Dr حسام الدين بوعيسي

Page 1

‫جامعة الحاج لخضر – باتنة‬ ‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬ ‫قسم العلوم السياسية‬

‫القرصنـة البحـرية‬ ‫وتأثـيراتـها على المنـطقة العربيـة‬ ‫أطروحة مقدمة لنيل درجة دكتوراه العلوم في العلوم السياسية والعالقات الدولية‬

‫تخصص‪ :‬العالقات الدولية‬ ‫إعـداد‪:‬‬

‫إشراف‬

‫حسام الدين بوعيسي‬

‫د‪ .‬شيتور جلول‬

‫لجنة المناقشة‬ ‫جامعة باتنـــــــــة‬ ‫جامعة باتنـــــــــة‬ ‫جامعة بسكــــــرة‬ ‫جامعة بسكــــــرة‬ ‫جامعة باتنـــــــــة‬ ‫جامعة الجزائـر ‪3‬‬

‫أ‪.‬د حسين قـــــــــادري أستاذ التعليم العالي‬ ‫أ‪.‬د مبروك غضبـــــــان أستاذ التعليم العالي‬ ‫د‪ .‬جلول شيتـــــــــــور أستاذ محاضـــــر أ‬ ‫د‪ .‬عبد العظيم بن صغير أستاذ محاضـــــر أ‬ ‫د‪ .‬دالل بحـــــــــــــري أستاذ محاضـــــر أ‬ ‫د‪ .‬العيفة ســــــــــالمي أستاذ محاضـــــر أ‬

‫السنـة الجامعية‪2103/2102 :‬‬

‫‪1‬‬

‫رئيســــــــــــا‬ ‫عضوا مناقشا‬ ‫مشرفـــــــــــا‬ ‫عضوا مناقشا‬ ‫عضوا مناقشا‬ ‫عضوا مناقشا‬


‫إهــــــــداء‬

‫ إلى أمـــــــــــي و أبـــــــــــــــــــــــــــي‪.‬‬‫ الى زوجتي والعائلة الكريمة وكل االهــــــــــــــل‪.‬‬‫ الى الدكتور المحتـــــــرم شيتور جلول‪.‬‬‫ الى كل من احب العلم و العلمــــــــــــاء‪.‬‬‫‪ -‬اهدي ثمرة هذا الجهد المتواضع و اتمنى التوفيق من هللا‪.‬‬

‫‪2‬‬


‫تشـ ـ ـ ـ ـكر‬

‫جزيـ ـ ـ ــل الشكر إلى‬ ‫كـل مـن ساهم في مس ــاعدتي‬ ‫إلنجاز هذا العمــل المتواض ـ ــع‬ ‫لكم كل التقدير واالحتـ ـ ـرام‬

‫‪3‬‬


‫ مقـدمـة‪:‬‬‫إن جرمية القرصنة من أقدم وأخطر اجلرائم اليت شهدها التاريخ البشري‪ ،‬فقد عانت حضارات‬ ‫كثرية هذه اجلرمية منذ أن عرف اإلنسان ركوب البحر حيث كانت هتدد سالمة املالحة البحرية و‬ ‫كانت من أهم املناطق اليت عرفت هذه الظاهرة املنطقة العربية خاصة منطقة القرن اإلفريقي وعدة‬ ‫مناطق من أمريكا الالتينية‪.‬‬ ‫وقد أظهرت الدراسات التارخيية أن العالقات العربية القدمية تثررت بدرجة كبرية خاصة‬ ‫التجارية منها فالعالقات (الصينية – العربية) و اإلفريقية أظهرت تراجعا وتدهورا نتيجة ما كان‬ ‫حيدث خاصة مع الساحل الشرقي إلفريقيا يف حني كانت الصني ترسل ‪"-‬يف زمن قبل امليالد"‪ -‬عدة‬ ‫سفن وأساطيل إىل تلك املناطق‪ ،‬وتعاملت مع الساحل الشرقي إلفريقيا ومع الدول املطلة على حبر‬ ‫العرب خاصة عمان اليت كانت إحدى احملطات الرئيسية يف طريق اخللي البحري‪ ،‬ووصلت السفن‬ ‫الصينية حىت إىل اإلسكندرية وان كانت يف معظمها سفن جتارية الحربية ما عدا تلك اليت زارت‬ ‫الساحل الشرقي إلفريقيا‪.‬‬ ‫أما على الصعيد احلايل فاإلجرام مل يعد يقلق أجهزة الدولة على النطاق الداخلي فقط ‪ ،‬إمنا‬ ‫أصبح من املعضالت اخلطرية اليت تواجه اجملتمع الدويل يف هذه املرحلة بغض النظر عن طبيعة النظام‬ ‫السياسي للدول ودرجة تطورها باعتبار أن القراصنة طوروا استخدام أساليب غري تقليدية يف عملياهتم‬ ‫للقرصنة بل وتتكيفوا مع الواقع الدويل اجلديد يف اجملال االمي والتكنولوجي مستغلني األوضاع األمنية‬ ‫والسياسية يف مناطق تواجدهم ‪ ،‬فبالنسبة للقرن اإلفريقي جند ان مشاكل الصومال و توتره وصراعاته‬ ‫الداخلية سببا رئيسا يف تواجد تلك اجلرمية يف املنطقة ‪ ،‬ونرى أن اريرتيا ومشاكلها وتواجد االرهاب يف‬ ‫فيها أصبح عامال مشجعا إلنتشار اجلرمية هناك ‪ ،‬وما زاد انتشار تلك اجلرمية هناك هو فتح احلدود‬ ‫الوطنية أمام التجارة احلرة واالقتصاد العاملي منطلقة يف نشاطها من خالل حتالفات يف أكثر من مكان‬ ‫من هذا العامل مهددة بذلك خطط التنمية واالستقرار على كافة املستويات‪.‬‬ ‫أما بالنسبة للعديد من الدول العربية تعترب جرمية القرصنة من اخطر اجلرائم هتديدا لألمن القومي‪،‬‬ ‫فمثال مصر عانت مشكلة هتديد إسرتاتيجيتها األمنية و ملواجهة التهديدات القائمة و احملتملة أو‬ ‫التهديدات املستجدة اليت متس أمنها الوطي يف شبه جزيرة سيناء أو البحر األمحر أو يف منابع رهر‬ ‫‪4‬‬


‫النيل و قناة السويس‪ ،‬تسعى جاهدة ملكافحة هذه اجلرمية من خالل توجهاهتا األمنية اجلديدة‪.‬‬ ‫يف حني سعت اجملموعة الدولية للحد من الظاهرة من خالل القانون الدويل يف عدة اتفاقيات‬ ‫وقرارات جملس األمن الدويل املتمثل يف‪:‬‬ ‫القرار رقم (‪ )1111‬يف ‪ .2001‬مث القرار رقم (‪ )1131‬يف ‪ .2001‬والقرار (‪ )1151‬يف نفس‬ ‫السنة اليت تدعو الدول القادرة على إرسال سفن وطائرات إىل املنطقة املقابلة للساحل الصومايل‬ ‫ملكافحة القرصنة ومحاية السفن وحترير السفن املخطوفة أو اليت تتعرض للتهديد واخلطف‪ .‬وقد نت‬ ‫عن هذه القرارات استغالل جمموعة الدول خاصة القطبية والعظمى منها و القادرة حيث القوة‬ ‫والتواجد يف احمليطات و البحار من أن تستغل قوهتا و عدهتا و نفوذها يف السيطرة على املنطقة‬ ‫وتنفيذ أجندات خفية تبدأ باملساعدات اإلنسانية و إحالل األمن و مكافحة الظاهرة و تنتهي يف‬ ‫األصل باالستثمار الالأخالقي و احتالل املنطقة و استغالل خرياهتا ‪..‬بدءا بالكيان الصهيوين‬ ‫وسياستها االستيطانية اجلديدة القدمية يف القرن األفريقي مرورا بالواليات املتحدة وبريطانيا و فرنسا‬ ‫وروسيا‪...‬هذه القوى اليت حتاول أن جتعل من القراصنة فقط قطاعا للطرق دون الرجوع إىل أهم‬ ‫العوامل و األسباب األساسية اليت أدت إىل ظهور هذه اجلرمية واستبقت إىل التواجد العسكري دون‬ ‫احللول األخرى اليت تعترب احللول األجنع و األسلم‪..‬من خالل ما تقدم حناول دراسة هذا املوضوع‬ ‫املهم و اخلطري على املنطقة العربية يف حالة التهاون يف عالجه‪...‬و بوصفة عربية‪..‬وبتعاون عريب‬ ‫‪...‬ويف أسرع األوقات من خالل دراسة جرمية القرصنة وطرح اإلشكالية التالية‪:‬‬

‫‪5‬‬


‫إشك ـالية البـحث‪:‬‬ ‫ومن خالل ما تقدم حناول طرح اإلشكالية التالية‪:‬‬ ‫ما هي األسباب التي أدت إلى ظهور جريمة القرصنة البحرية و إنتشارها في المنطقة‬ ‫العربية؟‬ ‫إن هذه اإلشكالية جتعلنا أمام مجلة من التساؤالت واالستفسارات‪ ،‬أمهها‪:‬‬ ‫‪ -1‬إىل أي مدى سامهت االوضاع االقتصادية و االجتماعية لدول املنطقة العربية يف تزايد جرمية‬ ‫القرصنة‪.‬‬ ‫‪ -2‬إىل أي حد ستساهم الدول العربية يف مكافحة جرمية القرصنة‪ ،‬وهل ميكن أن حتد من تواجد‬ ‫القوى الدولية يف منطقة القرن االفريقي‪.‬‬ ‫‪ -3‬هل ميكن للدول املعنية بالظاهرة احلد من اجلرمية بإمكاناهتا احملدودة ؟‬

‫ الفرضيـات‪:‬‬‫وفقاً لطبيعة اإلشكالية املطروحة واملوضوع الذي تتطرق إليها هذه الدراسة‪ ،‬وألن أي حبث جيب‬ ‫أن ينطلق من اقرتاح فرضيات أساسية حتدد اجتاهه وتضبط أهدافه ونتائجه‪ ،‬فإن املوضوع ينطوي على‬ ‫فرضيات رالث على النحو التايل‪:‬‬

‫ الفرضيـة األولى‪:‬‬‫ إن سوء األوضاع املعيشية اليت يعانيها سكان املنطقة من فقر وجوع ‪ ،‬وخاصة دول القرن‬‫االفريقي كانت من أهم االسباب اليت أدت إىل تنامي جرمية القرصنة وكذا أنواع أخرى من‬ ‫اجلرائم‪.‬‬

‫ الفرضيـة الثانية‪:‬‬‫ تعترب املنطقة من اهم املناطق االسرتاتيجية يف العامل ولذلك فكثري من الدول الكربى يف‬‫العامل تسعى بشكل مباشر وغري مباشر للسيطرة على املنطقة ورهب خرياهتا وهذا يعترب أحد‬ ‫أهم االسباب اليت ادت اىل انتشار جرمية القرصنة البحرية‪.‬‬ ‫‪1‬‬


‫الفرضيـة الثالثة‪:‬‬‫إن سعي إسرائيل لتثمني منطقة حبر العرب الذي كان صمام األمان يف حرب ‪ 1773‬وتدويله‬ ‫وكذا حماولة حصر وتضييق اخلناق عن املناطق العربية اليت هتدد أمنها هو أيضا أهم أسباب ظهور‬ ‫اجلرمية البحرية‪.‬‬

‫‪-‬الفرضيـة الرابعة‪:‬‬

‫ان التطورات التكنولوجية احلديثة يف مجيع اجملاالت وزيادة األمهية ملوارد النفط وشح املوارد الغذائية يف‬ ‫كثري من الدول ‪ ,‬ولكون منطقة القرن االفريقي ذات أمهية اسرتاتيجية ونقطة عبور نشطة للبواخر‬ ‫والناقالت أسال لعاب الكثري من سكان املنطقة الذين عانوا من الفقر واجلوع مما خلف تنامي هذه‬ ‫اجلرمية وأصبح من الصعب السيطرة عليها نتيجة للمبالغ اليت تطالب هبا تلك اجلماعات املسلحة‬ ‫لإلفراج عن املخطوفني‪.‬‬

‫أسباب اختيار الموضوع‪:‬‬ ‫هناك دوافع موضوعية و دوافع ذاتية‪:‬‬ ‫والدوافع املوضوعية‪ :‬يكمن التطرق إىل جرمية القرصنة البحرية باعتبارها إحدى أهم اجلرائم‬ ‫واملشاكل الدولية احلالية‪ ،‬وتثررياهتا السلبية على العديد من الدول العربية و العاملية باإلضافة إىل سعي‬ ‫بعض الدول إىل العودة للتواجد االستعماري باملنطقة خاصة إسرائيل‪.‬‬ ‫أما الدوافع الذاتية‪ :‬فتكمن يف الرغبة الشخصية يف التطرق هلذا املوضوع الذي حيمل نوعا من‬ ‫الديناميكية‪ ،‬باإلضافة إىل اهتماماتنا الشخصية بالقضايا اإلسرتاتيجية و األمنية وذلك من خالل‬ ‫حبثي يف دراسات الليسانس واملاجستري اليت تضمنت دراسات عن األمن األورويب واألمريكي وتثرثريه‬ ‫على املنطقة العربية ‪ ،‬وكذا بعض األحباث غري املطبوعة اليت تطرقت فيها اىل مجلة من اجلزئيات حول‬ ‫املوضوع ‪.‬‬ ‫أهمية البحث‪:‬‬ ‫تنبع أمهية الدراسة من أرها تتناول أهم القوى الفاعلة يف صنع القرار الدويل وسعيهم الختاذ اآلرار‬ ‫السلبية جلرمية القرصنة للسيطرة على املنطقة باإلضافة إىل مستقبل املنطقة العربية من البحر األمحر‬ ‫ومضيق باب املندب يف املعادلة الدولية الراهنة و خطورة جرمية القرصنة اليت أصبحت ظاهرة مقلقة‬ ‫‪7‬‬


‫خاصة يف القرن اإلفريقي و صعب التحكم فيها‪ ،‬باإلضافة إىل آرارها السلبية على األمن و السلم‬ ‫الدوليني و االقتصاد الدويل بصفة عامة وخطورهتا على دول املنطقة العربية بصفة خاصة‪.‬هذا‬ ‫باإلضافة إىل تثرري هذه الظاهرة على النقل املالحي البحري الدويل مما سيؤرر على التجارة البحرية‬ ‫الدولية و اليت ستلقي بضالهلا على كل اقتصاديات دول العامل وبالتايل ال توجد دولة يف العامل مبنثى‬ ‫عن خطورة و تثرريات هذه اجلرمية‪.‬‬

‫أهداف البحث‪:‬‬ ‫اهلدف من البحث هو كشف حقيقة هذه اجلرمية واألسباب اليت دفعت إىل حدوث شرخ يف‬ ‫منطقة باب املندب و القرن اإلفريقي‪ ،‬باإلضافة إىل سعي بعض القوى العظمى و القطبية للتواجد‬ ‫باملنطقة و لعل أكثرهم إرارة الصني اليت تسعى ألن تكون بدورها قطبا موازيا ألمريكا اليت تسعى‬ ‫لإلنفراد بصنع القرار الدويل‪.‬‬ ‫هذا باإلضافة إىل أن هذه الدراسة ستبحث يف انعكاسات جرمية القرصنة على العامل وخاصة الوطن‬ ‫العريب‪ ،‬ويف اإلجراءات اليت ميكن أن تتخذ للوقاية من اآلرار السلبية من طرف بعض الدول العظمى‪.‬‬ ‫ إن دراسة هذه اجلرمية كشفت عن الكثري من التجاوزات العديد من الدول اليت تسعى إىل‬‫إعادة استعمار املنطقة وأخرى تسعى إىل تدمريها‪.‬‬ ‫ إن التعريف خبطورة اجلرمية و تثرريها على املنطقة العربية لعله يلقى صدى يف حترك الدول‬‫املعنية مباشرة بسرعة و الدول العربية بصفة عامة‪.‬‬

‫الدراسات السابقة‪:‬‬ ‫على الرغم من أن موضوع القرصنة موضوع قدمي قدم التاريخ‪ .‬إال أن الدراسات املتخصصة حول‬ ‫املوضوع كانت قليلة جدا‪ ،‬خاصة ملا متثله اجلرمية من خطورة كبرية جتلت اليوم يف تثرريها البالغ على‬ ‫سالمة املالحة البحرية‪ ،‬وأمهية النقل البحري يهدد األمن واالقتصاد والتجارة الدولية‪ .‬باإلضافة إىل‬ ‫تثرري القرصنة على سالمة نصف مليون حبار‪.‬‬ ‫ ولعل أهم الدراسات حول املوضوع هي الدراسات اليت قامت هبا مركز الدراسات األمنية‬‫والتدريب بالرياض يف كتاب منشور يتكون من عدة أحباث جملموعة من الباحثني املتخصصني‬ ‫‪1‬‬


‫يف املالحة و األمن والعالقات الدولية‪ .‬كان بعنوان " القرصنة البحرية وأمن املالحة العربية"‬ ‫تطرق فيه املختصون بإسهاب إىل ‪ :‬مفهوم القرصنة وتارخيها و إىل مفهوم املالحة البحرية‬ ‫والتجارية واملوقع العريب وتثرريه يف أمن املالحة الدولية حيث كانت الدراسة تتمحور حول‬ ‫املكافحة األمنية للظاهرة بالدرجة األوىل وهو مانعتربه غري كاف للحد من هذه اجلرمية‪.‬‬ ‫كما كانت هناك دراسة تارخيية للقرصنة البحرية خاصة يف منطقة مشال إفريقيا يف العصر‬ ‫احلديث وتثرريها على املنطقة و كيف تطورت القرصنة و أهم الوقائع اليت عرفتها الفرتة ‪.‬‬ ‫ كان الكتاب من تثليف الباحث املنور مروش بعنوان‪ ":‬القرصنة األساطري و الواقع"‬‫ كما قام الباحث حممد سالمة مسلم الدويك بالتطرق إىل املوضوع من خالل كتاب بعنوان‬‫"القرصنة البحرية و خماطرها على البحر األمحر"‪ .‬و مت التطرق إىل‪ :‬سلطات الدولة على‬ ‫مياهها اإلقليمية باإلضافة إىل أمهية الطريق الدويل حنو القرن اإلفريقي باجتاه البحر األمحر‬ ‫وقناة السويس‪ .‬و مكافحة القرصنة‪.‬‬ ‫ كما تطرق الكاتب الروسي(باسيف ماخوفيسكي) بإسهاب إىل موضوع القرصنة البحرية من‬‫خالل كتابه (القرصنة البحرية) وتطرق إليها من نواحي عدة مفهومها و تارخيها و أسباهبا يف‬ ‫مناطق عدة من العامل وأهم املراحل التارخيية اليت عاىن منها اجملتمع الدويل من هذه الظاهرة‬ ‫وكيف متت معاجلتها‪.‬‬

‫ المناهج المتبعة في الدراسة‪:‬‬‫ المنهج التاريخي‪:‬‬‫ إن فهم احلاضر ال ميكن أن يكون دون فهم املاضي و ال ميكن دراسة ظاهرة القرصنة بعزهلا‬‫عن ماضيها‪ ،‬ويساعد املنه التارخيي يف دراسة التطور التارخيي ملختلف املفاهيم الواردة يف‬ ‫الدراسة وكذا تطور جرمية القرصنة‪.‬‬

‫‪7‬‬


‫ المنهج الوصفي‪:‬‬‫ فالباحث حني دراسته لظاهرة ما فإنه يقوم يف اخلطوة االوىل بوصف الظاهرة حمل الدراسة‬‫ويقوم جبمع املعلومات الدقيقة عنها وهذا املنه يعتمد على دراسة الظاهرة كما هي ويهتم‬ ‫بوصفها وصفا دقيقا ويعرب عنها كما وكيفا‪.‬‬ ‫‪ -‬المنهج المقارن‪:‬‬

‫ وذلك من خالل التعرض ملقارنة مدى تثرري اجلرمية على دولة دون أخرى وكذا مقارنة‬‫السياسات املتبعة ملكافحة القرصنة كجرمية دولية‪.‬‬

‫ تقسيم الدراسة ‪:‬‬‫ولدراسة هذا املوضوع حاولنا وضع خطة تتماشى و أمهية املوضوع وأهم األهداف اليت‬ ‫البد من دراستها لإلحاطة ولو الشبه كاملة باملوضوع بدءا من التعريف باجلرمية إىل دراستها‬ ‫التارخيية إىل املرور بالظاهرة يف املنطقة العربية وأهم دوافع واألسباب اليت أدت إىل وجودها ويف‬ ‫األخري إىل بعض االقرتاحات و احللول هلذه الظاهرة‪ .‬ومتت هذه الدراسة من خالل اخلطة‬ ‫التالية ‪:‬‬ ‫ مقدمة البحث و اليت حاولنا من خالهلا اإلحاطة مبوضوع جرمية القرصنة وقد قسمنا‬‫البحث إىل أربع فصول حناول شرح كل منها‪:‬‬ ‫‪ -‬فالفصل األول‪ :‬حتدرنا فيه عن اجلذور التارخيية جلرمية القرصنة وتعريفها من خالل‬

‫املراحل التارخيية اليت مرت هبا القرصنة حىت إىل يومنا هذا و تعريفها من خالل جمموعة من‬ ‫التعاريف املختلفة عرب مراحل زمنية خمتلفة ووجهات نظر بعض الفقهاء وخرجنا بتعريف‬ ‫إجرائي حماولة منا لوضع تعريف شامل ووايف للقرصنة البحرية‪ .‬وقد قسمنا هذا الفصل إىل‬ ‫رالرة مباحث حيث‪:‬‬ ‫* تناولنا يف املبحث األول‪ :‬القرصنة تعريفها و جذورها التارخيية‪ .‬وقسمنا هذا املبحث إىل‬ ‫مطلبني‬ ‫املطلب األول تطرقنا فيه إىل تعريف القرصنة‬

‫‪10‬‬


‫املطلب الثاين تناولنا فيه بدايات القرصنة يف العصور القدمية و عصر اإلسالم من‬ ‫خالل فرعني حيث ‪:‬‬ ‫الفرع األول كان بعنوان القرصنة قدميا قبل ‪ 1200‬سنة قبل امليالد‬ ‫الفرع الثاين تعرضنا فيه اىل القرصنة يف القرون الوسطى‬ ‫* أما املبحث الثاين كان بعنوان القرصنة يف العصر احلديث و املعاصر‪ .‬وقسمناه اىل رالث‬ ‫مطالب حيث ‪:‬‬ ‫املطلب األول بعنوان مكافحة القرصنة يف عصر اخلالفة اإلسالمية أما‬ ‫املطلب الثاين فتحدرنا فيه إىل اإلمرباطوريات األوربية يف القرون الوسطى‬ ‫ومكافحة القرصنة‬ ‫واملطلب الثالث تناولنا فيه القرصنة البحرية يف البحر املتوسط‪.‬‬ ‫‪ -‬أما الفصل الثاني‪ :‬تطرقنا فيه القرصنة يف القرن اإلفريقي أسباهبا و تثررياهتا حيث عرفت‬

‫هذه املنطقة هذه الظاهرة مؤخرا وقسمنا هذا الفصل إىل رالث مباحث وهي‪:‬‬ ‫* حيث املبحث األول تناولنا فيه األمهية اجليواسرتاتيجية ملنطقة القرن اإلفريقي وحبر‬ ‫العرب وقسمناه إىل مطلبني‪:‬‬ ‫املطلب األول بعنوان األمهية التارخيية و اجليواسرتاتيجية للقرن اإلفريقي‪.‬‬ ‫أما املطلب الثاين فتطرقنا فيه إىل البعد االسرتاتيجي لبحر العرب‪.‬‬ ‫* أما املبحث الثاين فكان مهم حيث تعرضنا فيه إىل تثرري جرمية القرصنة على‬ ‫(الصومال‪ .‬اليمن ‪ .‬مصر و السعودية) وقسمناه إىل رالث مطالب وهي‪:‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬تثررياهتا على الصومال‬ ‫املطلب الثاين‪ :‬تثررياهتا على اليمن‬ ‫املطلب الثالث‪ :‬تثررياهتا على مصر و السعودية‪.‬‬ ‫* أما املبحث الثالث فدرسنا فيه أهم تثرريات القرصنة البحرية على العامل وباقي املنطقة العربية‬ ‫ونتائجها من خالل رالث مطالب ‪:‬‬ ‫فاملطلب األول كان بعنوان خماطر تدويل املنطقة على األمة العربية‪.‬‬ ‫أما املطلب الثاين فتطرقنا فيه إىل أضرار القرصنة على املصاحل االقتصادية و التجارية العربية‬ ‫‪11‬‬


‫واملطلب الثالث كان بعنوان خماطر القرصنة على التجارة الدولية و النقل البحري العاملي‪.‬‬ ‫ أما الفصل الثالث‪ :‬فكان بعنوان القرصنة واإلرهاب واجلرمية املنظمة خطورة التعاون و آلية احلد‬‫منها‪ .‬ونظرا خلطورة الظاهرة وخطورة التعاون بني اآلفات الثالث تطرقنا إليه من خالل رالث مباحث‬ ‫حيث‪:‬‬ ‫* يف املبحث األول أبرزنا أهم قواعد القانون الدويل حول مكافحة القرصنة وقسمناه إىل‬ ‫مطلبني حيث‪:‬‬ ‫يف املطلب األول تناولنا األمم املتحدة وأهم االتفاقيات الدولية ملكافحة القرصنة‬ ‫ويف املطلب الثاين أوردنا أهم القرارات الدولية والتشريعات احمللية ملكافحة القرصنة مع التعليق‬ ‫عليها‬

‫* أما املبحث الثاين فكان بعنوان القرصنة واإلرهاب واجلرمية املنظمة وخماطر االندماج‬ ‫وقسمناه إىل مطلبني ‪:‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬خطورة استغالل اجلماعات اإلرهابية للقراصنة حيث حاولنا إبراز خطورة‬ ‫الظاهرة‬ ‫املطلب الثاين‪ :‬اجلرمية املنظمة وعالقاهتا بالقرصنة والتسلح هذه اجلرمية اليت تشكل خطرا‬ ‫كبريا‪.‬‬

‫‪ -‬وكان الفصل الرابع‪ :‬يتناول البعد الدويل لظاهرة القرصنة وآلية املكافحة وخطورة الظاهرة‬

‫على اجملتمع الدويل كافة من جهة وقوى دولية كان هلا اليد اخلفية يف بروز الظاهرة وتطورها‬ ‫من جهة أخرى‪ .‬تناولنا هذا الفصل يف رالرة مباحث حيث‪:‬‬ ‫* يف املبحث األول تطرقنا إىل مكافحة القرصنة وأهم أسباهبا‪ :‬مصاحل لبعض الدول أم‬ ‫حرب على الظاهرة‪ .‬من خالل مطلبني‪:‬‬ ‫كان املطلب األول بعنوان أهم مصاحل الدول العظمى يف املنطقة‬ ‫أما املطلب الثاين تناولنا فيه احلرب على جرمية القرصنة بني الفشل والنجاح‪.‬‬ ‫* أما املبحث الثاين تناولنا فيه صراع الدول الكربى حول منطقة القرن االفريقي من‬ ‫خالل مطلبني‪:‬‬

‫‪12‬‬


‫فاملطلب األول تناولنا فيه أسباب تواجد الدول العظمى باملنطقة واليت هي بالدرجة‬ ‫األوىل املصلحة والنهب‪.‬‬ ‫واملطلب الثاين الذي كان بعنوان حرب املصاحل وبداية حروب األلفية الثالثة‬ ‫* أما املبحث الثالث فتناولنا فيه مستقبل املنطقة والقرن اإلفريقي يف ظل القرصنة‬ ‫واالسرتاتيجيات األمنية اجلديدة من خالل مطلبني حيث‪:‬‬ ‫املطلب األول تناولنا فيه االسرتاتيجيات األمنية اجلديدة يف منطقة القرن اإلفريقي‪.‬‬ ‫أما املطلب الثاين حاولنا دراسة أهم اآلليات العربية ملكافحة جرمية القرصنة‪.‬‬ ‫ويف األخري خلصنا من خالل هذا البحث إىل جمموعة من النتائ اليت خلخصنخاها يف‬ ‫جمموعة من النقاط وكانت زبدة هذا البحث‪ .‬باإلضافة اىل جمموعة من اإلقرتاحات اليت نراها‬ ‫مناسبة للحد من هذه اجلرمية اخلطرية‪.‬‬ ‫‪ -‬وخاتمـة البحث كانت النتيجة اليت خلصنا إليها من دراستنا هلذا‬

‫املوضوع‪.‬‬

‫ صعوبات البحث‪:‬‬‫ال يكاد خيلو أي عمل علمي من الصعوبة‪ .‬فطريق العمل حمفوف باملتاعب و الصعاب‪،‬‬ ‫ولكن هي ميزة الباحثني وهدفنا القيام هبذا العمل املتواضع ولو بالقدر اليسري‪ ،‬فقد واجهتنا مجلة من‬ ‫الصعاب يف البحث حول املوضوع لعل أمهها‪:‬‬ ‫ قلة املراجع اليت تتحدث عن املوضوع وإن كان أغلبها موقع انرتنت اليت حاولنا اختيار أمهها‬‫وأكثرها مصداقية وأكادميية‪.‬‬ ‫ صعوبة املوضوع يف حد ذاته نظرا الختالف اآلراء حوله من خالل الدراسات السابقة‬‫ قلة الدراسات األكادميية حول ظاهرة القرصنة من جهة وعدم االهتمام مبثل هذه األحباث‬‫خاصة يف جامعاتنا اجلزائرية‪.‬‬

‫‪13‬‬


‫ خـطة البـحث‪:‬‬‫ مقدم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬‫ الفصل األول‪:‬الجذور التاريخية لجريمة القرصنة و تعريفها‬‫* المبحث األول‪ :‬القرصنة تعريفها و جذورها التاريخية‬ ‫المطلب األول‪ :‬تعريف القرصنة‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬بدايات القرصنة في العصور القديمة و عصر اإلسالم‪.‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬القرصنة قديما قبل (‪ )0011‬سنة قبل الميالد‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬القرصنة في القرون الوسطى‬ ‫* المبحث الثاني‪ :‬القرصنة في العصر الحديث و المعاصر‪.‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬مكافحة القرصنة في عصر الخالفة اإلسالمية‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬اإلمبراطوريات األوربية في القرون الوسطى ومكافحة القرصنة‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬القرصنة البحرية في البحر المتوسط‪.‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬القرصنة في القرن اإلفريقي أسبابها و تأثيراتها‬‫* المبحث األول‪ :‬األهمية الجيواستراتيجية لمنطقة القرن اإلفريقي وبحر العرب‬ ‫المطلب األول‪ :‬األهمية التاريخية و الجيواستراتيجية للقرن اإلفريقي‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬البعد االستراتيجي لبحر العرب‬ ‫* المبحث الثاني‪ :‬تأثير جريمة القرصنة على (الصومال‪ .‬اليمن ‪ .‬مصر و السعودية)‪.‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬تأثيراتها على الصومال‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬تأثيراتها على اليمن‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬تأثيراتها على مصر و السعودية‪.‬‬ ‫* المبحث الثالث‪ :‬تأثيرات القرصنة على العالم وباقي المنطقة العربية و نتائجها‬ ‫المطلب األول‪ :‬مخاطر تدويل المنطقة على األمة العربية‪.‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬أضرار القرصنة على المصالح االقتصادية و التجارية العربية‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬مخاطر القرصنة على التجارة الدولية و النقل البحري العالمي‪.‬‬ ‫‪14‬‬


‫الفصل الثالث‪ :‬القرصنة واإلرهاب والجريمة المنظمة خطورة التعاون و آلية الحد منها‬‫*المبحث األول‪ :‬أهم قواعد القانون الدولي حول مكافحة القرصنة‬ ‫المطلب األول‪ :‬األمم المتحدة وأهم االتفاقيات الدولية لمكافحة القرصنة‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬أهم القرارات الدولية والتشريعات المحلية لمكافحة القرصنة‬ ‫* المبحث الثاني‪ :‬القرصنة واإلرهاب و الجريمة المنظمة ومخاطر االندماج‬ ‫المطلب األول‪ :‬خطورة استغالل الجماعات اإلرهابية للقراصنة‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬الجريمة المنظمة وعالقاتها بالقرصنة والتسلح‬

‫الفصل الرابع‪ :‬البعد الدولي لجريمة القرصنة وآلية المكافحة‬‫*المبحث األول‪ :‬مكافحة القرصنة‪ :‬مصالح أم حرب على الظاهرة‪.‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬أهم مصالح الدول العظمى في المنطقة‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬الحرب على ظاهرة القرصنة بين الفشل و النجاح‬ ‫* المبحث الثاني‪ :‬صراع الدول الكبرى حول المنطقة‬ ‫المطلب األول‪ :‬أسباب تواجد الدول العظمى بالمنطقة‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬حرب المصالح وبداية حروب األلفية الثالثة‬ ‫* المبحث الثالث‪ :‬مستقبل المنطقة العربية و القرن اإلفريقي في ظل القرصنة واالستراتيجيات األمنية الجديدة‬ ‫المطلب األول‪ :‬االستراتيجيات األمنية الجديدة في منطقة القرن اإلفريقي‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬اآلليات العربية لمكافحة جريمة القرصنة‪.‬‬ ‫‪ ‬نتائــج و اقتراح ـ ــات‬

‫‪ -‬خاتم ــة‬

‫‪15‬‬


‫الفصل األول‪ :‬القرصنة تعريفها وجذوها التاريخية‬ ‫تعددد القرصددنة مددن أقدددم ج درائم السددلب واجل درائم املنظمددة األخددرى‪ ،‬وترجددع جددذورها اىل الوقددت‬ ‫الدذي متكدن فيده اإلنسددان مدن ركدوب البحددر‪ ،‬حيدث مارسدها اإلغريدق يف العصددور القدميدة‪ ،‬فقدد ورد ذكددر‬ ‫أعمددال القرصددنة والقراصددنة يف مددقررهم يف قصددائد اإلغريددق وحكايدداهتم ‪,‬وحيددث كانددت موضددوعا للنقددوش‬ ‫املثبتددة يف نصددب املعابددد‪ ،‬كمددا كتددب عنهددا املددؤرخ اإلغريقددي (هددريودتس)‪ ،‬إذ يقددول إن القراصددنة كددانوا‬ ‫يقومون حبمالت منظمة خلطف النساء وسلب األموال‪ ،1‬وعلى مدر العصدور ظهدرت القرصدنة وانتشدرت‬ ‫اىل ان اختفددت ألسددباب عدددة ولكددن عددادت مددن جديددد يف العصددر احلددايل ‪ ،‬يف حددني اتفددق اجملتمددع‬ ‫الدويل على خطورة اجلرمية ‪.‬‬ ‫وإن اختلفددت التعدداريف رددة جتددرمي للظدداهرة يف قواع دد القددانون الدددويل املعاصددر واحلددديث‪ ،‬والدديت ازدادت‬ ‫خطورهتددا اليددوم مددع التطددور التقددي و االتصدداالت احلديثددة الدديت اصددبحت مددن العوامددل الدديت تطددورت هبددا‬ ‫الظاهرة‪ ،‬ويف ظل هذا الوضع حيداول الفقهداء الددوليون اجيداد حلدوال قانونيدة للمسدامهة يف احلدد مدن هدذه‬ ‫الظاهرة اخلطرية اليت أصبحت تؤرق اجملتمع الدويل بصفة عامة ‪،‬ويف بداية هذا القرن اصدبحت العديدد‬ ‫من الدول تعاين جرمية القرصنة خاصة املنطقة العربية‪.‬‬ ‫يف هذا الفصل حناول التطرق إىل أهم تعاريف القرصنة البحرية واملراحل اليت مرت هبا تارخييا‪.‬‬

‫‪ - 1‬صاحل عبد الكرمي ذيب‪ :‬االخ تصاص يف اجلرائم املرتكبة على ظهر السفن‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬رسالة ماجستري مقدمة إىل كلية القانون‪ ،‬جامعة بغداد‪،‬‬ ‫‪ ،1773‬ص ‪.141‬‬ ‫‪11‬‬


‫المبحث األول‪ :‬تعريف القرصنة البحرية وبداية ظهورها تاريخيا‬ ‫تشددغل احمليطددات ‪ %70‬مددن سددطح األرض‪ ،‬فدداحمليط اهلددادي وحددده ميثددل ‪ %50‬مددن مسدداحة‬ ‫احمليطات يف العامل‪ .‬هدذه املسداحة جعلدت دول العدامل تعتمدد كثدريا علدى طدرق املالحدة البحريدة يف املدرور‬ ‫ونقددل البضددائع عددرب البحددر‪ ،‬وأصددبحت هلددا أمهيددة بالغددة يف التجددارة البحريددة فمعظددم بلدددان آسدديا واحملدديط‬ ‫اهلددادي تركددز يف بنيتهددا االقتصددادية علددى التصدددير‪ ،‬وزاد اعتمادهددا علددى النقددل البحددري‪ ،‬وأصددبح تدددفق‬ ‫س ددلعها حن ددو التص دددير أم ددر مه ددم إلص دددار اقتص ددادياهتا‪ ،‬فف ددي زم ددن الس ددلم تعت ددرب طرق ددا جتاري ددة الزده ددار‬ ‫التجددارة ويف أوقددات النزاعددات تعتددرب خطددوط اتصددال إسدرتاتيجية هامددة‪ 2‬خاصددة مددع بدايددة العصددور األوىل‬ ‫اليت مل تكن تعرف أي وسيلة نقل غري النقل الربي‪ ،‬لكن مع ركوب اإلنسان البحر عدرف نقلدة نوعيدة‪،‬‬ ‫وبدأت تواصل احلضارات والشعوب‪ ،‬وتبادل السلع‪ ..‬إرها عوملة يف مقتبل العمر‪ ،‬بدأ هبدا اإلنسدان حندو‬ ‫التقدم‪.‬‬ ‫وبطبددع اإلنسددان وعامددل الشددر الكددامن بتصددرفاته عددرف العددامل منددذ القدددم ظلددم اإلنسددان ألخيدده‬ ‫اإلنسددان يف البحددر كمددا يف الددرب‪ ،‬وظهددر (لصددوص البحددر) منددذ أزيددد مددن ‪ 1200‬سددنة قبددل املدديالد حددىت‬ ‫القرون الوسطى أين ظهرت هذه اجلرمية اليت عرفت بالقرصنة تطورا كبريا مع مرور الوقت‪.‬‬ ‫ ومن خالل هذا‪ .‬حناول يف هذا الفصل التطرق إىل‪:‬‬‫القرصنة وأهم تعريفها وجذورها التارخيية منذ القدم حىت العصور احلديثة‪.‬‬

‫‪- Ji Guoxing : sloc security in the Asia pacific , center occasional paper, Asia Pacific Center‬‬ ‫‪For Security Studies, Honolulu , Hawail, February 2000, p02.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪17‬‬


‫المطلب األول‪ :‬تعريف القرصنة‬ ‫ظهرت مؤخرا جرمية قدمية قدم التاريخ كدان العدامل يرويهدا يف القصدأل واألسداطري‪ .‬هدي القرصدنة‬ ‫البحريددة‪ ،‬والدديت عرفددت انتشددارا واسددعا يف أهددم املندداطق العربيددة للمالحددة البحريددة وهددي الصددومال ب ددمنطقة‬ ‫القددرن اإلفريقددي‪ ،‬ويف وقددت متددأل احمليطددات الب دوارج واألسدداطيل بددثقوى األسددلحة تطددورا يف العددامل‪ ،‬والدديت‬ ‫بقيددت تلتددزم الصددمت حيددال اجلرميددة‪ ،‬ملصدداحل وأهددداف اس درتاتيجية‪ ..‬هددذه اجلرميددة الدديت بدددأت تشددكل‬ ‫خطدرا علددى املنطقددة العربيدة خصوصددا حندداول التطددرق إليهدا مددن خددالل تعريفهددا قددميا وحددديثا ومددن خددالل‬ ‫عرفتهدا الددول واجملتمعدات قددميا وحدديثا‪ ،‬حيدث اتفقدت كدل الددول‬ ‫املواريق واملعاهددات الدوليدة‪ ،‬وكيدف ه‬ ‫واملعاهدات على جترمي هذه الظاهرة وإن اختلفدت التسدميات ومدن خدالل هدذا املبحدث الدذي سدنتطرق‬ ‫فيه إىل تعريف القرصنة‪:‬‬ ‫فقددد شددكلت عددودة جرميددة القرصددنة يف بدايددة القددرن الواحددد والعشددرون خطددورة علددى حريددة املالحددة يف‬ ‫التجددارة العامليددة‪ ،‬ونددت عنهددا تددثرريات سددلبية هددددت سددالمة وحركددة التجددارة البحريددة الدوليددة وتددنقالت‬ ‫األفراد فقد اعتدربت القرصدنة مدن ضدمن اجلدرائم الدوليدة مدىت اسدتوفت العنصدر الددويل املكدون هلدا خاصدة‬ ‫يف ظل تفاقم اجلرمية‪.‬‬

‫‪11‬‬


‫‪)0‬تعريف القرصنة‪:‬‬ ‫أ) لغة‪:‬‬

‫‪3‬‬

‫كلمة القرصنة يف اللغة مشتقة من كلمة ''قدرص'' ''القرصدنة'' بدالظم نعدت مدن القدرص بدالفتح‬ ‫وجاء يف لسان العرب‪ :‬وقطع به قطعدا إذا قطدع بده الطريدق‪ 4‬ويف املعجدم الوسديط‪ :‬القرصدان لدأل البحدر‬ ‫والقرصنة‪ :‬السطو على سفن البحر‪.5‬‬ ‫كما جيعلها البعض من الكتاب لفضة مفردة جيمعوندها على مجع (قراصنة) وهي كلمة إيطالية‪.‬‬ ‫ويعتربهددا الددبعض‪ :‬علددى أرهددا تصددرف يعددي قطددع الطريددق بقصددد السددرقة فهددي عبددارة عددن لصوصددية‬ ‫‪6‬‬ ‫يقوم هبا قطاع طرق لإلغتناء عن طريق السلب واالختالس‪.‬‬

‫ب) القرصنة اصطالحا‪:‬‬

‫تعددددت التعريفددات اخلاصددة جبرميددة القرصددنة البحريددة وإن اتفقددت مجيعهددا علددى خطددورة األفعددال‬ ‫املكونة هلا‪ ،‬دعا إىل جترمي هذه الظاهرة دوليا وحناول من خالل تعريف القرصنة من عدة جوانب‪:‬‬ ‫أ) تعريف القرصنة تاريخيا‪:‬‬ ‫كانددت القرص ددنة تع ددي أعم ددال احتج دداز الس ددفن عن ددوة والس ددطو عليه ددا يف ع ددرض البح ددر يف غ ددري‬ ‫أوقات احلرب وألسباب قد تكون سياسية أو غري ذلك‪.‬‬ ‫كمددا تتمثددل أعمددال العنددف واإلرهدداب واالسددتيالء هبدددف احلصددول علددى املكاسددب املاليددة أو‬ ‫الدعائيددة‪ ،‬وتقددف البواعددث السياسددية خلددف الكثددري مددن عمليددات القرصددنة البحريددة أو اجلويددة‪ ،‬وتشددمل‬ ‫املطالب حبق تقرير املصري أو االستقالل السياسدي لشدعب مدن الشدعوب أو لالحتجداج علدى موقدف أو‬ ‫سياسة تتبعها دولة ما‪ ،‬أو الرغبة يف إنزال الضرر مبصاحل دولدة معيندة وإربداك وسدائل نقلهدا‪ ،‬وقدد هتددف‬ ‫أعمال القرصنة إىل حتقيق مقرب ذاتية كالرغبة يف مغادرة دولدة معيندة‪ ،‬أو احلصدول علدى فديدة ماليدة أو‬ ‫‪7‬‬ ‫اهلروب من تنفيذ أحكام جنائية‪.‬‬

‫‪ - 3‬مرتضى الزربدي‪ :‬تاج العروس من جواهر القاموس‪ ،‬مطبعة الوارق‪ ،‬ج‪ ،11‬ص ‪.4504‬‬ ‫‪ -4‬ابن منظور‪ :‬لسان العرب‪ .‬دار املعارف‪ .‬القاهرة‪ .‬ط ‪.2001‬ص ‪.231‬‬ ‫‪ - 5‬إبراهيم مصطفى وآخرون‪ :‬املعجم الوسيط‪ ،‬جممع اللغة العربية‪ ،‬مكتبة الشروق الدولية‪ ،‬مصر‪.2004 ،‬‬ ‫‪ - 6‬زواين نادية‪ :‬االعتداء على حق امللكية الفكرية‪ ،‬التقليد والقرصنة‪ ،‬رسالة مقدمة لنيل شهادة املاجستري يف العلوم القانونية‪ ،‬جامعة اجلزائر‪-2002 ،‬‬ ‫‪ ،2003‬ص ‪.1‬‬ ‫‪ - 7‬زواين نادية‪ :‬االعتداء على حق امللكية الفكرية‪ ،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص‪.7‬‬ ‫‪17‬‬


‫ب) تعريف القرصنة من الناحية القانونية‪:‬‬ ‫وحندداول التطددرق إىل تعريددف القرصددنة مددن خددالل تعريفهددا يف الفقدده الدددويل ومددن جهددة أخددرى مددن‬ ‫خالل تعريف القرصنة يف االتفاقيات الدولية‪.‬‬ ‫‪ )0‬تعريف القرصنة في الفقه الدولي‪:‬‬

‫اختلف الفقهاء يف تعريف ظاهرة القرصنة البحرية نظرا لصعوبة وضع تعريفا دقيقدا هلدا ونالحد‬ ‫أرهم انقسموا يف تعريفها إىل فريقني‪:‬‬ ‫الفريق األول عرف القرصنة بالنظر إىل عناصرها اجلوهرية‪ ،‬أما الفريق الثداين فعرفهدا بدالنظر إىل عناصدر‬‫اجلرمية‪.‬‬ ‫أ) تعريف القرصنة البحرية من منظور العناصر الجوهرية‪:‬‬

‫وقددد اكتفددى عناصددر هددذا الفريددق ببيددان العناصددر اجلوهريددة فيهددا‪ ،‬فعرفددت القرصددنة البحريددة بثرهددا‪:‬‬ ‫''ارتكداب عمل أو أكثر من أعدمال العندف ضد األشخداص واألمدوال‪ ،8‬ومندهم من عرف د ددها بثرها‪:‬‬ ‫''اعتددداء مسددلح تقددوم بدده سددفينة يف أعددايل البحددار دون أن يكددون مصددرحا بددذلك مددن جانددب دولددة مددن‬ ‫‪9‬‬ ‫الدول‪ ،‬ويكون الغرض منه احلصول على مكسب باغتصاب السفن أو البضائع أو األشخاص''‪.‬‬ ‫ويف تعريف آخر للقرصنة‪:‬‬ ‫''هي كل عمل غري شرعي من أعمدال العددوان يرتكبده أشدخاص علدى ظهدر السدفينة خاصدة يف‬ ‫أعدايل البحدار العامدة‪ ،‬أو حيداولون ارتكابده ضدد أشدخاص أو ممتلكدات علدى ظهدر سدفينة أخدرى أو ضدد‬ ‫‪10‬‬ ‫سفينة أخرى نفسها مع قصد النهب أو السلب‪.‬‬ ‫ومنهم من عرف القرصنة بثرها‪:‬‬ ‫''كدل اعتداء مسلح يقدع يف عدرض مدن مركدب حلسدابه اخلداص مسدتهدفا السدلب ورهدب السدفن‬ ‫‪11‬‬ ‫أيا كانت جنسيتها‪ ،‬أو خطف وسلب األشخاص املوجودين عليها أو اآلمرين معا''‪.‬‬ ‫ويعرفها أحدهم بثرها‪:‬‬

‫‪ - 8‬عبد العزيز حممد سرحان‪ :‬القانون الدويل العام‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،1717 ،‬ص ‪.331‬‬ ‫‪ - 9‬حممد حاف غامن‪ :‬مبادئ القانون الدويل العام‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،1711 ،‬ص ‪.455‬‬ ‫‪ - 10‬حسي حممد جابر‪ :‬القانون الدويل‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،1773 ،‬ص ‪.133‬‬ ‫‪ - 11‬علي صادق أبو هيف‪ :‬القانون الدويل العام‪ ،‬ط‪ ،1‬اإلسكندرية‪ ،1771 ،‬ص ‪.401‬‬ ‫‪20‬‬


‫''تش ددمل أعم ددال العن ددف ال دديت ت ددتم ض ددد األش ددخاص أو األمد دوال بغ ددري ح ددق مش ددروع يف البح ددر‬

‫العام''‪.‬‬

‫‪12‬‬

‫وعند النظر إىل جممل هدذه التعداريف جندد أرهدا تتضدمن أهدم العناصدر اجلوهريدة ألعمدال القرصدنة‬ ‫دون أن تتعرض لعناصر جرمية القرصنة ذاهتا‪.‬‬

‫ب) تعريف القرصنة البحرية من منظور عناصر الجريمة‪:‬‬

‫اكتفى أنصار هذا الفريق ببيان عناصر جرميدة القرصدنة البحريدة دون أن يقددموا تعريفدا حمدددا هلدا‬ ‫وحدد منهم عناصرها بثالث‪:‬‬ ‫‪ )1‬أعمال إكراه‪ :‬ويستوي يف ذلك أن تكون هذه األعمال موجهة للعمال أو األشخاص‪.‬‬ ‫‪ )2‬جيب أن ترتكب هذه األعمال يف البحر العام‪:‬‬ ‫فاجلرائم اليت تقع يف املياه اإلقليمية لدولة ما ال تعد قرصدنة حبريدة بداملعل الددقيق وإمندا تددخل يف‬ ‫اختصاص الدولة اليت وقعت يف مياهها اإلقليمية وهي اليت تنظم كيفية املعاقبة عليها‪.‬‬ ‫‪ )3‬أن ال تكون بوكالة مشروعة‪:‬‬ ‫أي أن ال تكددون هددذه األعمددال ممددا يقددره القددانون الدددويل العددام‪ ،‬س دواء بالقيدداس ملددن يددث هددذه‬ ‫التصدرفات بذاتده أو ملدن أمدر مبباشدرهتا‪ ،‬والدبعض يعتدرب مدن قبيدل القرصدنة البحريدة إذا توفدت فيده العناصدر‬ ‫التالية‪:‬‬ ‫‪ -1‬أن يكون من األعمال اإلجرامية‪.‬‬ ‫‪ -2‬أن ينطوي على استعمال العنف ضد األشخاص أو ضد األموال‪.‬‬ ‫‪ -3‬أن يتم بقصد حتقيق منافع أو أغراض شخصية‪.‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪ -4‬أن يتم يف البحار العالية أو يف مكان ال خيضع لسلطة أي دولة‪.‬‬ ‫وإن كددان اخددتالف الفقهدداء حددول تعريددف القرصددنة البحريددة إال أرهددم اتفقدوا علددى أرهددا جرميددة مددن‬ ‫جرائم القانون الدويل‪ ،‬واعتبارها عمال حمظورا يعاقب عليه‪.‬‬

‫ج) تعريف القرصنة في االتفاقيات الدولية‪:‬‬

‫نظم ددت اتفاقي ددة جيني ددف للبح ددار العالي ددة الص ددادرة يف أفري ددل ‪ 1751‬نص ددوص خاص ددة بالقرص ددنة‬ ‫البحرية فورد يف املادة (‪ )15‬منها ما يلي‪:‬‬ ‫‪ -12‬الشافعي حممد بشري‪ :‬القانون الدويل العام يف السلم و احلرب‪ ،‬منشثة املعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،1774 ،‬ص‪.201‬‬ ‫‪ - 13‬حممد طلعت الغنيمي‪ :‬األحكام العامة يف قانون األمم‪ ،‬منشثة املعارف ‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،1770 ،‬ص ‪ -1133‬ص‪.1134‬‬ ‫‪21‬‬


‫ تكون من أعمال القرصنة ما يلي‪:‬‬‫‪ )1‬أي مددن أعمددال العنددف أو أعمددال احلجددز غددري القان ددوين أو السددلب الدديت يقددوم بارتكاهبددا الطدداقم أو‬ ‫الركاب على السفينة خاصة أو طائرة خاصة ألغراض خاصة أو موجهة‪:‬‬ ‫أ) ضد سفينة أو طائرة يف البحار العالية أو ضد األشخاص أو األموال يف السدفينة ذاهتدا أو يف الطدائرة‬ ‫ذاهتا‪.‬‬ ‫ب) ضد سفينة أو طائرة أو أشخاص أو أموال يف مكان يقع خارج نطاق االختصاص اإلقليمدي ألي‬ ‫دولة من الدول‪.‬‬ ‫‪ )2‬أي عمددل يعددد اش درتاكا اختياريددا يف إدارة سددفينة أو طددائرة مددع العلددم بددثن السددفينة أو الطددائرة متددارس‬ ‫القرصنة‪.‬‬ ‫‪ )3‬أي مددن أعم ددال التح دريض أو التس ددهيل عم دددا ألي مددن األعم ددال ال دديت ورد وص ددفها يف الفق ددرة (‪)1‬‬ ‫‪14‬‬ ‫و(‪ )2‬من هذه املادة‪.‬‬ ‫وق ددد أض ددافت املادت ددان (‪ )11‬و(‪ )17‬م ددن اتفاقي ددة جيني ددف الس ددابق اإلش ددارة إليهم ددا كح ددالتني‬ ‫أخريني مها‪:‬‬ ‫‪ )1‬أعمال القرصنة كما حددهتا املادة ‪ 15‬واليت ترتكب بواسطة سفينة حربية‪ ،‬أو سفينة حكومية‬ ‫أو طائرة حكومية لتمرد طاقمها وحتكم يف السيطرة عليها‪.‬‬ ‫‪ )2‬تعددد السددفينة أو الطددائرة مددن سددفن أو طددائرات القرصددنة إذا كددان األشددخاص الددذين يسددطرون‬ ‫عليه ددا فع ددال يه دددفون إىل اس ددتعماهلا بقص ددد القاع دددة ذاهت ددا إذا كان ددت الس ددفينة أو الط ددائرة ق ددد‬ ‫‪15‬‬ ‫استعملت الرتكاب أي من األعمال مادامت باقية حتت سيطرة األشخاص املذنبني‪.‬‬ ‫ويتضددح مددن ن دأل املددادة (‪ )101‬مددن اتفاقيددة األمددم املتحدددة لسددنة ‪ 1712‬أرهددا تعددرف القرصددنة بددنفس‬ ‫التعريددف الدوارد يف املددادة (‪ )15‬مددن اتفاقيددة جينيددف لسددنة ‪ 1751‬حددول أعددايل البحددار الدديت بدددورها مل‬ ‫تقددم أكث ددر م ددن ت دددوين قاع دددة مددن قواع ددد الق ددانون ال دددويل الع ددريف‪ ،‬كانددت ق ددد اس ددتقرت م دددة طويل ددة يف‬ ‫‪16‬‬ ‫املمارسة الدولية‪.‬‬ ‫‪ - 14‬مايا خاطر‪ :‬اإلطار القانوين جلرمية القرصنة البحرية‪،‬جملة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية‪ ،‬اجمللد ‪ ،27‬العدد الرابع‪ ،‬دمشق‪،2011 ،‬‬ ‫ص ‪.271‬‬ ‫‪ - 15‬املرجع نفسه‪ :‬ص‪.272‬‬ ‫‪ - 16‬اتفاقية األمم املتحدة لقانون البحار لعام ‪( 1712‬جامايكا)‪ ،1712‬ص ‪.13‬‬ ‫‪22‬‬


‫تعريف القرصنة حسب اتفاقية األمم المتحدة لقانون البحار ‪:0892‬‬ ‫عرفت االتفاقية القرصنة‪:‬‬ ‫أي عمل من األعمال التالية يشكل قرصنة‪:‬‬ ‫أ) أي عمددل غددري قددانوين مددن أعمددال العنددف أو االحتجدداز أو أي عمددل سددل يرتكددب ألغدراض خاصددة‬ ‫من قبل طاقم أو ركاب سفينة خاصة أو طائرة خاصة ويكون موجها‪:‬‬ ‫‪ )1‬يف أعايل البحار ضد سفينة أو طائرة أخرى أو ضد أشخاص أو ممتلكات على ظهر تلك‬ ‫السفينة أو على منت تلك الطائرة‪.‬‬ ‫‪ )2‬ضد سفينة أو طائرة أو أشخاص أو ممتلكات يف مكان يقع خارج والية أي دولة‪.‬‬ ‫ب) أي عمددل مددن أعمددال االشدرتاك الطددوعي يف تشددغيل سددفينة أو طددائرة مددع العلددم بوقددائع تضددفي علددى‬ ‫تلك السفينة أو الطائرة صفة القرصنة‪.‬‬ ‫ج) أي عمددل حيددرض علددى ارتكدداب أحددد األعمددال املوصددوفة يف إحدددى الفقدرتني الفددرعيتني (أ) و (ب)‬ ‫‪17‬‬ ‫أو يشمل عن عمل ارتكاهبا‪.‬‬ ‫ومم ددا س ددبق حن دداول أن نعط ددي تعريف ددا واض ددحا للقرص ددنة وذل ددك م ددن خ ددالل فح ددأل وت دددقيق أه ددم‬ ‫اجلوانب اليت متيز هذه اجلرمية وهذا من خالل تعريف إجرائي‪:‬‬ ‫‪ ‬تعريف إجرائي مقترح للقرصنة البحرية‪:‬‬

‫هي كل عمل يقوم بده فدرد أو مجاعدة بقصدد منفعدة عامدة أو خاصدة علدى سدواحل أو ميداه دولدة‬ ‫أو البحددر العددايل ويكددون باسددتعمال اإلكدراه أو القددوة علددى سددفينة أو مركددب أو أي نددوع مددن أندواع النقددل‬ ‫البحري صغريا أو كبريا بطريقة غري قانونية وعلى غري وجه حق‪ ،‬وكل من سداهم أو سدهل أو حدرض أو‬ ‫قددام أو أمددر ونفددذ أي مددن هددذه األعمددال‪ ،‬وتكددون السدديطرة لالسددتغالل أو االسددتيالء أو حددىت االبت دزاز‬ ‫واإلكراه على سلب املال أو األعراض أو املطالبة مبثل ذلك يعد قرصنة‪.‬‬ ‫كما حددت منظمة املالحة الدولية رالردة أشكال لألعمال اليت ينفذها القراصنة هي‪:‬‬ ‫أوال‪ :‬السلب باستخدام أسلحة خفيفة‪ :‬وهي سدرقات صدغرية باسدتخدام السدالح‪ ،‬وغالبدا مدا ترتكدب‬ ‫يف املوانئ أو على مقربة من السواحل ضد الصيادين أو املتندزهني يف البحر‪.‬‬

‫‪ - 17‬اتفاقية األمم املتحدة لقانون البحار العام ‪ ،1712‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.13‬‬ ‫‪23‬‬


‫وتعددرف منظمددة املالحددة الدوليددة ذلددك النددوع مددن السددلب علددى النحددو التددايل‪'' :‬هجددوم انتحدداري‬ ‫يقددع علددى طددول السدواحل‪ ،‬وتنفددذه قدوارب قويددة جدددا يقودهددا جمرمددون ولصددوص مسددلحون يف البحددار‪،‬‬ ‫وهددم عددادة حيملددون السددكاكني وهدددفهم عمومددا السدديولة النقديددة‪ ،‬واألغدراض الشخصددية غاليددة الددثمن''‪،‬‬ ‫وهذا النوع من القرصنة هو الشائع وتزيد نسبته عن ‪ %70‬من احلاالت‪.‬‬ ‫ثانيــا‪ :‬الســرقة واالعتــدام المســلح المتوســط بخطــف أو بــدون خطــف‪ :‬ويقصددد بددذلك ''هجمددات‬

‫عنيفة وسرقات تسفر عن جروح خطرة أو سدقوط قتلدى‪ ،‬وتنفدذها عصدابات منظمدة جيددا‪ ،‬وهدي عدادة‬ ‫مسددلحة تسددليحا رقدديال‪ ،‬وتعمددل حلسدداب مركددب (أم) مسددتفيدة عمومددا مددن شددركاء علددى الددرب مت دواط ني‬ ‫معها‪ ،‬وهذا الشكل من القرصنة ميثل خطرا شديدا على املالحدة‪ ،‬وال سديما عنددما يدتم حتييدد املالحدني‬ ‫وشل حركتهم أو حجزهم''‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬االختطاف اإلجرامي الخطير‪ :‬ويتم فيه ارتكاب جرم االختطاف‪ ،‬حيث يستويل القراصنة على‬ ‫املركب ويعمدون إىل متويهه أوال‪ ،‬مث تسجيله باسم مزور‪ ،‬ومحولته ختتطف أو تقدذف يف البحدر حسدب‬ ‫ندوع شددبكة اجملدرمني وتسددمى منظمددة املالحدة هددذا الندوع مددن الظدداهرة ''تقنيدة املركددب الشدبح'' كمددا حتدددد‬ ‫هذا النوع من القرصنة بثنده‪ '' :‬أنشدطة إجراميدة دوليدة خمططدة وحتددث تصدرفها مدوارد هامدة‪ ،‬وتسدتخدم‬ ‫عص ددابات هام ددة م ددن رج ددال م دددربني جي دددا ومس ددلحني تس ددليحا رق دديال وعل ددى اس ددتعداد ت ددام الس ددتخدام‬ ‫‪18‬‬ ‫األسلحة النارية‪.‬‬ ‫اآلثار القانونية المترتبة عن القرصنة‪:‬‬

‫إن جرمية القرصنة يرتتب عنها آرار قانونية (القراصنة‪ +‬السدفينة القرصدنية)‪ ،‬مث حماكمدة القراصدنة‬ ‫ومصادرة السفينة حيث‪:‬‬

‫‪ )0‬القبض على القراصنة‪:‬‬

‫اسددتقر العددرف الدددويل منددذ أقدددم العصددور علددى أن القرصددنة جرميددة حبريددة تتبددع املسددؤولية الدوليددة‬ ‫ملرتكبيه ددا‪ ،‬ووج ددوب التع دداون يف القض دداء عل ددى ه ددذه الظ دداهرة‪ ،‬ووص ددفها بثره ددا أعم ددال إرهابي ددة‪ ،‬وحتدي ددد‬ ‫نصوص واتفاقيات وقرارات دولية منصرفة إىل أعمال القرصنة‪ 19‬ففي املاضي كان جيدوز لكدل مدالح أن‬ ‫‪ - 18‬احلسيي عبد الكرمي‪ :‬ظاهرة القرصنة يف البحر األمحر وآرارها األمنية على دول املنطقة‪ ،‬مركز الراصد للدراسات السياسية واالسرتاتيجية ندوة بعنوان‬ ‫ظاهرة القرصنة يف البحر األمحر وآرارها األمنية على دول املنطقة‪ ،‬بتاريخ ‪ 1‬أفريل ‪ ،2007‬السودان‪ ،‬ص ‪(.2‬نسخة حمزنة على الويب بتاريخ ‪-24‬‬ ‫‪(http//www.orrasid.com /index, php/Main/index /4/17/Contents).)pm 6:18 2011-11‬‬ ‫‪ - 19‬علي حسني الشريف‪ :‬اإلرهاب والقرصنة البحرية‪ ،‬مركز الدراسات والبحوث‪ ،‬جامعة نايف العربية للعلوم األمنية‪ ،‬ط‪ ،1‬الرياض‪ ،2001 ،‬ص‬ ‫‪.31‬‬ ‫‪24‬‬


‫يقددوم بتوقيددف القراصددنة وتقدددميهم للمحاكمددة كمددا أكدددت علددى ذلددك معاهدددة جنيددف ألعددايل البحددار‬ ‫ونظمددت القددبض علددى القراصددنة وحمدداكمتهم يف امل دواد مددن (‪ )22-17‬وقددد قددررت هددذه امل دواد ملختلددف‬ ‫‪20‬‬ ‫الدول اختصاصات شرطية وقضائية عدة ملكافحة القرصنة وهي‪:‬‬

‫‪ )0‬االختصاصات الشرطية‪:‬‬

‫لإلشددارة أوال أن هددذه االختصاصددات مقددررة للسددفن احلربيددة وحدددها فددال جيددوز للسددفن التجاريددة‬ ‫كما كان يف املاضدي (التصددي والقدبض علدى السدفن ) ويف هدذا املعدل تدنأل املدادة (‪ )21‬مدن معاهددة‬ ‫البحار العاملية على ما يلي‪( :‬االستيالء بسبب أعمال القرصنة يتم القيام به فقط من السفن احلربية أو‬ ‫الطائرات العسكرية‪ ،‬أو سفن وطائرات يف خدمة احلكومة ومفوضة هبذه املهمة‪.‬‬ ‫وعلى ذلك جيوز للسفينة احلربية إذا صادفت سفينة جتارية مشدتبه هبدا ‪-‬مهمدا تكدن جنسديتها‪-‬‬ ‫أن تق ددوم بتفتيش ددها للبح ددث ع ددن م ددا إذا كان ددت تق ددوم بثعم ددال القرص ددنة وهل ددا ح ددق توقي ددف األش ددخاص‬ ‫املوجودين فيها يف حال تثبتها من أرها سفينة قرصنة‪.‬‬ ‫وتثسيسا على أن القرصنة البحرية جرمية دولية تكون مكافحتها مدن حدق مجيدع الددول وليسدت‬ ‫الددول الدديت توجددد السددفينة قريبددة مددن مياههددا اإلقليميدة فحسددب‪ ،‬بغددض النظددر عددن جنسدديتها‪ 21‬سدواء يف‬ ‫أعايل البحار أو يف مكان آخر ال خيضع الختصاص أي دولة من الدول‪.‬‬ ‫أما إذا دخلت سفينة القرصنة املياه اإلقليمية لدولة معينة‪ ،‬فيكون من حق هذه الدولدة األخدرية‬ ‫وحدها القبض عليها وحماكمتها‪ ،‬ويف ذلك تنأل املدادة (‪ )14‬مدن معاهددة جينيدف علدى أن‪ '':‬تتعداون‬ ‫مجيددع الدددول ألقصددى حددد ممكددن يف قمددع القرصددنة يف أعددايل البحددار أو يف مكددان آخددر خددارج نطدداق‬ ‫الوالية القانونية ألي دولة''‪.‬‬ ‫وتنأل املادة (‪ )14‬على أنه‪ '' :‬جيوز ألي دولة أن تقبض على سفينة أو طائرة يكون القراصنة‬ ‫قددد اسددتولوا عليهددا وأصددبحت حتددت إش درافهم‪ ،‬وأن تقددبض علددى األشددخاص وتسددتويل علددى ممتلك دداهتم‬ ‫املوجودة عليها عندما يتم ذلك يف أعايل البحار أو أي مكان آخر خارج نطاق الوالية القانونية يف أية‬ ‫‪22‬‬ ‫دولة أخرى''‪.‬‬

‫‪ - 20‬هبجت عبد اهلل قائد‪ :‬القرصنة البحرية وأمن املالحة العربية‪ ،‬املركز العريب للدراسات األمنية والتدريب‪ ،‬الرياض‪ ،1410 ،‬ص ‪.37‬‬ ‫‪ - 21‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.31‬‬ ‫‪ - 22‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.37‬‬ ‫‪25‬‬


‫‪ )3‬محـاكمة القراصنة‪:‬‬ ‫أسددهمت عوامددل تارخييددة وموضددوعية عديدددة يف سددعي اجملتمددع الدددويل لتقنددني املسددؤولية اجلنائيددة‬ ‫علددى الصددعيد الدددويل تتصددل هددذه العوامددل باألفعددال اجلرميددة خددارج احلدددود ال سدديما يف أعددايل البحددار‬ ‫بالقرص ددنة ض ددد الس ددفن واألمد دوال واألش ددخاص‪ .‬وق ددد تص دددى اجملتم ددع ال دددويل هل ددذه األفع ددال وأدرج ددت‬ ‫(القرصنة) ضمن اجلرائم الدولية‪ ،‬وقنندت يف نصدوص تضدمنتها اتفاقيدة قدانون البحدار الديت اعتمددت مدن‬ ‫قبددل األمددم املتحدددة عددام ‪ ،1712‬كمددا عقدددت اتفاقيددات دوليددة ملعاجلددة وجتددرمي خطددف الطددائرات الدديت‬ ‫تشددكل نوعددا مددن القرصددنة اجلويددة‪ ،‬كددذلك انتشددار جتددارة الرقيددق ومددا خلفتدده مددن مقسددي يف تدداريخ البشدرية‬ ‫جعلت القانون الدويل يعدها جرميدة ضدد اإلنسدانية نصدت عليهدا جمموعدة مدن الصدكوك الدوليدة حلقدوق‬ ‫‪24‬‬

‫اإلنسان‪ 23‬ولعل أمهها اإلعالن العاملي حلقوق اإلنسان نأل املادة الرابعة منه‪.‬‬ ‫وباعتبار أن القرصنة جرمية دوليدة فإنده يعدد القدبض علدى سدفينة القرصدنة وحماكمدة مدا عليهدا مدن‬ ‫قراصدنة عمدا صددر مدنهم مدن أعمدال غدري مشدروعة الديت ترتدب عنهدا اإلخدالل بدثمن وسدالمة املالحددة يف‬ ‫البحار ضروريا وملحا‪ ،‬وهذا ما جيعلنا أمام مجلة من التساؤالت أمهها‪:‬‬

‫أ) السلطة التي تملك محاكمة القراصنة‪:‬‬

‫اسدتقر العدرف الددويل علدى حدق سدلطات الدولدة الديت قبضدت علدى القراصدنة يف حمداكمتهم أمدام‬ ‫حماكمها‪ ،‬إذ يعترب القرصان يف مجيع العصور مدجرماً يف حق مجيع الدول وخارجا عن القانون‪.‬‬ ‫ولدديس للقرصددان أن يتمسددك مبحاكمتدده وفقداً لقددانون علددم السددفينة أو قددانون جنسدديتهم أو أمددام‬ ‫قضدداء أي منهمددا‪ ،‬ففددي القدددمي كددان القرصددان يعدددم مباشددرة أو يشددنق‪ ،25‬ومفدداد ذلددك أن القرصددنة جتددرد‬ ‫السددفينة والقرصددان مددن اجلنسددية‪ ،‬واملقصددود بالتجريددد هنددا فقددط مددن حيددث االختصدداص القددانوين بنظددر‬ ‫جرميددة القرصددنة واحلكددم فيهددا ويسددتثل مددن هددذا االختصدداص العددام الغددرض الددذي يددتم فيدده القددبض علددى‬ ‫السددفينة القرصددانية يف امليدداه اإلقليميددة لدولددة مددا‪ ،‬بعددد مطدداردة بدددأت يف البحددر العددام‪ ،‬ففددي هددذا الغددرض‬ ‫ختتأل حماكم الدولة األخرية مبحاكمة القراصنة وفقا لقانورها‪.‬‬

‫‪ - 23‬حناوي خليل حممود وباسيل يوسف‪ :‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.11-7‬‬ ‫‪ - 24‬اإلعالن العاملي حلقوق اإلنسان‪ ،‬املادة الرابعة‪ .‬ص‪.1‬‬ ‫‪ - 25‬هبجت عبد اهلل قائد‪ :‬القرصنة البحرية وأمن املالحة العربية‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.40‬‬ ‫‪21‬‬


‫ب) القانون الذي يُطبق على القراصنة‪:‬‬

‫ال جي ددوز للقراص ددنة املطالب ددة مبح دداكمتهم وفق ددا لق ددانون عل ددم الس ددفينة‪ ،‬أو ق ددانون جنس دديتهم ألن‬ ‫القرصددنة جتددرد السددفينة والقرصددان مددن اجلنسددية‪ ،‬حبيددث حيددرم القرصددان وسددفينته مددن حماكمتدده وفقددا لقددانون‬ ‫جنسديته أو جنسدية علدم السدفينة والقدانون الواجدب التطبيدق هندا علدى القرصدان والسدفينة مركبدة القرصدنة‬ ‫هدو قددانون الدولددة احلدداجزة أي الدولددة الدديت قبضددت علدى سددفينة القرصددنة و حماكمتهددا أمددام قضددائها‪ ،‬وهلددا‬ ‫حق حتديد العقوبة املقررة للقرصنة البحرية‪.‬‬

‫ج) العقوبة المقررة لجريمة القرصنة البحرية‪:‬‬

‫يف العصر احلديث عدادة تعاقدب الدولدة القراصدنة بعقوبدات شدديدة تدرتاوح بدني األشدغال الشداقة‬ ‫واإلعدددام‪ ،‬باإلضددافة إىل مصددادرة السددفينة مبددا عليهددا مددن بضددائع وأم دوال مملوكددة للقراصددنة‪ ،‬أمددا األم دوال‬ ‫املتهربدة تدرد إىل أصددحاهبا‪ ،‬وقدد قنندت معاهدددة جينيدف للبحدار العاليددة األحكدام املغلقدة حبددق الدولدة الدديت‬ ‫قامت بالقبض على سفينة القرصنة مبحاكمتها وذلك يف املادة (‪ )217‬واليت نصت على‪:‬‬ ‫''وميكددن حملدداكم الدولددة الدديت قامددت باالسددتيالء أن تقددرر العقوبددات الدديت جيددب توقيعهددا وميكنهددا‬ ‫كددذلك حتديددد اإلجدراء الددذي جيددب اختدداذه بالنسددبة إىل السددفن والطددائرات واملمتلكددات دون اإلجحدداف‬ ‫حبقوق األطراف الثالثة اليت تعمل حبسن نية''‪ 26.‬وهذا يعي ان كل حمكمة قامت دولتها بإلقاء القبض‬ ‫على السفينة هلا احلق يف تقرير العقوبات حسب قوانينها الداخلية وهلدا حدق حتديدد االجدراءات املتخدذة‬ ‫يف املمتلكدات وكددذا ضددمان حقددوق مجيددع االطدراف سدواء تعلددق األمددر باملتضددررين أو املعتدددين مبددا حتدددده‬ ‫تشريعات الدولة‪.‬‬

‫‪ - 26‬هبجت عبد اهلل قائد‪ :‬القرصنة البحرية وأمن املالحة العربية‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪42‬‬ ‫‪27‬‬


‫المطلب الثاني‪ :‬بدايات القرصنة في العصور القديمة وعصر اإلسالم‪.‬‬ ‫بدددأت مشدداكل وج درائم البحددر مددن قتددل وسددرقة وسددلب منددذ ان ركبدده االنسددان واعتلددى السددفن‬ ‫_(حبكددم الغريددزة وحددب املددال والتملددك)_‪ ،‬فمنددذ أن اسددتعمل اإلنسددان السددفينة للنقددل والتجددارة‪ ،‬بدددأت‬ ‫عمليددات القرصددنة تطالدده يف السدداحل والبحددر مددن سددلب ون ددهب وس د النسدداء والعبيددد‪ ...‬حيددث عرف دوا‬ ‫قدميا باسم ''لصوص البحر''‪ ،‬والكثري من األساطري والروايات حتكي مقررهم‪...‬وجرائمهم‪ ،‬كما عرفت‬ ‫هددذه الظدداهرة الوج ددود يف عصددر اخلالفددة اإلس ددالمية يف بدددايتها خاصددة يف احلبش ددة (الصددومال)‪ ،‬حي ددث‬ ‫اسددتطاع املسددلمون القضدداء عليهددا مددن خددالل القددوة مددن جهددة‪ ،‬وفتوحددات احلبشددة الدديت أنددارت العقددول‬ ‫والقلوب بالدين اإلسالمي‪.‬‬ ‫وحن دداول يف ه ددذا املطل ددب التط ددرق إىل الب دددايات األوىل للقرص ددنة يف العص ددور القدمي ددة مث عصد ددر‬ ‫اإلسالم‪.‬‬

‫‪21‬‬


‫تعترب جرمية القرصنة البحرية من أقدم اجلرائم اليت عرفتها البشدرية مندذ أكثدر مدن ‪ 1200‬سدنة قبدل‬ ‫امليالد وها هي اليوم تعاود االنتشار من جديد بعد أن كانت مدن اجلدرائم البدائيدة‪ ..‬ال حيكدى عنهدا إال‬ ‫يف كتب التاريخ أو أفالم الكارتون‪ ،‬هذه الظاهرة الديت كاندت هلدا أسدباهبا ومسدبباهتا مدن القددم ومدن هندا‬ ‫حندداول أن نتطددرق مددن خددالل هددذين املطلبددني إىل التدداريخ القدددمي هلددذه الظدداهرة والعوامددل الدديت أدت إىل‬ ‫ظهورها‪.‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬القرصنة قديما قبل (‪ )0211‬سنة قبل الميالد‪:‬‬

‫تعددود أعمددال القرصددنة إىل أزيددد مددن رالرددة آالف سددنة‪ ،‬ويعتقددد الددبعض أن كلمددة قرصددان اسددتخدمت يف‬ ‫العددام ‪ 140‬ق‪.‬م مددن جانددب املددؤرخ اليوندداين (بوليبيددوس) أمددا املددؤرخ اليوندداين (بلوتددارك) فقددد ذكرهددا يف‬ ‫حوايل م ة عام بعدد املديالد ليعدرب عدن أقددم تعريدف واضدح للقرصدنة‪ ،‬فقدد وصدف القراصدنة بدثرهم أول دك‬ ‫األشخاص الدذي يهدامجون بددون سدلطة قانونيدة‪ ،‬لديس فقدط السدفن ولكدن املددن السداحلية أيضدا‪ ،‬وقدد‬ ‫‪27‬‬ ‫وصفت القرصنة ألول مرة يف األعمال األدبية القدمية (اإللياذة‪ ،،‬واألوديسا)‪.‬‬ ‫وتشري بعض املصادر األخرى أن الفينيقيدني كدانوا أول مدن امدتهن هدذه الصدفة مندذ القدرن الثداين‬ ‫عشر قبل امليالد‪ ،‬وتشدري املصدادر أن القراصدنة اليوندان حلقدوا بالقراصدنة الفينيقيدني‪ ،28‬ومشلدت أنشدطتهم‬ ‫الس دواحل اليونانيددة‪ ،‬والس دواحل الشددرقية للبحددر األبدديض املتوسددط‪ ،‬وكددانوا أرندداء هجمدداهتم علددى البحددار‬ ‫يستخدمون قوارب خفيفة حتمل من املياه وختبث بني األشجار‪ ،‬وكاندت هدذه القدوارب تتسدع حلدوايل ‪30‬‬ ‫شخص ددا‪ ،‬ومل يقتص ددر نش دداط لص ددوص البح ددر األوائ ددل عل ددى التع ددرض للس ددفن ب دل ط ددال نش دداطهم امل دددن‬ ‫وامل دوانئ‪ ،‬ومل يتضدداءل نشدداط القراصددنة يف البحددر األبدديض املتوسددط إال بعددد تثسدديس األسددطول البحددري‬ ‫العسكري األري ددي يف القرن اخلامس قبل امليالد حيث متكن هذا األسطول من مالحقة القراصنة‪.‬‬ ‫ويف محلت دده الش د درقية اص ددطحب االس ددكندر مع دده ع ددددا م ددن علم دداء اإلغري ددق مث ددل ( تي ددارخوس‬ ‫وبدداتروكيلس) اللددذين حتدددرا يف مؤلفدداهتم عددن نشدداط القراصددنة ومراكددز جتمعهددم علددى الطريددق املددؤدي إىل‬ ‫اهلنددد وخاصددة يف جزيددرة سددومطرى الواقعددة يف الطريددق التجدداري الددذي يدربط البحددر األمحددر ببحددر العددرب‪،‬‬ ‫فاحمليط اهلندي‪ 29‬ومن جهة أخرى كان (بدوليقراط) طاغيدة جزيدرة سداموس (‪ 522-537‬ق‪.‬م) حيدث‬ ‫‪ - 27‬حممد ياسر منصور‪ :‬القرصنة البحرية بني األمس واليوم‪ ،‬جملة كلية امللك خالد العسكرية‪ ،‬العدد( ‪ )71‬السعودية سبتمرب‪ ،2004‬ص ‪.70‬‬ ‫‪ - 28‬املرخيي سيف شاهني‪ :‬القرصنة يف اخللي العريب والبحر األمحر واحمليط اهلندي يف العصور اإلسالمية األوىل‪ ،‬جملة كلية اآلداب‪ ،‬جامعة‬ ‫اإلسكندرية‪ ،‬العدد ‪ ،51‬مصر‪ ،2001 ،‬ص‪.31‬‬ ‫‪ - 29‬املرخيي سيف شاهني‪ :‬القرصنة يف اخللي والبحر األمحر واحمليط اهلندي‪ ،..‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.37‬‬ ‫‪27‬‬


‫استطاع بناء أسطول ضخم مبقاييس عصره‪ ،‬سيطر به على حبر" إجيه " كما اسدتطاع بنداء مديندة رائعدة‬ ‫إال أندده اكتسددب سددوء السددمعة باعتبدداره وحشددا ولص داً‪ ،‬ولكددن اعتددرب الددبعض أن عمددل "ب دوليقراط" كددان‬ ‫‪30‬‬ ‫استثناءا يف عصره‪ ،‬كوسيلة إلدارة السياسة والتجارة‪ ..‬و كانت القرصنة أحد عناصرها‪.‬‬ ‫ومارس القرصنة على مستويات متقدمة إىل احلد الذي دفع ببعض املؤرخني للقول أن بوليقراط‬ ‫هو أعظم قراصنة العدامل القددمي (وقدد اسدتطاع حداكم جزيدرة "كريدت" بعدد مددة مدن الدزمن القضداء علدى‬ ‫‪31‬‬ ‫"بوليقراط" علما أنه كان قرصانا سابقا هو اآلخر)‪.‬‬ ‫ومن ددذ قي ددام اإلمرباطوريد دة الروماني ددة م ددارس القراص ددنة قط ددع الط ددرق واملالح ددة ب ددالقرب م ددن مد دوانئ‬ ‫"روما"واستطاع القراصنة القبض على قضداة رومدانيني واملدس بسدمعة اإلمرباطوريدة (الديت كاندت ال تغيدب‬ ‫عنها الشمس)‪ ،‬سياسيا وجتاريا ومالحيا ومت تعريض روما حلصار حبري بكل معل الكلمة‪ ،‬وقد استغل‬ ‫القراصنة ضعف الدولة اإليطالية واخلالفات الداخلية فيها (احلدرب األهليدة بدني أنصدار "مداري" وأنصدار‬ ‫"سددوال")‪ ،32‬وبعددد فددرتة مددن تزايددد هددذه الظدداهرة كلددف "بومب ددي*" يف العددام ‪ 17‬قبددل املدديالد ‪33‬واسددتطاع‬ ‫القضداء علددى القرصددنة يف البحددر املتوسددط‪ ،‬ومددن أجدل توطيددد سددلطته عمددد إىل إطددالق صدراح القراصددنة‪،‬‬ ‫وأسكنهم أوروبا بعيددا عدن السدواحل البحريدة‪ ،‬علدى وجده اخلصدوص (كيليكيدا) وأعطداهم فرصدة للعدودة‬ ‫إىل احلياة الشريفة‪ ،‬وبالتايل أمدن شدرهم‪ 34‬ونفدس الشديء حددث مدع "يوليدوس" القيصدر الدذي اختطدف‬ ‫من طرف القراصنة أرناء رحلة له يف جزيرة "رودوس"‪ ،‬وبعد فدية أعطيت للقراصنة أطلدق سدراحه لكنده‬ ‫عدداد وانددتقم مددن القراصددنة ‪-‬شددر انتقددام‪ -‬وأرهددى وجددودهم مددن البحددر املتوسددط‪ ،‬وبالتددايل وبفضددل كددل مددن‬ ‫القائد العسكري (بدوم ) والقيصدر‪ ،‬غابدت القرصدنة مدن سدواحل املتوسدط إىل أن مدات القيصدر يف ‪15‬‬ ‫مدارس عددام ‪44‬ق‪.‬م وسدرعان مددا عددادت الظداهرة خاصددة يف ظدل تراخددي قبضددة اإلمرباطدور اجلددالس علددى‬ ‫العددرش حددىت سددقوط اإلمرباطوريددة الرومانيددة يف القددرن اخلددامس املدديالدي‪ ،‬وكانددت القرصددنة التدزال تسدديطر‬ ‫‪35‬‬ ‫على املالحة وطرقها‪.‬‬ ‫‪ - 30‬باتسيك ماخوفسكي‪ :‬تاريخ القرصنة يف العامل‪ ،‬ترمجة أنور حممد إبراهيم‪ ،‬اهلي ة املصرية العامة للكتاب‪ ،‬القاهرة‪ ،2001 ،‬ص ‪.22‬‬ ‫‪ - 31‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.23‬‬ ‫‪ - 32‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.21‬‬ ‫* ‪ -‬جيي بوم ‪ 41-101( :‬قبل امليالد) قائد عسكري روماين وشخصية سياسية رومانية مهمة‪.‬‬ ‫‪ - 33‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.27‬‬ ‫‪ - 34‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.27‬‬ ‫‪ - 35‬باستيك ماخوفسكي‪ :‬تاريخ القرصنة يف العامل‪ ،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص‪.35‬‬ ‫‪30‬‬


‫أسباب انتشار القرصنة في العصور القديمة‪:‬‬ ‫كانت هناك عدة عوامل أدت إىل ظهور جرمية القرصنة البحرية يف العصور القدمية وأصدبحت‬ ‫ظاهرة خطرية مست باملالحة البحرية خاصة وأرها كانت الوسيلة الوحيدة لربط العامل قاريداً‪ ،‬ولعدل أهدم‬ ‫األسباب اليت أدت إىل ظهور هذه اجلرمية اخلطرية‪:‬‬ ‫‪ -1‬انتعاش التجارة البحرية‪.‬‬ ‫‪ -2‬ظهور لصوص البحر‪.‬‬ ‫‪ -3‬ازدهار جتارة العبيد والرق‪.‬‬ ‫‪ -4‬التوسع اإلمرباطوري لبعض العواصم واعتمادها على القراصنة‪.‬‬

‫خريطة توضح أهم املمرات املائية يف العامل باإلضافة اىل أهم االمرباطوريات اليت تتواجد يف املناطق االسرتاتيجية يف العامل قدميا‪.‬‬ ‫املصدر‪http://www.emersonkent.com/map_archive/world_map_languages_1911.htm:‬‬

‫‪31‬‬


‫ الفرع الثاني‪ :‬القرصنة في القرون الوسطى‪:‬‬‫كمددا أسددلفنا الددذكر أن القرصددنة البحريددة اختفددت يف عهددد اإلمرباطوريددة الرومانيددة بفضددل كددل مددن‬ ‫"بوم والقيصدر الرومداين " ولكدن مدا إن لبثدت أن عدادت مدع موهتمدا وضدعف السدلطة احلاكمدة خاصدة‬ ‫يف بداية القرن اخلامس امليالدي‪.‬‬ ‫ولعل سقوط اإلمرباطورية الرومانية كان من أهم عوامل عدودة ظهدور وانتشدار القرصدنة‪ ،36‬علمدا‬ ‫أن أهم بداية للحضارة األوربية كان علدى جاندب البحدر كاندت يف ‪ 3000‬سدنة ق‪.‬م وبلغدت احلضدارة‬ ‫اإلغريقيددة ذروهتددا يف القددرن ‪ 27‬ق‪.‬م و ‪110‬ق‪.‬م بلغددت رومددا أوج قوهتددا وانقسددمت إىل إمرباطددوريتني (‬ ‫الرومانية الغربية) ( الشرقية البيزنطية) مث بدأت القرون الوسطى أين عرفت أوروبا حركدة جتاريدة ومالحيدة‬

‫كددربى ‪ ،37‬لكددن عددودة القرصددنة إىل املنطقددة خاصددة مشددال البلطيددق وحبددر الشددمال ومضدديق املددان والدديت‬ ‫كانت أهم املناطق البحرية‪ ،‬وازدادت حدة الصراع بني الدول األوربية للسيطرة علدى البحدار واملصدبات‬ ‫وبدددأ ظهددور ''الفددايكينغ'' يف بدايددة القددرن الثددامن كددثهم قراصددنة للبحددر اسددتطاعوا السدديطرة عليدده وعلددى‬ ‫واملالح ددة البحري ددة م ددن وإىل أوروب ددا فع دداود املهن ددة أس ددالفهم يف جزي ددرة اس ددكندنافيا نتيج ددة ظ ددروف احلي دداة‬ ‫الصددعبة انددذاك حيددث عرفددت املنطقددة يف تلددك الفددرتة اجملاعددة والفقددر املدددقع وقلددة م دواد الغددذاء والطعددام‬ ‫باإلضددافة إىل ندددرة اإلنتدداج يف تلددك املندداطق‪ ،‬ممددا أدى هبددم إىل اح درتاف مهنددة أجدددادهم والسددطو علددى‬ ‫أراضي الغري‪ 38‬ورغم أرهم ألبسوا الرعب يف نفوس العامل إال أرهم‪:‬‬ ‫ وضعوا قانونا خاصا للقراصنة فيما بينهم يعاقب كل من حياول سرقة أو رهب جمتمعهم‪.‬‬‫‪39‬‬ ‫ إقامة العدل ونظام حيكمهم يسري على مجيع ف ات جمتمعهم ‪.‬‬‫ومددع بدايددة القددرن الثددامن تصدداعدت أعمددال القرصددنة يف حبددر البلطيددق بعددد انتعدداش اقتصددادي يف‬ ‫بلدان حبر البلطيق‪ ،‬وحتسن احلركة التجارية‪ ،‬وتزايد احلركة للدول مع الدول األوروبيدة‪ ،‬مدا يغدري‬ ‫بالسرقة وتزايددت حددة الصدراع بدني الددول للسديطرة علدى البحدر ممدا دفدع مبماليدك أوربدا والددول‬ ‫االس ددكندنافية والس ددالفية الس ددتغالل القراص ددنة ألغراض ددهم السياس ددية اخلاص ددة واس ددت جارهم يف‬

‫‪ - 36‬باتسيك ماخوفسكي‪ :‬تاريخ القراصنة يف العامل‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.41‬‬ ‫‪ - 37‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.42‬‬ ‫‪ - 38‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.43‬‬ ‫‪ - 39‬باتسيك ماخوفيسكي‪ :‬تاريخ القرصنة يف العامل‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.50‬‬ ‫‪32‬‬


‫أعمد د د د دداهلم التوسد د د د ددعية واحلربيد د د د ددة خاصد د د د ددة مد د د د ددع ظهد د د د ددور القراصد د د د ددنة (الروجيد د د د ددون) والقراصد د د د ددنة‬ ‫‪40‬‬

‫(البورميون)*وسيطرهتم على حبر البلطيق‪.‬‬ ‫ومل تعددد القرصددنة مصدددرا للمددال فحسددب بددل أصددبحت يف هددذه الفددرتة مصدددرا أساسدديا للرقيددق‬ ‫وجتارته‪ ،‬فكانت عصابات الرب والبحر تغدري على السكان اآلمنني وتس النساء واألوالد والرجال وكدان‬ ‫اليونددانيون والفينيقيددون أسددبق األمددم يف اختدداذ القرصددنة وسدديلة للحصددول علددى الرقيددق ومنددذ القددرن (‪)12‬‬ ‫كانت جزيرة (ليمينوس وديلوس) يف حبدر إجيده مدن أهدم منداطق مسدتودعات الرقيدق املخطدوف‪ ،41‬وقبدل‬ ‫هذه الفرتة يف أواخر القرن الرابع و اخلامس امليالدي حيث شن املغد ددول‪-‬الذين جاؤوا من أواسدط آسديا‬ ‫ويطلددق علدديهم اسددم (اهلددون)‪ -‬هجمددات علددى القبائددل اجلرمانيددة‪ ،‬وكثددرت احلددروب يف املنطقددة حيددث ويف‬ ‫العددام ‪ 471‬م اسددتطاع القائددد األملدداين (أودواسددر) مددن خلددع آخددر أبدداطرة رومددا (أغسددطلوس) واشددتد‬ ‫الص دراع يف حبددر البلطيددق وكددان حددافزاً لوجددود القراصددنة‪ 42‬ونفددس الشدديء جعددل مددن القراصددنة يف البحددر‬ ‫األمحر وحبر العرب واحمليط اهلندي‪ .‬فمنذ العصر اليوناين تعرف املنطقة نشاط القراصنة‪.‬‬ ‫كم ددا تش ددري املعلوم ددات أن الع ددرب وخصوص ددا (املعيني ددون الس ددب يون) وأه ددل عم ددان ك ددان هل ددم الس ددبق يف‬ ‫الوصددول إىل اهلنددد وسدديالن وكددانوا حيتكددرون التجددارة البحريددة بددني الغددرب والشددرق قبددل وصددول البطاملددة‬ ‫والرومددان‪ ،‬وشددجع القراصددنة يف منطقددة حبددر العددرب واخللدي العددريب ازدهددار هددذه اخلطددوط التجاريددة‪ ،‬كمددا‬ ‫عرفت التجارة العربية خطر القرصنة خاصة يف جزيرة (بروويرز) وسكان مشال سيام وكمبوجيا وتعرضها‬ ‫‪43‬‬ ‫للسطو‪ ،‬وهذا ما زاد من نفوذ القراصنة وتوسع قوهتم‪.‬‬ ‫كمددا اسددتخدم النددبالء يف أوربددا يف العصددور الوسددطى عصددابات اإلرهدداب لإلخددالل بدداألمن ضددد‬ ‫خصددومهم مددن النددبالء املنافسددني هلددم‪ ،‬حيددث كددانوا يعيثددون فسددادا يف اإلقطاعيددات الدديت ميلكهددا النددبالء‬ ‫املنافسددون‪ ،‬كمددا كددان العبيددد يغددزون إقطاعيددات أسدديادهم ويشددكلون عصددابات لالنتقددام والقتددل والسدرقة‬ ‫وإشاعة الفوضى يف أراضي أسيادهم‪ ،‬ومنهم جمموعات للقراصنة جتوب البحار وهتدد املالحة البحرية‪،‬‬ ‫وقد استخدمت كل من اإلمرباطوريدات الفرنسدية ‪ ،‬اإلجنليزيدة واإلسدبانية ضدد بعضدهم الدبعض يف حدرب‬ ‫* ‪ -‬الروجيون والبورميون‪ :‬قبائل كانت تعي يف مناطق ساحلية لبحر البلطيق وكانت من اهم قبائل املنطقة و اقواهم يف تلك الفرتة من التاريخ‪.‬‬ ‫‪ - 40‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.51‬‬ ‫‪ - 41‬عبد السالم الرتمانيي‪ :‬الرق‪ ،‬سلسلة عامل املعرفة‪ ،‬العدد ‪ ،23‬جملة شهرية يصدرها اجمللس الوطي للثقافة والفنون واألدب‪ ،‬الكويت‪ ،‬نوفمرب‬ ‫‪ ،1777‬ص ‪.44‬‬ ‫‪ - 42‬جفري برون‪ :‬تاريخ أوربا احلديث‪ .‬ترمجة على املرزوقي‪ .‬دار االهلية للنشر‪ .‬االردن ‪ .2001‬ص‪.71‬‬ ‫‪ - 43‬املرخيي سيف شاهني‪ :‬القرصنة يف اخللي العريب والبحر األمحر واحمليط اهلندي يف العصور اإلسالمية األوىل‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.152‬‬ ‫‪33‬‬


‫غددري معلنددة يف البحددار‪ ،‬وهددو مددا يعددد إرهابداً دوليداً يف العصددر احلددديث‪ ،‬كمددا أن القراصددنة يف الددرب يبيعددون‬ ‫خدماهتم إىل من يعطي رنا أكرب‪.‬‬

‫‪44‬‬

‫‪ - 44‬أمحد جالل عز الدين‪ :‬اإلرهاب والعنف السياسي‪ ،‬دار احلرية‪ ،‬القاهرة‪ ،1711 ،‬ص‪.17‬‬ ‫‪34‬‬


‫المبحث الثاني‪ :‬القرصنة في العصر الحديث والمعاصر‪:‬‬ ‫مندذ بدايدة املالحددة وجددت القرصدنة البحريددة‪ ،‬فمندذ القدددمي كدان البحدر جمدداالً للفوضدى‪ ،‬فمندداطق‬ ‫واسددعة وحميطددات يصددعب مراقبتهددا وغيدداب القدوانني الدديت حتكددم هددذه املندداطق ومثلمددا كانددت الظدداهرة يف‬ ‫القدم رغم ضعف اإلمكانات وبساطة الوسائل‪ ،‬فهي يف العصر احلديث واملعاصر تعرف تطورا وتقدما‬ ‫مع مرور الزمن وتغيددري يف التكتيك والوسائل‪..‬ونفس املواقع تقريبدا‪ ،‬حيدث انده و مندذ القددم التدزال وكدراً‬ ‫للصدوص البحددر كمدا مت تسددميتهم قددميا‪ ،‬حيددث عداودت الظدداهرة الدربوز حيددث اسدتطاع القراصددنة حتقيددق‬ ‫مدقرهبم املاليدة مدن السددلب والنهدب ومدن جهددة اخدرى تعطيدل املالحددة البحريدة ممدا أرددر سدلباً علدى التجددارة‬ ‫الدولية والنقل البحري‪.‬‬ ‫ومددن خددالل هددذا املبحددث حندداول دراسددة تدداريخ القرصددنة يف العصددر احلددديث وكيددف تطددورت يف‬ ‫العصر املعاصر أين أضحت وماذا نت عنها‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مكافحة القرصنة في عصر الخالفة اإلسالمية‪:‬‬

‫وسدع‬ ‫يف منتصف القرن السادس امليالدي وبعد ظهور اإلسالم وانتشاره يف شبه اجلزيرة العربية‪ ،‬ه‬ ‫املسددلمون مددن فتوحدداهتم لتشددمل الع دراق وفددارس‪ ،‬وجنح دوا يف القضدداء علددى الدولددة (الساسددنية) وبلغددت‬ ‫التج ددارة يف ه ددذه الف ددرتة مبلغ داً عظيم ددا لدرج ددة أن دده حكي ددت أس دداطري يف أورب ددا ع ددن مصد ددر ه ددذه الس ددلع‬ ‫التجاريددة الدديت كانددت تبدداع هندداك‪ ،‬فمددنهم مددن قددال أرهددا تددث مددن اجلنددة‪ ،‬وقددول آخددر يددذكر أن منابتهددا يف‬ ‫بد ددالد حترسد ددها األفد دداعي وصد ددار الشد ددغف ملعرفد ددة هد ددذه املند دداطق والسد دديطرة عليهد ددا‪ ،‬حد ددىت انتهد ددى األمد ددر‬ ‫‪45‬‬ ‫بالكشوفات اجلغرافية و احلمالت االستعمارية‪.‬‬ ‫كمدا أرهدم جنحدوا يف هزميدة الدروم وإخدراجهم مدن بدالد الشدام ومصدر وسديطر بدذلك املسدلمون علدى أهدم‬ ‫امل د دوانئ واملراكد ددز التجاريد ددة يف البحد ددر األبد دديض املتوسد ددط ويف اخللد ددي العد ددريب والبحد ددر األمحد ددر وأصد ددبحوا‬ ‫يتحكمون يف طرق التجارة البحرية إىل الشرق‪ ،‬فثولوا املوانئ واملراكز التجارية عنايدة كبدرية فثنشد وا فيهدا‬ ‫أحواض داً لبندداء السددفن وأس دواقاً للبيددع‪ ،‬واهتم دوا بتحسددني شددبكة الطرقددات وتددثمني سددالمة املسددافرين مددن‬ ‫خطددر اللصددوص والقراصددنة‪ ،‬الددذين كددانوا يغددريون علددى األراضددي اإلسددالمية ويسددلبورها ويسددبون نسدداءهم‬ ‫وأوالدهددم خاص ددة قراص ددنة احلبش ددة واهلنددد‪ 46‬ال ددذين اخت ددذوا أوك دداراً يف مندداطق متع ددددة (جزي ددرة س ددومطرى‬ ‫‪ - 45‬شوقي عبد القوي عثمان‪ :‬جتارة احمليط اهلندي يف عصر السيادة اإلسالمية‪ ،‬سلسلة عامل املعرفة‪ ،‬العدد ‪ ،151‬جملة شهرية يصدرها اجمللس الوطي‬ ‫للثقافة والفنون واآلداب‪ ،‬الكويت يوليو ‪ ،1770‬ص‪.7‬‬ ‫‪ - 46‬سيف شاهني املرخيي‪ :‬القرصنة يف اخللي العريب والبحر األمحر واحمليط اهلندي يف العصور اإلسالمية األوىل‪ ،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص‪.155‬‬ ‫‪35‬‬


‫وعبددادان‪ ،‬شدواطئ رهددر السددند‪ ،‬جزيددرة القطريددة) كثوكدداراً وقواعددداً السددتخدامها يف شددن هجومدداهتم علددى‬

‫التجددار العددرب واملسددلمون‪ ،‬واسددتطاعوا السدديطرة علددى مندداطق عدددة مددن اخللددي العددريب والبحددر األمحددر‬ ‫‪47‬‬ ‫واحمليط اهلندي ملدة من الزمن‪.‬‬

‫هجمات القراصنة على المسلمين‪:‬‬

‫مع ازدهار احلركة التجاريدة واملالحيدة يف بدايدة الدولدة اإلسدالمية‪ ،‬باإلضدافة إىل الفتوحدات الديت قدام هبدا‬ ‫املسلمون‪ ،‬جعلوا من احلركة املالحية للسفن اإلسالمية تزداد‪ ،‬وهذا ما جعلها عرضة للقرصنة من جهدة‬ ‫والسلب والنهب من جهة أخرى‪.‬‬ ‫حيددث جتمددع املصددادر العربيددة اإلسددالمية علددى أن أول هجددوم تعددرض لدده املسددلمون يف البحددر األمحددر مددن‬ ‫قبددل القراصددنة كددان يف سددنة ‪20‬ه ـ ‪140/‬م يف عصددر اخلليفددة "عمددر بددن اخلطدداب رضددي اهلل عندده"‪ ،‬فقددد‬ ‫ذكر "الطربي" يف حوادث سنة ‪20‬ه ‪ ،‬أن "عمر بدن اخلطداب رضدي اهلل عنده" أرسدل "علقمدة بدن جمدزر‬ ‫املدجلي" يف محلة حبرية إىل احلبشة بعد أن أغار القراصدنة علدى مدوانئ إسدالمية للسداحل الشدرقي للبحدر‬ ‫األمحددر‪ 48‬كمددا حتدددث "بددن خيدداط العصددفري" الددذي عدداش يف القددرن الثالددث اهلجددري يف كتاباتدده عددن‬ ‫نشاط القراصنة اهلنود وهجماهتم على السفن اإلسالمية يف اخللي العدريب واحملديط اهلنددي‪ ،‬كمدا حتددث‬ ‫"الدبالذري" يف كتابده (فتدوح البلدددان) عدن قراصدنة هنددود عرفدوا باسدم ( القراصددنة امليدد) واعتدداءاهتم علددى‬ ‫النسوة املسلمات الال أرسلهن ملك "سيالن" إىل "احلجاج بن يوسف الثقفي" وايل العراق ‪.‬‬ ‫واتسدع نشدداطهم أرنداء احلكددم األمدوي‪ ،‬وأرندداء الفتوحدات اإلسددالمية يف السدند واهلنددد ويشدري املصدددر إىل‬ ‫الفتوحات اإلسالمية يف العصر العباسي واليت كان هلا الدور الكبري يف است صال هذه اآلفة‪،49‬‬ ‫وكان القرن الثاين للهجرة مهماً وحافالً بالفتوحات اإلسالمية‪ ،‬يف حدني زاد نشداط القراصدنة يف‬ ‫احملدديط اهلددادي واهلندددي وأصددبح هلددم قددوة ونفددوذ جعددل الكثددري مددن امللددوك واألم دراء يهددابورهم وقددد سدداهم‬ ‫املسلمون يف احلد منها‪ .‬فكان عصر اخلالفة اإلسالمية يدتميز مبا يلي‪:‬‬

‫‪ - 47‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.151‬‬ ‫‪ - 48‬املرخيي سيف شاهني‪ :‬القرصنة يف اخللي العريب والبحر األمحر‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.157‬‬ ‫‪ - 49‬البالذري (أمحد بن حيي بن جابر البغدادي)‪ :‬فتوح البلدان ( النسخة اإللكرتونية)‪ ،‬شركة طبع الكتب العربية‪ ،‬مطبعة املوسوعات‪ ،‬مصر‪،‬‬ ‫‪ ،1701‬ص ‪.440‬‬ ‫‪31‬‬


‫‪ )1‬أن املسددلمون راعددو حقددوق اجل دوار وحقددوق السدديادة للدددول أرندداء الفتوحددات اإلسددالمية‪ ،‬فكتب دوا‬ ‫مللك اهلندد يطلبدون منده رد األسدرى مدن املسدلمون‪ ،‬ومدا إن مل يسدتطع دفدع املسدلمون جبيوشدهم‬ ‫لتحرير أسراهم من القراصنة‪.‬‬ ‫‪ )2‬أن محلة املسلمني من عمان أين كانت ترابط جيوش املسلمني للدفاع عن األراضي اإلسدالمية‬ ‫يف الق ددرون األوىل للهج ددرة كان ددت فعال ددة يف احل ددد م ددن القرص ددنة‪ ،‬من ددذ عص ددر اخلليف ددة عم ددر ب ددن‬ ‫اخلطاب‪.‬‬ ‫‪ )3‬أن العدرب واملسدلمني حلقدوا القراصدنة وقداتلوهم يف الددرب حدىت أوكدارهم وكدذلك يف البحدر‪ ،‬ومتكددن‬ ‫املسددلمون مددن تطهددري البحددر مددن القراصددنة خاصددة اهلنددود وقطدداع الطددرق‪ ،‬فددازدهرت العالقددات‬ ‫التجارية بني املسدلمني وغدريهم (األمدويني والعباسديني) بعددما متكندوا مدن القضداء علدى القراصدنة‬ ‫األحباش فيما بعد والقراصنة ( امليد)‪.‬‬ ‫‪ )4‬كانددت كلمددا تضددعف السددلطة املركزيددة للدولددة اإلسددالمية تظهددر آفددة القرصددنة سددرعان مددا تنتهددي‬ ‫‪50‬‬ ‫باستقرار األمور ويتم مكافحتها ومحاية املالحة والطرق التجارية‪.‬‬ ‫وبالتايل ميكن القول أن الدول اإلسالمية عرب مراحلهدا التارخييدة سدامهت بشدكل كبدري يف إرسداء‬ ‫السددالمة املالحيددة وأمددن البحددار حددىت بدايددة القددرن اخلددامس عشددر وظهددور إمرباطوريددات جديدددة سددادت‬ ‫البحددر وحتققددت كددل فددرتة مددن فدرتات احلكددم اإلسددالمي يف القضدداء علددى هددذه الظدداهرة سدواء مددن ناحيددة‬ ‫القوانني الديت حتكدم الشدعوب اإلسدالمية وغدري اإلسدالمية‪ ،‬أو مدن حيدث اسدتعمال القدوة املسدلحة‪ ،‬حدىت‬ ‫بدايد ددة القد ددرن ‪ 15‬وجمد دديء اإلمرباطوريد ددة العثمانيد ددة والد دديت بد دددورها كد ددان هلد ددا جهد ددد فعد ددال حيد ددث كان د دت‬ ‫اإلمرباطوريددة العثمانيددة تددزداد ضددعفا‪ ،‬يف حددني قددوة أوروبددا تتزايددد‪ ،‬وازداد نشدداط األوربيددني يف جتددارة العبيددد‬ ‫ففي خالل السنوات األوىل من القرن ‪ 11‬ارتفع معدل العبيد إىل ‪ 50‬ألف خعبد سنويا‪ ،‬فكانت مملكدة‬ ‫(أويو ‪ *)Oyo‬تقوم بعمليات القرصنة واصطياد العبيد‪ ،‬وكان الربتغاليون على عالقات جتارية معها يف‬ ‫‪51‬‬ ‫التعامل مع ما جتنيه من القرصنة‪.‬‬ ‫وقبددل ذلددك اسددتطاع األت دراك حتريددر املتوسددط مددن االحددتالل اإلسددباين‪ .‬حيددث تعدداون(السددلطان‬ ‫الرتكددي) مددع بعددض القراصددنة البحددر األبدديض املتوسددط خاصددة (خددري الدددين وبربددروس) اللددذان اسددتطاعا‬ ‫‪ - 50‬سيف شاهني املرخيي‪ :‬القرصنة يف اخللي العريب والبحر األمحر واحمليط اهلندي ‪ ،..‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص‪.157‬‬ ‫* ‪ -‬قبائل (‪ )Oyo‬قبائل أنشثهتا قبائل (اليوربا ‪ )Yoruba -‬مبنطقة خلي بنني وكانت من اهم القبائل اليت احرتفت عمليات القرصنة و السطو‪.‬‬ ‫‪ - 51‬كولني ماكيفيدي‪ :‬أطلس التاريخ اإلفريقي‪ ،‬ترمجة خمتار السويفي‪ ،‬اهلي ة املصر للكتاب‪ ،1717 ،‬ص ‪.145‬‬ ‫‪37‬‬


‫حتريدر اجلزائدر وتدونس مدن االحدتالل اإلسدباين يف بدايددة القدرن ‪ ،15‬وكدان أهدم حتدالف بدني الددول الرتكيددة‬ ‫والقراصنة على أساس ديي سياسي‪.‬‬

‫‪52‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬االمبراطوريات األوربية في القرون الوسطى ومكافحة القرصنة‪:‬‬

‫يف بدايددة العصددور الوسددطى عرفددت أوربددا حركددة جتاريددة ومالحيددة مزدهددرة لكددن باملقابددل ظهددرت‬ ‫آفددات وجتدداوزات تبعددت ذلددك‪ ،‬فظهددر علددى شدواطئ غددرب أوربددا "الفددايكينغ "ضددد "النورمددان" مددن مشددال‬ ‫القارة‪ ،‬بعدما عانت شعوهبا من الظروف املناخية القاسية وشجعتها خريات البحر على ذلدك‪ ،‬فقامدت‬ ‫بعمليدات السدلب والنهدب وقبدل "الفدايكينغ" مدن اجلهددة اجلنوبيدة مدن حبدر املتوسدط يف القدرن الثدامن عددان‬ ‫املسلمني من القراصنة املتواجدين يف البحر األبيض املتوسط‪ ،53‬حيث يف هذه املرحلة استخدم الندبالء‬ ‫يف أوربا يف العصور الوسطى عصابات اإلرهاب لإلخالل باألمن ضدد خصدومهم مدن الندبالء املنافسدني‬ ‫هلددم حيددث عدداروا فسددادا يف اإلقطاعيددات‪ ،‬وش د هكل العبيددد عصددابات قتددل وانتقددام وإشدداعة الفوض ددى يف‬ ‫أراضي أسيادهم‪.‬‬ ‫فهذه املرحلة هي من أهم املراحل اليت عرفت فيها جرميدة القرصدنة البحريدة حيدث كدان القراصدنة‬ ‫جيوبددون البحددار ويهددددون املالحددة البحريددة‪ ،‬واسددتعملوا حددىت مددن طددرف أمدراء الدددول واإلمرباطوريددات يف‬ ‫حددروهبم الغددري معلنددة يف البحددار واحمليطددات‪ 54‬وبالتددايل كانددت القرصددنة مددن صددنع الدددول واحلكومددات مددن‬ ‫جهة ونتيجة عوامل أخرى لعل أمهها‪:‬‬

‫‪-‬وضع أوربا في القرون الوسطى‪:‬‬

‫بعد سقوط اإلمرباطورية الرومانية يف القرن اخلامس‪ ،‬عرفت أوربا الوسطى نزاعات بني املماليك‬ ‫اجلرمانيددة‪ ،‬ويف الوقددت نفسدده عرفددت فوضددى وتقسدديمات أدت إىل ظهددور العديددد مددن اآلفددات يف وقددت‬ ‫توقف زحف املسلمني جنوبا‪.‬‬

‫‪52‬‬

‫‪- Pirateria Historia, propiedad del contenido , Editiones Rialp S.A Lunes 22 de Agosto de‬‬ ‫‪2011, p3.‬‬ ‫‪http://www.Canalsocial.net /ger/ficha Ger.asp?id=8481&cae= historia‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪- Pirateria Historia, propiedad del contenido , Editiones Rialp S.A Lunes 22 de Agosto de‬‬ ‫‪2011, p4.‬‬ ‫‪http://www.Canalsocial.net /ger/ficha Ger.asp?id= 8481&cae=historia‬‬ ‫‪ - 54‬أمحد جالل عز الدين‪ :‬اإلرهاب والعنف السياسي‪ ،‬درا احلرية‪ ،‬القاهرة‪ ،1711 ،‬ص ‪.17‬‬ ‫‪31‬‬


‫ويف ظددل عدددم االسددتقرار السياسددي وانتشددار السددرقة والسددلب بدددأت القرصددنة البحريددة تعددرف يف‬ ‫الشمال موطث القدم (الفايكينغ) هذه اجملموعة اليت أحبرت حبثدا عدن املدال والغندائم‪ ،‬وظهدر مدا يعدرف يف‬ ‫تلك الفرتة بد(لصوص البحر)‪ ،‬وأصدبحوا يطداردون أي شديء لده قيمدة (ذهدب‪ ،‬جمدوهرات‪ ،‬غدذاء‪ ،‬عبيدد‪،‬‬ ‫نساء‪.)...‬واستطاع القراصنة االتفاق مع أعددائهم مدن املمالدك وإقامدة حتالفدات وكدذا مدع الددوقيات يف‬ ‫تلك الفرتة من أجل الصراع على النفوذ واحلكم‪.‬‬ ‫أمددا وسددط أوربددا ومشاهلددا عرفددت الش دبكات التجاريددة بددني املدددن الرئيسددية حركددة مالحيددة مهمددة‪،‬‬ ‫خاصددة بعددد منددو واتسدداع املدددن الرئيسددية (لندددن‪ ،‬بدرمين‪ ،‬هددامبور ‪ ،)...‬يف هددذه املرحلددة ظهددرت القرصددنة‬ ‫وامتدت حىت الساحل الفرنسدي واملنداطق االسدكتلندية واأليرلنديدة وملعاجلدة هدذه الظداهرة أنشدثت فرنسدا‬ ‫فرعددا للدددفاع عددن السددفن التجاريددة بعدددما تعرضددت للسددلب والنهددب وكانددت شدريعة الغدداب هددي السددائدة‬ ‫‪55‬‬ ‫خاصة يف القرن الرابع عشر‪.‬‬ ‫وكما هو احلال ما حيدث يف الصومال اليوم حدث منذ أكثر من عشرة قرون يف أوربا‪.‬‬ ‫‪ -‬القرصنة في أوربا في القرون الوسطى‪:‬‬

‫األسباب‪:‬‬

‫فكما هدو احلدال يف الصدومال ال اسدتقرار ونظدام هد ‪ ،‬واقتتدال داخلدي وحدروب أهليدة‪ ،‬انتجدت‬ ‫اجل درائم والقرصددنة البحريددة‪ ،‬ففددي العصددور الوسددطى كمددا هددو احلددال يف األوقددات العصدديبة يف كددل تدداريخ‪،‬‬ ‫السرقة والسطو املسلح يف هذه املرحلة عرفت مترد األقندان علدى اللدوردات وحدىت الفالحدني نتيجدة الفقدر‬ ‫واجملاعة اليت ضربت أوربا واحلرب اليت عرفتها‪.‬‬ ‫فقددد عرفددت هددذه الفددرتة يف (أملانيددا‪ ،‬فرنسددا‪ ،‬بريطانيددا) السددرقة والسددطو علنددا نتيجددة الظددروف الدديت‬ ‫مرت هبا أوربا‪ ،‬وعرفت منظمات إجرامية منظمة‪.‬‬ ‫وق ددد اس ددتخدم مل ددوك أورب ددا ه ددؤالء املرتزق ددة ال ددذين احرتفد دوا اإلج درام يف ح ددروهبم خاص ددة ح ددروهبم‬ ‫الصددليبية‪ ،‬ودامددت هددذه احلرفددة ‪،‬سددة قددرون‪ ،‬حيددث مددارس القراصددنة يف بدايددة القددرن ‪ 12‬عشددر عمليددات‬ ‫السطو والقرصنة خاصة يف عهد امللك (فيليب وأغسطس) (ق‪.)12‬‬

‫‪55‬‬

‫‪- Carlos Belane: biratas Corsarios, Bucaneros filibusteros… Revista actually notes, Ano3,‬‬ ‫‪N=52, 2011, p 1.‬‬ ‫‪http://www.actuallynotes.com/piratas-corsarios-Bucan-eros.HTM.‬‬ ‫‪37‬‬


‫ويف عهددد (لددويس التاسددع) يف القددرن الثالددث عشددر حدداول القضدداء علددى قطدداع الطددرق يف فرنسددا‬ ‫والقرصنة لكن بقيت األمور على حاهلا ونفس الشيء مع (تشالز السادس) حىت القرن اخلامس عشر‪.‬‬ ‫يف هدذه الفددرتة ظهدرت عصددابات خددماهتم (القتددل‪ ،‬السدرقة‪ ،‬القرصددنة‪)...‬مدا يسددمو ب د (املغدريين)‬ ‫‪56‬‬ ‫الذين كانوا يقدمون خدماهتم ملن يدفع أكثر وكان أكثرهم يف (إيطاليا)‪.‬‬ ‫ويف نفددس الوقددت يف القددرن الرابددع عشددر عانددت أملانيددا فوضددى حيددث كددان الصدراع أشددده بددني‬ ‫الكنيسة واحلكام والبارونات‪ ،‬وبدأت حالة التسيهب فيها وظهر قطاهع الطرق يف تلك الفرتة على شكل‬ ‫عصابات تعي علدى السدلب والنهدب خاصدة يف ظدل الوضدع السياسدي املضدطرب الدذي كاندت تعيشده‬ ‫‪57‬‬ ‫أملانيا‪.‬‬ ‫كما عرفت بريطانيا القرصنة هي األخرى‪ ،‬وكان القرصان األكثر شهرة (السدري فدرانيس دريدك)‬ ‫الذي كان أشهرهم يف أوائل القرن السدادس عشدر‪ ،‬يف وقدت كاندت اإلمرباطوريدة الربيطانيدة ال عالقدة هلدا‬ ‫بالقراصنة ولكنهدا كاندت هدي األخدرى مدن أكدرب ضدحايا عمليدات القرصدنة أندذاك‪ ،‬وقدد عرفدت القرصدنة‬ ‫يف العصور الوسطى تثرريا على احلياة االقتصادية واالجتماعية بدرجة كبرية أدت إىل حروب بني الدول‬ ‫ومن اخطرها احلرب اليت كانت ستقوم بني اململكة الربيطانية واسبانيا ‪.‬‬ ‫ومددن جهددة اخددرى مل ختتلددف مميدزات قراصددنة تلددك املرحلددة عددن نفسددها اليددوم وخاصددة اذا تعلددق األمددر مبددا‬ ‫جيري يف الصومال حيث‪:‬‬ ‫ كان القراصنة يعيشون كاملتمردين تتصف حياهتم باملكر واخلداع والذكاء‪.‬‬‫ ال وجود للقانون وااللتزامات‪ .‬املال والغناء هو اهلدف الرئيسي‪.‬‬‫ كانت رهايتهم تراجيدية إما املوت أو االختباء يف املراتع كاجلرذان‪.‬‬‫ قياداهتم أشد تنظيما‪ ،‬هلم مسؤول عن الطاقم كالقبطان وهو من يعطدي األوامدر‪ ،‬وحدىت يف الدرب‬‫هلم مناطق كالعشائر للتزود باملؤن‪.‬‬ ‫‪ -‬يتقاسم القراصنة مجيع املسروقات اليت يتم احلصول عليها‪.‬‬

‫‪56‬‬

‫‪- a.lecler et outer: Le Moyen Age la gronde criminalite, Jmago Mundi, Encyclopédie, Jeudi‬‬ ‫‪30 Out 2012, p1‬‬ ‫‪http://www.Cosmovisions.com/choron CriminaliteMA.HTM.‬‬ ‫‪57‬‬ ‫‪- Ibid, p2.‬‬ ‫‪40‬‬


‫وقددد عرفددت أمريكددا الالتينيددة هددي االخددرى القرصددنة علددى طددول الس دواحل الربازيليددة‪ ،‬ويف جددزر‬ ‫الكراييد د د (سان دومينغو‪ ،‬هايييت ) وحول قناة "بنمدا " كمدا توجدد مجاعدات قرصدنة حمددودة يف أمريكدا‬ ‫‪58‬‬ ‫الوسطى وكذلك املوانئ (كولومبيا‪ ،‬إكوادور‪ ،‬فنزويال)‪.‬‬ ‫وإذا رجعنددا إىل أسددباب انتشددار جرميددة القرصددنة الدديت عرفتهددا أوربددا وأمريكددا الالتينيددة يف تلددك‬ ‫الفرتة وحىت أمريكا الشمالية جند أرها األسباب ذاهتا اليت تعرفها اليوم منطقة القرن اإلفريقي‪.‬‬ ‫وعقب اكتشداف الربتغداليني الطريدق لدرأس الرجداء الصداحل الديت كاندت قبلدة اكتشداف القدارة األمريكيدة_‬ ‫يف أكتوبر ‪ 1472‬العامل اجلديد_ أين انطلقت مرحلة جديدة من املغامرة‪ ،‬وعلى طول الطريق البحدري‬ ‫ظهرت القرصنة البحرية‪ ،‬خاصة مع وجود الغنائم واملال حيدث كدان الطريدق الوحيدد للنقدل هدو البحدر‪،‬‬ ‫فظه د ددر القراص د ددنة اهلولن د ددديني ال د ددذين اخت د ددذوا م د ددن جزي د ددرة (س د ددانت أوس د ددتاتيوس) وج د ددزر أخ د ددرى مث د ددل‬ ‫جددزر(االنتيددل)‪ ،‬واصددبح وبشددكل رئيسددي البحددر الكدداري وخلددي املكسدديك مرتع داً هلددم حيددث وصددلت‬ ‫أعمددال السددطو والسددلب والنهددب حددىت للمحيطددني اهلددادي واألطلسددي‪ ،59‬ولإلشددارة أن هددذه احلرفددة يف‬ ‫القرون الوسطى مل تقتصر فقط على الرجال حىت النساء أيضا كانت متتهنها مثدل(توتدا) ملكدة (أيلرييدا)‬ ‫‪60‬‬ ‫وغريها من النساء اللوا احرتفن مهنة القرصنة‪.‬‬ ‫أما الربتغاليني فعقب اكتشافهم الطريق البحري املباشر الواصل بدني غدرب أوربدا واحملديط اهلنددي‬ ‫خارج نطاق الطريق الربي القدمي‪ ،‬كان هلذا التحول األرر البالغ يف النشاط االقتصادي واحلركة التجارية‬ ‫بني مدينيت اإلسكندرية والبندقية خاصة يف سنة (‪723‬ه ‪1517/‬م)‪ ،‬عندما انتقلت السلطة يف مصدر‬ ‫من أيدي املماليك إىل أيدي األتراك العثمانيني الذين وقدع علدى عداتقهم إجيداد احللدول املمكندة ملواجهدة‬ ‫ظاهرة القرصنة اليت عرفتها املنطقة يف تلك الفدرتة‪ ،‬حيدث عاندت منهدا منطقدة املشدرق العدريب كلده بوجده‬ ‫‪61‬‬ ‫عام‪.‬‬ ‫ولعددل تطددور البندقيددة والدديت أصددبحت اكددرب قددوة اقتصددادية وجتاريددة عامليددة يف تلددك الفددرتة‪ ،‬جعلهددا‬ ‫تتمتددع بالسددلطة والنفددوذ يف حددوض البحددر األبدديض املتوسددط حيددث ربطددت عالقددات قويددة جتاريددة وماليددة‬ ‫‪58‬‬

‫‪- Pirate, 14/03/2012/ 12:48‬‬ ‫‪http://www.historedumonde.net/pirate.html‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪- Pirateria Historia, propiedad del conten - Pirate, 14/03/2012/ 12:48‬‬ ‫‪http://www.historedumonde.net/pirate.html. ido:Ibid, p5.‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪- Ibid, p8.‬‬ ‫‪ - 61‬حممد مصطفى صفوت‪ :‬اجلمهورية احلديثة‪ ،‬منشثة املعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪( ،‬ط‪ ،1751 ،)1‬ص‪.4‬‬ ‫‪41‬‬


‫بوسدط أوربددا‪ ،‬وأقامدت عالقددات مهمدة مددع مصددر وشدرقي البحددر األبديض املتوسددط ومدع العددامل اإلسددالمي‬

‫وأصبحت مركدز اتصدال حضداري‪ 62‬حيدث تطدورت العالقدات ومت عقدد معاهددة بدني البندقيدة والسدلطان‬ ‫األول عددام ‪ 1715‬وكددان نددأل املددادة (‪ )14‬تشددرتط علددى أندده إذا أسددر القراصددنة سددفن البندقيددة مث جدداءوا‬ ‫لبيعها يف موانئ السلطان حيضر على أي فرد شراؤها أو التعامل مع القراصدنة وجيدب حتريدر السدفينة ومدا‬ ‫‪63‬‬ ‫عليها وردها للتجار‪.‬‬ ‫كما قام الفرنسيون يف غزوهم ملنطقة املغرب العريب و احتالل املنطقة مبساعدة القراصدنة حيدث‬ ‫كانددت منطقددة البحددر األبدديض املتوسددط حتددت رمحددة (لصددوص البحددر)‪ ،‬عندددما وصددل القائددد الفرنسددي‬ ‫(غدداليبويل) أيددن اسددتعان بقرصددان تدداجورة (ليبيددا) يف حددني اسددتعان خددري الدددين قائددد األسددطول العثمدداين‬ ‫بقراصددنة املغددرب العددريب (سددنان رايددس ودرغددوت وصدداحل رايددس) مبنطقددة (البريفي دزا) مث معركددة (ليبانددت)‬ ‫ســنة‪ 1571‬أيددن أغددرق العثمددانيون عدددد مددن السددفن الفرنسددية ومددن األسددطول التددابع ألسددطول البابددا‪.64‬‬ ‫مددن جهددة أخددرى قامددت إسددبانيا حبملددة علددى اجلزائددر حيددث جعلددت مددن القرصددنة كذريعددة لتربيددر اهلجددوم‬ ‫حبجة أن الرايس اجلزائري (كتشل علي) اسدتوىل علدى سدفينة إسدبانية ملي دة بالسدلع والنقدود الديت حتملهدا‬ ‫حلامية وهران وكلها حج واهية لتربير االستعمار الذي أصبح ميزة تلك الفرتة أين كان القراصنة جهدة‬ ‫املغرب العريب يقومون حبماية املنطقة وعرفوا تنظيما حمكما‪ 65.‬ويف القدرنني السدابع عشدر والثدامن عشدر‪،‬‬ ‫اسددتطاع القراصددنة يف أوربددا السدديطرة علددى املالحددة البحريددة ومارس دوا مهنددة السددلب والنهددب علددى طددول‬ ‫سواحل إسدبانيا فسديطروا علدى حبدر الكدارايي وسدرقوا أمدالك الدولدة اإلسدبانية‪ ،‬وكدان مدن بعدض حتدريض‬ ‫فرنسددا وإسددبانيا‪ ،‬يف ظددل التنددافس علددى النفددوذ مددن جهددة‪ ،‬واحلددروب الدينيددة مددن جهددة أخددرى‪ ،‬حيددث‬ ‫استعمل الفرنسيون القراصنة يف حروهبم ضد إسبانيا يف تلك الفدرتة‪ .‬ومدع تطدور وتقددم املالحدة األوربيدة‬ ‫ووسائلها خاصة أن الثورة الصدناعية سدامهت يف تطدوير وسدائل النقدل البحدري‪ ،‬واخدرتاع احملدرك التجداري‬ ‫وأن دواع م ددن األس ددلحة‪ ،‬احنص ددر نف ددوذ القراص ددنة يف بداي ددة الق ددرن الث ددامن عش ددر خاص ددة م ددع ظه ددور قد دوانني‬ ‫جديدة‪ ،‬وهو ما ظهر يف األمر امللكي الصادر عام ‪ ( 1101‬امللك كارلوس الرابع)‪:‬‬ ‫ منع التعامل مع القراصنة‪.‬‬‫‪ - 62‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.5‬‬ ‫‪ - 63‬كتاب جملة التاريخ العريب‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.7771‬‬ ‫‪ - 64‬مروش املنور‪ :‬دراسات عن اجلزائر يف العهد العثماين‪ ،‬القرصنة األساطري والواقع‪ ،‬ج‪ ،2‬دار القصبة للنشر‪ ،‬اجلزائر‪ ،2007 ،‬ص‪.71‬‬ ‫‪ - 65‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.100‬‬ ‫‪42‬‬


‫ مكافحة القراصنة‪.‬‬‫ معاقبة القراصنة بالشنق‪.‬‬‫مث يف املؤمتر الدويل بباريس عام (‪ )1151‬أين اتفقت الدول املشاركة على إلغاء الرق‪.‬‬ ‫وقددد انتشددرت اجلرميددة بشددكل اوسددع مددع بدددايات القددرن التاسددع عشددر بشددكل خدداص يف البحددر الكدداري‬ ‫وجنوب آسيا سنة ‪ 1700‬وجنوب افريقيا انطالقا من ميناء "الغوس" النيجريي ‪ ,‬لكن التعامدل معهدا‬ ‫بددالقوة يف تل ددك الفددرتة أدى إىل احنس ددار الظ دداهرة‪66.‬ويف فددرتة قبي ددل احل درببني العددامليتني ش ددهدت الظ دداهرة‬ ‫حركية واسعة وبشكل مكثف يف سواحل أملانيا‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬القرصنة البحرية في البحر المتوسط‪:‬‬ ‫إن أمهية البحر املتوسط كبرية جدا نظرا للموقدع الدذي يتمتدع بده فهدو يظدم ردالث قدارات ويعتدرب‬ ‫شبكة ربط بني بقاع العامل (الشرق والغرب‪ ،‬الشمال واجلنوب)‪ ،‬وكان املتوسط جمداال لصدراعات الددول‬ ‫العظمى وبني كيانات متجاورة طيلة عقود من الزمن ويف فرتات متفاوتة‪.‬‬ ‫ففي القرن السادس عشر كان لألسباب انتشار القرصنة نوعان خمتلفان‪:‬‬ ‫ القرصنة املغاربية يف البحر املتوسط‪.‬‬‫ لصوص البحر الفرنسية واإلجنليزية واهلولندية يف األطلس‪.‬‬‫فلم يعمموا كلمدة لصوصدية البحدر علدى املتوسدط يف القدرن إال إلداندة اهلجومدات املسدلطة علدى‬ ‫أسطوهلم التجاري يف هذا البحر والتشهري باحلرب الالقانونية الديت شدنتها الددول املسديحية ضدد الثدروات‬ ‫اإلسبانية املنقولة عرب البحار‪.‬‬ ‫وحسب عدد من املؤرخني‪ ،‬أن كلمة لصوصية مل تطلق على القراصنة املتواجددون يف السدواحل‬ ‫اجلزائرية ‪ ،‬إال بعد ان استوىل واستعمر االسبان على معظم مناطق العامل يف عام )‪ (1114‬حيث طدرد‬ ‫‪67‬‬ ‫القراصنة األوربيني منها فلج وا هؤالء إىل اجلزائر‪.‬‬

‫‪66‬‬

‫‪- Corsarios Y filibusteros: Historia de piratas Revista, Muy , Junio 1986.‬‬ ‫‪http://www.artrev.8K.com /0000000300. htm.‬‬ ‫‪ - 67‬املنور مروش‪ :‬دراسات عن اجلزائر يف العهد العثماين القرصنة األساطري والواقع‪ ،‬دار القصبة للنشر‪ ،‬ج‪ ،2‬اجلزائر‪ ،2007 ،‬ص ‪.7‬‬ ‫‪43‬‬


‫وكم ددا س ددبق جم دديء العثم ددانيني إىل اجلزائ ددر أس ددطورة ''بربروس ددية'' فثرن دداء الغ ددزو املس دديحي طل ددب‬ ‫األندلسدديون السددلطان العثمدداين (بايزيددد الثدداين) مندده النجدددة والقيددام بعمليددات ضددد السددفن اإلسددبانية يف‬ ‫القسددم الغددريب مددن املتوسددط‪ ،‬فثرسددل بايزيددد القرصددان الشددهري كمددال رايددس‪ 68‬يف تلددك الفددرتة و اسددتطاع‬ ‫الربتغ دداليون م ددن إبق دداء خل ددي "ه ددورمز" آمن ددا م ددن هجم ددات القراص ددنة طلي ددة حكمه ددم وس دديطرهتم علي دده‪،‬‬ ‫واعرتف العديد من الرحالة بعظمة وازدهار "هورمز‪" 69‬وحجم التجارة الصدادرة والدواردة إليده خاصدة يف‬ ‫‪70‬‬ ‫القرنني السادس عشر والسابع عشر طيلة مائة عام‪.‬‬ ‫يف هددذه السددنوات عددان البحددارة مددن عمليددات السددطو والسددرقة يف البحددر املتوسددط باعتبدداره ذو‬ ‫أمهية البالغة منذ العصور القدمية أين كان هو مهزة وصل وربط واتصال بني سكان الشام (مشال جزيرة‬ ‫العددرب) وإفريقيددا وراء جبددل طددارق‪ ،‬وكددان البحددر املتوسددط طريقددا مهمددا لاللتفدداف حددول الصددحراء مددن‬ ‫البحر املتوسط حنو األطلنطي‪.‬‬ ‫ولعل أهم االتصاالت القدمية هي رحلة ''هانو هريودوت '' أي حوايل ‪ 425‬ق‪.‬م و اليت مل يثت على‬

‫ذكرها‪ 71‬ومل تعرف من قبل ‪.‬‬

‫وقد ساعد البحر املتوسط بدوره علدى التحركدات البحريدة‪ ،‬فهدو أقدرب إىل تسدميته بدالبحرية اهلادئدة بده‬ ‫عدة جزر متنداررة خاصدة يف جزئده الشدرقي وكاندت مسدالكه طرقدا للفينيقيدني قددميا يف مراحدل مبكدرة مدن‬ ‫تاريخ البشرية‪ ،‬وقد عرفت التجارة البحرية أمهية بالغة قدميا‪ 72‬خاصة عن طؤيقه بإعتبداره أهدم املسدالك‬ ‫‪.‬‬

‫ويف اجلزائر يرجع الفضل يف بناء أسطول حبري إىل ''خري الدين بربروس'' بعدد أن طدرد اإلسدبان‬ ‫منها وبل اجلسر املمتد بني املدينة وبدرج الفندار‪ 73‬يف وقدت عدرف فيده البحدر األبديض املتوسدط عمليدات‬ ‫واسددعة للقرصددنة بدددءا مددن القددرن السددادس عشددر وأصددبحت عددامال مهمددا لددبعض الدددول يف مددداخيلها‬ ‫واسدرتاتيجيتها االقتصددادية وممددوال للميدزان العددام خاصددة الدولددة العثمانيددة الدديت كانددت يف حددرب دائمددة مددع‬

‫‪ - 68‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.11‬‬ ‫‪ - 69‬روي فرياير أندرادي‪ :‬تاريخ الربتغاليني يف اخللي العريب يوم سقطت هورمز‪ ،‬ترمجة عيسى أمني‪ ،‬مؤسسة األيام للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬البحرين‪،‬‬ ‫‪ ،1771‬ص ‪.1‬‬ ‫‪ - 70‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.7‬‬ ‫‪ - 71‬حممد عبد الغي سعودي‪ :‬قضايا إفريقية‪ ،‬عامل املعرفة‪ ،‬سلسلة كتب رقافية يصدرها اجمللس الوطي للثقافة والفنون واآلداب‪ ،‬الكويت‪ ،‬العدد‪،34‬‬ ‫أكتوبر ‪ ،1710‬الكويت‪ ،‬ص ‪.11‬‬ ‫‪ - 72‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.17‬‬ ‫‪ - 73‬عبد الرمحن بن حممد اجلياليل‪ :‬تاريخ اجلزائر العام‪ ،‬املطبعة العربية ‪ ،‬ج‪ ،2‬اجلزائر‪ ،1755 ،‬ص‪.303‬‬ ‫‪44‬‬


‫الغزو اإلسباين‪ 74.‬حيث كانت أيالة اجلزائر العاصمة ذات موقدع دويل هدام خاصدة يف الددفاع عدن (دار‬ ‫اإلسدالم) وقدد كدان نشداطها كثدريا ومكثفدا مدن ( ‪ ،)1130-1515‬فعملدت يف إطدار قدانوين مؤسددس‪،‬‬ ‫حيددث كانددت القرصددنة البحريددة بكددل أنوعهددا ويف اشددد انتشددارها يف حددني كانددت التجربددة اجلزائريددة مبثابددة‬ ‫كونت واخرجت العديد من القادة البحريني‪.‬‬ ‫مدرسة حقيقة ه‬ ‫كما كانت للجزائر مرفث مينائي مهم‪ ،‬تتعاي مع مجيع جنسيات الفضاء املتوسطي وخارجه‪،‬‬ ‫فكانت اجلزائر مدينة تسامح وانفتاح على اآلخرين‪ ،‬من خالل العديد من املعاهدات (معاهدة السالم‬ ‫‪75‬‬ ‫والصداقة) املوقعة بني وصاية اجلزائر والدول األخرى يف مجيع أحناء العامل‪.‬‬ ‫ويف هذه الفرتة عرفت سواحل أوربا والبحر املتوسط القرصنة البحرية حيث عمل قراصنة مالطدا‬ ‫‪76‬‬ ‫والذين كانوا يعملون حتت لواء الدول األوربية حرفة السلب والنهب يف البحر‪.‬‬ ‫وهنا وجب حتديد النشاط الذي كان يقوم به الرياس اجلزائدرين والعثمدانيني الدذي اطلدق علديهم‬ ‫االسبان والفرنسيني بثرهم قراصنة فنشاطهم أنذاك يعترب يف التاريخ العريب جهداد مدن أجدل محايدة أرض‬ ‫اإلسالم اليت كانت تعاين من حماوالت احتالل الدول الغربية‪ ،‬وبالتايل نشاط البحارة اجلزائريون يف ظدل‬ ‫احلكم العثماين مل تكدن قرصدنة يف حدد ذاهتدا و إمندا (نشداط ذو طدابع قدانوين) مدن خدالل محايدة مياههدا‬ ‫البحرية ومحاية السكان والبالد‪ ،‬يف حني فإن نشاط القراصنة األوربيني او باقي القراصدنة كدان هبددف‬ ‫السددلب والنهددب والقتددل وهددو مددايعترب جرميددة خطددرية‪ 77‬خاصددة اذا تعلددق األمددر حبمايددة مصدداحل الدددول‬ ‫الكربى حيث عملت بعض الدول واململكدات األوربيدة مدثال علدى إبعداد فرنسدا مدن أوربدا وتشدجيعها يف‬ ‫االهتمام مبناطق أخرى و كانت اجلزائر أمهها ‪,‬وقد شجعت القراصنة على املساعدة للقيام هبذا الدور‪.‬‬ ‫يف حني كانت القرصنة عامال من عوامل السلب والنهب كان التناحر قائما على أشده بدني األوربيدني‬ ‫(فرنسدا وبريطانيددا) وبالتددايل كانددت احلددروب علددى منداطق مشددال إفريقيددا سدواء الددربي أو البحددري حيددث مل‬ ‫يعتددرب هددذا اي نددوع مددن اندواع القرصددنة عندددهم‪ ,‬فالدددول األوربيددة كددان هدددفها األساسددي هددو االسددتعمار‬

‫‪ - 74‬حسني خوجة‪ :‬ذيل بشائر أهل اإلميان بفتوحات آل عثمان‪ ،‬حتقيق وتقدمي الطاهر العموري‪ ،‬الدار العربية للكتاب‪ ،‬تونس‪( ،‬د‪.‬س‪.‬ط)‪ ،‬ص ‪.37‬‬ ‫‪ - 75‬وكالة األنباء اجلزائرية‪ :‬إبراز دور اجلزائر كقوة حبرية يف الفرتة العثمانية خالل لقاء بوهران‪ ،‬يوم دراسي ملبادرة مركز الدراسات املغاربية يف اجلزائر‪،‬‬ ‫وهران اخلميس ‪ 12‬يوليو ‪( 2012‬نسخة خمزنة على الويب) ‪http://www.asp.dz/‬‬ ‫‪ -76‬عبد السالم الرتمانيي‪ :‬الرق‪ ،‬سلسلة عامل املعرفة‪ ،‬العدد‪23‬شهرية يصدرها اجمللس الوطي للثقافة والفنون واآلداب‪ ،‬الكويت‪ ،‬نوفمرب ‪،1777‬‬ ‫ص‪.45‬‬ ‫‪ - 77‬وكالة األنباء اجلزائرية‪ ،‬املرجع السابق‪.‬‬ ‫‪45‬‬


‫وكانت القرصنة حرفتها والقراصنة كانوا وسديلتها وبالتدايل االسدتيالء علدى خدريات اجلزائدر بشدكل خداص‬

‫ومشال افريقيا بشكل عام كان هدفهم‪ ،78‬والنتيجة هي‪:‬‬ ‫ أن البحددر األبدديض املتوسددط كددان وال ي دزال مددن أهددم املندداطق االس درتاتيجية يف العددامل ومددن أهددم‬‫الطرق املالحية نظرا ملوقعه اهلام‪.‬‬ ‫ إن األعمددال الدديت كددان يقددوم هبددا اجلنددود البحددارة اجلزائدريني ال ميكددن تسددميتها قرصددنة ألرهددا كانددت‬‫دفاعا عن األرض والشعب‪ ،‬واملياه اإلقليمية يف إطار قانوين‪.‬‬ ‫ إن بداية القرصنة كانت مدن أوربدا‪ ،‬وأشدرس القراصدنة كدانوا أوربيدني مارسدوا حرفدة القتدل والنهدب‬‫والسلب‪.‬‬ ‫ إن أسددباب القرصددنة كانددت الظددروف السياسددية واالجتماعيددة الدديت كانددت تعيشددها أوربددا‪ ،‬وخلددق‬‫منطقة قراصنة كان بفعل األمراء وامللوك‪ ،‬أو بفعل رجال املال والنهب‪.‬‬ ‫ م ددامييز تل ددك الف ددرتة ان الدول ددة العثماني ددة اس ددتطاعت القض دداء بفع ددل قوهت ددا عل ددى ظ دداهرة القرص ددنة‬‫والسيطرة على البحر املتوسط بيد من حديد‪.‬‬

‫‪ - 78‬عمار بوحوش‪ :‬التاريخ السياسي للجزائر من البداية ولغاية ‪ ،1712‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬ط‪ ،1‬بريوت‪ ،1777 ،‬ص‪.13‬‬ ‫‪41‬‬


‫الفصل الثاني‪ :‬القرصنة في القرن اإلفريقي أسبابها وتأثيراتها‪:‬‬ ‫مددن املعددروف أندده ال ميكددن ألي دولددة أن تعددي مبعددزل عددن اجملتمددع الدددويل ومددن الصددعب حددل‬ ‫القضايا األمنية خاصة ذات التثرري اخلارجي الديت تواجههدا بصدورة منفدردة وأيدة طريقدة يسدعى هبدا بلدد مدا‬ ‫لتحقيددق األمددن‪ ،‬قددد يددؤرر علددى أمددن اآلخ درين‪ ،‬وأي ظدداهرة عددابرة للحدددود (اإلرهدداب‪ ،‬القرصددنة‪ ،‬اجلرميددة‬ ‫املنظمة‪ )...‬متدس منطقدة تدؤرر علدى اجلدوار وحدىت املسدتوى الددويل‪ ،‬وال ميكدن ألي دولدة أن حتصدل علدى‬ ‫األمددن مبعندداه احلقيقددي إال عندددما تبددي أمنهددا متاشدديا مددع األمددن اإلقليمددي والدددويل خاصددة يف ظددل العوملددة‬ ‫وتكنولوجيددا االتصددال وتطددور وسددائل اإلعددالم‪ ،‬والتسددلح مبختلددف أنواعدده‪ ،‬هددذا مددا يفددرض علددى الدددول‬ ‫التعدداون يف الكثددري مددن األحيددان للتصدددي ألخطددر أندواع اجلدرائم خاصددة العددابرة للحدددود ولعددل القرصددنة‬ ‫البحرية أجداها اليت مست األمن العاملي قامت املالحة البحرية والتجارة الدولية‪ ،‬خاصة البحرية منها‪،‬‬ ‫وقددد أرددرت خاصددة علددى املندداطق الدديت ض دربتها يف الصددميم س دواء يف املندداطق املباشددرة الدديت تتواجددد فيهددا‬ ‫الظاهرة أو دول اخلدور حيدث أردرت القصدة مباشدرة علدى املالحدة يف القدرن اإلفريقدي والبحدر األمحدر وهدو‬ ‫ما أرر سلبا على اقتصاديات وأمن دول منطقة القرن اإلفريقي وجوارهدا وهد أمنهدا ومدا ندت عنهدا مدن‬ ‫تثرريات سلبية أخرى‪.‬‬ ‫ه ددذا م ددا س ددنحاول دراس ددته ه ددذا الفص ددل م ددن خ ددالل دراس ددة جرمي ددة القرص ددنة يف الق ددرن اإلفريق ددي‬ ‫أسباهبا وتثرريها‪.‬‬

‫‪47‬‬


‫المبحث األول‪ :‬األهمية الجيوستراتيجية لمنطقة القرن اإلفريقي وبحر العرب‪.‬‬ ‫من ددذ عص ددور م ددا قبددل اإلس ددالم‪ ،‬والع ددرب يعرف ددون ط دريقهم إىل إفريقي ددا م ددن أج ددل التج ددارة‪ ،‬وال دديت‬ ‫جذبت الكثري من اهلجرات العربية لتستقر هناك‪ ،‬وتتزاوج مدع العنصدر الزجندي‪ ،‬ولعدل أبدرز مدا كتدب عدن‬ ‫التواجددد والتدزاوج العددريب اإلفريقددي قدددميا هددو كتدداب (الكشدداف البحددري) ملؤلددف ورحالددة إفريقددي جمهددول‪،‬‬ ‫كتبه يف القرن األول امليالدي خاصة عن شرق إفريقيا‪ ،79‬ورغم ما يفصل بني العرب وإفريقيدا مدن ميداه‬ ‫البحددر األمحددر وخلددي عدددن إال أن السدداحل الش درقي إلفريقيددا عددرف قوافددل جتاريددة مسددتمرة متيددزت هبددا‬ ‫منطقددة القددرن اإلفريقددي وحبددر العددرب‪ ،‬وتدزاوج بددني املنطقتددني‪ ،‬هددو مددا أدى إىل بددروز إنسددان عددريب إفريقددي‬ ‫وكانت مياه البحر يف اجلنوب طريق مهما لالتصدال والتواصدل بدني املنطقتدني‪ ،‬فقدد عرفدت منطقدة القدرن‬ ‫اإلفريقدي أمهيددة بالغدة يف التواصددل بددني شدعوهبا‪ ،‬وعرفددت منطقددة عامليدة كددثهم الطددرق التجاريدة القدميددة مددن‬ ‫احملدديط عددرب بدداب املندددب حددىت البحددر األمحددر وصددوال إىل حضددارة الفراعنددة‪ ،‬خاصددة وأرهددا احتلددت منطقددة‬ ‫مهمدة جيواسدرتاتيجية يف شددبكة الدربط املالحددي واحلضدارات الديت كانددت تقطدن املنطقددة والديت عرفددت أوج‬ ‫تقدمها وتطورها قدميا وربطت الطريق البحدري هدذه احلضدارات مدع حضدارات العدامل األخدرى يف شدرق‬ ‫آسدديا وأوربددا وغريهددا‪ ،‬وسددنحاول يف هددذا املبحددث دراسددة األمهيددة اجليواس درتاتيجية ملنطقددة القددرن اإلفريقددي‬ ‫وحبر العرب‪.‬‬

‫‪ - 79‬صالح الدين حاف ‪ :‬صراع القوى العظمى حول القرن اإلفريقي‪ ،‬سلسلة كتب املعرفة‪ ،‬العدد ‪ ،47‬سلسلة كتب رقافية يصدرها اجمللس الوطي‬ ‫للثقافة والفنون واآلداب‪ ،‬الكويت‪ ،‬يناير ‪ ،1712‬ص ‪.11‬‬ ‫‪41‬‬


‫المطلب االول‪ :‬األهمية التاريخية والجيواستراتيجية للقرن اإلفريقي‪:‬‬ ‫أوال‪ :‬الموقع الجغرافي‪:‬‬ ‫القرن اإلفريقي هو ذلك اجلزء مدن اجلاندب الشدمايل الشدرقي للقدارة اإلفريقيدة‪ ،‬وحيدده مدن الغدرب‬ ‫خط ومهي ميتد من احلدود السياسدية بدني كينيدا والصدومال إىل حددود جيبدو الغربيدة ميتدد خدالل خلدي‬ ‫عدن واحمليط اهلندي‪ ،‬فالساحل الصومايل ميتد من منطقة رحيتدا اإلرترييدة يف خلدي عددن إىل رأس غدور‬ ‫دفوي‪ ،‬ومنها إىل حدود كينيا إىل مسافة تزيد عن ‪2500‬كلم‪ 80‬وعليه فإن القرن اإلفريقي من الناحيدة‬ ‫اجلغرافية يشدمل إريوبيدا والصدومال وجيبدو ‪ ،‬بيدد أن بعدض اجلغدرافيني قدد وسدع الرقعدة الديت يشدملها هدذا‬ ‫القرن لتشمل كينيا والسودان ‪ ،‬بل األكثر مدن ذلدك أنده يف عدام ‪ 1711‬وجهدت فرنسدا الددعوة إىل كدل‬ ‫من السعودية والديمن إضدافة إىل دول القدرن اإلفريقدي حلضدور مدؤمتر إقليمدي يهددف إىل حدل مشدكالت‬ ‫املنطقة‪ ،‬يعدي ذلدك أن الداللدة السياسدية ملصدطلح القدرن اإلفريقدي تتعددى حددود الداللدة اجلغرافيدة حدىت‬ ‫‪81‬‬ ‫يف معناها الواسع‪.‬‬ ‫ويظم القرن كذلك املنطقة الواقعة علدى رأس مضديق بداب املنددب مدن السداحل اإلفريقدي‪ ،‬وهدي‬ ‫اليت تتحكم فيه‪.‬‬

‫خريطة توضح طرق املالحة البحرية ‪.‬املصدر ‪ :‬عن موقع‪www.google .com/maps:‬‬

‫‪ - 80‬عز الدين اجلوهري‪ :‬القرن اإلفريقي األمهية االسرتاتيجية والصراعات الداخلية‪ ،‬جملة املنار‪ ،‬الشركة الدولية لإلعالم والتوزيع‪2010/05/21 ،‬‬ ‫القدس)نسخة خمزنة على الويب)‪:‬‬ ‫‪http://www.manare.com/atemplate.php?id =2198.‬‬ ‫‪ - 81‬عزو حممد عبد القادر ناجي‪ :‬عدم االستقرار السياسي يف القرن اإلفريقي‪ ،‬جملة احلوار املتمدن‪ ،‬العدد ‪( ) .2001/01/17 ،2371‬نسخة‬ ‫خمزنة على الويب)‪:‬‬ ‫‪http://www.ahewar.eg/debat/show.art.asp?aid:144415.‬‬ ‫‪47‬‬


‫أو كمددا يددرى آخددرون‪ :‬هددو ذلددك الددربوز الشددرقي مددن القددارة اإلفريقيددة يف اجتدداه احملدديط اهلندددي وخلددي‬ ‫عدن‪ ،‬على شكل مثلث الذي جيعله يشرف بشكل فاعل على املدخل اجلنويب للبحر األمحر‪.‬‬ ‫وعليه فإن القرن اإلفريقي من الناحية اجلغرافية يشمل‪:‬‬ ‫إرترييا‪ ،‬جيبو ‪ ،‬الصومال‪ ،‬إريوبيا‪ ،‬السودان‪ ،‬كينيا‪ ،‬وهنداك مدن يظدم‪ :‬الديمن‪ ،‬والسدعودية‪ ،‬لقرهبمدا منده‪،‬‬ ‫واعتبارمها من دول القرن اإلفريقي‪.‬‬ ‫و يعرفدده آخددرون بثندده‪ :‬األراضددي الدديت يسددكنها الصددوماليون و إن تعددددت أوطددارهم يف إريوبيددا‪،‬‬ ‫وكيني ددا‪ ،‬وجيب ددو وذل ددك وف ددق تعري ددف اجلغد درافيني (واالنثربد دوليني)‪ ،‬أم ددا املنض ددمات‪ ،‬فتطل ددق عل ددى دول‪:‬‬ ‫الص ددومال‪ ،‬ارتريي ددا وجيب ددو وإريوبي ددا وكيني ددا دول الق ددرن اإلفريق ددي كوح دددات سياس ددية‪ ،82‬وه ددذه املنطق ددة‬ ‫يتواجدد أهددم املضددايق الدوليددة أمهيددة اسدرتاتيجية وللمالحددة البحريددة وهددو مضدديق بدداب املندددب ذلددك املمددر‬ ‫تشرف عليه منطقة القرن اإلفريقي وتتحكم فيه وهو ممر مائي متر عليه معظدم الطدرق املالحيدة حندو حبدر‬ ‫‪83‬‬ ‫العرب وغريها عرب البحر املتوسط بواسطة قناة السويس‪.‬‬ ‫ويف أدبيددات السياسددة األمريكيددة فقددد وسددعت مددن نطدداق مفهددوم القددرن اإلفريقددي ليشددمل عشددرة‬ ‫دول‪ ،‬متتددد مددن اريترييددا مشدداال وحددىت تنزانيددا جنوبددا‪ ،‬لدديظم‪ :‬إريوبيددا‪ ،‬اريترييددا‪ ،‬الصددومال‪ ،‬كينيددا‪ ،‬أوغندددا‪،‬‬ ‫تنزانيان السودان‪ ،‬جيبو ‪ ،‬روندا‪ ،‬بورندي‪.‬‬ ‫ونظرا لألمهية اليت تكتسديها املنطقدة فإنده مل يدتم االتفداق علدى مفهدوم حمددد‪ ،‬حيدث أن الداللدة‬ ‫‪84‬‬ ‫السياسية تغلب على الداللة اجلغرافية‪.‬‬ ‫ مضيق باب المندب‪:‬‬‫هو أحد املضايق واملمدرات االسدرتاتيجية‪ ،‬الديت متثدل الوصدل بدني إفريقيدا وآسديا وأوربدا مدن خدالل‬ ‫البحر األمحر‪ ،‬يبلغ اتساعه ‪ 71‬ميال‪ ،‬وهو يصل البحر األمحر خبلي عددن واحملديط اهلنددي‪ ،‬وقدد أطلدق‬ ‫علي دده الع ددرب اس ددم ''ب دداب املن دددب'' أو ''بواب ددة ال دددموع'' ألن الس ددفن ال دديت كان ددت تع ددربه كان ددت تتع ددرض‬ ‫لالرتطددام بالصددخور البددارزة فتحطمهددا وتفقدددها حبارهتددا‪ ،‬حددىت إن عددائالت البحددارة تندددهبم عنددد رحدديلهم‬ ‫فسمي(باب املندب)‪.‬‬ ‫‪ - 82‬مسفر بن صاحل الغامدي‪ :‬الصراع الدويل على النفوذ يف البحر األمحر والقرن اإلفريقي‪ ،‬كتاب احللقة العلمية‪ ،‬كلية التدريب‪ ،‬قسم الربام‬ ‫التدريسية (‪ ،)2011/12/21-17‬اخلرطوم‪ ،‬ص ‪.4‬‬ ‫‪ - 83‬عزو حممد عبد القادر ناجي‪ :‬عدم االستقرار السياسي يف القرن اإلفريقي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.1‬‬ ‫‪ - 84‬عز الدين اجلوهري‪ :‬القرن اإلفريقي‪ ،‬األمهية اإلسرتاتيجية والصراعات الداخلية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.3‬‬ ‫‪50‬‬


‫والددذي يعتددرب مددن أهددم املمدرات املائيددة يف العددامل منددذ القدددم و اليددوم يعتددرب شدريانا هامددا يف النقددل البحددري‬ ‫دوليا‪ .‬كما يعترب منطقة اسرتاتيجية هامدة يف نقدل بدني مجيدع قدارات العدامل ومصددرا مدن مصدادر الددخل‬ ‫لعديد من دول املنطقة‪.‬‬

‫‪-‬صورة توضح موقع باب المندب‪.‬موقع وكبيديا‪.‬‬

‫تطل اليمن على ساحله الغريب أمدا علدى سداحله اإلفريقدي فتطدل عليده إريوبيدا وجيبدو ‪ ،‬وتتدوزع‬ ‫عدددد مددن اجلددزر يف هددذا املضدديق واملندداطق االس درتاتيجية أمههددا (جزيددرة ميددون) و(جزيددرة قم دران) و(جزيددرة‬ ‫‪85‬‬ ‫كوريا موريا) و(جزيرة سوقطرة) اليت تقع على بعد ‪ 220‬ميل من اجلنوب الشرقي لباب املندب‪.‬‬ ‫أهمية القرن اإلفريقي استراتيجيا‪:‬‬

‫حيتل القرن اإلفريقي موقعا هاما ومميزا‪ ،‬يؤرر على التفاعالت التجارية الواسعة وغريها اجلارية‬ ‫يف املنطقة اليت حتتوي على مساحة كبرية من األرض واهم املناطق البحرية حيث‪:‬‬ ‫ تشرف املنطقة على ممرين مائيني يف غاية األمهية حيث متر منه ناقالت النفط يف اخللي العريب‬‫واجلزيرة العربية مرورا بقناة السويس‪ ،‬كما يطل على احمليط اهلندي الذي تتحرك عربه األساطيل‬ ‫الدولية مما يتيح هلا االتصال جبهات العامل اجلنوبية فمن يسيطر على املنطقة يسيطر على أهم‬ ‫املمرات املائية (مضيق هورمز وباب املندب) وتتداخل من خالل ذلك أمنيا مع منطقة حوض‬ ‫البحر األمحر‪.‬‬

‫‪ - 85‬حممد علي احلوات‪ :‬مضيق باب املندب‪ ،‬أمهيته اإلسرتاتيجية وتثرريها على األمن القومي العريب‪ ،‬مكتبة مدبويل‪( ،‬د‪.‬س‪.‬ط)‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص ‪.12‬‬ ‫‪51‬‬


‫ بعد افتتاح قناة السوييس سنة ‪ ،1117‬واكتشاف النفط يف شبه اجلزيرة العربية واخللي ‪ ،‬أصبح‬‫منطقة عبور مالحية مهمة بني رالث قارات هي آسيا وإفريقيا وأوربا وحلقة حمورية للتحرك من‬ ‫‪86‬‬ ‫احمليط األطلسي حنو البحر املتوسط واحمليط اهلادي‪.‬‬ ‫ كان له الدور اهلام أرناء العدوان اإلسرائيلي عام ‪ 1773‬عندما أغلقت اليمن مضيق باب‬‫املندب أمام املالحة اإلسرائيلية إىل إيالت‪ ،‬وأصبحت منطقة القرن اإلفريقي منذ تلك الفرتة‬ ‫حتظى بثمهية بالغة وميدانا للتنافس‪ ،‬ومن املناطق املهمة يف صراع العرب ضد العدوان‬ ‫‪87‬‬ ‫الصهيوين‪.‬‬ ‫ ان املوارد االقتصادية املختلفة اليت يزخر هبا القرن اإلفريقي متثل اخلزان الرئيسي الذي يزود‬‫مصر والسودان باملياه الصاحلة للشرب حيث ينبع رهر النيل جزءه األكرب يف هذه املنطقة‪ ،‬إذ‬ ‫تزود إريوبيا رهر النيل حبوايل ‪ %15‬من مياهه وملكانة هذا املورد احليوي زاد االهتمام مبنطقة‬ ‫القرن االفريقي داخليا ودوليا خاصة بعد انتهاء احلرب الباردة‪ ،‬حيث أصبح يشكل حمورا‬ ‫مهما يف التفاعالت الدولية‪ ،‬حيث أصبحت قضية املياه إحدى القضايا الساخنة يف‬ ‫‪88‬‬ ‫العالقات الدولية‪.‬‬

‫ أهمية القرن اإلفريقي‪:‬‬‫أ)عربيا‪:‬‬

‫تعد منطقة القرن اإلفريقي ذات أمهية بالنسبة للبلدان العربية وتشكل عمقا اسرتاتيجيا هلا‪ ،‬وترتبط هبا‬ ‫على أكثر من مستوى نتيجة اجلوار اجلغرايف والتداخل البشري‪ ،‬والتفاعل التارخيي واحلضاري وهي‬ ‫تشكل جزءا مهما من الوطن العريب (السودان‪ ،‬جيبو ‪ ،‬الصومال) حيث أن‪:‬‬ ‫ املنطقة تتحكم يف منابع رهر النيل وتثمني االحتياجات املائية لكل من مصر والسودان‬‫والصومال‪.‬‬ ‫ تعترب منطقة أمن للبحر األمحر وترتبط مباشرة باألمن القومي العريب وتثرر يف مصاحل دول‬‫املنطقة اقتصاديا‪ ،‬مالحيا‪ ،‬أمنيا‪.‬‬

‫‪ - 86‬عز الدين اجلوهري‪ :‬القرن اإلفريقي‪ ،‬األمهية االسرتاتيجية والصراعات الداخلية‪ ،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص‪.3‬‬ ‫‪ - 87‬حممد علي احلوات‪ :‬مضيق باب املندب أمهيته االسرتاتيجية وتثرريها على األمن القومي العريب‪ ،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص‪.13‬‬ ‫‪ - 88‬عز الدين اجلوهري‪ :‬القرن اإلفريقي األمهية االسرتاتيجية والصراعات الداخلية‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.3‬‬ ‫‪52‬‬


‫ هي منطقة صراعات إقليمية ودولية تؤرر على الدول الساحلية مباشرة كما تؤرر على املنطقة‬‫العربية نتيجة لتلك الصراعات جلبت العديد من املشاكل للدول املطلة على سواحله وجعلها‬ ‫عرضة للحروب‪ ،‬وقد أصبح أمن منطقة من املسؤولية العربية ‪.‬‬ ‫ منطقة اقتصادية مهمة لعدد من الدول‪ ،‬تساهم يف دعم اقتصادياهتا وفتح أبواب املالحدة علدى‬‫‪89‬‬ ‫ضفاف سواحلها‪.‬‬

‫ب) بالنسبة للدول األوربية‪ :‬حتظى منطقدة القدرن اإلفريقدي باهتمدام أوريب بدالغ‪ ،‬نظدرا للدروابط التارخييدة‬ ‫والثقافية اليت تعود إىل الفرتة االستعمارية بعد أن خضدعت هدذه املنطقدة لالسدتعمار الفرنسدي والربيطداين‬ ‫والربتغ ددايل واإليط ددايل ف ددرتة م ددن ال ددزمن‪ ،‬ترك ددت بص ددمتها يف خمتل ددف ظ ددروف احلي دداة‪ ،‬وربط ددت عالق ددات‬ ‫اقتصادية وسياسية ورقافية مع املنطقة وتطورت مع مرور الزمن‪.‬‬

‫‪90‬‬

‫مشاكل القرن اإلفريقي‪:‬‬

‫ويف ظل التسابق الدويل على منطقة القرن اإلفريقي تعاين الدولة العديد من املشاكل نربز أمهها‪:‬‬

‫‪)0‬الصراعات الداخلية واإلقليمية‪ :‬تعداين دول القدرن اإلفريقدي مندذ عقدد مدن الدزمن صدراعات داخليدة‬ ‫وحدروب أهليددة‪ ،‬هدذا باإلضددافة إىل احلدروب بددني دول املنطقدة والدديت تركهدا االسددتعمار نتيجدة التقسدديمات‬ ‫اليت قام هبا وتركت مشاكل حدودية بني كل دول املنطقة الزالت قائمة إىل يومنا هذا‪.‬‬

‫‪ )2‬مشاكل الالجئين والنازحين‪ :‬ندت عدن احلدروب األهليدة والداخليدة باإلضدافة إىل احلدروب احلدوديدة‬ ‫بني الدول املتحاربة‪ ،‬مجلة نزوح وهتجري مجاعي طوعي‪ ،‬هروبا من احلرب وقصري هتجري بدالقوة نتيجدة‬ ‫احلروب األرنية والطائفية‪.‬‬ ‫‪ )3‬مشــكلة الفقــر واألمــن الغــذائي‪ :‬إن عدددم االسددتقرار يف املنطقددة ونتيجددة احلددروب الدائمدة وهشاشددة‬ ‫احلكم وانعدام االستقرار السياسي أرر على اقتصاديات الدول اليت يعداين شدعوهبا الفقدر املددقع والبطالدة‬ ‫وانعدام تام ألبسط سبل العي ‪ ،‬هذا باإلضافة إىل ما تعانيه املنطقة من تصحر وجفاف شديد وأزمة‬ ‫مياه حقيقة متر هبا املنطقة‪.‬‬ ‫‪ )4‬تعاين املنطقة من عدة أمراض مستوطنة قدمية وحديثة وهي من أفتك األمراض (السيدا‪ ،‬الطداعون‪،‬‬ ‫‪91‬‬ ‫الكولريا‪.)...‬‬ ‫‪ - 89‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.4‬‬ ‫‪ - 90‬عز الدين اجلوهري‪ :‬القرن اإلفريقي‪ ،‬األمهية االسرتاتيجية والصراعات الداخلية‪ ،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص‪.4‬‬ ‫‪ - 91‬مسفر بن صاحل الغامدي‪ :‬الصراع الدويل على النفوذ يف البحر األمحر‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.4‬‬ ‫‪53‬‬


‫إن كددل هددذه املشدداكل سددامهت ألن تكددون املنطقددة غددري آمنددة ومسددتقرة وأصددبحت حقددال منتجددا‬ ‫للجرميددة (القرصددنة‪ ،‬اإلرهدداب‪ ،‬اجلرميددة املنظمددة‪ ،)...‬ويف خضددم هددذه املشدداكل وجدددت(إس درائيل) موقعددا‬ ‫مهما للسيطرة على املنطقة حيث‪:‬‬ ‫الطمع الصهيوني للسيطرة على مياه المنطقة والقرن اإلفريقي‪:‬‬

‫إن أزمة املياه يف املنطقة جديرة باالهتمام‪ ،‬فهي تعود تارخييا اىل عهد االستعمار الربيطاين اي‬ ‫إىل املعاهدة املوقعة بدني بريطانيدا العظمدى وإريوبيدا وإرترييدا‪ ،‬وقدد مت التوقيدع عليده يف أديدس أبابدا يف ‪15‬‬ ‫ماي ‪ 1702‬وقد نصت املادة الثالثة من اجلزء األول ( الذي حيدد احلدود بدني إريوبيدا والسدودان) علدى‬ ‫أن يتعه ددد اإلمرباط ددور "منليي ددك" ب ددثن ال يس ددمح ب ددثي أعم ددال عل ددى الني ددل األزرق أو حب ددرية تان ددا أو ره ددر‬ ‫الس ددوباط تع ددوق ت دددفق مي دداه أي منهم ددا إىل الني ددل إال يف حال ددة موافق ددة احلكوم ددة الربيطاني ددة وحكوم ددة‬ ‫‪92‬‬ ‫السودان‪.‬‬ ‫يف حددني مييددل اإلس درائيليون إىل إبطدداء حتقيددق السددالم وإرهدداء حالددة احلددرب بيددنهم وبددني األط دراف‬ ‫العربيددة مددن جهددة‪ ،‬وإقدرار مشددروعهم املددائي مددن جهددة أخددرى‪ ،‬ويقددول الربوفيسددور ''دان سدداال زفسددكس''‬ ‫مفددوض امليدداه يف إس درائيل وأحددد أعضدداء الوفددد اإلس درائيلي يف جلنددة امليدداه باملباحثددات متعددددة األط دراف‬ ‫بفين ددا ع ددام ‪ 1772‬أن دده‪ '' :‬إذا ك ددان أح ددد يقص ددد الس ددالم فينبغ ددي أن ال جي ددادل بش ددثن املي دداه'' (يقص ددد‬ ‫‪93‬‬ ‫العرب)‪.‬‬ ‫ويف هذه النقطة وبالنسبة ألمهية القرن اإلفريقدي‪ :‬تبددأ أهدم نقداط احلكدم االسدرتاتيجي الشدمالية‬ ‫مددن قندداة السددويس وسدريان ‪ ،‬واجلنوبيددة عنددد مضدديق بدداب املندب‪،‬وهددذا خلنددق املالحددة املدنيددة والعسددكرية‬ ‫على السواء يف البحر األمحر‪ ،‬ولذلك دار الصراع دائما حول نقاط التحكم هذه خاصة أرنداء احلدروب‬ ‫ضددد الكيددان الصددهيوين أو احلددروب الدوليددة األخددرى‪ ،‬واكتسددبت منطقددة القددرن اإلفريقددي غربددا والسدواحل‬ ‫العربية شرقا يف جنوب البحدر‪ ،‬ومضدايق تدريان شدرقا‪ ،‬وجوبدال غربدا يف مشدال البحدر مميدزات جيوبولتيكيدة‬ ‫يف خريطة الصراع الدويل واملنافسة احلادة بني القوى‪ ،‬خاصة على مستوى الصراع اإلقليمي مع الكيدان‬ ‫‪94‬‬ ‫الصهيوين‪،‬واليت اصبحت ران منطقة هامة بعد منطقة الشرق األوسط خاصة بعد حرب ‪.1773‬‬ ‫‪ - 92‬سامر مطمر وخالد حجاري‪ :‬أزمة املياه يف املنطقة العربية‪ ،‬سلسلة عامل املعرفة‪ ،‬العدد‪ ،27‬سلسلة كتب رقافية شهرية يصدرها اجمللس الوطي‬ ‫للثقافة والفنون واألدب‪ ،‬الكويت‪ ،‬مايو ‪ ،1771‬ص ‪.115‬‬ ‫‪ - 93‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.115‬‬ ‫‪ - 94‬صالح الدين حاف ‪ :‬صراع القوى العظمى حول القرن اإلفريقي‪ ،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص‪.57‬‬ ‫‪54‬‬


‫ومددن خددالل ه ددذا جنددد أن األمهي ددة االس درتاتيجية والتارخيي ددة للقددرن اإلفريق ددي لعبددت دورا كب دريا يف‬ ‫وجددود الص دراع باملنطقددة والتدددخالت الدوليددة مددن أجددل وضددع قدددم سدديطرة فيهددا‪ ،‬وهددو مددا جعددل هددذه‬ ‫الرتاجي ددديا م ددن األح ددداث م ددن خ ددالل (ح ددروب أهلي ددة‪ ،‬ص دراعات ب ددني ال دددول اجمل دداورة‪ ،‬الص دراع الع ددريب‬ ‫الصهيوين‪ ،‬القاعدة‪.)....‬‬ ‫وبالتايل فدإن أمهيدة املنطقدة وعدودة االهتمدام هبدا‪ ،‬كمددخل طبيعدي وكموقدع وكثدروات جتعلهدا بدؤرة‬ ‫توتر جمهولة املصري لسيناريوهات خمتلفة حمتملة‪.‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬البعد االستراتيجي لبحر العرب‪:‬‬ ‫يكتسددي حبددر الع ددرب أمهيددة إس درتاتيجية بالغددة فه ددو يقددع يف منطق ددة مددرور مهم ددة ويشددهد أغلبي ددة‬ ‫عمليات القرصنة فيده خاصدة جباندب القدرن اإلفريقدي كمدا أنده يطدل علدى أهدم الددول وأكربهدا يف الشدرق‬ ‫األوسددط فيطددل علددى اهلنددد وإي دران‪ ،‬عمددان‪ ،‬باكسددتان‪ ،‬الدديمن‪ ،‬الصددومال‪ .‬حيددث تقددوم فيدده الكثددري مددن‬ ‫املناورات البحرية العسكرية الكربى للدول النووية كباكستان واهلند وإيران مما جعل األنظار تصب عليه‬ ‫بشكل اخلصوص كما أن هناك أفكار ومشاريع لتدويل حبر العرب بغرض احملافظة على األمن والسدالم‬ ‫الدوليني‪.‬‬ ‫‪ ‬بحر العرب الموقع‪:‬‬

‫يتوسددط حبددر العددرب شددبه اجلزيددرة اهلنديددة وشددبه اجلزيددرة العربيددة فهددو جددزء مددن احملدديط اهلندددي حتددده إي دران‬ ‫‪95‬‬ ‫وباكستان من الشمال والشبه اجلزيرة العربية شرقا والقرن اإلفريقي من الغرب‪.‬‬ ‫يبلغ عرضه ‪ 2400‬كيلومرت مربع وعمقه ‪ 4,1‬كيلومرت مربع يصب فيه رهر االندوس ورهر نامادا و‬ ‫كاييت كما أنه يالمس البحر األمحر واخللي العريب ‪.‬‬ ‫تطددل عليدده سلسددلة جبددال ظفددار يف السددلطنة العماني دة وجبددال غددات اهلنديددة ولدده ذراعددان ميتدددان إىل‬ ‫‪96‬‬ ‫خلي عمان وخلي عدن‪.‬‬ ‫‪ -‬قضية تدويل بحر العرب‪:‬‬

‫إن أهم أسباب التدويل لبحر العرب تتمثل يف مصاحل الدول العظمى اهلامة يف املنطقة العربية و‬ ‫املتمثلة‪:‬‬ ‫‪ - 95‬عبد اخلالق عبد اهلل‪ :‬العامل املعاصر و الصراعات الدولية‪ .‬سلسلة عامل املعرفة‪ .‬الكويت ‪ .1717‬ص‪.40‬‬ ‫‪ - 96‬املرجع نفسه‪ :‬ص‪.41‬‬

‫‪55‬‬


‫‪ -1‬مصالح الدول الكبرى‪:‬‬ ‫متتلك املنطقة العربية ردروات هائلدة ممدا جعلهدا حمطدة صدراع بدني الددول الكدربى مندذ وقبدل ظهدور‬ ‫الثورة الصناعية وتقدم الصناعات يف الغرب‪ ،‬حيث بدأ الصراع بدني خمتلدف اإلمرباطوريدات االسدتعمارية‬ ‫الكدربى علدى هددذه املنطقدة الغنيددة بثرواهتدا وكددذلك غنيدة مبوقعهدا االسدرتاتيجي بتوسدطها مددن العدامل حيددث‬ ‫أرها متتلك أهم املنافدذ البحريدة وتطدل علدى أهدم البحدار واحمليطدات مدن مضديق جبدل طدارق غربدا إىل ممدر‬ ‫قن دداة الس ددويس ومض دديق هرم ددز ومض دديق ب دداب املن دددب وخل ددي عم ددان ش ددرقا فه ددذه املم درات تعت ددرب مم درات‬ ‫اسرتاتيجية متر عن طريقها اإلمدادات النفطية العاملية‪ .‬وقد حدد العديد من املؤرخني أن املنطقة العربية‬ ‫شددهدت صدراعات دوليددة عليهددا أكثددر مددن أي منطقددة أخددرى يف العددامل خاصددة فيمددا يتعلدق بصدراع الددذي‬ ‫شددهدته وال تدزال تشددهده منطقددة الشددرق األوسددط‪ .‬فثسددباب ودواعددي هددذا الصدراع الدددويل علددى املنطقددة‬ ‫العربية تتمحور يف أربعة نقاط رئيسة إضافة إىل أسباب أخرى أمهها‪:‬‬ ‫أوال‪ :‬العامددل الددديي وقددد كددان أحددد أسددباب اسددتهداف املنطقددة العربيددة‪ ،‬حيددث أن املنطقددة متتلددك رددروة‬

‫دينيددة بصددفتها مهددد الددديانات الددثالث ( اإلسددالم‪ ،‬واملسدديحية‪ ،‬واليهوديددة ) وامتالكهددا األمدداكن املقدسددة‬ ‫هلدذه الددديانات الددثالث‪ ،‬ممددا جعدل صدراعاً دينيداً ينددلع بددني الدددول الغربيددة أيدن سدديطرت الكنيسددة وكانددت‬ ‫علددى شددكل محددالت صددليبية‪ ،‬الحددتالل بيددت املقدددس‪ ،‬والدولددة اإلسددالمية اسددتمر م ددات السددنني حددىت‬ ‫انتهى بانتصار القائد "صالح الدين األيويب" وحتريره بيت املقدس‪ ،‬علماً بدثن هدذا الصدراع سدبقه صدراع‬ ‫رومدداين فارسددي علددى املنطقددة العربيددة قبددل اإلسددالم إىل أن انتهددت الدددولتني بالفتوحددات اإلسددالمية وقيددام‬ ‫‪97‬‬ ‫الدولة اإلسالمية من رهاية حدود فارس شرقا إىل حدود أوروبا الشرقية‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬امتالك املنطقة العربيدة لثدروات طبيعيدة هائلدة‪ :‬وهدو مدا احتاجدت لده الددول واإلمرباطوريدات الغربيدة‬

‫بعدد الثدورة الصدناعية الدديت بددأت الددول الغربيددة حتتداج إىل مصدادر املدواد األوليدة واألسدواق الديت تسددتهلك‬ ‫صددناعاهتا‪ ،‬ومددن أهددم هددذه الثددروات البددرتول حيددث أندده يقدددر احتيدداطي الددنفط للدددول العربيددة مددا يقددارب‬ ‫(‪ )%11‬مدن نسدبة االحتيداطي العداملي وأيضددا احتوائده ألراضدي زراعيدة خصددبة وغنداه بدثهم املدوارد املائيدة‬ ‫كنهر النيل ورهرا ألردن ومصبات وحبريات خمتلفة واملعادن كالزنك والفسدفور واحلديدد والثدروة السدمكية‬ ‫وغريهددا مددن الثددروات الدديت هتددم الدددول الصددناعية‪ ،‬ولددذلك ازدادت حدددة الص دراع بددني الدددول الغربيددة مددع‬ ‫‪98‬‬ ‫ازدياد حاجاهتا هلذه الثروات‪ ،‬ومع تغري موازين القوى بينها‪.‬‬ ‫‪ - 97‬عبد اخلالق عبد اهلل‪ :‬العامل املعاصر و الصراعات الدولية‪ .‬املرجع السابق‪ .‬ص‪.42‬‬ ‫‪ - 98‬املرجع نفسه‪ :‬ص‪.43‬‬

‫‪51‬‬


‫ثالثا‪ :‬متتلك هذه املنطقة رروات بشرية هائلة ومتنوعة ومداهرة‪ ،‬ولدذلك تسدتفيد هدذه اإلمرباطوريدات مدن‬ ‫هددذه الثددروة املتنوعددة للعمددل يف مصددانعها ومؤسسدداهتا العسددكرية كم دا فعلددت بريطانيددا وفرنسددا يف جتنيددد‬ ‫سكان املنطقة يف جيوشها وقبلها فعلت اإلمرباطورية العثمانية‪.‬‬ ‫كمددا أن التنددوع العرقددي يف منطقددة الشددرق األوسددط عامددل قددوة لسددكان املنطقددة لالسددتفادة مددن مددزج هددذه‬ ‫العرقيات واختالطها مع السكان اآلخرين‪.‬‬ ‫رابعــا‪ :‬سدديطرة املنطقددة علددى أهددم املمدرات املائيددة الدديت تدربط العددامل شددرقه بغربدده ومشالدده جبنوبدده‪ ،‬وهددي بدداب‬

‫املندب‪ ،‬قناة السويس‪ ،‬مضيق هرمز‪ ،‬مضيق جبل طارق‪ ،‬البحر األبيض املتوسط الذي تسيطر املنطقة‬ ‫علددى سدواحله اجلنوبيددة والشددرقية ومتتددد مددن مضدديق جبددل طددارق غربداً جنوبداً وحددىت سدواحل سددوريا ولبنددان‬ ‫وفلس ددطني ش ددرقا وه ددي مجيعه ددا س دواحل تس دديطر عليه ددا دول عربي ددة‪ ،‬ماع دددا الس دداحل الفلس ددطيي ال ددذي‬ ‫سيطرت عليه إسرائيل بعدد إنشدائها‪ ،‬لدذلك مثلدت هدذه املمدرات املائيدة نقطدة صدراع بدني الددول الطاحمدة‬ ‫للس دديطرة علد دى املنطق ددة‪ ،‬وك ددذلك عام ددل ج ددذب الح ددتالل ه ددذه املمد درات أو اح ددتالل ال دددول املس دديطرة‬ ‫عليها‪،‬كمدا حصدل يف محلدة ندابليون بوندابرت علدى مصددر‪ ،‬واحلمدالت الربيطانيدة علدى اخللدي ومدن قبلهددا‬ ‫الربتغالية‪.‬‬ ‫و بنظرة حتليلية فاحصة للنقاط األربع اليت ذكدرت عدن أمهيدة املنطقدة العربيدة‪ ،‬جيمدع املؤرخدون واخلدرباء‬ ‫اإلسرتاتيجيون على أن الصراع من أجدل السديطرة علدى املنطقدة العربيدة حتمدي ‪،‬وأن اسدتهدافها مدن قبدل‬ ‫القوى الطامعة اخلارجية متوقع جداً‪ ،‬ولذلك البد من استعراض تاريخ صدراع القدوى الكدربى علدى هدذه‬ ‫املنطق ددة وال ددذي س ددنبدأه بالصد دراع العثم دداين الغ ددريب‪ ،‬حي ددث ب دددأ ه ددذا الصد دراع بع ددد ض ددعف اإلمرباطوري ددة‬ ‫العثمانيدة‪ ،‬بعدد أن سدديطرت علدى معظدم الشددرق األوسدط ومشددال أفريقيدا امتدد حلدوايل (‪ )400‬عدام‪ ،‬حددىت‬ ‫هزميتهددا يف احلددرب العامليددة األوىل وتقسدديم إررهددا بددني اإلمرباطددوريتني االسددتعماريتني يف ذلددك الوقددت –‬ ‫الربيطانيددة والفرنسددية‪ -‬اللت دان تقامس د دتا اإلرث العثمدداين فيمددا بينهمددا‪ .‬وبددذلك أصددبحت منطقددة الش ددرق‬ ‫األوسط ومشال إفريقيا حتت النفوذ والسيطرة الغربية بشكل كامل‪.‬‬ ‫لقددد كانددت فددرتة مددابني احل دربني العددامليتني ف درتة سدديطرة أوروبيددة علددى املنطقددة العربيددة ممثلددة بربيطانيددا‬ ‫وفرنسد ددا وايطاليد ددا يف ليبيد ددا اللتد ددني تقامستد ددا النفد ددوذ يف املنطق ددة‪ ،‬وباتفاقيد ددات حمد ددددة كد ددان أمههد ددا اتفاقيد ددة‬ ‫"سايكس بيكو"‪ ،‬ولكن بعد بروز أملانيدا كقدوة رئيسدة مدرة أخدرى‪ ،‬بددأ الصدراع بدني دول الغدرب ‪-‬فرنسدا‬ ‫– بريطانيا – أملانيا‪ ،‬مث دخول الواليات املتحدة األمريكية منطقة هذا الصدراع‪ ،‬ولدذلك بدرزت الواليدات‬ ‫‪57‬‬


‫املتحدددة بعددد خروجهددا مددن احلددرب العامليددة الثانيددة منتصددرة‪ ،‬كقددوة وحيدددة يف العددامل‪ ،‬أزاحددت كددل مددن‬ ‫بريطاني د ددا وفرنس د ددا م د دن املنطق د ددة العربي د دة‪ ،‬وبع د ددد ح د ددرب الس د ددويس ع د ددام (‪ )1751‬منهي د ددة ب د ددذلك ه د دداتني‬ ‫‪99‬‬ ‫اإلمرباطوريتني كقوى عظمى يف الساحة الدولية‪.‬‬ ‫لكددن مل تدددم القطبيددة األمريكيددة الواحدددة يف السدداحة الدوليددة‪ ،‬ففددي املنطقددة العربيددة بددرز االحتدداد‬ ‫السوفيا بعد تفجريه القنبلة الذرية ‪ ،‬وبدء املد الشيوعي‪ ،‬وإنشاء حلف وارسو لكتلة الدول الشديوعية‬ ‫يف أوروبددا‪ ،‬ملواجهددة حل دف الندداتو‪ ،‬وبدددء مرحلددة مددا عددرف بدداحلرب البدداردة بددني الكتلتددني‪ ،‬أو بدداألحرى‬ ‫الواليات املتحدة األمريكية واالحتاد السوفيا ‪ ،‬واليت كانت املنطقدة العربيدة أحدد أدواهتدا حيدث اسدتعرت‬ ‫املواجهددة البدداردة بددني الط درفني يف السددتينات والسددبعينات‪ ،‬مسددجلة بعددض املكاسددب أو اخلسددائر هلددذا أو‬ ‫ذاك‪ .‬فاستمرت احلرب الباردة بدني القدوتني العظميدني علدى املنطقدة حدىت التسدعينات مدن القدرن املاضدي‪،‬‬ ‫عندددما اره ددار االحتدداد الس ددوفيا عددام (‪ ،)1771‬وحت ددول إىل ‪،‬سددة عش ددر مجهوري دة منهي داً بددذلك حقب ددة‬ ‫احل ددرب الب دداردة‪ ،‬وب دددأ عص ددر اهليمن ددة األمريكي ددة‪ ،‬أو القط ددب األوح ددد‪ ،‬ول ددذلك ترت ددب الوالي ددات املتح دددة‬ ‫أوراقهددا يف منطقددة الشددرق األوسددط‪ ،‬مددن خددالل حماولددة حددل الص دراع العددريب اإلس درائيلي‪ ،‬وإرهدداء املشددكلة‬ ‫‪100‬‬ ‫الفلسطينية‪ ،‬لتكون الالعب الوحيد يف املنطقة وغريها من املناطق األخرى يف العامل‪.‬‬

‫‪ - 99‬يوجني روجان‪ :‬العرب من الفتوحات العثمانية اىل احلاضر‪ .‬كلمات عربية للرتمجة و النشر‪ .‬ط‪ .1‬القاهرة ‪ .1111‬ص‪.11‬‬ ‫‪ - 100‬عز الدين حممد امحد‪ :‬أبعاد السياسة اخلارجية االمريكية اجتاه منطقة اخللي العريب‪ .‬جملة السائل‪ .‬جامعة ‪ 6‬اكتوبر‪ .‬مصراته ليبيا‪ .‬العدد الرابع‪،‬‬ ‫افريل ‪ .1112‬ص ‪.111‬‬ ‫‪51‬‬


‫المبحث الثاني‪ :‬تأثير جريمة القرصنة على الصومال‪ ،‬مصر‪ ،‬السعودية‪ ،‬اليمن‪:‬‬ ‫إن العودة القوية جلرمية القرصنة البحرية يف مطلع األلفية الثالثة مثريا للدهشة واالستغراب‪،‬‬ ‫حيث بدأت تتوسع اجلرمية منذ العقد املاضي حىت اآلن‪ ،‬منطلقة من الساحل الصومايل وباب‬ ‫املندب‪ ،‬وسواحل شرق إفريقيا حىت أصبحت اليوم على أبواب مضيق هورمز االسرتاتيجي‪.‬‬ ‫إذ تشري بياندات االحتداد األوريب إىل أن أبعدد مددى لعمليدات القرصدنة عدام ‪ 2011‬وقعدت علدى‬ ‫بعد ‪1100‬ميل حبري من السواحل الصومالية مقابل ‪ 115‬ميدل حبريدا عدام ‪ ،2005‬وتغطدي أكثدر مدن‬ ‫‪ 1.7‬مليددون كيلددومرت مربددع مددن امليدداه‪ ،‬هددذا يف ظددل األسدداطيل والب دوارج والتطددور الددذي يشددهده العددامل يف‬ ‫جمال التسلح يقف عاجزا أو متفرجا أمدام مدا حيددث‪ ،‬يف وقدت أصدبحت القرصدنة رداين مصددرا لألمدوال‬ ‫يف الصدومال إذ تولدد سدنويا مدا يزيدد عدن ‪ 200‬مليدون دوالر كنتيجدة لتزايدد هجمدات القراصدنة‪ ،‬وتندامي‬ ‫حجدم الفديددة املطلوبددة‪101‬وامتدددت الظداهرة لتددؤرر علددى الدددول احمليطددة باملنطقدة خاصددة القريبددة منهددا علددى‬ ‫مددداخل البحددر األمحددر والقددرن اإلفريقددي ولعددل أمههددا الدديمن‪ ،‬والسددعودية ومصددر بالدرجددة األوىل دون أن‬ ‫نستثي ماهلا من تثرري خطري على املالحة الدولية والتجارة العاملية‪.‬‬

‫‪ -101‬حامد عطا‪ :‬على مضيق هورمز‪ 777 ،‬جملة الثقافة االجتماعية واألمنية‪ ،‬العدد‪ ،47‬السنة ‪ ،41‬نوفمرب ‪ ،2011‬جملة تصدر عن وزارة الداخلية‬ ‫لإلمارات العربية املتحدة‪ ،‬ص ‪.5‬‬ ‫‪57‬‬


‫المطلب األول‪ :‬تأثيرها على الصومال‪:‬‬ ‫تتموقددع الصددومال يف منطقددة هامددة وجددد اسدرتاتيجية‪ ،‬منددذ القدددم كانددت مهددد احلضددارات تتالددت‬ ‫هبا‪ ،‬وشعوب عاشت فيها‪ ،‬ومنذ القدم كاندت بدؤرة للتدوتر حدىت أرهدا ذكدرت يف كتداب اهلل‪ ،‬واليدوم تعداين‬ ‫من كل أنواع اجلرائم حناول دراستها من خالل هذا املبحث‪:‬‬

‫أوال‪ :‬الصومال الموقع والتاريخ‪:‬‬ ‫‬‫‬‫‬‫‪-‬‬

‫الصومال إحدى الدول العربية اليت تعاين الفقر واجلوع‪ ،‬عاصمتها موغاديشو‪.‬‬ ‫اللغة العربية‪ ،‬والصومالية‪ ،‬انضمت إىل األمم املتحدة عام ‪.1710‬‬ ‫‪102 2‬‬ ‫مساحتها تقدر بد د‪ 137.000 :‬كلم ‪.‬‬ ‫املوقع‪ :‬حتدها جيبو مبسافة ‪ 51‬كلم‪ ،‬وإريوبيا ‪1100‬كلم‪ ،‬وكينيا ‪112‬كلدم‪ ،‬وحبدزام شداطئ‬ ‫*‬

‫‪3025‬كلم‬ ‫ مددن أهددم املندداطق االس درتاتيجية يف العددامل هددي القددرن اإلفريقددي جنوبددا قددرب بدداب املندددب وكددل‬‫املنطقة املمتدة على طول البحر األمحر وقناة السويس‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تاريخ الصومال‪:‬‬

‫ينتمي الصوماليون إىل القبائل العربية‪ ،‬وبصورة خاصة إىل قبيلة قري جاؤوا إىل الصدومال بدني‬ ‫القرن السابع والقرن التاسع امليالديني‪.‬‬ ‫عاىن الصومال من االستعمارين اإلجنليزي واإليطايل بني عام ‪ 1110‬و ‪.1170‬‬ ‫كانت أول انتخابات صومالية عام ‪ 1751‬فاز هبا حزب (جامعدة الشدية الصدومالية) وشدكلت‬ ‫أول حكومة وطنية وانتخب عبد اهلل عثمان رئيسا للجمهورية ويف العام ‪ 1717‬ريس الوزراء‪.‬‬ ‫حيث قسم االستعمار الصومال إىل ‪،‬سة مناطق‬ ‫‪ )1‬الصددومال الربيطدداين والصددومال اإليطددايل اللددذات توحدددا وكونددا مجهوريددة الصددومال املعروفددة اآلن‬ ‫بالصومال‪.‬‬ ‫‪ )2‬الصومال الفرنسي اجلمهورية جيبو ‪.‬‬ ‫‪ )3‬الصومال الغريب‪ ،‬الزالت حتت احلكم اإلريويب (أجادينيا)‪.‬‬ ‫‪ )4‬الصومال الكيي (‪ )NFD‬حتت احلكم الكيي‬ ‫‪ - 102‬كمال مورسي شريل‪ :‬املوسوعة اجلغرافية للوطن العريب‪ ،‬دال اجليل‪ ،‬بريوت‪ ،‬ط‪ ،1771 ،1‬ص ‪.332‬‬ ‫* ‪ -‬تقع شرق القارة اإلفريقية حيدها مشاال خلي عدن والبحر األمحر‪ ،‬جنوبا كينيا والشمال الغريب مجهورية جيبو ‪ ،‬وغربا إريوبيا‪ ،‬شرقا احمليط اهلندي‪.‬‬ ‫‪10‬‬


‫‪-‬المصدر‪ :‬عاطف صقر‪ :‬نقال عن صحيفة االتحاد االماراتية‪.0882-00-22.‬‬

‫‪11‬‬


‫وقد مر الصومال احلديث بستة مراحل‪:‬‬

‫المرحلة األولى‪ :‬بداية دخول املستعمر حيث حاول الربتغاليون دخول الصدومال واالسدتيالء عليهدا يف‬ ‫أوائل القرن اخلامس عشر امليالدي‪.‬‬

‫المرحلة الثانية‪ :‬امتداد اإلدارة املصرية هلا اليت كانت امتداد للخالفة العثمانية حوايل عام ‪.1517‬‬ ‫المرحلــة الثالثــة‪ :‬دخددول الدولددة املسددتعمرة األوربيددة (فرنسددا بريطانيددا الربتغددال) إىل األراضددي الصددومالية‬ ‫حوايل عام ‪ 1114‬حيث تم تقسيمها‪.‬‬

‫المرحلة الرابعة‪ :‬استقالل الصومال النهائي عام ‪.1710‬‬ ‫المرحلة الخامسة‪ :‬قيام رورة ‪ 21‬أكتوبر ‪ 1717‬اليت قادها جمموعة من الضباط الذين بقوا يف احلكدم‬

‫حىت العام ‪( 1771‬حممد سياد بري)‪.‬‬

‫المرحلـة السادســة‪ :‬يف عدام ‪ 1773‬عدداد الندزاع مددع إريوبيدا حددول منطقدة ''أوغددادين'' اسدتمر حددىت العددام‬

‫‪ ،1713‬وبعدها أخذ يشهد تدوتر بدني االفدراد أحياندا‪ ،103‬حينهدا بددأت التدوترات يف هدذا البلدد العدريب‬ ‫بعد حقبة طويلة من االستعمار وطول املقسي واليت زادت مع ارهيار نظام الدولة‪.‬‬ ‫وبعد ارهيار الدولة الصومالية واندالع احلرب األهليدة املددمرة عدام ‪ ،1041771‬بددأت الصدومال تعدرف‬ ‫مرحلة احلكم اهلد واحلدرب األهليدة باإلضدافة إىل سدلب خرياتده وحتويدل كدل مدخراتده‪ ،‬وتدثجي الوضدع‬ ‫الداخلي للصومال حيث كان "عبد الرشيد علي شرمايكه" رئيسا للجمهورية‪ ،‬الذي اغتيل بشهر على‬ ‫انتخابده فانتقلددت السدلطة إىل اجلددي الددذي قدام حبددل األحدزاب وأصدبح اجلندرال (حممددد سدياد بددري) قائددد‬ ‫للجي رئيسا جمللس قيادة الثورة‪.‬‬ ‫‪ -‬انهيار الدولة وظهور القرصنة‪:‬‬

‫كان العام ‪ 1771‬بداية مكملة الرهيار دولدة الصدومال‪ ،‬حيدث اسدتمرت احلدرب األهليدة ألكثدر‬ ‫مددن ‪ 20‬عامددا‪ ،‬ومهددد لعدددم اسددتقرار منطقددة القددرن اإلفريقددي هددذا مددا أدى إىل انتشددار جرميددة القرصددنة‬ ‫البحرية يف املنطقة املمتدة من خلي عدن إىل احمليط اهلندي وخاصة أمام السواحل الصومالية الديت بلدغ‬ ‫طوهلددا ح دوايل ‪ 3700‬كلددم وهددي مددن أطددول الس دواحل يف العددامل‪ ،‬وباتددت القرصددنة هتدددد املالحددة الدوليددة‬ ‫‪ - 103‬كمال موريس شربل‪ :‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.333‬‬ ‫‪ - 104‬حممد معلم أمحد‪ :‬منه الشريعة اإلسالمية يف مواجهة احلروب األهلية‪ ،‬دراسة تطبيقية عن احلرب األهلية يف الصومال‪ ،‬جامعة نايف للعلوم‬ ‫األمنية‪ ،‬ختصأل التشريع اجلنائي اإلسالمي‪ ،‬حبث مكمل لنيل درجة املاجستري‪ ،‬الرياض‪ ،2001 ،‬ص‪.201‬‬ ‫‪12‬‬


‫لدديس فقددط علددى أمددن البحددر األمحددر الددذي يعتددرب مم درا مالحيددا حيويددا ي دربط التجددارة البحريددة بددني رددالث‬ ‫قددارات‪ :‬أسدديا‪ ،‬أوربددا‪ ،‬إفريقيددا وهتدددد هددذه الظدداهرة واألمددن والسددلم الدددويل باإلضددافة إىل هتديددد األمددن‬ ‫الغددريب‪ ،‬حيددث يدربط البحددر األمحددر بددني الدددول العربيددة املطلددة عليدده‪ ،‬وأمددن منطقددة اخللددي العددريب ممددا يددؤرر‬ ‫على منظومة األمن العريب مستقبال‪.105‬‬ ‫ أسباب جريمة القرصنة في الصومال‪ :‬هناك أسدباب اقتصدادية وسياسدية واجتماعيدة وأسدباب‬‫أخرى نتيجة دول عديدة هلا مصاحل يف املنطقدة أرادت أن تكدون هدذه احللقدة مدن اإلجدرام يف‬ ‫هذه املنطقة االسرتاتيجية من العامل وهنا حناول أن ندرسها بعمق ومن اهم االسباب هي‪:‬‬

‫‪ -‬األسباب السياسية‪:‬‬

‫‪ )1‬إن ارهيددار الدولددة يف الصددومال واإلطاحددة بددالرئيس الصددومايل السددابق "حممددد سددياد بددري" عددام‬ ‫‪ ،1771‬كاند ددت وراء وقد ددوع الصد ددومال يف فوضد ددى واضد ددطرابات مسد ددتمرة ممد ددا أتد دداح للقراصد ددنة‬ ‫الصوماليني فرصة وجماال الرتكاب جرائم بدون خوف من العقوبة‪ ،‬وكان فشل التدخل الددويل‬ ‫هبدا خدالل الفددرتة املمتددة مددا بدني ‪ 1775-1772‬وحالدة عدددم االسدتقرار الدديت عاشدتها الصددومال‬ ‫سببا رئيسيا يف بروز الظاهرة يف الصومال‪.‬‬ ‫‪ )2‬نقأل االهتمام العريب جبرمية القرصنة رغم أرها متس األمن القومي العريب يف الصميم‪.‬‬ ‫‪ )3‬حال ددة االرهي ددار والفوض ددى ال دديت س ددامهت يف ح دددورها ع دددد م ددن ال دددول وك ددان لل دددور اخل ددارجي‬ ‫والتدخالت اإلقليمية مهما يف تردي األوضاع يف الصومال‪.‬‬ ‫‪ )4‬مشكلة احلروب األهلية‪ ،‬واحلروب مع الدول اجملاورة اليت زادت يف معانات الشعب الصدومايل‪،‬‬ ‫وظه ددور ه ددذه اجلرمي ددة اخلط ددرية يف ظ ددل غي دداب اهتم ددام ج دددي دويل س ددابقا‪ ،‬ويف ظ ددل ارهي ددار ول‬ ‫‪106‬‬ ‫الصومال‪.‬‬ ‫‪ )5‬تددداعيات احلددرب مددع إريوبيددا حيددث كانددت هددذه احلددرب خطددوة هلددا عواقددب خطددرية جدددا علددى‬ ‫البالد‪.‬‬ ‫‪ )1‬سياسات الدول اجملاورة للصومال اليت كانت تعمل بشكل مستمر علدى تددمري الصدومال سدواء‬ ‫‪107‬‬ ‫ألسباب داخلية ومصاحل أو لتنفيذ سياسات وأجندات خارجية‪.‬‬ ‫‪ - 105‬إميان مرعي‪ :‬قراصنة الصومال بني عجز الداخل ومواجهة اخلارج‪ ،‬مكتبة األهرام‪ ،‬ط‪ ،1‬القاهرة‪ ،2001 ،‬ص ‪.31‬‬ ‫‪ - 106‬عبد اهلل احلسيي‪ :‬فشل التدخل األوريب يف الصومال أدى إىل الفوضى وظهور القرصنة‪ ،‬جريدة الرياض‪ ،‬جريدة يومية‪ ،‬السبت ‪ 22‬صفر‬ ‫‪1431‬هد ‪ 1/‬فيفري ‪ ،2010‬العدد ‪ ،15202‬تقارير دولية‪ ،‬السعودية‪.‬‬ ‫‪13‬‬


‫‪ -‬نتائج القرصنة في الصومال‪:‬‬

‫ إن غي دداب الس ددلطة الفعال ددة يف الص ددومال ن ددت عن دده تل ددك اإلنقس ددامات واحل ددرب األهلي ددة امل دددمرة‬‫باإلضدافة إىل القرصددنة الدديت أصددبحت حرفدة يف املنطقددة كددان أهددم نتائجهدا سياسددات ملددئ الفدرا‬ ‫اليت نت عن غياب السلطة وأهم النتائ ‪:‬‬ ‫‪ )1‬ظهور شركات التثمني اليت أصدبحت تددر ماليدني الددوالرات مقابدل ضدمان أمدن السدفن‪ ،‬ولعدل‬ ‫أهم شركات األمن‪ ،‬شدركة يقدع مقرهدا جبندوب إفريقيدا (سداركني) مدن أهدم شدركات األمدن‪ ،‬أحدد‬ ‫مؤسسيها ''اريك برينس'' مؤسس شركة ''بالك ووتر'' مقابل ماليني الدوالرات‪.‬‬ ‫‪ )2‬ازديدداد عمليددات الصدديد غددري الشددرعي خاصددة علددى س دواحل الصددومال خاصددة السددفن األوربيددة‬ ‫واآلسيوية‪ ،‬ألنواع خمتلفة ونادرة من األمساك‪.‬‬ ‫‪ )3‬التخلأل من النفايات السامة بالسواحل الصومالية‪ ،‬العملية اجملانية والديت ندت عنهدا الكثدري مدن‬ ‫األم دراض واآلرددار السددي ة بعددد املددد الددذي أحدرتدده موجددات تسددونامي ديسددمرب ‪ ،2004‬والددذي‬ ‫جعددل الصدديادين الصددوماليني ميتهنددون القرصددنة وبالتددايل كثحددد العوامددل الدديت دفعددت هبددذه املهنددة‬ ‫اخلطرية‪.‬‬ ‫‪108‬‬ ‫‪ )4‬اإلفراط يف عملية الصيد باملنطقة مما يهدد احلياة البحرية للمنطقة‪.‬‬ ‫‪ )5‬أصبحت جرمية القرصنة ذريعة للتدخل الدويل يف الصومال هبدف مكافحة القرصدنة واإلرهداب‬ ‫يف الصومال‪.‬‬ ‫‪ )1‬أضرت جرمية القرصنة بعمليات اإلغارة اإلنسدانية يف الصدومال ونقدل املدؤن واإلغاردة هلدم‪ ،‬األمدر‬ ‫الددذي فدداقم مددن أزمددة النددزوح واللجددوء بشددكل أدى إىل كاررددة إنسددانية شددهدهتا الصددومال عددام‬ ‫‪109‬‬ ‫‪.2011‬‬ ‫م ددن خ ددالل ه ددذا جن ددد أن جرمي ددة القرص ددنة زادت وفاقم ددت م ددن األزم ددة املوج ددودة يف الص ددومال‪،‬‬ ‫اقتصاديا وأمنيا واجتماعيا‪ ،‬بل زادت يف قدرة احللول لألزمة الداخلية وأضعفت احلكومة املركزية‪ ،‬ولعدل‬ ‫هذه اجلرمية امتدت إىل الدول اجملاورة وانتشرت خاصة باملناطق احمليطة هبا جغرافيا‬ ‫‪ - 107‬حممد معلم أمحد‪ :‬منه الشريعة اإلسالمية يف مواجهة احلرب األهلية‪ ،‬دراسة تطبيقية على احلرب األهلية يف الصومال‪ ،‬رسالة مقدمة لنيل‬ ‫شهادة املاجستري ‪ ،‬جامعة نايف للعلوم األمنية ختصأل التشريع اجلنائي اإلسالمي‪ ،‬الرياض‪ ،2001 ،‬ص ‪.221‬‬ ‫‪ - 108‬مانويل امليدا‪ :‬قراصنة القرن اإلفريقية‪ ،‬جملة اجمللية جملة العرب الدولية‪ ،‬الشركة السعودية لألحباث والنشر‪ ،‬العدد ‪ ،2011 ،1514‬ص ‪.11‬‬ ‫‪ - 109‬آدم حممد أمحد عبد اهلل‪ :‬القرصنة قبالة سواحل الصومال وانعكاساهتا على املالحة يف البحر األمحر‪ ،‬منشورات ملتقى دويل‪ ،‬كلية العلوم‬ ‫اإلسرتاتيجية جبامعة نايف للعلوم األمنية بعنوان‪ :‬ملتقى قضايا املالحة البحرية وتثرريها على األمن‪ ،‬يناير‪ ،2012‬ص ‪.13‬‬ ‫‪14‬‬


‫ تأثيرات أزمة القرصنة الصومالية على دول الجوار‪:‬‬‫إن ضددعف احلكومددة املركزيددة الصددومالية‪ ،‬وزيددادة انتش ددار جرميددة القرصددنة ‪ ،‬أرددر سددلبا عل ددى دول‬ ‫اجلدوار الصددومايل‪ ،‬فتزايددد أعمددال القرصددنة اإلجراميددة يف اآلوندة األخددرية قبالددة سدواحل الصددومال ويف امليدداه‬ ‫الدولي ددة للبح ددر األمح ددر‪ ،‬وأم ددام خل ددي ع دددن ض ددد س ددفن التج ددارة امل ددارة‪ ،‬ن ددت عنه ددا حال ددة م ددن اإلرب دداك‬ ‫والتداعيات اخلطرية على سالمة وأمن البحر األمحر وعلى استمراره كممر مائي آمن للتجارة‪ ،‬وهدذا مدا‬ ‫يؤرر سلبا على املصاحل اإلسرتاتيجية للدول املطلة عليه ودول اجلوار الصومايل خاصة تلك اليت تعتمدد‬ ‫عليده بشددكل رئيسددي يف جتارهتدا الدوليددة‪ 110‬ومبددا أن العالقدات بددني الدددول تتدثرر ببعضددها الددبعض خاصددة‬ ‫نتيجددة النزاعددات املسددلحة وغريهددا فددإن للقرصددنة تددداعيات خطددرية جدددا‪ ،‬وتثرريهددا يكددون علددى كددل دول‬ ‫اجلدوار الصددومايل دون اسددتثناء‪ ،‬وإمنددا درجددة التددثرري تتفدداوت مددن دولددة ألخددرى حيددث زيددادة واتسدداع رقعددة‬ ‫هذه الظاهرة اإلجرامية تكون له تبعيات على الدول اجملاورة من خالل‪:‬‬ ‫أ) إن حتويل الطدرق البحدري حندو طريدق رئديس الرجداء الصداحل سديؤرر سدلبا علدى هدذه الددول وعلدى‬ ‫مستقبلها‪ ،‬ومداخيلها االقتصادية‪.‬‬ ‫ب) إن حتوي ددل املنطق ددة إىل منطق ددة ح ددروب وصد دراعات ن ددت عن دده فواع ددل إجرامي ددة ج دددد (القرص ددنة‪،‬‬ ‫اإلرهدداب‪ ،‬اجلرميددة املنظمددة) وهددو مددا سدديمتد آردداره لدددول اجل دوار لقددوة الظدداهرة اإلجراميددة العددابرة‬ ‫للحدود‪.‬‬ ‫ج) دخول قوى فاعلة جديدة تسعى الستنزاف خريات املنطقة خاصة القوى القطبية العظمى‪.‬‬ ‫د) س ددعي الكي ددان الص ددهيوين للس دديطرة عل ددى املنطق ددة وأمنه ددا واقتص دداداهتا وه ددو م ددا س دديؤج الص دراع‬ ‫‪111‬‬ ‫باملنطقة ويهدد األمن القومي العريب‪.‬‬ ‫ دور دول الجوار في انعدام االستقرار الصومالي والمساهمة في ظهور جريمة القرصنة‪:‬‬‫سددامهت دول اجلدوار الصددومايل يف التددوتر والالاسددتقرار يف الصددومال بدرجددة كبددرية سددوآءا ملصدداحل‬ ‫هذه الدول أو تنفيذ ألجندات خارجية حيث‪:‬‬

‫‪ - 110‬حممد زاهي املعنرييب‪ ،‬ومصطفى عبد اهلل خشيم‪ :‬صراع االسرتاتيجيات يف البحر األمحر وأرره على األمن القومي العريب‪ ،‬جملة شؤون عربية‪ ،‬جملة‬ ‫فصلية تصدر عن جامعة الدول العربية العدد ‪ ،11‬جويلية ‪ ،1771‬ص ‪.54‬‬ ‫‪ - 111‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.54‬‬ ‫‪15‬‬


‫‪ )0‬الدور اإلثيوبي‪:‬‬ ‫حتتددل إريوبيددا موقعددا اس درتاتيجيا هامددا شددرق إفريقيددا‪ ،‬وتشددكل قلددب القددرن اإلفريقددي‪ ،‬وهددو قلددب‬ ‫متدفق بامليداه‪ ،‬إذ تشدكل حبدريات إريوبيدا وحددها قرابدة ‪ %13‬مدن مجلدة مندابع رهدر النيدل‪ ،‬وتقدوم إريوبيدا‬ ‫بددور إقليمددي يف القددرن اإلفريقددي وشدرق إفريقيددا‪ ،‬إال أن هددذا الدددور تنداقأل مددع اسددتقالل إقلدديم ''اريرتيددا''‬ ‫ع ددن إريوبي ددا ع ددام ‪ 1773‬حي ددث كان ددت مت ددارس دوره ددا م ددن منطل ددق كوره ددا املعق ددل األول للمس دديحية يف‬ ‫إفريقيا‪ ،‬حيث خدمت مشاريع الغرب املسيحي يف منطقة البحر األمحر قددميا واسدتمرت إىل يومندا هدذا‬ ‫وتتنافس مع إريرتيا حاليا يف كسب ود إسرائيل والغرب حيث فتحت بالدها لنفوذ هذه القوى‪ ،‬حيدث‬ ‫‪112‬‬ ‫أوجددت فيهددا قواعددد عسدكرية وأمددن للتجسددس هبددف حياكددة املدؤامرات والعمدل ضددد الدددول العربيددة‬ ‫واإلس ددالم واملس ددلمني‪ ،‬وه ددو م ددا ح دددث فع ددال يف اس ددتخدام إس درائيل قواع ددد يف إريوبي ددا يف ع دددوارها عل ددى‬ ‫العرب يف حرب ‪.1717‬‬ ‫فهندداك العديددد مددن القواسددم تربطهددا ''إريوبيددا'' بالكيددان الصددهيوين‪ ،‬فإس درائيل هددي الدديت أبعدددت‬ ‫إريرتيا من االنضمام للدول العربية وهي اليت عارضت استقالل ''ارترييا'' يف بدادئ األمدر‪ ،‬وإسدرائيل مدن‬ ‫قدددم الدددعم إلريوبيددا ‪ ،‬وك دديال الدددولتني ( إريوبيددا وإس درائيل) ال تعرتف ددان حبدددودمها نتيجددة أطماعهم ددا يف‬ ‫الدددول اجملدداورة‪ ،‬وكمددا تسددعى كددل مددن الواليددات املتحدددة األمريكيددة وإسدرائيل إىل أن يكددون إلريوبيددا دورا‬ ‫حموريا يف منطقة البحر األمحر على حساب الدور العدريب واملصدري‪ ،‬وجعلهدا الدولدة املشدرفة علدى (بداب‬ ‫املندددب) ودول جممددع األرهددار (الدددول املشددرفة علددى حددوض السددودان)‪ ،‬وحتدداول الواليددات املتحدددة جعددل‬ ‫كددل مددن السددودان والصددومال وجيبددو كيانددات صددغرية تابعددة ''إلريوبيددا'' وهددي بدددورها قاعدددة أمريكيددة‬ ‫‪113‬‬ ‫إسرائيلية يسهل من خالهلا خلق التوترات والسيطرة على املنظومة اإلقليمية‪.‬‬ ‫‪ )2‬الدور االريتري‪:‬‬ ‫حتتددل اريرتيددا موقعددا اسدرتاتيجيا مهمددا يف جنددوب غددرب البحددر األمحددر‪ ،‬حيددث تطددل علددى املدددخل‬ ‫اجلنددويب للبحددر األمحددر‪ ،‬ومتتلددك عدددد مددن اجلددزر البحريددة االسدرتاتيجية الدديت تشددرف مباشددرة علددى املدددخل‬ ‫اجلنويب للبحر األمحر‪ ،‬وخطوطده املالحيدة العدابرة للميداه الدوليدة‪ ،‬كمدا تدرتبط حبددود بريدة مدع كدل مدن ‪:‬‬ ‫السودان‪ ،‬إريوبيا‪ ،‬جيبو ذوي االنتماء إىل األصول العربية ( احلامية‪ ،‬السامية)‪ ،‬واستقلت مدن إريوبيدا‬ ‫‪ - 112‬مسفر بن صاحل الغامدي‪ :‬احللقة العلمية مكافحة القرصنة البحرية‪ ،‬من ‪ ،2011/12/21-17‬بعنوان الصراع الدويل على النفوذ يف البحر‬ ‫األمحر والقرن اإلفريقي‪ ،‬كلية التدريب‪ ،‬قسم الربام التدريسية‪ ،‬اخلرطوم‪ ،2011 ،‬ص ‪.11‬‬ ‫‪ - 113‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.17‬‬ ‫‪11‬‬


‫ع ددام ‪ ،1773‬حي ددث تلق ددت دعم ددا عربي ددا يف ذل ددك‪ ،‬وحبك ددم مكوناهت ددا االجتماعي ددة واجلغرافي ددة والديني ددة‬ ‫والتارخييدة كددان مدن املتوقددع أن تكددون دولدة منظمددة للجامعددة العربيدة‪ ،‬ولكددن مددع تددخل الغددرب والواليددات‬ ‫املتحددة بالضدبط جعلدت منهددا دولدة تابعدة هلددا بعيددا عدن التوجده العددريب‪ ،‬وبددأت يف صدراعات مددع دول‬ ‫املنطقة بدءا مع السودان حول استضافة اريرتيدا للمعارضدة السدودانية عدام ‪ ،1774‬ممدا أدى إىل صددام‬ ‫عسكري مث مع الديمن يف نزاعهدا علدى جزيدرة ''حندي '' واجلدزر الديت حوهلدا عدام ‪ ،1771‬ومدع إريوبيدا يف‬ ‫حرب دامت سنتني ( ‪ ،)2000-1771‬ومع الصومال بدعم فصائل ضدد أخدرى واحتضدان املعارضدة‬ ‫الصددومالية ممثلددة (حبركددة الشددباب اجملاهدددين واحلددزب اإلسددالمي)‪ ،‬وأخ دريا قيددام ارترييددا بدداحتالل جددزء مددن‬ ‫أراضي جيبو عام (‪ 114.)2001‬ومن احلرب االخرية اجتمع قدادة املنطقدة علدى ان أرترييدا أبدت القدرن‬ ‫االفريقددي يف حالددة حددرب وال اسددتقرار وخاصددة بعددد أن رفضددت تعاورهددا مددع األمددم املتحدددة يف عمليددات‬ ‫حف السالم وكذا نزاعها مع دولة جيبو ‪.‬‬ ‫وجيمددع احملللددون علددى أن اليددد اخلفيددة واملتمثلددة يف إس درائيل وخدمددة ألجندددة أمريكيددة وعلددى حددد‬ ‫قددول وزيددر خارجيددة جيبددو أن ''املمارسددات األريترييددة املدعومددة مددن إسدرائيل تعددد خطدرا مهددددا للجميددع‬ ‫وأن باب املندب هو امتداد لألمدن القدومي العدريب*‪ ،‬حيدث يعتقدد اجلميدع أن ارترييدا تطمدح إىل احدتالل‬ ‫مواقع من األراضي املطلة علدى خطدوط البحدر األمحدر‪ ،‬الدذين يعتربونده هتديددا مباشدرا ملصداحلهم الوطنيدة‬ ‫ويف حقيقددة األمددر هددو بإيعدداز مددن إسدرائيل تقدديم يف أراضدديها قواعددد عسددكرية وتسددعى إىل السدديطرة علددى‬ ‫‪115‬‬ ‫املنطقة وتبقي األمر على حاله من الفوضى والقرصنة‪.‬‬ ‫‪ )3‬الدور الكيني‪:‬‬ ‫حيددث تعتددرب نقطددة مهمددة للنشدداط اإلسدرائيلي يف القددرن اإلفريقددي حيددث تتواجددد قواعددد إسدرائيلية‬ ‫وحمطددات اسددتخباراتية‪ ،‬وتعددد بعثددة املوسدداد يف "نددايرويب" مرك دزا إقليميددا لكافددة أنشددطة املوسدداد يف القددرن‬ ‫اإلفريقي ‪،‬وكينيا تعدد مدن أكدرب املسدتفيدين مدن االرهيدار الصدومايل حيدث تسدتقبل بعثدات األمدم املتحددة‬ ‫واملسدداعدات املاليددة ومق درات البعثددات األجنبيددة‪ ،‬واسددتغالل خ دريات الصددومال كسددوق جتاريددة‪ ،‬وبالتددايل‬ ‫‪116‬‬ ‫تسعى كينيا إىل إضعاف الصومال استغالل ملوارده وعدم مطالبته باألجزاء اليت حتتلها كينيا‪.‬‬ ‫‪ - 114‬مسفر بن صاحل الغامدي‪ :‬احللقة العلمية مكافحة القرصنة البحرية‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.11‬‬ ‫* ‪ -‬وزير خارجية جيبو ‪ ،2011‬حممد علي يوسف‪ ،‬خالل الدورة ‪ 13‬لوزراء خارجية دول االحتاد اإلفريقي بشرم الشيخ‪.‬‬ ‫‪ - 115‬طارق القيزاين‪ :‬أمسرة ترفض التعاون مع جلنة األمم املتحدة‪ ،‬اريرتيا تبقي القرن اإلفريقي يف حالة حرب دائمة‪ ،‬جريدة العرب‪ ،‬اجلمعة‬ ‫‪ ،2001/07/17‬قطر‪ ،‬ص ‪.2‬‬ ‫‪ - 116‬مسفر بن صاحل الغامدي‪ :‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.20-17‬‬ ‫‪17‬‬


‫ اقتراحــات الــرئيص الصــومالي شــريف شــيخ أحمــد رئــيص الجمهوريــة الصــومالية للحــد مــن‬‫جريمة القرصنة البحرية‪:‬‬ ‫يف الفددرتة املمتدددة مددا بددني ‪ 27‬و ‪ 21‬مدداي ‪ 2012‬انعقددد بددديب بدولددة اإلمددارات العربيددة املتحدددة‬ ‫مؤمترا دوليا بعنوان '' ظاهرة القرصنة البحرية'' وكانت مداخالت الرئيس الصومايل شدريف الشديخ أمحدد‬ ‫الذي اعترب أن احللدول الدوليدة ملكافحدة القرصدنة ال تلد الغدرض املنشدود بالنسدبة هلدم كصدوماليني للحدد‬ ‫مددن ظدداهرة القرصددنة وأعطددى خططددا اس درتاتيجية بديلددة يعتربهددا الصددوماليون جمديددة ومفيدددة هلددم وقليلددة‬ ‫التكلفة متثلت يف النقاط الستة التالية‪:‬‬ ‫أوال‪ :‬تعدداون دويل علددى دعددم احلكومددة الصددومالية‪ ،‬وفقددا للق درارات األمددم املتحدددة والصددادرة عددن جملددس‬

‫األمددن الدددويل الراميددة ألن تكددون للصددومال دولددة قويددة وقددادرة علددى بسددط سدديطرهتا علددى مجيددع األراضددي‬ ‫الصومالية وحىت تستطيع قمع كل اخلارجني عن القانون يف البحر األمحر‪.‬‬ ‫ثانيــا‪ :‬متويددل ودعددم فكددرة احلكومددة الصددومالية اخلاصددة بتكددوين قن دوات خلفددر الس دواحل الصددومالية الدديت‬

‫سددتتخذ مراكددز مراقبددة وعمليددات علددى طددول الس دواحل الصددومالية والدديت يصددل عدددد أفرادهددا ‪ 5000‬مددن‬ ‫الق دوات البحريددة النظاميددة‪ ،‬علددى أن يددوفر هلددا اجملتمددع الدددويل كددل املسددتلزمات الضددرورية هلددا مددن مرتبددات‬ ‫وخمصصددات شددهرية وتدددريب وأسددلحة وذخددرية وأجهددزة اتصدداالت وندداقالت جنددود وزوارق س دريعة جمهددزة‬ ‫بثسلحة تفوق قدرة األسلحة اليت يستخدمها القراصنة حاليا حدىت تكدون هلدذه القدوات كدل اإلمكاندات‬ ‫الضددرورية ملطدداردة القراصددنة يف عددرض البحددر وطددول السدواحل احملاذيددة للبلددد الصددومايل (للعلددم أن تكلفددة‬ ‫هذه املكافحة لن تكلف رلث ما تقدمه السفن التجارية للقراصنة من فدية‪ ،‬ولن يستغرق الوقت أكثدر‬ ‫من سنتني ونصف)‪.‬‬ ‫ثالث ــا‪ :‬مس دداعدة اجملتمد دع ال دددويل يف تعزي ددز الش ددرطة وقواهت ددا بالعت دداد العس ددكري‪ ،‬وك ددذا املس دداعدة‪ 117‬يف‬

‫حتسددني حالددة القضدداة ورفددع مسددتواهم العلمددي‪ ،‬وإصددالح السددجون لتكددون قددادرة علددى اسددتيعاب اجملددرمني‬ ‫من القراصنة‪ ،‬ومالئمة إليواء املسجونني وذات مواصفات دولية‪.‬‬

‫رابعــا‪ :‬مكافحددة البطالددة املتفشددية يف األوسدداط الشددبانية الصددومالية وخاصددة سدداكي السدواحل الصددومالية‬ ‫وذلك لتوفري فرص عمدل ميكدن أن تغنديهم عدن اللجدوء إىل األفعدال اإلجراميدة الديت هتددد السدلم واألمدن‬ ‫الدوليني‪.‬‬ ‫‪ - 117‬كلمة رئيس مجهورية الصومال شريف الشيخ أمحد‪ ،‬املؤمتر الدويل بعنوان‪ :‬ظاهرة القرصنة البحرية‪ ،‬ديب‪ 21-27 ،‬يونيو ‪ ،2012‬اإلمارات‬ ‫العربية املتحدة‪ ،‬ص ‪.1‬‬ ‫‪11‬‬


‫خامس ــا‪ :‬مس دداعدة احلكوم ددة الص ددومالية يف براجمه ددا اهلادف ددة إىل إنش دداء مراك ددز إيد دواء واس ددتقبال عناص ددر‬ ‫امليليشيات املختلفة‪ ،‬ومن الف ات املتقاتلة‪ ،‬وألوان اإلرهابيني من القاعدة والشباب الذين بدءوا يلقون‬ ‫السدالح ويستسدلمون للحكومدة يوميدا بعدد فشدلهم يف ميددان املواجهدات وذلدك مدن أجدل جتريددهم مددن‬ ‫السالح وتثهيلهم تثهيال يؤهلهم ألن يكونوا مدواطنني صداحلني مدن أفدراد اجملتمدع الصدومايل ويكفدوا عدن‬ ‫سفك دماء األبرياء واالعتداء على الناس وممتلكاهتم وهذا ما جيعدل البي دة الصدومالية نظيفدة وخاليدة مدن‬ ‫األشرار ومن األسلحة الفردية اليت حيملها اخلارجون عن القانون‪.‬‬

‫سادس ــا‪ :‬وق ددف خروق ددات الس ددفن األجنبي ددة واألس دداطيل الدولي ددة ون دداقالت املد دواد الس ددامة عل ددى مياهه ددا‬ ‫اإلقليميدة‪ ،‬واالبتعداد عددن سدواحلنا اإلقليميدة ووقددف أعماهلدا اإلجراميددة الديت متارسدها سددفن صديد السددمك‬ ‫الكبددرية الدديت تقددوم بالصدديد غددري الشددرعي‪ ،‬والدديت ترتكددب أعمدداال ختددالف أنظمددة وق دوانني الصدديد البحددري‬ ‫وتعتدي على السيادة الوطنية وحتارب الصيادين الصغار من املواطنني الصوماليني الذي أصبحوا ضيوفا‬ ‫يف ميدداه س دواحلهم اإلقليميددة بعددد أن كددانوا أسدديادها يف املاضددي‪ ،‬ويتوقف دوا عددن رمددي مسددومهم يف البحددر‬ ‫والنفايات اليت تضر مواطي الدولة املطلة على سواحل البحر األمحر واحمليط اهلندي وأن حيرتموا حقدوق‬ ‫‪118‬‬ ‫الصيادين الصوماليني ألنه ما كل صياد قرصان‪.‬‬ ‫إن املددتمعن يف اقرتاحددات ال درئيس الصددومايل جيددد أرهددا جديددة وبسدديطة وتظهددر أرهددا عمليددة جدددا‬ ‫''فثهل مكة أدرى بشعاهبا '' وتبقى وجهة نظر حباجة إىل املساعدة والتطبيق‪.‬‬

‫‪ - 118‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.2‬‬ ‫‪17‬‬


‫املصد د د د د د د د د د د دددر‪:‬امل د د د د د د د د د د د دؤمتر الد د د د د د د د د د د دددويل ملكافحد د د د د د د د د د د ددة القرصد د د د د د د د د د د ددنة البحريد د د د د د د د د د د ددة يف احملد د د د د د د د د د د دديط اهلند د د د د د د د د د د دددي‪ ,‬ديب‬ ‫‪http://www.israj.net/vb/showthread.php?t=11475‬‬

‫‪70‬‬


‫المطلب الثاني‪ :‬تأثيراتها على اليمن‪:‬‬ ‫تتموقع اليمن يف أهم املناطق االسرتاتيجية يف العامل‪ ،‬وأعطى هلا هذا املوقع اجلغرايف أمهيدة بالغدة‬ ‫يف دراسددة حسددابات الص دراع الدددائم ب ددني القددوى الدديت تبحددث عددن الق ددوة والسدديطرة‪ ،‬كمددا سدداد الص دراع‬ ‫السياسي بني القطبني إبان احلرب الباردة‪ ،‬حيث كانت تسعى كل دولة مدن الددول املتصدارعة للسديطرة‬ ‫علددى مندداطق النفددوذ األكثددر أمهيددة مددن الناحيددة اجلغرافيددة خاصددة مددع ظهددور جرميددة القرصددنة‪ ،‬هددذه الظدداهرة‬ ‫ب ددني االفتع ددال واملس ددببات املختلف ددة‪ ،‬حن دداول دراس ددة موق ددع ال دديمن جغرافي ددا وسياس دديا لتحدي ددد موق ددع م ددن‬ ‫األحداث يف القرن اإلفريقي خاصة جرمية القرصنة‪.‬‬ ‫أوال‪ :‬الموقع الجغرافي لليمن‪:‬‬

‫‪)0‬الموقع الفلكي‪:‬‬ ‫يقع اليمن بني دائدر (‪ )17-12‬مشداال وبدني خطدي طدول(‪41‬و‪ )54‬شدرقا‪ ،‬ويظهدر مدن املوقدع‬ ‫اليمن الفلكي أرها تقع ضمن ‪ 7‬دوائر و‪ 13‬خطا طول‪ ،‬وهو ما يعكس شكل املساحة املتطاول‪.‬‬ ‫ويعد موقع اليمن ضمن املنطقة املتميزة باملناخ اجلاف وهو ما أرر علدى الغطداء النبدا والزراعدي‬ ‫*‬ ‫يف املنطقة‪.‬‬

‫‪)2‬الموقع البحري‪:‬‬

‫يتميدز موقددع الدديمن البحدري بثندده يتكددون مدن جبهتددني مددائيتني باإلضدافة إىل حتكمدده مبضدديق بدداب‬ ‫املندب باعتباره أحد املضايق املائيدة املهمدة باعتبداره عندق الزجاجدة بالنسدبة للبحدر األمحدر‪ ،119‬فهدو يقدع‬ ‫يف منطقددة تنددافس سياسددي بددني الدددول العظمددى وقريددب مددن أهددم منطقتددني مهددا القددرن اإلفريقددي واجلزيددرة‬ ‫العربي ددة‪ 120‬مي ددر ع ددربه ‪ 3.3‬ملي ددون برمي ددل نف ددط يومي ددا أي م ددا يع ددادل ‪ %10‬م ددن الش ددحنات التجاري ددة‬ ‫العامليددة‪ ،‬وحتتددل املرتبددة الثانيددة عامليددا بعددد مضدديق هددورمز ومضدديق ملقددا مددن حيددث كميددة الددنفط الدديت تعددرب‬ ‫يوميا‪.‬‬

‫* ‪ -‬تعاين اليمن من ازمة املياه يف العديد من املناطق الداخلية منها وهو ما ارر سلبا على الزراعة فيها‪.‬‬ ‫‪ - 119‬صاحل ناصر جعيشيان‪ :‬احملددات الداخلية واخلارجية لالستقرار السياسي يف اليمن‪ ،‬دراسة سياسية ‪ ،‬رسالة مقدمة لنيل درجة املاجستري يف العلوم‬ ‫السياسية‪ ،‬كلية القانون والعلوم السياسية‪ ،‬مث العلوم السياسية األكادميية العربية املفتوحة يف الدمنارك‪ ،2012 ،‬ص ‪.21‬‬ ‫‪ - 120‬حممد حممود الرياين‪ :‬احلدود الدولية يف الوطن العريب نشثهتا وتطورها ومشكالهتا‪ ،‬مركز الدراسات والبحوث‪ ،‬أكادميية نايف العربية للعلوم األمنية‪،‬‬ ‫الرياض‪ ،2001 ،‬ص ‪.133‬‬ ‫‪71‬‬


‫كما لليمن العديد من اجلزر البحرية‪ ،‬وغريها واليت تقع على طريق هام لنقل النفط العداملي عدن‬

‫طريق باب املندب وقناة السويس‪ ،*.‬ومتتد اجلبهة البحرية لليمن على مسافة قدرها (‪2500‬كلم)‪.‬‬ ‫‪22‬‬ ‫ مساحة اليمن تقدر ب ‪527770‬كلم‬‫ حدود الدولة‪ 211 :‬كلم مع دولة عمان‪.‬‬‫ ‪ 1451‬كلم حدود مع اململكة العربية السعودية‪.‬‬‫‪122‬‬ ‫‪ 1701 -‬كلم شواطئ حبرية‪.‬‬

‫‪121‬‬

‫ الموارد الطبيعية‪:‬‬‫من أمهها‪ :‬زيت خام‪ ،‬مسك‪ ،‬صخور ملحية‪ ،‬رخام‪ ،‬ذهب‪ ،‬رصاص‪ ،‬حناس‪..‬‬ ‫ الموقع السياسي لليمن‪:‬‬‫مثلددت اململكددة العربيددة السددعودية اجلددار اجليوب دوليتيكي األكثددر أمهيددة للدديمن‪ ،‬ومددن أبددرز حمددددات‬ ‫االسددتقرار السياسددي فيدده‪ ،‬حيددث متتلددك اململكددة العربيددة السددعودية املطددالت املائيددة األقددرب للدديمن وهلددا‬ ‫الق دددرة عل ددى الت ددثرري يف ص ددناعة الق د درار السياس ددي والت ددثرري عل ددى السياس ددة الوطني ددة‪ ،‬خاص ددة م ددع الق ددوة‬ ‫‪123‬‬ ‫االقتصادية واملالية السعودية‪ ،‬يف حني يعاين اليمن الفقر وشح املوارد‪.‬‬ ‫‪ -‬تاريخ اليمن‪:‬‬

‫منذ القدم كانت تعرف اليمن حركة جتارية حبرية حيث يقال أرها كانت على اتصال حبري مدع‬ ‫‪124‬‬ ‫مصددر خددالل األلددف الثالثددة قبددل املدديالد‪ ،‬وقامددت عدددة حضددارات بدده (دولددة قتبددان) عددام ‪400‬ق‪.‬م‬ ‫وحضارة سبث‪ ،‬ودولة حضرموت‪ ،‬واحلضارة اإلسالمية‪ ،‬دولة معني‪...‬‬ ‫دخلددت الدديمن ضددمن اإلمرباطوريددات اإلسددالمية وبعددد التفكددك ظهددرت هبددا عدددة دويددالت (بددي‬ ‫زيان‪ ،‬الزيدية‪ ،‬العليمية‪ ،‬األيوبية‪ )...‬احتلتها الربتغال يف القرن (‪ ،)15‬ومدع قيدام اإلمرباطوريدة العثمانيدة‬ ‫‪125‬‬ ‫سيطرت عليها‪.‬‬

‫* تعترب قناة السويس الطريق املالحي االقرب يف العامل للربط بني قارة آسيا و اوروبا و أمريكا و األمن‪.‬‬ ‫‪ - 121‬صاحل ناصر جعيشيان‪ :‬احملددات الداخلية واخلارجية لالستقرار السياسي يف اليمن‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.21‬‬ ‫‪ - 122‬كمال موريس شربل‪ :‬املوسوعة اجلغرافية للوطن العريب‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.131‬‬ ‫‪ - 123‬صاحل ناصر جعيشيان‪ :‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.27‬‬ ‫‪ - 124‬كمال موريس شربل‪ :‬املوسوعة اجلغرافية للوطن العريب‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.131‬‬ ‫‪ - 125‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.133‬‬ ‫‪72‬‬


‫انقسدمت الديمن إىل دولتدني عدام ‪ 1717‬أسدس اإلمدام حيدي مجهوريدة الديمن الدميقراطيدة الشدعبية‬ ‫عددام (‪ )1770‬ويف ‪ 1712/07/21‬أقددام اإلمددام البدددر اجلمهوريددة العربيددة اليمنيددة (ميددن مشددايل وجنددويب)‬ ‫اسددتطاعت العربيددة السددعودية إرهدداء اخلددالف بددني اليمنيتددني مث عدداد التددوتر إىل أن اسددتطاعت الكويددت يف‬ ‫الع ددام ‪ 1717‬املس ددامهة يف توحي ددد ال دديمن وبع ددد مفاوض ددات ك ددان ذل ددك ع ددام ‪ ،*1770‬ه ددذا بع دددما ان‬ ‫عملددت العدي ددد م ددن ال دددول االسددتعمارية (فرنس ددا‪ ،‬بريطاني ددا) عل ددى ع دددم التوحددد وبق دداء احل ددال كم ددا ه ددو‬ ‫عليده‪ ،126‬خاصدة يف ظدل املوقدع املهدم الدذي تقدع فيده الديمن خاصدة املوقدع البحدري للديمن والدذي يسدديل‬ ‫لعاب الدول العظمى وتكمن أمهيته يف‪:‬‬ ‫‪ -‬أهمية موقع اليمن البحري استراتيجيا‪:‬‬

‫‪ )1‬حيتل اليمن موقعا حبريا هاما فهو يعترب حلقة اتصدال هامدة ايضدا ألقصدر طريدق حبدري يدربط بدني‬ ‫الشرق والغرب عرب مضيق باب املندب وقناة السويس‪.‬‬ ‫‪ )2‬يعترب طريقا حيويا لنقل البضائع من اخللي ألوربا‪ ،‬ونقل املواد اهلامة حنو إفريقيا ومنها‪.‬‬ ‫‪ )3‬يعترب من املراكز اهلامة للسيطرة والتثرري على احمليط اهلندي واخللي العريب‪.‬‬ ‫‪ )4‬تواجد البرتول على مياهه يف منطقة اجلرف القاري‪.‬‬ ‫‪ )5‬كثرة عدد اجلزر اليت يتحكم عدد منها يف حركة املالحة البحرية يف املنطقدة (جزيدرة سدومطرى‪،‬‬ ‫كمران‪ ،‬الزبري‪.)...‬‬ ‫‪ )1‬وقوع اليمن بني قار إفريقيا وآسيا وإطالله على مضيق بداب املنددب جعلده حلقدة وصدل بدني‬ ‫القارتني ‪ ،‬كما يطل اليمن على حبرين مها‪ :‬البحر العريب وخلي عدن من ناحية اجلنوب‪.‬‬ ‫‪ )7‬ونظدرا ألمهيددة البحددر االمحددر فددإن الدديمن يددتحكم جنوبددا يف البحددر األمحددر‪ 127‬وهددذا مددا سددنحاول‬ ‫دراسته فيمايلي‪:‬‬

‫* بعد حرب طاحنة مست اليمن سامهت الكويت باعتبارها احدى الدول يف املنطقة و املتثررة باألزمة اليمنية من تقريب وجهات النظر بني اليمنني وحل‬ ‫ازمة اليمن يف العام ‪.1770‬‬ ‫‪ - 126‬كمال موريس شربل‪ :‬املوسوعة اجلغرافية للوطن العريب‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.134‬‬ ‫‪ - 127‬صاحل ناصر جعيشان‪ :‬احملددات الداخلية واخلارجية لالستقرار السياسي يف اليمن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.31-30‬‬ ‫‪73‬‬


‫البحر األحمر الموقع واألهمية‪:‬‬

‫المصدر‪:‬عن موقع الخرائط‪www.google.com :‬‬

‫‪74‬‬


‫اكتسددب البحددر األمحددر أمهيددة اس درتاتيجية مددن موقعدده اجلغ درايف‪ ،‬إذ يتميددز بددني حبددار العددامل مبوقعدده‬ ‫املتوسددط حلقددة االتصددال بددني البحددار الشدرقية والبحددار الغربيددة بصددفة عامددة وبددني البحددر املتوسددط واحملدديط‬ ‫اهلندي بصفة خاصة‪ 128‬وأهم مدا مييدزه كطريدق حبدري هدو امتدداده بدني الشدمال الغدريب واجلندوب الشدرقي‬ ‫حبيث يربط بينهمدا مدن أقصدر طريدق وعدرف سدابقا ببحدر احلبشدة وحبدر الديمن‪ ،‬ويتميدز بامتدداده الطدويل‬ ‫حيددث يبلددغ طولدده مددن السددويس مشدداال حددىت مضدديق بدداب املندددب جنوبددا ‪2000‬كلددم ويدرتاوح عرضدده بددني‬ ‫‪400‬كل ددم يف النص ددف اجلن ددويب و ‪200‬كل ددم يف النص ددف الش ددمايل‪ ،‬حي ددث يتف ددرع إىل ف ددرعني‪ ،‬الش ددرقي‬ ‫منهما يكون خلي العقبة‪ ،‬والغريب يكون خلي السويس‪ ،‬ويفصلهما عن بعضدهما شدبه جزيدرة سديناء‪،‬‬ ‫ويعترب مضيق باب املندب أضيق جزء فيه‪.‬‬ ‫مضدديق بدداب املندددب‪ :‬يعتددرب أضدديق جددزء يف البحددر األمحددر‪ ،‬يدرتاوح اتسدداعه بددني ‪ 12‬مدديال إىل ‪ 14‬مدديال‪،‬‬ ‫ويعتدرب املدددخل الطبيعدي الوحيددد للبحددر األمحدر عنددد رهايتدده اجلنوبيدة ‪ ،‬حيددث يلتقددي خبلدي عدددن واحملدديط‬ ‫‪129‬‬ ‫اهلندي ليشكل نقطة مهمة من النقاط اإلسرتاتيجية الطبيعية يف العامل‪.‬‬ ‫كما يتميز البحر األمحر بوجود مضايق طبيعية تتحكم يف مداخله وخمارجه أمهها (مضيق باب‬ ‫املندددب باملدددخل اجلنددويب)‪ ،‬مضدديق تدريان عنددد مدددخل خلددي العقبددة‪ ،‬مضدديق جوبددال عنددد مدددخل خلددي‬ ‫السويس‪ ،‬باإلضافة إىل عدد كبري مدن اجلدزر هلدا دور اسدرتاتيجي يف السديطرة علدى املالحدة‪ ،130‬رغدم أن‬ ‫اليمن سابقا مل يويل االهتمام البالغ هبا‪.‬‬ ‫فحىت لعهد قريب قبل الغزو اإلرتريي جلزر ارخبيل الديمن ‪ 1775‬كاندت الديمن تعتقدد أرهدا دولدة‬ ‫بريددة علددى الددرغم مددن أرهدا متلددك سدواحل علددى البحددر األمحددر وخلددي عدددن‪ ،‬والبحددر العددريب‪ ،‬وتددتحكم يف‬ ‫مدخلدده اجلنددويب عددرب مضدديق بدداب املندددب‪ ،‬ويبلددغ طددول س دواحلها ‪2200‬كلددم‪ ،‬ففددي معظددم الدراسددات‬ ‫التارخيية تنسب املستعمرين إىل دخوهلم اليمن عن طريق البحر‪.‬‬ ‫كمددا أن الدديمن هددي مددن أوائددل الدددول العربيددة الدديت نبهددت إىل خطددورة األوضدداع يف البحددر األمحددر‬ ‫ودعددت يف منتصددف سددبعينيات القددرن املاضددي إىل عقددد مدؤمتر يف مدينددة تعددز عددام ‪ 1777‬للدددول العربيددة‬ ‫املتشاط ة على جانبيه هبدف تنسيق السياسات األمنيدة واالسدرتاتيجية‪ ،‬واملصداحل العربيدة‪ ،‬وأيضدا هبددف‬ ‫‪ - 128‬مجيلة العيسي‪ :‬الصراع الربيطاين حول البحر األمحر‪ ،‬مكتبة العبيكان‪ ،‬ط‪ ،2001 ،1‬الرياض‪ ،‬ص ‪.17‬‬ ‫‪ - 129‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.20‬‬ ‫‪ - 130‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.23‬‬ ‫‪75‬‬


‫حتريددر البحددر األمحددر أمنيددا باعتبدداره حبدرا عربيددا ألن معظددم الدددول املطلددة عليدده دول عربيددة‪ ،‬ولكددن أجهددض‬ ‫املشروع اليمي لعدة أسباب أمهها‪:‬‬ ‫‪ )1‬الكيان الصهيوين الذي عمل جاهدا على إفشال كل املشاريع يف املنطقة‪.‬‬ ‫‪ )2‬مصدداحل الدددول الكددربى يف املنطقددة خددالل مرحلددة احلددرب البدداردة نظ درا ألمهيددة املنطقددة عسددكريا‬ ‫‪131‬‬ ‫واسرتاتيجيا‪.‬‬ ‫وم ددا ميك ددن اس ددتنتاجه أن املوق ددع االسد درتاتيجي لل دديمن وأمهي ددة جلب ددت ل دده لعن ددة ع دددم االس ددتقرار‬ ‫الدداخلي فعاصددفة جرميددة القرصدنة الدديت ضدربت املنطقددة ندت عنهددا بقرددار سدلبية كبددرية علددى الدديمن‬ ‫كان أمهها‪:‬‬ ‫‪ -‬األخطار األمنية للقرصنة البحرية على اليمن‪:‬‬

‫إن جرمية القرصنة البحرية هذه اجلرمية القدمية احلديثة هلا تثرريا مباشرا على أمدن واسدتقرار الديمن‬ ‫باعتبدداره أهددم الدددول املطلددة علددى منطقددة القددرن اإلفريقددي واألقددرب إىل مسددرح عمليددات القرصددنة وبالتددايل‬ ‫يكون تثرريها على اليمن أمنيا كبريا وذلك على النحو التايل‪:‬‬ ‫‪ )1‬إن ما حيدث يف الصومال من قرصنة ويف السودان من رهب مسلح كلها ظدواهر خطدرية ميكنهدا‬ ‫االنتقددال إىل الدديمن‪ ،‬وفعددال عرفددت السددنوات األخددرية يف الدديمن تعددرض سددفن عدددة لعمليددات‬ ‫‪132‬‬ ‫القرصنة ‪ ،‬خاصة يف ظل األنظمة اهلشة والتغريات اليت تعرفها املنطقة‪.‬‬ ‫‪ )2‬خطددر التدددخل اخلددارجي والتدددويل للبحددر األمحددر‪ ،‬فبعددد حددرب أكتددوبر ‪ 1773‬قددام الدديمن بغلددق‬ ‫حبرية عربيدة‪ ،‬وبظهدور القرصدنة البحريدة تطالدب العديدد مدن الددول الغربيدة ( علدى رأسدها الدو‪.‬م‪.‬أ‬ ‫وإسرائيل) بالتدويل واختذت األمدم املتحددة وجملدس األمدن قدرارات هبدذا الشدثن وبالتدايل خروجده‬ ‫‪133‬‬ ‫عن السيطرة العربية وتكون اليمن أول املتضررين بالتدويل حبكم موقعها يف املنطقة‪.‬‬ ‫‪ )3‬يعتددرب البحددر األمحددر عددازال طبيعيددا بددني الدديمن وغريهددا‪ ،‬وباعتبددار أن محايددة احلدددود البحريددة أقددل‬ ‫تكلفددة مددن متطلبددات محايددة احلدددود بريددا وبالتددايل يعطيهددا األمددان كددإقليم وسددعيها حلمايددة الددرب‬ ‫أكثر‪ ،‬ولتجارهتا الدولية خمرجا إذا ما تعرضت جهاهتا األخرى إىل التهديدد‪ 134‬وجرميدة القرصدنة‬ ‫‪ - 131‬أمني هويدي‪ :‬أحاديث يف األمن العريب‪ ،‬دار الوحدة‪ ،‬بريوت‪ ،1710 ،‬ص ‪.30‬‬ ‫‪ - 132‬آدم حممد أمحد عبد اهلل‪ :‬القرصنة قبالة سواحل الصومال وانعكاساهتا على املالحة يف البحر األمحر‪ ،‬ورقة حبث منشورة يف كتاب حول ملتقى‬ ‫قضايا املالحة البحرية وتثررياهتا على اليمن‪ ،‬كلية العلوم االسرتاتيجية جبامعة نايف للعلوم األمنية‪ ،‬جدة‪ ،‬يناير ‪ ،2012‬ص ‪.15‬‬ ‫‪ - 133‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.14‬‬ ‫‪ - 134‬صاحل ناصر جعيشان‪ :‬احملددات الداخلية واخلارجية لالستقرار السياسي يف اليمن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.30‬‬ ‫‪71‬‬


‫زادت عبئ احلماية املالحية‪ ،‬باإلضافة إىل القوى الدولية الديت جتدوب احملديط بدالقرب مدن الديمن‬ ‫جعلها يف مرمى التهديد‪.‬‬ ‫‪ )4‬امد ددتالك الد دديمن للعديد ددد مد ددن اجلد ددزر ذات املوقد ددع اهلد ددام‪ ،‬والد دديت ميلد ددك مد ددن خالهلد ددا أمهيد ددة حبريد ددة‬ ‫اسرتاتيجية‪ ،‬وميزة االنتشار هلذه اجلزر والقواعد البحرية (كجزيرة سومطرى‪ )...‬جعلهدا مهدددة‬ ‫‪135‬‬ ‫بفعل جرمية القرصنة‪ ،‬وتعرضها خلروقات من طرف السفن احلربية األجنبية‪.‬‬ ‫‪ )5‬تدفق عشرات اآلالف من الالج دني الصدوماليني إىل الديمن وظهدور كبدري للهجدرة غدي الشدرعية‪،‬‬ ‫يش ددكل عب ددا كب د دريا عل ددى اليمني ددني يف ظ ددل الوض ددع األم ددي واالقتص ددادي املنه ددار يف الصد ددومال‬ ‫‪136‬‬ ‫وباملقابل اهل يف اليمن‪ ،‬وبالتايل تبدأ املشكلة من الصومال‪.‬‬ ‫و من خالل ما سبق نستخلأل أن القرصنة البحرية تثرر تثرريا كبريا يف هتديد اليمن وعدم استقراره‬ ‫نظرا خلطورة هذه اجلرمية‪.‬‬ ‫‪ )1‬إن انعدام استقرار املنطقة‪ ،‬وظهدور القرصدنة جعدل اجلماعدات اإلرهابيدة تتزايدد يف املنطقدة نتيجدة‬ ‫االرهيار السياسي للدولة الصومالية‪ ،‬وهو ما أدى إىل تصدير الظاهرة إىل اليمن حبكم التقارب‬ ‫اجلغ درايف باإلضددافة إىل اجلرميددة املنظمددة الدديت بدددأ تعرفهددا املنطقددة وهددو أخطددر مددا ميكددن أن ميددس‬ ‫اليمن والنتيجة أن اليمن اليوم يعاين من اإلرهاب‪.‬‬ ‫‪ -‬تأثير القرصنة على اليمن اقتصاديا‪:‬‬

‫أررت جرمية القرصنة على االقتصاد اليمدي (جتدارة‪ ،‬ومالحدة) بشدكل كبدري جددا وهدذا مدا نعاجلده‬ ‫يف النقاط التالية‪:‬‬ ‫‪ )1‬تعتمد اليمن بشكل رئيسي على ميناء عددن يف تصددير منتجاهتدا مدن الدل واجللدود وغريهدا مدن‬ ‫املنتجات‪ ،‬كما هدو احلدال يف اسدترياد احتياجاهتدا‪ ،‬ممدا جيعدل معظدم العمليدات التجاريدة تدتم عدرب‬ ‫ميندداء عدددن‪ ،‬ومددع ظهددور القرصددنة الدديت هددددت أمددن املالحددة البحريددة وزيددادة تكدداليف التددثمني‬ ‫والفدية‪ ...‬تثررت التجارة اليمنية بشكل مباشر‪ ،‬وهو ما يؤرر يف االقتصاد اليمي اهلد أكثدر‪،‬‬ ‫ومن جهة معظم جتارهتا (الل‪ ،‬اجللود) تتم مع الواليدات املتحددة األمريكيدة الديت اختدذت وجدود‬

‫‪ - 135‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.31‬‬ ‫‪ - 136‬د‪ .‬الكباب‪ :‬املعاجلة احلقيقية لعدم االستقرار يف القرن اإلفريقي وعمليات القرصنة ال ميكن حتقيها إال بتحقق األمن واالستقرار يف الصومال‪،‬‬ ‫جريدة ‪ 14‬أكتوبر‪ ،‬االرنني ‪ 30‬مارس ‪ ،2007‬العدد ‪ ،14423‬السنة ‪ ،41‬اليمن‪ ،‬ص ‪.3‬‬ ‫‪77‬‬


‫القراصد ددنة يف املنطقد ددة وهتديد دددهم للمالحد ددة البحريد ددة وبالتد ددايل احلجد ددة يف التواجد ددد عسد ددكريا يف‬ ‫‪137‬‬

‫املنطقة‪.‬‬ ‫‪ )2‬إن أهم صادرات اليمن هو الل ومع وجود القراصنة وتثرر النقل البحري شريان لنقدل البضدائع‬ ‫‪138‬‬ ‫تثرر االقتصاد اليمي مباشرة‪.‬‬ ‫‪ )3‬تستفيد اليمن من تكاليف العبور للسفن التجارية اليت متر عرب مضيق باب املنددب‪ ،‬حيدث متدر‬ ‫بشدكل يددومي ناقلددة كددل (رددالث دقددائق)‪ ،‬ومددع وجددود القرصددنة تضددطر العديددد مددن السددفن لتغيددري‬ ‫طريقهدا حندو رأس الرجدداء الصداحل‪ ،‬واألخددرى تتوقدف نتيجددة التكداليف العاليددة واملتعدددة(احلمايددة‪،‬‬ ‫التثمني‪ ،‬اخلطورة علدى سدالمة األفدراد) وهدو مدا أردر سدلبا علدى الديمن يف أحدد املدوارد الديت تددعم‬ ‫‪139‬‬ ‫اقتصادياته‪.‬‬ ‫‪ )4‬إن انعدام األمن يف املنطقة بفعل القرصنة والصيد اجلائر العشدوائي يدؤرر بشدكل سدل ومباشدر‬ ‫علددى الثددروة السددمكية يف املنطقددة‪ ،‬ويعتددرب الصدديد إحدددى أهددم مددداخيل السددكان مددن السدداحل‬ ‫اليمي‪ ،‬ومن أهم احلرف واملهن اليت ميارسها الديمن‪ ،‬وتدثررت فعدال بالقرصدنة مدن خدالل سدلب‬ ‫قوارب الصيادين وفرض الفدية‪ ،‬وحىت التهديد بالقتل‪.‬‬ ‫باإلضددافة إىل رمددي النفايددات النوويددة يف السدواحل الصددومالية والدديت تددؤرر علددى كددل األمددن البي ددي‬ ‫‪140‬‬ ‫ملنطقة القرن اإلفريقي وما هلا من آرار على الثروة السمكية والبي ية والثورة البحرية األخرى‪.‬‬ ‫‪ )5‬تددثرر العالقددات االقتصددادية وترابطهددا بددني دول املنطقددة‪ ،‬خاصددة مددع دول القددرن اإلفريقددي أرددرت‬ ‫‪141‬‬ ‫سلبا جرمية القرصنة على التبادل التجاري فيما بني هذه الدول‪.‬‬ ‫‪ )1‬مددن بددني أسددباب أمهيددة البحددر األمحددر‪ ،‬تتعلددق بثرواتدده‪ ،‬حيددث أكدددت الدراسددات العلميددة علددى‬ ‫وجددود رددروة مسكيددة كبددرية ومتنوعددة‪142‬ونتيجددة جلرميددة القرصددنة البحريددة أكددد مسددؤولون مينيددون أن‬ ‫‪ - 137‬مدحية أمحد دروي ‪ :‬النشاط األمريكي يف جنوب البحر األمحر‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬ط‪ ،1‬جدة‪ ،2001 ،‬ص ‪.17‬‬ ‫‪ - 138‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.110‬‬ ‫‪ - 139‬آدم حممد أمحد عبد اهلل‪ :‬القرصنة قبالة سواحل الصومال وانعكاساهتا على املالحة يف البحر األمحر‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.13‬‬ ‫‪ - 140‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.15‬‬ ‫‪ - 141‬د‪ .‬الكباب‪ :‬املعاجلة احلقيقية لعدم االستقرار يف القرن اإلفريقي‪ ،...‬االستقرار يف الصومال‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.3‬‬ ‫‪ - 142‬حزام الطاهر‪ :‬اليمن‪ ،‬شركات أمساك خليجية تكبدت خسائر موجعة جراء القرصنة واألزمة املالية‪ ،‬جملة االقتصاد اإللكرتونية‪ ،‬الشركة السعودية‬ ‫لألحباث والنشر والتوزيع‪ ،‬السبت ‪1430/05/07‬هد املوافق لد ‪ 2‬مايو ‪ ،2007‬العدد ‪.5112‬‬ ‫نسخة خمزنة على الويب‬ ‫‪http://www.alegt.com /2009/05/02/article-223852.HTML‬‬ ‫‪71‬‬


‫اإلنتدداج السددمكي تراجددع بنحددو ‪ %50‬بسددبب تفدداقم جرميددة القرصددنة البحريددة وهددو مددا يشددكل‬ ‫خطددورة علددى االقتصدداد اليمددي‪ ،‬يف ظددل تراجددع الشددركات األوربيددة واخللددي علددى ش دراء األمسدداك‬ ‫اليمني ددة ونق ددأل اإلنت دداج‪ ،‬األم ددر ال ددذي تس ددبب يف خس ددائر كب ددرية للص دديادين‪ ،‬خاص ددة يف املي دداه‬ ‫اإلقليمية القريبة مدن بداب املنددب وخلدي عددن والواقعدة جبدوار امليداه الصدومالية‪ ،‬كمدا أن الكثدري‬ ‫من الصيادين تعرضوا ألعمال اخلطف والقرصنة ومصادرة قوارهبم ومعداهتم‪ ،‬علما أن أزيدد مدن‬ ‫‪ 11‬شدركة مينيدة وخليجيدة وعربيددة وعامليدة تعمدل يف تصدددير األمسداك يف الديمن ويف العددام ‪2011‬‬ ‫صدرت إىل أزيد من ‪ 12‬دولة يف العامل منتوجاهتا*‪ ،‬واحتلت السعودية املرتبة األوىل يف استرياد‬ ‫األمسد دداك اليمنيد ددة بكميد ددة ‪ 31.121‬ألد ددف طد ددن أي بقيمد ددة ‪ 102.17‬مليد ددون دوالر‪ ،‬مث مصد ددر‬ ‫ب ‪ 14.1‬ألف طن‪ ،‬بقيمة ‪ 21.11‬مليون دوالر‪.‬‬ ‫حيث متثل األمساك أحد القطاعات اهلامة يف االقتصاد اليمي كون اليمن ميلك شريطا سداحليا‬ ‫يبلغ طوله ‪2000‬كلدم ميتدد عدرب البحدر األمحدر وخلدي عددن والبحدر العدريب واحملديط اهلنددي‪ ،‬كمدا تتندارر‬ ‫عليه اجلزر واخللجان مما هيث لوجود بي ة مالئمة لألمسداك واألحيداء البحريدة تزيدد عدن ‪350‬نوعدا ممدا عدزز‬ ‫أمهية هذا القطاع الذي تثرر تدثررا كبدرية بالقرصدنة املالحيدة باعتبداره مدوردا دائمدا لالقتصداد الدوطي وأحدد‬ ‫املصددادر الرئيسددي لفددرص العمددل‪ 143‬ومندده ميكددن القددول أن القرصددنة البحريددة أرددرت يف االقتصدداد اليمددي‬ ‫سلبيا تثرريا كبريا ومباشرا وجب معاجلته بسرعة وبثولوية‪.‬‬ ‫‪ -‬أهم إجرامات اليمن للحد من القرصنة‪:‬‬

‫تعتددرب الدديمن مددن أهددم الدددول املطلددة علددى البحددر األمحددر‪ ،‬ومددن أكثددر الدددول تضددررا مددن جرميددة‬ ‫القرصنة وكان حترك اليمن سريعا حملاولة احلد من اجلرمية حيث‪:‬‬ ‫‪ )1‬سددعت ال دديمن إىل إقندداع ع دددد م ددن الدددول العربي ددة الرئيسددية املطل ددة عل ددى البحددر األمح ددر للتع دداون‬ ‫اجلماعي حلماية املالحة يف البحر األمحر وخلي عدن‪ ،‬وصحب ذلدك عددة حتركدات ملسدؤولني‬ ‫مينيددني كبددار علددى رأسددهم ال درئيس اليمددي السددابق علددي عبددد اهلل صدداحل وزيددارات للدددول العربيددة‬ ‫املعنية بالقرصنة (األردن‪ ،‬مصر‪ ،‬السعودية‪.)...‬‬ ‫* ‪ -‬يعترب السمك اليمي من اجود واحسن انواع االمساك يف العامل من جهة ومن جهة أخرى فإن الثروة السمكية الصومالية هي األخرى تعترب من‬ ‫اجود واحسن أنواع السمك يف العامل‪.‬‬ ‫‪ - 143‬موقع وزارة اخلارجية اليمنية على االنرتنيت‪ ،‬اخلميس ‪ 20‬أوت ‪.PM 11:30 ،2012‬‬ ‫‪http://www.Mofa.gov.ye/ yemen –info/main-inf, HTML‬‬ ‫الصفحة ‪ 1‬عنوان‪:‬األمساك‬ ‫‪77‬‬


‫‪ )2‬اختدداذ الديمن عدددد مددن اإلجدراءات البحريددة يف حدددود اإلمكانددات املتددوفرة كنشددر ‪ 1000‬جندددي‬ ‫من خفر السواحل و ‪ 11‬زورقا حبريا حربيا جمهزا مبختلف املعدات البحرية العسكرية يف خلدي‬ ‫عدن وباب املندب‪.‬‬ ‫‪ )3‬تكثيف الدوريات األمنية على مدار الساعة‪.‬‬ ‫‪ )4‬إنشدداء عدددة مراكددز إقليميددة ملكافحددة القرصددنة (صددفاء‪ ،‬عدددن‪ ،‬احلديدددة‪ ،‬املكددال) مددزودة بكافددة‬ ‫اإلمكانات‪.‬‬ ‫‪ )5‬حبكم موقع اليمن البحري فإرها تسعى ألن تكون مركزا إقليميا ملواجهدة القرصدنة‪ ،‬وتكدون مركدزا‬ ‫للتنسيق واالتصال ملنطقة خلي عدن والبحر األمحر هذا إضافة إىل مركز آخر يف كينيا وتنزانيدا‬ ‫و ملنطقة شرق إفريقيا‪.‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬تأثير القرصنة البحرية على كل من (مصر‪ ،‬السعودية)‪:‬‬ ‫كان تثرري جرمية القرصنة البحرية قويا على اقتصاد وأمن مصر‪ ،‬هذه اجلرمية اليت عرفتها منقطة‬ ‫القددرن اإلفريقددي منددذ القدددم‪ ،‬ونظ درا ألمهيددة املنطقددة وحيويددة املم درات املائيددة هبددا‪ ،‬ومددا هلددا مددن أمهيددة علددى‬ ‫اجلانددب االقتص دادي واألمددي علددى كددل مددن مصددر والسددعودية أدت إىل كددل منهددا إىل التحددرك للحددد مددن‬ ‫آرار هذه اجلرمية اليت نتطرق إليها‪.‬‬ ‫‪ -‬تأثير القرصنة البحرية على مصر‪:‬‬

‫حتتل مصر موقعدا اسدرتاتيجيا هامدا‪ ،‬فمندذ القددم كاندت حمدل اهتمدام الددول واحلضدارات ومنطقدة‬ ‫عبور جتارية‪ ،‬ومع اكتشاف الربتغاليني للطريق البحري املباشر الواصدل بدني غدرب أوربدا واحملديط اهلنددي‪،‬‬ ‫كان له األرر البالغ يف النشاط االقتصادي واحلركة التجارية بدني مددينيت اإلسدكندرية والبندقيدة وخاصدة‬ ‫يف سددنة ‪723‬ه د ‪1517/‬م عندددما انتقلددت السددلطة مددن يددد املماليددك إىل أيدددي األت دراك العثمددانيني‪،144‬‬ ‫كما شهدت سواحل البحر األمحر والقرن اإلفريقي بالدور التارخيي الفاعل (إبان اخلدديوي إمساعيدل) (‬ ‫‪ ،)1177-1113‬حيددث رفددرف علددم مصددر معلنددا سدديطرته علددى مندداطق شددرق إفريقيددا وسدواحلها وحددىت‬ ‫أقصددى جنددوب الصددومال وأوغندددا‪ ،‬حيددث متكنددت مددن تسدديري شددؤون ميدداه البحددر األمحددر وخلددي عدددن‬

‫‪ - 144‬عبد الرحيم العطاوي‪ :‬جملة التاريخ العريب‪ ،‬كلية اآلداب‪ ،‬الرباط‪( ،‬د‪.‬س‪.‬ط)‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪.7707/1‬‬ ‫‪10‬‬


‫واحملدديط اهلندددي حيددث متكنددت قواهتددا مددن الددتحكم باملنطقددة ومكافحددة جتددارة الرقيددق ومصددادرة سددفنهم‬ ‫ونالت مصر مسعة واحرتاما‪.‬‬ ‫وكانددت أمهيددة املنطقددة خاصددة يف ظددل تعدددد وضددخامة النشدداط التجدداري واالقتصددادي وعائداتدده‬ ‫الكبرية يف ازدياد وتطور‪ ،‬مما زاد يف أمهيدة املنطقدة وتطدور حركدة املالحدة فيهدا ولعدل هدذا مدن أهدم عوامدل‬ ‫بندداء وظهددور مصددر كددثعرق وأقدددم بلدددان العددامل‪ ،145‬فبدراسددة الطددرق البحريددة الرئيسددية يف العددامل قدددميا‬ ‫وحاضرا يتضح لنا أمهية الطريق من آسيا إىل أوربا وخاصة تلك املارة بقناة السويس وبداب املنددب عدرب‬ ‫البحر األمحر واحمليط اهلندي‪ ،‬وقد قدر أن وصلت عام ‪ 2011‬إىل (‪ )10.3‬مليون حاوية‪ ،‬وتعترب قناة‬ ‫الس ددويس م ددن أه ددم تس ددع ممد درات عاملي ددة (مض دديق ملق ددا‪ ،‬مض دديق البس ددفور‪ ،‬مض دديق ب دداب املن دددب‪ ،‬قن دداة‬ ‫السددويس‪ ،‬مضدديق جبددل طددارق‪ ،‬رأس الرجدداء الصدداحل‪ ،‬رأس مدداجالن‪ ،‬قندداة بنمددا)‪ ،‬يف حددني تتددثرر املنطقددة‬ ‫العربي ددة واإلس ددالمية ه ددي االخ ددرى م ددن ه ددذه املم د درات احليوي ددة واإلس د درتاتيجية‪ 146‬نظ د درا إلس د درتاتيجيتها‬ ‫وأمهيتها‪.‬‬ ‫ أهمية المنطقة‪:‬‬‫حتتل املنطقة مكانة جيواسرتاتيجية بالغة ‪ ،‬فالبحر األمحر هو طريق االتصال البحدري الوحيدد الدذي‬ ‫يصل بني معربين مائيني مها مضديق عددن يف اجلندوب وقنداة السدويس يف الشدمال‪ ،‬ليكمدل السلسدلة‬ ‫البحريددة بددني البحددار الش درقية والغربيددة‪ ،‬ويبدددو البحددر كمددا لددو كددان جس درا عائمددا ميتددد بدداحنراف بددني‬ ‫الشمال الغريب حيث قناة السويس والبحر املتوسط ‪ ،‬واجلنوب الشرقي حيث مضديق عددن واحملديط‬ ‫اهلندددي‪ ،‬حبيددث ي دربط بينهمددا كثقصددر طريددق‪ ،‬فهددو يشددمل مددن درجددات العددرض (اخلددط‪ )11‬مشدداال‬ ‫ويش ددمل م ددن درج ددات خ ددط الط ددول (اخل ددط‪ ،)11‬وهب ددذا م ددع قن دداة الس ددويس تك ددون املنطق ددة األقص ددر‬ ‫والطري ددق ألس ددرع ب ددني الش ددرق والغ ددرب بش ددكل ع ددام‪ ،‬ويف احمل دديط اهلن دددي والبح ددر املتوس ددط بش ددكل‬ ‫خاص‪.‬‬ ‫ويق ددع مض دديق ع دددن إىل اجلن ددوب م ددن س دديناء ع دددن وت ددتحكم يف مدخل دده جزي ددرة (ب ددرمي) وتقس ددم‬ ‫املضيق إىل ممرين‪:‬‬ ‫ باب االسكندر‪ :‬وعرضه حنو(‪3‬كلم) وعمقه حنو (‪ )15‬قدم‪.‬‬‫‪ - 145‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.7710/1‬‬ ‫‪ - 146‬قضايا إقليمية (‪ :)1‬اجلزء الثاين‪ ،‬القرصنة البحرية وآرارها على االقتصاد القومي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.43‬‬ ‫‪11‬‬


‫‪ -‬ممر ميمون‪ :‬وعرضه حنو (‪11‬كلم) وعمقه حنو (‪ ) 770‬قدم‪.‬‬

‫‪147‬‬

‫وخالصة القول أن أمهية ممر قناة السويس كبرية جددا لدرجدة أن النشداط التجداري واالقتصدادي‬ ‫الدويل عرف انتعاشا هائال منذ فتح القناة‪ ،‬وأنه شدريان ربدط جلميدع جدول العدامل خاصدة الددول العربيدة‬ ‫وأن أي مساس بثمن املنطقة و املالحة البحرية هو مساس بثمن مصر القومي وأمن التجدارة واالقتصداد‬ ‫الدويل الذي يعرف العديد من األزمات مؤخرا‪.‬‬ ‫‪ -‬اآلثار االقتصادية لجريمة القرصنة على مصر‪:‬‬

‫تعتددرب اخلطددوط البحريددة املددارة عددرب البحددر األمحددر عددن طريددق قندداة السددويس خطوطددا مهمددة للسددفن‬ ‫وندداقالت ال ددنفط إال أن القرص ددنة يف املنطق ددة أدت اىل إحن دراف السددفن ع ددن خط ددوط س ددريها العادي ددة‬ ‫وتغيري مسارهتا للتتخذ مسارات بعيدة عن مناطق القرصنة وهذا األمر ترتب عنه مايلي‪:‬‬ ‫‪)0‬زيادة تكاليف النقل‪:‬‬ ‫إن تغيددري مسددار ناقلددة بددرتول أو عبهددارة إىل طريددق رأس الرجدداء الصدداحل لسددفينة متجهددة مددثال (مددن‬ ‫السعودية إىل الواليات املتحدة األمريكية) بدال من املرور عن قناة السويس يضيف حوايل ‪ 2700‬ميل‬ ‫كل رحلة ليكلف السفينة ما يقارب ‪ 3.5‬مليون دوالر سنويا كمبلغ إضايف الستهالك الوقود فقط‪.‬‬ ‫‪ )2‬زي ددادة يف تك دداليف التعويض ددات نتيج ددة ت ددثخر وص ددول الش ددحنات إىل مس ددتلميها وبالت ددايل تتحم ددل‬ ‫‪148‬‬ ‫اخلسائر الناش ة عن التثخر مما يزيد يف سعر البضائع احملمولة‪.‬‬ ‫‪ )3‬زيادة أقسداط التدثمني نتيجدة اختداذ اخلطدوط املعتدادة‪ ،‬فارتفداع تكداليف التدثمني رغدم بعدض الشدركات‬ ‫إىل اإلحبددار مددن حددول جنددوب إفريقيددا بدددال مددن قندداة السددويس طلبددا للسددالمة‪ ،‬حيددث تقدددر الزيددادة يف‬ ‫تكدداليف التددثمني علددى األخطددار نتيجددة الص دراعات حلدوايل ‪ 20000‬سددفينة تعددرب خلددي عدددن ميكددن أن‬ ‫يصددل إىل ‪ 400‬مليددون دوالر علمددا أندده منددذ عددام ‪ 1712‬بدددأت بعددض الشددركات تدددرج خطددر القرصددنة‬ ‫كخط ددر حب ددري‪ 149‬يف وق ددت أص ددبحت القرص ددنة عل ددى قن دداة الس ددويس يف ح دددود ‪ %5‬ه ددذه القن دداة ال دديت‬

‫‪ - 147‬أمحد حممود سراج الدين‪ :‬املضايق البحرية يف منطقة الشرق األوسط يف املنظور اجليوسرتاتيجي‪ ،‬جملة كلية امللك خالد العسكرية‪ ،‬العدد (‪،)20‬‬ ‫يناير‪ ،1711 ،‬ص ‪ ،14‬ص‪.15‬‬ ‫‪ - 148‬قضايا إقليمية (‪ ،)1‬القرصنة البحرية وآرارها على االقتصاد القومي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.44‬‬ ‫‪ - 149‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.45‬‬ ‫‪12‬‬


‫ش ددقت عد ددام ‪ 1117‬وبالتد ددايل اتصد ددال مي دداه البحد ددر األمحد ددر مليد دداه حميطد ددات العد ددامل مد ددع البحد ددر األبد دديض‬ ‫‪150‬‬

‫املتوسط‪.‬‬ ‫‪ )4‬إن ظدداهرة القرصددنة والوضددع القددائم يف ميدداه خلددي عدددن‪ ،‬وقددرب السدواحل الصددومالية بفددرض أعبدداء‬ ‫إضافية علدى السياسدة املصدرية ملختلدف أدواهتدا الدبلوماسدية واإلعالميدة والعسدكرية‪ ،‬بعدض تلدك األعبداء‬ ‫بدددأت بالفعددل مددن هجددرة غددري شددرعية لألجانددب ( الصددوماليني‪ ،‬واملسدداعدات‪ )...‬باإلضددافة إىل حتددرك‬ ‫مصددر عسددكريا ومددا يسددتوجب مددن إنفاقددا ماليددا‪ .‬وإعالميددا والدددور الواجددب اختدداذه جتدداه اجلرميددة يف وقددت‬ ‫تكون فيه مصر حباجة ماسدة إىل أمدوال ألجدل التنميدة والتطدوير وسدد حاجيدات اجملتمدع املصدري الدذي‬ ‫‪151‬‬ ‫يعي نوعا من الفقر‪.‬‬ ‫‪ )5‬إن املالح ددة عل ددى قن دداة الس ددويس تش ددكل م دددخوال قومي ددا مه ددم ملص ددر باإلض ددافة إىل آالف العم ددال‬ ‫واملددوظفني بالشددركات البحريددة وبالسددفن واملالحددة وأن تددثرري القرصددنة البحريددة باإلضددافة إىل تثرريهددا علددى‬ ‫طريددق رأس الرجدداء الصدداحل‪ ،‬مددداخيل آالف املؤسسددات اخلاصددة والعمددال يف املالحددة البحريددة والصدديد‬ ‫وغريها واليت بدورها ستتثرر حتما بسبب القرصنة وهتديداهتا األمنية وهو ما يشكل بطالدة حمتمدة هلدؤالء‬ ‫العمددال البسددطاء ‪ ،‬وهددذا مددا يددؤدي إىل تشدريد آالف العمددال والدديت تعيددل آالف العددائالت بدددورها وهددو‬ ‫عبئ كبري على الدولة املصرية‪.‬‬ ‫‪ )1‬ونظ درا لط ددول الس دواحل البحري ددة املص درية فددإن قط دداع الصدديد البح ددري وال ددذي ميثددل اك ددرب القطاع ددات‬ ‫احليوية يف مصر يتثرر بشكل سل بسبب انتشدار القرصدنة والدذي بددوره يسدبب عددم األمدن ممدا ميندع‬ ‫الصيادين من ممارسة نشاطاهتم على اكمل وجه‪.‬‬ ‫‪ -‬اآلثار األمنية للقرصنة البحرية على مصر‪:‬‬

‫أدى ظهور جرمية القرصنة البحرية إىل التثرري اخلطري على األمن القدومي العدريب‪ ،‬وخاصدة الددول‬ ‫القريبة ملنطقة القرصنة ومصر إحدى هذه الدول وهذا على النحو التايل‪:‬‬

‫‪ - 150‬جملة األهرام‪ ،‬جملة تصدر عن مؤسسة األهرام‪ 21 ،‬أكتوبر ‪ ،2011‬السنة ‪ ،131‬العدد ‪ ،45107‬ص‪.2‬‬ ‫‪ - 151‬سامح راشد‪ :‬التحرك املصري يف مواجهة القرصنة الصومالية‪ ،‬جملة األهرام‪ ،‬جملة تصدر عن مؤسسة األهرام‪( ،‬اجمللة اإللكرتونية)‪ ،‬العدد ‪،111‬‬ ‫‪ 12‬يناير ‪ ،2007‬ص‪.2‬‬ ‫‪http://acpss.ahram.org / ahram/2009/01/12/ commo.HTM.‬‬ ‫‪13‬‬


‫‪ )1‬اض ددطرار الس ددفن إىل التس ددلح‪ ،‬يف ح ددني ت درفض مص ددر الس ددفن املس ددلحة امل ددرور إىل القن دداة وفق ددا‬ ‫للقدوانني الدوليددة البحريددة السددتعماهلا األسددلحة يف غددري أوقاهتددا‪ ،‬وبالتددايل البددد مددن دراسددة أنسددب‬ ‫‪152‬‬ ‫احللول لوضع األسلحة على السفن ألجل احلماية والسالمة من هجمات القراصنة‪.‬‬ ‫‪ )2‬إن القرارات الدولية جمللس األمدن واالتفاقيدات الدوليدة الديت تسدمح للدولدة الديت ميكنهدا مكافحدة‬ ‫ومالحقة القراصنة دون حتديد دقيق لنطاق عملها ورصد السفن املشتبه هبا من خدالل عناصدر‬ ‫االستطالع البحري باملنطقة هو تساؤل حول وجود مؤامرة على قناة السدويس ‪ ،‬وهدو مدا ميدس‬ ‫أمن مصر القومي مباشرة‪.‬‬ ‫‪ )3‬إن قددوة القراصددنة وزيددادة تسددليحهم يعتددرب هتديدددا مباشددر ألمددن املنطقددة وأمددن قندداة السددويس الدديت‬ ‫تعترب من أهم املعابر الرئيسية تثررا يف املنطقة‪.‬‬ ‫‪ )4‬إن نوعيددة السددفن الدديت أصددبحت مسددتهدفة (حددامالت الددنفط‪ ،‬ندداقالت الغدداز والبددرتول‪ ،‬ندداقالت‬ ‫السددلع الضددخمة‪ )...‬متثددل قنبلددة موقوتددة علددى كددل أمددن املنطقددة مبددا فيمددا مصددر‪ ،‬ممددا ميكددن أن‬ ‫يتسبب يف كوارث أمنية وبي ية وإيكولوجية‪.‬‬ ‫‪153‬‬ ‫‪ )5‬إن تواجد األساطيل البحرية‪ -‬أمريكا‪ -‬إسرائيل‪ ،‬هو هتديد مباشر ألمن مصر القومي‪.‬‬ ‫‪ )1‬إن اسددتمرار القرصددنة بددالوترية احلاليددة جيعددل منطقددة خلددي عدددن وبدداب املندددب والبحددر األمحددر‬ ‫مناطق حمظدورة حبريدة‪ ،‬ومدا جيعدل القراصدنة يوسدعون نشداطهم حدىت بدالقرب مدن مصدر‪ ،‬وبالتدايل‬ ‫يشكل هتديدا مباشرا ملصر وخلال لالستقرار يف البحر األمحر‪:‬‬ ‫فمعنويا‪ :‬املكانة والثقل اللذان تتمتع هبما مصدر كدولدة كبدرية إقليميدا‪ ،‬إمدا يشدهدان ازدهدارا وتقددما أو‬ ‫احنسارا وتقلصا‪ ،‬وستظهر بذلك األمهيدة السياسدية للبعدد املعندوي إذا مدا مت الوصدل مسدتقبال إىل صديغة‬ ‫ما أو تصور لألمدن واالسدتقرار يف البحدر األمحدر‪ ،‬وإذا مدا فكدرت الددول املشداط ة للبحدر األمحدر تكدوين‬ ‫جتمع إقليمي أو منظمة جتمعها سيكون هلذا البعد دور وتدثرري يف موقدع كدل دولدة اعتبدارا مدن مقومدات‬ ‫القوة الشاملة للدولة وقدرهتا على التنظيم‪. ...‬‬

‫‪ - 152‬هي ة التحرير‪ :‬اآلرار األمنية للقرصنة‪،‬جملة األهرام‪ ،‬جملة تصدر عن مؤسسة األهرام‪ 21 ،‬أكتوبر ‪ ،2011‬السنة ‪ ،131‬العدد ‪،45107‬‬ ‫ص‪.2‬‬ ‫‪ - 153‬أسامة هيكل‪ :‬أمن قناة السويس‪ ،‬جملة املصري اليوم‪ ،‬العدد ‪ ،1137‬السبت ‪ 1‬ديسمرب ‪.2001‬‬ ‫(نسخة خمزنة على الويب)‬ ‫‪http://today.alma syalyoum.com / article2 aspx? Artivle ID= 189230 ISSUE ID= 1246.‬‬ ‫‪14‬‬


‫نفســيا‪ :‬تكددون هيبددة كددل دولددة بدددءا مددن هيبددة قياداهتددا ومددا حققتدده أرندداء األزمددات وكيددف تصددرفت مددن‬ ‫خددالل املواقددف والنتددائ ‪ ،‬وللصددورة الذهنيددة املرتتبددة عددن ذلددك انعكاسددا ملموسددا علددى وضددعية موقددع كددل‬ ‫‪154‬‬ ‫دولة يف أي ترتيبات أوضاع إقليمية تستجد مستقبال‪.‬‬ ‫‪ )7‬إن الدددور اخلفددي الددذي تلعبدده الواليددات املتحدددة األمريكيددة والكيددان الصددهيوين الددذي يعددرف أمهيددة‬ ‫املنطقدة أمنيدا يف حدرب ‪ ،1773‬هددو العامدل األساسدي يف تدثجي الصدراع يف املنطقدة وخلدق هدذه اجلرميددة‬ ‫للتواجدد‪ ،‬فالكيدان الصددهيوين يعدرف أن شدريان مصددر هدو القنداة واملنفددذ البحدري مدن جهددة البحدر األمحددر‬ ‫وما ميثله ملصر من بعد أمدي واسدرتاتيجي واقتصدادي وبالتدايل فدإن احلكدم يف هدذه املدداخل هدو الدتحكم‬ ‫يف أمددن مصددر وأي زعزعددة لالسددتقرار يف املنطقددة يكددون لدده تددثرريات خطددرية علددى أمددن مصددر االقتصددادي‬ ‫والقومي‪ ،‬وهذا ما يسعى الكيان الصهيوين لفرضه سواءا‪:‬‬ ‫ مسدداومة مصددر يف القضددايا االس درتاتيجية واملصددريية فيمددا خيددأل( القضددية الفلسددطينية‪ ،‬امليدداه‪،‬‬‫احلدود‪)...‬‬ ‫ تدددمري االقتصدداد املصددري وخلددق عدددم االسددتقرار فيهددا ملددا هلددا مددن وزن عددريب وهتديددد للكيددان‬‫‪155‬‬ ‫الصهيوين‪.‬‬ ‫ تأثير القرصنة البحرية على المملكة العربية السعودية‪:‬‬‫تتموقع السعودية على سداحلي البحدر األمحدر واملتوسدط أيدن يضديق املنفدذ البحدري علدى خلدي‬ ‫العقب ددة وحت دديط مص ددر واألردن والس ددعودية م ددن جانبي دده‪ ،‬أي ددن ت ددتحكم الس ددعودية يف أه ددم مم ددر م ددن خ ددالل‬ ‫جزيددر تدريان ومنددافني فكانددت قدددميا معدربا للقوافددل الدديت تنقددل البضددائع بددني الشددرق والغددرب‪ ،‬لددذلك قددام‬ ‫(أغسددطوس) حبملددة عليهددا عددام ‪24‬م لتددثمني السدديطرة علددى ممراهتددا‪ ،‬وزادت مكانتهددا مددع ظهددور اإلسددالم‬ ‫وانتشدداره كقبلددة ألنظددار املسددلمني‪ ،‬وتب دوأت مرك دزا اسدرتاتيجيا هامددا اقتصدداديا وجتاريددا‪ 156‬وموقعددا جغرافيددا‬ ‫جغرافيا حبدود اسرتاتيجية على النحو التايل‪:‬‬

‫‪ - 154‬سامح راشد‪ :‬التحرك املصري يف مواجهة القرصنة الصومالية‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.2‬‬ ‫‪ - 155‬موقع مصر للبرتول والغاز‪ ،‬القرصنة وقناة هرتزل هتدد اإليرادات البرتولية لقناة السويس‪ ،‬موقع متخصأل اقتصادي‪ ،‬اجلمعة ‪،2012/01/21‬‬ ‫‪ ، 11:30‬ص‪.2‬‬ ‫‪http://www.egyptoil-gas.com /read-article-issues-a.php?AID=37.‬‬ ‫‪ - 156‬كمال موريس شربل‪ :‬املوسوعة اجلغرافية للوطن العريب‪ ،‬در اجليل‪ ،‬بريوت‪ ،‬ط‪ ،1771 ،1‬ص ‪.577‬‬ ‫‪15‬‬


‫ حدود دولة المملكة العربية السعودية‪:‬‬‫طددول حدددود اململكددة العربيددة السددعودية ‪4410‬كلددم منهددا ‪ 411‬كلددم مددع العدراق ‪ 171‬كلددم مددع‬ ‫املنطقة احلياديدة بدني السدعودية والعدراق‪ ،‬و‪ 742‬كلدم مدع األردن‪ ،‬ومدع الكويدت ‪222‬كلدم‪ ،‬ومدع عمدان‬ ‫‪171‬كلم‪ ،‬ومع قطر ‪40‬كلم‪ ،‬ومع اإلمارات العربية املتحدة ‪511‬كلم‪ ،‬ومع اليمن ‪1452‬كلم‪.‬‬ ‫و يتموقع اخلط اجلغرايف للسدعودية علدى سدواحل مهمدة يزيدد طوهلدا عدن ‪2510‬كلدم مدن خدالل‬ ‫‪157‬‬ ‫شواط ها‪.‬‬ ‫وهددي إحدددى الدددول العربيددة املطلددة علددى البحددر األمحددر والددذي يعتددرب بالنسددبة هلددا أحددد الش درايني‬ ‫اهلامددة البديلددة لتصدددير منتجاهتددا بعيدددا عددن م دوانئ التصدددير الواقعددة علددى اخللددي العربيددة والدديت تعرضددت‬ ‫باسددتمرار خددالل العقددود الثالرددة األخددرية لعدددم االسددتقرار يف ظددل املتغ دريات والظددروف الدوليددة الراهنددة‪،‬‬ ‫أبدددى الكثددري مددن البدداحثني السددعوديني ختددوفهم ممددا حيدددث يف املنطقددة وأن ذلددك سدديؤرر علددى اململكددة‬ ‫العربية السعودية وحصروا أرار القرصنة فيما يلي‪:‬‬ ‫‪ )1‬تددثرري القرصددنة علددى أمددن املالحددة البحريددة للملكددة العربيددة السددعودية وهددو مددا يددؤرر سددلبا علددى‬ ‫استقرار وأمن املنطقة‪.‬‬ ‫‪ )2‬التددثرري علددى املالحددة البحريددة سدديؤدي سددلبا علددى التددثرري يف االقتصدداد خاصددة الشددحن والنقددل‬ ‫البحري وبذلك استمرار عمليات القرصنة ستؤرر على االستثمار يف اململكة‪.‬‬ ‫‪ )3‬تثرري القرصنة على نقل النفط للمكلة املصدر عرب البحر األمحر خاصة يف ظل عددم االسدتقرار‬ ‫قبالة سواحل الصومال‪.‬‬ ‫‪ )4‬ت ددثرري القرص ددنة عل ددى مش دداريع حتلي ددة املي دداه وال دديت متث ددل م ددن أه ددم املش دداريع املهم ددة واألساس ددية يف‬ ‫اململكة يف املنطقة‪.‬‬ ‫‪ )5‬تددثرري القرصددنة علددى عمليددة التنميددة حيددث يددتم اسددترياد مسددتلزماهتا عددرب م دوانئ اململكددة العربيددة‬ ‫‪158‬‬ ‫السعودية عرب البحر األمحر‪.‬‬ ‫هددذا باإلضددافة إىل أن الدوليددة الثانيددة املتددثررة بالقرصددنة البحريددة و املشدداط ة للقددرن اإلفريقددي هددي‬ ‫اليمن كما يلي‪:‬‬ ‫‪ - 157‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.510‬‬ ‫‪ - 158‬عوان بن عيد البلوري وآخرون‪ :‬القرصنة البحرية برؤية اململكة العربية السعودية‪ ،‬كتاب الندوة الدولية الثالثة إلدارة الكوارث البحرية‪ ،‬املديرية‬ ‫العامة حلرس احلدود ووزارة الداخلية‪ 14-10 ،‬ذو القعدة ‪1432‬هد‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬ص‪.15‬‬ ‫‪11‬‬


‫‪ )0‬اقتصاديا‪:‬‬ ‫تعددد السددعودية ودول جملددس التعدداون اخلليجددي الشدريك التجدداري األول للدديمن حيددث أن حجددم‬ ‫التبد ددادل بينهمد ددا يزيد ددد عد ددن (‪ 2‬مليد ددار دوالر عد ددام ‪ )2005‬و (‪ 2.5‬مليد ددار دوالر عد ددام ‪ ،)2007‬هد ددذا‬ ‫باإلضافة إىل ارتفاع حجدم الصدادرات اليمنيدة إىل دول اجمللدس‪ ،‬وأن القرصدنة البحريدة تدؤرر تدثرريا مباشدرا‬ ‫على اليمن باعتبار املوقع واملالحة املشاط ة للصومال‪.‬‬ ‫حج ددم االس ددتثمارات اخلليجي ددة يف ال دديمن حن ددو نص ددف ملي ددار دوالر ع ددام ‪ 2007‬وح ددىت الع ددام‬ ‫‪ 2001‬حنو‪ 113‬مشروع استثماري بكلفة ‪1.5‬مليار دوالر تقريبا‪.‬‬ ‫قدرة اليمن على خدمة التجارة اخلليجية‪:‬‬ ‫‬‫‬‫‬‫‬‫‪-‬‬

‫توفري مسار آمن‪ ،‬موانئ‪ ،‬حمطات ترانزيت‪.‬‬ ‫بدائل لنقل النفط والغاز عرب األنابيب وتسهيل حركة التجارة‪.‬‬ ‫التنوع ملوارد اليمن‪ ،‬واعتبارها مكانا استثماريا مهما‪.‬‬ ‫التزويد باملوارد السمكية نظرا لوفرهتا‪.‬‬ ‫احلجم السكاين لليمن الذي يزيد عن ‪ 24‬مليون نسمة ويوفر يدا عاملة رخيصة‪.‬‬

‫‪ )2‬أمنيا‪:‬‬ ‫ حبكدم اجلدوار اجلغدرايف رددة ارتبدداط عضدوي بددني أمدن الدديمن وأمددن دول جملدس التعدداون اخلليجددي‪،‬‬‫وبالتايل استقرار األخرى حياف على استقرار الدول األخرى‪.‬‬ ‫ التنسيق األمي يف مكافحة اإلرهاب و القرصنة البحرية‪.‬‬‫ التهدي دددات ال دديت مت ددس اس ددتقرار ال دديمن مت ددس الس ددعودية حبك ددم احل دددود اجلغرافي ددة الربي ددة الكب ددرية‬‫وبالتددايل متددس دول اجمللددس‪ ،‬إىل غددري ذلددك مددن عالقددات التددثرري والتددثرر وبالتددايل فددإن ظدداهرة القرصددنة‬ ‫البحريددة الدديت متددس الشدواطئ اليمنيددة‪ ،‬والدديت تضددرب اسددتقرار الصددومال والدديت بإمكارهددا االنتقددال للدديمن‬ ‫هو مس مباشرة ألمن السعودية ودول جملس التعاون اخلليجي‪ ،‬وهذا يتطلب ضرورة التعاون اجلددي‬ ‫والفعال يف مكافحة‪ 159‬جرمية القرصنة البحرية‪.‬‬

‫‪ - 159‬عمر احلسن‪ :‬مستقبل العالقات اليمنية اخلليجية‪ ،‬املخاطر والفرص‪ ،‬موقع كتاب مراقبون من أجل احلرية‪ ،‬األحد ‪ 3‬يوليو ‪.12:47 ،2011‬‬ ‫‪http://108.167.157.35/index. php? Option =com-contant & view=article id= 39986= 2011-07‬‬‫‪04-03-47-23 & catid= 6: 2009-05-11-20-56-01 &temid=7.‬‬ ‫‪17‬‬


‫ومما تطرقنا إليه إن مشكلة القرصنة البحرية هلا آرار وخيمة على املنطقة العربيدة برمتهدا‪ ،‬ولعدل مصدر‬ ‫والسعودية مها من أكثر البلدان تضررا بعد الصومال واليمن‪.‬‬ ‫فصددر والسددعودية احلددد األدىن عندددمها هددو حراسددة وتددثمني أمددن ش دواط هما أو مددا متتلكددان مددن‬ ‫مناطق جماورة أو جزر‪ ،‬وترك الصومال يغرق يف أزمته يف حني أرهما من أكرب الدول امتدادا على البحر‬ ‫األمحر حيث أن مصر شواط ها تزيد عن ‪750‬كلم مدن البحدر األمحدر‪ ،‬يف حدني أن السدعودية هلدا أكثدر‬ ‫من ‪1200‬كلم‪.‬‬ ‫و البعد العسكري الذي تسعى إليه الواليدات املتحددة وإسدرائيل هدو التددويل ومصدر والسدعودية‬ ‫من أول املتضررين من حيث‪:‬‬ ‫ التهديد األمي‪.‬‬‫ الثروات السمكية‪.‬‬‫‪160‬‬ ‫ اخلريات املعدنية يف البحر األمحر من خالل احلرب على املوارد‪.‬‬‫هددذا باإلضددافة إىل األخطددار الدديت مت ذكرهددا‪ ،‬وسددوف تطددال املخدداطر املالحددة يف قندداة السددويس‪،‬‬ ‫وصددادرات الددنفط اخلليجددي‪ ،‬وقددد تصددبح هددذه املنطقددة منطقددة سدداخنة لص دراعات مسددتقبلية وأمدداكن ال‬ ‫استقرار سياسي وهذا ما تسعى إليه الددول العظمدى هدو صدناعة ملعدب للكبدار‪ ،‬فيده كدل أندواع اخلدريات‬ ‫والثروات‪ ،‬وشعوب تقبل االستعباد‪.‬‬

‫‪ 160‬مايكل كلري‪ :‬احلروب على املوارد اجلغرافيا اجلديدة للنزاعات العاملية‪ ،‬ترمجة عدنان حسن‪ ،‬دار الكتاب العريب‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪ ،1111 ،‬ص ‪.21‬‬ ‫‪11‬‬


‫المبحث الثالث‪ :‬تأثيرات القرصنة على العالم وباقي المنطقة العربية و نتائجها‪:‬‬ ‫لقد أررت القرصنة البحرية على الصومال بشكل كبري‪ ،‬اقتصاديا وسياسيا وأمنيا مما جعلدت منده منطقدة‬ ‫مفتوحدة علددى مصدراعيها لكددل مددن هدب ودب مددن القدوات الدوليددة فاسددتبيحت أرضده وسدداحله وخرياتدده‪،‬‬ ‫حيث سامهت هذه الددول يف تدثزمي الوضدع يف الصدومال وتغذيدة الصدراعات فيده خاصدة الددول العظمدى‬ ‫اليت تسعى للسيطرة على املنطقة العربية بدءا بالصومال باعتباره البوابة األوىل حنو السيطرة على املنطقة‬ ‫العربية يف العامل العريب‪ ،‬من جهة أخرى من خدالل هدذه الدراسدة املالحد أن الكيدان الصدهيوين سداهم‬ ‫بشكل كبري يف تثجي الصراع داخل الصدومال ومدن خدالل دول اجلدوار ولديس ببعيدد أن جرميدة القرصدنة‬ ‫هددي أحددد أفددالم هددذه العصددابة الصددهيونية‪ ،‬وهددذا مددا سددنحاول كشددفه والعالقددات الوطيدددة مددع املنطقددة‬ ‫العربية ما حدث يف الصومال وحيدث كدان لده أردار كبدرية علدى املدن القدومي العدريب باعتبارهدا هدي املعنيدة‬ ‫مددن هددذه الكوميددديا (األمريكددو‪-‬اس درئيلية) خاصددة كانددت اآلرددار علددى الدددول اجملدداورة ( مصددر‪ ،‬الدديمن‪،‬‬ ‫الس ددعودية) وه ددو م ددا انعك ددس كلي ددة عل ددى األم ددن الق ددومي العربي ددة واقتص ددادياته نتيج ددة خط ددورة الظ دداهرة (‬ ‫القرصنة) اليت ضربت األمن العريب واقتصادياته واملتمثلة أساسا يف التجارة البحرية يف الصدميم وهدذا مدا‬ ‫سنحاول دراسته يف هذا املبحث‪.‬‬

‫‪17‬‬


‫المطلب األول‪ :‬مخاطر تدويل المنطقة على األمة العربية‬

‫تتميز املنطقة العربية عن غريها من مناطق العامل بإعتبارها جمموعة متجانسة من حيث اللغة والعادات‬

‫والتقاليد والتاريخ املشرتك باإلضافة اىل نسبة اللذين يدينون الدين االسالمي فيها ‪ ,‬وبرتبعها على‬ ‫موقع اسرتاتيجي له أمهية اقتصادية وإرث رقايف‪ ,‬و يطلق على املنطقة العربية عدة تسميات أقلها‬ ‫حاليا الوطن العريب‪ ,‬واضحى كل من يطلق على هذا االسم يتهم بالعودة اىل ستينيات وسبيعنيات‬ ‫القرن املاضي أي سنوات القومية العربية‪161.‬أما الطاغي فهي البلدان العربية والعامل العريب مما جيعلها‬ ‫ضمنيا جمموعة دول متالمحة جغرافيا متشاهبا يف خصائصها اجلغرافية والسكانية والثقافية دون أن‬ ‫حيملها هذا التشابه على التعاون الفعال‪ .‬وكما ذكرت سابقا فاملنطقة العربية او مايعرف بالوطن العريب‬ ‫أو العامل العريب وهو مصطلح جغرايف باألساس يطلق على منطقة جغرافية ذات لغة ورقافة مشرتكة‪.‬‬

‫املصدر‪ :‬كتاب جغرافية العامل العريب ‪ ,‬حلسام الدين جاد الرب ص ‪11‬‬

‫‪Denis.Bouchadr « .le nouveau monde arabe.enjeux et instabilités. » André versaille édition.2012 France. 161‬‬ ‫‪Page 11‬‬

‫‪70‬‬


‫االهمية االستراتيجية للمنطقة العربية‪:‬‬ ‫متتد املنطقة العربية على مساحة تصل اىل ‪ 11‬كلم‪ 1‬مابني دائر عرض ‪ 1‬جنوبا وحىت ‪21,3‬‬ ‫مشاال‪ ,‬اي حنو ‪ 11‬درجة عرضية كما ميتد بني خطي طول ‪ 11‬غربا اىل ‪ 61‬شرقا اي حنو ‪ 11‬خط‬ ‫طول‬

‫‪162‬‬

‫يشكل املوقع اجلغرايف للمنطقة العربية أمهية كبرية حيث أن امتدادها بني خطوط الطول ودوائر‬ ‫العرض أدى ذلك اىل تنوع الظروف املناخية من املناخ االستوائي يف اجلنوب حىت املناخ املعتدل‬ ‫يف الشمال مرورا باملناخ املداري والصحراوي وهذا التنوع املناخي أدى بدوره اىل تنوع نبا‬ ‫وانعكس ذلك بوضوح على تنوع املوارد االقتصادية وخاصة الزراعية منها‬

‫‪163‬‬

‫كما تشرف املنطقة العربية على مساحات مائية هامة حيث سهل هذا األمر االتصال اخلارجي‬ ‫سواء كان ذلك جتاريا او حضاريا أو جمتمعيا ولذلك مل يكن الوطن العريب معزوال طوال التاريخ‬ ‫ومتتاز سواحل الوطن العريب بثرها تطل على حبار مفتوحة كما أن تعترب من السواحل الصاحلة‬ ‫للمالحة البحرية طوال السنة وبذلك ختتلف عن السواحل امليتة اليت تتجمد طوال السنة طوال أشهر‬ ‫السنة أو معظمها مثل سواحل روسيا الشمالية وسواحل كندا املطلة على احمليط املتجمد الشمايل أو‬ ‫سواحل الدول االوروبية املطلة على حبر البلطيق‪.‬‬

‫‪164‬‬

‫وترتبط السواحل العربية بظهري اقتصادي غري زراعي على سواحل املغرب العريب واليمن وسلطنة‬ ‫عمان‪ ,‬أو بيرتويل على سواحل اخللي العريب وسواحل البحر املتوسط يف ليبيا واجلزائر ومصر‪.‬‬ ‫وأهم املسطحات املائية اليت تطل عليها املنطقة العربية هي‪:‬‬ ‫البحر املتوسط" ‪ :‬يقع يف مشال املنطقة العربية وميثل البحر املتوسط أهم حبار العامل جتاريا وحضاريا‬ ‫كما ميثل حاليا حركة عسكرية عالية يف الوقت احلاضر‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫البحر االمحر‪ :‬ميتد من اجلنوب الشرقي اىل الشمال الغريب فيما بني دائر عرض ‪ 11‬و ‪21‬‬

‫مشاال وهو يتصل عن طريق مضيق باب املندب خبلي عدن مث احمليط اهلندي ويتصل البحر االمحر‬ ‫‪ - 162‬حسام الدين جاد الرب‪ ,‬جغرافية العالم العربي‪ ,‬كلية االداب جامعة أسيوط ‪ ,‬ص ‪ 35‬نقال عن الموقع االلكتروني‪www.kotoob.com:‬‬ ‫‪ 163‬نفس المرجع السابق ص ‪31‬‬ ‫‪ 164‬حسام الدين جاد الرب‪ ,‬نفس المرجع السابق ص ‪37‬‬

‫‪71‬‬


‫بالبحر املتوسط مشاال عن طريق قناة السويس‪ ,‬ويعد البحر االمحر حبرية عربية خالصة ذات أمهية‬ ‫اسرتاتيجية وجتارية عاملية‪.‬‬ ‫ اخللي العريب‪ :‬خلي طويل ميتد من الشمال الغريب اىل اجلنوب الشرقي وهو يتصل من اجلنوب‬‫الشرقي خبلي عمان عن طريق مضيق هرمز وهو ممر هام مائي هام بالنسبة للتجارة الدولية وخاصة‬ ‫البرتول وهو املنفذ البحري الوحيد لبعض الدول اخللي العريب كالكويت والعراق والبحرين واالمارات‬ ‫العربية وقطر وزادت امهية اخللي العريب بظهور البرتول‪.‬‬

‫املصدر‪www.google.com/maps:‬‬

‫‪-‬‬

‫كما تتميز املنطقة العربية من الناحية التجارية واجليواسرتاتيجية كورها تطل على اربع مضايق‬

‫حبرية هلا امهية قصوى‬ ‫‪-‬‬

‫‪165‬‬

‫وحتتوى املنطقة العربية على ‪ 11‬دولة ‪ 11‬يف قارة اسيا و‪ 11‬دول يف القارة االفريقية والدول‬

‫هي ‪ :‬السعودية العربية املتحدة‪ ,‬العراق‪ ,‬الكويت ‪ ,‬االردن‪ ,‬االمارات العربية املتحدة‪ ,‬قطر‪,‬‬

‫‪ 165‬يوجين روجان‪ ,‬العرب منذ الفتوحات العثمانية الى الحاضر‪ ,‬ترجمة محمد ابراهيم الجيدي‪,‬كلمات عربية للترجمة والنشر‪ ,‬القاهرة ط‪,2011 ,1‬‬ ‫ص ‪10‬‬

‫‪72‬‬


‫البحرين‪ ,‬االردن‪ ,‬لبنان‪ ,‬فلسطني‪ ,‬سوريا ‪ ,‬اليمن‪ ,‬مصر ‪ ,‬ليبيا‪ ,‬تونس‪ ,‬اجلزائر‪ ,‬املغرب‪,‬موريطانيا‪,‬‬ ‫السودان‪ ,‬جيبو ‪ ,‬جزر القمر‪,‬الصومال‪.‬‬

‫‪166‬‬

‫ولقد ظهرت يف املنطقة العربية أقدم احلضارات البشرية يف العامل حيث هيث موقعها بكل مافيها من‬ ‫عوامل ومؤررات اىل قيام هذه احلضارات وقد ضاعف من امهية املنطقة العربية ظهور الرساالت‬ ‫السماوية على اراضيه كاليهودية واملسيحية واالسالم وقد انتشرت هذه الرساالت السماوية الثالث‬ ‫يف ربوع العامل وقد ساعد على ذلك املوقع املتميز للمنطقة وسهولة اتصاهلا بالعامل كله‪ .‬أما من‬ ‫الناحية االقتصادية فتمتاز املنطقة العربية مبوقعها البحري فضال على وقوعها شبه جزري إذ يتخلل‬ ‫اليابس العريب جمموعة من البحار واخللجان اهلامة متتد كاالصابع وكثرها تشري اىل أخطر املواقع‬ ‫االسرتاتيجية يف العامل‪.‬‬

‫‪167‬‬

‫وتشددهد املنطقددة العربيددة تطددورا هددائال يف خمتلددف اجملدداالت التجاريددة واالقتصددادية والسياسددية مددن‬ ‫أوسع األبواب‪ ،‬خاصة يف املرحلة الراهنة والتغريات يف اجملال السياسي ونظم احلكم‪.‬‬ ‫ومددن خددالل هددذا فددإن املخدداطر الدديت متددر باملنطقددة العربيددة كبددرية ومتعددددة‪ ،‬وتدددعيم األمددن القددومي‬ ‫العريب يتطلب االعتماد على العديدد مدن الركدائز الواقعيدة واملوضدوعية لتغيدري الواقدع السدل يف العالقدات‬ ‫العربية العربية‪ ،‬وشعوب منطقة القرن اإلفريقي‪ ،‬وقبل التطرق إىل خماطر تدويل منطقة حبر العرب‪.‬‬ ‫ومن هنا نضع مجلة من الركائز اليت البد منها لتفادي الكاررة ولعل أهم منها‪:‬‬ ‫‪ )1‬إعادة التفكري يف بناء أسس لسياسات األمن القومي العريب املشرتك‪.‬‬ ‫‪ )2‬حتديد منطلقات للجمال احليوي للمنطقة العربية من خالل املواقع االسرتاتيجية اليت هتدد أمدن‬ ‫املنطقة العربية‪.‬‬ ‫‪ )3‬بندداء عالقددات تعدداون اس درتاتيجي سياسددي واقتصددادي وأمددي ومددائي مددع هددذه املنطقددة مددن القددرن‬ ‫اإلفريقي‪.‬‬

‫‪ 166‬حسام الدين جاد الرب‪ ,‬نفس المرجع السابق ص ‪45‬‬ ‫‪ 167‬يوجين روجان‪ ,‬نفس المرجع السابق ص ‪55‬‬

‫‪73‬‬


‫‪ )4‬معاجلددة اآلرددار السددلبية للفددرتة املاضددية واالسددتفادة منهددا يف ظددل التحددوالت الراهنددة الدديت شددهدهتا‬ ‫املنطقددة العربيددة‪ 168‬واالعتمدداد علددى هددذه األسددس واملرتك دزات جينددب املنطقددة العربيددة مددن خمدداطر‬ ‫تدويل املنطقة‪.‬‬

‫أ‪ /‬أسباب التدويل ومخاطره‪:‬‬

‫هندداك عدددة أسددباب تسددعى العديددد مددن الدددول إىل تدددويل املنطقددة وهلددل أهددم هددذه القددوى الكيددان‬ ‫الصهيوين‪.‬‬ ‫الكيان الصهيوين وسعيه إىل تدويل منطقة القرن اإلفريقي وحبر العرب‪:‬‬ ‫يسددعى الكيددان الصددهيوين جاهدددا لتدددويل املنطقددة وإرسدداء قواعددد عسددكرية مسددتقلة فيهددا وذلددك‬ ‫لعدة أسباب أمهها‪:‬‬ ‫أ) إن سياسددة الكيددان الصددهيوين يف املنطقددة خاصددة بعددد اتفاقيددة السددالم مددع مصددر عددام ‪ 1773‬جعلتهددا‬ ‫تسعى جاهدة إىل ممارسة دور إقليمي باملنطقة وحماصرة مصر بشىت الوسائل املمكنة يف حميطهدا خاصدة‬ ‫حميطهددا اإلفريقددي وباعتبارهددا احلليددف والش دريك واالبددن املدددلل للواليددات املتحدددة األمريكيددة راعيددة األمددن‬ ‫ودركي العامل من مصلحتها هذا التدويل حيث تسعى إسرائيل إىل‪:‬‬ ‫‪ )1‬التعامددل مددع إريوبيددا مبنطددق معددني جيعلهددا تابعددة تبعيددة مطلقددة وهددذا مددن أجددل حصددار مصددر فيمددا‬ ‫خيأل قضية مياه النيل‪.‬‬ ‫‪ )2‬إرارة جنوب السودان من منطلق نفس اهلدف‪.‬‬ ‫‪ )3‬سرقة مياه النيل يف ظل األزمة املائية احلدادة الديت تعداين منهدا املنطقدة عدن طريدق أنابيدب مت حتدت‬ ‫قناة السويس وهو املشروع اليت أطلقت عليه اسم (نزعة السالم)‪.‬‬ ‫‪169‬‬ ‫‪ )4‬جعل موضوع املوارد املائية على الطاولة التفاوضية يف مباحثات السالم العربية الصهيونية‪.‬‬ ‫ب) إن ت دددويل البح ددر األمح ددر ق ددد ي ددؤدي إىل زي ددادة الوج ددود العس ددكري األجن د حت ددت س ددتار مكافح ددة‬ ‫‪170‬‬ ‫القرصنة واستخدامه ملصاحل أجنبية ويستخدم إىل الضغط على دول املنقطة‪.‬‬

‫‪ - 168‬احملرر‪ :‬التدافع الدويل حنو القرن اإلفريقي‪ ،‬جملة البيان‪ ،‬جملة تصدر عن الكويت‪ ،‬العدد‪ ،300‬جويلية ‪ ،2012‬ص‪.11‬‬ ‫‪ - 169‬محدي عبد الرمحن‪ :‬إفريقيا وحتديات عصر النهضة أي مستقبل؟ مكتبة مدبويل‪ ،‬ط‪ ،1‬القاهرة‪ ،2007 ،‬ص ‪.111‬‬ ‫‪ - 170‬طلعت مسلم‪ :‬ضرورة مكافحة القرصنة البحرية عربيا‪ ،‬مركز اجلزيرة للدراسات (‪ 11:30 ،)2012-01-10‬ص‪) .3‬نسخة خمزنة على الويب(‪:‬‬ ‫‪http://www.aljazira.net / anolysis/ pages/27gc55bf-ef43-416c-94ce-70c23ab37sd6.‬‬ ‫‪74‬‬


‫ج) خيشددى مددن أن أطرافددا أجنبيددة تكتسددب حقوقددا يف املنطقددة نتيجددة تش دريع مبددادئ يسدداء اسددتخدامها‬ ‫علددى حسدداب السدديادة العربيددة كمددا هددو مسدداء اسددتخدام أوضدداع خولتهددا األمددم املتحدددة يف أفغانسددتان‬ ‫‪171‬‬ ‫وفلسطني والعراق‪...‬‬ ‫د) متوقع العديد من القوات يف منطقة القرن اإلفريقي مما جعلها ساحة عسكرية بالقطع البحرية‪.‬‬ ‫ فالص ددني من ددذ‪ 2011‬وه ددي تد درابض باملنطق ددة حبث ددا ع ددن قاع دددة عس ددكرية يف إح دددى ال دددول‬‫العربية‪.‬‬ ‫ اليابدان واهلنددد سدعت لبندداء قواعدد خارجيددة هلددا وهدي تبحددث مبواقدع ليسددت بعيددة عددن املنطقددة‬‫ولعل اليمن أهم مكان‪.‬‬ ‫ روسيا تتواجد من مدة باملنطقة علما أن تارخيها حافل هبا منذ احلرب العاملية األوىل‪.‬‬‫ ماليزيا هي األخرى أرسلت سدفنا حربيدة وهدي تقدوم بعمليدات مشدرتكة مدع الواليدات املتحددة‬‫األمريكي د ددة‪ ،‬باإلض د ددافة إىل قد د دوات حملي د ددة مثل د ددت اإلم د ددارات العربي د ددة وس د ددلطنة عم د ددان ملواجه د ددة‬ ‫‪172‬‬ ‫القرصنة‪.‬‬ ‫إن الكيددان الصددهيوين وبعددض الدددول الكددربى تسددعى جاهدددة لكددي تكددون املنطقددة مرآبددا لقطعهددا‬ ‫البحرية‪ ،‬وتدويل املنطقة خدمة ألجندات هذه الدول ومحاية ملصاحلها وملصاحل الكيان الصهيوين الذي‬ ‫يسعى منذ حرب ‪ 1773‬إىل أن تكون املنطقة حتت سيطرته نظرا ألمهيتها االسرتاتيجية وموقعها اهلدام‪،‬‬ ‫وكل دولة تسعى جلعل املنطقة ملعبا لنهب اخلريات واستنزاف الثروات‪.‬‬ ‫إن اسددتمرار عمليددات القرصددنة وزيددادة وتددرية أعمددال السددلب والنهددب للقراصددنة يف منطقددة القددرن‬ ‫اإلفريقي وخلي عدن‪ ،‬من خالله تسعى القوى الكربى يف الضغط على الددول احمليطدة مبيددان القرصدنة‬ ‫حيث أجربت بعدض هدذه الددول علدى مدنح تلدك الددول قواعدد حبريدة فدوق أراضديها‪ ،‬واسدتباحة سديادهتا‬ ‫كما حيدث يف الصومال والعراق وباكستان وأفغانستان والسودان ‪ ...‬ومن هنا بددأت ظداهرة اإلرهداب‬ ‫‪173‬‬ ‫تتنامى أكثر فثكثر‪ ،‬واجلرمية املنظمة عملت أوكارا يف املنطقة‪.‬‬ ‫‪ - 171‬طلعت مسلم‪ :‬ضرورة مكافحة القرصنة البحرية عربيا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.3‬‬ ‫‪ - 172‬أشرف أبو السعود‪ :‬القرصنة البحرية جتعل احمليط اهلندي ساحة عسكرية دولية‪ ،‬جملة األهرام‪ ،‬نوفمرب ‪ ( 2010‬نسخة خمزنة على الويب)‬ ‫‪http://digital ahram .org.eg/ articles.aspx? serical= 322931 eid=85.‬‬ ‫‪ - 173‬حممود قاسم الشع ‪ :‬القرصنة يف القرن اإلفريقي وردود األفعال الدولية جتاهها‪ ،‬اجلريدة اإللكرتونية‪ ،‬اليمن اليوم‪ 20 ،‬فيفري ‪23:41 ،2010‬‬ ‫( نسخة حمزنة على الويب)‪:‬‬ ‫‪http://www.yemen today.net/2008-11-11-20-53-11/2011-01-06-13-04-43-2255-2010-02-20‬‬‫‪20-52-35-html.‬‬ ‫‪75‬‬


‫فالواليات املتحدة األمريكية احلليف الرئيسي إلسدرائيل تسدعى للتددويل خدمدة ملصداحلها وزيدادة‬ ‫لقواهتدا الديت تعدوم وجتددول يف املنطقدة‪ ،‬حيدث أن الواليددات املتحددة تتواجدد يف املنطقددة مندذ احلدرب العامليددة‬ ‫الثانية‪.‬‬ ‫‪ -‬التدويل و التواجد األمريكي في المنطقة‪:‬‬

‫إن أهددم الدددول الدديت تسددعى لتدددويل حبددر العددرب واسددتباحه يف املنطقددة هددي الواليددات املتحدددة‬ ‫األمريكية حيث‪:‬‬ ‫حتد ددتف الواليد ددات املتحد دددة األمريكيد ددة بوحد دددات هلد ددا يف البح د درين مند ددذ العد ددام ‪ ،1771‬وتتمتد ددع‬ ‫بتسهيالت كبرية يف ميناء سليمان‪ ،‬وقدد لعبدت البحدرين دورا مميدزا يف حدرب العدراق ‪ ،1771‬وأصدبحت‬ ‫البح د درين مق د درا لقيد ددادة األسد ددطول اخلد ددامس مند ددذ عد ددام ‪ ،1775‬وقد ددوة منتشد ددرة تزيد ددد عد ددن ‪ 5‬آالف مد ددن‬ ‫‪174‬‬ ‫البحرية‪.‬‬ ‫يف حددني تسددمح قطددر منددذ حددرب اخللددي الثانيددة ‪ 1771‬لوحدددات مددن سددالح اجلددو األمريكددي‬ ‫باسددتخدام أراضدديها‪ ،‬وختدزين العتدداد والسددالح وقددوة تزيددد عددن ‪ 1000‬عنصددر يف قاعدددة القيددادة بالسدديلية‬ ‫العديددة‪ ،‬كدذلك هددو األمدر بالنسدبة لسددلطنة عمدان وبقددوة تفدوق ‪ 3000‬عنصدر مددع طدائرات ومقدداتالت‬ ‫خمتلفة وقوة مبختلدف أندواع األسدلحة والطدائرات والبدوارج والسدفن العائمدة يف السدعودية (قاعددة الظهدران‬ ‫اجلوي ددة‪ ،‬ومينائه ددا يف اخلل ددي الع ددريب) من ددذ الع ددام ‪ 1743‬ح ددىت ‪ ،1712‬مث بع ددد ح ددرب اخلل ددي األوىل‬ ‫والثانية مع ‪7‬آالف جندي‪ ،‬وأكثر من ‪ 100‬ألف يف الكويت و ‪ 1200‬باإلمارات العربية املتحدة‪.‬‬ ‫هددذا باإلضددافة إىل الب دوارج واألسددطول اخلددامس والغواصددات الدديت تعددوم يف حبددار املنطقددة وجزرهددا‬ ‫‪175‬‬ ‫واحمليط بالقرب من املنطقة العربية من القرن اإلفريقي إىل حبر العرب إىل اخللي ‪.‬‬ ‫ إسرائيل والبحث عن تدويل بحر العرب‪:‬‬‫اسدتعمل الكيدان الصدهيوين جمموعدة مدن املدداخل للوصدول إىل غايتده يف القدارة اإلفريقيدة واملنطقدة‬ ‫العربية ومن أبرز تلك املداخل اإليديولوجي والثقدايف‪ ،‬ومددخل حماربدة األصدولية‪ ،‬ومددخل اجملتمدع املددين‬ ‫والتنمية‪ ،‬واملدخل األمي‪ ،‬وهذا ألجل حتقيق مجلة من األهدداف االسدرتاتيجية والسياسدية واالقتصدادية‪،‬‬

‫‪ - 174‬إبراهيم بوملكاحل‪ :‬اسرتاتيجية مواجهة التحدي األمي يف النظام اإلقليمي اخلليجي‪ ،‬رسالة مقدمة لنيل درجة املاجستري‪ ،‬قسم العلوم السياسية‪،‬‬ ‫جامعة باتنة‪ ،2001-2005 ،‬ص ‪.21‬‬ ‫‪ - 175‬إبراهيم بوملكاحل‪ :‬اسرتاتيجية مواجهة التحدي األمي يف النظام اإلقليمي اخلليجي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬ ‫‪71‬‬


‫وال شك أن عدم قدرة العدرب علدى تطدوير اسدرتاتيجيات جديددة يف عالقداهتم مدع شدعوب ودول القدارة‬ ‫‪176‬‬

‫السمراء من أهم عوامل جناح الكيان الصهيوين يف كينيا وجنوب السودان وغريها‪. ...‬‬ ‫فإس درائيل منددذ قيامه ددا عددام ‪ 1741‬أدركددت أمهي ددة البحددر األمح ددر كرئددة رانيددة تت ددنفس منهددا ومت ددد‬ ‫أذرعها من خالله للوصول إىل إفريقيا وأدركت أمهية مضيق باب املندب والبحدر األمحر‪،‬وبالتدايل تسدعى‬ ‫جاهدددة للسدديطرة علددى املمددر املددائي املهددم للددتحكم فيدده‪ ،‬فاسددتطاعت احتدواء اريرتيددا وإقامددة قاعدددة هلددا يف‬ ‫ميندداء مصددوع واالسددتفادة مددن اجلددزر اإلريرتيددة علددى امتددداد سدداحلها علددى البحددر األمحددر البددالغ أكثددر مددن‬ ‫(‪1000‬كلد ددم) والد ددذي يظد ددم أكثد ددر مد ددن (‪ )310‬جزيد ددرة‪ ،‬تد ددتحكم فيهد ددا إس د درائيل مد ددن خد ددالل قاعد دددة‬ ‫(رواجيدات) وقاعددة (مكهدالوي) علدى حددود السدودان وهلددا قواعدد يف كدل مدن جزيدرة (حالدب) وجزيددرة‬ ‫(فاطمددة) يف مضدديق بدداب املندددب‪ ،‬ناهيددك عددن اسددت جار اجلددزر االريرتيددة اإلسدرتاتيجية الدديت تسدديطر علددى‬ ‫مدددخل البحددر األمحددر مددن اجلنددوب ولعددل أمههددا (جزيددرة دهلددك) الدديت أقامددت فيهددا إسدرائيل قاعدددة حبريددة‬ ‫وال دديت تس ددتعملها مركد دزا للص دديد واملراقب ددة يف البح ددر األمح ددر عل ددى ك ددل م ددن الس ددعودية وال دديمن والس ددودان‬ ‫والصومال وحركة ناقالت النفط‪.‬‬ ‫إن ه ددذا التموق ددع اإلسد درائيلي يف جن ددوب البح ددر األمح ددر وحماول ددة ت دددويل حب ددر الع ددرب ل دده أبع دداد‬ ‫خط ددرية‪ ،‬فمند دده ي ددتم إيص ددال الس ددالح إىل اجلماع ددات املنش ددقة يف الد دددول املس ددتهدفة (دارفد ددور‪ ،‬جند ددوب‬ ‫السودان)‪ ،‬واستمرار احلرب األهلية يف الصومال‪ ،‬وزعزعة االستقرار يف اليمن‪...‬‬ ‫إن مثل هدذا السدعي ألجدل تددويل حبدر العدرب والسديطرة علدى البحدر األمحدر وأهدم اجلدزر احمليطدة‬ ‫بدده ومضدديق بدداب املندددب‪ ،‬لدده أبعدداد خطددرية علددى األمددن القددومي العددريب علددى املدددى القريددب واملتوسددط‬ ‫والبعيددد ناهيددك عددن أن ذلددك يعتددرب نقطددة ارتكدداز للولددوج إىل املنطقددة العربيددة والقددارة السددمراء وهددذا مددا‬ ‫‪177‬‬ ‫تسعى إليه إسرائيل‪.‬‬

‫‪ - 176‬مقال منشور مبوقع حركة اإلصالح اإلسالمي اإلريرتي بعنوان املضايق واملمرات املائية‪ 17( ،‬أوت ‪ ،)17:30 ،2012‬ونشر جبريدة الرياض‬ ‫السعودية‪ ،‬يوم اجلمعة ‪ 24‬يونيو ‪ ( 2012‬نسخة خمزنة ) ‪ ،‬ص‪.2‬‬ ‫‪http:// www.islaher.og/details-php?ren type= 1hid=1102.‬‬ ‫‪ - 177‬مقال منشور ملوقع حركة اإلصالح اإلسالمي االريتريي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.1‬‬ ‫‪77‬‬


‫المطلب الثاني‪ :‬أضرار القرصنة على المصالح االقتصادية والتجارية العربية‪:‬‬ ‫يعتددرب البحددر األمحددر وخلددي عدددن الطريددق البحددري الوحيددد لتجددارة الدددول العربيددة املطلددة عليهددا‬ ‫كدداألردن والسددودان وجيبددو ‪ ،‬وهددو طريددق كبددري األمهيددة لتجددارة كددل مددن مصددر والسددعودية‪ ،‬رغددم أن لكددل‬ ‫منهما إطاللة على حبار غريه‪ ،‬كالبحر املتوسط بالنسدبة ملصدر واخللدي العدريب بالنسدبة للسدعودية‪ ،‬ويطدل‬ ‫كل من اليمن والسودان على احمليط اهلنددي‪ ،‬وأن أي ارتبداك يف البحدر األمحدر وخلدي عددن يدؤرر سدلبا‬ ‫بشددكل واضددح علددى مصدداحل تلددك الدددول وأمنهددا‪ ،‬أمددا املالحددة البرتوليددة فددإن ‪ %30‬منهددا ميددر عددرب البحددر‬ ‫األمحر‪ ،‬ومن املعلوم تقريبا أن كل الدول العربيدة دول برتوليدة واقتصدادياهتا معظمهدا دخلهدا مدن البدرتول‬ ‫والغدداز وبارتبدداك املالحددة يف هددذه املمدرات‪ ،‬تتددثرر هددذه الدددول خاصددة دول اخللددي ‪ ،‬مددن خددالل صددادراهتا‬ ‫‪178‬‬

‫حنو أوربا وأمريكا‪.‬‬ ‫هذا باإلضافة إىل التجارة املنقولة حبرا واليت متر عرب هذه املمدرات والديت أصدبحت تعداين يف كثدري‬ ‫من تكاليف التثمني واحلماية ومشاكل القراصنة كتعريض التجدارة للخطدر والسدفن يدتم االسدتيالء عليهدا‬ ‫أو دفددع الفديددة الدديت عددادة مددا تكددون مبددالغ خياليددة يف ظددل أن القرصددنة أصددبحت التجددارة املرحبددة لدولددة‬ ‫تعاين كل أنواع املشاكل االقتصادية والسياسية واالجتماعية‪..‬‬

‫‪ -‬األسباب االقتصادية النتشار عمليات القرصنة البحرية‪:‬‬

‫ختتلف املسببات االقتصادية لظهور عمليات القرصنة البحرية وتزايد هذه اجلرمية ولعل أمهها‪:‬‬

‫‪)0‬نمو السياسات الرأسمالية واقتصاد السوق‪:‬‬

‫إن تزاي ددد النم ددو االقتص ددادي السد دريع يف ظ ددل الرأمسالي ددة واقتص دداديات الس ددوق وارتف دداع تك دداليف‬ ‫املعيشة خلق طبقة من اجملتمع تعدي دون مسدتوى الكفداف وال تدتمكن مدن مواصدلة حياهتدا االعتياديدة‬ ‫مدع االرتفداع الكبددري يف األسدعار فتظهدر موجددات مدن الالج ددني الدذين يسدعون إىل الددرزق السدريع‪ ،‬وغالبددا‬ ‫ما يكون ذلك بوسائل غري مشروعة‪ ،‬هذه الف ة تشكل املصدر الرئيسي للقراصنة‪.‬‬

‫‪)2‬اتســاع الفجــوة بــين الــوعي الشــعبي والقــدرة القوميــة‪ :‬تنامددت املشدداكل االجتماعيددة ذات البعددد‬ ‫األمددي نتيجددة التسدداع الفجددوة بددني احتياجددات الشددعب ووعيدده مددن ناحيددة‪ ،‬وبددني القدددرة القوميددة لتغطيددة‬ ‫‪ - 178‬احلسيي عبد الكرمي‪ :‬ظاهرة القرصنة يف البحر األمحر وآرارها األمنية على دول املنطقة‪ ،‬ندوة علمية ملركز الراصد للدراسات السياسية‬ ‫واإلسرتاتيجية‪ 1 ،‬أفريل ‪ ،2007‬السودان (نسخة خمزنة على موقع الراصد)‬ ‫‪http://www.arrasid.com / index.php/maiw/index/4/17/contents.‬‬ ‫‪71‬‬


‫االحتياجات األساسية للفرد واجملتمع مدن ناحيدة أخدرى‪ ،‬فمدع الزيدادة السدكانية وتندامي البطالدة وتفشدي‬

‫الفقر واجلوع انتشرت جرمية القرصنة وتزايدت‪ ,179‬وهذا يعتدرب جمدرد سدبب مدن أسدباب انتشدار القرصدنة‬ ‫املوضوع املراد معاجلته‪.‬‬

‫‪)3‬الدوافع االقتصادية والتطور التكنولوجي‪:‬‬

‫كان للتطور التكنولوجي دوره يف وجدود أعدداد أقدل مدن أطقدم السدفن ختددم سدفن أكدرب‪ ،‬فضدال‬ ‫عددن البحددر عددن الددوفر االقتصددادي يف التكدداليف‪ ،‬ممددا جعددل هددذه السددفن أكثددر عرضددة وقابليددة لالعتددداء‬ ‫‪180‬‬ ‫واهلجوم عليها‪.‬‬

‫‪)2‬ظهور الفساد في الدول المختلفة‪:‬‬

‫عندددما يس ددود الفس دداد يف جمتم ددع مع ددني تظه ددر طبق ددة م ددن العس ددكر وامل ددوظفني العم ددوميني ال ددذين‬ ‫يهتمون بالكسب السريع علدى حسداب املبدادئ والقدوانني فهدم حينهدا يهتمدون بالكسدب السدريع مهمدا‬ ‫‪181‬‬ ‫كانت وسائله قد تقتصر هذه الف ة يف تسهيل عمليات الرشوة وتصبح من املنظمني للقراصنة‪.‬‬

‫‪ )5‬قانون التسجيل المفتوح أو ما يعرف بنظام أعالم المالئمة‪:‬‬

‫لنظام أعالم املالئمة دور واضح يف تشجيع القرصنة البحرية‪ ،‬فمدن ناحيدة تبحدر السدفن القدميدة‬ ‫واملتهالكة وعلى متنها حبارة هدو مدن أقدل املسدتويات‪ ،‬لتشدكل هدذه السدفن فرصدة جداهزة للقراصدنة‪ ،‬قدد‬ ‫ال يتورع حبارة هذه السفن يف تغيري مسار السفينة وبيع البضائع‪.‬‬ ‫مددن ناحيددة أخددرى عددادة مددا يددتم الدددفاع عددن السددفينة ومحايتهددا يف امليدداه الدوليددة مددن قبددل الدددول‬ ‫حامل ددة العل ددم‪ ،‬ومل ددا كان ددت كث ددري م ددن الس ددفن حتم ددل أع ددالم دول التس ددجيل املفت ددوح فإن دده م ددن الص ددعب‬ ‫استخدام الضغط الدبلوماسي على الدولة التابعة للقراصنة‪.‬‬

‫‪ )6‬تناقص ميزانيات القوات البحرية بعد األزمة اآلسيوية ‪:1777‬‬

‫إن تن دداقأل امليزاني ددات املخصص ددة للق د دوات البحري ددة يف العدي ددد م ددن ال دددول إب ددان األزم ددة املالي ددة‬ ‫األسيوية عام ‪ ،1777‬وحتويل امليزانيات وفق األولويات األخرى‪ ،‬لعب دور يف تقلدأل محايدة السدواحل‬ ‫وصعوبة محاية أعايل البحار‪.‬‬ ‫‪ - 179‬عبلة عبد احلميد بوخارس‪ :‬القرصنة البحرية وآرارها على االقتصاد القومي‪ ،‬سلسلة قضايا إقليمية تطبيقات اقتصادية معاصرة‪ ،‬العدد ‪،470‬‬ ‫ص‪.41‬‬ ‫‪ - 180‬علي حسن الشريف‪ :‬اإلرهاب والقرصنة البحرية‪ ،‬مطبوعات جامعة نايف العربية للعلوم األمنية‪ ،‬ط‪ ،1‬الرياض‪ ،2001 ،‬ص‪.12‬‬ ‫‪ - 181‬فرانسيس مورالييه‪ ،‬جوزيف كوليز‪ :‬صناعة اجلوع‪ ،‬ترمجة‪ :‬أمحد حسان‪ ،‬سلسلة عامل املعرفة‪ ،‬العدد‪ ،14‬سلسلة كتب رقافية شهرية يصدرها‬ ‫اجمللس الوطي للثقافة والفنون واآلداب‪ ،‬الكويت‪ ،‬أفريل ‪ ،1713‬ص ‪.74‬‬ ‫‪77‬‬


‫‪ )7‬نفقات و تكاليف ضبط األمن في المحيطات‪:‬‬ ‫مددن سدديدفع حلمايددة وتددوفري ق دوات ضددبط األمددن يف احمليطددات؟ فلدديس هندداك أي دولددة ترغددب يف‬ ‫حتمل تكاليف ونفقات توفري قوات أمن كافية حلماية السفن املبحرة عرب احمليط‪ ،182‬نظدرا ألن املسداحة‬ ‫كبددرية جدددا ومددن جهددة أخددرى تددوزع القراصددنة يف مندداطق عدددة علددى طددول السدواحل الصددومالية الطويلددة‬ ‫هذا باإلضافة إىل املياه اإلقليميدة الدوليدة وهدو مدا يصدعب عمليدة التواجدد األمدي يف كدل هدذه املسدافات‬ ‫من جهة وتطور الوسائل بالنسبة للقراصنة عامل‪ ،‬يساعد هؤالء األشخاص يف اهلروب‪.‬‬ ‫ آثار القرصنة على المصالح التجارية و االقتصادية العربية‪:‬‬‫تؤرر القرصنة على مصاحل الدول العربية بصفة مباشرة خاصة تلك الددول املطلدة سداحليا علدى‬ ‫منطقة القرن اإلفريقي والبحر األمحر وما جاورها وختتلف من دول ألخرى ولعل أهدم التدثرريات اخلطدرية‬ ‫ما يلي‪:‬‬ ‫‪ )1‬تددؤدي أعمددال القرصددنة إىل خمدداطر علددى أزيددد مددن (‪ )15771‬صددياد ميثلددون ‪ 11‬ألددف قددارب صدديد‬ ‫يددوفر ‪ 2170‬فرصددة عمددل جديدددة سددنويا جددل سددكان الدددول يف القددرن اإلفريقددي السدداحلية يعتددرب أهددم‬ ‫مصدر للعي من جهة حيث أنه‪:‬‬ ‫أ) يؤرر على مصدر رزق آالف من الطبقة الضعيفة من الصيادين‪.‬‬ ‫ب) تددؤدي أعمددال القرصددنة إىل ارتفدداع سددعر السددمك والثددروة السددمكية نتيجددة حتميددل تكدداليف‬ ‫الفديددة املدفوعددة‪ ،‬وتكدداليف إجدراءات تددثمني مالحددة الصدديد باسددتخدام جهدداز ال سددلكي مدرتبط‬ ‫جبهاز تتبع بنظام مراقبة السفن عرب األقمار االصطناعية‪.‬‬ ‫وهذا يؤرر على التنمية يف املنطقة وآرارها السلبية (القرصنة)‪.183‬‬ ‫‪ )3‬تأثر المالحة في قناة السويص‪:‬‬ ‫إن أمهيددة قندداة السددويس علددى املسددتوى الدددويل كبددرية جددا فهددي تسددهم يف نقددل ‪ %14‬مددن حبددارة‬ ‫العددامل املنقولددة حب درا و ‪ %35‬مددن وإىل م دوانئ البحددر األمحددر واخللددي العددريب و ‪ %20‬مددن وإىل م دوانئ‬ ‫اهلند وجنوب شرق آسيا و ‪ %37‬من وإىل منطقة الشرق األقصى و ‪ %21‬من صادرات البرتول‬ ‫‪ - 182‬عبلة عبد احلميد خباري‪ :‬القرصنة البحرية وآرارها على االقتصاد القومي ‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.43‬‬ ‫‪ - 183‬طلعت مسلم‪ :‬ضرورة مكافحة القرصنة البحرية عربيا‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.3‬‬ ‫‪100‬‬


‫وبشكل عام يستخدم هذا اخلط املالحي ما يزيدد عدن ‪ 20‬ألدف سدفينة مبتوسدط ‪ 57‬سدفينة يوميدا وهدو‬ ‫‪184‬‬

‫ما يعترب عددا مهما يف عمليات النقل البحري‪.‬‬ ‫حيدث أن الوضددع اجلغدرايف لقندداة السدويس جيعددل منهددا أقصددر الطدرق التجاريددة مقارنددة بطريددق رأس‬ ‫الرجاء الصاحل‪.‬‬ ‫أما بالنسبة ألمهية القناة بالنسبة إىل مجهورية مصر‪ ،‬فتعد إيرادات قناة السويس املصدر الثالدث‬ ‫للدددخل القددومي ملصددر (‪ % 5‬مددن النددات القددومي)‪ ،‬وأهددم مصددادر العملددة الصددعبة ملصددر‪ ،‬فمنددذ العددام‬ ‫‪ 1775‬وعندما يتم إعادة افتتاح القناة حتصدلت مصدر علدى إيدرادات مباشدرة قددرت ب د ‪ 11.312‬مليدار‬ ‫دوالر‪ ،‬ويف العام ‪ 2001‬فقط حققت إيرادات بلغت بد ‪ 5.4‬مليار دوالر أي بزيادة ‪.%11.7‬‬ ‫ويف ظددل األزمددة االقتصددادية الدديت تعددرض هلددا العددامل يف سددبتمرب ‪ 2001‬أدت تراجددع معدددالت‬ ‫النم ددو الع دداملي م ددن ‪ %4‬إىل ‪ ،%2‬خاص ددة يف ك ددل م ددن اهلن ددد والص ددني والربازي ددل أي م ددن ‪ %10‬إىل‬ ‫‪5‬و‪ %1‬ودول اخللي من ‪ %1‬إىل ‪.%3‬‬ ‫كمددا ا فددض مع دددل التجددارة العامليددة م ددن ‪ %5‬إىل ‪ %2‬فضددال عددن االرهي ددار احل داد يف أس ددعار‬ ‫الددنفط مددن ‪ 147‬دوالر للربميددل إىل ‪ 10‬دوالر للربميددل‪ ،‬ممددا نددت مندده تبددي الدددول املصدددر للددنفط ق درارا‬ ‫خبفددض اإلنتدداج مبع دددل ‪ 2.5‬مليددون برميددل م ددن اإلنتدداج ممددا ألق ددى بضددالله علددى ض ددعف حركددة املالح ددة‬ ‫البحريددة يف املنطقددة الدديت متددر مددن خالهلددا ‪ %17‬مددن شددحنات الددنفط املوجهددة إىل أوربددا وأمريكددا ومددن مث‬ ‫ا فض عدد السفن العابرة لقناة السويس جراء هذه األزمة‪ ،‬مما أرر على مدخول القناة‪.‬‬ ‫ضف إىل ذلدك أن أعمدال القرصدنة البحريدة وزيدادة نشداط القراصدنة علدى شدواطئ خلدي عددن‬ ‫وسواحل الصومال اليت متتد إىل أكثر من رالرة آالف كيلومرت أين يتعرض القراصنة إىل ناقالت النفط‬ ‫والسفن بكل أنواعها أرر على حركة املالحة البحرية والنقل البحري باجتاه قناة السويس‪ 185‬حيث‪:‬‬ ‫ كربيات شركات املالحة قررت حتويل مسار سفنها من القناة حنو طريق رأس الرجاء الصاحل‪.‬‬‫ ا فاض عقود تثجري السفن من ‪ 111‬ألف دوالر إىل ‪ 100‬ألف دوالر للرحلة الواحدة‪.‬‬‫ ارتفاع أسعار التثمني حوايل ‪ %10‬للرحلة الديت متدر خبلدي عددن‪ ،‬األمدر الدذي ندت عنده ارتفداع‬‫أسعار الشحن إىل ‪ %50‬وتكلفة املرور بقناة السويس‪.‬‬ ‫‪ - 184‬حممد حاف عبد اجمليد‪ :‬قناة السويس بني األزمة املالية والقرصنة البحرية‪ ،‬تقرير القاهرة‪ ،‬العدد ‪ 7 ،37‬يوليو ‪ ،2007‬يصدر عن مركز األهرام‬ ‫للدراسات السياسية واإلسرتاتيجية‪ ،‬القاهرة‪ ،2007 ،‬ص‪1‬‬ ‫‪http:// acpess.ahram.rg.eg/ ahram/2009/7/7/CAIRO.HTM‬‬ ‫‪ - 185‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.4‬‬ ‫‪101‬‬


‫وه ددذا م ددا ن ددت ب ددنقأل يف ع دددد الس ددفن الع ددابرة للقن دداة بنح ددو ‪ 22‬س ددفينة ع ددن املتوس ددط الي ددومي‬ ‫املسجل والذي بلغ ‪ 57‬سفينة‪ ،‬وتراجعت إيرادات قناة السويس با فاض زاد عن ‪ 11.1‬مليون دوالر‬ ‫سنة ‪ 2007‬عن ‪ 2001‬وتراجعت أكثدر خدالل الربدع األول مدن العدام ‪ ،2007‬وبلغدت نسدبة الرتاجدع‬ ‫يف العائدات مثال عام ‪ 2007‬ب د‪ ،%27‬وهدذا مدا يدؤدي إىل خسدارة كبدرية ألهدم اإليدرادات املصدرية مدن‬ ‫القناة‪ 186‬وهذا ما يؤرر على املصاحل االقتصادية ألهم البلدان العربية مصر‪.‬‬

‫‪ -‬تأثير القرصنة على المالحة اليمنية‪:‬‬

‫إن هتديددد جرميددة القرصددنة البحريددة مددس األمددن القددومي اليمددي‪ ،‬حيددث شددكلت ذريعددة لتنددادي‬ ‫األسدداطيل البحريددة إىل هددذه املنطقددة مددربرة ذلددك حبمايددة مصدداحلها االقتصددادية والتجاريددة‪ ،‬ومددن الناحيددة‬ ‫االقتصادية تعاين اليمن من هذه اجلرمية حيث‪:‬‬ ‫ مت دفع الفدية مبالغ عالية للسفن اليمنية اليت مت احتجازها واليت يقدر عدددها بالعشدرات‪ ،‬ومت‬‫سرقة بعض قوارب الصيادين‪.‬‬ ‫ أررت يف سالمة التجارية اليمنية من وإىل اليمن وهو ما أرر على االقتصاد اليمدي الدذي يعدول‬‫كثريا على النقل البحري يف استرياد وتصدير املنتجات‪.‬‬ ‫ انفاق اليوم ألموال يف عل عنها ملكافحدة هدذه الظداهرة وزيدادة قددرات قدوات خفدر السدواحل‪،‬‬‫هو حباجة إىل إنفاقها على اقتصاد اليمن اهل ‪ ،‬بدل تعزيز األمن البحري‪.‬‬ ‫ هتريب البشر واملخدرات واألسلحة عرب املياه اإلقليميدة وهدو مدا أردر يف االقتصداد اليمدي وخلدق‬‫مجلة من املشاكل‪.‬‬ ‫ تزايد عدد النازحني الفارين من جحيم احلرب األهلية يف الصدومال والفقدر والبطالدة حندو الديمن‬‫اليت أصال تعاين شعوهبا الفاقة‪ ،‬هذا يف ظل جتاهل اجملتمع الدويل وعدم حتمله املسدؤولية جتداه‬ ‫مددا حيدددث يف الصددومال ومعاندداة الدددول اجملدداورة مددن مددا حيدددث يف ظددل عدددم وجددود القدددرات‬ ‫‪187‬‬ ‫الالزمة للقضاء على اجلرمية اخلطرية‪.‬‬ ‫‪ - 186‬حممد حاف عبد اجمليد‪ :‬قناة السويس بني األزمة املالية و القرصنة البحرية‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.4‬‬ ‫‪ - 187‬أمحد الزبريي‪ :‬القرصنة البحرية وتداعياهتا على األمن القومي اليمي‪ ،‬جريدة ‪ 21‬سبتمرب‪ ،‬العدد ‪ ،1474‬اخلميس ‪ 14‬يناير –كانون الثاين‬ ‫‪ ،2010‬ص ‪.11‬‬ ‫‪http://www.26sep.net /newswee kprint.php? lng=arabic lsid=48962.‬‬ ‫‪102‬‬


‫ تغيدري عددد كبدري مدن السدفن التجاريدة والنداقالت البحريدة لطريدق البحدر األمحدر حندو رأس الرجداء‬‫الصدداحل‪ ،‬فمددثال ''الشددركة النروجييددة املتخصصددة) ميلددك والدديت متلددك واحدددا مددن أكددرب األسدداطيل‬ ‫للنقددل يف العددامل‪ ،‬قددررت أن جتعددل طريقهددا اجلديددد حنددو رأس الرجدداء الصدداحل عددوض خلددي عدددن‬ ‫وهددذا خوفددا مددن تعددرض أطقمهددا للخطددر أو اخلطددف واالحتجدداز مددن قبددل القراصددنة وهددذا مددا‬ ‫يددؤرر سددلبا علددى الدددول الدديت تسددتفيد مددن عائدددات مددرور هددذه السددفن باإلضددافة إىل التجددارة‬ ‫معها‪ 188‬ولعل مصر واليمن ودول اخللي العريب من أهم هذه الدول‪.‬‬ ‫‪ )2‬القرصنة تهدد قطاع الصناعة البحرية‪:‬‬ ‫إن املخ دداطر اليومي ددة ال دديت يواجهه ددا التج ددار‪ ،‬وم ددالكوا الس ددفن والع دداملون عل ددى ظهره ددا‪ ،‬أرن دداء‬ ‫إحبارهم يف املناطق اليت تتعرض السفن والبواخر فيها هلجمات القراصنة‪ ،‬وبالتايل جتعل من املهنة مهنة‬ ‫متعبددة وخاصددة للعدداملني يف اجملددال ‪ ،‬ممددا قددد يهدددد هددذا النددوع مددن الصددناعات يف املندداطق السدداحلية الدديت‬ ‫تعرف عددا كبريا من العائالت تقتات على مثل هذه احلرف‪ ،‬وقدد عرفدت الصدومال اجلدزء الرئيسدي يف‬ ‫منطقة القرن اإلفريقي من حيث اخلسائر‪.‬‬ ‫‪ )5‬تسريحات بالجملة للعاملين في القطاع وتوقف مؤسسات‪:‬‬ ‫حيث يف دراسة قامت هبا مصلحة ''مؤمتر مكافحة القرصنة البحريدة ''الدذي أقديم يف ديب أفريدل‬ ‫‪ .2011‬أشددارت إىل أن ‪ 170‬سددفينة صدديد تقريبددا توقفددت عددن رحالهتددا يف امليدداه الدوليددة ممددا اسددتدعى‬ ‫تسددرحيات باجلملددة طالددت حنددو ‪ 50‬ألددف عامددل‪ ،‬وتراوحددت حجددم الفديددة فقددط يف الصددومال بددني ‪75‬و‬ ‫‪ 10‬مليون دوالر عام ‪ ،2010‬وهدو مدا يدؤرر علدى احلالدة االجتماعيدة واالقتصدادية للسدكان وهدذا بددور‬ ‫‪189‬‬ ‫ه ينعكس على اقتصاديات البلدان العربية ملا يرتتب عنه من خماطر وتبعات‪.‬‬ ‫‪ )6‬أخطار القرصنة البحرية على البيئة‪:‬‬

‫‪- Morta coma I forcodell: la nueva pirateria on las difentes costas del tacer Mondo Y su‬‬ ‫‪incidencia en el comercia Maritimo international, projecte fide carrera de plomoteura en‬‬ ‫‪navrgacio Maritimo, Quatrimester de primo –vero,2009, facultat de noutica de Barcelona,‬‬ ‫‪universitat politéchnica de catolunya , p 169.‬‬ ‫‪ - 189‬شافعي حممد‪ :‬مؤمتر ديب حول القرصنة‪ :‬تعددت املؤمترات والنتيجة هي الفشل‪ ،‬شبكة الشاهد‪ 23 ،‬أفريل ‪( 14:30 ،2011‬نسخة على‬ ‫الويب)‪:‬‬ ‫‪http:// arabic.alshadinet/reports/41004.‬‬ ‫‪188‬‬

‫‪103‬‬


‫تعتددرب املندداطق العربيددة املمتدددة علددى طددول منطقددة القددرن اإلفريقددي والبحددر األمحددر ويف جهددة شددرق‬ ‫القددرن جتدداه احملدديط مندداطق تواجددد القراصددنة ومددع امددتالك القراصددنة لألسددلحة الثقيلددة واملتطددورة فإرهددا هتدددد‬ ‫األمن البي ي للمنطقة حيث‪:‬‬ ‫ احتمدداالت انسددكاب كميددات ضددخمة مددن الددنفط يف امليدداه يف حالددة تعددرض حددامالت الددنفط‬‫العمالقددة الدديت تسددري يف خلددي عدددن لعمليددات القرصددنة ممددا سدديؤرر سددلبا علددى النظددام البي ددي يف‬ ‫املنطقددة ‪ ،‬ففددي أرندداء اهلجددوم علددى السددفينة ''تاكايام دا'' اخددرتق القراصددنة خ دزان الوقددود ليتدددفق‬ ‫النفط إىل البحر مهددا املنطقة بكاررة إيكولوجية واحلياة البحرية‪.‬‬ ‫ إن استعمال القراصنة األسلحة الثقيلة واملتطورة عالية التفجري قد تؤدي إىل اشتعال النريان يف‬‫احلاويددات العمالقددة أو إغراقهددا أو إجبارهددا علددى االجندراف للشدداطئ‪ ،‬وأي مددن هددذه األخطددار‬ ‫قد يؤدي إىل كوارث بي ية تدمر احلياة البحرية وحياة الطيور لعدة سنوات قادمة‪.‬‬ ‫وبالتايل فإن هددف القراصدنة هدو الفديدة واملدال ولكدن خيدار تددمري السدفن يبقدى قائمدا وخطدورة‬ ‫‪190‬‬ ‫نوع ما حتمله السفن من مواد قد تكون مواد نتائجها وخيمة وكاررية‪.‬‬

‫‪ )7‬تأثيرات القرصنة البحرية على األمن العربي في الصومال‪:‬‬

‫إن مدا حيصدل عليدده القراصدنة مدن أمدوال‪ ،‬متدر حصصددا كبدرية منهدا إىل دولددة الصدومال إىل القددادة‬ ‫احملليددني الددذين يتددورط معظمهددم يف عمليددات حلددروب األهليددة الدددائرة بالصددومال وحددىت يف الدديمن والدددول‬ ‫احمليطة هبا كإرترييا وكينيا ‪ ...‬وبالتدايل لتسداعد تلدك األمدوال يف متويدل احلدروب الداخليدة وبعدض التقدارير‬ ‫تربط العالقة بني الفصائل املتقاتلة واجلماعدات املسدلحة األخدرى والقراصدنة‪ ،‬وبالتدايل فدإن القضداء علدى‬ ‫القرصنة يؤدي إىل وقف إمدادات مالية مهمة للفصائل املتنازعة‪.‬‬ ‫‪ )9‬غياب األمن المالحي‪ :‬بسدبب القرصدنة البحريدة ازدهدرت عمليدات التهريدب‪ ،‬واإلجتدار يف السدالح‬ ‫‪191‬‬

‫واإلجتار بالبشر وتزايد هذه العمليات على إرر غياب دولة قوية قادرة على محاية أمن إقليمها‪.‬‬ ‫وممددا سددبق ميكددن القددول أن جرميددة القرصددنة البحريددة أيددا كانددت أسددباهبا فددإن اخلاسددر األكددرب هددي‬ ‫الدددول العربيددة خاصددة دول اخللددي العربيددة ودول القددرن اإلفريقددي لألسددباب املددذكورة‪ ،‬باإلضددافة إىل أن‬ ‫‪ - 190‬روجيه ميدلتون‪ :‬القرصنة يف الصومال‪ ،‬هتدد التجارة العاملية وتغذي الصراعات احمللية‪ ،‬ترمجة حممد الزاوي‪ ،‬جملة قراءات إفريقية‪ ،‬السبت ‪25‬‬ ‫أوت ‪ ،2012‬ص‪ (،4‬نسخة خمزنة على الويب)‪:‬‬ ‫‪http://www.qiraatotrican.com /view/?q=199.‬‬ ‫‪ - 191‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.3‬‬ ‫‪104‬‬


‫معظم مداخيل الدول العربية خاصة دول اخللي العريب هدو البدرتول الدذي يعتمدد بالدرجدة األوىل علدى‬ ‫النق ددل البح ددري ال ددذي هت دددده القرص ددنة ودول أخ ددرى عل ددى التج ددارة البحري ددة مث ددل مد دوانئ ديب ال دديت ه ددي‬ ‫األخددرى ليسدت مبنددثى عمددا حيدددث‪ ،‬ومتتددد أضدرار القرصددنة علددى القندداة وبالتددايل فددإن األمددن االقتصددادي‬ ‫الع ددريب يف خط ددر بس ددبب القرص ددنة‪ ،192‬ويف ظ ددل التواج ددد العس ددكري األجن د أص ددبح األم ددن اإلقليم ددي‬ ‫العريب برمته يف خطر وهذا مدا خيددم الددول العظمدى الديت تسدعى إىل االنقضداض علدى املنطقدة باإلضدافة‬ ‫إىل الكيددان الصددهيوين هددو اآلخددر الددذي يسددعى إىل بسددط هيمنتدده وقوتدده علددى كددل املددداخل االسدرتاتيجية‬ ‫للمنطقة العربية‪ ،‬وهذا ما يستوجب حتركا عربيا عاجال للحد من هذه الظاهرة اإلجراميدة اخلطدرية وعددم‬ ‫االسددتهزاء بنتائجهددا وعواقبهددا الوخيمددة‪ ،‬حيددث أشددار اخلبددري يف شددؤون األمددن واملالحددة ''روث مسيددث''‬ ‫(مدير برنام العالقات الدولية والدراسات األمنية يف جامعة وابكاتو يف مهلتون (نيوزالند) إىل أخطدار‬ ‫األنشطة النووية املدنية اليت تنطوي على نقدل كميدات كبدرية مدن الوقدود املشدع‪ ،‬سدواء لالسدتخدام الطد‬ ‫أو الصناعي‪ ،‬املنقول حبرا والذي يشكل قنبلة نوويدة عائمدة خاصدة إذا كاندت مدنيدة وعددم وجدود محايدة‬ ‫أمنيدة كافيدة‪ ،‬وممدا قدد تسدببه مدن خمداطر يف حالدة حددوث حدوادث مدع القراصدنة‪ ،‬ومدا قدد يسدبب ضدرار‬ ‫إيكولوجيا‪.‬‬ ‫هذا باإلضافة إىل السفن اليت تنقل املواد الكيماوية‪ ،‬عن طريق احلاويات بدالبحر مدع غريهدا مدن‬ ‫السددلع وبالتددايل يف ظددل وجددود هددذه الظ دواهر اإلجراميددة‪ ،‬القرصددنة‪ ،‬اإلرهدداب‪ ،‬اجلرميددة املنظمددة ال بددد مددن‬ ‫‪193‬‬ ‫أخذ احليطة واحلذر واجلدية يف املكافحة‪.‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬مخاطر القرصنة على التجارة الدولية والنقل البحري العالمي‪:‬‬ ‫يف الوقددت الددذي يددنعكس فيدده الركددود االقتصددادي العدداملي والددذي بدددوره أرددر علددى كافددة األنشددطة‬ ‫االقتصددادية‪ ،‬يبقددى النقددل البحددري يلعددب دوره املهددم كش دريان أساسددي للتجددارة العامليددة حيددث اسددتطاع‬ ‫القراصددنة مددن إربدداك التجددارة الدوليددة‪ ،‬وحركددة املالحددة الدوليددة‪ ،‬ممددا جعددل األزمددة املاليددة أكثددر عمقددا وتددثرريا‬ ‫على االقتصاد العداملي‪ ،‬وأسدعار الدنفط تتدثرجح متضداربة نتيجدة أحدداث القرصدنة‪ ،‬حيدث تدرتاوح أسدعاره‬ ‫بددني ارتفدداع نتيجددة عامددل القرصددنة واال فدداض نتيجددة تراجددع الطلددب علددى إرددر األزمددات املتتاليددة‪ ،‬األمددر‬ ‫‪192‬‬

‫‪- Copyrigth trade mork son thern africa 2011: Economic impact of maritine piracy (10-08‬‬‫‪2012) 17:30, p01‬‬ ‫‪Htttp://www.trademarkas.org /news/economic-impact-moritime-piracy.‬‬ ‫‪193‬‬ ‫‪- Rom smith: la securité Maritim et les cargaisons nucléaires forum du desarmement,‬‬ ‫‪institut des notions unies pour la recharche sur le desarmement, nations unies, 2010, p 30.‬‬ ‫‪105‬‬


‫الددذي جعددل أسددعار الددنفط تعدداين مددن التذبددذبات‪ ،‬وكددان ملخدداطر القرصددنة دور كبددري يف ضددرب السددوق‬ ‫الدولية والتثرري عليها يف خمتلف جماالت التجارة الدولية خاصة النفطية‪.‬‬ ‫ولقددد أرددرت القرصددنة البحريددة علددى خمتلددف اجلوانددب يف التجددارة الدوليددة والنقددل البحددري حيددث‬ ‫أدت إىل‪:‬‬ ‫‪ )1‬انكماش وركود اقتصادي‪.‬‬ ‫‪ )2‬تقلأل يف االقتصاد العاملي‪.‬‬ ‫‪ )3‬ازدياد واضح يف البطالة‪.‬‬ ‫‪ )4‬زيادة أعباء ميزانيات الدول‪.‬‬ ‫‪ )5‬زيادة يف تكاليف النقل والتثمني‪.‬‬ ‫‪194‬‬ ‫‪ )1‬أررت الكثري من اقتصاديات الدول اليت تركز مداخيلها على التجارة البحرية‪.‬‬ ‫ومن هنا جند أن للقرصنة تثرري كبري حناول أن تطرق إليه‪:‬‬ ‫ تأثير القرصنة البحرية على االقتصاد العالمي والتجارة الدولية‪:‬‬‫القرص ددنة البحري ددة جرمي ددة هت دددد التج ددارة العاملي ددة م ددن خ ددالل هتدي دددها للنق ددل البح ددري واالقتص دداد‬ ‫العاملي‪ ،‬حيث يتم نقل رالرة أرباع جتارة العامل حبرا‪ ،‬فالنقل البحري‪:‬‬ ‫أ) مؤررا أساسيا يف ميزان املدفوعات ألي دولة‪.‬‬ ‫ب) إسددهامه يف التنمي ددة والنمددو االقتص ددادي واالجتمدداعي ي درتبط ارتباطددا وريق ددا بالتنميددة املس ددتدامة‪،‬‬ ‫‪195‬‬ ‫وحرية التجارة‪.‬‬ ‫حيث أن ‪ %70‬من املياه تغطي كوكب األرض وتفصدل بدني دول العدامل ومدا يوجدد مدا يقدارب‬ ‫‪ 2.3‬مليار نسمة مدن النداس تفصدلها امليداه‪ ،‬ورلدث حيداة اإلنسدانية علدى بعدد ‪ 100‬كلدم مدن السدواحل‬ ‫فمعظم دول العامل األكثر كثافة سكانية هي مدن ساحلية (لوس اجنلس‪ ،‬طوكيو‪ ،‬نيويدورك‪ ،‬شدنغهاي‪،‬‬ ‫ساو باولو‪ )...‬وتثرري القرصدنة يكدون لده عوامدل علدى النقدل البحدري الدذي تسدتعمله النداس بنسدبة كبدرية‬ ‫يف عمليات النقل باإلضافة إىل الالأمن الذي ينت عن هذه اجلرمية‪.‬‬

‫‪ - 194‬عبلة عبد احلميد خباري‪ :‬القرصنة البحرية وآرارها على االقتصاد القومي‪ ،‬تطبيقات اقتصادية معاصرة‪ ،‬العدد ‪ ،470‬اجلزء الثاين‪ ،‬قضايا إقليمية‪،‬‬ ‫ص ‪.45‬‬ ‫‪ - 195‬عبلة عبد احلميد خباري‪ :‬القرصنة البحرية وآرارها على االقتصاد القومي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.43‬‬ ‫‪101‬‬


‫إن أمهية النقل البحري تكمن يف أن ‪ %70‬من التجارة العاملية من حيث الدوزن واحلجدم الدذي‬ ‫متددر سددنويا عددرب احمليطددات وأمهيتهددا االس درتاتيجية‪ ،‬والتدددفقات الدديت تنقددل مددن مراكددز اإلنتدداج إىل مراكددز‬ ‫االستهالك كبرية جدا خاصة وأن الطاقة االستيعابية للسفن والناقالت أكري بكثدري مدن أي وسديلة نقدل‬ ‫أخ ددرى وت ددزداد حجم ددا وتنوع ددا عام ددا بع ددد ع ددام‪ ،‬وتق دددمها تكنولوجي ددا‪ ،‬باإلض ددافة أره ددا الوس دديلة األكث ددر‬ ‫اقتصدداديا يف العددامل لنقددل البضددائع مددن منطقددة ألخددرى خاصددة املسددافات البعيدددة‪ 196‬وبالتددايل التهديددد‬ ‫العاملي للقرصنة يربز يف عدة جماالت أبرزها‪:‬‬ ‫ التهديد العالمي للقرصنة‪:‬‬‫لقددد أصددبحت القرصددنة البحريددة مددن أخطددر التهديدددات العامليددة‪ ،‬والدديت تفرضددها علددى كددل مددن‬ ‫التجارة الدولية‪ ،‬والسالمة واالستقرار البحري يف املنطقة خاصة يف ظل تزايدد عددد هجمدات القراصدنة‪،‬‬ ‫واتسدداع رقعتهددا اجلغرافيددة ‪ ،‬وهددذا مددا يتطلددب جهددودا دوليددة‪ ،‬وتنسدديقا للعمليددات العسددكرية‪ ،‬ومسددامهته‬ ‫القطاع اخلاص وتكمن خماطر التهديد يف عدة نواحي‪:‬‬ ‫‪ )1‬إن انتشددار القراصددنة يف أهددم املندداطق البحريددة يف العددامل يشددكل خطدرا أمنيددا واقتصدداديا يف العددامل‬ ‫حبيث ارها تتحكم باملددخل اجلندويب للبحدر األمحدر وقنداة السدويس وهدو أحدد أهدم طدرق املالحدة‬ ‫البحري ددة يف الع ددامل حي ددث يق دددر ع دددد الس ددفن ال دديت تع ددربه س ددنويا مب ددا يق ددارب ‪ 20‬أل ددف س ددفينة‪،‬‬ ‫باإلضافة إىل نسبة كبرية من إمجايل سفن املالحة النفطية العاملية‪.‬‬ ‫‪ )2‬اختطدداف أشددخاص مدددنيني وتع دريض سددالمتهم إىل اخلطددر حيددث مت اختطدداف عدددة سددفن يف‬ ‫املنطقة واختطاف رعايا من عدة دول (اليمن‪ ،‬السعودية‪ ،‬اإلمارات‪ ،‬روسيا‪ ،‬الصني‪ )...‬تقريبدا‬ ‫من كل اجلنسيات دون استثناء‪.‬‬ ‫‪ )3‬التعددرض إىل السددفن الدوليددة التجاريددة وهتديددد حركددة التجددارة العامليددة مددن خددالل اختطدداف سددفن‬ ‫جتارية وناقالت النفط‪.‬‬ ‫‪ )4‬تثرري القرصنة سلبيا يف قطاع التثمني البحري‪ ،‬وارتفاع نسبة التثمني على كل السفن الديت تثخدذ‬ ‫‪197‬‬ ‫مسارها على املنطقة (القرن اإلفريقي) واملناطق األخرى اليت تعاين من نفس الظاهرة‪.‬‬ ‫‪196‬‬

‫‪- Bruno Modica: comprendre la piroterie moritime institut cloiseul pour la politique‬‬ ‫‪international et la géoéconomie (Vendredi 03 juillet 2009), Sécurité global N= 07.‬‬ ‫‪(Page seur le web) http:// clio.cr.clionautes.org/spip.php? article 2471.‬‬ ‫‪ - 197‬حسني البادي‪ :‬ظاهرة القرصنة البحرية هتدد أمن املمرات املائية‪ ،‬وحركة التجارة العاملية‪ 777 ،‬جملة الثقافة االقتصادية واألمنية‪ ،‬العدد ‪،471‬‬ ‫نوفمرب ‪ ،2011‬تصر عن وزارة الداخلية لإلمارات العربية املتحدة‪ ،‬ص ‪.21‬‬ ‫‪107‬‬


‫‪ )5‬إن التحويل حنو الطريق اجلديد يتضمن ختصيأل أيام أخرى يف عرض البحر وبالتايل تدثخري يف‬ ‫التسددليم ويف التحميددل وهددو مددا ينددت عندده تكلفددة إضددافة وهددذا مددا يددؤدي إىل مزيددد مددن اخلسددائر‬ ‫واألتعدداب‪ 198‬ومددع منددو االقتصدداديات الس دريع جدددا لدددول آسدديا واحملدديط اهلددادي‪ ،‬زادت قدددرات‬ ‫األس دداطيل البحري ددة فيه ددا‪ ،‬وزادت أمهي ددة النق ددل البح ددري ال ددذي أص ددبح يقس ددم إىل رالر ددة ف ددات‬ ‫رئيسية‪:‬‬ ‫‪ )1‬الصلب اجلاف‪( :‬حديد خام‪ ،‬فحم‪ ،‬قمح‪ ،‬حبوب‪)...‬‬ ‫‪ )2‬الصلب السائل‪( :‬النفط اخلام واملشتقات النفطية‪ ،‬الغاز‪.)...‬‬ ‫‪ )3‬البضائع العامة‪ :‬واليت تتمثل يف احلاويات‪.‬‬ ‫حيددث أن الددنفط هددو املصدددر الرئيسددي للطاقددة لدددول آسدديا واحملدديط اهلددادي‪ ،‬كمددا أن اسددتهالك‬ ‫النفط يف آسيا واحمليط اهلادي هو أكرب من اإلنتاج مما يدعوا احلاجة إىل االسترياد فواردات النفط للعام‬ ‫‪ 2010‬متثل ددت تقريب ددا يف ‪ %10‬م ددن اس ددتهالك ال ددنفط يف آس دديا وه ددذا م ددا أدى إىل النم ددو السد دريع يف‬ ‫التجارة اإلقليمية للطاقدة املنقولدة حبدرا وتزايدد نداقالت الدنفط ونداقالت الغداز خاصدة مدا ينتقدل إىل اليابدان‬ ‫وكوريددا اجلنوبيددة وتددايوان الدديت عرفددت ازدهددارا اقتصدداديا كبدريا‪ ،‬حيددث هددذه الدددول تسددتورد حدوايل ‪ 4‬مليددار‬ ‫برميددل نفددط خددام يوميددا‪ ،‬وميثددل الددنفط اخلددام مددن الشددرق األوسددط واخللددي وقددودا لشددمال شددرق آسدديا‪،‬‬ ‫‪199‬‬ ‫وبالتايل فإن العوائق والشواغل األمنية تؤرر كثريا على املنطقة وحركتها التجارية (خاصة القرصنة)‪.‬‬ ‫أما بالنسبة لتجارة البضائع الصلبة اجلافة‪ :‬تعترب من أهدم املنداطق حيويدة حيدث أن نسدبة املدوارد‬ ‫الصلبة اجلافة اليت متر من آسيا ‪ %51‬من اإلمجايل العاملي (‪ %50‬فحم‪ %10 ،‬حديدد خدام‪%10 ،‬‬ ‫حبوب)‪ ،‬فمعظم جتارة احلديد الصلب عن طريق البحر‪ ،‬وبالنسبة للحبوب فإن دول مشدال شدرق آسديا‬ ‫تعتمد اعتمادا مباشرا على احلبوب من الواليات املتحدة األمريكية وهي تتثرر تثررا كبريا بالنقل البحري‬ ‫ألرها تعتمد عليه شبه كليا‪ ،‬والقرصنة البحرية هتدد كثريا املالحة البحرية‪.‬‬ ‫أما بالنسبة لتجارة احلاويات‪ ،‬قد سجلت منوا كبريا ودورا هامدا يف اسدتمرار وزيدادة النمدو حيدث‬ ‫‪200‬‬ ‫عرفت نشاطا كبريا عرب احمليط اهلادي‪ ،‬وحنو موانئ الشرق األوسط‪.‬‬ ‫‪198‬‬

‫‪- Morto come i forca dell: la nurvo piraterio, en les diferentes…., ibid, p169.‬‬ ‫‪- Ji Guoxing: sloc security in the ascia Pacific, centre occasional poper asia –pocific center‬‬ ‫)‪fo security studces, honolulu, hawai, february,2000, p3. ( page in the welp‬‬ ‫‪http://www.apcss.org/ bublications /ocasionel %2 papers/opsloc.htm.‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪- Ibid, p 4.‬‬ ‫‪199‬‬

‫‪101‬‬


‫فهددذه اخلطددوط البحريددة مددن خددط آسدديا إىل احملدديط اهلددادي خددط الشددمال وجنوبددا خددط احملدديط‬ ‫اهلادي ورأس الرجاء الصداحل تدرتبط مدع احملديط اهلنددي‪ ،‬وبالتدايل فدإن قطدع القرصدنة هلدذه الشدريان مبثداب‬ ‫‪201‬‬ ‫تعطيل خطوط عاملية وطرق هامة جدا لإلمدادات والتجارة‪.‬‬ ‫‪ )1‬إن أعم ددال القرص ددنة تكل ددف الص ددناعة البحري ددة قراب ددة (‪ )3.2‬ملي ددار دوالر س ددنويا عل ددى ش ددكل‬ ‫تثمينات إضافية‪ ،‬ومبلغ (‪ )2.75‬مليار دوالر إضايف لتغيري االجتاه بالنسبة لبعض السفن حول‬ ‫طريق رأس الرجاء الصاحل بالنسبة للسفن اليت تتسم بثعمال القرصنة‪.‬‬ ‫كمددا أن ارتفدداع متوسددط الفديددة العاديددة مددن ‪ 3.4‬مليددون دوالر إىل ‪ 5.4‬مليددون دوالر بددني عددامي‬‫‪ ،2010-2007‬حيث هناك أبسط مثال أنه مت دفع يف ندوفمرب ‪ 2010‬حدوايل ‪ 7.5‬مليدون دوالر‬ ‫لإلف دراج عددن ناقلددة الددنفط الكوريددة اجلنوبيددة (سددامهو درمي)‪ ،‬وتبلددغ التكلفددة السددنوية اإلمجاليددة علددى‬ ‫االقتصدداد العدداملي بسددبب أعمددال القرصددنة ‪-‬مددن الصددومال بشددكل رئيسددي‪ -‬مددا بددني (‪7‬و‪ )12‬مليددار‬ ‫دوالر‪.‬‬ ‫‪ )7‬إن نشاط القرصنة أردر بشدكل كبدري وأعداق حركدة النقدل البحدري خاصدة نداقالت الدنفط والغداز‪،‬‬ ‫وامل دواد الكيماوي ددة وغريهددا نظ درا خلطورهتددا وخط ددورة تفجريهددا ونوعي ددة امل دواد املنقول ددة‪ ...‬وطريقه ددا‬ ‫(مضيق هورمز هو الطريق الوحيد ألكرب منتجي النفط وهو طريق داخل نطاق نشاط القرصدنة‬ ‫ونت عنه العديد من اهلجمات الناجحة)‪ ،‬ويف ظدل املشداكل السياسدية يف الشدرق األوسدط زاد‬ ‫األمددر سددوءا وزاد مددن صددعوبة نقددل الطاقددة خددارج مدددخل اخللددي وهددو مددا أرددر علددى اإلمدددادات‬ ‫‪202‬‬ ‫العاملية للنفط‪.‬‬ ‫‪ )1‬تددؤرر القرصددنة البحريددة يف إيصددال املسدداعدات الغذائيددة والدددعم اإلنسدداين إىل الشددعب الصددومايل‬ ‫الذي متزقه احلرب‪ ،‬وختلق حتديا أمام التجارة العاملية‪.‬‬ ‫‪ )7‬تددؤرر القرصددنة البحريددة بدرجددة كبددرية يف تعطي ددل عمليددة التنميددة يف القددارة السددمراء‪ ،‬مددن خ ددالل‬ ‫تثرريهددا علددى التجددارة البحريددة الدديت حتمددل للفددرص االقتصددادية البحريددة اإلميائيددة هلددذه القددادرة الدديت‬ ‫‪203‬‬ ‫تعي اقتصاديات بلدارها كل أنواع الضعف والتقهقر‪.‬‬ ‫‪201‬‬

‫‪- Ji Guoxing: sloc security in the ascia Pacific, Ibid, p05.‬‬ ‫‪ - 202‬روبرت رايت‪ :‬ازدياد أعمال القرصنة الصومالية يهدد الشحن البحري الدويل‪ ،‬حدود ينبغي السيطرة عليها لتثمني طرق التجارة العاملية‪ ،‬صحيفة‬ ‫االقتصاد اإللكرتونية‪ ،‬العدد ‪ ،1351‬األربعاء ‪ 7‬مارس ‪ ،2011‬ص ‪ ( .1‬نسخة خمزنة على الويب) ‪:‬‬ ‫‪http://www.aleqt.com /2011/03/09/article-512606.html‬‬ ‫‪- Copyrigth trode mark south evn Africa 2012: Economic Inpact of maritine piracy, Ibid, p2.‬‬

‫‪107‬‬

‫‪203‬‬


‫من خالل ما تطرقندا إليده نسدتنت أن القرصدنة البحريدة اسدتطاعت قطدع الوريدد الدذي ينقدل كدل‬ ‫أنواع مواد وقوف العامل وعي البشدر علدى سدطح األرض حيدث أن حاجدة الشدعوب إىل بعضدها جعدل‬ ‫التجددارة والعالقددات االقتصددادية تتطددور وحاجددة الشددعوب إىل بعضددها زادت‪ ،‬واملالحددة البحريددة هددي أكددرب‬ ‫الوسائل وسداطة لنقدل حاجيدات الددول واملؤسسدات والشدركات بدني بعضدها الدبعض‪ ،‬وقطدع الطريدق يف‬ ‫وجدده هددذه األسدداطيل البحريددة الدديت جتددوب البحددار واحمليطددات مبثابددة قطددع الوريددد علددى القلددب‪ ،‬ومددا ينددت‬ ‫عنها من أخطار متدس السدلم واألمدن الددويل يف مرحلدة يعداين منهدا االقتصداد العداملي كدل أندواع األزمدات‬ ‫املاليددة واالقتصددادية‪ ،‬وتعدداين الشددعوب كددل أن دواع اآلفددات (احلددروب‪ ،‬اجملاعددة‪ ،‬الفقددر) وبالتددايل فددإن تددثرري‬ ‫ظداهرة القرصددنة البحريددة يف االقتصدداد الدددويل كبددرية جدددا كددرب أمهيددة النقددل البحددري لإلنسددان‪،‬ومن هنددا ال‬ ‫بددد مددن حتددرك دويل سدريع لوقددف هددذه الظدداهرة الدديت تسددتفيد منهددا القددوى العظمددى الدديت سددعت إىل وجددود‬ ‫هذه اجلرمية اخلطرية‪.‬‬

‫‪110‬‬


‫الفصل الثالث‪ :‬القرصنة واالرهاب و الجريمة المنظمة خطورة التعاون بينهما و آلية‬

‫الحد منها‪.‬‬

‫إن الفوضى أصبحت مسة العصر‪ ،‬فهي تتسع وترتسخ منذ رهاية احلرب الباردة مع ظهور أكثر‬ ‫من ‪ 10‬صراعاً مسلحاً حصد م ات اآلالف من األرواح‪ ،‬وتدفق أكثر من ‪ 17‬مليون من الالج ني‬ ‫وحتولت احلياة اليومية يف مناطق كثرية من العامل إىل جحيم ال يطاق‪ ،‬فالعامل بثسره حتول إىل منطقة‬ ‫حرب من أفغانستان إىل العراق إىل فلسطني إىل لبنان حىت السودان والصومال وتشاد ومايل والنيجر‬ ‫‪204‬‬ ‫وسوريا وضرب اإلرهاب حىت الواليات املتحدة األمريكية‪ ،‬ولندن‪ ،‬ومدريد‪...‬‬ ‫فمددا بددني اإلرهدداب والصدراعات املسددلحة‪..‬إىل ظهددور اجلرميددة املنظمددة يف ظددل غيدداب مؤسسددات‬ ‫قادرة على صنع األمن والسلم يف الدولدة‪ ..‬إىل ظهدور القرصدنة البحريدة الديت وجددت السداحة فارغدة بدال‬ ‫حسيب أو رقيب فاختلط احلابل بالنابل وأصدبح مدن يددفع أكثدر يسديطر‪ ،‬ومدن يدتمكن يف حتقيدق أكدرب‬ ‫قدر من اإلجرام والسطو والسرقة يكون األقوى‪ ،‬هذا ما أنت تعاوناً مصلحياً بدني هدذه اجلدرائم الدثالث‬ ‫الدديت هددزت منطقددة القددرن اإلفريقددي ومسددت املنطقددة العربيددة وأرددرت علددى السددلم واألمددن الدددوليني‪ ،‬ومددن‬ ‫خالل هذا حناول دراسة هذه اجلرائم يف ظدل القرصدنة البحريدة الديت زادت الطيندة بلهدة‪ ،‬وكيفيدة احلدد مدن‬ ‫هذه الظواهر والقرصنة باخلصوص‪.‬‬

‫‪ - 204‬رضا عبد السالم‪ :‬ارهيار العوملة‪ ،‬منشورات كتب عربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،2004 ،‬ص ‪.112‬‬ ‫‪111‬‬


‫المبحث األول‪ :‬أهم قواعد القانون الدولي حول مكافحة القرصنة‪:‬‬ ‫عرفددت األلفيددة الثالثددة مددن هددذا القددرن بدددايات عمالقددة يف التقدددم والتطددور اهلائددل مبختلددف‬ ‫اجلوانب خاصة العسكرية منها ووسائل القتال‪ ،‬زادت يف حد هدة الددمار يف النزاعدات الداخليدة والدوليدة‪،‬‬ ‫يف ظددل هددذه املقسددي واآلالم وحتددديات القددرن الواحددد والعشددرون‪ ،‬سددعى اجملتمددع الدددويل خاصددة الدددول‬ ‫املتمديند ددة واملنظم ددات احلقوقيد ددة واإلنسد ددانية للبح ددث ع ددن أفض ددل الس ددبل حلمايد ددة األش ددخاص يف حد ددال‬ ‫النزاعات‪.‬‬ ‫وعلددى الددرغم مددن أن هندداك متددارال يف وضددع املدددنيني يف النزاعددات املسددلحة بنوعهددا‪ ،‬إال أن عدددم‬ ‫وجددود متارددل مبكددر يف االهتمددام الدددويل للنزاعددات املسددلحة غددري الدوليددة‪ ،‬وإخضدداعها لقدددر مددن التنظدديم‬ ‫الدددويل أسددوة بالنزاعددات املسددلحة‪ ،‬كددان لزامددا أن ينتظددر اجملتمددع الدددويل حقبددة مددن الددزمن‪ ،‬عدداش خالهلددا‬ ‫املدنيون يف أوضاع مثساوية‪.‬‬ ‫يف الواقع إن ختلف التنظيم الدويل إىل تقنني هذه النزاعات على الرغم من قدمها‪ ،‬فدإن اإلنسدان عداىن‬ ‫منها عرب العصور‪ ،‬كان مرد ذلك تعنت الدول أحيانا ومصاحل بعضها أحيانا أخرى‪ ...‬وضعف الددول‬ ‫مرة أخرى وعدم قدرهتا على احلد من اجلرمية من جهة وتذرعها مببدأ السيادة مرة أخرى وعدم التددخل‬ ‫‪205‬‬ ‫يف الشؤون الداخلية للدول بوصفها شي اً داخلياً‪.‬‬ ‫من خالل هذا حتركت مؤسسات اجملتمع الدويل يف وضع أسدس قانونيدة للحدد مدن هدذه اجلرميدة‬ ‫وآليات مكافحة من خالل وضع اتفاقيات وعقد معاهدات تسدمح مبكافحتهدا دوليداً ومدن خدالل هدذا‬ ‫حناول دراسة أهم االتفاقيات الدولية والقرارات للحد من هذه اجلرمية‪.‬‬

‫‪ - 205‬شريف عتلم وحممد ماهر عبد الواحد‪ :‬موسوعة اتفاقيات القانون الدويل اإلنساين‪ ،‬اللجة الدولية للصليب األمحر‪ ،‬القاهرة‪،2002 ،‬ص ‪.57‬‬ ‫‪112‬‬


‫المطلب األول‪ :‬األمم المتحدة وأهم االتفاقيات الدولية لمكافحة القرصنة‪:‬‬ ‫إن أمهيددة البحددار واحمليطددات بالغددة األمهيددة‪ ،‬سددامهت يف ربددط عالقددات التواصددل بددني الشددعوب‬ ‫وتعدداون اجملتمددع الدددويل يف كددل اجملدداالت‪ ،‬كمددا سددعت األمددم املتحدددة دائمددا حلفد السددلم واألمددن الدددويل‬ ‫وتدعيمدده وإن كانددت مل تصددل إىل احلددد املقبددول‪ ،‬مددن خددالل االتفاقيددات واملعاهدددات والق درارات خاصددة‬ ‫ق دوانني البحددار واحمليطددات واإلطددار القددانوين الددذي ينبغددي أن ينظددر ضددمنه يف مجيددع األنشددطة الدديت جتددري‬ ‫فيهددا‪ ،‬وتعددد هددذه االتفاقيددات والق درارات واملعاهدددات مبثابددة تش دريع وضددع لتندداول مجيددع جوانددب تفاعددل‬ ‫اإلنسددان مددع احمليطددات والبحددار‪ ،‬وقددد عملددت اجلمعيددة العامددة هلي ددة األمددم املتحدددة بدددور ريددادي يف‬ ‫االهتمام مبحيطات العامل وحباره ودعوهتا إىل العديدد مدن املدؤمترات واالتفاقيدات الديت تعدي هبدا (كاتفاقيدة‬ ‫‪ )...1712‬وكانت جرميدة القرصدنة البحريدة إحددى اجلدرائم الديت عملدت األمدم املتحددة علدى مكافحتهدا‬ ‫واحل ددد منه ددا‪ 206‬قانونيد داً وعمليد داً م ددن خ ددالل جت ددرمي ظ دداهرة القرص ددنة دوليد داً وذل ددك بواس ددطة اإلتفاقي ددات‬ ‫واإلعالنات والقرارات‪:‬‬ ‫‪ -‬أهم اإلتفاقيات‪:‬‬

‫من املعروف أن جرمية القرصنة جرمية قدمية قددم التداريخ البشدري وكاندت جرميدة حمرمدة دوليداً مندذ‬ ‫القدم حيث‪:‬‬ ‫‪ )0‬التـ ـ ـ ـ ـ ــحريم على أساس عرفي‪:‬‬

‫كددان هلددذه اجلرميددة تددثرري كبددري علددى أمددن والسددالمة البحريددة لدددول العددامل قاطبددة ومددن رددة هتديددد‬ ‫اجملتمددع الدددويل كلدده‪ ،‬وإن االنتقددال مددن مسددثلة الفددرد عددن اجل درائم الدديت يرتكبهددا وفقددا للقواعددد القانونيددة‬ ‫الداخليددة (القواعددد القانونيددة القدميددة كلهددا كانددت تعتددرب القرصددنة جرميددة جيددب املعاقبددة عليهددا ومتنعهددا)‬ ‫وبالتددايل العددرف الدددويل كددان متفقددا لكددن بدددون اتفدداق واضددح ومقددنن علددى جتددرمي القرصددنة الدوليددة‪ ،‬وبعددد‬ ‫ذلددك انتقلددت املسدداءلة مددن املسدداءلة الداخليددة إىل مسدداءلة الفددرد عددن اجلدرائم الدديت يرتكبهددا وفقددا للقواعددد‬ ‫القددانون الدددويل عددرب تقنددني القواعددد القانونيددة ال دديت تددنظم أعمددال هددذه املسددؤولية‪ ،‬خددالل حقددب زمني ددة‬ ‫متعددة ومتتالية‪.207‬‬

‫‪ - 206‬تقرير األمني العام لألمم املتحدة‪ :‬اجلمعية العامة‪ ،‬الدورة اخلامسة واخلمسون‪ ،‬البند ‪ 34‬من القائمة األولية‪ ،‬احمليطات وقانون البحار‪ ،‬رقم‬ ‫‪ 20 ،A/55/11‬مارس ‪ ،2000‬ص‪.5‬‬ ‫‪ - 207‬مناري خليل حممود وباسيل يوسف‪ :‬احملكمة اجلنائية الدولية‪ ،‬هيمنة القانون أو قانون اهليمنة‪ ،‬بيت احلكمة‪ ،‬بغداد‪ ،‬ط‪ ،2003 ،1‬ص‪.11‬‬ ‫‪113‬‬


‫‪ )2‬التـ ـ ـ ــحريم في االتفاقيات الدولية‪:‬‬ ‫مع مدرور الدزمن‪ ،‬وحاجدة اإلنسدان إىل القدانون ومدع تطدور اجملتمدع الددويل بتنظديم جديدد وفواعدل‬ ‫جديدددة أ رقددى وأهددم (الدولددة واملنظمددات الدوليددة‪ )...‬ومددع تطددور قواعددد القددانون الدددويل بدددأ بتشددكيل‬ ‫حمدداكم جنائيددة دوليددة خاصددة تنظددر جب درائم احلددرب واجل درائم ضددد اإلنسددانية الدديت ارتكبددت خددالل احل دربني‬ ‫العامليتني‪.‬‬ ‫وباعتبار القرصنة جرمية دولية متس األمن والسلم الدوليني وأمن املالحة البحرية‪ ،‬ومن خالل نظام روما‬ ‫األساسددي للمحكمددة اجلنائيددة الدوليددة‪ ،‬الددذي يعدددد جمموعددة اجل درائم الدديت تنطددوي عليهددا نفددس افتحددال‬ ‫القرصنة البحرية‪ 208‬كانت جمموعة من الصكوك واالتفاقيات كانت قبل ذلك تنأل على جترمي القرصنة‬ ‫البحرية ولعل أمها‪:‬‬

‫أوال‪ :‬اتفاقية جنيف ألعالي البحار ‪ 28‬أفريل ‪:0859‬‬

‫تع ددد اتفاقي ددة جني ددف ألع ددايل البح ددار املربم ددة يف ‪ 27‬أفري ددل ‪ ،1751‬أول اتفاقي ددة دولي ددة تتن دداول‬ ‫القرصنة البحرية‪ ،‬وقد أطلقت هدذه االتفاقيدة علدى القرصدنة البحريدة اسدم ''جرميدة لصدوص البحدر'' وقدد‬ ‫عرفتهددا ''فددثوردت باملددادة (‪ )15‬منهددا األعمددال الدديت تعددد مددن قبيددل أعمددال القرصددنة البحريددة األفعددال‬ ‫‪209‬‬ ‫اآلتية‪:‬‬ ‫‪ )1‬أي عمل غري قانوين ينطوي على العندف أو احلجدز أو القدبض أو السدلب يرتكدب ألغدراض خاصدة‬ ‫بواسطة طاقم أو ركاب سفينة خاصة أو طائرة خاصة ويكون موجها‪:‬‬ ‫أ) يف البحار ضد سفينة أو طائرة أخرى أو ضد أشخاص أو أموال على ظهر مثدل هدذه السدفينة‬ ‫أو الطائرة‪.‬‬ ‫ب) ضد سفينة أو طائرة أو أشخاص أو أموال خارج نطاق االختصاص ألية دولة‪.‬‬ ‫‪ )2‬أي عمددل يعددد اش درتاكاً اختياري داً يف إدارة سددفينة أو طددائرة‪ ،‬مددع العلددم أن السددفينة أو الطددائرة متددارس‬ ‫القرصنة‪.‬‬ ‫‪ )3‬أي عمددل مددن أعمددال التح دريض أو التيسددري العمدددي للقيددام بفعددل مددن األفعددال املبينددة يف احلددالتني‬ ‫السابقتني‪.‬‬ ‫‪ - 208‬مناري خليل حممود وباسيل يوسف‪ :‬احملكمة اجلنائية الدولية‪ ،‬املر جع السابق‪ ،‬ص ‪.17‬‬ ‫‪ - 209‬مايا خاطر‪ :‬اإلطار القانوين جلرمية القرصنة البحرية‪ ،‬جملة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية‪ ،‬اجمللد ‪ ،27‬العدد‪ ،4‬دمشق‪ ،2011‬ص‬ ‫‪.271‬‬ ‫‪114‬‬


‫ويبددني هددذا الددنأل أن جرميددة القرصددنة ال ترتكددب إال يف أعددايل البحددار‪ ،‬أو يف مكددان ال خيضددع‬ ‫الختصاص دولة مدن الددول‪ ،‬كمدا يفدرتض حلددوث هدذه اجلرميدة وقدوع أفعدال عندف مدن طداقم أو ركداب‬ ‫سفينة أو طائرة خاصة ضد طاقم أو ركاب سفينة أو طائرة خاصة أخرى‪.‬‬ ‫وأكدددت االتفاقيددة ضددرورة التعدداون الدددويل لقمددع اجلرميددة يف أعددايل البحددار أو يف أي مكددان آخددر‬ ‫يق ددع خ ددارج نط دداق االختص دداص‪ ،‬كم ددا أك دددت ح ددق ك ددل دول ددة يف ممارس ددة االختص دداص القض ددائي ض ددد‬ ‫اجملددرمني املنتهكددني حلريددة املالحددة‪ 210‬كمددا أضددافت املددادة (‪ )11‬مددن االتفاقيددة حالددة أخددرى عددن وقددوع‬ ‫أعم ددال القرص ددنة م ددن س ددفينة أو ط ددائرة حربي ددة أو عام ددة أو حكومي ددة إذا مت ددرد طاقمه ددا واس ددتولوا عليه ددا‬ ‫وحتكموا يف السيطرة عليها‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬اتفاقية األمم المتحدة لقانون البحار ‪( 0892‬جاميكا)‪:‬‬

‫تعترب هذه االتفاقية مسامهة هامة يف صون السلم وحتقيق العدالدة‪ ،‬وإضدافة مهمدة ملدؤمتري األمدم‬ ‫املتحدددة لقددانون البحددار املعقددودين يف جينيددف ‪ 27‬أفريددل ‪ 1751‬وعددام ‪ ،1710‬والدديت اسددتطاعت إبدراز‬ ‫‪211‬‬ ‫احلاجة إىل اتفاقية جديدة لقانون البحار يف ظل املشاكل اليت نعاين منها‪.‬‬ ‫وحددددت تعريفددا للقرصددنة والسددفينة أو الطددائرة القرصددنة وأهددم القواعددد الواجبددة التطبيددق حددددت‬ ‫من املواد (‪ 100‬حىت املادة ‪ )107‬و ‪ 110‬من اتفاقية ‪)1712‬‬ ‫*المادة ‪ :010‬نصت على تعريف القرصنة‪:‬‬

‫أي عمل من األعمال التالية يشكل قرصنة‪:‬‬ ‫أ) أي عمددل غددري قددانوين مددن أعمددال العنددف أو االحتجدداز أو أي عمددل سددلب يرتكددب ألغ دراض‬ ‫خاصة من قبل طاقم أو ركاب سفينة خاصة أو طائرة خاصة ويكون موجها‪:‬‬ ‫‪ )1‬يف أعمال البحار ضد سفينة أو طائرة أخدرى‪ ،‬أو ضدد أشدخاص أو ممتلكدات علدى ظهدر تلدك‬ ‫السفينة أو على منت تلك الطائرة‪.‬‬ ‫‪ )2‬ضد سفينة أو طائرة أو أشخاص أو ممتلكات يف مكان يقع خارج والية أي دولة‪.‬‬ ‫ب) أي عمل من أعمال االشرتاك الطوعي يف تشغيل سفينة أو طائرة مع العلم بوقائع تضفي على‬ ‫تلك السفينة أو الطائرة صفة القرصنة‪.‬‬ ‫‪ - 210‬مايا خاطر‪ :‬اإلطار القانوين جلرمية القرصنة البحرية‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.272‬‬ ‫‪ - 211‬اتفاقية األمم املتحدة لقانون البحار لعام ‪( 1712‬جاميكا)‪ ،‬متهيد‪ ،‬ص ‪.17‬‬ ‫‪115‬‬


‫ج) أي عمددل حيددرض علددى ارتكدداب أحددد األعمددال املوصددوفة يف إحدددى الفق درتني الفددرعيتني (أ) أو‬ ‫(ب) أو يسهل عن عمد ارتكاهبا‪.‬‬

‫*المادة ‪:012‬‬

‫القرصنة اليت ترتكبها سفينة حربية‪ ،‬أو سفينة حكومية أو طدائرة حكوميدة‪ ،212‬متدرد طاقمهدا إذا‬ ‫ارتكبددت أعمددال القرصددنة‪ ،‬املعرفددة يف املددادة ‪ ،101‬سددفينة حربيددة أو سددفينة حكوميددة أو طددائر حكوميددة‬ ‫متددرد طاقمهددا واسددتوىل علددى زمددام السددفينة أو الطددائرة‪ ،‬اعتددربت هددذه األعمددال يف حكددم األعمددال الدديت‬ ‫ترتكبها سفينة أو طائرة خاصة‪.‬‬ ‫*المادة ‪:013‬‬

‫تعريف سفينة أو طائرة القرصنة‪:‬‬ ‫تعتددرب السددفينة أو الطددائرة سددفينة أو طددائرة قرصددنة إذا كددان األشددخاص الددذين يسدديطرون عليهددا‬ ‫سدديطرة فعليددة ينددوون اسددتخدامها لغددرض ارتكدداب أحددد األعمددال املشددار إليهددا يف املددادة ‪ ،101‬وكددذلك‬ ‫األمدر إذا كانددت السددفينة أو الطددائرة قددد اسددتخدمت يف ارتكداب أي مددن هددذه األعمددال‪ ،‬مادامددت حتددت‬ ‫سيطرة األشخاص الذين اقرتفوا هذا العمل‪.‬‬

‫*المادة ‪:012‬‬

‫احتفاظ سفينة أو طائرة قرصنة باجلنسية أو فقدها هلا‪:‬‬ ‫جي ددوز أن حت ددتف الس ددفينة أو الط ددائرة جبنس دديتها ع ددل ال ددرغم م ددن أره ددا أص ددبحت س ددفينة أو ط ددائرة‬ ‫قرصنة‪ ،‬وحيدد قانون الدولة الديت حتمدل السدفينة أو الطدائرة جنسديتها أمدر االحتفداظ باجلنسدية أو فقددها‬ ‫هلا‪.‬‬

‫*المادة ‪:015‬‬

‫ضبط سفينة أو طائرة قرصنة‪:‬‬ ‫جيوز لكل دولة يف أعايل البحار أو يف مكان آخدر خدارج واليدة أي دولدة أن تضدبط أي سدفينة‬ ‫أو طددائرة قرصددنة‪ ،‬أو أيددة سددفينة أو طددائرة أخددذت بطريددق القرصددنة وكانددت واقفددة حتددت سدديطرة القرصددنة‪،‬‬ ‫وأن تقددبض علددى مددن فيهددا مددن األشددخاص‪ ،‬وتضددبط مددا فيهددا مددن ممتلكددات‪ ،‬وحملدداكم الدولددة الدديت قامددت‬

‫‪ - 212‬اتفاقية األمم املتحدة لقانون البحار لعام ‪( 1712‬جاميكا)‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.13‬‬ ‫‪111‬‬


‫بعمليددة الضددبط أن تقددرر مددا يفددرض مددن العقوبددات‪ ،‬كمددا أن هلددا أن حتدددد اإلج دراء الددذي يتخددذ بشددثن‬ ‫السفن أو الطائرة أو املمتلكات‪ ،‬مع مراعاة حقوق الغري املتصرفني حبسن نية‪.‬‬

‫*المادة ‪:016‬‬

‫املسؤولية يف الضبط دون مربرات كافية‪:‬‬ ‫عندددما تضددبط سددفينة أو طددائرة بشددبهة القرصددنة دون مددربرات كافيددة‪ ،‬تتحمددل الدولددة الدديت قامددت‬ ‫بعمليددة الضددبط‪ ،‬إزاء الدولددة الدديت حتمددل السددفينة أو الطددائرة جنسدديتها‪ ،‬مسددؤولية أي خسددارة أو أض درار‬ ‫‪213‬‬ ‫يسببها هذا الضبط‪.‬‬

‫*المادة ‪:017‬‬

‫السفن والطائرات اليت حيق هلا تنفيذ الضبط بسبب القرصنة‪:‬‬ ‫ال جيوز أن تنفذ عملية الضدبط بسدبب القرصدنة إال سدفن حربيدة أو طدائرات عسدكرية أو غريهدا‬ ‫مددن السددفن أو الطددائرات الدديت حتمددل عالمددات واضددحة تدددل علددى أرهددا يف خدمددة حكوميددة ومددثذون هلددا‬ ‫‪214‬‬ ‫بذلك‪.‬‬

‫*المادة ‪:001‬‬

‫حق الزيارة‪:‬‬ ‫باستثناء احلاالت اليت تكون فيها أعمال التدخل مستمدة من سدلطات متنحهدا معاهددة‪ ،‬لديس‬ ‫لدى سفينة حربية تصدادف يف أعدايل البحدار أيدة سدفينة أجنبيدة مدن غدري السدفن الديت تكدون هلدا حصدانة‬ ‫متا وفقا للمادتني ‪ 72‬و ‪ ،71‬ما يربر تفقد هذه السفينة ما مل تتوفر أسباب معقولة لالشتباه يف‪:‬‬ ‫‪215‬‬ ‫(أ) – أن السفينة تعمل يف القرصنة‪.‬‬ ‫‪...‬اخل االتفاقية ‪( 1712‬أنظر املالحق)‬ ‫ومددن خددالل مددا ورد يف االتفاقيددة جنددد أن شددروط وجددود عمددل مددن أعمدال القرصددنة يتطلددب تددوفر‬ ‫الشروط التالية‪:‬‬

‫‪ - 213‬اتفاقية األمم املتحدة لقانون البحار لعام ‪ ،1712‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.14‬‬ ‫‪ - 214‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.15‬‬ ‫‪ - 215‬اتفاقية األمم املتحدة لقانون البحار ‪ ،1712‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬ ‫‪117‬‬


‫‪ ‬أن يك د ددون العم د ددل غ د ددري مش د ددروع‪ ،‬ويتمث د ددل أساس د ددا يف اس د ددتعمال العن د ددف أو احتج د دداز‪ 216‬أو‬ ‫األشخاص أو عمل من أعمال السلب‪ ،‬وعلى ذلك إذا كان العمل مشدروعا فإنده ال يعتدرب مدن‬ ‫أعمال القرصنة (حالة الدفاع الشرعي مثال)‪.‬‬ ‫‪ ‬أن يهدددف العمددل إىل حتقيددق أغ دراض خاصددة ‪ ،‬وبالتددايل إذ ال يوجددد حتديددد ألغ دراض القرصددنة‪،‬‬ ‫فالقرصددنة ال ترمددي فقددط ‪-‬كمددا قددد يتبددادر إىل الددذهن ألول وهلددة ‪ -‬إىل حتقيددق أغ دراض ماليددة‬ ‫(كالسدرقة أو احلصددول علددى فديددة أو االسددتيالء علددى السددفينة أو علددى البضددائع) ذلددك أندده قددد‬ ‫يددتم ارتكدداب القرصددنة لدددوافع أخددرى مثددل االنتقددام أو الكراهيددة‪ ،‬ومددن رددة فددإن حتقيددق مكسددب‬ ‫مادي أو نية السرقة ال تشكل الغرض الوحيد للقرصنة‪.‬‬ ‫‪ ‬أن يرتكددب العمددل طدداقم أو ركدداب سددفينة خاصددة (أو طددائرة خاصددة)‪ ،‬وميكددن أن تقددع أعمددال‬ ‫القرصنة من جانب سفينة حكومية أو سفينة حربية مترد طاقمها واستوىل عليها‪.‬‬ ‫‪ ‬أن تكددون أعمددال موجهددة ضددد سددفينة أو طددائرة أو أشددخاص أو أم دوال يف أعددايل البحددار أو يف‬ ‫مكان ال خيضع لوالية أية دولة‪ ،‬وبالتايل فإن أفعال العنف اليت يرتكبهدا طداقم أو ركداب سدفينة‬ ‫ضد سفينة ذاهتا أو ضد أموال أو أشخاص على ظهرها ال تعد قرصنة‪.‬‬ ‫‪ ‬يعترب االشرتاك أو التحريض من أعمال القرصنة أيضا‪.‬‬ ‫‪ ‬أن سيطرة مرتكبو أعمال القرصنة على السدفينة (أو الطدائرة) سديطرة فعليدة حدىت ميكدن اعتبارهدا‬ ‫‪217‬‬ ‫سفيه (أو طائرة) خاضعة للقراصنة‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬اتفاقية قمع األعمال غير المشروعة الموجهة ضد سالمة المالحة البحرية روما ‪:0899‬‬ ‫كاند ددت هد ددذه االتفاقيد ددة إضد ددافة إىل املعاهد دددات السد ددابقة (‪ 1750‬و ‪ )1712‬لتطد ددوير القد ددانون‬ ‫الدويل‪ ،‬وسعياً إىل احلفاظ على السالم واألمن الدوليني وتوطيد التعاون بني الدول‪.‬‬ ‫عقدت يف ‪ 10‬مارس ‪ 1711‬بروما‪.‬‬ ‫حيددث اعتددربت أن األعمددال غددري املشددروعة املوجهددة ضددد سددالمة املالحددة البحريددة تلحددق الضددرر‬ ‫بسددالمة األف دراد واملمتلكددات‪ ،‬وتددؤرر بشدددة علددى عمددل اخل ددمات البحريددة وتضددعف مددن رقددة الشددعوب‬ ‫العامل لسالمة املالحة البحرية‪.‬‬ ‫‪ - 216‬مايا خاطر‪ :‬اإلطار القانوين جلرمية القرصنة البحرية‪ ،‬املرجع السابق‪،‬ص ‪.05‬‬ ‫‪ - 217‬مايا خاطر‪ :‬اإلطار القانوين جلرمية القرصنة البحرية‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.1‬‬ ‫‪111‬‬


‫وبعددد أن آمنددت كددل األط دراف باحلاجددة امللحددة إىل تطددوير التعدداون الدددويل يف ميدددان اسددتنباط‬ ‫إج دراءات فعالددة وعمليددة حملاكمددة ومعاقبددة األعمددال غددري املشددروعة ضددد املالحددة البحريددة‪ ،‬فجدداءت هددذه‬ ‫االتفاقية‪218‬على النحو التايل ‪:‬‬ ‫‪ -‬حددت المادة الثانية‪:‬‬

‫‪ )1‬يعترب أي شخأل مرتكب جلرم إذا ما قام بصورة غري مشروعة وعن عمد مبا يلي‪:‬‬ ‫أ) االستيالء على سفينة أو السيطرة عليها باسدتخدام القدوة أو التهديدد باسدتخدامها أو باسدتعمال أي‬ ‫منط من أمناط اإلخافة‪.‬‬ ‫ب) ممارسددة أي عمددل مددن أعمددال العنددف ضددد شددخأل علددى ظهددر السددفينة إذا كددان هددذا ميكددن أن‬ ‫يعرض للخطر املالحة اآلمنة للسفينة‪.‬‬ ‫ج) تدددمري السددفينة أو إحلدداق الضددرر هبددا أو حبمولتهددا ممددا ميكددن أن يعددرض للخطددر املالحددة اآلمنددة هلددذه‬ ‫السفينة‪.‬‬ ‫د) اإلقدام بثية وسيلة كانت على وضع‪ ،‬أو التسبب يف وضع نبيطة أو مادة علدى ظهدر السدفينة ميكدن‬ ‫أن تدؤدي إىل تدددمريها أو إحلدداق الضددرر هبددا أو حبمولتهددا ممدا يعددرض للخطددر وقددد يعددرض للخطددر املالحددة‬ ‫اآلمنة للسفينة‪.‬‬ ‫ه د) تدددمري املرافددق املالحيددة البحريددة أو إحلدداق الضددرر البددالغ هبددا أو عرقلددة عملهددا بشدددة‪ ،‬إذا كانددت مثددل‬ ‫هذه األعمال ميكن أن تعرض للخطر املالحة اآلمنة للسفينة‪.‬‬ ‫و) نقل معلومات يعلم أرها زائفة و بالتايل هتديد املالحة اآلمنة للسفن‪.‬‬ ‫ز) جددرح أو قتددل أي شددخأل عنددد ارتكدداب أو حماول ددة ارتكدداب األفعددال اجلرميددة املددذكورة يف الفق درات‬ ‫الفرعية من (أ) إىل (و)‪.‬‬ ‫‪ )2‬كما يعترب أي شخأل مرتكبا جلرم إذا ما قام باآل ‪:‬‬ ‫أ) حماولة ارتكاب أي من األفعال اجلرمية احملددة يف الفقرة (‪ ،)1‬أو‪:‬‬ ‫ب) التحريض على ارتكاب أي من األفعال اجلرمية احملدددة يف الفقدرة (‪ )1‬مدن جاندب شدخأل مدا أو‬ ‫مشاركة مقرتف تلك األفعال‪.‬‬ ‫‪ - 218‬اتفاقية قمع األعمال غري املشروعة املوجهة ضد سالمة املالحة البحرية لعام ‪ ،1711‬األمانة العامة‪ ،‬شبكة املعلومات القانونية جمللس التعاون‬ ‫اخلليجي‪ ،‬األربعاء ‪ 22‬أوت ‪ ،2012‬ص‪( .1‬نسخة خمزنة على الويب)‪:‬‬ ‫‪http://www.gcc-legal.org/mojportalpublic/treatydetails.aspx?id=788.‬‬ ‫‪117‬‬


‫ج) التهديد‪ ،‬املشروط أو غري املشدروط‪ ،‬طبقدا ملدا يدنأل عليده القدانون الدوطي بارتكداب أي مدن األفعدال‬ ‫اجلرمية احملددة يف الفقرات الفرعية (ب) و(ج) و(هد) من الفقرة (‪ )1‬هبدف إجبار شخأل حقيقدي أو‬ ‫اعتبدداري علددى القيددام بعمددل مددا أو االمتندداع عددن القيددام بدده إذا كددان مددن شددثن هددذا التهديددد أن يعددرض‬ ‫‪219‬‬ ‫للخطر املالحة اآلمنة للسفينة املعينة‪.‬‬ ‫ومددن خددالل مددا ورد يف االتفاقيددة جنددد أن هددذه االتفاقيددة قددد حددددت تعريفددا كددامال للقرصددنة مددن‬ ‫خددالل األفعددال الدديت تددتم علددى السددفينة وحتديددد السددالمة املالحيددة الدديت تنطبددق عليهددا متامددا هددذه األفعددال‬ ‫اجلرمية كما بينتها االتفاقية يف الفقرة (‪ )1‬من املادة (‪ ،)3‬وبالتدايل ميكدن أن تعدرف القرصدنة مدن خدالل‬ ‫م ددا ورد يف ه ددذه امل ددادة م ددن خ ددالل األفع ددال والقرص ددان ه ددو م ددن يق ددوم هب ددذه األعم ددال باإلض ددافة إىل‬ ‫األشخاص اآلخرين املسامهني يف اجلرمية واملذكورين حسب ما ورد يف االتفاقية‪.‬‬ ‫كمددا نضدديف مددا ورد يف املددادة (‪ )10‬مددن االتفاقيددة ذاهتددا الدديت أعطددت االتفاقيددة حددق املقاضدداة‬ ‫‪220‬‬ ‫للدولة اليت قبضت على السفينة القائمة بعمل القرصنة‪ ،‬وحق مقاضاهتا طبقا لقوانني هذه الدولة‪.‬‬ ‫وبالتددايل ميكددن القددول أن هددذه االتفاقيددة سددامهت بنودهددا يف حتديددد السددفينة القرصددنية والقرصددان‬ ‫وأضافت اسهاما للقانون الدويل يف مكافحة هذه اجلرمية اخلطرية‪.‬‬ ‫رابعا‪ :‬اتفاقية قمع األعمال غير المشروعة الموجهة ضد سالمة المالحة البحريـة (بروتوكـول عـام‬ ‫‪:)2115‬‬ ‫ووفقا للمكتب البحري الدويل فإن القرصنة يف تزايدد مسدتمر يف عدام ‪ 2001‬و ‪ 2001‬كاندت‬ ‫هناك ‪ 2224‬حالة وأزيد من ‪ 317‬حبارا ماتوا أو اختفدوا يف بعدض احلداالت‪ ،‬مدا جعدل املنظمدة البحريدة‬ ‫الدوليددة ملكافحددة اإلرهدداب تسددعى جاهدددة لتمديددد املسدداعدة يف احلددد مددن اجلرميدة مددن خددالل إجيدداد إطددار‬ ‫‪221‬‬ ‫عملي خاصة منن اجلانب القانوين يف مكافحة القرصنة البحرية‪.‬‬ ‫وبناء على ذلك عقدت املنظمة البحرية الدولية مؤمترا لتنقيح الصكني املوقعدان عدام (‪،)1711‬‬ ‫(سابقي الذكر)‪ ،‬وعقد هذا املؤمتر يف مقر املنظمة بلندن (‪ -14-10‬أكتوبر ‪ )2005‬حيث‪:‬‬ ‫‪ - 219‬اتفاقية روما لقمع األعمال غري املشروعة املوجهة ضد سالمة املالحة البحرية‪ ،‬شبكة املعلومات القانونية لدول جملس التعاون اخلليجي‪ ،‬املرجع‬ ‫السابق‪ .‬ص‪.2‬‬ ‫‪ - 220‬اتفاقية روما لقمع األعمال غري املشروعة املوجهة ضد سالمة املالحة البحرية‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.7‬‬ ‫‪221‬‬ ‫‪- Julio Albert ferrero: pirateria yterrorismo Maritimo. xxv11 semana de Estudios del Mar.‬‬ ‫‪Motril, 2009, p337.‬‬ ‫‪120‬‬


‫ج دداء يف التمهي ددد اإلش ددارة إىل‪ :‬التثك ددد م ددن اخت دداذ اإلج دراءات املالئم ددة ض ددد األش ددخاص ال ددذي‬ ‫يرتكبون التصرفات الغري مشروعة ضد السفن‪ ،‬وتتمثل هذه التصرفات‪:‬‬ ‫ االستيالء (‪ )Seizure‬على السفن بالقوة‪.‬‬‫ أعمال العنف ضد األشخاص املوجودين على منت السفينة‪.‬‬‫ وضع أجهزة على السفينة قد تؤدي إىل تدمريها أو إتالفها‪.‬‬‫وجاء يف املادة ‪ 2‬من الربوتوكول مايلي‪:‬‬ ‫ األعمال غير المشروعة‪:‬‬‫يف مفهددوم هددذا الربوتوكددول يعددد عم دالً غددري مشددروع إذا ارتكددب الشددخأل عمدددا أحددد األفعددال‬

‫اآلتية‪:‬‬ ‫‪ )1‬نقل معلومات يعلم ذلك الشخأل أرها زائفة‪ ،‬مما يهدد املالحة اآلمنة للسفينة‪.‬‬ ‫‪ )2‬إذا قام بالتهديد بارتكاب أفعال إجرامية هبدف إجبار شخأل حقيقي أو اعتباري على القيام‬ ‫بعمل أو االمتناع عن القيام به من شثنه تعريض املالحة اآلمنة للسفينة املعنية للخطر‪.‬‬ ‫‪ )3‬إذا أنزل من السفينة أي مواد متفجرة أو مواد مشعة‪ ،‬أو سدالحا بيولوجيدا أو كيميائيداً أو نوويداً‬ ‫بطريقة تسبب أو يرجح أن تسبب الوفاة أو إصابة جسمية أو ضررا بالغا‪.‬‬ ‫‪ )4‬إذا أفددر مددن سددفينته زيتددا أو غددازا طبيعيددا سدديال‪ ،‬أو مددادة خطددرة أو ضددارة أخددرى بكميددات أو‬ ‫برتكيز يسبب الوفاة أو إصابة جسمية أو ضررا بالغا‪.‬‬ ‫‪ )5‬إذا استخدم سفينة بطريقة تسبب الوفاة أو إصابة جسمية أو ضررا بالغا‪.‬‬ ‫‪ )1‬إذا نقل على منت سفينة أي مواد متفجرة أو مدواد مشدعة مدع قصدر اسدتخدامها بغدرض ختويدف‬ ‫السكان أو إرغام حكومة أو منظمة دولية على القيام بثي عمل أو االمتناع عن القيام به‪.‬‬ ‫‪ )7‬إذا نقل على منت سفينة أي سالح بيولوجي أو نووي أو كيميائي‪ ،‬أو أي مادة خاصة قابلة‬ ‫لالنشددطار أو معدددات أو مدواد مصددممة أو معدددة خصيصددا ملعاجلددة أو اسددتخدام أو إنتدداج مددادة‬ ‫خاصددة قابلددة لالنشددطار بقصددد اسددتخدامها يف نشدداط نددووي تفجددريي أو يف أي نشدداط نددووي‬ ‫آخر ال خيضع التفاق الضمانات الشاملة الصادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية‪.‬‬ ‫‪ )1‬إذا نقددل علددى مددنت سددفينة أي مدواد أو برجميددات أو تكنولوجيددا ذات صددلة باإلسددهام يف تصددميم‬ ‫أو تصددنيع أو إيصددال سددالح بيولددوجي أو كيميددائي بقصددد اسددتخدامها هلددذا الغددرض‪ ،‬ويسددتثل‬ ‫‪121‬‬


‫مددن ذلددك نقددل املدواد القابلددة لالنشددطار مددن و إىل أراضددي دولددة طددرف يف معاهدددة عدددم انتشددار‬ ‫األسدلحة النوويددة ‪ ،‬أو حتدت إشدراف الدولدة إذا مل يتعددارض ذلدك مددع واجباهتدا املنصددوص عليهددا‬ ‫‪222‬‬ ‫يف هذه املعاهدة‪.‬‬ ‫‪ )7‬إذا مددا قددام عددن عمددد وبطريقددة غددري مشددروعة بنقددل شددخأل علددى مددنت سددفينة بددالرغم مددن أندده‬ ‫يعلم بارتكابده فعدال يشدكل جرمدا منصدوص عليده يف هدذا الربوتوكدول أو يف أي معاهددة ممدا ورد‬ ‫ذكره باملرفق هبدف مساعدته على اإلفالت من مقاضاته جنائيا‪.‬‬ ‫إذا م ددا ق ددام ع ددن عم ددد وبطريق ددة غ ددري مش ددروعة جب ددرح أو قت ددل أي ش ددخأل‪ ،‬أو ح دداول‬ ‫‪)10‬‬ ‫ارتكاب جرم‪ ،‬أو ساهم كشريك يف ارتكداب جدرم‪ ،‬أو نظدم آخدرين أو وجههدم بارتكداب جدرم‬ ‫أو تعزيددز النشدداط اإلجرامددي أو القصددد اجلنددائي جملموعددة حددني ينطددوي ذلددك علددى ارتكدداب جددرم‬ ‫‪223‬‬ ‫يتمثل يف أي من األعمال غري املشروعة سالفة الذكر‪.‬‬ ‫مدن خددالل االتفاقيددة جنددد أرهدا مل تضددف الكثددري عددن اتفاقيدة رومددا )‪ (1711‬وإمنددا أضددافت فكددرة‬ ‫تعزيز النشاط اإلجرامي‪.‬‬ ‫باإلضددافة إىل النشدداطات الغددري شددرعية يف رمددي النفايددات وهددذا مددا حدددث وحيدددث يف السدواحل‬ ‫الصومالية أين تغتنم بعض الدول والشركات فرصة احلرب األهليدة والتدوتر وهشاشدة احلكدم يف الصدومال‬ ‫وترمددي النفايددات يف سدواحلها‪ ،‬وهددذا مددا جرمتدده هددذه االتفاقيددة وهددو قفددزة نوعيددة يف محايددة األمددن والسددلم‬ ‫الدوليني‪.‬‬ ‫هددذا باإلضددافة إىل مجيددع املت دواط ني يف عمليددة القرصددنة س دواء احملددرض أو الش دريك أو الناقددل أو‬ ‫املسدداهم أو املخطددط ‪ ...‬وهددذا مددا يسدداهم يف عدددم إيقدداف املسددؤولني وجتددرمي هددؤالء األشددخاص الددذين‬ ‫يعتربون اليد الثانية للقراصنة‪.‬‬ ‫ويف األخري ميكن القول أن بروتوكول ‪ 2005‬التفاقية قمع األعمال غري املشروعة املوجهة ضدد‬ ‫سالمة املالحة البحرية هو مسامهة ناجحة من خالل وضع قواعد قانونية تساعد علدى احلدد مدن جرميدة‬ ‫القرصنة البحرية‪.‬‬

‫‪ - 222‬حممد هبي الدين‪ :‬أضواء على أهم إصدارات املنظمة البحرية الدولية‪ ،‬األكادميية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري‪ ،‬جممع املنظمة البحرية‬ ‫الدولية‪ ،‬مقر مذكرة التفاهم للمنظمة البحرية الدولية‪ ،‬جملة دورية تصدر كل رالرة أشهر‪ ،‬سبتمرب ‪ ،2001‬ص‪.4‬‬ ‫‪- 223‬حممد هبي الدين‪ :‬أضواء على أهم إصدارات املنظمة البحرية الدولية‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.5‬‬ ‫‪122‬‬


‫المطلب الثاني‪ :‬أهم القرارات الدولية والتشريعات المحلية لمكافحة القرصنة البحرية‪:‬‬ ‫لقد عرفت القرصنة البحرية تنوعا مهما يف الطدرق واألسداليب مدع مدرور الوقدت فداليوم اختلفدت‬ ‫كمددا وكي ًفددا عمددا كانددت عليدده يف املاضددي‪ ،‬حددني مل تكددن للقراصددنة دعمددا مددن دول أو منظمددات دوليددة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫وكان السالح األبيض فقط هو املستعمل ‪ ،‬واقتصدرت أعمداهلم علدى مهامجدة أهدداف صدغرية وضدعيفة‪،‬‬ ‫ورهدب خدزائن السدفن وركاهبدا ومدا عليهدا مدن أشددياء ريندة مث الفدرار وتدرك الضدحية تواصدل طريقهدا ‪،‬تلددك‬ ‫األعمال اعتربهتدا األعدراف الدوليدة آندذاك وقدوانني البحدار الحقدا جدرائم دوليدة‪ ،‬ولكدن القرصدنة املعاصدرة‬ ‫حتتدداج إىل ق دوانني كمددا حتت دداج إىل ق درارات حامس ددة س دواء م ددن خددالل املؤسس ددات الدوليددة أو م ددن خ ددالل‬ ‫تشريعات الدول الداخلية لتعزيز دور املعاهدات واالتفاقيات الدولية اليت تطرقنا إليها يف املبحدث األول‬ ‫من هذا الفصل‪.‬‬ ‫ومددن خددالل العددودة إىل املشدداريع القانونيددة السددابقة جنددد أن املددادة األوىل مددن مشددروعي (قددانون‬ ‫اجلدرائم املخلددة بسددلم وأمددن اإلنسددانية‪ ،‬واللددذان مت إعدددادمها مددن قبددل جلنددة القددانون الدددويل عددامي ‪1751‬‬ ‫و‪ 1754‬ت ددنأل عل ددى أن تعت ددرب (اجلد درائم عل ددى أم ددن وس ددلم اإلنس ددانية جد درائم مبقتض ددى الق ددانون ال دددويل‬ ‫ويعاقب عليها هبذه الصفة سواءا كانت معاقبا عليها مبقتضى القانون الوطي أو )ال)‪ 224‬وبالرجوع إىل‬ ‫املددادة (‪ )15‬مددن اتفاقيددة جينيددف ألعددايل البحددار لعددام ‪ 1751‬جنددد أرهددا أطلقددت علددى القرصددنة البحريددة‬ ‫اسم ''جرمية لصوص البحر''‪ 225‬وبالتايل جند أن القوانني الدولية كافة اتفقت على أن القرصدنة البحريدة‬ ‫جرميدة دوليدة وجدب مكافحتهدا‪ ،‬ولدذلك حنداول دراسدة أهدم القدرارات الديت اختدذت يف هدذا الشدثن‪ ،‬وأهدم‬ ‫التشريعات احمللية اليت نصت على هذه اجلرمية وعقوباهتا‪.‬‬ ‫أوال‪ :‬القرارات الدولية‪:‬‬

‫‪ )0‬قرارات مجلص األمن‪:‬‬ ‫تديقن اجملتمدع الدددويل بدثن القرصددنة البحريدة جرميددة دوليدة وجددب التصددي هلددا ومكافحتهدا وهددذا‬ ‫ما جتلى من خالل مجلة املعاهدات واالتفاقيات الدولية اليت نددت هبدذه اجلرميدة وخطورهتدا وسدنات هلدا‬ ‫مجلة من القوانني لتعريفها وحتديدها ومجلة من اإلجراءات الردعية للحد منهدا‪ ،‬ويف هدذا الشدثن أصددر‬ ‫جملس األمن الدويل مجلة من القرارات لعل أمهها‪:‬‬ ‫‪224‬‬

‫‪- Edaardo Greppi: the évolution of individual , criminal, responsibility under international‬‬ ‫‪Law .international review of red gross, Vol 81, No= 835, september 1999 ,pp549-550.‬‬ ‫‪ - 225‬مايا خاطر‪ :‬اإلطار القانوين جلرمية القرصنة البحرية‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.271‬‬ ‫‪123‬‬


‫أ)قرار مجلص األمن الدولي رقم (‪ 05- )0902‬ماي ‪:-2119‬‬ ‫كددان يف بدددايات التحددرك الدددويل ملكافحددة القرصددنة البحريددة‪ ،‬يف إطددار تدددابري األمددن اجلمدداعي‪،‬‬ ‫كثعمال يقرها القانون الدويل وتطبيقا لالتفاقيات واملعاهدات الدولية باعتبار أن أي عمل غري قانوين‬ ‫من أعمال العنف أو االحتجاز أو السلب يعد قرصنة وجب مكافحتها‪ 226‬فدثتى جملدس األمدن الددويل‬ ‫القرار رقم (‪ )1114‬خالل جلسته (‪ .)5173‬يف ‪ 15‬ماي ‪.2001‬‬ ‫حيددث جدداء يف ديباجتدده التثكيددد علددى أمهيددة بندداء مؤسسددات متثيليددة يف الصددومال إلرهدداء العنددف‬ ‫والقتددال باعتبددار هددذه املظدداهر السددبب الرئيسددي يف مددا حيدددث باملنطقددة باعتبددار النظددام الصددومايل ه د ‪،‬‬ ‫وغيدداب سددلطة أدى إىل تدددهور الوضددع فيدده‪ ،‬وأندده السددبب الرئيسددي يف عدددم اسددتقرار املنطقددة ومددا حيدددث‬ ‫من مظاهر سلبية ال أمنية هبا ويف املنطقة‪.‬‬ ‫حيث نصت املادة (‪ )01‬منه‪:‬‬ ‫يشددري إىل اعتزامدده اختدداذ تدددابري ضددد مددن حيدداولون منددع أو إعاقددة عمليددة سياسددية سددلمية‪ ،‬أو مددن‬ ‫يهددددون بددالقوة املؤسسددات االحتاديددة االنتقاليددة أو بعثددة االحتدداد اإلفريقددي يف الصددومال‪ ،‬أو مددن يقومددون‬ ‫بثعمال تقوض االستقرار يف الصومال أو يف املنطقة‪ ،‬وهلذا يطلب من اللجنة املنشثة عمال بالقرار رقدم‬ ‫(‪'' )1772( )751‬يشار إليها فيما بعد باسم اللجندة'' أن تقددم يف غضدون ‪ 10‬يومدا مدن تداريخ اختداذ‬ ‫هذا القرار توصيات بشثن تدابري حمددة تستهدف هؤالء األفراد أو الكيانات‪.‬‬ ‫حيث نصت املادة (‪ )7‬منه‪:‬‬ ‫يشري إىل اعتزامه تعزيز فعالية حضر توريد األسلحة الذي فرضته األمم املتحدة على الصومال‪،‬‬ ‫ويفيددد باعتزامدده اختدداذ تدددابري ضددد مددن ينتهكددون احلضددر املفدروض علددى توريددد األسددلحة‪ ،‬ومددن يدددعمورهم‬ ‫للقيددام بددذلك‪ ،‬ويطلددب بالتددايل إىل اللجنددة أن تقدددم يف غضددون ‪ 10‬يومددا مددن تدداريخ اختدداذ هددذا الق درار‬ ‫توصيات بشثن تدابري حمددة تستهدف هؤالء األفراد أو الكيانات‪.‬‬ ‫كاند ددت ق د درارات جملد ددس األمد ددن واضد ددحة بشد ددثن مد ددا حيد دددث يف الصد ددومال مد ددن خد ددالل حتمليد دده‬ ‫املسؤوليات لكل من يساهم يف زعزعة االستقرار يف الصومال من خالل املادة (‪ )1‬و(‪ )7‬وأخذ تدابري‬ ‫يف حقهددم وبالتددايل اجلانددب العملددي وامليددداين مهددم جدددا للحددد مددن اجلرميددة هددذا يف إطددار البدددء بصددلب‬ ‫‪ - 226‬إبراهيم حممد العناين‪ :‬القرصنة ومكافحتها يف القانون الدويل‪ ،‬جملة اإلنساين‪ ،‬تصدر عن الصليب األمحر الدويل‪ ،‬العدد ‪ ،45‬شتاء ربيع ‪،2007‬‬ ‫ص ‪.31‬‬ ‫‪124‬‬


‫األزمددة وهددو االسددتقرار يف الصددومال وهددذا مددا ذكددر يف هددذا القدرار‪ 227‬لكددن خطورتدده تتمثددل يف دخددول‬ ‫القوى األجنبية ملياه الصومال اإلقليمية‪.‬‬

‫ب) قرار مجلص األمن رقم (‪ )0906‬في ‪ 12‬جوان ‪:2119‬‬ ‫يعترب مدن أهدم القدرارات الديت أصددرها جملدس األمدن الددويل يف جلسدته رقدم ‪ 5702‬املعقدودة يف‬ ‫‪ 02‬جوان ‪ ،2001‬حيث صادق فيه جملس األمن باإلمجاع‪ ،‬ومن خالله منح الدول حق إرسال سفن‬ ‫حربية إىل مياه الصومال اإلقليمية ملكافحة القرصنة‪ 228‬وكان بداية يف مقدمته‪:‬‬ ‫''إذ يثددري قلقدده الشددديد خطددر أعمددال القرصددنة والسددطو املسددلح الدديت تتعددرض هلددا السددفن علددى‬ ‫إيصال املساعدات اإلنسانية بسرعة وأمان وفعالية إىل الصومال‪ ،‬وعلى سالمة الطدرق البحريدة التجاريدة‬ ‫وعلى املالحة الدولية‪.‬‬ ‫وإذ يعددرب عددن قلقدده بسددبب التقددارير الفصددلية الصددادرة منددذ عددام ‪ 2005‬عددن املنظمددة البحريددة‬ ‫الدولي ددة وال دديت تق دددم ال دددليل عل ددى اس ددتمرار أعم ددال القرص ددنة والس ددطو املس ددلح يف البح ددر ال س دديما قبال ددة‬ ‫سواحل الصومال‪.‬‬ ‫وإذ يؤك ددد أن الق ددانون ال دددويل‪ ،‬كم ددا ورد يف اتفاقي ددة األم ددم املتح دددة لق ددانون البح ددار املؤرخ ددة يف‬ ‫‪10‬كد ددانون األول‪ /‬ديس د دمرب ‪ ،"1772‬أن ''االتفاقيد ددة''تضد ددع اإلطد ددار القد ددانوين املنطبد ددق علد ددى مكافحد ددة‬ ‫القرصنة والسطو املسلح فضال عن أنشطة حبرية أخرى‪.‬‬ ‫وإذ يؤكد من جديد أحكام القانون الددويل ذات الصدلة بقمدع القرصدنة مبدا فيهدا االتفاقيدة‪ ،‬وإذ‬ ‫يشددري إىل أرهددا تتدديح مبددادئ توجيدده للتعدداون قدددر اإلمكددان علددى قمددع القرصددنة يف أعددايل البحددار أو يف‬ ‫مكددان آخددر خددارج نطدداق واليددة أي دولددة‪ ،‬مبددا يف ذلددك علددى سددبيل املثددال ال احلصددر تفقددد السددفن الدديت‬ ‫تقوم أو يشتبه يف قيامها بثعمال قرصنة وتفتيشها واحتجازها والقبض على األشدخاص الدذين يرتكبدون‬ ‫‪229‬‬ ‫تلك األعمال بغية مقاضاهتم‪.‬‬ ‫‪ - 227‬األمم املتحدة‪ :‬جملس األمن‪ :‬القرار ‪ )2001( 1114‬الذي اختذه جملس األمن خالل جلسته ‪ 5173‬املعقودة يف ‪ 15‬ماي ‪،2001‬‬ ‫‪ ./S /RES/1114/2001‬ص ‪.5‬‬ ‫‪ - 228‬املقاربة الدولية للقرصنة البحرية‪ :‬وكالة األنباء الصومالية (‪( PM 11:37 ،2011/11/10 ،)Sonna‬صفحة خمزنة على الويب)‬ ‫‪http://www.Sonnanews.net /ar/read.php.pid= 480.‬‬ ‫‪ - 229‬األمم املتحدة‪ :‬جملس األمن‪ :‬القرار ‪ )2001( 1111‬الذي اختذه جملس األمن يف جلسته ‪ 5702‬املعقودة يف حزيران‪/‬يونيو ‪،2001‬‬ ‫‪ ،S/Res/1816/2008‬ص‪.1‬‬ ‫‪125‬‬


‫وإذ يعددرب عددن اسددتيائه للهجمددات وعمليددات االختطدداف الدديت تعددرض مددؤخرا للسددفن يف امليدداه‬ ‫اإلقليميددة للصددومال وأعددايل البحددار قبالددة س دواحله ويف مياهدده اإلقليميددة مبددا يف ذلددك اهلجددوم علددى سددفن‬ ‫يستغلها برنام األغذية العاملي وعلى العديد من السفن التجارية واختطافها‪...‬اخل‪.‬‬ ‫وإذ يقرر أن حوادث القرصنة والسطو املسدلح علدى السدفن يف امليداه اإلقليميدة للصدومال وأعدايل‬ ‫البحددار قبالددة سدواحله تددؤدي إىل تفدداقم الوضددع يف البلددد األمددر الددذي يشددكل خطدرا علددى السددلم واألمددن‬ ‫الدوليني يف املنطقة‪.‬‬ ‫‪230‬‬ ‫وإذا يتصرف مبوجب الفصل السابق من ميثاق األمم املتحدة‪.‬‬ ‫‪ -1‬يدددين ويشددجب مجي ددع أعمددال القرص ددنة والسددطو املس ددلح علددى الس ددفن يف امليدداه اإلقليمي ددة‬ ‫للصومال وأعايل البحار قبالة سواحله‪.‬‬ ‫‪ -2‬حبث الدول اليت هلا سفن حبرية وطائرات عسكرية تعمل يف أعايل البحار ويف اجملال اجلدوي‬ ‫قبالددة سدواحل الصددومال علددى تددوخي اليقظددة إزاء أعمددال القرصددنة والسددطو املسددلح‪ ،‬يشددجع‬ ‫بشددكل خدداص الدددول املهتمددة باسددتخدام الطددرق البحريددة التجاريددة قبالددة س دواحل الصددومال‬ ‫علدى تكثيددف إجراءاهتدا وتنسدديقها لددردع أعمدال القرصددنة والسددطو املسدلح يف البحددر بالتعدداون‬ ‫مع احلكومة االحتادية االنتقالية‪.‬‬ ‫وبالنسبة لباقي املواد يف نفس القرار‪:‬‬

‫المــادة ‪ :13‬حددث الدددول علددى التعدداون فيمددا بينهددا ومددع املنظمددة البحريددة الدوليددة يف التصدددي للقرصددنة‬ ‫وتبادل املعلومات‪.‬‬

‫المــادة ‪ :12‬حددث الدددول علددى التعدداون مددع املنظمددات املعنيددة لوضددع خدرباء مدددربني لإلرشدداد والتدددريب‬ ‫على أخطار القرصنة‪.‬‬ ‫المــادة ‪ :15‬يدددعوا الدددول واملنظمددات املعنيددة مبددا فيهددا املنظمددة البحريددة الدوليددة وتقدددمي املسدداعدة التقنيددة‬ ‫إىل الصومال والدول الساحلية اجملاورة ومكافحة القرصنة‪.‬‬ ‫المادة ‪ :17‬جيوز للدولة اليت تعاون مع احلكومة االحتادية االنتقالية علدى مكافحدة القرصدنة مدع إشدعار‬ ‫األمني العام من طرف احلكومة االحتادية االنتقالية للقيام مبا يلي‪:‬‬ ‫‪ - 230‬األمم املتحدة‪ :‬جملس األمن‪ :‬القرار ‪ ،)2001( 1111‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.2‬‬ ‫‪ - 231‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.3‬‬ ‫‪121‬‬

‫‪231‬‬


‫أ) دخول املياه اإلقليمية للصومال بغدرض قمدع أعمدال القرصدنة والسدطو املسدلح يف البحدر بشدكل‬ ‫متسددق مددع اإلج دراءات الدديت يسددمح هبددا القددانون الدددويل ذو الصددلة يف أعددايل البحددار فيمددا يتعلددق‬ ‫بالقرصنة‪.‬‬ ‫ب) القيام داخل مياه الصومال اإلقليمية‪ ،‬ويشكل متسق مع اإلجدراءات الديت يسدمح هبدا القدانون‬ ‫الدويل ذو الصلة يف أعايل البحار فيما يتعلق بالقرصنة‪ ،‬باستخدام مجيع الوسائل الالزمة لقمع‬ ‫‪232‬‬ ‫أعمال القرصنة والسطو املسلح‪.‬‬ ‫إن املتتبع ملواد هذا القرار جيد أن جملس األمن أعطى تفويضدا باسدتعمال القدوة ملكافحدة هدذه‬ ‫اجلرميددة اخلطددرية و مددن خددالل املددادة (السددابعة) يف الفق درتني (أ) و(ب) جنددد أن كددل دول العددامل تسددتطيع‬ ‫اسددتباحة امليدداه اإلقليميددة الصددومالية‪ ,‬واملعددروف أن الدددول الوحيدددة الدديت ميكنهددا السددباحة يف املنطقددة هددي‬ ‫الدددول العظمددى مددن جهددة وإس درائيل مددن جه دة اخددرى وبالتددايل اخ درتاق السدديادة الصددومالية بتش دريع مددن‬ ‫األمددم املتحدددة وموافقددة مددن جملددس األمددن ويف الظدداهر ان هددذا مددا هددو إال ق درار لبدايددة اسددتباحة امليدداه‬ ‫اإلقليمية الصدومالية ‪,‬والقرصدنة هدي الذريعدة الديت مدن خالهلدا يدتم الددخول إليهدا‪ ،‬ولعدل املدادة (‪ )07‬مدن‬ ‫هددذا القدرار والدديت ختدأل حالددة الصددومال دون غريهددا هددي ظدداهرة جتددر ورائهددا نوايددا مبنيددة للدددخول اىل هددذا‬ ‫البلد العريب‪.‬‬ ‫ج) قرار مجلص األمن رقم (‪ )0939‬في ‪ 7‬أكتوبر ‪:2119‬‬

‫جاء هذا القرار ليضاف إىل القرارات السابقة جملس األمن صدر باإلمجاع يف اجللسدة املرقمدة ب د‪:‬‬ ‫(‪ )5717‬يف ‪ 7‬أكتوبر ‪ ،2001‬إذ يشري يف قراريده (‪ )1114‬و (‪ )1111‬لعدام ‪ 2001‬و الدذي تدنأل‬ ‫بنوده على‪:‬‬ ‫وإذ يساور قلق شديد من جراء انتشار أعمال القرصدنة والسدطو املسدلح‪ ،‬يف البحدر يف اآلوندة األخدرية‬‫ضددد السددفن قبالددة س دواحل الصددومال والتهديددد اخلطددري الددذي يشددكله ذلددك علددى إيصددال املسدداعدات‬ ‫اإلنسانية بسرعة وأمدان وفعاليدة إىل الصدومال ‪،‬وعلدى املالحدة الدوليدة وسدالمة الطدرق البحريدة التجاريدة‪،‬‬ ‫وعلى أنشطة ضد األعمال اليت جتري على حنو يتماشى مع القانون الدويل‪.‬‬

‫‪ - 232‬األمم املتحدة‪ :‬جملس األمن‪ :‬القرار ‪ ،)2001( 1111‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.4‬‬ ‫‪127‬‬


‫ وإذ نالحد مددع قلددق أيضددا أن أعمددال القرصددنة تددزداد عنفددا وتنفددذ باسددتخدام أسددلحة أرقددل يف منطقددة‬‫أوسددع قبالددة سدواحل الصددومال وباسددتعمال وسددائط بعيدددة املدددى مددن قبددل السددفن األم‪ ،‬مددع إظهددار قدددر‬ ‫أكرب من الدقة يف التنظيم وطرق اهلجوم‪.‬‬ ‫ وإذ تؤكددد مددن جديددد أن القددانون الدددويل علددى حنددو مددا ورد يف اتفاقيددة األمددم املتحدددة لقددانون البحددار‬‫(‪ )1712‬حتدد اإلطار القانوين الواجب التطبيق يف مكافحدة القرصدنة والسدطو املسدلح يف البحدر فضدال‬ ‫عن أنشطة حبرية أخرى‪.‬‬ ‫ وإذ يثددي علددى املسددامهة الدديت قدددمتها الدددول منددذ ‪ 2‬نددوفمرب ‪ 2007‬حلمايددة القوافددل البحريددة التابعددة‬‫لربنددام األغذيددة العدداملي‪ ،‬وقيددام االحتدداد األوريب بإنشدداء وحدددة تنسدديق مكلفددة مبهمددة دعددم مراقبددة ومحايددة‬ ‫‪233‬‬ ‫األنشطة اليت تقوم هبا بعض الدول األعضاء يف االحتاد األوريب قبالة سواحل الصومال‪...‬اخل‪.‬‬ ‫ وإذ يؤكددد أن السددالم واالسددتقرار وتعزيددز مؤسسددات الدولددة والتنميددة االقتصددادية واالجتماعيددة واحدرتام‬‫حقددوق اإلنسددان وسدديادة القددانون كلهددا أمددور ضددرورية لتهي ددة ظددروف تتدديح القضدداء التددام علددى أعمددال‬ ‫القرصنة والسطو املسلح يف البحر قبالة سواحل الصومال‪.‬‬ ‫ وإذ يقددرر أن ح دوادث القرصددنة والسددطو املسددلح عددل السددفن يف امليدداه اإلقليميددة للصددومال ويف أعددايل‬‫البحددار قبالددة سدواحل الصددومال تددؤدي إىل تفدداقم الوضددع يف الصددومال‪ ،‬وهددو وضددع مددازال يشددكل خطدرا‬ ‫‪234‬‬ ‫يهدد السلم واألمن الدوليني يف املنطقة‪.‬‬ ‫وإذ يتصرف مبوجب الفصل السابع من ميثاق األمم املتحدة‪:‬‬ ‫‪ )1‬يكرر تثكيد إدانته وشجبه جلميع أعمال القرصنة والسدطو املسدلح يف البحدر علدى السدفن قبالدة‬ ‫سواحل الصومال‪.‬‬ ‫‪ )2‬يهيب بالدول املهتمة بثمن األنشطة البحرية أن تشارك بنشاط يف مكافحة أعمال القرصنة يف‬ ‫أع ددايل البح ددار قبال ددة سد دواحل الص ددومال ع ددن طري ددق القي ددام عل ددى اخلص ددوص بنش ددر س ددفن حبري ددة‬ ‫وطائرات عسكرية وفقا للقانون الدويل على النحو املبني يف االتفاقية‪.‬‬ ‫‪ )3‬يهيددب بالدددول الدديت تعمددل سددفنها وطائراهتددا العسددكرية يف أعددايل البحددار ويف اجملددال اجلددوي قبالددة‬ ‫س د دواحل الصد ددومال أن تسد ددتخدم يف أعد ددايل البحد ددار واجملد ددال اجلد ددوي لس د دواحل الصد ددومال مجيد ددع‬ ‫‪ - 233‬وفاء أمحد احلمزي‪ :‬قرار جملس األمن رقم ‪ 1131‬لعام ‪ ،2001‬جملة النبث نيوز اإللكرتونية اخلميس ‪ 11‬أكتوبر ‪ ،23:42 ،2001‬القاهرة‪،‬‬ ‫ص‪( ،1‬نسخة خمزنة على الويب) ‪:‬‬ ‫‪http://www.nabanews.net /2009/15786. HTML.‬‬ ‫‪ - 234‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.2‬‬ ‫‪121‬‬


‫الوسددائل الالزمددة مبددا يتماشددى مددع القددانون الدددويل علددى النحددو املبددني يف االتفاقيددة مددن أجددل قمددع‬ ‫أعمال القرصنة‪.‬‬ ‫‪ )4‬حيث الدول اليت لديها قدرة على مكافحة أعمال القرصنة والسطو املسدلح يف البحدار علدى أن‬ ‫تتعدداون يف ذلددك مددع احلكومددة االحتاديددة االنتقاليددة‪ ،‬وفقددا ألحكددام قدرار جملددس األمددن )‪(1111‬‬ ‫لعام ‪.2001‬‬ ‫‪ )5‬حيددث أيضددا الدددول واملنظمددات اإلقليميددة علددى أن تواصددل وفقددا ألحكددام الق درار )‪ (1114‬لعددام‬ ‫‪ 2001‬اختدداذ إجدراءات حلمايددة القوافددل البحريددة التابعددة لربنددام األغذيددة العدداملي‪ ،‬الدديت تكتسددب‬ ‫أمهية حيوية يف إيصال املساعدة اإلنسانية اىل السكان املتضررين يف الصومال‪.‬‬ ‫‪ )1‬حيددث الدددول تنفيددذ ملددا طلبتدده علددى وجدده اخلصددوص املنظمددة البحريددة الدوليددة يف قرارهددا علددى أن‬ ‫تقدددم حسددب االقتضدداء نصددائح وتوجيهددات للسددفن الدديت حيددق هلددا رفددع عملهددا بشددثن التدددابري‬ ‫االحرتازية املناسبة لكي حتمي نفسها من االعتداء أو اإلجراءات اليت ينبغي هلا أن تتخذها إذا‬ ‫‪235‬‬ ‫تعرضت لالعتداء وهي تبحر قبالة سواحل الصومال‪.‬‬ ‫‪ )7‬يهيب بالدول واملنظمات اإلقليمية أن تنسق إجراءاهتا عمال بالفقرات ‪3‬و‪4‬و‪ 5‬أعاله‪.‬‬ ‫‪ )1‬يؤكد أن األحكام الواردة يف هذا القرار ال تسري إال فيما يتصل بالوضع يف الصومال وال متدس‬ ‫حق ددوق ال دددول األعض دداء والتزاماهت ددا أو مس ددؤولياهتا مبوج ددب الق ددانون ال دددويل‪ ،‬مب ددا يف ذل ددك أي ددة‬ ‫حق ددوق أو التزام ددات تقض ددي هب ددا االتفاقي ددة‪ ،‬فيم ددا يتعل ددق ب ددثي وض ددع آخ ددر‪ ،‬ويؤك ددد عل ددى وج دده‬ ‫اخلصوص أن هذا القرار ال يعترب منشث لقانون دويل عريف‪.‬‬ ‫‪ )7‬يتطل ددع إىل تقري ددر األم ددني الع ددام املطلد ددوب يف الفق ددرة ‪ 13‬م ددن الق د درار )‪ (1111‬لعد ددام ‪2001‬‬ ‫ويعرب عن التزامه النظر يف الوضع فيما يتعلق بالقرصنة والسطو املسلح يف البحدر ضدد السدفن‬ ‫قبالة سواحل الصومال بغية القيام على وجه اخلصوص بتحديد اإلذن املمنوح يف الفقرة ‪ 7‬من‬ ‫‪236‬‬ ‫القرار )‪ (1111‬لعام ‪ 2001‬لفرتة إضافية لدى تلقي طلب بذلك‪.‬‬ ‫ومن خالل ما جاء يف هذا القرار ميكن القول‪:‬‬ ‫رغم أن القرار جاء هبدف معاجلة القرصنة إال أنه‪:‬‬ ‫ السماح للقوات الدولية للدخول اىل املياه الصومالية دون حتديد‪.‬‬‫‪ - 235‬وفاء أمحد احلمزي‪ :‬قرار جملس األمن رقم ‪ ،1131‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.3‬‬ ‫‪ - 236‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.4‬‬ ‫‪127‬‬


‫ الس دماح لدددخول االراضددي الصددومالية بذريعددة تقدددمي احلمايددة للقوافددل البحريددة مددن اجددل‬‫املساعدات االنسانية ‪ ،‬وبالتايل السماح لكل الدول واملنظمدات الدوليدة الددخول اىل‬ ‫االراضددي الصددومالية وهددو مايهدددد مسددتقبل الصددومال ومسددتقبل أمددن املنطقددة العربيددة ‪،‬‬ ‫وبالتايل يعترب نوعا جديدا من أنواع االستعمار ‪.‬‬

‫د) قرار مجلص األمن رقم (‪ )0950‬في ‪ 08‬ديسمبر ‪:2119‬‬

‫اختددذه جملددس األمددن يف اجللسددة (‪ )1041‬املعقددودة يف ‪ 11‬ديسددمرب ‪ ،2001‬حيددث حددث فيدده‬ ‫جمل ددس األم ددن اجملتم ددع ال دددويل بالتص دددي للقراص ددنة يف البح ددر أو ال ددرب داخ ددل نط دداق اإلقل دديم الص ددومايل‬ ‫(الربي‪ ،‬البحري واجلوي) وهذا للحد من جرمية القرصنة‪ ،‬حث جاء يف القرار مايلي‪:‬‬ ‫يهيب بالدول واملنظمات اإلقليمية والدولية القادرة على االشدرتاك الفعلدي يف مكافحدة القرصدنة‬ ‫والسددطو املسددلح يف البحددر قبالددة سدواحل الصددومال أن تفعددل ذلددك‪ ،‬ال سدديما بشددكل يتماشددى مددع هددذا‬ ‫‪237‬‬ ‫القرار والقرار (‪ )1131‬عام ‪ ،2001‬والقانون الدويل‪.‬‬ ‫المادة ‪ :12‬يشجع مجيع الددول واملنظمدات اإلقليميدة الديت تكدافح القرصدنة وأعمدال السدطو املسدلح يف‬

‫البح ددر و قبال ددة السد دواحل الصد دومالية عل ددى إنش دداء آلي ددة تع دداون دولي ددة تك ددون نقط ددة اتص ددال ب ددني ال دددول‬ ‫واملنظمددات اإلقليميددة والدوليددة وتعددي مجيددع جوانددب مكافحددة القرصددنة‪ 238‬وأعمددال السددطو املسددلح يف‬ ‫البحر وقبالة سواحل الصومال‪...‬اخل‪.‬‬ ‫يشدجع أيضدا مجيدع الددول واملنظمدات اإلقليميدة الديت تكدافح القرصدنة والسدطو املسدلح يف البحدر‬ ‫قابل ددة س دواحل الص ددومال عل ددى النظ ددر يف إنش دداء مرك ددز يف املنطق ددة لتنس دديق املعلوم ددات املتعلق ددة بالقرص ددنة‬ ‫والسددطو املسددلح يف البحددر قبالددة س دواحل الصددومال‪ ،‬وتعزيددز القدددرة اإلقليميددة علددى القيددام مبسدداعدة مددن‬ ‫مكتب األمم املتحدة املعدي باملخددرات واجلرميدة لوضدع اتفاقيدة أو ترتيبدات فعالدة ختدأل منفدذي القدانون‬ ‫علددى ظهددر السددفن وتتماشددى مددع اتفاقيددة األمددم املتحدددة لقددانون البحددار‪ ،‬وتنفيددذ اتفاقيددة سددالمة املالحددة‬ ‫البحريددة‪ ،‬واتفاقيددة األمددم املتحدددة ملكافحددة اجلرميددة املنظمددة غددري الوطنيددة‪ ،‬والصددكوك األخددرى ذات الصددلة‬

‫‪ - 237‬األمم املتحدة‪ :‬جملس األمن‪ ،‬القرار ‪ )2000( 1151‬الذي اختذه جملس األمن يف جلسته ‪ ،1031‬املعقودة يف ‪ 11‬كانون األول‪ /‬ديسمرب‬ ‫‪.S/res/1815/2008. 2001‬‬ ‫‪ - 238‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.3‬‬ ‫‪130‬‬


‫الدديت انظمددت إليهددا دول املنطقددة‪ ،‬وذلددك مددن أجددل القيدام بفعاليددة بددالتحقيق يف جدرائم القرصددنة والسددطو‬ ‫املسلح يف البحر ومقاضاة مرتكبيها‪.‬‬

‫‪239‬‬

‫المـ ـ ـ ــادة ‪ :01‬يؤك د د ددد أن اإلذن املمند د د ددوح يف ه د د ددذا الق د د د درار ال يس د د ددري إال فيمد د د ددا يتص د د ددل بالوضد د د ددع يف‬ ‫‪240‬‬

‫الصومال‪...‬اخل‪.‬‬ ‫كمددا أشددار يف بدداقي امل دواد أن حتددرك الدددول جدداء نتيجددة وجددود هتديددد للسددلم واألمددن الدددويل يف‬ ‫املنطقة‪.‬‬ ‫ومن خالل هذا القرار نستنت ما يلي‪:‬‬ ‫أن حترك الدول العظمى جاء نتيجة اخلطر الذي بدأ يلمس مصاحلها يف املنطقة‪.‬‬‫ أن أبعاد القرار األساسية تتمثل يف‪:‬‬‫أ) حق تتبع القراصنة برا وحبرا وجوا يف إقليم الصومال وهو استعمار مقنع بوسائط دولية‪.‬‬ ‫ب) إنشاء آلية دولية للتنسيق يف مكافحة ظاهرة القرصنة‪.‬‬ ‫ج) إنشاء مركز إقليمي للتعاون االستخبارا هبدف مكافحة القرصنة وهذا داخل إقليم الصومال‪.‬‬ ‫ومنده ميكدن القدول أن هدذا القدرار هدو إضدفاء للشدرعية لتواجددد القدوى الكدربى حلمايدة مصدداحلها‪،‬‬ ‫وهذا عن طريق الوكالة الدولية‪ ،‬واستعمال الشرعية الدولية يف استعمارها املقنن واملقنع‪.‬‬ ‫هـ) قرار مجلص األمن ‪:)2102( 2136‬‬

‫ان ه ددذا الق درار ال ددذي اخت ددذه جمل ددس األم ددن يف جلس ددته رق ددم (‪ )1711‬املعق ددودة يف ‪ 22‬ش ددباط‬ ‫‪/‬فرباير ‪ 2012‬وجاء يف دبياجته مايلي‪:‬‬ ‫ التثكي د ددد عل د ددى ض د ددرورة اعتم د دداد اسد د درتاتيجية ش د دداملة يف الص د ددومال للتص د دددي للمش د دداكل السياس د ددية‬‫واالقتصادية واإلنسانية واألمنية السائدة وملشدكلة القرصدنة‪ ،‬مبدا يف ذلدك احتجداز الرهدائن قبالدة سدواحل‬ ‫الصومال‪ ،‬وذلك من خالل اجلهود التعاونية جلميع أصحاب املصلحة‪...‬اخل‪.‬‬ ‫ وإذ يش د ددري يف قرارات د دده ‪ )2010( 1750‬و ‪ )2011( 1771‬و ‪ )2011( 2020‬وإذ يع د ددرب ع د ددن‬‫قلقدده البددالغ إزاء اخلطددر الددذي متثلدده القرصددنة والسددطو املسددلح قبالددة س دواحل الصددومال‪ ،‬وإذ يدددرك أن‬ ‫استمرار حالة عدم االستقرار يف الصومال يساهم يف تفاقم مشدكلة القرصدنة والسدطو املسدلح يف البحدر‬ ‫قبالددة س دواحل الصددومال‪ ،‬وإذ يؤكددد علددى ضددرورة قيددام اجملتمددع الدددويل واملؤسسددات االحتاديددة االنتقاليددة‬ ‫‪ - 239‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.5‬‬ ‫‪ - 240‬األمم املتحدة‪ :‬جملس األمن‪ ،‬القرار ‪ ،)2000( 1151‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.5‬‬ ‫‪131‬‬


‫بتدددابري شدداملة للتصدددي للقرصددنة واحتجدداز الرهددائن وأسددباهبا اجلذريددة‪ ،‬وإذ يرحددب بدداجلهود الدديت قددام هبددا‬ ‫فريد د ددق االتصد د ددال املعد د ددي مبكافحد د ددة القرصد د ددنة قبالد د ددة س د د دواحل الصد د ددومال والد د دددول واملنظمد د ددات الدوليد د ددة‬ ‫‪241‬‬ ‫واإلقليمية‪.‬‬ ‫ جاء هذا القرار تثكيدا للقرارات السابقة‪.‬‬‫ تثكيدا للعمل الدويل يف انتهاك السيادة الصومالية‪.‬‬‫ اإلبقاء على سياسته اإلسرتاتيجية املستقبلية الحتالل الصومال و السيطرة عليه‪.‬‬‫و) قرار مجلص األمن ‪:)2102( 2138‬‬

‫اختذه جملس األمن يف جلسته (‪ )1727‬املعقودة يف ‪ 27‬شباط‪/‬فرباير ‪.2012‬‬

‫وهو عبارة عن قرار تابع للقرارات السابقة وتكملة للقرارات السابقة املشار إليهدا‪ ،‬وإمندا تددعيما‬ ‫للوجود األجن يف الصومال من خالل التثكيد على ذلك يف هذه القرارات وجاء فيه‪:‬‬ ‫ اإلعراب عن القلق مما حيدث نتيجة أعمال القرصنة‪.‬‬‫ اإلشارة إىل ما حيدث يف خلي غينيا من أعمال قرصنة وآراره على املنطقة‪.‬‬‫ هتديد السلم واألمن الدويل يف املنطقة (وخاصة يف خلي غينيا)‪.‬‬‫ التثكيد على ما جاء يف اتفاقية قانون البحار عام ‪.1712‬‬‫ القيام بتدابري فاعلية للحد من اجلرمية‪.‬‬‫ومدداميكن مالحظتدده ان ق درارات جملددس األمددن تصددب كلهددا يف نددوع معددني مددن التدددخل إلنتهدداك‬ ‫‪242‬‬ ‫األراضي الربية الصومالية واملياه اإلقليمية للصومال‪.‬‬ ‫واخلالصة‪ :‬انه بالرغم من كل هدذه القدرارات وبدالرغم مدن أن كدل اآلليدات العسدكرية املتمثلدة يف‬ ‫مددمرات وغواصدات وحدىت البارجددات الديت حتدوم يف املنطقدة‪ ،‬ورغددم الرتخديأل باسدتباحة امليداه واألراضددي‬ ‫الصددومالية‪ -‬باإلضددافة إىل امليدداه املشدداط ة لددبعض الدددول املشدداط ة الدديت أصددبحت مرتعددا للددزوار‪ ،-‬إال أن‬ ‫القراصنة مدازالوا ميارسدون مهندتهم بكدل حريدة‪ ،‬وهدذا مدازاد مدن أعمداهلم اخلطدرة وتزايددت تدداعياهتا علدى‬

‫‪ - 241‬األمم املتحدة ‪ :‬جملس األمن‪ :‬القرار ‪ )2012( 2031‬الذي اختذه جملس األمن يف جلسته ‪ 1711‬املعقودة يف ‪ 22‬شباط‪ /‬فرباير ‪، 2012‬‬ ‫(‪ ،S/Res/2031 )2012‬ص ‪.2‬‬ ‫‪ - 242‬األمم املتحدة ‪ :‬جملس األمن‪ :‬القرار ‪ )2012( 2037‬الذي اختذه جملس األمن يف جلسته ‪ 1727‬املعقودة يف‪ 2722‬شباط‪ /‬فرباير ‪2012‬‬ ‫‪ ،S/Res/2037 )2012( ،‬ص ‪ 2‬ص‪.4‬‬ ‫‪132‬‬


‫التجارة الدولية ودول املنطقة‪ ،‬نظرا لتجاهل جوهر األزمة وهي حمنة الصدومال ومدا جيدري فيده مدن حدرب‬ ‫أهلية مفتعلة‪.‬‬ ‫ ‪ )3‬مساهمة البوليص الدولي (االنتربول) في مكافحة القرصنة‪:‬‬‫حاولت املنظمة الدولية للشرطة اجلنائية (اإلنرتبول) القيام مبجموعة تدابري حماولة منها احلد من‬ ‫ظاهرة القرصنة اليت هتدد منطقة القرن اإلفريقي من خالل عدة إجراءات أمهها‪:‬‬

‫أ) قرار نوفمبر ‪:2100‬‬

‫حي ددث أن اجلمعي ددة العام ددة للمنظم ددة الدولي ددة للش ددرطة اجلنائي ددة (اإلنرتب ددول) اجتمع ددت يف دورهت ددا‬ ‫(‪ )10‬يف هانوي (فيتنام) يف الفرتة من ‪ 31‬أكتوبر إىل ‪ 3‬نوفمرب ‪ 2011‬وكان أهم قراراهتا‪:‬‬ ‫ اإلعراب عن القلق الشديد من تزايد أعمال القرصنة يف السواحل الصومالية‪.‬‬‫ ارتباط نشاط القرصنة املقلق مع أنشطة إجرامية أخرى (غسيل األموال‪ ،‬األسلحة‬‫و اإلرهاب)‪.‬‬ ‫‪243‬‬ ‫ اإلقرار بثن القرصنة جرمية عابرة للحدود‪ ،‬واحلد منها يتطلب تعاونا دوليا‪.‬‬‫و أعطت جمموعة توصيات حتث فيها البلدان على مايلي‪:‬‬ ‫‪ )1‬تقاسم املعلومات املتعلقة بالقرصنة البحرية من خالل تعميم نشرات االنرتبول مدن ضدمن مجلدة‬ ‫وسددائل وتزويددد قواعددد بيانددات االنرتبددول بالبيانددات‪ ،‬وال سدديما قاعدددة البيانددات العامليددة املتعلقددة‬ ‫بالقرصنة البحرية وقاعدة بيانات خاصة بالسفن املسروقة‪.‬‬ ‫‪ )2‬ودعددم املنظمددة عددرب تقدددمي مسددامهات ماليددة طوعيددة وانتددداب مددوظفني متخصصددني لدددعم الفريددق‬ ‫املعي املخصأل ملكافحة القرصنة البحرية‪.‬‬ ‫‪ )3‬وتعيدني مدوظفني متخصصدني للمسداعدة يف حتقيقدات األدلدة اجلنائيدة يف مسدارح جدرائم القرصدنة‬ ‫البحري ددة‪ ،‬وليكوند دوا ج ددزءا م ددن أفرق ددة حت ددرك االنرتب ددول إزاء األح ددداث املعني ددة بالقرص ددنة البحري ددة‬ ‫‪244‬‬ ‫وللمساعدة يف تدريب البلدان األعضاء على مكافحة القرصنة البحرية وتطوير قدراهتا‪.‬‬

‫ب)النشرة اإلعالمية رقم (‪:)2102/20‬‬

‫‪ - 243‬إعداد اإلنرتبول برناجما فعاال ومستداما ملكافحة القرصنة البحرية‪ ،‬االنرتبول قرار‪ :‬الدورة ‪ 70‬للجمعية اهلامة‪ ،‬هانوي‪ 31 ،‬تشرين األول ‪ /‬أكتوبر‬ ‫‪ 3‬تشرين الثاين ‪/‬نوفمرب ‪ ،Ag-2011-Res- 07 ،2011‬ص ‪.1‬‬‫‪ - 244‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.2‬‬ ‫‪133‬‬


‫حيدث أقددر االنرتبددول يف ‪ 7‬مداي ‪ 2012‬نشددرة إعالميددة حتدت رقددم ‪ 2012/41‬بعندوان‪ :‬االتفدداق‬ ‫بش ددثن تب ددادل املعلوم ددات ب ددني االنرتب ددول ومنظم ددة حل ددف مش ددال األطلس ددي يع ددزز التحقيق ددات يف أعم ددال‬ ‫القرصنة‪.‬‬ ‫كان االتفاق يف ليون (فرنسا) مع منظمة حلف مشال األطلسي وكان اهلدف منه‪:‬‬ ‫‪ )1‬تبادل املعلومات املتعلقة بثعمال القرصنة فيما خيصأل القرصنة قبالة سواحل الصومال‪.‬‬ ‫‪ )2‬االتفاق بدعم املكافحة من خالل املالحقة – التحقيقات و متابعة الشبكات اإلجرامية‪.‬‬ ‫‪ )3‬اعتمد االحتداد األوريب قدرارا يف ديسدمرب ‪ 2010‬يتديح اسدتخدام شدبكة االنرتبدول وأدواتده العامليدة‬ ‫ملكافحددة الشددبكات اإلجراميددة الدديت تقددف وراء أعمددال القرصددنة يف خلددي عدددن‪ ،‬وهددذا يف إطددار‬ ‫عملية (أتالنتا) العسدكرية الديت ينفدذها االحتداد قبالدة سدواحل الصدومال ملكافحدة هدذا الندوع مدن‬ ‫‪245‬‬ ‫اجلرائم‪.‬‬ ‫م ددن خ ددالل ق درارات ونش درات االنرتب ددول ميك ددن أن تستش ددف أن االنرتب ددول ميك ددن ان يس دداهم يف‬ ‫عمليات احلد من القرصنة البحرية نظرا لقاعدة بياناته الكبرية وشدبكاته املتواصدلة يف مجيدع احنداء العدامل‬ ‫تقريبا‪ ،‬ولكنه يبقى جهازا يف يد الدول العظمى‪ ..‬إحداها احللف األطلسي‪.‬‬ ‫‪ )2‬القرصنة البحرية في التشريعات المحلية‪:‬‬

‫إن استعمال الدول األدوات القانونية الصارمة ووسائل الردع الفعالة لتواجه هتديدد القرصدنة‪ ،‬يف‬ ‫حني قامت دول أخرى عانت من جرمية القرصنة بوضع تشريعات حملية خاصة هبدف تسهيل توقيف‬ ‫القراصنة وحماكمتهم وإعادهتم اىل وطنهم ومن بني هذه الدول مايلي ‪:‬‬

‫* السيشــل‪ :‬تعتددرب مددن أوائددل الدددول (مطلددة علددى احملدديط اهلندددي) عمدددت إىل تعددديل قوانينهددا املتعلقددة‬ ‫جبرميددة القرصددنة‪ ،‬ففددي مددارس ‪ ،2010‬قامددت بتعددديل قددانون العقوبددات اخلاصددة هبددا عددرب اعتمدداد املددادتني‬ ‫‪246‬‬ ‫(‪ )101‬واملادة (‪ )117‬من اتفاقية األمم املتحدة لقانون البحار‪.‬‬ ‫وبع ددد ه ددذا الق ددانون وقع ددت السيش ددل (‪ )15‬مد دذكرة تف دداهم ح ددول نق ددل القراص ددنة املش ددتبه هب ددم‬ ‫(وحاكمة أزيد من ‪ 10‬قرصانا مشتبه هبم)‪.‬‬ ‫‪ - 1‬نشرة إعالمية بعنوان‪ :‬االتفاق بشثن تبادل املعلومات بني االنرتبول ومنظمة حلف مشال األطلسي يعزز التحقيقات يف أعمال القرصنة البحرية‪،‬‬ ‫االنرتبول رقم ‪ 2012/41‬ص ‪.1‬‬ ‫‪ - 246‬جاك بيل‪ :‬اإلجراءات القانونية‪ :‬مسعى جلنة احمليط اهلندي إىل تعزيز مواءمة إقليمية للقوانني املناهضة للقرصنة‪ ،‬مؤسسة الشرق األدىن للتحليل‬ ‫العسكري (إينغما) يف إطار املؤمتر الثاين لدولة اإلمارات العربية املتحدة حول مكافحة القرصنة بعنوان‪ :‬استجابة إقليمية للقرصنة البحرية‪ ،‬تعزيز‬ ‫الشراكات بني القطاعني العام واخلاص وتفعيل املشاركة العاملية‪ ،‬وزارة اخلارجية اإلماراتية‪ ،‬ديب‪ ،‬جوان ‪ ،2012‬ص‪.4‬‬ ‫‪134‬‬


‫*دولــة موريشــيوس‪ :‬حيددث عانددت هددذه األخددرية مددن القرصددنة البحريددة بددالقرب مددن مياههددا اإلقليميددة‪،‬‬ ‫هفوقعت يف جويلية ‪ 2011‬اتفاقية نقل املساجني قبل احملاكمدة مدع االحتداد األوريب‪ ،‬ووقعدت يف ديسدمرب‬ ‫‪ 2011‬اتفاقيددة اعتمدددت مشددروع قددانون حددول القرصددنة والعنددف البحددري‪ ،‬وهددذا نتيجددة وعيهددا خبطددورة‬ ‫التهديد وسعيها إىل بناء حمكمة خاصة حملاكمة القراصنة‪.‬‬ ‫*كمددا عملددت فرنســا‪ :‬علددى وضددع قددانون متعلددق مبكافحددة القرصددنة البحريددة يف ‪ 2‬فيفددري ‪ ،2011‬وهددو‬ ‫قددانون شددبيه بقددانون السيشددل وموريشدديوس مددن حيددث متاشدديه متامددا مددع اتفاقيددة األمددم املتحدددة لقددانون‬ ‫البحار ألنده يعتمدد التعريدف نفسده للقرصدنة ويرجدع إىل االتفاقيدة يف أي مطالبدة بدالتعويض عدن ضدرر أو‬ ‫‪247‬‬ ‫جرح أو خسارة‪.‬‬ ‫يف حدني حتددرص تشدريعات العديددد مددن الددول علددى حتدرمي القرصددنة صدراحة وال سديما الدددول الدديت‬ ‫متلددك أسدداطيل حبريددة كبدرية‪ ،‬وتشددمل الق دوانني اجلنائيددة للدددول مجيعهددا تقريبددا عددل م دواد تعددد القرصددنة مددن‬ ‫اجلرائم اخلطرية وتقضي بإنزال عقوبات صارمة على من ميارس النهب البحري ففي‪:‬‬ ‫بريطانيددا مددثال‪ :‬وردت بعددض النصددوص الدديت جتددرم القرصددنة وذلددك منددذ عددام (‪ )1535‬ومددن رددة‬ ‫تبعتها نصوص أخرى يف أعوام (‪.)1123( ،)1721( ،)1700‬‬ ‫كمد ددا وضد ددع التش د دريع البلجيكد ددي نفد ددس القواعد ددد‪ ،‬حيد ددث أصد دددر قانوند ددا خاصد ددا يف ‪ 5‬ند ددوفمرب‬ ‫‪248‬‬ ‫(‪ )1725‬ضم جترميا لبعض صور القرصنة‪.‬‬ ‫‪ -‬اتفاقية دول مجلص التعاون الخليجي ‪ 2‬ماي ‪:2112‬‬

‫إن اتفاقيددة دول جملددس التعدداون لدددول اخللددي العربيددة ملكافحددة اإلرهدداب هددي رغبددة مددن دول التعدداون‬ ‫اخلليجددي يف وقايددة جمتمعاهتددا وشددعوهبا ومكتسددباهتا ومنجزاهتددا املسددتقبلية ومحايددة مصدداحلها مددن خطددر‬ ‫اإلره دداب‪ ،‬وباعتباره ددا م ددن أه ددم دول الع ددامل ت ددثررا مب ددا حي دددث يف الق ددرن اإلفريق ددي س دواءا م ددن (اإلره دداب‬ ‫والقرصدنة‪ ،‬أو الالاسدتقرار السياسددي)‪ ،‬وحبكدم العدامل اجلغدرايف وحبكدم املصداحل االقتصددادية والتجاريدة هلددذا‬ ‫الطري ددق البح ددري ال ددذي يعت ددرب شد دريانا مهم ددا للتج ددارة والنق ددل بالنس ددبة ل دددول اخلل ددي الع ددريب وأي هتدي ددد‬ ‫‪249‬‬ ‫للمالحة فيه هو هتديد مباشر ألمنها واقتصادياهتا‪ ،‬وقد سعت لوضع هذه االتفاقية من خالل‪:‬‬ ‫‪ - 247‬جاك بيل‪ :‬اإلجراءات القانونية‪ :‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.5‬‬ ‫‪ - 248‬مايا خاطر‪ :‬اإلطار القانوين جلرمية القرصنة البحرية‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.273‬‬ ‫‪ - 249‬اتفاقية دول جملس التعاون لدول اخللي العريب ملكافحة اإلرهاب‪ ،‬أنظر‪ :‬املادة(‪ )1‬واملادة (‪ )3‬من االتفاقية‪ ،‬ص ‪ 2‬ص‪.4‬‬ ‫(نسخة خمزنة على الويب)‪:‬‬ ‫‪http://www.omanlegal.net/ Vb/Showthread.php?t=13108.‬‬ ‫‪135‬‬


‫ اعتربت دول جملس التعاون يف هذه االتفاقية‪:‬‬‫المــادة (‪ :)13‬اجلرميددة اإلرهابيددة واعتددربت تقدددمي أمدوال أو مجددع أمدوال أيددا كانددت نوعهددا لتمويددل اجلدرائم‬ ‫اإلرهابية مع العلم لذلك‪ ،‬كما يعد مدن اجلدرائم اإلرهابيدة اجلدرائم املنصدوص عليهدا يف االتفاقيدات التاليدة‬ ‫عدا ما استثنته منها تشريعات الدول املتعاقدة أو مل تصادق عليها‪.‬‬ ‫وجاء يف الفقرة (و) ما يلي‪:‬‬ ‫و‪ -‬اتفاقية األمم املتحدة لقانون البحار لسنة ‪ 1712‬ما يتعلق منها بالقرصنة البحرية‪.‬‬ ‫كما ورد أيضا يف الفقرة (ط) من املادة (‪)1‬‬‫واعتربهتا من اجلرائم اإلرهابية حيث‪:‬‬ ‫ورد يف الفقرة (ط) من املادة (‪:)1‬‬ ‫ط‪-‬اتفاقية األمم املتحدة لقانون البحار لعام ‪ ،1713‬وما تعلق منها بالقرصنة‪.250‬‬ ‫وم ددن خ ددالل م ددا ورد يف ه ددذه االتفاقي ددة جن ددد أن دول جمل ددس التع دداون اخلليج ددي اعت ددربت جرمي ددة‬ ‫القرصنة البحرية جرمية إرهاب‪ ،‬واعتربت ما ورد يف اتفاقية قانون البحار لعام ‪ 1712‬ينطبق عليها‪.‬‬

‫‪ - 250‬اتفاقية دول جملس التعاون لدول اخللي العربية ملكافحة اإلرهاب‪ ،‬انظر املادة (‪ ،)1‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.4‬‬ ‫‪131‬‬


‫المبحث الثاني‪ :‬القرصنة واإلرهاب والجريمة المنظمة ومخاطر االندماج‪:‬‬ ‫عرفددت القرصددنة تطددوراً يف العتدداد والعدددة وتنوعددت نشدداطاهتا وزادت خطورهتددا خاصددة يف الوقددت‬ ‫الدراهن‪ ،‬واإلرهدداب اختدذ أبعدداداً جديدددة حمليدا ودوليددا‪ ،‬ولقدي دعمددا مددن حكومدات دول ومنظمددات دوليددة‬ ‫وإقليميددة‪ ..‬م ددما زاد مددن قددوة اجلرميددة وخطورهتددا لدديس فقددط علددى الصددعيد السياسددي وإمنددا علددى الصددعيد‬ ‫اإلنسد دداين‪ ،‬وأمد ددن اجملتمعد ددات داخد ددل الدولد ددة‪ ،‬ونتجد ددت منظمد ددات إرهابيد ددة شد ددديدة اخلطد ددورة متناقضد ددة‬ ‫االجتاهدات يف الدولدة الواحددة‪ ،251‬حيدث أن الكثدري مدن املنظمدات االرهابيدة أصدبحت القرصدنة مهنتهدا‬ ‫لتمويل منظماهتا بل ان تواجدد االرهداب يف منطقدة القرصدنة خلدق نوعدا مدن عالقدات التبدادل والتعامدل‬ ‫الددذي فرضدده منطددق املصددلحة واملددال بددل القرصددنة تعتددرب للمنظمددات االرهابيددة نافددذهتا املاديددة الكددربى ‪،‬‬ ‫وحىت انه هناك بعض الدول هلا أهداف خفية ختدم مصاحلها وما ميكدن قولده انده أصدبح هدذا التعامدل‬ ‫لوبيددا جديدددا يهدددد األمددن والسددالم العدداملي‪ ،‬وخاصددة أندده أصددبح رالرددة أخطددر مجاعددات إجراميددة حمرتفددة‬ ‫متخطية للحدود متلك املال والعتاد يف تنفيذ خمططاهتا‪.‬‬ ‫ومدن جهدة أخددرى فدإن هتديددد اإلرهداب وانتشدار أسددلحة الددمار الشددامل‪ ،‬والنزاعدات اإلقليميددة‪،‬‬ ‫زاد يف ضعف وهشاشة العديد من الدول‪ ،‬وضعف يف قياداهتا وتفشي العديد من العلدل داخلهدا‪ ،‬وهدو‬ ‫مددا يغددذي (اجلرميددة املنظمددة‪ ،‬اإلرهدداب والقرصددنة ‪ )..‬وبالتددايل هتديددد األمددن اإلقليمددي الدددويل‪ ،‬كددل هددذه‬ ‫الظدواهر تراهددا الدددول األوربيددة عددابرة للحدددود مددن نتدداج الضددفة األخددرى حلددوض املتوسددط‪ ،‬وكانددت ضددمن‬ ‫االسرتاتيجيات األوربية لألمن املتبناة من قبل رؤساء الدول واحلكومات األوربية يف ديسمرب ‪.2003‬‬ ‫ويف حددني أصددبحت الشدوارع األوربيددة تعدداين مددن خطددر االج درام غدددى هتديددد اهلجددرة غددري الشددرعية‬ ‫مشددكال يددؤرق رؤسدداء هددذه الدددول وأصددبحت منبددع التهديدددات واملشدداكل الداخليددة فهددم يسددعون بكددل‬ ‫جهد ملعاجلة منابع التهديد الديت جتمدع بدني اجلرميدة املنظمدة مدن قرصدنة وارهداب واجلرميدة غدري املنظمدة مدن‬ ‫‪252‬‬ ‫مهاجرين ومتشردين وغريها‪...‬‬

‫‪ - 251‬حممد أبو الفتوح غنام‪ :‬اإلرهاب وتشريعات املكافحة يف الدول الدميقراطية‪ ،‬ط‪ ،1771 ،1‬ص ‪.150‬‬ ‫‪ - 252‬رقية العاقل‪ :‬إشكالية اهلجرة واألمن يف غرب املتوسط‪ ،‬رسالة ماجستري‪ ،‬قسم العلوم السياسية‪ ،‬جامعة اجلزائر‪ ،2007 ،‬ص ‪.105‬‬ ‫‪137‬‬


‫المطلب األول‪ :‬خطورة استعمال الجماعات اإلرهابية للقرصنة‪:‬‬ ‫اإلرهاب ظاهرة مفتتة ولدت منذ والدة اجملتمعات اإلنسانية وتطورت كالظواهر األخرى‬ ‫مستفيدة من التقدم العلمي لتفعيل أساليبها ووسائلها نتيجة لذلك تعددت أهدافها وتوسعت‬ ‫جغرافيتها لتشمل العامل بثسره دومنا متييز بني الدول املتقدمة واليت يف طور النمو‪ ،‬سواء كانت الدولة‬ ‫فقرية أو غنية أو أرها تطبق النظام الدميقراطي أو غريه من األنظمة‪ ،‬حبيث بات وقوع العمل اإلرهايب‬ ‫يف أية دولة حمتمال ومل تعد القوة مانعا لوقوعه‪.‬‬

‫(‪)1‬‬

‫ تعريـ ـ ـف اإلره ـ ـ ـاب‪:‬‬‫أ)‬

‫لـ ـ ـغـة‪:‬‬ ‫يفيد لف « اإلرهاب » إذا أطلق معل الرهبة واخلوف والفزع‪ ،‬فهو اسم يدل على حالة من‬

‫اهللع والرعب واالضطراب‪.‬‬ ‫أرهبه‪ :‬خ اوفه‬ ‫ب إذا خاف ومنه العقول خ‬ ‫وأصل اللف يف اللغة من رهب خ‬ ‫يرهب رهبة ورهبًا خورخه ه‬ ‫وفازعه‪ .‬والرهبة واخلوف صفة جامعة حلالة واقعية حتدث عن فعل وأفعال ذات خصر‪ ،‬يبعث يف النفس‬ ‫اخلوف والرعب واهللع‪.‬‬

‫(‪) 2‬‬

‫وكلمة (‪ )terror‬ترجع يف أصلها يف اإلجنليزية إىل الفعل (‪ )ters‬ويف الفرنسية إىل الفعل‬ ‫(‪ )terroriser‬وحتمل يف كلتا الكلمتني معاين الرعب واهلول والفزع أو تدور يف جمملها حول هذا‬ ‫املعل‪.‬‬ ‫ويف املعجم العريب احلديث جند أن كلمة‪ :‬ارهاب تعي األخذ بالعنف والتهديد واحلكم اإلرهايب‬ ‫القائم على أعمال العنف‪.‬‬

‫(‪ )1‬حسن عزيز نور احللو‪ :‬اإلرهاب يف القانون الدويل‪ :‬دراسة قانونية مقارنة – أطروحة مقدمة استكماال ملتطلبات احلصول على درجة ماجستري يف‬ ‫القانون العام‪ -‬هلسنكي –فلندا‪1427 -‬ه‪2007 -‬م‪ ،‬ص ‪.1‬‬ ‫(‪ )2‬املرجع نفسه‪ :‬ص ‪.07‬‬ ‫‪131‬‬


‫ب)‬

‫اإلرهـ ـاب اصطالحـ ـا‪:‬‬

‫عرفت املوسوعة السياسة اإلرهاب على أنه‪ :‬استخدام العنف غري القانوين أو التهديد به بثشكاله‬ ‫املختلفة كاالغتيال والتشويه والتعذيب والتخريب والنسف بغية حتقيق هدف سياسي معني‪.‬‬

‫(‪)1‬‬

‫أما القاموس السياسي جند كلمة "إرهاب" تعي‪" :‬حماولة نشر الذعر والفزع ألغراض سياسية‬ ‫واإلرهاب وسيلة تستخدمها حكومة استبدادية إلرغام الشعب على اخلضوع واالستسالم هلا‪.‬‬

‫(‪)2‬‬

‫ تعريف الروس القاموس العالمي (لإلرهاب) انه‪ " :‬حركة سياسية عنيفة ألشخاص أو‬‫أقليات‪ ،‬ضد أشخاص‪ ،‬ممتلكات أو مؤسسات وجمموع هذه األعمال العنيفة (الفردية أو اجلماعية)‬ ‫تتخذ أساليب إرهابية متعددة‪ :‬اغتياالت‪ ،‬حجز رهائن‪ ،‬وضع متفجرات‪ ،‬أعمال ختريبية‪ .‬يهدف إىل‬ ‫احتالل أرض أو قلب نظام سياسي ‪...‬إخل‪.‬‬ ‫‪ )1‬التعريف اإليديولوجي لظاهرة اإلرهاب‪:‬‬ ‫ التعريف األمريكي لإلرهاب‪:‬‬‫قبل أحداث ‪ 00‬سبتمبر ‪:2110‬‬

‫أ)‬

‫اإلرهاب‪ :‬يشمل كل من شثنه أن يتسبب على وجه غري مشروع يف‪ :‬قتل شخأل‪ ،‬أو إحداث‬ ‫ضرر بدين فادح به‪ ،‬أو خطفه‪ ،‬أو حماولة ارتكاب هذا الفعل أو االشرتاك يف ارتكاب أو حماولة‬ ‫ارتكاب مثل هذه اجلرم‪.‬‬ ‫ب)‬

‫(‪)3‬‬

‫بعد أحداث ‪ 00‬سبتمبر ‪:2110‬‬

‫اإلرهاب الدويل هو القيام بثفعال إرهابية‪ ،‬تشمل األشخاص أو األقاليم من طرف مجاعات‬ ‫إرهابية تنتمي إىل أصول فكرية خمتلفة أو من طرف دول تدعم اإلرهاب‪.‬‬

‫(‪)1‬‬

‫(‪ )1‬عبد الناصر حريز‪ :‬اإلرهاب السياسي‪ :‬ط‪ ،1‬مكتبة مدبويل‪ ،‬القاهرة‪ ،1771 ،‬ص ‪.23‬‬ ‫(‪ )2‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.24‬‬ ‫(‪ )3‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.32‬‬ ‫‪christophen.c. joyner; 2002;p01.‬‬

‫‪137‬‬

‫(‪)1‬‬


‫واملتثمل يف التعريف األمريكي لإلرهاب قبل وبعد أحداث سبتمرب يالح الفرق بينهما بسهولة‬ ‫والتغيري الكبري يف الرؤية األمريكية‪ ،‬فثمريكا كانت تعترب اإلرهاب كل ما ميس األشخاص بثي شكل‬ ‫من األشكال ألرها كانت مهددة يف مواطنيها خارج أراضيها‪ ،‬تفجري السفارات الطائرات تفجري‬ ‫األساطيل البحرية االغتياالت ‪...‬إخل دون أن يساورها الشك قبل )أحداث ‪ 11‬سبتمرب ‪ )2001‬بثرها‬ ‫مستهدفة داخل إقليمها‪.‬‬ ‫‪ )2‬التعريف القانوني‪:‬‬ ‫ومن جهة النظر القانونية فإن اإلرهاب جرمية هلا أركارها وعناصرها مثلها مثل باقي اجلرائم‬ ‫األخرى وهذه العناصر هي‪:‬‬ ‫أ) العنصر المادي‪ :‬وهو النشاط املادي كالقتل أو النهب أو التفجري أو االحتجاز ‪...‬‬ ‫وذلك بثي وسيلة كانت وسيان إن قام به شخأل واحد أو جمموعة من األشخاص‪.‬‬ ‫ب) مدخل الجريمة‪ :‬موضوعيا تقع اجلرمية على الناس أو ممتلكاهتم أو املمتلكات العامة‬ ‫ويدخل هذا العمل يف إطار اإلرهاب إذا كان اجملي عليه غري مقصود بذاته إمنا هو رسالة من‬ ‫أجل غاية معينة للضغط على مجاعة رالثة واليت بيدها عادة زمام األمور‪.‬‬

‫(‪)2‬‬

‫‪ )3‬تعريف اإلرهاب في الفقه الدولي‪:‬‬ ‫يف األونة االخرية ظهرت تعاريف جديدة لالرهاب عالى الساحة الدولية وما ميكن االشارة‬ ‫وقد اجتمع الفقهاء على تعاريف حمددة تشمل جوانب عديدة من حيث الدقة واملوضوعية‪.‬‬ ‫عرفه "سوتيل" ‪ « :"sottile‬بثنه عمل إجرامي مصحوب بالعنف أو الفزع بقصد حتديد‬ ‫هدف أو غرض معني»‪.‬‬ ‫عرفه أستاذ القانون اجلنائي يف جامعة مدريد الدكتور "سالدان ‪ « "saldan‬كل جرمية أو‬ ‫جناية سياسية أو اجتماعية يؤدي ارتكاهبا أو اإلعالن عنها إىل إحداث ذعر عام خيلف بطبيعة حظر‬ ‫عام »‪.‬‬ ‫(‪ )2‬عبد اهلل سليمان‪ :‬ظاهرة اإلرهاب والقانون ‪ ،‬اجمللة اجلزائرية للعلوم القانونية االقتصاد والسياسة‪ ،‬معهد احلقوق والعلوم اإلدارية‪ ،‬ابن عكنون‪ ،‬العدد ‪،4‬‬ ‫جامعة اجلزائر‪ ،4،1771 ،‬ص ‪.740‬‬ ‫‪140‬‬


‫ويعرفه الدكتور "عبد العزيز سرحان"‪ « :‬هو كل اعتداء على األرواح واملمتلكات العامة أو‬ ‫اخلاصة باملخالفة ألحكام القانون الدويل ‪ ،‬ويعد الفعل إرهابا دوليا وبالتايل جرمية دولية‪ ،‬سواء قام به‬ ‫فرد أو مجاعة أو دولة‪ ،‬كما يشمل أيضا أعمال التفرقة العنصرية اليت تباشرها بعض الدول »‪.‬‬ ‫وعرفه بيسون التعريف الذي أخذته جلنة اخلرباء اإلقليميني يف اجتماعاهتا يف فيينا ‪11-14‬‬

‫مارس ‪ 1711‬وهو اسرتاتيجية عنف حمرم دوليا حتفزها بواعث عقائدية وتتوخى أحداث عنف مرعب‬ ‫داخل شرحية خاصة من جمتمع معني لتحقيق الوصول إىل السلطة بدعاية ملطلب أو ملظلمة‪ ،‬بغض‬ ‫النظر عما كان مقرتفو العنف يعملون من أجل أنفسهم‪.‬‬

‫(‪)1‬‬

‫تطور ظاهرة اإلرهاب‪:‬‬ ‫إن أول منظمة إرهابية عرفها التاريخ هي منظمة سيكاريه "‪ "sicarii‬اليت شكلها املتطرفون‬ ‫اليهود الذين أوفدوا إىل فلسطني بعد أن شتتهم البايلون سنة ‪ 511‬ق‪.‬م فقاموا حبملة متصلة من‬ ‫االغتياالت واحلرائق ضد الرومان واألغنياء من سكان البلد‪.‬‬ ‫‪ ‬أما فيما خيأل التاريخ اإلسالمي‪ ،‬فقد بدأ اإلرهاب باغتيال سيدنا (عمر بن اخلطاب) مث عثمان‬ ‫بن عفان –رضي اهلل عنهما‪ -‬وبعدمها "على بن أيب طالب" –كرم اهلل وجهه‪ -‬على يد اخلوارج‬ ‫إرر النزاع بينه وبني "معاوية بن أيب سفيان وما ناله أتباعه على يد األمويني وما ناله هؤالء على يد‬ ‫العباسيني‪.‬‬ ‫وحوايل القرن ‪ 10‬م‪ ،‬ظهرت منظمة إرهابية عرفت بد "احلشاشني" واختذت زعيما "حسن‬ ‫الصباح" من قلعة "علموت" اإليرانية مركزا له وقد بلغت درجة عالية من التنظيم‪ ،‬أشاعت معه الرعب‬ ‫يف قلوب احلكام وقادة اجليوش والرأي‪ ،‬ويرجع إليها ابتكار اإلرهاب كبديل على احلرب إذ كانت‬ ‫قليلة العدد إىل احلد الذي ال يستطيع معها رجاهلا الدخول يف مواجهة مع خصومهم‪.‬‬

‫(‪ )1‬حسن عزوز نور احللو‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.14‬‬ ‫‪141‬‬


‫‪ ‬أما ما ميز أوروبا بالقرون الوسطى يف هذا الشثن هو تلك العصابات اإلرهابية اليت استخدمها‬ ‫النبالء‪ ،‬لإلخالل باألمن يف ربوع إقطاعيات خصومهم‪ ،‬ورورات العبيد الفارين من مقاطعات‬ ‫األسياد واملشكلني لعصابات لالنتقام وإشاعة الفوضى يف أراضي املالك‪.‬‬ ‫ويف األساس يرجع البعض ظهور اإلرهاب إىل سنة ‪( 1773‬الثورة الفرنسية) حيث مارسه‬ ‫"روبص بييى" وزمرته على نطاق واسع‪ ،‬فقطع رأس ‪ 40‬ألف شخأل من أصل ‪ 27‬مليون واعتقل‬ ‫‪ 300‬ألف آخرين وتبي الثوريني الذين استولوا فيما بعد على السلطة سياسة العنف ضد أعدائهم‬ ‫فعرفت فرتة حكمهم بد "عهد اإلرهاب"‪.‬‬

‫(‪)1‬‬

‫وبعد رهاية احلرب األمريكية سنة ‪ 1115‬عرف تكتيك اإلرهاب على القارة الشابة‪ ،‬فظهرت‬ ‫مجاعة "كوكلوس كالن" مارست اإلرهاب بشكل قاس على املواطنني السود واملتعاطفني معهم‪ ،‬كما‬ ‫ظهرت بالتزامن معها تقريبا منظمة "‪( zeniya.lvolya‬األرض والحرية) " الروسية سنة ‪1172‬‬

‫ومنظمة ‪( nodonaya‬اإلرادة الشعبية) سنة ‪ .1177‬وتعد من أكثر املنظمات اإلرهابية شراسة‬ ‫وتوقفت عن النشاط بعد الثورة البلشفية‪.‬‬ ‫هذا باإلضافة إىل بعض احلركات الثورية مثل احلركة األيرلندية من أجل االستقالل سنة‬ ‫‪ ،1171‬نشاطات املنظمة األرضية ضد االحتالل الرتكي سنة ‪ 1170‬وحركة االستقالل الوطي‬ ‫املقدونية يف بداية القرن ‪ 20‬واليت واصلت بقايا منها النشاط داخل بلغاريا‪ ،‬وبعض األجزاء من‬ ‫يوغسالفيا حىت سنة ‪ ،1730‬وحركة الباسك اإلسبانية ‪....‬وغريها من احلركات‪.‬‬ ‫وقد كان حادث اغتيال األمري "رودولف" ويل عهد النمسا والذي ارتكبته جمموعة صربية‬ ‫إرهابية سببا من أسباب(‪ )1‬قيام احلرب العاملية األوىل كما دفع اغتيال كل من امللك "ألكسندر" ملك‬ ‫يوغسالفيا (سابقا) و "برافو" وزير خارجية فرنسا يف مرسيليا سنة ‪ 1734‬عصبة األمم لوضع أول‬ ‫لبنة تعاون دويل من أجل مكافحة اإلرهاب بإبرام أول اتفاقية (اتفاقية جنيف) سنة ‪.1737‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫عبد اهلل سليمان‪ :‬ظاهرة اإلرهاب والقانون‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.7‬‬ ‫عبد اهلل سليمان‪ :‬ظاهرة اإلرهاب والقانون‪ ،‬املرجع السابق‪ :‬ص ‪.47‬‬ ‫‪142‬‬


‫ويف الثالرينيات دأب "أودلف هتلر " يف أملانيا و"موسيليي" يف إيطاليا وستالني يف االحتاد‬ ‫السوفيا سابقا على استخدام اإلرهاب دون هوادة إل‪،‬اد احلركات املناوئة حلكوماهتم‪.‬‬ ‫بيد أن كثريا من اآلراء تعد احلرب العاملية الثانية نقطة حتول وخطث فاصال يف تاريخ اإلرهاب ملا‬ ‫صاحبها من حتوالت جذرية يف التكنولوجيا واالقتصاد‪ ،‬والعالقات الدولية وابتكار أسلحة الردع‬ ‫الشامل مما شجع الكثري من املنظمات على القيام باألعمال اإلرهابية فظهرت على سبيل املثال يف‬ ‫الستينات مجاعة "األلوية الحمرام" يف إيطاليا وزمرة "الجيش الحر" يف أملانيا الغربية وقد سعت كلتا‬ ‫اجلماعتني إىل ختريب النظام السياسي واالقتصادي يف بلديهما قصد إقامة نظام جديد‪.‬‬ ‫مثلما ظهرت العديد من بؤر اإلرهاب يف العامل كثوربا الشرقية خاصة (روسيا ويوغسالفيا)‬ ‫ومشال إفريقيا (اجلزائر ومصر) وغريمها من املناطق أين تلجث هذه املنظمات إىل الصراع املسلح وهو‬ ‫صراع الزعامات اإلقليمية أو العرقية أو الدينية‪ ،‬وهدفها األول هو اعتالء السلطة السياسية‪.‬‬ ‫ خطورة ظاهرة اإلرهاب‪:‬‬‫أصبح اإلرهاب ظاهرة خطرية تشغل بال العامل بثسره باعتباره ظاهرة كونية مل تقتصر على‬ ‫الدول الغربية فقط بل طالت العديد من الدول األخرى وتكمن خطورة اإلرهاب يف كونه يسعى من‬ ‫خالل القيام بثعمال االغتيال وخطف الطائرات وتفجري القنابل واحتجاز الرهائن والقرصنة البحرية‪،‬‬ ‫لدعم أهداف سياسية‪ ،‬إيديولوجية أو فكرية معينة‪.‬‬ ‫كما يستعمل اإلرهاب العنف من أجل إرارة اخلوف‪ ،‬فاخلوف يشل اإلرادة ويعطل التفكري‬ ‫السليم ويستنزف القوة لدى اخلصم ومن مث فهو حيمل هذا اخلصم على االقتناع بثي رن التمسك‬ ‫مبوقفه سيكون باهظا‪ ،‬مما يقتضي الرتاجع عنه‪ ،‬إن هناك اسرتاتيجية تؤكد أن العمليات اإلرهابية تثري‬ ‫اخلوف لدى اخلصم مما يقوده – كرد فعل حمسوب‪ -‬إىل زيادة حجم قوته هذه الزيادة تتحول مع‬ ‫الوقت إىل عبئ عليه‪.‬‬

‫(‪)1‬‬

‫(‪ )1‬حممد مساك‪ :‬اإلرهاب والعنف السياسي‪ :‬ط‪ ،2‬النفائس للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬بريوت‪ ،1772 ،‬ص ‪.11‬‬ ‫‪143‬‬


‫وأيضا يهدف اإلرهاب إىل زعزعة أركان السلطة القائمة يف حماولة إلجبارها على التنحي‪ ،‬بيد‬ ‫أن اإلرهاب جتاوز هذا اهلدف إىل املساس مبصادر املعيشة العامة وهتديد املوارد الفكرية واالقتصادية‬ ‫مما يؤدي إىل إجبار السلطة على إنشاء أو إلغاء أو تعديل قراراهتا مبا يتفق ورغبة اإلرهابيني وهذا يعد‬ ‫مكسبا سياسيا هلم‪.‬‬

‫(‪)2‬‬

‫ العالقة بين اإلرهاب وجريمة القرصنة‪:‬‬‫إن التثمل يف أوصاف اجلرائم اإلرهابية وأوصاف جرمية القرصنة البحرية يكشف عن ان بينهما‬ ‫صلة قوية أو شبها كبريا‪ ،‬ولكن الضبط الدقيق هلذه الصلة أو ذلك الشبه يوجب البحث يف عناصر‬ ‫اجلرائم اإلرهابية وعناصر جرائم القرصنة‪ .‬وذلك على النحو التايل‪:‬‬ ‫‪.0‬‬

‫صفة العنف والتهديد‪ :‬تتصف اجلرائم اإلرهابية بثرها حبسب الشائع املعتاد من جرائم‬

‫العنف إذن هذه الصفة هي اليت جتعل هذه الطائفة من اجلرائم خميفة مرعبة‪ ،‬فالعنف والقسوة يف‬ ‫الفعل‪ ،‬هو عادة ما يبعث على الفزع ومن مث جيعل العمل إرهابيا وبالتثمل يف معل القرصنة –‬ ‫السابق وصفه‪ -‬يظهر أرها من أعمال العنف إرارة ومغالبة‪ ،‬وهي استخدام للقوة والشدة والبط‬ ‫على حنو خييف اجملي عليهم ويرعبهم ويقهر قوهتم‪ ،‬فيغلبهم على أنفسهم أو أمواهلم أو أغراضهم‪،‬‬ ‫ويكون للقهر واملغالبة يف القرصنة معل أعمق وأشد‪ ، ،‬لكورها أرها تقع عادة يف مكان بعيد يتعذر‬ ‫معه على اجملي عليهم أن يستغيثوا أو يستنجدوا بالغري‪ .‬وهذا يعي أن العنف هو جوهر اجلرائم‬ ‫اإلرهابية وهو كذلك يف جرائم القرصنة‪.‬‬ ‫‪.2‬‬

‫(‪)1‬‬

‫صفة الغرض والباعث‪ :‬جاء يف تعريف اإلرهاب بثنه أعمال تقع ‪ ...‬مهما كانت‬

‫بواعثها أو أغراضها‪ ،‬مث جاء يف نفس التعريف أن تلك األعمال هتدف إىل إلقاء الرعب بني الناس‬ ‫أو ترويعهم أو إيذائهم أو تعريض حياهتم أو حرياهتم أو أمنهم للخطر‪ ،‬فكان اإلطالق يف كلمة‬ ‫"مهما كانت" مث جاء التقييد يف كلمة "الهدف إلى" ونعتقد أن هذا التقييد إمنا يقصد به التمثيل‬ ‫(‪)2‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫املرجع نفسه‪ :‬ص‪.71 :‬‬ ‫جامعة نايف العربية للعلوم األمنية‪ :‬اإلرهاب والقرصنة البحرية‪ ،‬ط‪ ،1‬مركز الدراسات والبحوث ‪ ،‬الرياض‪ ،2001 ،‬ص‪.21‬‬ ‫‪144‬‬


‫ال احلصر فاألصل يف املسثلة هو اإلطالق يف البواعث واألهداف‪ ،‬واستنادا إىل هذا احلكم ميكن‬ ‫القول بثن أهداف العمل اإلرهايب‪ ،‬املشار إليها ليست متعارضة مع أهداف القرصنة البحرية‬ ‫فثعمال القرصنة البحرية عادة ما تتصف بكل أو أغلب صفات العمل اإلرهايب‪ ،‬فهي أعمال من‬ ‫شثرها إلقاء الرعب يف أنفس املعرضني هلا وترويعهم وإيذائهم وحتريض حياهتم وأمنهم وحياهتم‬ ‫للخطر‪ ،‬وال خيتلف عنها إال يف صفة العموم اليت تفيدها لكلمة " بين الناس" فثخطار القرصنة‬ ‫البحرية قد تكون أضيق يف نطاقها أو أخأل يف أهدافها فهي ال تقع إال يف البحار وال هتدف‬ ‫عادة إال للسلب والنهب أو القتل أو اخلطف أو كل ذلك فقد مسي القراصنة بد (لصوص البحر)‬ ‫كورهم يغريون على السفن بغرض النهب والسلب ال بغرض التدمري والتخريب‪ ،‬فإن حصل شيء‬ ‫من ذلك فهو غرض غري مقصود لذاته‪.‬‬ ‫وهذا يعي أن أعمال القرصنة البحرية هي جزء من األعمال اإلرهابية ذات طبيعة خاصة‬ ‫اقتضتها طبيعة اجلرمية فهي ‪-‬إذا‪ -‬إرهاب خمصوص يف نطاقه وأغراضه‪ ،‬هذا يف شثن األغراض أما يف‬ ‫شثن البواعث الدافعة إىل اجلرمية فإن لإلرهاب أهدافا أوسع وأمشل من أهداف القرصنة فقد حترك‬ ‫اجلناة يف اجلرائم اإلرهابية بواعث سياسية أو اقتصادية أو عرقية أو طائفية أو دينية أو غري ذلك يف‬ ‫حني أن بواعث القرصنة عادة ما تكون اقتصادية‪ ،‬إذ يسعى اجلناة إىل الكسب عن طريق اإلغارة‬ ‫والسلب والنهب‪ ،‬كما أننا ال نستبعد أن تقع أعمال القرصنة ألسباب سياسية أو أسباب أخرى وهذا‬ ‫ما سبق اجلزم به من أن القرصنة هي صورة خاصة من صور اجلرائم اإلرهابية‪.‬‬

‫(‪)2‬‬

‫ خطورة التعاون بين الجماعتين‪:‬‬‫األموال املتثتية من اإلجرام والفساد ميكن استخدامها يف متويل اإلرهاب (القرصنة البحرية شكل‬ ‫من أشكاله) سواء كانت مغسولة أو بدون غسل والواقع يشري إىل أن تطور يف العلوم والفنون جعل‬ ‫من العامل قرية صغرية‪ ،‬تنتقل فيه األموال واألشخاص وألشياء امللموسة وغري امللموسة بكل شيء‬ ‫وخدم ذلك األعمال املشروعة‪ ،‬وتث جرائم االجتار غري املشروع باملخدرات واملؤررات العقلية على‬ ‫(‪ )1‬جامعة نايف العربية للعلوم األمنية‪ :‬اإلرهاب والقرصنة البحرية‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬

‫‪145‬‬


‫رأس قائمة اجلرائم اليت تدر ماال لذلك قال عنها الدكتور "حياكو ميللي"« أن األرباح الطائلة‬ ‫املتحصلة من االجتار غري املشروع باملخدرات هي شريان احلياة الرئيسي لتنظيمات اجلرمية املنظمة»‬ ‫ويث بعد جرائم اإلجتار غري املشروع باملخدرات من حيث إدرار املال جرائم اإلجتار غري املشروع‬ ‫باألسلحة مث جرائم االجتار باألشخاص (االستغالل اجلنسي لألشخاص خباصة األطفال والنساء)‬ ‫اسرتقاق البشر يف العمل القسري‪ ،‬جتارة األعضاء البشرية‪ ،‬جتارة األطفال من أجل التبي‪.‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬الجريمة المنظمة وعالقتها بالقرصنة‪:‬‬

‫‪ )0‬مفهوم الجريمة المنظمة‪:‬‬ ‫مجيع املفاهيم اليت قامت الدول بوضعها من خالل جهاهتا األمنية أو من خالل املؤمترات‬ ‫والندوات األمنية وأغلب التعاريف اليت وضعها الباحثون املختصون يف علم اجلرمية وإن اختلفت الصيغ‬ ‫اللغوية هلا‪ ،‬حيث تشرتك مجيعها يف التعريف هبا " أرها نشاط إجرامي لتنظيم يعتمد على التخطيط‬ ‫أساس العمل اجلماعي يقوم به عدد من األفراد املؤهلني ذوي اخلربة العالية لتحقيق الكسب املايل‬ ‫السريع من خالل استخدام الوسائل والتقنيات املتطورة وغري املتطورة"‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ويعرفها اإلنرتبول على أرها‪ « :‬مجاعة من األشخاص اليت تقوم حبكم تشكيلها بارتكاب أفعال‬ ‫غري مشروعة بصفة مستمرة وهتدف أساسا لتحقيق الربح دون تقيد باحلدود الوطنية »‬

‫‪‬‬

‫تعريف جمموعة مكافحة املخدرات واجلرمية املنظمة لالحتاد األوريب‪ « :‬مجاعة مشكلة من‬ ‫أكثر من شخصني متارس مشروعا إجراميا ينطوي على ارتكاب جرائم جسيمة ملدة طويلة أو‬ ‫غري حمددة ويكون لكل عضو مهمة حمددة يف إطار التنظيم اإلجرامي الذي يهدف إىل‬ ‫السطو وحتقيق أرباح »‬

‫(‪)1‬‬

‫ومنه ميكن تعريف اجلرمية املنظمة على أرها كل فعل غري شرعي يرتكبه الفرد يؤدي باملساس‬ ‫باإلنسان يف نفسه أو ما له وباجملتمع ونظامه السياسي واالقتصادي يرتتب عنه جزاء‪.‬‬ ‫‪jean jaque. Voche, thevues des relations internationales paris, montchrestion, 5eme edition, 2004.p 9.‬‬

‫‪141‬‬

‫(‪)1‬‬


‫التـ ـاريخ و النشـ ـأة‪:‬‬

‫أ)‬

‫اجلرمية املنظمة ظاهرة وجدت بوجود اإلنسان منذ بدأ التاريخ ففي العصور القدمية كانت‬ ‫اجملتمعات البداية تتشكل على هي ة جتمعات قبلية توفر لنفسها نظاما اجتماعيا تعتمد عليه يف األمن‬ ‫واالستقرار‪ ،‬ومع ظهور وازدياد احلضارات وخاصة احلضارة الفرعونية وجدت اجلرمية املنظمة بصورة‬ ‫بدائية كالسرقة بواسطة العصابات وعمليات االجرام‪ )1(.‬تنتشر على مشارف األهرامات‪ ،‬فتقوم بسرقة‬ ‫املعابد واملقابر لسبب احتفاظ الفراعنة بكنوزهم فيها‪ ،‬ويف بداية القرن )‪ (11‬ظهرت التشكيالت‬ ‫األوىل جلماعات املافيا وتعي (العائلة اإليطالية) حيث تعترب أقدم وأكثر مجاعات اجلرمية املنظمة‪ ،‬ويف‬ ‫منتصف القرن الثامن عشر هاجر عدد من رجال املافيا إىل أمريكا وشكلوا مجاعات مسيت بالعائالت‬ ‫سيطرت بنفوذها على مجيع األنشطة االقتصادية احملظورة وغري احملظورة‪ ،‬وعلى احتادات العمل‬ ‫والنقابات املختلفة‪ ،‬ومن أمثلة العصابات املنظمة احلالية‪ :‬جمموعة املثلث الصيي؛ عصابات الياكوزا‬ ‫اليابانية؛ املافيا الروسية‪ ،‬جمموعة الكارت الكولومبية‪ ،‬التنظيمات اإلجرامية النيجريية‪ ،‬املافيا الرتكية‬ ‫واملافيا املكسيكية‪ ،‬واملافيا اإلسرائيلية‪.‬‬ ‫ب)‬

‫(‪)2‬‬

‫خصائص الجريمة المنظمة‪:‬‬

‫متتاز اجلرمية املنظمة بعدة خصائأل جتعلها ختتلف عن اجلرائم العادية‪ ،‬هذه اخلصائأل‬ ‫والسمات تتجسد فيما يلي‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫التخطيط‪ :‬يعترب العامل األهم يف اجلرمية املنظمة فهو يكفل هلا النجاح واالستمرار ويتطلب‬ ‫افراد مؤهلني وذوي خربة عالية‪.‬‬

‫‪-2‬‬

‫اإلحتراف‪ :‬وهو شرط من شروط اجلرمية املنظمة ألن اهلدف منها هو الكسب املايل‪ ،‬السريع‬ ‫يف وقت قصري وهذا اهلدف ليس من أهداف الذين يبحثون عن الكسب املشروع‪.‬‬

‫‪-3‬‬

‫التعقيد‪ :‬وتعترب شرطاً من شروط التنظيم فاألمر البسيط ال حيتاج إىل تنظيم وهو سرعان ما‬ ‫ينكشف أمره بوضوح أسبابه‪.‬‬

‫(‪)2‬‬

‫‪ipid, p 10.‬‬ ‫يوسف داوود‪ ،‬كوركيس‪ :‬اجلرمية املنظمة‪ ،‬عمان‪ :‬الدار العملية الدولية ودار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،2001 ،‬ص‪.01‬‬ ‫‪147‬‬

‫(‪)1‬‬


‫‪-4‬‬

‫القدرة على التوظيف واالبتزاز‪ :‬اإلجرام املنظم ذكي يف اختيار األشخاص الذين يتعاملون‬ ‫معهم‪ ،‬بطريقة مباشرة أو غري مباشرة وله القدرة على شراء ضمائر األشخاص أو ختويفهم‬ ‫والضغط عليهم‪.‬‬

‫‪-5‬‬

‫الخطورة على المجتمع‪ :‬ال يستطيع القضاء أن يثبت اجلرمية املنظمة يف كثري من األحيان‬ ‫لعدم توفر األدلة ألن األشخاص الذين يقومون باجلرمية أصحاب خربة يعتمدون على‬ ‫التخطيط والتنصل أساس عملهم‪ ،‬وتث خطورهتم يف كورهم موجودون وميارسون اإلجرام‬ ‫ولكن ال عقوبة ضدهم‪.‬‬

‫‪-1‬‬

‫الهدف‪ :‬هتدف اجلرمية املنظمة إىل الكسب املادي السريع والسيطرة على السوق‪.‬‬

‫‪-7‬‬

‫التآمر على المجتمع‪ :‬تؤدي نتائجها إىل تعطيل التنمية والفساد يف الدولة والالأمن‪.‬‬

‫‪-1‬‬

‫التركيز على التحالفات اإلستراتيجية‪ :‬أي أن تعقد حتالفات مع غريها من املنظمات‬ ‫اإلجرامية‪ ،‬احمللية وعرب الدول وهذا لتفادي التنافر والتصادم بنها‪.‬‬

‫‪-7‬‬

‫الطابع الدولي‪ :‬تتصف أنشطة اجلرمية عرب الدول أي أرها ال تقتصر على إقليم الدولة الواحدة‬ ‫فحسب بل تتعدد إىل أقاليم الدول األخرى‪.‬‬ ‫أما التقاليد اإلجرامية لعصابات اجلرمية املنظمة‪ ،‬فهي‪ :‬البناء اهلرمي لتشكيل العصابة‪ ،‬اجتياز‬

‫األعضاء اجلدد الختبار القبول‪ ،‬الطاعة العمياء والوالء املطلق للرؤساء‪ ،‬تغليب مصلحة العصابة على‬ ‫مصلحة أفرادها‪ ،‬صرامة النظم الداخلي‪ ،‬االلتزام بقواعد السلوك‪ ،‬التكفل بثعضاء العصابة تقسيم‬ ‫مناطق النفوذ‪ ،‬الثثر من اخلصوم‪ ،‬والسعي إىل استمالة الرأي العام‪.‬‬ ‫ج) مظاهر الجريمة المنظمة‪:‬‬ ‫تعدد صور وأنواع اجلرمية املنظمة حبسب تكون اجملتمعات ووسائل التكنلوجيا ومن صور اجلرمية‬ ‫املنظمة ما يلي‪:‬‬ ‫اإلتجار غير المشروع بالمخدرات‪ :‬تشكل ظاهرة إنتاج وتعاطي املخدرات مشكلة عاملية ال‬ ‫يكاد خيلوا جمتمع إنساين من آرارها كما أن تكاليف اإلجراءات احمللية والدولية ملكافحتها‪ ،‬والتوعية‬ ‫‪141‬‬


‫بثضرارها وعالج املدمنني سنويا تقدر بد ‪ 120‬مليار دوالر فتجارة املخدرات نسبة ‪ %01‬من جمموع‬ ‫التجارة العاملية حسب ما جاء يف تقرير لألمم املتحدة لسنة ‪.2000‬‬

‫(‪)1‬‬

‫اإلتجار في األشخاص‪ :‬أضحت مشكلة اإلجتار يف األشخاص أحد التحديات الكربى اليت‬ ‫هتدد أمن وكيان اجملتمع والبشرية واستقرارها‪ ،‬كما أصبحت جرائمها حتتل املركز الثالث يف األرباح بعد‬ ‫جتارة السالح واملخدرات فضال على أرها أصبحت أكثر منوا واتساعا حىت أصبحت مشكلة عاملية‬ ‫ختأل مجيع دول العامل سواء كانت تلك الدول نقاط جتمع أو حمطات عبور أو وجهة رهائية تلك‬ ‫التجارة‪ ،‬وقد نشطت املنظمات اإلجرامية يف ممارسة هذا النشاط اخلطري على الصعيد الوطي والدويل‬ ‫وأشهر املنظمات اإلجرامية عرب الدول الكربى اليت تضطلع هبذه التجارة مجعيات الثالوث الصينية‬ ‫(‪ )traids‬والياكوزا اليابانية (‪.)yakoza‬‬

‫(‪)2‬‬

‫‪ )0‬تهريب المهاجرين غير الشرعيين ‪ :‬يعد هتريب املهاجرين غري الشرعيني أحد املظاهر املميزة‬ ‫للتطور اخلطري الذي آلت إليه اجلرمية املنظمة عرب الدول وتقدر األرباح احملققة من هذا النشاط‬ ‫بنحو (‪ 3.5‬مليار دوالر سنويا) وتضطلع املنظمات اإلجرامية بتهريب أعداد كبرية من‬ ‫املهاجرين الذين يغادرون بلدارهم ألسباب سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية‪ ،‬وتقودهم‬ ‫بإدخاهلم بصورة غري مشروعة إىل البلدان املتقدمة‪ ،‬وتشكل اهلجرة خطرا على سيادة الدول‬ ‫املستقبلة هلا إذ أن وجود املهاجرين غري الشرعيني يف إقليم دولة يشكل خرقا لسيادهتا‪ ،‬كما‬ ‫أنه يعرض املهاجرين أنفسهم ملختلف أنواع املعامالت الالإنسانية املاسة بالكرامة والتحقري‪.‬‬ ‫‪ )2‬غسيل األموال‪ :‬إن غسيل األموال يتضمن العديد من التعريفات إال أرها متفقة يف املضمون‬ ‫حيث عرفته اللجنة األوروبية لغسيل األموال عرب دليلها أنه‪ « :‬عملية حتويل املوال املتحصلة‬ ‫عن أنشطة إجرامية هبدف إخفاء وإنكار املصدر غري الشرعي واحملظور هلذه األموال ومساعدة‬ ‫أي شخأل ارتكب جرما ليتجنب املسؤولية القانونية عن االحتفاظ مبتحصالت هذا اجملرم »‬ ‫(‪ )1‬بسمة عوملي‪ :‬جرمية تبييض األموال وحظر املخدرات على االقتصاد وسبل مكافحتها‪ ،‬جريدة الشعب‪ ،‬العدد ‪ ،14472‬اجلزائر فيفري ‪،2001‬‬ ‫ص ‪.11‬‬ ‫(‪ )2‬يوسف داوود ‪ ،‬كوركيس‪ :‬اجلرمية املنظمة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬ ‫‪147‬‬


‫وتعد حمصالت املخدرات املصدر األول لغسيل األموال‪ ،‬إال أن األنشطة الرئيسية اليت تقوم‬ ‫عليها اجلرمية املنظمة‪ ،‬واليت يتم غسيل عائداهتا ال تقتصر على املخدرات فقط بل تشمل‬ ‫أنشطة أخرى منها اإلجتار غري املشروع باألسلحة واإلجتار غري املشروع باآلرار وتزييف‬ ‫العملة‪.‬‬

‫(‪)1‬‬

‫‪ )3‬اإلرهاب اإللكتروني أو الرقمي )‪ :(elictrenic or digital terrorisme‬مصطلح‬ ‫يشري إىل رقافة سلبية عرب اإلنرتنيت ذات خطورة خاصة‪ ،‬فاإلرهاب اإللكرتوين مظهر من‬ ‫مظاهر العدوان على أمن الدول باستخدام األنرتنت ومن مظاهر السلبية اخلطرية‪ :‬اتساع رقعة‬ ‫تصنيف اجلرمية التقليدية يف القانون االجتماعي وخصوصا يف قانون العقوبات النيوكالسيكي‪،‬‬ ‫وذلك باستخدام األداة التشريعية واإلعالمية يف هذا الشثن‪ ،‬لذلك كان النداء املتواصل من‬ ‫الفقه وخرباء السياسة واجملتمع والقانون بضرورة التوصل إىل صيغة اتفاقية هلذا املصطلح اجلديد‬ ‫حىت ميكن أن تتضح صورته الكلية اليت من خالهلا ميكن توجيه الشرعية ملواجهته واحلد من‬ ‫انتشاره‪.‬‬

‫(‪)2‬‬

‫‪ -2‬العالقة بين الجريمة المنظمة و القرصنة البحرية‪:‬‬ ‫أ)‬

‫أوجه الشبه‪:‬‬

‫‪ ‬تعتمد كل من اجلرمية املنظمة إرهاب القرصنة البحرية على نشاطات تنظيمية سرية معقدة‬ ‫تفضي نوعا من الرهبة والسرية على العمليات اإلجرامية يف ظل جمموعة من املبادئ والقواعد الداخلية‬ ‫الصارمة القصوى لكل من خيالفها واملتعاملني معها‪.‬‬ ‫‪ ‬متارل اهلياكل التنظيمية لإلجرام املنظم وإرهاب القرصنة البحرية يف طبيعتها العابرة للحدود‬ ‫ووسائلها غري املشروعة‪.‬‬ ‫‪ ‬وحدة التهديدات اليت تشكلها اجلرائم املنظمة وإرهاب القرصنة البحرية على األمن واالستقرار‬ ‫الوطي والدويل‪.‬‬ ‫(‪ )1‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.74‬‬ ‫(‪ )2‬امللتقى الدويل األكادميي العريب األول حول اإلرهاب اإللكرتوين‪ .‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.1‬‬ ‫‪150‬‬


‫‪ ‬يتسم كل منها بالنزوح إىل حنو العاملية وعبور احلدود‪ ،‬فاجلماعات اإلرهابية للقرصنة مثلها مثل‬ ‫اجلماعات اإلجرامية املنظمة قد تعمد إىل جتنيد أتباعها يف دولة وتدريبهم يف الدول األخرى‪.‬‬ ‫ب)‬

‫أوجه االختالف‪:‬‬

‫‪ ‬إن إرهاب القرصنة يهدف إىل حتقيق أهداف ويف بعض األحيان بعض املطالب السياسية‬ ‫للضغط على دول معينة واستفزازها‪ ،‬بينما تسعى منظمات اجلرمية املنظمة إىل حتقيق أرباح مالية بطرق‬ ‫وأساليب غري مشروعة‪.‬‬ ‫‪ ‬قد ال يكون للقراصنة نفس اهلدف مثلما يكون للجرمية املنظمة‪ .‬فألول طالب للرزق وإعالة‬ ‫جمتماعنهم كما هو احلال لبعض القراصنة الصوماليني و الثاين باألغلب للمال للغخناء كاملافيا اإليطالية‪.‬‬ ‫‪ ‬يف أغلب األحيان يستعمل اصحاب اجلرمية املنظمة االغتياالت حىت وان حتصلوا على ما‬ ‫يصبوا اليه ‪ ،‬عكس القراصنة الذين يتحقق هدفهم يف احلصول على املال أو الفدية وقد عرف هذا‬ ‫األمر منذ القدم‪.‬‬

‫‪253‬‬

‫ عالقات تعاون القراصنة مع اإلرهاب في القرن اإلفريقي‪:‬‬‫استطاعت اجلماعات االرهابية بعقد العديد من الصفقات و التعاون مع القراصنة سوآءا يف بيع‬ ‫السالح أو تثمني التنقالت و اخلدمات األخرى‪ .‬خاصة يف املناطق الربط املالحي من اليمن اىل‬ ‫الصومال وهذا ما عملت علية تنظيم القاعدة يف تنقالهتا ‪ ،‬حيث وجدت اجلماعات االرهابية شريكا‬ ‫هاما يف مد اجلسور بني القارة االفريقية و االسيوية‪ .‬واستطاعت خمتلف التنظيمات االرهابية من‬ ‫احلصول على السالح من مناطق التوتر بثفريقيا وشراءها ونقلها عن طريق القراصنة اىل الضفة االخرى‬ ‫من شبه اجلزيرة العربية‪.‬‬ ‫وقد عرفت العالقة بني االرهاب و القراصنة عالقات خاصة وان املصلحة متوفرة‪ .‬املال للقراصنة‬ ‫والسلع و االسلحة للجماعات االرهابية‪ .‬حيث ذكر تقرير ملكتب األمم املتحدة ملكافحة املخدرات‬ ‫‪ 253‬حسام الدين األمحد‪ :‬القرصنة البحرية يف ضوء التشريعات واالتفاقيات الدولية‪ ،‬منشورات احلل احلقوقية بريوت ‪ ،1111‬ص‪.76‬‬

‫‪151‬‬


‫واجلرمية التعاون الوريق بني اجلماعات االرهابية و القراصنة حيث أن (حركة الشباب) يف الصومال و‬ ‫احملسوبة عن القاعدة اعتقلت العديد من القراصنة و اشرتطت اطالق سراحهم بدفع ‪ 20‬بامل ة من‬ ‫اموال الفدية هلم‪ .‬ومن جهة ذكرت جريدة(ذي سيدين مورنينق هريالد)االسرتالية يف تقرير ملنظمة‬ ‫الكومنوالث للبحوث العلمية والصناعة واخلدمات أن خدمات التنبؤ باألرصاد اجلوية تثررت بفعل‬ ‫اجرام القراصنة‪ .‬وبات السالح يسري على طول خط الساحل االفريقي مرورا بالقرن االفريقي حنو‬ ‫اليمن و السعودية و غريها من املناطق‪ .‬وهذا ما يشكل خطورة كبرية يف جمال دعم االرهاب وخطورة‬ ‫تطور العالقات اكثر وزيادهتا يف املستقبل‪ .‬وقد شهت تنقالت السالح من الصومال حنو اليمن و‬ ‫العكس نتائ خطرية مست بثمن املنطقة يف ظل دعم القوى املرتبصة باملنطقة و اشعال فتيل احلروب‬ ‫هبا يف ظل الوضع الدويل الراهن‪.‬‬

‫‪152‬‬


‫الفصل الرابع‪ :‬البعد الدولي لجريمة القرصنة وآلية المكافحة‪:‬‬ ‫ت ددقع الدددول العربيددة علددى امتددداد قددارتني مددن قددارات العددامل‪ ،‬حيددث تشددمل جنددوب غددرب آسدديا ومشددال‬ ‫إفريقيددا حبي ددث ترس ددو مس دداحتها اإلمجاليددة ع ددن (‪ )14‬ملي ددون كلي ددو م ددرت مربددع‪ ،‬وه ددي مس دداحة أك ددرب م ددن‬ ‫مساحة أوربا القارة‪ ،‬وأكثر من مسداحة الواليدات املتحددة األمريكيدة أو الصدني حيدث أن أقصدى اتسداع‬ ‫للمنطقددة العربيددة يزيددد عددن ‪1700‬كلددم مددن نواكشددوط علددى سدداحل احملدديط األطلسددي لدولددة موريتانيددا إىل‬ ‫الغرب حىت مسقط على ساحل خلي سلطنة عمان شرقا‪.‬‬ ‫وتزيد املسافة عن ‪4500‬كلم من جنوب أطراف الصومال حىت حدود سوريا مشاال‪.‬‬ ‫ولعل االمتداد الفلكي لألرض العربية على أساس فلكي قرابة (‪ )0 37‬درجة عرضية ابتدداءا مدن‬ ‫جنددوب خددط االسددتواء بدددرجتني حددىت درجددة عددرض (‪ )0 37‬مشدداال تقريبددا‪ ،‬ومددن هددذا املوقددع املهددم جعددل‬ ‫املنطقة العربية متنوعة اخلصائأل الطبيعية ما بني عروض مدارية ومعتدلة وأخرى استوائية‪.‬‬ ‫وفيما يتعلق خبطوط الطول تقع البالد العربية على ( ‪ )0 71‬درجة طولية مشداال مدن خدط طدول‬ ‫(‪ )0 11‬درجددة غربددا إىل (‪ )0 10‬درجددة شددرقا‪ ،254‬ومددن خددالل هددذا املوقددع الددذي حتتلدده املنطقددة العربيددة‬ ‫وأمهيته جعدل منهدا منطقدة حلدروب الكبدار وتكالدب القدوى األجنبيدة يف ظدل تبداين املصداحل‪ ،‬خاصدة مدع‬ ‫ظهور آفات قدمية استجدت‪ ،‬كالقرصنة البحرية اليت استغلت لدخول املنطقة من باهبا الواسع بددحجة‬ ‫محاية األمن والسلم الدويل وهدو مدا سدنحاول دراسدته يف هدذا املباحدث الثالردة التاليدة يف إطدار مكافحدة‬ ‫القرصددنة وص دراع الدددول الكددربى علددى املنطقددة العربيددة مث مسددتقبل املنطقددة العربيددة والقددرن اإلفريددق يف ظددل‬ ‫القرصنة البحرية واإلسرتاتيجيات األمنية ملكافحة اجلرمية‪.‬‬

‫‪ - 254‬حممد حممود السرياين‪ :‬احلدود الدولية يف الوطن العريب‪ ،‬مركز الدراسات و البحوث‪ ،‬اكادميية نايف للعلوم االمنية‪ ،‬الرياض‪ ،2001 ،‬ص ‪.13‬‬ ‫‪153‬‬


‫المبحث األول‪ :‬مكافحة القرصنة وأهم أسبابها ‪ :‬مصالح أم حرب على الجريمة؟‬ ‫بعدددما بدددأت تددثرريات القرصددنة البحريددة تضددرب بظالهلددا علددى بدداقي املنطقددة العربيددة‪ ،‬ونالددت مددن‬ ‫الصومال بقرارها السلبية سياسياً واقتصادياً واجتماعياً‪ ،‬وبعدما بدأت تداعياهتا تظهر من خالل السلم‬ ‫واألم ددن ال دددوليني وب دددا جلي ددا الت ددثرري عليهم ددا م ددن خ ددالل هتدي ددد الس ددالمة للمالح ددة البحري دة وال دديت متث ددل‬ ‫الشريان الذي يغذي ويدربط العدامل بعضده بدبعض فكاندت الددول العربيدة أول مدن عاندا مدن اجلرميدة حبكدم‬ ‫أرهددا يف سدداحة لعددب القراصددنة‪ ،‬بدددأت أسدداطيل العددامل تتحددرك خاصددة وأن ب دوارج وسددفن نقددل البددرتول‬ ‫مصدددر الطاقددة األول يف العددامل أص ددبح يف خطددر نتيجددة املم درات الغ ددري آمنددة يف منطقددة القددرن اإلفريق ددي‬ ‫واختذت الدول العظمى فكرة احلرب على اجلرمية للسيطرة على املنطقة ومحاية املصداحل والتواجدد لسدلب‬ ‫ورهب خدريات املنطقدة‪ ،‬مدن خدالل هدذا حنداول معرفدة وتشدريح دور دول العدامل خاصدة العظمدى منهدا يف‬ ‫حرهبا على القرصنة وهل وجودها للحرب على اجلرمية أم الستعباد وقرصنة خريات بلدان هذه املنطقدة‪،‬‬ ‫من خالل هذا املبحث بعنوان‪:‬‬ ‫مكافحة القرصنة وأهم أسباهبا‪ :‬مصاحل أو حرب على اجلرمية والذي حناول دراسته بالتفصيل‪.‬‬

‫‪154‬‬


‫المطلب األول‪ :‬أهم مصالح الدول العظمى في المنطقة‪:‬‬ ‫تسعى الدول العظمى للسيطرة على املنطقدة العربيدة وإرسداء ركدائز هبدا خلدمدة مصداحلها واحلفداظ‬ ‫على بقاء التبعية من جهة واإلمدادات النفطية من جهة أخرى‪.‬‬ ‫فاملسائل التجارية بني الواليات املتحدة وأوربدا‪ ،‬وكدذا روسديا والصدني واليابدان كلهدا تكداد تكدون‬ ‫علددى مندداطق النفددوذ‪ ،‬فقيددام الش دراكة بددني دول االحتدداد األوريب والدددول املتوسددطية‪ ،‬ومددا نشددث عنهددا مددن‬ ‫عالقددة تفضدديلية متبادلددة‪ ،‬باإلضددافة إىل الص دراعات املختلفددة يف مندداطق شددىت مددن العددامل‪ ،‬أدى إىل بددروز‬ ‫‪255‬‬ ‫صراع للقوى حول املناطق االسرتاتيجية اهلامة يف العامل‪.‬‬ ‫ولعددل معارضددة احلددروب علددى املنطقددة مددن طددرف العديددد مددن الدددول سددوآءا احلددرب (علددى العدراق‬ ‫وأفغانسدتان‪ )...‬ليسدت يف جوهرهدا إنسدانية أو قانونيدة إمندا هدي دفداع عدن مسدتقبل وحريدة املصداحل هددذه‬ ‫الدول وخشية من سيطرة قطب واحد عليها‪.‬‬ ‫ولعددل املوقددف األوريب املعددارض لددبعض احلددروب األمريكيددة هددو ق درار اس درتاتيجي مددن أجددل منددابع‬ ‫الددنفط‪ ،‬يف حددني تبقددى احلددروب الدائمددة أفضددل وسدديلة متلكهددا الواليددات املتحدددة األمريكيددة كددي تصددنع‬ ‫‪256‬‬ ‫والدة عامل متعدد األقطاب يهدد مصاحلها‪.‬‬ ‫فالواليد ددات املتحد دددة األمريكيد ددة ويف حتليد ددل العديد ددد مد ددن البد دداحثني يف حقد ددل العالقد ددات الدوليد ددة‬ ‫يعتقددون أن أحدد أهدداف الواليدات املتحددة األمريكيددة األساسدية يف حروهبدا مبنطقدة اخللدي العدريب هددو‬ ‫إعادة الطاقة اإلنتاجية هلذه البلدان النفطية مث استغالهلا‪ ،‬والتحكم يف السعر العاملي للنفط مبا يتماشى‬ ‫مع أهداف النمو االقتصادي األمريكي‪ ،‬فمثال حرهبا على العراق كدان للهددف ذاتده فاحتيداطي العدراق‬ ‫‪257‬‬ ‫يقدر بد ‪ 71‬مليار برميل من االحتياطي وهو ما يشكل مبجموعه راين أكرب احتياطي يف العامل‪.‬‬ ‫أمددا بالنسددبة مددثال ألوربددا فيعتددرب الغدداز الطبيعددي العراقددي مهمددا لتغذيددة شددبكة أنابيددب تصددل إليهددا‬ ‫عددرب تركيددا عددن طريددق مشددروع نقددل‪ 10‬ماليددني مددرت مكعددب مددن الغدداز سددنويا يف ‪ 5‬حقددول يف الشددمال‬ ‫والوالي ددات املتح دددة األمريكي ددة س دديطرت عليه ددا وبالت ددايل يعت ددرب خنق ددا ألورب ددا وحتكم ددا فيه ددا‪ ،258‬وبالت ددايل‬ ‫‪ - 255‬فيفددي عبددد املددنعم مسددعد‪ :‬العوملددة وأررهددا يف اجملتمددع والدولددة‪ ،‬مركددز اإلمددارات للدراسددات والبحددوث االس درتاتيجية‪ ،‬ط‪ ،1‬أبددو ظ د ‪ ،2002 ،‬ص‬ ‫‪.115‬‬ ‫‪ - 256‬أنور قاسم‪ :‬قطعة قزوين والعراق وتناحر املصاحل الدولية‪ ،‬جملة الشاهد‪ ،‬الكويت‪ ،2002/07/13 ،‬ص ‪.20‬‬ ‫‪ - 257‬شفيق املصري‪ :‬العراق خماض الوالدة‪ ،‬جملة االقتصاد واألعمال‪ ،‬جملة تصدر عن الشركة العربية للصحافة والنشر‪ ،‬العدد ‪ ،211‬بريوت‪،2003 ،‬‬ ‫ص ‪.35‬‬ ‫‪ - 258‬نقوال سركيس‪ :‬العراق حتت ظالل االحتالل‪ ،‬جملة احلوار العريب‪ ،‬املركز العريب للتوريق واإلعالم‪ ،‬العدد ‪ ،01‬بريوت‪ ،2003 ،‬ص ‪.42‬‬ ‫‪155‬‬


‫فاإلسدرتاتيجية األمريكيددة تنظددر بعددني االهتمددام إىل منطقددة اخللددي العددريب ومددا حيدددث فيهددا كمصدددر مهددم‬ ‫ورئيس ددي للب ددرتول‪ ،‬واس ددتعمال الق ددوة ض ددروري للحف دداظ عل ددى ه ددذه الث ددورة‪ ،‬حي ددث تع ددارض الياب ددان ه ددي‬ ‫األخرى هذه السياسة ملدا هلدا مدن مصداحل هدي األخدرى‪ ،‬وبالتدايل تتنداقض املصداحل بدني احللفداء مدن أجدل‬ ‫‪259‬‬ ‫السيطرة والتحكم‪.‬‬ ‫ف ددنفط املنطق ددة العربي ددة جيع ددل املص دداحل تتش ددابك‪ ،‬فه ددو كال دددم ال ددذي جي ددري يف الع ددروق للمدني ددة‬ ‫املعاصرة‪ ،‬وهو الذهب الذي يسيل لربيقه لعاب أصحاب النفوذ وجامعي املال‪ ،‬فكدل شديء يف أمريكدا‬ ‫يكداد يتحدرك بده‪ ،‬وشدتاءا قارصدا يف كدل أوربددا‪ ،‬ومصدانع تتوقدف يف اليابدان والصدني وروسديا هدذه األمهيددة‬ ‫الكربى للمنطقة العربية نفطا وسدوقا وجغرافيدة مهمدة جتعدل كدل الددول العظمدى يف العدامل تسدعى حلمايدة‬ ‫مصاحلها اليت نوجز منها أهم القوة وأهم مصاحلها‪:‬‬ ‫‪ -‬المصــالح األوربيــة‪:‬‬

‫ومبددا أن التكددتالت اإلقليميددة‪ ،‬أصددبحت مددن السددمات الرئيسددية للنظددام الدددويل الدراهن وقددد ظهددر‬ ‫االحتدداد األوريب وكثندده القطددب البددديل يف جمددال العالقددات الدوليددة بعددد الواليددات املتحدددة األمريكيددة ويف‬ ‫العشر السنوات األخرية تعددت مببادرات لبلورة مفهوم االحتادات اإلقليمية يف البحدر األبديض املتوسدط‬ ‫ألجل السيطرة على املنطقة من جهة ومحاية املصاحل من جهة أخرى وكانت هناك عدة مبادرات مثال‪:‬‬ ‫أ) المنتدى المتوسطي العربي‪) :‬مباحثات الـ‪(5+5‬‬

‫(‪)The West Mediterranean forum 5+5 talks‬‬ ‫وقد بادرت فرنسا هبذه املبادرة عام ‪ 1770‬وهو يتكون من ‪،‬سة دول أوربية‪ :‬فرنسا وإيطاليدا‬ ‫ومالطددا والربتغددال وإسددبانيا‪ ،‬و‪،‬سددة دول عربيددة ممددن ينتمددون لالحتدداد املغدداريب‪ :‬اجلزائددر‪ ،‬ليبيددا‪ ،‬موريتانيددا‪،‬‬ ‫‪260‬‬ ‫املغرب وتونس‪ .‬والغرض من هذا الشكل هو تثسيس منتدى لألمن يف املتوسط‪.‬‬

‫‪259‬‬

‫‪- Ayman Yousef, & Roiliph Mohite: Rise of islamique fondamentalism and the arabe‬‬ ‫‪American stratégy . Kalinga publications , India, 2002, p 189.‬‬ ‫‪ -260‬السيد ياسني‪ :‬البحر األبيض باعتباره منطقة إسرتاتيجية‪ ،‬مكتبة اإلسكندرية‪ ،‬مركز حبوث البحر األبيض املتوسط‪ 17 ،‬ديسمرب ‪ ،2001‬ص ‪.7‬‬ ‫‪151‬‬


‫ب) منتدى البحر األبيض المتوسط‪:‬‬ ‫‪-The méditerranéen forum .‬‬

‫نشث هدذا املنتددى عدام ‪ 1774‬مببدادرة مدن مصدر وفرنسدا‪ ،‬وقدد أسدس ليكدون أداة للتعداون وكدان‬ ‫خمططددا لدده أن يكددون مرنددا يظددم ‪ 11‬دولددة (اجلزائددر‪ ،‬مصددر‪ ،‬فرنسددا‪ ،‬اليونددان‪ ،‬إيطاليددا‪ ،‬مالطددا‪ ،‬املغددرب‪،‬‬ ‫الربتغال‪ ،‬إسبانيا‪ ،‬تونس‪ ،‬تركيا)‪.‬‬

‫ج) مجلص البحر األبيض المتوسط‪:‬‬

‫‪The council of the Mediterranean (cm).-‬‬

‫حيددث شددكل نقلددة نوعيددة أخددرى‪ ،‬انعقددد يف ديسددمرب ‪ ،1770‬صددادق علددى توجهددات وحمتددوى‬ ‫السياسددة املتوسددطية اجلديدددة للفددرتة املمتدددة (‪ )1771 -1772‬مددع الرتكيددز علددى أمهيددة اح درتام حقددوق‬ ‫‪261‬‬ ‫اإلنسان والدميقراطية‪ ،‬مقابل توسيع املعاملة التفضيلية على الصعيدين التجاري واملايل‪.‬‬

‫د) مؤتمر األمن والتعاون في البحر األبيض المتوسط‪:‬‬

‫‪-The conférence on Security and coopération in the Mediterranean .‬‬

‫برزت كمنظمة رمسية بدءا مدن العدام ‪ ،1770‬وقدد ندأل عليهدا الفصدل الثدامن مدن ميثداق األمدم املتحددة‬ ‫تظم ‪ 55‬من الدول األعضاء يف االحتاد مهامها إرساء الدميقراطية يف أوربا‪ ،‬الدبلوماسية الوقائية‪ ،‬فدض‬ ‫النزاعددات‪ ،‬بندداء األمددن يف فددرتة مددا بعددد النزاعددات‪ ،‬هددذا رغددم بددداياهتا ورغددم صددعوبة املهددام حتدداول جاهدددة‬ ‫ألجددل ذلددك‪ ،‬خاصددة يف عالقاهتددا مددع املنطقددة العربيددة والتحددديات الدديت متددر هبددا (اإلرهدداب‪ ،‬املش دداكل‬ ‫‪262‬‬ ‫السياسية‪ ،‬اهلجرة‪ )...‬وتثرريها على املنطقة األوروبية حبكم التقارب اجلغرايف‪.‬‬ ‫هـ)الشراكة األوربية المتوسطية‪:‬‬ ‫تعتددرب فرنسددا أن األمددن يف حددوض البحددر املتوسددط مدرتبط ارتباطددا وريقددا بثمنهددا الددوطي‪ ،‬وعملددت‬ ‫علددى تبددي سياسددة أمنيددة مسددتقلة عددن الواليددات املتحدددة األمريكيددة واحللددف األطلسددي‪ ،‬وعملددت فرنسددا‬ ‫علدى التنسدديق مددع بدداقي الدددول األوربيددة مددن أجددل بندداء سياسددة أمنيددة يف حددوض املتوسددط‪ ،‬وعملددت علددى‬

‫‪ - 261‬هدداين الشددميطلي‪ :‬أوروبددا واملتوسددط‪ :‬تدداريخ العالقددات ومشددروع االحتدداد مددن أجددل املتوسددط‪ ،‬اجمللددة العربيددة للعلددوم السياسددية‪ ،‬العدددد ‪ ،17‬سددبتمرب‬ ‫‪ ،2001‬ص ‪.147‬‬ ‫‪ - 262‬مارتن غريفي ‪ ،‬تريي أوكالهان‪ :‬املفاهيم األساسية يف العالقات الدولية‪ ،‬ترمجة مركز اخللدي لألحبداث‪ ،‬ط‪ ،1‬اإلمدارات العربيدة املتحددة‪،2002 ،‬‬ ‫ص ‪.405‬‬ ‫‪157‬‬


‫جتسيد هوية أمنية ودفاعية وذلك من خالل جعل منطقة املتوسط منطقة أمن وسالم وذلك عدن طريدق‬ ‫‪263‬‬

‫الشراكة األوربية مع دول وشعوب املنطقة‪.‬‬ ‫وقددد ركددزت دول االحتدداد يف هددذه الشدراكة علددى اجلوانددب األمنيددة لسياسدداهتا العربيددة مددن خددالل‬ ‫التدددخل يف عمليددة السددالم يف الشددرق األوسددط‪ ،‬أو مسددثلة اإلرهدداب واجلرميددة املنظمددة‪ ،‬واعتددرب االحتدداد‬ ‫األوريب أن معاجلة جممل هذه املسائل جيب أن يتم يف إطار تعاون أمي إقليمي بني دول حدوض البحدر‬ ‫األبدديض املتوسددط‪ ،‬مددن خددالل اجلوانددب (األمنيددة والسياسددية واالقتصددادية واالجتماعيددة) وجعددل املنطقددة‬ ‫منطقددة أمددن وسددالم خاليددة مددن الص دراعات واحلددروب‪ ،‬ومكافحددة ظدداهرة اإلرهدداب الدديت تعتددرب مددن أهددم‬ ‫‪264‬‬ ‫الظواهر املسامهة يف انعدام األمن اإلقليمي‪.‬‬ ‫ولعل هذه املشاريع ليست إال حلماية مصاحلها يف املنطقة واملتمثلة يف‪:‬‬ ‫‪ )1‬طبيعددة تطددور الكيددان اجلمدداعي األوريب إىل االحتدداد األوريب والتغ دريات اجلذريددة بعددد قيددام النظددام‬ ‫الدويل اجلديد‪ ،‬والذي يتطلب تواجدا دوليا حلماية املصاحل‪.‬‬ ‫‪ )2‬حتديات وهتديدات األمن األوريب النابعة من جنوب املتوسط‪ ،‬واملنطقدة العربيدة‪ ،‬وحدوض البحدر‬ ‫‪265‬‬ ‫املتوسط‪.‬‬ ‫‪ )3‬إن الثروة النفطية يف املنطقة العربيدة كاندت وسدتظل يف صدلب اإلسدرتاتيجية األوربيدة‪ ،‬ومصداحلها‬ ‫‪266‬‬ ‫احليوية‪ ،‬وبالتايل ستظل تسعى جاهدة الحتواء هذه الثروة‪.‬‬ ‫بعد الدراسة التارخيية لتواجد القوى الفاعلدة علدى املسدتوى الددويل خاصدة القدوى القطبيدة وتلدك‬ ‫اليت تسعى لرسم مواقع هلا على الساحة الدولية‪ ،‬ويف املنطقة العربيدة خاصدة فدإن أهدم أسدباب تواجددها‬ ‫يف حوصلة ملا مت التطرق إليه تكمن فيما يلي‪:‬‬ ‫بددالرجوع إىل التدداريخ قلدديال للددوراء فددإن أبددرز أهددداف محددالت القراصددنة األوربيددني علددى املنطقددة‬ ‫وإفريقيا تطويق اإلسالم وفقدا ملدا أعلنده مدن ادعدوا اكتشداف طريدق الرجداء الصداحل مدن الربتغداليني‪ ،‬حيدث‬ ‫‪ - 263‬رتيبة بدرد‪ :‬احلدوار األورو‪-‬متوسدطي مدن برشدلونة إىل منتددى (‪ ،)5+5‬رسدالة ماجسدتري‪ ،‬قسدم العلدوم السياسدية والعالقدات الدوليدة‪ ،‬جامعدة اجلزائدر‪،‬‬ ‫‪ ،2007-2001‬ص ‪.41‬‬ ‫‪ - 264‬علي احلاج‪ :‬دول االحتاد األوريب يف املنطقة العربية بعد احلرب الباردة‪ ،‬ط‪ ،1‬بريوت‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،2005 ،‬ص ‪.271‬‬ ‫‪ - 265‬علددي ع دواد الشددرعة‪ :‬أرددر التغ دريات يف النظددام الدددويل علددى السياسددات اخلارجيددة للدددول العربيددة‪ ،‬جملددة املنددارة‪ ،‬اجمللددد ‪ ،14‬العدددد‪ ،2001 ،2‬ص‬ ‫‪.231‬‬ ‫‪ - 266‬حممد سحنون‪ :‬اإلسرتاتيجية التوسعية حللف الناتو وآرارها على األمن القومي العريب‪ ،‬جملة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية‪ ،‬اجمللد‪،21‬‬ ‫العدد الثاين‪ ،2010 ،‬ص ‪.370‬‬ ‫‪151‬‬


‫افتخر أحد كبار قراصنتهم (دي جاما) حينهدا قدائال‪'' :‬اآلن لففندا احلبدل حدول عندق املسدلمني‪ ،‬ومل يبدق‬ ‫إال شده ليختنقوا ''‪.‬‬ ‫ولقد بدأت محدالت القرصدنة حيندذاك بدوترية عاليدة احلدد الدذي أبقدى تعدداد إفريقيدا مسدتقرا عندد‬ ‫مائدة مليدون نسدمة ملددة قدرنني كداملني (‪ 1150‬حدىت ‪1150‬م) بسدبب كثدرة عمليدات اخلطدف والتهجددري‬ ‫القصددري وتكدريس نظددام االسددتعباد‪ ،267‬ويف بدايددة القددرن الواحددد والعشدرين يف الوقددت الددذي اسددتطاعت‬ ‫في دده دول االحت دداد األوريب إجن دداز تق دددم ه ددام يف االنص ددهار والوح دددة لتس ددعى إىل تطوي ددق من دداطق نفوذه ددا‬ ‫خاصة املناطق اليت هلا عالقات تارخيية وطيددة وجغرافيدا مرتبطدة هبدا‪ ،‬وهدذا جيعدل الددول األوربيدة خاصدة‬ ‫(فرنسا‪ ،‬بريطانيا‪ ،‬أملانيا) تسعى إىل محاية مصاحلها باملنطقة وتطويرها‪.‬‬ ‫‪ -‬أهم مصالح التواجد األمريكي بالمنطقة‪:‬‬

‫قبل احلديث عن أهدم مصداحل التواجدد األمريكدي باملنطقدة فهدذه هدي ''اإلسدرتاتيجية االمربياليدة''‬ ‫(جددورج بددوش االبددن) جعلددت الواليددات املتحدددة (دولددة تثديبيددة) بددال قيددد أو شددرط تعمددل علددى اسددتعمال‬ ‫‪268‬‬ ‫كدل أسددلحتها السياسددية والعسدكرية واملخابراتيددة يف ظددل نظدام عدداملي تددتحكم بكدل قواعددده وشددروطه‬ ‫وهذا خدمة لإلسرتاتيجية اجلديدة لأللفية الثالثة اليت تتمحور أهم نقاطها يف‪:‬‬ ‫أوال‪ :‬إنعاش االقتصاد األمريكي مبعظم قطاعاته‪ ،‬والسيطرة على الثروة النفطية ‪ ،‬سواء بطرق مباشرة أو‬ ‫غري مباشرة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الضغط على األنظمة يف املنطقة لالستجابة الكاملة للمطالب واملصداحل األمريكيدة يف املنطقدة مدع‬ ‫التهديد‪ ،‬بتغيري األنظمة اليت ال تستجيب لذلك‪ ،‬وإنشاء حماور حتالفية تتناسب مع هذه املصاحل‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬تقدمي املنظومة األمريكية يف السياسدة واالقتصداد واالجتمداع إن اسدتدعى األمدر (دميقراطيدة توصدل‬ ‫عمالء أمريكا لسدة احلكم) واقتصادا أكثر ارتباطا بالواليات املتحدة األمريكية‪.‬‬

‫رابعــا‪ :‬كسددر شددوكة كددل الدددول الدديت هتدددد الكيددان الصددهيوين‪ ،‬وتددثمني جمددال حيددوي إلس درائيل‪ ،‬يضددمن‬ ‫استمرار تفوقها وهيمنتها على دول املنطقة‪.‬‬

‫‪269‬‬

‫‪ - 267‬إبراهيم العامر‪ :‬حتديات إفريقيا‪ ،‬جملة قراءات إفريقية‪ ،‬رقافية فصلية‪ ،‬تصدر عن املنتدى اإلسالمي‪ ،‬العدد‪ ،1‬الرياض‪ ،‬سبتمرب ‪ ،2010‬ص ‪.02‬‬ ‫‪ - 268‬نافددذ أبددو حسددنة‪ :‬بددال أي حددق‪...‬وبددالقوة ''العددامل اجلميددل'' وفددق اإلسدرتاتيجية األمريكيددة‪ ،‬جملددة الشدداهد‪ ،‬جملددة شددهرية شدداملة‪ ،‬العدددد ‪ ،211‬أكتددوبر‬ ‫‪ ،2003‬بريوت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ص ‪.15‬‬ ‫‪ - 269‬خالد أبو الفتوح‪ :‬النفط يشعل احلرب‪ ،‬جملة البيان‪ ،‬جملة إسالمية شهرية تصر عن املنتدى اإلسدالمي‪ ،‬السدنة ‪ ،11‬العددد ‪ ،117‬يوليدو ‪،2003‬‬ ‫ص ‪.74‬‬ ‫‪157‬‬


‫خامسـا‪ :‬دخددول الواليددات املتحددة طرفددا مباشدرا يف مواجهددة احلركددات اإلسدالمية اجلهاديددة والسياسددية يف‬ ‫املنطقة‪ ،‬وجعل أجيال جديدة تتبل الدميقراطية األمريكية ممدا يعطدي بريقدا إعالميدا للواليدات املتحددة يف‬ ‫عدم استهدافها اإلسالم‪.‬‬ ‫سادســا‪ :‬اسددتعادة اهليبددة األمريكيددة املفقددودة منددذ أحددداث ‪ 11‬سددبتمرب ‪ 2001‬باعتبددار أن أمريكددا هددي‬ ‫القوة العظمى األوىل يف العامل اليت تستطيع فعل ما تريد‪.‬‬

‫س ــابعا‪ :‬حتقي ددق التنبد دؤات التوراتي ددة ال دديت ي ددؤمن هب ددا التي ددار األص ددويل املس دديحي وال دديت تلتق ددي م ددع أه ددداف‬ ‫الصهاينة يف إقامة (دول إسرائيل الكربى)‪.‬‬

‫ثامنــا‪ :‬اهليمنددة علددى سددوق الددنفط وتددثمني مددداخل وخمارجدده‪ ،‬وجتارتدده يف ظددل أزمددة االقتصدداد األمريكددي‬

‫والركددود االسددتثماري املتواصددل‪ ،‬وارتفدداع مي دزان العجددز التجدداري الددذي يشددكو مددن التبدداطؤ واالنكمدداش‬ ‫وبالت ددايل املنطق ددة العربيد ددة ه ددي املمد ددول مادي ددا‪ ،‬وب ددالنفط والكند ددوز وغريه ددا‪ ،‬ومنطقد ددة خص ددبة لالسد ددتثمار‬ ‫‪270‬‬ ‫واللصوصية‪.‬‬ ‫إن الواليات املتحدة األمريكية باإلضافة إىل ما مت التطرق إليه‪ ،‬تسعى لوضع يد تضرب هبدا يف‬ ‫املنطقة وتثمينهدا وهدي ''إسدرائيل'' وتعتدرب منطقدة القدرن اإلفريقدي البوابدة الرئيسدية الديت مدن خالهلدا تسديطر‬ ‫إس درائيل علددى املنطقددة العربيددة ولعددل الص ددومال الدولددة الفقددرية ذات النظددام اهل د والص دراعات الطائفي ددة‬ ‫والدينيددة هددي األسددهل باإلضددافة إىل املنطقددة االسدرتاتيجية الدديت متلكهددا كانددت اختيددارا مناسددبا مددن طددرف‬ ‫أمريكا وإسرائيل حيث سعت الواليات املتحدة األمريكيدة للتواجدد يف املنطقدة مدن كدل اجلواندب وكاندت‬ ‫مشاريعها الشدرق أوسدطية كليدا فاشدلة مدا عددا يف خدمدة صدقور وجندراالت اجلدي األمريكدي‪ ،‬بددءا مدن‬ ‫مش ددروع تروم ددان‪ ،‬امت دددادا إىل مش ددروع الش ددرق األوس ددط الكب ددري وحتويل دده إىل املش ددروع املس ددمى ''الش ددرق‬ ‫األوسط اجلديد''‪.‬‬ ‫الشــرق األوســط الجديــد‪ :‬مصددطلح قدمتدده وزيددرة اخلارجيددة األمريكيددة كونددد لي دزا رايددس يف "تددل أبيددب"‬

‫يونيو ‪ ،2001‬ليحدل حمدل املصدطلح الدذي سدبقه ''الشـرق األوسـط الكبيـر''‪ ،‬وتصدادف هدذا الطدرح‬ ‫مددع تدشددني مسددار خددط الددنفط (بدداكو –تبليسددي‪-‬سدديمان) يف شددرق البحددر املتوسددط ويف ذروة احلصددار‬ ‫‪271‬‬ ‫اإلسرائيلي للبنان‪.‬‬ ‫‪ - 270‬خالد أبو الفتوح‪ :‬النفط يشعل احلرب‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.75‬‬ ‫‪ - 271‬حسددام الدددين جدداد الددرب‪ :‬خطدة إعددادة رسددم الشددرق األوسددط دراسددة جيوبوليتكيددة أمريكيددة‪ ،‬دار النشددر اإللكددرتوين‪ ،‬كليددة اآلداب‪ ،‬جامعددة أسدديوط‪،‬‬ ‫مصر‪ ،2007 ،‬ص ‪.32‬‬ ‫‪110‬‬


‫فهو إذن ختطيط جديد لالسرتاتيجية األمريكية وتنظيمها لتقاسم مناطق النفوذ وخدمة املصاحل‬ ‫األمريكية على غرار االتفاقيات اليت شهدها العامل يف القرن املاضي مثل اتفاقية ''سايكس بيكو''‪.‬‬ ‫ويظم الشدرق األوسدط الكبدري البلددان العربيدة‪ ،‬باإلضدافة إىل ‪،‬دس دول أخدرى هدي‪ :‬باكسدتان‪،‬‬ ‫إيران‪ ،‬أفغانستان‪ ،‬الكيان الصهيوين‪ ،‬واهلدف من ذلك دم الكيان الصهيوين يف إطدار جمموعدة تنظديم‬ ‫الع دداملني الغ ددريب واإلس ددالمي‪ ،‬بع ددد تفك ددك االحت دداد الس ددوفيييت‪ ،‬وتقس دديم ال دددول العربي ددة واإلس ددالمية إىل‬ ‫‪272‬‬ ‫دويالت تضم الشيعة والسنة‪.‬‬ ‫ أهمية المنطقة العربية لروسيا‪:‬‬‫يعتقددد الكثددري مددن البدداحثني يف حقددل العالقددات الدوليددة أن اخلددربة التارخييددة واالجتماعيددة املتدوافرة‬ ‫لروسيا ستمارس دورهدا يقيندا يف التطدور السياسدي‪ ،‬فروسديا (واالحتداد السدوفيييت قبدل ذلدك) متتلدك خدربة‬ ‫واسددعة يف جم ددال املنافسددة العاملي ددة عل ددى امددتالك الق دددرة‪ ،‬وسددتكون الق ددوة العاملي ددة –يف هددذا الق ددرن كم ددا‬ ‫الحق ددا‪ ،‬وكم ددا أن هن دداك دوال اس ددتطاعت بإمكاناهت ددا الذاتي ددة بن دداء عظمته ددا اإلقليمي ددة‪ ،‬بينم ددا وص ددلت‬ ‫األخددرى بفضددل دعددم اآلخدرين هلددا (األمثولددة اإلس درائيلية)‪ ،‬بينمددا تظددم روسدديا العدداملني معددا‪ 273‬وعملددت‬ ‫وتعمددل جاهدددة اليددوم ألن تكددون قائدددة للددبالد الدديت كانددت يف فلددك الشدديوعية‪ ،‬متخددذة نفسددها زعيمددة‬ ‫للتحرر والتقدم واألخذ بيد الضعفاء والتغلغل بكل الوسائل من أجل السيطرة والتحكم‪.‬‬ ‫ومددن املهددم التطددرق إىل أن روسدديا حتدداول دائمددا تنزيدده نفسددها عددن االسددتعمار‪ ،‬وتدددعي مقاومتدده‪،‬‬ ‫رغم أرها وجها آخر لالسدتعمار والسديطرة (يف احلقيقدة)‪ ،‬وتسدعى جاهددة لوضدع قددم يف املنطقدة العربيدة‬ ‫‪274‬‬ ‫واليت تعتربها جماال حيويا مهما لعدة أمور نذكرها‪:‬‬ ‫‪ )1‬تسددعى روسدديا إىل ش دراكة اس درتاتيجية بدداملعل التقددي واالقتصددادي ذات عائددد اقتصددادي بالنسددبة‬ ‫لروسيا يف املنطقة العربية‪.‬‬ ‫‪ )2‬ضمان احلفاظ على استقرار السوق النفطية وضمان حد أدىن ألسعار النفط‪.‬‬

‫‪ - 272‬طلعت رميح‪ :‬الدعوة إىل الشرق األوسط الكبري‪ ،‬جملة البيان‪ ،‬جملة إسالمية تصدر عن املنتددى اإلسدالمي‪ ،‬العددد ‪ ،171‬لنددن‪ ،‬مدارس ‪،2004‬‬ ‫ص ‪.11‬‬ ‫‪ - 273‬باسم العسلي‪ :‬اإلسرتاتيجية األمريكية يف القرن القادم‪ ،‬مركز الدراسات العسكرية‪ ،‬دمشق‪ ،1777 ،‬ص ‪.211‬‬ ‫‪ - 274‬مسيح عاطف الزبن‪ :‬السياسة والسياسة الدولية‪ ،‬دار الكتاب اللبناين‪ ،‬ط‪ ،2‬بريوت‪ ،1775 ،‬ص ‪.123‬‬ ‫‪111‬‬


‫‪ )3‬االستثمار الروسي يف قطداع الدنفط العدريب‪ ،‬حيدث اإلقبدال الكبدري لشدركات الدنفط الروسدية علدى‬ ‫االسددتثمار يف قطدداع الددنفط يف الدددول العربيددة‪ ،‬مددن خددالل عمليددات البحددث والتنقيددب وتطددوير‬ ‫اإلنتاج لضمان بقائها يف املنطقة العربية ‪.‬‬ ‫‪ )4‬الش دراكة مددع الدددول العربيددة يف قطدداع الصددناعات البرتوكيماويددة‪ ،‬حيددث تعددد روسدديا مددن أكددرب‬ ‫منتجي البرتوكيماويات يف العامل من خالل ‪ 15‬شركة كربى متواجدة يف العامل‪.‬‬ ‫‪ )5‬سوق عاملي مهم يف جمال الطاقة العاملية‪ ،‬واالستثمار يف جمال النفط العريب‪.‬‬ ‫‪ )1‬تعتددرب السددوق العربيددة مددن أنشددط أسدواق األسددلحة بالنسددبة لروسدديا كدداجلزائر و غريهددا‪ .‬ولعائدددات‬ ‫السالح مورد مهم للدخل الروسي‪.‬‬ ‫‪ )7‬تعت ددرب املنطق ددة العربي ددة آف دداق رحب داً‪ ،‬لس ددوق الطاق ددة النووي ددة وتكنولوجي ددا الفض دداء‪ ،‬وتط ددوير البي ددة‬ ‫العربية‪ ،‬أمها اجلزائر‪ ،‬السعودية‪ ،‬واملغرب‪..‬‬ ‫‪ )1‬سعي روسيا لرسم خريطة حتالفات جديدة حلماية مصاحلها باملنطقدة العربيدة‪ ،‬يف ظدل املتغدريات‬ ‫اإلقليمية اجلديدة‪ ،‬وحبث روسيا عن موقعها كقطب مهيمن‪.‬‬ ‫‪ )7‬البحث عن السيطرة على السوق العربية باعتبارها سوق استهالكية واسعة قد تزيد من انتعداش‬ ‫اقتصادياهتا‪.‬‬ ‫‪ )10‬اعتبدار املنطقددة العربيددة جددارا مهمددا تدرتبط معدده بعالقددات صددداقة وجدوار ومصدداحل أمنيددة مشددرتكة‬ ‫‪275‬‬ ‫البد من محايتها والنفوذ فيها‪.‬‬ ‫‪ -‬الصـين واليابـان في األجندة العربيــة‪:‬‬

‫أ) الصيـن‪:‬‬

‫تسعى الصني منذ مدة طويلدة إىل الددخول يف املنطقدة العربيدة وأصدبح ذلدك مدن أولوياهتدا املهمدة‬ ‫يف سياساهتا‪ ،‬ويعدزز االهتمدام الصديي باملنطقدة جتربدة التحدديث والتنميدة الصدينية وحاجتهدا إىل األسدواق‬ ‫العربية‪ ،‬والنفط العريب‪ ،‬إذ حققت الصني نسبة منو اقتصادية مطدردة‪ ،‬إذ مدن املتوقدع أن تكدون مسدتقبال‬ ‫‪276‬‬ ‫ركنا أساسيا يف جمموعة الدول الصناعية الكربى وهو ما تسعى إليه‪.‬‬ ‫‪ - 275‬كورهان الشيخ‪ :‬مصاحل رابتة ومعطيات جديدة‪ :‬السياسة الروسية اجتاه املنطقة العربيدة بعدد الثدورات العربيدة‪ ،‬جملدة األهدرام اإللكرتونيدة‪ ،‬تصددر عدن‬ ‫مؤسسة األهرام ‪( . pm14:30 2012/01/15 .2010‬نسخة خمزنة على الويب)‪:‬‬ ‫‪http:// digital .ahram.org.eg /articles. aspx? Serial= 691739&eid=1538.‬‬ ‫‪ - 276‬حممد حسون‪ :‬االسرتاتيجية التوسعية حلف الناتو أررها على األمن القدومي العدريب‪ ،‬جملدة جامعدة دمشدق للعلدوم االقتصدادية والقانونيدة‪ ،‬اجمللدد ‪،21‬‬ ‫العدد الثاين‪ ،‬سوريا‪ ،2010 ،‬ص ‪.317‬‬ ‫‪112‬‬


‫فبعد العام ‪ 1771‬طبقت الصني سياسة االنفتاح على العدامل اخلدارجي بصدورة كاملدة‪ ،‬فدانغالق‬ ‫الصددينني علددى أنفسددهم تسددبب يف عرقلددة دخددول الصددني يف تيددار التحددديث العدداملي‪ ،‬وهبددذا قددررت الصددني‬ ‫الدددخول يف عصددر االنفتدداح الشددامل‪ ،‬والددذي سيشددهد البي ددة السياسددية واالقتصددادية املناسددبة يف الوقددت‬ ‫احلاضددر خاصددة مددع اسددتقالل الصددني سياسدديا واقتصدداديا والظددروف املالئمددة‪ 277.‬ومددع رددورة التكنولوجيددا‬ ‫اجلديدة وظهور القوة اإلنتاجية العظمى يف الصني خاصدة يف ظدل البي دة الدوليدة بددأ الصدينيون االنفتداح‬ ‫‪278‬‬ ‫الكامل على العامل اخلارجي‪ ،‬ولعل املنطقة العربية من أهم املناطق مالئمة‪.‬‬ ‫ه ددذا م ددا جع ددل الص ددني تبح ددث ع ددن مكان ددة دولي ددة مهم ددة وباعتب ددار املنطق ددة العربي ددة س ددوقا دولي ددا‬ ‫مفتوحا‪ ،‬ومن أهم املناطق املنتجة واملصدرة للبدرتول الدذي حتتاجده الصدني‪ ،‬ومنطقدة جمداورة جعدل الصدني‬ ‫تسددعى جاهدددة لكسددب نفوذهددا هبددا والسدديطرة علددى مددا ميكددن السدديطرة عليهددا بوسددائلها اخلاصددة وهددو مددا‬ ‫جعل آلياهتدا العسدكرية البحريدة تتحدرك إىل منطقدة القدرن اإلفريقدي يف حادردة هدي األوىل مدن نوعهدا مندذ‬ ‫احلرب العاملية الثانية‪.‬‬ ‫ب) اليابـان‪:‬‬ ‫لقددد تددثررت اليايبددان كث دريا بالقرصددنة البحري ددة وخاصددة يف منطقددة الشددرق األوسددط وهددذا نتيج ددة‬ ‫حرصها يف انتظام اإلمدادات النفطية ودفع التكنولوجيا وحماولتها املستمرة الدخول املباشر يف عمليات‬ ‫التنقيددب وهلددذا فإرهددا تسددعى جاهدددة للمسددامهة يف املشدداريع العامليددة حلمايددة املم درات املائيددة وخاصددة يف‬ ‫منطقة الشرق األوسط ‪.‬‬ ‫ولعددل حددرص اليابددان علددى اإلمدددادات النفطيددة كددان مددن بددني أولوياهتددا للمسددامهة يف حددل بعددض‬ ‫املشاكل السياسية اليت تعكر صفو املنطقة ومن هنا جاءت مبادراهتا غري املباشرة‪ ،‬والوقوف مع بعدض‬ ‫املصاحل العليا للمنطقة العربية‪ ،‬فاختذت مبدأ العدالة والتكافؤ مبدءاً لربط عالقاهتا مع الدول النامية‪.‬‬ ‫وكانددت أزمددة ‪ 1773‬النفطيددة رسددالة للعددامل الغددريب‪ ،‬حيددث اسددتغلت طوكيددو األزمددة مددن خددالل‬ ‫إرسال مبعورني دبلوماسيني إىل أقطار عربية عدة مثل (سوريا‪ ،‬السودان‪ ،‬مصر‪ ،‬األردن‪ ،‬املغدرب ) كدي‬ ‫تعددرض عليهددا إعانددات اقتصددادية‪ ،‬وكددان مددن نتيجددة ذلددك اش درتاك اليابددانيني يف مشددروعات تطددوير قندداة‬ ‫السددويس‪ ،‬وذلددك أن معظددم الددنفط اليابدداين يددث مددن األقطددار العربيددة املطلددة علددى اخللددي ‪ ،‬وأمددن املنطقددة‬ ‫‪ - 277‬وو‪.‬بن‪ :‬الصينيون املعاصرون‪ ،‬ترمجة عبد العزيز محدي‪ ،‬ج‪ ،1‬سلسلة كتب املعرفة رقافية شهرية‪ ،‬يصدرها اجمللس الوطي للثقافة والفندون واآلداب‪،‬‬ ‫العدد ‪ ،201‬الكويت‪ ،‬يونيو ‪ ،1771‬ص ‪.270‬‬ ‫‪ - 278‬وو‪.‬بن‪ :‬الصينيون املعاصرون‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.271‬‬ ‫‪113‬‬


‫مه ددم باس ددتثناء اندونيس دديا‪ ،‬خاص ددة يف ظ ددل تزاي ددد س دديطرة حكوم ددات أخ ددري واحتكاره ددا ل دده يف الش ددرق‬ ‫األوسددط واألقطددار العربيددة خاصددة منطقددة اخللددي ‪ ،‬هددذا يف ظددل حاجددة اليابددان املتزايدددة للددنفط يف ظددل‬ ‫‪279‬‬ ‫تطورها اهلائل‪ ،‬باإلضافة إىل الصناعات املشرتكة‪.‬‬ ‫وقددد شددجعت اليابددان الشددركات اليابانيددة النفطيددة علددى الدددخول يف عمليددات التنقيددب اجلديدددة‬ ‫باملنطقددة العربيددة‪ ،‬والوصددول إىل أن يكددون الددنفط اخلددام اململددوك لشددركات يابانيددة ال يقددل عددن ‪ %30‬مددن‬ ‫جممد ددوع الد ددنفط املسد ددتورد إىل اليابد ددان‪ ،‬وقامد ددت وزارة التجد ددارة والصد ددناعة الدوليد ددة اليابانيد ددة بتمويد ددل هد ددذا‬ ‫‪280‬‬ ‫الربنام ‪.‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬الحرب على جريمة القرصنة بين الفشل و النجاح‪:‬‬ ‫تعي الصومال أزمة سياسية واقتصادية واجتماعية بكل معاين الكلمدة كدون احلكومدة الفدراليدة‬ ‫الصومالية تعاين الضعف واهلشاشة رغم ما حققته من حرب علدى اإلرهداب والفوضدى‪ ،‬والسدعي لبسدط‬ ‫سلطتها وبناء دولة قادرة على تسيري شؤون البالد‪ ،‬وقدادرة علدى إعدادة النظدام القدانوين ملعظدم السدواحل‬ ‫الصومالية‪ ،‬خاصة وأن تلدك السدواحل شدهدت خدالل السدنوات القليلدة املاضدية اسدتعادة القدانون الدذي‬ ‫كددان مفتقدددا فيهددا‪ ،‬وبالتددايل جندداح احلددرب علددى جرميددة القرصددنة بالدرجددة األوىل هددو مواجهددة للقرصددنة‬ ‫البحرية نظريا ألمهية املالحة البحرية عامليا‪.‬‬ ‫ولكددن الس دؤال املطددروح ‪:‬هددل ميكددن أن تددنجح احلددرب علددى القرصددنة؟ خاصددة يف ظددل احلكومددة‬ ‫‪281‬‬ ‫الصومالية احلالية وهل هي قادرة على هزمية القراصنة؟‬ ‫رغرات كبرية تفشل املساعي احلثيثة للحد من هذه اجلرمية منها‪:‬‬ ‫ إن احلل ملشكلة القرصنة يف البحر لكن ليس على األرض فحسب ففي ‪ 17‬ديسمرب‪ ،‬أصددر‬‫جملددس األمددن الدددويل اقرتاحددا جييددز عمليددة تعقددب القراصددنة‪ ،‬ورغددم مشدداركة العديددد مددن السددفن‬ ‫احلربية حملاربة هذه الظاهرة إال أرها ويف نفس اليوم إصدار هذا القرار متت قرصنة أربع سفن‪.‬‬ ‫‪ - 279‬حممددد الرميحددي‪ :‬الددنفط والعالقددات الدوليددة‪ ،‬سلسددلة كتددب املعرفددة‪ ،‬العدددد‪ ،52‬سلسددلة كتددب رقافيددة تصدددر عددن اجمللددس الددوطي للثقافددة والفنددون‬ ‫واآلداب‪ ،‬الكويت‪ ،‬أبريل ‪ ،1712‬ص ‪.101‬‬ ‫‪ - 280‬حممد الرميحي‪ :‬النفط والعالقات الدولية‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.100‬‬ ‫‪ - 281‬هنددري بيلينغهددام‪ :‬الشدراكة بددني (العددام واخلدداص) أساسددية يف مكافحددة القرصددنة‪ ،‬جريدددة البيددان‪ ،‬بريطانيددا (لندددن)‪ ،‬تصدريح لددوزير اخلارجيددة الربيطدداين‬ ‫(هنري بيلينغهام)‪ 27 ،‬يونيو ‪ ،2012‬جريدة البيان‪ 30 ،‬يونيو ‪( .Pm 4:15 2012‬نسخة خمزنة على الويب)‪.‬‬ ‫‪http://www.albayan.ae / a cress-the-uae/news-and-reports/2012-06-29-1.1678675.‬‬ ‫‪114‬‬


‫ إن الفش ددل يف عملي ددة إيق دداف القراص ددنة واحل ددد م ددن اجلرمي ددة جعل ددت العدي ددد م ددن الس ددفن حت ددول‬‫‪-‬‬

‫‬‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫مسارها عرب طريق رأس الرجاء الصاحل ‪.‬‬ ‫كانددت جرميددة القرصددنة ال توجددد مبعددل الق دوانني الدديت تقددرر يف قضدداياهم حيددث مت اإلف دراج علددى‬ ‫العديد ددد مد ددن القراصد ددنة‪ ،‬باإلضد ددافة إىل أن االتفاقيد ددات كاند ددت تد ددنأل بسد ددماح تفتد ددي السد ددفن‬ ‫املشبوهة فقط‪ ،‬وإزعاج السفن جيعلها تطالب بالتعويض‪.‬‬ ‫طد ددول املسد ددافة البحريد ددة جعد ددل مد ددن الصد ددعب السد دديطرة عليهد ددا وتتطلد ددب العديد ددد مد ددن الوسد ددائل‬ ‫‪282‬‬ ‫والتجهيزات وأمواال وغريها‬ ‫تس ددعى العدي ددد م ددن الق ددوى القطبي ددة إلفش ددال مكافح ددة القرص ددنة لالس ددتفادة وال دربح و التواج ددد‬ ‫العس ددكري حبج ددة مكافح ددة القرص ددنة وب ددالرجوع إىل الت دداريخ أي ددن س ددعت اإلمرباطوري ددة الفرنس ددية‬ ‫والربيطانية من خدالل ملوكهدا بددعم ومسداندة القراصدنة خدالل إحبدارهم مسدتعمرين أمريكدا عدرب‬ ‫احملدديط األطلسددي وحبجددة محايددة القددانون الدددويل مت االسددتيالء علددى العديددد مددن املندداطق‪ ،‬علددى‬ ‫سددبيل املثددال االسددتعمار الفرنسددي لد د (هددايييت) اجلزيددرة اهلادئددة‪ ،‬فبدددأت احليدداة بالقراصددنة الددذين‬ ‫س دديطروا عل ددى البح ددر وعل ددى التج ددارة يف اجلزي ددرة بع ددد أن فت ددك اإلس ددبان بش ددعبها ع ددام ‪،1151‬‬ ‫وبالتدايل فدإن دفدع القراصددنة إىل منطقدة مدا مت باإلجهدداز عليهدا كدان أحددد الطدرق املداكرة للدددول‬ ‫االستعمارية ومت استعمال سفنهم حىت يف أرناء عمليداهتم احلربيدة مدن خدالل قراصدنة الكدرايي‬ ‫‪283‬‬ ‫الذي كان حيكمهم قانورهم اخلاص بإحكام‪.‬‬ ‫وبالتددايل هندداك عدددة عوامددل سددامهت يف زيددادة هددذه اجلرميددة والدديت ذكرناهددا باإلضددافة إىل عوامددل‬ ‫أخرى وصعوبات تواجد مكافحة القراصنة نذكر منها‪:‬‬

‫‪ -‬الصعوبات التي تواجه التصدي للقرصنة البحرية‪:‬‬

‫يف املنطق ددة العربي ددة باخلص ددوص يف الق ددرن اإلفريق ددي وخل ددي ع دددن هن دداك ع دددة ص ددعوبات تواج دده‬ ‫التصدي هلذه اجلرمية اخلطرية منها ‪:‬‬ ‫‪ )1‬استحالة مراقبة مياه خلي عدن واليت تزيد عن مليون كيلومرت بعدد حمدود من السفن احلربية‪.‬‬ ‫‪282‬‬

‫‪- Alain Aodier: la piraterie maritime dans le monde debut 2009, centre frençais de la‬‬ ‫‪recherche sur le renseignement, not D'actualité N0= 165, 02-03-2009, paris, France, p 13.‬‬ ‫‪283‬‬

‫‪- Carlos belane: pirates corsarios, bucaneros, filibusteros…, revista actually nots, N0=52‬‬‫‪An 03, spain 2011, p11.‬‬ ‫‪115‬‬


‫‪ )2‬معرفة القراصنة باملنطقة البحرية جيدا باعتبارهم حبارة يف املنطقة وخربة طويلة فمنهم من مارس‬ ‫اإلحبار إىل أزيد من نصف قرن جيعل صعوبة متابعتهم باإلضافة إىل حتايل القراصنة‪.‬‬ ‫‪ )3‬اسد ددتحالة التحد ددرك علد ددى األرض الصد ددومالية يف الوقد ددت احلد ددايل نظ د درا للوضد ددع األمد ددي املتد دددهور‬ ‫والسياس ددي اهلد د ‪ ،‬ه ددذا م ددا جيع ددل مكافح ددة القرص ددنة بري ددا أمد درا ص ددعبا يف ظ ددل غي دداب الدول ددة‬ ‫والقانون‪.‬‬ ‫‪ )4‬حتددول القراصددنة إىل قددوة حقيقيددة وأسددلحة متطددورة جدددا ال توجددد حددىت عنددد الدولددة الصددومالية‬ ‫والدول اجملاورة‪ ،‬فثصبح حيسب هلم ألف حساب‪.‬‬ ‫‪ )5‬زي ددادة القرص ددنة وعملي ددات القراص ددنة خاص ددة يف الوق ددت الد دراهن يش ددكل حت دددياً للقراص ددنة لل دددول‬ ‫‪284‬‬ ‫اجملاورة واجملتمع الدويل‪.‬‬ ‫‪ )1‬متكن القراصنة يف وقت قصري من تثمني مستلزماهتم العسدكرية واملدنيدة‪-‬مدن حصديلة الغندائم‪-‬‬ ‫حبيث حصلوا على األسلحة املتطورة وطرق املدؤن‪ ،‬كمدا حصدلوا علدى معددات الكرتونيدة‪ ،‬تدؤمن‬ ‫اتصاهلم باألقمار الصناعية‪ ،‬باإلضافة إىل تعاون املنظمات اإلجرامية معهدم وتدثمني مسدتلزمات‬ ‫(أسلحة‪ ،‬مؤن‪ ،‬أجهزة اتصال‪ )...‬هلم‪.‬‬ ‫‪ )7‬تط ددور تكتيك ددات القراص ددنة البحري ددة‪ ،‬بع ددد أن اس ددتطاعوا ت ددثمني س ددفن وزوارق حبري ددة يف أحج ددام‬ ‫خمتلفددة‪ ،‬للمطدداردة السدريعة تددنقلهم سدريعا بعيدددا عددن امليدداه اإلقليميددة إىل أعددايل البحددار‪ ،‬وإجبددار‬ ‫‪285‬‬ ‫السفن كذلك للخروج إىل أعايل البحار وإجبارها على االستسالم‪.‬‬ ‫‪ )1‬عدددم وج ددود تنس دديق فخد اع ددال س دواء ب ددني الدددول اجمل دداورة أو ال دددول الك ددربى ح ددول كيفي ددة التع دداون‬ ‫وسدديادة الدددول املطلددة علددى املندداطق البحريددة وكيفيددة التعامددل مددع بعددض احلدداالت الدديت ميكددن‬ ‫‪286‬‬ ‫ختتلف فيها آراء تلك الدول‪.‬‬ ‫‪ )7‬بروز طبقة األررياء ورجال الظل‪:‬‬ ‫إن األموال اليت متكن القراصنة من مجعها جعلت منهم رجاال أررياء يف ظل وجدود رجدال الظدل‬ ‫الرب يقومون بتقدمي كل الدعم املادي واللوجستيكي ‪ ،‬وهناك رجال من القراصدنة أصدبحوا زعمداء‬ ‫على خ‬ ‫‪ - 284‬حياة زملاط‪ :‬القرصنة البحرية يف القرن اإلفريقي‪ ،‬املركز العريب للدراسات‪ ،pm 4:30 ،2010-11-30 ،‬ص‪).5‬نسخة خمزنة على الويب)‪.‬‬ ‫‪http://www.cmes-maroc.com /index. php? Option=comcontent&view= article&id=204:210‬‬‫‪12-30-15-18-57&catid=40:2009-02-08-06-48-22&Itemed=69.‬‬ ‫‪ - 285‬حياة زملاط‪ :‬القرصنة البحرية يف القرن اإلفريقي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.1‬‬ ‫‪ - 286‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.7‬‬ ‫‪111‬‬


‫يق دددمون ك ددل م ددا حيتاج دده القراص ددنة ح ددىت م ددن التجهيد دزات احلديث ددة‪ ،‬وه ددذا م ددا ض ددمن اس ددتدامة احلماي ددة‬ ‫للقراصنة كما لو كانت أعماال جتارية‪.‬‬ ‫إن املبددالغ الطائلددة الدديت جينيهددا القراصددنة مددنن الفديددة أصددبحت عددامال مشددجعا لدددخول‬ ‫‪)10‬‬ ‫عددامل القرصددنة وه ددذا مددا جع ددل اآلالف مددن الرج ددال يقدددمون عل ددى هددذه احلرف ددة الدديت أص ددبحت‬ ‫مددداخيلها ورواتددب أعضددائها أكددرب مددن راتددب أي حرفددة أخددرى يف كددل الدددول اجملدداورة والصددومال‬ ‫‪287‬‬ ‫خاصة وهذا يزيد األمر تعقيدا يف ظل الوضع االجتماعي الصعب الذي تعانيه الصومال‪.‬‬ ‫و من خالل معاناة الصوماليني‪ ،‬كان جناح القراصنة يف املنطقة من خالل‪:‬‬ ‫ احلاجددة إىل السددوق‪ :‬يف ظددل األوضدداع االقتصددادية اهلشددة وجددد القراصددنة سددوقا لعددرض غنددائهم‬‫مبثابددة سددلع فوجدددوا مددالذا وسددوقا مفتوحددا لسددلعهم وأسدواقا لإلسددتثمار وللشدراء وهددذا مددا يعتددرب‬ ‫تبيضا لألموال‪.‬‬ ‫ ونتيجة للمنطقة اآلمنة واهلادئدة الديت تتديح للقراصدنة العمدل حبريدة وبددون عقداب مدن جهدة ومدن‬‫جهة أخدرى أصدبح القراصدنة جيبدون البحدر بكدل حريدة وأصدبحت املطالبدة بفديدة أكدرب مدرة بعدد‬ ‫مرة يف حني أصبح هذا نشاطا إقتصاديا عاديا وهذا مازاد يف جناح هدؤالء األشدخاص وتوسديع‬ ‫‪288‬‬ ‫دائرة نفوذهم وأعماهلم وبالتايل أصبح من الصعب احلد من الظاهرة‪.‬‬ ‫وبددني فشددل وجندداح عمليددة مكافحددة هددذه اجلرميددة ونتيجددة للمشدداكل السددابقة الددذكر فددإن هندداك‬ ‫العديددد مددن الصددعوبات الدديت طدرأت علددى معاجلددة هددذه الظدداهرة ‪ ،‬باإلضددافة إىل أن عوائددد القراصددنة كبددرية‬ ‫بدداملاليني الدددوالرات وحظددوظ مقددتلهم أو اعتقدداهلم أرندداء عمليددات االختطدداف تبدددوا قليلددة‪ ،‬لددذلك كددان‬ ‫جيددب أن تتكافددل اجلهددود للحددد مددن هددذه اجلرميددة‪ ،‬فهندداك عدددد مددن العوامددل الدديت تسدداهم يف بندداء بي دة‬ ‫الصراع بالقرن االفريقي باإلضافة إىل تفكك الدولة وغياب السلطة املركزية فيها‪.‬‬ ‫‪ ‬فالمســتوى الــداخلي‪ :‬متيددز بإقتتددال ون دزاع شددع ‪ ،‬ومجاعددات مسددلحة وجددوع وفقددر‪ ،‬واقتصدداد‬ ‫منهار‪.‬‬

‫‪- Nathalie Boudong: la piraterie maritime moderne, mémoire présenté master II‬‬ ‫‪professionnel droit maritime et des transports, faculté de droit et de science politique d'Aix‬‬‫‪Marseille, université poule Cézanne III année 2008-2009, France , p4.‬‬ ‫‪288‬‬ ‫‪- Almirante Enrique Molina pico: pirateria en el mar. nuevas Aménazas en el Ambito‬‬ ‫‪Maritimo: pirateria y terrorismo Academia del mar, cuaderno talasico N0= 36 expuesto y de‬‬ ‫‪batido en la session plenarie ordinaria N0= 117, Del 28 de Arbil de 2009, Buenos Aires, p 07.‬‬ ‫‪287‬‬

‫‪117‬‬


‫‪ ‬المســتوى اإلقليمــي‪ :‬متيددز بكثددرة احلددروب مددع اجل دريان (إرترييددا‪ ،‬كينيددا‪ ،‬إريوبيددا‪ ،‬وحددرب علددى‬ ‫احلدددود‪ ،‬وصدراع تقسددمات تسددعى دول اجلدوار إىل إذكائدده حددىت تسددتطيع احلصددول علددى املندداطق‬ ‫املتنازع عنها والسيطرة على الصومال وخرياته)‪.‬‬

‫‪ ‬المســتوى الــدولي‪ :‬هندداك دول تسددعى إىل متزيددق الصددومال‪ ،‬واالسددتيالء علددى خرياتدده وقدراتدده‬ ‫باإلض ددافة إىل أن دده منطق ددة جيواسد درتاتيجية م ددن خ ددالل الس دديطرة عل ددى الع ددامل‪ ،‬ومب ددا أن املص دداحل‬ ‫والفوائددد كبددرية تددزداد فددإن حدددة الص دراع وأطرافدده الفعالددة تزيددد مددن اشددعال الفتيددل ليشددمل نطدداق‬ ‫إقليميا أوسع‪.‬‬ ‫ومن خدالل مدا تقددم فدإن الندزاع مسدتمر يف املنطقدة وجرميدة القرصدنة التدزال يف انتشدار باإلضدافة‬ ‫إىل العوامدل الداخليدة هدذا مددا يزيدد مدن الوضددع سدواء إىل أن حتقدق الددول املعنيددة املصداحل وهدذه الفوضددى‬ ‫اخلالقة ما تصبوا إليه‪.‬‬

‫‪111‬‬


‫المبحث الثاني‪ :‬صراع الدول الكبرى حول المنطقة‪:‬‬ ‫بعد قيدام النظدام الددويل اجلديدد سدعت الواليدات املتحددة األمريكيدة إىل السديطرة وبسدط نفوذهدا‬ ‫على العامل من خالل جمموعة من االسرتاتيجيات وتنفيذ أجندة تدعم موقعها الددويل‪ ،‬مت التخطديط هلدا‬ ‫منذ عقد من الزمن‪.‬‬ ‫ويف ظدل هددذا النظددام ذو القطددب الواحدد‪ ،‬الددذي سددعت الواليددات املتحددة األمريكيددة مددن خاللدده‬ ‫التفددرد بتس دديري شددؤون الع ددامل م ددن خددالل جمموع ددة م ددن صددقور البنت دداغون ورج ددال البيددت األب دديض‪ ،‬خت دددم‬ ‫مص دداحلها الض دديقة‪ ،‬ومص دداحل الكي ددان الص ددهيوين‪ ،‬خرج ددت جمموع ددة م ددن ال دددول األوربي ددة ع ددن الص ددف‬ ‫األمريكددي نتيجددة تفددرد هددذه األخددرية‪ ،‬واإلضدرار مبصدداحل هددذه الدددول خاصددة يف املنطقددة العربيددة‪ ،‬يف حددني‬ ‫بدأ الدب الروسي يف العودة إىل الساحة الدولية كالعب وفاعل دويل‪.‬‬ ‫ويف ظددل هددذه احلددرب املسددتعرة للهيمنددة وتقاسددم األدوار‪ ،‬وحماولددة الدددول الكددربى فددرض منطقددة‬ ‫نظددام متعدددد القطبيددة‪ ،‬وسددعي الواليددات املتحدددة األمريكيددة ألن تكددون رأس اهلددرم‪ ،‬تبقددى السدداحة العربيددة‬ ‫وأهم مناطقها القدرن اإلفريقدي واخللدي العدريب ومشدال إفريقيدا ملعبدا للكبدار‪ ،‬ملدا حيتويده مدن كندوز وخدريات‬ ‫ور ددروات باإلض ددافة إىل أن دده منطق ددة اس ددرتاتيجية هام ددة‪ ،‬واش ددتعلت ظ دداهرة اإلره دداب مث القرص ددنة البحري ددة‬ ‫كثسباب التحكم فيها من خالل قواهتا العسكرية اليت جتوب املنطقة‪.‬‬ ‫ومددن خددالل هددذا حندداول يف هددذا املبحددث التحدددث عددن أسددباب هددذا التواجددد يف املنطقددة العربيددة‬ ‫ومعامل هذا الصراع يف بداية األلفية الثالثة‪.‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬أسباب تواجد الدول العظمى في المنطقة‪:‬‬

‫مند ددذ الق دددم كان ددت املنطق ددة العربي ددة حمد ددل اهتم ددام الد دددول العظم ددى وال زال ددت ولعد ددل رواج هد ددذا‬ ‫االهتمام‪ ،‬وبلوغه الذروة‪ ،‬كان يف بداية العصور الوسطى فالتجارة اخلارجيدة ألوربدا هدي العامدل الرئيسدي‬ ‫واألساسددي هلددذا التطددور خاصددة مددع الثددورة الصددناعية الدديت عرفتهددا ومددا تبعهددا مددن تقدددم‪ ،‬نددت عندده تطددورا‬ ‫م ددذهال للمالح ددة البحري ددة‪ ،‬وكان ددت ع ددامال مهم ددا يف القد درنني احل ددادي عش ددر والث دداين عش ددر يف التج ددارة‬ ‫األوروبيددة خاصددة إيطاليددا واألرض املنخفضددة‪ ،289‬وكانددت التوابددل أو مطالددب هددذه التجددارة‪ ،‬والدديت أدت‬ ‫إىل حركة واسعة يف البحدر املتوسدط وردراء كبدري يف البندقيدة‪ ،‬وتوسدعت إىل إفريقيدا ومدوانئ الشدرق خاصدة‬

‫‪ - 289‬هندري بريين‪ :‬تاريخ أوربا يف العصور الوسطى‪ ،‬ترمجة عطية القهوجي‪ ،‬اهلي ة املصرية العامة للكتاب‪ ،‬القاهرة‪ ،1771 ،‬ص ‪.137‬‬ ‫‪117‬‬


‫املدوانئ السددورية‪ ،‬مث اهلنددد والصددني‪ ،‬وكددان شددغف الدددول األوروبيددة سددببا هامددا يف بدايددة مرحلددة اسددتعمارية‬ ‫جديدة كانت املالحة البحرية وجتارة السفن أول مراحلها‪.‬‬

‫‪290‬‬

‫‪ -‬الحركة االستعمارية‪:‬‬

‫إن األمهيددة الكبددرية للمنطقددة وأمهيددة البحددر األمحددر كددثعظم طددرق وأمههددا للمواصددالت البحريددة يف‬ ‫العامل‪ ،‬جعل جتارة التوابل بني الشرق والغرب يف العصور السابقة‪ ،‬وحتول من جمرد حبدر داخلدي إىل أهدم‬ ‫ش دريان بنق ددل الب ددرتول والغ دداز م ددن من دداطق الزي ددت يف اخلل ددي الغ ددريب إىل أورب ددا الص ددناعية‪ ،‬وطريق ددا س دريعا‬ ‫وخمتصرا ومالحته هادئة وباعتباره من أهم حماور الصراع الغريب للبرتول‪ ،‬ومعربا للجدارة األساسدية وجمدال‬ ‫تدددفق القددوة العسددكرية بددني املتوسددط واألسددود واحملدديط األطلنطددي وبددني احملدديط اهلندددي واهلددادي‪ ،‬وهبددذه‬

‫‪291‬‬

‫املمي دزات ارتددبط البحددر األمحددر مبدخلدده اجلنددويب بددالقرن اإلفريقددي مثلمددا ي درتبط بقندداة السددويس مشدداال‬ ‫ب دددأت تتكال ددب الق ددوى العظم ددى عل ددى املنطق ددة للس دديطرة عل ددى ممراهت ددا البحري ددة م ددن خ ددالل احلم ددالت‬ ‫االسددتعمارية حيددث أدركددت فرنسددا أمهيددة املوقددع ذلددك حاولددت احددتالل مصددر عددام ‪ 1771‬للددتحكم يف‬ ‫منافددذه والسدديطرة عليدده لتتخددذ قاعدددة االنطددالق ضددد بريطانيددا ومسددتعمراهتا يف الشددرق‪ ،‬ورغددم أن فرنسددا‬ ‫فشلت يف ذلك‪ ،‬إال أرها وجهت أنظدار بريطانيدا ألمهيدة هدذا الطريدق البحدري القصدري للشدرق‪ ،‬فحاولدت‬ ‫عبثددا إحددتالل مصددر‪ ،‬وأرسددلت محلددة (فزيددزر) يف ‪ 11‬مددارس ‪ ،1107‬واحتلددت اإلسددكندرية‪ ،‬وفشددلت‬ ‫وخرجت القوات بعد سبعة أشهر‪.‬‬ ‫يف هدذه املرحلددة سدديطرت مصدر بقيددادة "حممددد علدي" علددى املنطقدة خاصدة يف ظددل الظددروف الدديت‬ ‫عرفته ددا منطق ددة احلج دداز يف تل ددك الف ددرتة‪ ،‬وس دديطر عل ددى البح ددر األمح ددر‪ ،‬واحتك ددار جتارت دده مبوافق ددة الب دداب‬ ‫الع ددايل‪،292‬ويف ه ددذه الف ددرتة مل يه دددأ ب ددال بريطاني ددا ب ددل حاول ددت بك ددل الس ددبل املش ددروعة وغ ددري املش ددروعة‬ ‫الس دديطرة عل ددى س دداحل البح ددر األمح ددر ‪ ،‬ه ددذا الطري ددق امله ددم‪ ،‬فاس ددتطاعت أن تس ددتويل عل ددى ع دددن ع ددام‬ ‫‪293‬‬ ‫‪ ،1137‬وأن توقف نفوذ )حممد علي( على البحر األمحر مبوجب مؤمتر لندن ‪.1140‬‬

‫‪ - 290‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.131‬‬ ‫‪ - 291‬صددالح الدددين حدداف ‪ :‬صدراع القددوى العظمددى حددول القددرن اإلفريقددي‪ ،‬سلسددلة عددامل املعرفددة‪ ،‬العدددد ‪ ،47‬سلسددلة كتددب رقافيددة واجتماعيددة‪ ،‬يصدددرها‬ ‫اجمللس الوطي للثقافة والفنون واآلداب‪ ،‬الكويت‪ ،1712 ،‬ص ‪.51‬‬ ‫‪ - 292‬طددارق عبددد العددايل غندديم بيددومي‪ :‬سياسددة مصددر يف البحددر األمحددر يف النصددف األول مددن القددرن التاسددع عشددر‪ ،‬اهلي ددة املصدرية العامددة للكتدداب‪ ،‬القدداهرة‬ ‫‪ ،1771‬ص ‪.7‬‬ ‫‪ - 293‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.1‬‬ ‫‪170‬‬


‫ السيطرة البريطانية على البحر األحمر‪:‬‬‫كان الوجود العثماين يف املنطقة منذ القدم أما بالنسبة للقدرون الثالردة السدابقة‪ ،‬سدعت بريطانيدا‬ ‫‪294‬‬ ‫للسديطرة علددى املنطقدة ووضددع قددم هبددا فكددان العدام )‪ (1101‬أول قنصددل بريطداين يف مدينددة جدددة‬ ‫حيد ددث دعد ددم الربيطد ددانيون تواجد دددهم يف احلجد دداز خاصد ددة مسد ددتعمراهتم يف عد دددن‪ ،‬وهد ددذا ألجد ددل محايد ددة‬ ‫مسددتعمراهتم هددذا رغددم وجددود املنافسددة الفرنسددية الربيطانيددة يف املنطقددة‪ ،‬خاصددة مددع سدديطرة بريطانيددا علددى‬ ‫اهلنددد وتعميددق مصدداحلهم ونفددوذهم يف كددل أحندداء املنطقددة ( احلجدداز‪ ،‬عدددن‪ ،‬اهلنددد‪ ،295)...‬وكددان بدايددة‬ ‫االحددتالل الربيطدداين وسدديطرته علددى املنطقددة لقصددف ميندداء جدددة عددام )‪ (1101‬وبسددبب ضددعف البدداب‬ ‫العايل استطاعت بريطانيا فرض السديطرة علدى املنطقدة‪ ،296‬ولعدل الثدورات الديت مسدت كدل مدن (الديمن‪،‬‬ ‫عسري‪ ،‬احلجاز) زادت يف دعم تواجد الربيطانيني‪ ،‬ومع افتتداح قنداة السدويس سداعدت الدولدة العثمانيدة‬ ‫يف تشد ددديد قبضد ددتها علد ددى شد ددؤون احلجد دداز عسد ددري والد دديمن وزادت مد ددن نفوذهد ددا علد ددى س د دواحل البحد ددر‬ ‫األمحر‪ ،297‬ومع احتالل عدن عام )‪ (1137‬بدأت السياسة الربيطانية تتبلور أكثر اجتاه هذا الساحل‬ ‫واجلددزر املوجددودة فيدده‪ ،‬وحددرص الربيطددانيني علددى مراقبددة أوضدداع الصددومال والسدديطرة علددى أعددايل البحددار‪،‬‬ ‫‪298‬‬ ‫ومنعوا قيام أي نفوذ أو تضامن للقوى اإلسالمية ضد األوربيني‪.‬‬ ‫ أسباب التواجد البريطاني في المنطقة‪:‬‬‫ شددهدت املنطقددة نشدداطا جتاري ددا مهمددا كددان للم دوانئ وس دواحل البحددر األمحددر الش درقية والغربي ددة‬‫جعلت املنطقة متثل نشاطا جتاريا ومصاحل لربيطانيا البد من محايتها‪.‬‬ ‫ الصدراع الفرنسددي الربيطدداين ذو الطددابع االسددتعماري‪ ،‬حيددث سددعت بريطانيددا علددى تشددييد حمطددة‬‫السكة احلديدية وفرنسا مشروع القناة‪ ،‬كل هذا يدخل يف زيادة األطماع العسكرية وزيادة قوة‬ ‫القوة اإلمرباطورية‪.‬‬

‫‪ - 294‬مجلية العيسي‪ :‬الصراع الربيطاين الفرنسي حول البحر األمحر‪ ،‬مكتبة العبيكان‪ ،‬ط‪ ،1‬الرياض‪ ،2001 ،‬ص ‪.37‬‬ ‫‪ - 295‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.100‬‬ ‫‪ - 296‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.107‬‬ ‫‪ - 297‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.112‬‬ ‫‪ - 298‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.132‬‬ ‫‪171‬‬


‫ البعددد الددديي خاصددة للصدراع الفرنسددي الربيطدداين مددن خددالل النشدداط التنصددريي خاصددة بددرز مددن‬‫الساحل اإلفريقي للبحر األمحر‪ ،‬فضدال مدن أن الربيطدانيني سدعوا لتكدون هلدم النفدوذ يف املنداطق‬ ‫‪299‬‬ ‫املقدسة يف احلجاز‪.‬‬ ‫ومددع ذلددك زاد الص دراع الربيطدداين الفرنسددي يف املنطقددة وبقددي مسددتمرا إىل يومنددا هددذا وذلددك أن‬ ‫أوروبا مل تنس التاريخ القدمي يف املنطقة العربية‪.‬‬ ‫فاالرتباط األورويب باملنطقة يعود إىل مراحل قدمية‪ ،‬حتدرنا عليها‪ ،‬فقدد متكندت القدوى يف أوروبدا‬ ‫من احتالل املنطقة وتقسيمها بعد مرحلدة طويلدة مدن الكشدوفات اجلغرافيدة‪ ،‬واحملداوالت الفرديدة مدن قبدل‬ ‫العديد من الدول األوربية‪ ،‬هذه القدوى الديت اسدتطاعت احلفداظ علدى مصداحلها باملنطقدة‪ ،‬فحدىت يف ظدل‬ ‫نظام القطبية الثنائية الذي تراجعت فيه أمهية ومكانة القدوى األوربيدة التقليديدة الديت كاندت تسديطر علدى‬ ‫إفريقيددا راع ددت الوالي ددات املتح دددة مص دداحل حلفائه ددا األوروبي ددني يف من دداطق نف ددوذهم التقليدي ددة خاص ددة يف‬ ‫إفريقيد ددا‪ ،‬ومسحد ددت هلد ددم بالقيد ددام بد ددثدوار متزايد دددة يف املواقد ددف واألزمد ددات املختلفد ددة‪ ،‬بد ددل إن الدبلوماسد ددية‬ ‫األمريكي ددة يف تل ددك الف ددرتة قام ددت عل ددى اعتب ددار املنطق ددة خاص ددة إفريقي ددا‪ ،‬ويف بداي دة الق ددرن التاس ددع عش ددر‬ ‫تدددافعت القددوى األوربيددة يف محالهتددا العسددكرية علددى املنطقددة العربيددة يف تكالددب اسددتعماري كرسدده م دؤمتر‬ ‫برلني )‪ (1114‬بوضع القواعد العامة لتثسيس مناطق اهليمنة للقوى األوربية الرئيسية (بريطانيا‪ ،‬فرنسا‪،‬‬ ‫أملانيددا‪ ،‬بلجيكددا) خاصددة يف القددارة اإلفريقيددة كانددت تصددورها نفسددها علددى أسدداس أرهددا قددوى جدداءت لنشددر‬ ‫‪300‬‬ ‫احلضارة واملدنية يف املنطقة والعامل‪ ،‬لكن اهلدف األساسي هو استنزاف خرياهتا واستعباد شعوهبا‪.‬‬ ‫أمددا الواليددات املتحدددة األمريكيددة‪ ،‬منددذ أن اسددتطاعت السدديطرة علددى خدريات العددامل بعددد احلددرب‬ ‫العامليددة األوىل‪ ،‬مث السدديطرة العسددكرية واملاليددة بعددد احلددرب العامليددة الثانيددة‪ ،‬أصددبحت حباجددة لتدددعيم قوهتددا‬ ‫خاصددة وأرهددا أصددبحت القددوة األوىل يف العددامل‪ ،‬وللحفدداظ علددى قواهتددا ال بددد مددن أن تسدداهم يف بقاءهددا‬ ‫وتطورها‪ ،‬وبدأت باستنزاف الشعوب واحلركة التوسعية‪.‬‬ ‫‪ -‬النشاط األمريكي في المنطقة العربية‪:‬‬

‫تعود اجلذور األمريكية يف اهتمامها باملنطقة منذ قدرون‪ ،‬وكدان اهتمامهدا كمنطقدة املغدرب العدريب‬ ‫قددد تزايددد منددذ مطلددع القددرن العشدرين‪ ،‬ملددا دخلددت الواليددات املتحدددة األمريكيددة احلددرب العامليددة الثانيددة إىل‬ ‫جانددب احللفدداء‪ ،‬اكتشددفت األمهيددة اجليواسدرتاتيجية للمنطقددة‪ ،‬ومددا ميكددن أن يقدمدده هلددا وجودهددا يف هددذا‬ ‫‪ -299‬مجيلة العيسي‪ :‬الصراع الربيطاين الفرنسي حول البحر األمحر‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.475‬‬ ‫‪ - 300‬محدي عبد الرمحن‪ :‬قضايا يف النظم السياسية اإلفريقية‪ ،‬مركز دراسات املستقبل اإلفريقي‪ ،‬القاهرة‪ ،1771 ،‬ص ‪.51‬‬ ‫‪172‬‬


‫املوقددع مددن عناصددر امتيدداز يف املواجهددة مددع دول احملددور (أرندداء احلددرب)‪ ،‬فثرندداء اإلن دزال العسددكري لق دوات‬ ‫احللفاء والواليات املتحدة يف مدينة الدار البيضاء باملغرب كانت بداية الوجود الرمسي للواليات املتحدة‬ ‫يف املنطقددة‪ ،‬ولقددد اسددتمرت القواعددد العسددكرية األمريكيددة يف املنطقددة حددىت بعددد احلددرب‪ ،‬واسددتقالل دول‬ ‫املنطقددة (القواعددد األمريكيددة يف القنيطددرة وبددي سددليمان)‪ ،‬و كددان للتقسددمات اإليديولوجيددة بعددد احلددرب‬ ‫العامليدة الثانيدة بددني املعسدكرين (الشديوعي والرأمسددايل) ممدا جعددل الواليدات املتحددة تسددعى لتطويدق االحتدداد‬ ‫السددوفيييت يف العديددد مددن دول املنطقددة‪ ،‬ويف مطلددع التسددعينيات مددع رهايددة احلددرب البدداردة وبدايددة النظددام‬ ‫الدددويل اجلديددد عرفددت الواليددات املتحدددة األمريكيددة تطددوير عالقددات سياسددية واقتصددادية مددع دول إفريقيددا‬ ‫واملغرب العريب باخلصوص‪ 301.‬ومن جهة حاولت احتواء منطقة اخللي نظرا ألمهيتها احليوية من العامل‬ ‫واليت حتتوي علدى مدا يقدارب رلثدي االحتيداطي النفطدي يف العدامل‪ ،‬واختدذت مشداريع اسدرتاتيجية عسدكرية‬ ‫واقتصادية وسياسدية ورقافيدة‪ ،‬لتحقيدق هدذه الغايدة‪ ،‬خاصدة يف ظدل التحدوالت الكبدرية الديت يعرفهدا العدامل‬ ‫‪302‬‬ ‫وتعاين منها الواليات املتحدة األمريكية (ديون‪ ،‬منافسات‪.)...‬‬ ‫ السياسة األمريكية لحماية مصالحها بالمنطقة العربية‪:‬‬‫أدركددت الواليددات املتحدددة األمريكيددة اخلطددر الكبددري علددى املدددى املتوسددط والبعيددد علددى مصدداحلها‬ ‫االقتصادية يف املنطقة العربية والعامل‪ ،‬يف ظل مواجهة بعدض القدوى واملنافسدة أخدرى ‪ ،‬فسدعت جاهددة‬ ‫للسيطرة على املنطقة العربية من خالل بعض اإلجراءات أمهها‪:‬‬ ‫‪ )1‬اعتماد إجراءات حتاف فيه على أسعار منخفضة ملبيعات النفط‪.‬‬ ‫‪ )2‬بندداء مؤسسددات جتعددل أربدداح مبيعددات الددنفط تسددتخدم يف جمدداالت تضددمن حتسددني البنيددة التحتيددة‬ ‫هلذه الدول‪ ،‬لتضمن اسرتجاع مبالغ مبيعات النفط‪.‬‬ ‫‪303‬‬ ‫‪ )3‬السعي حنو إدخال الشركات األمريكية ضمن نسي احلياة اليومية هلذه الدول‪.‬‬ ‫‪ )4‬االحتف دداظ بال دددور األمريك ددي والنف ددوذ األمريك ددي يف اجمل ددال االقتص ددادي عل ددى درج ددة عالي ددة م ددن‬ ‫الفعالية‪.‬‬ ‫‪ - 301‬محدي عبد الرمحن‪ :‬السياسة األمريكية جتداه إفريقيدا مدن العزلدة إىل الشدراكة‪ ،‬جملدة السياسدة الدوليدة‪ ،‬تصددر عدن مركدز األهدرام‪ ،‬العددد ‪ ،144‬ينداير‬ ‫‪ ،2001‬القاهرة‪ ،‬ص ‪.172‬‬ ‫‪ -302‬صربي فارس اهلييت‪ :‬اجلغرافيا السياسية مع تطبيقات جيوبوليتيكيدة استشدرافية عدن الدوطن العدريب‪ ،‬دار الكتداب اجلديدد املتحددة‪ ،‬بدريوت‪ ،‬لبندان‪ ،‬ص‬ ‫‪.257‬‬ ‫‪ - 303‬صربي فارس اهلييت‪ :‬اجلغرافيا السياسية مع تطبيقات جيوبوليتيكية ‪ ،..‬املرجع السابق‪ .‬ص ‪.257‬‬ ‫‪173‬‬


‫‪ )5‬احلفاظ على احلدود السياسية القائمة يف بلدان املنطقة العربية للحفاظ على التجزئة اليت تالئم‬ ‫مصاحلها‪ ،‬وتعطل مشاريع التنمية يف هذه الدول‪.‬‬ ‫‪ )1‬منع توحيد الشعوب العربية الذي ميثل هلا عقبة‪ ،‬تواجه املصاحل األمريكية يف الوطن العريب‪.‬‬ ‫‪ )7‬تطوير أشكال التعاون العسكري الثنائي بني الواليات املتحدة من جهة وأصددقائها مدن الددول‬ ‫العربية‪.‬‬ ‫وه ددذه اإلج دراءات متك ددن الوالي ددات املتح دددة األمريكي ددة م ددن الس دديطرة عل ددى االحتي دداطي النفط ددي‬ ‫‪304‬‬ ‫العاملي املوجود باملنطقة‪.‬‬ ‫‪ )1‬استيعاب الدول الفاشلة‪:‬‬ ‫إن العددني الدديت تنظددر هبددا الواليددات املتحدددة األمريكيددة إىل كددل القددارة اإلفريقيددة مددثال وهددي نفسددها‬ ‫تصلح على منطقة اخللي العريب هي اهليمنة ورهب الثروات والبرتول ووضع طبقة متتثل هلدا ومتثدل قيمهدا‬ ‫وسياساهتا (سياسة االحتواء)‪ 305‬وذلك بوضع عدة مشاريع وأجندات يف املنطقة‪.‬‬ ‫ أما بالنسبة للصين‪:‬‬‫حتداول الصددني إجيداد مكانددة هلدا يف خضددم الصدراع الدددائر يف املنطقدة العربيددة والديت وجدددت الصددني‬ ‫فيها سوقا مفتوحا واسعا ومهما‪ ،‬ومناطق تزخر باملوارد األوليدة واخلدريات الديت حتتاجهدا الصدني مدن أجدل‬ ‫زيادة وتطوير صناعاهتا اليت اكتسحت هبا العامل واليت هي يف حاجة إىل الكنوز العربية‪.‬‬ ‫حيث طور الصدينيون يف عقدد التسدعينيات سياسدة خارجيدة واسدعة تشدمل مجيدع املنداطق الواقعدة‬ ‫يف حدود الصني الربية والبحرية ويطلق عليها الصينيون اسم (السياسة احمليطة) واليت هتدف إىل ضدمان‬ ‫حمدديط آمددن ومسددتقر حددىت تتفددر الصددني إىل التحددديث وعص درنة اقتصددادها (هنددا تكمددن أمهيددة املنطقددة‬ ‫العربية)‪ ،‬ولكي تضاعف يف نفس الوقت نفوذها (املنطقة العربية هدي إحددى جمداالت األجنددة الصدينية‬ ‫‪306‬‬ ‫يف خمططات نفوذها) وتسعى الصني ملنع استغالل أي دولة نفوذها مع دول اجلوار‪.‬‬ ‫‪ -‬روسيا والبحث عن القطبية و أجندة المنطقة العربية‪:‬‬

‫استطاعت روسيا يف بداية األلفية الثالثة أن تفرض نفسها على الساحة الدولية من جديد وقد‬ ‫برز ذلدك يف خطداب الدرئيس الروسدي ''فالدميدري بدوتني'' عدام ‪ ،2005‬حيدث قدال‪'' :‬أن العدامل جيدب أن‬ ‫‪ - 304‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.210‬‬ ‫‪ - 305‬حممد أبو القاسم حاج حممد‪ :‬بوش وإعادة التثهيل اإلفريقي‪ ،‬جملة الشاهد‪ ،‬العدد‪ ،211‬لبنان‪ ،‬أكتوبر ‪ ،2003‬ص ‪.33‬‬ ‫‪306‬‬ ‫‪-Thierry kellner: la chine et la nouvelle asie centrale rapport du grip, janvier, 20002, p 25.‬‬ ‫‪174‬‬


‫يتعامل مع روسيا قويدة'' وقدال كدذلك‪'' :‬أن ارهيدار االحتداد السدوفيييت قدد شدكل أكدرب كارردة جيوسياسدية‬ ‫يف الق ددرن العشد درين''‪ ،‬وت ددذكر حبن ددني الع ددامل الثن ددائي القط ددب الق دددمي وأراد أن يص ددرح أن روس دديا بثقله ددا‬ ‫وموازينها يف مقابل القوة األمريكية كمنافس اسرتاتيجي على رقعدة الشدطرن الدوليدة‪ ،‬والعدودة إىل األمدة‬ ‫العظمددى‪.‬حيددث غددريت روسدديا نظرهتددا إىل بعددض سياسدداهتا اخلارجيددة‪ ،‬ورؤيتهددا إىل العديددد مددن املواقددف‬ ‫والقضايا الدولية‪:‬‬ ‫ امللف النووي اإليراين‪.‬‬‫ وصول محاس إىل السلطة‪.‬‬‫ امللف السوري اللبناين‪.‬‬‫ معاهدة احلد من انتشار األسلحة والتسلح االسرتاتيجي‪.‬‬‫وغريها من القضايا الرئيسية‪ ،‬وانسدحبت روسديا مدن معاهددة احلدد مدن انتشدار القدوات التقليديدة‬ ‫يف أوربا اليت وقعها الرئيس السابق ''غورباتشوف'' عام ‪ 1770‬باسم االحتاد السوفيييت‪.‬‬ ‫وكاندت مدن بدني االسدرتاتيجيات اجلديددة لروسديا تعزيدز نفوذهددا يف املنداطق الديت يعتقدد أن روسدديا‬ ‫ضددعيفة فيهددا‪ ،‬يف معددامل خارطددة املرحلددة القادمددة‪ ،‬مددن خددالل إعددادة انتشددارها يف منطقددة القوقدداز‪ ،‬حبددر‬ ‫قزوين‪ ،‬والبحر األسود‪.‬‬ ‫وكذلك األمهية اجليواسرتاتيجية واجليوبوليتيكية للقارة اآلسيوية واملنطقة العربية باعتبارها‪:‬‬ ‫ الطريق السريع والسهل للرتبع على دفة السيادة العاملية‪.‬‬‫ املقومات االسرتاتيجية واملوقع اجلغرايف‪.‬‬‫وبالتايل هدف روسيا أوال‪:‬‬ ‫‪ )1‬استعادة مكانتها اإلقليمية والدولية‪.‬‬ ‫‪ )2‬استكمال مسريهتا التارخيية ومكانتها‪.‬‬ ‫وتعتددرب املنطقددة العربيددة إرر داً يف عالقددات مهمددة ومميددزة مددع االحتدداد السددوفيييت سددابقا تعتددرب روسدديا‬ ‫املنطقددة مددن أهددم املندداطق الدديت جيددب أن ترجددع للنفددوذ الروسددي وريددث االحتدداد السددوفييت فهددي سددوقا مهمددا‬ ‫ومنطقة إسرتاتيجية‪ ،‬ورروات طبيعية أمهها النفط‪.‬‬

‫‪307‬‬

‫‪ 307‬حممددد بددن سددعيد الفطيسددي‪ :‬املفاجددثة الروسددية‪ ،‬حنددو استش دراق مسددتقبلي لإلمرباطوريددة الروسددية احلديثددة (علددى رقعددة الشددطرن الدوليددة بددالقرن احل دادي‬ ‫والعشرين)‪ ،‬موقع‪ :‬كتاب عراقيون من أجل احلرية‪ ،‬السبت ‪ 1‬جوان ‪( .1:03 ،2007‬نسخة خمزنة على الويب)‪.‬‬ ‫=‪http://www.iwffo.org /index.php/arabic/ index.php? Option =com_content&view=article&id‬‬ ‫‪661: 2009-06-06-14-03-38&catid=2009-05-11-20-57-44& Itemid=10.‬‬ ‫‪175‬‬


‫المطلب الثاني‪ :‬حروب المصالح وبداية حروب جديدة في األلفية الثالثة‪:‬‬ ‫إن حماولة "فرانسيس فوكوياما" يف كتابه رهاية التاريخ سنة )‪ (1717‬مل تكن إال حماولدة صدناعة‬ ‫وعددي كددوين خمددالف ليثبددت فيدده أن الرأمساليددة هددي الدديت ستسدديطر كبعددد إنسدداين أو كديانددة إنسددانية تقددد‬ ‫الشخأل للمرحلة الراهنة واليت أكدد فيهدا أن االنتصدار النهدائي هدو للنمدوذج السياسدي والفكدري الغدريب‬ ‫ومل يكن بالبعيد عنه املفكر األمريكي األخر "صامويل هانتغتون" حني كتب يف صدام احلضارات سدنة‬ ‫)‪ (1773‬معلنددا فيدده دخددول السياسددة وعلددى نطدداق العددامل مرحلددة جديدددة فهددو يفددرتض حتميددة تصددادم‬ ‫احلضدارات حيددث يددرى أن االنقسددام األساسدي داخددل اجملموعددة البشدرية يتمحدور حددول العوامددل الثقافيددة‬ ‫اليت ستصبح املصدر الرئيسي للصدام يف السياسة العاملية‪.‬‬ ‫فظهددور العوملددة يف بدايددة التسددعينات قددوت وارتكددزت بارهيددار االحتدداد السددوفييت ومددن اجلدددير بالددذكر أن‬ ‫للعوملددة أرددار اقتصددادية وسياسددية وصددناعية ‪ ،‬رقافيددة واتصددالية‪ ،‬ففددي اجملددال االقتصددادي ظهددر مددا يسددمى‬ ‫النمو االقتصادي فتعمق االعتماد املتبادل بني الدول واالقتصاديات القوميدة يف وحددة األسدواق واملاليدة‬ ‫وزيادة تعمق التبادل التجاري الذي ظهر وطغت فيه احلماية التجارية حسدب مدا جداء يف دورة أرغدواي‬ ‫واليت سنحت فيها ظهور املنظمة العاملية للتجارة من خالل عمل التكتالت االقتصادية العاملية للتجارة‬ ‫مددن خددالل عمددل التكددتالت االقتصددادية العامليددة ونشدداط الشددركات العددابرة للقددارات واملؤسسددات الدوليددة‬ ‫واالقتصادية كالبنك العداملي وصدندوق النقدد الددويل والدذي يعتدرب احملدرك األساسدي للعوملدة‪ 308.‬وهدذا مدا‬ ‫أرر يف الدول العربية من خدالل السياسدات الديت فرضدتها هدذه املنظمدات العامليدة يف التددخل يف الشدؤون‬ ‫غددري االقتصددادية أمددا فيمددا يتعلددق باجلوانددب السياسددية للعوملددة فددربزت معاملهددا مددن خددالل سددقوط األنظمددة‬ ‫الشددمولية الواحدددة تلددو األخددرى واللجددوء إىل الدميقراطيددة والتعدديددة واح درتام حقددوق اإلنسددان واحلري دات‬ ‫س دواء كانددت هددذه التغ دريات عددن طريددق الثددورات‪ ،‬كمددا وقددع يف أغلبيددة الدددول العربيددة الدديت تتددثرر بشددكل‬ ‫مباشر أو عن طريق فرض سياسات اقتصادية وجتارية وحىت سياسة مدن التكدتالت االقتصدادية والدوليدة‬ ‫كمجل ددس األم ددن وص ددندوق النق ددد ال دددويل وغريه ددا‪ ،‬وال دديت ت ددؤرر بش ددكل رئ دديس يف طبيع ددة السياس ددات‬ ‫والثقافددات للمجتمعددات املختلفددة يف العددامل‪ ،‬كمددا أن مظدداهر القددوة يف اجملتمددع البشددري املع دومل تكمددن يف‬ ‫الس دديطرة عل ددى اجمل ددال العس ددكري واألم ددي وام ددتالك الص ددناعات املتطد ددورة يف جم ددال التكنولوجي ددا التقنيد ددة‬

‫‪ 308‬بوعيسي حسام الدين‪ :‬تطور العالقات االوروبية االمريكية‪.‬بعد احداث ‪ 11‬سبتمرب ‪ ,1111‬مذكرة لنيل شهادة املاجستري يف العلوم السياسية والعالقات الدولية‪1111 ,‬‬ ‫‪,‬جامعة بريوت‪ ,‬لبنان‪ ،‬ص ‪.61‬‬

‫‪171‬‬


‫كالطريان والصواريخ واألقمار الصناعية و اجملال البحري عن طريق القواعد العسكرية املختلفة‪ ،‬وكل ما‬ ‫متلك دده الدول ددة م ددن وس ددائل اتص ددال‪ ،‬ف دداجملتمع الص ددناعي يف الق ددرن العش درين حت ددول إىل جمتم ددع معلوم ددات‬ ‫يتحكم فيه أرباب وسائل االتصال ليصبح الرأي العدام العداملي حكدرا لتوجيده وتغيدري الدذهنيات وإدخدال‬ ‫رقافات جديدة على مستوى الكرة األرضية واليت أصبحت يف عصر العوملة القرية الصغرية‪.‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬االستراتيجيات األمنية للسيطرة على المنطقة العربية‪:‬‬

‫عملددت الدددول الكددربى بشددكل مسددتمر للسدديطرة علددى املنطقددة العربيددة عددرب اسدرتاتيجيات عديدددة‬ ‫وإن اختلفت وتباينت الوسائل تبقى األهداف واحدة ومن هدذه االسدرتاتيجيات ميكدن االشدارة اىل كدل‬ ‫من االسرتاتيجية االمريكية والروسية والفرنسية وااليطالية والرتكية على النحو التايل‪:‬‬ ‫أوال‪ :‬اإلستراتيجية األمريكية للسيطرة على المنطقة العربية‪:‬‬ ‫كما ذكرنا سابقا حتتدل املنطقدة العربيدة بامتددادها القداري يف آسديا وأفريقيدا‪ ،‬وسدواحلها الطويلدة‬ ‫على البحار واحمليطدات‪ ،‬موقعداً جغرافيداً متوسدطاً هدو مبنزلدة حلقدة الوصدل بدني القدوى الدوليدة الكدربى يف‬ ‫الشرق والغرب‪ .‬و تعدد حمدوراً رئيسداً مدن حمداور اإلسدرتاتيجية الدوليدة مدن الندواحي االقتصدادية والسياسدية‬ ‫حد سدواء‪ .‬وإذا أردندا التحديدد البد هد مدن اإلشدارة إىل أبدرز‬ ‫والعسكرية واحلضارية يف السلم واحلرب على ٍّ‬ ‫أسددباب وعوامددل اجلاذبيددة اإلس درتاتيجية للواليددات املتحدددة األمريكيددة جتدداه املنطقددة العربيددة‪ ،‬والدديت ش د هكلت‬ ‫توجهددات إس درتاتيجية أمريكيددة ش ددبه رابتددة‪ ،‬إمنددا تتمح ددور حددول املرتك دزات‬ ‫منددذ بدددايات الق ددرن العش درين ه‬ ‫األساسية اآلتية‪:‬‬

‫‪ -1‬الوضدع اجليواسدرتاتيجي للدوطن العددريب علدى الكددرة األرضدية‪ ،‬الددذي يتكدون مددن أربعدة مقومددات متثددل‬ ‫يف ذاهتا قوة جذب للقوة الدولية‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫أ‪ .‬املوقع اجلغرايف املهم‬ ‫ب‪ .‬رروات الطبيعية اليت متلكها املنطقة العربية‪.‬‬ ‫‪309‬‬ ‫ج‪ .‬املركز احلضاري للوطن العريب‪.‬‬ ‫د‪ .‬موقددع الددوطن العددريب يف مركددز احلددروب واألزمددات اإلقليميددة واألهليددة‪ ،‬هددذه احلددروب الدديت باتددت هتدددد‬ ‫‪310‬‬ ‫مصاحل الواليات املتحدة احليوية‪.‬‬

‫‪ - 309‬هي ة التحرير‪ :‬جملة املستقبل "املوارد املالية العربية"‪ ،‬العدد ‪ ،211‬باريس‪ ،1711/4/11 ،‬ص‪.57‬‬

‫‪ - 310‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.32‬‬

‫‪177‬‬


‫أ‪ .‬إستراتيجية السياسية االمريكية و فكرة التقسيم الجيوسياسي للوطن العربي‪:‬‬ ‫يقسددم خمططددو السياسددة األمريكيددة والقددائمون عليهددا الددوطن العددريب إىل أربددع دوائددر جغرافيددة‪ ،‬لكد ٍّدل منهددا‬ ‫مقوماهتد د ددا وخصائصد د ددها الد د دديت تربطهد د ددا بثهد د ددداف ومصد د دداحل الواليد د ددات املتحد د دددة يف هد د ددذه املنطقد د ددة‪.311‬‬ ‫وهذه الدوائر هي‪:‬‬

‫األولـى‪ :‬تشدمل منطقددة اخللدي العددريب‪ ،‬وتظدم دول جملدس التعدداون اخلليجدي‪ ،‬والعدراق والديمن باإلضددافة‬

‫إىل إيد د دران‪ .‬وترتك د ددز مص د دداحل الوالي د ددات املتح د دددة يف ه د ددذه ال د دددائرة يف اجمل د دداالت االقتص د ددادية والسياس د ددية‬ ‫‪312‬‬ ‫واإلسرتاتيجية‪.‬‬ ‫الثانيــة‪ :‬وهددي تقددع يف قلددب املنطقددة العربيددة ‪ ،‬وتضددم كدالً مددن لبنددان وسددورية واألردن وفلسددطني ومصددر‪،‬‬

‫وتنبددع أمهيددة هددذه املنطقددة مددن موقعهددا االسدرتاتيجي باإلضددافة إىل وجددود "إسدرائيل"يف مركددز هددذه الدددائرة‪،‬‬ ‫والدددور الددذي تلعبدده خلدمددة مصدداحل وأهددداف أمريكددا يف املنطقددة العربيددة‪ 313.‬باإلضددافة اىل خدمددة مصدداحل‬ ‫وأمددن الكيددان الصددهيوين خاصددة بعددد اجتيدداح الكيددان الصددهيوين للضددفة الغربيددة وقطدداع غددزة و الق ددس‬ ‫الش ددرقية حي ددث عمل ددت اس درائيل م ددن خ ددالل الق درار االمم ددي (‪ )242‬الص ددادر ع ددن جمل ددس االم ددن يف ‪22‬‬ ‫‪314‬‬ ‫ن ددوفمرب ‪1717‬اىل الس ددعي حلماي ددة ام ددن وح دددود الدول ددة الص ددهيونية واحلف دداظ عل ددى املن دداطق احملتل ددة‪.‬‬ ‫الثالثــة‪ :‬وتقددع جغرافي داً غددرب وجنددوب املنطقددة العربيددة ‪ ،‬وتشددمل وادي النيددل‪ ،‬والبحددر األمحددر‪ ،‬والقددرن‬

‫األفريقددي‪ ،‬وتضددم كدالً مددن مصددر والسددودان وجيبددو والصددومال وجددزر القمددر‪ ،‬واهلدددف املركددزي للسياسددة‬ ‫األمريكيددة جتدداه هددذه الدددائرة هددو عددزل هددذه املنطقددة عددن حميطهددا العددريب واألفريقددي‪ ،‬ألن الددتالحم العددريب‬ ‫‪315‬‬ ‫األفريقي يش هكل قوة إقليمية تقاوم أمريكا وجودها‪.‬‬

‫الرابعــة‪ :‬تشددكل هددذه الدددائرة اجلندداح الغددريب للمنطقددة العربيددة واجلددزء الشددمايل مددن أفريقيددا‪ ،‬وهددي متتددد مددن‬ ‫ح دددود مص ددر الغربي ددة إىل ش دواطئ احمل دديط األطلنط ددي‪ ،‬وتش ددمل ك دالً م ددن ليبي ددا وت ددونس واجلزائ ددر واملغ ددرب‬ ‫وموريتانيا‪ 316‬وأهداف أمريكا يف هذا اجلدزء مدن املنطقدة العربيدة ترتكدز حدول مشداركة أوروبدا يف اسدتغالل‬ ‫ررواته االقتصادية‪ ،‬وتثمني املصاحل األمريكية‪ ،‬واحملافظة على الوجود األمريكي الفاعل هناك‪.‬‬ ‫‪ - 311‬هي ة التحرير‪ :‬جملة املستقبل "املوارد املالية العربية"‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.31‬‬

‫‪ - 312‬رياشي اسكندر‪ :‬رؤساء لبنان كما عرفتهم ‪ ،‬املكتب التجاري‪ ،‬ط‪ .1‬بريوت‪ ،1711 ،‬ص‪.211‬‬ ‫‪313‬‬ ‫ بواندار يفسكي‪ :‬سياستان إزاء العامل العريب‪ ،‬ترمجة خريي الضامن‪ ،‬موسكو‪ :‬دار التقدم‪ ،1775 ،‬ص‪. 212‬‬‫‪Backmann René: Un mur en Palestine, Gallimard, Folio actuel, Paris, 2006.p04.‬‬

‫‪314‬‬

‫‪ - 315‬حممود صاحل‪ :‬تصريح بلفور‪ ،‬مع قسم خاص عن فلسطني" يف‪ :‬تقارير ييل األمريكية ‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬القاهرة‪ ،1770 ،‬ص ‪.213‬‬ ‫‪ - 316‬بكر مصباح تنريه‪" :‬التطور االسرتاتيجي للسياسة األمريكية يف الوطن العريب‪ ،‬جملة املستقبل العريب‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬العدد‪،37 ،‬‬ ‫بريوت‪ ،‬آذار مارس ‪ ،1712‬ص‪. 37‬‬ ‫‪171‬‬


‫‪ -3‬املصدداحل االقتصددادية الدديت تشد هكل القاعدددة األساسددية الدديت تقددوم عليهددا السياسددة األمريكيددة يف الددوطن‬

‫الع ددريب‪ ،‬وه ددي تش ددمل‪ :‬ص ددناعة ال ددنفط‪ ،‬والعالق ددات التجاري ددة وإقام ددة املش دداريع االس ددتثمارية يف خمتل ددف‬ ‫اجملاالت االقتصادية ‪.‬‬ ‫‪ -4‬التحالفددات السياسددية والعسددكرية الدديت تقيمهددا الواليددات املتحدددة مددع بعددض دول "الشددرق األوسددط‬ ‫"غ ددري العربي ددة مث ددل تركي ددا‪،‬و" إس درائيل" وتعتم ددد أمريك ددا اعتم دداداً قوي داً عل ددى تعاورهم ددا يف محاي ددة مص دداحلها‬ ‫‪317‬‬ ‫وحتقيق أهدافها القريبة والبعيدة يف املنطقة العربية‪.‬‬ ‫إىل جانددب هددذه التحالفددات تعمددل الواليددات املتحدددة علددى تنسدديق سياسددتها مددع بعددض الدددول‬ ‫العربية اليت ترتكز فيها مصاحلها واليت هلا وزن اسرتاتيجي مؤرر يف ميزان القوى اإلقليمي وذلدك يف إطدار‬ ‫سياسة االحتواء حىت ال تكون هذه الدول معادية لسياستها ‪.‬‬ ‫‪ -5‬االهتمددام األمريكددي التددارخيي املبكددر باملنطقددة العربيددة‪ ،‬عددرب اهلي ددات الدبلوماسددية واملصدداحل التجاريددة‬ ‫‪318‬‬ ‫واإلرساليات التبشريية والبعثات العسكرية والثقافية‪.‬‬ ‫يف ضوء ما سبق‪ ،‬ميكن االستنتاج بثن السياسة األمريكية مل تبدأ من الصفر‪ ،‬بل استفادت من‬ ‫‪319‬‬ ‫وسخرته خلدمة أهدافها‪ ،‬وحققت يف هذا اجملال جناحات كبرية‪.‬‬ ‫اإلرث االستعماري ه‬ ‫ب‪.‬األهداف الدائمة والمصالح الحيوية األميركيـة‪:‬‬

‫مييز علماء السياسة الدولية يف دراستهم للسياسة اخلارجية للدول‪ ،‬السديما العظمدى منهدا‪ ،‬بدني‬ ‫األهددداف الدائمددة الدديت تسددعى لتحقيقهددا‪ ،‬والدديت تنبددع مددن الفلسددفة السياسددية الدديت يقددوم عليهددا النظددام‬ ‫السياس د د ددي واملص د د دداحل احليوي د د ددة ال د د دديت ترتك د د ددز ح د د ددول املن د د ددافع واملكاس د د ددب ال د د دديت تس د د ددتفيد منه د د ددا الدول د د ددة‬ ‫وشددعبها‪،‬واألهداف غددري الدائم ددة الدديت ترتكددز عل ددى احلفدداظ علددى املص دداحل احليويددة فاألهددداف الدائم ددة‬ ‫تش ددمل الن دواحي االقتص ددادية والعس ددكرية والثقافي ددة وغريه ددا‪ .‬والش ددك يف أن حتقي ددق األوىل يس دداعد عل ددى‬ ‫‪320‬‬ ‫احلصول على الثانية اليت تعزز بدورها قوة الدولة الالزمة حلماية أمنها واستقراره‪.‬‬ ‫‪ - 317‬حممد حممود الصياد‪ :‬جغرافية الوطن العريب‪ ،‬معهد البحوث والدراسات العربية‪ ،‬ط‪ ،1‬القاهرة‪ .1711 ،‬ص‪12:‬‬ ‫‪ - 318‬بشثن السياسة األمريكية جتاه الشرق األوسط قال الرئيس األمريكي رونالد رجيان‪ ":‬حنن ننظر إىل الشرق األوسط كمنطقة ضخمة كثرية التنوع‪،‬‬ ‫ولكن مع الكثري أيضاً من التجانس‪ .‬وحنن إذ نتعامل مع الشرق األوسط كمنطقة واحدة‪ ،‬إال أننا نثخذ باحلسبان احلقيقة اليت تقول‪ :‬إن لكل بلد هناك‬ ‫مصاحله وقضاياه اخلاصة به"‪( ،‬جملة "احلوادث" العدد ‪ ،1475‬تاريخ ‪ ،1715/1/21‬ص ‪.) 11‬‬ ‫‪ - 319‬بكر مصباح تنرية‪" :‬األمن العريب وتوازن القوى اإلقليمي‪ ،"...‬جملة "شؤون عربية"‪ ،‬العدد ‪ ،110‬القاهرة‪ ،‬كانون األول ‪ /‬ديسمرب ‪،1771‬‬ ‫ص‪.24‬‬ ‫‪ - 320‬بواندار يفسكي‪ :‬سياستان إزاء العامل العريب‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 212‬‬ ‫‪177‬‬


‫‪ .1‬األهداف الدائمة‪ :‬وهي‪:‬‬ ‫* األمــن‪ :‬ويددث يف مقدمددة األهددداف الدديت تسددعى إليهددا الواليددات املتحدددة يف املنطقددة العربيددة‪..‬‬ ‫فدداألمن العددريب يف املنظددور األمريكددي امتددداد لألمددن القددومي األمريكددي‪ ،‬وحددىت حتدداف أمريكددا علددى هدددف‬ ‫األمددن يف هددذه املنطقددة تسددتخدم كددل الوسددائل السدديما العسددكرية منهددا‪ ،‬ألن األمددن ميثددل القاعدددة األوىل‬ ‫اليت تقوم عليها األهداف واملصاحل األمريكية األخرى‪.‬‬ ‫* االس ــتقرار‪ :‬ميث ددل اهل دددف الث دداين للسياس ددة األمريكي ددة يف ال ددوطن الع ددريب‪ ..‬واملفه ددوم األمريك ددي‬

‫لالسددتقرار يف هددذه املنطقددة يشددمل االسددتقرار السياسددي واالقتصددادي واالجتمدداعي للدددول واجملتمعددات‬ ‫معددا‪ ،‬واحملافظددة علددى الوضددع القددائم‪ .‬فددالتغيري أيددا كددان نوعدده‪ ،‬سياسدديا أو اقتصددادياً أو اجتماعيداً غالبددا مددا‬ ‫يؤدي إىل االضطراب الذي يؤرر بالضرورة على مصاحل أمريكا وأهدافها‪.‬‬ ‫* احملافظ دة عل ددى ت دوازن الق ددوى اإلقليمي ددة‪ :‬تب ددذل الوالي ددات املتح دددة جه ددوداً مس ددتمرة م ددن أج ددل‬ ‫احملافظددة علددى تدوازن القددوى بددني دول منطقددة "الشددرق األوسددط"‪ 321‬لكددن التدوازن الددذي خيدددم مصدداحلها‬ ‫وأهدافها ومصاحل حلفائها والسيما "إسرائيل"‪ ..‬وقد أربتت التجربدة أن هدذا النمدوذج مدن تدوازن القدوى‬ ‫املتحيددز ضددد املصدداحل العربيددة مل حيقددق الغددرض مندده وهددو األمددن واالسددتقرار‪ ،‬فقددد شددهدت املنطقددة علددى‬ ‫مدددى ‪،‬سددني عامددا ونيفددا مددا يزيددد علددى عشددر حددروب‪ ،‬حدددرت سددبع منهددا يف حمدديط الددوطن العددريب‪.‬‬ ‫*منع قيام قوة إقليميدة يف الدوطن العدريب‪ :‬إن وجدود مثدل هدذه القدوة اإلقليميدة جيعدل التدوازن االسدرتاتيجي‬ ‫يف املنطقة لصاحل البالد العربية‪ ،‬وهذا ال يتفق مع سياسة أمريكا ومصاحلها‪ ..‬فثمريكا تعلدن بوضدوح أرهدا‬ ‫‪322‬‬ ‫تعمل على أن تكون "إسرائيل" هي القوة املتفوقة عسكريا يف منطقة "الشرق األوسط"‪.‬‬ ‫* من ددع انتش ددار أس ددلحة ال دددمار الش ددامل ب ددني "دول الش ددرق األوس ددط" مبختل ددف أنواعه ددا الذري ددة‬ ‫والكيميائية والبيولوجية‪ ،‬وكذلك الصواريخ بعيدة املدى القادرة على محلها ونقلها إىل مسافات طويلدة‪.‬‬ ‫و هددذا يع ددد هدددفا مس ددتجداً م ددن األهددداف الدائم ددة ألمريكددا بع ددد ح دددوث تغ دريات جوهري ددة عدي دددة يف‬ ‫املنطقة خدالل العشدرين سدنة املاضدية‪ .‬فانتشدار هدذه األسدلحة يف منطقدة مفعمدة باملشدكالت والنزاعدات‬ ‫اليت أدت إىل وقوع عدة حروب بني دوهلا‪ ،‬يشكل هتديداً حقيقياً لألمن واالسدتقرار‪ ،‬ومدن مث للمصداحل‬ ‫األمريكيددة احليويددة فيهددا‪ ،‬رغددم أرهددا ال متددارس أي ضددغط علددى "إس درائيل"الدديت مل توقددع علددى اتفاقيددة منددع‬ ‫‪ - 321‬إمساعيل صربي مقلد‪ :‬نظريات السياسة الدولية‪ :‬دراسة حتليلية مقارنة‪ ،‬دار السالسل‪ ،‬الكويت‪ ،1717 ،‬ص ‪.11‬‬ ‫‪ - 322‬بواندار يفسكي‪ :‬سياستان إزاء العامل العريب‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.243‬‬ ‫‪110‬‬


‫انتشددار األسددلحة الذريددة‪ ،‬وهددذا املوقددف حنددو "إسدرائيل" ينسددجم مددع اسدرتاتيجيتها الدديت تسددعى إىل جعددل‬ ‫هذه الدولة متفوقة على بقية دول املنطقة‪.‬‬ ‫ج ‪ -‬المصالح الحيوية‪:‬‬

‫ت درتبط املصدداحل احليويددة للدولددة باملكاسددب املاديددة واملعنويددة الدديت حتصددل عليهددا مددن عالقاهتددا مددع‬ ‫الدددول األخددرى‪ ،‬وحتقددق هلددا ولشددعبها فوائددد متنوعددة‪ :‬اقتصددادية وسياسددية ورقافيددة وعسددكرية‪ .‬و املصدداحل‬ ‫احليويدة ليسدت رابتدة أو حمددودة‪ ،‬كمددا هدو احلدال بالنسدبة لألهدداف الدائمددة‪ .‬فهدي ختتلدف مدن دولددة إىل‬ ‫أخرى‪ ،‬كما تتغري بالنسبة للدولة الواحدة من مرحلدة ألخدرى‪ .‬وكلمدا اتسدع نطداق الددور الدذي تقدوم بده‬ ‫الدولددة علددى املسددرح العدداملي‪ ،‬زادت مصدداحلها وتعددددت مددع دول العددامل‪ ، 323‬وقددد تددثررت االس درتاتيجية‬ ‫األمريكية يف هذه املنطقة بالعوامل التالية‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫رروة النفط العربية‪ ،‬الصهيونية العاملية ‪،‬والصراع العريب الصهيوين‪ ،‬مواجهة حركة القومية العربية‪ ،‬وحتجيم‬ ‫دور االحتدداد السددوفيييت كقددوة عظمددى تقددرتب حدددودها اجلنوبيددة مددن الددوطن العددريب‪ ،‬ووقددف املددد الشدديوعي‬ ‫واالشرتاكي‪.‬‬ ‫و احلقيقددة أن الصددهيونية العامليددة‪ ،‬تددث يف مقدمددة العوامددل الدديت دفعددت بالواليددات املتحدددة إىل االهتمددام‬ ‫هبذه املنطقة حىت غدت متثل جزءاً أساسياً من إسرتاتيجيتها الدولية‪.‬‬ ‫وسددنحاول هنددا اسددتعراض األهددداف واملصدداحل األمريكيددة يف منطقددة "الشددرق األوسددط"‪ ،‬وكيددف‬ ‫استطاعت أن توفدق بدني هدذه املصداحل الديت تبددو متناقضدة‪ .‬كمدا سدنتعرض إىل األهدداف األمريكيدة بعدد‬ ‫انتهاء احلرب الباردة واختفاء االحتاد السوفيييت‪ ،‬واألهداف اجلديدة اليت برزت وتبلورت يف‪:‬‬ ‫ ان منددع انتشددار أسددلحة الدددمار الشددامل يف املنطقددة‪ ،‬ومقاومددة احلركددات األصدولية اإلسددالمية‪،‬و حماربددة‬‫اإلرهاب جير ورائه جمموعة من األهداف منها‪:‬‬ ‫‪ - 0‬تأمين النفط‪:‬‬

‫على الرغم من أن الوصول األمريكي إىل برتول الشرق األوسط يرجع إىل رهاية العشرينيات‪ ،‬إال‬ ‫أنه مل يكتسب قيمة إسرتاتيجية إال بعدد احلدرب العامليدة الثانيدة‪ .‬و ان أمدا أصدبح الدنفط العدريب ذو أمهيدة‬ ‫بالغة إلقتصداديات القدوى الصدناعية وخاصدة الواليدات املتحددة األمريكيدة منهدا وبتصداعد احلدرب البداردة‬ ‫‪ - 323‬بكر مصباح تنرية‪ :‬مستقبل جامعة الدول العربية يف القرن احلادي والعشرين‪ ،‬جملة شؤون عربية‪ ،‬العدد ‪ ،77‬القاهرة‪ ،‬آذار‪/‬مارس ‪،1777‬‬ ‫ص‪. 21‬‬ ‫‪111‬‬


‫اص ددبح م ددن خم دداوف الوالي ددات املتح دددة االمريكي ددة س دديطرت السياس ددة الس ددوفياتية عل ددى املنطق ددة وحرم ددان‬ ‫الواليات املتحدة االمريكية من البرتول ‪.‬‬ ‫وبندداء علددى هددذه التصددورات ألمهيددة بددرتول "الشددرق األوس دط" أصددبح مددن األهددداف األساسددية‬ ‫األمريكية ضمان احملافظة على تدفق البرتول بشكل آمن وبثسعار معقولة ومنع أي قوة حملية أو إقليميدة‬ ‫أو دوليددة مددن التعددرض هلددذه املصدداحل‪ .‬ويف هددذا السددياق كانددت حددرب اخللددي األوىل بددني الع دراق وإي دران‬ ‫وكانددت احملصددلة النهائيددة إضددعاف هدداتني القددوتني الرئيسددتني وإرهدداك اقتصددادياهتما وهددي اعتبددارات صددبت‬ ‫مجيعهددا يف املصددلحة األمريكيددة‪ .‬وقددد جدداءت تددداعيات حددرب (‪ )1773‬لكددي متثددل اللحظددة الثانيددة الدديت‬ ‫واجهدت فيهددا الواليدات املتحدددة مدا يهدددد مصداحلها البرتوليددة يف املنطقدة‪ .‬أمددا اللحظدة الثالثددة فقدد حلددت‬ ‫مع حرب اخللي الثانية وكانت النتيجدة تثكيدد الوجدود األمريكدي يف املنطقدة وضدمان محايدة نفدط اخللدي‬ ‫إضافة إىل محاية وأمن وجود الكيان الصهيوين‪.‬‬

‫‪ – 2‬احت ـوام الشيوعيـة‪:‬‬

‫بعددد انتهدداء احلددرب العامليددة الثانيددة انتهددى التحددالف الددذي مجددع الواليددات املتحدددة مددع االحتدداد السددوفيييت‬ ‫حملاربددة النازيددة‪ ،‬وبددرزت الواليددات املتحدددة باعتبارهددا زعيمددة "العددامل احلددرب"‪ ،‬يف الصدراع الددذي بدددأ يتبلددور‬ ‫مددع االحتدداد السددوفيييت‪ ،‬وقددد بدددأ الص دراع يددنعكس ويتسددرب إىل مندداطق العددامل األخددرى‪ ،‬وكددان "الشددرق‬ ‫األوس ددط" يف مقدم ددة ه ددذه املن دداطق بع ددد أوروب ددا وآس دديا‪ ،‬وازدادت قيم ددة "الش ددرق األوس ددط" م ددع ظه ددور‬ ‫طموحددات االحتدداد السددوفيييت يف إي دران وتركيددا‪ ،‬مددا جعددل الواليددات املتحدددة تعمددد إىل بلددورة سلسددلة مددن‬ ‫املبددادئ والنظري ددات الدديت تس ددتهدف احت دواء االحتدداد الس ددوفيييت (نظريددة تروم ددان آذار (‪( ،)1747‬نظري ددة‬ ‫أيزرهدداور) (‪ .)1757‬وقددد جدداءت حددرب (‪ )1717‬يف "الشددرق األوسددط " لكددي متثددل قمددة الصدددام بددني‬ ‫الواليددات املتحدددة وتيددار القوميددة العربيددة وكددان التحددول اجلددذري يف أعقدداب حددرب (‪ )1773‬الددذي أدى‬ ‫إىل تراجع املكانة والوجود السوفيييت يف املنطقة وهتمي دوره يف العملية السلمية‪.‬‬ ‫‪ – 3‬ضمـان أم ـن "إسرائيل"‪:‬‬

‫من املعروف أن عدداً من الدبلوماسيني واخلرباء والعسكريني األمريكيني قد اعرتضوا على إنشداء‬ ‫‪324‬‬ ‫دولة يهودية يف فلسطني لكن ذلك مل مينع من قيام هذا الكيان‪.‬‬ ‫‪ - 324‬قال وزير الدفاع األمريكي السابق ويليام كوهني‪ ":‬إن الدعم العسكري لد"إسرائيل" يهدف إىل استمرار هذه الدولة متفوقة عسكريا ملواجهة‬ ‫التحديات اليت حتيط هبا ‪ ،‬جريدة"األهرام" تاريخ ‪،/1777/11/1‬ص‪. 1‬‬ ‫‪112‬‬


‫فقد كان الرئيس ترومان هو أول رئيس دولة يف العامل يعرتف بقيام "إسرائيل" بعد عشدر دقدائق‬

‫من إعالرها‪ ،325‬ومنذ ذلك التداريخ والتثييدد األمريكدي ل د"إسدرائيل" يثخدذ شدكالً متصداعداً‪ ،‬غدري أن هدذا‬ ‫االلت دزام مل حيددل دون وجددود جهددود ومبددادرات أمريكيددة للتوصددل إىل حددل سددلمي بددني "إس درائيل" وجريارهددا‬ ‫وكددان هددذا مدددفوعاً بددإدراك أن مثددل هددذه التسددوية ال ختدددم فقددط املصدداحل األمريكيددة يف املنطقددة وإمنددا أمددن‬ ‫"إسرائيل" أيضاً على املدى البعيد‪.‬‬ ‫د‪ .‬فكرة التغيرات اإلقليمية والدولية وأثرها في السياسة األميركية‪:‬‬

‫يف غضون العقود الثالرة املنصرمة شهدت منطقة الشرق األوسدط عمومداً‪ ،‬والدوطن العدريب علدى‬ ‫وجدده اخلصددوص تغ دريات واسددعة مشلددت األوضدداع السياسددية واالقتصددادية والعسددكرية‪ ،‬انعكسددت آرارهددا‬ ‫أررت يف عالقاهتا مع بقية دول العامل‪ .‬وكانت الواليات املتحددة مدن‬ ‫على العالقات بني دول املنطقة‪ ،‬و ه‬ ‫أكث د د ددر ال د د دددول ال د د دديت ت د د ددثررت هب د د ددذه التغ د د د دريات مل د د ددا يربطه د د ددا ب د د دددول املنطق د د ددة م د د ددن مص د د دداحل حيوي د د ددة‪.‬‬ ‫ومن أبرز التغريات اليت أررت يف اجتاهات السياسة األمريكية‪ ،‬يف مايلي‪:‬‬ ‫‪ - 0‬قيددام اجلمهوريددة اإلسددالمية يف إي دران سددنة (‪ ،)1777‬ورهايددة نظددام حكددم "الشدداه" الددذي كددان مددن‬ ‫أقدم النظم املتحالفة مع الغرب‪ ،‬ومع الواليات املتحدة بصفة خاصة‪.‬‬ ‫‪ - 2‬وقد ددوع ع د دددد م د ددن احل د ددروب اإلقليمي د ددة بد ددني دول املنطق د ددة (احل د ددرب العراقي د ددة ‪-‬اإليراني د ددة‪ ،‬االجتي د دداح‬ ‫اإلسدرائيلي للبنددان‪ ،‬حددرب اخللددي الثانيددة) مددا دفددع أمريكددا إىل التدددخل العسددكري املباشددر‪ ،‬واتبدداع سياسددة‬ ‫جديدة حلماية مصاحلها يف اخللي العريب على وجه التحديد‪.‬‬ ‫‪326‬‬ ‫‪ - 3‬امددتالك بعددض "دول الشددرق األوسددط" ومددن بينهددا عدددد مددن الدددول العربيددة لألسددلحة املتقدمددة‪.‬‬ ‫‪ - 2‬انتشار احلركات اإلسالمية يف غالبية البالد العربية واإلسالمية اجملاورة هلدا‪ ،‬ودعوهتدا إىل إقامدة نظدم‬ ‫‪327‬‬ ‫حكم إسالمية‪.‬‬ ‫‪ - 5‬تب د هدل عالق ددات الص دراع الع ددريب اإلس درائيلي إر ددر انعق دداد مد دؤمتر الس ددالم يف مدريد دد س ددنة (‪،)1771‬‬ ‫‪328‬‬ ‫ودخول مجيع األطراف العربية يف مفاوضات مباشرة مع "إسرائيل"‪.‬‬ ‫‪ - 325‬كارل دوتيشي‪ :‬حتليل العالقات الدولية‪ ،‬ترمجة شعبان حممد حممود‪ ،‬اهلي ة املصرية العامة للكتاب‪ ،‬القاهرة‪ ،1713 ،‬ص ‪. 121‬‬ ‫‪ - 326‬كريستوفر سايكس‪ :‬مفارق الطرق إىل "إسرائيل"‪ ،‬ترمجة خريي محاد‪ ،‬دار الكتاب العريب‪ ،‬بريوت‪ ،1711 ،‬ص ‪. 37‬‬ ‫‪ - 327‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.514‬‬ ‫‪ - 328‬بكر مصباح تنرية‪" :‬تطور الصراع االسرتاتيجي بني القوى اإلقليمية والدولية يف الشرق األوسط وأرره على مستقبل الوطن العريب‪ ،‬جملة املستقبل‬ ‫العريب‪ ،‬العدد ‪ ،37‬القاهرة‪ ،‬آذار‪/‬مارس ‪ ،1712‬ص‪.43‬‬ ‫‪113‬‬


‫‪ - 6‬اختف د دداء دور االحت د دداد الس د ددوفيييت كق د ددوة عظم د ددى منافس د ددة للوالي د ددات املتح د دددة يف منطق د ددة" الش د ددرق‬ ‫‪329‬‬

‫األوسط"‪ ،‬وذلك بعد تفككه إىل دول مستقلة سنة (‪.)1772‬‬ ‫لكن رغم هذه التغريات والتطورات مل تغري يف احلقيقة من األهداف االسرتاتيجية للسياسة األمريكية‪.‬‬ ‫ه‪ .‬االتجاهات الجديدة للسياسة األميركية‪:‬‬

‫ومن أبرزها‪:‬‬ ‫‪ -0‬اجتدداه الواليددات املتحدددة إىل االحتفدداظ بق دوات عسددكرية كبددرية يف منطقددة اخللددي العددريب إرددر وقددوع‬ ‫‪330‬‬ ‫حرب اخللي األوىل والثانية يف غضون عشر سنوات‪.‬‬ ‫‪ -2‬عملد ددت الواليد ددات املتحد دددة يف السد ددنوات القليلد ددة املاضد ددية علد ددى تقويد ددة حتالفهد ددا االس د درتاتيجي مد ددع‬ ‫‪331‬‬

‫وغضت النظر عن امتالكها لألسلحة الذرية ما يشكل هتديداً لألمن والسلم يف املنطقة‪.‬‬ ‫"إسرائيل" ه‬ ‫‪ -3‬منددذ سددنة (‪ ،)1771‬قامددت الواليددات املتحدددة بانتهدداج دبلوماسددية نشدديطة مددن أجددل إجيدداد حلددول‬ ‫لقضايا الصراع العريب اإلسرائيلي‪ ،‬لكن هذه اجلهود بقيت متعثرة‪ ،‬وعملية السالم تعاين أزمدات عديددة‬ ‫عل ددى خمتل ددف مس ددارات التف دداوض العربي ددة اإلس درائيلية‪ ،‬وه ددذا يع ددود إىل رف ددض "إس درائيل" تنفي ددذ ق درارات‬ ‫‪332‬‬ ‫الشرعية الدولية‪.‬‬ ‫‪ -2‬يع هد االجتاه الرابع للسياسدة األمريكيدة حندو الدوطن العدريب انتكاسدة خطدرية‪ ،‬لعودهتدا إىل اتبداع سياسدة‬ ‫"العصددا الغليظددة"‪ ،‬واسددتخدام القددوة العسددكرية وأسدداليب احلصددار االقتصددادي ضددد بعددض الدددول العربيددة‬ ‫‪333‬‬ ‫اليت ال توافق على سياستها يف املنطقة‪ ،‬وتعارض حتيزها إىل "إسرائيل" يف عدوارها على العرب‪.‬‬ ‫‪ -5‬أعلن الرئيس األمريكي جورج بوش يف مطلع عام (‪" )2004‬مبادرة الشراكة بني الواليدات املتحددة‬ ‫ودول " الش ددرق األوس ددط"‪ ..‬إلقام ددة مش ددروع" الش ددرق األوس ددط الكب ددري"‪ .‬وق ددد أر ددار "مش ددروع الش ددرق‬ ‫األوسط الكبري"كماً هائالً من التساؤالت والتحليالت حدول أهدافده وغاياتده احلقيقيدة‪ ،‬والنتدائ املرتتبدة‬ ‫‪ - 329‬دليب هريو‪ :‬األصول اإلسالمية يف العصر احلديث‪ ،‬ترمجة عبد احلميد فهمي اجلمال‪ .‬اهلي ة املصرية العامة‪ ،‬ط‪ ،1‬القاهرة‪ .1777 ،‬ص‪.21‬‬ ‫‪ - 330‬بكر مصباح تنرية‪" :‬تطور الصراع االسرتاتيجي بني القوى اإلقليمية والدولية يف الشرق األوسط وأرره على مستقبل الوطن العريب"‪ ،‬املرجع السابق‪،‬‬ ‫ص‪. 72‬‬ ‫‪ - 331‬وافق مؤمتر قمة دول حلف مشال األطلسي الذي عقد يف مدريد سنة ‪ 1777‬على دعوة كل من بولندا والتشيك واجملر لالنضمام إىل احللف‪،‬‬ ‫جريدة "األهرام"‪ ،‬القاهرة‪ ،‬تاريخ ‪ ،1777/7/4‬ص‪. 4‬‬ ‫‪ - 332‬بكر مصباح تنرية‪" :‬التطور االسرتاتيجي لصراع القوى العظمى وأرره على أمن اخللي العريب"‪ ،‬يف جملة دراسات اخللي واجلزيرة العربية‪ ،‬جامعة‬ ‫الكويت‪ ،‬العدد ‪ ،41‬الكويت‪ ،‬أفريل ‪ ،1711‬ص ‪.75‬‬ ‫‪ - 333‬هي ة التحرير‪ :‬أمن الشرق االوسط‪ ،‬جريدة "األهرام"‪ ،‬القاهرة‪ .‬عدد ‪ ،1777 /7/21‬ص‪.4‬‬ ‫‪114‬‬


‫عليدده‪ ،‬م ددن حي ددث ان دده ميثهددل تط ددويراً الس درتاتيجية الوالي ددات املتحدددة األمريكي ددة يف ال ددوطن الع ددريب وال دددول‬ ‫اإلسالمية‪ ،‬وصوالً إىل إندونيسيا والباكستان وغريمها‪.‬‬

‫و‪ .‬فكرة االستراتيجية األميركية ومبادرة "الشرق األوسط الكبير"‪:‬‬

‫للوهلددة األوىل يبدددو للمراقددب أن أمريكددا بإعالرهددا احلددرب علددى مددا يسددمى"اإلرهدداب" مسددكونة‬ ‫بثحد ددداث ‪ 11‬س د ددبتمرب ‪ ،2001‬ولك د ددن احلق د ددائق تفن د ددد ذل د ددك ملد ددا متثل د دده ه د ددذه احل د ددرب م د ددن خمطط د ددات‬ ‫واسدرتاتيجيات مرسددومة مسددبقاً ومددا أحددداث سددبتمرب إال ذريعددة عجلددت مددن تنفيددذ هددذه االسدرتاتيجيات‬ ‫واملخططات‪.‬‬ ‫ويكفي أن نعقد مقارنة بسيطة بني األهداف االسرتاتيجية األمريكية اليت وضدعت قبدل أحدداث‬ ‫سدبتمرب وبددني مددا حيددث اآلن‪ .‬لقددد اقددرتح "بدول هينددزو إندددرزوميب " مدن مؤسسددة "رانددد" سددنة (‪)1772‬‬ ‫األهداف االسرتاتيجية التالية‪:‬‬ ‫‪ -1‬النظددر إىل منطقددة "الشددرق األوسددط "مددن خددالل البلدددان احمليطددة بدده‪ .‬فقددد أصددبح "الشددرق األوسددط‬ ‫الكبددري" هددذه املنطقددة الدديت كانددت هلددا دور كبددري قدددميا يف املالحددة واصددبح الشددرق االوسددط مددن املغددرب‬ ‫األقصى غرباً إىل باكستان وأفغانستان شرقاً‪ ,334‬ذو مكانة اسرتاتيجية هامة ‪.‬‬ ‫‪ -2‬وضع الطاقة وتوسيع اجملال التجاري على رأس قائمة األهداف االسرتاتيجية األمريكية‪.‬‬ ‫‪ -3‬إيالء البلدان الكبرية يف املنطقة اهتماماً خاصاً ( تركيا إيران اهلند الباكستان)‪.‬‬ ‫‪ -4‬مسدداعدة الدددول الناش د ة يف آسدديا الوسددطى سياسددياً واقتصددادياً لتقددف علددى قدددميها مددع االهتمددام‬ ‫اخلاص بالقوتني الصاعدتني يف املنطقة (أوزبكستان وكازاخستان)‪.‬‬ ‫‪ -5‬الرتوي للدم االقتصادي للمنطقة املمتدة من البحر األسود إىل الصني‪.‬‬ ‫‪ -1‬االعرتاف بالدور النفطي ملنطقة القوقاز يف القرن احلادي و العشرين‪.‬‬ ‫‪ -7‬توريق العالقات بثرمينيا الستيعاهبا ضمن املصاحل القومية واألهداف االسرتاتيجية األمريكية‪.‬‬ ‫‪ -1‬االس د ددتمرار يف إدارة الصد د دراع الع د ددريب اإلسد د درائيلي عل د ددى ض د ددوء األه د ددداف و املص د دداحل االسد د درتاتيجية‬ ‫األمريكية‪.‬‬ ‫‪ -7‬تشجيع استمرار التعاون بني "إسرائيل" وتركيا‪.‬‬

‫‪ 334‬احلقاف عبد على‪ :‬جغرافية النقل و االتصاالت و التجارة‪ ،‬دار الفكر للطباعة و النشر‪ ،‬عمان‪ ،‬االردن‪ ،1111 ،‬ص ‪.111‬‬ ‫‪115‬‬


‫‪ -10‬االس د د د ددتمرار يف مطالب د د د ددة دول املنطق د د د ددة ب د د د ددالتحول ال د د د دددميقراطي و احد د د د درتام حق د د د ددوق اإلنس د د د ددان‪.‬‬ ‫وبغيدة إعدادة تشدكيل القدوة العسدكرية والددور األمريكدي يف العدامل عدرب بنداء شدبكة مدن القواعدد العسدكرية‬ ‫الدائم ددة واملؤقت ددة يف مجي ددع أحن دداء الع ددامل وخاص ددة يف الش ددرق األوس ددط وآس دديا وأمريك ددا الالتيني ددة ‪،‬وعمل ددت‬ ‫الواليات املتحدة على القيام باخلطوات التالية‪:‬‬ ‫‪ -1‬االنسحاب من اتفاقيات احلد من التسلح واالستمرار يف تطوير أسلحة حرب النجوم‪.‬‬ ‫‪ -2‬زيادة امليزانية العسكرية‪.‬‬ ‫‪ -3‬تط د د ددوير التكنولوجي د د ددا للس د د دديطرة عل د د ددى الفض د د دداء الع د د دداملي ومراقبد د د ددة االتص د د دداالت يف ك د د ددل جم د د ددال‪.‬‬ ‫‪ -4‬استمرار يف تطوير وسائل هجومية جديدة‪.‬‬ ‫‪ -5‬تطوير القدرة على القتال واالنتصار يف حروب متزامنة‪.‬‬ ‫وقددد جدداءت أحددداث سددبتمرب لتمثددل الفرصددة املناسددبة ومددا احددتالل الع دراق ودخددول ليبيددا إىل‬ ‫احلظرية األمريكية إال جزء من هذه االسرتاتيجية‪.‬‬

‫ز‪ .‬مشروع "الشرق األوسط الكبير"‪:‬‬

‫هددو إس درتاتيجية أمريكيددة جديدددة خلدمددة اإلس درتاتيجية األمريكيددة اإلس درائيلية الغربيددة املشددرتكة يف‬ ‫العاملني العريب واإلسالمي‪ .‬هذا العامل الذي عمل على اقامة وحدة عربية اساسها‪:‬‬ ‫‪ -‬محاية وحدة الدول العربية "األمة"‬‫‪335‬‬ ‫ ومحاية استقالل كل عضو من أعضائه‪.‬‬‫ولعدل جمددرد قيددام الدرئيس األمريكددي "جددورج بدوش االبددن" بدداإلعالن عدن اخلطددوط العريضددة ملشددروع‬ ‫"الشددرق األوسددط الكبددري" تلقفهددا الغددرب وبدددأ يهلددل هلددا وحيدداول تروجيهددا وتسددويقها مبددا يضددمن مصددلحة‬ ‫"إسرائيل"واإلسرتاتيجية األمريكية اإلسرائيلية الغربية‪.‬‬ ‫حيث بدأت احلملة السياسية الفعلية ملشروع"الشرق األوسط الكبري" مع جولة مارك جرومسدان‬ ‫يف األول م ددن م ددارس (‪ )2004‬للمنطق ددة لل دددفاع ع ددن ه ددذا املش ددروع ودع ددم رغب ددة الوالي ددات املتح دددة يف‬ ‫إدخددال إصددالحات دميقراطيددة واقتصددادية يف الشددرق األوسددط احلددايل‪ .‬وكمددا هددو متوقددع فددإن الواليددات‬

‫‪AMOUR. A: Constitution et religion dans les Etats musulmans, in Constitutions et religions, Tunis, 1994, p‬‬

‫‪335‬‬

‫‪35.‬‬

‫‪111‬‬


‫املتحدة ستبذل أقصى جهودها ومتارس أقصى درجات الضغط على هدذه الددول لتجربهدا علدى االلتدزام‬ ‫باملشروع‪ .‬ولو اقتضى األمر استعمال العصا دون اجلزرة‪.‬‬

‫‪336‬‬

‫ك‪ .‬مستقبل الجامعة العربية في ظل السيطرة االمريكية على الوطن العربي ‪:‬‬ ‫هددو فصددل أمريكددي إس درائيلي غددريب جديددد مثلتدده مبددادرة أو مشددروع "الشددرق األوسددط الكبددري"‬ ‫والددذي يفددرتض فددرط عقددد اجلامعددة العربيددة الدديت تشددكل العندوان األخددري لألمددة العربيددة يف اإلطددار املعنددوي‬ ‫على األقل‪ ،‬حىت متهد األرضدية الصداحلة هلدذا املشدروع‪ .‬وعدرف عدن زعديم حدزب العمدل "شديمون برييدز"‬ ‫املروج واملنفذ هلذا املشروع‪ ،‬ومما يلفت النظدر أنده ومدع البددء الفعلدي للدرتوي ملشدروع جدورج‬ ‫أنه العراب و ه‬ ‫بددوش هددذا خددارج الواليددات املتحدددة‪ ،‬بدددأت "إس درائيل"محلددة "مركددزة" داخددل الواليددات املتحدددة للددرتوي‬ ‫لالنفصال عن الفلسطينيني مدن جاندب واحدد‪ .‬والسدؤال‪ :‬هدل جداء هدذا التوافدق باملصدادفة‪ ،‬أم يف إطدار‬ ‫خمطددط ومدددروس خدمددة "ملشددروع الشددرق األوسددط الكبددري"الددذي مددا طددرح إال خدمددة ل د"إسدرائيل"وضددماناً‬ ‫السرتاتيجيتها اليت تشكل ضلعاً من مثلث االسرتاتيجية األمريكية اإلسرائيلية الغربية‪.‬‬ ‫وترتكددز األض دواء يف هددذه األيددام علددى مشددروع "الشددرق األوسددط الكبددري"‪ ،‬وتثددار الشددكوك حولدده‬ ‫بكثددرة أكددرب مددن احلجددم اجلغدرايف هلددذه املنطقددة الشاسددعة‪ ،‬الواسددعة‪ ..‬الضدداربة اجلددذور يف أعمدداق التدداريخ‬ ‫واحلضارة‪ .‬وميكن إجياز منابع الشكوك األساسية بالنقاط التالية‪:‬‬ ‫‪ -1‬إن مصددطلح "الشددرق األوسددط" تعبددري اس درتاتيجي جغ درايف‪ ،‬اسددتعماري املنشددث‪ ،‬مصددطنع‪ ،‬مفددروض‬ ‫سياسياً ورقافياً وإعالمياً‪ ..‬واهلدف منه معاجلة مصاحل القوى العظمى‪.‬‬ ‫‪ -2‬ب ددذلت عش درات احمل دداوالت لتحدي ددد املنطق ددة ال دديت يش ددار إليه ددا هب ددذا املص ددطلح اس ددتناداً إىل عناص ددر‬ ‫جغرافية ودميوغرافية ورقافية وإيديولوجيدة؛ لكنهدا مل ترتدق إىل املسدتوى العلمدي والدواقعي بسدبب تضدارب‬ ‫األه د د د د د د ددداف واملنطلق د د د د د د ددات اإليديولوجي د د د د د د ددة وغم د د د د د د ددوض ال د د د د د د دددالالت‪ ،‬واض د د د د د د ددطراب الص د د د د د د ددياغات‪.‬‬ ‫‪ -3‬رغم وجود اجلامعة العربية منذ أكثر من نصف قرن‪ ،‬إال أن التعامدل مدع العدرب مدن جاندب الغدرب‬ ‫كان دائماً على أسداس "شدرق أوسدط"‪ ،‬هدذا النظدام الدذي يشدكل الضدد أليدة منظومدة عربيدة متكاملدة‪،‬‬ ‫سواء يف اجملال السياسي أو االقتصادي أو الثقايف‪.‬‬

‫‪ 336‬بوعيسي حسام الدين‪ :‬تطور العالقات االوروبية االمريكية بعد احداث سبتمرب ‪ .2001‬رسالة مقدمة لنيل درجة املاجستري علوم سياسية‪ .‬جامعة‬ ‫بريوت العربية ‪ .‬لبنان‪ .2007 ،‬ص‪.121‬‬ ‫‪117‬‬


‫‪ -4‬بعدد ارهيددار االحتداد السدوفيييت واملنظومددة االشدرتاكية و"حلددف وارسدو" اختددل التدوازن االسدرتاتيجي يف‬ ‫وحتول ددت أمريك ددا إىل الق ددوة املق د هدررة‪ ،‬وأص ددبحت ال ددبالد العربي ددة أكث ددر قابلي ددة لالبت د دزاز يف االلت د دزام‬ ‫الع ددامل‪ ،‬ه‬ ‫بالتوجهات األمريكية و"اإلسرائيلية"‪.‬‬ ‫وق ددد ح ددددت إدارة كلينت ددون رؤيته ددا لالسد درتاتيجية األمريكي ددة يف املنطق ددة عل ددى األس ددس التالي ددة‪:‬‬ ‫أ‪ .‬احتواء مزدوج لكل من إيران و العراق‪.‬‬ ‫تفوق "إسرائيل" النوعي خاصة عسكريا‪.‬‬ ‫ب‪ .‬االلتزام باحلفاظ على ه‬ ‫ج‪ .‬تعزيز تطوير املنطقة "باجتاه الدميقراطية"وتعزيز اتفاقيات السالم العربية اإلسرائيلية‪.‬‬ ‫هد‪ .‬تروي "إسرائيل" «للنظام الشرق أوسطي" من خالل مستويني‪ :‬فكري و رمسي‪.‬‬ ‫‪ -5‬اش ددتداد "هجم ددة املب ددادرات"عل ددى املنطق ددة؛ دون أن يك ددون للع ددرب واملس ددلمني دور يف ص ددياغتها‪.‬‬ ‫‪ -1‬جتاه د ددل املتع د دددي جل د ددوهر املش د ددكلة ومنب د ددع التفج د د دريات يف املنطق د ددة‪ ،‬وه د ددي القض د ددية الفلس د ددطينية‪.‬‬ ‫‪ -7‬عدم استشارة أهل الشدرق "الشدرق األوسدط الكبدري"حكامداً وحمكدومني‪ ،‬ومل يؤخدذ باحلسدبان تداريخ‬ ‫نصدبوا‬ ‫الشعوب ورقافاهتا وتقاليدها وواقعها وتنوعها احلضاري والسياسي والدميوغرايف واالقتصادي‪ ،‬بدل ه‬ ‫أنفس د ددهم "رع د دداة" يس د ددوقون الن د دداس بالعص د ددي و(الص د د دواريخ إن ل د ددزم األم د ددر) إىل"جن د ددات الدميقراطي د ددة"‬ ‫‪337‬‬ ‫املوعودة‪.‬‬ ‫ع‪ .‬مستقبل العالقات العربية األميركية في القرن الحادي والعشرين‪:‬‬ ‫اربت التاريخ أن هذه العالقات‪ ،‬مل تستقر منذ رهاية احلرب العاملية الثانية يف سنة ‪ ،1745‬ومل‬ ‫تسر على وترية واحدة‪ ،‬فهي ختتلف من دولة عربية إىل أخرى‪ ،‬ومن مرحلة تارخيية إىل أخرى‪ .‬وميكن‬ ‫أن حندد عاملني ارنني كان هلما أكرب األرر يف عدم استقرارها ومها‪:‬‬ ‫‪ -1‬املتغريات اإلقليمية الدولية اليت كانت سائدة يف ظل مرحلة احلرب الباردة‪.‬‬ ‫‪338‬‬ ‫‪ -2‬الصراع العريب الصهيوين‪.‬‬ ‫وقددد نشددث عددن هددذين العدداملني العديددد مددن العناصددر الدديت أردهدرت يف العالقددات العربيددة األمريكيددة‪،‬‬ ‫أبرزها ‪:‬‬ ‫‪ - 337‬خلف اجلراد‪" :‬مشروع الشرق األوسط الكبري"‪ :‬مقدمات‪ ...‬و تساؤالت صحيفة"‪ .‬جملة «تشرين"‪ ،‬دمشق‪ ،‬سوريا‪ ،‬عدد مارس ‪،2004‬‬ ‫ص‪.1‬‬ ‫‪ - 338‬بيل كلينتون‪" :‬حيا "‪ .‬ترمجة حسام الدين خضور‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الرأي للنشر‪ ،‬دمشق‪ ،"2004 ،‬ص ‪. 175‬‬ ‫‪111‬‬


‫‪ -1‬معارضة الواليات املتحدة آلمال األمة العربية يف الوحدة أو التضامن‪.‬‬

‫‪339‬‬ ‫‪340‬‬

‫‪ -2‬حماوالت التدخل يف شؤون بعض الدول العربية بصورة مباشرة أو غري مباشرة‪.‬‬ ‫‪ -3‬استخدام مشكالت األقليات الدينية والقومية خلدمة مصاحلها اخلاصة يف املنطقة‪.‬‬ ‫‪ -4‬عدم اختاذ الواليات املتحدة موقفاً إجيابياً يف مواجهة السياسات "اإلسرائيلية"‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬اإلستراتيجية السوفيتية القديمة والروسية الجديدة للسيطرة على المنطقة العربية‪:‬‬ ‫إن اإلسرتاتيجية األمنية الروسدية اليدوم تعمدل جاهددة علدى اسدتعادة سديطرهتا القدميدة الديت عمدل‬ ‫عليدده االحتدداد السددوفييت علددى تنفيددذها لتحقيددق مصدداحل القوميددة العليددا لالحتدداد السددوفييت فهددي ليسددت إال‬ ‫امتدددادا للسياسددة وخطددط إسددرتاتيجية قدميددة هتدددف إىل تنفيددذ تلددك املصدداحل لتعددود كدولددة عظمددى هلددا‬ ‫إس درتاتيجيتها التنافسددية مددع القددوة األمريكيددة العظمددى فعددودة العالقددات العربيددة الروسددية ودعددم الثددورات‬ ‫واحلركدات يرجعندا إىل ‪،‬سددينيات القدرن املاضدي وخاصددة فيمدا متثدل بالدددعم الروسدي والصديي لسددوريا يف‬ ‫ظل تثج األزمة للحفاظ على املدد االشدرتاكي واحلفداظ علدى املصداحل القدميدة يف املنطقدة العربيدة إال أن‬ ‫اإلس درتاتيجية الروسددية كان دت أكث ددر نطاقددا يف جمددال دول البحددر املتوس ددط ملنددع اإلسددرتاتيجية األمريكي ددة‬ ‫الحتواء دول املنطقة حبجدة القضداء علدى القرصدنة البحريدة‪ ،‬لدذلك فدالبحر املتوسدط يكتسدي أمهيدة بالغدة‬ ‫إذ مددن خاللدده ميكددن تطويددق اجلندداح اجلنددويب حللددف مشددال األطلسددي ‪.‬واإلس درتاتيجية األمنيددة الروسددية يف‬ ‫حقيقددة األمددر هددي إس درتاتيجية ذات طددابع دفدداعي مددن حيددث املضددمون ولكنهددا مددؤخرا اكتسددت طددابع‬ ‫الالممارسد ددة علد ددى ارض الواقد ددع واصد ددبحت سياسد دداته جمد ددرد حد ددرب علد ددى ورق نظ د درا للظد ددروف السياسد ددية‬ ‫والعسكرية واالقتصادية الصعبة اليت متر هبا اآلن‪.‬‬ ‫أما مصاحل روسيا يف الدول العربية املطلة على البحر املتوسط فيمكن تلخيصها على النحو التايل‪:‬‬ ‫‪ -1‬تثمني حرية املالحة‪.‬‬ ‫‪ -2‬تثمني حركة التجارة والسياحة مع دول حوض البحر املتوسط مع زيادة اهتمامها السياحي‪.‬‬ ‫‪ -3‬تثمني حركة التجارة للحد من ظاهرة القرصنة‬ ‫‪ -4‬تثمني امن روسيا من االجتاه اجلنويب وخاصة بعد أحداث البلقان‪.‬‬ ‫‪ - 339‬اهتمت الباحثة األمريكية غيليسبينيس أمريكا بالتحيز إىل "إسرائيل"والتنكر حلقوق الشعب الفلسطيي وفق قراري اجلمعية العامة ‪.111 ،174‬‬ ‫انظر‪ :‬جريدة "األهرام"‪ ،‬القاهرة‪ ،‬عدد ‪ ،2000/3/7‬ص‪.5‬‬ ‫‪ - 340‬بكر مصباح تنرية‪":‬حركة الوحدة العربية يف مواجهة االسرتاتيجيات الدولية املعاصرة‪ "،‬جملة "شؤون عربية" العدد ‪ ،2‬القاهرة‪ ،‬أفريل‪ ،1711‬ص‬ ‫‪.134‬‬ ‫‪117‬‬


‫‪ -5‬تثمني مصاحل أخرى ختأل املشداكل العامدة املسدتجدة أو القائمدة (بي يدة‪ ,‬جيوسياسدية‪ ,‬قوميدة‪,‬‬ ‫عرقية‪.)...‬‬

‫‪341‬‬

‫ثالثا‪ :‬اإلستراتيجية الفرنسية‪:‬‬ ‫‪ -1‬وج ددوب اس ددتخدام البح ددر املتوس ددط حلق ددة اتص ددال ب ددني فرنس ددا ومص دداحلها يف إفريقي ددا واحمل دديط‬ ‫اهلندي‪.‬‬ ‫‪ -2‬اس ددتخدام املتوس ددط لتثبي ددت واس ددتمرار ال ددروابط التقليدي ددة م ددع دول املغ ددرب الع ددريب يف الش ددمال‬ ‫اإلفريقي منذ الفرتة االستعمارية‪.‬‬ ‫‪ -3‬رغبة فرنسدا الزعاميدة بدني دول البحدر املتوسدط‪ ,‬وتطلعهدا للقيدام بددور هدام يف أزمدات ومشداكل‬ ‫هذه الدول‪.‬‬ ‫‪ -4‬تعلن فرنسا تبينها فكرة حتييد البحر املتوسط وانسحاب أساطيل القدوى العظمدى منده وإعالنده‬ ‫منطقة خالية من األسلحة النووية‪.‬‬ ‫‪ -5‬محايددة املواصددالت البحريددة واالسددتثمارات النفطيددة الفرنسددية وهددذه اإلس درتاتيجية الفرنسددية هددي‬ ‫حتددديث لسياسددة فرنسددا السددابقة والدديت كانددت تصددر علددى امددتالك السدداحل اجلزائددري خددالل فددرتة‬ ‫احتالهلا للجزائر‪.‬‬ ‫‪ -1‬احتواء املنطقة للقضاء واحلد من اهلجرة السرية القادمة من السواحل اإلفريقية بشكل خاص‪.‬‬ ‫رابعا‪ :‬االستـراتيجية االيط ـالية‪:‬‬ ‫‪ -1‬ت ددثمني خط ددوط مواص ددالت البحري ددة‪ ,‬ومص دداحلها م ددع ال دددول العربي ددة يف مش ددال إفريقي ددا بش ددكل‬ ‫خاص‪ ,‬ومع دول املتوسط بشكل عام‪.‬‬ ‫‪ -2‬اشرتاكها مع باقي دول حلف مشال األطلسي يف حتقيق اإلسرتاتيجية البحرية للحلف والددفاع‬ ‫ضد أي هتديد له للقضاء على اجلرمية املنظمة وغري املنظمة يف املنطقة البحرية‪.‬‬ ‫ذ‬ ‫خامسا‪ :‬اإلست ـراتيجية التركية‪:‬‬

‫‪ -1‬الوقوف يف وجه النفوذ اليوناين يف حبر إجيه وجزيرة قربص وحتويله إىل صاحل تركيا‪.‬‬ ‫‪ -2‬تثمني خطوط مواصالهتا البحرية مبا حيقق مصاحلها مع دول املنطقة‪.‬‬ ‫‪ - 341‬إشراف حممد شفيق غربال‪ :‬املوسوعة العربية امليسرة‪ ،‬مؤسسة فرانكلني‪ ،‬القاهرة‪ ،1715 ،‬ص ‪.327‬‬ ‫‪170‬‬


‫‪ -3‬اشرتاكها مع باقي دول حلف مشال األطلسي يف حتقيق اإلسرتاتيجية البحريدة للحلدف املتمثلدة‬ ‫بالنقاط التالية‪:‬‬ ‫‪ ‬منع احلرب ضمن دول احللف‪ -‬احلضور واملراقبة‪ -‬االشرتاك يف إدارة األزمات‪.‬‬ ‫‪ ‬دعددم العمليددات البحريددة واجلويددة‪ -‬السدديطرة البحريددة‪ -‬تطبيددق القددوة البحريددة املتعددددة اجلنسدديات‪-‬‬ ‫حرية البحار‪ -‬األمن املضاد (امن رد الفعل)‪.‬‬ ‫تس ددتثمر تركي ددا األمهي ددة اجليواس درتاتيجية ملوقعه ددا اجلغ درايف م ددن خ ددالل ارتباطه ددا حبل ددف األطلس ددي‬ ‫وقيامها بعالقات اقتصادية واسعة مع دول املنطقة‪ ,‬وخاصة مع اجلمهوريدات الديت اسدتقلت عدن االحتداد‬ ‫السوفييت السابق وال متلك شواطئ حبرية‪ ,‬مما جعل إلسرتاتيجيتها يف املتوسط أبعاداً جديدة هتددف مدن‬ ‫خالهلددا القيددام بدددور حبددري إقليمددي ليددتم اسددتثماره ملصدداحلها‪ ,‬إال أرهددا ال ختددرج عددن إطددار اإلس درتاتيجية‬ ‫البحرية األمريكية اليت أخذت يف احلسبان ضعف ارتباط اإلسرتاتيجية البحرية اليونانية باحللف‪ ,‬وتوجده‬ ‫‪342‬‬ ‫فرنسا إىل رسم سياسة مستقلة يف املتوسط‪.‬‬ ‫ه ددذا باإلض ددافة اىل االسد درتاتيجية األمني ددة لالحت دداد األورويب ال ددذي يعم ددل عل ددى سياس ددة احتد دواء‬ ‫للدددول العربيددة مددن خددالل املشدداريع االقتصددادية واالجتماعيددة للحفدداظ علددى مصدداحل الدددول بشددكل غددري‬ ‫مباشددر وهددذا مددا يتجلددى يف مشدداريع االحتداد األورويب واالحتدداد مددن اجددل املتوسددط أو مددا يسددمى الشدراكة‬ ‫االورومتوسطية واليت تضم غالبية الدول العربية املطلة على البحر األبيض املتوسط‪.‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬التحوالت السياسية الجديدة في المنطقة العربية وسعي الدول الكبـرى فـي توزيـع‬ ‫مناطق جديدة‪:‬‬ ‫مثددري مددا تشددهده السدداحة العربيددة يف هددذه اآلونددة خصوصددا مددع تزايددد خم دد التحددوالت الدميقراطيددة‬ ‫والتغ دريات السياسددة بعددد احلددرب البدداردة اىل التغ دريات اجلذريددة يف واقددع العالقددات بعددد أحددداث سددبتمرب‬ ‫(‪ )2001‬واحلددرب علددى اإلرهدداب يف املنطقددة العربيددة والشددرق األوسددط فدداحلرب علددى الع دراق ومددن قبلدده‬ ‫حددرب اخللددي األوىل والثانيددة هدددفها ال درئيس لدديس إسددقاط نظددام "صدددام حسددني" لكنهددا سددعي الدددول‬ ‫الكددربى وعلددى رأسددها الواليددات املتحدددة األمريكيددة يف إنشدداء قاعدددة عسددكرية وتوزيددع جديددد بضددعف‬ ‫وتدهور حالة روسيا اليت كانت لديها األفضدلية يف املنطقدة لدذلك فالسديطرة علدى حقدول الدنفط العراقيدة‬ ‫‪ - 342‬املوسوعة العسكرية‪ :‬املؤسسة العربية للدراسات والنشر‪.‬ط‪ .1‬بريوت‪ .2000 ،‬ص‪.35‬‬ ‫‪171‬‬


‫وخلددق الالاسددتقرار باملنطقددة‪ .‬أهدافدده واضددحة ومباشددرة لكددن اهلدددف األكددرب هددو إسددقاط الدولددة القويددة‬ ‫املعادية إلسرائيل يف املنطقة‪.‬‬ ‫ومن ناحية أخرى فإن التحوالت السياسية احلالية اليت متر هبدا أغلبيدة الددول العربيدة ومندذ الثدورة‬ ‫التونسددية وإسددقاط نظددام بددن علددى إىل سددقوط أقدددم األنظمددة العربيددة مددن مصددر إىل ليبيددا وحالددة الدديمن‬ ‫والبح درين والسددودان إىل الفوضددى السددورية فدددعم الدددول الكددربى هلددذه الثددورات خلقددت شددكال جديدددا‬ ‫لتوزيددع املندداطق اجلديدددة للدددول الكددربى يف املنطقددة حيددث أن جملددس األمددن والددذي أنشددث هلددذه احلدداالت‬ ‫أصبح يصب يف مفرتقني ينبث بعودة الثنائية وخيوف من اشتعال حرب عامليدة رالثدة أو حدرب بداردة رانيدة‬ ‫فالتدددخل العسددكري حللددف الندداتو بقيددادة فرنسددية يف ليبيددا كددان بددون قدرار جملددس األمددن وبشددكل أصددح‬ ‫وصل التقرير اىل جملس األمن بعد يوم مدن التددخل العسدكري‪ 343‬يف حدني ال تدزال قراراتده عالقدة بشدثن‬ ‫الوضع السوري ومواصلة روسيا والصدني اسدتعمال حدق الدنقض لصداحل سدوريا حلمايدة مصداحلها املشدرتكة‬ ‫وخاصددة التجاريددة منهددا علددى الصددعيد الصدديي بشددكل خدداص واإلرث االشدرتاكي القدددمي‪ ,‬يف حددني تعمددل‬ ‫تركيددا بالدددور الوصددي السددرتداد الدولددة العثمانيددة وسدديطرة األتدراك علددى املنطقددة هددو نفسدده اجلهددد اإليدراين‬ ‫تفسدر أن الددول‬ ‫املبذول ولو بشكل أقل المتالك منطقدة جديددة بدني هدذا وذاك فدإن األحدداث احلاليدة ه‬ ‫الكددربى تعمددل جاهدددة لتوزيددع مندداطق جديدددة يف املنطقددة العربيددة وذلددك بدددعم األنظمددة اجلديدددة والدديت‬ ‫بدورها تزيد من تباعد الوحدة والوفاق بني الدول العربية‪.‬‬

‫‪- ATLAS2010. 4TH EDITION. LANDON2010, PAGES 53/54/93/102/113/121/147‬‬ ‫‪172‬‬

‫‪343‬‬


‫المبحــث الثالــث‪ :‬مســتقبل المنطقــة العربيــة والقــرن اإلفريقــي فــي ظ ـل القرصــنة واالســتراتيجيات‬ ‫األمنية الجديدة‪.‬‬ ‫من قرصنة و إرهاب‪ ،‬وحتوالت سياسدية متدر هبدا املنطقدة العربيدة‪ ...‬وشدد وجدذب بدني الكبدار يف‬ ‫الساحة الدولية‪ ،‬ومزيد من احلدروب والتددهور يف العديدد مدن املنداطق‪ ،‬وتددخالت باسدم القدانون الددويل‬ ‫تارة واملنظمات الدولية تارة أخرى‪.‬‬ ‫ولعددل املتتبددع ملددا حيدددث يف املنطقددة العربيددة‪ ،‬صددمت رمسددي وضددعف حكددومي وتواطددث مددع القددوى‬ ‫األجنبية أحيانا‪ ،‬يشعر ويدرك أن املنطقة العربيدة مدن القدرن اإلفريقدي ومضديق بداب املنددب إىل املتوسدط‬ ‫ومضيق جبل طارق‪ ،‬مسدرحا السدتعراض القدوى ولعدب الددول العظمدى وتنفيدذ أجنددات كدل ملصدلحته‪،‬‬ ‫البح ددار إىل التد دددويل‪ ،‬والد دددول إىل السد دديطرة ونش ددر الدميقراطيد ددة علد ددى الطريقد ددة األمريكيد ددة واإلس د درائيلية‪،‬‬ ‫وسياسددات واس درتاتيجيات أمنيددة جديدددة حلكددم املنطقددة واسددتنزافها بدددءا مددن الع دراق وأفغانسددتان مددرورا‬ ‫بالصومال مث سوريا‪.‬‬ ‫ويبقددى مشددكل املنطقددة العربيددة والقددرن اإلفريقددي يف ظددل القرصددنة البحريددة مرهددون بتحددرك عددريب‬ ‫موحد وفعال أو االنصهار يف بوتقة األجندات اخلارجية‪.‬‬ ‫وهذا ما حناول دراسته يف هذا املبحث حتت عنوان‪ :‬مستقبل املنطقة العربية والقرن اإلفريقدي يف‬ ‫ظل القرصنة البحرية واالسرتاتيجيات األمنية اجلديدة‪.‬‬

‫‪173‬‬


‫المطلب األول‪ :‬االستراتيجيات األمنية الجديدة في منطقة القرن اإلفريقي وبحر العرب‬ ‫شهد العامل يف بداية القرن احلادي والعشرين بروز مناطق جديدة يف الصراعات الدولية‪ ،‬كاندت‬ ‫وملدددة طويلددة حمددل اهتمددام حيددث شددكلت منطقددة القددرن اإلفريقددي يف املاضددي واحدددة مددن أهددم مندداطق‬ ‫التواجد الثقايف واحلضاري اإلسالمي‪ ،‬وشديدت هبدا حضدارات إسدالمية‪ ،‬امتدزج هبدا العدرق الغدريب بدالعرق‬ ‫اإلفريقي‪ ،‬كما شكلت فيما بعد أهم نقطة تقاطع فيها الطرق التجارية اليت تربط العامل باملنطقة العربيدة‬ ‫عددن طريددق احملدديط اهلندددي‪ ،‬وبعددد افتتدداح القندداة يف القددرن ‪ 11‬أصددبحت أهددم مندداطق العددامل كحلقددة وصددل‬ ‫تدربط الشددمال بدداجلنوب عددن طريددق البحددر األمحددر‪-‬القندداة‪ -‬البحددر املتوسددط‪ .‬واليددوم يف ظددل صدراع الدددول‬ ‫العظمد ددى حد ددول مند دداطق النفد ددوذ تسد ددعى الد دددول القطبيد ددة للسد دديطرة علد ددى املنطقد ددة فثصد ددبحت يف معظد ددم‬ ‫األجندددات األمنيددة واإلسدرتاتيجية للدددول العظمددى مددن أجددل السدديطرة علددى املنطقددة‪ ،‬وبدداألخأل املنطقددة‬ ‫العربية اليت هي جزء منها‪.‬‬ ‫وبددالنظر إىل حالددة الددتالؤم بددني تنددامي جرميددة القرصددنة وبددني احلددرص علددى إبقدداء حالددة الفوضددى‬ ‫والصدراع‪ ،‬ومددا يتصددل هبددا مددن مدزاعم وجددود اإلرهدداب والقاعدددة‪ ،344‬فددإن التنددافس ال يدزال يسددتمر فدديمن‬ ‫يستطيع ان حيتكر أكثر‪.‬‬ ‫ السيناريو األول‪:‬‬‫التركي ــب‪ :‬حي ددث ي ددتم م ددن خالل دده إع ددادة تركي ددب فواع ددل ج دددد يف املنطق ددة مب ددا خي دددم سياس ددات ال دددول‬

‫الكربى‪ ،‬حيث تسدعى الواليدات املتحددة األمريكيدة مندذ زمدن بعيدد إىل إعدادة ترتيدب املنطقدة مبدا يتوافدق‬ ‫مدع مصداحلها االسدرتاتيجية‪ ،‬مبدا يف ذلدك مصداحل وأمددن الكيدان الصدهيوين يف إسدرائيل حيدث متثدل اشدراقة‬ ‫القرن اإلفريقي على منطقة الشرق األوسط ومداخله البحرية حافزا مهما للمشروع األمريكي‪.‬‬ ‫ويش ددري الت دددخل الغ ددريب واإلس درائيلي خاص ددة اىل أن هن دداك عالق ددة وريق ددة مب ددا جي ددري يف الص ددومال‬ ‫واليمن والسودان وبني الوجود العسكري الغريب الكثيف يف هذه املنطقة‪ ،‬حتت حج ودواعدي خمتلفدة‪،‬‬ ‫كمكافحة اإلرهاب مرة‪ ،‬ومحاية السفن وناقالت النفط مرة أخرى من جرمية القرصدنة‪ 345‬ويف حالدة مدا‬ ‫‪ - 344‬حس د ددن حممد ددد‪ :‬منطق د ددة الق د ددرن اإلفريق د ددي حت د ددت رمحد ددة املتن د ددافس‪ ،‬األع د ددداد التارخيي د ددة عدسد ددة األه د درام‪ ،‬كتد دداب األه د درام‪ ،‬منشد ددور مبوقد ددع األه د درام‪:‬‬ ‫‪( pm 4:30 ،2012/01/12‬نسخة خمزنة على الويب)‪.‬‬ ‫‪Digital.Ahram.org.eg/ getsubpic.ashx? Eassyib= 284485&picno=1.‬‬ ‫‪ - 345‬محدددي عبددد الددرمحن‪ :‬السددودان ومسددتقبل التدوازن اإلقليمددي يف القددرن اإلفريقددي‪ ،‬جملددة األهدرام ‪ 17‬أوت ‪ ،2012‬جملددة األه درام تصدددر عددن مؤسسددة‬ ‫األهرام ‪ ،‬ص ‪( .4‬نسخة خمزنة على الويب)‪.‬‬ ‫‪http:// digital.ahram.org.eg/articles.aspx? Serial=220319&eid= 225.‬‬ ‫‪174‬‬


‫إذا أرادت الواليات املتحددة األمريكيدة تركيدب قيدادات جديددة وذلدك عدن طريدق تددخل عسدكري قدوي‬ ‫كما حدث عام ‪ 1772‬وليس باملستحيل فهنا تكون نتائجه‪:‬‬ ‫أ) كاررة إنسانية يف ظل الوضع احلايل حيث تزيد معاناة تدفق الالج ني واملشردين‪.‬‬ ‫ب)سيتم إزالة احلكومة الصومالية اهلشدة وتنصديب حكومدة أخدرى هزيلدة ومواليدة هلدا‪ ،‬كمدا حددث‬ ‫يف أفغانسددتان وغريهددا‪ ،‬وهنددا أن الواليددات املتحدددة األمريكيددة مددن الواضددح أرهددا لددن تلجددث إىل‬ ‫‪346‬‬ ‫تدخل شامل يف حماولة إسقاط احلكومة احلالية وإمنا الضربات تكون حمدودة‪.‬‬ ‫ أما السيناريو الثاني والمتعلق بالتفكيك‪:‬‬‫‪ -‬مددن خددالل خلددق فواعددل جدددد وهددو املشددهد الددذي يضددمن اسددتمرار حالددة االرهيددار والتفكددك‪،‬‬

‫وبقدداء األنظمددة مكتفيددة بدددور املتلقددي دون دور فاعددل يف األمددور اإلقليميددة والدوليددة‪347‬فالوضددع‬ ‫الد دددويل احلد ددايل يشد ددهد إجهاضد ددا للسد ددالم واألمد ددن الد دددوليني بد ددالرغم مد ددن كثد ددرة رفد ددع شد ددعارات‬ ‫الدميقراطية واإلصالح ذلك أن العامل اليوم يشهد حالة مدن فدرض اهليمندة عدن طريدق اسدتعمال‬ ‫القددوة العسددكرية‪ ،‬وهددذا مددا سددوف يولددد مش دداعر الكراهيددة والعددداء بددني الشددعوب‪ ،‬فددال ميك ددن‬ ‫للوضددع احلددايل أن يسددتقر‪ ،‬وهندداك مددن يعمددل علددى تفكيددك كددل مقومددات االسددتقرار والت دوازن‬ ‫الدويل‪ ،348‬وبالتايل استمرار نفس املواقف والسياسات يف دول املنطقة يف نفدس الوقدت الدذي‬ ‫تضمن فيه الواليات املتحدة األمريكية والقوى الكربى يف النظام الدويل حتقيدق مصداحلها‪ ،‬فثيدا‬ ‫كددان األمددر ال أحددد يسددتطيع أن ميثددل حتددديا للمصدداحل الغربيددة يف القددرن اإلفريقددي حددىت لددو كددان‬ ‫النظددام السياس ددي يف دول ددة معين ددة معادي ددا للغ ددرب‪ ،‬كم ددا أن احل ددديث ع ددن عروب ددة البح ددر األمح ددر‬ ‫احنصددر كثدريا خاصددة بعددد حددرب اخللددي الثانيددة‪ ،‬والتطددورات األخددرية يف املنطقددة‪ ،‬فهددو ممددر مددائي‬ ‫دويل‪ ،‬م ددا يع ددي اس ددتمرار احل ددروب األهلي ددة والصد دراعات األمني ددة‪ ،‬ووج ددود اجلماع ددات اإلرهابي ددة‬ ‫باعتبدداره مددالذا آمنددا وهددو مددا ينددت عندده حماصددرة للقددوى الدوليددة باسددم القددانون الدددويل عددن طريددق‬ ‫الوسددائل األمنيددة واالسددتخباراتية للواليددات املتحدددة األمريكيددة‪ ،‬وبالتددايل تفكيددك وخلددق حال ددة‬

‫‪ -346‬نور الدين بوشا‪ :‬الصومال على خطى أفغانستان‪ ،‬حتليالت املعرفة‪ ،‬الثالراء ‪ ،2007/05/15‬موقع اجلزيرة‪( .‬نسخة خمزنة على الويب)‪.‬‬ ‫‪http://www.aljazeera.net /analysis/pages/867e294e-c407-405b-9273-bc1087c8293d.‬‬ ‫‪ - 347‬سامر خميمر وخالد حجازي‪ :‬أزمة املياه يف املنطقة العربية‪ ،‬سلسلة عامل املعرفة‪ ،‬العدد ‪ ،207‬سلسلة كتدب رقافيدة شدهرية يصددرها اجمللدس الدوطي‬ ‫للثقافة والفنون واآلداب‪ ،‬الكويت‪ ،‬مايو ‪ ،1771‬ص ‪.157‬‬ ‫‪ - 348‬حممد وليد اسكاف‪ :‬حق استخدام القوة ودوره يف العالقات الدولية‪ ،‬مركدز دمشدق للدراسدات النظريدة واحلقدوق املدنيدة‪ ،‬دمشدق‪ ،‬سدوريا‪،2007 ،‬‬ ‫ص ‪.41‬‬ ‫‪175‬‬


‫ارهيددار ختدددم مصدداحل الدددول الكددربى الدديت تبقددى بقواعددد وعسدداكرها تلعددب دور املتفددرج‪ ،‬واخلددادم‬ ‫اإلنساين يف جمال اإلغارة والتثديب لكل قائد ال يطيع األوامر كاسرتاتيجية مستقبلية للواليات‬ ‫‪349‬‬ ‫املتحدة‪.‬‬ ‫وجند أن كل هذه األفكار ترتبط بسياق النفوذ ومساعي السيطرة على القدرن اإلفريقدي‪ ،‬والبحدر‬ ‫األمحددر‪ ،‬وبدداب املندددب‪ ،‬وتعزيددز الوجددود العسددكري يف امليدداه اإلقليميددة للمنطقددة‪ ،‬وخلددق توازنددات وعقددد‬ ‫حتالفات اليت جيب أن تكون عليها املنطقة‪ ،‬ومن مث االنفراد بثرواهتا الطبيعية وموقعها االسرتاتيجي‪.‬‬ ‫ولعل السيناريو الذي يبقى األهم هو‪:‬‬ ‫‪ -‬السينـاريو الثالث والمتعلق بمنطقة القرن اإلفريقي الكبير‪:‬‬

‫يتمثددل هددذا السدديناريو يف إنشدداء مددا يسددمى منطقددة القددرن اإلفريقددي الكبددري حيددث يددتم االعتمدداد‬ ‫على جمموعة من األدوات واآلليات املهمة لعل أبرزها‪:‬‬ ‫أ) االسدتعانة مبجموعددة قيددادات إفريقيدة جديدددة تتسددم بددالوالء للواليدات املتحدددة األمريكيددة والغددرب‬ ‫وخاصة إسرائيل ولعدل أهدم جنداح حققتده إسدرائيل يف هدذا اجملدال مدا حددث يف جندوب السدودان‬ ‫حيث استطاعت بناء قاعدة هلا هناك‪.‬‬ ‫ب) حتقيق االستقرار والسيطرة األمنية يف منداطق التدوتر‪ ،‬مدن خالهلدا يدتم حماصدرة كدل الدنظم املعاديدة‬ ‫للواليات املتحدة األمريكية وحلفاءها‪ ،‬خاصة وأن هناك طموحات تنافسية يف اجملال التجداري‬ ‫واالقتصادي واالستثمار بني قيادات هذه املنطقة‪.‬‬ ‫ج) تقسيم السلطة والثروة بشكل عادل بني اجلماعات اإلرنية والقيادات ألن عملية السيطرة علدى‬ ‫‪350‬‬ ‫النزاعات اإلرنية واحمللية يف معظم دول املنطقة تقتضي تقاسم املال والسلطة‪.‬‬ ‫وخللددق هددذه املنطقددة تسددعى إس درائيل جاهدددة يف بندداء قددرن إفريقددي جديددد يرقددى وطموحاهتددا مددن‬ ‫خددالل السدديطرة عليدده بدددأت أوال مددن جنددوب السددودان واسددتطاعت بندداء دولددة مواليددة تنطلددق إىل املندداطق‬ ‫األخرى مدن خدالل أجنددة هتددف إىل السديطرة علدى أهدم املنداطق االسدرتاتيجية لعدل حبدر العدرب والبحدر‬ ‫األمحر أوهلا‪.‬‬ ‫ولعل أساس هذه السيناريوهات هو صب العقيدة األمريكية الديت مدن األهدم مبادئهدا يف األلفيدة‬ ‫الثالثة السيطرة على العامل من خالل إرهاب عدوملي رقايف وعسكري‬ ‫‪ - 349‬محدي عبد الرمحن‪ :‬السودان ومستقبل التوازن اإلقليمي يف القرن اإلفريقي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.4‬‬ ‫‪ - 350‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.4‬‬ ‫‪171‬‬


‫ الســيناريو الراب ــع والمتعل ــق بص ــناعة القرصــنة ومحاول ــة الوالي ــات المتح ــدة األمريكي ــة‬‫للمحافظة على الهيمنة‪:‬‬ ‫يف مسددح إيددديولوجي لشددعوب العددامل نسددتطيع تبيددان نقدداط الضددعف يف اجلهددات املسددتهدفة مددن‬ ‫قبل العوملة لغايدة تطويعهدا والسديطرة عليهدا وعلدى مقددراهتا وصدهرها داخدل بوتقدة االسدتهالك الديت متلدك‬ ‫مفاتيح توجيهه مراكز قيادة العامل اجلديد‪.‬‬ ‫ففدي مرحلددة مددن مراحددل التداريخ احلددديث كددان اهلددم الرئيسدي للواليددات املتحدددة األمريكيددة حتدددي‬ ‫وجماهبددة االحتدداد السددوفيييت ‪،‬والددذي أعتددرب بدددوره مددن اكددرب التهديدددات الدديت تواجههددا وهتددددها وهددذا مددن‬ ‫خددالل امتالكدده قددوة سياسددية و قدددرات نقددل التدددمري الشددامل إىل أراضدديها‪ ،‬ومددا يعددي ذلددك مددن القضدداء‬ ‫علددى األصددل والفددرع والنظريددة وصدداحبها‪ ،‬لددذلك اختددذ الص دراع أوجهددا متعددددة‪ ،‬فباإلضددافة إىل املقارعددة‬ ‫العسكرية الباردة‪ ،‬واجملاهبة االستخباراتية‪ ،‬والضدغوط االقتصدادية‪ ،‬كدان هنداك نفدخ يف ندار الدروح القوميدة‬ ‫ل دددى الش ددعوب ال دديت كان ددت متث ددل الكي ددان االش درتاكي بتوجهه ددا وكان ددت تل ددك ال ددروح كامن ددة حت ددت رق ددل‬ ‫الطروحات االجتماعية اليت محلتها املاركسية واليت فرضت نظاما اجتماعيا مضبوطا ضمن إطار السدتار‬ ‫احلدي دددي‪ ...‬ه ددذا بالنس ددبة لل دددول احلاكم ددة‪ 351‬وبالنس ددبة للغ ددرب والوالي ددات املتح دددة األمريكي ددة مش ددس‬ ‫احلقيق ددة للغ ددرب ال ب ددد منه ددا م ددن خ ددالل متيي ددز عنص ددري ب ددثن ال ددرب من ددع املع ددارف ع ددن الغ ددرس واملغ ددول‬ ‫والعباسيني والصينيني ‪ ...‬يف مقولة لقس كاروليكي إجنليدزي عدام ‪ ،1577‬وأن أمريكدا والغدرب صددرت‬ ‫احلضارة إىل بقاع العامل وإخضاع شدعوهبا لتحضدريها ‪ ...‬فدإذا كدان االسدتعمار واالحدتالل هدي احلضدارة‬ ‫‪352‬‬ ‫وكان الربابرة السود اإلفريقيون وحوش فلماذا ذلك‪.‬‬ ‫وبالنس ددبة للش ددعوب العربي ددة يف زم ددن االشد درتاكية مل يك ددن التمل ددل الق ددومي كافي ددا خلروج دده كق ددوة‬ ‫ض دداغطة أساس ددية يف وج دده النظ ددام املف ددروض علي دده بس ددبب العس ددكر والقم ددع‪ ،‬ولك ددن م ددع ارهي ددار االحت دداد‬ ‫السوفيييت وفرز الشعوب وفق قومياهتا وترارها التارخيي ومن مث تشكلها يف دول واضحة احلدود واملعامل‪.‬‬ ‫وسعت الواليات املتحدة األمريكية يف هذه الفرتة ومدن قبدل يف ضدرب احلالدة الناصدرية يف مصدر‬ ‫سددابقا‪ ،‬وأوقفددت مدددها القددومي‪ ،‬فحيددث ض دربت احلالددة القوميددة ولدددت حالددة مددن ضددياع للهويددة سددببها‬ ‫‪ - 351‬جرمددي سددلوث‪ :‬تفكيددك الشددرق األوسددط‪ ،‬تدداريخ شددعب غددريب يف بددالد العددرب‪ ،‬ترمجددة مركددز الكاشددف للمتابعددة والدراسددات اإلس درتاتيجية‪ ،‬مددارس‬ ‫‪ ،2001‬ص ‪.1‬‬ ‫‪ - 352‬إلياس العطروين‪ :‬إرهاب العوملة الثقايف‪ :‬اخلنق بقفدازات مدن حريدر‪ ،‬جملدة اللدواء‪ ،‬عددد خداص‪ ،‬كدانون الثداين ‪ ،2002/01/11‬تصددر عدن الشدركة‬ ‫اللبنانية لتوزيع الصحف واملطبوعات‪ ،‬بريوت‪ ،2002 ،‬ص ‪.52‬‬ ‫‪177‬‬


‫الش ددك واهلزمي ددة‪ ،‬وعن دددما دعم ددت الوالي ددات املتح دددة األمريكي ددة منطق ددة الق ددرن اإلفريق ددي أرن دداء الوج ددود‬ ‫الس ددوفيييت عن دددما كون ددت كياناهت ددا قوميد ددات وتش ددكلت دوهلد ددا اص ددطدمت حب دداجز احلاجد ددة االقتصد ددادية‬ ‫واألزمددات االجتماعيددة‪ ،‬ممددا جعلهددا يف وضددع الباحددث عددن حلددول ألزمددات حياتيددة ملحددة‪ ،‬ووضددع اهلويددة‬ ‫(حىت الوطنية) جانيا ولعل أبرز مثال مدا حددث يف أفغانسدتان لددول اجلدوار احمليطدة هبدا‪ ،‬حيددث الشديء‬ ‫نفسه يف القرن اإلفريقي‪ ،‬شيء كان حمضر له منذ عقود‪ ،‬لكن ما زاد األمر سوءا هو احلروب احلدودية‬ ‫والقبليددة والطائفيددة كلهددا نعدرات شددجعت الوضددع يف زيددادة األمددر سددوءا والصددومال منوذجددا حيداً‪ ،‬مددن بددني‬ ‫نتائ هذه الرتاجيديا العوملية‪ ،‬جرمية قدمية وجدت مكان مناسبا هي القرصنة البحرية‪.‬‬ ‫ومن هنا يصبح طرح العوملة أنه سبق له التحضري منذ عقود لتثمني سبل جناحه‪ ،‬هو ما حيددث‬ ‫اليددوم‪ ،‬أيددن تسددعى الواليددات املتحدددة األمريكيددة يف احلفدداظ علددى القددوة وزيددادة القددوة‪ ،353‬وبالتددايل فددإن‬ ‫سيناريو القرصدنة مدا هدو إال األفدالم األمريكيدة اجلديددة يف املنقطدة الدذي يتناسدب مدع الدرؤى األمريكيدة‬ ‫يف الوقددت ال دراهن‪ ،‬وأكيددد بتوافددق أكثددر مددع سياسددات الكيددان الصددهيوين‪ ،‬فددال أحددد يشددك أن احلددروب‬ ‫األمريكيددة يف املنطقددة تنطددوي علددى أبعدداد (ذرائعيددة‪ -‬برامجاتيددة) حمكومددة للسددقف االقتصددادي‪-‬السياسددي‬ ‫مدن إحكددام السدديطرة علددى منددابع الددنفط والغدداز وتصدريف خمددزون الصددنائع العسددكرية وجتددارة السددالح الدديت‬ ‫ختتلددق هلددا أس دواقا يف الصددومال والدديمن وإريرتيددا والسددودان‪ ،‬والقراصددنة ذاهتددم فاملشددروع لدديس إعددادة رسددم‬ ‫خريطددة الشددرق األوسددط ملددا اسددتقر عليدده العددرف يف اتفاقيددة سددايكس بيكددو فقددط وإمنددا إعددادة بندداء العددامل‬ ‫بكل املتغريات وفق الصورة النمطية اليت خططت هلا اإلدارة األمريكية لتحقيق الئحة األهدداف الديت ال‬ ‫تك دداد تنته ددي واملس ددطرة س ددلفا‪ ،‬حت ددت اس ددم ومس ددميات خمتلف ددة‪ ،‬اس ددتقرت التس ددمية يف الص ددومال عل ددى‬ ‫مكافحة القرصنة ويف اليمن مكافحة القاعدة ويف العراق قيم الدميقراطية واحلريدة‪ ،‬ويف أفغانسدتان حماربدة‬ ‫اإلرهاب‪ ...‬بل أن جزء من جوهر الصراع األمريكدي وصدلب أهدافده البعدد الدديي يف صدنع لدون تفكدري‬ ‫اإلدارة األمريكية وهو أساس من أساسيات الصراع يف الشرق األوسط‪ ،‬أين الرؤية الدينية األمريكيدة يف‬ ‫نفوذ تيار اليمني املسيحي األصويل الذي حيكم أفراده بقبضة من حديد اإلدارة األمريكية بالتعداون مدع‬ ‫احلرك ددة الص ددهيونية وم ددا متلك دده ه ددذه احلرك ددات م ددن نف ددوذ وق دددرات هائل ددة يف الوالي ددات املتح دددة (مالي ددة‬ ‫ومؤسساتية وإعالمية)‪.‬‬

‫‪354‬‬

‫‪ -353‬الياس العطروين‪ :‬إرهاب العوملة الثقايف‪ ،...‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.53‬‬ ‫‪ - 354‬سامر عجيمي‪ :‬السياسة األمريكية بني اإليديولوجية واملصاحل‪ ،‬جريدة االنتقاد‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪ ،‬اجلمعة ‪ ،2003/01/20‬ص ‪.17‬‬ ‫‪171‬‬


‫حيددث أن الواليددات املتحدددة األمريكيددة الدديت اسددتطاعت احددتالل دول والقيددام بعدددة حددروب يف‬ ‫وقت واحد‪ ،‬واحتالل دول جبيوشها وترساناهتا يف مدة قياسية (العراق‪ ،‬أفغانستان‪ ،‬حرب كوسدوفا‪)...‬‬ ‫تعجز عن حرب على جمموعة من اخلارجني عن القانون فتحاول خلق الذرائع القانونية‪.‬‬ ‫فعسددكريا س دديطرت علددى ال ددرب والبحددر واجل ددو يف كددل الع ددامل‪ ،‬ومتلددك أق ددوى التقنيددات واألس ددلحة‬ ‫وتتواجد قواهتا وأساطيلها يف كل الكرة األرضية‪.‬‬ ‫ومددن الناحيددة القانونيددة‪ :‬للتددذكري فددإن الواليددات املتحدددة األمريكيددة عددام ‪ 1773‬شددرعت ق دوانني‬ ‫جتيز للقضاء األمريكي أن يتهم أي شدخأل اسدتنادا إىل أدلدة سدرية وأشدخاص سدريني‪ ،‬كمدا هدو الشدثن‬ ‫يف ذلك (احتجاز) األشخاص يف أي ومن أي منطقة بالعامل دون صدور أي حكم قضائي ومن دون‬ ‫حتديددد مدددة هلددذا االحتجدداز‪ ،‬اسددتنادا إىل أدلددة سدرية وبالغددات سدرية‪ ،‬ممددا يعددي أن احتجدداز األشددخاص‬ ‫يربره القاضي باألدلة السرية من دون احلاجة إىل سر األدلدة مدن أجدل املدافعدة ممدا يبطدل الغايدة احلقيقيدة‬ ‫مددن القضدداء‪ ،‬واملهددم يف األمددر أن هددذه الق دوانني ال تنطبددق إال علددى العددرب والشددرق أوسددطني املسددلمني‪،‬‬ ‫كما هو احلال يف قضية تفجري أوكالهومدا الديت أظهدرت التحقيقدات أرهدا مدن تددبري طائفدة أمريكيدة‪ ،‬مدع‬ ‫‪355‬‬ ‫ذلك مازالت الواليات املتحدة حتتجز العديد ممن اعتقلتهم يف ذات القضية حبجة األدلة السرية‪.‬‬ ‫ويف ظددل ه ددذه الق دوانني اخلالق ددة تس ددتعد ك ددل دولددة لتنفي ددذ أجن دددهتا يف املنطق ددة العربي ددة وتتقاس ددم‬ ‫الكعك ددة ال دديت ص ددارت س ددهلة التقاس ددم‪ ،‬م ددن جه ددة وك ددل دول ددة م ددن ال دددول املعني ددة وج ددب عليه ددا محاي ددة‬ ‫مصاحلها من خالل تواجدها امليداين ومن أمثلة ذالك ‪:‬‬ ‫ الصـ ــين‪ :‬فالص ددني ال تث ددق يف أي دول ددة‪ ،‬ويعت ددرب ه ددذا الطري ددق (الق ددرن اإلفريق ددي) ممد درا حيوي ددا‪،‬‬‫وتسددعى لتددثمني الوصددول إليدده‪ ،‬فمنددذ سددنوات مل يتحددرك أسددطول الصددني احلددريب إال يف السددنوات‬ ‫األخرية عام ‪ 2001‬حنو احمليط اهلندي‪.‬‬ ‫حيث عملت الصني على وضع قوة تدخل صينية تتثلف من رالرة سفن حربية تسري قوافدل يف‬ ‫معظم األيام عرب عدن‪ ،‬وهي قوة مل تكن منذ القرن اخلامس عشدر‪ ،‬هدذا مدا يبدني أمهيدة املنطقدة بالنسدبة‬ ‫لبكني وخطورة الوضع وفهم ما حيدث يف املنطقة‪.‬‬

‫‪ - 355‬جعفر عرتيس‪ :‬فوضوية العامل وميزان القوى‪ ،‬دار احملجة البيضاء للطباعة والنشر‪ ،‬ط‪ ،1‬بريوت‪ ،‬لبنان‪ ،2003 ،‬ص ‪.377‬‬ ‫‪177‬‬


‫أما بالنسبة لروسيا‪ ،‬كان التواجد الروسي عادة بسفينتني يف املنطقة لكن تزايد األحداث وتزايد‬ ‫التواجددد الدددويل يف املنطقددة‪ ،‬زادت يف عدددد السددفن العسددكرية الروسددية يف منطقددة احملدديط اهلن ددي حيددث‬ ‫تقوم حبراسة املنطقة‪.‬‬ ‫األمر نفسه بالنسبة لليابان الذي تواجدت طائراته الدوريدة وبعدض قطعده احلربيدة الديت مل تتحدرك‬ ‫يف املنطقة منذ احلرب العاملية الثانية‪ ،‬ونفس الشيء للبحرية اهلندية والكورية اجلنوبية وماليزيا اليت حتضر‬ ‫‪356‬‬ ‫قواهتا يف املنطقة‪.‬‬ ‫ومددا ميكددن قولدده أن املنطقددة أصددبحت حلبددة صدراع القددوى الكددربى لكددل دولددة أجندددة وحسددابات‬ ‫ومصاحل اقتصادية يف املنطقة هي الرسالة اليت مدن خالهلدا احلصدول علدى احلدق‪ ،‬وأصدبحت غايدة ووسديلة‬ ‫يف ظ ددل ض ددعف األنظم ددة يف املنطق ددة وص ددمت ال دددول العربي ددة املعني ددة بالدرج ددة األوىل وإن حترك ددت حت ددرك‬ ‫السلحفاة‪.‬‬

‫‪ - 356‬أشرف أبو السعود‪ :‬القرصنة البحرية جتعل احمليط اهلندي ساحة عسكرية دولية‪ ،‬جملة األهرام‪ ،‬القاهرة‪ ،‬نوفمرب‪ ،2010‬ص‪( .3‬نسخة خمزنة على‬ ‫الويب)‪.‬‬ ‫‪http://digital.ahram.org.eg /articles.aspx ?serial=322931&eid=85.‬‬ ‫‪200‬‬


‫المطلب الثاني‪ :‬اآلليات العربية لمكافحة جريمة القرصنة‪:‬‬ ‫كان ددت رغب ددة ال دددول العربي ددة كب ددرية يف تعزي ددز التع دداون ملكافح ددة جرمي ددة القرص ددنة ال دديت هت دددد أم ددن‬ ‫وسالمة األمة العربية واستقرارها‪ ،‬وهتدد مصاحلها احليوية‪ ،‬والتزاما باملبادئ و األخالق الدينية السامية‪،‬‬ ‫ال سديما أحكدام الشدريعة اإلسدالمية وكددذا الدرتاث اإلنسدداين لألمدة العربيدة الدديت تبدذل كددل أشدكال العنددف‬ ‫واإلرهدداب وتدددعو إىل محايددة حقددوق اإلنسددان‪ ،‬وهددي األحكددام الدديت تتماشددى مددع القددانون الدددويل وأسسدده‬ ‫‪357‬‬ ‫اليت قامت عل تعاون الشعوب من أجل إقامة السالم‪.‬‬ ‫ومددن خددالل مددا تقدددم يف هددذا اإلطددار فددإن الدددول العربيددة قدددمت العديددد مددن اآلليددات املقرتحددة‬ ‫على الصعيد السياسي واألمي واالقتصادي‪ ،‬والدويل ملكافحدة هدذه اجلرميدة مبدا يتماشدى ومصداحل الددول‬ ‫املعنية هبذه الظاهرة واليت تتمثل يف‪:‬‬

‫‪ -‬المجال السياسي لتسوية الصراع‪:‬‬

‫لعددل الص دراع ومددا حيدددث مددن فوضددى يف املنطقددة اإلفريقيددة هددو أهددم األسددباب املدددمرة لألنظمددة‬ ‫السياسددية فيهددا وبالتددايل ال بددد مددن وضددع حددد هلددذه الفوضددى ومددن بددني مسددبباهتا ''الظدداهرة اإلرنيددة'' الدديت‬ ‫البد من معاجلتها من خالل‪:‬‬

‫‪)0‬االحت ــوام (‪ :)Containment‬ويع ددي اإلبق دداء عل ددى ع ددزل اجلماع ددة اإلرني ددة اخلارج ددة ع ددن س دديطرة‬ ‫الدولية‪ ،‬أي فصلها وعدم مساواهتا باجلماعة اإلرنية احلاكمة‪.‬‬

‫‪ )2‬االس ــتيعاب (‪ :)Assimilation‬وهت دددف ه ددذه االسد درتاتيجية إىل تقب ددل ق دديم اجلماع ددة احلاكم ددة‬ ‫ورقافتها‪ ،‬أو املسيطرة بالرضا واإلقناع‪ ،‬وقد يكون االستيعاب رقافيا (تذويب الثقافات املتباينة يف إطار‬ ‫الثقافة للجماعة املسيطرة)‪ ،‬وقد يكون االستيعاب مؤسسا (إنشاء مؤسسات اجتماعية ورقافية تشارك‬ ‫فيها كل اجلماعدات املتمدايزة رقافيدا)‪ ،‬وأحياندا أخدرى يكدون االسدتيعاب عنصدريا (القضداء علدى التمدايز‬ ‫‪358‬‬ ‫من خالل تشجيع الزواج املختلط)‪.‬‬ ‫‪ )3‬التعددي ـ ــة (‪ :)Pluralism‬وتع د ددي االع د درتاف ب د دداآلخر‪ ،‬وإعط د دداء وزن أك د ددرب للحق د ددوق واملص د دداحل‬ ‫اجلماعية لألقليات‪ ،‬بيد أن هذه االسرتاتيجية مل تطبق إال نادرا‪.‬‬ ‫‪ - 357‬االتفاقية العربية ملكافحة اإلرهاب‪ :‬صددرت بقدرار مدن جملدس ووزراء العددل والداخليدة العدرب يف اجتماعهدا املشدرتك الدذي عقدد مبقدر األماندة العامدة‬ ‫جلامعة الدولة العربية بتاريخ ‪ 1771/04/22‬تاريخ بدء نفاذها ‪ 7‬ماي ‪ ،1777‬وفقا للمادة ‪ ،40‬القاهرة‪ ،‬مصر ( ص‪ :‬الديباجية)‪.‬‬ ‫‪ - 358‬حممد عبد العزيز اهلواري‪ :‬بريطانيا يف إفريقيا (تلخيأل كتاب)‪ ،‬جملة قرارات إفريقية‪ ،‬رقافية فصلية تصدر عن املنتدى اإلسالمي‪ ،‬العدد‪ ،1‬الريداض‬ ‫سبتمرب ‪ ،2010‬ص ‪.102‬‬ ‫‪201‬‬


‫‪ )2‬الوحدة من خـالل التعـدد‪ :‬ترمدي هدذه االسدرتاتيجية إىل تثسديس الدوالء القدومي دون القضداء علدى‬ ‫الثقافات الفرعية‪ ،‬حيث يتم إجياد نوع من الوالء والثقافة املشرتكة بينهما ويكون للجماعة اإلرنية احلدق‬ ‫يف استخدام لغاهتا‪ ،‬وشعائرها الدينية‪ ،‬ومحاية ترارها الثقدايف‪ ،‬ولعدل أبدرز أدواهتدا‪ :‬الفدراليدة الكونفدراليدة‪،‬‬ ‫واحلكم الذا اإلقليمي‪.‬‬

‫‪ )5‬تقاسم السلطة‪ :‬تطرح هذه االسرتاتيجية رهجا خمتلفا يف التعامل مع وضدعية التعدديدة اجملتمعيدة مدن‬ ‫خالل االعرتاف باهلوية اجلماعية‪ ،‬وتقوم على أربع ركائز‪:‬‬ ‫‪359‬‬ ‫ حتتل كل اجلماعات املتمايزة والفاعلة‪.‬‬‫ وجود درجة عالية من االستقالل واحلكم الذا هلذه اجلماعات‪.‬‬‫ ختصيأل حصأل معينة يف السلطة هلذه اجلماعات وعوائد هلا‪.‬‬‫‪ -‬محاية حقوق األقليات‪.‬‬

‫‪ )6‬االســتبعاد‪ :‬وهددو مددنه متطددرف مددع الظدداهرة اإلرنيددة‪ ،‬حيددث تنطددوي هددذه السياسددة علددى تطبيددق‬ ‫سياسددة العددزل العنصددري بددني خمتلددف اجلماعددات اإلرنيددة يف الدولددة علددى أن يسددرى هددذا العددزل يف كددل‬ ‫املستويات (اجتماعية‪ ،‬اقتصادية‪ ،‬سياسية‪ ،‬إقليمية‪.)...‬‬

‫‪ )7‬اإلبــادة الجماعيــة‪ :‬وهددي األكثددر اسدرتاتيجيات تطرفددا‪ ،‬تددتم بددالتخلأل العضددوي جلماعددة علددى يدهدد‬ ‫مجاعة من اجلماعات املتمايزة ارنيا (مثلما حدث مع مجاعة "التوتس" على يد "اهلوتو" ‪.)1774‬‬

‫‪ )9‬القبـول بمبــدأ االنفصــال‪ :‬حيدث تسددمح احلكومدة املركزيددة للجماعدات اإلرنيددة الراغبدة يف االنفصددال‬ ‫مبمارسة حق تقرير املصري‪ ،360‬كما حدث يف السودان‪.‬‬ ‫وبالنسبة ملكافحة القرصنة يف الصومال باخلصوص‪:‬‬ ‫‪ -1‬بددذل جهددد إقليمددي ودويل إلعددادة االسددتقرار للصددومال‪ ،‬واملصدداحلة كمددا ذكرنددا سددابقا بددني‬ ‫أطيافه‪.‬‬ ‫‪ -2‬العمل على بناء حكومة مركزية صومالية قادرة على بسط األمن واالستقرار فيها‪.‬‬ ‫‪ -3‬مكافحة الصيد اجلائر على السواحل الصومالية‪ ،‬ودعم الصيد هبا‪.‬‬

‫‪ - 359‬حممددد عبددد العزيددز اهل دواري‪ :‬بريطانيددا يف إفريقيددا (تلخدديأل كتدداب)‪ ،‬جملددة ق دراءات إفريقيددة‪ ،‬رقافيددة‪ ،‬فصددلية تصدددر عددن املنتدددى اإلسددالمي‪ ،‬العدددد‪،1‬‬ ‫الرياض سبتمرب ‪ ،2010‬ص ‪.102‬‬ ‫‪ - 360‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.103‬‬ ‫‪202‬‬


‫‪ -4‬مكافح ددة رم ددي النفاي ددات الس ددامة يف شد دواط ها‪ ،‬ومعاقب ددة ال دددول ال دديت تق ددوم بتل ددك اجلرمي ددة‬ ‫الدولية‪ ،‬وتطبيق القانون الدويل بصددها‪.‬‬ ‫‪-5‬الكف عن التدخل يف الشؤون الداخلية للصومال من قبل الدول اإلقليمية‪.‬‬ ‫‪361‬‬ ‫‪ -1‬إجياد بدائل للقراصنة عرب مشروعات وإعانات دولية يف الرب و البحر‪.‬‬

‫‪ -‬المجال العسكري‪:‬‬

‫ملكافحة القرصنة عسكريا البد من تعاون دويل ملكافحة هذه اجلرمية اليت أصبحت خطدرة جددا‬ ‫وعابرة للحدود خاصة مع التعاون مع اجلماعات اإلرهابية واجلرمية املنظمة وملكافحتها ال بد من‪:‬‬ ‫‪ -1‬تكدوين قدوة مشدرتكة مددن دولدة الصدومال والديمن والدددول العربيدة واإلسدالمية واإلفريقيدة حتددت‬ ‫مظلة األمم املتحدة حملاربة جرمية القرصنة‪.‬‬ ‫‪-2‬تقدمي التسهيالت اللوجيستية واملعدات املتطدورة مدن أجدل حتقيدق هدذه الغايدة‪ ،‬حدىت ال يتداح‬ ‫الفرصددة ألي جمموعددة أو دولددة حملاربددة القرصددنة بصددورة منفددردة ممددا يزيددد مددن حتدددي القراصددنة هلددذه‬ ‫‪362‬‬ ‫الدول‪.‬‬

‫‪ -‬مكافحة القرصنة بالنسبة للدول المجاورة للصومال‪:‬‬

‫إن انتقال هذه اجلرمية وانتشارها باملنطقة‪ ،‬هدد نظام املالحة العاملي برمته‪ ،‬ومس بثمن وسالمة‬ ‫العديددد مددن الدددول يف املنطقددة خاصددة الدددول الدديت تعتددرب أنظمتهددا السياسددية هشددة ‪ ،‬وبالتددايل ال تقتصددر‬ ‫مكافحة القرصنة على دولة فقط‪ ،‬وعلى اجملال العسدكري وحدده‪ ،‬لكدن البدد مدن تدوافر اجلهدود مدن كدل‬ ‫اجلوانب ولدذلك البدد مدن الددول اجملداورة للصدومال هدي األخدرى مدن إجدراء تددابري وقائيدة ملكافحدة هدذه‬ ‫اجلرمية كما يلي‪:‬‬ ‫‪)1‬تفادي تكرار ما حدث يف الصومال من ارهيار الدولة يف دول املنطقة اجملداورة خاصدة الددول‬ ‫املشاط ة للبحر األمحر مثل اليمن والسودان خاصة وأن الوضع السياسي هلذه الدول ه ‪.‬‬ ‫‪ )2‬منع التواصل بني القراصنة وجتار السالح يف املنطقة عن طريق الرب والبحر خاصدة السدودان‬ ‫والدديمن وإريوبيددا‪ .363.‬فدداليمن تعدداين منددذ يونيددو ‪ ،2004‬يف حمافظددة صددعدة مشددال الدديمن بشددكل منددتظم‬ ‫‪ - 361‬آدم حممددد أمح ددد عب ددد اهلل‪ :‬القرص ددنة قبال ددة س دواحل الص ددومال وانعكاس دداهتا علددى املالح ددة يف البح ددر األمح ددر‪ ،‬منش ددورات ملتق ددى دويل‪ ،‬كلي ددة العل ددوم‬ ‫اإلسرتاتيجية جبامعة نايف للعلوم األمنية‪ ،‬بعنوان‪ :‬ملتقى قضايا املالحة البحرية وتثررياهتا على األمن‪ ،‬يناير‪ ،2012‬ص ‪.15‬‬ ‫‪ - 362‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.11‬‬ ‫‪ - 363‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.15‬‬ ‫‪203‬‬


‫اشددتباكات بددني اجلددي اليمددي وبعددض القبائددل يف املنطقددة أدت بدداليمن اىل عدددم االسددتقرار ‪ .‬وتدددخل‬ ‫العديد مدن الددول ووصدلت القضدية اىل التددويل‪ ،364‬كاإسدتخدام الواليدات املتحددة األمريكيدة لطدائرات‬ ‫بدون طيار‪.‬‬ ‫‪ -‬المكافحة التقنية (عسكريا)‪:‬‬

‫البد من احللول السياسية واإلعالميدة واالجتماعيدة‪ ،‬لكدن ومدع ذلدك ال متندع مدن وجدود عناصدر‬ ‫إجرامية تتطلب القوة العسكرية والعملية للحد من اجلرمية وقد حاولت العديد مدن الددول وضدع وسدائل‬ ‫وآلي ددات للح ددد م ددن جد درأة القراص ددنة منه ددا م ددا ك ددان ناجح ددا ومنه ددا م ددا فش ددل نظ درا الس ددتعمال القراص ددنة‬ ‫األساليب ذاهتا املتطورة أو املوازية هلا‪ ،‬ولعل أمهها‪:‬‬ ‫‪ )1‬وضع منصات دفاعية قبالة سطح السفينة‪ ،‬وسفن أصغر تابعة للسفينة األم‪.‬‬ ‫‪ )2‬هندداك شددركات تعاقدددت مددع مؤسسددات أمنيددة‪ ،‬واتبدداع السددفينة األم بددزوارق صددغرية برجددال‬ ‫مسددلحني (لكنهددا مكلفددة) حتمددل أجهددزة دفاعيددة وهجوميددة وقددد طددورت شددركة (لوكوهيددد مددارتن)‬ ‫‪365‬‬ ‫وتسويقها‪ ،‬حتمل هذه الزوارق أنظمة دفاعية حمدودة متصلة باألقمار الصناعية‪.‬‬ ‫‪ )3‬جمموعة زوارق حربية حتمل أجهزة ليزر دقيقة‪ ،‬وخدراطيم ميداه مدن خدالل هدذه التقنيدة إبعداد‬ ‫اخلطر عن السفينة األم‪ ،‬وتساعد على محايتها يف املمرات الضيقة‪.‬‬ ‫‪ )4‬طور معهد حبوث (جنوب غرب) ''نظدام ضدد التنقدل'' (‪ )MDS‬عبدارة عدن رادار مصدنوع‬ ‫مددن املدواد الكيماويددة الغددري خطددرية‪ ،‬متنددع القراصددنة مددن صددعود السددفينة الحتوائدده علددى مدواد زلقددة‬ ‫(هدام لزج) ملنع حركة األفراد‪.‬‬ ‫‪ )5‬طور خمترب سالح اجلو و وزارة الدفاع للواليات املتحدة األمريكيدة سدالحا غدري فتداك يعمدل‬ ‫بددالليزر‪ ،‬حيددث يرسددل السددالح شددعاعا ليزريددا‪ ،‬ممددا يسددبب حروقددا للشددخأل‪ ،‬وهددو جهدداز فعددال‬ ‫للزوارق الصغرية الغري جمهزة جتهيزا مضادا للسالح‪.‬‬ ‫‪ )1‬هناك بعض األسلحة خاصة ما تستعمله القوات البحرية اليت جتوب احمليط واملنطقدة لكنهدا‬ ‫كلها أسلحة مميتة‪ ،‬وهو ما ميكن أن ينت عنه االنتقام وحدوث كوارث يف البحر‪.‬‬

‫‪364‬‬

‫‪Benjamin Wiacek: La guerre de Saada au Yémen,un conflit international ?.revue averroes. Numéro 3,‬‬ ‫‪Printemps - Été 2010.p50.‬‬ ‫‪365‬‬ ‫‪Saballah mahfoud : traduit par siouda aissa, la militarisation de l’espace la 5eme force dans les guerres‬‬ ‫‪futures, magazin el djeiche, No= 312-313-27 annees, algerie 07-08, p10.‬‬

‫‪204‬‬


‫مددن خددالل هددذه اإلقرتاحددات فددإن احلددل احلقيقددي الوحيددد هددو إعددادة إنشدداء قواعددد قانونيددة ذات‬ ‫مصداقية وبناء دولدة صدومالية قدادرة علدى إضدفاء األمدن والسدلم داخدل الصدومال وفدرض سديادة القدانون‬ ‫يف املوانئ والقرى وعلى طول الساحل‪ ،‬وكذا أعايل البحار‪ ،‬وهو مدا يتطلدب جهدودا إقليميدة ودوليدة‪،‬من‬ ‫خ ددالل تع دداون دويل مكث ددف للح ددد م ددن ه ددذه اجلرمي ددة اخلط ددرية‪ ،‬باالض ددافة اىل مد دنح مس دداعدات مدني ددة‬ ‫وعسكرية لدولة الصومال وحكومتده مدن أجدل اسدتعادة القدانون علدى الشداطئ والبحدر أوال مث بنداء دولدة‬ ‫‪366‬‬ ‫قادرة على محاية اقليمها وشعبها رانياً‪.‬‬ ‫ اإلجرامات الدولية لمكافحة جريمة القرصنة‪:‬‬‫نتيجددة خلطددورة هددذه اجلرميددة واتسدداع رقعتهددا اجلغرافيددة وتثرريهددا الكبددري دوليددا‪ ،‬تسددعى الدددول كافددة‬

‫على املستوى العاملي بتضافر اجلهود للقضاء على هذه اجلرمية‪.‬‬ ‫حيددث بندداءا علددى تكليددف األمددم املتحدددة املكتددب املعددي مبكافحددة املخدددرات واجلرميددة يف وضددع‬ ‫إطار عمل عاملي ملكافحة جرمية القرصنة املتنامية‪ ،‬كما قام مكتب األمم املتحدة يف فينا مبجموعدة مدن‬ ‫اإلجراءات أمهها‪:‬‬ ‫‪ )1‬إنشدداء جمموعددة عمددل عامليددة تظددم العديددد مددن املنظمددات الدوليددة يف إطددار الربنددام العدداملي‬ ‫ملكافحة القرصنة‪.‬‬ ‫‪ )2‬وضددع ب درام تدددريب ألجهددزة إنقدداذ القددانون والعدالددة اجلنائيددة ووضددع آليددات تؤهددل الدددول‬ ‫املصدرة والعابرة واملتضررة من القرصنة ملنظومة عمل وتعاون ملواجهة هذه اجلرمية‪.‬‬ ‫‪ )3‬إنشدداء صددندوق اسددتثماري عدداملي ملكافحددة القرصددنة‪ ،‬أطلددق خددالل القمددة العامليددة ملكافحددة‬ ‫القرصنة اليت استضافتها دولة اإلمارات‪ ،‬ودعوة كافة الدول والقطاع اخلاص املسامهة فيه‪.‬‬ ‫‪ )4‬مسدداعدة الدددول املتضددررة مددن القرصددنة ووضددع ب درام وآليددات تؤهلهددا ملكافحددة اجلرميددة مددن‬ ‫‪367‬‬ ‫خالل هذا الصندوق‪.‬‬

‫‪- Maritime Security aamp counter piracy stragegic adaptation and téchnological options:‬‬ ‫‪journal of Enargy Security, july 2012.‬‬ ‫‪http:// www.ensec.org /index. php? Option =com_ content&view =article&id=188: Maritime‬‬ ‫‪–Security-aamp-counter-piracy- stragegic- adaptation-and- technological-option& catid =94:‬‬ ‫‪0409 content&Itemid= 342.‬‬ ‫‪ - 367‬الرا الظراسي وموفق حممد‪ :‬كنوز عائمة‪ :‬ظاهرة القرصنة البحرية هتدد أمن املمرات املائية وحركة التجارة العاملية‪ 777 ،‬جملة الثقافة االجتماعية‬ ‫واألمنية‪ ،‬العدد ‪ ،47‬السنة ‪ ،41‬جملة تصدر عن وزارة الداخلية لإلمارات العربية املتحدة‪ ،‬نوفمرب ‪ ،2011‬ص ‪.21‬‬ ‫‪366‬‬

‫‪205‬‬


‫ اآلليات السلمية للحد من القرصنة البحرية‪:‬‬‫يعترب مشروع امليثاق من أجل السلم واملصاحلة الوطنية اجلزائدري منوذجدا ( أخدذت اجلزائدر درسدا‬ ‫ال ميكن أن ينسى يف مكافحة اإلرهاب)حيدث اسدتطاعت بلدد املليدون ونصدف املليدون شدهيد أن تثبدت‬ ‫للعامل بثسره قدرهتا على جتاوز احملن‪ ،‬من إجرام اإلرهاب الذي ضرب اجلزائر عشرية من الزمن يف حدني‬ ‫أن العامل مل حيرك ساكنا‪.‬‬ ‫ومددن هددذا املنطلددق لدديس مددن الصددعب أخددذ العددربة مددن دول القددرن اإلفريقددي ملكافحددة اإلرهدداب‪،‬‬ ‫وإسددقاط التجربددة علددى واقددع تلددك الدددول‪ ،‬وحندداول هنددا التطددرق إىل آليددات مشددروع " الميثــاق مــن أجــل‬

‫الســلم والمصــالحة الوطنيــة الجزائــري" وإسددقاطه يف مكافحددة جرميددة القرصددنة بالدددول املعنيددة خاصددة‬ ‫الصومال‪.‬‬

‫‪ -‬التعريف بالمشروع‪:‬‬

‫مشددروع جدداء بدده الدرئيس عبددد العزيددز بوتفليقددة إىل جانددب املكافحددة العسددكرية لظدداهرة اإلرهدداب‬ ‫وتتمة للرئيس السابق يف مشروع التوبة (الرئيس اليامني زروال)متثل يف فتح باب التوبة للناس املغدرر هبدم‬ ‫الددذين مل يرتكب دوا ج درائم خطددرية حمددددة يف طلددب هددذا املشددروع‪ ،‬اسددتطاع مددن خاللدده احلددد مددن ظدداهرة‬ ‫اإلرهاب وتسليم م ات اإلرهابيني أنفسدهم وسدالحهم وانددماجهم داخدل اجملتمدع بعددما كفدل هلدم هدذا‬ ‫املشروع حقوقا تسمح هلم بالعي الكرمي‪ ،‬وعدم املتابعة القضائية‪.‬‬ ‫ووفقدا للمرسدوم الرئاسدي رقددم ‪ 271-05‬املدؤرخ يف ‪ 7‬رجدب عدام ‪ 1421‬املوافددق لـ ‪ 14‬سددبتمرب‬ ‫‪ 2005‬الذي دعا فيه الرئيس بوتفليقة هي دة النداخبني لالسدتفتاء املتعلدق باحلصدانة الوطنيدة يدوم اخلمديس‬ ‫‪ 27‬سبتمرب ‪ ،3682005‬حيث دعدا الدرئيس بوتفليقدة تكافدل جهدود اجلدي واألمدن والشدعب مدن أجدل‬ ‫مصدداحلة وطنيددة شدداملة وجندددة اجلزائددر الدديت قدددمت الددنفس والنفدديس مددن أجددل االسددتقالل‪ ،‬مددن خددالل‬ ‫جمموعددة إجدراءات للحددد مددن هددذه ظدداهرة اإلرهدداب والدديت ال تقددل خطددورة بددل أكددرب مددن ظدداهرة القرصددنة‬ ‫البحرية‪.‬‬ ‫‪ .0‬إجرامات رامية إلى استتباب األمن‪:‬‬

‫أوال‪ :‬إدخال املتابعات القضائية يف حق األفدراد الدذين سدلموا أنفسدهم للسدلطات اعتبدارا مدن ‪ 13‬ينداير‬ ‫‪ ،2000‬تاريخ انقضاء مفعول القانون املنظم الوئام املدين‪.‬‬ ‫‪ - 368‬مشروع امليثاق من أجل السلم واملصاحلة الوطنية‪ ،‬مطبوعات اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية‪ ،2007/07/27 ،‬ص ‪.3‬‬ ‫‪201‬‬


‫ثانيــا‪ :‬إبطددال املتابعددات القضددائية يف حددق األف دراد الددذين يكفددون عددن نشدداطهم املسددلح ويسددلمون مددا‬ ‫لديهم من سالح‪ ،‬وال ينطبق إبطال هذه املتابعات على األفراد الذين كانت هلم يد يف اجملداز اجلماعيدة‬ ‫أو انتهاك احلرمات أو استعمال املتفجرات يف االعتداءات على األماكن العمومية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬إبطال املتابعات القضائية يف حق األفراد املطلوبني داخل الوطن وخارجه الذين ميثلون طوعا أمام‬ ‫اهلي ات اجلزائرية املختصة‪ ،‬وال ينطبق إبطال هذه املتابعات على األفدراد الدذين كاندت هلدم يدد يف اجملدازر‬ ‫اجلماعية أو انتهاك احلرمات أو استعمال املتفجرات يف االعتداءات على األماكن العمومية‪.‬‬

‫رابع ــا‪ :‬إبطددال املتابع ددات القضددائية يف ح ددق مجيددع األف دراد املنطددويني يف ش ددبكات دعددم اإلره دداب ال ددذين‬ ‫يصرحون بنشاطاهتم لدى السلطات اجلزائرية املختصة‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬إبطال املتابعات القضائية يف حق األفدراد احملكدوم علديهم غيابيدا باسدتثناء أوالئدك الدذين كاندت‬ ‫هلددم يددد يف اجملدداز اجلماعيددة أو انتهدداك احلرمددات أو اسددتعمال املتفج درات يف االعتددداءات علددى األمدداكن‬ ‫العمومية‪.‬‬

‫سادســا‪ :‬العفددو لصدداحل األف دراد احملكددوم علدديهم واملوجددودين رهددن احلددبس عقابددا علددى اق درتافهم نشدداطات‬ ‫داعمة لإلرهاب‪.‬‬ ‫سـابعا‪ :‬العفدو لصداحل األفدراد احملكدوم علديهم واملوجدودين رهدن احلدبس عقابدا علدى اقدرتافهم أعمدال عنددف‬ ‫مددن غددري اجملددازر اجلماعيددة أو انتهدداك احلرمددات أو اسددتعمال املتفج درات يف االعتددداءات علددى األمدداكن‬ ‫العمومية‪.‬‬

‫ثامنا‪ :‬إبدال العقوبات أو اإلعفاء من جزء منهدا لصداحل مجيدع األفدراد الدذين صددرت يف حقهدم أحكدام‬ ‫رهائية أو املطلوبني الذين ال تشملهم إجراءات إبطال املتابعات أو إجراءات العفو السالفة الذكر‪.‬‬

‫‪ -2‬اإلجرامات الرامية إلى تعزيز المصالحة الوطنية‪:‬‬

‫إجراءات جتسد وحدة ونقاوة قلوب الشعب اجلزائري من خالل‪:‬‬

‫أوال‪ :‬تزكيددة الشددعب لتطبيددق إج دراءات ملموسددة ترمددي إىل الرفددع النهددائي للمضددايقات الدديت الت دزال يعدداين‬ ‫منها األشخاص الذين جنحوا إىل اعتناق سياسة الوئام املدين واضعني بذلك واجبهم الدوطي فدوق أي‬ ‫اعتبددار آخددر‪ ،‬ذلدك أن هددؤالء املدواطنني سددعوا وال زالدوا يسددعون سددعيا مسددؤوال يف سددبيل تعزيددز‪ 369‬السددلم‬

‫‪ - 369‬مشروع امليثاق من أجل السلم واملصاحلة الوطنية‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.12‬‬ ‫‪207‬‬


‫واملصاحلة الوطنية رافضني أن تستغل األزمدة الديت مدرت هبدا اجلزائدر مدن قبدل األوسداط املناوئدة يف الدداخل‬ ‫وأذناهبا يف اخلارج‪.‬‬

‫ثاني ــا‪ :‬إن الش ددعب اجلزائ ددري ص دداحب الس دديادة يع دددم ك ددذلك م ددا يتخ ددذ م ددن إج دراءات ض ددرورية لص دداحل‬ ‫املواطنني الذين تعرضوا عقابا هلم على مدا اقرتفدوه مدن أفعدال إلجدراءات إداريدة اختدذهتا الدوليدة‪ ،‬يف إطدار‬ ‫مددا هلددا مددن صددالحيات وترتددب عنهددا فصددلهم مددن مناصددبهم‪ ،‬وذلددك قصددد متكيددنهم وأسددرهم مددن تسددوية‬ ‫وضعيتهم االجتماعية تسوية رهائية‪.‬‬ ‫ثالثــا‪ :‬إن الشددعب اجلزائددري‪ ،‬وإن كددان مسددتعدا للصددفح‪ ،‬لدديس بوسددعه أن ينسددى العواقددب املثسدداوية الدديت‬ ‫جناها عليه العبث بتعاليم اإلسالم دين الدولة‪.‬‬ ‫إندده يؤكددد حقدده يف االحتيدداط مددن تك درار الوقددوع يف مثددل تلددك الضددالالت ويقددرر سدديادة حظددر‬ ‫ممارسددة أي نشدداط سياسددي حتددت أي غطدداء كددان مددن قبددل كددل مددن كانددت لدده مسددؤولية يف هددذا العبددث‬ ‫‪370‬‬ ‫بالدين‪.‬‬ ‫انطالقا من هذه التجربة الفريدة من نوعها يف اجلزائر‪ ،‬وهذه الطريقة احلكيمة يف معاجلدة أخطدر‬ ‫اجلرائم يف العدامل‪ ،‬وانطالقدا مدن أن االسدتقرار والسدلم واألمدن هدو اهلددف األساسدي ألي دولدة يف العدامل‬ ‫ولكل اجملتمع الدويل فإن إسقاط هذا النموذج يف مكافحة القرصنة ليس بداألمر املسدتحيل خاصدة وأنده‬ ‫أوقددف نزيددف دم يف اجلزائددر وجعددل م ددات العددائالت تعددي بثمددان وم ددات أخددرى تعددي مددع جمتمعددات‬ ‫نبذهتا‪ ،‬وأرجعت شباب غرر هبم‪ ،‬وشباب كانوا على ضاللة وخطث متت هدايتهم وتوضديح هلدم الطريدق‬ ‫السالم‪ ،‬وساعدهتم يف العي الكرمي‪ ،‬وانطالقا من هدذا فدإن مكافحدة القرصدنة قانونيدا بدالطرق السدلمية‬ ‫ومصاحلة هو األساس حيث‪:‬‬ ‫‪ )1‬مصدداحلة شددعوب املنطقددة س دواء كددل دولددة علددى حدددى أو الدددول جمتمعددة‪ ،‬وفددق معددايري القددانون‬ ‫الدويل وميثاق املصاحلة اجلزائري‪.‬‬ ‫‪ )2‬األخدذ بنصددوص وتدددابري إجدراءات مشددروع امليثدداق مدن أجددل املصدداحلة الوطنيدة اجلزائددري أمنوذجددا‬ ‫يف املعاجلة القانونية للقراصنة‪ ،‬ألن عملية املكافحة السلمية والقانونية أوىل‪.‬‬ ‫‪ )3‬نش ددر رقاف ددة الس ددلم واملص دداحلة يف الق ددرن اإلفريق ددي‪ ،‬وخل ددي ع دددن ب ددني ال دددول اجمل دداورة خاص ددة‬ ‫الصومال الذي يعاين من ظاهرة اإلرهاب وظاهرة القرصنة على حد سواء‪.‬‬ ‫‪ - 370‬مشروع امليثاق من أجل السلم واملصاحلة الوطنية‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.12‬‬ ‫‪201‬‬


‫‪ )4‬أخددذ العربيددة مددن األمنددوذج اجلزائددري يف مكافحددة اإلرهدداب وخددربة الدوليددة اجلزائريددة يف مكافحددة‬ ‫هددذه الظدداهرة سياسدديا‪ ،‬ومصدداحلة ونشددر رقافددة السددلم والوئددام يف نفددس الوقددت أمنيددا وعسددكريا‬ ‫باعتبار احلكم العسدكري البدد منده يف مثدل هدذه اجلدرائم اخلطدرية وبالتدايل التوبدة (ففدي التوبدة يف‬ ‫اللغددة العددودة والرجددوع ويقصددد هبددا شددرعا الرجددوع وال يلددزم أن تكددون عددن ذنددب فددالن صددلى اهلل‬ ‫عل ددي ه وس ددلم ق ددال‪ '' :‬إن ألت ددوب إىل اهلل يف الي ددوم س ددبعني م ددرة''‪ ،‬وبالت ددايل االلت دزام بثحك ددام‬ ‫‪371‬‬ ‫القانون والتحول الفكري إذا كان اخلطث فكريا والعودة إىل الصواب‪.‬‬ ‫ وسائل اإلعالم ودورها في الحد من ظاهرة القرصنة البحرية‪:‬‬‫تلع ددب وسد ددائل اإلع ددالم دورا هام ددا يف حيد دداة األف د دراد يف كاف ددة اجمل دداالت خاصد ددة وأن الشد ددعوب‬ ‫أصبحت مبقدورها احلصول عليها من جهة وقضاء وقدت طويدل يف االسدتماع أو املشداهدة والقدراءة مدن‬ ‫جهة أخرى‪ ،‬وأصبح هلا تثرري سحري على األفراد واجملتمعات‪،‬من خالل إسهامات وسائل حيث‪:‬‬ ‫‪ )1‬تسدداهم وسددائل اإلعددالم علددى الفهددم الكامددل لظدداهرة القرصددنة واإلرهدداب مددن خددالل املعلومددات‬ ‫املتدفقة يف وسائل اإلعالم املختلفة‪.‬‬ ‫‪ )2‬تساعد وسائل اإلعالم على إشباع فهم املواطنني حنو مساع أو رؤيدة مظداهر اإلرهداب والقرصدنة‬ ‫يف العامل وتظهر جانبها السل ‪.‬‬ ‫‪ )3‬تستطيع وسائل اإلعالم أن حتمي املواطنني من أخطدار اإلرهداب والقرصدنة مدن خدالل محدايتهم‬ ‫‪372‬‬ ‫يف الوقوع فيها‪ ،‬وتطوير اجتاهاهتم السلبية حنومها‪.‬‬ ‫‪ )4‬تس دداعد وس ددائل اإلع ددالم عل ددى إب دراز مش دداعر ع دددم الرض ددا ع ددن اإلره دداب والقرص ددنة م ددن خ ددالل‬ ‫ال ددتحكم يف مجي ددع البيان ددات الداعم ددة للق دديم املدعم ددة لإلره دداب‪...‬وحت ددد م ددن تغلغل دده يف نف ددوس‬ ‫الشباب‪.‬‬ ‫‪ -‬االستراتيجية اإلعالمية لمواجهة القرصنة‪:‬‬

‫‪ )1‬مواجهة إشكالية العوملة والقرصنة البحرية‪.‬‬ ‫‪ )2‬توفري كوادر متخصصة للحد من اجلرمية إعالميا‪.‬‬ ‫‪ )3‬تقدمي القدوة يف وسائل اإلعالم‪.‬‬ ‫‪ )4‬التعريف بثخطار جرمية القرصنة‪.‬‬ ‫‪ - 371‬أمحد رأفت رشدي‪ :‬اإلرهاب والقرصنة‪ ،‬مركز الدراسات والبحوث‪ ،‬جامعة نايف العربية للعلوم األمنية‪ ،‬ط‪ ،1‬الرياض‪ ،2001 ،‬ص ‪.172‬‬ ‫‪ - 372‬أمحد مطهر ‪ :‬عقبات اإلرهاب والقرصنة‪ ،‬مركز الدراسات والبحوث‪ ،‬جامعة نايف العربية للعلوم األمنية‪ ،‬ط‪ ،1‬الرياض‪ ،2001 ،‬ص ‪.143‬‬ ‫‪207‬‬


‫‪ )5‬ضمان احلرية اإلعالمية وعدم استغالهلا‪.‬‬ ‫‪ )1‬التخطيط اإلعالمي املتناول ألخطار االحنراف‪.‬‬ ‫‪ )7‬معاجلة إعالمية لظاهرة القرصنة من املنظور اإلسالمي‪.‬‬ ‫وهبددذا تسدداهم بددال شددك يف مواجهددة جرميددة القرصددنة البحريددة واإلرهدداب الدددويل بواسددطة وسددائل‬ ‫اإلعالم املتنوعة‪.‬‬ ‫‪ -‬دور مؤسسات المجتمع المدني في مكافحة القرصنة‪:‬‬

‫إن حدددوث تغ دريات وحتددوالت حضددارية‪ ،‬ومددا يلحددق ذلددك مددن تعقيدددات وتشددابك يف ظددروف‬ ‫احليد دداة وسد ددبل العد ددي خاصد ددة يف جمتمد ددع اسد ددتهالكي‪ ،‬كمجتمعاتند ددا العربيد ددة أدت إىل حد دددوث بعد ددض‬ ‫االخ د ددتالالت يف نظ د ددام الق د دديم واملع د ددايري االجتماعي د ددة الس د ددائدة وظه د ددور بع د ددض املش د دداكل االجتماعي د ددة‬ ‫والضغوطات النفسية اليت مل تكن مثلوفة‪ ،‬مثدل النزعدة الفرديدة‪ ،‬والصدراع بدني القددمي واحلدديث والتفكدك‬ ‫األسددري والرغبددة يف الث دراء الس دريع‪ ،‬ودخددول كفدداءات خمتلفددة‪ ،‬وغددري ذلددك مددن الظ دواهر املصدداحبة للتغددري‬ ‫االجتماعي السريع‪ ،‬وقد انعكست كل هدذه املشداكل علدى اجليدل اجلديدد وجدد نفسده يف موقدع يتطلدب‬ ‫التكييف مع التغري احلضاري‪ 373‬وهذه األحداث التارخيية من تاريخ املنطقة العربيدة العديدد مدن العوامدل‬ ‫النفسدية هلدا الدددور الكبدري يف بناءهددا وكثدريا مددن األحدداث التارخييدة اليددوم إعطائهدا صددبغة نفسدية حسددب‬ ‫مالددك بددن ند ''إن آليددة احلركددة التارخييددة إمنددا ترجددع يف حقيقتهددا إىل جمموعددة مددن العوامددل النفسددية الددذي‬ ‫‪374‬‬ ‫يعد ناجتا عن بعض القوى الروحية هي اليت جتعل النفس احملرك اجلوهري للتاريخ اإلنساين''‪.‬‬ ‫فعندددما ال جيددد الشددباب الوسددائل الدديت تددؤدي إىل إشددباع حاجدداهتم فددإرهم يبدددون تشددككهم يف‬ ‫املؤسس ددات القائم ددة‪ 375‬وبالت ددايل اتب دداع الس ددلوك املنح ددرف‪ ...‬كالقرص ددنة‪ ،‬اإلره دداب‪ ...‬وه ددذه اجل د درائم‬ ‫اخلطرية تتطلب دورا مهما يف املكافحة من طرف اجملتمع املدين لعل أمهها‪:‬‬ ‫‪ )1‬الوقاية من اجلرمية ومنع الظروف املسببة هلال‪ ،‬وعزل اجلرمية قبل ظهورها‪.‬‬ ‫‪376‬‬ ‫‪ )2‬االهتمام بالتنمية (فرص عمل‪ ،‬تثهيل القراصنة وإدماجهم عرب مؤسسات اجملتمع املدين)‪.‬‬ ‫‪ )3‬مساعدة األفراد على العمل وتنمية مهاراهتم وتشجيعهم على العمل املنهجي‪.‬‬ ‫‪ - 373‬صاحل بن رميح الرميح‪ :‬اإلرهاب والقرصنة البحرية‪ ،‬جامعة نايف العربية للعلوم األمنية‪ ،‬ط‪ ،1‬الرياض‪ ،2001 ،‬ص ‪.121‬‬ ‫‪ - 374‬مولود عومير‪ :‬مالك بن ن رجل احلضارة مسريته وعطاؤه الفكري‪ ،‬دار األمل للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬تيزي وزو‪ ،‬اجلزائر‪ ،2007 ،‬ص ‪.17‬‬ ‫‪ - 375‬صاحل بن رميح الرميح‪ :‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.122‬‬ ‫‪ - 376‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.133‬‬ ‫‪210‬‬


‫‪ )4‬تعب ة املواطنني وتفعيل دورهم سياسيا ورقافيا ودينيا‪.‬‬

‫‪377‬‬

‫‪ )5‬التثكيددد علددى أمهيددة أعمدداهلم وتشددجيعهم وإعطدداء فددرص للتعلدديم والتكددوين‪ ،‬واسددتثمار العامددل‬ ‫البشددري إجيابيددا‪ ،‬والتحسدديس عددن طريددق اجلمعيددات واملؤسسددات اجلمعويددة‪ ،‬وجعددل احلريددة حاجددة‬ ‫‪378‬‬ ‫ونظاما ومناخا‪.‬‬ ‫‪ )1‬وض ددع بد درام واض ددحة للرعاي ددة االجتماعي ددة وحتس ددني وض ددع الف ددات احملروم ددة‪ ،‬واس ددتنفار جه ددود‬ ‫‪379‬‬ ‫املنظمات احلكومية واألهلية للمشاركة يف التنمية‪.‬‬ ‫األخري ميكن القول أن الدول العربية بإمكارها جمتمعة للقضاء على هذه اجلرمية‪.‬‬ ‫التكنولوجيا والتطور والتنمية اليت تعرفها هذه الدول هي أيضا عرفت القرصنة البحريدة‪ ،‬وجدودا‪،‬‬ ‫ولكن هذه التكنولوجيا هدي أيضدا ميكدن أن تكدون حدال هلدذه اجلرميدة إذا مدا اسدتعملت علدى حندو فعدال‪،‬‬ ‫فقددط هددي احلاجددة إىل اإلرادة األساسددية والتعدداون الدددويل والت دزام سددلطات الدددول خاصددة البلدددان املعنيددة‬ ‫بالتعدداون‪ ،‬فدداألموال الباهظددة الدديت تعطددي للقراصددنة والدديت هددي مرشددحة للزيددادة أقددل منهددا بكثددري ميكددن أن‬ ‫‪380‬‬ ‫يكون دعما حللول تقضي على هذه اجلرمية اخلطرية اليت هتدد السلم واألمن الدويل‪.‬‬ ‫وجممددل القددول أن (أهددل مكددة أدرى بشددعاهبا) فاألصددل الرجددوع إىل دولددة الصددومال مددوطن اجلددرح‬ ‫تعددال الددبالد والعبدداد مث املندداطق اجملدداورة الدديت تبعددث س دواء بسددمومها أو تثررياهتددا مث إقليميددا‪ ،‬واحلددد مددن‬ ‫غطرسة القوة للقوى العظمى لكن يبقى هذا يف املدينة الفاضلة يف انتظار املستقبل‪.‬‬

‫‪ - 377‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.134‬‬ ‫‪ - 378‬صاحل بن رميح الرميح‪ :‬اإلرهاب والقرصنة البحرية‪ ، ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.135‬‬ ‫‪ - 379‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.131‬‬ ‫‪380‬‬ ‫‪- Alcrante Enrique molina pico: pirateria enelmar, ibid, p6.‬‬ ‫‪211‬‬


‫خ ــاتمـة‪:‬‬ ‫إن جرمية القرصنة اليت باتت تتسرب عرب املياه الدولية العتبارات عديدة داخلية و خارجية‪ .‬سياسية‬ ‫واجتماعية و اقتصادية‪ ،‬سوف تزداد اخطارها على الدول واجملتمعات اإلنسانية كافة‪ ،‬فهذه اجلرمية مل‬ ‫تعد تقلق أجهزة الدولة على النطاق الداخلي فقط‪ ،‬امنا اصبحت من املعضالت اخلطرية اليت تواجه‬ ‫اجملتمع الدويل يف هذه املرحلة بصرف النظر عن طبيعة النظام السياسي للدول ودرجة تطورها‪،‬‬ ‫وباعتبار أن املنظمات االجرامية تعمل على استخدام اساليب غري تقليدية يف عملياهتا وتتكيف مع‬ ‫الواقع االقتصادي والسياسي اجلديد مستغلة فتح احلدود الوطنية أمام التجارة احلرة واالقتصاد العاملي‬ ‫منطلقة يف نشاطها من خالل حتالفات يف أكثر من مكان من هذا العامل مهددة بذلك خطط التنمية‬ ‫واالستقرار على كافة املستويات‪.‬‬ ‫وإذا مل يلجث اىل معاجلة هذه اآلفة بصورة فاعلة وواقعية فهنا تكمن اخلطورة‪ .‬وهذا ال‬ ‫يتحقق إال من خالل البحث عن جذوره املغروسة يف الصومال وبلدان منطقة القرن االفريقي من‬ ‫خالل الواقع االجتماعي واالقتصادي‪ .‬ويف املناطق اليت يسودها الفقر واحلرمان من البطالة وانعدام‬ ‫الرعاية التعليمية والصحية يف حدها األدىن‪ ،‬فالعالج ال يقتصر على تبي اإلجراءات الرادعة على‬ ‫ايضا اعتماد سبل الوقاية املتمثلة بتوفري االستقرار و األمن و‬ ‫الصعيدين الداخلي والدويل بل يشمل ً‬ ‫العدالة االجتماعية والصحية والرفاهية لإلنسان يف كل هذه املناطق‪.‬‬ ‫والثابت من خالل حبثنا يف حلقات الصراع بالقرن اإلفريقي أ خن االستعمار الغريب‪ ،‬كمحرك‬ ‫دويل لتاريخ األحداث‪ ،‬قد ساهم بتكالبه وتعاقبه على إحتالل دول املنطقة و اليوم نفس الشيء فإنه‬ ‫يساهم يف خلق أوضاع هشة ومتفجرة فيها خدمة ألجندة القرن القادم‪ ،‬نتيجة ملوقع هذه املنطقة‬ ‫جيواسرتاتيجيا وامهيتها من حيث اخلريات و املوارد وموقعها من حيث ارها طريقا مهما للربط املالحي‬ ‫البحري بني القارات والعتبارات أخرى مت التطرق اليها‬ ‫كان القراصنة يتقامسون الغنائم بطريقة مساها الكاتب ردي خكر‪" :‬األكثر مساواة يف توزيع الثروة يف القرن‬ ‫الثامن عشر"‪ .‬بل إرهم كانوا يثخذون أفارقةً رقيقاً ليعيشوا معهم على قدم املساواة ‪.‬‬ ‫هلذا السبب كانت شعبيتهم الكبرية بالرغم من كورهم لصوصاً غري منتجني‪ .‬فكلمات قرصان‬ ‫شاب بريطاين امسه "وليم سكوت" من أشهر قراصنة عصره يف الكتب‬ ‫من ذلك الزمن عرب عنها ه‬

‫‪212‬‬


‫والروايات فقال‪ ،‬قبل أن يشنخق يف شارلستون يف كاروالينا اجلنوبية‪( :‬فعلت ما فعلت ألظل على قيد‬

‫احلياة‪ .‬أرغمت على القرصنة ألعي )‪.‬‬ ‫يف العام ‪ ،1771‬ارهارت احلكومة الصومالية يف ال خقرن األفريقي‪ .‬ومذ ذاك ظل السكان وهم تسعة‬‫السفن األجنبية تظهر على شواطئ الصومال‪ ،‬لتتخلهأل‬ ‫ماليني جياعاً‪ .‬وبعد رحيل احلكومة شرعت‬ ‫ٌ‬ ‫رصاص ومعادن رقيلةٌ مثل‬ ‫من براميل النفايات‪ .‬ففي سواحل القرن اإلفريقي خمن يدفن مو هاد نوويةً‪ٌ ..‬‬ ‫قذف البحر‬ ‫الكادميوم والزئبق‪..‬حيث س هكان السواحل يعانون االمراض‪ .‬و األوب ة ففي سنة ‪ ،2005‬خ‬ ‫إىل ساحل الصومال مب ات الرباميل امللورة‪.‬‬ ‫دمرت رروة الصومال السمكية‪ .‬ضف إىل أكثر ممها قيمته ‪ 300‬مليون دوالر من مسك التونة‬ ‫لقد ه‬‫سرق سنوياً بسفن صيد عمالقة تبحر بطريقة غري شرعية يف مياه‬ ‫والروبيان واللوبسرت وسواها‪ ،‬ت خ‬ ‫برز فيه‬ ‫الصومال غري احملميهة‪ .‬لقد فقد الصيادون احملليون وسيلة عيشهم‪ ،‬فها هو ذات السياق الذي خ‬ ‫سميهم «القراصنة»‪ .‬الذي يسميه أبناء املنطقة "حرس شواطئ الصومال املتطوعني"‪.‬‬ ‫من ن ِّ‬ ‫وبالرجوع إىل ذاكرة التاريخ يف احلرب الثورية األمريكية‪ ،‬دفخع جورج واشنطن واآلباء املؤسسون‬ ‫مبالغ للقراصنة‪ ،‬بد ْغية محاية مياه أمريكا اإلقليمية‪ ،‬إذ مل تكن لديهم آنذاك حبرية و ال خحرس سواحل‬ ‫وغالبية األمريكيني أيدت ذلك‪.‬‬

‫‪213‬‬


‫النتائج ‪ :‬من خالل حبثنا هذا خلصنا اىل مجلة من النتائ لعل أمهها‪:‬‬

‫‪ -0‬إن جرمية القرصنة من أخطر اجلرائم يف العامل و اليت قد تؤدي إىل االضرار باملالحة البحرية‬ ‫والنقل البحري دولياً ولذا جيب التنبه هلا‪.‬‬ ‫‪ -2‬إن التعاون بني اإلرهاب و اجلرمية املنظمة يف طريقه إىل التجسيد‪ .‬وهو ما يشكل خطرا كبريا‬ ‫على املنطقة و العامل والبد من التحرك السريع إىل احلد من ذلك‪.‬‬ ‫‪ -3‬إن جرمية القرصنة يف سواحل الصومال و القرن األفريقي بصفة عامة نتائ عوامل عدة أمها‬ ‫داخلية ناجتة عن التوتر الداخلي و هشاشة احلكم يف البالد و الفوضى اليت تعاين منها‬ ‫الصومال‬ ‫‪ -2‬إن دول اجلوار الصومايل سامهت بشكل مباشر و غري مباشر يف إذكاء الفوضى و التوتر‬ ‫بالصومال وما نت عنه من حالة عدم االستقرار يف املنطقة و اليت أدت اىل احلالة االقتصادية‬ ‫و االجتماعية اليت يعيشها الصوماليون و اليت تسببت يف ظهور هذه الظاهرة اخلطرية‪.‬‬ ‫‪ -5‬إن قدم اجلرمية يف املنطقة كانت احدى حلول اجملتمعات يف املنطقة يف خمتلف مراحل التاريخ‬ ‫الذي مرت به املنطقة و اليت كانت عومل ظهورها يف كل مرحلة الفقر و اجلوع من جهة ‪..‬‬ ‫وانعدام االمن و االستقرار من جهة ‪..‬و عوامل التدخل اخلارجي من جهة اخرى‬ ‫‪ -6‬إن غياب قوانني دولية وداخلية صارمة جترم هذه الظاهرة وطرق حماربتها وآليات ذلك جعلت‬ ‫من القرصنة أحرارا وزادت يف ظهورها‪ .‬كما منحت هلم عامل املشروعية يف ذلك‪.‬‬ ‫‪ -7‬لقد هتاونت الدول العربية كثريا يف مكافحة الظاهرة و بالتايل ادى اىل توسع هذه اجلرمية‬ ‫وانتشارها بالرغم من تثرريها املباشر على اقتصاديات و امن هذه الدول‬ ‫‪ -9‬سامهت العديد من الدول الغربية و األجنبية يف ظهور هذه اجلرمية ‪ .‬خاصة الكيان الصهيوين‬ ‫نظر ألمهية املنطقة ورغبتها يف انعدام االمن هبا مما يسهل هلا التواجد و التحرك حبرية هبذه‬ ‫املنطقة‪ .‬و قد عملت على ذلك منذ حرب ‪ 1773‬اليت كانت درسا هلا يف ممانعة العرب هبذه‬ ‫املنطقة‪.‬‬ ‫‪214‬‬


‫‪ -8‬إن امهية املنطقة وحيوية ممراهتا وأمهيتها جعلت منها منطقة صراع للدول العظمى‪ .‬تدفع الدول‬ ‫الضعيفة فاتورة هذا الصراع كساحة للقتال و تنفيذ األجندات ورمي النفايات و استغالل‬ ‫اخلريات‪.‬‬ ‫‪-01‬‬

‫بالنظر إىل نتائ املبحث من شهادات أبناء املنطقة ‪ .‬هناك جرائم تنتهك يف حق‬

‫الصيادين باملنطقة و أبناءها من الصومال و الدول اجملاورة األخرى ظلما بذريعة القرصنة ‪.‬‬ ‫وأصبحت الكثري من القوات املتواجدة باملنطقة ال تفرق بني القراصنة و الصيادين الصغار‪.‬‬ ‫وما نت من خرق حلقوق االنسان يف حقهم‬ ‫ إن مجلة هذه النتائ املتوصل اليها جعلتنا حناول اقرتاح بعض التوصيات خاصة يف ظل‬‫خطورة هذه اجلرمية اخلطرية و لعل أهم هذه التوصيات‪:‬‬

‫توصيات‪:‬‬ ‫على الرغم من التواجد للقوة احلربية البحرية املكثف يف مناطق خلي عدن والبحر العريب وعلى الرغم‬ ‫أيضا من صدور قرارات جملس األمن واجلهود الدولية األخرى املبذولة لقمع ومكافحة القرصنة البحرية‬ ‫يف خلي عدن واملياه اإلقليمية لدولة الصومال إال أن كل هذه اجلهود غري ناجحة ما دام المجمتع‬ ‫الدويل يتجاهل عن عمد جوهر األزمة وبالتايل جيب أوالً ‪:‬‬ ‫‪ -0‬التكاتف لتبل املصاحلة بني شعب الصومال وتشكيل حكومة مركزية موحدة وإنشاء نظام‬ ‫قانوين متكامل مع دفع التنمية االقتصادية احمللية خاصة وان الصومال دولة تعاين من‬ ‫احلروب األهلية والفوضى السياسية و القضاء على كل األوضاع غري املشروعة اليت أدت منذ‬ ‫أكثر من عقدين إىل الفوضى و العنف يف البالد ومساندة هذه احلكومة اجلديدة للتحكم‬ ‫يف األوضاع االمنية و حتسني االوضاع املعيشية للسكان و االقتصادية للبالد‪ .‬مع ظهور‬ ‫ظاهرة القرصنة وتفشيها بني يف سواحل الصومال‪ .‬و على جامعة الدول العربية تبل هذا‬ ‫الدور إلقرار املصاحلة الصومالية وبناء احلكومة اجلديدة‪.‬‬

‫‪215‬‬


‫‪ -2‬العمل على تبي حل عريب للظاهرة‪ .‬و العمل على محاية املصاحل االقتصادية و االجتماعية‬ ‫العربية‪ .‬وتطوير الوضع االجتماعي و الصحي و التعليمي للدول املتثررة بالقرصنة‪.‬‬ ‫‪ -3‬وضع اسرتاتيجية للمالحة البحرية يف منطقة القرن االفريقي و البحر االمحر و خلي عدن‬ ‫خاصة بني الدول املطلة على الواجهة البحرية منها‪ .‬ومسامهة مجيع الدول العربية يف توفري‬ ‫االمكانات الالزمة لذلك بالتنسيق بينها‪.‬‬ ‫‪ -2‬إنشاء مركز تنسيق لتبادل ومترير املعلومات األمنية‪ .‬وتطوير النظم األمنية خاصة البحرية منها‬ ‫وتبادل اخلربات بني الدول املعنية‪.‬‬ ‫‪ -5‬إن احلد من استغالل خريات الصومال و احلد من انتهاك مياهه االقليمية‪ .‬من خالل دعم‬ ‫دولة الصومال و الدول اجملاورة على بناء قوة أمنية قادرة على محاية اقليمها البحري و أمنها‬ ‫الداخلي هو أهم هذه احللول و اسرعها عالجا‪.‬‬ ‫‪ -6‬إن التنسيق مع دول اجلوار و السعي اىل حل اخلالفات بينها هو من اهم العوامل املساعدة‬ ‫يف احلد من هذه الظاهرة( اريرتيا – إريوبيا – كينيا ‪-‬ودول حوض النيل) ‪ .‬و إجياد أسس‬ ‫تعاون بينهم‪ ,‬خاصة من الناحية األمنية واالقتصادية‪.‬‬ ‫‪ -7‬العمل على اجياد مراكز تكوين للشباب املنخرطني يف صفوف مجاعات القرصنة وتكوينهم يف‬ ‫حرف و ختصصات تساهم يف ادخاهلم عامل الشكل و التكوين الفي كمورد بشري فعال‬ ‫ومنت ‪ .‬باإلضافة اىل االرشاد النفسي و الرتبوي هلم‪.‬‬

‫‪211‬‬


‫المالحق‬

‫‪217‬‬


‫الملحق رقم (‪)10‬‬

‫ خريطة توضح موقع الصومال البحري و اهم مدن ومناطق الصومال‪.‬‬‫ المصدر‪:‬‬‫‪World Map Finder :‬‬

‫‪-‬‬

‫‪http://www.worldmapfinder.com/Ar/Africa/Somalia/‬‬

‫‪-‬‬

‫‪211‬‬


‫الملحق رقم (‪)12‬‬

‫شعار القراصنة‬

‫ يستعمل هذا الشعار من طرف القراصنة تميزا للسفينة القرصنية منذ مئات السنين‪.‬‬‫ المصدر‪:‬‬‫‪.- http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/b/bc/Evil_Pirate_Arts_logo‬‬

‫‪217‬‬


)13( ‫الملحق رقم‬

.‫ المحيط الهندي‬-‫ رأس الرجاء الصالح‬-‫ قناة السويس‬.‫ طرق عمل القراصنة‬:‫ المصدر‬Self-createdusing data from IMB PiracyReporting Center, International Maritime Bureau, ICC Commercial Crime Services, London, UK.- http://www.icc-ccs.org

220


)12( ‫الملحق رقم‬

.‫ صورة توضع أهم الخطوط الرئيسية لتدفقات النقل ومسارها في العالم‬:‫ المصدر‬http://www.kalipedia.com/ecologia/tema/recursos-naturales/energiamundo.html?x= 20070418klpcnaecl _92.Kes-

221


‫الملحق رقم (‪)15‬‬

‫‪222‬‬


‫الملحق رقم (‪)16‬‬

‫ فريدومأونوها ‪ :‬خريطة توضح مناطق القرصنة األكثر في العالم – القارة اإلفريقية‪.‬‬‫ المصدر‪:‬‬‫‪http://studies.aljazeera.net/reports/2012/05/201251475341666799.htm‬‬

‫‪223‬‬

‫‪-‬‬


‫الملحق رقم (‪)17‬‬ ‫المجموع ‪ 2003 2004 2005 2006 2007 2008 2009 2010 2011‬دول أفريقية‬ ‫‪2‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪1‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪1‬‬

‫‪-‬‬

‫إريتيريا‬

‫‪11‬‬

‫‪1‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪2‬‬

‫‪1‬‬

‫‪4‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪3‬‬

‫أنغوال‬

‫‪79‬‬

‫‪39‬‬

‫‪25‬‬

‫‪15‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫البحر األحمر‬

‫‪22‬‬

‫‪20‬‬

‫‪-‬‬

‫‪1‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪1‬‬

‫بنين‬

‫‪54‬‬

‫‪-‬‬

‫‪1‬‬

‫‪5‬‬

‫‪14‬‬

‫‪11‬‬

‫‪9‬‬

‫‪7‬‬

‫‪2‬‬

‫‪5‬‬

‫تنزانيا‬

‫‪11‬‬

‫‪6‬‬

‫‪-‬‬

‫‪2‬‬

‫‪1‬‬

‫‪-‬‬

‫‪1‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪1‬‬

‫توغو‬

‫‪1‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪1‬‬

‫جنوب أفريقيا‬

‫‪358‬‬

‫‪37‬‬

‫‪53‬‬

‫‪92 117‬‬

‫‪13‬‬

‫‪10‬‬

‫‪10‬‬

‫‪8‬‬

‫‪18‬‬

‫خليج عدن‬

‫‪13‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪5‬‬

‫‪8‬‬

‫السنغال‬

‫‪8‬‬

‫‪1‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪2‬‬

‫‪2‬‬

‫‪-‬‬

‫‪3‬‬

‫‪-‬‬

‫السيراليون‬

‫‪479‬‬

‫‪80 139 160‬‬

‫‪19‬‬

‫‪31‬‬

‫‪10‬‬

‫‪35‬‬

‫‪2‬‬

‫‪3‬‬

‫الصومال‬

‫‪27‬‬

‫‪2‬‬

‫‪-‬‬

‫‪3‬‬

‫‪7‬‬

‫‪1‬‬

‫‪3‬‬

‫‪3‬‬

‫‪5‬‬

‫‪3‬‬

‫غانا‬

‫‪32‬‬

‫‪5‬‬

‫‪6‬‬

‫‪5‬‬

‫‪-‬‬

‫‪2‬‬

‫‪4‬‬

‫‪1‬‬

‫‪5‬‬

‫‪4‬‬

‫غينيا‬

‫‪1‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪1‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫غينيا االستوائية‬

‫‪1‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪1‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫غينيا بيساو‬

‫‪19‬‬

‫‪-‬‬

‫‪5‬‬

‫‪3‬‬

‫‪2‬‬

‫‪-‬‬

‫‪1‬‬

‫‪2‬‬

‫‪4‬‬

‫‪2‬‬

‫الكاميرون‬

‫‪20‬‬

‫‪1‬‬

‫‪4‬‬

‫‪2‬‬

‫‪3‬‬

‫‪-‬‬

‫‪1‬‬

‫‪3‬‬

‫‪4‬‬

‫‪2‬‬

‫كوت ديفوار‬

‫‪17‬‬

‫‪4‬‬

‫‪3‬‬

‫‪2‬‬

‫‪1‬‬

‫‪4‬‬

‫‪3‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫الكونغو‬

‫‪4‬‬

‫‪3‬‬

‫‪1‬‬

‫‪-‬‬

‫‪1‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫الكونغو‬

‫‪10‬‬

‫‪1‬‬

‫‪-‬‬

‫‪1‬‬

‫‪2‬‬

‫‪4‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫كينيا‬

‫‪6‬‬

‫‪-‬‬

‫‪1‬‬

‫‪-‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪2‬‬

‫‪1‬‬

‫ليبريا‬

‫‪3‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪1‬‬

‫‪-‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫‪-‬‬

‫مذغشقر‬

‫‪7‬‬

‫‪3‬‬

‫‪2‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪2‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫مصر‬

‫‪3‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫‪-‬‬

‫‪1‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫المغرب‬

‫‪4‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫‪2‬‬

‫‪-‬‬

‫موريتانيا‬

‫‪6‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪2‬‬

‫‪3‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪1‬‬

‫الموزمبيق‬

‫‪235‬‬

‫‪10‬‬

‫‪19‬‬

‫‪29‬‬

‫‪40‬‬

‫‪42‬‬

‫‪12‬‬

‫‪16‬‬

‫‪28‬‬

‫‪39‬‬

‫نيجيريا‬

‫‪1434‬‬

‫‪61 120 189 266 259 293‬‬

‫‪80‬‬

‫‪73‬‬

‫‪93‬‬

‫المجموع‬

‫‪-‬‬

‫(جدوليمثلهجماتومحاوالتالقرصنةضدالسفنفيالقرناإلفريقيوالمياهاألفريقية(‪)2100-2113‬‬

‫ المصدر‪:‬‬‫‪-‬‬

‫التقرير السنوي حول القرصنة والسطو المسلح الصادر عن المكتب الدولي للمالحة البحرية ‪.2100-2113‬‬

‫‪224‬‬


‫الملحق رقم (‪)19‬‬

‫ الشكل يوضح هجمات القرصنة في منطقة خليج غينيا والهجمات في المياه األفريقية بينعام ( ‪)2102-2113‬‬‫ المصدر‪:‬‬‫‪ -‬التقريرالسنويحواللقرصنةوالسطوالمسلحالصادرعنالمكتبالدوليللمالحةالبحرية‪.‬‬

‫‪225‬‬


‫الملحق رقم (‪)18‬‬

‫‪-‬‬

‫نسبة الفدية السنوية‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫القيمة الشهرية من الفدية بالمليون دوالر‪.‬‬

‫ جدول يوضح نسبة استفادة االقتصاد الصومالي من الفدية (‪.)2100-2115‬‬‫ المصدر‪:‬‬‫ التقرير حول القرصنة يوضح نسبة استفادة االقتصاد الصومالي من الفدية الصادر عن المكتب الدولي للمالحة‬‫البحرية‪.‬‬

‫‪221‬‬


‫الملحق رقم (‪)01‬‬

‫االتفاقية العربية لمكافحة اإلرهاب‬ ‫الديباجة‬ ‫إن الدول العربية الموقعة‪:‬‬ ‫رغبة في تعزيز التعاون فيما بينها لمكافحة الجرائم اإلرهابية‪ ،‬التي تهدد أمن األمة العربية‬ ‫واستقرارها‪ ،‬وتشكل خطرا على مصالحها الحيوية‪.‬‬ ‫والتزاما بالمبادئ األخالقية والدينية السامية‪ ،‬وال سيما أحكام الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وكذا بالتراث‬ ‫اإلنساني لألمة العربية التي تنبذ كل أشكال العنف واإلرهاب‪ ،‬وتدعو إلى حماية حقوق اإلنسان‪،‬‬ ‫وهى األحكام التي تتماشى معها مبادئ القانون الدولي وأسسه التي قامت على تعاون الشعوب‬ ‫من أجل إقامة السالم‪.‬‬ ‫والتزاما بميثاق جامعة الدول العربية وميثاق هيئة األمم المتحدة‪ ،‬وجميع العهود والمواثيق‬ ‫الدولية األخرى التي تكون الدول المتعاقدة في هذه االتفاقية طرفا فيها‪.‬‬ ‫وتأكيدا على حق الشعوب في الكفاح ضد االحتالل األجنبي والعدوان بمختلف الوسائل‪ ،‬بما في‬ ‫ذلك الكفاح المسلح من أجل تحرير أراضيها‪ ،‬والحصول على حقها في تقرير مصيرها‬ ‫واستقاللها‪ ،‬وبما يحافظ على الوحدة الترابية لكل بلد عربي‪ ،‬وذلك كله وفقا لمقاصد ومبادئ‬ ‫ميثاق وقرارات األمم المتحدة‪.‬‬ ‫قد اتفقت على عقد االتفاقية‪ ،‬داعية كل دولة عربية لم تشارك في إبرامها إلى االنضمام إليها‪.‬‬ ‫الباب األول‪ :‬تعاريف وأحكام عامة‬ ‫المادة األولى‬ ‫يقصد بالمصطلحات التالية التعريف المبين إزاء كل منها‪:‬‬ ‫‪ -1‬الدولة المتعاقدة‪:‬‬ ‫كل دولة عضو في جامعة الدول العربية صدقت على هذه االتفاقية‪ ،‬وأودعت وثائق تصديقها‬ ‫لدى األمانة العامة للجامعة‪.‬‬ ‫‪ -2‬اإلرهاب‪:‬‬ ‫كل فعل من أفعال العنف أو التهديد به أيا كانت بواعثه أو أغراضه‪ ،‬يقع تنفيذا لمشروع‬ ‫إجرامي فردي أو جماعي‪ ،‬يهدف إلى إلقاء الرعب بين الناس‪ ،‬أو ترويعهم بإيذائهم أو تعريض‬ ‫حياتهم أو حريتهم أو أمنهم للخطر‪ ،‬أو إلحاق الضرر بالبيئة أو بأحد المرافق أو األمالك العامة‬ ‫أو الخاصة‪ ،‬أو احتاللها أو االستيالء عليها‪ ،‬أو تعريض أحد الموارد الوطنية للخطر‪.‬‬ ‫‪-3‬الجريمة اإلرهابية‪:‬‬ ‫هي أي جريمة أو شروع فيها ترتكب تنفيذا لغرض إرهابي في أي من الدول المتعاقدة‪ ،‬أو على‬ ‫رعاياها أو ممتلكاتها أو مصالحها يعاقب عليها قانونها الداخلي‪ ،‬كما تعد من الجرائم اإلرهابية‬ ‫الجرائم المنصوص عليها في االتفاقيات التالية‪ ،‬عدا ما استثنته منها تشريعات الدول المتعاقدة أو‬ ‫التي لم تصادق عليها‪:‬‬ ‫(أ) اتفاقية طوكيو والخاصة بالجرائم واألفعال التي ترتكب على متن الطائرات والموقعة بتاريخ‬ ‫‪1713/7/14‬م‪.‬‬ ‫(ب) اتفاقية الهاي بشأن مكافحة االستيالء غير المشروع على الطائرات والموقعة بتاريخ‬ ‫‪1770/12/11‬م‪.‬‬ ‫(ج) اتفاقية مونتلاير الخاصة بقمع األعمال غير المشروعة الموجهة ضد سالمة الطيران‬ ‫المدني والموقعة في ‪ 1771/7/23‬والبروتوكول الملحق بها والموقع في مونتلاير‬ ‫‪1714/5/10‬م‪.‬‬ ‫(د) اتفاقية نيويورك الخاصة بمنع ومعاقبة الجرائم المرتكبة ضد األشخاص المشمولين بالحماية‬ ‫‪227‬‬


‫الدولية بمن فيهم الممثلون الدبلوماسيون والموقعة في ‪1773/12/14‬م‪.‬‬ ‫(هـ) اتفاقية اختطاف واحتجاز الرهائن والموقعة في ‪1777/12/17‬م‪.‬‬ ‫(و) اتفاقية األمم المتحدة لقانون البحار لسنة ‪1713‬م‪ ،‬ما تعلق منها بالقرصنة البحرية‪.‬‬ ‫المادة الثانية‬ ‫(أ) ال تعد جريمة‪ ،‬حاالت الكفاح بمختلف الوسائل‪ ،‬بما في ذلك الكفاح المسلح ضد االحتالل‬ ‫األجنبي والعدوان من أجل التحرر وتقرير المصير‪ ،‬وفقا لمبادئ القانون الدولي‪ ،‬وال يعتبر من‬ ‫هذه الحاالت كل عمل يمس بالوحدة الترابية ألي من الدول العربية‪.‬‬ ‫(ب) ال تعد أي من الجرائم اإلرهابية المشار إليها في المادة السابقة من الجرائم السياسية‪ .‬وفي‬ ‫تطبيق أحكام هذه االتفاقية‪ ،‬ال تعد من الجرائم السياسية‪ -‬ولو كانت بدافع سياسي‪ -‬الجرائم‬ ‫اآلتية‪:‬‬ ‫‪ -1‬التعدي على ملوك ورؤساء الدول المتعاقدة والحكام وزوجاتهم أو أصولهم أو فروعهم‪.‬‬ ‫‪ -2‬التعدي على أولياء العهد‪ ،‬أو نواب رؤساء الدول‪ ،‬أو رؤساء الحكومات‪ ،‬أو الوزراء في أي‬ ‫من الدول المتعاقدة‪.‬‬ ‫‪ -3‬التعدي على األشخاص المتمتعين بحماية دولية بمن فيهم السفراء والدبلوماسيون في الدول‬ ‫المتعاقدة أو المعتمدون لديها‪.‬‬ ‫‪ -4‬القتل العمد والسرقة المصحوبة بإكراه ضد األفراد أو السلطات أو وسائل النقل‬ ‫والمواصالت‪.‬‬ ‫‪ -5‬أعمال التخريب واإلتالف للممتلكات العامة والممتلكات المخصصة لخدمة عامة حتى ولو‬ ‫كانت مملوكة لدولة أخرى من الدول المتعاقدة‪.‬‬ ‫‪ -1‬جرائم تصنيع أو تهريب أو حيازة األسلحة أو الذخائر أو المتفجرات أو غيرها من المواد‬ ‫التي تعد الرتكاب جرائم إرهابية‪.‬‬ ‫الباب الثانى‪ :‬أسس التعاون العربي لمكافحة اإلرهاب‬ ‫الفصل األول‪ :‬في المجال األمني‬ ‫الفرع األول‪ :‬تدابير منع ومكافحة الجرائم اإلرهابية‬ ‫المادة الثالثة‬ ‫تتعهد الدول المتعاقدة بعدم تنظيم أو تمويل أو ارتكاب األعمال اإلرهابية أو االشتراك فيها بأية‬ ‫صورة من الصور‪ ،‬والتزاما منها بمنع ومكافحة الجرائم اإلرهابية طبقا للقوانين واإلجراءات‬ ‫الداخلية لكل منها فإنها تعمل على‪:‬‬ ‫أوال‪ :‬تدابير المنع‪:‬‬ ‫‪ -1‬الحيلولة دون اتخاذ أراضيها مسرحا لتخطيط أو تنظيم أو تنفيذ الجرائم اإلرهابية أو الشروع‬ ‫أو االشتراك فيها بأية صورة من الصور‪ ،‬بما في ذلك العمل على منع تسلل العناصر اإلرهابية‬ ‫إليها أو إقامتها على أراضيها فرادى أو جماعات أو استقبالها أو إيوائها أو تدريبها أو تسليحها‬ ‫أو تمويلها أو تقديم أية تسهيالت لها‪.‬‬ ‫‪ -2‬التعاون والتنسيق بين الدول المتعاقدة‪ ،‬وخاصة المتجاورة منها‪ ،‬التي تعانى من الجرائم‬ ‫اإلرهابية بصورة متشابهة أو مشتركة‪.‬‬ ‫‪ -3‬تطوير وتعزيز األنظمة المتصلة بالكشف عن نقل واستيراد وتصدير وتخزين واستخدام‬ ‫األسلحة والذخائر والمتفجرات وغيرها من وسائل االعتداء والقتل والدمار‪ .‬وإجراءات مراقبتها‬ ‫عبر الجمارك والحدود لمنع انتقالها من دولة متعاقدة إلى أخرى‪ ،‬أو إلى غيرها من الدول إال‬ ‫ألغراض مشروعة على نحو ثابت‪.‬‬ ‫‪ -4‬تطوير وتعزيز األنظمة المتصلة بإجراءات المراقبة وتأمين الحدود والمنافذ البرية والبحرية‬ ‫والجوية لمنع حاالت التسلل منها‪.‬‬ ‫‪221‬‬


‫‪ -5‬تعزيز نظم تأمين وحماية الشخصيات والمنشآت الحيوية ووسائل النقل العام‪.‬‬ ‫‪ -1‬تعزيز الحماية واألمن والسالمة للشخصيات وللبعثات الدبلوماسية والقنصلية والمنظمات‬ ‫اإلقليمية والدولية المتعمدة لدى الدولة المتعاقدة وفقا لالتفاقيات الدولية التي تحكم هذا‬ ‫الموضوع‪.‬‬ ‫‪ -7‬تعزيز أنشطة اإلعالم األمني وتنسيقها مع األنشطة اإلعالمية في كل دولة وفقا لسياستها‬ ‫اإلعالمية‪ ،‬وذلك لكشف أهداف الجماعات والتنظيمات اإلرهابية‪ ،‬وإحباط مخططاتها‪ ،‬وبيان‬ ‫مدى خطورتها على األمن واالستقرار‪.‬‬ ‫‪ -1‬تقوم كل دولة من الدول المتعاقدة‪ ،‬بإنشاء قاعدة بيانات لجمع وتحليل المعلومات الخاصة‬ ‫بالعناصر والجماعات والحركات والتنظيمات اإلرهابية ومتابعة مستجدات ظاهرة اإلرهاب‪،‬‬ ‫والتجارب الناجحة في مواجهتها‪ ،‬وتحديث هذه المعلومات‪ ،‬وتزويد األجهزة المختصة في الدول‬ ‫المتعاقدة بها‪ ،‬وذلك في حدود ما تسمح به القوانين واإلجراءات الداخلية لكل دولة‪.‬‬ ‫ثانيا‪ -‬تدابير المكافحة‪:‬‬ ‫‪ -1‬القبض على مرتكبي الجرائم اإلرهابية ومحاكمتهم وفقا للقانون الوطني‪ ،‬أو تسليمهم وفقا‬ ‫ألحكام هذه االتفاقية‪ ،‬أو االتفاقيات الثنائية بين الدولتين الطالبة والمطلوب إليهم التسليم‪.‬‬ ‫‪ -2‬تأمين حماية فعالة للعاملين في ميدان العدالة الجنائية‪.‬‬ ‫‪ -3‬تأمين حماية فعالة لمصادر المعلومات عن الجرائم اإلرهابية والشهود فيها‪.‬‬ ‫‪ -4‬توفير ما يلزم من مساعدات لضحايا اإلرهاب‪.‬‬ ‫‪ -5‬إقامة تعاون فعال بين األجهزة المعنية وبين المواطنين لمواجهة اإلرهاب بما في ذلك إيجاد‬ ‫ضمانات وحوافز مناسبة للتشجيع على اإلبالغ عن األعمال اإلرهابية‪ ،‬وتقديم المعلومات التي‬ ‫تساعد في الكشف عنها والتعاون في القبض على مرتكبيها‪.‬‬ ‫الفرع الثانى‪ :‬التعاون العربي لمنع ومكافحة الجرائم اإلرهابية‬ ‫المادة الرابعة‬ ‫تتعاون الدول المتعاقدة لمنع ومكافحة الجرائم اإلرهابية‪ ،‬طبقا للقوانين واإلجراءات الداخلية لكل‬ ‫دولة‪ ،‬من خالل اآلتي‪:‬‬ ‫أوال‪ -‬تبادل المعلومات‪:‬‬ ‫‪ -1‬تتعهد الدول المتعاقدة بتعزيز تبادل المعلومات فيما بينها حول‪:‬‬ ‫(أ) أنشطة وجرائم الجماعات اإلرهابية وقياداتها وعناصرها وأماكن تمركزها وتدريبها‬ ‫ووسائل ومصادر تمويلها وتسليحها وأنواع األسلحة والذخائر والمتفجرات التي تستخدمها‪،‬‬ ‫وغيرها من وسائل االعتداء والقتل والدمار‪.‬‬ ‫(ب) وسائل االتصال والدعاية التي تستخدمها الجماعات اإلرهابية وأسلوب عملها‪ ،‬وتنقالت‬ ‫قياداتها وعناصرها‪ ،‬ووثائق السفر التي تستعملها‪.‬‬ ‫‪ -2‬تتعهد كل من الدول المتعاقدة‪ ،‬بإخطار أية دولة متعاقدة أخرى‪ ،‬على وجه السرعة‪،‬‬ ‫بالمعلومات المتوفرة لديها عن أية جريمة إرهابية تقع في إقليمها تستهدف المساس بمصالح تلك‬ ‫الدولة أو بمواطنيها‪ ،‬على أن تبين في ذلك اإلخطار ما أحاط بالجريمة من ظروف والجناة فيها‬ ‫وضحاياها والخسائر الناجمة عنها واألدوات واألساليب المستخدمة في ارتكابها‪ ،‬وذلك بالقدر‬ ‫الذي ال يتعارض مع متطلبات البحث والتحقيق‪.‬‬ ‫‪ -3‬تتعهد الدول المتعاقدة‪ ،‬بالتعاون فيما بينها لتبادل المعلومات لمكافحة الجرائم اإلرهابية‪ ،‬وأن‬ ‫تبادر بإخطار الدولة أو الدول األخرى المتعاقدة بكل ما يتوافر لديها من معلومات أو بيانات من‬ ‫شأنها أن تحول دون وقوع جرائم إرهابية على إقليمها أو ضد مواطنيها أو المقيمين فيها أو ضد‬ ‫مصالحها‪.‬‬ ‫‪ -4‬تتعهد كل من الدول المتعاقدة‪ ،‬بتزويد أية دولة متعاقدة أخرى‪ .‬بما يتوافر لديها من معلومات‬ ‫‪227‬‬


‫أو بيانات من شأنها‪:‬‬ ‫أ‪ -‬أن تساعد في القبض على متهم أو متهمين بارتكاب جريمة إرهابية ضد مصالح تلك الدولة‪،‬‬ ‫أو الشروع أو االشتراك فيها سواء بالمساعدة أو االتفاق أو التحريض‪.‬‬ ‫ب‪ -‬أن تؤدى إلى ضبط أية أسلحة أو ذخائر أو متفجرات أو أدوات أو أموال استخدمت أو‬ ‫أعدت لالستخدام في جريمة إرهابية‪.‬‬ ‫‪ -5‬تتعهد الدول المتعاقدة‪ ،‬بالمحافظة على سرية المعلومات المتبادلة فيما بينها‪ ،‬وعدم تزويد أية‬ ‫دولة غير متعاقدة أو جهة أخرى بها‪ ،‬دون أخذ الموافقة المسبقة للدولة مصدر المعلومات‪.‬‬ ‫ثانيا‪ -‬التحريات‪:‬‬ ‫تتعهد الدول المتعاقدة بتعزيز التعاون فيما بينها‪ ،‬وتقديم المساعدة في مجال إجراءات التحري‬ ‫والقبض على الهاربين من المتهمين أو المحكوم عليهم بجرائم إرهابية وفقا لقوانين وأنظمة كل‬ ‫دولة‪ .‬ثالثا‪ -‬تبادل الخبرات‪:‬‬ ‫‪ -1‬تتعاون الدول المتعاقدة‪ ،‬على إجراء وتبادل الدراسات والبحوث لمكافحة الجرائم اإلرهابية‪،‬‬ ‫كما تتبادل ما لديها من خبرات في مجال المكافحة‪.‬‬ ‫‪ -2‬تتعاون الدول المتعاقدة‪ ،‬في حدود إمكانياتها على توفير المساعدات الفنية المتاحة إلعداد‬ ‫برامج أو عقد دورات تدريبية مشتركة‪ ،‬أو خاصة بدولة أو مجموعة من الدول المتعاقدة عند‬ ‫الحاجة‪ ،‬للعاملين في مجال مكافحة اإلرهاب‪ ،‬لتنمية قدراتهم العلمية والعملية ورفع مستوى‬ ‫أدائهم‪.‬‬ ‫الفصل الثانى‪ :‬في المجال القضائي‬ ‫الفرع األول‪ :‬تسليم المجرمين‬ ‫المادة الخامسة‬ ‫تتعهد كل من الدول المتعاقدة بتسليم المتهمين أو المحكوم عليهم في الجرائم اإلرهابية المطلوب‬ ‫تسليمهم من أي من هذه الدول‪ ،‬وذلك طبقا للقواعد والشروط المنصوص عليها في هذه‬ ‫االتفاقية‪.‬‬ ‫المادة السادسة‬ ‫ال يجوز التسليم في أي من الحاالت التالية‪:‬‬ ‫أ‪ -‬إذا كانت الجريمة المطلوب من أجلها التسليم معتبرة بمقتضى القواعد القانونية النافذة لدى‬ ‫الدولة المتعاقدة المطلوب إليها التسليم‪ ،‬جريمة لها صبغة سياسية‪.‬‬ ‫ب‪ -‬إذا كانت الجريمة المطلوب من اجلها التسليم تنحصر في اإلخالل بواجبات عسكرية‪.‬‬ ‫ج‪ -‬إذا كانت الجريمة المطلوب من أجلها التسليم‪ ،‬قد ارتكبت في إقليم الدولة المتعاقدة المطلوب‬ ‫إليها التسليم‪ ،‬إال إذا كانت هذه الجريمة قد أضرت بمصالح الدولة المتعاقدة طالبة التسليم‪،‬‬ ‫وكانت قوانينها تنص على تتبع مرتكبي هذه الجرائم ومعاقبتهم‪ ،‬ما لم تكن الدولة المطلوب إليها‬ ‫التسليم قد بدأت إجراءات التحقيق أو المحاكمة‪.‬‬ ‫د‪ -‬إذا كانت الجريمة قد صدر بشأنها حكم نهائي (له قوة األمر المقضي) لدى الدولة المتعاقدة‬ ‫المطلوب إليها التسليم‪ ،‬أو لدى دولة متعاقدة ثالثة‪.‬‬ ‫هـ‪ -‬إذا كانت الدعوى عند وصول طلب التسليم قد انقضت‪ ،‬أو العقوبة قد سقطت بمضي المدة‬ ‫طبقا لقانون الدولة المتعاقدة طالبة التسليم‪.‬‬ ‫و‪ -‬إذا كانت الجريمة قد ارتكبت خارج إقليم الدولة المتعاقدة الطالبة من شخص ال يحمل‬ ‫جنسيتها‪ ،‬وكان قانون الدولة المتعاقدة المطلوب إليها التسليم ال يجيز توجيه االتهام عن مثل هذه‬ ‫الجريمة إذا ارتكبت خارج إقليمه من مثل هذا الشخص‪.‬‬ ‫ز‪ -‬إذا صدر عفو يشمل مرتكبي هذه الجرائم لدى الدولة المتعاقدة الطالبة‪.‬‬ ‫‪230‬‬


‫ح‪ -‬إذا كان النظام القانوني للدولة المطلوب إليها التسليم ال يجيز لها تسليم مواطنيها‪ ،‬فتلتزم‬ ‫الدولة المطلوب إليها التسليم بتوجيه االتهام ضد من يرتكب منهم لدى أي من الدول المتعاقدة‬ ‫األخرى جريمة من الجرائم اإلرهابية؛ إذا كان الفعل معاقبا عليه في كل من الدولتين بعقوبة‬ ‫سالبة للحرية ال تقل مدتها عن سنة أو بعقوبة أشد‪ .‬وتحدد جنسية المطلوب تسليمه بتاريخ وقوع‬ ‫الجريمة المطلوب التسليم من أجلها‪ ،‬ويستعان في هذا الشأن بالتحقيقات التي أجرتها الدولة‬ ‫طالبة التسليم‪.‬‬ ‫المادة السابعة‬ ‫إذا كان الشخص المطلوب تسليمه قيد التحقيق أو المحاكمة أو محكوما عليه عن جريمة أخرى‬ ‫في الدولة المطلوب إليها التسليم‪ ،‬فان تسليمه يؤجل لحين التصرف في التحقيق أو انتهاء‬ ‫المحاكمة أو تنفيذ العقوبة‪ ،‬ويجوز مع ذلك للدولة المطلوب إليها التسليم تسليمه مؤقتا للتحقيق‬ ‫معه أو محاكمته‪ ،‬بشرط إعادته للدولة التي سلمته قبل تنفيذ العقوبة عليه في الدولة طالبة‬ ‫التسليم‪.‬‬ ‫المادة الثامنة‬ ‫لغرض تسليم مرتكبي الجرائم بموجب هذه االتفاقية ال يعتد بما قد يكون بين التشريعات الداخلية‬ ‫للدول المتعاقدة من اختالف في التكييف القانوني للجريمة‪ ،‬جناية كانت أو جنحة‪ ،‬أو بالعقوبة‬ ‫المقررة لها‪ ،‬بشرط أن تكون معاقبا عليها بموجب قوانين كلتا الدولتين بعقوبة سالبة للحرية لمدة‬ ‫ال تقل عن سنة أو بعقوبة اشد‪.‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬اإلنابة القضائية‬ ‫المادة التاسعة‬ ‫لكل دولة متعاقدة أن تطلب إلى أية دولة أخرى متعاقدة‪ ،‬القيام في إقليمها نيابة عنها‪ .‬بأي إجراء‬ ‫قضائي متعلق بدعوى ناشئة عن جريمة إرهابية وبصفة خاصة‪.‬‬ ‫أ‪ -‬سماع شهادة الشهود واألقوال التي تؤخذ على سبيل االستدالل‪ .‬ب‪ -‬تبليغ الوثائق القضائية‪.‬‬ ‫ج‪ -‬تنفيذ عمليات التفتيش والحجز‪.‬‬ ‫د‪ -‬إجراء المعاينة وفحص األشياء‪.‬‬ ‫هـ‪ -‬الحصول على المستندات أو الوثائق أو السجالت الالزمة أو نسخ مصدقة منها‪.‬‬ ‫المادة العاشرة‬ ‫تلتزم كل من الدول المتعاقدة‪ ،‬بتنفيذ اإلنابات القضائية المتعلقة بالجرائم اإلرهابية‪ ،‬ويجوز لها‬ ‫رفض طلب التنفيذ في أي من الحالتين التاليتين‪:‬‬ ‫(أ) إذا كانت الجريمة موضوع الطلب محل اتهام أو تحقيق أو محاكمة لدى الدولة المطلوب‬ ‫إليها تنفيذ اإلنابة‪.‬‬ ‫(ب) إذا كان تنفيذ الطلب من شأنه المساس بسيادة الدولة المكلفة بتنفيذه أو بأمنها أو بالنظام‬ ‫العام فيها‪.‬‬ ‫المادة الحادية عشرة‬ ‫ينفذ طلب اإلنابة وفقا ألحكام القانون الداخلي للدولة المطلوب إليها التنفيذ‪ ،‬وعلى وجه السرعة‪،‬‬ ‫ويجوز لهذه الدولة تأجيل التنفيذ حتى استكمال إجراءات التحقيق والتتبع القضائي الجاري لديها‬ ‫في نفس الموضوع‪ ،‬أو زوال األسباب القهرية التي دعت للتأجيل على أن يتم إشعار الدولة‬ ‫الطالبة بهذا التأجيل‪.‬‬ ‫المادة الثانية عشرة‬ ‫‪231‬‬


‫(أ) يكون لإلجراء الذي يتم بطريق اإلنابة‪ ،‬وفقا ألحكام هذه االتفاقية‪ ،‬األثر القانوني ذاته‪ ،‬كما‬ ‫لو تم أمام الجهة المختصة لدى الدولة طالبة اإلنابة‪.‬‬ ‫ب‪ -‬ال يجوز استعمال ما نتج عن تنفيذ اإلنابة إال في نطاق ما صدرت اإلنابة بشأنه‪.‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬التعاون القضائي‬ ‫المادة الثالثة عشرة‬ ‫تقدم كل دولة متعاقدة للدول األخرى المساعدة الممكنة والالزمة لتحقيقات أو إجراءات المحاكمة‬ ‫المتعلقة بالجرائم اإلرهابية‪.‬‬ ‫المادة الرابعة عشرة‬ ‫(أ) إذا انعقد االختصاص القضائي إلحدى الدول المتعاقدة بمحاكمة متهم عن جريمة إرهابية‪،‬‬ ‫فيجوز لهذه الدولة إن تطلب إلى الدولة التي يوجد المتهم في إقليمها محاكمته عن هذه الجريمة‪،‬‬ ‫شريطة موافقة هذه الدولة وان تكون الجريمة معاقبا عليها في دولة المحاكمة بعقوبة سالبة‬ ‫للحرية ال تقل مدتها عن سنة واحدة أو بعقوبة أخرى أشد‪ ،‬وتقوم الدولة الطالبة في هذه الحالة‬ ‫بموافاة الدولة المطلوب منها بجميع التحقيقات والوثائق واألدلة الخاصة بالجريمة‪.‬‬ ‫ب‪ -‬يجرى التحقيق أو المحاكمة حسب مقتضى الحال عن الواقعة أو الوقائع التي أسندتها الدولة‬ ‫الطالبة إلى المتهم‪ ،‬وفقا ألحكام وإجراءات قانون دولة المحاكمة‪.‬‬ ‫المادة الخامسة عشرة‬ ‫يترتب على تقديم الدولة الطالبة لطلب المحاكمة‪ ،‬وفقا للبند (أ) من المادة السابقة‪ ،‬وقف‬ ‫إجراءات المالحقة والتحقيق والمحاكمة المتخذة لديها بشأن المتهم المطلوب محاكمته‪ ،‬وذلك‬ ‫باستثناء ما تستلزمه مقتضيات التعاون أو المساعدة أو اإلنابة القضائية التي تطلبها الدولة‬ ‫المطلوب إليها إجراء المحاكمة‪.‬‬ ‫المادة السادسة عشرة‬ ‫أ‪ -‬تخضع اإلجراءات التي تتم في أي من الدولتين ‪ -‬الطالبة أو التي تجرى فيها المحاكمة‪-‬‬ ‫لقانون الدولة التي يتم فيها اإلجراء وتكون لها الحجية المقررة في هذا القانون‪.‬‬ ‫ب‪ -‬ال يجوز للدولة الطالبة محاكمة أو إعادة محاكمة من طلبت محاكمته إال إذا امتنعت الدولة‬ ‫المطلوب إليها عن إجراء محاكمته‪ .‬ج‪ -‬وفى جميع األحوال تلتزم الدولة المطلوب إليها‬ ‫المحاكمة‪ ،‬بإخطار الدولة الطالبة‪ ،‬بما اتخذته بشأن طلب إجراء المحاكمة‪ .‬كما تلتزم بإخطارهم‬ ‫بنتيجة التحقيقات‪ ،‬أو المحاكمة التي تجريها‪.‬‬ ‫المادة السابعة عشرة‬ ‫للدولة المطلوب إليها إجراء المحاكمة‪ ،‬اتخاذ جميع اإلجراءات والتدابير التي يقررها قانونها‬ ‫قبل المتهم سواء في الفترة التي تسبق وصول طلب المحاكمة إليها أو بعده‪.‬‬ ‫المادة الثامنة عشرة‬ ‫ال يترتب على نقل االختصاص بالمحاكمة المساس بحقوق المتضرر من الجريمة‪ ،‬ويكون له‬ ‫اللجوء إلى قضاء الدولة الطالبة أو دولة المحاكمة في المطالبة بحقوقه المدنية الناشئة عن‬ ‫الجريمة‪.‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬األشياء والعائدات المتحصلة عن الجريمة والناتجة عن ضبطها‬ ‫المادة التاسعة عشرة‬ ‫أ‪ -‬إذا تقرر تسليم الشخص المطلوب تسليمه‪ ،‬تلتزم أي من الدول المتعاقدة بضبط وتسليم األشياء‬ ‫والعائدات المتحصلة من الجريمة اإلرهابية‪ ،‬أو المستعملة فيها‪ ،‬أو المتعلقة بها‪ ،‬للدولة الطالبة‬ ‫‪232‬‬


‫سواء وجدت في حيازة الشخص المطلوب تسليمه‪ ،‬أو لدى الغير‪.‬‬ ‫ب‪ -‬تسليم األشياء المشار إليها في الفقرة السابقة‪ ،‬ولو لم يتم تسليم الشخص المقرر تسليمه‪.‬‬ ‫بسبب هربه أو وفاته أو ألي سبب آخر‪ ،‬وذلك بعد التحقق من أن تلك األشياء متعلقة بالجريمة‬ ‫اإلرهابية‪.‬‬ ‫ج‪ -‬ال تخل أحكام الفقرتين السابقتين بحقوق أي من الدول المتعاقدة أو حسن النية من الغير على‬ ‫األشياء أو العائدات المذكورة‪.‬‬ ‫المادة العشرون‬ ‫للدولة المطلوب إليها تسليم األشياء والعائدات‪ ،‬اتخاذ جميع التدابير واإلجراءات التحفظية‬ ‫الالزمة لتنفيذ التزامها بتسليمها‪ ،‬ولها أيضا أن تحتفظ مؤقتا بهذا األشياء أو العائدات إذا كانت‬ ‫الزمة إلجراءات جزائية تتخذ عندها‪ ،‬أو أن تسلمها إلى الدولة الطالبة بشرط استردادها منها‬ ‫لذات السبب‪.‬‬ ‫الفرع الخامس‪ :‬تبادل األدلة‬ ‫المادة الحادية والعشرون‬ ‫تتعهد الدول المتعاقدة‪ ،‬بفحص األدلة واآلثار الناتجة عن أية جريمة إرهابية تقع على إقليمها‬ ‫ضد دولة متعاقدة أخرى بواسطة أجهزتها المختصة‪ ،‬ولها االستعانة بأية دولة متعاقدة أخرى في‬ ‫ذلك‪ .‬وتلتزم باتخاذ اإلجراءات الالزمة للمحافظة على هذه األدلة واآلثار واثبات داللتها‬ ‫القانونية‪ ،‬ولها وحدها الحق في تزويد الدولة التي وقعت الجريمة ضد مصالحها بالنتيجة متى‬ ‫طلبت ذلك‪ ،‬وال يحق للدولة أو الدول المستعان بها إخطار أية دولة بذلك‪.‬‬ ‫الباب الثالث‪ :‬آليات تنفيذ القانون‬ ‫الفصل األول‪ :‬إجراءات التسليم‬ ‫المادة الثانية والعشرون‬ ‫يكون تبادل طلبات التسليم بين الجهات المختصة في الدول المتعاقدة مباشرة‪ .‬أو عن طريق‬ ‫وزارات العدل بها أو ما يقوم مقامها‪ ،‬أو بالطريق الدبلوماسي‪.‬‬ ‫المادة الثالثة والعشرون‬ ‫يقدم طلب التسليم كتابة مصحوبًا بما يلي‪:‬‬ ‫أ‪ -‬أصل حكم اإلدانة أو أمر القبض أو أية أوراق أخرى لها نفس القوة‪ ،‬صادرة طبقا ً لألوضاع‬ ‫المقررة في قانون الدولة الطالبة‪ ،‬أو صورة رسمية مما تقدم‪.‬‬ ‫ب‪ -‬بيان باألفعال المطلوب التسليم من أجلها‪ ،‬يوضح فيه زمان ومكان ارتكابها وتكييفها‬ ‫القانوني مع اإلشارة إلى المواد القانونية المطبقة عليها‪ ،‬وصورة من هذه المواد‪.‬‬ ‫ج‪ -‬أوصاف الشخص المطلوب تسليمه بأكبر قدر ممكن من الدقة‪ ،‬وأية بيانات أخرى من شأنها‬ ‫تحديد شخصه وجنسيته وهويته‪.‬‬ ‫المادة الرابعة والعشرون‬ ‫‪ -1‬للسلطات القضائية في الدولة الطالبة‪ ،‬أن تطلب من الدولة المطلوب إليها‪ -‬بأي طريق من‬ ‫طرق االتصال الكتابية‪ -‬حبس (توقيف) الشخص احتياطيًا إلى حين وصول طلب التسليم‪.‬‬ ‫‪ -2‬ويجوز في هذه الحالة للدولة المطلوب إليها التسليم أن تحبس (توقف) الشخص المطلوب‬ ‫احتياطيًا‪ ،‬وإذا لم يقدم طلب التسليم مصحوبًا بالمستندات الالزمة المبينة في المادة السابقة‪ ،‬فال‬ ‫يجوز حبس (توقيف) الشخص المطلوب تسليمه مدة تزيد على ثالثين يومًا من تاريخ إلقاء‬ ‫القبض عليه‪.‬‬ ‫المادة الخامسة والعشرون‬ ‫‪233‬‬


‫على الدولة الطالبة أن ترسل طلبًا مصحوبُا بالمستندات المبينة في المادة الثالثة والعشرين من‬ ‫هذه االتفاقية‪ ،‬وإذا تبينت الدولة المطلوب إليها التسليم سالمة الطلب‪ .‬تتولى السلطات المختصة‬ ‫فيها تنفيذه طب ًقا لتشريعها على أن تحاط الدولة الطالبة دون تأخير بما اتخذ بشأن طلبها‪.‬‬ ‫المادة السادسة والعشرون‬ ‫‪ -1‬في جميع األحوال المنصوص عليها في المادتين السابقتين‪ ،‬ال يجوز أن تتجاوز مدة الحبس‬ ‫االحتياطي ستين يومًا من تاريخ القبض‪.‬‬ ‫‪ -2‬يجوز اإلفراج المؤقت خالل المدة المعينة في الفقرة السابقة‪ ،‬على أن تتخذ الدولة المطلوب‬ ‫إليها التسليم التدابير التي تراها ضرورية للحيلولة دون هروب الشخص المطلوب‪.‬‬ ‫‪ -3‬ال يحول اإلفراج دون إعادة القبض على الشخص وتسليمه إذا ورد طلب التسليم بعد ذلك‪.‬‬ ‫المادة السابعة والعشرون‬ ‫إذا رأت الدولة المطلوب إليها التسليم حاجتها إلى إيضاحات تكميلية للتحقق من توافر الشروط‬ ‫المنصوص عليها في هذا الفصل‪ ،‬تخطر بذلك الدولة الطالبة‪ ،‬وتحدد لها موعدا الستكمال هذه‬ ‫اإليضاحات‪.‬‬ ‫المادة الثامنة والعشرون‬ ‫إذا تلقت الدولة المطلوب إليها عدة طلبات تسليم من دول مختلفة إما عن ذات األفعال أو عن‬ ‫أفعال مختلفة‪ ،‬فيكون لهذه الدولة أن تفصل في هذه الطلبات مراعية كافة الظروف‪ ،‬وعلى‬ ‫األخص إمكان التسليم الالحق‪ ،‬وتاريخ وصول الطلبات‪ ،‬ودرجة خطورة الجرائم‪ ،‬والمكان‬ ‫الذي ارتكبت فيه‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬إجراءات اإلنابة القضائية‬ ‫المادة التاسعة والعشرون‬ ‫يجب أن تتضمن طلبات اإلنابة القضائية البيانات اآلتية‪:‬‬ ‫(أ) الجهة المختصة الصادر عنها الطلب‪.‬‬ ‫(ب) موضوع الطلب وسببه‪.‬‬ ‫(ج) تحديد هوية الشخص المعنى باإلنابة وجنسيته بقدر اإلمكان‪.‬‬ ‫(د) بيان الجريمة التي تطلب اإلنابة بسببها‪ ،‬وتكييفها القانوني‪ ،‬والعقوبة المقررة على مقارفتها‪،‬‬ ‫وأكبر قدر ممكن من المعلومات عن ظروفها‪ ،‬بما يمكن من دقة تنفيذ اإلنابة القضائية‪.‬‬ ‫المادة الثالثون‬ ‫‪ -1‬يوجه طلب اإلنابة القضائية من وزارة العدل في الدولة الطالبة‪ ،‬إلى وزارة العدل في الدولة‬ ‫المطلوب إليها‪ ،‬ويعاد بنفس الطريق‪.‬‬ ‫‪ -2‬في حالة االستعجال‪ ،‬يوجه طلب اإلنابة القضائية مباشرة من السلطات القضائية في الدولة‬ ‫الطالبة‪ ،‬إلى السلطات القضائية في الدولة المطلوب إليها‪ .‬وترسل صورة من هذه اإلنابة‬ ‫القضائية في نفس الوقت‪ ،‬إلى وزارة العدل في الدولة المطلوب إليها‪ ،‬وتعاد اإلنابة القضائية‬ ‫مصحوبة باألوراق المتعلقة بتنفيذها بالطريق المنصوص عليه في البند السابق‪ -3 .‬يمكن أن‬ ‫يوجه طلب اإلنابة القضائية مباشرة من الجهات القضائية‪ ،‬إلى الجهة المختصة في الدولة‬ ‫المطلوب إليها‪ ،‬ويجوز أن تحال الردود مباشرة عن طريق هذه الجهة‪.‬‬ ‫المادة الحادية والثالثون‬ ‫يتعين أن تكون طلبات اإلنابة القضائية والمستندات المصاحبة لها موقعًا عليها ومختومة بخاتم‬ ‫سلطة مختصة أو معتمدة منها‪ .‬وتعفى هذه المستندات من كافة اإلجراءات الشكلية التي قد‬ ‫يتطلبها تشريع الدولة المطلوب إليها‪.‬‬ ‫‪234‬‬


‫المادة الثانية والثالثون‬ ‫إذا كانت الجهة التي تلقت طلب اإلنابة القضائية غير مختصة بمباشرته‪ ،‬تعين عليها إحالته‬ ‫تلقائيًا إلى الجهة المختصة في دولتها‪ ،‬وفى حالة ما إذا أرسل الطلب بالطريق المباشر‪ .‬فإنها‬ ‫تحيط الدولة الطالبة علمًا بنفس الطريق‪.‬‬ ‫المادة الثالثة والثالثون‬ ‫كل رفض لإلنابة القضائية يجب أن يكون مسببا‪.‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬إجراءات حماية الشهود والخبراء‬ ‫المادة الرابعة والثالثون‬ ‫إذا قدرت الدولة الطالبة أن لحضور الشاهد أو الخبير أمام سلطتها القضائية أهمية خاصة‪ ،‬فانه‬ ‫يتعين أن تشير إلى ذلك في طلبها‪ ،‬ويتعين أن يشتمل الطلب أو التكليف بالحضور على بيان‬ ‫تقريبي بمبلغ التعويض ونفقات السفر واإلقامة وعلى تعهدها بدفعها‪ ،‬وتقوم الدولة المطلوب‬ ‫إليها بدعوة الشاهد أو الخبير للحضور‪ ،‬وبإحاطة الدولة الطالبة بالجواب‪.‬‬ ‫المادة الخامسة والثالثون‬ ‫‪ -1‬ال يجوز توقيع أي جزاء أو تدبير ينطوي على إكراه قبل الشاهد أو الخبير الذي لم يمتثل‬ ‫للتكليف بالحضور‪ ،‬ولو تضمنت ورقة التكليف بالحضور بيان جزاء التخلف‪.‬‬ ‫‪ -2‬إذا حضر الشاهد أو الخبير طواعية إلى إقليم الدولة الطالبة‪ ،‬فيتم تكليفه بالحضور وفق‬ ‫أحكام التشريع الداخلي لهذه الدولة‪.‬‬ ‫المادة السادسة والثالثون‬ ‫‪ -1‬ال يجوز أن يخضع الشاهد أو الخبير للمحاكمة أو الحبس أو تقييد حريته في إقليم الدولة‬ ‫الطالبة عن أفعال أو أحكام سابقة على مغادرته إلقليم الدولة المطلوب إليها‪ ،‬وذلك أيا كانت‬ ‫جنسيته‪ ،‬طالما كان مثوله أمام الجهات القضائية لتلك الدولة بناء على تكليف بالحضور‪.‬‬ ‫‪ -2‬ال يجوز أن يحاكم أو يحبس أو يخضع ألي قيد على حريته في إقليم الدولة الطالبة أي شاهد‬ ‫أو خبير‪ -‬أيا كانت جنسيته‪ -‬يحضر أمام الجهات القضائية لتلك الدولة بناء على تكليف‬ ‫بالحضور عن أفعال أو أحكام أخرى غير مشار إليها في ورقة التكليف بالحضور وسابقة على‬ ‫مغادرته أراضى الدولة المطلوب إليها‪.‬‬ ‫‪ -3‬تنقضي الحصانة المنصوص عليها في هذه المادة إذا بقى الشاهد أو الخبير المطلوب في‬ ‫إقليم الدولة الطالبة ثالثين يومًا متعاقبة‪ ،‬بالرغم من قدرته على مغادرته بعد أن أصبح وجوده‬ ‫غير مطلوب من الجهات القضائية‪ ،‬أو إذا عاد إلى إقليم الدولة الطالبة بعد مغادرته‪.‬‬ ‫المادة السابعة والثالثون‬ ‫‪ -1‬تتعهد الدولة الطالبة باتخاذ كافة اإلجراءات الالزمة لكفالة حماية الشاهد أو الخبير من أية‬ ‫عالنية تؤدى إلى تعريضه أو أسرته أو أمالكه للخطر الناتج عن اإلدالء بشهادته أو بخبرته‬ ‫وعلى األخص‪:‬‬ ‫أ‪ -‬كفالة سرية تاريخ ومكان وصوله إلى الدولة الطالبة‪ ،‬ووسيلة ذلك‪.‬‬ ‫ب‪ -‬كفالة سرية محل إقامته وتنقالته وأماكن تواجده‪.‬‬ ‫ج‪ -‬كفالة سرية أقواله ومعلوماته التي يدلى بها أمام السلطات القضائية المختصة‪.‬‬ ‫‪ -2‬تتعهد الدولة الطالبة بتوفير الحماية األمنية الالزمة التي تقتضيها حالة الشاهد أو الخبير‬ ‫وأسرته وظروف القضية المطلوب فيها‪ ،‬وأنواع المخاطر المتوقعة‪.‬‬ ‫المادة الثامنة والثالثون‬ ‫‪235‬‬


‫‪ -1‬إذا كان الشاهد أو الخبير المطلوب مثوله أمام الدولة الطالبة محبوسً ا في الدولة المطلوب‬ ‫إليها‪ ،‬فيجرى نقله مؤق ًتا إلى المكان الذي ستعقد فيه الجلسة المطلوب سماع شهادته أو خبرته‬ ‫فيها‪ ،‬وذلك بالشروط وفى المواعيد التي تحددها الدولة المطلوب إليها‪ ،‬ويجوز رفض النقل‬ ‫أ‪ -‬إذا رفض الشاهد أو الخبير المحبوس‪.‬‬ ‫ب‪ -‬إذا كان وجوده ضروريًا من أجل إجراءات جنائية تتخذ في إقليم الدولة المطلوب منها‪.‬‬ ‫ج‪ -‬إذا كان نقله من شأنه إطالة أمد حبسه‪.‬‬ ‫د‪ -‬إذا كانت هناك اعتبارات تحول دون نقله‪.‬‬ ‫‪ -3‬يظل الشاهد أو الخبير المنقول محبوسًا في إقليم الدولة الطالبة إلى حين إعادته إلى الدولة‬ ‫المطلوب إليها‪ ،‬ما لم تطلب الدولة األخيرة إطالق سراحه‪.‬‬ ‫الباب الرابع‪ :‬أحكام ختامية‬ ‫المادة التاسعة والثالثون‬ ‫تكون هذه االتفاقية محال للتصديق عليها أو قبولها أو إقرارها من الدول الموقعة‪ ،‬وتودع وثائق‬ ‫التصديق أو القبول أو اإلقرار لدى األمانة العامة لجامعة الدول العربية في موعد أقصاه ثالثون‬ ‫يومًا من تاريخ التصديق أو القبول أو اإلقرار‪ ،‬وعلى األمانة العامة إبالغ سائر الدول األعضاء‬ ‫بكل إيداع لتلك الوثائق وتاريخه‪.‬‬ ‫المادة األربعون‬ ‫‪ -1‬تسري هذه االتفاقية بعد مضى ثالثين يوما ً من تاريخ إيداع وثائق التصديق عليها أو قبولها‬ ‫أو إقرارها من سبع دول عربية‪.‬‬ ‫‪ -2‬ال تنفذ هذه االتفاقية بحق أية دولة عربية أخرى‪ ،‬إال بعد إيداع وثيقة التصديق عليها أو‬ ‫قبولها أو إقرارها لدى األمانة العامة للجامعة‪ ،‬ومضى ثالثين يومًا من تاريخ اإليداع‪.‬‬ ‫المادة الحادية واألربعون‬ ‫ال يجوز ألية دولة من الدول المتعاقدة أن تبدي أي تحفظ ينطوي صراحة ضم ًنا على مخالفة‬ ‫نصوص هذه االتفاقية‪ ،‬أو خروج عن أهدافها‪.‬‬ ‫المادة الثانية واألربعون‬ ‫ال يجوز ألية دولة متعاقدة أن تنسحب من هذه االتفاقية إال بناء على طلب كتابي‪ ،‬ترسله إلى‬ ‫أمين عام جامعة الدول العربية‪.‬‬ ‫يرتب االنسحاب أثره بعد مضى ستة شهور من تاريخ إرسال الطلب‪ ،‬إلى أمين عام جامعة‬ ‫الدول العربية‪.‬‬ ‫وتظل أحكام هذه االتفاقية نافذة في شأن الطلبات التي قدمت قبل انقضاء هذه المدة‪.‬‬ ‫حررت هذه االتفاقية باللغة العربية بمدينة القاهرة‪ /‬جمهورية مصر العربية في‬ ‫‪1411/12/25‬هـ‪ ،‬الموافق ‪1771/4/22‬م‪ ،‬من أصل واحد مودع باألمانة العامة لجامعة الدول‬ ‫العربية‪ ،‬ونسخة مطابقة لألصل تحفظ باألمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب‪ ،‬وتسلم‬ ‫كذلك نسخة مطابقة لألصل لكل طرف من األطراف الموقعة على هذه االتفاقية أو المنضمة‬ ‫إليها‪.‬‬ ‫وإثباتا لما تقدم‪ ،‬قام أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية والعدل العرب‪ ،‬بتوقيع هذه‬ ‫االتفاقية‪ ،‬نيابة عن دولهم‪.‬‬ ‫المصدر‪:‬‬

‫‪231‬‬


‫‪-‬االمانة العامة للجامعة العربية‪ :‬االتفاقية العربية ملكافحة القرصنة‪ .‬بقرار من جملسي وزراء العدل والداخلية العرب‬

‫اجتماعهما املشرتك الذى عقد مبقر‬

‫االمانة العامة جلامعة الدول العربية بتاريخ ‪ - 1112/1/11‬تاريخ بدء النفاذ‪ 1 :‬أيار‪/‬مايو ‪ ،1111‬وفقا للمادة ‪.21‬‬

‫‪237‬‬


‫قائمة المراجع‬

‫‪231‬‬


‫قائمة المصادر‪:‬‬ ‫* القواميص‪:‬‬ ‫‪ - 1‬إبراهيم مصطفى وآخرون‪ :‬املعجم الوسيط‪ ،‬جممع اللغة العربية‪ ،‬مكتبة الشروق الدولية‪ ،‬مصر‪.1111 ،‬‬ ‫‪ - 2‬ابن منظور‪ :‬لسان العرب‪ .‬دار املعارف‪ .‬القاهرة‪.1112 .‬‬ ‫‪ - 3‬البالذري (أمحد بن حيي بن جابر البغدادي‪ :‬فتوح البلدان ‪ ،‬شركة طبع الكتب العربية‪ ،‬مطبعة املوسوعات‪،‬‬ ‫مصر‪.1111 ،‬‬ ‫‪ - 4‬املوسوعة العسكرية ‪ :‬املؤسسة العربية للدراسات والنشر‪.‬ط‪ .1‬بريوت ‪.1111‬‬ ‫‪ - 5‬شريف عتلم وحممد ماهر عبد الواحد‪ :‬موسوعة اتفاقيات القانون الدويل اإلنساين‪ ،‬اللجة الدولية للصليب‬ ‫األمحر‪ ،‬القاهرة‪.1111 ،‬‬ ‫‪ - 6‬كمال مورسي شربل‪ :‬املوسوعة اجلغرافية للوطن العريب‪ ،‬دال اجليل‪ ،‬بريوت‪ ،‬ط‪.1112 ،1‬‬ ‫‪ - 7‬كولني ماكيفيدي‪ :‬أطلس التاريخ اإلفريقي‪ ،‬ترمجة خمتار السويفي‪ ،‬اهلي ة املصر للكتاب‪.1121 ،‬‬ ‫‪ - 8‬مرتضى الزربدي‪ :‬تاج العروس من جواهر القاموس‪ ،‬مطبعة الوارق‪ ،‬ج‪.16‬‬

‫ الكتب باللغة العربية‪:‬‬‫‪ - 1‬أمحد جالل عز الدين‪ :‬اإلرهاب والعنف السياسي‪ ،‬دار احلرية‪ ،‬القاهرة‪.1126 ،‬‬ ‫‪ - 2‬إشراف حممد شفيق غربال ‪ :‬املوسوعة العربية امليسرة‪ .‬مؤسسة فرانكلني‪ .‬القاهرة‪.1163 ،‬‬ ‫‪ - 3‬احلقاف عبد على‪ :‬جغرافية النقل واالتصاالت والتجارة‪ ،‬دار الفكر للطباعة والنشر‪ ،‬عمان‪ ،‬االردن‪،‬‬ ‫‪.1111‬‬ ‫‪ -1‬السيد ياسني‪ :‬البحر األبيض باعتباره منطقة اسرتاتيجية‪ ،‬مكتبة اإلسكندرية‪ ،‬مركز حبوث البحر األبيض‬ ‫املتوسط‪ 11 ،‬ديسمرب ‪.1116‬‬ ‫‪ - 5‬الشافعي حممد بشري‪ :‬القانون الدويل العام يف السلم واحلرب ‪ ،‬منشثة املعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪.1111 ،‬‬ ‫‪-6‬‬ ‫‪-7‬‬ ‫‪-8‬‬ ‫‪-9‬‬

‫الصياد حممد حممود‪ :‬جغرافية الوطن العريب ‪،‬القاهرة‪ .‬معهد البحوث والدراسات العربية‪ ،‬ط‪.1162 .1‬‬ ‫أمني هويدي‪ :‬أحاديث يف األمن العريب‪ ،‬دار الوحدة‪ ،‬بريوت‪.1121 ،‬‬ ‫إميان مرعي‪ :‬قراصنة الصومال بني عجز الداخل ومواجهة اخلارج‪ ،‬مكتبة األهرام‪ ،‬ط‪ ،1‬القاهرة‪.1112 ،‬‬ ‫باتسيك ماخوفسكي‪ :‬تاريخ القرصنة يف العامل‪ ،‬ترمجة أنور حممد إبراهيم‪ ،‬اهلي ة املصرية العامة للكتاب‪،‬‬

‫القاهرة‪.1112 ،‬‬ ‫‪ - 10‬باسم العسلي‪ :‬االسرتاتيجية األمريكية يف القرن القادم‪ ،‬مركز الدراسات العسكرية‪ ،‬دمشق‪.1111 ،‬‬ ‫‪237‬‬


‫‪ - 11‬هبجت عبد اهلل قائد‪ :‬القرصنة البحرية وأمن املالحة العربية‪ ،‬املركز العريب للدراسات األمنية والتدريب‪،‬‬ ‫الرياض‪.1111 ،‬‬ ‫‪ - 12‬بواندار يفسكي‪ :‬سياستان إزاء العامل العريب‪ ،‬ترمجة خريي الضامن‪ ،‬دار التقدم‪ ،‬موسكو‪.1113 ،‬‬ ‫‪ - 13‬بيل كلينتون‪" :‬حيا "‪ .‬ترمجة حسام الدين خضور‪ ،‬ط‪" ،1‬دمشق‪ .‬دار الرأي للنشر‪.1111 ،‬‬ ‫‪ -14‬جامعة نايف العربية للعلوم األمنية‪ :‬اإلرهاب والقرصنة البحرية‪ ،‬ط‪ ،1‬مركز الدراسات والبحوث‪ ،‬الرياض‪،‬‬ ‫‪.1116‬‬ ‫‪ - 15‬جرمي سلوث‪ :‬تفكيك الشرق األوسط‪ ،‬تاريخ شعب غريب يف بالد العرب‪ ،‬ترمجة مركز الكاشف‬ ‫للمتابعة والدراسات االسرتاتيجية‪ ،‬مارس ‪.1116‬‬ ‫‪ - 16‬جعفر عرتيس‪ :‬فوضوية العامل وميزان القوى‪ ،‬دار احملجة البيضاء للطباعة والنشر‪ ،‬ط‪ ،1‬بريوت‪ ،‬لبنان‪،‬‬ ‫‪.1112‬‬ ‫‪ - 17‬جفري برون‪ :‬تاريخ أوربا احلديث‪ .‬ترمجة على املرزوقي‪ .‬دار االهلية للنشر‪ .‬االردن‪.1116 ،‬‬ ‫‪ - 18‬مجيلة العيسي‪ :‬الصراع الربيطاين حول البحر األمحر‪ ،‬مكتبة العبيكان‪ ،‬ط‪ ،1‬الرياض‪.1111 ،‬‬ ‫‪ - 19‬حسام الدين األمحد‪ :‬القرصنة البحرية يف ضوء التشريعات واالتفاقيات الدولية‪ ،‬منشورات احلل‬ ‫احلقوقية‪ ،‬بريوت‪.1111 ،‬‬ ‫‪ - 20‬حسي حممد جابر‪ :‬القانون الدويل‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪.1112 ،‬‬ ‫‪ - 21‬حسني خوجة‪ :‬ذيل بشائر أهل اإلميان بفتوحات آل عثمان‪ ،‬حتقيق وتقدمي الطاهر العموري‪ ،‬الدار العربية‬ ‫للكتاب‪ ،‬تونس‪( ،‬د‪.‬س‪.‬ط)‪.‬‬ ‫‪ - 22‬محدي عبد الرمحن‪ :‬إفريقيا وحتديات عصر النهضة أي مستقبل؟ مكتبة مدبويل‪ ،‬ط‪ ،1‬القاهرة‪.1111 ،‬‬ ‫‪ - 23‬محدي عبد الرمحن‪ :‬قضايا يف النظم السياسية اإلفريقية‪ ،‬مركز دراسات املستقبل اإلفريقي‪ ،‬القاهرة‪،‬‬ ‫‪.1112‬‬ ‫‪ - 24‬دليب هريو‪ :‬األصول اإلسالمية يف العصر احلديث‪ ،‬ترمجة عبد احلميد فهمي اجلمال‪ .‬القاهرة‪ .‬اهلي ة‬ ‫املصرية العامة‪ ،‬ط‪ ،1‬القاهرة‪.1111 ،‬‬ ‫‪ - 25‬رشدي أمحد رأفت‪ :‬اإلرهاب والقرصنة‪ ،‬مركز الدراسات والبحوث‪ ،‬جامعة نايف العربية للعلوم األمنية‪،‬‬ ‫ط‪ ،1‬الرياض‪.1116 ،‬‬ ‫‪ - 26‬رضا عبد السالم‪ :‬ارهيار العوملة‪ ،‬منشورات كتب عربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.1111 ،‬‬ ‫‪ - 27‬روي فريايرأندرادي‪ :‬تاريخ الربتغاليني يف اخللي العريب يوم سقطت هورمز‪ ،‬ترمجة عيسى أمني‪ ،‬مؤسسة‬ ‫األيام للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬البحرين‪.1116 ،‬‬ ‫‪ - 28‬رياشي اسكندر‪ :‬رؤساء لبنان كما عرفتهم ‪ ،‬املكتب التجاري‪ ،‬ط‪ .1‬بريوت‪.1161 ،‬‬ ‫‪240‬‬


‫‪ - 29‬سامر خميمر وخالد حجازي‪ :‬أزمة املياه يف املنطقة العربية‪ ،‬سلسلة عامل املعرفة‪ ،‬العدد ‪ ،111‬سلسلة‬ ‫كتب رقافية شهرية يصدرها اجمللس الوطي للثقافة والفنون واآلداب‪ ،‬الكويت‪ ،‬مايو ‪.1116‬‬ ‫‪ - 30‬مسيح عاطف الزين‪ :‬السياسة والسياسة الدولية‪ ،‬دار الكتاب اللبناين‪ ،‬ط‪ ،1‬بريوت‪.1113 ،‬‬ ‫‪ - 31‬شوقي عبد القوي عثمان‪ :‬جتارة احمليط اهلندي يف عصر السيادة اإلسالمية‪ ،‬سلسلة عامل املعرفة‪ ،‬العدد‬ ‫‪ ،131‬شهرية يصدرها اجمللس الوطي للثقافة والفنون واآلداب‪ ،‬يوليو ‪ ،1111‬الكويت‪.‬‬ ‫‪ - 32‬صاحل بن رميح الرميح‪ :‬اإلرهاب والقرصنة البحرية‪ ،‬جامعة نايف العربية للعلوم األمنية‪ ،‬ط‪ ،1‬الرياض‪،‬‬ ‫‪.1116‬‬ ‫‪ - 33‬صربي فارس اهلييت‪ :‬اجلغرافيا السياسية مع تطبيقات جيوبوليتيكية استشرافية عن الوطن العريب‪ ،‬دار‬ ‫الكتاب اجلديد املتحدة‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪( ،‬د‪.‬س‪.‬ط)‪.‬‬ ‫‪ - 34‬صالح الدين حاف ‪ :‬صراع القوى العظمى حول القرن اإلفريقي‪ ،‬سلسلة عامل املعرفة‪ ،‬العدد ‪،11‬‬ ‫سلسلة كتب رقافية واجتماعية‪ ،‬يصدرها اجمللس الوطي للثقافة والفنون واآلداب‪ ،‬الكويت‪.1121 ،‬‬ ‫‪ - 35‬طارق عبد العايل غنيم بيومي‪ :‬سياسة مصر يف البحر األمحر يف النصف األول من القرن التاسع عشر‪،‬‬ ‫اهلي ة املصرية العامة للكتاب‪ ،‬القاهرة‪1112 ،‬‬ ‫‪ - 36‬عبد اخلالق عبد اهلل‪ :‬العامل املعاصر و الصراعات الدولية‪ ،‬سلسلة عامل املعرفة‪ .‬الكويت‪.1121 ،‬‬ ‫‪ - 37‬عبد الرمحن بن حممد اجلياليل‪ :‬تاريخ اجلزائر العام‪ ،‬املطبعة العربية ‪ ،‬ج‪ ،1‬اجلزائر‪.1133 ،‬‬ ‫‪ - 38‬عبد العزيز حممد سرحان‪ :‬القانون الدويل العام‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪.1161 ،‬‬ ‫‪ - 39‬عبد السالم الرتمانيي‪ :‬الرق‪ ،‬سلسلة عامل املعرفة‪ ،‬العدد‪ 12‬شهرية يصدرها اجمللس الوطي للثقافة‬ ‫والفنون واآلداب‪ ،‬الكويت‪ ،‬نوفمرب ‪.1111‬‬ ‫‪ - 40‬عبد الناصر حريز‪ :‬اإلرهاب السياسي‪ :‬ط‪ ،1‬مكتبة مدبويل‪ ،‬القاهرة‪.1116 ،‬‬ ‫‪ - 41‬عبلة عبد احلميد بوخارس‪ :‬القرصنة البحرية وآرارها على االقتصاد القومي‪ ،‬كتاب قضايا إقليمية‪ ،‬تطبيقات‬ ‫اقتصادية معاصرة‪ ،‬العدد ‪ ،111‬اجلزء الثاين‪ ،‬القاهرة ‪.1111‬‬ ‫‪ - 42‬علي احلاج‪ :‬دول االحتاد األوريب يف املنطقة العربية بعد احلرب الباردة‪ ،‬ط‪ ،1‬بريوت‪ ،‬مركز دراسات‬ ‫الوحدة العربية‪.1113 ،‬‬ ‫‪ - 43‬علي حسني الشريف‪ :‬اإلرهاب والقرصنة البحرية‪ ،‬مركز الدراسات والبحوث‪ ،‬جامعة نايف العربية للعلوم‬ ‫األمنية‪ ،‬ط‪ ،1‬الرياض‪.1116 ،‬‬ ‫‪ - 44‬علي صادق أبو هيف‪ :‬القانون الدويل العام‪ ،‬ط‪ ،6‬اإلسكندرية‪.1111 ،‬‬ ‫‪ - 45‬عوان بن عيد البلوي وآخرون‪ :‬القرصنة البحرية برؤية اململكة العربية السعودية‪ ،‬كتاب الندوة الدولية الثالثة‬ ‫إلدارة الكوارث البحرية‪ ،‬املديرية العامة حلرس احلدود ووزارة الداخلية‪ ،‬اململكة العربية السعودية ‪ 11-11‬ذو‬ ‫القعدة ‪1121‬هد‪.‬‬ ‫‪241‬‬


‫‪ -46‬فرانسيس مورالييه‪ ،‬جوزيف كوليز‪ :‬صناعة اجلوع‪ ،‬ترمجة‪ :‬أمحد حسان‪ ،‬سلسلة عامل املعرفة‪ ،‬العدد‪،61‬‬ ‫سلسلة كتب رقافية شهرية يصدرها اجمللس الوطي للثقافة والفنون واآلداب‪ ،‬الكويت‪ ،‬أفريل ‪.1122‬‬ ‫‪ - 47‬فيفي عبد املنعم مسعد‪ :‬العوملة وأررها يف اجملتمع والدولة‪ ،‬مركز اإلمارات للدراسات والبحوث االسرتاتيجية‪،‬‬ ‫ط‪ ،1‬أبو ظ ‪.1111 ،‬‬ ‫‪ - 48‬كارل دوتيشي‪ :‬حتليل العالقات الدولية‪ ،‬ترمجة شعبان حممد حممود ‪ ،‬اهلي ة املصرية العامة للكتاب‪،‬‬ ‫القاهرة‪.1122 ،‬‬ ‫‪ -49‬كريستوفر سايكس‪ :‬مفارق الطرق إىل "إسرائيل"‪ ،‬ترمجة خريي محاد‪ ،‬دار الكتاب العريب‪ ،‬بريوت‪.1166 ،‬‬ ‫‪ - 50‬مارتن غريفي ‪ ،‬تريي أوكالهان‪ :‬املفاهيم األساسية يف العالقات الدولية‪ ،‬ترمجة مركز اخللي لألحباث‪،‬‬ ‫ط‪ ،1‬اإلمارات العربية املتحدة‪.1111 ،‬‬ ‫‪ - 51‬مايكل كلري‪ :‬احلروب على املوارد اجلغرافيا اجلديدة للنزاعات العاملية‪ ،‬ترمجة عدنان حسن‪ ،‬دار الكتاب‬ ‫العريب‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪.1111 ،‬‬ ‫‪ - 52‬حممد أبو الفتوح غنام‪ :‬اإلرهاب وتشريعات املكافحة يف الدول الدميقراطية‪ ،‬ط‪.1111 ،1‬‬ ‫‪ - 53‬حممد الرميحي‪ :‬النفط والعالقات الدولية‪ ،‬سلسلة كتب املعرفة‪ ،‬العدد‪ ،31‬سلسلة كتب رقافية تصدر‬ ‫عن اجمللس الوطي للثقافة والفنون واآلداب‪ ،‬الكويت‪ ،‬أبريل ‪.1121‬‬ ‫‪ -54‬حممد حاف غامن‪ :‬مبادئ القانون الدويل العام‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪.1126 ،‬‬ ‫‪ - 55‬حممد زاهي املعنرييب‪ ،‬ومصطفى عبد اهلل خشيم‪ :‬صراع االسرتاتيجيات يف البحر األمحر وأرره على األمن‬ ‫القومي العريب‪.2004 ،‬‬ ‫‪ - 56‬حممد مساك‪ :‬اإلرهاب والعنف السياسي‪ :‬ط‪ ،1‬النفائس للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬بريوت‪.1111 ،‬‬ ‫‪- 57‬حممد عبد الغي سعودي‪ :‬قضايا إفريقية‪ ،‬عامل املعرفة‪ ،‬سلسلة كتب رقافية يصدرها اجمللس الوطي للثقافة‬ ‫والفنون واآلداب‪ ،‬الكويت‪ ،‬العدد‪ ،21‬أكتوبر ‪ ،1121‬الكويت‪.‬‬ ‫‪ - 58‬حممد طلعت الغنيمي‪ :‬األحكام العامة يف قانون األمم‪ ،‬منشثة املعارف ‪ ،‬اإلسكندرية‪.1111 ،‬‬ ‫‪ - 59‬حممد علي احلوات‪ :‬مضيق باب املندب‪ ،‬أمهيته االسرتاتيجية وتثرريها على األمن القومي العريب‪ ،‬مكتبة‬ ‫مدبويل‪ ،‬القاهرة‪( ،‬د‪.‬س‪.‬ط)‪.‬‬ ‫‪ – 60‬حممد حممود السرياين‪ :‬احلدود الدولية يف الوطن العريب نشثهتا وتطورها ومشكالهتا‪ ،‬مركز الدراسات‬ ‫والبحوث‪ ،‬أكادميية نايف العربية للعلوم األمنية‪ ،‬الرياض‪.1111 ،‬‬ ‫‪ - 61‬حممد مصطفى صفوت‪ :‬اجلمهورية احلديثة‪ ،‬منشثة املعارف‪( ،‬ط‪ ،)1‬اإلسكندرية‪.1132 ،‬‬ ‫‪ - 62‬حممد وليد اسكاف‪ :‬حق استخدام القوة ودوره يف العالقات الدولية‪ ،‬مركز دمشق للدراسات النظرية‬ ‫واحلقوق املدنية‪ ،‬دمشق‪ ،‬سوريا‪.1111 ،‬‬ ‫‪242‬‬


‫‪ - 63‬حممود صاحل منسي‪" :‬تصريح بلفور‪ ،‬مع قسم خاص عن فلسطني" يف‪ :‬تقارير ييل األمريكية‪ ،‬دار الفكر‪،‬‬ ‫القاهرة‪.1111 ،‬‬ ‫‪ - 64‬مدحية أمحد دروي ‪ :‬النشاط األمريكي يف جنوب البحر األمحر‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬ط‪ ،1‬جدة‪.1116 ،‬‬ ‫‪ - 65‬مروش املنور‪ :‬دراسات عن اجلزائر يف العهد العثماين‪ ،‬القرصنة األساطري والواقع‪ ،‬ج‪ ،1‬دار القصبة‬ ‫للنشر‪ ،‬اجلزائر‪.1111 ،‬‬ ‫‪ - 66‬مسفر بن صاحل الغامدي‪ :‬كتاب احللقة العلمية مكافحة القرصنة البحرية‪ ،‬من ‪-11‬اىل‬ ‫‪ ، 1111/11/11‬بعنوان الصراع الدويل على النفوذ يف البحر األمحر والقرن اإلفريقي‪ ،‬كلية التدريب‪ ،‬قسم‬ ‫الربام التدريسية‪ ،‬اخلرطوم‪.1111 ،‬‬ ‫‪ - 67‬مطهر أمحد‪ :‬عقبات اإلرهاب والقرصنة‪ ،‬مركز الدراسات والبحوث‪ ،‬جامعة نايف العربية للعلوم األمنية‪،‬‬ ‫ط‪ ،1‬الرياض‪.1116 ،‬‬ ‫‪ - 68‬مقلد إمساعيل صربي‪ :‬نظريات السياسة الدولية‪ :‬دراسة حتليلية مقارنة‪ ،‬الكويت‪ ،‬دار السالسل ‪.1121،‬‬ ‫‪ -69‬مناري خليل حممود وباسيل يوسف‪ :‬احملكمة اجلنائية الدولية‪ ،‬هيمنة القانون أو قانون اهليمنة‪ ،‬بيت‬ ‫احلكمة‪ ،‬ط‪ ،1‬بغداد‪.1112 ،‬‬ ‫‪ -70‬مولود عومير‪ :‬مالك بن ن رجل احلضارة مسريته وعطاؤه الفكري‪ ،‬دار األمل للطباعة والنشر والتوزيع‪،‬‬ ‫تيزي وزو ‪ ،‬اجلزائر‪.1111 ،‬‬ ‫‪ -71‬هندري بريين‪ :‬تاريخ أوربا يف العصور الوسطى‪ ،‬ترمجة عطية القهوجي‪ ،‬اهلي ة املصرية العامة للكتاب‪،‬‬ ‫القاهرة‪.1116 ،‬‬ ‫‪ – 11‬وو‪.‬بن‪ :‬ترمجة عبد العزيز محدي‪ :‬الصينيون املعاصرون‪ ،‬ج‪ ،1‬سلسلة كتب املعرفة رقافية شهرية‪ ،‬يصدرها‬ ‫اجمللس الوطي للثقافة والفنون واآلداب‪ ،‬العدد ‪ ،111‬الكويت‪ ،‬يونيو ‪.1116‬‬ ‫‪ - 12‬يوجني روجان‪ :‬العرب من الفتوحات العثمانية اىل احلاضر‪ .‬كلمات عربية للرتمجة و النشر‪ .‬ط‪ .1‬القاهرة‪،‬‬ ‫‪.1111‬‬ ‫‪ – 11‬يوسف داوود‪ ،‬كوركيس‪ :‬اجلرمية املنظمة‪ ،‬عمان‪ :‬الدار العملية الدولية ودار الثقافة للنشر والتوزيع‪،‬‬ ‫‪.1111‬‬

‫* رسائل الماجستير و الدكتوراه‪:‬‬ ‫‪ - 1‬بوملكاحل إبراهيم‪ :‬اسرتاتيجية مواجهة التحدي األمي يف النظام اإلقليمي اخلليجي‪ ،‬رسالة مقدمة لنيل‬ ‫درجة املاجستري‪ ،‬قسم العلوم السياسية‪ ،‬جامعة باتنة‪.1116-1113 ،‬‬ ‫‪ -1‬بوعيسي حسام الدين‪ :‬تطور العالقات االوروبية االمريكية بعد احداث احلادي عشر ايلول‪/‬سبتمرب ‪.1111‬‬ ‫رسالة مقدمة لنيل درجة املاجستري ‪.‬علوم سياسية‪ .‬جامعة بريوت العربية‪ .‬لبنان‪.1111 ،‬‬ ‫‪243‬‬


‫‪ -2‬جعيشيان صاحل ناصر‪ :‬احملددات الداخلية واخلارجية لالستقرار السياسي يف اليمن‪ ،‬دراسة سياسية ‪ ،‬رسالة‬ ‫مقدمة لنيل درجة املاجستري يف العلوم السياسية‪ ،‬كلية القانون والعلوم السياسية‪ ،‬مث العلوم السياسية األكادميية‬ ‫العربية املفتوحة يف الدمنارك‪.1111 ،‬‬ ‫‪ -1‬حسن عزيز نور احللو‪ :‬اإلرهاب يف القانون الدويل‪ :‬دراسة قانونية مقارنة – أطروحة مقدمة استكماال‬ ‫ملتطلبات احلصول على درجة ماجستري يف القانون العام‪ -‬هلسنكي –فلندا‪1111 -‬ه‪.1111 -‬‬ ‫‪ -3‬ذيب صاحل عبد الكرمي‪ :‬االختصاص يف اجلرائم املرتكبة على ظهر السفن‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬رسالة ماجستري‬ ‫مقدمة إىل كلية القانون‪ ،‬جامعة بغداد‪.1112 ،‬‬ ‫‪ -6‬رقية العاقل‪ :‬إشكالية اهلجرة واألمن يف غرب املتوسط‪ ،‬رسالة مقدمة لنيل درجة املاجستري‪ ،‬قسم العلوم‬ ‫السياسية‪ ،‬جامعة اجلزائر‪.1112-1111 ،‬‬ ‫‪ -1‬رتيبة برد‪ :‬احلوار األورو متوسطي من برشلونة إىل منتدى (‪ ،)3+3‬رسالة مقدمة لنيل درجة املاجستري‪ ،‬قسم‬ ‫العلوم السياسية والعالقات الدولية‪ ،‬جامعة اجلزائر‪.1111-1112 ،‬‬ ‫‪ -2‬زواين نادية‪ :‬االعتداء على حق امللكية الفكرية‪ ،‬التقليد والقرصنة‪ ،‬رسالة مقدمة لنيل شهادة املاجستري يف‬ ‫العلوم القانونية‪ ،‬جامعة اجلزائر‪.1112-1111 ،‬‬ ‫‪ -1‬حممد معلم أمحد‪ :‬منه الشريعة اإلسالمية يف مواجهة احلروب األهلية‪ ،‬دراسة تطبيقية عن احلرب األهلية يف‬ ‫الصومال‪ ،‬جامعة نايف للعلوم األمنية‪ ،‬ختصأل التشريع اجلنائي اإلسالمي‪ ،‬حبث مكمل لنيل درجة املاجستري‪،‬‬ ‫الرياض‪.1116 ،‬‬

‫‪ -‬المجالت وجرائد‪:‬‬

‫‪ – 1‬إبراهيم العامر‪ :‬حتديات إفريقيا‪ ،‬جملة قراءات إفريقية‪ ،‬رقافية فصلية‪ ،‬تصدر عن املنتدى اإلسالمي‪ ،‬العدد‪،6‬‬ ‫الرياض‪ ،‬سبتمرب ‪.1111‬‬ ‫‪ – 1‬إبراهيم حممد العناين‪ :‬القرصنة ومكافحتها يف القانون الدويل‪ ،‬جملة اإلنساين‪ ،‬تصدر عن الصليب األمحر‬ ‫الدويل‪ ،‬العدد ‪ ،13‬شتاء ربيع ‪.1111‬‬ ‫‪ – 2‬أمحد حممود سراج الدين‪ :‬املضايق البحرية يف منطقة الشرق األوسط يف املنظور اجليوسرتاتيجي‪ ،‬جملة كلية‬ ‫امللك خالد العسكرية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يبناير‪.1122 ،‬‬ ‫‪ - 1‬آدم حممد أمحد عبد اهلل‪ :‬القرصنة قبالة سواحل الصومال وانعكاساهتا على املالحة يف البحر األمحر‪ ،‬ورقة‬ ‫حبيث منشورة يف كتاب حول ملتقى قضايا املالحة البحرية وتثررياهتا على اليمن‪ ،‬كلية العلوم االسرتاتيجية جبامعة‬ ‫نايف للعلوم األمنية‪ ،‬جدة‪ ،‬يناير ‪.1111‬‬

‫‪244‬‬


‫‪ – 3‬الكباب‪ :‬املعاجلة احلقيقية لعدم االستقرار يف القرن اإلفريقي وعمليات القرصنة ال ميكن حتقيها إال بتحقق‬ ‫األمن واالستقرار يف الصومال‪ ،‬جريدة ‪ 11‬أكتوبر‪ ،‬العدد ‪ ،11112‬السنة ‪ ،11‬اليمن‪،‬اإلرنني ‪ 21‬مارس‬ ‫‪.1111‬‬ ‫‪ – 6‬احملرر‪ :‬التدافع الدويل حنو القرن اإلفريقي‪ ،‬جملة البيان‪ ،‬جملة تصدر عن الكويت‪ ،‬العدد‪ ،211‬جويلية‬ ‫‪.1111‬‬ ‫‪ -1‬إلياس العطروين‪ :‬إرهاب العوملة الثقايف‪ :‬اخلنق بقفازات من حرير‪ ،‬جملة اللواء‪ ،‬عدد خاص‪ ،‬كانون الثاين‬ ‫‪ ،1111/11/11‬تصدر عن الشركة اللبنانية لتوزيع الصحف واملطبوعات‪ ،‬بريوت‪.1111 ،‬‬ ‫‪ - 2‬أنور قاسم‪ :‬قطعة قزوين والعراق وتناحر املصاحل الدولية‪ ،‬جملة الشاهد‪ ،‬الكويت ‪.1111/11/12‬‬ ‫‪ - 1‬بسمة عوملي‪ :‬جرمية تبييض األموال وحظر املخدرات على االقتصاد وسبل مكافحتها‪ ،‬جريدة الشعب‪،‬‬ ‫العدد ‪ ،11111‬اجلزائر فيفري ‪.1112‬‬ ‫‪ - 11‬بكر مصباح تنرية‪" :‬األمن العريب وتوازن القوى اإلقليمي‪ ،"...‬جملة "شؤون عربية"‪ ،‬القاهرة‪ ،‬العدد ‪،221‬‬ ‫كانون األول‪/‬ديسمرب ‪.1116‬‬ ‫‪ - 11‬بكر مصباح تنرية‪" :‬التطور االسرتاتيجي لصراع القوى العظمى وأرره على أمن اخللي العريب"‪ ،‬يف جملة‬ ‫"دراسات اخللي واجلزيرة العربية"‪ ،‬جامعة الكويت‪ ،‬العدد ‪ ،16‬أفريل ‪.1126‬‬ ‫‪ - 11‬بكر مصباح تنريه‪" :‬التطور االسرتاتيجي للسياسة األمريكية يف الوطن العريب"‪ ،‬جملة "املستقبل العريب"‬ ‫بريوت‪ :‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬العدد‪ ،21 ،‬آذار مارس ‪1121‬‬ ‫‪ - 12‬بكر مصباح تنرية‪" :‬تطور الصراع االسرتاتيجي بني القوى اإلقليمية والدولية يف الشرق األوسط وأرره على‬ ‫مستقبل الوطن العريب‪ ،‬جملة "املستقبل العريب"‪ ،‬العدد ‪ ،21‬آذار‪ /‬مارس ‪.1121‬‬ ‫‪ - 11‬بكر مصباح تنرية‪" :‬حركة الوحدة العربية يف مواجهة االسرتاتيجيات الدولية املعاصرة‪ "،‬جملة "شؤون عربية"‬ ‫العدد ‪ ،1‬أفريل‪.1121‬‬ ‫‪ - 13‬بكر مصباح تنرية‪ :‬مستقبل جامعة الدول العربية يف القرن احلادي والعشرين‪ ،‬جملة" شؤون عربية"‪ ،‬القاهرة‬ ‫‪ ،‬العدد ‪ ،11‬آذار ‪ /‬مارس ‪.1111‬‬ ‫‪ - 16‬حامد عطا‪ :‬على مضيق هورمز‪ 111 ،‬جملة الثقافة االجتماعية واألمنية‪ ،‬العدد‪ ،11‬السنة ‪ ،11‬جملة‬ ‫تصدر عن وزارة الداخلية لإلمارات العربية املتحدة‪ ،‬نوفمرب ‪.1111‬‬ ‫‪ - 11‬حسام الدين جاد الرب‪ :‬خطة إعادة رسم الشرق األوسط دراسة جيوبوليتكية أمريكية‪ ،‬دار النشر‬ ‫اإللكرتوين‪ ،‬كلية اآلداب‪ ،‬جامعة أسيوط‪ ،‬مصر‪.1111 ،‬‬ ‫‪ - 12‬حسني البادي‪ :‬ظاهرة القرصنة البحرية هتدد أمن املمرات املائية‪ ،‬وحركة التجارة العاملية‪ 111 ،‬جملة الثقافة‬ ‫االقتصادية واألمنية‪ ،‬العدد ‪ ،111‬تصدر عن وزارة الداخلية لإلمارات العربية املتحدة‪ ،‬نوفمرب ‪.1111‬‬ ‫‪245‬‬


‫‪ – 11‬محدي عبد الرمحن‪ :‬السياسة األمريكية جتاه إفريقيا من العزلة إىل الشراكة‪ ،‬جملة السياسة الدولية‪ ،‬تصدر‬ ‫عن مركز األهرام‪ ،‬العدد ‪ ،111‬القاهرة يناير ‪. 1111‬‬ ‫‪ – 11‬خالد أبو الفتوح‪ :‬النفط يشعل احلرب‪ ،‬جملة البيان‪ ،‬جملة إسالمية شهرية تصر عن املنتدى اإلسالمي‪،‬‬ ‫السنة ‪ ،12‬العدد ‪ ،121‬يوليو ‪.1112‬‬ ‫‪ -11‬خلف اجلراد‪" :‬مشروع الشرق األوسط الكبري"‪ :‬مقدمات‪...‬و تساؤالت صحيفة"‪ .‬جملة «تشرين"‪ ،‬دمشق‪،‬‬ ‫سوريا‪ ،‬عدد مارس‪.1111‬‬ ‫‪ - 11‬سامر عجيمي‪ :‬السياسة األمريكية بني اإليديولوجية واملصاحل‪ ،‬جريدة االنتقاد‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان اجلمعة‬ ‫‪.1112/16/11‬‬ ‫‪ - 12‬سيف شاهني املرخيي‪ :‬القرصنة يف اخللي العريب والبحر األمحر واحمليط اهلندي يف العصور اإلسالمية‬ ‫األوىل‪ ،‬جملة كلية اآلداب‪ ،‬جامعة اإلسكندرية‪ ،‬العدد ‪ ،32‬مصر‪.1112 ،‬‬ ‫‪ - 11‬شفيق املصري‪ :‬العراق خماض الوالدة‪ ،‬جملة االقتصاد واألعمال‪ ،‬جملة تصدر عن الشركة العربية للصحافة‬ ‫والنشر‪ ،‬العدد ‪ ،121‬بريوت‪.1112 ،‬‬ ‫‪ - 13‬صاحل البيضاين‪ :‬برمودا آخر يلتهم السفن‪ ،‬مؤمتر إقليمي يف اليمن ملواجهة القرصنة يف خلي عدن‪ ،‬شؤون‬ ‫عربية‪ ،‬جريدة العرب اليمنية‪ ،‬اجلمعة ‪.1112/11/11‬‬ ‫‪ -16‬طارق القيزاين‪ :‬أمسرة ترفض التعاون مع جلنة األمم املتحدة‪ ،‬اريرتيا تبقي القرن اإلفريقي يف حالة حرب‬ ‫دائمة‪ ،‬جريدة العرب‪ ،‬اجلمعة ‪ ،1112/11/11‬قطر‪.‬‬ ‫‪ -11‬طلعت رميح‪ :‬الدعوة إىل الشرق األوسط الكبري‪ ،‬جملة البيان‪ ،‬جملة إسالمية تصدر عن املنتدى اإلسالمي‪،‬‬ ‫العدد ‪ ،112‬لندن‪ ،‬مارس ‪.1111‬‬ ‫‪ – 12‬عبد الرحيم العطاوي‪ :‬جملة التاريخ العريب‪ ،‬كلية اآلداب‪ ،‬ج‪ ،1‬الرباط‪( ،‬د‪.‬س‪.‬ط)‪.‬‬ ‫‪ - 11‬عبد السالم الرتمانيي‪ :‬الرق‪ ،‬سلسلة عامل املعرفة‪ ،‬العدد ‪ ،12‬جملة شهرية يصدرها اجمللس الوطي للثقافة‬ ‫والفنون واألدب‪ ،‬الكويت‪ ،‬نوفمرب ‪.1111‬‬ ‫‪ -21‬عبد اهلل احلسيي‪ :‬فشل التدخل األوريب يف الصومال أدى إىل الفوضى وظهور القرصنة‪ ،‬جريدة الرياض‪،‬‬ ‫جريدة يومية‪ ،‬العدد ‪ ،13111‬تقارير دولية‪ ،‬السعودية‪ .‬السبت ‪ 11‬صفر ‪1121‬هد ‪ 6/‬فيفري ‪.1111‬‬ ‫‪ -21‬عبد اهلل سليمان‪ :‬ظاهرة اإلرهاب والقانون‪ ،‬اجمللة اجلزائرية للعلوم القانونية االقتصاد والسياسة‪ ،‬معهد‬ ‫احلقوق والعلوم اإلدارية‪ ،‬ابن عكنون‪ ،‬العدد ‪ ،1‬جامعة اجلزائر‪.1116 ،‬‬ ‫‪ – 21‬عز الدين حممد أمحد‪ :‬ابعاد السياسة اخلارجية االمريكية اجتاه منطقة اخللي العريب‪ ،‬جملة السائل‪ ،‬جامعة ‪6‬‬ ‫اكتوبر‪ ،‬مصراته ‪ ،‬العدد الرابع‪ ،‬ليبيا‪ ،‬افريل ‪.1112‬‬ ‫‪241‬‬


‫‪ - 22‬علي عواد الشرعة‪ :‬أرر التغريات يف النظام الدويل على السياسات اخلارجية للدول العربية‪ ،‬جملة املنارة‪،‬‬ ‫اجمللد ‪ ،11‬العدد‪.1112 ،1‬‬ ‫‪ - 21‬كلمة رئيس مجهورية الصومال شريف الشيخ أمحد‪ ،‬املؤمتر الدويل بعنوان‪ :‬ظاهرة القرصنة البحرية ديب‪،‬‬ ‫‪ 12-13‬يونيو ‪ ،1111‬اإلمارات العربية املتحدة‪.‬‬ ‫‪ - 23‬الرا الظراسي وموفق حممد‪ :‬كنوز عائمة‪ :‬ظاهرة القرصنة البحرية هتدد أمن املمرات املائية وحركة التجارة‬ ‫العاملية‪ 111 ،‬جملة الثقافة االجتماعية واألمنية‪ ،‬العدد ‪ ،11‬السنة ‪ ،11‬جملة تصدر عن وزارة الداخلية لإلمارات‬ ‫العربية املتحدة‪ ،‬نوفمرب ‪.1111‬‬ ‫‪- 26‬مانويل امليدا‪ :‬قراصنة القرن اإلفريقية‪ ،‬جملة اجمللية جملة العرب الدولية‪ ،‬الشركة السعودية لألحباث والنشر‪،‬‬ ‫العدد ‪.1111 ،1361‬‬ ‫‪ – 21‬مايا خاطر‪ :‬اإلطار القانوين جلرمية القرصنة البحرية‪ ،‬جملة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية‪ ،‬اجمللد‬ ‫‪ ،11‬العدد الرابع‪ ،‬دمشق‪.1111،‬‬ ‫‪ - 22‬حممد أبو القاسم حاج حممد‪ :‬بوش وإعادة التثهيل اإلفريقي‪ ،‬جملة الشاهد‪ ،‬العدد‪ ،112‬بريوت أكتوبر‬ ‫‪.1112‬‬ ‫‪ - 21‬حممد حسون‪ :‬االسرتاتيجية التوسعية حلف الناتو أررها على األمن القومي العريب‪ ،‬جملة جامعة دمشق‬ ‫للعلوم االقتصادية والقانونية‪ ،‬اجمللد ‪ ،16‬العدد الثاين‪ ،‬سوريا‪.1111 ،‬‬ ‫‪ - 11‬حممد زاهي املعنرييب‪ ،‬ومصطفى عبد اهلل خشيم‪ :‬صراع االسرتاتيجيات يف البحر األمحر وأرره على األمن‬ ‫القومي العريب‪ ،‬جملة شؤون عربية‪ ،‬جملة فصلية تصدر عن جامعة الدول العربية العدد ‪ ،66‬جويلية ‪.1111‬‬ ‫‪ – 11‬حممد عبد العزيز اهلواري‪ :‬بريطانيا يف إفريقيا (تلخيأل كتاب)‪ ،‬جملة قرارات إفريقية‪ ،‬رقافية فصلية تصدر‬ ‫عن املنتدى اإلسالمي‪ ،‬العدد‪ ،6‬الرياض سبتمرب ‪.1111‬‬ ‫‪ - 11‬حممد ياسر منصور‪ :‬القرصنة البحرية بني األمس واليوم‪ ،‬جملة كلية امللك خالط العسكرية‪ ،‬العدد( ‪)12‬‬ ‫سبتمرب‪.1111‬‬ ‫‪ - 12‬نافذ أبو حسنة‪ :‬بال أي حق‪...‬وبالقوة ''العامل اجلميل'' وفق االسرتاتيجية األمريكية‪ ،‬جملة الشاهد‪ ،‬جملة‬ ‫شهرية شاملة‪ ،‬العدد ‪ ،112‬بريوت‪ ،‬أكتوبر ‪.1112‬‬ ‫‪ - 11‬نقوال سركيس‪ :‬العراق حتت ظالل االحتالل‪ ،‬جملة احلوار العريب‪ ،‬املركز العريب للتوريق واإلعالم‪ ،‬العدد ‪،11‬‬ ‫بريوت‪.1112 ،‬‬ ‫‪ - 13‬هاين الشميطلي‪ :‬أوروبا واملتوسط‪ :‬تاريخ العالقات ومشروع االحتاد من أجل املتوسط‪ ،‬اجمللة العربية للعلوم‬ ‫السياسية‪ ،‬العدد ‪ ،11‬سبتمرب ‪.1112‬‬ ‫‪ - 16‬هي ة التحرير‪ :‬جريدة "األهرام"‪ ،‬القاهرة‪ .‬عدد ‪.1111 /1/11‬‬ ‫‪ - 11‬هي ة التحرير‪ :‬جملة املستقبل "املوارد املالية العربية"‪ ،‬العدد ‪ ،116‬باريس‪.1121/1/11 ،‬‬ ‫‪247‬‬


‫ منشورات‪:‬‬‫‪ -1‬آدم حممد أمحد عبد اهلل‪ :‬القرصنة قبالة سواحل الصومال وانعكاساهتا على املالحة يف البحر األمحر‪،‬‬ ‫منشورات ملتقى دويل‪،‬كلية العلوم االسرتاتيجية جبامعة نايف للعلوم األمنية‪ ،‬بعنوان‪ :‬ملتقى قضايا املالحة البحرية‬ ‫وتثررياهتا على األمن‪ ،‬يناير‪.1111‬‬ ‫‪ -1‬مشروع امليثاق من أجل السلم واملصاحلة الوطنية‪ ،‬مطبوعات اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية‪،‬‬ ‫‪.1111/11/11‬‬

‫ اتفاقيات و مواثيق دولية‪:‬‬‫‪ -1‬األمم املتحدة‪ :‬جملس األمن‪ :‬القرار ‪ )1112( 1216‬الذي اختذه جملس األمن يف جلسته ‪3111‬‬ ‫املعقودة يف حزيران‪/‬يونيو ‪ ،1112‬رقم‪ ،S/Res/1816/2008 :‬ص‪.1‬‬ ‫‪ - 2‬األمم املتحدة‪ :‬جملس األمن‪ ،‬القرار ‪ )1111( 1231‬الذي اختذه جملس األمن يف جلسته ‪،6126‬‬ ‫املعقودة يف ‪ 16‬كانون األول‪ /‬ديسمرب ‪ .1112‬رقم‪. S/res/1815/2008:‬‬ ‫‪ - 3‬األمم املتحدة ‪ :‬جملس األمن‪ :‬القرار ‪ )1111( 1126‬الذي اختذه جملس األمن يف جلسته ‪6112‬‬ ‫املعقودة يف ‪ 11‬شباط‪ /‬فرباير ‪ ، 1111‬رقم‪./Res/S1126 )1111( :‬‬ ‫‪ - 4‬األمم املتحدة ‪ :‬جملس األمن‪ :‬القرار ‪ )1111( 1121‬الذي اختذه جملس األمن يف جلسته ‪6111‬‬ ‫املعقودة يف‪ 1111‬شباط‪ /‬فرباير ‪ ، 1111‬رقم‪./Res/S1121 )1111( :‬‬ ‫‪ - 5‬اتفاقية األمم املتحدة لقانون البحار لعام ‪( 1121‬جاميكا)‪.1121 ،‬‬ ‫‪ - 6‬نشرة إعالمية بعنوان‪ :‬االتفاق بشثن تبادل املعلومات بني االنرتبول ومنظمة حلف مشال األطلسي يعزز‬ ‫التحقيقات يف أعمال القرصنة البحرية‪ ،‬االنرتبول رقم ‪.1111/11‬‬ ‫‪ -7‬إعداد اإلنرتبول برناجما فعاال ومستداما ملكافحة القرصنة البحرية‪ ،‬االنرتبول قرار‪ :‬الدورة ‪ 11‬للجمعية‬ ‫اهلامة‪ ،‬هانوي‪ 21 ،‬تشرين األول‪/‬أكتوبر‪ 2-‬تشرين الثاين ‪/‬نوفمرب ‪ ،1111‬رقم‪.-Ag-2011-Res 11 :‬‬ ‫‪ - 8‬اتفاقية روما لقمع األعمال غري املشروعة املوجهة ضد سالمة املالحة البحرية‪ ،‬شبكة املعلومات القانونية‬ ‫لدول جملس التعاون اخلليجي‪.1113.‬‬ ‫‪ - 9‬األمم املتحدة‪ :‬جملس األمن‪ :‬القرار ‪ )1112( 1211‬الذي اختذه جملس األمن خالل جلسته ‪3212‬‬ ‫املعقودة يف ‪ 13‬ماي ‪ ،1112‬رقم‪./RES/ S/1211/1112 :‬‬ ‫‪ - 10‬تقرير األمني العام لألمم املتحدة‪ :‬اجلمعية العامة‪ ،‬الدورة اخلامسة واخلمسون‪ ،‬البند ‪ 21‬من القائمة‬ ‫األولية‪ ،‬احمليطات وقانون البحار‪ ،1111 ،‬رقم‪ ،A/33/61 :‬مارس ‪.1111‬‬

‫‪241‬‬


‫‪ - 11‬حممد هبي الدين‪ :‬أضواء على أهم إصدارات املنظمة البحرية الدولية‪ ،‬األكادميية العربية للعلوم والتكنولوجيا‬ ‫والنقل البحري‪ ،‬جممع املنظمة البحرية الدولية‪ ،‬مقر مذكرة التفاهم للمنظمة البحرية الدولية‪ ،‬جملة دورية تصدر كل‬ ‫رالرة أشهر‪ ،‬سبتمرب ‪.1116‬‬ ‫‪ - 12‬االتفاقية العربية ملكافحة اإلرهاب‪ :‬صدرت بقرار من جملس ووزراء العدل والداخلية العرب يف اجتماعها‬ ‫املشرتك الذي عقد مبقر األمانة العامة جلامعة الدولة العربية بتاريخ ‪ 1112/11/11‬تاريخ بدء نفاذها (املادة‬ ‫‪ ،)11‬القاهرة ‪ 1‬ماي ‪.1111‬‬

‫مواقع انترنت باللغة العربية ‪:‬‬ ‫‪ -1‬احلسيي عبد الكرمي‪ :‬ظاهرة القرصنة يف البحر األمحر وآرارها األمنية على دول املنطقة‪ ،‬مركز الراصد‬ ‫للدراسات السياسية واالسرتاتيجية ندوة بعنوان ظاهرة القرصنة يف البحر األمحر وآرارها األمنية على دول املنطقة‪،‬‬ ‫السودان‪ 2 ،‬أفريل ‪ .1111‬بتاريخ ‪ ( .pm 6:18 1111-11-11‬نسخة خمزنة على الويب)‪.‬‬ ‫‪- http//www.orrasid.com/index.php/Main/index /4/17/Cintents‬‬

‫‪ - 2‬عز الدين اجلوهري‪ :‬القرن اإلفريقي األمهية االسرتاتيجية والصراعات الداخلية‪ ،‬جملة املنار‪ ،‬الشركة الدولية‬ ‫لإلعالم والتوزيع‪ 1111/13/12 ،‬القدس‪ ( .‬نسخة خمزنة على الويب)‪.‬‬ ‫‪- http://www.manare .com/atemplate.php?id=2198.‬‬

‫‪ - 3‬عزو حممد عبد القادر ناجي‪ :‬عدم االستقرار السياسي يف القرن اإلفريقي‪ ،‬جملة احلوار املتمدن‪ ،‬العدد‬ ‫‪ ( .1112/12/11 ،1212‬نسخة خمزنة على الويب)‪.‬‬ ‫‪- http://www.ahewar.eg/debat/show.art. asp?aid: 144415.‬‬

‫‪ - 4‬روبرت رايت‪ :‬ازدياد أعمال القرصنة الصومالية يهدد الشحن البحري الدويل‪ ،‬حدود ينبغي السيطرة عليها‬ ‫لتثمني طرق التجارة العاملية‪ ،‬صحيفة االقتصاد اإللكرتونية‪ ،‬العدد ‪ ،6232‬األربعاء ‪ 1‬مارس ‪( ،1111‬نسخة‬ ‫خمزنة على الويب)‪.‬‬ ‫‪- http://www.aleqt.com/2011/03/09/article-512606.html‬‬

‫‪ - 5‬روجيه ميدلتون‪ :‬القرصنة يف الصومال‪ ،‬هتدد التجارة العاملية وتغذي الصراعات احمللية‪ ،‬ترمجة حممد الزاوي‪،‬‬ ‫جملة قراءات إفريقية‪ ،‬السبت ‪ 13‬أوت ‪ (، ،1111‬نسخة خمزنة على الويب)‬ ‫‪- http://www.qiraatotrican.com /view/?q=199.‬‬

‫‪ - 6‬شافعي حممد‪ :‬مؤمتر ديب حول القرصنة‪ :‬تعددت املؤمترات والنتيجة هي الفشل‪ ،‬شبكة الشاهد‪ 12 ،‬أفريل‬ ‫‪ )11:21 ،1111‬نسخة خمزنة على الويب)‪.‬‬ ‫‪- http://arabic.alshahid.net/reports/41004.‬‬

‫‪ - 7‬حممد حاف عبد اجمليد‪ :‬قناة السويس بني األزمة املالية والقرصنة البحرية‪ ،‬تقرير القاهرة‪ ،‬العدد ‪1 ،21‬‬ ‫يوليو ‪ ، 1111‬يصدر عن مركز األهرام للدراسات السياسية واالسرتاتيجية‪ ،‬القاهرة‪( ،1111 ،‬نسخة خمزنة على‬ ‫الويب)‬ ‫‪- http://acpess.ahram.rg.eg/ahram/2009/7/7/CAIRO.HTM‬‬ ‫‪247‬‬


‫‪ - 8‬أمحد الزبريي‪ :‬القرصنة البحرية وتداعياهتا على األمن القومي اليمي‪ ،‬جريدة ‪ 16‬سبتمرب‪ ،‬العدد ‪،1111‬‬ ‫اخلميس ‪ 11‬يناير –كانون الثاين ‪( ،1111‬نسخة خمزنة على الويب)‪.‬‬ ‫‪- http://www.26sep.net /newsweekprint.php? lng=arabiclsid=48962.‬‬

‫‪ - 9‬مقال منشور مبوقع حركة اإلصالح اإلسالمي اإلرتريي بعنوان‪ :‬املضايق واملمرات املائية‪ 11( ،‬أوت‬ ‫‪ ،)11:21 ،1111‬ونشر جبريدة الرياض السعودية‪ ،‬يوم اجلمعة ‪ 11‬يونيو ‪ ( 1111‬نسخة خمزنة على الويب)‪.‬‬ ‫‪- http://www.islaher.og/details-php?ren type=1hid=1102.‬‬

‫‪ - 10‬احلسيي عبد الكرمي‪ :‬ظاهرة القرصنة يف البحر األمحر وآرارها األمنية على دول املنطقة‪ ،‬ندوة علمية ملركز‬ ‫الراصد للدراسات السياسية واالسرتاتيجية‪ 2 ،‬أفريل ‪ ،1111‬السودان (نسخة خمزنة على الويب)‪.‬‬ ‫‪- http://www.arrasid.com /index.php/maiw/index/4/17/contents.‬‬

‫‪ - 11‬أشرف أبو السعود‪ :‬القرصنة البحرية جتعل احمليط اهلندي ساحة عسكرية دولية‪ ،‬جملة األهرام‪ ،‬نوفمرب‬ ‫‪( 1111‬نسخة خمزنة على الويب)‪.‬‬ ‫‪- http://digital ahram.org.eg/articles.aspx?serical= 322931eid=85.‬‬

‫‪ - 12‬حممود قاسم الشع ‪ :‬القرصنة يف القرن اإلفريقي وردود األفعال الدولية جتاهها‪ ،‬اجلريدة اإللكرتونية‪ ،‬اليمن‬ ‫اليوم‪ 11 ،‬فيفري ‪( 12:12 ،1111‬نسخة خمزنة على الويب)‪.‬‬ ‫‪- http://www.yemen today.net/2008-11-11-20-53-11/2011-01-06-13-04-43‬‬‫‪2255-2010-02-20-20-52-35-html.‬‬

‫‪ - 13‬طلعت مسلم‪ :‬ضرورة مكافحة القرصنة البحرية عربيا‪ ،‬مركز اجلزيرة للدراسات (‪،)1111-12-11‬‬ ‫‪ ( .11:21‬نسخة خمزنة على الويب)‪.‬‬ ‫‪- http://www.aljazira.net/analysis/pages/27gc55bf-ef43-416c-94ce‬‬‫‪70c23ab37sd6.‬‬

‫‪ - 14‬موقع مصر للبرتول والغاز‪ ،‬القرصنة وقناة هرتزل هتدد اإليرادات البرتولية لقناة السويس‪ ،‬موقع متخصأل‬ ‫اقتصادي‪ ،‬اجلمعة ‪( ، 16:21 ،1111/12/11‬نسخة خمزنة على الويب)‪.‬‬ ‫‪- http://www.egyptoil-gas.com /read-article-issues-a.php?AID=37.‬‬

‫‪ - 15‬عمر احلسن‪ :‬مستقبل العالقات اليمنية اخلليجية‪ ،‬املخاطر والفرص‪ ،‬موقع كتاب مراقبون من أجل احلرية‪،‬‬ ‫األحد ‪ 2‬يوليو ‪ ( .11:11 ،1111‬نسخة خمزنة على الويب)‪.‬‬ ‫=‪- http://108.167.157.35/index.php?Option=com-contant &view=article id‬‬ ‫‪39986=2011-07-04-03-47-23&catid=6:2009-05-11-20-56-01&temid=7.‬‬

‫‪ - 16‬أسامة هيكل‪ :‬أمن قناة السويس‪ ،‬جملة املصري اليوم‪ ،‬العدد ‪ ،1621‬السبت ‪ 6‬ديسمرب ‪(.1112‬نسخة‬ ‫خمزنة على الويب)‪.‬‬ ‫‪- http://today.almasryalyoum.com /article2 aspx? Artivle ID=189230 ISSUE‬‬ ‫‪ID= 1246.‬‬

‫‪250‬‬


‫‪ - 17‬سامح راشد‪ :‬التحرك املصري يف مواجهة القرصنة الصومالية‪ ،‬جملة األهرام‪ ،‬جملة تصدر عن مؤسسة‬ ‫األهرام‪( ،‬اجمللة اإللكرتونية)‪ ،‬العدد ‪ 11 ،112‬يناير ‪ ( ،1111‬نسخة خمزنة على الويب)‪.‬‬ ‫‪- http://acpss.ahram.org /ahram/2009/01/12/como.HTM.‬‬

‫‪ - 18‬موقع وزارة اخلارجية اليمنية على االنرتنيت‪ ،‬اخلميس ‪ 11‬أوت ‪ PM..12:21 ،1111‬الصفحة ‪2‬‬ ‫عنوان‪ :‬األمساك‪ ( .‬نسخة خمزنة على الويب)‪.‬‬ ‫‪- http://www.Mofa.gov.ye/ yemen –info/main-inf.HTML‬‬

‫‪ - 19‬حزام الطاهر‪ :‬اليمن‪ ،‬شركات أمساك خليجية تكبدت خسائر موجعة جراء القرصنة واألزمة املالية‪ ،‬جملة‬ ‫االقتصاد اإللكرتونية‪ ،‬الشركة السعودية لألحباث والنشر والتوزيع‪ ،‬السبت ‪1121/13/11‬هد املوافق لد ‪ 1‬مايو‬ ‫‪ ،1111‬العدد ‪( .3621‬نسخة خمزنة على الويب)‪.‬‬ ‫‪- http://www.alect.com /2009/05/02/article-223852.HTML‬‬

‫‪ - 20‬موسوعة السودان الرقمية‪ ( .13:21 ،1111/12/11 ،‬نسخة خمزنة على الويب)‪.‬‬ ‫‪- http://www.Sudanway.sd /geography –rivers-Bahrelharab.htm‬‬

‫‪ - 21‬اتفاقية قمع األعمال غري املشروعة املوجهة ضد سالمة املالحة البحرية لعام ‪ ،1122‬األمانة العامة‪،‬‬ ‫شبكة املعلومات القانونية جمللس التعاون اخلليجي‪ ،‬األربعاء ‪ 11‬أوت ‪ ،1111‬ص‪ ( .1‬نسخة خمزنة على‬ ‫الويب)‪.‬‬ ‫‪- http://www.gcc-legal.org /mojportal public/treat y details.aspx?id=788‬‬

‫‪- 22‬اتفاقية دول جملس التعاون لدول اخللي العريب ملكافحة اإلرهاب‪ ،‬أنظر‪ :‬املادة(‪ )1‬واملادة (‪ )2‬من‬ ‫االتفاقية‪ ،‬ص ‪ ،1‬ص‪ (.1‬نسخة خمزنة على الويب)‪.‬‬ ‫‪- http://www.omanlegal.net/ Vb/Showthread.php?t=13108‬‬

‫‪- 23‬وفداء أمحددد احلمددزي‪ :‬قدرار جملددس األمددن رقدم ‪ 1222‬لعددام ‪ ،1112‬جملددة النبدث نيددوز اإللكرتونيددة اخلمدديس ‪16‬‬ ‫أكتوبر ‪ ،12:11 ،1112‬القاهرة‪ ،‬ص‪( ،1‬نسخة خمزنة على الويب)‪.‬‬ ‫‪- http://www.nabanews.net /2009/15786.HTML‬‬

‫‪ - 24‬املقاربة الدولية للقرصنة البحرية‪ :‬وكالة األنباء الصومالية )‪(10/11/2011:37 ( ،(Sonna‬‬ ‫‪(،PM‬نسخة خمزنة على الويب)‪.‬‬ ‫‪http://www.Sonnanews.net /ar/read.php.pid= 480‬‬

‫‪ - 25‬كورهددان الشدديخ‪ :‬مصدداحل رابتددة ومعطيددات جديدددة‪ :‬السياسددة الروسددية اجتدداه املنطقددة العربيددة بعددد الثددورات‬ ‫العربية‪ ،‬جملة األهرام اإللكرتونية‪ ،‬تصدر عدن مؤسسدة األهدرام‪(،pm 11:21 1111/12/13 .1111 ،‬نسدخة‬ ‫خمزنة على الويب)‪.‬‬ ‫‪- http://digital.ahram.org.eg /articles.aspx?Serial=691739&eid=1538.‬‬

‫‪251‬‬


‫‪ - 26‬حممد بن سعيد الفطيسي‪ :‬املفاجثة الروسية‪ ،‬حنو استشراق مستقبلي لإلمرباطورية الروسية احلديثة (على‬ ‫رقعة الشطرن الدولية بالقرن احلادي والعشرين)‪ ،‬موقع كتاب عراقيون من أجل احلرية‪ ،‬السبت ‪ 6‬جوان ‪،1111‬‬ ‫‪( .2:12‬نسخة خمزنة على الويب)‪.‬‬ ‫‪- http://www.iwffo.org /index.php/arabic/ index.php? Option‬‬ ‫‪=com_content&view=article&id= 661: 2009-06-06-14-03-38&catid=2009-05‬‬‫‪11-20-57-44&Itemid=10.‬‬

‫‪ - 27‬حسن حممد‪ :‬منطقة القرن اإلفريقي حتت رمحة املتنافس‪ ،‬األعداد التارخيية عدسة األهرام‪ ،‬كتاب األهرام‪،‬‬ ‫منشور مبوقع األهرام‪ :‬موقع األهرام ‪( pm 1:21 ،1111/12/11‬نسخة خمزنة على الويب)‪.‬‬ ‫‪- Digital.Ahram.org.eg/ getsubpic.ashx? Eassyib= 284485&picno=1.‬‬

‫‪ - 28‬أشرف أبو السعود‪ :‬القرصنة البحرية جيعل احمليط اهلندي ساحة عسكرية دولية‪ ،‬جملة األهرام‪ ،‬نوفمرب‬ ‫‪ ،1111‬ص‪( .2‬نسخة خمزنة على الويب)‪.‬‬ ‫‪- http://digital.ahram.org.eg /articles.aspx ?serial =322931Leid=85.‬‬

‫‪ - 29‬محدي عبد الرمحن‪ :‬السودان ومستقبل التوازن اإلقليمي يف القرن اإلفريقي‪ ،‬جملة األهرام ‪ 11‬أوت‬ ‫‪ ،1111‬جملة األهرام تصدر عن مؤسسة األهرام ‪ ،‬ص ‪ (.1‬نسخة خمزنة على الويب)‪.‬‬ ‫‪- http://digital.ahram.org.eg/articles.aspx? Serial=220319&eid=225.‬‬

‫‪ - 30‬نور الدين بوشا‪ :‬الصومال على خطى أفغانستان‪ ،‬حتليالت املعرفة‪ ،‬الثالراء ‪ ،1111/13/13‬موقع‬ ‫اجلزيرة‪( .‬نسخة خمزنة على الويب)‪.‬‬ ‫‪- http://www.aljazeera.net/analysis/pages/867e294e-c407-405b-9273‬‬‫‪bc1087c8293d.‬‬

‫‪ - 31‬هنري بيلينغهام‪ :‬الشراكة بني (العام واخلاص) أساسية يف مكافحة القرصنة‪.‬تصريح لوزير اخلارجية‬ ‫الربيطاين(هنري بيلينغهام)‪ ،‬جريدة البيان‪ ،‬بريطانيا (لندن)‪ 11 ،‬يونيو ‪ 21 ،1111‬يونيو ‪. Pm1:13 1111‬‬ ‫(نسخة خمزنة على الويب)‪.‬‬ ‫‪- http://www.albayan.ae /acress-the-uae/news-and-reports/2012-06-29‬‬‫‪1.1678675.‬‬

‫‪ - 32‬حياة زملاط‪ :‬القرصنة البحرية يف القرن اإلفريقي‪ ،‬املركز العريب للدراسات‪1:21 ،1111 -11-21 ،‬‬ ‫‪ ،pm‬ص‪( .3‬نسخة خمزنة على الويب)‪.‬‬ ‫=‪- http://www.cmes-maroc.com /index. php?Option=comcontent&view‬‬ ‫‪article&id=204: 210-12-30-15-18-57&catid=40:2009-02-08-06-48‬‬‫‪22&Itemed=69.‬‬

‫‪ - 33‬وكالة األنباء اجلزائرية‪ :‬إبراز دور اجلزائر كقوة حبرية يف الفرتة العثمانية‪ ،‬يوم دراسي ملبادرة مركز الدراسات‬ ‫املغاربية يف اجلزائر‪ ،‬وهران‪ .‬اخلميس ‪ 11‬يوليو ‪( .1111‬نسخة خمزنة على الويب)‪.‬‬ ‫‪- http://www.asp.dz/‬‬

‫‪252‬‬


:‫ مراجع باللغة األجنبية‬-

:‫ قواميص باللغة اإلنجليزية‬1- ATLAS2010 4TH EDITION : ( page in the web). - ATLAS2010. 4TH EDITION . LANDON2010 PAGES 53/54/93/ 102/113/ 121/147.

:‫ كتب باللغة اإلنجليزية‬1- Ayman Yousef &Roiliph Mohite, Rise of islamique fondamentalism and the arabe American stratégy , Kalinga publications , India, 2002, p 189. 2-in the Asiapacific , center occasionnel paper, Asia Pacific Center For Security Studies Honolulu , Hawail, Febauary 2000. 3- Richard Nixon, BeyondPeace, N.Y. Randon House, 1994.

:‫كتب باللغة الفرنسية‬1 -AMOUR .A :Constitution et religion dans les Etats musulmans, in Constitutions et religions, Tunis, 1994. 2 - Rom smith : la securité Maritim et les cargaisons nucléaires forum du des armement, institut des notions unies pour la recharche sur le des armement, nations unies, 2010. 3 -Thierry kellner: la chine et la nouvelle asie centrale rapport du grip, janvier, 20002. 4 - Backmann René: Un mur en Palestine, Gallimard, Folio actuel, Paris, 2006.

:‫رسائل تخرج ومجالت باللغة الفرنسية‬1 - Alain Aodier: la piraterie maritime dans le monde debut 2009, centre frencais de recherche sur le renseignement, not D'actualité N0= 165, 02-03-2009, paris, France. 2- Benjamin Wiacek: La guerre de Saada au Yémen, un conflit international ?.revueaverroes. Numéro 3, Printemps - Été 2010. 3 – jean jaque. Voche, thevues des relations internationales paris, montchrestion, 5eme edition, 2004. 4 - Nathalie Boudong: la piraterie maritime moderne, mémoire présenté master II professionnel droit maritime et des transports, faculté de droit et de science politique d'Aix-Marseille, université poule Cézanne III année 2008-2009, France. 5 - Saballah mahfoud : traduit par sioudaaissa, la militarisation de l’espace la 5eme force dans les guerres futures, magazin el djeiche,No= 312-313-27 annees, algerie 07-08. 253


:‫ مجالت باللغة اإلنجليزية‬1

- EdaardoGreppi: the évolution of individual ,criminal, responsibilityunder international Law .international review of redgross, Vol 81, No= 835, september 1999.

2 - Maritime Security aampcounter piracy stragegic adaptation and téchnological options: journal of Enargy Security ,No= 41, july 2012. http:// www.ensec.org /index. php? Option =com_ content&view =article&id=188: Maritime –Security-aamp-counter-piracy- stragegicadaptation-and- technological-option&catid =94: 0409 content&Itemid= 342.

:‫ مجالت باللغة اإلسبانية‬1- Almirante Enrique Molina pico: pirateria en el mar. Nuevas Aménazas en el Ambito Maritimo: pirateria y terrorismoAcademiadelmar, cuadernotalasico N0= 36 expuesto y de batido en la session plenarieordinaria N0= 117, Del 28 de Arbil de 2009, Buenos Aires. 2 - Bruno Modica: comprendre la piroterie maritime institut cloiseul pour la politique international et la géoéconomie (Vendredi 03 juillet 2009), Sécurité global N= 07. Page ser leweb- http:// clio.cr.clionautes.org/spip.php? article 2471. 3 - Carlos belane: pirates corsarios, bucaneros, filibusteros…, revista actually nots, N0=52-An 03 ,spain 2011. 4 - Julio Albert ferrero: pirateriay terrorismo Maritimo. xxv11 semanade Estudiosdel Mar. Motril, 2009. 5- Morta coma I forcodell: la nueva pirateria on las difentes costasde ltacer Mondo Y su incidencia en el comercia Maritimo international, projectefide carrera de plomoteura en navrgacio Maritimo, Quatrimester de primo – vero,2009, facultat de noutica de Barcelona, universitat politéchnica de catolunya ,

:‫ مواقع انترنت باللغة اإلنجليزية‬1- Copyrigthtrademork son thern africa 2011: Economic impact of maritime piracy (10-08-2012) 17:30, Htttp://www.trademarkas.org /news/economic-impact-moritime-piracy. 2- Ji Guoxing: slocsecurity in the ascia Pacific, centre occasiona lpoperasia – pocific center fo security studces, honolulu, hawai, february,2000,. ( page in the wep) 254


http://www.apcss.org/ bublications /ocasionel %2 papers/opsloc.htm. 3 - Maritime Security aampcounter piracy stragegic adaptation and téchnological options: journal of Enargy Security, july 2012. http:// www.ensec.org /index, php? Option =com.content et vieu=article id=188:Moritine –Security-aamp-conter-pirac-stragegic- adaptation, and technological.etcatid=94:0409content I temid=342.y

:‫ مواقع انترنت باللغة اإلسبانية‬1-Corsarios Y filibusteros: Historia de piratas Revisto, Muy , Junio 1986. http://www.artrev.8K.com /0000000300. htm. 2- Corlosbelone: pirates corsaios, bu coneros, filibusteros…, revistaactuallynots, N0=52-2011, An 03. http://www.actuallynotes.com /pirotes-corsorios-buconeros.htm 3- PirateriaHistorio, propiedaddelcontenido , Edition Riolp S.A Lunes 22 de Agosto de 2011, p3. http:// www.Canalsocial.net /ger/ficha Ger.asp?id: 8481 lcae: histoire 4-Pirateria Historio, propiedaddelcontenido , Edition Riolp S.A Lunes 22 de Agosto de 2011, p3. http:// www.Canalsocial.net /ger/ficha Ger.asp?id: 8481 lcae: histoire -

:‫مواقع انترنت باللغة الفرنسية‬1- a.leclev et onter: Le Moyen Age la gronde criminalite, JmogoMundi, Encyclopédie, Jeudi 30 Out 2012. http:// www.Cosmovisions.com / chronCriminolite MA.HTM.

255


‫فهرس المحتويات‬

‫‪251‬‬


‫فهرس المحتويات‬ ‫المحتوى‬

‫الصفحة‬

‫إهداء‬ ‫تشكرات‬ ‫مقدمة‬

‫‪11‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪11‬‬

‫الفصل األول‪ :‬القرصنة تعريفها وجذورها التاريخية‬ ‫املبحث األول‪ :‬تعريف القرصنة البحرية وبداية ظهورها تارخييا‬

‫‪16‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪18‬‬

‫املطلب األول‪ :‬تعريف القرصنة‬ ‫تعريف القرصنة‬

‫‪23‬‬

‫اآلرار القانونية املرتتبة على القرصنة‬ ‫املطلب الثاين‪ :‬بدايات القرصنة يف العصور القدمية و عصر اإلسالم‪.‬‬

‫‪11‬‬

‫الفرع األول‪ :‬القرصنة قدميا قبل (‪ )1111‬سنة قبل امليالد‬

‫‪12‬‬

‫الفرع الثاين‪ :‬القرصنة يف القرون الوسطى‬

‫‪21‬‬

‫* املبحث الثاين‪ :‬القرصنة يف العصر احلديث و املعاصر‪.‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬مكافحة القرصنة يف عصر اخلالفة اإلسالمية‬ ‫هجمات القراصنة على املسلمني‬

‫‪21‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪23‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬اإلمرباطوريات األوربية يف القرون الوسطى ومكافحة القرصنة‬

‫‪21‬‬ ‫‪21‬‬

‫املطلب الثالث‪ :‬القرصنة البحرية يف البحر املتوسط‬

‫‪11‬‬

‫وضع اوروبا يف القرون الوسطى‬

‫‪257‬‬


‫الفصل الثاني‪ :‬القرصنة في القرن اإلفريقي أسبابها و تأثيراتها‪.‬‬ ‫* املبحث األول‪ :‬األمهية اجليواسرتاتيجية ملنطقة القرن اإلفريقي وحبر العرب‪.‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬األمهية التارخيية و اجليواسرتاتيجية للقرن اإلفريقي‪.‬‬ ‫املوقع اجلغرايف‬

‫‪16‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪12‬‬

‫أمهية القرن االفريقي اسرتاتيجيا‬

‫‪12‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪31‬‬

‫املبحث الثاين‪ :‬البعد االسرتاتيجي لبحر العرب‬

‫‪31‬‬

‫مشاكل القرن االفريقي‬ ‫قضية تدويل حبر العرب‬ ‫املطلب الثاين‪ :‬تثرري جرمية القرصنة على (الصومال‪ .‬اليمن ‪ .‬مصر و السعودية)‪.‬‬

‫‪31‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪61‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تثررياهتا على الصومال‬ ‫إرهيار الدولة وظهور القرصنة‬

‫‪61‬‬ ‫‪62‬‬

‫أسباب جرمية القرصنة يف الصومال‬ ‫من نتائ القرصنة يف الصومال‬

‫‪11‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬تثررياهتا على اليمن‬

‫‪11‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪12‬‬

‫أمهية موقع اليمن البحري اسرتاتيجيا‬ ‫األخطار األمنية للقرصنة البحرية على اليمن‬ ‫أهم اجراءات اليمن للحد من القرصنة‬ ‫املطلب الثالث‪ :‬تثرري القرصنة البحرية على كل من( مصر و السعودية)‬ ‫تثرري القرصنة البحرية على مصر‪.‬‬ ‫السعودية‬ ‫املبحث الثالث‪ :‬تثرريات القرصنة على العامل وباقي املنطقة العربية و نتائجها‬ ‫املطلب األول‪ :‬خماطر تدويل املنطقة على األمة العربية‪.‬‬ ‫‪251‬‬

‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪11‬‬


‫التدويل و التواجد األمريكي يف املنطقة‬ ‫اسرائيل و البحث عن تدويل حبر العرب‬ ‫املطلب الثاين‪ :‬أضرار القرصنة على املصاحل االقتصادية و التجارية العربية‬ ‫املطلب الثالث‪ :‬خماطر القرصنة على التجارة الدولية و النقل البحري العاملي‪.‬‬ ‫تثرري القرصنة البحرية على االقتصاد العاملي‬

‫الفصل الثالث‪ :‬القرصنة واإلرهاب والجريمة المنظمة خطورة التعاون و آلية الحد منها‬ ‫املبحث األول‪ :‬أهم قواعد القانون الدويل حول مكافحة القرصنة‬

‫‪16‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪111‬‬

‫‪111‬‬

‫املطلب األول‪ :‬األمم املتحدة وأهم االتفاقيات الدولية ملكافحة القرصنة‬

‫‪111‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬أهم القرارات الدولية والتشريعات احمللية ملكافحة القرصنة‬

‫‪111‬‬

‫املبحث الثاين‪ :‬القرصنة و اإلرهاب و اجلرمية املنظمة وخماطر االندماج‬

‫‪123‬‬

‫املطلب األول‪ :‬خطورة استغالل اجلماعات اإلرهابية للقراصنة‬

‫‪126‬‬

‫تعريف االرهاب‬ ‫تطور ظاهرة االرهاب‬ ‫املطلب الثاين‪ :‬اجلرمية املنظمة وعالقاهتا بالقرصنة و التسلح‬ ‫عالقات تعاون القراصنة مع االرهاب يف القرن االفريقي‬

‫الفصل الرابع‪ :‬البعد الدولي لظاهرة القرصنة وآلية المكافحة‬ ‫المبحث األول‪ :‬مكافحة القرصنة‪ :‬مصالح أم حرب على الظاهرة‪.‬‬ ‫املطلب األول‪:‬أهم مصاحل الدول العظمى يف املنطقة‬ ‫املصاحل االوربية‬ ‫أهم مصاحل التواجد االمريكي باملنطقة‬

‫‪126‬‬ ‫‪121‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪111‬‬

‫‪131‬‬ ‫‪132‬‬ ‫‪131‬‬ ‫‪131‬‬

‫الشرق االوسط اجلديد‬ ‫املطلب الثاين‪ :‬احلرب على جريمة القرصنة بني الفشل و النجاح‬ ‫‪257‬‬

‫‪161‬‬


‫الصعوبات اليت تواجه التصدي للقرصنة البحرية‬

‫‪162‬‬ ‫‪161‬‬

‫املبحث الثاين‪ :‬صراع الدول الكربى حول املنطقة‬ ‫املطلب األول‪ :‬أسباب تواجد الدول العظمى باملنطقة‬ ‫احلركة االستعمارية‬

‫‪161‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪161‬‬ ‫‪111‬‬

‫السيطرة الربيطانية على البحر األمحر‬ ‫النشاط األمريكي يف املنطقة العربية‬ ‫املطلب الثاين‪ :‬حرب املصاحل وبداية حروب األلفية الثالثة‬ ‫املبحث الثالث‪ :‬مستقبل املنطقة العربية و القرن اإلفريقي يف ظل القرصنة واالسرتاتيجيات األمنية اجلديدة‬ ‫املطلب األول‪ :‬االسرتاتيجيات األمنية اجلديدة يف منطقة القرن اإلفريقي‬ ‫املطلب الثاين‪ :‬اآلليات العربية ملكافحة ظاهرة القرصنة‪.‬‬ ‫خامت ددة‬ ‫نتائ د و اقرتاح د ددات‬ ‫قائمة املالحق‬ ‫قائمة املراجع‬ ‫الفهرس‬

‫‪210‬‬

‫‪111‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪111‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.