مفهوم الاتصال

Page 1

‫محمد عل ل الموقع الرسمي ‪http://mohammed-allal.blogspot.com ...................................................‬‬

‫مفهوم الصتصال‬

‫أولًت ‪ :‬صتعريف الصتصال‬

‫يعود أصل كلمة ‪ COMMUNICATION‬في اللغات الوروبية‪ -‬والتي اقتبست أو صترجمت إلى‬

‫اللغات الرخرى وشاعت في العالم‪ -‬إلى جذور الكلمة اللصتينية ‪ COMMUNIS‬التي صتعني "الشيء‬ ‫المشترك"‪ ،‬ومن هذه الكلمة اشتقت كلمة ‪ COMMUNE‬التي كانت صتعني في القرنين العاشر‬ ‫والحادي عشر "الجماعة المدنية" بعد انتزاع الحق في الدارة الذاصتية للجماعات في كل من فرنسا‬ ‫وإيطاليا‪ ،‬قبل أن صتكتسب الكلمة المغزى السياسي واليديولوجي فيما عرف بـ "كومونة باريس" في القرن‬ ‫الثامن عشر؛ أما الفعل اللصتيني لجذر الكلمة ‪ COMMUNICARE‬فمعناه "يذيع أو يشيع " ومن‬ ‫هذا الفعل اشتق من اللصتينية والفرنسية نعت ‪ COMMUNIQUE‬الذي يعني "بل غ رسمي" أو بيان‬ ‫أو صتوضيح حكومي‪.‬‬ ‫ويمكن وصف الصتصال بأنه سر استمرار الحياة على الرض وصتطورها‪ ،‬بل أن بعض الباحثين يرى ) أن‬ ‫الصتصال هو الحياة نفسها(‪ ،‬وعلى الرغم من أن الجنس البشرى ل ينفرد وحده بهذه الظاهرة‪ ،‬حيث‬ ‫صتوجد أنواع عديدة من الصتصال بين الكائنات الحية‪ ،‬بيد أن الصتصال بين البشر شهد صتنوعاً في أساليبه‪،‬‬

‫وصتطوراً مذهل في المراحل التاريخية المتأرخرة‪.‬‬

‫ومع صتعدد التعريفات التي وضعت من قبل الباحثين لمفهوم الصتصال )‪ ( Communication‬فأننا‬ ‫يمكن أن نعتمد صتعريفا مبسطا وشامل للصتصال هوت ‪) :‬أن الصتصال عملية يتم بمقتضاها صتفاعل بين مرسل‬ ‫ومستقبل ورسالة في مضامين اجتماعية معينة‪ ،‬وفي هذا التفاعل يتم نقل أفكار ومعلومات ومنبهات بين‬ ‫الفراد عن قضية‪ ،‬أو معني مجرد أو واقع معين (‬ ‫والصتصال عملية مشاركة) ‪ (Participation‬بين المرسل والمستقبل‪ ،‬وليس عملية نقل)‬ ‫‪( Transmision‬إذ أن النقل يعني النتهاء عند المنبع‪،‬أما المشاركة فتعني الدزدواج أو التوحد في‬ ‫الوجود‪ ،‬وهذا هو القرب إلى العملية الصتصالية‪ ،‬ولذا فأنه يمكن الصتفاق على أن الصتصال هو عملية‬ ‫مشاركة في الفكار والمعلومات‪ ،‬عن طريق عمليات إرسال وبث للمعنى‪ ،‬وصتوجيه وصتسيير له‪ ،‬ثم استقبال‬ ‫بكفاءة معينة‪ ،‬لخلق استجابة معينة في وسط اجتماعي معين‪.‬وصتتفق أغلب الدراسات التي صتناولت هذا‬


‫محمد عل ل الموقع الرسمي ‪http://mohammed-allal.blogspot.com ...................................................‬‬

‫الموضوع‪ ،‬منذ ما يزيد على نصف قرن‪ ،‬وحتى الوقت الراهن‪ ،‬على صتقسيم الصتصال إلى أنواع أو نماذج‬ ‫عدة‪ ،‬من أبردزها ت ‪:‬‬ ‫ الصتصال الذاصتي والصتصال الشخصي والصتصال الجمعي والصتصال الجماهيري )العلمي(‪ ،‬وهذا النوع‬‫الرخير من الصتصال‪ ،‬وبشكله العصري التقني يتجاودز اللقاء المباشرة‪ ،‬والتفاعل الجتماعي وجها لوجه‪،‬‬ ‫وذلك باستخدام وسائل صتقنية معقدة باهظة التكاليف‪ ،‬كالطباعة والذاعة المسموعة والتلفزيون والسينما‬ ‫فضل عن منظومة الصتصالت والمعلومات عبر القمار الصطناعية‪،‬وشبكة النترنيت‪.‬‬ ‫وقد صتعددت المفاهيم التي طرحت لتحديد معنى الصتصال بتعدد المدارس العلمية والفكرية للباحثين في‬ ‫هذا المجال‪ ،‬وبتعدد الزوايا والجوانب التي يأرخذها هؤلء الباحثون في العتبار‪ ،‬عند النظر إلى هذه‬ ‫العملية‪ ،‬فعلى المستوى العلمي البحثي يمكن القول بوجود مدرخلين لتعريف الصتصالت ‪:‬‬ ‫المدرخل الولت ‪:‬‬ ‫ينظر إلى الصتصال على أنه عملية يقوم فيها طرف أول )مرسل( بإرسال رسالة إلى طرف مقابل)مستقبل(‬ ‫بما يؤدي إلى أحداث اثر معين على متلقي الرسالة‪.‬‬ ‫المدرخل الثانيت ‪:‬‬ ‫يرى أن الصتصال يقوم على صتبادل المعاني الموجودة في الرسائل‪ ،‬والتي من رخللها يتفاعل الفراد من‬ ‫ذوي الثقافات المختلفة‪ ،‬وذلك من أجل إصتاحة الفرصة لتوصيل المعنى‪ ،‬وفهم الرسالة‪.‬‬ ‫والمدرخل الول يهدف إلى صتعريف المراحل التي يمر بها الصتصال‪ ،‬ويدرس كل مرحلة على حدة‪،‬‬ ‫وهدفها وصتأثيرها على عملية الصتصال ككل‪.‬‬ ‫أما التعريف الثاني فهو صتعريف بناءي أو صتركيبي‪ ،‬حيث يركز على العناصر الرئيسية المكونة للمعنى‪ ،‬والتي‬ ‫صتنقسم بدورها إلى ثلث مجموعات رئيسيةت ‪:‬‬ ‫أ‪ -‬الموضوعت ‪ :‬إشارصته ورمودزه‪.‬‬ ‫ب‪ -‬قاريء الموضوع والخبرة الثقافية والجتماعية التي كونته‪ ،‬والشارات والرمودز التي يستخدمها‪.‬‬ ‫ج‪ -‬الوعي بوجود واقع رخارجي يرجع إليه الموضوع‪.‬‬


‫محمد عل ل الموقع الرسمي ‪http://mohammed-allal.blogspot.com ...................................................‬‬

‫وفي ضوء المدرخل الول عرف بعض الباحثين الصتصال بالنظر إليه كعملية يتم من رخللها نقل معلومات‬ ‫أو أفكار معينة بشكل صتفاعل من مرسل إلى مستقبل بشكل هادف‪ ،‬ومن نماذج هذه التعريفاتت ‪:‬‬ ‫‪ ·1‬الصتصال هو العملية التي يتم من رخللها نقل رسالة معينة أو مجموعة من الرسائل من مرسل أو‬ ‫مصدر معين إلى مستقبل‪،‬أما الصتصال الجماهيري فهو ذلك النمط من الصتصال الذي يتم بين أكثر من‬ ‫شخصين لصتمام العملية الصتصالية‪ ،‬والتي غالبا ما صتقوم بها المؤسسات أو الهيئات عن طريق رسائل‬ ‫جماهيرية‪.‬‬ ‫‪ ·2‬الصتصال هو نقل أو انتقال للمعلومات والفكار والصتجاهات أو العواطف من شخص أو جماعة‬ ‫لرخر أو لرخرين‪ ،‬من رخلل رمودز معينة‪.‬‬ ‫‪ ·3‬الصتصال يعرف على أنه عملية صتحدد الوسائل والهدف الذي يتصل أو يرصتبط بالرخرين‪ ،‬ويكون من‬ ‫الضروري اعتباره صتطبيقا لثلثة عناصرت ‪:‬العملية‪-‬الوسيلة‪-‬الهدف‪.‬‬ ‫‪ ·4‬الصتصال عملية صتفاعل بين طرفين من رخلل رسالة معينة‪،‬فكرة‪ ،‬أو رخبرة‪،‬أو أي مضمون اصتصالي آرخر‬ ‫عبر قنوات اصتصالية ينبغي أن صتتناسب مع مضمون الرسالة بصورة صتوضح صتفاعل مشتركا فيما بينهما‪.‬‬ ‫وفي ضوء المدرخل الثاني الذي ينظر إلى الصتصال على أنه عملية صتبادل معاني يعرف بعض الباحثين‬ ‫الصتصال كعملية صتتم من رخلل الصتكاء على وسيط لغوي‪ ،‬حيث أن كلً من المرسل والمستقبل يشتركان‬

‫في إطار دللي واحد‪ ،‬بحيث ينظر إلى الصتصال هنا على أنه عملية صتفاعل رمزي‪ ،‬ومن نماذج هذه‬ ‫التعريفاتت ‪:‬‬

‫‪·1‬الصتصال صتفاعل بالرمودز اللفظية بين طرفينت ‪ :‬أحدهما مرسل يبدأ الحوار‪ ،‬وما لم يكمل المستقبل‬ ‫الحوار‪ ،‬ل يتحقق الصتصال‪ ،‬ويقتصر المر على صتوجيه الراء أو المعلومات‪ ،‬من جانب واحد فقط‪ ،‬دون‬ ‫معرفة نوع الستجابة أو التأثير الذي حدث عند المستقبل‪.‬‬ ‫‪ ·2‬الصتصال عملية يتم من رخللها صتحقيق معاني مشتركة )متطابقة( بين الشخص الذي يقوم بالمبادرة‬ ‫بإصدار الرسالة من جانب‪ ،‬والشخص الذي يستقبلها من جانب آرخر‪.‬‬ ‫صتعريف العلمت ‪:‬‬ ‫العلم جزء من الصتصال‪ ،‬فالصتصال أعم وأشمل‪ ،‬ويمكن صتعريف العلم بأنهت ‪ :‬صتلك العملية العلمية‬ ‫التي صتبدأ بمعرفة المخبر الصحفي بمعلومات ذات أهمية‪ ،‬أي معلومات جديرة بالنشر والنقل‪ ،‬ثم صتتوالى‬ ‫مراحلهات ‪ :‬صتجميع المعلومات من مصادرها‪ ،‬ثم نقلها‪ ،‬والتعاطي معها وصتحريرها‪ ،‬ثم نشرها وإطلقها أو‬ ‫إرسالها عبر صحيفة أو وكالة أو إذاعة أو محطة صتلفزة إلى طرف معني بها ومهتم بوثائقها‪.‬‬


‫محمد عل ل الموقع الرسمي ‪http://mohammed-allal.blogspot.com ...................................................‬‬

‫إذن لبد من وجود شخص أو هيئة أو فئة أو جمهور يهتم بالمعلومات فيمنحها أهمية على أهميتها‪،‬‬ ‫ويكون العلم عن صتلك العملية العلمية التي صتتم بين ميدان المعلومات وبين ميدان نشرها أو بثها‪.‬‬ ‫ثانياًت ‪ :‬عناصر عملية الصتصالت ‪:‬‬

‫أن النظر إلى الصتصال كعملية مشاركة‪ ،‬يعني أن الصتصال ل ينتهي بمجرد أن صتصل الرسالة من المصدر‬ ‫)المرسل( إلى المتلقي )المستقبل(‪ ،‬كما يعني أن هناك العديد من العوامل الوسيطة بين الرسالة والمتلقي‪،‬‬

‫بما يحدد صتأثير الصتصال؛ من جهة أرخرى فأن كل من المرسل والمتلقي يتحدث عن موضوع معين أو‬ ‫موضوعات معينة فيما يعرف بالرسالة أو الرسائل‪ ،‬ويعكس هذا الحديث ليس فقط مدى معرفة كل منها‬ ‫بالموضوع أو الرسالة‪ ،‬ولكن أيضا يتأثر بما لديه من قيم ومعتقدات‪ ،‬وكذلك بانتماءاصته الجتماعية‬ ‫الثقافية‪ ،‬مما يثير لديه ردود فعل معينة صتجاه ما يتلقاه من معلومات وآراء‪ ،‬ويحدد أيضا مدى صتأثره بهذه‬ ‫المعلومات والراء‪.‬‬ ‫في هذا الطار المركز صتطورت النماذج التي صتشرح وصتفسر عملية الصتصال بعناصرها المختلفة‪ ،‬حيث ظهر‬ ‫في البداية النموذج الخطي أو المباشر الذي يرى أن صتلك العناصر هيت ‪ :‬المرسل والرسالة والمستقبل‪،‬‬ ‫ولكن الدراسات التي أجريت منذ الربعينيات‪ ،‬من القرن الماضي‪ ،‬بينت مدى قصور ذلك النموذج‪،‬‬ ‫وحطمت النظرية القائلة بأن لوسائل العلم صتأثيراً مباشراً على الجمهور‪.‬‬

‫لقد ظهرت العديد من النماذج والتي صتطورت من الطبيعة الثنائية إلى الطبيعة الدائرية‪ ،‬والتي على ضوئها‬ ‫صتتكون عملية الصتصال من ستة عناصر أساسية هيت ‪:‬‬ ‫‪ -1‬المصدر‬ ‫‪ -2‬الرسالة‬ ‫‪ -3‬الوسيلة‬ ‫‪ -4‬المتلقي )المستقبل(‬ ‫‪ -5‬رجع الصدى أو رد الفعل‬ ‫‪ -6‬التأثير‬

‫وفيما يلي نبذة موجزة عن هذه العناصرت ‪:‬‬ ‫‪-1‬المصدر أو المرسل)‪(source‬ت ‪:‬‬ ‫ويقصد به منشيء الرسالة‪ ،‬وقد يكون المصدر فردا أو مجموعة من الفراد وقد يكون مؤسسة أو شركة‪،‬‬ ‫وكثيرا ما يستخدم المصدر بمعنى القائم بالصتصال‪ ،‬غير أن ما يجدر التنويه إليه هنا أن المصدر ليس‬


‫محمد عل ل الموقع الرسمي ‪http://mohammed-allal.blogspot.com ...................................................‬‬

‫بالضرورة هو القائم بالصتصال‪ ،‬فمندوب التلفزيون قد يحصل على رخبر معين من موقع الحداث‪ ،‬ثم‬ ‫يتولى المحرر صياغته وصتحريره‪ ،‬ويقدمه قارئ النشرة إلى الجمهور‪ ،‬في هذه الحالة وجدنا بعض دراسات‬ ‫الصتصال يذهب إلى أن كل من المندوب والمحرر وقارئ النشرة بمثابة قائم بالصتصال‪ ،‬وأن ارختلف‬ ‫الدور‪ ،‬بينما يذهب نوع آرخر من الدراسات إلى أن القائم بالصتصال هو قارئ النشرة فقط‪ ،‬أي أنه بينما‬ ‫يوسع البعض مفهوم القائم بالصتصال ليشمل كل من يشارك في الرسالة بصورة أو بأرخرى‪ ،‬فأن البعض‬ ‫الرخر يضّيق المفهوم قاصراً إياه على من يقوم بالدور الواضح للمتلقي‪.‬‬ ‫‪ -2‬الرسالة)‪(message‬ت ‪:‬‬ ‫وهي المعنى أو الفكرة أو المحتوى الذي ينقله المصدر إلى المستقبل‪ ،‬وصتتضمن المعاني والفكار‬ ‫والراء التي صتتعلق بموضوعات معينة‪ ،‬يتم التعبير عنها رمزيا سواء باللغة المنطوقة أو غير المنطوقة‪،‬‬ ‫وصتتوقف فاعلية الصتصال على الفهم المشترك للموضوع واللغة التي يقدم بها‪ ،‬فالمصطلحات العلمية‬ ‫ل‪ ،‬صتكون مفهومة بين أستاذ الكيمياء وطلبه‪،‬‬ ‫والمعادلت الرياضية المعقدة الخاصة بالكيمياء الحيوية مث ً‬ ‫أما إذا صتحدث نفس الستاذ عن الموضوع مع طلب العلم والصتصال ل يكون المر كذلك‪ ،‬فهناك‬ ‫فجوة أو عدم وجود مجال مشترك للفهم بين المرسل والمستقبل‪ ،‬والمنطق نفسه إذا كأن الستاذ يلقي‬ ‫محاضرة بلغة ل يفهمها أو ل يعرفها الحاضرون‪ ،‬أو إذا استخدم إيماءات وإشارات ذات دللة مختلفة‬ ‫لهم‪.‬‬ ‫من جهة أرخرى صتتوقف فاعلية الصتصال على الحجم الجمالي للمعلومات المتضمنة في الرسالة‪ ،‬ومستوى‬ ‫هذه المعلومات من حيث البساطة والتعقيد‪ ،‬حيث أن المعلومات إذا كانت قليلة فأنها قد ل صتجيب‬ ‫على صتساؤلت المتلقي‪ ،‬ول صتحيطه علماً كافياً بموضوع الرسالة‪ ،‬المر الذي يجعلها عرضة للتشويه‪ ،‬أما‬ ‫المعلومات الكثيرة فقد يصعب على المتلقي استيعابها ول يقدر جهادزه الدراكي على الربط بينها‪.‬‬ ‫‪ -3‬الوسيلة أو القناة)‪(channel‬ت ‪:‬‬ ‫وصتعرف بأنها الداة التي من رخللها أو بواسطتها يتم نقل الرسالة من المرسل إلى المستقبل‪ ،‬وصتختلف‬ ‫الوسيلة بارختلف مستوى الصتصال‪ ،‬فهي في الصتصال الجماهيري صتكون الصحيفة أو المجلة أو الذاعة‬ ‫أو التلفزيون‪ ،‬وفي الصتصال الجمعي مثل المحاضرة أو رخطبة الجمعة أو المؤصتمرات صتكون الميكرفون‪،‬‬ ‫وفي بعض مواقف الصتصال الجمعي أيضا قد صتكون الداة مطبوعات أو شرائح أو أفلم فيديو‪ ،‬أما في‬ ‫الصتصال المباشر فأن الوسيلة ل صتكون ميكانيكية )صناعية( وإنما صتكون طبيعية‪ ،‬أي وجها لوجه‪.‬‬ ‫‪ -4‬المتلقي أو المستقبل ‪receiver‬‬


‫محمد عل ل الموقع الرسمي ‪http://mohammed-allal.blogspot.com ...................................................‬‬

‫وهو الجمهور الذي يتلقى الرسالة الصتصالية أو العلمية ويتفاعل معها ويتأثر بها‪ ،‬وهو الهدف المقصود‬ ‫في عملية الصتصال‪ ،‬ول شك أن فهم الجمهور ورخصائصه وظروفه يلعب دورا مهما في إدراك معنى‬ ‫الرسالة ودرجة صتأثيرها في عقلية ذلك الجمهور‪ ،‬ول يمكن أن نتوقع أن الجمهور يصدق وينصاع صتلقائيا‬ ‫للرسالة العلمية‪ ،‬فهو قد يرفضها أو يستجيب لها‪ ،‬إذا كانت صتتفق مع ميوله واصتجاهاصته ورغباصته‪ ،‬وقد‬ ‫يتخذ بعض الجمهور موقف اللمبالة من الرسالة ول يتفاعل معها‪.‬‬ ‫‪ -5‬رجع الصدى أو رد الفعل ‪feed back‬‬ ‫يتخذ رد الفعل اصتجاها عكسيا في عملية الصتصال‪ ،‬وهو ينطلق من المستقبل إلى المرسل‪ ،‬وذلك للتعبير‬ ‫عن موقف المتلقي من الرسالة ومدى فهمه لها واستجابته أو رفضه لمعناها‪ ،‬وقد أصبح رد الفعل مهما‬ ‫في صتقويم عملية الصتصال‪ ،‬حيث يسعى العلميون لمعرفة مدى وصول الرسالة للمتلقي ومدى فهمها‬ ‫واستيعابها‪.‬‬ ‫‪ -6‬التأثير ‪effective‬‬ ‫التأثير مسالة نسبية ومتفاوصتة بين شخص وآرخر وجماعة وأرخرى‪ ،‬وذلك بعد صتلقي الرسالة الصتصالية‬ ‫وفهمها‪ ،‬وغالبا ما يكون صتأثير وسائل الصتصال الجماهيرية بطيئاً وليس فوريا‪ ،‬كما يعتقد البعض‪ ،‬وقد‬

‫يكون صتأثير بعض الرسائل مؤقتاً وليس دائمًا‪ ،‬ومن ثم فإن التأثير هو الهدف النهائي الذي يسعى إليه‬ ‫المرسل وهو النتيجة التي يتورخى صتحقيقها القائم بالصتصال‪ .‬وصتتم عملية التأثير على رخطوصتين‪ ،‬الولى هي‬ ‫صتغيير التفكير‪ ،‬والخطوة الثانية هي صتغيير السلوك‪.‬‬

‫ثالثاًت ‪ :‬وظائف وسائل العلم‬ ‫أصبح دور وسائل العلم في المجتمع مهم ورخطير جدًا‪ ،‬إلى درجة رخصصت جميع الحكومات أقساماً‬

‫ودوائر وودزارات إعلم صتتولى صتحقيق أهداف دارخلية ورخارجية عن طريق صتلك الوسائل‪ ،‬ومن صتلك الهداف‬ ‫الدارخلية رفع مستوى الجماهير ثقافيًا‪ ،‬وصتطوير أوضاعها الجتماعية والقتصادية‪.‬‬ ‫أما رخارجياً فمن أهداف دوائر العلم صتعريف العالم بحضارة الشعوب ووجهات نظر الحكومات في‬ ‫المسائل الدولية‪.‬‬

‫ولم يقتصر اهتمام الحكومات بوسائل العلم‪ ،‬بل أن مؤسسات اجتماعية وسياسية واقتصادية اهتمت‬ ‫بها‪ ،‬ووجدت أن صتلك الوسائل صتخدمها وصتخدم أهدافها وصتساعد في ادزدهارها‪.‬‬ ‫وليس أدل على أهمية العلم ووسائله مما أصبح معروفاً في العالم‪ ،‬من أن الدولة ذات العلم القوي‬ ‫صتعتبر قوية وقادرة‪ ،‬فلقد أصبح العلم عاملً رئيسيا في نفوذ بعض الدول‪ ،‬وبخاصة صتلك التي وجدت‬

‫فيه إحدى دعاماصتها الرئيسية‪ ،‬وقدمته على باقي دعائم الدولة‪.‬‬


‫محمد عل ل الموقع الرسمي ‪http://mohammed-allal.blogspot.com ...................................................‬‬

‫وسبب كل ذلك هو أن وسائل العلم مؤثرة في الجماهير وفاعلة سلباً أو إيجابًا؛ فما هي وظائف صتلك‬ ‫الوسائل؟‬ ‫للعلم رخمس وظائف رئيسية هيت ‪:‬‬ ‫‪ -1‬الوظيفة الرخبارية‬ ‫‪-2‬التوجيه وصتكوين المواقف والصتجاهات‪.‬‬ ‫‪ -3‬دزيادة الثقافة والمعلومات‪.‬‬ ‫‪ -4‬صتنمية العلقات النسانية ودزيادة التماسك الجتماعي‪.‬‬ ‫‪ -5‬لترفيه وصتوفير سبل التسلية وقضاء أوقات الفرا غ‪.‬‬ ‫‪ -6‬العلن والدعاية‪.‬‬ ‫وفيما يأصتي نوضح هذه الوظائف بنوع من التفصيلت ‪:‬‬ ‫الوظيفة الرخباريةت ‪ :‬صتعني قيام وسائل العلم الجماهيرية بنقل الحداث والقضايا المهمة‪ ،‬ومتابعة صتطوراصتها‬ ‫وانعكاساصتها على المجتمع‪ ،‬وذلك لتلبية حاجة النسان الطبيعية لمعرفة البيئة المحيطة به‪ ،‬ومعرفة‬ ‫الحوادث الجارية من حوله‪ ،‬ويكاد المضمون الرخباري يشكل النسبة الرئيسية السائدة اليوم في وسائل‬ ‫العلم التي يفترض أن صتقوم بتغطية صتلك الحداث بحيادية ودقة ومصداقية‪ ،‬لكي صتحظى باحترام‬ ‫الجمهور‪.‬‬ ‫التوجيه وصتكوين المواقف والصتجاهاتت ‪:‬‬ ‫من المتعارف عليه أن المدرسة صتتولى مهمة التوجيه‪ ،‬بعد العائلة‪ ،‬باعتبار أن الطالب يقضي قسما مهما‬ ‫من حياصته فيها؛ لكن المجتمع بجميع مؤسساصته السرية والعائلية والجتماعية والدينية والقتصادية له دور‬ ‫كبير في مجال التوجيه‪ ،‬وصتكوين المواقف والصتجاهات الخاصة بكل فرد‪.‬‬ ‫من هنا صتتلقى صتلك المؤسسات مع المدرسة في مهمة التوجيه وصتكوين المواقف والصتجاهات‪ ،‬رخاصة وأن‬ ‫المجتمع ليس كله طلبا‪ ،‬ول يتاح عادة لكل افراد المجتمع درخول المدارس أو الستمرار في الدرس‬ ‫والتحصيل‪.‬‬ ‫وإذا كانت المدرسة صتقوم بمهمتها صتلك عن طريق الهيئة التعليمية والكتاب‪ ،‬فأن صتوجيه المجتمع يمارس‬ ‫بشكل مباشر وغير مباشر على السواء عن طريق وسائل العلم المنتشرة عادة‪ ،‬فكلما كانت المادة‬ ‫العلمية ملئمة للجمهور لغة ومحتوى‪ ،‬ادزداد صتأثيرها‪ ،‬فل يعقل مثل أن صتخاطب الذين ل يجيدون اللغة‬ ‫العربية باللغة الفصحى‪ ،‬ول الذين ليس لديهم مستوى ثقافي معين بالمنطق وعلم الكلم والحجج الفكرية‬


‫محمد عل ل الموقع الرسمي ‪http://mohammed-allal.blogspot.com ...................................................‬‬

‫والفلسفية‪.‬‬ ‫دزيادة الثقافة والمعلوماتت ‪:‬‬ ‫التثقيف العام هدفه دزيادة ثقافة الفرد بواسطة وسائل العلم‪ ،‬وليس بالطرق والوسائل الكاديمية‬ ‫التعليمية‪ ،‬والتثقيف العام يحدث في الطار الجتماعي للفرد سواء كأن ذلك بشكل عفوي وعارض أم‬ ‫بشكل مخطط ومبرمج ومقصود‪.‬‬ ‫والتثقيف العفوي هو مواجهة دائمة من جانب وسائل العلم للفرد‪ ،‬هذه المواجهة صتقدم له ـ بدون أن‬ ‫يكون هو المقصود بالذات ـ معلومات وأفكار وصور وآراء‪ ،‬وهذا يحدث عندما يتجول الطالب في‬ ‫ساحة ملعب جامعته فيفاجأ بجريدة حائط أو بتلفزيون نادي الجامعة أو باللفتات المرفوعة في أماكن من‬ ‫الجامعة‪ ،‬وكلها صتحمل عبارات صتلفت نظره‪ ،‬فيندفع في قراءصتها أو متابعتها فتعلق بعض الكلمات في ذهنه‬ ‫ويأرخذ ببعض الراء‪.‬‬ ‫أما التثقيف المخطط فهو حصيلة وظيفتي التوجيه والتبشير؛ لكن هناك بعض الحالت صتقع في دائرة‬ ‫التثقيف المخطط كالبرامج الزراعية التي هي عبارة عن حلقات إرشاد للمزارعين يدعون إليها أو صتبث‬ ‫إليهم عبر الذاعة أو التلفزيون‪.‬‬ ‫الصتصال الجتماعي والعلقات البينيةت ‪:‬‬ ‫ويعرف الصتصال الجتماعي عادة بالحتكاك المتبادل بين الفراد بعضهم مع بعض‪ ،‬هذا الحتكاك هو‬ ‫نوع من التعارف الجتماعي يتم عن طريق وسائل العلم التي صتتولى صتعميق الصلت الجتماعية وصتنميتها‪.‬‬ ‫فعندما صتقدم الصحف كل يوم أرخبارا اجتماعية عن الفراد أو الجماعات أو المؤسسات الجتماعية‬ ‫والثقافية فأنها بذلك صتكون صلة وصل يومية صتنقل أرخبار الفراح من مواليد ودزيجات‪ ،‬وأرخبار الحزان من‬ ‫وفيات وفشل ورخسارة‪ ،‬وليست صفحة الولدات والوفيات والشكر بصفحة عابرة وغير مهمة في‬ ‫الصحف‪ ،‬بل أنها وسيلة للصتصال الجتماعي اليومي بين جميع فئات الجماهير‪.‬‬ ‫وهناك أمر ثان هو قيام وسائل العلم كلها صتقريبا بتعريف الناس ببعض الشخاص الباردزين أو الذين هم‬ ‫في طريق الشهرة سواء في مجال السياسة أو الفن أو المجتمع أو الدب‪.‬‬

‫الترفيه عن الجمهور وصتسليتهت ‪:‬‬ ‫صتقوم وسائل العلم فيما صتقوم به من وظائف بمهمة ملء أوقات الفرا غ عند الجمهور بما هو مسل‬


‫محمد عل ل الموقع الرسمي ‪http://mohammed-allal.blogspot.com ...................................................‬‬

‫ومرفه؛مثل البواب المسلية في الصحف أو البرامج الكوميدية في التلفزيون‪.‬‬ ‫وفي الحالتين صتأرخذ وسائل العلم في اعتبارها مبدأ واضحا وهو أن برامج الترفيه والتسلية ضرورية لراحة‬ ‫الجمهور ولجذبه إليها‪ ،‬وحتى في مجال الترفيه هناك برامج وأبواب صترفيه موجه يمكن عن طريقها الدعوة‬ ‫إلى بعض المواقف ودعم بعض الصتجاهات أو صتحويرها وحتى صتغييرها‪ ،‬وهذا يتطلب بالطبع أساليب‬ ‫مناسبة من جانب وسائل العلم‪.‬‬ ‫العلن والدعايةت ‪:‬‬ ‫صتقوم وسائل العلم بوظيفة العلن عن السلع الجديدة التي صتهم المواطنين‪ ،‬كما صتقوم بدور مهم في‬ ‫حقول العمل والتجارة عندما صتتولى العلن عن وجود وظائف شاغرة أو وجود موظفين مستعدين للعمل‪،‬‬ ‫أو عندما صتتولى العلن عن إجراء مناقصة أو وضع التزام موضع التنفيذ…الخ‪.‬‬ ‫ولهذا استطاعت وسائل العلم على صتنوعها من صحافة وصتلفزيون وإذاعة وسينما‪ ،‬أمام صتعقيد الحياة‬ ‫وصتعدد ما فيها من ارختراعات وصناعات واكتشافات أن صتقوم بمهمة التعريف بما هو جديد وصتقديمه إلى‬ ‫الجمهور وعرض فوائده وأسعاره وحسناصته بشكل عام‪.‬‬ ‫هذه هي الوظائف الجتماعية لوسائل العلم‪ ،‬وهي وأن جرى حصرها في ست وظائف‪ ،‬لكن صتبقى هناك‬ ‫مهمات صتفصيلية أيضا لوسائل العلم صتندرج صتحت هذه الوظائف‪ ،‬فوسائل العلم في الواقع أصبحت‬ ‫صتقوم مقام المعلم والمربي‪ ،‬وحتى الب والم في حالت كثيرة‪ ،‬فالبرامج التربوية والمدرسية وبرامج‬ ‫الطفال وبرامج الطلب وغيرها من برامج صتبثها وسائل العلم‪ ،‬أنما صتلتقي بوظيفة التثقيف‪ ،‬لكنها صتتعدى‬ ‫صتلك الوظيفة إلى ما هو أعمق وأعم واشمل‪ ،‬إلى درجة يمكن القول معها أن الفرد يولد وينمو قليل حتى‬ ‫صتتوله وسائل العلم وصترعاه وصتقدم إليه ما يلزم من صتثقيف وصتوجيه وصترفيه وإعلن وغير ذلك‪ ،‬وأحيانا صتقدم‬ ‫إليه ما يسيء إلى نمو شخصيته وآرائه‪ ،‬فتنحرف بها أو صتشوهها‪.‬‬ ‫صتطور نظريات الصتصال‬ ‫بذلت عدة محاولت علمية لتحليل عملية الصتصال ووصف أبعادها وعناصرها‪ ،‬وما يهمنا التأكيد عليه‪،‬‬ ‫في حدود هذه الدراسة‪ ،‬أن أغلب ‪ -‬إن لم نقل جميع‪ -‬الدراسات التي صتناولت موضوع الصتصال‬ ‫الجماهيري أكدت على أهمية الوسيلة الصتصالية ودورها المؤثر والرئيسي في عملية الصتصال الجماهيرية‪.‬‬ ‫وفي هذا الصدد يمكن أن نشير إلى نموذج )ديفيد برلو( الذي يرى أن هناك أربعة عناصر صتكون العملية‬ ‫الصتصالية وصتشمل ت ‪ :‬المرسل والرسالة والوسيلة والمستقبل‪.‬ومن النماذج المهمة التي أسهمت في بناء‬


‫محمد عل ل الموقع الرسمي ‪http://mohammed-allal.blogspot.com ...................................................‬‬

‫نظريات الصتصال النموذج الذي قدمه )ولبر شرام ( في عام ‪ 1974‬ف طوره في عام ‪ 1971‬ف وفي‬ ‫هذا النموذج يقدم شرام العناصر الساسية على النحو التالي ت ‪:‬‬ ‫أ(المصدر أو صاحب الفكرة‪.‬‬ ‫ب(التعبير عن الفكرة ووضعها في شيفرة )‪ (Code‬وصياغتها في رمودز لتكوين الرسالة‪.‬‬ ‫ت(المستقبل الذي يتلقى ويفك رمودزها‪.‬‬ ‫ث(الستجابة أو الهدف ورجع الصدى الذي قد يصل أو ل يصل إلى المرسل أو صاحب الفكرة‪.‬‬ ‫ويعتمد شرام في هذا النموذج على أفكار الباحثين شانون وويفر‪ ،‬وبخاصة فيما يتعلق برجع الصدى‬ ‫والتشويش‪ ،‬ويضيف من رخلل نموذجه النظام الوظيفي لعملية الصتصال‪ ،‬كما قدم من رخلل هذا النموذج‬ ‫مفاهيم مهمة مثل الطار الدللي والخبرة المشتركة وأهميتها في عملية الصتصال‪ ،‬وإلى ذلك‪،‬نجد أن‬ ‫المؤرخ والكاصتب النجليزي ويلز )‪ ( H.G. Wells‬يبين ))إن صتطور التاريخ النساني هو ظاهرة‬ ‫اجتماعية واحدة صتدفع بالنسان إلى الصتصال بأرخيه النسان‪ ،‬في مكان آرخر أو مجتمع آرخر‪ ،‬وهو بذلك‬ ‫ينظر إلى قصة التطور التاريخي البشري على أنها قصة صتطور عملية الصتصال‪ ،‬ويقسمها إلى رخمس مراحل‬ ‫وهي ت ‪ :‬الكلم‪ ،‬الكتابة‪ ،‬ارختراع الطباعة‪ ،‬المرحلة العالمية‪ ،‬وأرخيرا مرحلة الذاعة والصتصال اللكتروني‪،‬‬ ‫وفي هذه المرحلة الرخيرة لتطور الصتصال أصبح للوسائل اللكترونية دوراً مهماً في حياة المجتمع‪،‬‬

‫واستطاع النسان نقل أفكاره ومشاعره ومعلوماصته عبر الحواجز الجغرافية المحدودة باستخدام أجهزة‬ ‫المذياع ثم التلفزيون‪ ،‬وأرخيراً شبكة النترنيت‪.‬‬

‫ولعل نظرية مارشال ماكلوهان التي ظهرت قبل نحو أربعين عاما‪ ،‬ما صتزال حتى اليوم أكثر النظريات‬ ‫العلمية انتشاراً ووضوحاً في الربط بين الرسالة والوسيلة العلمية‪ ،‬والتأكيد على أهمية الوسيلة في‬

‫صتحديد نوعية الصتصال وصتأثيره‪ ،‬حيث يرى ماكلوهان)أن الوسيلة هي الرسالة( ويوضح أن مضمون وسائل‬ ‫العلم ل يمكن النظر إلية مستقلً عن صتقنيات الوسائل العلمية فالموضوعات‪ ،‬والجمهور التي صتوجه له‬

‫مضمونها‪ ،‬يؤثران على ما صتقوله صتلك الوسائل‪ ،‬ولكن طبيعة وسائل العلم التي يتصل بها النسان صتشكل‬ ‫المجتمعات أكثر ما يشكلها مضمون الصتصال‪.‬‬ ‫ويبين ماكلوهان أن وسائل العلم التي يستخدمها المجتمع أو يضطر إلى استخدامها ستحدد طبيعة‬ ‫المجتمع وكيف يعالج مشاكله‪ ،‬وأي وسيلة‪ ،‬أو امتداد للنسان‪ ،‬صتشكل ظروفاً وصتؤثر على الطريقة التي‬

‫يفكر بها الناس ويعلمون وفقا لها‪.‬‬

‫وعرض ماكلوهان أربع مراحل صتعكس – في رأيه – التاريخ النساني وهي ت ‪:‬‬ ‫أ( المرحلة الشفويةت ‪ :‬أي مرحلة ما قبل التعلم‪ ،‬أي المرحلة القبلية‪.‬‬ ‫ب( مرحلة كتابة النسخت ‪ :‬التي ظهرت في اليونان القديمة واستمرت ألفي عام‪.‬‬


‫محمد عل ل الموقع الرسمي ‪http://mohammed-allal.blogspot.com ...................................................‬‬

‫ت( عصر الطباعةت ‪ :‬من سنة ‪ 1500‬ف إلى سنة ‪ 1900‬ف صتقريبا‪.‬‬ ‫ث( عصر وسائل العلم اللكترونية من سنة ‪ 1900‬م صتقريباً حتى الوقت الحاضر‪.‬‬

‫إن طبيعة وسائل العلم المستخدمة في كل مرحلة صتساعد على صتشكيل المجتمع أكثر مما يساعد‬

‫مضمون صتلك الوسائل على هذا التشكيل‪.‬‬ ‫ومن أهم ما جاء في نظرية ماكلوهان عن وسائل الصتصال‪ ،‬أنه يقسم هذه الوسائل إلى )وسائل باردة ( و‬ ‫)وسائل سارخنة ( ويقصد بالوسائل الباردة صتلك التي صتتطلب من المستقبل جهدا إيجابيا في المشاركة‬ ‫والمعايشة والندماج فيها‪ ،‬أما الوسائل السارخنة‪،‬فهي صتلك الوسائل الجاهزة المحددة نهائيًا‪ ،‬فل صتحتاج‬ ‫من المشاهدة أو المستمع إلى جهد يبذل أو مشاركة أو معايشة‪ ،‬فالكتابة والتلفون والتلفزيون وسائل‬ ‫باردة‪ ،‬أما الطباعة والذاعة والسينما فهي وسائل سارخنة‪ .‬وإذا لم يكن بوسع المرء أن يتفق مع كل ما‬ ‫جاء به ماكلوهان من أفكار يسميها هو ارختبارات أكثر منها نظريات‪،‬وإذا لم صتكن )الوسيلة هي الرسالة (‬ ‫فمن الواضح أنها أرخطر من مجرد أداة لزيادة عدد الجماهير من القراء والمستمعين والمشاهدين‪ ،‬وإذا‬ ‫كان من الصعب أيجاد دليل قوى ل ثبات هذه الفكار أو رفضها‪ ،‬فأنها على القل صتجعلنا نتساءل عما‬ ‫إذا كانت وسائل العلم لها القدرة على صتغيير النسان‪.‬‬ ‫وفي الوقت الذي يشير فيه ماكلوهان إلى أن وسائل العلم اللكترونية ساعدت في انكماش الكرة‬ ‫الرضية وصتقلصها في الزمان والمكان‪ ،‬حتى أصبحت صتوصف بـ ) القرية العالمية ‪Global Village‬‬ ‫( وبالتالي دزاد وعي النسان بمسؤوليته إلى درجة قصوى‪ ،‬فأنه يرى أيضا‪،‬أن هذه الحالة الجديدة أدت‬ ‫إلى ما يمكن صتسميته بـ)عصر القلق( لن الثورة اللكترونية الفورية الجديدة صتجبر الفرد على اللتزام‬ ‫والمشاركة بعمق‪،‬وبغض النظر عن وجهة النظر التي يتبناها‪ ،‬فوجهة النظر الخاصة الجزئية مهما كان‬ ‫مقصدها لن صتغير في عصر الكهرباء واللكترون اللي الفوري‪ ،‬وربما يكون هذا الرأي وغيره يمثل‬ ‫الرضية التي نبع منها مفهوم )العولمة( الذي أصبح يتردد في السنوات الرخيرة‪ ،‬وكان أحد الباحثين قد‬ ‫اسماه من قبل بـ ) لحظنة التواصل الحضاري العلمي (‪.‬‬ ‫))سوف نتعرض لنظرية ماكلوهان بالتفصيل في المبحث الرابع((‬ ‫وإلى جانب ذلك فأن أفكار ماكلوهان أصبحت في السنوات الرخيرة‪ ،‬موضع انتقاد أو صتعديل أو‬ ‫صتشكيك من قبل بعض الباحثين‪ ،‬وفي هذا الصدد يرى )ريتشارد بلك( أن )القرية العالمية ( التي دزعم‬ ‫ماكلوهان وجودها‪ ،‬لم يعدلها وجود حقيقي في المجتمع المعاصر‪.‬‬ ‫ويوضح ))أن التطور التقني الذي استند إلية ماكلوهان عند وصفة للقرية العالمية استمر في مزيد من‬ ‫التطور‪ ،‬بحيث أدي إلى صتحطيم هذه القرية العالمية وصتحويلها إلى شظايا فالعلم الن اقرب ما يكون إلى‬ ‫البناية الضخمة التي صتضم عشرات الشقق السكنية التي يقيم فيها أناس كثيرون ولكن كل منهم يعيش‬


‫محمد عل ل الموقع الرسمي ‪http://mohammed-allal.blogspot.com ...................................................‬‬

‫في عزلة‪ ،‬ول يدرى شيئا عن جيرانه الذين يقيمون معه في البناية نفسها ((‪.‬‬ ‫ويمكن أن يوصف هذا التطور بأنه صتحول من)التجميع( إلى )التفتيت(أو اللمركزية‪ ،‬حيث أصتاحت صتقنيات‬ ‫الصتصال الحديثة المتمثلة في القمار الصطناعية والحاسبات اللكترونية ووصلت)المايكروويف(‬ ‫واللياف الضوئية عددا كبيرا من رخدمات الصتصال رخلل الصتصال العقدين الماضيين‪،‬مثل التلفزيون‬ ‫الكابلي التفاعلي‪ ،‬والتلفزيوني منخفض القوة و)الفيديو كاسيت( )الفيديويسك( وأجهزة التسجيل‬ ‫الموسيقي المتطورة‪ ،‬ورخدمات )الفديوصتكس( والتلتيكس( والصتصال المباشر بقواعد البيانات والهواصتف‬ ‫النقالة والبريد اللكتروني‪ ،‬التي اندمجت في شبكة الصتصالت المعروفة ب)النترنت(‪ ،‬وجمعيها وسائل‬ ‫صتخاطب الفراد وصتلبي حاجاصتهم ورغباصتهم الذاصتية‪ ،‬وقد نتج عن هذه التقنية الجديدة صتقلص أعداد‬ ‫الجماهير التي صتشاهد برامج الشبكات الرئيسية ورخدمات الذاعة المسموعة والتلفزيون التي صتعمل بنظام‬ ‫البث الهوائي التقليدي‪.‬‬ ‫لقد ظل الصتجاه الرئيسي لوسائل الصتصال الجماهيرية‪ ،‬حتى ما قبل عشرين عاما‪ ،‬يميل إلى صتوحيد‬ ‫الجماهير ‪ Massification‬بمعنى نقل الرسائل الصتصالية نفسها إلى قطاعات جماهيرية واسعة‪ ،‬أو‬ ‫صتوحيد الرسائل وصتعدد الجماهير المستقبلة لهذه الرسائل‪.‬‬ ‫أما الصتجاه الجديد للصتصال وصتدفق المعلومات على الصعيد العالمي‪ ،‬فقد بدأ يتجه نحو ل مركزية‬ ‫الصتصال‪ ،‬بمعنى صتقديم رسائل متعددة صتلؤم الفراد أو الجماعات الصغيرة المتخصصة‪ ،‬وصتتخذ هذه‬ ‫اللمركزية للرسائل مظهرين ت ‪:‬‬ ‫المظهر الولت ‪ :‬يتحكم فيه المرسل‪.‬‬ ‫والمظهر الثانيت ‪ :‬يتحكم فيه المستقبل‪.‬‬ ‫ويمكن إصتاحة كل منهما عن طريق الربط بالحاسبات اللكترونية لتوفر رخدمات مختلفة من الصتصال‬ ‫وصتبادل المعلومات‪ ،‬صتبدأ من الصحافة المطبوعة أو نقل النصوص المكتوبة‪ ،‬وصتمتد إلى شكل البرامج‬ ‫التلفزيونية والفلم السينمائية‪ ،‬ويمكن نقل هذه المعلومات عبر مسافات شاسعة وبسرعة فائقة‪ ،‬عن‬ ‫طريق استخدام الصتصال الكابلي والقمار الصطناعية‪.‬‬ ‫ويرى الباحث الفن صتوفلرت ‪:‬أن البنية الساسية اللكترونية في أقطار القتصاد المتقدم سوف صتتميز بستة‬ ‫سمات صتمثل مفاصتيح المستقبل هي‪.‬‬ ‫أ(التفاعلية ‪Interactivity‬ت ‪.:‬‬ ‫ب( قابلية التحرك أو الحركة ‪Mobility‬ت ‪.:‬‬ ‫ت( قابلية التحويلت ‪.Convertibility:‬‬ ‫ث(التوصيليةت ‪.Connectivity:‬‬


‫محمد عل ل الموقع الرسمي ‪http://mohammed-allal.blogspot.com ...................................................‬‬

‫ج(الشيوع والنتشارت ‪Ubiquity:‬‬ ‫ح(التدويلت ‪Globalization:‬‬ ‫ويوضح صتوفلر لقد كانت الثار التجانسية لوسائل العلم الجماعي في ذروة قوصتها عندما لم صتكن هناك‬ ‫سوى قنوات قليلة ووسائل إعلمية قليلة‪ ،‬ومن ثم قلة من فرص الرختيار أمام المستمعين أو المشاهدين‬ ‫أما في المستقبل فأن الوضع العكس هو الذي يسود ومع أن محتوى كل برنامج على حدة قد يكون‬ ‫جيدا أو رديئا إل أن أهم )محتوى( جديد على الطلق يتمثل في وجود التنوع نفسه‪.‬‬ ‫أن التحول من فرص الرختيار القل إلى الفرص الكثر صتعددا في مجال العلم ل يحمل مدلولت‬ ‫ثقافية فحسب بل سياسية أيضا‪ ،‬وصتواجه حكومات الدول ذات التقنية المتقدمة مستقبل ستتعرض فيه‬ ‫شعوبها إلى وابل متصل من الرسائل المتعددة المتعارضة المخصوصة‪ ،‬الثقافية منها والسياسية والتجارية‪،‬‬ ‫بدل من رسالة واحدة صترددها قلة من الشبكات العلمية العملقة في صوت واحد‪.‬‬ ‫أن )سياسة التعبئة الجماعية ( و)هندسة الموافقة( كلتيهما صتصبحان الن أصعب بكثير في محيط وسائل‬ ‫العلم الجديد‪ ،‬واصتساع مجال الرختيار العلمي أمام المستمعين والنظارة هو حد ذاصته شيء ديمقراطي‬ ‫لزوما فأنه يمثل مشكلة للسياسيين الذين يقدمون لصتباعهم محيطا ل ارختيار فيه‪.‬‬ ‫ويمكن القول أن التطورات التقنية الكبيرة في مجال الصتصال الجماهيري‪ ،‬وصتعدد قنوات الصتصال‬ ‫والمعلومات أدى إلى ما يمكن صتسميته بـ)عصر الشاشة( فالوسائل المطبوعة والمقروءة والمسموعة‬ ‫والمرئية أصبحت مندمجة في شاشة التلفزيون أو الحاسوب )الكومبيوصتر(الشخصي‪ ،‬حيث يستطيع‬ ‫المتلقي قراءة كتاب أو صحيفة أو مجلة ومشاهدة مسرحية أو فلم رخطاب سياسي‪ ،‬على هذه الشاشة‪،‬‬ ‫وفي اغلب الحيان‪ ،‬بصورة فردية‪ ،‬كما أنه يستطيع إلى حد بعيد الرختيار من بين بدائل عديدة في‬ ‫الوقت نفسه‪.‬‬ ‫وصتفترض الصتجاهات الحالية والمستقبلية لتطور وسائل الصتصال نمو أحد صتصورات ثلثة لوضع الصتصال‬ ‫رخلل القرن الحادي والعشرين‪ ،‬وصتشمل هذه التصورات ما يليت ‪:‬‬ ‫‪ -1‬صتكريس اللمركزية في الرسال والستقبال ت ‪ :‬وينبني هذا التصور على ظهور رخدمات الصتصال‬ ‫الجديدة‪ ،‬التي صتوجه رسائل متخصصة صتلبي الميول والنزعات الفريدة‪ ،‬مثل التلفزيون )الكابلي ( التفاعلي‬ ‫و)الفيديو صتكس ( و)الفيديو كاسيت ( وهناك إقبال متزايد من جانب الفراد على امتلك هذه الوسائل‪،‬‬ ‫الستعاضة بها عن الصتصال المباشر مع أفراد آرخرين وصتتمثل مظاهر التفتت في فئات المستقبلين‪ ،‬في‬ ‫ميل الفراد إلى النعزال‪،‬كما أن وسائل الصتصال الجديدة صتمنح الفراد القدرة على رخلق بيئة الصتصال‬ ‫التي صتناسبهم‪ ،‬وادي ظهور هذه الوسائل الجديدة إلى صتناقص المعرفة التي يحصل عليها عن طريق‬ ‫التعرض العشوائي لمواد الصتصال‪ ،‬وصتناقص الصتصال الجدلي بين الجماعات والطبقات ليحل محلة‬


‫محمد عل ل الموقع الرسمي ‪http://mohammed-allal.blogspot.com ...................................................‬‬

‫اصتصال متزايد دارخل كل جماعة أو فئة‪.‬‬ ‫‪ -2‬صتكريس الهيمنة والندماج لوسائل الصتصال ويقوم هذا التصور على اصتجاه وسائل الصتصال الجماهيري‬ ‫إلى التركيز في كيانات ضخمة وملكية مشتركة ومتعددة الجنسية‪ ،‬وهناك ت ‪ :‬أسباب عديدة لزيادة الصتجاه‬ ‫نحو الهيمنة والندماج منها ت ‪ :‬قوانين الضرائب‪ ،‬والحاجة إلى رخبرات ضخمة والرغبة في صتحقيق‬ ‫الستمرار المالي والوقاية ضد مخاطر المستقبل والقضاء على الشركات المنافسة‪.‬‬ ‫‪-3‬التوافق بين التقنية القديمة والحديثة‪ ،‬ويستند هذا التصور إلى أن صتقدم التقنية الجديدة يسد جوانب‬ ‫النقص في التقنية القديمة وصتلبية الحاجات الفردية‪ ،‬مع عدم إهمال الحساس بالمشاركة العامة والهداف‬ ‫القومية‪ ،‬في إطار عملية مستمرة من الستكشاف العقلي والمناظرات المفيدة التي صتتيح صتبادل الخبرات‬ ‫وصتدعم الديمقراطية المعلومات‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.