سوق الاسرار إلى حضرة الشاهد الستار

Page 1

‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫‪1‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫كـتاب‬

‫سوق األسرار إلى حضرة الشاهد الستار‬

‫تأليف‬

‫خاتوت الوحققيي ّقدّة أُل الزسْخ ّاليقيي‬ ‫سيدًا ّسٌدًا الوْلى الحاج األحسي بي هحود بي أبً خواعت‬ ‫البعقيلً السْسً أصال البيضاّي ّطٌا‬ ‫هتع هللا بحياتَ الوسلويي ّاإلسالم‬ ‫آهيي‬

‫الطبعت الثاًيت ـ تًْس ‪ُ0341‬ـ ‪ 2110/‬م‬

‫‪2‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫الكتاب ‪:‬‬ ‫سوق األسرار إلى حضرة الشاهد الستار‬

‫المؤلف‬ ‫الحاج األحسن البعقيلي‬

‫الطبعت الثاًيت ـ تًْس ‪2110‬‬

‫خويع الحقْق هحفْظت‬ ‫رـ دـ م ـ ك ‪5 :‬ـ‪11‬ـ‪011‬ـ‪0040‬ـ‪ISBN : 070‬‬ ‫تن طبع ُذا الكتاب فً ‪:‬‬ ‫الشزكت التًْسيت للٌشز ّتٌويت فٌْى الزسن‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪SOTEPA GRAPHIC‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ًِ ،0‬ح هحود رشيد رضا ـ ‪ 0112‬تًْس‬ ‫الِاتف ‪ / 70 010 044 :‬الفاكس ‪70 011 304 :‬‬ ‫تًْس‬ ‫ــــــــــــ‬ ‫‪2110‬‬

‫‪3‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫باسن هللا الزحواى الزحين‬ ‫‪‬وصمى اهلل عمى سيدنا محمد وآلو وصحبو وسمم تسميما‪‬‬

‫الحمد هلل الذى ىدى اليو من استيداه ونصر عمى جيوش النفوس من اجتباه وارشد‬ ‫كرائم االرواح لثبات جاللو وأوقفيا بين يديو الفاضة جمالو الفاعل المنفرد المختار‬

‫الحاكم بفضمو وعدلو عمى فاعل االضطرار والصالة والسالم عمى امام الواصمين وقبمة‬ ‫المريدين قائد الغر المحجمين فاتح النبوءة وخاتميا اصل المكونات وروحيا ىادى أىل‬ ‫السعادة وممدىا معمم آداب العبودية بالتعمق بالربوبية من ال يدل إال عمى مواله بحالو‬

‫ومقالو باب الحضرة وينبوع العمم الوىبى بمسانو صالة وسالماً مناسبين لمقام كمالو‬

‫وليست إال من مواله مفاضة من حضرة كمالو‪ .‬وبعد فإني لما من اهلل عمي بحضرة دين‬

‫المنعم عمييم من االَصفياء تذكرت إخواننا العبيد االتقياء فأحببت أن اوضح لنا وليم‬ ‫زالل العبودية لتنقشع عنيا العبودة المحضة ويزال نقاب محياىا بعبارة غضة فيعقبيا‬

‫ذوق ما أشار لو العارفون باساطير التمويح والكناية فيربح كل تاجر باحكام فيم ما‬ ‫ٍ‬ ‫شيء المحرك المسكن‪.‬‬ ‫سطرناه بالعناية فاهلل المبدئ المتم المعيد ىو الذى انطق كل‬ ‫المفظ قالب المعاني والقمب قالب االسرار والمراد لممبانى وسميتو ‪‬سوق االسرار إلى‬

‫حضرة الشاىد الستار ‪ ‬وبعد فميعمم المبيب أن كل ما خطر ببالو فاهلل بخالفو وأن ىذا‬

‫الكتاب إنما يساق بو مساق االمثال وىو وما فيم منو وما تخيمو االفيام عند تقريره رمز‬

‫حادث ال غير وأن المقصود بو إفراد الوجية إلى حضرة االلوىية وىو المعبر عندىم‬

‫بالتوحيد فالتوحيد توجيو وافراد الوجية إلى سيادة المالك بالخشوع والخضوع والتذلل‬

‫لسطوة سبحات جاللو فإن كثي اًر من العباد مغرور بحضرة الدنيا وحضرة اآلخرة وحضرة‬ ‫البرزخ وحضرة متعمقاتيا‪ .‬فألممت ىنا بما يزيح شوب العبودة بغيرىا « إن اهلل ال يغفر‬

‫أن يشرك بو » فيجب إفراد الممموكية لقبمة سيادة المالكية فافيم فإن كل ما سوى اهلل‬ ‫‪4‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫عبد ممموك لو حقيقة والمالك واحد احد والممموك من حيث الفعل االليى واحد وباعتبار‬ ‫جيات الجزئيات متعدد والعبيد المكمفون بحسب ما ظير ثالثة عبد االجرة وىو من يعبد‬

‫لغرض دنيوى أو اخروى أي حممو الغرض الطمعى عمى العبادة من صالة واذكار فيذا‬

‫بعيد بعد نسبة من الحضرة المالكية مستوجب بعبادتو البوار والنكال لوال فضمو تعمى‬ ‫عميو وعبادتو مردودة عميو النو عابد لنفسو ال لربو فيذه مرتبة المخمصين واىل‬

‫عصى من حممو خوف عمى العبادة وىو خوف‬ ‫االخالص عمى خطر عظيم وعبد‬ ‫ً‬ ‫لحاق ما توعد بو العاصين من اليم النار وىذا عابد ليواه وىو اجمف المتعبدين الن‬

‫المعمول يدور مع العمة وجوداً وعدماً لوال الجنة والنار لظير من يعبد اهلل ممن ال يعبده‬ ‫والمغتر بالظواىر كثير فكثي اًر من تجرد لمخموات والرياضة والمجاىدة الفادحة لياذين‬ ‫الغرضين الفاسدين عند كل ذى ذوق سميم فيحتمل المكاره ليا وربما يدلو عميو من لم‬

‫يصحح وجيتو وتوحيده فيكون عوناً لمشيطان عميو والثالث عبد اهلل وىو من حممو عمى‬ ‫انواع العبادة امتثال اوامر اهلل واجتناب نواىيو إن كان من الدرجة االولى من المقربين‬

‫او حممو استحقاق المالك الحق النو السيد المنفرد بيا ان كان في الدرجة الثانية وىو‬

‫خاصة المقربين او حممو الشوق والشكر والغمبة لما فجأه من الجمال والجالل وىى‬ ‫الغاية القصوى فى االتقان واالحسان من غير تعرض المتثال وان كان ممتثال وال‬

‫استحقاق لما دىمو من الجمود الصرف والفناء عن كل ما غشيو من السواحق والدواك‬

‫الحساسو فكان عبداً جامداً لنفسو متصرفاً لربو ميتاً ليا حياً بربو مجرداً عن العقل عقل‬ ‫تمييز وعقل كمى فانفتحت لو عيون بحور حضرة العقل الربانى فتصرف بو ربو بما‬ ‫انطوى فيو من انوار عقمو الربانى فخمف نور عقمو نور المريدين والسالكين والعابدين‬

‫واعمم ان العارف يكون كالقمم بين يدي كاتبو فيو جامد ال روح فيو وال عقل وال تمييز‬

‫وال ارادة وال سموك بل عرضو الكاتب فحظو أن كان آلة لمكتب فياسعادة لو ان استعممو‬

‫الكاتب فى القصائد المميحة وكتب بو خطاً مستقيما حسناً بفضمو وويل لو ان استعممو‬ ‫الكاتب في القصائد المخالفة آلدب حضرة المموك وان كتب بو ذلك فالكاتب لو أن يبريو‬ ‫‪5‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫وينجره بما ظير لو ولو أن يحرقو بالنار او ييممو واال فاالقالم كثيرة جداً فإن استعممو‬

‫فبفضمو وان اىممو فبعدلو لو النو ظالم بكتبو القصائد المناقضة لالداب والحروف الغير‬

‫يشاء غير ظالم فالظمم شغل ممك الغير والقمم‬ ‫المستحسنة والمالك يفعل في ممكو ما‬ ‫ُ‬ ‫سيم الكاتب فافيم فممو المثل االعمى ففعل الكتابة من قوة الكاتب والمباشرة لمقمم فبيا‬ ‫ياخذه سياسة ثم اعمم أن العبد عمى الحقيقة االصمية هلل واحد سيدنا محمد صمى اهلل‬

‫عميو وسمم ىو الذى افرد الحق كميتو الى الحضرة القدسية افضاال منو جل وعمى النو‬

‫خمق من صفوة النور االليى وىو الذى خمقو لنفسو وما سواه صمى اهلل عميو وسمم يعبد‬ ‫اهلل من ور ِ‬ ‫االنبياء فإنيم خمفاؤه صمى اهلل عميو‬ ‫اء حجابيتو صمى اهلل عميو وسمم حتى‬ ‫ُ‬ ‫وسمم في ذلك فيو العابد هلل دائماً القائم بحق الربوبية والعارفون يعرفون اهلل بما ظير‬ ‫ليم من العابد صمى اهلل عميو وسمم وىم غرقى في أنواره صمى اهلل عميو وسمم متوجيين‬ ‫بو لحضرة ربيم فيو قبمتيم واماميم من يوم فطر اهلل الخمق إلى ما ال نياية اليام‬ ‫اآلخرة فكل من ناب عنو صمى اهلل عميو وسمم بحمتو التى البسيا لو صمى اهلل عميو‬

‫وسمم ومن ناب عمن ناب عنو صمى اهلل عميو وسمم يعبد اهلل بحسب صفاء الحمة التى‬

‫البسيا فيكذا إلى آخر الدىر ثم اكبر الخمق عبودية بعد االنبياء القطب الجامع الكامل‬

‫الوارث اخالق النبي صمى اهلل عميو وسمم ثم القطب دونو ثم من ضاىاىم إلى آخر‬ ‫ِ‬ ‫االنبياء يعبد‬ ‫الدىر وسيتبين لك ذلك كمو في عرصات القيامة فمن ورث مقام نبي من‬ ‫اهلل بقدر ما ورثو ذلك النبي من حضرة قطب الوسائل صمى اهلل عميو وسمم فإن كان‬

‫قطباً مثال يغترف ويتصرف بحسب عبوديتو المكتسبة من موروثو ومن ورث المقام‬ ‫المحمدى يكون كامال لجمع عمم االولين واآلخرين تتفجر منو الشرائع كميا ويعبد اهلل‬ ‫ِ‬ ‫االنبياء النو ورث بالفضل االليى ممدىم وروحيم وانما الممت بيذا وان‬ ‫بجميع شرائع‬

‫كان مستطرداً لتعرف وساطتو صمى اهلل عميو وسمم قبل الوصول وبعده فإن حجبت‬ ‫عنك وساطتو صمى اهلل عميو وسمم فقد حجبت عمن كان قبمك من كبار العارفين مع‬ ‫اعتقادىم واعترافيم بيا بل ال يتجمى احد اال بحمة شيخو الموروث لو وىو صمى اهلل‬ ‫‪6‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫عميو وسمم قاب قوسين اي دائر بما خمقو اهلل المسمى باالمر االليى وىو الكون فاعمم‬ ‫ان الكون من حيث ىو مثالو باعتبار عظمة المالك جل وعال كبيضة صغيرة ال ظيور‬ ‫ليا إال كظيورىا فقاب قوسين قشرة البيضة وليا قشور متعددة وكمما يسمى بالمخموق‬

‫داخل في باطن البيضة من العوالم كميا الدنيوية واالخروية حتى العرش وما فى جوفو‬ ‫فحجابيتو صمى اهلل عميو وسمم دائرة بو وما فى داخميا محفوظ بو صمى اهلل عميو وسمم‬

‫شيء من حجابيتو صمى اهلل عميو وسمم لتدكدك ما في داخمو‬ ‫وىو مظمو بحيث لو ازيل‬ ‫ٌ‬ ‫من عرش وغيره فكمما خطر فى بال العارفين الموحدين فإنما ىو من جنس العوالم‬

‫المحشوة فى مرآتو صمى اهلل عميو وسمم وال سبيل الحد أيا كان ولو سيدنا اسرافيل الذى‬ ‫ىو اكبر العارفين إلى تحقيق مرتبتو صمى اهلل عميو وسمم فضال عن االحاطة وقد‬

‫اعجز الحق جل وعال جميع الخالئق عن ادراك جوىرة واحدة من جواىره صمى اهلل‬

‫عميو وسمم ومعو انما ىو مخموق لو مثمنا ولقد قطع الحق جل وعال أطماع االفكار‬

‫بالنبي صمى اهلل عميو وسمم ومنع بو كل ادراك وجعمو سو اًر قاى ًار لكل عارف فقاب‬ ‫قوسيتو صمى اهلل عميو وسمم معناىا ان الحق جل وعال خمق صفيو صمى اهلل عميو‬

‫وسمم من صفوة نوره جل وعال المكرم فأضاءت جوىرتو صمى اهلل عميو وسمم فكل ما‬

‫وصمو نور جوىرتو فيو بحر الخميقة المقيور ببحر االلوىية فركبو الحق جل وعال من‬

‫نور جوىرتو ادوار بحور الفيض والسقي االليى يظل بحر عمى بحر ويبرد ح اررة‬

‫السطوة االليية تدريجاً حتى حصل المطف الكبير منو جل وعال فكون الحق الفاعل‬

‫المختار عمى حسب ما تعمقت بو االرادة االزلية جميع العوالم المترتبة في القوة‬ ‫والضعف فحصل هلل الحمد االمان واليناء لضعيف االكوان بالقوى منيا فيكذا حتى‬

‫وصمت الى المرتبة المحمدية فيي ظل الجميع واصل الجميع وبحر فيوض لمجميع كمو‬

‫لطفاً من المالك جل وعال بعباده ليبقى ليم وجودىم المناسب ليم بظل اقوى خمقو صمى‬

‫اهلل عميو وسمم فاعرف قدر نبيك تعرف منو قدرك وانما بينت ليال تدعى االستقالل‬ ‫فتدك بسطوة غيرة مرتبة الحق عمى حبيبو فتحاول محاال لم يرده اهلل جل وعال فإذا‬ ‫‪7‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫عبدت ربك بما افاضو عميك من حضرة نبيك صمى اهلل عميو وسمم وعرفت واعطيت‬

‫لمحضرات حقيا واالدب فاعمم ان اهلل عز وجل لما خمق خمقو ومن جممتو الفمك الدوالب‬

‫الدائر السائر ابداً عمق رزق خمقو بالعمل المتقن النو جل جاللو ال نسبة بينو وبين‬ ‫مخموقو وانما خمق وقدر واراد بفضمو فكل من عمل عمال متقناً أياً كان صالحاً أو غيره‬ ‫وأتقنو بشروطو التى قررىا الشارع صمى اهلل عميو وسمم باقوالو وافعالو وتقريراتو يدور لو‬ ‫الفمك بسيم غمة ذلك السبب بعد عممك ان السبب ال تاثير لو بل إنما ىو امر مطاع‬

‫فمن عمل عمال صالحاً من صالة وصوم وذكر وانواع القربات واتقنو بشروطو المقررة‬ ‫من ىمة نافذة جاىدة في طمبو أو الموت دونو فإن تعرض بعممو لدنيا يصيبيا يدر لو‬

‫مسيء مستحق فى نفس االمر المقت من اهلل النو لم يفرد‬ ‫الفمك بيا وىو غير عابد بل‬ ‫ٌ‬ ‫العبادة لو جل وعال وانما عبد لنفسو فيو مشرك في العمل المشروع لمعبادة المحضة‬ ‫بحظو الدنيوى لوال فضل اهلل عميو الىمكو بو لكن قدر أن كل من عمل عمال وتعرض‬

‫بو المر واتقنو يحصل عمى غرضو الذى ىو النتيجة فتنفعل لو الدنيا بسر ىمتو وال‬ ‫حظ لو في االدب مع ربو بل ىو مطرود من حضرة القرب وال يشم رائحة معرفة سيده‬ ‫ما لم يتب ويخمص وجيتو لحضرة سيده وربما يغتر بما حصل لو من الفتوحات‬

‫الدنيوية بسبب عممو فتنغمق عميو ابواب الرب جل وعال فالغرور اعتقاد االمر عمى‬

‫خالف ما ىو عميو فقد اعتقد انو حصل عمى خاصية الذكر مثال فيصرف ىمتو عمره‬

‫كمو لمثمو ويجعل ذلك عبادة ربو فيعد نفسو من الذاكرين اهلل كثي اًر ويتمذذ بذلك في جميع‬ ‫اوقاتو وكمما ازداد خدمة ازداد بعده من حضرة سيده ربو النو إنما يغمظ الحجاب بيمتو‬

‫ونيتو وربما يدل العابدين عمى مثل عممو فيو ضال مضل محجوب باشراكو في عبادة‬

‫ربو فتناديو حضرة سيده ما عبدتنا الجمنا وانما عبدت لنفسك فابق مع نفسك منعماً بغمة‬

‫عممك وألنت عندى ابعد من كل بعيد لنجاسة مطمبك فنامر اخانا فى ذات اهلل ان يرجع‬

‫إلى ربو تائباً من نجاسة حظوظو ويفرد وجيتو لربو ويخمص عممو ونيتو لو يجده اقرب‬

‫اليو من حبل الوريد فافيم وان عبد لغرض الخوف من عتابو واتقن العمل بشروطو‬ ‫‪8‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫بيمة نافذة جادة او الموت دونو يدر لو الفمك بسيمو أي غمة عممو وىو الحفظ من اليم‬

‫عقابو وىو غير عابد وغير اديب بل مشرك فى الحقيقة النو استعمل السبب الذى‬ ‫يقصد بو امحاض العبودية والتعمق بالربوبية فى حظ نفسو الذى ىو الخوف من النار‬

‫وىو فى الحقيقة وان كان محفوظاً من العقاب يستحق البوار باالشراك « إن اهلل ال يغفر‬

‫يفيء إلى امر اهلل ويتب ار من‬ ‫أن يشرك بو » وعدم الغفران بعده من حضرة سيده حتى‬ ‫َ‬ ‫الشرك في العمل فتناديو الحضرة ما عبدتنا الجمنا وانما عبدت نفسك فافيم ترشد وان‬

‫عبد لغرض الجنة واتقن العمل اتقاناً محكماً بيمة نافذة جادة غير سائمة ويالحظ‬ ‫بعبادتو ما سمعو من لسان الشارع من انواع النعم الحور وغيرىا بحيث ال يريد بعممو‬

‫إال ثوابو اآلجل االخروية يدر لو الفمك بسيمو الذى ىو غمة عممو وىو سكنى الجنة‬ ‫والتنعم بما فييا من نعم ربو وىو غير عابد وال اديب بل ىو مستوجب بعممو عقاب‬

‫سيده لوال ما اكتنفو من فضل ربو الذى عميو التعويل فيتمذذ بما تعرض لو بعممو وال‬

‫سيم لو في حضرة ربو ومعرفة سيده بل يشتغل بنفسو فى الدنيا واآلخرة منيمكاً في‬ ‫شيواتيا الحظية وان كان يكرمو ربو بسماع لذيذ خطابو يوم الجمعة مع عامة الناس‬

‫عمى حسب االفضال ال غير فيبقى مع العامة ساعة ثم يرد إلى نفسو متنعماً بشيواتيا‬ ‫المالوفة محتجبة عن معرفة جنة ذوق ما ذاقو أىل الحق الذين ىم االكابر من‬

‫الموحدين عبادتيم لربيم فى دار حياتيم الدنيوية وغيرىم بطال وان كان فى نعيم الجنة‬

‫فجنة الموحدين المفردين لمحض العبودية االنس بربيم وال تخطر نعم الجنة ببال وان‬ ‫كانوا غرقى فييا بحسب االفضال فيجمعون لذة شيودىم لجمال سيدىم فى كل نفس من‬

‫انفاس الدىر مع لذيذ نعم الجنة فمعنبة واحدة ياكميا العارف أحب وألذ واشيى من نعيم‬

‫عامة الجنة فالعارف اكرمو سيده باعظم نعيم الجنة ويحصل لو سيده في نعمة واحدة‬

‫اعظم ما يحصل لجميع عامة الجنة بال قصد من العارف بل بالفضل االليى ويفاض‬

‫عميو شيود مواله الذى افرد لو العبودية « وتمك الجنة التى اورثتموىا بما كنتم تعممون‬

‫» فالعارفون افيض عمييم شيود موالىم بعمميم وتفضل عمييم بمذيذ نعم الجنة بل‬ ‫‪9‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫باعظم نعميا والعامى افاض عميو الحق نعيم الجنة الناقصة المذة عن مرتبة العارف‬

‫بمراحل بسبب عممو النو مشيوده في داره الدنيا واكرمو اهلل في نفس واحد يوم الجمعة‬

‫بسماع كالم سيده ببركة العارفين ورؤية وجو سيده مع الفناء ال البقاء النو تعرض‬ ‫لرؤية ربو بعممو فدار لو الفمك بسيمو وىو غير عابد فافيم الفرق بين العارفين في‬

‫الجنة وبين عامتيا تجد العامة إنما رحموا ببركة العارفين وىم عياليم ويتبين لك أن‬ ‫نفس العارف فى الجنة ال تقاومو أنفاس العامة كميا سواء كان فى االنس بربو أو فى‬

‫النعيم المقيم وقد عممت أن اهلل جل وعال يخمق فى عنبة واحدة مثال لمعارف لذة ما ال‬

‫يجده أىل الجنة من جميع نعيم وجميع اعمار جنتيم فإذا تميد ىذا فقم بين يدي موالك‬

‫بالعبودية الخالصة من غير غرض دنيوى وال اخروى وال برزخى بل لما عميو من جمال‬

‫وجالل الكمال تكن اسعد الناس بموالك وال تغتر بزخارف الحظوظ التى ىى ميمكة‬

‫العابدين ومزبمة المطرودين فميكن حظك من موالك أن جعمك آلة لذكره ال غير وان‬ ‫عبده لغرض الوالية والفتح والكشوفات واتقن فيو إتقاناً محكماً عمى حسب ما عند أىل‬

‫الطريقة الثانية المحدثة بعد القرون الثالثة بعد ادبار القموب عن اهلل التى بنوىا عمى‬

‫الحظوظ من الفتح والكشوفات قصداً منيم لترقيق الحجاب ال غير ال أنيا طريقة جادة‬ ‫بل ىى معوجة معمومة االعوجاج لكل عاقل لكن بنيت عمى الحظوظ اوال لغرض‬

‫السياسة والرياضة فإذا رقت الحجب وانفتحت مسام بواطن أىميا يعرف المسمك اىميا‬

‫بسيولة عن قصد الحظوظ الذي ىو عين الشرك فيتطيرون ببركة المسمك العارف ال‬ ‫غير وال تحمد عواقب أىل الطريقة الثانية إال عند اختتام اعمارىم و ِ‬ ‫انتياء امرىم فمن‬ ‫بقي منيم حتى يرتاض ويرده المسمك إلى الطريقة االولى الجادة التى بنيت عمى إفراد‬

‫العبودية لسيادة المالك الحق جل وعال وىى طريقة النبي صمى اهلل عميو وسمم وطريق‬ ‫أتباعو الصحابة وأتباعيم فأىل الطريقة الثانية ال يسمون التابعين لرسول اهلل صمى اهلل‬

‫عميو وسمم االتباع الكمى حتى يتخمصوا لالولى النيا ليست العبادة مقصودة لممحدثين‬

‫ليا من العارفين بل مقصودىم اطماع القموب المدبرة عن حضرة اهلل عمى وجو السياسة‬ ‫‪10‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫فإذا مالت قموبيم إلى طمب كرامة اهلل فطموىم منو وبينوا ليم وجو العبودية فيمتحق بعده‬

‫بالسعداء بحضرة ربيم وعميو فإن اتقن العمل بوجيو يدر لو الفمك بسيم الوالية‬

‫والفتوحات واالنفعاالت بيمميم وخرق العوائد المالوفات باضدادىا فيعظمون في العالم‬

‫العموي والسفمي وذلك جزاؤىم النو ما عبد االلو وربما يقطع لو رأسو بسيف القدرة‬ ‫ويطاف بو في عالم الحس فيقال ىذا جزاء من اختار الوالية عمى خدمة مواله اعيذ‬

‫نفسى واخوانى من سوء القضاء الميم إال إن تدركو عناية إليية فتخرجو عن حضرة‬

‫حسو حتى يشيد الحق ويتب ار من واليتو وقوتو ورجع إلى لبس ثياب العبودية بحيث ال‬

‫ينازع سيده في ردائو وا ازره الكبرياء والعظمة فيكون حينئذ مراداً لو جل وعال فافيم فإنو‬

‫موضع زلق موبق الن كثي اًر ممن افيضت عميو الوالية بحسب عممو المتقن وىو‬ ‫محجوب عن الحق يتصرف بيا بال ادب حتى يطرد بسوء ادبو وربما يخيل لو فى حال‬ ‫االنفعال أنو فاعل وأنو عين ربو فيتكمم بكممة الكفر نعوذ باهلل من سخطو فييدر دمو‬

‫عمى لسان الشريعة محقاً او مبطال فال يمومن اال نفسو ومن تطور فى غير شكمو فدمو‬

‫ىدر محقاً او مبطال واياي واياك من دعوى الربوبية فإنيا رجس فالعبد عبد وجب عميو‬

‫أال يتعدى طوره عمى اي حال والولي ىو الحق جل وعال ال غير وانما أفاض اسم‬

‫الوالية عمى غيره لسياسة ممكو ال غير واياك ان تيمل حق العبودية التي ىى اصمك‬ ‫فتغتر مع المغترين وانواع المغترين كثير بل إن تجمى فيك الحق عمى سبيل القير‬

‫فانيض باهلل ال بك مفوضاً مؤتم اًر بأمره وأنت في ىذه الحالة غير عابد لموالك بل إنما‬

‫حصمت عمى نتيجة عممك المتقن فكمما ازددت خدمة عمى ىذا الوجو ازددت بعداً من‬ ‫الممك الحق فافيم واعمم ان االذكار وانواع العبادة المرتبة عند العمماء لمالحظة‬

‫خاصيتيا من صالة ذات ركوع وسجود عمى الكيفيات المتوجو بيا عمى ما قرره في‬ ‫ِ‬ ‫احياء العموم وقوت القموب وكتاب جواىر الخمس وغيرىا وصالة الضحى وما حكى‬ ‫عن الشارع من الثواب المرتب عمييا واذكار مقررة بمسان الشرع كاالسماء الحسنى‬

‫المفصل كيفية التوجو بيا فى جواىر الخمس لمشطار وشمس المعارف وغيرىا وكذا‬ ‫‪11‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫الطالسم المفيم معناىا المركبة عمى يد االمام الشاذلي واالمام الغزالي ومن تبعيما وأما‬

‫العمماء‬ ‫الطالسم المجيول معناىا كخاتم سميمان عميو السالم فحرام تناوليا فكمما ذكره‬ ‫ُ‬ ‫فييا صحيح الشك فيو وكمما ورد عن النبي صمى اهلل عميو وسمم فى ذلك صحيح ال‬

‫شك فيو لكن مقصود الشارع فيو ذكر فضل اهلل تنشيطاً ليمم السالكين المريدين فى‬ ‫حال طريقيم ال انو حرضيم واغراىم عن التعرض بيمميم لذلك فى حال توجييم فإن‬

‫التعرض لو فى حال التوجو يقدح في العبودية وال شك ان النبي صمى اهلل عميو وسمم‬

‫ارسمو اهلل لتصحيح قصد السالكين والتائبين والعاصين فيصرف خطابو لكل مقام يناسبو‬

‫وىو صمى اهلل عميو وسمم يتمون فى مراتب الدين الثالثة ومواقفو التسعة فيوجو خطابو‬

‫الىل المواقف بحسب الشفاء لكل مريض منيم فالعاقل ياخذ دواء يناسب عمتو من‬ ‫ألفاظ الشارع وال يتصرف كل دو ٍ‬ ‫اء فى كل عمة بل كل واحدة ليا فى ألفاظو ما يناسبيا‬

‫النو ىو الطبيب الحقيقي فالعاصي ينقمع وينزجر بذكر اليم العقاب فيتوب ويبدا‬

‫السموك اوالً والتائب ينشط بذكر ثواب التائبين وىو العفو من اهلل جل وعال إفضاالً منو‬ ‫والمخمص تزداد ىمتو بذكر الثواب المرتب عمى عممو ويزيد مجاىدة وىى خير من‬

‫البطالة والمقرب يخاف ويدىش وينقبض عند سماع الثواب ولو من الشارع مخافة ان‬

‫يكون من المطرودين المبعدين من حضرة سيدىم فيزداد انحياشاً لجناب الحق ويسرى‬

‫النبوءة فيزيد تجرداً مما سواه ويصحح وجيتو ببركة الخطاب مجرداً من‬ ‫فيو سر كالم‬ ‫َ‬ ‫الغير والغيرية فيزيد قرباً عمى قرب مثالو ان الصبي االحمق بصباه اذا ىرب من‬ ‫حضرة امو المشفقة عميو إلى حضرة الصبيان امثالو بين كبير وصغير عقل وصغير‬ ‫جسم وعقل فان لسان امو يقول لو فانحش إلي وابق معى فأنا الحنينة عميك القائمة‬

‫بمصالحك العارفة بثمنك النى ولدتك فإن امتنع ترغبو بمثل بيضة ورمانة وحمواء‬

‫وحاجة فتمنيو بيا يا ولدي إن رجعت الي اعطك حاجة تارة تظيرىا وتارة تخفييا‬

‫ومقصودىا الرجوع الييا فإن رجع عن شراده تمكنو منيا واال امسكت عنو فإن رجع ما‬

‫رجع محبة في امو وانما حممو اليمع وال يبقى في حجر امو وان رجع مطمئناً النو انما‬ ‫‪12‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫رجع لغرضو فإن اكل الرمانة اظيرت لو االخرى احسن منيا حتى يكبر ويعقل فإن‬

‫عقل ترك ونيمتو اما البقاء واما العقوق نعوذ باهلل واذا امتنع من الرجوع بعد المبالغة‬ ‫فى اظيار الحاجة تتركو وىواه وربما تحرض عميو الصبيان ليضربوه ويسبوه وييينوه‬ ‫محبة فيو لمرجوع الييا فإن اىين او ادمى ييرب إلى امو لمشكاية فتقول لو انت الذى‬

‫تركتني وتبعتيم ليبارك ليم فى صحتيم النك اخترتيم فان اكثر الشكاية عمييا ولزميا‬ ‫تستقذر لو مخالطتيم وتظير لو انيا معادية ليم وىى التي حرضتيم عميو سياسة منيا‬

‫لمبقاء عندىا النيا عاشقة فيو فان انحاش ليا وجمس فى حجرىا قبمتو وال تبالي بما فعمو‬

‫في حال صباه والصبيان وان كانوا مبكين لو يترددون عميو بالنداء لمعب معيم عمى‬

‫عادة أىل االىواء فإن استقذرىم واعد مجالستيم ومرافقتيم سماً بما آر عياناً من إذايتيم‬

‫لو وقطعيم اياه عن حضرة والدتو المدبرة لو يبقى مكفوال مرضياً موصوال مع امو وان‬ ‫نسى ما فعموه معو يخرج الييم ويكبر معيم فاسد الطوية مقطوعاً ممعوناً في حضرة امو‬ ‫وىو مولودىا تحبو ويبغضيا وكذلك إن خرج لمصبيان وعظموه ورأسوه وامروه عمييم‬

‫فإنو ال يرجى برُء بالئو النو وجد الرياسة مع غير امو فينقطع دائماً بسبب الميو‬ ‫والصبي المنحاز إلى امو الذى ال يالف غيرىا وال يريد االنقطاع عنيا لطيارة اصمو‬ ‫وشيامة مخبره ال يفارقيا وال يربى الفة عمى أحد حتى ان جدتو او خالتو اذا طمبتو من‬

‫حجر امو ينظر الى امو لما عرف بباطنو ان امو تحبيا فإن اذنت لو امو ظاى اًر وباطناً‬ ‫يمش متغنجاً متبخت اًر مظي اًر انو ال يريد لوال اذن امو فيبقى بين يدييا لحظة وقمبو مع‬

‫امو وعينو كذلك وىو يفرفر الييا فإذا استمتعت بو في قدر لحظة ينسل إلى امو فإن‬ ‫منعتو الخالة مثال يبك حتى يرجع ىذا شأن سالم الفطرة فال يحتاج إلى تمنية امو‬

‫لمرجوع وال يعرج عمى مثل البيضة بل كميتو في حضرة امو مستوحشاً غيرىا بالفطرة‬

‫فامو تكرمو بأي أنواع االكرام من بيضة وحمواء وثياب فاخرة تمتعاً بو ال ىروباً فالكبير‬ ‫في حضرة امو العاقل العارف الماىر بامر صالح نفسو وأنو مقصور عمى حضرة امو‬

‫ال يمنى اصال فإن منتو امو اختبا اًر يستحيي وينقبض ويخاف أن يكون صغي اًر او ىارباً‬ ‫‪13‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫ممكو اًر بو فيضرع ويبكي لما خاف من المكر حيث نزلتو منزلة الصبي فى الخطاب‬ ‫ويريد قربو بخوفو من مكر امو (ما لمكبراء والشيوات ما لي ولمدنيا) وهلل المثل االعمى‬

‫« إن اهلل ال يستحيي أن يضرب مثال ما بعوضة فما فوقيا » فمثال حضرة االم حضرة‬ ‫الحق ومثال االم فى الحنين والشفقة سيد العبد ولو المثل االعمى ومثال اليارب مثل‬

‫العاصي يمنى بالجنة ويزجر بالنار لمرجوع ومثال البيضة الجنة وما فييا فإنيا ما‬ ‫ذكرت في القرآن إال لمثل ذلك شفاء ودواء وترياقاً لكل أحد‪ .‬فاليارب العاصى عن‬

‫حضرة مواله ينكف إن سمع عقاب اهلل ويخافو إن سبقت لو السعادة بحسب الفطرة‬

‫والتائب يزيد في االعمال الصالحات لما سمعو من الجنة والمخمص العامل عمال ينسبو‬

‫لنفسو ويالحظ فى حال عممو الثواب المرتب فيزيده الخطاب بمثل ذكر المغفرة والقرب‬

‫مجاىدة‪ .‬والعارف المقرب الكبير يزيده الخطاب بمثل الجنة والحفظ من النار والمغفرة‬ ‫انقباضا وخوفاً من أن يكون ممكو اًر بو وىو فى الحضرة ويعد نفسو مقطوعاً بحيث ال‬ ‫يعول عمى حالو وال معرفتو بربو وال بوصالو النو لما سمع ذكر الثواب خاف أن يكون‬ ‫من العاصين أو التائبين او المخمصين فيخاف من مقام االخالص كما يخاف العاصي‬

‫من النار وال يزال يخاف من مقام ربو فمو جنة معرفة ربو ممزوجة باالدب الذي اقتضاه‬

‫وىو الركون الى مواله والرضى بما رضيو من جنة أو نار وجنتو لذة شيود مواله وناره‬ ‫نار القطيعة التي ىى احر نار فيبقى بأدبو موصوال في الدنيا واآلخرة وال يفرق بين‬

‫الدوائر الثالث فحضرة الدنيا والبرزخ واآلخرة عمى حد سواء عنده النو متمتع بمذيذ‬

‫خطاب سيده وجمالو ويحممو الجمال عن ترك الميل لغير ربو خائفاً وجال آنساً فانياً‬

‫صاحياً ميتاً حياً جامداً متصرفاً منقطعاً عن الخالئق متصال بيم ساكتاً متكمماً مشي اًر‬ ‫عاج اًز عن االشارة ضاحكاً باكياً عاقال والياً ممي اًز ساك اًر فتجتمع عميو االوصاف كميا‬

‫في نفس واحد متصفاً بصفات ربو متجرداً عن صفات نفسو أديباً عالماً جاىال فتشرق‬ ‫عميو أوصاف العبودية كميا فى كوة السيادة في كل نفس من أنفاسو فال يحصل عمى‬ ‫معرفتو بين الناس إال من أحبو اهلل النو متمون بتمون الخالئق كميا بجموسو عمى كرسي‬ ‫‪14‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫العبودية فتحصل انو توجو خطاب الشارع الى جميع االجناس من العبيد يداويو‬

‫الخطاب العزيز بما يصمحو ويزيده « لمثل ىذا فميعمل العاممون » فالمخمص عند‬ ‫السيد ىو الذي يعرف خطاب سيده باالشارة ويفيم من عمل لفظو ومن كل اشارة ما‬

‫يبرءي اسقام االجناس كميا وىذا العالم حقيقة الذي يستحق التقدم والعمم وغيره إنما يزيد‬

‫سقماً عمى سقم لكنو ال يريد التنزل من حضرة الحق إلى حضرة الخمق الميم إال اذا‬ ‫اقتضت حكمة سيده التنزل فال يكاد يحب إال التنزل النو مراد سيده سواء فيو صالحو‬

‫او ىالكو فإنو ال مراد لو مع مراد سيده فيظير المخالطة ويظير المجانسة ليم وال‬

‫مناسبة إال ما اقتضاه االمر االليي فافيم وكن من الشاكرين فإن كثي اًر من الناس‬

‫اختمطت عميو الطرق فيجمد عمى الظواىر والحظوظ محتجباً بأن اهلل أمرنا بطمب الجنة‬ ‫باالعمال الصالحات ذاىال عن الطب االليي لقمة االطبة في زماننا عمى الوجو االكمل‬

‫أي ظيورىم مع كثرتيم مغرور فاسمع قولو جل وعال « يا أيتيا النفس المطمئنة ارجعي‬

‫الى ربك راضية مرضية فادخمي في عبادي وادخمي جنتي » فالمطمئنة ىى نفس‬

‫المخمصين واالخالص نياية االولياء اىل المجاىدة المالحظين ثواب اعماليم وقد امرىا‬ ‫اهلل بالرجوع باالنسالخ من التعرض لمثواب فإن رجعت بحيث رضيت بما رضيو مواله‬

‫سميت راضية مع نسبتيا العمل لنفسيا فيجب عمييا التوبة من نسبة العمل لغير اهلل‬ ‫جل وعال فإذا تجردت من نسبة العمل ليا متبرئة من نفسيا عالمة بأن اهلل ىو الفاعل‬

‫المحرك المسكن لو « ىو الذى انطق كل شيء‪ .‬وما رميت اذ رميت ولكن اهلل رمى »‬ ‫خطاب العز واكبر العبيد ودخمت عائمة في بحر الوحدة وحدة الذات ووحدة الفعل‬

‫وتبين ليا ان الخالئق كميا فعل لمحق بمنزلة كتاب مكتوب بمداد واحد واعتقدت أن‬ ‫تجزئة الكتاب الى حروف واحزاب وجمل ال يخرجو عن المدادية وال عن كتابية الحق‬

‫جل وعال ونسب لمواله كل ما رآه وال يرى احداً قاد اًر عمى حركة وسكون بل يكون كل‬ ‫شيء عنده ىباء في شمس دخمت بكوة ال وجود لو وجوداً يحصل عميو بل ىو مبصر‬

‫غير ثابت وال نافع وال ضار ويعتقد وجود اليباء وجوداً خيالياً وانو لم يكن إال الحق جل‬ ‫‪15‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫وعال وأن كل ما ظير إنما ظير من النور االليي تكن مرضية عند موالىا فاذا رضييا‬

‫يسحقيا ويدقيا دقا ناعماً حتى يفنييا الوصافيا ويميتيا ويربييا بالسقى االليي بدخوليا‬

‫في حضرة صفاتو وأسمائو‪ .‬فإذا تنورت وتصفت وامتالت بما افيض عمييا من حضرة‬ ‫أسمائو وصفاتو تجمت وتقوت لحمل اثقال السر االليي فاذا امرت واودعت وختمت‬ ‫وانغمقت وانبرزت انتقمت لممعرفة االليية فتكون جامعة مانعة محاطة بسيادة سيدىا‬

‫مرادة معظمة سائرة لما ال نياية لو من بحور انوار الكنو الرباني فافيم واجزم وىو قولو‬

‫تعالى « وادخمي جنتي » أي جنة معرفتو وادخمي في عبادى وىذا ىو العابد هلل ال غير‬

‫فإن غير ىذا عابد ليواه مستحق غضب ربو لوال رحمة اهلل عميو فعممو بالقصد معو‬

‫عين القطع لكن سبق ما سبق فى عممو الذى ال يبدل ان كل من عمل عمال وأتقنو دار‬

‫لو الفمك بسيمو‪ .‬وعميو فمن عصى اهلل معصية متقنة بشروطيا بيمة نافذة جاىدة في‬

‫المعصية عمى وجو الجحود واالستكبار عن الربوبية يدر لو الفمك بسيمو وىو غمة‬

‫عممو التي ىى سخط ربو قطعاً وال يغفر ذنبو ابداً النو جل وعال حكم بأن من عمل‬

‫عمال متقناً يدر لو الفمك بسيمو وقد اتقن العمل بالجحود واالستكبار والتصحيح عمى‬

‫عدم العود نعوذ باهلل جل وعال « إن اهلل ال يغفر ان يشرك بو » وان عصى اهلل اتباعاً‬ ‫لنفسو من غير قصد االجتراء عمى الربوبية وال جحود نعمتو وال استكبار عن سيادتو‬

‫فيذه معصية غير متقنة فإن الفمك هلل الحمد يدور بسيم غيره ولذلك يغفر بالحسنات «‬

‫ان الحسنات يذىبن السيئات » وبالندم والتوبة واالستغفار وغيره من أنواع المكفرات‬ ‫المروية عن الشارع غايتيا انيا تاكل من الحسنات إن لم يتب منيا صغيرة او كبيرة فإن‬ ‫تاب تاب منيا تزد عمى الحسنات بحسب الفضل االليي‪ .‬فكمما ورد انو يكفر فإنو يكفر‬ ‫سائر جميع أنواع المخالفات هلل الحمد الن الفمك لم يدر لو بسيمو غايتو انو مسيء‬

‫جداً حيث اقتحم ما نيي عنو فيستحق سخط مواله لوال فضمو السابق وىو انو لم يدر لو‬

‫الفمك بسيمو لعدم اتقان العمل وىو منغمس فى فضل ربو ولذلك يحممو سر ايمانو عمى‬

‫عدم االصرار الى الممات أى عدم نية االصرار اليو بل كل يوم يحدث نفسو بالتوبة‬ ‫‪16‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫وكمما سمع كالم اهلل سرى فيو نوره واما إن نوى االصرار عميو الى الممات فيو عين‬

‫التجرء عمى حضرة الربوبية ولذلك تنسد مرآتو وال يرجى فالحو الن الفمك دار بسيمو‬

‫باالتقان فافيم‪ .‬ومنو تعمم أن اىل المعاصي من المومنين المصدقين برسالة نبينا صمى‬

‫اهلل عميو وسمم لم يكن فييم هلل الحمد من يستحسن المعصية مستكب اًر بيا عمى الربوبية‬ ‫وان كان مجاى اًر بو عند اقرانو فإنو خائف من مقام ربو بدليل انو يستقذر نفسو ويستحي‬

‫من العمماء والمساجد فيذا كمو ال يدور لو الفمك بسيم الغضب وان كان مسيئاً جداً‬ ‫حيث خالف أوامر سيده لكنو غطاه الفضل االليي‪ .‬وليذا ال يغضب الحق جل وعال‬ ‫عمى واحد من امة سيدنا محمد صمى اهلل عميو وسمم فمو غضب عمييم لتبدل حكمو‬

‫وىو ال يتبدل وتبدلو بدوران الفمك بسيمو وىو غير متقن لممعصية‪ .‬ولذلك من سبق انو‬

‫يدخل النار من امتو صمى اهلل عميو وسمم يدخميا مرضياً من سيده ولو فعل ما فعل من‬

‫كل معصية غير متقنة فمو اتقنيا لكان كاف اًر بل يدخميا محبوباً مرضياً تطيي اًر لو مما‬ ‫اسرف حيث ربت مساويو عن حسناتو بحسب ما يعممو اهلل ال عمى وجو المقاصة‬

‫فتييج عميو النار شفقة فتحرقو مرة واحدة ودفعة واحدة فتخرجو عن حسو فيبقى فحمة‬

‫مطي اًر بيا حتى يشفع نبيو صمى اهلل عميو وسمم وال تخرج فحمة حتى ياذن نبييا اظيا اًر‬ ‫الىل الجنة قدر نبييا ال غير وأنو لواله صمى اهلل عميو وسمم الستمر من دخل فييا‬

‫ولدخميا من لم يدخميا فإذا تبين الىل الجنة واىل النار ذلك السر االليى خرج جميع‬ ‫من لم يدر لو الفمك بسيم الغضب فيظير فضل اهلل لمفريقين فيغرق الحق جل جاللو‬

‫فريق الجنة فى محبتو وفريق الكفر في غضبو دائماً ابداً فعميك بموالك فالمنة لو عميك‬ ‫والزم اعتاب العبودية الصرفة المجردة من غير وغيرية تحظ في ىذه الدار بما يفاض‬

‫عميك فى البرزخ واآلخرة وتتنعم في كل نعمة الدنيا من اكل وشرب ونكاح بمثل ذلك‬

‫فى الجنة ولو كشف الحجاب ما ازددت يقيناً فإذا تميد ىذا فاعمم بان اهلل عز وجل ما‬ ‫ممكنا العبيد إال لنفيم بيم عن اهلل وكذلك كل ما أفاضو عمينا وخمقو ونسبو لنا ما نسبو‬

‫لنا إال لحكمة وىى المعرفة بان المالك يفعل في ممكو ما يشاء واعمم بان المالك لمذوات‬ ‫‪17‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫واالرواح واالجرام واالعراض في الحقيقة ىو اهلل جل وعال وغير الحق مخموق لو‬ ‫ممموك لو مقيور بسيف المالك الممك ال يممك نفسو اي جوىره فضال عن عرضو‬

‫فضال عن عممو فضال عن مال منسوب لو وغيره وممكية غير الحق جل وعال ممكية‬

‫ظاىرية مجازية وىو استعمال المفظ في غير ما وضع لو فممك الحق حقيقة وىو‬

‫استعمال المفظ فيما وضع لو اوال والواضع الفاعل المختار الحق لتقتبس من الحقيقة‬ ‫ومن المجاز احكاميا بالوىب الرباني وىو العقل الغير المكتسب بل مفاض من حضرة‬

‫الرحمانى فإذا عممت ان المالك واحد ال تعدد يتضح لك أنك انت ومن ماثمك في‬

‫المخموقية عبد محض ال تاثير لك وال حركة وال سكون إال بو جل وعال فالممموك ال‬

‫يممك مع سيده شيئاً نفسو وحركتو وسكونو وكل ما نسب لك ليس ممكاً حقيقياً لك ولذلك‬ ‫ِ‬ ‫شيء فإذا تميد ىذا عممت ان العبد لو حد يحده ووصف‬ ‫امرك باالقتصاد في كل‬ ‫المجاء واالتكال عمى سيادة سيده فالسيد‬ ‫يناسبو وحده الضعف والذل والفقر ووصفو‬ ‫ُ‬ ‫تقتضى سيادتو االمداد من رزق و ٍ‬ ‫احياء واماتة وبعث وفعل كل ما تعمقت بو مشيئتو‬

‫فمن اول وىمة الممك ترتب فى عممو االمداد بال كالم وال سؤال والعبد بمجرد عممو عمماً‬

‫حقيقياً بترتبو فى ممك سيده يعمم قطعاً من باطنو ان رزقو فى يد سيده فال يحتاج الى‬ ‫من يعممو ذلك وان كان من اجيل العبيد بل يعممو بالفطرة االليية عمى سبيل االليام‬

‫الربانى فتجد العبد غني النفس عن التعرض المالك نفسو لعممو انو ممموك ال يممك‬

‫النو غني بسيده وال يتعرض لسؤال الغير مخافة سيف غيرة سيده وان اجاعو السيد‬ ‫لحكمة ىذا وعميو فنزل نفسك منزلة ذلك العبد الممموك العاجز المسكين واعتبر فكل‬

‫ماال ترضى أن يقابمك بو عبدك الممموك ممكاً مجازياً فالسيد الواحد الحق ىو اولى بو‬ ‫فيا سعادة عبد استعممو سيده فيما يرجع عميو بالرضى من سيده ويا خسارتو ان اىممو‬ ‫بعدلو فذلك شؤم لحقو بنفسو لنفسو منيا وعبيد الخدمة كثير فبعض يستعممو بفضمو‬

‫وبعض ييممو بعدلو فالحمد لمممك عمى كل حال فمو ان ييممو ويعذبو بترك خدمتو ولو‬

‫ان يرحمو بفضمو غير ظالم « وما ربك بظالم لمعبيد » الن السيد يتصرف في ممكو‬ ‫‪18‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫كيف يريد من غير منازع الن سيادة المالك متحدة فيجب عميك اييا المسكين ان تعمم‬ ‫ان امورك كميا بيد سيدك فال تحتاج الى تفويض الن السيد ال يتوقف عمى توكيل عبده‬

‫الن الوكيل اجنبي وىذا مالك ومعنى التفويض فى لسان الشارع االقرار واالعتراف‬

‫الباطني بانك امورك بيد سيدك ال غير النك تاذن لو كعادة الوكالة والنيابة والتفويض‬ ‫منو ال منك ومعناه منك االذعان لو فإذا افاض خير الدنيا واآلخرة ونسبو لك فاقطع‬

‫بانو ال حق لك فيو إال مجرد االنتفاع ثم ينقل لغير من العبيد بعدك أي بعد تصرفك‬

‫فإن السيد اذا قال لعبده ممكتك امر كذا وىو لك مقصوده سياسة النماء واالعتبار ال أنو‬

‫ال نظر لمسيد عميو ارايت انو إن بذره اليس لو ان يعاتبو عميو وىو اكبر دليل عميو وما‬ ‫ِ‬ ‫الشيء‬ ‫جعل شيئو تحت نظر عبده إال لالختبار النو ال يحب من يتج ار عميو فى‬ ‫المممك وسيده أولى بو ثم اعمم ان العبد المستعمل في غرس مثال ال يخطر ببالو ان‬

‫العمل الذى ىو الغرس لو بل اذا سألتو عن نفسو يجيب بديية بانو عبد لفالن يجيب‬

‫بال توان وان سألتو عن الغرس يجيب بال تامل بانو لسيده فالن وان كان من اجمف‬

‫العبيد وال يتصرف فى الغرس إال باذن سيده ويغرس خائفاً من سيده وربما يخرج الغرس‬

‫م ار اًر وربما تموت الشجرة او ربما ال يحسن الغرس او ربما ينزعو عن غرسو ويممكو‬

‫لعبد آخر وييممو ىو وحظو من العز ان كان عبداً لمسيد الكبير فإذا شاىد مواله تنصب‬ ‫عميو صواعق العز والفرح والييبة واالنس فال تسكن فرائصو حتى يشاىد جمال سيده‬

‫بالتنزل والمالطفة بو ويسمع لذيذ خطابو مع قرائن االمن منو وىكذا دائماً ابداً وان‬ ‫غرس ما ال يعده العقل بل يعتقد انو إن زل زلة واحدة في عمره لو ان يعذبو بيا ان‬

‫قابمو بعين السخط ولو ان يتفضل عميو باالغضاء ان نظر اليو بعين الرضى وال يعول‬

‫عمى عين الرضى وال عمى عين السخط فمو ان ينظر فى كل نفس الحدىما او بيما وال‬

‫يركن إلى حال بل يرى نفسو مقيو اًر فى قبضة المالكية دائماً فكن اييا االخ كذلك مع‬ ‫موالك الحق تحصل عمى كنز العبودية وال فضل لعبد عمى االخر إال باالدب مع‬ ‫السيادة ما لك اييا المسكين تدعى الحرية وتمن بعممك عمى موالك وتطالبو باالجرة‬ ‫‪19‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫عميو وىل رتب لك سبحانو االجرة عمى عممك إال بعد انطماس البصيرة والبعد من‬

‫حضرة القرب فال يقدر عبد أياً كان ان يطالب سيده وال أن يمن بعممو لكن إذا تصدت‬ ‫المرآت تقبل كل وسخ فشتان ما بينك وبين العبودية وان ادعيتيا أين لك العمل الذى‬

‫نسبتو لنفسك فأنت منو وآلة الغرس والبمد منو فاسقط الطمع من ثواب العمل فإنو لو ال‬ ‫فضمو ما وفقك لو وليس من شأن العبد التعرض لو بل من شأنو العمل مع الخوف منو‬

‫فال يرى نفسو اىال لمعمل فضال عن االجرة لكثرة العبيد الذين تظن فييم عندك االىمية‬

‫فأىمميم واستعممك أنت فتمن عميو بنفسك وانت مخموق لو وما باشرتو من العمل فالعبد‬

‫اساء وادعى الحرية حيث طمب االجرة فالدنيا‬ ‫إذا قال لسيده المجازى اعطنى االجرة فقد َ‬ ‫واآلخرة والبرزخ إنما ىن ديار الممك وانت عبده فالسيد جل وعال ال يسكنيا الستحالتيا‬ ‫النو غني عن المحل والزمان والمخصص وانما خمقيا لك فاستعمل االدب معو وال تراع‬

‫الديار وال ما فييا فإنما ىى مقيورة تحت تصريفك خمقك منيا واوقفك عمييا واطعمك‬

‫منيا والبسك منيا وزوجك منيا وأركبك منيا رغماً عمييا فال تحبيا إال عمى وجو محبة‬ ‫العارفين النعم منو وىو أنيم يعتمدون عمى سيدىم ويعتقدون أنيا ىدية معظمة مرسمة‬

‫من السيد ليم فيتسارعون ليا النيا بركة الممك عظميم الممك بيا فيعظمونيا كما يعظم‬

‫صاحب السمطان كسوة سيده ويرى ليا احترام ًا ويقوم بشكر السيد من غير مباالت إلى‬

‫نفس النعمة وانما يعظميا باعتبار سيده ويتصرف بيا عمى الوجو الذى اىديت لو‬

‫مراعياً حق السيد مراقباً لو في كل حال النو يحب أن يرى اثر نعمتو عميو فيسارع فى‬

‫حفظيا من اآلفات واالوساخ ليحفظ وجيو مع سيده ال غير وال يعشق النعمة كما ىو‬

‫شأن الضالين فإن العاشق ينسمب عقمو بالمعشوق فإذا عشق النعمة سقطت حرمة‬

‫المنعم بين يديو وىو ميوى اليالك‪ .‬فمثال النعمة مثال ممك قاىر عظيم الخزائن والعبيد‬

‫أرسل لبعض خاصتو ما ياكمو وما يشربو وما يمبسو وما يركبو وما ينكحو ولعظم‬ ‫حظوتو عند سيده ارسميا لو عمى يد اعز مممكتو مصحوبة بكتاب كتبو السيد بيده‬

‫تعظيماً لو مشتمال عمى تعظيمو والسيد يبجل عبده بانواع لذيذ الخطاب مثمو رحمة منا‬ ‫‪20‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫ورضوان عمى عبدنا الكبير الشأن فالن وبعد فقد بمغ قدرك عندنا حتى كتبنا لك كتابا‬ ‫بيدنا عمى خالف عادة المموك لحظوتك عندنا وبعثت اليك عبدنا الذى بحضرتنا ال‬

‫يفارقنا وال يدخل عمينا احد إال بو وىو الذى اصطفيتو بفضمى لخدمتى عمى سائر‬ ‫مممكتى وبعثتو بالكتاب الذي تناولتو بيدى ونزلت مرتبتو لخدمة حضرتك السنية وعميو‬

‫فبمجرد وصولو اكرمو واكرم كتابو بقراءتو تعظيماً وبفيم ما فيو واعرف حق المرسل لك‬ ‫فإنو اعز العبيد لدي وىو الواسطة لجميع مممكتي فافيم وبعده فاقدم لحضرتنا والبد‬

‫بصحبة حامل الكتاب فإنو عارف كيفية السموك وعميو ميابتنا وجاللنا محر اًر ما فى‬ ‫كتابنا من االشارات واآليات الولى النيى البينات فخذ منا ما وجو لك من النعم فاستعن‬

‫بيا عمى السموك لحضرتنا السنية فاعمم انى ما أرسمت اليك اال لتحضر حضرتنا دائماً‬

‫عمى عادة كمال اىل دولتنا اجالال لمرسول الذى ارسل اليك واياك ان تتراخى فإنو عين‬ ‫الطرد واياك ان تغرك النعم التى اىديت لك لتستعين بيا عمى السير الينا فتكون من‬ ‫المغرورين بالنعم فتطرد عن مقام الحظوة فإن فعمت ولم تصحب رسولنا ولم تكن عند‬

‫اشارتو ولم تكرم رسالتو بامتثال امره واغتنام صحبتو تكن عندى من عبيد المحنة دائماً‬ ‫اعداءك يقطعونك عنى بتزيين‬ ‫وال ابالي فإن اتيت استقالال بال صحبة الرسول فإن‬ ‫َ‬ ‫النعم بين عينك فتغتر بيا فيصحبك المقت كما صحب من جحد كتابى ورسمى ولم‬ ‫يكرموىما بمتابعتيما فقد حكمت عمى نفسي أن كل من لم يمتثل امرى ولم يقدم مع‬

‫رسولي بالفرح والشوق لحضرتنا اذ كنت انا السيد ورغبتك وطمبتك واكبرت شأنك‬

‫بالكتاب اليك وبالرسول وانت مستمر عمى االباء وكرىت حضرتنا وكرىت حضرة‬

‫رسولنا وكتابنا فانظر ماذا يمزمك عميو فإنى حكمت حكماً ال يبدل ان اوجو رسوال منا‬ ‫معداً لمغضب واالغاظة والنكال فيجرك الي رغماً عمى انفك ذليال ميانا مغضوبا عميك‬ ‫وال ابالى فإنك قد تعديت طورك حيث انفت منا واستعممت نعمنا فيما يبعدك منا فعن‬

‫قريب يظير امرك فتكرم باكرام لم تعرفو وال يخطر فى قمبك ان امتثمت او تيان اىانة‬

‫ال تخطر في بالك وال طاقة لك عمييا إن خالفت فاق أر كتابى بقمبك وكميتك فال اعذرك‬ ‫‪21‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫بجيل ما فيو الن الرسول بينو لك واياك ثم إياك من االغترار بغيرنا فإنك ممحوظ عندنا‬

‫مكسوب لنا وال حق لمغير فيك الميم ان اردت اليالك بالبيان فمك الخيار فى اصالح‬

‫نفسك واىالكيا وكم اىمك نفسو ممن قبمك عظمتيم وارسمت الييم نعماً منا فعشقوىا‬

‫فأتمفتيم عن خدمتنا وسيادتنا وقد بمغ بعضيم بسببيا دعوى السيادة والحرية تعالياً وتكب اًر‬

‫وطغيانا عنا واياك ان تكون مثميم وكم من عبد ارسمت لو وامتثل فقرب معظما مكرماً‬ ‫بما ال يخطر عمى قمبو فضال أن يعرفو اسمم تسمم واال فال فامتثل امرنا فمن نسينا‬ ‫نسيناه ومن تادب معنا اغنيناه ومن تج أر عمى كتابنا اىمكناه فذلك عادتنا المستمرة إلى‬

‫االن واياك ان تسمك سبيل المغضوب عمييم من الييود أو سبيل الضالين وال سبيل من‬

‫انكر وجحد وجودنا وقيرنا وقد بالغت فى االعذار فقد اعذرتك نجماً عمى نجم فكمما‬ ‫رجعت قبل نزول غضبنا قبمناك لكن نزول غضبنا غير محقق عندك فامتثل بالفور مع‬

‫الكتاب اول وىمة وعظم امرنا كما امرك عظمناه مع انك عبد ممموك ال طاقة لك عمى‬ ‫ٍ‬ ‫شيء وانما اصطفيتك بالخطاب وناديتك بكل مالطفة لتكون سعيداً فالسعادة ما عممتو‬ ‫لك سعادة ال ما تعممو انت فاقدم ادبر لك واترك معى تدبي اًر واياك ثم اياك من البعد‬ ‫عنا فإنو عين اليالك وقد ناديتك وامرتك لحضرة جمالنا وبالغت واطنبت لك فى الكتاب‬

‫وكررت ما ال يجب تك ارره وعظمتك بما ال تستحقو فافتح عين بصيرتك واعرف بانك‬

‫عبد مطموب لمحضرة فنفرت فسامحت مرة بعد مرار والسالم من سيد عظيم قاىر غالب‬

‫عمى امره مالك كل رقبة شديد العقاب غافر الذنب مؤرخاً بتاريخ بموغ العبد التكميف‬

‫اغنياء وعن غيرك ال نسئمك رزقاً نحن‬ ‫والقوة والشدة والفراسة لخطاب سيده ونحن عنك‬ ‫ٌ‬ ‫نرزقك والعاقبة لممتقين‪ ،‬لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عميو ما عنتم‪ .‬فبما رحمة‬ ‫من اهلل لنت وكن عبداً مطيعاً المر سيده فتنبو اييا المسكين من سكرتك التي تقمب لك‬ ‫االعيان باالضداد فتنظر السماء تحتك واالرض فوقك لما فجأك من سكر غمرة غفمتك‬

‫عن موالك فقد ضبعك ابميس بمثل ما ضبعتو حظوظ نفسو لما ترأس عمى اىل الجنة‬ ‫ِ‬ ‫السماء ومثمو في االرض‬ ‫مائة الف واثني عشر الف وخمسة وعشرين عاماً ومثمو في‬ ‫‪22‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫يعمم الممئكة معرفة اهلل ويقررىم التوحيد مما عممو من شبو القرب من سيده فعظمو سيده‬

‫بالرياسة الممكية والممكية فضبعتو الحظوظ مع مواله جل وعال حيث بنى امره عمى‬

‫وسوء االدب فى كميتو فتجبر بما نزل بو‬ ‫االجارة عمى العبودية فسرى ظالم الحظوظ‬ ‫ُ‬ ‫من ىواه وتمرد عمى سيده وعمى عبد سيده فابدى ما عنده من الغمظة بسبب الوالية‬ ‫عمى عبيد سيده وفسق بطغيان النعم وانقمب ادبو وحاول لباس سيده يتصرف بال اذن‬

‫من سيده فظير ما كمن من خبثو وسوء طويتو فمما انجمى امره واتضح فسقو فى‬

‫العوالم كميا انقمبت صورتو وصارت عين النجاسة الغميظة بسبب حظوظو فاختبره سيده‬

‫وىو اعمم بو يوم ممكو ولم يرض بقضائو وزاده سيده نعماً عمى ما عنده لييمكو استدراجاً‬ ‫عمى عادة سيده مع كل احد إن الكمب العقور ال يوخذ إال عمى النعمة فرش لو بالنعم‬

‫ليكبر ويزيد عموه عمى سيده واستكباره فبقدر الصعود يكون اليبوط فاظير سيده لصفوة‬

‫مممكتو عنده ظاى اًر وباطناً إنى خالق آدم من تراب وجاعمو عميكم خميفة نقمة عمى‬ ‫المغتر الذى ال يعرف نفسو فأعماه الجيل عمى الرجوع لسيده ابميس فرضيت الممئكة‬ ‫واذعنت قبل ظيوره وبايعت وعزلت رقبة الظالم الجاحد امتثاال لسيدىا لما فطرىم‬

‫سيدىم عميو من آداب الحضرة‪ .‬رب مبمغ اوعى من السامع فقرر ابميس الممئكة معرفة‬ ‫سيدىم فوعتيا وطحن ىو بسيف المكر لما تعرض لو من عدم اقامة الوجية لسيده بل‬

‫يعبده لغرض نفسو فمما حصل عميو في زعمو ظيرت لوازم باطنو فأظير الحق جل‬ ‫وعال صفيو خميفة عنو في سائر االحكام الممكية واقامو مقامو في افاضة ما يريد جل‬

‫وعال أن يمد أىل ممكمتو ظاى اًر وباطناً فيسيل منو ما سرى اليو من االمر االليى إلى‬

‫أىل دولتو جل وعال ترتيباً لسياسة ممكو عمى وفق ما سبق بو عممو اعتبا اًر لمقدرة‬ ‫الباىرة والسياسة القاىرة فيو المنفرد بالممك والممكوت فمما برز صفيو امر مالئكتو‬ ‫باظيار المبايعة لو بمثل المبايعة قبل ظيوره بعد تعميميم سبب فضمو وىو انو عمم من‬

‫سيده ذوات ذرات الوجود االليى وعممو في طينتو ترتيب الممئكة وظاىرىم وباطنيم وما‬

‫يراد بو وسائر خمقو فانطبع ذلك العمم المدنى فى طينتو فصار العمم ذاتاً لو فعممو سيده‬ ‫‪23‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫اسماءه وخواصيا ولوازم التصريف بيا فاظير الصفي طمب المبايعة بما تجمى بو سيده‬ ‫َ‬ ‫فبويع مما سوى ابميس الريئس قبمو فإنو تجبر عمى امر سيده فاستكبر كل االستكبار‬ ‫فظير ما انطبع منو في اول نشأتو ورد الكالم عمى سيده بعدم قبولو العزل وعدم‬

‫الرضى بجموس آدم فى كرسي الخالفة فراوده سيده فقال المعين فى جوابو ال اذعن لو‬

‫ولو تحرقنى بالنار عمى عادة النفس الخبيثة فصدق عميو أنو طمب النار والعقاب من‬

‫سيده فأجابتو غيرة سيده وعزتى الخمقنيا الجمك والعذبنك بيا عذابا ال يعذب بو احد‬ ‫ولتكونن اسوة لكل من تمرد عمى امر سيده فقال المعين رضيت بالنار فيي احمى من‬

‫والية من خمقتو من الطينة يتصرف في فال يقال عمي انو عزل بسبب الطين فأقسم‬

‫عميو سيده ان لم يرجع من عتوه حتى ييمكو باخراجو ومن تبعو فى حضرة قدسو‬ ‫فاستحمى الطرد والمعن والنار والخروج عن سيم الرحمة بما زين لو ظالمو الذى نشأ‬

‫من حظوظو مضربا عمى أن العبد ال يريد مع سيده شيئاً فأراد لعنة سيده بو برياسة‬ ‫الحكم فطرد فصار قبمة لميالكين بالحظوظ مع السيد وىو امام كل من يعبد اهلل عمى‬

‫حظ نفسو فإن اصابو خير لنفسو مناسب لحظو يفرح وان اصابو قدر غير مالئم لو‬

‫انقمب عمى وجيو فخسر بما خسر بو امامو‪ .‬فإذا تميد لك أن كل عابد لمدنيا واآلخرة‬

‫شيء النو‬ ‫يجيء منو‬ ‫فيو مقمد في عبادتو امامو المطرود المسموب خير سيده فال‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫امامو يجد مساغاً ويجد معو نجاسة الن ابميس تنجس بنجسة الحظوظ فال يعيش إال‬ ‫في نجس الحظوظ لممناسبة والنو ولي عمى من شابيو في الحظوظ متصرف فيو النيا‬ ‫نيجو وسبيمو ومواضع عطبو فيعطب بيا كل ذى حظ من اوالده الجن أو من اوالد من‬

‫عزل من رياسة آدم عميو السالم فقد حمف يميناً مغمظاً عمى سيده لسوِء مخبره ان كل‬

‫من عبد سيده من اوالدىما حتى يدخمو مدخمو قال لو سيده لك ذلك فإنى اغنى عن‬ ‫ِ‬ ‫الشركاء فكل من شركنى فى عبادتو بحظ نفسو اعذبو مثل عذابك فرضي إبميس فأمر‬

‫سيده أن يختبرىم ظاى اًر وباطناً فمن ناسبو فى اصل ىالكو يزلزل بخيمو ورجمو واعطي‬ ‫تشكال عمى عادة أىل فطرتو يتشكل فى ظواىر العابدين وبواطنيم فيحمق كل من كان‬ ‫‪24‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫عمى شفا اليالك بعدم رضاه بامر سيده فزين ليم مثل الرياسة والعظمة والحقد بجمب‬

‫االنتقام والغضب والغش إلى ما ال نياية لو من لوازم الحظوظ النجسية فيسكن لو‬

‫بجيوشو وخيمو بساتين باطنو فيوسوس لو بالزالزل والصواعق النجسية فزين لو امره‬

‫وذاتو ودينو ويصغر لو غيره من عبيد سيده فيحتقرىم ويعز الغافل المضبوع المحمق‬

‫بيوى نفسو من الحظوظ نفسو وكبير امره فيمتمئُ باطنو بغضب سيده وسخطو وبسخطو‬ ‫استعالء عمى عبيد سيده فال يزال امامو يربيو بصغار المخالفة المر سيده حتى‬ ‫يريد‬ ‫ً‬ ‫يزين عظائميا فيضحك عميو بأنو شيخو ينفعو فيخمصو فال يبرح عميو حتى يزين لو‬ ‫عدم الرضى بحكم سيده وأنو حر ال حكم لسيده عميو ويتب أر منو ويقول لو انما وجدتك‬

‫ممتمئاً بنجاسة الحظوظ المنسية عظمة السيد فنخستك فتبعتنى وال تاثير لي وال قوة وال‬ ‫طبع يمنعك عن السموك لموالك وانما من باب الذيب االبتر يحب ان تكون الذياب كميا‬ ‫مثمو فافيم عن اهلل وطير نفسك من رذيمة الحظوظ فإنك ان فعمت فال يجد المطرود‬

‫المعرض لالغواء محال نجسا فيك فيجد النور فتقتمو رائحة االخالص وتنفر جنوده عنك‬ ‫فيسمم قرينك كما اسمم قرين الصادق صمى اهلل عميو وسمم فيعينك عمى ما أنت بصدده‬

‫من االخالص وتشرق مرآتك بصيرتك وتنفتح عيونيا كميا فتنظر بيا سيدك وتحيط بيا‬ ‫بذرات عبوديتك فتنخرق ذاتك باوصاف موالك بصحة توجو جميع اركانك بالتعمق‬ ‫بربوبيتو فتعبد بشعرك ولحمك وعظمك وروحك من غير شاغل عن سيدك فتحظى‬

‫باالمداد االليى من غير تعرض لو وال قصد وال خطور لعظمة جاللو فال يخطر ببالك‬

‫عمى سبيل الذوق انك عابد وال عامل وال مستحق شيئاً عمى سيدك لما دىمك مما‬ ‫عاينتو عبوديتك من الفناء الصرف والجمود الالزم فيغرقك ما شاىدتو في بحر العبودية‬

‫فتكون عبداً ح اًر ال قيمة لك وال تزنك السماوات واالرضون لما كنت عميو من وصفك‬

‫االصمى كما خرجت من بطن امك فتحبك العوالم كميا لضعفك كما تحب الصبي يوم‬ ‫برز النو ال بشرية فيو فما من واحد إال ويحب أن يقبل الصبي ويضمو لصدره لما‬

‫عميو من الفناء في بحر الضعف وىو ال يشعر بمن احبو وال بمن كرىو بل اندكت‬ ‫‪25‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫مراسمو بضعف اصمو متوجياً لربو فعالمة العبودية انو ال يحب شيئاً وال يكرىو وال‬ ‫يدفع عن نفسو بل ىو فى قبضة السكر االليى موجياً ليا ميتا ليا فان احس بالح اررة‬ ‫يبكى من غير قصد فال مطمع لك في الرجولية التى ىى محض العبودية حتى تندك‬

‫مراسمك بالضعف كالصبى يوم زاد فافيم فعز العبد الضعف والعجز واالنسالخ عن‬

‫نفسو وعزه وغناه بربو فعبد الغني ال يتحمل مشاق اليموم في امر الرزق وعميو فالعبد‬ ‫البكاء وىو الذى ال يرضى بحكم سيده عمى اي حالة نزلو يتسخطيا يغضب سيده‬

‫وينزلو من مقام حضرتو عنده النو لم يرض أن يكون عبداً بل يتحسر عمى الباس‬ ‫وىيئة سيده المالكية لو فيترتب عميو غضب سيده فيميمو حتى ياخذه بالكمية بالقير‬

‫والنكال وال يبالى النو تعدى طور العبودية بزعمو فافيم وعميو فالعبد يقدم حق سيده وال‬

‫يشتغل بنفسو اال باذن سيده فإن امره سيده امتثل محبة وشيوداً لحالوة امره فال يصعب‬ ‫عميو شيء من اوامر سيده ولو فيو حتف انفو بل يتمذذ باالوامر وينقبض باالىمال‬

‫طبعاً من غير قصد بل بفيض إليى النو الحق فيو لنفسو فيالطفو سيده بانواع التعظيم‬

‫ولذيذ الخطاب وافاضة بحور اسمائو وصفاتو عميو فيقوم المر سيده بكميتو مؤيداً بانوار‬ ‫ربو فيعبده فى نفس واحد باعظم عبادة جميع العامة فينوب عن العامة من العبيد فى‬

‫اداء الحق المالكى فتعطى لو مؤونة تصمحو اعظم مما يخرجو لبقية عامة خمقو لحسن‬ ‫طويتو وفراغو من نفسو وامتالئو بربو فتنفعل بو االفعال االليية من غير شعور وال‬

‫قصد فتظير لو لوائح بوارق الحب االليى فينتعش انتعاشاً قوياً بربو فيسمب خمعة‬ ‫االسماء ويحمى بسكر بحر العمى الربانى فتصير بحور االسماء طوع يده مجرداً من‬ ‫لوازميا حتى يرد الييا فيعام بو في الطمس مطموسة حواسو بسيده فإذا افاق من سنة‬

‫سعادتو صار جبال راسياً راضياً مرضياً كامال ناقصاً عند نفسو جالساً عمى كرسى واحد‬ ‫من كراسى عبودية سيد الكاممين المكممين صمى اهلل عميو وسمم سيد الكل واماميم التى‬ ‫عددىا بعدد العارفين من امتو ومن الممئكة الغير المتناىية فى عممنا فإذا اجمس عمى‬

‫كرسى نبيو افاض عميو سيده قوة نوره حتى يشيد بو لوائح بوارق سماء نبيو سيدنا‬ ‫‪26‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫محمد صمى اهلل عميو وسمم فيعمم انو حقاً انما يعبد اهلل بنور من جمس عمى كرسى‬

‫عبوديتو فيعرف قدر نبيو بما لبسو من مرتبة نبيو وتيقن ان روحو التى توجو بيا عين‬ ‫نبيو فيمقى السالح لوساطتو جازما بانو عاش فى ظمو لواله لبقى عدما قبل وجوده‬

‫فتأدب بآدابو صمى اهلل عميو وسمم ويتحرك بحركتو بحضرة ربو فيسمع صالة ربو عميو‬

‫بجميع قوى اركان سر ذات مرتبة نبيو فتخمع عميو حمة نبيو بحسب ما قسم لو منو‬

‫فيميز وسائطو بينو وبين نبيو فيعطى ليا احق دوائره فيتمنى حينئذ إذ رآ ظميتو أن يكون‬

‫خادماً المتو بما اقتطفو بعناية ربو فترجعو حجابية نبيو لمشفقة عمى كل خمق بحيث ال‬ ‫يميز إال فعال واحدًا لربو ويكون مركز نكتة صفاء قموب خمقو مبايعاً لنبيو بيعة العقبة‬ ‫العرفانية فيالك من عبد ان سمكت مسمك التوحيد توحيد العارفين باحسان الوجية في‬

‫الشؤون كميا ويالك من ضال ان اشركت حظك بعبادة سيدك فافيم ترشد واياك أن‬ ‫ترضى ان تحط عن درجة أىل االقبال الكمى لحضرة قبمة سيدىم فمن أقبل عمى اهلل‬

‫بكميتو اقبل اهلل عميو واقبل معو جميع خمقو وقد عممت قبل أن كل خطاب ورد مما‬

‫يرشد لطمب الثواب عمى العمل إنما يسمك بو مسمك الصبي اليارب من حضرة كافمو‬

‫وان كل ما ورد عن نبيك مما يرشد لو فإنما ىو من باب التربية بصغار العمم قبل‬

‫كبارىا فإنو امر ان يخاطب الكافرين بما يفيمونو ويستقذر ليم حظيم الذى ىو صنميم‬ ‫واعتقادىم الفاسد من نسبة الولد لو جل وعال وغيره مما يرشد لسفاىتيم بقتل اوالدىم‬

‫امالقاً وغيره لعميم يرجعون وان يخاطب العاصين بما يقطعيم عن المعاصى بإنذار‬ ‫وتبشير وأن يخاطب التائبين بما ليم من النعيم المقيم ليثبتوا عمى الطاعة وأن يخاطب‬

‫المخمصين بما يقطعيم عن مالحظة الثواب بعمميم وأنيم ليسوا أىال لو لوال فضل اهلل‬ ‫جل وعال وأن يخاطب اول المقربين من الدرجات االربعة لما يرشدىم لنفي نسبتيم‬

‫العمل النفسيم وان ال تاثير لمخموق أياً كان « واهلل خمقكم وما تعممون » وان يخاطب‬ ‫خاصة المقربين من الدرجة الثانية بانيم ما امتثموا اوامر اهلل بانفسيم وال اجتنبوا مناىيو‬ ‫بيا بل بمحض فضل اصطفاءي « وما رميت إذ رميت ولكن اهلل رمى » وأن يخاطب‬ ‫‪27‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫أىل الدرجة الثالثة من المقربين بان الشوق ىو عين االرادة واالرادة حجاب عظيم وان‬

‫المشتاق الزال مع بقية وان يخاطب اىل الدرجة الرابعة بان المذة التى حصمت ليم‬ ‫بعبادة ربيم ليست منيم بل منو جل وعال وأن يخاطب العارفين الموحدين بان اهلل وحده‬

‫في ذاتو وصفتو وفعمو فال تعمل الحد في توحيده بل ىو الذى وحد نفسو جل جاللو فال‬

‫يحتاج إلى من يقول ىو واحد وال من يقر بو وال من يفوض لو وال من يتوكل عميو فيو‬ ‫ٍ‬ ‫شيء فيغنيو عممو بكمالو بال مكمل وال من يقول‬ ‫الغنى المطمق ىو الصمد عن كل‬ ‫كامل فيتفرغ العارف عنده من كل قوة وحول فيزىد عن نفسو فانياً بربو ويزىد عن‬ ‫توحيده وتفويضو وتوكمو وتسبيحو وتقديسو غير معول عمى عممو وال عبادتو مضربا‬

‫شيء لم يقدر لو أو عميو راضياً بقدره فحينئذ يكون‬ ‫عن الغير والغيرية آيساً أن يصمو‬ ‫ٌ‬ ‫عبد ربو ح اًر بنبيو واقفاً بربو متحركاً بو بين اصابع ربو مقبوضاً بقبضتو مكفوال برعايتو‬ ‫عائشاً بكنفو مفرغاً من كل عمة تائباً لربو ثم ال يزال نبيو يخاطبو بأن حضرة ربك‬ ‫امامك فجد عمى ما كنت عميو من الجمود كجمود القمم بين يدي الكاتب فخطاب‬

‫صاحب الشرع صمى اهلل عميو وسمم يظير مظاىر مراتب امتو وىو خطاب واحد وىو‬

‫افراغ القمب من الغير والغيرية لكن خطابو اوال بحسب تييئتو شيئاً فشيئاً حتى يصمح‬ ‫لمفيم الربانى فإذا عممتو بتأمل عرفت أن الشريعة متحدة ال خالف فييا وال غبار عمييا‬

‫وان المجتيدين كميم عمى حق وان جميع اقوال العمماء تفسي اًر او اصوال وفروعاً ومعقوال‬

‫ووسائل ليا من نحو وتصريف وغيره من جميع خدام الشريعة مرجعيا إلى قول واحد‬ ‫وىو الداللة عمى اهلل بحسب ما تجمى صاحب الشرع فى قائمو بكونو صمى اهلل عميو‬

‫وسمم ظير فيو مظير مقام من مواقف الدين التسعة فمن كان شرب من حقيقة صاحب‬ ‫الشرع مقام التوبة فال يفيم من الشريعة إال مشربو وتجده يبالغ فى تحرير المسائل‬

‫محاوال ان يطبق جميع السنة الشريعة عمى مقامو فيفنى عمره كمو فى االجوبة‬

‫واالعتراضات وحل المشكالت عنده ويعد مجمسو مجمس التحرير وغيره ممن فوقو ال‬ ‫تحرير فيو ويعارض بين النصوص الشرعية قصد نصيحة االمة فال يحصل من‬ ‫‪28‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫الشريعة إال ما ذاقو فيقيد ويعمم بحسب اجتياده وىو صادق في ذلك كمو فإنما الشريعة‬ ‫جميع ما تحتو كطبقات الجنان الثمانية فمن كان اسفل الجنة ال يطمع ومن كان فوقو‬

‫يستغل ومن كان فى الثامنة اعطى الس ارح فى الجنان كميا وال سبيل لمن سفل لما فوقو‬ ‫ليظير التفاوت والتمايز والتفاضل بحسب االذواق في االدب ومن جمس مجمس الموقف‬

‫الثانى كذلك فاعمم ان الشريعة ذات واحدة ليا عين قائمة باركانيا كساق شجرة تفرعت‬

‫منيا عصون متعددة بحسب الغمظ والرقة وليا ثمار مختمفة واذواق مخالفة فمنزلة‬

‫المجتيدين اطالقاً كغصون الشجرة الكبار التى تفرع منيا غصون متعددة ومثل العمماء‬ ‫غير المجتيدين كمثل غصون رقاق مدركيا رقيق لطيف ال يدركو اال اىميا لرقتيا‬

‫والغصون كمو مآليا لمشجرة والشجرة مآليا لمماء وىو الذى انزرع فييا جيد روحيا فمثال‬

‫صاحب الشرع مثال الماء والماء منزل من اهلل جل وعال ليطير بو من رجس الكفر‬ ‫والمعاصى والحظوظ فالمعصية عمى اقسام مغمظة ىى الكفر مبنى عمى الجحود‬ ‫ومتوسطة ىى المعاصى مبنية عمى اتباع اليوى ال االستكبار عمى الربوبية وخفيفة ىى‬

‫الحظوظ مبنية عمى طمب الثواب الذى ىو من شان المستاجرين ال العبيد فالمعاصى‬ ‫لمسيد من حيث ىى مذمومة مطردة من حضرة الحق فمن قوى مدركو من كبار‬

‫العارفين ينظر ببصيرتو إلى جميع الشجرة ويغترف من اصميا ويوجو كل ذوق إلى‬ ‫اصل غصنو ويفيم اسرار الشريعة كميا وال يبقى عنده نوع خالف فيعبد اهلل عمييا كميا‬

‫من غير تنزل عن مقام عزيمتو ومن ال ذوق لو إال في مقامو يتكمم بحسبو ال غير‬ ‫وينصف وربما يشغمو العمم عن العبودية والمطموب منو أن يتقن عممو باحسان الوجية‬

‫لمواله فينقمو بحسن ادبو لما ىو اعمى فإذا رقى يرى ما دونو جيال محضاً حتى يوصمو‬ ‫لو وال يتحقق بما بيناه ويصدقو إال من اعرض عن نفسو كل االعراض واقبل عمى‬ ‫مواله كل االقبال فإذا استولى عمى عين الشريعة بانسالخو عن نفسو وزىد عنيا بحيث‬

‫ال يحبيا ولو طحنت بأرحية االقدار يتبين لو ذوق ثمار الشجرة الربانية فتكثر الواردات‬

‫بحسب اذواق غمتيا فينبعث عنيا استعظام نعمة المنعم فيشاىد سيده فى كل ذوق‬ ‫‪29‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫كرؤية وجيو في مرآة فينظر محاسن االلطاف واالقدار فيرى قد اًر كالجبال تسقط عميو‬ ‫فيشتاق لالندقاق ويفرح بالمراضخ االليية كما يفرح صاحب الحجاب بالجنة فكمما‬

‫جاءتو لجة تعرض ليا تمذذاً وابراداً باذالل نفسو لمواله وال يرى راحتو إال فى الصواعق‬

‫والعتاب عمماً أنو ليس اىال لالنبساط فيفرح بعذاب حبيبو عمماً منو أنو ما عذبو إال‬ ‫ليقربو فبقدر الجالل يكون الجمال فترى صاحب عين الشريعة يصدق كل قول ويعده‬

‫صحيحاً ويستغرب مدركو حيث كان فى المقام االدنى ويشير بعبارتو لمقام من فوقو‬

‫االنبياء ذاتاً واحدة يجمعيم مقام الداللة عمى المولى‬ ‫فترجع الشرائع عنده شريعة واحدة و‬ ‫ُ‬ ‫جل وعال وتصير عنده الطرق طريقة واحدة لتوصيل كل طريقة إلى الحضرة القدسية‬

‫ويرى الشيوخ كميا ذاتاً واحدة لقياميم بالداللة عمى الحبيب جل وعال سبحانو ما أجمو‬

‫واعاله واظيره واخفاه ويرى المومنين الموحدين من آدم اليو ممة واحدة ويصور كورة‬

‫العالم بمنزلة ذات واحدة موجية لسيادة موالىا ذليمة خاشعة مطمئنة مرتعدة خائفة عابدة‬

‫متبرئة من الحظوظ الجوىرية معترفة بالممموكية راضية بصواعق سيوف االقدار‬

‫المالكية فيتحرك بتحرك الكورة ويعبد معيا موصوفاً بذلتيا فينصبغ بانصباغ عبوديتيا‬ ‫فيصار شعرة من شعراتيا فيحصل لو فضل جماعة شعراتيا لمقام التعاون فيفاض عميو‬

‫فى كل رعدة فيوض سائر اخواتيا من اعضاء الكورة الن الكورة بمنزلة ذات رجل‬

‫مركبة من اجزاء متوقف بعضيا عمى بعض فكل جزء يمد جميع الكل ويفاض عمى‬

‫الجزء ثواب الكل لمقام التعاون مع قصد الجزء ذلك (إنما االعمال بالنيات وانما لكل‬

‫امرء ما نوى) فإذا فيمتو عممت ان بركة العارف ممدة لسائر االكوان وان االكوان كميا‬

‫ممدة لو لالخوة فى التعاون عمى التعمق بالربوبية وأما الجاىل بيذا فال اخوة مع الكورة‬

‫وال معاونة بحسب نيتو فال حظ فى ثواب الكورة جزءاً وكال فإذا تمحضت لموالك يمدك‬

‫الوجود كمو وتمده ويعطى لك مثل ىذا فإن نويت النيابة عنو فى تحمل الزالزل الجاللية‬ ‫تعط ثواب من اسقط فرض كفاية عن ذرات الوجود وتحظ بمحبتك اىل عبوديتو‬

‫ويتوجك بتيجان رؤوس اىل مممكتو فترزق عز السيادة االمدادية فاعمم ان العبد ليس‬ ‫‪30‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫من شأنو الطمب بباطنو إنما شأنو التضرع بظاىره معوال عمى خزائن سيده مستسمماً‬ ‫المره فإذا طمب يقول لسان سيده اقبل عمى شأنك فإنك بمرءا منى فال تحتاج الرشاد‬

‫لحوائجك فاشتغل بما طمب منك من الخدمة واالدب فإنما انت آلة لمخدمة ال غير فال‬

‫يغرنك ان تعاميت عميك فى حال االساءة وفي حال العجز والكسل فمقصودى فيك ان‬

‫تفني اوقاتك بالخدمة التى ممكت ليا وليس من شأنك ان تباسط السيد وال ان تمبس ا ازره‬

‫ورداءه من اوصاف السيادة فإن اقبمت عمى شأنك تصمك نفقتك التى ضمنتيا السيادة‬ ‫يوم ممكت واقبمك وال ابالى بعد أن قربتك بعمل بل اعظمك من بين الممالك فيعظم‬

‫امرك عندى وشأن العبد ان ال يحوج سيده الى ان يقول لو افعل كذا النو عرف خدمتو‬ ‫يوم ممك ففي وقت الحرث يييئ لمحرث بال امر النو اذن لو فيو بالممك وكذلك بقية‬

‫االسباب وينسب حوائج سيده لنفسو ممتمئاً فيمو بسيده وخزائنو من غير تعويل عمى‬ ‫الخزائن النو الحظ لو فييا اال بالممك فيمتمئ قمبو بمحبة سيده وال ينسب الكمال إال لو‬ ‫النو مالكو وال يرى فضال الحد عميو إال من حيث الوساطة من سيده فيعظميا جريا‬

‫عمى االدب مع سيده الذى ارسمو لو فيغضب بغضب سيده ويفرح بفرحو ويحب كل من‬

‫نسب لسيده ولو ريحو وبمده وكمبو فتجده يعظم كمب سيده وينسبو لنفسو ويغار لكمب‬

‫سيده فال يتركو الحد ولو الموت عميو الن من اىمل كمب سيده فقد اىمل شأن سيده‬

‫ومن جممة الشئون جميع ما نسب لو فيعد كل من يعظمو من صاحب بمنزلة سيده‬

‫لسيده وال يرى كمب سيده إال بعين االجالل والمحبة فيفنى فى حسن كمب سيده مضربا‬

‫عن خمقتو ولو مشوىة بل يستحسن كمما ثبت لسيده فيمتثل اوامر سيده بحيث ال يشتغل‬

‫ببشريتو ولو كان مرجوماً ببول او غيره حتى يرضى سيده واشار لو بالراحة تصريحاً او‬

‫تمويحاً يفيم امر سيده النو فان فى سيادتو فال يرى ع اًز لنفسو خارجاً عن خدمة سيده‬ ‫بل عزه محصور فى نسبتو لسيده العظيم الشأن فيشرف بطاعتو ويتجنب البطالة فإنيا‬

‫سبب المقت واالىمال فيزين العبد نفسو بالنظافة ويجمل ىيئتو بنعمة سيده التى افيضت‬ ‫عميو منو فإنو يحب أن يراىا عميو حال المشاىدة وال ييمل نفسو بالمقت بالتقشف مع‬ ‫‪31‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫فيض مدد سيده عميو فإنو سم فإنو يظير اضاعة سيده لو وال يشتكى الحد ولو ضيقت‬

‫طرق النفقة بل ولو تتابعت عميو مقامع سيده بالنكال بل يصبر ويعرف انو شأن العبيد‬

‫وال ينزل حاجتو عمى احد النو حاجة لو وانما حاجتو حاجة سيده فميترك لسان‬ ‫الممموكية يتمكم مع حضرة امداد سيده فإنو مقبول باالحسان واالفضال وال يطمئن بحالة‬

‫البسيا بل يخاف من سيده من ان يعريو من العمل بحيث ينزعو من عمل الخدمة‬ ‫ويولي غيره أو يجرده عن عزه الذى لو السيادة بسيده فيخاف ان يخرجو عنو ويطرده‬

‫فيذا ادبو فمن قدم امر نفسو عمى امر سيده فقد أخسر الميزان وذلك قمب القضية وقمب‬

‫ماء واراد ان يسقيا فقمبيا لالرض فإنو ال‬ ‫البرادة معناىا انو عمل برادة سيده فوجد ً‬ ‫يممؤىا ولو بقي مائة الف عام النو عكس القضية فمو احسن وجيتيا عمى السقي سقاىا‬

‫نفساً واحداً فكل من عظم امر نفسو واىمل امر سيده بحيث جعل امر نفسو مقصوداً‬ ‫بالذات وامر سيده ام اًر زائداً ثقيال عميو يعممو بكمفة وامره سيال حمواً ولو بمشقة فيكون‬

‫حاذقاً فى طرق نفسو جاىال باحكام سيده متراخياً فييا متعذ اًر بالجيل وأنو مشغول‬ ‫بنفسو فذلك دليل عمى انطماس البصيرة منو وعالمتو انو ان اشتغل بذكر سيده يثقل‬

‫عميو وينام ويكسل وان اشتغل بنفسو نشط ولو بقي الميالي ذوات العدد ال يغمبو النوم‬

‫وذلك النو عاشق فى حظ نفسو فانياً فييا من دنيا وآخرة وليو وقيل وقال والعاشق‬

‫راحتو المعشوق فال ييتم إال بامره وال يمتمئ قمبو إال بو فإذا ذكر سيده الغير المعشوق‬ ‫ثقل وتمرض وتعجز فصار سيده الذى يعبده ىواه وامر سيده مطروحا عنده وىو عين‬

‫الحجاب والحجاب بينو وبين سيده بعد النسبة ال غير وىو انو عكس القضية فمو بقي‬ ‫ٍ‬ ‫الماء فائض عمى وجو االرض دائماً فمو القى‬ ‫عمييا عمر الدنيا ما عرف نقطة ماء و ُ‬ ‫ِ‬ ‫الصفاء الغترف ساعة وروى فعميك بتعظيم امر سيدك‬ ‫لمرب عارف كيفية الغرف من‬ ‫من صالة وذكر وبجعل نفسك فى يد سيدك فإن ردك الييا واذن لك فى قضاء حاجة‬

‫نداء سيدك وىو المؤذن فافزع‬ ‫نفسك فامتثل بالفور ثم توجو لنحو سيدك فإذا سمعت َ‬ ‫وغب عن امرك كمو ولو جائعاً كنت فإن الحاكم الذى يحكم عميك اذا امرك باالتيان‬ ‫‪32‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫اليو في ساعة معينة ال يقبل منك قبميا وال بعدىا فيقول لك إن كنت اآلمر فاقدم فى‬

‫البالء « سنفرغ لكم‬ ‫الوقت الذى عينتو وان كان االمر امرك فتربص فعن قريب يحل‬ ‫ُ‬ ‫اييا الثقالن » فالعبد إذا أمره سيده فامتثل ظاى اًر وباطناً فرحاً حيث استعممو سيده‬

‫وعمل العمل المتقن الذى يدور لو الفمك بسيمو وحرث مثال حرثاً متقناً وزرع زرعاً جيداً‬ ‫في بمدة طيبة ونقاه من شوك العمل النفسية وحصده ودرسو وذراه ونقاه تنقية اخرى من‬

‫الحجارة وطحنو طحناً متقناً وغربمو عمال محكماً وعجنو عجناً محكماً وطبخو طبخاً‬ ‫محكماً يدور لو الفمك بغمة عممو وىو ذوق سر عممو مع رضى سيده وان امره سيده‬

‫وثقل عميو العمل وعمل عمال بالخيانة وغش فيو ويرد باطنو كالماً عمى سيده فينسب‬

‫سيده لمظمم ويخاصم باطناً ولم يزرع بذ اًر متقناً وان زرع اىمل تنقيتو وان نقى فرط فى‬ ‫جمعو ودرسو وتذريتو فإنو مستوجب عقوبة سيده وال غمة لو بل حظو العقاب من سيده‬

‫فيذا شر الممالك فافيم ترشد فإذا فيمت عممت قولو جل عاله في بساط الظيوره « وما‬

‫خمقت الجن واالنس إال ليعبدون ما أريد منيم من رزق وما اريد أن يطعمون » واما‬

‫بساط الحكمة االليية ما خمقتك الن تريد وانما خمقتك الظير فيك آثار قدرتى واعمم أن‬ ‫االرادة والتعرض باالعمال من اكبر العوائق عمى الحضرة ثم إنو جل وعال خمق امام‬

‫المتقين صمى اهلل عميو وسمم قائداً لحضرة اهلل وخمق اماماً لمضالين قائداً لحضرة‬ ‫غضب اهلل فكل منيما يدل ويرشد إلى وصفى كرمو وانتقامو جل وعال فالنبي يبين‬

‫الطريق الىل البصائر مجردة من االرادة ويمنى عمى لسان اهلل اىل الغفمة لسياسة‬ ‫الرجوع من غفمة الحظوظ فرجع البعض من سنة غفمة المعاصي وسكر الغفمة الحظ‬

‫االخروى او الدنيوى فسكر البعض السكر الذى يخفى إال عن العارفين فيبقى فى غفمة‬

‫السكر النجس المحرم في دخول حضرة الصالة وحضرة اهلل تعمى « وال تقربوا الصالة‬

‫وأنتم سكرى » واعظم السكر الخفي وىو سكر المقاصد بحيث يعبد لنفسو ال لربو‬ ‫فيجب عميك أن تتجرد من ىذه الداىية الخفية ليصح الدخول فى الصالة صالة‬

‫المقربين وابميس يدل بخيمو ورجمو ووسوستو ومعو ال يقطعو بقوة بل بوسوسة ال غير‬ ‫‪33‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫فميس المام المتقين أن يدخل إيمانا فى قمب احد اكراىاً وليس المام اىل الحظوظ ان‬ ‫يدخل الشقاوة فى قمب احد بل الفاعل المختار جل وعال واحد في الحضرات كميا فمن‬

‫امتأل قمبو باهلل يسقو امام المتقين لو ومن امتأل قمبو بحظوظ يسقو امام االشقياء لمشقاوة‬ ‫فنامرك اييا المشفق عمى نفسو بالتأمل بالعقل االيمانى فإنو يتبين لك ان ما كان عميو‬

‫عباد الحظوظ الدنيوية واالخروية رجس من عمل الشيطان النو سبب غضبو وافرغ‬

‫قمبك من كل غير وغيرية وكن عبداً ح اًر من رق االغيار مقصو اًر عمى ما خمقت لو من‬

‫عدم القصد واالرادة تكن عبد ربك اضافة محضة مكتسبة التعريف واال تكن مضافاً‬

‫لفظياً وال تفيدك اضافتك لمحق إال انك عبد القير ال عبد الرضى فاعمم أن الطريقة‬ ‫عندىم تتبع اقوال وافعال واحوال وعوائد واخالق امام المتقين صمى اهلل عميو وسمم فيي‬

‫الطريقة الحقيقية النافعة المستقيمة فتتبع اقوالو وافعالو فقط ىو الشريعة العمومية‬ ‫فأحوالو صمى اهلل عميو وسمم مبنية عمى صرف العبودية من غير ارادة ارايت ىل كان‬

‫يريد أن يكون نبياً فى االزل وقد كان نبياً في االزل اوان االرادة وىل كان يريد ان يكون‬

‫افضل عامة الخمق فيو وقد كان فيو قبل وجوده وىل اراد ان يكون اعمم الخمق فيو قبل‬ ‫ظيوره كل ذلك مفاض عميو من بحر الفضل قبل ظيور اوان االرادة فاعمم ان اهلل جل‬

‫جاللو منفرد فى ذاتو وصفاتو وافعالو فيو الكنو الساذج الصرف المتجرد عن كل ما‬

‫يدركو العالمون فيو القديم وغيره حادث احدثو كيف اراد واحدثو مع الزمان والمكان‬

‫واالعراض فيو الحق جل وعال وغيره مثل ظل غير ثابت كجرم في الضحوة ولو المثل‬

‫االعمى والدليل وما يدرك من المدلول حادث احدثو معو فمم يكن من يتحرك ويسكن وال‬

‫من يعرف جاللو فأحب جل جاللو ان يظير وصفي كرمو االحسان الحبابو واالنتقام‬ ‫فى اعدائو وسبق فى عممو جل وعال أن يظير اوال فاتحة الوجود وخاتمتو سيدنا محمد‬

‫صمى اهلل عميو وسمم فاظير بفضمو بال سبب تقدم نوره وادرج فيو نور حبيبو إدراج‬ ‫الظل الخيالى الذى ال يتصف بظممة وال نور وال باتصال وال بانفصال وال بوجود وال‬

‫شاء فانصبغت نورانيتو صمى‬ ‫شاء كيف َ‬ ‫عدم فقواه بنوره المكنون وسقاه جل وعال بما َ‬ ‫‪34‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫شاء اهلل بال سبب وال ارادة حظ فتعمى جل وعال عن‬ ‫اهلل عميو وسمم وتميزت فسقى بما َ‬ ‫االغراض والتوقف عن االسباب والوسائط فسبحان من قيرنا بالظل فال تعرف ماىيتو‬ ‫ثم تنزلت نورانيتو صمى اهلل عميو وسمم فانصبغت صبغاً لطيفاً تميزت فصارت محمدية‬ ‫فتميز بحر االلوىية من بحر الخميقة وىو عين المحمدية فال يبغى بحر االلوىية عن‬

‫بحر الخميقة وال العكس بحسب ما تعمقت بو ارادتو ال بحسب ما يدرك ويكيف فبحر‬

‫االلوىية التى ىى عين ام بحور االسماء الحسنى يمد ويسقي بحر الخميقة الذى ىو‬

‫عين النبي المكرم المطمسم قدره لكل عارف أياً كان فامتزجت مدادية بحور االسماء‬ ‫التى ىى االفعال في كنو نوره صمى اهلل عميو وسمم وآلو فتنزلت حجابيتو صمى اهلل‬

‫عميو وسمم بقير اليى بال ارادة وال تعرض فانبسطت واتسعت واشرقت اشراق الظمية‬

‫المخموقية فكمما وصمت ظميتو فيو قاب قوسية حد ممك مواله فيو فيو صمى اهلل عميو‬

‫وسمم ممك اهلل مظير اسمائو وصفاتو فانغمست ظميتو صمى اهلل عميو وسمم فى بحر‬

‫رحمة االيجاد واالمداد فتكونت روحو الشريفة من بين الرحمتين فيى اول الظيور من‬ ‫حضرة الطمس فسقاىا جل وعال بما شاء اهلل قدر ما شاءه فأوقفيا بين يديو جل وعال‬

‫تقبل وتدبر في حضرة الجالل والجمال فعرقت بما دىميا من الجالل وثبتت بما غشييا‬

‫من الجمال فسقطت نقطة عرق مناسبة لجرمية روحانيتو صمى اهلل عميو وسمم عمى‬

‫كيفية ال يدركيا العارفون فيوت فى ىواء ممكوتيتو جل وعال فتمقتيا رياح االسماء‬

‫وذرتيا نشئاً وابال فأمطرت مطر الرحمة وىو اول مطر فانجمعت اودية بحار قدرة‬

‫الحق جل وعال فصارت بح اًر مشتمال عمى ذرات واعراض واخالق ولوازم ما يكون إلى‬ ‫ما ال نياية لو من ازمنة الدىر اآلخرة واالزمنة واالمكنة والجوىرية والعرضية وجميع ما‬

‫يسمى ممك اهلل فانزرعت االكوان من مائيتو صمى اهلل عميو وسمم ووصل ما وصل‬ ‫وفصل ما فصل واتحدت االنفعاالت واستوت فى اصل الظيور باعتبار الفاعل‬

‫وتخالفت اجناس المظاىر المنبعثة المكنونة من الحضرة المحمدية فيو عين االحمدية‬

‫التى ىى عين الكنو فعل جل جاللو ىذا ترتيباً لممكو ال غير من غير داعية فتكونت‬ ‫‪35‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫االكوان كميا من كونية ماء نقطة عرقيتو صمى اهلل عميو وسمم فصار اصال اصيال لكل‬

‫عدم مظير مظير بتاثير اسمائو جل وعال وصار منبتاً لمراد اهلل فى ممكو وانحجبت‬

‫عن الخالئق كميم حجابيتو ووساطتو واصميتو فصارت الفاظ العارفين تومئ الييا من‬ ‫ٍ‬ ‫سماء وارض وبحر وسائر عوالم الحق‬ ‫وراء سجف الحجب النورانية فخمقت العوالم من‬

‫المتوالية لسمائيا وغيره فصار صمى اهلل عميو وسمم روحاً لموجود ومفتاحاً لو وخاتماً‬ ‫بحيث لم يتقدم لو ظيور ولم يتأخر عنو ظيور بل ما ظير وما بطن إنما ظير فيو‬

‫وبطن فيو فصار صمى اهلل عميو وسمم ىو الكون االمر االليى فيو المخاطب فيو‬

‫الواصل وغيره منفصل بحجابيتو صمى اهلل عميو وسمم مدرجاً في نوره بين يدي مواله‬ ‫فغاية ما يدركو العارف ولو سيدنا اسرافيل إن حصل لو االنس بسيده جل وعال فى‬ ‫وسط وعائو صمى اهلل عميو وسمم فتنبعث لو جيوش الجالل فى مظميتو صمى اهلل عميو‬

‫وسمم فكل ذلك بتقدير الحكيم بال سبب وال داعية وال غرض فخمقت الممئكة وجعمت‬ ‫سيم الرحمة الحظ لمغضب فييا ما عدا الثقمين االنس والجن فمما عزل الحق جل وعال‬

‫ابميس بحسب ما أشرنا لو آنفاً وولى صفيو ابا اصل الوجود طينا آدم عميو السالم‬ ‫اء فجعميا لبناتيا عادة فما من زوجة إال وقد خمقت من‬ ‫وخمق من ضمعو زوجتو حو َ‬ ‫ضمع زوجيا آنس سيدنا آدم بيا في الجنة المقامة لمعدل والخمود فأصدقيا الصالة عمى‬

‫ولده طيناً سيدنا محمد صمى اهلل عميو وسمم بوحي اليى فجعل اهلل جوىرة الوجود‬ ‫باكورتو قبمة سيدنا آدم بو ييتدى وبنوره يقتدى وبو يعبد ربو وبو يفصل احكام اهلل وكان‬

‫آدم قبمة الخالئق فبو يستضيئون وامره الحق أن ال يغفل عن الواسطة فإن غفل ساعة‬

‫تجر عميو المقادير بغفمتو عن قبمتو وان ثبت بحضرة ربو ترتيباً لممكو فكانت نعم الجنة‬

‫لطافاً ال تضر وال تصدع وال تسيل وال تفجر دماً وال قيحاً وانبت فييا الحق شجرة‬ ‫غميظة تاريخ اربعين عاماً قبل وجوده فعرضيا الحق جل وعال مقدرة بغفمتو عن‬ ‫الوساطة فمما وسوستو سيدتنا زوجتو بوسوسة المعين جالت قوتو في االجتياد ذاىال عن‬

‫الواسطة الممدة لو فعام بنفسو فى بحور االوامر ولم يجد نيياً مصرحاً بو عن حرمة‬ ‫‪36‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫الشجرة مساعداً حرمة المومنة زوجتو فخفيت عنو الموازم التى تكفل بيا الشيخ المربى‬ ‫سيدنا محمد صمى اهلل عميو وسمم فأكل الشجرة بعد أن قرر لو الحق جل وعال أنيا‬

‫مسيمة وليست من جنس نعم الجنة وانما نبتت قرب خمقو فمما كميا مساعداً زوجتو‬

‫المساعدة المعين الذى غرىا بالقسم باهلل فخفى عنيا أال يكون فى طوق احد أن يتج أر‬

‫باليمين الكاذبة لقوة إيمانيا واىبميا حزميا بجالل اهلل وانو ال يطيق احد ان يحمف‬

‫بالكذب فصدقتو فمما مضى االكل منيما ضحك ابميس عمييما فمعن ابميس فسرت قوة‬

‫الشجرة االسيالية فى عروقيا قبل ايناس بدنيما باالسيال فحصل اسيال منيما ووجع‬

‫عظيم كوجع الوالدة فتوجع آدم فأراد ان يقضى حاجتو فيربت منو الجنة بنعيميا وثيابيا‬ ‫النيا حضرة القدس ال تصمح لمقاذورات الشجرية فمما تبرأت منيما نعيم الجنة وعظم‬

‫االمر سمى « وعصى آدم » بخفاء الموازم التى ىى ان من اكل الشجرة الغميظة يخرج‬ ‫من الجنة بسبب القاذورات وان من اكل النعم المطاف يبقي فى الجنة النو ال وجود‬

‫لسبب خروجو فأخرجيما الحق إلى حضرة الدنيا التى تسع االسيال ففرق بينيما حين‬

‫اليبوط لتقع االلفة وينسى آدم وسوسة حواء لو فتخف المصيبة بطمب بعضيما بعضاً‬ ‫فمما التأما نسيا شجرة الخروج شفقة عمييما فدلو اهلل عمى الحرف الفالحية وغيرىا‬

‫وتحمل المشاق فاجتباه اهلل بفضمو ولعن ابميس بعدلو وجعل اهلل سيدنا آدم اول خمفائو‬ ‫ِ‬ ‫السماء فجمع لو بين النبوة والرسالة والخالفة العظمى عنو في كل امر‬ ‫في االرض و‬ ‫فولد لو ولد كثير مع حواء فمات فقرت الخالفة في ولده شئت ثم ادريس ثم نوح وفى‬

‫يشاء‬ ‫زمن نوح كفر من كفر بتبديل االحكام الشرعية وجحد وابى النسخ وأن اهلل يفعل ما‬ ‫ُ‬ ‫فاشتد الكفر ستمائة سنة فأىمكيم اهلل بالطوفان ثم ولد لنوح اوالده وىى الباقية ال غير ثم‬ ‫إن كل نبي تقدم ورسول تنقطع شريعتو بموتو ولم تعم شريعة احد بل خاصة بما قصو‬

‫اهلل لنبيو فولد سيدنا اسماعيل بن ابراىيم العرب واسحاق بنى االصفر وبنى إسراءيل‬

‫وكثرت النبوة فى بني اسراءيل تبكيتاً عمييم ونكاال وبقيت العرب فى غفمة الفترة من‬ ‫شريعة اسماعيل وبقيت فوضى ال نبى ليم من زمانو اال ما كان في بعض القرى مدين‬ ‫‪37‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫ونواحييا وثمود ونواحييا وعاد ونواحييا قد خصصيا اهلل بالنبوة الخاصة فانقطعت النبوة‬

‫النبوءة بعده بمجرد الموت ولم يتوجو‬ ‫بعده بموت صاحبيا النو ما من نبي اال وانقطعت‬ ‫َ‬ ‫لمعرب نبوة بنى اسراءيل وال بني االصفر الن صاحبيا كمف بقوم مخصوصين إلى‬ ‫زمن مخصوص ولم تكمف العرب من زمن اسماعيل إلى بعثة نبينا صمى اهلل عميو‬

‫وسمم تكميف اصول من العقائد وال تكميف فروع من القواعد بل ىم سيم الرحمة بجنسية‬ ‫اصل الوجود صمى اهلل عميو وسمم وغطاىم اهلل بفضمو ببركة نبي يظير فييا فإذا ظير‬ ‫أيس الشيطان من كفرىا كما أيس من شقاوتيا قبل ظيوره النيم غير مكمفين وعميو‬

‫فمن مات قبل البعثة أو بعدىا من قبل أن يظير لو في باطنو حجة البعثة مات عمى‬

‫الفطرة االسالمية وان كان يحارب النو غير جاحد والكفر الجحود وان اشرك فى عبادتو‬ ‫فيو خفيف فى حقيم النو ال تكميف إال بالعقل وال عقل إال بالشرع فبحر الشريعة‬

‫الربانية ىو الذى يمد البواطن فيسمى نور الشريعة عقل تكميف فمن كان يقتل اوالده‬

‫ويدفن بناتو حيات ويستحل الزنى فى االميات والبنات ويستحل اراقة الدماء فيل يسمى‬

‫عاقال ومنو تعرف أنو ال عقل الحد إال بما افيض عميو من حضرة الشرع وال شرع فى‬

‫زمن العرب فمن تبينت لو الحجة البالغة فى امر النبوة نبوة سيدنا محمد صمى اهلل عميو‬

‫وسمم وجحد بعده فيو الكافر والجاحد فإن استند فى زعمو إلى كتاب انقطعت احكامو‬

‫بموت صاحبو يسمى كتابياً كاف اًر جاحداً والية سيده حيث جحد عزل صاحب كتابو‬ ‫سيدنا محمد صمى اهلل عميو وسمم اصل الوسائل كميا فقد ادعى انو يحجر اهلل تعمى‬

‫عنو عمواً كبي اًر حيث ال يعزل من اراد ويولى من اراد وقد اراد انو عزل كل نبي بموتو‬

‫وقرر شريعتو بنبي بعده إلى سيد الكل فإنو جل وعال عمم رسالتو فى سائر اجناس‬

‫مممكتو تكميفاً لمثقمين وتشريفاً لغيرىما ما دامت ايام الدنيا واآلخرة وان انقطع التكميف‬ ‫بالموت فال يظير بعد الموت إال بحور انوار الشريعة ونتائجيا وعميو فكل من اسمم‬

‫وحسن اسالمو ال ينبغى أن ينسب لمكفر النو لم يكفر ومن تبين لو وجو الحق وجحد‬

‫وان اسمم ينافق يعد كاف اًر جاحداً متمرداً فالصحابة لم يكن فييم كافر من سيدنا ابراىيم‬ ‫‪38‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫الييم فافيم وسمم تسمم واذا كانت اجداد الصحابة من العرب كذلك واحرى نسب سيدنا‬ ‫محمد صمى اهلل عميو وسمم فيو افضل االنساب وافضل القبائل والشعوب واالحياء‬

‫اء واالبدال وارحامو من االميات‬ ‫فنسبو القطبانية الخالفة وحواشى نسبو الشريف االمر ُ‬ ‫والجدات والمرضعات واالخوات من الرضاعة صديقات من كبار اىل التصريف وىى‬ ‫مرتبة دون القطبانية وفوق الوالية فحفظ اهلل هلل الحمد نسب اسماعيل من رجس الكفر‬

‫ببركة س ارية القطبانية فيو فمن كان من اىل الكتاب قبل ظيور سيدنا محمد صمى اهلل‬ ‫عميو وسمم فإن اتبع نبيو فيو مسمم وان جحد نبوتو بعد وضوع الحجة فيو كافر وبعد‬ ‫عيسى عميو السالم انقطعت رسوم التكميف عندىم بالرفع بين أظيرىم وكفر من تعمد‬

‫قتمو من الطائفة الييودية ونجى الباقي فعم اىل الفترة العيسوية سيم الرحمة إلى بروز‬ ‫صاحب الشرائع كميا فمن تبعو منيم فيو مومن ومن جحد فيو كافر فال يعذر واحد‬

‫منيم بالجيل النيا تبينت ليم فى كتبيم القديمة وانما حرفيا سفياؤىم بسبب الطمع‬ ‫وذلك شأن الطمع واىمو وأىل الرياسة فمما اينعت بساتين الصحابة االجمة جاىدوا في‬ ‫اهلل حق جياده فعاش من بعدىم فى بركتيم إلى يوم القيامة وانما اطمنا النفس وان كان‬

‫مستطرداً تنبيياً عمى دائرة الفضل الكنزية المكتومة وىى أن اهلل جل وعال فعل ما فعل‬ ‫بال سبب وال عمل وال قصد بعمل وال مجاىدة بل شئون الحق برزت من بحر فضمو‬

‫عمى ايدى اسمائو جل وعال فيجب عميك أن تعول عمى فضمو ال عمى عممك النو ىو‬

‫الفاعل لو ال أنت واال اتبعت نفسك بال طائل فإذا عرفتو عممت أن مقصودنا ان تسمك‬

‫الطريقة االولى التى كان عمييا صاحب الشرع واصحابو فاعمم ان النبى صمى اهلل عميو‬

‫وسمم وجد الناس في غفمة واشراك وقتل بنات واوالد وزنى واستحالل الدماء وغيرىا‬ ‫فنبييم بالسياسة الربانية فساسيم وراضيم حتى ارتاضوا بانواره وحكمتو وبقوة عقمو‬

‫المكتسب من الشريعة حتى احبوه وتركوا ما كانوا عميو وتجنبوا فى محبتو ما نياىم عنو‬

‫وفضموه عمى نفوسيم واوالدىم وامواليم فامتالت قموبيم بمحبتو التى ىى عين محبة اهلل‬

‫فمم يكن ليم تعرض لغير امتثال اوامره واجتناب مناىيو ولم يكن تقدم ليم ذكر جنة وال‬ ‫‪39‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫نار وال والية وال كشف وال سر وال مراقبة وال مشاىدة وال معاينة وال حالة من احوال‬

‫السالكين بل فجأىم الحق عمى يد النبي صمى اهلل عميو وسمم وصدقوا برسالتو ممتثمين‬

‫لو مذعنين فانين عن انفسيم تاركين ما كانوا عميو ببركتو فتعمموا الشريعة من اكل‬

‫وشرب وجماع وحركة وسكون فال يعد احد منيم نفسو عالماً كيفية استبراء البول حتى‬

‫يتعمميا منو وال ما دونيا وفوقيا من المعامالت العباديات والعاديات والعقود فسمموا‬ ‫ٍ‬ ‫شيء من االيام والشيور فيقولون‬ ‫انفسيم لو وتركوا عقوليم معو ولذلك يسئميم عن اى‬

‫ٍ‬ ‫شيء قميل فاشتغموا برضى رسول اهلل‬ ‫اهلل ورسولو اعمم ولم يكن فييم من يدعى معرفة‬ ‫صمى اهلل عميو وسمم وتجنبوا مساخطو فيذا دأبيم ولم يقصدوا سموكاً وال وصوال وتجردوا‬ ‫من رذيمة الحظوظ النفسية وصمموا عمى كتاب اهلل مفس اًر باشارة النبي صمى اهلل عميو‬ ‫وسمم ال بإشارتيم فمما تحقق اهلل يقينيم ازال اهلل الحجاب لكثير من الصحابة حتى‬ ‫اتضح لو ما قرره صاحب الوحي فمم يزده ما شاىده معاينة عمى ما عنده من صريح‬

‫كتاب اهلل وعرف كل واحد منيم انو ببركة متابعة حدود النبي صمى اهلل عميو وسمم فمم‬

‫يزدىم ذلك إال متابعة واتصاال بالنبي صمى اهلل عميو وسمم فثبت امرىم ورسخت اقداميم‬ ‫ٍ‬ ‫شيء غير المتابعة فمم يكن فييم مجذوب‬ ‫وتفجرت بحور صفائيم من غير تعريج عمى‬ ‫ساقط التكميف النيم كاممون مكممون ميتدون ىادون واستقرت بحور الشريعة فأمدت‬

‫قموبيم حتى إن احداً لو بقي يممي أسرار الشريعة عم الدنيا واآلخرة ما نفذ عشر ما‬

‫فيمو من اشارات وتصريحات وتقريرات وعوائد صاحب الشرع صمى اهلل عميو وسمم‬

‫وتقوت اشباحيم وارواحيم حتى ان احداً منيم ليقاتل أىل جيمنا مثال وحده وبعده ال‬ ‫ينسب شيئاً لنفسو فال يقول فيمت وال عممت وال تمقيت من حضرة غير النبي صمى اهلل‬

‫عميو وسمم شيئاً بل ذلك كمو عين الشريعة وان فيموا ببواطنيم شيئاً يردونو ليا فبقيت‬

‫الشريعة محررة وبقي قصدىم محر اًر مجراداً من االغيار مضربين عما ظير ليم من‬ ‫حقائق الشريعة فينسبون الحقائق لمنبي صمى اهلل عميو وسمم وان وقع ليم الفتح االكبر‬

‫اولياء واوتاداً فال يراعونو وال‬ ‫وصرفيم اهلل في ممكو فال يعدون اقطاباً وافراداً أو‬ ‫نجباء و َ‬ ‫َ‬ ‫‪40‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫يخرجيم ذلك عن ثباتيم وال ينطقون إال بالرواية عن الشارع فبذلك سموا الصحابة دون‬ ‫غيرىم فإن الصاحب يشترط اتباع المصحوب فيو والتابعون من القرن الثانى انما‬

‫صحبوا الصحابة لمشاىدة افعاليم ومشافية اقواليم والحظ ليم في صحبة النبى صمى‬ ‫اهلل عميو وسمم النيم لم يشاىدوه ولم يتبعوه حق االتباع وىكذا لمقرن الرابع فتابع‬

‫التابعين لبس حمة التابعين والتابعى لبس حمة الصحابة والصاحب لبس حمة صاحب‬

‫الشرع فشتان ما بين المقامات وان كان المورد واحداً لكن لما عبد القرون الثالثة اهلل‬

‫عمى وجو التجرد من كل حظ زائد عن التعمق بالربوبية بمالزمة حد العبودية سموا‬

‫قرون الفضل فال يوازنيم غيرىم ممن بعدىم إال إن سمك مسمك اخالصيم بتوحيدىم‬

‫ألسنة العبودية لحضرة الربوبية امتثاال ومحبة واستحقاقاً وغمبة فيذه ىى الطريقة‬ ‫الفضمى االولى الواضحة الفضمية الخفية السمحة االبراىيمية االحمدية المحمدية‬ ‫المستقيمة التى سمكيا من انعم اهلل عمييم من النبيئين والصديقين والشيداء والصالحين‬

‫وحسن اولئك رفيقاً ثم ان ما ذكره لسان الشرائع من الفضائل والثواب والعقاب والخواص‬

‫مما ينشط المقرب ما ذكره إال اليضاح ما افاضو الحق بفضمو عمى قمب نبيو اظيا اًر‬ ‫لمرتبتو ولخزائن اسرار ممك اهلل ولتفريج عيون الجادين باهلل ال بالنعم فعظمت نعمة اهلل‬

‫عمييم ولم تزلزليم النعم عن افراد الوجية لموالىم لتمكنيم في رسوخ الشريعة ومعرفتيم‬

‫مقاصد الشارع فاعتبروا بالظواىر البواطن عالمين سر السجود الذى ىو التذلل واالفراغ‬ ‫والوقوف بجميع اجزائو بين يدى مواله عالمين منو ان ال فضل لمفوق عمى السفل وال‬

‫العكس وانما الفضل ما فضمو الحق فسرى سر العبودية في بواطنيم ولم يضرىم ما‬ ‫سمعوا من جنة أو نار وال قصور قاستمذوا خطاب سيدىم واجتيدوا فى أمر العبودية‬ ‫فصار فتحيم ىجوميا بال قصد فمما تماالت القموب عمى الفتوحات الدنيوية بالجياد‬

‫االسالمى صار الناس يجاىدون لالموال والظيار مرتبتيم لتكون ليم الكممة السمطانية‬ ‫ادبرت القموب عن اهلل وأقبمت إلى شيواتيا فنزلت مصيبة عمى العمماء العارفين‬

‫فاجتمعوا الستنباط طريقة تمنى الناس بالمراتب الكونية االخروية السرية الباطنية‬ ‫‪41‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫فاستنبطوىا عمى وفق ما امموه مبنية عمى الحظوظ قصداً منيم لترقيق القموب فبنوىا‬ ‫عمى اىل االحوال من الصحابة فمن اراد أن يشرب بعض احوال سيدنا عمي كرم اهلل‬

‫وجيو فميفعل كذا فإن عمياً يفعمو وليذكر كذا فإنو يذكره وقس عميو بقية اىل الفتح من‬ ‫الصحابة فمما ظيرت الطريقة عمى تمك النمط عمى ايدى كبار العمماء نيض اىل الجد‬

‫والمحبة فى الوالية الباطنية وتجاذبتيا ايدى العارفين فشرطت ليم االيمة شروطاً من‬ ‫حزم وسير وقمة االكل وزىد فى الوالية الظاىرة وصمت مستدلين ليم بنصوص الشريعة‬

‫التى تقدم لنا أنيا تخاطب كل احد فصيروا ليم الفضائل عين عروسيم واجتيدوا‬

‫وتصدرت ايمة الحق لتربية الخالئق عمى وجو السياسة الشرعية االيمانية ومقصود‬

‫االيمة شغل نفوسيم بالفضائل والخواص حتى يرق حجابيم بالجوع والسير والعزلة‬

‫والمجاىدة فقسموا النفس إلى سبع مواقف فنقموا العابدين من مرتبة إلى مرتبة بالرياضة‬ ‫فإذا نقمو من مقام استقذر لو ما دونو ويعده نجسا حتى يقطع ستة نفوس فإذا قطعيا‬

‫تبين لو لوائح القرب من وراء الحجب الرقاق فيسئل شيخو عنيا فإذا تحققيا بين لو‬

‫شيخو انو انما تعبت نفسو فيما مضي من العبادة فاآلن يستانف العمل فيامره باالنسالخ‬ ‫من االرادة والركون إلى غير مواله ويطبق لو عميو صريح نصوص الشريعة فيتجرد‬

‫ويبقى مع ربو عبداً فانيا مع قطع النظر عن الغير خائفا من سموكو فيعده معصية‬ ‫وينزل الكمفة التى تحمميا من الغيرية ويسمم امر الخمق كميم لموالىم ويشاىد عين‬

‫الوحدة فإذا تحقق بمقام الفناء عن الغير يقول لو طبيبو اآلن قد ايقنت بسعادتك حيث‬

‫لم تمت فى سموكك قبل الوصول فمو مت مت عمى غير ادب وعمى غير توحيد الوجية‬ ‫فيوصيو ان يراعى حق االخاء فيشتغل شيخو بغيره ويامره بعد الثبات بنفع الخالئق‬

‫بمثل سموكو وسياستو من غير تبيين المقاصد في وسط المقامات حتى يوصمو لكن‬ ‫شيخو يامره ان يالزمو ليال يموت عمى الحظوظ فإذا رآه قرب اجمو يجرده باليمة‬

‫ويموت مجرداً منيا ىكذا شانيم رضي اهلل عنيم فوصمت بيا اقوام وضمت بيا اقوام من‬ ‫المسيئين مع اساتذىم وكثرت الشيوخ وتفجرت بحور السموك وفرح الدين بالقادمين من‬ ‫‪42‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫تيياء الحظوظ بعد افول شمس الكاممين فانتظمت سحائب اودية القموب واينعت النفوس‬

‫وصارت ارواحا بعد تحكميا عمى االرواح واتضحت الطريقة الثانية باالطباء االجالء‬

‫فقاموا عمى ساق الجد في ايصال الواردين وقطعوا معيم ميامو عقبات العطب فجعموا‬

‫ليمتيم السيارة النافذة سر قواميم وجعموا ما في الدنيا من النعيم زاداً لممسافر وقطعوا‬ ‫النظر عن زخارف الدنيا ونزلوىا منزلة الزاد لممسافر فالمقصود بو سد الرمق ال غير‬

‫لمتقوي عمى ما ىم عميو من السير فجدوا سيرىم مسنحين انفسيم واتباعيم سيوف العزم‬

‫واالذكار فنصبوا عدوىم إبميس قداميم ينظرونو بعين رؤوسيم فشغموه وقطعوه بسيوف‬ ‫المجاىدة والمذاكرة اسرار الشريعة ولم ينصبوا أنفسيم في مقابمة عداوتو النو إن فعموا‬ ‫صار ىو الشاغل ليم بل نزلوه منزلة الكمب العقور ينبح ويميث ولم يمتفتوا لنباحو‬

‫عالمين أنو يضبع من ال عقل لو من المتيارجين معو بل تركوه وراءىم واجتيدوا‬ ‫بسيرىم حتى قطعوا ما يمكن أن يصمو إبميس وجنوده وقال ىييات ىييات فمتم منى‬

‫وىذا جيدى فيما كمفت بو من االغواء فمو كانت لي طاقة أو قوة لقطعتكم ولكن لم‬

‫يجعل لي اهلل إال حيالً اغوى بيا من كان عمى شفا الحظوظ ووجدت فيو زبالة نجاسة‬

‫الغير والغيرية فالمريدون في حال سموكيم وان كانوا متمطخين بانواع النجاسات‬

‫الحظوظية لكنيم في كنف المجرد من الحظوظ يحمى بنوره اناساً كثيرة فمما اخذت‬ ‫السالكون راحة من المعين وفرحوا ناداىم شيخيم فإن العدو الحقيقى ىو ما بقى قدامكم‬

‫واما المعين إنما ىو يكيد كيداً ضعيفاً بالوساويس الواىية فاعمموا أنكم دخمتم بمد اليالك‬ ‫والعطب والقطع وكثرت اآلن المحاربون عمى دينكم وىم المراتب الكونية من فتح ووالية‬ ‫وكشوف واسرار ورقائق وانقياد الروحانيين لكم فجدوا اآلن واخرجوا جميع ما عندكم من‬

‫القوة وآالت المحاربة معيا وزيدوا فى مكينة ىمتكم زيتاً وفحماً وقدموا كل مدفع‬ ‫وصواعق لمقتال فجعميم امام رحاليم فى حيطتو وسل سيف الغضب عمى من ركن‬

‫لممراتب فجاءت جيوش االسرار لكل واحد من المريدين في كل جية ظاى اًر وباطناً‬ ‫فخاطبيم كبيرىم بالتجرد مما سوى اهلل مانعاً ليم من كل سر حامال عنيم اذاىا بيمة‬ ‫‪43‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫العرفان فساسيم وراضيم بسياسة ورياضة وصبر لجفاىم بالركون لغير موالىم فمن‬ ‫واصل ومن ىارب ومن مسجون عند كبرىم فنصب المواعظ واالدوية وتنزل لمقتال‬ ‫عنيم فمنيم من قال اذىب انت وربك فقاتال إنا ىاىنا قاعدون‪ .‬ومنيم من امتثل وتجرد‬

‫فوصل لحضرة السيادة ومنيم من بقي مع الكشوفات وخرق العوائد والتصريف بانواع‬

‫االذكار فال يزال الكبير ينافح عنيم حتى وجدىم بنوا معاقل الراحة وترفيوا بممك‬ ‫الروحانيين واالنفعاالت ولم يجد ليم سبيالً لتمكنيم تركيم عمى ما ىم عميو وأدخل معو‬ ‫طائفة قميمة وىذا دأبو مع كل االمة قانعاً بالعارف الواحد إذا وصمو النو منزل منزلة كل‬

‫االمة فمن بقي مع مراتبو يدعى أنو من الكاممين فيعيش مع المكونات عيشاً رغداً ولم‬ ‫يشم رائحة المعرفة والرضوان يتصدر لممشيخة لما رآه عمى يده من االنفعاالت‬

‫والكشوفات فيضل السالكين ولذا كثرت المدعون لممشيخة وقمت العارفون النيم احرار‬ ‫ِ‬ ‫الصفاء ومن الناس من يستعمل االذكار‬ ‫والحر قميل فاختمطت طرق البطالة بطريقة‬ ‫العظام التى يشترط فييا االذن بال إذن أو باذن مع مخالفة الطبيب بما ظير لو من‬ ‫ِ‬ ‫االسماء فسمب عقمو فصار بيموال ال عقل وال‬ ‫المجاىدة والمكابدة ففاضت عميو بحور‬ ‫تكميف وىذا مقصود لمشيطان ولم تكن المجاذيب فى الطريق االولى اصال بل ىم‬

‫مجردون من االرادة وعبدوا اهلل حتى أتاىم اليقين فيستوى عندىم الفتح والحجاب‬ ‫مستسممون لموالىم فكثر الضالون المدعون الجذب االليى فكل من خرج عقمو لدنيا أو‬

‫موت قريب يدعى مجذوبا وال زالت العارفون يحمون الطريقة الثانية بيمميم واقواليم‬

‫حتى وصل من اراد اهلل أن يصل عمييا وجردوا سيوف التذكير والتحريض عمى السموك‬ ‫بيا ليال تنقطع العابدون عمى الوجو االكمل فتقوم قيامة العامة وتنصب عمييم رزايا‬

‫الجيل واالغترار وامتدت غصون الطريقة الثانية إلى حدود الخمسين عاماً من القرن‬

‫العاشر تماالت الناس عمى الخواص والجداول واالستخدامات التى رمتيا ألسنة الشريعة‬ ‫وكثر العطب وتركوا من يرشدىم لمطريقة وترأس كل واحد ومنيم من دخل الخموة بال‬ ‫شيخ أو بال ادب لمخالفة شروط شيخو لالموال ليبنى زاوية يجعميا شبكة الدنيا يتمتع‬ ‫‪44‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫السفياء وجمع امواال تركيا من ورائو‬ ‫بيا فحصل لو مراده بكثرة الظالم فاجتمع عميو‬ ‫ُ‬ ‫فراج إبميس فى اوالده فزين ليم القتال بينيم عمييا النيا مصيدة النجاسة وازال صاحب‬ ‫ِ‬ ‫الحياء وىتك الشريعة ويجبر الناس عمى خدمتو واال اىمكيم‬ ‫الزواية بعد ابيو جمباب‬ ‫ٍ‬ ‫غثاء ليال تنقطع طريقة الضالل فكثر الخبث‬ ‫بدعوتو فياتى ابميس فيسوق لو كل‬ ‫وتركت الصموات فى اوقاتيا وضيعت اركانيا حتى إن من يصمييا ينقرىا النو يصمييا‬ ‫عادة آبائو ال غير وال يجد حرمتيا في قمبو النو متبع عادة آبائو ال غير وظيرت‬

‫المرابطون المدعون طريق الخرقة فتنافسوا تنافس الجعل عمى النجاسة وانسدت المسالك‬

‫وانغمقت االبواب وبقيت العارفون يبكون عمى الدين في كل عصر ولم يجدوا معيناً عمى‬ ‫نصرة الدين وقطع البدع والشبو وحسم مادة الضالل التى ىى عين الحظوظ فتبرأت‬

‫الكاممون من الدجاجمة فمالت الناس ليم وتركوا العارفين وصارت زواية العارفين‬ ‫كالباطل وزواية البطالين صحيحة مستقيمة فقال ابو مدين الغوث انقطعت الطريقة‬

‫إنقطاعاً كمياً ولم يبق إال الرجوع إلى اهلل بيمة العارفين وحال من يدعى الطريقة‬

‫الصريحة ما ىو إال مدع ال غير والحظ لو فييا ونيوا عن اتباعيم وامروا بطريقة‬

‫العامة إن لم تكن االولى ثم اخبروا بان الصموات عمى النبي صمى اهلل عميو وسمم تقوم‬

‫مقام السموك فأكثر البعض فوصل بيا فتماالت الناس عمييا وكثر ستر اهلل عمى االمة‬ ‫ببركتيا إلى قيام الساعة فممو الحمد عمى دوام فضمو وىذه فترة العارفين انقطعت‬ ‫طريقتيم إلى حدود السبعين من القرن الثانى عشر جدد اهلل من رد الطريقة الثانية إلى‬

‫االولى وحكم بان من سمكيا بعد ال يحصل اال عمى التعب وطرزىا بالنصوص القرآنية‬

‫فتجرد رسول اهلل صمى اهلل عميو وسمم وتبرج كانو لم يمت وأفاض عمى صاحب الطريقة‬ ‫االولى جميع عمومو الظاىرة والباطنة وباطنة الباطن وىو العمم الثالث الذى اختص بو‬

‫وافاضو عمى حامل الطريقة االولى التى ىى طريقة رسول اهلل صمى اهلل عميو وسمم‬

‫وصار رسول اهلل صمى اهلل عميو وسمم يربيو ويبين لو القربات بنفسو فعمم لو كيفية‬ ‫الصالة والتيمم والوضوء والغسل والسجود والركوع مشافية يقظة لقوة سرايتو فيو حتى‬ ‫‪45‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫قرر لو صمى اهلل عميو وسمم جميع الشرائع وجميع الطرائق واالحوال ونزلو من صفاء‬

‫التربية منزلتو في كل قول وفعل وامر ونيي فمن اخذ عنو فقد اخذ عن يد صاحب‬

‫الوحي ومن امتثل أمره فقد امتثل امره صمى اهلل عميو وسمم ومن خالفو فقد خالفو‬

‫وضمن لو صمى اهلل عميو وسمم كل من تبعو إلى قيام الساعة واوالدىم وازواجيم‬

‫وانسابيم ووالدييم وس اررييم بال حساب وال عقاب فضمن لو صمى اهلل عميو وسمم أن ال‬

‫تنقطع طريقتو إلي قيام الساعة وان يبقى فييا سره صمى اهلل عميو وسمم وان ال تكون‬

‫التربية بغيرىا إلى قيام الساعة فضمنو كمو وضمن لو ان يكون لو واقفاً عمى رأسو دائما‬ ‫وعمى رأس اتباعو بحيث ال تخطر بدعة في طريقو إلى قيام الساعة وضمن لو ان‬

‫ينوب عنو صمى اهلل عميو عند الميالك واالمور العظام وانو ىو المربى صاحب‬

‫الطريقة وانو مقدم لو فى ايصال مدده صمى اهلل عميو وسمم فتصدر ليا مبيناً وجييا‬ ‫مجرداً كل من قصده من نجاسة الحظوظ وافردت الوجية هلل الحمد في زمانو لموالىم‬ ‫وظيرت انواره صمى اهلل عميو وسمم كزمان الصحابة النيم نيجوا طريقتيم واتضحت‬ ‫المقاصد وعبد اهلل عمى الوجو االكمل فتميز الخبيث من الطيب فبرزت نصائح النبي‬

‫صمى اهلل عميو وسمم ووصمت العرائس بال قصد بل بفضل اليى فتعطرت االصقاع‬

‫بترك كل مقصد مع اهلل عالمين بأنو ىو الفاعل في الحضرات كميا فعرفوا اهلل وعرفوا‬

‫وسائطو الفضمية وعرفوا بأن اهلل ىو الظاىر ىو الباطن في حضرة الوسائط فعظموا‬ ‫وساطتو صمى اهلل عميو وسمم عمى ما ينبغى من كونيم يحبونو لمحبة اهلل لو ويمتثمون‬

‫امره النو خميفتو ويصمون عميو تعظيما هلل ولخميفتو فجعموا امره امر اهلل وجعموا شيخيم‬

‫خميفة عن الخميفة االعظم صمى اهلل عميو وسمم فابتدروا المره وجعموا امره امر اهلل النو‬

‫خميفة خميفتو كل ذلك سياسة لممكو جل وعال من غير افتقار إلى واسطة بل ذلك حكمو‬

‫فى االزل وعرفوا النبي صمى اهلل عميو وسمم هلل وعرفوا شيخيم هلل ال لحظ زائد النيم‬

‫تبرءوا من الحظوظ اوال فال حظ يبقى ليم مع ربيم وال نبييم وال شيخيم فصحت الوجية‬ ‫لمحضرات كميا ونزلوا كل حضرة حضرة ربيم فإذا كانوا فى حضرة نبييم جزموا بنيابة‬ ‫‪46‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫عن اهلل ال غير وتجردوا من كل ما شغميم عن ربيم وكذلك حضرة الشيخ فصفى‬

‫المشرب وىنؤ المساغ وفاض كوثر االخالص عمى الوجو االكمل فذابت النفوس بنور‬

‫االخالص اخالص العارفين الذين قطعوا النظر عن غير موالىم فتتابعت الفيوضات‬

‫االليية النبوية االحمدية واستمرت وتكاثرت الواردات وامتدت ولم تجد الوالية والكشوفات‬

‫محال يقبل غير ربيم فصارت الوالية تاجاً عمى رؤوسيم ولم يبالوا بيا إال عمى وجو‬ ‫امتثال امر ربيم فيم غرقى في مرضات ربيم فنزعت الحظوظ من بين اظيرىم‬

‫وصارت الطريقة طريقة المنعم عمييم في الفاتحة طريقة الفضمية وىى التى ارشد الحق‬

‫فى اول كتابو الييا صراط الذين انعمت عمييم ولم يرشد لطريقة العمل الن العمل امر‬

‫مكمف بو جب اًر والفضل لو جل وعال فمما رفعت هلل الحمد كميا لالولى وبقي العمل فييا‬

‫عمى عمل الصحابة فما فعموه ىو الطريقة وما تركوه بدعة وان كان مستحسناً في‬ ‫الثانية الن الثانية ال يحتج بيا عمى االولى بل االولى حاكمة مستقيمة النيا طريقة‬

‫الصحابة والتابعين مجردة من العمل والخواص والتعرضات باالعمال بل النية فييا هلل‬

‫ولرسولو والثانية فى اول وىمة الدنيا وما يعقبيا من الزخارف والجنة (انما االعمال‬

‫بالنيات فمن كانت ىجرتو هلل ولرسولو فيجرتو إلى اهلل ولرسولو ومن كانت ىجرتو إلى‬

‫دنيا يصيبيا أو امراة يتزوجيا فيجرتو الى ما ىاجر اليو) فيذا الكالم الشريف منبع‬

‫الطريقين الكالم االول لالولى والثانى لمثانية لكن الثانية في االولى باهلل ال بتعمميم‬

‫فصار الدين قويماً بعد ان كثرت المدعون وانقطعت الدجاجمة باالولى النيم ال يدعون‬ ‫دعوى بل ىم عائمون في بحر العبودية المحضة جرد منيا من يكمؤىا إلى يوم القيامة‬

‫لقوة انفاس صاحب النبوة فييا حتى ان صاحبيا الذى كمفو صاحب النبوة يصرف ىمم‬

‫الناس ليا ما مات فى حدود الثالثين من القرن الثالث عشر حتى ترك من اصحابو‬

‫عدد اصحاب صاحب الوحى مائة الف واربعة وعشرين الفاً كميم شاىدوا طمعة وجو‬ ‫من خميفة صاحب الشرع صمى اهلل عميو وسمم الن ىمميم فى التولو بو كالصحابة ال‬

‫غير حتى ان احدىم لو افيضت عميو القطبانية العظمى ال يعرج عمييا بل ينسبيا لمنبي‬ ‫‪47‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫صمى اهلل عميو وسمم وىو خادم لحضرتو فصاحب الشرع ىو القطب والقطب الزمانى‬ ‫نائب عنو وىو فان فيو فال يقول برأيو اال ما قالو لو صاحب الوحى وال يتصرف حتى‬

‫ياذن لو النو فان في رؤيتو فمنيم من ال تفارقو طمعتو كانو لم يمت صمى اهلل عميو‬

‫وسمم ورتب صمى اهلل عميو وسمم منيم تالمذ واصحاباً وفقراء وعين لكل واحد اخاه من‬

‫الصحابة ديناً ومقاماً فمنيم من نزلو منزلة ابى بكر ومنيم من نزلو منزلة عمر ومنيم‬ ‫منزلة عمي ومنيم منزلة عثمان إلى آخر طبقات الصحابة فمنيم من بشرىم بالجنة‬

‫كالعشرة ومنيم من بشرىم كاىل بدر ال يضرىم ما فعموا ومنيم من قال انت منا‬

‫كسممان لمحبتو ومنيم من قال لو « انفق بالال وال تخش من ذى العرش اقالال »‬ ‫كبالل ومنيم من تقضى الحوائج بذكره كعمران بن حصين ومنيم من صمى عميو النبي‬

‫صمى اهلل عميو وسمم كأصحمة ومنيم من سل سيفو كعمي ومنيم من قال فيو ىو مدينة‬

‫العمم إلى آخر مزايا الصحابة الكرام فرجع الدين هلل الحمد كبدئو (بدئ الدين غريباً‬

‫وسيعود غريباً) وقد رجع وهلل الحمد وغربتو استغراب العقول أن تظير الفيوضات فى‬ ‫ىذا الزمان كفيوضات الصحابة االجمة وغربتو فى الصدر االول ظيوره فى ظممة‬

‫الجيل فكانت غ اربة ىذا الدين ونفاستو ام اًر عجيباً يستعظم امره كل من لم يطمع عمى‬ ‫سر اهلل فيو واما من اطمعو اهلل عمى لمعان جوىرة صاحب الدين وذاق سره فال يتعجب‬ ‫فى امر الدين في كل زمان فإذا عممت ان صاحب الشرع ىو الذى اجتيد في نصرة‬

‫الدين في كل زمان وانما كثرت المدعون لممحبة والمجاىدة في الطريقة الثانية وادعوا‬

‫الترقية بانفسيم وىمميم حتى اعياىم ما ىم عميو تركيم حتى قنعوا من االرادة ولم‬

‫يحصل ليم ما امموه لمكسل والفشل بالتنازع والدعاوى ثم قام بعده صمى اهلل عميو وسمم‬

‫وبسم طريقتو المستقيمة التى ارشد ليا الحق في الفاتحة وبين مراسميا وشروطيا‬

‫وحدودىا ونزل عمييا لمحفظ عمي بن ابى طالب ساالً سيفو عمى من غير وكدر وجييا‬

‫فيقصم من حيث ال يدرى فتنصب المصائب في مالو وبدنو ودينو حتى يرجع إلى امر‬

‫اهلل ويتوب من التغيير والتبديل فتغييرىا بتخميطيا بالثانية المستنبطة لمحظوظ المراتب‬ ‫‪48‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫في اوليا فكل من رأيتو من اىل االولى تغيرت حالتو حتى في ممبسو فاقطع بانو ربي‬ ‫بالدرة العموية او بالسيف العموي كما كانت الصحابة يربون باقواليم وافعاليم بالقصاص‬

‫والحدود والنبي صمى اهلل عميو وسمم كذلك فيمن اساء في ىذه الطريقة النبوية وىو‬

‫حارس ذماميا وحدودىا ما دامت االرض باقية لمبقاء غير معرضة لمفناء فتجد اىل‬

‫ىذه الطريقة ينفرون ممن يروم الدعوى ويقابمونو بعين االزدراء النو خرج عن العبودية‬

‫وصارت جنة فرحيم من يذكر ليم العبودية ويرشد ليا فكميم شيوخ مربون بالفطرة‬

‫النبوية حتى ان من دخميا ساعة مكانية تجده لبس حمة التبرى من الدعوى مطبوعاً‬ ‫عمييا بسيف القير فال يقبل كالم من ال يحبيا وينفر منو فى اول امره ولذلك ال‬

‫يسممون كمما خرج عن العبودية اياً كان فصمموا عميو هلل الحمد بحيث ال يقبمون سحر‬ ‫ساحر وال كيانة كاىن وال حماقة العب وجاىل وال فصاحة خالب وال نجامة ناجم وال‬

‫حساب حاسب فتجدىم ينفرون بطباعيم السالمة وينفرون ممن شانو ذلك وعميو فال يكاد‬ ‫احدىم يصدق الدجال إذا ظير لما صمموا عميو من العبودية الصرفة المفتقرة لمسيادة‬

‫المالكية فى حضرة الربوبية الن صاحب الوحى ضمن لصاحب ىذه الطريقة ان ال‬

‫يتبعو احد من المتمسكين بطريقتو لما جبموا عميو بالفطرة السميمة بافراد الوجية لنقطة‬

‫الوحدة حضرة االلوىية وال يمر الدجال فى بمد اىل ىذه الطريقة فيو النيم يسفيونو‬

‫وينسبونو لمتشيطن وىو يقول بالربوبية فتماالت عميو اىل الطريقة بالتمرد فيخسا فى كل‬

‫بمد فيو اىميا هلل الحمد وكفى اىميا شرفاً حيث سمموا الممك كمو هلل وكل من خرج عن‬ ‫حد العبودية يتالشى امره عندىم فإنيم انصار الدين كما كانت الصحابة انصار الدين‬

‫فتجدىم يامرون بالمعروف والدين الخالص الوجية لحضرة اهلل جل وعال وينيون عن‬

‫المنكر في زمن الصحابة الكرام وىو االرادة وطمب الثواب عن االعمال والتعرض بو‬

‫النفعاالت االكوان فيذا ىو المنكر الغير المعروف فى عيد القرون الثالثة فاستقامت‬ ‫الطريقة هلل الحمد وزال نقاب محياىا وقد تنقبت فى زمن الصحابة وعرفت من وراء‬

‫الحجاب لكثرة انوار خطاب الشارع فمما انحجبت بالكمية اال عن االفراد بعد القرون‬ ‫‪49‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫الثالثة عميت عنيا البصائر فوقع ما كان حتى أزال صاحب الشرع بوساطة خميفتو‬ ‫ِ‬ ‫المييء لمخالفة عنو فى عمم الغيب فازال كل حجاب عنيا فتبين حسنيا لكل عاقل‬ ‫وضمن من الحضرة المصطفوية ان تدخل االمة كميا أو جميا فييا كما دخمت في‬

‫االسالم افواجاً لوضوح امرىا ونور اىميا بين سائر االجناس وشيد مناطيا الن أىميا‬ ‫إنما يسيرون بارواحيم ويجتيدون بصفاء بواطنيم من الغير والغيرية مع بقائيم عمى‬ ‫رسوم احوال العامة من مالزمة ما يجب ويسن ويندب بال افراط وال تفريط وىى الطريقة‬

‫الوسطية « كنتم خير امة اخرجت لمناس‪ ،‬ثمة من االولين وثمة من االخرين » (خير‬

‫االمة اوليا وآخرىا) وال تكون الخيرية اال بصفاء القموب فكل ذى حرفة فى حرفتو وكل‬ ‫ذى سوق في سوقو وىو جوىرة المعارف وينبوع الفضائل والمكارم وال يتنزلون عن‬

‫احوال العامة بظواىرىم وبواطنيم عمى ايمان اسرافيل عميو السالم فإيمان اسرافيل‬

‫وجبريل وبقية المالئكة أن اهلل طبعيم عمى معرفتو وجرد ذواتيم السميمة من كل شيوة‬

‫خ ارجة عن حضرة الحق فوجيوا كمية أجزائيم وأركانيم لحضرة القدس عمى سبيل القير‬ ‫االليى فجردىم موالىم من حظية الجنة والنار والحظوظ وصمح إيمانيم وتمت نتائجو‬

‫وعمت فوائده فمذلك كانوا رسال إلى صفوة الخمق االنبياء الذين من طبعيم ما خمقوا منو‬

‫من الترابية الدنيوية واالخروية بحسب االصل لكن منعيم موالىم كل المنع من الميل‬ ‫إلى الترابية االصمية فوجييم كل التوجو لغاية العبودية حتى فاقوا باهلل اسرافيل وجبريل‬

‫لجمعيم بين البشرية والممكية فأىل ىذه الطريقة كميم عمى ايمان إسرافيل المجرد عن‬

‫كل ما يكدره من الحظوظ النفسية وان رأيتيم عمى اخالق العوام ظاى اًر فيم البسوا حمة‬

‫شيخيم باطناً (ان اهلل ال ينظر إلى صوركم وال إلى اعمالكم ولكن ينظر إلى قموبكم)‬ ‫فقموبيم ممتمئة بحمة شيخيم بحيث لو زلزلت زالزل القيامة واىواليا وشروطيا ال تجدىم‬

‫إال عمى مذىب شيخيم وال يصدقون إال عمى نيج العبودية وتجدىم يحبون ما احبو اهلل‬

‫من الظواىر فى االزمان فال يتعرضون لحكم موالىم بقموبيم وان كانوا ينطقون بمسانيم‬

‫بالوقائع الزمنية فمرادىم بالنطق أن يرتبوا عميو االعتراف بالحضرة وحدة االلوىية‬ ‫‪50‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫فتجدىم يتكممون ويتبعون االمر كمو هلل من غير تعرض لحممو بيمميم كاىل االرادة في‬

‫الثانية النو ينافي العبودية إال إن تجمى الحق فييم فيفعمون باهلل ال بانفسيم متبرئين منو‬ ‫جازمين بان اهلل ىو الظاىر ىو الباطن في الحضرات كميا وال يسمون انفسيم بالبركة‬

‫وان كانوا نتيجة البركة فيم عينيا في الحقيقة وال يكتبون الطالسم بنية التصريف وال‬

‫يظيرون بركة ىمميم في المرضى بل يكمون امرىم الى اهلل الممرض ويتولون الدعاء‬

‫لو بالبواطن وربما يصرفون المريض لغيرىم مع انيم دواؤه ليب أر عن غير دعواىم‬ ‫فينسبون لبعض الخاصة منيم أو من غيرىم ولذلك لم تظير إال ثمرات الكونية فتجد‬

‫الناس غير معتنين لزيارتيم النيم ال ينسبون االحوال ليم بل ال حال ظاى اًر ليم النيم‬ ‫ممكوا احواليم بمتابعة شيخيم حتى إن من ظيرت االحوال عميو يقابمو العارفون من‬

‫الطريقة بالزجر لينزجر فيقولون لو نحن نممك احوالنا حتى البكاء نممكو بحيث ال تقطر‬ ‫قطرة من عين احدىم في المجمس ليال يشار اليو باالصابع (خص بالبالء من عرفو‬

‫الناس) فمن اراد البكاء فميبك فى خموتو مع مواله ال في جموتو ولذلك تجد من غمب‬

‫عميو الشوق لحضرة صاحب الشرع في وحدتو فإذا دخل عميو غيره من اىل الطريقة أو‬

‫غيرىا يمسح عينو أو يتعمل بانو يبكى لفقد كذا من االحباب كالرزايا تست اًر لحالو أو‬

‫يتوجع وجعاً وىو سالم منو ويبالغون فى ستر الفقر والسبحة وحال الطمب وحال الذكر‬

‫وربما يقطع مجمس حضوره بداخل ليال يتبين امره ست اًر لمراتبيم العمية واما اىل الطريقة‬ ‫الثانية فى حال سموكيم يظيرون احواليم وبكاءىم فى المجالس اما غمبة إن كانوا‬

‫صادقين واما يعتقد فييم ان كانوا مراءين فاكبت الناس عمى تعظيميم لما أروا من‬ ‫ظواىر احواليم الن العامة إنما يعتبرون الظواىر وال ذوق ليم فى البواطن فكل من‬

‫ظير امره عند العامة ولم يكن مرشداً اما لكونو ممموك حالو وىو ضعيف االولياء واما‬ ‫لنجاسة مخبره الن العامة ال يجتمعون اال عمى من يناسبيم فى الحظوظ بان يقول ليم‬

‫ببركتنا تمد اوالداً ويزيد مالك وتدرك الوالية وتكون في مالك بركتنا او بركة اسالفنا فإن‬ ‫خدمتنا نحبك ونكفيك المخاوف ونخمصك من المضايق ونحوه فتجد العامة يعظمونيم‬ ‫‪51‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫ويبنون عمييم االبنية بعد موتيم ومقصودىم الغرض الفانى بل حممتيم المحبة الحظية‬

‫المنقطعة بانقطاع الحظ فتكثر عمييم الوفود جيال بعد جيل فمو نبييم عارف عند ذلك‬ ‫بتصحيح الوجية هلل جل وعال بان الولي ال دخل لو في ممك موالنا بل انما تبع‬

‫الكنانيش االليية فما نقشو اهلل تبعو من وااله اهلل ال كل احد من الصالحين ألطبقت‬

‫االجيال عمى جيمو النو ما قرر ليم ذلك فالعيدة عميو فالولي إذا احب ان يكون لو‬ ‫صيت وان يعظم جانبو باظيار اثر التصريف االليى لمبعض يسمب من واليتو فإنو‬ ‫كانو احب ان يعبد دون اهلل وىو فرعون زمانو فافيم ولذلك قالوا (الشيخ من ينيضك‬

‫حالو ويدلك عمى اهلل مقالو) فمن دلك عمى اهلل فيو اخوك ومن دلك عمى غيره فيو‬

‫شيطانك ومن ساعدك عمى الحظوظ بان يقول لك اعطيك كذا وانا منقذك من الميالك‬ ‫بميجتي ونحوه فقد قطعك عن حضرة موالك عمى أنك وجميع االولياء في قبضة الحق‬

‫فالذى يجب فى ىذا ان يرد من اتيم بالوالية والتصريف وبوالية اسالفو قموب امة‬

‫المختار الناصح صمى اهلل عميو وسمم الى حضرة الحق جل وعال وانو المحرك‬ ‫والمسكن وانو عبد اهلل ال غير ال دخل لو فى ممكو وانو عبد ضعيف اعتقد فيو الناس‬

‫الخير بحسب ما يظير ليم وان بركتى ىو ان اعينكم عمى صرف الوجية واليمة‬

‫لحضرة السيد وان اكبوا عميو يقول ليم فاذكروا اهلل يذكركم واتقوا معاصيو وامتثموا اوامره‬ ‫فإنيم ال يقنعون منو بذلك فإن ذلك يسمعونو فى المواعظ والخطب وال يعتقدون فى‬

‫الخطيب بل ىو امام ال غير وىذا يقضى الحوائج بنفسو ومقصودنا اتقان الوجية‬

‫لحضرة المولى الواحد جل وعال الظاىر والباطن ال اننا انكرنا المراتب الوالئية فى خمق‬ ‫اهلل بل ممك اهلل يظير سره عمى ايدى اوليائو فيو الظاىر والباطن فى حضرة اوليائو‬ ‫فيجب افراد الوجية لحضرة اهلل وتعظيم اىل والية اهلل باتباع طريقيم القديم واما اىل‬

‫الطريقة االولى فانيم فى اصل خمقتيم ودخوليم فييا تجمى فييم صاحب الطريقة بحمتو‬

‫المجردة من غير وغيرية فتجردوا عند تمقين العيد لما تقدم من ان النبي كثر تصريفو‬

‫فييا وكثرت انواره بل ما من واحد دخميا او اراد دخوليا اال وشوقو النبي صمى اهلل‬ ‫‪52‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫عميو وسمم بذاتو الشريفة يقظة او مناماً بحسب الزجاجة عمى ما يطيقو فينزع صمى اهلل‬

‫عميو وسمم في أركانو الباطنية جميع الحظوظ ويقنع باتباع الشارع لما وقر فى صدره‬

‫من االيمان الكامل ويسكنو صمى اهلل عميو وسمم بجيوشو وشريعتو وان لم يقراىا فال‬ ‫قصد وال يجتيد إال فى اتقان الوجية فيفيم ذلك كمو عند االذن بال معمم بل باليام فضل‬ ‫نبوي فتجدىم كالجبال الراسيات في إيمانيم وال يعرجون عمى مرائييم فيعدون كالم‬ ‫شيخيم اقوى ما يستدلون بو عمى احواليم فتجدىم ينقبضون عند المراءى وعند الوقائع‬

‫الوالئية فيقولون لو كنا محبوبين عند الشيخ ما رأينا شيئاً وال ولينا شيئاً فيتفطنون بالمكر‬ ‫عند مرائييم كما كان يقول من ال ايمان لو اذا رآ واقعو او كرامة فيشيد عمى صحة‬

‫طريقة شيخو بالرؤية الخيالية التى ال تنضبط فى الغالب الختالف االحوال وذلك‬

‫دسيسة نفسية حيث حكم عمى الشريعة والطريقة المستمدة هلل بخيال او شبيو والعجب‬

‫كمو لمن يستدل بالمنام عمى اليقظة وبأوىامو عمى كتاب اهلل وسنة رسولو وطريقة شيخو‬

‫فتجده يزيد في العبادة بشروط الطريقة بمنامو وينقبض عند عدم الرؤية والراءى فمو‬

‫صمح الكتفى بما عند سيده من غير تعرض لمغيبيات بعالم الخيال صحيحاً كبي اًر لكن‬

‫ال يفيمو وال يعرفو إال من فني عن عالم المشاىدة باتقان الوجية معتقداً ان لوازمو فى‬ ‫قبضة سيده وما عمى العبد إال القبول واالدب لحضرة السيد وعميو فمتعمم ان االمر‬

‫بحسب المثل كممك عظيم الخزائن والعبيد خمف عنو لعدم مناسبتو لمعبيد واحداً من‬ ‫العبيد ونزل منزلتو وجعل مفاتح خزائنو في يده واذن لو ان يمضى وينفذ جميع ما كنشو‬

‫كبير قدر فيو جميع االرزاق‬ ‫وكتبو في كتابو ودفع لو كناشاً لو وامسك عنده كناشا‬ ‫اً‬ ‫والوقائع الخمقية ولم يطمعو عمى جميعو بل اطمعو عمى بعض االشارات لو تنبيياً منو‬ ‫عمى عظم ممكو وامره وعمى انو ان بدل في التقادير الرزقية ياخذه بالكناش المكتوم‬ ‫عنده فيجعل كتمو الخوف مع مقام الممك فيسيل التنفيذ بما عنده وبين لو مقصوده في‬

‫امر ممكو فمما ظير ذلك العبد بمباس سيده الذى ىو االمر واالمداد وىو من جنسيم‬

‫والسيد ال مناسبة بينو وبين أىل مممكتو لعظمة جاللو وجمالو حق عمى العبد امر‬ ‫‪53‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫الخدمة بوساطة عبد منيم وىو حجاب بينيم وبين قير الممك فخاطبيم الممك عمى‬

‫كرسيو بان امره وشئونو فى يد عبده الخميفة عن ممكو في كل امر امر فامتثل كل‬

‫العبيد امر السيد محبة فيمن جانسيم في العبودية فسرت البيعة في كل روح الن الممك‬ ‫قال ليم فمن اراد بابى فميمزم باب خميفتي ورضاه ومن اطاعنى اطاعو ومن رضي عنو‬

‫رضيت عنو ومن قبمو قبمتو ومن اعرض عنو اعرضت عنو ومن عصى امره عصانى‬ ‫ومن عصانى اغضبنى ولوازم الغضب ظاىرة اعظميا التنحية عن حضرتنا وخدمتنا‬

‫ومن لم يدخمو ال مطمع لو فيو ومن ادخمو عممت أنو حبيبو فأحبو وىو خميفتو وحاجب‬

‫حضرتو ودال عميو ومعمم ومرب والممك غني بنفسو عن الخميفة ورعيتو تيديداً لمجميع‬ ‫فعرف العبد الخميفة قصده وعرفت العبيد اشارتو ببركة الخميفة فحصل العمم القطعى‬

‫لمخميفة بانو ليس ىو عين الممك فإنما ىو عبد مثميم وانما ذلك سياسة وعرفت العبيد‬ ‫بان الخميفة ليس ىو الممك فإنما نزل منزلتو فى االحكام فنصب الخميفة حاجباً منيم‬

‫يظير امر سيده فكمفو بجميع لوازم سيده وأعطى لو كناشاً من السياسة منسوخاً بعضو‬

‫من كناشو وبقيت امو عنده لممحاسبة والحجة بو ليال يغير ما كمف بو فدفع لو الخميفة‬

‫مئونة جميع العبيد تجرى عمى يده بالسياسة فإن اساء يوصمو لسجن سيده ففرق‬

‫الحاجب جنوداً وكبر عمى كل جند واحداً ممن رضيو وقبمو الخميفة فأفاض جميع ما‬

‫في يده اليدى كبار الجند وتبع ما رتبو الممك فى سياسة الممك فإن الخميفة لو مئونة بال‬ ‫حساب والحاجب لو مئونة مرتبة عمى ايدى الخميفة مائة مثال وكبير الجند خمسون‬

‫مثال وقائد رحى العسكر خمسة وقائد المائة لاير والمقدم عمى الجند المخصوص نصف‬

‫والنفار لمعسكر ربع لاير والنفر المفرد ال تكميف عميو إال الخدمة الممكية درىماً واحداً‬ ‫والكتاب مثال لاير لكل واحد مثال فالنفر بالعرف الممكى يجب عقال وادبا أن يعتقد أنو‬

‫خادم لواء الممك النو في زمام الممك وأنو ال ياكل إال رزقو وليشكر الواسطة الكبير‬

‫عميو ممن ياخذ مئونتو منو بتعظيم جنابو وأنو اقرب منو إلى الممك الن النفر مقيد فى‬

‫كناشو عند الممك النو ممكو وسياستو وتقديره وارادتو فإن خرج عن حضرة كبيره فال يجد‬ ‫‪54‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫من يقبمو في خدام الممك فى زمام الممك بانو ياخذ عمى يد فالن كبيره اياً كان وال‬ ‫يحتاج إلى من يعممو ذلك فالنفر يخدم حضرة الممك وحضرة كل كبير عميو من خميفة‬ ‫وحاجب وقائد رحى وقائد مائة والمقدم بحيث ال يمكن لو أن يجرد واحد بالشكر بل كل‬

‫واحد كبير عميو ممد لو وىكذا إلى حضرة الحاجب والى حضرة الخميفة والمرتبة العميا‬ ‫تمد السفمى وال منة لمسفمى عمى العميا إال باالمتثال ادبا فحينئذ يراعى حرمة ادبو حتى‬

‫يرتاض فالخميفة ال ياكل إال ما قدره لو الممك وال يعصيو لعظم امر الجالل المشاىد‬

‫عنده وكذلك الحاجب ال يعصى وان أمكنت منو المعصية لمحجاب بينو وبين سبحات‬ ‫ِ‬ ‫باالصطفاء وجالل الخميفة والكبير عمى الجند ال تخطر المعصية‬ ‫الجالل لكنو ممنوع‬ ‫فى قمبو لما دىمو من صحبة الخدمة النظامية بل ال راحة لو إال فى تنظيم امر الممك‬ ‫ولما دىمو من جالل الحاجب وقائد الرحى ففني بالشجاعة حتى ال يعرف وجو‬

‫المخالفة النو سيف الممك ومنظره وقويت عميو قوى الممك النو يده وقائد المائة يخالف‬ ‫فى بعض الوقائع لمالحظة من دونو لتكون لو يد عند كبيره ففشل عن القوة بحظ نفسو‬

‫حيث احب أن يحبو كبيره وقمت مالحظتو لمممك وأما من فوقو فال حظ عنده بل اغرقتو‬

‫سبحات من فوقو مع الوقوف عمى التنفيذ والتنظيم والشجاعة الحالية والمقدم عمى النفر‬

‫يخدم عمى وجو الخوف مع رعاية شيوات نفسو ممزوجة بنخوة امر قائده والنفر يخدم‬ ‫ٍ‬ ‫لشىء زائد عن صائر نفسو مع القيام‬ ‫مع الجسارة عن حضرة مقدمو من غير تعرض‬

‫عمى ساق الجد في الطاعة معرضاً عما اشتغمت بو والتو والنفار شغمتو النفارة فى‬ ‫بعض االوقات فمينتو بيا ومن تبع الجند من الضعفاء والمرضى فسيميم الرخص ال‬

‫ونساء الخدام وأوالدىم قبل التولية وأىل الحرف‬ ‫دخل ليم في امر التولية الممكية وىم‬ ‫ُ‬ ‫المعاشية قبل التولية ان كتبت وكل من تبع الممك لكرمو او سطوتو من غير داعية‬ ‫العبودية المحضة في بحبوحة الفضل وىم مظاىر أىل دولتو وأىل دولتو مقصودون‬ ‫لمممك فظيرت آثار مظاىره فييم فمثال الممك لو المثل االعمى خالق الخالئق جل وعال‬

‫ومثل الخميفة عنو إطالقاً سيدنا محمد صمى اهلل عميو وسمم مثال الحاجب خميفتو صمى‬ ‫‪55‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫اهلل عميو وسمم في كل عصر رسوال أو نبياً أو قطباً ومثال الكبير عمى كبراء الجند‬ ‫االمير اليمينى في الديوان ومثال كبير عمى بعض الجند االبدال ومثال قائد الرحى أىل‬

‫االحوال من االولياء فيم سيوف اهلل فيم انفع الناس بيمميم واضرىم بيا لعدم الصبر‬

‫عمى المقادر مضر بين شجاعتيم وغيرتيم عمى رعية الممك وحرمتو من آداب الحضرة‬

‫االليية فتساعدىم لقوة غيرتيم مرة وتقيرىم اخرى لسوء ادبيم وىم فانون عن انفسيم‬ ‫مغموبون بسبحات اهلل ومثال قواد المائة من دونيم من االبرار والصالحين المستنجدين‬

‫هلل ومثال النفر بقية المستخدمين في الوالية الظاىرة كالخطط فيم اكثر االولياء تبعاً‬

‫وبعداً وخدمة مع عدم االدب ومثال النفار مثال القصاص من الوعاظ وأىل الخطب‬

‫فيم وان تعمقت مصمحتيم بجميع الجند لكن لم تغنيم اليمة باالعمال ينفعون بنفس‬

‫اشداقيم بال ادب وعمل صالح باتقان الوجية بل يجعمون العمم صنعة وحرفة لمكسب‬ ‫المعاشى ويعدون ما بيد غيرىم من الحرف اعظم مما عندىم فمو وجدوا السبيل لموالية‬ ‫والتجارة لتركوا الخطب فيم خدام في سياسة الممك بال قصدىا بل لحرفة يستغمون غمتيا‬

‫بالخراج المالى ومثال الضعفاء والمرضى ونساء الخدمة ومن تبع الممك لكرمو او‬ ‫لخوفو بقية عوام الخالئق الذين ال دخل ليم في امر سياسة العالم بل ىم فالحون مثال‬

‫وتجار فيم سيم الرخص فكبير الجند ومن فوقو طريقة محمدية لتجردىم من الغير‬ ‫والغيرية فى كل عصر فيم محل نظر اهلل في كل عصر لصفاء طوياتيم من الحظوظ‬

‫وىم المربون فى كل عصر عمى الحقيقة وغيرىم من المدعين إنما يضمون عن الطريق‬

‫المستقيم وقواد الرحى رجال الغيرة ال غير تجمى فييم الممك بقوة الغيرة ال يصمحون‬ ‫لممشيخة لوفور صولتيم وقائد المائة مرب لمن دونو تربية مقيدة بمقدم المائة ومقدمو‬

‫كذلك فمم يطمق ليم فى التربية لقوة حجابيم والمقدم مثال بعض المربين بتربية خاصة‬

‫لقوم مخصوصين ومثال االولياء الذين لم يعط ليم السراح لحضور الديوان الممكى الذى‬

‫تدون فيو آراء خدام الدولة عمى اختالف اجناسيم ومراتبيم سياسة ال غير وترتيباً المر‬

‫الممك وال ينفذ إال ما أراده الحق جل وعال وانما تجميات االسماء تتمون في رجال الغيب‬ ‫‪56‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫وال يبرز إال ما دون في كناش الحق المكتوم بالنفر العسكرى النو خادم فى االننظام بل‬

‫ىم المقصودون بالتنظيم وىم كثيرون أقميم مائة الف واربعة وعشرون الفاً فمم يكن بمد‬ ‫من بالد اهلل إال وفيو واحد تنظم عميو االمور الحقية فإذا انتظم بالمثال عممت أن رجال‬

‫الغيب المعتبرين المؤيدين الصحابة فى كل عصر وىم الذين تبعوا مقتضى إيمان‬ ‫صاحب الشرع صمى اهلل عميو وسمم الذين عبدوا اهلل من غير مالحظة حظ نفسي‬

‫دنيوي وال اخروى حتى اتاىم اليقين أمر اهلل بالرجوع الكمى اليو ومعنى الرجوع الكمى‬

‫فناء الذات الترابية الغميظة التى شأنيا الركون إلى امر شيوانى فإذا سحق اهلل مراسميا‬ ‫بالمراضيخ الممكية صارت الروح موصولة بال حجاب القارورة الجثمانية وكذلك من‬

‫تبعيم من االقطاب واالفراد واالوتاد والصديقين واالمراء والنقباء فيم عمى طريقة‬

‫محمدية ولذلك صح ظيور اوامر اهلل فييم وغيرىم من اىل التصريف مائمون بعد‬

‫القرون الثالثة عن الطريقة االولى النيم باعتبار مقام المحمديين كالعوام الحمقى‬

‫ببشريتيم فإذا عممت ان الثقمين عمى قسمين قسم مستخدم فى اداء السياسة الممكية وىم‬

‫النفر إلى من فوقو وقسم استخدمتيم نفوسيم واستخدموىا تارة فى مرضات موالىم وتارة‬ ‫فى مرضات نفوسيم وفى الحقيقة ال يسارعون إال لنفوسيم فإن جدوا عمى نفوسيم حتى‬

‫استعموا عمى احكام اهلل وتجبرت نفوسيم فيم ارذال العوام الكفار وان لم يصموا إلى حد‬

‫االستعالء بل يخالفون لنفوسيم مع تقيد قموبيم بدين اهلل عمى يد نبيو وانما يمعب بيم‬

‫اليوى فيم عامة المومنين فى كل عصر ثم الخالئق قسمت إلى ثالثة اقسام ايضاً‬ ‫عامة وخاصة كقواد الرحى ومن دونيم من أىل االنتظام الممكى وخاصة الخاصة وىم‬

‫العارفون االعمون فمقام الخاصة مقام االيمان المصطمح عميو عند القوم ومقام العامة‬

‫االسالم ومقام خاصة الخاصة مقام اإلحسان وكل مقام لو مواقف ثالث يقف فييا رجال‬ ‫مناسبون لممواقف فالعامة عمى ثالثة والخاصة عمى ثالثة والعارفون عمى ثالثة فكل‬

‫جنس يقف لموقف يناسب ىمتو ولم يجز مقام االحسان فى كل زمن إال الرجال‬

‫المحمديون فيم المحسنون وجيتيم المتقنون إفرادىا لحضرة سيدىم والخاصة يعبدون‬ ‫‪57‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫لمجنة ال هلل وعبادتيم صحيحة في ظاىر الشرع بحسب ذوق مقاميم وفاسدة قطعاً‬ ‫بحسب ذوق المحسنين العارفين والعامة يعبدون لمدنيا ولمحفظ من النار فعبادتيم‬

‫صحيحة بحسب ذوق مقاميم وناقصة عند الخاصة لعمو ذوقيم عنيم فالمقامات الثالثة‬

‫جميعيا دين كامل واالول فقط ناقص والثانى مع االول ناقص والثالث مع االولين كامل‬

‫جداً وعميو فالدين الكامل ما كان عميو أىل الطريقة االولى من الصحابة والكبير ومن‬ ‫فوقو وما شاكميم في دينيم من افراد العبادة هلل باهلل وعمى اهلل وفي اهلل حتى جمس عمى‬

‫كرسى العبودة المتولدة عن العبودية فالعبادة مقام االسالم والعبودية مقام االيمان‬ ‫والعبودة مقام االحسان وعمى نيج الطريقة الكاممة السنية رد سيدنا محمد صمى اهلل‬

‫عميو وسمم خاصة امتو ولبابيا وخيرتيا وميزىا من حثالتيا ونقاىا بتربيتو عمى الوجو‬

‫االكمل عمى يد صاحب الطريقة االولى المشار لو عند اىل الذوق السالم فى كل‬

‫عصر من زمن الصحابة الى ظيوره في حدود السبعين من القرن الثانى عشر وقد‬ ‫اكثر جده عمى طريقة االولى بيمتو وعممو سيفو اسد اهلل حيدرة سيدنا وموالنا نعمة‬

‫الدين عمي بن أبى طالب كرم اهلل وجيو بجوىرة أصل النبوة وتفاحة الجنة الممكية‬

‫االدمية الحورائية وبجواىر الخالفة عن اهلل نور القطبانية فى أوالده إلى يوم القيامة‬

‫الكالم عميو وعمى مقامو وعمى أنو حجاب بين الطوائف كميا وبين سر النبوة ووصفو‬

‫بالختمية الكنزية الكتمية وصار ىو ساال سيفو عمى طريقو حفظاً لحرمة اىميا النيا‬ ‫مفرعة عنو في كل عصر وفتح باب المجال لكبار بحار االولياء فى كل عصر حتى‬ ‫عقد كل عارف بيعتو في الغيب وسماه بعض االكابر باسمو ولم يميز بمده وادعى قوم‬

‫مقامو ثم تبرءوا باذن اليى اليامى لعظم مقامو ومقام اتباعو فمما ابرزه اهلل ذىبت نجوم‬

‫االفالك الوالئية لستر مقاميم بظمو فصار ال يظير احد إال فيو الى قيام الساعة وينفر‬

‫عمى ما كانت عميو الطائفة الثانية من الركون الى الكشوفات الكونية وبين دسائسيا‬

‫وانيا طريقة معوجة كل االعوجاج فالطرق ثالثة طريقة الجنة معوجة الى جية القمب‬

‫وىى منحرفة عن الحق كل االنحراف لوال فضمو جل وعال الذىب رسوم واطالل اىميا‬ ‫‪58‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫لسوء ادبيا النيم سافروا إلى غير اهلل واستعمموا القربات التى وضعت لعبادة اهلل في‬

‫طمب غيره الذى ىو حظيم الشيواني فى الجنة ذاتا ونعيما وطريق النار معوجة منحرفة‬

‫كل االنحراف عن الحق جل عاله إلى جية شمال القمب وىى طريقة فاحشة حموة‬

‫خضرة وطريقة مستقيمة معتدلة محجة بيضاء ال كدية وال وادى وال قاطع وال تعب وال‬ ‫تقشف فييا وىى طريقة الحضرة القدسية الحقية وغيرىا باطمة فى عرف العارفين اىميا‬

‫وىى صراط الذين أنعمت عمييم من النبيئين والصديقين والشيداء التى ىى طريقة‬ ‫الفضل االليى طريقة الحمد والشكر وطريقة الخموة القمبية ال البدنية المجردة عن كل ما‬

‫يشغل ويحجب عن سبحات جالل وجيو جل وعال النقية بال احتياج الى التصفية بل‬

‫ىى صافية بصفاء اىميا بالفطرة االسالمية بحيث لم يحدث اىميا قصداً يقطعيم عن‬ ‫سيدىم بل بقوا عمى ما كانوا عميو فى عالم الذر عالم البرزخ القاىر كل جوىر وعرض‬ ‫ٍ‬ ‫وسماء وجنة وعرش مبدئو من االرض السابعة وىى متسع‬ ‫بخرقو العوالم كميا من ارض‬

‫جداً لسعة مجال العمم فيو وىى مسكن الكفر والشرك أىل الخمود في غضب الحق جل‬ ‫ِ‬ ‫االشياء لقمة وذىاب رسوم‬ ‫عاله فكل روح تقابل مقاميا الذى اريد بيا واعاله اضيق‬

‫العمم الفطرى فيو وىو مقام سيد العوالم صمى اهلل عميو وسمم خارقاً العرش سقف الجنة‬

‫فالروح فيو مجردة من الغير موجية لسيادة سيدىا لعظم الجالل وقيره بالمعاينة فإذا‬ ‫عممت أن الذى يعبد اهلل عمى الحقيقة أىل الطريقة والمربون المشايخ االكابر قواد‬

‫الطريقة الثانية بعد تصفية بواطنيم من الحظوظ النفسانية ظير لك أن القرن الثانى‬

‫عشر مفضل عمى القرون قبمو لمن حل غير القرون الثالثة الذين سمكوا إلى اهلل بال‬ ‫قصد شيء يوصميم النو ظير فيو نائب النبي صمى اهلل عميو وسمم عمى الحقيقة إال‬ ‫عمى ما يدل عميو صمى اهلل عميو وسمم من توحيد العبادة لحضرة الجالل مضربا عن‬

‫الخواص وفضائل القربات بحيث ال يمتفت الييا وال يركن ليا وال يترك تابعو يتشوف ليا‬

‫عالماً بان الفضائل إنما ذكرت تشويقاً لممريدين لحضرة الميدي جل وعال ال إلى اليدية‬ ‫فقسم العبادة إلى اربع قاصد بذكره غرض نفسو من الدنيا واآلخرة والفتح والكشوفات‬ ‫‪59‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫واالسرار والعموم بحيث لم يستعممو إال لو فيو شرك حرام فيو ظالم قطعاً قاصد بذكره‬ ‫وجو اهلل مع مالحظة حظو بخاصية الذكر فيو اخف من االول وىو شرك وقاصد‬ ‫بذكره وجو اهلل ال غير مع مالحظة قضاء حاجتو عند اختتام الذكر ال بقوتو وال بطبعو‬

‫وال بخاصيتو فيذا عابد هلل مع نقصان مقامو بالمالحظة وىذا المقام ىو مقام ضعفاء‬

‫طريقتو وىو مقام الجيل في مرتبة االحسان وقاصد بذكره الخاص العبودة لمعبودية قبميا‬ ‫من غير تعرض لرائحة غرضو عند التمبس بالقربة وكذا بفور قربيا قبميا وبعدىا بل‬

‫فنيت مراسمو عند ذكر جاللو بالييبة وعند ذكر جمالو لالنس وعند ذكر رحمتو بالفرح‬

‫وعند ذكر كرمو بالشكر وعند ذكر قيره بالخوف وعند ذكر قوتو بالضعف إلى ما ال‬

‫نياية لصفات الرب فكمما ذكره بصفة لبس حمة ضده فيذكر امتثاال واستحقاقاً أو شوقاً‬

‫او غمبة بال تعمل فيو بل يذكر اهلل باهلل هلل في اهلل فانياً عن نفسو بذكر اوصاف سيده‬

‫قانعاً ان كان آلة يحركو اهلل لمجارى اقداره وىو الذى خمقيا وعرضيا لما شاء وحصل‬ ‫لو العز الدائم بسيده فعزه قديم ال يفنى وممكو ممك سيده ال يبمى ومدده من سيده ال ينفد‬

‫وعممو عمم ربو وىديتو ىدية سيده ال تنقطع الن فعمو فعل واحد فكمل وارتقى لحضرة‬ ‫ٍ‬ ‫لشيء‬ ‫سيده مضرباً عن عممو مشاىداً عند مباشرة عممو سراية فعل سيده وانو ال تاثير‬ ‫مع اهلل فاىل الطريقة االولى كميم عواميم وخواصيم منزلون منزلة المشائخ فى الطريقة‬ ‫الثانية النيم أحسنوا عبادتيم وال يمرون إال بو وال يحبون إال المحسنين ويكرىون اىل‬

‫الدعاوى لموالية أي من يحبون الوالية النو يناقض العبودية فالعبد عبد وان قربو سيده‬ ‫فسيده ىو الفاعل وىو محل فعل سيده وىو مقيور بالممك والعجز والتحجير عميو بحيث‬

‫ال يعطى وال يمنع إال بو فيو غاية الذل لو عرف فعرف ذلك اىل الطريقة االولى‬

‫وتجردوا من دعوى الوالية وان كانوا اولياء باهلل وال يظيرون ذلك بل يباشرون ما كمفوا‬ ‫بو ولم يروا النفسيم عمال وال قد اًر النيم عمموا حق العمم بان الوالية الحقيقية لمسيد‬ ‫والعبد وان عظم امره عند العبد فإنما ظيرت عميو عظمة السيد وىو مجرد منيا الن‬

‫العاقل ال يعتبر إال االصل الذاتى فاصل العبد ذل الممك والتحجير والضعف والفقر‬ ‫‪60‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫حيث لم يممك نفسو فضال عن غيره وان تذلل العبد فذلك عزه وان تعزز بعين الذل‬

‫الحقيقي فالمطموب من العبد اتقان الوجية بظاىره كما اتقن باطنو الذى ىو اصمو‬

‫فأصمو بالغ نياية العبودية طائعاً او عاصياً لكن العبرة بالظواىر فإن وافقت البواطن‬

‫فيو عارف وان خالفت فيو جاىل عبودية اصمو (من عرف نفسو عرف ربو) فتجرد‬

‫اىل االولى وال يحبون اال الشريعة فيترتب عميو حب ما استحسنتو وبغض ما استقذرتو‬

‫(الحب فى اهلل والبغض فى اهلل من االيمان) وال يشتغمون بازالة الحجب بل رضوا بما‬ ‫ىم عميو وىو عين الفتح فمن اتقن وجيتو واحب الشريعة فامتثميا وتجنب كل ما حدث‬

‫بعدىا فيو العارف وان كان ظاىره من جممة العوام فمن كان بصي اًر باالمرو ثم غمض‬ ‫عينيو فيو عارف كفتحيا (لو كشف الحجاب ما ازددت يقيناً) فعميك اييا االخ‬

‫باالنتظام فييا راضياً ان تكون منيم او محباً ليم فيم عين العارفين الذين ظيروا‬ ‫بالمشيخة وان لم يعرفوا عقبات السموك فإنيم اقرب ممن عرفيا ويعمميا لمناس ويشتت‬

‫فكره بيا فى اول سموكو ومن احسن وامسك عن الخوض فى االرادة التى ىى عين‬

‫الحجاب مضرباً عنيا فقد فتح عميو اكبر من كل فتح وما يترب عن احسان الوجية‬ ‫انما ىو غمة اتقانو وال يعرج عمى الغمة بل عمى االصل الستمزامو الغمة فتجدىم فانين‬

‫باالصل كاتمين اس ارره الن من ممك االصل يعرف الغمة ويستغميا احبيا او اضرب‬

‫عنيا الن الغمة ناشئة قطعاً عن االصل باهلل فمن وجد بعض الغمة عند غيره بيدية او‬

‫كراء نقص مقامو عمن ممك االصل والغمة فشد يديك معاً عن الطريقة النبوية التى‬ ‫بينيا سيده بوحي إليى ورد خاصة امتو الييا بعد افول نجوم بوارق الطريقة الثانية‬

‫ولتعمم ان صاحب الشرع اآلن صمى اهلل عميو وسمم قائم بأىل الطريقة االولى كزمانو‬ ‫بل اشد منو الن زمنو فيو السيف وىذا الزمان انما فيو سيوف انواره ويقتص من اىل‬

‫البدع بامساك انوار جمالو وشريعتو عنيم حتى يرجعوا الى اهلل فإذا تميد لك باالدلة ان‬

‫الطريقة اآلن الى قيام الساعة ىى التى كان عمييا اىل اليجرة والنصرة وانيا مناقضة‬

‫كل المناقضة ليا النيا حاكمة عمى الثانية دون العكس وال يستدل باحوال اىميا حال‬ ‫‪61‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫السموك من اجتياد وخموة عمى االولى واما شيوخيا المسمكون بسياسة ترقيق الحجاب‬

‫فتقدم انيم من االولى وانما فعموا ما فعموا لغرض السياسة ال غير وىم عالمون بانيا‬

‫معوجة لغرض تمنية الضعفاء ال غير واما ىم فغرقى فى بحور االحسان ولذلك‬ ‫يوجيون الناس فى آخر امرىم الى حضرة االحسان وعميو فما يذكر فى الكتب المؤلفة‬ ‫فى الثانية كاحياء عموم الدين وجواىر الخمس وقوت القموب انما نطالع كتبيم لسعة فى‬

‫احواليم تدب اًر بيا ال غير واما اىل االولى فال تناسبيم اال عوائد واخالق النبي صمى اهلل‬ ‫عميو وسمم ومن ورثو إرثاً كامال باتقان الوجية فتتبع اخالقو صمى اهلل عميو وسمم يغنى‬ ‫عندىم عن كل حكاية من الثانية الختالف االحكام وعميو فقد اخذتنى الغيرة حتى‬

‫ارتعدت فرائصى عن الطريقة االولى التى تخمط بالثانية بذكر ىمم اىميا فيمميم قاطعة‬

‫بحسب ما في كتبيم لكن لطمب حظ ال فى العبودية التى ىى عين العز لكل عبد فال‬

‫احب من يطالع كتبيم ممن ال خبرة لو بما سطرناه وان كان محسناً الن المحسنين منيم‬ ‫من عرف وجيو ومنيم من احسن من غير مباالت بالعواقب والنتائج وىم العامة فيو‬ ‫وعامى المحسنين اعظم من سائر اىل الثانية قبل التجريد واما بعده فيو من اىل‬

‫االولى الن شيخو مجرده فعمى اىل االولى مطالعة سير نبييم وىو الشيخ االكبر الىميا‬ ‫النو صمى اهلل عميو وسمم قال لحامل الويتيا (انا شيخك ومربيك وكافمك فال منة‬

‫لمخموق عميك‪ .‬وقل الصحابك ال يتعمقون باىل الثانية) المسمون فى عرف العامة‬ ‫باالولياء لظيور الكشوفات عمى يدىم واما اىل الطريقة االولى فال يسمون عندىم‬

‫اولياء النيم بريئون من دعوى الوالية عالمين ان الولي ىو اهلل محتشمين منو وان‬

‫صرفيم موالىم تصرفوا بو وكتموا امر الخدمة الممكية فافيم قولو ال منة لمخموق عميك‬

‫وكذا عمى اصحابك متكمماً صمى اهلل عميو وسمم عن لسان اهلل فى قولو لخ وعن لسانو‬ ‫فى قولو انا كافمك ومربيك بامر من اهلل جل عاله تظفر بكنز سر الصحبة منو ومن‬

‫اتباعو فاقنع ان تكون من اصحابو صمى اهلل عميو وسمم وال تطمب ام اًر ازئداً عنو فشد‬ ‫يديك عن مقامك الذى ىو االحسان مطمقاً شاك اًر النعمو مجتباً مختا اًر لمحضرة القدسية‬ ‫‪62‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫منعماً بيا في الحضرات كميا سواء ازيل الحجاب او ثبت النو في حقك عين الكمال وال‬ ‫تغفل عن سيرة شيخك آخر عمره الن النسخ يكون في الطريقة كالشريعة النو انما ىو‬

‫اشارات صاحب الشرع شيخو وقد قال شيخو ‪ :‬واجتيد في النفس وعدم القصد فإن‬ ‫لمحضرة االليية بابين باب مفتوح وباب مسدود فإذا برزت العبادة من صاحبيا بقصد‬

‫شيء من أغراضو ولو معرفة سيده ورضاه تمر عبادتو إلى الطريقة الموصمة لباب‬

‫مسدود عميو فتحجب عبادتو ويحجب صاحبيا واذا برزت من صاحبيا بال قصد شيء‬

‫معيا تمر في الطريقة الموصمة إلى الباب المفتوح فتجده مفتوحاً فتدخل ويدخل صاحبيا‬

‫ويقبالن معاً وذلك غاية االدب وىو ادب العارفين فإن توجو بعبادتو لطمب وصل‬ ‫حضرة سيده ليرضى عنو فعبادتو صحيحة غير سالمة من شوائب الحظ فإن اتقن‬

‫العمل بالشروط يدر لو الفمك بو وىو متعمل والفضل ال ينال بتعمل وال بتكسب فإذا‬ ‫تبعت سيرة شيخك كما فى كتبو بعد موتو حصمت عمى حقائق الدين كميا النو امامو‬

‫ومحييو ونائب فى التشريع والتوصيل وغاية سيرتو تجريد النبي صمى اهلل عميو وسمم لو‬

‫من كل حظ فقال لو فال تقصد شيئاً فإن طمب الفتح معوق لو في الطريقة االولى فإذا‬ ‫تجردت لشيخك انك في قبضة سيده وانو لم يكن عمى الحقيقة غير اهلل وعبيده اعوان‬

‫مممكتو فيجب عميك ان تحب سيدك وتحب لو عبيده عمى مقتضى الشريعة بحيث ال‬

‫تميز كبي اًر من صغير وال طائعاً من عاص فإن اعممك موالك بيم فاخدم سيادة ساداتك‬

‫العبيد ونزليم منزلة سيد حاكم صائل فاخدم حضرتيم عمى مقتضى اشاراتو جازماً بانو‬

‫ىو اليادى الفاعل باالختيار وانت مضطر في المباشرة وان جعمك كبي اًر او قائد رحى‬ ‫فاعمم انو ترتيب الممك ال غير وال حظ لك في العمل واالستعمال فإذا عرفت ربك فاعمم‬

‫انك لم تعرفو بنفسك بل ىو المعرف لك واذا فنيت فاعمم انو ىو المفنى لك فإن وحدت‬ ‫فيو الموحد فإن عممت فيو المعمم « سبحانك ال عمم لنا اال ما عممتنا انك انت العميم‬

‫الحكيم » حكاية عن المخمصين الموحدين المفردين الذين الحظ ليم مع ربيم اصال‬ ‫وان استعممك فيو العامل وان اىممك فيو الفاعل والحظ غير انك مظير اسمائو فإذا‬ ‫‪63‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫تعدت عميك سيادة العبيد فال تنظر فييم إال وجو سيدىم سيدك واصبر الذاىم فإن‬

‫االذاية اقتضتو سيادة متعددة فبعض يحبك منيم واكثرىم يحب تادبيك بالقال والفعل ولم‬

‫يكن فيو إال اهلل النو المحرك ليم فال حظ لك فى مقابمتيم باالساءة وال بالمسامحة النو‬

‫محركيم ومكمفيم وانما يسمح االنسان ان ظمم فأنت عبدىم مكمف بيم وال تنظر حالتي‬ ‫االحسان لك وال االساءة غير سيدك الحق ظير اثره فى الخمق ومن ضربو عون‬

‫القاضى فإنما ضربو القاضى ال العون وعميو فال تشاىد غير موالك النو مع ظاىرك‬

‫وباطنك بذاتو وصفاتو واسمائو غير بعيد عنك بل انت حادث طارئ فى حضرة وجوده‬ ‫ٍ‬ ‫غالء ورخص وفرح وسرور وبسط‬ ‫خيال في حقيقتو جل وعال فال تحب إال مراد اهلل من‬ ‫وقبض في حقك وفى حق ساداتك العبيد وقر عينك بيم فيم مراسل سيدك لك باي امر‬

‫وعميو فانظرىم اعواناً واكرم مثواىم وارض بحكم ربك فإنو أليق بك فال تشتك بيم قطعاً‬ ‫النو عين القطع عن حضرة ربك فإنك لو فيمت عن اهلل لوجدتو الفاعل فتشتكى بسيدك‬

‫لسيدك بل واجيك احد منيم بإذنو تنبيياً الستجماع ادبك وفقرك وقد اكثر البالء الكابر‬

‫الرسل واالولياء ليكثر شيود موالىم في كل فتنة من الخمق ليزيد كمالو وعممو بفعل ربو‬

‫ونفوذ أمره في كل ذرة من ذرات وجوده فأكثر الخمق صب اًر لعبيد سيده سيد الكل وامامو‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫شيء ويقنع‬ ‫شيء‬ ‫صمى اهلل عميو وسمم لشفوف مرتبتو عند مواله بمشاىدة سيده في كل‬ ‫مما سواه اتم قناعة ثم من يميو من لبس حمتو الكاممة من الرسل واالولياء تنبيياً عمى‬ ‫مشاىدة الحق فى حضرة الحق فيعظم قدره عند مواله بالجمع بين حضرات الحقية في‬

‫الخمقية حمواً وم اًر ثم ان االمير يجب عميو نظ اًر ان يعتقد ان المقصود عند سيده بالذات‬ ‫الرعية ال الخدمة النو إنما ىو سيم المخدومية والمخدوم اعز عند المؤمر فإن صمح‬

‫واال يعزلو ويول غيره ىذا ادبو االليق بو ويجب عمى الرعية ان تعتقد أن االمير عمييم‬ ‫اعظم منيم النو يشاىد حضرة السيد وىم بمعزل عنيا إال باذن اميرىم ومعونتو وبركتو‬

‫وشفاعتو فمن صمحو االمير عند السيد صمح ومن جرحو عنده انجرح ويعظم امره‬

‫ويتأدبون بادبو ويتوليون بحبو وشأنو وذكره وتعظيمو معتقدين ان تعظيم امره من تعظيم‬ ‫‪64‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫اهلل ويعتقدون نفوسيم بمنزلة اوالده الضعاف الصغار متضرعين الميرىم فيما نابيم‬

‫متوسمين بو لحضرة السيد فيذا ادبيم ومن اخسر الميزان ضل ضالال بعيداً عن االدب‬ ‫وال تتعرض الجرة عمى الوالية النك عبد ال اجرة لك وقول بعض االصفياء ان اجري‬

‫اال عمى اهلل فمن باب خطاب الناس بما يفيمونو ال انو صمم عمى االجرة فإذا تجردت‬ ‫من الثواب والعمل والوالية بحيث ادبرت عن نفسك ولوازميا وفنيت عنيا كل الفناء‬

‫العممى والذوقى اشرقت عميك شموس االسماء والصفات فإن فنيت عنيا بالذات اشرقت‬ ‫عميك بحور شموس بحر العمى الربانى فتنسد مسامك بعد افتتاحيا باالسماء ويبقى‬ ‫انفتاحيا وانسدادىا وتفنى المسام الظاىرة والباطنة وتطمع شموس سماء غيبة انسو فى‬

‫سماء ىيكمك الفانى فيقى ىباء اندقاق سماء ارض بشريتك موصوال بسماء ارض سيدك‬

‫مفروقاً معيا مجذوباً بمغناطيس ىيمان السعادة الكرمية فتكون أنت ولست أنت بل‬ ‫ترياق معاجين الرحمة الربانية لحضرة الرضى الخمقية فتصير معافاً بعافية سيد الكل‬ ‫وىى التى كفميا من حضرة سيده التى ىى عين الفناء والصحو فى كل تجل ذاتى او‬

‫صفاتى فتجمى بمقام حمة االسم الذاتى المطمسم عمن ليس من جنسك ممن سحق ودق‬

‫واحيي بنبات بذر اسم سيدك الحي فتحي لك وبك اغصان السعادة الفضمية فتسعد‬ ‫بنفس واحد منك العوالم الرحمانية الخاصة وعميو فالتعمم عمم ذوق وىبى بان الكتب‬

‫الربانية ما كتبت وكذا االنبياء ما نبئت وال ارسمت إال المر واحد ومطارقتيم لموضع‬

‫العمماء ما ورثت وارسمت نيابة وال الفت وال‬ ‫واحد وذوق اشارتيم لمعنى واحد وكذا‬ ‫ُ‬ ‫سيرت وال قصدت وال توجيت اقواليم إال لو وكذلك الذاكرون ما ذكروا وكرروا الجاللة‬ ‫والتسبيح والصالة عمى النبي صمى اهلل عميو وسمم إال لذلك المعنى ال غير يفيمو من‬

‫آمن إيماناً كامال وىو توحيد العبادة لحضرة السيادة الحقية فشرع جل وعال الشرائع‬

‫الكثيرة وارسل رسال كثيرة لو ال غير فيمو من فيمو وصار عارفاً بربو وجيمو من جيمو‬

‫وصار غريقاً في بحر العامية الصرفة وعميو فاعمم أن االنسان مركب من ذاتين ذات‬ ‫روحانية باطنية وىى اعظميا مقصودة بالخطاب االليى وىى نور صرف ال يعمميا إال‬ ‫‪65‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫من تخمق باسمو جل وعال الباطن وىى ال يناسبيا إال بحر االنوار الربانية ومأكميا‬

‫ومشربيا ومركبيا وممبسيا فى العموم النقمية ثم الذوقية المدنية الوىبية والحظ ليا فى‬

‫التراب وال فى نباتيا من حيوان وجماد وحب وغيره ومسكنيا البرزخ وما اشتمل عميو من‬

‫روائح ربيا فال تحب إال لذتيا وىى التنعم بحضرة سيدىا ولوازميا من ازمنة البرزخ‬ ‫واآلخرة وامكنتيا وىى فى اصل خمقتيا عارية منعمة صافية من كل كدر عن حضرة‬

‫موالىا وال تحب الجنة إال النيا مظير سبحات وجو سيدىا فتفرفر عند سماع الجنة لو‬ ‫ال غير والثانية ذاتية ترابية غميظة كثيفة فال يناسبيا إال التراب وما ينبتو فمما نبت من‬

‫تراب غميظ لترابيتو وثقمو ارايت ان الدنيا اثقل واغمظ من اآلخرة ونعيميا وكذلك كمما‬ ‫نبت من التراب من الحيوان والجوامد والنبات والنعيم وعميو فأكميا ومشربيا وكل منافعيا‬

‫مقصور عمى التراب ولوازمو بحيث ال تعيش يوماً واحداً إال باصميا التراب وىو اميا‬ ‫واصل الروح واميا روائح اآلخرة وانوارىا بحسب اسماء اهلل فييا ال بيا وال معيا بل‬

‫بتقدير صاحب الممك جل عاله ال غير فكتبت الكتب من الحق سياسة ربانية خارجة‬ ‫عن سياسة العقل بل تقدم ان العقل انما ىو نور لمسياسة الشرعية وبعث رؤساء الممئكة‬

‫الى رؤساء الثقمين االنس والجن اىل التمكين والرسوخ في بحور مقاصد التصريح‬

‫واالشارة ليميزوا لمثقمين الذاتين ولوازميما وما ال يكمل صالحيما إال بو من اكل وشرب‬

‫الى آخر مقتضياتيا يعرفو من وفق فوضحت الرسل تصريحاً وتمويحاً ان الذات الترابية‬ ‫الظاىرة يجب عمييا وجوباً شرعياً عقمياً ان تشتغل باالسباب العادية التى عمميا جبريل‬

‫لسيدنا آدم عمييما السالم من حرث وتجارة وحرفة وكل تحرك تنفعل عنده باهلل ال غير‬

‫مقتضياتيا من اكل وشرب الى آخر لوازميا فبين الكتاب من اهلل ان الذات الترابية يجب‬ ‫ان تالزم االسباب العادية التى عمق الحق جل جاللو ارزاقيا بيا عمى سبيل تغميض‬

‫العين عن رؤية سر القدر االليى ال غير الن الرزق يكون باالسباب فاالسباب إنما ىى‬ ‫عاديات والعادة تتخمف بخرقيا فالنار تحرق باهلل ال بنفسيا وال قوتيا وال قوة فييا وال‬

‫طبع فييا وال خاصية ارايت أن ابراىيم عميو السالم خرق اهلل لو عادتو فكانت سالماً‬ ‫‪66‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫ارايت ان العادة المتعارفة فى امر الوالدة اليس خرقيا اهلل فى آدم وحواء وعيسى وكذلك‬ ‫الموت قد خرقيا اهلل لمروح بجذب من الجسد وال تموت وكذلك الحيوان يخرج من‬ ‫الحيوان فأخرج اهلل الناقة ناقة صالح عميو السالم من حجر وأخرج من اصابع سيدنا‬ ‫محمد صمى اهلل عميو وسمم وممن ورثو وقس عميو جميع العادات االليية التى نصبيا‬

‫لنا امارة عمى سر قدره ال غير فال تغتر بالجمود عمييا وال بالخرق فإن الفاعل واحد‬

‫فييما فال تعول الترابية عمى سبب بل عمى سيدىا فإنما االسباب تغميض ال غير فترك‬

‫االسباب معصية واالتكال عمييا كفر النو عول عمى غير سيده والسبب غير فإن اهلل‬

‫يحب العبد المحترف ويكره البطال وىذا ظاىر الشريعة تصريحاً أو تمويحاً مع سياسة‬ ‫انطوت الشريعة عمييا في امر االسباب اال تشغمك عن اهلل تعمى وان ال تضر بيا‬

‫نفسك وال غيرك بحيث ال تاكل اموال الناس بالباطل بكالربى فإنو يغير القمب وكالسمف‬

‫بمنفعة وكالتدليس فإنو يغير القمب وككتم العيب من نحو الرقيق وكترك الزكاة فإنو‬ ‫يضر بالمساكين وكأكل الميتة فإنو يضر البدن والتراب والتصريف في ممك الغير فإنو‬ ‫يوذيو وكالنطق بكممة الزور فإنيا تحرقك بنار ظممتيا وظالميا وكالسباب فإنو فسوق‬

‫يوذى المومنين « ان الذين يوذون اهلل ورسولو لعنيم اهلل في الدنيا واآلخرة » واذاية اهلل‬

‫بإذاية المومنين فدلو بوحدانية ذاتو وأفعالو وصفاتو بحيث يعمم ان ال تاثير لغير اهلل أياً‬

‫كان فرتب وعيداً عمى من اىمك نفسو النو عبده أو اىمك غيره النو عبده ورتب وعداً‬ ‫لمن نفع نفسو أو غيره النو من عيال سيده وأما السيد فغني عن الغير كمو فالشريعة‬

‫ونتائجيا ووعيد مخالفتيا مصمحة لمعبد ال غير ال حظ وال غرض هلل فيو بل ىو منزه‬

‫عن االغراض جل عاله « وما خمقت الجن واالنس إال ليعبدون ما اريد منيم من رزق‬

‫وما اريد ان يطعمون ان اهلل ىو الرزاق ذو القوة المتين » ويدل الكتاب من اهلل الذات‬

‫الروحانية عمى االسباب العاديات التى نصبيا الحق وعمق بيا ارزاقيا بحيث ال تاكل‬ ‫وال تشرب إلى آخر مقتضياتيا اال من نتائج االسباب عادة والعادة تتخمف واالسباب‬

‫امر بيا الحق جل عاله فيمتثل امره وال يعول عمييا وال نتائجيا بل يعول وجوباً عمى‬ ‫‪67‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫السيادة المالكية الحقية وىى اقبال الروح اقباال كمياً إلى العموم الشرعية النقمية والعقمية‬ ‫وتغويصيا في بحار جواىر مخدرت اسرار كتاب اهلل الذى ىو كتاب انزل عمى سيدنا‬

‫محمد صمى اهلل عميو وسمم بتالوتو بعد امتثال ما فيو وتفيم تصريحاتو وتمويحاتو‬ ‫واسرار حديث رسول اهلل صمى اهلل عميو وسمم الذى ىو كالم نبوى مفسر لكتاب اهلل‬

‫ظاى اًر وباطناً الن كتاب اهلل ال تدرك العقول ما فيو اال بالنبى صمى اهلل عميو وسمم فيو‬

‫لسان القرآن النو متخمق بو أي صار لو القرآن طبعاً وخمقاً واشربتو عروقو واجزاؤه‬ ‫وكمياتو حتى صار ينظر جميع ما فيو بال تامل بل صار كتاب اهلل عنده ضرورة‬

‫كالسماء فوقنا مثال والواحد نصف االثنين مثال واعمم ان النبى صمى اهلل عميو وسمم‬ ‫اطمعو اهلل عمى ما كان وما يكون من جيمع ما تعمق بالكون النو اصمو واضافو جل‬

‫عاله عمى ما تقتضيو حقيقتو صمى اهلل عميو وسمم من كنو الحق جل وعال وال حظ لو‬

‫صمى اهلل عميو وسمم فيما ال تطمبو ذاتو فذاتو صمى اهلل عميو وسمم اصل لممك اهلل‬ ‫ومثالو كمن دخل مدينة وعرفيا ودخل القرويين مثال وكل دار بفاس وكل بقعة وكل‬

‫آدمى وميز جميع ما احتوت المدينة فبمجرد سماعو فاساً مثال يشاىد جميع ما احتوت‬ ‫عميو من كل شيء بال تامل فالنبى صمى اهلل عميو وسمم إذا نزلت عميو كممة حصمت‬

‫لو منيا مشاىدة حقائق مدلوليا مرمو اًز الييا بالحروف الربانية عمى سبيل الرمز االليى‬ ‫فما من حرف منو اال ودل عمى مثل فاس مركبة من خزائنيا وحسن اىميا وعموم اىميا‬

‫وواليتيم وظاىرىا وباطنيا وىو صمى اهلل عميو وسمم محيط قبل نزولو بجميع مدن‬

‫مقدورات الحق جل جاللو بحيث ال يخفى عميو امر ممك اهلل البتة فإذا ق أر آية او كممة‬

‫انطبع بيا ظاى اًر وباطناً فيفسر لنا لعامتنا ما نطيقو منو ولخاصتنا ما يطيقون في كل‬ ‫نفس من انفاسو ولم يضيع نفساً بال تعميم فإذا ظير لمصحابة يبين ليم بظاىره وبباطنو‬

‫لباطن الوجود واذا خفى عنيم يعمم بظاىره وبباطنو باطن الوجود أي الذوات الروحانية‬ ‫وعميو فعموم البواطن اعظم من الظواىر وىو المتوارث وعميو فمم يبين مثال من المدن‬

‫اال ابواباً ال غير وبقيت السوارى والسواقى والخزائن والرقم مثال فى خزانة النبى صمى‬ ‫‪68‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫اهلل عميو وسمم فال يسع تفاصيل المكونات مخموق سواه وورث منو صاحب الطريقة‬

‫حامل لوائيا الذى امره أن يربى بيا إلى قيام الساعة ام اًر عظيما ال يسعو الكتب والعقل‬ ‫وال الرمز وال الدليل وال جميع العقول الخمقية بل اختصو صمى اهلل عميو وسمم بو دون‬ ‫غيره ممن ورثو وعميو فيو الوارث الحقيقى وغيره ممن قبمو وبعده ممن يدعى مقام العمم‬ ‫المحمدى انما اصابو رش منو ال من النبى صمى اهلل عميو وسمم وىو سر وساطتو بينو‬

‫صمى اهلل عميو وبين سائر الخمق من االولياء فضال عن غيرىم وعميو فعموم القرآن‬ ‫مخزونة فى خزانتو صمى اهلل عميو وسمم فما بينو لمعامة وصل إلى العمماء عامة‬

‫بحسب استعدادىم وما بينو لمخاصة وصل لمخاصة بحسب استعدادىم وما بينو‬ ‫لمعارفين خاصة الخاصة وصل إلى جنسيم في عمم اهلل وما لم يفشو بقى فى حوصمتو‬

‫مما ال يناسبيم او امر بكتمو وىو المفاض عمى حامل الطريقة االولى ولذا استغرب‬

‫ولم يطق فيم مقامو مع اقرار كبار العارفين وتسميميم لو فتحت كل حرف من كتاب‬

‫ذ ى الجالل مائة الف واربعة وعشرون الف عمم كل عمم يحير اذىان العارفين المقربين‬ ‫وىذا القدر ىو الذى وصمو صاحب الطريقة إلى قيام الساعة ويقرره في بحبوحة سكره‬ ‫كما يقرر العامى الواحد نصف االثنين وكما يقرر احدنا داره بما فييا بمجرد ذكرىا‬

‫بحيث ال يحتاج إلى تامل فى كل نازلة وقعت أو تقع وذلك فضل اهلل يوتيو من يشاء‬

‫فال يقال لفضل اهلل ذابكم واذا كانت العموم منحاً إليية فال يستغرب ان يدخر لبعض‬ ‫المتاخرين ما غاب فيمو عن كثير من المتقدمين ‪ :‬خير االمة اوليا وآخرىا‪ ،‬ثمة من‬

‫االولين وثمة من اآلخرين‪ ،‬االمة كالمطر ال يدرى اوليا خير ام وسطيا أم آخرىا‪ .‬اشارة‬

‫ربانية نبوية فالعمماء اىل االبحاث المفظية إذا سمعوا مثالً القرويين يفيمون انو اسم‬

‫جامع كبير بفاس وفاس مثال مدينة كبيرة معدن العمم والوالية والخيرات والصالح فمم‬ ‫يشاىدوا فاسا مثال فضال عن الجامع فضال عن االستيعاب واالستيفاء ومثال القرآن‬

‫ايضاً من وقعت لو واقعة كواقعة الصيف ضيعت المبن فإذا سمعو من عرف اصل‬ ‫التسمية والمثل عرف مضمن القضية بال تامل وال تعمم واذا سمعو من ال دراية لو‬ ‫‪69‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫باصمو يفيم ظاىر المفظ وال ذوق لو فيتكمف ضم التاء أو فتحيا بحسب الصناعة‬

‫النحوية ويقع التنازع بين العمماء مثال كل واحد يقرر مذىبو وكل مذىب صحيح‬ ‫باعتبار قواعده ولذا كل قول صحيح فإذا فسره عارف باصل الوضع تبين فساد فيميم‬

‫ووجب عمييم تخطية مذاىبيم والرجوع إلى أن المثل ال يتغير عن اصل وضعو‬

‫فيذوقون سره وفيمو فكل نازلة تجاذبت فييا اقوال العمماء مثل ما قمناه وىو دليل عمى‬

‫عدم ذوقيم جميعا سرىا فال يذوقيم سرىا اال العارف باصل المخدع وبباطنو فيم‬ ‫يطوفون عن خارج الحجرة والعارف يبين باطن المخدع لكن آراؤىم صحيحة بحسب‬

‫قواعد مذاىبيم واجتيادىم بقصد نفع العبيد فقواعدىم صحيحة سالمة كميا من الزيغ‬

‫وانما اخطئوا في ان المثل ال يتغير مثال فمما قرر العارف اصمو صمموا عميو وطبقوا‬ ‫عميو قواعدىم عمى الحقيقة وعميو فال يستنكف احد إذا وجد أحدًا اعمم منو من ان‬ ‫يتجرد من عممو ويتبع عممو الصحيح المطابق لمواقع ويطبق عميو قواعد العمماء فإنو ال‬

‫يخرج عن الضوابط العممية فافيم فإنو نفيس وال تجده مكتوباً مما عممناه وعميو فيذا‬ ‫الكتاب الغريب الجامع المانع النو مركب بايدى القدم إنما يدل عمى تمييز الذاتين فعند‬ ‫الصالة يجب عميو نظ ار أن يجمع بينيما فييا فالترابية لاللفاظ والخشوع والروحانية‬

‫لمحضور والتامل والتذلل والتفانى واالستغراق واالدب فعالمة قبول العمل االدب فيو‬

‫واالدب الحضور فيو من وظائف الباطن وعالمة قبول العبد االدب واالدب تجرده مما‬ ‫سواه من عممو ومن غيره « فإذا قضيت الصالة فانتشروا فى االرض وابتغوا من فضل‬

‫اهلل » اي فمتفترق الترابية والروحانية فتتوجو الترابية لالسباب العادية الترابية المناسبة‬

‫ليا والروحانية لالسباب العادية المناسبة ليا من كتأمل والتفكر والتعقل والتحمم والتمير‬ ‫والتغمغل فى بحار الحقائق الربانية مع اعتقادىا ان ال تاثير لكل سبب بل إنما امرنا اهلل‬

‫بيا فامتثمنا ال غير وال حظ لنا فييا إال مراعاة االمر االليى فإذا تفرقا لالسباب فمتعمم‬

‫أن الترابية امانة عند الروحانية مركبة من ستة وثالثين جزءاً مثال فترك جزءاً لمترابية‬ ‫ليتميز بو كيفية االسباب الن التمييز من وظائف الباطن ال الظاىر فاعمم فمن ترك‬ ‫‪70‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫منيما سببو عصى امر مواله ومن اتكل كفر فإذا وجو الذاتين السبابيما بحيث ال‬

‫تشوش الروح الباطنية عمى الترابية وال العكس حصمت عمى كنز االمتثال لكتاب اهلل ثم‬

‫المخاطب حقيقة الباطنية والترابية تبعاً ليا فى التكميف فإذا ثبتت الباطنية التى ىى‬

‫العقل في العرف وجب التكميف الشرعى بطاقة الترابية من قيام مثال وركوع وسجود‬

‫وجموس واضطجاع عمى ايمن ثم ايسر ثم ظير ثم بطن ايماء والمقصود امتثال الباطن‬ ‫والظاىر بطاقتو واذا عدم العقل فقد التكميف وان صح الظاىر فوظائف الظاىر امتثال‬ ‫االوامر والتعرض لالرزاق باالسباب الحاللية التى اذن فييا اهلل وال ياذن اهلل إال فيما فيو‬

‫مصمحتك وعدم اذايتك لنفسك ولغيرك وىذه الحكمة مقررة في سياسة كتاب اهلل لتعيش‬

‫في الدنيا واآلخرة منعماً فإن آذيت نفسك وغيرك يربك اهلل بما ذكره اهلل فى كتابو ثم إن‬ ‫االسباب الحسنة ىى التى كانت فى الطريقة االولى فى عيد رسول اهلل صمى اهلل عميو‬

‫وسمم من فالحة وتجارة بشروطيا وحرفة بشروطيا وما احدث بعدىم من التعرض‬

‫لالرزاق باستخدام االسماء في عرفيم والروحانيين باىالكيم وقتل مموكيم باحراقيم‬ ‫بأنوار االسماء الجاللية عمى كيفية معمومة عندىم وكاخذ االجرة عمى تناول مثل الكتف‬

‫فينظر فييا فيريو الشيطان صو اًر شيطانية تدل عمى المغيبات من موت امير وغيره‬ ‫كالخط لرجم الغيب من نحو الزناتى وكرجم الغيب بالرمل وعمم النجوم عندىم وكرجم‬

‫الغيب بمثل قرعة االنبياء عندىم وقرعة الطيور وكاستعمال اسماء البركة وكتغيير سكة‬

‫كحرق مثل نحاس حتى يصير مثل فضة فيعيش بيا فضة وكالتثقيف لمجنين‬ ‫االمير َ‬ ‫والوالدة وافساده ورميو وكالتفريق بين االحبة وكالجمع بين الزناة وكالضمائر والخط وكل‬ ‫ما لم تاذن فيو حقيقة الشريعة فكل ذلك ضالل مبين ال شك في ضالل صاحبو لتمبسو‬

‫بمثل الكفر وذلك كمو عمل الكفر بل فعل االغمار من العاجزين القاصرين االفيام‪.‬‬ ‫فالحالل بين والحرام بين والمتشابو بينيما يجتنبو من حفظو اهلل بالورع ترك الشبيات‬

‫خوف الوقوع فى المحرمات فإذا دار لو الفمك بغمة سببو فالياكل بكيفية الشارع صمى‬ ‫اهلل عميو وسمم واليسبق بنفسو ثم بعيالو ثم باقاربو ثم باالفاضة عمى جيرانو ابدأ بمن‬ ‫‪71‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫تعول ابدأ بنفسك ثم بمن تعول فى جميع االمور حتى في الدعاء وعميك باالقتصاد في‬

‫المعيشة بحيث ال تبذر نعم اهلل فى معاصيو « لئن شكرتم الزيدنكم » قسم من اهلل‬

‫بنفسو أن من شكر نعمو ليزيد لو نعماً عمى نعم وشكر النعمة انفاقيا في طاعة اهلل‬

‫ومالحظة سراية سيادة المنعم فييا حال التمبس بيا ثم إنك ال تخموا عنيا نفساً النك‬ ‫نعمة بنفسك واعظم النعم الحقيقية نعمة االيجاد واالمداد ونعمة النبي صمى اهلل عميو‬

‫وسمم ثم الشيخ المربى ثم المعمم ثم االب ثم االم ثم الوسائط بينك وبين النعم كالبائع لك‬

‫مثال والمزوج لك والواىب والصانع والتاجر وكل من باشر نعمك حتى وصمتك كالممئكة‬

‫فاعمم أن الممئكة يتصرف منيم في حبة واحدة من الحب أياً كان ثالثمائة وثالث عشر‬

‫ممكاً فإنك تاكل عدداً من الحبوب في كل يوم والبد منو وأنت تدعى الزىد من الدنيا‬

‫وأنت فييا وفوقيا وتميل الييا وانما الزىد تعمق القمب باهلل تعميقاً كمياً مع تعظيم نعمو‬ ‫الواصمة لك بالترحاب والتشريف باعتقاد انيا ميداة لك من السيد جل جاللو وانت عبد‬

‫امتالء القمب بما عند اهلل ال بما‬ ‫ييدى لك سيدك ما أعظميا نعمة والشكر الحقيقي‬ ‫ُ‬ ‫عندك من الخزائن لكنو عمى ىذا من وظائف الباطن ونحن فى وظائف الظاىر والشكر‬ ‫عميو صرف نعم اهلل ظاىرة وباطنة فيما امرت بو من الطاعة وطي االية وعزتي‬

‫وجاللي لئن لم تشكروا نعمى النزعن منكم نعمى والحرمنكم من المزيد فالصالة منا‬ ‫شكر جميع نعم اهلل المتعمقة ببدنو وقس عميو ولنحو ىذا يدل كتاب اهلل فيما يتعمق‬ ‫بالظاىر وفيما يتعمق بالذات الترابية ظيرت المموك والقضاة وأىل الخطط الدينية‬

‫وظيرت المجتيدون ودونت الكتب الغير المحصورة من احكام المعامالت بين العباد‬

‫وىو سر اسمو جل عاله الظاىر فمضى كل زمان من زمان اليجرة ‪ 9331‬فمم توضح‬

‫عمماء كل زمان من وظائف الذات الترابية إال النزر القميل فافيم ويجب عمى االنسان‬ ‫ُ‬ ‫الكامل المبيب الن الخطاب مع اولي االلباب فى كتاب اهلل أن يوجو ذاتو الروحانية‬ ‫الباطنية إلى اسباب معاشيا العادية باعتقاد ان السبب ال تاثير لو إنما ىو عالمة اهلل‬ ‫ال غير بحيث يتجرد من كل سبب بقمبو ويجرد نتيجتو من قمبو متوكال عمى ما عند‬ ‫‪72‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫سيده النو ممك لو وسببو كذلك وعالمة التوكل ان يزن االنسان نفسو فإن وجد نفسو‬

‫واثقة بما عنده من االموال واالمالك فاليعمم أنو عابد ليواه وان وجد نفسو واثقة بما عند‬

‫س يده مع قطع النظر عما بيده بحيث ال ينسبو لنفسو بل لسيده وقمبو مفرغ من ىموم‬ ‫المعاش الن عبد الغني ال ييتم عادة العقالء بأمر الرزق والعبد غني بسيده ال تصح‬

‫فيو الصدقة ولذا يحرم العارف والشريف الصدقة عمى نفسو باعتبار أنيا من الخمق وأما‬

‫ان رأياىا من الحق فيدية حالل وجب قبوليا وتناوليا وال يحل لو ان يعطييا لمغير إال‬

‫بإذن سيده وال أن يزىد فييا قطعاً ال غنى لى عن بركتك يا رب فيو متوكل ولذا امسك‬

‫اعطاء المال والجاه واالسرار منعو تعظيم النعمة‬ ‫البعض من االولياء عن االعطاء‬ ‫ُ‬ ‫عنده النو خص بيا في حضرة الحق بعدم االذن فى المعاممة بيا فإن اذن عامل بنفسو‬ ‫وروحو ومالو وخزاناتو فافيم عمى ان ما ذكرناه ىنا من وظائف الظاىر ويصح ان‬

‫يكون من وظائف الباطن باعتبار الرزق فيو عمى قسمين حسي لمحسى لمترابية‬

‫ومعنوي كالعموم لمروحانية فال تسمى الروح متوكمة حتى تتجرد من ىم رزقيا وىو العمم‬

‫والمعرفة فالذى يجب توجيو الروح لالسباب من تامل وتفكر فإنو عين طريق المعرفة‬ ‫باهلل وال عميو فى غمة االسباب الن االىتمام بغمة االسباب من عالمة القطع عن‬

‫المولى فتسبب وال عميك فى الغمة فتعمم وال عميك فى العمم وتعرف وال عميك فى‬

‫المعرفة وتفقو وال عميك في الفقو وتربح وال عميك فى الربح فان الغمة من وظائف‬

‫السيادة واشتغل بوظائفك التى ىى االسباب واترك منازعة سيدك فى ارادتو وىى المكنى‬

‫عنيا بالوظائف الحقية فانو سبق في عممو ان كل من عمل عمال متقناً يدور لو الفمك‬ ‫بسيمو وان لم يعمم أو عمل غير متقن فال حظ لو فى الفمك وصمم عمى ما عند سيدك‬

‫في االسباب كميا فإن االتكال عمى االسباب كفر أي جحود حيث نسب الرزق االليى‬

‫لغيره من االسباب وىو عدم شكر النعم المعرض لزواليا فإذا وجيت ذاتك الباطنية‬

‫الروح إلى اسبابيا معوال عمى اهلل ال عمييا بل استندت إلى القسم االليى االزلى معرضاً‬ ‫عن المعرفة وعن العمم وعن كل نتيجة االسباب ناويا حين التمبس بيا امتثال االوامر‬ ‫‪73‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫االليية ال غير وىو قولو جل عاله « فانتشروا في االرض وابتغوا من فضل اهلل »‬ ‫باالسباب التى جعميا عادة عمى توصيل ارزاق عبيده تغميضا العينيم عن رؤية سر‬

‫القدر االليى وترتيباً لممكو أنو جل جاللو متوقف عمى االسباب فاالسباب في الحقيقة‬ ‫مثاليا مثال ممك عظيم الخزائن والجنود أمر جنوده بان من اراد رزقو فميمش إلى‬

‫موضع ميىء لمقسم فمن مشى لو امتثل ويالقى برزقو عمى يدى وسائطو ومن استنكف‬

‫عن المشى او عجز كسال ياتيو رزقو عمى يدى وسائطو في حضرة الممك وىو عاص‬

‫مخالف ومتياون ومتعب وسائطو في حضرة المالك بالحمل وعتاب الممك الوسائط عمى‬

‫عدم حضور موسوطيم ويقول ليم انتم غير معتنين بامر الرعية وال بامر الممك واعمم‬

‫أن المكمف بمئونة بعض الرعية تدفع مئونة السيد عمى يده يحضر لدى الممك دائماً‬ ‫عند التفريق لالرزاق فيكمفو بسرد رعيتو جب اًر منو فإن تغيب واحد أو غاب أو اسقط يقل‬ ‫لو الممك اين فالن المقيد في كناشك وكناشنا وتدفع لو في كل صباح مئونتو فإن كان‬

‫لعذر شرعى يجاوبو بأنو غاب عن مصمحة الجنود مثال ووجيو احمر بين يدى سيده‬

‫وان كان بال عذر بل بتفريط يسكت ووجيو اصفر من شدة الحياء والخوف من التعذيب‬

‫او العزل من سيده ومنو يدخل الضرر عمى تارك االسباب وىو تارك الحضور مثال‬

‫ويتضرر المكمف بو غاية لمقام االدب فيقول لو المالك انت مقصر ومفرط في خدمتنا‬

‫فكانك لم ترد خدمتنا واىممت حق الخدمة فمو خدمت بنية ظاى اًر وباطناً الشتغمت بامر‬ ‫التنظيم والتاديب فال يتخمف عن امرنا احد لكن لما ظير لك غير امرنا فرطت فى‬

‫الرعية والتقصير فى امر الرعية ليس بيين عندنا وانب الينا نتب عنك اما انك مقصر‬

‫أو غافل عن السياسة او جاىل امرىا فكميا ال يصمح لنا وال نصمح لو فافيم وبو تعمم‬

‫أن النبي صمى اهلل عميو وسمم وخمفاءه ال يحبون من ترك االسباب العادية مما يتعمق‬

‫بالظاىر والباطن وال من عول عمييا النو شرك صراح حيث اعتمد عمى غير اهلل وىو‬

‫ىالك االسباب فتجد العارف إذا اشتكيت اليو امر الرزق يامرك باالسباب وكان صمى‬

‫اهلل عميو وسمم يامر االغنياء باالبل والبقر مثال والخيل ويامر الضعفاء بالدجاج مثال‬ ‫‪74‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫وحرف يقدرون عمييا وال يترك احداً يجمس بال تسبب فيذا ىو الشيخ الكامل بحوزة‬ ‫حياطة التربية فإذا ترك ظاىرك االسباب فقد عصى ظاىرك وتمجو الطباع الظواىر‬

‫بحيث ال يحبو كل من كان ممتبساً باالسباب وتكرىو الوسائط الروحانية الممكية ويكرىو‬

‫الممك ورزقو المكنش فى كتاب الممك من كتاب الوسائط ياتيو واتيان الرزق بال سبب‬ ‫ىو الميمك لكثير من الجاىمين فزين ليم شيطانيم ترك االسباب بمجىء االرزق بال‬

‫سبب مك اًر منو الن يعرضو لشبكة المقت من اهلل واوليائو فمتفق من سكر غفمتك وكذلك‬

‫زين لمغافمين التعرض لالرزاق بال سبب مصو اًر لو الحقائق المجردة من الشرائع فيبقى‬

‫فى ميوات العطب الن الحقيقة بال شريعة في حيز المحال بحسبنا واما باعتبار الحق‬

‫فيو مطمق غير مقيد بجائز وال بواجب وال بمحال فالمقيد بيا انت ال ىو جل وعال فاهلل‬

‫ال يتقيد بقيد تعرفو قيداً وال باطالق تعرفو اطالقاً باطالقيتو جل وعال رم اًز لما عنده وال‬ ‫يعرفو إال ىو وكذا كل لفظ يشير لو إنما ىو رمز يشار لو بااللسنة وكل معنى في‬ ‫قالب االلفاظ فإنما ىو رمز ال غير وكمما تدركو الذات الترابية والباطنية من كل خمق‬

‫سوى الخمفية االعظم سيدنا محمد صمى اهلل عميو وسمم فيو رمز حادث لحضرة السيادة‬

‫ال غير وعميو فحضرة الحق مطمقة فال يمكن تغيرىا وحضرة الخمق مقيدة دائماً بقيود‬ ‫اهلل وكمما برز من حضرة المطمق مطمق فال يقيده مخموق بافيامو وخيالو فما سوى اهلل‬

‫خيال فالخطاب منو إذا توجو عاماً يبقى عمى عمومو ولو قيده المجتيدون فميس من‬ ‫طوقيم بل يطمق لحضرة المخاطبين من العارفين ومن السالكين المريدين أو من‬

‫الغافمين عن المعرفة واالرادة فيوجو خطاب الشارع إلى كل موقف من مواقف المسممين‬ ‫والمومنين والمحسنين فيقيد بصنف دون صنف منيم فالخطاب مطمق فى بابو والمقيد‬ ‫ىو المخاطب ال غير فيخفى عمى االكابر االجمة االعالم لروم تطبيق كل خطاب عمى‬

‫كل االصناف فيتحير المجتيد وتضطرب اقوالو فيكون تطبيق امام واحد منيم عدد من‬ ‫االقوال في نازلة واحدة لمالحظة انوار الخطاب االليى من وراء الحجاب تارة وياخذ‬ ‫بمقتضى ما شاىده بقوة بصيرتو فإذا تمون لو النور بجية اخرى يترك مذىبو وياخذ‬ ‫‪75‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫بمذىبو ايضاً بسبب التموين ولو في الخطاب االليى مقام باعتناء تبيين ما ظير لو من‬

‫الوان االنوار الخطابية وىو مصيب في قولو القديم والحادث مثال ويجوز العمل بجميع‬

‫ما اداه لو اجتياده وال يقمد وجوباً غيره بل ياخذ بمقتضى تموين الخطاب االليى وىو‬ ‫سبب االختالف ومقصودىم خدمة الشريعة ولذا ال يستنكفون من الرجوع بعد الحكم‬ ‫والتصميم عميو النيم ما والىم اهلل واخذىم فى ادوار خطابو إال ليكرميم ويكرم بيم‬

‫عبيده وعميو فمممجتيدين مقامات الوالية والتصريف والتربية لكن العارف إذا توجو‬

‫لمخطاب الشرعى عرف ان الخطاب من حيث ىو قديم مطمق باطالقو جل وعال‬

‫ويفيمو مطمقاً فى صنفو الذى نزل الخطاب لو وىكذا فى كل خطاب الن كل خطاب‬ ‫موجو إلى جنس من الخمق يعرفو من شربو ويجيمو من غفل عنو وال يتكمف التطبيق‬

‫عمى سائر االجناس النو لم ينزل لذلك وان كان خطاب اهلل من حيث ىو مقصود‬

‫المعنى واحداً وىو الداللة عمى اهلل لكنو يصرف اليو كل جنس في غابتو ما يناسب‬ ‫غابتو من الصواعق واالرىاب واالحباب واالحراق والوعد والوعيد وتكون الصواعق‬ ‫مصحوبة بسياسة صاحب الشريعة من الرمى فى الغيضة جممة أو عمى واحد معين او‬

‫عمى طائفة من االرانب مثال مما يزعجيا ويردىا بعد توحشيا إلى حضرة سياسة‬

‫صاحب الغابة واالرانب يناسبيا من الخطاب ما يشوقيا ويزعجيا ال غير واالسد مثال‬

‫يناسو الصواعق العظام لعظم امره فال يتربى وال يالف إال بعد مشقة صاحب الشريعة‬

‫لقوتو وتقذيفو بنفسو من غير مباالت عمى المتحيل لتاليفو حتى يصير متأنساً بو ان‬ ‫يبالغ فى السياسة النو ال تاخذه االحبال وال يقنص غالباً اال باكبر الحيل مع الصبر‬

‫عمى ح اررة شيامتو والتيقظ التام فى امره فيرى من كمفو االمير بو ام اًر عظيماً في شأنو‬ ‫وال يدخل فى شبكة االقتناص اال بالسياسة واالتعاب واالحاطة بو من كل وجو فال ينفع‬

‫فيو خطاب واحد بل يوسع االمير الدائرة لمن كمفو فى امر السياسة واالجتياد ويجتيد‬

‫لنفسو بخيمو ورجمو حتى ياخذه فإذا اخذه منعو من الخروج في حيطتو السياسية وال تنفع‬ ‫فيو كل حيمة من خوف اوال ثم قرب ثم بعد ثم قرب كذلك ثم تمنية ثم تمسح ثم تعظيم‬ ‫‪76‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫ثم تاكيل ثم تقييد بالكمية ثم رياضة ثم فراسة ثم انتفاع بو ونفع بك اصطياد مثال فالذى‬

‫يناسبو من امر اهلل العزائم والتضيق بو والتشديد والذى يناسب االرنب مثال ومن دونو‬ ‫او ماثمو الرخص بحيث تضره العزائم والتشديد واالسد مثال ومن ماثمو في غابتو ومن‬ ‫فوقو من الجسارة تضره الرخص وتيمكو وال تممكو بأنواع حيميا لشدة بأسو (إن اهلل يحب‬

‫ان توتى رخصو كما يحب ان توتي عزائمو) فالرخص عبادة الضعفاء من الناس وربما‬

‫ينفرىم بالعزائم الغير المستدامة والقدر المضر منيا االستمرار عمييا فمثل الممك بحسب‬

‫ما ينفعنا وندركو وهلل المثل االعمى حضرة الحق جل وعال ومثال المكمف بالغياىب‬

‫الصيدية المصطفى صمى اهلل عميو وسمم وقد صمى عميو في ازلو صالة قديمة مستمرة‬ ‫الدوام ومثال الغابة المخالفات والنفور من حضرة الحق ومثال االرنب الضعفاء الذين‬

‫نفروا وال ضرر فييم وقس عميو من دونيا وما فوقيا فإن لكل مقام مقاال يخصو ومثال‬

‫السبع المريدون الوصول لحضرة الحق او لحضرة الدنيا او لحضرة الجنة فإن المريد‬

‫يتحيل عمى ارادتو ويقاتل عمييا بكميتو يقظة ومناماً فى سائر عمره وال يقبل التوبة النو‬ ‫يعد نفسو من المجتيدين في طاعة اهلل وربما يجتيد فمم يظير لو اثر مقصوده من‬

‫االرادة لعظم حجاب االرادة فينفتل فى الطريق ويحل يده من العقدة فتنسل مع الشريعة‬

‫لورائو او يسقط بالمرة فتكسر اركانو واجزاؤه وال يرجى برءه طول المسافة او قربيا‬

‫وتوسطيا فمن انسل قابضاً عمى الشريعة لورائو يبقى صائن االركان غالباً لكنو فاتو‬ ‫المقصود والساقط في اول الطريق تدعدع اركانو بال تفريق وال تكسير وفي وسطيا‬

‫ينشق وتنفك اجزاؤه بال تكسير ويرجى برءه وعوده ثانياً مثال وفى آخر الطريق تنكسر‬ ‫اجزاؤه وتنفل بسيوف قواه بحيث ال يعود في الغالب لشدة ما رآ فالمريد مثال الذيب فى‬

‫ظاىر المعانى ال صوف وال حميب وال لحم وال جمد إال عند من يرى حميتو بال كراىة‬

‫من مذىب جنسو فيو عنده ترياق المراض الكمى والحمى والكبد مثال ولكل مقام مقال‬

‫والمجرد وىو العامى او العارف مثال النعجة كميا خير عند سائر االجناس والممل فكميا‬

‫خير الن العامى المعترف بالتقصير والذل والضعف المسرف عمى نفسو بيواه مع عدم‬ ‫‪77‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫الرضى عمى النفس خير من مريد مجتيد فمقامو قريب من العارف واالخوة بينيما في‬

‫التجريد وعدم القصد وانما الفرق بينيما ان العارف مشاىد ممتثل والعامى ضده ال غير‬ ‫لكن حجابو رقيق ولذلك قرب معناه لمحضرة االليية فإن تعبد بالصالة عمى النبى صمى‬

‫اهلل عميو وسمم مثالً بال مرب تظير لو روائح القرب بأقرب مدة مع عدم نية ذلك ولم‬ ‫يعبد اهلل بأعظم من العبودة عمى وجو االحسان ثم عمى وجو العامية وال يبعد عن‬

‫حضرة الحق مثل االرادة النيا حظ عظيم امره ومنيم « من يعبد اهلل عمى حرف فإن‬

‫اصابو خير اطمأن بو وان اصابتو فتنة انقمب عمى وجيو خسر الدنيا واآلخرة » والخير‬ ‫الذي يصيبو فضل اهلل وادراكو بالتجريد فى وسط االرادة والفتنة التي تصيبو تحصيمو‬

‫عمى غرضو الذى تعرض لو فإنو ال يرجى برؤه الستحالئو ذلك بوصولو بعبادتو وىو‬

‫عممو المتقن لكن لغرض نفسو ال لعبادة ربو فيو يعبد بو وان كان الحق قريباً من كل‬ ‫احد فالعبد ىذا انما يرى ظمو فقط وال يرى نور ربو فيو‪ .‬فمثال أىل الطريقة االولى مع‬

‫الثانية كمثل شخص في وسط بيت مبني بنحاس بال باب ثم بحديد ثم برصاص ثم‬ ‫بأدوار االبنية الى أن تصل الى الزجاج ثم البمور ثم ما ىو ارق منو حتى تصل مثل‬

‫اليباء المجموع فأما أىل الطريقة الثانية فإنيم لم يرضوا بذلك السجن وقنطوا بما دىميم‬

‫من الظالم ولم يصل الييم نور الشمس مثالً وطمبوا السراح واالنفكاك من قفصيم الذى‬ ‫ال باب لو وال منفذ وقد دار بو مائة الف حائط من مختمف الماىية وكل دائر غمظو‬

‫سبعون عاماً بحسب المسافة الغميظة والبيت مبنى في وسط الشمس وح اررة الشمس‬ ‫تصمو عمى وجو ال يدريو فأما أىل الطريقة الثانية فإنيم لم يرضوا بقدر اهلل لضيق‬

‫وظالم ما ىم عميو فاستغاثوا بمن يغيثيم بيدم الحوائط السورية فبين ليم المربى الذى‬

‫احترموا بو آلة قوية انصاليا لميدم بقوة واجتياد وذكر قوى الزالة السور االول النحاس‬

‫مثالً فاشتغل في معظم عمره باالزالة فإذا ىدمو يبين لو مربيو آلة اخرى من االذكار‬ ‫مثال وسموك آخر ويحرضو عمى االجتياد وانو ان مل ال يحصل عمى شىء وىكذا‬ ‫حتى يقطع الحجب الغميظة النفسية فإذا وصل إلى الرقيقة تبين لو لوائح االنوار من‬ ‫‪78‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫وراء الحجب العممية فإذا شم روائح القرب وشم ما كان عميو اوالً في وسط السموك يشم‬

‫منو رائحة كريية فيستقذره وييرب من نفسو ومن حالو ومن عممو فينقبض انقباضاً كمياً‬

‫ويرجع الى مربيو ويسئمو عن الرائحة الكريية وعن الطيبة فيقررىما لو أتم تقرير فيسقذر‬ ‫ما كان عميو من سموك ويحصل لو االعياء الفادح فيمسك عن العمل بتبيين خالف‬

‫قصده فإذا رآه مربيو قنع من االرادة ومن السموك ومن عممو ومن نفسو يقول اآلن قد‬

‫عممت ان اهلل قد اراد بك السعادة االبدية حيث تركت جميع العالئق ورجعت الى ربك‬ ‫ثم عميو اعمم ان ما كنت عميو من ازالة االسوار ليس عبادة وانما ىو غرض من‬

‫االغراض وال غرض مع اهلل ثم يجب عميك ان تتجرد مما سوى اهلل بحيث ترضى بقدره‬

‫وتتجرد من المراتب العممية والعممية والعرفانية وتعول عمى قسمة ربك بحيث تعمم انو‬ ‫يستحيل ان يزيدك او ينقصك عما كتبو بيده فى كتابو ام الكتاب أى اصل الكنانيش‬

‫التقديرية التصريفية الوالئية فإذا وفقو اهلل لمتجريد عمى حسب نصيحة المربى الحاضن‬

‫الكافل لو النو فى حجره انقشعت عنو كل حجاب قي اًر بال تعمل في الباقى لو فيصبح‬

‫في الشمس الضاحية فيتمتع بأنوارىا ويعطى لو السراح والتسريح يذىب حيث احب‬

‫ويرشد ترشيداً من ثقاف الحجر فإذا عممتو عممت انو سافر اوالً وخدم وعبد واجتيد لحظ‬ ‫نفسو يخرج من ظالم الحجاب وىو غير عبادة وانما قام بنفسو لنفسو وليس من اجتياده‬

‫وعممو رائحة ادب النك رأيتو لم تنخرق لو الحجب حتى عي وألقى السالح وأدركتو بركة‬ ‫مربيو وعممو كيفية التعبد فمما تعبد من غير غرض أدركتو عناية اهلل بال سبب وال تعمل‬ ‫فيجمو الفتح الربانى فيذا كبير الطريقة الثانية ما نفعو اجتياده لكن بركة تعظيم امر‬

‫مربيو خمصتو من الميالك الحظية ىذا فمنيم من يجتيد بخرق الحجاب االول فتبين لو‬ ‫بريق الحجاب الثانى واتسع عميو االمر فاستحاله وبقي فيو وىو مسجون بالحجاب‬

‫ويعتقد انو وصل الزيادة فى حالو فيزين لو الشيطان مقامو وييويو عمى ام دماغو ومنيم‬ ‫من بقي مع الثاني الى آخر الحجب فكمما بقي مع حجاب يظير لو خالف ما قبمو من‬

‫الحسن فييمكو بزخاريفو فيجد ابميس فيو مقصوده ويستعظم امره حتى ييمكو وكفاه ىالكاً‬ ‫‪79‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫البقاء مع غير ربو ثم انو ربما يزيده عدوه اال يقبل نصيحة ناصح ولو من مربيو وىو‬ ‫عين اليالك فإذا قال المنصوح لناصحو انصح نفسك مثال ومثمك ينصحنى او لمثمي‬

‫يقال ىذا وأنا عالم عابد مثال فاقطع بأنو سقط من عين اهلل وان مات قبل التجريد مات‬ ‫عمى غير احسان فأنت تراه لم ينيض اوال هلل وال باهلل وال فى اهلل وال عمى اهلل وانما‬

‫حركو غرض نفسو ال غير فالمربى مقصوده االرشاد بالتدريج لغمظ حجبو وىو ان كان‬

‫كامال محمدي حقيقي بحسب االخالص واالحسان واما اىل االولى لما عمموا بالسجن‬ ‫استشاروا اول مرة مع رجل محمدى في امرىم فأرشدىم اوال لمتجريد مما سوى اهلل‬

‫والرضى بقدر اهلل وبين ليم ان لكل شىء قد اًر واجال في عمم اهلل ويثبتيم عمى حب‬ ‫الحجاب االليى ويزينيا ليم النيا مراد اهلل وكل ما اراد اهلل محبوب يبصرىم اول مرة‬ ‫وسألوه عن اىل الثانية فاستقذر ليم ما ىم عميو لالجتياد لمحظوظ النفسية وبين ليم ما‬ ‫فييا من الدسائس النفسية الن الشيطان إنما يتقوى بالنفس فيثبتيم عمى مراد اهلل فييم‬

‫وامرىم باخراج الدنيا واآلخرة والبرزخ وكل مرتبة والئية في قموبيم فاستحكموه عمى‬

‫انفسيم لظيور نور كالمو لكل عاقل وحكموه عمى انفسيم وشرط ان ال يمتفوا عن‬ ‫حضرتو وال يخطر خاطر فييم إال ويفشونو لو فجعميم فى حياطتو وتحت جناحو وطار‬ ‫بيم لمدينة االخالص واستقذره ليم فكمما شاىدوه من المدن الوالئية نفرىم عنو فبقوا فى‬

‫وسط القبض فمما رضوا وقوي نورىم باالخالص انيدمت الحجب فى نفس واحد‬ ‫واحترقت بنور ايمانيم الكامل فظيرت ليم ضاحية الشمس فاشتغموا بأنوارىا وجماليا‬

‫وىى عالية قاىرة لعين كل احد بحيث ال يقدر احد ان يحقق بصره فييا ابداً لسطوة‬

‫ح اررتيا وقير حسنيا فمما عاينوا ما عاينوا رجعوا الى شيخيم ويختبرونو امر الحال‬

‫الوقتي فدليم عمى مالزمة العبودية وببركتيا كان ما كان من غير تعريج عمى شيء‬

‫زائد عن العبودية لحضرة السيادة فعبدوا اهلل حق عبادتو بتعمقيم بالربوبية فتمكنوا ثم‬

‫انيم وصموا كميم لحضرة الشمس بال سبب وعميو فكميم كاممون بحيث لم يبق فييم من‬

‫تخمف مع المقامات وال من رضى بأمر نفسو ولم ييمك فييم احد فأيس الشيطان منيم‬ ‫‪80‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫فى اول امرىم وبعد نيايتيم النيم عمريون فإنو ال يجد نجاستو معيم من الحظوظ‬ ‫فسعدت الطائفة كميا اوليا ووسطيا ونيايتيا بحيث لو اجتمعت عبادة اىل الثانية قبل‬

‫التجريد ما وزنت قدر ذرة واحدة من نفس واحد من اىل االولى النيم قاموا باهلل هلل فى‬

‫اهلل مع اهلل فنورىم قير ظالم الشياطين والمراتب فتخمصوا لسيدىم فيم المخمصون «‬

‫وثمة من اآلخرين » مخصوصون بالعناية ىذا فمثل الشمس حضرة الحق ولو المثل‬ ‫االعمى فكالمنا وأمثالنا وعممنا وافيامنا ودليمنا حادث محض ال شك فيو وانما رمزنا فيو‬

‫لمعقالء ال غير فيكفى اولى االلباب ومىء بحاجب ومثل الحجب المائة الفاً مثال‬ ‫حظوظ النفس التي ال تحب إال أن تمبس رداء سيدىا ومثال آلة اليدم أذكار مخصوصة‬ ‫الزالة الحجب فى كتب القوم كشمس المعارف وغيره وبو تعمم فضل الطريقة المحمدية‬

‫فالخير كمو فى االتباع والشر كمو في االبتداع ولم يخمق اهلل طبيباً اعمم وال احذق وال‬

‫أحن وال أعرف وال أنفع وال أعظم سياسة من سيدنا محمد صمى اهلل عميو وسمم وىذا‬

‫فيمو المحمديون باالصالة وخفى عن المحمديين بعد السموك فالمحمديون باالصالة لم‬

‫يصدر منيم اجتياد لقطع الحجب فإنيم يربون بسر اصميم النيم استقذروا أن يدلوا‬

‫عمى غير اهلل ولو عمى وجو السياسة الن ما لم يرضوه النفسيم ال يرضونو لغيرىم نفساً‬

‫واحداً فضال عن السموك فى مدة فمعمو ييمك في الطريق فيموت عمى غير طمب اهلل‬ ‫فيعدون ذلك من أكبر الخيانة وانما المحمديون بعد السموك ظير ليم ان ال تصل الناس‬

‫وال ترجع إال بمثل ما سمكوا لو فدلوا عمى مثل سموكيم فنتج البعض وىمك الجل والعيدة‬

‫عمييم لكنيم مجتيدون فال اثم بل المجتيد ان اصاب فمو اجران وان اخطأ فمو اجر‬

‫واحد فمما تبدل الزمان وكثرت المدعون لطريق القوم فطريق القوم ىى ما كان عميو‬

‫اىل الثانية واما االولى فال يقال ليا عرفاً طريق القوم ادبا مع صاحبيا صمى اهلل عميو‬ ‫وسمم فإنو اآلن صمى اهلل عميو وسمم اجتيد أتم اجتياد فى تحرير ىذه الطريقة المحمدية‬ ‫فظيرت انواره وتجمياتو فى قموب اىميا واستغنوا بطمعتو صمى اهلل عميو وسمم عن كل‬

‫حسن ولذيذ وعن كل مقام وحال فمم يكن فييم احد إال ويربيو بنوره وربما يكشف لو‬ ‫‪81‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫النقاب ويزيمو معاينة اندرست مراسميا حتى رجعت اىل الثانية إلى االولى لصفاء‬

‫مشربيا النو نبوي ليذا وعميو فيجب عميك أن ترضى بحكم ربك وىو اتقان الوجية فإذا‬ ‫اتقنت رحمك اهلل بمذيذ جمالو بال قصد منك ثم اىل االولى لم يتقدم ليم سفر وال ارادة‬

‫الن اهلل ىو الظاىر فى ظواىرىم وفي ظواىر االزمان واالمكنة وىو الباطن فى باطنيم‬ ‫وفي باطن كل زمان ومكان فالسفر عميو الى أين وانما نظروا بنور ايمانيم فشاىد‬

‫ظاىرىم من المحسوسات فعل اهلل فييم وال يتبركون إال بو وال ياكمون او يشربون او‬

‫يناكحون اال محاسن نور فعمو فكمل ظاىرىم باهلل وشاىد باطنيم سر البواطن االليية‬

‫بال قصد وال سفر وال اجتياد هلل وان كانوا ىم المجتيدين في مرضات ربيم ولم يبمغ‬ ‫اىل الثانية بجميع ما عندىم من القوة والعبادة قبل التجريد اجتياد سويعة واحدة من‬

‫اىل االولى النيم اجتيدوا بربيم لربيم وما كان هلل ال يزنو ما كان بالنفس فافيم وعميك‬ ‫بما سنو صاحب الوحي صمى اهلل عميو وسمم من االحسان ثم اعمم ان االسالم وااليمان‬

‫واالحسان حقيقة واحدة عند أىل االولى فيكفيو فيمو إن اسمم وانقاد بظاىره فقط فيو‬

‫منافق وان اسمم واذعن لقبول االحكام فيو االيمان في الثانية وان اسمم واذعن واطمأن‬

‫ونشط وفني بشكر حالوتو فيو احسان فى الثانية وان صدق بقمبو بوجود اهلل فيو مومن‬ ‫مسمم فى الثانية وان آمن واطمأن بجمال سيده لذوق المعاينة فيو مسمم مومن محسن‬

‫فى الثانية عمى مقتضى عرفيم وعميو فحقائقيا حقيقة واحدة عند العارفين الن الدين‬

‫دين واحد والممة ممة واحدة وانما يكون الميز بنيات الرجال ال غير والتفاوت ليس بالدين‬

‫النو واحد وانما يكون بحسب ذوق السرائر ومثل اىل الثانية التى احدثت لمسموك مثل‬ ‫من زاد فى مطمورة مظممة ضيقة قبيحة الحال فإنو يجب عميو بحسب الذوق االيماني‬

‫أن يستغيث بمن يغيثو فى الضيق الن اهلل جل عاله نصب اولياءه مثل العبيد حجاب‬

‫الممك قاىر الحسن واالحسان وعظم مناصبيم بادخال الواردين القادمين لحضرة الممك‬ ‫فتكون الحظوة بحسب قدر القادمين بو الواصمين الن الممك يحب أن يصل كل احد من‬

‫مممكتو وانما احتجب بعظمة ممكو ليال يمتين جانبو فنصب من يرشد لو ومن يقطع‬ ‫‪82‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫الطرق بفضمو اختبا اًر الىل دولتو فمما استغاث بعض من بالمطمورة من يغيثنى من ىذا‬ ‫ٍ‬ ‫بنداء صريح مظير قمق صدره بما نابو تسارعت اليو عبيد الحضرة فأنزل اليو‬ ‫الضيق‬ ‫من سبق لو حبال متيناً يستدركو بو بعد أن شرط شروطاً بعدم التراخى في الطريق وعدم‬

‫الرجوع يقول فإن احببت الطموع الينا والبد من الصبر عمى ح اررة الحبل وح اررة فراق‬ ‫اخوتك فإن تراخيت بحيث لم تمكن يدك من الحبل عمى كيفية المتطمعين من الميوات‬ ‫فإنك تيمك نفسك فإذا قام بنيضة وترك الراحة والفة اخوتو فى المطمورة انجذب‬

‫بمغناطيس الواقف عميو مع بركة الحبل مع تمكنو من الحبل تمكناً ال يقبل الفشل ثم إن‬

‫المتمسكين بالحبل عمى قسمين منيم من تمسك بالحبل تمسكاً قوياً فمما رآه مقابمو‬ ‫اجتيد في امر الطموع ولو الموت دونو جذبو ىو بقوتو عمى سبيل الجذب والخطف بال‬

‫مشقة لقوة اجتياده فمم يشعر حتى اوقفو شيخو عمى بسيطة البراح فمم يحس بمشقة‬

‫السفر إال ما حصل لو من الدوخة بقوة شدة الجذب فيبقى زمناً مغمي عميو ثم يفيق‬ ‫وىو فى حضرة الشمس ويقول لو ىا أنت ومرادك بال حركة منك بل ببركتنا وبركة‬

‫حسن ابتدائك الن حسن االبتداء يدل عمى حسن االنتياء ومنيم من يقبض عمى الحبل‬

‫بالفشل تارة يقبضو وتارة ينسمخ عنو وىو فى صورة الالعب والمدلى لو يحضضو عمى‬ ‫القبض ليسمم ويشتغل بغيره فتارة يمتثل وياخذه ويسترسل بو الحبل إلى اجمات‬

‫المطمورة فوق رأس القاعدين الراضين بمقاميم وىو يضحكون عميو لفشمو ويفرون منو‬ ‫مخافة السقوط عمييم معتقدين انو يسقط ولو بعد حين وعمم المدلى انو إن جذبو بقوة‬ ‫وىو لم ياخذ بجد ينسمخ بالكمية ويتكسر وييمك من معو من العامة فيتحير في امره‬ ‫ويشفق عميو وال يجد لو سبيال وليس ىو من العامة اىل السالمة وال من المريدين أىل‬

‫الجد وال يزال يحرضو عمى التمسك وىو ايضاً فى حيرة بين الخوف فيتمنى لو بقي مع‬ ‫اخوتو فيضحك عميو كل من رآه غير مبد لو الحنين عميو فإذا تمسك بعده بقوة وصبر‬ ‫لح اررة الحبل وقصر طرفو عمى الحبل ومدليو وصار ال ينظر إال الى امامو فوق فإنو‬ ‫ياخذ الحبل بكميتو باسنان وركب واصابع الرجمين وبجميع ما عنده وقطع النظر عن‬ ‫‪83‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫اخوتو فى السفل بحيث ال يحب الرجوع الييم وال يجاوبيم بل عد النظر الييم معصية‬

‫وتاب من كالميم ومخالطتيم وصبر الذاىم بانواع الضحك والكالم الفحش وعمم ان‬ ‫الحق ليم النو متراخ فى السموك طمع لحضرة البسيطة والشمس ولو بعد حين فمن‬

‫وصل ال يضره ما أصابو فى الطريق ولو تراخى فييا ومنيم من حصل لو ممل فانسل‬

‫مع الحبل ولم يتكسر بو بقي سالماً مع فادح المشقة ومنيم من مل فسقط عمى ام رأسو‬ ‫فيمك كل اليالك ال يرجى برؤه وىو الكثير في طائفة المريدين وعبد الحضرة يقنع‬ ‫بواحد ان اوصمو ولو فى جميع عمره وال عميو فيمن سقط النو اسقط نفسو بيا فمثال‬

‫حضرة الممك حضرة اهلل جل جاللو عما يدرك بالعقل ومثال العبد الشيخ المربي « ان‬

‫اجري إال عمى اهلل » ومثال الحبل حضرة الشريعة ومثال المتمسك بنية الطموع المريد‬ ‫ومثال الطموع الفتح ومثال الجالسين الراضين بمقاميم العامة فيم اخوة الطريقة االولى‬

‫ومثال الضيق السجن بالحجاب ومثال الظالم ظالم قموبيم ومحنيا واما ىل االولى فمما‬ ‫قيض ليم الحق بفضمو بال طمب من يدليم عميو فصار الدال ىو الطالب كطمب النبى‬

‫صمى اهلل عميو وسمم قومو باالسالم باذن من اهلل وقوة منو واجتياد وقومو فى مطمورة‬

‫العامية فكذلك الشيخ المربى فى االولى منزل منزلتو فى كونو كمفو النبي صمى اهلل‬

‫عميو وسمم بامتو وىو الخادم ليا وىى في غفمتيا ونوميا فصار الشيخ عندىم يرشدىم‬ ‫الى اهلل بمثل النبي صمى اهلل عميو وسمم وزين ليم تجميات الحق بحجاب او فتح فكمما‬ ‫تجمى بو عمييم وجبت محبتو النو الممك الحق وزين ليم العكوف عمى اعتاب العبودية‬

‫بال تأمل وال مشقة وبين ليم أن ىذا مراد اهلل ال محيد عنو وانما يحب طاعة الممك فى‬ ‫كل االحيان وشكر نعمو ظاىرة وباطنة وان الممك ىو الذى أدرى بمصالح عباده‬

‫فجردىم من االكوان وقال ليم ان ىذه المطمورة ليست قاىرة النوار الممك وانما قيرت‬

‫بصائركم وابصاركم ال غير فعن قميل ان صفت سرائركم وتمسكتم بأمره ونييو عمى‬

‫وجو االمتثال المره وعمى وجو الشوق لو وعمى وجو العظمة منو تشاىدونو عمى وجو‬

‫السموك بل يجب عقال وشرعاً وطبعاً الرضى بمراده فإن ارادكم يتجمى لكم فى أى‬ ‫‪84‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫موضع فمم تقيره االكوان فمما عزموا وفيموا مقتضى اشارتو مصحوبة ببركة سر المربى‬

‫باهلل ال بنفسو معوال عمى ما عند سيده من ان من اراد لممباسطة والمقابضة يحركو لو‬

‫فيو بين أصابعو والعبيد كميم صائرون لحضرة نوره بو بحسب عممو القديم ال بحسب‬ ‫ما يعقل فمما رآ الحق صفاءىم وقبول رأي شيخيم بحيث ال ينتقمون عما قرره شيخيم‬

‫غرقى بسكر حالوة كالمو لما معو من جالل وجمال اهلل فأزال غي اًر وغيرية فى قموبيم‬ ‫مع الثبات لصولة حضرة الممك ومن جممة الغير المطمورة زالت بقموبيم وزالت عن‬

‫ابدانيم فبقوا فى حضرة الممك منعمين مع حضرة شيخيم مقبوضين بقبضة يده‬

‫مشمولين فى حجر النبى صمى اهلل عميو وسمم والنبي فى حضرة اهلل دائماً فينظرون‬ ‫بأعين النبى صمى اهلل عميو وسمم وبزجاجتو وبقمبو وبدينو وبتوحيده وصاروا عين جزء‬

‫من اجزاء شيخيم لحضرة النبي صمى اهلل عميو وسمم فالفقير فى االولى يجب عميو ان‬

‫يستحضر أنو في قبضة يد شيخو محوط بحياطة أصابعو قابضاً عميو كل القبض فال‬ ‫يتركيم لالرادة تمعب بيم فضال عن المراد وآثاراتو فيو عائش عيشاً رغداً في كنفو‬

‫محفوفاً برعايتو بحيث ال يترك احداً يمشي ويتردد الىل الثانية النيم يفسدون بكثرة‬ ‫المخالطة طوياتيم او يقع التشاجر والمراء فكل واحد يحب ان ينصر مذىب شيخو فيو‬ ‫عين االدبار عن اهلل والركون إلى اهلل لنفس وىو سر منع الزيارة في الطريقة االولى‬

‫باذن نبوى فيمو من فيمو وجيمو من جيمو فكل من جيل شيئاً عداه ويد الشيخ‬ ‫مقبوضة عميو بقوة بحيث لو تماألت الصبيان عمى فتحيا ما استطاعوا والصبيان‬

‫عندىم أىل الثانية قبل التجريد والشيخ محوط بحياطة صاحب الشرع صمى اهلل عميو‬

‫وسمم فالفقير عميو في ثالث حضرات حضرة القبض وحضرة الحجر والحجر وصاحبو‬

‫في معاينة اهلل دائماً وىو الظاىر في الحضرات كميا والباطن فييا فالحضرات واليات‬ ‫مختمفات االحوال والمقامات والفوائد واالسرار بحسب ما تقتضيو حكمة الحاكم من اهلل‬

‫جل وعال والفقير من حيث ىو عمى الحقيقة انما ىو متبع رسوم االولى النو من افتقر‬

‫قمبو مما سوى اهلل أى تجرد من الغير والغيرية واعظم الغير االرادة فال يناسب ىذا‬ ‫‪85‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫المفظ إال المحمديون باالصالة او بعد السموك حال التجريد فالمريد ال يناسب الطريقة‬ ‫االولى وكذا كثير من االصطالحات القومية محميا الثانية ال غير وال يناسب منيا اىل‬

‫االولى اال ما رمز اليو كبارىا المربون فيما يتعمق بالفناء في حضرة اهلل وبالصحو‬ ‫وحالو وال يناسبيا رمز المشتاقين النيم غمبيم الحال واىل االولى غمبوا حاليم وال ما‬

‫يتعمق بالمكونات النيم معرضون عنيا وال بما يتعمق باالرادة والمريدين من اذواق‬

‫المقامات والمواقف فإنيم اصطمموا عمى رموز بأذواقيم ليال يعرفيم داخل فييم واىل‬ ‫االولى يستوى عندىم العاكف والبادى النيم ما ظيروا برسوم االسرار والواليات وانما‬

‫ىم عامة صفت بواطنيم باهلل فنطقت باهلل قي اًر وفعمت باهلل قي اًر وصمتت باهلل قي اًر بال‬ ‫قصد فإذا حركيم تحركوا من غير مراعاة سياسة الدخيل وغيره بل كل واحد ما خمقو اهلل‬

‫إال التقان الوجية اليو عرفو من عرفو فأتقن باهلل وجيمو من جيمو فمال لغيره من انواع‬

‫االرادات ولم يعمموا ان اهلل ىو المريد ال غير المومن ال غير ولم يكن مومناً بنفسو فاهلل‬

‫ىو الفاتح باب االيمان وىو المومن وغيره فمن يدعى االيمان انما ظير فيو سر اسمو‬ ‫واهلل ىو المحسن ال غير وكمما ظير بصفة االحسان ليس ىو المحسن فإنما تجمت فيو‬

‫صفة اسمو وقس عميو جميع مظاىر االسماء فعميك بالعكوف عمى اعتاب العبودة‬

‫والعبودية والعبادة فإن الحق افصح جل جاللو « وما خمقت الجن واالنس إال ليعبدون‬

‫» مشتق من العبادة والعبودية والعبودة فإن عممت ما استحسنت الشريعة فانسبو هلل ادباً‬ ‫وان عممت ما استقذرتو الشريعة بما فيو من حضرتك فانسبو لنفسك ادبا وفى الحقيقة‬ ‫ىو الظاىر ىو الباطن لكن البد من سجاف الشريعة فإن الحقائق الثالث حقيقة‬

‫الشريعة وحقيقة الطريقة وحقيقة الحقيقة حقيقة واحدة فالحقيقة مخدع ال منفذ لو اال‬ ‫الحجرة والحجرة ال باب ليا اال الخوخة فمثال الشريعة مثال باب خوخة ازواج النبي‬

‫صمى اهلل عميو وسمم اميات كل مومن كما ان حضرة النبي ام كل مومن وىو لحضرة‬ ‫اهلل جل عاله بحيث ال يدخل الى الحجرة اال منو وال يفتح الباب إال باذن صاحب‬

‫الحجرة لمقام االحترام « واتوا البيوت من ابوابيا » وأبوابيا االذن من ربيا فإذا رأيت باباً‬ ‫‪86‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫مسدوداً لمحجرة وعرفت امك فييا أصل طورك معظمة بحجاب العز النبوى وقمت الى‬ ‫الباب يفتح لمقام النبوة والشفقة والرحمة والرأفة فإذا ادخمت انتقمت إلى المخدع الذى ىو‬

‫البيت فيو تبقى فييا فإذا انست لمحاسن الحجرة واطماننت بيا ظيرت لك االم المشفقة‬ ‫في البيت فإذا قمت فييا تجدىا عمى منصتيا مييئة لمقام النبوة وىى المقصودة بالذات‬

‫ال الحجرة وال الباب فإذا كنت فى البيت ظيرت لك الحجرة والخوخة والمسجد واذا كنت‬ ‫بالمسجد واردت الدخول لمبيت بال باب فيو من قبيل المحال العادى واذا كنت في‬ ‫الحجرة يظير المسجد بفتح الباب والبيت وعميو فالشريعة ام الحقيقة والطرائق فمن دخل‬

‫فييا وقام بجد يصل إلى ما بعدىا من الطريقة والحقيقة واذا كان خارجاً عن الشريعة‬

‫وطمب الطريقة والحقيقة بال شريعة فيو زندقة بنت النفاق ارذال الكفر وعميك برسم‬

‫الشريعة فمن ترك منيا حرفاً عوقب عميو بظممة ما يناسبو من قبمو وربما يدخل‬ ‫الشيطان لبعض المريدين بحيث يكرىو مجمس الفقو وىو جاىل ويحسن لو الحقائق‬ ‫وكتبيا ويستثقل كتاب اهلل وحديث رسول اهلل صمى اهلل عميو وسمم ومذاىب العمماء‬

‫ويستحمى لو اصطالحات القوم والتشوق لكالميم بال ذوق وىو وىم فاحش فاعمم ان ما‬

‫ذكره العارفون من اذواقيم ما ذكر وال كتب ليق ار وال ليعرف النو عمره ال يعرف إال‬

‫بالفتح فكمما توقف عمى الفتح فالفتح يقوم مقامو بال اصطالح وانما دونوه ترويحاً‬

‫لبواطنيم وايقاظاً المثاليم في التولو بذوق حضرة الممك الحق ويفسرون ما يفسرون من‬ ‫السنة بالوىب المثاليم لو اىمو ال أنيم عرضوه لمعمماء بالرسوم فإنيم بمعزل عنو وعميو‬

‫فذىب االبريز إنما وضع لمكاممين من العارفين ترويحاً ليمميم وتمذذاً لمكان بواطنيم‬ ‫عمى سبيل اذاقة الجيران وان كان عندىم مثمو فيقبمو الجار مصحوباً بالدعاء واليدية لو‬ ‫ويعرف ان شأن الجار ان يجيره وكل واحد منيما يفيض عمى صاحبو ويتساجالن بدالء‬

‫موائد االكرام واما العالم والعارف فال نسبة بينيما في الجوار الن العالم ظاىر بنفسو‬

‫باعتقاده وان كان يقول بمسانو خالفو والعارف ظير باهلل فشتان ما بين انوار اهلل وظالم‬

‫النفس وعميو فكالم العارف ال يعرفو العالم قطعاً إال من جية صنعة عممو العربية‬ ‫‪87‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫والعربية فى كالم العارف إنما ىى واد من اودية بحوره فال يصل العالم بصنعة عممو‬

‫اال جزءاً واحداً من اجزاء االودية وال مطمع لو فى معرفة االودية كميا فضال عن‬ ‫االحاطة بقعر بحوره فافيم وال تكن ممن اغتر بجواىر كنوز اذواقيم فإنك ال تصميا اال‬ ‫ان دخمت من باب بيوتيم بإذنيم والعمم بالمشافية وافواه الرجال ال من الكتب وانما‬ ‫يعرفو فى الكتب من ذاقو من الرجال مشافية وال يطالع العارف كتب القوم باالستفادة‬

‫بل لقبول ىدية اذاقة الجيران وال تدخل الى مخدعيم اال بالفناء عن نفسك يا داوود خل‬

‫نفسك وتعال فالعالم لو مقام كبير فى بابو وىو اكثر الناس تبعاً وعمال ومئونة لكن ان‬ ‫تعمق ورضي ببعض العارفين ينجذب ويزف فى مدة لحظة ويصير من أىل الحقائق‬

‫وانما عظم حجابو بالعمم ان تجمد عميو ابداً ولم يتعمق بالعمماء باهلل فإن كنت ذا بصيرة‬ ‫يغنيك كالمنا عن داللة دليل وحكمة حكيم النو من لدن حكيم عميم فأبواب اهلل مفتوحة‬

‫عمى يد صاحب الفتح الختم صاحب الجنة مييئة لمن اراده اهلل فى عممو واقدره بقدرتو‬

‫واياك من رؤية النفس فى المواقف كميا ومالحظة الحظوظ فى كل حال من االحوال‬

‫فإن غيم الحظوظ يحول بين المرء وبين حضرة شيخو وحضرة نبيو وحضرة ربو وىو‬

‫المراد الذى يشكك ىل يصل إلى مقصوده ام ال فيكون صاحبو متردداً في امر الرزق‬ ‫تبعاً البميس الذى يقول بوسوستو واياك أن تثق بضمانة الحق جل جاللو فتركنت‬ ‫البواطن لو وىو بنفسو إنما لعنو اهلل بحظو معو وىو عارف مقام ربو وىو مريد قبل‬ ‫الطرد فمما تحير رجع إلى اصل ارادتو واىمكتو من حيث اىمكت من بعده فعميك بالبعد‬ ‫منيا فإنيا كعبة شرور واستمسك بما قواك اهلل من االستعانة بو ال بنفسك ومن العبادة‬

‫بو ال بنفسك ومن اليداية بو ال بنفسك ومن الثبات فى الطريق بو ال بنفسك كما اوجدك‬ ‫بقدرتو ال بنفسك وكما رزقك فى البطن بو ال بك وكما ابتمى والديك بمحبتك ليقبال عن‬

‫اطوار طفوليتك بو ال بك حتى كبرت بو ال بك ووفقك لالسالم بو ال بك وبعده تدعى‬

‫السفر بنفسك وبقوتك فكن كالجنين في البطن تكن عارفاً وكالولد يوم الزيادة تكن عارفاً‬ ‫وكن كالفاس المعرض لمحكم االليية في كونك ميتاً حياً غير مريد وانما ىو معرض‬ ‫‪88‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫لمحكم تكن عارفاً فإذا عرفت نفسك بضعفيا وعجزىا وذليا وجميع النقائص البشرية‬ ‫تعرف ربك بالممك والعز والقير وبالكمال الذاتى فاعرف ان كل كمال هلل ال حظ فيو‬

‫لمعبد واذا ظير كمال في بعض العبيد فإنما ظير فيو كمال سيده وليس ذاتياً ومعنى‬ ‫قولك الحمد هلل الكمال الذاتي االصمي لو وكل من عنده نوع كمال إنما ىو طاريء‬

‫بافضال سيده اهلل ال بعمل وال تعمل أياً كان وانما شرعت االسباب لمحجاب ال لمرزق‬ ‫فالرزق من يد اهلل ياتى بال سبب والسبب تعمل العبد امر ربو ال غير فكل ما ظير مما‬

‫وصمو العبد بسببو ال تعمل لو فيو فإذا فيمتو اتضح لك معنى نقطة الوحدة التى ىى‬ ‫ٍ‬ ‫لشيء من نفسك وغيرىا عمال وانما ترى لو‬ ‫عين اتحاد الفعل والوصف فال ترى‬ ‫استعماال فتقصر نظرك عمى عين الوحدة فتشتغل بما امرت بو مباشرة مشاىداً فعل‬

‫سيدك وشاىداً فعمك وعميو فاعمم ان اهلل احد وتر وربك ممكو من شفع بحسب الظيور‬ ‫وركبك انت من شفع سوى امر جامع لسراية جميع ذاتك وىو القبل والدبر وانما افردا‬ ‫الجتماع سر البدن فييما وال يطيقو اال بركة الفرد ثم ان الفرج ليذا عظيم بحيث‬

‫تعظيمو ال استقذاره كما يسرع لمطباع انما امر اهلل بستره تعظيماً كتعظيم امرأة حسنة‬ ‫بوجوب تغطية بدنيا وليس في بنى آدم موضع مستقذر ان اتقى اهلل « إن أكرمكم عند‬

‫اهلل اتقاكم » فالخطاب سار في جميع االجزاء واذا تميد عممت أنو فتح لك عينين امرك‬

‫باغضائيما عن مساوى المومن وامرك بغضيما وجوباً عند المحرمات من النساء‬

‫االجانب والشبان ذوى االرداف ولو كنت ما كنت الن البركة مع الشريعة النيا سبب‬

‫شرعى وجب فعمو واال يدر لك الفمك بموافق ضده من الغضب ان لم تفعل ما أمرك بو‬

‫الشارع فقد نزعت يدك من االسباب وىو معرض لممقت فمن ترك حرفاً من الشريعة‬ ‫البد أن يظمم باطنو حتى يستمذ الظالم من الجيل والمعاصى ثم الكفر فمامورات‬ ‫الشريعة انما ىى سبب وترك السبب معصية واالتكال عمييا كفر وال تيمل غض طرفك‬

‫عند ابواب الناس وال فى النظر جية سطوحيم وال عند التعميم في المكتب فإن ازالة‬

‫قشر الشريعة ليس بيين ثم امرك ان تفتح عيناً تشاىد بيا فعل ربك وعيناً تشاىد بيا‬ ‫‪89‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫فعل نفسك بالمباشرة فالمزية لفعل سيدك فإن خالفت تركت السبب الذى ىو عين‬ ‫المعصية وازلت قشر الشريعة فإنك إن رأيت فعل ربك فقط وغمب عميك شيود فعل اهلل‬ ‫قبل االوان فإنك أسقطت بالمالزم في حكم التكميف الذى ال يسقط النو حكم جرى بأن‬

‫تقول مثال عند المعصية فالفاعل ىو اهلل ونسبتو لمفحش « إن اهلل يامر بالعدل‬

‫واالحسان وايتاء ذى القربى وينيى عن الفحشاء والمنكر والبغي » وان رأيت فعل نفسك‬ ‫فقط فقد ادعيت الخروج عن ممك اهلل والشرك معو والضد بمزوم تعدد الفعال وليس‬

‫بطريق واعمم ان الممك لو ان يكمفك بالمحال مما ال طاقة لك بو بان يكمفك بحمل‬

‫الجبل العظيم وحدك او بالخروج تحت السماء مثال ولو ان يعذبك ان خالفت امره من‬ ‫غير حاكم يحكم عميو النو المالك ولو ان يقول لك افعل فإذا فعمت يعذبك عميو غير‬

‫ظالم النو تصرف فى ممكو لكنو لم يكمفك فضال منو فإذا فيمتو عممت ان المطموب‬

‫منك االدب فى حال التمبس بالفعل وبعده ففى حال التمبس بو ان كان حسناً تشاىده‬

‫كمو من اهلل وان كان قبيحاً بمخالفة امر اهلل وال حسن اال ما حسن الشرع وال قبح إال ما‬

‫قبحو الشرع وال عقل الحد يميز بو بين الحسن والقبيح اال ما اكتسب من نور الشريعة‬

‫واال لزم عدم االحتياج لمشرائع واالنبياء ومواخذة غير الرسل الييم ولم تنزل الشريعة بو‬ ‫بل بضده وىو ارسال االنبياء وعدم المواخذة قبل االرسال وقبل تبيين الحجة وكيفية‬

‫االدب فيو فيو ما وقع لبعض المموك بأنو خص بعض عبيده بعين االجالل تفضيال لو‬

‫عمى اركان احرار دولتو فسألو كبير دولتو عنو النو خرق لعوائد المموك فأخرج درة‬

‫نف يسة فأعطاىا لوزيره وامره بكسرىا فقال المصمحة عدم الكسر لنفاستيا ولغيره كذلك‬ ‫واعطاىا لممموكو الممحوظ فأمره بكسرىا فكسرىا بالمرة وزجره سيده عن الكسر فأجاب‬ ‫يا سيدى ظممت نفسي عمرى ال اكسر فقال الممك لموزير فيل رايت سبب التفضيل بل‬

‫االيثار انك امرتك بالكسر فعصيت وافتيت لي رأياً اتبعو وىو مصمحة بقائيا والممك ال‬ ‫يحب من يرد عميو كالماً وىذا عينو وىو سوء ادب وعصيت امر الممك بعدم الكسر‬ ‫فالمعصية عين اليالك ال سيما فى حضرة المموك وىو سوء ادب واالنسان ال يحب اال‬ ‫‪90‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫بأدبو ال بعممو فيترتب عميك وعمى الحاضرين غضب الممك لكنو خففو عميك غفمتك‬

‫عن االدب والغفمة من الجيل والجيل ال يصمح لحضرة الممك فموال فضمى عميك‬

‫ورحمتى لمحوتك بسوء ادبك من ديوان سياسة الممك فالعبد امرتو اوال فامتثل بأدبو‬

‫حضرة الممك فزجرتو غير ظالم لو النو ممكى عن الكسر فتضرع ونسبو لنفسو ال المرى‬ ‫فمو اخرجت لو بعد درة لكسرىا باالشارة فضال عن التصريح الدبو ولو زجرتو عن كل‬

‫واحدة لنسبو لنفسو وتضرع وىو شان العبيد مع سيدىم فاالدب يكبر الممموك وسوء‬

‫االدب يصغر الكبير بعممو وجاىو ومالو فمثال الممك الحق جل وعال ولو المثل االعمى‬

‫ومثال العبد عبد اهلل مقصود اهلل فيو االدب فإذا عمل حسناً نسبو لربو وال يرى نفسو‬

‫أىال لو بل إفضال منو وال يترصد ثواباً عنو فيذا ىو االدب واذا عمل سيئاً نسبو لنفسو‬ ‫بحيث يرى عين فعل المباشرة ال غير ويرى نقصان نفسو وانو يمحقو غضب سيده ان‬

‫لم يتفضل عميو فيرجع لسيده باالدب والبكاء والتضرع والخوف فيرى ذنبو كجبل ساقط‬ ‫عميو وال محيد لو تحتو فإنو ان شخصو كالجبل بعينو عمى االضطرار لسيده بحيث ال‬

‫يرى منقذاً لو من الجبل اال ان حن لو وعميو سيده ورق بالصفح وان استصغر الذنب‬ ‫يعينو عمى ىالك نفسو لعدم شيود عظمتو فإن جرى لك قدر فاحمد اهلل الذى وفقك لو‬

‫لواله ما اىتديت لو وان جرى عميك القمم فاخضع لربك وتأدب معو وانسب العمل لك‬ ‫المومن يرى ذنوبو كجبل والمنافق يرى ذنوبو كذباب والمومن يرى حسناتو كذباب‬ ‫والمنافق يرى حسناتو كجبل وليس المقصود فيك اال تعصيو بل عين االدب السابق فال‬

‫ترى لنفسك حوال وال قوة وانما ترى فى المعصية فعل المباشرة ال غير ففى الحسنة تفتح‬

‫العين التى ال تنظر اال فعمو وفي المعصية تفتح عينك التي ال تنظر إال فعل نفسك‬

‫والعبرة بأدب البواطن وانما يظير أثره فى الظواىر فيذا كيفية المعاممة مع سيدك وىو‬

‫أن تعاممو باالدب حال العمل وبعده فإنو إن عممت حسناً ونسبتو لو وعممت سيئاً‬

‫ونسبتو لنفسك يقل لسان فضمو جل وعال فعمت يا عبدى حسناً ونسبتو لي وعممت سيئاً‬ ‫ونسبتو لك فيذا أدب عظيم فقد بدلت لك بو سيئك حسناً « اولئك يبدل اهلل سيئاتيم‬ ‫‪91‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫حسنات » وال ترد تبديال وال غيره وال تبغ اال ما كتب في رسمك في عنقك فإن النطفة‬

‫اذا وقعت في الرحم يقابميا الممك الموكل بيا حراسة فيقول عمى سبيل طمب العمم ال‬

‫غير يا رب نطفة فيقابميا اربعين يوماً حتى تستحيل عمقة فيقول يا ربى عمقة فيراقبيا‬

‫مثمو فتستحيل مضغة فيقول يا ربى مضغة فيراقبيا مثمو فتستحيل مخمقة أى مفصمة‬

‫االعضاء والعروق واالجزاء فيقول يا ربى ما رزقو ما أجمو ما مصائبو اذكر ام انثى‬ ‫فيعمم من قبل اهلل جل وعال جميع ما تعمق بأمره فكما يستحيل ان يبدل ما عمم اهلل انو‬

‫ذكر فكذلك ال يبدل ما في عمم اهلل الذى عممو الممك من تقادير رزقو وأجمو فيكتب‬

‫الممك جميعو فى رسم ويطبعو بخاتم القدر االليى فيعمقو في عنق الجنين وىو في بطن‬

‫امو فيصحبو الرسم الى قبره بحيث ال يتبدل شىء منو « وكل انسان الزمناه طائره في‬

‫عنقو‪ .‬ما يبدل القول لدي » ثم ان الرسم يكتب عمى حسب الموح المحفوظ أى رسم‬ ‫تقادير جميع ما كان وما يكون في عمم اهلل عمى حسب المشيئة االزلية فاعمم ان‬

‫االلواح متعددة بتعدد النسخ ام االلواح فاما ام الكتاب أصميا فال تقبل تبديال وال تعميق‬

‫فييا وال يطمع عمييا اال من اختصو اهلل بمحبتو وىو نادر والحكم لمجل وألواح مختمفة‬

‫الرقم والشروط متباينة المباني فال يفيم مطابقتيا مع االصل اال من رسخ في العمم‬

‫المومنون بعمم الغيب وبمقتضى االصل يخبر جبريل عميو السالم جنس المالئكة بأمر‬ ‫اهلل بما عممو اهلل اسرافيل وىو شيخو فيو وىو الذى حفظ من الشيطان بالشيب ببركة‬

‫اىل الوحي ليال يمتبس الوحي بغيره وااللواح المتباينة يطمع بعض العارفين كرامة لو‬

‫ليزيد في عممو بقوة تجميات االسماء ويركن الى صحبتو وربما يتخمف وىو الكثير النو‬

‫مكتوب بشروط متعمقة باالعمال موافقة لمشريعة المطيرة فعمره مثال ثالثون فإن وصل‬ ‫رحمو فستون وان تصدق كذلك وقس سائر المروى فيو عميو وااللواح مكتوبة بخط غير‬ ‫معروف بالصناعة انما يدرك بالفتح والفتح عمق بحساب الزجاجات فمن صفت زجاجتو‬

‫من الحظوظ العاجمية واآلجمية صح فتحو ومن اجتيد مع الحظوظ يظير لو فتح في‬ ‫صورة برق تارة تنضبط فوائده وتارة ال وىو فى نفسو صحيح مستقيم لكن غيرتو‬ ‫‪92‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫الزجاجة كمن ابردت عينو فيرى صورة واحدة صو اًر متعددة فإذا اخبر بأمر يقع فيو‬ ‫اختالل وبعض صدق فيجب عمى االنسان أال يخبر بمرءى حتى يحققو وال يتحقق لو‬

‫حت ى يجرد نفسو من الحظ فإذا تجرد منو واريد بو لو الفتح يضبط الحقائق الممكوتيو‬

‫والممكية فإذا تحقق عيي لسانو عن االشارة فضال عن النطق فاالدب السكوت وسوءه‬ ‫النطق وىو فتنة عمى نفسو والناس يسىء الظنون بأولياء اهلل عند التخمف ويسوء ظنو‬

‫شيء ىباء ال أصل لو فكن مثمو‬ ‫باهلل فإذا عممتو تعتقد ان العمم كمو لسيدك وان عممك‬ ‫ٌ‬ ‫أي مثل ىبائية عممك وعممك وافن عن العمم والعمل واثبت فى حقيقة ربك ونزىو بما‬ ‫تعممو فعممو بخالف عممك وواليتو بخالف واليتك فواليتو عميك وعمى غيرك اصمية‬

‫وواليتك حادثة ليا حكم الحدوث والعرض والعرضى الزمو االنتقال واجمد جموداً كمياً‬

‫فأنت عبد وان عممت وعممت فحد العبد ان كان ممموكاً ال مزية لو إال باعتبار نسبتو‬

‫لسيده فإن كان والبد من االرادة فأرد سيدك وسيدك معك دائماً ابداً بذاتو فتأدب لحضرة‬ ‫السيادة وال تعترض عميو فيما تعمق بك وبغيرك فإنو النافذ حكمو فى اجزاء ممكو من‬ ‫غير مباالت بك وبغيرك فاصمت وكن من الشاكرين لمقام العبودية وال تتشوف إلى ما‬

‫ليس لك من شئون السيادة وان والك فواليتك غير معتبرة بل تولية العبد عمى نفسو فإن‬ ‫خانيا بسوء االدب مع سيدىا يرم بنكال العزل والتعزير وال تثق بحالة وال تمل لغير فعل‬

‫سيدك وال تعترض لرياسة من ابناء جنسك فإنو وان والك عمييم فواليتو عميك راقبة‬ ‫وعينو لك شاىدة فأحب كل من واله سيدك عميك او والك عميو فإنك مسئول عن‬

‫االنفاس واجعل حضرة سيدك جنتك وانت فييا حاض اًر معو او غائباً فإن حضرت فبو‬ ‫وان غبت عنو فبو بسوء طويتك فسراية قدره فيك وفى غيرك فشم رائحة االقبال عمى‬ ‫موالك واستقذر رائحة االدبار عنو فإنو نجس محض فكمما حكم اهلل بو فى كتابو‬ ‫بنجاستو انما ىو روائح االدبار عنو وليست اعيان العالم بنجسة اال منو فالمدبر عنو‬

‫عين النجاسة واسبابو وسائميا وال تعتقد غيره فإن فعل اهلل اي نوره اظير اجزاء العالم‬

‫وحكم بنجاسة االدبار واسبابو ولذا فالعارف ال يرى روائحيا ولو فى فضالتيا التصالو‬ ‫‪93‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫مع ربو ولذا كانت فضالت االنبياء اعيانا طيبة تمزج بالعطر الفاسد فتصيره عديم‬

‫المثيل فتعطر بو العرائس والنجائب فتقفت ورثتيم سنتيم فاعمم انما خمقو اهلل ظاى اًر‬ ‫باعتبار المفعولية مطيرة بفعل الفاعل وانما حذرنا السيد من اتباع اليوى وما نشأ عن‬

‫اليوى من فضالتنا فسبحانو من رب عظيم الصنع والعرف ما أجمو وما اخفى فعمو وال‬

‫يشم رائحة فعمو إال من قواه سيده بسمب اختيار عقمو وفعمو فمن تجمد مع عقمو وعوائده‬

‫لم يشم رائحة فعل سيده فخالط أىل أي فن تريده فال تصل اليو إال بيم وان زعمت انك‬

‫ولي أو عالم زمنك فال بد لك من ناصح يرشدك فإن ضممت بصرك وان ابصرت اعانك‬ ‫وآنسك فإن فشمت قواك وان قويت امدك وانجدك فاذا فيمت تمويحاتنا فمعمو ترشد بو فان‬

‫رشدت وفطنت وحذقت واحصنت جمعت ذل العبودية فاذا صفت نفسك أي صفت باهلل‬ ‫ٍ‬ ‫شيء مع‬ ‫ال بك من رذيمة الطمع والحظ واحسنت وجيتك كل االحسان من غير ارادة‬

‫سيدك بقطع االمانى معو اعتماداً عمى سيادتو قبل وجودك ووجود ابيك آدم عميو السالم‬ ‫معتمداً عمى فضل السيد وقسمتو وسويت بين عينك كل عبيده بالتفضيل والتعظيم‬ ‫وقطعت النظر عن الطاعة والمعصية وعن المجانسة باالدمية والحيوانية واستوت عندك‬ ‫دالئل سيدك التي ىى مفعوالتو النو ما من مخموق اال ويدلك عمى سيدك صانعو وما‬

‫لون لك خالئقو اال لتسمك اليو عمى عدد طرق مخموقاتو فما من مخموق اال وىو طريق‬ ‫متصمة بسيدك فالعارف يسمك قناطر مخموقات سيده ويرى سيده في كل شىء وميمى‬

‫كثرت عنده فتوحات اكوانو اتسعت دالئمو واشرقت مرآتو فيعبد اهلل عند تراكم االكوان‬

‫في قمبو ويتجمى لو ما ال يتجمى لو مجرداً من االكوان فيحصل لو عند رؤية أي مفعول‬ ‫ما ال يحصل لممريد في جميع سموكو وتنبسط لو المعرفة فى كل برج من ابراج رمز‬

‫سيده الن كل مخموق رمز لحضرة سيده فال يجوز لك ان تفضل ذرة عمى غيرىا بعقمك‬ ‫الن المفاعيل متحدة فى سراية الفعل ليا خاضعة لسمطان الفاعمية فالنمل والجماد‬

‫واآلدمى فيو سواء اال ما فضمو السيد فيجب عميك تفضيمو بسيدك ال بعقمك فحكم عقمك‬

‫انما يدرك استواء المفاعيل وان الفاعل يفعل فى ممكو ما يشاء فإذا شاء فاعل وىو‬ ‫‪94‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫سيدنا اظيار فضمو امرنا بتفضيمو وتعظيمو فيجب اعتقاد فضمو وال نفضمو عمى غيره‬

‫اال ما نص عميو السيد فيمتثل مع اعتقاد سر اهلل في المفعول فإذا ظيرت كماالت اهلل‬ ‫فى مثل االنبياء ومن دونيم من االولياء والمالئكة بنص منيم نفضمو باهلل ونشرفو عمى‬

‫نفوسنا النو مفضل باهلل وكل ما احتوى عميو من الفضائل فمن كمال اهلل وننظر فييم‬ ‫خصوصيو سر اسماء اهلل وكمما جعمو سيدنا واسطة في االيجاد واالمداد قبمنا وساطتو‬

‫وننظر فيو وجو جالل سيدنا ونحبو وال نمتفت عن حضرتو باذن من سيدنا بل نقف باهلل‬

‫هلل ونحبو باهلل هلل ونطاوع انفعال سبب الوساطة والفعل كمو من اهلل ونقف بحضرة النبي‬

‫صمى اهلل عميو وسمم باهلل ال بأنفسنا وقير اهلل اوقفنا فى حضرتو صمى اهلل عميو وسمم‬

‫فى ازلو جل عاله ونكون أضيافاً هلل عنده مجردين من الحظوظ معو بحيث لو سألنا‬ ‫صمى اهلل عميو وسمم عن حوائجنا عنده وعن سبب مالزمة بابو الجبنا بديية السيد‬ ‫الزمنا معك ولو حتم عمينا ما أجبنا اال بأن السيد جعل طاعتو أى عمق طاعتو بطاعتك‬

‫وجعل رضاه فى رضاك وأنت خميفتو االعظم وان سألنا عن الحظ والسبب نجاوب بأننا‬

‫فى قبضة السيد فإعطاؤه يغني عن تمنينا وفضمو غطى طمعنا وامداده اقنع كل نفس‬

‫شاىية وان سألنا عن الصالة عميو صمى اهلل عميو وسمم نجب بامتثال المر سيدنا مع‬

‫ما طبعنا بو من محبتك فضالً منو ونحن صبغة اهلل في اعتابك مالزمين غير منفكين‬ ‫من حضرتك ما دام اهلل الذى لو البقاء ببقائو جل وعال ولئن سألنا شيخ التربية الجبنا‬

‫بمثمو مع بعث الرسول االعظم سيد الكل واصمو إليك وامرنا بالعكوف لحضرتك‬ ‫ونتحرك باشارتك ونسكن باشارتك فذلك مراد اهلل فينا ومراد خميفتو صمى اهلل عميو وسمم‬

‫وان سألنا عن المطالب نجب مطالبنا فى عمم سيدنا وما كمفك بو فاقضو اتباعاً لكناشو‬ ‫جل وعال ونحن صبغة حضرتك دائماً والسيد شرفنا بك ونحن عيالك باشارة اهلل فإن‬

‫الشيخ إذا تحقق ذلك منك يعمم انك ضيف اهلل ال غرض لك فيقوم بواجبات الضيافة‬

‫واالكرام تعظيماً بحق سيدنا فاسكت يطمب لك ما ال تعرفو فكمما جاءك عمى يديو فاقبمو‬ ‫من اهلل ال منة فيو وال دسيسة وال مكر فكل واشرب والبس بركة سيدك ىنيئاً بما ال‬ ‫‪95‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫حساب بعده وانما يتبع الحساب نعماً مبنية عمى الحظوظ في زعم المنعم عميو فأنت‬

‫عميو في حضرة القدس في الحضرات كميا واليج بالميم اقبمني في حضرتك وحضرة‬ ‫خميفتك وحضرة وليك فأنت سيدى في كميا وفعمك سار في اجزاء ممكك وامر خميفتك‬

‫وخميفتو بمحبتي عمى وجيك واسكنيا في قمبي وارسم حقائقيا فى قمبي في سائر‬

‫حركاتى وسكناتى فأنت ربى وربيما‪ .‬فامتثل امر الخميفة بأمر خميفتو فإنو ما جعمك‬ ‫سيدك في حجرىما اال ان تؤدب عمى يدييما بأدبيما فإن اهلل ادب بنفسو خميفتو بال‬

‫اقتداء بو « ولكم فى رسول اهلل اسوة حسنة‬ ‫واسطة وادب خميفة خميفتو بوساطة الخميفة‬ ‫ً‬ ‫االقتداء واالقتداء االتباع فئادابو التي ادب بيا فى حضرة سيده والتأدب سبب‬ ‫» واالسوة‬ ‫ُ‬ ‫لالدب واالدب سبب لبقائك في حضرة سيدك دائماً وسوء االدب بعدم االتباع سبب‬ ‫لممقت وربانا اهلل جل عاله بمخموق مثمنا فى المخموقية وكان مفضال عمينا باهلل فيو من‬

‫جنس االجرام واالعراض الحادثات تفضال منو عمينا وتسييال لنا طرق ادب حضرتو‬

‫فقر عيناً ان لبست رداء الصفاء من كدر الحظوظ مع موالك ومع خميفتو ووليو فإنك‬

‫ضيف اهلل حقاً فال تمل في حضرتي نبيو ووليو دائماً بل تحب باهلل هلل ويمحظ مقامك‬ ‫وتطمب حوائجك بال بك وتقض فعمك وتثبتو عمى وجو االنطباع االليى في قمبيما وان‬

‫جئت من عند نفسك لحضرة شيخك طالباً منو النجدة والنصر ال غير فإنو ينصرك‬

‫وجوباً ان طمبت الحضرة االليية « وان استنصروكم في الدين فعميكم النصر » وان‬ ‫تعمقت بو الغراض نفسك الشيوانية يقل لك ما جئت الي اال لغرض ونحن مجردون من‬

‫االغراض لكن نمكنك منيم بعد حين بشروط ومن طمب حاجتو يصبر لم اررتيا حوال‬ ‫عمى اخيو حتى تختبر سرائره فإذا قضيت ما جئت لو فاخرج عن حضرتو ومن قضى‬

‫غرضو فميبعد وال حظ لك بعد استيفاء حظك بالتمتع بو وال في البقاء رحم اهلل من زار‬

‫وخفف « فإذا طعمتم فانتشروا وال مستانسين لحديث ان ذالكم كان يوذى النبيء‬ ‫فيستحيي منكم واهلل ال يستحيي من الحق » فاعرف مقامك من اآلية وانما نزلت فيمن‬ ‫تبع النبي صمى اهلل عميو وسمم لطعام او غيره واما مثل ابى بكر رضى اهلل عنو فقد‬ ‫‪96‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫انفق ما نسبو حظوظاً من الدنيا والروح عمى نبيو صمى اهلل عميو وسمم وال دخول لو فى‬

‫النيى واذا عرفت ما قررناه فنوصيك بأعتاب الشريعة وال تخرم حرفاً واحداً منيا عمرك‬

‫كمو فإنو سبب السعادة وخالفيا الخذالن وعميك بالصالة التي جعميا اهلل روحاً لعبادتو‬

‫والعبادة سبب ممتثل وجوباً واكثر من القربات التي ورد بيا النص من الشرع امتثاال‬

‫ومحبة وشوقاً وقي اًر واشكروا الوسائط من الرجال واجعل نفسك تراباً ليم فيم ساداتك ولو‬

‫بمغت عند سيدك ما بمغت فإنك ما وصمت اال بيم واجعميم من نعم اهلل عميك واشكر‬

‫ربك برؤية نعمو منو وتعظيميا لك واتبع اشارات االيمة الناصحين لالمة وال تستبد‬

‫برأيك ولو بمغت منتيى ما تعرفو فإنيم اشياخك وآباؤك « وقضى ربك أال تعبدوا إال إياه‬

‫وبالوالدين احساناً » واتيم نفسك وزك غيرك من االيمة واقف سننيم وال تتبع اليوى‬ ‫الذى ىو عين الحظوظ فإذا تجردت وتحققت بأنك بحضرة ونحن أقرب اليو من حبل‬

‫الوريد وافنيت مراسمك فييا باهلل ال بك فاستبق الخيرات وارحم من تبعك ومن لقيتو‬ ‫بالدعاء والنصيحة بالسياسة الحسنة القرآنية واليج بذكر ربك واكثر من الصالة عمى‬

‫حبيبك سيدنا محمد صمى اهلل عميو وسمم وعمى جميع امتو خصوصاً آل بيتو‬

‫وخصوصاً شيخنا منيم واليج بالترضية عمى االيمة المجتيدين اليادين واياك ومفارقة‬

‫الشريعة وان ظير لك كل حقيقة فإنما ىى كنوزىا وافعل من انواع المجاىدات اكثر ما‬

‫يفعمو المريدون الغراضيم محبة فى سيدك امتثاال لو وال تر سبباً فاتحاً وراقب موالك‬ ‫وشاىده وعاينو معاينة شيخك بمشاىدة سر فعمو في جزئيات ممكو واتبع سنة االيمة فى‬

‫التوحيد وان تحققت فال تفارق رأييم فيو الكنز المستمر الذى ال فناء لو والربح االبدى‬

‫فنشيد ان ال الو إال اهلل وان محمداً رسول اهلل ونشيد عمى أنفسنا بالضعف والجيل ونب ار‬ ‫من كل كممة تمبس خالف السنة فمن وجدىا في كتابنا فميحررىا بالتقرير ونحن برىء‬

‫منيا‪ .‬وكتبو االحسن بن محمد بن ابى جماعة البعقيمي السوسى ليمة االثنين عشرين‬ ‫صفر الخير عام ‪ 9331‬سدد اهلل مذىبو ونفع بو آمين‬

‫‪97‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫الميم صل عمى سيدنا محمد الفاتح لما اغمق والخاتم لما سبق ناصر الحق بالحق‬ ‫واليادى الى صراطك المستقيم وعمى آلو حق قدره ومقداره العظيم‬ ‫سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسالم عمى المرسمين‬ ‫والحمد هلل رب العالمين‬

‫‪98‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫ِ‬ ‫ْتالميذهِ‬ ‫ٍ ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ْاجلهابذةْالذينْعاصروهْوتلقواْ‬ ‫َح ُد‬ ‫نَْ​ْب َذة ْيَس َرية ْمنْترمجةْادلؤلّفْكماْكتبهاِْبَطِّوْأ َ‬ ‫ْ‬ ‫س ْالعارفْباللّوْالفقيوْالقدوةْالعالّمةْزليْالسنةْوشليتْ‬ ‫اْوعلوم‬ ‫منوْأسر ًار‬ ‫ِّ‬ ‫ً‬ ‫اْوىوْالشيخْادلدر ُ‬ ‫البدعةْيفْاألقطارْالسوسيةْالسيدْاحلاجْأمحدْبنْاحلاجْعليْالتناينْالكشطيْادلتويفْمبدرسةْ‬ ‫َعمونْمواليْالبشريْبنْزلمدْالتناينْيفْ‪ْ7‬ربيعْ‬ ‫ألُماْعامْ‪ْ0473‬ى ‪ْ،‬مجعهاْونقلهاْالسيدْأ‬ ‫َّ‬ ‫الثاينْعامْ‪ْ0313‬ى ‪.‬‬ ‫ْزلمد ْبن ْأيبْ‬ ‫ىو ْالقطب ْاجلامع‪ْ ،‬شيخ ْاإلسالم ْوقدوة ْاألنام ْالسيد ْاحلاج ْاألحسن ْبن َّ‬ ‫مجاعةْالسوسيْالبعقيليْرضيْاهللْعنوْادلولودْيفْفاتح ْالقرنْالرابعْعشرْأيْعامْ‪ْ0410‬‬ ‫ىجريةْوادلتوىفْبالدارْالبيضاءْليلةْاجلمعةْعاشرْشوالْعامْ‪ْ 0430‬ىجريةْرضيْاهللْعنوْ‬ ‫وقدس ْروحوْيف ْأعلىْعليني‪ْ ،‬فقد ْأخذ ِ‬ ‫ْاحلاجْاحلسنيْ‬ ‫ْرمحَوُ ْاهللْعن ْالعارف ْباهلل ْالسيد‬ ‫ْ‬ ‫اإلفراين‪ْ،‬وأَخذْعنْسيدناْزلمودْبنْسيدناْالبشريْحفيدْالقطبْادلكت ْومْرضيْاهللْعنو‪ْ،‬‬ ‫وأخذ ْعن ْسيدي ْالطيب ْبن ْأمحد ْبن ْالطيب ْالسفياين‪ْ ،‬وسيدي ْاحلاج ْعلي ْادلسفيوينْ‬ ‫وسيديْعبدْاهللْالقشاشيْوسيديْاحلاجْعليْبنْأمحدْاالساكي‪ْ،‬رضيْاهللْعنهمْأمجعني‪ْ.‬‬ ‫فقدْقالْتلميذهْرضيْاهللْعنوْفيماْكتبْعنْحياةْالقطبْالبعقيليْماْنصوْ‪ْ:‬كانْرضيْ‬ ‫اهللْعنوْآيةْمنْآياتْاهلل‪ْ،‬ومعجزةْمنْمعجزاتْرسولْاهللْصلىْاهللْعليوْوسلم‪ْ.‬‬ ‫حازىاْمنْفوالكْاألولياءْ‬ ‫والكراماتْمنهمْمعجزاتْ​ْ‬ ‫ُْيبُّ هم ْوُُِيبُّونَو ْأ َِذلٍَّة ْعلَىْالْم ْؤِمنِني ْأ ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫َعَّزةٍْ‬ ‫الصادقْعليوْقولوْتعاىل « ْفَ َس ْو َ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫ف ْيَأِْ​ِت ْاللَّوُ ْبَِق ْوم ُ ُ ْ َ ُ‬ ‫علَىْالْ َكافِ ِرين ُْ ِ‬ ‫َْخَافُو َن ْلَ ْوَمةَ َْالمِ ٍْم ْ»‪ْ ،‬الصادقْعليوْقولوْتعاىلْ«ْ‬ ‫ْسبِي ِ ْاللَّ ِو َْوَال َ‬ ‫َ‬ ‫ْيَاى ُدو َن ِْيف َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫اِْباْقَوماْلَيسو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين ْ» ْالصادقْعليوْقولوْتعاىلْ«ْ‬ ‫اِْبَاْبِ َكافِ ِر َْ‬ ‫فَِإ ْن ْيَ ْك ُفْر ِْبَ َ‬ ‫اْى ُؤَالء ْفَ َق ْد َْوَّك ْلنَ َ ْ ً ْ ُ‬ ‫ين ِْمْن ُه ْم ْلَ َّماْيَلْ َح ُقواِْبِ​ِ ْ​ْم ْ» ْالصادقْعليوْقولوْصلّىْاهللْعليوْوسلمْ« ْالْتزالْطامفةْ‬ ‫َو َ‬ ‫آخ ِر َ‬ ‫منْأُميتْظاىرينْعلىْاحلقْالْيضرىمْمنْخالفهمْحىتْيأِتْأمرْاهللْ» ْالصادقْعليوْقولوْ‬ ‫عليوْالسالمْ« ُْيم ْىذاْالدينْمنْك ْخلفْعدوْلوْ» ْالصادقْعليوْقولْمدينةْالعلمْ‬ ‫‪99‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫أشارْإىلْصدرهْلوْوجدتْذلاْمحَّاالْ» ْفلقدْ‬ ‫سيدناْعليْكرمْاهللْوجهوْ« ْإنْىهناْعلوماْو‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ْالسعادة ْفلقد ْرزقو ْاللّو ْفهماْ‬ ‫وجد ْيف ْىذا ْالشيخ ْأىالً ْحلملها ْوتبليغها ْلِ َمن ْسبقت ْلوُ َّ‬ ‫ْفن ْمنْفنونْالعلمْرمِيساْحىتْيُظنْأنوْالُْيسنْ‬ ‫مستقيماْوذوقاْصحيحاْفتجدهْيفْك ٍّ‬ ‫غريهْيفْالقراءاتْوتوجيههاْوأرباِباْفيُخيّ ْلكْأنوْعاصرْك َْرا ٍو ْوشاركوْيفْالشيخ‪ْ،‬وإذاْ‬ ‫َ‬ ‫ْمر َادْ‬ ‫تكلمْيفْالتوحيدْوماْسلكْك ْقومْمنْأى ْالسنةْوادلعتزلةْواجلربيةْوغريىمْجتدهْيُ ِّبني ُ‬ ‫ك ْواحد ْدليلَو ْوأَهنم ْكلهم ْامنا ْيدافعون ْعن ْالشريعة ْواحلقيقة ْوإن ْاختلفت ْأذواقهمْ‬ ‫باختالفْاألدلةْو َ ِ ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ْلع َذ َرهُْوشهدْلوُْ‬ ‫كثرةْزلَاملها‪ْ،‬فلوْاطلعْك ّْواحدْعلىْدلي ْاآلخرْومراده َ‬ ‫بأنوْعلىْاحلق‪ْ،‬وإذاْتكلمْيفْالشريعةْادلطهرةْوتفاريعِهاْوداللتِهاْودالمِلِهاْوم َذاىبِهاْاألَربعةْ‬ ‫وغريىمْم َّمنْتَكلَّمْواستنبطْفروعْالشريعةْمباْعندهْمنْاألدلةْالشرعيةْفًتاهْيقررْدلي َ ْك ْ‬ ‫رلتهد‪ْ،‬ويقولْ‪َّ ْ:‬‬ ‫ْقولْالنيبْصلّىْاهللْ‬ ‫إنْك َّْ​ْ‬ ‫طئ‪ْ،‬وجوَْالدِّاللةْ‪ْ:‬فيحم َ‬ ‫ُ‬ ‫رلتهدْمصيبْالَْخ ُ‬ ‫ِ‬ ‫أخطأْفلوْأجر ْواح ٌد ْ» ْعلىْأنْ‬ ‫انْومنْاجتهدْو‬ ‫عليوْوسلّمْ« ْ َمنْاجتهدْفأصابْفلوْأجر َ‬ ‫ٌ‬ ‫ُْوج ِوْالدِّاللةْفقط‪ْ.‬وأماْماْاستنبطوْفهوْمواقفْللحقْعندْاهلل‪ْ،‬فلمْيبقْ‬ ‫مرادهْباخلطِإْخطأ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ُسلطئْللحقْمنْاجملتهدينْفكلُّ‬ ‫ةْحقْ‬ ‫همْعلىْاحلقْويبحثونْعنْاحلقْوماْعندىمْمنْاألدلَّ ٌّ‬ ‫الَْخرجْإالَّ َّْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْيقني‪ْ.‬فمقولْ‬ ‫دْاالستنباط ٌْ‬ ‫وْمضمونْوبع‬ ‫ُ‬ ‫صبْاجملتهدْأدلّتَ‬ ‫ْ‬ ‫ْاحلق‪ْ.‬فالف ْقوْقب َ ْنَ ْ‬ ‫ْاال ِ‬ ‫الناسْ«ْالفقوْمظنونْ»ْأيْقب ِ‬ ‫ْأنْيقولْفيوْمظنونْ‬ ‫ستنباطْوأماْبعدْفالْينبغِيْللعاق‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َْ‬ ‫صدقْعليناْقولوُْتعاىلْ«ْإِ ْنْيَتَّبِعُو َنْإَِّالْالظَّ َّن َْوإِ َّنْالظَّ َّنْ‬ ‫ألنْالعباد َةْبالفقوْفلوْكانْمظنونًاْلَ َ‬ ‫ْشْيئًاْ»ْفحاشاْومعا َذْاهللْأَنْنعبُدْاهللْعلىْظنْب ْنعبدهْعلىْجزمْوقطعْ‬ ‫َالْيُ ْغ ِ​ِن ِْم َن ْ‬ ‫ْاحلَ ِّق َ‬ ‫حقْويقني‪ْ.‬ىذاْوقدْألَّفْرمحَوْاهللْيفْالفقوْواحلديثْوالتفسريْوالتصوفْبصفةْعامةْويفْ‬ ‫الطريقةْالتجانيةْبصفةْخاصةْويفْالنحوْواألصولْكذلك‪ْ،‬وتكلمْيفْمراتبْرجالْالفقوْ‬ ‫ورجالْاحلديثْورجالْالتصوفْوبنيْمرتبةْك ْواحدْوحالوْوفتحوْوتالميذه‪ْ،‬وأماْماْكتبْ‬ ‫منْالرسام ْإىلْمجيعْالبلدانْإلرشادْالعبادْونصحهمْوكذلكْاألجوبةْعن ْادلسام ْالواردةْ‬ ‫منْمجيعْالنواحيْفحدثْعنْالبحرْوالْحرجْفكمْمنْرسالةْفيهاْعشرْورقاتْأوْمخسْ‬ ‫‪100‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫ورقاتْوكراس‪ْ،‬وكمْمنْجوابْىوْبنفسوْجزء‪ْ،‬فالْيقدرْادلرءْأنْيستوفيهاْبالنظرْفكيفْ‬ ‫بالكتابةْعالوةْعلىْسلتلفْاإلجازاتْيفْالطريقةْوغريىا‪ْ،‬فمنهاْادلطلقةْومنهاْادلقيدةْفهيْ‬ ‫أل ْوف ْكثرية ْبلغت ْسامر ْأقطار ْالدنيا‪ْ ،‬وأما ْما ْأظهر ْاهلل ْعلى ْيديو ْمن ْادلساجد ْوالزواياْ‬ ‫فذلكْماْيربوْعلىْادلامةْيفْسلتلفْأحناءْادلغرب‪ْ،‬يفْمدينةْالقصرْالكبريْوبلدةْالشاويةْيفْ‬ ‫قصر ْبِن ْزلمد ْواخلزازرة ْوالدار ْالبيضاء ْوالرباط ْوخريبكة ْوغريىا ْمن ْادلدن ْوالقرى‪ْ .‬وأماْ‬ ‫كرمْوبإنفاقْمنْ‬ ‫الوافدونْعليوْمنْالزوارْادلريدينْفالْيعدْوالُْيصىْويقاب ْالك ْبًتحابْو‬ ‫َ‬ ‫الَْخشىْمنْذيْالعرشْإقالال‪ْ،‬وكانْرمحوُ ْاهللْيسافرْإىلْالبلدانْلقصدْإحياءْالشريعةْ‬ ‫ِ‬ ‫ْعلىْادلؤمننيْويوسعْتلكْالدامرةْ‬ ‫ضيِّ ُق‬ ‫ِّ‬ ‫وإِزالة ْالبِدعةْواجلهالةْوإرشادْاألمةْادلختارة‪ْ.‬والْيُ َ‬ ‫ْويلومْادلتشد ِ‬ ‫ادلتعمقنيْيفْالدينْوالسيماْمنْيَظنْاالقتداءُْبوْفيزجرهْعنْالتعمقْويقولْ‬ ‫ِّدينْو ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ْمبحض ْالفض ْوالكرم‪ْ.‬‬ ‫ىذه ْاألمة ْمرحومةٌ ْمغفور ْذنبُها ْقب ْاالستغفار ْسلتارة ْعْن َد ْاللّو ْ‬ ‫صلحْحاذلاْويفرحْنبيَّهاْعليوْالسالمْ‬ ‫زلفوظةْمنْالكفرْوتوابعو‪ْ،‬فَ َم ْن‬ ‫ِّ‬ ‫ْ‬ ‫ْعرفْكيفْيربِّيهاْويُ‬ ‫ِ‬ ‫ْوالْيشوشْعليهاْبكثرةْعباراتْاألجانبْالغامضةْاليتْالْ‬ ‫كْاألمةَ‬ ‫ْ‬ ‫ىاْومنْالْف ْليًتُ ّ‬ ‫فَ ْليُبَاشْر َ‬ ‫نور ْمعها‪ْ ،‬والًتبية ْبالقرآن ْوىو ْأَصدق ْاحلديث ْوِبَ ْديِو ْصلّى ْاهلل ْعليو ْوسلّم ْوىو ْخريْ‬ ‫ضْعلىْت ْدريسْالعلمْوتعلّموْوعلىْتعظيمْمحلةْالقرآنْالعظيمْوالْ‬ ‫وْاهللُْيُ ُّ‬ ‫َ‬ ‫َى ْدي‪ْ.‬وكانْرمحَ‬ ‫يسامح ْلِ َم ْن ْينقصهم ْوكذلك ْأى ْالنِسبة ْمن ْالشرفاء ْوالفقراء ْادلْنسوبني ْللمشامخ ْكلهمْ‬ ‫ويقررْللناسْاحلقامقْيفْك ْشيءْمنْادلخلوقاتْواجلماداتْواحليواناتْوأنْاجلميعْمعظمْ‬ ‫عند ْاهلل ْوسللوق ْلالنتفاع ْواالعتبار‪ْ ،‬واحلاص ُ ْأن ْاهلل ْسبحانو ْوتعاىل ْمجع ْلوُ ْبني ْالعلمْ‬ ‫اللدينْالوىيبْوالكسيب‪ْ.‬‬

‫‪101‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫من مؤلفاتو ‪:‬‬ ‫‪ ‬اإلراءة‬ ‫‪‬‬

‫الشرب الصافي من الكرم الكافي‬

‫‪ ‬سوق األسرار إلى حضرة الشاىد الستار‬ ‫‪ ‬ترياق لمن فسد قمبو ومزاجو‬ ‫‪ ‬تحقيق الحقائق عن كشف مقاالت أىل الطرائف‬ ‫‪ ‬إعالم جيال‬

‫‪ ‬مقاصد األسرار‬

‫‪ ‬إِيضاح األَدلة بأنوار األَئِمة‬ ‫‪ ‬الزالل األصفى والمباب المحض األَوفى‬

‫‪ ‬اإلشفاق عمى مؤلف ِ‬ ‫اإلعتصام مما جناه وأ َِفكو عمى أىل اإلستسالم‬ ‫‪ ‬رسالة إلى الولدان من فارس إلى أىل الميدان‬ ‫‪‬‬

‫رفع الخالف والغمة فيما يظن فيو اختالف األمة‬

‫‪‬‬

‫حاشية عمى شرح السيوطي عمى ألفية ابن مالك‬

‫‪‬‬

‫رسالة الولدان في قواعد التصريف واإلعراب‬

‫تبيين األشراف‪ ،‬أىل دائرة الوسائل‪ ،‬وقبمة توجو لكل سائل‬ ‫‪‬‬

‫تبصرة األرواح واألسرار إلى العكوف عمى دوام مشاىرة نور األنوار‬

‫‪‬‬

‫النفحة الربانية في الطريقة التجانية‬

‫‪‬‬

‫حاشية عمى الخريدة‬

‫‪ ...‬و العديد من المخطوطات و الرسائل و الكتب و المطبوعات‬

‫‪102‬‬


‫كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار‬ ‫لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ‬ ‫________________________________________________________‬

‫‪103‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.