زيتون العدد 91

Page 1

‫‪zaiton.mag@gmail.com‬‬

‫‪www.facebook.com/ZaitonMagazine‬‬

‫‪1‬‬

‫أسبوعية مستقلة تصدر عن شباب إدلب وريفها |السنة الثانية |العدد ‪ | 6 | 91‬كانون األول ‪2014‬‬

‫أسبوعية مستقلة تصدر عن شباب إدلب وريفها | السنة الثانية | العدد ‪ 6 | 91‬كانون األول ‪2014‬‬

‫|‬

‫|‬


‫|‬

‫�أخبار زيتون‬

‫|‬

‫أسبوعية مستقلة تصدر عن شباب إدلب وريفها | السنة الثانية | العدد ‪ 6 | 91‬كانون األول ‪2014‬‬

‫حتري��ر قرية " ال��دايل " يف ادلب وانباء الأردن يوق��ف عم��ل‬ ‫مكتب �إرتباط اجلرحى‬ ‫عن م�صرع �شبيح "جمل�س ال�شعب "‬

‫إنفج��رت س��يارة مفخخة مس��اء الخميس‬ ‫في قري��ة أبو دالي التابع��ة لناحية التمانعة‬ ‫في ري��ف إدلب الجنوبي‪ ،‬المعقل الرئيس��ي‬ ‫لعض��و (مجلس الش��عب)‪ ،‬وأح��د القياديين‬ ‫البارزي��ن في الدف��اع الوطني أحم��د مبارك‬ ‫الدرويش‪.‬‬ ‫وقال مراس��ل (س��راج ب��رس) إن كأل من‬ ‫جبه��ة النص��رة ول��واء (العقاب) اإلس�لامي‪،‬‬ ‫اقتحم��ا القرية بس��يارة مفخخة ب��ـ ‪ 80‬طن‬ ‫من المتفجرات أدت إلى مقتل العشرات من‬ ‫ش��بيحة األس��د‪ ،‬يتبعها انغماس��يون ومشاة‬ ‫اقتحموا القرية وسيطروا عليها بالكامل‪.‬‬

‫وأس��فرت العملي��ة ع��ن مقت��ل وج��رح‬ ‫العش��رات من شبيحة األس��د‪ ،‬وتدمير عربة‬ ‫‪ BMB‬وأربع س��يارات كان��ت قادمة من قوات‬ ‫األس��د ف��ي حم��اة لم��ؤازرة ش��بيحة أحم��د‬ ‫الدروي��ش‪ ،‬كم��ا س��ارع الطي��ران المروحي‬ ‫بإلق��اء البراميل المتفجرة عل��ى القرية بعد‬ ‫طرد شبيحة األس��د منها‪ .‬وذكر ناشطون أن‬ ‫الدرويش لقي مصرعه أثناء االقتحام‪.‬‬ ‫جدي��ر بالذك��ر أن عض��و مجلس الش��عب‬ ‫أحم��د مب��ارك الدروي��ش‪ ،‬م��ن أبن��اء قرية‬ ‫أب��و دال��ي‪ ،‬ويعتبر ي��د النظ��ام الطولى في‬ ‫المنطق��ة‪ ،‬من خالل تجني��د العديد من أبناء‬ ‫المنطق��ة في ق��وات الدفاع الوطن��ي‪ ،‬وكان‬ ‫يهاج��م أرت��ال الثوار الت��ي تتج��ه الى ريف‬ ‫حم��اة‪ ،‬كم��ا أنه صل��ة الوصل المباش��ر بين‬ ‫تجار المحروقات (مازوت – بنزين – غاز) في‬ ‫المناط��ق المح��ررة ومناطق س��يطرة نظام‬ ‫األس��د‪ ،‬ما جعل قرية أبو دالي سوق ًا رئيسي ًا‬ ‫للمحروقات‪ ،‬واحتكارها‪ ،‬والتحكم بسعرها‪.‬‬

‫ال�سوريني‬

‫أوقف��ت الحكوم��ة األردني��ة عم��ل مكتب‬ ‫ارتب��اط الجرح��ى الس��وريين ب��األردن يوم‬ ‫(االربعاء)‪ ،‬واحتجزت ‪ 15‬موظفًا في المكتب‬ ‫بحجة عدم الترخيص لهم‪.‬‬ ‫كما اغلقت الحكوم��ة األردنية دار (األمل)‬ ‫الجراح��ي ال��ذي يق��وم بمعالج��ة الجرح��ى‬ ‫الس��وريين في مدينة أربد باألردن‪ ،‬ورحلت‬ ‫موظفي مكتب االرتباط المسؤول عن إدخال‬ ‫الجرحى السوريين إلى األراضي االردنية‪.‬‬ ‫وافاد مراس��ل (س��راج برس) أن الحكومة‬ ‫األردنية وضع��ت الجرح��ى والموظفين في‬ ‫منطقة «مربع السرحان» الحدودي مع سوريا‬ ‫بهدف ترحيلهم إلى األراضي السورية‪.‬‬

‫اجلي�ش اللبناين ي�ستهدف جرود القلمون ب�صواريخ غراد ا�ستم��رار املظاهرات‬ ‫قصف الجيش اللبناني مس��اء أمس جرود القلمون س��يئة ج��داً ألن‬ ‫متر»‪ .‬ارتف��اع الجرود عن املطالبة بخروج جبهة‬ ‫القلم��ون م��ن مراكزه ف��ي بلدة «عرس��ال» سطح البحر ‪2600‬‬ ‫اللبناني��ة‪ ،‬مس��تخدما راجم��ات الصواري��خ‬ ‫ون��وّه القلمون��ي إل��ى أن ثلوج�� ًا كثيف��ة‬ ‫والمدفعي��ة ومس��تهدفا «ج��رود‬ ‫القلم��ون» س��قطت على المنطقة منذ أسبوع وتشكلت الن�صرة من �إدلب‬ ‫والطرق��ات الت��ي ت��ودي إل��ى منطق��ة رأس‬ ‫بعلبك أيضًا‪.‬‬

‫وجاء االستهداف بأكثر من عشرة صواريخ‬ ‫من نوع «غ��راد» أطلقت من قري��ة «اللبوة»‬ ‫الش��يعية‪ ،‬التي تعد المركز األساس��ي لحزب‬ ‫اهلل ف��ي المنطق��ة‪ ،‬وتبع��د عن «عرس��ال»‬ ‫حوالي ‪ 15‬كيلو مترا‪.‬‬ ‫وأش��ار الناش��ط الح��ر القلمون��ي لـ»زمان‬ ‫الوص��ل» إل��ى أن «ميليش��يات ح��زب اهلل‬ ‫قصفت جرود القلمون من نقطة «الزيتونة»‬ ‫المتمرك��زة عل��ى جب��ال «نحل��ة» اللبنانية‪،‬‬ ‫مضيف�� ًا‪»:‬إن فوج��ًا مجوق ً‬ ‫ال اتج��ه إلى جرود‬ ‫رأس بعلب��ك وإن طائ��رة اس��تطالع لبناني��ة‬ ‫ش��وهدت تحلق باألجواء بالتزامن مع طائرة‬ ‫مروحية من الجانب اللبناني»‪.‬‬ ‫وفيما يتعلق بالوضع الميداني في القلمون‬ ‫أكد الناشط «الحر القلموني» أن «الوضع في‬ ‫القلم��ون جيد نس��بياً» ولك��ن المقاتلين في‬ ‫الج��رود‪ -‬كما أك��د‪ -‬بحاجة إلى دع��م إغاثي‬ ‫ومادي وأوضح أن «حال��ة الطقس في جرود‬

‫‪2‬‬

‫بارتفاع حوالي مترين في جبال القلمون»و‪-‬‬ ‫حس��ب الناش��ط القلموني ف��إن المجاهدين‬ ‫ف��ي القلم��ون «عاه��دوا اهلل وأنفس��هم أن‬ ‫يظلوا صامدي��ن كجبال القلمون ولن يتركوا‬ ‫أراضيه��م المحتل��ة حت��ى تحريره��ا م��ن‬ ‫ميليشيات حزب اهلل اللبناني ونظام األسد»‪.‬‬

‫وتق��ع «رأس بعلب��ك» في منطق��ة البقاع‬ ‫الش��مالي على مس��افة حوالي ‪ 45‬كيلومتراَ‬ ‫ش��مالي بلدة الق��اع‪ ،‬محاطة بس��فوح جبال‬ ‫لبنان الشرقية وتمتد حدودها حتى بلدة قارة‬ ‫السورية من جهة الشرق والجنوب‪.‬‬

‫خرج��ت صباح اليوم مظاه��رة جديدة في‬ ‫“معرتحرم��ة” ف��ي جب��ل الزاوية ف��ي إدلب‪.‬‬ ‫طالب��ت المظاه��رة باإلف��راج عن “مش��هور‬ ‫الطوي��ل” القائد في حركة حزم والتي قامت‬ ‫جبهة النصرة باعتقاله خالل األيام الماضية‪.‬‬ ‫وقد وهتف المتظاهرون ضد جبهة النصرة‬ ‫وطالبوها بالخروج م��ن مدينتهم‪ ،‬علم ًا بأن‬ ‫هناك مظاهرات خرج��ت في يوم أمس ضد‬ ‫الجبه��ة وكان��ت معظ��م المتظاهري��ن من‬ ‫النساء واألطفال‬


‫أسبوعية مستقلة تصدر عن شباب إدلب وريفها | السنة الثانية | العدد ‪ 6 | 91‬كانون األول ‪2014‬‬

‫|‬

‫�أخبار زيتون‬

‫|‬

‫برنامج الأغذية العاملي يوقف الق�سائم الغذائية اخلا�صة بالالجئني‬

‫قال برنامج األغذية العالمي اليوم االثنين‬ ‫إنه أوقف برنامج قس��ائم الغ��ذاء التي تخدم‬ ‫أكثر من ‪ 1.7‬مليون الجئ سوري‪ ،‬جراء أزمة‬ ‫تمويل بس��بب عدم تلبية كثير من المانحين‬ ‫اللتزاماتهم‪.‬‬ ‫وأضافت الوكال��ة األممية أن البرنامج كان‬

‫يقدم القسائم لالجئين السوريين في األردن‬ ‫ولبن��ان وتركيا والعراق ومصر لش��راء الغذاء‬ ‫من المتاجر المحلية‪.‬‬

‫على ثالثة ماليين ش��خص عل��ى اللجوء إلى‬ ‫دول أخرى‪ ،‬ونزح ‪ 6.5‬مليون ش��خص آخرين‬ ‫داخليا‪.‬‬

‫وقالت في بي��ان أصدرته االثنين إنه بدون‬ ‫هذه المساعدات «ستجوع أسر كثيرة»‪.‬‬

‫وق��د فرض��ت مح��اوالت تلبي��ة حاج��ات‬ ‫المتضرري��ن م��ن األزم��ة ضغط��ا هائ�لا‬ ‫على ال��دول المضيف��ة لالجئي��ن‪ ،‬فضال عن‬ ‫المنظم��ات الت��ي تقدم مس��اعدات إنس��انية‬ ‫لالجئين‪.‬‬

‫من جانبه‪ ،‬قال المدي��ر التنفيذي للبرنامج‬ ‫ارثرين كزين إن «تعليق المساعدات الغذائية‬ ‫من قبل برنامج األغذية العالمية سوف يكون‬ ‫كارثيا بالنس��بة لكثير من األسر التي تعاني‬ ‫بالفعل ‪ ...‬كما يهدد صحة وسالمة الالجئين‪،‬‬ ‫وم��ن المحتم��ل أن يتس��بب ف��ي مزي��د من‬ ‫التوترات واالضطرابات واالنفالت األمني في‬ ‫الدول المضيفة المجاورة»‪.‬‬ ‫أس��فرت الحرب التي تش��هدها سوريا منذ‬ ‫أكثر من ثالثة أعوام ونصف العام عن مقتل‬ ‫أكث��ر م��ن ‪ 200‬ألف ش��خص‪ ،‬كم��ا تمخضت‬ ‫عنها أزمة إنسانية ش��ديدة‪ ،‬وأجبرت ما يزيد‬

‫وأش��ار كزين إل��ى أن كثيرا م��ن المانحين‬ ‫لم يفوا بالتزاماته��م‪ ،‬ما جعل عمليات إغاثة‬ ‫السوريين التي تقوم بها الوكالة األممية في‬ ‫حاجة ماس��ة إلى تمويل‪ ،‬حي��ث يتطلب دعم‬ ‫الالجئين الس��وريين في ديسمبر كانون أول‬ ‫فقط نحو ‪ 64‬مليون دوالر‪.‬‬ ‫كما أش��ار برنامج األغذية العالمي إلى أنه‬ ‫يعت��زم اس��تئناف برنامج القس��ائم الغذائية‬ ‫فور وصول التمويل‪.‬‬

‫ً‬ ‫�ضابطا قتلى جي�ش الأ�سد منذ بداية العام‬ ‫نا�شطون ‪615 :‬‬ ‫حي��ث أحص��ت إح��دى الصفح��ات األرق��ام‬ ‫القتل��ى والمحافظ��ات الت��ي ينتم��ون إليه��ا‪،‬‬ ‫باإلضاف��ة للضب��اط اإليرانيي��ن‪ ،‬وضب��اط‬ ‫فلس��طينيين م��ن اللذي��ن قتل��وا على أرض‬ ‫س��وريا‪ ،‬وكان لطرط��وس النصي��ب األكب��ر‬ ‫منهم ‪.‬‬

‫أك��دت صفح��ات عل��ى موق��ع التواص��ل‬ ‫االجتماعي أن ‪ 615‬ضابطاً من جيش األس��د‬ ‫لقوا حتفهم في المعارك مع الثوار منذ بداية‬ ‫الع��ام الحالي‪ ،‬وحت��ى نهاية تش��رين الثاني‬ ‫المنصرم ‪.‬‬

‫وكان نسبة قتلى الساحل ‪ 75‬بالمئة ‪ ,‬فيما‬ ‫وذهبت الـ ‪ 25‬بالمئة المتبقية لحماه وحمص‬ ‫‪.‬‬ ‫وإليك��م اإلحصائي��ة باألرقام كم��ا وردت ‪,‬‬ ‫علماً أن جميع أس��ماء جمي��ع الضباط القتلى‬ ‫موثقين باالسم‪ ،‬كما يؤكد ناشطون‪:‬‬

‫طرطوس ‪ 208 :‬ضابط ًا‪ ،‬ونسبة ‪.34%‬‬ ‫الالذقي��ة – جبل��ة ‪108 :‬ضابط ًا‪ ،‬ونس��بة‬ ‫‪.18%‬‬ ‫القرداحة ‪ 89 :‬ضابط ًا ونسبة ‪.14%‬‬ ‫ريف حماة ‪ 74 :‬ضابط ًا‪ ،‬ونسبة ‪.12%‬‬ ‫حمص وريفها ‪ 67 :‬ضابطاً ونسبة ‪. 11%‬‬ ‫قرى بانياس ‪ 27 :‬ضابط ًا ونسبة ‪.4%‬‬ ‫السويداء ‪ 19 :‬ضابط ًا ونسبة ‪.3%‬‬ ‫محافظات مختلفة ‪ 9 :‬ضباط‪.‬‬ ‫‪ 8‬ضباط من إيران‪ ،‬وأفغانستان‪.‬‬ ‫‪ 6‬ضباط من فلسطينيين سوريين‬

‫يف �سوريا ‪ :‬الدوالر يوا�صل �صعوده و�سط نفي النظام‬

‫واصلت أسعار الدوالر صعودها في دمشق‪،‬‬ ‫عص��ر اليوم الخميس‪ ،‬لتص��ل إلى ‪ 204‬ليرة‬ ‫شراء‪ ،‬و‪ 206‬ليرة مبيع‪ ،‬وذلك رغم اإلجراءات‬ ‫التي أعل��ن عنها «مجلس النقد والتس��ليف»‬ ‫من��ذ يومي��ن بخص��وص إيق��اف تس��ليم‬ ‫التسهيالت االئتمانية بالليرة السورية‪.‬‬ ‫وحاولت بعض وسائل إعالم النظام‪ ،‬اليوم‬ ‫الخميس‪ ،‬اإليحاء بأن الدوالر يتراجع‪ ،‬مركزة‬ ‫على األسعار الرائجة له في مكاتب الصرافة‬ ‫المُرخص��ة التي تراوحت األس��عار لديها بين‬ ‫‪ 193‬ليرة شراء‪ ،‬و‪ 195‬ليرة مبيع‪ ،‬وسط أنباء‬

‫مفاده��ا أن مكاتب الصرافة تلك ال تبيع أكثر‬ ‫م��ن ‪ 200‬دوالر أمريكي‪ ،‬بالس��عر التمييزي‪،‬‬ ‫وأن من يشتري اليوم‪ ،‬ال يستطيع أن يشتري‬ ‫مرة أخرى إال بعد مرور ثالثين يومًا‪.‬‬ ‫ويعتقد متعاملون أن الدوالر ربما أفلت من‬ ‫قبضة مصرف س��وريا المركزي‪ ،‬إذ أن األخير‬ ‫ب��دا عاج��زاً مؤخراً ع��ن تثبيت ال��دوالر تحت‬ ‫حاج��ز الـ ‪ 200‬لي��رة‪ .‬لكن متعاملي��ن آخرين‬ ‫يعتق��دون أن المرك��زي يقص��د رف��ع س��عر‬ ‫ال��دوالر في س��ياق متاجرته به على حس��اب‬ ‫مصالح السوريين‪.‬‬

‫وم��ا يزال ال��دوالر في المناط��ق الخاضعة‬ ‫لس��يطرة النظ��ام أعل��ى م��ن نظي��ره ف��ي‬ ‫المناطق الخارجة عن سيطرته‪.‬‬

‫ملف الأخبار اعدد‪ :‬ح�سن قدور‬

‫‪3‬‬


‫|‬

‫�أخبار زيتون‬

‫|‬

‫أسبوعية مستقلة تصدر عن شباب إدلب وريفها | السنة الثانية | العدد ‪ 6 | 91‬كانون األول ‪2014‬‬

‫اتفاق تركي رو�سي على �إزاحة الأ�سد و امل�شكلة يف البديل‬

‫رغ��م التباعد ف��ي الموقفين الروس��ي والتركي‬ ‫حول طريقة إنهاء األزمة الس��ورية‪ ،‬إال أن األبواب‬ ‫ل��م تغل��ق بع��د‪ .‬لق��د أخف��ت المواق��ف الصريحة‬ ‫للرئيس��ين رجب طيب أردوغ��ان وفالديمير بوتين‬ ‫خ�لال الموق��ف الصحف��ي العدي��د من النقاش��ات‬ ‫المخفية حول المرحلة المقبلة لسوريا‪.‬‬ ‫وإذا اتفقن��ا عل��ى أن االقتص��اد‪ ،‬ه��و مح��رك‬ ‫المواقف السياس��ية للدول الكبرى‪ ،‬فإننا س��نصل‬ ‫إل��ى نتيجة مفادها «ال ش��يء مس��تحيل في إنهاء‬ ‫األزمة السورية»‪.‬‬ ‫إن جح��م الوفد الروس��ي الضخ��م والرفيع الذي‬ ‫زار تركيا منذ يومين يشير إلى أهمية كبرى وروح‬ ‫جدي��دة بي��ن القيادتي��ن التركية والروس��ية‪ ،‬حيث‬ ‫حضر وزي��ر الخارجية الروس��ي س��يرجي الفروف‬ ‫أحد أب��رز صناع القرار ف��ي اإلدارة الروس��ية‪ ،‬كما‬ ‫أن حض��ور ميخائي��ل بوغدان��وف مس��ؤول الملف‬ ‫السوري‪ ،‬كان إشارة واضحة إلى أهمية هذا الملف‬

‫ف��ي المباحث��ات الثنائي��ة‪ ..‬بل إن مقول��ة الرئيس‬ ‫الترك��ي رج��ب طي��ب أردوغ��ان لنظيره الروس��ي‬ ‫بوتي��ن بأنه صديق��ي‪ ،‬كانت مؤش��را واضحا على‬ ‫رغبة الطرفين في إرساء قاعدة واسعة للتفاهم‪.‬‬

‫األوكرانية‪ ،‬فإن االتحاد الطبيعي الروس��ي سيكون‬ ‫باتجاه تركي��ا‪ ،‬باعتبارها الدول��ة األكثر قدرة على‬ ‫نه��ج خ��ط سياس��ي واقتص��ادي مغاي��ر للموق��ف‬ ‫األوروبي‪.‬‬

‫وتش��ير معلوم��ات زم��ان الوصل‪ ،‬م��ن مصادر‬ ‫تركي��ة مطلعة إلى أن تركيا‪ ،‬مؤمنة إلى حد ما بما‬ ‫يقوله الروس إنهم غير متمس��كين ببش��ار األسد‬ ‫في الحك��م‪ ،‬لكنهم يتوقفون كثي��را حين الحديث‬ ‫عن البديل المناسب‪.‬‬

‫إن توقي��ع ‪ 8‬اتفاقي��ات اقتصادي��ة (تركي��ة‬ ‫روس��ية)‪ ،‬من ش��أنه أن يقرب البلدين كذلك في‬‫الميدان السياسي‪ ،‬وخصوصا حول سوريا‪.‬‬

‫يكش��ف أح��د المعارضي��ن البارزي��ن لـ»زم��ان‬ ‫الوصل»‪ ،‬عن تواصل مس��تمر ف��ي اآلونة األخيرة‬ ‫بي��ن القنص��ل الروس��ي ف��ي اس��طنبول وقي��ادة‬ ‫االئت�لاف‪ ،‬ويضيف بأن��ه في أكثر م��ن مرة تحدث‬ ‫القنص��ل الروس��ي أن ب�لاده فعال غير متمس��كة‬ ‫ببش��ار‪ ،‬لكنها ال تقبل أن يأتي البديل بعيدا عنها‪..‬‬ ‫وهذا الموقف ذاته كرره مس��ؤول الملف الس��وري‬ ‫ميخائيل بوغدانوف‪ ،‬إال أن المعارض يقر أن الثقة‬ ‫مفق��ودة تماما م��ن الجانب الروس��ي‪ ..‬وربما اآلن‬ ‫بدأت تتغير‪.‬‬ ‫ويش��ير المع��ارض لـ»زم��ان الوص��ل»‪ ،‬إلى أن‬ ‫هن��اك فع�لا أزم��ة حقيقية ف��ي مس��ألة البديل‪،‬‬ ‫إذ يمك��ن للمعارض��ة أن تق��دم اس��مين أو ثالث��ة‬ ‫كش��خصيات بديلة عن األس��د‪ ..‬وربما يكون علي‬ ‫حبيب أبرزهم‪ ،‬إال أنه ما من أكثر من ثالثة أسماء‪..‬‬ ‫في الوق��ت الذي تقتضي المرحلة االنتقالية خروج‬ ‫األسد وأكثر من ثالثين شخصية من دائرة الحكم‪..‬‬ ‫وهذا ما يعقد مسألة البديل‪.‬‬ ‫في ظ��ل الحصار الغربي والضغ��ط االقتصادي‬ ‫المس��تمر عل��ى روس��يا‪ ،‬عل��ى خلفي��ة األزم��ة‬

‫لق��د أنقذ أردوغان بوتين بتوقيع مذكرة تفاهم‬ ‫بين شركتي الطاقة الروسية «غازبروم» والتركية‬ ‫«‪ »Botash‬لزي��ادة الق��درة التمريرية لخط أنابيب‬ ‫الغ��از «الس��يل األزرق» ال��ذي يمر عبر ق��اع البحر‬ ‫األس��ود‪ ،‬متجنب��ا الم��رور ف��ي أراضي دول��ة ثالثة‬ ‫(ترانزيت)‪.‬‬ ‫ويع��د مصدرا للغاز الروس��ي الم��ورد إلى تركيا‬ ‫إضافة إلى خط أنابيب البلقان البري الذي يمر عبر‬ ‫أراضي أوكرانيا ومولدوفا ورومانيا وبلغاريا وصوال‬ ‫إل��ى تركي��ا‪ ،‬وتكمن أهمي��ة «الس��يل األزرق» في‬ ‫نقل��ه ألكثر م��ن ‪ 50%‬من إجمالي صادرات روس��يا‬ ‫من الغاز الطبيعي إلى تركيا‪.‬‬ ‫أم��ا رد الجمي��ل الروس��ي‪ ،‬ف��كان بخف��ض بيع‬ ‫الغاز إلى تركيا بنس��بة ‪ % 6‬عن الس��عر األوروبي‪..‬‬ ‫وبهذا ف��إن البلدي��ن ينتهج��ان نهجا طوي��ل األمد‬ ‫على المس��توى االقتصادي‪ .‬في حين تبقى األزمة‬ ‫السورية عالقة في أنابيب الغاز‪.‬‬ ‫لذا خ��رج الطرفان من االجتم��اع‪ ،‬بدون االتفاق‬ ‫حول األزمة الس��ورية‪ ،‬وهذا ب��دا واضحا من خالل‬ ‫س��ياق المؤتم��ر الصحف��ي بي��ن الرجلي��ن‪ ..‬فهل‬ ‫مشكلة روسيا في البديل فعال‪.‬‬

‫�أزمة بنزين تخنق العا�صمة ومدن ًا �سورية �أخرى‬

‫تصاع��دت مؤش��رات ح��دوث أزم��ة بنزي��ن‬ ‫خانقة ف��ي العاصمة دمش��ق‪ ،‬الت��ي اصطفت‬ ‫فيه��ا الس��يارات طوابي��ر طويل��ة ف��ي معظم‬ ‫الكازيات‪ ،‬فيما نفى مصدر مسؤول في شركة‬ ‫«س��ادكوب» وج��ود عجز في تموي��ن العاصمة‬ ‫بحاجتها من البنزين‪ ،‬مش��يراً إلى أن المؤسسة‬ ‫ستضخ كمية تفوق حاجة دمشق من المادة إن‬ ‫اضطر األمر‪.‬‬ ‫وألمحت وس��ائل إع�لام موالي��ة للنظام إلى‬ ‫أن مالم��ح أزمة البنزين هي نتاج ش��ائعات عن‬ ‫فقدان المادة من السوق‪.‬‬ ‫ونقلت صفحة «دمشق اآلن» في «فيسبوك»‬ ‫عن مسؤول في «سادكوب» إن دمشق تحصل‬ ‫عل��ى حاجته��ا اليومي��ة م��ن البنزي��ن بمعدل‬ ‫‪ 660‬ألف لت��ر‪ ،‬وأن المادة متوف��رة في كازيات‬ ‫العاصمة الخاصة والعامة‪ ،‬وبكثرة‪.‬‬ ‫وكان��ت الصفحة ذاتها رصدت منذ س��اعات‪،‬‬ ‫قب��ل نش��ر تصري��ح المس��ؤول‪ ،‬اصطف��اف‬

‫‪4‬‬

‫السيارات طوابير على معظم كازيات العاصمة‬ ‫للحصول على البنزي��ن‪ .‬وهي أزمة امتدت إلى‬ ‫بانياس والالذقية أيض ًا‪.‬‬

‫بدوره��ا‪ ،‬أك��دت صفحة «أس��واق س��وريا –‬ ‫أس��عار كل ش��يء» ف��ي «فيس��بوك»‪ ،‬وج��ود‬ ‫مش��كلة في تأمين البنزين‪ ،‬بدمش��ق‪ ،‬مشيرة‬ ‫إل��ى أن األزمة تمتد إل��ى كل أنواع المحروقات‪،‬‬ ‫حيث هناك صعوبة في تأمينها‪.‬‬ ‫وحس��ب الصفحة المذكورة‪ ،‬وصل سعر لتر‬ ‫الم��ازوت إلى ‪ 190‬ليرة‪ ،‬وس��عر ج��رة الغاز إلى‬ ‫أكثر من ‪ 3‬آالف ليرة‪.‬‬ ‫ويندر أن يتمكن أحد من سكان العاصمة من‬ ‫تأمين حاجته من المحروقات بالسعر النظامي‪.‬‬ ‫وحسب شهود عيان‪ ،‬فإن بعضهم سجل طلب‬ ‫للحصول على م��ازوت‪ ،‬من المصادر الحكومية‬ ‫بالس��عر النظامي‪ ،‬منذ أكثر من ش��هرين‪ ،‬دون‬ ‫أن يحصلوا على رد‪.‬‬

‫وتتك��رر أزم��ات الحص��ول عل��ى المحروقات‬ ‫بمختل��ف أنواعه��ا ف��ي المناط��ق الخاضع��ة‬ ‫لس��يطرة النظ��ام‪ .‬فيم��ا ترتف��ع األس��عار في‬ ‫الس��وق الس��وداء الت��ي بات��ت تح��ل بوض��وح‬ ‫مكان عجز الجهات الرس��مية عن تغطية حاجة‬ ‫السكان‪.‬‬ ‫ويعتق��د مراقب��ون أن تح��ول منطق��ة حقل‬ ‫الش��اعر والحق��ول المج��اورة لها إل��ى منطقة‬ ‫اش��تباكات بي��ن النظ��ام وتنظي��م «الدول��ة‬ ‫اإلس�لامية»‪ ،‬قد يكون من أبرز أس��باب تفاقم‬ ‫أزم��ة المحروق��ات والطاق��ة ف��ي المناط��ق‬ ‫الخاضعة لسيطرة النظام‪.‬‬


‫أسبوعية مستقلة تصدر عن شباب إدلب وريفها | السنة الثانية | العدد ‪ 6 | 91‬كانون األول ‪2014‬‬

‫|‬

‫|‬

‫�أخبار زيتون‬

‫" املرا�صد " �ساعدت كثري ًا يف تقلي�ص �ضحايا غارات النظام‬

‫في مسعى لتقليل ضحايا قصف طائرات النظام‬ ‫الس��وري ابتكر مقاتلو المعارضة السورية مراصد‬ ‫تتعقب اإلشارات الالس��لكية لقوات النظام للتعرف‬ ‫عل��ى األهداف الت��ي تعتزم تل��ك الطائرات قصفها‬ ‫واإلس��راع بتحذير المدنيين لالختب��اء في المالجئ‬ ‫البسيطة التي أقاموها لتجنب القصف‪.‬‬ ‫فم��ع اس��تمرار القص��ف الج��وي والمع��ارك في‬ ‫المدن والبلدات الس��ورية‪ ،‬ابتكر مقاتلو المعارضة‬ ‫طرقا ترصد تحركات الطائرات الحربية والمروحية‪،‬‬ ‫إضاف��ة لرصد تحركات ق��وات النظام ف��ي مناطق‬ ‫االش��تباكات بهدف حماية المدنيي��ن‪ ،‬وذلك عبر ما‬ ‫أطلقوا عليه “المرصد”‪.‬‬ ‫ويس��عى مقاتل��و المعارض��ة م��ن خ�لال تل��ك‬ ‫المراصد إلى اختراق ترددات االتصاالت الالس��لكية‬ ‫التي تستخدمها قوات النظام مع القواعد العسكرية‬ ‫داخ��ل المط��ارات والمق��رات العس��كرية لمعرف��ة‬ ‫تحركاتها والخطط التي تعتزم تنفيذها‪.‬‬

‫وق��ال أح��د العاملين ف��ي المراص��د وكنيته أبو‬ ‫صطي��ف إن المرص��د ال��ذي يعمل فيه يس��عى إلى‬ ‫تغطية أحداث مناطق حلب وحمص وريف حماة عبر‬ ‫تردد الس��لكي واحد”‪ ،‬وباس��تطاعة جميع الفصائل‬ ‫الثوري��ة المقاتلة س��ماع تعميم��ات المرصد‪ ،‬وذلك‬ ‫بع��د توزي��ع هذا التردد الخاص بش��كل س��ري إلى‬ ‫تلك الفصائل والناشطين الموثوقين لدى المرصد‬ ‫لالس��تفادة منها بالعمل العسكري وتجنب ما ينوي‬ ‫النظام القيام به‪ ،‬كقصف تجمع للثوار أو تقدم من‬ ‫إحدى الجبهات للنظام”‪.‬‬ ‫ويضي��ف أب��و صطي��ف “تمكن��ا م��ن االخت��راق‬ ‫والتنص��ت عل��ى محادث��ات الطي��ران التاب��ع لقوات‬ ‫النظ��ام‪ ،‬وجنب ذل��ك المدنيين الكثي��ر من القصف‬ ‫والخسائر والمجازر‪ ،‬وذلك عبر التحذيرات المسبقة‬ ‫التي نطلقها ألخذ االحتياطات الالزمة بعد التنصت‬ ‫على محادثات الطيار مع غرفة عمليات المطار وفك‬ ‫الش��فرة المراد العمل عليها وتحدي��د الهدف المراد‬ ‫قصف��ه والذي ينوي الطيار اس��تهدافه ليتم إخالؤه‬ ‫بشكل فوري بعد التعميم”‪.‬‬ ‫وأوض��ح أن من أش��هر الجم��ل المتع��ارف عليها‬ ‫للقص��ف الج��وي الت��ي يذيعه��ا الراص��د “تعميم‪،‬‬ ‫تعميم‪ ،‬طيران مروحي برامي��ل من المطار باتجاه‬ ‫منطق��ة العمل”‪ ،‬وه��ي تعني إق�لاع مروحيات من‬ ‫المطار إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة‪،‬‬ ‫وعن��د س��ماع المدنيي��ن له��ذا التعمي��م يأخ��ذون‬ ‫احتياطه��م‪ ،‬ويهرب��ون إل��ى المالج��ئ والكه��وف‬

‫والمغ��ارات لالختباء من البرامي��ل والصواريخ التي‬ ‫ستقصفهم‪ ،‬وذلك حسبما أفاد به الناشط حكم أبو‬ ‫ريان‪ ،‬ناشط ميداني بريف حماة الجنوبي‪.‬‬ ‫ويضي��ف حكم أن “معظ��م المع��ارك التي تدور‬ ‫عل��ى األرض تعتمد بش��كل رئيس��ي عل��ى إفادات‬ ‫المراص��د التي تقوم برصد مواق��ع النظام وأماكن‬ ‫تواجدهم وتحركاتهم لتسهيل عمليات االستهداف‬ ‫وتجنب تسلل النظام إلى مواقع قد تغيب عن الثوار‬ ‫في المعركة‪ ،‬كما أن معظم المدنيين في المناطق‬ ‫المعارضة أصبح بحوزتهم السلكيات موصولة على‬ ‫المراص��د من أج��ل تجنب قصف مروحي��ات النظام‬ ‫وطائراته الحربية والتحذير منها”‪.‬‬ ‫وذك��ر أن عملي��ات التش��ويش الت��ي تق��وم بها‬ ‫مراصد الث��وار على االتص��االت الالس��لكية لقوات‬ ‫النظام هي من أهم أعمال تلك المراصد‪ ،‬إلش��غال‬ ‫النظام عن الثوار وقطع االتصال بين القوات البرية‬ ‫وغرفة العمليات العسكرية‪.‬‬ ‫من جانبه يقول أبو يوس��ف وه��و أب لعائلة من‬ ‫ري��ف حمص إنه وغيره من العائالت اس��تفادوا من‬ ‫“المراص��د الثوري��ة الت��ي حمل��ت أعب��اء كبيرة من‬ ‫خ��وف المدنيين م��ن القص��ف المفاج��ئ‪ ،‬فبمجرد‬ ‫إقالع الطائ��رة من أي مطار نحو قرى ريف حمص‪،‬‬ ‫تبدأ المراصد بالتحذير م��ن أن هنالك مروحية في‬ ‫طريقها للعمل‪ ،‬ألوذ أنا وأطفالي وزوجتي إلى ملجأ‬ ‫منزلنا البس��يط وال��ذي هو عبارة ع��ن حفرة تحت‬ ‫األرض بعدة أمتار”‪.‬‬

‫انهيار دفاعات مطار دير الزور و طريان التحالف يتدخل‬

‫تدور اشتباكات عنيفة بين تنظيم (الدولة)‪،‬‬

‫النفط��ي قرب مدينة دير الزور بعد س��يطرته‬

‫ورش��اش ‪ 12.5‬ودبابتي��ن وعرب��ات بي إم بي‬

‫وق��وات النظ��ام للي��وم الثال��ث عل��ى التوالي‪،‬‬

‫على قري��ة الجف��رة على الضف��ة األخرى من‬

‫وش��يلكا دون تحدي��د ع��دد‪ ،‬و ‪ 5‬مداف��ع هاون‬

‫في محيط مطار دير الزور العس��كري‪ ،‬وس��ط‬

‫الفرات خالل الهجوم على المطار‪.‬‬

‫و ورشاش��ات ب��ي ك��ي س��ي وبنادق آلي��ة‪ ،‬مع‬

‫قصف بالمدفعية الثقيلة‪ ،‬وراجمات الصواريخ‬

‫وكان تنظي��م (الدول��ة) أعل��ن س��يطرته‬

‫ذخائره��ا‪ ،‬في حين س��يطر في الي��وم الثاني‬

‫عل��ى نق��اط هامة محيط��ة بمطار دي��ر الزور‬

‫عل��ى حويج��ة صك��ر بالكام��ل بعد انس��حاب‬

‫وأفاد نش��طاء بهروب قائد مط��ار دير الزور‬

‫العس��كري‪ ،‬وس��يطر عل��ى حويج��ة المريعية‬

‫ق��وات النظام منها وه��روب عناصره خوفاً من‬

‫العس��كري العمي��د الطيار «بس��ام حي��در» مع‬

‫والمس��مكة‪ ،‬والمغس��لة وم��زارع الدغيم‪ ،‬كما‬

‫مجموعة قليلة من بعض الضباط المسؤولين‬

‫الحص��ار‪ ،‬بعد ألن الس��يطرة على بلدة الجفرة‬

‫س��يطر أمس على مواقع جديدة لقوات النظام‬

‫الواقع��ة بي��ن المط��ار والحويجة كان��ت الممر‬

‫في مس��تودعات زنوبي��ا للس��يراميك‪ ،‬مقابل‬

‫سراج برس‬

‫يستهدف منطقة االشتباكات‪.‬‬

‫ع��ن إدارة المعارك في دي��ر الزور‪ ،‬بعد وصول‬ ‫االشتباكات إلى أسوار المطار‪.‬‬

‫س��ور المطار في الخاصرة الش��مالية للمطار‪،‬‬

‫وأكد نشطاء أن خالفات حادة جدا حدثت بين‬

‫ومحطة تصفي��ة حويجة المريعية‪ ،‬ومدرس��ة‬

‫قوات النظام‪ ،‬وميليشيا الدفاع الوطني التابعة‬

‫المريعي��ة الغربي��ة عن��د مفرق قري��ة حويجة‬

‫لها‪ ،‬بع��د انهي��ار دفاعاتهم في قري��ة الجفرة‬

‫المريعية ‪ -‬الشارع العام (دير الزور‪ -‬البوكمال)‪،‬‬

‫وهجمون التنظيم على (هرابش)‪ ،‬ومطار دير‬

‫ومغسلة الشالش شرق سور المطار‪.‬‬

‫الزور‬

‫االمن لقوات النظام اليها‪.‬‬

‫وأش��ارت مص��ادر التنظيم إل��ى أن مقاتليه‬

‫وفي األثناء شن طيران التحالف غارات على‬

‫اس��تولوا على مدف��ع ‪ 57‬ورشاش��ي مضادين‬

‫موقع للتنظيم في البوكمال قرب حقل الجفرة‬

‫للطي��ران عي��ار ‪ 23‬وأربع��ة رشاش��ات ‪،14.5‬‬

‫‪5‬‬


‫|‬

‫تقرير زيتون‬

‫|‬

‫أسبوعية مستقلة تصدر عن شباب إدلب وريفها | السنة الثانية | العدد ‪ 6 | 91‬كانون األول ‪2014‬‬

‫ال�ضربات اجلوية تك�سب " الدولة " مزيدا من الأن�صار‬ ‫في حي���ن أن م���ن الواضح في الع���راق أن‬ ‫«الدولة اإلسالمية» تأخذ وضع الدفاع في بعض‬ ‫المناطق‪ ،‬فهي تحت ضغط أقل في س���وريا لقلة‬ ‫حلف���اء الواليات المتحدة عل���ى األرض ممن قد‬ ‫يدعمون ضرباتها الجوية‪.‬‬ ‫وقد أوضحت واشنطن أن سياستها في سوريا‬ ‫متواضعة مقارن���ة بالعراق وترك���ز على منع‬ ‫«الدولة اإلس�ل�امية» من التحرك عبر الحدود‬ ‫وعلى ضرب مراكز القيادة والس���يطرة التابعة‬ ‫لها‪.‬‬ ‫لكن المتش���ددين في س���وريا وكذلك محللين‬ ‫غربيين يقولون إن الهجمات الجوية فش���لت في‬ ‫إضعافهم‪.‬‬ ‫وقال انتوني كوردزمان من مركز الدراسات‬ ‫االس���تراتيجية والدولية إن الواليات المتحدة ال‬ ‫تتبع اس���تراتيجية في سوريا إذ يعوقها تضارب‬ ‫أولوياتها إزاء الدولة اإلسالمية وبشار األسد‪.‬‬ ‫وكانت النتيجة «فوضى استراتيجية» سمحت‬ ‫لق���وات األس���د بتصعيد هجماته���ا الجوية على‬ ‫جماع���ات المعارضة األخ���رى والتي يتعاطف‬ ‫بعضها مع واش���نطن وتركت في الوقت نفس���ه‬ ‫أهداف الدولة اإلسالمية لقوات التحالف الدولي‪.‬‬ ‫ويق���ول أنص���ار «الدول���ة اإلس�ل�امية» إن‬ ‫الضربات الجوية س���اعدت التنظي���م في الفوز‬ ‫بالتأييد بين الس���كان المحليين واجتذبت مقاتلين‬ ‫جددا‪.‬‬ ‫وق���ال مقاتل ف���ي مدينة الرقة التي تس���يطر‬ ‫عليها الدولة اإلسالمية «هل يعتقدون أن قصفنا‬ ‫سيخيفنا وسنجري عائدين إلى بالدنا؟»‬ ‫وفي إشارة للمعركة الدائرة على مدينة حدودية‬ ‫في شمال س���وريا أضاف المقاتل «بينما يحاول‬ ‫العالم كله إنقاذ كوباني نتوس���ع نحن ونكبر في‬ ‫العراق وسوريا‪».‬وقالت وزارة الدفاع األمريكية‬ ‫(بنتاجون) الش���هر الماض���ي إن الضربات في‬ ‫س���وريا أصابت م���وارد للدولة اإلس�ل�امية من‬ ‫بينها منش���آت نفطية ومنشآت قيادة ومعسكرات‬ ‫تدريب‪.‬‬ ‫وتابع المقاتل «نحن نعلم أننا سنواصل جذب‬ ‫الناس لصفوفنا‪ .‬ليس بوس���عك أن تمحو ذلك من‬ ‫خ�ل�ال الضربات الجوية‪ .‬وم���ن المؤكد أنك ال‬ ‫تستطيع أن تفعل ذلك في ‪ 90‬يوما‪».‬‬ ‫وقال وزي���ر الخارجية األمريكي جون كيري‬ ‫إن الغ���ارات التي بلغ عددها نحو ألف غارة في‬ ‫البلدين لها أثر كبير‪.‬‬

‫‪6‬‬

‫لكن أحد مقاتلي الدولة اإلس�ل�امية في سوريا‬ ‫اس���تخف بذلك قائال «قبل أن تهزم عدوك عليك‬ ‫أن تفهمه‪ .‬ه���ذه هي القاعدة األول���ى في القتال‬ ‫وهؤالء الحمقى فاتهم ذلك‪».‬‬ ‫وأصبح لمقاتلي «الدولة اإلسالمية» أعداء في‬ ‫مختل���ف أنحاء العالم كم���ا أنهم يتلقون ضربات‬ ‫جوية تس���تهدفهم بقيادة الوالي���ات المتحدة منذ‬ ‫ثالثة أشهر‪ ،‬لكنهم لم يتنازلوا عن أراض مهمة‬ ‫تذكر من دولة الخالفة التي أعلنوها للقوات التي‬ ‫تصطف في مواجهتهم على جبهة عريضة‪.‬‬ ‫فعبر دولتهم التي تمتد على آالف الكيلومترات‬ ‫المربعة في سوريا والعراق يواجه اإلسالميون‬ ‫خليطا غير متناس���ق من جن���ود الجيش في كل‬ ‫من العراق وس���وريا وميليشيات شيعية وكردية‬ ‫ومعارضين من السنة يقاتلون نظام األسد‪.‬‬ ‫وف���ي حين أن مقاتلي «الدولة اإلس�ل�امية»‪،‬‬ ‫فق���دوا مدنا عل���ى أطراف دولتهم ف���ي العراق‬ ‫وخاصة في المناطق ذات األعراق المتباينة التي‬ ‫ال تلقى فيها أفكارهم المتش���ددة في تفسير الدين‬ ‫اإلسالمي حسب المذهب السني تأييدا فقد قويت‬ ‫ش���وكتهم في بعض أجزاء قلب المناطق السنية‬ ‫في العراق‪.‬‬ ‫ف���ي أغس���طس آب تم ص���د هج���وم للدولة‬ ‫اإلس�ل�امية على المناط���ق الكردية في العراق‪،‬‬ ‫وبعد شهرين تم إخراج مقاتليها من مدينة جرف‬ ‫الصخر إلى الجنوب من بغداد‪ .‬كما أخرجوا من‬ ‫مدينتين قرب الحدود اإليرانية الشهر الماضي‪.‬‬ ‫غير أنه باس���تثناءات قليلة مثل كس���ر الجيش‬ ‫حصار «الدولة اإلسالمية» ألكبر مصفاة لتكرير‬ ‫النفط بالبالد في بيجي فإن س���يطرة المتش���ددين‬ ‫على المحافظات ذات األغلبية السنية إلى الشمال‬ ‫والغرب من بغداد لم تواجه أي تحديات خطيرة‪.‬‬ ‫ويقول خصوم «الدولة‬ ‫اإلس�ل�امية» إن استعادة‬ ‫بع���ض الم���دن يظه���ر‬ ‫انق�ل�اب الح���ال ولجوء‬ ‫التنظيم للدفاع‪.‬‬ ‫وقال ه���ادي العامري‬ ‫رئيس منظم���ة بدر التي‬ ‫تتبعه���ا ميليش���يا عراقية‬ ‫قادت مع قوات البشمركة‬ ‫الكردية عملية اس���تعادة‬ ‫بلدتي السعيدية وجلوالء‬ ‫قرب الح���دود اإليرانية‬ ‫«أفضل ما بوسعهم اآلن‬

‫قطع طري���ق أو مهاجمة دورية‪ .‬لكن تم بالكامل‬ ‫وقف أي تقدم أو مكاسب أرضية لهم‪».‬‬ ‫وق���ال أبو بكر البغدادي زعيم التنظيم لمقاتليه‬ ‫قبل ثالثة أس���ابيع إن إرس���ال الواليات المتحدة‬ ‫المزيد من خبرائها العس���كريين للعراق‪ ،‬يظهر‬ ‫أن العكس صحيح‪.‬‬ ‫وأض���اف أن الضرب���ات الجوي���ة والقصف‬ ‫المتواصل ليل نهار لمواقع «الدولة اإلسالمية»‬ ‫لم يوقف تقدمها‪.‬‬ ‫وفي الواقع إن «الدولة اإلس�ل�امية» لم تحقق‬ ‫منذ الهج���وم الذي ش���نته في يوني���و حزيران‬ ‫الماض���ي تقدم���ا يذكر فيما يتج���اوز محافظتي‬ ‫األنب���ار في الغرب وصالح الدين إلى الش���مال‬ ‫من بغداد باإلضافة إلى محافظة نينوى التي تقع‬ ‫فيها مدينة الموصل التي اجتاحها اإلس�ل�اميون‬ ‫في يوني���و حزيران‪ .‬والمحافظ���ات الثالث من‬ ‫المحافظات التي يغلب عليها السنة‪.‬‬ ‫وقال الخبير األمني العراقي هش���ام الهاشمي‬ ‫إن الصورة في مختلف أنحاء العراق هي جمود‬ ‫الوضع إذ اس���تردت الق���وات الحكومية بعض‬ ‫األراضي لك���ن «الدولة اإلس�ل�امية» تفرض‬ ‫س���يطرتها بقوة في قل���ب المناط���ق الخاضعة‬ ‫لسيطرتها‪.‬‬ ‫وأضاف أن «الدولة اإلسالمية» تسيطر اآلن‬ ‫عل���ى ‪ 85%‬م���ن محافظة األنبار حيث تش���ن‬ ‫الهجمات على العاصمة اإلقليمية الرمادي وتقتل‬ ‫المئات من معارضيها من رجال العشائر‪.‬‬ ‫وقال وزير المالية العراقي هوشيار زيباري إن‬ ‫النقطة الحاسمة في هزيمة «الدولة اإلسالمية»‬ ‫تمثل في رأيه استمالة العشائر العربية السنية في‬ ‫األنبار وصالح والدين ونينوى‪ ،‬وإن ذلك سيمثل‬ ‫بداية النهاية للدولة اإلسالمية‪.‬‬


‫أسبوعية مستقلة تصدر عن شباب إدلب وريفها | السنة الثانية | العدد ‪ 6 | 91‬كانون األول ‪2014‬‬

‫|‬

‫وجهة نظر‬

‫|‬

‫�إغت�صاب و�سرقة و�إبتزاز " �سمات" حواجز ب�شار اجلوية‬ ‫” ف���ي الطريق من حلب إلى دمش���ق ما عليك إال أن‬ ‫تحمل بضع أش���ياء و قليل من الليرات الس���ورية حتى‬ ‫تعبر الحواجز بأمان”‪.‬‬ ‫هكذا أخبرنا “محمد” و هو شاب من ريف ادلب جاء‬ ‫من حلب إلى دمش���ق‪ ،‬في الحاجز األول أنزله العنصر‬ ‫من الس���يارة العامة و طلب من���ه “بيجامة” رياضة‪ ،‬و‬ ‫حي���ن هم بابراز هويته قال ل���ه العنصر ‪ ” :‬بالها هات‬ ‫البيجاما و هللا معك”‪.‬‬ ‫روى لنا الش���اب بأن أي ش���خص مطلوب أو غير‬ ‫مطلوب بإمكانه المرور على الحواجز بالدفع أو اعطاء‬ ‫الهدايا‪.‬‬ ‫و تابع حديثه و هو يضحك ‪ ”:‬أحد حواجز المخابرات‬ ‫الجوية طلب فورا ألف ليرة‪ ،‬و بالفعل أعطيته‪ ،‬فتخيلوا‬ ‫حماة الوطن أو حماة بشار األسد”‪.‬‬ ‫عدد ال بأس به من السوريين اليوم يدركون خطورة‬ ‫حواجز أم���ن النظام و يعرفون تس���عيرة كل حاجز ال‬ ‫بل اختصاص أي حاجز لناحية ما يرغب من “ابتزاز”‬ ‫مالي أو غيره‪.‬‬

‫س���واتر الحواجز اإلسمنتية‪« :‬إن أردت حورية فستعن‬ ‫بنا‪ ..‬رجال الجوية»‪.‬‬ ‫الالف���ت أن إعالن المخاب���رات الجوية‪ ،‬لتحقيق حلم‬ ‫المواطن في الحصول على حورية في األرض‪ ،‬مكتوب‬ ‫مباشرة تحت العلم الوطني‪ ،‬أي في مكان بارز‪ ،‬ما يعني‬ ‫أن العب���ارة جرى كتابتها تحت مرأى المس���ؤولين عن‬ ‫الفرع الذي يتبع له الحاجز‪ ،‬و بالتالي ثمة وقاحة و عدم‬ ‫احترام ألي سوري مهما كانت ديانته‪.‬‬ ‫وأبدى الشاب (م‪.‬ص) عدم استغرابه لوجود مثل هذه‬ ‫العب���ارات‪ ،‬وقال ان تلك الحواج���ز تخط في جرائمها‪،‬‬ ‫عمليات االغتصاب الجماعي‪ ،‬والسرقة‪ ،‬واالبتزاز‪ ،‬إلى‬ ‫المتاجرة بالمخدرات والسيما مادة “الحشيش”‪.‬‬ ‫وأضاف (م‪.‬ص) الذي كان يقيم في دمشق‪ ،‬ووصل‬ ‫إلى لبنان منذ أس���بوع‪ ،‬أن المتعاطين لمادة الحشيش في‬ ‫العاصمة دمشق في حالة تزايد‪ ،‬وخصوصا ً لدى شريحة‬ ‫الشباب‪.‬‬

‫وكان���ت صحيفة “ديل���ي تلغراف” نش���رت تقريراً‬ ‫حول اغتصاب النس���اء في نقاط التفتيش التابعة للنظام‪،‬‬ ‫وأشارت في التقرير إلى أن االغتصاب في نقاط التفتيش‬ ‫يجري في بعض الحاالت بشكل جماعي‪ .‬وهذا ما أكدت‬ ‫فتي���ات تعرضن لالغتصاب‪ ،‬فيم���ا تحدث البعض عن‬ ‫حاالت اغتصاب داخل المس���اجد‪ ،‬كما حدث في مسجد‬ ‫“الحامد” بدرع���ا‪ ،‬الذي خصصه عناصر الحاجز الذي‬ ‫أقيم بجانب المسجد الغتصاب الفتيات‪.‬‬ ‫وكان���ت إح���دى الفتي���ات المختطفات عن���د حاجز‬ ‫مس���جد “الحامد” أفادت ‪ ”:‬اشترك في اغتصابنا ضباط‬ ‫وعناصر الحواجز‪ ،‬وأي واحدة منا حاولت الممانعة يتم‬ ‫إجبارها على ابتالع أدوية تس���بب الهلوس���ة‪ ،‬وهي من‬ ‫نوع – الزوالم‪ -‬وأنواع أخرى من األدوية”‪.‬‬ ‫يش���ار أن ما يجري للفتيات والنس���اء عند الحواجز‬ ‫العسكرية ونقاط التفتيش يعد بسيطا ً مقارنة لما يتعرضن‬ ‫له داخل المعتقالت‪ ،‬والس���يما فرع فلسطين الذي بات‬ ‫يعرف بأنه يضم سجن خاص للنساء المعتقالت‪.‬‬

‫يقول “ابو رياض” و هو سائق على سيارة أجرة من‬ ‫دمشق إلى شتورا بأن الحواجز لها تخصص بالسرقة و‬ ‫االبتزاز العلني بعضهم نعطيه مئة ليرة و بعضهم اآلخر‬ ‫أكثر و ثمة حواجز ال يأخذون إال الدخان األجنبي‪.‬‬ ‫يختم الرجل حديثه و يضحك قائال‪ ” :‬عن أي أمن و‬ ‫أمان يتحدثون‪ ،‬هؤالء لصوص بال حياء”‪.‬‬ ‫على مدخ���ل أحد الحواجز األمني���ة‪ ،‬التي تقع تحت‬ ‫س���يطرة وإش���راف المخابرات الجوية‪ ،‬كتب على أحد‬

‫“العفو الدولية”‪ :‬قلة كبرية يف �أماكن جلوء ال�سوريني‬ ‫تقرير لها أن “حوالى‬ ‫قال���ت منظمة العفو الدولية في‬ ‫ٍ‬ ‫‪ 3.8‬ماليين الجئ من سوريا تستضيفهم بشكل أساسي‬ ‫خم���س دول‪ ،‬وهي تركي���ا ولبن���ان واألردن والعراق‬ ‫ً‬ ‫داعية الدول الغنية إلى “القيام بدور أكبر في‬ ‫ومص���ر”‪،‬‬ ‫استقبال الالجئين السوريين”‪.‬‬ ‫وأش���ارت المنظمة في تقريرها ‪-‬الذي أصدرته قبل‬ ‫أيام من موع���د انعقاد مؤتمر للمانحين في جينيف‪ -‬إلى‬ ‫ٍ‬ ‫آمن لالجئي���ن‪ ،‬معتبر ًة أن الدول‬ ‫ض���رورة توفير مالذ ٍ‬ ‫المجاورة لس���وريا‪ ،‬والتي تفتق���ر لإلمكانيات‪ ،‬تتحمل‬ ‫العبء األكبر لهذه األزمة‪.‬‬ ‫ونوهت إلى أن المجتم���ع الدولي وفر “أعدادا يرثى‬ ‫له���ا” من األماكن إلعادة توطين الالجئين الس���وريين‪،‬‬ ‫مشيرة إلى أن دول الخليج وروسيا والصين لم تعرض‬ ‫توفير أي من هذه األماكن لهم‪.‬‬

‫وحسب التقرير فإنه باستثناء ألمانيا لم يؤمن االتحاد‬ ‫األوروبي بأس���ره إعادة توطين س���وى ‪ 0,17%‬من‬ ‫الالجئي���ن الموزعين عل���ى الدول الخم���س المجاورة‬ ‫لسوريا‪.‬‬ ‫واعتب���ر مدير برنام���ج الالجئي���ن والمهاجرين في‬ ‫المنظمة ش���ريف الس���يد علي أن “ه���ذا االختالل في‬ ‫التوازن يش���كل صدمة”‪ ،‬مؤك���داً الغياب التام لعروض‬ ‫إع���ادة التوطين م���ن جانب دول الخلي���ج‪ ،‬في حين أن‬ ‫الرواب���ط اللغوي���ة والدينية يجب أن تض���ع الخليج في‬ ‫مقدمة الدول التي توفر مالذا آمنا لالجئين الس���وريين‪،‬‬ ‫حسب قوله‪.‬‬

‫الالجئين طالبت دول االتحاد األوروبي باس���تضافة مئة‬ ‫ً‬ ‫منوهة إلى أنه حتى اآلن عرضت ‪ 17‬دولة‬ ‫ألف حالة‪،‬‬ ‫أوروبي���ة إعادة توطين ‪ 31800‬م���ن الالجئين األكثر‬ ‫احتياجاً‪ ،‬مع فرض ش���روطٍ قاس���ية عل���ى قبول هذه‬ ‫الحاالت‬

‫ودعت المنظمة إلى إعادة توطين ‪ 5%‬من الالجئين‬ ‫الس���وريين بحلول نهاية ‪ 2015‬و‪ 5%‬أخرى في العام‬ ‫التالي‪.‬‬ ‫وكانت األمم المتحدة عبر مفوضيتها السامية لشؤون‬

‫‪7‬‬


‫|‬

‫ملف زيتون‬

‫|‬

‫أسبوعية مستقلة تصدر عن شباب إدلب وريفها | السنة الثانية | العدد ‪ 6 | 91‬كانون األول ‪2014‬‬

‫الالجئون العالقون على احلدود الأردنية‪...‬‬ ‫�أيتام على موائد اللئام‬ ‫مها الخضور‬ ‫ال ي���زال آالف الالجئين الس���وريين الفارين‬ ‫م���ن جحيم الح���رب في بلدهم عالقي���ن بالقرب‬ ‫من الحدود األردنية منذ ما يزيد عن ش���هرين‪،‬‬ ‫يمنعه���م خوفهم من العودة إل���ى مدنهم وقراهم‬ ‫التي فروا منه���ا وتمنعهم الحكومة األردنية من‬ ‫دخ���ول أراضيها‪ .‬وأغلب ه���ؤالء الالجئين هم‬ ‫من النس���اء واألطفال حس���ب المعلومات التي‬ ‫رش���حت من مص���ادر ذات صل���ة بالمنظمات‬ ‫والهيئ���ات الدولية والمحلي���ة العاملة في مجال‬ ‫اإلغاثة‪ .‬وقد أدانت األم���م المتحدة والمفوضية‬ ‫الس���امية لالجئي���ن الموقف األردن���ي وطالبت‬ ‫الحكوم���ة األردني���ة بالس���ماح لالجئين بدخول‬ ‫المناطق اآلمن���ة حرصا على حياتهم وضرورة‬ ‫االلت���زام باالتفاقيات والمعاه���دات الدولية التي‬ ‫أقرتها األردن بخصوص إغاثة المنكوبين بسبب‬ ‫الح���روب أو الخالفات السياس���ية‪ .‬لكن األردن‬ ‫تصرّ عل���ى التذكير بتقديم المس���اعدات المالية‬ ‫الالزمة ألنها ل���م تعد قادرة على احتمال المزيد‬ ‫من التكاليف ولم يفوّ ت المس���ؤولون األردنيون‬ ‫أي���ة فرصة للمطالبة باألم���وال الالزمة لتغطية‬ ‫نفقات الالجئين السوريين على أراضي المملكة‬ ‫األردنية‪.‬‬ ‫وقد وجه الس���يد آندرو هاربر‪-‬مسؤول مكتب‬ ‫المفوضي���ة العامة لالجئين ف���ي األردن والتابع‬ ‫لألمم المتحدة نداء استغاثة يناشد المجتمع الدولي‬ ‫بتس���هيل دخول الس���وريين الفارين من الحرب‬ ‫إلى بلدان أخرى وأك���د على ضرورة قيام دول‬ ‫الجوار بمهامها اإلنس���انية تجاه هؤالء الالجئين‬ ‫وإغاثتهم‪ .‬وقد أكد الس���يد هاربر على ضرورة‬ ‫فتح الحدود األردنية والسماح بدخول السوريين‬ ‫وتقديم العون لهم قائالً‪« :‬منذ عدة أس���ابيع تردنا‬ ‫التقارير حول وجود تجم���ع كبير من الالجئين‬ ‫الس���وريين بالقرب من الح���دود األردنية التي‬ ‫أغلق���ت في وجههم على الرغ���م من أن األردن‬ ‫كانت م���ن أوائل ال���دول التي فتح���ت أبوابها‬ ‫الستقبال الالجئين الس���وريين في بداية األزمة‬ ‫الس���ورية‪ ،‬إننا نتطلع إلى موقف أردني أفضل‬ ‫للسماح بدخول هؤالء الالجئين وإغاثتهم وفق ما‬ ‫نصت علي���ه االتفاقيات الدولية في مجال حقوق‬ ‫اإلنسان»‪.‬‬ ‫وفي الس���ياق نفسه أصدرت بعض المنظمات‬ ‫الدولية كالمجل���س النرويج���ي لإلغاثة وغيره‬ ‫تقاريرها حول أوضاع الالجئين الفارين باتجاه‬ ‫الحدود األردنية وإمكانية عبورهم لتلك الحدود‪،‬‬ ‫وتشير تلك التقارير إلى أن أعداد الالجئين الذين‬ ‫يتمكن���ون من عب���ور الحدود ودخ���ول المملكة‬ ‫األردنية بدأت بالتناقص اعتباراً من شهر أيلول‬

‫‪8‬‬

‫‪ 2013‬حي���ث نجح نحو ‪ 6000‬ش���خص من‬ ‫اجتياز تل���ك الحدود نح���و األردن ولكن ‪500‬‬ ‫ش���خص فقط اس���تطاعوا العبور خالل ش���هر‬ ‫تشرين األول الماضي بينما لم يستطع أكثر من‬ ‫عدد محدود جداً من الالجئين تجاوز تلك الحدود‬ ‫خالل ش���هر تشرين الثاني بس���بب اإلجراءات‬ ‫التعس���فية التي اتخذتها الحكوم���ة األردنية لمنع‬ ‫دخول الالجئين الس���وريين إلى أراضيها بحجة‬ ‫تقاع���س المجتم���ع الدولي عن القي���ام بواجباته‬ ‫تج���اه األزمة الس���ورية وترك���ه األردن وبقية‬ ‫دول الج���وار يتحملون العبء األكبر دون تقديم‬ ‫المساعدات المالية المطلوبة‪.‬‬ ‫ومع استمرار المعارك واتساع رقعتها لتشمل‬ ‫غالبية األراضي الس���ورية وبالتحديد بع تمكن‬ ‫تنظيم «الدولة اإلسالمية» من التقدم باتجاه ريف‬ ‫كل من حمص وحماه من الجهة الشرقية ما يعني‬ ‫وصوله إلى المنطقة الوس���طى في سوريا حيث‬ ‫توجد أعلى نسبة سكانية فقد شهدت تلك المناطق‬ ‫نزوح العديد من األسر بحثا ً عن مالذ آمن وهربا ً‬ ‫من الخط���ر القادم الذي تحمل���ه لهم داعش بعد‬ ‫األخبار المروعة التي يتناقلها الس���وريون عن‬ ‫وحشية هذا التنظيم في المناطق الي سيطر عليها‬ ‫سابقا‪ .‬وبسبب األوضاع الس���يئة باتجاه الحدود‬ ‫الش���رقية والغربية للبالد وجدت آالف العائالت‬ ‫نفسها تهرب باتجاه الجنوب نحو الحدود األردنية‬ ‫التي أغلقت في وجههم تماما ولكنهم ورغم قسوة‬ ‫الظروف الجوية هناك لم يغادروا منطقة الحدود‬ ‫ألسباب كثيرة حيث أن بعضهم فضل البقاء بعيداً‬ ‫عن مناطق الصراع التي هرب منها مهما كانت‬ ‫الظروف‪ ،‬لكن غالبية الالجئين هناك يصبرون‬ ‫أنفس���هم للبقاء في ظروف ال يحتملها أي إنسان‬ ‫على أمل أن تتكرم حكومة األردن الشقيق بفتح‬ ‫بوابات العبور التي يحاول المئات من السوريين‬ ‫يومي���ا الخروج منها لكنه���م يصطدمون بردات‬ ‫فعل شرس���ة من جانب الجي���ش األردني الذي‬ ‫أوكلت له مهمة حماية الحدود‪.‬‬ ‫وبس���بب البرد الق���ارس وانع���دام أي اهتمام‬ ‫بأوضاعهم فقد اضط���ر هؤالء الالجئون لصنع‬ ‫خيامهم من المالبس والشراش���ف التي بحوذتهم‬ ‫واتخذوا تلك الخيام مساكن لهم وألطفالهم وتركز‬ ‫أغلبهم بالقرب من منطقة المفرق األردنية ذات‬ ‫المناخ الصحراوي والتي تعرف ببردها القارس‬ ‫ليال‪ .‬وق���د أظهرت بع���ض الص���ورة التي تم‬ ‫التقاطها عبر األقمار الصناعية وجود ما يقارب‬ ‫‪ 155‬خيمة ف���ي المنطقة القريب���ة من المفرق‬ ‫وحده���ا‪ ،‬ويق���در العاملون في األم���م المتحدة‬ ‫أن أعداد الس���وريين المرغمي���ن على البقاء في‬

‫تلك الظروف القاس���ية جدا يقارب نحو ‪4000‬‬ ‫الج���ئ وجميعهم بحاجة ماس���ة وعاجلة لمأوى‬ ‫حقيق���ي يقيهم برد الش���تاء كما أنهم يس���تحقون‬ ‫وصول الفرق الطبية واإلغاثية الدولية والمحلية‬ ‫إلمداده���م بما يعينهم عل���ى البقاء والصمود في‬ ‫ظل الظروف التي أجبروا على العيش فيها‪.‬‬ ‫جول���ي‪ .‬ر‪ -‬إحدى نش���طاء المجلس العالمي‬ ‫إلغاث���ة الالجئي���ن (‪ )IRC‬وصف���ت أوضاع‬ ‫الالجئين الس���وريين عل���ى الح���دود األردنية‬ ‫قائل���ة‪« :‬مع حلول فصل الش���تاء ازداد الوضع‬ ‫صعوب���ة عل���ى ه���ؤالء المرميين ف���ي العراء‬ ‫بالقرب من الح���دود األردنية وطالبنا بالوصول‬ ‫إليه���م ولكن الرد جاء بالرفض من قبل الحكومة‬ ‫األردنية وسمحوا لنا بإرسال بعض المساعدات‬ ‫الضروري���ة ج���دا كالغذاء واألغطي���ة فقط وتم‬ ‫إرسال تلك المساعدات عبر وحدات من الجيش‬ ‫األردني دون السماح لنا بالوصول إلى المنطقة‬ ‫الحدودية»‪.‬‬ ‫أما عن الموقف األردني الرس���مي فقد أعلنه‬ ‫بصفاقة ال تشوبها ش���ائبة الناطق الرسمي باسم‬ ‫الحكومة األردنية الس���يد محمد المومني بقوله‪:‬‬ ‫«نحن ال نتحمل مسؤولية أي شيء خارج حدود‬ ‫المملكة األردنية الهاش���مية‪ ،‬وهؤالء السوريون‬ ‫الموجودون بالقرب م���ن حدودنا ال يزالون في‬ ‫بلدهم وضمن حدودهم» وكأنه لم يسمع بالحرب‬ ‫التي دمرت البلد الذي يتحدث عنه أو أنه ال يريد‬ ‫أن يتذكر أن السوريين هاموا على وجوههم في‬ ‫أصق���اع األرض كلها هربا ً من الموت الذي مأل‬ ‫ساحات الوطن‪ .‬ولدى سؤال المومني عن أسباب‬ ‫منع الس���وريين من دخ���ول األراضي األردنية‬ ‫اكتف���ى بالقول أن بلده س���جل انخفاضا ملحوظا‬ ‫في أعداد الس���وريين القادمي���ن إليه اعتبارا من‬ ‫ش���هر أيلول الماضي دون ذكر األس���باب وقد‬ ‫أك���د أن منع الصحافة من الوصول إلى المنطقة‬ ‫الحدودية ل���دواع أمنية بحتة وحرصا على حياة‬ ‫الصحفيين ألن المنطقة المذكورة سجلت منطقة‬ ‫خطرة على حياتهم‬


‫أسبوعية مستقلة تصدر عن شباب إدلب وريفها | السنة الثانية | العدد ‪ 6 | 91‬كانون األول ‪2014‬‬

‫|‬

‫ملف زيتون‬

‫|‬

‫املانيا حت�شر الالجئني يف ال�ساحات وال�صاالت الريا�ضية‬

‫ماجد الخطيب‪:‬‬ ‫موقع إيالف‬

‫بعد فضيحة تعذيب الالجئين واإلس���اءة إليهم‪،‬‬ ‫من قبل الش���ركات األمنية المسؤولة عن بيوت‬ ‫الالجئين‪ ،‬يعترف موظف ف���ي دائرة اللجوء بـ‬ ‫«حش���ر» الالجئين الجدد في قاعات الرياضة‬ ‫والخيام‪ ،‬وأحيا ًنا في الع���راء‪ ،‬رغم وجود أكثر‬ ‫من ‪ 2500‬مكان ش���اغر في بي���وت الالجئين‬ ‫الرسمية‪.‬‬ ‫وصف���ت هنريت���ا ريك���ر‪ ،‬مفوضة ش���ؤون‬ ‫الالجئين في الراين الش���مالي فيس���تفاليا‪ ،‬حشر‬ ‫الالجئين في المدارس والقاعات الرياضية‪ ،‬رغم‬ ‫وجود آالف األسرة الشاغرة في بيوت الالجئين‬ ‫الرس���مية‪ ،‬بالفضيحة‪ .‬وتدعي سلطات الوالية‪،‬‬ ‫بحس���ب ريكر‪ ،‬بأن معسكرات الالجئين مكتظة‬ ‫بالالجئي���ن‪ ،‬في حي���ن أن ثلث األمكن���ة تقريبًا‬ ‫شاغرة‪ ،‬مطالبة بمساءلة المسؤولين‪.‬‬

‫‪ 2500‬مكان �شاغر‬ ‫والية الراين الش���مالي فيس���تفاليا أكبر والية‬ ‫ألمانيا م���ن ناحية النفوس‪ ،‬يس���كنها قرابة ‪20‬‬ ‫مليون إنس���ان‪ ،‬أي نح���و ربع س���كان ألمانيا‪.‬‬ ‫وتتحمل الوالية القسط األكبر من تدفق الالجئين‬ ‫من أفريقيا والشرق األوسط‪ ،‬ومن سوريا وليبيا‬ ‫والعراق على وجه التحديد‪.‬‬ ‫واعت���رف كريس���توف زوبل���ر‪ ،‬المتح���دث‬ ‫الرسمي باس���م منطقة ارنسبيرغ‪ ،‬المسؤولة عن‬ ‫توزيع الالجئين في الوالية‪ ،‬بأن الوالية تدير ‪20‬‬ ‫معس���كرً ا رسميًا لالجئين‪ ،‬إضافة إلى معسكرين‬ ‫كبيرين موقتين في دورتموند وبيليفيلد‪ ،‬الستقبال‬ ‫الوافدين الجدد‪ .‬وقال إن هذه البيوت تتسع لنحو‬ ‫‪ 7500‬الجىء‪ ،‬وما زال هن���اك ‪ 2526‬مكا ًنا‬ ‫يجر استغاللها‪.‬‬ ‫شاغرً ا لم ِ‬

‫وبيوت الالجئين الرس���مية أفضل من الناحية‬ ‫الس���كنية واإلنس���انية من المخيمات والقاعات‬ ‫الكبيرة التي يحش���ر فيها الالجئون بالمئات‪ ،‬إذ‬ ‫يتوف���ر فيها ال���دفء والنظاف���ة وتخضع لرقابة‬ ‫س���لطات اللجوء األلمانية‪ ،‬ومنظمة الدفاع عن‬ ‫حقوق الالجئين الدولية‪ ،‬التابعة لألمم المتحدة‪.‬‬

‫تربير ال ي�صمد‬ ‫إال أن زوبل���ر برر أم���ام الصحافة فضيحة‬ ‫األماكن الشاغرة بالقول‪« :‬دائرة قبول الالجئين‬ ‫تحتفظ بهذه األماكن لفترة األعياد‪ ،‬إذ من المتوقع‬ ‫أن يص���ل الكثير من الالجئين ف���ي هذا الفصل‬ ‫القارس من السنة»‪ .‬وردت ريكر‪« :‬هذا التبرير‬ ‫ال يصمد أمام الواقع‪ ،‬ألن���ه يبقى أكثر من ألف‬ ‫سرير شاغر في معس���كرات الالجئين بحساب‬ ‫معدل تدفق الالجئين الشهري على الوالية»‪.‬‬ ‫م���ن ناحي���ة أخرى‪ ،‬م���ن الواضح بالنس���بة‬ ‫لمفوضة ش���ؤون الالجئين ف���ي الوالية أن كلفة‬ ‫رعاية الالجئين ف���ي الفنادق والقاعات الخاصة‬

‫ومالعب الم���دارس يعادل ضعف كلفة رعايتهم‬ ‫في البيوت التي تديرها الوالية‪.‬‬ ‫وهذا يعن���ي أن دائرة اللجوء المركزية ترمي‬ ‫المس���ؤولية والكلفة على عاتق حكومات المدن‬ ‫المحلي���ة التي ال تمتلك مخصصات اضافية لهذا‬ ‫الغرض‪ .‬فقد اضطرت مدينة كولونا الستضافة‬ ‫‪ 5000‬الج���ىء في العام ‪ ،2014‬وتم اس���كان‬ ‫معظمهم في قاعات خاصة تم تأجيرها خصيصًا‬ ‫له���ذا الغرض‪ ،‬ما رفع كلفة رعاية الالجئين إلى‬ ‫‪ 100‬مليون يورو بدلاً من ‪ 50‬مليو ًنا‪.‬‬ ‫ورغم وجود أماكن ش���اغرة في معس���كرات‬ ‫الالجئين الرس���مية‪ ،‬اضطرت مدينة كولون إلى‬ ‫تكلي���ف ش���ركة البناء «جي اي ج���ي» بتفريغ‬ ‫‪ 180‬وحدة س���كنية‪ ،‬وبناء وحدات سكنية جيدة‬ ‫على وجه السرعة الستقبال الالجئين قبل ذروة‬ ‫الشتاء‪ ،‬وهذا كلف ماليين اضافية‪.‬‬ ‫وق���ررت وزارة الس���كن االتحادي���ة تخفيف‬ ‫ش���روط الس���كن والعيش على مدى الس���نوات‬ ‫الخم���س القادمة بهدف توس���يع فرص اس���كان‬ ‫الالجئي���ن في مناطق كان القانون يمنع الس���كن‬ ‫فيها‪.‬‬

‫ف�ضيحة تعذيب الالجئني‬ ‫وكانت ألمانيا قد اهتزت بسبب فضيحة تعذيب‬ ‫الالجئي���ن في أيلول (س���بتمبر) الماضي‪ .‬بدأت‬ ‫الفضيحة حين ع���رض التلفزيون فيلمًا مصورً ا‬ ‫بهاتف جوال يظه���ر اثنين‪ ،‬أو أكثر‪ ،‬من رجال‬ ‫حماية معسكر الالجئين في مدينة هاغن يعذبون‬ ‫شابًا جزائريًا‪.‬‬ ‫بدأت النيابة العامة التحقيق مع رجال الحراسة‬ ‫التابعين لشركة «سكي»‪ ،‬ووجهت تهمة الحاق‬ ‫ضرر جسدي خطير ببعض الالجئين إلى ثمانية‬ ‫أفراد في هذه الشركة المختصة بتوفير الحماية‪.‬‬ ‫واتخذت الفضيحة بع ًدا سياس���يًا بعد أن كشف‬ ‫رج���ال التحقي���ق عالقة لرجال األم���ن في هذه‬ ‫الش���ركة مع النازيي���ن‪ .‬وعثر رج���ال التحقيق‬ ‫في ش���قق المتهمين على أسلحة وأدوات تعذيب‬ ‫وبع���ض الش���عارات‬ ‫النازي���ة‪ ،‬وبخاخ���ات‬ ‫فلف���ل أحم���ر وهراوات‬ ‫وقبض���ات حديدي���ة في‬ ‫غرف���ة التأدي���ب» التي‬ ‫كان���وا يديرونه���ا ف���ي‬ ‫معسكر الالجئين‪.‬‬

‫المس���يحي وحليف���ه الحزب الليبرال���ي‪ ،‬طالبت‬ ‫باس���تقالة وزير داخلية الوالية رالف ييجر‪ ،‬بعد‬ ‫الفضيحة‪.‬‬ ‫تصاعدت هذه المطالبة م���ع امتداد الفضيحة‬ ‫لتش���مل رجال الش���رطة بعد أن كانت تش���مل‬ ‫رجال األمن في الشركات الخاصة‪ .‬ووعد ييجر‬ ‫بمحاسبة المس���ؤولين‪ ،‬والتحقيق في الموضوع‪،‬‬ ‫إال أن المحاس���بة طالت رجال الشركات األمنية‬ ‫الخاصة فقط‪.‬‬ ‫وزاد موقف الوزير حرجً ا بعد اجازته تظاهرة‬ ‫لليمين المتطرف ضد االسالميين المتشددين في‬ ‫كولون‪ ،‬أدت إلى ح���دوث اضطرابات وأعمال‬ ‫عن���ف‪ .‬ويجد الح���زب الديمقراطي المس���يحي‬ ‫فرصة سانحة إلس���قاط هذا الوزير االشتراكي‪،‬‬ ‫بعد فضيحة أماكن السكن الشاغرة في معسكرات‬ ‫الالجئين‪.‬‬

‫�شرطة خا�صة‬ ‫في مدرسة جيرهارت هاوبتمان ببرلين‪ ،‬التي‬ ‫تحولت إلى بيت لالجئين‪ ،‬لقي مغربي حتفه بأكثر‬ ‫من ‪ 10‬طعنات‪ ،‬بس���بب خالف على اس���تخدام‬ ‫الحمام الوحيد المخصص لعدة غرف في طابق‬ ‫واحد‪ .‬حكمت محكمة برلين على القاتل الغامبي‬ ‫بالسجن خمس س���نوات‪ ،‬بعد أن فشل في اثبات‬ ‫فرضية الدفاع عن النفس‪.‬‬ ‫هذه الحادثة وحدة من سلسلة تجاوزات يومية‬ ‫في صفوف الالجئين‪ ،‬إذ سجلت الشرطة معارك‬ ‫وخالف���ات بين عصاب���ات التهريب وعصابات‬ ‫توزيع المخدرات‪.‬‬ ‫ولف���ت وزير الداخلية االتح���ادي توماس دي‬ ‫ميزيير إلى فكرة تأس���يس ق���وة خاصة بمكافحة‬ ‫الجريمة في معس���كرات الالجئي���ن‪ .‬وبدأ وزير‬ ‫داخلية سكسونيا‪ ،‬ماركوس أولينغ‪ ،‬فعلاً بتشكيل‬ ‫مثل هذه القوة الخاصة في شرطة واليته‪ .‬وبرر‬ ‫الوزير هذه الخطوة بش���كاوى تقدم بها الالجئون‬ ‫أنفس���هم للخالص من أعم���ال العنف واالبتزاز‬ ‫التي يتعرضون لها داخل المعسكرات‪.‬‬

‫املطالبة باال�ستقالة‬ ‫كان���ت المعارض���ة‬ ‫السياسية في والية الراين‬ ‫الشمالي فيستفاليا‪ ،‬ممثلة‬ ‫بالح���زب الديمقراط���ي‬

‫‪9‬‬


‫|‬

‫أ‬ ‫�نور البني‬

‫وجهة نظر‬

‫|‬

‫�سوريا واحتماالت ّ‬ ‫احلل ال�سيا�سي‬

‫منذ بداية الثورة الس���ورية كان الحديث يدور‬ ‫عن حلول سياسية داخلياً‪ ،‬فأقيمت عدة مؤتمرات‬ ‫وتجمّعات للمعارضة وطالبت بالحلول السياسية‬ ‫لموض���وع الديموقراطي���ة والحري���ة وحقوق‬ ‫اإلنس���ان‪ .‬وكانت الس���لطات تتجاهل ذلك‪ ،‬بل‬ ‫الحقت واعتقلت النشطاء المشاركين‪ .‬وبعد ذلك‬ ‫طرحت السلطة الس���ورية مؤتمر حوار وطني‬ ‫ترأسه نائب رئيس الجمهورية “فاروق الشرع”‬ ‫وحضرت���ه أعداد كبي���رة من رم���وز المجتمع‬ ‫السياسي واالجتماعي‪ ،‬وتوّ صل لتوصيات بقيت‬ ‫حبيس���ة أروقة المؤتمر ولم تلتزم السلطة بتنفيذ‬ ‫أي منها‪.‬‬ ‫ومع تقدّم الوقت وإيغال النظام السوري بالقتل‬ ‫واالعتق���ال‪ ،‬كان لس���ان حال المجتم���ع الدولي‬ ‫ينصب على التأكيد على ضرورة الحل السياسي‬ ‫وعدم وجود بدي���ل آخر‪ .‬وكان هذا الخطاب من‬ ‫أهم العوامل التي ش���جعت النظام السوري على‬ ‫زيادة القتل للمتظاهرين الس���لميين‪ ،‬واس���تخدام‬ ‫السالح الثقيل في تدمير البلدات والقرى والمدن‬ ‫الس���ورية الثائ���رة‪ ،‬ووصل إلى حد اس���تخدام‬ ‫الس�ل�اح الكيميائي ضد ش���عبه‪ ,‬دون أن يشعر‬ ‫أن هن���اك أي رادع أو عقوبة يمك���ن أن تطاله‬ ‫بسبب الجرائم التي يرتكبها‪ .‬وحتى عند استخدام‬ ‫الس�ل�اح الكيميائي ضد الشعب‪ ،‬كانت ردة فعل‬ ‫العالم في أحس���ن أحوالها‪ :‬التهديد بقصف مواقع‬ ‫تخزين ومعامل السالح الكيميائي‪ ،‬دون الحديث‬ ‫عن محاسبة المجرمين الذين استخدموه‪.‬‬ ‫ومع س���قوط أكثر من ثالثمئ���ة ألف ضحية‬ ‫من مجموع الش���عب السوري وتهجير أكثر من‬ ‫نصف هذا الشعب داخليا ً وخارجياً‪ ،‬ودمار كامل‬ ‫وجزئي لما يزيد عن ‪ 20%‬من س���وريا بسبب‬ ‫استخدام كل أنواع األسلحة الثقيلة‪ ،‬من المدفعية‬ ‫والدبابات والصواريخ القصيرة والبعيدة المدى‪،‬‬ ‫والفراغية والبراميل المتفجرة‪ ،‬وثبوت ارتكاب‬ ‫مج���ازر وجرائم إبادة وتطهي���ر عرقي وجرائم‬ ‫ضد االنسانية من قبل النظام بوثائق صادرة عن‬ ‫أعلى مرجعية دولية تعنى بهذا الموضوع‪ ،‬وهي‬ ‫مجلس حقوق اإلنسان‪ ,‬مع كل ذلك لم يغير العالم‬ ‫لهجته وما زال الحديث يدور حول وحدانية الحل‬ ‫السياسي كطريقة للخروج من الوضع السوري‬ ‫المتفجر‪.‬‬ ‫مع إيماني الش���ديد بالحل السياس���ي‪ ،‬إال أن‬ ‫وجوده يتطلب شروطا أساسية وهي أوالً موافقة‬ ‫األطراف عليها‪ .‬وكان من الواضح بش���كل جلي‬ ‫للجميع أن النظ���ام يرفض االنخراط بأيّ عملية‬ ‫سياس���ية تقوّ ض أو تنتقص من س���لطته التامة‬ ‫والمطلقة‪ ،‬ويعرقل أيّ محاولة لطرح وتنفيذ هذه‬ ‫الحلول بالمماطلة والتس���ويف وصرف االنتباه‬ ‫لمس���ائل أخرى يخترعها‪ .‬رغم كل ذلك‪ ،‬لم يقم‬ ‫العالم الذي يطرح الحلول السياس���ية بأيّة خطوة‬ ‫أو عمل من ش���أنه إجبار النظام على القبول بها‬

‫‪10‬‬

‫أسبوعية مستقلة تصدر عن شباب إدلب وريفها | السنة الثانية | العدد ‪ 6 | 91‬كانون األول ‪2014‬‬

‫أو إفهام���ه أنّ ع���دم انخراطه بالحل السياس���ي‬ ‫س���يكون له عواقبه‪ ,‬واقتص���رت العقوبات على‬ ‫“فركة أذن” بس���يطة تجلّ���ت بوضع عقوبات ال‬ ‫تقدّم وال تؤخر على شخصيات محدّدة من النظام‬ ‫بقرار سياسي وليس قضائي‪ ،‬مما يجعلها عرضة‬ ‫للمس���اومة والتراجع بأيّ وقت‪ ,‬وبوعود بتسليح‬ ‫ودعم المعارضة لم تأخذ ش���كلها إال بمؤتمرات‬ ‫وتصريح���ات ظلّت بدون تنفي���ذ‪ ,‬وكانت مجرد‬ ‫محاول���ة للهروب من الفع���ل الجدي ومن العار‬ ‫األخالقي للغرب أم���ام كل الفظائع التي ترتكب‬ ‫بسوريا‪.‬‬ ‫وهذا جعل النظام مس���ترخياً‪ ،‬ويستمر بالقتل‬ ‫والتدمير بدم بارد تماماً‪ ,‬دون أي شعور بأن هناك‬ ‫محاسبة ومساءلة عن الجرائم التي يرتكبها‪ ,‬وإن‬ ‫أسوأ الس���يناريوهات بالنسبة له بالنهاية هو حل‬ ‫سياسي يفلت بموجبه من العقاب ‪.‬‬ ‫ومرك���ز كارت���ر‪ ،‬كان من أوائ���ل من قاموا‬ ‫باس���تطالعات وأبح���اث ولق���اءات لوضع مثل‬ ‫ه���ذه الحلول‪ ،‬وأذك���ر أنه بدأ بذل���ك منذ أوائل‬ ‫عام ‪ ،2012‬والتقى الكثيرين من النش���طاء في‬ ‫الداخل والخارج ومن المعارضة السياسية ومن‬ ‫شخصيات النظام‪ .‬ولم يحبط من الردود الرافضة‬ ‫من النظام لكل الس���يناريوهات للحلول السياسية‬ ‫التي طرحوها بالبداي���ة ‪ .‬وبعد اتفاق جنيف ‪،1‬‬ ‫اعتمد عليه لبناء دراس���ته حول الحل السياسي‬ ‫الممكن‪ ,‬رغم أن اتفاق جنيف ولد ميتا ً لعدم جدية‬ ‫من صاغه‪ ،‬ولوجود كثير من القضايا الغامضة‬ ‫التي تركت دون تفس���ير‪ ,‬واختالف التفسيرات‬ ‫حول���ه‪ ,‬ولعدم وجود أي آلي���ة لفرضه واعتماده‬ ‫كخريطة عمل للمجتم���ع الدولي‪ ،‬مع آلية عقاب‬ ‫لمن يرفض االنخ���راط فيه‪ ,‬وقد ثبت هذا األمر‬ ‫بلقاء جني���ف‪ ،2‬الذي تحول إل���ى لقاء إعالمي‬ ‫استعرضت فيه األطراف عضالتها على حساب‬ ‫الشعب السوري ودماءه‪ ,‬واستغله النظام للترويج‬ ‫لقصته حول اإلرهاب الذي اختلقه‪ ،‬دون أن يقدم‬ ‫أي ش���يء ملموس حول الحلول السياس���ية‪ ،‬أو‬ ‫يُظهر أية نية طيبة‪ ،‬ولو على الصعيد االنساني‪،‬‬ ‫بإطالق سراح معتقلين نشطاء سلميين ومعتقلي‬ ‫رأي وسياسيين ‪.‬‬ ‫ومع أنن���ي أعتبر أن كل ما ب���ذل من جهود‬ ‫مخلص���ة إليجاد حلول سياس���ية‪ ،‬هو في النهاية‬ ‫يذهب عبثا ً ويستهلك الوقت ال أكثر لدى العالم‪،‬‬ ‫فيما هذا الوقت يمرّ على السوريين بطيئا ً قاتالً‪,‬‬ ‫وم���ع قناعتي التامة أنه لم يعد هناك فرص لحل‬ ‫سياس���ي مع نظام يرفض بالمطلق بحث أي آلية‬ ‫للتنازل عن س���لطته المطلقة واألبدية لس���وريا‪,‬‬ ‫ومع عدم وجود أي آلية لفرض الحلول السياسية‬ ‫على الجميع‪ ,‬فإنن���ي أرى أن ورقة البحث التي‬ ‫قدمها معه���د كارتر إيجابي���ة بمجملها‪ ،‬وهناك‬ ‫عدد من المالحظات عليها‪ ,‬أولها أنه مرّ مروراً‬ ‫بسيطا ً على مس���ألة العدالة االنتقالية ولم يعطها‬

‫األهمية الالزم���ة والضرورية‪ ،‬باعتبارها بوابة‬ ‫العبور للحلول السياس���ية‪ ،‬وقصرها على مسألة‬ ‫التعويضات دون الحديث عن أي مس���اءلة جاء‬ ‫ذكرها في س���ياق إصدار عف���و‪ ,‬وهذا يعني أن‬ ‫مجرمي األمس س���يفلتون من العق���اب‪ ،‬وربما‬ ‫سيكونون أس���ياد الغد وقادة المرحلة االنتقالية ‪.‬‬ ‫هذا خطأ جسيم‪ ،‬ألن محاسبة المجرمين وإحقاق‬ ‫العدالة هو البوابة األساس���ية للعبور‪ .‬ودون ذلك‬ ‫لن تستقر س���وريا أبداً وستنتقل الصراعات إلى‬ ‫مستويات أكبر‪.‬‬ ‫وثاني���اً‪ ،‬تجاهل���ت الورق���ة ف���ي موض���وع‬ ‫االنتخابات‪ ،‬وض���ع المهجرين خارجيا ً وداخلياً‪،‬‬ ‫واعتمدت على المس���جلين بالقوائ���م االنتخابية‪،‬‬ ‫مما يعط���ي النظ���ام أريحية في عدم الس���ماح‬ ‫بعودة الالجئين ويحص���ر االنتخابات بالمناطق‬ ‫التي كانت تحت س���لطته‪ ،‬وبالتالي تكون نتيجة‬ ‫االنتخابات مضمونة‪.‬‬ ‫وثالث���اً‪ ،‬وهو األهم‪ ،‬أك���دت الورقة على بقاء‬ ‫عناص���ر الجيش واألم���ن عل���ى رأس عملهم‬ ‫وكلفتهم ممارس���ة عملي���ات ضبط األمن‪ ،‬وكأن‬ ‫هذا الجيش وهذه األجهزة لم ترتكب الجرائم ولم‬ ‫تقتل الشعب المس���الم ولم تدمر المدن والبلدات‬ ‫الس���ورية‪ ،‬وهنا ل���بّ الصراع أساس���اً‪ ،‬وبذلك‬ ‫أعادت الورق���ة إنتاج نظام قات���ل بلبوس جديد‬ ‫وبشرعية مختلفة وفوضته بالقيام بجرائم جديدة‬ ‫في مع���رض تأكيدها على إل���زام المجموعات‬ ‫المسلحة تسليم سالحها ‪.‬‬ ‫إن هذه النق���اط الثالث برأي���ي كافية لتجعل‬ ‫الورق���ة مجرد أطروحة غير قابل���ة للحياة أبداً‪،‬‬ ‫ولن تكون مدخالً إلعادة االس���تقرار لس���وريا‪.‬‬ ‫وبكل األحوال لن تجد طريقها للتنفيذ لعدم وجود‬ ‫إرادة دولية حتى اآلن بفرض الحلول السياسية‪,‬‬ ‫وع���دم وجود أي���ة آلية إلجب���ار األطراف على‬ ‫االنخراط في حل سياسي‪ .‬هذا سيجعل األمور‪،‬‬ ‫إن ل���م يكن قد جعلها تزداد س���وءاً وتتفاقم على‬ ‫األرض‪ ،‬بزيادة مستوى القتل والتدمير وتقلص‬ ‫حت���ى فرص فرض ح���ل سياس���ي دون تدخل‬ ‫عسكري خارجي شامل‪.‬‬


‫أسبوعية مستقلة تصدر عن شباب إدلب وريفها | السنة الثانية | العدد ‪ 6 | 91‬كانون األول ‪2014‬‬

‫سمر يزبك‬

‫|‬

‫حكايا زيتون‬

‫|‬

‫لي�ست رواية انها حقيقة‬

‫صوت قوي آخر‪ ،‬وقذيفة أخرى‪ .‬تتوقف المرأة عن‬ ‫الحديث‪ ،‬ويتس���اقط المزيد من الدهان المتق ّ‬ ‫شر‪ .‬كان‬ ‫القبو رطبا ً ومتش���ققا‪ ،‬ومع ارتجاف البناء‪ ،‬تساقطت‬ ‫كتل بيضاء فوق رؤوس���نا‪ .‬العصافير صارت ّ‬ ‫تتخبط‬ ‫في القفص‪ ،‬والصبية أحاطتها بذراعيها وقالت‪« :‬إنها‬ ‫تش���عر بالخطر»‪ .‬ثم فتحت باب القفص‪ ،‬وأمس���كت‬ ‫العصفورين‪ ،‬وخبأتهما في صدرها‪ .‬وتابعت الحديث‬ ‫عوضا ً ع���ن أمها متجاهلة القذيفة القريبة‪« :‬س���وف‬ ‫تكتبين كل ما أقوله لك»‪ .‬أقول‪« :‬نعم سأفعل»‪.‬‬ ‫كانت جميلة‪ ،‬عيونها خضراء‪ ،‬ووجنتيها حمراوين‪.‬‬ ‫نحيلة‪ ،‬عمرها عش���رون س���نة‪ .‬تضع حجابا بسيطا ً‬ ‫وملونا ً على رأسهاـ أصابعها دقيقة وناعمة‪ .‬قامت من‬ ‫مكانه���ا‪ .‬أخوتها يلتفون حولها‪ .‬ثمانية أطفال‪ .‬أبعدتهم‬ ‫عنه���ا‪ ،‬ووضعت يده���ا فوق رأس���ي‪ ،‬وقالت‪« :‬هل‬ ‫تحلفين باهلل أنك س���تقولين للعالم ما س���أقوله؟» قلت‪:‬‬ ‫«أحل���ف»‪ .‬قالت‪« :‬احلفي بأغلى ما لديك س���راً في‬ ‫ُ‬ ‫وشعرت أن صخرة سوف‬ ‫قلبك»‪ .‬حلفت في س���رّ ي‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫تفتت رأس���ي من قوّ ة كفها عليه‪ ،‬لكنها عادت وقالت‬ ‫أنها رسامة وتكتب الشعر‪ ،‬ثم فتحت دفتراً‪ ،‬وتابعت‪:‬‬ ‫«اكتبي عن قرية «أميناس»‪...‬هناك ولدت»‪ .‬وأخذت‬ ‫تقرأ من دفتر يومياتها‪ ،‬وبدأت كتب‪:‬‬ ‫«ح���دث هذا في الخامس من ش���هر كانون الثاني‬ ‫س���نة‪ .2013‬أخبرون���ا بموت س���تة بنات وش���اب‬ ‫وزوجته‪ ،‬بعد أن خطفوا‪ .‬وفي اليوم نفسه قتلت عائلة‬ ‫أيضاً‪ ،‬ذهب أفرادها لقط���اف الزيتون‪ ،‬وقتلت امرأة‬ ‫وابنيه���ا‪ ،‬كما قتل���ت عائلة «أبو عام���ر» في القرية‬ ‫التي نس���كنها‪ ،‬وعائلة «أبو عم���رو» والعمال الذين‬ ‫كانوا معهم‪ ،‬اطلقوا النار على رؤوس���هم‪ ،‬بينما عائلة‬ ‫«أبو عامر» قاموا بخطفه���ا أوالً‪ ،‬وعذبوا أفرادها‪،‬‬ ‫ثم قتلوهم بالطريقة نفس���ها‪ ،‬اطالق النار في الرأس‪.‬‬ ‫زوجة عامر كانت حامالً في ش���هرها التاسع‪ .‬أنجبت‬ ‫أثناء عملية القتل‪ .‬ذهب الرجال من عندنا لجلب عائلة‬ ‫«أبوعامر» المقتولة‪ ،‬وقال���وا إنهم وجدوها وجنينها‬ ‫مقتولين‪ ،‬كما كانت جثث العديد من العائالت تنتش���ر‬ ‫بين أش���جار الزيتون‪ ،‬وقد ماتوا بنفس الطريقة‪ ،‬طلقة‬ ‫في ال���رأس» تضيف الفت���اة ذات العينين اللوزييتن‪،‬‬ ‫وه���ي تحدّق ب���ي بصرامة‪ ،‬وتراق���ب الكلمات على‬ ‫الدفتر‪ ،‬وأنا انتظرها لتكمل‪ « :‬الش���بيحة فعلوا هذا‪،‬‬ ‫ولكنهم ركبوا سيارت وكتبوا عليها «الجيش الحر»‪.‬‬ ‫نح���ن نعرف أنهم كانوا ش���بيحة‪ .‬وقب���ل مغادرتهم‪،‬‬ ‫خربوا األراضي واقتلعوا األش���جار‪ ،‬ودمروا كل ما‬ ‫صادفوه في طريقهم‪ ،‬وقبل أن يذهبوا قاموا بتصوير‬ ‫الجثث والدمار ال���ذي أحدثوه‪ ،‬ووزعوا الصور على‬ ‫«االنترنت» ثم كتب���وا عليها أن «الجيش الحر» هو‬ ‫من قام بهذه األفعال»‪.‬‬ ‫«ه���ل أكم���ل؟» تس���ألني بلهفة وخج���ل‪ .‬أجيب‪:‬‬ ‫«بالتأكيد‪...‬أرج���وك»‪ .‬يلمع بريق في عينيها وتتابع‪:‬‬ ‫« ف���ي الثاني عش���ر من ش���هر كان���ون الثاني‪ ،‬في‬

‫الس���اعة الثانية والنصف وخمس دقائق‪ ،‬كنا في قرية‬ ‫«قبين»‪ ،‬عن���د عائلة من أقاربي‪ ،‬مض���ى علينا أيام‬ ‫مش���ردين ال ننام فيها بعد خروجن���ا من «أميناس»‪،‬‬ ‫كانت األخبار تقول إنهم س���يقصفون قريتنا ويقضون‬ ‫على الثوار‪ .‬جاءنا الس���اعة العاشرة ليال أنّ رتالً من‬ ‫الدبابات والعساكر س���يمرّ في طريقه إلى «تفتناز»‪،‬‬ ‫قاصداً المط���ار الذي يحاصره الث���وار‪ .‬وهذا الرتل‬ ‫سيمر من القرية‪ ،‬فخرجنا الساعة الحادية عشرة ليالً‬ ‫‪ .‬كنا خائفين‪ ،‬ومعنا س���يارة صغيرة بثالث عجالت‪،‬‬ ‫وضعنا بعضا ً من أغراضنا فيها‪ .‬تعطلت فينا السيارة‪،‬‬ ‫وبقين���ا ندفعها‪ ،‬ثم تابعنا الطري���ق‪ .‬كان الخوف يأكل‬ ‫قلوبنا‪ .‬نمش���ي في الليل من غير هدى‪ .‬مررنا بقرية‬ ‫«سرمين»‪ ،‬ثم سرنا على طريق األوتوستراد مسافة‬ ‫طويلة‪ ،‬وعندما توقف المحرك بشكل نهائي‪ ،‬وقفنا في‬ ‫منتصف الطريق‪ ،‬ثم ذهبنا إل���ى أول قرية صادفتنا‪.‬‬ ‫قصدن���ا أول منزل‪ ،‬لكنهم لم يفتح���وا لنا وطلبوا منا‬ ‫الرحي���ل‪ .‬ث ّم قصدنا البيت الثاني‪ ،‬كذلك لم يفتحوا لنا‪.‬‬ ‫أصحاب البيت الثالث رحبوّ ا بنا‪ ،‬وقالوا أننا نس���تطيع‬ ‫قضاء اللي���ل عندهم‪ ،‬لكن أمي رفض���ت وقالت أنها‬ ‫ال تش���عر بارتي���اح‪ ،‬وطلبت من أب���ي أن يقوم أخي‬ ‫باصطحابنا إلى «كفر عمي���م» عند أصدقائه‪ .‬كانت‬ ‫الس���اعة تجاوزت الواحدة ليالً‪ ،‬وال���كالب تنبح من‬ ‫حولنا‪ ،‬كنت خائفة‪ .‬ظالم وأصوات كالب قوية تجري‬ ‫خلفنا! ف���ي الثانية ليالً وصلنا إلى» كفرعميم» ومنها‬ ‫مشينا من بيت إلى بيت» ‪ .‬تتابع‪ ،‬مع صوت القذيفة‪.‬‬ ‫ال تتوقف عن الكالم‪ ،‬وال أتوقف عن الكتابة‪:‬‬ ‫« في الثالث عش���ر من ش���هر ش���باط‪ ،‬كنا نتنقل‬ ‫ونتح���رك مثل تائهي���ن وضائعين‪ .‬كل ي���وم ننام في‬ ‫مكان‪ ،‬هربا ً م���ن القصف والقذائف‪ .‬لم أكن أتوقع أن‬ ‫يحدث هذا كله‪ ،‬لكن ه���ذا التنقل جعلني أتعرف على‬ ‫القرى المحيطة بنا من كل الجهات»‪.‬‬ ‫تنظ���ر إل���ي‪ ،‬وهي م���ا ت���زال تحم���ل دفترها‪،‬‬ ‫والعصفوران داخل صدرها‪ ،‬ومنه يطالن برأسيهما‪.‬‬ ‫«وبعد ذلك؟» أق���ول‪ .‬فتتابع بص���وت جذل‪ ،‬وأمها‬ ‫تصب لنا أكواب الشاي‪ ،‬وتحوقل وتبسمل دائما‪:‬‬ ‫« في الخامس عش���ر من ش���هر ش���باط‪ .‬صرنا‬ ‫في س���راقب في تمام الس���اعة الثالثة وعشر دقائق‪.‬‬ ‫وكن���ا تركن���ا قري���ة «أبي���ن»‪ ،‬حزمن���ا أمتعتنا من‬ ‫جديد‪ ،‬وانضمت إلينا مجموع���ة من األقارب‪ ،‬وكان‬ ‫يتوج���ب علينا المرور م���ن «تفتناز» أو من»بنش»‬ ‫لنصل»سراقب» بسالم‪ .‬كان ذلك اليوم هو اليوم الذي‬ ‫يجب أن أذهب فيه إلى الجامعة‪ ،‬وأقدّم امتحاني‪ ،‬لكن‬ ‫الطرق���ات مقطوعة وغير آمنة‪ .‬أري���د فقط أن أنهي‬ ‫يومين آخرين‪ ،‬إذا كنت س���تحذفينهما ال داعي ألضيّع‬ ‫وقتك»‪« .‬لن أحذفهما»‪ .‬أجيب وأنا أنظر إلى عينيها‬ ‫الصارمتين والمتفجرتين بدموع مخفية‪ .‬تفتح دفترها‬

‫من جديد وتتابع القراءة‪:‬‬ ‫« هذا هو اليوم الثاني لنا في سراقب‪ .‬السادس عشر‬ ‫من ش���باط‪ .‬جاؤوا لنا باألغطية‪ .‬وافترشنا األرض‪،‬‬ ‫وكان المكان غريباً‪ ،‬وجدرانه مقش���رّ ة الطالء‪ .‬أكثر‬ ‫م���ا يؤلمني نظرة الذل واالنكس���ار ف���ي عيني أبي‪،‬‬ ‫وعبارات الش���كر التي يرددها لمن يق���دم لنا الطعام‬ ‫والخبز‪ .‬لقد كنا نعيش بيسر ووفرة‪ ،‬واآلن نعيش على‬ ‫ما يقدمه لن���ا اآلخرون من تبرعات طعام وحاجيات‪.‬‬ ‫نحن اآلن متسولون‪ ،‬وأشعر بالذل‪ .‬لدينا مدفأة حطب‪.‬‬ ‫المكان بارد ورط���ب‪ ،‬والحطب ينفذ‪ .‬وبطوننا تقرقر‬ ‫أحيان���ا من الجوع‪ .‬ال أحد يطلب الطعام‪ .‬نتواطأ على‬ ‫الصمت‪ .‬وق���ع صاروخ بالقرب م���ن المقبرة قربنا‪.‬‬ ‫أخوت���ي الصغار كانوا يلعبون‪ .‬ركضنا وأتينا بهم‪ ،‬ثم‬ ‫تجمعنا كلنا في زاوية‪ .‬نظراتهم مرعبة وجامدة‪.‬‬ ‫في يوم التاسع عشر من شباط‪ ،‬صار لديّ عصفور‬ ‫وعشّ ‪ ،‬وفقس���ت البيضة فرخا ً صغيراً‪ .‬نضع القفص‬ ‫وس���ط المكان‪ .‬أخوتي ذهبوا‪ ،‬اختف���وا‪ ،‬والعصفور‬ ‫والعصفورة يساعدان الفراخ ويطعمونهم بمنقاريهما‬ ‫الصغيري���ن‪ ،‬كان يجب أن أكون ف���ي الجامعة اليوم‪.‬‬ ‫وق���ال لي أصدقائي في الجامعة إنهم س���يذهبون غداً‬ ‫لتقديم مادة في الجامعة في «إدلب»‪ .‬أنا محاصرة هنا‬ ‫مع أهلي‪ .‬تس���قط قذيفة بالقرب م ّنا‪ ،‬فتطير العصفورة‬ ‫في القفص‪ .‬تضرب بجناجحيه���ا القفص وتبتعد عن‬ ‫الف���راخ‪ .‬ثم تقترب من العصفور‪ ،‬وال تهدأ العصافير‬ ‫حت���ى يتوقف القص���ف‪ .‬اتصل���ت بصديقتي وطلبت‬ ‫منه���ا أن تحضر لي المحاض���رات التي فاتتني‪ .‬كان‬ ‫لدينا الس���يارة بالعج�ل�ات الثالث‪ ،‬ذه���ب أبي معي‬ ‫لجلب المحاضرات‪ ،‬لكن الس���يارة تعطلّت‪ ،‬ووصلنا‬ ‫متأخري���ن‪ ،‬وغادرت صديقتي ‪،‬جلس���ت على الدرج‬ ‫وبكيت كثيراً‪ .‬كنت مصرّ ة على دراس���ة محاضراتي‬ ‫وتقديم بعض المواد في الجامعة‪ .‬لكن ذلك مس���تحيالً‪.‬‬ ‫عدنا إلى الملجأ نتحلّق حول العمود الذي يتوس���طه‪.‬‬ ‫ونصمت ف���ي المس���اء»‪ .‬توقفت عن الق���راءة‪ُ ،‬ب ّح‬ ‫صوتها‪ ،‬وأمسكت يديّ ‪ ،‬وقالت‪:‬‬ ‫«هذا يكف���ي‪ .‬إذا متنا اآلن‪ ،‬س���وف يعرف العالم‬ ‫قصّتن���ا‪ ،‬صحيح؟»‪ .‬أجبت ودون تردد أو مواس���اة‪:‬‬ ‫«صحي���ح»‪ .‬دوى انفجار القذيف���ة الثالثة‪ ،‬وقلت في‬ ‫نفسي‪« :‬لو كنت أكتب نصا ً روائيا لكانت الفتاة واحدة‬ ‫من بطالتي‪ ،‬ووصفتها كالتالي‪ :‬صهباء‪ ،‬لها جناحان‬ ‫خفيفان ينموان بس���رعة حول صدرها‪ ،‬وتخرج من‬ ‫عينه���ا ثالثة فروع من ش���جر الزيتون‪ ،‬وكلما حاول‬ ‫أحد من أخوتها الصغار الملت ّفين حولها مثل كوم لحم‬ ‫مهم���ل‪ ،‬أن يحيط بعنقها‪ ،‬ويلفت انتباهه���ا إليه بعيداً‬ ‫ع���ن الزائ���رة الفضولية التي نغص���ت نهارهم أكثر‬ ‫من القذائ���ف‪ ،‬كانت تل ّفه بأصابعها‪ ،‬ثم تحش���ره مع‬ ‫العصافير تحت سترتها»‪ .‬لكنها لم تكن رواية وكانت‬ ‫حقيقة! رغم أنها كانت تنقل إخوتها بين أصابعها وفي‬ ‫نظرات عينيها كعصافير جريحة‬

‫‪11‬‬


‫|‬

‫عطر زيتون‬

‫عبداهلل ونو�س‬

‫|‬

‫أسبوعية مستقلة تصدر عن شباب إدلب وريفها | السنة الثانية | العدد ‪ 6 | 91‬كانون األول ‪2014‬‬

‫مئة عام من العزلة‪ ،‬مئة عام من كل �شي‬

‫القصة تبدأ بتكوين خوسيه اركاديو بوينديا قرية‬

‫التوازن‪ .‬شخصية المرأة في الرواية فريدة‪ ،‬فريدة‬ ‫جداً‪ ،‬في الوسط الذكوري الذي وضعت فيه‪.‬‬

‫إلى قرية ضاجة ومليئ���ة بالحياة حيث كان العالم‬

‫المحور المركزي في الرواية هو عزلة البشر‪،‬‬

‫حديث النشوء‪ ،‬حتى إن أشياء كثيرة كانت ال تزال‬

‫وش���كلت الفكاهه محوراً أساس���يا ً في الرواية‪،‬‬

‫حيث نالحظ منذ اليوم األول الذي قرر فيه مؤسس‬

‫حيث العبقرية في السرد مكنت الكاتب من تضمين‬

‫بال أسماء ومن أجل ذكرها كان البد من اإلشارة‬

‫الس�ل�الة أن يغادروا ديارهم وأهليهم وأصدقاءهم‬ ‫ليسعى مع زوجته و‪ 20‬شخصا ً آخرين من الرواد‬

‫س���خرية وفكاهة غاية في الخفة داخل عمل غاية‬ ‫ف���ي الضخامة‪ .‬وهي من القوة في بعض المناطق‬

‫الرواي���ة األول آلل بويندي���ا عل���ى غجري كان‬

‫بحثا ً عن عالم جديد‪ ،‬كان قد حكم على ساللته دون‬

‫لتجعل القارئ يضحك بصوت مرتفع‪ .‬وقد استند‬

‫ينص���ب خيمته مع عدد من الغج���ر قرب القرية‬

‫أن يدري بالعزلة‪ ،‬ليس المادية فقط‪ ،‬بل الروحية‬

‫الكاتب على أسلوبه الس���اخر هذا برأيي لدعم ال‬

‫ليعرض بضاعته على س���كان القرية والتي يولع‬

‫التي ترتف���ع كجدار بين الفرد و اآلخر في العائلة‬

‫معقولية المحتوى‪.‬‬

‫ماكوندو من ال ش���يء والتي س���رعان ما تتحول‬

‫إليها باإلصبع‪ ،‬وضمن هذا النش���وء يتعرف بطل‬

‫بها خوسيه بوينديا كثيراً إثر زيارة الغجر للقرية‬ ‫في ش���هر آذار من كل ع���ام‪ ،‬وتتوالى األحداث‬ ‫بتوات���ر مده���ش لينجب خوس���يه اركاديو أربعة‬ ‫أوالد‪ ،‬هم خوس���يه اركاديو واورليانو وامارانتا‬ ‫وريبيكا (ابنته بالتبني)‪ .‬تتش���عب العالقة وتتعقد‬ ‫بعد أن يكبر األبناء ليصبح تعامل الشخصيات مع‬ ‫بعضها أكثر تعقيدا‪ ،‬وليب���رز بالتالي مفهوم القيم‬ ‫في ظل العزلة التي تغيّر بإستثنائيتها جل المفاهيم‬ ‫بش���كل يدعو إلى الدهشة وذلك بأسلوب سينمائي‬ ‫ذو صورة واقعية س���اهمت بشكل كبير في إكمال‬ ‫فكرة العزلة‪.‬‬

‫الواحدة‪.‬‬

‫من عوامل الوراثة والبيئة‪ ،‬لكنه يتعدى ذلك للقول‬ ‫ب���أن الحياة خاضعة لقواني���ن الوراثة‪ ،‬وحيث أن‬

‫نتيجة تشابك األسماء وكثرة الشخصيات‪.‬‬

‫جميع البش���ر ينتهون بالحصول على قدر محدود‬ ‫من الخبرة في الحياة مهما عاشوا‪ ،‬فإن كل وجود‬ ‫بش���ري يتطابق بدرجة ما م���ع نمط بدائي يرجع‬ ‫ألصول اإلنس���ان‪ .‬كم���ا أن مخطوطات الغجري‬ ‫ريمي���دوس‪ ،‬ال تلبث أن تظه���ر بين وقت وآخر‪،‬‬ ‫كأنما لتؤكد بأن كل شيء‪ ،‬كل شيء‪ ،‬مكتوب‪.‬‬

‫حفيد منهم من يكمل النسل بأبناء جدد وهكذا؛ لكل‬ ‫ش���خصية في الرواية حياتها الفريدة مما يستدعي‬ ‫المزيد من األف���راد‪ ،‬أي أن الرواية ‪-‬كما الحياة‪-‬‬

‫الحياة والموت‪ ،‬نجدها أموراً مؤقتة وغير حقيقية‪،‬‬

‫تعج بالش���خصيات كأنها خلية نحل‪ .‬المدهش أن‬

‫فالحياة هى عدم معرفة الضروري‪ ،‬بينما الموت‬ ‫هو الخطوة األكثر يقينا ً فى اتجاه المعرفة‪ ،‬داخل‬

‫بلغت من البعد وحتى الثانوية‪.‬‬

‫هذين القطبين تدور معظم عناصر الرواية‪.‬‬

‫وكانت بطولة الرواية جماعية حيث إن ماركيز‬

‫وبالمجم���ل هن���اك تصاع���د زمن���ي حيث أن‬

‫في مائة عام من العزلة يكتب عن مرادف الواقع‬

‫األح���داث تنمو من خالل تقادم األيام والس���نوات‬

‫لذات اإلنسان‪ ،‬إنه ذلك اإلنسان المتفرد بإنسانيته‪،‬‬

‫واألزم���ان‪ ،‬إال أنه���ا ال تخلو من مش���اهد وفيرة‬

‫لذلك فقد س���لط الضوء على كل ف���رد على حدا‬

‫معتمدة عل���ى خطوط متعرجة ف���ي نهر الزمن‪،‬‬

‫ليكون بطل حالته الخاصة‪.‬‬

‫مما يولد انطباع بأن الزمن لزج في هذه الرواية‪،‬‬ ‫دائما ً هناك قفزات إلى المستقبل تعطي القارئ لذة‬ ‫معرفة المجهول‪.‬‬

‫يتميزون بصفات جس���دية ‪-‬شبه خارقة‪ -‬ورثوها‬

‫الالمعقول هو جزء من الواقع في مئة عام من‬

‫من الجد األول الذي كان قادراً على طرح حصان‬

‫العزلة‪ .‬بمنتهى المتعة يستطيع القارئ أن يصدق‬

‫بيدي���ه‪ ،‬لكنهم قلما اس���تغلوها لفائدة العائلة‪ .‬ولكن‬

‫هناك عاصفة مطرية التي استمرت أربع سنوات‬ ‫واحد عشر شهراً ويومين‪ ،‬وأن ريميدوس الجميلة‬

‫في الرواية – كما في الحياة‪ -‬هي التي تحافظ على‬

‫طارت‪ ،‬وأن هناك بساط طائر‪ ،‬وأزهار تساقطت‬

‫المرأه (وتحديداً أورسوال) هي العصب األساسي‬

‫‪12‬‬

‫آراء بعض القُراء‪ ،‬فإن النسخة التي قدمها صالح‬ ‫احتوائها على مخطوط لش���جرة العائلة مفيد جداً‬

‫ع���ن الزمن أو له���ا زمنها الخ���اص القائم بذاته‪.‬‬ ‫فاألمور التى تعتبر حقيقة نظ���راً لطبيعتها‪ ،‬مثل‬

‫الجس���دية‪ ،‬اذا نظرن���ا للقوة من ه���ذه الناحية بل‬

‫انطالقا ً من تجربة ش���خصية ومن اس���تطالع‬ ‫علماني هي األفضل عل���ى اإلطالق‪ .‬إضافة إلى‬

‫األبناء ينجبون ذرية مؤلفة من تس���عة عش���ر‬

‫الرجال ف���ي ه���ذه الرواية ال تنقصه���م القوة‬

‫والمنطقي في عمل ال منطقي‪.‬‬

‫األقدار المتشابهة ألفراد الساللة ال يعكس فقط‬ ‫أن جزءاً كبيراً من الش���خصية اإلنسانية متشكلة‬

‫هناك من يعتيبر بأن مئة عام من العزلة خارجة‬

‫لكل ش���خصية فرادتها وأس���لوبها وأهميتها مهما‬

‫م���ن الس���ماء وغير ذلك م���ن الخي���ال المدهش‬

‫سنتجنب الحديث عن الخاتمة ألننا بذلك سنفسد‬ ‫متعة الكثير من القراء بالنهاية المميزة للرواية‪.‬‬ ‫ومن أبرز ما قيل عن العمل‪:‬‬ ‫يق���ول الش���اعر العظيم بابلو ني���رودا عن هذه‬ ‫الرواية‪ :‬إ ّنها أعظم نص كتب باللغة اإلسبانية منذ‬ ‫دون كيشوت‪.‬‬ ‫بينم���ا يصفه���ا الروائي المكس���يكي كارلوس‬ ‫فوينت���س‪« :‬حينما قرأت المائة صفحة األولى من‬ ‫«مائة عام من العزلة»‪ ،‬بدأت س���ريعا ً في كتابة‬ ‫ما أحسس���ت به قائالً‪ :‬لق���د انتهيت للتوِّ من قراءة‬ ‫اإلنجي���ل األمريكي الالتين���ي‪ ،‬وأحيي فضالً عن‬ ‫ذل���ك العبقرية الحارة والمؤث���رة ألحد أصدقائي‬ ‫األكثر حميمية»‬ ‫وعنون���ت الغارديان ع���ن الرواية‪« :‬قليلة هي‬ ‫الرواي���ات التي تغيّر حياة الن���اس‪ ،‬وهذه الرواية‬ ‫واحدة من تلك الرواي���ات»‪ ،‬بينما علقت صحيفة‬ ‫نيوي���وك تايمز قائلة‪« ،‬تصحو‪ ،‬بع���د قراءة هذه‬ ‫الرواي���ة الرائعة ‪ ،‬كمن يصح���و من حلم‪ ،‬عقلك‬ ‫وخيالك جامحان ب���ل ملتهبان‪ ،‬و أمامك غابرييل‬ ‫غارس���يا ماركي���ز العم�ل�اق كخيال���ه وجبريته‬ ‫وعظمته‪ ،‬فهو و الرواية مدهشان»‬ ‫وال نملك إال أن نغبط الذين س���يقرؤون العمل‬ ‫للمرة األولى لحجم المتعة التي تنتظرهم‪.‬‬

‫متت طباعة وتوزيع هذا العدد من قبل مطبعة �سمارت �ضمن م�شروع دعم الإعالم ال�سوري احلر‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.