خطأ النظرية النسبية لآينشتاين وبديلها الشامل للباحث سامي عمر محمود

Page 1

1


2


‫خطأ النظرية النسبية آلينشتاين‬ ‫وبديلها الشامل‬ ‫عمل للباحث‬ ‫سامي عمر محمود شاليل‬ ‫شارك في إعداده‬ ‫مروان صبرة‬ ‫عبيدة على الشرفي‬ ‫جميل الفقيه‬ ‫محمد عبدالكريم شاس‬

‫إشراف االستاذ الدكتور‪ :‬مبارك درار عبد هللا‬ ‫أستاذ النسبية والطاقات العالية بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا‬

‫‪3‬‬


‫حقوؽ الطبع ؿبفوظة‬ ‫الطبعة الثانية‬ ‫ٓٗ​ٗٔىػ ‪ٕٜٓٔ -‬ـ‬

‫رقم اإليداع بدار الكتب‪ٕٜٓٔ – ٔ​ٖٔٚ :‬ـ‬ ‫صنعاء‬

‫للتواصل مع اؼبؤلف‪ٚ​ٕٜٖٚٙ​ٕٙٗ :‬‬ ‫‪Email: Sami.shalayel@hotmail.com‬‬

‫‪4‬‬


‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬

‫‪5‬‬


6


‫إهداء‬ ‫إىل أهلي يف كل ربىع فلسطني احلبيبة ويف الشتات أهدي هذا الكتاب‬ ‫خطأ النسبية اخلاصة والعامة وبديلهما الشامل‬

‫‪7‬‬


‫المحتويات‬ ‫مقدمة الكتاب ‪ٕٔ ............................................................‬‬ ‫ى ػ ػذا الكتاب ‪ٔ٘ .............................................................‬‬ ‫شػكػ ػر وتقػديػر ‪ٔٙ ............................................................‬‬ ‫أىداؼ ومضامُت ‪ٔٛ .........................................................‬‬ ‫أسئلة وأجوبة حوؿ الط ػبعة األوىل ‪ٕٜ ...........................................‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬سرع ػة الض ػوء ‪ٖٚ ..............................................‬‬ ‫سرع ػ ػة الضوء ونظرية األثَت ‪ٖٛ .................................................‬‬ ‫سرع ػة الضوء ونسبية آينشتاين ‪ٕٗ ..............................................‬‬ ‫الثوابت واؼبتغَتات ُب ظػل النسبية ‪ٗٚ ...........................................‬‬ ‫الربى ػاف الرياضي على فرضية ثبػات سرعة الضوء ‪ٜٗ ..............................‬‬ ‫ربويل لورنتز بُت اغبقػيقة واػبياؿ ‪٘ٗ ............................................‬‬ ‫طريقة آينشتاين ُب اشتقاؽ ربويل لورنتز ‪٘ٗ .....................................‬‬ ‫طريقة لورنتز ُب اشتػقاقو لتػحويلو ‪ٜ٘ ............................................‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬خطأ ربويل لورنتز والنسبية اػباصة ‪ٖٙ ............................‬‬ ‫مقدم ػ ػة ‪ٙٗ....................................................................‬‬ ‫اػبطأ األوؿ‪ :‬وجود درجات ـبتلفة للتباطؤ ُب الزمن ُب مرجع اإلسناد الواحد‪ٙ٘ ......‬‬ ‫حقيقة اؼبتغَت ‪ُ x‬ب ربويػل لورنتز‪ٙٚ .........................................‬‬ ‫التباطؤ ُب الزمن ُب الذراع اؼبتعامد على حركة األرض ‪ٖٚ .....................‬‬ ‫التباطؤ ُب الزمن ُب الذراع اؼبػ ػوازي غبركة األرض ‪ٜٚ ..........................‬‬ ‫‪8‬‬


‫خلل ُب زمن النسبية ‪ٛ٘........................................................‬‬ ‫اػبطأ الثاين‪ :‬خػطأ فرضية سباثل االنتػشار الكػروي بسرعة الضػ ػوء ‪ٜٛ ................‬‬ ‫الربىاف األوؿ‪ :‬عدـ تساوي القيػم العظ ػػػ مى لإلحداثيات ‪ٜٔ ...................‬‬ ‫الربىاف الثاين‪ :‬عدـ سباثل النطاقات ‪ٜٖ ......................................‬‬ ‫حقيقة معادالت برىاف ثبات سرعة الضوء ‪ٜٗ ...................................‬‬ ‫اػبطأ الثالث‪ :‬ربويالت أخرى خالؼ ربويل لورنتز رباف على سباثل االنتشار الكروي‬ ‫للضػ ػوء (التماثل الظ ػػاى ػري)‪ٜٚ .................................................‬‬ ‫خطأ ذبربة مايكلسوف وموريل ‪ٔٓٙ .............................................‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬التفس ػَت اعبديد لظاىرة ثبػات سرعة الضوء ‪ٔ​ٖٔ ...................‬‬ ‫مقدمػة ‪ٔ​ٔٗ ..................................................................‬‬ ‫حدود ظاىرة ثبات سرعة الضوء ‪ٔ​ٔ٘ ...........................................‬‬ ‫سبب ثػ ػبات سرعة الضوء ‪ٕٔٓ .................................................‬‬ ‫حدود وسط انتشار الضوء ‪ٕٔ​ٕ ................................................‬‬ ‫الوسط حقيقة واقعة ‪ٕٔٚ ......................................................‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬بنية وسط انتشار الضوء ‪ٕٜٔ ....................................‬‬ ‫سبهيد ‪ٖٔٓ ...................................................................‬‬

‫وظ ػائف اجملاؿ ‪ٖٕٔ ...........................................................‬‬ ‫البنية الدقيقة عبزيئات اجملػاؿ ‪ٖٔ​ٖ ...............................................‬‬ ‫آلية التفاعل بُت الدوامات واؼبادة ‪ٖٔٙ ..........................................‬‬ ‫االنسجاـ وعدـ االنسجاـ ‪ٖٜٔ ................................................‬‬ ‫اجملاؿ اعباذيب كوسط انػ ػتشار‪ٔٗ٘ ...............................................‬‬ ‫‪9‬‬


‫األدلػة على تأثَت اجملاؿ اعباذيب كوسط انتش ػار ‪ٔٗٚ ..............................‬‬ ‫(ٔ) حيود الضوء اغب ػامل لص ػور النجوـ ‪ٔٗٛ ................................‬‬ ‫(ٕ) الزحزحة التث ػاقلية اغبمراء ‪ٔ٘ٓ .........................................‬‬ ‫(ٖ) اكبراؼ حض ػيض عطارد ‪ٔ٘ٔ .........................................‬‬ ‫(ٗ) ظاىرة شابَتو ‪ٔ٘ٔ ...................................................‬‬ ‫الفصل الخامس‪ :‬طبي ػعة الفوتوف وتفاعالتو‪ٖٔ٘ .................................‬‬

‫اؼبعايَت الصػحيح للتفرقة بُت الطبيعة اؼبوجية والطبي ػعة اعبسيمية ‪ٔ٘ٗ ...............‬‬ ‫طرؽ انتشار الضػوء ‪ٔ٘ٚ .....................................................‬‬ ‫تفاعالت الفوتوف مع اؼبادة ‪ٔ٘ٛ ..............................................‬‬

‫(ٔ) تػ ػفاعل الفوتوف مػع اعبسيمات األولية ‪ٜٔ٘ .................................‬‬ ‫(ٕ) نفاعل الػ ػفوتوف مػع األوساط ‪ٜٔ٘ .........................................‬‬ ‫النوع األوؿ‪ :‬تفاعل الفوتوف مع األوساط األساسية ‪ٔٙٓ ......................‬‬ ‫(أ) تفاعل الفوتوف مع األوسػ ػاط الساكنة ‪ٔٙٓ ...............................‬‬ ‫(ب) تفاعل الفوتوف مػع األوس ػاط اؼبتػحركة ‪ٔٙ٘ .............................‬‬ ‫النوع الثاين‪ :‬تفاعل الفوتوف مع األوسػ ػاط الثانوية (الشفافة) ‪...‬ػ ػ‪ٔٚٓ ...........‬‬ ‫(ٖ) تفاعالت الفوتوف مع الشقوؽ واغبواج ػز ‪ٔٚٙ ...............................‬‬ ‫الفصل السادس‪ :‬تطبػي ػقات أخرى للبديل‪ٔٛٔ ..................................‬‬ ‫التجارب اػباصة بثبػات سرعة الضوء ‪ٕٔٛ ......................................‬‬ ‫التجارب اػباصة بإثػبات نػتائج النظرية النسبية ‪ٔٛ٘ ..............................‬‬

‫ذبربة مسارع س ػتانػفورد ‪ٔٛ٘ ...................................................‬‬ ‫ذبارب تباطؤ الزمن ‪ٔٛ​ٛ ......................................................‬‬ ‫‪11‬‬


‫ذبربة الساعة الذريػة الطػائرة ‪ٜٔٛ ...............................................‬‬ ‫ظاىرة الزيادة اؼبزعومة ُب عمر النصف ‪ٜٔٔ .....................................‬‬ ‫ذبارب الزيػادة اؼبزع ػومة ُب الكتلة ‪ٜٖٔ ..........................................‬‬ ‫زيغ الضوء ل ػرباديل ‪ٜٔ٘ .......................................................‬‬ ‫الفصل السابع‪ :‬السماء ونظرية االنفجار الكبَت ُب آيات كت ػػاب اهلل ‪ٜٔٚ .........‬‬ ‫نظرية االنفجار الكبَت ‪ٜٔٛ ...................................................‬‬ ‫نقد التفسَتات القائمة على أساس نظرية االنفجار الكبَت ‪ٕٓٔ ...................‬‬ ‫السماء ُب اللغة واالصطالح ‪ٕٖٓ .............................................‬‬ ‫أدلة وبراىُت على أف الغالؼ اعبوي لألرض ىو ظباؤىا ‪ٕٓٛ ......................‬‬ ‫مواقع األجراـ الفلكية من السماء ‪ٕٖٔ .........................................‬‬ ‫أصل السموات السبع ‪ٕٔ٘ ...................................................‬‬ ‫هناية السماء وأجرامها ‪ٕٜٔ ...................................................‬‬ ‫خاسبة ‪ٕ​ٕ​ٕ ..................................................................‬‬ ‫اؼبػ ػراجػع ‪ٕ​ٕٖ ................................................................‬‬ ‫الكتاب القادـ ‪ٕ​ٕٗ ..........................................................‬‬

‫‪11‬‬


‫مقدمة الكتاب‬ ‫اغبمد هلل رب العاؼبُت‪ ،‬وأصلي وأسلم على سيد اؼبرسلُت‪ ،‬ؿبمد النيب األمُت‪ ،‬وآلو‬ ‫الطيبُت الطاىرين‪ ،‬وصحبو‪ ،‬ومن تبعهم بإحساف إىل يوـ الدين‪ ..‬أما بعد‪:‬‬ ‫ات واألَر ِ ِ ِ‬ ‫فيقوؿ اهلل تعاىل‪{ :‬إِ َّن فِي َخل ِْق َّ ِ‬ ‫َّها ِر والْ ُفل ِ‬ ‫ْك‬ ‫الس َم َاو َ ْ‬ ‫ض َوا ْختالَف اللَّْي ِل َوالن َ َ‬ ‫ِ‬ ‫السم ِاء ِمن َّماء فَأ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َِّ‬ ‫ِ‬ ‫ض‬ ‫األر َ‬ ‫ْ‬ ‫َّاس َوَما أ َ‬ ‫َحيَا بِو ْ‬ ‫َنز َل اللّوُ م َن َّ َ‬ ‫التي تَ ْج ِري في الْبَ ْح ِر ب َما يَن َف ُع الن َ‬ ‫ث فِ ِ‬ ‫ص ِر ِ‬ ‫اح َو َّ ِ‬ ‫الس َماء‬ ‫الريَ ِ‬ ‫س ِّخ ِر بَ ْي َن َّ‬ ‫يف ِّ‬ ‫يها من ُك ِّل َدآبٍَّة َوتَ ْ‬ ‫بَ ْع َد َم ْوتِ َها َوبَ َّ َ‬ ‫الس َحاب ال ُْم َ‬ ‫ض آلي ٍ‬ ‫ات لَِّق ْوٍم يَ ْع ِقلُو َن} [البقرة‪]ٔٙٗ :‬‬ ‫َواأل َْر ِ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫السماو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ات‬ ‫ين يَ ْذ ُك ُرو َن اللّوَ قيَاماً َوقُ ُعوداً َو َعلَ َى ُجنُوب ِه ْم َويَتَ َف َّك ُرو َن في َخل ِْق َّ َ َ‬ ‫{الذ َ‬ ‫ت ىذا ب ِ‬ ‫اطالً سبحانَ َ ِ‬ ‫َواأل َْر ِ‬ ‫اب النَّار} [آؿ عمراف‪]ٜٔٔ :‬‬ ‫ك فَقنَا َع َذ َ‬ ‫ُْ َ‬ ‫ض َربَّنَا َما َخلَ ْق َ َ َ‬

‫ال يبلك من يقرأ ىذه اآليات الكريبة من كتاب اهلل إال أف يعمل عقلو ويتفكر ُب‬ ‫ىذا الكوف‪ ،‬وما فيو من آيات بديع صنع اػبالق جل ُب عاله‪.‬‬ ‫والغاية من ذلك التأمل والتفكر ليست ىي من أجل تذليل أو تسخَت الطبيعة من‬ ‫حولنا‪ ،‬فهذا الكوف قد سخره اهلل تعاىل وذللػو لنا بالكامل من قبل أف نأٌب إليو‪ ،‬أو قبري‬ ‫فيو أي حبث من حبوثنا‪ ،‬أو أف نصنع أي شيء من ـبًتعاتنا‪.‬‬ ‫فهذه الشمس تشرؽ علينا لتمدنا بكل أنواع الطاقات منذ آالؼ السنُت‪.‬‬ ‫وىذه الزروع‪ ،‬وىذه الثمار‪ ،‬وشىت أنواع اللحوـ ُب بر األرض وحبر األرض وجو‬ ‫األرض موجودة ومسخرة لنا منذ آالؼ السنُت‪ ،‬وىذا اؼباء الذي نعُب منو َعباً‪ ،‬موجود‬

‫كذلك منذ آالؼ السنُت‪ ،‬وىذا اؽبواء الذي نتنفسو‪ ،‬مل تصنعو معاملنا‪ ،‬بل إف معاملنا‬ ‫أوشكت على تدمَته‪ ،‬وتدمَت كافة أشكاؿ اغبياة اؼبتعلقة بو‪.‬‬ ‫‪12‬‬


‫وليست الغاية من ىذا التأمل والتفكر ‪ -‬كما قد يظن البعض ‪ -‬ىي من أجل‬ ‫االستدالؿ على وجود خالق‪ ،‬فوجود خالق ؽبذا الكوف أمر قد غرسو اهلل تعاىل ُب فطرنا‪،‬‬ ‫كما غرس ُب فطرنا احتياج أي صنعة إىل صانع‪ ،‬وأي حركة إىل ؿبرؾ‪ ،‬وأي نتيجة إىل‬ ‫سبب‪ ..‬غرسو ُب فطرنا فال كبتاج بعد ذلك إىل أي دليل من ىذا الكوف على‬ ‫وجوده(ٔ)‪ ،‬كما ال ربتاج الشمس ُب رابعة النهار إىل أي دليل على وجودىا‪.‬‬ ‫أما الغاية اغبقيقية من ىذا التأمل والتفكر ُب آيات ىذا الكوف‪ ،‬فهي لالستدالؿ‬ ‫على عظيم صفات وأفعاؿ ىذا اػبالق(ٕ) الذي أتقن صنع كل شيء فيو‪ ،‬من ال ّذرة‬ ‫الصغَتة إىل اجملرة الكبَتة‪.‬‬

‫(ٔ) مل هبعل اهلل تعاىل إثبات وجوده وربوبيتو للناس رىن بأي أدلة كونية أو عقلية‪ ،‬وإال كانت القلة‬ ‫من الناس من العلماء وأىل الفلسفة والكالـ ىم من قد يؤمن بوجوده‪ ،‬ولتذرعت البقية الغالبة غداً‬ ‫بعدـ كفاية األدلة؛ لذلك غرس اهلل تعاىل اإليباف بو رباً ُب فطر كل الناس‪ ،‬عاؼبهم وجاىلهم‪ ،‬بذلك‬ ‫ال تبقى حجة ألحد ُب إنكار وجوده وربوبيتو‪ ،‬ومن ينكر وهبحد بعد ذلك فإمبا يكذب على نفسو‪.‬‬ ‫)ٕ( خذ مثاالً على ذلك‪ :‬األىرامات دبصر‪ ،‬فهل صباؿ تصميمها وإتقاف بنائها يبكن أف نعتربه‬ ‫دليالً على أف الذي قاـ ببنائها ىو إنساف؟ كال‪ ،‬فهذه حقيقة بديهية مفروغ منها‪ ،‬وليست موضوعاً‬ ‫لطلب أدلة‪ ،‬شأهنا ُب ذلك شأف كل اغبقائق البديهية أو الفطرية‪ ،‬ولكن ىذا اعبماؿ واالتقاف الذي‬ ‫استوجب اإلعجاب والتقدير إمبا ىو ُب حقيقتو دليل وشاىد على ما يتمتع بو ذلك اإلنساف من‬ ‫صفات عبقرية ونادرة من إبداع ومقدرة وعلم وكبو ذلك‪ .‬وىكذا سيكوف اغباؿ وهلل اؼبثل األعلى مع‬ ‫آياتو الكونية العظيمة‪ ،‬فهي فعالً أدلة وبراىُت‪ ،‬ولكن على عظيم صفاتو وأفعالو‪ ،‬وُب نفس الوقت‬ ‫على عظيم جرـ ذلك اؼبكذب الذي يطلب األدلة والرباىُت على وجود خالق‪ ،‬بينما األدلة والرباىُت‬ ‫هتتف بكماؿ صفات وأفعاؿ ىذا اػبالق‪ ،‬تقدست ذاتو وجلت أظباؤه‪.‬‬

‫‪13‬‬


‫فهذا الكوف الكبَت اؼبًتامي األطراؼ دليل على أف خالقو كبَت وعظيم ‪ ،‬وتنوع‬ ‫ألوانو وكثرة أشكالو دليل على أف خالقو مصور وبديع‪ ،‬وإحكاـ تراكيبو ودقة قوانينو دليل‬ ‫على أف خالقو قدير وعليم‪ ،‬أما توازف وتكامل أحيائو‪ ،‬وترابط وانسجاـ أجزائو‪ ،‬فدليل‬ ‫على أف خالقو واحد بال ند أو شريك ‪.‬‬ ‫وؼبا كاف األمر على ىذا النحو‪ ،‬فحتماً سيكوف ىذا الكوف على كب ٍو حبيث ىبلو‬ ‫ّ‬ ‫أي تناقض أو غموض‪ ،‬وكل ما ىو شاذّ وغَت معقوؿ‪ ،‬سيكوف على كب ٍو من اإلتقاف‬ ‫من ّ‬

‫واإلحكاـ حبيث يدؿ على حكيم وقدير وعليم‪ ،‬وكل صفة من صفات الكماؿ اليت‬ ‫وصف اهلل هبا نفسو ‪.‬‬ ‫بدافع من يقػُت راسػب بكػوف تسػوده ال ّدقػة واإلحكػاـ‪ ،‬وىبلػو مػن كػل عبػث وتنػاقض‬

‫وعشػ ػوائية م ػػا انفك ػػت تس ػػمو ب ػػو نظريّػػات الفوض ػػى والص ػػدؼ واالنفج ػػارات‪ ،‬ك ػػاف ى ػػذا‬

‫العمل‪ :‬خطأ النظرية النسبيّة آلينشتاين وبديلها الشامل‪.‬‬

‫‪14‬‬


‫ىذا الكتاب‬ ‫ىذا الكتاب ىو ُب األصل حبث ًب إعداده لنيل إجازة العاؼبية (الدكتوراه) من جامعة‬ ‫جوبا باػبرطوـ‪ ،‬ربت إشراؼ األستاذ الفاضل‪ ،‬الدكتور مبارؾ درار عبد اهلل‪ ،‬رئيس قسم‬ ‫الفيزياء جبامعة السوداف للعلوـ والتكنولوجيا‪ ،‬وىو عمل يهدؼ إىل إثبات خطأ النظرية‬ ‫النسبية‪ ،‬بشقيها اػباص والعاـ‪ ،‬ويبهد ُب نفس الوقت لوضع أسس لفيزياء جديدة‬ ‫ومتكاملة‪ ،‬خالية من أي غموض أو تناقض‪ ،‬ربل ؿبل فيزياء النسبية‪.‬‬ ‫ىذا الكتاب ىو الطبعة الثانية‪ ،‬وتأٌب بعد عشر سنوات من الطبعة األوىل‪ ،‬واليت ًب‬ ‫البدء ُب نشرىا من خالؿ ندوة علمية أقيمت ىنا ُب بيت الثقافة بصنعاء‪ ،‬ربت عنواف‪:‬‬ ‫خطأ النسبية وبديلها الشامل‪ ،‬والذي حضرىا صبع غفَت من اؼبهتمُت‪ ،‬وطلبة العلم‪،‬‬ ‫وأىل االختصاص‪ ،‬وقد حضرت قناه اعبزيرة مباشر‪ ،‬وصورت ىذا اغبدث‪ ،‬وكنا نأمل‬ ‫من خالؿ بثها لتلك الندوة‪ ،‬أف تساىم ُب الدعاية والًتويج ؽبذا الكتاب وموضوعو‬ ‫اؽباـ‪ ،‬ولكن اعبزيرة مباشر مل تقم ببث ىذه الندوة إىل يوـ الناس ىذا‪ ،‬رغم إصرارنا‬ ‫ومالحقتنا ؽبا‪ ،‬ورغم أهنا ندوة كانت ناجحة بكل اؼبقاييس‪ ،‬وسبقاً صحفياً نادراً‪ ،‬من‬ ‫ذلك النوع الذي يسعى إليو أىل الصحافة واإلعالف‪ ،‬فلماذا مل تسعى قناة الرأي والرأي‬ ‫اآلخر‪ ،‬وقناة منرب من ال منرب لو إىل بث تلك الندوة؟! نرجو من قارئنا الكرًن أف يوفق‬ ‫إىل إجابة شافية ؽبذا السؤاؿ‪.‬‬ ‫وكبن إذ نتقدـ هبذا الكتاب لقرائنا الكراـ‪ ،‬من الدارسُت واؽبواة‪ ،‬وؿبيب كل جديد‪،‬‬ ‫نأمل أف يتحصلوا منو على الفائدة واؼبتعة العظيمة‪ ،‬ونتحصل كبن على شرؼ قبوؽبم‬ ‫وتأييدىم ؽبذا العمل الذي نعوؿ عليو كثَتاً ُب بناء هنضة علمية لطاؼبا كنا روادىا‪ ،‬تنَت‬

‫لنا وللعامل طريق اػبَت والرشاد‪ ،‬واهلل ويل التوفيق‪.‬‬ ‫‪15‬‬


‫شكر وتق دير‬ ‫ليس من الغريب‪ُ ،‬ب ىذا الزماف‪ ،‬أف ذبد من الناس من ينػزع ُب منهجػو إىل التقليػد‪،‬‬ ‫فهػػذا أمػػر طبيعػ ّػي وغػػَت مسػػتهجن‪ ،‬ولكػػن الغريػػب واؼبسػػتهجن أنػػك ذبػػد مػػن أولئػػك النفػػر‬ ‫من الذين ي ّدعوف العلم‪ ،‬ويزعموف ألنفسهم الفهم مقلدين! واألعجػب أف ذبػد مػنهم مػن‬ ‫نصب نفسو حامالً لِلِواء التعصب والتقليد‪ ،‬يأىب علػى غػَته االجتهػاد وطػرؽ آفػاؽ التغيػَت‬ ‫ّ‬ ‫والتجديد‪ ،‬فهم كحجر عثرة‪ ،‬ألقي ُب طريق‪ ،‬فال ذبد منهم إال كل إعاقة وتثبيط‪.‬‬ ‫ومن أجل ماذا يفعلوف ذلك؟!‬ ‫مػػن أجػػل أف يبقونػػا ُب مػػؤخرة الركػػب‪ ،‬ومػػن أجػػل أف يفسػػحوا الطريػػق لغَتنػػا مػػن أمػػم‬ ‫الشرؽ والغرب لكي سبضي حاملة لِواء العلم والتقدـ‪.‬‬ ‫ولكػػنهم أخطػػأوا الظػػن مػرتُت‪ ،‬مػػرة عنػػدما ظنػوا أف كػػل جديػػد ىػػو حكػػر علػػى غَتنػػا‬ ‫من أمم الشرؽ والغرب‪ ،‬ومرة عندما ظنوا أهنم طمسوا كل أمل‪ ،‬وأحبطوا كل طموح‪.‬‬ ‫ػاؿ نػػذروا أنفسػػهم ػبدمػػة‬ ‫لقػػد خيػػب ظػػنهم بقيػػة باقيػػة مػػن أىػػل اؼبػػروءة والعلػػم‪ ،‬رجػ ُ‬

‫ش ػػعوهبم وأوط ػػاهنم‪ ،‬وعل ػػى رأس ى ػػؤالء األس ػػتاذ الفاض ػػل‪ ،‬ال ػػدكتور مب ػػارؾ درار عب ػػد اهلل‪،‬‬ ‫رئ ػػيس قس ػػم الفيزي ػػاء جبامع ػػة الس ػػوداف للعل ػػوـ والتكنولوجي ػػا‪ ،‬اؼبش ػػرؼ عل ػػى ى ػػذا البح ػػث‬ ‫بقسم الدراسات العليا جبامعة جوبا باػبرطوـ‪ ،‬والذي أيّد ىذا البحث بكػل قوتػو‪ ،‬وسػعى‬ ‫معي ُب كل مكاف مؤيّداً ومناصراً‪ ،‬يفند حجػج النسػبية الواىيػة‪ ،‬ويػربز صػحة مػا توص ػلت‬

‫إل ػيو م ػن اكػتشاف ػات‪ ،‬وال أن ػسى أس ػتاذي الدك ػتور مأم ػوف اغب ػاج‪ ،‬الػرئيس األسػػبق للمركػػز‬ ‫ػاؼبي ألحب ػػاث اإليب ػػاف ب ػػاػبرطوـ‪ ،‬أوؿ م ػػن احتض ػػن أحب ػػاثي ورعاى ػػا‪ ،‬وال أنس ػػى أيض ػ ػاً‬ ‫الع ػ ّ‬ ‫أستاذي العميد ؿبمد إدريػس‪ ،‬أسػتاذ الفيزيػاء الكهربائيّػة جبامعػة أـ درمػاف األىليػّة‪ ،‬حيػث‬ ‫‪16‬‬


‫كنػػت أدرس‪ ،‬فقػػد بلػػٍت بكػػل رعايػػة وتأييػػد لػػن أنسػػاه‪ .‬وكػػذلك أوجػػو شػػكري ألوؿ مػػن‬ ‫اىػػتم هبػػذا الكتػػاب وقػػاـ بنشػػره ألوؿ مػػرة كتابػاً مطبوعػاً‪ ،‬ومقػػروءاً علػػى الشػػبكة‪ ،‬وعقػػد لػػو‬

‫اللقػػاءات والنػػدوات‪ ،‬صػػديقي وأخػػي شػػعباف ىشػػاـ أبػػو عػػودة‪ ،‬وُب ىػػذه الفػػًتة الػػيت أقبػػز‬ ‫فيهػا الطبعػة الثانيػة مػػن ىػذا الكتػاب‪ ،‬أوجػػو شػكري وجزيػل امتنػػاين للػذي فػتح يل صػػدره‪،‬‬ ‫ومل يبخ ػػل عل ػػي بالنص ػػيحة واؼبش ػػورة‪ ،‬وس ػػاىم مع ػػي ُب ى ػػذا الكت ػػاب‪ ،‬ب ػػذالً وتص ػػحيحاً‬

‫وتطػػويراً‪ ،‬وحثػػٍت علػػى العػػودة والشػػروع فيػػو‪ ،‬األخ مػػرواف صػػربة‪ ،‬اؼبعيػػد بػػل أقػػوؿ االسػػتاذ‬ ‫بكلية العلوـ جبامعة صنعاء‪.‬‬ ‫وُب اػبتػػاـ أوجػػو جزيػػل شػػكري وامتنػػاين لولػػدي اغببيػػب وزوج ابنػػيت أبػػو عبػػد اإللػػو‬ ‫منصور أضبد الشرع الحتضانو ىذا العمل واإلنفاؽ عليو إىل أف رأى النور‪.‬‬ ‫إىل كػػل ىػػؤالء وغػػَتىم فبػػن شػػارؾ معػػي ُب ىػػذا العمػػل ولػػو بالقػػدر اليسػػَت‪ ،‬أوج ػػو‬ ‫شكري وخالص امتناين‪ ،‬فشكر اهلل ؽبم‪ ،‬وأدامهم ذخراً لكل قاصد خَت ورفعة ألمتنا‪.‬‬

‫‪17‬‬


‫أىداف ومضامين‬ ‫مل يكن من ضمن أىداُب أثناء دراسيت للنظرية النسبية إثبات خطئها‪ ،‬أو البحث‬ ‫عن أي من تناقضاهتا‪ ،‬بقدر ما كاف ؿباولة مٍت لفهمها الفهم الصحيح‪ ،‬وذلك لغرض‬ ‫التمكن من شرحها وتوضيحها ُب سلسلة دروس لزمالئي بقسم الفيزياء والرياضيات‬ ‫جبامعة أـ درماف األىلية باػبرطوـ‪ ،‬وغَت ذلك‪ ،‬كنت على ثقة بصحة ىذه النظرية‪ ،‬وىي‬ ‫ثقة نابعة من ثقيت األساسية بعلوـ ومكتشفات عباقرة وفحوؿ العلم ُب الغرب‪ ،‬من‬ ‫أمثاؿ جاليليو ونيوتن وفارداي وماكسويل‪ ،‬وغَتىم‪ ،‬فبن أرسى قواعد العلوـ اغبديثة‪.‬‬ ‫إضافة إىل ثقيت هبا‪ ،‬كنت منبهراً فبا فيها من جرأة وثورية‪ ،‬شأف الكثَت من‬ ‫الدارسُت ؽبا ُب العامل‪ ،‬ولكن ذلك اغباؿ من الثقة واالنبهار مل يطل يب كثَتاً‪ ،‬فبعد مدة‬

‫وجيزة من دراسيت ؽبا‪ ،‬بدأت تساورين الشكوؾ ُب صحتها‪ ،‬فهي غَت منطقية‪ ،‬وعصية‬ ‫على الفهم‪ ،‬وغَت قابلة للتحليل والتبسيط العلمي شأف أي نظرية علمية‪ ،‬ومرة تلو اؼبرة‪،‬‬ ‫أخذت تتشكل عندي قناعػة خبطأ ىذه النظرية‪ ،‬وقد عزز ىذه القناعة شهادات لعدد‬ ‫من كبار الفيزيائيُّت اؼبعروفُت من أمثاؿ فَتنر ىايزنبَتج‪ ،‬وستيفن ىوكنج‪ ،‬وغَتىم‪ ،‬فأما‬ ‫ستيفن ىوكنج فقاؿ ُب كتابو (موجز ُب تاريب الزماف)‪" :‬ومن اؼبعروؼ لسوء اغب أف‬ ‫ىاتُت النظريّتُت (يقصد النسبيّة والكم) ليستا متوافقتُت‪ ،‬وال يبكن أف تكوف كل منهما‬ ‫صحيحة‪ ،‬وأحد أىم جهود الفيزياء اليوـ ىو البحث عن نظريّة جديدة تدمج االثنتُت‬ ‫معاً ُب نظريّة كموميّة للجاذبيّة‪ ،‬وليس لدينا بعد مثل ىذه النظريّة"‪ ..‬وجاء ُب كتاب‬ ‫غٍت‬ ‫(بَتكلي للميكانيكا)‪" :‬هبب اغبذر عند التعامل مع النسبيّة ألهنا ؾباؿ ّ‬ ‫باؼبتناقضات"‪.‬‬

‫‪18‬‬


‫أما فَتنر ىايزنبَتج ُب كتابو (الفيزيػاء والفلسػفة) فيقوؿ‪":‬والشػواىد التجريبيّػة بالنسػبة‬ ‫اػباصػػة)؛ ألف مػػادة البحػػث‬ ‫العامػػة أقػػل إقناعػاً بكثػػَت (يقصػػد مػػن النسػػبيّة ّ‬ ‫للنظريػّػة النسػػبيّة ّ‬

‫نادرة للغاية‪ ،‬فنحن ال قبد إال عدداً ؿبدوداً من اؼبالحظات الفلكيّػة الػيت تسػمح بػالتحقق‬ ‫صحة الفروض‪ ،‬وعلى ىذا فإف ىذه النظريّة أكثر فرضيّة من األوىل"‪.‬‬ ‫من ّ‬ ‫مل يكػػن ىنػػاؾ مػػا يػػدعو ألف أضبػػل ىػػذه األقػواؿ مػػن أولئػػك العلمػػاء علػػى سػػبيل اؽبػػزؿ‬ ‫واؼبزاح‪ ،‬فقررت اؼبواصلة والتعمق ُب البحث للوصوؿ إىل اليقُت؛ فإمػا أف ىػذه التناقضػات‬ ‫طارئة‪ ،‬وىي ظاىرة لنا بسبب غموض أو عػدـ فهػم‪ ،‬فيلػزـ البحػث إلزالتهػا وذبليػة األمػر‪،‬‬ ‫إلثبات صحة النظرية النسبية‪ ،‬واالرتقاء هبا إىل درجػة اغبقػائق القابلػة للفهػم والتطػوير‪ ،‬أو‬ ‫أف تل ػػك التناقض ػػات ى ػػي فعػ ػالً تناقض ػػات حقيقي ػػة‪ ،‬نش ػػأت ع ػػن وض ػػع ُب أساس ػػو غ ػػَت‬ ‫صحيح‪ ،‬فيجب اؼبراجعة والتصحيح‪ ،‬والبحث عن بديل للنسبية برمتها‪.‬‬

‫وصل البحث ُب االحتماؿ األوؿ إىل طريق مسدود‪ ،‬فلم يعد من سبيل إىل فهم‬ ‫أي شيء ُب النسبية‪ ،‬الغموض يلف كل شيء‪ ،‬ال إجابة حقيقية ألي سؤاؿ‪،‬‬ ‫التناقضات تسفر عن نفسها أكثر فأكثر‪ ،‬وبعد كل ذلك‪ ،‬أو األغرب من كل ذلك‪ ،‬أف‬ ‫تقرأ لنفس الشخص‪ ،‬وُب نفس الكتاب الذي قرر فيو أف النسبية ؾباؿ غٍت‬ ‫باؼبتناقضات‪ ،‬أف كل التجارب تؤكد صحة فروض النسبية ونتائجها‪ ،‬فكيف يتفق ذلك‬ ‫عند عاقل؟!‬ ‫إف التناقض يظل تناقضاً‪ ،‬وىو ُب عُرؼ العقالء أمر مرفوض‪ ،‬وال يبكن التسليم‬ ‫بو ولو جيء عليو بألف دليل‪ ،‬وكأي شخص وبًتـ عقلو‪ ،‬وال يقنع إال بالفهم الكامل‬ ‫اػبايل من أي شائبة غموض أو تناقض‪ ،‬مل أقبل بالنظرية النسبية‪ ،‬وفضلت االنسياؽ‬ ‫وراء ما يبليو علي اؼبنطق السليم واؼبنهج العلمي الصحيح‪ ،‬فتتبعت كل التجارب اليت‬ ‫‪19‬‬


‫ذكرىا الكتاب‪ ،‬وقيل أهنا تؤيد ثبوتية سرعة الضوء اؼبطلقة اليت افًتضها آينشتاين‪ ،‬فلم‬ ‫أجد ذبربة واحدة تؤيد تلك الفرضية اؼبستحيلة (أي ثبات سرعة الضوء عند قيمة ‪c‬‬ ‫بالنسبة للراصد واؼبصدر ُب نفس الوقت‪ ،‬مع وجود سرعة نسبية بُت الراصد واؼبصدر)‪.‬‬ ‫إف كل ما أكدتو التجارب ‪ -‬كما بينت ذلك جلياً ُب فصوؿ ىذا الكتاب ‪ -‬ىو‬ ‫فقط ثبات سرعة الضوء عند قيمة ‪ c‬بالنسبة لسطح األرض‪ ،‬سواء كاف ذلك الضوء‬ ‫منطلقاً من مصدر ساكن أو متحرؾ على سطح األرض‪ ،‬ومل أر أي إشكاؿ ُب ذلك‪،‬‬ ‫فهذا من خصائص اغبركة اؼبوجية اليت ال تعتمد ُب سرعتها على حركة اؼبصدر‪ ،‬وقد ثبت‬ ‫أف الضوء حركة موجية‪ ،‬وىو بذلك يتصرؼ كما يتصرؼ الصوت ُب وسط انتشاره‬ ‫الساكن (اؽبواء)‪.‬‬ ‫أما اؼبزاعم بأف التجارب تؤيد نتائج النظرية النسبية‪ ،‬مثل تباطؤ الزمن وزيادة الكتل‪،‬‬ ‫فهي ادعاءات وأقواؿ صادرة عن عدـ إدراؾ وفهم غبقيقة النسبية وذبارهبا‪.‬‬ ‫وللتدليل على عدـ الفهم الصحيح لتجارب النسبية فيما ىبص زيادة الكتل نسوؽ‬ ‫ىذا اؼبثاؿ الواقعي‪:‬‬ ‫قاؿ يل رئيس قسم الفيزياء ُب اعبامعة األردنية وأنا أناقشو‪ ،‬وأعرض عليو أدليت على‬ ‫خطأ النسبية‪" :‬ولكن التجارب بينت أف ىناؾ فعالً زيادة ُب كتل اعبسيمات اؼبتحركة‬ ‫بسرعة قريبة من سرعة الضوء"‪.‬‬ ‫ىذا مبوذج لقوؿ ذلك الذي ال يدري‪ ،‬أما ذاؾ الذي على علم حبقيقة تلك‬ ‫التجارب فانظر إىل ما قاؿ‪:‬‬

‫‪21‬‬


‫قاؿ سبثي فِرس أحد الفيزيائيُت األمريكيُت ُب كتابو بلوغ سن الرشد ُب اجملرة‪" :‬إف‬ ‫التفسػ ػ ػَت الوحػ ػ ػيد لل ػ ػ ػزيادة اؽبػ ػ ػائلة ُب كمػ ػ ػية ح ػ ػ ػركة اإللكًتونات اؼبتسارعة ُب اؼبعجالت‬ ‫النووية‪ ،‬ىو التزايد اؼبستمر ُب كتلتها طاؼبا أف سرعتها وفقاً للنسبية غَت قابلة للزيادة ولن‬ ‫تتجاوز سرعة الضوء"‪.‬‬ ‫يُفهم من ذلك أف الزيادة اؼبزعومة ُب الكتلة مل يتم قياسها بطريقة مباشرة‪ ،‬بل ىي‬

‫ؾبرد افًتاض‪ ،‬والذي يؤكد أهنا افًتاض ىو قوؿ لتشارلز كيتل ُب كتابو (مقرر بَتكلي)‪:‬‬ ‫"وىكذا يبكننا تلخيص النتائج العملية كالتايل‪ :‬سبتص اإللكًتونات الطاقة اؼبتوقعة من‬ ‫اجملاؿ اؼبعجل‪ ،‬ولكن سرعتها ال تزداد بدوف حد‪ ،‬والسبيل الوحيد لفهم ىذه اغبقيقة ىو‬ ‫أف نفًتض عدـ ثبوت ‪." m‬‬ ‫واغبقيقة أف ىناؾ سبيالُ آخر لفهم ىذه اغبقيقة مل يفطن إليو تشارلز كيتل‪ ،‬وىو‬ ‫أف اجملاالت الكهربائية واؼبغناطيسية لن تكوف قادرة على دفع اعبسيمات اؼبشحونة‬ ‫عربىا بسرعة أكرب من سرعة انتشارىا‪ ،‬سباماً كما تعجز ريح عن دفع قارب شراعي‬ ‫بس رعة أكرب من سرعة جرياهنا‪ ،‬وعليو فتناقص تسارع اإللكًتونات ُب ؾباالت الدفع ُب‬ ‫اؼبسرعات أمر ؿبتم‪ ،‬ولن يًتتب عليو أي زيادة ُب الكتلة‪.‬‬ ‫قس على ذلك ما يُزعم من حصوؿ تباطؤ للزمن ُب ميزونات باي االكباللية‪ ،‬ففي‬ ‫حاؿ اعتمدنا التفسَت النسبوي ُب سبب طوؿ مساراهتا‪ ،‬قلنا‪ :‬إف سبب طوؿ اؼبسار ىو‬ ‫الزيادة ُب عمر تلك اعبسيمات طاؼبا أف سرعتها لن تتجاوز سرعة الضوء وفقاً لفرض‬ ‫النسبية حدية سرعة الضوء‪ ،‬وإذا نبذنا التفسَت النسبوي وأخذنا بالتفسَت التقليدي‪ ،‬تبُت‬ ‫أف طوؿ اؼبسار ىو بسبب سرعتها اليت ال ربدىا صياغات أي نظرية حبد‪ ،‬أي إف ؽبا‬ ‫سرعة مفتوحة قد تتجاوز سرعة الضوء إىل سرعات أكرب‪.‬‬ ‫‪21‬‬


‫ولكن بال دليل‪ ،‬تبقى الكلمات حرباً على ورؽ‪ ،‬ومن غَت تقدًن البديل‪ ،‬فال قيمة‬ ‫ألي دليل‪ ،‬فكاف البد من الدليل وتقدًن البديل‪.‬‬ ‫فأما األدلة على خطأ النسبية فمتعددة‪ ،‬وقد أفردنا ؽبا الفصل الثاين هبليها‬ ‫بالكامل‪ ،‬وكلها تبحث ُب األساس الذي بُنيت عليو النسبية أال وىو ربويل لورنتز‪،‬‬ ‫األداة الرياضية اؼبعربة واؼبربىنة ُب نفس الوقت على ثبات سرعة الضوء اؼبفًتضة من قِبل‬ ‫آينشتاين‪.‬‬ ‫لقد شاع أف الرباىُت على فرضيات النسبية نابعة من التجارب واألرصاد الفلكية‪،‬‬ ‫بينما اغبقيقة‪ ،‬وقلة ىم الذين على علم هبا‪ ،‬أف الربىنة على ثبات سرعة الضوء‬ ‫(بالطريقة اليت زبيلها آينشتاين) كانت رياضية حبتة‪ ،‬عن طريق ىذا التحويل‪.‬‬ ‫إف دارسي النسبية من اؼببتدئُت واؼبتخصصُت على حد سواء‪ ،‬اعتادوا على نقد‬ ‫النسبية بعد القفز على ىذا التحويل واالنطالؽ إىل العمل على تطبيقاتو‪ ،‬مثل تباطؤ‬ ‫الزمن وتقلص األطواؿ وزيادة الكتل‪ ،‬مل وباوؿ أحد قط (على حد علمنا اؼبتواضع)‬ ‫البحث ُب حقيقة ىذا التحويل وما ينسب إليو من خصائص رياضية وفيزيائية غريبة‪.‬‬ ‫إف أصل صبيع التناقضات اليت ُب النسبية ىو ىذا التناقض األساسي اؼبتجلي ُب‬ ‫ربويل لورنتز‪ ،‬فإذا أردنا البحث ُب خطأ النسبية فمن العبث القفز إىل البحث ُب‬ ‫نتائجها وفروعها وترؾ ىذا األساس اؼبتناقض‪ ،‬بل هبب التسليم بكل نتائج النسبية إف‬ ‫كبن قفزنا على ىذا التحويل ومل نلق لو باالً‪ ،‬ىذا ما عرب عنو صاحب كتاب (مقرر‬ ‫بَتكلي) حُت قاؿ‪ " :‬والساعات ليس فيها أي شيء غريب (أي أف الرجل قد سلم‬ ‫بتباطؤ الزمن ُب الساعات اؼبتحركة)‪ ،‬وإف كاف شبة شيء غريب ُب النسبية فهو ثبوتية‬

‫‪22‬‬


‫سرعة الضوء (يقصد الثبوتية اؼبطلقة)‪ ،‬فإذا كبن سلمنا هبا‪ ،‬فإف كل شيء ينتج بسهولة"‪،‬‬ ‫ومن الواضح من خالؿ كتابو أنو قد سلم هبا‪.‬‬ ‫وبعد ذلك االعًتاؼ الصريح بغرابة فرضية ثبات سرعة الضوء‪ ،‬واؼبطالبة بالتسليم‬ ‫باآلثار اؼبًتتبة عليها‪ ،‬ينصح تشارلز كيتل طالبو ُب كتابو اؼبشهور باالعتياد على تلك‬ ‫اؼبتناقضات اليت تظهر من حُت إىل حُت ُب تطبيقات التحويل‪ ،‬ويطمئنهم بأهنم‬ ‫سيألفوهنا!‬ ‫إذاً علينا أوالً البحث ُب ىذا التحويل الذي صبغ كل شيء ُب النسبية بلوف رموزه‬ ‫اؼبتنافرة‪.‬‬ ‫لقد تبُت بعد عمليات البحث والتحليل أف ىذا التحويل يناقض نفسو‪ ،‬فهو أوالً‬ ‫يثبت وجود درجات الهنائية للتباطؤ ُب الزمن ُب نظاـ اإلسناد الواحد‪ ،‬واؼبفًتض أهنا‬ ‫درجة واحدة فقط‪ ،‬ىي اؼبعروفة بالصيغة‪:‬‬ ‫‪t /  t 1  2‬‬

‫وىذه القيمة للتباطؤ ُب الزمن تنشأ فقط ُب حاؿ كانت اإلشارة الضوئية متعامدة‬ ‫على حركة اؼبصدر‪ ،‬أما إذا كانت اإلشارة غَت متعامدة على حركة اؼبصدر فلها قيم‬ ‫ـبتلفة للتباطؤ ُب الزمن‪ ،‬أقصاىا عندما تكوف اإلشارة موازية حملور حركة اؼبصدر‪ ،‬فتأخذ‬ ‫اؼبقدار‪:‬‬ ‫‪t 1  v / c ‬‬ ‫‪1  v2 / c2‬‬

‫‪t/ ‬‬

‫وقد أثبتنا ذلك بست طرؽ ـبتلفة لكلتا الدرجتُت ُب التباطؤ وفقاً ؼبنطق ربويل‬ ‫لورنتز ومنطق النسبية‪.‬‬ ‫‪23‬‬


‫كما تبُت أف ربويل لورنتز ال وبقق ما ىو مقرر لو من إحداث سباثل االنتشار‬ ‫الكروي للضوء بالنسبة عبميع أنظمة اإلسناد‪ ،‬فقد تبُت أف راصداً واحداً فقط ىو من‬

‫يرى نفسو ُب مركز كرة ضوئية تتساوى فيها صبيع أنصاؼ األقطار لتأخذ القيمة ‪، ct‬‬ ‫أما الراصد اآلخر فَتى نفسو ُب مركز شكل لو نصف قطر ـبتلف لكل إحداثي على‬ ‫‪ct 1  v / c ‬‬ ‫سطحو‪ ،‬فالقيمة العظمى عنده لإلحداثي ‪ x /‬ىي‪:‬‬ ‫‪1 v2 / c2‬‬

‫والقيمة العظمى لإلحداثي ‪ y /‬ىي‪:‬‬

‫‪ct 1  v 2 / c 2‬‬

‫وكاف من اؼبفًتض أف تتساوي القيمتُت لو أنو ُب مركز كرة‪.‬‬ ‫وىذه القيم كلها مستنتجة من تطبيق التحويل على معادالت االنتشار الكروي‬ ‫للضوء‪ ،‬وفقاً ؼبنطق النسبية‪.‬‬ ‫إضافة إىل كل ذلك‪ً ،‬ب إثبات أف ربويل لورنتز ليس ىو التحويل الوحيد الذي‬ ‫وبقق سباثل االنتشار الكروي للضوء ‪ ..‬لقد ًب اكتشاؼ عدد غَت ؿبدود من التحويالت‬ ‫كلها ربدث االنتقاؿ من معادلة كرة ُب نظاـ إسناد إىل معادلة كرة ُب نظاـ إسناد آخر‪،‬‬ ‫مع اغبفاظ على ثبات سرعة الضوء‪ ،‬وأي شروط أخرى نريدىا بأي كيفية (مع أف ذلك‬ ‫االنتقاؿ ُب صبع تلك التحويالت دبا فيها ربويل لورنتز ىو ظاىري فقط) وذلك يعٍت‬ ‫بطالف ىذا التحويل (ربويل لورنتز) كربىاف على فرضية ثبات سرعة الضوء اؼبطلقة‪ .‬وقد‬ ‫جئنا دبثاؿ على ىذه التحويالت ىو‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ v 2 2 xv  2‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪t  t 1  2  2 ‬‬ ‫‪c t‬‬ ‫‪ c‬‬

‫‪y/  y , z/  z‬‬

‫‪24‬‬

‫‪x /  x  vt‬‬


‫وبعػػد كػػل ذلػػك‪ ،‬سػػنجد أف ربويػػل لػػورنتز مػػا ىػػو ُب حقيقتػػو إال نتػػاج عمليػػة مبادلػػة‬ ‫ب ػػُت خص ػػائص رمػ ػزين ُب ربوي ػػل ج ػػاليليو للس ػػرعات‪ ،‬ونب ػػا ال ػػزمن‪ ،‬واؼبف ػػًتض أن ػػو ثاب ػػت‪،‬‬ ‫والسرعة واليت من اؼبفًتض أهنا متغَتة‪ ،‬ليصبح الزمن متغَتاً والسرعة ثابتة‪.‬‬ ‫لقػػد أدت ىػػذه اؼببادلػػة الشػػكلية إىل اختفػػاء أي معػػٌت فيزيػػائي واضػػح يبكػػن فهمػػو‪،‬‬ ‫فكيف يكوف الػزمن متغػَتاً؟! (غػَت مفهػوـ) ‪ ،‬وكيػف تكػوف السػرعة ثابتػة بالنسػبة للجميػع‬

‫رغم وجود حركة نسبية بُت اعبميع؟! (غَت مفهوـ)‪.‬‬

‫أما البديل الػذي نقدمػو‪ ،‬فكػل شػيء فيػو سػهل ومفهػوـ‪ ،‬وينسػجم مػع حقػائق العلػم‬ ‫الصحيحة واؼبعروفة‪ ،‬وىو يقوـ على تقدًن تفسَت جديد لظاىرة ثبات سػرعة الضػوء احملػَتة‬ ‫ال ػػيت لوحظ ػػت أواخ ػػر الق ػػرف التاس ػػع عش ػػر‪ ،‬وس ػػيؤدي بن ػػا ‪-‬كم ػػا س ػػنالح ُب الفص ػػوؿ‬ ‫األربعة األخَتة ‪ -‬إىل بناء فيزياء جديدة متكاملة ربل ؿبل فيزياء النسبية‪.‬‬ ‫سػػيالح القػػارئ الكػػرًن‪ ،‬وال ػػدارس اؼبنصػػف ؽبػػذا البح ػػث‪ ،‬أف ىػػذا البػػديل لوح ػػده‬ ‫فقط كاؼ إلثبات خطػأ النظريػة النسػبية‪ ،‬فػال وبتػاجوف بعػده إىل النظػر ُب أي مػن األدلػة‬ ‫الػػيت سنسػػوقها بػػُت أيػػديهم ُب ىػػذا الكتػػاب علػػى خطػػأ النسػػبية‪ ،‬بػػل سػػيجدوف أف ىػػذا‬ ‫البػػديل مػػن أقػػوى األدلػػة علػػى خطػػأ النسػػبية ؼبػػا في ػو مػػن تكامػػل وانسػػجاـ‪ ،‬وخلػػو مػػن أي‬ ‫تناقض أو غموض‪ ،‬وكذلك ؼبا يفتح من آفاؽ ُب شىت علوـ الفيزياء‪.‬‬ ‫وىػػذا عػػرض مػػوجز لػػو‪ ،‬يسػػاعد ُب إعطػػاء فكػػرة عامػػة لغػػَت اؼبتخصػػص‪ ،‬مػػن غػػَت أف‬ ‫ي ػ ػػدخل ُب التفاص ػ ػػيل الرياض ػ ػػية اؼبوس ػ ػػعة‪ ،‬ويبه ػ ػػد ُب نف ػ ػػس الوق ػ ػػت للمتخص ػ ػػص الطري ػ ػػق‬

‫للخوض ُب عبة التفاصيل اؼببينة ُب فصوؿ الكتاب اؼبتعددة‪ ،‬وىو على النحو التايل‪:‬‬

‫‪25‬‬


‫دبا أف الضوء قد ثبت أنو حركة موجية‪ ،‬فال بد لو من وسػط لالنتشػار‪ ،‬ودبػا أف ذبربػة‬ ‫مايكلسوف وموريل بينػت ثبػات سػرعتو عنػد قيمػة ‪ُ c‬ب صبيػع االذباىػات بالنسػبة لسػطح‬ ‫األرض‪ ،‬فػػذلك سػػيعٍت حتم ػاً أف ىػػذا الوسػػط ؿبػػيط بػػاألرض وسػػاكن بالنسػػبة ؽبػػا‪ ،‬وىػػذا‬ ‫الوسط ىو من هبرب الضوء ُب كل التجػارب األرضػية سػواء اؼبنطلػق مػن مصػادر سػاكنة أو‬ ‫متحركػػة علػػى االنطػػالؽ بسػػرعتو اؼبعروفػػة ‪ ، c‬وكػػذلك اغبػػاؿ بالنسػػبة للضػػوء القػػادـ إلينػػا‬ ‫مػػن األج ػراـ الفلكيػػة اؼبختلفػػة مػػن االذباىػػات اؼبختلفػػة‪ ،‬سػػيجربه ىػػذا الوسػػط علػػى السػػَت‬ ‫بسرعة ‪ c‬عنػدما يبػدأ بػاالقًتاب منػو‪ ،‬وُب النهايػة سػنجد أف ىػذا الوسػط البػد أف يكػوف‬ ‫ملتصػػقاً بػػاألرض وؿبيط ػاً هبػػا‪ ،‬ومتحرك ػاً معهػػا ُب حركتهػػا الكونيػػة‪ ،‬سبام ػاً كمػػا وبػػيط اجملػػاؿ‬ ‫اؼبغناطيس ػػي دبغن ػػاطيس ويتح ػػرؾ مت ػ ػنقالً مع ػػو م ػػن مك ػػاف إىل آخ ػػر‪ ،‬وى ػػذا الوس ػػط هب ػػذا‬ ‫الوصف لن ينطبق إال على اجملاؿ اعباذيب لألجراـ الفلكية‪ ،‬والػذي ثبػت أف لػو تػأثَتاً علػى‬ ‫أمواج الضوء يوازي تأثَت أي وسط على أمواجو اليت تنتشر فيو‪ ،‬من حيث إجبػاره ألمػواج‬ ‫الضوء على أف تعربه دائماً بنفس السرعة‪ ،‬وال توجد أي ذبربة أو رصد فلكي ىبػالف ىػذا‬ ‫التصور‪ ،‬بل على العكس مػن ذلػك‪ ،‬قبػد أف كػل التجػارب واألرصػاد الفلكيػة بػال اسػتثناء‬

‫تؤيػػد ىػػذا التصػػور خاصػػة منهػػا ذبربػػة الػػدكتور الفرنسػػي سػػاديو الػػيت أجريػػت عػػاـ ٖ‪،ٜٔٙ‬‬ ‫وقيل أهنا تؤيد فرضية ثبات سرعة الضوء اؼبطلقة‪ ،‬ىي اآلف تنسػجم مػع التفسػَت اعبديػد‬ ‫وتؤي ػػده‪ ،‬والس ػػبب أف فوتون ػػات جام ػػا فيه ػػا انطلق ػػت بس ػػرعة الض ػػوء ‪ c‬بالنس ػػبة لس ػػطح‬ ‫األرض مػػن غػػَت أف تتػػأثر حبرك ػة اؼبصػػدر اؼبنطلقػػة منػػو‪ ،‬والػػيت بلغػػت نصػػف سػػرعة الضػػوء‪،‬‬ ‫فهػذه التجربػة‪ ،‬وكػل التجػارب الػيت يػتم فيهػا قيػاس سػرعة للضػوء مػن مصػدر متحػرؾ علػى‬ ‫سػػطح األرض‪ ،‬ىػػي ُب حػػد ذاهتػػا دليػػل علػػى الطبيعػػة اؼبوجيػػة للضػػوء الػػيت ال تتػػأثر حبركػػة‬ ‫اؼبصدر‪.‬‬

‫‪26‬‬


‫والػػذي جعلنػػا نسػػتنتج أف اجملػػاؿ اعبػػاذيب ىػػو الوسػػط اؼبػػرجح النتشػػار الضػػوء‪ ،‬وجػػود‬ ‫تأثَت ملموس للمجاؿ اعباذيب على أمواج الضػوء‪ ،‬واألدلػة علػى ىػذا التػأثَت ىػي تلػك الػيت‬ ‫العامػة؛ مثل اكبراؼ صور األجراـ الفلكية عن مواقعها اغبقيقيػة‪،‬‬ ‫اعتُِربت من أدلػة النسبيّػة ّ‬

‫والزحزحػة التثاقليّة اغبمراء‪ ،‬وظاىرة شابَتو‪.‬‬

‫فاالكبراؼ ُب أشعة الضوء القادـ من النجوـ عند مرورىا بػالقرب مػن قػرص الشػمس‬ ‫دليػػل جلػػي علػػى أف الضػػوء تػػأثر باجملػػاؿ اعبػػاذيب للشػػمس‪ ،‬ال كمجػػاؿ قػػوة‪ ،‬بػػل كوسػػط‬ ‫انتشار‪ ،‬أثرت شدتو اؼبتغَتة تػدرهبياً علػى سػرعتو فحرفتػو عػن مسػاره‪ ،‬سبامػاً كمػا وبػدث ُب‬ ‫ظػػاىرة السػراب أو انكسػػار الضػػوء ‪ ..‬إف ثبػػات سػػرعة الضػػوء القػػادـ مػػن األجػراـ الفلكيػػة‬ ‫عنػػد قيمػػة ‪ c‬يرجػػع إىل أف وسػػط انتشػػاره السػػاكن واؼبالصػػق لػػألرض كػػاف يفػػرض عليػػو‬ ‫دوم ػاً تلػػك السػػرعة‪ ،‬س ػواء كػػاف ذلػػك الضػػوء قادم ػاً مػػن جػػرـ سػػاكن أو متحػػرؾ بالنسػػبة‬ ‫ل ػػألرض‪ ،‬وى ػػذا التفس ػػَت األخ ػػَت يف ػػرض علين ػػا اش ػػتقاؽ ص ػػيغة ـبتلف ػػة ع ػػن ص ػػيغة دوبل ػػر‬ ‫غبس ػػاب مق ػػدار االنزي ػػاح كب ػػو األضب ػػر لتل ػػك األجػ ػراـ اؼبتباع ػػدة‪ ،‬حي ػػث س ػػتكوف أوس ػػاط‬ ‫انتش ػ ػػار الض ػ ػػوء متداخل ػ ػػة ومنس ػ ػػحبة م ػ ػػن بعض ػ ػػها ال ػ ػػبعض‪ ،‬والعالق ػ ػػة اعبدي ػ ػػدة واألدؽ‬ ‫ىي‪:‬‬

‫‪0‬‬

‫‪v‬‬ ‫) ‪(1 ‬‬ ‫‪c‬‬

‫‪ ‬‬

‫وىذه العالقة ستؤدي إىل حساب أبعاد أقل لألجراـ الكونية‪ ،‬ومن ٍب اختفػاء الكثػَت‬ ‫من اؼبعضالت الفلكيػة احملػَتة‪ ،‬أمػا بػالقرب مػن سػطح األرض حيػث وسػط انتشػار الضػوء‬ ‫ال ي ػ ػزاؿ س ػػاكناً‪ ،‬فالزال ػػت عالق ػػة دوبل ػػر بش ػػكلها الق ػػدًن قائم ػػة‪ ،‬ولكنن ػػا نض ػػيف إليه ػػا‬ ‫تصحيحاً يظهر وجود انزياح كبو األضبر ُب االذباه اؼبتعامد على حركة اؼبصدر مقداره‪:‬‬ ‫‪v2‬‬ ‫‪1 2‬‬ ‫‪c‬‬

‫‪  0‬‬

‫‪27‬‬


‫وكاف يشاع أال وجود ؼبثل ىػذا االنزيػاح ُب التقريػب الالنسػبوي‪ ،‬وؼبػا بينػت التجػارب‬ ‫وجود انزياح‪ً ،‬ب اعتباره من األدلة على صحة فرضية تباطؤ الزمن ُب النسبية‪.‬‬ ‫بعد ىذا التفسَت لن نكوف مضطرين لقبوؿ فرضيات النسبية‪ ،‬كتباطؤ الزمن وزيادة‬ ‫الكتل وحدية سرعة الضوء‪ ،‬وال مناص عندىا من العودة إىل ربويل جاليليو وصيغ‬ ‫وعالقات اؼبيكانيكا التقليدية غبساب السرعات والطاقات على اؼبستويات الذرية‬ ‫والفلكية‪ ،‬مع بعض التعديالت اليت قاد إليو التفسَت اعبديد‪ ،‬إضافة إىل أننا أصبحنا‬ ‫قادرين اآلف على تقدًن تفاسَت أكثر صحة ودقة لظواىر فلكية وأرضية كثَتة مثل‬ ‫االنزياح ُب صور األجراـ الفلكية‪ ،‬وانسحاب الضوء ُب األوساط الشفافة‪ ،‬فاالنزياح ُب‬ ‫صور األجراـ الفلكية‪ ،‬كتغَت موقع حضيض عطارد‪ ،‬سببو أف األشعة القادمة منو قد‬ ‫تعرضت أثناء رحلتها إىل تغَتات ُب سرعتها واذباىها ومن ٍب رؤية صورة ظاىرية‪ ،‬ليس‬ ‫لعطارد فحسب‪ ،‬بل لكل األجراـ الكونية اليت نرى صورىا‪ ،‬وال نستبعد‪ ،‬بل وأصبح ُب‬ ‫حكم اؼبؤكد أف ما ًب رظبو من مئات السنُت من مسارات إىليجية للكواكب إمبا ىي‬ ‫مسارات ظاىرية‪ ،‬والسبب أف أشعة الضوء اغباملة لصورىا مل تأت إلينا ُب خطوط‬ ‫مستقيمة كما كاف يظن‪ ،‬بل ُب خطوط منحنية‪ ،‬بسبب تأثَت األوساط اؼبتحركة مع‬ ‫أجرامها‪ ،‬واألقرب للصحة أهنا مدارات دائرية‪ ،‬أما سرعة الضػوء ُب األوساط الشفافة‬ ‫اؼبتحركة‪ ،‬فكانت أقل من اعبمع التقليدي لسرعتو فيها وىي ساكنة مضافاً إليها سرعة‬ ‫تلك األوساط‪ ،‬بسبب االختفاء التدرهبي ؼبقاومة الوسط الشفاؼ لسرعة الضوء فيو‪ ،‬مع‬ ‫حركة ىذا األخَت بالنسبة للوسط األساسي اؼبربوط باألرض‪ ،‬فكانت النتيجة زيادة ُب‬ ‫سرعة الضوء بالنسبة لسطح األرض لن تتجاوز القيمة ‪ ، c‬والعالقة اعبديدة اؼبعربة عن‬

‫ىذا الوضع ىي ‪:‬‬

‫‪. V  V0 (1  v )  v‬‬ ‫‪c‬‬

‫‪28‬‬


‫أسئلة وأجوبة حول الطبعة األولى‬ ‫بعد أف ًب تنزيل الطبعة األوىل من ىذا الكتاب على الشبكة‪ ،‬جاءتنا ؾبموعة من‬ ‫األسئلة اعتذرنا عن اإلجابة عنها ُب حينها؛ لعدـ اؼبقدرة على الدخوؿ إىل الشبكة‪،‬‬ ‫فالشخص اؼبوكل بالدخوؿ إىل الشبكة وعمل اللقاءات واغبوارات‪ ،‬قد غادرنا لألسف‬ ‫الشديد إىل حيث يقيم ُب بالده‪ ،‬كما أف اإلجابة عنها مل تكن بذلك القدر من اليسر‬ ‫والسهولة‪ ،‬فهي ربتاج إىل وقت مل تسمح بو مشاغلي اؼبتعددة ُب طلب اؼبعيشة‪ ،‬أما‬ ‫اليوـ وبعد مرور ما يقارب العشر سنوات من العمل على ىذه الطبعة من الكتاب فقد‬ ‫حرصت على إدخاؿ كل التفاصيل اليت مل أسبكن من إدراجها ُب الطبعة األوىل‪ ،‬واليت‬ ‫كا نت ُب حقيقتها ـبتصرة‪ ،‬وموجهة إىل شروبة ؿبدودة من القراء ىم الذين على دراية‬ ‫بالنسبية‪.‬‬ ‫أما ُب ىذه الطبعة اليت بُت أيديكم‪ ،‬فقد توسعت ُب الشرح والتوضيح قدر‬ ‫اإلمكاف‪ ،‬ليطاؿ ىذا الكتاب شرائح أوسع من القراء‪ ،‬وليقدـ إجابات أبل وأوَب على‬ ‫األسئلة اليت ًب طرحها‪ ،‬من أنبها تلك اليت تتعلق بثبوتية سرعة الضوء‪ ،‬وحقيقة اؼبقصود‬ ‫هبا‪ ،‬والفرؽ بُت الطبيعة اعبسيمية والطبيعة اؼبوجية‪ .‬ورغم كل ذلك بقيت ؾبموعة من‬ ‫اؼبالحظات واألسئلة من قرائنا الكراـ مل أسبكن من إدراجها ضمن ثنايا مواضيع الكتاب‪،‬‬ ‫وفيما يلي اإلجابة عن تلك األسئلة واؼبالحظات‪:‬‬ ‫من اؼبالحظات اليت وردتنا‪ :‬اعًتاض بعض القراء الكراـ على ورود بعض األوصاؼ‬ ‫اليت اعتربوىا غَت الئقة وال تتوافق مع روح اؼبنهج العلمي ُب الطبعة السابقة‪ ،‬والرد‬ ‫عليها‪ :‬ىو أف من روح اؼبنهج العلمي أف نسمي األشياء دبسمياهتا‪ ،‬وأف تصحح‬ ‫األخطاء لتعود األمور إىل نصاهبا‪.‬‬ ‫‪29‬‬


‫ونضيف فنقوؿ‪ :‬من حق اؼبؤلف أف يضع التعابَت والكلمات اؼبناسبة لوصف‬ ‫النسبية ومعادالهتا‪ ،‬كما كاف آلينشتاين قبل ذلك اغبق بأف يصف طرؽ تفكَتنا البديهية‬ ‫واؼبنطقية بالسذاجة والبالىة واالعتباطية‪.‬‬ ‫وٍب سؤاؿ وردنا من ؿبتج على موضوع الكتاب‪ ،‬يقوؿ فيو‪ :‬كيف زبطئ عمالً ينفق‬ ‫األوروبيوف واألمريكاف اؼبليارات من الدوالرات على تلك األجهزة الضخمة اليت تعمل‬ ‫وفق معادالت آينشتاين؟ لو أف النسبية كاف فيها شك أو خطأ ما ذبشمت تلك األمم‬ ‫عناء ذلك اإلنفاؽ اؽبائل‪.‬‬ ‫اإلجابة‪:‬‬ ‫أوالً‪ :‬ال تزاؿ النظرية النسبية رغم ما ينفقونو من أمواؿ ىائلة ىي ُب نظرىم ؾبرد‬

‫نظرية مل ترؽ بعد إىل درجة اغبقائق‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬إنو ؼبن احملزف أف تنفق تلك األمم تلك األمواؿ اؽبائلة على البحث العلمي‪،‬‬ ‫بينما كبن أمة (اقرأ)‪ ،‬اؼبأموروف بالعلم والتفكر واألخذ باألسباب‪ ،‬ال ننفق على حبوثنا‬ ‫العلمية شيئاً‪ ،‬بل قبد أف حرباً شعواء تشن على كل من تسوؿ لو نفسو أف يتقدـ‬ ‫باألعماؿ العلمية اليت فيها النفع ألمتنا‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬إف تلك األمواؿ اليت تراىا أنت ىائلة‪ ،‬ىي بالنسبة ؽبم شيء اعتيادي ويسَت‪،‬‬ ‫فكيف وىي تعود عليهم بالربح الوفَت‪ ،‬واؼبكانة والقوة بُت األمم؛ لذا فلن يضرىم ُب‬ ‫كثَت أو قليل أف تذىب ىدراً بعض تلك األمواؿ ُب بعض التجارب أو النظريات‪،‬‬ ‫والشواىد واألدلة على ذلك أكثر من أف ربصى‪.‬‬ ‫رابعاً‪ :‬ال تقاس األمور على ىذا النحو‪ ،‬فمنذ مىت كانت األفكار والنظريات‬ ‫العظيمة تقدر دباؿ؟ قد يكوف للكلمة الواحدة ىنا أو ىناؾ‪ُ ،‬ب حبث أو غَته من القيمة‬ ‫‪31‬‬


‫ماال يبكن أف يقدر دباؿ‪ ،‬وحىت لو مل تعد علينا تلك الكلمة بشيء من اؼباؿ‪ ،‬وقد‬ ‫ذبد العكس من ذلك‪ ،‬فبعض الكلمات اليت تصدر عن أعظم العقوؿ وتكلف ما ال يتم‬ ‫حصره من األمواؿ ىي بال قيمة‪ ،‬وإف عادت بوفَت األرباح‪.‬‬ ‫خامساً‪ :‬ليس من اؼبنهج العلمي أف نصدر األحكاـ اؼبتعجلة‪ ،‬فكيف وكبن نعاِب‬ ‫مسألة ُب عمق أساسيات العلوـ‪ ،‬أخذت من العمل واعبهد السنوات الطواؿ؟ البد من‬ ‫الًتيث‪ ،‬وعلى من يريد نقد ىذا الكتاب أو ترصد األخطاء فيو أف يقوـ أوالً بدراستو‬ ‫دراسة علمية وافية‪ ،‬بعدىا يبكن أف يتكلم ويقوؿ‪ :‬ىذا اػبطأ‪ ،‬وىذا الدليل‪.‬‬ ‫لقد الحظنا ُب كثَت من الردود على الشبكة أف التعصب كاف لألشخاص من غَت‬ ‫حىت أدىن فهم غبقيقة تلك األفكار والنظريات اػباصة بأولئك األشخاص‪ ،‬كاف من‬ ‫تلك الردود رد ألحد األخوة العراقيُت أخذ يكيل االهتامات اليت ألبسها ثوب النقد‬ ‫العلمي الصادر عن عامل حبقائق النسبية؛ األمر الذي استدعى انتزاع استحساف رئيس‬ ‫ذلك اؼبنتدى اليت كانت ذبري فيو اؼبناقشة‪.‬‬ ‫لقد ترؾ ذلك األخ كل الكتاب وما فيو من حقائق وأدلة دامغة‪ ،‬وذىب إىل نقطة‬ ‫صغَتة توىم فيها اػبطأ‪ ،‬ليصدر بعد ذلك حكماً عاماً وقاطعاً على كل البحث باػبطأ‪،‬‬ ‫وىذا ليس من اإلنصاؼ أو من اؼبنهجية العلمية‪.‬‬ ‫ورغم ذلك إليكم الرد على سؤالو الذي ادعى فيو أف التحويالت اليت اكتشفتها‬ ‫كلها ربويالت ال تصح؛ ألف العالقة فيها بُت ‪ x‬و ‪ t‬ليست خطية كما ىو اغباؿ ُب‬ ‫ربويل لورنتز؛ لذلك فإف برىاين على خطأ النسبية ‪ -‬عن طريق وجود ربويالت أخرى‬ ‫غَت ربويل لورنتز ‪ -‬فاشل‪.‬‬

‫‪31‬‬


‫واإلجابة ستكوف على النحو التايل‪:‬‬ ‫إف العالقة بُت‬

‫‪x‬‬

‫و ‪ُ t‬ب صبيع التحويالت اليت ربدث االنتقاؿ من صيغة‬

‫اؼبعادلة ذات الشرطة‪:‬‬

‫‪2‬‬

‫‪2‬‬

‫‪2‬‬

‫‪2‬‬

‫‪x /  y /  z /  c 2t /‬‬

‫إىل صيغة اؼبعادلة غَت ذات الشرطة‪:‬‬ ‫‪x 2  y 2  z 2  c 2t 2‬‬

‫كلها عالقات خطية‪ ،‬والسبب ستجده ُب اؼبعادلة النهائية غَت ذات الشرطة‪ ،‬فهذه‬ ‫اؼبعادلة ىي أصل التحويل‪ ،‬فالتحويل ما ىو إال أحد صورىا اؼبتعددة‪ ،‬والعالقة ُب ىذه‬ ‫اؼبعادلة بُت ‪ x‬و ‪ t‬ىي عالقة خطية‪ ،‬وللعلم فإف كل صورىا اؼبتعددة‪ ،‬وىي ال‬ ‫هنائية‪ ،‬يبكن أف تكوف مشاريع لتحويالت كل العالقات فيها بُت ‪ x‬و ‪ t‬ىي‬ ‫عالقات خطية‪ ،‬وعليو فإف العالقة بُت ‪ x‬و ‪ُ t‬ب التحويل الذي اكتشفناه وذكرناه‬ ‫كمثاؿ وىو‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪‬‬ ‫‪v 2 2 xv  2‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪t  t 1  2  2 ‬‬ ‫‪c‬‬ ‫‪c t‬‬ ‫‪‬‬

‫ال بد أف تكوف عالقة خطية‪.‬‬ ‫للتأكد من ذلك قم بتبسيط واختصار اؼبعادلة غَت ذات الشرطة‪ ،‬وذلك أوالً بوضع‬

‫‪ y  z  0‬لتحصل ُب النهاية على ‪ ، x  ct‬وىي معادلة من الواضح اف العالقة‬ ‫فيها بُت ‪ x‬و ‪ t‬ىي عالقة خطية‪.‬‬ ‫افعل نفس الشيء ُب اؼبعادلة ذات الشرطة لتصل (بعد إدراج التحويل اعبديد ُب‬ ‫طرفيها) إىل نفس النتيجة‪. x  ct :‬‬ ‫‪32‬‬


‫ومن ضمن األسئلة اليت وردتنا وىي عدة أسئلة بصيغ ـبتلفة من عدد من اإلخوة‬ ‫يستنكروف على ما بدا ؽبم أنو تناقض ُب البحث‪ ،‬فيقولوف أنت تستنكر ثبوتية الضوء‬ ‫اليت جاء هبا آينشتاين ُب مكاف‪ٍ ،‬ب تقر بصحتها ُب مكاف آخر‪ ،‬وتسعى جاىداً‬ ‫لتفسَتىا ُب مكاف ثالث‪ ،‬أليس ُب ذلك تناقض؟!‬ ‫لقرائنا الكراـ بعض اغبق‪ ،‬فالطبعة السابقة كانت ـبتصرة‪ ،‬وفيها بعض النقص‬ ‫والغموض‪ ،‬وقد حرصنا ُب ىذه الطبعة على تالُب أي نقص أو غموض‪ ،‬وفيما يتعلق‬ ‫باإلجابة فستكوف على النحو التايل‪:‬‬ ‫سيكوف لدينا ُب ىذا البحث ثالثة أنواع من الثبوتية للضوء ىي‪:‬‬ ‫(ٔ) ثبوتية سرعة الضوء االعتيادية‪ :‬وىي ثبوتية معروفة ال إشكاؿ عليها‪ ،‬تشبو‬ ‫سباماً ثبوتية أمواج الصوت ُب وسط انتشارىا اؽبواء‪ ،‬فأمواج الصوت تنتشر بسرعتها‬ ‫الثابتة بالنسبة لوسطها غَت معتمدة على حركة مصدرىا‪ ،‬وبالتايل سرعات ـبتلفة أماـ‬ ‫وخلف اؼبصدر وفقاً لتحويل جاليليو‪ ،‬وىذه الثبوتية كانت مفًتضة ُب نظرية األثَت‪،‬‬ ‫ونفًتض وجوداً ؿبدوداً ؽبا بالقرب من سطح األرض ُب تفاسَتنا اعبديدة‪.‬‬ ‫(ٕ) ثبوتية سرعة الضوء اؼبالحظة (احملَتة)‪ :‬وىذه الثبوتية للضوء لوحظت منتصف‬ ‫القرف الثامن عشر‪ ،‬وفيها لوح من خالؿ بعض األرصاد الفلكية‪ ،‬وكذلك من ذبربة‬ ‫مايكلسوف وموريل ثبات ؿبَت لسرعة الضوء‪ ،‬فلو سرعة واحدة من تلك األجراـ اليت‬ ‫تقًتب منا أو تلك اليت تبتعد عنا‪ ،‬ولو سرعة واحدة ُب صبيع االذباىات بالنسبة لسطح‬ ‫األرض‪ ،‬وىذا يتعارض مع افًتاض طبيعة موجية للضوء أو حىت جسيمية على حد‬ ‫سواء‪ ،‬وقد فشلت كل النظريات ُب وضع تفسَت ؽبا‪ ،‬خاصة نظرية األثَت‪ ،‬وىذه الثبوتية‬ ‫ىي اليت تصدينا ؽبا وسبكنا بفضل اهلل من وضع تفسَت ؽبا‪.‬‬ ‫‪33‬‬


‫(ٖ ) ثبوتية سرعة الضوء اؼبطلقة‪ :‬وىي الثبوتية اليت زبيلها آينشتاين ُب تفسَته‬ ‫لثبوتية سرعة الضوء اؼبالحظة أو احملَتة‪ ،‬وفيها تصور آينشتاين ثبات لسرعة الضوء‬ ‫بالنسبة للراصد وبالنسبة للمصدر‪ُ ،‬ب نفس الوقت الذي يتحرؾ فيو كل من الراصد‬ ‫واؼبصدر بالنسبة لبعضهما حركة نسبية‪ ،‬وىذه الثبوتية هبذه الطريقة تتعارض مع العقل‬ ‫واؼبنطق‪ ،‬ومل تثبتها بطريقة حاظبة أي ظاىرة فلكية أو ذبربة معملية‪ ،‬وقد أفردنا ؽبا‬ ‫الثالثة فصوؿ األوىل لنثبت عدـ صحتها ‪.‬‬ ‫وشبة سؤاؿ ألحد اإلخوة يقوؿ فيو‪ :‬كيف تقوؿ إف للضوء طبيعة موجية ٍب تطلق‬ ‫عليو ُب حبثك اسم (الفوتوف) وىو يدؿ على طبيعة جسيمة‪ ،‬أليس ُب ذلك تناقضاً؟!‬ ‫اإلجابة‪ :‬لقد تعمدت أف أطلق لفظة (فوتوف) الدارجة على موجة الضوء أو شعاع‬ ‫الضوء ‪ ،‬فهذه اللفظة أوالً مشتقة من كلمة )‪ )photon‬وىي تعٍت الضوء‪.‬‬ ‫تغَت ىذه التسمية واليت أقصد هبا حزماً منفصلة من الطاقة من حقيقة أف‬ ‫ثانياً‪ :‬لن ّ‬ ‫الفوتوف ىو موجة أو ؾبموعة من األمواج‪ ،‬فال عربة بالشكل ‪ ،‬وال يبكن أف نتخذ من‬ ‫الشكل مقياساً أو معياراً نفرؽ على أساسو بُت الطبيعة اؼبوجيّة والطبيعة اعبسيميّة ‪،‬‬

‫أي تغَت ُب سلوكو وبيد بو عن السلوؾ‬ ‫والسبب أف ىذا الشكل للضوء مل يًتتب علية ّ‬ ‫األساسي الذي هبب أف‬ ‫اؼبعروؼ لألمواج بشكل عاـ‪ ،‬واػباصيّة األساسيّة أو اؼبعيار‬ ‫ّ‬ ‫نفرؽ على أساسو بُت الطبيعة اؼبوجيّة والطبيعة اعبسيميّة ىو الكتلة ‪ ،‬فاعبسيمات ؽبا‬

‫كتلة بينما األمواج ؽبا طاقة فقط‪ ،‬وىذا الفرؽ ُيبلي خصائص حركيّة ُب كل نوع غَت‬ ‫فبكنة ُب النوع اآلخر ‪ ..‬تفصيل كل ذلك ستجدونو ُب الفصل اػبامس‪ :‬طبيعة الفوتوف‬ ‫وتفاعالتو‪.‬‬

‫‪34‬‬


‫ورغم كل ذلك نقوؿ‪ :‬ىذا الكتاب إمبا ىو جهد اؼبقل‪ ،‬وليس معصوماً عن اػبطأ‪،‬‬ ‫فالكتاب الوحيد الذي عُصم عن اػبطأ ىو كتاب اهلل تعاىل‪ ،‬أما كتابنا ىذا الذي بُت‬ ‫أيديكم فقد يكوف فيو خطأ ىنا‪ ،‬أو نقص ىناؾ‪ ،‬ال يسلم األمر؛ لذا سنكوف شاكرين‬ ‫لكل من يرشدنا إليو لرأبو وإصالحو ُب طبعات قادمة بإذف اهلل‪ ،‬وكذلك الشكر موصوؿ‬ ‫لكل الذين أيدوا وساندوا ىذا البحث ُب اؼبنتديات العلمية على الشبكة خاصة منها‬

‫اؼبصرية‪.‬‬ ‫وكذلك نوجو الشكر إىل كل من يساىم ُب شرح ونشر وترصبة ىذا الكتاب‪ ،‬ولو‬ ‫من اهلل عظيم األجر والثواب‪ ،‬واهلل ويل التوفيق‪.‬‬

‫‪35‬‬


36


‫الفصػػل األوؿ‬

‫س رع ة الض وء‬

‫‪37‬‬


‫سرعة الضوء ونظرية األثير‬ ‫بعػد أف أيػػدت عػدد مػػن الظػواىر الضػػوئية ‪ -‬مثػل اغبيػػود والتػداخل‪ -‬الطبيعػػة اؼبوجيػػة‬ ‫للضػػوء‪ً ،‬ب اف ػًتاض وجػػود وسػػط النتشػػار أم ػواج الضػػوء‪ ،‬وقػػد عػػرب ماكسػػويل عػػن حتميػػة‬ ‫وجػػود ىػػذا الوسػػط (كمػػا جػػاء ُب بَتكلػػي) قػػائالً‪ُ " :‬ب اغبقيقػػة فلِكػػي تنتقػػل الطاقػػة مػػن‬ ‫ُجسػيم إىل آخػػر ُب زم ػ ػن مع ػ ػ ُّت‪ ،‬البػد مػػن وج ػ ػود وسػػط أو مػادة توجػ ػ ػد فيهػا الطاقػػة بعػػد‬

‫أف تػًتؾ اعبُسػػيم األوؿ وقبػل أف تصػػل إىل اآلخػر‪ ،‬ومػػن ٍب فػإف صبيػػع النظريّػات تػػؤدي إىل‬ ‫‪.‬‬ ‫ضرورة وجود وسط وبدث فيو االنتشار"‬ ‫مل ىبطئ ماكسويل بافًتاضػو بضػرورة وجػود وسػط‪ ،‬فالضػوء كحركػة موجيػة وبتػاج إىل‬ ‫وسػػط لالنتشػػار‪ ،‬ولكػػن ىػػذا الوسػػط هبػػذه الطريقػػة الػػيت ًب تصػػوره فيهػػا كػػاف بػػدائياً وغػػَت‬

‫ديناميكي (جامد)‪ ،‬لػذلك تعػارض مػع كػل الظػواىر الضػوئية والتجػارب اؼبعمليػة‪ ،‬دبػا فيهػا‬ ‫ظاىرة زيغ الضوء لرباديل‪ ،‬لو ًب فهمها على الوجو الصحيح(ٔ)‪.‬‬ ‫)ٔ) كاف الظن وال يزاؿ إىل اليوـ حبدوث زاوية زيغ ألشعة الضوء القادـ من النجوـ البعيدة‪ ،‬بسبب‬ ‫سرعة األرض ُب االذباه اؼبتعامد على سقوط تلك األشعة‪ ،‬وىذه الظاىرة (اؼبفًتضة) هبذا التصور‬ ‫تشبو سباماً قطرات اؼبطر الساقطة بشكل عمودي على سطح األرض‪ ،‬ولكنها بالنسبة ألي متحرؾ‬ ‫تسقط بزاوية ميل تتناسب مع سرعة اؼبتحرؾ‪ ،‬وىذا يؤدي إىل رؤية مسار مائل لقطرات اؼبطر‪،‬‬ ‫وصورة ظاىرية ؼبواقع النجوـ‪ ،‬ىذا التصور هبذه الطريقة لظاىرة الزيغ أيد ذلك التصور البدائي لألثَت‪،‬‬ ‫إذ بُت وكأف األرض ال ذبر معها طبقة من األثَت‪ ،‬وأف األثَت يتخلل األرض فتنساب عربه كما‬ ‫تنساب شبكة معدنية من األسالؾ الدقيقة عرب اؼباء‪ ،‬إذ أهنا لو جرت معها طبقة من األثَت ؼبا‬ ‫ظهرت زاوية الزيغ اليت كشف عنها اختالؼ اؼبنظر النجمي ُب السماء‪ ،‬وُب حقيقة األمر أال وجود‬ ‫لزاوية زيغ‪ ،‬واختالؼ اؼبنظر النجمي لو أسباب أخرى سنكشف عنها عاجالً ُب تطبيقات البديل‪.‬‬

‫‪38‬‬


‫ًب زبيػػل ذلػػك الوسػػط كمػػادة أوليػػة شػػفافة ومرنػػو وجامػػدة ُب نفػػس الوقػػت (لػػيس ؽبػػا‬ ‫أي حركػػة)‪ ،‬سبػػأل الكػػوف وتتخلػػل اؼبػػادة‪ ،‬حبيػػث تتحػػرؾ اؼبػػادة عػػربه مػػن غػػَت أف يػػؤثر علػػى‬ ‫حركته ػػا ب ػػأي مقاوم ػػة‪ ،‬أم ػػا الض ػػوء‪ ،‬أو بش ػػكل ع ػػاـ الطي ػػف الكهرومغناطيس ػػي فسينتش ػػر‬ ‫بسػػرعتو الثابتػػة دومػاً بالنسػػبة ؽبػػذا الوسػػط والػػيت ىػػي ‪ ، c‬وبالتػػايل سػػرعات ـبتلفػػة عػػن ‪c‬‬ ‫وفقػ ػاً لتحوي ػػل ج ػػاليليو بالنس ػػبة لألجس ػػاـ اؼبتحرك ػػة ع ػػربه ‪ ..‬ى ػػذا التص ػػور هب ػػذه الكيفي ػػة‬

‫تعػػارض ‪ -‬حػػىت مػػن قبػػل أف تكشػػف ذبربػػة مايكلسػػوف ومػػوريل عػػن خلػػل ىػػذا التصػػور ‪-‬‬ ‫مػػع مالحظػػات فلكيػػة بينػػت ثبػػات سػػرعة الضػػوء عنػػد قيمػػة ‪ ،)ٔ( c‬أمػػا ذبربػػة مايكلسػػوف‬ ‫ومػوريل فقػد تعارضػت بشػكل واضػح وصػريح مػع ىػذا التصػور البػدائي لألثػَت‪ ،‬إذ أظهػػرت‬ ‫)ٔ) من تلك اؼبالحظات ما يشاىد من ثبات لسرعة الضوء عند قيمة ‪ c‬لتلك األشعة الضوئية‬ ‫القادمة من بعض األجراـ الفلكية اليت تكوف ُب حالة اقًتاب أو ابتعاد عنا‪ ،‬كما وبدث ونرى ذلك‬ ‫ُب النجوـ اؼبزدوجة اليت تتحرؾ ُب مسارات دائرية حوؿ بعضها البعض‪ ،‬ففي نفس الوقت ىناؾ قبم‬ ‫يقًتب وآخر يبتعد‪ ،‬وما يشاىد أيضاً من ثبات لسرعة الضوء القادـ إلينا من تلك األجراـ اليت‬ ‫نقًتب كبن منها أو نبتعد عنها‪ ،‬كما وبدث ونرى ذلك ُب حركة األرض الكونية حوؿ الشمس‪ ،‬إذ‬ ‫أهنا ُب وقت من السنة تتحرؾ ُب اذباه ؾبموعات قبمية معينة‪ ،‬وبعد ستة أشهر تتحرؾ ُب االذباه‬ ‫اؼبعاكس مبتعدة عن تلك اجملموعات‪ ،‬وُب كلتا اغبالتُت يتم رؤية صورة واضحة ألجراـ السماء‪،‬‬ ‫ووضوح الرؤيا يدؿ على وصوؿ الضوء إلينا من كال االذباىُت بنفس السرعة‪ ،‬إذ لو اختلفت السرعة‬ ‫لرأينا درجة وضوح ُب اذباه زبتلف عنها ُب االذباه اؼبعاكس ‪ ..‬ىذا الثبات لسرعة الضوء ُب كلتا‬ ‫اغبالتُت (النجم اؼبزدوج واغبركة الكونية لألرض) يتعارض مع الطبيعة اؼبوجية وفقاً لتصور نظرية األثَت‪،‬‬ ‫فمن اؼبفًتض وفقاً ؽبذه النظرية أف يتم قياس سرعات ـبتلفة للضوء ُب االذباىات اؼبختلفة للحركة ‪،‬‬ ‫ولكن ًب قياس نفس السرعة للضوء القادـ من تلك األجراـ‪ ،‬اؼببتعدة واؼبقًتبة‪ ،‬ىذا الثبات لسرعة‬ ‫الضوء ىو ما سنصطلح على تسميتو بالثبات اؼبالح أو احملَت‪ ،‬والذي سبق وأشرنا إليو ُب أسئلة‬ ‫وأجوبة حوؿ الطبعة األوىل‪ ،‬تأمل مزيداً من التوضيح لو ُب الصور الواردة ُب الصفحة (ٔٗ)‪.‬‬

‫‪39‬‬


‫بطريقة ال لبس فيها ثبات سرعة الضوء عند قيمة ‪ُ c‬ب صبيع االذباىػات بالنسػبة لسػطح‬ ‫األرض‪ ،‬وكػاف مػن اؼبفػًتض وفقػاً لنظريػة األثػَت أف يػتم قيػاس سػرعة للضػوء أقػل مػػن ‪ُ c‬ب‬ ‫اذباه حركة األرض‪ ،‬وأكرب من ‪ُ c‬ب عكس اذباه حركة األرض‪.‬‬

‫كان ػػت تل ػػك النتيج ػػة الس ػػلبية لتجرب ػػة مايكلس ػػوف وم ػػوريل حاظب ػػة ُب داللته ػػا‪ ،‬وُب‬ ‫وضػػعها حػػداً هنائي ػاً لنظريػػة األثػػَت‪ ،‬ولكػػن ذلػػك مل يبنػػع مػػن وجػػود ؿبػػاوالت لتفسػػَت تلػػك‬

‫النتيجة السلبية لإلبقاء على األثَت‪ ،‬من تلك احملػاوالت‪ ،‬ؿباولػة فيتزجرالػد ولػورنتز‪ ،‬فػاألوؿ‬ ‫افًتض تقلصاً ُب األجساـ ُب اذباه حركتها عرب األثَت‪ ،‬وافًتض الثاين تباطؤاً ُب زمػن تلػك‬ ‫األجسػػاـ‪ ،‬مػػع ابتكػػار ربويػػل جديػػد خػػالؼ التحويػػل التقليػػدي اؼبعػػروؼ عبػػاليليو‪ ،‬وذلػػك‬ ‫مػػن أجػػل احملافظػػة علػػى ثبػػات سػػرعة الضػػوء بالنسػػبة عبميػػع أنظمػػة اإلسػػناد اؼبتحركػػة عػػرب‬ ‫األثػػَت‪ ،‬ورغػػم ك ػػل ذلػػك مل ينجحػػا إال ُب التمهي ػػد ؼب ػػن سػػيقتلع األث ػػَت مػػن أساس ػػو‪ ،‬وإىل‬ ‫جانبو وُب دفعة واحدة أسس اؼبنطق والرياضيات واؽبندسة‪.‬‬

‫‪41‬‬


‫‪c‬‬

‫‪c‬‬

‫تأمل في الصورة العليا كيف تصل أشعة الضوء إلى األرض بنفس سرعة الضوء ‪ c‬في‬ ‫حالة كانت األرض متحركة لتالقي تلك األشعة أو كانت مبتعدة في دورتها الكونية ح ول‬

‫الشمس‪ ،‬وفي مش هد آخ ر تكون المصادر ىي الم تحرك ة اقت راب اً وابت عاداً‪ ،‬تأم ل في‬ ‫الص ورة الس فلى كي ف تص ل أش عة الض وء دوم اً بنف س سرعتها ‪ c‬إل ى األرض‪.‬‬

‫‪41‬‬


‫سرعة الضوء ونسبية آينشتاين‬ ‫مل ت ػػنجح نظري ػػة ُب التص ػػدي ؽب ػػذا الوض ػػع اؼبت ػػأزـ الناش ػػئ ع ػػن تل ػػك اؼبالحظ ػػات ُب‬ ‫سػػلوؾ الضػػوء غػػَت النظريػػة النسػػبية‪ ،‬ومل يكػػن مػػرد قباحهػػا إىل فهػػم صػػحيح غبقيقػػة تلػػك‬ ‫الظػواىر والتجػػارب احملػػَتة‪ ،‬بػػل كػػاف مػػرد ذلػػك إىل عػػاملُت اثنػػُت‪ ،‬نبػػا‪ :‬غيػػاب أي تفسػػَت‬ ‫علمي ومنطقي آخر لتلك الظواىر والتجارب‪ ،‬والقدرة على التلبػيس واػبػداع‪ ،‬مػن خػالؿ‬ ‫رياضيات خلت رموزىا أو كادت من الرباءة العلمية‪.‬‬ ‫أخذ آينشتاين فرضيات فيتزجرالد ولورنتز اؼبتطرفة واؼببهمة‪ ،‬فزادىا تطرفاً وإهباماً‬ ‫بفرضيتو اؼبتعارضة مع العقل واؼبنطق‪ :‬ثبات سرعة الضوء غَت اؼبعتمدة على حركة الراصد‬ ‫أو حركة اؼبصدر(ٔ)‪.‬‬ ‫ٔ‪ -‬مفهوـ عدـ اعتماد سرعة الضوء على حركة اؼبصدر‪ ،‬مفهوـ غَت مفهوـ وغامض حىت بالنسبة‬ ‫لكبار اؼبشتغلُت ُب النسبية وُب الفيزياء بشكل عاـ‪ ،‬وقد تسبب ذلك ُب عدـ الفهم الصحيح لطبيعة‬ ‫اغبركة اؼبوجية‪ ،‬وظهور أخطاء ُب التعامل معها من زمن ما قبل النسبية إىل اليوـ‪ ،‬من تلك األخطاء‪،‬‬ ‫خطأ حصل ُب ذبربة مايكلسوف سنتعرض لو بالتفصيل ُب هناية الفصل الثاين‪ ،‬وىذه النقطة ؾباؿ‬ ‫لبحث موسع‪ ،‬ولكن خالصة القوؿ أف اعتماد سرعة اؼبقذوؼ على حركة اؼبصدر تعٍت تغَت سرعة‬ ‫اؼبقذوؼ بالنسبة للراصد‪ ،‬بسبب ثبات سرعة اؼبقذوؼ بالنسبة للمصدر اؼبتحرؾ‪ ،‬مثاؿ ذلك حركة‬ ‫الرصاصة اؼبنطلقة من فوىة بندقية‪ ،‬ستحاف الرصاصة دوماً على سرعة ثابتة بالنسبة لفوىة البندقية‬ ‫سواء كانت البندقية ساكنة أو متحركة وُب أي اذباه‪ ،‬وبالتايل سرعات ـبتلفة للرصاصة بالنسبة‬ ‫للراصد تعتمد على سرعة البندقية وفقاً لتحويل جاليليو‪ ،‬والعكس سيحدث بالنسبة للمقذوفات‬ ‫اؼبوجية (الفوتونات) وا ليت ىي غَت معتمدة على حركة اؼبصدر‪ ،‬أي ؽبا سرعات ثابتة بالنسبة للراصد‬ ‫الساكن بالنسبة لوسط انتشار الصوت أو الضوء‪ ،‬وبالتايل سرعات متغَتة وفقاً لتحويل جاليليو‬ ‫بالنسبة للمصدر الذي أطلقها‪.‬‬

‫‪42‬‬


‫كيف يبكن تربير مثل ىكذا فرضية؟!‬ ‫ُب الواقع‪ ،‬فإف التناقضات (اغبقيقية منها) ال يبكن تربيرىا أو تفسَتىا على‬ ‫االطالؽ‪ ،‬وىذه الفرضية هبذا الشكل تنطوي على تناقضُت‪ ،‬تناقض ُب الشطر األوؿ‬ ‫لوحده‪( :‬عدـ اعتماد سرعة الضوء على حركة الراصد)‪ ،‬وتناقض آخر ينشأ بعد اعبمع‬ ‫بُت الشطر األوؿ والشطر الثاين‪( :‬عدـ اعتمادىا على حركة اؼبصدر)‪.‬‬ ‫التناقض األول‪:‬‬

‫تعٍت عبارة عدـ اعتماد سرعة الضوء على حركة الراصد‪ ،‬أف الراصد مهما كانت‬ ‫حالتو اغبركية بالنسبة للمصدر الضوئي‪ ،‬فسيقيس دوماً نفس السرعة للضوء‪ ،‬فإذا كاف‬ ‫ساكناً بالنسبة للمصدر فسيقيس سرعة ‪ ، c‬وإذا كاف مقًتباً من اؼبصدر فسيقيس سرعة‬ ‫‪ ، c‬وإذا كاف مبتعداً عن ؼبصدر فسيقيس أيضاً سرعة ‪. c‬‬

‫تشبو ىذه اغبالة اؼبوصوفة حالة أمواج الصوت بالنسبة لراصد ساكن ُب وسط‬ ‫انتشار الصوت‪ ،‬إذ يستقبل الراصد دوماً نفس السرعة للصوت مهما كانت حالة‬

‫اؼبصدر اغبركية بالنسبة لو‪ ،‬وىكذا من اؼبفًتض بالنسبة لراصد يرصد حركة موجة ضوئية‬ ‫ُب وسط انتشارىا‪ ،‬ولكن الوسط الذي يبكن أف يكوف ىو السبب ُب ىذا الثبات‬ ‫بالنسبة للراصد قد ًب اقتالعو‪ ،‬فعلى أي أساس إذاً سنفهم ىذا الثبات؟! أين ىي‬ ‫العالقة أو الصلة اليت بُت الضوء والراصد حبيث تكوف سرعة الضوء اليت يقيسها الراصد‬ ‫ىي دوماً ‪ c‬؟! ال قبد أي صلة أو عالقة بُت إشارة ضوئية وراصد كل ما يفعلو ىو فقط‬ ‫مالحظة تلك اإلشارة‪ ،‬وعليو فإف ثبات سرعة الضوء بالنسبة للراصد أمر ال يبكن فهمو‬ ‫أو تربيره‪ ،‬إال ُب حالتُت‪ ،‬ونبا‪ :‬سكوف الراصد بالنسبة للمصدر‪ ،‬أو وجود وسط‪ ،‬يكوف‬ ‫فيو الراصد ساكناً واؼبصدر متحركاً‪ ،‬كما وبدث ُب حالة أمواج الصوت اليت سبق وأشرنا‬ ‫‪43‬‬


‫إليها ‪ ..‬خالصة القوؿ‪ ،‬أننا أماـ سلوؾ موجي للضوء ولكن من غَت وجود للوسط‬ ‫الذي يربر ذلك السلوؾ‪.‬‬ ‫التناقض الثاني‪ :‬وينشأ بسبب اعبمع بُت سلوؾ الضوء بالنسبة للراصد الذي ُب‬

‫الشطر األوؿ من الفرضية‪ ،‬مع سلوكو الذي نص عليو الشطر الثاين من الفرضية‪.‬‬

‫دبعٌت أف الضوء سينطلق من مصدره دوماً بسرعة ‪ ، c‬وسيستقبل الراصد ىذا‬ ‫الضوء دوماً بنفس السرعة ‪ ، c‬سواء كاف اؼبصدر ساكناً أو متحركاً بالنسبة للراصد‪.‬‬ ‫أوالً‪ :‬ال يبكن فهم‪( :‬ثبات سرعة الضوء بالنسبة للمصدر‪ ،‬رغم حركة اؼبصدر) إال‬ ‫ُب حالة افًتاض طبيعة جسيمية للضوء‪ ،‬ففي الطبيعة اعبسيمية رباف اؼبقذوفات دوماً‬ ‫على سرعة ثابتة بالنسبة ؼبصدرىا اؼبنطلقة منو‪ ،‬وىذا إضافة إىل أنو مل يثبت‪ ،‬يتعارض‬ ‫مع الطبيعة اؼبوجية اؼبثبتة للضوء)‪.‬‬ ‫ثانياً‪ :‬يتولد عن ثبات سرعة الضوء بالنسبة للراصد وبالنسبة للمصدر معاً‪ ،‬رغم‬ ‫وجود حركة نسبية بينهما تناقض حقيقي ال يبكن تفسَته(ٔ)‪.‬‬

‫(ٔ) يشاع أف تناقضات النسبية ىي من قبيل التناقضات الظاىرية‪ ،‬وىي اليت ربتوي على فكرتُت أو‬ ‫وضعُت متعاكسُت‪ ،‬لكل منهما وجود فعلي ُب نفس الوقت‪ ،‬وضربوا لو مثاالً على ذلك‪ :‬مفارقة‬ ‫البلد الغٍت وُب نفس الوقت اؼبليء بالفقر‪ ،‬واغبقيقة أف مفارقات أو تناقضات النسبية ؼبن يتأملها ىي‬ ‫من قبيل التناقضات اغبقيقية‪ ،‬أي وضعُت متعاكسُت‪ ،‬ينقض أحدنبا وجود اآلخر‪ ،‬أي ال هبتمعاف‬ ‫ُب وقت واحد‪ ،‬كاؼبوت واغبياة على سبيل اؼبثاؿ‪ ،‬فالشخص إما اف يكوف حياً أو ميتاً ‪ ،‬جالساً أو‬ ‫واقفاً‪ُ ،‬ب الشرؽ أو ُب الغرب‪ ،‬وىكذا بالنسبة لسرعة الضوء‪ ،‬ال يبكن أف يكوف ؽبا ُب نفس الوقت‬ ‫نفس القيمة بالنسبة للراصد واؼبصدر‪ ،‬رغم وجود حركة بُت الراصد واؼبصدر‪.‬‬

‫‪44‬‬


‫فمن اؼبفًتض منطقياً ورياضياً‪ ،‬أنو إذا كاف للضوء سرعة ثابتة دوماً بالنسبة‬ ‫للمصدر‪ ،‬أف تكوف لو سرعات ـبتلفة بالنسبة للراصد الذي يتحرؾ بالنسبة للمصدر‪،‬‬ ‫ولكن ودبا أنو ًب افًتاض ثبات لسرعة الضوء بالنسبة للراصد‪ ،‬وللمصدر‪ ،‬رغم وجود‬ ‫سرعة نسبية بُت الراصد واؼبصدر فإف ذلك سيندرج على الفور ربت مسمى تناقض‪ ،‬أو‬ ‫(‪ )Paradox‬وتعٍت كما جاء تعريفها من قواميس اللغة اإلقبليزية‪" :‬الوضع غَت اؼبعقوؿ‬ ‫الشتمالو على وضعُت أو كيفيتُت متعاكستُت ال ذبتمعاف"‪ .‬ىذه الثبوتية هبذه الطريقة‪،‬‬ ‫ال يبكن تصورىا أو تفسَتىا إال ُب حالة واحدة فقط‪ ،‬وىي أف للضوء ذكاء وقدرة على‬ ‫االختيار‪ ،‬فإف رأى راصداً من بعيد يتأىب لقياس سرعتو‪ ،‬تقمص الطبيعة اؼبوجية‪ ،‬ففي‬ ‫الطبيعة اؼبوجية يقيس الراصد دوماً سرعة واحدة لألمواج ىي ‪ c‬سواء كاف اؼبصدر‬ ‫الذي أطلقها ساكناً أو متحركاً‪ ،‬وإذا رأى أنو ينطلق من مصدر ناصيتو بيد راصد‬ ‫يتأىب لقياس سرعتو‪ ،‬تقمص الطبيعة اعبسيمية‪ ،‬ففي الطبيعة اعبسيمية رباف‬ ‫اؼبقذوفات دوماً على سرعتها الثػ ػابتة بالنػ ػسبة ؼبص ػدرىا اؼبنطلػ ػقة منو‪ ،‬بغػ ػض النػظر عن‬ ‫حركة ىذا اؼبصدر‪.‬‬ ‫سلوؾ للضوء يرفضو اؼبنطق العقلي واؼبنطق الرياضي‪ ،‬أما اؼبنطق الفيزيػائي فقػد رفػض‬ ‫بشػػكل صػريح ومباشػػر ىػػذه االزدواجيػػة ُب سػػلوؾ الضػػوء عنػػدما أجػػرى الػػدكتور الفرنسػػي‬ ‫ساديو بعد موت آينشتاين بعػدة سػنوات ذبربتػو علػى فنػاء البػوزيًتوف إليكػًتوف‪ ،‬وأكػد مػن‬ ‫خالؽبا الطبيعة اؼبوجية للضوء‪.‬‬ ‫كانت تلك التجربػة كفيلػة هبػدـ النسػبية لػو ًب فهمهػا علػى الوجػو الصػحيح‪ ،‬ولكنهػا‬ ‫وبدالً من ذلك‪ً ،‬ب اعتبارىا من ضمن األدلة على فروض النسبية!‬

‫‪45‬‬


‫بينت تلك التجربة جبالء الطبيعة اؼبوجية للضوء‪ ،‬فاألمواج وحدىا من وبػتف بسػرعة‬ ‫ثابتة ال تتأثر حبركة اؼبصدر‪ ،‬وقد كانػت سػرعة الضػوء ُب تلػك التجربػة ثابتػة عنػد قيمػة ‪c‬‬ ‫بالنسبة لسػطح األرض رغػم حركػة اؼبصػدر‪ ،‬وذلػك يعػٍت ال ؿبالػة سػرعات متغػَتة بالنسػبة‬ ‫للمصػػدر وفقػاً لتحويػػل جػػاليليو؛ لتكػػوف أقػػل مػػن ‪ c‬أمػػاـ اؼبصػػدر‪ ،‬وأكػػرب مػػن ‪ c‬خلػػف‬ ‫اؼبصػػدر‪ ،‬ولكػػن ورغػػم ذلػػك ًب اسػػتنتاج سػػرعة ثابتػػة للضػػوء عنػػد قيمػػة ‪ c‬أمػػاـ وخلػػف‬ ‫اؼبصدر‪.‬‬ ‫ما الذي أدى إىل ذلك االستنتاج الشاذ؟!‬ ‫مصػػدر ذلػػك االسػػتنتاج كػػاف التعمػػيم اؼبسػػتنتج مػػن ذبربػػة مايكلسػػوف ومػػوريل‪ ،‬والػػذي‬ ‫مفاده أف الضوء سيتصرؼ بنفس الكيفية ‪ -‬الػيت حصػلت ُب ذبربػة مايكلسػوف ومػوريل ‪-‬‬ ‫بالنسػػبة ألي مصػػدر‪ ،‬س ػواء كػػاف ذلػػك اؼبصػػدر كػػوين (األرض أو أي جػػرـ فلػ ػكي) ‪ ،‬أو‬ ‫أرضػ ػي (ذرة أو عػ ػربة أو صػ ػاروخ )‪ .‬دبعػػٌت أف الضػػوء وكمػػا ربػػرؾ بسػػرعة واحػػدة ُب صبيػػع‬ ‫االذباىػػات بالنسػػبة لسػػطح األرض ُب ذبربػػة مايكلسػػوف ومػػوريل‪ ،‬سػػيتحرؾ بسػػرعة واجػػدة‬ ‫ُب صبيع االذباىات بالنسبة ألي مصدر متحرؾ على سطح األرض‪.‬‬ ‫والقبػػوؿ بػػذلك يعػػٍت أف الضػػوء ُب (ذبربػػة سػػاديو) ربػػرؾ بسػػرعة ‪ c‬بالنسػػبة لسػػطح‬ ‫األرض (وىذا ىو اؼبثبت ُب تلك التجربػة)‪ ،‬وسػيتحرؾ كػذلك بسػرعة ‪ c‬بالنسػبة ؼبصػدره‬ ‫اؼبنطلق منو والذي يتحرؾ بسرعة ‪ V‬بالنسبة لسطح األرض(وىذا غَت اؼبثبت)!‬ ‫كيف يبكن اعبمع بُت ذلك؟!‬ ‫خل ػػط ب ػػُت اغبق ػػائق واألوى ػػاـ‪ ،‬مل وب ػػدث إال ُب ع ػػامل النس ػػبية‪ ،‬فم ػػن قبل ػػو عُ ػػد م ػػن‬ ‫العلم ػػاء الث ػػوريُت‪ ،‬وم ػػن عص ػػم نفس ػػو‪ ،‬ورف ػػض التس ػػليم‪ ،‬عُ ػػد م ػػن اؼبنطقي ػػُت التقلي ػػديُت‪،‬‬ ‫أصحاب اغبس الفيزيائي السليم!‬ ‫‪46‬‬


‫الثوابت والمتغيرات في ظل النسبية‬ ‫لتقدًن تفسَت لظاىرة ضوئية بسيطة‪ ،‬ىي ثبات سرعة الضوء على سطح كوكبنا‬ ‫(ٔ)‬

‫األزرؽ‪ ،‬حطمت النسبية التبادلية كل الثوابت‪ ،‬فالزمن واألطواؿ والكتل أصبحت كلها‬ ‫متغَتة‪ ،‬وبعد كل ذلك التحطيم والتمزيق‪ ،‬تدعي النسبية اػباصة ُب فرضها األوؿ أف‬ ‫قوانُت الفيزياء واحدة بالنسبة عبميع أنظمة اإلسناد القصورية‪ ،‬فكيف يصح ذلك؟!‬ ‫ًب االدعاء بأف ذلك يصح ربت ربويل جديد ىو ربويل لورنتز‪ ،‬وإذا سألنا عن‬ ‫السبب؟ قيل‪ :‬ألف سرعة الضوء أصبحت ربتو ال متغَتة! ‪ ..‬والسؤاؿ الذي يفرض نفسو‬ ‫بصرؼ النظر عن خطأ أو صحة ىذا التحويل‪ :‬ىل جملرد أف الضوء أصبح ال متغَتاً ربت‬ ‫رموز ىذا التحويل‪ ،‬يتم تعميم ىذا التحويل ليطاؿ كافة جوانب الفيزياء؟!‬ ‫ٔ ‪ -‬زبتلف عن النسبية التقليدية اؼبعروفة من زمن جاليليو ‪ ،‬وتعٍت من وجهة نظر آينشتاين تبادؿ‬ ‫القياسات‪ ،‬أي أف كل راصد سَتى قياساتو اليت هبريها ُب نظاـ إسناده اػباص بو طبيعية ليس فيها‬ ‫أي تغَت‪ ،‬بينما يرى تغَتاً عندما هبري قياسات ألشياء ُب أنظمة إسناد أخرى‪ ،‬على سبيل اؼبثاؿ‪:‬‬ ‫عندما هبري قياساً لطوؿ مسطرة حبوزتو فسَتاىا ُب طوؽبا الطبيعي‪ ،‬وعندما يقوـ بقياس طوؿ نفس‬ ‫ىذه اؼبسطرة لغَته ُب نظاـ إسناد آخر يرى طوؽبا قد تقلص‪ ،‬وىذا الذي تقلصت مسطرتو بالنسبة‬ ‫للراصد األوؿ يرى أف مسطرتو بطوؽبا الطبيعي‪ ،‬مل وبدث ؽبا أي تقلص‪ ،‬وُب نفس الوقت يرى أف‬ ‫قوؿ ليس عليو دليل‪ ،‬وإضافة إىل‬ ‫مسطرة زميلو اؼبتحرؾ بالنسبة إليو ىي اؼبتقلصة! إضافة إىل أف ىذا ٌ‬ ‫أنو غَت واضح وغامض إىل أقصى درجة‪ ،‬فهو يؤدي إىل معٌت غَت مقبوؿ لكل صاحب لب‪ ،‬وىو‬ ‫أف اؼبساطر ستكوف متقلصة وغَت متقلصة ُب نفس الوقت‪ ،‬والساعات ستكوف متباطئة ومتسارعة ُب‬ ‫نفس الوقت‪ ،‬وىكذا الكتل‪ ،‬وكل قوانُت الفيزياء‪ ،‬ىي متغَتة وال متغَتة ُب نفس الوقت‪ ،‬وكل من‬ ‫درس علوـ اؼبنطق‪ ،‬يعلم أف ىذا فبا يندرج ربت مسمى‪( :‬تناقض)‪.‬‬

‫‪47‬‬


‫ولو سلمنا هبذا الشموؿ للتحويل‪ ،‬ىل سنسلم أيضاً بأف قوانُت الفيزياء ستبقى‬ ‫على حاؽبا‪ ،‬واحدة بالنسبة عبميع أنظمة اإلسناد القصورية؟!‬ ‫لن تبقى قوانُت الفيزياء كما ىي واحدة بالنسبة عبميع أنظمة اإلسناد‪ ،‬بينما‬ ‫القياسات اؼبتبادلة لتلك القوانُت ليست ىي نفسها‪.‬‬ ‫فمن اؼبعلوـ أف القياسات اؼبتبادلة هبب أف تكوف متساوية (كأف يقيس راصد نفس‬ ‫مقادير األطواؿ‪ ،‬أو نفس قيم القوى اليت يقيسها غَته ُب نظاـ إسناد آخر) فإذا مل‬ ‫يتفق راصداف ُب نظامي إسناد عػلى قيػاس واحػد ؼبقدار تأثَت قوة ما على جسم ما‬ ‫موجود ُب أحػد النػظامُت‪ ،‬فػلن تكػوف قوانػُت الفػيزياء عنػدنبا واحػدة‪.‬‬ ‫ومن اؼبفًتض وبنفس اؼبنطق حصوؿ ذلك ربت ربويل لورنتز‪ ،‬فلكي نقوؿ‪ :‬إف‬ ‫قوانُت الفيزياء واحدة بالنسبة للجميع‪ ،‬هبب أف يتحد اعبميع على نفس القياس لتأثَت‬ ‫قانوف فيزيائي يبارس فعلو ُب أحد أنظمة اإلسناد بعينو‪.‬‬ ‫على سبيل اؼبثاؿ‪ :‬لو أننا سلمنا بتقلص األطواؿ الذي أماله علينا ربويل لورنتز‪،‬‬ ‫فيجب أف يتفق صبيع اؼبالحظُت ُب صبيع أنظمة اإلسناد ‪ -‬دبا فيهم نظاـ اإلسناد الذي‬ ‫فيو الطوؿ اؼبتقلص ‪ -‬على نفس القياس للطوؿ اؼبتقلص‪ ،‬عندىا يبكن أف نقوؿ‪ :‬إف‬ ‫قوانُت الفيزياء واحدة بالنسبة عبميع أنظمة اإلسناد القصورية‪.‬‬ ‫أما وأف أحدىم قاس الطوؿ الطبيعي‪ ،‬واآلخر قاسو متقلصاً‪ ،‬واألدىى أف ينعكس‬

‫األمر فيتبادؿ الراصداف الوصف لطوؿ آخر توفر عند الراصد الذي مل يكن الطوؿ األوؿ‬ ‫حبوزتو‪ ،‬فيقوؿ أحدنبا‪ :‬مسطرٌب ُب طوؽبا الطبيعي ومسطرتك قصَتة‪ ،‬ويقوؿ اآلخر‪:‬‬ ‫مسطرٌب ُب طوؽبا الطبيعي ومسطرتك قصَتة! فلن تكوف قوانُت الفيزياء حينئذ ىي‬ ‫الواحدة‪ ،‬بل قوانُت من عامل آخر‪ ،‬أقرب إىل عامل السحر والشعوذة ىي الواحدة‪.‬‬ ‫‪48‬‬


‫البرىان الرياضي على فرضيّ ة ثبات سرع ة الضوء‬ ‫ال يوجد برىاف عملي مباشر من ذبربة أو رصد فلكي على صحة فرضية ثبات‬ ‫سرعة الضوء اؼبطلقة اؼبقًتحة من قِبل آينشتاين‪ ،‬تأكد ذلك بعد مراجعة كل التجارب‬ ‫اليت يقاؿ أهنا تؤيد الثبوتية اؼبطلقة لسرعة الضوء‪ ،‬فوجد أهنا تؤيد فقط ثبات سرعة‬ ‫الضوء بالنسبة لسطح األرض‪.‬‬ ‫أما الربىاف الفعلي على ىذه الفرضية فكاف رياضياً‪ ،‬من خالؿ معاعبة رياضية‪،‬‬ ‫أُثبت فيها بشكل ظاىري قدرة ربويل آخر غَت ربويل جاليليو على احملافظة على ثبات‬ ‫سرعة الضوء بالنسبة للجميع‪ ،‬وقد ًب ذلك قياساً على اؼببدأ الفيزيائي اؼبعروؼ (ثبات‬

‫وعدـ تغَت األطواؿ ربت ربويل جاليليو)‪ ،‬فاألطواؿ تبقى مقداراً ثابتاً ال يتغَت عند‬ ‫قياسها من أي نظاـ إسناد متحرؾ بالنسبة لنظاـ اإلسناد الذي تبدو فيو األطواؿ‬ ‫ساكنة‪.‬‬ ‫وعليو فمن وجهة النظر النسبية‪ ،‬فإف النبضة الضوئية اؼبنتشرة على شكل كرة‬ ‫منتفخة بسرعة الضوء‪ ،‬ىي كذلك كرة منتفخة بسرعة الضوء بالنسبة ألي نظاـ إسناد‬ ‫قصوري متحرؾ‪ ،‬وىذا لن يكوف إال ربت ربويل جديد ىو ربويل لورنتز‪ ،‬وصيغتو ُب‬ ‫حالة اغبركة ُب احملور السيٍت ىي‪:‬‬ ‫‪t  v / c2 x‬‬ ‫‪1  v2 c2‬‬

‫‪t ‬‬ ‫‪/‬‬

‫‪y y, z z‬‬ ‫‪/‬‬

‫‪/‬‬

‫‪49‬‬

‫‪,‬‬

‫‪x  vt‬‬ ‫‪1  v2 c2‬‬

‫‪x ‬‬ ‫‪/‬‬


‫●‬ ‫ل مسطرتي‬

‫ىذا القياس الذي تم على أساسو برىان ثبات سرعة الضوء ال يصح‪ ،‬ىناك فرق بين القياسات وبين‬ ‫المعادالت‪ ،‬فاألطوال تبقى قياساتها ثابتة تحت تحويل جاليليو وكذلك القوى‪ ،‬والسبب أنها عبارة عن‬ ‫ناتج طرح مسافتين أو سرعتين‪ ،‬أما المعادالت فليست لها قياسات ثابتة بل أشكال ثابتة‪ ،‬وتساوي‬ ‫أشكال المعادالت‪ ،‬ال يعني أن قياساتها ثابتة أو أنها تصف نفس الشكل‪ ،‬والدليل على ذلك أن‬ ‫معادالت الكرات في كل العالم‪ ،‬كبيرىا وصغيرىا‪ ،‬كلها متساوية‪ ،‬فليست حجة إذاً القول‪ :‬إن تساوي‬

‫معادالت الكرات يعني أن الراصدين يشاىدان نفس الكرة كما يشاىدان نفس الطول المقاس‪.‬‬

‫‪51‬‬


‫ويُع ػػزى ى ػػذا الربى ػػاف ُب الكتاب ػػات العلميػ ػة آلينش ػػتاين‪ ،‬عل ػػى ال ػػرغم م ػػن أف واض ػػع‬

‫التحويػػل الػػذي ىػػو أسػػاس ىػػذا الربىػػاف ىػػو لػػورنتز‪ ،‬وحقيقػػة ىػػذا الربىػػاف ‪ -‬بغػػض النظػػر‬ ‫عػػن صػػاحبو ‪ -‬صػػرح هبػػا سػػتيفن ىػػوكنج ُب كتابػػو (مػػوجز ُب تػػاريب الزمػػاف) حػػُت قػػاؿ‪:‬‬ ‫"لقػػد كػػاف برىػػاف آينشػػتاين عظيم ػاً ُب إثبػػات أف جبهػػة اؼبوجػػة الضػػوئية ؽبػػا شػػكل كػػروي‬ ‫بالنسبة عبميع الراصػدين"‪ .‬وىػو يعػٍت بػال ريػب ذلػك الربىػاف الرياضػي اؼببسػوط شػرحو ُب‬ ‫الكتب العلمية‪ ،‬تأملو ُب كتاب بَتكلي‪ ،‬اعبزء اػباص باؼبيكانيكا‪:‬‬

‫"اعتػػرب أوالً موجػػة ضػػوئية منبعثػػة مػػن مصػػدر نقطػػي‪ُ ،‬ب ىػػذه اغبالػػة سػػيكوف صػػدر‬ ‫اؼبوجة عبارة عن كرة عند رؤيتػو ُب منػاط اإلسػناد الػذي يكػوف فيػو اؼبصػدر سػاكناً‪ ،‬ولكػن‬ ‫بنػػاء علػػى مبػػدأنا اعبديػػد هبػػب أف يكػػوف صػػدر اؼبوجػػة كػػرة عنػػد رؤيتهػػا ُب منػػاط إسػػناد‬ ‫يتحرؾ حركة منتظمة بالنسبة للمصدر"‪.‬‬ ‫اؼبنػػاط ‪S‬‬

‫فػػإذا فرضػػنا أف مصػػدراً ضػػوئياً موجػػوداً ُب‬ ‫صدر اؼبوجة الكروية اؼبنبعثة ُب اللحظة ‪ t  0‬ىي‪:‬‬

‫عنػػد نقطػػة األصػػل‪ ،‬فػػإف معادلػػة‬

‫‪x 2  y 2  z 2  c 2t 2‬‬ ‫‪/‬‬ ‫اؼبعرؼ باحملاور ‪t /‬‬ ‫وُب اؼبناط ‪ّ S‬‬

‫اؼبوجػة الكروية ىي‪:‬‬

‫‪2‬‬

‫‪X / ، Y/، Z / ،‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪2‬‬

‫هبب أف تكوف معادلػػة صػدر‬

‫‪2‬‬

‫‪x /  y /  z /  c 2t /‬‬

‫عوض من ربويل لورنتز عن قيم ‪ x / ، y / ، z / ، t /‬ينشأ لدينا‪:‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪2‬‬

‫‪2‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪  y2  z 2  c2  t  v / c x ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ 1  2 ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪51‬‬

‫‪ x  vt‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ 1  2‬‬ ‫‪‬‬


‫بعد خلط وترتيب اغبدود ينشأ لدينا‪:‬‬

‫‪‬‬

‫ومنػػو‪:‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪x2 1  v2 / c2‬‬ ‫‪c 2t 2 1  v 2 / c 2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪y z ‬‬ ‫‪1  v2 / c2‬‬ ‫‪1  v2 / c2‬‬

‫‪x 2  y 2  z 2  c 2t 2‬‬

‫وىي معادلة كرة بالنسبة للراصد الساكن‪.‬‬

‫وىكػػذا فػػإف ىػػذه الطريقػػة مػػن الوجهػػة النسػػبوية سػػتكوف الربىػػاف علػػى صػػحة سباثػػل‬ ‫االنتشار الكروي بسرعة الضوء (أو ثبات ‪ ،) c‬ومن ٍب صحة ربويل لورنتز(ٔ)‪.‬‬

‫ٔ‪ُ -‬ب الغالب ترجع ىذه الطريقة ُب الربىنة على ثبوتية سرعة الضوء إىل لورنتز نفسو‪ ،‬فعملية اشتقاؽ‬ ‫التحويل (وىي كما ثبت من عمل لورنتز) ال تنفصل عن عملية الربىنة عليو‪ ،‬وقد وضعها ليحاف‬ ‫على ثبات سرعة الضوء ُب انتشاره العاـ‪ ،‬وذلك ال يكوف إال إذا انتشر الضوء بشكل متزامن ُب‬ ‫صبيع األكباء‪ ،‬والشكل الذي يعرب عن ىذا االنتشار ىو الشكل الكروي‪ ،‬ومعادلتو ىي اؼبعروفة‬ ‫بشكلها الرياضي‪ ، x 2  y 2  z 2  c 2 t 2  0 :‬وسيكوف شكلها من وجهة نظر راصد آخر‬ ‫متحرؾ ىو‪ ، x / 2  y / 2  z / 2  c 2t / 2  0 :‬وحصوؿ اؼبساواة بُت ىاتُت اؼبعادلتُت أمر طبيعي‪،‬‬ ‫بسبب أف كالً منهما مساوية للصفر‪ ،‬وىي مساواة شكلية‪ ،‬أي تساوي أشكاؿ اؼبعادالت فقط‪،‬‬ ‫وليس التساوي دبعٌت االشًتاؾ ُب وصف نفس النبضة الضوئية‪ ،‬والدليل على ذلك أف معادالت‬ ‫كرات العامل كلها مساوية للصفر‪ ،‬وكلها يبكن مساواهتا ببعضها البعض‪ ،‬أما من الناحية الفيزيائية‬ ‫فكل معادلة منهما تصف نبضة ضوئية ـبتلفة عن األخرى‪ ،‬والسبب زبربنا بو رموز اؼبعادلتُت‬ ‫نفسيهما‪ ،‬فكل معادلة ىي لنبضة كروية مركزىا ىو نظاـ اإلحداثيات اػباص هبا‪ ،‬وبذلك سيكوف‬ ‫لدينا مركزين‪ :‬مركز خاص بالكرة ُب نظاـ اإلحداثيات اؼبتحرؾ‪ ،‬وآخر خاص بكرة ُب نظاـ‬ ‫اإلحداثيات الساكن‪.‬‬

‫‪52‬‬


‫وفقاً للتصور النسبوي‪ ،‬ستنطلق نبضة ضوئية عند للحظة ‪ ، t  t /  0‬وبعد مرور فترة‬ ‫زمنيّة من انطالقها يكون المصدر الموجود في مركز مرجع اإلسناد ‪ S /‬قد قطع المسافة ‪vt‬‬ ‫وتكون النبضة الضوئيّة قد انتفخت منتشرة بسرعة الضوء وبلغت نصف القطر ‪ ct‬بالنسبة‬

‫للراصد ‪ ، o‬ونصف قطر ‪ ct /‬بالنسبة للراصد ‪ .. o /‬يُدَّعى في ىذا التصور‪ ،‬أن الراصد ‪o /‬‬ ‫اليزال يرى نفسو في مركز نفس ىذه النبضة التي يتواجد في م رك زى ا ال راص د الس اك ن ‪، o‬‬

‫ولم ن ج د ط ريق ة لل تع ب ير ب الرس م ع ن ى ذا ال تص ور‪.‬‬

‫‪53‬‬


‫تحويل لورنتز بين الحقيقة والخيال‬ ‫نقصد باػبياؿ‪ :‬طريقة آينشتاين ُب استنتاج ربويل لورنتز‪ ،‬وقد أخذناىا من كتاب‬

‫النسبية آلينشتاين نفسو‪ ،‬النسخة اؼبًتصبة(ٔ)‪ ،‬والغرض من عرض طريقة آينشتاين ىو‬ ‫لعمل مقارنو بُت طريقتو والطريقة األصلية اليت استنتج هبا لورنتز ربويلو‪ ،‬والغرض من‬ ‫عمل ىذه اؼبقارنة‪ ،‬ىو إلظهار مدى التكلف واؼببالغة‪ ،‬واػبياؿ اؼبصطنع ُب طريقة‬ ‫آينشتاين ُب استنباط التحويل‪ ،‬فإىل خياؿ آينشتاين أوالً‪:‬‬ ‫جاء ُب كتاب (النسبية آلينشتاين) الفصل اغبادي عشر‪ ،‬ربت عنواف‪ :‬طريقة‬ ‫بسيطة الستنباط ربويل لورنتز ما يلي‪:‬‬ ‫"اشارة ضوئية تسَت على طوؿ االذباه اؼبوجب للمحور‬

‫‪X‬‬

‫وفقاً للمعادلة‪:‬‬

‫‪)ٔ(........................... x  ct  0‬‬

‫ٔ‪ -‬ىذا الكتاب‪ ،‬ىو ترصبة للدكتور أدىم السماف ُب مركز الدراسات العسكرية بدمشق‪ ،‬وقد‬ ‫نقلت عنو النص بدوف تصرؼ ُب معادالتو أو لغتو‪ ،‬وقد قاـ مركز الدراسات ُب دمشق مشكورين‬ ‫هبذه الًتصبة بغرض الفائدة‪ ،‬ولكٍت أربدى أي قارئ أف وبصل من ىذا الكتاب على فائدة واحدة‪،‬‬ ‫فهو كتاب مستثٌت من القاعدة اؼبشهورة‪( :‬ال ىبلو كتاب من فائدة)‪ ،‬والسبب أنو ركاـ من‬ ‫الفلسفات غَت اؼبعقولة‪ ،‬واػبياالت غَت الواقعية‪ ،‬واالفًتاضات غَت اؼبربرة‪ ،‬ال نرى غرضاً ؽبا سوى‬ ‫تضخيم النسبية وإعطائها فوؽ ما تستحق من األنبية‪.‬‬

‫‪54‬‬


‫ودبا أف اإلشارة الضوئية نفسها تسَت بالنسبة ل ػ ‪ K /‬بالسرعة ‪ c‬أيضاً ‪ ،‬فإف لنا‬ ‫‪)ٕ( ....................... x /  ct /  0‬‬ ‫الصيغة اؼبشاهبة التالية‪:‬‬ ‫اف ىاتُت النقطتُت اؼبكانيتُت الزمانيتُت (اغبادثُت) اللتُت تستجيباف لػ ‪ c‬أيضاً‪.‬‬ ‫ومن الواضح أف ىذا يتحقق عندما تتحقق عموماً العالقة‪:‬‬ ‫) ‪)ٖ(................... ( x /  ct / )   ( x  ct‬‬ ‫حيث ‪ ‬سبثل ثابتاً ‪ ،‬ألف (ٖ) تدؿ على أف انعداـ ‪ x  ct‬يؤدي إىل انعداـ‬ ‫‪. x /  ct /‬‬

‫‪X‬‬

‫وإذا كررنا احملاكمة نفسها على إشارة ضوئية تسَت ُب االذباه السالب على احملور‬ ‫‪ ،‬قبد الشرط‪:‬‬ ‫) ‪)ٗ( .................. ( x /  ct / )   ( x  ct‬‬

‫وبإضافة اؼبعادلتُت (ٖ) و (ٗ) طرفاً إىل طرؼ‪ٍ ،‬ب بطرحهما طرفاً من طرؼ‪،‬‬ ‫وبإدخاؿ الثابتُت اآلخرين ‪ a‬و ‪ b‬بدالً من ‪ ‬و ‪ ‬ألسباب تسهيلية حيث‪:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪، a‬‬

‫‪‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪b‬‬

‫كبصل على اؼبعادلتُت‪:‬‬ ‫‪x /  ax  bct‬‬

‫‪)٘(.......................... ct /  act  bx‬‬ ‫‪55‬‬


‫وبذلك سنجد حل مسألتنا إذا عرفنا الثابتُت ‪ a‬و ‪ ، b‬ونبا ينتجاف من‬ ‫احملاكمة التالية‪.‬‬ ‫من أصل مركز اعبملة ‪ k /‬لدينا دوما ‪ x /  0‬وبذلك تعطينا أوىل اؼبعادلتُت(٘)‪:‬‬ ‫‪bc‬‬ ‫‪t‬‬ ‫‪a‬‬

‫‪x/ ‬‬

‫وإذا رمزنا ‪ v‬لسرعة أصل ‪ k /‬بالنسبة ل ػ ‪ k‬يكوف لنا‪:‬‬ ‫‪bc‬‬ ‫‪a‬‬

‫‪)ٙ(........................ v ‬‬

‫إف نفس قيمة ‪ v‬يبكن إهبادىا من اؼبعادلتُت (٘) إذا حسبنا سرعة نقطة أخرى‬ ‫من ‪ k /‬بالنسبة ل ػ ‪ ، k‬أو سرعة نقطة من ‪ k‬النسبة ل ػ ‪( k /‬وىي موجهة باالذباه‬ ‫السالب للمحور ‪ ) X‬ودبوجز القوؿ نستطيع أف نسمي ‪ v‬السرعة النسبية للجملتُت ‪.‬‬ ‫وفوؽ ذلك‪ ،‬يعلمنا مبدأ النسبية أننا لو نظرنا من ‪ k‬إىل قضيب واحدة الطوؿ‬ ‫الساكن ُب ‪ k /‬على طوؿ احملور ‪ X /‬فسيكوف طولو مساوياً طوؿ قضيب واحدة الطوؿ‬ ‫الساكن على احملور ‪ُ k‬ب‬

‫‪X‬‬

‫كما يبدو من ‪. k /‬‬

‫ولكي نرى كيف تظهر نقاط‬

‫احملور ‪X /‬‬

‫منظورة من اعبملة ‪ k‬يكفي أف نلتقط‬

‫صورة خاطفة لػ ‪ k /‬من ‪ ، k‬وىذا نعٍت أف علينا أف نعطي قيمة خاصة ل ػ ‪( t‬زمن‬ ‫‪ ، ) k‬ولتكن ( ‪. ) t  0‬‬ ‫فمن أجل قيمة ‪ t‬ىذه‪ ،‬قبد من أوىل اؼبعادلتُت (٘) ‪:‬‬ ‫‪56‬‬


‫‪x /  ax‬‬ ‫‪/‬‬ ‫فالنقطتاف من احملور ‪ x‬اؼبفصولتاف اؼبسافة ‪ x /  I‬اؼبقيسة ُب ‪ k /‬تبدواف‬ ‫على الصورة اػباطفة مفصولتُت باؼبسافة‪:‬‬

‫‪I‬‬ ‫‪a‬‬

‫‪)ٚ( ....................... x ‬‬

‫ولكن لو التقطت الصورة اػباطفة من ( ‪ ، k / ) t /  0‬ولو أسقطنا ‪ t‬من‬ ‫بُت اؼبعادلتُت (٘) ‪ ،‬وأخذنا الصيغة (‪ )ٙ‬بعُت االعتبار‪ ،‬قبد ‪:‬‬ ‫‪v2‬‬ ‫‪)x‬‬ ‫‪c2‬‬

‫‪x /  a (1 ‬‬

‫ومن ىنا نستنتج أف النقطتُت من احملور‬ ‫ستمثالف على صورتنا اػباطفة باؼبسافة‪:‬‬

‫‪X‬‬

‫اؼبفصولتُت باؼبسافة ‪( I‬بالنسبة ل ػ ‪) k‬‬

‫‪v2‬‬ ‫) ‪ٚ(.................... x  a (1  2‬ب)‬ ‫‪c‬‬ ‫‪/‬‬

‫لكن الصورتُت اػباطفتُت نبا ‪ ،‬دبوجب ما قلنا ‪ ،‬متماثلتاف سباماً ‪ ،‬وىذا يعٍت أف‬ ‫‪ x‬الواردة ُب (‪ )ٚ‬هبب أف تساوي ‪ x /‬الواردة ُب (‪ٚ‬ب)‪ ،‬فبا يعطي‪:‬‬ ‫‪I‬‬

‫‪2‬‬ ‫‪ٚ(................... a  1  v 2 c 2‬ج)‬

‫‪57‬‬


‫إف اؼبعادلتُت (‪ )ٙ‬و (‪ٚ‬ج) تعنياف الثابتُت ( ‪ ) b , a‬فإذا وضعنا قيميت ىذين‬ ‫الثابتُت ُب (٘) كبصل على اؼبعادلتُت األوىل والرابعة الواردتُت ُب الفصل (ٔ​ٔ) أي‪:‬‬ ‫‪t  v / c2 x‬‬ ‫‪1  v2 c2‬‬

‫‪x  vt‬‬

‫‪t ‬‬ ‫‪/‬‬

‫‪1  v2 c2‬‬

‫وىكذا حصلنا على ربويل لورنتز من اجل حادثُت على احملور‬ ‫للشرط ‪." x / 2  c2t / 2  x2  c2t 2 :‬‬

‫‪58‬‬

‫‪x/ ‬‬

‫‪X‬‬

‫وىو يستجيب‬


‫طريقة لورنتز في اشتقاقو لتحويلو‪:‬‬ ‫كاف ما عرضناه ىو اعبزء األىم من طريقة آينشتاين الشتقاؽ ىذا التحويل‪،‬‬ ‫واألقرب إىل الواقع أهنا نص كتايب ُب الدعاية واإلعالف؛ ليستنطق اؼبشاىد من خالؿ‬ ‫رموزه أ ْف ىذه نسبية آينشتاين اليت فوؽ كل تصور عقل طبيعي! فكيف بو وقد وصفها‬ ‫بالطريقة البسيطة؟! بينما ىي طريقة معقدة‪ ،‬وغَت قابلة للفهم بطريقة بديهية أو غَت‬ ‫بديهية؛ الحتوائها على عدد ىائل من اؼبعادالت واؼبعامالت اليت بال داعي‪ ،‬واػبالية من‬ ‫أي معٌت فيزيائي واضح‪ ،‬تأكدوا من كل ذلك ُب عرضنا للطريقة اؼببسطة اغبقيقية اليت‬ ‫استنتج هبا لورنتز ربويلو‪.‬‬ ‫بدأت قصة اشتقاؽ ىذا التحويل دبشاىد جدية‪ ،‬عندما حاوؿ فيتزجرالد تفسَت‬ ‫النتيجة السلبية لتجربة مايكلسوف وموريل‪ ،‬ووصل ُب هناية ؿباولتو إىل أف األجساـ هبب‬ ‫أف تتقلص ُب اذباه حركتها باؼبعامل‪.)ٔ( 1   2 :‬‬ ‫ٔ‪ً -‬ب اشتقاؽ ىذا اؼبعامل دبساعدة لورنتز‪ ،‬وقد اشتقو بطريقة مباشرة وبسيطة من مسارات‬ ‫اإلشارات الضوئية ُب أذرع جهاز مايكلسوف‪ ،‬والتقلص هبذا اؼبعامل سيالحظو فقط الراصد الساكن‬ ‫بالنسبة لألثَت‪ ،‬وسيصفو بتعبَته الرياضي‪ ، l  l0 1   2 :‬حيث ‪ l‬قياسو للطوؿ اؼبتحرؾ‪،‬‬ ‫‪ l0‬ىو الطوؿ اغبقيقي قبل أف يتقلص‪ ،‬أما من وجهة نظر الراصد اؼبتحرؾ مع الطوؿ فلن يشعر‬ ‫هبذا التقلص‪ ،‬والسبب أف وحدات الطوؿ نفسها عنده قد تقلصت؛ لذلك سيبقى قياسو للطوؿ‬ ‫على حالو وىو ‪ l0‬أو ‪ .. l /‬من وجهة النظر األثَتية فإف ىذه العالقة مطلقة‪ ،‬أي أف قياسات‬ ‫األطواؿ تبقى على حاؽبا ال تتغَت بالنسبة للراصدين‪ ،‬فالساكن ُب األثَت يرى األطواؿ اؼبتحركة أقصر‪،‬‬ ‫واؼبتحرؾ عرب األثَت يرى األطواؿ الساكنة بالنسبة لألثَت أطوؿ‪ ،‬ىذا ما ىبرب بو اؼبنطق الفيزيائي‪،‬‬ ‫وأيضاً الرياضي اؼبتجسد ُب التحويل ‪ ..‬ىذا اؼبنطق ًب اقتالعو باقتالع األثَت‪ ،‬وجيء دبنطق آخر ىو‬ ‫النسبية التبادلية حيث القياسات متغَتة وال متغَتة ُب نفس الوقت بالنسبة لكال الراصدين ‪.‬‬

‫‪59‬‬


‫بعد ذلك‪ ،‬قاـ لورنتز بقسمة الشق األيبن من ربويل جاليليو على اؼبعامل الذي‬ ‫افًتضو فيتزجرالد فأصبح لدينا التحويل اؼبكاين اؼبعدؿ‪:‬‬ ‫‪z/  z‬‬

‫‪y/  y ,‬‬

‫‪,‬‬

‫‪x  vt‬‬ ‫‪1  2‬‬

‫‪x/ ‬‬

‫وىكذا بافًتاض واحد فقط وعملية واحدة استنتج لورنتز ربويالتو اؼبكانية اعبديدة‪،‬‬ ‫ومن أجل استنتاج التحويل الزماين مل يفًتض لورنتز معامالً للتباطؤ ُب الزمن ويقحمو‬ ‫إقحاماً كما حصل مع الطوؿ‪ ،‬بل ىو معامل انتزعو من سرعة اإلشارة وألصقو بزمنها‬ ‫لتصبح السرعة ثابتة والزمن متغَت‪ ،‬وكاف ذلك على النحو التايل‪.‬‬ ‫إذا أطلق راصد متحرؾ بالنسبة لألثَت نبضة ضوئية من مصدر ضوئي حبوزتو‪،‬‬ ‫فستنتشر ىذه النبضة على شكل كرة منتفخة بسرعة الضوء‪ ،‬وسيكوف مركزىا الدائم ىو‬ ‫ىذا اؼبصدر اؼبتحرؾ ‪ ،‬وهبب أف تنتشر كذلك على شكل كرة ضوئية منتفخة بسرعة‬ ‫الضوء بالنسبة لألثَت ‪ ،‬أي أف مركزىا ىي تلك النقطة الساكنة ُب األثَت اليت بدأت‬ ‫االنطالؽ منها ‪ ،‬فإذا عمل مساواة بُت معادليت االنتشار الكروي للضوء على غرار‬ ‫اؼبساواة بُت األطواؿ الالمتغَتة ربت ربويل جاليليو‪ ،‬فعندىا سيتمكن من استنتاج ربويلو‬ ‫للزمن الذي سيحاف على سباثل االنتشار الكروي للضوء بسرعة ‪ ، c‬وكاف تعبَته‬ ‫الرياضي الذي جسد ذلك التصور على النحو‪:‬‬

‫‪61‬‬


‫‪x 2  y 2  z 2  c 2t 2  x / 2  y / 2  z / 2  c 2t / 2‬‬

‫حيث الشق األيبن ىو النبضة الضوئية من وجهة نظر الراصد اؼبتحرؾ‪ ،‬والشق‬ ‫(ٔ)‬

‫األيسر ىو النبضة الضوئية من وجهة نظر الراصد الساكن بالنسبة لألثَت ‪.‬‬ ‫بعد عملية اؼبساواة‪ ،‬قاـ لورنتز بالتعويض عن االحداثيات اؼبكانية ذات الشرطة اليت‬ ‫ُب الطرؼ األيبن دبا يناسبها من التحويل اؼبكاين اعبديد‪ ،‬ليصبح لدينا اؼبعادلة‪:‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ x  vt ‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2 2‬‬ ‫‪ y / 2  z / 2  c 2t /‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪x  y  z c t  ‬‬ ‫‪ 1   2 ‬‬

‫ٔ‪ -‬كاف االعتقاد‪ ،‬وال يزاؿ سائداً‪ ،‬أف اػبلط بُت الطبيعة اؼبوجية للضوء والطبيعة اعبسيمة لو قد بدأ‬ ‫مع ظهور الفوتوف‪ ،‬واغبقيقة أنو بدأ من ىذه النقطة‪ ،‬حُت وصف لورنتز ُب أواخر القرف التاسع عشر‬ ‫ُب اشتقاقو لتحويلو انتشاراً للنبضة الضوئية‪ ،‬مرة معتمداً على حركة اؼبصدر‪ ،‬ومرة غَت معتمد على‬ ‫حركة اؼبصدر‪ ،‬فحُت افًتض أف النبضة اؼبنطلقة من اؼبصدر اؼبتحرؾ تنتشر انتشاراً كروياً بالنسبة‬ ‫لألثَت‪ ،‬ويظل مركزىا ثابتاً بالنسبة لألثَت‪ ،‬فهو ُب اغبقيقة قد وصف انتشاراً موجياً لنبضة ضوئية كروية‬ ‫ال خالؼ عليو‪ ،‬ولكنو حُت افًتض أهنا ُب نفس الوقت تنتفب على شكل كرة بسرعة الضوء‪ ،‬مركزىا‬ ‫الدائم ىو ىذا اؼبصدر اؼبتحرؾ‪ ،‬فقد افًتض الطبيعة اعبسيمية للضوء‪ .‬ففي الطبيعة اعبسيمية وبدث‬ ‫االنتشار هبذا الشكل‪ ،‬وىو يشبو حركة رصاصات منطلقة ُب الفضاء ُب صبيع االذباىات من‬ ‫مصدرىا اؼبتحرؾ‪ ،‬كعربة عسكرية ؽبا مدفع رشاش بعدد كبَت من الفوىات اؼبوجهة ُب صبيع‬ ‫االذباىات‪ ،‬سينتشر الرصاص على شكل كرة يظل مركزىا الدائم ىو العربة اؼبتحركة ‪ ..‬كيف يبكن‬ ‫التوفيق بُت ىاتُت الكرتُت اؼبنتشرتُت عند لورنتز‪ ،‬كرة جسيمية‪ ،‬وأخرى موجية؟! كرة ظلت منتشرة‬ ‫بالنسبة ؼبركزىا اؼبثبت ُب حبر األثَت‪ ،‬واألخرى متحركة مع مصدرىا اؼبنطلق؟ إما أف لدينا كرتُت‬ ‫ضوئيتُت‪ ،‬وىذا خالؼ اؼبفًتض‪ ،‬أو كرة دبركزين‪ ،‬وىذا يتعارض مع مبادئ اؽبندسة‪.‬‬

‫‪61‬‬


‫استخلص لورنتز من ىذه اؼبعادلة بطرؽ جربية حبتة ومباشرة‪ ،‬قيمة ‪ t /‬اليت ُب أقصػى‬ ‫الطػػرؼ األيبػػن مػػن اؼبعادلػػة‪ ،‬وذلػػك بوضػػع ‪ُ t / 2‬ب طػػرؼ‪ ،‬وبػػاقي اؼبعادلػػة ُب طػػرؼ‪ٍ ،‬ب‬ ‫بفك األقواس وإجراء االختصارات‪ ،‬وأخذ اعبذر الًتبيعػي‪ ،‬ينشػأ لػدينا مػا يسػمى بتحويػل‬ ‫لورنتز للزمن والذي صيغتو‪:‬‬

‫‪t  v / c2 x‬‬ ‫‪1  2‬‬

‫‪t ‬‬ ‫‪/‬‬

‫الح ُب ىذه الطريقة كيف أهنػا واضػحة ومباشػرة‪ ،‬لػيس فيهػا إال افػًتاض واحػد ىػو‬ ‫اف ػًتاض تقلػػص الطػػوؿ‪ ،‬ومعادلػػة واحػػدة‪ ،‬ىػػي معادلػػة الك ػرتُت‪ ،‬بعكػػس طريقػػة آينشػػتاين‬ ‫اػبيالية اؼبتخمة بالرموز واؼبعادالت اليت بال داعي‪ ،‬والحػ ُب معادلػة الكػرتُت كيػف سبػت‬ ‫عملية اؼببادلػة بػُت خصػائص ‪ t‬و ‪ ، c‬فالشػرطة ىػي ُب األصػل خاصػة بػ ػ ػ ػ ‪ ، c‬ولكػن ًب‬ ‫زحلقتها وإلصاقها بػ ػ ‪ ، t‬لتصبح ‪ t‬ىي اؼبتغػَتة و ‪ c‬ىػي اؼبقػدار الثابػت ُب اؼبعػادلتُت‪،‬‬ ‫تأكد من حصوؿ ىذه اؼببادلة ُب الفصل التايل‪ :‬خطأ ربويل لورنتز والنسبية اػباصة‪.‬‬

‫‪62‬‬


‫الفصل الثاين‬ ‫خطأ تحويل لورنتز والنسبية الخاصة‬

‫‪63‬‬


‫مقدمة‬ ‫بٌت لورنتز ربويلو اػباص‪ ،‬وكاف بناءً على كل اؼبستويات الرياضية والفيزيائية والفلكيػة‬

‫غ ػػَت واض ػػح وغ ػػَت مقن ػػع‪ ،‬ومل يك ػػن ليكت ػػب ل ػػو النج ػػاح ل ػػوال تفسػ ػَتات آينش ػػتاين اؼبليئ ػػة‬ ‫بالفانتازيػػا (اػبيػػاؿ اعبػػامح) ‪ ،‬وكبػػن مل نكػػن لنعطيػػو أي أنبيػػة لػػوال أنػػو أصػػبح فيمػػا بعػػد‬ ‫األس ػػاس لتل ػػك الفانتازي ػػا ال ػػيت تقلب ػػت فيه ػػا اغبق ػػائق‪ ،‬وتبادل ػػت فيه ػػا األدوار شخص ػػيات‬ ‫قصص اػبرافة وعامل اػبياؿ‪.‬‬ ‫ك ػػاف ربوي ػػل ل ػػورنتز غ ػػَت مقن ػػع وغ ػػَت واض ػػح الفتق ػػاره إىل اؼبنط ػػق الس ػػليم‪ ،‬والتص ػػور‬ ‫العلمي اؼبربر الصحيح؛ فافًتاضػو للػتقلص ُب الطػوؿ ال دليػل عليػو‪ ،‬وال يتوافػق مػع اؼبنطػق‬ ‫الفيزيػػائي الػػذي يطػػرح السػؤاؿ‪ :‬مػػا الػػذي يػػؤدي بػػاألطواؿ ألف تػػتقلص بػػنفس ذلػػك القػػدر‬ ‫الذي هبعل اإلشػارتُت الضػوئيتُت ُب ذراعػي جهػاز التجربػة تتقػابالف معػاً ُب هنايػة مسػارنبا‬ ‫عنػػد جهػػاز القيػػاس؟! كمػػا أف فرضػػية تبػػاطؤ الػػزمن والػػيت سبػػت بعمليػػة مبادلػػة شػػكلية بػػُت‬ ‫خصػائص رمػػزي السػرعة والػػزمن غػَت مقنعػػة بػنفس القػػدر؛ لػذلك كػػاف مصػَت ربويػػل لػػورنتز‬ ‫أف يُتخم باألخطاء والتناقضات‪ ،‬وقد تتبعنا لو ثالثة أخطاء أو تناقضات رئيسية ىي‪:‬‬ ‫(ٔ) وج ػ ػػود درج ػ ػػات ـبتلف ػ ػػة للتب ػ ػػاطؤ ُب ال ػ ػػزمن ُب أذرع جه ػ ػػاز ذبرب ػ ػػة مايكلس ػ ػػوف‬ ‫وموريل‪ :‬اؼبتعامد واؼبوازي غبركة األرض‪.‬‬ ‫(ٕ) عدـ صػحة فرضػية االنتشػار الكػروي اؼبتماثػل للضػوء بسػرعة ‪ c‬بالنسػبة عبميػع‬ ‫أنظمة اإلحداثيات القصورية‪.‬‬ ‫(ٖ) وجود ربويالت أخرى غَت ربويل لورنتز ربقق ثبات سرعة الضوء‪ ،‬والقدرة علػى‬ ‫االنتقاؿ من معادلة كرة ُب نظاـ إسناد إىل معادلة كرة ُب نظاـ إسناد آخر‪.‬‬ ‫‪64‬‬


‫اػبطأ األوؿ‬ ‫وجود درجات مختلفة للتباطؤ في الزمن‪:‬‬ ‫يكشف ربويل لورنتز عن وجود ثالث درجات رئيسية للتباطؤ ُب الزمن‪ :‬درجة‬ ‫تباطؤ ُب الذراع اؼبتعامد على حركة األرض ُب جهاز ذبربة مايكلسوف‪ ،‬ودرجة تباطؤ ُب‬ ‫الذراع اؼبوازي غبركة األرض ُب اذباه حركة األرض‪ ،‬وأخرى ُب نفس الذراع ُب االذباه‬ ‫اؼبعاكس غبركة األرض‪.‬‬ ‫تفصيل ذلك‪:‬‬ ‫رغم أف اؼبعامل الذي افًتضو فيتزجَتالد لتقلص الذراع اؼبوازي غبركة األرض قد فسر‬ ‫حصوؿ التزامن ُب اللقاء بُت اإلشارتُت اؼبتعامدة واؼبوازية غبركة األرض عند جهاز‬ ‫الكشف عن االنزياحات اؼبوجية‪ ،‬إال أف سرعات اإلشارتُت بقيت فػي كػال الذراعُت‬ ‫ـبػتػلػفػة عػن سػرعػة الػضػوء‪ ،‬فػهػي ُب الذراع اؼبوازي غبركة األرض ُب اذباه حركتها‪:‬‬ ‫‪v‬‬ ‫) ‪ c(1 ‬‬ ‫‪c‬‬

‫‪ ، v /‬و ُب عكس اذباه‬

‫‪v‬‬ ‫حركتها‪ c(1  ) :‬‬ ‫‪c‬‬

‫‪ ، v /‬أما ُب الذراع اؼبتعامد‬

‫على حركة األرض‪ ،‬فكانت سرعتها ىي نفسها ذىاباً وإياباً‪ ،‬وىي وفقاً للتحليل‬ ‫اؽبندسي ؼبسارات اإلشارة الضوئية‪( v /  c 1   2 :‬وفقاً غبسابات مايكلسوف)‪.‬‬ ‫ومن أجل أف وباف على ثبات سرعة الضوء اليت أوحت هبا ظواىر ضوئية متعددة‪،‬‬ ‫افًتض لورنتز معامل تباطؤ للزمن‪ ،‬ولكن ليتناسب فقط مع الذراع اؼبتعامد على حركة‬ ‫األرض‪ ،‬لذلك استخدـ نفس اؼبعامل اؼبضروب ُب سرعة الضوء ُب الذراع اؼبتعامد على‬ ‫حركة األرض‪ ، 1   2 :‬وُب حقيقة األمر إمبا أجرى مبادلة بُت خصائص الرمزين‪،‬‬

‫‪65‬‬


‫فأخذ معامل السرعة اؼبضروب ُب ‪ c‬وألصقو بالزمن ‪ t‬ليصبح الزمن متغَتاً والسرعة‬ ‫ثابتة‪.‬‬ ‫وىكذا وبدالً من معادلة السرعة لإلشارة اليت كانت على النحو‪:‬‬ ‫‪l‬‬ ‫‪t‬‬

‫‪ c 1  2 ‬‬

‫‪. v/‬‬

‫حيث ‪ : l‬طوؿ الذراع اؼبتعامد‪.‬‬ ‫‪ : t‬الزمن الالزـ لإلشارة لكي تعرب الذراع‪.‬‬ ‫أصبحت على النحو‪:‬‬

‫‪2‬‬

‫ومن ىذا التعبَت أصبحت‪:‬‬

‫‪t /  t 1   2‬‬

‫‪l‬‬ ‫‪t 1  ‬‬

‫‪c‬‬

‫هبذا التغيَت الشكلي ُب الرموز‪ ،‬وفّق لورنتز بُت نظرية األثَت وثبات سرعة الضوء‪،‬‬ ‫ولكن فقط ُب الذراع اؼبتعامد على حركة األرض‪ ،‬أما الذراع اؼبوازي غبركة األرض‪ ،‬فًتكو‬ ‫على حالو معترباً أف التباطؤ ُب الزمن الذي افًتضو ُب الذراع اؼبتعامد سيعم اعبميع‪،‬‬ ‫وفلسفتو ُب ىذا التعميم‪ :‬أف الراصد اؼبتحرؾ مع جهاز التجربة لن يالح أي تقلص ُب‬ ‫الذراع اؼبوازي غبركة األرض‪ ،‬والسبب أف وحدات الطوؿ نفسها قد تقلصت‪ ،‬وبالتايل‬ ‫فحكم ىذا الذراع ىو نفس حكم الذراع اؼبتعامد‪ ،‬فلهما نفس الطوؿ‪ ،‬ونفس التباطؤ‬ ‫ُب الزمن‪.‬‬ ‫ىذا التصور هبذه الكيفية ىبالف حقيقة ما تشي بو رموز التحويل‪ ،‬إذ أف التحويل‬ ‫هبذه الطريقة اؼبصمم هبا يؤدي إىل وجود ثالث درجات رئيسية للتباطؤ ُب الزمن‪،‬‬ ‫تتناسب كل درجة مع سرعة اإلشارة واذباىها‪ ،‬فهناؾ درجة زبص الذراع اؼبتعامد على‬ ‫‪66‬‬


‫حركة األرض‪ ،‬وفيها سيكوف الزمن متباطئاً باؼبعامل‪ ، 1   :‬ودرجة تباطؤ للزمن‬ ‫زبص الذراع اؼبوازي غبركة األرض‪ ،‬وفيها سيكوف الزمن متباطئاً دبعامل آخر ىو‪:‬‬ ‫‪2‬‬

‫) ‪(1  ‬‬

‫‪1  2‬‬

‫ُب حالة كانت اإلشارة ُب اذباه حركة الذراع‪ ،‬و‬

‫) ‪(1  ‬‬

‫‪2‬‬

‫‪1 ‬‬

‫ُب حالة‬

‫كانت اإلشارة ُب االذباه اؼبعاكس غبركة الذراع ‪.‬‬ ‫واؼبسؤوؿ عن ىذا االختالؼ ُب درجػات تبػاطؤ الػزمن ىػو اؼبتغػَت ‪ x‬اؼبوجػود ضػمن‬ ‫رمػػوز التحويػػل‪:‬‬

‫‪t  v / c2 x‬‬ ‫‪1  2‬‬

‫‪t ‬‬ ‫‪/‬‬

‫‪ ،‬وقبػػل أف قبلػػي حقيقػػة كػػل ذلػػك‪ ،‬ىػػذا أوالً سبهيػػد‬

‫نبُت فيو حقيقة اؼبتغَت ‪. x‬‬ ‫حقيقة المتغير ‪ x‬في تحويل لورنتز‪:‬‬ ‫ص ػمم ربويػػل لػػورنتز ُب أساسػػو مػػن حركػػة إشػػارات ضػػوئية‪ ،‬لػػذلك مػػن اؼبفػػًتض أنػػو‬ ‫ُ‬ ‫يصف فقط حركػة أمػواج أو إشػارات ضػوئية‪ ،‬مل يصػمم ىػذا التحويػل مػن أجػل أي حركػة‬ ‫أخرى‪ ،‬أو أي شيء آخر كساعة أو رصاصة أو أي جسيم إال إذا كاف ذلك اعبسػيم ىػو‬ ‫اؼبصدر لتلك اإلشارات الضوئية‪ ،‬عندىا ستكوف ‪ v‬اؼبوجودة ضمن رمػوز التحػويلُت ىػي‬ ‫سرعة ذلك اعبسػيم‪ ،‬أمػا ‪ c‬اؼبوجػودة أيضػاً ضػمن رمػوز التحػويلُت فسػتكوف سػرعة ذلػك‬ ‫الفوتوف‪ ،‬وعليو فلم يتبقػى لإلحػداثي ‪ x‬اؼبوجػود ضػمن رمػوز التحػويلُت الزمػاين واؼبكػاين‬ ‫إال أف يصف معادلة حركة ذلك الفوتوف ُب االذباه السيٍت‪.‬‬ ‫فما ىي معادلة حركة ذلك الفوتوف؟‬ ‫ىبربنػػا ربويػػل لػػورنتز أف معادلػػة حركػػة الفوتػػوف سػػتكوف إمػػا ‪ x  vt‬أو ‪x  ct‬‬

‫حبسب اذباه حركة الفوتوف‪ ،‬فإذا كنا نتعامل مع فوتوف يتحرؾ ُب اذباه متعامد علػى حركػة‬ ‫اؼبصدر فإف قيمتها ستكوف ‪ ، vt‬وىي تعػٍت مركبػة اؼبسػافة الػيت يقطعهػا الفوتػوف ُب االذبػاه‬ ‫‪67‬‬


‫السيٍت بالنسبة للراصد الساكن‪ ،‬وُب نفس الوقػت ىػي اؼبسػافة الػيت يقطعهػا نظػاـ اإلسػناد‬ ‫اؼبتحػػرؾ‪ ،‬أو اؼبصػػدر اؼبتحػػرؾ الكػػامن ُب مركػػز إحػػداثيات ذلػػك النظػػاـ‪ ،‬وإذا كنػػا نتعامػػل‬

‫مع فوتوف يتحرؾ ُب االذباه اؼبػوازي حملػور اغبركػة‪ ،‬فػإف ‪ )ٔ( x‬ستسػاوي حتمػاً ‪ُ ct‬ب كػال‬ ‫التحويلُت الزماين واؼبكاين‪ ،‬واألدلة على ذلك ىػي مػن ربويػل لػورنتز‪ ،‬ولكػن وقبػل عرضػها‬ ‫وؼبزيد من التوضيح‪ ،‬تأمل ذلك ُب الصور التالية‪:‬‬

‫ٔ‪ُ -‬ب الواقع ىناؾ نطاؽ من القيم لإلحداثي ‪ x‬يًتاوح بُت ‪  ct‬و ‪ُ  ct‬ب النقاط اليت على‬ ‫سطح النبضة الضوئية الكروية اليت ًب تصمم التحويل من معادالهتا‪ ،‬ولكن أىم ىذه القيم اليت يتم‬ ‫التعامل معها بشكل مقصود أو غَت مقصود‪ ،‬نبا القيمتاف الرئيسيتاف ‪ x  ct‬و ‪x  vt‬‬ ‫واألوىل عندما تكوف اإلشارة الضوئية موازية حملور السينات أو ؿبور اغبركة‪ ،‬والثانية عندما تكوف‬ ‫متعامدة عليو‪ ،‬وىذا من غَت اؼبعلوـ لكل اؼبشتغلُت ُب حقل النسبية‪ ،‬إذ ينظر إىل ‪ x‬على أنو ؾبرد‬ ‫متغَت مكاين‪ ،‬ويتم التعامل معو بطريقة ال تناسب منطق التحويل‪.‬‬

‫‪68‬‬


‫مسار اإلشارة‬ ‫الضوئية بالنسبة‬ ‫للراصد الساكن‬

‫الح ف ف ي الش كل أع اله كي ف أن ‪ x  vt‬وى ي معادل ة حرك ة الم ُرّكبة الس ينية للفوت ون‪ ،‬وف ي نف س‬ ‫الوقت ىي معادلة حركة نظام اإلحداثيات‪ ،‬أو المص در المثب ت ف ي مرك ز النظ ام المتح رك‪ .‬والح ف بس بب‬

‫تعام د مس ار اإلش ارة أن ‪ ، x /  0‬الح ف أن مس ارات اإلش ارة ف ي ى ذا الص اروخ أو قط ار آينش تاين‬ ‫الس ريع‪ ،‬ى ي نفس ها ف ي ال ذرام المتعام د عل ى حرك ة األرض ف ي جه از تجرب ة مايكلس ون‪ ،‬وى ي نفس ها ف ي‬ ‫حرك ة اإلش ارة الض وئية المتعام دة عل ى حرك ة المص در ف ي النبض ة الض وئية الكروي ة الخاص ة بالراص د‬

‫المتحرك‪ ،‬وجميع ىذه المسارات ال تصح من الوجهة الموجية إذ ى ي مس ارات تنش أ ع ن س لوك جس يمي‪،‬‬

‫سيتم بيان ذلك بتفاصيلو في الجزء األخير من ىذا الفصل (خطأ تجربة مايكلسون ومورلي)‪.‬‬

‫‪69‬‬


‫شعاع‬ ‫ضوئي‬

‫الحف في حالة االشارة الموازي ة للمح ور الس يني كي ف أن ‪ ، x  ct‬وإذا افترض نا وج ود نقطت ين‬ ‫‪ x 2 ، x1‬تحدان طرف ي المس طرة ف ان األول ى س تكون ‪ ، vt‬والثاني ة ‪ ، ct‬والح ف أن ‪ t‬واح دة ف ي‬

‫كال التعبي رين‪ ،‬اس تنتج بع د ذل ك كي ف س يكون التعام ل الص حيح معهم ا‪ ،‬إذ أن الش ائع ف ي الكتاب ات‬ ‫العلمية عند قياس طول مسطرة في نظام إحداثيات متحرك كتابة التعبير الرياضي‪:‬‬ ‫‪x1  vt1‬‬ ‫‪1 v2 c2‬‬

‫‪‬‬

‫‪x2  vt2‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪c‬‬

‫‪2‬‬

‫‪1 v‬‬

‫‪ ، x 2/  x1/ ‬ثم يتم افتراض المساواة بين ‪t1‬‬

‫‪t2 ،‬‬

‫‪ ،‬وىذا من عدم الدقة‪ ،‬فطبيعة التحويل نفسو متزامن وال يحتاج إلى مثل ىذا اإلجراء‪ ،‬فيجب ترك‬

‫‪vt‬‬

‫كما ىي بدون ترقيم‪( ،‬وىذا بخالف التحويل الزمني إذ يجب الترقيم في ‪ t‬و ‪t /‬‬

‫لوصفهما لحظتين مختلفتين)‪ ،‬ولكن عوض في التحويل بالقيم التي أشرنا إليها‪، x1  vt :‬‬ ‫‪ x2  ct‬ليصبح لدينا‪:‬‬

‫‪vt  vt‬‬ ‫‪1 v2 c2‬‬

‫‪‬‬

‫‪ct  vt‬‬

‫‪2‬‬

‫‪c‬‬

‫‪2‬‬

‫‪71‬‬

‫‪1 v‬‬

‫‪x2/  x1/ ‬‬


‫أوالً‪ :‬معادلة ‪ x‬في حالة اإلشارة المتعامدة على حركة المصدر‪:‬‬ ‫ُب ح ػػاؿ كان ػػت االش ػػارة الض ػػوئية متعام ػػدة عل ػػى حرك ػػة اؼبص ػػدر ف ػػإف اإلح ػػداثي ‪x /‬‬ ‫ال ػػذي يص ػػف حرك ػػة الفوت ػػوف عل ػػى احمل ػػور ‪ X /‬سيس ػػاوي الص ػػفر‪ ،‬وعلي ػػو ف ػػإف معادل ػػة ‪x‬‬

‫ستنشأ عند التعويض ب ػ ػ ‪ُ x /  0‬ب ربويل لورنتز اؼبكاين ‪.‬‬ ‫‪x  vt‬‬

‫إذاً ‪:‬‬

‫‪x  vt‬‬

‫‪‬‬

‫‪1  2‬‬

‫‪0‬‬

‫ثانياً‪ :‬معادلة ‪ x‬في حالة اإلشارة الموازية لحركة المصدر‪:‬‬

‫للحصػػوؿ علػػى معادلػػة ‪ُ x‬ب حالػػة االشػػارة اؼبوازيػػة غبركػػة اؼبصػػدر‪ ،‬عػػوض عػػن ‪y /‬‬

‫بصفر ُب معادلة االنتشار الكروي ذات الشرطة مع افًتاض ‪. z /  0‬‬ ‫‪2‬‬

‫إذاً ‪:‬‬

‫‪ t  v / c2 x ‬‬ ‫‪00 c ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪ 1 v / c ‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ t  v / c2 x ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2 ‬‬ ‫‪ 1 v /c ‬‬

‫‪v‬‬ ‫)‪x)  ( x  vt‬‬ ‫‪c2‬‬

‫‪v‬‬ ‫‪ct  vt  x  x‬‬ ‫‪c‬‬

‫‪2‬‬

‫‪ x  vt ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪ 1 v / c ‬‬

‫‪ x  vt ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2 ‬‬ ‫‪ 1 v / c ‬‬

‫‪c (t ‬‬

‫‪‬‬ ‫‪71‬‬

‫‪‬‬

‫‪C ‬‬

‫‪x  vt‬‬ ‫‪v‬‬ ‫‪t 2 x‬‬ ‫‪c‬‬

‫‪c‬‬

‫‪v‬‬ ‫‪c t  x  x  vt‬‬ ‫‪c‬‬


‫ومنو ‪:‬‬

‫‪x  ct‬‬

‫‪‬‬

‫‪v‬‬ ‫‪v‬‬ ‫) ‪c t (1  )  x (1 ‬‬ ‫‪c‬‬ ‫‪c‬‬

‫ويبك ػػن اغبص ػػوؿ عليه ػػا بوض ػػع ‪ُ y  z  0‬ب معادل ػػة الك ػػرة الض ػػوئية غ ػػَت ذات‬ ‫الشرطة لينشأ لدينا‪:‬‬ ‫‪x 2  0  0  c 2t 2‬‬

‫ومنو ‪x  ct :‬‬ ‫وىكذا ال يبكن لػ ػ ‪ x‬أف تأخذ قيماً اعتباطيػة‪ ،‬فهػي إمػا ‪ُ x  vt‬ب حػاؿ كانػت‬ ‫اإلشػ ػػارة متعامػ ػػدة علػ ػػى حركػ ػػة اؼبصػ ػػدر‪ ،‬أو ‪ُ x  ct‬ب حػ ػػاؿ كانػ ػػت اإلشػ ػػارة الضػ ػػوئية‬ ‫اؼبوصػػوفة موازيػػة غبركػػة اؼبصػػدر‪ ،‬وسػػنالح أف منطػػق التحويػػل واؼبنطػػق الرياضػػي بشػػكل‬ ‫عاـ ال يسمح باؼبساواة بُت ‪ x1‬و ‪. x 2‬‬

‫بعد ىذا التمهيد غبقيقة اؼبتغَت ‪ x‬نعود إىل درجات تغَت الزمن‪:‬‬

‫‪72‬‬


‫أوالً‪ :‬التباطؤ في الزمن في الذرام المتعامد على اتجاه الحركة‪ ،‬أو بشكل ع ام‪:‬‬

‫التباطؤ في زمن إشارة متعامدة على اتجاه حركة مصدرىا‪:‬‬

‫وىذا التباطؤ سػيكوف وفقػاً للمعامػل ‪ ، 1   2‬وفيػو فػإف العالقػة بػُت زمػن السػاكن‬ ‫واؼبتح ػػرؾ س ػػتكوف عل ػػى النح ػػو‪ ، t /  t 1   2 :‬أي أف زم ػػن الس ػػاكن أط ػػوؿ م ػػن‬ ‫زمػػن اؼبتحػػرؾ‪ ،‬وسنشػػتق ىػػذه العالقػػة بعػػدة طػػرؽ‪ ،‬وكلهػػا وفق ػاً ؼبنطػػق ربويػػل لػػورنتز‪ ،‬وتػػتم‬

‫عػػن طريػػق التعػػويض عػػن قيمػػة ‪ x‬س ػواء ُب التحويػػل الزمػػاين أو اؼبكػػاين بػ ػ ػ ‪( vt‬وذكرنػػا‪:‬‬ ‫وفقاً ؼبنطق ربويل لورنتز‪ ،‬لوجػود اشػتقاؽ معكػوس ؽبػذه العالقػة يتعػارض مػع ىػذا اؼبنطػق‪،‬‬ ‫ي ػ ػ ػ ػػؤدي ب ػ ػ ػ ػػزمن اؼبتح ػ ػ ػ ػػرؾ ليك ػ ػ ػ ػػوف ى ػ ػ ػ ػػو األط ػ ػ ػ ػػوؿ‪ ،‬ولتك ػ ػ ػ ػػوف العالق ػ ػ ػ ػػة عل ػ ػ ػ ػػى النح ػ ػ ػ ػػو‪:‬‬ ‫‪ t / 1   2‬‬

‫‪ ، t‬وىذه العالقة اؼبعكوسة سنتعرض ؽبا ُب حينها)‪.‬‬

‫الطريق ة األول ى‪ :‬وىػػي الطريقػػة االعتياديػػة‪ ،‬و فيهػػا يػػتم اشػػتقاؽ ىػػذه العالقػػة ىندسػػياً‬ ‫ وذل ػػك للربىن ػػة عل ػػى تب ػػاطؤ ال ػػزمن ‪ -‬م ػػن مس ػػارات إش ػػارة ض ػػوئية ُب قط ػػار آينش ػػتاين‬‫السريع (اؼبوضح أعاله) وذلك على النحو التايل‪:‬‬ ‫‪73‬‬


‫افػػًتض كمػػا ىػػو ُب الشػػكل التوضػػيحي إشػػارة ضػػوئية انطلقػػت بشػػكل متعامػػد علػػى‬ ‫حركػػة قطػػار آينشػػتاين‪ ،‬وعنػػد اللحظػػة الزمنيػػة ‪ t /‬تكػػوف اإلشػػارة قػػد قطعػػت اؼبسػػافة ‪l /‬‬

‫(وىػػي اؼبسػػافة مػػن أرضػػية القطػػار إىل سػػقفو) بسػػرعة الضػػوء ‪ ، c‬وعليػػو فػػإف زمػػن اإلشػػارة‬ ‫اػباصة بالراصد اؼبتحرؾ مع القطار ىي‪:‬‬ ‫‪l/‬‬ ‫‪t ‬‬ ‫‪c‬‬ ‫‪/‬‬

‫‪)ٔ(............................‬‬

‫بالنسػػبة للراص ػػد الس ػػاكن‪ ،‬فػػإف زم ػػن اإلش ػػارة ‪ t‬س ػػيكوف عبػػارة ع ػػن اؼبس ػػافة ‪ S‬ال ػػيت‬ ‫قطعتهػػا االشػػارة مػػن النقطػػة الػػيت بػػدأت منهػػا اغبركػػة ُب أسػػفل القطػػار إىل أف وصػػلت إىل‬ ‫سقف القطار مقسومة على سرعة الضوء‪.‬‬ ‫إذاً‪:‬‬

‫‪s‬‬ ‫‪c‬‬

‫‪)ٕ(.............................. t ‬‬

‫من الشكل التوضيحي فإف مسار اإلشارة ‪ s‬عبارة عن‪:‬‬

‫‪s  v 2t 2  l / 2‬‬ ‫عوض هبذه القيمة ل ػ ‪ُ s‬ب العالقة (ٕ) ينشأ لدينا‪:‬‬ ‫‪v 2t 2  l / 2‬‬ ‫‪c‬‬

‫بًتبيع الطرفُت ينشأ لدينا‪:‬‬

‫‪v 2t 2  l / 2‬‬ ‫‪c2‬‬

‫‪74‬‬

‫‪)ٖ(..................... t ‬‬ ‫‪t2 ‬‬


‫‪v 2t 2  t / 2 c 2‬‬ ‫‪t ‬‬ ‫‪c2‬‬

‫عوض عن قيمة ‪ l /‬من اؼبعادلة (ٔ) ينشأ لدينا‪:‬‬

‫‪2‬‬

‫بًتتيب اغبدود‪ ،‬وأخذ العامل اؼبشًتؾ‪ ،‬ينشأ لدينا‪:‬‬ ‫‪v 2t 2 / 2‬‬ ‫‪v2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪t‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪t‬‬ ‫(‬ ‫‪1‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪)  t/2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪c‬‬ ‫‪c‬‬

‫‪t2 ‬‬

‫‪t /  t 1  2‬‬

‫بأخذ اعبذر الًتبيعي ينشأ لدينا‪:‬‬

‫الطريق ة الثاني ة‪ :‬اشػػتقاؽ ىػػذه الدرجػة مػػن التبػػاطؤ ُب الػػزمن مػن ربويػػل لػػورنتز الػػزمٍت‬ ‫مباشرة بعد التعويض عن قيمة ‪ x‬بػ ػ ‪. vt‬‬ ‫إذاً ‪:‬‬

‫)‪t  v / c 2 (vt‬‬ ‫‪1  v2 c2‬‬

‫) ‪t (1  v 2 / c 2‬‬ ‫‪1  v2 c2‬‬ ‫‪t /  t 1  2‬‬

‫‪t ‬‬ ‫‪/‬‬

‫‪t ‬‬

‫‪‬‬

‫‪75‬‬

‫‪/‬‬

‫‪t  v / c2 x‬‬

‫‪‬‬

‫‪1  v2 c2‬‬

‫‪t  v 2 / c 2t‬‬

‫‪‬‬

‫‪2‬‬

‫‪1 v c‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪t 1  v2 c2 1  v2 c2‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪1 v c‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪t ‬‬ ‫‪/‬‬

‫‪t ‬‬ ‫‪/‬‬

‫‪t ‬‬ ‫‪/‬‬


‫الطريق ة الثالث ة‪ :‬يبكػػن اغبصػػوؿ عليهػػا عػػن طريػػق معادلػػة االنتشػػار الكػػروي للضػػوء‬ ‫ذات الشرطة‪ ،‬وذلك حبساب مقػدار ‪ y /‬عنػد ‪ٍ x /  0‬ب بقسػمتو علػى سػرعة الضػوء‪،‬‬ ‫مع افًتاض ‪. z /  0‬‬ ‫وعبعل ‪ x /  0‬هبب على ‪ُ x‬ب كال التحويلُت أف تساوي ‪. vt‬‬ ‫‪2‬‬

‫إذاً‪:‬‬

‫‪2‬‬

‫‪ vt  vt ‬‬ ‫‪ t  v / c 2 vt ‬‬ ‫‪/2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪y‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪c‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪ 1 v / c ‬‬ ‫‪ 1 v / c ‬‬

‫‪2‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪2‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ct 1  v 2 / c 2 ‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪/2‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪y‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪ 1 v / c ‬‬ ‫‪ 1 v / c ‬‬

‫‪/‬‬ ‫‪ymax‬‬ ‫‪ ct 1  v2 / c2‬‬

‫ومنػػو‪:‬‬

‫‪/‬‬ ‫بقسمة ‪ y m ax‬على سرعة الضوء ينتج‪t y/  t 1  v 2 / c 2 :‬‬

‫الطريقة الرابعة‪ :‬وىي عن طريق ابتكار ربويل آخر غَت ربويل لورنتز لذراع غَت‬ ‫متقلص (حيث أف الذراع اؼبتعامد غَت متقلص)‪ ،‬وىذا التحويل ُب صيغتو الزمانية ىو‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪‬‬ ‫‪v2‬‬ ‫‪2 xv  2‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪t  t 1  2  2 ‬‬ ‫‪c‬‬ ‫‪c t ‬‬ ‫‪‬‬

‫عوض بنفس شروط ربويل لورنتز عند ‪. x  vt‬‬ ‫‪76‬‬


‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫‪‬‬ ‫‪v 2 2v 2  2‬‬ ‫إذاً‪t /  t 1  2  2  :‬‬ ‫‪c‬‬ ‫‪c ‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪t y/  t 1  v 2 / c 2‬‬

‫‪‬‬

‫ومنو‪:‬‬

‫‪ v 2 2(vt)v  2‬‬ ‫‪t /  t 1  2  2 ‬‬ ‫‪ct ‬‬ ‫‪ c‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ v ‬‬ ‫‪t y/  t 1  2 ‬‬ ‫‪ c ‬‬ ‫‪2‬‬

‫الطريق ة الخامس ة‪ :‬عػػن طريػػق طػػرح اإلحػػداثيات الزمنيػػة ‪ t1/ ، t 2/‬مػػن بعضػػهما‬

‫البعض‪ ،‬والتعويض الصحيح وفق منطق التحويل عن قيمة ‪ُ x‬ب كػال كسػري التحويػل‪،‬‬ ‫وقلنا‪( :‬التعويض الصػحيح) لوجػود طريقػة يػتم فيهػا اشػتقاؽ عالقػة معكوسػة تنػاقض ىػذه‬ ‫العالقػ ػػة اؼبعروفػ ػػة‪ ،‬والسػ ػػبب ىػ ػػو اف ػ ػًتاض اؼبسػ ػػاواة بػ ػػُت ‪ x1‬و ‪ x 2‬عنػ ػػد طػ ػػرح الفًتتػ ػػُت‬ ‫ال ػزمنيتُت‪ ،‬وىػػذه اؼبسػػاواة ال ذبػػوز‪ ،‬والسػػبب وجػػود اؼبتغػػَت ‪ t‬ضػػمن معادلػػة ‪ ، x‬والػػذي‬ ‫البػ ػػد أف يتغػ ػػَت (أي ‪ ) t‬ويأخػ ػػذ نفػ ػػس تػ ػػرقيم الرمػ ػػز الظػ ػػاىر اؼبماثػ ػػل لػ ػػو ُب أوؿ صػ ػػيغة‬ ‫التحويل‪ .‬فالتعويض الصحيح إذاً سيكوف على النحو التايل‪:‬‬ ‫‪t /  t 2/  t1/‬‬

‫‪t1  v / c 2 x‬‬

‫إذاً‬

‫‪t2  v / c 2 x‬‬

‫‪‬‬

‫‪1  v2 c2‬‬

‫‪t ‬‬ ‫‪/‬‬

‫‪1  v2 c2‬‬

‫عوض بػ ػ ‪ x  vt‬مع ترقيم ‪ t‬بنفس ترقيم ‪ t‬اؼبنفردة ُب أوؿ الكسر‪.‬‬ ‫إذاً ‪:‬‬

‫) ‪t1  v / c 2 (vt1‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪1 v c‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪77‬‬

‫‪‬‬

‫) ‪t 2  v / c 2 (vt2‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪1 v c‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪t ‬‬ ‫‪/‬‬


‫) ‪t1  v 2 / c 2 (t1‬‬

‫‪‬‬

‫) ‪t1 (1  v 2 / c 2‬‬

‫‪‬‬

‫‪1  v2 c2‬‬

‫‪1  v2 c2‬‬

‫‪t y/  t 1  v 2 / c 2‬‬

‫) ‪t2  v 2 / c 2 (t2‬‬ ‫‪1  v2 c2‬‬ ‫) ‪t 2 (1  v 2 / c 2‬‬

‫‪‬‬

‫‪1  v2 c2‬‬ ‫) ‪t (1  v 2 / c 2‬‬ ‫‪1  v2 c2‬‬

‫‪t ‬‬ ‫‪/‬‬

‫‪t ‬‬ ‫‪/‬‬

‫‪t ‬‬ ‫‪/‬‬

‫وىكذا أوجدنا طبسػة طػرؽ ـبتلفػة السػتنباط تبػاطؤ الػزمن ُب حالػة اإلشػارة اؼبتعامػدة‬ ‫علػػى حركػػة اؼبصػػدر‪ ،‬وكلهػػا وفػػق منطػػق التحويػػل‪ ،‬بينمػػا مل تفلػػح النسػػبية بسػػبب التعامػػل‬ ‫الذي ال يتفق مع منطق التحويل إال ُب استنباط طريقتُت كل منهما تناقض األخرى‪.‬‬

‫‪78‬‬


‫ثاني اً‪ :‬التب اطؤ ف ي ال زمن ف ي ال ذرام الم وازي التج اه الحرك ة‪ ،‬أو بش كل ع ام‪:‬‬

‫التباطؤ في زمن إشارة موازية التجاه حركة مصدرىا‪:‬‬

‫سنالح وجوداً فعلياً ؽبػذه الدرجػة مػن التبػاطؤ ُب الػزمن‪ ،‬والػذي ىبربنػا هبػذا الوجػود‬ ‫ىػو ربويػػل لػورنتز نفسػػو‪ ،‬ولكػن عنػػد التعػويض الصػػحيح عػن قيمػػة ‪ x‬والػيت سػػبق وأشػرنا‬ ‫إليهػػا ُب حالػػة حركػػة اإلشػػارة اؼبوازيػػة غبركػػة اؼبصػػدر وىػػي ‪ . x  ct‬وبػػدورىا فػػإف الشػػتقاؽ‬ ‫ىذه الدرجة من التباطؤ ُب الزمن طبسة طرؽ‪:‬‬ ‫الطريقة األولى‪ :‬من خالؿ مسارات إشارة ضوئية‪.‬‬

‫اف ػػًتض إش ػػارة ض ػػوئية كم ػػا ى ػػو ُب الش ػػكل التوض ػػيحي‪ ،‬انطلق ػػت عن ػػد اللحظ ػػة‪:‬‬ ‫‪ t  t /  0‬م ػ ػػن مص ػ ػػدرىا اؼبثب ػ ػػت عن ػ ػػد النقط ػ ػػة‪ُ x  x /  0 :‬ب أوؿ قط ػ ػػار آينش ػ ػػتاين‬ ‫الس ػريع‪ ،‬وعن ػػد اللحظ ػػة الزمني ػػة ‪ t /‬تك ػػوف اإلش ػػارة الض ػػوئية ق ػػد قطع ػػت ط ػػوؿ‬ ‫بسرعة الضوء ‪ ، c‬وعليو فإف‪:‬‬ ‫‪79‬‬

‫القط ػػار ‪l /‬‬


‫‪l/‬‬ ‫‪)ٔ( ............................ t ‬‬ ‫‪c‬‬ ‫‪/‬‬

‫بالنسػػبة للراصػػد السػػاكن ‪ ، o‬فػػإف زمػػن اإلشػػارة ‪ t‬سػػيكوف عبػػارة اؼبسػػافة ‪ x‬الػػيت‬ ‫قطعتها االشارة من النقطة اليت بػدأت منهػا اغبركػة عنػد ‪ x  x /  0‬إىل أف انتهػت عنػد‬ ‫مقدمة القطار السريع مقسومة على سرعة الضوء‪.‬‬ ‫‪)ٕ(............................. t  x‬‬

‫إذاً‪:‬‬

‫‪c‬‬

‫من الشكل التوضػيحي فػإف مسػار اإلشػارة ‪ x‬عبػارة عػن اؼبسػافة الػيت قطعهػا القطػار‬ ‫السريع ‪ vt‬مضافاً إليها طوؿ القطار‪.‬‬ ‫إذاً ‪:‬‬

‫‪x  vt  l‬‬

‫عوض هبذه القيمة ل ػ ‪ُ x‬ب العالقة (ٕ) ينشأ لدينا‪:‬‬ ‫‪)ٖ(......................... t  vt  l‬‬ ‫‪c‬‬

‫ودبػػا أف طػػوؿ القطػػار السػريع مػػتقلص مػػن وجهػػة نظػػر الراصػػد السػػاكن وفقػاً لتحويػػل‬ ‫لورنتز فإف‪:‬‬ ‫‪l  l/ 1  2‬‬ ‫عوض عن قيمة ‪ُ l‬ب اؼبعادلة (ٖ) ينشأ لدينا‪:‬‬ ‫‪vt  l / 1   2‬‬ ‫‪t‬‬ ‫‪c‬‬

‫‪81‬‬


‫عوض عن قيمة ‪ l /‬من اؼبعادلة (ٔ) ينشأ لدينا‪:‬‬ ‫‪v‬‬ ‫‪t (1  )  t / 1   2‬‬ ‫‪c‬‬

‫ومنو‪:‬‬

‫‪vt /‬‬ ‫‪ t 1  2‬‬ ‫‪c‬‬

‫‪‬‬

‫‪t 1   ‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪1 ‬‬

‫‪t‬‬

‫‪t x/ ‬‬

‫الطريقة الثانية‪ :‬بالتعويض اؼبباشر ُب التحويل الزماين عن قيمة ‪ x‬ب ػ ػ ‪. ct‬‬ ‫إذاً‪:‬‬ ‫ومنو‪:‬‬

‫‪v‬‬ ‫‪ct ‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪c‬‬ ‫‪tx ‬‬ ‫‪1  v2 / c2‬‬ ‫‪t‬‬

‫‪t 1  v / c ‬‬ ‫‪1  v2 / c2‬‬

‫‪t x/ ‬‬

‫الطريقة الثالثة‪ :‬من ربويل لورنتز اؼبكاين وذلك على النحو‪:‬‬

‫لدينا معادلة حركة الفوتوف اؼبوازي حملور اغبركة‬ ‫‪، x /  ct /‬‬

‫وعليو فإف‪:‬‬

‫‪X/‬‬

‫بالنسبة للراصد اؼبتحرؾ‪:‬‬

‫‪x/‬‬ ‫‪t ‬‬ ‫‪c‬‬ ‫‪/‬‬

‫عوض عن قيمة ‪ x /‬من التحويل اؼبكاين ينشأ لدينا‪:‬‬ ‫‪x  vt‬‬ ‫‪c 1  2‬‬

‫‪81‬‬

‫‪t/ ‬‬


‫عوض عن ‪ x‬بػ ػ ‪ ct‬ينشأ لدينا‪:‬‬ ‫‪t 1  v / c ‬‬ ‫‪1  2‬‬

‫‪t x/ ‬‬

‫‪‬‬

‫‪ct  vt‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪c 1 ‬‬

‫‪t/ ‬‬

‫الطريق ة الرابع ة‪ :‬ع ػ ػػن طري ػ ػػق معادل ػ ػػة االنتش ػ ػػار الك ػ ػػروي للض ػ ػػوء بالنس ػ ػػبة لنظ ػ ػػاـ‬ ‫االحداثيات اؼبتحرؾ‪:‬‬ ‫نسػػعى أوالً للحصػػوؿ علػػى أكػػرب قيمػػة ل ػ ػ ‪ ، x /‬وذلػػك جبعػػل ‪ ، y /  0‬وذلػػك ال‬ ‫يػ ػ ػػتم إال بػ ػ ػػالتعويض عػ ػ ػػن قيمػ ػ ػػة ‪ x‬بػ ػ ػ ػ ‪ُ ct‬ب معادلػ ػ ػػة الكػ ػ ػػرة الضػ ػ ػػوئية ذات الشػ ػ ػػرطة‪:‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ x /  y /  z /  c 2t /‬بعد إدراج ربويل لورنتز ُب طرفيها‪:‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪2‬‬

‫‪2‬‬

‫‪2‬‬

‫‪2‬‬

‫‪2‬‬ ‫‪ ct  vt ‬‬ ‫‪/2‬‬ ‫‪/2‬‬ ‫‪2  t  v / c (ct ) ‬‬ ‫‪y z c ‬‬ ‫‪‬‬ ‫إذاً ‪:‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2 ‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2 ‬‬ ‫‪ 1 v / c ‬‬ ‫‪ 1 v / c ‬‬ ‫‪2‬‬

‫ومنػو‪:‬‬

‫‪ ct 1  v / c  ‬‬ ‫‪ ct 1  v / c  ‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪ y/  z/  ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪ 1 v / c ‬‬ ‫‪ 1 v / c ‬‬ ‫‪2‬‬

‫ودبا أف اؼبقادير اليت بُت األقواس متساوية‪ ،‬فهػذا يعػٍت أف ‪ z /  y /  0‬وأف اإلشػارة‬ ‫الضوئية موازية للمحور السيٍت‪ ،‬وأف‪:‬‬

‫‪xm/ ax  ct 1  v / c ‬‬ ‫‪1  v2 / c2‬‬

‫بقسمة ‪ x m/ ax‬على سرعة الضوء ينشأ لدينا‪:‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪xmax‬‬ ‫‪t 1  v / c ‬‬ ‫‪ t/ ‬‬ ‫‪c‬‬ ‫‪1  v2 / c2‬‬

‫‪82‬‬


‫الطريقة الخامسة‪ :‬عن طريػق طػرح اإلحػداثيات الزمنيػة ‪ t1/ ، t 2/‬مػن بعضػهما‬

‫البعض‪ ،‬والتعويض عن قيمة ‪ُ x‬ب كال كسري التحويل ب ػ ‪. ct‬‬ ‫إذاً ‪:‬‬

‫‪t1  v / c 2 x1‬‬

‫‪t 2  v / c 2 x2‬‬

‫‪‬‬

‫‪1  v2 c2‬‬

‫‪1  v2 c2‬‬

‫‪t ‬‬ ‫‪/‬‬

‫وألف حركة اإلشارة موازية للمحور السيٍت عوض بػ ػ ‪. x  ct‬‬ ‫إذاً ‪:‬‬

‫) ‪t1  v / c 2 (ct1‬‬

‫‪‬‬

‫) ‪t1  v / c(t1‬‬

‫‪‬‬

‫)‪t1 (1  v / c‬‬

‫‪‬‬

‫‪2‬‬

‫‪1 v c‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪1  v2 c2‬‬

‫‪1  v2 c2‬‬

‫ومنو ‪:‬‬

‫) ‪t 2  v / c 2 (ct 2‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪1 v c‬‬

‫) ‪t 2  v / c(t 2‬‬ ‫‪1  v2 c2‬‬ ‫)‪t 2 (1  v / c‬‬ ‫‪1  v2 c2‬‬

‫)‪t (1  v / c‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪1 v c‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪83‬‬

‫‪2‬‬

‫‪t / ‬‬

‫‪t ‬‬ ‫‪/‬‬

‫‪t / ‬‬ ‫‪t / ‬‬


‫وكإثبػػات علػػى صػػحة ىػػذه الدرجػػة مػػن تبػػاطؤ ال ػػزمن (مػػن منطػػق التحويػػل) س ػػنقوـ‬ ‫بقسمة اؼبسػافة علػى الػزمن ُب اإلطػار اؼبتحػرؾ‪ ،‬وفقػاً لتحويػل لػورنتز‪ ،‬لنجػدىا ىػي نفسػها‬

‫سرعة الضوء اؼبقاسة ُب نظاـ اإلحداثيات الساكن‪.‬‬ ‫لدينا ربويل لورنتز الزماين واؼبكاين‪:‬‬ ‫‪x  vt‬‬ ‫‪1  2‬‬

‫‪،‬‬

‫‪x/ ‬‬

‫‪t  v / c2 x‬‬ ‫‪1  v2 c2‬‬

‫‪t ‬‬ ‫‪/‬‬

‫عوض عن قيمة ‪ُ x‬ب كال التحويلُت ب ػ ػ ‪ ct‬والسػبب كمػا سػبق وأسػلفنا أف حركػة‬ ‫اإلشارة الضوئية موازية للمحور السيٍت ‪ٍ ،‬ب قم بقسمة اؼبسافة على الزمن ‪:‬‬ ‫إذاً ‪:‬‬ ‫ومنو ‪:‬‬

‫) ‪t  v / c 2 (ct‬‬ ‫‪1  v2 c2‬‬

‫‪c‬‬

‫)‪t (1  v c‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪1 ‬‬

‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬

‫‪(ct )  vt‬‬

‫‪x/‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪t/‬‬

‫)‪ct (1  v c‬‬

‫‪x/‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪t/‬‬

‫‪1  2‬‬

‫‪2‬‬

‫‪1 ‬‬

‫إذاً لدينا أكثر من درجة تباطؤ ُب الزمن بالنسبة للراصد اؼبتحرؾ عرب األثػَت‪ ،‬تبػاطؤ ُب‬ ‫الػػذراع اؼبتعامػػد علػػى حركػػة األرض ودرجتػػُت مػػن التبػػاطؤ ُب الػػذراع اؼبػوازي غبركػػة األرض‪،‬‬ ‫دبعػػٌت آخػػر؛ ىنػػاؾ عػػدـ تػزامن بػػُت زاويػػيت نظػػر واحػػدة ُب نظػػاـ إسػػناد واحػػد‪ ،‬ولػػيس عػػدـ‬ ‫تزامن بُت وجهيت نظر ـبتلفتُت ُب نظامي إسناد‪.‬‬ ‫واآلف يأٌب السؤاؿ اؼبهم‪ :‬ما الذي أدى إىل وجود ىذه الزوايا الثالث اؼبختلفػة للنظػر‪،‬‬ ‫وىل ىي فقط ثالث زوايا نظر؟‬

‫‪84‬‬


‫خلل في زمن النسبية‬ ‫كشػػف التحليػػل الرياضػػي باسػػتخداـ التحويػػل ومعػػادالت االنتشػػار الكػػروي لنبضػػة‬ ‫ضػػوئية أف اللحظػػة الزمنيػػة ‪ t‬يقابلهػػا عػػدد غػػَت ؿبػػدود مػػن اللحظػػات الزمنيػػة ‪ ، t /‬ولػػيس‬ ‫غبظتُت أو ثالث‪ .‬تأمل ذلك ُب التحليل اؽبندسي التايل‪:‬‬ ‫لدينا اؼبعادالت الرئيسية الثالث ُب برىاف ثبات سرعة الضوء وىي‪:‬‬ ‫اؼبعادلة األوىل‪:‬‬

‫‪2‬‬

‫‪2‬‬

‫اؼبعادلة الثانية‪:‬‬

‫‪2‬‬

‫‪2‬‬

‫‪2‬‬

‫‪x /  y /  z /  c 2t /‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪2 ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪  y 2  z 2  c2  t  v / c x ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ 1  2 ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ x  vt‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ 1  2‬‬ ‫‪‬‬

‫اؼبعادلة الثالثة‪x 2  y 2  z 2  c 2t 2 :‬‬

‫اؼبعادلة األوىل‪ ،‬أو اؼبعادلة ذات الشرطة‪ :‬ىػي معادلػة كػرة ضػوئية ُب نظػاـ إحػداثيات‬ ‫متحػػرؾ‪ ،‬مػػن اؼبفػػًتض أف ربقػػق اإلحػػداثيات الػػيت علػػى سػػطحها معادلػػة ىػػذه الكػػرة عنػػد‬ ‫اللحظة ‪. t /‬‬ ‫اؼبعادل ػػة الثاني ػػة‪ :‬ولنس ػػمها اؼبعادل ػػة اؼبش ػػًتؾ‪ ،‬إىل اآلف ى ػػي نف ػػس اؼبعادل ػػة األوىل م ػػع‬ ‫فارؽ وجود التفاصيل فيها‪.‬‬ ‫اؼبعادل ػػة الثالث ػػة‪ ،‬أو غ ػػَت ذات الش ػػرطة‪ :‬وى ػػي معادل ػػة ك ػػرة ض ػػوئية ُب نظ ػػاـ اإلس ػػناد‬ ‫الساكن‪ ،‬وُب نفػس الوقػت ىػي صػورة عػن اؼبعادلػة اؼبشػًتؾ‪ ،‬ومػن اؼبفػًتض أف ربقػق صبيػع‬ ‫النقاط اليت على سطحها معادلة ىذه الكرة عند اللحظة ‪. t‬‬

‫‪85‬‬


‫خػ ػػذ ثالثػ ػػة أمثلػ ػػة لػ ػػثالث نقػ ػػاط علػ ػػى جبهػ ػػة النبض ػ ػػة الكرويػ ػػة الػ ػػيت مركزى ػ ػػا نظ ػ ػػاـ‬ ‫الساكن ‪S‬‬

‫اإلحداثيات‬ ‫الثانية‪ ،‬وراقب النتائج‪.‬‬

‫عند اللحظة ‪ٍ ، t‬ب عوض عن قيم ىذه اإلحػداثيات ُب اؼبعادلػة‬

‫والنقاط الثالث ىي‪:‬‬ ‫‪ . x3 , y3 , z3 , t1  ، x2 , y2 , z2 , t1  ، x1, y1, z1, t1 ‬تأملهػػا ُب الشػػكل التوضػػيحي‬ ‫التايل‪:‬‬

‫الحف ثبات قيمة ‪ t‬بالنسبة لجميع اإلحداثيات على سطح الدائرة‬

‫أو الكرة الضوئية‪ ،‬والحف عدم وجود ىذا الثبات لنفس النبضة‬ ‫من وجهة نظر نظام اإلحداثيات المتحرك ذي الشرطة‪.‬‬

‫‪86‬‬


‫عوض هبذه النقاط ُب اؼبعادلة اؼبشًتؾ عند ‪ t  t1‬والح النتائج‪:‬‬ ‫عند النقطة األوىل ‪ x1, y1, z1, t1 ‬ستكوف اؼبعادلة اؼبشًتؾ على النحو‪:‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪2‬‬

‫‪2‬‬ ‫‪ x1  vt1 ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2 t1  v / c x1‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪y‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪z‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪c‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪ 1 v / c ‬‬ ‫‪ 1 v / c ‬‬

‫بفك األقواس وخلط وترتيب اغبدود تنشأ لدينا اؼبعادلة‪:‬‬ ‫‪x12  y12  z12  c 2 t12‬‬

‫وعند النقطة الثانية ‪ x2 , y2 , z2 , t1 ‬فإف اؼبعادلة اؼبشًتؾ تكوف على النحو‪:‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪2‬‬

‫‪2‬‬ ‫‪ x 2  vt1 ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2 t1  v / c x 2‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪y‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪z‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪c‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪ 1 v / c ‬‬ ‫‪ 1 v / c ‬‬

‫ومنو‪:‬‬ ‫‪x22  y 22  z 22  c 2t12‬‬

‫وعند النقطة الثالثة ‪ x3 , y3 , z3 , t1 ‬فإف اؼبعادلة اؼبشًتؾ تكوف‪:‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪2‬‬

‫‪2‬‬ ‫‪ x3  vt1 ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2 t1  v / c x3‬‬ ‫‪ y3  z 3  c ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪v‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪c‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪v‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪c‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫ومنو‪:‬‬ ‫‪x32  y32  z 32  c 2 t12‬‬

‫‪87‬‬


‫الح جبالء من خالؿ ىذه التطبيقات للنقاط الثالث كيف أف للمقدار‪:‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ t  v / c2 x ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪c ‬‬ ‫‪ 1  2 ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪2‬‬

‫قيم ـبتلفة‪ ،‬تتغَت بتغَت اإلحداثي ‪ x‬اؼبوجود ضمن رموزه‪ ،‬وكاف من اؼبفًتض أف لو‬ ‫قيمة ثابتو كونو مربع نصف القطر ‪. ct /‬‬ ‫والح ػ أيض ػاً كيػػف أنػػو ُب الوقػػت الػػذي كانػػت ل ػ ‪ t‬قيمػػة واحػػدة بالنسػػبة للنقػػاط‬ ‫الػػثالث‪ ،‬كانػػت لػ ػ ‪ t /‬اؼبتمثلػػة ُب اؼبقػػدار‬

‫‪ t  v / c2 x ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ 1  2 ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫قػػيم متعػػددة بتعػػدد قػػيم ‪، x‬‬

‫وىذا يتناَب مع مػا جػاءت بػو النسػبية‪ ،‬فمػن اؼبفػًتض أف اللحظػة ‪ t‬يقابلهػا اللحظػة ‪، t /‬‬ ‫تبُت لنا من خػالؿ التحليػل السػابق أف اللحظػة الزمنيّػة ‪ t‬قابلهػا‬ ‫ولكن الذي حدث كما ّ‬ ‫عدد غَت ؿبدود من اللحظات الزمنية ‪. t /‬‬ ‫وى ػػذا س ػػيعٍت أف الفوتون ػػات الض ػػوئية ال ػػيت م ػػن اؼبف ػػًتض أهن ػػا تنطل ػػق بش ػػكل متػ ػزامن‬ ‫لتشكل كرة منتفخػة بسػرعة الضػوء بالنسػبة للراصػد اؼبتحػرؾ بالنسػبة لألثػَت ليسػت كػذلك‬ ‫‪ ..‬تأمل إثبات ذلك ُب اػبطأ الثاين من أخطاء ربويل لورنتز‪:‬‬

‫‪88‬‬


‫اػبطأ الثاين‬ ‫خطأ فرضية تماثل االنتشار الكروي للضوء‬ ‫ظاىريػاً‪ ،‬يبػػدو أال إشػػكاؿ مػػن الناحيػػة الرياضػػية ُب الربىػػاف الػػذي أوردنػػاه ُب الفصػػل‬ ‫األوؿ‪ ،‬والػػذي يؤيػػد تصػػور آينشػػتاين لثبػػات سػػرعة الضػػوء‪ .‬فاؼبعادلػػة األوىل معادلػػة كػػرة‪،‬‬ ‫واؼبعادلػػة النهائيػػة الػػيت وصػػلنا إليهػػا بعػػد التعػػويض بالتحويػػل ىػػي أيضػاً معادلػػة كػػرة‪ .‬ولكػػن‬

‫يظهػر اإلشػػكاؿ مػػن الناحيػػة الفيزيائيػػة‪ ،‬إذ كيػف يبكػػن لراصػػدين ُب نظػػامي إسػػناد أف يريػػا‬ ‫نفسػيهما ُب مركػز نفػس النبضػػة الضػوئية رغػم وجػود سػػرعة نسػبية بينهمػا؟! فخلػو اؼبعادلػػة‬ ‫األوىل ذات الش ػػرطة م ػػن اؼبع ػػامالت اؼبربوط ػػة باإلح ػػداثيات ال ػػثالث‪ ،‬يع ػػٍت أنن ػػا أم ػػاـ ك ػػرة‬ ‫مركزىػػا نقطػػة األصػػل ُب نظػػاـ اإلسػػناد اؼبتحػػرؾ ‪ ، S /‬وكػػذلك اؼبعادلػػة النهائيػػة‪ ،‬غػػَت ذات‬ ‫الشػػرطة‪ ،‬ىػػي معادلػػة انتشػػار نبضػػة ضػػوئية كرويػػة مركزىػػا نقطػػة األصػػل ُب نظػػاـ اإلسػػناد‬ ‫السػػاكن ‪ ، S‬وذلػػك أيضػاً لعػػدـ وجػػود معػػامالت جربيػػة مربوطػػة باإلحػػداثيات الػػثالث ُب‬ ‫اؼبعادلة‪ ،‬إذاً كبن أماـ نبضة ضػوئية كرويػة ؽبػا مركػز ُب كػال النظػامُت اؼبتباعػدين‪ ،‬وىػذا مػن‬ ‫اؼبسػػتحيل الػػذي ال يبكػػن أف هبيػػزه أي تصػػور عقلػػي أو علمػػي صػػحيح‪ ،‬فكيػػف أجػػازت‬ ‫الرموز (الرياضيات النسبوية) ذلك اؼبستحيل؟!‬

‫اإلجابػة‪ :‬ال يبكػن أف قبػد تعارضػاً بػُت رياضػيات صػحيحة وفيزيػاء صػحيحة‪ ،‬والػذي‬ ‫حصػػل ىنػػا‪ ،‬أف الرياضػػيات قػػدمت تربيػراً لوقػػائع فيزيائيػػة غػػَت صػػحيحة‪ ،‬وعليػػو فالبػػد مػػن‬ ‫إعادة النظر ُب تلك الرياضيات اليت أجازت تلك الوقائع غَت الصحيحة‪.‬‬

‫لقد تبُت بعػد عمليػات فحػص وتػدقيق؛ أف إحػدى اؼبعػادلتُت لػن تكػوف معادلػة كػرة‪،‬‬ ‫فإذا كاف لدينا معادلة لكرة ُب نظاـ إسناد‪ ،‬فلن تكوف كذلك ُب أي نظاـ إسػناد آخػر لػو‬ ‫سرعة بالنسبة للنظاـ األوؿ‪.‬‬ ‫‪89‬‬


‫إف معادل ػ ػػة الك ػ ػػرة ذات الش ػ ػػرطة‪ x/  y /  z /  c2t / :‬ى ػ ػػي فعػ ػ ػالً معادل ػ ػػة‬ ‫‪2‬‬

‫‪2‬‬

‫‪2‬‬

‫‪2‬‬

‫لك ػػرة‪ ،‬ولك ػػن إذا بقي ػػب رموزى ػػا عل ػػى حاؽب ػػا م ػػن غ ػػَت إض ػػافة عوام ػػل غب ػػدودىا تغ ػػَت م ػػن‬ ‫خصائصػها كمعادلػػة لكػػرة؛ لػػذلك سػرعاف مػػا تنهػػار ىػػذه اؼبعادلػة وتتحػػوؿ إىل معادلػػة مػػن‬ ‫نػػوع آخػػر دبجػػرد التعػػويض بالتحويػػل ُب طرفيهػػا‪ ،‬فعنػػدىا سػػنرى أف لتلػػك الكػػرة نصػػف‬ ‫قطػػر ـبتلػػف لكػػل نقطػػة علػػى سػػطحها‪ ،‬وبالتػػايل فهػػي ليسػػت معادلػػة كػػرة‪ ،‬وعليػػو فربىػػاف‬ ‫النس ػػبية لثب ػػات س ػػرعة الض ػػوء بالنس ػػبة للجمي ػػع غ ػػَت مقب ػػوؿ‪ ،‬وإثب ػػات ذل ػػك س ػػيكوف م ػػن‬ ‫جهتُت‪ :‬عدـ تساوي القيم العظمى لإلحداثيات‪ ،‬وعدـ سباثل النطاقات‪.‬‬

‫‪91‬‬


‫البرىان األول‪ :‬عدم تساوي القيم العظمى لإلحداثيات‬

‫من اؼبعلوـ بديهياً أف صبيع أنصاؼ األقطار ُب الكرة متساوية‪ ،‬وعليو فيجب أف‬ ‫تكوف القيم العظمى لإلحداثيات الثالثة ‪ x max ، y m a x ، z max‬متساوية‪ ،‬وقد وجدنا‬ ‫ذلك صحيحاً ُب معادلة الكرة الضوئية غَت ذات الشرطة‪ ،‬وكانت صبيعها تساوي ‪. ct‬‬ ‫أما معادلة الكرة الضوئية ذات الشرطة‪ ،‬فكانت القيم العظمى فيها غَت متساوية‪،‬‬ ‫وكانت على النحو‪:‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪، xm ax  ct 1  2v / c2‬‬

‫‪1 v / c‬‬

‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪zmax‬‬ ‫‪ ymax  ct 1  v2 / c2‬‬

‫وذلػك يعػػٍت أف ىنػػاؾ نصػػف قطػػر أكػػرب مػن اآلخػػر‪ ،‬وبالتػػايل فػػإف معادلػػة الكػػرة ذات‬ ‫الشرطة ليست معادلة كرة‪.‬‬ ‫للتحقػػق مػػن ذلػػك‪ ،‬ع ػػوض عػػن ‪ x‬الػػيت ُب ط ػػرُب معادلػػة الكػػرة ذات الش ػػرطة بعػػد‬ ‫إدراج التحويل ُب طرفيها مرة ب ػ ‪ ، x  ct‬ومرة بػ ػ ‪ x  vt‬وراقب النتائج‪.‬‬ ‫أوالً‪ :‬عند ‪. x  ct‬‬ ‫لدينا معادلة الكرة الضوئية ذات الشرطة‪:‬‬

‫‪2‬‬

‫‪2‬‬

‫‪2‬‬

‫‪2‬‬

‫‪x /  y /  z /  c 2t /‬‬

‫عوض عن قيمة ‪ x‬بػ ػ ػ ‪ ct‬بعد إدراج ربويل لورنتز ُب طرفيها ينشأ لدينا‪:‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪2‬‬

‫‪ ct  vt ‬‬ ‫‪ t  v / c 2 ct ‬‬ ‫‪/2‬‬ ‫‪/2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪y‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪z‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪c‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪ 1 v / c ‬‬ ‫‪ 1 v / c ‬‬

‫‪91‬‬


‫الح أف اؼبعادلة األخَتة ىي نفسها معادلة الكرة الضوئية ذات الشرطة مل يتغَت‬ ‫فيها شيء سوى إدخاؿ التفاصيل ‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫ومنػو‪:‬‬

‫‪ ct 1  v / c  ‬‬ ‫‪ ct 1  v / c  ‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪ y/  z/  ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪ 1 v / c ‬‬ ‫‪ 1 v / c ‬‬ ‫‪2‬‬

‫ودبا أف اؼبقادير اليت بُت األقواس متساوية‪ ،‬فهذا يعٍت أف‪z /  y /  0 :‬‬ ‫‪xm/ ax  ct 1  v / c ‬‬ ‫‪1  v2 / c2‬‬

‫وعليو فإف‪:‬‬

‫ثانياً‪ :‬عند ‪ x  vt‬مع افًتاض ‪ z /  0‬ينشأ لدينا‪:‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪2‬‬

‫ومنػػو‪:‬‬

‫‪2‬‬

‫‪2‬‬ ‫‪ vt  vt ‬‬ ‫‪/2‬‬ ‫‪2  t  v / c vt ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪  y 0 c ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪v‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪c‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ 1 v / c ‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪2‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ct 1  v 2 / c 2 ‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪/2‬‬ ‫‪ y 0  ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2 ‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2 ‬‬ ‫‪ 1 v /c ‬‬ ‫‪ 1 v /c ‬‬

‫‪/‬‬ ‫‪ymax‬‬ ‫‪ ct 1  v 2 / c 2‬‬

‫نستنتج من ذلك‪ ، ym/ ax  xm/ ax 1  v / c  :‬وعليو فاؼبعادلة ذات الشرطة ليست‬ ‫معادلة كرة؛ لعدـ تساوي قيم اإلحداثيات العظمى فيها‪ ،‬ومن ٍب فاالنتشار الكروي‬ ‫اؼبتماثل للضوء بالنسبة للجميع غَت صحيح‪.‬‬ ‫‪92‬‬


‫البرىان الثاني‪ :‬عدم تماثل في النطاقات‬ ‫إذا افًتضػ ػ ػػنا أف اؼبعػادل ػ ػ ػػة‪ x / 2  y / 2  z / 2  c 2t / 2 :‬ىػ ػ ػػي معادلػ ػ ػػة كػ ػ ػػرة‪ ،‬فيجػ ػ ػػب أف‬ ‫يتساوى فيها نطاؽ القيم اؼبمكنػة لػ ‪ ، x /‬مع نطاؽ القيم اؼبمكنػػة ل ػ ‪ ، y /‬مػع نطػاؽ القػيم‬ ‫اؼبمكنػة ل ػ ‪ ، z /‬دبعػٌت آخػر‪ :‬سػيأخذ اؼبتغ ّػَت ‪ x /‬نطاقػاً مػن القػيم بػُت ‪  ct /‬و ‪  ct /‬ربقػق‬ ‫صبيعها معػادلػة الكػرة عنػد اللحظػة ‪ ، t /‬وكػذلك اغبػاؿ هبػب أف يكػوف بالنسػبة ل ػ ‪ y /‬و‬ ‫‪ z /‬عند نفس اللحظة ‪. t /‬‬

‫‪‬‬ ‫‪... o ...  ct ‬‬ ‫‪... o ...  ct ‬‬

‫‪‬‬ ‫‪  ct‬‬ ‫‪  ct‬‬

‫‪x /   ct / ... o ...  ct /‬‬

‫أي أف‪:‬‬

‫‪/‬‬

‫‪/‬‬

‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬

‫‪y/‬‬ ‫‪/‬‬

‫‪z‬‬

‫وك ػ ػػذلك اغب ػ ػػاؿ س ػ ػػيكوف بالنس ػ ػػبة للمعادلػ ػ ػػة‪ x 2  y 2  z 2  c 2t 2 :‬هب ػ ػػب أف‬ ‫يتساوى فيها نطاؽ قيم ‪ x‬مع نطاؽ قيم ‪ y‬مع نطاؽ قيم ‪ z‬عند اللحظة ‪. t‬‬ ‫أي أف‪:‬‬

‫‪x   ct ... o ... ct‬‬ ‫‪y   ct ... o ... ct‬‬ ‫‪z   ct ... o ... ct‬‬

‫إذا َسلّ ْمنا بذلك‪ ،‬وىذا من بديهيات معادلة الكرة‪ ،‬فإف ىذا يتناقض على الفػور مػع‬

‫التحويل‪ z /  z , y /  y :‬والسبب أف نطاقا‪ y / :‬و ‪ z /‬هبب أف ىبتلفػا عػن نطاقػا‬ ‫‪ y‬و ‪ z‬بنفس القدر الذي ىبتلف فيو نطاؽ ‪ x /‬عن نطػاؽ ‪. x‬‬ ‫‪93‬‬


‫حقيقة معادالت برىان ثبات سرعة الضوء‬ ‫بعد ما رأينا من بػراىُت علػى عػدـ صػحة سباثػل االنتشػار الكػروي للضػوء بسػرعة ‪، c‬‬ ‫يث ػػور تس ػػاؤؿ ع ػػن حقيق ػػة ى ػػذه اؼبع ػػادالت ال ػػثالث الرئيس ػػية ُب الربى ػػاف‪ :‬األوىل واؼبش ػػًتؾ‬ ‫والثالثة؟‬ ‫من اؼبفًتض ُب اؼبعادلة األوىل ذات الشرطة‪ ،‬واؼبعادلػة الثالثػة غػَت ذات الشػرطة أهنمػا‬ ‫تصفاف نفس النبضة الضوئية‪ ،‬ومن اؼبفًتض أف الذي يًتجم ذلك ىو التعبَت الرياضي‪:‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪2‬‬

‫‪2‬‬

‫‪2‬‬

‫‪x 2  y 2  z 2  c 2 t 2 = x /  y /  z /  c 2t /‬‬

‫م ػػن ناحي ػػة رياض ػػية‪ :‬ال يع ػػٍت تس ػػاوي مع ػػادليت الك ػ ػرتُت؛ ذات الش ػػرطة وغ ػػَت ذات‬ ‫الشرطة‪ ،‬أهنما تصفاف نفس النبضة الكرويػة‪ .‬والػدليل أنػو قػد يكػوف لػدينا ماليػُت الكػرات‬ ‫دبختلػػف األحجػػاـ‪ُ ،‬ب صبيػػع أكبػػاء العػػامل‪ ،‬ال تنطبػػق كػػرة علػػى كػػرة‪ ،‬ومػػع ذلػػك فمعادالهتػػا‬ ‫كلهػػا متسػػاوية! والسػػبب أف اؼبعػػادالت الكرويػػة كلهػػا مسػػاوية للصػػفر‪ ،‬أو يبكػػن مسػػاواهتا‬ ‫بالص ػػفر‪ ،‬وىك ػػذا ل ػػدينا ُب التعب ػػَت أع ػػاله‪ ،‬ف ػ ػػاؼبعادلة ُب الط ػػرؼ األيب ػػن تس ػػاوي الص ػػفر‪،‬‬ ‫وكذلك اليت ُب الطرؼ األيسر‪.‬‬ ‫ومن ناحية فيزيائية‪ :‬من االستحالة أف تصف تلػك اؼبعػادلتُت نفػس النبضػة الضػوئية‪،‬‬ ‫والسبب أف كل معادلة تصف نبضة كرويػة مركزىػا ىػو نقطػة أصػل نظػاـ اإلسػناد اػبػاص‬ ‫هبا‪ ،‬وذلك ػبلو اإلحداثيات الثالث ُب كل معادلة من أي معػامالت مضػروبة فيهػا‪ ،‬وإذا‬ ‫أخذنا ُب االعتبار وجود مسافة قدرىا ‪ vt‬بُت مركػزي نظػامي اإلسػناد‪ ،‬فػ ػذلك يػ ػؤدي ال‬ ‫ؿبال ػة إىل أف لك ػل ن ػبض ػة إحداثػي ػاهتا اؼبسػتقل ػة اؼبلتػف ػة حػ ػوؿ مػركزى ػا‪ ،‬وىػػذا يعػػٍت أننػػا أمػػاـ‬

‫‪94‬‬


‫ك ػرتُت منفص ػػلتُت سبام ػاً‪ ،‬وإذا أبين ػػا إال اإلص ػرار بأنن ػػا أم ػػاـ نبض ػػة ض ػػوئية واح ػػدة بالنس ػػبة‬ ‫للجميع‪ ،‬فهي نبضة كروية دبركزين!‬ ‫أما اؼبعادلة الثانية ُب الربىاف‪ ،‬أو اؼبعادلة اؼبشًتؾ‪ ،‬واليت ؽبا الصيغة‪:‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪2‬‬

‫‪2 ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪  y 2  z 2  c2  t  v / c x ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ 1  2 ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ x  vt‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ 1  2‬‬ ‫‪‬‬

‫فقػ ػػد جػ ػػاءت بعػ ػػد التعػ ػػويض بالتحويػ ػػل ُب اؼبعادلػ ػػة األوىل ذات الشػ ػػرطة‪ ،‬إذاً م ػ ػػن‬ ‫اؼبفًتض أهنا تساويها‪ ،‬أي أهنا الزالت ىي نفسػها معادلػة الكػرة ذات الشػرطة‪ ،‬ولكػن مػع‬ ‫وجػػود التفاصػػيل ُب طرفيهػػا‪ ،‬ومػػع ذلػػك فهػػي ال تتسػػاوى فيزيائي ػاً معهػػا‪ ،‬فاؼبعادلػػة األوىل‬ ‫ذات الشػػرطة‪ ،‬ىػػي مػػن خػػالؿ اسػػتقراء رموزىػػا معادلػػة كػػرة‪ ،‬أمػػا اؼبعادلػػة اؼبشػػًتؾ فليسػػت‬ ‫كػػذلك‪ ،‬والسػػبب أف نصػػف القطػػر‪ ،‬والػػذي ىػػو اعبػػذر الًتبيعػػي للحػػد األيبػػن ُب اؼبعادلػػة‬ ‫ل ػػيس مق ػػداراً ثابت ػاً‪ ،‬مثلم ػػا ى ػػو مف ػػًتض ُب اؼبعادل ػػة األوىل ذات الش ػػرطة‪ ،‬ب ػػل ى ػػو مق ػػدار‬ ‫متغػػَت‪ ،‬يتغػػَت بتغػػَت ‪( x‬اؼبوجػػود ضػػمن رمػػوز اغبػػد األيبػػن واغبػػد اإليسػػر ُب نفػػس الوقػػت)‪،‬‬ ‫إذاً فاؼبعادلت ػاف مػػن الناحيػػة الفيزيائيػػة ال تتسػػاوياف‪ ،‬فمػػا ىػػي إذاً حقيقػػة اؼبعادلػػة اؼبشػػًتؾ‪،‬‬ ‫وماذا تساوي؟‬ ‫اؼبعادلػػة اؼبشػػًتؾ‪ ،‬ىػػي‪ :‬معادلػػة كػػرة‪ ،‬ولكػػن ُب نظػػاـ اإلحػػداثيات السػػاكن غػػَت ذي‬ ‫الشرطة‪ ،‬أي أهنا نفس اؼبعادلة الثالثة غَت ذات الشرطة‪:‬‬ ‫‪x 2  y 2  z 2  c 2t 2‬‬

‫ولك ػػن بص ػػورة أخ ػػرى ـبتلف ػػة‪ ،‬وبش ػػكل أدؽ‪ ،‬ص ػػورة م ػػن الص ػػور اؼبتع ػػددة غ ػػَت احمل ػػدودة‬ ‫للمعادلة الثالثة غػَت ذات الشػرطة‪ ،‬والػدليل أنػو خبلطهػا وترتيػب حػدودىا نصػل إليهػا‪ ،‬وُب‬ ‫‪95‬‬


‫واقػػع أمرىػػا‪ ،‬وبصػػورهتا الػػيت عليهػػا فػػإف اؼبعادلػػة اؼبشػػًتؾ‪ ،‬ىػػي تعبػػَت رياضػػي يصػػف وضػػع‬ ‫النقػاط الػػيت تغلػف سػػطح النبضػة الضػػوئية بالنسػػبة للراصػد اؼبتحػػرؾ‪ ،‬تأمػل ذلػػك ُب الرسػػم‬ ‫اؽبندسي التايل‪:‬‬

‫يجلي ىذا الرسم حقيقة موقف كل من الراصدين بالنسبة لنقطة على جبهة النبض ة الض وئية‬

‫عند لحظة معينة‪ ،‬ويبين حقيقة المعادل ة المش ترك الت ي كش فنا عنه ا وع ن عالقته ا بالمعادل ة‬

‫الثالث ة ي ر ذات الش رطةة المعادل ة ي ر ذات الش رطة تص ف ك رة بالنس بة لنظ ام اإلس ناد‬

‫الساكن‪ ،‬لنصف قطرىا مقدار ثابت ىو ‪ ct‬كما ى و مالح ف‪ ،‬أم ا المعادل ة المش ترك‪ ،‬فم ن‬ ‫الواض ح أنه ا تص ف تل ك الك رة م ن وجه ة نظ ر الراص د المتح رك‪ ،‬وك يف أن ىن اك ن صف‬ ‫‪/‬‬

‫ق طر مخ تلف ‪ ct‬لكل نق طة على سط ح الن بضة‪.‬‬

‫‪96‬‬


‫اػبطأ الثالث‬ ‫تحويالت أخرى ير تحويل لورنتز تحافف على ثبات سرعة الضوء وتماثل‬ ‫االنتشار الكروي المزعوم للضوء‬ ‫يشاع ُب الكتابات العلمية أف ربويل لورنتز ىو التحويل الوحيد الذي وباف على‬ ‫ثبات سرعة الضوء ُب صبيع االذباىات بالنسبة عبميع أنظمة اإلحداثيات‪ ،‬بتعبَت أكثر‬ ‫وضوحاً وزبصصاً‪ :‬ىو التحويل الوحيد الذي وباف على صيغ معادالت انتشار كروي‬ ‫للضوء بسرعة ‪ c‬عند االنتقاؿ من نظاـ إسناد قصوري إىل آخر ‪ ..‬ىذه اؼبقدرة اؼبتفردة‬ ‫للتحويل على االنتقاؿ من معادلة كرة إىل معادلة كرة ىي من وجهة النظر النسبوية دليل‬ ‫على صحة ىذا التحويل‪ ،‬وصحة ما ينسب إليو من خصائص الزمكاف اليت أدت إىل‬ ‫ثبوتية سرعة الضوء‪ ،‬وقد عرب عن وجهة النظر ىذه بشكل واضح وجلي مؤلف كتاب‬ ‫(مقرر بَتكلي ُب جزئو الثالث‪ ،‬الفصل العاشر) قائالً‪:‬‬ ‫"من ىذا نرى أف اؼبعادلػة ٔ​ٔ‪ ٗ-‬ىي اغبل الوحيد عبميع صعوباتنا"‪.‬‬ ‫واؼبعادلػة ٔ​ٔ‪ ٗ-‬اليت يقصدىا ىي ربويل لورنتز‪.‬‬ ‫وقد أكد ىذا اإلقرار بشكل عملي عندما قدـ إثباتاً يبُت فيو عدـ قدرة أي ربويل‬ ‫آخر على إحداث عملية االنتقاؿ ىذه‪ ،‬فجاء بتحويل جاليليو وأجرى عليو نفس‬ ‫اػبطوات اليت استخدمها مع ربويل لورنتز‪ ،‬تأمل ذلك ُب نفس الكتاب‪:‬‬ ‫" فإف معادلػة صدر اؼبوجػة الكرويّة اؼبنبعثة ُب اللحظة ‪ t  0‬ىي‪:‬‬ ‫(ٔ​ٔ‪)ٔ-‬‬

‫‪x 2  y 2  z 2  c 2t 2‬‬

‫‪97‬‬


‫وُب‬

‫اؼبناط ‪S /‬‬

‫اؼبوجػة كالتايل‪:‬‬

‫اؼبعرؼ باحملاور‬ ‫ّ‬ ‫‪2‬‬

‫‪t/‬‬

‫‪/‬‬ ‫و‪ Z/‬و ‪ Y‬و‪X/‬‬

‫هبب أف تكوف معادلػة صدر‬

‫‪x /  y /  z /  c 2t /‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪2‬‬

‫‪2‬‬

‫(ٔ​ٔ‪)ٕ-‬‬

‫يبكننا اآلف استخداـ ربويل جاليليو لنرى ما إذا كاف سوؼ يُعطي نتائج متفقػة مع‬ ‫اؼبعادلتُت (ٔ​ٔ‪ )ٔ-‬و (ٔ​ٔ‪.)ٕ-‬‬ ‫(ٔ​ٔ‪)ٖ-‬‬

‫‪x /  x  vt ، y /  y , z /  z , t /  t‬‬

‫بالتعويض من اؼبعادلػة (ٔ​ٔ‪ُ )ٖ-‬ب اؼبعادلػة (ٔ​ٔ‪ )ٕ-‬قبد مباشرة أف‪:‬‬ ‫‪x 2  2 xvt  v 2t 2  y 2  z 2  c 2t 2‬‬

‫ىذه النتيجة ال تتفق بالتأكيد مع اؼبعادلػة (ٔ​ٔ‪ ،)ٔ-‬ومن ٍب فإف ربويل جاليليو فاشل؛‬ ‫لذلك هبب أف كباوؿ إهباد ربػويل آخر "‪.‬‬ ‫يقصد ربويل لورنتز‪ ،‬وىذا إقرار منو بأف ربويل لورنتز ىو التحويل الوحيد الذي لو‬ ‫ىذه اػباصية ‪ ..‬وبشكل ضمٍت مل يصرح بو‪ :‬فإف ظهور أي ربويل آخر وبقق ما حققو‬ ‫(ٔ)‬ ‫ربويل لورنتز فسيعٍت على الفور بطالف ىذا التحويل‬

‫ٔ‪ -‬أقر بذلك شفاىة أستاذ الفيزياء والنسبية ُب جامعة اػبرطوـ عاـ ٓ​ٓ​ٕٓـ عندما واجهتو بربىاف‬ ‫عدـ سباثل االنتشار الكروي للضوء‪ ،‬وفيو أف أكرب قيمة لإلحداثي ‪ y /‬ال تساوي أكرب قيمة‬ ‫لإلحداثي ‪ ، x /‬فقاؿ بعد أف تأكد بنفسو بالورقة والقلم‪ ،‬ومل هبد رداً على طليب باإلقرار خبطأ‬ ‫النسبية‪" :‬أربداؾ أف تأٌب يل بتحويل آخر غَت ربويل لورنتز وبقق االنتقاؿ من معادلة الكرة ىذه إىل‬ ‫معادلة الكرة ىذه‪ ،‬لو فعلت ذلك‪ ،‬فسأصدؽ بكل ما تقوؿ"‪ .‬وفعالً عملت بطلبو الكتشف وجود‬ ‫ربويالت أخرى ربقق ما حققو ربويل لورنتز‪ ،‬وأف ربويل لورنتز ما ىو إال خدعة رياضية‪.‬‬

‫‪98‬‬


‫ونقوؿ ؼبؤلف كتاب بَتكلي‪ ،‬ولكل من آمن بقدرة ربويل لورنتز اؼبتفػردة علػى إحػداث‬ ‫ىذا االنتقاؿ‪ ،‬خذ ىذا التحويل وجرب‪:‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪‬‬ ‫‪v‬‬ ‫‪2 xv ‬‬ ‫‪t /  t 1  2  2 ‬‬ ‫‪c‬‬ ‫‪c t‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪y/  y , z/  z‬‬

‫‪x /  x  vt‬‬

‫ُب ىذا التحويل ‪:‬‬ ‫العالقة بُت ‪ x‬و ‪ t‬ىي عالقة خطية‪.‬‬ ‫يؤوؿ الزمن فيو إىل الزمن النيوتوين ‪ t‬عند السرعات األقل بكثَت من ‪. c‬‬ ‫مقدار تباطؤ الزمن فيو عند ‪ x  vt‬ىو نفسو ُب ربويل لورنتز‪ ،‬دبعٌت أف‪:‬‬ ‫‪. t /  t 1  2‬‬ ‫ليس فيو افًتاض للتقلص ُب األطواؿ‪ ،‬أي أف عدد الفروض فيو قد تقلص‪.‬‬ ‫واألىم من كل ذلك أف ُب إمكانو إحداث سباثل انتشار كروي للضوء بسرعة ‪c‬‬

‫ُب صبيع أنظمة اإلسناد(ٔ)‪ .‬وذلك باالنتقاؿ من معادلة كرة ُب نظاـ إحداثيات إىل‬ ‫معادلة كرة ُب نظاـ إحداثيات آخر‪ .‬تأمل ذلك ُب اػبطوات التالية‪:‬‬ ‫عػػوض باسػػتخداـ ىػػذا التحويػػل اعبديػػد ُب معػػادلة االنتشػػار الكػػروي ذات الشػػرطة‪:‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ x /  y /  z /  c 2t /‬لينتج‪:‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪2‬‬

‫‪2‬‬

‫ٔ ‪ -‬سباثل االنتشار الكروي للضوء بسرعة ‪ c‬ىو ظاىري‪ ،‬وليس حقيقياً‪ ،‬سواء لتحويل لورنتز أو‬ ‫لغَته ‪.‬‬

‫‪99‬‬


‫‪2‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬ ‫‪v 2 2 xv‬‬ ‫‪ y  z  c t 1  2  2‬‬ ‫‪c‬‬ ‫‪c t‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪2‬‬

‫‪2‬‬

‫‪x  vt‬‬

‫‪2‬‬

‫بفػك األقواس وترتيب اغبدود ينشاً لدينا‪:‬‬ ‫‪v 2 2 xv‬‬ ‫) ‪x  2 xvt  v t  y  z  c t (1  2  2‬‬ ‫‪c‬‬ ‫‪c t‬‬ ‫‪2 2‬‬

‫‪2‬‬

‫‪2‬‬

‫‪2 2‬‬

‫‪2‬‬

‫‪ x 2  2 xvt  v 2t 2  y 2  z 2  c 2t 2  v 2t 2  2 xvt‬‬

‫ومنػػو‪:‬‬

‫‪x 2  y 2  z 2  c 2t 2‬‬

‫وىي معادلة انتشار كروي للضوء بالنسبة لنظاـ اإلحداثيات الساكن أو األثَت‪.‬‬ ‫إذاً لدينا ربويالً آخر غَت ربويل لورنتز وبقق ما حققو ربويل لورنتز من ؿبافظة على‬ ‫انتشار متماثل للضوء عند سرعة ‪ ، c‬وبال أي افًتاض لتقلص ُب األطواؿ! وىنا يثور‬ ‫سؤاؿ‪:‬‬ ‫ىل كاف ىذا التحويل اعبديد ؾبرد صدفة؟ وإذا مل يكن صدفة؟ (وىذا ىو األمر‬ ‫احملتم)‪ ،‬فهل معٌت ذلك أف للنسيج الزمكاين ُحلتُت ؼبوظبُت؟! أـ أف خزانتو ملئا بشىت‬

‫أنواع اغبُلل واأللبسة اؼبناسبة لكل الفصوؿ واؼبناسبات؟!‬

‫ىبربنا اؼبنطق العلمي الرصُت‪ ،‬واغبدس البديهي السليم‪ ،‬أف خزانة ىذا النسيج البد‬ ‫أف تكوف ملئا بشىت أنواع اغبُلل واأللبسة‪.‬‬

‫‪111‬‬


‫تبُت أف ىناؾ عدداً غَت ؿبدود من التحويالت‪ ،‬غَت ربويل لورنتز يبكن اشتقاقها‪،‬‬ ‫كلها تنتقل من معادلة كرة ُب نظاـ إسناد إىل معادلة كرة ُب نظاـ إسناد آخر‪ ،‬وتؤوؿ‬ ‫إىل ربويل جاليليو إف أردنا‪ ،‬وبأي معامالت لتباطؤ الزمن أو تقلص ُب األطواؿ نريدىا‪،‬‬ ‫وعالقة خطية ُب نفس الوقت بُت ‪ x‬و ‪ t‬إف أردنا أف تكوف العالقة خطية‪.‬‬ ‫بل قد ًب توليد ربويالت بأي صيغة نريدىا تنتقل من أي صيغة معادلة‪ ،‬إىل أي‬ ‫صيغة ؼبعادلة أخرى‪ ،‬مع ثبات سرعة الضوء أو من دوهنا‪ ،‬وفيما يلي خطوات ىذه‬ ‫الطريقة‪:‬‬ ‫أي عػ ػػدد مػ ػػن األبعػ ػػاد ُب نظػ ػػاـ إسػ ػػناد‬ ‫أي صػ ػػيغة ؼبعادلػ ػػة ابتدائيػ ػػة ُب ّ‬ ‫ٔ‪ -‬افػ ػػًتض ّ‬ ‫متحرؾ‪.‬‬ ‫) ‪  f (x/ , y/ , z / , t /‬‬

‫ٕ‪ -‬افًتض صيغة اؼبعادلة النهائيّة الػيت تريػد الوصػوؿ إليهػا ُب نظػاـ اإلحػداثيّات غػَت‬ ‫ذي الشرطة‪.‬‬

‫) ‪  f ( x, y, z, t‬‬ ‫متغَتات األبعاد اؼبكانية ذوات‬ ‫أي صيغة لتحويل وبدد العالقػة بُت ّ‬ ‫ٖ‪ -‬افًتض ّ‬ ‫الشرطػة وغَت ذوات الشرطػة‪:‬‬ ‫) ‪x /  f ( x, y , z , t‬‬ ‫) ‪y /  f ( x, y , z , t‬‬ ‫) ‪z /  f ( x, y , z , t‬‬

‫‪111‬‬


‫ٗ‪ -‬استنتج التحويل ‪ t /‬من اؼبعادلػة االبتدائية‪  f ( x / , y / , z / , t / ) :‬‬

‫ٍب عوض دبا يناسب من العالقات اؼبفًتضة‪.‬‬ ‫أم ثلة‪:‬‬ ‫ٔ‪ -‬اشتق ربويالً للزمن ينتقل من الصورة‪:‬‬

‫‪2‬‬

‫إىل الصورة‪:‬‬

‫‪x 2  y 2  z 2  c 2t 2‬‬

‫‪2‬‬

‫‪2‬‬

‫‪2‬‬

‫‪x /  y /  z /  c 2t /‬‬

‫إذا افًتضنا التحويالت اؼبكانية‪z /  z ، y /  y ، x /  x  vt :‬‬

‫الح ل‪:‬‬ ‫من اؼبعادلة‪:‬‬

‫‪2‬‬

‫‪2‬‬

‫‪2‬‬

‫‪2‬‬

‫‪x /  y /  z /  c 2t /‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ x/2  y/2  z/2  2‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪t ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪c2‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫فإف‪:‬‬

‫عوض دبا يناسب من معادالت التحويل اؼبكانيّة اؼبفًتضة‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ( x  vt) 2  y 2  z 2  2‬‬ ‫‪t /  ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪c2‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫عوض عن قيمة ‪ y 2‬من اؼبعادلػة النهائية‪x 2  y 2  z 2  c 2t 2 :‬‬

‫‪112‬‬


‫‪1‬‬

‫‪ ( x  vt) 2  c 2t 2  x 2  z 2  z 2  2‬‬ ‫‪t /  ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪c2‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ c 2t 2  2 xvt  v 2t 2  2‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪t ‬‬ ‫بفك األقواس واالختصارات ينتج ‪ :‬‬ ‫‪c2‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬

‫ومنػو‪:‬‬

‫‪‬‬ ‫‪v2‬‬ ‫‪2 xv  2‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪t  t 1  2  2 ‬‬ ‫‪c‬‬ ‫‪c t‬‬ ‫‪‬‬

‫وىو التحويل الزمٍت الذي سبق ذكره‪.‬‬ ‫مث ال آخ ر‪:‬‬ ‫صمم ربويالً للزمن ‪ t /‬ينتقل من صورة اؼبعادلة االبتدائيّة‪:‬‬ ‫‪x /  y /  z /  ct /‬‬

‫إىل معادلة الصورة النهائيّة‪:‬‬ ‫‪x  y  z  ct‬‬

‫إذا افًتضنا التحويالت اؼبكانيّة‪:‬‬ ‫‪z /  2z‬‬

‫‪y/  3y‬‬

‫‪113‬‬

‫‪x/  4x‬‬


‫الح ل‪:‬‬ ‫من الصورة االبتدائيّة فإف‪:‬‬

‫‪x/  y/  z/‬‬ ‫‪c‬‬

‫‪t/ ‬‬

‫بالتعويض باستخداـ التحويالت اؼبفًتضة‪ ،‬ينشأ لدينا‪:‬‬ ‫‪4x  3y  2z‬‬ ‫‪c‬‬

‫‪t/ ‬‬

‫عوض عن ‪ y‬من معادلػة الصورة النهائيّة ينتج‪:‬‬ ‫‪4 x  3(ct  x  z )  2 z‬‬ ‫‪c‬‬

‫‪x  z  3ct‬‬ ‫‪c‬‬

‫‪t/ ‬‬

‫‪t/ ‬‬

‫ع ػػوض هب ػػذه التح ػػويالت ُب معادل ػػة الص ػػورة االبتدائيّػػة للوص ػػوؿ إىل معادل ػػة الص ػػورة‬ ‫النهائيّة‪.‬‬ ‫لدينا اؼبعادلػة‪:‬‬

‫‪x /  y /  z /  ct /‬‬

‫عوض فيها من التحويل‪:‬‬ ‫‪x  z  3ct‬‬ ‫‪c‬‬

‫‪t/ ‬‬

‫‪x /  4x , y /  3y , z /  2z ,‬‬

‫‪114‬‬


‫ينشأ لدينا‪:‬‬

‫‪ x  z  3ct ‬‬ ‫‪4x  3 y  2z  c‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪c‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ 4 x  x  3 y  2 z  z  3ct‬‬

‫‪ 3x  3 y  3z  3ct‬‬ ‫ومنو‪:‬‬

‫‪x  y  z  ct‬‬

‫إذاً القػػدرة علػػى االنتقػػاؿ مػػن معادلػػة ُب نظػػاـ إسػػناد إىل معادلػػة ُب نظػػاـ إسػػناد آخػػر‬ ‫ال ترجػع إىل عبقريػة النسػبية‪ ،‬وذبليػات الزمكػاف‪ ،‬بػل إىل القػدرة علػى التلبػيس واػبػداع مػن‬ ‫خالؿ رياضيات أضاعت بُت ثنايا رموزىا أي معٌت فيزيائي يبكن قراءتو‪.‬‬

‫‪115‬‬


‫خط أ تج رب ة مايكلس ون ومورلي‬ ‫ُب ىػػذا القسػػم مػػن البحػػث‪ ،‬كبػػب أف نشػػَت إىل خطػػأ آخػػر وقػػع فيػػو اجملتمػػع العلمػػي‬ ‫قبل النسبية‪ ،‬رأينا من اؼبناسب أف نشػَت إليػو لصػلتو دبوضػوع البحػث‪ ،‬وىػو خطػأ وقػع فيػو‬ ‫األشعػة الضوئيّة عرب أذرع جهازه‪.‬‬ ‫مايكلسوف أثناء معاعبتو النظريّػة ؼبسارات ّ‬ ‫ػوجي‬ ‫لقد ًب اػبلػط ُب ىػذه التجربػة بػُت نػوعُت مػن اغبركػة‪ :‬حركػة موجيّػة أو سػلوؾ م ّ‬ ‫سيمي للضوء‪.‬‬ ‫للضوء‪ ،‬وحركة ُجسيميّة أو سلوؾ ُج ّ‬

‫األشعػة الضػوئيّة اؼبتحركػة عػرب الػذراع اؼبػوازي غبركػة األرض‬ ‫لقد تعامل مايكلسوف مع ّ‬ ‫األشعػػة اؼبتحركػػة عػػرب الػػذراع اؼبتعامػػد علػػى‬ ‫كػػأمواج عنػػد حسػػاب سػػرعاهتا واذباىاهتػػا‪ ،‬أمػػا ّ‬ ‫حركػ ػ ػػة األرض‪ ،‬فقػ ػ ػػد تعامػ ػ ػػل معهػ ػ ػػا كػ ػ ػػأمواج عنػ ػ ػػد حسػ ػ ػػاب سػ ػ ػػرعتها بالنسػ ػ ػػبة لألثػ ػ ػػَت‪،‬‬ ‫وكمقذوفات ُجسيميّة تعتمد ُب حركتها على حركة اؼبصػدر عنػد وصػف عمليّػة انعكاسػها‬ ‫طرُب الذراع اؼبتعامد على حركة األرض‪.‬‬ ‫بُت اؼبرآتُت اؼبثبتتُت ُب ّ‬ ‫رصاص ػػة رب ػػتف‬ ‫لق ػػد تعام ػػل مايكلس ػػوف م ػػع ى ػػذه اإلش ػػارة كم ػػا يتعام ػػل م ػػع حرك ػػة‬ ‫ّ‬

‫باذباىهػػا اؼبتعامػػد دومػاً علػػى اؼبصػػدر اؼبتحػػرؾ الػػذي انطلقػػت منػػو‪ ،‬وكػػاف مػػن اؼبفػػًتض أف‬ ‫ػوجي ينطل ػػق إىل أعل ػػى ؿبتفظػ ػاً بتعام ػػده عل ػػى نقط ػػة انطالق ػػو‬ ‫يتعام ػػل معه ػػا كمق ػػذوؼ م ػ ّ‬ ‫األصليّة‪ ،‬غَت متأثر حبركة اؼبصدر الذي يغادر وينطلق بعيداً‪.‬‬ ‫تأمل الصور التوضيحيّػة التالية‪:‬‬

‫‪116‬‬


‫مسار االشعة كما يراه‬ ‫"‪"O‬‬

‫الرصاص ة بالنس بة لراص دين بينهم ا حرك ة نس بيّة ‪ ،‬فبالنس بة لمص درىا‬ ‫الح ف كي ف تتح رك‬ ‫ّ‬ ‫فوى ة البندقيّ ة‪ ،‬وى ذا‬ ‫ال ذي انطلق ت من و‪ ،‬س تحافف الرصاص ة عل ى تعام دىا ال دائم عل ى ّ‬

‫للرصاص ة س يحدث س واء ك ان مص درىا ف ي حال ة س كون أو حرك ة‪ ،‬والس بب أنه ا‬ ‫الس لوك‬ ‫ّ‬ ‫تكتس ب ك ل حالته ا الحركيّ ة األفقيّ ة والعموديّ ة م ن المص در نفس و‪ ،‬فه و يكس بها س رعتها‬

‫اري‪ ،‬وقب ل ذل ك اكتس بت س رعتها األفقيّ ة ‪v‬‬ ‫العموديّة إلى أعل ى عن د انفج ار المظ روف الن ّ‬

‫من سرعة البندقيّة األفقيّة ‪.V‬‬

‫‪117‬‬


‫وجي مث ل إش ارة ض وئيّة تتح رك ف ي وس‬ ‫ف ي حال ة افترض نا أن المق ذوف م ّ‬

‫انتش ارىا‬

‫المفترض مثلما تتحرك أمواج الماء أو أمواج الصوت بحيث تعتم د س رعتها فق عل ى حال ة‬

‫أي تأثير لحركة المصدر على سرعة النبضة المنطلقة منو‪ ..‬ال أفقيّاً‬ ‫الوس ‪ ،‬فلن يكون ىناك ّ‬ ‫للرصاص ة‪ ..‬س تنطلق اإلش ارة الض وئيّة كم ا ى و مالح ف ف ي‬ ‫وال عموديّ اً كم ا س بق وح دث‬ ‫ّ‬ ‫الشكل متعامدة على نقطة انطالقها األصلية‪.‬‬

‫‪118‬‬


‫تأمل في الشكل أعاله حقيقة حركة اإلش ارة الموجيّ ة الت ي انطلق ت ض من نبض ة ض وئية كروي ة ف ي‬

‫وس انتش ارىا (األثي ر المفت رض)‪ ،‬س تبقى اإلش ارة متعام دة عل ى نقط ة انطالقه ا األص لية عن د‬ ‫اللحظة ‪ ، t 0‬ير متأثرة بحركة المصدر الذي أطلقها ومضى‪ ،‬والحف بشكل عام كيف انتشرت‬ ‫الكروي المتجانس ير المعتمد على حركة المصدر‪.‬‬ ‫النبضة انتشارىا‬ ‫ّ‬

‫‪119‬‬


‫األشعػة عرب ذراع جهازه اؼبتعامػد علػى‬ ‫واآلف‪ ،‬انظر إىل وصف مايكلسوف نفسو غبركة ّ‬ ‫حركة األرض كما جاءت بألفاظو ورموزه نقلناىا عن كتاب بَتكلي‪:‬‬ ‫[يػنعكس الشػعاع ‪ُ Sa‬ب االذبػاه ‪ ( ab‬كمػا ُب الشػكل ٓٔ‪ٔ٘-‬و) ويعػود ُب االذبػػاه‬ ‫‪ b / , a /‬حيث تساوي الزاوية ‪ab / a /‬‬

‫ضعف زاوية الزيغ‪].‬‬

‫إن عمليّة انعكاس ‪ Sa‬بين المرآتين بهذه الكيفيّة الت ي وردت‪ ،‬ال يمك ن أن تك ون عمليّ ة انعك اس يفت رض‬

‫أنه ا ألم واج تتح رك ف ي وس انتش ارىا‪ ،‬والس بب أن الم رآة عن د ‪ a‬أث رت عل ى اتج اه الش عام الم نعكس‬

‫يمي‪ ،‬وك ان م ن المفت رض أال ت ؤثر الم رآة عل ى حرك ة الش عام‪،‬‬ ‫كم ا ت ؤثر عل ى مق ذوف ُجس ّ‬

‫ليس تمر متجه اً نح و ‪ .b‬ى ذا االنعك اس يش بو تمام اً انعك اس ك رة ق ذف به ا إل ى أعل ى راك ب حافل ة‬ ‫متحركة على خ سريع‪ ،‬فانطلقت الكرة إلى أعلى ثم ارتطمت بسقف الحافلة لتنعكس وترجع م رة أخ رى إل ى‬

‫يده‪ ،‬بالنسبة للراصد الساكن على الطريق سيكون مسار الكرة بعد قذفها ثم انعكاسها ىو نفس المسار الذي‬ ‫افترض و مايكلس ون لإلش ارة المتحرك ة عب ر ال ذرام المتعام د عل ى حرك ة األرض (ف ي حال ة تجاىلن ا تس ارم‬ ‫الجاذبية)‪ ،‬المسارات وعملية االنعكاس متشابو تماماً‪ .‬وىي بال شك جسيمية‪.‬‬

‫‪111‬‬


‫واآلف ي ػػأٌب الس ػ ػؤاؿ‪ :‬م ػػا ال ػػذي أدى دبايكلس ػػوف وغ ػػَته وفيم ػػا بع ػػد ألف يعتق ػػد ب ػػأف‬ ‫سيمي ُب انطالقها وانعكاسها؟!‬ ‫ّ‬ ‫األشعػة الضوئيّة ستسلك ىذا السلوؾ اعبُ ّ‬

‫الضوئي يسلك‬ ‫منشأ ذلك ىو الظواىر الضوئيّة اػبادعػة اليت توىم وكأف الشعاع‬ ‫ّ‬ ‫بائي‬ ‫سيمي فَتى اإلنساف ّ‬ ‫األشعة الضوئيّة ‪ -‬اؼبنطلقة من مصباح جيب كهر ّ‬ ‫السلوؾ اعبُ ّ‬ ‫مثالً ‪ -‬تبدو وكأهنا رباف على تعامد دائم على مصدرىا اؼبنطلقة منو‪.‬‬

‫‪111‬‬


‫األشع ة الض وئيّة متعام دة عل ى المص در‬ ‫يمك ن للمتأم ل ال دارس أن ي درك بس هولة لم اذا تب دو ّ‬

‫المتحرك ‪ ..‬ىل ل و ك ان ل دينا إش ارة وحي دة منطلق ة‪ ،‬ومس افة كافي ة إل ى الس قف تص ل إل ى ع دة‬ ‫مئات م ن اآلالف م ن الكيل ومترات‪ ،‬وس رعة أفقيّ ة للش خ‬

‫يمك ن مقارنته ا بس رعة الض وء‪ ،‬ى ل‬

‫كان سيبدو المشهد على ما ى و عليو في الصورة أعاله؟ قطع اً ال‪.‬‬

‫‪112‬‬


‫الفصػػل الثالث‬ ‫التفسير الج ديد لظاىرة ثبات سرعة الضوء‬

‫‪113‬‬


‫مقدمة‬ ‫كاف الطعن ُب اؼبنطق العلمي الصحيح‪ ،‬واغبس الفيزيائي السليم‪ ،‬ثالثة األثاُب اليت‬ ‫قامت عليها النسبية‪ ،‬أما األوىل والثانية فكانتا على الًتتيب‪ ،‬اػبداع الرياضي اؼبتمثل ُب‬ ‫ربويل لورنتز‪ ،‬وعدـ الفهم الصحيح للظواىر الكونية والتجارب اؼبعملية‪.‬‬ ‫وسبب الطعن ُب اؼبنطق العلمي واغبس الفيزيائي ىنا واضح‪ ،‬وىو لتربير القبوؿ‬ ‫باؼبتناقضات واؼبستحيالت‪ ،‬وما استغلق على األفهاـ‪ ،‬فاؼبنطق العلمي واغبس الفيزيائي‬ ‫يرفضاف القبوؿ باؼبتناقضات واؼبستحيالت اليت قَبِلها الطاعنوف‪ ،‬لذا قاموا بالطعن ُب ما‬ ‫افتقروا إليو من وسائل وأدوات اؼبنهج العلمي‪ ،‬فإذا قيل‪ :‬ىذا مناقض للبديهة‪ ،‬ىذا غَت‬ ‫منطقي ال يقبلو العقل‪ ،‬كاف الرد‪ :‬العيب ُب البديهة والعقل‪ ،‬وحاؽبم ُب ذلك ال ىبتلف‬ ‫كثَتاً عن حاؿ اؼبعاؽ الذي ال يستطيع اإلمساؾ بالقلم‪ ،‬فيلقي بالالئمة على القلم ُب‬ ‫التسبب برداءة خطو‪.‬‬ ‫ودبػػا أننػػا لسػػنا معػػاقُت‪ ،‬ومبتلػػك فطػػراً وعقػػوالً سػػليمة‪ ،‬ىػػي أشبػػن مػػا مبلػػك مػػن أدوات‬

‫اؼب ػػنهج العلم ػػي‪ ،‬فػ ػال من ػػاص أمامن ػػا ‪ -‬إذا أردن ػػا البح ػػث ُب معض ػػالت الفيزي ػػاء اؼبختلف ػػة‬ ‫ومنهػػا ثبػػات سػػرعة الضػػوء اؼبالحظػػة ‪ -‬مػػن العػػودة مػػن جديػػد إىل ربويػػل البديهػػة (ربويػػل‬ ‫جػػاليليو) ‪ ..‬ىػػذا التحويػػل ال يقبػػل سػػرعة واحػػدة للجميػػع رغػػم وجػػود حركػػة نسػػبية بػػُت‬ ‫اعبميػػع‪ ،‬سػواء كػػاف ذلػػك للضػػوء أو لغػػَت الضػػوء‪ُ ،‬ب السػػرعات الواطئػػة والعاليػػة علػػى حػػد‬ ‫سواء‪ ،‬ال ثوابت ربتو غػَت تلػك الػيت عرفهػا العلػم‪ ،‬وأنبهػا الػزمن‪ ،‬ومػن بعػد ربويػل جػاليليو‬ ‫ستكوف ميكانيكا نيوتن‪ ،‬وما ثبت وصح من فيزياء الكم ىػي مطيتنػا كبػو فيزيػاء جديػدة‪،‬‬ ‫خاليو من كل ما ىو شاذ وأعوج وغريب‪.‬‬

‫‪114‬‬


‫حدود ظاىرة ثبات سرعة الضوء‬ ‫ثبت من عدد من األرصاد الفلكية (قد سبق وأشرنا إليها ُب مستهل الفصل األوؿ)‬ ‫أف الضوء يصل إلينا من صبيع أرجاء الكوف بسرعتو اؼبعروفة ‪ ، c‬وُب نفس الوقت ال بد‬

‫أف نستنتج أنو يغادرنا بنفس ىذه السرعة ‪ ، c‬والبد أف ىذ حاؿ كل جرـ فلكي(ٔ)‪.‬‬

‫إىل ىذا اغبد يبقى الوضع مقبوالً‪ ،‬وال يوجد أي تعارض مػع منطػق أو علػم‪ ،‬وبالنسػبة‬

‫لنا سيبدأ تفسَتنا اعبديد لظاىرة‪ ،‬ثبات سرعة الضوء (اؼبالحظة) مػن عنػد ىػذا اغبػد‪ ،‬أمػا‬ ‫عنػػد آينشػػتاين‪ ،‬فقػػد ذبػاوز ىػػذا اغبػػد إىل حػػدود الالمعقػػوؿ بظنػػو أف الضػػوء سيصػػلنا وىػػو‬ ‫يسػ ػػَت بػ ػػنفس ىػ ػػذه السػ ػػرعة ‪ c‬مػ ػػن غبظ ػ ػػة انطالقػ ػػو مػ ػػن مصػ ػػدره البعيػ ػػد إىل أف يصػ ػػلنا‪،‬‬ ‫وس ػػيغادرنا لينطل ػػق ب ػػنفس ى ػػذه الس ػػرعة ‪ c‬م ػػن غبظ ػػة انطالق ػػة إىل م ػػاال هناي ػػة‪ ،‬وىك ػػذا‬ ‫سيكوف اغباؿ بالنسبة ألي جرـ فلكي‪.‬‬ ‫بعبػػارة أخػػرى‪ ،‬لػػو تصػػورنا جػػرمُت فلكيػػُت بينهمػػا سػػرعة نسػػبية ‪ ، v‬وعلػػى كػػل منهمػػا‬ ‫راصد‪ ،‬وقاـ أحدنبا بإصدار إشػارة ضػوئية‪ ،‬فالبػد لكػال الراصػدين ُب نفػس تلػك اللحظػة‬ ‫اليت تنطلق فيها اإلشارة أف يقيسا سرعة ‪ c‬لإلشارة‪ ،‬وبعد فًتة زمنية تعتمػد علػى السػرعة‬ ‫النسبية اليت بُت اعبرمُت ستصل اإلشارة إىل اعبػرـ الثػاين‪ ،‬وسػتكوف سػرعتها بالنسػبة لكػال‬ ‫الراصدين على طوؿ خط الرحلة‪ ،‬ىي نفسها ‪. c‬‬

‫)ٔ) نقصد‪ :‬حاؿ كل جرـ فلكي لو كتلة ُب حدود كتلة األرض‪ ،‬والسبب أف سرعة الضوء ُب‬ ‫تفسَتنا اعبديد البد أف زبتلف قيمتها باختالؼ كتلة اعبرـ الفلكي‪ ،‬فهي ‪ c‬عند األرض وأكرب من‬ ‫‪ c‬عند القمر وأقل من ‪ c‬عند الشمس‪.‬‬

‫‪115‬‬


‫ىػػذا التصػػور الػػذي ننسػػبو إىل آينشػػتاين‪ ،‬هبػػذه الكيفيػػة‪ ،‬ىػػو مػػن واقػػع فرضػػو الثػػاين‪:‬‬ ‫سرعة الضوء ال تعتمد على حركة الراصد أو اؼبصدر‪.‬‬ ‫وىػػذا التصػػور يتنػػاَب مػػع العقػػل واؼبنطػػق‪ ،‬وال يبكػػن قبولػػو ربػػت أي تربيػػر‪ ،‬وسػػيندرج‬ ‫حتم ػاً رب ػػت تصػػنيف التناقض ػػات اغبقيقي ػػة ال ػػيت ال يبك ػػن حص ػػوؽبا ُب وقػػت واح ػػد‪ ،‬مث ػػل‬ ‫اؼبوت واغبياة كما سبق وأشرنا‪.‬‬ ‫وإذا أردنػ ػ ػػا البحػ ػ ػػث عػ ػ ػػن حػ ػ ػػل حقيقػ ػ ػػي بعيػ ػ ػػداً عػ ػ ػػن الطعػ ػ ػػن ُب اؼبنطػ ػ ػػق والبديهػ ػ ػػة‪،‬‬ ‫فيجػػب علينػػا أوالً معرفػػة حػػدود ىػػذه الظػػاىرة‪ ،‬وحػػدودىا إذا أمعنػػا النظػػر فيهػػا سػػنجدىا‬ ‫فقػػط عنػػد أسػػطح األجػراـ الفلكيػػة‪ ،‬فهنػػاؾ سبػػت اؼبالحظػػات‪ ،‬وىنػػاؾ سبػػت القياسػػات‪ً ،‬ب‬ ‫قيػػاس سػػرعة الضػػوء عنػػد سػػطح األرض فوجػػد أهنػػا ‪ ، c‬ومل يثبػػت أف الضػػوء ظػػل ؿبتفظ ػاً‬ ‫بنفس ىذه السرعة ُب الفضاء بعيداً عن سطح األرض‪ ،‬سواء وىو يغادرنا أو يصل إلينا‪.‬‬

‫إف التوص ػػيف اؼبنطق ػػي ؽب ػػذه الظ ػػاىرة ى ػػو أف اإلش ػػارات الض ػػوئية القادم ػػة إلين ػػا م ػػن‬ ‫األجراـ الفلكية البعيدة وصلتنا فعالً بسرعة الضػوء ‪ ، c‬وال علػم لنػا دباضػي سػرعات ىػذه‬ ‫اإلشػػارات قبػػل أف تصػػل إىل األرض‪ ،‬وكػػذلك س ػتغادرنا منطلق ػة بػػنفس ىػػذه السػػرعة ‪c‬‬ ‫فقػ ػػط عنػ ػػد األج ػ ػواء القريبػ ػػة مػ ػػن سػ ػػطح األرض‪ ،‬وال عل ػ ػم لنػ ػػا دبسػ ػػتقبل سػ ػػرعات ىػ ػػذه‬ ‫اإلشارات‪.‬‬ ‫ىػػذه ىػػي اغبػػدود اغبقيقيػػة ؽبػػذه الظػػاىرة‪ ،‬وىػػذا مػػا أيدتػػو ومل زبػػرج عنػػو كػػل األرصػػاد‬ ‫الفلكية أو التجارب اليت أجريت على سطح األرض لقياس سرعة الضوء‪.‬‬

‫‪116‬‬


‫تصور آينشتاين أن سرعة الضوء ‪ c‬التي نقيسها بالجوار القريب منا تأخذ نفس ىذه القيمة‬

‫بالنسبة لنا‪ ،‬من لحظة صدورىا من م صدرىا البعي د‪.‬‬

‫‪117‬‬


‫وتصور كذلك أن الضوء يغادرنا بسرعة ‪ c‬ويستمر محتفظاً بنفس سرعتو االبتدائيّ ة وىو‬ ‫ّ‬ ‫ينطلق إلى ماال نهاي ة‪.‬‬

‫‪118‬‬


‫ظاىرة ثبات سرع ة الضوء كما ىي على حقيقتها المالحظة فلكيّاً والمثبتة تجريبيّاً‪ ،‬إنها‬

‫قياس سرعة واحدة للضوء‪ ،‬سواء الذي نستقبلو أو نصدره‪ ،‬وال علم لنا بحقيقة سرعتو في‬ ‫الماضي قبل أن يصلنا‪ ،‬وال في المستقبل بعد أن يغادرنا‪ ،‬كل ما يمكننا الجزم بو ىو‬ ‫ثبات سرعة الض وء بالجوار القريب منا‪.‬‬

‫‪119‬‬


‫سبب ثبات سرعة الضوء‬ ‫بعد أف رأينا ثبات سرعة الضوء عند قيمة ‪ c‬بالقرب من سػطح األرض‪ ،‬رغػم حركػة‬ ‫اؼبص ػػادر س ػواء منه ػػا النجمي ػػة البعي ػػدة‪ ،‬أو تل ػػك اؼبتحرك ػػة عل ػػى س ػػطح األرض‪ ،‬يقف ػػز إىل‬ ‫الػذىن علػػى الفػور أف الضػػوء يتعػرض لعمليػػة إجبػار علػػى السػَت بتلػػك السػرعة عنػػد سػػطح‬ ‫األرض‪ ،‬ولدينا دليالف على حدوث عملية اإلجبار ىذه‪.‬‬ ‫األوؿ‪ :‬ذب ػػارب انبع ػػاث جام ػػا‪ ،‬ومنه ػػا ذبرب ػػة س ػػاديو(ٔ) فف ػػي تل ػػك التجرب ػػة ثب ػػت أف‬ ‫الضوء ىبرج دومػاً بسػرعة ‪ c‬بالنسػبة لسػطح األرض‪ ،‬مهمػا كانػت سػرعة اؼبصػدر‪ ،‬وذلػك‬ ‫يعٍت أف شيئاً ما ال يبايل حبركة اؼبصدر‪ ،‬هبرب الضوء على السَت هبذه السرعة‪.‬‬ ‫)ٔ) جاء ُب كتاب بَتكلي الفصل اغبادي عشر‪[ :‬أجرى د‪ .‬ساديو‬

‫[ ‪Phys. Rev, Letters,‬‬

‫أشعػة جاما ثابتة ‪  10 %‬وال تعتمد على سرعة‬ ‫‪ ] 10:271 (1963‬ذبربة صبيلة تثبت أف سرعػة ّ‬ ‫اؼبصدر وذلك للمصادر القريبة من ‪ 1 / 2 c‬باؼبقارنة دبصدر ساكن‪ ،‬وإليك فقرة اقتبسناىا من حبثو‪:‬‬ ‫تستهدؼ ذباربنا دراسة إفناء البوزيًتونات أثناء الطَتاف‪ ،‬يتحرؾ مركز كتلة نظاـ من البوزيًتوف‬ ‫واإللكًتوف أثناء عمليّػة اإلفناء بسرعة قريبة من ‪ 0.5c‬وينبعث شعاعاف من أشعّة جاما‪ُ ،‬ب حالة‬ ‫اإلفناء عند السكوف ينبعث شعاع جاما بزاوية قدرىا ‪  180‬وتكوف سرعتها ‪ ،c‬أما ُب حالة اإلفناء‬ ‫عند الطَتاف فإف الزاوية تكوف أقل من ‪  180‬وتعتمد على طاقة البوزيًتوف‪ ،‬فإذا صبعت سرعة‬ ‫الكالسيكي‪ ،‬وليس طبقاً لتحويل لورنتز‪،‬‬ ‫االذباىي‬ ‫شعاع جاما على سرعة مركز الكتلة طبقاً للجمع‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫فإف سرعة شعاع جاما اؼبتحرؾ دبركبة حركػة ُب اذباه طَتاف البوزيًتوف ستكوف أكرب من ‪ ،c‬أما الشعاع‬ ‫شعاعي جاما يصالف إىل‬ ‫اؼبنبعث ُب االذباه اؼبضاد فإف سرعتو ستكوف أصغر من ‪ ،c‬وقد وجد أف‬ ‫ّ‬ ‫شعاعي جاما‬ ‫عدادين يبعداف بنفس اؼبسافػة عن نقطػة اإلفناء ُب نفس اللحظػة‪ ،‬وىذا يثبت أف‬ ‫ّ‬ ‫يسَتاف بنفس السرعة حىت ُب حالة اؼبصدر اؼبتحرؾ‪].‬‬

‫‪121‬‬


‫الثػػاين‪ :‬عػػودة الضػػوء إىل اكتسػػاب سػػرعتو األصػػلية ‪ c‬بالنسػػبة لسػػطح األرض بعػػد‬ ‫خروجو من الوسط الشفاؼ الذي تسبب ُب التقليل من سرعتو‪ ،‬وىنا يأٌب السؤاؿ‪:‬‬ ‫من الذي أجرب الضوء ُب كلتا اغبالتُت على السَت بسػرعتو الثابتػة دومػاً عنػد قيمػة ‪c‬‬

‫بالنسبة لسطح األرض؟‬

‫أي أداة مػػن أدوات قياسػػنا‪ ،‬ولػػن‬ ‫قطعػاً لسػػنا كبػػن مػػن أجػػربه علػػى ىػػذا السػػلوؾ‪ ،‬وال ّ‬

‫أي معادالت رياضيّة أو نظريات ىندسية‪ ،‬وحتماً لن يكػوف ذلػك‬ ‫هبربه على ىذا السلوؾ ّ‬ ‫باختي ػػاره أو ذكائ ػػو‪ ،‬ل ػػن هب ػػرب أم ػواج الض ػػوء عل ػػى ى ػػذا الس ػػلوؾ إال ذل ػػك الوس ػػط اؼبق ػػًتف‬ ‫ػوجي‪ ،‬الوسػط ىػو مػػن هبػرب أمػواج الضػوء علػى السػَت دومػاً بسػػرعة‬ ‫وجػوده أبػداً بػالوجود اؼب ّ‬ ‫‪ c‬بالنسػػبة لػػو‪ ،‬سػواء كػػاف ذلػػك الضػػوء خارجػاً مػػن وسػػط شػػفاؼ‪ ،‬أو مصػػدر متحػػرؾ‪،‬‬ ‫وسواء كاف ذلك اؼبصدر متحركاً على سطح األرض‪ ،‬أو قبم بعيد ُب أعماؽ الفضاء‪.‬‬

‫والدليل على حتمية وجود ىذا الوسط‪ ،‬ىو الطبيعة اؼبوجية للضوء‪ ،‬فالطبيعة‬ ‫اؼبوجية ال تنشأ إال ُب ظل وسط‪ ،‬ولوال وجود ىذا الوسط‪ ،‬ؼبا ظهرت كل الظواىر اليت‬ ‫صنفت على أساس موجي‪ ،‬مثل اغبيود والتداخل‪ ،‬وظاىرة دوبلر‪ ،‬وعدـ اعتماد سرعة‬ ‫األمواج على حركة مصدرىا‪ ،‬وعودهتا الكتساب سرعتها األصلية بعد خروجها من‬ ‫األوساط الشفافة‪.‬‬

‫‪121‬‬


‫حدود الوس‬ ‫إذا سػػلمنا بالطبيعػػة اؼبوجيػػة للضػػوء‪ٍ ،‬ب سػػلمنا بوجػػود ذلػػك الوسػػط الػػذي تسػػتلزمو‬ ‫تلػك الطبيعػػة‪ ،‬فلػػيس أمامنػػا لتفسػػَت تلػػك النتيجػػة الػػيت اعتػػربت سػػلبية ُب ذبربػػة مايكلسػػوف‬ ‫ومػػوريل إال أف نفػػًتض أف ذلػػك الوسػػط الػػذي هبػػرب الضػػوء علػػى عبػػوره بسػػرعة ‪ c‬ؿب ػيط‬ ‫بسػػطح األرض وسػػاكن بالنسػػبة ؽبػػا ‪ ..‬هبػػذا الشػكل فقػػط نسػػتطيع أف نفهػػم سػػبب ثبػػات‬ ‫سػػرعتو ُب صبيػػع االذباىػػات بالنسػػبة لسػػطح األرض‪ ،‬ولػػن تشػػذ عػػن ىػػذا الوضػػع أيػة ذبربػػة‬ ‫يتم فيها قياس سرعة للضوء ينطلق مػن مصػادر متحركػة علػى سػطح األرض‪ ،‬بػل إف ىػذه‬ ‫التجػػارب الػػيت وبػػتف فيهػػا الضػػوء بسػػرعتو الثابتػػة رغػػم حركػػة اؼبصػػدر دليػػل علػػى الطبيعػػة‬ ‫اؼبوجية للضوء‪ ،‬وعلى وجود ذلك الوسط الذي تستلزمو تلك الطبيعة‪.‬‬ ‫أم ػػا ُب حال ػػة اإلش ػػارات الض ػػوئية القادم ػػة م ػػن مص ػػادر متحرك ػػة ُب أعم ػػاؽ الفض ػػاء‪،‬‬ ‫فانطالقهػػا بسػػرعة ‪ c‬بالنسػػبة ؼبصػػادرىا البعيػػدة(ٔ)‪ٍ ،‬ب وصػػوؽبا إلينػػا بػػنفس ىػػذه السػػرعة‬ ‫رغػػم وجػػود سػػرعة نسػػبية بيننػػا وبػػُت تلػػك اؼبصػػادر‪ ،‬فػػال يعػػٍت إال شػػيئاً واحػػدا‪ ،‬وىػػو أف‬

‫الوسػػط اؼبمتػػد ُب الفضػػاء بيننػػا وبػػُت تلػػك اؼبصػػادر مػػارس خاصػػيتو ُب إجبػػار الضػػوء علػػى‬ ‫تعديل سرعتو تدرهبياً من سرعتو االبتدائية اليت انطلػق هبػا بالنسػبة إلينػا مػن مصػدره البعيػد‬ ‫) ‪ُ( (C  V‬ب حالػة كػػاف اعبػػرـ مبتعػػداً) إىل أف وصػلنا بسػػرعتو اؼبعروفػػة ‪ ، c‬وكػػاف التعػػديل‬ ‫هبػػري وفق ػاً غبالػػة الوسػػط اؼبتغػػَتة ُب كػػل غبظػػة‪ ،‬بسػػبب انسػػحاب األوسػػاط مػػن بعضػػها‬

‫البعض‪ .‬ففي كل نقطػة بػُت اعبػرمُت اؼبتباعػدين حالػة معينػة للوسػط‪ ،‬وبالتػايل سػرعة معينػة‬ ‫للضوء فيها تتناسب مع تلك اغبالة‪.‬‬

‫(ٔ) ُب حالة افًتاض امتالكها لنفس كتلة األرض‪.‬‬

‫‪122‬‬


‫‪V‬‬

‫الضوئي الصادر من الراصد‬ ‫بغض النظر عن اآلليّة التي يحدث فيها التغيّر في سرعة الشعام‬ ‫ّ‬ ‫مبدئي خضوم سرعة الضوء لتحويل جاليليو للسرعات ف ق‬ ‫‪ ، o‬يجب أن نقرر بشكل‬ ‫ّ‬ ‫ع ند ل حظة ص دورىا ولح ظ ة استقبالها‪.‬‬

‫‪123‬‬


‫ُب هنايػػة اؼبطػػاؼ‪ ،‬تقودنػػا تلػػك اؼبالحظػػات اؼبتعػػددة إىل أف وسػػطنا اعبديػػد البػػد أف‬ ‫يكوف ُؿبيطاً باألرض‪ ،‬وساكناً بالنسبة ؽبا‪ ،‬وفبتداً ُب الفضاء إىل مػاال هنايػة‪ ،‬يتحػرؾ معهػا‬

‫كقطعػة واحدة تقريباً‪ ،‬مثلما وبيط اجملاؿ اؼبغناطيسػي باؼبغنػاطيس ويتحػرؾ معػو مػن مكػاف‬ ‫إىل آخر‪.‬‬

‫خاصػاً بكػل‬ ‫خاصاً هبػا لوحػدىا‪ ،‬بػل سػيكوف ّ‬ ‫وىذا الوسط احمليط باألرض لن يكوف ّ‬

‫حصلة ؾبموعػة مػن األوسػاط اؼبتداخلػػة‪ ،‬والػيت تولػد‬ ‫فلكي‪ ،‬وستكوف اؼبُ ّ‬ ‫مادي ُ‬ ‫شيء ّ‬ ‫وجرـ ّ‬ ‫حركاهتا وانسحاباهتا مع بعضها البعض تلك الظواىر الضوئيّة احملَتة منها وغَت احملَتة‪.‬‬

‫‪124‬‬


‫الوس الجديد البد أن يكون ملتصقاً باألرض ومحيطاً بها‪ ،‬وممتداً في الفضاء إلى ماال نهاية‪ ،‬وىذا‬ ‫كهربائي لشح نة كه ربائيّة تمتد إلى ماال نهاية‪.‬‬ ‫يشبو إلى ح د بعيد خط وط مجال‬ ‫ّ‬

‫‪125‬‬


‫األرض كمصدر متحرك يحمل معو وس االنتشار الذي يُجبر الضوء الصادر من‬ ‫مصدر ساكن على السير بسرعة ‪ c‬في جمي ع االتجاى ات‪( ،‬تج ربة مايكلسون)ٓ‬

‫مركز اإلفناء للبوزيترون إلكترون كمصدر متحرك في تجربة ساديو‪ ،‬سيتحرك الضوء‬ ‫الصادر منو بسرعة ‪ c‬في جميع االتجاىات بغ ض النظ ر ع ن حركة المصدر‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫نفس ىذا الوس ىو من يجبر الضوء على العودة واكتساب نفس‬ ‫سرعتو األولى التي كان ت لو ق بل أن يخ ترق الوس الش فاف‪.‬‬

‫‪126‬‬


‫الوس حقيقة واقعة‬ ‫كمػػا أثبتػػت العديػػد مػػن الوقػػائع الفيزيائيّػة ضػػرورة وجػػود وسػػط النتشػػار الضػػوء؛ فػػإف‬

‫وقائع فيزيائيّة وضوئيّة متعددة تثبت أف ىذا الوسػط حقيقػة واقعػػة‪ ،‬وينطبػق عليػو مػا سػبق‬ ‫تصور ُربتمو الطبيعة اؼبوجيّة للضوء‪.‬‬ ‫وافًتضناه من ّ‬ ‫ولػػو ذىبنػػا لنتقصػػى فيمػػا حولنػػا مػػن الكػػوف عػػن وجػػود فبكػػن ؽبػػذا الوسػػط فلػػن نبػػذؿ‬ ‫اعباذيب لألجراـ الفلكية يبكػن أف يشػكل الوسػط الطبيع ّػي‬ ‫كثَت جهد لنكتشف أف اجملاؿ‬ ‫ّ‬ ‫النتش ػ ػػار األم ػ ػواج الكهرومغناطيس ػ ػػيّة‪ ،‬فق ػ ػػد ثب ػ ػػت أف ل ػ ػػو ت ػ ػػأثَتاً ملموس ػ ػاً عل ػ ػػى األم ػ ػواج‬ ‫الكهرومغناطيسػ ػػية‪ ،‬كمػ ػػا أنػ ػػو وبػ ػػيط بػ ػػاألرض‪ ،‬بػ ػػل ويغمرىػ ػػا ويتحػ ػػرؾ معهػ ػػا ُب حركتهػ ػػا‬ ‫الدائمػػة‪ ،‬ويبكػػن أف نعتػػرب أف لػػو وجػػوداً س ػػاكناً علػػى األقػػل بػػالقرب مػػن سػػطح األرض‪،‬‬ ‫وىػػذا الوجػػود ىػػو اؼبسػؤوؿ عػػن النتيجػػة الػػيت اعتُػِ َربت سػػلبيّة ُب ذبربػػة مايكلسػػوف ومػػوريل؛‬ ‫لػػذا ف ػال نسػػتبعد أف يكػػوف ىػػو الوعػػاء اغبامػػل للضػػوء بػػل ولكػػل أن ػواع اجملػػاالت الطاقيّ ػة‬ ‫خاصػة وأنػػو َشػ ّكل قبػػل ذلػػك الوعػػاء الػػذي احتضػػن اؼبػػادة واحػػتف هبػػا دائػػرة ُب‬ ‫األخػرى‪ّ ،‬‬ ‫فلكو منذ أف خلقها اهلل‪.‬‬ ‫إذاً‪ ،‬ب ػػديلنا ال ػػذي نقدم ػػو ى ػػو أف الض ػػوء أو الطي ػػف الكهرومغناطيس ػػي بش ػػكل ع ػػاـ‬

‫وبتػػاج إىل وسػػط لالنتشػػار‪ ،‬وىػػذا الوسػػط ىػػو اجملػػاؿ اعبػػاذيب لػػألرض ‪ ..‬فه و مج ال ق وة‬ ‫بالنس بة للكتل ة‪ ،‬ووس انتش ار بالنس بة للطاق ة‪ ،‬ي ؤثر عل ى الكتل ة بتس ارم ثاب ت‪،‬‬ ‫وعل ى الطاق ة بس رعة ثابت و‪ ،‬وك ال التس ارم والس رعة يعتم دان عل ى ش دة أو حال ة‬ ‫المجال أو الوس ‪.‬‬

‫‪127‬‬


128


‫الفصل الرابع‬ ‫بنية وس انتشار الضوء‬

‫‪129‬‬


‫تمهيد‬ ‫عودتنا النظرية النسبية أف الرياضيات وتركيباهتا األنيقة واؼبتناسقة ىي اليت تبٍت‬ ‫الفيزياء وحقائق الفيزياء‪ٍ ،‬ب علينا أف نسلم هبذا البناء مهما كاف شكلو ومنطقو! فطاؼبا‬ ‫أف الرياضيات اليت بنتو متناسقة وأنيقة فال يهم بعد ذلك شيء‪.‬‬ ‫لذا نرى فيزياء النسبية ليس ؽبا أساس من الواقع‪ ،‬وغَت متناغمة‪ ،‬ومشحونة‬ ‫باالفًتاضات‪.‬‬ ‫فأين ىو اكبناء الزمكاف من الواقع؟! كيف يبكن أف نتخيل الزمكاف فضالً عن‬ ‫اكبناء الزمكاف؟!‬ ‫كيف يبكن أف نتخيل أو ندرؾ ثبات سرعة الضوء غَت اؼبعتمدة ال على حركة‬ ‫اؼبصدر وال على حركة الراصد؟!‬ ‫على أي أساس من واقع أو ىندسة أو رياضيات يرى راصداف ‪ -‬بينهما سرعة‬ ‫نسبية ‪ -‬نفسيهما ُب مركز كرة ضوئية منتفخة بسرعة الضوء؟!‬ ‫أين ىو التناغم بُت تقلص الطوؿ الذي يصل إىل الصفر‪ُ ،‬ب الوقت الذي تصل‬ ‫فيو كتلة ىذا الطوؿ مقداراً ال هنائياً؟!‬ ‫كيف تكوف قوانُت الفيزياء ال متغَتة بالنسبة عبميع أنظمة اإلحداثيات بينما‬ ‫قياسات األطواؿ والكتل واؼبسافات وزمن الساعات كلها متغَتة‪ ،‬ال يتفق راصداف‬ ‫بينهما سرعة نسبية على قياس واحد؟!‬

‫‪131‬‬


‫وفيما ىبصنا‪ ،‬فاألمر على خالؼ ذلك‪ ،‬إذ نبحث ُب اعبوانب الفيزيائية أوالً كما‬ ‫ىو دأب أي باحث فيزيائي يأخذ ُب اعتباره أسس وقواعد اؼبنهج العلمي الصحيح‪،‬‬ ‫وبعد ذلك فلتأت الرياضيات ُب أي ثوب ؽبا شاءت أف تأٌب‪ ،‬فما ىي إال ؾبرد أداة‬ ‫تعبَت واختزاؿ‪.‬‬ ‫وُب حبثنا ىذا اؼبتعلق ببنية اجملاؿ‪ ،‬سنبحث من جديد ُب حقيقة ىذا اجملاؿ‪ ،‬وكيف‬ ‫يعمل‪ ،‬من غَت االلتفات‪ ،‬أو األخذ بعُت االعتبار أياً من نظريات اعباذبية اؼببنية على‬ ‫النسبية أو غَت النسبية‪ ،‬سنبحث ُب تناظرات وتناسقات الطبيعة ذاهتا‪ ،‬ففيها سيكوف‬ ‫مفتاح اغبل لكل معضلة‪.‬‬ ‫إف الطبيعة‪ ،‬أو األحداث الفيزيائية‪ ،‬ظبها ما شئت‪ ،‬كائن متناسق ومًتابط‪ ،‬ومن‬ ‫أثر ذلك التناسق والًتابط أنك ذبد سباثالً وتناظراً بُت وقائعها اؼبتعددة على اؼبستوى‬ ‫الكبَت والصغَت‪ ،‬فنجد أف اؼبظاىر الكونية الكربى تدؿ على حقائق اؼبكنونات الكونية‬ ‫الصغرى‪ ،‬من حيث الشكل والكيفية‪ ،‬ومن األمثلة على ذلك شكل وتركيب الذرة‪ ،‬فهو‬ ‫إىل حد بعيد يشبو شكل وتركيب اجملموعة الشمسية؛ لذلك قبد أف أحد األوصاؼ‬ ‫العلمية لًتكيب الذرة ىو نظاـ بسي أو كوكيب‪ ،‬وفيما ىبص موضوع حبثنا‪( ،‬بنية اجملاؿ‬ ‫اعباذيب)‪ ،‬سنستخدـ ىذا التناظر اؼبتاح ُب الطبيعة لتبسيط وشرح اجملاؿ اعباذيب وكيفية‬ ‫عملو‪.‬‬

‫‪131‬‬


‫وظائف المجال‬ ‫قلنا ُب تفسَتنا لظاىرة ثبات سرعة الضوء اؼبالحظة‪ :‬إف اجملاؿ اعباذيب لألجراـ‬ ‫الفلكية ىو ؾباؿ قوة بالنسبة للكتلة ووسط انتشار بالنسبة للطاقة‪ ،‬وذلك يعٍت أف ؽبذا‬ ‫اجملاؿ وظيفتُت‪ ،‬وىنا يأٌب السؤاؿ‪ :‬كيف يبكن أف نتصور وجود وظيفتُت ُب نفس الوقت‬ ‫للمجاؿ اعباذيب لألجراـ الفلكية؟‬ ‫اإلجابة قبدىا ُب أحد مظاىر الطبيعة اليت تلفنا‪ ،‬وتلف كل شيء من حولنا من‬ ‫غَت أف نشعر بو‪ ،‬أال وىو اؽبواء‪ ،‬فاؽبواء يدفعنا ذات اليمُت‪ ،‬و يقذؼ بنا ذات‬ ‫الشماؿ‪ ،‬ووبملنا إىل أعلى‪ ،‬ويهوي بنا إىل أسفل‪ ،‬وبسبب ظاىرة الضغط اليت يبارسها‪،‬‬ ‫يساىم فيما ال وبصى من العمليات الفيزيائية والكيميائية اعبارية على كوكبنا األزرؽ‪ ،‬أما‬ ‫ذراتو وجزيئاتو فلها أيضاً ماال وبصى من الوظائف اؼبتنوعة باالشًتاؾ مع اؼباء والًتاب‬ ‫وضوء الشمس غبف اغبياة على سطح األرض‪ٍ ،‬ب ىو بعد ذلك ينقل لنا آالؼ الروائح‬ ‫اؼبختلفة‪ ،‬وفوؽ كل ذلك هتتز جزيئاتو وذراتو لتشكل أمواج الصوت الذي نتخاطب بو‬ ‫فسبحاف اػبالؽ‪.‬‬ ‫قس على ذلك موضوع حبثنا (اجملاؿ اعباذيب)‪ ،‬فلو صبلة من الوظائف‪ ،‬منها ما ىو‬ ‫مالح وىي فبارسة القوة على الكتل لدفعها باذباه سطح األرض أو للدوراف حوؽبا‪،‬‬ ‫وُب نفس الوقت هتتز جزيئاتو لتنقل لنا أمواج الضوء من مكاف إىل مكاف‪ .‬فما ىي‬ ‫جزيئاتو اليت هتتز؟ وكيف تشكل وسطاً النتشار الطاقة‪ ،‬وُب نفس الوقت تؤثر على‬ ‫الكتلة بقوهتا لتجعلها تسقط بتسارعها اؼبعروؼ؟‬

‫‪132‬‬


‫البُنية الدقيقة لجزيئات المجال‬ ‫ما الذي هبعل األشياء تسقط متسارعة كبو سطح األرض؟‬ ‫أجاب نيوتن بأهنا قوة اعباذبية اليت تعمل بالتأثَت عن بعد‪ ،‬بدوف أف يشَت إىل‬ ‫الكيفية‪ ،‬وفيما بعد كانت النسبية اليت جاءت بتفسَتاهتا الرياضية اؼببنية على ىندسات‬ ‫اكبناء الزمكاف اػبيالية‪.‬‬ ‫أما ُب نظريتنا فال كبتاج من أجل اإلجابة على ىذا السؤاؿ إىل إجراء أي ذبارب‬ ‫بُت النجوـ البعيدة‪ ،‬أو ذات العواقب الوخيمة‪ ،‬أو أف كبضر مارداً ضخماً هبر مصعداً‪،‬‬

‫أو راقصة بأبعاد فلكية‬

‫(ٔ)‬

‫‪ ..‬كل ما كبتاجو ىو بعض التحليل العلمي اؼببٍت على‬

‫ٔ‪ -‬ىكذا يتم تقريب نسبية التزامن ُب بعض الكتب‪ :‬راقصة بأبعاد فلكية تقوـ بتحريك ذراعيها‪،‬‬ ‫فَتى بعض اؼبشاىدين ذراعها اليمٌت تتحرؾ قبل اليسرى‪ ،‬وبعضهم يرى أف اليسرى ربركت قبل‬ ‫اليمٌت‪ ،‬وبعضهم يرى اليمٌت واليسرى تتحركاف ُب نفس الوقت‪ ،‬حبسب موقع اؼبشاىد الفلكي ‪..‬‬ ‫رغم أف ىذه النسبية من التزامن غَت واقعية إال أهنا مفهومة‪ ،‬وىي تنشأ بسبب السرعة احملدودة‬ ‫للضوء‪ ،‬أما نسبية التزامن اليت يقربوف لفهمها هبذا اؼبثل الراقص‪ ،‬فهي فوؽ تصور أي مشاىد أو‬ ‫راصد على اإلطالؽ‪ ،‬ففيها يتم مرة افًتاض حصوؿ حدثُت حقيقُت تسببت فيهما بشكل متزامن‬ ‫إشارتاف ضوئيتاف‪ ،‬واغبدثاف‪ ،‬نبا‪ :‬انفتاح بوابيت القطار السريع آلينشتاين ُب وقت واحد‪ٍ ،‬ب إهنما‬ ‫(أي‪ :‬البوابتُت) تتسبب ُب فتحهما واحداً قبل اآلخر‪ ،‬بالنسبة لراصد آخر‪ ،‬نفس اإلشارتُت‬ ‫الضوئيتُت‪ ،‬أي أف إحدى البوابتُت فتحت مرتُت‪ ،‬واؼبفًتض لكل بوابو أف تفتح مرة واحدة فقط طبقاً‬ ‫للتحليل الفيزيائي اؼبنطقي‪ ،‬فاؼبسألة إذاً ليست ؾبرد وقت أكثر ربتاجو الصورة الخًتاؽ حاجز‬ ‫اؼبكاف‪ ،‬بل ىي اخًتاؽ غباجز اؼبعقوالت إىل ما وراء اؼبعقوالت أو اؼبستحيالت‪.‬‬

‫‪133‬‬


‫اؼبنطق البديهي واغبس الفيزيائي السليم‪ ،‬وقليل من التأمل ُب اؼبظاىر الكونية الكربى‪،‬‬ ‫فهي كما سبق وبينا تدؿ على اؼبكنونات الكونية الصغرى‪.‬‬ ‫من أجل أف نتبُت حقيقة ىذا اجملاؿ‪ ،‬سنفكر كيف يبكن أف تكوف بنيتو حبيث‬ ‫تؤدي إىل سقوط األجساـ كبو األرض‪.‬‬ ‫يعٍت سقوط األجساـ كبو األرض وليس إىل أي اذباه آخر‪ .‬وجود قوة غَت مرئية‬ ‫تشد األجساـ كبو األرض‪ ،‬وقد افًتضنا وجود قوة‪ ،‬بسبب ما نالحظو من حصوؿ‬ ‫تسارع ُب اذباه األرض‪ .‬فالتسارع كما ىو مالح ال ينشأ إال ُب ظل تأثَت قوة‪.‬‬ ‫وىذه القوة البد أف تكوف موزعة توزيعاً متجانساً ُب الفضاء حوؿ األرض‪ ،‬وسبارس‬ ‫فعلها ُب جذب األجساـ كبو األرض ُب كل نقطة‪ ،‬نظرياً؛ ابتداءً من سطح األرض إىل‬

‫ما ال هناية‪.‬‬

‫ويالح التأثَت اؼبستمر ؽبذه القوة على األجساـ‪ ،‬أي أهنا تعمل على شد‬ ‫األجساـ ُب اذباه األرض‪ ،‬سواء كانت األجساـ ساكنة بالنسبة لألرض‪ ،‬أو ساقطة كبو‬ ‫األرض‪ .‬فالساقطة ىي ُب حالة تسارع مستمر كردة فعل للتأثَت اؼبستمر للقوة‪ ،‬أما‬ ‫الساكنة فتظهر ردة فعل اعبسم على تأثَت القوة بأف يضغط على نفسو من األعلى إىل‬ ‫األسفل‪ ،‬إىل أف يصل تأثَت الضغط على اغبائل الذي يبنع اغبركة كبو األرض‪.‬‬ ‫وىذه القوى ال بد أف تكوف متغلغلة داخل أعماؽ اؼبادة‪ ،‬لتعمل على التأثَت ُب كل‬ ‫جزيئة من جزيئاهتا‪ .‬إذ ال يعقل أف تعمل من جهة واحدة‪ ،‬كأف تقوـ بالدفع من أعلى‬ ‫اعبسم أو أف تسحبو من أسفلو‪.‬‬

‫‪134‬‬


‫وقد استنتجنا عقلياً‪ ،‬أف ىذه القوى تعمل دفعة واحدة ُب نفس الوقت على صبيع‬ ‫أجزاء اؼبادة لتنقلها دفعة واحدة من نقطة إىل نقطة‪ ،‬وُب كل نقطة سبارس تلك القوى‬ ‫تأثَتىا لتزيد ُب كل مرة من سرعة جزيئات اؼبادة دفعة واحدة‪ ،‬وىكذا ُب كل مرة تزداد‬ ‫السرعة من نقطة إىل نقطة باذباه سطح األرض‪ ،‬فيحصل التسارع اؼبعروؼ من غَت أف‬ ‫وبصل إجهاد أو تضاغط عبزيئات اؼبادة على بعضها البعض‪ ،‬كما ىو اغباؿ ُب تأثَت‬ ‫قوة تدفع اعبسم من جهة واحدة أو نقطة واحدة‪.‬‬ ‫بعد ىذه اؼبقدمة اليت نأمل أف تكوف قد مهدت للبحث ُب شكل ىذه اعبزيئات‬ ‫وطريقة عملها‪ ،‬نأٌب إىل اؼبظاىر الطبيعية اؼبالحظة‪ ،‬أو حىت الصناعية اليت يبكن أف‬ ‫تعطينا خيطاً نبدأ منو فهم حقيقة عمل ىذه القوى أو احملركات الصغَتة‪.‬‬ ‫أجل ؿبركات‪ ،‬البد أف تكوف جزيئات ؾبالنا ىذه عبارة عن ؿبركات‪ ،‬وإال فما‬ ‫الذي سيحرؾ أجزاء اؼبادة وهبعلها تتسارع كبو األرض؟ البد أهنا ؿبركات‪ ،‬تدور‬ ‫فتحدث تأثَتىا‪.‬‬ ‫واآلف يأٌب السؤاؿ‪ :‬ىل يوجد ُب مظاىر الطبيعة الكربى ؿبركات تدفع باألشياء إىل‬ ‫أسفل؟‬ ‫اإلجابة نعم‪ ،‬وىي الدوامات‪ ،‬وقبدىا ُب البحار أو ُب مصارؼ أحواض اؼبياه‪،‬‬ ‫ونالح ُب دوامات البحار كيف تدور وتشد من يقع ُب وسطها إىل القاع‪ ،‬وُب‬ ‫اؼبظاىر الصناعية‪ ،‬الح كيف تتحرؾ اغبلقة اغبديدية اؼبسننة لولبياً إىل أسفل مسمار‬ ‫مسنن عندما يدور اؼبسمار ُب جهة معينة‪.‬‬ ‫إذاً ؿبركاتنا ىي دوامات صغَتة‪ُ ،‬ب حركة لولبية دائمة‪ ،‬والبد أف تكوف على اتصاؿ‬ ‫ببعضها البعض‪ ،‬طرؼ هناية إحداىا يبسك بطرؼ بداية اليت تليها‪ ،‬حبيث تشكل حبالً‬ ‫‪135‬‬


‫بشبو حبل األمواج اؼبوقوفة‪ ،‬تؤدي حركتو اللولبية السريعة ُب اذباه معُت ثابت إىل انزالؽ‬ ‫متسارع للمادة ‪ -‬اليت يتخللها ‪ -‬كبو األرض‪.‬‬ ‫وىذه اغبباؿ أو الدوامات كثيفة وصغَتة لدرجة أف اإللكًتوف يسبح ُب حبر منها‪،‬‬ ‫ومنشأ حدوثها أو التسبب ُب دوراهنا البد أف يكوف أنوية ذرات اؼبادة‪ ،‬وُب الغالب من‬ ‫خالؿ حركة نويات النواة‪.‬‬ ‫وقوة تلك الدوامات البد أهنا تزداد بًتاكم ذرات اؼبادة اؼبثَتة ؽبا‪ ،‬فتزداد قوهتا كلما‬ ‫كاف اعبرـ الفلكي أكرب‪.‬‬ ‫آلية التفاعل بين الدوامات والمادة‪:‬‬

‫تؤثر الدوامات اؼبتصلة بعضها ببعض عن طريق لفها السريع ُب جزيء اؼبادة‬

‫(وليكن اإللكًتوف على سبيل اؼبثاؿ)؛ لتجعلو يتسارع كبو األرض‪ ،‬ومن أجل حصوؿ‬ ‫السحب لإللكًتوف‪ ،‬سنفًتض أف لإللكًتوف‪ ،‬أو لكل جزيء من جزيئات اؼبادة األولية‬ ‫الصغَتة‪ ،‬بنية فراغية معينة‪ ،‬تتأثر بعملية اللف فتنسحب كبو األسفل‪.‬‬ ‫والبد ؽبذا اللف اؼبتجو كبو األسفل أال يكوف لو أي تأثَت على جزيء الكتلة ُب‬ ‫االذباه األفقي اؼبوازي لسطح األرض‪ ،‬ليبقى ؿبافظاً على معدؿ ثابت ُب قطعو ػبطوط‬ ‫ىذا اجملاؿ‪ ،‬أو اغبباؿ الدوامية اؼبتعامدة على سطح األرض‪.‬‬ ‫كيفية السحب وحدوث التسارم‪:‬‬ ‫عندما تؤثر قوة على جسم ما‪ ،‬بعيداً عن تأثَت اعباذبية‪ ،‬أو أف تؤثر على جسم ُب‬ ‫اذباه مواز لسطح األرض‪ ،‬فإهنا تقوـ بالتأثَت على اعبسم وإكسابو التسارع من خالؿ‬ ‫الدفع من نقطة واحدة أو جهة واحدة‪ ،‬كأف يدفع ؿبرؾ اعبسم من اػبلف‪ ،‬فتستجيب‬ ‫‪136‬‬


‫باقي جزيئات اعبسم على التوايل على طوؿ اػبط اؼبمدود من أوؿ اعبسم إىل آخره‪ ،‬كل‬ ‫جزيئة تنقل تأثَت القوة إىل اليت تليها‪.‬‬ ‫أما ُب حالة الدوامات اليت تشد األجساـ كبو األرض‪ ،‬فال تقوـ بالتأثَت على‬ ‫اعبسم بنفس الطريقة‪ ،‬بل تؤثر على كل جزيئات اعبسم دفعة واحدة وُب نفس الوقت‬ ‫لتنقل اعبسم من سرعة إىل سرعة‪.‬‬ ‫يًتتب على ذلك شيئاف‪:‬‬ ‫األوؿ‪ :‬عدـ حدوث تضاغط للجسم على نفسو كما ُب حالة تأثَت قوة من نقطة‬ ‫واحدة على اعبسم‪ ،‬فاحملركات الصغَتة تعمل ُب نفس الوقت على دفع اعبسم بأكملو‪،‬‬ ‫مرة واحدة كبو األرض فال وبصل تضاغط أو انكماش للجسم على نفسو‪ ،‬فيتسارع‬ ‫على دفعات متتالية تسارع اعباذبية اؼبعروؼ‪ ،‬وىذه اغبالة (تسارع اعبسم من غَت‬ ‫حدوث انضغاط جزيئاتو على نفسها) سنسميها حالة انسجاـ اعبسم مع ؾبالو‪ ،‬وىذه‬ ‫اغبالة اال نسجامية للجسم ىي ما نعرفها حبالة انعداـ الوزف‪ ،‬وىي فباثلة غبالة أشياء‬ ‫تسقط مع مصعد بعجلة اعباذبية األرضية (السقوط اغبر)‪ ،‬أو جسم ُب الفضاء بعيداً‬ ‫عن تأثَت أي قوة فيتحرؾ حبركتو اؼبنتظمة (سرعة ثابتة ُب خط مستقيم)‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬حدوث نفس التسارع كبو األرض للكتل الصغَتة والكتل الكبَتة على حد‬ ‫سواء‪ ،‬دبعٌت وصوؿ الكتل الصغَتة والكتل الكبَتة إىل سطح األرض ‪ -‬عندما تًتؾ‬ ‫لتسقط ‪ُ -‬ب نفس الزمن‪ ،‬وما نشَت إليو‪ ،‬ىو ما اكتشفو جاليليو عندما قاـ بإلقاء كتل‬ ‫ـبتلفة الوزف من أعلى برج بيزا‪ ،‬فوصلت كلها ُب نفس الوقت إىل سطح األرض‪،‬‬ ‫فاستنتج أف التسارع كاف واحداً‪.‬‬

‫‪137‬‬


‫وتفسَت ذلك أصبح سهالً اآلف‪ ،‬وىو أف لكل جزيء أويل من جزيئات الكتلة عدد‬ ‫ثابت من الدوامات احملركة اليت تدفعو‪ ،‬واليت ىي مًتاصة وموجودة ُب كل مكاف بشكل‬ ‫متجانس‪ ،‬فلو أف جسيماً أولياً مكوناً من جزيء كتلة واحد‪ ،‬فسيكوف لو على سبيل‬ ‫اؼبثاؿ مليوف دوامة تدفعو أو ربركو‪ ،‬ولو أنو مكوف من جزيئي كتلة‪ ،‬فسيكوف ؽبما‬ ‫مليوناف من الدوامات اليت تدفعهما‪ ،‬ولو أنو مكوف من مائة جزيء كتلة‪ ،‬فسيكوف لو‬ ‫مائة مليوف دوامة ربركو‪ ،‬وىكذا كلما زاد عدد جزيئات الكتلة األولية ُب اعبسم زادت‬ ‫عدد الدوامات اليت تسحبو كبو األرض‪ ،‬والنتيجة حصوؿ نفس التسارع لكل اعبزيئات‬ ‫سواء كانت منفصلة أو مرتبطة‪ ،‬مًتاصة بالطوؿ أو بالعرض‪ ،‬متكاثفة أو متخلخلة‪ ،‬من‬ ‫حديد أو من خشب‪ ،‬سنجد أف كل مليوف دوامة تقوـ بسحب جزيئها اػباص هبا‬ ‫مسافة أولية معينة ُب جزء معُت من الثانية لتسلمو بعد ذلك للدوامات اليت تليها‪ ،‬واليت‬ ‫ستمارس نفس الشيء‪ ،‬فتنقل اعبزيء إىل سرعة أخرى أكرب‪ ،‬وىكذا ينشأ تسارع‬ ‫اعباذبية اؼبعروؼ لكل جزيئة إىل أف تصل إىل األرض‪.‬‬ ‫أما عندما ُسبنع اعبزيئات عن التسارع كبو األرض‪ ،‬كأف يعًتضها حائل ما‪ ،‬فستظل‬

‫الدوامات تعمل‪ ،‬وتكوف النتيجة انضغاط اعبزيئات األولية للمادة على بعضها لتنقل‬ ‫ؾبموع تأثَتاهتا إىل النقطة أو اغبائل الذي اعًتض السقوط اغبر عبزيئات اؼبادة‪ ،‬عندىا‬ ‫سنلمس ما يعرؼ بوزف اعبسم‪ ،‬ويصبح اعبسم ُب حالة عدـ انسجاـ مع ؾبالو‪.‬‬

‫‪138‬‬


‫االنسجام وعدم االنسجام وأنواعهما‪:‬‬ ‫االنسجاـ وعدـ االنسجاـ مفهوماف جديداف سيساعداف ُب فهم حقيقة تفاعل‬ ‫الكتل مع ؾباؽبا اؼبقروف بوجودىا‪ ،‬ونعٍت باالنسجاـ‪ :‬التفاعل الطبيعي لألجساـ مع‬ ‫ؾباالهتا‪ ،‬أو استجابة األجساـ لتأثَت اجملاؿ‪ ،‬واألثر احملسوس أو اؼبًتتب على حالة‬ ‫االنسجاـ ىي حالة انعداـ الوزف‪ ،‬فأي جسم ُب حالة انعداـ وزف ىو ُب حقيقة األمر‬ ‫ُب حالة انسجاـ مع مكانو أو ؾبالو‪ ،‬أي يتفاعل تفاعالً طبيعياً مع دوامات اجملاؿ‪،‬‬ ‫فيستجيب ؽبا إما ساقطاً بتسارٍع كبو مصدرىا‪ ،‬أو دائراً حوؿ مصدرىا‪ ،‬كما ىو اغباؿ‬ ‫ُب حركة الكواكب حوؿ الشمس‪ ،‬أو أف يستجيب ؽبا ُب أي مسار فلكي داخل‬ ‫اجملموعة الشمسية أو بُت النجوـ بعيداً عن اجملموعة الشمسية‪.‬‬ ‫أما حالة عدـ االنسجاـ‪ ،‬فتكوف دبنع األجساـ من التفاعل الطبيعي مع ؾباالهتا؛‬ ‫بأف يعًتض حركتها قوة لتجعلها ُب حالة سكوف أو حركة منتظمة (كما ُب حالة‬ ‫االجساـ اؼبتواجدة ُب اجملاؿ اعباذيب لألرض)‪ ،‬أو لتجعلها ُب حالة تسارع بدالً من‬

‫حركتها اؼبنتظمة (ُب حالة األجساـ البعيدة عن تأثَتات اجملاالت اعباذبية اؼبباشرة)‪،‬‬ ‫وحالة عدـ االنسجاـ األخَتة ىذه تشبو حالة عدـ االنسجاـ عبسم متوقف عن‬ ‫السقوط اغبر كبو األرض‪ ،‬مع فارؽ أف األوؿ يتسارع والثاين ُب حالة سكوف بالنسبة‬ ‫لألرض‪ ،‬وكال اعبسمُت ُب حالة عدـ انسجاـ‪ ،‬أو قهر على التفاعل مع ؾبالو بطريقة‬ ‫ـبتلفة تؤدي إىل جعل اعبسم ينضغط على نفسو‪.‬‬ ‫لتقريب حالة االنسجاـ وعدـ االنسجاـ إىل األذىاف‪ ،‬زبيل بالوناً فبلوءاً باؼباء لػو‬ ‫شػكػل كػروي‪ ،‬فعػندمػا يػًتؾ لػيسقػط سػقوطػاً حػراً فػي اؼبػجاؿ اعباذيب لألرض‪ ،‬فإنو‬ ‫يسقط ؿبافظاً على شكلو الكروي تاـ االستدارة إىل أف يصل إىل سطح األرض‪ ،‬وُب‬ ‫‪139‬‬


‫حاؿ ًب اعًتاضو حبائل كأف يوضع على سطح طاولة‪ ،‬فإنو يفقد استدارتو التامة وينبعج‬ ‫منضغطاً على نفسو بنقصاف ُب ؿبوره الطويل‪ ،‬وزيادة ُب ؿبوره اؼبوازي لسطح األرض‪.‬‬ ‫ُب اغبالة األوىل (السقوط اغبر للبالوف) كاف البالوف ُب حالة انسجاـ مع ؾبالو‪،‬‬ ‫تتفاعل الدوامات مع كل جزيئاتو ُب نفس الوقت لتنقلو من سرعة إىل سرعة‪ ،‬فال وبصل‬ ‫أي انضغاط أو إجهاد على جزيئات البالوف اؼبتسارع كبو األرض‪ ،‬فيظل ؿبتفظاً‬ ‫باستدارتو التامة‪ ،‬أما ُب حالة اعًتاض البالوف حبائل‪ ،‬فتعمل الدوامات على ربريك‬ ‫جزيئات البالوف فتستجيب ىذه األخَتة إىل تغيَت سرعتها ولكن إىل حد معُت‪ ،‬وىو‬ ‫اغبد الذي يصل فيو البالوف إىل حالة االنبعاج اؼبوصوفة آنفاً‪ ،‬بعدىا تظل الدوامات‬ ‫تعمل ُب نفس اعبزيئات ؿباولةً دفعها إىل أسفل بدوف جدوى‪ ،‬وىكذا يظل البالوف على‬

‫وضعو اجملُهد أو غَت اؼبنسجم مع ؾبالو‪ ،‬ولكنو رغم ذلك يبارس ضغطاً على سطح‬ ‫الطاولة يبكن االستفادة منو‪ ،‬وىو ما يعرؼ بطاقة الوضع واليت ستتحوؿ إىل طاقة حركة‬ ‫دبجرد ترؾ البالوف لسطح الطاولة وسقوطو كبو األسفل‪.‬‬ ‫لن ىبتلف ىذا الوضع اؼبوصوؼ أعاله لو أننا استبدلنا البالوف بكرة من اغبديد أو‬ ‫اػبشب‪ ،‬إال ُب اختفاء االنبعاج فقط بسبب صالدة اػبشب أو اغبديد‪.‬‬ ‫ىذه اغبالة من االنسجاـ وعدـ االنسجاـ ُب اجملاؿ اعباذيب زبتلف آليتها عن حالة‬ ‫االنسجاـ وعدـ االنسجاـ عبسم ُب الفضاء اػبارجي بعيداً عن األرض‪.‬‬ ‫وسبب االختالؼ أف اؼبعطيات ستختلف‪ ،‬فهذا البالوف اؼبملوء باؼباء بعيداً ُب‬ ‫الفضاء لن يصادؼ دوامات تشد جزيئاتو إىل جهة معينة‪ ،‬كتلك الدوامات اليت بالقرب‬ ‫من سطح األرض‪ ،‬بل ستكوف الدوامات تقريباً متماثلة من صبيع االذباىات‪ ،‬كأهنا كرة‬ ‫تدور حوؿ نفسها ‪ ،‬واحملصلة عدـ حصوؿ الدفع ُب أي جهة معينة‪ ،‬عندىا سيتحرؾ‬ ‫‪141‬‬


‫البالوف ُب أي اذباه بدوف تسارع(ٔ)‪ ،‬يًتتب على ذلك عدـ حصوؿ إجهاد أو انضغاط‬ ‫عبزيئات البالوف على نفسها‪ ،‬فيحتف البالوف بكامل استدارتو من غَت أي تشويو ‪..‬‬ ‫إذاً‪ ،‬ىذه اغبالة من االنسجاـ زبتلف عن حالة االنسجاـ عند سطح األرض‪ ،‬فهنا‬ ‫انسجاـ مع سرعة منتظمة‪ ،‬وعند األرض انسجاـ مع وجود تسارع‪ ،‬ىنا دوامات متناظرة‬ ‫ُب الشكل ال اذباه ؽبا‪ ،‬وىناؾ دوامات تدفع باذباه األرض‪.‬‬ ‫ُب حالة أثرنا بقوة من جهة واحدة على ذلك البالوف اؼبنسجم مع ؾبالو ُب الفضاء‬ ‫اػبارجي ‪ ،‬وزبيلنا أف تلك القوة على دفعات متتالية‪ ،‬بينها فًتات زمنية قصَتة‪ ،‬فإف كل‬ ‫دفعة لن تنقل فجأة دفعة واحدة كل جزيئات البالوف من سرعتو اليت كاف عليها قبل‬ ‫الدفع إىل سرعتو اعبديدة بعد الدفع‪ ،‬بل البد لذلك التغَت أف وبصل بشكل متدرج‬ ‫ينتقل على شكل موجة من أوؿ البالوف إىل آخره‪ ،‬وتصورنا أف ذلك سيكوف على النحو‬ ‫التايل‪:‬‬ ‫تدفع القوة اؼبتمثلة ُب الدفعة األوىل‪ ،‬اعبزيئة األوىل‪ ،‬ؿباول ًة إخراجها من تفاعلها‬ ‫اؼبنتظم مع ؾباؽبا لتأخذ سرعة جديدة ؽبا (أي تقوـ بقطع دوامات اجملاؿ دبعدؿ أكرب)‪،‬‬ ‫وُب تلك األثناء‪ ،‬وبينما اعبزيئة األوىل ُب حالة معاناة من التغَت من السرعة القديبة إلػى‬ ‫السػرعػة اعبػديػدة تػبدأ بالضػغط علػى اعبػزيئة اليت تلػيها‪ ،‬واليت تقاوـ التغَت من حالتها‬ ‫اغبركية ورباوؿ التشبث بتفاعلها اؼبنتظم مع ؾباؽبا‪ ،‬ولكن سرعاف ما تزوؿ ىذه اؼبقاومة‬ ‫عن طريق إفراغها كقوة دفع ُب اعبزيئة اليت تليها‪ ،‬وىكذا تنتقل موجة حبركة منتظمة من‬ ‫الدفع واؼبقاومة من أوؿ البالوف إىل آخرة‪ ،‬واحملصلة انتقاؿ البالوف بشكل تدرهبي من‬ ‫ٔ‪ -‬نقصد بدوف تسارع ملحوظ‪ ،‬وإال فإف كل مادة الكوف ربت تأثَت قوة الدوامات‪ ،‬وُب حالة‬ ‫تسارع ولكن ال نالحظو إال على اؼبدى الطويل‪.‬‬

‫‪141‬‬


‫سرعتو القديبة إىل سرعتو اعبديدة‪ٍ ،‬ب تأٌب الدفعة التالية من دفعات القوة لتفعل ما فعلتو‬ ‫الدفعة األوىل فتكتسب جزيئات البالوف سرعة جديدة‪ ،‬وىكذا وبدث التسارع أو بشكل‬ ‫أدؽ التصارع بُت القوة الدافعة وقوة مقاومة جزيئات البالوف للحركة‪ ،‬وتكوف نتيجة ذلك‬ ‫أف ينضغط البالوف على نفسو ُب حالة من التعبَت عن عدـ االنسجاـ‪ ،‬ؿباوالً التشبث‬ ‫بسرعتو اؼبنتظمة‪.‬‬

‫‪142‬‬


‫حالة االنسجام مع المجال في الفضاء بعيداً عن الحقول الجاذبية المباشرة‬

‫وىي تنشأ بسبب عدـ تأثَت أي قوة على اعبسم‪ ،‬وفيها سيتحرؾ بالوف مليء باؼباء حركتو‬ ‫اؼبنتظمة (سرعة ثابتة ُب خط مستقيم) بدوف أف يطرأ أي تشوه على استدارتو التامة‪.‬‬

‫حالة عدم االنسجام مع المجال في الفضاء بعيداً عن الحقول الجاذبية المباشرة‬

‫وىي تنشأ عند تأثَت قوة على جسم‪ ،‬وُب ىذه اغبالة سيتحرؾ البالوف اؼبليء باؼباء حبركة‬ ‫متسارعة وىو منضغط على نفسو ُب اذباه تأثَت القوة‪.‬‬

‫‪143‬‬


‫حالة االنسجام مع المجال‪ ،‬في حقل جاذبي مباشر‬

‫وىي تنشأ أثناء تأثَت قوة اجملاؿ اعباذيب على جسم فيتسارع كبو األرض‪ ،‬وُب ىذه اغبالة‬ ‫سيتحرؾ بالوف فبلوء باؼباء ساقطاً بعجلة اعباذبية وىو ُب حالة استدارة تامة‪.‬‬

‫حالة عدم االنسجام مع المجال‪ ،‬في حقل جاذبي مباشر‬

‫وىي تنشأ أثناء تأثَت قوة اجملاؿ اعباذيب على جسم ساكن أو متحرؾ بسرعة منتظمة كبو‬ ‫األرض‪ ،‬وُب ىذه اغبالة سينضغط البالوف اؼبملوء باؼباء على نفسو باذباه األرض‪.‬‬

‫‪144‬‬


‫المجال الجاذبي كوس انتشار للضوء‬ ‫وكما رأينا كيف تتشبث الكتلة دبجاؽبا وتقاوـ أي تغَت ُب حالتها اغبركية‪ ،‬تتشبث‬ ‫كذلك األمواج الكهرومغناطيسية بوسطها وتقاوـ أي تغَت ُب حركتها لتحتف بنفس‬ ‫سرعتها اؼبعروفة ‪ c‬بالنسبة ؽبذا الوسط‪ ،‬وأي ؿباولة لتغيَت سرعتها عن طريق ربريك‬ ‫اؼبصدر تواجو بردة فعل ىي‪ :‬انضغاط األمواج على نفسها ُب اذباه حركتها‪ ،‬وتراخيها ُب‬ ‫عكس اذباه حركتها‪ ،‬لتظهر منزاحة كبو األزرؽ أماـ اؼبصدر‪ ،‬وكبو األضبر خلف‬ ‫اؼبصدر(ٔ) ‪ ،‬أما آلية انتقاؿ ىذه الطاقة فاؼبرجح ىو اىتزاز دوامات ىذا اجملاؿ اؼبوصوفة‬ ‫آنفاً بطريقة معينة‪ ،‬ال نعلم إىل اآلف شكلها‪ ،‬ولكن لبمن عدداً من االحتماالت‪ ،‬قد‬ ‫يصدؽ أحدىا‪ ،‬فردبا أف الدوامة نفسها هتتز بالكامل يبيناً ويساراً‪ ،‬إىل أعلى وأسفل‪ ،‬كما‬

‫وبدث ُب جزيئات اؽبواء‪ ،‬أو ردبا يهتز جزء منها انتفاخاً وتقلصاً‪ ،‬أو ردبا انضغاطاً‬ ‫وتراخياً ُب طوؽبا‪ ،‬أو ردبا هتتز تضاغطاً أو زبلخالً كمجموعات أو حزـ‪ ،‬وىناؾ احتماؿ‬ ‫آخر‪ ،‬وىو وجود ؾباؿ آخر مركب على ىذه الدوامات‪ ،‬ردبا كهربائي أو مغناطيسي‬ ‫بكيفية معينة‪.‬‬ ‫ُب هناية اؼبطاؼ‪ ،‬بشكل أو بآخر‪ ،‬فإف وسط انتشار الضوء إما ىو نفسو اجملاؿ‬ ‫اعباذيب لألرض‪ ،‬أو ىو مربوط باجملاؿ اعباذيب لألرض‪ ،‬وقد أثبت ىذا التصور‪ :‬ذبارب‬

‫ٔ‪ُ -‬ب حالة كاف اؼبصدر متحركاً فإف سرعة الضوء أمامو أقل من ‪ ، c‬وخلفو أكرب من ‪، c‬‬ ‫أما الراصد اؼبتحرؾ بالنسبة ؽبذا الوسط‪ ،‬فسَتى وفقاً لتحويل جاليليو سرعات للضوء تعتمد على‬ ‫سرعتو ىو‪ ،‬ليجد سرعة أكرب للضوء إف كاف يتجو مسرعاً كبوه‪ ،‬وسرعة أقل إف كاف يفر ىارباً منو‪.‬‬

‫‪145‬‬


‫مايكلسوف وموريل‪ ،‬وذبارب انبعاث جاما‪ ،‬إضافة إىل تأكد وجود تأثَت يبارسو اجملاؿ‬ ‫اعباذيب للكتلة على أمواج الضوء‪.‬‬ ‫فتجربة مايكلسوف وموريل بينت سرعة واحدة ألمواج الضوء ُب صبيع االذباىات‬ ‫بالنسبة لسطح األرض‪ ،‬ودبا أف الضوء قد ثبت أنو حركة موجية‪ ،‬فهذا يعٍت أنو انتشر ُب‬ ‫ذلك الوسط الذي تتطلبو الطبيعة اؼبوجية للضوء‪ ،‬وىذا الوسط اعتماداً على النتيجة‬

‫السلبية للتجربة البد أف يكوف مالصقاً لألرض ومتحركاً معها كقطعة واحدة على األقل‬ ‫إىل ارتفاع ٓ​ٓ​ٓ‪ ٛ‬قدـ من سطح األرض‪ ،‬أثبتت ىذه اغبقيقة ذبربة على غرار ذبربة‬ ‫مايكلسوف وموريل أجراىا (أغسطس بيكارد) عاـ ‪ٜٕٔٛ‬ـ ُب بالوف على ارتفاع‬ ‫ٓ​ٓ​ٓ‪ ٛ‬قدـ ‪ ..‬لقد أظهرت تلك التجربة نفس النتيجة السلبية اليت أظهرهتا ذبربة‬ ‫مايكلسوف وموريل‪ ،‬وىذا يعٍت أف وسط انتشار الضوء ساكن ومتحرؾ مع األرض‬ ‫كقطعة واحدة أقلو إىل ذلك االرتفاع‪ ،‬ولكنو قطعاً سيتداخل مع غَته من األوساط‬ ‫اػباصة باألجراـ الفلكية إذا أوغلنا بعيدا ُب الفضاء باذباىها‪ ،‬وستكوف ؿبصلة ذلك‬ ‫التداخل أوساطاً بدرجات ـبتلفة من التأثَت على سرعة واكبناء أمواج الضوء ‪ ..‬أما‬ ‫ذبارب انبعاث جاما أو ذبربة (ساديو) اليت ًب إجراؤىا عاـ ٖ‪ٜٔٙ‬ـ‪ ،‬فقد أكدت ىذا‬ ‫التصور ومل تتناقض معو‪ ،‬وأكدت ‪ -‬إضافة إىل ذلك ‪ -‬الطبيعة اؼبوجية للطيف‬ ‫الكهرومغناطيسي‪ ،‬إذ أف فوتونات جاما ربركت بسرعة الضوء بالنسبة عبدراف اؼبخترب‬ ‫اؼبربوط بنظاـ إسناد األرض‪ ،‬غَت متأثرة بسرعة اؼبصدر اؼبنطلقة منو‪ ،‬واليت بلغت نصف‬ ‫سرعة الضوء‪.‬‬

‫‪146‬‬


‫األدلة على تأثير المجال الجاذبي كوس انتشار‪:‬‬ ‫نقصد هبذا العنواف‪ :‬الرباىُت اليت تثبت تأثر األمواج الكهرومغناطيسية باجملاؿ‬ ‫اعباذيب لألرض ال كمجاؿ قوة‪ ،‬بل كوسط انتشار‪ ،‬واألدلة اليت تثبت وجود ىذا التأثَت‬ ‫ىي نفسها الظواىر الفلكية اليت اعتربت من أدلة النسبية العامة وىي‪ :‬حيود أشعة الضوء‬ ‫اغباملة لصور النجوـ عند مروره بالقرب من سطح الشمس‪ ،‬الزحزحة التثاقلية اغبمراء‪،‬‬ ‫حركة حضيض عطارد‪ ،‬والحقاً ظاىرة شابَتو‪.‬‬ ‫ىذه األدلة احملدودة‪ ،‬ىي أيضاً ؿبدودة ُب داللتها‪ ،‬ال تفي دبا أرادت لنا النسبية أف‬ ‫نتصوره‪ ،‬وىو اكبناء الزمكاف‪ ،‬فنحن يبكن أف نتخيل كيف ينحٍت اػبط اؼبستقيم‪ ،‬أو‬ ‫كيف ينحٍت اؼبستوى‪ ،‬أما كيف ينحٍت اؼبكاف‪ ،‬واألعجب منو اكبناء الزمكاف‪ ،‬فهذا ما‬ ‫ال سبيل إىل زبيلو‪ ،‬وىذا ما عرب عنو مؤلفا كتاب (الفيزياء الكالسيكية واغبديثة) كينيث‬ ‫وفورد‪ :‬حيث قاال ُب القسم السادس من الكتاب‪:‬‬ ‫"تتطلب النسبية العامة من اػبياؿ أكثر فبا يستطيع اػبياؿ أف يقدمو‪ ،‬فقد اقتضت‬ ‫النسبية اػباصة منا أف نتخلى عن فكرة الزماف اؼبطلق‪ ،‬وأف كباوؿ تصور عامل الزمكاف‬ ‫الرباعي األبعاد ‪ ..‬وإىل جانب ىذه الصعوبات‪ ،‬تضيف النسبية العامة الزمكاف اؼبنحٍت‪،‬‬ ‫طالبة منا أف نتصور األجساـ على أهنا ال تتأثر بقوى اعباذبية‪ ،‬بل ىي بدالً من ذلك‬ ‫تستجيب ُب حركتها الكبناء الفضاء جبوارىا"‪.‬‬ ‫قيلت ىذه الكلمات من اؼبؤلفُت‪ ،‬ولكنها مع ذلك مل سبنع مدحهما اؼبستمر‬ ‫واالعجاب بالنسبية وأفكارىا‪ ،‬شأهنما ُب ذلك شأف مؤلف كتاب (مقرر بَتكلي)‪ ،‬فهي‬ ‫إذاً عدوى منتشرة‪ ،‬ولكننا سنحاوؿ النأي بأنفسنا عنها‪ ،‬فنضيف إىل جانب استنكارنا‬

‫‪147‬‬


‫من تفاسَت النسبية الغامضة تقدًن التفاسَت الواضحة اليت ال تتعارض مع البديهة واؼبنطق‬ ‫وقدرة اػبياؿ‪ ،‬ونبدأ ب ػ ػ ‪:‬‬ ‫ٔ‪ -‬حيود أشعة الضوء الحاملة لصور النجوم عند مرورىا بالقرب من قرص‬ ‫الشمس‪:‬‬ ‫تُعت ػػرب ظ ػػاىرة اكب ػراؼ أش ػ ّػعة الض ػػوء عن ػػد مرورى ػػا ب ػػالقرب م ػػن ق ػػرص الش ػػمس‪ ،‬ال ػػيت‬

‫رصػػدىا كػػل مػػن أدينغتػػوف وكوتنغهػػاـ وكػػروملُت عػػاـ ‪ٜٜٔٔ‬ـ ُب كسػػوؼ كلػ ّػي للشػػمس‬ ‫ُب الربازي ػػل‪ ،‬وُب جزي ػػرة برنس ػػيب (أفريقي ػػا الغربيّ ػػة)‪ ،‬م ػػن أق ػػوى األدل ػػة عل ػػى ت ػػأثَت اجمل ػػاؿ‬ ‫اعباذيب للشمس على أمواج الضوء‪.‬‬ ‫لقد عُزيت ىذا الظاىرة من وجهػة النظػر النسػبية إىل اكبنػاء الزمكػاف حػوؿ الشػمس‪،‬‬ ‫وى ػػذا تفس ػػَت فيزي ػػائي غ ػػَت واقع ػػي‪ ،‬يلف ػػو الغم ػػوض م ػػن جهات ػػو األرب ػػع‪ ،‬أو ردب ػػا اػبم ػػس‪،‬‬ ‫واحسن ما قيل ُب تفسَت ىذه الظاىرة ىو أف اجملاؿ اعباذيب أثر بقوتو على الطاقػة‪ ،‬وكبػن‬ ‫نتفػػق مػػع ىػػذا التفسػػَت ُب وجػػود تػػأثَت للمجػػاؿ اعبػػاذيب‪ ،‬ولكػػن لػػيس كمجػػاؿ قػػوة‪ ،‬بػػل‬ ‫كوسػػط انتشػػار‪ ،‬يبػػارس فعلػػو بػػنفس الطريقػػة الػيت يػػؤثر فيهػػا أي وسػػط علػػى أمواجػػو‪ ،‬مػػع‬ ‫فارؽ طبيعة الوسط اعبديد‪ ،‬والسرعة اؽبائلة ألمواج الضوء‪ ،‬اللتاف ستجعالف تأثر األمػواج‬ ‫ ُب السػػرعة واالذبػػاه ‪ -‬بتغػَتات الوسػػط ىبضػػع لعوامػػل جديػػدة وـبتلفػػة‪ ،‬البػػد أف تكػػوف‬‫قيد الدراسة والبحث ُب حبوث قادمة ُذبرى على ىذا األساس اعبديد‪.‬‬

‫‪148‬‬


‫إن م ا ح دث بالض ب ف ي تل ك الواقع ة ى و انح راف ألش عة الض وء عن دما عب رت‬

‫أوساطاً أشد كثافة بالقرب من قرص الشمس‪ ،‬كما يحدث ونرى ش يئاً قريب اً م ن ذل ك‬

‫ف ي ظ اىرة الس راب‪ ،‬حي ث ينح رف مس ار الض وء بس بب عب وره ألوس اط اله واء‬ ‫المتدرجة في كثافتها بسبب االختالف التدريجي في درجات حرارتها‪.‬‬

‫‪149‬‬


‫ٕ‪ -‬الزحزح ة التثاقليّ ة الحمراء‪:‬‬ ‫وىػػي حصػػوؿ انزيػػاح ُب األطػواؿ اؼبوجيّػػة كبػػو األضبػػر أثنػػاء صػػعود الضػػوء مبتعػػداً عػػن‬

‫سطح األرض‪.‬‬

‫عُ ِزيػَػت ىػػذه الظػػاىرة مػػن وجهػػة النظػػر النسػػبيّة إىل وجػػود كتلػػة تثاقليّػػة للفوتػػوف تػػؤدي‬ ‫إىل زي ػػادة طاق ػػة حركت ػػو أثن ػػاء س ػػقوطو كب ػػو األرض‪ ،‬وبالت ػػايل زي ػػادة ت ػػردده وانزياح ػػو كب ػػو‬ ‫األزرؽ‪ ،‬والعكس سيحدث عند ىروب الفوتوف وربركو إىل أعلػى‪ ،‬إذ سػتزداد طاقػة وضػعو‬ ‫ووبدث انزياح كبو األضبػػر‪ ،‬ولكػن اؼبعػروؼ أف الفوتونػات ليسػت ؽبػا كتلػة حػىت يكػوف ؽبػا‬ ‫تثاقل‪ ،‬ومن ٍب طاقة حركة وطاقة وضع‪.‬‬ ‫لق ػػد ًب افػ ػًتاض ى ػػذه الفرض ػػيّة ال ػػيت تتع ػػارض م ػػع الطبيع ػػة اؼبوجيّػػة للض ػػوء م ػػن أج ػػل‬

‫ػوجي‬ ‫اؽبػػروب مػػن العالقػػة اؼبوجيّػػة اغبتميػػة ‪ ، C   f‬والػػيت تعػػٍت أف ّ‬ ‫أي تغػ ّػَت ُب الطػػوؿ اؼبػ ّ‬ ‫اػباصػة‪:‬‬ ‫للضوء يػؤدي إىل تغ ّػَت ُب سػرعتو‪ ،‬والتغ ّػَت ُب سػرعة الضػوء ينػاقض فػرض النسػبيّة ّ‬ ‫(سرعة الضوء مقدار ثابت ال يتأثر حبركة اؼبصدر أو الراصد)‪.‬‬ ‫ػاذيب كوسػط انتشػار لألمػواج‬ ‫أمػا مػن وجهػػة النظػر اعبديػدة‪ ،‬والػيت تنظػر إىل اجملػاؿ اعب ّ‬ ‫الكهرومغناطيسيّة‪ ،‬فسرعة الضػوء ليسػت مقػداراً ثابتػاً‪ ،‬بػل يتغػَت بتغػَت حالػة الوسػط زيػادة‬ ‫ونقصاً‪ ،‬واؼبقدار الثابت اؼبعرب عن ثبات طاقتها ىو ترددىػا ‪ ، f‬فتكػوف طاقتهػا ‪، h f‬‬ ‫تغَتاً ُب سرعتها طبقاً للعالقة اؼبوجيّة ‪. C   f‬‬ ‫تغَت ُب األطواؿ اؼبوجيّة يعٍت ّ‬ ‫أي ّ‬ ‫وّ‬

‫‪151‬‬


‫ٖ‪ -‬انحراف حضيض عطارد‪:‬‬ ‫وىي ظاىرة لوح فيها اكبراؼ موقع حضيض عطػارد مػن خػالؿ الرصػد التلسػكويب‬ ‫عػػن موقعػػو احملسػػوب ميكانيكي ػاً‪ ،‬وقػػد استعصػػى ىػػذا الفػػرؽ بػػُت الصػػورة واغبسػػاب علػػى‬ ‫التفسَت‪ ،‬إىل أف ًب تفسَته نسبوياً علػى أنػو تقػدـ للمػدار بأكملػو‪ ،‬ومػن جهتنػا ال نسػتبعد‬ ‫حص ػػوؿ ذل ػػك‪ ،‬األم ػػر رى ػػن الدراس ػػة والبح ػػث‪ ،‬ولكنن ػػا نعتق ػػد وفقػ ػاً ؼبب ػػدئنا اعبدي ػػد‪ ،‬أف‬

‫الصورة اؼبرئية ىي صورة ظاىرية‪ ،‬ال تعرب عن اؼبوقع اغبقيقي لعطػارد‪ ،‬وسػبب تغػَت موقعهػا‬ ‫حص ػػوؿ حي ػػود ألش ػػعة الض ػػوء الناق ػػل لص ػػورة عط ػػارد تس ػػبب في ػػو ؾب ػػاؿ الش ػػمس الق ػػوي‬ ‫القريػػب مػػن نقطػػة اغبضػػيض‪ ،‬والػػدليل علػػى تػػأثر أشػػعة الضػػوء – الناقلػػة لصػػورة عطػػارد ‪-‬‬ ‫باجملاؿ اعباذيب للشمس اكبرافاً وحيوداً‪ ،‬ىػو حصػوؿ ىػذا اغبيػود ألشػعة الضػوء القػادـ مػن‬ ‫النجوـ عند مروره بالقرب من الشمس‪.‬‬ ‫ٗ‪ -‬ظاىرة شابيرو‪:‬‬

‫وىي الظاىرة اليت الحػ فيهػا شػابَتو تػأخر إشػارات الػرادار اؼبرتػ ّدة مػن علػى كوكػب‬

‫الزىػػرة أثنػػاء مرورىػػا ‪ُ -‬ب رحلػػة ذىاهبػػا وإياهبػػا ‪ -‬بػػالقرب مػػن قػػرص الشػػمس‪ ،‬وىػػذا يػػدؿ‬ ‫ػاذيب للكتلػػة ولكػػن كوسػػط‬ ‫داللػػة واضػػحة علػػى تػػأثر األمػواج الكهرومغناطيسػػيّة باجملػػاؿ اعبػ ّ‬ ‫انتش ػػار‪ ،‬وي ػػدؿ ُب نف ػػس الوق ػػت عل ػػى أف العالق ػػة ب ػػُت س ػػرعة األم ػواج الكهرومغناطيس ػػيّة‬ ‫ػاذيب هب ػػب أف تك ػػوف عكس ػػيّة‪ ،‬فكلم ػػا زادت ش ػػدة اجمل ػػاؿ قل ػػت س ػػرعة‬ ‫وش ػ ّدة اجمل ػػاؿ اعب ػ ّ‬

‫الضػػوء فيػػو‪ ،‬وذلػػك سػػيعٍت أف للضػػوء سػػرعة أكػػرب عنػػد األجػراـ الصػػغَتة وسػػرعة أقػػل عنػػد‬ ‫األجراـ الكبَتة‪ .‬وىػذه الظػاىرة تكمػل لنػا مشػهد مػا وبػدث للضػوء عنػد اقًتابػو مػن قػرص‬ ‫الشػػمس‪ ،‬فتبػػُت أف سػػبب االكب ػراؼ كػػاف بسػػبب حػػدوث تبػػاطؤ ُب سػػرعتو أثنػػاء دخولػػو‬ ‫جملاؿ الشمس القوي‪ ،‬فكانت ردة فعلو حدوث االكبراؼ ُب مساره‪.‬‬ ‫‪151‬‬


‫إف الضوء من اآلف فصاعداً ال سػرعة ثابتػة لػو‪ ،‬وال يسػَت ُب خطػوط مسػتقيمة إال ُب‬ ‫حدود اؼبسافات األرضية القصػَتة‪ ،‬وبالتػايل فػإف كػل األشػعة القادمػة إلينػا مػن كػل أطػراؼ‬ ‫الكوف البد أهنا قد تعرضت بسبب تغَتات تلك األوساط (انسػحابات ودوراف اجملػاالت‬ ‫اعباذبية) إىل اكبناءات ُب مساراهتا‪ ،‬ومن ٍب رؤية صور ظاىريػة لكػل أجػراـ الكػوف‪ ،‬ولػيس‬ ‫عطػػارد فحسػػب‪ ،‬حػػىت تلػػك القريبػػة منػػا مثػػل القمػػر‪ ،‬فقػػد ثبػػت أف صػػورتو ربيػػد قلػػيالً عػػن‬

‫موقعػو احملسػػوب فلكيػاً‪ ،‬وال نسػػتبعد‪ ،‬بػػل بػػات ُب حكػم اؼبؤكػػد‪ ،‬أف مػػا ًب رظبػػو مػػن مئػػات‬ ‫السػػنُت مػػن مسػػارات إىليجيػػة لكواكػػب اجملموعػػة الشمسػػية‪ ،‬إمبػػا ىػػي مسػػارات ظاىريػػة‬ ‫وليسػػت حقيقيػػة‪ ،‬والسػػبب أف أشػػعة الضػػوء اغباملػػة لصػػور تلػػك األج ػراـ مل تػػأت إلينػػا ُب‬ ‫خطػػوط مسػػتقيمة‪ ،‬بػػل ُب خطػػوط منحنيػػة‪ ،‬أثػػرت عليهػػا فحرفتهػػا عػػن مسػػاراهتا اؼبسػػتقيمة‬ ‫اجملػػاالت اعباذبيػػة للكواكػػب خاص ػةً منهػػا األرض‪ ،‬واألقػػرب للصػػحة أهنػػا مػػدارات دائريػػة‪،‬‬ ‫فػػال يوجػػد مػػربر فيزيػػائي هبعػػل اؼبػػدار بيضػػاوياً الشػػمس ُب إحػػدى بؤرتيػػو‪ ،‬إذ كيػػف يكػػوف‬ ‫اؼبدار بيضػاوياً‪ ،‬ولػدي قػوة جاذبيػة موزعػة توزيعػاً متجانسػاً ُب الفػراغ حػوؿ الشػمس‪ ،‬وقػوة‬ ‫ط ػػرد مرك ػػزي ثابت ػػة لكواك ػػب اجملموع ػػة الشمس ػػية؟! وال ت ػػؤدي ىات ػػاف القوت ػػاف اؼبتعام ػػدتاف‬ ‫واؼبتساويتاف إال إىل رسم مدارات دائرية للكواكب حوؿ الشمس‪.‬‬ ‫تلػػك بشػػكل ـبتصػػر نظريتنػػا ُب بنيػػة اجملػػاؿ اعبػػاذيب للكتلػػة‪ ،‬ووسػػط انتشػػار األمػواج‬ ‫الكهرومغناطيسػ ػػية‪ ،‬وىػ ػػو الًتكيػ ػػب الػ ػػذي مل تفرضػ ػػو علينػ ػػا أي بنيػ ػػة رياضػ ػػية خادعػ ػػة أو‬ ‫ىندسػ ػات ملتوي ػػة‪ ،‬إن ػػو الًتكي ػػب ال ػػذي يفرض ػػو علين ػػا التفك ػػَت العلم ػػي اؼبػ ػرتبط بالبديه ػػة‬ ‫واؼبنطق‪ ،‬واغبس الفيزيائي السليم ‪.‬‬

‫‪152‬‬


‫الفصل اػبامس‬ ‫طبيعة الفوتون وتفاعالتو‬

‫‪153‬‬


‫المعايير الصحيحة للتفرقة بين الطبيعة الموجية والطبيعة الجسيمية‪.‬‬ ‫توحي كلمة (فوتوف) الشائع استعماؽبا‪ُ ،‬ب الكتابات والبحوث العلمية‪ ،‬أف للفوتوف‬ ‫طبيعة جسيمية‪ ،‬ومنشأ ىذه التسمية ىو البحوث الكوانتية اليت تنظر إىل الضوء‬ ‫كحبيبات جسيمية أو وحدات مكممة من الطاقة‪ ،‬وكبن ال نعترب ذلك مقياساً كافياً‬ ‫ألف نس م الفوتوف بالطبيعة اعبسيمية‪ ،‬وذلك ألف الطبيعة اعبسيمية تقتضي عدة أشياء‬ ‫جوىرية ال تتوفر‪ ،‬أو غَت مالحظة ُب سلوؾ الفوتوف ‪ ..‬إضافة إىل أف اؼبالح بقوة ىو‬ ‫السلوؾ اؼبوجي للفوتوف‪.‬‬ ‫فأوالً‪ :‬ثبت أنو يتولد باالىتزاز مثل أيّة حركة موجيّػة أخرى‪ ،‬كأمواج الصوت اليت‬ ‫مادي‪ ،‬وقد أثبت ماكسويل نظريّاً‪ ،‬وىَتتز عمليّاً‪ ،‬أف الضوء ما‬ ‫تتولد عند اىتزاز جسم ّ‬

‫اؼبغناطيسي‪.‬‬ ‫بائي و‬ ‫ّ‬ ‫ىو إال اىتزاز متبادؿ للمجػالُت الكهر ّ‬

‫ثانياً‪ :‬يشًتؾ الفوتوف (أمواج الضوء اؼبكممة) مع سائر اغبركات اؼبوجيّػة األخرى‬ ‫بوجود ظاىرٌبّ اغبيود والتداخل‪ ،‬وقد سبكن يونج من خالؿ أىداب التداخل اليت ولّدىا‬

‫الضوئي‬ ‫اؼبوجي ألمواج اللوف‬ ‫ُب ذبربتو (الشق اؼبزدوج) من أف وبسب مقدار الطوؿ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫اؼبتداخلػة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬عودتػو إىل اكتساب سرعػتو األوليّػة بعد نفاذه من األوساط الشفافػة اليت‬ ‫تتسبب ُب التقليل من سرعػتو أثناء مروره فيها‪ ،‬وىذا مالح ُب األمػواج الصوتيّة‬

‫واؼبائيّػة‪.‬‬

‫رابعاً‪ :‬يشًتؾ الضوء مع سائر اغبركات اؼبوجيّػة بوجود تأثَت دوبلػر‪ ،‬وىو تراخي أو‬ ‫انضغاط ُب األطػواؿ اؼبوجيّػة بسبب حركة اؼبصدر‪.‬‬ ‫‪154‬‬


‫خاصيّة من أىم اػبصائص‬ ‫خامساً‪ :‬ثبات سػرعتو وعدـ تأثرىا حبركة اؼبصػدر‪ ،‬وىذه ّ‬ ‫اليت سبيز الطبيعػة اؼبوجيّة‪ ،‬وبسبب ىذه اػباصية ظهر تأثَت دوبلر‪ ،‬ومل يتم إثبات ىذه‬

‫اػباصية على مستوى األمواج الكهرومغناطيسية ذبريبياً إال متأخراً عاـ (ٖ‪ )ٜٔٙ‬حيث‬ ‫أشعػة جاما اؼبتولدة من مصدر متحرؾ‬ ‫سبكن الدكتور الفرنسي ساديػو من قياس سرعػة ّ‬ ‫ُ‬ ‫بسرعة قريبة من سرعة الضوء‪ ،‬ووجد أهنا تساوي ‪. c‬‬ ‫سادساً‪ :‬احتياجو إىل وسط لالنتشار كشأف أي حركة موجية‪ ،‬وقد أثبتنا ذلك‬ ‫بشكل جلي ُب الفصلُت السابقُت‪ ،‬ولوال ىذا الوسط ؼبا كانت ىناؾ كل تلك الظواىر‬ ‫واػبصائص سالفة الذكر‪ ،‬خاصة منها ثبات سرعتو غَت القابلة للزيادة أو النقصاف‪.‬‬ ‫سابعاً‪ :‬ثبت أال كتلة لو‪ ،‬وعدـ وجود الكتلة واليت ىي السمة الرئيسية لألجساـ؛‬ ‫يعٍت أنو غَت جسيمي‪ ،‬وبالتايل فهو طاقة‪ ،‬والفرؽ بُت الكتلة والطاقة هبليو ؾبموعة‬ ‫خصائص حركيّة ُب كل نوع‪ ،‬غَت فبكنة ُب النوع اآلخر ‪.‬‬ ‫أوالً‪ :‬من حيث التحرؾ واالنتقاؿ‪.‬‬ ‫ُب اغبالة اعبسيميّة ينتقل اعبسيم ذو الكتلة بعينة من مكاف إىل مكاف‪ ،‬فاإللكًتوف‬

‫الذي أراه اآلف‪ ،‬أو أدركو اآلف‪ ،‬ىو نفسو اإللكًتوف الذي أدركو وىو يتابع انتقالو من‬ ‫نقطة إىل أخرى‪ ،‬أما اؼبوجة فال تنتقل ىي بعينها من مكاف إىل مكاف بل الذي ينتقل‬ ‫ىو الطاقة أو االضطراب اغبادث ُب مادة الوسط‪ ،‬دبعٌت آخر‪ ،‬شكل اؼبوجة ىو الذي‬ ‫ينتقل‪ ،‬أما مادة اؼبوجة نفسها فتظل مراوحة تتذبذب ُب مكاهنا‪ ،‬مثاؿ ذلك أمواج‬ ‫الصوت‪ ،‬ففي أمواج الصوت نالح أف جزئيات الوسط ال تنتقل من مكاهنا بل هتتز‬ ‫مراوحة ُب مكاهنا لتنقل االضطراب من نقطة إىل أخرى‪ ،‬وُب مثاؿ أكثر وضوحاً ومرئي‬ ‫بالنسبة للجميع‪ ،‬األمواج اؼبنزاحة على سطح بركة ماء‪ ،‬نالح وكأف اؼبوجة ىي اليت‬ ‫‪155‬‬


‫تتحرؾ منتشرة على شكل دائرة آخذ ؿبيطها باالتساع‪ ،‬واغبقيقة أف اضطراب جزيئات‬ ‫اؼباء اؼبتعامد على حركة انتشار اؼبوجة ىو الذي ينتقل‪ ،‬وىذا ما هبب أف وبدث ُب حالة‬ ‫األمواج الكهرومغناطيسيّة أو أمواج الفوتوف‪ ،‬ولكن بصورة أعقد قليالً‪ ،‬فهناؾ اضطراباف‬ ‫تغَت مغناطيسي‪ ،‬ويتعامد اعبميع‬ ‫تغَت كهربائي يتعامد على ّ‬ ‫يتعامد أحدنبا على اآلخر‪ّ ،‬‬ ‫على حركة انتشار اؼبوجة‪.‬‬ ‫ثانياً‪ :‬من حيث التفاعالت البينية لكال النوعُت‪.‬‬ ‫زبتلف تفاعالت الكتلة فيما بينها اختالفاً جذرياً عن تفاعالت أمواج الضوء أو‬ ‫فوتونات الضوء‪ ،‬فالكتل تغَت من سرعتها كردة فعل على تأثَت القوى اؼبختلفة مثل قوى‬ ‫اعبذب والدفع واالحتكاؾ والتصادـ‪ ،‬وتكتسب قيماً غَت ؿبدودة من الطاقة تعتمد على‬ ‫أي قيمة ‪ ..‬أما األمواج أو الفوتونات فهي على النقيض من‬ ‫السرعة اليت قد تأخذ ّ‬ ‫ذلك‪ ،‬ؽبا كمات ؿبددة من الطاقة وسرعة ؿبددة ال تقبل الزيادة أو النقصاف مهما كانت‬ ‫سرعة اؼبصدر اؼبنطلقة منو‪ ،‬وإذا أُجربت على إبطاء سرعتها بسبب عبورىا لوسط مقاوـ‬ ‫غبركتها كما ىو اغباؿ ُب األوساط الشفافة فإهنا تعود لتكتسب سرعتها األصلية بعد أف‬

‫تغادر الوسط اؼبقاوـ‪.‬‬

‫‪156‬‬


‫طرق انتشار الضوء‪:‬‬ ‫نرى أف ىناؾ احتماالً لنوعُت من االنتشار للضوء‪ ،‬قد يصح أحدنبا أو كالنبا‬ ‫معاً‪ ،‬ذلك رىن التأمل والبحث ُب الظواىر والتجارب ذات الصلة‪ ،‬ونبا على النحو‬ ‫التايل‪:‬‬ ‫االنتشار االعتيادي‪ :‬وفيو تنتشر النبضات الكهرومغناطيسية ‪ -‬اؼبتولدة من اىتزاز‬ ‫شحنة كهربائية‪ ،‬سواء كاف ذلك االىتزاز صادراً عن ذرة أو عن مصدر صناعي ‪-‬‬ ‫انتشاراً كروياً متماثالً ُب صبيع األرجاء ‪ ..‬وُب ىذه اغبالة سيكوف الفوتوف الصادر عن‬ ‫انتقاؿ إلكًتوف من مدار طاقة إىل آخر‪ ،‬عبارة عن ؾبموعة من النبضات الكروية‬ ‫اؼبتالصقة اؼبنزاحة من مركزىا وىو الذرة‪ ،‬لتعم كافة أرجاء الكوف‪ ،‬كما وبدث عند رمي‬ ‫حجر وسط بركة ماء راكدة‪.‬‬ ‫االنتشار المكمم للضوء‪ :‬وىو انتشار الضوء على شكل حبيبات مفردة‪ ،‬ىي‬

‫حزـ ؿبددة الشكل واالذباه من األمواج‪ ،‬ينطلق أحدىا من مصدره ليجري ُب مساره‬ ‫ذي االذباه الواحد إىل ما الهناية‪ ،‬وجريانو ىو جرياف االضطراب اؼبوجي وليس الذاٌب‬ ‫كما وبصل ُب عامل اعبسيمات‪ ،‬وفيو تشكل ؾبموعة ضخمة من الفوتونات انطلقت‬ ‫من مصدر نقطي ُب وقت واحد ُب صبيع االذباىات نبضة موجية تنتشر بسرعة للضوء‬ ‫متناسبة عكسياً مع شدة الوسط‪ ،‬وكثافة للفوتونات متناسبة عكسياً مع مربع اؼبسافة من‬ ‫اؼبصدر‪.‬‬ ‫وبينما تتغَت سرعة الفوتونات‪ ،‬إال أف طاقتها مع الزمن ما تزاؿ على مقدار ثابت‬ ‫وفقاً للعالقة ‪ ، C   f‬ووبتمل أف ىذا الشكل من االنتشار ىبص فقط الطيف‬ ‫الكهرومغناطيسي اؼبتػولد من إلكًتونات الذرة ونواهتػا‪ ،‬أما الطيف الكهرومغناطيسي‬ ‫‪157‬‬


‫اؼبتولد من اؼبصادر الصناعية كشحنة متذبذبة ُب ىوائي‪ ،‬فمن احملتمل أنو ينتشر االنتشار‬ ‫اؼبوجي االعتيادي الذي يشبو انتشار اؼبوجات اؼبائية أو الصوتية‪.‬‬ ‫ُب كل األحواؿ‪ ،‬سواء كاف االنتشار اعتياديا أو حبيبياً‪ ،‬يظل الضوء أو فوتوف‬ ‫الضوء موجياً ُب سلوكو‪ ،‬فهو ثابت السرعة بالنسبة لوسطو(ٔ)‪ ،‬ال يعتمد على حركة‬ ‫مصدره‪ ،‬وال ينتقل بذاتو‪ ،‬ومن ٍب فمن غَت العدؿ وصمو باعبسيمي‪.‬‬ ‫تفاعالت الفوتون مع المادة‪:‬‬

‫لن ىبتلف تفاعل الضوء مع اؼبادة ُب حالة كونو أمواجاً تنتشر انتشارىا االعتيادي‬ ‫اؼبوصوؼ آنفاً‪ ،‬أو كونو انتشاراً مكمماً على شكل حبيبات مفردة‪ ،‬وُب حالة تبنينا‬ ‫االنتشار اؼبكمم للضوء‪ ،‬وىو االنتشار اؼبرجح بشكل أويل‪ ،‬اعتماداً على مالحظات‬

‫واستقراءات عدداً من الظواىر والتجارب ُب فيزياء الكم‪ ،‬فسنالح أف للفوتوف ثالث‬ ‫أمباط من التفاعالت مع اؼبادة‪:‬‬ ‫تفاعل الفوتوف مع اعبسيمات األولية (الذرية ودوف الذرية)‪.‬‬ ‫تفاعل الفوتوف مع األوساط (اجملاالت اعباذبية‪ ،‬واألوساط الشفافة)‪.‬‬ ‫تفاعل الفوتوف مع اغبواجز والشقوؽ (ظواىر اغبيود والتداخل)‪.‬‬

‫ٔ‪ -‬نقصد الوسط احملدد دبنطقة بعينها‪ ،‬وفيها يكوف اجملاؿ اعباذيب منتظماً ُب شدتو أو كثافتو‪،‬‬ ‫كاجملاؿ اعباذيب بالقرب من سطح األرض‪.‬‬

‫‪158‬‬


‫ٔ‪ -‬تفاعل الفوتون مع الجسيمات األولية (دون الذرية )‪:‬‬

‫قد وبدث ُب ىذه التفاعالت‪ ،‬ربوالت بُت الكتلة والطاقة وفقاً لبعض التجارب‬ ‫والنظريات‪ ،‬كنظريات ماكس بالنك ُب أوائل القرف العشرين ُب إشعاع اعبسم األسود‪،‬‬ ‫وذبربة كومبتوف‪ ،‬ولكن وبالرغم من ذلك فإف عملية التحوؿ من إشعاع إىل كتلة‬ ‫وبالعكس‪ ،‬لن يكوف وفقاً للنسبية اػباصة وشروطها‪ ،‬بل ستكوف وفقاً لنظريات جديدة‬

‫تقوـ على ما صح وثبت من ذبارب ومفاىيم الفيزياء اغبديثة واجتهادات لفهم جديد‬ ‫وفقاً ؼببادئنا اعبديدة غبقيقة التجارب اؼبشوشة والغامضة‪ ،‬مثل ذبارب الزيادة ُب الكتلة‬ ‫وتباطؤ الزمن‪ ،‬وذبارب الشق اؼبزدوج وغَت ذلك‪.‬‬ ‫ٕ‪ -‬تفاعالت الفوتون مع األوساط‪:‬‬ ‫وتنقسم إىل نوعُت من التفاعالت‪:‬‬ ‫تفاعالت مع الوسط األساسي وىو اجملاؿ اعباذيب للكتلة‪ ،‬وفيها سنرى تغَتاً ُب‬ ‫سرعة الضوء واذباىو‪.‬‬ ‫وتفاعالت مع األوساط الثانوية وىي أوساط مركبة على الوسط األساسي وىي‬ ‫األجساـ الشفافة الساكنة واؼبتحركة‪ ،‬وفيها تقل سرعة الضوء عن القيمة اؼبعروفة‪ ،‬ولكنو‬ ‫سرعاف ما يعود ليكتسب نفس سرعتو األوىل اؼبعروفة‪ ،‬وسيكوف ذلك وفقاً لتصور جديد‬ ‫وعالقة جديدة‪.‬‬

‫‪159‬‬


‫النوم األول‪ :‬تفاعالت الفوتون مع األوساط األساسية (المجاالت الجاذبية)‬

‫سنالح فيو وجود نوعُت من التفاعالت‪ :‬تفاعالت للضوء مع األوساط الساكنة‪،‬‬ ‫وتفاعالت مع األوساط اؼبتحركة أو اؼبنسحبة‪.‬‬ ‫(أ)‪ :‬تفاعل الفوتون مع األوساط الساكنة‪:‬‬ ‫وىي التفاعالت اليت ربدث عند سطح األرض‪ ،‬ونالح فيها ثبات لسرعة الضوء‬ ‫عند قيمة ‪ُ c‬ب أي اذباه بالنسبة لسطح األرض‪ ،‬وحدوث انزياحات ُب األطواؿ اؼبوجية‬ ‫ُب حالة حركة اؼبصادر بالنسبة لسطح األرض‪ ،‬ولدينا ُب ىذا الصدد نوعاف من‬ ‫االنزياحات‪:‬‬ ‫انزياحات دوبلرية‪ ،‬وىي االنزياحات االعتيادية اؼبعروفة أماـ وخلف اؼبصدر‬

‫اؼبتحرؾ‪.‬‬

‫وانزياحات مستعرضة‪ ،‬وىي حصوؿ انزياح ُب األطواؿ اؼبوجية اؼبتعامدة على حركة‬ ‫اؼبصدر‪ ،‬مل تكن معروفة من قبل ‪.‬‬ ‫أوالً‪ :‬االنزياحات الدوبلرية‪:‬‬

‫ربدث ىذه اال نزياحات ُب األطواؿ اؼبوجية بسبب حركة اؼبصدر داخل وسط‬ ‫انتشار الضوء الساكن اؼبربوط باألرض‪ ،‬وفيها يتعرض الفوتوف اؼبنطلق من اؼبصدر‬ ‫اؼبتحرؾ إىل تضاغط و زبلخل ُب أطوالو اؼبوجية كردة فعل للمحافظة على سرعتو‬ ‫بالنسبة للوسط‪ ،‬وبالتايل تردده بالنسبة للمصدر‪ ،‬إذا يظل الًتدد (اؼبعرب عن طاقة‬ ‫الفوتوف) ؿبتفظاً بقيمتو الثابتة بالنسبة للمصدر‪.‬‬

‫‪161‬‬


‫ورغم أف سرعتو ستكوف ذات مقدار ثابت بالنسبة للوسط إال أهنا أماـ اؼبصدر‪:‬‬ ‫‪v‬‬ ‫‪c‬‬

‫‪ ، c  v‬ومن ٍب انزياح موجي مقداره‪ ،   0 (1  ) :‬وسرعة ‪ c  v‬خلف‬ ‫‪v‬‬ ‫‪c‬‬

‫اؼبصدر‪ ،‬وانزياح موجي مقداره‪.   0 (1  ) :‬‬ ‫ثانياً‪ :‬االنزياحات المستعرضة‪:‬‬

‫ألي انزيػػاح ُب األط ػواؿ اؼبوجيّػػة‬ ‫يسػػود اعتقػػاد قػػدًن سػػابق علػػى النسػػبية‪ ،‬أال وجػػود ّ‬

‫اؼبتعامدة على حركة اؼبصػدر اؼبتحػرؾ سػواء للصػوت أو الضػوء‪ ،‬وىػذا اعتقػاد غػَت صػحيح‬ ‫ناشػػئ عػػن فهػػم خػػاطئ لطبيعػػة اغبركػػة اؼبوجيػػة‪ ،‬إذ ظن ػوا أف االنزيػػاح اؼبسػػتعرض البػػد أف‬ ‫ػامي واػبلفػ ّػي لتكػػوف النتيجػػة ىػػي الطػػوؿ‬ ‫يكػػوف عبػػارة عػػن متوسػػط ؾبمػػوع االنزيػػاح األمػ ّ‬ ‫األصلي ‪ . 0‬وذلك على النحو‪:‬‬ ‫اؼبوجي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪v‬‬ ‫‪c ‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪v‬‬ ‫‪c‬‬

‫) ‪0 (1  )  0 (1 ‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫وح ػػُت أظه ػػرت التج ػػارب اغبديث ػػة وج ػػود انزي ػػاح ُب االطػ ػواؿ اؼبوجي ػػة اؼبتعام ػػدة عل ػػى‬ ‫حركػػة اؼبصػػدر اؼبتحػػرؾ بسػػرعات تقػػًتب مػػن سػػرعة الضػػوء‪ً ،‬ب االدعػػاء ب ػأف ىػػذه النتيجػػة‬ ‫ىي من نبوءات النسبية اليت تثبت فرضية تباطؤ الزمن(ٔ)‪.‬‬

‫ٔ ‪ -‬جاء ُب كتاب بَتكلي لتشارلز كيتل‪" :‬تنطبق ظاىرة دوبلر اؼبستعرضة علػى القياسػات الػيت‬ ‫ذرة ُب العػادة‪ ،‬وظػاىرة دوبلػر اؼبستعرضػة‬ ‫ػوئي‪ ،‬وىػو ّ‬ ‫ذبري ُب اذباه متعامد مع اذباه حركة اؼبصدر الض ّ‬ ‫غػػَت موجػػودة ُب التقريػػب الالنسػػبوي‪ ،‬ولكػػن النظريػّػة النسػػبيّة قػػد تنبّػػأت بظػػاىرة دوبلػػر اؼبستعرضػػة ُب‬ ‫حالة اؼبوجات الضوئيّة "‪.‬‬

‫‪161‬‬


‫أمػػا الفهػػم الصػػحيح لطبيعػػة اغبركػػة اؼبوجيػػة فيبػػُت ‪ -‬مػػن خػػالؿ إجػراء ربليػػل ىندسػػي‬ ‫جملموعػػة نبضػػات دائريػػة منطلقػػة مػػن مصػػدرىا اؼبتحػػرؾ داخػػل وسػػط االنتشػػار السػػاكن ‪-‬‬ ‫وجود انزياح ُب األطواؿ اؼبوجية اؼبتعامدة على حركة اؼبصدر‪ ،‬سواء للصوت أو للضوء‪.‬‬ ‫تأمل أوالً الصور التوضيحية التالية‪:‬‬

‫تنتش ر أم واج الض وء المنطلق ة م ن مص درىا المتح رك عب ر وس انتش ارىا الس اكن والمح ي‬

‫باألرض‪ ،‬انتشاراً كرويّاً ير متأثر بحركة المصدر المنطلقة منو‪ ،‬األمر الذي يولد انزياحات في‬ ‫جميع االتجاىات‪ ،‬منها االنزياح في األطوال الموجيّة المتعامدة على حركة المصدر ‪.‬‬

‫‪162‬‬


‫من مثلث السرعات المبيّن أعاله‪ ،‬فان سرعة اإلشارة الضوئيّة المتعامدة على‬ ‫حركة المصدر ىي‪c 2  v 2 :‬‬

‫‪163‬‬


‫حساب االنزياح اؼبستعرض‪:‬‬ ‫من أجل حساب قيمة االنزياح ُب األطواؿ اؼبوجيّة اؼبتعامدة على حركة اؼبصدر‪،‬‬ ‫البد لنا أوالً من معرفة ترددىا وسرعتها بالنسبة للمصدر‪ ،‬أما ترددىا فهو ثابت بالنسبة‬ ‫للمصدر‪ ،‬سواء كاف اؼبصدر ساكناً أو متحركاً ويساوي‪:‬‬ ‫‪C‬‬

‫‪0‬‬

‫أما سرعتها فهي‪:‬‬ ‫اؼبوجي اؼبنزاح ىو‪:‬‬ ‫إذف‪ ،‬الطوؿ‬ ‫ّ‬ ‫ومنو‪:‬‬ ‫ودبا أف‪:‬‬ ‫إذاً‪:‬‬

‫‪f0 ‬‬

‫‪c2  v2‬‬

‫‪c2  v2‬‬ ‫‪f0‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪c 1  v2 / c2‬‬ ‫‪f0‬‬

‫‪c‬‬ ‫‪f0‬‬ ‫‪v2‬‬ ‫‪c2‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪0 ‬‬ ‫‪  0 1 ‬‬

‫وسيبدو الفوتوف ساقطاً بزاويػة ميل تتناسب مع سرعة اؼبصدر‪:‬‬ ‫‪  tan v c‬‬

‫‪164‬‬


‫(ب)‪ :‬تفاعل الفوتون مع األوساط المتحركة‪:‬‬

‫ىبتلف حساب ىذا النػوع مػن الزحزحػات اختالفػاً كليّػاً عػن طريقػة حسػاهبا ُب حالػة‬

‫مصدر متحرؾ داخل وسط ساكن‪ ،‬كمػا ىػو اغبػاؿ ُب ظػاىرة دوبلػر االعتياديػة الػيت سػبق‬ ‫وأشرنا إليهػا‪ ،‬ففػي ظػاىرة دوبلػر االعتياديػة وبػدث اؼبػط أو االنضػغاط ُب األطػواؿ اؼبوجيّػػة‬ ‫غبظػػة خروجهػػا مػػن اؼبصػػدر اؼبتحػػرؾ‪ ،‬حيػػث تواجػػو علػػى الفػػور الوسػط الػػذي هبربىػػا علػػى‬ ‫تعػػديل سػػرعتها دفع ػػة واحػػدة إىل سػػرعة الض ػػوء‪ ،‬أمػػا ُب حالتنػػا ىػػذه الػػيت كبػػن بصػػددىا‬ ‫فاألمر ىبتلف كليّاً‪ ،‬فأوالً‪ :‬ىبرج الضوء بسرعتو ‪ c‬بالنسػبة لوسػطو اؼبنسػحب مػع مصػدره‬ ‫والػػذي ىػػو جػػرـ فلكػ ّػي‪ ،‬وكػػذلك يػػتم اسػػتقبالو بسػػرعة ‪ c‬عنػػد اعبػػرـ الثػػاين(ٔ) ‪ ..‬ثاني ػاً‪:‬‬ ‫تتع ػػرض أمػ ػواج الض ػػوء للزحزح ػػة اؼبس ػػتمرة اؼبتدرج ػػة ُب أطواؽب ػػا اؼبوجيّ ػػة ابت ػػداءً م ػػن غبظػ ػػة‬

‫خروجهػػا مػػن مصػػدرىا إىل غبظ ػػة وصػػوؽبا إىل اؼبسػػتقبل علػػى اعبػػرـ الثػػاين‪ ،‬وذلػػك بسػػبب‬ ‫تأمػل ذلػػك‬ ‫التغ ّػَت ُب سػرعتها اؼبواكػب لعمليّػة انسػحاب الوسػطُت مػن بعضػهما الػبعض‪ّ ..‬‬ ‫ُب الرسوـ التوضيحيّة التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬على افتراض أن الجرمين بكتلة األرض‪.‬‬

‫‪165‬‬


‫ينطلق الشعام‬ ‫الضوئي من مصدره البعيد بسرعة الضوء‪ ،‬ويصل إلى مستقبلو أيضاً‬ ‫ّ‬ ‫الموجي تغيّراً تدريجيّاً يواكب التغيّر الدائم‬ ‫بسرعة الضوء‪ ،‬ويكون التغيّر في طولو‬ ‫ّ‬ ‫في سرعتو بسبب تأثير األوساط المنسحبة من بع ضها الب عض‪.‬‬

‫‪166‬‬


‫حساب مقدار االنزياح نح و األحم ر‪:‬‬

‫افترض أن لدينا جرماً فلكياً ( أ ) يتحرك بسرعة ‪ V‬بالنسبة للجرم (ب) الساكن بالنسبة إلسناد‬

‫الورقة‪ ،‬ثم افترض فوتوناً ضوئيّاً ينطلق من ( أ ) بسرعة الضوء ‪ c‬وبعد بعد فترة زمنية يصل إلى‬ ‫الجرم الساكن (ب) بسرعة ‪. c‬‬

‫‪167‬‬


‫مع أف الضوء انطلق بسرعة ‪ c‬بالنسبة للراصد ( أ ) إال أنو بالنسبة للراصد‬ ‫الساكن (ب) يكوف قد انطلق بسرعتو االبتدائية ( ‪. ) C  V‬‬ ‫يتعرض الضوء أثناء قطعو للمسافة من اعبرـ ( أ ) إىل اعبرـ (ب) إىل تعديل ُب‬ ‫سرعتو‪ ،‬من السرعة االبتدائية ( ‪ ) C  V‬إىل أف يصل إىل سرعة ‪ c‬عند اعبرـ (ب)‬ ‫ودبا أنو ًب قياس انزياح كبو األضبر عند اعبرـ (ب) ‪ ،‬فالبد أف ىذا االنزياح قد‬ ‫حصل بشكل تدرهبي حبيث يتناسب مع السرعة اؼبتغَتة للضوء ‪ ..‬والتناسب يعٍت أف‬ ‫ىناؾ ثابتاً للتناسب‪ ،‬وىذا الثابت لن يكوف سوى الًتدد اؼبعروؼ بالرمز ‪ ، f‬والذي‬ ‫سيبقى مقداراً ثابتاً على طوؿ خط رحلة الشعاع الضوئي‪ ،‬من غبظة انطالقو من اعبرـ‬ ‫(أ) إىل أف يصل إىل اعبرـ (ب) ‪.‬‬ ‫بناءً على ذلك؛ فإف تردد الشعاع الضوئي بالنسبة للراصد على اعبرـ (ب) سيكوف‬ ‫ىو نفسو من غبظة انطالقو من اعبرـ ( أ )‪ ،‬إىل غبظة وصولو إليو‪ ،‬أما قيمتو غبظة‬ ‫وصولو إليو فهي‪:‬‬

‫‪c‬‬

‫‪‬‬

‫‪ ،‬حيث ‪ ‬الطوؿ اؼبوجي اؼبنزاح‪.‬‬

‫وقيمتو عند اعبرـ ( أ ) كانت‪. C  V :‬‬ ‫‪0‬‬

‫ودبا أف الًتددين متساويُت فإذاً‪:‬‬ ‫ومنو‪:‬‬ ‫ومن ىذه العالقة فإف‪:‬‬

‫‪C‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪C V‬‬

‫‪0‬‬

‫‪0‬‬ ‫) ‪(1  V C‬‬

‫‪0‬‬ ‫)‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪V  C (1 ‬‬

‫‪168‬‬


‫اؼبوجي اليت كانت‬ ‫وىذه العالقة تُعطي سرعة ‪ V‬أقل بكثَت من أجل نفس االنزياح‬ ‫ّ‬

‫تُعطيو عالقة السرعة اؼبستنتجة من عالقة دوبلر‪:‬‬ ‫‪‬‬ ‫فعن ػػد ‪ 2‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪‬‬ ‫)‪ 1‬‬ ‫‪0‬‬

‫(‪V C‬‬

‫‪ ،‬فػػإف ‪ V‬مػػن العالق ػػة اعبديػػدة تسػػاوي ‪ ، 1 C‬وُب العالقػػة القديبػػة‪:‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪.V  C‬‬ ‫‪‬‬ ‫وعند ‪ 5‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪ ،‬فإف‬

‫‪V‬‬

‫تساوي‬

‫‪4‬‬ ‫‪C‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪ ،‬وُب العالقػة القديبة‪:‬‬

‫‪V  4C‬‬

‫إذاً سػػتقودنا ىػػذه العالقػػة إىل حسػػاب أبعػػاد أقػػل لألج ػراـ الفلكيػػة‪ ،‬وبالتػػايل اختفػػاء‬ ‫الكثَت من اؼبعضالت الكونية بإذف اهلل‪.‬‬

‫‪169‬‬


‫النوم الثاني‪ :‬تفاعل الفوتون مع األوساط الثانوية (الشفافة)‬

‫بعد ما ًب من اكتشاؼ لنقص ُب سرعة الضػوء عنػد عبػوره ألوسػاط شفافػػة علػى يػد‬

‫ػائي وجهػػة النظػػر القائلػػة بالطبيعػػة اؼبوجيّػػة للضػػوء‪،‬‬ ‫فوكػػو عػػاـ ٓ٘‪ٔٛ‬م‪ ،‬توطػػدت بشػػكل هنػ ّ‬ ‫فاألمواج وحدىا فقط ىي اليت تعود لتكتسب سرعتها األولية بعد عبورىا ألوساط قللػت‬ ‫م ػػن س ػػرعتها‪ ،‬وب ػػذلك انف ػػتح الب ػػاب للتس ػػاؤؿ ع ػػن طبيع ػػة وخػ ػواص ى ػػذا الوس ػػط اغبام ػػل‬ ‫لألمػواج الكهرومغناطيسػػيّة‪ ،‬وبػػدأ التسػػاؤؿ عمػػا إذا كانػػت األوسػػاط اؼبتحركػػة ربمػػل معهػػا‬ ‫األثػػَت ُب حركته ػػا‪ ،‬أـ أهنػػا تنس ػػاب مػػن خالل ػػو هبػػدوء م ػػن غػػَت أف ذب ػػر معهػػا ش ػػيئاً من ػػو‪،‬‬ ‫وكانت التقنية اليت أجراىا فيزو على قياس سػرعة الضػوء داخػل مػاء متحػرؾ أفضػل وسػيلة‬ ‫للتحقػػق مػػن ذلػػك‪ ،‬فػػإذا ًب قيػػاس نفػػس السػػرعة للضػػوء ‪ V 0‬سػواء كػػاف اؼبػػاء متحركػاً أو‬ ‫سػػاكناً‪ ،‬دؿ ذلػػك علػػى أف الضػػوء ال يتػػأثر حبركػػة الوسػػط‪ ،‬وأف ىػػذا األخػػَت مل وبمػػل معػػو‬ ‫األثػػَت بػػل ربػػرؾ بالنسػػبة لػػو‪ ،‬وإذا كانػػت سػػرعة الضػػوء اؼبقاسػػة عبػػارة عػػن حاصػػل اعبمػػع‬ ‫ػدي لسػػرعة الضػػوء ُب اؼبػػاء السػػاكن ‪ V0‬وسػػرعة اؼبػػاء ‪ v‬دؿ ذلػػك علػػى أف اؼبػػاء‬ ‫التقليػ ّ‬

‫ضب ػػل مع ػػو األث ػػَت ُب حركت ػػو‪ ،‬وى ػػذا م ػػا ك ػػاف منتظ ػراً م ػػن التجرب ػػة أف تثبت ػػو‪ ،‬ولك ػػن نتيج ػػة‬ ‫التجربػػة جػػاءت ـبالفػػة ؽبػػذين التػػوقعُت‪ ،‬وأظهػػرت نتيجػػة القيػػاس سػػرعة للضػػوء ‪ V‬أكػػرب‬ ‫التقليدي لػ ‪ V0‬و ‪. v‬‬ ‫من ‪ V0‬وأقل من حاصل اعبمع‬ ‫ّ‬ ‫قادت تلك النتيجة إىل افًتاض أف األثَت ال ينسحب بالكامػل مػع الوسػط ُب حركتػو‬ ‫وإمبا ينسحب انسحاباً جزئيّاً بتناسب مع ‪. n 2‬‬ ‫ضبل ىذا التفسَت إشكاالت عدة أخذت عليو فيما بعد‪ ،‬فهو يفًتض وجود تفاعل‬ ‫ئي لألثَت وىذا يعٍت وجود احتكاؾ أو مقاومػة‬ ‫بُت األثَت واؼبادة يؤدي إىل انسحاب جز ّ‬

‫‪171‬‬


‫غبركة اؼبادة عرب األثَت‪ُ ،‬ب حُت أنو ال توجد أدىن بادرة على وجود مثل تلك اؼبقاومة‬ ‫غبركة اؼبادة ُب حركات األجراـ الفلكيّة الدائرة ُب أفالكها منذ ماليُت السنُت‪.‬‬ ‫واألقرب للصحة أف تزايد سرعة الضوء مع تزايد حركة الوسط الشفاؼ يرجع إىل‬ ‫تناقص قوة مقاومة الوسط الشفاؼ لسرعة الضوء خاللو مع تزايد سرعة الوسط‬ ‫الشفاؼ بالنسبة للوسط األساسي‪ ،‬وبالتايل عودة الضوء تدرهبياً إىل سرعتو األصلية اليت‬

‫فقدىا بسبب التأثَت اؼبقاوـ غبركة الضوء عرب الوسط الشفاؼ‪ ،‬لتقريب ذلك إىل‬ ‫األذىاف‪ ،‬افًتض أف عربة تسَت بأقصى طاقة حملركها على طريق سرعة اؽبواء بالنسبة لو‬ ‫صفر‪ ،‬ولكن بسبب احتكاؾ العربة أثناء سَتىا مع اؽبواء فإهنا لن تبلغ سرعتها القصوى‬ ‫على الرغم أف ؿبركها يعمل بأقصى طاقة لو‪ ،‬والسبيل الوحيد لزيادة سرعة العربة ىو‬ ‫زبفيف احتكاكها مع اؽبواء‪ ،‬وال يتم ذلك إال بأف يتحرؾ اؽبواء ُب اذباه سرعة العربة‪،‬‬ ‫عندىا تأخذ سرعة العربة ُب الزيادة كلما زادت سرعة اؽبواء إىل أف تصل سرعة اؽبواء إىل‬ ‫ٍ‬ ‫أوساط‬ ‫صفر بالنسبة للعربة‪ ،‬وىذا ما ُلبَمن أنو وبدث للضوء عندما يتحرؾ داخل‬ ‫شفافػة متحركة‪.‬‬ ‫تفصيل ذلك‪:‬‬ ‫أوالً‪ :‬وصف ما يحدث ألمواج الضوء عندما تدخل وسطاً شفافاً ساكناً‪:‬‬ ‫سنقسػػم أوالً الوسػػط إىل نػػوعُت‪ :‬الوسػػط األساسػ ّػي أو الوسػػط النػػاعم‪ ،‬وىػػو اجملػػاؿ‬

‫ػاذيب لػػألرض‪ ،‬والػػذي يبػػارس قػػوة إجبػػار الضػػوء علػػى السػػَت خاللػػو بسػػرعة الضػػوء ‪، c‬‬ ‫اعبػ ّ‬ ‫ػانوي أو اػبشػػن وىػػو اعبسػػم الشػػفاؼ‪ ،‬وتػػأثَته علػػى الضػػوء ىػػو تػػأثَت مقػػاوـ‬ ‫والوسػػط الثػ ّ‬ ‫غبركػػة الضػػوء خاللػػو‪ ،‬وسػػنفًتض أف سػػبب ىػػذه اؼبقاوم ػػة ىػػو اجملػػاالت الكهرومغناطيسػػيّة‬ ‫بذرات وجزيئات الوسط الشفاؼ‪.‬‬ ‫القويّة والكثيفة احمليطة ّ‬ ‫‪171‬‬


‫سنعتبر الوس الشفاف (الماء أو الزجاج) ىو الوس الثانوي أو الخشن‪ ،‬بينما المجال الجاذبي‬ ‫لألرض ىو الوس األساسي أو الناعم‪.‬‬

‫قبل دخوؿ الفوتوف إىل الوسط الشفاؼ يكػوف خاضػعاً لتػأثَت قػوة واحػدة‪ ،‬ىػي قػوة‬ ‫إجبػػار الوس ػػط األساسػػي ل ػػو عل ػػى السػػَت خالل ػػو بس ػػرعتو الثابتػػة ‪ ، c‬وبع ػػد ال ػػدخوؿ إىل‬ ‫الوسػط الشػػفاؼ‪ ،‬سػػيتعرض لتػأثَت قػػوتُت؛ قػػوة مقاومػة مػػن الوسػػط الشػفاؼ غبركتػػو‪ ،‬وقػػوة‬ ‫اسػػتعادة يبارسػػها الوسػػط األساسػ ّػي الػػذي يغمػػر الوسػػط الشػػفاؼ‪ ،‬وربػػاوؿ إرجػػاع الضػػوء‬ ‫احملصلة أف يتزف الضوء عند سرعػة ‪ V0‬أقل من ‪. c‬‬ ‫إىل سرعتو األصليّة ‪ ، c‬فتكوف ّ‬ ‫ثانياً‪ :‬وصف تفاعل الضوء مع الوس الشفاف في حالة حركتو‪:‬‬

‫إذا أخػػذنا بعػػُت االعتبػػار النتػػائج التجريبيّػػة الػػيت تظهػػر زيػػادة ُب سػػرعة الضػػوء داخػػل‬ ‫الوسػػط الشػػفاؼ‪ ،‬بزيػػادة سػػرعة الوسػػط الشػػفاؼ إىل أف تقػػًتب سػػرعة الضػػوء مػػن قيمتهػػا‬ ‫‪ c‬بغػػَت أف تتجاوزىػػا‪ ،‬فلػػيس أمامنػػا إال تفسػػَتٌ واحػ ٌد؛ وىػػو أف مقاومػػة الوسػػط الشػػفاؼ‬ ‫‪172‬‬


‫غبركة الضوء تقل مع زيادة سرعة الوسط الشفاؼ‪ ،‬وبالتػايل إفسػاح اجملػاؿ لقػوة االسػتعادة‬ ‫لكػػي تعمػػل علػػى إرجػػاع سػػرعة الضػػوء تػػدرهبيّاً إىل ‪ .. c‬وبوصػػوؿ الوسػػط الشػػفاؼ إىل‬

‫سرعة ‪ c‬بالنسبة للوسػط األساسػي‪ ،‬تنعػدـ قػوة مقاومػة الوسػط الشػفاؼ‪ ،‬وذلػك بسػبب‬ ‫ػذرات واعبزيئ ػػات داخ ػػل الوس ػػط الش ػػفاؼ‬ ‫أف الس ػػرعة النس ػػبيّة ب ػػُت الض ػػوء وؾب ػػاالت ال ػ ّ‬ ‫أصبحت تساوي صفراً‪.‬‬ ‫ياضي لمعادلة انتشار الضوء في األوساط الشفافة المتحركة‪:‬‬ ‫االستنتاج الر ّ‬

‫‪ ‬افػػًتض أف الوسػػط الشػػفاؼ يتحػػرؾ بتسػػارع بالنسػػبة للوسػػط األساسػ ّػي ابتػػداءً‬ ‫من السرعة )‪ (v  0‬إىل السرعة ( ‪ ،) v  c‬وافًتض أف فوتوناً ضوئيّاً دخل الوسػط‬ ‫الش ػػفاؼ غبظ ػػة ب ػػدء رب ػػرؾ الوس ػػط‪ ،‬وغ ػػادره م ػػن اعبهػ ػػة األخ ػػرى عن ػػد بل ػػوغ الوس ػػط‬ ‫الشفاؼ سرعة ‪. c‬‬ ‫ػوئي أكػػرب قػػوة احتكػػاؾ لػػو مػػع الوسػػط الشػػفاؼ عنػػدما‬ ‫‪ ‬سػػيواجو الفوتػػوف الضػ ّ‬ ‫تكوف سرعة ىذا األخَت بالنسبة للوسط األساسي تساوي صفراً )‪. (v  0‬‬ ‫ػوئي بتزايػػد سػػرعة‬ ‫‪ ‬تتنػػاقص قػػوة مقاوم ػػة الوسػػط الشػػفاؼ غبركػػة الفوتػػوف الضػ ّ‬ ‫الوسػػط الشػػفاؼ ‪ ، v‬إىل أف تصػػل اؼبقاومػػة إىل صػػفر بوصػػوؿ سػػرعة الوسػػط الشػػفاؼ‬ ‫إىل سرعة الضوء‪.‬‬ ‫‪ ‬أكػػرب قػػوة اسػػتعادة ربػػاوؿ إرجػػاع أم ػواج الضػػوء إىل سػػرعتها األصػػليّة سػػتكوف‬

‫عند‪(v  0) :‬‬

‫‪ ‬تتنػػاقص قػػوة االسػػتعادة تػػدرهبيّاً بتزايػػد سػػرعة الوسػػط الشػػفاؼ ‪ ، v‬لتصػػل إىل‬ ‫الصفر عند ‪. v  c‬‬

‫‪173‬‬


‫بنػػاءً علػػى ذلػػك‪ ،‬فػػإف سػػرعة الضػػوء بالنسػػبة للوسػػط األساسػػي سػػتتزايد ابتػػداءً مػػن‬ ‫‪ V 0‬إىل أف تصل إىل ‪ c‬غبظة أف يصل الوسط الشفاؼ إىل ‪. c‬‬ ‫أما بالنسبة إلطار إسناد الوسط الشفاؼ‪ ،‬فسينعكس األمر وتتناقص سرعة الفوتوف‬ ‫‪ V‬بتزايد سرعة الوسط الشفاؼ ‪ ، v‬ابتداءً من ‪ V0‬إىل أف تصل إىل ‪ 0‬بوصوؿ ‪v‬‬ ‫إىل ‪ ، c‬وىذا يعٍت وجود معامل يتدرج من الواحد إىل الصفر يتم ضربو بسرعة الفوتوف‬ ‫‪/‬‬

‫‪ V0‬لتصل إىل ‪ ، V‬وىذا اؼبعامل هبب أف يكوف ) ‪. (1  v‬‬ ‫‪/‬‬

‫‪c‬‬

‫إذاً ‪:‬‬

‫‪v‬‬ ‫) ‪V /  V0 (1 ‬‬ ‫‪c‬‬

‫حيث ‪ V /‬سرعة الفوتوف الضوئي بالنسبة للوسط الشفاؼ اؼبتحرؾ‪،‬‬ ‫الضوء بالنسبة للوسط الشفاؼ الساكن‪ v ،‬سرعة الوسط الشفاؼ‪.‬‬ ‫وعليو فإف سرعة الضوء بالنسبة للوسط األساسي‬

‫‪V‬‬

‫ستكوف عبارة عن سرعة‬

‫الضوء بالنسبة للوسط الشفاؼ مضافاً إليها سرعة الوسط الشفاؼ‪.‬‬ ‫إذاً ‪:‬‬ ‫وحيث أف‪:‬‬ ‫إذاً‪:‬‬

‫‪V V / v‬‬ ‫‪v‬‬ ‫) ‪V /  V0 (1 ‬‬ ‫‪c‬‬

‫‪v‬‬ ‫‪V  V0 (1  )  v‬‬ ‫‪c‬‬

‫‪174‬‬

‫‪V0‬‬

‫سرعة‬


‫تأمل في ىذا الشكل التغير المتدرج في سرعة الفوتون من‬

‫‪175‬‬

‫‪V0‬‬

‫إلى سرعة الضوء ‪. c‬‬


‫ٖ ‪ -‬تفاعالت الفوتون مع الحواجز والشقوق‪:‬‬

‫وىي التفاعالت اليت ينتج عنها أمباط التداخل اؼبعروفة‪ ،‬وىذه التفاعالت ال تكوف‬

‫مع اغباجز نفسو‪ ،‬بل مع األثر الذي يولده اغباجز باعبوار القريب منو‪ ،‬وقد دؿ التأمل‬ ‫أف ىذا األثر يشبو إىل حد بعيد األثر الذي يولده مغناطيس ُب الفراغ جبواره‪ ،‬فهو تقطع‬ ‫وتراخي‪ ،‬أو تضاغط وزبلخل‪ ،‬متناوب ُب مادة الفراغ بالقرب من اغباجز‪ ،‬تتسبب فيها‬ ‫جزيئات اؼبادة اؼبكونة للحاجز‪ ،‬فيكوف اؼبكاف بالقرب من اغباجز على النحو‪ :‬زبلخل‪،‬‬ ‫تضاغط‪ ،‬زبلخل تضاغط وىكذا ‪ ..‬وقد تكوف ىذه التضاغطات والتخلخالت ؿبصلة‬ ‫تفاعل دوامات مادة اغباجز مع دوامات ؾباؿ األرض‪ ،‬أو ردبا ىي ؾباالت كهربائية أو‬ ‫مغناطيسية بكيفية وشكل معُت ردبا يكشف البحث العلمي ُب قابل األياـ عن حقيقتها‬ ‫‪ ..‬أياً كاف األمر‪ ،‬فالتجربة تدؿ على حتمية وجودىا‪ ،‬وهبب بناء تصوراتنا على أساس‬ ‫ىذا الوجود‪.‬‬ ‫آلية عمل المجال المتقطع‪:‬‬ ‫آلية عمل اجملاؿ اؼبتقطع (التضاغطات والتخلخالت) ىو ؾبرد اقًتاح قد يصدؽ‬ ‫وقد ال يصدؽ‪ ،‬ولكنو ُب النهاية يعطي مفاتيحاً ألفكار وتفسَتات على غراره قد تكوف‬ ‫أصح وأقرب للواقع‪ ،‬فاؼبقًتح ىو‪:‬‬ ‫سبنع التضاغطات الفوتونات اؼبارة بالقرب من حافة اغباجز من العبور خالؽبا‪،‬‬ ‫فتكوف النتيجة أف تنزلق حزـ الفوتونات لتدخل وىي منضغطة على نفسها ُب اؼبناطق‬ ‫اؼبتخلخلة‪ ،‬فتكوف نتيجة االنضغاط أف ربصل انزالقات بُت الفوتونات اؼبتوازية العابرة‬ ‫لفتحة التخلخل‪ ،‬فتتساوى ُب الطور كردة فعل أولية ؽبا‪ ،‬تتبعها ردة فعل ثانية بأف تتوزع‬ ‫منتشرة بزوايا حيود خلف الفتحة اؼبتخلخلة لتشكل فيما بعد مبط التداخل اؼبعروؼ‪،‬‬ ‫‪176‬‬


‫وردة الفعل األخَتة سببها قوة التنافر بُت الفوتونات اؼبنضغطة ُب الفتحات اؼبتخلخلة‪،‬‬ ‫واليت فعلت فعلها وفرقت الفوتونات بزوايا ـبتلفة إثر خروجها من الفتحات اؼبتخلخلة‬ ‫‪ ..‬أما عملية حدوث التساوي ُب الطور اليت تسببها الفتحات اؼبتخلخلة‪ ،‬فنقرهبا هبذا‬ ‫اؼبثاؿ‪ :‬خذ ؾبموعة من األسالؾ اؼبعدنية‪ ،‬وشكل كل سلك على شكل سهم متموج‪،‬‬ ‫ٍب اصبعها معاً وحاوؿ إدخاؽبا من فتحة ُب حائل ما‪ ،‬قطرىا يساوي تقريباً ؾبموع ثخانة‬ ‫تلك األسالؾ ‪ ..‬لن تستطيع إدخاؿ تلك األسالؾ من الفتحة إال إذا قمت بتنضيدىا‬ ‫حبيث تصبح كل ثنيات أو سبوجات األسالؾ متناظرة‪ :‬قمة مع قمة وبطن مع بطن‪،‬‬ ‫وشي ء من ىذا القبيل ىو ما نظنو وبدث للفوتونات اؼبتموجة لكي تعرب تلك الفتحات‬ ‫أو الشقوؽ اؼبتخلخلة‪.‬‬

‫وتأثَتاً فباثالً ؽبذه الشقوؽ اؼبتخلخلة واؼبتضاغطة يبكن أف وبدث مع اعبسيمات‬ ‫دوف الذرية كاإللكًتوف (كما أثبتت التجربة)‪ ،‬ولو أف التماثل كاف تاماً ُب كلتا ذبربيت‬ ‫التداخل‪ ،‬الفوتونية واإللكًتونية‪ ،‬من حيث مبط التداخل ومعطيات وشروط التجربتُت‬ ‫الستنتجنا بال أدىن ربف أف لإللكًتوف تركيباً فباثالً للفوتوف اؼبتموج‪ ،‬مع فارؽ الطبيعة‬ ‫اغبركية لكل منهما اليت سبق اإلشارة إليها‪.‬‬

‫‪177‬‬


‫التضا طات والتخلخالت في فجوة بين حاجزين‬

‫تمنع التضا طات أشعة الضوء من المرور عبرىا فتكون النتيجة أن تنضغ‬ ‫األشعة على نفسها لتدخل من المناطق المتخلخلة‪ ،‬وكردة فعل النضغاطها‬ ‫تخرج من الجهة األخرى بزوايا تحيد عن مساراتها المتوازية‪.‬‬

‫‪178‬‬


‫قبل الدخول واالنزالق في مناطق التخلخل الواقعة في الفجوة بين الحاجزين تكون الفوتونات‬ ‫في حالة من عدم التطاور‪.‬‬

‫يؤدي تضا‬

‫الفوتونات أثناء دخولها لمنطقة التخلخل إلى حدوث التساوي في الطور‪.‬‬

‫‪179‬‬


181


‫الفصل السادس‬ ‫تطبيقات أخرى للبديل الشامل‬

‫‪181‬‬


‫تنقسم الظواىر والتجارب اليت تناولتها النسبية إىل قسمُت؛ قسم يتعلق بإثبات‬ ‫فرضية ثبات سرعة الضوء‪ ،‬واآلخر بإثبات نتائج النظرية النسبية اؼببنية على ربويل لورنتز‪،‬‬ ‫كتباطؤ الزمن وزيادة الكتل‪ ،‬وتقلص األطواؿ‪.‬‬ ‫أوالً‪ :‬التجارب الخاصة بثبات سرعة الضوء‪.‬‬

‫وىي‪ :‬ذبربة مايكلسوف وموريل‪ ،‬وذبارب انبعاث جاما ومنها ذبربة الدكتور الفرنسي‬ ‫ساديو‪.‬‬ ‫مع أف ذبربة مايكلسوف وموريل جاءت لتبُت ثبات سرعة الضوء ُب صبيع‬ ‫االذباىات بالنسبة لسطح األرض فقط ‪ ،‬إال أنو ًب تعميم ىذه النتيجة لتصبح سرعة‬ ‫الضوء ثابتة عند قيمة ‪ c‬بالنسبة ألي مصدر ضوئي‪ ،‬سواء كاف ىذا اؼبصدر قبماً بعيداً‬

‫ُب الفضاء‪ ،‬أو ذرة أو صاروخاً على سطح األرض ‪ ..‬يًتتب على ىذا التعميم اػبطأ أف‬ ‫يتصرؼ الضوء ُب حركتو تصرؼ اؼبقذوفات اعبسيمية اليت ؽبا دائماً نفس السرعة‬ ‫بالنسبة ؼبصدرىا‪ ،‬مثلها ُب ذلك مثل الرصاصة عندما تنطلق من فوىة بندقية‪،‬‬ ‫فالرصاصة سبتلك دوماً نفس السرعة بالنسبة لفوىة البندقية‪ ،‬سواء كانت ىذه البندقية‬ ‫بيد واقف على سطح األرض‪ ،‬أو متحرؾ ُب عربة أو طائرة‪ ،‬وىذا يعٍت أف سرعة الضوء‬ ‫اؼبنطلق من مصدر متحرؾ كطائرة مثالً‪ ،‬ستكوف أكرب من ‪ c‬بالنسبة لراصد يقف على‬ ‫سطح األرض يراقب الطائرة‪ ،‬فسرعة الضوء بالنسبة لو ستكوف عبارة عن سرعة الضوء‬ ‫بالنسبة للطائرة واليت ىي ‪ ، c‬مضافاً إليها سرعة الطائرة‪.‬‬ ‫عدا أف ىذا سلوؾ جسيمي يتعارض مع الطبيعة اؼبوجية اؼبثبتة للضوء‪ ،‬مل تثبت أي‬ ‫ذبربة أو ظاىرة فلكية قياس أي سرعة للضوء أكرب من ‪. c‬‬

‫‪182‬‬


‫إذاً التعميم خطأ‪ ،‬وعليو فسرعة الضوء (ُب ذبربة مايكلسوف وموريل) كانت ثابتة‬ ‫عند قيمة ‪ُ c‬ب صبيع االذباىات فقط بالنسبة لسطح األرض‪ ،‬وستكوف كذلك ثابتة‬ ‫عند قيمة ‪ c‬بالنسبة لسطح األرض‪ ،‬حىت ُب حالة خروج الضوء من مصدر متحرؾ‬ ‫كذرة ُب معمل أو طائرة ُب كبد السماء‪.‬‬ ‫وىذا ال يتعارض مع الطبيعة اؼبوجية للضوء‪ ،‬وال مع ذبربة مايكلسوف وموريل‪ ،‬وال‬ ‫مع أي ذبربة يتم فيها قياس سرعة للضوء من مصدر متحرؾ على سطح األرض‪،‬‬ ‫كتجارب انبعاث جاما‪ ،‬بل إف ذبارب انبعاث جاما ومنها ذبربة الدكتور (ساديو) أثبتت‬ ‫الطبيعة اؼبوجية للضوء ومل تتعارض معها‪ ،‬فاألمواج وحدىا من وبتف بسرعة ثابتة ال‬ ‫تتأثر حبركة اؼبصدر‪ ،‬وىذا ما حدث ُب تلك التجربة‪ ،‬لقد حافظت أمواج جاما على‬ ‫سرعتها الثابتة عند قيمة ‪ c‬بالنسبة لنظاـ إسناد اؼبعمل اؼبربوط بسطح األرض‪ ،‬ومل‬ ‫تتأثر بسرعة اؼبصدر الذي بلغت نصف سرعة الضوء‪.‬‬ ‫يًتتب على ذلك أف سرعة الضوء بالنسبة للمصدر ُب ذبربة ساديو ستتغَت وفقاً‬ ‫لتحويل جاليليو كما وبدث سباماً ُب أمواج الصوت فتكوف ‪ c  v‬أماـ اؼبصدر‪ ،‬و‬ ‫‪ c  v‬خلف اؼبصدر‪ ،‬وبالطبع مع انزياح كبو األزرؽ أماـ اؼبصدر مقداره‬

‫) ‪ ،   0 (1  v‬وانزياح كبو األضبر خلف اؼبصدر‬ ‫‪c‬‬

‫‪v‬‬ ‫مقداره )‬ ‫‪c‬‬

‫‪  0 (1 ‬‬

‫ىذه حقيقة ما بينتو التجارب؛ ثبات سرعة الضوء عند قيمة ‪ c‬فقط بالنسبة‬ ‫لسطح األرض‪ ،‬سواء كاف ذلك الضوء منطلقاً من مصدر ثابت بالنسبة لسطح األرض‬ ‫(ذبربة مايكلسوف وموريل)‪ ،‬أو منطلقاً من مصدر متحرؾ بالنسبة لسطح األرض (ذبربة‬ ‫ساديو) ‪ ..‬ال توجد ذبربة واحدة ثبت فيها أف الضوء ربرؾ بسرعة ‪ c‬بالنسبة ؼبصدر‬ ‫متحرؾ بالنسبة لسطح األرض (كما ًب افًتاض ذلك ُب التعميم القائم على ذبربة‬ ‫‪183‬‬


‫مايكلسوف وموريل)‪ ،‬ولو حصل ذلك‪ ،‬وًب قياس سرعة ‪ c‬بالنسبة ؼبصدر متحرؾ‬ ‫بالنسبة لسطح األرض‪ ،‬لصح فرض النسبية‪( :‬سرعة الضوء مقدار ثابت مطلق‪ ،‬ال يتأثر‬ ‫حبركة الراصد أو اؼبصدر)‪ ،‬ولقبلنا مذعنُت بتحويل لورنتز وكل ما ترتب عليو من نتائج‪،‬‬ ‫ولكنو فرض مل يصح‪ ،‬ولن يصح؛ ألف ذبربة من ىذا النوع مل ربصل ولن ربصل‪ ،‬فهذا‬ ‫من التناقض الصريح الذي ال ينشأ عن الطبيعة‪ ،‬وال ذبيزه الرياضيات‪ ،‬وال يقبلو عقل‪.‬‬

‫‪184‬‬


‫ثانياً‪ :‬التجارب الخاصة باثبات نتائج النظرية النسبية‪:‬‬

‫التجارب اػباصة بإثبات نتائج النسبية‪ ،‬منها ما ىو نظري مل يتم فيو أي قياس‬

‫مباشر مثل تقلص األطواؿ‪ ،‬ونسبية التزامن(ٔ) ومنها ما ًب االدعاء بأهنا تؤيد نتائج‬ ‫النظرية النسبية اؼبنبثقة من ربويلها‪ ،‬واغبقيقة أنو ًب فهم تلك التجارب بطريقة خطأ‪،‬‬ ‫وسنقدـ كبن التفسَت الصحيح القائم على مبادئ وحقائق الفيزياء اؼبثبتة واؼبعروفة من‬ ‫غَت أي تكلف أو التفاؼ‪.‬‬ ‫نبدأ بتجارب صبع السرعات اؼبتجهة وحدية سرعة الضوء‪ ،‬وُب ىذا الصدد لدينا‬ ‫ذبربة مسارع ستانفورد اػبطي‪ ،‬وانسحاب الضوء ُب األوساط الشفافة‪ ،‬واألخَتة ىذه قد‬ ‫تعرضنا ؽبا ُب الفصل السابق‪ ،‬ويبقى لدينا ذبربة مسارع ستانفورد‪.‬‬ ‫تجربة ستانفورد‪:‬‬ ‫يظهر للمتأمل أف ذبربة ستانفورد تؤيد العالقة النسبوية ُب صبع السرعات‪ ،‬وىي‬ ‫عالقة ال تسمح ألي جسيم بأف يفوؽ سرعة الضوء‪ ،‬فالتجربة قد أظهرت فعالً أف‬

‫اإللكًتونات ال تتسارع بشكل ثابت كما ىو شأف أي جسيم تؤثر عليو قوة‪ ،‬بل‬ ‫تتسارع بشكل متناقص لتكوف النتيجة سرعة للجسيمات ال تتعدى سرعة الضوء‪.‬‬ ‫ىذا التوافق بُت صياغة قانوف صبع السرعات النسبوية والتجربة‪ ،‬يؤدي إىل افًتاض‬ ‫زيادة ُب كتلة اإللكًتونات اؼبتسارعة‪ ،‬وىذا ما مل تؤيده أي ذبربة بشكل مباشر‪ ،‬أو أي‬ ‫تصور علمي مقبوؿ‪.‬‬ ‫)ٔ( جاء ُب كتاب الفيزياء الكالسيكية واغبديثة لػ ػ (كينيث وفورد)‪ ،‬صفحة (‪" : )ٙ​ٙ‬فقد أمكن‬ ‫اختبار تباطؤ الزماف وقانوف صبع السرعات اؼبتجهة بشكل متقن ُب العديد من التجارب‪ ،‬بالرغم من‬ ‫أنو مل نعثر حىت اآلف على طريقة مباشرة لقياس تقلص األطواؿ أو نسبية التزامن"‪.‬‬

‫‪185‬‬


‫أما الفهم العلمي الصحيح لتلك التجربة فيزيل ىذا اإلشكاؿ ويبُت سبب التناقص‬ ‫ُب تسارع اإللكًتونات ُب مسارع ستانفورد‪ ،‬ولكن ىذا أوالً نص يصف ما وبدث ُب‬

‫ذلك اؼبسارع من كتاب (الفيزياء اغبديثة والكالسيكية لكينيث وفورد)‪:‬‬

‫"تكشف اؼبسارعات بطريقة مباشرة عن قانوف صبع السرعات اؼبتجهة ‪ ..‬ففي‬ ‫مسارع ستانفورد اػبطي تتأثر اإللكًتونات اؼبتحركة على امتداد أنبوب مفرغ طولو ميالف‬ ‫بدفعات متتابعة‪ ،‬وُب كل دفعة‪ ،‬يضاؼ بعض السرعة إىل سرعة اإللكًتوف السابقة ‪..‬‬ ‫لكن عندما تقًتب سرعة اإللكًتونات أكثر فأكثر من سرعة الضوء‪ ،‬فإف السرعة‬ ‫اؼبضافة إليها تصبح أقل فأقل‪ ،‬والسيما عندما تكاد سرعة اإللكًتوف تكوف مساوية‬ ‫لسرعة الضوء (علماً بأهنا لن تساويها سباماً)‪.‬‬ ‫والتفسَت العلمي الصحيح ؽبذه التجربة سيكوف على النحو التايل‪:‬‬ ‫من الطبيعي أال يتمكن أي ؾباؿ كهربائي أو مغناطيسي من أف يرفع سرعة أي‬ ‫جسيم مشحوف إىل سرعة أكرب من سرعة الضوء‪ ،‬والسبب أف ىذه اجملاالت تؤثر فقط‬ ‫إىل حد أقصى سرعة تنتشر فيها‪ ،‬أي أهنا ال تستطيع دفع أي جسيم مشحوف بسرعة‬ ‫أكرب من سرعتها اليت تنتشر فيها‪ ،‬واؼبعلوـ أف اجملاالت الكهرومغناطيسية ال تنتشر‬ ‫بسرعة أكرب من سرعة الضوء‪ ،‬فكيف بعد ذلك نتوقع منها أف تقوـ بدفع اعبسيمات‬ ‫اؼبشحونة بسرعة أكرب من سرعتها؟! سيمر االلكًتوف الذي يتحرؾ بسرعة ‪ُ c‬ب ذلك‬ ‫اجملاؿ (كهربائي أو مغناطيسي) بدوف أف يتعرض ألي عملية دفع ‪ ..‬وإليكم ىذا اؼبثاؿ‬ ‫(اؼبتمثل ُب سؤاؿ) من اؼبظاىر الكونية الكبَتة‪:‬‬ ‫ىل ستتمكن رياح سرعتها مائة كيلومًت‪/‬ساعة من أف تزيد من سرعة قارب شراعي‬ ‫أكثر من مائة كيلومًت‪/‬ساعة؟ بالطبع ال‪.‬‬ ‫‪186‬‬


‫وإليكم مثاؿ آخر‪ ،‬ولكن من عامل الرياضة‪:‬‬ ‫ىب أف مدرباً يقوـ بدفع العبيو اؼبصطفُت أمامو كبو ملعب كرة القدـ واحداً‬ ‫واحداً بيده بأقصى قوة لو‪ ،‬وىب ألسباب فيزيائية يدركها كل من أوٌب حساً فيزيائيا‬ ‫سليماً أنو مل يتمكن من خالؿ تلك الدفعة من إيصاؿ الالعبُت إىل أقصى سرعة فبكنة‪،‬‬ ‫وىي سرعة اعبري؟ بل أوصلهم إىل سرعة اؼبشي‪ٍ ،‬ب ىب أف أحد الالعبُت جاء إىل‬ ‫ذلك الطابور اؼبصطف وىو يبشي‪ٍ ،‬ب قاـ اؼبدرب بدفعو كما دفع زمالئو‪ ،‬ولكن ورغم‬ ‫ذلك مل يتمكن من إيصاؿ ذلك الالعب إىل أقصى سرعة‪ ،‬بل أوصلو إىل سرعة اؽبرولة‪،‬‬ ‫ٍب جاء العب آخر وىو مهروالً‪ ،‬فأوصلو بدفعة يده إىل سرعة اعبري‪ ،‬وأخَتاً جاء‬ ‫الالعب األخَت وىو هبري ليلحق بزمالئو‪ ،‬وىنا يأٌب السؤاؿ اؼبهم‪:‬‬ ‫ىل سيتمكن اؼبدرب رغم يده اليت تدفع بنفس السرعة اليت هبري هبا الالعب من‬ ‫أف تضيف أي سرعة إىل الالعب؟‬ ‫بالقطع ال‪ ،‬فيده لن تلحق إال لتالمس ظهر الالعب من غَت أف تقوـ بأي عملية‬ ‫دفع‪ ،‬وىكذا يقوـ اؼبدرب بدفع الالعبُت اؼبوصوفُت ُب كل مرة بسرعة أقل‪ ،‬والسبب أف‬ ‫يده ُب كل مرة سبارس قوهتا لفًتة زمنية أقل‪ ،‬وىذا حاؿ اإللكًتونات اؼبسرعة بواسطة‬ ‫ؾباالت‪ ،‬ستتحرؾ ُب كل دفعة بسرعة أقل‪ ،‬ولن تتحرؾ مندفعة بأكثر من سرعة الضوء‪.‬‬ ‫وىذا ال يعٍت أف أي جسم ُب الطبيعة لن يتجاوز سرعة الضوء مهما مورس عليو‬ ‫من قوة‪ ،‬فبالتايل ىو قيد حدية سرعة الضوء اليت أدى إليها ربويل لورنتز‪ ،‬بل السرعة‬ ‫ستكوف قيد اؼبصدر الدافع ؽبا‪ ،‬ونظاـ اإلسناد اليت تقاس بالنسبة إليو‪ ،‬واؼبصادر اؼبولدة‬ ‫للسرعة كثَتة‪ ،‬وكل مصدر حبسبو‪ ،‬ونظم اإلسناد بعدد ما ُب الكوف من أجراـ‪.‬‬

‫‪187‬‬


‫التجارب المتعلقة بنسبية الزمن (تباطؤ الزمن)‪:‬‬

‫ُب حبثنا ىذا ال ننفي نسبية الزمن باؼبطلق‪ ،‬فقد يكوف اإلحساس دبرور الػزمن نسػبيّاً‪،‬‬ ‫فتمر غبظات اغبزف أبطأ من غبظػات الفػرح‪ ،‬وقػد يكػوف اإلحسػاس بػالزمن نسػيب‪ ،‬فيشػعر‬ ‫اؼبػريض الػػذي يػػئن ربػػت وطء اآلالـ بثقػػل وبػػطء الثػواين والسػػاعات‪ ،‬وأبلػػغ مػػن كػػل ذلػػك‬ ‫أف ينعدـ اإلحساس بالزمن عند النوـ‪ ،‬فتمر الساعات على النائم وكأهنا ثواين‪.‬‬ ‫كل ذلػك وغػَته ُب عػرؼ األحاسػيس فبكػن‪ ،‬أمػا إذا أمسػكنا بالورقػة والقلػم وبػدأنا‬ ‫لبػػط اؼبع ػػادالت ال ػػيت ربتػػوي ض ػػمن رموزى ػػا عل ػػى اؼبتغػ ّػَت ‪ ، t‬أو إذا دخلن ػػا اؼبعم ػػل ال ػػذي‬ ‫تلجئُنػػا ذباربػػو بػػُت الفينػػة واألخػػرى إىل النظػػر والتػػدقيق ُب حركػػة عقػػارب الساعػػة‪ ،‬فعندىػػا‬ ‫هبب أف يتحد الرسم ليأخذ الشػكل ‪ُ t‬ب كػل اؼبعػادالت‪ ،‬وتنضػبط حركػة عقػارب صبيػع‬ ‫السػػاعات‪ ،‬لػػتعلن صبيعهػػا نفػػس الػػدقات‪ ،‬وإال فإننػػا لػػن نسػػتطيع اغبكػػم علػػى شػػيء‪ ،‬ىػػذا‬ ‫بطيء وذاؾ سريع‪ ،‬ىػذا وببػو وذاؾ يطػَت‪ ،‬سبامػاً كمػا وبػدث لػو أننػا قمنػا بتغيػَت وحػدات‬ ‫قي ػػاس األطػ ػواؿ ُب ك ػػل م ػػرة نق ػػيس فيه ػػا ش ػػيئاً‪ ،‬ل ػػن نس ػػتطيع اغبك ػػم‪ :‬ى ػػذا طوي ػػل وذاؾ‬

‫قصَت‪ ..‬ىذا عػريض وذاؾ رقيػق‪ ،‬هبػب أف تتحػد صبيػع وحػدات القيػاس لنػتمكن مػن قػوؿ‬ ‫شيء‪.‬‬

‫وقػػد يس ػػتغرؽ انتقػػاؿ ح ػػدث إلينػػا وقت ػاً أط ػػوؿ أو أقصػػر م ػػن غَتنػػا‪ ،‬حبس ػب موقعن ػػا‬ ‫ػيب م ػػن اغب ػػدث‪ ،‬وق ػػد يك ػػوف الزم ػػاف نسػػبيّاً دبع ػػٌت أف َسن ػػة األرض زبتل ػػف ع ػػن َسن ػػة‬ ‫النسػ ّ‬

‫ػاكٍت‬ ‫اؼب ػريب‪ ،‬أو أف يكػػوف الوقػػت بالنسػػبة يل ىػػو الواحػػدة لػػيالً‪ ،‬وبالنسػػبة لغػػَتي مػػن سػ ّ‬ ‫النصػػف اآلخػػر مػػن الكػػرة األرضػػيّة ىػػو الواحػػدة ظه ػراً‪ ،‬وقػػد تبطػػئ سػػاعة وتتػػأخر سػػاعة‬ ‫بعينها‪ ،‬بسبب عوامل فيزيائيّة معينة من حرارة أو ضغط وكبو ذلك‪.‬‬

‫‪188‬‬


‫زمٍت واحد يتفػق عليػو‬ ‫كل ذلك فبكن ومفهوـ‪ ،‬ويبكن إرجاعو ُب النهايػة إىل مرجع ّ‬ ‫اعبميػػع‪ ،‬أمػػا نسبيّػػة الػػزمن الػػيت ذبعلػػٍت أرى سػػاعتك أبطػػأ مػػن سػػاعيت‪ ،‬وُب نفػػس الوقػػت‪،‬‬

‫ترى أنت ساعيت أبطأ من ساعتك‪ ،‬فهػذا مػن شػذوذ القػوؿ‪ ،‬وعبػث اػبيػاؿ‪ ،‬الػذي يأبػاه‬ ‫كل صاحب عقل‪ ،‬وينفر منو كل صاحب ذوؽ سليم‪.‬‬

‫إف التجارب اليت ًب االدعاء بأهنا من األدلة اليت تؤيد فرضية تباطؤ الزمن وىي ذبربة‬ ‫الساعة الطائرة‪ ،‬وذبارب تباطؤ الزمن ُب ميونات ‪  ‬االكباللية‪ ،‬و ذبارب قياس زحزحة‬ ‫كبو األضبر ُب األطواؿ اؼبوجية اؼبتعامدة على حركة اؼبصدر‪ ،‬والزحزحة التثاقلية اغبمراء ‪..‬‬ ‫كل ىذه التجارب والظواىر قد ًب فهمها بالطريقة اليت تتوافق مع فروض وشروط‬ ‫النسبية‪ ،‬وىذا التوافق اؼبصطنع أخرج ىذه الظواىر والتجارب عن مفاىيمها وحقائقها‬ ‫الصحيحة‪ ،‬وبالعودة إىل اؼبنهج العلمي واؼبنطق الفيزيائي الصحيح‪ ،‬سنتمكن من الفهم‬ ‫الصحيح لكل تلك الظواىر والتجارب‪.‬‬ ‫تجربة الساعة الطائرة‪:‬‬ ‫بادئ ذي بدء نقوؿ‪ :‬إف نتيجة ىذه التجربة اليت أجريت عاـ ‪ ٜٜٔٙ‬على منت‬ ‫طائرة مدنية زبالف مبدأ نسبية الزمن‪ ،‬أو التبادلية ُب قياسات الزمن الذي جاءت بو‬ ‫النسبية‪ ،‬فالساعة الذرية اليت على منت الطائرة أظهرت تغَتاً مطلقاً للزمن وليس تغَتاً‬ ‫نسبياً‪ ،‬أي أهنا أبطأت فعالً بالنسبة للساعة الذرية األرضية‪ ،‬والساعة األرضية أسرعت‬

‫بالنسبة للساعة الطائرة! والذي يؤكد ذلك أف عملية اؼبقارنة بُت الساعتُت سبت ُب هناية‬ ‫رحلة الساعة الطائرة اليت استغرقت يوماً كامالً من الدوراف حوؿ األرض‪ ،‬فوجد أف‬ ‫ساعة أبطأت وأخرى أسرعت‪ ،‬وكاف من اؼبفًتض (وفقاً ؼببدأ نسبية اغبركة والذي فيو أف‬

‫كل نظاـ إسناد يبكن اعتباره ساكناً والنظاـ اآلخر متحركاً حركتو النسبية) أف كل ساعة‬ ‫‪189‬‬


‫تبطئ بالنسبة لألخرى‪ ،‬ولكن الذي رأيناه ُب ىذه التجربة أف الراصد األرضي رأى‬ ‫ساعة الطائرة أبطأ من ساعتو‪ ،‬والراصد الطائر رأى ساعة األرض أسرع من ساعتو! فهل‬ ‫ىذه نسبية؟!‬ ‫وُب حاؿ ضربنا الذكر صفحا عن ىذا التجاوز ُب حق النسبية‪ ،‬وتشبثنا باؼبنطق‬ ‫النسبوي‪ ،‬وىو أف يرى كل راصد ساعة اآلخر تبطئ بالنسبة لساعتو‪ ،‬فذلك يعٌت أف‬ ‫الساعتُت تتباطآف وتتسارعاف ُب نفس الوقت! وال نظن أحداً فبن أنعم اهلل عليو بنعمة‬ ‫العقل يبكن أف يضرب الذكر صفحاً عن ىذا اػبلط‪.‬‬ ‫من جهة ثالثة ينشأ تناقض مفاده‪ :‬أي تباطؤ ُب الزمن هبب اعتماده إف كاف‬ ‫ىناؾ أكثر من راصد يتحركوف بسرعات نسبية ـبتلفة؟! وُب حالة ذبربتنا ىذه اليت بُت‬ ‫أيدينا‪ ،‬لو أننا افًتضنا وجود صاروخ يتحرؾ بالنسبة للطائرة بسرعة نسبية أكرب بضعف‬ ‫أو ضعفُت من سرعة الطائرة بالنسبة لألرض‪ ،‬فأي تباطؤ ُب الزمن هبب اعتماده على‬ ‫منت الطائر اؼبيموف؟! ىل ىو تباطؤ الزمن اؼبتعلق بسرعة الطائرة بالنسبة لألرض؟ أـ‬ ‫تباطؤ الزمن اؼبتعلق بسرعة الطائرة بالنسبة للصاروخ؟!‬ ‫ومن جهة رابعة نقوؿ‪ :‬ىل يعٍت حدوث تأخر ُب دقات الساعة الطائرة أف الزمن‬ ‫ُب الطائرة قد أبطأ؟!‬ ‫ىل إذا أبطأت ساعة من الساعات التقليدية ُب يد أحدنا نقوؿ‪ :‬إف الزمن عند‬ ‫صاحبها قد أبطأ؟! أـ األصح أف دقاهتا قد أبطأت‪ ،‬وبالتايل فإف الساعة تعاين من خلل‬ ‫فيتوجب إصالحها‪ ،‬وىذا ما سيكوف عليو اغباؿ ُب ساعتنا الطائرة‪ ،‬ما أبطأت دقاهتا إال‬ ‫ػبلل فيها وليس لتباطؤ الزمن‪ ،‬وىذا اػبلل نشأ من تصميم وطريقة عمل الساعة‬ ‫نفسها‪ ،‬فهي قد صممت لتعمل بذبذبات كهرومغناطيسية تتحرؾ بسرعة الضوء وىي‬ ‫‪191‬‬


‫ساكنة بالنسبة لوسط انتشارىا اؼبلتصق واحمليط باألرض كما سبق واشرنا‪ ،‬فإذا ربركت‬ ‫الساعة (مع الطائرة) بالنسبة لذلك الوسط‪ ،‬فستبقى سرعة الضوء ثابتة بالنسبة للوسط‪،‬‬ ‫ولكنها ستتأثر وتتغَت بالنسبة للساعة اؼبتحركة مع الطائرة لتصبح وفقاً لتحويل جاليليو‬ ‫) ‪ُ (C  V‬ب اذباه حركة الطائرة و ) ‪ُ (C  V‬ب عكس اذباه حركة الطائرة‪ ،‬كما سبق‬ ‫وبينت ذلك ذبربة الدكتور ساديو‪.‬‬ ‫وىكذا‪ ،‬فاختالؼ قراءة الساعة الطائرة عن الساعة الساكنة مرده إىل تغَت سرعة‬ ‫الضوء بالنسبة للساعة الطائرة‪ ،‬وبالتايل أطوالو اؼبوجية‪ ،‬وليس إىل ما يسمى بتباطؤ‬ ‫الزمن‪.‬‬ ‫الزيادة في زمن عمر النصف لميزونات ‪  ‬االنحاللية‪:‬‬ ‫لنتبُت حقيقة ىذا الزعم البد لنا أوالً من مطالعة نص معترب من أحد اؼبراجع‬ ‫العلمية خبصوص ىذا الزعم وىو من كتاب الفيزياء الكالسيكية واغبديثة‪:‬‬ ‫"ُب الواقع‪ ،‬فإف لتباطؤ الزماف أثراً بارزاً على شدة األشعة الكونية على سطح‬ ‫األرض ‪ . .‬فالربوتونات اليت تصدـ النوى بالقرب من أطراؼ الغالؼ الغازي العليا تنتج‬ ‫بيونات‪ ،‬ومعظم ىذه البيونات‪ ،‬تنحل إىل ميونات ونيوترينوات وىي ماتزاؿ على ارتفاع‬ ‫كبَت من سطح األرض ‪ ..‬إف متوسط عمر البيوف الساكن ىو تقريباً ‪ 2‬مايكرو ثانية‪،‬‬ ‫ولكونو يتحرؾ بسرعة قريبة من سرعة الضوء فإنو يقطع ‪ 600‬مًت تقريباً ُب اؼبيكروثانيتُت‬ ‫من زمن األرض‪ ،‬ولو كاف العمر اؼبميز للميونات السريعة كعمر اؼبيوف الساكن‪،‬‬ ‫الختفت ىي األخرى بشكل كبَت ُب الغالؼ اعبوي قبل أف تصل إىل األرض ‪ ..‬ولكن‬ ‫عمرىا بدالً من ذلك يزيد نتيجة غبركتها إىل حد أف كثَتاً منها يصل إىل األرض قبل أف‬

‫‪191‬‬


‫ينحل ‪ ..‬فعلى سبيل اؼبثاؿ‪ ،‬يعاين ميوف طاقتو‬ ‫وينتقل ُب اؼبتوسط تقريباً ‪ 35‬ميالً قبل أف ينحل"‪.‬‬

‫‪10 GeV‬‬

‫تباطؤ ُب الزمن دبعامل ‪،95‬‬

‫ُب الواقع لقد ًب استنتاج خاطئ لسرعة تلك اعبسيمات‪ ،‬واألغلب أنو ًب‬ ‫استنتاجها وفقاً لصياغات النسبية اليت زبتزؿ وتقلص من السرعات وفقاً ؼبعامل لورنتز‬ ‫‪ ، 1  v2 c2‬وال نرى داعي بعد اآلف للتعامل مع اعبسيمات وفقاً ؼبنطق النسبية‪،‬‬

‫خاصة وأف ىذه اعبسيمات مل يعجلها ؾباؿ كهربائي أو مغناطيسي كما ىو اغباؿ ُب‬ ‫مسارع ستانفورد اػبطي ليكوف ؽبا بعد ذلك سرعة ال تتجاوز سرعة الضوء‪ ،‬لقد تولدت‬ ‫ىذه اعبسيمات غَت اؼبستقرة بعد عملية تصادـ مع جسيمات متولدة من انفجارات‬ ‫نووية ُب الشمس‪ ،‬لذلك فلن يقف أماـ سرعة ىذه اعبسيمات أي حد للسرعة‪ ،‬وعليو‬ ‫فطوؿ اؼبسافة اليت قطعتها تلك اعبسيمات حىت وصل معظمها إىل سطح األرض يرجع‬ ‫إىل سرعتها الكبَتة اؼبتولدة عن تصادماهتا مع الربوتونات عند األطراؼ العليا للغالؼ‬ ‫اعبوي‪.‬‬ ‫قس على ذلك ما وبدث ؽبذه اعبسيمات ُب اؼبعجالت النووية‪ ،‬فكرب اؼبسافة اليت‬ ‫قطعتها قبل أف تصل إىل ىدفها ُب حجرة الفقاعات األيدروجينية يرجع إىل سرعتها‬ ‫الكبَتة‪ ،‬وغبساب تلك السرعة ما علينا إال قسمة اؼبسافة اليت قطعتها ُب مسارىا ُب‬ ‫اؼبعجل النووي (البيفاتروف) على عمرىا النصفي‪.‬‬

‫‪192‬‬


‫تجارب الزيادة في الكتلة‪:‬‬

‫مل توجد ذبربة واحدة بينت بشكل مباشر وجود زيادة ُب كتل اعبسيمات الذرية‬ ‫اؼبتحركة بسرعات قريبة من سرعة الضوء‪ ،‬بل كاف ذلك ؾبرد افًتاض لتعويض النقص‬ ‫اؼبالح ُب سرعة تلك اعبسيمات اؼبتسارعة بسرعات قريبة من سرعة الضوء‪ ،‬تأمل ىذه‬ ‫اغبقيقة ُب ىذا النص من كتاب مقرر بَتكلي ُب الفصل العاشر (سرعة الضوء)‪:‬‬ ‫"وىكذا يبكننا تلخيص النتائج العملية كالتايل‪ :‬سبتص اإللكًتونات الطاقة اؼبتوقعة‬ ‫من اجملاؿ اؼبعجل‪ ،‬ولكن سرعتها ال تزداد بدوف حد‪ ،‬والسبيل الوحيد لفهم ىذه اغبقيقة‬ ‫ىو أف نفًتض عدـ ثبوت ‪." m‬‬ ‫إذاً‪ ،‬زيادة الكتلة ىو ؾبرد افًتاض‪ ،‬وسبب ىذا االفًتاض فهم خاطئ غبقيقة تأثَت‬

‫اجملاؿ الكهربائي على الشحنات اؼبتحركة‪ ،‬والصحيح‪ ،‬من واقع التفسَت الذي قدمناه أف‬ ‫التناقص ُب تسارعها ىو بسبب تناقص قوة الدفع للمجاؿ الكهربائي‪ ،‬وىذا يًتتب عليو‬ ‫عدـ امتصاص االلكًتونات لكل الطاقة اؼبتوقعة من اجملاؿ اؼبعجل‪ ،‬ولو أهنا امتصت‬ ‫كامل الطاقة اؼبتوقعة ؽبا لصحت العالقة‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬ ‫‪e = EK  2 Mv‬‬

‫ولكنها امتصت فقط القدر الكاُب إليصاؽبا إىل سرعتها النهائية اؼبقاسة ُب هناية‬ ‫مطاؼ منطقة اجملاؿ‪ ..‬بتعبَت آخر‪ ،‬إف قوة اجملاؿ الكهربائي اؼبطبق على طوؿ اؼبسافة ‪L‬‬ ‫ُب أوؿ اؼبسارع‪ ،‬لن تؤثر بتسارع منتظم على اعبسيمات اؼبشحونة‪ ،‬كما ىو دأب أي‬ ‫قوة تؤثر بتسارع منتظم‪ ،‬بل ستؤثر بتسارع متناقص كما سبق وبينا ُب تفسَتنا اعبديد‬ ‫لتجربة مسارع ستانفورد‪ ،‬وبالتايل فإف طاقة اجملاؿ احملسوبة من اعبهد اؼبطبق لن تكوف‬ ‫‪193‬‬


‫مساوية سباماً للعالقة الفيزيائية اؼبعروفة‬

‫‪1‬‬ ‫‪Mv2‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪EK ‬‬

‫إال ُب حدود السرعات األقل‬

‫بكثَت من ‪ ، c‬فهذه العالقة ًب استنتاجها من حاصل ضرب اؼبسافة ُب قوة ؽبا تأثَت‬ ‫ثابت يؤدي إىل تسارع منتظم‪ ،‬فبالتايل لن تساوي طاقة اجملاؿ الكهربائي احملتوي على‬ ‫قوة ؽبا تأثَت متناقص مع الزمن ‪ ..‬ولكن ىذه العالقة‬

‫‪1‬‬ ‫‪Mv2‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪EK ‬‬

‫ستكوف‬

‫صحيحة سباماً‪ ،‬ومعربة عن طاقة اإللكًتوف إذا كانت السرعة اؼبعتربة لإللكًتوف ُب ىذه‬ ‫العالقة ىي السرعة اؼبقاسة بطريقة مباشرة بعد زبطي اإللكًتونات ؼبنطقة تأثَت اجملاؿ‬ ‫الكهربائي ُب جهاز التجربة اؼبوصوؼ ُب الفصل العاشر ُب كتاب بَتكلي‪ ،‬وعليو فإف‬ ‫أقصى طاقة حركية يبكن أف يصل إليها جسيم مشحوف معجل دبجاؿ كهربائي ىي‪:‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪Mc2‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪EK ‬‬

‫حيث ‪ M‬كتلتو اؼبطلقة (بغَت زيادة أو نقصاف)‪ c ،‬السرعة النهائية اليت يصل إليها‬ ‫اعبسيم اؼبشحوف‪ ،‬واليت سيبلغها بعد قطعو مسافة معينة ُب منطقة تأثَت ؾباؿ كهربائي‪،‬‬ ‫وبعد تلك اؼبسافة لن يكوف ىناؾ أي تزايد ُب السرعة(ٔ)‪.‬‬ ‫(ٔ) الح أف اؼبقدار‬

‫‪1‬‬ ‫‪Mc2‬‬ ‫‪2‬‬

‫ال يكافئ اؼبقدار النسبوي اؼبشهور ‪ Mc2‬؛ ألف األخَت يعرب عن‬

‫الطاقة الكلية اليت ىي ؾبموع طاقة السكوف وطاقة اغبركة‪ ،‬وإذا أردنا أجراء مقارنو بينو وبُت ما‬ ‫يكافئو من الصيغ النسبوية‪ ،‬فعلينا مقارنتو بالتعبَت النسبوي‬

‫‪ M 0c 2‬‬

‫‪M 0c 2‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪1 ‬‬

‫‪‬‬

‫‪ ، EK‬عندىا‬

‫سنالح وجود تكافؤ‪ ،‬ولكن ُب مدى معُت من السرعات‪ ،‬بعد ذلك اؼبدى تشذ الصيغة النسبوية‬ ‫شذوذاً كبَتاً يقًتب من الالهناية ُب حساب الطاقة‪ ،‬باقًتاب سرعة اعبسيمات اؼبتسارعة من سرعة‬ ‫الضوء‪ ،‬وىذا ما ال يبكن أف تسجلو أي أجهزة لقياس الطاقة عند اؽبدؼ اؼبوضوع ُب هناية اؼبسار‪.‬‬ ‫بينما ستكوف العالقة اعبديدة‬

‫‪1‬‬ ‫‪Mc 2‬‬ ‫‪2‬‬

‫معربة سباماً عن مقدار تلك الطاقة‪.‬‬

‫‪194‬‬


‫زيغ الضوء لبرادلي‪:‬‬

‫بعد أف ًب تعديل زاوية التلسكوب اؼبوجو كبو ؾبموعػة معينػو مػن النجػوـ ُب السػماء‪،‬‬

‫بعد مرور ستة أشهر على الرصد األوؿ ‪ -‬وذلك للػتمكن مػن رؤيػة صػور تلػك النجػوـ ُب‬ ‫بػػؤرة التلسػػكوب مػػرة أخػػرى بعػػد حيودىػػا عنهػػا ‪ -‬علػػل ب ػراديل ذلػػك حبصػػوؿ زيػػغ ألشػػعة‬ ‫الض ػػوء القػػادـ مػػن النج ػػوـ‪ ،‬س ػػببو حركػػة األرض النسػػبية‪ ،‬واألص ػػح حص ػػوؿ زيػػغ حقيق ػػي‬ ‫ألشعة الضوء تسبب فيػو وسػط انتشػار الضػوء اؼبنسػحب مػع األرض‪ ،‬وىػو اجملػاؿ اعبػاذيب‬ ‫لألرض‪.‬‬ ‫ون ػػرى أف ى ػػذا االكبػ ػراؼ س ػػيأخذ ص ػػورتُت‪ :‬اكبػ ػراؼ موج ػػب ي ػػؤدي إىل رؤي ػػة ص ػػورة‬ ‫ظاىريػػة للنجػػوـ متقدمػػة علػػى موقعهػػا اغبقيقػػي‪ُ ،‬ب حالػػة حركػػة األرض الكونيػػة ُب مػػدارىا‬ ‫حوؿ الشمس ُب اذباه‪ ،‬واكبراؼ سالب يؤدي إىل رؤية صورة ظاىرية للنجوـ متػأخرة عػن‬ ‫مواقعها اغبقيقية ُب حالة حركة األرض ُب االذباه اؼبعاكس‪.‬‬ ‫ذلػػك هبعلنػػا نتصػػور أف مسػػار الضػػوء ُب هنايػػة رحلتػػو ُب اللحظػػات األخػػَتة قبػػل أف‬ ‫يػدخل إىل قنػػاة التلسػػكوب سػػيكوف موازيػاً لتلػػك القنػػاة‪ ،‬ولػػن يػدخلها بشػػكل مائػػل‪ ،‬كمػػا‬ ‫ىػػو مفػػًتض ُب التفسػػَت التقليػػدي لظػػاىرة الزيػػغ‪ ،‬والػػذي يثبػػت أف أشػػعة الضػػوء مل تػػدخل‬ ‫قناه التلسكوب بشكل مائل‪ ،‬ظهور صور األجراـ الفلكية ُب مكاهنػا ُب بػؤرة التلسػكوب‬ ‫حػػىت بعػػد مػػلء قنػػاة التلسػػكوب باؼبػػاء‪ ،‬فلػػو أف األشػػعة دخلػػت قنػػاة التلسػػكوب بش ػكل‬ ‫مائل‪ ،‬لفعل اؼباء فعلو بإحداث انكسار ُب خطػوط تلػك األشػعة اؼبائلػة‪ ،‬ولظهػرت الصػور‬ ‫ُب غَت مكاهنا‪ ،‬ولكن الصور ظلت ُب مكاهنا خلف بؤرة العدسة‪.‬‬

‫‪195‬‬


‫يرجع اختالف المنظر النجمي في السماء إلى انحرافات في مسارات األشعة الضوئية عند‬ ‫دخولها إلى المجال الجاذبي (وس انتشارىا ) المنسحب مع األرض في حركتها الكونية‪،‬‬ ‫وعليو فان مسارات تلك األشعة لن تسق بصورة مائلة على عدسة التلسكوب كما ىو‬

‫مفترض في حالة الزيغ التقليدية المعروفة‪ ،‬بل ستسق لتكون متعامدة على العدسة‪ ،‬أو‬

‫بشكل موازي لقناة التلسكوب كما ىو موضح في الشكل أعاله‪.‬‬

‫‪196‬‬


‫الفصل السابع‬ ‫السماء وحقيقة نظرية االنفجار الكبير في آيات كتاب اهلل‬

‫‪197‬‬


‫نظرية االنفجار الكبير‬ ‫ُب أوروب ػػا‪ ،‬وُب بداي ػػة عص ػػور االكتش ػػافات العلمي ػػة‪ُ ،‬ب بداي ػػة الق ػػرف الس ػػابع عش ػػر‬ ‫ربديػداً‪ ،‬وبعػػد أف وجػػو جػاليليو منظػػاره كبػػو السػماء فلػػم هبػػد إال أجرامػاً فلكيػػة مثلهػػا مثػػل‬ ‫األرض‪ ،‬نشػػرت الصػػحف اإليطاليػػة ُب ذلػػك اغبػػُت خ ػرباً يقػػوؿ‪ :‬جػػاليليو يلغػػي السػػماء!‬ ‫وُب عص ػرنا اغباضػػر ىػػذا الػػذي نعػػيف فيػػو كتػػب أحػػد كتػػاب أمريكػػا يقػػوؿ متحػػدياً‪ :‬لقػػد‬ ‫ذىب صاروخنا إىل القمر ومل يتشرؼ بلقاء إؽبكم!‬

‫وبعػػد أف ألغػػى أولئػػك الػػذين ال يؤمنػػوف إال بػػاغبس السػػماء ومػػا فيهػػا‪ ،‬زعم ػوا أف مػػا‬ ‫تبقى من أجراـ وقبوـ ما ىي إال حصيلة النفجار كبَت!‬ ‫ولبياف عوار ىذه النظرية وأهنا عبثية وغَت علمية‪ ،‬كبن فقط نسأؿ‪:‬‬ ‫ىل حصل ذلك االنفجار ُب العدـ ؟!‬ ‫وإذا مل وبصػػل ىػػذا االنفجػػار ُب العػػدـ‪ ،‬فالبػػد أنػػو حصػػل ُب مػػادة أوليػػة (كمػػا ىػػو‬ ‫مفًتض ُب النظرية)‪ ،‬عندىا وبق لنا أف نسأؿ‪ :‬ومن أين جاءت تلك اؼبادة األولية؟‬ ‫وُب حاؿ إنكار وجود خالق ؽبذه اؼبػادة األوليػة (كمػا ىػو متوقػع) فػذاؾ سػيعٍت أحػد‬ ‫أمرين ال ثالث ؽبما‪ :‬إما أهنا خلقت نفسها من العدـ‪ ،‬أو أف ؽبا وجوداً أزلياً قديباً‪.‬‬ ‫وُب حػاؿ سػػلمنا بأهنػػا خلقػت نفسػػها مػػن العػدـ ‪ ..‬فمػػا الػػذي يبنػع وفقػاً ؽبػػذا اؼبنطػػق‬ ‫أف نسػػلم مػػن البدايػػة أف ىػػذا الكػػوف علػػى حالػػو الػػذي ىػػو عليػػو اآلف‪ ،‬خلػػق نفسػػو مػػن‬ ‫العدـ‪ ،‬ونريح أنفسنا من كل تلك الفروض والرياضيات ُب نظرية االنفجار الكبَت؟!‬ ‫وُب حػاؿ سػلمنا بوجػود أزيل قػدًن ؽبػذه اؼبػػادة‪ .‬فمػا الػذي هبعلهػا تنفجػر اآلف؟! ؼبػػاذا‬ ‫مل تبق ىذه اؼبادة على حاؽبا ‪ -‬الذي استمر ُب األزؿ ‪ -‬إىل أبد األبدين ُب اؼبستقبل؟!‬ ‫‪198‬‬


‫وإذا سػلمنا بأهنػػا انفجػػرت ىكػذا‪ُ ،‬ب تلػػك اللحظػػة العبقريػة اؼبتفػػردة ُب الزمكػػاف كمػػا‬ ‫ى ػػو ج ػػار التعب ػػَت ُب أدبي ػػات النس ػػبية‪ ،‬فه ػػل يعق ػػل أف تك ػػوف ن ػواتج انفج ػػار م ػػادة حبج ػػم‬ ‫تفاحة أو برتقالة ىي ىذه اؼبليارات اؼبليارات من اجملرات؟!‬ ‫وُب حػاؿ سػلمنا هبػػذا الكػم اؽبائػل مػػن اؼبػادة اؼبتولػػد عػن ذلػك االنفجػػار‪ ،‬فهػل يعقػػل‬ ‫أف تكػػوف نتيجػػة ذلػػك االنفجػػار ىػػي ىػػذا النظػػاـ اؼبتجػػانس‪ ،‬وىػػذا التناسػػق اؼببهػػر الػػذي‬ ‫يعجز عن وصفو أعظم عقوؿ البشر؟!‬ ‫ىل من إجابة أو أي مستند علمي يبكن على أساسو أف نقبل هبذه النظرية؟!‬ ‫ُب اغبقيق ػػة‪ ،‬ل ػػيس ؽب ػػذه النظريػ ػػة أي مس ػػتند علم ػػي يبك ػ ػن أف تق ػػوـ عل ػػى أساسػ ػػو‪،‬‬ ‫والباعث اغبقيقي ؽبذه النظرية واإلصرار عليها رغم عوارىا وعبثيتها‪ ،‬ىو ألف البػديل عنهػا‬ ‫يعػػٍت أف ىنػػاؾ خالق ػاً ؽبػػذا الكػػوف‪ ،‬وىػػذا مػػا يرفضػػو بشػػدة أربػػاب العلػػم اؼبػػادي اؼبعاصػػر‪.‬‬ ‫وحجتهم ُب إنكار وجود خالق ىي عدـ رؤيػتهم ؽبػذا اػبػالق‪ ،‬فقػد ذىبػت صػوارىبهم إىل‬ ‫القمر‪ ،‬ومسحت تلسكوباهتم الفضاء‪ ،‬فما وجدوا شيئاً‪.‬‬ ‫وىػػذا اؼبنطػػق يرفضػػو اؼبػػنهج العلمػػي‪ ،‬فإنكػػار مػػا ىػػو موجػػود لعػػدـ القػػدرة علػػى رؤيتػػو‬ ‫ىبػػالف مئػػات السػػنُت مػػن االكتشػػافات العلميػػة ألظبػػاء الت ػزاؿ مسػػمياهتا غيػػب إىل اآلف‬ ‫وغَت مرئية لنا‪ ،‬مثل‪ :‬اعباذبية‪ ،‬والذرة‪ ،‬والكهرباء‪.‬‬ ‫كحكػػم علػػى وجػػود األشػػياء‬ ‫وإذا كانػػت العػػُت كػػأداة إدراؾ ال يبكػػن االعتمػػاد عليهػػا َ‬

‫ُب عاؼبنا اؼبػادي‪ ،‬فهػل سػنعتمد عليهػا بعػد ذلػك ُب اغبكػم علػى وجػود مػا ىػو خػارج عػن‬ ‫إطار كل اؼبادة‪ ،‬وىو خالق اؼبادة؟! إذا سلمنا بوجود خالق للمادة‪ ،‬فالبد مػن التسػليم ‪-‬‬ ‫وب ػػنفس الق ػػدر ‪ -‬بع ػػدـ ق ػػدرتنا عل ػػى إدراك ػػو‪ ،‬ل ػػيس فق ػػط بأعينن ػػا‪ ،‬ب ػػل وبك ػػل حواس ػػنا‪،‬‬ ‫والسػػبب أف كػػل حواسػػنا لػػيس ؽبػا القػػدرة إال علػػى إدراؾ كػػل مػػا ىػػو مػػادي‪ ،‬فمػػا نلمسػػو‬ ‫‪199‬‬


‫ذرات‪ ،‬وما نشمو ذرات‪ ،‬وما نسػمعو اىتػزاز ذرات‪ ،‬ومػا نػراه ىػو أشػعة ضػوئية ناشػئة عػن‬ ‫اىتزاز إلكًتونات داخل ذرات‪ ،‬إذاً كبن نعيف ونتفاعل مع ؿبيط من الػذرات؛ لػذا فلكػي‬

‫مبتلػػك القػػدرة علػػى إدراؾ اػبػػالق تقدسػػت ذاتػػو‪ ،‬فػػال بػػد أف يكػػوف ىػػو األخػػر مػػن ذرات‪،‬‬ ‫وىػػل يعقػػل أف يكػػوف مػػن ذرات‪ ،‬وقػػد سػػلمنا بأنػػو خػػالق الػػذرات؟! إذا سػػلمنا بأنػػو خػػالق‬ ‫الػذرات‪ ،‬فالبػػد مػن التسػػليم بأنػو لػػيس مػػن ىػذه الػػذرات‪ ،‬بػل وأف نسػػلم بوجػود لػػو أكمػػل‬

‫من وجود ىذه الذرات الضعيفة اليت ال تقوـ بذاهتا‪ ،‬وندوسها بأقدامنا كل حُت‪.‬‬ ‫وىكػػذا فعػػدـ رؤيتنػػا للخػػالق إمبػػا ىػػي بسػػبب كمػػاؿ ذات ػو ال بسػػبب عػػدـ وجػػوده‪،‬‬ ‫فحج ػػتهم إذاً داحض ػػة‪ ،‬ونظ ػريتهم ُب تول ػػد ى ػػذا الك ػػوف ع ػػن انفج ػػار ى ػػي نظري ػػة باطل ػػة‪،‬‬ ‫واإلص ػرار عليهػػا رغػػم بطالهنػػا وعبثيتهػػا اسػػتخفاؼ بالعقػػل البشػػري الػػذي فطػػره اهلل علػػى‬ ‫اإليباف بو رباً وخالقاً‪ ،‬وزيادة على ىذا اإليباف الذي غرسػو اهلل ُب قلػوب كػل البشػر أرسػل‬ ‫إىل الناس كتاباً كلو حقائق‪ ،‬ليس فيو نظرية واحدة‪ ،‬يقوؿ ُب إحدى آياتو متحدياً‪:‬‬ ‫ات بِغَي ِر َعم ٍد تَ رونَه ا وأَلْ َق ى فِ ي ْاألَر ِ ِ‬ ‫الس ماو ِ‬ ‫اس ي أَ ْن تَ ِمي َد بِ ُك ْم َوبَ َّ‬ ‫ث‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ َْ َ َ‬ ‫{ َخلَ َق َّ َ َ‬ ‫ض َرَو َ‬ ‫فِيها ِمن ُك ِّل دابٍَّة وأَنْ زلْنا ِمن َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫يه ا ِم ْن ُك ِّل َزْو ٍج َك ِر ٍيم (ٓٔ) َى َذا َخ ْل ُق‬ ‫اء فَأَنْ بَْت نَ ا ف َ‬ ‫َ ْ َ َ َ​َ َ‬ ‫الس َماء َم ً‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ض َال ٍل ُمبِي ٍن}[لقماف‪]ٔ​ٔ-ٔٓ :‬‬ ‫ين ِم ْن ُدونِ​ِو بَ ِل الظَّالِ ُمو َن فِي َ‬ ‫اللَّو فَأ َُروني َما َذا َخلَ َق الذ َ‬

‫وكبػػن ُب تقػػديبنا للبػػديل عػػن نظريػػة االنفجػػار الكبػػَت الػػيت ىػػي إحػػدى نتػػائج النظريػػة‬ ‫النسػػبية‪ ،‬سػػنبحث ونتأمػػل ُب ىػػذا الكتػػاب الػػذي كلػػو حقػػائق‪ ،‬ففيػػو سػػنجد بغيتنػػا‪ ،‬ومػػن‬ ‫غَت أي افًتاضات‪ ،‬أو اشتقاؽ ألي معادالت‪ ،‬فإىل كتاب اهلل الكرًن وكالمو اؼببُت‪.‬‬

‫‪211‬‬


‫نقد التفسيرات القائمة على أساس نظرية االنفجار الكبير‬ ‫ذىػػب عػػدد مػػن اؼبفسػرين اؼبعاصػرين إىل أف اغبػػق سػػبحانو وتعػػاىل قػػد ذكػػر االنفجػػار‬ ‫الكبَت ُب كتابو الكرًن ‪ ،‬وعدوا ذلك من السبق العلمي للقرآف الكػرًن‪ ،‬وحاشػى للحػق أف‬ ‫يأٌب دبثل ذلك العبث من القوؿ‪.‬‬ ‫إف مػػا جػػاء بػػو اغبػػق تعػػاىل أنػػو شػػق السػػماء عػػن األرض شػػقاً‪ ،‬ورفعهػػا عػػن األرض‬

‫رفع ػاً‪ ،‬وأن ػػو ب ػػٌت الس ػػماء بن ػػاءً‪ ،‬وس ػواىا تس ػػويةً‪ ،‬فه ػػل الش ػػق والرف ػػع والبن ػػاء والتس ػػوية م ػػن‬ ‫مرادفات فجر يفجر تفجَتاً؟!‬ ‫َّ ِ‬ ‫الس ماو ِ‬ ‫ين َك َف ُروا أ َّ‬ ‫ض َكانَتَ ا‬ ‫ات َو ْاأل َْر َ‬ ‫َن َّ َ َ‬ ‫إف كلمػػة الفتػػق ُب قولػػو تعػػاىل‪{ :‬أ َ​َولَ ْم يَ َر ال ذ َ‬ ‫َرتْ ًق ا فَ َفتَ ْقنَ ُاى َم ا َو َج َعلْنَ ا ِم َن ال َْم ِاء ُك َّل َش ْي ٍء َح ني أَفَ َال يُ ْؤِمنُ و َن} ]األنبيػػاء‪ [ٖٓ :‬ال تعػػٍت‬

‫االنفجػػار‪ ،‬فقػػد جػػاء ُب معػػاجم اللغػػة‪ :‬فتػػق الشػػيء فتق ػاً‪ ،‬أي‪ :‬شػػقو‪ ،‬وفتػػق الثػػوب‪ :،‬أي‬ ‫فصل نسيجو أو خياطتو‪ ،‬والشمس صادفت فتقاً بُت سحابتُت فظهرت‪.‬‬

‫ال لَ َه ا‬ ‫الس َم ِاء َو ِى َي ُد َخ ا ٌن فَ َق َ‬ ‫اس تَ َوى إِلَ ى َّ‬ ‫أما الػدخاف اؼبػذكور ُب قولػو تعػاىل‪ {:‬ثُ َّم ْ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ولِ ْألَر ِ ِ‬ ‫ين }] فصػلت‪ ، [ٔ​ٔ :‬فػال يعتػرب دلػيال علػى‬ ‫َ ْ‬ ‫ض ائْتيَ ا طَ ْو ًع ا أ َْو َك ْرًى ا قَالَتَ ا أَتَ ْي نَ ا طَ ائع َ‬

‫ح ػػدوث ذل ػػك االنفج ػػار‪ ،‬وذل ػػك لس ػػببُت‪ :‬األوؿ أف ال ػػدخاف ال يبك ػػن أف ينطب ػػق وص ػػفو‬ ‫علػى اؼبػادة األوليػة ُب غبظػػات االنفجػار‪ ،‬ففػي تلػك اللحظػػات (وفقػاً للنظريػة) كانػت تػػتم‬ ‫عمليػػات ربػػوؿ نوويػػة مػػن اؼبػػادة ُب شػػكلها األويل إىل اعبسػػيمات األوليػػة مثػػل اإللكػػًتوف‬

‫والربوتوف‪ ،‬والتسمية الصحيحة اليت سبكن أف تطلػق علػى تلػك العمليػات ىػي (نػار نوويػة)‬ ‫ولػػيس الػػدخاف‪ ،‬فالػػدخاف ىػػو غػػازات سػػاخنة ـبلخلػػة‪ ،‬غالب ػاً سػػوداء‪ ،‬مكونػػة مػػن ذرات‬ ‫وجزيئػػات معقػػدة الًتكيػػب وليسػػت أوليػػة‪ ،‬تنػػتج عػػن ن ػَتاف ضػػعيفة لعمليػػات اح ػًتاؽ ؼب ػواد‬

‫‪211‬‬


‫عضػػوية وغػػَت عضػػوية‪ ،‬وىػػذا الوصػػف العلمػػي للػػدخاف ينطبػػق سبامػاً علػػى األدخنػػة الناذبػػة‬ ‫عن فوراف الرباكُت على سطح األرض‪.‬‬ ‫ثاني ػاً‪ :‬لػػو سػػلمنا بػػأف غبظػػات االنفجػػار األوىل ومػػا بعػػدىا كانػػت دخان ػاً‪ ،‬فػػإف ىػػذا‬ ‫يتعػػارض علػػى الفػػور مػػع تسلسػػل اػبلػػق ُب آيػػات سػػورة فصػػلت‪ ،‬فنظريػػة االنفجػػار الكبػػَت‬ ‫تذىب إىل أف ىػذا الكػوف كلػو بأرضػو وقمػره وبسػو وسػائر أجرامػو الفلكيػة كػاف ُب البػدء‬ ‫دخانػ ػاً‪ٍ ،‬ب أخ ػػذ ى ػػذا ال ػػدخاف ب ػػالتطور ش ػػيئاً فش ػػيئاً إىل أف تكون ػػت من ػػو النج ػػوـ ومنه ػػا‬ ‫الشمس‪ ،‬ومن الشمس تكونت األرض وتابعها القمر‪ ،‬أما ُب سورة فصلت اليت تتحػدث‬ ‫عن مراحل خلق السموات واألرض فإف التسلسل فيهػا معكػوس‪ ،‬فقػد بػدأ خبلػق األرض‪،‬‬ ‫والػػذي اسػػتغرؽ أربعػػة أيػػاـ‪ ،‬بعػػدىا جػػاء ذكػػر الػػدخاف‪ٍ ،‬ب تسػػوية ىػػذا الػػدخاف إىل ظبػػاء‪،‬‬ ‫وىذا يعٍت وجوداً لألرض قبل السماء‪ ،‬وىذا يبكػن فهمػو بسػهولة إذا افًتضػنا أف اؼبقصػود‬ ‫بالسػماء ىػو ىػذا الغػالؼ اعبػوي احملػيط بػػاألرض‪ ،‬فأصػلو كػاف دخانػاً‪ ،‬وجػاء بعػد تشػػكل‬ ‫وتكوف األرض(ٔ)‪.‬‬

‫)ٔ( األرض اؼبقصودة ُب آيات سورة فصلت ىي قشرة األرض وليس كوكب األرض‪ ،‬ىذا ما‬ ‫يالحظو اؼبتأمل لكل اآليات القرآنية الكريبة اليت يتم فيها ذكر كلمة (األرض) ‪ ،‬وذلك ال يبنع من‬ ‫وجود إشارات ضمن آيات كتاب اهلل يفهم منها كروية األرض ‪.‬‬

‫‪212‬‬


‫السماء(ٔ) في اللغة واالصطالح‬ ‫تػػذىب التفس ػَتات اؼبعاصػػرة إىل أف السػػماء ىػػي كػػل ىػػذا الكػػوف اؽبائػػل مػػن فضػػاء‬ ‫وأجراـ فلكية‪ ،‬والذي يبدأ من سطح األرض إىل مال هناية‪ ،‬وىػذا يتعػارض مػع اللغػة‪ ،‬ومػا‬ ‫اصطلح عليو الناس‪ ،‬ويصطدـ بشدة مع معػاين اآليػات القرآنيػة الكريبػة الػيت تتحػدث عػن‬ ‫السماء‪.‬‬ ‫إف اؼبتأمل ُب آيػات كتػاب اهلل الػيت تتحػدث عػن السػماء‪ ،‬يالحػ أهنػا تتحػدث عػن‬ ‫ظباء قريبة ومالصقة لإلنساف‪ ،‬تكاد ىي واألرض أف تكونا ُب حيز مكاين وزماين واحد‪.‬‬ ‫ويالح أهنا تتحدث عن ظباء ؽبا وجود مادي كثيف ومتصل‪ ،‬وليس ؾبرد فضاء‬ ‫وبتوي على أجراـ‪.‬‬

‫)ٔ( نعٍت بكلمة السماء ُب ىذا العنواف‪( :‬السماء الدنيا) أو ظباء عامل الشهادة‪ ،‬وىي ىذا اعبزء‬ ‫اؼبدرؾ واؼبشاىد لنا‪ ،‬وىي نفسها اليت أمرنا اهلل تعاىل بالنظر إليها والتفكر ُب خلقها وكيفية بنائها‬ ‫وج} ]ؽ‪.[ٙ :‬‬ ‫َّاىا َوَما ل َ​َها ِم ْن فُ ُر ٍ‬ ‫عندما قاؿ‪{ :‬أَفَلَ ْم يَ ْنظُ​ُروا إِلَى َّ‬ ‫الس َم ِاء فَ ْوقَ ُه ْم َك ْي َ‬ ‫اىا َوَزيَّن َ‬ ‫ف بَنَ ْي نَ َ‬ ‫أما (السماء اآلخرة)‪ ،‬أو ظباء عامل الغيب‪ ،‬أو السموات العلى كما جاء تسميتها ُب أوؿ سورة‬ ‫طو‪ ،‬فهي خارج نطاؽ البحث وخارج نطاؽ الدراسة‪ ،‬والسبب أهنا خارج نطاؽ قدرات وإدراؾ العقل‬ ‫البشري الذي خلقو اهلل تعاىل وىيأه إلدراؾ ظاىراً من ىذا العامل اؼبادي احملسوس‪ ،‬وكل ما نعلمو‬ ‫عنها من خالؿ بعض اآليات القرآنية الكريبة واألحاديث النبوية الشريفة أف اهلل تعاىل مست ٍو على‬ ‫عرشو فوقها‪ ،‬وأف فيها اؼبالئكة واألنبياء وجنة اؼبأوى‪ ،‬وأهنا فوؽ السماء الدنيا‪ ،‬وأف ؽبا أبواباً تفتح‬ ‫على السماء الدنيا‪.‬‬

‫‪213‬‬


‫ويالح أف ؽبا وجوداً مستقالً عن وجود األجراـ السماوية‪ ،‬وأف ىذه األخَتة ترى‬ ‫من خالؽبا‪.‬‬ ‫ويالح أشياء أخرى كثَتة ذبعلنا نستنتج استحالة أف تكوف السماء اؼبقصودة ىي‬ ‫ىذا الفضاء الكوين اؽبائل البعيد الذي ال صلة لو (مباشرة) باألرض وساكن االرض‪.‬‬ ‫سنالح وسيالح اؼبتأمل أف اؼبقصود بكلمة السماء ُب آيات كتاب اهلل إمبا ىي‬ ‫ىذه القشرة الزرقاء اؼبلتصقة واحمليطة باألرض‪ ،‬اؼبسماة بالغالؼ اعبوي‪.‬‬ ‫فالغالؼ اعبوي لألرض ىو ظباءىا ‪ ،‬وىو اؼبقصود عند اإلشارة إليو باعبمع أو‬ ‫اؼبفرد‪ ،‬دؿ على ذلك وتواطأت عليو اللغة‪ ،‬وما اصطلح عليو الناس‪ ،‬ومعظم اآليات‬ ‫القرآنية الكريبة اليت فيها ذكر لكلمة السماء‪ ،‬وكل اغبقائق العلمية اؼبكتشفة عن الغالؼ‬ ‫اعبوي لألرض‪.‬‬ ‫تفصيل ذلك‪:‬‬ ‫أوالً‪ :‬السماء في اللغة‪:‬‬

‫جاء ُب لساف العرب‪ ":‬كل ما عالؾ فأظلك فهو ظباء"‪.‬‬ ‫نالح ػ ػ ُب ى ػػذا التعري ػػف وج ػػوداً لثالث ػػة عناص ػػر‪ :‬الوج ػػود اؼب ػػادي اؼبس ػػتقل‪ ،‬العل ػػو‬ ‫واالرتفاع‪ ،‬واالمتداد والتظليل‪ ،‬وقد دؿ على وجود ىػذه العناصػر الثالثػة أحاديػث وآيػات‬ ‫قرآنية عديدة‪.‬‬ ‫العنصر األول‪ :‬الوجود اؼبادي للسماء‪.‬‬

‫بينت اآليات القرآنية الكريبة أف للسماء وجوداً ماديػاً مسػتقالً بذاتػو‪ ،‬ونعػٍت بػالوجود‬ ‫اؼبادي؛ أهنػا جػرـ ؿبسػوس لػو كتلػة يبكػن إدراكهػا‪ ،‬ونعػٍت بوجػود مسػتقل بذاتػو‪ :‬أف وجػود‬ ‫‪214‬‬


‫السماء مستقل عن األجراـ الػيت فيهػا‪ ،‬دبعػٌت أهنػا تظػل موجػودة ومدركػة وإف مل يكػن فيهػا‬ ‫أي جرـ ظباوي‪.‬‬ ‫الس َم ِاء‬ ‫وقد دؿ على أف ؽبا وجوداً مادياً يبكن إدراكو قولو تعاىل‪{:‬أَفَ لَ ْم يَ ْنظُ ُروا إِلَ ى َّ‬ ‫وج}]ؽ‪ ، [ٙ :‬فالنظر إليها وتأمل كيفية ذلك‬ ‫َّاىا َوَما لَ َها ِم ْن فُ ُر ٍ‬ ‫فَ ْوقَ ُه ْم َك ْي َ‬ ‫اىا َوَزيَّن َ‬ ‫ف بَنَ ْي نَ َ‬ ‫البنػػاء دؿ علػػى أف للسػػماء وجػػوداً مادي ػاً يبكػػن تأملػػو والنظػػر إليػػو‪ ،‬وقولػػو‪َ { :‬وَم ا لَ َه ا ِم ْن‬

‫وج} دؿ على وجود مادي متصل‪.‬‬ ‫فُ ُر ٍ‬

‫ودؿ علػػى أف للسػػماء كتلػػة قولػػو تعػػاىل‪{ :‬أَلَ ْم تَ ر أ َّ َّ‬ ‫َّر لَ ُك ْم َم ا فِ ي ْاأل َْر ِ‬ ‫ض‬ ‫َن الل وَ َس خ َ‬ ‫َ‬ ‫اء أَ ْن تَ َق َع َعلَ ى ْاأل َْر ِ‬ ‫ك َّ‬ ‫ك تَ ْج ِري فِ ي الْبَ ْح ِر بِ أ َْم ِرهِ َويُ ْم ِس ُ‬ ‫َوالْ ُف ْل َ‬ ‫ض إَِّال بِ​ِا ْذنِ ِو إِ َّن اللَّ وَ‬ ‫الس َم َ‬ ‫َّاس لَرء ٌ ِ‬ ‫ِ‬ ‫يم }]اغبج‪[ٙ٘ :‬‬ ‫وف َرح ٌ‬ ‫بالن ِ َ ُ‬ ‫ِ‬ ‫س ًفا أ َْو تَ أْتِ َي بِاللَّ ِو َوال َْم َالئِ َك ِة‬ ‫وقولػػو تعػػاىل‪{ :‬أ َْو تُ ْس ِق َ َّ‬ ‫اء َك َم ا َز َع ْم َ‬ ‫الس َم َ‬ ‫ت َعلَْي نَ ا ك َ‬ ‫قَبِ ًيال}]اإلسراء‪[ٜٕ :‬‬

‫فلوال أف للسماء كتلة يبكػن أف تتػأثر بقػوة جاذبيػة األرض ؼبػا ذكػرت اآليػات القرآنيػة‬ ‫الكريبػػة إمكانيػػة وقوعهػػا أو سػػقوطها علػػى األرض‪ ،‬دبعػػٌت أف للسػػماء كتلػػة تتػػأثر جباذبيػػة‬ ‫األرض‪ ،‬ولكن اهلل يبسكها من أف تقع متسارعة كبو األرض‪.‬‬ ‫العنصر الثاني‪ :‬العلو واالرتفاع‪.‬‬

‫الس َم ِاء فَ ْوقَ ُه ْم‬ ‫وقد دلت عليو وذكرتو آيات عديدة نذكر منهػا‪{ :‬أَفَ لَ ْم يَ ْنظُ ُروا إِلَ ى َّ‬ ‫وج}]ؽ‪[ٙ :‬‬ ‫َّاىا َوَما لَ َها ِم ْن فُ ُر ٍ‬ ‫َك ْي َ‬ ‫اىا َوَزيَّن َ‬ ‫ف بَنَ ْي نَ َ‬

‫‪215‬‬


‫العنصر الثالث‪ :‬االمتداد والتظليل‪.‬‬

‫وىػػو العنصػػر األىػػم‪ ،‬وبػػو تتميػػز السػػماء عػػن بػػاقي األجػراـ السػػماوية‪ ،‬وقػػد دؿ علػػى‬ ‫ضرورة وجود عنصر االمتػداد والتظليػل ُب مسػمى السػماء مػا جػاء ُب حػديث النػيب صػلى‬ ‫اهلل عليو وسلم ُب سنن الًتمذي وغَته عػن صػهيب‪(( :‬اللهػم رب السػماوات السػبع ومػا‬ ‫أظللػػن))‪ ،‬إضػػافة إىل عػػدد مػػن اآليػػات الكريبػػة دلػػت علػػى وجػػود االمتػػداد والتظليػػل نػػذكر‬

‫ف َخلَ َق اللَّ وُ س ْبع س ماو ٍ‬ ‫ات ِطبَاقً ا} ]نػػوح‪ ، [ٔ٘ :‬وقولػػو‬ ‫منهػػا قولػػو تعػػاىل‪{ :‬أَلَ ْم تَ َرْوا َك ْي َ‬ ‫َ َ َ​َ​َ‬ ‫ض و َن}]األنبيػاء‪ ،[ٖٕ :‬فكلمػة‪:‬‬ ‫تعاىل‪َ {:‬و َج َعلْنَا َّ‬ ‫اء َس ْق ًفا َم ْح ُفوظًا َو ُى ْم َع ْن آيَاتِ َه ا ُم ْع ِر ُ‬ ‫الس َم َ‬ ‫طباقاً‪ ،‬وكلمة‪ :‬سقفاً‪ :‬تدالف على وجود االمتداد والتظليل ُب مسمى السماء‪.‬‬

‫يًتتػػب علػػى ىػػذا التعريػػف للسػػماء أف ىػػذا الفضػػاء الكػػوين اؽبائػػل لػػيس ظبػػاءً‪ ،‬وأف‬

‫الشمس والقمر وسائر األجراـ الفلكية ليسوا ظباءً‪.‬‬ ‫ثانياً‪ :‬السماء في االصطالح‪:‬‬

‫لػػو ذىبنػػا وفق ػاً ؽبػػذا التعريػػف لنبحػػث ُب ىػػذا الكػػوف عػػن كػػل مػػا يبكػػن أف نسػػميو‬

‫ظبػػاءً‪ ،‬لوجػػدنا ثالث ػة مسػػميات يبكػػن أف نطلػػق عليهػػا كلمػػة ظبػػاء‪ ،‬وىػػي‪ :‬سػػقف البيػػت‪،‬‬ ‫وق ػػد أطلق ػ ػت العػ ػػرب عل ػػى سػ ػػقف البيػ ػػت ظب ػػاء‪ ،‬وكػ ػػذلك أطلقػ ػػت لف ػ ػ السػ ػػماء علػ ػػى‬ ‫السحاب اؼبنبسط ُب السماء‪ ،‬أما اؼبسمى الثالث وىو اؼبسمى األبػل واألعػم فهػي القبػة‬ ‫السماوية الزرقاء اليت تغطي دائػرة األفػق‪ ،‬وقػد اصػطلح العػرب علػى تسػميتها ُب كػل زمػاف‬

‫ومكاف بالسماء ‪ ..‬خالؼ ىذه األشياء الثالثة ال يبكن أف قبػد ُب ىػذا الكػوف مػا يبكػن‬ ‫أف نسميو ظباء‪.‬‬ ‫لقد ثبت حديثاً أف ىػذه القبػة السػماوية الزرقػاء الػيت قصػدىا العػرب مػا ىػي إال جػزء‬

‫مػػن الغػػالؼ اعبػػوي احملػػيط بػػاألرض‪ ،‬واؼبكػػوف مػػن خلػػيط مػػن الغػػازات علػػى رأسػػها غػػاز‬ ‫‪216‬‬


‫النًتوجُت واألكسجُت‪ ،‬والكربوف‪ ،‬يرى لونو األزرؽ او السماوي ُب النهػار‪ ،‬ويلفػو السػواد‬ ‫إال مػػن أض ػواء النجػػوـ اػبافتػػة بالليػػل‪ ،‬ويػػرى مػػن خػػارج األرض مػػن الفضػػاء علػػى شػػكل‬ ‫قش ػ ػػرة رقيق ػ ػػة زرق ػ ػػاء ش ػ ػػفافة رب ػ ػػيط ب ػ ػػاألرض‪ ،‬يق ػ ػػدر ظبكه ػ ػػا حب ػ ػ ػوايل ع ػ ػػدة مئ ػ ػػات م ػ ػػن‬ ‫الكيلومًتات‪ ،‬ونسبتها إىل قطر األرض الذي يبلػغ ٓ​ٓ​ٕٓٔ كيلػومًت تقريبػاً‪ ،‬كنسػبة قشػرة‬ ‫شبرة الربتقاؿ الرقيقة إىل شبرة الربتقاؿ على وجو التقريب‪.‬‬ ‫وق ػػد ت ػػوفرت ُب الغ ػػالؼ الغ ػػازي احمل ػػيط ب ػػاألرض الثالث ػػة عناصػ ػر اؼب ػػذكورة آنف ػ ػاً ُب‬ ‫مسمى السماء‪ ،‬وىي‪:‬‬ ‫(ٔ) كونػػو شػػيئاً مادي ػاً ؿبسوس ػاً متص ػالً يبكػػن إدراكػػو بػػالنظر‪ ،‬ولػػو كتلػػة تتػػأثر بقػػوة‬ ‫اعباذبية األرضية‪.‬‬ ‫(ٕ) يعلو الغالؼ اعبوي‪ ،‬ويرتفع على سطح األرض‪.‬‬ ‫(ٖ) يبتػد الغػػالؼ اعبػػوي ليعمػل كمظلػػة أو كسػػقف وبػػيط بػاألرض‪ ،‬وثبػػت أنػػو يقػػوـ‬ ‫بنفس الدور الذي يقوـ بو السقف بالنسبة للبناء رغم أنو شفاؼ‪.‬‬

‫‪217‬‬


‫أدلة وبراىين على أن الغالف الجوي لألرض ىو سماءىا‬ ‫إذا علمنػػا أف كتػػاب اهلل تعػػاىل إمبػػا جػػاء متحػػدثاً هبػػذا اللسػػاف العػػريب اؼببػػُت‪ ،‬سػػنعلم‬

‫يقين ػ ػاً أف كت ػػاب اهلل إمب ػػا قص ػػد م ػػا أراده لس ػػاف الع ػػرب‪ ،‬ولس ػػاف الع ػػرب إمب ػػا أراد بكلم ػػة‬ ‫(السماء) ىذه القبة السماوية الزرقاء اليت تغطي دائرة األفػق‪ ،‬والػيت ىػي جػزء مػن الغػالؼ‬ ‫اعبوي لألرض‪ ،‬ولدينا على ذلك من آيات كتاب اهلل عدد من األدلة ىي‪:‬‬ ‫(ٔ) قولو تعايل‪{ :‬أَلَ ْم تَ ر أ َّ َّ‬ ‫َّر لَ ُك ْم َما فِي ْاأل َْر ِ‬ ‫ْك تَ ْج ِري فِي الْبَ ْح ِر‬ ‫ض َوالْ ُفل َ‬ ‫َن اللوَ َسخ َ‬ ‫َ‬ ‫اس لَ رء ٌ ِ‬ ‫الس ماء أَ ْن تَ َق َع َعلَ ى ْاأل َْر ِ ِ ِ​ِ ِ ِ ِ َّ ِ‬ ‫يم}‬ ‫بِ أ َْم ِرهِ َويُ ْم ِس ُ‬ ‫وف َرح ٌ‬ ‫ض إ َّال با ْذن و إ َّن الل وَ بالنَّ ِ َ ُ‬ ‫ك َّ َ َ‬

‫]اغبج‪.[ٙ٘ :‬‬

‫يػػدؿ قولػػو تعػػاىل‪{ :‬ويبسػػك السػػماء أف تقػػع علػػى األرض} أف السػػماء تقػػع ضػػمن‬ ‫نطػػاؽ تػػأثَت اجملػػاؿ اعبػػاذيب ل ػألرض‪ ،‬ونطػػاؽ تػػأثَت ىػػذا اجملػػاؿ اؼبباشػػر ال يعػػدو عػػن بضػػع‬ ‫مئػػات مػػن الكيل ػػومًتات ف ػػوؽ سػػطح األرض‪ ،‬وى ػػي اؼبنطق ػػة ال ػػيت يتواج ػػد فيهػػا الغ ػػالؼ‬ ‫اعبوي لألرض‪.‬‬ ‫ويبكن أف نستنتج أف إمساؾ اهلل للسماء (الغػالؼ الغػازي) مػن الوقػوع علػى األرض‬ ‫يتمثػػل ُب قػػوة التنػػافر الػػيت أوجػػدىا بػػُت جزيئػػات غازاتػػو‪ ،‬والػػيت تعمػػل ُب عكػػس اذبػػاه قػػوة‬ ‫اعباذبيػػة األرضػػية‪ .‬ولػػوال ىػػذه القػػوة الػػيت سػػلطها اهلل‪ ،‬لوقػػع الغػػالؼ اعبػػوي احملتػػوي علػػى‬ ‫مليارات األطناف من اؼبادة الغازية على األرض مدمراً لكل شيء على سطحها‪.‬‬ ‫س َّو َاىا‬ ‫(ٕ) قولػػو تعػػاىل {أَأَنْ تُ ْم أَ َش قد َخ ْل ًق ا أَِم َّ‬ ‫الس َماءُ بَنَ َ‬ ‫اى ا (‪َ )ٕٚ‬رفَ َع َس ْم َك َها فَ َ‬

‫اىا}]النازعات ‪[ٕٜ - ٕٚ‬‬ ‫ش لَْي لَ َها َوأَ ْخ َر َج ُ‬ ‫ض َح َ‬ ‫(‪َ )ٕٛ‬وأَ ْطَ َ‬ ‫‪218‬‬


‫ض َح َاىا}‪ ،‬أي‪ :‬جعػػل‬ ‫ش لَْي لَ َه ا َوأَ ْخ َر َج ُ‬ ‫الشػػاىد ُب ىػػذه اآليػػة قول ػو تعػػاىل‪َ { :‬وأَ ْطَ َ‬ ‫ؽب ػػذه الس ػػماء هن ػػاراً ظ ػػاىراً ول ػػيالً ش ػػديد السػ ػواد‪ ،‬وى ػػذا ال يك ػػوف إال ُب الغ ػػالؼ اعب ػػوي‬

‫لألرض؛ فنصفو اؼبقابل للشمس هنار‪ ،‬ونصفو اآلخر ليل شديد السواد‪ ،‬أما بػاقي الفضػاء‬ ‫الك ػػوين بعي ػػداً ع ػػن الغ ػػالؼ اعب ػػوي إىل م ػػا ال هناي ػػة فلي ػػل مظل ػػم ال هن ػػار في ػػو رغ ػػم وج ػػود‬ ‫الشمس كما أثبت ذلك عصر الفضاء الذي نعيف فيو‪.‬‬ ‫ف َخلَ َق اللَّوُ س ْبع سماو ٍ‬ ‫ات ِطبَاقًا (٘ٔ) َو َج َع َل الْ َق َم َر‬ ‫(ٖ) قولو تعػاىل‪{ :‬أَلَ ْم تَ َرْوا َك ْي َ‬ ‫َ َ َ​َ َ‬ ‫الشم ِ‬ ‫ِ‬ ‫اجا}]نوح‪[ٔٙ - ٔ٘ :‬‬ ‫س س َر ً‬ ‫في ِه َّن نُ ً‬ ‫ورا َو َج َع َل َّ ْ َ‬

‫لػػو أف اؼبقصػػود بكلمػػة ظب ػوات ُب ىػػذه اآليػػة لكريبػػة ىػػو ىػػذا الفضػػاء الكػػوين اؽبائػػل‬

‫الػ ػػذي يبتػ ػػد إىل مػ ػػا ال هنايػ ػػة‪ ،‬فكيػ ػػف يبكػ ػػن للشػ ػػمس الػ ػػيت ال تكػ ػػاد تضػ ػػيء إال داخػ ػػل‬ ‫ؾبموعته ػػا الشمس ػػية أف تض ػػيء وتك ػػوف س ػراجاً لك ػػل ى ػذا الك ػػوف اؽبائ ػػل؟!‪ ..‬لق ػػد ثب ػػت‬ ‫حػػديثاً أف الشػػمس ال تتػػوىج وتصػػبح سػراجاً إال داخػػل طبقػػات الغػػالؼ اعبػػوي لػػألرض‪،‬‬ ‫وخػػارج طبقػػات الغػػالؼ اعبػػوي ظػػالـ دامػػس‪ ..‬وذلػػك يعػػٍت أف اؼبػراد بالسػػبع الطبػػاؽ ىػػي‬ ‫ىػػذه الطبقػػات اؼبكونػػة للغػػالؼ اعبػػوي‪ ،‬والػػيت يتػػوىج ىواؤىػػا ويصػػبح مثػػل ذبالػػة الس ػراج‬ ‫دبجرد أف تصطدـ بو أشعة الشمس‪.‬‬

‫ض و َن}‬ ‫(ٗ) قول ػػو تع ػػاىل‪َ { :‬و َج َعلْنَ ا َّ‬ ‫اء َس ْق ًفا َم ْح ُفوظً ا َو ُى ْم َع ْن آيَاتِ َه ا ُم ْع ِر ُ‬ ‫الس َم َ‬

‫]األنبياء‪. [ٖٕ :‬‬ ‫قػ ػػد يبػ ػػاري مػ ػػن مل يعػ ػػف ُب عصػ ػػر الفضػ ػػاء والكشػ ػػوفات العلميػ ػػة ُب حقيقػ ػػة اؼب ػ ػراد‬ ‫بالسػماء ُب ىػذه اآليػة القرآنيػة الكريبػة‪ ،‬ولكػن الػػذي تنسػم ىػواء عصػر الفضػاء‪ ،‬وسبثػل مػػا‬ ‫فيو من حقائق مذىلة عن دور الغالؼ اعبوي ُب ضباية وحف اغبياة علػى سػطح األرض‬ ‫ل ػػن يبق ػػى ُب نفس ػػو ش ػػك ُب أف ى ػػذه اآلي ػػة الكريب ػػة إمب ػػا تتح ػػدث ع ػػن الغ ػػالؼ اعب ػػوي‬ ‫‪219‬‬


‫ل ػػألرض‪ .‬أم ػػا اآلي ػػات ال ػػيت فيه ػػا ويع ػػرض الن ػػاس عنه ػػا فكث ػػَتة؛ منه ػػا الري ػػاح والس ػػحب‬ ‫واألمطار‪ ،‬وتوازف الضغط واغبرارة وما فيو من عناصر تساىم ُب حفػ اغبيػاة علػى سػطح‬ ‫األرض وايضاً ما يظهر من خارجها من أجراـ فلكية كالشمس والقمر إىل آخر ذلك‪.‬‬ ‫(٘) قولػػو تعػػاىل‪{ :‬الَّ ِذي جع ل لَ ُك م ْاألَر ِ‬ ‫الس م ِ‬ ‫الس َم ِاء‬ ‫اء َوأَنْ َز َل ِم َن َّ‬ ‫َ​َ َ ُ ْ َ‬ ‫اء بنَ ً‬ ‫ض ف َرا ًش ا َو َّ َ َ‬ ‫ماء فَأَ ْخرج بِ ِو ِمن الثَّمر ِ‬ ‫ادا َوأَنْ تُ ْم تَ ْعلَ ُمو َن}]البقرة‪[ٕ​ٕ :‬‬ ‫ات ِر ْزقًا لَ ُك ْم فَ َال تَ ْج َعلُوا لِلَّ ِو أَنْ َد ً‬ ‫ًَ َ​َ‬ ‫َ َ​َ‬

‫ُب ىذه اآلية الكريبػة يبػنت اهلل تبػارؾ وتعػاىل علػى عبػاده بػأف جعػل ؽبػم األرض فبهػدة‬ ‫لينػػة كأهنػػا الف ػراش اللػػُت والنػػاعم‪ ،‬والسػػماء بنػػاءً يغطينػػا ويظلػػل علينػػا‪ ،‬كمػػا وبمينػػا ويظلػػل‬ ‫علينػا مػػا نتخػذه مػػن بنػاء مكػػوف مػػن أحجػار وأخشػػاب وكبػو ذلػػك‪ .‬وعليػو فالبػػد للسػػماء‬ ‫أف تشتمل على كل العناصر الذي يشتمل عليها البناء وتػؤدي نفػس الوظيفػة الػيت يؤديهػا‬ ‫البناء‪.‬‬ ‫فالبناء مكوف من لبنات ىي األحجار‪ ،‬ولبنات السماء ىػي ذرات وجزيئػات غػازات‬ ‫الغػػالؼ اعبػػوي‪ ،‬وللبنػػاء سػػقف وجػػدراف وأعمػػدة وطبقػػات‪ ،‬وكػػذلك للسػػماء أو الغػػالؼ‬ ‫اعبوي سقف وجدراف وأعمدة وطبقات‪.‬‬ ‫اء َس ْق ًفا َم ْح ُفوظً ا َو ُى ْم َع ْن آيَاتِ َه ا‬ ‫فأمػػا السػػقف فػػورد ُب قولػػو تعػػاىل‪َ { :‬و َج َعلْنَ ا َّ‬ ‫الس َم َ‬

‫ض و َن}]األنبيػػاء‪ ، [ٖٕ :‬وأمػػا اعبػػدراف فهػػي ضػػمن السػػقف‪ ،‬ف ػالغالؼ اعبػػوي علػػى‬ ‫ُم ْع ِر ُ‬ ‫شكل قبة ربيط باإلنساف من كل مكاف فهي سقف وجدراف ُب نفس الوقت‪.‬‬

‫ف َخلَ َق اللَّ وُ س ْبع س ماو ٍ‬ ‫ات‬ ‫ودؿ علػػى وجػػود الطبقػػات قولػػو تعػػاىل‪{ :‬أَلَ ْم تَ َرْوا َك ْي َ‬ ‫َ َ َ​َ​َ‬ ‫ِطبَاقًا}]نوح‪ ، [ٔ٘ :‬ودؿ على وجود األعمدة اليت ترفع السقف قولو تعاىل‪{ :‬اللَّ وُ الَّ ِذي‬ ‫الس ماو ِ‬ ‫ات بِغَْي ِر َع َم ٍد تَ َرْونَ َه ا}]الرعػد‪ ، [ٕ :‬والعمػد غػَت اؼبرئيػة ىػي ىػذه القػوى الػيت‬ ‫َرفَ َع َّ َ َ‬ ‫‪211‬‬


‫تعمل على اإلمساؾ بالغالؼ اعبوي حػوؿ األرض‪ ،‬وىػي قػوة التنػافر بػُت جزيئػات غازاتػو‬ ‫الػػيت تعمػػل علػػى طػػرد غػػازات الغػػالؼ اعبػػوي بعيػػداً عػػن األرض‪ ،‬وقػػوة اعبػػذب األرضػػية‬

‫واليت تعمل على شد جزيئات الغالؼ اعبػوي إىل األسػفل كبػو األرض فتكػوف النتيجػة أف‬ ‫يتػػزف الغػػالؼ اعبػػوي ربػػت تػػأثَت قػػوتُت متسػػاويتُت ُب اؼبقػػدار ومتعاكسػػتُت ُب االذبػػاه ىػػي‬ ‫ىذا العمود غَت اؼبرئي‪.‬‬ ‫َّاىا َوَما لَ َها ِم ْن‬ ‫(‪ )ٙ‬قولو تعاىل‪{ :‬أَفَ لَ ْم يَ ْنظُ​ُروا إِلَى َّ‬ ‫الس َم ِاء فَ ْوقَ ُه ْم َك ْي َ‬ ‫اىا َوَزيَّن َ‬ ‫ف بَنَ ْي نَ َ‬ ‫وج}]ؽ‪[ٙ :‬‬ ‫فُ ُر ٍ‬

‫تػػدؿ عبػػارة {أَفَ لَ ْم يَ ْنظُ ُروا}علػػى أف السػػماء مرئيػػة‪ ،‬و{فَ ْوقَ ُه ْم} علػػى أهنػػا قريبػػة‪،‬‬

‫وج}‬ ‫اىا} أف ىذا البنياف لو كيفية يبكن إدراكها وتأملهػا‪َ { ،‬وَم ا لَ َه ا ِم ْن فُ ُر ٍ‬ ‫و{ َك ْي َ‬ ‫ف بَنَ ْي نَ َ‬ ‫على أف ؽبا امتداداً مادياً متصالً‪ ،‬وىذا كلو ينطبق علػى طبقػات الغػالؼ اعبػوي لػألرض؛‬ ‫فهو مرئي لنا‪ ،‬وقريب‪ ،‬ولو امتداد مادي متصل‪ ،‬أمػا زينػة ىػذا الغػالؼ فهػو اللػوف األزرؽ‬ ‫الػذي تتخللػو الغيػوـ البيضػاء بكػل أشػػكاؽبا‪ ،‬ولػوف الشػفق عنػد الشػروؽ والغػروب‪ ،‬وقػػوس‬ ‫الطيف‪ ،‬والشفق القطػيب‪ ،‬أمػا ُب الليػل فزينػة السػماء تفػد عليهػا مػن خارجهػا‪ ،‬وىػي أبػراج‬ ‫النجوـ بكل أشكاؽبا‪ ،‬إضافة إىل القمر وسائر الكواكب‪.‬‬ ‫الس َم ِاء َو ْاأل َْر ِ‬ ‫ض َها َك َع ْر ِ‬ ‫ض‬ ‫ض َّ‬ ‫(‪ )ٚ‬قولو تعاىل‪َ { :‬سابُِقوا إِلَى َمغْ ِف َرةٍ ِم ْن َربِّ ُك ْم َو َجن ٍَّة َع ْر ُ‬ ‫أ ُِع د ْ ِ ِ‬ ‫ض ِل‬ ‫ش اءُ َواللَّ وُ ذُو الْ َف ْ‬ ‫ك فَ ْ‬ ‫ض ُل اللَّ ِو يُ ْؤتِي ِو َم ْن يَ َ‬ ‫آمنُ وا بِاللَّ ِو َوُر ُس لِ ِو َذلِ َ‬ ‫ين َ‬ ‫َّت للَّ ذ َ‬ ‫ال َْع ِظ ِ‬ ‫يم}]اغبديد‪[ٕٔ :‬‬

‫يفهػػم مػػن ىػػذه اآليػػة الكريبػػة أف عػػرض السػػماء واألرض ظػػاىر ويبكػػن قياسػػو‪ ،‬فػػاهلل‬ ‫سػػبحانو وتعػػاىل ال يبكػػن أف يصػػف لنػػا شػػيئاً لػػيس ُب مقػػدورنا إدراكػػو‪ ،‬ولػػيس ُب مقػػدورنا‬ ‫‪211‬‬


‫وال ُب إمكانن ػػا أف نق ػػيس ع ػػرض الس ػػماء واألرض إذا ك ػػاف اؼبقص ػػود بالس ػػماء ى ػػو ى ػػذا‬ ‫الفضػػاء الكػػوين اؽبائػػل الػػذي ال نعػػرؼ لػػو حػػدوداً‪ ،‬وُب حالػػة كػػاف اؼب ػراد ىػػو ىػػذه القبػػة‬

‫السػػماوية الزرقػػاء ففػػي مقػػدورنا قيػػاس العػػرض‪ .‬فػػإف قػػاؿ قائػػل‪ :‬ىػػذه مسػػاحة قليلػػة للجنػػة‬ ‫الػيت سػػتأوي اؼباليػػُت مػػن البشػر‪ ،‬والػػيت سػػيكوف ألدنػػاىم منزلػػة فيهػا مػػا لعشػػرة أمثػػاؿ ملػػك‬ ‫من ملوؾ الدنيا‪ ،‬نقوؿ‪ :‬يبكن أف نفهم من اآلية فهماً آخر‪ ،‬وىو سػابقوا إىل مغفػرة وجنػة‬ ‫عرضػػها كعػػرض السػػماء واألرض لكػػل واحػػد مػػنكم‪ ،‬وىػػذا ى ػػو عػػرض اعبنػػة فم ػػا بال ػػك‬ ‫بطوؽبا‪.‬‬

‫‪212‬‬


‫مواقع االجرام الفلكية من السماء‬ ‫بعػػد أف بينػػا أف اؼبقصػػود بالسػػماء ىػػو ىػػذا الغػػالؼ اعبػػوي لػػألرض‪ ،‬والػػذي يشػػغل‬ ‫حي ػزاً ضػػيقاً حػػوؿ األرض‪ ،‬ال يتجػػاوز عػػدة مئػػات مػػن الكيلػػومًتات امتػػداداً ُب الفضػػاء‪،‬‬ ‫فالبػػد أف مواقػػع األج ػراـ الفلكيػػة كػػالنجوـ والشػػمس والقمػػر ىػػي خػػارج ىػػذه السػػماء‪،‬‬ ‫وعليو فقولو تعاىل‪:‬‬ ‫السم ِاء ب روجا وجعل فِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اجا َوقَ َم ًرا ُمنِ ًيرا}] الفرقاف‪[ٔ :‬‬ ‫ار َك الَّذي َج َع َل في َّ َ ُ ُ ً َ َ َ َ َ‬ ‫يها س َر ً‬ ‫{تَ بَ َ‬

‫سيعٍت اؼبوقع النسيب ؽبذه األجراـ من السماء‪ ،‬دبعٌت كما تبػدو بالنسػبة للنػاظر إليهػا‪،‬‬ ‫فهي تبدو ُب السماء أو من خالؿ إطار قبة السماء‪.‬‬ ‫وىػػذا مػػن طبيعػػة اػبطػػاب القػػرآين للنػػاس‪ ،‬إذ ىباطػػب اإلنسػػاف عػػن الكػػوف كمػػا يبػػدو‬ ‫ىذا الكوف بالنسبة لإلنساف‪ ،‬تأمل ذلك ُب قولو تعاىل‪:‬‬ ‫الش ْم ِ‬ ‫ب َّ‬ ‫ب فِي َع ْي ٍن َح ِمئَ ٍة َوَو َج َد ِع ْن َد َىا قَ ْوًم ا قُلْنَ ا‬ ‫س َو َج َد َىا تَ ْغ ُر ُ‬ ‫{ َحتَّى إِ َذا بَلَ َغ َم ْغ ِر َ‬ ‫يا ذَا الْ َقرنَي ِن إِ َّما أَ ْن تُع ِّذب وإِ َّما أَ ْن تَ ت ِ‬ ‫َّخ َذ فِي ِه ْم ُح ْسنًا } ] الكهف‪. [ٛٙ :‬‬ ‫ْ​ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬

‫فهػػل غربػػت الشػػمس فع ػالً ُب تلػػك العػػُت اغبمئػػة؟ أـ أف ذلػػك وصػػف لغروهبػػا مػػن‬

‫وصف لغروب الشمس من وجهة نظر اإلنساف‪.‬‬ ‫وجهة نظر اإلنساف؟ الشك أنو ٌ‬

‫وىذا أيضاً يشبو قولنا‪ :‬انظر إىل القمر ُب النافذة ‪ ..‬فهػل القمػر فعػالً ُب النافػذة؟ أـ‬ ‫أنػػو يػػرى مػػن خػػالؿ إطػػار النافػػذة؟ إف اعبملػػة (انظػػر إىل القمػػر ُب النافػػذة) صبلػػة تعػػرب عػػن‬ ‫وجهة نظر نسبية فقط‪ ،‬وال تعػرب عػن حقيقػة موقػع القمػر‪ ،‬وىكػذا سػيكوف اغبػاؿ ُب قولػو‬ ‫الس م ِاء ب روج ا وَزيَّن ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين}]اغبجػر‪ ، [ٔٙ :‬فػالربوج تػرى‬ ‫تعػاىل‪َ { :‬ولَ​َق ْد َج َعلْنَ ا ف ي َّ َ ُ ُ ً َ َ‬ ‫َّاى ا للنَّ اظ ِر َ‬ ‫من خالؿ القبة السماوية الزرقاء‪ ،‬ولكن ىل ىي ُب القبػة؟ ىػل ىػي فػوؽ القبػة؟ ىػل ىػي‬ ‫‪213‬‬


‫ربػػت القبػػة؟ ال يبكػػن للنػػاظر مػػن علػػى سػػطح األرض أف وبػػدد موقعهػػا اغبقيقػػي‪ ،‬ولكنػػو‬ ‫يسػػتطيع أف يقػػدـ وصػػفاً نسػػبياً صػػحيحاً ؽبػػا‪ ،‬ال يتعػػارض مػػع حقيقػػة موقعهػػا أينمػػا كػػاف‪.‬‬ ‫كم ػػا أف اػبط ػػاب ُب ى ػػذه اآلي ػػة الكريب ػػة ل ػػيس معني ػاً بتحدي ػػد مواق ػػع ال ػػربوج‪ ،‬ب ػػل بوج ػػود‬ ‫الربوج ُب حد ذاهتا‪ ،‬وتػزين السػماء للنػاظرين إليهػا‪ ،‬وىػذا شػأف اػبطػاب الػذي فيػو امتنػاف‬ ‫من اهلل على اإلنساف دبا وبيط باإلنسػاف مػن آيػات‪ ،‬خطػاب عػن تلػك اآليػات كمػا تبػدو‬ ‫بالنسبة لإلنساف‪ ،‬ال كما تبدو بالنسبة ألي شيء آخر(ٔ)‪.‬‬

‫)ٔ) خذ مثاالً على ذلك (دوراف األرض حول محورها)‪ ,‬فهي فعالً تدور حوؿ ؿبورىا‪ ،‬وحركتها‬ ‫مطلقة‪ ،‬أي من نوع اغبركات اغبقيقية وليس النسبية‪ ،‬وقد سبت الربىنة عليها وأمكن قياس تأثَتىا‬ ‫على اإلنساف‪ ،‬ومع ذلك فهي بالنسبة لإلنساف الواقف على ظهرىا ساكنة وال تتحرؾ‪، ،‬كسكوف‬ ‫كل ما ُب الطائرة (اؼبتحركة ُب السماء بسرعة قد تفوؽ سرعة الصوت) من داخلها بالنسبة لراكبها‪،‬‬ ‫؛ لذا فعندما يتحدث اػبالق فبتناً على اإلنساف بنعمة استقرار األرض وثباهتا‪ ،‬فسيتحدث عنها كما‬ ‫تبدو بالنسبة لإلنساف ال كما تبدو بالنسبة حملورىا‪ ،‬وأيضاً دوراهنا حوؿ الشمس‪ ،‬فبالنسبة للشمس‬ ‫فاألرض ىي اليت تدور حوؽبا‪ ،‬ومن وجهة نظر اإلنساف فإف الشمس ىي اليت تدور حوؿ األرض؛‬ ‫لذا فعندما يتحدث اػبالق عن الشمس اليت بضوئها تنَت األرض لساكنها‪ ،‬فسيتحدث عنها كما‬ ‫تبدو بالنسبة لساكن األرض‪ ،‬أي دوراهنا حوؿ األرض‪ ،‬قس على ذلك كروية األرض‪ ،‬ىي كرة‬ ‫بالنسبة للواقف على سطح القمر‪ ،‬ومسطحة وفبدودة بالنسبة للواقف على ظهرىا‪ ،‬لذا فعندما‬ ‫يتحدث اػبالق عن كل النعم الناشئة عن مد األرض وبسطها فسيتحدث عنها كما ستبدو بالنسبة‬ ‫لساكنها ال كما تبدو بالنسبة لذلك الواقف على سطح القمر‪ ،‬وكل ذلك ال يبنع من وجود إشارات‬ ‫ُب آيات كتاب اهلل تتحدث عن حقائق كونية بعيدة عن اإلدراؾ اؼبباشر لإلنساف‪ ،‬ككروية األرض أو‬ ‫حركتها حوؿ ؿبورىا‪ ،‬ولكن لتخدـ خطاباً من نوع آخر‪ ،‬فيو إظهار إلتقاف صنع اػبالق جل وعال‪.‬‬

‫‪214‬‬


‫أصل السموات السبع‬ ‫دؿ عػدد مػػن آيػات القػػرآف الكػرًن علػػى أف أصػػل السػموات السػػبع ىػو ظبػػاء واحػػدة‪،‬‬ ‫وكانت من دخاف‪ ،‬وىذا الدخاف انبثق من باطن األرض‪.‬‬ ‫فدؿ على أف أصل السموات كاف ظباء واحدة‪ ،‬قولو تعاىل ُب سورة البقرة‪:‬‬

‫ض ج ِميع ا ثُ َّم اس ت وى إِلَ ى َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اى َّن َس ْب َع‬ ‫س َّو ُ‬ ‫{ ُى َو الَّذي َخلَ َق لَ ُك ْم َم ا ف ي ْاأل َْر ِ َ ً‬ ‫ْ َ​َ‬ ‫الس َماء فَ َ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫يم} [البقرة ‪]ٕٜ :‬‬ ‫َس َم َاوات َو ُى َو ب ُك ِّل َش ْيء َعل ٌ‬

‫ودؿ على أف أصل ىذه السماء كاف دخاناً قولو تعاىل‪:‬‬

‫ال لَ َه ا َولِ ْأل َْر ِ‬ ‫ض ائْتِيَ ا طَ ْو ًع ا أ َْو َك ْرًى ا قَالَتَ ا‬ ‫الس َم ِاء َو ِى َي ُد َخ ا ٌن فَ َق َ‬ ‫اس تَ َوى إِلَ ى َّ‬ ‫{ ثُ َّم ْ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫اى َّن س ْبع سماو ٍ‬ ‫ات فِي يَ ْوَم ْي ِن َوأ َْو َح ى فِ ي ُك ِّل َس َم ٍاء أ َْم َرَى ا َوَزيَّنَّ ا‬ ‫ين (ٔ​ٔ) فَ َق َ‬ ‫ض ُ َ َ َ​َ َ‬ ‫أَتَ ْي نَا طَائع َ‬ ‫السماء الدقنْ يَا بِم َ ِ‬ ‫ك تَ ْق ِد ُير ال َْع ِزي ِز ال َْعلِ ِ‬ ‫يم} [فصلت ‪]ٕٔ -ٔ​ٔ :‬‬ ‫يح َو ِح ْفظًا ذَلِ َ‬ ‫صاب َ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ َ‬

‫ودؿ على أف مصدر الدخاف كاف باطن األرض قولو تعاىل‪:‬‬

‫َّ ِ‬ ‫السماو ِ‬ ‫ين َك َف ُروا أ َّ‬ ‫اى َما َو َج َعلْنَا ِم َن ال َْم ِاء‬ ‫ض َكانَتَا َرتْ ًقا فَ َفتَ ْقنَ ُ‬ ‫ات َو ْاأل َْر َ‬ ‫َن َّ َ َ‬ ‫{أ َ​َولَ ْم يَ َر الذ َ‬ ‫ُك َّل َش ْي ٍء َح ني أَفَ َال يُ ْؤِمنُو َن }]األنبياء‪[ٖٓ :‬‬

‫من اؼبفسرين من ضبل الفتق والرتق ُب ىذه اآلية الكريبة على اجملاز فقاؿ‪( :‬الفتق)‬ ‫ىو اإلهباد‪ ،‬و(الرتق) ىو العدـ‪ ،‬ومنهم من قاؿ‪ :‬الفتق‪ :‬ىو النور‪ ،‬والرتق‪ :‬ىو الظلمة‪،‬‬ ‫واألصح أف وبمل الفتق والرتق على اغبقيقة‪ ،‬أي‪ :‬االتصاؿ واالنفصاؿ‪ ،‬اتصاؿ السماء‬ ‫باألرض‪ٍ ،‬ب انفصاؿ السماء عن األرض‪ ،‬وىذا ما ذىب إليو عدد من اؼبفسرين‬ ‫اؼبعاصرين‪ ،‬ولكن وفقاً ؼبا يسمى بنظرية االنفجار الكبَت‪ ،‬وىي نظرية غَت علمية‪ ،‬إضافة‬ ‫إىل أف التسلسل فيها معكوس ال يتوافق مع التسلسل ُب اػبلق الذي ورد ُب آيات سورة‬ ‫‪215‬‬


‫فصلت‪ ،‬واألصح أف وبمل الرتق على االلتحاـ بُت األرض وغالفها اعبوي‪ ،‬فقد ثبت‬ ‫أف الغالؼ اعبوي كاف ؿببوساً كغازات وخبار ماء ُب باطن األرض ُب اؼبراحل األوىل‬

‫ػبلق األرض‪ٍ ،‬ب حصل الفتق وىو االنفصاؿ بُت الغالؼ اعبوي واألرض عن طريق‬ ‫خروجو من فوىات الرباكُت كدخاف مكوف من خليط من الغازات وخبار اؼباء‪ٍ .‬ب‬ ‫تكاثف جزء كبَت من خبار اؼباء ليشكل األهنار والبحَتات واحمليطات‪.‬‬ ‫والشػواىد الطبيعيػػة تؤيػػد نظريػػة تشػػكل الغػػالؼ اعبػػوي مػػن بػػاطن األرض‪ ،‬مػػن تلػػك‬ ‫الشواىد‪ ،‬ىذه الرباكُت الفوارة اؼبنتشرة على سطح األرض‪ ،‬والػيت ال تػزاؿ إىل اآلف تقػذؼ‬ ‫دبالين األطناف من خبار اؼباء والغازات الساخنة ُب جػو السػماء لتسػاىم باسػتمرار ُب بنػاء‬ ‫وتوسيع الغالؼ اعبوي لألرض‪ ،‬وىذا يتوافق مع قولو تعاىل‪:‬‬ ‫السماء ب نَ ي نَاىا بِأَي ٍد وإِنَّا لَم ِ‬ ‫وس ُعو َن} [الذاريات‪]ٗٚ :‬‬ ‫{ َو َّ َ َ َ ْ َ ْ َ ُ‬

‫أمػا قولػو تعػاىل ُب اآليػة (ٕٔ) مػػن سػورة فصػلت ‪َ { :‬وأ َْو َح ى فِ ي ُك ِّل َس َم ٍاء أ َْم َرَى ا}‬

‫فسيعٍت أنو جعل لكل طبقة من طبقات الغالؼ اعبوي السػبع وظيفػة خاصػة هبػا‪ ،‬فهنػاؾ‬ ‫طبقػػة للسػػحب واألمطػػار‪ ،‬وىنػػاؾ طبقػػة ىادئػػة خاليػػة مػػن الريػػاح تسػػتغل اليػػوـ مػػن أجػػل‬ ‫ط ػَتاف ىػػادئ‪ ،‬وكأمبػػا ىيأىػػا اهلل تعػػاىل ؽبػػذا اليػػوـ الػػذي سػػيخًتع فيػػو اإلنسػػاف الطػػائرات‪،‬‬ ‫وىنػػاؾ طبقػػة متأينػػة ذات ح ػرارة عاليػػة تعمػػل كمػػرآة عاكسػػة‪ ،‬تقػػوـ بعكػػس اإلشػػعاعات‬ ‫واألم ػ ػواج الالسػ ػػلكية إىل األرض وسبنعهػ ػػا مػ ػػن االنفػ ػػالت واؽبػ ػػروب إىل الفضػ ػػاء الكػ ػػوين‪،‬‬ ‫وتسػػتغل ىػػذه الطبقػػة الي ػػوـ ُب اإلرسػػاؿ الالسػػلكي بعيػػد اؼبػػدى‪ ،‬وىنػػاؾ طبقػػة مػػن غػػاز‬ ‫األوزوف مهمته ػػا عك ػػس وامتص ػػاص اإلش ػػعاعات اػبط ػػرة مث ػػل األش ػػعة ف ػػوؽ البنفس ػػجية‬ ‫القادمػػة مػػن الشػػمس‪ ،‬وىنػػاؾ طبقػػة مغناطيسػػية تسػػمى بػػدرع األرض وظيفتهػػا صػػد عػػدد‬ ‫آخر من اإلشعاعات والقذائف النووية اػبطَتة القادمة من الفضاء الكوين ومن الشمس‪.‬‬ ‫‪216‬‬


‫نصػػل مػػن كػػل ذلػػك إىل أف منطقػػة الغػػالؼ اعبػػوي وحػػدىا فقػػط مػػن كػػاف دخان ػاً‪،‬‬ ‫وليس كل ىذا الكوف بأسره كما ذىب إىل ذلك مػن اسػتعاف ُب تفسػَته بنظريػة االنفجػار‬ ‫الكبػػَت ‪ ..‬وال يوجػػد اآلف مػػا يبنػػع القػػوؿ ب ػأف ىػػذا الكػػوف بشمسػػو وقمػػره وسػػائر أجرامػػو‬ ‫ػود أيػػاـ خلػػق األرض وظبائهػػا‪ ،‬وىػػذا االسػػتنتاج تؤيػػده نظريػػة تشػػكل‬ ‫الفلكيػػة كػػاف لػػو وجػ ٌ‬ ‫الغػػالؼ اعبػػوي مػػن ب ػاطن األرض‪ ،‬فقػػد ذكػػرت تلػػك النظريػػة أف أشػػعة الشػػمس كػػاف ؽبػػا‬ ‫ىاـ ُب مراحل تشكل وتطور طبقات الغالؼ اعبوي‪.‬‬ ‫دور ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫كما يؤيد وجود الشمس والقمر أثناء عمليات خلق األرض وظباءىا قولو تعاىل‪:‬‬ ‫ش ر َش ْهرا فِ ي كِتَ ِ ِ‬ ‫ِ َّ ِ‬ ‫الس ماو ِ‬ ‫{إِ َّن ِع َّدةَ ال ق‬ ‫ات‬ ‫اب اللَّ و يَ ْوَم َخلَ َق َّ َ َ‬ ‫ش ُهوِر ع ْن َد الل و اثْ نَ ا َع َ َ ً‬

‫ض} [التوبة‪]ٖٙ :‬‬ ‫َو ْاأل َْر َ‬

‫ػاؿ‪ :‬أَخ ػ َذ رسػ ُ ِ‬ ‫ػوؿ اهلل َ‬ ‫صػػلى اهللُ‬ ‫وكػػذلك مػػا جػػاء ُب صػػحيح مسػػلم َعػ ْػن أَِيب ُىَريْػ َػرَة‪ ،‬قَػ َ َ َ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ػاؿ‪« :‬خلَػق اهلل عػز وجػل التػربػةَ يػػوـ السػب ِ‬ ‫ػاؿ يػَ ْػوَـ‬ ‫ت‪َ ،‬و َخلَ َػق فِ َيهػا ْ‬ ‫اعبِبَ َ‬ ‫َعلَْيو َو َسل َم بِيَدي فَػ َق َ َ َ ُ َ َ َ ْ َ َ ْ َ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ْاأل ِ‬ ‫ػجر يػَ ػػوَـ ِاالثْػنَػ ػ ْ ِ‬ ‫ػور يػَ ػ ْػوَـ‬ ‫ػُت‪َ ،‬و َخلَ ػ َػق الْ َم ْك ػ ُػر َ‬ ‫َ‬ ‫َح ػػد‪َ ،‬و َخلَ ػ َػق الش ػ َ َ ْ‬ ‫وه يػَ ػ ْػوَـ الث َالثَػػاء‪َ ،‬و َخلَ ػ َػق الن ػ َ‬ ‫ْاألَربِعػ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اػبَ ِمػ ِ‬ ‫صػ ِر ِمػ ْػن يَػ ْػوِـ‬ ‫ػاء‪َ ،‬وبػَػث فِ َيهػػا الػػد َواب يَػ ْػوَـ ْ‬ ‫ػيس‪َ ،‬و َخلَػ َػق َ‬ ‫آد َـ َعلَْيػػو السػ َػال ُـ بػَ ْعػ َػد الْ َع ْ‬ ‫َْ‬ ‫ات ْ ِ ِ‬ ‫آخ ِر ساع ٍة ِمن ساع ِ‬ ‫اػب ْل ِق‪ُِ ،‬ب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ ِ‬ ‫ص ِر إِ َىل اللْي ِل»‪.‬‬ ‫اعبُ ُم َعة‪ُِ ،‬ب آخ ِر َْ‬ ‫َ َ ْ َ َ‬ ‫يما بػَ ْ َ‬ ‫ُت الْ َع ْ‬ ‫اعبُ ُم َعة‪ ،‬ف َ‬ ‫ُب ىػػذا اغبػػديث الشػريف داللػػة واضػػحة علػى وجػػود الشػػمس أثنػػاء عمليػػات اػبلػػق‪،‬‬ ‫فػ ِػذكر أيػػاـ األسػػبوع بأظبائهػػا اؼبعروفػػة‪ ،‬بػػل وذكػػر وقتػػُت ال وجػػود ؽبمػػا إال بوجػػود الشػػمس‬ ‫نبا العصر والليل‪ ،‬دليل على أف عمليات اػبلق كانت تتم ُب وجود الشمس‪.‬‬ ‫أما اعبمع بُت ذكر خلق النور يوـ األربعاء‪ ،‬بينمػا كػاف للشػمس وجػوداً مػن أوؿ أيػاـ‬ ‫اػبلػػق فػػأمر ميسػػور‪ ،‬ولكػػن بعػػد األخػػذ ُب عػػُت االعتبػػار أف اؼبقصػػود بالسػػماء ىػػو ىػػذا‬ ‫الغػػالؼ اعبػػوي احملػػيط بػػاألرض‪ ،‬والػػذي كػػاف ُب مراحلػػو األوىل دخان ػاً‪ ،‬كمػػا دل ػت علػػى‬ ‫‪217‬‬


‫ذلك آيات سورة فصلت‪ ،‬وبسبب كثافتو وسواده كاف يبتص األشعة الضوئية القادمػة مػن‬ ‫الشمس‪ ،‬فال يظهر أي نور‪ ،‬وما ظهر النػور إال بعػد تصػفية الغػالؼ اعبػوي وتقسػيمو إىل‬ ‫س ػػبع طبق ػػات ليص ػػبح ش ػػفافاً لض ػػوء الش ػػمس‪ ،‬وال ػػذي بع ػػد انعكاس ػػو م ػػن عل ػػى أج ػ ػراـ‬ ‫(ٔ)‬ ‫اؼبوجودات على ظهر األرض يتحوؿ إىل نور أي أشعة ضوئية حاملة لصور األجساـ‬

‫)ٔ ) دؿ التأمل ُب آيات كتاب اهلل أف الضوء ىو أشعة الشمس اؼبباشرة‪ ،‬وىي غَت مرئية وال ربمل‬ ‫أي معلومات سوى اغبرارة‪ ،‬أما النور فهو أشعة الشمس ولكن بعد انعكاسها من على أسطح‬ ‫األجساـ لتنتشر ُب كل مكاف حاملة للمعلومات‪ ،‬وىي صور األجساـ بأحجامها وألواهنا اؼبختلفة‪،‬‬ ‫من ها صورة القمر‪ ،‬فاألشعة القادمة من القمر ىي نور ومن ضمن ما ربملها من معلومات خالؼ‬ ‫صورتو اؼبرئية أشكالو اؼبتعددة من اؽبالؿ إىل البدر‪ ،‬وألف النور ىو ُب حقيقتو حامالً للمعلومات ًب‬ ‫ِ‬ ‫اس من يج ِ‬ ‫اد ُل فِي اللَّ ِو‬ ‫ربطو ُب آيات القرآف الكرًن بالعلم واؽبداية‪ ،‬تأمل ذلك ُب قولو تعاىل‪َ { :‬وم َن النَّ ِ َ ْ ُ َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ٍ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اء ُك ْم َر ُسولُنَا يُبَ يِّ ُن لَ ُك ْم َكثِ ًيرا‬ ‫بغَْي ِر عل ٍْم َوَال ُى ًدى َوَال كتَاب ُمني ٍر} [اغبج‪ ]ٛ :‬وقولو تعاىل‪{ :‬يَا أَ ْى َل الْكتَاب قَ ْد َج َ‬ ‫ِ‬ ‫اب وي ع ُفو عَن َكثِي ٍر قَ ْد جاء ُكم ِمن اللَّ ِو نُ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ين (٘ٔ) يَ ْه ِدي بِ ِو اللَّوُ َم ِن اتَّبَ َع‬ ‫م َّما ُكنْتُ ْم تُ ْخ ُفو َن م َن الْكتَ ِ َ َ ْ‬ ‫ور َوكتَ ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫اب ُمبِ ٌ‬ ‫َ َ ْ َ‬ ‫صر ٍ‬ ‫ِ​ِ ِ​ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ ق ِ ِ‬ ‫ض َوانَوُ ُسبُل َّ ِ‬ ‫اط ُم ْستَ ِق ٍ‬ ‫يم} [اؼبائدة‪]ٔٙ-ٔ٘ :‬‬ ‫ِر ْ‬ ‫الس َالم َويُ ْخ ِر ُج ُه ْم م َن الظلُ َمات إلَى النقوِر با ْذنو َويَ ْهدي ِه ْم إلَى َ‬ ‫َ‬

‫‪218‬‬


‫نهاية السماء وأجرامها‬ ‫إذا كػػاف للنظريػػات اؼباديػػة اعب ػرأة علػػى ادعػػاء العلػػم بالكيفيػػة الػػيت بػػدأ عليهػػا الكػػوف‬ ‫اعتمػػاداً علػػى عػػدد مػػن اؼبالحظػػات الفلكيػػة‪ ،‬فهػػل يبكػػن ؽبػػا بػػنفس اعبػرأة أف تتنبػػأ بنهايػػة‬ ‫الكوف‪ ،‬وكيف ستكوف تلك النهاية؟‬ ‫ال تطمػػع تلػػك النظريػػات بنهايػػة قريبػػة للكػػوف‪ ،‬بػػل بػػالعمر اؼبديػػد الػػذي ال يقػػل عػػن‬ ‫عمػػره ُب اؼباضػػي اؼبقػػدر بػػأكثر مػػن عش ػرين مليػػار سػػنو؛ لػػذا فأصػػحاب تلػػك النظريػػات‬ ‫ليس ػوا علػػى عجلػػة ليقوم ػوا بوضػػع تفاصػػيل النهايػػة‪ .‬وكبػػن بػػدورنا لػػن نطمػػع بػػأي نظريػػات‬ ‫ليس ؽبا فضال على عبثيتها أي ح من علوـ الغيب‪.‬‬ ‫لذا فلن ىبربنا بنهاية الكوف بل واغبكمة من هناية الكوف إال خالق ىذا الكػوف‪ ،‬وقػد‬ ‫أخربنػػا بػػأدؽ التفاصػػيل‪ ،‬خاصػػة منهػػا تلػػك اؼبتعلقػػة بنهايػػة السػػماء ‪ ..‬لقػػد بينػػت آيػػات‬ ‫كتاب اهلل تعاىل وجود هناية خاصة باألجراـ الكونيػة‪ ،‬وهنايػة خاصػة بالسػماء‪ ،‬وىػذا يعػٍت‬ ‫أف للسماء وجوداُ مادياً مستقالً بذاتو ىو ما سبق وأشرنا إليو‪.‬‬ ‫تأمل ذلك ُب قولو تعاىل‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت} [االنفطار‪]ٕ-ٔ :‬‬ ‫{إِذَا َّ‬ ‫ب انْ تَثَ َر ْ‬ ‫الس َماءُ انْ َفطَ​َر ْ‬ ‫ت (ٔ) َوإذَا الْ َك َواك ُ‬

‫انفطرت‪ ،‬أي‪ :‬انشقت‪ ،‬أما انتثار الكواكب فيدؿ على طبيعتها الصلبة‪.‬‬ ‫وقولو تعاؿ‪{:‬فَِا َذا النقج ِ‬ ‫ت} [اؼبرسالت‪]ٜ-ٛ :‬‬ ‫ت (‪َ )ٛ‬وإِ َذا َّ‬ ‫الس َماءُ فُ ِر َج ْ‬ ‫س ْ‬ ‫ُ ُ‬ ‫وم طُم َ‬ ‫فرجػػت‪ :‬حصػوؿ توسػػع ُب الشػػق‪ ،‬وطمسػػت‪ :‬أطفئػت‪ ،‬وىػػذا يػػدؿ علػػى طبيعتهػػا الغازيػػة‪،‬‬ ‫فالطمس ُب اللغة ىو احملو واإلزالة‪.‬‬

‫‪219‬‬


‫ت (ٕ) وإِذَا ال ِ‬ ‫وقولو تعاىل‪{:‬إِذَا َّ‬ ‫ت‬ ‫ْجبَ ُ‬ ‫ال ُسيِّ َر ْ‬ ‫وم انْ َك َد َر ْ‬ ‫س ُك ِّوَر ْ‬ ‫قج ُ‬ ‫ت (ٔ) َوإِذَا الن ُ‬ ‫َ‬ ‫الش ْم ُ‬ ‫ِ‬ ‫ت (‪َ )ٙ‬وإِذَا‬ ‫ار ُس ِّج َر ْ‬ ‫وش ُح ِش َر ْ‬ ‫ار ُعطِّلَ ْ‬ ‫(ٖ) َوإِذَا ال ِْع َ‬ ‫ت (ٗ) َوإِذَا ال ُْو ُح ُ‬ ‫ت (٘) َوإِذَا الْب َح ُ‬ ‫شُ‬ ‫َي ذَنْ ٍ‬ ‫ف‬ ‫ت (‪َ )ٜ‬وإِذَا ال ق‬ ‫ت (‪ )ٛ‬بِ أ ِّ‬ ‫ص ُح ُ‬ ‫ب قُتِلَ ْ‬ ‫ودةُ ُس ئِلَ ْ‬ ‫وس ُزِّو َج ْ‬ ‫ت (‪َ )ٚ‬وإِذَا ال َْم ْوءُ َ‬ ‫النق ُف ُ‬ ‫ت} [التكوير‪]ٔ​ٔ-ٔ:‬‬ ‫ت (ٓٔ) َوإِ َذا َّ‬ ‫نُ ِش َر ْ‬ ‫الس َماءُ ُك ِشطَ ْ‬ ‫والكشط ‪:‬ىو اإلزالة لشيء مادي ؿبسوس‪.‬‬ ‫الس ِج ِّل لِ ْل ُكتُ ِ‬ ‫ب}[األنبياء‪]ٔٓٗ :‬‬ ‫وقولو تعاىل‪{:‬يَ ْوَم نَطْ ِوي َّ‬ ‫اء َكطَ ِّي ِّ‬ ‫الس َم َ‬

‫والسػػجل للكتػػب‪ :‬ىػػي الورقػػة الػػيت عليهػػا كتابػػات‪ ،‬وكانػػت األوراؽ اؼبكتوبػػة كرسػػائل‬ ‫أو كبوىػػا وإىل عهػػد قريػػب يػػتم طيهػػا وذلػػك بلفهػػا عػػدد مػػن الفػػات ٍب ربطهػػا خبػػيط‪ ،‬أو‬ ‫وضعها ُب اسطوانة للحفاظ عليها‪ ،‬وطي السماء سيكوف هبذه الكيفية اؼبشبو هبا‪.‬‬ ‫الحػ ػ ُب اآلي ػػات الس ػػابقة كي ػػف ًب الفص ػػل ب ػػُت أح ػػداث زب ػػص األجػ ػراـ الكوني ػػة‬ ‫وأحداث زبػص السػماء‪ ،‬واألحػداث الػيت زبػص السػماء مػن االنفطػار واالنفػراج والكشػط‬ ‫والط ػػي دل ػػت عل ػػى الوج ػػود اؼب ػػادي احملس ػػوس ؽب ػػا‪ ،‬وى ػػي أح ػػداث يبك ػػن تص ػػور حص ػػوؽبا‬ ‫بسهولة إذا افًتضنا أف السماء ىي ىذه القشرة الرقيقة الزرقاء احمليطة باألرض‪.‬‬ ‫وى ػػذا التص ػػور اؼبق ػػًتح يبك ػػن تش ػػبيهو دبراح ػػل س ػػلب جل ػػد ذبيح ػػة‪ ،‬وال ػػذي ي ػػتم أوالً‬ ‫بإحػػداث شػػق ُب جلػػد الذبيحػػة باسػػتخداـ آلػػة حػػادة‪ٍ ،‬ب بعمػػل فرجػػة أو توسػػيع للشػػق‬ ‫يبكننػػا مػػن البػػدء ُب كشػػط اعبلػػد باسػػتخداـ نفػػس اآللػػة‪ٍ ،‬ب بطػػي للجلػػد أثنػػاء الكشػػط‬ ‫كطي السجل للكتب‪.‬‬

‫‪221‬‬


‫والتشػػبيو بالسػػلب لػػيس بػػدعاً مػػن القػػوؿ‪ ،‬إذ ردبػػا يقػػوؿ قائػػل‪ :‬كيػػف يبكػػن أف نتصػػور‬ ‫حصوؿ سلب للهواء الذي ىو اؼبكوف للغالؼ اعبػوي؟ نقػوؿ‪ :‬إف اهلل تعػاىل ذكػر حػدوث‬ ‫السلب ؼبا ىو ألطف من اؽبواء‪ ،‬وىو ضوء النهار‪ ،‬إذ يقوؿ تعاىل‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫َّه َار فَِاذَا ُى ْم ُمظْلِ ُمو َن}[يس‪]ٖٚ :‬‬ ‫{ َوآيَةٌ لَ ُه ُم اللَّْي ُل نَ ْسلَ ُخ م ْنوُ الن َ‬

‫والسػػلب ىػػو الفعػػل اؼبناسػػب لعمليػػة سػػحب ضػػوء النهػػار مػػن الغػػالؼ اعبػػوي احملػػيط‬ ‫باألرض‪ ،‬والسبب أف عمليػة السػلب ال ربػدث كلهػا مػرة واحػدة ‪ ،‬بػل بشػكل متػدرج كمػا‬ ‫ىو مالح ُب عملية سلب جلد الذبيحة‪ ،‬إذ تتم عمليػة السػلب بكشػط علػى طػوؿ خػط‬ ‫واح ػػد مس ػػتعرض عل ػػى جس ػػم الذبيح ػػة‪ ،‬وبالت ػػدريج ينػ ػزاح اػب ػػط اؼبس ػػتعرض أثن ػػاء عملي ػػة‬ ‫الكشػػط إىل أف يصػػل إىل هنايػػة جسػػم الذبيحػػة‪ ،‬وىػػذا بالضػػبط مػػا نالحظػػو أثنػػاء غػػروب‬ ‫الشػػمس‪ ،‬وىػػي اللحظ ػػات الػػيت ي ػػتم فيه ػػا انس ػػالخ ض ػػوء النه ػػار‪ ،‬فػػالغروب وبصػػل عل ػػى‬ ‫امتداد خط واحد مستعرض على كوكب األرض من الشماؿ إىل اعبنوب‪ ،‬يتحػرؾ منزاحػاً‬ ‫حبركة بطيئػة‪ ،‬ىػي حركػة األرض حػوؿ ؿبورىػا مػن الغػرب إىل الشػرؽ ُب مواجهػة الشػمس‪،‬‬ ‫وىػػذا يباثػػل سبام ػاً الوصػػف الػػذي ذكرنػػاه للتػػو عػػن سػػلب جلػػد الذبيحػػة‪ ،‬وقػػل مثػػل ذلػػك‬

‫وبنفس الطريقة ُب عملية سلب الغالؼ اعبوي نفسو ُب أحداث الساعة‪.‬‬ ‫تم بحمد اهلل‬

‫‪221‬‬


‫خاتمة‬ ‫ُب اػبت ػػاـ‪ ،‬رأين ػػا كي ػػف ًب تفس ػػَت ك ػػل ش ػػيء دبنته ػػى الس ػػهولة واليس ػػر‪ ،‬وب ػػدوف أي‬ ‫تكلف‪ ،‬أو فرضيّات‪ ،‬أو خروج على مبػادئ الرياضػيات والفيزيػاء‪ ،‬وُب اؼبقابػل رأينػا كيػف‬ ‫احت ػػاج آينش ػػتاين م ػػن أج ػػل تفس ػػَت ظ ػػاىرة ض ػػوئية بس ػػيطة ى ػػي ثب ػػات س ػػرعة الض ػػوء إىل‬ ‫نظريتُت‪ ،‬نسبية خاصة زبص اؼبراجع القصورية‪ ،‬وأخرى عامة زبص اؼبراجػع اؼبعجلػة‪ ،‬وكػل‬ ‫كم ىائل من الفلسفات واؼبعادالت اؼبتناقضة والعصية على الفهم‪.‬‬ ‫منهما ٌ‬ ‫وم ػػن أج ػػل إسب ػػاـ وسبري ػػر ى ػػذا التفس ػػَت غ ػػَت اؼبستس ػػاغ أو غ ػػَت القاب ػػل للبل ػػع‪ ،‬احت ػػاج‬ ‫آينشػتاين إىل الطعػن ُب فكػرة وجػود ذلػك الوسػط الػذي تسػتلزمو الطبيعػة اؼبوجيػة للضػػوء‪،‬‬ ‫وال ػػذي بدون ػػو ال يبك ػػن تفس ػػَت أي ظ ػػاىرة م ػػن تل ػػك الظػ ػواىر اؼبوجي ػػة ال ػػيت اتس ػػمت هب ػػا‬ ‫األمػ ػواج الكهرومغناطيس ػػية‪ ،‬وبع ػػد الطع ػػن ُب أى ػػم خصيص ػػة سبي ػػز اغبرك ػػة اؼبوجي ػػة احت ػػاج‬ ‫آينشػػتاين إىل الطعػػن ُب كػػل أسػػس ومبػػادئ الفيزيػػاء العتيػػدة الػػيت قػػاـ عليهػػا ألػػف دليػػل‬ ‫ودليل‪ ،‬فطعن ُب كل الثوابت كالزمن والكتل واألطواؿ وربويل جاليليو وميكانيكػا نيػوتن‪،‬‬ ‫وىػػذا الطعػػن علػػى قوتػػو ونفػػاذه مل يكػػن كافي ػاً‪ ،‬فكػػاف البػػد مػػن الطعػػن ُب أىػػم وس ػػائل‬ ‫وأدوات البحػػث العلمػػي علػػى اإلطػػالؽ‪ ،‬أال ونبػػا الفطػػرة السػػليمة والعقػػل الصػػحيح‪ .‬هبػػذا‬ ‫الشػػكل ‪ -‬فقػػط وبكػػل سػػهولو ‪ -‬سػػيمر كػػل مػػا ىػػو غريػػب ومسػػتهجن وشػػاذ‪ ،‬وُب نفػػس‬ ‫الوقػػت يػػتم قطػػع الطريػػق علػػى أي طػػامع ُب الوصػػوؿ إىل أي حقيقػػة أو يقػػُت فيػػو راحػػة‬ ‫للنفس أو شفاء للصدور‪.‬‬

‫‪222‬‬


‫الم راجع‬ ‫(معرب)‪ ،‬تأليف‪ :‬تشارلز كيتل‪ ،‬والًت د‪ .‬نايت‪،‬‬ ‫ٔ‪ -‬مقرر بَتكلي للميكانيكا ُ‬

‫مالفُت أ‪ .‬رودماف‪.‬‬

‫ٕ‪ -‬مق ّدمة ُب الفيزياء اغبديثة‪،‬الدكتور فخري إظباعيل حسن‪ /‬جامعة اػبليل‪.‬‬ ‫ٖ‪ -‬أساسيّات البصريّات‪ ،‬فرانسيس أ‪.‬جينكينز‪ ،‬ىارُب أ‪ .‬ىوايت‪.‬‬ ‫الذرة‪ ،‬للدكتور طالب ناىي اػبفاجي ‪ /‬جامعة بغداد‪.‬‬ ‫ٗ‪ّ -‬‬ ‫٘‪ -‬الفيزياء اغبديثة للدكتور علي ؿبمد عكاز‪ /‬جامعػة بَتوت العربيّة‪.‬‬ ‫‪ -ٙ‬مق ّدمػة ُب الفيزياء النوويّة‪ ،‬أسعد جالؿ صاّب‪ /‬كليّة العلوـ جامعة البصرة‪.‬‬ ‫‪ -ٚ‬آينشتاين‪ ،‬حملمد عبد الرضبن مرحبا‪.‬‬ ‫‪ -ٛ‬موجز ُب تاريب الزماف‪ ،‬لستيفن ىوكنج‪.‬‬ ‫تطور األفكار ُب الفيزياء ‪ ،‬ألربت آينشتاين ‪ ،‬ليوبولد أنفلد‪.‬‬ ‫‪ّ -ٜ‬‬ ‫السماف‪/‬‬ ‫ٓٔ‪ -‬النسبيّة‬ ‫ّ‬ ‫اػباصة و ّ‬ ‫العامة‪ ،‬أللربت آينشتاين‪ ،‬ترصبة الدكتور أدىم ّ‬ ‫مركز الدراسات العسكريّة دمشق‪.‬‬ ‫ٔ​ٔ‪ -‬الفيزياء والفلسفة‪ ،‬لفَتنر ىايزنربج‪.‬‬ ‫ٕٔ‪ -‬الفيزياء الكالسيكية واغبديثة‪ ،‬لكينيث وفورد‪.‬‬

‫‪223‬‬


‫الكتاب القادـ‬ ‫الكتػػاب القػػادـ للمؤلػػف ىػػو (قصػػة البحػػث عػػن اغبقيقػػة) ‪ ،‬وسػػيتم إنزالػػو قريب ػاً علػػى‬ ‫الفػػيس بػػوؾ اػبػػاص بػػاؼبؤلف‪ ،‬وىػػذا الكتػػاب ىػػو قصػػة دعويػػة شػػاملة مػػن ثالثػػة أج ػزاء‪،‬‬ ‫ت ػػدعو أص ػػحاب اغبض ػػارات واألدي ػػاف اؼبختلف ػػة إىل اإلس ػػالـ م ػػن خ ػػالؿ أح ػػداث درامي ػػة‬ ‫وكوميديػػة شػػيقة‪ ،‬ولقػػاءات‪ ،‬هبريهػػا داعيػػة مسػػلم مػػع عػػدد مػػن الشخصػػيات اؼبختلفػػة مػػن‬ ‫العلماء والرؤساء والتجار‪ ،‬بل وحىت اللصوص والقتلة‪ ،‬يصد فيها الشبهات عن اإلسػالـ‪،‬‬ ‫ويثبت ؽبم أنو الدين اغبق‪ ،‬وأف فيو السعادة والنجاة ُب الدنيا واآلخرة‪.‬‬ ‫ؿبور ىذه القصة ىو حديث يدور بُت عبػد اػبػالق بطػل القصػة‪ ،‬ومضػيفو وىػو رئػيس‬ ‫أحد البالد الغربية‪ ،‬مع عدد من مستشػاريو ومسػاعديو‪ ،‬واغبػديث الػدائر بيػنهم عبػارة عػن‬ ‫قصص وأحداث يرويها عبد اػبالق عن رحلتو العاؼبية ُب الػدعوة إىل اإلسػالـ‪ ،‬وأبػرز تلػك‬ ‫القصص وأنبها تلك اليت كانت تػدور مػع ملحػد ىػو فيلسػوؼ ورئػيس جامعػة‪ ،‬وُب نفػس‬ ‫الوقت مستشار لرئيس دولة عظمى‪ ،‬وإليكم بعض اؼبشاىد التعريفية من اعبزء الثالث‪.‬‬

‫‪224‬‬


‫العين بين الحقيقة والخيال‬ ‫ُب ص ػػالوف االس ػػتقباؿ‪ ،‬وال ػػذي يش ػػهد عن ػػاداً ال مثي ػػل ل ػػو ُب قب ػػوؿ اغب ػػق‪ ،‬واص ػػل‬ ‫(طبيعػػي) ربدي ػػو‪ ،‬ومل ي ػػؤمن ب ػػأف عين ػو القاص ػػرة ال ػػيت بالك ػػاد ي ػػرى هب ػػا ـبلوق ػػات اهلل‪ ،‬ال‬ ‫يبكن أف يرى هبا اهلل‪ ،‬فقاؿ بعد أف خلع نظاراتو‪ ،‬وأخذ دبسػح مػا تػراكم علػى زجاجهػا‬ ‫من رذاذ خبار اؼباء‪:‬‬ ‫ اظبػػع يػػا عبػػد اػبػػالق ‪ ..‬قػػد أك ػػوف أعػػاين مػػن بعػػض القصػػور ُب النظػػر‪ ،‬ولك ػػٍت‬‫عندما أضع ىذه النظارات أصبح قادراً على رؤية كل شػيء ُب ىػذا الكػوف دبػا ُب ذلػك‬

‫إؽبك اؼبتكرب!‬

‫ ولكػن إؽبػي اؼبتكػػرب يػأىب أف تػراه أعػُت قاصػرة يفوقنػا اغبيػواف ُب قػوة إبصػػارىا‪ ،‬إذا‬‫انطفأ عنها الضوء أنكرت كل شػيء ‪ ،‬وإذا أصػاهبا عػارض شػوىت كػل شػيء ‪ ،‬يتػوارى‬ ‫عنها البعيد مهما كرب‪ ،‬والصغَت مهما قرب‪ ،‬إف إؽبي اؼبتكرب يأىب أف تػراه أعػُت ال تػدرؾ‬ ‫إال أشباح خياالت آثار اغبقائق‪.‬‬ ‫***‬ ‫ أعد اعبملة األخَتة يا عبد اػبالق ‪ ..‬ماذا كنت تقصد هبا؟!‬‫ أقصد أيها الرئيس أننا نرى األشياء أوالً عن طريق آثارىا اليت زبلفها‪.‬‬‫ تقصد أمواج الضوء اليت تعكسها اؼبادة؟‬‫‪ -‬أج ػػل ‪ ..‬وى ػػذا األث ػػر ي ػػدخل ع ػػن طري ػػق العدس ػػة إىل الع ػػُت لينطب ػػع خي ػػاالً عل ػػى‬

‫شبكيتها‪ ،‬ولكنو خياؿ مشوه ‪.‬‬

‫‪225‬‬


‫ ماذا تعٍت خبياؿ مشوه ؟!‬‫‪ -‬أعػػٍت أنػػو لػػيس مطابقػاً للواقػػع‪ ،‬انظػػر علػػى سػػبيل اؼبثػػاؿ إىل مستشػػارؾ جوردانػػو‪،‬‬

‫وقل يل‪ :‬كيف تراه؟‬

‫ أرى أمػػامي شخص ػاً أنيق ػاً‪ ،‬يلػػبس بذلػػة زرقػػاء اللػػوف‪ ،‬هبلػػس علػػى مقعػػده اؼبطػػور‬‫ذي الوظائف اؼبتعددة ‪.‬‬ ‫ ولكػػن اػبيػػاؿ اؼبطبػػوع علػػى شػػبكييت عينيػػك خػػالؼ ذلػػك ‪ ..‬فهنػػاؾ صػػورتاف‪،‬‬‫صورة على شبكية كل عُت ‪ ،‬ونبا صغَتتاف طوؿ الواحدة بضعة مليمػًتات فقػط‪ ،‬ونبػا‬ ‫مسطحتاف ُب بعدين كأهنما مطبوعتاف على ورقػة‪ ،‬إضػافة إىل أهنمػا مقلوبتػاف‪ ،‬الكرسػي‬ ‫إىل أعلى ورأس جوردانو إىل أسفل ‪.‬‬ ‫ حقاً ىذا صحيح ‪ ..‬كيف مل أفطن إىل ذلك؟!‬‫ مل تفطػػن إىل ذلػػك؛ ألنػػك تػػرى صػػورة طبيعيػػة موافقػػة للواقػػع أيهػػا الػرئيس ‪ ..‬فمػػا‬‫الذي جعلك ترى صػورة موافقػة للواقػع‪ ،‬رغػم أف الصػورة اؼبطبوعػة علػى شػبكييت عينيػك‬ ‫مشوىة‪ ،‬بل ىي مشوىة من أربع جهات؟‬ ‫جوردانو‪ :‬ىل تسمح يل أنا باإلجابة؟‬ ‫ تفضل يا جوردانو ‪.‬‬‫ لقد قاـ اؼبب بتعديل كػل التشػويهات الػيت سػببتها طبيعػة تركيػب العػُت للصػور ‪..‬‬‫فقل ػػب الص ػػور م ػػرة أخ ػػرى لتع ػػود معتدل ػػة كم ػػا ى ػػي ُب الواق ػػع‪ ،‬وكربى ػػا‪ ،‬وجعله ػػا ص ػػورة‬ ‫واحدة بدؿ صورتُت‪ ،‬وؾبسمة ُب ثالث أبعاد ؿباكية سباماً لطبيعتها ُب الواقع‪.‬‬ ‫الرئيس (بدىشة)‪ :‬إذف ىذه الصورة من صنع الدماغ! ‪ ..‬إذف ىي وىم!‬ ‫‪226‬‬


‫عبد الخالق‪ :‬أجل وىم‪ ،‬ولكنو مطابق للواقع‪.‬‬ ‫‪ -‬عجب ػاً! ‪ ..‬وكيػػف اسػػتطاع الػػدماغ إنشػػاء وىػػم مطػػابق للواقػػع‪ ،‬مػػع أنػػو ال يتصػػل‬

‫بالواقع إال عن طريق العُت وىي وسيلة مشوىة للواقع من أربع جهات؟!‬

‫ ى ػػذا م ػػا س ػػألتو (لطبيع ػػي)‪ ،‬فأج ػػاب وى ػػو وب ػػاوؿ إبع ػػاد ذباب ػػة أخ ػػذت بإزعاج ػػو‬‫والطَتاف حوؿ رأسو‪:‬‬ ‫ أعد ما قلت ‪ ..‬مل أفهم‪ ،‬ماذا كنت تقصد؟‬‫ أقصػػد ىػػل يسػػتطيع القػػانوف الػػذي وضػػعو جػػدؾ‪ ،‬أف يقػػدـ تفسػَتاً ‪،‬كيػػف سب ّكػػن‬‫الػػدماغ مػػن تطػػوير نفسػػو طبيعي ػاً؛ ليع ػػرؼ مق ػػدار النس ػػب اؼبطلوبػػة إلج ػراء التع ػػديالت‬ ‫اؼبناسبة على الصورة القادمة من شبكية العُت؟‬ ‫وقبػػل أف يبػػدأ دبحاولػػة اإلجابػػة عػػاودت الذبابػػة الكػػرة‪ ،‬وأخػػذت بإزعاجػػو والوقػػوؼ‬ ‫على أنفو مرة‪ ،‬وعلى شاربو الكبَت مرة تتلذذ ببواقي آثار فريسػتو الػيت علقػت بػو‪ ،‬فأخػذ‬ ‫يالحقها بعينيو ويتأىب بيده ُب ؿباولة لإلمساؾ هبا ردبا ليستنقذ بعػض مػا سػلبتو إيػاه‪،‬‬ ‫ولكن ىيهات‪ ،‬فما استولت عليو تلك الذبابة قد حولتو مػن فورىػا بػإفرازات خرطومهػا‬ ‫إىل شيء آخر‪ ،‬ويده اليت اندفعت فجأة ليقبض هبا عليها أخطأهتا‪ ،‬فتسخط قائالً‪:‬‬ ‫ اللعنة!‬‫على الفور‪ ،‬وعلى إثر كلمتو األخَتة كاف مساعده (جاحد) يقف إىل جواره‪.‬‬ ‫ نعم يا سيدي ‪ ..‬ىل من خدمة؟‬‫‪ -‬أحضر يل مذكرات جدي ‪ ..‬حبثت عنها ومل أجدىا‪ ،‬أين وضعتها؟!‬

‫‪227‬‬


‫ إهنا ىناؾ يا سيدي‪ُ ،‬ب الرؼ السفلي‪.‬‬‫ ناولٍت إياىا‪.‬‬‫ على الفور يا سيدي ‪.‬‬‫وبينما أخذ (طبيعي) يقلب صفحات مذكرات جده أعدت عليو سؤايل مفصالَ‪:‬‬ ‫ كيػػف علػػم الػػدماغ أف الصػػورة القادمػػة مػػن الشػػبكية هبػػب قلبهػػا بالضػػبط ٓ‪ٔٛ‬‬‫درجة وليس ٔ‪ ٔٛ‬درجة مثالَ؟‬ ‫أصاب الرعػب مسػاعده فػاقًتب علػى الفػور‪ ،‬ونبػس ُب أذنػو بكلمػات أجػاب علػى‬ ‫إثرىا (طبيعي)‪:‬‬ ‫ صدفة ‪.‬‬‫ صدفة! ‪ ..‬وكيف علم أف نسبة التكبَت هبب أف تكوف بذلك القدر الػذي هبعػل‬‫الصورة تبدو وكأهنا ُب حجمها الطبيعي؟‬ ‫أج ػػاب‪ ،‬وى ػػو وب ػػاوؿ اإلمس ػػاؾ بالذباب ػػة‪ ،‬وال ػػيت أخ ػػذت بال ػػدوراف م ػػرة أخ ػػرى أم ػػاـ‬ ‫عينيو‪ ،‬وكأهنا ُب موقف ربدي لو أف يبسكها‪:‬‬ ‫ صدفة ‪.‬‬‫ وكيػػف علػػم أف الصػػورة الػػيت أمامػػو صػػورة واحػػدة مػػع أنػػو يسػػتقبل صػػورتُت اثنتػػُت‬‫من عينيو االثنتُت؟‬ ‫أجاب بعصبية‪ ،‬بعػد أف فشػل للمػرة الثانيػة ُب إلقػاء القػبض عليهػا بعػد أف رآىػا قػد‬ ‫حطت على أنفو‪:‬‬ ‫‪228‬‬


‫ صدفة‪.‬‬‫ ومػػن أخػػرب اؼبػػب أف الشػػيء اؼبرئػػي ؾبسػػم‪ ،‬وعليػػو دمػػج الصػػورتُت القػػادمتُت مػػن‬‫شبكييت العينُت ُب صورة واحدة لتصبح ؾبسمة مثل الواقعية؟‬ ‫أجاب وعيناه ال تزاالف تالحقاف الذبابة‪:‬‬ ‫ صدفة‪.‬‬‫ كي ػػف يقب ػػل عقل ػػك تفسػ ػَتاًكه ػػذا ؟! ‪ ..‬كي ػػف ُيبك ػػن أف تتض ػػافر صبي ػػع ى ػػذه‬‫التع ػ ػػديالت بالص ػ ػػدفة لتك ػ ػػوف النتيج ػ ػػة ى ػ ػػي االحتم ػ ػػاؿ األنس ػ ػػب م ػ ػػن ب ػ ػػُت مالي ػ ػػُت‬ ‫االحتماالت األخرى؟!‬ ‫تنب ػو (طبيعػػي) أخ ػَتاً إىل س ػؤايل‪ ،‬فكػػف عػػن مالحقػػة الذبابػػة وأخػػذ يفكػػر‪ ،‬ولكػػن‬

‫مساعده الذي كاف يراقبو بقلق أسرع إليػو وألقػى ُب أذنػو بكلمػات انفرجػت علػى إثرىػا‬ ‫أسػػاريره‪ ،‬وعػػاد (جاحػػد) ليعتػػدؿ ُب جلسػػتو مبتسػػماً ابتسػػامتو اؼبػػاكرة‪ ،‬وفجػػأة وقبػػل أف‬ ‫هبيػػب (طبيعػػي) رصػػد الذبابػػة وقػػد حطػػت علػػى أنػػف مسػػاعده بعػػد أف أهنكهػػا طػػوؿ‬ ‫الطَتاف دبعدة فبتلئة‪ ،‬فنهض من فوره وأخذ يتحفػز لالنقضػاض عليهػا‪ ،‬فػأدرؾ مسػاعده‬ ‫اؼبسػػكُت ىػػوؿ الكارثػػة الػػيت ستصػػيبو‪ ،‬وقبػػل أف يتػػدارؾ نفسػػو حبركػػة تنجيػػو‪ ،‬ىػػوت يػػد‬ ‫سيده على الذبابة وىو يصيح ؾبيباً على سؤايل‪:‬‬ ‫ طفرة حدثت صدفة!‬‫وكشيء أشبو بفرقعة الرعد جلجل ُب اؼبكاف صػوت قػوي صػرخ علػى إثػره مسػاعده‬ ‫مستنكراً وىو يبسك وجهو بكلتا يديو‪.‬‬ ‫ لقد لطمتٍت!‬‫‪229‬‬


‫ صدفة ‪ ..‬اعذرين يا مساعدي‪ ،‬مل أقصد!‬‫وبعػػد أف زبلػػص (طبيعػػي) مػػن إزعػػاج الذبابػػة غػػَت الطبيعػػي عػػاد إىل مكان ػو جالس ػاً‬ ‫بشكل طبيعي منتظراً أف أبدأ حديثي فقلت‪:‬‬ ‫ ولكن ىل تعتقد ـبلصاً بأف الطفرة يبكن أف تكوف هبذا الكماؿ؟!‬‫تعليل آخر يفسر مثل ىذا الفعل اػبارؽ(ٔ)‪.‬‬ ‫ ليس عندي ٌ‬‫***‬ ‫الرئيس‪ :‬تباً لػو مػن أضبػق! ‪..‬كيػف ال يوجػد تفسػَت آخػر؟! ‪ ..‬وىػل ىنػاؾ تفسػَت‬

‫غَت أف الذي خلق العُت وركبها ىو نفسػو الػذي خلػق مركػز اإلبصػار ُب الػدماغ وجعلػو‬ ‫على ذلك النحو الذي حَته ‪ ..‬أين ذىب عقل ىذا الرجل؟!‬ ‫جوردانو‪ :‬ذىب مع الذبابة!‬ ‫انفجػػر اعبميػػع ضػػحكاً مػػن قػػوؿ جوردانػػو السػػاخر‪ ،‬وبعػػد أف توقف ػوا عػػن الضػػحك‬ ‫قاؿ الرئيس معلقاً‪:‬‬ ‫ حقاً ال يبكن لعاقػل أف هبيػب دبثػل تلػك اإلجابػة إال إذا كػاف عقلػو الىيػاً بشػيء‬‫حقَت مثل ذبابة!‬ ‫عبد الخالق‪ :‬وىل ظفر هبا؟‬

‫ٔ ‪ -‬قاؽبا داروين وىو يُعرب عن حَتتو الشديدة من تركيب العُت اؼبعقد‪ ،‬إذ عجزت نظريتو ُب التطور‬ ‫عن إعطاء تفسَت ُم ٍ‬ ‫رض لتطور شبكية العُت خلف العدسة ‪.‬‬

‫‪231‬‬


‫ال رئيس (بدىش ػػة)‪ :‬تقصػػد أن ػػو مل يقتلهػػا؟! ‪ ..‬رغ ػػم كػػل م ػػا بذلػػو م ػػن جهػػد ع ػػن‬

‫سابق إصرار وترصد!‬

‫ أجل أيها الرئيس ‪ ..‬أفلتت ُب الوقػت اؼبناسػب‪ ،‬ليتحمػل مسػاعده اؼبسػكُت كػل‬‫ىوؿ اللطمة لوحده‪.‬‬ ‫‪ -‬يػػا للمفارقػػة! كيػػف قبػػل عقلػػو بتضػػافر ماليػػُت الصػػدؼ تلتقػػي لتُ َكػػوف العػػُت‪،‬‬

‫بينما ىو مل تصػادؼ يػده ولػو ؼبػرة واحػدة اإلمسػاؾ بذبابػة رغػم كػل تصػميم وترصػد ؟!‬ ‫ما أضعف الطالب وما أضعف اؼبطلوب!‬

‫اس تَ ِم ُعوا لَ وُ إِ َّن‬ ‫اس ُ‬ ‫ب َمثَ ٌل فَ ْ‬ ‫ض ِر َ‬ ‫ وىذا ما أخرب بو اهلل تعاىل حُت قاؿ‪{ :‬يا أَيق َه ا النَّ ُ‬‫ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اب َش ْيئًا َال‬ ‫ين تَ ْدعُو َن م ْن ُدون اللَّ و لَ ْن يَ ْخلُ ُق وا ذُبَابً ا َولَ ِو ْ‬ ‫اجتَ َمعُ وا لَ وُ َوإِ ْن يَ ْس لُْب ُه ُم ال قذبَ ُ‬ ‫ال ذ َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ضع َ َّ ِ‬ ‫وب (ٖ‪َ )ٚ‬ما قَ َد ُروا اللَّوَ َح َّق قَ ْد ِرهِ إِ َّن اللَّوَ لَ​َق ِوي َع ِزيز}‬ ‫يَ ْستَ ْنق ُذوهُ م ْنوُ َ ُ‬ ‫ب َوال َْمطْلُ ُ‬ ‫ف الطال ُ‬

‫***‬

‫‪231‬‬


232


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.