴﻘﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺮﻓﻊ ﺷﻌﺎﺭﺍﺕ ﰲ ﺑﻼﺩﻩ ﲣﺘﻔﻲ ﰲ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﳌﺴﺘﻌﻤﺮﺓ‪ ،‬ﻓﻜﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺭﺩ ﻓﻌﻞ‬ ‫ﻋﻜﺴﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﲔ ﻭﺍﻟﺜﻮﺍﺭ ﻭﺍﳌﺜﻘﻔﲔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﺰﻋﻤﻮﺍ ﺣﺮﻛﺎﺕ ﺗﻄﺎﻟﺐ ﺑﺮﺣﻴﻞ ﺍﻹﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﻭﻧﺎﺩﻭﺍ‬ ‫ﺑﺎﻹﺳﺘﻘﻼﻝ ﻭﺍﳊﺮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﻣﻄﺎﻟﺒﻬﻢ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺇﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻭﺁﺳﻴﺎ ﻭﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﺍﻟﻼﺗﻴﻨﻴﺔ "ﻧﻘﺎﻁ ﺿﻌﻒ‬ ‫ﻭﺍﳌﻮﺍﺿﻴﻊ ﺍﻟﱵ ﻳﺴﻬﻞ ﺍﻹﺳﺘﻴﻼﺀ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﱪﺍﻃﻮﺭﻳﺔ‪ ،‬ﲝﻜﻢ ﺇﺳﺘﻌﻤﺎﺭﻱ ﻭ ﺗﻠﻚ ﻫﻲ ﺍﳌﻨﻄﻠﻘﺎﺕ ﻟﻠﻌﺎﺻﻔﺔ‬ ‫ﺍﻟﺜﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﺻﻔﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺸﻜﻞ ﺍﻟﺼﻔﻌﺎﺕ ﺍﻟﻘﻮﻳﺔ ﻟﻺﺳﺘﻌﻤﺎﺭ")‪ (3‬ﻭﺍﻧﺘﺸﺮﺕ ﺍﻟﺜﻮﺭﺍﺕ ﺍﳌﻨﺎﻫﻀﺔ‬ ‫ﻟﻺﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﰲ ﻛﺎﻣﻞ ﺃﳓﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺴﺎﳘﺔ ﺍﳌﺜﻘﻔﲔ ﻛﺒﲑﺓ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺜﻮﺭﺍﺕ" ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻣﺖ‬ ‫ﺍﳊﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺍﳌﻨﺎﺩﻳﺔ ﺑﺎﻹﺳﺘﻘﻼﻝ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﻣﺜﻘﻔﲔ ﻗﻮﻣﻴﲔ" )‪.(4‬‬ ‫ﺃﺭﺍﺩﻭﺍ ﲢﻘﻴﻖ ﺗﻄﻠﻌﺎﺕ ﳎﺘﻤﻌﺎ‪‬ﻢ ﻟﻠﺤﺮﻳﺔ ﻭﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻹﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﳜﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺷﻌﺒﻬﻢ ﰲ‬ ‫ﻣﺼﺎﳊﻪ ﻭﺛﻘﺎﻓﺘﻪ‪ ،‬ﻓﺤﻤﻞ ﺍﳌﺜﻘﻔﻮﻥ ﻟﻮﺍﺀ ﺍﻹﺳﺘﻘﻼﻝ ﻭﻗﺎﻣﻮﺍ ﺑﺪﻭﺭ ﻓﻌﺎﻝ ﰲ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺿﺪ ﺍﳊﻜﻢ‬ ‫ﺍﻹﺳﺘﻌﻤﺎﺭﻱ ﻭﻋﺎﺩﺓ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻃﻼﺏ ﺍﳉﺎﻣﻌﺎﺕ ﻫﻢ ﲪﻠﺔ ﻟﻮﺍﺀ ﺣﺮﻛﺎﺕ ﺍﻹﺳﺘﻘﻼﻝ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻳﻌﻤﻞ ﺍﻟﺬﻳﻦ‬ ‫ﺇﻫﺘﻤﻮﺍ ﰲ ﺍﳋﺎﺭﺝ ﻋﻠﻰ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺃﺣﺰﺍﺏ ﻭﻃﻨﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ‪ .‬ﻫﺆﻻﺀ ﺍﳌﺜﻘﻔﻮﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺩﺭﺳﻮﺍ ﰲ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﻭﻋﺮﻓﻮﺍ‬ ‫ﻣﻌﲎ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﳊﻘﻴﻘﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﺭﺍﺩﻫﻢ ﺍﻹﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﻹﺳﺘﻌﻤﺎﳍﻢ ﻛﻮﺳﻴﻠﺔ ﻟﺘﱪﻳﺮ ﺃﺳﺎﻟﻴﺒﻪ ﺍﻟﻘﻤﻌﻴﺔ ﻟﻜﻨﻬﻢ‬ ‫ﻭﻗﻔﻮﺍ ﺿﺪ ﺳﻴﺎﺳﺘﻪ ﺍﻟﻈﺎﳌﺔ ﺍﳌﻨﺎﻓﻴﺔ ﻟﻠﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻓﻮﻗﻔﻮﺍ ﺟﻨﺒﺎ ﺇﱃ ﺟﻨﺐ ﻣﻊ ﺣﺎﻣﻠﻲ ﺍﻟﺴﻼﺡ‪ ،‬ﻭﺇﺫﺍ ﺗﺴﺎﺀﻟﻨﺎ‬ ‫ﺃﻳﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻹﺷﺘﺮﺍﻛﻴﺔ ﺧﻼﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻐﲑﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﻭ ﰲ ﺃﻱ ﺻﻒ ﺗﻘﻒ‪ .‬ﳒﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻭﻝ‬ ‫ﺍﻹﺷﺘﺮﺍﻛﻴﺔ ﺗﺴﺎﻧﺪ ﺍﳊﺮﻛﺎﺕ ﺍﻹﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻭﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺮﻛﺎﺕ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ‬ ‫ﻧﺴﺘﻨﺘﺠﻪ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻗﻮﻝ ﺃﺣﺪ ﺃﻛﱪ ﺯﻋﻤﺎﺀ ﺍﻹﺷﺘﺮﺍﻛﻴﺔ ﻭﻫﻮ ﻣﻮﺕ ﺳﻲ ﺗﻮﻧﻎ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻝ‪ ":‬ﺃﻧﻪ ﳌﻦ ﻭﺍﺟﺐ‬

‫‪ - 3‬ﻣﻠﺤﻢ ﻗﺮﺑﺎﻥ‪ ،‬ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ‪،‬ﻟﻘﻮﺓ‪ ،‬ﺍﳌﺆﺳﺴﺔ ﺍﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﻭﺍﻟﻨﺸﺮ ﻭﺍﻟﺘﻮﺯﻳﻊ‪ ،1983 ،‬ﺹ‪.255‬‬ ‫‪ -4‬ﺗﻮﻡ ﺑﻮﺗﻮﻣﻮﺭ‪،‬ﺍﻟﺼﻔﻮﺓ ﻭﺍ‪‬ﺘﻤﻊ‪ ،‬ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﰲ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ‪ ،‬ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﳌﺘﺮﲨﲔ‪ ،‬ﻁ ‪ 1978 ،2‬ﺹ‪112‬‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪-‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ـــــــــــــ ‪153‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــ ﺩ‪ .‬ﻓﺎﺗﺢ ﻋﻤﺎﺭﺓ‪ :‬ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺪﳝﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ‪ .‬ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺃﻡ ﻏﺎﻳﺔ؟‬

‫ﺩﻭﻝ ﺍﳌﻌﺴﻜﺮ ﺍﻹﺷﺘﺮﺍﻛﻲ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺃﻥ ﲤﺪ ﺑﺴﺮﻋﺔ‪ ،‬ﺑﺪﻭﻥ ﺗﺮﺩﺩ ﻳﺪ ﺍﳌﺴﺎﻋﺪﺓ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻟﱵ ﺗﺜﻮﺭ‬ ‫ﺇﺳﺘﺮﺩﺍﺩ ﳊﻘﻬﺎ ﺍﳌﻐﺘﺼﺐ" )‪.(5‬‬ ‫ﻭﻛﺎﻥ ﻫﺪﻑ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺴﺎﻋﺪﺍﺕ ﻫﻮ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻔﻮﺫ ﻭﺍﻟﺘﻮﺍﺟﺪ ﺍﻹﻣﱪﻳﺎﱄ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻭﲢﻘﻴﻖ‬ ‫ﺃﻛﱪ ﻋﺪﺩ ﳑﻜﻦ ﻣﻦ ﺃﻧﺼﺎﺭ ﺍﻹﺷﺘﺮﺍﻛﻴﺔ‪ ،‬ﲝﻴﺚ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﻘﻮﻡ ‪‬ﺎ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﳌﻈﻠﻮﻣﺔ ﻭﺍﻟﺸﻌﻮﺏ‬ ‫ﺍﳌﺴﺘﻐﻠﺔ ﺣﻠﻴﻔﺎ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻟﻠﻘﻮﻯ ﺍﻹﺷﺘﺮﺍﻛﻲ"‪ .‬ﻭﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺗﺒﻨﺖ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺑﻌﺪ ﺇﺳﺘﻘﻼﳍﺎ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ‬ ‫ﺍﻹﺷﺘﺮﺍﻛﻴﺔ ﰲ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺳﻴﺎﺳﺘﻬﺎ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﰲ ﺇﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎ‪‬ﺎ ﻭﺍﳌﻼﺣﻆ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﺳﺘﻘﻼﻝ ﻗﺪ ﺇﺧﺘﻠﻒ ﻣﻦ‬ ‫ﳎﺘﻤﻊ ﺇﱃ ﺁﺧﺮ ﺣﻴﺚ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﳎﺘﻤﻌﺎﺕ ﻧﺎﻟﺖ ﺇﺳﺘﻘﻼﳍﺎ ﺍﻟﺘﺎﻡ ﻭﳎﺘﻤﻌﺎﺕ ﺃﺧﺮﻯ ﺑﻘﻲ ﺇﺳﺘﻘﻼﳍﺎ ﺳﻴﺎﺳﻴﺎ‬ ‫ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻳﻬﻤﻨﺎ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﺗﺒﻴﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﻗﻊ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺑﲔ ﺍﻟﻘﻄﺒﲔ )ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻲ‬ ‫ﻭﺍﻟﻠﺒﲑﺍﱄ(‪.‬‬ ‫‪ -5‬ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﰊ‪:‬‬

‫ﺇﻥ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﰲ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻳﺪﺧﻠﻨﺎ ﰲ ﻣﻔﺎﺭﻗﺎﺕ ﻛﺜﲑﺓ ﻭ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺫﻟـﻚ ﻻ‬ ‫ﻳﻬﻤﻨﺎ ﰲ ﳎﺎﻝ ﲝﺜﻨﺎ ﻭ ﻳﻀﻌﻨﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﻭﺿﻊ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍ‪‬ﺘﻤﻌﺎﺕ ﺇﺫ ﻋﺮﻓﺖ ﺃﻧﻈﻤـﺔ ﺳﻴﺎﺳـﻴﺔ ﳐﺘﻠﻔـﺔ‬ ‫ﺗﺮﺍﻭﺣﺖ ﻣﺎ ﺑﲔ ﺍﳌﻠﻜﻴﺔ ﻭ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻭﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ‪.‬‬ ‫ﻭﺑﺎﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﱃ ﺩﺳﺎﺗﲑ ﻫﺬﻩ ﺍ‪‬ﺘﻤﻌﺎﺕ ﳒﺪ ﺃ‪‬ﺎ ﺗﻨﺎﺩﻱ ﻛﻠﻬﺎ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ﺑﻀﺮﻭﺭﺓ ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﺩﻳﺔ ﺍﳊﺰﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ‪ ،‬ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻳﱪﺯ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﻣﺎ‬ ‫ﻓﺘﺌﺖ ﺃﻥ ﺗﻨﻜﺮﺕ ﳍﺬﻩ ﺍﳌﺒﺎﺩﺉ ﻭﺍﺳﺘﻤﺮﺕ ﰲ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻷﺣﺎﺩﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺼﻲ ﺃﻱ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﺪﺩﻳﺔ‪ ،‬ﻭﻫﺬﺍ‬ ‫ﻳﻮﺣﻲ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺍﻟﺜﻘﺎﰲ ﳍﺬﻩ ﺍ‪‬ﺘﻤﻌﺎﺕ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﺗﺴﻠﻄﻴﺎ ﳛﺘﺎﺝ ﺇﱃ ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻭﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﻮﻋﻲ‪ ،‬ﲟﺎ ﺗﻠﻌﺒﻪ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﻧﺸﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻋﻲ‪ .‬ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﺍ‪‬ﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ‬ ‫ﺃﻗﺮﻧﺖ ﺍﲰﻬﺎ ﺍﻟﺮﲰﻲ ﺑﺎﻟﺼﻔﺔ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ‪ ،‬ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ﻳﺒﻘﻰ ﻏﺎﺋﺒﺎ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﰊ‬ ‫ﻣﺎ ﻫﻲ ﺇﻻ ﳏﺎﻛﺎﺓ ﻟﻨﻤﺎﺫﺝ ﻏﺮﺑﻴﺔ ﻻ ﺗﺘﻤﺎﺷﻰ ﻣﻊ ﺭﻭﺡ ﻭﺛﻘﺎﻓﺔ ﻫﺬﻩ ﺍ‪‬ﺘﻤﻌﺎﺕ‪ ،‬ﻭﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﻫﺮﻭﺑﺎ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻫﺮﺑﻮﺍ ﲢﺖ ﻟﻮﺍﺀ ﺍﻹﺷﺘﺮﺍﻛﻴﺔ ﻭﺍﻟﺸﻌﻮﺑﻴﺔ ﻭﻳﺬﻫﺐ ﳏﻤﺪ ﳎﺪﻭﺏ ﰲ‬

‫‪ - 5‬ﻣﻠﺤﻢ ﻗﺮﺑﺎﻥ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪،‬ﺹ‪.255‬‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪-‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ـــــــــــــ ‪154‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ﻫﺬﺍ ﻗﺎﺋﻼ‪":‬ﻳﺆﳌﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺘﻌﺮﻑ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﰲ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻷﻗﻄﺎﺭ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻧﺺ ﺩﺳﺘﻮﺭﻱ ﺟﺎﻣﺪ ﺃﻭ ﺳﺮﺍﺏ‬ ‫ﺩﺳﺘﻮﺭﻱ ﺧﺎﺩﻉ‪ ،‬ﺃﻭ ﻭﺍﺟﻬﺔ ﺩﺳﺘﻮﺭﻳﺔ ﻣﻨﻤﻘﺔ ﻻ ﻭﺍﻗﻊ ﳏﺴﻮﺱ ﻳﻌﻴﺸﻪ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻭﻳﻨﻌﻢ ﲞﲑﺍﺗﻪ")‪.(6‬‬ ‫ﻓﺎﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﲢﻮﻟﺖ ﺇﱃ ﺣﻜﻢ ﺍﺳﺘﺒﺪﺍﺩﻱ ﺗﻘﻮﻡ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺑﺄﻭﺣﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﰲ‬ ‫ﺍﻹﲡﺎﻫﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭﻫﺬﺍ ﺃﺩﻯ ﻓﻌﻼ ﺇﱃ ﺗﺸﻮﻳﻬﺎﺕ ﺧﻄﲑﺓ ﺟﺪﺍ ﻻ ﺯﺍﻟﺖ ﻫﺬﻩ‬ ‫ﺍ‪‬ﺘﻤﻌﺎﺕ ﺗﻌﺎﱐ ﻣﻦ ﺍﺫﻳﺎﻝ ﻣﺴﺎﻭﺋﻬﺎ ﰲ ﻛﻞ ﺍﻹﲡﺎﻫﺎﺕ ﺳﻮﺍﺀ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﻮﺟﻬﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ‬ ‫ﺃﻭ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ‪ .‬ﻭ ﻫﻲ ﻛﻠﻬﺎ ﺃﻣﻮﺭ ﺍﻧﻌﻜﺴﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﻠﺸﻌﺐ ﻭﺑﺎﻟﺪﺭﺟﺔ‬ ‫ﺍﻷﻭﱃ ﺍﻟﻄﺒﻘﺔ ﺍﳌﺜﻘﻔﺔ ﺍﻟﱵ ﳍﺎ ﺣﺴﺎﺳﻴﺔ ﺃﻛﺜﺮ‪ .‬ﻭﻫﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﺘﺼﺎﻕ ﺑﺸﻌﺒﻬﺎ‪ ،‬ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻭﺟﺪﺕ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺃﻣﺎﻡ‬ ‫ﻭﺍﻗﻊ ﻣﺮ‪ ،‬ﺃﻱ ﺑﲔ ﺃﻣﺮﻳﻦ ﺇﻣﺎ ﺍﻹﻧﻀﻮﺍﺀ ﲢﺖ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻜﻮﺕ‪ .‬ﻓﺎﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ " ﺗﻘﻮﻡ ﺑﺘﺤﺮﱘ‬ ‫ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻵﺧﺮ ﻭﻗﻤﻊ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺍﻟﱵ ﺗﺒﺪﻱ ﻋﺪﻡ ﺭﺿﺎﻫﺎ‪ ،‬ﻗﺪ ﻳﺼﻞ ﺫﻟﻚ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﺼﻔﻴﺔ‬ ‫ﺍﳉﺴﺪﻳﺔ")‪ .(7‬ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻓﺸﻠﺖ ﰲ ﲢﻘﻴﻖ ﺍﳌﺮﺟﻮ ﻣﻨﻬﺎ ﻭ ﲢﻮﻟﺖ ﰲ ﺍﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ‬ ‫ﺇﱃ "ﺩﻳﻜﺘﺎﺗﻮﺭﻳﺔ ﻋﺎﺗﺒﺔ ﺁﺩﺍ‪‬ﺎ ﻭ ﺭﻣﺰﻫﺎ ﺍﳌﺨﺎﺑﺮﺍﺕ ﻭﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﻷﻣﻦ ﻭﻫﺪﻓﻬﺎ ﻣﺼﺎﺩﺭﺓ ﺍﳊﺮﻳﺎﺕ ﻭﺍﻹﻋﺘﺪﺍﺀ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﻹﺳﺘﺌﺜﺎﺭ ﺑﺎﳊﻜﻢ ﻭ ﺍﳌﻨﺎﻓﻊ")‪.(8‬‬ ‫ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﳏﺎﻭﻻﺕ ﺍﻹﻧﻘﻼﺑﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺭﻛﺒﺖ ﻣﻮﺟﺔ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﱵ ﺗﻌﲏ ﻓﻴﻤﺎ ﺗﻌﻨﻴﻪ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻌﲔ‪ ،‬ﻟﻜﻨﻬﺎ ﰲ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﺗﻌﻤﻴﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺣﻴﺚ ﲰﺤﺖ‬ ‫ﻟﻨﻔﺴﻬﺎ ﳑﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﳌﻨﻔﺬ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺃﻱ ﺍﻷﺑﻮﺓ ﺑﺸﻜﻠﻬﺎ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﰲ‪.‬‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻭﺻﻠﺖ ﺍﻹﺷﺘﺮﺍﻛﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺇﱃ ﺍﳊﻜﻢ ﰲ ﻋﺪﺓ ﺑﻠﺪﺍﻥ ﺇﻣﺎ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻹﻧﻘﻼﺑﺎﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺃﻭ‬ ‫ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺣﺮﺏ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻓﻌﻤﺪ ﺭﻭﺍﺩ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻹﺷﺘﺮﺍﻛﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻃﺎﺣﺔ ﺑﺎﻟﻨﻈﻢ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ‬ ‫ﺍﳌﻠﻜﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻹﺳﺘﻌﻤﺎﺭﻳﺔ ﻭﺇﺣﻼﻝ ﳏﻠﻬﺎ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺃﺧﻔﺖ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺀﻫﺎ ﺍ‪‬ﻤﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﻨﻔﻌﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻣﻦ‬ ‫ﺃﺑﺮﺯ ﲡﺎﺭﺏ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻹﺷﺘﺮﺍﻛﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ‪.‬‬

‫‪ - 6‬ﺩ‪ .‬ﳏﻤﺪ ﳎﺪﻭﺏ‪ ،‬ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﻭﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ‪ ،‬ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ﻋﻮﻳﺪﺍﺕ‪ ،‬ﺑﲑﻭﺕ‪ ،1980 ،‬ﺹ‪.59‬‬ ‫‪ 7‬ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻫﻼﻝ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ﺫﻛﺮﻩ‪ ،‬ﺹ‪.49‬‬ ‫‪ - 8‬ﻣﺎﺯﻥ ﺍﻟﺒﻨﺪﻙ‪ ،‬ﳎﻠﺔ ﺍﳉﻴﻞ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ﺹ‪27‬‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪-‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ـــــــــــــ ‪155‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــ ﺩ‪ .‬ﻓﺎﺗﺢ ﻋﻤﺎﺭﺓ‪ :‬ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺪﳝﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ‪ .‬ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺃﻡ ﻏﺎﻳﺔ؟‬

‫ﻭﻗﺪ ﲤﻴﺰﺕ ﺍﻹﺷﺘﺮﺍﻛﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﻦ ﺍﻹﺷﺘﺮﺍﻛﻴﺔ ﺍﳌﺎﺭﻛﺴﻴﺔ ﺑﺘﺄﻛﻴﺪﻫﺎ ﻋﻠﻰ "ﺣﻖ ﺍﳌﻠﻜﻴﺔ ﺍﳋﺎﺻﺔ‬ ‫ﻭﺣﺮﺻﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﺭﻓﺾ ﺍﻟﻌﻠﻤﻨﺔ ﻭﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﺍﻟﻄﺒﻘﻲ")‪ .(9‬ﻟﻜﻦ ﺍﻹﺷﺘﺮﺍﻛﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻧﺎﻗﻀﺖ‬ ‫ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺪﻋﻮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﰲ ﺩﺳﺎﺗﲑﻫﺎ ﻛﻤﺎ ﺃﺷﺮﻧﺎ ﺇﱃ ﺫﻟﻚ ﺳﺎﺑﻘﺎ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﺍﻹﺳﺘﻘﻼﻝ‬ ‫ﺍﻟﻄﺒﻘﻲ ﻭﳘﻨﺔ ﺍﻟﻄﺒﻘﺔ ﺍﻟﻐﻨﻴﺔ ﻭﺍﺿﺤﺎ‪ :‬ﺣﻴﺚ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﺳﺎﺗﲑ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ " ﻟﻴﺴﺖ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﻗﻮﻯ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﰲ‬ ‫ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻌﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﻔﻼﺣﲔ ﻭﺍﳌﺜﻘﻔﲔ‪ ،‬ﲢﺖ ﻏﻄﺎﺀ ﺍﻟﺜﻮﺭﻳﺔ ﻭﺍﻹﺷﺘﺮﺍﻛﻴﺔ ﻭﻻ ﻫﻲ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﲨﺎﻫﲑﻱ ﳝﺎﺭﺱ‬ ‫ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻓﻮﻕ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺑﻞ ﻫﻮ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺣﻜﻮﻣﻲ ﲤﺎﺭﺱ ﻣﻦ ﺧﻼﳍﺎ ﺳﻠﻄﺘﻬﺎ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﺸﻌﺐ")‪.(10‬‬ ‫ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺳﺘﻮﺭﺩﺗﻪ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻻ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺍﻟﻌﺮﰊ‬ ‫ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻳﺔ ﻷﻧﻪ ﻏﲑ ﻣﻨﺒﺜﻖ ﻣﻦ ﻭﺍﻗﻊ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻭﻻ ﻣﻦ ﺛﻘﺎﻓﺘﻪ ﻓﻼ ﻣﻔﺮ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﻌﺮﺽ ﻟﻠﺘﻐﲑﺍﺕ ﻭ‬ ‫ﺍﻟﻔﺸﻞ " ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺮﺩﻭﺩﻩ ﻋﻜﺴﻴﺎ")‪ .(11‬ﻓﻬﻮ ﺑﻌﻴﺪ ﻛﻞ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ‬ ‫ﺭﻏﺒﺎﺕ ﺍﳉﻤﺎﻫﲑ ﻭ ﺗﻄﻠﻌﺎ‪‬ﺎ" ﻓﺎﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﲡﻬﻞ ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺻﺢ ﺗﺘﺠﺎﻫﻞ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﳉﻤﺎﻫﲑ")‪.(12‬‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻭﺿﻌﺖ ﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﲢﺖ ﺿﻐﻮﻃﺎﺕ ﺩﺍﺧﻠﻴﺔ‬ ‫ﻭﺧﺎﺭﺟﻴﺔ ﻛﺒﲑﺓ‪.‬‬ ‫‪-6‬ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ‪:‬‬ ‫ﲟﺎ ﺃﻥ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻭ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻓﻘﺪ ﺭﺃﻳﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺘﻄﺮﻕ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﰲ ﺍﳉﺰﺀ ﺍﳋـﺎﺹ ﺑـﺎﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌـﺮﰊ‬ ‫ﻭﺳﻴﺘﻮﺿﺢ ﻟﻨﺎ ﺫﻟﻚ ﺃﻛﺜﺮ ﰲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﳌﻴﺪﺍﱐ‪ .‬ﻭ ﻗﺪ ﺭﺃﻳﻨﺎ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﳌﻔﻴﺪ ﻧﺘﺴﻬﻞ ﺣﺪﻳﺜﻨﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴـﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋـﺮ‬ ‫ﺑﺈﻟﻘﺎﺀ ﻧﻈﺮﺓ ﻭﻟﻮ ﻋﺎﺑﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﺮﺯ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﺘﻐﲑﺍﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﻗﺼـﺪ‬ ‫ﻓﻬﻢ ﺍﳊﺎﺿﺮ ﻭﻭﻋﻴﻪ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺃﺭﺷﻴﻒ ﺍﳌﺎﺿﻲ‪ ،‬ﻭ ﺫﻟﻚ ﺑﺪﺀﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮﻳﺔ ﺍﻟﻜﱪﻯ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ ﺛـﻮﺭﺓ‬ ‫ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺇﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺇﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﺣﻴﺚ ﺣﺎﻭﻟﺖ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﺜﻮﺭﺍﺕ ﺍﻷﻭﱃ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﺍﳌﺴـﺘﻘﻠﺔ ﻭ ﺷـﻜﻠﺖ‬ ‫ﺍﳉﺬﻭﺭ ﺍﻟﺘﺎﺭﳜﻴﺔ ﻟﻠﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﲣﺖ ﺷﻌﺎﺭ" ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻭﺑﺎﻟﺸﻌﺐ ﻭﺇﱃ ﺍﻟﺸﻌﺐ"‪.‬‬ ‫‪ -9‬ﺣﻠﻴﻢ ﺑﺮﻛﺎﻥ‪ ،‬ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮ‪ ،‬ﻣﺮﻛﺰ ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ‪ ،‬ﺑﲑﻭﺕ‪ 1986 ،‬ﺹ‪.545‬‬ ‫‪ -10‬ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻫﻼﻝ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ﺹ‪.48‬‬ ‫‪ -11‬ﳏﻤﺪ ﺳﻴﺪ ﺃﲪﺪ‪ ،‬ﻣﺼﺮ ﺑﻌﺪ ﺍﳌﻌﺎﻫﺪﺓ‪ ،‬ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻟﻠﻨﺸﺮ‪ ،‬ﺑﲑﻭﺕ‪ ،1982 ،‬ﺹ‪.75‬‬ ‫‪-12‬ﳏﻤﺪ ﳎﺪﻭﺏ‪-‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ﺹ‪.73‬‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪-‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ـــــــــــــ ‪156‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ﻓﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﲪﻠﺖ ﻣﻌﻬﺎ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﰲ ﺇﻃﺎﺭ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﺍﻹﺷﺘﺮﺍﻛﻴﺔ ﻭﺳﻠﻄﺔ ﰲ ﺃﻳﺪﻱ‬ ‫ﺍﻟﺸﻌﺐ‪ ،‬ﻭﺇﺳﺘﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺑﺎﻋﻄﺎﺀ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺩﻭﺭﻫﺎ ﻛﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﻃﻨﻴﺔ ﻭﳏﺎﺭﺑﺔ ﺍﳍﻴﻤﻨﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﻓﻤﻬﺎﻡ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ" ﻣﻬﺎﻡ ﻫﺎﺋﻠﺔ ﻭﻻ ﳝﻜﻦ ﺍﳒﺎﺯﻫﺎ ﺑﻄﺒﻘﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻣﻬﻤﺎ‬ ‫ﻛﺎﻧﺖ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﺳﺘﻨﺎﺭ‪‬ﺎ‪ .‬ﻓﺎ‪‬ﺘﻤﻊ ﻭﺣﺪﻩ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﳒﺎﺯﻫﺎ ﻭﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﻫﻮ ﺍﻟﻔﻼﺣﻮﻥ ﻭﺍﻟﻌﻤﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻮﻡ‬ ‫ﻭﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﺍﳌﺜﻘﻔﻮﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭﻳﻮﻥ")‪.(13‬‬ ‫ﻟﻜﻦ ﺍﻹﺳﺘﻘﻼﻝ ﻳﻌﻄﻲ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺁﻣﺎﻻ ﺑﻐﲑ ﺣﺪﻭﺩ ﰲ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺃﻓﻀﻞ ﻟﻜﻦ ﺍﳌﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻻ ﺗﻜﻔﻲ‪.‬‬ ‫ﻭﰲ ﻇﻞ ﺍﻹﺣﺒﺎﻁ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﻭﺧﻴﺒﺔ ﺍﻷﻣﻞ ﰲ ﺃﺣﻼﻡ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﲢﺪﺙ ﻫﺰﺍﺕ ﻋﻨﺪ ﻓﺌﺎﺕ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ‪ ،‬ﻭﻫﻨﺎ ﻳﻬﻲﺀ‬ ‫ﺍﳌﻨﺎﺥ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﳝﻬﺪ ﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﳉﻴﻮﺵ ﰲ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻷﻭﻃﺎﻧﻪ‪ ،‬ﻭﻫﻨﺎ ﺗﻐﻴﺐ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﺗﺴﺘﻮﱄ‬ ‫ﺍﻟﻄﻼﺋﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻏﲑ ﺳﻠﻴﻤﺔ")‪ .(14‬ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﺇﺛﺮ ﺍﻧﻘﻼﺏ ‪ 19‬ﺟﻮﺍﻥ ‪ 1965‬ﻭﺍﲣﺬﺕ‬ ‫ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺑﺬﻟﻚ ﺃﺑﻌﺎﺩ ﺛﻮﺭﻳﺔ ﺃﻛﱪ‪.‬‬ ‫ﺃ‪ -‬ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﰲ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ‪:‬‬

‫ﻟﻘﺪ ﺍﻧﺘﻬﺠﺖ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ‪‬ﺠﺎ ﺍﺷﺘﺮﺍﻛﻴﺎ ﺗﺒﻌﺎ ﻟﻈﺮﻭﻑ ﺗﺎﺭﳜﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻳﻘﻮﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻬﺞ ﺍﻹﺷﺘﺮﺍﻛﻲ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﳌﺴﺎﻭﺍﺓ ﰲ ﺍﳊﻘﻮﻕ‪ ،‬ﻭﻧﻈﺎﻡ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﳊﺰﺏ ﺟﺒﻬﺔ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺍﳌﻌﺪﻝ ﺳﻨﺔ ‪1983‬‬ ‫ﻭﺍﳌﺴﺘﻤﺪﺓ ﺃﺻﻼ ﻣﻦ ﺍﳌﻴﺜﺎﻕ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﰲ ﺻﻴﻔﺘﻪ ﺍﻷﻭﱃ ﺣﻴﺚ ﺍﻋﺘﱪ ﺃﻥ "ﺣﺰﺏ ﺟﺒﻬﺔ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﻫﻮ‬ ‫ﺍﳊﺰﺏ ﺍﻟﻄﻼﺋﻌﻲ ﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻭﺗﻨﻈﻴﻤﻪ ﻟﺘﺠﺴﻴﺪ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﻧﻮﻓﻤﱪ ‪ 1954‬ﻭﲢﻘﻴﻖ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﺍﻹﺷﺘﺮﺍﻛﻴﺔ‪،‬‬ ‫ﻭﻫﻮ ﺍﳊﺰﺏ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﰲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭﻫﻮ ﺩﻟﻴﻞ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻹﺷﺘﺮﺍﻛﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﳌﺴﲑﺓ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ‪ ،‬ﻭﻫﻮ ﺍﳊﺰﺏ‬ ‫ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﰲ ﳎﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻭﺍﻟﺘﻨﺸﻴﻂ ﻭﺍﻟﺮﻗﺎﺑﺔ" )‪.(15‬‬ ‫‪ -13‬ﻗﺮﺍﺀﺍﺕ ﰲ ﻣﻴﺜﺎﻕ ﻃﺮﺍﺑﻠﺲ‪ ،‬ﻛﺘﺎﺏ ﻣﺪﺭﺳﻲ‪-‬ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‪-‬ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﺛـﺎﻧﻮﻱ‪-‬ﺍﳌﻌﻬـﺪ ﺍﻟﺘﺮﺑـﻮﻱ ﺍﻟـﻮﻃﲏ‬ ‫ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ‪-‬ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ‪ ،1987-1986-‬ﺹ‪56،2‬‬ ‫‪- 14‬ﻋﻤﺮ ﺻﺪﻭﻕ‪ ،‬ﺁﺭﺍﺀ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ‪ ،‬ﺩﻳﻮﺍﻥ ﺍﳌﻄﺒﻮﻋﺎﺕ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ‪.1995 ،‬ﺹ ‪- 08.3‬ﺣﺰﺏ ﺟﺒﻬﺔ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ‪-‬‬ ‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﳊﺰﺏ ﺟﺒﻬﺔ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ –ﺍﳌﻌﺪﻝ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﳋﺎﻣﺲ ﺍﳌﻨﻔﺪ ﰲ ﺩﻳﺴﻤﱪ ‪ 1983‬ﻧﺸﺮ ﺓ ﺗﻮﺯﻳﻊ ﻗﻄﺎﻉ‬ ‫ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻭ ﺍﻟﺘﻨﺸﻴﻂ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﺹ‪05‬‬ ‫‪- 15‬ﺣﺰﺏ ﺟﺒﻬﺔ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ‪-‬ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﳊﺰﺏ ﺟﺒﻬﺔ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ –ﺍﳌﻌﺪﻝ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﳋﺎﻣﺲ ﺍﳌﻨﻔﺪ ﰲ ﺩﻳﺴﻤﱪ‬ ‫‪ 1983‬ﻧﺸﺮ ﺓ ﺗﻮﺯﻳﻊ ﻗﻄﺎﻉ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻭ ﺍﻟﺘﻨﺸﻴﻂ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﺹ‪05‬‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪-‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ـــــــــــــ ‪157‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــ ﺩ‪ .‬ﻓﺎﺗﺢ ﻋﻤﺎﺭﺓ‪ :‬ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺪﳝﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ‪ .‬ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺃﻡ ﻏﺎﻳﺔ؟‬

‫ﻓﺎﳉﺰﺍﺋﺮ ﺍﻹﺷﺘﺮﺍﻛﻴﺔ ﻃﺒﻘﺖ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﳊﺰﺏ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﰲ ﺍﳊﻜﻢ‪ ،‬ﻭﻫﻮ ﺍﳊﺰﺏ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ ﺃﻱ ﺣﺰﺏ ﺟﺒﻬﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺣﻴﺚ ﺭﺃﻯ ﺗﻌﺪﺩ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﻟﻴﺲ ﰲ ﺣﺪ ﺫﺍﺗﻪ ﻣﻘﻴﺎﺳﺎ ﻟﻠﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﻻ ﻟﻠﺤﺮﻳﺔ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﱄ‬ ‫ﺍﻋﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﺰﺏ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﰲ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‪.‬‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺍﺳﺘﻨﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﺇﱃ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻭ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻤﺎﺕ ﻭﺑﻨﺎﺀ ﻗﻄﺎﻉ‬ ‫ﻋﻤﻮﻣﻲ ﻭﺍﺳﻊ ﻭﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﺍﳌﺨﻄﻄﺎﺕ ﺍﻟﺘﻨﻤﻮﻳﺔ‪.‬‬ ‫ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﰲ ﺑﻨﻴﺔ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﺍﺑﺮﺯﺕ‬ ‫ﺩﻭﺭ ﺍﳌﺜﻘﻒ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻠﺤﻮﻅ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺟﻬﻮﺩﻩ ﰲ ﺗﻨﻮﻳﺮ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﺑﺎ‪‬ﺘﻤﻊ ﲝﻴﺚ " ﱂ ﻳﻌﺪ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﺴﻬﻞ ﺗﻌﺒﺌﺔ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﻭ ﺗﻮﺟﻴﻬﻪ ﺇﻻ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻔﺌﺔ ﺍﳌﺜﻘﻔﺔ ﺍﻟﻮﺍﻋﻴﺔ ﺑﺪﻭﺭﻫﺎ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﰲ ﺗﻨﻮﻳﺮ‬ ‫ﺍﳌﻮﺍﻃﻦ ﲟﺎ ﺗﺘﻀﻤﻨﻪ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﳊﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺤﻮﻻﺕ ﺍﻟﺜﻮﺭﻳﺔ")‪ .(16‬ﻭﻗﺪ ﺍﺻﻄﺪﻡ ﺍﳌﺜﻘﻒ‬ ‫ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﺑﺘﺸﺮﻳﻌﺎﺕ ﺍﳊﺰﺏ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺍﻟﱵ ﻗﻴﺪﺕ ﺁﺩﺍﺀﻩ ﻭﺃﻓﻜﺎﺭﻩ ﻭﻗﺘﻞ ﻓﻴﻪ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻨﻘﺪ‬ ‫ﻭﺍﳌﺒﺎﺩﺭﺓ ﻭﺍﻟﻄﻤﻮﺡ ﻭﺟﻌﻠﺘﻪ ﻳﺘﻤﺎﺷﻰ ﻭﻓﻖ ﺑﺪﺍﺋﻞ ﻭﻣﺼﺎﱀ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﳊﻜﺎﻡ‪.‬‬ ‫ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻜﺜﲑﻳﻦ ﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﳌﺜﻘﻔﲔ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﳛﻤﻠﻮﻥ ﺗﻨﺎﻗﻀﺎﺕ ﻏﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺗﻜﻮﻳﻨﻬﻢ ﻭﺑﻴﺌﺘﻬﻢ‬ ‫ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺷﻌﺎﺭﺍ‪‬ﻢ" ﻓﺘﻜﻮﻳﻨﻬﻢ ﺍﻟﻐﺮﰊ ﰲ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﺣﻴﺎ‪‬ﻢ ﺃﻭ ﻣﻨﺎﺩﺍ‪‬ﻢ ﰲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺑﺎﻟﺸﻌﺎﺭﺍﺕ‬ ‫ﺍﻹﺷﺘﺮﺍﻛﻴﺔ ﻭﻧﻘﺼﻬﻢ ﺍﳌﺰﺩﻭﺝ ﰲ ﺛﻘﺎﻓﺘﻬﻢ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﰲ ﺗﺸﺒﻌﻬﻢ ﺑﺎﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﰲ ﺁﻥ ﻭﺍﺣﺪ")‪ .(17‬ﻛﻞ‬ ‫ﻫﺬﺍ ﺃﻇﻬﺮ ﺗﻨﺎﻗﻀﺎﺕ ﻛﺒﲑﺓ ﻻ ﻳﺸﻌﺮﻭﻥ ‪‬ﺎ ﺃﺛﺮﺕ ﺃﺳﺎﺳﺎ ﰲ ﳎﺘﻤﻌﻬﻢ ﻭﲤﻴﺰﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﺑﺘﻘﻴﻴﺪ ﺣﺮﻳﺔ‬ ‫ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻭﺍﻟﺘﻌﺒﲑ ﻭﲡﻨﻴﺪ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﰲ ﺇﺿﻔﺎﺀ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻜﻢ ﻭﻧﻈﺎﻣﻪ ﺍﻹﺷﺘﺮﺍﻛﻲ‪.‬‬ ‫ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺪﺙ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳﺔ ﺗﻐﲑﺕ ﻣﻌﻪ ﺍﺳﺘﲑﺍﲡﻴﺔ ﺍﻟﻨﻤﻂ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻱ‬ ‫ﺍﻹﺷﺘﺮﺍﻛﻲ ﺣﻴﺚ ﺃﺑﺪﻯ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﳉﺪﻳﺪ "ﺷﺨﺼﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺍﻹﺷﺘﺮﺍﻛﻲ ﲟﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﺣﺘﻜﺎﺭ‬ ‫ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﻘﻄﺎﻋﺎﺕ ﺍﳊﻴﻮﻳﺔ" )‪ .(18‬ﻟﻜﻦ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﳌﺰﺭﻳﺔ ﰲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ‬ ‫‪ -16‬ﳏﻤﺪ ﺍﻟﺴﻮﻳﺪﻱ‪ ،‬ﻣﻘﺪﻣﺔ ﰲ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ‪ ،‬ﲢﻠﻴﻞ ﺳﻴﻠﻮﻟﻮﺟﻲ ﳍﻢ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﺘﻐـﻴﲑ ﰲ ﺍ‪‬ﺘﻤـﻊ ﺍﳉﺰﺍﺋـﺮﻱ‬ ‫ﺍﳌﻌﺎﺻﺮ‪ ،‬ﺩﻳﻮﺍﻥ ﺍﳌﻄﺒﻮﻋﺎﺕ ﺍﳉﺘﻤﻌﻴﺔ‪ ،‬ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ‪ ،‬ﺩﺕ‪ ،‬ﺹ‪45‬‬ ‫‪ 17‬ﺩ‪.‬ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺷﺮﻳﻂ‪ ،‬ﻣﻊ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻭﺍ‪‬ﻬﻮﺩ ﺍﻹﺩﻳﻮﻟﻮﺟﻲ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ‪ ،‬ﺍﳌﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﻜﺘﺎﺏ‪ ،‬ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ‪،‬‬ ‫‪ ،1986‬ﺹ‪.174‬‬ ‫‪ - 18‬ﳏﻤﺪ ﺗﺎﻣﺎﻟﺖ‪ ،‬ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﱪﻛﺎﻥ‪ ،‬ﺣﻘﺎﺋﻖ ﻭﺍﻭﻫﺎﻡ ‪،1999-1988 ،‬ﺹ‪.05‬‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪-‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ـــــــــــــ ‪158‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﺘﻐﲑﺍﺕ ﺍﻟﻜﺜﲑﺓ ﻭ ﺍﳌﺘﻨﻮﻋﺔ ﺍﻟﱵ ﺃﺻﺎﺑﺖ ﻫﻴﺎﻛﻞ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﻛﻜﻞ ﻭﺫﻟﻚ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻹﻋﺘﻤﺎﺩ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻣﺼﺪﺭ ﻭﺍﺣﺪ ﰲ ﺻﺎﺩﺭﺍ‪‬ﺎ‪ ،‬ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺍﻧﻌﻜﺲ ﺍﻧﻌﻜﺎﺳﺎ ﻣﺒﺎﺷﺮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻭﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﳑﺎ ﻭﻟﺪ ﺍﻣﺘﻌﺎﺽ‬ ‫ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺧﻄﲑ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻏﲑ ﻣﻬﻴﺌﺔ ﻟﻜﻞ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ‪.‬‬ ‫ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺍﻷﺛﺮ ﺍﻟﺴﻴﺊ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻴﺔ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ‪ ،‬ﻓﺘﻬﻲﺀ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ‬ ‫ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﺇﱃ ﺍﻧﻘﻼﺑﺎﺕ ﺟﺪﺭﻳﺔ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺃﺣﺪﺍﺙ ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ ‪ 1988‬ﻧﺪﺍﺀﺍ ﺳﺎﺧﻄﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‪-‬‬ ‫ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪-‬ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﳌﺘﺮﺩﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﻭﻟﺪﺕ ﺍﺣﺒﺎﻃﺎﺕ ﻟﺪﻯ ﻓﺌﺔ ﺍﻟﺸﻌﺐ‪ ،‬ﻭﻧﺘﻴﺠﺔ ﻓﻘﺪ ﺃﻏﻠﺐ ﺃﻓﺮﺍﺩ‬ ‫ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﰲ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ‪ ،‬ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﻗﻠﺐ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﰲ ﺣﻴﺎﺓ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ‪.‬‬ ‫ﺏ‪ -‬ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﰲ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ‪:‬‬ ‫ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺘﺤﻮﻻﺕ ﺍﳋﻄﲑﺓ ﺍﻟﱵ ﻋﺮﻓﺘﻬﺎ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ‪ ،‬ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻹﺻﻼﺣﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻗﺎﻡ ‪‬ﺎ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ‬ ‫ﺍﳊﺎﻛﻢ ﺩﺧﻞ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﺇﱃ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﺸﻔﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻧﺎﺿﻞ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﺭﺳﺎﺀ‬ ‫ﻗﻮﺍﻋﺪﻫﺎ ﻭﲡﺴﺪ ﻣﻌﺎﻧﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻴﺪﺍﻧﲔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻲ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‪ ،‬ﻭﰎ ﻓﻌﻼ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﺩﺳﺘﻮﺭ ﳚﺴﺪ ﻫﺬﻩ‬ ‫ﺍﻟﻮﻋﻮﺩ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻄﺎﻟﺐ ﻋﻤﻴﻘﺔ ﺟﺴﺪ‪‬ﺎ ﺃﺣﺪﺍﺙ ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ‪ ،‬ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﺘﺢ ﻋﻬﺪﺍ ﺟﺪﻳﺪﺍ‬ ‫ﻟﻠﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﺪﺩﻳﺔ ﻭﺣﺎﻭﻝ ﺇﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﻘﻄﻴﻌﺔ ﻣﻊ ﺍﳌﻤﺎﺭﺳﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﰲ ﻋﻬﺪ‬ ‫ﺍﳊﺰﺏ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻭﻛﺮﺱ ﺣﻖ ﺍﺑﺪﺍﺀ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻭﺍﻟﺘﻌﺒﲑ ﻋﻨﻪ‪ .‬ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﻭﺍﻹﺑﺪﺍﻉ‪ ،‬ﻓﺘﻄﻠﻌﺎﺕ‬ ‫ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﺇﱃ ﳑﺎﺭﺳﺎﺕ ﺩﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻛﱪ ﺍﻧﺸﻐﺎﻻﺗﻪ ﻭﻛﺸﻔﺖ ﳏﺪﻭﺩﻳﺔ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ‬ ‫ﺍﳌﺒﲏ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﺰﺏ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ‪.‬‬ ‫ﻛﻤﺎ ﻃﺒﻘﺖ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻧﻈﺎﻡ )ﺍﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﺴﻮﻕ( ﻭﺫﻟﻚ ﺑﻌﺪ ﲣﻠﻴﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ‪ ،‬ﻭﺑﺬﻟﻚ‬ ‫ﲣﻠﻴﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻷﺩﻳﻮﻟﻮﻭﺟﻴﺎ ﺍﻹﺷﺘﺮﺍﻛﻴﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺩﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﳉﺎﻧﺐ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‪.‬‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻣﺖ ﺍﻟﻔﺌﺔ ﺍﳌﺜﻘﻔﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺃﻓﻜﺎﺭﻫﺎ ﻭﺍﻟﱵ ﳝﻜﻨﻨﺎ ﺗﺼﻨﻴﻔﻬﺎ ﺇﱃ ﻓﺮﻳﻘﲔ‪ :‬ﺩﻋﺎﺓ ﺍﻷﺻﺎﻟﺔ‬ ‫ﻭﺍﳊﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﻮﺍﺑﺖ‪ ،‬ﻭﺩﻋﺎﺓ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺚ ﻭﺍﻟﺘﻔﺘﺢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﺑﻨﺸﺮ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺏ‬ ‫ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻐﺮﰊ ﰲ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ‪ ،‬ﻭﺍﳌﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺎﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ﳍﺎ ﻋﻠﻰ ﲨﻴﻊ ﺍﻷﺻﻌﺪﺓ‪ .‬ﻭﺩﺧﻠﺖ ﺍﻟﻔﺌﺔ ﺍﳌﺜﻘﻔﺔ ﰲ‬ ‫ﺻﺮﺍﻉ ﻣﻊ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﱂ ﺗﻜﻦ ﻣﻬﻴﺌﺔ ﻟﻪ ﻭﻭﺟﺪ ﺍﳌﺜﻘﻒ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﳎﺘﻤﻌﻪ ﳐﺘﻠﻒ ﺛﻘﺎﻓﻴﺎ ﻭﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎ ﻏﲑ ﻭﺍﻋﻲ‬ ‫ﲟﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻭﺍﺟﻬﺖ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﻧﺘﻘﻠﺖ ﻣﻦ ﺻﻌﻴﺪ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﺇﱃ ﺻﻌﻴﺪ‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪-‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ـــــــــــــ ‪159‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــ ﺩ‪ .‬ﻓﺎﺗﺢ ﻋﻤﺎﺭﺓ‪ :‬ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺪﳝﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ‪ .‬ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺃﻡ ﻏﺎﻳﺔ؟‬

‫ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ﻭﺫﻟﻚ ﺣﺴﺐ ﺍﻟﺘﻨﺸﺌﺔ‪ ،‬ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻸﻓﺮﺍﺩ‪ ،‬ﻓﻘﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺗﺒﺪﺃ ﺃﺳﺎﺱ ﻣﻦ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﻭﰲ ﻇﻞ‬ ‫ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺧﺎﺻﺔ ‪‬ﺎ"‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺑﻴﻨﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ﺃﻥ ﺯﺭﻉ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻻ ﺗﺘﺠﺪﺭ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺗﻮﻓﺮ‬ ‫ﳍﺎ ﻣﻨﺎﺥ ﺻﺎﱀ ﺗﺘﻬﻴﺄ ﻓﻴﻪ ﺷﺮﻭﻁ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻣﻌﻨﻴﺔ ﻭﺣﺪ ﺃﺩﱏ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺧﺎﺀ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﰲ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ" )‪.(19‬‬ ‫ﺝ‪ -‬ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺘﻌﺪﺩﻳﺔ ﺍﳊﺰﺑﻴﺔ ﰲ ﺍﺭﺳﺎﺀ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ‪:‬‬

‫ﻟﻘﺪ ﻓﺘﺢ ﺩﺳﺘﻮﺭ ‪ 1989‬ﺍﳌﻌﺪﻝ ﻭﺍﳌﺴﺘﺠﻴﺐ ﻟﻠﺘﻐﲑﺍﺕ ﺍﻟﱵ ﻭﻗﻌﺖ ﺃﻧﺬﺍﻙ‪ ،‬ﺑﺎﺑﺎ ﺟﺪﻳﺪ ﻟﻠﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ‬ ‫ﲟﻔﻬﻮﻣﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﻟﱵ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻧﻘﻄﺔ ﺑﺎﺭﺯﺓ ﰲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮ ﺇﺫ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﻟﺘﻌﺪﺩﻳﺔ ﺍﳊﺰﺑﻴﺔ ﺃﻱ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ‪.‬‬ ‫ﻣﻊ ﺍﳌﻼﺣﻆ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻌﺪﺩﻳﺔ ﺍﻫﺘﻢ ‪‬ﺎ ﻋﻠﻢ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻉ ﻭﰲ ﲝﺜﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﺑﺎﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻷﻭﱃ‪ ،‬ﻷﻥ ﻣﺴﺄﻟﺔ‬ ‫ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺳﺴﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺗﺪﺧﻞ ﺿﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻨﻈﻢ ﺳﲑ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺒﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ‬ ‫ﻭﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‪ .‬ﻭﻳﻠﻌﺐ ﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﺒﺎﺭﺯ ﻓﻴﻪ ﺭﺅﺳﺎﺀ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﳌﺜﻘﻔﲔ‪،‬‬ ‫ﻓﺪﻭﺭ ﺍﻟﺘﻌﺪﺩﻳﺔ ﺍﳊﺰﺑﻴﺔ ﻫﻮ ﺍﳊﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ‪ .‬ﻓﺎﻹﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ‬ ‫ﺍﳌﻮﺟﻮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﻮﻝ ﺇﱃ ﻗﻮﺓ ﺩﺍﻓﻌﺔ ﻹﺛﺮﺍﺀ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﻭﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ‪.‬‬ ‫ﻓﺎﻟﺘﻌﺪﺩﻳﺔ ﺍﳊﺰﺑﻴﺔ ﺗﻘﻮﺩ ﺇﱃ ﳕﻮ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻸﻓﺮﺍﺩ ﻭﺗﻔﺠﲑ ﻃﺎﻗﺘﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﺘﻌﻤﲑ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺑﻔﻀﻠﻬﺎ‬ ‫ﳜﺘﺎﺭ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺣﻜﺎﻣﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻟﺘﻔﻀﻴﻞ ﺑﲔ ﺍﻟﱪﺍﻣﺞ ﺍﳌﻘﺘﺮﺣﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺘﻌﺪﺩﻳﺔ ﺍﳊﺰﺑﻴﺔ ﺟﺎﺀﺕ ﻟﺘﺠﺴﺪ‬ ‫ﺩﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ‪.‬‬ ‫ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺑﺎﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ‪:‬‬ ‫ﻳﻘﻮﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﺮﺷﺪﺍﻥ ﺃﻥ"ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺗﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺍﻹﻧﺴﺎﱐ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﺍﳌﻜﻮﻥ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ‬ ‫ﳌﻔﻬﻮﻣﻬﺎ‪ .‬ﺗﺴﺘﻤﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﺍﻗﻌﻴﺘﻬﺎ ﻭﺗﺼﺮﻑ ﻛﻞ ﺟﻬﺪﻫﺎ ﻟﺮﻓﻊ ﻣﺴﺘﻮﺍﻩ‪ ،‬ﻭﺗﻌﺘﱪ ﺇﺣﺘﺮﺍﻣﻪ ﻭﺗﺄﻛﻴﺪ ﺃﳘﻴﺘﻪ‬ ‫ﻭﻗﻴﻤﺘﻪ ﻭﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻭﺍﻷﺻﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺮﺗﻜﺰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ"‪.‬‬

‫‪ -19‬ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺷﺮﻳﻂ – ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ -‬ﺹ ‪.75‬‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪-‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ـــــــــــــ ‪160‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ﻫﺬﺍ ﻳﻌﲏ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻧﻘﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺟﻴﻞ ﺇﱃ ﺟﻴﻞ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ‪ .‬ﻭﻛﻮﻥ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ‬ ‫ﺛﻘﺎﻓﺔ ﲟﻌﲎ ﺃ‪‬ﺎ ﲢﻤﻞ ﻣﻀﺎﻣﲔ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺗﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻳﺸﻜﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ﺍﻟﱵ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ‬ ‫ﺑﺎﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﳝﻜﻦ ﺣﺼﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﰲ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﻮﺿﻴﻊ ﻣﻀﺎﻣﲔ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﺃﺳﺎﻟﻴﺐ‬ ‫ﳑﺎﺭﺳﺘﻬﺎ ﻭﻣﻨﻬﺎ‪:‬‬ ‫‪ -1‬ﻣﻀﺎﻣﲔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ‪ :‬ﻭﺗﺘﻤﺜﻞ ﰲ ﺍﳊﻜﻢ ﺑﺎﻟﺘﺪﺍﻭﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻷﻏﻠﺒﻴﺔ ﺑﺎﻹﻧﺘﺨﺎﺏ‬ ‫ﻭﺍﻹﻗﺘﺮﺍﻉ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﺴﺮﻱ ﻭﲤﺎﺭﺱ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑﺈﻟﺘﻔﺎﻑ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻭﺗﻨﻈﻴﻤﻬﻢ ﰲ ﺃﺣﺰﺍﺏ‬ ‫ﻭﲨﻌﻴﺎﺕ ﺗﺆﻣﻦ ﺑﺈﲡﺎﻫﺎ‪‬ﺎ ﻭﻣﺒﺎﺩﺋﻬﺎ ﻭﺍﻫﺪﺍﻓﻬﺎ ﺃﻱ ﳑﺎﺭﺳﺔ ﺍﶈﺘﻮﻯ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟﻠﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺑﻐﺮﺱ ﻣﻔﻬﻮﻡ‬ ‫ﺍﻟﺘﺪﺍﻭﻝ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﰲ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺑﺎﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﺴﻠﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ ﻭﺍﻟﺘﻜﺎﻣﻞ ﺑﲔ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ‬ ‫ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﲡﺎﻫﻬﺎ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺗﻌﻤﻞ ﰲ ﺇﻃﺎﺭ ﻗﺎﻧﻮﱐ ﻭﲢﻘﻴﻖ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﺍ‪‬ﺘﻤﻌﻴﺔ ﺍﳌﺸﺮﻭﻋﺔ‪.‬‬ ‫‪ -2‬ﻣﻀﺎﻣﲔ ﺇﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ‪ :‬ﺿﻤﺎﻥ ﺣﻖ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﰲ ﺍﻟﻜﺴﺐ ﻭﺍﻟﻌﻴﺶ ﺑﺎﳌﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻀﻤﻨﻪ ﳍﻢ‬ ‫ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺎ‪‬ﻢ ﺍﳌﺎﺩﻳﺔ ﻭﺟﻬﺪﻫﻢ ﺍﳌﺸﺮﻭﻉ‪ ،‬ﻭﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﳑﺎﺭﺳﺘﻬﺎ ﻏﻠﻖ ﻓﺮﺹ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺗﻮﺳﻴﻊ ﳎﺎﻻﺗﻪ ﻭﺗﺪﺭﻳﺐ‬ ‫ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻭﺗﻜﻮﻳﻨﻬﻢ ﻟﺘﻮﱄ ﻣﻨﺎﺻﺐ ﺍﻟﺸﻐﻞ ﰲ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ‪.‬‬ ‫‪ -3‬ﻣﻀﺎﻣﲔ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ‪ :‬ﺿﻤﺎﻥ ﺣﻖ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﰲ ﳑﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﺸﻌﺎﺋﺮ ﻭﺍﻟﻄﻘﻮﺱ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ ﺍﻟﱵ ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ ‪‬ﺎ ﻭﺗﺸﻜﻞ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ‪ ،‬ﺗﺘﻢ ﳑﺎﺭﺳﺘﻬﺎ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺗﺮﺳﻴﺦ ﻭﺗﻠﻘﲔ‬ ‫ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﺳﺒﻞ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻷﺻﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﺍﻟﻨﻮﻋﻴﺔ ﰲ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ‪.‬‬ ‫‪ -4‬ﻣﻀﺎﻣﲔ ﺇﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ :‬ﺿﻤﺎﻥ ﺣﻖ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﻭ ﰲ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺇﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻻ ﳝﺠﺪ ﺍﻟﻔﻮﺍﺭﻕ‬ ‫ﺍﻟﻄﺒﻘﻴﺔ ﺍﳊﺎﺩﺓ ﺑﲔ ﻓﺌﺎﺕ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ‪ ،‬ﺗﺘﻢ ﺍﳌﻤﺎﺭﺳﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻨﻈﻢ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻜﻔﻞ ﻣﺒﺪﺃ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ‬ ‫ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻜﻔﻞ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‪.‬‬ ‫‪ -5‬ﻣﻀﺎﻣﲔ ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ‪ :‬ﺿﻤﺎﻥ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻹﳝﺎﻥ ﺑﺘﻜﺎﻓﺆ ﺍﻟﻔﺮﺹ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻟﻜﻞ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ‪،‬‬ ‫ﻭﺗﺘﻢ ﺍﳌﻤﺎﺭﺳﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺗﻮﺳﻴﻊ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺑﻔﺘﺢ ﺍﳌﺪﺍﺭﺱ ﻭﺍﳉﺎﻣﻌﺎﺕ ﻭﺗﺴﻬﻴﻞ ﺳﺒﻞ‬ ‫ﺍﻹﻟﺘﺤﺎﻕ ‪‬ﺎ ﻭﺿﻤﺎﻥ ﻣﻮﺍﺻﻠﺔ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﺇﱃ ﺃﻗﺼﻰ ﻣﺎ ﺗﺴﻤﺢ ﺑﻪ ﻗﺪﺭﺍ‪‬ﻢ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ‪.‬‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪-‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ـــــــــــــ ‪161‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــ ﺩ‪ .‬ﻓﺎﺗﺢ ﻋﻤﺎﺭﺓ‪ :‬ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺪﳝﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ‪ .‬ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺃﻡ ﻏﺎﻳﺔ؟‬

‫ﺗﻜﺎﻓﺆ ﺍﻟﻔﺮﺹ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ‪:‬‬ ‫ﺳﺒﻘﺖ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﻗﺒﻞ ﺇﱃ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﺍﳌﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﱵ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﰲ ﺍ‪‬ﺘﻤﻌﺎﺕ‬ ‫ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ ﻣﺎ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﲟﺒﺪﺃ ﺗﻜﺎﻓﺆ ﻓﺮﺹ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺃﻣﺎﻡ ﲨﻴﻊ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ‪ .‬ﻭﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ‬ ‫ﳝﻜﻦ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺗﺴﺎﺅﻻﺕ ﺣﻮﻝ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺗﻜﺎﻓﺆ ﺍﻟﻔﺮﺹ ﻭﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﺎﻟﺘﺮﺑﻴﺔ‪.‬‬ ‫ﻣﻌﲎ ﺗﻜﺎﻓﺆ ﺍﻟﻔﺮﺹ‪:‬‬ ‫ﻳﻌﺘﱪ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺗﻜﺎﻓﺆ ﺍﻟﻔﺮﺹ ﻣﻔﻬﻮﻣﺎ ﺣﺪﻳﺜﺎ ﺍﺭﺗﺒﻂ ﺇﱃ ﺣﺪ ﻣﺎ ﺑﺎﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﰲ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﻭﻇﻬﻮﺭ‬ ‫ﺍﻟﻄﺒﻘﺔ ﺍﻟﱪﺟﻮﺍﺯﻳﺔ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﻭﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﻹﻋﺘﺮﺍﻑ ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ‪ .‬ﻭﻗﺪ‬ ‫ﺗﻮﺳﻊ ﺇﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻔﻬﻮﻡ ﺑﺎﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﰲ ﳎﺎﻝ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻴﺪﺍﻥ‬ ‫ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺗﻜﺎﻓﺆ ﺍﻟﻔﺮﺹ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ‪ ،‬ﻭ ﻳﻘﺼﺪ ﺑﻪ ﺃﻥ ﺗﺘﺎﺡ ﻟﻠﻔﺮﺩ ﺍﻟﻔﺮﺹ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﺍﳌﻨﺎﺳﺒﺔ ﳌﻴﻮﻟﻪ ﻭﺍﲡﺎﻫﺎﺗﻪ‬ ‫ﻭﺃﻥ ﻳﺘﻌﻠﻢ ﺇﱃ ﺃﻗﺼﻰ ﺣﺪ ﺗﺆﻫﻠﻪ ﻟﻪ ﻗﺪﺭﺍﺗﻪ ﻭﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩﺍﺗﻪ‪.‬‬ ‫ﻭﳝﻜﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﺗﻜﺎﻓﺆ ﺍﻟﻔﺮﺹ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻛﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻻ ﲣﺺ ﺍ‪‬ﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﺑﺎﻟﻜﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﱵ‬ ‫ﲤﺲ ﺍ‪‬ﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﳊﻀﺎﺭﻳﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺍﳌﺘﻄﻮﺭﺓ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﺎ‪‬ﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻲ ﻭ ﻫﻮ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﻟﻠﻌﻴﺶ ﻳﺴﺘﻐﲎ ﻋﻦ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﻄﻴﺎﺕ ﺃﳘﻬﺎ‪:‬‬ ‫‪ -1‬ﻻ ﳛﺘﺎﺝ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻲ ﺇﱃ ﺗﻘﺴﻴﻢ ﻭ ﺍﺧﺘﺼﺎﺻﺎﺕ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﻤﻞ‪ ،‬ﻓﻜﻞ ﺃﻋﻀﺎﺀ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻣﻄﺎﻟﺒﲔ ﺑﺎﳌﺸﺎﺭﻛﺔ ﰲ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻹﻧﺘﺎﺟﻲ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻧﻮﻋﻪ‪.‬‬ ‫‪ -2‬ﻛﺎﻧﺖ ﺍ‪‬ﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ ﰲ ﻏﲎ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﰐ‪ ،‬ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻛﺎﻥ ﻻ ﻳﺘﺒﲎ ﻧﻈﻤﺎ‬ ‫ﺗﻌﻠﻴﻤﻴﺎ ﻣﺪﺭﺳﻴﺎ‪ ،‬ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻳﺘﻌﻠﻤﻮﻥ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻏﲑ ﻣﻘﺼﻮﺩﺓ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﺸﺎﺭﻛﺘﻬﻢ‬ ‫ﺍﳌﺒﺎﺷﺮﺓ ﰲ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺇﱃ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ‪.‬‬ ‫‪ -3‬ﺗﻘﻮﻡ ﺍ‪‬ﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﳉﻐﺮﺍﰲ ﻭﺍﳌﻬﲏ ﻓﻼ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻴﻪ ﺣﺮﻛﻴﺔ ﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺔ‬ ‫ﻭﻣﻬﻨﻴﺔ‪ ،‬ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺃﻓﺮﺍﺩﻩ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺘﻌﻠﻤﻮﻥ ﺣﺮﻑ ﺃﺑﺎﺋﻬﻢ ﻭﻳﻮﺍﺻﻠﻮﻥ ﻧﻔﺲ ﺍﳌﻬﻨﺔ ﻭﻧﻔﺲ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﻭﺑﻨﻔﺲ‬ ‫ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﰲ ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ‪ .‬ﻭﺍﳌﻬﻦ ﺍﳌﺴﻴﻄﺮﺓ ﰲ ﺍ‪‬ﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻔﻼﺣﺔ ﻭﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﳊﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﻭﺍﻟﺼﻴﺪ‬ ‫ﻭﺑﻌﺾ ﺍﳊﺮﻑ ﺍﻟﻴﺪﻭﻳﺔ ﺗﺼﻨﻊ ﺍﻷﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻳﺔ ﳊﻴﺎﺓ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ‪.‬‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪-‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ـــــــــــــ ‪162‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫‪ -4‬ﺗﺴﻮﺩ ﰲ ﺍ‪‬ﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﺍﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻃﺒﻘﻴﺔ ﻻ ﺗﺴﻤﺢ ﺑﺎﳊﺮﻛﻴﺔ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﲟﻌﲎ ﺃﻥ‬ ‫ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻻ ﳛﻖ ﻟﻪ ﺃﻥ ﳜﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺒﻘﺔ ﻻﺝ ﺍﻟﱵ ﻳﺘﻤﲎ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﻻ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻪ ﺇﺧﺘﺮﺍﻕ ﻃﺒﻘﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ‬ ‫ﻭﺍﻹﻧﺘﻘﺎﻝ ﻟﻠﻌﻴﺶ ﺑﲔ ﺃﻓﺮﺍﺩﻫﺎ‪.‬‬ ‫ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻳﺼﻌﺐ ﲝﺚ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺗﻜﺎﻓﺆ ﺍﻟﻔﺮﺹ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﰲ ﺍ‪‬ﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﺍﻟﺒﺴـﻴﻄﺔ‪ ،‬ﺫﻟـﻚ ﺃﻥ‬ ‫ﺍﳌﻔﺎﻫﻴﻢ ﻭﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﳍﺎ ﻣﻜﺎﻧﺘﻬﺎ ﻭﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭﻫﺎ ﰲ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ‪ ،‬ﺑﻞ ﻳﺼﻌﺐ ﺇﺧﺘﺮﺍﻗﻬﺎ ﻭﺗﻐﻴﲑﻫﺎ‪.‬‬ ‫ﻭﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﳛﺘﺮﻣﻮﻥ ﺑﺎﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻭﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﺳﻴﺨﻬﺎ ﻭﻧﻘﻠﻬﺎ ﻟﻸﺟﻴﺎﻝ ﻛﻤـﺎ ﻫـﻲ‪،‬‬ ‫ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻓﺈﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪﺓ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺃﻥ ﻟﻜﻞ ﻓﺮﺩ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﺍﶈﺘﺮﻣﺔ ﻭﺍﳌﺴﺘﻘﺮﺓ ﰲ ﻃﺒﻘﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻫﻮ ﻻ‬ ‫ﻳﻘﺎﺭﻥ ﻧﻔﺴﻪ ﲟﻦ ﻫﻢ ﻟﻴﺴﻮﺍ ﻣﻦ ﻃﺒﻘﺔ ﻭﻫﻜﺬﺍ‪.‬‬ ‫ﺃﻣﺎ ﰲ ﺍ‪‬ﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﺍﳌﺘﻄﻮﺭﺓ ﻓﻴﻤﻜﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻋﺮﻓﺘـﻬﺎ ﺍ‪‬ﺘﻤﻌـﺎﺕ‬ ‫ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﻋﺼﺮ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﻗﺪ ﺃﺣﺪﺛﺖ ﺇﻧﻘﻼﺑﺎ ﰲ ﺍﳌﻔﺎﻫﻴﻢ ﻭﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺎﺋﺪﺓ ﻣﻦ‬ ‫ﻗﺒﻞ ﺣﻴﺚ ﺃﻓﺮﺯﺕ ﻧﺴﻴﺠﺎ ﺇﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎ ﺗﻜﺎﻓﺌﻴﺎ ﺳﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﺑﺮﻭﺯ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﳌﻔﺎﻫﻴﻢ ﻭﺍﻧﺘﺸﺎﺭﻫﺎ ﺑﲔ ﺍﻟﻨـﺎﺱ‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺃﳘﻬﺎ ﺗﻜﺎﻓﺆ ﺍﻟﻔﺮﺹ ﻭﺗﻜﺎﻓﺆ ﺍﻟﻔﺮﺹ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻧﺘﻴﺠﺔ ‪‬ﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﻧﺬﻛﺮ ﺑﻌﻀﻬﺎ‪:‬‬ ‫‪ -1‬ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻌﻤﺎﻟﺔ ﻭﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ‪ industrie‬ﻭﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻲ ‪production industrielle‬‬ ‫)ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﺍﳌﱰﱄ ﻭﻫﻮ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻸﻓﺮﺍﺩ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﺧﺎﺭﺝ ﻧﻄﺎﻕ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻭﺗﺄﺟﲑ ﻗﻮﺓ‬ ‫ﺳﻮﺍﻋﺪﻫﻢ(‪.‬‬ ‫‪ -2‬ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺗﺒﻌﺎ ﻟﻠﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻲ ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭﻗﺪ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﺣﻴﺚ‬ ‫ﺍﺿﻄﺮﺕ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﻄﺎﻋﺎﺕ ﺇﱃ ﺗﻮﺿﻴﻒ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﳛﺴﻨﻮﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ‪ .‬ﻭﻗﺪ ﺃﻓﺮﺯ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‬ ‫ﻭﺗﻌﻤﻴﻤﻪ ﻭﺿﻌﻴﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻣﺘﻤﻴﺰﺓ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺪﺧﻮﻝ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻄﺒﻘﺎﺕ ﺍﶈﺮﻭﻣﺔ ﺇﱃ ﺍﳌﺪﺍﺭﺱ ﺇﱃ ﺟﺎﻧﺐ‬ ‫ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻄﺒﻘﺎﺕ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ‪.‬‬ ‫‪-3‬ﻇﻬﺮﺕ ﺃﻭ ﻇﻬﻮﺭ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﳌﻬﻨﻴﺔ ﻭﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻠﻌﺎﻣﻠﲔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﲔ ﻣـﻦ ﻛـﻞ ﺍﻟﻄﺒﻘـﺎﺕ‬ ‫ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪.‬‬ ‫‪ -4‬ﻇﻬﻮﺭ ﺍﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺗﻜﺎﻓﻮﺋﻴﺔ ﻣﻨﺒﻌﻬﺎ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺃﻋﻠﻨﺖ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻋﻦ "ﻣﺒﺎﺩﺉ ﺗﻜـﺎﻓﺆ‬ ‫ﺗﻔﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ" ﻭ ﻗﺪ ﻭﺟﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﺻﺪﺍﻩ ﰲ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻸﻣﻢ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ﰲ ‪ 1948/12/10‬ﺣﻴﺚ‬ ‫ﺃﻛﺪﺕ ﺍﳌﺎﺩﺓ ‪ 26‬ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﻋﻠﻰ "ﺣﻖ ﻛﻞ ﺷﺨﺺ ﰲ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﳚـﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻧـﺎ‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪-‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ـــــــــــــ ‪163‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــ ﺩ‪ .‬ﻓﺎﺗﺢ ﻋﻤﺎﺭﺓ‪ :‬ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺪﳝﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ‪ .‬ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺃﻡ ﻏﺎﻳﺔ؟‬

‫ﳎﺎﻧﲔ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﻓﻴﻤﺎ ﳜﺺ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﺍﻹﺑﺘﺪﺍﺋﻴﺔ ﺇﻥ ﳐﺘﻠﻒ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺇﱃ ﺟﺎﻧـﺐ ﺗﻮﺳـﻊ ﻣﻔﻬـﻮﻡ‬ ‫ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭﻫﺎ ﻭ ﺗﻄﺒﻴﻘﻬﺎ ﰲ ﺍ‪‬ﺘﻤﻌﺎﺕ‪ ،‬ﻗﺪ ﺳﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﺗﺒﻠﻮﺭ ﻓﻜﺮﺓ ﺗﻜﺎﻓﺆ ﺍﻟﻔﺮﺹ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﰲ‬ ‫ﺍﻟﻐﺮﺏ ﺃﻭﻻ ﰒ ﰲ ﺑﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺗﺒﻌﺎ ﻟﺘﺴﺮﺏ ﺍﳊﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺇﱃ ﺃﻏﻠﺐ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ‪19‬‬ ‫ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﳝﺜﻞ ﺍﻟﻌﻤﻮﺩ ﺍﻟﻔﻘﺮﻱ ﰲ ﺍ‪‬ﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻟﻦ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﻣﺎ ﱂ ﻳﺴﺒﻘﻪ ﺗﻜـﺎﻓﺆ‬ ‫ﻓﺮﺹ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﻭ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‪ .‬ﻳﻨﺘﻤﻲ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﲢﺎﺩ ﺍﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﲔ ﺍﻣﺜﺎﻝ ﺃﲪـﺪ ﺻـﻴﺪﺍﻭﻱ‬ ‫ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻮﻝ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﺃﻥ ﺗﺘﺒﻊ ﺃﳘﻴﺔ ﺍﻟﺘﻜﺎﻓﺆ ﰲ ﺍﻟﻔﺮﺹ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﺭﺗﺒﺎﻃﻪ ﰲ ﺍﻟﺘﻜﺎﻓﺆ ﻓﺮﺹ ﺍﳊﻴﺎﺓ‬ ‫ﻭ ﺳﺎﺋﺮ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ"‪.‬‬ ‫ﺗﻜﺎﻓﺆ ﺍﻟﻔﺮﺹ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭ ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻹﺳﺘﺤﻘﺎﻕ‪:‬‬ ‫ﻳﻌﱪ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻋﻦ ﻣﺒﺪﺃ ﺗﻜﺎﻓﺆ ﺍﻟﻔﺮﺹ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﺑﺈﺗﺎﺣﺔ ﻣﻘﻌﺪ ﺩﺭﺍﺳﻲ ﳉﻤﻴﻊ ﺍﻷﻃﻔـﺎﻝ ﰲ ﺍ‪‬ﺘﻤـﻊ‬ ‫ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺑﺎﻟﺘﺴﺎﻭﻱ ﻭﺗﻠﻘﻴﻨﻬﻢ ﻧﻔﺲ ﺍﳌﻌﺎﺭﻑ ﻭﺍﳌﻬﺎﺭﺍﺕ‪ .‬ﻭﻋﻠﻰ ﺍﳌﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﺃﻥ ‪‬ﻲﺀ ﻧﻔـﺲ‬ ‫ﻓﺮﺹ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻟﻜﻞ ﺍﳌﻨﺘﻤﲔ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻼﻣﻴﺬ ﺑﺎﻟﺘﺴﺎﻭﻱ ﺃﻳﻀﺎ‪ .‬ﻭﻋﻠﻰ ﺍﳌﺘﻌﻠﻤﲔ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻭﺍﻟﺘﻔﻮﻕ‬ ‫ﲝﺴﺐ ﻣﺎ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺪﺭﺍﺕ ﻭﺇﺳﺘﻌﺪﺍﺩﺍﺕ ﺧﺎﺻﺔ‪ .‬ﲟﻌﲎ ﻋﻠﻰ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺃﻥ ﻳﻬﻲﺀ ﻓﺮﺹ ﺍﻟﺘﻌﻠـﻴﻢ ﻭﻓـﺮﺹ‬ ‫ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺃﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺘﻌﻠﻤﲔ ﺍﺳﺘﻐﻼﻝ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﻭ ﲢﻘﻴﻘﻬﻢ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻓـﺮﻭﻗﻬﻢ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳـﺔ ﻭ ﺑﺎﻟﺘـﺎﱄ‬ ‫ﺍﺣﻔﻴﺘﻬﻢ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ‪.‬‬ ‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﻣﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻹﺳﺘﺤﻘﺎﻗﻴﺔ ‪ Méritocratie‬ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﺍﳌﺪﺭﺳﻲ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﻫﻨـﺎ‬ ‫ﺑﻘﺪﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻼﻣﻴﺬ ﻭﺩﻭﺍﻓﻌﻬﻢ ﻭﺣﻴﻮﻳﺘﻬﻢ ﻭﻋﻤﻠﻬﻢ ﺩﻭﻥ ﻏﲑﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ‪ .‬ﻭﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﻫﻮﺍﺭﺱ‬ ‫ﻣﺎﻥ " ﺃﻥ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻀﻢ ﺃﻭﻻﺩﺍ ﻣﻦ ﳐﺘﻠﻒ ﺳﺎﻟﻚ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺗﺼﺒﺢ ﻋﺎﻣﻼ ﰲ ﺗﺴﻮﻳﺔ ﺃﻭﺿﺎﻉ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺎﲡﺎﻩ‬ ‫ﺍﳌﺴﺎﻭﺍﺓ ﻭﺗﺒﺼﲑ ﻋﺠﻠﺔ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﰲ ﺍﻵﻟﺔ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ ...‬ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﻳﻌﺘﱪ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﻛﱪﻯ‬ ‫ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﳌﺴﺎﻭﺍﺓ ﻭ ﺃﺩﺍﺓ ﺍﻭﱃ ﻟﻠﻔﺮﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﻟﺪ ﰲ ﻇﺮﻭﻑ ﻣﺘﻮﺍﺿﻌﺔ ﻳﺘﻮﺳﻠﻬﺎ ﻟﻴﺘﺴﻠﻖ ﺍﻟﺴﻠﻢ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ"‪.‬‬ ‫ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻣﺒﺪﺃ ﺗﻜﺎﻓﺆ ﺍﻟﻔﺮﺹ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ‪:‬‬ ‫ﻟﻘﺪ ﺗﻮﺳﻊ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺗﻜﺎﻓﺆ ﺍﻟﻔﺮﺹ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﺷﻐﻞ ﺣﻴﺰﺍ ﻣﻌﺘﱪﺍ ﰲ ﻓﻀﺎﺀ ﺍﻟﺒﺤـﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤـﻲ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺣﻴﺚ ﺟﻠﺐ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﺒﺎﺣﺜﲔ ﰲ ﻣﻴﺪﺍﻥ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﺳـﺘﻬﻮﺕ‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪-‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ـــــــــــــ ‪164‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﻭﺍﻗﺘﺮﺍﺣﺎﺕ ﻭﺗﺼﻮﺭﺍﺕ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﳌﻬﺘﻤﲔ ‪‬ﺬﺍ ﺍﳌﻴﺪﺍﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﻭﺟﻬـﺎﺕ‬ ‫ﻧﻈﺮﻫﻢ ﺑﺘﻄﺒﻴﻖ ﺍﳌﺒﺪﺃ ﰲ ﺍﳌﻴﺪﺍﻥ ﻭﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻘﺎﺕ‪:‬‬ ‫ﺣﺎﻭﻝ ﻓﲑﻱ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻣﺒﺪﺃ ﺗﻜﺎﻓﺆ ﺍﻟﻔﺮﺹ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭ ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻹﺳﺘﺤﻘﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﺃﻭﺳﻊ ﻣﺪﻯ ﺗﺄﺳﻴﺲ‬‫ﻭﺗﻌﻤﻴﻢ ﺍﳌﺪﺭﻳﺔ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ " ﺑﻔﺮﻧﺴﺎ ﰲ ﺍﻭﺍﺧﺮ ﺍﻟﻘﺮﻥ ‪ ،19‬ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺑﺎﳋﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ‪:‬‬ ‫ ﺃ‪‬ﺎ ﳎﺎﻧﻴﺔ‪ :‬ﺣﱴ ﳝﻜﻦ ﻷﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﺍﻹﻟﺘﺤﺎﻕ ‪‬ﺎ‪.‬‬ ‫ ﺃ‪‬ﺎ ﻋﻤﻮﻣﻴﺔ‪ :‬ﺗﻠﱯ ﺍﺣﺘﻴﺎﺟﺎ‪‬ﺎ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﺰﻳﻨﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ‬ ‫ ﺃ‪‬ﺎ ﻋﻠﻤﺎﻧﻴﺔ‪ :‬ﻻ ﺗﺪﺭﺱ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ‪.‬‬ ‫ ﺃ‪‬ﺎ ﺍﺟﺒﺎﺭﻳﺔ‪ :‬ﻭ ﺫﻟﻚ ﻗﺼﻰ ﺩﺭﺟﺎﺕ ﺍﻟﺘﻜﺎﻓﺆ ﺑﲔ ﺍﳌﻠﺘﺤﻘﲔ ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ‬ ‫ﻓﲑﻱ ﻏﲑ ﺃﻥ ﻓﺘﺢ ﺑﺎﺏ ﺍﻹﺍﲢﺎﻕ ﺑﺎﳌﺪﺭﺳﺔ ﳉﻤﻴﻊ ﻃﺒﻘﺎﺕ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﻻ ﻳﻌﲏ ﺃﻥ ﺍﳉﻤﻴﻊ ﻳﺴﺘﻔﻴﺪ‬ ‫ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺘﺴﺎﻭﻱ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﻧﻈﺮ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﻘﺎﺩ‪.‬‬ ‫ﻋﻮﳌﺔ‪:‬‬ ‫ﻳﺜﲑ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺇﺷﻜﺎﻟﻴﺎﺕ ﻋﺪﻳﺪﺓ‪ ،‬ﺇﺫ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺍﻟﻌﺜﻮﺭ ﺑﲔ ﲨﻬﺮﺓ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﲔ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﻭﺍﺣﺪ‬ ‫ﳏﺪﺩ ﻳﻨﺎﻝ ﺇﲨﺎﻉ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﲔ‪ ،‬ﻷﻥ ﺍﳌﻔﻬﻮﻡ ﺟﺪﻳﺪ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﱵ ﻫﻲ ﻣﻮﺿﻮﻋﺔ ﱂ ﺗﻜﺘﻤﻞ ﺳﲑﻭﺭ‪‬ﺎ ﺑﻌﺪ‪،‬‬ ‫ﻭﲰﺎ‪‬ﺎ ﻭﺃﺑﻌﺎﺩﻫﺎ ﻣﺘﺪﺍﺧﻠﺔ ﺗﺪﺍﺧﻼ ﻛﺒﲑﺍ‪ ،‬ﻭﻣﻈﺎﻫﺮﻫﺎ ﺍﳌﻔﺘﺮﺿﺔ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻟﺬﺍ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﳊـﺬﺭ‪ ،‬ﻭﻋـﺪﻡ‬ ‫ﺍﻟﺮﻛﻮﻥ ﻟﻠﺘﻌﻤﻴﻢ ﺑﺈﻋﻄﺎﺀ ﺗﻌﺮﻳﻒ ‪‬ﺎﺋﻲ ﻭﺷﺎﻣﻞ ﻟﻠﻌﻮﳌﺔ‪.‬‬ ‫ﻓﺎﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻣﺮﻛﺒﺔ‪ ،‬ﻭﻟﻴﺴﺖ ﺑﺴﻴﻄﺔ‪،‬ﻋﺎﳌﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻟﻴﺴﺖ ﳏﻠﻴﺔ‪ ،‬ﺟﺪﻳﺪﺓ‪ ،‬ﻭﻟﻴﺴﺖ ﻗﺪﳝﺔ )ﻛﻤـﺎ ﻳـﺰﻋﻢ‬ ‫ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺍﻵﺧﺮ( ﻭ ﺗﺴﺘﺤﻖ ﺍﳌﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﳉﻬﺪ ﻭﺍﻟﺒﺤﺚ ﻟﻔﺾ ﺃﺑﻌﺎﺩﻫﺎ‪.‬‬ ‫ﺗﺸﲑ ﺗﺪﺍﻋﻴﺎﺕ ﺗﺪﺍﻭﻝ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﰲ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺍﻟﺜﻘﺎﰲ ﺍﻟﻌﺮﰊ‪ ،‬ﺇﱃ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﲔ ﳌﺎ ﻳﺘﻔﻘﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﲢﺪﻳـﺪ‬ ‫ﺍﳌﻔﻬﻮﻡ‪ ،‬ﻭﻻ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﻗﻒ ﻣﻌﺮﰲ ﺃﻭ ﺇﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻲ ﺃﻭ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‪ ،‬ﻟﺬﺍ ﺳﻨﺤﺎﻭﻝ ﺍﻗﺘﻔـﺎﺀ ﺃﺑﻌـﺎﺩ‬ ‫ﺍﳌﻔﻬﻮﻡ‪.‬‬ ‫ﺗﻈﻬﺮ ﺍﻟﺪﻻﻻﺕ ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﻟﻠﻌﻮﳌﺔ ‪ Globalization‬ﺃﻭ ﺑﺎﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ‪ Mondialisation‬ﺃﻥ ﺍﳌﻌﲎ ﺍﳊﺮﰲ‬ ‫ﻫﻨﺎ ﺃﻗﺮﺏ ﳌﻔﻬﻮﻡ ﻛﻮﻧﻨﺔ ﻣﻦ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‪ ،‬ﻭ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ﺍﳌﻮﻧﻨﺔ ﻟﻺﺷﺎﺭﺓ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‪ ،‬ﻭﻟﻜـﻦ‬ ‫ﲦﺔ ﺇﲨﺎﻉ ﺃﻛﱪ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﺗﺪﺍﻭﻝ ﻣﻔﺮﺩﺓ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻔﺮﺩﺓ ﻛﻮﻧﻨﺔ‪.‬‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪-‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ـــــــــــــ ‪165‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــ ﺩ‪ .‬ﻓﺎﺗﺢ ﻋﻤﺎﺭﺓ‪ :‬ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺪﳝﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ‪ .‬ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺃﻡ ﻏﺎﻳﺔ؟‬

‫ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﻈﺎﻫﺮﺓ ﺑﺴﻴﻄﺔ‪ ،‬ﺃﻭ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻇﻮﺍﻫﺮ ﻓﺤﺴﺐ‪ ،‬ﺑﻞ ﻫﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻄﻮﺭ ﻋﺎﳌﻲ ﻧﻮﻋﻲ ﻣﻦ‬ ‫ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﻟﺮﺃﲰﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ‪ ،‬ﻹﻧﺘﺸﺎﺭﻫﺎ ﺑﺼﻔﺘﻬﺎ ﻧﻈﺎﻣﺎ ﻋﺎﳌﻴﺎ ﺃﻭ ﺗﺸﻜﻴﻼ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎ ﻋﺎﳌﻴـﺎ‬ ‫)ﺑﺎﳌﻌﲎ ﺍﳋﺎﺹ ﳌﻔﺮﺩﺍﺕ ﺍﳌﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﳜﻴﺔ( ﺗﻄﺎﻝ ﺑﻘﺎﻳﺎ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍ‪‬ﺘﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ‪ ،‬ﻭﲢﺪﺙ ﺁﺛﺎﺭﺍ ﻣﺘﺒﺎﻳﻨـﺔ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻧﺴﺎﻕ ﺍ‪‬ﺘﻤﻌﻴﺔ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺍﶈﻠﻲ ﻭﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﻋﺎﻣﺔ‪ ،‬ﻭﺗﻈﻬﺮ ﺁﺛﺎﺭﻫﺎ ﺩﺍﺧﻞ‬ ‫ﻛﻞ ﻧﺴﻖ ﺑﺪﺭﺟﺎﺕ ﻣﺘﻔﺎﻭﺗﺔ ﰲ ﺍﻟﺸﺪﺓ‪ ،‬ﻭﺑﺪﺭﺟﺎﺕ ﻣﺘﺒﺎﻳﻨﺔ ﺍﻟﺘﺄﺛﲑ ﺑﲔ ﳎﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻭﺍﳉﻨﻮﺏ‪.‬‬ ‫ﻳﻌﻄﻲ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻮﻥ‪ ،‬ﻭﻛﻞ ﻭﻓﻖ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻪ ﺃﻭ ﲣﺼﺼﻪ‪ ،‬ﺃﻭ ﻣﻮﻗﻔﻪ ﺍﳌﻌﺮﰲ ﻭﺍﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻲ‪ ،‬ﺃﻭﻟﻮﻳﺔ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ‬ ‫ﳍﺬﺍ ﺍﳉﺎﻧﺐ ﺃﻭ ﺫﺍﻙ ﰲ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‪ ،‬ﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﳉﻠﻲ ﺃﻥ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﰲ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺍﻟﺘﺤﱵ ﺍﻟﻌـﺎﳌﻲ‪،‬‬ ‫ﻛﺎﻧﺖ ﺃﺑﻜﺮ ﺯﻣﻨﻴﺎ ﻭﺃﻋﻤﻖ ﺁﺛﺎﺭﺍ‪ ،‬ﻭﺃﺳﺮﻉ ﺗﺄﺛﲑﺍ‪ ،‬ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻟﻸﺳﻮﺍﻕ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴـﺔ‪ ،‬ﳑـﺎ‬ ‫ﻳﺴﻬﻞ ﺍﻧﺴﻴﺎﺑﺎ ﺃﻛﱪ ﰲ ﺣﺠﻢ ﺍﻟﺘﺒﺎﺩﻝ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ ﻛﻤﺎ ﻭﻧﻮﻋﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻊ ﻭﺍﳋﺪﻣﺎﺕ ﻭﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‪.‬‬ ‫ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﻗﺪﳝﺔ ﺃﻡ ﺣﺪﻳﺜﺔ؟ ﻳﺬﻫﺐ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﲔ ﻭﻣﻨﻬﻢ ﺭﻭﻻﻧﺪ ﺭﻭﺑﺮﺗﺴﻮﻥ‪ ،‬ﻟﻠﻘـﻮﻝ‪ :‬ﺇﻥ‬ ‫ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﻣﺘﺄﺻﻠﺔ ﰲ ﺍﳌﺎﺿﻲ‪ ،‬ﻭﳍﺎ ﻣﺮﺍﺣﻠﻬﺎ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭﻳﺔ‪ ،‬ﻭﺻﺎﻍ ﻧﻈﺮﻳﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﳓﻮ ﻣﺸﺎﺑﻪ ﺟﺪﺍ ﻟﻨﻈﺮﻳﺔ‬ ‫ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﻋﻨﺪ ﻭﺍﻟﺖ ﺭﻭﺳﺘﻮ)‪(20‬ﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻌﺐ ﺍﳌﻮﺍﻓﻘﺔ ﲤﺎﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺢ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺍﻟﺘﱪﻳﺮ ﺍﻟﺘﺎﺭﳜﻲ‪ ،‬ﻭ‬ ‫ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﻻ ﻳﺮﻳﺪ ﺻﺮﺍﺣﺔ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﲔ ﺍﻟﺮﺃﲰﺎﻟﻴﺔ ﰲ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺗﻄﻮﺭﻫﺎ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ‪ ،‬ﻭ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺑﺼـﻔﺘﻬﺎ‬ ‫ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ‪ ،‬ﻭ ﻫﻮ ﻳﻄﺎﺑﻖ ﺑﲔ ﺍﻟﺮﺃﲰﺎﻟﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﲤﺎﻣﺎ ﰲ ﺑﻌﺪ ﺯﻣﲏ ﻭﺍﺣﺪ‪ .‬ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ‪،‬‬ ‫ﻻ ﳝﻜﻨﻨﺎ ﲡﺎﻫﻞ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﺘﺎﺭﳜﻲ ﻟﻠﻌﻮﳌﺔ‪ ،‬ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺻﻔﻪ ﺑﺮﻫﺎﻥ ﻏﻠﻴﻮﻥ ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻮﺭ ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ﻻ ﺍﳌﺎﺿـﻲ‪،‬‬ ‫ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻓﻌﻞ ﺩﻧﻴﺎﻣﻲ ﻳﺘﺠﻪ ﳓﻮ ﺳﲑﻭﺭﺓ ﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﻌﺎﱂ‪ ،‬ﻟﺪﺭﺟﺔ ﻳﺴﺘﺤﻴﻞ ﻣﻌﻬﺎ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺑـﲔ‬ ‫ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﻭ ﺍﳋﺎﺭﺝ ﻋﻨﺪ ﲢﻠﻴﻞ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎﻣﻴﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ )‪.(21‬‬ ‫ﻳﻔﺘﺮﺽ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻔﻬﻮﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﻣﻨﻬﺠﻴﺎﺕ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ )ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻳﺴﲔ(‪ ،‬ﻓﺎﻟﻌﻮﳌﺔ ﻟﻴﺴـﺖ‬ ‫ﳎﺮﺩ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﻓﺤﺴﺐ‪ ،‬ﺑﻞ ﻫﻲ ﺃﺩﺍﺓ ﲢﻠﻴﻠﻴﺔ ﻟﻮﺻﻒ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻐﲑ ﰲ ﳎﺎﻻﺕ ﳐﺘﻠﻔﺔ‪ ،‬ﻓﻬـﻲ ﻋﻤﻠﻴـﺔ‬ ‫ﻣﺴﺘﻤﺮﺓ ﳝﻜﻦ ﻣﻼﺣﻈﺘﻬﺎ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﻣﺆﺷﺮﺍﺕ ﻛﻤﻴﺔ ﻭ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﰲ ﳎﺎﻻﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳـﺔ ﻭ ﺍﻹﻗﺘﺼـﺎﺩ ﻭ‬ ‫ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭ ﺍﻹﺗﺼﺎﻝ)‪ (22‬ﺃﻣﺎ ﺍﳉﺎﻧﺐ ﺍﻹﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻲ ﻟﻠﻌﻮﳌﺔ ﻓﻘﺪ ﺭﻛﺰ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﺜﲑﺍ‪.‬‬ ‫‪ - 20‬ﺃﻧﻈﺮ‪ ،‬ﺃﻟﻔﻦ ﺗﻮﻓﺮ‪ ،‬ﺣﻀﺎﺭﺓ ﺍﳌﻮﺟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ‪ ،‬ﺗﺮﲨﺔ ﻋﺼﺎﻡ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻗﺎﺳﻢ‪ ،‬ﺑﻦ ﻏﺎﺯﻱ‪.1990 ،‬‬ ‫‪ - 21‬ﺑﺮﻫﺎﻥ ﻏﻠﻴﻮﻥ‪ ،‬ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻭﲢﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ‪ ،‬ﺃﺑﻮ ﻇﱯ ‪1996/41‬‬ ‫‪ - 22‬ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻳﺎﺳﲔ‪ ،‬ﰲ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‪ ،‬ﺍﳌﺴﺘﻘﻞ ﺍﻟﻌﺮﰊ )ﻣﻠﻒ ﺧﺎﺹ(‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪-‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ـــــــــــــ ‪166‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ﺩ‪.‬ﻃﻴﺐ ﺗﻴﺰﻳﲏ ﻣﻌﺘﱪﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﺇﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﻟﺴﻮﻕ‪ ،‬ﺃﻭ ﺷﻜﻼ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻴﱪﺍﻟﻴـﺔ ﺍﳉﺪﻳـﺪﺓ‬ ‫ﻓﺤﺴﺐ‪ ،‬ﺑﻞ ﻫﻲ ﺷﻜﻞ ﻣﻦ ﺍﻹﻣﱪﻳﺎﻟﻴﺔ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ﺫﺍﺕ ﺍﳋﺼﻮﺻﻴﺔ ﺍﻟﻜﻮﲰﻮﺳﻮﻗﻴﺔ )‪.(23‬‬ ‫ﺃﻣﺎ ﺍﻷﺷﻐﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻧﻔﺮﺩ ﻋﺪﺩ ﻛﺒﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﲔ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﰲ ﺗﻨﺎﻭﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﳉﺎﻧـﺐ‬ ‫ﻟﺪﺭﺟﺔ ﻭ ﻛﺄﻥ ﺍﻟﺘﻄﺎﺑﻖ ﻗﺎﺋﻢ ﻓﻌﻼ ﺑﲔ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ‪ .‬ﻳﺸﲑ ﺩ‪.‬ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺣﻴـﺪﺭ ﺃﻥ ﻫـﺬﺍ‬ ‫ﺍﳉﺎﻧﺐ ﻳﺘﻤﺜﻞ ﺑﺎﻟﺘﺮﻭﻳﺞ ﻷﳕﺎﻁ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﺫﺍﺕ ﻣﺮﺟﻌﻴﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ‪ ،‬ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﺃﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺃﻭ ﻏﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻄـﺎﺑﻊ‬ ‫)‪.(24‬‬ ‫ﺇﻥ ﺍﻟﺘﻨﻮﻉ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﻭﺍﳌﻌﻘﺪ ﳌﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‪ ،‬ﳚﻌﻞ ﺍﻟﺘﺪﺍﺧﻞ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺎ ﺑﲔ ﻇﻮﺍﻫﺮﻫﺎ ﺍﳌﺘﻌﺪﺩﺓ‪ ،‬ﺗﺪﺍﺧﻼ‬ ‫ﰲ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﻭﺍﻟﻔﻬﻢ ﺃﻳﻀﺎ‪ ،‬ﻟﺬﺍ ﻓﺈﻥ )ﺟﻴﻤﺲ ﺭﻭﺯﻧﺎﻭ( ﻳﺸﲑ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺪﺍﺧﻞ‪ ،‬ﻟﻴﺄﺧﺬ ﺟﺎﻧﺒﺎ ﻣﻦ ﺍﳊﺬﺭ ﰲ‬ ‫ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﻳﺒﺪﻭ ﻣﺒﻜﺮﺍ ﻭﺿﻊ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﻛﺎﻣﻞ ﻭ ﺟﺎﻫﺰ ﻟﻠﻌﻮﳌﺔ ﻳﻼﺋﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻨﻮﻉ ﺍﻟﻀﺨﻢ ﳍﺬﻩ‬ ‫ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﺍﳌﺘﻌﺪﺩﺓ‪.‬‬ ‫ﻭﺟﺮﻳﺎ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﲡﺎﻩ ﰲ ﺍﳊﺬﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺴﺮﻉ ﺑﺈﻋﻄﺎﺀ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﻟﻠﻌﻮﳌﺔ‪ ،‬ﻳﻘﺘﺮﺡ ﺩ‪.‬ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺻﱪﻱ‬ ‫ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺇﺟﺮﺍﺋﻲ ﻟﻠﻌﻮﳌﺔ‪ ،‬ﻭﻳﻌﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﺃﺣﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻔﺎﺕ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﴰﻮﻻ ﻫـﻮ ﺍﻋﺘﺒـﺎﺭ‬ ‫ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﲤﺜﻞ‪ :‬ﺍﻟﺘﺪﺍﺧﻞ ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ ﻷﻣﻮﺭ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩ ﻭﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻉ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﺴﻠﻮﻙ‪ ،‬ﺩﻭﻥ ﺍﻋﺘﺪﺍﺩ‬ ‫ﻳﺬﻛﺮ ﺑﺎﳊﺪﻭﺩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﺪﻭﻝ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﺓ ﺃﻭ ﺍﻹﻧﺘﻤﺎﺀ ﺇﱃ ﻭﻃﻦ ﳏﺪﺩ‪ ،‬ﺃﻭ ﻟﺪﻭﻟﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ‪ ،‬ﺩﻭﻥ ﺣﺎﺟﺔ‬ ‫)‪(25‬‬ ‫ﺇﱃ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺣﻜﻮﻣﻴﺔ‬ ‫ﺃﻣﺎ ﺃﺩﺑﻴﺎﺕ ﺍﳌﻢ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ﻓﻘﺪ ﻋﺮﻑ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻟﻌﺎﻡ ‪ 1998‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺑﺄ‪‬ﺎ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﳌﻮﺍﺿﻴﻊ‬ ‫ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﻓﺮﺿﺖ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺧﻼﻝ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﺎﺕ‪ ،‬ﻭﻫﻲ ﻧﺼﻄﻠﺢ ﳚﻤﻊ ﺑﲔ ﻭﺻﻒ ﺍﻟﻈـﺎﻫﺮﺓ‪ ،‬ﻭ‬ ‫ﲢﺪﻳﺪ ﻣﺒﺎﺩﺋﻬﺎ )‪ (...‬ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻮﺻﻒ ﻓﻬﻮ ﺗﻌﺒﻴﲑ ﻋﻦ ﺍﺗﺴﺎﻉ ﺍﻟﺘﺪﻓﻘﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ‬

‫‪. 23‬ﻃﻴﺐ ﺗﻴﺰﻳﲏ‪ ،‬ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻣﻠﻒ ﺍﻹﺛﻨﲔ‪ ،‬ﺩﻣﺸﻖ ‪1998‬‬ ‫‪ 24‬ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺣﻴﺪﺭ‪ ،‬ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﻨﻬﺞ‪ ،‬ﺍﻟﻌﺪﺩ ‪14 ،1998‬‬ ‫‪ - 25‬ﺩ‪.‬ﺍﲰﺎﻋﻴﻞ ﺻﱪﻱ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺍﷲ‪ ،‬ﺍﻟﻜﻮﻛﺒﺔ ﺍﻟﻨﻬﺞ‪ ،‬ﺍﻟﻌﺪﺩ ‪14 ،1998‬‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪-‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ـــــــــــــ ‪167‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــ ﺩ‪ .‬ﻓﺎﺗﺢ ﻋﻤﺎﺭﺓ‪ :‬ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺪﳝﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ‪ .‬ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺃﻡ ﻏﺎﻳﺔ؟‬

‫ﺍﻷﳘﻴﺔ ﺍﳌﺘﺰﺍﻳﺪﺓ ﻟﻠﻌﻠﻢ ﻭ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻴﺔ ﻭ ﺍﻹﺗﺼﺎﻻﺕ‪:‬‬ ‫ﺇﻥ ﺍﻫﻢ ﻣﻌﺎﱂ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﻌﻮﳌﻲ ﺍﳉﺪﻳﺪ‪ ،‬ﲤﺜﻞ ‪‬ﺬﺍ ﺍﳊﻀﻮﺭ ﻏﲑ ﺍﳌﺴـﺒﻮﻕ ﻟﻺﺗﺼـﺎﻝ ﻭﺍﻟﺘﺨﺎﻃـﺐ‬ ‫ﺍﻟﺴﻤﻌﻲ ﻭﺍﳌﺮﺋﻲ ﺑﲔ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ‪ ،‬ﻭﺑﺸﻜﻞ ﻣﻴﺴﺮ ﻣﻊ ﺣﻠﻮﻝ ﺁﻻﺕ ﺍﻟﺬﻛﺎﺀ ﺍﻹﺻﻄﻨﺎﻋﻲ ﰲ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ‬ ‫ﰲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍﳌﱰﻝ‪ ،‬ﺇﻥ ﺳﺮﻋﺔ ﺍﻧﺘﻘﺎﻝ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ‪ ،‬ﺟﻌﻠﺖ ﺳﺎﺣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﻭﺍﻟﺘﺒـﺎﺩﻝ ﺷـﺒﻪ‬ ‫ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ‪ ،‬ﻋﱪ ﺍﶈﻄﺎﺕ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺸﺒﻜﺎﺕ ﺍﳌﺘﻌﺪﺩﺓ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﻭﺍﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﻟﻸﻧﺘﺮﻧﻴﺖ‪ .‬ﺇﻥ ﻣﺎ ﳝﻴﺰ ﻫﺬﻩ‬ ‫ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﺍﻹﻧﺪﻣﺎﺝ ﺑﲔ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻣﻊ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩ ﻟﻴﻌﺎﺩ ﺗﺸـﻜﻞ ‪Reformation‬‬ ‫ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ‪ ،‬ﺇﻥ ﺍﳌﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺑﺎﺗﺖ ﺗﺘﻀﺎﻋﻒ ﻣﺮﺓ‬ ‫ﻭﺍﺣﺪﺓ ﲟﻌﺪﻝ ﻛﻞ ‪ 18‬ﺷﻬﺮ ﻛﻤﺎ ﺗﺸﲑ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮﺍﺕ)‪.(26‬‬ ‫ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ﻧﺸﻬﺪ ﺗﻼﻗﺤﺎ ﺟﺪﻳﺪﺍ ﻹﻛﺘﺸﺎﻓﺎﺕ ﺍﻟﻔﻴﺰﻳﺎﺀ ﻭﺍﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺒﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺎ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﲰﺤﺖ ﺍﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺀ‬ ‫ﺑﺎﻹﻧﺘﻘﺎﻝ ﺇﱃ ﻋﺼﺮ ﺍﻟﻠﺪﺍﺋﻦ ﻭﺍﻟﺘﺼﻨﻴﻊ ﺍﻟﻐﺬﺍﺋﻲ ﺩﻭﻥ ﺍﳊﺎﺟﺔ ﻟﻠﻤﻮﺍﺩ ﺍﳋﺎﻡ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ‪ ،‬ﻭﺩﺧﻠﺖ ﺍﻟﻜﻴﻤﻴـﺎﺀ‬ ‫ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ﻭﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﺑﺂﻥ ﻭﺍﺣﺪ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﲰﺤﺖ ﺍﳍﻨﺪﺳﺔ ﺍﻟﻮﺭﺍﺛﻴﺔ‪ ،‬ﺑﻔﺘﻮﺣﺎﺕ ﻏﲑ ﻣﺴـﺒﻮﻗﺔ ﰲ ﺍﻟﺘـﻬﺠﲔ‬ ‫ﻭﺍﻹﺳﺘﻨﺴﺎﺝ ﻭﺍﻛﺘﺸﺎﻑ ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ ﺍﳊﻴﻮﻳﺔ ﻭﻣﺎ ﺑﺎﺕ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺒﻴﻮ‪-‬ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴـﺎ‪ .‬ﺃﻣـﺎ ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴـﺎ‬ ‫ﺍﻹﺗﺼﺎﻻﺕ ﻓﻘﺪ ﻏﲑﺕ ﻣﻔﻬﻮﻣﻨﺎ ﻟﻠﺰﻣﻦ ﻭﺍﳌﻜﺎﻥ‪ ،‬ﻭﺃﺻﺒﺤﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺗﺆﺛﺮ ﻓﻴﻨﺎ ﻳﻮﻣﻴﺎ ﻭﻓﻮﺭﻳﺎ ﺃﻛﺜﺮ‬ ‫ﳑﺎ ﻛﺎﻥ ﳛﺪﺙ ﻣﻦ ﺫﻱ ﻗﺒﻞ)‪.(27‬‬ ‫ﺇﻥ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺫﺍ‪‬ﺎ ﺗﻔﺮﺽ ﺃﳕﺎﻃﺎ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ‪ ،‬ﰲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍﳌﱰﻝ‪ ،‬ﺗﺘﺼﺎﺩﻡ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘـﻴﻢ‬ ‫ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ‪ ،‬ﻭ ﳚﺮﻱ ﺑﺸﻜﻞ ﻏﲑ ﳏﺴﻮﺱ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺗﺸﻜﻞ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻋﺎﳌﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻄﺎﺑﻊ‪ ،‬ﻭﺑﺪﺃﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺑﺘﻬﻤﻴﺶ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﻨﺸﺌﺔ )ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻭﺍﳌﺪﺭﺳﺔ( ﻓﻘﺪ‬ ‫ﺗﺒﲔ ﺃﻥ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﰲ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ﻳﻘﻀﻮﻥ ﻭﺳﻄﻴﺎ ﳓﻮ ‪ 23‬ﺳﺎﻋﺔ ﺃﺳﺒﻮﻋﻴﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻥ‪ ،‬ﰲ ﺣﲔ‬ ‫ﻻ ﻳﻘﻀﻮﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﲬﺲ ﺩﻗﺎﺋﻖ ﻣﻊ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﻭﳓﻮ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﻳﻮﻣﻴﺎ ﻣﻊ ﺍﻷﻣﻬﺎﺕ )‪ .(28‬ﻭﰲ ﺩﺭﺍﺳـﺔ‬ ‫ﺣﺪﻳﺜﺔ‪ ،‬ﺃﺷﺎﺭﺕ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﺔ )ﻣﺎﺭﻱ ﻭﻳﻦ(‪ ،‬ﺇﱃ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻹﺩﻣﺎﻥ ﺍﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﱐ‪ ،‬ﻭﺣﻠﻮﻝ ﺍﻟﺘﻠﻔﺰﻳـﻮﻥ‬

‫‪26‬‬

‫‪ -‬ﺍﳊﻮﺍﺩﺙ‪ ،‬ﻣﻠﻒ ﺧﺎﺹ ﻋﻦ ﺍﳌﺼﺎﺭﻑ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻟﻌﺪﺩ ‪1996.94‬‬

‫‪ 27‬ﺭﺃﻓﺖ ﺭﺿﻮﺍﻥ‪ ،‬ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻴﺔ ﻭﺍﻷﻧﺘﺮﻧﺎﺕ‪ ،‬ﺹ‪221‬‬ ‫‪ 28‬ﻝ‪.‬ﺛﻮﺭﻭ‪ .‬ﺹ‪99‬‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪-‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ـــــــــــــ ‪168‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ﻛﺄﺩﺍﺓ ﺳﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﻭﻋﻲ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻭﺣﻮﺍﺳﻬﻢ‪ ،‬ﻭﻓﻘﺪﺍﻥ ﺳﻴﻄﺮﺓ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﻭﺍﻷﻣﻬﺎﺕ‪ ،‬ﳑﺎ ﺩﻋـﺎ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜـﺔ‬ ‫ﻻﺳﺘﺨﻼﺹ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺗﺪﻋﻮ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ‪‬ﺎﺋﻴﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻥ)‪.(29‬‬ ‫ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻭﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﺗﻌﻴﺪ ﺇﻧﺘﺎﺝ ﻣﻨﻈﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻮﺟﺪﺍﻥ ﺍﻟﺜﻘﺎﰲ ﺍﻟـﻮﻃﲏ‪،‬‬ ‫ﻓﺈﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺑﺎﺗﺖ ﳐﺘﺮﻗﺔ‪ ،‬ﻭﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﻧﻈﺎﻡ ﲰﻌﻲ ﺑﺼﺮﻱ ﺭﻣﺰﻱ ﺗﻨﺘﺞ ﻗﻴﻤﺎ‬ ‫ﺭﻣﺰﻳﺔ ﺗﺆﺛﺮ ﰲ ﺍﻹﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﺜﻘﺎﰲ ﺍﻟﻌﺎﻡ‪ ،‬ﻭﺗﻌﻴﺪ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﺍﻟﻮﺟﺪﺍﻥ ﻭﺍﻟﻮﻋﻲ ﻭﺍﻟﺬﻭﻕ‪ ،‬ﻭﺳﺘﺆﺩﻱ ﺇﱃ ﺇﻧﺘﺎﺝ ﻣﺎ‬ ‫ﻳﻔﻴﺾ ﻋﻦ ﺣﺎﺟﺔ ﺍﳉﺴﺪ ﻣﻦ ﺍﻹﺷﺒﺎﻉ‪ ،‬ﻭﻫﻲ ﺑﺮﺃﻱ ﻋﺒﺪ ﺍﻹﻟﻪ ﺑﻠﻘﺰﻳﺮ ﺳﺘﻘﺘﻞ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻭﺗﺬﻫﺐ ﺑـﺎﶈﺘﻮﻯ‬ ‫ﺍﻷﺧﻼﻗﻲ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﱐ ﻟﺴﻠﻮﻙ ﺍﻟﻨﺎﺱ)‪.(30‬‬ ‫ﺇﻥ ﺍﳌﻮﺍﻗﻒ ﻣﻦ ﻋﻮﳌﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺗﺒﺪﻭ ﺇﱃ ﺍﻵﻥ ﻣﻮﺍﻗﻒ ﺭﺍﻓﻀﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﲔ ﺳﻮﺍﺀ ﺃﻛـﺎﻧﻮﺍ ﻣـﻦ‬ ‫ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺃﻡ ﻣﻦ ﺍﻷﻭﺭﺑﻴﲔ‪ ،‬ﺣﱴ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﲔ ﻳﻘﻔﻮﻥ ﻣﻮﺍﻗﻒ ﻣﺸﺎ‪‬ﺔ ﻣﻦ ﻋﻮﳌﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ‪ .‬ﺇﻥ ﺍﳌﺘﺄﻣـﻞ ﰲ‬ ‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻨﺘﺞ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻻ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﻻ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ‬ ‫ﻭﻻ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻫﻢ ﻗﺪﺭ ﻣﺘﺤﺘﻢ ﺑﻞ ﻫﻢ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﳌﻬﻴﻤﻦ ﻭﺍﳌﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺍ‪‬ﺘﻤﻌﺎﺕ ﻭﻻ ﻏﺮﺍﺏ ﰲ ﻫﺬﺍ‬ ‫ﻟﻜﻮﻥ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺮﺃﲰﺎﱄ ﱂ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻃﻴﻠﺔ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﰲ ﺍﻟﺴﺒﻞ ﺍﻟﱵ ﺗﻀﻤﻦ ﻟﻪ ﺍﻟﺰﻳﺎﺩﺓ ﺃﻭ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﺍﻹﺣﺘﻔﺎﻅ ﺑﻨﺴﺐ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﻔﻮﺍﺋﺪ‪ .‬ﻓﺘﺎﺭﳜﻴﺎ ﳉﺄ ﺇﱃ ﺍﻹﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺒﺢ ﺑﻌـﺪ ﺣـﻮﺍﱄ‬ ‫ﲬﺴﻮﻥ ﺳﻨﺔ ﻏﲑ ﻣﺮﲝﺎ ﻓﻔﻜﺮ ﰲ ﻧﻮﻉ ﺃﻛﺜﺮ ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ ﻭﲣﻠﻰ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻮﺍﺟﺪ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻭﺣﻠﻰ ﳏﻠﻪ ﻧـﻮﻉ‬ ‫ﺟﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﳍﻴﻤﻨﺔ ﻏﲑ ﻣﻜﻠﻔﺔ ﻭﺃﻛﺜﺮ ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ ﻓﻔﻲ ﻫﺬﺍ ﺍ‪‬ﺎﻝ ﻣﺴﺘﻌﻤﺮ ﺍﻷﻣﺲ ﺃﺻﺒﺢ ﻳﻨـﺎﺩﻱ ﺑﺎﻟﻌﺪﺍﻟـﺔ‬ ‫ﻭﺍﳌﺴﺎﻭﺍﺓ ﻭﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﳏﻮ ﺍﻷﻣﻴﺔ‪ .‬ﺇﻥ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺮﻳﺪﻫﺎ ﺍﻟﺮﺃﲰﺎﻟﻴﺔ ﻫﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﺮﻙ ﺍﻟﻔـﺮﺩ‬ ‫ﻣﻠﺘﺰﻣﺎ ﲟﺎ ﳝﻠﻴﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻏﲑﻩ ﻭﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﲟﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﺍﻟﱵ ﻣﻦ ﺧﻼﳍﺎ ﻳﻔﺮﺽ ﻣﺎ ﳚـﺐ‬ ‫ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻲ ﻭﺇﻥ ﻗﺒﻞ ﻫﺬﺍ ﲢﺘﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺪﺧﻞ ﰲ ﺍﻟﺸﺮﺍﻛﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻐﲑ ﺣﱴ ﻭﻟﻮ‬ ‫ﱂ ﻳﺘﻮﻓﺮ ﻋﻨﺪﻩ ﻣﺎ ﱂ ﻳﺸﺎﺭﻙ ﺑﻪ ﺍﻵﺧﺮ ﻭﺍﳌﻬﻢ ﻫﻮ ﰲ ﺇﺳﺘﻨﻔﺎﻉ ﺍﻵﺧﺮ ﺑﺎﳋﲑﺍﺕ )ﺃﻣﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺮﺍﻛﺔ ﻣـﻊ‬ ‫ﺍﻟﺘﺬﻛﲑ ﺇ‪‬ﺎ ﲣﺺ ﺍﳌﻨﺘﻮﺟﺎﺕ ﻭﻻ ﺗﻌﲏ ﺍﻟﺘﻨﻘﻞ ﺍﳊﺮ ﻟﻸﻓﺮﺍﺩ( ﻓﺎﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺮﺃﲰﺎﻟﻴﺔ ﱂ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻋﻨﺪ ﻫﺬﺍ ﻓﺴﺒﻖ‬ ‫ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻭﺃﻗﺘﺮﺡ ﻋﻮﺽ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﺸﺮﺍﻛﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﳌﺴﺘﺪﺍﻣﺔ ﻭ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻟﺮﺍﺷـﺪ ﻭﺍﻧﺘـﻬﻰ ﲝـﻮﺍﺭ‬ ‫ﺍﳊﻀﺎﺭﺍﺕ "ﻭﻗﺒﻮﻝ ﺍﻵﺧﺮ" ﻧﺘﺴﺎﺀﻝ ﻋﻦ ﺃﻱ ﺷﺮﺍﻛﺔ ﻭﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﳌﺘﺨﻠﻔﺔ ﻻ ﺗﺘﻮﻓﺮ ﻋﻠﻰ ﳎﻼﺕ ﺗﻘﻮﻡ ﻣـﻦ‬ ‫‪ - 29‬ﻣﺎﺭﻱ ﻭﻳﻦ ‪ ،‬ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻭﺍﻹﺩﻣﺎﻥ ﺍﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﱐ‪ ،‬ﻋﺎﱂ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ‪ ،‬ﺍﻟﻌﺪﺩ ‪648‬‬ ‫‪ - 30‬ﻋﺒﺪ ﺇﻟﻪ ﺑﻠﻘﺰﻳﺮ‪ ،‬ﻋﻮﳌﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺃﻭ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‪ ،‬ﻟﻠﻌﺪﺩ ‪665‬‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪-‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ـــــــــــــ ‪169‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــ ﺩ‪ .‬ﻓﺎﺗﺢ ﻋﻤﺎﺭﺓ‪ :‬ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺪﳝﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ‪ .‬ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺃﻡ ﻏﺎﻳﺔ؟‬

‫ﺧﻼﳍﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺧﲑﺓ ﻣﺎ ﻋﺪﺍ ﺗﺼﺪﻳﺮ ﻳﺪ ﻋﺎﻣﻠﺔ ﻣﺒﺨﻮﺻﺔ ﺍﳊﻖ ﻭﻣﻮﺍﺭﺩ ﺃﻭﻟﻮﻳﺔ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺑﻔﻌﻞ ﺍﻟﺘﻼﻋﺒﺎﺕ‬ ‫ﺑﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﺪﻭﻻﺭ ﻣﺪﺍﺧﻴﻠﻬﺎ ﻻ ﺗﺴﻤﻦ ﻭﻻ ﺗﻐﲏ ﻣﻦ ﺟﻮﻉ‪ ،‬ﻋﻦ ﺃﻱ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻣﺴﺘﺪﺍﻣﺔ ﻧﺘﻜﻠﻢ؟ ﻭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ‬ ‫ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺗﺴﺪﺩ ﺩﻳﻮ‪‬ﺎ ﺍﻟﱵ ﺗﺜﻘﻞ ﻛﺎﻫﻠﻬﺎ ﻭﲡﻌﻠﻬﺎ ﻣﺸﻠﻮﻟﺔ ﺇﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎ ﻭﺇﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎ ﻭﺃﻱ ﺣﻜﻢ ﺭﺍﺷﺪ‪:‬‬ ‫ﻣﺎ ﺩﺍﻣﺖ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﳌﺴﲑﺓ ﻟﻠﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﳌﺘﺨﻠﻔﺔ ﰲ ﻭﺿﻊ ﺇﺭﻫﺎﻕ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻭﻗﺼﺮ ﺇﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‪ .‬ﻭﻣﺎ ﻣﻌﲎ ﺣﻮﺍﺭ‬ ‫ﺍﳊﻀﺎﺭﺍﺕ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﳝﻴﻊ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻭﳛﻠﻞ ﻣﺎ ﺣﺮﻣﺘﻪ ﺍﻷﺻﻮﻝ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﻭﻳﻔـﺮﺽ‬ ‫ﻓﺘﺢ ﺍﻷﺑﻮﺍﺏ ﻟﺘﻮﻏﻞ ﺃﻛﺜﺮ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻣﺎﱄ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭﻣﻦ ﻫﻮ ﺍﻵﺧﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻳﺪﻭﻧﻪ ﺃﻥ‬ ‫ﻳﻘﺒﻞ ﺇﻥ ﱂ ﻳﻜﻦ ﺍﻟﻨﻈﻢ ﺍﻟﺮﺃﲰﺎﻟﻴﺔ ﰲ ﺣﺪ ﺫﺍﺗﻪ ﺇﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﳌﺮ ﺗﺒﺪﻭ ﺣﻈﻮﻅ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌـﺮﰊ‬ ‫ﰲ ﻋﻮﳌﺔ ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ﻣﺘﻮﺍﺿﻌﺔ ﺟﺪﺍ‪ .‬ﻓﻤﻌﻈﻢ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻹﺳﻘﺎﻃﻴﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺗﺸﲑ ﺇﱃ ‪‬ﻤﻴﺶ ﺍﻟﺸـﺮﻕ‬ ‫ﺍﻷﻭﺳﻂ ﻭﴰﺎﻝ ﺇﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﰲ ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﳌﻌﻮﱂ‪ ،‬ﻭﺗﺒﺪﻭ ﺍﻟﺴﻴﻨﺎﺭﻳﻮﻫﺎﺕ ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﻟﻠﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻣﺘﻌـﺪﺩﺓ‪،‬‬ ‫ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺴﻴﻨﺎﺭﻳﻮ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﻋﻘﻼﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮﻧﺎ ﺍﳋﺎﺻﺔ‪ ،‬ﻫﻮ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﺍﳊﺜﻴﺚ ﻭﺍﻟﺴـﺮﻳﻊ ﻷﻃـﺮ ﻣـﻦ‬ ‫ﺍﻟﺘﻜﺘﻼﺕ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﻋﻠـﻰ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﳌﺸﺘﺮﻛﺔ ﰲ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻋﺮﺑﻴـﺔ ﻭﺍﺣـﺪﺓ‬ ‫ﻭﺷﺎﻣﻠﺔ ﻟﺘﻜﺎﻣﻞ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻌﺮﰊ‪ ،‬ﻭﲢﻘﻴﻖ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‪.‬‬

‫ﺗﻌﻠﻤﻨﺎ ﺩﺭﻭﺱ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺍﳊﺪﻳﺚ‪ ،‬ﺃﻥ ﲢﻘﻴﻖ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻻ ﻳﺘﻢ ﺑﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﻣـﻦ ﺍﻷﻋﻠـﻰ‬ ‫ﲟﻌﺰﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ‪ ،‬ﻭﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺧﲑﺓ ﻻ ﺗﻨﺸﺄ ﻓﺠﺄﺓ ﻣﻦ ﻓﺮﺍﻍ ﻭﺩﻭﻥ ﺍﻹﺗﻔـﺎﻕ ﺍﳌﻠـﺰﻡ ﳉﻤﻴـﻊ‬ ‫ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﺍﳌﻮﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻌﺎﻫﺪﺍﺕ ﻭﺍﻹﺗﻔﺎﻗﺎﺕ‪ ،‬ﲟﺎ ﻳﺴﻤﺢ ﺑﺘﺤﺮﻳﺮ ﺗﺪﺭﳚﻲ ﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ –ﺭﺃﺱ ﺍﳌﺎﻝ‪-‬‬ ‫ﺍﻟﺴﻠﻊ ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺍﳉﺎﺋﺰ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺃﻳﻀﺎ‪ ،‬ﺃﻻ ﺑﺪ – ﰲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﳊﺎﺿﺮ‪ -‬ﳌﻨﻄﻘﺔ ﺫﺍﺕ ﺃﳘﻴﺔ ﺣﻴﻮﻳﺔ‬ ‫ﻭﺍﺳﺘﲑﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﻘﻮﻯ ﺍﻟﻌﻈﻤﻰ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ‪ ،‬ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﰊ‪ ،‬ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﺑﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻭﺍﻟﺘﺄﺳﻴﺲ ﺍﻷﻣﲏ ﻟﻠﺴـﻮﻕ‬ ‫ﺍﳌﺸﺘﺮﻛﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻹﺳﺮﺍﻉ ﲝﻞ ﻣﻨﺎﺯﻋﺎﺕ ﺗﺮﺳﻴﻢ ﺍﳊﺪﻭﺩ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﲔ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﻭﺑﻴﻨﻬﺎ ﻭﺑﲔ ﺟﲑﺍ‪‬ﺎ ﻣﻦ‬ ‫ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ‪.‬‬ ‫ﻛﻤﺎ ﻳﺴﺒﻖ ﻫﺬﻩ ﻭ ﺗﻠﻚ ﻭﺿﻊ ﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺎﺕ ﺍﳌﺸﺘﺮﻛﺔ ﻭﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﳌﺆﺳﺴﻲ ﳍﺬﻩ ﺍﻹﺳـﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻭﺍﳌﺘﺎﺑﻌـﺔ‬ ‫ﳋﻄﻮﺍ‪‬ﺎ ﻭﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺘﺴﺎﺭﻉ ﺍﳌﻄﻠﻮﺏ ﰲ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﻣﻮﺍﺀﻣﺔ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﺎﺕ ﻭﺍﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﰲ‬ ‫ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺗﻮﺣﻴﺪﻫﺎ ﻟﻜﻦ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺗﺮ‪‬ﻦ ﺑﻨﺠﺎﺣﻬﺎ ﺇﱃ ﺩﻣﻘﺮﻃﺔ ‪ Democratization‬ﻭﺍﺳﻌﺔ‬ ‫ﰲ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﲤﺲ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ‪ ،‬ﳑﺎ ﳚﻌﻞ ﺍﳌﻴﻜﺎﻧﻴﺰﻡ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ‬ ‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻘﻠﺔ ﳑﻜﻨﺎ ﺑﺎﳌﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﻮﺍﺳﻌﺔ ﻟﻠﻔﺌﺎﺕ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﲨﻴﻌﻬﺎ ﺍﳌﺴﺘﻔﻴﺪﺓ ﻭﺍﳌﺘﻀﺮﺭﺓ ﻣـﻦ ﺍﻟﻌﻮﳌـﺔ ﻭﺍﳌﻌﻨﻴـﺔ‬ ‫ﺑﺎﳌﺎﺿﻲ ﻭﺍﳊﺎﺿﺮ ﻭﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻞ‪.‬‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪-‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ـــــــــــــ ‪170‬‬

‫ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺎﺕ ﺇﺻﻼﺡ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‬ ‫ﺩ‪.‬ﻧﺎﺩﻳﺔ ﺑﻮﺷﻼﻟﻖ‬ ‫ﻗﺴﻢ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻭﺭﻗﻠﺔ‬

‫ﻟﻘﺪ ﻗﺎﺩ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺑﺎﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﻋﺎﻣﻼ ﺃﺳﺎﺳﻴﺎ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ ﻭﺃﺩﺍﺓ ﻭﺍﻋﺪﺓ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺸﺎﻣﻠﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺇﱃ‬ ‫ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ‪ .‬ﻭﻣﻊ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﺑﺄﳘﻴﺔ ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻭﻓﻮﺍﺋﺪﻩ‪ ،‬ﺇﻻ‬ ‫ﺃﻥ ﺩﻭﺭﻩ ﰲ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ ﻳﺼﺒﺢ ﺃﻛﺜﺮ ﺃﳘﻴﺔ‪ ،‬ﲝﻜﻢ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﻭﻣﺎ ﻳﺸﻬﺪﻩ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻣﻦ ﲢﻮﻻﺕ‬ ‫ﻛﱪﻯ ﰲ ﳎﺎﻻﺕ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺘﻘﺎﻧﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﻏﲑﻫﺎ ﻣﻦ ﺍ‪‬ﺎﻻﺕ؛ ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﺫﻟﻚ‪ ،‬ﺣﺠـﻢ‬ ‫ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﻜﺒﲑﺓ ﺍﻟﱵ ﻳﻮﺍﺟﻬﻬﺎ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺍﻟﱵ ﻳﺘﻮﻗﻊ ﺍﺯﺩﻳﺎﺩ ﺣﺪ‪‬ﺎ ﰲ ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ﺇﻥ ﱂ‬ ‫ﲡﺪ ﻋﻼﺟﺎ ﺣﺎﲰﺎ ﻣﻨﺬ ﺍﻵﻥ‪.‬‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺍﺑﺮﺯ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﳔﻔﺎﺽ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﻛﻔﺎﺀﺓ ﺍﻟﻨﻈﻢ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﺍﻻﺯﺩﻳﺎﺩ ﺍﳌﺘﺼﺎﻋﺪ ﰲ ﻛﻠﻔـﺔ‬ ‫ﺍﻹﻧﻔﺎﻕ ﻋﻠﻴﻬﺎ‪ ،‬ﻭﳘﺎ ﺃﻣﺮﺍﻥ ﻳﺴﺘﻮﺟﺒﺎﻥ ﺇﳚﺎﺩ ﺇﺻﻼﺡ ﺷﺎﻣﻞ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ‪ ،‬ﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﻧﻈﺮﺓ ﻛﻠﻴﺔ ﻟﻜﻞ‬ ‫ﺟﻮﺍﻧﺐ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻭﺃﺟﺰﺍﺋﻪ ﻭﻣﺎ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﻭﺗﻔﺎﻋﻞ ﻭﺗﺄﺛﲑ‪.‬‬ ‫ﻛﻤﺎ ﻳﺴﺘﻮﺟﺒﺎﻥ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﻌﻼﺝ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﻣﻦ ﺧﺎﺭﺝ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﳊﻠﻮﻝ ﺍﻟﻨﻤﻄﻴﺔ ﺍﳉﺰﺋﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺑـﺬﻝ ﺍﳉﻬـﺪ‬ ‫ﻹﳚﺎﺩﻩ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﶈﺎﻭﻻﺕ ﺍﻹﺑﺪﺍﻋﻴﺔ‪ ،‬ﻭﲞﺎﺻﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﻴﺤﻬﺎ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺣﻮﻝ ﻃﺒﻴﻌـﺔ‬ ‫ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﳌﻴﺴﺮﺓ ﳍﺎ‪ ،‬ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﺍﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺕ ﺍﳍﺎﺋﻠﺔ ﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻻﺗﺼـﺎﻝ‬ ‫ﺍﳌﺘﻘﺪﻣﺔ ﻭﺗﻘﻨﻴﺔ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺍﳌﺘﻄﻮﺭﺓ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮﺍﺭ‪ .‬ﺇﻥ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺇﺻﻼﺡ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﻛﻞ ﺍﳌﺴـﺘﻮﻳﺎﺕ‬ ‫ﻭﲞﺎﺻﺔ ﰲ ﳎﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﻨﻮﻋﻲ ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻢ ﻛﻀﺮﻭﺭﺓ ﻣﻦ ﺿﺮﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﺍﻻﺳـﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻲ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ‪ ،‬ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭﺗﻄﺒﻴﻘﺎﺗﻪ ﺍﳌﻴﺪﺍﻧﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻟﱵ ﻳﻘﻮﻡ ‪‬ـﺎ ﺍﻟﻌـﺎﻣﻠﻮﻥ ﰲ‬ ‫ﻣﻴﺪﺍﻥ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ‪.‬‬ ‫ﻭﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻨﻄﻠﻖ ﻧﺒﻌﺖ ﻓﻜﺮﺓ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺪﺍﺧﻠﺔ ﻛﻤﺴﺎﳘﺔ ﻟﺘﺴﻠﻴﻂ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﱵ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﺇﺻﻼﺡ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ‪ .‬ﻣﻦ ﺍﳌﻌﺘﺮﻑ ﺑﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻫـﻲ ﻧـﻮﺍﺓ‬ ‫ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﻜﻞ ﳎﺘﻤﻊ‪ .‬ﻟﻘﺪ ﻇﻬﺮ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﺍﻟﻀﺌﻴﻞ ﰲ ﺇﺻﻼﺡ ﻭ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﻫﻴﻜﻠﺔ‬

‫ـــــــــــــــــــ ﺩ‪ .‬ﻧﺎﺩﻳﺔ ﺑﻮﺷﻼﻟﻖ‪ :‬ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺎﺕ ﺇﺻﻼﺡ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﻇﻞ ﲢﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‬

‫ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻷﺟﻞ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺷﺨﺺ ﻣﺒﺪﻉ‪ ،‬ﻭﻣﺮﻥ‪ ،‬ﻭﺫﻭ ﻛﻔﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻭﺍﳌﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﳌﻄﻠﻮﺑﺔ ﰲ ﺍﻟﺴﻮﻕ‪،‬‬ ‫ﻭﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻜﻴﻒ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎﺕ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎﺕ ﻭﺍﻻﺑﺘﻜﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺴﺮﻳﻌﺔ ﺍﻟﺘﻐﲑ‪.‬‬ ‫ﻭﻣﻨﺬ ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﺃﺧﺬﺕ ﺍﳌﻴﺰﺍﻧﻴﺔ ﺍﳌﺨﺼﺼﺔ ﻟﻠﺘﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺗﺘﺰﺍﻳـﺪ ﻭﺗﻮﺳـﻊ ﻧﻄـﺎﻕ‬ ‫ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﺇﱃ ﺍﳌﺪﺍﺭﺱ ﺍﳊﻜﻮﻣﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﺃﺧﺬﺕ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻷﻣﻴﺔ ﺗﻨﺨﻔﺾ‪ .‬ﻏﲑ ﺃﻧﻪ ﻭﰲ ﻏﻴﺎﺏ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺗﺮﺑﻮﻳـﺔ‬ ‫ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻓﺎﻥ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﱵ ﺗﺼﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﱂ ﺗﺆﺩ ﺇﱃ ﲢﺴﲔ ﻧﻮﻋﻴﺔ ﺃﻭ ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ‪.‬‬ ‫ﺍﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺃﺧﺬﺕ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻬﺎ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺗﻮﺳﻴﻊ ﻭﺗﻌﻤﻴﻢ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﻏـﲑ ﺃﻥ ﺍﶈﺼـﻼﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳـﺔ‬ ‫ﻭﲢﺼﻴﻞ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﺑﻘﻲ ﲢﺖ ﺍﳌﻌﺎﻳﲑ ﺍﳌﻄﻠﻮﺑﺔ‪ ،‬ﻓﻤﺜﻼ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻭﻃﺮﻕ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺲ ﻫﻲ ﰲ ﺃﻏﻠﺐ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﻗﺪﳝﺔ‬ ‫ﻭﻻ ﺗﺄﺧﺬ ﺑﻌﲔ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻲ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﻮﺍﺟﻪ ﺍﳌﺘﺨﺮﺟﲔ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ‪ .‬ﻭﺇ ﹾﻥ ﺩﻝ ﻫﺬﺍ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺷﻲﺀ ﻓﺈﳕﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻧﻘﺺ ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻭﻏﻴﺎﺏ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺪﻯ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪ‪ .‬ﺯﻳـﺎﺩﺓ ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﺫﻟﻚ‪ ،‬ﻓﺎﻥ ﻣﺎ ﻳﺼﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻏﲑ ﻣﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﻭﻣﺴﺘﻬﻠﻚ ﺑﻐﲑ ﺣﻜﻤﺔ‪.‬‬ ‫ﺍﻥ ﻏﻴﺎﺏ ﲣﻄﻴﻂ ﺗﺮﺑﻮﻱ ﻣﻨﺎﺳﺐ ﻭﲢﺪﻳﺪ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻳﺘﺠﻠﻰ ﺃﻳﻀﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻧﻘﺺ ﺍﻟﺘﻨﺎﺳـﻖ‬ ‫ﺑﲔ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭﺣﺎﺟﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ‪ ،‬ﻭﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺳﻮﻕ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣـﻦ‬ ‫ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ‪ ،‬ﻓﻤﺜﻼ ﺗﺒﺪﻭ ﺍﻟﱪﺍﻣﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻗﺪﳝﺔ ﰲ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﳌﺪﺍﺭﺱ ﺍﳊﻜﻮﻣﻴﺔ‪ ،‬ﻫﺬﺍ ﺇﱃ ﺟﺎﻧـﺐ ﻛﻮ‪‬ـﺎ‬ ‫ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻔﻆ ﻭﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺍﻥ ﺍﳌﻮﺍﺿﻴﻊ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻲ‪ .‬ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺫﻟـﻚ‪،‬‬ ‫‪‬ﻤﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﱪﺍﻣﺞ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﳌﻬﻤﺔ ﻛﺎﳌﻮﺍﻃﻨﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴـﺎﻥ‪ ،‬ﻭﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻴـﺔ‬ ‫ﻭﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻲ‪ .‬ﺃﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺴﺘﻮﻯ ﺍﳌﻬﲏ ﻓﺎﻥ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ ﻻ ﺗﺘﻄﺎﺑﻖ ﻣﻊ ﺣﻘـﺎﺋﻖ ﺳـﻮﻕ‬ ‫ﺍﻟﻌﻤﻞ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﳌﻘﺮﺭﺍﺕ ﺗﻌﺎﺩ ﻛﻞ ﺳﻨﺔ ﺑﺪﻭﻥ ﻣﺮﺍﺟﻌﺔ ﺃﻭ ﺗﻘﻴﻴﻢ ﺃﻭ ﲡﺪﻳﺪ‪.‬‬ ‫ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺼﻮﺭ ﰲ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﻭﺍﻟﻄﺮﻕ ﺗﻀﺎﻑ ﺇﱃ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﻌﻀﻼﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻛـﻨﻘﺺ‬ ‫ﺍﻹﻃﺎﺭﺍﺕ ﺍﳌﺆﻫﻠﺔ ﻭﺍﳌﺪﺭﺑﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﺟﻴﺪ‪ .‬ﻓﻄﺮﻕ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺟﺪ ﻗﺪﳝﺔ ﻭﻻ ﳛﺘﻮﻱ ﺍﻟﺘﻜـﻮﻳﻦ ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺗﺪﺭﻳﺐ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ‪ .‬ﺍﻥ ﻣﺎ ﻳﻼﺣﻆ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻮﻡ ﻫﻮ ﺑﻌـﺾ ﺍﻟـﻨﻘﺺ ﰲ‬ ‫ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﳌﻬﻨﺔ ﻭﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﺍﻟﻀﺌﻴﻞ ﻟﻠﺪﻭﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻠﻌﺒﻪ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﰲ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ‪ ،‬ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﻧﻘﺺ ﺍﻟـﺪﻋﻢ ﺍﳌـﺎﺩﻱ‬ ‫ﻭﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻧﻌﻜﺲ ﺳﻠﺒﺎ ﻋﻠﻰ ﺿﻌﻒ ﺍﻟﺪﺍﻓﻌﻴﺔ ﻟﻼﻟﺘﺤﺎﻕ ‪‬ﺬﻩ ﺍﳌﻬﻨﺔ‪.‬‬ ‫ﺍﻥ ﻫﺬﺍ ﻳﺪﻓﻌﻨﺎ ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺟﻮﺩﺓ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺍﻥ ﺗﻠﱯ ﺍﳊﺎﺟﻴﺎﺕ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳـﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ‬ ‫ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺑﻐﺮﺽ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﻭﺍﻟﻨﻤﻮ‪ .‬ﳚﺐ ﺃﻥ ﺗﺮﻗﻲ ﺑﺎﻟﻔﺮﺩﻳﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﺩﻱ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﻭﺍﻹﺑﺪﺍﻉ؛‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪-‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ـــــــــــ ‪172‬‬

‫ــــــــــــــــــ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ﻛﺬﻟﻚ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﺘﻌﺪﺩﻳﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ‪ ،‬ﻭﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺑﻔﻌﺎﻟﻴﺔ؛ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺇﱃ ﺫﻟﻚ‪ ،‬ﳚﺐ‬ ‫ﺍﻥ ﺗﺄﺧﺬ ﺑﻌﲔ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﳊﺎﺟﻴﺎﺕ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﻴﺰﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﻤﺘﻌﻠﻤﲔ‬ ‫ﺣﱴ ﲤﻜﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻓﻬﻢ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻠﺘﻐﲑﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﻭﲢﻀﺮﻫﻢ ﻟﻠﺘﻜﻴﻒ ﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻐﲑ‪.‬‬ ‫ﺃﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻱ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺍﳌﻬﲏ ﻓﺎﻥ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺗﻨﻘﺼﻬﺎ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺎﺕ ﻭﻃﻨﻴﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻣﺘﻄﺎﺑﻘـﺔ ﻣـﻊ‬ ‫ﺳﻮﻕ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﻣﻊ ﺣﺎﺟﻴﺎﺕ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻘﻮﺩﻫﺎ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ‪ .‬ﻛﺬﻟﻚ ﻳﻌﺎﱐ ﻃﻠﺒﺔ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺍﳌﻬﲏ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻟﱪﺍﻣﺞ ﺍﻟﻘﺪﳝﺔ ﻏﲑ ﻣﺪﻋﻤﺔ ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﳌﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﱂ ﺗﻌـﺪ ﺗﺴـﺎﻳﺮ ﻣﺘﻄﻠﺒـﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﻌﺼﺮ‪ ،‬ﻫﺬﺍ ﺇﱃ ﺟﺎﻧﺐ ﻛﻮﻥ ﺍﳌﻜﻮﻧﲔ ﻏﲑ ﻣﺆﻫﻠﲔ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺍﻥ ﻃﺮﻕ ﺍﻟﺘﻘﻴﻴﻢ ﻭﺍﻟﺘﻘﻮﱘ ﻏﲑ ﻣﻨﺎﺳـﺒﺔ‪ .‬ﻭﰲ‬ ‫ﺍﻏﻠﺐ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﻟﻦ ﻳﺘﻠﻘﻲ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﺃﻭ ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﺍﳌﻨﺎﺳﺐ‪ ،‬ﻭ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻟﻴﺲ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺃﺩﱏ ﻓﻜﺮﺓ‬ ‫ﻋﻦ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﺸﻐﻞ‪.‬‬ ‫ﺍﻥ ﻭﻋﻲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺑﺄﳘﻴﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺩﻭﺭﻫﺎ ﺍﳌﺮﻛﺰﻱ ﰲ ﲢﻘﻴﻖ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻹﻧﺴﺎﱐ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺲ‬ ‫ﺍﳊﺎﺩ ﰲ ﺳﻮﻕ ﺍﻟﻌﻤﻞ‪ ،‬ﱂ ﺗﻜﻦ ﻣﺘﻼﺋﻤﺔ ﻣﻊ ﺗﻮﻓﲑ ﺍﻟﻌﺪﺓ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﻟﻮﺿﻊ ﺳﻴﺎﺳﺎﺕ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻭﻭﺿﻊ ﺃﻫـﺪﺍﻑ‬ ‫ﻭﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺎﺕ ﻟﺘﺤﻘﻴﻘﻬﺎ‪ .‬ﺃﱂ ﳛﻦ ﺍﻷﻭﺍﻥ ﻷﻥ ﻧﻔﻜﺮ ﰲ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺎﺕ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﻨﻈـﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑـﻮﻱ‬ ‫ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻧﺮﻗﻲ ﲟﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺇﱃ ﺍﳌﻜﺎﻧﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺴﻤﺢ ﳍﺎ ﲟﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﺍﻟﻼﻣﺘﻨﺎﻫﻴﺔ ﺍﻟﺘﻐﲑ؟‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺸﺎﻣﻠﺔ ﻟﻺﺻﻼﺡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ‪:‬‬ ‫ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻣﻦ ﺷﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻧﻪ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﻃﺮﻕ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻹﻧﺴﺎﱐ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﻧﻈﺎﻡ ﺗﺮﺑﻮﻱ ﻗﻮﻱ‬ ‫ﻭﻓﻌﺎﻝ ﻭﻣﻨﺎﺳﺐ‪ .‬ﻭﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﻧﺎ ﺑﻌﲔ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻘﺎﺋﺺ ﻭﺍﻟﻘﺼﻮﺭ ﰲ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻭﺃﳘﻴﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﰲ‬ ‫ﲢﻘﻴﻖ ﳐﺮﺝ ﺗﻨﺎﻓﺴﻲ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﻐﲑﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﺍﻟﺴﺮﻳﻌﺔ‪ ،‬ﻓﻠﻘﺪ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺍﳊﺎﺟﺔ ﻣﻠﺤﺔ ﻹﺻﻼﺡ ﺷﺎﻣﻞ‬ ‫ﻳﻀﻊ ﻣﻌﺎﻳﲑ ﻭﻳﻄﻮﺭ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺎﺕ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻭﳏﺪﺩﺓ ﺑﺪﻕ ‪(Kathy Crooks,‬‬ ‫)‪2004‬‬

‫ﺗﺮﻣﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺸﺎﻣﻠﺔ ﻟﻺﺻﻼﺡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ‬ ‫ﺇﱄ ﲢﺴﲔ ﺍﻟﻨﻮﻋﻴﺔ ﻭﺍﳌﻌﺎﻳﲑ ﻭﺍﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺔ‪ .‬ﻭﻳﻨﺒﻐﻲ ﺍﻥ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺨﻄﻂ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻣﻦ‪:‬‬ ‫ ﲢﺪﻳﺪ ﺍﳊﺎﺟﺎﺕ ﻭﺍﻷﻭﻟﻮﻳﺎﺕ ﺍﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﳌﻨﻄﻘﺔ‬‫‪ -‬ﺗﺴﺨﲑ ﺍﳌﻮﺍﺭﺩ ﺍﳌﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ ﻭﻓﻘﺎ ﳊﺎﺟﺎ‪‬ﺎ ﻭ ﻷﻭﻟﻮﻳﺎ‪‬ﺎ‬

‫)‪(Comprehensive policy for educational reform‬‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪-‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ـــــــــــ ‪173‬‬

‫ـــــــــــــــــــ ﺩ‪ .‬ﻧﺎﺩﻳﺔ ﺑﻮﺷﻼﻟﻖ‪ :‬ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺎﺕ ﺇﺻﻼﺡ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﻇﻞ ﲢﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‬

‫ ﺇﺭﺳﺎﺀ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺗﻌﺎﻭﻥ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻠﺪﻭﻝ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﲟﺸﺎﺭﻛﺔ ﻭﺑﺘﺒﺎﺩﻝ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﻭﺍﳋﱪﺍﺕ‬‫ﰲ ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻭﺇﺩﺧﺎﻝ ﺍﻹﺻﻼﺣﺎﺕ ﺍﳌﻄﻠﻮﺑﺔ‬ ‫ ﺇﺭﺳﺎﺀ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺗﻌﺎﻭﻥ ﺩﺍﺧﻠﻲ ﺣﱴ ﻳﺴﻤﺢ ﺑﺄﻛﱪ ﻗﺪﺭ ﳑﻜﻦ ﻣﻦ ﻣﺪﺧﻼﺕ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﻘﻄﺎﻋﺎﺕ ﺍﳌﻬﺘﻤﺔ‬‫ﺑﺎﻟﺘﺮﺑﻴﺔ‬ ‫ ﺗﻘﻮﻳﺔ ﺍﻟﻘﺪﺭﺍﺕ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻭ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺗﻴﺔ ﻟﻴﺘﺤﻘﻖ ﺍﻹﺩﻣﺎﺝ ﺍﻟﻨﺎﺟﺢ ﻟﻼﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺎﺕ ﻭﺍﳋﻄﻂ‬‫ ﻭﺿﻊ ﻣﻴﻜﺎﻧﻴﺰﻣﺎﺕ ﺩﺍﺧﻠﻴﺔ ﳌﺮﺍﻗﺒﺔ ﻭ ﺗﻘﻴﻴﻢ ﺇﳒﺎﺯﺍﺕ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻭﲢﺼﻴﻞ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﻭﻣﻘﺎﺭﻧﺘﻬﻤﺎ‬‫ﺑﺎﻟﺘﺤﺼﻴﻼﺕ ﺍﳌﺮﻏﻮﺑﺔ ﻭﺍﳌﻌﺎﻳﲑ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ‪(Kathy Crooks, 2004 ) .‬‬ ‫ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﺃﻧﻈﻤﺔ ﻟﻠﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ‪Establishing information and knowledge systems‬‬‫ ﺍﲣﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻓﻴﻤﺎ ﳜﺺ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭﳏﺼﻼ‪‬ﺎ ﺍﳌﺮﻏﻮﺑﺔ ﲢﺘﺎﺝ ﻻﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺮﺗﻜﺰﺓ ﻋﻠﻰ‬‫ﻓﻬﻢ ﻭﺍﺿﺢ ﻭﻣﻮﺿﻮﻋﻲ ﻟﻠﺤﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ‪ ،‬ﻭﲟﻌﺮﻓﺔ ﻋﻤﻴﻘﺔ ﻟﻠﻤﺪﺧﻼﺕ ﻭﻛﻴﻔﻴﺔ‬ ‫ﻓﺸﻠﻬﺎ ﰲ ﲢﻘﻴﻖ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﺍﳌﻄﻠﻮﺑﺔ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺍﺧﺮﻯ‪.‬‬ ‫ﰲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﳊﺎﱄ ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺃﻱ ﻧﻈﺎﻡ ﻟﻠﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﺬﻱ ﳝﻨﺢ ﻣﺆﺷﺮﺍﺕ ﺻﺮﳛﺔ ﻭﻗﻴﺎﺱ ﻭﺗﻘﻴـﻴﻢ‬ ‫ﺩﻗﻴﻖ ﻟﻜﻞ ﺫﻟﻚ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺴﺖ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻣﻴﻜﺎﻧﻴﺰﻣﺎﺕ ﳌﺮﺍﻗﺒﺔ ﺍﳉﻮﺩﺓ ﺍﻟﱵ ﲤﻨﺢ ﻧﻮﻋﻴﺔ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﺍﳌﻄﻠﻮﺑـﺔ‬ ‫ﻷﺟﻞ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻹﺻﻼﺡ‪ .‬ﻫﺬﺍ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﻣﻌﻄﻴﺎﺕ ﻭﻃﻨﻴﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴـﺔ‪ ،‬ﻭ ﻟﻜـﻦ ﺃﻳﻀـﺎ‬ ‫ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻋﻦ ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ‪ .،‬ﺍﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﰐ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﱐ ﻗﺪ ﻳﺮﺍﻗﺐ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﰲ‬ ‫ﺍﳌﻴﺎﺩﻳﻦ ﺍﳋﻤﺴﺔ ﻭﻫﻲ‪ :‬ﺍﳉﻮﺩﺓ ‪ ،quality‬ﺍﳌﻌﺎﻳﲑ‪ ،Standards‬ﺍﻟﺘﻨﺎﺳﺐ‪ ،Relevance‬ﺍﻟﻔﻌﺎﻟﻴـﺔ‪،Efficiency‬‬ ‫ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ) ‪Access (Kathy Crooks, 2004‬‬ ‫ﻛﻤﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺗﺘﻀﻤﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﻭﺳﻮﻕ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﻣﺆﺷـﺮﺍﺕ‬ ‫ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻟﻘﻴﺎﺱ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﳎﺎ‪‬ﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﳊﺎﺟﻴﺎﺕ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﻭﺗﺴﺎﻫﻢ ﺑﺬﻟﻚ ﰲ ﺍﻟﺘﻄـﻮﺭ ﺍﻻﺟﺘﻤـﺎﻋﻲ‬ ‫ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﱐ‪.‬‬ ‫ﻭﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﺑﻴﺌﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﰲ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ‪ ،‬ﻭﺇﻏﻨﺎﺅﻫﺎ ﲟﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﺍﳌﺘﻨﻮﻋﺔ‪ ،‬ﻭ‪‬ﻴﺌﺔ ﺍﻟﻔـﺮﺹ ﺃﻣـﺎﻡ‬ ‫ﺍﳌﻌﻠﻤﲔ ﻭﺍﻟﻄﻠﺒﺔ ﻟﻠﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺗﻘﻨﻴﺔ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺍﳌﺘﻄﻮﺭﺓ ﻭﺍﻻﻧﺘﻔﺎﻉ ‪‬ﺎ ﰲ ﺍﻛﺘﺴﺎﺏ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﻭﺃﺩﺍﺀ‬ ‫ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻜﻔﺎﺀﺓ ﻭﻓﺎﻋﻠﻴﺔ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﲨﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺎﺕ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﰲ‪:‬‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪-‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ـــــــــــ ‪174‬‬

‫ــــــــــــــــــ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫‪ .1‬ﺇﺟﺮﺍﺀ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺗﻄﺒﻴﻘﻴﺔ ﺣﻮﻝ ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﰲ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﲢﺴﲔ‬ ‫ﻧﻮﺍﺗﺞ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ‪.‬‬ ‫‪ .2‬ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺃﳕﻮﺫﺝ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻲ ﳌﺮﻛﺰ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﰲ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﻣﻦ ﺧـﻼﻝ ﺍﻟﺒﺤـﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤـﻲ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ ﺍﳌﻴﺪﺍﱐ ‪‬ﺪﻑ ﺍﻟﺘﻮﺻﻞ ﺇﱃ ﺻﻴﻐﺔ ﺗﻮﻓﺮ ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﻭﺍﳉﺪﻭﻯ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ‪.‬‬ ‫‪ .3‬ﺇﺟﺮﺍﺀ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﳌﺴﺢ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻭﺇﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﱪﳎﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﰲ ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ‪.‬‬ ‫‪ .4‬ﺇﺟﺮﺍﺀ ﲝﺚ ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﺍﳌﻮﺍﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻟﻠﱪﳎﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴـﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻤﻴـﺔ‬ ‫ﺍﳌﻨﺎﺳﺒﺔ ﻷﻋﻤﺎﺭ ﻭﻣﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ‪.‬‬ ‫‪ .5‬ﺗﺼﻤﻴﻢ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺗﺪﺭﻳﺒﻴﺔ ﻣﺘﺪﺭﺟﺔ ﺍﳌﺴﺘﻮﻯ ﻟﻠﻤﻌﻠﻤﲔ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﳋﺪﻣﺔ ﰲ ﳎﺎﻝ ﺗﻮﻇﻴـﻒ‬ ‫ﺗﻘﻨﻴﺔ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﰲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‪.‬‬ ‫‪ .6‬ﺗﺼﻤﻴﻢ ﻭﺇﻧﺘﺎﺝ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺗﺪﺭﻳﺒﻴﺔ ﻣﺘﺪﺭﺟﺔ ﻟﻠﻤﻌﻠﻤﲔ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﳋﺪﻣﺔ‪ ،‬ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﺍﻟـﺬﺍﰐ‬ ‫ﰲ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﻋﻠﻢ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﳊﺎﺳﻮﺏ‪.‬‬ ‫‪ .7‬ﻭﺿﻊ ﺍﳌﻮﺍﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﳌﻜﺘﺒﺔ ﺇﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺔ ﻣﺮﻛﺰﻳﺔ ﲝﻴﺚ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﻣﻜﺘﺒﺎﺕ ﻭﻣﺮﺍﻛﺰ‬ ‫ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﰲ ﺍﳌﺪﺍﺭﺱ ﺑﺸﺒﻜﺔ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺗﻌﻠﻴﻤﻴﺔ‪.‬‬ ‫‪ .8‬ﺇﻋﺪﺍﺩ ﻭﺇﻧﺘﺎﺝ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺗﺪﺭﻳﺒﻴﺔ ﳌﻄﻮﺭﻱ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﰲ ﳎﺎﻝ ﺇﺩﻣﺎﺝ ﺗﻘﻨﻴﺔ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣـﺎﺕ ﰲ‬ ‫ﺗﺼﻤﻴﻢ ﺍﳌﻨﻬﺞ ﻭﺗﺄﻟﻴﻒ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﳌﺪﺭﺳﻴﺔ‪.‬‬ ‫‪ .9‬ﻣﻼﺀﻣﺔ ﺍﳌﺨﺮﺝ ﺍﳌﻬﲏ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﱄ ﻟﺴﻮﻕ ﺍﻟﻌﻤـﻞ ‪Matching vocational and higher‬‬ ‫‪ education output to the labour market‬ﳚﺐ ﺍﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﳋﻄﻂ ﺍﻟﻔﻌﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﻠﺔ ﺑﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺴﻮﻕ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻮﻡ ﻭﺣﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎﺹ‪ .‬ﺇﻥ ﻣﻼﺀﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺣﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ ﻟﻠﻌﻤﺎﻝ ﻣﻊ‬ ‫ﺣﺎﺟﺎﺕ ﺳﻮﻕ ﺍﻟﻌﻤﻞ‪ ،‬ﻭ ﲢﺴﲔ ﻧﻮﻋﻴﺘﻪ‪ ،‬ﻫﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﻟﻠﺘﻘﻠﻴﺺ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ‪ ،‬ﻭﺇﻋﺪﺍﺩ ﺍﳌﻨﻄﻘـﺔ‬ ‫ﻟﺘﺼﺒﺢ ﺫﺍﺕ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩ ﻣﺮﺗﻜﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﰲ ﻋﺎﱂ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ‪ .‬ﻓﻴﻤﺎ ﳜﺺ ﳎﺎﻝ‬ ‫ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﳌﻬﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﻠﺤﺔ ﻹﺩﻣﺎﺝ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻣﻊ ﻣﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ ﻭﺫﻟﻚ ﻷﺟﻞ ﺗﻌﺰﻳـﺰ‬ ‫ﺍﻟﻌﻤﺎﻝ ﻭﻣﺴﺎﻋﺪ‪‬ﻢ ﺍﻟﺘﻜﻴﻒ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﻐﲑﺍﺕ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ‪ .‬ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ‪ ،‬ﻓﺎﻥ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴـﺔ ﺍﳌﻬﻨﻴـﺔ ﻭﺑـﺮﺍﻣﺞ‬ ‫ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ ﻻ ﳚﺐ ﺍﻥ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃ‪‬ﺎ ﺫﻟﻚ ﺍﳌﻜﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﳚﻤﻊ ﺍﻟﻔﺎﺷﻠﲔ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ ﰲ ﺩﺭﺍﺳـﺘﻬﻢ‪.‬‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪-‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ـــــــــــ ‪175‬‬

‫ـــــــــــــــــــ ﺩ‪ .‬ﻧﺎﺩﻳﺔ ﺑﻮﺷﻼﻟﻖ‪ :‬ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺎﺕ ﺇﺻﻼﺡ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﻇﻞ ﲢﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‬

‫ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻭﻋﻲ ﺑﺎﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﱪﺍﻣﺞ ﺗﻮﻓﺮ ﺍﳌﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻘـﻮﺩ‬

‫ﺍﻻﻗﺘﺼـﺎﺩ‪(Victor .‬‬

‫)‪Billeh,2002‬‬

‫ﻭﻳﻨﻄﺒﻖ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﱄ‪ .‬ﺇﻥ ﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺽ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻫﻮ ﺃﻥ ﺍﳉﺎﻣﻌﺎﺕ ﺗﻨـﺘﺞ ﻣﺘﺨـﺮﺟﲔ‬ ‫ﺑﺈﻣﻜﺎ‪‬ﻢ ﺗﻠﺒﻴﺔ ﺣﺎﺟﺎﺕ ﺳﻮﻕ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭ ﺫﻟﻚ ﺑﻔﻀﻞ ﻣﺎ ﳛﻤﻠﻮﻧﻪ ﻣﻦ ﺷﻬﺎﺩﺍﺕ ﻋﻠﻴﺎ ﻓﻘﻂ‪ .‬ﻏﲑ ﺍﻧﻪ ﻫﻨﺎﻟﻚ‬ ‫ﺃﺩﻟﺔ ﺗﺜﺒﺖ ﻋﻜﺲ ﺫﻟﻚ ﺣﻴﺚ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﺜﲑ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﺘﻌﺮﺽ ﻟﻠﺒﻄﺎﻟﺔ‪ .‬ﺇﺫﻥ ﺍﺻﺒﺢ ﻭﺍﺿﺤﺎ ﺑـﺎﻥ ﻣﺆﺳﺴـﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻋﻦ ﺣﺎﺟﺎﺕ ﺳﻮﻕ ﺍﻟﻌﻤﻞ‪ ،‬ﺃﻭ ﺃ‪‬ﺎ ﻏﲑ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠـﻰ ﺍﺳـﺘﻌﻤﺎﻝ ﺗﻠـﻚ‬ ‫ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺑﺸﻜﻞ ﻓﻌﺎﻝ ﻹﻋﺪﺍﺩ ﻃﻠﺒﺔ ﻣﻨﺘﺠﲔ ﻭ ﻗﺎﺩﺭﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ‪ .‬ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ‪ ،‬ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺣﺎﺟـﺔ‬ ‫ﺇﱃ ﺗﻮﺳﻴﻊ ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﺍﻟﺘﺨﺼﺼﺎﺕ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻴﺔ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﳉﺎﻣﻌﺎﺕ‪ ،‬ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻳﻀﺎ ﳎﺎﻻﺕ ﺍﻟﻌﻤـﻞ‪ .‬ﻓﻌﻠـﻰ‬ ‫ﺣﻜﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﳋﺎﺹ ﻭﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﱄ ﺍﻥ ﺗﻌﻤﻞ ﻣﻌﺎ ﻟﺘﺴﻤﺢ ﺑﻌﺎﺋﺪﺍﺕ ﺟﺪﻳـﺪﺓ ﻟﻠﺘﺮﺑﻴـﺔ‬ ‫ﻭﻟﻠﻌﻤﻞ )‪ (Victor Billeh,2002‬ﻷﺟﻞ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﻜﻔﺎﺀﺓ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ‪ ،‬ﺑﺎﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻭﺍﻛﺘﺴـﺎﺏ‬ ‫ﺍﳋﱪﺍﺕ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﲤﻜﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻹﺳﻬﺎﻡ ﺑﻔﺎﻋﻠﻴﺔ ﰲ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﺘﺠﺪﻳﺪﺍﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﳌﻬﻨﻴـﺔ ﻟﻠﻤﻌﻠﻤـﲔ‬ ‫ﳌﻌﺮﻓﺔ ﺍﳌﺴﺘﺠﺪﺍﺕ ﻭﺗﻘﻮﳝﻬﺎ ﻭﺗﻄﻮﻳﺮﻫﺎ ﻣﺴﺘﻘﺒﻼ ﳝﻜﻦ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ‪:‬‬ ‫‪ .1‬ﺇﺟﺮﺍﺀ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺃﻛﺎﺩﳝﻴﺔ ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ ﰲ ﺗﻘﻮﱘ ﺍﻟﻜﻔﺎﺀﺓ ﺍﳌﻬﻨﻴـﺔ‬ ‫ﻟﻠﻤﻌﻠﻤﲔ ‪‬ﺪﻑ ﺍﻟﺘﻮﺻﻞ ﺇﱃ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﻭﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻜﻔﺎﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺍﳌﻬﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺸﺨﺼـﻴﺔ ﺍﳌﺘﻮﻗـﻊ‬ ‫ﺗﻮﺍﻓﺮﻫﺎ ﰲ ﺍﳌﻌﻠﻢ‪.‬‬ ‫‪ .2‬ﺇﺟﺮﺍﺀ ﲝﺚ ﻋﻠﻤﻲ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺃﻛﺎﺩﳝﻴﺔ ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ ﰲ ﺗﻘﻮﱘ ﺍﻟﻜﻔﺎﺀﺓ ﺍﳌﻬﻨﻴـﺔ‬ ‫ﻟﻠﻤﻌﻠﻤﲔ ‪‬ﺪﻑ ﺍﻟﺘﻮﺻﻞ ﺇﱃ ﻣﻌﺎﻳﲑ ﻟﻮﺿﻊ ﺍﻣﺘﺤﺎﻧﺎﺕ ﺗﻘﻮﱘ ﺍﳌﺴﺘﻮﻯ ﺍﳌﻌﺮﰲ ﻭﺍﻷﺩﺍﺋﻲ ﰲ ﺍﳌﻬﻨـﺔ‬ ‫ﻭﻓﻖ ﺍﻟﻜﻔﺎﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺍﳌﻬﻨﻴﺔ ﺍﳌﻌﺘﻤﺪﺓ ﳌﻤﺎﺭﺳﺔ ﻣﻬﻨﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﰲ ﺍﳌﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ‪.‬‬ ‫‪ .3‬ﺗﻄﻮﻳﺮ ﳕﺎﺫﺝ ﻟﱪﺍﻣﺞ ﺗﺪﺭﻳﺒﻴﺔ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﳋﺪﻣﺔ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺎﺕ ﺍﳌﺘﻄﻮﺭﺓ ﻭﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻂ ﺍﳌﺘﻌـﺪﺩﺓ‬ ‫ﺍﻟﱵ ﺗﺘﻴﺢ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﻋﻦ ﺑﻌﺪ‪ ،‬ﺗﺴﺘﻬﺪﻑ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺗﺄﻫﻴﻞ ﺍﳌﻌﻠﻤﲔ‪ ،‬ﻭﺍﳌﻤﺎﺭﺳﲔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﲔ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﺣـﱴ‬ ‫ﻳﺘﻬﻴﺌﻮﺍ ﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ﺧﻄﻮﺍﺕ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺍﻟﺸﺎﻣﻞ ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻢ ﰲ ﺍﳌﺮﺣﻠـﺔ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣـﺔ‪ ،‬ﻭﲞﺎﺻـﺔ ﰲ‬ ‫ﳎﺎﻻﺕ ﺩﻭﺭ ﺍﳌﻌﻠﻢ ﰲ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ ﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﺍﳌﻨﻈﻢ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺘﺤﻠﻴـﻞ‪ ،‬ﻭﺍﻻﺳـﺘﻨﺘﺎﺝ‪ ،‬ﻭﺣـﻞ‬ ‫ﺍﳌﺸﻜﻼﺕ‪ ،‬ﻭﺗﻮﻇﻴﻒ ﺍﳊﺎﺳﻮﺏ‪ ،‬ﻭﺗﻘﻨﻴﺔ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﰲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‪.‬‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪-‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ـــــــــــ ‪176‬‬

‫ــــــــــــــــــ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫‪ .4‬ﺗﺼﻤﻴﻢ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺗﺪﺭﻳﺒﻴﺔ ﻟﻠﻤﻌﻠﻤﲔ ﰲ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﳋﺪﻣﺔ‪ ،‬ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ ﺍﳌﺘﻌﻠﻢ ﻭﺩﻭﺭﻩ ﺍﻟﻨﺸـﻂ‬ ‫ﰲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ‪ ،‬ﲢﺖ ﺇﺷﺮﺍﻑ ﺍﳌﻌﻠﻢ ﻭﺇﺩﺍﺭﺗﻪ ﻟﻠﻤﻮﻗﻒ ﺍﻟﺘﻌﻠﻤﻲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤـﻲ‪ ،‬ﲝﻴـﺚ ﻳﻜﺘﺴـﺐ‬ ‫ﺍﳌﻌﻠﻤﻮﻥ ﺍﳌﺘﺪﺭﺑﻮﻥ ﻋﻤﻠﻴﹰﺎ ﻣﻬﺎﺭﺍﺕ ﻭﺃﳕﺎﻁ ﺳﻠﻮﻛﻴﺔ ﲤﻜﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﳑﺎﺭﺳﺔ ﻫـﺬﺍ ﺍﻷﺳـﻠﻮﺏ ﻣـﻊ‬ ‫ﻃﻠﺒﺘﻬﻢ‪.‬‬ ‫ﺍﻟﺮﺑﻂ ﺑﲔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍ‪‬ﺘﻤﻊ‪ :‬ﺇﻧﺸﺎﺀ ﺷﺮﺍﻛﻪ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﺍﻟﺸﺎﻣﻞ ﺍﻥ ﺗﺼﺒﺢ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴـﺔ ﻣﺴـﺆﻭﻟﻴﺔ‬ ‫ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺑﺄﻛﻤﻠﻪ ﻭﻟﻴﺴﺖ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻮﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻟﻮﺣﺪﻫﺎ‪ .‬ﻓﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﲢﺘﺎﺝ ﺇﱃ ﺗﺪﻋﻴﻢ ﺑﲔ ﺍﻟﻘﻄـﺎﻉ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺍﳌﺪﱐ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﲔ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﲔ‪ ،‬ﻭﺑﺎﳋﺼﻮﺹ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺄﺧﺬ ﺑﻌﲔ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ‬ ‫ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﳌﻬﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﱄ‪ .‬ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺃﻳﻀﺎ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﻠﺤﺔ ﻹﻧﺸﺎﺀ ﺗﻌﺎﻭﻥ ﺑﲔ ﺍﻟﻌﺸﺎﺋﺮ ﺍﶈﻠﻴﺔ ﻭ‬ ‫ﺍﳌﺪﺍﺭﺱ ﺣﱴ ﻳﺘﻢ ﺗﻮﺳﻴﻊ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﻋﻤﻞ ﻳﺪﻋﻢ ﳎﻬﻮﺩﺍﺕ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻟﺘﻮﺳﻴﻊ ﻭﺇﺻﻼﺡ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ‪.‬‬ ‫ﻛﺬﻟﻚ ﲢﺘﺎﺝ ﻣﻴﺎﺩﻳﻦ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺇﱃ ﲢﺪﻳﺪ ﺣﱴ ﻳﺘﻢ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﺷﺮﺍﻛﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺳـﺎﺱ‪ .‬ﺍﻥ ﳎـﺎﻝ ﻫـﺬﺍ‬ ‫ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺑﲔ ﳐﺘﻠﻒ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺀ ﺳﻮﻑ ﻳﻮﻓﺮ ﻣﻨﻈﻮﺭﺍ ﻣﺜﻤﺮﺍ ﻭ ﻳﺒﻌﺚ ﺍﻹﺑﺪﺍﻉ ﻟﻠﻌﻤﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ‪.‬‬ ‫ﺗﻮﻓﲑ ﺍﳌﻮﺍﺭﺩ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ‪:‬‬ ‫ﻳﺘﻤﺜﻞ ﺍﳍﺪﻑ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﰲ ﺗﺮﺷﻴﺪ ﺍﻹﻧﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﻜﻔـﺎﺀﺓ ﺍﻟﻨﻮﻋﻴـﺔ ﻟﻠﻌﻤﻠﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻣﻌﺎﳉﺔ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﳍﺪﺭ ﻓﻴﻬﺎ‪-‬ﻣﻦ ﺟﻬﺔ‪-‬ﻭﺗﻨﻮﻳﻊ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﳌﻮﺍﺟﻬﺔ ﻣﻄﺎﻟﺐ ﲡﺪﻳﺪ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‬ ‫ﻼ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﺍﻟﺴﻜﺎﱐ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧـﺮﻯ‪ .‬ﻭﻣـﻦ‬ ‫ﻭﺗﻄﻮﻳﺮﻩ‪ ،‬ﻭﺍﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﻠﻄﻠﺐ ﺍﳌﺘﺰﺍﻳﺪ ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻢ ﻣﺴﺘﻘﺒ ﹰ‬ ‫ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺎﺕ ﺍﻟﱴ ﳝﻜﻦ ﺍﻗﺘﺮﺍﺣﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ‪:‬‬ ‫‪ .1‬ﺇﺟﺮﺍﺀ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﻭﺍﻟﺒﺤﻮﺙ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻴﺔ ﺣﻮﻝ ﺍﳉﺪﻭﻯ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻟﻌﻨﺎﺻﺮ‬ ‫ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﺍﳊﺎﻟﻴﺔ‪ ،‬ﻛﺘﺼﻤﻴﻢ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﻭﺗﺄﻟﻴﻒ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻴﺔ ﻭﺇﺟﺮﺍﺀ ﺍﻻﻣﺘﺤﺎﻧﺎﺕ ﻭﺇﻧﺸﺎﺀ‬ ‫ﺍﳌﺒﺎﱐ ﺍﳌﺪﺭﺳﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺃﺛﺎﺛﻬﺎ ﻭﲡﻬﻴﺰﺍ‪‬ﺎ ﻟﻠﻮﻗﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﳉﻮﺍﻧﺐ ﺍﻷﺿﻌﻒ ﰲ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴـﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﲣﺎﺫ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﻟﺘﺤﺴﲔ ﺟﻮﺩﺓ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺗﺮﺷﻴﺪ ﺍﻹﻧﻔﺎﻕ ﻋﻠﻴﻪ‪.‬‬ ‫‪ .2‬ﺇﻋﺪﺍﺩ ﻭﺗﻨﻔﻴﺬ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺗﺪﺭﻳﺒﻴﺔ ﰲ ﳎﺎﻝ ﺍﻗﺘﺼـﺎﺩﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠـﻴﻢ ﻟﻼﺧﺘﺼﺎﺻـﻴﲔ ﺍﻟﻌـﺎﻣﻠﲔ ﰲ‬ ‫ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ‪ ،‬ﻭﰲ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ‪ ،‬ﻭﰲ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﻭﺗﻨﻈﻴﻢ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ‪ ،‬ﻭﰲ ﺗﺼـﻤﻴﻢ ﺍﻷﺑﻨﻴـﺔ‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪-‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ـــــــــــ ‪177‬‬

‫ـــــــــــــــــــ ﺩ‪ .‬ﻧﺎﺩﻳﺔ ﺑﻮﺷﻼﻟﻖ‪ :‬ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺎﺕ ﺇﺻﻼﺡ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﻇﻞ ﲢﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‬

‫ﺍﳌﺪﺭﺳﻴﺔ ﻭﳓﻮﻫﺎ‪ ،‬ﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺧﱪﺍﺕ ﻭﻃﻨﻴﺔ ﻛﻔﻮﺀﺓ ﲤﺘﻠﻚ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﻭﺍﳌﻬـﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴـﺔ ﰲ ﺇﺟـﺮﺍﺀ‬ ‫ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﳉﺪﻭﻯ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻟﻺﻧﻔﺎﻕ ﻭﺗﺮﺷﻴﺪﻩ‪.‬‬ ‫‪ .3‬ﲡﺮﻳﺐ ﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ ﻣﺒﺘﻜﺮﺓ‪-‬ﺑﺎﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺗﻘﻨﻴﺔ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺔ‪-‬‬ ‫ﰲ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ‪ ،‬ﻭﰲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺍﳌﺼﺎﺣﺐ ﳍﺎ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪ ﻣﻦ ﺍﳍﺪﺭ ﰲ ﻧﻔﻘﺎﺕ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ‬ ‫ﻭﺗﺮﺷﻴﺪ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﻬﺎ‪.‬‬ ‫‪ .4‬ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺇﻣﻜﺎﻧﺎﺕ ﻣﺮﺍﺟﻌﺔ ﺍﳋﻄﻂ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺗﻘﻠﻴﻞ ﺣﺼﺺ ﺑﻌـﺾ ﺍﳌـﻮﺍﺩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳـﻴﺔ‪،‬‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻨﻬﺎ ﺑﻨﺸﺎﻃﺎﺕ ﺗﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﺗﻌﻠﻤﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﺗﺘﻴﺤﻬﺎ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ‪ ،‬ﻭﺫﻟﻚ ‪‬ـﺪﻑ‬ ‫ﺧﻔﺾ ﻧﻔﻘﺎﺕ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﰲ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ‪ ،‬ﻭﺗﺸﺠﻴﻊ ﺍﻟﻨﺸﺎﻃﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟـﺘﻌﻠﻢ ﺍﻟﻔـﺮﺩﻱ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻭﱐ‪.‬‬ ‫‪ .5‬ﻭﺿﻊ ﻣﻮﺍﺻﻔﺎﺕ ﻟﻠﻤﺒﲎ ﺍﳌﺪﺭﺳﻲ ﰲ ﺍﳌﻨﺎﻃﻖ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﺑﺎﳌﻨﻄﻘﺔ ﺗﺘﻼﺀﻡ ﻣﻊ ﻃﺒﻴﻌـﺔ ﺍﳌﺮﺣﻠـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻴﺔ ﻭﻭﻇﻴﻔﺔ ﺍﳌﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ‪ ،‬ﲟﺎ ﻳﺮﻓﻊ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﺍﳉﻮﺩﺓ ﻭﻳﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﺷـﻴﺪ ﺍﻹﻧﻔـﺎﻕ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺒﺎﱐ ﻭﲡﻬﻴﺰﺍ‪‬ﺎ ﰲ ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻞ‪.‬‬ ‫‪ .6‬ﺗﻨﻈﻴﻢ ﻧﺪﻭﺓ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ ﰲ ﻫﻨﺪﺳﺔ ﺍﳌﺒﺎﱐ ﺍﳌﺪﺭﺳﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺗﻄﻮﻳﺮ ﳕﺎﺫﺝ ﻣﺒﺘﻜـﺮﺓ ﻣﻨﺎﺳـﺒﺔ‬ ‫ﻟﻠﺒﻴﺌﺎﺕ ﺍﶈﻠﻴﺔ ﰲ ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ‪ ،‬ﲢﻘﻖ ﻣﺰﻳﺪﹰﺍ ﻣﻦ ﻭﻇﻴﻔﻴﺔ ﺍﻻﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﻟﻠﻤﺒﲎ‪ ،‬ﻭﲢﺴﻦ ﻧﻮﻋﻴﺔ ﺍﳋـﺪﻣﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﱵ ﻳﻮﻓﺮﻫﺎ ﻣﻊ ﺗﺮﺷﻴﺪ ﺍﻹﻧﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟﺘﺠﻬﻴﺰ‪.‬‬ ‫‪ .7‬ﺇﺟﺮﺍﺀ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺗﻄﺒﻴﻘﻴﺔ ﻟﻮﺿﻊ ﻣﻌﺎﻳﲑ ﻣﻼﺋﻤﺔ ﻟﺘﺼﻤﻴﻢ ﻭﺗﺼﻨﻴﻊ ﺃﺛﺎﺙ ﺍﳌﺪﺍﺭﺱ ﲝﻴﺚ ﻳـﺘﻼﺀﻡ‬ ‫ﻣﻊ ﺑﻴﺌﺎﺕ ﳐﺘﻠﻔﺎﳌﻨﺎﻃﻖ‪ ،‬ﻭﻳﺴﺘﺠﻴﺐ ﻻﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ‪ ،‬ﻭﺧﺼﺎﺋﺺ ﳕﻮﻫﻢ ﰲ ﺍﳌﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳـﻴﺔ‬ ‫ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ‪ ،‬ﻭﲟﺎ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﺭﻓﻊ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﺍﳉﻮﺩﺓ ﻭﺗﺮﺷﻴﺪ ﺍﻹﻧﻔـﺎﻕ ﻭﺗﻄﻮﻳﺮﺍﳌﻨـﺎﻫﺞ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳـﻴﺔ‪.‬‬ ‫ﻭﻳﻬﺪﻑ ﺇﱃ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻴﺔ ﲟﺎ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﱃ ﲡﻮﻳﺪ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﺧﺮﻭﺟﻬﺎ ﻣﻦ ﲨﻮﺩ‬ ‫ﻗﺎﻟﺐ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻱ ﺍﳌﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻠﻘﲔ ﻭﺍﺳﺘﻈﻬﺎﺭ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﺍﺳﺘﺮﺟﺎﻋﻬﺎ‪ ،‬ﺇﱃ ﺣﻴﻮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﺍﻟﻨﺎﺗﺞ‬ ‫ﻋﻦ ﺍﻻﺳﺘﻜﺸﺎﻑ ﻭﺍﻟﺒﺤﺚ ﻭﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻭﺻﻮ ﹰﻻ ﺇﱃ ﺣﻞ ﺍﳌﺸﻜﻼﺕ‪ ،‬ﺑﺎﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣـﻦ ﻣﺼـﺎﺩﺭ‬ ‫ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﻭﻭﺳﺎﺋﻄﻪ ﺍﳌﺘﻨﻮﻋﺔ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﺁﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ‪:‬‬ ‫‪ .1‬ﺇﺟﺮﺍﺀ ﺩﺭﺍﺳﺔ ‪‬ﺪﻑ ﻭﺿﻊ ﺇﻃﺎﺭ ﻣﺮﺟﻌﻲ ﻟﻠﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﰲ ﻛﻞ ﺣﻠﻘـﺔ ﻣـﻦ ﺣﻠﻘـﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‪ ،‬ﻳﺘﻨﺎﺳﺐ ﻭﺧﺼﺎﺋﺺ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻌﻤﺮﻳﺔ ﻟﻄﻠﺒﺘﻬﺎ‪ ،‬ﻭﻳﺴﺘﻮﻋﺐ ﺍﳌﺴﺘﺠﺪﺍﺕ ﰲ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪-‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ـــــــــــ ‪178‬‬

‫ــــــــــــــــــ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ﻭﺍﻟﺒﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺣﻮﻝ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﳌﺆﺛﺮﺓ ﻓﻴﻪ‪ ،‬ﻭﺍﳌﺴـﺘﺤﺪﺛﺎﺕ ﰲ ﺗﻘﻨﻴـﺔ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣـﺎﺕ‪،‬‬ ‫ﻭﺩﻭﺭﻫﺎ ﰲ ﺗﻴﺴﲑ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﻭﲢﺴﲔ ﻧﺘﺎﺋﺠﻪ‪ ،‬ﲝﻴﺚ ﻳﺴﺘﺮﺷﺪ ﺑﻪ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻮﻥ ﰲ ﺗﻄـﻮﻳﺮ ﺍﳌﻨـﺎﻫﺞ ﻭﰲ‬ ‫ﺗﺄﻟﻴﻒ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻭﺍﳌﻮﺍﺩ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ‪.‬‬ ‫‪ .2‬ﺇﺟﺮﺍﺀ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺗﺴﺘﻬﺪﻑ ﻣﺮﺍﺟﻌﺔ ﳏﺘﻮﻯ ﺍﳌﻘﺮﺭﺍﺕ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻴﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﲢـﺪﻳﺜﻬﺎ‬ ‫ﻭﺻﻴﺎﻏﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻫﻴﺌﺔ ﻛﻔﺎﻳﺎﺕ ﺃﺳﺎﺳﻴﺔ ﰲ ﻛﻞ ﻣﺎﺩﺓ‪.‬‬ ‫‪ .3‬ﻭﺿﻊ ﺗﻮﺻﻴﻒ ﺗﺮﺑﻮﻱ ﻟﻠﻜﺘﺐ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻴﺔ ﻭﺍﳌﻮﺍﺩ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺗﻨﺎﺳﺐ ﻛﻞ ﺣﻠﻘـﺔ ﻣـﻦ‬ ‫ﺣﻠﻘﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻟﺘﻜﻮﻥ ﻣﺮﺟﻌﺎ ﳌﻄﻮﺭﻱ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ‪ ،‬ﻭﻣﺆﻟﻔﻲ ﺍﻟﻜﺘـﺐ‪ ،‬ﻭﳏﺘـﻮﻯ ﺍﳌـﻮﺍﺩ ﺍﳌﻌـﺰﺯﺓ‬ ‫ﺍﻷﺧﺮﻯ‪ ،‬ﲝﻴﺚ ﻳﺴﺘﻮﻋﺐ ﺍﻟﺘﻮﺻﻴﻒ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﺍﳌﺴﺘﺤﺪﺛﺎﺕ ﰲ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﻭﺗﻘﻨﻴﺎﺗـﻪ ﺍﳊﺪﻳﺜـﺔ‬ ‫ﻭﻭﺳﺎﺋﻄﻪ ﺍﳌﺘﻨﻮﻋﺔ‪.‬‬ ‫‪ .4‬ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻭﺇﻧﺘﺎﺝ ﳕﺎﺫﺝ ﻟﺘﺼﻤﻴﻢ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻛﺮﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺒﺎﺕ‪ ،‬ﻭ ﺃﺩﻟـﺔ ﺍﳌﻌﻠﻤـﲔ‪،‬‬ ‫ﻭﺍﳌﻮﺍﺩ ﺍﳌﻌﺰﺯﺓ ﺍﻷﺧﺮﻯ‪ ،‬ﲝﻴﺚ ﻳﺴﺘﻔﺎﺩ ﻣﻦ ﺇﻣﻜﺎﻧﺎﺕ ﻭﺳﺎﺋﻂ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﻛﺎﻷﻗﺮﺍﺹ ﺍﳌﻀﻐﻮﻃﺔ‪،‬‬ ‫ﻭﺷﺒﻜﺎﺕ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﰲ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﻋﺮﺽ ﺍﳌﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺻﻴﺎﻏﺔ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺒﺎﺕ‪ ،‬ﻭﺍﻷﻧﺸﻄﺔ‪ ،‬ﻭﺃﺳﺎﻟﻴﺐ‬ ‫ﺍﻟﺘﻘﻮﱘ‪ ،‬ﻭﺗﺘﻜﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﺎ ﰲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻢ‪.‬‬ ‫‪ .5‬ﺗﺼﻤﻴﻢ ﻭﲡﺮﻳﺐ ﳕﺎﺫﺝ ﻭﺣﺪﺍﺕ ﺗﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﺗﻌﻠﻤﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍﻟﻠﻌﺐ‪ ،‬ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ‬ ‫ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺟﺰﺀﺍ ﺭﺋﻴﺴﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﳏﻔﺰﹰﺍ ﻟﻠﺘﻌﻠﻢ ﻭﻣﺴﺎﻋﺪﹰﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻩ‪.‬‬ ‫‪ .6‬ﻋﻘﺪ ﻣﺴﺎﺑﻘﺔ ﰲ ﺗﺄﻟﻴﻒ ﻛﺘﺐ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ‪ ،‬ﻟﺘﺸﺠﻴﻊ ﺍﻟﺘﺄﻟﻴﻒ ﰲ ﳎﺎﻝ ﺗﻨﻤﻴـﺔ ﺃﺩﺏ ﺍﻷﻃﻔـﺎﻝ‬ ‫ﺑﻜﻞ ﺃﻧﻮﺍﻋﻪ ﻟﺴﺪ ﺍﻟﻨﻘﺺ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍ‪‬ﺎﻝ‬ ‫‪ .7‬ﻋﻘﺪ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﱪﺍﻣﺞ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺒﻴﺔ ﻣﺘﺪﺭﺟﺔ ﺍﳌﺴﺘﻮﻯ ﰲ ﳎﺎﻝ ﺗﻄـﻮﻳﺮ ﺍﳌﻨـﻬﺞ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳـﻲ‬ ‫ﺗﺴﺘﻬﺪﻑ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻛﻔﺎﺀﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﲔ ﰲ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﰲ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﻭﻓﻖ ﺃﺳـﺲ ﺣﺪﻳﺜـﺔ ﺫﺍﺕ‬ ‫ﻣﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﻋﺎﳌﻴﺔ‪.‬‬ ‫‪ .8‬ﻋﻘﺪ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﱪﺍﻣﺞ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺒﻴﺔ ﻣﺘﺪﺭﺟﺔ ﺍﳌﺴﺘﻮﻯ ﰲ ﺍﻟﺘﻘﻮﱘ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺗﺴﺘﻬﺪﻑ ﺗﻨﻤﻴـﺔ‬ ‫ﻛﻔﺎﺀﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﲔ ﰲ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻧﻈﻢ ﻭﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﻭﺃﺩﻭﺍﺕ ﺗﻘﻮﱘ ﲢﺼﻴﻞ ﻭﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻱ‪.‬‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪-‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ـــــــــــ ‪179‬‬

‫ـــــــــــــــــــ ﺩ‪ .‬ﻧﺎﺩﻳﺔ ﺑﻮﺷﻼﻟﻖ‪ :‬ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺎﺕ ﺇﺻﻼﺡ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﻇﻞ ﲢﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‬

‫‪ .9‬ﻋﻘﺪ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﱪﺍﻣﺞ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺒﻴـﺔ ﻣﺘﺪﺭﺟﺔ ﺍﳌﺴﺘﻮﻯ ﰲ ﺗﺄﻟﻴﻒ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻭﺍﳌﻮﺍﺩ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﳌﺴﺎﻧﺪﺓ ﻭﻓﻖ ﺃﺳﺲ ﺣﺪﻳﺜﺔ ﺫﺍﺕ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﻋﺎﳌﻴﺔ‪.‬‬

‫ﲢﺴﲔ ﺍﺩﺍﺀ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ‪:‬‬ ‫ﺗﻌﺰﻳﺰ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﻛﻤﺆﺳﺴﺔ ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ‪ ،‬ﻭﻛﻮﺣﺪﺓ ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ ﺃﺳﺎﺳﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﻭﻛﻤﻨﻄﻠـﻖ‬ ‫ﻟﻠﺘﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ‪ ،‬ﻟﺘﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺃﺩﺍﺀ ﻭﻇﻴﻔﺘﻬﺎ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﺸﺌﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠـﻴﻢ‪ ،‬ﻭﻟﺘﺘـﻬﻴﺄ‬ ‫ﳌﻤﺎﺭﺳﺔ ﻣﻬﺎﻣﻬﺎ ﰲ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ‪ ،‬ﺑﻜﻔﺎﺀﺓ ﺃﻋﻠﻰ ﻭﲜﺪﻭﻯ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺃﻓﻀﻞ‪ ،‬ﻟﻼﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﻣﺼـﺎﺩﺭﻫﺎ‬ ‫ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻭﺍﳌﺎﺩﻳﺔ‪.‬‬ ‫ﻭﻟﻴﺘﻢ ﺫﻟﻚ ﳝﻜﻦ ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ‪:‬‬ ‫‪ .1‬ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻣﻌﺎﻳﲑ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﺍﳌﺘﻮﻗﻊ ﺑﻠﻮﻏﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ‪.‬‬

‫‪ .2‬ﻭﺿﻊ ﺃﳕﻮﺫﺝ ﺗﻘﻮﱘ ﻣﺆﺳﺴﻲ ﻳﺘﻢ ﺗﻄﻮﻳﺮﻩ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﲝﺜﻴﺔ ﺗﻄﺒﻴﻘﻴﺔ‪ ،‬ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺟـﻮﺩﺓ‬ ‫ﺃﺩﺍﺀ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﲟﺪﺧﻼ‪‬ﺎ ﻭﻋﻤﻠﻴﺎ‪‬ﺎ ﻭﳐﺮﺟﺎ‪‬ﺎ‪.‬‬ ‫‪ .3‬ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﻧﻈﺎﻡ ﻹﺟﺮﺍﺀ ﺗﻘﻮﱘ ﺧﺎﺭﺟﻲ ﺩﻭﺭﻱ ﻟﻠﻤﺪﺭﺳﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻫﻴﺌﺎﺕ ﻣﺆﻫﻠﺔ ﻟﻠﻘﻴﺎﻡ ﺑﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻘـﻮﱘ‬ ‫ﺍﳌﺆﺳﺴﻲ ﺍﳋﺎﺭﺟﻲ ﻭﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍ‪‬ﺎﻝ‪.‬‬ ‫‪ .4‬ﺇﺟﺮﺍﺀ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺟﺪﻭﻯ ﺣﻮﻝ ﻫﻴﻜﻠﺔ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ‪ ،‬ﻭﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻹﻧﻔﺎﻕ ﺍﳊﺎﱄ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ ﺿﻮﺀ ﺍﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﺍﳌﺘﻮﻗـﻊ ﻣﻨـﻬﺎ‬ ‫ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ‪‬ﺎ ﰲ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ‪.‬‬

‫ﺍﳌﺮﺍﺟﻊ‪:‬‬

‫‪1-Kathy Crooks,(2004) Educational development plan. Printer friendly , State of Michigan‬‬ ‫‪2-Victor Billeh, (2002) Educational Reform in the Arab region, Newsletter of the Economic‬‬ ‫‪Research Forum for the Arab Countries, volume 9 No 2‬‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪-‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ـــــــــــ ‪180‬‬

‫ﻣﺎﻫﻴﺔ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﻛﻤﺆﺳﺴﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬ ‫ﺃ‪ .‬ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﺍﰲ ﺑﻮﺳﻨﺔ‬ ‫ﻗﺴﻢ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻨﻔﺲ –ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ‬ ‫ﻣﻘﺪﻣﺔ‪:‬‬ ‫ﻣﺎ ﻓﺘﺌﺖ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺗﺸﻬﺪ ﺗﻐﲑﺍﺕ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻭﰲ ﺷﱴ ﺍ‪‬ﺎﻻﺕ‪ ،‬ﺧﺎﺻﺔ ﰲ ﺃﻭﺍﺧﺮ ﺍﻟﻘـﺮﻥ ﺍﻟﻌﺸـﺮﻳﻦ‪،‬‬ ‫ﻭﻟﻌﻞ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺴﺘﺠﺪﺍﺕ ﻛﺎﻥ ﻣﺼﺪﺭﻫﺎ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‪ .‬ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺧﲑﺓ ﻭﺇﻥ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟﻜﻮﻛﺒـﺔ‪،‬‬ ‫ﺗﻌﲏ ﺑﺎﳌﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺃﻱ ﻛﻮﻛﺒﺘﻪ‪.‬‬ ‫ﻟﻘﺪ ﻓﺮﺿﺖ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺧﺎﺻﺔ ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﻫﻴﻤﻨﺔ ﻛﻠﻴﺔ‪ ،‬ﺇﺫ ﺟﻌﻠﺘﻬﺎ ﺃﺳﲑﺓ ﻟﻨﻈﻤﻬـﺎ‬ ‫ﻭﻣﻈﺎﻫﺮﻫﺎ‪ .‬ﻛﻤﺎ ﺍﻧﺘﺸﺮﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﳍﻴﻤﻨﺔ ﻭﻣﺴﺖ ﻛﻞ ﺍﳌﻴﺎﺩﻳﻦ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻴﺪﺍﻥ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‪ ،‬ﻭﻭﺻـﻠﺖ ﺇﱃ‬ ‫ﺣﺪ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﱵ ﻫﻲ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﳍﺎ ﺩﻭﺭﻫﺎ ﺍﳊﺎﺳﻢ ﰲ ﺩﻓﻊ ﻋﺠﻼﺕ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ‪.‬‬ ‫ ﻓﻤﺎﺫﺍ ﻧﻌﲏ ﲟﺼﻄﻠﺢ ﻋﻮﳌﺔ؟ ﻭﻣﺎ ﻫﻲ ﺃﺑﻌﺎﺩﻩ؟‬‫ ﻭﻣﺎ ﻫﻲ ﺃﺛﺎﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬ﻭﰲ ﻣﻘﺪﻣﺘﻬﺎ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ؟‬‫ﺃﻭﻻ‪ -‬ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‪:‬‬ ‫ﻟﻐﺔ‪ :‬ﻳﻌﻮﺩ ﺍﺻﻞ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺇﱃ ﺍﳌﺼﻄﻠﺢ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ‪ Mondialisation‬ﺍﻟـﺬﻱ ﻳﻌـﲏ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴـﺔ‪.‬‬ ‫ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﺍﳌﺼﻄﻠﺢ ﰲ ﺣﺪ ﺫﺍﺗﻪ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺍﳉﻮﻫﺮ ﻟﻜﻦ ﺗﻌﺪﻯ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌـﺪ ﺇﱃ ﻋـﺪﺓ ﻣﻴـﺎﺩﻳﻦ‬ ‫ﻭﺃﻧﺸﻄﺔ‪ .‬ﻓﺎﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴـﻴﺔ ‪ Mondialisation‬ﻭﺍﻟﻜﻠﻤـﺎﺕ ﺍﳌﺮﺍﺩﻓـﺔ ﳍـﺎ ﰲ ﺍﻟﻠﻐـﺎﺕ ﺍﻷﺟﻨﺒﻴـﺔ‬ ‫ﻣﺜﻞ‪ Planétaire ،Universel:‬ﻛﻠﻬﺎ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻄﺎﻕ ﺍﳉﻐﺮﺍﰲ ﺃﻭ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ‪ .‬ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻜﻠﻤـﺔ ﺍﻹﳒﻠﻴﺰﻳـﺔ‬ ‫‪ Globalisation‬ﻓﺘﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ‪ ،‬ﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ﻭﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ‪ ،‬ﻭﳍﺎ ﺩﻻﻟﺔ ﺃﻭﺳﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻠﻤـﺔ‬ ‫ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻌﲏ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺍﳊﻀﺎﺭﺓ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻛﻜﻞ‪.‬ﺇﻥ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻣﺸﻨﻘﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻠﻤـﺔ ﺍﻹﳒﻠﻴﺰﻳـﺔ‬ ‫‪ Globalisation‬ﺍﳌﺸﻨﻘﺔ ﺑﺪﻭﺭﻫﺎ ﻣﻦ ﻛﻠﻤﺔ ‪ Globale‬ﲟﻌﲎ ﺍﻟﻜﺮﺓ ﺍﻷﺭﺿﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻜﻮﻛﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﻌـﻴﺶ‬ ‫ﻓﻴﻪ‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــ ﺃ‪ .‬ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﺍﰲ ﺑﻮﺳﻨﺔ‪ :‬ﻣﺎﻫﻴﺔ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﻛﻤﺆﺳﺴﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬

‫ﻛﻤﺎ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﻳﻌﺘﱪ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺗﺮﲨﺔ ﻟﻜﻠﻤﺔ ‪ Mondialisation‬ﺍﻟﱵ ﺗﻌﲏ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻋﻠﻰ ﻣﺴـﺘﻮﻯ‬ ‫ﻋﺎﳌﻲ‪ ،‬ﺃﻱ ﻧﻘﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﶈﺪﻭﺩ ﺍﳌﺮﺍﻗﺐ ﺇﱃ ﺍﻟﻼﳏﺪﻭﺩ ﻭﺍﳌﻘﻮﺩ ﺑﻪ ﺍﻟﻌﺎﱂ‪ .‬ﻓﺎﳌﻌﲎ ﺍﻟﻠﻐﻮﻱ ﻟﻠﻜﻠﻤﺔ ﻳﻔﻴﺪ ﺍﻟﺘﻌﻤﻴﻢ‬ ‫ﻭﺍﻻﻧﺘﺸﺎﺭ ﻟﻨﻤﻂ ﻣﻌﲔ ﺳﻮﺍﺀ ﰲ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ‪ ،‬ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ‪...‬‬ ‫ﺍﺻﻄﻼﺣﺎ‪ :‬ﺗﻜﺎﺛﺮﺕ ﺍﻟﺘﻌﺎﺭﻳﻒ ﻭﺍﳌﻔﺎﻫﻴﻢ ﳌﺼﻄﻠﺢ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺃﺻﺒﺢ ﳏﻞ ﻧﻘﺎﺵ ﺑﲔ ﺍﳌﻔﻜﺮﻳﻦ ﰲ ﺷﱴ‬ ‫ﺍﳌﻴﺎﺩﻳﻦ‪ .‬ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺮﺍﻩ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﻧﻈﺎﻡ ﺩﻭﱄ ﻳﺘﻮﺟﻪ ﳓﻮ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﰲ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﻭﺍﻟﻘﻴﻢ ﻭﺍﻷﻫﺪﺍﻑ‪ ،‬ﻣﻊ‬ ‫ﺍﺩﻋﺎﺀ ﺇﺩﻣﺎﺝ ﳎﻤﻮﻉ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺿﻤﻦ ﺇﻃﺎﺭﻩ‪.‬‬ ‫ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﳎﻤﻮﻉ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﻐﻄﻲ ﺃﻏﻠﺐ ﺍﻟﻜﻮﻛﺐ ﺃﻭ ﺗﺸﻊ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻌﺎﱂ‪ ،‬ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﳍـﺎ‬ ‫ﺑﻌﺪ ﻣﻜﺎﱐ‪ ،‬ﻻﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﺍﻷﻧﺸﻄﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺗﺒﺴﻂ ﺭﻭﺍﻗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺇﺭﺟﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﱂ‬ ‫)ﺍﻟﺴﻴﺪ‪.‬ﻱ‪ 1998 :‬ﺹ‪(06‬‬ ‫ﻭﻳﻌﺮﻑ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻨﻌﻢ ﺣﻔﲏ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺑﻘﻮﻟﻪ‪ ":‬ﺇﻥ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻫﻲ ﺭﲰﻠﺔ ﺍﻟﻌﺎﱂ‪ ،‬ﻭﺗﺘﻢ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻴﻪ ﰲ ﻇﻞ‬ ‫ﻋﺎﻣﻴﺔ ﺍﳌﺮﻛﺰ ﻭﺳﻴﺎﺩﺓ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ‪ ،‬ﻭﺑﺬﻟﻚ ﺗﺘﻬﺎﻭﻯ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻭﺗﻀﻌﻒ ﻓﻜـﺮﺓ ﺍﻟﺴـﻴﺎﺩﺓ‬ ‫ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭ ﺳﻴﻄﺮﺓ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ‪).‬ﺣﻔﲏ‪2000:‬ﺹ‪(268‬‬ ‫ﻳﺘﻔﻖ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭ ﻋﻠﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﻭ ﺍﻹﻋﻼﻡ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﻭﺻﻒ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺃ‪‬ـﺎ ﻣﺴـﺎﺭ‬ ‫ﻭﺩﻳﻨﺎﻣﻴﻜﻴﺔ ﻛﻮﻛﺒﻴﺔ‪ ،‬ﺗﺎﺭﳜﻴﺔ‪ ،‬ﲢﺪﻳﺜﻴﺔ‪...‬ﺇ‪‬ﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﳏﺾ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﳎﺮﺩ‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻣﺴـﺘﻤﺮﺓ ﳝﻜـﻦ‬ ‫ﻣﻼﺣﻈﺘﻬﺎ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﻣﺆﺷـﺮﺍﺕ ﻛﻤﻴـﺔ ﻭﻛﻴﻔﻴـﺔ ﰲ ﳎـﺎﻻﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳـﺔ‪ ،‬ﺍﻻﻗﺘﺼـﺎﺩ‪ ،‬ﺍﻟﺜﻘﺎﻓـﺔ‬ ‫ﻭﺍﻻﺗﺼﺎﻝ)ﺍﻟﺴﻴﺪ‪.‬ﻱ ‪1998‬ﺹ‪ (06‬ﻭﻟﻌﻞ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺍﻧﺘﺸﺮ ﰲ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻷﺧﲑ ﺑﺎﻟﺘﺮﻭﻳﺞ ﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩ‬ ‫ﺍﻟﺴﻮﻕ ﺍﳊﺮ ﺑﻌﺪ ﺍ‪‬ﻴﺎﺭ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻲ ﰲ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺗﻮﺍﻓﻖ ﻣﻊ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﺃﺧﺮﻯ ﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﻐﺮﺽ‬ ‫ﻣﺜﻞ‪ :‬ﺎﻳﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ‪ ،‬ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ‪ ،‬ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‪ ،‬ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺍﳌﺪﱐ‪ ،‬ﺻﺮﺍﻉ ﺍﳊﻀﺎﺭﺍﺕ‪ .‬ﻭﺍﻟﱵ ﺗﻌﲏ ﻛﻠﻬﺎ‬ ‫ﺍﳉﻨﺴﺎﻭﻳﺔ‪ ).‬ﺣﻨﻔﻲ‪.‬ﺡ ‪1999‬ﺹ‪(04‬‬ ‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪-‬ﺃﺑﻌﺎﺩ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‪:‬‬ ‫‪ –1‬ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ‪:‬‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪-‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪182‬‬

‫ــــــــــــــــــ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ﻣﻦ ﺍﳌﻨﻈﻮﺭ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻳﺸﲑ ﺍﳌﻔﻬﻮﻡ ﺇﱃ ﲢﻮﻝ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺇﱃ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﳌﺘﺸﺎﺑﻜﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﱵ‬ ‫ﺗﺰﺩﺍﺩ ﺗﻌﻘﻴﺪﺍ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﺣﺪ ﻓﻴﻪ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺑﻌﻀﻪ ﻋﻠﻰ ﺑﻌـﺾ ﰲ ﺗﺒـﺎﺩﻝ ﺍﳋـﺪﻣﺎﺕ‬ ‫ﻭﺍﳌﻨﺘﺠﺎﺕ ﻭﻏﲑﻫﺎ‪ .‬ﲟﻌﲎ ﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﺑﲔ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﳌﻨﺘﺠﺎﺕ ﻭﺍﻷﺳﻮﺍﻕ ﻭﺭﺅﻭﺱ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ‪.‬‬ ‫ﻓﻬﻲ ﰲ ﻣﻈﻬﺮﻫﺎ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﺗﻜﺘﻞ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻟﻠﺪﻭﻝ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﻟﻼﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﰲ ﺛﺮﻭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﱂ‪.‬‬ ‫ﳝﻜﻦ ﺗﻠﺨﻴﺺ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﻭﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ‪:‬‬ ‫ ﺍﺯﺩﻳﺎﺩ ﺣﺠﻢ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ‪.‬‬‫ ﲢﺮﻳﺮ ﺍﻟﺘﺒﺎﺩﻝ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻭﺍﳋﺪﻣﺎﺕ‪.‬‬‫ ﲢﺮﻙ ﺭﺃﺱ ﺍﳌﺎﻝ ﺩﻭﻥ ﺣﻮﺍﺟﺰ ﻭﲝﺮﻳﺔ‪.‬‬‫ ﺍﺗﺴﺎﻉ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﺍﳌﺘﻌﺪﺩﺓ ﺍﳉﻨﺴـﻴﺎﺕ ‪ Multi national corporations‬ﻭﺍﳌﺆﺳﺴـﺎﺕ‬‫ﺍﳌﺘﺨﻄﻴﺔ ﺍﳊﺪﻭﺩ ‪.Transitionnal corporation‬‬ ‫ ﻇﻬﻮﺭ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﳌﺘﺸﺎﺑﻚ ‪ ،Niterlinked economy‬ﺇﺫ ﻳﻨﺘﻘﻞ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ‬‫ﺍﳌﺜﻠﺚ ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻲ‪ :‬ﺯﺑﻮﻥ‪ ،‬ﻣﻨﺎﻓﺲ‪ ،‬ﺷﺮﻛﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﺍﳋﻤﺎﺳﻲ ﺑﺈﺿﺎﻓﺔ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﺔ‪.‬‬ ‫ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﺑﺈﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﺴﻠﻊ ﺍﻟﻜﻮﻧﻴﺔ‪ ،‬ﺗﻘﺪﻡ ﳌﺴﺘﻬﻠﻚ ﺃﻭ ﺯﺑﻮﻥ ﻛﻮﱐ ﺃﻳﻨﻤﺎ ﻭﺟﺪ‬‫ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ ﺍﻟﻜﻮﻥ‪.‬‬ ‫ ﺍﺷﺘﺪﺍﺩ ﺍﳌﻨﺎﻓﺴﺔ ﺑﲔ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻭﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻣﻴﺰﺍ‪‬ﺎ ﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺴـﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺷـﻴﻮﻉ‬‫ﺍﳋﻮﺻﺼﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ‪.Privatisation‬‬ ‫ﺗﺄﰐ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﰲ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﻟﺘﻌﺎﺭﺽ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻮﻃﲏ‪ ،‬ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺗﻮﺍﺟﻬﻪ ﺍﻟـﺪﻭﻝ‬ ‫ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﻋﺼﺮ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻓﻬﻲ ﺗﺘﻌﺮﺽ ﺇﱃ ﺧﻄﺮ ﺗﺂﻛﻞ ﻗﺪﺭ‪‬ﺎ ﻋﻠﻰ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻫﺎ ﺍﻟـﻮﻃﲏ‪ .‬ﰲ ﻣﻘﺎﺑـﻞ‬ ‫ﺫﻟﻚ ﳒﺪ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺗﺴﺘﻌﻤﻞ ﺻﻨﺪﻭﻕ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺘﺤﻜﻢ ﰲ ﺇﺩﺍﺭﺗﻪ ﻛﻮﺳﻴﻠﺔ ﻣﺜﻠﻰ ﻟﻠﺴﻴﻄﺮﺓ‬ ‫ﻭﺍﳍﻴﻤﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻗﻲ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﻌﺎﱂ‪ .‬ﻓﻔﻲ ﻛﻞ ﺍﳊﺎﻻﺕ ﺍﻟﱵ ﻣﻨﺢ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﳌﻬﻴﻤﻨﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻨﺪﻭﻕ ﻗﺮﻭﺿﺎ‪ ،‬ﺇﻻ‬ ‫ﻭﺭﺑﻄﻮﻫﺎ ﺑﺒﻨﺪ ﺇﻃﻼﻕ ﺳﻌﺮ ﺻﺮﻑ ﻋﻤﻠﺔ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺍﳌﻘﺘﺮﺽ ﻭﺍﻧﻔﺘﺎﺣﻪ ﻋﻠﻰ ﺳﻮﻕ ﺍﳌﺎﻝ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ‪ ،‬ﺧﺎﺻـﺔ ﰲ‬ ‫ﺍﻟﻌﺸﺮ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﻷﺧﲑﺓ) ﻣﺎﺭﺗﲔ‪.‬ﻩ‪.‬ﺏ‪ ،‬ﺷﻮﻣﺎﻥ‪.‬ﻩ ‪1998‬ﺹ‪(100‬‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــ ـ ‪183‬‬

‫ـــــــــــــــــــــ ﺃ‪ .‬ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﺍﰲ ﺑﻮﺳﻨﺔ‪ :‬ﻣﺎﻫﻴﺔ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﻛﻤﺆﺳﺴﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬

‫ﺇﻥ ﺍﳌﻔﻬﻮﻡ ﺍﳌﻄﺮﻭﺡ ﻟﻠﻌﻮﳌﺔ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﺪﻭﺍﺋﺮ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻫﻮ ﻣﺮﺍﺩﻑ ﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻋـﻦ‬ ‫ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺴﻮﻕ‪ ،‬ﺗﺄﺧﺬ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺒﺎﺋﻊ‪ ،‬ﻭﺩﻭﻝ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺩﻭﺭ ﺍﳌﺸﺘﺮﻱ ﺩﻭﻥ ﺧﻄﻮﻁ‬ ‫ﺩﻓﺎﻉ ﺃﻭ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺎﺕ ﲪﺎﻳﺔ‪.‬‬ ‫ﻭﻟﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﻌﻤﻖ ﺳﻴﻄﺮﺓ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﳌﺴﺘﻬﻠﻜﺔ ﻭﳚﻌﻠﻬﺎ ﺩﻭﻣﺎ ﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﺘﺒﻌﻴﺔ‪.‬‬ ‫ﳑﺎ ﺳﺒﻖ ﺫﻛﺮﻩ‪ ،‬ﺗﻌﺪ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﺑﺮﺯ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﳍﻴﻤﻨﺔ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ ﻭﺫﻟﻚ ﻋﻦ ﻃﺮﻳـﻖ ﻣﺆﺳﺴـﺎﺕ‬ ‫ﻋﺎﳌﻴﺔ ﻣﺜﻞ‪ :‬ﺻﻨﺪﻭﻕ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﺍﻟﺪﻭﱄ‪ ،‬ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻟﺒﻨـﻚ ﺍﻟﻌـﺎﳌﻲ‪ ،‬ﺍﻟﺸـﺮﻛﺎﺕ ﺍﳌﺘﻌـﺪﺩﺓ‬ ‫ﺍﳉﻨﺴﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﱵ ﺗﺘﺤﻜﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻘﻮﻳﺔ ﺻﻨﺎﻋﻴﺎ ﻭﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎ ﳋﺪﻣﺔ ﻣﺼﺎﳊﻬﺎ‪ ،‬ﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻳﺰﻳﺪ ﺍﻟﻔﻘﲑ ﻓﻘﺮﺍ‬ ‫ﻭﻳﺰﻳﺪ ﺍﻟﻐﲏ ﻏﻨﺎﺀ‪.‬‬ ‫‪ -2‬ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ‪:‬‬ ‫ﳝﻜﻦ ﻟﻠﻌﻮﳌﺔ ﺃﻥ ﺗﺘﺠﻠﻰ ﺳﻴﺎﺳﻴﺎ ﰲ ﺍﳌﻴﻞ ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ ﳓﻮ ﻣﺼﻄﻠﺤﺎﺕ ﺷﺎﻉ ﺗﺪﺍﻭﳍﺎ ﻛﺎﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴـﺔ‪،‬‬ ‫ﺍﻟﺘﻌﺪﺩﻳﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‪ ،‬ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‪ ،‬ﺗﻘﻬﻘﺮ ﺍﻟﺸﻤﻮﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﺴﻠﻄﻴﺔ‪.‬‬ ‫ﺇﻥ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺗﻌﲏ ﻧﺸﺮ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﻠﺒﲑﺍﻟﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻣﺎ ﻳﺼﺎﺣﺐ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺭﻓﺾ ﻭﺇ‪‬ﺎﺀ‬ ‫ﺍﻟﺴﻠﻄﻮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺸﻤﻮﻟﻴﺔ ﰲ ﺍﳊﻜﻢ ﻭﺗﺒﲏ ﺍﻟﺘﻌﺪﺩﻳﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﺎﺣﺘﺮﺍﻡ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴـﺎﻥ ﻭﻛـﺬﻟﻚ‬ ‫ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ﳊﻤﺎﻳﺔ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ‪ ،‬ﻭﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻟﻺﻗﻠﻴﻤﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻟﺪﻭﱄ‬ ‫ﺍﻹﻧﺴﺎﱐ ﻭﻏﲑﻫﺎ ﻣﻦ ﺁﻟﻴﺎﺕ ﻣﺎ ﻳﻌﺮﻑ ﺑﺎﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺍﳉﺪﻳﺪ‪ ).‬ﺍﻟﺴﻴﺪ‪.‬ﻱ‪1998 :‬ﺹ‪(12‬‬ ‫ﻣﻦ ﺍﳌﻨﻈﻮﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺗﺮﻯ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﻲ ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺴﺮﺡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ‪ ،‬ﺑﻞ ﺗﻮﺟﺪ ﺇﱃ ﺟﺎﺑﻨﻬﺎ ﻫﻴﺌﺎﺕ ﻭﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﻋﺎﺑﺮﺓ ﻟﻠﺤﺪﻭﺩ ﺗﺴﻌﻰ ﺇﱃ ﲢﻘﻴﻖ ﺍﳌﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻻﻧـﺪﻣﺎﺝ‬ ‫ﺍﻟﺪﻭﱄ‪ .‬ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﳚﻌﻞ ﻣﻬﺎﻡ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﰲ ﺍﳊﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺎﺩ‪‬ﺎ ﺗﺘﺂﻛﻞ ﻭﺗﺘﻘﻠﺺ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺴﺒﺐ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ‬ ‫ﺍﳊﺮ ﻟﻠﺴﻠﻌﺔ ﻭﺭﺅﻭﺱ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ‪ ،‬ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﻟﻌﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻓﻘﺪﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ‪.‬‬ ‫ﻟﻘﺪ ﺃﺻﺒﺢ ﲰﺎﺳﺮﺓ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﻳﺆﺛﺮﻭﻥ ﺗﺄﺛﲑﺍ ﺑﻌﻴﺪ ﺍﳌﺪﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ‪ ،‬ﻭﻳﺆﺛﺮﻭﻥ ﰲ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ‬ ‫ﳎﺘﻤﻌﺎﺕ ﺑﺄﺳﺮﻫﺎ‪ .‬ﻓﻤﻬﻤﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﰲ ﻋﺼﺮ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺗﺴﻬﻴﻞ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﺍﳌﺘﻌﺪﺩﺓ ﺍﳉﻨﺴـﻴﺎﺕ‪،‬‬ ‫ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺑﺄﲦﺎﻥ ﺑﺎﻫﻈﺔ ﺍﻟﺘﻜﺎﻟﻴﻒ ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺈﻋﻔﺎﺋﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﺍﺋﺐ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﻞ ﻣﻨﻬﺎ‪ ،‬ﳑـﺎ ﻳـﺆﺩﻱ ﺇﱃ‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪-‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪184‬‬

‫ــــــــــــــــــ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ﺗﻘﻠﻴﺺ ﺍﻹﻧﻔﺎﻕ ﺍﳊﻜﻮﻣﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺎ ﻭ ﺍﳋﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﻘﺎﺑﻠﻪ ﺗﺪﻣﺮ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﻣﻦ ﺣﻜﻮﻣﺎ‪‬ﺎ‬ ‫)ﻣﺎﺭﺗﲔ‪.‬ﻩ‪.‬ﺏ‪،‬ﺷﻮﻣﺎﻥ‪.‬ﻩ‪1998 :‬ﺹ‪(370‬‬ ‫ﱂ ﻳﺒﻘﻰ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺳﺎﺭﻱ ﺍﳌﻔﻌﻮﻝ ﺑﻞ ﳛﻞ ﳏﻠﻪ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻦ ﺃﺟﻨﺤﺔ ﺍﳌﺎﻓﻴﺎ ﺍﳌﺘﺼـﺎﺭﻋﺔ ﻭ‬ ‫ﺍﳌﺆﺛﺮﺓ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ‪ .‬ﻓﺎﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻫﻮ ﺍﻟﻀﻤﺎﻥ ﻟﻠﻌﻮﳌﺔ ﺣﱴ ﻻ ﺗـﺄﰐ ﺑﻘـﺮﺍﺭ ﻓـﻮﻗﻲ ﺃﻭ‬ ‫ﺍﻧﻘﻼﺏ‪ ،‬ﻟﺬﻟﻚ ﻓﻬﻲ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﻗﺪﺭ ﻛﺒﲑ ﻣﻦ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﺩﻳﺔ ﺍﳊﺰﺑﻴﺔ‪ ،‬ﻓﺎﳊﺮﻳﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ‬ ‫ﺗﺘﻄﻠﺐ ﺣﺮﻳﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ‪.‬‬ ‫ﺇﻥ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻜﱪﻯ ﺗﺆﻳﺪ ﺃﺑﺸﻊ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻻﺳﺘﺒﺪﺍﺩﻱ ﻭﺍﻟﺘﺴﻠﻄﻲ ﺭﻏﻢ ﺃ‪‬ﺎ ﺗﺘﻈـﺎﻫﺮ ﺑﺎﳊﺮﻳـﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ‪ .‬ﰲ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻫﺬﺍ‪ ،‬ﺗﺮﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﱵ ﺗﺮﻓﺾ ﺍﳋﻀﻮﻉ ﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﺑﺘﻤﺴﻜﻬﺎ ﺑﺎﻟﺴـﻴﺎﺩﺓ‬ ‫ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﺗﺄﻣﻴﻨﻬﺎ ﻟﻼﺳﺘﻘﻼﻝ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﻣﻦ ﺍﺟﻞ ﲪﺎﻳﺔ ﳏﺪﻭﺩﻱ ﺍﻟﺪﺧﻞ‪ ،‬ﺗﺴﻠﻂ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋﻘﻮﺑﺎﺕ ﻭﻗﺪ ﻳﻔﺮﺽ‬ ‫ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺣﺼﺎﺭ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺟﺮﻯ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪.‬‬ ‫‪ -3‬ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﰐ‪:‬‬

‫ﲤﺜﻞ ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭ ﺍﻻﺗﺼﺎﻻﺕ ﺧﺎﺻﺔ‪ ،‬ﻗﻮﻯ ﺩﺍﻓﻌﺔ ﻟﻠﻌﻮﳌﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼـﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳـﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ‪ .‬ﻛﻤﺎ ﺗﺘﻘﻠﺺ ﺃﺑﻌﺎﺩ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻭﺍﳌﻜﺎﻥ ﻭﺗﺘﻀﺎﻋﻒ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﺑﺄﻧﻮﺍﻋﻬـﺎ ﺑﺎﺳـﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﻜﻮﻣﺒﻴـﻮﺗﺮ‬ ‫ﻭﺍﻟﺸﺒﻜﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻟﻠﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﺍﻻﺗﺼﺎﻻﺕ‪ .‬ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﺆﻛﺪ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﰲ ﻧﺸﺮ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‬ ‫ﲜﻤﻴﻊ ﻣﻈﺎﻫﺮﻫﺎ‪ ،‬ﺇﺫ ﳒﺪ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﺣﺘﻜﺎﺭﻳﺔ ﺇﻋﻼﻣﻴﺔ ﻭﺳﻼﺳﻞ ﺇﻋﻼﻣﻴﺔ ﲤﻠﻚ ﻛﻞ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﻣﻦ‬ ‫ﺃﻗﻤﺎﺭ ﺻﻨﺎﻋﻴﺔ ﻭﺷﺒﻜﺎﺕ ﺍﺗﺼﺎﻻﺕ ﺣﻮﻟﺖ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺇﱃ ﻗﺮﻳﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ‪ ).‬ﺍﳌﻨﲑ‪.‬ﻡ‪.‬ﺱ‪2000 :‬ﺹ‪(130‬‬ ‫ﺇﻥ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﺗﺴﺘﻌﻤﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻟﻔﺮﺽ ﺍﳍﻴﻤﻨﺔ ﻭﻣﺪ ﻧﻔﻮﺫﻫﺎ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺗﺴﺘﻌﻤﻠﻪ ﻟﺘﻌﺰﻳـﺰ ‪‬ﺠﻬـﺎ‬ ‫ﻭﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻫﺎ ﺣﱴ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺏ ﺍﻟﺘﺠﺴﺲ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺮﺍﺭ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ‪ ،‬ﻭﰲ ﻫﺬﺍ ‪‬ﺪﻳﺪ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻟﻸﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﻟﻠﺪﻭﻝ ﺍﻟﻨﺎﻣﻴﺔ ﺍﳌﻔﻀﻮﺣﺔ ﻭﺍﳌﻌﺮﻭﻓﺔ ﺃﺳﺮﺍﺭﻫﺎ‪ ،‬ﲟﺎ ﻳﺸﻜﻞ ﺿﻐﻮﻃﺎ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻋﻠﻰ ﺻـﻨﺎﻉ‬ ‫ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﳍﺬﻩ ﺍﻟﺪﻭﻝ‪.‬‬ ‫ﻟﻌﻞ ﺳﺒﺎﻕ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻫﻮ ﻷﺟﻞ ﺍﻟﺘﺤﻜﻢ ﰲ ﺗﺪﻓﻖ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﻣﺼﺎﺩﺭﻫﺎ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺟﻴﻬﻬﺎ ﻭﻓﻘﺎ‬ ‫ﳌﺼﺎﳊﻬﺎ‪ ،‬ﻓﻤﻦ ﳝﻠﻚ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺔ ﻭﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﻇﻴﻔﻬﺎ ﺇﳕﺎ ﳝﻠﻚ ﻣﻔﺎﺗﻴﺢ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺴﻤﺢ ﺑﺎﻟﺘﻘـﺪﻡ ﰲ‬ ‫ﳎﺎﻻﺕ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ‪ ،‬ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ‪ ،‬ﺍﳋﺪﻣﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﺴﻮﻳﻖ‪.‬‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــ ـ ‪185‬‬

‫ـــــــــــــــــــــ ﺃ‪ .‬ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﺍﰲ ﺑﻮﺳﻨﺔ‪ :‬ﻣﺎﻫﻴﺔ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﻛﻤﺆﺳﺴﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬

‫ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ‪ ،‬ﻓﻤﻦ ﻳﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﳝﻜﻨﻪ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﳎﺮﻳﺎﺕ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﰲ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺩﻭﻥ ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺃﻭ ﺍﳊﺮﻭﺏ‪ ،‬ﺑﻔﻀﻞ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺍﻻﺗﺼﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻴﺔ‪ ،‬ﻣـﻦ ﺧـﻼﻝ‬ ‫ﺷﺒﻜﺔ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ‪ ).‬ﺍﻟﺴﻴﺪ‪.‬ﻱ‪1998‬ﺹ‪(32‬‬ ‫‪-4‬ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻟﺜﻘﺎﰲ‪:‬‬ ‫ﺇﻥ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺗﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻜﻞ ﺍﳌﻌﻘﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﻤﻞ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﻭﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﻭﺍﻟﻔـﻦ ﻭﺍﻷﺧـﻼﻕ ﻭﺍﻟﻘـﺎﻧﻮﻥ‬ ‫ﻭﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ‪ ،‬ﺃﻭ ﻗﺪﺭﺓ ﻳﻜﺘﺴﺒﻬﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﰲ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ‪،‬ﻛﻤﺎ ﻫﻲ ﺣﻠﻘﺔ ﻭﺻﻞ ﺑﲔ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻟﺮﻭﺣﻴﺔ‪.‬‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻻ ﺗﺮﻗﻰ ﺇﱃ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻛﺘﻤﺎﻝ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ‪ ،‬ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ‬ ‫ﻳﻔﺮﺽ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﻬﺑﺎ‪ .‬ﺇ‪‬ﺎ ﺗﺴﻌﻰ ﺇﱃ ﺍﳊﺪ ﻣﻦ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺍﳊﻀﺎﺭﺍﺕ ﺍﻹﻧﺴـﺎﻧﻴﺔ ﺑﻮﺍﺳـﻄﺔ ﺑـﺚ ﺛﻘﺎﻓـﺎﺕ‬ ‫ﺍﺳﺘﻬﻼﻛﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻷﻗﻤﺎﺭ ﺍﻻﺻﻄﻨﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻧﻴﺔ‪.‬‬ ‫ﺗﺄﰐ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻟﺘﺸﻴﻊ ﺃﳕﺎﻁ ﺍﻻﺳﺘﻬﻼﻙ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﺗﻘﻮﻡ ﺑﺘﺮﻭﻳﺞ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺎﺕ ﻭﺍﳌﻨﺘﺠﺎﺕ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ‪،‬‬ ‫ﻛﻤﺎ ﺗﺼﻮﺭ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻋﻠﻰ ﺃ‪‬ﺎ ﺍﻟﺮﻓﺎﻫﻴﺔ )ﺣﻨﻔﻲ‪.‬ﺡ‪1999:‬ﺹ‪(28‬‬ ‫ﻓﺎﻟﻌﻮﳌﺔ ﻬﺑﺬﺍ ﺍﳌﻔﻬﻮﻡ ﻫﻲ ﺳﻴﻄﺮﺓ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﻭﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴـﺔ‪،‬‬ ‫ﺃﻭ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻫﻮﻟﻴﻮﺩ ﺍﻟﱵ ﺑﻠﻐﺖ ﻣﺎ ﺑﻠﻐﺘﻪ ﻣﻦ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﻭﺷﻴﻮﻉ‪ .‬ﻓﻜﻞ ﺻﻮﺭﺓ ﺗﺒﺚ ﺗﻠﻘﻰ ﻣﻦ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ‬ ‫ﺍﻟﻜﺜﲑ‪،‬ﻭﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻳﻜﺘﺐ ﺃﻭ ﻳﻘﺎﻝ‪ ،‬ﺇ‪‬ﺎ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ‪.‬‬ ‫ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺧﲑﺓ‪ ،‬ﺇﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﻔﺮﺽ ﳕﻄﺎ ﻣﻌﻴﻨﺎ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﻭﺍﻹﻧﺴـﺎﻧﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺫﻭﺑـﺎﻥ ﻛـﻞ‬ ‫ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﻭﺍﳊﻀﺎﺭﺍﺕ‪ ،‬ﻭﻣﻦ ﲦﺔ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻌﺎﱂ‪.‬‬ ‫ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻋﺎﳌﻴﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺇﻻ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﳌﺴﻴﻄﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﳝﺘﻠﻚ ﺃﺩﻭﺍﺕ ﺇﺑﺪﺍﻋﻬﺎ ﻭﻧﺸﺮﻫﺎ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺜﻘﺎﻓـﺔ ﻻ‬ ‫ﺗﻜﻮﻥ ﺇﻻ ﺧﺎﺻﻴﺔ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﲝﻀﺎﺭﺓ ﻭﺷﻌﺐ ﻭﻟﻐﺔ) ﺣﻨﻔﻲ‪.‬ﺡ‪ 1999:‬ﺹ‪( 23‬‬ ‫ﳝﻜﻦ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﻐﺰﻭ ﺍﻟﺜﻘﺎﰲ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻻﻥ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﰲ ﺗﻄﻮﺭ ﻣﺴﺘﻤﺮ‪ ،‬ﺗﺴﺘﻨﺪ ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﺍﳊﺎﺿﺮ ﻭﺍﳌﺎﺿﻲ‪ ،‬ﻭﻟﻮ ﺳﻠﻤﻨﺎ ﺑﻨﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﻭﺻﻮﳍﺎ ﺇﱃ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﻭﻭﺣﺪﺓ‪ ،‬ﺳﻨﺴﻠﻢ ﲟﻘﻮﻟﺔ ‪‬ﺎﻳﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ‪.‬‬ ‫‪ -5‬ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ‪:‬‬ ‫ﻣﺎ ﺗﺰﺍﻝ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻭﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﺣﺪ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﻨﻬﺎﻳﺘﻬﺎ ﺃﻭ ﺣﱴ ﳎﺮﺩ ﺍﻟﺘﻜﻬﻦ ﻬﺑﺬﻩ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ‪ ،‬ﺑﻞ ﻫﻲ‬ ‫ﰲ ﻋﺼﺮ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﰲ ﻗﻠﺐ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻣﺎﺕ ﻭ ﺍﻷﻭﻟﻮﻳﺎﺕ‪.‬‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪-‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪186‬‬

‫ــــــــــــــــــ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺑﻴﺪ ﻣﻦ؟ ﻫﻞ ﻫﻲ ﺑﻴﺪ ﺍﳊﻜﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺑﺪﺃ ﻳﻔﻠﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺰﻣﺎﻡ ﻣﻦ ﺟﺮﺍﺀ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ؟‬ ‫ﻭﻫﻞ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﰲ ﺧﺪﻣﺔ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺃﻭ ﰲ ﺧﺪﻣﺔ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﳌﺎﻝ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ؟‬ ‫ﺇ‪‬ﺎ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﻛﺜﲑﺓ ﻭﻣﻘﻠﻘﺔ ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﺳﺘﻈﻞ ﻣﻄﻠﺐ ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ‪ ).‬ﻣﺮﺳﻲ‪.‬ﻡ‪.‬ﻡ‪1993‬ﺹ‪(391‬‬ ‫ﻣﻦ ﺍﳌﺘﻮﻗﻊ ﻛﻤﺎ ﺃﻛﺪﻩ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﲔ ﺗﺰﺍﻳﺪ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﻋﺼﺮ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ‪ ،‬ﻋﺼـﺮ‬ ‫ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻭ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻟﻴﺄﺧﺬ ﺍﻟﻄﺮﺡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻣﺪﺍﻩ‪.‬‬ ‫ﻓﺎﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ﺗﺴﻌﻰ ﺇﱃ ﻋﻮﳌﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﲢﺖ ﺷﻌﺎﺭ ﲪﺎﻳﺔ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‪ ،‬ﻭﻫﻲ ﰲ ﺍﳊﻘﻴﻘـﺔ‬ ‫ﻫﺪﻓﻬﺎ ﳒﺎﺡ ﻋﻮﳌﺘﻬﺎ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﻳﻜﺜﺮ ﻣﺴﺘﻬﻠﻜﻲ ﻗﻴﻤﻬﺎ ﻭﺃﺧﻼﻗﻴﺎ‪‬ﺎ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ‪ .‬ﻭﺑﻮﺍﺳـﻄﺔ‬ ‫ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺧﲑﺓ ﳝﻜﻦ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﱰﻋﺎﺕ ﺍﻻﺳﺘﻬﻼﻛﻴﺔ ﻟﻠﺼﻐﺎﺭ ﺯﺑﺎﺋﻦ ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻞ‪.‬‬ ‫ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻓﻘﺪ ﺍﻧﺘﺎﺑﻪ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺇﺣﺴﺎﺱ ﺑﺄﳘﻴﺘﻬﺎ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺼﺮ‪ ،‬ﺧﺎﺻـﺔ‬ ‫ﻭﺍﻥ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪ ﺃﻥ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻌﺎﱐ ﻣﻨﻬﺎ ﺍ‪‬ﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻫﻲ ﰲ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﺃﺯﻣﺔ ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ‪.‬‬ ‫ﻳﺒﻘﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﰲ ﺣﺎﺟﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺑﺪﺭﺟﺔ ﻻ ﺗﻘﻞ ﺃﳘﻴﺔ ﻋﻦ ﺍ‪‬ﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﳌﺘﻘﺪﻣﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻫـﻲ‬ ‫ﺍﳌﺨﺮﺝ ﻟﻼﺯﻣﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻌﺎﱐ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻵﻣﻨﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺸﺎﻣﻠﺔ‪.‬‬ ‫ﺛﺎﻟﺜﺎ‪-‬ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪:‬‬ ‫ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺃﻧﺸﺄﻫﺎ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﻟﺘﻘﺎﺑﻞ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﻦ ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻫﻲ ﺗﻄﺒﻴﻊ ﺃﻓﺮﺍﺩﻩ‬ ‫ﺗﻄﺒﻴﻌﺎ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎ ﳚﻌﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﻓﺮﺍﺩﺍ ﺻﺎﳊﲔ ﰲ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ‪ .‬ﺃﻣﺎ ﺍﳌﺆﺳﺴﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻠﻬﺎ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﻭﳍﺎ ﺗﻜﻮﻳﻦ‬ ‫ﺣﺴﺐ ﻭﻟﻴﺎﻡ ﻏﺮﺍﻫﺎﻡ ﲰﻨﺮ‪ .‬ﺍﳌﻔﻬﻮﻡ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﻓﻜﺮﺓ ﺃﻭ ﺍﲡﺎﻩ ﺃﻭ ﻣﺒﺪﺃ ﺃﻭ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻘـﻮﻡ‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺬﻱ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﳒﺪﻩ ﰲ ﻛﻞ ﺍ‪‬ﺘﻤﻌﺎﺕ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺎ‪.‬‬ ‫ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ‪ structure‬ﻓﻬﻮ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻀﻢ ﻋﺪﺩﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﻌﺎﻭﻥ ﺑﻄﺮﻕ ﻣﻌﻴﻨـﺔ ﰲ‬ ‫ﻭﻗﺖ ﻣﻌﲔ‪ ).‬ﺍﻟﻨﺠﻴﺤﻲ‪.‬ﻡ‪.‬ﻝ‪1978 :‬ﺹ‪(53‬‬ ‫ﺇﻥ ﺍﳌﻔﻬﻮﻡ ﻭﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﰲ ﺍﳌﺆﺳﺴﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺟﺰﺀﺍﻥ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻭﻇﻴﻔﻲ ﻣﺘﻜﺎﻣﻞ‪ ،‬ﻭﻳﻌﺘﱪ ﻛﻠﺒﺎﺗﺮﻳﻚ‬ ‫‪ w.h.Kilpatrick‬ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻨﻈﻢ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻬﺑﺪﻑ‬ ‫ﲢﻘﻴﻖ ﺣﻴﺎﺓ ﺃﻓﻀﻞ‪ ).‬ﺍﻟﻨﺠﻴﺤﻲ‪.‬ﻡ‪.‬ﻝ‪1978 :‬ﺹ‪(54‬‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــ ـ ‪187‬‬

‫ـــــــــــــــــــــ ﺃ‪ .‬ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﺍﰲ ﺑﻮﺳﻨﺔ‪ :‬ﻣﺎﻫﻴﺔ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﻛﻤﺆﺳﺴﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬

‫ﻛﻤﺎ ﺗﻌﺪ ﻭﻇﺎﺋﻔﻬﺎ ﳐﺘﻠﻔﺔ ﰲ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ‪ ،‬ﻣﻨﻬﺎ ﺗﻴﺴﲑ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻟﻸﻓﺮﺍﺩ ﻭﺗﻨﻈﻴﻢ ﻋﺪﺩ ﻛﺒﲑ ﻣـﻦ ﺍﳌﻈـﺎﻫﺮ‬ ‫ﺍﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺔ ﰲ ﳕﻂ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﺘﻜﺎﻣﻞ‪ .‬ﳍﺬﺍ ﻻ ﺑﺪ ﳍﺎ ﺃﻥ ﺗﻘﺎﻭﻡ ﺍﻟﺘﻐﲑ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺃ‪‬ﺎ ﲡﺮﻱ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻭﺗﲑﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭﺑﺎﻧﺘﻈﺎﻡ‪ ،‬ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺧﲑ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻧﻪ ‪‬ﺪﻳﺪ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭ ﺃﳕﺎﻃﻬﺎ ﺍﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺔ‪.‬‬ ‫ﻓﻔﻲ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﻣﺜﻼ‪ :‬ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺗﺒﻌﺎ ﻟﻠﻮﺿﻊ ﺍﻟﺮﺍﻫﻦ‪ ،‬ﺇﳕﺎ ﺗﺒﻌﺎ ﻟﻠﻮﺿﻊ ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻠﻲ ﺍﳌﺘﻮﻗﻊ‬ ‫ﲤﺎﺷﻴﺎ ﻣﻊ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻻﲡﺎﻩ ﺍﻟﻜﻠﻲ ﻟﻺﻧﺴﺎﻧﻴﺔ) ‪( E.Kant: 1989p79‬‬ ‫ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﻭﺣﺪﺓ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﳚﺐ ﲤﻴﺰﻫﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﺳﻂ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﻴﺶ ﻓﻴﻪ‪ ،‬ﺗﻮﺟﺪ ﺃﻳﻦ ﻳﻮﺟﺪ‬ ‫ﻣﺪﺭﺳﻮﻥ ﻭﺗﻼﻣﻴﺬ ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﳚﺮﻱ ﺩﺍﺧﻠﻬﺎ ﻫﻮ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺷﻜﻠﻲ ﻳﻜﻮﻥ‬ ‫ﰲ ﺍﻟﻔﺼﻞ‪ .‬ﺗﺘﺸﻜﻞ ﺍﻟﻮﺿﻌﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻦ ﲨﺎﻋﺘﲔ ﺃﻭ ﺃﻛﺜﺮ ﰲ ﻭﺳﻂ ﻣﺆﺳﺴﺎﰐ ﺃﻭ ﺧﺎﺹ‪ ،‬ﺑﻐﻴﺔ‬ ‫ﻓﻌﻞ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻪ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﳉﻤﺎﻋﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺧﺮﻯ‪( G.Mialaret: 1991p51) .‬‬ ‫ﻋﻨﺪﻣﺎ ﳓﻠﻞ ﺍﳌﺪﺍﺭﺱ ﺍﳊﺎﺿﺮﺓ ﳒﺪﻫﺎ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﲟﻤﻴﺰﺍﺕ ﺧﺎﺻﺔ‪ ،‬ﳝﻜﻦ ﻋﻠـﻰ ﺃﺳﺎﺳـﻬﺎ ﺩﺭﺍﺳـﺘﻬﺎ‬ ‫ﻛﻮﺣﺪﺍﺕ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻭﺗﺘﻤﺜﻞ ﰲ‪:‬‬ ‫ ﺗﻀﻢ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﺃﻓﺮﺍﺩﺍ ﻣﻌﻴﻨﲔ ﻫﻢ ﺍﳌﺪﺭﺳﻮﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﻮﻣﻮﻥ ﺑﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﺘﻼﻣﻴﺬ‬‫ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻠﻘﻮﻥ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‪ .‬ﻭﻗﺪ ﳜﻀﻊ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺘﻼﻣﻴﺬ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﳌـﺪﺍﺭﺱ ﺇﱃ ﻋﻤﻠﻴـﺔ ﺍﻧﺘﻘـﺎﺀ‬ ‫ﻭﻏﺮﺑﻠﺔ‪.‬‬ ‫ﻛﻤﺎ ﲡﺪﺭ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺃﻥ ﺍﺻﻄﻼﺡ "ﺍﳌﺪﺭﺱ ﺍﳉﻴﺪ" ﻻ ﳜﺺ ﻓﻘﻂ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﳛﺴﻦ ﺍﻹﻳﺼﺎﻝ ﺑـﻞ‬ ‫ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻮﻡ ﲟﻬﻤﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺃﻳﻀﺎ‪ ( G.Mialaret1991p113 ).‬ﺇﺫ ﺃﻥ ﺍﳌﺪﺭﺱ ﻳﻨﺘﻤﻲ ﺇﱃ ﻓﺌـﺔ ﻣﻌﻴﻨـﺔ ﳍـﺎ‬ ‫ﺗﺎﺭﳜﻬﺎ ﻭﻣﻘﻮﻣﺎ‪‬ﺎ ﺍﻷﻛﺎﺩﳝﻴﺔ‪.‬‬ ‫ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﺑﻨﻈﺎﻡ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﺿﺢ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺪ‪ ،‬ﻓﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﻤﺮﻛﺰ ﺣـﻮﻝ‬‫ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺎﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﺳﺘﻘﺒﺎﻟﻪ ﲢﺪﺩ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟﻠﻤﺪﺭﺳﺔ‪ ،‬ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﺩﺍﺧﻠﻬﺎ ﺗﺘﻜﻮﻥ ﻣـﻦ‬ ‫ﺣﻘﺎﺋﻖ ﻭﻣﻬﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﲡﺎﻫﺎﺕ ﻭﻗﻴﻢ ﺃﺧﻼﻗﻴﺔ‪.‬‬ ‫ﺇﻥ ﺍﳌﺪﺭﺳﻮﻥ ﻳﻌﺘﱪﻭﻥ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻣﺴﺆﻭﻟﲔ ﺃﻣﺎﻡ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ‪ ،‬ﻻﻥ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻣﺎﺯﺍﻝ ﻳﻌﺘﱪ ﳒـﺎﺡ‬ ‫ﺍﳌﺪﺭﺱ ﰲ ﻣﻬﻤﺘﻪ ﺭﻫﻦ ﺑﻌﺪﺩ ﺍﻟﻨﺎﺟﺤﲔ‪ ،‬ﺑﺼﺮﻑ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻤﺎ ﺍﻛﺘﺴﺒﻮﻩ ﻣﻦ ﻣﻬﺎﺭﺍﺕ ﻭﻣﻴﻮﻝ ﻭﺍﲡﺎﻫـﺎﺕ‪،‬‬ ‫ﻓﺤﺴﺐ ﺭﻭﺳﻮ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻻ ﻣﻜﺎﻥ ﻓﺼﻞ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﺒﻴﺪﺍﻏﻮﺟﻴﺔ ﻋﻦ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ‬ ‫ﺃﻭ ﺍﻷﺩﺑﻴﺔ‪( G.Avanzini1989p13 ).‬‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪-‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪188‬‬

‫ــــــــــــــــــ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﻧﻘﻄﺔ ﺍﻟﺘﻘﺎﺀ ﻋﺪﺩ ﻛﺒﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﳌﺘﺪﺍﺧﻠﺔ ﺍﳌﻌﻘﺪﺓ‪ ،‬ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺧﲑﺓ ﻫـﻲ‬‫ﺍﳌﺴﺎﻟﻚ ﺍﻟﱵ ﻳﺘﺨﺬﻫﺎ ﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﻘﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﱵ ﳚﺮﻱ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺘـﺄﺛﲑ ﺍﻻﺟﺘﻤـﺎﻋﻲ‪ .‬ﺣﺴـﺐ‬ ‫ﻛﺎﻧﻂ‪ ، E.Kant‬ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻄﺎﻕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻻﺑﺪ ﻟﻠﻔﺮﺩ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺆﺩﺏ ﻻ ﻳﻮﺍﻛﺐ ﺍﻟﻮﺣﺸﻴﺔ‪ ،‬ﻣﺜﻘـﻒ ﰲ‬ ‫ﳐﺘﻠﻒ ﺍ‪‬ﺎﻻﺕ ﻭﺣﺬﺭ ﲟﻌﲎ ﻣﺘﻜﻴﻒ‪ ،‬ﳏﺒﻮﺏ ﻭﻣﺆﺛﺮ ﰲ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ‪( E.Kant1989p82 ).‬‬ ‫ﳝﻜﻦ ﲢﻠﻴﻞ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﳌﺮﻛﺰﺓ ﰲ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺍﳉﻤﺎﻋـﺎﺕ ﺍﳌﺘﻔﺎﻋﻠـﺔ ﻓﻴﻬـﺎ‬ ‫ﻭﺍﳌﺘﻤﺜﻠﺔ ﰲ ﺍﳌﺪﺭﺳﲔ ﻭﺍﻟﺘﻼﻣﻴﺬ‪ ،‬ﻟﻜﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﺩﺳﺘﻮﺭﻫﺎ ﺍﻷﺧﻼﻗﻲ ﻭﺍﲡﺎﻫﺎ‪‬ﺎ ﻭﻋﺎﺩﺍ‪‬ـﺎ ﳓـﻮ ﺍ‪‬ﻤﻮﻋـﺔ‬ ‫ﺍﻷﺧﺮﻯ‪ .‬ﻭﺍﻟﺘﺄﺛﲑ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﲤﺎﺭﺳﻪ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﻫﻮ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺗﺄﺛﲑ ﻫﺬﻩ ﺍﳉﻤﺎﻋﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻭﻋﻠـﻰ‬ ‫ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ‪.‬‬ ‫ ﺇﻥ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﶈﻴﻂ ﻬﺑﺎ ﺑﺎﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﱵ ﺗﺴﻮﺩﻫﺎ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ "ﺑﺎﻟﻨﺤﻦ"‪ ،‬ﻓﺄﻭﻟﺌـﻚ‬‫ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺮﺗﺒﻄﻮﻥ ﺑﺎﳌﺪﺭﺳﺔ ﻳﺸﻌﺮﻭﻥ ﺃ‪‬ﻢ ﺟﺰﺀ ﻣﻨﻬﺎ ‪ ،‬ﻭﺃ‪‬ﺎ ﲤﺜﻞ ﰲ ﺣﻴﺎ‪‬ﻢ ﻓﺘﺮﺓ ﻫﺎﻣﺔ ﻳﺸـﻌﺮﻭﻥ ﺃ‪‬ـﻢ‬ ‫ﻳﺮﺗﺒﻄﻮﻥ ﻬﺑﺎ ﺑﺸﻌﻮﺭ ﻭﺍﺣﺪ‪.‬‬ ‫ ﻛﻤﺎ ﺗﻌﺮﻑ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﺑﺜﻘﺎﻓﺔ ﺧﺎﺻﺔ‪ ،‬ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺧﲑﺓ ﺗﻌﺪ ﰲ ﺟﺰﺀ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﺘﻼﻣﻴﺬ ﻣﻦ ﺃﻋﻤﺎﺭ‬‫ﳐﺘﻠﻔﺔ ﻭﰲ ﺟﺰﺀ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻠﻖ ﺍﳌﺪﺭﺳﲔ‪ .‬ﻭﺍﻷﳕﺎﻁ ﺍﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺔ ﺍﳌﻌﻘﺪﺓ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﺮﻛﺰ ﺣﻮﻝ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ‬ ‫ﺛﻘﺎﻓﺘﻬﺎ ﺍﻷﺧﺮﻯ‪.‬‬ ‫ﺇﻥ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ ﺩﺍﺧﻞ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﻭﳍﺎ ﻭﻇﺎﺋﻔﻬﺎ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺍﳌﻨﺎﺳﺒﺔ ﳍﺎ‪ .‬ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﲢـﺎﻭﻝ‬ ‫ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﺃﻥ ﺗﻌﻜﺲ ﻛﻞ ﺃﻭﺟﻪ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﳌﻮﺟﻮﺩﺓ ﰲ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ‪ ،‬ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺩﺭﺟﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴـﻄﺤﻴﺔ‬ ‫ﻭﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴﻞ‪ ).‬ﺍﻟﻨﺠﻴﺤﻲ ﻡ‪.‬ﻝ‪1978‬ﺹ‪(62‬‬ ‫ﻟﻘﺪ ﺗﺮﺍﻛﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺎﺕ ﻭﻧﺎﺀ ﻛﺎﻫﻠﻬﺎ ﺑﺎﻷﻋﺒﺎﺀ‪ ،‬ﻓﻠﻢ ﺗﻌﺪ ﻣﻬﻤﺘﻬﺎ ﺗﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﺑﻞ ﺗﻄﻮﺭﺕ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑﺎﻟﺴﻠﻮﻙ ﻭﺍﻻﲡﺎﻫﺎﺕ ﻭﺍﳌﻮﺍﻃﻨﺔ ﺍﻟﺼﺎﳊﺔ ﺑﺼـﻔﺔ ﺧﺎﺻـﺔ‪ .‬ﻭﺇﺫﺍ ﺃﺭﺩﻧـﺎ‬ ‫ﻟﻠﻤﺪﺭﺳﺔ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﲣﻔﻒ ﻣﻦ ﺃﻋﺒﺎﺋﻬﺎ ﻭﺗﻠﻘـﻲ ﺑﺒﻌﻀـﻬﺎ ﻋﻠـﻰ ﺍﳌﺆﺳﺴـﺎﺕ‬ ‫ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻛﺎﻷﺳﺮﺓ ﻭﺍﳌﺴﺠﺪ‪.‬‬ ‫ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺍﳌﺮﺍﺟﻊ‬ ‫‪-1‬‬

‫ﺍﳌﻨﲑ‪.‬ﻡ‪.‬ﺱ‪:‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻋﺎﱂ ﺑﻼ ﻫﻮﻳﺔ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻟﻠﻨﺸﺮ ﻭﺍﻟﺘﻮﺯﻳﻊ‪ ،‬ﻣﺼﺮ‪.2000 ،‬‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــ ـ ‪189‬‬

‫ـــــــــــــــــــــ ﺃ‪ .‬ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﺍﰲ ﺑﻮﺳﻨﺔ‪ :‬ﻣﺎﻫﻴﺔ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﻛﻤﺆﺳﺴﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬ ‫‪-2‬‬

‫ﺍﻟﻨﺠﻴﺤﻲ‪.‬ﻡ‪.‬ﻝ‪ ،‬ﺍﻷﺳﺲ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﺘﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﻄﺒﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ‪،‬‬

‫‪.1978‬‬ ‫‪-3‬‬ ‫‪-4‬‬ ‫‪-5‬‬ ‫‪-6‬‬ ‫‪-7‬‬

‫ﺣﻨﻔﻲ‪.‬ﺡ‪ ،‬ﻣﺎ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ؟‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﳌﻌﺎﺹ‪ ،‬ﺑﲑﻭﺕ‪.1999 ،‬‬ ‫ﻣﺮﺳﻲ‪.‬ﻡ‪.‬ﻡ‪ ،‬ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﻭﺍﻟﻐﺮﺏ‪،‬ﻣﻄﺒﻌﺔ ﻋﺎﱂ ﺍﻟﻜﺘﺐ‪ ،‬ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ‪.1993،‬‬ ‫ﺣﻨﻔﻲ‪.‬ﻉ‪ ،‬ﺍﳌﻌﺠﻢ ﺍﻟﺸﺎﻣﻞ ﻟﻠﻤﺼﻄﻠﺤﺎﺕ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ‪،‬ﻁ‪ ،3‬ﻣﻜﺘﺒﺔ ﻣﺪﺑﻮﱄ‪ ،‬ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ‪.2000 ،‬‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺪ‪.‬ﻱ‪ ":‬ﰲ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ"‪،‬ﳎﻠﺔ ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﺍﻟﻌﺪﺩ‪.1998 ،228‬‬ ‫ﻣﺎﺗﲔ‪.‬ﻩ‪.‬ﺏ‪،‬ﺷﻮﻣﺎﻥ‪.‬ﻩ‪ ،‬ﻓﺦ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‪،‬ﳎﻠﺔ ﻋﺎﱂ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ‪ ،‬ﺍﻟﻜﻮﻳﺖ‪.1998 ،‬‬

‫‪Avanzini.G :Introduction aux sciences de l éducation, Ed, privat.Toulouse , -8‬‬ ‫‪1987.‬‬ ‫‪Kant.E:Réflexions sur l éducation, librairie philosophique j.vrin ,‬‬ ‫‪-9‬‬ ‫‪paris,1989.‬‬ ‫‪Mialaret.G :La psycho pédagogie, 2eme édition, puf, paris, 1991. -10‬‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪-‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪190‬‬

‫ﺭﺅﻳﺔ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‬ ‫ﺃ‪.‬ﺑﻦ ﺯﺭﻭﺍﻝ ﻓﺘﻴﺤﺔ ﺃ‪ .‬ﻛﺤﻮﻝ ﺷﻔﻴﻘﺔ‬ ‫ﻗﺴﻢ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻨﻔﺲ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺴﻜﺮﺓ‬

‫ﺗﻌﺘﱪ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﻛﻮﻧﻴﺔ ﺗﱪﺯ ﻣﻌﺎﳌﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻻﻣﺘﺪﺍﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﳚﺘﺎﺯ ﻛﻞ ﻣﺴﺎﺣﺎﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻮﻛﺐ ﻭﻓﻀﺎﺋﻪ‬ ‫)ﺣﺴﺐ ﺗﺸﻮﻣﺴﻜﻲ( ﺃﻭﺑﺘﻌﺒﲑ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻧﻈﺎﻡ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﺴﻊ ﰲ ﻣﻔﻬﻮﻣﻪ ﻟﻴﺸﻤﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﲨﻌﺎﺀ )ﺃﳑﺎ ﻭﻗﺒﺎﺋﻞ(‬ ‫ﻭﺑﺮﺯ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻌﲎ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﰲ ﺍﻵﻳﺔ ‪13‬ﻣﻦ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﳊﺠﺮﺍﺕ ﰲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ "ﻳﺄﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻥ ﺧﻠﻘﻨﺎﻛﻢ ﻣﻦ ﺫﻛﺮ‬ ‫ﻭﺃﻧﺜﻰ ﻭﺟﻌﻠﻨﺎﻛﻢ ﺷﻌﻮﺑﺎ ﻭﻗﺒﺎﺋﻞ ﻟﺘﻌﺎﺭﻓﻮﺍ ﺇﻥ ﺃﻛﺮﻣﻜﻢ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ﺃﺗﻘﺎﻛﻢ ﺇﻥ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻢ ﺧﺒﲑ "ﻭ‪‬ﺬﺍ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ‬ ‫ﺍﻟﻜﺮﱘ ﺃﺷﺎﺭ ﻣﻨﺬ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻋﺸﺮﺓ ﻗﺮﻧﺎ ﻣﺎ ﻧﻌﻴﺸﻪ ﳓﻦ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﻦ ﻋﺎﳌﻴﺔ)‪.(1‬‬ ‫ﻭﺗﻌﻮﺩ ﺟﺬﻭﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﰲ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﺇﱃ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺮﺃﲰﺎﱄ ﻭﻳﺴﻤﻴﻪ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟﺮﺃﲰﺎﻟﻴﺔ ﺍﳌﺘﻮﺣﺸﺔ ﻧﻈﺮﺍ‬ ‫ﳋﻀﻮﻋﻪ ﻟﻀﻐﻮﻁ ﻭﻫﻴﻤﻨﺔ ﺍﻟﻘﻄﺐ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ)ﺍﻟﻮ‪.‬ﻡ‪.‬ﺃ( ﻭ‪‬ﺬﺍ ﺗﻈﻞ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﲣﻀﻊ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﺎﻟﻒ ﺫﻛﺮﻩ ﺣﺎﳍﺎ‬ ‫ﺣﺎﻝ ﻣﻘﺎﺻﺪﻩ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺘﻐﲑ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻦ ﺍﳌﻔﺮﻭﺽ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﻃﺮﺃ ﻫﻮ ﺑﻌﺾ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﻜﻴﻒ ﻣﻊ ﳐﺘﻠﻒ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﻗﺎﺕ ﻭﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﻟﻠﻌﺎﱂ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ‪ ،‬ﻭﻣﻠﺨﺺ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻳﺘﻤﺜﻞ ﰲ ﺍﻧﻄﺒﺎﻕ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﻭﺿﻮﺍﺑﻂ‬ ‫ﺍﻟﺴﻮﻕ ﻭﻣﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻀﻌﻔﺎﺀ ﺑﺎﻻﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﲤﺘﻊ ﺍﻻﻗﻮﻳﺎﺀ ﺑﺄﺳﻠﺤﺔ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻭﺷﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﺴﻠﻂ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﰲ ﺷﺆﻭﻥ ﺍﻟﻐﲑ )ﺩﻭﻝ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ()‪.(2‬‬ ‫ﻭ‪‬ﺬﺍ ﻻ ﻳﻌﺘﱪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻛﺬﻟﻚ ﻭﺃﻭﺿﺢ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻣﺎﻧﺮﺍﻩ ﻣﻦ ﻓﻚ ﻭﺗﺮﻛﻴﺐ ﰲ ﺍﻟﻜﻴﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﱵ‬ ‫ﺗﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻴﻬﺎ‪ ،‬ﻗﺒﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﺳﻢ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ ﺍﳉﺪﻳﺪ )‪.(3‬‬ ‫ﻟﻜﻦ ﻭﺑﺎﳌﻮﺍﺯﺍﺓ ﳒﺪ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻳﻬﺘﻢ ﺑﺼﻔﺔ ﻛﺒﲑﺓ ﺑﺎﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻭﺇﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﺍﻟﺮﺃﲰﺎﻝ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﻭﺫﻟﻚ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ‬ ‫ﲢﻮﻳﻞ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ‪‬ﺘﻤﻊ ﻣﻌﺮﰲ ﻳﺴﺘﻮﻋﺐ ﻣﻀﺎﻣﲔ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻴﺔ ﻭﺁﻟﻴﺎ‪‬ﺎ ﻭﺛﻘﺎﻓﺎ‪‬ﺎ ﻭﻳﺴﻌﻰ ﺃﻳﻀﺎ ﺇﱃ ﺇﻧﺘﺎﺝ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﺫﺍ‪‬ﺎ‬ ‫ﻭﻟﻜﻦ ﰲ ﲡﺪﺩ ﻭﺗﻮﻇﻴﻒ ﻓﻌﺎﻝ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻨﻮﻉ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻭﺍﻻﺑﺪﺍﻉ ﺍﻟﺜﻘﺎﰲ ﻭﺍﻻﻧﻌﺘﺎﻕ ﻣﻦ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺟﺎﻣﺪ ﻭﳛﺠﺮ‬ ‫ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﻭﻳﺄﺳﺮ ﺍﳊﻘﺎﺋﻖ‪.‬‬ ‫ﻭﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ ﺫﻛﺮﻩ ﳝﻜﻦ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻋﻤﻠﺔ ﻧﻘﺪﻳﺔ ﺫﺍﺕ ﻭﺟﻬﲔ‪:‬‬

‫ــــــــــــــــــ ﺃ‪ .‬ﻓﺘﻴﺤﺔ ﺑﻦ ﺯﺭﻭﺍﻝ ﻭﺃ‪ .‬ﺷﻔﻴﻘﺔ ﻛﺤﻮﻝ‪ :‬ﺭﺅﻳﺔ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‬

‫ﺍﻷﻭﻝ‪ :‬ﻳﺮﻣﻲ ﺇﱃ ﺗﻮﻓﲑ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﺍﳌﺸﺘﺮﻙ‪ ،‬ﻭﳛﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﳚﻌﻠﻪ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﺎﻟﻌﺪﻝ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻋﻦ‬ ‫)‪(4‬‬ ‫ﻃﺮﻳﻖ ﻧﺸﺮ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺘﻨﻮﻉ ﺍﻹﻧﺴﺎﱐ ﺍﳌﺒﺪﻉ )ﺣﺴﺐ ﺗﻘﻮﱘ ﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﳌﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﻴﻮﻧﺴﻜﻮ(‪.‬‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ‪ :‬ﻳﻬﺪﻑ ﻟﻠﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻀﻌﻔﺎﺀ )ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻳﻌﻴﺪ ﻧﻔﺴﻪ( ﺇﻋﺘﻤﺎﺩﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﳐﺘﻠﻒ ﺗﻘﻨﻴﺎﺗﻪ ﺍﻟﺮﻓﻴﻌﺔ‬ ‫ﻛﺸﺒﻜﺎﺕ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﺍﻻﺗﺼﺎﻻﺕ‪ ،‬ﻭﺇﺣﺘﻜﺎﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﻭﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻭﺍﻻﺩﺍﺭﺓ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﻘﻄﺐ‬ ‫ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ‪ .‬ﻭﻳﺼﺒﺢ ‪‬ﺬﺍ ﺍﳌﻔﻬﻮﻡ ﻣﺎ ﳚﺮﻱ ﰲ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ ﻻ ﻳﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻓﺮﺍﺩ ﺍﳌﻌﺮﻭﻓﲔ‪ ،‬ﻭﺇﳕﺎ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ‬ ‫ﻳﺘﺴﻊ ﻟﻶﺧﺮﻳﻦ ﻏﲑ ﺍﳌﻌﺮﻭﻓﲔ)‪ (5‬ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻧﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺍﻟﺬﻱ ﲢﻜﻤﻪ ﺍﻟﻘﻄﺒﻴﺔ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ﰲ ﻇﻞ ﻫﺬﺍ‬ ‫ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﳌﺰﻋﻮﻡ‪.‬‬ ‫‪ -1‬ﻣﻘﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‪:‬‬

‫ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﻤﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻘﻮﻣﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﳍﺪﻑ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻤﺜﻞ ﰲ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ‬ ‫ﲢﻘﻖ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻭﻣﺘﻮﺍﺻﻠﺔ‪ ،‬ﻭﺗﺘﺠﺪﺩ ﻭﻓﻘﻬﺎ ﻗﻮﻯ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﻭﺗﺰﻳﺪ ﺣﺮﻛﻴﺘﻪ ﻭﺫﻟﻚ ﺑﻐﺮﺽ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻭﲢﺴﲔ‬ ‫ﻣﺴﺘﻮﻯ ﻣﻌﻴﺸﺘﻪ ﻭﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﺍﻟﻮﺍﻋﻴﺔﻭﺍﳌﺜﻠﻰ ﻟﻠﻤﻨﺠﺰﺍﺕ ﺍﳊﻀﺎﺭﻳﺔ‪.‬‬ ‫ﻭﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﺑﺎﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻻﻭﱃ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ )ﺛﻮﺭﺓ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ( ﺍﻟﱵ ﺗﻔﺮﺿﻬﺎ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻴﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺧﲑﺓ ﲢﺘﻢ‬ ‫ﺍﻟﺘﻜﻴﻒ ﻣﻊ ﻣﻌﻄﻴﺎ‪‬ﺎ ﻭﺍﻟﺘﻜﻴﻒ ﳍﺎ ﻭﺍﻻﻓﺎﺩﺓ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﺍﻟﻨﻘﻞ ﺍﻟﻮﺍﻋﻲ ﳍﺎ)‪ .(6‬ﻭﺫﻟﻚ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﺘﻴﺤﻪ ﻣﻦ ﺗﻮﺟﻬﺎﺕ‬ ‫ﻋﺎﳌﻴﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻭﻣﺎ ﺗﻄﺮﺣﻪ ﻣﻦ ﻓﺮﺹ ﺍﻟﺘﻌﺪﺩﻳﺔ ﻭﻣﺴﺎﺣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻨﻮﻉ ﻭﺗﻨﻤﻴﺔ ﻟﻠﺨﺼﻮﺻﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻤﻴﺰ ﻭﻫﻲ ‪‬ﺬﺍ ﲢﺎﻭﻝ ﺃﻥ‬ ‫ﺗﺼﺮﻑ ﺃﻧﻈﺎﺭﻧﺎ ﻋﻦ ﺇﻋﺘﻤﺎﺩ ﻣﻌﻄﻴﺎﺗﻨﺎ ﺍﻟﺘﺎﺭﳜﻴﺔ ﺑﻞ ﺇﱃ ﺧﻠﻖ ﻛﻴﺎﻥ ﺣﻲ ﻳﻨﻤﻮ ﻭﻳﺘﻄﻮﺭ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﺎ ﻧﺼﻨﻌﻪ ﻭﻧﻨﺠﺰﻩ ﰲ‬ ‫ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﻣﺄﺛﺮﺓ ﻭﻣﺘﺄﺛﺮﺓ ﰲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﶈﻴﻂ ﺍﳋﺎﺭﺟﻲ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ‪.‬‬ ‫ﻭ‪‬ﺬﻩ ﺍﳌﻌﻄﻴﺎﺕ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﺍﳌﺰﻋﻮﻡ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻴﻪ ﰲ ﳎﺎﱄ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻵﰐ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻭﻇﻔﺖ ﻣﻮﺍﺭﺩ‬ ‫ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻴﺔ ﻭﺁﻟﻴﺎ‪‬ﺎ ﻭﺧﺼﺎﺋﺼﻬﺎ ﰲ ﲡﺎﻭﺯ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺗﻄﻮﻳﺮﻩ ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ﺑﻨﺎﺋﻪ‪ ،‬ﺃﻭ ﻟﺘﱪﻳﺮ ﻭﺗﺮﺳﻴﺦ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ ﺇﺫﺍ‬ ‫ﻛﺎﻧﺖ ﳎﺪﻳﺔ ﻭ ﺇﻻ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺇﻧﺘﺎﺝ ﻗﻴﻢ ﻭﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺗﻨﻤﻮﻳﺔ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﺑﺎﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‪.‬‬ ‫ﻭﳌﻮﺍﺟﻬﺔ ﲢﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺑﺎﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﻛﻤﺎ ﺃﺳﻠﻔﻨﺎ‬ ‫ﺍﻟﺬﻛﺮ‪ ،‬ﻭﺟﺐ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺃﻛﱪ ﲜﺎﻧﺐ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﲟﻘﻮﻣﺎﺗﻪ ﻭﻣﻘﺎﺻﺪﻩ ﰲ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﱵ ﺗﺘﻠﺨﺺ ﻭﻓﻖ‬ ‫ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﰲ‪:‬‬ ‫ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﻟﻠﻤﻌﺮﻓﺔ ﻭﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﺃﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺑﺼﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻭﻣﺼﺎﺩﺭﺓ‪.‬‬‫‪ -‬ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻳﺘﻨﺎﻣﻰ ﻓﻴﻪ ﻋﻨﺼﺮ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﻭﻗﻴﻤﺘﻪ ﺍﻟﱵ ﺗﱪﺯ ﺑﺼﻴﻐﺔ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻭﺇﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﺍﳌﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ‪.‬‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪-‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪192‬‬

‫ــــــــــــــــــ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﻟﻠﻌﻴﺶ ﻣﻊ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﲢﺘﺮﻡ ﻭﻓﻘﻬﺎ ﺫﺍﺗﻴﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻭﻣﻌﺘﻘﺪﺍ‪‬ﻢ‪.‬‬‫ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﻟﻨﻜﻮﻥ ﲟﻌﲎ ﺃﺻﺢ ﲢﻘﻴﻖ ﺍﻟﻜﻴﻨﻮﻧﺔ ﻟﻠﺬﺍﺕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺫﻟﻚ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ‪:‬‬‫ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻛﻞ ﺍﳉﻮﺍﻧﺐ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ) ﺍﻟﺒﺪﻧﻴﺔ – ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ – ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ – ﺍﻟﺮﻭﺣﻴﺔ – ﺍﳉﻤﺎﻟﻴﺔ‪(.... ،‬‬‫ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﻮﻣﺎﺕ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻭﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﻭﺇﺻﺪﺍﺭ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﻭﺍﳌﺒﺎﺩﺉ ‪.‬‬‫)‪(7‬‬ ‫‪ -‬ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺍﻟﻨﺎﻗﺪ ﻭﺫﻟﻚ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩﺍ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺟﻬﺎﺕ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ‬

‫ﻭﻟﻴﺴﺘﻮﻋﺐ ﺍﳌﺘﻌﻠﻤﻮﻥ ﻣﻘﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﻣﻨﺎﻫﺞ ﻭﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﶈﺪﺩﺓ ﺃﻧﻔﺎ‪ ،‬ﻳﺮﻯ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﺗﻜﻮﻳﻦ‬ ‫ﻋﻘﻞ ﻣﺘﺠﺪﺩ ﳓﻮ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﳎﺘﻤﻊ ﻣﺘﺠﺪﺩ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻣﺘﺠﺪﺩ ﺇﻋﺘﻤﺎﺩﺍ ﻋﻠﻰ ﻭﺳﻴﻄﲔ ﺃﺳﺎﺳﻴﲔ ﳘﺎ‪:‬‬ ‫ﺃ‪ -‬ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ‪:‬‬

‫ﻓﻴﻪ ﻳﺘﻢ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﰲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺬﻛﺮ ﻭﺍﳊﻔﻆ ﻭﺍﻻﺟﺘﺮﺍﺭ‪ ،‬ﺣﺴﺐ ﺍﻟﻔﻴﻠﺴﻮﻑ ﺍﻟﱪﺍﺯﻳﻠﻲ "ﺑﺎﻭﻟﻮ‬ ‫ﻟﻮﻓﺮﻳﺮﻱ"‪ ،‬ﻟﻠﺮﺻﻴﺪ ﺍﳌﻌﺮﰲ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﰲ ﺍﻟﺮﺍﻫﻦ‪ ،‬ﻭﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﳌﻘﺮﺭ ﻭﺍﳌﻌﻠﻢ ﻭﺍﻻﻣﺘﺤﺎﻥ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﻭﺍﻗﻊ‬ ‫ﺍﳊﻴﺎﺓ ﲟﻌﻄﻴﺎ‪‬ﺎ ﺍﳌﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺃﺩﺍﺓ ﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﳌﻼﺋﻢ ﻟﻌﺼﺮ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻴﺔ‬ ‫ﻭﺯﲬﻬﺎ ﻭﺇﻛﺘﺴﺎﺑﻪ ﻣﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﻜﻴﻒ ﻭﺍﻟﺘﻜﻴﻴﻒ ﻭﺍﳌﺮﺍﺟﻌﺔ ﻭﺍﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﻟﻠﻮﺍﻗﻊ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﰲ ﳎﻤﻮﻋـﺎﺕ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﻣﻦ‬ ‫ﺧﻼﳍـﺎ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﺍﳌﺸﺘﺮﻙ )ﺍﻟﺬﻛﺎﺀ ﺍﻹﻧﺴﺎﱐ ﺍﳉﻤﺎﻋﻲ ( ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺍﳊﺎﺳﻮﺏ ﻫﻮ ﺍﻷﺩﺍﺓ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ‪.‬‬ ‫ﺏ‪ -‬ﺍﳌﻨﺎﻋﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ‪:‬‬ ‫ﺧﺎﺻﺔ ﻟﺪﻯ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺍﻟﱵ ﻣﻦ ﺍﳌﻔﺮﻭﺽ ﺃﻥ ﺗﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻣﻌﻄﻴﺎﺕ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﲝﺬﺭ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ‬ ‫ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﱃ ﺳﻼﻡ ﺇﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﻭﺣﺪﺓ ﻭﻃﻨﻴﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﳌﻮﺟﺐ ﻭﺟﻌﻞ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻻﺳﺎﺱ‬ ‫ﰲ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ )‪.(8‬‬ ‫ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺗﺼﺒﺢ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﻓﻖ ﻣﺎ ﲤﻠﻴﻪ ﺧﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ ﺗﺴﺘﻬﺪﻑ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﻣﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ‬ ‫ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺗﻮﻇﻴﻒ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ )ﺗﺼﻨﻴﻒ‪ ،‬ﺗﺒﻮﻳﺐ ﲢﻠﻴﻞ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ‪ ،‬ﲡﺮﻳﺐ‪ ،‬ﺗﺄﻣﻞ‪ ،‬ﻧﻘﺪ( ﻭﺗﻮﻇﻴﻒ‬ ‫ﻟﺪﻻﻻﺕ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻭﺍﳌﻜﺎﻥ ﻭﻗﻮﻯ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﻭﺗﺸﺎﺑﻜﺎ‪‬ﺎ ﻭﺃﻭﺯﺍ‪‬ﺎ‪ ،‬ﺇﻋﺘﻤﺎﺩﺍ ﻋﻠﻰ ﺇﻛﺘﺴﺎﺏ‬ ‫ﺍﳌﺘﻌﻠﻢ ﺭﻭﺡ ﺍﳌﻐﺎﻣﺮﺓ ﻭﺇﺣﺘﻤﺎﻝ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻭﺍﳋﻄﺄ )ﻣﻦ ﻻ ﳜﻄﻰ ﻻ ﻳﺘﻌﻠﻢ( ﻭﺗﺪﺭﺑﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺣﻞ ﺍﳌﺸﻜﻼﺕ ﻭﺗﺼﻤﻴﻢ‬ ‫ﺍﻟﺒﺪﺍﺋﻞ ‪‬ﺪﻑ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﱃ ﺍﻹﺑﺪﺍﻉ ﻭﺍﻟﺘﻨﺒﺆ ﺑﺎﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺍﳌﺘﻮﻗﻌﺔ ﲢﺴﺒﺎ ﻟﻠﻤﺠﻬﻮﻝ ﻭﺇﺳﺘﺨﺮﺍﺝ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﻭﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ‬ ‫ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ‪.‬‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪-‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪193‬‬

‫ــــــــــــــــــ ﺃ‪ .‬ﻓﺘﻴﺤﺔ ﺑﻦ ﺯﺭﻭﺍﻝ ﻭﺃ‪ .‬ﺷﻔﻴﻘﺔ ﻛﺤﻮﻝ‪ :‬ﺭﺅﻳﺔ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‬

‫ﻭﻧﺮﻯ ﺃﻥ ﻣﺎ ﺳﻠﻒ ﺫﻛﺮﻩ ﻣﻦ ﻣﺆﺷﺮﺍﺕ ﻭﻣﻌﺎﱂ ﻳﺘﻮﻓﺮ ﰲ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ ﲤﺎﺭﺱ ﻋﻠﻰ ﻧﻄﺎﻕ ﻭﺍﺳﻊ ﻋﺎﳌﻴﺎ ﻭﺿﻤﻦ‬ ‫ﺇﻃﺎﺭ ﻣﻨﻈﻢ‪ ،‬ﺃﻻ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﻜﺸﻔﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻗﺎﻟﺖ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﳌﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻣﻨﺘﻴﺴﻮﺭﻱ –ﺣﲔ ﺳﺌﻠﺖ ﻋﻦ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﻄﺒﻴﻖ‬ ‫ﻧﻈﺎﻣﻬﺎ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﻓﺘﻴﺎﻥ ﲡﺎﻭﺯﻭﺍ ﺳﻦ ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﺎﺑﻌﺔ – "ﻋﻨﺪﻛﻢ ﰲ ﺇﳒﻠﺘﺮﺍ ﺷﻲﺀ ﺍﲰﻪ ﺍﻟﻜﺸﻔﻴﺔ‪ ،‬ﺇﻥ ﻧﻈﺎﻣﻬﺎ‬ ‫ﻫﻮ ﺗﻜﻤﻠﺔ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺿﻌﺘﻪ ﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ"‪ .‬ﻓﻤﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﻜﺸﻔﻴﺔ ؟ ﻭﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﳜﻮﳍﺎ ﻟﺘﻘﺘﺮﺡ ﻛﻨﻈﺎﻡ ﺗﺮﺑﻮﻱ‬ ‫ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ؟‬ ‫‪ -3‬ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﻜﺸﻔﻴﺔ‪:‬‬ ‫ﺣﺮﻛﺔ ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ ﻟﻠﺸﺒﺎﺏ ﺫﺍﺕ ﻃﺎﺑﻊ ﺗﻄﻮﻋﻲ ﻏﲑ ﺳﻴﺎﺳﻲ‪ ،‬ﻭﻫﻲ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ﻟﻠﺠﻤﻴـﻊ ﺩﻭﻥ ﺗﻔﺮﻗـﺔ ﰲ‬ ‫ﺍﻷﺻﻞ ﺃﻭ ﺍﳉﻨﺲ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ‪ .‬ﻭﻫﻲ ﻛﻠﻤﺔ ﺣﺮﻛﺔ ﺗﻌﲏ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺸﻄﺔ ﺍﳌﻨﻈﻤﺔ ﺗﺆﺩﻱ ﺇﱃ ﲢﻘﻴـﻖ‬ ‫ﻫﺪﻑ ﻣﻌﲔ‪.‬‬ ‫ﻭﻫﻲ ﻛﻠﻤﺔ ﻏﲑ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺗﻌﲏ ﺃ‪‬ﺎ ﻻ ﺗﺘﺪﺧﻞ ﰲ ﺍﻟﺼﺮﺍﻋﺎﺕ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺑﲔ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‬ ‫ﻭﰲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺫﺍﺗﻪ ﺗﺮﻣﻲ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﻜﺸﻔﻴﺔ ﺇﱃ ﺃﻥ ﻳﺼﺒﺢ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻣﻮﺍﻃﻨﲔ ﻣﺴﺆﻭﻟﲔ ﻭ ﻧﺎﻓﻌﲔ ﻭ ﺫﻟـﻚ ﻻ‬ ‫ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﻣﻦ ﻓﺮﺍﻍ ﻭﰲ ﻣﻌﺰﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﻠﻌﺎﱂ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﻓﻴﻪ‪.‬ﻭﻫـﻲ‬ ‫ﻛﻠﻤﺔ ﺗﻄﻮﻋﻴﺔ ﺗﺆﻛﺪ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻧﻀﻤﺎﻡ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﺑﺈﺭﺍﺩ‪‬ﻢ ﺍﻟﺸﺨﺼـﻴﺔ ﻭﺗﻘﺒﻠﻬﻢ ﳌﺒﺎﺩﺉ ﺍﳊﺮﻛـﺔ)‪.(9‬‬ ‫‪ -4‬ﻫﺪﻑ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﻜﺸﻔﻴﺔ ‪:‬‬

‫ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻟﻠﻜﺸﻔﻴﺔ‪ ،‬ﻳﻮﻟﺪ ﻛﻞ ﻓﺮﺩ ﻣﺘﻤﺘﻌﺎ ﺑﻘﺪﺭﺍﺕ ﻭﻃﺎﻗﺎﺕ ﻓﺮﻳﺪﺓ ﳝﻜﻨﻨﺎ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺗﻨﻤﻴﺘﻬﺎ ﰲ ﺍﲡﺎﻩ ﺑﻨﺎﺀ ﻭﺣﱴ ﳝﻜﻦ ﲢﻘﻴﻖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺎﻗﺎﺕ ﻭﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺘﻌﲔ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻛﺎﻓﺔ ﻗـﺪﺭﺍﺕ‬ ‫ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺍﻟﺒﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺮﻭﺣﻴﺔ ﺣﱴ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﰲ ﺍﻟﻨﻤـﻮ‬ ‫ﺑﻨﻔﺴﻪ‪ .‬ﻭﺗﺘﻮﻗﻒ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﳍﺬﻩ ﺍﻟﻘﺪﺭﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﺓ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﺃﳘﻬﺎ ﻭﺟـﻮﺩ ﺑﻴﺌﺘـﻪ ﻣﺴـﺎﻋﺪﺓ‬ ‫ﻭﻣﻨﻈﻤﺔ ﺗﺪﻓﻌﻪ ﺇﱃ ﺍﻟﻨﻀﺞ‪ ،‬ﻭﺗﻨﻤﻲ ﻓﻴﻪ ﻗﻮﺍﻩ ﺍﻟﻜﺎﻣﻨﺔ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﺴﺎﻋﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺇﺩﺭﺍﻛﻬﺎ ﻭﺍﻟﻜﺸﻔﻴﺔ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺃﻥ ﺗﻮﻓﺮ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ‪ .‬ﻭﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻳﺘﻤﺤﻮﺭ ﻫﺪﻑ ﺍﻟﻜﺸﻔﻴﺔ ﺣـﻮﻝ ﻣﺴـﺎﻋﺪﺓ ﺍﻷﻃﻔـﺎﻝ‬ ‫ﻭﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﰲ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻃﺎﻗﺎ‪‬ﻢ ﺍﻟﺒﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺮﻭﺣﻴﺔ ﺗﻨﻤﻴـﺔ ﻛﺎﻣﻠـﺔ ﻛـﺄﻓﺮﺍﺩ‬ ‫ﻭﻛﺄﻋﻀﺎﺀ ﰲ ﺃﺳﺮﺓ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺍﶈﻠﻲ ﻭﺍﻟﻌﺎﳌﻲ)‪.(10‬‬ ‫‪ -5‬ﻣﺒﺎﺩﺉ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﻜﺸﻔﻴﺔ‪:‬‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪-‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪194‬‬

‫ــــــــــــــــــ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ﻟﻜﻞ ﺣﺮﻛﺔ ﺃﻭ ﻫﻴﺌﺔ ﺗﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻭﺍﳌﻌﺘﻘﺪﺍﺕ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺒﻠﻮﺭ ﺍﳍـﺪﻑ ﻣـﻦ‬ ‫ﻭﺟﻮﺩﻫﺎ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺗﻘﻮﺩﻫﺎ ﺇﱄ ﺍﻻﲡﺎﻩ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺃﻥ ﺗﻌﻤﻞ ﻓﻴﻪ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻣﺎ ﺗﺼﺒﻮ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﳌﻀﻲ ﳓﻮ ﲢﻘﻴﻖ‬ ‫ﺃﻫﺪﺍﻓﻬﺎ‪ .‬ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺄﻥ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﻜﺸﻔﻴﺔ ﻳﻠﺘﺰﻣﻮﻥ ﻣﻦ ﻭﺍﺯﻋﻬﻢ ﺍﻟﺬﺍﰐ ﲟﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﳌﺒﺎﺩﺉ ﺗﺸـﻜﻞ‬ ‫ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﻴﻤﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﳛﻜﻢ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻛﻜﻞ‪ ،‬ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻓﻬﻲ ﻟﱵ ﺗﻮﺟﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳـﺔ ﻟﻠﻜﺸـﻔﻴﺔ‬ ‫ﻭﺗﻮﺿﺢ ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺍﳌﺴﺘﺨﺪﻡ ﻭﺍﻟﻜﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﻄﺒﻖ ‪‬ﺎ )‪.(11‬‬ ‫ﻭﳝﻜﻦ ﺣﺼﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺒﺎﺩﺉ ﰲ ﺛﻼﺙ ﻓﺌﺎﺕ ﻫﻲ‪:‬‬ ‫ﺃ‪ -‬ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﳓﻮ ﺍﷲ‪:‬‬

‫ﻭﻫﻮ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺑﺎﻟﻘﻴﻢ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺔ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ‪ ،‬ﻭﺍﻹﳝﺎﻥ ﺍﳉﻮﻫﺮﻱ ﺑﺎﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﱵ ﺗﺴﻤﻮ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﺒﺸـﺮ ﺃﻱ‬ ‫ﺃﻥ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻖ ﻛﻞ ﻓﺮﺩ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻤﺎ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﳌﺎ ‪‬ﺩﻱ ﻣﻦ ﻗﻮﻯ ﻋﻠﻴـﺎ ﻭ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺗﻔـﻮﻕ ﺇﺭﺍﺩﺓ‬ ‫ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‪ ،‬ﻭﺫﻟﻚ ﻳﻌﲏ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ‪:‬‬

‫ ﳊﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﱵ ﺗﻌﻄﻲ ﻣﻌﲎ ﻭﺍﲡﺎﻫﺎ ﳊﻴﺎﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‪.‬‬‫ ﺍﺳﺘﻜﺸﺎﻑ ﻣﻌﲎ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺔ ﻭ ﺃﻥ ﳛﲕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﲟﺎ ﻳﺘﻔﻖ ﻣﻊ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻴﻢ‬‫ ﺍﻟﺘﻤﺴﻚ ﲟﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺈﺭﺷﺎﺩﺍﺗﻪ‪ ،‬ﻭﺍﳊﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﺃﺩﺍﺀ ﺷﻌﺎﺋﺮﻩ ﻭﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﲟﺎ ﻳﺪﻋﻮ ﺇﻟﻴـﻪ ﻣـﻦ ﻗـﻴﻢ‬‫)‪(13‬‬ ‫ﻭﻓﻀﺎﺋﻞ‬ ‫)‪(12‬‬

‫ﺏ‪ -‬ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﳓﻮ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ‪:‬‬ ‫ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻭﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺎﺗﻪ ﲡﺎﻩ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﰲ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻌﺎﱐ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﺗﺴﺎﻋﺎ‪ ،‬ﺍﻷﺳﺮﺓ ﰒ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺍﶈﻠـﻲ ﰒ‬ ‫ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﰒ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻋﻠﻰ ﺍﺗﺴﺎﻉ ﺃﺭﺟﺎﺋﻪ ﻣﻊ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻭ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ‪ .‬ﻭ ﳝﻜﻨﻨﺎ ﺍﻟﺘﻌﺒﲑ ﻋﻨﻪ ﰲ‬ ‫ﻋﺒﺎﺭﺓ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﲡﺎﻩ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﻣﺎﺩﻱ ﺧﻼﻑ ﺫﺍﺗﻪ ﻭﻳﻌﲏ ﺫﻟﻚ‪:‬‬ ‫ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻫﻮ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﳍﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ ﺍﻷﺭﺽ ﻭ‬‫ﺃﻥ ﻟﻜﻞ ﻓﺮﺩ ﺣﻘﻮﻗﻪ ﻭ ﻣﺸﺎﻋﺮﻩ ﻭ ﺁﻣﺎﻟﻪ ﻭ ﺍﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺗﻪ‪...‬ﺍﱁ‪.‬‬ ‫ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﳛﺘﺎﺟﻮﻥ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﲟﻌﲎ ﺃﻧﻪ ﻻ ﳝﻜﻦ ﻟﻔﺮﺩ ﺃﻥ ﻳﻌﻴﺶ ﲟﻌﺰﻝ ﻋﻦ ﻏﲑﻩ ﻓﻜـﻞ‬‫ﻣﻨﺎ ﳛﺘﺎﺝ ﺇﱃ ﺍﻗﺎﻣﻪ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﻣﻊ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻟﺘﻠﺒﻴﺔ ﺍﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺗﻪ ﻛﺸﺨﺺ‪ ،‬ﻭﳝﻜﻦ ﻟﻜﻞ ﻣﻨﺎ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻔﻴﺪ ﳑـﺎ‬ ‫ﻳﻘﺪﻣﻪ ﺍﻵﺧﺮﻭﻥ ﻟﻠﻌﺎﱂ ﻣﻦ ﺇﺳﻬﺎﻣﺎﺕ‪.‬‬ ‫ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻓﺈﻥ ﻛﻞ ﻓﺮﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﲡﺎﻩ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻭﺫﻟﻚ ﻳﺘﻀﻤﻦ‪:‬‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪-‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪195‬‬

‫ــــــــــــــــــ ﺃ‪ .‬ﻓﺘﻴﺤﺔ ﺑﻦ ﺯﺭﻭﺍﻝ ﻭﺃ‪ .‬ﺷﻔﻴﻘﺔ ﻛﺤﻮﻝ‪ :‬ﺭﺅﻳﺔ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‬

‫ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﻛﺮﺍﻣﺔ ﻛﻞ ﺷﺨﺺ‬‫ ﺃﺩﺍﺀ ﺩﻭﺭ ﻓﻌﺎﻝ ﰲ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﻭ ﺗﻘﺪﱘ ﺍﳌﺴﺎﳘﺔ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻟﻪ‬‫ ﺗﻘﺪﱘ ﺍﳌﻌﺎﻭﻧﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﳊﺎﺟﺔ ﻭ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺍﳊﻘﻮﻕ ﺍﳌﻐﺘﺼﺒﺔ ﻟﻜﻞ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺳﻮﺍﺀ ﺃﻛﺎﻥ ﳛﲕ ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻨﺎ ﺃﻭ ﰲ ﺃﻱ‬‫ﻣﻜﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﱂ‬ ‫‪ -‬ﺇﺩﺭﺍﻙ ﻭﻣﺮﺍﻋﺎﺓ ﻭﺣﺪﺓ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻭ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﱵ ﳛﻴﺎﻫﺎ ﺍﻟﻔﺮﺩ)‪.(14‬‬

‫ﺝ‪ -‬ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﳓﻮ ﺍﻟﺬﺍﺕ‪:‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﻣﺆﺳﺲ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﻜﺸﻔﻴﺔ ﺍﻟﻠﻮﺭﺩ ﺑﺎﺩﻥ ﺑﺎﻭﻝ)‪" : (Baden Powel‬ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺬﺍﰐ ﻫـﻮ ﻣـﺎ‬ ‫ﻳﺘﻌﻠﻤﻪ ﺍﻟﻔﱴ ﻟﻨﻔﺴﻪ‪ ،‬ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺳﻴﺤﻤﻠﻪ ﺑﲔ ﻃﻴﺎ ﺗﻪ ﻭﺩﺍﺧﻠﻪ ﻟﻴﻬﺪﻳﻪ ﻭﻳﻨﲑ ﻟﻪ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﰲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻭﳝﻀﻲ ﻣﻌﻪ‬ ‫ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺃﺑﻌﺪ ﳑﺎ ﻳﻔﺮﺽ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻳﻘﻮﻡ ﺍﳌﻌﻠﻢ ﺑﺘﻠﻘﻴﻨﻪ ﺇﻳﺎﻩ"‪.‬‬ ‫ﻳﺘﻀﺢ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻓﺮﺩ ﻭﺍﺟﺐ ﳓﻮ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ﻭ ﺗﻮﱄ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺎﺗﻪ ﺍﳋﺎﺻﺔ‬ ‫ﺑﻨﻔﺴﻪ‪ ،‬ﻭﺫﻟﻚ ﻳﺸﻤﻞ‪:‬‬

‫ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﲡﺎﻩ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺫﺍﺗﻪ )ﺑﺪﻧﻴﺎ ﻭﻋﻘﻠﻴﺎ ﻭﻋﺎﻃﻔﻴﺎ ﻭﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎ ﻭﺭﻭﺣﻴﺎ (‬‫ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﳛﲕ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺑﺄﺳﻠﻮﺏ ﳛﺘﺮﻡ ﻭ ﻳﻘﺪﺭ ﻛﺮﺍﻣﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻛﺈﻧﺴﺎﻥ )ﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑﺄﺣﻮﺍﻟﻪ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ‪ -‬ﺍﻟﺘﻤﺴﻚ‬‫ﲝﻘﻮﻕ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻛﻜﺎﺋﻦ ﺑﺸﺮﻱ‪ ،‬ﺍﲣﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﱵ ﻳﺸﻌﺮ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻣﻌﻬﺎ ﰲ ﻗﺮﺍﺭﺓ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺄ‪‬ﺎ ﻋﻤﻞ ﺻﻮﺍﺏ ﻭﻟﺼﺎﳊﻪ‬ ‫ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ‪...‬ﺍﱁ(‬

‫ﻭﻟﻜﻲ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﲢﻘﻴﻖ ﺫﻟﻚ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺫﺍﺗﻪ ﺑﺼﻮﺭﺓ‬ ‫)‪(15‬‬ ‫ﺃﻓﻀﻞ‪ ،‬ﺑﻜﻞ ﺍﻟﺜﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﺘﻌﻘﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﳝﻴﺰ ﻛﻞ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻭﻧﻘﺎﻁ ﺍﻟﻀﻌﻒ ﻭﺍﻟﻘﻮﺓ‪ ،‬ﺍﻵﻣﺎﻝ ﻭﺍﻻﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ‬ ‫ﺍﲡﺎﻩ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﰲ ﻛﻞ ﳎﺎﻝ‪:‬‬ ‫ﻭﲟﺎ ﺃﻥ ﺍﳌﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻜﺸﻔﻴﺔ ﺗﻌﻄﻲ ﺍﲡﺎﻫﺎ ﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩ‪ ،‬ﻓﺄ‪‬ﺎ ﺗﻨﻌﻜﺲ ﺃﻳﻀﺎ ﻋﻠﻰ ﻣـﺎ ﺗﺼـﺒﻮ ﺇﻟﻴـﻪ‬ ‫ﺍﻟﻜﺸﻔﻴﺔ ﰲ ﻛﻞ ﳎﺎﻝ ﻣﻦ ﳎﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ‪ :‬ﺍﻟﺒﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺮﻭﺣﻴﺔ‪.‬‬ ‫ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺒﺪﻧﻴﺔ‪:‬‬

‫ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ‪:‬‬

‫ ﺍﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﺑﲔ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﳊﺮﻛﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻟﻠﻔﺮﺩ ) ﺍﳌﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻨﻔﺲ‪ -‬ﺣﺮﻛﻴﺔ (‪.‬‬‫ ﲢﻤﻞ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﻭ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺍﻟﺒﺪﻧﻴﺔ ﻭ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﳉﺴﺪ ﻟﻮﻇﺎﺋﻔﻪ‪.‬‬‫‪ -‬ﺍﻟﺘﻜﻴﻒ ﻣﻊ ﻗﺪﺭﺍﺕ ﺍﳉﺴﺪ ﺍﻟﺒﺪﻧﻴﺔ ﻭ ﺣﺪﻭﺩﻫﺎ‪.‬‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪-‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪196‬‬

‫ــــــــــــــــــ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ‪ :‬ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ‪:‬‬

‫ ﳑﺎﺭﺳﺔ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻣﺎﺕ ﻭﺣﻞ ﺍﳌﺸﻜﻼﺕ ﻭﺍﻟﺘﻜﻴﻒ ﻣﻊ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺑﺄﺳﻠﻮﺏ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺑﺎﻹﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻔﻌﺎﻟـﺔ ﻟﻠﻤﻌﻠﻮﻣـﺎﺕ‬‫ﻭﺍﳌﻌﺎﺭﻑ ﻭﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﺍﻹﺑﺪﺍﻋﻲ ﺍﳌﺮﻥ‪.‬‬ ‫ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﻭﺍﻟﺼﻼﺕ ﺑﲔ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﻭﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻭﺍﻷﻓﻜﺎﺭ‪ ...‬ﺍﱁ ‪.‬‬‫ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﳌﺮﻭﻧﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﲡﺎﻩ ﻭﺟﻮﺩ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﺃﺧﺮﻯ ﻟﻠﺤﻘﻴﻘﺔ )ﺗﻔﻬﻢ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﰲ ﻭﺟﻬﺎﺕ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ‪،‬‬‫ﻭﺗﻔﻬﻢ ﺍﻵﺭﺍﺀ ﺍﳌﻌﱪﺓ ﻋﻦ ﺍﻻﺧﺘﻼﻓﺎﺕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ‪ ...‬ﺍﱁ (‪.‬‬ ‫ ﺍﺳﺘﻨﺒﺎﻁ ﺍﳌﻌﺎﱐ ﻭﺍﻟﻌﱪﺍﺕ ﻣﻦ ﺧﱪﺍﺕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﲡﺎﺭﺑﻪ‪.‬‬‫‪ -‬ﺍﳊﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﻭﺗﺼﺮﻓﺎﺕ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻭﺩﻻﻻ‪‬ﺎ ﻭﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻅ ﺑﺈﺭﺍﺩﺗﻪ ﺍﳊﺮﺓ‪.‬‬

‫ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻴﺔ‪ :‬ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﻭﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﻭﺍﻟﺘﻌﺒﲑ ﻋﻦ ﺍﳌﺸـﺎﻋﺮ ﻭﺍﻟﻌﻮﺍﻃـﻒ ﻭﲢﻤـﻞ‬ ‫ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﰲ ﺗﺒﺎﺩﻝ ﻛﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﳉﻮﺍﻧﺐ ﰲ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ‪.‬‬

‫ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ :‬ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ‪:‬‬

‫ ﺍﻹﺻﻐﺎﺀ‪.‬‬‫ ﺗﻘﺒﻞ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻣﻊ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﻃﺒﻴﻌﺘﻬﻢ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻭ ﺗﺴﺎﻭﻳﻬﻢ ﰲ ﺍﳊﻘﻮﻕ‪.‬‬‫ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﺘﻜﺎﻣﻞ ﺑﲔ ﻛﻞ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻭ ﺑﲔ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻭ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ‪.‬‬‫ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺩﻋﻢ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻭﺗﻮﺟﻴﻬﻬﻢ‪.‬‬‫ ﺃﺩﺍﺀ ﺩﻭﺭ ﺑﻨﺎﺀ ﻭ ﻓﻌﺎﻝ ﰲ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﻭ ﺍﳌﺴﺎﳘﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﲢﻘﻴﻖ ﺣﻴﺎﺓ ﺃﻓﻀﻞ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ‪.‬‬‫ ﺩﻋﻢ ﻭ ﺗﻘﻮﻳﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﺔ ﻭ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺑﺎﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﻭ ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ‬‫ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﻭﺍﻟﺘﻔﺮﻗﺔ‪.‬‬ ‫‪ -‬ﺍﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﺎﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﳌﺘﻌﺎﺭﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ‪.‬‬

‫* ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺮﻭﺣﻴﺔ‪ :‬ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ‪:‬‬

‫ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﻭﺍﻛﺘﺸﺎﻑ ﺍﳉﻮﺍﻧﺐ ﺍﻟﱵ ﺗﺴﻤﻮ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ‪.‬‬‫ ﺍﺳﺘﻜﺸﺎﻑ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻟﻠﺘﺮﺍﺙ ﺍﻟﺮﻭﺣﻲ ﰲ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻴﻪ‪.‬‬‫ ﺗﻔﻬﻢ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﻭﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﻭﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ﻟﻸﺩﻳﺎﻥ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ‪.‬‬‫ ﺇﺩﻣﺎﺝ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻟﺮﻭﺣﻴﺔ ﰲ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺸﺎﻣﻠﺔ ﻟﻠﻔﺮﺩ ﻭﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻮﺻـﻮﻝ ﺇﱃ ﻭﺿـﻊ‬‫ﺃﻛﺜﺮ ﲰﻮﺍ ﻭﺗﻮﺣﺪﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﻭﺍﻟﻀﻤﲑ‪.‬‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪-‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪197‬‬

‫ــــــــــــــــــ ﺃ‪ .‬ﻓﺘﻴﺤﺔ ﺑﻦ ﺯﺭﻭﺍﻝ ﻭﺃ‪ .‬ﺷﻔﻴﻘﺔ ﻛﺤﻮﻝ‪ :‬ﺭﺅﻳﺔ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‬

‫ﻭﻻ ﻳﻌﺘﱪ ﻣﺎ ﺫﻛﺮ ﺁﻧﻔﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺪﺭﺍﺕ ﺷﺎﻣﻼ‪ ،‬ﻭﺇﳕﺎ ﻫﻮ ﻳﺸﻜﻞ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﱵ ﳝﻜـﻦ ﺃﻥ ﺗﻮﺿـﻊ ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﺃﺳﺎﺳﻬﺎ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ﺗﺮﺍﻋﻲ ﺍﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﰲ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔـﺔ ﻭﰲ ﺑﻴﺌـﺔ ﺛﻘﺎﻓﻴـﺔ‬ ‫)‪(16‬‬ ‫ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ‬ ‫‪ -6‬ﻣﺎ ﻫﻮ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﻜﺸﻔﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ؟‬ ‫ﺗﻮﺟﻪ ﺍﳌﺒﺎﺩﺉ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻗﺎﻣﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻜﺸﻔﻴﺔ ﺃﺳﻠﻮ‪‬ﺎ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﳝﻜﻦ ﻭﺻـﻔﻪ ﺑﺄﻧـﻪ ‪:‬‬

‫ﳏﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩ‪ ،‬ﻭﺍﻻﺭﺗﺒﺎﻁ ﺑﺎ‪‬ﺘﻤﻊ ﻭﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﺍﻟﺮﻭﺣﻲ‪.‬‬ ‫ﺃ‪ -‬ﳏﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩ ‪:‬‬

‫ﳚﻌﻞ ﻣﻨﻬﺞ ﺍﻟﻜﺸﻔﻴﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﳏﻮﺭ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻪ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ‪:‬‬

‫ ﺗﻘﺒﻞ ﻛﻞ ﻓﺮﺩ ﺑﻮﺻﻔﻪ" ﺇﻧﺴﺎﻧﺎ ﻓﺮﻳﺪﺍ " ﺫﺍ ﺧﻠﻔﻴﺔ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ‪.‬‬‫ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﱘ ﺍﻟﻌﻮﻥ ﻟﻜﻞ ﻓﺮﺩ ﰲ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺫﺍﺗﻪ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ‪.‬‬‫ﺏ‪ -‬ﺍﻻﺭﺗﺒﺎﻁ ﺑﺎ‪‬ﺘﻤﻊ‪:‬‬

‫ﻳﺮﺗﺒﻂ ﻣﻨﻬﺞ ﺍﻟﻜﺸﻔﻴﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﺸﻔﻴﺔ ﺗﺴﻌﻰ ﺇﱃ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﺃﻧﻪ ﺟﺰﺀ ﻣـﻦ‬ ‫ﻛﻞ ﺃﻱ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻴﻪ‪ ،‬ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ‪:‬‬

‫ ﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀﺓ ﻣﻊ ﺍﻟﻸﺧﺮﻳﻦ ﻭ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻻﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﳌﺘﺒﺎﺩﻝ‪.‬‬‫ ﺗﺰﻭﻳﺪ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﲞﱪﺓ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺍﻟﺼﻐﲑ ﻭﺫﻟﻚ ﰲ ﺇﻃﺎﺭ ﺣﻴﺎﺓ ﺩﳝﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ ﺳﻠﻴﻤﺔ ﺗﺄﺧﺬ ﺑﻌﲔ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺗـﻪ‬‫ﻭﺍﻫﺘﻤﺎﻣﺎﺗﻪ‪.‬‬ ‫ ﺗﻘﻮﻳﺔ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﲡﺎﻩ ﻭﺣﺪ‪‬ﻢ ﺍﻟﻜﺸﻔﻴﺔ ﻭﻣﻦ ﰒ ﳎﺘﻤﻌﻬﻢ ﺍﶈﻠﻲ ﻭﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﻭﺍﻟﺪﻭﱄ‪.‬‬‫ ﺇﺗﺎﺣﺔ ﺍﻟﻔﺮﺹ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﻠﺘﻔﺎﻋﻞ ﻭ ﺍﳌﺴﺎﳘﺔ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀﺓ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺃ‪‬ﻢ ﺟﺰﺀ ﻣﻨﻪ )ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺍﶈﻠﻲ ﻭﺍﻟﻘﻮﻣﻲ‬‫ﻭﺍﻟﺪﻭﱄ‪ ،‬ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﺮﻭﺣﻴﺔ‪...‬ﺍﱁ(‬ ‫ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻜﻴﻒ ﺍﻹﳚﺎﰊ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﻐﲑﺍﺕ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﺑﺎ‪‬ﺘﻤﻊ ﻭ ﺃﻥ ﻳﺴﺎﻳﺮﻭﺍ ﺑﻔﺎﻋﻠﻴـﺔ ﺍﳌﺸـﻜﻼﺕ ﻭ‬‫ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﱵ ﺗﻮﺍﺟﻬﻬﻢ ﺃﻭ ﺍﳌﻨﺘﻈﺮ ﺃﻥ ﺗﻮﺍﺟﻬﻬﻢ ﻣﺴﺘﻘﺒﻼ‪.‬‬ ‫ﺝ‪ -‬ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﺍﻟﺮﻭﺣﻲ‪:‬‬

‫ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﻜﺸﻔﻲ ﻣﻮﺟﻪ ﺭﻭﺣﻴﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻋﻤﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻘﺪﻣﻪ‬ ‫ﻭﻳﻘﺘﺮﺣﻪ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ‪:‬‬ ‫ ﺍﻟﺘﻄﻠﻊ ﺇﱄ ﻣﺎ ﻭﺭﺍﺀ ﻋﺎﱂ ﺍﳌﺎﺩﻳﺎﺕ ﻭﺫﻟﻚ ﲝﺜﺎ ﻋﻦ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺮﻭﺣﻴﺔ‪.‬‬‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪-‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪198‬‬

‫ــــــــــــــــــ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ ﺍﻛﺘﺸﺎﻑ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻟﱵ ﺗﻌﻄﻲ ﻣﻌﲎ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ‪.‬‬‫ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﺍﳌﺘﻮﺍﺻﻞ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﳑﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻟﻠﻘﻴﻢ ﻛﻤﻨﻬﺎﺝ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ ‪.‬‬‫ﻭﺃﻳﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻨﺘﻬﺠﻪ ﺍﻟﻜﺸﻔﻴﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺃﻫﺪﺍﻓﻬﺎ‪ ،‬ﻓﺄ‪‬ﺎ ﻟﻦ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺃﻟﻴﻬﺎ ﺩﻭﻥ‬ ‫ﻭﺟﻮﺩ ﺃﺩﻭﺍﺕ ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ‪ ،‬ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﻋﻮ ﺇﱃ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﻜﺸﻔﻴﺔ‪.‬‬ ‫)‪(17‬‬

‫‪ -7‬ﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﻜﺸﻔﻴﺔ ؟‬ ‫ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﻜﺸﻔﻴﺔ ﻫﻲ "ﻧﻈﺎﻡ ﻣﺘﺪﺭﺝ ﻟﻠﺘﺜﻘﻴﻒ ﺍﻟﺬﺍﰐ"‪ ،‬ﺗﺘﺄﻟﻒ ﻣﻦ ﻋﺪﺓ ﺃﺩﻭﺍﺕ ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ ﳐﺘﻠﻔﺔ ﻭﻫﻲ‪:‬‬ ‫ﺍﻟﻮﻋﺪ ﻭﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ‪ ،‬ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﺑﺎﳌﻤﺎﺭﺳﺔ‪ ،‬ﻇﺎﻡ ﺍ‪‬ﻤﻮﻋﺎﺕ‪ ،‬ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ)ﺣﻴﺎﺓ ﺍﳋﻼﺀ(‪ ،‬ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺸﺎﺭﺍﺕ‪.‬‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﺘﻌﺮﺍﺽ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺩﻭﺍﺕ ﻓﺮﺍﺩﻯ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻜﺜﲑ ﻣﻨﻬﺎ ﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ﰲ ﺻﻮﺭ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺻﻮﺭ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴـﺔ ﻣﺜـﻞ‬ ‫ﺍﻟﻌﻤﻞ ﰲ ﳎﻤﻮﻋﺎﺕ ﺃﻭ ﻓﺮﻕ ﰲ ﻣﺸﺮﻭﻋﺎﺕ‪ .‬ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻜﺸﻔﻴﺔ ﺗﻌﺘﱪﻫﺎ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﻜﺸﻔﻴﺔ ﺣﻴﺚ ﺃﻥ‬ ‫ﻛﻼ ﻣﻨﻬﺎ ﻳﻌﺪ ﺟﺰﺀﺍ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﻛﻞ‪.‬‬ ‫ﲟﻌﲎ ﺃﻧﻪ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻨﺎ ﻭﺻﻒ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﻜﺸﻔﻴﺔ ﺑﺄ‪‬ﺎ ﻧﺴﻖ ﻣﻔﺘﻮﺡ ﻛﻞ ﻋﻨﺼﺮ ﻓﻴﻪ ﻟﺪﻳﻪ ﻭﻇﻴﻔﺔ ﳏﺪﺩﺓ‪،‬‬ ‫ﻭﻳﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺣﱴ ﻳﻘﻮﻱ ﻓﻌﺎﻟﻴﺘﻬﺎ‪ ،‬ﻭﻳﺴﺎﻫﻢ ﰲ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﳍﺪﻑ ﺍﻟﻌﺎﻡ )‪.(18‬‬ ‫ﻭ ﻳﺼﻔﻬﺎ ﻣﺆﺳﺲ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺑﺎﺩﻥ ﺑﺎﻭﻝ )‪ (1922‬ﺑﻘﻮﻟﻪ‪ ":‬ﺇﻥ ﺍﻟﻜﺸﻔﻴﺔ ﻫﻲ ﺩﻭﺍﺀ ﻣﺰﻳﺞ ﻣـﻦ ﻣﺮﻛﺒـﺎﺕ‬ ‫ﳐﺘﻠﻔﺔ‪ ،‬ﻓﺎﺫﺍ ﱂ ﳝﺘﺰﺝ ﺑﺎﻟﻨﺴﺐ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻮﺻﻔﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﻻ ﳚﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺮﻳﺾ ﺃﻥ ﻳﻠﻮﻡ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺇﺫﺍ‬ ‫ﻣﺎ ﺑﺪﺕ ﺁﺛﺎﺭﻩ ﻏﲑ ﺷﺎﻓﻴﺔ ﻟﻪ " )‪.(19‬‬ ‫ﺃ‪ -‬ﻗﺎﻧﻮﻥ ﻭﻭﻋﺪ ﺍﻟﻜﺸﺎﻑ‪:‬‬

‫ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻜﺸﺎﻑ ﻫﻮ ﺩﺳﺘﻮﺭ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ ﻳﺮﺗﻜﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻜﺸﻔﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﳊﻴﺎﺗﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﲢﻜﻢ‬ ‫ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻟﻌﻀﻮ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﰲ ﺣﻴﺎﺗﻪ‪ ،‬ﻭﻫﻮ ﺃﻳﻀﺎ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﳊﻴﺎﺓ ﺍ‪‬ﻤﻮﻋﺔ‪.‬‬ ‫ﻭﳝﻜﻦ ﺗﻌﺮﻳﻔﻪ ﺇﺟﺮﺍﺋﻴﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﳊﻤﻴﺪﺓ ﺍﻟﱵ ﻳﺴﻌﻰ ﻛﻞ ﻛﺸﺎﻑ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﻠﻰ ‪‬ـﺎ‬ ‫ﻭﻳﺴﻠﻜﻬﺎ ﰲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻟﺘﻜﻮﻥ ﻣﻨﻬﺠﺎ ﻟﻪ‪ .‬ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻬﺪﻑ ﺇﻟﻴﻪ؟‬ ‫ﻛﻘﻮﺍﻋﺪ ﳏﺪﺩﺓ ﻟﻠﺴﻠﻮﻛﺎﺕ ﺍﳊﻴﺎﺗﻴﺔ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭﺍﳉﻤﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬ﻳﻘﺪﻡ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻜﺸﺎﻑ ﺃﺳﻠﻮﺑﺎ ﻣﺒﺴـﻄﺎ‬ ‫ﻭﻋﻤﻠﻴﺎ ﰲ ﻣﻌﺎﻭﻧﺔ ﻛﻞ ﻓﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻠﻢ ﲟﺎ ﲢﺎﻭﻝ ﺍﻟﻜﺸﻔﻴﺔ ﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﲢﻘﻴﻘﻪ‪ ،‬ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺧـﻼﻝ‬ ‫ﺍﳌﺮﻭﺭ ﲟﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﻭﺍﳋﱪﺍﺕ ﺍﳊﻴﺎﺗﻴﺔ ﻭﳑﺎﺭﺳﺘﻬﺎ‪ .‬ﻭﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﳝﻜﻦ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻜﺸـﻔﻲ‬ ‫ﻛﻤﺮﺟﻊ ﰲ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﳌﺘﺪﺭﺟﺔ ﻟﻠﻨﺴﻖ ﺍﻟﻘﻴﻤﻲ ﻟﻠﻔﺮﺩ‪ .‬ﻭ ﻳﺮﺍﻋﻰ ﰲ ﺻﻴﺎﻏﺔ ﺑﻨﻮﺩ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻭﺗﻄﺒﻴﻘﻪ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ‪:‬‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪-‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪199‬‬

‫ــــــــــــــــــ ﺃ‪ .‬ﻓﺘﻴﺤﺔ ﺑﻦ ﺯﺭﻭﺍﻝ ﻭﺃ‪ .‬ﺷﻔﻴﻘﺔ ﻛﺤﻮﻝ‪ :‬ﺭﺅﻳﺔ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‬

‫ ﺃﻥ ﻳﻌﱪ ﻋﻨﻪ ﰲ ﻛﻞ ﻟﻐﺔ ﲟﺎ ﻳﻨﺎﺳﺐ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ ﺍﻟﱵ ﻳﻨﺘﻤﻲ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﻔﺮﺩ‪ ،‬ﻭﻣﺴﺘﻮﻯ ﻧﻀـﺞ ﺍﻷﻓـﺮﺍﺩ‪ ،‬ﺃﻱ‬‫ﺷﺪﻳﺪ ﺍﻟﺒﺴﺎﻃﺔ ‪‬ﻤﻮﻋﺎﺕ ﺍﻷﻋﻤﺎﺭ ﺍﻟﺼﻐﲑﺓ‪ ،‬ﻭﻣﺼﺎﻏﺎ ﰲ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﺃﻛﺜﺮ ﻧﻀﺠﺎ ﻟﻠﻔﺌﺔ ﺍﻟﺴﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﻭﻫﻜﺬﺍ‪.‬‬ ‫ ﻳﺼﺎﻍ ﲝﻴﺚ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺮﺗﺒﻄﺎ ﺑﺎﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﻣﻌﱪﺍ ﻭﺟﺬﺍﺑﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﳍﻢ‪ ،‬ﻓﺘﻜﻮﻥ ﻋﺒﺎﺭﺍﺗﻪ ﺑﻨﺎﺀﺓ ﺇﳚﺎﺑﻴـﺔ ﻣـﺜﻼ‪" :‬ﺃﻥ‬‫ﺍﻟﻜﺸﺎﻑ‪ "...‬ﻭﻟﻴﺲ " ﺍﻟﻜﺸﺎﻑ ﻟﻴﺲ‪"...‬‬ ‫ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺼﲑﺍ ﲝﻴﺚ ﳝﻜﻦ ﺗﺬﻛﺮﻩ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ‪ ،‬ﻭﻟﻴﺲ ﺍﳌﻘﺼﻮﺩ ﺃﻥ ﻳﺄﰐ ﰲ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻻ ﺗﻨﺘـﻬﻲ‪ .‬ﻳﺘـﺮﺟﻢ ﰲ‬‫ﻗﻮﺍﻋﺪ ﻟﻌﻤﻞ ﺍ‪‬ﻤﻮﻋﺔ‪ :‬ﺣﻘﻮﻕ ﻭﻭﺍﺟﺒﺎﺕ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ‪ ،‬ﺗﻮﺯﻳﻊ ﺍﻷﺩﻭﺍﺭ ﻭﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺎﺕ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﲣﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ‪ ،‬ﺇﺩﺍﺭﺓ‬ ‫ﺍﻟﱰﺍﻋﺎﺕ‪.‬‬ ‫ ﳚﺐ ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍ‪‬ﻤﻮﻋﺎﺕ ﺑﺄﻛﱪ ﻗﺪﺭ ﳑﻜﻦ ﻭﺑﺄﺳﺎﻟﻴﺐ ﺗﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﳕﻮﻫﻢ ﰲ ﻭﺿﻊ ﻗﻮﺍﻋـﺪ‬‫ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻟﻠﻤﺠﻤﻮﻋﺔ‪ ،‬ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ ﺃﻥ ﻳﺴﺎﻋﺪﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻤﻴﻖ ﻓﻬﻤﻬﻢ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻜﺸﻔﻲ ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﺃ‪‬ﻢ ﻻ ﳚﺪﻭﻥ‬ ‫ﺃﻱ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﰲ ﺗﻘﺒﻞ ﺃﻭ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﱵ ﺳﺎﳘﻮﺍ ﰲ ﻭﺿﻌﻬﺎ‪.‬‬ ‫ ﺍﻹﻓﺎﺩﺓ ﻣﻨﻪ ﻛﺄﺩﺍﺓ ﺗﻘﻮﱘ ﳑﺘﺎﺯﺓ ﺳﻮﺍﺀ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺇﳚﺎﺩ ﺍﻟﺼﻠﺔ ﺑﲔ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺴـﻠﻮﻛﺎﺕ ﻭﺑـﲔ‬‫ﺩﺭﺟﺔ ﺍﻹﺟﺎﺩﺓ ﰲ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻷﻧﺸﻄﺔ ﻭﺍﳌﺸﺮﻭﻋﺎﺕ ﻭ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ‪...‬ﺍﱁ‪ .‬ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﺘﻘـﻮﱘ ﺍﻟﺸﺨﺼـﻲ‬ ‫ﻟﻠﻤﺪﻯ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﻌﺮ ﻣﻌﻪ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺑﺄﻧﻪ ﺣﻘﻖ ﺗﻘﺪﻣﺎ ﰲ ﺳﻠﻮﻛﺎ ﺗﻪ‪.‬‬ ‫ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﳜﻄﺊ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻭ ﳜﺮﺝ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ‪ ،‬ﳚﺐ ﺃﻥ ﻳﺸﺠﻊ ﻋﻠﻰ ﲢﻤﻞ ﺗﺒﻌﺎﺕ ﻭ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺃﻋﻤﺎﻟﻪ ﻟـﻴﺲ ‪‬ـﺪﻑ‬‫)‪(20‬‬ ‫ﺟﻌﻠﻪ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺎﳋﻮﻑ ﺑﻞ ﻳﻬﺪﻑ ﺗﻔﻬﻢ ﺍﳌﻮﻗﻒ ﻭﻋﻼﺟﻪ ﺃﻥ ﺃﻣﻜﻦ‬ ‫ﺑﻨﻮﺩ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻜﺸﺎﻓﺔ‪:‬‬ ‫ )ﺻﺎﺩﻕ( ﺍﻟﻜﺸﺎﻑ ﺻﺎﺩﻕ ﻭ ﺷﺮﻓﻪ ﻣﻮﺛﻮﻕ ﻓﻴﻪ‪.‬‬‫ )ﳐﻠﺺ( ﺍﻟﻜﺸﺎﻑ ﳐﻠﺺ ﷲ ﻭ ﻟﻮﻃﻨﻪ ﻭﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻪ ﻭﻟﺮﺅﺳﺎﺋﻪ ﻭﻣﺮﺅﻭﺳﻴﻪ‪.‬‬‫ )ﻧﺎﻓﻊ( ﺍﻟﻜﺸﺎﻑ ﻧﺎﻓﻊ ﻭ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ‪.‬‬‫ )ﻭﺩﻭﺩ( ﺍﻟﻜﺸﺎﻑ ﺃﺥ ﺍﻟﻜﺸﺎﻑ ﻭﺻﺪﻳﻖ ﺍﳉﻤﻴﻊ‪.‬‬‫ )ﻣﺆﺩﺏ( ﺍﻟﻜﺸﺎﻑ ﳛﺐ ﺍﻟﻨﺒﺎﺕ ﻭﻳﺮﻯ ﰲ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻗﺪﺭﺓ ﺍﷲ‪.‬‬‫ )ﺭﻓﻴﻖ( ﺍﻟﻜﺸﺎﻑ ﲪﻴﺪ ﺍﻟﺴﺠﺎﻳﺎ ﻋﻄﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻀﻌﻔﺎﺀ ﺭﻓﻴﻖ ﺑﺎﳊﻴﻮﺍﻥ‪.‬‬‫ )ﻣﻄﻴﻊ( ﺍﻟﻜﺸﺎﻑ ﻣﻄﻴﻊ ﻭ ﺛﺎﺑﺖ ﰲ ﺃﻋﻤﺎﻟﻪ‪.‬‬‫ )ﺑﺸﻮﺵ( ﺍﻟﻜﺸﺎﻑ ﺑﺸﻮﺵ ﻭﻳﺒﺘﺴﻢ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺸﺪﺍﺋﺪ‪.‬‬‫ )ﻣﻘﺘﺼﺪ( ﺍﻟﻜﺸﺎﻑ ﻣﻘﺘﺼﺪ ﳛﺴﻦ ﺍﻟﺘﺪﺑﲑ‪.‬‬‫ )ﻧﻈﻴﻒ( ﺍﻟﻜﺸﺎﻑ ﻃﺎﻫﺮ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮﺓ ﻭﺍﻟﺒﺪﻥ‪ ،‬ﻃﻴﺐ ﺍﻷﻗﻮﺍﻝ‪ ،‬ﻛﺮﱘ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ)‪.(21‬‬‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪-‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪200‬‬

‫ــــــــــــــــــ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫* ﻭﻋﺪ ﺍﻟﻜﺸﺎﻑ‪:‬‬ ‫ﻫﻮ ﻋﻬﺪ ﻳﻘﻄﻌﻪ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻣﺎﻡ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻗﺮﺍﻥ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﳜﺘﺎﺭ ﺍﻻﻧﻀـﻤﺎﻡ ﻟﻠﺤﺮﻛـﺔ ﻭ‬ ‫ﺑﺄﺩﺍﺋﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻋﺪ ﻓﺄﻧﻪ ﻳﻘﺮ ﺑﺈﳌﺎﻣﻪ ﺑﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻜﺸﺎﻑ ﺑﺘﻌﻬﺪﻩ ﻭﺍﻟﺘﺰﺍﻣﻪ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﺑﺒﺬﻝ ﻗﺼـﺎﺭﻯ ﺟﻬـﺪﻩ‬ ‫ﻟﻴﺘﺤﻠﻰ ‪‬ﺬﻩ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺔ ﰲ ﺣﻴﺎﺗﻪ‪ .‬ﻣﺎ ﺍﳌﻘﺼﻮﺩ ﻣﻨﻪ ؟‬

‫ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻮﻋﺪ‪ ،‬ﻳﻘﺒﻞ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﻟﻜﺸﻔﻴﺔ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺄﻥ ﻳﺘﺨﺬ ﻗﺮﺍﺭﺍ ﺗﻄﻮﻋﻴﺎ ﺑﻘﺒـﻮﻝ ﺍﻟﻘـﺎﻧﻮﻥ‬ ‫ﺍﻟﻜﺸﻔﻲ ﻭ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﻤﻞ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ‪ .‬ﺇﻥ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﻮﻋﺪ ﻫﻮ ﺍﳋﻄـﻮﺓ ﺍﻟﺮﻣﺰﻳـﺔ‬ ‫ﺍﻷﻭﱃ ﰲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻋﺪ ﻻ ﻳﻌﲏ ﺑﺄﻧﻪ ﳚﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺃﻥ ﻳﺜﺒﺖ ﺃﻧﻪ ﻛﺸﺎﻑ "ﻣﺜـﺎﱄ‬ ‫ﻛﺎﻣﻞ " ﻓﻬﻮ ﻟﻴﺲ ﺇﻻ ﻧﻘﻄﺔ ﺍﻧﻄﻼﻕ‪ .‬ﻭﺍﻟﻮﻋﺪ ﺑﺒﺬﻝ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﳉﻬﺪ ﻳﺸﲑ ﺇﱄ ﺑﺬﻝ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻗﺼـﺎﺭﻯ ﺟﻬـﺪﻩ ﻭﻓﻘـﺎ‬ ‫ﻟﻘﺪﺭﺍﺗﻪ ﺍﳋﺎﺻﺔ‪ .‬ﻭﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺪﺩ ﻳﻌﺎﺩﻝ ﺍﳉﻬﺪ ﲢﻘﻴﻖ ﺍﳍﺪﻑ ﰲ ﺍﻷﳘﻴﺔ ﻓﺎﳉﻬﺪ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺷﺨﺼﻴﺔ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻋﻤﻠﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﳝﻜﻦ ﺗﻘﻮﳝﻬﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ‪.‬‬

‫ﻭﺇﺟﺮﺍﺀ ﻣﺮﺍﺳﻴﻢ ﺍﻟﻮﻋﺪ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻷﻗﺮﺍﻥ ﳚﻌﻞ ﺍﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻋﺎﻣﺎ‪ ،‬ﻭﻫﺬﺍ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ ﺃﻥ ﳚﻌﻞ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ‬ ‫ﺭﲰﻴﺎ ﻓﺤﺴﺐ‪ ،‬ﺑﻞ ﻫﻮ ﻳﺮﻣﺰ ﺃﻳﻀﺎ ﺇﱃ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﲡﺎﻩ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﰲ ﺍ‪‬ﻤﻮﻋﺔ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﺑﻮﺟـﻮﺩ‬ ‫ﺍ‪‬ﻤﻮﻋﺔ ﻓﺈﻥ ﺃﻓﺮﺍﺩﻫﺎ ﻳﻘﺮﻭﻥ ﺑﻘﺒﻮﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻋﻀﻮﺍ ﺑﻴﻨﻬﻢ )‪.(22‬‬ ‫ﻧﺺ ﺍﻟﻮﻋﺪ ‪" :‬ﺃﻋﺪ ﺑﺸﺮﰲ ﺃﻥ ﺃﺑﺬﻝ ﻛﻞ ﺟﻬﺪﻱ ﻟﻄﺎﻋﺔ ﺍﷲ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻭﻃﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻭﺧﺪﻣﺔ ﻭﻃﲏ ﻭﺃﻥ‬ ‫ﺃﺳﺎﻋﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﰲ ﻛﻞ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﻭﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﻭﺃﻥ ﺃﻋﻤﻞ ﺑﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻜﺸﺎﻑ"‬ ‫ﺏ‪ -‬ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﺑﺎﳌﻤﺎﺭﺳﺔ‪:‬‬ ‫ﻣﺎﻧﻘﺮﺃﻩ ﻗﺪ ﻧﻨﺴﺎﻩ‪ ،‬ﻭﻗﺪ ﻣﺎ ﻧﺮﺍﻩ ﻗﺪ ﻧﺘﺬﻛﺮﻩ‪ ،‬ﺃﻣﺎ ﻣﺎ ﳕﺎﺭﺳﻪ ﻓﻠﻦ ﻧﻨﺴﺎﻩ ﺃﺑﺪﺍ‪ .‬ﻳﻘﻮﻝ ﺑﺎﺩﻥ ﺑﺎﻭﻝ‪:‬‬ ‫"ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﺇﺗﺎﺣﺔ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﻟﻠﻄﻔﻞ ﻭﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻹﻛﺘﺸﺎﻑ ﻭﲡﺮﺑﺔ ﺍﳉﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﻔﻦ ﻭﺍﻟﺮﻳﺎﺿـﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠـﻢ‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻉ‪ ".‬ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﺑﺎﳌﻤﺎﺭﺳﺔ ﻳﻌﲏ ﳕﻮ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻛﻤﺤﺼﻠﺔ ﻟﻠﺨﱪﺍﺕ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻭﻫﻮ ﻋﻜﺲ ﺍﻟﺘﻠﻘﲔ‬ ‫ﺍﻟﻨﻈﺮﻱ ﻭﺳﻠﺒﻴﺔ ﺍﳌﺘﻌﻠﻢ‪ ،‬ﺇﺫ ﻳﻜﺘﺴﺐ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﺍﳌﻌﺎﺭﻑ ﻭﺍﳌﻬﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﻻﲡﺎﻫـﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺔ ﰲ ﻛﻞ ﳎﺎﻝ ﻣﻦ ﳎﺎﻻﺕ ﺍﻟﻨﻤﻮ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻜﺸﺎﻓﻮﻥ ﻻ ﻳﺘﻌﻠﻤﻮﻥ ﻣﺜﻼ ﻓﺾ ﺍﻟﱰﺍﻋﺎﺕ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺃﺣﺪ‬ ‫ﺍﻷﻧﺸﻄﺔ ﺍﳌﻌﺪﺓ ﺧﺼﻴﺼﺎ ﳍﺬﺍ ﺍﻟﻐﺮﺽ‪ ،‬ﻭ ﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍ‪‬ﺮﻯ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﻟﺘﺼﻔﻴﺔ ﺃﻭﺟﻪ ﺍﳋﻼﻑ ﺍﻟﻨﺎﺷﺊ‬ ‫ﰲ ﺍ‪‬ﻤﻮﻋﺔ ﻭ ﺍﳌﺘﻔﻖ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻜﺸﻔﻲ‪.‬ﳑﺎ ﻳﻈﻬﺮ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﻃﺮﻕ ﳐﺘﻠﻔﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﻛـ‪:‬‬ ‫* ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﺑﺎﶈﺎﻭﻟﺔ ﻭﺍﳋﻄﺄ‪:‬‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪-‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪201‬‬

‫ــــــــــــــــــ ﺃ‪ .‬ﻓﺘﻴﺤﺔ ﺑﻦ ﺯﺭﻭﺍﻝ ﻭﺃ‪ .‬ﺷﻔﻴﻘﺔ ﻛﺤﻮﻝ‪ :‬ﺭﺅﻳﺔ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‬

‫ﺍﻟﱵ ﺗﺘﺮﺟﻢ ﻧﻮﻋﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﺗﺸﻜﻞ ﺍﻷﺧﻄﺎﺀ ﻧﻘﻄﺔ ﺇﻧﻄﻼﻕ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﻓﻴﻪ‪ .‬ﻓﻴﺴﺘﻔﻴﺪ ﺍﳌﺘﻌﻠﻢ ﻓﻴـﻪ ﻣـﻦ‬ ‫ﺃﺧﻄﺎﺋﻪ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺇﻛﺘﺸﺎﻓﻬﺎ ﻭﻣﻌﺮﻓﺘﻬﺎ ﲝﺮﻳﺔ)‪.(23‬‬ ‫* ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﺑﺎﻹﻛﺘﺸﺎﻑ‪:‬‬

‫ﻭﻓﻴﻪ ﻳﻌﺎﰿ ﺍﳌﺘﻌﻠﻢ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﻳﺮﻛﺒﻬﺎ ﻭﳛﻮﳍﺎ ﺣﱴ ﻳﺼﻞ ﺇﱃ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺟﺪﻳﺪﺓ‪ ،‬ﻗﺪ ﺗﺼﻞ ﺃﺣﻴﺎﻧـﺎ ﺇﱃ‬ ‫ﺣﺪ ﺍﻹﺧﺘﺮﺍﻉ ﻭﺍﻹﺑﺘﻜﺎﺭ‪ ،‬ﻓﻔﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﻳﺘﺰﻭﺩ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺑﻔﺮﺹ ﻟﻠﺘﻔﻜﲑ ﻋﻠﻰ ﳓﻮ ﻣﺴـﺘﻘﻞ‬ ‫ﻓﺘﻨﻤﻰ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻣﻠﻜﺔ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻛﺎﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺐ ﻭﺍﻟﺘﻘﻮﱘ‪.‬ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﳝﻜﻦ ﲢﻘﻴﻘﻪ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣـﺎ‬ ‫ﺗﺘﻴﺤﻪ ﺍﻟﻜﺸﻔﻴﺔ ﻟﻠﻔﺮﺩ ﻣﻦ ﻓﺮﺹ ﻟﻴﻤﺎﺭﺱ ﻫﻮﺍﻳﺎﺗﻪ ﻭﺍﻫﺘﻤﺎﻣﺎﺗﻪ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻣﻮﺍﻗﻒ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ‪.‬‬ ‫ﻓﺎﻟﻜﺸﻔﻴﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﲢﻔﻆ ﺃﻭﺗﻮﺟﻴﻬﺎﺕ ﺗﻘﺮﺃ‪ ،‬ﻭﺇﳕﺎ ﻫﻲ ﻣﻬﺎﺭﺍﺕ ﺗﻜﺘﺴﺐ ﻋﻦ ﻃﺮﻳـﻖ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴـﻖ‬ ‫ﻭﺍﳌﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ‪ .‬ﻛﻴﻒ ﻳﺴﺘﻐﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﰲ ﺍﻟﻜﺸﻔﻴﺔ؟ ﻭ ﻛﻴﻒ ﻳﻌﻤﻞ؟‬ ‫ﻛﺸﺒﺎﺏ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻣﻴﻞ ﻃﺒﻴﻌﻲ ﻟﻺﺛﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺘﺤﺪﻱ ﻭﺍﳌﻐﺎﻣﺮﺓ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻜﺸﻔﻴﺔ ﺗﻮﺟﻪ ﻃﺎﻗـﺎ‪‬ﻢ ﻭﲤـﺪﻫﻢ‬ ‫ﺑﺎﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﺜﺮﻳﺔ ﺍﻟﲏ ﺗﺸﺠﻌﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺘﻜﺸﺎﻑ ﻭﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻭﺍﻻﻛﺘﺸﺎﻑ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﻓـﺎﻟﺘﻌﻠﻢ‬ ‫ﺑﺎﳌﻤﺎﺭﺳﺔ ﻳﺸﺠﻊ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﻔﻌﺎﻟﺔ ﰲ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﻳﺆﺛﺮ ﻓﻴﻬﻢ ﻭﻳﺴﺎﻋﺪﻫﻢ ﻋﻠـﻰ ﺍﻛﺘﺸـﺎﻑ‬ ‫ﻛﺎﻓﺔ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺎ‪‬ﻢ ﻭﺍﺳﺘﻐﻼﳍﺎ ﺍﺳﺘﻐﻼﻻ ﺑﻨﺎﺀ‪ .‬ﻭﺃﻥ ﻳﺼﺒﺤﻮﺍ ﻣﺴﺆﻭﻟﲔ ﻋﻦ ﺣﻴﺎ‪‬ﻢ ﺍﻟﺸﺨﺼـﻴﺔ ﻭ ﺃﻋﻀـﺎﺀ‬ ‫ﻓﺎﻋﻠﲔ ﰲ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ‪.‬‬ ‫ﻭﺑﻌﺒﺎﺭﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﺑﺎﳌﻤﺎﺭﺳﺔ ﻫﻮ ﻣﺰﻳﺞ ﻣﺮﻛﺐ ﻣﻦ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﺴﻠﻮﻛﺎﺕ ﻭﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ﻭﻟـﺬﺓ‬ ‫ﲢﻤﻞ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺎﺕ‪ ،‬ﻭﺣﺎﻻﺕ ﺍﻟﺴﺮﻭﺭ ﻭﺍﻻﺿﻄﺮﺍﺏ ﺍﻟﱵ ﺗﻌﺘﺮﻱ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟـﱵ ﺗﻨﻤـﻮ ﻣـﻊ ﺍﻷﻗـﺮﺍﻥ‬ ‫ﻭﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ‪ ،‬ﻭﻭﺿﻊ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭﺍﳉﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺪﺅﻭﺏ ﻋﻠﻰ ﲢﻘﻴﻘﻬﺎ‪...‬ﺍﱁ‪.‬‬ ‫ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﰲ ﺇﻃﺎﺭ ﺃﻧﺸﻄﺔ ﻣﺘﻄﻮﺭﺓ ﺗﺘﺤﺪﻯ ﺍﻟﻘﺪﺭﺍﺕ ﳚﺪﻫﺎ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻣﺜﲑﺓ ﻭ ﻧﺎﻓﻌﺔ ﻭ ﺗﺴـﻬﻢ ﰲ‬ ‫ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺸﺎﻣﻠﺔ ﻭﺍﳌﺘﻮﺍﺯﻧﺔ ﻟﻠﺸﺨﺼﻴﺔ )‪.(24‬‬ ‫ﺝ‪ -‬ﻧﻈﺎﻡ ﺍ‪‬ﻤﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﺼﻐﲑﺓ )ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﻄﻼﺋﻊ(‪:‬‬ ‫ﻫﻮ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻻﺳﺘﻐﻼﻝ ﺍﳌﻴﻞ ﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﳎﻤﻮﻋﺎﺕ ﻣﻦ ﺃﻋﻤﺎﺭ ﳐﺘﻠﻔﺔ ﻭﺫﻟﻚ ‪‬ﺪﻑ ﺧﻠﻖ ﺑﻴﺌﺔ ﻳﺴﺘﻤﺘﻊ ﰲ‬ ‫ﻇﻠﻬﺎ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺄﺛﲑ ﺍﻟﻔﻌﺎﻝ ﻟﻼﻗﺮﺍﻥ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻭﺗـﻮﺟﻴﻬﻬﻢ‬ ‫ﳓﻮ ﻣﻨﻌﻄﻒ ﺇﳚﺎﰊ ﺑﻨﺎﺀ)‪ ،(25‬ﻛﻤﺎ ﺃﺷﺎﺭ ﺇﱃ ﺫﻟﻚ ﺑﺎﺩﻝ ﺑﺎﻭﻝ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﻣﺴﺎﻋﺪﺍﺕ ﻟﻠﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻜﺸـﻔﻴﺔ ﰲ‬ ‫ﻗﻮﻟﻪ‪" :‬ﺗﻀﻊ ﺍﻟﻜﺸﻔﻴﺔ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﰲ ﲨﺎﻋﺎﺕ ﻣﺘﺂﺧﻴﺔ ﳑﺎ ﻳﻌﺘﱪ ﺗﻨﻈﻴﻤﺎ ﻃﺒﻴﻌﻴﺎ ﳍﻢ ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﰲ ﺃﻟﻌﺎﺏ ﺃﻭ‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪-‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪202‬‬

‫ــــــــــــــــــ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ﻋﺮﺍﻙ ﺃﻭ ﻭﻓﺎﻕ "‪ .‬ﻭﺗﻌﻮﺩ ﺍﳉﺬﻭﺭ ﺍﻟﺘﺎﺭﳜﻴﺔ ﳍﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﰲ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺟﻮﻥ ﺩﻳﻮﻯ ﺍﻟـﺬﻱ‬ ‫ﻳﻌﺘﱪ ﺍﳌﺆﺳﺲ ﺍﻻﻭﻝ ﳌﻨﻬﺞ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﻭﻳﻌﺘﻤﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺧﲑ ﻋﻠﻰ ﻧﺸﺎﻁ ﺍﻟﺘﻼﻣﻴﺬ ﺍﻟﺬﺍﰐ ﻭﻣﺎ ﻣﺮﻭﺍ ﺑﻪ ﺧﱪﺍﺕ‬ ‫ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﳌﻤﺎﺭﺳﺔ ﻭﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﰲ ﺟﻮ ﻣﻦ ﺍﳊﻤﺎﺱ ﻭﺍﻟﻘﻮﺓ‪ ،‬ﻓﻴﻨﻤﻮﻥ ﺑﺼﻔﺔ ﺳﻠﻴﻤﺔ )‪.(26‬‬ ‫ﻛﻤﺎ ﻳﺮﻯ ﺟﻮﻥ ﺩﻳﻮﻱ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺩﻭﺍﻓﻊ ﺃﺳﺎﺳﻴﺔ ﳍﺬﺍ ﺍﳌﻨﻬﺞ ﻭﻫﻲ‪:‬‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬

‫ﺩﺍﻓﻊ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻳﻈﻬﺮ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺭﻏﺒﺔ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﰲ ﺍﳌﺸﺎﺭﻛﺔ ﻣﻊ ﻏﲑﻩ‬ ‫ﺩﺍﻓﻊ ﺍﻧﺴﺎﱐ ﻳﻈﻬﺮ ﰲ ﺍﻟﻠﻌﺐ ﻭﺗﺸﻜﻴﻞ ﻣﻮﺍﺩ ﺍﳋﺎﻡ ﰲ ﺻﻮﺭﺓ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﻧﺎﻓﻌﺔ‬ ‫ﺩﺍﻓﻊ ﻟﻠﺒﺤﺚ ﻭﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺐ‬ ‫ﺩﺍﻓﻊ ﻟﻠﺘﻌﺒﲑ ﻋﻦ ﺍﳌﻴﻮﻝ)‪.(27‬‬

‫ﻓﻨﻈﺎﻡ ﺍ‪‬ﻤﻮﻋﺎﺕ ‪‬ﺬﺍ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﻳﻌﺘﱪ ﺭﻛﻨﺎ ﺃﺳﺎﺳﻴﺎ ﻻﻧﺪﻣﺎﺝ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﰲ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻷﻥ ﺍ‪‬ﻤﻮﻋﺔ‬ ‫ﲤﺜﻞ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺍﻟﺼﻐﲑ ﺍﻵﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﻌﺮ ﻓﻴﻪ ﺃﻓﺮﺍﺩﻩ ﺑﺎﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺘﻬﻢ ﻭﺣﺮﻳﺘﻬﻢ ﰲ ﺍﳊﻮﺍﺭ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﻓﻴﻪ ﻳﺘﺄﻛﺪ‬ ‫ﻛﻞ ﻓﺮﺩ ﺃﻧﻪ ﻗﻠﻴﻞ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻭﻛﺜﲑ ﲜﻤﺎﻋﺘﻪ )‪ ،(28‬ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﳚﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﳝﺘﺎﺯ ﲞﺼﺎﺋﺺ ﺃﳘﻬﺎ‪ :‬ﺃﻧﻪ ﻳﺮﺍﻋﻲ‬ ‫ﻣﻴﻮﻝ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﺃﻏﺮﺍﺿﻬﻢ‪ ،‬ﻭﻳﻨﺤﺼﺮ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ) ﺍﳌﻌﻠﻢ( ﰲ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﻭﺍﳌﺴﺎﻋﺪﺓ ﰲ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻷﻧﺸﻄﺔ ﺫﺍﺕ‬ ‫ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﲢﻘﻖ ﳕﻮﺍ ﺳﻠﻴﻤﺎ ﳍﻢ‪.‬ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻻ ﺗﺘﻌﺮﺽ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺍﳌﺴـﺘﻘﺎﺓ ﻣﻨـﻪ‬ ‫ﻟﻠﻨﺴﻴﺎﻥ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻛﻮﻧﻪ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﺃﻛﺜﺮ ﺷﻲﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻤﺎﺭﺳﺔ ﻭﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ‪ ،‬ﻭﻳﻨـﺪﺭﺝ ﲢـﺖ ﻣﻨـﻬﺞ ﺍﳋـﱪﺓ‬ ‫" ‪" Exprerience Curriculum‬‬ ‫)‪(29‬‬ ‫ﻭﻳﻌﺘﻤﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﳉﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﺍﳌﺸﺘﺮﻙ ‪ ،‬ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺒﺜـﻖ ﻋﻨـﻪ ﺷـﻜﻼﻥ‬ ‫ﺃﺳﺎﺳﻴﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﳘﺎ‪:‬‬ ‫ ﺃﻧﺸﻄﺔ ﺍﺑﺘﻜﺎﺭﻳﺔ ‪‬ﺪﻑ ﺑﺎﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﺇﱃ ﺇﺛﺎﺭﺓ ﺩﺍﻓﻊ ﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﳑﺎﺭﺳﺔ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻴﺪﻭﻳﺔ‪.‬‬‫ ﺃﻧﺸﻄﺔ ﻣﻌﺮﻓﻴﺔ ﺗﻜﺘﺴﺐ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﻭﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻟﺒﻌﺾ ﻭﺍﻧﺘـﺰﺍﻉ‬‫ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻧﻴﺔ ﻟﺪﻳﻬﻢ‪ ،‬ﻻﻥ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻳﻜﻮﻧﻮﻥ ﻋﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﻧﻔﺲ ﺍﻷﻋﻤﺎﺭ)‪ 8-6‬ﻋﻀﻮﺍ ﰲ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻭﺍﺣـﺪﺓ(‬ ‫ﻭﻳﻘﺮﺭﻭﻥ ﻭﻳﻨﻔﺬﻭﻥ ﺃﻧﺸﻄﺔ ﻳﻜﻮﻥ ﻛﻞ ﻋﻀﻮ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺴﺆﻭﻻ ﺑﺼﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻤﺎ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺧـﻼﻝ‬ ‫ﻓﺘﺮﺓ ﺯﻣﻨﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ‪ ،‬ﻭﰲ ﻛﻞ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﻀﻮ ﻳﺘﻔﻖ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺎﺋـﺪﻫﻢ‪ ،‬ﻓﻴﺘـﻮﱃ‬ ‫ﻣﻬﻤﺔ ﺍﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻭﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﺎﺕ‪ ،‬ﻭﻟﻜﻞ ﻋﻀﻮ ﻓﺮﺻـﺔ ﺍﳌﺸـﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﻔﻌﺎﻟـﺔ ﰲ ﺇﲣـﺎﺫ‬ ‫ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ‪.‬‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪-‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪203‬‬

‫ــــــــــــــــــ ﺃ‪ .‬ﻓﺘﻴﺤﺔ ﺑﻦ ﺯﺭﻭﺍﻝ ﻭﺃ‪ .‬ﺷﻔﻴﻘﺔ ﻛﺤﻮﻝ‪ :‬ﺭﺅﻳﺔ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‬

‫ﻣﺎ ﺍﳍﺪﻑ ﻣﻦ ﺇﺗﺒﺎﻉ ﻧﻈﺎﻡ ﺍ‪‬ﻤﻮﻋﺎﺕ؟‬ ‫ﻳﻘﻮﻡ ﻧﻈﺎﻡ ﺍ‪‬ﻤﻮﻋﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺲ ﲡﻌﻞ ﳍﺪﻑ ﻣﻨﻪ ﻻ ﻳﻨﺤﺼـﺮ ﰲ ﳎـﺮﺩ ﻛﻮﻧـﻪ‬ ‫ﺗﻘﺴﻴﻤﺎ ﻟﻸﻓﺮﺍﺩ ﺗﻘﺴﻴﻤﺎ ﺷﻜﻠﻴﺎ ﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﳎﻤﻮﻋﺎﺕ ﻣﺘﺠﺎﻧﺴﺔ ﻋﺪﺩﻳﺎ‪ ،‬ﺑﻞ ﺍﳍﺪﻑ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻣﻨﻪ ﻫﻮ ﲢﻘﻴـﻖ‬ ‫ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﻟﻠﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻭﺍﻟﻮﺣﺪﺓ‪ ،‬ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﺲ ﻧﺬﻛﺮ ﻣﻨﻬﺎ‪:‬‬

‫ ﺃﺳﺲ ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ ﺣﻴﺚ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻳﻬﺪﻑ ﺇﱃ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻣﺘﻜﺎﻣﻠﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﻟﻨﻤﻮ ﺍﻟﻔـﺮﺩﻱ‬‫ﻭﺍﳉﻤﺎﻋﻲ‪ ،‬ﻭﻣﺴﺎﻋﺪ‪‬ﻢ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻠﻢ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﲢﻤﻞ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ )ﺍﻹﻧﻀﺒﺎﻁ( ﻭﲟﻌـﲎ‬ ‫ﺃﺻﺢ ‪‬ﺬﻳﺐ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻭﺟﻌﻠﻬﺎ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺿﻤﻦ ﻧﺴﻖ ﲨﺎﻋﻲ‪.‬‬ ‫ ﺃﺳﺲ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺗﱪﺭ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺯﺭﻉ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺑﲔ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻭﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﻌﻤﻞ ﻣﻌﻬـﺎ‪ ،‬ﻭﺍﳌﺴـﺎﳘﺔ ﰲ‬‫ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻨﻘﺎﺵ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﺇﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ﺍﻹﻫﺘﻤﺎﻡ ﻭﺑﺪﺍﻓﻊ ﺍﻹﻧﺘﻤﺎﺀ‪ ،‬ﻭﺫﻟﻚ ‪‬ﺪﻑ ﺣﻞ ﺍﳌﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﱵ ﻗﺪ ﺗﺼﺎﺩﻓﻪ‪.‬‬ ‫ ﺃﺳﺲ ﻧﻔﺴﻴﺔ ﺍﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﲝﺎﺟﺎﺕ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻨﻔﺴـﻴﺔ ﻭﺍﳌﻌﺮﻓﻴـﺔ ﻭﺍﻛﺘﺸـﺎﻑ ﻣﻴـﻮﳍﻢ‬‫ﻭﻣﺴﺎﻋﺪ‪‬ﻢ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﺍﻹﳚﺎﰊ)‪.(30‬‬ ‫ﻭﺍﻋﺘﻤﺎﺩﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺳﺲ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻳﻨﺸﺄ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﺩﺍﺧﻞ ﺍ‪‬ﻤﻮﻋﺎﺕ ﺗﻨﺸﺌﺔ ﺳﻠﻴﻤﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ‪:‬‬ ‫ ﲢﻘﻴﻖ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻟﻄﺎﻗﺘﻬﻢ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﻭﺍﳉﻤﺎﻋﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﳌﺘﺒﺎﺩﻝ ﰲ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ‬‫ ﲤﻜﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺇﳚﺎﺑﻴﺔ ﻣﻊ ﺍﻷﻗﺮﺍﻥ ﻭﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﺍﳌﺘﺒﺎﺩﻟﺔ‬‫ ﺗﻌﻠﻤﻬﻢ ﳑﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ﰲ ﺍﳌﺸﺎﺭﻛﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ‬‫‪ -‬ﺗﺪﺭﻳﺒﻬﻢ ﻋﻞ ﲢﻤﻞ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻭﺍﺗﻘﺎﻥ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﻭﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﻭﺍﻹﻓﺎﺩﺓ ﻣﻨﻬﺎ)‪.(31‬‬

‫ﺩ‪ -‬ﺣﻴﺎﺓ ﺍﳋﻼﺀ )ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ(‪:‬‬

‫ﺗﺸﲑ ﻛﻠﻤﺔ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻣﻦ ﻏﺎﺑﺎﺕ ﻭﺳﻬﻮﻝ ﻭﲝﺎﺭ ﻭﺟﺒﺎﻝ ﻭﺻﺤﺎﺭﻱ ﻭﻳﺴﻤﻴﻬﺎ ﺑﺎﺩﻥ ﺑـﺎﻭﻝ‬ ‫"ﺍﻟﻜﻞ ﺍﳌﺘﻨﺎﺳﻖ " ﻛﻤﺎ ﻳﺼﻔﻬﺎ ﺑﺄ‪‬ﺎ "ﺍﳌﻠﻌﺐ‪..‬ﺍﳌﻌﻤﻞ‪..‬ﺍﳌﻌﺒﺪ‪ ،"..‬ﻓﻬﻲ ﺗﻮﻓﺮ ﺑﻴﺌﺔ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﳌﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻷﻧﺸﻄﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ‬ ‫ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺑﺎﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﳚﻌﻠﻬﻢ ﰲ ﺍﺣﺘﻜﺎﻙ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻣﻊ ﳐﺘﻠﻒ ﺍﳌﺸﻜﻼﺕ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻳﺴـﻌﻮﻥ ﺇﱃ‬ ‫ﺣﻠﻬﺎ ﻭﺗﻜﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺸﻜﻠﺔ ﻧﻘﻄﺔ ﺇﻧﻄﻼﻕ ﻟﻠﺒﺤﺚ ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﺼﺎﺀ ﻭﺍﺳﺘﻌﺮﺍﺽ ﻟﻠﺤﻠﻮﻝ ﻭﺍﻟﺒﺪﺍﺋﻞ ﻭﻣﻨﺎﻗﺸﺘﻬﺎ‪ .‬ﻗـﺪ‬ ‫ﺗﺼﻞ ﺇﱃ ﺣﺪ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺘﺠﺎﺭﺏ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻳﺼﻴﻐﻮﻥ ﻧﺘﺎﺋﺠﻬﺎ ﰲ ﺻﻴﻎ ﺣﺪﻳﺜﺔ ﻳﺴﺘﻐﻨﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻘـﺎﺭﻳﺮ ﺍﳌﻜﺘﻮﺑـﺔ‬ ‫ﺍﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﺔ‪.‬‬ ‫ﻭﲟﻌﲎ ﺃﻛﺜﺮ ﻭﺿﻮﺣﺎ ﺇﻥ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﺣﻞ ﺍﳌﺸﻜﻼﺕ ﻳﻮﺿﻊ ﺧﺼﻴﺼﺎ ﳌﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻻﻓﺮﺍﺩ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺗﻔﻜﲑﻫـﻢ‬ ‫ﻭﻗﺪﺭﺍ‪‬ﻢ ﻭﻣﻬﺎﺭﺍ‪‬ﻢ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺗﻌﻠﻢ ﺃﺩﻭﺍﺭ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﳋﱪﺓ‪ ،‬ﺍﻟﱵ ﻳﺄﺧﺬﻭ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺍﳌﻮﺍﻗﻒ ﺍﳊﻘﻴﻘﻴﺔ‬ ‫ﻭ ﺍﶈﺎﻛﺎﺕ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ )ﺫﺍﺗﻴﺎ(‪.‬‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪-‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪204‬‬

‫ــــــــــــــــــ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﲨﻌﻬﺎ ﺭﺯﻧﻚ ﻓﻴﻤﺎ ﻭﺻﻔﻪ ﺑﺎﻟﺘﻔﻜﲑ ﻋﺎﱄ ﺍﳌﺴﺘﻮﻯ )‪ (32‬ﻭﺫﻟﻚ ﻛﻮﻧﻪ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﻣﺴـﺎﺭ‬ ‫ﺍﻟﻌﻘﻞ ﳏﺪﺩﺍ ﻣﺴﺒﻘﺎ ﲢﺪﻳﺪﺍ ﺗﺎﻣﺎ‪ ،‬ﺗﻨﻤﻰ ﺍﳊﻮﺍﺱ ﻭﻣﻬﺎﺭﺓ ﺍﳌﻼﺣﻈﺔ ﻭﺍﻟﺘﺨﻴﻞ‪ .‬ﻭﻻ ﺗﻜﺘﻔﻲ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺑﺘﻨﻤﻴﺔ ﻗـﺪﺭﺍﺕ‬ ‫ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﻓﻘﻂ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﺣﻞ ﻣﺸﻜﻼﺕ ﻭﺇﳕﺎ ﺗﺘﻌﺪﺍﻫﺎ ﺇﱃ ﻛﺎﻓﺔ ﳎﺎﻻﺕ ﺍﻟﻨﻤـﻮ ﺍﻷﺧـﺮﻯ‬ ‫ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺎﻟﺸﻜﻞ ﺍﻟﺘﺎﱄ‪:‬‬ ‫ ﺑﺪﻧﻴﺎ‪ :‬ﲟﺎ ﺗﻮﻓﺮﻩ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻣﻦ ﻫﻮﺍﺀ ﻧﻘﻲ ﻭﻓﻀﺎﺀ ﻓﺴﻴﺢ ﳝﺎﺭﺱ ﻓﻴﻪ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﺃﻟﻮﺍﻧﺎ ﳑﺘﻌﺔ ﻭﳐﺘﻠﻔﺔ ﻣـﻦ ﺍﻷﻧﺸـﻄﺔ‬‫ﺍﻟﺒﺪﻧﻴﺔ ﺗﻘﻮﻱ ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻓﺮﺹ ﻻﺧﺘﺒﺎﺭ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﺘﺤﻤﻞ ﻭﺍﻟﺘﻨﺎﺳﻖ ﺍﳊﺮﻛﻲ ﻭﺳﺮﻋﺔ ﺭﺩﻭﺩ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﻼﺇﺭﺍﺩﻳﺔ‪...‬ﺍﱁ‬

‫‪ -‬ﻋﺎﻃﻔﻴﺎ‪ :‬ﲝﻴﺚ ﺗﺘﻴﺢ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﺹ ﻻﺳﺘﻜﺸﺎﻑ ﺍﳌﺸﺎﻋﺮ ﻭﺍﻟﻌﻮﺍﻃﻒ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻷﻣﻦ ﻭ ﺍﳍﺪﻭﺀ‬

‫ﺑﲔ ﺃﺣﻀﺎﻥ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺸﻜﻼﺕ ﻭ ﺍﻷﺯﻣﺎﺕ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﻳﺄﰐ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺎﺏ‬ ‫ﻭ ﻫﻮ ﰲ ﻗﻴﻤﺘﻪ ﻟﻴﻮﺍﺟﻪ ﳐﺎﻭﻑ ﻻ ﺃﺳﺎﺱ ﳍﺎ ﻟﻜﻨﻪ ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﻳﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻳﻘﻬﺮﻫﺎ‪.‬‬

‫ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎ‪ :‬ﺗﺘﻴﺢ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﳋﻼﺀ ﻟﻸﻓﺮﺍﺩ ﻓﺮﺻﺔ ﺍﻟﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﲟﺎ ﻓﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﻧﻮﺍﺣﻲ ﺍﻟﻘـﻮﺓ‬‫ﻭﺍﻟﻀﻌﻒ ﻭﳑﺎﺭﺳﺔ ﳐﺘﻠﻒ ﺍﻷﻧﺸﻄﺔ ﻣﻌﺎ ﻳﻌﻄﻲ ﻣﻌﲎ ﻟﻠﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﺗﻜـﻮﻳﻦ‬ ‫ﻋﻼﻗﺎﺕ ﲪﻴﻤﺔ ﻭﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻟﺘﻀﺎﻣﻦ ﻭﺍﳌﺸﺎﺭﻛﺔ ﻭﻫﻲ ﺃﻣﻮﺭ ﻻ ﺗﻮﻓﺮﻫﺎ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ‪.‬‬ ‫ ﺭﻭﺣﻴﺎ‪ :‬ﺗﺘﻴﺢ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻓﺮﺻﺎ ﻻ ﺣﺼﺮ ﳍﺎ ﻟﻠﺤﻮﺍﺭ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﻔﺲ‪ ،‬ﻭﻳﺘﺠﻠﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﻌﻤﻴﻖ ﺍﻷﳝﺎﻥ ﺑﺎﷲ‬‫ﻣﻦ ﺧﻼﻝ‪:‬‬

‫ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻭﺍﻟﺘﺄﻣﻞ ﰲ ﻗﺪﺭﺓ ﺧﺎﻟﻘﻬﺎ‪.‬‬‫ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﻔﺮﻭﺽ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻣﻊ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﲟﻜﺎﻥ ﺃﻗﺎﻣﺘﻬﺎ )‪.(33‬‬‫‪ -5‬ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺸﺎﺭﺍﺕ ) ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ(‪:‬‬

‫ﻳﻘﺼﺪ ﺑﺎﻟﺘﻘﺪﻡ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺩﻭﺍﻓﻌﻪ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﰲ ﺍﺿﻄﻼﻋﻪ ﲟﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺫﺍﺗـﻪ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﺑﻄﺮﻳﻘﺘﻪ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﻭﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻪ ﻭﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺗﻪ‪ ،‬ﻭﺫﻟﻚ ﰲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻻﲡﺎﻩ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻸﻫـﺪﺍﻑ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳـﺔ‬ ‫ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎﳌﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺴﻨﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﻨﺘﻤﻲ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﰒ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﰎ ﺇﳒﺎﺯﻩ‪ .‬ﻭﻳﻌﺘﱪ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﺃﻭ ﻧﻈﺎﻡ‬ ‫ﺍﻟﺸﺎﺭﺍﺕ ﺍﻷﺩﺍﺓ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﺍﳌﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﻜﺸﻔﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻳﻘﻮﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻫـﺪﺍﻑ‬ ‫ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎﳌﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺴﻨﻴﺔ ﺍﳌﻌﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﱵ ﲢﺪﺩ ﺍﳌﻌﺎﺭﻑ ﻭﺍﳌﻬﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﻻﲡﺎﻫﺎﺕ ﺍﳌﺘﻮﻗﻊ ﻟﻠﻔﺮﺩ ﺍﻛﺘﺴـﺎ‪‬ﺎ ﰲ‬ ‫ﳐﺘﻠﻒ ﳎﺎﻻﺕ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﺑﻨﻬﺎﻳﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺴﻨﻴﺔ )‪.(34‬‬ ‫ﻭﻳﻨﻘﺴﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺇﱃ ﺟﺰﺃﻳﻦ ﻣﺘﺮﺍﺑﻄﲔ ﳘﺎ‪ :‬ﺷﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻜﻔﺎﻳﺔ ﻭﺷﺎﺭﺍﺕ ﺍﳍﻮﺍﻳﺔ‪.‬‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪-‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪205‬‬

‫ــــــــــــــــــ ﺃ‪ .‬ﻓﺘﻴﺤﺔ ﺑﻦ ﺯﺭﻭﺍﻝ ﻭﺃ‪ .‬ﺷﻔﻴﻘﺔ ﻛﺤﻮﻝ‪ :‬ﺭﺅﻳﺔ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‬

‫* ﻭﺗﺸﻤﻞ ﺷﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻜﻔﺎﻳﺔ )ﺍﳌﻨﻬﺞ( ﻋﻠﻰ ﺃﻧﺸﻄﺔ ﺗﺘﻔﻖ ﻣﻊ ﺍﳋﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﺴﻨﻴﺔ ﻟﻸﻓﺮﺍﺩ ﰲ ﺍ‪‬ﺎﻻﺕ ﺍﻟﺒﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺮﻭﺣﻴﺔ‪ ...‬ﻭﻟﻜﻞ ﳎﺎﻝ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻧﺸﻄﺔ ﻓﺮﺩﻳﺔ ﻭﺃﺧﺮﻯ ﲨﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﻔﺮﺩ ﺃﻥ ﳜﺘﺎﺭ ﻣﻦ ﺑﲔ ﺑﻨﻮﺩﻫﺎ ﻣـﺎ‬ ‫ﻳﺮﻏﺐ ﰲ ﺗﻌﻠﻤﻪ ﻭﳑﺎﺭﺳﺘﻪ ﻟﲑﺗﻘﻲ ﻣﻦ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﳌﺒﺘﺪﺉ ﺇﱃ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﰒ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻷﻭﱃ ) ﻛﺸﺎﻑ ﻣﺒﺘـﺪﺉ ﰒ‬ ‫ﻛﺸﺎﻑ ﺫﻭ ﺍﻟﻨﺠﻢ‪ ،‬ﰒ ﻛﺸﺎﻑ ﺫﻭ ﺍﻟﻨﺠﻤﲔ ( ﻭﻳﺴﺎﻋﺪ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻌﻀﺎ ﻟﻴﺼﻠﻮﺍ ﺇﱃ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻷﻭﱃ‪.‬‬ ‫ﻭﺗﺴﺘﺨﺪﻡ ﻟﻠﺪﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺟﺎﺕ ﻭﲡﺴﻴﺪﻫﺎ ﺷﺎﺭﺍﺕ ﻭﻫﻲ ﺭﻣﻮﺯ ﺫﺍﺕ ﻃﺎﺑﻊ ﺟﺬﺍﺏ ﺑﺎﻟﻨﺴـﺒﺔ ﻟﻠﻔﺘﻴـﺔ ﻭ‬ ‫ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺗﺸﺒﻪ ﺍﻷﻭﲰﺔ‪.‬‬ ‫* ﺃﻣﺎ ﺷﺎﺭﺍﺕ ﺍﳍﻮﺍﻳﺔ ﻓﻴﺴﻌﻰ ‪‬ﺎ ﺇﱃ ﺍﺳﺘﻜﺸﺎﻑ ﺍﳌﻴﻮﻝ ﻭﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻣﺎﺕ ﻭﻣﻠﻜﺎ‪‬ﻢ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﻟﺬﻟﻚ ﻓﻤﺠﺎﻻ‪‬ﺎ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ‬ ‫ﺣﱴ ﳚﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﻞ ﻓﺮﺩ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﻬﻮﻳﻪ ﻭﺗﺸﻤﻞ‪ :‬ﻓﻨﻮﻥ ﺍﳋﻼﺀ‪ /‬ﺍﳌﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ‪ /‬ﺍﳋﺪﻣﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ‪ /‬ﺍﻷﻧﺸﻄﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ‪/‬‬ ‫ﺍﻷﻧﺸﻄﺔ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ‪ /‬ﺍﻟﻔﻨﻮﻥ ﺍﳉﻤﻴﻠﺔ‪ /‬ﺍﻷﻧﺸﻄﺔ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻴﺔ )‪.(35‬‬

‫ﻭﺗﻌﻜﺲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺎﺭﺍﺕ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﻟﺘﻘﻴﻴﻢ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﰲ ﲢﻘﻴﻖ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺑﻜﻞ‬ ‫ﳎﺎﻝ ﻣﻦ ﳎﺎﻻﺕ ﺍﻟﻨﻤﻮ‪ .‬ﻓﻌﺎﻟﻴﺘﻬﺎ ﺗﻜﻤﻦ ﰲ ﻃﺎﺑﻌﻬﺎ ﺍﻟﺮﻣﺰﻱ ﺍﳉﺬﺍﺏ ﻭ ﺍﳌﺸـﻮﻕ ﺑﺎﻟﻨﺴـﺒﺔ ﻟﻠﻔـﺮﺩ ﺃﻭﻻ‬ ‫ﻭﻣﺸﺎﺭﻛﺘﻪ ﰲ ﺗﻘﻴﻴﻢ ﺫﺍﺗﻪ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ ﲟﺎﻫﻴﺘﻬﺎ ﻭﻣﺪﻟﻮﳍﺎ ﻭﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﻬﺎ ﺛﺎﻧﻴﺎ‪.‬‬ ‫ﻭﺍﺳﺘﺨﻼﺻﺎ ﻟﻜﻞ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ ﺫﻛﺮﻩ‪ ،‬ﻧﻼﺣﻆ ﺃﻥ ﻣﻘﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﻓﻖ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﺃﻭ ﻣﺎ‬ ‫ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﻌﻮﳌﺔ‪ ،‬ﲡﻌﻞ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ –ﺍﻟﺘﻌﻠﻤﻴﺔ ﺗﺘﻤﺤﻮﺭ ﺣﻮﻝ‪:‬‬

‫ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﻟﻠﻤﻌﺮﻓﺔ‪:‬ﻳﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ ﺃﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﻭﻣﺼﺎﺩﺭﻩ‪.‬‬‫ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﻟﻠﻌﻤﻞ‪:‬ﻳﺘﻨﺎﻣﻰ ﻓﻴﻪ ﻋﻨﺼﺮ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻛﻮﻧﻪ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﺍﳌﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ‪.‬‬‫ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻟﻠﻌﻴﺶ ﻣﻊ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ‪:‬ﺃﻱ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻟﺬﺍﺗﻪ‪ ،‬ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺛﻘﺎﻓﺎﺕ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻭﻣﻌﺘﻘﺪﺍ‪‬ﻢ‪.‬‬‫ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻟﻨﻜﻮﻥ‪:‬ﺃﻱ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻜﻴﻨﻮﻧﺔ ﻟﻠﺬﺍﺕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﺗﺸﻤﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺧﲑﺓ ﻛﻞ ﺍﳌﻘﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﺴـﺎﺑﻘﺔ‪،‬‬‫ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ‪:‬‬ ‫ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ )ﺑﺪﻧﻴﺎ ﻭﻋﻘﻠﻴﺎ ﻭﻋﻘﻠﻴﺎ ﻭﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎ‪(...‬‬‫ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﻮﻣﺎﺕ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻭﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﻭﺇﺻﺪﺍﺭ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﻭﺍﳌﺒﺎﺩﺃﺓ‬‫‪ -‬ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺍﻟﻨﺎﻗﺪ ﺑﺘﻮﺟﻬﺎﺕ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ‬

‫ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻋﱪ ﻭﺳﻴﻄﲔ ﺃﺳﺎﺳﻴﲔ ﳘﺎ‪:‬‬

‫ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ‪ ،‬ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺍﻩ ﺍﻟﻔﻴﻠﺴﻮﻑ ﺍﻟﱪﺍﺯﻳﻠﻲ ﺑﺎﻭﻟﻮ ﻓﲑﻳﺮﻱ "ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﺘـﺬﻛﺮ‬‫ﻭﺍﳊﻔﻆ ﻭﺍﻻﺟﺘﺮﺍﺭ ﻟﻠﺮﺻﻴﺪ ﺍﳌﻌﺮﰲ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﰲ ﺍﻟﺮﺍﻫﻦ ﻭﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﳌﻌﻠﻢ ﻭﺍﳌﻘـﺮﺭ ﻭﺍﻻﻣﺘﺤـﺎﻥ ﺇﱃ‬ ‫ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﲟﻌﻄﻴﺎ‪‬ﺎ ﺍﳌﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ‪.‬‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪-‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪206‬‬

‫ــــــــــــــــــ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ ﻭﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻛﺄﺩﺍﺓ ﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﺍﳌﻼﺋﻢ ﻟﻌﺼﺮ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﺫﻟﻚ ﻋﻦ ﻃﺮﻳـﻖ ﺍﻛﺘﺴـﺎﺏ‬‫ﻣﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﻜﻴﻒ ﻭﺍﻟﺘﻜﻴﻴﻒ ﻭﺍﳌﻮﺍﺟﻬﺔ ﻭﺍﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﻟﻠﻮﺍﻗﻊ‪.‬‬

‫ﺍﻟﻌﻤﻞ ﰲ ﻓﺮﻕ ﻭﲨﺎﻋﺎﺕ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﻣﻦ ﺧﻼﳍﺎ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﺍﳌﺸﺘﺮﻙ )ﺍﻟﺬﻛﺎﺀ ﺍﻹﻧﺴﺎﱐ ﺍﳉﻤﺎﻋﻲ(‬ ‫ﻣﻊ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﺍﳊﺎﺳﻮﺏ ﻛﺄﺩﺍﺓ ﺃﺳﺎﺳﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ )‪.(36‬‬ ‫ﻭﻧﻼﺣﻆ ﺃﻥ ﺍﳌﺆﺷﺮﺍﺕ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭﺓ ﺁﻧﻔﺎ ﺗﺘﻮﻓﺮ ﰲ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻜﺸﻔﻲ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ‪:‬‬ ‫ﻣﺒﺎﺩﺋﻪ‪:‬ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﳓﻮ ﺍﷲ‪ ،‬ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﳓﻮ ﻟﻶﺧﺮﻳﻦ‪ ،‬ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﳓﻮ ﺍﻟﺬﺍﺕ‪.‬‬ ‫ﺃﺳﻠﻮﺑﻪ‪ :‬ﳏﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩ‪ ،‬ﺍﺭﺗﺒﺎﻁ ﺑﺎ‪‬ﺘﻤﻊ‪ ،‬ﺗﻮﺟﻴﻪ ﺍﻟﺮﻭﺣﻲ‪.‬‬ ‫ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻃﺮﻳﻘﺘﻪ‪ :‬ﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻭﺍﻟﻮﻋﺪ‪ ،‬ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﺑﺎﳌﻤﺎﺭﺳﺔ‪ ،‬ﻧﻈﺎﻡ ﺍ‪‬ﻤﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﺼﻐﲑﺓ‪ ،‬ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ‪،‬ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺸﺎﺭﺍﺕ‪.‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﻻ ﺗﺸﻜﻞ ﺍﻟﻜﺸﻔﻴﺔ ﺃﺳﺎﺳﺎ ﻧﻨﻄﻠﻖ ﻣﻨﻪ ﻟﺒﻨﺎﺀ ﻧﻈﺎﻡ ﺗﺮﺑﻮﻱ ﺟﺰﺍﺋﺮﻱ ﻳﻮﺍﺟﻪ ﻣﺎ ﺗﻔﺮﺿﻪ ﻋﻠﻴـﻪ‬ ‫ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻣﻦ ﲢﺪﻳﺎﺕ ﳏﺎﻓﻈﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﻮﻣﺎﺗﻪ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﻭﻣﺴﺘﻐﻼ ﳌﺎ ﺗﺘﻴﺤﻪ ﻣﻦ ﻓﺮﺹ ﻟﻠﺘﻄﻮﻳﺮ ﰲ ﺷﱴ‬ ‫ﺍ‪‬ﺎﻻﺕ‪ ،‬ﻣﺘﺒﻌﲔ ﰲ ﺫﻟﻚ ﻣﻘﻮﻟﺔ ﻏﺎﻧﺪﻱ‪" :‬ﺇﻧﲏ ﻻ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﺮﺗﻔﻊ ﺍﳉﺪﺭﺍﻥ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻦ ﺟﻮﺍﻧﺐ‬ ‫ﺑﻴﱵ‪ ،‬ﻻ ﺃﻥ ﳛﻜﻢ ﺇﻏﻼﻕ ﻧﻮﺍﻓﺬﻱ‪ ،‬ﺇﻧﲏ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ‪‬ﺐ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻛﻞ ﺃﺭﺽ ﺣﻮﻝ ﺑﻴﱵ ﺑﺄﻗﺼﻰ ﻗـﺪﺭ ﻣـﻦ‬ ‫)‪(37‬‬ ‫ﺍﳊﺮﻳﺔ‪ ،‬ﻟﻜﻨﲏ ﺃﺭﻓﺾ ﺃﻥ ﺗﻘﺘﻠﻌﲏ ﺭﻳﺢ ﺃﻱ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺟﺬﻭﺭﻱ‬ ‫ﺍﳍﻮﺍﻣﺶ‪:‬‬ ‫‪ -1‬ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻐﲏ ﻋﺒﻮﺩ ﻭﺁﺧﺮﻭﻥ‪ ،‬ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﳌﻘﺎﺭﻧﺔ ﻭﺍﻻﻟﻔﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ‪ -‬ﺍﻹﺩﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻌـﺎﳌﻲ ﺍﳉﺪﻳـﺪ‪ -‬ﻁ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴـﺔ‪ ،‬ﺩﺍﺭ‬ ‫ﺍﻟﻔﻜﺮﺍﻟﻌﺮﰊ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ‪ ،‬ﺹ‪.219‬‬ ‫‪ -2‬ﺣﺎﻣﺪ ﻋﻤﺎﺭ‪ ،‬ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ‪ ،‬ﻣﻜﺘﺒﺔ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﻜﺘﺎﺏ ﻣﺼﺮ‪ ،2000 ،‬ﺹ‪.22‬‬ ‫‪-3‬ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻐﲏ ﻋﺒﻮﺩ ﻭﺁﺧﺮﻭﻥ‪ ،‬ﺍﳌﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ‪ ،‬ﺹ‪.220‬‬ ‫‪ -4‬ﺣﺎﻣﺪ ﻋﻤﺎﺭ‪ ،‬ﺍﳌﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ‪ ،‬ﺹ‪.35‬‬ ‫‪ -5‬ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻐﲏ ﻋﺒﻮﺩ ﻭﺁﺧﺮﻭﻥ‪ ،‬ﺍﳌﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ‪ ،‬ﺹ‪.227‬‬ ‫‪ -6‬ﺣﺎﻣﺪ ﻋﻤﺎﺭ‪ ،‬ﺍﳌﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ‪ ،‬ﺹ‪.38‬‬ ‫‪ -7‬ﻧﻔﺲ ﺍﳌﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ﺹ‪.88-43‬‬ ‫‪ -8‬ﻧﻔﺲ ﺍﳌﺮﺟﻊ‪ ،‬ﺹ‪.114-110‬‬ ‫‪ -9‬ﳏﻤﺪ ﻛﻤﺎﻝ ﺍﻟﺴﻤﻨﻮﺩﻱ ﻭﺃﺳﺎﻣﺔ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﺸﻨﺎﻭﻱ‪ ،‬ﺃﺳﺲ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﻜﺸﻔﻴﺔ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺃﻡ ﺍﻟﻘﺮﻯ‪ ،‬ﺍﳌﻨﺼﻮﺭﺓ‪ ،‬ﺩ ﺕ‪ ،‬ﺹ‪.17‬‬ ‫‪ -10‬ﺍﳌﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﻜﺸﻔﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻟﻜﺸﻔﻴﺔ ﻧﻈﺎﻡ ﺗﺮﺑﻮﻱ‪ ،‬ﺗﺮﺟﺔ ﻭﺗﻌﺮﻳﺐ ﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻤﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﻜﺸﻔﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴـﺔ‪ ،‬ﺍﻟﻘـﺎﻫﺮﺓ‪،1991 ،‬‬ ‫ﺹ‪.8-3‬‬

‫‪ -11‬ﻧﻔﺲ ﺍﳌﺮﺟﻊ ﺹ‪.10-9‬‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪-‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪207‬‬

‫ــــــــــــــــــ ﺃ‪ .‬ﻓﺘﻴﺤﺔ ﺑﻦ ﺯﺭﻭﺍﻝ ﻭﺃ‪ .‬ﺷﻔﻴﻘﺔ ﻛﺤﻮﻝ‪ :‬ﺭﺅﻳﺔ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‬ ‫‪ -12‬ﻧﻔﺲ ﺍﳌﺮﺟﻊ‪ ،‬ﺹ‪.9‬‬ ‫‪ -13‬ﳏﻤﺪ ﻛﻤﺎﻝ ﺍﻟﺴﻤﻨﻮﺩﻱ ﻭﺃﺳﺎﻣﺔ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﺸﻨﺎﻭﻱ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ﺫﻛﺮﻩ‪ ،‬ﺹ‪.18‬‬ ‫‪ -14‬ﺍﳌﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﻜﺸﻔﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ﺹ‪.9‬‬ ‫‪ -15‬ﻧﻔﺲ ﺍﳌﺮﺟﻊ‪ ،‬ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ‪.‬‬ ‫‪ -16‬ﻧﻔﺲ ﺍﳌﺮﺟﻊ‪ ،‬ﺹ‪.10‬‬ ‫‪ -17‬ﻧﻔﺲ ﺍﳌﺮﺟﻊ‪ ،‬ﺹ‪.12-11‬‬ ‫‪ -18‬ﺍﳌﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﻜﺸﻔﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ﺩﻟﻴﻞ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺍﻹﻋﻼﻡ ﻭﺍﻟﻨﺸﺮ ﺑﺎﳉﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﻜﺸﻔﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻟﻘـﺎﻫﺮﺓ‪،‬‬ ‫ﺩ‪.‬ﺕ‪ ،‬ﺹ ‪.7-6‬‬ ‫‪ -19‬ﺍﳌﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﻜﺸﻔﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻟﻜﺸﻔﻴﺔ ﻧﻈﺎﻡ ﺗﺮﺑﻮﻱ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ﺹ‪.13‬‬ ‫‪ -20‬ﻧﻔﺲ ﺍﳌﺮﺟﻊ ﺹ‪.17-15‬‬ ‫‪ -21‬ﺍﳌﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﻜﺸﻔﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ﺩﻟﻴﻞ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ﺹ‪.7‬‬ ‫‪ -22‬ﺍﻟﻜﺸﺎﻓﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ‪ ،‬ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﺍﳌﺼﺎﺩﻕ ﻋﻠﻴﻪ ﰲ ﺍﻟﺪﻭﺭﺓ ﺍﻟﺘﺎﺳـﻌﺔ ﻟﻠﻤﺠﻠـﺲ ﺍﻟـﻮﻃﲏ‪،1998/02/06-05 ،‬‬ ‫ﺹ‪.14-13‬‬

‫‪ -23‬ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻄﻴﻒ ﺍﻟﻔﺎﺭﰊ ﻭﺁﺧﺮﻭﻥ‪ ،‬ﻣﻌﺠﻢ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﻣﺼﻄﻠﺤﺎﺕ ﺍﻟﺒﻴﺪﺍﻏﻮﺟﻴﺎﻭﺍﻟﺪﻳﺪﺍﻛﺘﻴﻚ‪ ،‬ﺍﳌﻐﺮﺏ‪ ،‬ﺩ ﺕ‪،‬‬ ‫‪ -24‬ﺍﳌﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﻜﺸﻔﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻟﻜﺸﻔﻴﺔ ﻧﻈﺎﻡ ﺗﺮﺑﻮﻱ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ﺹ‪.22-21‬‬

‫ﺹ‪258‬‬

‫‪ -25‬ﻧﻔﺲ ﺍﳌﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ﺹ‪.25‬‬ ‫‪ -26‬ﻓﻮﺯﻱ ﻃﻪ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻭﺭﺟﺐ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﻠﺰﺓ‪ ،‬ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ‪ ،‬ﻣﻨﺸﺄﺓ ﺍﳌﻌﺎﺭﻑ‪ ،‬ﺍﻷﺳﻜﻨﺪﺭﻳﺔ‪ ،2000 ،‬ﺹ‪.229‬‬

‫‪ -27‬ﺗﻮﻓﻴﻖ ﺃﲪﺪ ﻣﺮﻋﻲ ﻭﳏﻤﺪ ﳏﻤﻮﺩ ﺍﳊﻴﻠﺔ‪ ،‬ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺍﳌﻴﺴﺮﺓ ﻟﻠﻨﺸﺮ ﻭﺍﻟﺘﻮﺯﻳﻊ ﻭﺍﻟﻄﺒﺎﻋﺔ‪ ،‬ﻋﻤﺎﻥ‪،2000،‬ﺹ‪.383-382‬‬ ‫‪ -28‬ﺍﳌﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﻜﺸﻔﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪-‬ﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ﺩﻟﻴﻞ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﳌﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﻜﺸﻔﻴﺔ‪ ،‬ﺩﻁ‪ ،‬ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ‪ ،‬ﺩ ‪.‬ﺕ‪ ،‬ﺹ‪.415‬‬ ‫‪ -29‬ﻧﺒﻴﻞ ﻋﺒﺪ ﺍﳍﺎﺩﻱ‪ ،‬ﳕﺎﺫﺝ ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ ﺗﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻣﻌﺎﺻﺮﺓ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﻭﺍﺋﻞ ﻟﻠﻨﺸﺮ ﻭﺍﻟﺘﻮﺯﻳﻊ‪ ،‬ﻋﻤﺎﻥ‪،2000 ،‬ﺹ‪.183‬‬ ‫‪ -30‬ﻧﻔﺲ ﺍﳌﺮﺟﻊ ﺹ‪.191-179‬‬ ‫‪ -31‬ﺍﳌﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﻜﺸﻔﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪-‬ﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ﺩﻟﻴﻞ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﳌﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﻜﺸﻔﻴﺔ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ﺹ‪.416-415‬‬ ‫‪ -32‬ﺟﺎﺑﺮ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻤﻴﺪ‪ ،‬ﺇﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺲ ﺍﻟﻔﻌﺎﻝ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﻌﺮﰊ‪ ،‬ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ‪ ،1998 ،‬ﺹ‪.138‬‬

‫‪ -33‬ﺍﳌﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﻜﺸﻔﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪-‬ﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ﺩﻟﻴﻞ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﳌﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﻜﺸﻔﻴﺔ‪ ،‬ﻣﺮﺟـﻊ ﺳـﺎﺑﻖ‪ ،‬ﺹ‪ ،417‬ﻭﺍﳌﻨﻈﻤـﺔ ﺍﻟﻜﺸـﻔﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ‪،‬ﺍﻟﻜﺸﻔﻴﺔ ﻧﻈﺎﻡ ﺗﺮﺑﻮﻱ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ﺹ ‪.43-41‬‬ ‫‪ -34‬ﺍﳌﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﻜﺸﻔﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻟﻜﺸﻔﻴﺔ ﻧﻈﺎﻡ ﺗﺮﺑﻮﻱ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ﺹ‪.47‬‬ ‫‪ -35‬ﺍﳌﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﻜﺸﻔﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪-‬ﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ﺩﻟﻴﻞ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﳌﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﻜﺸﻔﻴﺔ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ﺹ‪.415‬‬ ‫‪-36‬ﺣﺎﻣﺪ ﻋﻤﺎﺭ‪ ،‬ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ﺹ‪ ،‬ﺹ‪.114-110 ،88-87‬‬ ‫‪ -37‬ﺍﳌﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ‪ ،‬ﺹ‪.116-113‬‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪-‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪208‬‬

‫ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﻇﻞ ﲢﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ "ﺑﲔ ﺍﻟﺘﻜﻴﻒ ﺃﻭ ﺍﻟﺮﻓﺾ"‬ ‫ﺃ‪ .‬ﻧﻮﺭﺍﻟﺪﻳﻦ ﺗﺎﻭﺭﻳﺮﻳﺖ‬ ‫ﻗﺴﻢ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻨﻔﺲ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺴﻜﺮﺓ‬ ‫ﻟﻌﻞ ﺃﺑﺮﺯ ﻣﺎ ﺗﻮﺍﺟﻬﻪ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﺍﻷﻟﻔﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﻏﺮﺍﺭ ﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺇﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﻣﻮﺍﻛﺒﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ‪ ،‬ﻭﺇﳚﺎﺩ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﳍﺎ ﺿﻤﻦ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﳌﺘﺤﻀﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻴﺪ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ‪،‬‬ ‫ﺧﺎﺻﺔ ﻭﺃﻥ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺣﺘﻤﻴﺔ ﺗﺎﺭﳜﻴﺔ ﻻ ﻣﻔﺮ ﻣﻨﻬﺎ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﳒﺪ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺃﳘﻴﺔ ﺍﻟﺮﺃﻱ‬ ‫ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ‪ " :‬ﺃﻧﻪ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺍﳋﻮﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‪ ،‬ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﻣﺘﻼﻙ ﻭﺳﺎﺋﻠﻬﺎ ﻭﺃﺩﻭﺍ‪‬ﺎ "‪ ،‬ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ‬ ‫ﺍﻟﺘﻜﻴﻒ ﻣﻌﻬﺎ ﻭﺍﻹﳌﺎﻡ ﺑﺈﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺚ ﺍﳉﺬﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ‬ ‫ﰲ ﺍ‪‬ﺎﻝ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ‪ ،...‬ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺎﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﺍﻹﳚﺎﰊ ﺍﳋﻼﻕ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‬ ‫ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺘﻨﻜﺮ ﻷﺻﺎﻟﺘﻨﺎ ﻭﻧﺴﻘﻨﺎ ﺍﻟﻘﻴﻤﻲ‪ ،‬ﻓﻨﺴﺘﺜﻤﺮ ﻓﺮﺻﻬﺎ ﻭﺇﳚﺎﺑﻴﺎ‪‬ﺎ‪ ،‬ﻭﻧﻮﺍﺟﻪ ﲢﺪﻳﺎ‪‬ﺎ ﻭﳐﺎﻃﺮﻫﺎ ﺑﻘﺪﺭ ﻛﺒﲑ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﳊﻜﻤﺔ ﻭﺍﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ ‪ ،‬ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺗﻄﺮﺡ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﺃﳘﻬﺎ‪:‬‬ ‫ﻣﺎﺫﺍ ﺗﻌﲏ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ؟ ﻣﺎ ﻫﻲ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﻔﺮﺿﻬﺎ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﻈﺎﻣﻨﺎ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ؟ ﻭﻫﻞ ﻫﻨﺎﻙ ﻧﻈﺎﻡ‬ ‫ﺗﺮﺑﻮﻱ ﻋﺎﳌﻲ ﻣﻔﺮﻭﺽ ﻋﻠﻴﻨﺎ ؟ﻫﻞ ﳚﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻗﺒﻮﻝ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ؟ ﺃﻡ ﻣﻮﺍﺟﻬﺘﻬﺎ ؟ ﻫﻞ ﳚﺐ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺈﺻﻼﺡ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ‬ ‫ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ؟ ﻭﻛﻴﻒ ؟ ﻫﻞ ﳚﺐ ﺃﻥ ﻧﻐﲑ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ؟ﻭﻣﺎﺫﺍ ﻧﻐﲑ؟‬

‫ﻭﺗﺄﰐ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺪﺍﺧﻠﺔ ﺍﳌﺘﻮﺍﺿﻌﺔ ﻣﺴﺎﳘﺔ ﻣﻨﺎ ﰲ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻻﺕ‪.‬‬ ‫ﺃﺻﻞ ﻣﺼﻄﻠﺢ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‪:‬‬ ‫ﻳﺮﺟﻊ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﻔﻜﺮﻳﻦ ﺃﺻﻞ ﻣﺼﻄﻠﺢ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‪ Globalization‬ﺇﱃ ﺗﻨﺒﺆﺍﺕ ﻋﺎﱂ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ‬ ‫"ﻣﺎﺭﺷﺎﻝ ﻣﺎﻛﻠﻮﻫﺎﻥ ‪ "M. Maklohan‬ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮﻝ‪" :‬ﺇﻥ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺃﺻﺒﺢ ﺑﻔﻀﻞ ﺗﻄﻮﺭ ﻗﻨﻮﺍﺕ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ‬ ‫ﻗﺮﻳﺔ ﻛﻮﻧﻴﺔ ‪ ". Global village‬ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺮﺟﻊ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺍﻵﺧﺮ ﺑﺄﻥ ﺃﺻﻞ ﺍﳌﺼﻄﻠﺢ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﱃ ﺍﻟﻔﻜﺮ‬ ‫ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻲ ﺍﻷﳌﺎﱐ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻮ‪‬ﺟﻪ " ﻫﻴﺠﻞ ‪ " Higel‬ﲟﻘﻮﻟﺘﻪ ﺍﻟﺸﻬﲑﺓ ﺣﻮﻝ " ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﺍﳌﻨﺴﺠﻤﺔ‪ ،‬ﺍﻟﱵ‬ ‫ﺗﻨﻌﺪﻡ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺘﻨﺎﻗﻀﺎﺕ ﺍﻹﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻭﺗﻄﺒﻖ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻛﺄﲰﻰ ﺻﻮﺭﺓ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ‪".‬‬ ‫ﰲ ﺣﲔ ﻧﺴﺐ ﻓﺮﻳﻖ ﺛﺎﻟﺚ ﺍﳌﺼﻄﻠﺢ ﺇﱃ ﺍﻷﻣﺮﻛﺔ ‪ Americanization‬ﺃﻭ ﻣﺎ ﻳﻌﺮﻑ ﺑﺎﳍﻴﻤﻨﺔ‬ ‫ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ‪ ،‬ﻓﻤﺜﻼ ﳒﺪ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﳊﺎﱄ ﻟﻠﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ" ﺟﻮﺝ ﺑﻮﺵ ‪" G. Buch‬ﺇﻋﺘﱪ ﻧﻔﺴﻪ‬

‫ــــــــــــ ﺃ‪ .‬ﻧﻮﺭ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺗﺎﻭﺭﻳﺮﻳﺖ‪ :‬ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﻇﻞ ﲢﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ "ﺑﲔ ﺍﻟﺘﻜﻴﻒ ﻭﺍﻟﺮﻓﺾ"‬

‫ﻣﻌﻨﻴﺎ ﺑﺎﻹﺻﻼﺡ ﺍﳉﺬﺭﻱ ﻟﻠﻌﺎﱂ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻓﻜﺮﺓ "ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ ﺍﳉﺪﻳﺪ "‪ .‬ﻛﻤﺎ ﲪﻞ "ﺑﻴﻞ ﻛﻠﻨﺘﻮﻥ "‬ ‫ﻟﻮﺍﺀ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻃﻴﻠﺔ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺣﻜﻤﻪ ﺭﻓﻘﺔ ﻭﺯﻳﺮﺓ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ﺁﻧﺬﺍﻙ "ﻣﺎﺩﻟﲔ ﺃﻭﻟﱪﺍﻳﺖ" ﺍﻟﱵ ﻭﺻﻔﺖ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ‬ ‫ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ﰲ ﳏﺎﺿﺮ‪‬ﺎ ﲜﺎﻣﻌﺔ" ﺃﻭﻫﺎﻳﻮ" ﺑﺄ‪‬ﺎ‪" :‬ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﱵ ﻻ ﻏﲎ ﻋﻨﻬﺎ" ﻭﻫﻮ ﺗﻌﺒﲑ ﻭﺍﺿﺢ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ‬ ‫ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﰲ ﺍﳍﻴﻤﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺃﲨﻊ‪ ،‬ﻭﺑﺪﺍﻓﻊ ﻧﺮﺟﺴﻲ ﻳﺼﻮﻍ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﲟﺎ ﻳﺘﻨﺎﺳﺐ ﻭﻣﺼﺎﳊﻬﺎ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ‬ ‫ﺍﻟﻨﻬﺞ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ )ﺍﻷﻣﺮﻛﺔ( ‪ American way of life‬ﻭﺍﳌﺘﻤﺜﻞ ﰲ ﺷﺮﻃﻲ ﺍﻟﻜﺮﺓ ﺍﻷﺭﺿﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻱ‪،‬‬ ‫ﻭﺍﻟﻌﺼﺎ ﺍﻟﻐﻠﻴﻈﺔ ﻋﻠﺔ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻜﻮﺍﻛﺐ)‪.(1‬‬ ‫ﻭﻫﻲ ﺗﻌﺒﲑﺍﺕ ﻗﺪﳝﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻧﺎﺩﻯ ‪‬ﺎ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﳌﻔﻜﺮﻳﻦ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﲔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻨﺘﻤﻮﻥ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ‬ ‫ﺍﻟﻠﻴﱪﺍﱄ ﺃﻣﺜﺎﻝ‪ :‬ﻛﻴﺴﻨﺠﺮ‪ ،‬ﺑﺮﳚﻨﺴﻜﻲ‪ ،‬ﻓﻮﻛﻮﻳﺎﻣﺎ‪ ،‬ﺻﺎﻣﻮﺋﻴﻞ ﻫﻴﻨﻐﺘﻮﻥ‪ ،‬ﺟﻮﻥ ﻫﻮﺭﻏﻮﻥ‪ ،...‬ﻭﺗﺒﻨﺎﻫﺎ‬ ‫ﺳﺎﺳﺔ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﻧﻈﺮﻳﺎ‪ ،‬ﰒ ﻣﻴﺪﺍﻧﻴﺎ ﰲ ﺃﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎﻥ ﻭﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﰲ ﺇﻧﺘﻈﺎﺭ ﺗﻌﻤﻴﻢ ﻫﻴﻤﻨﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺃﻃﻠﻘﺖ‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ ﳏﻮﺭ ﺍﻟﺸﺮ‪ ،‬ﻭﳚﺐ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺃﻥ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻻﺯﺍﻟﺖ ﻏﺎﻣﻀﺔ ﱂ ﺗﺘﻀﺢ ﻣﻌﺎﳌﻬﺎ ﻧﻈﺮﻳﺎ ﻭﺗﻄﺒﻴﻘﻴﺎ‪،‬‬ ‫ﻛﻮ‪‬ﺎ‪-‬ﻓﺮﺿﻴﺔ –ﲣﻤﲔ ﺫﻛﻲ‪ ،‬ﱂ ﻳﺘﻢ ﺇﺛﺒﺎ‪‬ﺎ ﺑﻌﺪ‪.‬‬ ‫ﻭﻋﻤﻮﻣﺎ ﻫﻨﺎﻙ ﲢﺪﻳﺎﺕ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﺗﻔﺮﺿﻬﺎ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻋﻠﻰ ﳎﺘﻤﻌﻨﺎ ﺑﺼﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻭﻧﻈﺎﻣﻨﺎ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺧﺎﺻﺔ‪،‬‬ ‫ﻭﳝﻜﻦ ﺗﻠﺨﻴﺼﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ‪:‬‬

‫‪ -1‬ﲢﺪﻱ ﺍﳍﻮﻳﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ‪ ،‬ﲝﻴﺚ ﺃﺻﺒﺤﻨﺎ ﻧﺘﺴﺎﺀﻝ ﻣﻦ ﻧﻜﻮﻥ ؟ ﻋﻮﺽ ﺗﺴﺎﺅﻟﻨﺎ ‪:‬ﻛﻴﻒ ﻧﻜﻮﻥ ؟‬ ‫‪ -2‬ﲢﺪﻱ ﻣﻮﺍﻛﺒﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ‪ ،‬ﺃﻱ ﳚﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﰲ ﺇﳚﺎﺩ ﺁﻟﻴﺎﺕ ﻭﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺎﺕ ﻣﻮﺍﻛﺒﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺑﺘﺤﺪﻳﺚ‬ ‫ﻧﻈﺎﻣﻨﺎ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺘﻨﻜﺮ ﻷﺻﺎﻟﺘﻨﺎ‪ ،‬ﳑﺎ ﻗﺪ ﻳﻮﻟﹼﺪ ﺟﻴﻼ ﻳﻔﻜﺮ ﺗﻔﻜﲑﺍ ﻋﻠﻤﻴﺎ ﻭﻧﻘﺪﻳﺎ‪ ،‬ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺍﳉﻴﻞ ﺍﳌﻴﻜﺎﻧﻴﻜﻲ‬ ‫ﺍﻵﱄ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔﺘﻘﺮ ﺃﻏﻠﺒﻴﺘﻪ ﻟﺮﺑﻂ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ‪ ،‬ﻭﻧﻘﻮﻝ ﺫﻟﻚ ﺑﻜﻞ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﻼﺣﻈﺘﻨﺎ ﳌﺨﺮﺟﺎﺕ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ‬ ‫ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺍﳊﺎﱄ‪.‬‬ ‫‪ -3‬ﲢﺪﻱ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻌﺎﱂ ﺍﻹﺗﺼﺎﻝ ﺍﳌﺘﻄﻮﺭ ﺟﺪﺍ ) ﻓﻀﺎﺋﻴﺎﺕ‪ ،‬ﺃﻧﺘﺮﻧﺖ‪ (..‬ﺟﻌﻠﺖ ﺍﳌﻮﺍﻃﻦ ﰲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻨﺎﻣﻴﺔ ﰲ‬ ‫ﺣﲑﺓ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﻩ‪ ،‬ﻓﺄﺻﺒﺢ ﻳﺘﺴﺎﺀﻝ ﻋﻤﺎ ﺣﺪﺙ ؟ ﻭﻛﻴﻒ؟ ﻋﻮﺿﺎ ﻣﻦ ﺃﻧﻪ ﳚﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻃﺮﻓﺎ ﻓﺎﻋﻼ ﻓﻴﻤﺎ ﺣﺪﺙ‪،‬‬ ‫ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻫﻞ ﻳ‪‬ﻘﺒﻞ ﺣﻔﻆ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﺃﻡ ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻴﻪ ﺃﻭﻻ‪.‬‬ ‫‪ -4‬ﲢﺪﻱ ﻟﻘﻴﻢ ﺍ‪‬ﺘﻤﻌﺎﺕ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﻳﺴﻌﻰ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﻐﺮﰊ ﺟﺎﻫﺪﺍ ﻟﻔﺮﺽ ﻗﻴﻤﻪ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﻔﻬﻤﻬﺎ ﻭﲣﺪﻡ‬ ‫ﻣﺼﺎﳊﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻛﺎﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﻋﺪﻡ ﺇﻣﺘﻼﻙ ﻟﻸﺳﻠﺤﺔ ﺍﻟﻨﻮﻭﻳﺔ ﻭﺃﺳﻠﺤﺔ ﺍﻟﺪﻣﺎﺭ‬ ‫ﺍﻟﺸﺎﻣﻞ‪ ،‬ﻓﻠﺠﺄﺕ ﻣﺜﻼ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻭﺣﻠﻔﺎﺋﻬﺎ ﻟﻔﺮﺿﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭﺃﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎﻥ ﰲ ﺣﲔ ﻣﻊ‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪-‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ـــــــــــــ‪210‬‬

‫ــــــــــــــــــ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻓﺎﻷﻣﺮ ﳐﺎﻟﻒ ﲤﺎﻣﺎ‪ ،‬ﺃﻱ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺗﻘﺪﻡ ﻟﻨﺎ ﻧﺴﻘﺎ ﻗﻴﻤﻴﺎ ﺟﺬﺍﺑﺎ ﰲ ﻇﺎﻫﺮﻩ ﻟﻜﻨﻪ ﻣﻠﻐﻤﺎ ﰲ ﺑﺎﻃﻨﻪ ﻭﺃﺛﻨﺎﺀ‬ ‫ﺍﻷﺧﺬ ﺑﻪ ﻭﺗﻄﺒﻴﻘﻪ‪.‬‬ ‫‪ -5‬ﲢﺪﻱ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺍﻟﻐﺮﰊ ﻭﺃﻧﻈﻤﺘﻪ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ‪ ،‬ﻭﳏﺘﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﱪﺍﻣﺞ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺴﻴﺔ ﻭﺍﳍﻴﻜﻠﺔ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﻓﻤﺜﻼ‬ ‫ﰲ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻟﻠﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺃﻭ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﺻﻴﻐﺖ ﺇﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ﻗﻴﻢ ﻭﺧﺼﺎﺋﺺ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺄﻓﺮﺍﺩﻫﺎ‪،‬‬ ‫ﻭﻋﻠﻰ ﺇﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻧﻨﺎ ﻧﺴﺘﻬﻠﻚ ﻭﻧﺴﺘﻌﲑ ﻣﺎ ﻳﻘﺪﻣﻪ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻟﻨﺎ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ ﺣﺘﻤﺎ ﺳﺘﻈﻬﺮ ﺇﺿﻄﺮﺍﺑﺎﺕ ﻭﺧﻴﺒﺔ ﺃﻣﻞ ﻭﻋﺪﻡ‬ ‫ﺗﻜﻴﻒ‪ ،‬ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻭﺟﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺟﻴﻞ ﻣﻄﻌ‪‬ﻢ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻣﻮﺍﻛﺒﺔ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‪.‬‬ ‫‪ -6‬ﲢﺪﻱ ﺣﻀﺎﺭﻱ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﺭﻭﺝ ﻟﺬﻟﻚ ﻋﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﲔ ﺧﺎﺻﺔ " ﺻﺎﻣﻮﺋﻴﻞ ﻫﻴﻨﻐﺘﻮﻥ" ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ‬ ‫"ﺻﺮﺍﻉ ﺍﳊﻀﺎﺭﺍﺕ" ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻭﺟﺐ ﺃﻥ ﻧﻮﺍﺟﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﲟﻌﺮﻓﺔ ﻣﻜﺎﻧﺘﻨﺎ ﻭﺳﻂ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ‪ ،‬ﻭﻣﺎ‬ ‫ﻫﻲ ﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﺳﻠﺒﻴﺎﺕ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ‪ ،‬ﺃﻱ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺗﻮﺿﻴﺢ ﻋﻼﻗﺘﻨﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﻐﺮﰊ ﻭﻓﻬﻤﻪ ﻓﻬﻤﺎ‬ ‫ﺳﻠﻴﻤﺎ ﻳﺴﺘﻨﺪ ﺇﱃ ﺣﻘﺎﺋﻖ ﺗﺎﺭﳜﻴﺔ ﻭﺩﻳﻨﻴﺔ ﻭﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺇﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ‪ ،‬ﻭﻭﺟﻮﺏ ﺍﻹﺭﺗﻘﺎﺀ ﺇﱃ ﻣﺮﺗﺒﺔ ﺍﻟﺸﺮﻳﻚ ﻻ‬ ‫ﺍﳌﺴﺘﻬﻠﻚ‪.‬‬

‫ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺗﻔﺮﺽ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺗﻐﻴﲑ ﻋﻠﻰ ﺇﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻧﻨﺎ ﰲ ﻋﺎﱂ ﻣﺘﻐﲑ ﺗﻐﻴﲑ ﻳﺸﻤﻞ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﳌﻄﺮﻭﺡ ﺣﻮﻝ ﻧﻈﺎﻣﻨﺎ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ‪ :‬ﻣﺎﺫﺍ‬ ‫ﻧﻐﲑ؟ ﻭﻛﻴﻒ ﻧﻐﲑ؟ ﻭﻟﻺﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﳉﻮﻫﺮﻱ ﺳﻨﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﲡﺰﻳﺌﺘﻪ ﺇﱃ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﻓﺮﻋﻴﺔ ﻣﺮﻓﻮﻗﺔ‬ ‫ﺑﺈﳚﺎﺑﺎﺕ ﻧﺄﻣﻞ ﺃﻥ ﺗﻠﻘﻲ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﻋﻠﻰ ﻧﻈﺎﻣﻨﺎ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﻇﻞ ﲢﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‪.‬‬ ‫ﺱ‪ -1‬ﻫﻞ ﻫﻨﺎﻙ ﻧﻈﺎﻡ ﺗﺮﺑﻮﻱ ﻋﺎﳌﻲ ﳚﺐ ﺃﻥ ﻧﺘﺒﻌﻪ ﰲ ﻣﻨﻈﻮﻣﺘﻨﺎ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ؟‬

‫ﳏﺎﻭﻟﺔ ﻣﻨﺎ ﻟﻺﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻋﻤﻠﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺿﻴﺢ ﺃﻭﻻ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰒ ﺛﺎﻧﻴﺎ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻛﻤﺎ ﻳﻠﻲ‪:‬‬ ‫‪ -1.1‬ﺍﳌﻘﺼﻮﺩ ﺑﺎﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ‪ :‬ﻫﻮ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﻭﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﺴﺘﻤﺪ ﻣﻜﻮﻧﺎ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻈﻢ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺴﻮﺳﻴﻮﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﻏﲑﻫﺎ ﻟﺒﻠﻮﺭﺓ ﻏﺎﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺃﺩﻭﺍﺭ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﻭﻧﻈﺎﻡ ﺳﲑﻫﺎ‬ ‫ﻭﻣﺒﺎﺩﺉ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻮﺍﻓﺪﻳﻦ ﺇﻟﻴﻬﺎ )‪.(2‬‬ ‫ﻭﺇﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺗﺼﻮﺭ ﻣﻌﺎﱂ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺍﻷﻣﺜﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﳚﺐ ﺗﺒﻨﻴﻪ ﻭﺇﺗﺒﺎﻋﻪ ﰲ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ‪:‬‬

‫ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﻭﺃﻫﺪﺍﻑ ﻭﺍﺿﺤﺔ‪.‬‬‫ ﺃﻥ ﻳﻮﻟﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻣﻦ ﺭﺣﻢ ﻗﻴﻢ ﻭﻣﻌﺘﻘﺪﺍﺕ ﺗﻘﺎﻟﻴﺪ ﻭﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ‪.‬‬‫ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻨﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻢ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ‪ ،‬ﻭﻳﺸﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺗﻄﺒﻴﻘﻪ ﻭﺗﻘﻴﻴﻤﻪ ﺩﻭﺭﻳﺎ ﺃﺧﺼﺎﺋﻴﻮﻥ ﻭﺧﱪﺍﺀ ﰲ ﺍﳌﻴﺪﺍﻥ‬‫ﺑﺈﺗﺒﺎﻉ ﻣﻨﺎﻫﺞ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ )‪.(3‬‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪-‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ـــــــــــــ‪211‬‬

‫ــــــــــــ ﺃ‪ .‬ﻧﻮﺭ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺗﺎﻭﺭﻳﺮﻳﺖ‪ :‬ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﻇﻞ ﲢﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ "ﺑﲔ ﺍﻟﺘﻜﻴﻒ ﻭﺍﻟﺮﻓﺾ"‬

‫‪ -‬ﺃﻥ ﻳﺸﻤﻞ ﻭﻳﻠﱯ ﺣﺎﺟﺎﺕ ﻭﻃﻤﻮﺣﺎﺕ ﳐﺘﻠﻒ ﺷﺮﺍﺋﺢ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ‪.‬‬

‫‪ -2.1‬ﺍﳌﻘﺼﻮﺩ ﺑﺎﻟﻌﻮﳌﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺃ‪‬ﺎ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﻛﻮﻧﻴﺔ ﺗﱪﺯ ﻣﻌﺎﳌﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺇﻣﺘﺪﺍﺩﻫﺎ ﻋﻠﻰ‬ ‫)‪(4‬‬ ‫ﻣﺴﺎﺣﺎﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻮﻛﺐ‪ ،‬ﻭﻫﻲ ﺇﻣﺘﺪﺍﺩ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺮﺃﲰﺎﱄ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺇﺳﺘﻐﻼﻝ ﺍﻟﻘﻮﻱ ﻟﻠﻀﻌﻴﻒ‪.‬‬ ‫ﻭﻳﺘﻢ ﺫﻟﻚ ﰲ ﺻﻮﺭﺓ ﺃﻛﺜﺮ ﲢﻀﺮﺍ‪ ،‬ﲟﻌﲎ ﺇﺳﺘﻐﻼﻝ ﺍﻟﺮﺃﲰﺎﻝ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻫﻲ ‪‬ﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ‬ ‫ﺗﻨﻄﻮﻱ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻠﲔ ﳘﺎ‪:‬‬ ‫‪ -‬ﺍﻟﺸﻜﻞ ﺍﻷﻭﻝ‪ :‬ﻭﻳﺮﻣﻲ ﺇﱃ ﺗﻮﻓﲑ ﺳﺒﻞ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﺍﳌﺸﺘﺮﻙ ﻳﺮﺍﻋﻰ ﻓﻴﻪ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪.‬‬

‫ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ‪ :‬ﻳﻬﺪﻑ ﺇﱃ ﺳﻴﻄﺮﺓ ﺍﻟﻘﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻀﻌﻴﻒ ﺇﻋﺘﻤﺎﺩﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﻟﺮﻓﻴﻌﺔ )ﺷﺒﻜﺎﺕ‬‫ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻴﺔ ﻭﺍﻹﺗﺼﺎﻻﺕ‪ (...‬ﻭﻻ ﺗﻨﺤﺼﺮ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﻓﻘﻂ ﰲ ﺍﳌﻌﻄﻴﺎﺕ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺑﻞ ﺗﻌ ‪‬ﺪ ﺇﻣﺘﺪﺍﺩﺍ ﳍﺎ ﻭﻓﻖ ﻣﺎ ﳝﻠﻴﻪ‬ ‫ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﺘﻘﲏ ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭ‪‬ﺬﺍ ﻳﺼﺒﺢ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ ﺍﳌﻨﺸﻮﺩ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺻﻞ ﺇﱃ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﻹﺑﺪﺍﻉ ﻭﺍﻹﺑﺘﻜﺎﺭ‪.‬‬

‫ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺳﺆﺍﻝ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻛﺒﲑ ﻣﻦ ﺍﻷﳘﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻳﻄﺮﺡ ﺑﺈﳊﺎﺡ ﻛﻤﺎ ﻳﻠﻲ‪:‬‬ ‫ﺱ‪ -2‬ﻫﻞ ﳚﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻗﺒﻮﻝ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ؟ ﺃﻡ ﻣﻮﺍﺟﻬﺘﻬﺎ؟‬

‫ﰲ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﻻ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻧﻘﺒﻞ ﺃﻭ ﻧﺮﻓﺾ ﺗﻌﺎﻟﻴﻢ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻓﻬﻲ ﲢﺼﻴﻞ ﺣﺎﺻﻞ ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﺗﻌﺞ ﺑﻪ‬ ‫ﺩﻭﺭ ﻭﺷﺒﻜﺎﺕ ﺍﻷﻧﺘﺮﻧﺖ ﻣﻦ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﻟﻠﺘﻌﻠﻢ ﺍﳌﻔﺮﺩﻥ‪ ،‬ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﻨﺤﻦ ﳎﱪﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻜﻴﻒ ﻣﻊ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ‬ ‫ﺍﳉﺪﻳﺪ ﰲ ﺇﻃﺎﺭ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻭﻣﻌﺘﻘﺪﺍﺕ ﳎﺘﻤﻌﻨﺎ ﺍﻟﻐﺮﰊ ﻭﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻓﻨﺄﺧﺬ ﻣﻨﻪ ﺍﻹﳚﺎﺑﻴﺎﺕ ﻭﻧﺘﺮﻙ ﺟﺎﻧﺒﺎ ﺳﻠﺒﻴﺎﺗﻪ‪.‬‬

‫ﺱ‪ -3‬ﻫﻞ ﳚﺐ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺈﺻﻼﺡ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ؟ ﻭﻛﻴﻒ ؟‬ ‫ﻳﺘﻠﺨﺺ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺪﺙ ﰲ ﻧﻈﺎﻣﻨﺎ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﻹﻧﺘﻘﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺲ ﺑﺎﻷﻫﺪﺍﻑ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺲ ﺑﺎﻟﻜﻔﺎﺀﺍﺕ‬ ‫ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺑﺎﳋﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ‪:‬‬

‫ ﺗﻔﺮﻳﺪ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺫﻟﻚ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺍﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﻨﻄﻮﻱ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﳌﺪﺍﺭﺱ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ‪.‬‬‫ ﺍﻹﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﻘﻴﺎﺱ ﺍﻷﺩﺍﺀ )ﺃﻱ ﺍﻟﺴﻠﻮﻛﺎﺕ ﺑﺪ ﹰﻻ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﺎﺭﻑ ﻭﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ(‪.‬‬‫ ﺇﻋﻄﺎﺀ ﺣﺮﻳﺔ ﺃﻭﺳﻊ ﻟﻠﻤﻌﻠﻢ ﰲ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺃﻧﺸﻄﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺗﻘﻮﱘ ﺍﻷﺩﺍﺀ‪ ،‬ﺫﻟﻚ ﺃﻧﻨﺎ ﻧﻮﺍﺟﻪ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺃﺳﺎﺳﻴﺔ ﺗﻜﻤﻦ ﰲ‬‫ﻧﻘﺺ ﻟﺪﻯ ﺍﳌﻌﻠﻤﲔ ﻭﺃﻏﻠﺒﻬﻢ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺑﻨﺎﺀ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﺩﺭﺳﻪ؟‬ ‫ ﺣﻞ ﺇﺷﻜﺎﻟﻴﺎﺕ ﰲ ﻭﺿﻌﻴﺎﺕ ﳐﺘﻠﻔﺔ‪ ،‬ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺘﻨﻮﻳﻊ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺒﻴﺔ ﻭﺇﺗﺒﺎﻉ ﺃﺣﺪﺛﻬﺎ‪ ،‬ﻛﻄﺮﻳﻘﺔ ﻋﻤﻞ‬‫ﺍ‪‬ﻤﻮﻋﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺑﺎﻹﻛﺘﺸﺎﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺍﳌﻌﻠﻢ ﻣﻘﻴﺪ ﲟﺤﺘﻮﻯ ﻭﻭﻗﺖ ﳏﺪﺩ‪.‬‬ ‫ ﺇﺳﺘﻐﻼﻝ ﺍﳌﻮﺍﺭﺩ ﺍﳌﻜﺘﺴﺒﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺗﻮﻇﻴﻒ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﰲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﳐﺘﻠﻒ ﻣﻮﺍﻗﻒ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺑﻜﻔﺎﺀﺓ‪.‬‬‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪-‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ـــــــــــــ‪212‬‬

‫ــــــــــــــــــ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ﻓﻌﻤﻮﻣﺎ ﻓﺈﻥ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﺍﳊﺎﺩﺙ ﰲ ﻧﻈﺎﻣﻨﺎ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻻ ﻳﻌﺪﻭ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺳﻮﻯ ﳏﺎﻭﻟﺔ ﻟﺘﻐﻄﻴﺔ ﻣﺎ ﻇﻬﺮ ﻣﻦ ﻋﻴﻮﺏ‬ ‫ﺑﻴﻨﻤﺎ ﳒﺪ ﻣﺎ ﺧﻔﻲ ﻣﻨﻪ ﺃﺩﻫﻰ ﻭﺃﻣﺮ‪ ،‬ﺃﻓﺮﺯ ﺟﻴﻼ ﻣﻴﻜﺎﻧﻴﻜﻴﺎ ﻳﻔﺘﻘﺮ ﻟﻠﻔﻜﺮ ﺍﻹﺑﺪﺍﻋﻲ‪ ،‬ﻧﻈﺮﺍ ﺍﻹﻋﺘﻤﺎﺩ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﺍﳊﺬﻑ‬ ‫ﻭﺍﻹﺳﺘﻌﺎﺭﺓ ﻭﺍﻹﺿﺎﻓﺔ ﻣﻦ ﺃﻧﻈﻤﺔ ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ ﻏﺮﻳﺒﺔ ﻋﻦ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﳎﺘﻤﻌﻨﺎ‪.‬‬

‫ﻭﰲ ﺿﻮﺀ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ ﻧﻄﺮﺡ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻝ ﺍﻟﺘﺎﱄ‪:‬‬ ‫ﺱ‪ -4‬ﻫﻞ ﳚﺐ ﺃﻥ ﻧﻐﲑ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ؟ ﻭﻣﺎﺫﺍ ﻧﻐﲑ؟‬

‫ﳓﻦ ﰲ ﺃﻣﺲ ﺍﳊﺎﺟﺔ ﻟﺘﻐﻴﲑ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ‪ ،‬ﺫﻟﻚ ﺃﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﺰﺍﻝ ﻧﻌﺎﱐ ﻣﻦ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻛﺒﲑﺓ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﰲ ﻏﻴﺎﺏ‬ ‫ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ ﺭﺷﻴﺪﺓ ﻭﻭﺍﺿﺤﺔ ﺍﳌﻌﺎﱂ ﺗﻌﻜﺲ ﺗﻮﺻﻴﺎﺕ ﺍﳌﻮﺍﺛﻴﻖ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﺗﻌﻄﻲ ﻟﻠﻘﺎﺋﻤﲔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ‬ ‫ﺭﺅﻳﺔ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻭﺩﻗﻴﻘﺔ ﻋﻦ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﳚﺐ ﺑﻠﻮﻏﻬﺎ)‪ ،(5‬ﳋﻠﻖ ﳎﺘﻤﻊ ﻣﻌﺎﺻﺮ‪ ،‬ﺫﻟﻚ ﻷﻥ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ‬ ‫ﻣﻦ ﺃﻗﻮﻯ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻭﺣﺪﺓ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﻟﺪﻯ ﺍﳌﻌﻠﻢ ﻭﺍﳌﺘﻌﻠﻢ‪ ،‬ﻭﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺍﻟﱪﺍﻣﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭﻣﻨﻬﺎﻫﺠﻬﺎ‬ ‫ﻭﺗﺄﻟﻴﻒ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﳌﺪﺭﺳﻴﺔ ﻭﺗﻘﻮﱘ ﺍﳌﻌﺎﺭﻑ‪.‬‬ ‫ ﻭﺣﺎﺟﺘﻨﺎ ﻟﺘﻐﲑ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ‪ ،‬ﻧﻈﺮﺍ ﻹﻓﺘﻘﺎﺭﻩ ﻟﻠﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﺒﻨﺎﺋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻮﻇﻴﻔﻴﺔ‪ ،‬ﺃﻱ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻧﺴﻖ ﻛﻠﻲ‬‫ﻧﺎﺑﻊ ﻣﻦ ﺣﺎﺟﺎﺕ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ‪ ،‬ﻭﰲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺩﺍﺋﻤﺎ‪ ،‬ﻳﺮﻯ ﺍﳍﺎﺩﻱ ﻋﻔﻴﻔﻲ‪ " :‬ﺃﻥ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ‬ ‫)ﻏﺎﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ( ﻫﻲ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪﻩ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﻟﻨﻔﺴﻪ‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﺻﻮﺭﺓ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ‪ .‬ﺇ‪‬ﺎ ﺗﻌﲏ ﺇﺧﺘﻴﺎﺭ ﻟﻠﻘﻴﻢ ﺍﻟﱵ ﲢﺪﺩ ﻧﻮﻉ‬ ‫ﺍﳌﻮﺍﻃﻦ ﻭﺍﳊﻴﺎﺓ ﰲ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ‪ ،‬ﻓﻬﻲ ‪‬ﺬﺍ ﺍﳌﻌﲎ ﺗﻨﺒﻊ ﻣﻦ ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ ﻭﻣﻄﺎﻟﺒﻪ ﻭﻣﻦ ﺁﻻﻣﻪ ﻭﺁﻣﺎﻟﻪ")‪.(6‬‬ ‫ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺗﻐﻴﲑ ﺍﳌﻘﺮﺭ ﺃﻭ ﺍﳌﻨﻬﺎﺝ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﻛ ٌﹲﻞ ﻣﺘﻨﺎﺳﻖ ﳉﻌﻞ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻛﻜﻞ ﺗﺴﲑ ﻭﻓﻖ‬‫ﺇﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻳﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ‪ ،‬ﺇﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻷﻱ ﻣﻨﻬﺎﺝ ﺗﺪﺭﻳﺴﻲ ﻭﺍﳌﺘﻤﺜﻠﺔ ﺃﺳﺎﺳﹰﺎ ﰲ‪ :‬ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ )ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ‬ ‫ﻭﺍﳋﺎﺻﺔ ﻭﺍﻹﺟﺮﺍﺋﻴﺔ(‪ ،‬ﻭﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻛﻤﺤﺘﻮﻳﺎﺕ ﻭﻣﻀﺎﻣﲔ ﺍﳌﻘﺮﺭﺍﺕ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﱵ ﺳﺘﻨﺠﺰ ﺑﻮﺍﺳﻄﺘﻬﺎ‬ ‫ﺍﻟﱪﺍﻣﺞ ﻭﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﳌﺴﺎﻋﺪﺓ ﻹﳒﺎﺯﻩ‪ ،‬ﻭﺃﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻘﻮﱘ‪ .‬ﻭﻳﺘﻢ ﺑﺬﻟﻚ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﳌﻨﻬﺎﺝ ﻭﻓﻖ ﺃﺭﺑﻊ ﺧﻄﻮﺍﺕ ﺃﺳﺎﺳﻴﺔ‬ ‫ﻫﻲ‪ :‬ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ‪ ،‬ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ‪ ،‬ﺍﻹﳒﺎﺯ‪ ،‬ﺍﻟﻀﺒﻂ‪.‬‬ ‫ ﻛﺬﻟﻚ ﻧﻈﺮﺍ ﻟﻌﺪﻡ ﻣﺮﺍﺟﻌﺎﺕ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺍﳊﺎﱄ ﺍﻟﺪﺍﻓﻌﻴﺔ ﺍﳌﻬﻨﻴﺔ ﺃﻱ ﺍﻟﺘﺤﻔﻴﺰ ﺍﳌﺎﺩﻱ ﻭﺍﳌﻌﻨﻮﻱ ﻟﻠﻘﺎﺋﻤﲔ ﻋﻠﻰ‬‫ﺷﺆﻭﻥ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﻟﺒﻴﺪﺍﻏﻮﺟﻴﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮﻝ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻣﺼﻄﻔﻲ ﻋﺸﻮﻱ‪" :‬‬ ‫ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻐﲑﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻼﺕ ﺍﻟﱵ ﲢﺪﺙ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ‪ ،‬ﺗﻜﻮﻥ ﰲ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﺑﺼﻔﺔ ﺇﺭﲡﺎﻟﻴﺔ‬ ‫ﺇﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﻓﻮﻗﻴﺔ ﻧﺎﺑﻌﺔ ﻣﻦ ﻗﻨﺎﻋﺎﺕ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺇﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻻ ﺗﺴﺘﻨﺪ ﺇﱃ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﻋﻠﻤﻴﺔ ")‪.(7‬‬ ‫ﻣﺎﺫﺍ ﻧﻐﲑ؟ ﻳﺸﻤﻞ ﺍﻟﺘﻐﲑ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﺎﻳﻠﻲ‪:‬‬ ‫ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﰲ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ ﻣﺴﺘﻤﺪﺓ ﻣﻦ ﻗﻴﻢ ﳎﺘﻤﻌﻨﺎ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺗﺮﺍﻋﻲ ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ ﻭﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺑﻠﻮﻍ‬‫ﺃﻫﺪﺍﻓﻪ ﻭﺗﻄﻮﺭﻩ‪.‬‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪-‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ـــــــــــــ‪213‬‬

‫ــــــــــــ ﺃ‪ .‬ﻧﻮﺭ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺗﺎﻭﺭﻳﺮﻳﺖ‪ :‬ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﻇﻞ ﲢﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ "ﺑﲔ ﺍﻟﺘﻜﻴﻒ ﻭﺍﻟﺮﻓﺾ"‬

‫ ﻭﻳﺸﻤﻞ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﺑﺪﺭﺟﺔ ﻛﺒﲑﺓ ﺍﳌﻘﺮﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﱪﺍﻣﺞ‪ ،‬ﻛﻮ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﱵ ﲢﻘﻖ ﳕﻮﺫﺝ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ‬‫ﺗﺮﻳﺪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺑﺎﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﺇﳚﺎﺩﻩ‪ ،‬ﺃﻱ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻂ ﺑﲔ ﻏﺎﻳﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭﻏﺎﻳﺎﺕ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ‪ ،‬ﺇ‪‬ﺎ‬ ‫)‪(8‬‬ ‫ﺇﺫﺍ‪ " :‬ﺇﺳﻘﺎﻁ ﻣﺘﻮﻗﻊ ﻷﺳﻠﻮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺑﻘﺼﺪ ﺧﻠﻖ ﳕﻮﺫﺝ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺣﺪﺩ ﺇﻧﻄﻼﻗﹰﺎ ﻣﻦ ﻏﺎﻳﺎﺕ ﻣﻌﻴﻨﺔ‪" .‬‬ ‫ﻭﳚﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺘﻐﲑ ﰲ ﺍﳌﻘﺮﺭﺍﺕ ﺿﻤﻦ ﳎﺎﻟﲔ‪ ،‬ﺃﻭﳍﻤﺎ ﺩﺍﺧﻠﻲ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺴﲑﻭﺭ‪‬ﺎ ﻭﺍﻹﺭﺗﺒﺎﻁ ﻭﺍﻟﺘﻨﺎﺳﻖ ﺑﲔ‬ ‫ﻋﻨﺎﺻﺮﻫﺎ‪ ،‬ﻭﺛﺎﻧﻴﻬﻤﺎ ﺧﺎﺭﺟﻲ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﺼﻔﺔ ﺭﺋﻴﺴﻴﺔ ﺑﻮﻇﻴﻔﺘﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺑﺎﶈﻴﻂ‪ ،‬ﺃﻱ ﺃﻥ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺗﺴﺘﻤﺪ‬ ‫ﺗﻮﺟﻬﺎ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺳﻂ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻜﻮﻥ ﻣﻦ‪ :‬ﺑﻨﻴﺎﺕ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﻭﺇﺩﺍﺭﻳﺔ ﻭ ﺑﻴﺪﺍﻏﻮﺟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺗﺘﻔﺎﻋﻞ ﻋﻨﺎﺻﺮ‬ ‫ﺍﳌﻨﻬﺞ ﻓﻴﻪ ﻣﻊ ﺍﶈﻴﻂ ﺍﳋﺎﺭﺟﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺄﺛﺮ ﺑﻌﻮﺍﻣﻞ ﺗﺆﺛﺮ ﺑﺪﻭﺭﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻨﻬﺎﺝ ﻭﺃﳘﻬﺎ‪ ،(9):‬ﺍﻟﺘﻮﺟﻬﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‬ ‫ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ‪ ،‬ﻭﺍﳌﻌﻄﻴﺎﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﳌﺎﺩﻳﺔ‪ ،‬ﻭﺍﳌﻌﻄﻴﺎﺕ ﺍﻟﺪﳝﻮﻏﺮﺍﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻃﺒﻴﻌﺔ ﻭﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺴﻴﲑ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﻡ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪﺓ‪.‬‬

‫ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺍﳌﺮﺍﺟـﻊ‪:‬‬

‫‪ -1‬ﻓﻼﺡ ﻛﺎﻇﻢ ﺍﶈﻨﻪ‪ ،‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﳉﺪﻝ ﺍﻟﺪﺍﺋﺮ ﺣﻮﳍﺎ‪ ،‬ﺍﻟﻮﺭﺍﻕ ﻟﻠﻨﺸﺮ ﻭﺍﻟﺘﻮﺯﻳﻊ‪ ،‬ﻋﻤﺎﻥ‪ ،‬ﺍﻷﺭﺩﻥ‪ ،2002 ،‬ﺹ‪09-07‬‬

‫‪ -2‬ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻄﻴﻒ ﺍﻟﻐﺎﺭﰊ ﻭﺁﺧﺮﻭﻥ‪ ،‬ﻣﻌﺠﻢ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﻣﺼﻄﻠﺤﺎ‪‬ﺎ‪ ،‬ﺍﳌﻐﺮﺏ‪ ،1994 ،‬ﺹ‪.308‬‬ ‫‪ -3‬ﺃﺳﺮﺓ ﲢﺮﻳﺮ ﳎﻠﺔ ﺍﻟﺮﻭﺍﺳﻲ‪ ،‬ﺇﺟﺎﺑﺎﺕ ﻋﻦ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﲣﺺ ﻋﺎﱂ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻟﻌﺪﺩ‪ ،07‬ﲨﻌﻴﺔ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻭﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‪،‬‬ ‫ﺑﺎﺗﻨﺔ ‪.‬ﺟﺎﻧﻔﻲ ‪ /‬ﻓﻴﻔﺮﻱ ‪ ،1991‬ﺹ ‪20 – 16‬‬ ‫‪ -4‬ﺣﺎﻣﺪ ﻋﻤﺎﺭ‪ ،‬ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ‪ ،‬ﻣﻜﺘﺒﺔ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﻜﺘﺎﺏ‪ ،‬ﻣﺼﺮ‪ ،2000 ،‬ﺹ‪.36‬‬ ‫‪ -5‬ﻣﻮﻻﻱ ﺇﺩﺭﻳﺲ ﺷﺎﺑﻮ‪ ،‬ﻣﻬﺎﻡ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ‪ ،‬ﳎﻠﺔ ﺍﻟﺮﻭﺍﺳﻲ‪ ،‬ﺍﻟﻌﺪﺩ ‪ ،01‬ﲨﻌﻴﺔ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻭﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‪،‬‬ ‫ﺑﺎﺗﻨﺔ‪ ،‬ﺟﺎﻧﻔﻲ‪ /‬ﻓﻴﻔﺮﻱ ‪ ،1991‬ﺹ ‪.14-13‬‬ ‫‪ -6‬ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻋﻤﲑﺓ ﺑﺴﻴﻮﱐ‪ ،‬ﺍﳌﻨﻬﺞ ﻭﻋﻨﺎﺻﺮﻩ‪ ،‬ﻁ‪ ،3‬ﺩﺍﺭ ﺍﳌﻌﺎﺭﻑ‪ ،‬ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ‪ ،‬ﻣﺼﺮ‪ ،1991 ،‬ﺹ ‪.86-83‬‬ ‫‪ -7‬ﺃﺳﺮﺓ ﲢﺮﻳﺮ ﳎﻠﺔ ﺍﻟﺮﻭﺍﺳﻲ‪ ،‬ﺇﺟﺎﺑﺎﺕ ﻋﻦ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﲣﺺ ﻋﺎﱂ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻟﻌﺪﺩ ‪ ،07‬ﻓﻴﻔﺮﻱ‪/‬ﻣﺎﺭﺱ ‪ ،1993‬ﺹ‪29-16‬‬ ‫‪ -8‬ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻄﻴﻒ ﺍﻟﻐﺎﺭﰊ ﻭﺁﺧﺮﻭﻥ ‪ :‬ﺍﻟﱪﺍﻣﺞ ﻭﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﻣﻦ ﺍﳍﺪﻑ ﺇﱃ ﺍﻟﻨﺴﻖ ‪ ،‬ﺍﳌﻐﺮﺏ ‪ ،‬ﺑﺪﻭﻥ ﺗﺎﺭﻳﺦ‪ ،‬ﺹ‪49‬‬ ‫ﻧﻔﺲ ﺍﳌﺮﺟﻊ‪ ،‬ﺹ ‪.6‬‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪-‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ـــــــــــــ‪214‬‬

‫ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‪،‬‬ ‫‪ -‬ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺗﻄﺒﻴﻘﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﳌﺘﺮﺷﺤﲔ ﻟﻼﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ ‪ 8‬ﺃﻓﺮﻳﻞ ‪-2004‬‬

‫ﺩ‪ .‬ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﺮﻗﻮﻕ ﻭﺃ‪ .‬ﺳﻌﺎﺩ ﺑﻦ ﻗﻘﺔ‬ ‫ﻗﺴﻢ ﻋﻠﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺴﻜﺮﺓ‪.‬‬

‫ﻣﻘﺪﻣﺔ‪:‬‬ ‫ﺇﻥ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻫﻮ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﰲ ﺗﻔﻌﻴﻞ ﺍﻟﻨﻈﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ‪ ،‬ﻟﺬﺍ ﺍﻫﺘﻤﺖ ﳐﺘﻠـﻒ ﺍﻟـﺪﻭﻝ‬ ‫ﺑﻨﻈﺎﻣﻬﺎ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﳌﻮﺍﻛﺒﺔ ﺍﻟﺘﺤﻮﻻﺕ ﺍ‪‬ﺘﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ﻭﰲ ﺳﻴﺎﻕ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﺍﻧﺘﻬﺠﺖ ﺍﻟﺪﻭﻟـﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳـﺔ ﰲ ﻣﺴـﺎﺭﻫﺎ‬ ‫ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺍﻟﺮﲰﻲ ﺑﻌﺪ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﺇﱃ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﳕﺎﺫﺝ ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ ﺭﲰﻴﺔ ﻣﺴﺘﻌﺎﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟـﺮﻏﻢ ﻣـﻦ‬ ‫ﺫﻟﻚ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﻨﻘﺎﺵ ﻭﺍﳊﻮﺍﺭ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﻮﺍﺟﻪ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ‪ ،‬ﺪﻑ ﲢﻘﻴﻖ ﺇﺻـﻼﺡ ﻓﻌـﺎﻝ‪،‬‬ ‫ﻭﺗﺘﺠﻠﻰ ﻣﻌﺎﱂ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﻘﺎﺵ ﻋﱪ ﳐﺘﻠﻒ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺳﻮﺍﺀ ﺍﳌﺮﺋﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﳌﻜﺘﻮﺑﺔ…ﻛﻤﺎ ﺟﺎﺀﺕ ﰲ ﻗﺎﻟـﺐ ﺳﻴﺎﺳـﻲ‬ ‫ﺗﻀﻤﻨﺘﻪ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‪.‬‬ ‫ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺮﺍﻫﻦ ﻳﻬﺪﻑ ﺇﱃ ﻭﺻﻒ ﻭﲢﻠﻴﻞ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﳌﺘﺮﺷﺤﲔ ﻟﻼﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ "‪ 8‬ﺃﻓﺮﻳـﻞ ‪"2004‬‬ ‫ﺑﺎﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃ‪‬ﺎ ﺍﻟﻄﺒﻘﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﺔ ﰲ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻣﻦ ﺃﺟـﻞ ﲢﻘﻴـﻖ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴـﺔ ﺍﻟﺸـﺎﻣﻠﺔ‪،‬‬ ‫ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﺫﻟﻚ‪ ،‬ﺗﺸﻜﻞ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﳌﺘﺮﺷﺤﲔ ﻭﺧﺎﺻﺔ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﻟﻔﺎﺋﺰ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻠﻲ ﺍﳌﻔﺘﺮﺽ ﻟﻠﻤﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ‪.‬‬ ‫ﻛﻤﺎ ‪‬ﺪﻑ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺩﺭﺍﺳﺘﻨﺎ ﻫﺎﺗﻪ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﱃ ﲨﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻻﻗﺘﺮﺍﺣﺎﺕ ﺑﻐﺮﺽ ﺗﻔﻌﻴﻞ ﺩﻭﺭ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳـﺔ‬ ‫ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻮﳌﻴﺔ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ ﳌﻮﺍﻛﺒﺔ ﻋﺠﻠﺔ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ‪ .‬ﻭﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﺑـﺪﺃﺕ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳـﺔ ﺑﺘﺤﺪﻳـﺪ ﻣﻔﺎﻫﻴﻤﻬـﺎ‬ ‫ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ‪ ،‬ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻘﺪﻡ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳌﻨﻬﺠﻴﺔ ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻴﺔ ﻭﺗﻨﺎﻗﺶ ﻧﺘﺎﺋﺠﻬﺎ‪.‬‬ ‫‪ -1‬ﲢﺪﻳﺪ ﺍﳌﻔﺎﻫﻴﻢ‪:‬‬ ‫‪-1.1‬ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ‪:‬‬

‫ـــــــــــــــــ ﺩ‪.‬ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﺎﻥ ﺑﺮﻗﻮﻕ ﻭﺃ‪ .‬ﺳﻌﺎﺩ ﺑﻦ ﻗﻘﺔ‪ :‬ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‬

‫ﻳﻌﺮﻓﻪ "ﺗﻮﻓﻴﻖ ﻣﺮﻋﻲ" ﺑﺄﻧﻪ "ﻛﻞ ﻣﺮﻛﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﳍﺎ ﻭﻇﺎﺋﻒ ﻭﺑﻴﻨﻬﺎ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﻣﻨﻈﻤﺔ‪ ،‬ﻭﻳﺆﺩﻱ‬ ‫ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻞ ﻧﺸﺎﻃﺎ ﻫﺎﺩﻓﺎ‪ ،‬ﻭﻟﻪ ﲰﺎﺕ ﲤﻴﺰﻩ ﻋﻦ ﻏﲑﻩ‪ ،‬ﻭﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻳﻘﻴﻢ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﻣﻊ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﱵ ﲢـﻴﻂ‬ ‫ﺑﻪ")‪.(1‬‬ ‫‪ -1.2‬ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ‪:‬‬ ‫ﻳﻌﺮﻓﻬﺎ "ﺃﺑﻮ ﺣﺎﻣﺪ ﺍﻟﻐﺰﺍﱄ" ﺑﺄ‪‬ﺎ "ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻫﻲ ﺃﺷﺮﻑ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻹﻧﺴـﺎﻥ ﺃﻥ‬ ‫ﳛﺘﺮﻓﻬﺎ‪ ،‬ﻭﺃﻥ ﺃﻫﻢ ﺃﻏﺮﺍﺽ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﻭﺍﻟﺘﻘﺮﺏ ﺇﱃ ﺍﷲ")‪.(2‬‬ ‫ﻭﻳﻌﺮﻓﻬﺎ "ﳏﻤﺪ ﻋﻄﻴﺔ ﺍﻷﺑﺮﺍﺷﻲ" ﺑﺄ‪‬ﺎ "ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺑﻜﻞ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﻜﻲ ﻳﻨﺘﻔـﻊ‬ ‫ﲟﻮﺍﻫﺒﻪ ﻭﻣﻴﻮﻟﻪ‪ ،‬ﻭﳛﻴﺎ ﺣﻴﺎﺓ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﰲ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻴﻪ‪ ،‬ﺗﺸﻤﻞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ‪ ،‬ﺍﳉﺴﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻮﺟﺪﺍﻧﻴﺔ ﻭﺍﳉﻤﺎﻟﻴﺔ")‪.(3‬‬ ‫ﺃﻣﺎ "ﲪﺪﻱ ﻋﻠﻲ ﺃﲪﺪ" ﻓﻴﻌﺮﻓﻬﺎ ﺑﺄ‪‬ﺎ‪" :‬ﻋﻤﻞ ﺇﻧﺴﺎﱐ ﻳﻬﺪﻑ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﻨﺸﺌﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﲟـﺎ ﳚﻌـﻞ‬ ‫ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﻳﻘﻮﻣﻮﻥ ﺑﻮﻇﺎﺋﻒ ﻭﻳﻠﻌﺒﻮﻥ ﺃﺩﻭﺍﺭﻫﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﶈﺪﺩﺓ ﳍﻢ‪ ،‬ﻭﻣﻦ ﰒ ﻳﺴـﺘﺨﺪﻡ ﻋﻠﻤـﺎﺀ‬ ‫ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺼﻄﻠﺢ ﲟﻌﻨﻴﲔ‪ :‬ﻣﻌﲎ ﻭﺍﺳﻊ ﻟﻪ ﻳﺸﻤﻞ ﺃﻱ ﻫﻴﺌﺔ ﺃﻭ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺃﻭ ﻧﻈﺎﻡ ﳝﻜﹼﻦ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻣﻦ ﺃﻥ‬ ‫ﻳﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺃﻥ ﻳﻜﻴ‪‬ﻒ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻠﻤﻄﺎﻟﺐ ﺍﳌﻔﺮﻭﺿﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺍﻟـﺬﻱ‬ ‫ﻫﻮ ﻋﻀﻮ ﻓﻴﻪ ﻣﺜﻞ )ﺍﻷﺳﺮﺓ‪ ،‬ﺍﳉﺎﻣﻊ‪ (...‬ﻫﻨﺎ ﻳﺼﺒﺢ ﺍﳌﻔﻬﻮﻡ ﻣﺮﺍﺩﻓﺎ ﻟﻠﺘﻨﺸﺌﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻣﻌﲎ ﺁﺧﺮ ﺃﻛﺜﺮ‬ ‫ﲢﺪﻳﺪﺍ ﻳﺸﻤﻞ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺮﲰﻲ ﺍﳌﻘﺼﻮﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻪ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺃﻧﺸـﺄﻫﺎ ﺍ‪‬ﺘﻤـﻊ ﳍـﺬﺍ‬ ‫ﺍﻟﻐﺮﺽ ﻛﺎﳌﺪﺍﺭﺱ ﻭﺍﻟﻜﻠﻴﺎﺕ ﻭﺍﳉﺎﻣﻌﺎﺕ)‪.(4‬‬ ‫ﻭﻷﻏﺮﺍﺽ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﺳﻨﺴﺘﺨﺪﻡ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺑﺎﳌﻌﲎ ﺍﻟﻀﻴﻖ )ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺮﲰﻲ(‪.‬‬ ‫‪ -3-1‬ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ‪:‬‬

‫ﻳﻌﺮﻓﻪ "ﻗﺎﻣﻮﺱ ﻋﻠﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ" ﺑﺄﻧﻪ "ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺩﻭﺍﺭ ﻭﺍﳌﻌﺎﻳﲑ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﱵ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻧﻘﻞ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﻣﻦ ﺟﻴﻞ ﺇﱃ ﺟﻴﻞ‪ ،‬ﻭﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﺗﺘﻀﻤﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻭﺃﳕﺎﻁ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻳﻨﻄﻮﻱ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﻣﻬﺎﺭﺍﺕ ﻭﻗﻴﻢ ﺃﺳﺎﺳﻴﺔ ﻭﻻﺯﻣﺔ ﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ)‪.(5‬‬ ‫ﻭﲤﺎﺷﻴﺎ ﻣﻊ ﺃﻏﺮﺍﺽ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻫﻮ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺭﲰﻴﺔ‪ ،‬ﺗﺘﻀﻤﻦ ﺛـﻼﺙ‬ ‫ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺃﺳﺎﺳﻴﺔ ﻣﺘﺼﻠﺔ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ﺑﺎﻷﺧﺮﻯ ﺑﺪﺀﺍ ﺑﺎﳌﺮﺣﻠﺔ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﺋﻴﺔ ﻭﺻﻮﻻ ﺇﱃ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ‪ ،‬ﲢﻜﻤﻬﺎ‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪216‬‬

‫ــــــــــــــــــ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ﻗﻮﺍﻧﲔ ﺭﲰﻴﺔ ﺗﻘﺴﻢ ﺃﺩﻭﺍﺭﻫﺎ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻜﻮﻧﲔ ﳍﺎ‪ ،‬ﻭﺗﺮﺳﻢ ﺳﻴﺎﺳﺎ‪‬ﺎ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ‬ ‫ﺃﻫﺪﺍﻓﻬﺎ ﺍﳌﺴﻄﺮﺓ‪.‬‬ ‫‪ -2‬ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﺒﺤﺚ ‪:‬‬

‫ﺗﺘﺤﺪﺩ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﲟﺎ ﺗﻄﺮﺣﻪ ﻣﻦ ﺗﺴﺎﺅﻻﺕ ﺭﺋﻴﺴﻴﺔ‪ ،‬ﳏﺎﻭﻟﲔ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﳋﻄﻮﺍﺕ ﺍﳌﺘﻌﺎﻗﺒـﺔ‬ ‫ﻟﻠﺒﺤﺚ ﻛﻤﺎ ﻳﻠﻲ ‪:‬‬ ‫ ﻣﺎ ﺣﺠﻢ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﳌﺘﺮﺷﺤﲔ ﻟﻼﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ "‪ 8‬ﺃﻓﺮﻳﻞ ‪ "2004‬ﺑﺎﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ؟‬ ‫ ﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﳉﻮﺍﻧﺐ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﻧﺎﻟﺖ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﳌﺘﺮﺷﺤﲔ ﻟﻼﻧﺘﺨﺎﺑـﺎﺕ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳـﻴﺔ‬ ‫"‪8‬ﺃﻓﺮﻳﻞ ‪ "2004‬؟‬ ‫‪ -3‬ﺍﳌﻌﺎﳉﺔ ﺍﳌﻨﻬﺠﻴﺔ ﻟﻠﺪﺭﺍﺳـــﺔ ‪:‬‬ ‫‪ -1-3‬ﻣﻨﻬﺞ ﺍﻟﺒﺤﺚ‪ :‬ﺇﻥ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺗﻔﺮﺽ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻧﻮﻋﺎ ﳏﺪﺩﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ‪ ،‬ﻭﰲ ﻫـﺬﺍ ﺍﻟﺴـﻴﺎﻕ‬ ‫ﻳﻨﺪﺭﺝ ﻣﻮﺿﻮﻋﻨﺎ ﺍﻟﺒﺤﺜﻲ ﺿﻤﻦ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻮﺻﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻴﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻣﺆﺷﺮﺍﺕ ﺣﺠﻢ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﻭﳎﺎﻟﻪ‪ ،‬ﻭﺍﻋﺘﻤﺪﻧﺎ‬ ‫ﰲ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺮﺽ ﺍﻟﻜﻤﻲ ﰒ ﺍﻟﻜﻴﻔﻲ ﻟﻠﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﺍﳌﺘﻮﻓﺮﺓ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﻨﻬﺞ ﲢﻠﻴﻞ ﺍﳌﻀﻤﻮﻥ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻃﺒﻖ ﻋﻠﻰ ﺑـﺮﺍﻣﺞ‬ ‫ﺍﳌﺘﺮﺷﺤﲔ ﻟﻼﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ "‪ 8‬ﺃﻓﺮﻳﻞ ‪ "2004‬ﺪﻑ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺴﺎﺅﻻﺕ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ‪.‬‬ ‫‪ -2-3‬ﳎﺘﻤﻊ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ‪ :‬ﻗﺎﻣﺖ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺑﺎﳊﺼﺮ ﺍﻟﺸﺎﻣﻞ ﳉﻤﻴﻊ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﳌﺘﺮﺷـﺤﲔ ﻟﻼﻧﺘﺨﺎﺑـﺎﺕ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳـﻴﺔ‬ ‫"‪8‬ﺃﻓﺮﻳﻞ ‪ "2004‬ﻧﻈﺮﺍ ﻟﻘﻠﺔ ﻋﺪﺩ ﺍﳌﺘﺮﺷﺤﲔ‪ ،‬ﺇﻻ ﺃﻧﻨﺎ ﱂ ﻧﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﳊﺼﻮﻝ ﻋﻠـﻰ ﺑﺮﻧـﺎﻣﺞ ﺍﳌﺘﺮﺷـﺢ "ﺳـﻌﻴﺪ‬ ‫ﺳﻌﺪﻱ"‪.‬‬ ‫‪-3-3‬ﺗﺼﻤﻴﻢ ﺻﻨﺎﻓﺔ ﺍﻟﺒﺤﺚ‪:‬‬ ‫ﺍﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ﺗﺴﺎﺅﻻﺕ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ‪ ،‬ﰎ ﺑﻨﺎﺀ ﺻﻨﺎﻓﺔ ‪‬ﺪﻑ ﺇﱃ ﺗﻮﻓﲑ ﺑﻴﺎﻧﺎﺕ ﻟﻺﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﺘﺴـﺎﺅﻻﺕ ﺍﳌﺘﻌﻠﻘـﺔ‬ ‫ﲝﺠﻢ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﳌﺘﺮﺷﺤﲔ ﻟﻼﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ "‪8‬ﺃﻓﺮﻳﻞ ‪ "2004‬ﲟﺴﺄﻟﺔ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳـﺔ ﻭﳎـﺎﻝ ﺫﻟـﻚ‬ ‫ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ‪ ،‬ﻭﺃﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﱪﺍﻣﺞ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻭﱃ ﻋﻨﺎﻳﺔ ﻭﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺃﻛﱪ‪ ،‬ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﻭﺭﺩﺕ ﻓﺌﺎﺕ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﻛﻤﺎ ﻳﻠﻲ‪:‬‬ ‫ﺣﺠﻢ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ‪ :‬ﺃﺷﺮﻧﺎ ﻟﻠﻜﺸﻒ ﻋﻨﻪ ﲟﺆﺷﺮﻳﻦ ﳘﺎ‪:‬‬ ‫ ﻣﻮﻗﻊ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺿﻤﻦ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﳌﺘﺮﺷﺤﲔ ﻟﻠﺮﺋﺎﺳﻴﺎﺕ‪) :‬ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ‪/‬ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ‪/‬ﺍﻷﺧﲑﺓ(‪.‬‬‫ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﺑﺮﺍﺯ ﺍﳌﺼﺎﺣﺒﺔ‪) :‬ﲢﺖ ﻋﻨﻮﺍﻥ ﻣﺴﺘﻘﻞ ‪ /‬ﰲ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ(‪.‬‬‫*ﺑﺆﺭﺓ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ‪ :‬ﺃﺷﺮﻧﺎ ﻟﻠﻜﺸﻒ ﻋﻨﻪ ﺑﺄﺭﺑﻊ ﻣﺆﺷﺮﺍﺕ ﻫﻲ‪:‬‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪217‬‬

‫ـــــــــــــــــ ﺩ‪.‬ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﺎﻥ ﺑﺮﻗﻮﻕ ﻭﺃ‪ .‬ﺳﻌﺎﺩ ﺑﻦ ﻗﻘﺔ‪ :‬ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‬

‫ﺭﺍﺱ ﺍﳌﺎﻝ ﺍﳌﺎﺩﻱ‪ ،‬ﺭﺃﺱ ﺍﳌﺎﻝ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ‪ ،‬ﺍﳉﺎﻧﺐ ﺍﻟﺒﻴﺪﺍﻏﻮﺟﻲ‪ ،‬ﺍﳉﺎﻧﺐ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ‪.‬‬

‫‪ -4‬ﻋﺮﺽ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﻭﲢﻠﻴﻞ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ‪:‬‬ ‫‪-1-4‬ﺣﺠﻢ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ‪:‬‬

‫ﺗﻜﺸﻒ ﺑﻴﺎﻧﺎﺕ ﲢﻠﻴﻞ ﻣﻜﺎﻥ ﺗﻮﺍﺟﺪ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﲟﺴﺄﻟﺔ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺿﻤﻦ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﳌﺘﺮﺷﺤﲔ ﻟﻼﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳـﻴﺔ‬ ‫"‪8‬ﺃﻓﺮﻳﻞ ‪ "2004‬ﺍﲡﺎﻫﻬﻢ ﳓﻮ ﻭﺿﻌﺘﻬﺎ‪ ،‬ﻭﺃﻭﻟﻮﻳﺔ ﺃﻫﺪﺍﻓﻬﻢ‪ ،‬ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﺣﺠﻢ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻬﻢ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺗﻌﻜﺲ ﺗﻮﺟﻪ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻷﺣـﺰﺍﺏ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‪ ،‬ﻭﰲ ﺳﻴﺎﻕ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﻭﺭﺩﺕ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﺎﺕ ﻛﻼ ﻣﻦ ﺍﳌﺘﺮﺷﺤﲔ "ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻓﻠﻴﺲ" ﻭ"ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻮﺗﻔﻠﻴﻘـﺔ" ﺑﺎﳌﻨﻈﻮﻣـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺿﻤﻦ ﺑﺮﻧﺎﳎﻴﻬﻤﺎ ﻟﻠﺮﺋﺎﺳﻴﺎﺕ ﰲ ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ﺍﻷﻭﱃ‪.‬‬ ‫ﰲ ﺣﲔ ﺟﺎﺀ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﳌﺘﺮﺷﺢ "ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺟﺎﺏ ﺍﷲ" ﺑﺎﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﻟﺮﲰﻴﺔ ﺿﻤﻦ ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﰲ ﺑﺮﻧﺎﳎﻪ‪ ،‬ﺑﻴﻨﻤـﺎ‬ ‫ﺟﺴﺪ ﻛﻼ ﻣﻦ ﺍﳌﺘﺮﺷﺤﲔ "ﻋﻠﻲ ﻓﻮﺯﻱ ﺭﺑﺎﻋﲔ" ﻭ"ﻟﻮﻳﺰﺓ ﺣﻨﻮﻥ" ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻬﻤﺎ ﺑﺎﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺿﻤﻦ ﺍﻟﺼـﻔﺤﺔ ﺍﻷﺧـﲑﺓ‬ ‫ﺿﻤﻦ ﺑﺮﻧﺎﳎﻴﻬﻤﺎ‪ ،‬ﻭﻣﺎ ﻳﻌﻜﺲ ﺫﻟﻚ ﺣﺠﻢ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﳌﺘﺮﺷﺤﲔ ﻟﻼﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ ﺑﺈﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻣـﻦ ﺃﺟـﻞ‬ ‫ﺍﳌﺴﺎﳘﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍ‪‬ﺘﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺸﺎﻣﻠﺔ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﻌﻜﺴﻪ ﺍﳉﺪﻭﻝ ﺭﻗﻢ )‪:(1‬‬

‫ﺟﺪﻭﻝ ﺭﻗﻢ )‪ :(1‬ﻣﻮﻗﻊ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺿﻤﻦ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﳌﺘﺮﺷﺤﲔ ﻟﻠﻼﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ ‪ 8‬ﺃﻓﺮﻳﻞ ‪.2004‬‬ ‫ﺍﳌﺘﺮﺷﺤﲔ‬

‫ﺍﳌﻮﻗﻊ‬

‫ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ‬ ‫ﺍﻟﻮﺳﻂ‬ ‫ﺍﻷﺧﲑﺓ‬

‫ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻓﻠﻴﺲ‬

‫‪+‬‬

‫ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻮﺗﻔﻠﻴﻘﺔ‬

‫ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺟﺎﺏ ﺍﷲ‬

‫ﻋﻠﻲ ﻓﻮﺯﻱ ﺭﺑﺎﻋﲔ‬

‫ﻟﻮﻳﺰﺓ ﺣﻨﻮﻥ‬

‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬

‫‪+‬‬

‫ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ‪ ،‬ﻭﺭﺩﺕ ﺟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻣﺎﺕ ﺿﻤﻦ ﺳﻴﺎﻗﲔ ﳐﺘﻠﻔﲔ‪ ،‬ﺇﺫ ﺗﻨﺎﻭﻝ ﺃﻏﻠﺒﻴﺔ ﺍﳌﺘﺮﺷﺤﲔ ﺑﺪﺭﺍﺳﺔ ﻗﻀـﻴﺔ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ‪ ،‬ﻭﳐﺘﻠﻒ ﺍﺣﺘﻴﺎﺟﺎ‪‬ﺎ ﻭﺍﻟﺘﻐﲑﺍﺕ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺇﺩﺭﺍﺟﻬﺎ ﺿﻤﻨﻬﺎ ﺳﻮﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻜﻤﻲ ﺃ ﻭﺍﻟﻜﻴﻔﻲ ﲢـﺖ ﻋﻨـﺎﻭﻳﻦ‬ ‫ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﺿﻤﻦ ﺑﺮﺍﳎﻬﻢ‪ ،‬ﻣﺎﻋﺪﺍ ﺍﳌﺘﺮﺷﺤﺔ "ﻟﻮﻳﺰﺓ ﺣﻨﻮﻥ" ﺇﺫ ﺷﺪﺕ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺇﺫ ﻃﻐﻰ ﻋﻠﻰ ﺑﺮﻧﺎﳎﻬـﺎ ﺍﻟﻄـﺎﺑﻊ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳـﻲ‬ ‫ﺍﶈﺾ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺍﻧﻌﻜﺲ ﰲ ﲨﻠﺔ ﻗﻀﺎﻳﺎﻫﺎ ﺍﳌﻄﺮﻭﺣﺔ ﺃﳘﻬﺎ ﺗﻌﻤﻴﻖ ﺍﳌﺴﺎﺭ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻲ‪ ،‬ﺷﺮﻋﻴﺔ ﺍﳌﻄﺎﻟﺐ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻠﻴﺔ… ﻭﻣﺎ ﻳﻌﻜﺲ‬ ‫ﺫﻟﻚ ﺃﻭﻟﻮﻳﺎﺕ ﻛﻞ ﺣﺰﺏ ﻭﺟﺪﻭﻟﺔ ﺃﻫﺪﺍﻓﻪ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻳﻌﻜﺲ ﰲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺇﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺘﻪ‪.‬‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪218‬‬

‫ــــــــــــــــــ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ﻭﺗﺄﺳﻴﺴﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ‪ ،‬ﳝﻜﻨﻨﺎ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﺍﳌﺘﺮﺷﺤﲔ "ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻓﻠﻴﺲ" ﻭ"ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻮﺗﻔﻠﻴﻘﺔ" ﺃﻭﻟﻴﺎ ﺣﺠﻤﺎ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻴـﺎ‬ ‫ﺃﻛﱪ ﺑﺎﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﻟﺮﲰﻴﺔ ﺿﻤﻦ ﺑﺮﻧﺎﳎﻴﻬﻤﺎ‪ ،‬ﻳﻠﻴﻬﻤﺎ ﺍﳌﺘﺮﺷﺢ "ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺟﺎﺏ ﺍﷲ" ﰒ ﺍﳌﺘﺮﺷﺤﲔ "ﻋﻠﻲ ﻓﻮﺯﻱ ﺭﺑـﺎﻋﲔ"‬ ‫ﻭ"ﻟﻮﻳﺰﺓ ﺣﻨﻮﻥ"‪.‬‬

‫ﺟﺪﻭﻝ ﺭﻗﻢ )‪ (2‬ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﺑﺮﺍﺯ ﺍﳌﺼﺎﺣﺒﺔ‬

‫ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﺑﺮﺍﺯ‬

‫ﺍﳌﺘﺮﺷﺤﲔ ﻋﻠﻲ ﺑـﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻮﺗﻔﻠﻴﻘﺔ‬ ‫ﻓﻠﻴﺲ‬

‫ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺟﺎﺏ ﻋﻠــﻲ ﻓــﻮﺯﻱ ﻟــﻮﻳﺰﺓ‬

‫ﺍﷲ‬

‫ﺣﻨﻮﻥ‬

‫ﺭﺑﺎﻋﲔ‬

‫ﺍﳌﺼﺎﺣﺒﺔ‬ ‫ﻋﻨﻮﺍﻥ ﻣﺴﺘﻘﻞ‬ ‫ﰲ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ‬

‫‪+‬‬

‫‪+‬‬

‫‪+‬‬

‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪219‬‬

‫ـــــــــــــــــ ﺩ‪.‬ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﺎﻥ ﺑﺮﻗﻮﻕ ﻭﺃ‪ .‬ﺳﻌﺎﺩ ﺑﻦ ﻗﻘﺔ‪ :‬ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‬ ‫ﺟﺪﻭﻝ ﺭﻗﻢ )‪ :(3‬ﳎﺎﻝ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﳌﺘﺮﺷﺤﲔ ﺑﺎﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﻟﺮﲰﻴﺔ ﺿﻤﻦ ﺑﺮﺍﳎﻬﻢ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ ﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺎﺕ ‪ 8‬ﺃﻓﺮﻳﻞ ‪.2004‬‬ ‫ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﳌﺘﺮﺷﺢ‬ ‫ﳎﺎﻝ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ‬ ‫ﺭﺃﺱ ﺍﳌﺎﻝ ﺍﳌﺎﺩﻱ‬

‫ﻋﺒـــﺪ‬

‫ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻓﻠﻴﺲ‬

‫ﻟﻮﻳﺰﺓ ﺣﻨﻮﻥ‬

‫ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻮﺗﻔﻠﻴﻘﺔ‬ ‫‪-‬ﺗـــــﻮﻓﲑ‬

‫ـﺎﺹ‬ ‫ـﺎﻣﺞ ﺧـ‬ ‫ـﺪﺍﺩ ﺑﺮﻧـ‬ ‫‪-‬ﺇﻋـ‬

‫‪-‬ﺗــﺪﻋﻴﻢ ﻣﻴــﺰﺍﻧﻴﱵ‬

‫ﻣﺘﺎ ﻳﻘﺮﺏ ﻋـﻦ‬

‫ﻭﺍﻟﺘﺠﻬﻴﺰﺍﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ‬

‫ـﺔ‬ ‫ﺍﻟﻌــﺎﱄ ﻟﺘﻐﻄﻴــ‬

‫ﺍﻹﻣﻜﺎﻧﺎﺕ ﻟﺘﺄﻃﲑ‬

‫ﻹﻋﺎﺩﺓ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﻟﻠﻤﻨﺸـﺂﺕ‬

‫ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻃﺎﻟﺐ‬

‫ﻗﻄﺎﻉ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‬

‫ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺟﺎﺏ‬

‫ﻋﻠــﻲ ﻓــﻮﺯﻱ‬

‫ﺍﷲ‬

‫ﺭﺑﺎﻋﲔ‬ ‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫ﺍﳊﺎﺟﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻀﺨﻤﺔ‬

‫ﺭﺃﺱ ﺍﳌﺎﻝ‬

‫‪-‬ﲢﺴﲔ ﺍﻟﻮﺿﻌﻴﺔ‬

‫ـﻲ‬ ‫ـﺎﻧﻮﻥ ﺃﺳﺎﺳـ‬ ‫ـﺪﺍﺩ ﻗـ‬ ‫‪-‬ﺇﻋـ‬

‫ـﻌﻴﺔ‬ ‫ـﲔ ﺍﻟﻮﺿـ‬ ‫‪-‬ﲢﺴـ‬

‫‪-‬ﺍﺳــﺘﺮﺟﺎﻉ‬

‫‪-‬ﻭﺿﻊ ﻗـﺎﻧﻮﻥ‬

‫ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ‬

‫ـﺔ‬ ‫ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴـــ‬

‫ﻟﻠﻤﻌﻠﻢ ﻟﱪﻭﺯ ﳕﻂ ﺗﻌﻠﻴﻤـﻲ‬

‫ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﻤﻮﻇﻔﲔ‬

‫ﺍﻟﻜﻔــﺎﺀﺍﺕ‬

‫ﳌﻌﺎﻭﱐ ﺍﻟﻘﻄـﺎﻉ‬

‫ﻟﻠﻤﺘﻌﻠﻤﲔ‬

‫ﺭﻓﻴﻊ ﺍﳌﺴﺘﻮﻯ‬

‫ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ‬

‫‪-‬ﲢﺴﲔ ﻣﺴﺘﻮﻯ‬

‫ﺍﳌﻌﻠﻤﲔ‬ ‫ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ‬

‫ﰲ ﻗﻄــﺎﻉ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴــﺔ‬

‫ﻭﺍﻷﺩﻣﻐﺔ‬

‫ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ‬

‫‪-‬ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ‬

‫‪-‬ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﺘﺸﺎﻭﺭ ﻻﺳﻴﻤﺎ ﻋﻦ‬

‫ﻭﺍﻟﻮﻃﻦ ﰲ ﻣﻴﺪﺍﻥ‬

‫ﺣﻮﻝ ﺍﳌﺴﺎﺋﻞ ﺍﳍﺎﻣﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴـﺒﺔ‬

‫ـﺔ‬ ‫ﺍﻟﻼﻣﺮﻛﺰﻳـــ‬

‫ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ‪.‬‬

‫‪-‬ﺩﻣﻘﺮﻃﺔ ﺗﺴـﻴﲑ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣـﺔ‬

‫ﺍﻟﺘﺴــﻴﲑ‪ ،‬ﻭﺇﺩﺍﺭﺓ‬

‫‪-‬ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﳉﻤﻌﻴـﺎﺕ‬

‫ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ‪.‬‬

‫ﺑــﲔ ﺍﳉﺎﻟﻴــﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺑﺈﺳـﻬﺎﻡ‬

‫ﻃﺮﻳﻖ ﺍ‪‬ﺎﻟﺲ ﺍﻟﱵ ﺗﺘـﺪﺍﻭﻝ‬

‫‪-‬ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺇﺳـﻬﺎﻡ‬

‫ﰲ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ‬

‫ﺃﻭﻟﻴﺎﺀ ﺍﻟﺘﻼﻣﻴﺬ ﻟـﱪﻭﺯ ﳕـﻂ‬

‫ﺇﱃ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ‬

‫‪-‬‬

‫ﺍﳌﻴﺰﺍﻧﻴـــــﺔ‬

‫ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ )ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ(‬ ‫ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ‪.‬‬

‫ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﳋـﺎﺹ‬

‫‪-‬ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺳﻴﺎﺳـﺔ‬

‫ﺍﻟﻌﺎﺩﻟﺔ ﰲ ﻣـﻮﺍﺩ‬ ‫ﻣﺆﺳﺴــــﺎﺕ‬

‫ﺗﻌﻠﻴﻤﻲ ﺭﻓﻴﻊ ﺍﳌﺴﺘﻮﻯ‪.‬‬

‫ﻋﻤﻮﻣﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺒﻴﺪﺍﻏﻮﺟﻴﺔ‬

‫‪-‬ﺍﺳــﺘﻌﻤﺎﻝ ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴــﺎﺕ‬

‫ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻭﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﰲ‬ ‫ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ‪ ،‬ﻣﻊ ﺿﻤﺎﻥ‬ ‫ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ‪‬ﺎﻧﻴﺔ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻙ‪.‬‬

‫‪-‬ﺍﺳــﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﳌﺆﺳﺴــﺎﺕ‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬ﲢﺴـــﲔ‬

‫ﺍﻟـــﱪﺍﻣﺞ‬

‫‪-‬‬

‫ﻭﺍﳉﻮﺍﻧــﺐ‬

‫ﺍﻟﺒﻴﺪﺍﻏﻮﺟﻴﺔ‬

‫ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻟﺸﺒﻜﺔ ﺍﻹﻧﺘﺮﻧﺖ‪.‬‬

‫ـﺎﺕ‬ ‫ـﻢ ﺍﻟﻠﻐـ‬ ‫ـﺠﻴﻊ ﺗﻌﻠـ‬ ‫‪-‬ﺗﺸـ‬

‫ـﺔ ﰲ ﻛــﻞ ﺃﻃــﻮﺍﺭ‬ ‫ﺍﻷﺟﻨﺒﻴـ‬ ‫ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪220‬‬

‫ــــــــــــــــــ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ﺍﺳﺘﻬﻠﺖ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﳌﺘﺮﺷﺤﲔ ﻟﻼﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ "‪ 8‬ﺃﻓﺮﻳﻞ ‪ "2004‬ﳐﺘﻠﻒ ﺍ‪‬ـﺎﻻﺕ ﻭﺍﻧﺸـﻐﺎﻻﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟـﺔ‬ ‫ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ‪ ،‬ﻭﻣﺎ ﻳﻜﺸﻒ ﺫﻟﻚ ﺗﻮﺟﻬﺎ‪‬ﻢ ﻭﺟﺪﻭﻟﺔ ﺃﻫﺪﺍﻓﻬﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻜﺴﻪ ﺩﺭﺟﺔ ﻭﳎﺎﻝ ﺗﺮﻛﻴﺰ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻬﻢ ﺍﳌﻨﺒﺜﻖ ﻣـﻦ‬ ‫ﺃﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺘﻬﻢ ﻟﺮﺳﻢ ﺍﳌﺴﺎﺭ ﺍﳊﻘﻴﻘﻲ ﳊﻞ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﻟﺒﻨﺎﺀ ﺟﺰﺍﺋﺮ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ‪ ،‬ﻣﺴﺘﻘﺮﺓ ﺿﻤﻦ ﻣﺴﺎﺭ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﳌﺘﻘﺪﻣﺔ‬ ‫ﻭﻟﻜﺴﺐ ﺗﺄﻳﻴﺪ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻮﻃﲏ‪.‬‬ ‫ﻭﰲ ﺳﻴﺎﻕ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﺭﻛﺰ ﺍﳌﺘﺮﺷﺢ "ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻮﺗﻔﻠﻴﻘﺔ" ﻋﻠﻰ ﲨﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ﺍﻓﺘﺘﺤﻬﺎ ﺑﺎﺳـﺘﻜﻤﺎﻝ ﺍﳌﺼـﺎﳊﺔ‬ ‫ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ‪ ،‬ﻭﲢﺴﲔ ﺍﳋﺪﻣﺔ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﺟﺎﻟﻴﺘﻨﺎ ﺑﺎﳋﺎﺭﺝ‪ ،‬ﻭﻣﻮﺍﺻﻠﺔ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﳌﺴﺘﺪﳝﺔ‪ ،‬ﻣﻊ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﻣﻮﻗـﻊ‬ ‫ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ‪.‬‬ ‫ﺃﻣﺎ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﳌﺘﺮﺷﺢ "ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻓﻠﻴﺲ" ﺍﺳﺘﻮﻗﻒ ﳐﺘﻠﻒ ﺍﶈﻄﺎﺕ ﺍﻟﻜﱪﻯ ﺍﻟﱵ ﻣﻴﺰﺕ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﻟﻴﺆﺳـﺲ‬ ‫ﻻﻗﺘﺮﺍﺣﺎﺗﻪ ﻭﺗﻮﺻﻴﺎﺗﻪ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﺭﻛﺰ ﻋﻠﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺑﺄﺑﻌﺎﺩﻫﺎ ﺍﻟﺜﻼﺙ‪ ،‬ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ‪ ،‬ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬ﻛﻤـﺎ‬ ‫ﺃﻛﺪ ﻋﻠﻰ ﺇﻟﺰﺍﻣﻴﺔ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﻗﻴﻢ ﺍﳍﻮﻳﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺍﳊﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﺎﺩﻟـﺔ ﻣـﻦ ﺍﳌﻮﺍﻗـﻒ‬ ‫ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﺗﻌﻤﻴﻖ ﺍﳌﺴﺎﺭ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻲ‪.‬‬ ‫ﰲ ﺣﲔ ﺃﻛﺪ ﺍﳌﺘﻨﺎﻓﺲ "ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺟﺎﺏ ﺍﷲ" ﻋﻠﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺇﺻﻼﺡ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ‪ ،‬ﻭﺑﻨﺎﺀ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻟﺴﻴﺎﺳـﺔ‬ ‫ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ‪‬ﺪﻑ ﺇﱃ ﲢﻘﻴﻖ ﺍﻻﲢﺎﺩ ﺍﳌﻐﺎﺭﰊ ﻭﺍﻹﻓﺮﻳﻘﻲ‪ ،‬ﻧﺎﻫﻴﻚ ﻋﻦ ﺍﳌﻨﺎﺻﺮﺓ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺸﺎﻣﻠﺔ ﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻌـﺎﱂ ﺍﻟﻌـﺮﰊ‬ ‫ﻭﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻛﻤﺎ ﺍﻗﺘﺮﺡ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﳉﻬﺎﺯﻱ ﺍﻷﻣﻦ ﻭﺍﻟﺪﻓﺎﻉ‪.‬‬ ‫ﺑﺎﳌﻘﺎﺑﻞ ﺗﻨﺎﻭﻟﺖ ﳑﺜﻠﺔ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻌﻤﺎﻝ ﺍﳌﺘﺮﺷﺤﺔ "ﻟﻮﻳﺰﺓ ﺣﻨﻮﻥ" ﺟﺬﻭﺭ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ‪ ،‬ﻭﺳﺒﻞ ﺣﻠـﻬﺎ‪،‬‬ ‫ﺇﺫ ﺃﻛﺪﺕ ﻋﻠﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﲡﺴﻴﺪ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻣﻦ ﺑﺎ‪‬ﺎ ﺍﻟﻮﺍﺳﻊ‪ ،‬ﻭﺃﺩﺭﺟﺖ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻷﻣﺎﺯﻳﻐﻴﺔ ﻣﻊ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﺍﳌﻄﺎﻟـﺐ‬ ‫ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻠﻴﺔ‪ ،‬ﻧﺎﻫﻴﻚ ﻋﻦ ﻓﺘﺢ ﻣﻠﻔﺎﺕ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ ﻭﻣﺘﺮﺗﺒﺎﺗﻪ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺃﺩﺭﺟﺖ ﺍﻟﻮﺿﻌﻴﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﻤـﻮﺍﻃﻦ ﺍﳉﺰﺍﺋـﺮﻱ‬ ‫ﲢﺖ ﳐﺘﻠﻒ ﺍﻟﻌﻨﺎﻭﻳﻦ‪.‬‬ ‫ﻭﻻ ﻳﺘﺄﻛﺪ ﳑﺎ ﺳﺒﻖ ﺃﻥ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﳌﺘﺮﺷﺤﲔ ﻟﻼﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ "‪8‬ﺃﻓﺮﻳﻞ ‪ "2004‬ﺗﻨﺎﻭﻟﺖ ﻓﻘـﻂ ﺍﳉﻮﺍﻧـﺐ‬ ‫ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻓﺤﺴﺐ‪ ،‬ﺑﻞ ﻹﻋﻄﺎﺀ ﻧﻈﺮﺓ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻭﺳﺮﻳﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ﺍﻟﱵ ﺭﻛﺰﻭﺍ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻟﻨﺆﺳﺲ ﻓﻴﻤـﺎ ﺑﻌـﺪ‬ ‫ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺧﺎﺻﺔ ﺗﺘﺴﻢ ﺑﺎﻟﺸﻤﻮﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻗﺔ ﳌﻮﻗﻊ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺿﻤﻦ ﺑﺮﺍﳎﻬﻢ‪ ،‬ﻭﺍﻟﱵ ﺗﺘﺄﺭﺟﺢ ﰲ ﻫﺮﻡ ﻳﻀﻴﻖ ﻭﻳﺘﺴـﻊ‬ ‫ﳎﺴﺪﺍ ﻟﻨﺎ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﻭﳎﺎﻟﻪ ﻭﺩﺭﺟﺘﻪ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺃﻓﺮﺯﺗﻪ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﻜﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﰎ ﺗﺒﻮﻳﺒﻬﺎ ﻟﺘﻜﻤﻴﻤﻬـﺎ ﻭﺗﻜﻴﻴﻔﻬـﺎ ﰲ‬ ‫ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﺧﻠﺼﻨﺎ ﺇﱃ ﲨﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺳﻨﺘﻨﺎﻭﳍﺎ ﺑﺎﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﺘﻔﺴﲑ‪ ،‬ﻣﺒﺘﻐﺎﻩ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﱃ ﺍﻟﻨﺘـﺎﺋﺞ ﺍﻟﻌﺎﻣـﺔ‬ ‫ﻟﻺﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻻﺕ ﺍﳌﻄﺮﻭﺣﺔ‪.‬‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪221‬‬

‫ـــــــــــــــــ ﺩ‪.‬ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﺎﻥ ﺑﺮﻗﻮﻕ ﻭﺃ‪ .‬ﺳﻌﺎﺩ ﺑﻦ ﻗﻘﺔ‪ :‬ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‬

‫ﻭﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻨﺤﻰ ﺃﻋﻄﻰ ﺍﳌﺘﺮﺷﺢ "ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻓﻠﻴﺲ" ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻷﻛﱪ ﺿﻤﻦ ﺑﺮﻧﺎﳎﻪ ﻟﻠﻤﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ‪ ،‬ﺇﺫ ﺭﻛـﺰ‬ ‫ﺃﻛﺜﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﳉﺎﻧﺐ ﺍﻟﺒﻴﺪﺍﻏﻮﺟﻲ ﳌﻮﺍﻛﺒﺔ ﺍﻟﺘﺤﻮﻻﺕ ﺍ‪‬ﺘﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺸﺎﻣﻠﺔ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‪ ،‬ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺿـﺮﻭﺭﺓ ﺍﺳـﺘﻌﻤﺎﻝ‬ ‫ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎﺕ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻭﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﰲ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﳎﺎﻧﺎ‪ ،‬ﻟﻀﻤﺎﻥ ﺍﻻﺳـﺘﻬﻼﻙ ﺍﻟﻌـﺎﺩﻝ ﻭﺍﻟﻌـﺎﻡ ﻟﻜـﻞ‬ ‫ﺍﳌﺪﺧﻼﺕ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺭﻓﻴﻊ ﺍﳌﺴﺘﻮﻯ‪.‬‬ ‫ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﺫﻟﻚ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻟﺸﺒﻜﺔ ﺍﻹﻧﺘﺮﻧﺖ‪ ،‬ﻭﺗﺸﺠﻴﻊ ﺗﻌﻠﻢ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻷﺟﻨﺒﻴـﺔ ﳌﻮﺍﻛﺒـﺔ‬ ‫ﺍﻟﻌﺼﺮﻧﺔ‪ ،‬ﻭﺍﳌﺴﺎﳘﺔ ﰲ ﻣﺴﺎﺭ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‪ ،‬ﺇﱃ ﺟﺎﻧﺐ ﺫﻟﻚ ﺍﻫﺘﻢ ﺑﺎﳉﺎﻣﻌﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺍﳌﺆﻫـﻞ ﻟﻘﻄـﺎﻉ‬ ‫ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﱄ ﻭﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ‪ ،‬ﻭﲨﻠﺔ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﺟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﺒﻴﺪﺍﻏﻮﺟﻴـﺔ ﻟﻠﻤﺘﺮﺷـﺢ ﺗﻌﻜـﺲ‬ ‫ﺣﺪﺍﺛﺘﻬﺎ ﻭﺿﺮﻭﺭﺓ ﻣﻮﺍﻛﺒﺘﻬﺎ ﻟﻠﻌﻮﳌﺔ‪.‬‬ ‫ﺃﻣﺎ ﺍﳉﺎﻧﺐ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ ﻟﻠﻤﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﺭﻛﺰ ﺍﳌﺘﺮﺷﺢ ﺿﻤﻦ ﺑﺮﻧﺎﳎﻪ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﰊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸـﺮﺍﻛﺔ ﰲ ﺇﻃـﺎﺭ‬ ‫ﺍﻟﺘﺴﻴﲑ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺘﺸﺎﻭﺭ ﰲ ﺍﳌﺴﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﳍﺎﻣﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍ‪‬ﺎﻟﺲ ﻭﺩﻣﻘﺮﻃـﺔ ﺗﺴـﻴﲑ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣـﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳـﺔ‪،‬‬ ‫ﻭﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﳉﻤﻌﻴﺎﺕ ﺃﻭﻟﻴﺎﺀ ﺍﻟﺘﻼﻣﻴﺬ‪ ،‬ﻭﻓﻴﻤﺎ ﳜﺺ ﺍﳌﻮﺍﺭﺩ ﺍﳌﺎﺩﻳﺔ ﺃﻗﺮ ﺍﳌﺘﺮﺷﺢ ﻋﻠﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺇﻋـﺎﺩﺓ ﺍﻻﻋﺘﺒـﺎﺭ‬ ‫ﻟﻠﻤﻨﺸﺂﺕ ﻭﺍﻟﺘﺠﻬﻴﺰﺍﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ‪ ،‬ﻣﻊ ﺇﻋﺪﺍﺩ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺃﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﻤﻌﻠﻢ ﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﳌﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ‪.‬‬ ‫ﻭﳑﺎ ﺗﺄﰐ ﳔﻠﺺ ﺇﱃ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﺍﳌﺘﺮﺷﺢ "ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻓﻠﻴﺲ" ﻳﻬﺪﻑ ﺇﱃ ﲢﻘﻴﻖ ﺍﻟﺘﻮﺍﻓـﻖ ﻣـﺎ ﺑـﲔ ﺍﻟﺘﺤـﺪﻳﺎﺕ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﻄﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻮﳌﻴﺔ ﻭﻣﻨﻬﺎﺝ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻣﻊ ﺗﺄﻛﻴﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﺍﻟﺸﺮﺍﻛﺔ ﰲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﺘﺴﻴﲑ‪.‬‬ ‫ﺑﺎﳌﻘﺎﺑﻞ ﺭﻛﺰ ﺍﳌﺘﺮﺷﺢ "ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻮﺗﻔﻠﻴﻘﺔ" ﻛﻨﻈﲑﻩ "ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻓﻠﻴﺲ" ﻋﻠﻰ ﺍﳉﺎﻧﺐ ﺍﻟﺒﻴﺪﺍﻏﻮﺟﻲ‪ ،‬ﳎﺴﺪﺍ ﺫﻟﻚ‬ ‫ﰲ ﺇﺻﻼﺡ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﺎﳋﺼﻮﺻﻴﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﻔﺘﺢ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﺪﺍﺛﺔ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﻣﺮﺍﺟﻌـﺔ‬ ‫ﺑﺮﺍﻣﺞ ﻭﺃﻃﻮﺍﺭ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻣﻊ ﲢﺴﲔ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﳌﻌﻠﻤﲔ ‪‬ﺪﻑ ﺿﻤﺎﻥ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﻣﺆﻫﻞ ﻭﻓﻌﺎﻝ‪ ،‬ﺃﻣﺎ ﰲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ‪ ،‬ﻓﻘـﺪ‬ ‫ﺣﺼﺮ ﺍﳌﺘﺮﺷﺢ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻪ ﺿﻤﻦ ﺑﺮﻧﺎﳎﻪ ﰲ ﺍﳋﺼﺨﺼﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺇﺳﻬﺎﻡ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﳋﺎﺹ ﰲ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴـﺔ ﺇﱃ‬ ‫ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﻋﻤﻮﻣﻴﺔ‪ ،‬ﻧﺎﻫﻴﻚ ﻋﻦ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺑﲔ ﺍﳉﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﻮﻃﻦ ﰲ ﻣﻴﺪﺍﻥ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺑﺈﺳﻬﺎﻡ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ‪.‬‬ ‫ﻛﻤﺎ ﲡﺴﺪ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻪ ﺑﺎﳌﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﰲ ﲢﺴﲔ ﺍﻟﻮﺿﻌﻴﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﻤﻌﻠﻤﲔ ﻣﻊ ﲢﺴـﲔ ﻣﺴـﺘﻮﺍﻫﻢ‪ ،‬ﺃﻣـﺎ‬ ‫ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﳉﺎﻧﺐ ﺍﳌﺎﺩﻱ ﻓﻘﺪ ﲤﺜﻞ ﰲ ﺗﻮﻓﲑ ﺍﻹﻣﻜﺎﻧﺎﺕ ﺍﳌﺎﺩﻳﺔ ﻟﺘﺄﻃﲑ ﻣﺎ ﻳﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻃﺎﻟﺐ‪.‬‬ ‫ﻭﺗﺄﺳﻴﺴﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ‪ ،‬ﳔﻠﺺ ﺇﱃ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﺍﳌﺘﺮﺷﺢ "ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻮﺗﻔﻠﻴﻘﺔ" ﺍﻧﺼﺐ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻪ ﺃﻛﺜﺮ ﰲ ﺍﳉﺎﻧـﺐ‬ ‫ﺍﻟﺒﻴﺪﺍﻏﻮﺟﻲ ﻭﲤﺜﻞ ﰲ ﺍﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﺎﳋﺼﻮﺻﻴﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﻔﺘﺢ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺧﺮ ﻣﻊ ﺗﺄﻛﻴﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﺼﺨﺼﺔ ﰲ ﳎـﺎﻝ‬ ‫ﺍﻟﺘﺴﻴﲑ‪.‬‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪222‬‬

‫ــــــــــــــــــ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ﻭﺗﻠﻲ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻠﺘﺮﺗﻴﺐ ﺍﻟﺘﺼﺎﻋﺪﻱ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺩﺭﺟﺔ ﻭﳎﺎﻝ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﳌﺘﺮﺷﺢ "ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺟـﺎﺏ‬ ‫ﺍﷲ" ﺑﺘﺮﻛﻴﺰﻩ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺍﳉﺎﻧﺒﲔ ﺍﻟﺒﻴﺪﺍﻏﻮﺟﻲ ﻭﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ‪ ،‬ﻭﲡﺴﺪ ﺫﻟﻚ ﰲ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻪ ﺑﺎﳉﺎﻣﻌﺔ ﺑﺼﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ‪ ،‬ﻣـﻦ‬ ‫ﺣﻴﺚ ﺗﺄﻃﲑ ﺍﻷﺳﺎﺗﺬﺓ ﻭﺇﻋﻄﺎﺀ ﻗﻴﻤﺔ ﻟﻺﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﰲ ﺍﻟﺘﻮﻇﻴﻒ ﻭﺍﻟﺘﺮﻗﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﲟﺮﺍﻛﺰ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤـﻲ‪ ،‬ﻣـﻊ‬ ‫ﲢﺴﲔ ﺍﻟﱪﺍﻣﺞ ﻭﺍﳉﻮﺍﻧﺐ ﺍﻟﺒﻴﺪﺍﻏﻮﺟﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻓﻴﻤﺎ ﳜﺺ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺃﻛﺪ ﻋﻠﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﳌـﻮﺍﺯﺍﺓ ﺑـﲔ ﺍﳌـﺪﺧﻼﺕ‬ ‫ﺍﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ﻭﺍﳌﺨﺮﺟﺎﺕ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﻋﺪﻡ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﳋﺪﻣﺎﺕ ﺍﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ﰲ ﺣﲔ ﺃﻋﺎﺭ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﺎ ﺃﻗﻞ ﺑﺮﺃﺱ ﺍﳌـﺎﻝ ﺍﻟﺒﺸـﺮﻱ‬ ‫ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﺳﺘﺮﺟﺎﻉ ﺍﻟﻜﻔﺎﺀﺍﺕ ﻭﺍﻷﺩﻣﻐﺔ‪.‬‬ ‫ﺃﻣﺎ ﺍﳌﺘﺮﺷﺢ "ﻋﻠﻲ ﻓﻮﺯﻱ ﺭﺑﺎﻋﲔ" ﻓﻘﺪ ﺣﺼﺮ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻪ ﺑﺎﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺎﻧﺐ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ‪ ،‬ﻣـﻦ ﺧـﻼﻝ‬ ‫ﲨﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ﲤﺜﻠﺖ ﰲ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﳌﻴﺰﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﻼﻣﺮﻛﺰﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﺩﻟﺔ ﰲ ﻣﻮﺍﺩ ﺍﻟﺘﺴـﻴﲑ ﻭﺇﺩﺍﺭﺓ ﻣﺆﺳﺴـﺎﺕ ﺍﻟﻘﻄـﺎﻉ‬ ‫ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ‪ ،‬ﻭﻭﺿﻊ ﺍﳌﺪﺍﺭﺱ ﰲ ﻭﺳﻂ ﺍ‪‬ﻤﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻜﱪﻯ‪ ،‬ﻧﺎﻫﻴﻚ ﻋﻦ ﻭﺿﻊ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﳌﻌﺎﻭﱐ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺘﺮﺑـﻮﻱ‬ ‫ﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﳌﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ‪ ،‬ﺑﺎﳌﻘﺎﺑﻞ ﱂ ﺑﻌﺮ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﺎ ﻟﻠﻤﻮﺍﺭﺩ ﺍﳌﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﳉﺎﻧﺐ ﺍﻟﺒﻴﺪﺍﻏﻮﺟﻲ‪.‬‬ ‫ﰲ ﺣﲔ ﱂ ﺗﻌﺮ ﺍﳌﺘﺮﺷﺤﺔ "ﻟﻮﻳﺰﺓ ﺣﻨﻮﻥ" ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﺎ ﺑﺎﳉﺎﻧﺐ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ ﻭﺃﻛﺪﺕ ﻋﻠﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺗـﺪﻋﻴﻢ ﻣﻴـﺰﺍﻧﻴﱵ‬ ‫ﻗﻄﺎﻉ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﱄ ﻟﺘﻐﻄﻴﺔ ﺍﳊﺎﺟﻴﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻀﺨﻤﺔ ﻣـﻊ ﲢﺴـﲔ ﺍﻟﻮﺿـﻌﻴﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ‬ ‫ﻟﻠﻤﻮﻇﻔﲔ ﰲ ﻗﻄﺎﻉ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﰲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻬﺎ ﺑﺎﳌﻮﻇﻔﲔ )ﺍﻟﻌﻤﺎﻝ( ﺑﺼﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻣﻦ ﺃﺟـﻞ ﺗﻨﻤﻴـﺔ ﺍﳌـﻮﺍﺭﺩ‬ ‫ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ‪.‬‬ ‫ﻭﺍﻋﺘﻤﺎﺩﺍ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﳝﻜﻨﻨﺎ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﺍﳌﺘﺮﺷﺤﺔ "ﻟﻮﻳﺰﺓ ﺣﻨﻮﻥ" ﱂ ‪‬ﺘﻢ ﺑﺎﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳـﺔ ﺿـﻤﻦ‬ ‫ﺑﺮﻧﺎﳎﻬﺎ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﰊ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﺎﳌﺘﺮﺷﺤﲔ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﺇﱃ ﺟﺎﻧﺐ ﺫﻟﻚ ﻭﺭﺩ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻬـﺎ ﰲ ﺳـﻴﺎﻕ ﻣﻄﺎﻟـﺐ‬ ‫ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﳐﺘﻠﻔﺔ‪.‬‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪223‬‬

‫ـــــــــــــــــ ﺩ‪.‬ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﺎﻥ ﺑﺮﻗﻮﻕ ﻭﺃ‪ .‬ﺳﻌﺎﺩ ﺑﻦ ﻗﻘﺔ‪ :‬ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‬

‫ﺍﳋﺎﲤﺔ‪:‬‬ ‫ﺗﻨﺎﻭﻟﺖ ﺩﺭﺍﺳﺘﻨﺎ ﺍﳌﺘﻮﺍﺿﻌﺔ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﰲ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻷﳘﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ﰲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍ‪‬ﺘﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺸـﺎﻣﻠﺔ‪ ،‬ﺃﻻ ﻭﻫـﻮ‬ ‫ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﳌﺘﺮﺷﺤﲔ ﻟﻼﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ "‪8‬ﺃﻓﺮﻳﻞ ‪ ،"2004‬ﺣﻴﺚ ﺍﻧﻄﻠﻘـﺖ ﻣـﻦ ﺗﺴـﺎﺅﻟﲔ‬ ‫ﺭﺋﻴﺴﻴﲔ ﳘﺎ‪:‬‬ ‫‪ -1‬ﻣﺎ ﺣﺠﻢ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﳌﺘﺮﺷﺤﲔ ﻟﻼﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ "‪8‬ﺃﻓﺮﻳﻞ ‪ "2004‬ﺑﺎﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ؟‬ ‫‪ -2‬ﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﳉﻮﺍﻧﺐ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﺃﻋﺎﺭﺕ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﳌﺘﺮﺷﺤﲔ ﻟﻼﻧﺘﺨﺎﺑـﺎﺕ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳـﻴﺔ‬ ‫"‪8‬ﺃﻓﺮﻳﻞ ‪ "2004‬؟‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﱃ ﺇﺟﺎﺑﺎﺕ ﻟﻠﺘﺴﺎﺅﻻﺕ ﺍﳌﻄﺮﻭﺣﺔ‪ ،‬ﻗﻤﻨﺎ ﺑﺪﺭﺍﺳﺔ ﻭﺻﻔﻴﺔ ﲢﻠﻴﻠﻴﺔ‪ ،‬ﻣﻌﺘﻤﺪﻳﻦ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻃﺎﺭ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻬﺞ ﲢﻠﻴﻞ ﺍﳌﻀﻤﻮﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻃﺒﻖ ﻋﻠﻰ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﳌﺘﺮﺷﺤﲔ ﻟﻼﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ "‪8‬ﺃﻓﺮﻳﻞ ‪ "2004‬ﻣﻦ ﺧـﻼﻝ‬ ‫ﺍﳊﺼﺮ ﺍﻟﺸﺎﻣﻞ ﻓﺨﻠﺼﻨﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ‪:‬‬ ‫‪ -1‬ﺃﻥ ﺣﺠﻢ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﳌﺘﺮﺷﺤﲔ ﻟﻼﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ "‪8‬ﺃﻓﺮﻳﻞ ‪ "2004‬ﺑﺎﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻣﺮﺗﻔﻊ ﺇﱃ‬ ‫ﺣﺪ ﻣﺎ‪ ،‬ﻭﲡﺴﺪ ﺫﻟﻚ ﰲ ﺍﺣﺘﻼﻝ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﲟﺴﺄﻟﺔ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺿﻤﻦ ﺑﺮﺍﳎﻬﻢ ﰲ ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ ﺍﻷﻭﱃ ﻟﻜـﻞ ﻣـﻦ‬ ‫ﺍﳌﺘﺮﺷﺤﲔ "ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻓﻠﻴﺲ" ﻭ"ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻮﺗﻔﻠﻴﻘﺔ"‬ ‫ﺃﻣﺎ ﺍﳌﺘﺮﺷﺢ "ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺟﺎﺏ ﺍﷲ " ﻓﻘﺪ ﺣﺼﺮ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻪ ﰲ ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﺿﻤﻦ ﺑﺮﻧﺎﳎﻪ‪ ،‬ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺟﺴﺪ ﻛـﻼ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﳌﺘﺮﺷﺤﲔ "ﻋﻠﻲ ﻓﻮﺯﻱ ﺭﺑﺎﻋﲔ" ﻭ"ﻟﻮﻳﺰﺓ ﺣﻨﻮﻥ" ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻬﻤﺎ ﺿﻤﻦ ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ ﻟﱪﻧﺎﳎﻴﻬﻤـﺎ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿـﺎﻓﺔ‬ ‫ﻭﺭﺩﺕ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻣﺎﺕ ﲢﺖ ﻋﻨﺎﻭﻳﻦ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﺿﻤﻦ ﺑﺮﺍﳎﻬﻢ‪ ،‬ﻣﺎﻋﺪﺍ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﳌﺘﺮﺷﺤﺔ "ﻟﻮﻳﺰﺓ ﺣﻨﻮﻥ" ﺇﺫ ﺃﻭﺭﺩﺕ ﺫﻟـﻚ‬ ‫ﰲ ﺳﻴﺎﻕ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﺎﺕ ﳐﺘﻠﻔﺔ ﻣﻊ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻬﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﺑﺎﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻭﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ‪.‬‬ ‫‪ -2‬ﺇﻥ ﺍﳉﻮﺍﻧﺐ ﺍﻟﱵ ﺃﻋﺎﺭﺕ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﳌﺘﺮﺷﺤﲔ ﻟﻼﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ "‪8‬ﺃﻓﺮﻳـﻞ ‪ "2004‬ﲤﺜﻠـﺖ ﰲ‬ ‫ﺃﺭﺑﻊ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﺭﺋﻴﺴﻴﺔ‪ ،‬ﺍﺧﺘﻠﻔﺖ ﺩﺭﺟﺔ ﺗﺮﻛﻴﺰﻫﺎ ﻣﻦ ﻣﺘﺮﺷﺢ ﻵﺧﺮ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﺭﻛﺰ ﺍﳌﺘﺮﺷﺢ "ﻋﻠﻲ ﺑـﻦ ﻓﻠـﻴﺲ" ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﺍﳉﺎﻧﺒﲔ ﺍﻟﺒﻴﺪﺍﻏﻮﺟﻲ ﻭﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ‪ ،‬ﻭﺃﻛﺪ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﻣﻮﺍﻛﺒﺔ ﻣﻨﻬﺎﺝ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳـﺔ ﻟﻠﺘﻄـﻮﺭﺍﺕ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ )ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ( ﻣﻊ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻣﻘﺮﻃﺔ ﰲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﺘﺴﻴﲑ ﻭﺍﻟﺸﺮﺍﻛﺔ ﰲ ﺍﲣﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ‪.‬‬ ‫ﻭﻣﺎ ﻳﱪﺯ ﻫﺬﺍ ﺗﺄﻛﻴﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﻣﺴﺎﳘﺔ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﻜﻮﻛﺒﺔ ﻣﻊ ﺗﺸـﺠﻴﻌﻪ ﻟﻠﻐـﺔ ﺍﳊـﻮﺍﺭ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﺸﺎﻭﺭ‪ ،‬ﺃﻱ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﲟﻔﻬﻮﻣﻬﺎ ﺍﳊﺪﻳﺚ‪ ،‬ﻭﻫﺬﻳﻦ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﲔ‪ ،‬ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﳘﺎ ﺑﺆﺭﺓ ﻣﻦ ﺑﺆﺭ ﻧﻘﺎﺵ ﺍﻟﻌـﺎﱂ‬ ‫ﺍﻟﻴﻮﻡ‪ ،‬ﺃﻣﺎ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﳌﺘﺮﺷﺢ "ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻮﺗﻔﻠﻴﻘﺔ" ﻓﻘﺪ ﺃﻛﺪ ﻋﻠﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺇﺻﻼﺡ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳـﺔ ﻣـﻦ ﺧـﻼﻝ‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪224‬‬

‫ــــــــــــــــــ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ﺍﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﺎﳍﻮﻳﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﻟﻠﺮﻭﺡ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻃﻠﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺘﻔﺘﺢ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﺪﺍﺛﺔ‪ ،‬ﻣﻊ ﻣﺮﺍﺟﻌـﺔ ﺑـﺮﺍﻣﺞ‬ ‫ﻭﺃﻃﻮﺍﺭ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‪.‬‬ ‫ﻭﺑﺎﳌﺨﺘﺼﺮ ﺍﳌﻔﻴﺪ ﺃﻗﺮ ﻋﻠﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺇﺻﻼﺡ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻣﻊ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻅ ﺑﺎﳋﺼﻮﺻﻴﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﻔـﺘﺢ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﳊﺪﺍﺛﺔ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﺫﻟﻚ ﺗﺄﻛﻴﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺇﺳﻬﺎﻡ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﳋﺎﺹ ﰲ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴـﺔ ﺇﱃ ﺟﺎﻧـﺐ‬ ‫ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﻋﻤﻮﻣﻴﺔ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺍﻫﺘﻢ ﺍﳌﺘﺮﺷﺤﺎﻥ ﺑﺮﺃﺱ ﺍﳌﺎﻝ ﺍﳌﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﻟﻜﻦ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺍﻗﻞ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﺎ‪‬ـﺎﻻﺕ ﺍﻷﺧـﺮﻯ‪،‬‬ ‫ﺑﺎﳌﻘﺎﺑﻞ ﺭﻛﺰ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﳌﺘﺮﺷﺢ "ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺟﺎﺏ ﺍﷲ" ﻋﻠﻰ ﺍﳉﺎﻧﺒﲔ ﺍﻟﺒﻴﺪﺍﻏﻮﺟﻲ ﻭﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﺣﺼﺮ ﺫﻟﻚ ﰲ ﺇﻃﺎﺭ‬ ‫ﺍﳉﺎﻣﻌﺔ‪ ،‬ﻣﻊ ﺗﺄﻛﻴﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﲢﺴﲔ ﺍﻟﱪﺍﻣﺞ ﻭﺍﳉﻮﺍﻧﺐ ﺍﻟﺒﻴﺪﺍﻏﻮﺟﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺍﺳﺘﺮﺟﺎﻉ ﺍﻟﻜﻔﺎﺀﺍﺕ ﻭﺍﻷﺩﻣﻐﺔ‪ ،‬ﻭﻧﻔـﺲ‬ ‫ﺍﳌﻨﺤﻰ ﺟﺴﺪﻩ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﳌﺘﺮﺷﺢ "ﻋﻠﻲ ﻓﻮﺯﻱ ﺭﺑﺎﻋﲔ" ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﺃﻛﺪ ﻋﻠﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﳌﻴﺰﺍﻧﻴـﺔ ﺍﻟﻼﻣﺮﻛﺰﻳـﺔ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﺩﻟﺔ ﰲ ﻣﻮﺍﺩ ﺍﻟﺘﺴﻴﲑ‪ ،‬ﻭﺇﺩﺍﺭﺓ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ‪ ،‬ﰲ ﺣﲔ ﺃﳘﻞ ﳎﺎﻝ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺮﺃﺱ ﺍﳌﺎﻝ ﺍﳌـﺎﺩﻱ‪ ،‬ﺃﻣـﺎ‬ ‫ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﳌﺘﺮﺷﺤﺔ "ﻟﻮﻳﺰﺓ ﺣﻨﻮﻥ" ﺑﺎﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺿﻌﻴﻒ ﺟﺪﺍ‪ ،‬ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﲟﻨﺎﻓﺴﻴﻬﺎ‪ ،‬ﺇﺫ ﺃﻛﺪﺕ ﻋﻠﻰ ﺿـﺮﻭﺭﺓ‬ ‫ﲢﺴﲔ ﺍﻟﻮﺿﻌﻴﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﻤﻮﻇﻔﲔ ﰲ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﰲ ﺳﻴﺎﻕ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻬﺎ ﺑﺎﻟﻌﻤﺎﻝ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺃﻭﺭﺩﺕ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺗـﺪﻋﻴﻢ‬ ‫ﻣﻴﺰﺍﻧﻴﺔ ﻗﻄﺎﻉ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﱄ ﻟﺘﻐﻄﻴﺔ ﺍﳊﺎﺟﻴﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻀﺨﻤﺔ‪ ،‬ﻟﺬﺍ ﳝﻜﻨﻨﺎ ﺍﻟﻘـﻮﻝ ﺃﻥ ﺑﺮﻧـﺎﻣﺞ‬ ‫ﺍﳌﺘﺮﺷﺤﺔ "ﻟﻮﻳﺰﺓ ﺣﻨﻮﻥ" ﻃﻐﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﺒﻐﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﻄﺮﻗﻬﺎ ﳌﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴـﺔ ﻭﺍﳋﺎﺭﺟﻴـﺔ‪،‬‬ ‫ﻭﺧﺎﺻﺔ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻛﺎﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻷﻣﺎﺯﻳﻐﻴﺔ‪ ،‬ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﻌﺮﻭﺵ… ﻭﳐﺘﻠﻒ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﱵ ‪‬ﺪﺩ ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻮﻃﻦ‪.‬‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﺎﺕ ﻛﻞ ﻣﺘﺮﺷﺢ ﲟﺴﺄﻟﺔ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺿﻤﻦ ﺑﺮﻧﺎﳎـﻪ ﺍﻻﻧﺘﺨـﺎﰊ‪ ،‬ﺧﻠﺼـﺖ‬ ‫ﺩﺭﺍﺳﺘﻨﺎ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﳌﺘﺮﺷﺢ "ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻓﻠﻴﺲ" ﺃﻭﱃ ﻋﻨﺎﻳﺔ ﻭﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺃﻛﱪ‪ ،‬ﻳﻠﻴﻪ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﳌﺘﺮﺷـﺢ "ﻋﺒـﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳـﺰ‬ ‫ﺑﻮﺗﻔﻠﻴﻘﺔ" ﰒ ﻳﻠﻴﻬﻤﺎ ﺑﺮﻧﺎﳎﻲ ﺍﳌﺘﺮﺷﺤﲔ "ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺟﺎﺏ ﺍﷲ" ﻭ"ﻋﻠﻲ ﻓﻮﺯﻱ ﺭﺑﺎﻋﲔ" ﻭﺃﺧﲑﺍ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﳌﺘﺮﺷﺤﺔ "ﻟﻮﻳﺰﺓ‬ ‫ﺣﻨﻮﻥ" ﻭﻣﺎ ﻳﱪﺯ ﺫﻟﻚ ﺗﻮﺟﻬﺎﺕ ﻛﻞ ﺣﺰﺏ ﻭﺇﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﺘﻪ ﺍﳌﻨﻌﻜﺴﺔ ﰲ ﺟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻪ ﺑﺎﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﻟﺮﲰﻴﺔ‪.‬‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺩﺭﺍﺳﺘﻨﺎ ﻫﺎﺗﻪ‪ ،‬ﺗﻮﺻﻠﻨﺎ ﺇﱃ ﲨﻠﺔ ﺍﻻﻗﺘﺮﺍﺣﺎﺕ ﻧﺘﻮﺧﻰ ﺇﺩﺭﺍﺟﻬﺎ ﺿﻤﻦ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻣـﻦ ﺃﺟـﻞ‬ ‫ﺇﺻﻼﺣﻪ‪ ،‬ﳌﻮﺍﻛﺒﺔ ﲢﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻫﻲ‪:‬‬ ‫ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﻣﻮﺍﻛﺒﺔ ﻣﻨﻬﺎﺝ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻟﻠﺘﻄﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻮﳌﻴﺔ ﻣﻊ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻅ ﺑﺎﳋﺼﻮﺻﻴﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ‪.‬‬‫‪ -‬ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎﺕ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻭﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﰲ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ‪.‬‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪225‬‬

‫ـــــــــــــــــ ﺩ‪.‬ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﺎﻥ ﺑﺮﻗﻮﻕ ﻭﺃ‪ .‬ﺳﻌﺎﺩ ﺑﻦ ﻗﻘﺔ‪ :‬ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‬

‫ ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﳊﻮﺍﺭﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺲ‪ ،‬ﻷ‪‬ﺎ ﲣﻠﻖ ﻟﺪﻯ ﺍﳌﺘﻌﻠﻢ ﺭﻭﺣﺎ ﻧﻘﺪﻳﺔ‪ ،‬ﻓﻼ ﻳﺘﻘﺒـﻞ ﺃﻱ ﻣﺴـﺘﺠﺪ ﺃﻭ‬‫ﻣﺴﺘﺠﺪﺍﺕ‪ ،‬ﺇﻻ ﲟﻼﺀﻣﺘﻪ ﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﳎﺘﻤﻌﻪ ﻭﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﻭﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺫﻟﻚ ﺗﻘﻠﻞ ﻣﻦ ﺍﺧﺘﺮﺍﻕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﺜﻘﺎﻓﺘﻨﺎ‪،‬‬ ‫ﻓﻨﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻦ ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ‪‬ﻢ ﻭﳓﺘﻔﻆ ‪‬ﻮﻳﺘﻨﺎ‪.‬‬ ‫ﺍﻟﺘﻬﻤﻴﺶ‪:‬‬ ‫‪ -1‬ﺳﺎﻣﻲ ﻣﻠﺤﻢ‪ ،‬ﻣﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﰲ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﻋﻠﻢ ﺍﻟﻨﻔﺲ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺍﳌﺴﲑﺓ ﻟﻠﻨﺸﺮ ﻭﺍﻟﺘﻮﺯﻳـﻊ ﻭﺍﻟﻄﺒﺎﻋـﺔ‪ ،‬ﺍﻷﺭﺩﻥ‪،2000 ،‬‬ ‫ﺹ‪.376‬‬ ‫‪ -2‬ﳏﻤﺪ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻌﻤﺎﻳﺮﺓ‪ ،‬ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺍﳌﺴﲑﺓ ﻟﻠﻨﺸﺮ‪ ،‬ﺍﻷﺭﺩﻥ‪ ،1999 ،‬ﺹ‪.9‬‬ ‫‪ -3‬ﳏﻤﺪ ﻋﻄﻴﺔ ﺍﻷﺑﺮﺍﺷﻲ‪ ،‬ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﻌﺮﰊ‪ ،‬ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ‪ ،1993 ،‬ﺹ‪.16‬‬ ‫‪ -4‬ﲪﺪﻱ ﻋﻠﻲ ﺃﲪﺪ‪ ،‬ﻣﻘﺪﻣﺔ ﰲ ﻋﻠﻢ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﺍﳉﺎﻣﻌﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻹﺳﻜﻨﺪﺭﻳﺔ‪ ،1997 ،‬ﺹ ‪.10-9‬‬ ‫‪ -5‬ﳏﻤﺪ ﻋﺎﻃﻒ ﻏﻴﺚ‪ ،‬ﻗﺎﻣﻮﺱ ﻋﻠﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ‪ ،‬ﺍﳍﻴﺌﺔ ﺍﳌﺼﺮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻜﺘﺎﺏ‪،1979 ،‬‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪226‬‬

‫ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﰲ ﻇﻞ ﲢﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‪ ،‬ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﺳﺘﻄﻼﻋﻴﺔ ﻷﺭﺍﺀ ﻣﺴﺘﺸﺎﺭﻱ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﻭﺃﺳﺘﺎﺫﺓ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺑﺎﳌﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ‬

‫ﺃ‪.‬ﺩ‪.‬ﺃﲪﺪ ﺣﻮﻳﱵ‬ ‫ﻗﺴﻢ ﻋﻠﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ‬

‫ﻣﻘﺪﻣﺔ‪:‬‬ ‫ﻳﻮﺍﺟﻪ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﻛﺒﻘﻴﺔ ﳎﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﲢﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺴﻘﻂ ﺍﳊﻮﺍﺟﺰ ﻭﺍﳍﻮﻳﺎﺕ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﻔﺮﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻴﺤﻞ ﳏﻠﻬﺎ ﻧﻈﺎﻡ ﻋﺎﳌﻲ ﺟﺪﻳﺪ ﻳﻬﺪﻑ ﺇﱃ ﻧﻘﻞ ﺍ‪‬ﺘﻤﻌﺎﺕ ﻣﻦ ﺍ‪‬ـﺎﻝ ﺍﻟـﻮﻃﲏ‬ ‫ﻭﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﺇﱃ ﺍ‪‬ﺎﻝ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻹﺗﺼﺎﻻﺕ‪.‬‬ ‫ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺃﺻﺒﺢ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﻛﻐﲑﻩ ﻣﻦ ﺍ‪‬ﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﻣﻴﺔ ﻳﺘﻌﺮﺽ ﺇﱃ ﻏﺰﻭ ﺍﻷﻓﻜـﺎﺭ ﻭﺍﳌﻌﻠﻮﻣـﺎﺕ‬ ‫ﻭﺍﻟﺼﻮﺭ ﻭﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻟﺮﺃﲰﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﳋﺎﺭﺝ‪ ،‬ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻐﺰﻭ ﺑﺪﻭﺭﻩ ﻳﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺆﺳﺴـﺎﺕ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻛﺎﻷﺳﺮﺓ ﻭﺍﳌﺴﺠﺪ ﻭﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﻭﺍﻹﻋﻼﻡ‪ ،‬ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ﺍﻷﺻﺎﻟﺔ ﻭﺍﳊﺪﺍﺛﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻷﻧﺎ‬ ‫ﻭﺍﻵﺧﺮ ﻭﺍﳍﻮﻳﺔ ﻭﺍﻹﺳﺘﻴﻼﺏ ﺍﻟﺜﻘﺎﰲ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺮﺑﻮﻱ ﺍﻟﺘﻐﺮﻳﱯ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑـﻮﻱ ﺍﻷﺻـﻴﻞ )ﺍﳌﺪﺭﺳـﺔ‬ ‫ﺍﻷﺻﻠﻴﺔ( ﻣﻦ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ﺍﳌﻄﺮﻭﺣﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﺴﺎﻁ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻭﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﰲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺮﺍﻫﻦ‪.‬‬ ‫ﻭﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺇﺭﺗﺄﻳﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻘﻮﻡ ﺑﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﺳﺘﻄﻼﻋﻴﺔ ﻷﺭﺍﺀ ﻣﺴﺘﺸﺎﺭﻱ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﻭﺃﺳﺎﺗﺬﺓ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺜـﺎﻧﻮﻱ‬ ‫ﺣﻮﻝ ﲢﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺃﺛﺮﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ‪ .‬ﻭﺳﻮﻑ ﳓﺎﻭﻝ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻹﺟﺎﺑـﺔ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻻﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ‪:‬‬ ‫ﻫﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﺇﺻﻼﺡ ﻣﻨﻈﻮﻣﺘﻨﺎ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ؟ ﻭﻫﻞ ﺍﳌﻌﻄﻴﺎﺕ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﱵ ﺗﻔﺮﺿﻬﺎ ﺍﻟﻌﻮﳌـﺔ ﳚـﺐ ﺃﻥ‬ ‫ﺗﺄﺧﺬ ﺑﺎﳊﺴﺒﺎﻥ ﰲ ﺃﻱ ﻧﻈﺎﻡ ﺗﺮﺑﻮﻱ ﺟﺪﻳﺪ؟ ﻭﻫﻞ ﳚﺐ ﺗﻐﻴﲑ ﻣﻨﺎﻫﺠﻨﺎ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺣﱴ ﺗﺴـﺎﻳﺮ ﺍﻟﻌﻮﳌـﺔ ﺃﻡ‬ ‫ﳚﺐ ﺍﻟﺘﺼﺪﻱ ﻟﻠﻌﻮﳌﺔ؟ ﻭﺃﺧﲑﺍ ﻣﺎﻫﻲ ﺁﺛﺎﺭ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ؟‬ ‫ﺃﻭﻻ‪ -‬ﺍﻻﻗﺘﺮﺍﺏ ﺍﳌﻨﻬﺠﻲ‪:‬‬

‫ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﻛﻐﲑﻩ ﻣﻦ ﳎﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻳﻮﺍﺟﻪ ﲢﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‪ ،‬ﻭﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻨﺸﺌﺔ‬ ‫ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻛﺎﻷﺳﺮﺓ‪ ،‬ﻭﺍﳌﺪﺭﺳﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻹﻋﻼﻡ ﻭﺍﳌﺴﺠﺪ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻏﲑ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﲪﺎﻳﺔ‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ ﺃ‪.‬ﺩ‪ .‬ﺃﲪﺪ ﺣﻮﻳﱵ‪ :‬ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﰲ ﻇﻞ ﲢﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‬

‫ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﺜﻘﺎﰲ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺍﳌﻌﺎﻳﲑ ﻭﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ﺗﺼﻨﻊ ﰲ ﺍﳋﺎﺭﺝ ﻭﺗﺴﺘﻬﻠﻚ ﰲ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ‬ ‫ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻨﺎ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺗﺄﰐ ﺃﳘﻴﺔ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺃﺛﺮ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈـﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑـﻮﻱ‬ ‫ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ‪.‬‬ ‫ﲢﺎﻭﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻻﺕ ﺍﶈﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ‪:‬‬ ‫ﻫﻞ ﳚﺐ ﺇﺻﻼﺡ ﻣﻨﻈﻮﻣﺘﻨﺎ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ؟‬ ‫ﻫﻞ ﺍﳌﻌﻄﻴﺎﺕ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﱵ ﺗﻔﺮﺿﻬﺎ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﳚﺐ ﺃﻥ ﺗﺄﺧﺬ ﺑﺎﳊﺴﺒﺎﻥ ﰲ ﺃﻱ ﻧﻈﺎﻡ ﺗﺮﺑﻮﻱ ﺟﺪﻳﺪ؟‬ ‫ﻫﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﺗﻐﻴﲑ ﻣﻨﺎﻫﺠﻨﺎ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻴﺔ ﺣﱴ ﺗﺴﺎﻳﺮ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ؟ ﺃﻡ ﳚﺐ ﺍﻟﺘﺼﺪﻱ ﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ؟‬ ‫ﻣﺎ ﺁﺛﺎﺭ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ؟‬ ‫ﴰﻠﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ‪ 18‬ﺛﺎﻧﻮﻳﺔ ﻣﻦ ﺃﺻﻞ ‪ 110‬ﺛﺎﻧﻮﻳﺔ ﺗﺘﻮﺍﺟﺪ ﺑﺎﳉﺰﺍﺋﺮ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺃﻱ ﺑﻨﺴﺒﺔ ‪%16‬‬ ‫ﻣﻦ ﳎﻤﻮﻉ ﺛﺎﻧﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ‪ .‬ﻭﻗﺪ ﰎ ﺗﻘﺴﻴﻢ ﺍ‪‬ﺎﻝ ﺍﳉﻐﺮﺍﰲ ﻟﻠﺠﺰﺍﺋﺮ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺇﱃ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻣﻨﺎﻃﻖ‪ :‬ﺷﺮﻕ‪،‬‬ ‫ﻏﺮﺏ‪ ،‬ﺟﻨﻮﺏ‪ ،‬ﻭﺳﻂ‪ ،‬ﻭﺃﺧﺬﺕ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﻨﻄﻘﺔ ‪ 4‬ﺛﺎﻧﻮﻳﺎﺕ ﻋﺸﻮﺍﺋﻴﺎ‪ .‬ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻧﻈﺮﺍ ﻟﻠﻜﺜﺎﻓﺔ ﺍﻟﺴـﻜﺎﻧﻴﺔ‬ ‫ﲟﻨﻄﻘﺔ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﻭﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺎﺕ ‪‬ﺎ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﺍﺭﺗﺄﻳﻨﺎ ﺃﺧﺬ ‪ 6‬ﺛﺎﻧﻮﻳﺎﺕ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ‪.‬‬ ‫ﻛﻤﺎ ﰎ ﺗﺼﻤﻴﻢ ﺍﺳﺘﻤﺎﺭﰐ ﺍﺳﺘﺒﻴﺎﻥ‪ :‬ﺃﺣﺪﳘﺎ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻷﺳﺎﺗﺬﺓ‪ ،‬ﻭﺍﻷﺧـﺮﻯ ﺧﺎﺻـﺔ ﲟﺴﺘﺸـﺎﺭﻱ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﻭﺍﳌﺴﺎﻋﺪﻳﻦ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﲔ‪ .‬ﺃﻣﺎ ﻋﺪﺩ ﺍﺳﺘﻤﺎﺭﺍﺕ ﺍﻻﺳﺘﺒﻴﺎﻥ ﺍﳌﻮﺯﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺛﺎﻧﻮﻳﺔ ﴰﻠﺘﻬﺎ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳـﺔ‬ ‫ﻓﻘﺪ ﺑﻠﻎ ‪ 25‬ﺍﺳﺘﻤﺎﺭﺓ ﻣﻮﺟﻬﺔ ﺇﱃ ﺍﻷﺳﺎﺗﺬﺓ ﻭ ‪ 3‬ﺍﺳﺘﻤﺎﺭﺍﺕ ﻣﻮﺟﻬﺔ ﺇﱃ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻣﺴﺘﺸﺎﺭﻱ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴـﻪ‬ ‫ﻭﺍﳌﺴﺎﻋﺪﻳﻦ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﲔ‪ .‬ﻭﺑﺬﻟﻚ ﻳﻜﻮﻥ ﳎﻤﻮﻉ ﺍﻻﺳﺘﻤﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﱵ ﰎ ﺗﻮﺯﻳﻌﻬـﺎ ‪ 450‬ﺍﺳـﺘﻤﺎﺭﺓ ﺧﺎﺻـﺔ‬ ‫ﺑﺎﻷﺳﺎﺗﺬﺓ‪ ،‬ﻭ‪ 54‬ﺍﺳﺘﻤﺎﺭﺓ ﺧﺎﺻﺔ ﲟﺴﺘﺸﺎﺭﻱ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﻭﺍﳌﺴﺎﻋﺪﻳﻦ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﲔ‪.‬‬ ‫ﻭﻗﺪ ﲢﺼﻞ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﻋﻠﻰ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﺳﺘﺮﺟﺎﻉ ‪ %80‬ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﺳﺎﺗﺬﺓ‪ %88 ،‬ﺑﺎﻟﻨﺴـﺒﺔ ﳌﺴﺘﺸـﺎﺭﻱ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﻭﺍﳌﺴﺎﻋﺪﻳﻦ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﲔ )ﺃﻧﻈﺮ ﺍﳉﺪﻭﻝ ﺭﻗﻢ ‪.(1‬‬ ‫ﻭﲡﺪﺭ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﻫﻨﺎ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺍﺳﺘﻤﺎﺭﺓ ﺍﻻﺳﺘﺒﻴﺎﻥ ﻛﺄﺩﺍﺓ ﳉﻤﻊ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﻗـﺪ ﺧﻀـﻌﺖ ﺇﱃ ﺍﺧﺘﺒـﺎﺭ‬ ‫ﺍﻟﺼﺪﻕ )‪ (Validity‬ﻭﺫﻟﻚ ﻟﻠﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺍﻷﺩﺍﺓ ﺗﻘﻴﺲ ﻓﻌﻼ ﻣﺎ ﻭﺿﻌﺖ ﻟﻘﻴﺎﺳﻪ ﻣﻦ ﺧـﻼﻝ ﻗﻴـﺎﺱ‬ ‫ﺍﻻﺗﺴﺎﻕ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ )‪ (Internal Consistency‬ﻟﻔﻘﺮﺍﺕ ﺍﺳﺘﻤﺎﺭﺓ ﺍﻻﺳﺘﺒﻴﺎﻥ‪ ،‬ﻭﻗﺪ ﲢﺼﻠﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ‬ ‫ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ‪:‬‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪228‬‬

‫ــــــــــــــــــ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ﲤﺜﻞ ﺍﻟﻨﺴﺒﺔ ﺍﳌﺌﻮﻳﺔ ﻟﻼﺗﺴﺎﻕ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻟﻔﻘﺮﺍﺕ ﺍﺳﺘﻤﺎﺭﺓ ﺍﻷﺳﺎﺗﺬﺓ ‪ ،%75‬ﺑﻴﻨﻤﺎ ﲢﺼﻠﺖ ﺍﺳـﺘﻤﺎﺭﺓ‬ ‫ﻣﺴﺘﺸﺎﺭﻱ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﻭﺍﳌﺴﺎﻋﺪﻳﻦ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﲔ ﻋﻠﻰ ‪ .%80‬ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻳﺘﺒﲔ ﺃﻥ ﳎﻤﻞ ﻓﻘﺮﺍﺕ ﺍﻻﺳﺘﺒﻴﺎﻧﲔ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺩﺭﺟﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻻﺗﺴﺎﻕ‪.‬‬ ‫ﺇﺿﺎﻓﺔﺇﱃ ﺫﻟﻚ ﻓﻘﺪ ﺧﻀﻌﺖ ﺍﺳﺘﻤﺎﺭﰐ ﺍﻻﺳﺘﺒﻴﺎﻥ ﺇﱃ ﺍﺧﺘﺒـﺎﺭ ﺍﻟﺜﺒـﺎﺕ )‪ .(Reliability‬ﻭﻗـﺪ‬ ‫ﺍﺳﺘﺨﺪﻡ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﰲ ﻗﻴﺎﺱ ﺍﻟﺜﺒﺎﺕ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﻻﺧﺘﺒﺎﺭ ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻻﺧﺘﺒﺎﺭ )‪ (Test – Retest‬ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﺩﺭﺟﺔ‬ ‫ﺍﻟﺜﺒﺎﺕ‪ .‬ﻭﺑﻌﺪ ﺣﺴﺎﺏ ﻣﻌﺎﻣﻞ ﺍﻻﺭﺗﺒﺎﻁ )‪ (Correlation Coefficient‬ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﱃ ﻛـﻞ ﺍﺳـﺘﻤﺎﺭﺓ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺣﺪﻩ‪ ،‬ﲢﺼﻠﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ‪ :‬ﺑﻠﻎ ﻣﻌﺎﻣﻞ ﺍﻻﺭﺗﺒﺎﻁ ﻻﺳﺘﻤﺎﺭﺓ ﺍﻷﺳﺎﺗﺬﺓ ‪ ،0,82‬ﺃﻣـﺎ ﻣﻌﺎﻣـﻞ‬ ‫ﺍﻻﺭﺗﺒﺎﻁ ﻻﺳﺘﻤﺎﺭﺓ ﻣﺴﺘﺸﺎﺭﻱ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﻭﺍﳌﺴﺎﻋﺪﻳﻦ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﲔ ﻓﻘﺪ ﺑﻠﻎ ‪ .0,90‬ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺪﻝ ﺩﻻﻟﺔ ﻭﺍﺿﺤﺔ‬ ‫ﺃﻥ ﺩﺭﺟﺎﺕ ﺛﺒﺎﺕ ﺍﻷﺩﺍﺓ ﻋﺎﻟﻴﺔ‪ .‬ﻭﻣﻨﻪ‪ ،‬ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺍﺳﺘﻤﺎﺭﺍﺕ ﺍﻻﺳﺘﺒﻴﺎﻥ ﺻﺎﳊﺔ ﻟﻠﺘﻄﺒﻴﻖ ﰲ ﺍﳌﻴﺪﺍﻥ ﻭﲨـﻊ‬ ‫ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﺍﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺈﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺒﺤﺚ‪.‬‬ ‫ﻛﻤﺎ ﳚﺐ ﺍﻟﺘﻨﻮﻳﻪ ﻫﻨﺎ ﺇﱃ ﺃﻥ ﳎﺘﻤﻊ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻳﺘﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﻓﺌﺘﲔ ﳘﺎ‪ :‬ﻓﺌﺔ ﺍﻷﺳﺎﺗﺬﺓ‪ ،‬ﻭﻓﺌﺔ ﻣﺴﺘﺸﺎﺭﻱ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﻭﺍﳌﺴﺎﻋﺪﻳﻦ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﲔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺒﺎﺷﺮﻭﻥ ﻣﻬﺎﻣﻬﻢ ﺑﺎﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻟﻠﻄﻮﺭ ﺍﻟﺜﺎﻟـﺚ ﺑـﺎﳉﺰﺍﺋﺮ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ‪ .‬ﻭﻗﺪ ﰎ ﺃﺧﺬ ﻋﻴﻨﺔ ﻋﺸﻮﺍﺋﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺎﺗﺬﺓ ﰲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺎﺕ ﺍﳌﺨﺘﺎﺭﺓ ﲝﺠﻢ ‪ 364‬ﺃﺳﺘﺎﺫﺍ ﻣـﻮﺯﻋﲔ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﳐﺘﻠﻒ ﺍﻟﺘﺨﺼﺼﺎﺕ ﻭﳐﺘﻠﻒ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ )ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻻﻭﱃ ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﺛﺎﻧﻮﻱ(‪ .‬ﺃﻣﺎ ﻓﺌﺔ ﻣﺴﺘﺸﺎﺭﻱ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﻓﻘﺪ ﻗﻤﻨﺎ ﲟﺴﺢ ﺷﺎﻣﻞ ﻷﻋﻀﺎﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺌﺔ ﻭﺍﻟﺒﺎﻟﻎ ﻋﺪﺩﻫﻢ ‪ 54‬ﻣﺴﺘﺸﺎﺭﺍ ﻭﻣﺴﺎﻋﺪﺍ ﺗﺮﺑﻮﻳﺎ‪ ،‬ﺇﻻ ﺃﻥ‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﱂ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﺳﻮﻯ ‪ 48‬ﻣﺒﺤﻮﺛﺎ‪.‬‬

‫ﺃﻣﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﳌﻨﻬﺞ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﻭﻇﻔﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﳌﻨﻬﺞ ﺍﻟﻮﺻﻔﻲ ﻧﻈﺮﺍ ﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ ﻭﻧﻮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ‪.‬‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺍﺗﺒﻊ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﰲ ﺗﻮﻇﻴﻒ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻨﻬﺞ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﺍﳌﺴﺢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻬﺪﻑ ﺇﱃ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‬ ‫ﺍﻟﺮﺍﻫﻦ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﺳﺘﺸﺮﺍﻑ ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻞ‪.‬‬ ‫ﻭﻧﻈﺮﺍ ﺃﻥ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻫﻲ ﻭﺍﻗﻊ ﺭﺍﻫﻦ ﺍﻵﻥ ﺑﺎ‪‬ﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻣﻦ ﺿﻤﻨﻬﺎ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ‪ ،‬ﻓـﺈﻥ‬ ‫ﺃﻧﺴﺐ ﻣﻨﻬﺞ ﳝﻜﻦ ﺗﻮﻇﻴﻔﻪ ﻻﺳﺘﻄﻼﻉ ﺁﺭﺍﺀ ﻣﺴﺘﺸﺎﺭﻱ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﻭﺃﺳﺎﺗﺬﺓ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﲡﺎﻩ ﺃﺛﺮ ﲢﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ‬ ‫ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﻫﻮ ﺍﳌﻨﻬﺞ ﺍﻟﻮﺻﻔﻲ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﳌﺴﺢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‪.‬‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪229‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ ﺃ‪.‬ﺩ‪ .‬ﺃﲪﺪ ﺣﻮﻳﱵ‪ :‬ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﰲ ﻇﻞ ﲢﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‬

‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ -‬ﺍﻻﻗﺘﺮﺍﺏ ﺍﻟﻨﻈﺮﻱ‪:‬‬ ‫ﻣﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺃﳘﻴﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﲟﻮﺍﻛﺒﺔ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻫﻮ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ‪ .‬ﺇﺫ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻳﻌﺘﱪ ﺃﺳﺎﺳـﺎ‬ ‫ﰲ ﺍﳊﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﺍﳌﻮﺭﻭﺛﺔ ﻭﺗﻨﻤﻴﺘﻬﺎ ﻭﻓﺘﺢ ﺍﻵﻓﺎﻕ ﻟﻠﺘﻘﺪﻡ ﻭﺍﻟﺮﻗﻲ‪ .‬ﻓﺎﳌﻨﻬﺎﺝ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻗﺒﻞ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ‬ ‫ﻣﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻷﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﱵ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﲢﻘﻴﻘﻬﺎ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﰒ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﺍﻷﺳﻠﺤﺔ ﳌﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻵﺛﺎﺭ‬ ‫ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺧﺎﺻﺔ ﰲ ﺍ‪‬ﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ‪.‬‬ ‫ﻭﻋﻠﻴﻪ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻻ ﺗﻨﺸﺄ ﻭﻻ ﺗﻨﻤﻮ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‪ ،‬ﺇﺫ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻛﻌﻤﻠﻴﺔ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﻻ ﻳﻬـﺘﻢ‬ ‫ﻓﻘﻂ ﺑﺘﺒﺎﺩﻝ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﻭﺍﻛﺘﺴﺎﺏ ﺍﳋﱪﺓ‪ ،‬ﺑﻞ ﻳﺘﻌﺪﺍﻩ ﻟﻴﻠﻌﺐ ﺩﻭﺭﺍ ﻫﺎﻣﺎ ﰲ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺍﳌﻮﺍﻗﻒ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﲡـﺎﻩ‬ ‫ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻞ‪ ،‬ﲡﺎﻩ ﺍﻟﻌﻤﻞ‪ ،‬ﲡﺎﻩ ﺍﻵﺧﺮ ﰲ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ‪ ،‬ﻭﲡﺎﻩ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻋﺎﻣﺔ)‪.(1‬‬ ‫ﻭﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﺃﺻﻮﺍﺗﺎ ﻛﺜﲑﺓ ﻣﺎ ﺗﺰﺍﻝ ﺗﺮﺗﻔﻊ ﰲ ﺍﻷﻭﺳﺎﻁ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻣﻨﺎﺩﻳﺔ ﺑﻀﺮﻭﺭﺓ ﺇﺻـﻼﺡ‬ ‫ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ‪ ،‬ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺗﺆﻛﺪﻩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﳌﻴﺪﺍﻧﻴﺔ ﺍﳊﺎﻟﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﺳﻨﺮﻯ ﻻﺣﻘﺎ‪ ،‬ﻭﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻱ‬ ‫ﻗﺪ ﻋﺮﻑ ﺗﻄﻮﺭﺍ ﻫﺎﻣﺎ ﻣﻨﺬ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﻭﺣﻘﻖ ﺃﻫﺪﺍﻓﺎ ﻛﱪﻯ ﺧﺎﺻﺔ ﰲ ﺍﳉﺎﻧﺐ ﺍﻟﻜﻤﻲ‪ ،‬ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴـﻞ‬ ‫ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﻲ ﳍﺬﻩ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ‪ ،‬ﳒﺪ ﺃ‪‬ﺎ ﺃﻓﺮﺯﺕ ﻋﺪﺩﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻘﺎﺋﺺ ﻭﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺎﺕ ﺃﺩﺕ ﺇﱃ ﺍﳔﻔﺎﺽ ﻧﻮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‬ ‫ﻭﺿﻌﻒ ﻣﺮﺩﻭﺩﻩ)‪.(2‬‬ ‫ﻭﺗﺄﺳﻴﺴﺎ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﺳﺘﻄﻼﻋﻴﺔ ﻛﻬﺬﻩ ﻷﺭﺍﺀ ﺍﳌﻌﻨﻴﲔ ﺑﺎﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ – ﻣﻦ ﺃﺳـﺎﺗﺬﺓ‬ ‫ﻭﻣﺴﺘﺸﺎﺭﻱ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﻭﺍﳌﺴﺎﻋﺪﻳﻦ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﲔ – ﺣﻮﻝ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺇﺻﻼﺡ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭﺍﻵﺛﺎﺭ ﺍﳌﺘﺮﺗﺒﺔ ﻋﻦ‬ ‫ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‪ ،‬ﺗﺼﺒﺢ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﻣﻠﺤﺔ ﰲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺮﺍﻫﻦ‪ .‬ﻭﻟﻜﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﺇﱃ ﺍﳉﺎﻧﺐ ﺍﳌﻴﺪﺍﱐ‬ ‫ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ‪ ،‬ﳚﺐ ﲢﺪﻳﺪ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‪ ،‬ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻋﺮﺽ ﺃﻫﻢ ﺍﳌﻮﺍﻗﻒ ﻭﺍﻻﲡﺎﻫﺎﺕ ﺍﻟﺴـﺎﺋﺪﺓ ﰲ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﲡﺎﻩ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻛﺨﻠﻔﻴﺔ ﻧﻈﺮﻳﺔ‪.‬‬ ‫ﳜﺘﻠﻒ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻮﻥ ﺣﻮﻝ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‪ ،‬ﻭﻟﻌﻞ ﺍﺧﺘﻼﻓﻬﻢ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﱃ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺍﻟﱵ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﰲ ﻣﻬﺪ‬ ‫ﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻞ ﻭﺍﻟﺘﻄﻮﺭ‪ .‬ﻭﻳﺸﲑ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﺣﺴﺐ ﺍﳉﺎﺑﺮﻱ ﺇﱃ ﺗﻌﻤﻴﻢ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻭﺗﻮﺳﻴﻊ‬ ‫ﺩﺍﺋﺮﺗﻪ ﻟﻴﺸﻤﻞ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻛﻠﻪ‪ .‬ﻭﻳﺆﻛﺪ ﺍﳉﺎﺑﺮﻱ ﺃﻥ ﻣﻔﻬﻮﻡ "ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ" )‪ (Globalisation‬ﳜﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﻣﻔﻬﻮﻡ‬ ‫)‪ (1‬ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﻟﺘﻮﻡ‪ ،‬ﻭﺁﺧﺮﻭﻥ‪ .‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‪ :‬ﺩﺭﺍﺳﺔ ﲢﻠﻴﻠﻴﺔ ﻧﻘﺪﻳﺔ‪ .‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻮﺭﺍﻕ‪ ،‬ﻟﻨﺪﻥ‪ ،1999 ،‬ﺹ ‪.136‬‬ ‫)‪ (2‬ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ‪ .‬ﳎﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺑﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﳌﺪﺭﺳﻴﺔ‪ .‬ﻣﺪﻳﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴـﻪ ﻭﺍﻻﺗﺼـﺎﻝ‪ ،‬ﺍﳉﺰﺍﺋـﺮ‪،‬‬ ‫‪ ،1993‬ﺹ ‪.23‬‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪230‬‬

‫ــــــــــــــــــ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫"ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ" )‪ ،(Universalisme‬ﻓﺎﻟﻌﻮﳌﺔ ﻧﺰﻋﺔ ﺗﻮﺳﻌﻴﺔ‪ ،‬ﰲ ﺣﲔ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﻫﻲ ﻃﻤﻮﺡ ﺇﱃ ﺍﻻﺭﺗﻔـﺎﻉ‬ ‫ﺑﺎﳋﺼﻮﺻﻴﺔ ﺇﱃ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﻋﺎﳌﻲ‪ .‬ﻓﺎﻟﻌﻮﳌﺔ ﺍﺣﺘﻮﺍﺀ ﻟﻠﻌﺎﱂ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﺗﻔﺘﺢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﱂ)‪.(1‬‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﲔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﺼﺪﻭﺍ ﺇﱃ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻧﺬﻛﺮ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻳﺎﺳﲔ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺮﻓﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃ‪‬ﺎ "ﺳﻬﻮﻟﺔ‬ ‫ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﺍﻟﺴﻠﻊ ﺑﲔ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻄﺎﻕ ﺍﻟﻜﻮﱐ")‪.(2‬‬ ‫ﺃﻣﺎ » ‪ « J. Tomlinson‬ﻓﻴﻌﺮﻓﻬﺎ ﻗﺎﺋﻼ‪" :‬ﺗﺸﲑ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎﺕ ﺍﳌﻀﻄﺮﺩﺓ ﺍﳌﺘﻨﺎﻣﻴﺔ ﺍﻟـﱵ‬ ‫ﲣﺺ ﺍﻻﺗﺼﺎﻻﺕ ﺍﻹﻧﺪﻣﺎﺟﻴﺔ ﺍﳌﻌﻘﺪﺓ ﺑﲔ ﺍ‪‬ﺘﻤﻌﺎﺕ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﻭﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﻭﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻨﻄـﺎﻕ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ… ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻫﻲ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﻀﻤﻦ ﺍﻧﻜﻤﺎﺵ ﺍﻟﺒﻌﺪﻳﻦ ﺍﻟﺰﻣﲏ ﻭﺍﳌﻜﺎﱐ")‪.(3‬‬ ‫ﻭﻳﺮﻯ » ‪ « R. Robertson‬ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ "ﺗﺸﲑ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻣﻦ ﺧﻼﳍﺎ ﺗﺰﺩﺍﺩ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺭﺅﻳـﺔ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻛﻤﻜﺎﻥ ﺃﻭﺣﺪ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﱵ ﲡﻌﻠﻨﺎ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﻭﻋﻲ ‪‬ﺬﻩ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ")‪.(4‬‬ ‫ﺃﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﱃ » ‪ « M. Featherstone‬ﻓﻴﻌﺮﻓﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃ‪‬ﺎ "ﺍﻻﻣﺘﺪﺍﺩ ﺍﳋﺎﺭﺟﻲ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﶈﻠﻴـﺔ‬ ‫ﺍﳌﻌﻴﻨﺔ ﺇﱃ ﺃﻗﺼﻰ ﺣﺪﻭﺩﻫﺎ‪ ،‬ﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺃﲨﻊ‪] .‬ﻭﺑﺬﻟﻚ[ ﺗﺼﺒﺢ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻨﺨﺮﻃـﺔ ﰲ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓـﺔ‬ ‫ﺍﻟﻐﺎﻟﺒﺔ ﺍﻟﱵ ﺳﻮﻑ ﺗﻐﻄﻲ‪ ،‬ﺑﻌﺪ ﺣﲔ‪ ،‬ﲨﻴﻊ ﺍﻟﻌﺎﱂ")‪.(5‬‬ ‫ﻭﻳﺆﻛﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ » ‪ « M. Albrow‬ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻮﳌـﺔ ﺗﺸـﲑ ﺇﱃ "ﲨﻴـﻊ‬ ‫ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺑﻮﺍﺳﻄﺘﻬﺎ ﻳﻨﺨﺮﻁ ﲨﻴﻊ ﺳﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﰲ ﳎﺘﻤﻊ ﻋﺎﳌﻲ ﺃﻭﺣﺪ ﻫﻮ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ")‪.(6‬‬ ‫ﻭﻫﻜﺬﺍ ﲡﻤﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻌﺎﺭﻳﻒ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻫﻲ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﰲ ﺑﻮﺗﻘﺔ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ‪ ،‬ﻭﰲ ﺣﻴـﺰ‬ ‫ﻋﺎﱂ ﻣﻮﺣﺪ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﰒ ﳝﻜﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻫﻲ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﻧﺰﻋﺔ ﴰﻮﻟﻴﺔ ﺗﻮﺳﻴﻌﻴﺔ ﺗﻨﻄﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﺃﺷـﻜﺎﻝ‬ ‫ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻟﻠﺘﺒﺎﺩﻝ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﺧﺎﺭﺝ ﻧﻄﺎﻕ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻭﺍﳌﻜﺎﻥ‪ .‬ﻭﻫﻲ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﻧﺘﺎﺝ ﻟﻠﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﺘﻘﲏ ﺍﳌﺘﺴﺎﺭﻉ ﰲ‬ ‫)‪ (1‬ﳏﻤﺪ ﺍﳉﺎﺑﺮﻱ‪" .‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﳍﻮﻳﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ"‪ .‬ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﻌﺮﰊ‪ ،‬ﺍﻟﻌﺪﺩ ‪ ،228‬ﻓﻴﻔﺮﻱ ‪ ،1998‬ﺹ ﺹ ‪.17-16‬‬ ‫)‪ (2‬ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻳﺎﺳﲔ‪" .‬ﰲ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ"‪ .‬ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﻌﺮﰊ‪ ،‬ﺍﻟﻌﺪﺩ ‪ ،228‬ﻓﻴﻔﺮﻱ ‪ ،1998‬ﺹ‪.6‬‬ ‫‪Tomlinson. J. Cultural Imperialism. The John Hopkins University Press, Baltimore,‬‬

‫) ‪(3‬‬

‫‪1991, pp. 22-23.‬‬ ‫) ‪(4‬‬ ‫‪Robertson. R. Globalisation. Sage, London, 1992, p.114.‬‬ ‫‪Featherstone. M. (ed). Global culture : Nationalism, Globalisation and Modernity.‬‬

‫) ‪(5‬‬

‫‪Sage, Publications, 1990, p. 6.‬‬ ‫‪Albrow. M. et all (eds). Globalisation, Knowledge and Society. Sage, London, 1990, p.‬‬

‫) ‪(6‬‬

‫‪20.‬‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪231‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ ﺃ‪.‬ﺩ‪ .‬ﺃﲪﺪ ﺣﻮﻳﱵ‪ :‬ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﰲ ﻇﻞ ﲢﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‬

‫ﳎﺎﻝ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﻘﻞ ﻭﺍﻻﺗﺼﺎﻝ‪ ،‬ﻭﻫﻲ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﳏﺼﻠﺔ ﺗﻄﻮﺭﺍﺕ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺛﻘﺎﻓﻴـﺔ‬ ‫ﺃﺩﺕ ﺇﱃ ﻧﺰﻋﺔ ﴰﻮﻟﻴﺔ ﻋﺎﳌﻴﺔ")‪.(1‬‬ ‫ﻧﻈﺮﺍ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ‪‬ﺪﻑ ﺇﱃ ﺍﺳﺘﻄﻼﻉ ﺁﺭﺍﺀ ﺍﻷﺳﺎﺗﺬﺓ ﻭﻣﺴﺘﺸﺎﺭﻱ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﲞﺼﻮﺹ ﻇـﺎﻫﺮﺓ‬ ‫ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ ﳚﺪﺭ ﺑﻨﺎ ﻫﻨﺎ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻭﻛﻴﻒ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‪ ،‬ﻭﻟﻴﺲ ﻛﻤﺎ ﻳﻨﻈﺮ‬ ‫ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻳﺪ ﲤﺮﻳﺮ ﻓﺮﺓ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‪ ،‬ﻭﻛﺄ‪‬ﺎ ﺍﳌﺼﲑ ﺍﻷﻭﺣﺪ ﻟﻠﺒﺸﺮﻳﺔ ﻭﺃ‪‬ﺎ ‪‬ﺎﻳﺔ ﺍﳊﺪﺍﺛﺔ ﺑـﻞ ‪‬ﺎﻳـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻛﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ ‪‬ﺎﻳﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ )‪ (The end of History and the last man‬ﻟﺼﺎﺣﺒﻪ‬ ‫ﻓﻮﻛﻮﻳﺎﻣﺎ )‪.(Fukuyama. F‬‬ ‫ﻭﻋﻠﻴﻪ‪ ،‬ﳝﻜﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻫﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﰲ ﺳﻴﺎﻕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺗﺘﻤﺤﻮﺭ ﺣـﻮﻝ ﻧﻈـﺮﻳﺘﲔ‬ ‫ﺃﺳﺎﺳﻴﺘﲔ‪ :‬ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺍﻻﺳﺘﻴﻌﺎﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﺼﺪﺍﻣﻴﺔ‪ .‬ﻓﺎﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﺗﻨﻄﻠﻖ ﻣﻦ ﻫﻴﻤﻨﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ‬ ‫ﺧﻼﻝ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﳊﻘﻮﻕ ﻭﺍﳊﺮﻳﺎﺕ ﻭﺍﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ‪ ،‬ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﻨﻄﻠﻖ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴـﺔ ﻣـﻦ ﺍﻟﺼـﺮﺍﻋﺎﺕ‬ ‫)‪(2‬‬ ‫ﻭﺍﻻﺧﺘﻼﻓﺎﺕ ﺑﲔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ‪ .‬ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺗﺆﻛﺪﻩ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴـﺔ ﺃﻣﺜـﺎﻝ ) ‪Hunington S.‬‬ ‫‪ (Paul‬ﰲ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺻﺮﺍﻉ ﺍﳊﻀـﺎﺭﺍﺕ ) ‪The clash of civilisation and the remaking of‬‬ ‫‪.(Word order‬‬ ‫ﻭﺍﳌﻼﺣﻈﺔ ﺍﻟﱵ ﳝﻜﻦ ﺗﺴﺠﻴﻠﻬﺎ ﻫﻨﺎ ﻫﻮ ﺃﻥ "ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ" ﻛﻈﺎﻫﺮﺓ ﻣﺎ ﺯﺍﻟﺖ ﻏﲑ ﻭﺍﺿـﺤﺔ ﺍﳌﻌـﺎﱂ ﰲ‬ ‫ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻻ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﲢﺪﻳﺪ ﺍﳌﻔﻬﻮﻡ )‪ ،(Conceptually‬ﻭﻻ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﺧﺘﺒﺎﺭ‪‬ﺎ ﻋﻠـﻰ ﺃﺭﺽ‬ ‫ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ )‪ .(Empirically‬ﻭﻛﻞ ﻣﺎ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﰲ ﺍ‪‬ﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺗﺼﻮﺭ‬ ‫ﻳﻌﺘﻤﺪ "ﺍﳋﻮﺻﺼﺔ" ﰲ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻭ"ﺍﻻﺳﺘﻬﻼﻙ" ﰲ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ‪.‬‬ ‫ﻭﺍﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺘﲔ ﳝﻜﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺗﺒﺎﻳﻨﺎ ﻛﺒﲑﺍ ﰲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ‬ ‫ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﺇﺫ ﳝﻜﻦ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﲔ ﻣﻮﻗﻔﲔ ﺇﺛﻨﲔ‪:‬‬ ‫ﺍﳌﻮﻗﻒ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﻳﻨﻄﻠﻖ ﻫﻮ ﺍﻵﺧﺮ ﻣﻦ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻳﻦ ﺍﺛﻨﲔ‪ :‬ﺃﺣﺪﳘﺎ ﺫﻭ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ ﺍﺑﺴـﺘﻮﻣﻮﻟﻮﺟﻴﺔ‬ ‫ﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻘﺎﺋﻠﺔ ﺃﻧﻪ ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﺑﻨﻴﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺃﻭ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﻐﻠﻘﺔ ﺍﻃﻼﻗﺎ ﻏﲑ ﻗﺎﺑﻠـﺔ‬ ‫)‪ (1‬ﻧﻮﺭ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺯﻣﺎﻡ‪" .‬ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﺍﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺑﺎﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻨﺎﻣﻴﺔ"‪ .‬ﺃﻃﺮﻭﺣﺔ ﺩﻛﺘﻮﺭﺍﻩ‪ ،‬ﻗﺴﻢ ﻋﻠـﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤـﺎﻉ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌـﺔ‬ ‫ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ‪ .2001 ،‬ﺹ ‪.112‬‬ ‫)‪ (2‬ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﻟﺘﻮﻡ‪ ،‬ﻭﺁﺧﺮﻭﻥ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ﺹ ‪.254‬‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪232‬‬

‫ــــــــــــــــــ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ﻟﻼﺧﺘﻼﻑ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﰒ ﻻ ﻳﺼﺢ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ ﻧﻈﺎﻣﺎ ﻋﺎﻟﻴﺎ ﳏﻜﻤﺎ ﻏـﲑ ﻗﺎﺑـﻞ ﻟﻠﻤﻮﺍﺟﻬـﺔ‪.‬‬ ‫ﻭﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻵﺧﺮ ﺫﻭ ﺑﻨﻴﺔ ﻣﺴﺘﻤﺪﺓ ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻮﺭ ﺳﻮﺳﻴﻮ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﻧـﻪ ﻣـﻦ ﺍﻟـﻮﻫﻢ‬ ‫ﺍﻹﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻲ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺑﺄﻥ ﺑﻠﺪﺍﻥ "ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ" ﲤﺜﻞ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ‪.‬‬ ‫ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺼﻮﺭ ﺍﳌﻌﺮﰲ ﻋﺪﻡ ﺇﺩﺍﺭﻙ ﺃﻥ ﺍﳌﻄﺎﻣﺢ ﻭﺍﳌﻄﺎﻣﻊ ﺍﻟﱵ ﻳﺮﺍﺩ ﳌﺼﻄﻠﺢ "ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻌـﺎﳌﻲ‬ ‫ﺍﳉﺪﻳﺪ" ﻛﻤﻨﻈﻮﺭ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺃﻥ ﻳﻌﱪ ﻋﻨﻪ ﻭﻳﻨﺘﺠﻬﺎ ﻭﻳﻐﺬﻳﻬﺎ ﰲ ﺁﻥ ﻻ ﲡﺪ ﺗﻄﺎﺑﻘﺎ ﺗﺎﻣﺎ ﻣـﻊ‬ ‫ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﳌﻌﺎﺵ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ)‪ .(1‬ﺃﻣﺎ ﺍﳌﻮﻗﻒ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻓﲑﻯ ﰲ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻗﺪﺭﺍ ﳏﺘﻮﻣﺎ ﻛﺘـﺐ ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﰒ ﻓﺈﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﻨﺪﻣﺞ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﺍﻧﺪﻣﺎﺟﺎ ﻭﻇﻴﻔﻴﺎ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺮﺃﲰﺎﱄ ﺍﻟﻠﻴﺒﲑﺍﱄ‬ ‫ﻓﻴﺤﻘﻖ ﺷﺮﻭﻁ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻩ‪ ،‬ﻭﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﳜﺮﺝ ﻋﻨﻪ ﻓﻴﺒﺪﻭ ﻋﺎﺟﺰﺍ ﻣﻬﻤﺸﺎ ﻭﻏﲑ ﺫﻱ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻲ‪.‬‬ ‫ﻭﻳﻨﻄﻠﻖ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻮﻗﻒ ﺑﺪﻭﺭﻩ ﻣﻦ ﺳﺒﺒﲔ ﺍﺛﻨﲔ‪ :‬ﺃﺣﺪﳘﺎ ﺫﻭ ﻃﺎﺑﻊ ﻣﻨﻬﺠﻲ ﻳﺮﻯ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﰲ ﳏﺎﻭﻟـﺔ‬ ‫ﺍﻹﻧﺪﻣﺎﺝ ﻫﺬﻩ ﺻﻴﻐﺔ ﻣﻦ ﺻﻴﻎ ﺍﻹﻧﺪﻣﺎﺝ ﲝﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﻌﺼﺮ‪ ،‬ﻭﺗﻠﻘﻒ ﻣﻜﺘﺴﺒﺎﺗﻪ ﺣﱴ ﻟﻮ ﰎ ﺫﻟـﻚ ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﺣﺴﺎﺏ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ‪ ،‬ﻭﺍﻵﺧﺮ ﺫﻭ ﺑﻨﻴﺔ ﻣﺴﺘﻤﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﲡﺎﻫﺎﺕ ﺍﻹﺣﺒﺎﻁ ﻭﺍﻟﻘﻨﻮﻁ ﻭﺍﻧﺴﺪﺍﺩ ﺍﻷﻓﺎﻕ‬ ‫)‪(2‬‬ ‫ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻔﺌﺎﺕ ﻋﺮﻳﻀﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻭﻣﻦ ﺿﻤﻨﻬﺎ ﺷﺮﳛﺔ ﺍﳌﺜﻘﻔﲔ‪.‬‬ ‫ﻭﻋﻠﻰ ﺿﻮﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﳋﻠﻔﻴﺔ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻃﺮﺣﻨﺎ ﺗﺴﺎﺅﻻﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻗﺼﺪ ﺍﺧﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﰲ ﺍﳌﻴﺪﺍﻥ ﻣـﻦ‬ ‫ﺧﻼﻝ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻣﻴﺪﺍﻧﻴﺔ ﺍﺳﺘﻄﻼﻋﻴﺔ ﺣﻮﻝ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺁﺛﺎﺭﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ‪.‬‬

‫)‪ (1‬ﺣﻴﺪﺭ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ‪ ،‬ﺣﺴﲔ ﻣﻌﻠﻮﻡ ﻭﺁﺧﺮﻭﻥ‪ .‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﺘﺤﻮﻻﺕ ﺍ‪‬ﺘﻤﻌﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻮﻇﻦ ﺍﻟﻌﺮﰊ‪ .‬ﻣﻜﺘﺒﺔ ﻣـﺪﺑﻮﱄ‪ ،‬ﺍﻟﻘـﺎﻫﺮﺓ‪،‬‬ ‫‪ ،1999‬ﺹ ﺹ ‪.115-114‬‬ ‫)‪ (2‬ﻧﻔﺲ ﺍﳌﺮﺟﻊ‪ ،‬ﺹ ‪.116‬‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪233‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ ﺃ‪.‬ﺩ‪ .‬ﺃﲪﺪ ﺣﻮﻳﱵ‪ :‬ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﰲ ﻇﻞ ﲢﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‬

‫ﺛﺎﻟﺜﺎ‪ -‬ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﳌﻴﺪﺍﻧﻴﺔ‪:‬‬ ‫ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳉﺰﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺳﻨﺤﺎﻭﻝ ﻋﺮﺽ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﺍﳌﻴﺪﺍﻧﻴﺔ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺍﳉﺰﺋﻴﺔ ﺍﳌﺘﻮﺻﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ‬ ‫ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻌﻄﻴﺎﺕ‪.‬‬ ‫ﺍﳉﺪﻭﻝ ﺭﻗﻢ )‪ :(1‬ﻳﺒﲔ ﺃﲰﺎﺀ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺎﺕ ﻭﻋﺪﺩ ﺍﻻﺳﺘﻤﺎﺭﺍﺕ ﺍﳌﻮﺯﻋﺔ ﻭﻧﺴﺒﺔ ﺍﻻﺳﺘﺮﺟﺎﻉ‪.‬‬ ‫ﺍﻟﺘﺴﻠﺴﻞ‬

‫ﺍﺳﻢ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ‬

‫ﻋﺪﺩ ﺍﻻﺳﺘﻤﺎﺭﺍﺕ‬ ‫ﺍﳌﻮﺯﻋﺔ‬ ‫‪25‬‬

‫ﻋﺪﺩ ﺍﻻﺳﺘﻤﺎﺭﺍﺕ‬

‫‪%‬‬

‫ﺍﳌﺴﺘﺮﺟﻌﺔ‬ ‫‪23‬‬

‫‪%92‬‬

‫‪21‬‬

‫‪%84‬‬ ‫‪%60‬‬

‫‪01‬‬

‫ﺛﺎﻧﻮﻳﺔ ﻣﻮﻟﻮﺩ ﻗﺎﺳﻢ‬

‫‪02‬‬

‫ﺛﺎﻧﻮﻳﺔ ﺃﺳﻴﺎﺧﻢ‬

‫‪25‬‬

‫‪03‬‬

‫ﺛﺎﻧﻮﻳﺔ ﻓﻮﺟﺮﻭ‬

‫‪25‬‬

‫‪15‬‬

‫‪04‬‬

‫ﺛﺎﻧﻮﻳﺔ ﺍﳌﻘﺮﺍﱐ )‪(1‬‬

‫‪25‬‬

‫‪16‬‬

‫‪%64‬‬

‫‪05‬‬

‫ﺛﺎﻧﻮﻳﺔ ﻋﲔ ﻃﺎﻳﺔ‬

‫‪25‬‬

‫‪19‬‬

‫‪%76‬‬

‫‪06‬‬

‫ﺛﺎﻧﻮﻳﺔ ﺍﻟﻜﺎﻟﻴﺘﻮﺱ‬

‫‪25‬‬

‫‪21‬‬

‫‪%84‬‬

‫‪07‬‬

‫ﺛﺎﻧﻮﻳﺔ ﳏﻮﺱ‬

‫‪25‬‬

‫‪17‬‬

‫‪%68‬‬

‫‪08‬‬

‫ﺛﺎﻧﻮﻳﺔ ﺍﻹﺩﺭﻳﺴﻲ‬

‫‪25‬‬

‫‪25‬‬

‫‪%100‬‬

‫‪09‬‬

‫ﺛﺎﻧﻮﻳﺔ ﺟﺴﺮ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ‬

‫‪25‬‬

‫‪12‬‬

‫‪%48‬‬

‫‪10‬‬

‫ﺛﺎﻧﻮﻳﺔ ﺑﺮﺝ ﺍﻟﺒﺤﺮﻱ‬

‫‪25‬‬

‫‪15‬‬

‫‪%60‬‬

‫‪11‬‬

‫ﺛﺎﻧﻮﻳﺔ ﺍﺑﻦ ﺧﻠﺪﻭﻥ‬

‫‪25‬‬

‫‪25‬‬

‫‪%100‬‬

‫‪12‬‬

‫ﺛﺎﻧﻮﻳﺔ ﻭﺍﺩﻱ ﺍﻟﺴﻤﺎﺭ‬

‫‪25‬‬

‫‪25‬‬

‫‪%100‬‬

‫‪13‬‬

‫ﺛﺎﻧﻮﻳﺔ ﺍﻟﺮﻭﻳﺒﺔ‬

‫‪25‬‬

‫‪22‬‬

‫‪%88‬‬

‫‪14‬‬

‫ﺛﺎﻧﻮﻳﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻖ ﺑﻦ ﲪﻮﺩﺓ‬

‫‪25‬‬

‫‪25‬‬

‫‪%100‬‬

‫‪15‬‬

‫ﺛﺎﻧﻮﻳﺔ ﻟﺒﺠﺎﻭﻱ‬

‫‪25‬‬

‫‪25‬‬

‫‪%100‬‬

‫‪16‬‬

‫ﺛﺎﻧﻮﻳﺔ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪ ﻋﻤﲑﻭﺵ‬

‫‪25‬‬

‫‪14‬‬

‫‪%56‬‬

‫‪17‬‬

‫ﺛﺎﻧﻮﻳﺔ ﺑﺌﺮ ﺗﻮﺗﺔ‬

‫‪25‬‬

‫‪21‬‬

‫‪%84‬‬

‫‪18‬‬

‫ﺛﺎﻧﻮﻳﺔ ﲨﺎﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻷﻓﻐﺎﱐ‬

‫‪25‬‬

‫‪23‬‬

‫‪%92‬‬

‫‪450‬‬

‫‪364‬‬

‫‪%80‬‬

‫ﺍ‪‬ﻤﻮﻉ‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪234‬‬

‫ــــــــــــــــــ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ﺍﳉﺪﻭﻝ ﺭﻗﻢ )‪ (1‬ﻳﻮﺿﺢ ﺃﲰﺎﺀ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺎﺕ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻭﻫﻲ ‪ 18‬ﺛﺎﻧﻮﻳﺔ ﺃﻱ ﺑﻨﺴـﺒﺔ ‪%16‬‬ ‫ﻣﻦ ﳎﻤﻮﻉ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺎﺕ ﺍﳌﻨﺘﺸﺮﺓ ﺑﺎﳉﺰﺍﺋﺮ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ‪ .‬ﻭﻗﺪ ﴰﻠﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺎﺕ ﳐﺘﻠﻒ ﻣﻨـﺎﻃﻖ ﺍﳉﺰﺍﺋـﺮ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺷﺮﻗﺎ ﻭﻏﺮﺑﺎ ﺟﻨﻮﺑﺎ ﻭﻭﺳﻄﺎ‪.‬‬ ‫ﻭﻳﺘﻀﺢ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﳉﺪﻭﻝ ﺃﻥ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻻﺳﺘﺮﺟﺎﻉ – ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﺩ ﺍﻻﺳﺘﻤﺎﺭﺍﺕ ﺍﳌﻮﺯﻋـﺔ ﰲ‬ ‫ﻛﻞ ﺛﺎﻧﻮﻳﺔ – ﺗﻌﺘﱪ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﺇﺫ ﺗﺘﺮﺍﻭﺡ ﺑﲔ ‪ %100‬ﺇﱃ ‪ %48‬ﻛﺤﺪ ﺃﺩﱏ‪ .‬ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻨﺴﺒﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻼﺳﺘﺮﺟﺎﻉ‬ ‫ﻓﻬﻲ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺗﻌﺘﱪ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﺣﻴﺚ ﲤﺜﻞ ‪ %80‬ﻣﻦ ﳎﻤﻮﻉ ﺍﻻﺳﺘﻤﺎﺭﺍﺕ ﺍﳌﻮﺯﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﻓﺌﺔ ﺍﻷﺳﺎﺗﺬﺓ‪.‬‬ ‫ﻭﺗﺄﺳﻴﺴﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﻘﺪﻡ‪ ،‬ﻧﺴﺘﻨﺘﺞ ﺃﻥ ﲡﺎﻭﺏ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﲔ ﻭﺍﻷﺳﺎﺗﺬﺓ ﻭﻣﺴﺘﺸﺎﺭﻱ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﻭﺍﳌﺴﺎﻋﺪﻳﻦ‬ ‫ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﲔ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺎﺕ ﲞﺼﻮﺹ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻟﺪﻟﻴﻞ ﻭﺍﺿﺢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺍﳌﺘﺰﺍﻳﺪ ﻟﺪﻯ ﻫـﺬﻩ‬ ‫ﺍﻟﺸﺮﳛﺔ ﻣﻦ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺑﻀﺮﻭﺭﺓ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﺤﻮﺙ ﻭﺑﺄﳘﻴﺔ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﰲ ﺗﻘﺪﻡ ﻭﺍﺯﺩﻫﺎﺭ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ‪.‬‬ ‫ﺍﳉﺪﻭﻝ ﺭﻗﻢ )‪ :(2‬ﻳﺒﲔ ﺗﻮﺯﻳﻊ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻌﻴﻨﺔ ﺣﺴﺐ ﺍﻟﺴﻦ‪.‬‬ ‫ﺍﻟﻔﺌﺔ‬ ‫ﺍﻟﺴﻦ‬

‫ﻣﺴﺘﺸﺎﺭﻱ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ‬ ‫ﻭﺍﳌﺴﺎﻋﺪﻳﻦ‬

‫ﺍﻷﺳﺎﺗﺬﺓ‬ ‫‪%‬‬

‫‪%‬‬

‫ﺍ‪‬ﻤﻮﻉ‬

‫‪34 – 25‬‬

‫ﺍﻟﺘﻜﺮﺍﺭ‬ ‫‪111‬‬

‫‪%30‬‬

‫‪44 – 35‬‬

‫‪182‬‬

‫‪%50‬‬

‫‪20‬‬

‫‪54 – 45‬‬

‫‪68‬‬

‫‪%19,2‬‬

‫‪09‬‬

‫‪%19‬‬

‫‪64 – 55‬‬

‫‪03‬‬

‫‪%0,8‬‬

‫‪2‬‬

‫‪%04‬‬

‫‪5‬‬

‫ﺍ‪‬ﻤﻮﻉ‬

‫‪364‬‬

‫‪%100‬‬

‫‪48‬‬

‫‪%100‬‬

‫‪412‬‬

‫‪%‬‬

‫ﺍﻟﺘﻜﺮﺍﺭ‬ ‫‪128‬‬

‫ﺍﻟﺘﻜﺮﺍﺭ‬ ‫‪17‬‬

‫‪%31‬‬

‫‪%35‬‬

‫‪%49‬‬

‫‪%42‬‬

‫‪202‬‬ ‫‪77‬‬

‫‪%18,7‬‬ ‫‪%1,3‬‬ ‫‪%100‬‬

‫ﺍﳌﺘﻮﺳﻂ ﺍﳊﺴﺎﰊ ﻟﻼﺳﺎﺗﺬﺓ‪38 = × :‬‬‫ﺍﳌﺘﻮﺳﻂ ﺍﳊﺴﺎﰊ ﳌﺴﺘﺸﺎﺭﻱ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﻭﺍﳌﺴﺎﻋﺪﻳﻦ‪38,6 = × :‬‬‫ﺗﻜﺸﻒ ﺑﻴﻨﺎﺕ ﺍﳉﺪﻭﻝ ﺭﻗﻢ )‪ (2‬ﻋﻦ ﺃﻥ ﺃﻋﻠﻰ ﻓﺌﺔ ﻋﻤﺮﻳﺔ ﻟﻠﻤﺒﺤﻮﺛﲔ ﻫﻲ ﺍﻟﻔﺌﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻘﻊ ﺑﲔ ‪35‬‬ ‫ﺇﱃ ‪ 44‬ﺳﻨﺔ ﺑﻨﺴﺒﺔ ‪ %50‬ﻋﻨﺪ ﻓﺌﺔ ﺍﻷﺳﺎﺗﺬﺓ‪ %42 ،‬ﻋﻨﺪ ﻓﺌﺔ ﻣﺴﺘﺸـﺎﺭﻱ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴـﻪ ﻭﺍﳌﺴـﺎﻋﺪﻳﻦ‬ ‫ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﲔ‪ .‬ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺗﺆﻛﺪﻩ ﺍﻟﻨﺴﺒﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻤﺒﺤﻮﺛﲔ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﳒﺪ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺌﺔ ﲤﺜﻞ ‪ %49‬ﻣﻦ ﳎﻤﻮﻉ‬ ‫ﺍﳌﺒﺤﻮﺛﲔ‪ ،‬ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﻔﺌﺔ ﺍﻟﺸﺎﺑﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻘﻊ ﺑﲔ ‪ 25‬ﺇﱃ ‪ 34‬ﺳﻨﺔ ﻻ ﺗﺘﺠﺎﻭﺯ ﻧﺴﺒﺔ ‪ ،%31‬ﺃﻣﺎ ﺍﳌﺒﺤـﻮﺛﲔ‬ ‫ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻘﻊ ﺃﻋﻤﺎﺭﻫﻢ ﺑﲔ ‪ 45‬ﺇﱃ ‪ 54‬ﺳﻨﺔ ﻓﻼ ﳝﺜﻠﻮﻥ ﺳﻮﻯ ‪ %18,7‬ﻣﻦ ﳎﻤﻮﻉ ﺍﳌﺒﺤﻮﺛﲔ‪.‬‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪235‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ ﺃ‪.‬ﺩ‪ .‬ﺃﲪﺪ ﺣﻮﻳﱵ‪ :‬ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﰲ ﻇﻞ ﲢﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‬

‫ﻭﺍﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ﺑﻴﺎﻧﺎﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﳉﺪﻭﻝ ﻳﺘﻀﺢ ﺃﻥ ﺃﻏﻠﺐ ﺍﳌﺒﺤﻮﺛﲔ ﻳﻘﻌﻮﻥ ﰲ ﺳـﻦ ﺍﻟﻜﻬﻮﻟـﺔ‪ ،‬ﺇﺫ ﺃﻥ‬ ‫ﺍﳌﺘﻮﺳﻂ ﺍﳊﺴﺎﰊ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﻓﺌﺔ ﺍﻷﺳﺎﺗﺬﺓ ﻭﻣﺴﺘﺸﺎﺭﻱ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﻭﺍﳌﺴﺎﻋﺪﻳﻦ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﲔ ﻳﻜﺎﺩ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺘﺴﺎﻭﻳﺎ‬ ‫ﻭﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﺍﱄ ‪ 38‬ﺳﻨﺔ ﻭ‪ 38,6‬ﺳﻨﺔ‪ .‬ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﳚﻌﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺌﺔ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻴﻌﺎﺏ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‬ ‫ﻭﺍﻷﺛﺎﺭ ﺍﳌﺘﺮﺗﺒﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ‪ ،‬ﻭﻣﻦ ﰒ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻄﺮﺣﻬﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺑﻜﻞ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ‪.‬‬ ‫ﺟﺪﻭﻝ ﺭﻗﻢ )‪ :(3‬ﻳﺒﲔ ﺗﻮﺯﻳﻊ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻌﻴﻨﺔ ﺣﺴﺐ ﺍﳉﻨﺲ‪.‬‬ ‫ﺍﻟﻔﺌﺔ‬

‫ﺍﻷﺳﺎﺗﺬﺓ‬

‫ﻣﺴﺘﺸﺎﺭﻱ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ‬ ‫ﻭﺍﳌﺴﺎﻋﺪﻳﻦ‬

‫ﺍ‪‬ﻤﻮﻉ‬

‫ﺍﻟﺴﻦ‬

‫ﺍﻟﺘﻜﺮﺍﺭ‬

‫‪%‬‬

‫ﺍﻟﺘﻜﺮﺍﺭ‬

‫‪%‬‬

‫ﺍﻟﺘﻜﺮﺍﺭ‬

‫‪%‬‬

‫ﺫﻛﺮ‬

‫‪120‬‬

‫‪%33‬‬

‫‪15‬‬

‫‪%31‬‬

‫‪135‬‬

‫‪%32,8‬‬

‫ﺃﻧﺜﻰ‬

‫‪244‬‬

‫‪%67‬‬

‫‪33‬‬

‫‪%69‬‬

‫‪277‬‬

‫‪%67,2‬‬

‫ﺍ‪‬ﻤﻮﻉ‬

‫‪364‬‬

‫‪100‬‬ ‫‪%‬‬

‫‪48‬‬

‫‪%100‬‬

‫‪412‬‬

‫‪%100‬‬

‫ﻳﻌﺪ ﻣﺘﻐﲑ ﺍﳉﻨﺲ ﻫﻮ ﺍﻵﺧﺮ ﻣﻦ ﺍﳌﺘﻐﲑﺍﺕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﲤﻴﺰ ﻓﺌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻦ ﺑﻘﻴـﺔ ﺍﻟﻔﺌـﺎﺕ‬ ‫ﻭﺍﻟﺸﺮﺍﺋﺢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ‪ ،‬ﻭﻳﻼﺣﻆ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﻫﺬﺍ ﺍﳉﺪﻭﻝ ﺃﻥ ﻣﻌﻈﻢ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻌﻴﻨﺔ ﻫﻢ ﻣـﻦ‬ ‫ﺍﻟﻌﻨﺼﺮ ﺍﻟﻨﺴﻮﻱ ﺣﻴﺚ ﳝﺜﻠﻮﻥ ‪ %67,2‬ﻣﻘﺎﺑﻞ ‪ %32,8‬ﻟﻠﺮﺟﺎﻝ ﻣﻦ ﳎﻤﻮﻉ ﺍﳌﺒﺤﻮﺛﲔ‪ .‬ﻭﺗﻨﻄﺒﻖ ﻧﻔـﺲ‬ ‫ﺍﳌﻼﺣﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺌﺘﲔ ﺣﻴﺚ ﳒﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮ ﺍﻟﻨﺴﻮﻱ ﰲ ﻓﺌﺔ ﺍﻷﺳﺎﺗﺬﺓ ﳝﺜﻞ ‪ %67‬ﻣﻘﺎﺑﻞ ‪%33‬‬ ‫ﻟﻠﺮﺟﺎﻝ‪ ،‬ﻭﳝﺜﻞ ﰲ ﻓﺌﺔ ﻣﺴﺘﺸﺎﺭﻱ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﻭﺍﳌﺴﺎﻋﺪﻳﻦ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﲔ ‪ %69‬ﻣﻘﺎﺑﻞ ‪ %31‬ﻟﻠﺮﺟﺎﻝ‪.‬‬ ‫ﻭﻣﻨﻪ ﻧﺴﺘﻨﺘﺞ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮ ﺍﻟﻨﺴﻮﻱ ﻫﻮ ﺍﻟﻐﺎﺏ ﰲ ﺷﺮﳛﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﲟﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ‪ .‬ﻭﻫـﺬﻩ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠـﺔ‬ ‫ﺗﺆﻛﺪ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﳌﻌﺎﺵ ﻭﺍﳌﺸﺎﻫﺪ ﰲ ﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻨﺎ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺮﺍﻫﻦ‪.‬‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪236‬‬

‫ــــــــــــــــــ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ﺟﺪﻭﻝ ﺭﻗﻢ )‪ :(4‬ﻳﺒﲔ ﻣﺪﻯ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺇﺻﻼﺡ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ‪.‬‬ ‫ﺍﻟﻔﺌﺔ‬ ‫ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ‬

‫ﻣﺴﺘﺸﺎﺭﻱ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ‬ ‫ﻭﺍﳌﺴﺎﻋﺪﻳﻦ‬

‫ﺍﻷﺳﺎﺗﺬﺓ‬ ‫ﺍﻟﺘﻜﺮﺍﺭ‬

‫‪%‬‬

‫ﺍﻟﺘﻜﺮﺍﺭ‬

‫‪%‬‬

‫ﺍ‪‬ﻤﻮﻉ‬ ‫ﺍﻟﺘﻜﺮﺍﺭ ‪%‬‬

‫‪333‬‬

‫‪%91,5‬‬

‫‪43‬‬

‫‪%89,6‬‬

‫‪376‬‬

‫‪%91,3‬‬

‫ﻻ ﳚﺐ ﺍﻹﺻﻼﺡ‬

‫‪7‬‬

‫‪%2‬‬

‫‪2‬‬

‫‪%4,2‬‬

‫‪9‬‬

‫‪%2,2‬‬

‫ﺑﺪﻭﻥ ﺇﺟﺎﺑﺔ‬

‫‪24‬‬

‫‪%6,5‬‬

‫‪3‬‬

‫‪%6,2‬‬

‫‪27‬‬

‫‪%6,5‬‬

‫ﺍ‪‬ﻤﻮﻉ‬

‫‪364‬‬

‫‪%100‬‬

‫‪48‬‬

‫‪%100‬‬

‫‪412‬‬

‫‪%100‬‬

‫ﳚﺐ ﺍﻹﺻﻼﺡ‬

‫ﻳﻮﺿﺢ ﺍﳉﺪﻭﻝ ﺭﻗﻢ )‪ (4‬ﺇﺟﺎﺑﺎﺕ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻌﻴﻨﺔ ﲞﺼﻮﺹ ﺇﺻﻼﺡ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ‪ .‬ﻭﻗﺪ ﻛﺸـﻔﺖ‬ ‫ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺍﳌﻴﺪﺍﻧﻴﺔ ﺃﻥ ﺃﻏﻠﺒﻴﺔ ﺍﳌﺒﺤﻮﺛﲔ ﻳﺆﻳﺪﻭﻥ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺇﺻﻼﺡ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺑﻨﺴﺒﺔ ﺗﻔﻮﻕ ‪ %91‬ﻣﻘﺎﺑﻞ‬ ‫‪ %2,2‬ﻣﻦ ﳎﻤﻮﻉ ﺍﳌﺒﺤﻮﺛﲔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺆﻳﺪﻭﻥ ﺇﺻﻼﺡ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ‪ .‬ﻭﻧﻔﺲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﳒـﺪﻫﺎ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﻛﻞ ﻓﺌﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺪﻩ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﲤﺜﻞ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺑﻀﻮﺭﺓ ﺇﺻﻼﺡ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﻓﺌﺔ‬ ‫ﺍﻷﺳﺎﺗﺬﺓ ‪ %91,5‬ﻣﻘﺎﺑﻞ ‪ %2‬ﻣﻦ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻔﺌﺔ‪ .‬ﺃﻣﺎ ﻓﺌﺔ ﻣﺴﺘﺸﺎﺭﻱ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﻭﺍﳌﺴﺎﻋﺪﻳﻦ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﲔ ﻓﺘﻤﺜﻞ‬ ‫‪ %89,6‬ﻣﻦ ﺍﳌﺆﻳﺪﻳﻦ ﻟﻺﺻﻼﺡ ﻣﻘﺎﺑﻞ ‪ %4,2‬ﻣﻦ ﺍﳌﻌﺎﺭﺿﲔ ﻣﻦ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻔﺌﺔ‪.‬‬ ‫ﻭﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻧﺴﺘﻨﺘﺞ ﺃﻥ ﺍﻟﻐﺎﻟﺒﻴﺔ ﺍﻟﻌﻈﻤﺔ ﰲ ﻓﺌﺔ ﺍﻷﺳﺎﺗﺬﺓ ﻭﺍﳌﺴﺘﺸـﺎﺭﻳﻦ ﺍﻟﺘﺮﺑـﻮﻳﲔ ﻳﻨـﺎﺩﻭﻥ‬ ‫ﺑﻀﺮﻭﺭﺓ ﺇﺻﻼﺡ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ‪.‬‬ ‫ﺍﳉﺪﻭﻝ ﺭﻗﻢ )‪ :(5‬ﻳﺒﲔ ﻣﺪﻯ ﺃﺧﺬ ﻣﻌﻄﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ﺑﺎﳊﺴﺒﺎﻥ ﰲ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ‪.‬‬

‫ﺍﻷﺳﺎﺗﺬﺓ‬

‫ﺍﻟﻔﺌﺔ‬ ‫ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ‬

‫ﺍﻟﺘﻜﺮﺍﺭ‬

‫ﻣﺴﺘﺸﺎﺭﻱ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴـﻪ‬ ‫ﻭﺍﳌﺴﺎﻋﺪﻳﻦ‬

‫ﺍ‪‬ﻤﻮﻉ‬ ‫‪%‬‬

‫‪%‬‬

‫ﺍﻟﺘﻜﺮﺍﺭ‬

‫‪%‬‬

‫ﺍﻟﺘﻜﺮﺍﺭ‬

‫‪%79,4‬‬

‫‪304‬‬

‫‪%74‬‬

‫ﻻ ﺗﺆﺧﺬ ﺑﺎﳊﺴﺒﺎﻥ‬

‫‪75‬‬

‫‪%20,6‬‬

‫‪7‬‬

‫‪%14,6‬‬

‫‪82‬‬

‫‪%20‬‬

‫ﺑﺪﻭﻥ ﺇﺟﺎﺑﺔ‬

‫‪23‬‬

‫‪%6,4‬‬

‫‪3‬‬

‫‪%6,2‬‬

‫‪26‬‬

‫‪%6‬‬

‫ﺍ‪‬ﻤﻮﻉ‬

‫‪364‬‬

‫‪%100‬‬

‫‪48‬‬

‫‪%100‬‬

‫‪412‬‬

‫‪%100‬‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪237‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ ﺃ‪.‬ﺩ‪ .‬ﺃﲪﺪ ﺣﻮﻳﱵ‪ :‬ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﰲ ﻇﻞ ﲢﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‬

‫ﻳﺘﻀﺢ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺑﻴﺎﻧﺎﺕ ﺍﳉﺪﻭﻝ ﺭﻗﻢ )‪ (5‬ﺃﻥ ﺃﻏﻠﺒﻴﺔ ﺍﳌﺒﺤﻮﺛﲔ ﻳﺮﻭﺍ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺃﺧﺬ ﻣﻌﻄﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‬ ‫ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ﺑﺎﳊﺴﺒﺎﻥ ﰲ ﺃﻱ ﺇﺻﻼﺡ ﺟﺪﻳﺪ ﻟﻠﻤﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭﳝﺜﻠﻮﻥ ﻧﺴﺒﺔ ‪ %74‬ﻣﻦ ﳎﻤﻮﻉ ﺍﳌﺒﺤﻮﺛﲔ‪.‬‬ ‫ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺮﻭﻥ ﺃﻥ ﻣﻌﻄﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﳚﺐ ﺃﻥ ﻻ ﺗﺆﺧﺬ ﺑﺎﳊﺴﺒﺎﻥ ﻓﻴﻤﺜﻠﻮﻥ ﻓﻘﻂ ﻧﺴﺒﺔ ‪ %20‬ﻣﻦ ﳎﻤﻮﻉ‬ ‫ﺍﳌﺒﺤﻮﺛﲔ‪.‬‬ ‫ﻭﻋﻠﻴﻪ‪ ،‬ﳝﻜﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺍﳉﺪﻭﻝ ﺭﻗﻢ )‪ (5‬ﺃﻥ ﺃﻏﻠﺒﻴﺔ ﺍﳌﺒﺤﻮﺛﲔ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺑﻮﺟﻮﺏ ﺃﺧﺬ‬ ‫ﺍﳌﻌﻄﻴﺎﺕ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﱵ ﺗﻔﺮﺯﻫﺎ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺑﺎﳊﺴﺒﺎﻥ ﰲ ﺃﻱ ﻧﻈﺎﻡ ﺗﺮﺑﻮﻱ ﺟﺪﻳﺪ‪.‬‬ ‫ﺍﳉﺪﻭﻝ ﺭﻗﻢ )‪ :(6‬ﻳﺒﲔ ﻣﺪﻯ ﻭﺟﻮﺏ ﻣﺴﺎﻳﺮﺓ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺃﻭ ﺍﻷﺧﺬ ﲟﺎ ﻳﻨﺎﺳﺐ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺼﺪﻱ ﳍﺎ‪.‬‬ ‫ﺍﻟﻔﺌﺔ‬

‫ﻣﺴﺘﺸﺎﺭﻱ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ‬ ‫ﻭﺍﳌﺴﺎﻋﺪﻳﻦ‬

‫ﺍﻷﺳﺎﺗﺬﺓ‬

‫ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ‬

‫ﺍﻟﺘﻜﺮﺍﺭ‬

‫‪%‬‬

‫‪%‬‬

‫ﺍﻟﺘﻜﺮﺍﺭ‬

‫ﺍ‪‬ﻤﻮﻉ‬ ‫ﺍﻟﺘﻜﺮﺍﺭ ‪%‬‬

‫ﻭﺟﻮﺏ ﻣﺴـﺎﻳﺮﺓ‬ ‫ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‬

‫‪100‬‬

‫‪%27,5‬‬

‫‪9‬‬

‫‪%18,7‬‬

‫‪109‬‬

‫‪%26,5‬‬

‫ﻭﺟﻮﺏ ﺍﻷﺧﺬ ﲟﺎ‬ ‫ﻳﻨﺎﺳﺐ‬

‫‪183‬‬

‫‪%50‬‬

‫‪35‬‬

‫‪%73‬‬

‫‪218‬‬

‫‪%53‬‬

‫ﻭﺟﻮﺏ ﺍﻟﺘﺼـﺪﻱ‬ ‫ﻟﻠﻌﻮﳌﺔ‬

‫‪58‬‬

‫‪%16‬‬

‫‪4‬‬

‫‪%8,3‬‬

‫‪62‬‬

‫‪15‬‬

‫ﺑﺪﻭﻥ ﺇﺟﺎﺑﺔ‬

‫‪23‬‬

‫‪%6,4‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪23‬‬

‫‪%5,5‬‬

‫ﺍ‪‬ﻤﻮﻉ‬

‫‪364‬‬

‫‪%100‬‬

‫‪48‬‬

‫‪%100‬‬

‫‪412‬‬

‫‪%100‬‬

‫ﺗﺸﲑ ﺑﻴﺎﻧﺎﺕ ﺍﳉﺪﻭﻝ ﺭﻗﻢ )‪ (6‬ﺇﱃ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﺌﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻘﻮﻝ ﺑﻮﺟﻮﺏ ﺍﻷﺧﺬ ﲟﺎ ﻳﻨﺎﺳﺒﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﲢﺘﻞ‬ ‫ﺍﳌﺮﺗﺒﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﺑﻨﺴﺒﺔ ‪ %53‬ﻣﻦ ﳎﻤﻮﻉ ﺍﳌﺒﺤﻮﺛﲔ‪ .‬ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﻔﺌﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻘﻮﻝ ﺑﻮﺟﻮﺏ ﻣﺴﺎﻳﺮﺓ ﺍﻟﻌﻮﳌـﺔ‪ ،‬ﺃﻭ‬ ‫ﺑﻌﺒﺎﺭﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺃﻥ ﻧﻈﺎﻣﻨﺎ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﳚﺐ ﺃﻥ ﻳﺴﺎﻳﺮ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻓﺘﺤﺘﻞ ﺍﳌﺮﺗﺒﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺑﻨﺴﺒﺔ ‪ %26,5‬ﺍﻣﺎ ﺍﻟﻔﺌـﺔ‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪238‬‬

‫ــــــــــــــــــ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻭﺍﻟﱵ ﺗﻌﺘﻘﺪ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﳏﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﺘﺼﺪﻱ ﳍﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻧﻈﺎﻣﻨﺎ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻓﻬﻲ ﲢﺘـﻞ‬ ‫ﺍﳌﺮﺗﺒﺔ ﺍﻷﺧﲑﺓ ﻭﲤﺜﻞ ﻓﻘﻂ ‪.%15‬‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﻌﻄﻴﺎﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﳉﺪﻭﻝ ﺃﻳﻀﺎ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺗﺄﻛﻴﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﻓﺌﺔ ﺍﻷﺳـﺎﺗﺬﺓ‬ ‫ﻭﺍﳌﺴﺘﺸﺎﺭﻳﻦ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﲔ ﻛﻞ ﻋﻠﻰ ﺣﺪﻩ )ﺃﻧﻈﺮ ﺍﳉﺪﻭﻝ ﺭﻗﻢ ‪.(6‬‬ ‫ﻧﺴﺘﻨﺘﺞ ﳑﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﺃﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻧﺼﻒ ﺍﳌﺒﺤﻮﺛﲔ ﻳﺬﻫﺒﻮﻥ ﺇﱃ ﺍﻷﺧﺬ ﲟﺎ ﻳﻨﺎﺳﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ‪‬ـﺪﻑ‬ ‫ﺇﺛﺮﺍﺀ ﻣﻨﻈﻮﻣﺘﻨﺎ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ‪.‬‬ ‫ﺍﳉﺪﻭﻝ ﺭﻗﻢ )‪ :(7‬ﻳﺒﲔ ﺁﺛﺎﺭ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻣﻦ ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﺍﳌﺒﺤﻮﺛﲔ‪.‬‬ ‫ﺍﻟﻔﺌﺔ‬

‫ﺍﻷﺳﺎﺗﺬﺓ‬

‫ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ‬

‫ﺍﻟﺘﻜﺮﺍﺭ‬

‫‪%‬‬

‫ﻣﺴﺘﺸﺎﺭﻱ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ‬ ‫ﻭﺍﳌﺴﺎﻋﺪﻳﻦ‬ ‫ﺍﻟﺘﻜﺮﺍﺭ ‪%‬‬

‫ﺍ‪‬ﻤﻮﻉ‬ ‫ﺍﻟﺘﻜﺮﺍﺭ‬

‫‪%‬‬

‫ﺇﳚﺎﺑﻴﺔ‬

‫‪120‬‬

‫‪%33‬‬

‫‪7‬‬

‫‪%14,6‬‬

‫‪127‬‬

‫‪%31‬‬

‫ﺳﻠﺒﻴﺔ‬

‫‪162‬‬

‫‪%44,5‬‬

‫‪27‬‬

‫‪%56,2‬‬

‫‪189‬‬

‫‪%45,8‬‬

‫ﻻ ﺗﺆﺛﺮ‬

‫‪47‬‬

‫‪%13‬‬

‫‪11‬‬

‫‪%23‬‬

‫‪58‬‬

‫‪%14‬‬

‫ﺑﺪﻭﻥ ﺇﺟﺎﺑﺔ‬

‫‪35‬‬

‫‪%9,5‬‬

‫‪3‬‬

‫‪%6,2‬‬

‫‪38‬‬

‫‪%9,2‬‬

‫ﺍ‪‬ﻤﻮﻉ‬

‫‪364‬‬

‫‪%100‬‬

‫‪48‬‬

‫‪%100‬‬

‫‪412‬‬

‫‪%100‬‬

‫ﻳﺘﻀﺢ ﻣﻦ ﺑﻴﺎﻧﺎﺕ ﺍﳉﺪﻭﻝ ﺭﻗﻢ )‪ (7‬ﺃﻥ ﻗﺮﺍﺑﺔ ﻧﺼﻒ ﺍﳌﺒﺤﻮﺛﲔ ﺑﻨﺴﺒﺔ ‪ %45,8‬ﻳﻌﺘﻘـﺪﻭﻥ ﺑـﺄﻥ‬ ‫ﻟﻠﻌﻮﳌﺔ ﺃﺛﺎﺭﺍ ﺳﻠﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ‪ ،‬ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺴﺒﺔ ﺗﺪﻋﻤﻬﺎ ﻓﺌﺔ ﺍﻷﺳﺎﺗﺬﺓ ﺑﻨﺴـﺒﺔ ‪،%44,5‬‬ ‫ﻭﻓﺌﺔ ﺍﳌﺴﺘﺸﺎﺭﻳﻦ ﺍﻟﺘﺮﺑﲔ ﺑﻨﺴﺒﺔ ‪ .%56,2‬ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﳌﺒﺤﻮﺛﲔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﻟﻠﻌﻮﳌﺔ ﺃﺛﺎﺭﺍ ﺇﳚﺎﺑﻴﺔ ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻓﻴﻤﺜﻠﻮﻥ ﻧﺴﺒﺔ ‪ %31‬ﻣﻦ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﺍﳌﺒﺤﻮﺛﲔ‪ ،‬ﻣﺪﻋﻤﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻓﺌﺔ ﺍﻷﺳﺎﺗﺬﺓ ﺑﻨﺴﺒﺔ ‪،%33‬‬ ‫ﻭﻣﻦ ﻓﺌﺔ ﺍﳌﺴﺘﺸﺎﺭﻳﻦ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﲔ ﺑﻨﺴﺒﺔ ‪ .%14,6‬ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺮﻭﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻻ ﺗﺆﺛﺮ ﰲ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳـﺔ‬ ‫ﻓﻴﻤﺜﻠﻮﻥ ﻓﻘﻂ ﻧﺴﺒﺔ ‪ %14‬ﻣﻦ ﳎﻤﻮﻉ ﺍﳌﺒﺤﻮﺛﲔ‪.‬‬ ‫ﳔﻠﺺ ﳑﺎ ﺗﻘﺪﻡ‪ ،‬ﺃﻥ ﻗﺮﺍﺑﺔ ﻧﺼﻒ ﺍﳌﺒﺤﻮﺛﲔ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺳﺘﺆﺛﺮ ﺳﻠﺒﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ‪،‬‬ ‫ﻭﻣﻦ ﲦﺔ ﺳﺘﺸﻤﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻛﻼ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻠﻤﻴﺬ ﻭﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻭﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺑﻼﺩﻧﺎ‪.‬‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪239‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ ﺃ‪.‬ﺩ‪ .‬ﺃﲪﺪ ﺣﻮﻳﱵ‪ :‬ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﰲ ﻇﻞ ﲢﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‬

‫ﺍﳉﺪﻭﻝ ﺭﻗﻢ )‪ :(8‬ﻳﺒﲔ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﺍﻹﳚﺎﺑﻴﺔ ﻟﻠﻌﻮﳌﺔ ﻣﻦ ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﺍﻷﺳﺎﺗﺬﺓ‪.‬‬ ‫ﺍﻟﺘﺮﺗﻴﺐ‬

‫ﺍﻵﺛﺎﺭ ﺍﻹﳚﺎﺑﻴﺔ ﻟﻠﻌﻮﳌﺔ‬

‫‪%‬‬

‫‪1‬‬

‫ﺍﻻﻧﻔﺘﺎﺡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ‬

‫‪%98‬‬

‫‪2‬‬

‫ﺗﻔﺘﺢ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﱂ‬

‫‪%95‬‬

‫‪3‬‬

‫ﲢﺴﲔ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻞ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭﺭﻓﻊ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺘﻠﻤﻴﺬ‬

‫‪%91‬‬

‫‪4‬‬

‫ﺗﻘﺎﺭﺏ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺑﲔ ﺍﻟﺪﻭﻝ‬

‫‪%91‬‬

‫‪5‬‬

‫ﺍﻷﺧﺬ ﲟﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻲ ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﻲ‬

‫‪%88‬‬

‫‪6‬‬

‫ﻣﻮﺍﻛﺒﺔ ﺍﻟﺮﻛﺐ ﺍﳊﻀﺎﺭﻱ ﺑﺈﳚﺎﺑﻴﺔ‬

‫‪%84‬‬

‫‪7‬‬

‫ﲢﺴﲔ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﳌﺎﺩﻱ ﻟﻸﺳﺘﺎﺫ‬

‫‪%82‬‬

‫‪8‬‬

‫ﺧﻠﻖ ﺭﻭﺡ ﺍﳌﻨﺎﻓﺴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ‬

‫‪%80‬‬

‫‪9‬‬

‫ﺗﺮﺳﻴﺦ ﺍﳌﻔﺎﻫﻴﻢ ﻛﺤﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻌﺒﲑ ﻭﺍﻟﺮﺃﻱ‬

‫‪%79‬‬

‫‪10‬‬

‫ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﺍﳌﻔﺎﻫﻴﻢ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ‬

‫‪%72‬‬

‫‪11‬‬

‫ﲡﺪﻳﺪ ﳏﺘﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﱪﺍﻣﺞ ﺣﱴ ﺗﺘﻤﺎﺷﻰ ﻭﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‬

‫‪%66‬‬

‫‪12‬‬

‫ﺍﻹﳌﺎﻡ ﺑﺎﳌﻌﺮﻓﺔ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﻭﺍﳌﺴﺘﺠﺪﺍﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ‬

‫‪%62‬‬

‫‪13‬‬

‫ﲢﻔﻴﺰ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺍﻛﺒﺔ ﺍﳉﺪﻳﺪ‬

‫‪%58‬‬

‫‪14‬‬

‫ﺍﻻﻧﻔﺘﺎﺡ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ‬

‫‪%55‬‬

‫‪15‬‬

‫ﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﳋﱪﺍﺕ ﺍﻷﺟﻨﺒﻴﺔ‬

‫‪%52‬‬

‫‪16‬‬

‫ﺗﺜﻤﲔ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﻭﲤﻠﻚ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ‬

‫‪%42‬‬

‫‪17‬‬

‫ﻇﻬﻮﺭ ﺍﳌﺪﺍﺭﺱ ﺍﳊﺮﺓ‬

‫‪%35‬‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪240‬‬

‫ــــــــــــــــــ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ﺍﳉﺪﻭﻝ ﺭﻗﻢ )‪ :(9‬ﻳﺒﲔ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻟﻠﻌﻮﳌﺔ ﻣﻦ ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﺍﻷﺳﺎﺗﺬﺓ‪.‬‬ ‫ﺍﻟﺘﺮﺗﻴﺐ‬

‫ﺍﻵﺛﺎﺭ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻟﻠﻌﻮﳌﺔ‬

‫‪%‬‬

‫‪1‬‬

‫ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﺍﻷﻋﻤﻰ ﻟﻠﻐﺮﺏ‬

‫‪%99‬‬

‫‪2‬‬

‫ﺍﻟﻐﺰﻭ ﺍﻟﺜﻘﺎﰲ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻟﺸﺒﺎﺑﻨﺎ‬

‫‪%97‬‬

‫‪3‬‬

‫ﺍﻻﻧﺴﻬﺎﺭ ﰲ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻭﻗﺎﺑﻠﻴﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ‬

‫‪%95‬‬

‫‪4‬‬

‫ﻓﺮﺽ ﻧﻈﺎﻡ ﺗﺮﺑﻮﻱ ﺩﺧﻴﻞ‬

‫‪%91‬‬

‫‪5‬‬

‫ﺍﻻﻧﺴﻼﺥ ﻋﻦ ﺍﳍﻮﻳﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﺛﻮﺍﺑﺖ ﺍﻷﻣﺔ‬

‫‪%90‬‬

‫‪6‬‬

‫ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺍﳌﺪﺭﺳﻲ‬

‫‪%87‬‬

‫‪7‬‬

‫ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺗﻌﲏ ﺇﻟﻐﺎﺀ ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺍﻷﻣﺔ‬

‫‪%85‬‬

‫‪8‬‬

‫ﺍﻧﺘﻬﺎﺝ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﻏﺮﻳﺒﺔ ﻋﻦ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﻭﺍﻟﺘﻨﺎﺯﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻷﺻﻴﻠﺔ‪.‬‬

‫‪%82‬‬

‫‪9‬‬

‫ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻻ ﺗﺘﻤﺎﺷﻰ ﻭﻋﺎﺩﺗﻨﺎ ﻭﺗﻘﺎﻟﻴﺪﻧﺎ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ‬

‫‪%80‬‬

‫‪10‬‬

‫ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺟﻴﻞ ﻣﺘﺸﺒﻊ ﺑﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ‬

‫‪%77‬‬

‫‪11‬‬

‫ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺗﻔﺮﺽ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﲤﺲ ﺷﺨﺼﻴﺘﻨﺎ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ‬

‫‪%75‬‬

‫‪12‬‬

‫ﺍﳌﺴﺎﺱ ﺑﺎﳌﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﺍﻷﺧﻼﻗﻴﺔ‬

‫‪%73‬‬

‫‪13‬‬

‫ﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﳍﻴﻤﻨﺔ ﺩﻭﻟﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ‬

‫‪%69‬‬

‫‪14‬‬

‫ﻓﺮﺽ ﻧﻈﺮﺓ ﺃﺣﺎﺩﻳﺔ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻜﱪﻯ‬

‫‪%66‬‬

‫‪15‬‬

‫ﺍﻟﺘﻔﺘﺢ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪﺓ ﻟﻠﻐﺮﺏ‬

‫‪%64‬‬

‫‪16‬‬

‫ﺗﻮﺟﻴﻪ ﻣﻨﻈﻮﻣﺘﻨﺎ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺣﺴﺐ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺍﳉﺪﻳﺪ‬

‫‪%61‬‬

‫‪17‬‬

‫ﺇﺿﻌﺎﻑ ﺍﻟﻮﺍﺯﻉ ﺍﻷﺧﻼﻗﻲ ﻭﺍﻟﺪﻳﲏ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﺘﻼﻣﻴﺬ‬

‫‪%57‬‬

‫‪18‬‬

‫ﺣﺮﻣﺎﻥ ﺍﻟﻄﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﺒﺴﻴﻄﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‬

‫‪%54‬‬

‫‪19‬‬

‫ﺇﻧﺸﺎﺀ ﺟﻴﻞ ﻣﻬﺰﻭﺯ ﻭﻣﻨﺤﻞ ﺧﻠﻘﻴﺎ‬

‫‪%50‬‬

‫‪20‬‬

‫ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺗﻌﺪ ﺧﻄﺮﺍ ﻳﻬﺪﺩ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ‬

‫‪%45‬‬

‫ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﻌﻄﻴﺎﺕ ﺍﳉﺪﻭﻝ ﺭﻗﻢ )‪ ،(8‬ﻳﺘﻀﺢ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﻌﻜﺲ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﺍﻹﳚﺎﺑﻴﺔ ﻟﻠﻌﻮﳌﺔ ﻣﻦ‬ ‫ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﻓﺌﺔ ﺍﻷﺳﺎﺗﺬﺓ ﻗﺪ ﺭﺗﺒﺖ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﻭﺯﺍ‪‬ﺎ ﺍﻟﺘﻜﺮﺍﺭﻳﺔ‪ ،‬ﻭﺍﳌﻼﺣﻆ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟـﱵ ﺍﺣﺘﻠـﺖ‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪241‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ ﺃ‪.‬ﺩ‪ .‬ﺃﲪﺪ ﺣﻮﻳﱵ‪ :‬ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﰲ ﻇﻞ ﲢﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‬

‫ﺍﳌﺮﺍﺗﺐ ﺍﻷﻭﱃ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ ﻛﻠﻬﺎ ﺗﺘﻤﺤﻮﺭ ﺣﻮﻝ ﺍﻻﻧﻔﺘﺎﺡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﺍﻷﺧـﺮﻯ‪ ،‬ﻭﺗﻔـﺘﺢ ﺍﳌﺪﺭﺳـﺔ‬ ‫ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻷﺧﺬ ﲟﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻲ‪ ،‬ﻭﻣﻦ ﰒ ﻣﻮﺍﻛﺒﺔ ﺍﳊﻀﺎﺭﺓ ﺑﺈﳚﺎﺑﻴﺔ‪.‬‬ ‫ﺃﻣﺎ ﲞﺼﻮﺹ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻟﻠﻌﻮﳌﺔ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻫﻲ ﻭﺍﺭﺩﺓ ﰲ ﺍﳉﺪﻭﻝ ﺭﻗﻢ )‪ (9‬ﻓﻘﺪ ﺭﺗﺒﺖ ﻫﻲ ﺍﻷﺧﺮﻯ‬ ‫ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﻭﺯﺍ‪‬ﺎ ﺍﻟﺘﻜﺮﺍﺭﻳﺔ‪ .‬ﻭﻗﺪ ﲤﺤﻮﺭﺕ ﳎﻤﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﺍﻷﻋﻤﻰ ﻟﻠﻐﺮﺏ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻐـﺰﻭ‬ ‫ﺍﻟﺜﻘﺎﰲ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻟﻠﺸﺒﺎﺏ‪ ،‬ﻭﻗﺎﺑﻠﻴﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ‪ ،‬ﻭﺍﻻﻧﺴﻼﺥ ﻋﻦ ﺍﳍﻮﻳﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﺛﻮﺍﺑﺖ ﺍﻷﻣﺔ‪ ،‬ﻭﻣـﻦ ﰒ‬ ‫ﺇﻟﻐﺎﺀ ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ‪ .‬ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺗﻌﺪ ﺧﻄﺮﺍ ﻳﻬﺪﺩ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﻭﺟﻬـﺔ‬ ‫ﻧﻈﺮ ﺍﻷﺳﺎﺗﺬﺓ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺮﻭﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﲢﻤﻞ ﺁﺛﺎﺭ ﺳﻠﺒﻴﺔ ﻟﻠﻤﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ‪.‬‬ ‫ﺍﳉﺪﻭﻝ ﺭﻗﻢ )‪ :(10‬ﻳﺒﲔ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﺍﻹﳚﺎﺑﻴﺔ ﻟﻠﻌﻮﳌﺔ ﻣﻦ ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﻣﺴﺘﺸﺎﺭﻱ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﻭﺍﳌﺴﺎﻋﺪﻳﻦ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﲔ‪.‬‬

‫ﺍﻟﺘﺮﺗﻴﺐ‬

‫ﺍﻵﺛﺎﺭ ﺍﻹﳚﺎﺑﻴﺔ ﻟﻠﻌﻮﳌﺔ‬

‫‪%‬‬

‫‪1‬‬

‫ﺍﻟﺘﻔﺘﺢ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ‬

‫‪%90‬‬

‫‪2‬‬

‫ﲡﻌﻞ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﻳﻮﺍﻛﺐ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭﺍﺕ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ‬

‫‪%85‬‬

‫‪3‬‬

‫ﺗﺴﺎﻫﻢ ﰲ ﺇﺻﻼﺡ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ‬

‫‪%70‬‬

‫ﺗﺸﲑ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﰲ ﺍﳉﺪﻭﻝ ﺭﻗﻢ )‪ (10‬ﲞﺼﻮﺹ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﺍﻹﳚﺎﺑﻴﺔ ﻟﻠﻌﻮﳌﺔ ﻣـﻦ ﻭﺟﻬـﺔ ﻧﻈـﺮ‬ ‫ﻣﺴﺘﺸﺎﺭﻱ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﻭﺍﳌﺴﺎﻋﺪﻳﻦ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﲔ‪ ،‬ﺇﱃ ﻧﻔﺲ ﻭﺟﻬﺎﺕ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺍﻟﱵ ﺗﻘﺪﻡ ‪‬ﺎ ﺍﻷﺳﺎﺗﺬﺓ‪.‬‬ ‫ﻭﻋﻠﻴﻪ‪ ،‬ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﳛﻤﻠﻬﺎ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺎﺗﺬﺓ ﻭﺍﳌﺴﺘﺸﺎﺭﻳﻦ ﺍﻟﺘﺮﺑـﻮﻳﲔ ﺣـﻮﻝ‬ ‫ﺍﻵﺛﺎﺭ ﺍﻹﳚﺎﺑﻴﺔ ﻟﻠﻌﻮﳌﺔ ﲡﺎﻩ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭﺍﻟﱵ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﰲ ﺍﻟﺘﻔﺘﺢ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ‪،‬‬ ‫ﻭﻣﻮﺍﻛﺒﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭﺍﺕ ﺍﳊﻀﺎﺭﻳﺔ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍ‪‬ﺎﻝ‪.‬‬ ‫ﺍﳉﺪﻭﻝ ﺭﻗﻢ )‪ :(11‬ﻳﺒﲔ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻟﻠﻌﻮﳌﺔ ﻣﻦ ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﻣﺴﺘﺸﺎﺭﻱ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﻭﺍﳌﺴﺎﻋﺪﻳﻦ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﲔ‪.‬‬

‫ﺍﻵﺛﺎﺭ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻟﻠﻌﻮﳌﺔ‬

‫ﺍﻟﺘﺮﺗﻴﺐ‬

‫‪%‬‬

‫‪1‬‬

‫ﺗﻔﺮﺽ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﻻ ﺗﺘﻼﺀﻡ ﻣﻊ ﺗﻘﺎﻟﻴﺪ ﳎﺘﻤﻌﻨﺎ‬

‫‪%95‬‬

‫‪2‬‬

‫ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻭﺍﳋﺮﻭﺝ ﻋﻦ ﺗﻌﺎﻟﻴﻢ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ‬

‫‪%92‬‬

‫‪3‬‬

‫ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺴﺘﻮﻯ ﺍﳌﻌﺮﰲ ﻭﺍﻟﺴﻠﻮﻛﻲ ﻟﻠﺘﻼﻣﻴﺬ‬

‫‪%80‬‬

‫‪4‬‬

‫ﺗﻘﻠﺺ ﻣﻨﺎﺻﺐ ﺍﻟﺸﻐﻞ‬

‫‪%84‬‬

‫‪5‬‬

‫ﱂ ﻳﻬﻴﺄ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﻟﻠﻌﻮﳌﺔ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﺳﺘﺄﺛﺮ ﺳﻠﺒﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﶈﻴﻂ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‬

‫‪%75‬‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪242‬‬

‫ــــــــــــــــــ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ﻳﺒﲔ ﺍﳉﺪﻭﻝ ﺭﻗﻢ )‪ (11‬ﻭﺍﳋﺎﺹ ﺑﺎﻵﺛﺎﺭ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻟﻠﻌﻮﳌﺔ ﻣﻦ ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﻣﺴﺘﺸﺎﺭﻱ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﻭﺍﳌﺴﺎﻋﺪﻳﻦ‬ ‫ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﲔ‪ ،‬ﺃﻥ ﻭﺟﻬﺔ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻫﺬﻩ ﻻ ﲣﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﻓﺌﺔ ﺍﻷﺳﺎﺗﺬﺓ‪ ،‬ﲞﺼﻮﺹ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻟﻠﻌﻮﳌﺔ ﲡـﺎﻩ‬ ‫ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ‪ ،‬ﻭﺭﲟﺎ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﻫﻮ ﺃﻥ ﻓﺌﺔ ﺍﳌﺴﺘﺸﺎﺭﻳﻦ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﲔ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺍﳉﺰﺍﺋـﺮﻱ ﱂ‬ ‫ﻳﻬﻴﺄ ﺑﻌﺪ ﻟﻠﻌﻮﳌﺔ‪.‬‬

‫ﺭﺍﺑﻌﺎ‪ -‬ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺔ‪:‬‬

‫ﺗﻮﺻﻠﺖ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺇﱃ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﳝﻜﻦ ﺗﻠﺨﻴﺼﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﺍﻟﺘﺎﱄ‪:‬‬ ‫ﺗﻮﺻﻠﺖ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺇﱃ ﺃﻥ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﳌﺒﺤﻮﺛﲔ ﻳﻘﻌﻮﻥ ﰲ ﺍﻟﻔﺌﺔ ﺍﻟﻌﻤﺮﻳﺔ ﺑـﲔ ‪ 44-35‬ﺳـﻨﺔ ﺃﻱ ﰲ ﺳـﻦ‬ ‫ﺍﻟﻜﻬﻮﻟﺔ‪ ،‬ﻭﳝﺜﻠﻮﻥ ‪ %50‬ﻋﻨﺪ ﻓﺌﺔ ﺍﻷﺳﺎﺗﺬﺓ‪ %42 ،‬ﻋﻨﺪ ﻓﺌﺔ ﻣﺴﺘﺸﺎﺭﻱ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﻭﺍﳌﺴﺎﻋﺪﻳﻦ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﲔ‪.‬‬ ‫ﺃﻏﻠﺐ ﺍﳌﺴﺘﺠﻮﺑﲔ ﻣﻦ ﻋﻴﻨﺔ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺣﻴﺚ ﳝﺜﻠﻦ ‪ %67‬ﻣﻘﺎﺑﻞ ‪ %32‬ﻟﻠﺮﺟﺎﻝ ﻣﻦ ﳎﻤﻮﻉ‬ ‫ﺍﳌﺒﺤﻮﺛﲔ‪ .‬ﻭﻣﻨﻪ ﺗﻮﺻﻠﺖ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮ ﺍﻟﻨﺴﻮﻱ ﻫﻮ ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ ﰲ ﺷﺮﳛﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‪ .‬ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﻳﺆﻛﺪﻫﺎ‬ ‫ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﳌﻌﺎﺵ ﰲ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﳊﺎﱄ‪.‬‬ ‫ﻛﺸﻔﺖ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺃﻏﻠﺐ ﺍﳌﺒﺤﻮﺛﲔ ﺳﻮﺍﺀ ﻣﻦ ﻓﺌﺔ ﺍﻷﺳﺎﺗﺬﺓ ﺃﻭ ﻓﺌﺔ ﻣﺴﺘﺸﺎﺭﻱ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﻭﺍﳌﺴﺎﻋﺪﻳﻦ‬ ‫ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﲔ ﻳﺆﻳﺪﻭﻥ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺇﺻﻼﺡ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭﳝﺜﻠﻮﻥ ‪ %91‬ﻣﻘﺎﺑﻞ ‪ %2‬ﳑﻦ ﻻ ﻳﺆﻳﺪﻭﻥ ﺫﻟﻚ‪.‬‬

‫ﺗﻮﺻﻠﺖ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺃﻏﻠﺐ ﺍﳌﺒﺤﻮﺛﲔ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺑﻀﺮﻭﺭﺓ ﺃﺧﺬ ﻣﻌﻄﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺑﺎﳊﺴـﺒﺎﻥ ﰲ‬ ‫ﺃﻱ ﻧﻈﺎﻡ ﺗﺮﺑﻮﻱ ﺟﺪﻳﺪ‪ ،‬ﻭﳝﺜﻠﻮﻥ ﻧﺴﺒﺔ ‪ %74‬ﻣﻦ ﳎﻤﻮﻉ ﺍﳌﺒﺤﻮﺛﲔ‪ ،‬ﻣﻘﺎﺑﻞ ‪ %20‬ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳـﺮﻭﻥ ﺃﻥ‬ ‫ﻣﻌﻄﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﳚﺐ ﺃﻻ ﺗﺆﺧﺬ ﺑﺎﳊﺴﺒﺎﻥ ﰲ ﺃﻱ ﺇﺻﻼﺡ ﺗﺮﺑﻮﻱ ﺟﺪﻳﺪ‪.‬‬

‫ﺃﺷﺮﻧﺎ ﰲ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﻨﻈﺮﻱ ﳍﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻧﻈﺮﻳﺘﲔ‪ :‬ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺍﻻﺳﺘﻴﻌﺎﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺮﻳـﺔ ﺍﻟﺼـﺪﺍﻣﻴﺔ ﰲ‬ ‫ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﰲ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺎﺕ ﺍﳌﻄﺮﻭﺣﺔ ﻻ ﺗﺆﻳﺪﻫﺎ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺍﳌﻴﺪﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﱵ‬ ‫ﺗﻮﺻﻠﺖ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ‪ .‬ﻓﻘﺪ ﺗﺒﲔ ﺃﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﳛﻤﻠﻮﻥ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﺍﻟﺼﺪﺍﻣﻴﺔ ﻭﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﳏﺎﺭﺑـﺔ‬ ‫ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﺘﺼﺪﻱ ﳍﺎ‪ ،‬ﻻ ﳝﺜﻠﻮﻥ ﺳﻮﻯ ‪ %15‬ﻣﻦ ﳎﻤﻮﻉ ﺍﳌﺒﺤﻮﺛﲔ‪ ،‬ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺮﺗﻔﻊ ﻗﻠﻴﻼ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟـﺬﻳﻦ ﳛﻤﻠـﻮﻥ‬ ‫ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﺍﻻﺳﺘﻴﻌﺎﺑﻴﺔ ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺑﻀﺮﻭﺭﺓ ﻣﺴﺎﻳﺮﺓ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﳝﺜﻠﻮﻥ ‪ %26,5‬ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﺍﻟﱵ ﻛﺸﻔﺖ ﻋﻠﻴﻬـﺎ‬ ‫ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﳊﺎﻟﻴﺔ ﻫﻲ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻓﺮﻳﻘﺎ ﺛﺎﻟﺜﺎ ﻣﻦ ﺍﳌﺒﺤﻮﺛﲔ ﻻ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺑﻀﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﺼﺪﺍﻡ ﻣـﻊ ﺍﻟﻌﻮﳌـﺔ‪ ،‬ﻭﻻ‬ ‫ﲟﺴﺎﺭﻳﺘﻬﺎ‪ ،‬ﻭﺇﳕﺎ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﺎﻷﺧﺬ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﲟﺎ ﻳﻨﺎﺳﺐ ﻋﺎﺩﺍﺗﻨﺎ ﻭﺗﻘﺎﻟﻴﺪﻧﺎ ﻭﻣﻨﺎﻫﺠﻨﺎ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭﳝﺜﻠﻮﻥ ‪ %53‬ﻣـﻦ‬ ‫ﳎﻤﻮﻋﺔ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻌﻴﻨﺔ‪.‬‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪243‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ ﺃ‪.‬ﺩ‪ .‬ﺃﲪﺪ ﺣﻮﻳﱵ‪ :‬ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﰲ ﻇﻞ ﲢﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‬

‫ﻗﺮﺍﺑﺔ ﻧﺼﻒ ﺍﳌﺒﺤﻮﺛﲔ ﰲ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻫﻢ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﻓﺎﺩﻭﺍ ﺑﺄﻥ ﻟﻠﻌﻮﳌﺔ ﺃﺛﺎﺭﺍ ﺳﻠﺒﻴﺔ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻨﻈـﺎﻡ‬ ‫ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﻭﺳﺘﺸﻤﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻛﻼ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻠﻤﻴﺬ ﻭﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻭﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺑﻼﺩﻧـﺎ‬ ‫ﻭﳝﺜﻠﻮﻥ ‪ ،%45,8‬ﻣﻘﺎﺑﻞ ‪ %31‬ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﻟﻠﻌﻮﳌﺔ ﺃﺛﺎﺭﺍ ﺇﳚﺎﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ‪.‬‬

‫ﺃﻇﻬﺮﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﺗﻔﺎﻗﺎ ﰲ ﻭﺟﻬﺎﻥ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺑﲔ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻓﺌﺔ ﺍﻷﺳﺎﺗﺬﺓ ﻭﻓﺌﺔ ﻣﺴﺘﺸﺎﺭﻱ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ‬ ‫ﻭﺍﳌﺴﺎﻋﺪﻳﻦ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﲔ ﲞﺼﻮﺹ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﺍﻹﳚﺎﺑﻴﺔ ﻭﺍﻵﺛﺎﺭ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻟﻠﻌﻮﳌﺔ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﲤﺤﻮﺭﺕ ﳎﻤﻞ ﻋﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻵﺛـﺎﺭ‬ ‫ﺍﻹﳚﺎﺑﻴﺔ ﺣﻮﻝ ﺍﻻﻧﻔﺘﺎﺡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ‪ ،‬ﻭﺗﻔﺘﺢ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻷﺧﺬ ﲟﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻲ‬ ‫ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﻲ‪ ،‬ﻭﻣﻮﺍﻛﺒﺔ ﺍﻟﺮﻛﺐ ﺍﳊﻀﺎﺭﻱ‪ ،‬ﻭﲤﺤﻮﺭﺕ ﻣﻌﻈﻢ ﻋﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﺍﻷﻋﻤﻰ ﻟﻠﻐﺮﺏ‪،‬‬ ‫ﻭﺍﻟﻐﺰﻭ ﺍﻟﺜﻘﺎﰲ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻟﻠﺸﺒﺎﺏ‪ ،‬ﻭﻗﺎﺑﻠﻴﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ‪ ،‬ﻭﺍﻻﻧﺴﻼﺥ ﻋﻦ ﺍﳍﻮﻳﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﺛﻮﺍﺑﺖ ﺍﻷﻣﺔ‪ ،‬ﻭﻣـﻦ ﰒ‬ ‫ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺗﻌﺪ ﺧﻄﺮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭ‪‬ﺪﺩ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ‪.‬‬

‫ﺍﳌﺮﺍﺟﻊ‬ ‫ﺃﻭﻻ‪ :‬ﺍﳌﺮﺍﺟﻊ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪:‬‬ ‫‪ .1‬ﺍﻟﺘﻮﻡ‪ ،‬ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﻋﺜﻤﺎﻥ‪ ،‬ﻭﺁﺧﺮﻭﻥ‪ .‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‪ :‬ﺩﺭﺍﺳﺔ ﲢﻠﻴﻠﻴﺔ ﻧﻘﺪﻳﺔ‪ .‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻮﺍﺭﻕ‪ ،‬ﻟﻨﺪﻥ‪.1999 ،‬‬ ‫‪ .2‬ﺣﻴﺪﺭ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ‪ ،‬ﺣﺴﲔ ﻣﻌﻠﻮﻡ ﻭﺁﺧﺮﻭﻥ‪ .‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﺘﺤﻮﻻﺕ ﺍ‪‬ﺘﻤﻌﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﰊ‪ .‬ﻣﻜﺘﺒﺔ ﻣﺪﺑﻮﱄ‪ ،‬ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ‪1999 ،‬‬ ‫‪ .3‬ﺍﳉﺎﺑﺮﻱ‪ ،‬ﳏﻤﺪ‪" .‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﳍﻮﻳﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ"‪ .‬ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﻌﺮﰊ‪ ،‬ﺍﻟﻌﺪﺩ ‪ ،228‬ﻓﻴﻔﺮﻱ ‪.1998‬‬ ‫‪ .4‬ﺯﻣﺎﻡ‪ ،‬ﻧﻮﺭ ﺍﻟﺪﻳﻦ‪" .‬ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﺇﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺑﺎﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻨﺎﻣﻴﺔ" ﺃﻃﺮﻭﺣﺔ ﺩﻛﺘﻮﺭﺍﻩ‪ ،‬ﻗﺴﻢ ﻋﻠـﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤـﺎﻉ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌـﺔ‬ ‫ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ‪2001 ،‬‬ ‫‪ .5‬ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ‪ .‬ﳎﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺑﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﳌﺪﺭﺳﻴﺔ‪ .‬ﻣﺪﻳﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴـﻪ ﻭﺍﻻﺗﺼـﺎﻝ‪ ،‬ﺍﳉﺰﺍﺋـﺮ‪،‬‬ ‫‪.1993‬‬ ‫‪.6‬‬

‫ﻳﺎﺳﲔ‪ ،‬ﺍﻟﺴﻴﺪ‪" .‬ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ"‪ .‬ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﻌﺮﰊ‪ ،‬ﺍﻟﻌﺪﺩ ‪ ،228‬ﻓﻴﻔﺮﻱ ‪.1998‬‬

‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬ﺍﳌﺮﺍﺟﻊ ﺍﻷﺟﻨﺒﻴﺔ‪:‬‬ ‫‪Albrow, M. et all (eds). Globalisation, Knowledge and Society. Sage, London,‬‬

‫‪1-‬‬

‫‪1990.‬‬ ‫‪Featherston, M. (ed). Global culture : Nationalism, Globalisation and Modernity.‬‬

‫‪2-‬‬

‫‪Sage Publications, London, 1990.‬‬ ‫‪Robertson, R. Globalisation. Sage, London, 1992.‬‬

‫‪3-‬‬

‫‪Tomlinson, J. Cultural Imperialism. The John Hopkins University press,‬‬

‫‪4-‬‬

‫‪Baltimore, 1991.‬‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ــــــــــــ ‪244‬‬

‫ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭ ﲢﺪﻱ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‪:‬‬ ‫ﺩ‪.‬ﺣﺴﺎﻥ ﺍﳉﻴﻼﱄ‬ ‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺴﻜﺮﺓ‬ ‫ﲤﻬﻴـﺪ‪:‬‬

‫ﺗﻮﺍﺟﻪ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﲢﺪﻳﺎﺕ ﻛﺒﲑﺓ ﻋﻠﻰ ﲨﻴﻊ ﺍﻷﺻﻌﺪﺓ ﻭﺍﳌﺴﺘﻮﻳﺎﺕ‪ ،‬ﺇ‪‬ـﺎ ﺗﻮﺍﺟـﻪ ﺍﻟﻌﻮﳌـﺔ‬ ‫ﻭﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺘﺰﻭﺩ ﺑﺎﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﻭ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﱵ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ‪‬ﺎ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﻫـﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤـﻼﻕ‬ ‫ﺍﻟﻜﺒﲑ‪ .‬ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﺃﻥ ﺗﺘﻌﺪﻯ ﻣﺴﺎﻟﺔ ﺍﳌﻮﺍﻃﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻗﺪﳝﺎ ﺗﺴﺘﻬﺪﻓﻪ ﻭﺗﻌﻤـﻞ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺗﻜﻮﻳﻨﻪ‪ ،‬ﻟﺘﺘﺠﺎﻭﺯ ﺫﻟﻚ ﺇﱃ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻜﻮﻛﱯ‪ ،‬ﻭﻫﺬﺍ ﺃﻣﺮ ﳛﺘﺎﺝ ﺇﱃ ﺗﺒﲏ ﻧﻈﺮﺓ ﴰﻮﻟﻴﺔ‬ ‫ﺗﻜﺎﻣﻠﻴﺔ ﺗﺮﺍﻋﻲ ﲨﻴﻊ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﳕﻮﻩ ﲝﻴﺚ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﺎﺭﻓﺎ ﻭﻣﻄﻠﻌﺎ ﻋﻠﻰﻛﻞ ﻣﻌﺎﺭﻑ ﻋﺼﺮﻩ‪ ،‬ﻭﻣﺰﺍﻭﺟـﺎ‬ ‫ﺑﲔ ﺍﳉﺎﻧﺐ ﺍﻟﻨﻈﺮﻱ ﻭﺍﻟﻌﻤﻠﻲ‪.‬‬ ‫ﻭﺍﳌﻔﺘﺮﺽ ﰲ ﻣﺪﺍﺭﺱ ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺼﺪﺭﺍ ﺃﺳﺎﺳﻴﺎ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ ﻣﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﺍﻟﺬﺍﰐ ﺣـﱴ‬ ‫ﻳﻈﻞ ﺍﳌﺘﻌﻠﻢ ﻣﺘﻌﻠﻤﺎ ﻣﺪﻯ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﰲ ﳎﺘﻤﻊ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﺍﳌﺴﺘﻤﺮ‪ ،‬ﻭﺗﻈﻞ ﺍﳌﻌﺎﺭﻑ ﻭ ﺍﳌﻬﺎﺭﺍﺕ ﻣﺘﺠﺪﺩﺓ‪ .‬ﺇﻥ‬ ‫ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺗﻔﺮﺽ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﻣﺴﺘﻤﺮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻣﺘﺪﺍﺩ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﻗﺪ ﲢﻮﻝ ﻫﺪﻓﻪ ﻣـﻦ ﺗﻌﻠـﻴﻢ‬ ‫ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ ﻛﻀﺮﻭﺭﺓ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺗﺮﺑﻮﻳﺔ‪ ،‬ﻟﻴﺼﺒﺢ ﺍﻟﺘﻤﻴﺰ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﳌﺘﻤﻴﺰ ﻳﻜﻔﻞ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﻋـﺎﻝ‬ ‫ﻟﻨﻮﻋﻴﺔ ﺍﳋﱪﺍﺕ ﻭﺍﻟﻘﺪﺭﺍﺕ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺴﺒﻖ ﰲ ﺍﳌﻨﺎﻓﺴﺔ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﺃﺻﺒﺢ ﳏﺼﻠﺔ ﺟﻬﺪ ﻛﻞ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﰲ ﺃﻱ ﺩﻭﻟﺔ‬ ‫ﻭﻟﻴﺲ ﳏﺼﻠﺔ ﺃﺩﺍﺀ ﺃﻗﻠﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ‪.‬‬ ‫ﻫﻜﺬﺍ ﺗﺼﺒﺢ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺩﳝﻮﻣﺔ ﺗﺘﺴﻢ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ﺩﻭﻥ ﺍﻻﻛﺘﻔﺎﺀ ﺑﺒﻌﺪ ﻭﺣﻴﺪ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ‬ ‫ﻭﺑﻌﺪ ﻭﺣﻴﺪ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ)‪ .(1‬ﺇﻥ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﻌﻴﺸﻪ ﻳﺘﺴﻢ ﲟﻮﺟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺤﻮﻻﺕ ﰲ ﳐﺘﻠﻒ ﻧﻮﺍﺣﻲ ﺍﳊﻴﺎﺓ‬

‫ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺇﺭﻫﺎﺻﺎﺕ ﻭ ﲡﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‪ ،‬ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻳﺼﺒﺢ ﻟﺰﺍﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﳎﺘﻤﻊ ﺇﻥ ﳝﺘﻠﻚ ﻧﻈﺎﻣﺎ ﺗﺮﺑﻮﻳﺎ ﻟﻪ‬ ‫ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻜﻴﻒ ﻣﻊ ﺍﳌﺘﻐﲑﺍﺕ ﺍﳌﺴﺎﺭﻋﺔ‪.‬‬ ‫ﺑﺪﻭﺭﻧﺎ ﳓﻦ ﰲ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﺑﺼﻮﺭﺗﻪ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﳋﺼﻮﺹ ﻻ ﻧﻌﻴﺶ ﲟﻌﺰﻝ ﻋﻤﺎ‬ ‫ﳛﺪﺙ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻨﺎ‪ ،‬ﻭﺣﺎﻟﻴﺎ ﺗﻮﺍﺟﻬﻨﺎ ﺍﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﻭﺍﳌﺨﺎﻃﺮ‪ ،‬ﻭﺳﻮﻑ ﻳﺘﺤﺪﺩ ﻣﻮﻗﻌﻨـﺎ ﻣـﻦ‬ ‫ﺍﳋﺎﺭﻃﺔ ﺍﻟﻜﻮﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻯ ﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩﻧﺎ ﻟﻠﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﻭﻗﺪﺭﺗﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻞ‪ ،‬ﻭﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻧﺮﲰﻬﺎ‬ ‫ﳌﻮﺍﺟﻬﺔ ﺗﻴﺎﺭ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‪ .‬ﺃﻣﺎ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﳍﺮﻭﺏ ﺇﱃ ﺍﻷﻣﺎﻡ ﻭ ﺣﱴ ﺇﱃ ﺍﻟﻮﺭﺍﺀ ﻛﻤﺎ ﻧﻔﻌﻞ ﺩﺍﺋﻤـﺎ ﻋﻨـﺪﻣﺎ‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــ ﺩ‪ .‬ﺣﺴﺎﻥ ﺍﳉﻴﻼﱄ‪ :‬ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﲢﺪﻱ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‬

‫ﺗﻮﺍﺟﻬﻨﺎ ﺍﳌﺨﺎﻃﺮ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻳﺘﻴﺢ ﺣﺘﻤﺎ ﻓﺮﺻﺔ ﻟﻠﺘﺪﺧﻞ ﺍﻷﺟﻨﱯ ﻓﲑﺳﻢ ﺍﻟﻐﺰﺍﺓ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺤﺎﺕ‬ ‫ﺃﺑﻨﺎﺋﻨﺎ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ‪.‬‬ ‫ﺇﻥ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺇﻥ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺭﺅﻳﺔ ﻣﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﻭﺍﻗﻊ ﺍ‪‬ﺘﻤﻌﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﺣﺘﻴﺎﺟﺎ‪‬ﺎ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻳﺔ ﻭﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ‪ ،‬ﻓﻤﺎ ﻫﻲ ﺩﻋﺎﺋﻢ ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻧﺮﲰﻬﺎ ﳌﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻌﻮﳌـﺔ‬ ‫ﻭﻛﻴﻒ ﳝﻜﻦ ﺗﺪﻋﻴﻢ ﻭﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺣﱴ ﻳﺆﺩﻯ ﺩﻭﺭﻩ‪ ،‬ﻭﻳﻘﻮﻡ ﺑﺎﻟﺘﺼﺪﻱ ﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺇﻥ‬ ‫ﺫﻟﻚ ﻳﺘﺤﺪﺩ ﻭﻓﻖ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ‪:‬‬ ‫ﺃﻭﻻ ‪-‬ﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﳍﻮﻳﺔ ﻭﺍﳋﺼﻮﺻﻴﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ‪:‬‬

‫ﺇﻥ ﻣﺎ ﻳﺴﻮﺩ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﰲ ﻋﺼﺮﻧﺎ ﺍﳊﺎﺿﺮ ﻣﻦ ﺗﻮﺟﻬﺎﺕ ﳓﻮ ﲢﺮﻳﺮ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻭﺗﻴﺴﲑ ﺣﺮﻛﺔ ﺗﻨﻘـﻞ‬ ‫ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﻭﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‪ ،‬ﻭﻣﺎ ﻳﻨﺘﺸﺮ ﰲ ﻋﺎﳌﻨﺎ ﻣﻦ ﻓﻀﺎﺋﻴﺎﺕ ﻭﺷﺒﻜﺎﺕ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻴﺔ ﻭﺗﻮﺍﺻﻠﻴﺔ ﻣﺬﻫﻠﺔ‪،‬‬ ‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺃﺩﺕ ﺇﱃ ﺗﺮﺍﺟﻊ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﺄﺛﲑ ﻋﻠﻰ ﻓﻜﺮ ﻣﻮﺍﻃﻨﻴﻬـﺎ‪ ،‬ﻭﺛﻘﺎﻓﺘـﻬﻢ‪ ،‬ﻭﺭﺃﻳﻬـﻢ‪،‬‬ ‫ﻭﻗﻨﺎﻋﺘﻬﻢ ﻭﺣﱴ ﺃﺫﻭﺍﻗﻬﻢ‪ .‬ﺇﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺑﻜﻞ ﻣﻌﻄﻴﺎ‪‬ﺎ ﻭﲡﻠﻴﺎ‪‬ﺎ ﻭﺃﻫﺪﺍﻓﻬﺎ ﺍﳌﻌﻠﻨﺔ ﻭﻏـﲑ ﺍﳌﻌﻠﻨـﺔ‬ ‫ﺗﺸﻜﻞ ﺃﺧﻄﺎﺭﺍ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﺍﳋﻄﻮﺭﺓ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﻫﻮﻳﺔ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭ ﻣﻮﺭﻭﺛﻬﺎ‪ ،‬ﻭﺛﻮﺍﺑﺘﻬﺎ‪ ،‬ﲝﻜﻢ ﺃ‪‬ﺎ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺗﻜﻮﻳﻦ ﲰﺎﺕ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﲢﻤﻞ ﺑﲔ ﻃﻴﺎ‪‬ﺎ ﺗﻨﺎﻗﻀﺎﻥ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﰲ ﻇﻞ ﻣﺘﻐﲑﺍﺕ ﻋﺼﺮﻳﺔ ﻣﻔﺮﻭﺿﺔ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺍﻟﻌﺮﰊ)‪ ،(2‬ﻭﺑﺬﻟﻚ ﺗﺘﺤﻮﻝ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﱃ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻣﻦ ﻧﻮﻉ ﺟﺪﻳﺪ ﻭﺭﲟﺎ ﺗﻘﺘـﺮﺏ ﻣـﻦ‬ ‫ﺍﳌﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪﻣﻪ''ﻛﺎﺭ ﻝ ﺑﻮﻻﱐ '' ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﳌﻌﻨﻮﻥ ﺏ‪'' :‬ﺍﻟﺘﺤﻮﻝ ﺍﻟﻜﺒﲑ –ﺣﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﺴـﻮﻕ ''‬ ‫ﲝﻴﺚ ﺃﺻﺒﺢ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺧﺎﺿﻌﺎ ﻟﺸﺮﻭﻁ ﻭﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﺣﱴ ﺭﻭﺡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻧﻔﺴﻪ)‪.(3‬‬ ‫ﻭﺑﻨﺎﺀﺍ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻓﺎﻥ ﻣﻦ ﻭﺍﺟﺒﻨﺎ ﲢﺼﲔ ﺃﺑﻨﺎﺋﻨﺎ ﺿﺪ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‪ ،‬ﻭﳚﺐ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺤﺼﲔ ﲨﻠﺔ‬ ‫ﺃﻭ ﻓﻘﺮﺓ ﰲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ‪ ،‬ﺑﻞ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﳝﺘﺪ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴﻞ ﺍﳊﻘﻴﻘـﻲ ﰲ ﺍﳌﻨـﺎﻫﺞ ﻭﺍﳌﻘـﺮﺭﺍﺕ‬ ‫ﻭﺍﻷﻧﺸﻄﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭﺍﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ‪ .‬ﺇﻥ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﲟﻌﺎﻳﺸﺘﻬﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﺍﳊﺮﺟـﺔ ﻫـﻲ‬ ‫ﲝﺎﺟﺔ ﺇﱃ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﰲ ﺑﻨﺎﺋﻬﺎ‪ ،‬ﻭﺗﻌﺰﻳﺰ‪ ،‬ﺍﻧﺘﻤﺎﺀﺍ‪‬ﻢ ﻻﻣﺘﻬﻢ ﻭﺃﻭﻃﺎ‪‬ﻢ‪ ،‬ﻭﺻﻮﻥ ﻫﻮﻳﺘﻬﻢ ﻭﺛﻘﺎﻓﺘـﻬﻢ‪،‬‬ ‫ﺣﱴ ﲤﻜﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻌﻴﺸﻮﺍ ﻗﺎﺩﺭﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺧﺬ ﻭﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﻭﺍﻹﳒﺎﺯ ﻭﺍﳊﻮﺍﺭ ﻣﻊ ﺍﻷﺧﺮ ﲜﺪﻳﺔ ﻭﺍﻓﺘﺨﺎﺭ‬ ‫ﺑﻌﻴﺪﻳﻦ ﻛﻞ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﻋﻘﺪ ﺍﻟﻨﻘﺺ ﻭ ﺍﳋﻮﻑ ﻭ ﺍﻟﺘﻌﺼﺐ)‪.(4‬‬

‫ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺍﳍﻮﻳﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺿﺪ ﳐﺎﻃﺮ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻻ ﻳﺘﺄﺗﻰ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻻﻧﻐﻼﻕ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟـﺬﺍﺕ‬ ‫ﻭﺭﻓﺾ ﺍﻵﺧﺮ ﻓﻬﺬﺍ ﺗﺼﺤﻴﺢ ﺧﻄﺎ‪ ،‬ﻭﳎﻤﻮﻉ ﺍﳋﻄﺄ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺻﻮﺍﺑﺎ‪ ،‬ﺇﳕﺎ ﻳﺘﺄﺗﻰ ﺫﻟﻚ ﺃﻭ ﻻ ﺑﺈﻋـﺎﺩﺓ‬ ‫ﺑﻨﺎﺀ ﺍﳌﻮﺭﻭﺙ ﺍﻟﻘﺪﱘ ﺍﳌﻜﻮﻥ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ‪ ،‬ﲝﻴﺚ ﺗﺰﺍﻝ ﻣﻌﻮﻗﺎﺗﻪ‪ ،‬ﻭﺗﺴﺘﻘﺮ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﺗﻘﺪﻣﻪ‪،‬‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ـــــــــ ‪246‬‬

‫ــــــــــــــــ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ﻭﻳﺘﻄﻠﺐ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺍﳍﻮﻳﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻛﺬﻟﻚ ﻛﺴﺮ ﺣﺪﺓ ﺍﻻﻧﺒﻬﺎﺭ ﺑﺎﻟﻐﺮﺏ ﻭﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﻗﻮﺓ ﺟﺬﺑﻪ ﻭﺫﻟﻚ‬ ‫ﺑﺮﺩﻩ ﺇﱃ ﺣﺪﻭﺩﻩ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﻄﻮﺭﺓ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ )‪.(5‬‬

‫ﻭﻣﻦ ﺑﲔ ﺃﻫﻢ ﻃﺮﻕ ﺍﻟﺘﺨﻔﻴﻒ ﻣﻦ ﺣﺪﺓ ﻭﻃﺄﺓ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻫﻮ ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﺍﳉﻮﺍﻧﺐ ﺍﻟﺮﻭﺣﻴـﺔ‬ ‫ﺍﳌﻀﻴﺌﺔ ﰲ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻣﻮﺭﻭﺛﻨﺎ ﺍﳊﻀﺎﺭﻱ ﻭﻣﱪﺭﺍﺕ ﺇﻋﻄـﺎﺀ ﺍﻷﻭﻟﻮﻳـﺔ ﻟﻸﺻـﻮﻝ‬ ‫ﻭﺍﳌﺼﺎﺩﺭ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﺑﻨﺎﺀ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﳝﻜﻦ ﺭﺩﻫﺎ ﺇﱃ ﻋﺪﺓ ﺍﻋﺘﺒـﺎﺭﺍﺕ ﻣﻨـﻬﺎ‪ :‬ﺃﻥ ﰲ‬ ‫ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﺇﱃ ﺍﳌﺼﺎﺩﺭ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺭﺑﻂ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﲟﺎﺿﻴﻬﺎ ﻭﺗﺄﻛﻴﺪﺍ ﳍﻢ ﻋﻠـﻰ ﺷﺨﺼـﻴﺘﻬﻢ‬ ‫ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﳝﺘﻠﻚ ﺍﳌﺮﻭﻧﺔ ﰲ ﻗﻮﺍﻋﺪﻩ ﻭﻣﺒﺎﺩﺋﻪ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﳌﺘﻌﻠﻘـﺔ ﺑﺘﻨﻈـﻴﻢ ﺍﳊﻴـﺎﺓ‬ ‫ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﰲ ﲨﻴﻊ ﳎﺎﻻ‪‬ﺎ‪ ،‬ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﳚﻌﻠﻪ ﺻﺎﳊﺎ ﻟﻜﻞ ﺯﻣﺎﻥ ﻭﻣﻜﺎﻥ)‪ ،(6‬ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﺎﻥ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺇﺫﺍ‬

‫ﺃﺭﺍﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﻀﻴﻊ ﻟﻨﻔﺴﻬﺎ ﻣﻮﻗﻌﺎ ﺑﲔ ﺍﻟﺪﻭﻝ‪ ،‬ﻭﲢﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﻛﻴﺎ‪‬ﺎ‪ ،‬ﻭﻋﻠﻰ ﺷﺨﺼـﻴﺘﻬﺎ ﺍﳊﻀـﺎﺭﻳﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﺗﺮﺑﻂ ﺗﻌﻠﻴﻤﻬﺎ ﺑﺜﻘﺎﻓﺘﻬﺎ ﻭﺣﻀﺎﺭ‪‬ﺎ ﻭﲢﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﺍﺻـﺎﻟﺘﻬﺎ ﻭ ﺗـﺮﺑﻂ ﺣﺎﺿـﺮﻫﺎ‬

‫ﲟﺎﺿﻴﻬﺎ‪ ،‬ﻭ ﻻ ﺗﻠﺠﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﺍﻷﻋﻤﻰ ﻻﻥ ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻟﺒﻨﺎﺀ ﺫﻭﺍﺗﻨﺎ ﻫﻮ ﳏﺾ ﺧﺮﺍﻓﺔ)‪.(7‬‬ ‫ﺛﺎﻧﻴﺎ ‪ -‬ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ‪:‬‬

‫ﺇﻥ ﺍﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺭﲰﺖ ﺳﻴﺎﺳﺘﻬﺎ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﻋﺪﺓ ﻋﻘﻮﺩ ﻣﻀﺖ‪ ،‬ﻭﻣﻨـﺬ‬ ‫ﺫﻟﻚ ﺍﳊﲔ ﱂ ﺗﻘﻢ ﲟﺮﺍﺟﻌﺔ ﺩﻭﺭﻳﺔ ﻭﻣﺴﺘﻤﺮﺓ ﻭﻣﺘﻌﻠﻘﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻴﻤـﺎ ﻳﺘﻌﻠـﻖ ﺑﺴﻴﺎﺳـﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴـﺔ‬ ‫ﻭﺃﻫﺪﺍﻓﻬﺎ‪ ،‬ﺭﻏﻢ ﺍﻟﺘﻐﲑﺍﺕ ﺍﻟﱵ ﻃﻔﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﰲ ﻣﻴﺎﺩﻳﻦ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻻﻗﺘﺼـﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻘﻨﻴـﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﱵ ﺗﺴﺘﺪﻋﻰ ﺗﺒﲏ ﺳﻴﺎﺳﺎﺕ ﻭﺃﻫﺪﺍﻑ ﻣﺴﺘﺤﺪﺛﺔ ﺗﺘﺠﺎﻭﺏ ﻣﻊ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻫـﺬﻩ ﺍﻟـﺘﻐﲑﺍﺕ‪،‬‬ ‫ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﻓﺎﻧﻪ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻣﺮﺍﺟﻌﺔ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴـﺔ ﻹﺣـﺪﺍﺙ ﺍﻟـﺘﻐﲑﺍﺕ‬ ‫ﺍﳌﻄﻠﻮﺑﺔ ﰲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﻭﺍﻟﻄﺮﺍﺋﻖ ﻭﺍﻷﻫﺪﺍﻑ‪ ،‬ﻭﺗﺒﲏ ﺻﻴﻎ ﻭ ﺑـﺪﺍﺋﻞ ﺗـﺆﺩﻱ ﺇﱃ ﺗﻄـﻮﻳﺮ‬ ‫ﺍﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭ ﲢﺴﲔ ﻧﻮﻋﻴﺘﻬﺎ ﲟﺎ ﻳﻼﺋﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﻌﻴﺸﻪ‪.‬‬ ‫ﻟﻘﺪ ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻴﻒ ﻭﺍﻟﻨﻮﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻤﻴﺰ‪ ،‬ﻭﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﺘﻢ ﺇﻻ ﲞﻠﻖ ﺃﻧﻈﻤـﺔ‬ ‫ﺗﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻣﺮﻧﺔ ‪‬ﺪﻑ ﺇﱃ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺍﳌﺒﺪﻉ ﺍﻟﺘﻮﺍﻕ ﺇﱃ ﺍﻻﺑﺘﻜﺎﺭ ﻭﺍﻟﻨﻘﺪ ﻭﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻋﻠـﻰ ﻣﻮﺍﺻـﻠﺔ‬ ‫ﺗﻌﻠﻴﻤﻪ ﻣﺪﻯ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻭ ﺍﳌﺘﻔﺘﺢ ﰲ ﻋﻘﻠﻴﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺃﲨﻊ‪.‬‬ ‫ﺇﻥ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻳﺴﺘﺪﻋﻲ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﻛﻞ ﺟﺰﺋﻴﺔ ﻣﻦ ﺟﺰﺋﻴﺎﻥ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ‪.‬‬ ‫ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻭﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺚ ﻻ ﻳﺒﲏ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﺴﺪ ﻭﺍﻟﺘﺨﻤﲔ ﺃﻭ ﺍﻟﻈﻦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺐ ﺍﻟﻌﺸﻮﺍﺋﻲ ﺑﻞ ﻳﻨﺒﻐﻲ‬ ‫ﺃﻥ ﻳﺒﲏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺑﺪﻭﻧﻪ‪.‬‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ـــــــــ ‪247‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــ ﺩ‪ .‬ﺣﺴﺎﻥ ﺍﳉﻴﻼﱄ‪ :‬ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﲢﺪﻱ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‬

‫ﺇﻥ ﺿﺒﻂ ﺟﻮﺩﺓ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﺗﻮﻓﲑ ﺣﺮﻳﺎﺕ ﺍﻛﱪ ﻭﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺃﻭﺳﻊ ﻓﻤﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟـﺮﺃﻱ‬ ‫ﻭﺍﳊﻮﺍﺭ ﺗﺘﻀﺢ ﺍﻟﺮﺅﻯ ﻭﺍﳌﻌﺎﱂ ﻭﺗﺘﺸﻜﻞ ﺍﻟﻄﺮﻭﺣﺎﺕ ﺍﻻﻋﻤﻖ ﻭﺍﻷﺟﻮﺩ‪.‬‬ ‫ﺛﺎﻟﺜﺎ‪ -‬ﲡﺪﻳﺪ ﻏﺎﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﻣﺮﺍﻣﻴﻬﺎ‪:‬‬

‫ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺍ‪‬ﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﺑﺎﻟﺘﻐﲑ ﺍﻟﺴﺮﻳﻊ ﻭ ﺍﻻﻧﻔﺘﺎﺡ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﻀﻬﺎ‬ ‫ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻭﺗﻘﺎﺩﻡ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ‪ ،‬ﻭﺳﻴﻄﺮﺓ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻭ ﺍﻟﺘﻘﺎﻧﺔ ﻭ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺑﺸﻜﻞ ﱂ ﺗﺸﻬﺪﻩ‬

‫ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ)‪ ،(8‬ﻓﻔﻲ ﻫﺬﻩ ﺍ‪‬ﺘﻤﻌﺎﺕ ﺗﺴﻮﺩ ﻗﻴﻢ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﻭ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤـﺔ ﻋﻠـﻰ ﺍﻹﺑـﺪﺍﻉ‬

‫ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﻭﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﺍﳌﻨﺎﻓﺴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻜﺘﻞ‪ ،‬ﻓﻌﻠﻰ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺇﺫﻥ ﺃﻥ ﺗﻌﻴـﺪ ﺭﺳـﻢ‬ ‫ﺃﻫﺪﺍﻓﻬﺎ ﻭ ﺳﻴﺎﺳﺘﻬﺎ ﰲ ﺿﻮﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺘﻐﲑﺍﺕ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩﺕ ﺇﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﳍﺎ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﺑﲔ ﺍﻷﻣﻢ ﺇﺫﺍ ﺃﻥ ﻭﻇﻴﻔﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﻣﺸﺎﺭﻑ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﻫﻲ ‪‬ﻴﺌﺔ ﺍﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ﻟﻌﺎﱂ ﻣﺘﻐﲑ ﰲ ﺧﺼﺎﺋﺼﻪ ﻭﻃﺒﻴﻌﺘﻪ ﻭﻣﻌﺎﺭﻓـﻪ‬ ‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻬﻴﺌﺔ ﻻ ﺗﺘﻢ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺻﺐ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣـﺎﺕ ﰲ ﺃﺫﻫـﺎﻥ ﺍﻟﺪﺍﺭﺳـﲔ ﻭ ﲣﻮﻳـﻒ ﺍﻟﻄـﻼﺏ‬ ‫ﺑﺎﻻﺧﺘﺒﺎﺭﺍﺕ‪ ،‬ﻭﳘﻴﺔ ﺍﳌﻌﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ‪ ،‬ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﳍﺎ ﺃﻥ ﺗﺘﻮﺟﻪ ﺇﱃ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻣﻬـﺎﺭﺍﺕ‬ ‫ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﺍﻟﺬﺍﰐ ﻭ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻭ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﻲ ﻭﺍﳌﻨﻄﻘﻲ‪ ،‬ﻭﺣﻞ ﺍﳌﺸﻜﻼﺕ ﻭﺇﻛﺴـﺎﺏ ﺍﻟﺪﺍﺭﺳـﲔ‬ ‫ﻣﻬﺎﺭﺍﺕ ﰲ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺧﺎﺻﺔ ﰲ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﳊﺎﺳﻮﺏ ﻭﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﲡﺎﻫﺎ‪‬ﻢ ﳓﻮ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻭﺍﳌﻌﺮﻓـﺔ ﻭﺍﻟﻘـﺮﺍﺀﺓ‪،‬‬ ‫ﻭﻫﻲ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﱵ ﲤﻜﻨﻜﻢ ﻣﻦ ﻣﻮﺍﺻﻠﺔ ﺗﻌﻠﻴﻤﻬﻢ ﻭ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺘﻮﺍﺻﻞ ﻭﻣﺴﺘﻤﺮ‪.‬‬ ‫ﻛﻤﺎ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﺍﳌﻨﺎﻓﺴﺔ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﺍﳊﺎﺩﺓ ﰲ ﳎﺎﻝ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻭﺍﳌﻌـﺎﺭﻑ ﺗﻨﻤﻴـﺔ ﻗـﺪﺭﺍﺕ‬ ‫ﺍﻟﻄﻼﺏ ﺍﳌﺒﺪﻋﺔ ﻭﺍﳌﺒﺘﻜﺮﺓ ﺍﻟﱵ ﲢﻤﻞ ﻣﻴﺰﺍﺕ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﻭ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﺍﳌﺴﺘﻤﺮﻳﻦ‪ ،‬ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺴﺘﻠﺰﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﻗﺎﻋﺪﺓ‬ ‫ﻋﺮﻳﻀﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭ ﺍﳌﺒﺪﻋﲔ ﻭﺍﻟﺒﺎﺣﺜﲔ ﺫﻭﻱ ﺍﻟﻘﺪﺭﺍﺕ ﺍﻹﺑﺪﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺘﻄﻠـﺐ ﻣـﻦ‬ ‫ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺃﺩﺭﺍﺝ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﻹﺑﺪﺍﻉ ﻭﺍﻻﻗﺘﺪﺍﺭ ﻣﻦ ﺑﲔ ﺃﻭﱃ ﺍﻭﻟﻮﻳﺎ‪‬ﺎ ﻭﺍﻷﺧﺬ ﲜﻤﻠﺔ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﳌﺆﺩﻳﺔ‬ ‫ﺇﱃ ﺗﻮﻟﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺪﺍﺭﻳﺔ‪ ،‬ﻛﻐﺮﺱ ﻗﻴﻢ ﺍﻹﺑﺪﺍﻉ ﰲ ﻛﻞ ﻓﺮﺩ ﻭﺗﻨﻤﻴـﺔ ﻣﻮﺍﻫﺒـﻪ ﻭﻫﻮﺍﻳﺎﺗـﻪ‬ ‫ﻭﺗﺸﺠﻴﻌﺎ ﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﰲ ﺍﳌﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﳌﺒﻜﺮﺓ ﻭ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻷﺧﺮ ﻭﻗﺒﻮﻝ ﺃﺭﺍﺋﻪ ﻭﺗﻌﻮﻳـﺪﻩ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻮﺡ ‪‬ﺎ ﻭ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻨﻬﺎ‪.‬‬ ‫ﺇﻥ ﺗﺄﺻﻴﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﻭﻏﺮﺳﻬﺎ ﻫﻮ ﺍﳌﺪﺧﻞ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﻻﻓﺘﺎﻙ ﻣﻜﺎﻥ ﺑﲔ ﺍﻟﺪﻭﻝ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ‬ ‫ﺍﻥ ‪‬ﺘﻢ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﲟﺴﺎﻟﺔ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺮﺍﻗﻴـﺔ‪ ،‬ﻓﻌﺎﳌﻨـﺎ‬ ‫ﺃﺻﺒﺢ ﻋﺎﱂ ﺍﻟﻘﻠﻖ ﻭﺍﺧﺘﻼﻝ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻭﺗﻔﺸﻲ ﺍﻟﻌﺪﺍﺀ ﻭﺍﻋﺘﺪﺍﺀ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﺧﻴﺔ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﻜﻮﻧﻴـﺔ‪،‬‬ ‫ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﺎﳌﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺎﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﳍﺎ ﺩﻭﺭ ﺑﺎﻟﻎ ﰲ ﺍﶈﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﻣﻦ‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ـــــــــ ‪248‬‬

‫ــــــــــــــــ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ﺧﻼﻝ ﻧﺸﺮ ﻗﻴﻢ ﺍﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ﻭ ﺍﻟﺘﻌﺎﻳﺶ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﳋﺼﻮﺻﻴﺎﺕ ﻭﺍﻻﺧﺘﻼﻓﺎﺕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺻﻮﻥ‬ ‫ﻛﺮﺍﻣﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺣﻔﻆ ﺣﻘﻮﻗﻪ ﻭﺣﺮﻳﺎﺗﻪ‪ ،‬ﻭﺗﻌﻮﻳﺪﻩ ﺍﳌﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ)‪.(9‬‬

‫ﺇﻥ ﲢﻘﻴﻖ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﳌﻬﻤﺘﻬﺎ ﺍﳌﻨﻮﻃﺔ ‪‬ﺎ ﰲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺮﺍﻫﻦ‪ ،‬ﻭﺍﳌﺘﻤﺜﻠﺔ ﰲ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﻭﺍﳊﻮﺍﺭ‬ ‫ﻭﺗﻜﻮﻳﻦ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﻨﺎﻗﺪ ﻭﺍﳊﻮﺍﺭ ﻭﺗﻜﻮﻳﻦ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﻨﺎﻗﺪ ﺗﻌﺘﱪ ﲝﻖ ﺃﺩﻭﺍﺕ ﻭﻭﺳﺎﺋﻞ ﻻﺯﻣﺔ ﲤﻜﻦ ﺍﻟﺼﻐﺎﺭ‬ ‫ﻭﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ﻣﻦ ﳎﺎﻧﺒﺔ ﻣﻮﺍﻗﻒ ﺍﻹﺗﺒﺎﻉ ﻭﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﻭﺗﻘﺒﻞ ﻣﺎ ﻳﻠﻘﻰ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﲡﻌﻠﻬﻢ ﻳﺴـﲑﻭﻥ ﰲ‬ ‫ﻃﺮﻳﻖ ﺍﳌﺴﺎﳘﺔ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ﰲ ﻣﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻭﻣﻨﺎﻗﺸﺘﻬﺎ ﻭﺍﳌﺸﺎﺭﻛﺔ ﰲ ﺣﻠﻬﺎ‪ ،‬ﻻﺳﻴﻤﺎ ﺃﻧﻨﺎ ﰲ ﻋﺼـﺮ‬ ‫ﻳﻐﺰﻭ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﻭﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﺑﻮﺳﺎﺋﻞ ﺟﺒﺎﺭﺓ ﳛﺎﻭﻝ ﺇﺩﻣﺎﺝ ﻭﺣﺪﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺩﻭﻻ ﻭﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﻭﺃﻓﺮﺍﺩ ﰲ ﻧﻈﺎﻡ‬ ‫ﻭﺍﺣﺪ ﻛﻤﺎ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺃﻳﻀﺎ ﺑﺎﻥ ﺍﻷﺩﻭﺍﺭ ﻓﻴﻪ ﻗﺪ ﻗﺴﻤﺖ‪ ،‬ﻓﻬﻨﺎﻙ ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﳚـﲏ ﲦـﺎﺭ‬ ‫ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‪ ،‬ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺍﻟﺘﺎﺑﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺠﻴﺐ ﻟﺘﺠﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ )‪.(10‬‬

‫ﺭﺍﺑﻌﺎ‪ -‬ﺗﻐﲑ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ‪:‬‬

‫ﻣﻦ ﺑﲔ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻔﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺃﻃﻠﻘﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻨﻬﺞ ﻫﻲ ﺍﻧﻪ‪ ":‬ﺗﻨﻈﻴﻢ ﻭ ﲣﻄﻴﻂ ﻷﻧﺸﻄﺔ ﺍﳌﺘﻌﻠﻤﲔ‬ ‫ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﻭﻣﻘﺼﻮﺩﺓ ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻧﺸﻄﺔ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﺃﻭ ﺧﺎﺭﺟﻬﺎ ﺃﻭ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ‬ ‫ﲜﻮﺍﻧﺐ ﺗﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﺃﻭ ﺗﺪﺭﻳﺒﻴﺔ")‪ .(11‬ﻛﻤﺎ ﻳﺘﻤﺜﻞ ﺍﳌﻨﻬﺞ ﰲ‪ ":‬ﲨﻴﻊ ﺍﳋﱪﺍﺕ )ﺍﻟﻨﺸﺎﻃﺎﺕ ﻭﺍﳌﻤﺎﺭﺳﺎﺕ(‬

‫ﺍﳌﺨﻄﻄﺔ ﳌﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﲢﻘﻴﻖ ﺍﻟﻨﺘﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴـﺔ ﺍﳌﻨﺸـﻮﺩﺓ ﺇﱃ ﺃﻓﻀـﻞ ﻣـﺎ ﺗﺴـﺘﻄﻴﻊ‬

‫ﻗﺪﺭﺍ‪‬ﻢ")‪ (12‬ﺇﻻ ﺍﻧﻪ ﻣﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﺩﺍﺕ ﺍﳌﻮﺟﻬﺔ ﳌﻨﺎﻫﺠﻨﺎ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺗﻨﺼـﺐ ﺣـﻮﻝ ﺗﻘﻠﻴﺪﻳﺘـﻬﺎ‬ ‫ﻭﺍﺑﺘﻌﺎﺩﻫﺎ ﻋﻦ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﻭﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺗﻪ ﻭﺗﺮﻛﻴﺰﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻢ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻜﻴﻒ ﻭﺇﻏﺮﺍﻗﻬـﺎ ﰲ ﺍﳉﻮﺍﻧـﺐ‬ ‫ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻭ ﺍﳌﺎﺿﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺏ ﺍﳉﻮﺍﻧﺐ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻴﺔ ﻭ ﺍﳊﺪﺍﺛﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻧﻔﺼﺎﻣﻬﺎ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﻋﻦ ﺍﺣﺘﻴﺎﺟـﺎﺕ‬

‫ﺍﻟﺪﺍﺭﺳﲔ ﻭﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺳﻮﻕ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍﺭﺗﺒﺎﻃﻬﺎ ﺑﻄﺮﻕ ﺗﺪﺭﻳﺲ ﲡﺎﻭﺯﻫﺎ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮ )‪.(13‬‬

‫ﻭﺑﻨﺎﺀﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺫﻛﺮ ﻳﻌﺪ ﺇﺻﻼﺡ ﳏﺘﻮﻯ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﻭﻣﻀﺎﻣﻴﻨﻬﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﻟﻜﻮﻧﻪ ﻳﻌﺘـﱪ‬ ‫ﺭﻛﻴﺰﺓ ﺃﺳﺎﺳﻲ ﻭﺇﺣﺪﻯ ﺃﻭﻟﻮﻳﺎﺕ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﺍﳌﻨﺸﻮﺩﺓ ﻟﺘﺄﺳﻴﺲ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﺑﻨﺎﺀ ﻓﺮﺩ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻮﺍﺟﻪ ﺍﳌﺴﺘﺠﺪﺍﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﻮﺍﺟﻬﻪ ﺩﻭﻥ ﻣﺮﻛﺐ ﻧﻘﺺ ﻭﻓﺮﺩ ﻣﺘﻤﺴﻚ ﺑﺜﻮﺍﺑـﺖ‬ ‫ﺍﻷﻣﺔ ﻭﻣﻮﺭﻭﺛﻬﺎ‪ ،‬ﻭﳑﺘﻠﻚ ﻟﻠﻤﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺬﻫﻨﻴﺔ ﺍﻹﺑﺪﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻴﺔ ﺍﻟﻨﻘﺪﻳﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﱵ ﰲ ﳎﻤﻠﻬﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﻨﺎ‬ ‫ﻣﻮﺍﻃﻨﺎ ﻣﺘﻔﺎﻋﻼ ﻣﻊ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﻭﻣﺴﺎﳘﺎ ﰲ ﺑﻨﺎﺀ ﺃﻣﺘﻪ ﻭﺗﻄﻮﺭﻫﺎ‪.‬‬ ‫ﺇﻥ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﳚﺐ ﺃﻥ ﺗﺒﲏ ﻭﻓﻖ ﺍﻟﺮﺅﻯ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺮﺅﻯ ﺍﻟﻜﻮﻧﻴﺔ ﻟﻠﻘﺮﻥ‬ ‫ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻳﺴﺘﻠﺰﻡ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺟﺎﺩﺓ ﻻ ﺗﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺍﳌﺄﻟﻮﻑ ﻭﺳـﺮﺩ ﺍﳌﻮﺍﺻـﻔﺎﺕ‬ ‫ﻭﺇﳕﺎ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﲢﻠﻴﻞ ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﻭﺍﻟﺪﻳﻨﺎﻣﻴﺎﺕ ﺍ‪‬ﺘﻤﻌﻴﺔ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻭﻣﺪﻯ ﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﺍﻻﳚﺎﰊ ﺑﲔ ﻋﻨﺎﺻـﺮ‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ـــــــــ ‪249‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــ ﺩ‪ .‬ﺣﺴﺎﻥ ﺍﳉﻴﻼﱄ‪ :‬ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﲢﺪﻱ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‬

‫ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ)‪ ،(14‬ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ‪ ،‬ﻭﻳﺴﺘﻠﺰﻡ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﺗﺮﺳﻢ‬ ‫ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ‪ ،‬ﻭﲢﺪﺩ ﻓﻴﻬﺎ ﺁﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺣﻮﺍﺭ ﳎﺘﻤﻌﻲ ﻳﺸﺎﺭﻙ ﻓﻴﻪ ﺻـﻨﺎﻉ ﺍﻟﻘـﺮﺍﺭ‬ ‫ﻭﺭﺟﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺃﻫﻞ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻭﺍﻟﺮﺃﻱ‪ ،‬ﻭﺃﺩﺭﺍﺟﻨﺎ ﳍﺬﺍ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮ ﻳﺘﺄﺗﻰ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻟﻠﻤﻨـﺎﻫﺞ ﰲ‬ ‫ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻳﺴﲑ ﰲ ﺍﲡﺎﻩ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻤﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ‪ ،‬ﻭﻟﻴﺲ ﲦﺔ ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﻭﺍﺳـﻌﺔ ﰲ ﻭﺿـﻊ‬ ‫ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ‪ ،‬ﻛﻤﺪﻳﺮﻱ ﺍﳌﺪﺍﺭﺱ ﻭﺍﳌﻌﻠﻤﲔ ﻭ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﻭﺍﻵﺑﺎﺀ‪.‬‬ ‫ﻭﻟﺘﻤﻜﲔ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻣﻦ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﲢﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺍﻟﱵ ﲢﺎﻭﻝ ﳎﺎﻫﺪﺓ ﺃﻥ ﲣﻠـﻖ ﻧﻈﺎﻣـﺎ‬ ‫ﺗﺮﺑﻮﻳﺎ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﳏﺎﺻﺮﺓ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺗﺬﻭﻳﺒﻬﺎ‪ ،‬ﻭﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ )‪ (15‬ﺃﻥ ﺗﻌﻤﻞ‬

‫ﻋﻠﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺭﺑﻂ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﻣﻨﺎﻫﺠﻪ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﻭﺍﳌﻮﺍﺯﻧﺔ ﺑـﲔ ﺍﳌـﻮﺍﺩ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳـﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ )‪ ،(16‬ﻭﻣﻊ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻮﻋﻴﺔ ﻭﺿﺒﻂ ﺟﻮﺩ‪‬ﺎ ﻭ ﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻭﺍﳌﻀﺎﻣﲔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻗﻴﻢ ﺍﳊﻖ ﻭﺍﻟﻌﺪﻝ‪ ،‬ﺩﻭﻥ ﺇﻏﻔﺎﻝ ﳉﻮﺍﻧﺐ ﺍﳋﻠﻖ ﻭﺍﻹﺑﺪﺍﻉ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺣﱴ‬ ‫ﻃﺮﻕ ﻭﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﳌﻮﺍﺟﻬﺔ ﻭﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺃﻥ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﺗﺪﺍﺧﻞ ﺍﻟﺘﺨﺼﺼﺎﺕ ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ‬ ‫ﲢﻘﻴﻘﺎ ﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﻭﲢﻘﻴﻘﺎ ﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﳌﻨﻬﺞ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭﺍﳌﻴﺪﺍﱐ ﳊـﻞ ﻣﺸـﻜﻼﺕ‬ ‫ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ‪.‬‬ ‫ﺇﱃ ﺟﺎﻧﺐ ﺫﻟﻚ ﳚﺐ ﺇﻛﺴﺎﺏ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﻟﻠﺘﻠﻤﻴﺬ ﲟﺎ ﻳﺘﻔﻖ ﻭﻋﻤﺮﻩ ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ ﺃﻭ ﺍﻟـﺰﻣﲏ ﻭﺑﻄـﺮﻕ‬ ‫ﺣﺪﻳﺜﺔ ﻭ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﻭﻣﺮﻧﺔ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﺮﺩ ﻭﺍﳊﻔﻆ ﻭﺍﻟﺘﻠﻘﲔ‪ ،‬ﻭﳛﺪﺙ ﻫﺬﺍ ﻣﻮﺍﺯﺍﺓ ﺑﺎﻹﳝﺎﻥ ﺑﺎﻥ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ‬ ‫ﻣﺘﻐﲑﺓ ﻭﻧﺴﺒﻴﺔ ﻭﻣﻌﲎ ﻫﺬﺍ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﻤﻨﺎﻫﺞ ﺃﻥ ﺗﺘﺼﻒ ﺑﺎﳉﺎﺫﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺸﻮﻳﻖ ﻹﺛﺎﺭﺓ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﺪﺍﺭﺳﲔ‪،‬‬ ‫ﻭﺗﻨﺸﻴﻂ ﺩﺍﻓﻌﻴﺘﻬﻢ ﳑﺎ ﻳﻀﻤﻦ ﺗﻔﺎﻋﻠﻬﻢ ﻣﻌﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﺃﻋﻤﻖ ﻭﺃﻛﺜﺮ ﺟﺎﺫﺑﻴﺔ)‪.(17‬‬

‫ﺃﻣﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﳜﺺ ﳏﺘﻮﻯ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﻭﻣﻀﺎﻣﻴﻨﻬﺎ ﻓﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﳌﻌﻮﱂ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻨﺎ ﻗﺪ ﺣـﺪﺩ ﺍﶈﺘـﻮﻯ‬ ‫ﺍﻷﻛﺎﺩﳝﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﳚﺐ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﻓﻪ ﺍﻟﺘﻼﻣﻴﺬ ﻟﻠﻨﺠﺎﺡ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟـﺪﻋﺎﺓ‬ ‫ﺍﻻﺻﻠﺢ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺃﻥ ﻳﻮﻟﻮﺍ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻬﻢ ﺑﺎﻥ ﲢﺪﺩ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺃﻫﺪﺍﻓﻬﺎ ﲞﻠﻖ ﺃﻓـﺮﺍﺩ ﻣﺒـﺪﻋﲔ ﻭﺗﻐـﺮﺱ ﰲ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ﻗﻴﻢ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﻭﺍﲡﺎﻫﺎﺗﻪ ﻭﺃﺩﻭﺍﺗﻪ‪ ،‬ﺗﺮﺑﻴﺔ ﲤﻜﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻓﺘﻜﺎﻙ ﻣﻮﻗﻊ ﺑﲔ ﺍﻷﻣﻢ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﺪﺭﻳﺲ‬ ‫ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻭﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺎﺕ ﻭﺍﳌﻨﻄﻖ ﻭﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﻭﻣﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺒﺎﺣﺜﺔ "ﺩﻭﻧﺎ ﺃﻭ ﺗﺸـﻴﺪﺍ"‬ ‫ﺗﺴﺘﺮﺷﺪ ﰲ ﻛﺘﺎ‪‬ﺎ ﺍﳌﻌﻨﻮﻥ ﺏ "ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﺘﻼﻣﻴﺬ ﻟﻠﻘﺮﻥ ‪."21‬‬ ‫ﺑﺒﻌﺾ ﻣﺆﺷﺮﺍﺕ ﻭﳏﺘﻮﻳﺎﺕ ﻣﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﺍﻟﱵ ﳚﺐ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺗﻮﺍﻓﻖ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻌﺼـﺮ‬ ‫ﻟﺘﺆﻛﺪ)ﺇﻥ ﺍﶈﺘﻮﻯ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﻓﻪ ﺍﻟﺘﻼﻣﻴﺬ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ‪ 21‬ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ ﳏﺎﻭﺭ‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ـــــــــ ‪250‬‬

‫ــــــــــــــــ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ﺃﺳﺎﺳﻴﺔ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺎﺕ ﻭﺍﳌﻨﻄﻖ ﻭﻣﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﻭﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻮﺻـﻮﻝ ﺇﱃ‬ ‫ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‪ .‬ﻭﻣﻬﺎﺭﺓ ﻣﻌﺎﳉﺘﻬﺎ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ‪.(18)(...‬‬

‫ﻛﻤﺎ ﳝﻜﻨﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺘﻄﺮﻕ ﺇﱃ ﻧﻘﻄﺔ ﻻ ﺗﻘﻞ ﺃﳘﻴﺔ ﻋﻤﺎ ﺗﻨﺎﻭﻟﻨﺎﻩ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﺃﻥ ﻧﻮﱄ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣـﺎ ﺑﺎﻟﻠﻐـﺔ‬ ‫ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺩﻋﻤﻬﺎ ﻭﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﺻﺤﻴﺢ‪ .‬ﻭﺍﻻﻋﺘﺰﺍﺯ ‪‬ﺎ‪ ،‬ﻷﻥ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺑﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﺮﻭﻑ ﺃ‪‬ﺎ ﺑﻮﺍﺑﺔ‬ ‫ﻗﻠﻌﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ)‪ ،(19‬ﻓﻤﻦ ﺍﻟﺒﺪﻳﻬﻲ ﺃﻥ ﻛﻞ ﺃﻣﺔ ﲢﺘﺮﻡ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺗﺪﺭﺱ ﺃﺑﻨﺎﺀﻫﺎ ﺑﻠﻐﺘﻬﺎ‪ .‬ﻭﺣﱴ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴـﺔ‬

‫ﺍﻟﺘﺎﺭﳜﻴﺔ ﱂ ﻳﺴﺠﻞ ﻗﻂ ﺃﻥ ﺍﻣﺔ ‪‬ﻀﺖ ﺩﻭﻥ ﻟﻐﺘﻬﺎ‪ .‬ﻭﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺪﺩ ﺗﺸﲑ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺁﺟﺮﺍﻫـﺎ‬ ‫ﺧﱪﺍﺀ ﺩﻭﻟﻴﻮﻥ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺃﻓﻀﻞ ﻟﻐﺔ ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻢ‪ .‬ﰲ ﲨﻴﻊ ﺍﳌﻮﺍﺩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻴﺔ ﰲ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﺋﻴﺔ ﺑﺎﳋﺼـﻮﺹ‬ ‫ﻫﻲ ﻟﻐﺔ ﺃﻻﻡ‪.‬‬ ‫ﻭﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻘﺎﻡ ﻧﺴﺘﺪﻝ ﺑﺮﺃﻱ ' ﻫﻴﻮﺯ' ﺣﲔ ﺍﻧﺘﻘﺪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻹﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺍﺭﺗﺄﺕ ﺃﻥ ﺗﺪﺭﺱ‬ ‫ﺃﺑﻨﺎﺀﻫﺎ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻹﳒﻠﻴﺰﻳﺔ ﰲ ﺍﳌﺮﺍﺣﻞ ﺍﳌﺒﻜﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﺑﻘﻮﻟﻪ "ﺇﻥ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺑﺘﺪﺭﻳﺲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻹﳒﻠﻴﺰﻳـﺔ‬ ‫ﻷﺑﻨﺎﺀ ﺇﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﰲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﺒﻜﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﺳﻴﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺗﻌﻠﻤﻬﻢ ﳍﻮ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩﺍ ﺃﺳﻄﻮﺭﻳﺎ "‪.‬‬ ‫ﻭﺍﺳﺘﻤﺮ ﺑﺎﻟﻘﻮﻝ "‪...‬ﻭﻓﻖ ﺫﻟﻚ ﻓﺄﻧﲏ ﺍﻋﺘﻘﺪ ﺟﺎﺯﻣﺎ ﺑﺎﻥ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ ﻻ ﳝﻜﻨﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﺘﻌﻠﻤﻮﺍ ﺍﻟﻘـﺮﺍﺀﺓ‬ ‫ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺮﺽ ﺑﻠﻐﺘﲔ ﰲ ﺃﻥ ﻭﺍﺣﺪ‪ .‬ﻭﺃ‪‬ﻢ ﻳﺴﺘﻘﺒﻠﻮﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﺍﻹﳒﻠﻴﺰﻳـﺔ ﺑﺸـﻜﻞ ﺃﻓﻀـﻞ ﺇﺫﺍ‬ ‫ﺗﻌﻠﻤﻮﻫﺎ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﻗﺪ ﺃﺗﻘﻨﻮﺍ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﺑﻠﻐﺘﻬﻢ ﺃﻭﻻ " ﻛﻤﺎ ﳝﻜﻨﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺴﺘﺪﻝ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟـﱵ‬ ‫ﺗﻮﱄ ﻣﻦ ﻭﻗﺖ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﰲ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﺋﻴﺔ ‪ 22 % 36 - %‬ﺍﻫﺘﻤﺎﻣـﺎ ﺑﺎﻟﻐـﺎ ﺑﻠﻐﺘـﻬﺎ‬ ‫ﻛﺎﻟﻴﺎﺑﺎﻥ ﺍﻟﱵ ﳒﺪ ﺍﻟﻨﺴﺒﺔ ﻣﻦ ﳜﺼﺺ ﻹﺗﻘﺎﻥ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻴﺎﺑﺎﻧﻴﺔ ﻭ ﺍﻧﻪ ﻻ ﻳﺪﺭﺱ ﺃﻳـﺔ ﻟﻐـﺔ ﺃﺟﻨﺒﻴـﺔ ﰲ‬ ‫ﺍﻟﺼﻔﻮﻑ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﺋﻴﺔ ﺍﻟﺴﺘﺔ ﺍﻷﻭﱃ)‪ .(20‬ﻭﻣﻨﻪ ﻭﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴـﺔ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﻜـﻮﻥ ﰲ‬

‫ﻣﺄﻣﻦ ﻋﻦ ﻣﺎ ﳛﻴﻂ ﻣﻦ ﺣﻮﳍﺎ ﻣﻦ ﲢﺪﻳﺎﺕ ﺃﻥ ﺗﺼﻮﻥ ﻟﻐﺘﻬﺎ ﻭﺗﻌﺘﺰ ‪‬ـﺎ ﻣـﻦ ﺍﺟـﻞ ﺍﻻﺣﺘﻔـﺎﻅ‬ ‫ﺑﺸﺨﺼﻴﺘﻬﺎ ﻭﻫﻮﻳﺘﻬﺎ‪.‬‬ ‫ﺧﺎﻣﺴﺎ‪ -‬ﺍﻷﺧﺬ ﲟﺒﺎﺩﻯﺀ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ‪.‬‬ ‫ﺇﻥ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﺍﳌﺪﺭﺳﻴﺔ ﺩﻭﺭﺍ ﺃﺳﺎﺳﺎ ﰲ ﺇﳒﺎﺡ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ‪ .‬ﺇﺫ ﺃﻥ ﻣﺴـﺆﻭﻟﻴﺘﻬﺎ‬ ‫ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﺗﻜﻤﻦ ﰲ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ‪ .‬ﻭﲣﻄﻴﻄﻬﺎ ﻭﻣﺘﺎﺑﻌﺘﻬﺎ ﻭﺗﻘﻮﳝﻬﺎ‪ .‬ﻭﻓﻮﻕ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ‪‬ﻴﺌﺔ‬ ‫ﺍﻷﺟﻮﺍﺀ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺠﻬﻴﺰﻳﺔ ﺍﳌﺴﺎﻋﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‪.‬‬ ‫ﺇﻥ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﰲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺗﺘﺴﻢ ﺑﺎﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻭﺍﳌﺮﻛﺰﻳﺔ ﺍﻟﺸـﺪﻳﺪﺓ‪ .‬ﻭﺗﻀـﺨﻢ ﻋـﺪﺩ‬ ‫ﺍﳌﻮﻇﻔﲔ ﻭ ﺍﳌﻮﻗﻒ ﺍﻟﺴﻠﱯ ﰲ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ‪ .‬ﻓﻌﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺍﻻﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﻮﺍﺳـﻊ ﻟﺜﻘﺎﻓـﺔ‬ ‫ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺗﻮﻇﻴﻒ ﺍﳊﺎﺳﻮﺏ ﰲ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺍﳋﺎﺻﺔ‪ .‬ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﳌﻴﺪﺍﻥ ﺍﻟﺘﺮﺑـﻮﻱ ﺑﺸـﻘﻴﻪ‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ـــــــــ ‪251‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــ ﺩ‪ .‬ﺣﺴﺎﻥ ﺍﳉﻴﻼﱄ‪ :‬ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﲢﺪﻱ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‬

‫ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻣﺘﺄﺧﺮﺍ ﻋﻦ ﻧﻈﺮﺍﺋﻪ‪ .‬ﳑﺎ ﺟﻌﻞ ﺗﺴﲑ ﻭﻓﻖ ﻣﻌﻄﻴـﺎﺕ ﺍﻟﻘـﺮﻥ ﺍﳌﺎﺿـﻲ‬ ‫ﻭﺑﺼﻮﺭﺓ ﻏﲑ ﻣﺘﻨﺎﻏﻤﺔ ﻣﻊ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﻭﺟﻮﻫﺮﻩ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺿﺤﺖ ﻓﻴﻪ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻴﺔ ﺧﻴﺎﺭﺍ ﺇﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺎ ﻻ‬ ‫ﻏﲏ ﻋﻨﻪ‪.‬‬ ‫ﻭﳑﺎ ﺳﺒﻖ ﺗﻨﺎﻭﻟﻪ ﺻﺎﺭ ﻟﺰﺍﻣﺎ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺇﺻﻼﺡ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‪ .‬ﺣﻴﺚ ﺃﺻﺒﺢ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﺎﺳﺔ ﻭ ﻣﻠﺤـﺔ‬ ‫ﺑﻐﻴﺔ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﻣﻦ ﺃﳕﺎﻁ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺗﺘﺴﻢ ﻳﻔﺮﻁ ﺍﳌﺮﻛﺰﻳﺔ ﻭﺍﻷﺷﻜﺎﻝ ﺍﳌﻮﺣﺪﺓ‪ .‬ﻭﺍﻟﺘﺴﻴﲑ ﺑﺎﻷﻭﺍﻣﺮ ﺇﱃ ﺇﺩﺍﺭﺓ‬ ‫ﺗﺘﻢ ﺑﺎﳌﺸﺎﺭﻛﺔ ﰲ ﺍﲣﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻭﺍﳌﺮﺍﻗﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻟﻼﻣﺮﻛﺰﻳﺔ ﻭﳚﺐ ﺗـﺪﻋﻴﻢ ﻫـﺬﻩ‬ ‫ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺑﻨﻈﺎﻡ ﻟﻠﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺧﺎﺹ ﺑﺎﻹﺩﺍﺭﺓ‪ .‬ﻭﻳﺴﺘﻨﺪ ﰲ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﳉﺪﻳـﺪﺓ ﻭﺍﱃ‬ ‫ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺍﶈﻠﻲ ﰲ ﺇﻧﺘﺎﺝ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺍﳌﻼﺋﻤﺔ ﻭﺍﻟﺴﻠﻴﻤﺔ ﰲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﳌﻨﺎﺳﺐ ﻻﻥ ﺍﻟﻮﻟﻮﺝ ﳍﺬﻩ‬ ‫ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﳋﻴﺎﺭ ﻣﻦ ﺷﺎﻧﻪ ﺃﻥ ﻳﻌﻤﻖ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﺗﻮﺳﻴﻊ ﺍﳌﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﰲ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻭﺗﻌﻤﻴﻖ‬ ‫ﺭﻭﺍﺑﻂ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺑﺎﳌﺪﺭﺳﺔ‪.‬‬ ‫ﺇﻥ ﺗﻄﺮﻗﻨﺎ ﳍﺬﻩ ﺍﻟﻨﻘﻄﺔ ﻳﻘﻮﺩﻧﺎ ﺑﺎﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﺪﺍﺭﺱ ﺍﳌﺘﻮﺍﺟﺪﺓ ﰲ ﺍﻟﻮﻻﻳـﺎﺕ ﺍﳌﺘﺤـﺪﺓ‬ ‫ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﱵ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻐﺮﺽ ﻣﻦ ﺗﺄﺳﻴﺴـﻬﺎ‪ ،‬ﻭﺍﻟـﱵ ﳝﻮﳍـﺎ ﺍﻟﻘﻄـﺎﻉ ‪Break the mold‬‬ ‫‪"school‬ﻣﺪﺍﺭﺱ ﻛﺴﺮﺍﻟﻘﺎﻟﺐ"‪ ،‬ﻫﻮ ﻛﺴﺮ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺗﻘﻠﻴﺪﻱ ﻣﻦ ﺍﺟﻞ ﲤﻜﲔ ﻫﺬﻩ ﺍﳌـﺪﺍﺭﺱ ﺍﻥ‬ ‫ﺗﻮﺍﺟﻪ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺍﻓﺮﺯﻫﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﻥ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﻣﻼﻣﺢ ﻫﺬﻩ ﺍﳌـﺪﺍﺭﺱ ﻫـﻮ ﺯﻳـﺎﺩﺓ ﺍﺳـﺘﺨﺪﺍﻡ‬ ‫ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ‪ .‬ﻭﺗﻐﻴﲑ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﲔ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﻭﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺍﶈﻠﻲ ﻟﺰﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﻭﺍﻻﺭﺗﺒـﺎﻁ‬ ‫ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ‪.‬‬ ‫ﺇﻥ ﺍﻻﺷﺎﺭﺓ ﳍﺬﺍ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﺑﲔ ﺍﳌﺪﺍﺭﺱ ﳚﻌﻠﻨﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﻋﺪﺓ ﺗﺴﺎﺅﻻﺕ ﻟﻌﻞ ﻓﺤﻮﺍﻫﺎ ﳝﻜﻦ ﰲ ﺃﻱ‬ ‫ﺧﺎﻧﺔ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﺼﻨﻒ ﻣﺪﺍﺭﺳﻨﺎ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﺎ ﺩﺍﻣﺖ ﺍ‪‬ﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺍﻧﺘﺠﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﻧﻔﺴـﻬﺎ‬ ‫ﲢﺎﻭﻝ ﺟﺎﻫﺪﺓ ﺑﺎﻥ ﺗﻮﺍﺟﻬﻬﺎ‪ ،‬ﻭﻗﺒﻞ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﺇﱃ ﳏﻮﺭ ﺃﺧﺮ ﺑﺎﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﳚـﺐ ﺃﻥ ﻧﺸـﲑ ﺃﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ‬ ‫ﺍﳌﺪﺭﺳﻴﺔ ﻣﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺎﺳﺘﺤﺪﺍﺙ ﺑﲎ ﻭﻫﻴﺎﻛﻞ ﲟﺴﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﻭﺍﻟﺘﺮﺗﻴﺐ ﻟﺮﺑﻂ ﺍﻟﺪﺍﺭﺳﲔ ﺑﺎ‪‬ﺘﻤﻊ ﻭﻣﻮﺍﻗﻊ‬ ‫ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍﻹﻧﺘﺎﺝ‪ ،‬ﻭﺗﺄﺳﻴﺲ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﳌﺼﺎﺩﺭ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﺗﻨﻬﻞ ﻣﻦ ﻣﻌﲔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ‪ .‬ﻛﻤـﺎ ﺃﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ‬ ‫ﺍﳌﺪﺭﺳﻴﺔ ﺑﺄﺧﺬ ﻣﺴﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﻭﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﺍﻟﻄﻼﰊ ﻣﺄﺧﺬﺍ ﺟﺪﻳﺎ ﺗﺘﻌﺎﻭﻥ ﻓﻴﻪ ﺍﳉﺎﻣﻌـﺎﺕ ﻭﺍﻟﻘﻄـﺎﻉ‬ ‫ﺍﳋﺎﺹ ﻭﺍﻟﺪﻭﺍﺋﺮ ﺍﳌﻌﻨﻴﺔ ﲟﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ ﺣﱴ ﺗﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺗﻮﻓﲑ ﺧﺪﻣﺎﺕ ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﻭﺍﻟﺘﻮﺟﻴـﻪ ﻓﻴﻤـﺎ‬ ‫ﳜﺺ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﻭﺑﻠﻮﺭﺓ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﺎ‪‬ﻢ ﻭﺍﻧﺸﻐﺎﻻ‪‬ﻢ ﻭ ﻣﻌﺎﳉﺔ ﺍﺷﻜﺎﻟﻴﺎ‪‬ﻢ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭﺍﻷﺳـﺮﻳﺔ‪.‬‬ ‫ﻻﻥ ﻣﻦ ﺷﺮﻭﻁ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﳌﺪﺭﺳﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﺟﺤﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﱵ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺗﻀﻊ ﻟﻨﻔﺴﻬﺎ ﻣﻮﻗﻌﺎ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻟﻔﻴـﺔ‪،‬‬ ‫ﻫﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﱵ ﻳﻜﻮﻥ ﳍﺎ ﺍﺭﺗﺒﺎﻁ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﺑﺎﻟﺘﻠﻤﻴﺬ ﻭﺃﺳﺮﺗﻪ ﻭ ﻭﺍﻗﻌﻪ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﺜﻘـﺎﰲ‪ ،‬ﻭﻫـﻲ‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ـــــــــ ‪252‬‬

‫ــــــــــــــــ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﱵ ﻻ ﺗﻌﺘﱪ ﻭﻇﻴﻔﺘﻬﺎ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺮﻯ ﺃﻥ ﺃﻫﻢ ﻭﻇﺎﺋﻔﻬﺎ ﺃﻳﻀﺎ ﺗﻜـﻮﻳﻦ ﻣـﻮﺍﻃﻦ‬ ‫ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻞ‪.‬‬ ‫ﺳﺎﺩﺳﺎ ‪-‬ﺻﻮﺭﺓ ﺍﳌﻌﻠﻢ ﺍﳌﻨﺸﻮﺩ ﰲ ﺍﻷﻟﻔﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ‪:‬‬

‫ﺍﳌﻌﻠﻢ ﻫﻮ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﰲ ﺃﻱ ﲡﺪﻳﺪ ﺗﺮﺑﻮﻱ‪ ،‬ﻷﻧﻪ ﺍﻛﱪ ﻣﺪﺧﻼﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴـﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳـﺔ‬ ‫ﻭﺃﺧﻄﺮﻫﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺘﻼﻣﻴﺬ‪ .‬ﻭﻣﻮﻗﻊ ﺍﳌﻌﻠﻢ ﰲ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﺗﺘﺤﺪﺩ ﺃﳘﻴﺘﻪ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻧـﻪ ﻣﺸـﺎﺭﻙ‬

‫ﺭﺋﻴﺴﻲ ﰲ ﲢﺪﻳﺪ ﻧﻮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﲡﺎﻫﻪ‪ ،‬ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻧﻮﻋﻴﺔ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ ﻭﺣﻴﺎﺓ ﺍﻷﻣﺔ)‪.(21‬‬

‫ﺇﻥ ﺍﳌﺘﻐﲑﺍﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﳌﺴﺎﺭﻋﺔ ﰲ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ ﺗﻀﻔﻲ ﺃﳘﻴﺔ ﻣﺘﺰﺍﻳﺪﺓ ﻭﺷﺄﻧﺎ ﺍﻛـﱪ ﻟـﺪﻭﺭ‬ ‫ﺍﳌﻌﻠﻢ ﰲ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ‪ .‬ﻟﻜﻮﻧﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻗﺪﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻼﻣﻴﺬ ﻭﻣﻬﺎﺭﺍ‪‬ﻢ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺗﻨﻈـﻴﻢ‬ ‫ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﺿﺒﻂ ﻣﺴﺎﺭﻫﺎ ﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻠﻲ ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﺣﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﺘﻼﻣﻴﺬ ﻭﻗﺪﺭﺍ‪‬ﻢ ﻭﺍﲡﺎﻫﺎ‪‬ﻢ ﻭﻃﺮﺍﺋـﻖ‬ ‫ﺗﻔﻜﲑﻫﻢ ﻭﺗﻌﻠﻤﻬﻢ‪ ،‬ﻭﻫﻮ ﻣﺮﺷﺪﻫﻢ ﺇﱃ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﻭﻃﺮﻕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺬﺍﰐ ﺍﻟﱵ ﲤﻜﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ‬

‫ﺗﻌﻠﻤﻬﻢ ﻭ ﲡﺪﻳﺪ ﻣﻌﺎﺭﻓﻬﻢ ﺩﻭﻣﺎ ﻭﺃﺑﺪﺍ)‪.(22‬‬

‫ﻗﺪ ﺃﺩﺕ ﺍﻟﺘﺤﻮﻻﺕ ﺍﳌﺴﺎﺭﻋﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﺸﻬﺪﻫﺎ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﰲ ﳐﺘﻠﻒ ﺍ‪‬ﺎﻻﺕ ﺇﱃ ﺗﻐﲑﺍﺕ ﰲ ﻏﺎﻳـﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﰲ ﺃﻫﺪﺍﻓﻬﺎ ﻭﺇﱃ ﲢﻮﻻﺕ ﰲ ﺩﻭﺭ ﺍﳌﻌﻠﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺒﺢ ﻣﻮﺟﻬﺎ ﻭ ﻣﻨﺸﻄﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻛﻮﻧﻪ ﻣﻠﻘﻨﺎ‬ ‫ﻟﻠﻤﻌﺮﻓﺔ‪ .‬ﻓﻮﻓﻖ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺴﺘﺠﺪﺍﺕ ﲢﻮﻝ ﺩﻭﺭ ﺍﳌﻌﻠﻢ ﺍﱃ ﻣﺮﺷﺪ ﳌﺼﺎﺩﺭ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠـﻴﻢ‪ ،‬ﻭﻣﻨﺴـﻖ‬ ‫ﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﻭﻣﺼﺤﺢ ﻷﺧﻄﺎﺀ ﺍﳌﺘﻌﻠﻢ‪ ،‬ﻭﻣﻘﻮﻡ ﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﻭﻣﻮﺟﻪ ﺇﱃ ﻣﺎ ﻳﻨﺎﺳﺐ ﻗﺪﺭﺍﺕ ﻛﻞ‬ ‫ﻣﺘﻌﻠﻢ ﻭﻣﻴﻮﻟﻪ‪.‬‬ ‫ﻭﻳﺸﲑ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺧﱪﺍﺀ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﺘﻢ ﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﰲ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻧﻮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﰲ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻧﻮﻋﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﰲ ﻣﺪﺍﺭﺳﻨﺎ ﻣﺎﱂ ﻧﻄﻮﺭ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﳌﺪﺭﺳﲔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﳌـﺪﺍﺭﺱ ﻭﻻ ﻧﺴـﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ‬ ‫ﻧﺪﻋﻲ ﺃﻥ ﰲ ﲣﻄﻴﻂ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺃﻭ ﺍﳌﻮﺍﺩ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﺍﻭ ﰲ ﺗﻮﻓﲑ ﻗﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺪﺭﻭﺱ ﺍﻟﻔﺎﺧﺮﺓ ﺃﻭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳـﲔ‬ ‫ﺍﻷﻛﻔﺎﺀ ﻣﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﳌﻮﺍﺟﻬﺔ ﺳﻠﺒﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺮﺩﻱﺀ‪ ،‬ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﳘﻴﺔ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻮﺍﻣـﻞ ﻣﺜـﻞ‬ ‫ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻭ ﻇﺮﻭﻑ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﳍﺎ ﺃﳘﻴﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﻄـﻼﺏ‪ ،‬ﺇﻻ ﺃﻥ ﻫـﺬﻩ‬ ‫ﺍﻟﻌﻮﺍﱂ ﻻ ﺗﻘﺎﺭﻥ ﺑﺄﺛﺮ ﺍﳌﺪﺭﺱ ﻭ ﺩﻭﺭﻩ ﰲ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ‪.‬‬ ‫ﻭ‪‬ﺬﺍ ﻳﺘﺒﲔ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﺇﺻﻼﺡ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺗﻄﻮﻳﺮﻩ ﻭﲢﺪﻳﺜﺔ‪ ،‬ﻻ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﻢ ﲟﻨﺎﻱ ﻋـﻦ ﺍﻻﻫﺘﻤـﺎﻡ‬ ‫ﲝﺠﺮ ﺍﻟﺮﻛﻴﺰﺓ ﻭ ﻣﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﰲ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ‪ ،‬ﺃﻻ ﻭﻫﻮ ﺍﳌﻌﻠﻢ‪.‬‬ ‫ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﺎﳌﻌﻠﻢ ﺍﳌﻨﺸﻮﺩ ﰲ ﺍﻷﻟﻔﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ‪ ،‬ﳚﺐ ﺃﻥ ﻳﻠﻢ ﲟﻨﻬﺎﺭﺗﲔ ﰲ ﺁﻥ ﻭﺍﺣﺪ‪ ،‬ﻫﻲ ﺍﻟﺘﺨﺼﺺ‬ ‫ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﻟﺪﻗﻴﻖ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺘﺄﻫﻴﻞ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻟﻠﺘﺪﺭﻳﺐ ﻭﺍﻹﺷﺮﺍﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻼﻣﻴﺬ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻳﺴﺘﻠﺰﻡ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ـــــــــ ‪253‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــ ﺩ‪ .‬ﺣﺴﺎﻥ ﺍﳉﻴﻼﱄ‪ :‬ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﲢﺪﻱ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‬

‫ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﲔ ﻋﻠﻰ ﺷﺆﻭﻥ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺃﻥ ﳝﻨﺤﻮﺍ ﻟﻠﻤﻌﻠﻢ ﻗﺪﺭﺍ ﻛﺎﻓﻴﺎ ﻣﻦ ﺍﳊﺮﻳﺎﺕ ﻟﺘﻮﻇﻴﻒ ﺍﶈﺘﻮﻯ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻲ‬ ‫ﺍﳌﻼﺋﻢ ﻣﻊ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﺍﳌﺮﺳﻮﻣﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﳌﺘﺒﻌﺔ ﻭﺍﻟﻨﺎﻫﺞ ﺍﶈﺪﺩﺓ‪ ،‬ﺩﻭﻥ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺗﻘﻴﻴﺪﻫﻢ‪ ،‬ﺑﻜﺘﺎﺏ‬ ‫ﻣﻘﺮﺭﺍ ﺳﻠﻔﺎ ﻻ ﳛﻴﺪﻭﻥ ﻋﻨﻪ ﺷﻴﺌﺎ)‪.(23‬‬

‫ﻛﻤﺎ ﳚﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺪﺭﺑﺎ ﻭﻣﺆﻫﻼ ﻟﻠﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻋﺎﱂ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﺍﻵﺻﺎﻝ‪ .‬ﻛﻤﺎ ﻳﻘـﻮﻡ‬ ‫ﺍﳌﻌﻠﻢ ﺑﻮﺟﺒﺎﺗﻪ ﻭﺃﺩﻭﺭﻩ ﻭﻓﻖ ﻣﻮﺍﺟﻬﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ‪ ،‬ﻭﻳﺸﺘﺮﻁ ﻓﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺆﻣﻨـﺎ ﺑﺮﺳـﺎﻟﺘﻪ‬ ‫ﻭﺩﻭﺭﻩ ﰲ ﳎﺘﻤﻊ ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻞ‪ .‬ﻭﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺪﻭﺓ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻭﺃﺧﻼﻗﻴﺔ ﻟﺘﻼﻣﻴﺬﻩ ﻭﺑﻴﺌﺘﻪ ﺍﳌﺪﺭﺳﻴﺔ ﻭ‬ ‫ﳏﻴﻄﻬﺎ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻷﻭﺳﻊ‪ .‬ﻭﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻠﻤﺎ ﺑﺎﻟﺘﻘﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﲟﺎ ﰲ ﺫﻟـﻚ ﺍﺳـﺘﻌﻤﺎﻝ‬

‫ﺍﳊﺎﺳﻮﺏ ﻭ ﺗﻘﻨﻴﺎﺕ ﲢﻠﻴﻞ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﺍﻟﺒﻴﺎﺕ )‪.(24‬‬

‫ﻭﺃﻥ ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺬﺍﰐ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﺘﻼﻣﻴﺬ‪ .‬ﻭﺇﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺴﺎﻋﺪﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻛﺘﺸﺎﻑ ﻗـﺪﺭﺍﺕ‬ ‫ﺍﻟﺘﻼﻣﻴﺬ ﻭﻣﻮﺍﻫﺒﻬﻢ ﻟﻴﺘﻢ ﺗﻮﻇﻴﻔﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﺃﻓﻀﻞ ﻳﺘﻼﺀﻡ ﻣﻊ ﺩﻭﺍﻓﻌﻬﻢ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ‪ .‬ﻛﻤﺎ ﳚﺐ ﺃﻥ ﻳﻜـﻮﻥ‬ ‫ﻣﺴﺎﻋﺪﺍ ﻟﻠﺘﻼﻣﻴﺬ ﻋﻠﻰ ﲢﻠﻴﻞ ﺍﳌﻮﺍﻗﻒ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻜﻴﻒ ﻣﻌﻬﺎ‪ ،‬ﻭ ﺃﻥ ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺣﻔﺰ ﺗﻌﻠـﻢ‬ ‫ﺍﻟﺘﻼﻣﻴﺬ ﺑﺈﺫﻛﺎﺀ ﺭﻭﺡ ﺍﳌﻨﺎﻓﺴﺔ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀﺓ ﺑﻴﻨﻬﻢ‪ .‬ﻭﺍﻥ ﻳﺴﺎﻫﻢ ﰲ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﳌﻨﺎﺳﺒﺔ ﻹﺭﺳﺎﺀ ﺣـﻮﺍﺭ‬ ‫ﻣﺘﺎ ﻛﻔﺊ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﻼﻣﻴﺬ ‪ ،‬ﻭ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﻢ ﻛﺸﺮﻛﺎﺀ ﺣﻘﻴﻘﻴﲔ ﰲ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ‪ .‬ﻭﺃﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺘﺮﺑﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﻼﻣﻴﺬ ﻋﻠﻰ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺎﺕ ﻛﺎﺣﺘﺮﺍﻡ ﻗﻴﻢ ﺍﳉﻬﺪ ﻭ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﳉﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﻀـﺒﻂ ﺍﻟـﺬﺍﰐ‬ ‫ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻭﺗﻘﺪﻳﺮ ﺍﻟﺘﻨﻮﻉ‪ ،‬ﻭﺗﺪﺭﻳﺒﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍﻟﻌﻤـﻞ ﻋﻠـﻰ ﺃﻥ‬ ‫ﻳﻜﻮﻥ ﺍﳌﻌﻠﻢ ﻗﺪﻭﺓ ﰲ ﳑﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ)‪.(25‬‬

‫ﻭﳓﻦ ﻧﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﳌﻌﻠﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﳚﺐ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﰲ ﺯﻣﻨﻨﺎ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮ ﻫﺬﺍ‪ .‬ﻭﺟﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ‬ ‫ﻧﺘﻄﺮﻕ ﺇﱃ ﻧﻘﻄﺔ ﻫﺎﻣﺔ ﺟﺪﺍ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﰲ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﰲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﺎﻟﻮﺿـﻊ ﺍﳌـﺎﺩﻱ‬ ‫ﻭﺍﳌﻌﻨﻮﻱ ﻟﻠﻤﻌﻠﻢ‪ ،‬ﻷﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﻻ ﻳﻨﻔﺼﻞ ﻋﻦ ﺩﻭﺭﻩ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ‪.‬‬ ‫ﻭﺃﺧﲑﺍ ﻻ ﻳﺴﻌﻨﺎ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻧﺆﻛﺪ ﺍﺳﺘﺸﺮﺍﻑ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻷﻱ ﺍﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻢ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺑﻠﻮﺭﺗﻪ‬ ‫ﻋﻦ ﲟﻨﺄﻯ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻟﻌﻞ ﺃﺑﺮﺯﻫﺎ ﻳﺘﻤﺜﻞ ﰲ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﲰﺎﺕ ﺍﻟﻌﺼﺮ‪ ،‬ﻭﻣﺪﻯ ﺍﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﺍ‪‬ﺘﻤـﻊ‬ ‫ﳍﺬﻩ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﻭﺍﻟﺴﻤﺎﺕ ﻭﻣﻮﺍﻛﺒﺘﻪ ﳍﺎ‪ ،‬ﻭﺛﺎﻧﻴﻬﻤﺎ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﳌﺸﻬﺪ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮ ﺑﺎﳚﺎ ﺗﻪ ﻭﺳﻠﺒﻴﺎﺗﻪ‪،‬‬ ‫ﻛﻲ ﻳﺘﻢ ﺍﻻﻧﻄﻼﻕ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺫﻟﻚ ﻹﺟﺮﺍﺀ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻭﺍﻟﺘﺤﺪﺙ‪ .‬ﻭﲟﺎ ﺍﻥ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﻌﻴﺸـﻪ ﻣﻠـﻲ‬ ‫ﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﻮﺍﺟﻪ ﺍﻟﻔﺮﺩ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﺗﻈﻬﺮ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺮﺡ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻣﻌﻄﻴﺎﺕ ﺟﺪﻳﺪﺓ‪ ،‬ﲢﺘﺎﺝ ﺍﱃ‬ ‫ﺧﱪﺍﺕ ﻭﺃﻓﻜﺎﺭ ﻭﻣﻬﺎﺭﺍﺕ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺃﻳﻀﺎ ﻟﻠﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﺎ ﲟﻌﲎ ﺃﻧﻨﺎ ﳓﺘﺎﺝ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺇﱃ ﺇﻧﺴـﺎﻥ‬ ‫ﻣﺒﺪﻉ ﻭﻣﺒﺘﻜﺮ‪ ،‬ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻜﻴﻒ ﻣﻊ ﺑﻴﺌﺘﻪ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻭ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﻓﻖ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻭﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﺍﳌﺮﻏﻮﺑﺔ‪.‬‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ـــــــــ ‪254‬‬

‫ــــــــــــــــ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ﺇﻥ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎﻩ ﺃﻧﻔﺎ ﻗﺪ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﻓﻘﻂ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﳕﻠﻚ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺗﻮﺍﻛﺐ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﻌﺼﺮ‬ ‫ﻭﺗﻮﺍﺟﻪ ﲢﺪﻳﺎﺗﻪ‪ .‬ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺗﻜﻮﻥ ﻧﻘﻄﺔ ﺍﻻﻧﻄﻼﻕ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﺘﺤﺴﲔ ﻧﻮﻋﻴﺔ ﺍﳊﻴﺎﺓ‪ ،‬ﻭﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻷﻓـﺮﺍﺩ‬ ‫ﻭﺍﳉﻤﺎﻋﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﲢﻘﻴﻖ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﺘﻨﻤﻮﻳﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ‪ ،‬ﻻﻥ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺣﺪﻫﺎ ﻛﻔﻴﻠـﺔ ﲞﻠـﻖ ﳎﺘﻤـﻊ‬ ‫ﻳﺘﺤﺮﻙ ﻭﻓﻖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺼﻮﺭﺍﺕ ﻭﺍﳌﻌﻄﻴﺎﺕ ﺍﳌﺴﺘﺠﺪﺓ ﻳﻮﻣﻴﺎ ﺍﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻭﺗﺜﻘﻴﻔﻪ ﻭﺗﻨﺸـﺌﺘﻪ‬ ‫ﻭﺑﻨﺎﺀ ﻗﺪﺭﺍﺗﻪ ﺍﻹﺑﺪﺍﻋﻴﺔ‪.‬‬ ‫ﺇﻥ ﻣﺎ ﺫﻛﺮ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎ‪‬ﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﻀﻊ ﻟﻨﻔﺴﻬﺎ ﻣﻮﻗﻌﺎ ﰲ ﺍﳋﺎﺭﻃﺔ ﺍﻟﻜﻮﻧﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟـﱵ‬ ‫ﺗﺴﻌﻰ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻓﺎﻋﻠﻪ‪ ،‬ﻧﺸﻄﺔ ﻭﻣﺴﺎﳘﺔ‪ ،‬ﻷﻥ ﺍ‪‬ﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﺸﻬﺪ ﻣﻮﺟﻪ ﺍﻟﺘﺤﻮﻻﺕ ﻭﺍﻟـﺘﻐﲑﺍﺕ‬ ‫ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻻﺗﺼﺎﻻﺕ ﻭ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺩﻭﻥ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﳍﺎ ﻣﻘﺪﺭﺍﺕ ﺫﺍﺗﻴﺔ ﻟﻠﻮﻗﺎﻳـﺔ ﺃﻭ ﺍﳊﻤﺎﻳـﺔ ﺃﻭ‬ ‫ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﻫﻮﻳﺘﻬﺎ ﻭﺣﻀﺎﺭ‪‬ﺎ ﻭﺛﻘﺎﻓﺘﻬﺎ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﻣﻬﺪﺩﺓ ﺑﺎﺳﻮﺍ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻓﻬﻞ ﻗﻤﻨﺎ ﺑﺘﺤﺼﲔ ﺃﻧﻔﺴـﻨﺎ‬ ‫ﺿﺪ ﺃﺳﻮﺍ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ‪.‬‬ ‫ﺍﳍﻮﺍﻣﺶ‪:‬‬

‫‪-1‬ﻃﻠﻌﺖ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻤﻴﺪ ﻭﺁﺧﺮﻭﻥ‪ ،‬ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﲢﺪﻳﺚ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﻓﺮﺣﺔ ﻟﻠﻨﺸﺮ‪ ،‬ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ‪ 2005‬ﺻﺺ ‪.40‬‬

‫‪-2‬ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﺴﻨﺒﻞ‪ ،‬ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺎﺭﻑ ﺍﻟﻘﺮﻥ ‪ ،21‬ﺍﳌﻜﺘﺐ ﺍﳉﺎﻣﻌﻲ ﺍﳊﺪﻳﺚ‪،‬‬ ‫ﺍﻟﺴﻜﻨﺪﺭﻳﺔ ‪ ،2005‬ﺹ ‪. 43‬‬ ‫‪-3‬ﺍﲪﺪ ﳎﺪﻱ ﺣﺠﺎﺯﻱ‪ ،‬ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﻗﺒﺎﺀ ﻟﻠﻨﺸﺮ‪ ،‬ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ‪.2003‬‬ ‫‪ -4‬ﻣﻔﻴﺪﺓ ﳏﻤﺪ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ‪ ،‬ﺃﺯﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﰊ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﳎﺪﻻﻭﻱ‪ ،‬ﺍﻻﺭﺩﻥ ‪21 ،1999‬ﺹ‪.20‬‬ ‫‪ -5‬ﺣﺴﻦ ﺣﻨﻔﻲ‪ ،‬ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﳋﺼﻮﺻﻴﺔ‪ ،‬ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﳍﻮﻳﺔ‪ ،‬ﻣﺎﳝﺎﻱ‬ ‫ﻭﺍﻷﺭﺩﻥ ‪،27،04‬ﺹ‪،‬ﺹ‪25‬‬ ‫‪-6‬ﳏﻤﺪ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﻟﻌﻤﺎﻳﺮﺓ‪ ،‬ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺍﳌﺴﲑﺓ ﻟﻠﻨﺸﺮ‪ ،‬ﻋﻤﺎﻥ ‪ ،2000‬ﺹ‪.105‬‬ ‫‪-7‬ﻣﻔﻴﺪ ﺍﻟﺰﻳﺪﻱ‪ ،‬ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻴﺔ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺇﺳﺎﻣﺔ ﻟﻠﻨﺸﺮ‪ ،‬ﻋﻤﺎﻥ‪.2003 ،‬‬ ‫‪ -8‬ﺳﻌﻴﺪ ﺣﺎﺭﺏ‪ ،‬ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻌﲔ‪ ،‬ﺍﻷﻣﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ‪ ،‬ﺹ ﺹ‪21 ،20‬‬ ‫‪-9‬ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﺴﻨﺒﻞ ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ﺫﻛﺮﻩ‪ ،‬ﺹ‪269‬‬ ‫‪ -10‬ﺳﻌﻴﺪ ﺣﺎﺭﺏ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ﺫﻛﺮﻩ‪ ،‬ﺹ‪23-22‬‬ ‫‪ -11‬ﻛﻮﺛﺮ ﻛﺎﺟﺎﻙ‪ ،‬ﺍﲡﺎﻫﺎﺕ ﺣﺪﻳﺜﺔ ﰲ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﻭﻃﺮﻕ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺲ‪ ،‬ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪ ،‬ﻋﺎﱂ ﺍﻟﻜﺘﺐ‪ ،‬ﺍﻟﻘـﺎﻫﺮﺓ‪،2001 ،‬‬ ‫ﺹ‪12-11‬‬ ‫‪ -12‬ﳏﻤﺪ ﳏﻤﻮﺩ ﺍﳊﻠﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺗﻮﻓﻴﻖ ﺍﲪﺪ ﺍﳌﺮﻋﻲ‪ ،‬ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺍﳌﺴﲑﺓ ﻟﻠﻨﺸﺮ‪ ،‬ﻋﻤﺎﻥ‪،2000 ،‬ﺹ‪25‬‬ ‫‪ -13‬ﻓﻜﺘﻮﺭ ﺑﻠﻪ ﻭﺣﺴﻦ ﺍﻟﺒﻠﻴﻼﺭﻱ‪ ،‬ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﰲ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﰊ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﻓﺎﺭﺱ ﻟﻠﻨﺸﺮ ﻋﻤﺎﻥ ‪ ،2002‬ﺹ‪-101‬‬ ‫‪103‬‬ ‫‪ -14‬ﺣﺎﻣﺪ ﻋﻤﺎﺭ‪ ،‬ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ‪ ،‬ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﰲ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ‪ ،2000 ،‬ﻣﺼﺮ‪ ،‬ﺹ‪117،118‬‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ـــــــــ ‪255‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــ ﺩ‪ .‬ﺣﺴﺎﻥ ﺍﳉﻴﻼﱄ‪ :‬ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﲢﺪﻱ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‬ ‫‪-15‬ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻭﻟﺪ ﺧﻠﻴﻔﺔ‪ ،‬ﺍﳌﺴﺎﻟﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﻭ ﺍﳍﻮﻳﺔ ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﱃ ‪ ،‬ﺩﻳﻮﺍﻥ ﺍﳌﻄﺒﻮﻋﺎﺕ ﺍﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ‪،‬‬ ‫ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ‪ ،2003‬ﺹ‪.381‬‬ ‫‪ -16‬ﻓﻮﺯﻱ ﻃﻪ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻭﺭﺟﺐ ﺍﲪﺪ ﺍﻟﻜﺰﺓ‪ ،‬ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ‪ ،‬ﻣﻨﺸﺎﺓ ﺍﳌﻌﺎﺭﻑ‪ ،‬ﺍﻟﺴﻜﻨﺪﺭﻳﺔ‪ ،2000 ،‬ﺹ ‪-121‬‬ ‫‪122‬‬ ‫‪ -17‬ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﺴﻨﺒﻞ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ﺫﻛﺮﻩ‪ ،‬ﺹ‪275-274‬‬

‫‪ -18‬ﺩﻭﻧﺎ ﺍﻭ ﺗﺸﻴﺪﺍ‪ ،‬ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﺘﻼﻣﻴﺬ ﻟﻠﻘﺮﻥ ‪ ،21‬ﺗﺮﲨﺔ ﳏﻤﺪ ﻧﺒﻴﻞ ﻧﻮﻓﻞ ﺍﳌﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔﻟﻠﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠـﻮﻡ‪،‬‬ ‫ﺩﻣﺸﻖ‪.1998 ،‬ﺹ‪20 -16‬‬ ‫‪ -19‬ﻋﺒﺪ ﺍﳊﺎﻓﻆ ﺳﻼﻣﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﺍﳌﻨﻬﺞ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺮ‪ ،‬ﻟﺒﻨﺎﻥ‪ ،2000 ،‬ﺹ‪18-16‬‬ ‫‪ -20‬ﳏﻤﺪ ﳏﻤﻮﺩ ﺍﳊﻠﻴﺔ ﻭ ﺗﻮﻓﻴﻖ ﺍﲪﺪ ﺍﳌﺮﻋﻲ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ﺫﻛﺮﻫﺺ‪50- 49‬‬ ‫‪ -21‬ﺟﱪﺍﺋﻴﻞ ﺑﺸﺎﺭﺓ‪ ،‬ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺍﳌﻌﻠﻢ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻭﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ‪ ،‬ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﳉﺎﻣﻌﻴﺔ‪ ،‬ﺑـﲑﻭﺕ‬ ‫‪ ،1986‬ﺹ‪27‬‬ ‫‪ -22‬ﺳﻠﻮﻯ ﳏﻤﺪ ﺍﳋﻄﻴﺐ‪ ،‬ﻧﻈﺮﺓ ﰲ ﻋﻠﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮ‪ ،‬ﻣﻄﺒﻌﺔ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ‪ ،2002 ،‬ﺹ‪221‬‬ ‫‪ -23‬ﳏﻤﺪ ﻛﺘﺶ‪ ،‬ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺍﻋﺪﺍﺩ ﺍﳌﻌﻠﻢ ﰲ ﺿﻮﺀ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ‪ ،‬ﻣﻄﺎﺑﻊ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ‪ ،2001 ،‬ﺹ‪ ،‬ﺹ‪210 209‬‬ ‫‪ -24‬ﺳﻌﻴﺪ ﺍﲰﺎﻋﻴﻞ ﻋﻠﻲ‪ ،‬ﻓﻘﻪ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﻣﺪﺧﻞ ﰲ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﻌﺮﰊ‪ ،‬ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ‪ ،2001 ،‬ﺹ‪.96‬‬ ‫‪ -25‬ﺭﺍﻓﺖ ﺭﺿﻮﺍﻥ ﻭﺁﺧﺮﻭﻥ‪ ،‬ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﰊ‪ ،‬ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺍﻵﻓﺎﻕ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﻓﺎﺭﺱ ﻟﻠﻨﺸﺮ‪ ،‬ﻋﻤـﺎﻥ ‪،2002‬‬ ‫ﺹ‪.94‬‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ـــــــــ ‪256‬‬

‫ﺍﻻﻧﻔﺠﺎﺭ ﺍﳌﻌﺮﰲ ﻛﺄﺣﺪ ﲢﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﰊ‬ ‫ﺃ‪ .‬ﺭﺷﻴﺪ ﺯﻭﺯ ﻭﺃ‪.‬ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻤﻴﺪ ﳊﻤﺮ‬ ‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ‬

‫ﻣﻘﺪﻣﺔ‪:‬‬ ‫ﻳﺸﻬﺪ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺍﻹﻧﺴﺎﱐ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮ ﲢﻮﻻﺕ ﺟﺬﺭﻳﺔ ﻭﻋﻤﻴﻘـﺔ ﻣﺴﺖ ﻛﺎﻓــﺔ ﻧﻈﻤـﻪ ﻭﺃﻧﺴﺎﻗﻪ‬ ‫ﻭﺑﺼﻮﺭﺓ ﱂ ﻳﻌﻬﺪﻫﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ‪ ،‬ﻭﳝﺮ ﲟﺮﺣﻠﺔ ﻣﻠﻴﺌﺔ ﺑﺎﻹﳒﺎﺯﺍﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﳌﻌﺮﻓﻴﺔ‬ ‫ﻣﺘﺠﻬﺎ ﳓﻮ ﳎﺘﻤﻊ ﺟﺪﻳﺪ ﻭﺻﻒ ﲟﺠﺘﻤﻊ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﺃﻭ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﳊﺪﺍﺛﺔ ﺃﻭ ﳎﺘﻤﻊ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‪.‬‬ ‫ﻭﻷﻥ ﺍﻟﻨﺴﻖ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻧﺴﺎﻕ ﺍﻟﱵ ﻣﺴﺘﻬﺎ ﺍﻟﺘﺤﻮﻻﺕ ﺑﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﺇﳚﺎﺩ‬ ‫ﻋﻼﻗﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺑﲔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ – ﲟﻔﻬﻮﻣﻬﺎ ﺍﻟﻮﺍﺳﻊ )**( – ﻭﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺣﱴ ﺗﺴﺘﺠﻴﺐ ﻟﻘﻀﺎﻳﺎﻩ ﻭﲢﻘﻖ‬ ‫ﻭﻇﻴﻔﺘﻬﺎ ﺍﲡﺎﻫﻪ‪.‬‬ ‫ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﳌﺘﻘﺪﻡ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ ﻗﺪ ﻭﻟـﺞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻟﻔﻴــﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﺑﺮﺳﻢ ﻧﻈﺎﻡ ﻋﺎﳌﻲ ﺟﺪﻳﺪ‬ ‫ﳛﻤﻞ ﰲ ﺑﻌﺪﻩ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺗﻮﺟﻬﺎ ﻭﺭﺅﻳﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻟﻨﻈﺎﻡ ﺗﺮﺑﻮﻱ ﻳﺘﻤﺎﺷﻰ ﻭﻋﺼﺮ ﺍﳌـﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻓﺈﻥ‬ ‫ﳎﺘﻤﻌﺎﺗﻨﺎ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﺎ ﺗﺰﺍﻝ ﺣﺒﻴﺴﺔ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺗﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻗﻮﺍﻣﻬﺎ ﺍﳊﻔﻆ ﻭﺍﻟﺘﻠﻘﲔ‪.‬‬ ‫ﻟﻘﺪ ﲤﻴﺰ ﻋﺼﺮ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻫﺬﺍ ﺑﺎﻧﻔﺠﺎﺭ ﻣﻌﺮﰲ ﻟﻜﻨﻪ ﲪﻞ ﰲ ﻃﻴﺎﺗﻪ ﺇﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻣﻀﻤﺮﺓ ﻭ ﺛﻘﺎﻓﺔ‬ ‫ﻇﺎﻫﺮﻫـﺎ ﻋﻠﻢ ﻭﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻭﺑﺎﻃﻨﻬﺎ ﻫﻴﻤﻨﺔ ﻭﻓﻘﺪﺍﻥ ﻫﻮﻳﺔ ﳑﺎ ﺃﺣﺪﺙ ﺣﲑﺓ ﻟﺪﻯ ﺍ‪‬ﺘﻤﻌﺎﺕ‬ ‫ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﺧﺼﻮﺻﺎ ﺣﻴﺚ ﻭﻓﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﺣﺎﺋﺮﺍ ﺇﺯﺍﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻭﻋﺎﺟﺰﺍ‬ ‫ﺃﻣـﺎﻡ ﺇﻋﺼﺎﺭﻩ‪ .‬ﻭﻣـﻦ ﺛـﻢ ﻛـﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺭﺟﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘـﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻣﻦ ﻣﻔﻜﺮﻳﻦ ﻭﺃﺻﺤﺎﺏ‬ ‫ﻗـﺮﺍﺭ ﺃﻥ ﻳﻘﺪﻣـﻮﺍ ‪‬ﺘﻤﻌﻬﻢ ﺗﻔﺴﲑﺍﺕ ﺷﺎﻓﻴﺔ ﻭﳛﺪﺩ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﻌﺎﻣﻞ ﻧﻈﺎﻣﻨﺎ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﺧﻢ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻭﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴــﺎ ﻭﻛﻴﻒ ﳝﻜﻦ ‪‬ﺘﻤﻌﺎﺗﻨﺎ ﻭﻣﻨﻈﻮﻣﺎﺗﻨـﺎ ﺃﻥ ﺗﻈﻞ ﲤﺘﻠﻚ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﺍﻟﺘﺤﻜﻢ ﰲ ﺗﺪﻓﻖ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻭﺍﻟﻘﻴﻢ‪.‬‬ ‫ﻭﻣﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺭﻗﺔ ﺇﻻ ﳏﺎﻭﻟﺔ ﻟﻺﺟﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻭﻣﺎ ﺗﺰﺍﻝ ﻣﻄﺮﻭﺣﺔ ‪:‬‬ ‫ ﻣﺎ ﻫﻲ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻴﺾ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﰐ ﻭﲡﻠﻴﺎﺕ ﺫﻟﻚ ﺍﻻﻧﻔﺠﺎﺭ ﺍﳌﻌﺮﰲ ؟‬‫* ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﲟﻔﻬﻮﻣﻬﺎ ﺍﻟﻮﺍﺳﻊ ﻳﺸﻤﻞ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﻭﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭﺗﺄﻫﻴﻞ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﻠﺒﻴﺔ ﻣﻄﺎﻟﺐ ﳎﺘﻤﻌﻪ‬

‫ـــــــــــــــ ﺃ‪ .‬ﺭﺷﻴﺪ ﺯﻭﺯ ﻭﺃ‪.‬ﻋﺒﺪﺍﳊﻤﻴﺪ ﳊﻤﺮ‪ :‬ﺍﻻﻧﻔﺠﺎﺭ ﺍﳌﻌﺮﰲ ﻛﺄﺣﺬ ﲢﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ‬

‫ ﻛﻴﻒ ﻫﻮ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﺑﻼﺩﻧﺎ ؟‬‫ ﻛﻴﻒ ﺍﻟﺴﺒﻴﻞ ﻟﺮﺳﻢ ﻧﻈﺎﻡ ﺗﺮﺑﻮﻱ ﻭﻓﻠﺴﻔﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ ﺗﺄﺧﺬ ﺑﻌﲔ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﺒﻌﺪﻳﻦ‪:‬‬‫ﺍﻷﺻﺎﻟﺔ ﻭﺍﻟﻌﺼﺮﻧﺔ‪.‬‬

‫ﺃﻭﻻ ‪ -‬ﳎﺘﻤﻊ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﲡﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻔﻴﺾ ﺍﳌﻌﺮﰲ‪:‬‬ ‫ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﰲ ﺳﻴﺎﻕ ﺍﻟﺘﺤﻮﻻﺕ ﺍ‪‬ﺘﻤﻌﻴﺔ ﺑـﺰﻍ ﺷﻜـﻞ ﺟﺪﻳﺪ ﻟﻠﺘﻄـﻮﺭ ﺍ‪‬ﺘﻤﻌﻲ ﻳﻌﺘﻤﺪ‬ ‫ﰲ ﳕﻂ ﺳﻴﻄﺮﺗﻪ ﻭﻧﻔﻮﺫﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﳌﺘﻘﺪﻣﺔ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﰲ ﲨﻴﻊ ﳎﺎﻻﺕ‬ ‫ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺑﻜﻔﺎﺀﺓ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻓﺘﻌﺎﻇﻢ ﻓﻴﻪ ﺩﻭﺭ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﺗﻌﺰﺯﺕ ﻓﻴﻪ ﺍﻷﻧﺸﻄﺔ ﺍﳌﻌﺮﻓﻴﺔ ﻟﻴﺘﺒﻮﺃ‬ ‫ﺍﻷﻣﺎﻛﻦ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺣﺴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺗﺄﺛﲑﺍ ﰲ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‪.‬‬ ‫ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ ﺍﻋﺘﻤﺪ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻲ ﰲ ﺗﻄﻮﺭﻩ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻭﺍﳌﻴﻜﺎﻧﻴﻚ ﻭﺍﻟﻄﺎﻗﺔ‪ ،‬ﲟﺨﺘﻠﻒ ﺃﻧﻮﺍﻋﻬﺎ‪،‬‬ ‫ﻭﻋﻠﻰ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﱐ ﻭﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﺑﺮﺓ ﻟﻠﻘﺎﺭﺍﺕ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﳎﺘﻤﻊ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺍﺳﺘﻨﺪ ﺑﺎﻷﺳﺎﺱ ﺇﱃ‬ ‫ﻗﻮﺓ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﻭﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺎﺕ ﺍﻟﺮﻗﻤﻴﺔ ﻭﺍﳍﻨﺪﺳﺔ ﺍﳊﻴﻮﻳﺔ ﻭﺛﻮﺭﺓ ﺍﻻﺗﺼـﺎﻻﺕ ﻭﺍﻟﺬﻛﺎﺀ‬ ‫ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻲ ﺩﻭﻥ ﺇﻏﻔﺎﻝ ﺑﻘﺎﺀ ﻭﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﺑﺮﺓ ﻟﻠﻘﺎﺭﺍﺕ ﻛﺄﻧﻈﻤﺔ ﻓﺎﻋﻠﺔ ﰲ ﳐﺘﻠﻒ‬ ‫ﺍ‪‬ﺎﻻﺕ ﻭﺍﻟﻘﻄﺎﻋﺎﺕ )‪.(173 :1‬‬ ‫ﺇﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﳌﻌﺮﻓﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻋﺮﻓﻬﺎ ﻭﻳﻌﺮﻓﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﰲ ﳐﺘﻠﻒ ﳎﺎﻻﺕ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﱂ ﺗﻨﻔﺼﻞ‬ ‫ﻋﻦ ﺍﻻﺧﺘﺮﺍﻋﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻘﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺳﺎﳘﺖ ﻓـﻲ ﺗﻐﻴﻴــﺮ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻌﺎﱂ‪ .‬ﻓﻤﻊ ﺍﺧﺘﺮﺍﻉ ﺍﳌﻄﺒﻌﺔ ﻭﺍﻟﱵ‬ ‫ﻋﺪﺕ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻻﺗﺼﺎﻟﻴﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﻇﻞ ﺇﻧﺘﺎﺝ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﻻ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ ﺃﻟﻒ ﻋﻨﻮﺍﻥ ﺳﻨﻮﻳﺎ ﰲ ﺣﲔ ﺃﺻﺒﺢ ﻫﺬﺍ‬ ‫ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﺣﺎﻟﻴﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﻟﻒ ﻳﻮﻣﻴﺎ ﺃﻱ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺮﺍﻛﻢ ﺍﳌﻌﺮﻓـﻲ ﺃﺻﺒﺢ ﻳﺘﺰﺍﻳﺪ ﺑﻨﺴﺒﺔ ﻫﻨﺪﺳﻴــﺔ‬ ‫ﻭﻳﺘﻀﺎﻋـﻒ ﻛﻞ ‪ 18‬ﺷﻬﺮﺍ‪.‬‬ ‫ﻛﻤﺎ ﺗﺸﲑ ﺍﻹﺣﺼﺎﺋﻴﺎﺕ ﺃﻥ ‪ % 90‬ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﳒﺒﺘﻬﻢ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺇﱃ ﺍﻵﻥ ﻫﻢ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ‬ ‫ﺑﻴﻨﻨﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ‪ ،‬ﻭﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺃﻧﺘﺞ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻭﺍﻟﻔﻨﻮﻥ ﻭﺍﻵﺩﺍﺏ ﻭﺍﻟﻠﻐـﺎﺕ‬ ‫ﻭﺍﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎﺕ ﻳﻌﺎﺩﻝ ﻣﺎ ﺃﻧﺘﺠﻪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﱪ ﺗﺎﺭﳜﻪ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ )‪ ( 174 :1‬ﻭﺃﻥ ﻣـﺎ ﺯﺍﺩ ﻣﻦ ﻓﻴﺾ‬ ‫ﻭ ﺗﺴﺎﺭﻉ ﺍﳌﻌﺮﻓــﺔ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﻼﺣﻢ ﺑﲔ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻲ ﻭﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭﺃﻥ ﻣﺎ ﺃﻋﻄﻰ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ‬ ‫ﺍﳌﻌﺮﻓﻴﺔ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭﺍ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺜﻮﺭﺍﺕ ﺍﻻﺗﺼﺎﻟﻴﺔ ﺑﺪﺀﺍ ﺑﺎﺧﺘﺮﺍﻉ ﺍﻟﻄﺒﺎﻋﺔ ﻣﺮﻭﺭﺍ ﺑﺎﺧﺘﺮﺍﻉ ﺍﻹﺫﺍﻋﺔ ﻭﺍﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻥ‬ ‫ﻭ ﺍﻷﻗﻤﺎﺭ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﻭﺻﻮﻻ ﺇﱃ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﻴﺖ ﻓﺎ‪‬ﺎﺭ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﺒﻌﺪﻳﻦ ﺍﻟﺰﻣﺎﱐ ﻭﺍﳌﻜﺎﱐ ﺑﲔ ﺍﳊﻀﺎﺭﺍﺕ‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﻭﺍﻷﻣﻢ‪.‬‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ـــــــــ ‪258‬‬

‫ــــــــــــــــ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻣﻴﺰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻴﺾ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﰐ ﻭﺍﻻﻧﻔﺠﺎﺭ ﺍﳌﻌﺮﰲ ﺃﻥ ﺍﺳﺘﻔﺮﺩ ﺑﻪ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﻐﺮﰊ ﻓﻔﻲ ﺗﻘﺮﻳﺮ‬ ‫ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻟﻌﺎﻡ ‪ 1999‬ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻋﻦ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ﺍﻹﳕﺎﺋﻲ ﻳﺆﻛﺪ ﺃﻥ ‪ 10‬ﺩﻭﻝ ﻏﻨﻴﺔ‬ ‫ﺗﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻰ ‪ % 84‬ﻣﻦ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻭﺍﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ‪ ،‬ﻭﺗﺘﺤﻜﻢ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ﺑـ ‪% 95‬‬ ‫ﻣﻦ ﺑﺮﺍﺀﺓ ﺍﻻﺧﺘﺮﺍﻉ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﺧــﻼﻝ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ ﺍﻷﺧﲑﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﳌﺎﺿﻲ )‪.(48 :2‬‬ ‫ﻭﰲ ﳎﺎﻝ ﺍﻟﺘﺄﻟﻴﻒ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻷﻭﺭﺑﻴﺔ ﻭﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﺗﻌﺪ ﺍﻷﻧﺸﻂ ﻧﺸﺮﺍ ﻟﻠﻜﺘﺐ )ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ‬ ‫‪ % 65‬ﳑﺎ ﻳﺼﺪﺭ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ( )‪ (3 :3‬ﻭﺑﺎﺧﺘﺼﺎﺭ ﺷﺪﻳﺪ ﻫﻴﻤﻨﺔ ﻛﻠﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ‬ ‫ﻭﺳﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﺩﻭﺍﺕ ﻭ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭﻫﺎ‪.‬‬ ‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ -‬ﻣﻨﻈﻮﻣﺘﻨﺎ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﻋﺼﺮ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‪:‬‬ ‫ﻳﺸﻬﺪ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻗﺪﳝﺎ ﻭﺣﺪﻳﺜﺎ ﻋﻠـﻰ ﳏﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﺻﻨﻊ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺑﻨﺎﺀ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ‪ ،‬ﻭﺃﻥ ﻗﻴﻤﺔ‬ ‫ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻫﻲ ﺣﺼﺎﺩ ﻣﻌﺎﺭﻓﻪ‪ .‬ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺃﳘﻴﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻟﻴﺲ ﺃﺧﻄﺮ ﳑﺎ ﻫﻮ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻵﻥ ﺧﺎﺻﺔ ﻭﺃﻥ‬ ‫ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺗﺘﺠﻪ ﳓﻮ ﳎﺘﻤﻊ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺗﺘﻨﺎﺯﻋﻬﺎ ﻵﻣﺎﻝ ﻭﺍﳌﺨﺎﻭﻑ ﻭﺗﻌﺘﺮﺿﻬﺎ ﲢﺪﻳﺎﺕ ﺟﺴﺎﻡ ﻻ ﻋﻬﺪ‬ ‫ﳍﺎ ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﻇﻠﺖ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻣﻼﺫﺍ ﻭﻣﻬﺮﺑﺎ ﻟﻠﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺣﲔ ﺗﻨﺘﺎ‪‬ﺎ ﺍﳌﺼﺎﺋﺐ ﻭﺍﶈﻦ‬ ‫ﻭﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻭﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﺍﻟﺘﺎﺭﳜﻴﺔ ﻛﺜﲑﺓ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺄﻥ‪.‬‬ ‫ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﺯﻣـﺔ ﳎﺘﻤﻌﻨﺎ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻫﻲ ﰲ ﺟﻮﻫﺮﻫﺎ ﺃﺯﻣﺔ ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ ‪-‬ﻛﻤﺎ ﺗﺸﲑ ﺍﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ‪ -‬ﻓﻠﻴﺲ ﻟﻨﺎ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﳐﺮﺟﺎ ﻻﻧﺘﺸﺎﻝ ﺃﻣﺘﻨﺎ ﰲ ﺃﺯﻣﺘﻬﺎ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨـﺔ ﻭﻫﻲ ﺳﺒﻴﻠﻨﺎ ﺇﱃ ﺗﻨﻤﻴﺔ‬ ‫ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻭﺩﺭﻋﻨﺎ ﺍﻟﻮﺍﻗﻲ ﺿﺪ ﺍﻻﻛﺘﺴﺎﺡ ﺍﻟﺜﻘﺎﰲ ﰲ ﻋﺼﺮ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‪.‬‬ ‫ﻟﻘﺪ ﺗﻌﺪﺩﺕ ﳏﺎﻭﻻﺕ ﺍﻟﺘﺸﺨﻴﺺ ﻭﻣﻌﻬﺎ ﻭﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﻌﻼﺝ ﻭ ﺍﺳﺘﻨﻔﺬ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﲨﻴـﻊ‬ ‫ﻣﻔﺮﺩﺍﺕ ﻗﺎﻣﻮﺱ ﺍﻟﺘﻌﺒﲑ ﻭ ﻟﻜﻦ ﻇﻞ ﺍﻷﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺇﺻﻼﺡ ﺗﻠﻮ ﺇﺻﻼﺡ ﻭﻻ ﺻﻼﺡ ﻭﺫﻟﻚ‬ ‫ﻷﺳﺒﺎﺏ ﻋﺪﺓ ﻧﺬﻛﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ‪:‬‬ ‫ ﺃﻥ ﻣﻌﻈﻢ ﳏﺎﻭﻻﺕ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺗﺄﰐ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻤﺔ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺧﺎﺭﺟﻬﺎ‪ ،‬ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻓﻬﻲ ﺍﻣﺘﺪﺍﺩ‬‫ﻟﻨﻈﻢ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﻣﱰﻭﻋﺔ ﻣﻦ ﺳﻴﺎﻗﻬﺎ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‪.‬‬ ‫ ﺍﳌﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺒﺪﻳﻬﺎ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﻟﺮﲰﻴﺔ ﺿﺪ ﺍﻟﺘﻐﲑﺍﺕ ﺍﳉﺬﺭﻳﺔ ﺫﺍﺕ‬‫ﺍﻟﻄﺎﺑـﻊ ﺍﻟﺮﺍﺩﻳﻜﺎﱄ ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﻀﻐﻮﻃﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻴﻮﺩ ﺍﻟﺒﲑﻭﻗﺮﺍﻃﻴﺔ‪.‬‬ ‫‪ -‬ﻏﻴﺎﺏ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻧﺒﲏ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭﺍﻗﻌﻴﺔ‪.‬‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ـــــــــ ‪259‬‬

‫ـــــــــــــــ ﺃ‪ .‬ﺭﺷﻴﺪ ﺯﻭﺯ ﻭﺃ‪.‬ﻋﺒﺪﺍﳊﻤﻴﺪ ﳊﻤﺮ‪ :‬ﺍﻻﻧﻔﺠﺎﺭ ﺍﳌﻌﺮﰲ ﻛﺄﺣﺬ ﲢﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ‬

‫ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﻌﻜﺲ ﻣﻦ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻛﺎﻧﻌﺪﺍﻡ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﰲ ﺍﻟﺒﺤﺚ‬‫ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭﺟﺪﻭﻯ ﺍﳊﻠﻮﻝ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﻋﺪﻡ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﲔ ﻣﻊ ﺗﻔﺸﻲ ﺍﻻﻧﺘﻬﺎﺯﻳﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﰲ ﺣﻘﻞ‬ ‫ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‪.‬‬ ‫ ﻗﺘﻞ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻻﺑﺘﻜﺎﺭﻳﺔ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻨﺶﺀ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﺜﺒﻴﻂ ﳘﻢ ﺍﳌﺒﺘﻜﺮﻳﻦ ﻭﺍﳌﺒﺪﻋﲔ ﺗﺸﺒﺚ ﺑﻌﻀﻨﺎ‬‫ﺑﺄﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﳊﻔﻆ ﻭﺍﻟﺘﻠﻘﲔ‪.‬‬ ‫ ﺍﻻﺯﺩﺣﺎﻡ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﰲ ﺍﻷﻗﺴﺎﻡ‪.‬‬‫ ﻛﺜﺎﻓﺔ ﺍﻟﱪﻧﺎﻣﺞ‪.‬‬‫ﺗﻠﻜﻢ ﺑﻌﺾ ﻣﻦ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﺘﺨﻠﻒ ﰲ ﳎﺘﻤﻌﺎﺗﻨﺎ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﺳﺘﻌﺮﺿﻨﺎﻫﺎ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ ﺍﺿﻄﻬﺎﺩ ﺍﻟﺬﺍﺕ‬ ‫ﺑﻞ ﲢﻔﻴﺰﺍ ﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ‪.‬‬ ‫ﺛﺎﻟﺜﺎ‪ -‬ﺗﻮﺟﻬﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻟﻌﺼﺮ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‬ ‫ﺇﻥ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻻ ﺗﻨﺸﺄ ﻣﻦ ﻓﺮﺍﻍ ﺑﻞ ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﻨﺪ ﺇﱃ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﺗﺘﺴﻢ‬ ‫ﺑﺎﳌﺮﻭﻧﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻮﻉ‪ .‬ﻭﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﳌﺘﻤﻴﺰ ﺑﺎﻟﺘﺪﻓﻖ ﺍﳌﻌﺮﰲ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻣﺎ ﺗﺰﺍﻝ ﻓﻴـﻪ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴـﺔ ﺗﻔﺘﻘﺪ ﺇﱃ‬ ‫ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﺒﻴﺔ ﻣﻄﺎﻟﺒﻪ ﻭﻣﺴﺎﻳﺮﺓ ﻣﺘﻐﲑﺍﺗﻪ‪ ،‬ﻭﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﺈﻧﻪ ﳝﻜﻦ ﻣﻌﺎﳉﺔ‬ ‫ﻏﺎﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺇﺩﺭﺍﺝ ﻫﺬﻩ ﺍﶈﺎﻭﻟﺔ ﰲ ﺳﻴﺎﻕ ﺍﺳﺘﺜﺎﺭﺓ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﳑﻜﻨﺔ ﺍﻟﺘﺒﲏ ﻭﰲ ﺣﺪﻭﺩ‬ ‫ﺍﻻﻣﻜﺎﻧﺎﺕ ﺍﳌﺘﺎﺣﺔ ﻭﻣﻦ ﻣﻨﻈﻮﺭ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﺘﻐﲑ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﰐ ﻭﲢﺪﻳﺎﺕ ﺍﻻﻧﻔﺠﺎﺭ ﺍﳌﻌﺮﰲ‪.‬‬ ‫ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﻴﻮﻧﺴﻜﻮ )ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻜﱰ ﺍﳌﻜﻨﻮﻥ( ﻗﺪ ﺻﺎﻍ ﻏﺎﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺟﻪ‬ ‫ﺍﻟﺘﺎﱄ‪ :‬ﺗﻌﻠﻢ ﻟﺘﻌﺮﻑ‪ .‬ﺗﻌﻠﻢ ﻟﺘﻌﻤﻞ‪ .‬ﺗﻌﻠﻢ ﻟﺘﻜﻮﻥ‪ .‬ﺗﻌﻠﻢ ﻟﺘﺸﺎﺭﻙ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ‪ .‬ﻓﺈﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺪﺍﺧﻠﺔ ﺳﻮﻑ‬ ‫ﺗﺴﻌﻰ ﺇﱃ ﺍﺳﺘﺨﻼﺹ ﺭﺅﻳﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺗﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﺒﺎﺩﺉ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴــﺔ ﻟﻠﻴﻮﻧﺴﻜـﻮ ﻭﺍﺿﻌﺔ‬ ‫ﺑﻌﲔ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﳌﻨﻈﻮﺭ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﰐ )‪ (321-307: 4‬ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﻫﻲ‪:‬‬ ‫‪ .1‬ﻛﻴﻒ ﺗﻌﺮﻑ ﻻ ﻣﺎﺫﺍ ﺗﻌﺮﻑ‪ ،‬ﻓﻤﻊ ﺍﻻﻧﻔﺠﺎﺭ ﺍﳌﻌﺮﰲ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺍﻷﻭﻟﻮﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﲢﺼﻞ ‪‬ﺎ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﻭﻛﻴﻔﻴﺔ ﺇﺗﻘﺎﻥ ﺃﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﺎ‪.‬‬ ‫ﺗﺮﺍﻛﻢ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺃﺻﺒﺢ ﻻ ﻳﻌﲏ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ‪.‬‬ ‫‪.2‬‬ ‫ﺗﻜﺎﻣﻞ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﻭﺇﺣﺪﺍﺙ ﺍﻧﺪﻣﺎﺟﺎﺕ ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻭﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﻧﺰﻋﺔ‬ ‫‪.3‬‬ ‫ﺍﻟﺘﺨﺼﺺ ﺍﻟﻀﻴﻖ‪.‬‬ ‫ﻣﺪﺍﻭﻣﺔ ﺍﻛﺘﺴﺎﺏ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﻭﺟﻌﻞ ﻋﻼﻗﺎﺗﻨﺎ ‪‬ﺎ ﺍﺳﺘﻤﺘﺎﻋﺎ ﻻ ﲰﺎﻋﺎ ﻭﻋﺸﻘﺎ ﻻ ﻋﺒﺜﺎ‪.‬‬ ‫‪.4‬‬ ‫ﺍﻟﺼﻤﻮﺩ ﺇﺯﺍﺀ ﺍﻟﺘﻌﻘﺪ ﺑﺎﺳﺘﻨﻔﺎﺭ ﻋﻘﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻻﺳﺘﻜﺎﻧﺔ ﻭﺍﻟﺮﺿﻮﺥ‪.‬‬ ‫‪.5‬‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ـــــــــ ‪260‬‬

‫ــــــــــــــــ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﳌﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺬﻫﻨﻴﺔ ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﲣﺰﻳﻦ ﺍﳌﻔﺎﻫﻴﻢ ﻭﺍﻟﻜﻠﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﻻ ﺍﻷﺭﻗﺎﻡ‬ ‫ﻭﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﻭﺗﻔﺼﻴﻞ ﺍﳉﺰﺋﻴﺎﺕ‪.‬‬ ‫ﺇﺿﻔﺎﺀ ﺍﻟﻄﺎﺑﻊ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﺑﺄﻥ ﳒﻌﻞ ﺍﳌﺘﻌﻠﻢ ﻻ ﺍﳌﻌﻠﻢ ﳏﻮﺭ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﺗﻄﻮﻳﻊ ﺍﻟﱪﺍﻣﺞ‬ ‫ﻭﺍﻟﻨﻈﻢ ﲟﺎ ﻳﺘﻼﺀﻡ ﻣﻊ ﺍﳌﻄﺎﻟﺐ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﻟﻜﻞ ﻣﺘﻌﻠﻢ‪.‬‬ ‫ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻣﻠﻜﺔ ﺍﳊﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﻭﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﲣﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ‪.‬‬ ‫ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ‪.‬‬ ‫ﺇﻧﻀﺎﺝ ﺍﻟﺼﻐﺎﺭ ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺈﺗﺎﺣﺔ ﺇﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻟﺼﻐﺎﺭ ﺍﻟﺴﻦ ﻭﺗﻘﻠﻴﺺ‬ ‫ﺳﻠﻄﺔ ﺍﳌﺪﺭﺱ ﻭﺍﻟﺘﻮﺳﻊ ﰲ ﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﺫﺍﺗﻴﺎ‪.‬‬ ‫ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﻹﺑﺪﺍﻉ ﻭﺍﳋﻴﺎﻝ‪.‬‬ ‫ﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﻧﺰﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﺼﺐ ﻭﺍﻟﻌﻨﻒ ﻭﺗﻨﻤﻴﺔ ﻣﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﳊﻮﺍﺭ ﻣﻊ ﺍﻵﺧﺮ ﻭﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﰲ‬ ‫ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ‪.‬‬

‫‪.6‬‬

‫‪.7‬‬

‫‪.8‬‬ ‫‪.9‬‬ ‫‪.10‬‬

‫‪.11‬‬ ‫‪.12‬‬

‫ﺍﳍﻮﺍﻣﺶ‪:‬‬ ‫‪.1‬‬ ‫‪.2‬‬ ‫‪.3‬‬ ‫‪.4‬‬

‫ﻛﺮﱘ ﺃﺑﻮ ﺣﻼﻭﺓ‪" ،‬ﺍﻵﺛﺎﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻟﻠﻌﻮﳌﺔ"‪ ،‬ﳎﻠﺔ ﻋﺎﱂ ﺍﻟﻔﻜﺮ‪ ،‬ﺍ‪‬ﻠﺲ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﻔﻨﻮﻥ ﺑﺎﻟﻜﻮﻳﺖ‪.‬‬ ‫ﺍﻟﻌﺪﺩ ‪.2001 ،3‬‬ ‫ﺃﻧﺲ ﺣﺒﻴﺐ‪" ،‬ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﺘﺎﺏ ﺍﻟﻘﺮﻥ ‪ ، 21‬ﻭﺍﻗﻊ ﻭﺁﻓﺎﻕ‪ "،‬ﳎﻠﺔ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﻟﻮﺯﺍﺭﺓ‬ ‫ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ‪ ،‬ﺍﻟﻌﺪﺩ ‪. 425‬‬ ‫ﺭﳚﻲ ﻣﺼﻄﻔﻲ ﻋﻠﻴﺎﻥ ﻭﳏﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺪﺑﺲ‪ :‬ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﺗﺼﺎﻝ ﻭﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‪.‬‬ ‫ﻧﺒﻴﻞ ﻋﻠﻲ‪ ،‬ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﻋﺼﺮ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‪ ،‬ﺍ‪‬ﻠﺲ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﻔﻨﻮﻥ ﻭﺍﻵﺩﺍﺏ‪ .‬ﺍﻟﻜﻮﻳﺖ ‪2001‬‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ـــــــــ ‪261‬‬

‫ــــــــــــــــ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ﺍﻟﺘﻮﺻﻴﺎﺕ ﺍﳋﺘﺎﻣﻴﺔ ﻟﻠﻤﻠﺘﻘﻰ‪:‬‬ ‫ﻳﺸﻜﻞ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﻬﺾ ﻋﻠﻴﻪ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﰲ ﳐﺘﻠﻒ ﳎﺎﻻﺕ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻷﻱ ﺑﻠﺪ‪،‬‬ ‫ﻷﻥ ﻗﻮﺓ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺗﻜﻤﻦ ﰲ ﻗﻮﺓ ﻧﻈﺎﻣﻪ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻭﺍﻟﻌﻜﺲ‪ ،‬ﺧﺼﻮﺻﺎ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﲢﺪﺩﺕ‬ ‫ﻣﻼﲪﻪ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘﻐﲑﺍﺕ ﺍﻟﺴﺮﻳﻌﺔ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺘﻔﺠﺮ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻠﻔﺖ ﻟﻠﻨﻈﺮ‬ ‫ﰲ ﳎﺎﻻﺕ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ‪ ،‬ﻣﺜﻞ ﺗﻘﻨﻴﺔ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺎﺕ ﺍﳊﻴﻮﻳﺔ‪ ،‬ﻭﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ ﻭﺍﻻﺗﺼﺎﻝ‪،‬ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﱄ‬ ‫ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻛﻘﺮﻳﺔ ﻋﺎﳌﻴﺔ ﺗﻼﺷﺖ ﻓﻴﻪ ﺍﳊﺪﻭﺩ ﻭﺍﳌﺴﺎﻓﺎﺕ‪ ،‬ﻭﺗﺪﺍﺧﻠﺖ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻭﺍ‪‬ﺘﻤﻌﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﺍﶈﻠﻴﺔ ﻣﻊ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺑﺘﺄﺛﲑ ﻣﻦ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺍﳌﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﺘﻘﺪﻡ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭﺍﻟﺘﻘﲏ‪.‬‬ ‫ﺇﻧﻨﺎ ﻧﻌﻴﺶ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‪ ،‬ﻭﻫﺬﺍ ﳛﺘﻢ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺴﺎﻳﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻐﲑﺍﺕ ﻭﻧﺮﺍﺟﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻋﻤﺎﻟﻨﺎ‪،‬‬ ‫ﻭﻧﻘﻴﻢ ﺃﺩﺍﺀﻧﺎ ﻭﻣﻨﺠﺰﺍﺗﻨﺎ‪ ،‬ﻭﳓﺪﺩ ﻓﺮﺹ ﺍﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﻭﺧﻴﺎﺭﺍﺗﻪ‪ ،‬ﻭﻣﻦ ﺃﳘﻬﺎ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻧﻈﺎﻣﻨﺎ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ‪ ،‬ﻷﻥ‬ ‫ﻣﻮﺍﻛﺒﺔ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﺍﻟﺴﺮﻳﻊ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﻻ ﻳﺘﻢ ﺇﻻ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺃﺟﻴﺎﻟﻨﺎ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﴰﻮﻟﻴﺔ ﻣﺘﻜﺎﻣﻠﺔ‪،‬‬ ‫ﻭﺗﺰﻭﻳﺪﻫﻢ ﺑﺎﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻜﻔﺎﺀﺓ ﺍﳌﻬﺎﺭﻳﺔ‪ ،‬ﻭﺍﳋﱪﺍﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﲡﻌﻠﻬﻢ‬ ‫ﻗﺎﺩﺭﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﻔﺮﺿﻬﺎ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﺑﻜﻔﺎﺀﺓ ﻋﺎﻟﻴﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻣﺎ ﺃﻥ ﻧﻐﲑ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﻭﻧﻈﺎﻣﻨﺎ‬ ‫ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻭﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻧﺘﻐﲑ ﺑﺎﻟﻘﻮﺓ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻷﺧﲑ ﻟﻪ ﺁﺛﺎﺭ ﺳﻠﺒﻴﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﺍﻷﺛﺮ ‪‬ﺪﺩ ﻛﻴﺎﻧﻨﺎ ﻭﻭﺟﻮﺩﻧﺎ ﻭﻣﺴﺘﻘﺒﻞ‬ ‫ﺃﺟﻴﺎﻟﻨﺎ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ‪.‬‬ ‫ﻭﺇﺣﺴﺎﺳﺎ ﺑﺄﳘﻴﺔ ﻭﺧﻄﻮﺭﺓ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﻳﺄﰐ ﺍﻧﻌﻘﺎﺩ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﻈﻤﻪ ﻭﻳﺸﺮﻑ‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺴﻤﺎ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﻋﻠﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﺑﻜﻠﻴﺔ ﺍﻵﺩﺍﺏ ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﲜﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ‬ ‫ﲟﺪﻳﻨﺔ ﺑﺴﻜﺮﺓ‪ ،‬ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﺧﻼﻝ ﻳﻮﻣﻲ ‪ 9-8‬ﻣﻦ ﺷﻬﺮ ﺩﻳﺴﻤﱪ ‪.2004‬‬ ‫ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﺮﺽ ﻓﻴﻪ ﺍﳌﺸﺎﺭﻛﻮﻥ ﺇﱃ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻋﺪﺓ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ﺗﻨﺎﻭﻟﺖ ﺁﺛﺎﺭ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺧﻄﺎ‪‬ﺎ‬ ‫ﺍﳌﻬﻴﻤﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻈﻮﻣﺎﺗﻨﺎ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭﻣﻨﺎﻫﺠﻨﺎ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻴﺔ ﻭﻓﻖ ﻃﺮﺡ ﻋﻠﻤﻲ ﻣﻮﺿﻮﻋﻲ ﻳﺆﻛﺪ ﺣﻘﻴﻘﺔ‬ ‫ﻭﺟﻮﺩﻧﺎ‪ ،‬ﻭﺳﻼﻣﺔ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺃﺟﻴﺎﻟﻨﺎ ﺍﻟﻨﺎﻫﻀﺔ‪ ،‬ﻭﻗﺪ ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺍﳌﺪﺍﺧﻼﺕ ﺍﳌﺘﻨﻮﻋﺔ ﺗﻐﻄﻴﺔ ﳏﺎﻭﺭ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ‬ ‫ﺍﶈﺪﺩﺓ ﺑﺈﺛﺎﺭﺓ ﲨﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﳌﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺑﺎﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻣﺘﻀﻤﻨﺔ‬ ‫ﲢﻠﻴﻼﺕ ﻛﺎﻥ ﺗﺴﻌﻰ ﻟﺘﻮﺻﻴﻒ ﻭﺟﻮﻩ ﺍﻻﺭﺗﺒﺎﻃﺎﺕ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ‪ ،‬ﻭﺍﻗﺘﺮﺣﺖ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺘﺼﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﻀﻊ‬ ‫ﺑﻌﲔ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﳌﺸﻬﺪ ﺍﻟﻌﻮﳌﻲ ﲞﻄﺎﺑﻪ ﺍﳌﻬﻴﻤﻦ ﻭﻣﻘﺪﺭﺍﺕ ﺍﻟﻨﻈﻢ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺿﻤﻦ ﻓﻌﺎﻟﻴﺎﺕ‬ ‫ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺃﺻﺪﺭ ﺍﳌﺆﲤﺮﻭﻥ ﺍﻟﺘﻮﺻﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ‪:‬‬ ‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ـــــــــ ‪263‬‬

‫ــــــــــــــــ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ﺃﻭﻻ‪ -‬ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺇﺻﻼﺡ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﲟﺎ ﻳﱪﺯ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﺴﺎﻣﻴﺔ ﻟﻠﻌﻤﻠﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﺁﺧﺬﻳﻦ ﰲ ﺍﳊﺴﺒﺎﻥ ﺍﳌﻌﻄﻴﺎﺕ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﱵ ﺗﻔﺮﺿﻬﺎ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻦ ﺛﻮﺍﺑﺖ‬ ‫ﻭﺃﺻﺎﻟﺔ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪.‬‬ ‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ -‬ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﻭﺍﳌﻘﺮﺭﺍﺕ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﻠﻤﻲ ﰲ ﳐﺘﻠﻒ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‬ ‫ﺳﻌﻴﺎ ﻟﺘﺤﺴﲔ ﻣﻀﺎﻣﻴﻨﻬﺎ ﳌﻮﺍﻛﺒﺔ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﳊﺪﻳﺚ‪.‬‬ ‫ﺛﺎﻟﺜﺎ‪ -‬ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻛﺎﻓﺔ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﺍﻟﺘﻘﲏ ﻭﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻲ ﻭﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﻟﻠﻤﺴﺎﳘﺔ ﰲ‬

‫ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﺗﻄﻮﻳﺮﻫﺎ‪ ،‬ﻭﺫﻟﻚ ﻳﻄﺮﺡ ﳕﺎﺫﺝ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﰲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻛﺎﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻋﻦ‬ ‫ﺑﻌﺪ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺬﺍﰐ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﳌﱪﻣﺞ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﳌﱰﱄ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﳌﺸﺘﺮﻙ‪.‬‬ ‫ﺭﺍﺑﻌﺎ‪ -‬ﺗﻜﺮﻳﺲ ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﺍﳌﺸﺘﺮﻙ ﰲ ﺭﺳﻢ ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺎﺕ ﻭﻭﺿﻊ ﺍﳋﻄﻂ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ‬

‫ﻭﺗﺒﺎﺩﻝ ﺍﻟﺒﻌﺜﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺇﻧﺸﺎﺀ ﻓﺮﻕ ﲝﺚ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﳌﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭﺗﻘﺪﱘ ﺍﳊﻠﻮﻝ‬ ‫ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﳍﺎ‪ .‬ﺇﱃ ﺟﺎﻧﺐ ﺗﻔﻌﻴﻞ ﻣﻬﺎﻡ ﺍﳌﺨﺎﺑﺮ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﰲ ﳎﺎﻝ ﺍﻟﺒﺤﻮﺙ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭﻓﺘﺢ ﻓﻀﺎﺀﺍﺕ‬ ‫ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﻟﻠﻨﺨﺒﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﻘﻴﺎﻡ ﺑﺪﻭﺭﻫﺎ ﺍﳊﻀﺎﺭﻱ ﰲ ﳐﺘﻠﻒ ﳎﺎﻻﺕ ﺍﳊﻴﺎﺓ‪.‬‬ ‫ﺧﺎﻣﺴﺎ‪ -‬ﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﺒﺪﺃ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﺩﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﳉﻤﻴﻊ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﻭﺗﻔﻌﻴﻞ ﻣﺒﺪﺃ‬

‫ﺗﻜﺎﻓﺆ ﺍﻟﻔﺮﺹ ﺑﲔ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ ﺩﻭﻥ ﺍﻹﺧﻼﻝ ﺑﻨﻮﻋﻴﺔ ﻭﺟﻮﺩﺓ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﻭﺿﻊ ﻣﻌﺎﻳﲑ ﻋﺮﺑﻴﺔ‬ ‫ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﻭﻣﻘﺪﻣﺔ ﻟﻪ‪.‬‬ ‫ﺳﺎﺩﺳﺎ‪ -‬ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻭﲢﺪﻳﺚ ﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﻭﺗﻨﻈﻴﻤﺎ‪ ،‬ﻭﺫﻟﻚ‬

‫ﺑﺎﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﳌﻴﻜﻨﺔ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ‪ ،‬ﻭﺇﺩﺧﺎﻝ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻴﺔ ﰲ ﳎﺎﻝ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ‪ ،‬ﻭﺇﳚﺎﺩ‬ ‫ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺫﺍﺕ ﻛﻔﺎﺀﺓ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻭﻣﺪﺭﺑﺔ ﻟﻠﻘﻴﺎﻡ ‪‬ﺬﻩ ﺍﳌﻬﻤﺔ‪.‬‬ ‫ﺳﺎﺑﻌﺎ‪ -‬ﻳﺜﻤﻦ ﺍﳌﺆﲤﺮﻭﻥ ﻋﻘﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺷﺎﻛﺮﻳﻦ ﺍﳌﻨﻈﻤﲔ ﻭﺍﳌﺸﺎﺭﻛﲔ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺇﺳﻬﺎﻣﺎ‪‬ﻢ ﻭﺇﺛﺮﺍﺀﺍ‪‬ﻢ ﻭﺑﺎﳋﺼﻮﺹ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺴﻜﺮﺓ ﳑﺜﻠﺔ ﺑﻜﻠﻴﺔ ﺍﻵﺩﺍﺏ ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ‬ ‫ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﻗﺴﻤﻲ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﻋﻠﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﻭﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺑﺎﳉﺰﺍﺋﺮ‪ ،‬ﻭﻳﻮﺻﻮﻥ ﺑﻌﻘﺪ‬ ‫ﻣﺆﲤﺮ ﻋﻠﻤﻲ ﺣﻮﻝ‪:‬ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﻇﻞ ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻴﺔ‪.‬‬ ‫ﻭﰲ ﺍﳋﺘﺎﻡ ﻳﺄﻣﻞ ﺍﳌﺆﲤﺮﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﻗﺪ ﺳﺎﳘﻮﺍ ﰲ ﻭﺿﻊ ﻣﻌﺎﱂ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ ﺗﺴﺘﺪﻣﺞ‬ ‫ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻭﺍﻗﻌﻬﺎ‪ ،‬ﻭﺗﺴﺘﺸﺮﻑ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻬﺎ‪ ،‬ﻭﺗﻘﺒﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻮﻋﻲ ﰲ ﺭﺳﻢ ﺻﻮﺭﺗﻨﺎ ﺍﳊﻀﺎﺭﻳﺔ ﺍﻟﺮﺍﺋﺪﺓ‬ ‫ﺑﺄﻓﻜﺎﺭﻧﺎ ﻭﺃﻗﻼﻣﻨﺎ ﻭﺫﻭﻗﻨﺎ ﺍﳌﺘﻤﻴﺰ‪.‬‬

‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺒﺴﻜﺮﺓ ـــــــــ ‪264‬‬

‫ﻛﻠﻤﺔ ﺃﺧﲑﺓ‪:‬‬ ‫ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻦ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﺩﻓﺎﺗﺮ ﺍﳌﺨﱪ‪ ،‬ﻭﻗﺪ ﺿﻢ ﺑﻌﺾ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ‬ ‫ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻭﺍﻟﻌﻮﳌﺔ‪ ،‬ﻧﻀﻌﻪ ﺑﲔ ﻳﺪﻱ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﺍﳊﺼﻴﻒ‪..‬‬ ‫ﻭﺳﺘﺘﻠﻮﻩ‪ ،‬ﺑﺈﺫﻥ ﺍﷲ‪ ،‬ﺩﻓﺎﺗﺮ ﺃﺧﺮﻯ‪ ،‬ﺳﻴﺘﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻮﺿﻮﻉ‪ " :‬ﺍﳉﺎﻣﻌﺔ ﻭﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ‬

‫ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ"‪ ،‬ﺑﻨﻴﺔ ﻧﺸﺮ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﱵ ﻗﺪﻣﺖ ﰲ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺍﻟﺬﻛﺮ‪ ،‬ﻭﻣﺎ ﺳﻴﺼﻞ ﻣﻦ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺟﺎﺩﺓ‬ ‫)ﰲ ﺍﻟﺸﻬﺮﻳﻦ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﲔ‪ :‬ﻓﻴﻔﺮﻱ ﻣﺎﺭﺱ‪ (2006‬ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺴﺎﻫﻢ ﰲ ﺭﺻﺪ ﳐﺘﻠﻒ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﻌﺮﻓﻬﺎ‬ ‫ﺍﳉﺎﻣﻌﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻭﺍﻟﱪﺍﻣﺞ ﻭﻃﺮﺍﺋﻖ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺲ ﻭﺍﻟﺒﺤﻮﺙ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ‪ ...‬ﻭﻛﻞ ﻣﺎ‬ ‫ﻳﻄﺮﺡ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﻦ ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ ﻭﻗﻀﺎﻳﺎ ﻣﻦ ﺷﺄ‪‬ﺎ ﺃﻥ ﺗﻴﺴﺮ ﺍﻟﺴﺒﻞ ﻟﺮﻓﻊ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭﺍﻟﺒﻴﺪﺍﻏﻮﺟﻲ‬ ‫ﻟﻠﺠﺎﻣﻌﺔ‪..‬‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﳝﻜﻦ ﻟﻠﺒﺎﺣﺜﲔ ﺇﺭﺳﺎﻝ ﲝﻮﺛﻬﻢ )ﺧﺎﺻﺔ ﺍﳌﻴﺪﺍﻧﻴﺔ( ﺣﻮﻝ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﻮﺍﺿﻴﻊ ﺍﻷﺧﺮﻯ‬ ‫ﻣﺜﻞ‪ :‬ﻣﺸﻜﻼﺕ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺼﻒ‪ ،‬ﻣﻀﺎﻣﲔ ﻭﺃﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺲ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﳌﻘﺎﺭﺑﺔ ﺑﺎﻟﻜﻔﺎﺀﺓ‪..‬‬ ‫ﻭﺇﱃ ﻏﲑ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺤﻮﺙ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺒﻴﺪﺍﻏﻮﺟﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺪﺧﻞ ﰲ ﺻﻤﻴﻢ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﺎﺕ ﺍﳌﺨﱪ‪ ..‬ﻭﺳﺘﻨﺸﺮ‬ ‫ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺃﻭ ﲣﺼﺺ ﳍﺎ ﺃﻳﺎﻡ ﺩﺭﺍﺳﻴﺔ ﺣﺴﺐ ﻣﺎ ﻳﺼﻞ ﻣﻨﻬﺎ‪..‬‬ ‫ﻭﰲ ﺍﻷﺧﲑ ﺷﻜﺮ ﺧﺎﺹ ﻟﻜﻞ ﻓﺮﻳﻖ ﺍﳌﺨﱪ ﻭﺍﻟﻄﻼﺏ‪.‬‬

‫ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ‪:‬‬ ‫ﳐﱪ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‬ ‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ‪ -‬ﺑﺴﻜﺮﺓ ﺹ ﺏ ‪ 145‬ﺑﺴﻜﺮﺓ ‪07000‬‬ ‫ﺍﻟﻔﺎﻛﺲ‪ 033733149 /‬أو ‪033744413‬‬ ‫ﺍﻟﱪﻳﺪ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﱐ‪:‬‬ ‫‪laboquedia@yahoo.fr‬‬

‫‪265‬‬