جلال الشرقاوي

Page 1



‫المكرمون‬

‫رئيس المهرجان‬

‫أ‪.‬د‪ /‬حسن عطية‬ ‫مدير المهرجان‬

‫أ‪ /‬إسماعيل مختار‬

‫مدير تحرير المطبوعات‬

‫د ‪ /‬مصطفى سليم‬ ‫المنسق العام‬

‫ماجدة عبد العليم‬ ‫جرافيكس المطبوعات‬ ‫واإلخراج الفني‬

‫محمد عبد الحكيم الكومي‬



‫كــــــلــــــمــــــات‬


‫وزير الثقافة‬ ‫أ‪.‬د ‪ /‬إيناس عبد الدايم‬

‫جالل الشرقاوي‬

‫‪7 6‬‬


‫ ‬ ‫يعد المسرح أحد روافد الثقافة المصرية‪ ،‬معبرا عن واقعه‪،‬‬ ‫ ‬ ‫ومتطلعا لتغييره‪ ،‬ومشتركا مع كافة الفنون األخرى فى نشر‬ ‫الوعي بين الجماهير واالرتقاء بالذوق العام لمواجهة التطرف‬ ‫الفكري‪ ،‬مما يدعونا إلى ضرورة عودة الثقافة إلى المواطن من‬ ‫خالل تكاتف جميع القطاعات والتنسيق فيما بينها ‪ ،‬وإلى العمل‬ ‫من أجل تحقيق التواصل بين المركز فى العاصمة واألطراف فى‬ ‫األقاليم‪ ،‬والسعى للكشف عن هوية كل بيئة ‪ ،‬بما يعكس هوية‬ ‫هذا المجتمع األصيل الخالد‪.‬‬ ‫ومن ثم يعتبر المهرجان القومي للمسرح هو النافذة التى‬ ‫ ‬ ‫نطل منها على كل منتج إبداعي فى كافة األقاليم والقطاعات‬ ‫والتوجهات‪ ..‬أنه بانوراما مختارة لهذا الكم الرائع من العروض‬ ‫المسرحية التى قدمت خالل العام الماضى ‪ ،‬بما يسمح بالتعرف‬ ‫على مالمح تطور هذا المسرح‪ ،‬ورصد مساره المتقدم دوما لألمام‪.‬‬ ‫تحية تقدير للقائمين على هذه التظاهرة الثقافية التي‬ ‫ ‬ ‫تعبر عن وجه من أوجه حضارتنا متمثال في أبو الفنون ‪ ..‬المسرح‬ ‫الذي سيظل دوما مساحة من التفاعل الثقافي االبداعي الحي‬ ‫المعبر عن العصر وهمومه وطموحاته‪.‬‬


‫أ‪.‬د‪ .‬حسن عطية‬ ‫رئيس المهرجان‬

‫جالل الشرقاوي‬

‫‪9 8‬‬


‫أنه تكريم لهم ‪ ..‬وشرف للمهرجان‬ ‫عندما قرر المهرجان القومى للمسرح فى دورته الحالية‬ ‫ ‬ ‫تكريم مجموعة من رموز المسرح المصرى‪ ،‬كان يسير على منوال الدورات‬ ‫السابقة‪ ،‬ويستكمل مسيرة التكريم فى الحركة الثقافية فى المجتمع‪ ،‬ويصبو ألن‬ ‫يمثل المكرم ذاته كمبدع وناقد وكممثل لجيل ومرحلة ومعبر عن رؤية للعالم‬ ‫والمجتمع والفن المسرحي‪ ،‬فالمبدع أو الناقد ُيكون ذاته بنفسه‪ ،‬منتميا لجيل‬ ‫يحمل هموم الواقع والعالم ويعبر عنها بصياغات متعددة تحكمها غالبا رؤية‬ ‫هذا الجيل للدور المؤثر للفن عامة والمسرح خاصة فى مجتمعه‪ ،‬كما أن هذا‬ ‫المبدع أو الناقد يوجد داخل مرحلة زمنية سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية‬ ‫تحاول تجاوز ما سبقها وتبنى عليه أو تغير فى مفاصله أو تهدمه تماما صانعة‬ ‫مرحلة مغايرة لما سبقها‪ ،‬مما يجعله يتخذ موقفا مسايرا أو مناوئا لهذه المرحلة‬ ‫الزمنية التى يعيشها ويعبر عنها وداخلها‪ ،‬متسلحا برؤية للعالم والحياة َكونها‬ ‫باختياره مما طرحه جيله من أفكار وصياغات جمالية محددة‪ ،‬وما أثارته من‬ ‫قضايا المرحلة أو المراحل الزمنية التى عاشها وتطور وعيه داخلها‪.‬‬ ‫ينتمى المبدع والناقد بالضرورة لمجتمعهما‪ ،‬وال يستطيع المسرحى‬ ‫ ‬ ‫خاصة‪ ،‬مبدعا أو ناقدا‪ ،‬أن ينفلت لحظة من التعبير عن حركة مجتمعه‪ ،‬فالمبدع‬ ‫مهما تخفي خلف األقنعة الفنية المتعارف عليها هو معبر عما يجيش به صدر‬


‫مجتمعه وناقدا لما يراه ناقصا فى واقعه أو إيديولوجية مضادة للشرائح المجتمعية‬ ‫التى ينتمي فكريا لها‪ ،‬والناقد مهما ناور فى كتاباته الصحفية واألكاديمية‬ ‫وأستخدم مصطلحات ملتبسة‪ ،‬فهو محاور لما تقدمه الحركة المسرحية‪ ،‬وما يراه‬ ‫متسقا أو مخالفا لما يأمل تحقيقه للمسرح والمجتمع معا‪.‬‬ ‫نحن ال نصدر هذه الكتب المحتفية بالمكرمين‪ ،‬والتى قد يفرض االحتفاء‬ ‫ ‬ ‫هيمنة النظرة الفرحة بهم‪ ،‬المبتهجة بتكريم المهرجان لهم‪ ،‬ولكننا نحلم أن نضع‬ ‫أمام األجيال الجديدة الساعية لتغيير العالم‪ ،‬أو المحبطة من ظروف معوقة‬ ‫لهذا التغيير‪ ،‬نضع أمامها نماذج من إبداع أجيال صارعت أزمانها‪ ،‬وتصدت‬ ‫للمتغيرات المحيطة بها‪ ،‬وتعرضت لمضايقات أنظمة جاءت بسياسات تعادى‬ ‫ما آمنت هذه األجيال بها‪ ،‬لم تيأس لحظة‪ ،‬ولم تمل من المواجهة‪ ،‬ولم تكتف‬ ‫بكتابات الحوائط‪ ،‬لتكون بديال عن الكتابات المسرحية والنقدية‪ ،‬نزلت للشارع‬ ‫لتكتب مسرحا واعيا وشرسا فى مواجهة الفساد واإلرهاب وكل خلل طرأ على‬ ‫المجتمع وأصاب ذاكرته بالشلل‪ ،‬ولتبنى مسرحا صار صرحا لشباب اليوم‬ ‫وتجاربه المثيرة للجدل‪ ،‬ولتؤسس فرقة مستقلة تهفو ظاهريا لرسم البهجة على‬ ‫الوجوه‪ ،‬مع أنها تسعي لتغيير وعى جمهورها بنقد حاد لما تراه من سياسات‬ ‫ال تؤمن بها‪ ،‬ولتشارك فى صياغة الصور المسرحية الراقية المعودة للعين‬ ‫على إدراك الفرق بين جمال الفن وقبح الواقع‪ ،‬ولتؤسس أكاديميا جيال من‬ ‫المخرجين والممثلين صار درة المسرح الراهن‪ ،‬ولتطارد بنقدها كل مفسدات‬ ‫الحياة الكريمة العادلة وكل إبداع يروج ويزين لها‪.‬‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪11 10‬‬


‫لقد تعودنا أن نذكر فى كتاباتنا أسماء مثل «ستانيسالفسكى» و»أدولف‬ ‫ ‬ ‫آبيا» و«بيرتولت بريشت» و«بيتر بروك»‪ ،‬ونستشهد بأقوال «نيتشه» و«دريدا»‬ ‫و «باختين»‪ ،‬ونزهو بصياغات «بيراندللو» و«بيتر بروك» و«جروتوفسكي»‬ ‫المسرحية‪ ،‬متعالين على إبداعات «سعد أردش» و«كرم مطاوع» و«كمال‬ ‫ياسين» و«عبد الرحمن الشافعي»‪ ،‬ومتغافلين عن أفكار «طه حسين» ود‪«.‬محمد‬ ‫مندور» ود‪«.‬لويس عوض» و«فاروق عبد القادر» و«سامى خشبة»‪ ،‬بل وال‬ ‫نعرف أحيانا كتابات ألجيال قريبة من لحظتنا الراهنة‪ ،‬ومازالت تكتب لنا مثل‬ ‫د‪«.‬أسامة أبو طالب» ود‪«.‬أحمد سخسوخ» و«عبد الرازق حسين» و«زينب‬ ‫منتصر» و«محمد الرفاعي»‪ ،‬ومع احترامنا الكامل لكتاب الغرب‪ ،‬فلكتابنا‬ ‫ومبدعينا حضور مهم فى حياتنا‪ ،‬ومهم أن نضعهم فى ذاكرتنا الخصبة‪ ،‬وننعشها‬ ‫بإبداعهم المدهش ابن واقعنا المعيش‪ ،‬وبأفكارهم النيرة وليدة الحوار الخالق‬ ‫بين النظريات النقدية الغربية وحركة اإلبداع المسرحي المصرى داخل سياق‬ ‫مجتمعي متغير‪.‬‬ ‫ورغم طبيعة النشر المحدودة للمهرجان القومى‪ ،‬وقلة عدد نسخ كل‬ ‫ ‬ ‫كتاب‪ ،‬أال أننا نأمل أال يتوقف تلقي هذه الكتب‪ ،‬عند االقتناء وأخبار عنها‪ ،‬بل أن‬ ‫تفتح حوارا معها ومع أصحابها‪ ،‬كى تتواصل األجيال مع بعضها البعض‪ ،‬فما‬ ‫زلنا نرى نصوصا غربية كتبت من عدة قرون برؤى معاصرة‪ ،‬ويغييب عن‬ ‫مسارحنا عروضا ونقادا الحديث عن ُكتاب ومخرجين ومصممى سينوجرافيا‬


‫وأساتذة أكاديميين قدموا أعماال لم تبعد عن عامنا الحالي ربع قرن فقط‪.‬‬ ‫هذا كتاب للحوار مع كتابه‪ ،‬وحول صاحبه المبدع أو الناقد‪ ،‬فهذا هو هدفنا‬ ‫األول من كتابته ونشره وتوزيعه‪ ،‬علنا نستطيع أن نخلق تواصال بين األجيال‬ ‫يخلق بدوره حوارا جديدا فى ساحة اإلبداع المسرحية‪.‬‬

‫جالل الشرقاوي‬

‫‪13 12‬‬


‫د‪ .‬عمرو دوارة‬

‫تـــــــقـــــــديـــــــم‬


‫ ‬

‫تقتضي الحقيقة أن أقرر بداية أنه ال يمكن إجراء أي دراسة أكاديمية‬ ‫ ‬ ‫عن خريطة اإلبداع المسرحي خالل ستينيات القرن الماضي أو تتناول تطور‬ ‫فن اإلخراج المسرحي بمصر والوطن العربي منذ الستينيات وحتى بدايات القرن‬ ‫الحادي والعشرين دون تناول أعمال وإسهامات الفنان القدير‪ /‬جالل الشرقاوي‪،‬‬ ‫فهو رجل عشق المسرح‪ ،‬وبذل من نفسه وجهده الكثير والكثير‪ ،‬وهو رائد مسرحي‬ ‫قدير وفارس ماهر من فرسان المسرح العربي‪ ،‬ويكفي إنتمائه إلى ذلك الجيل‬ ‫الرائع الذي ساهم في تحقيق نهضة الستينيات المسرحية‪ .‬وإذا كان يحسب له‬ ‫نجاحه في توظيف موهبته وخبراته وثقافته وإبداعاته في إثراء حياتنا المسرحية‪،‬‬ ‫فإنه يضاف إلى رصيده أيضا مساهماته اإليجابية في إعادة صياغة وجداننا الفني‬ ‫بإبداعاته الثرية في مختلف القنوات الفنية بكل العطاء‪.‬‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪15 14‬‬


‫ومما الشك فيه أن فنان بقيمة وقامة المبدع‪ /‬جالل الشرقاوي كان ومازال يحظى‬ ‫بمكانة متفردة ومتميزة جدا بين نجوم الفن بصفة عامة ونجوم المسرح بصفة‬ ‫خاصة‪ ،‬فهو فنان مبدع ورمز متميز من رموز االلتزام واإلبداع الفني المتوهج‪.‬‬ ‫لذلك لم يكن غريبا أن تبقى أعماله وإسهاماته المختلفة في الذاكرة كأعمال خالدة‪،‬‬ ‫وأن تستمر المبادرات الجادة لتكريمه‪ ،‬تلك التي يحرص فيها المعجبون بفنه على‬ ‫مشاركة زمالئه وتالميذه الفنانين ‪ -‬بمختلف أجيالهم ‪ -‬في تكريمه اعترافا بقدره‬ ‫وأصالته الفنية‪.‬‬ ‫والحقيقة أن سعادتي ال توصف بتحرير وتقديم هذا الكتاب عن األستاذ‬ ‫ ‬ ‫الجليل‪ /‬جالل الشرقاوي‪ ،‬وأعترف بكل صراحة بأنني وقعت ومنذ الصغر في هوى‬ ‫وتقدير نجوم ذلك الزمن الجميل‪ ،‬تلك النجوم التي تألألت بإبداعاتها في سماء‬ ‫الفن المصري والعربي خالل ستينيات القرن الماضي‪ ،‬وتعلمنا منها عشق الفنون‬ ‫الراقية وفي مقدمتها المسرح بتقاليده الرائعة‪ ،‬ثم كيفية االلتزام بآداب ممارسة تلك‬ ‫المهنة البديعة السامية حينما أتيح لنا ممارستها بعد ذلك‪ ،‬ومن بينهم يبرز اسم‬ ‫«جالل الشرقاوي» بإبداعاته المتميزة ومواقفه المشرفة‪ ،‬فكم من قضايا مسرحية‬ ‫تصدى لها وبكل شجاعة‪ ،‬حتى ولو أدخلته في خصومات مع بعض القيادات من‬ ‫االنتهازيين الذين سلبوه بعض حقوقه‪.‬‬ ‫حقا ما أسعد الباحث والناقد حينما يكتب عن رائد وفنان كبير يحظى‬ ‫ ‬ ‫باحترامه وتقديره‪ ،‬خاصة إذا أتاح له القدر فرصة اإلقتراب من عالمه ومعرفته‬ ‫عن قرب حق المعرفة‪ .‬ولكن مما الشك فيه أن الكتابة عن قامة شامخة بحجم‬


‫وقدر الفنان المبدع‪ /‬جالل الشرقاوي عملية شاقة ومرهقة للغاية‪ ،‬فإسهاماته متعددة‬ ‫ومتنوعة ومتشعبة في أكثر من مجال ثقافي وفني وانجازاته كثيرة جدا‪ ،‬وبرغم قيمة‬ ‫تلك اإلسهامات واإلنجازات التي ال ينكرها أحد إال أنه يصعب تتبعها وحصرها‪،‬‬ ‫وذلك لغ ازرتها وتنوع مجاالتها باإلضافة إلى غياب المراجع الموثقة لتلك األعمال‪،‬‬ ‫وربما يعود السبب األول في ذلك إلى غياب دور المراكز البحثية المنوط بها‬ ‫التوثيق وأيضا إلى ندرة الدراسات األكاديمية التي تتناول أعمال المخرجين بالبحث‬ ‫والتوثيق والدراسة والتحليل‪ ،‬وإن كان الفنان‪ /‬جالل الشرقاوي يعد حالة إستثنائية‬ ‫حيث نجح بمبادرته الذاتية في توثيق سيرته الشخصية وتجربته اإلبداعية من‬ ‫البداية وحتى عام ‪ ،1980‬وذلك من خالل الكتاب األول (من جزءين) ثم أعقبه‬ ‫بعد ذلك بإصدار كتابين أحدهما عن درة أعماله «إنقالب»‪ ،‬واآلخر عن «كوابيس‬ ‫وكواليس قصة مسرح الفن» والذي تناول من خالله خالفاته مع و ازرة الثقافة‬ ‫ومحافظة القاهرة‪ .‬وأدعو اله أن يطيل عمره ويمنحه الصحة ليستكمل لنا تجربته‬ ‫الثرية والمهمة والتي ‪ -‬والحمد هلل ‪ -‬مازال يضيف إليها كل يوم إبداعات جديدة‪.‬‬ ‫ويمكن تصور كم المشقة في محاولة الولوج إلى ذلك العالم الفني الساحر لهذا‬ ‫المبدع الكبير إذا ذكرت أن عدد المقاالت النقدية التي كتبت بأقالم كبار النقاد‬ ‫والمتخصصين ‪ -‬دون األخذ في اإلعتبار األحاديث والموضوعات الصحفية ‪-‬‬ ‫وتناولت أعماله بالنقد والتحليل قد تصل إلى أالف المقاالت‪ ،‬وأوضح مثال لذلك‬ ‫هو هذا الكم الكبير من المقتطفات الكثيرة التي تضمنها الفصل السادس من هذا‬ ‫الكتاب تحت عنوان «شهادات نقدية»‪.‬‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪17 16‬‬


‫ويحسب لهذا المبدع األصيل خالل مسيرته الثرية الرائعة تعدد مشاركاته‬ ‫ ‬ ‫كرجل مسرح في التمثيل واإلخراج واإلنتاج وأيضا بالتدريس األكاديمي‪ ،‬وباإلضافة‬ ‫إلى كل ماسبق مشاركاته كناشط ومنشط ثقافي وفني في عدد كبير من اللجان‬ ‫المتخصصة والفعاليات الفنية والثقافية المتعددة‪ ،‬كما يحسب له إيمانه العميق‬ ‫بعروبته وبمسؤوليته التنويرية تجاه األقطار العربية الشقيقة‪ ،‬فقام بالتجوال بين بعض‬ ‫األقطار العربية بنشاط وهمة ‪ -‬كالنحلة التي تحمل حبوب اللقاح وتفرز العسل ‪-‬‬ ‫فساهم في تدريس أسس الفن ونشر القيم وكذلك باإلبداع في شتى المجاالت‪ .‬وتلك‬ ‫المكانة المتميزة لم يكن بالطبع يمكنه تحقيقها لوال دخوله المجال الفني مسلحا‬ ‫بموهبته المؤكدة ودراساته األكاديمية وثقافته الحقيقية وأخالقه السامية‪ ،‬فاستطاع‬ ‫خالل مسيرته الفنية أن يصبح نموذجا مشرفا للفنان المصري والعربي الموهوب‬ ‫والمثقف‪ ،‬ورم از لإللتزام الفني واألخالقي ولسمو ورقي التعامالت اإلنسانية‪.‬‬ ‫وأحمد هللا أن منحني مبك ار فرصة اإلقتراب من عالم هذا الفنان المبدع‪،‬‬ ‫ ‬ ‫حيث أتيحت لي منذ الطفولة فرصة مشاهدة عدد كبير من عروضه بمصاحبة‬ ‫األسرة‪ ،‬ومازلت أتذكر لحظات إنبهاري بأدائه لشخصية العراف اإلغريقي الضرير‪/‬‬ ‫تريزياس في رائعة علي سالم «أنت إللي قتلت الوحش»‪ ،‬وأتذكر مروره بكل ثقة‬ ‫بين صفوف المشاهدين ‪ -‬بمسرح محمد فريد ‪ -‬وهو ممسكا بآلة المندولين‬ ‫الموسيقية مندمجا كل االندماج في تجسيد الشخصية ومحذ ار بصوته الرخيم من‬ ‫الخطر القادم‪ .‬كما أتيح لي فرصة ذهبية بمتابعة حواراته األدبية والفنية الشيقة مع‬ ‫والدي شيخ النقاد المسرحيين‪ /‬فؤاد دوارة‪ ،‬ثم فرصة اإلقتراب منه أكثر من خالل‬


‫صداقته الوطيدة ألستاذي‪ /‬كرم مطاوع ‪ -‬الذي شرفت بالعمل معه كمخرج منفذ‬ ‫لجميع عروضه األخيرة على مدى اثنى عشر عاما ‪ -‬وحضور بعض لقاءات‬ ‫تنسيق األعمال بينهما‪ .‬وأخي ار من خالل عالقتي المباشرة كناقد مع إبداعاته‪ ،‬فقد‬ ‫حرصت على متابعة جميع عروضه وتناول أغلبها بالنقد والتحليل (تناولت أكثر‬ ‫من عرض بمقاالت نشرت بمجلتي المسرح‪ ،‬والكواكب)‪ .‬وتقتضي الحقيقة أن‬ ‫أعترف أنني تعلمت الكثير من خالل إقترابي من عالمه‪ ،‬بعدما أعجبت بشخصيته‬ ‫الجادة والتي تتميز بالحسم واإللتزام‪ .‬وربما يتفق معي كل من تعامل مع هذا‬ ‫الرائد المبدع عن قرب بأن الدرس األول الذي نتعلمه منه هو فضيلة اإلعتزاز‬ ‫بالنفس دون غرور أو تعال‪ ،‬بل على النقيض تماما فإن التواضع بكل ما تحمله‬ ‫هذه الصفة من معاني سامية هو سلوكه الشخصي في التعامل مع الجميع بلباقة‬ ‫ولطف وكياسة وعطف وحنان وأبوة حقيقية وعطاء مستمر‪ ،‬أما الدرس الثاني‬ ‫فهو قيمة العلم وضرورة اإلجتهاد المستمر لتحصيل أكبر قدر من المعلومات‬ ‫والمعارف وتقديمها لآلخرين بسهولة ويسر‪ ،‬أما الدرس الثالث فهو اإللتزام بالدقة‬ ‫في العمل وضرورة اإلتقان الشديد بجميع التفاصيل‪ .‬حقا إن الحديث عن هذا‬ ‫المبدع القدير حديث ذو شجون ويطول‪ ،‬وخزينة الذكريات بها كثير من المواقف‬ ‫اإليجابية منذ تفتحت عيني على عالم المسرح الساحر‪ ،‬ولكنني في هذا الصدد‬ ‫أريد التأكيد على أن هذا المبدع المسرحي الكبير المحب لوطنه لم يبتعد فعليا‬ ‫وال وجدانيا أثناء مسيرته الفنية عن وطنه‪ ،‬وحتى عندما اضطرته الظروف للسفر‬ ‫(سواء إلى أوروبا خالل السنوات التي قضاها ببعثته إلى فرنسا‪ ،‬أو إلى العمل‬ ‫ببعض الدول العربية الشقيقة وبالتحديد «الكويت»)‪ ،‬فقد كان شديد الحرص دائما‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪19 18‬‬


‫على التوصل مع وطنه وأهله ومعايشتهم همومهم وآمالهم‪ .‬وأتذكر في هذا الصدد‬ ‫رحلتنا المشتركة إلى دولة «الجزائر» الشقيقة للمشاركة بفعاليات الدورة الثالثة‬ ‫لمهرجان المسرح المحترف بطبعته العربية عام ‪ ،2008‬وهي الدورة التي تم‬ ‫تكريمه خاللها وشرفت بمشاركتي بلجنة التحكيم بها‪ ،‬حيث أصر وبرغم الحفاوة‬ ‫الكبيرة التي تم إستقباله بها أال يمكث أكثر من خمسة أيام حتى يعود إلستكمال‬ ‫بروفات عرضه الجديد بمصر‪.‬‬ ‫والحقيقة أن المواقف اإليجابية المشرفة التي شهدتها وعايشتها بنفسي لهذا‬ ‫ ‬ ‫الفنان الكبير كثيرة جدا‪ ،‬وكذلك الذكريات الغالية التي ربطت بيننا وأعتز بها كثيرة‬ ‫جدا أيضا‪ ،‬ويكفي أن أذكر أنه مبادرته الكريمة عندما تعرض مهرجان «المسرح‬ ‫العربي» ‪ -‬الذي تنظمه سنويا بإنتظام «الجمعية المصرية لهواة المسرح» ‪ -‬في‬ ‫دورته السابعة عام ‪ 2008‬لمؤامرة غادرة دنيئة من رئيس البيت الفني آنذاك حينما‬ ‫قرر قبل موعد اإلفتتاح بثالثة أيام فقط سحب موافقته على تخصيص المسرح‬ ‫والذي سبق وأن قام هو بتحديده لتنظيم جميع فعاليات المهرجان!! حينها قرر‬ ‫الفنان‪ /‬جالل الشرقاوي على الفور دعم المهرجان وفتح أبواب مسرحه مجانا أمام‬ ‫جميع أنشطة وفعاليات المهرجان إيمانا منه بأهمية هذا المهرجان وحفاظا على‬ ‫سمعة «مصر» أمام أكثر من مائة ضيف عربي مشاركين بفعالياته‪ .‬وبالفعل فتح‬ ‫أبواب مسرحه لمدة أثنى عشرة ليلة متصلة لتقديم عروض وفعاليات المهرجان‪ ،‬بل‬ ‫وحرص يوميا على استقبال الضيوف العرب ومتابعة جميع عروضهم المستضافة‪،‬‬ ‫وأيضا جميع عروض فرق الهواة المصرية‪ ،‬والمشاركة بصفة منتظمة في اإلحتفاء‬


‫بالموهوبين منهم وتشجيعهم ونقل خبراته إليهم‪ .‬لقد تابعت خالل تلك الليالي مدى‬ ‫سعادته الحقيقية بالمواهب الشابة ومدى إحترامه وتقديره لجدية القائمين على تنظيم‬ ‫المهرجان تطوعا‪ ،‬وحفاوته ومتابعته اليومية وكان يصرح ويعلن بصدق أن تقديم‬ ‫«مسرح الفن» مجانا لهؤالء الهواة واجب ودور طبيعي يجب أن يؤديه «مسرح‬ ‫الفن» لهؤالء الشباب من عشاق المسرح‪.‬‬ ‫ومنذ ذلك اليوم انعقدت صداقة حقيقية بينه وبين هواة المسرح‪ ،‬فقبل‬ ‫ ‬ ‫مشكو ار رئاسة لجنة التحكيم العربية بإحدى دورات المهرجان تطوعا‪ ،‬كما قبل‬ ‫وبسعادة إختياره إللقاء كلمة المسرح العربي باإلحتفال باليوم العالمي للمسرح‬ ‫الذي تنظمه سنويا «الجمعية المصرية لهواة المسرح»‪ ،‬وكان التتويج لهذا التعاون‬ ‫المثمر منحه بعض العناصر المتميزة من هواة المسرح فرصة المشاركة ببعض‬ ‫عروض فرقة «مسرح الفن» وبالتحديد في عرضي «دنيا أراجوزات»‪« ،‬تاجر‬ ‫البندقية»‪.‬‬ ‫حقا أنه فنان صادق وأستاذ جليل‪ ،‬ومثقف حقيقي يعي دوره اإلجتماعي في‬ ‫ ‬ ‫نشر الوعي واإلرتقاء بالمستوى الثقافي لدى جمهوره‪ .‬وهذا الكتاب مجرد محاولة‬ ‫متواضعة لإلقتراب من ذلك العالم اإلبداعي الرحب له ومحاولة لتسجيل وتوثيق‬ ‫إسهاماته وإبداعاته الثرية‪ .‬وبخالف المقدمة والختام يشتمل على ثمانية فصول‪،‬‬ ‫حيث تضمن «الفصل األول» والذي جاء بعنوان «السياق التاريخي والفني»‬ ‫نبذة تاريخية عن تطور الحركة المسرحية والمناخ الفني الذي تأثر به وأثر فيه‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪21 20‬‬


‫بهد ذلك‪ ،‬و»الفصل الثاني» والذي جار بعنوان «السيرة الذاتية والمسيرة الفنية»‪،‬‬ ‫وتم من خالله تناول المراحل المتتالية إلكتشاف موهبته وصقلها بالدراسات‬ ‫والخبرات المختلفة‪ ،‬باإلضافة إلى ملخص سريع ألهم مراحل منجزه الفني‪ .‬وجاء‬ ‫«الفصل الثالث» والذي كتب تحت عنوان «اإلسهامات الفنية» متضمنا لمجموعة‬ ‫اإلنجازات الثقافية والفنية المتنوعة الثرية لهذا الفنان القدير بمختلف المجاالت‬ ‫والقنوات الفنية بصفة عامة‪ ،‬سواء كأستاذ أكاديمي أو ممثل ومخرج أو كمنتج‬ ‫بكل من المجالين المسرح والسينما‪ .‬وتتكامل المعلومات بعد ذلك من خالل تناول‬ ‫إسهاماته اإلبداعية في مجال التمثيل تفصيليا من خالل الفصل الرابع الذي جاء‬ ‫تحت عنوان «اإلبداعات بمجال التمثيل»‪ ،‬وليتكامل أيضا مع مجموعة إسهاماته‬ ‫اإلبداعية في مجال اإلخراج والتي تم تناولها تفصيليا بالفصل الخامس»‪ .‬ونظ ار‬ ‫ألهمية دوره كمخرج مسرحي فقد تضمن «الفصل السادس» والذي جاء بعنوان‬ ‫«شهادات نقدية» توثيقا لعدد كبير من الشهادات النقدية التي كتبت بأقالم نخبة‬ ‫نخبة كبيرة من النقاد والمتخصصين‪ ،‬وتناولوا من خاللها كل عرض من عروضه‬ ‫بالنقد والتقييم‪ ،‬أما «الفصل السابع» والذي جاء بعنوان «رؤى وكلمات من القلب»‬ ‫فقد تضمن مجموعة كبيرة من أقواله ووجهات نظره في عدد من القضايا المهمة‬ ‫والمواقف العامة‪ ،‬وذلك من خالل مجموعة مقتطفات من كتاباته وأيضا حواراته‬ ‫ببعض وسائل اإلعالم‪ ،‬وقد تم إختيار وانتقاء تلك المقتفات بعناية لتعبر عن رؤاه‬ ‫وتوجهاته الفكرية‪ ،‬وتوضح مدى إيمانه الكبير بدوره المنوط به لرعاية األجيال‬ ‫التالية‪ .‬وأخي ار يتضمن «الفصل الثامن» واألخير بخالف الخاتمة السمات العامة‬ ‫والخاصة بهذا الفنان القدير وخاصة في مجال اإلخراج المسرحي‪.‬‬


‫وأعتقد صادقا أن الكتابة اليوم عن هذا الفنان القدير وإسهاماته المهمة‬ ‫ ‬ ‫ومجموعة إبداعاته الثرية ال تهدف بالدرجة األولى إلى تأكيد مكانته أو المشاركة‬ ‫في تكريمه بقدر ما تهدف إلى محاولة استكمال أجزاء الصورة بجميع تفاصيلها‬ ‫لتحقيق تلك االستفادة المرجوة من خبراته المتعددة‪ ،‬وتقديمها للفنانين الشباب‬ ‫ليتخذوه قدوة لهم‪ ،‬ولينتهجوا نهجه ويسيروا على دربه‪ ،‬خاصة وأنه بالفعل نموذج‬ ‫مثالي للعطاء واإلبداع وخير مثال وقدوة للفنان صاحب الموقف‪.‬‬

‫ ‬ ‫ ‬

‫جالل الشرقاوي‬

‫‪23 22‬‬

‫ ‬ ‫ة‬ ‫د‪ .‬عمرو دوار‬ ‫القاهرة ‪2018‬‬


‫الفصل األول‬ ‫السياق التاريخي والفني‬


‫كان لصحوة المناخ الثقافي والفكري في نهايات القرن التاسع عشر (والتي‬ ‫ ‬ ‫كان من مظاهرها تشجيع التعليم وتنشيط حركة التأليف والترجمة وظهور عدة‬ ‫صحف مع إيفاد البعثات العلمية للخارج) أكبر األثر في إنجاح غرس الظاهرة‬ ‫المسرحية بالتربة المصرية‪ ،‬وفي هذا الصدد يجب التنويه أيضا إلى أن التعضيد‬ ‫والمساندة والتشجيع الذي أبدته الطبقات المتوسطة بالمجتمع نحو مسرحيات‬ ‫«يعقوب صنوع» عام ‪ 1970‬كان يعد ترجمة صادقة لحاجة البالد إلى مسرح‬ ‫مصري وطني يتناول القضايا اليومية للطبقات المهمشة والطبقات المتوسطة‪،‬‬ ‫ويكون بديال عن تلك المسارح الفخمة التي شيدت لتقديم العروض األجنبية‬ ‫المستضافة بهدف الترفيه عن الجاليات األجنبية بالبالد والطبقات االرستقراطية‬ ‫فقط‪.‬‬ ‫والحقيقة أن تجربة الرائد‪ /‬يعقوب صنوع والتي وئدت مبك ار بنفيه إلى‬ ‫ ‬ ‫باريس عام ‪ - 1872‬كنتيجة منطقية لقيامه بتوجيه بعض االنتقادات الالذعة‬ ‫للخديوي من خالل مسرحياته (وخاصة مسرحية «الضرتين») ‪ -‬لم تذهب‬ ‫هباء‪ ،‬بل كان لها الفضل األول في غرس أصول الفن المسرحي العربي بالتربة‬ ‫المصرية‪ ،‬وتنبيه الخديوي إلى ذلك الفراغ الذي تركه «يعقوب صنوع» شاغرا‪ ،‬مما‬ ‫دفع الخديوي إلى محاولة استكمال مظاهر النهضة التي ينشدها وتعويض غياب‬ ‫الفن المسرحي بالموافقة على دعم واستقبال فرقة «سليم النقاش» القادمة من الشام‬ ‫(عام ‪ )1876‬لتقديم عروضها بمصر‪.‬‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪25 24‬‬


‫مسيرة اإلخراج بالمسرح المصري‪:‬‬ ‫جدير بالذكر أننا قد تعرفنا في عالمنا العربي على الفن المسرحى بصورته‬ ‫ ‬ ‫األوروبية فى منتصف القرن التاسع عشر‪ ،‬وذلك بفضل الرائدين األوائل «مارون‬ ‫النقاش» (اللبناني) ‪ ،‬و»أبو خليل القباني» (السوري)‪ ،‬كما تعرفنا عليه في‬ ‫مصر في النصف الثاني من القرن التاسع عشر وبالتحديد عام ‪ 1970‬بفضل‬ ‫«يعقوب صنوع» (المصري)‪ ،‬ثم عام ‪ 1976‬بفضل «سليم النقاش» (اللبناني)‪،‬‬ ‫ومن خالل هذه الفرقة األم تفرع عدد كبير من الفرق في مقدمتها فرق‪« :‬يوسف‬ ‫الخياط» (عام ‪« ،)1877‬سليمان حداد» (عام ‪« ،)1881‬سليمان القرداحي»‬ ‫(عام ‪ .)1882‬وكان لنجاح تلك الفرق األثر األكبر في توجيه نظر الرائد‪ /‬أبو‬ ‫خليل القباني للحضور إلى «مصر» أيضا (عام ‪ ،)1884‬وتقديم عروضه مع‬ ‫«اسكندر فرح»‪ ،‬الذي استقل بفرقته بعد ذلك (عام ‪ ،)1891‬وهي الفرقة التي‬ ‫بدأت تستعين ببعض األصوات المصرية األصيلة وفي مقدمتها الرائد الفنان‪/‬‬ ‫سالمة حجازي (الذي عمل أوال مع فرق‪ :‬سليمان قرداحي‪ ،‬يوسف الخياط‪،‬‬ ‫ثم بفرقة اسكندر فرح)‪ ،‬والذي استقل بعد ذلك بفرقته (عام ‪ )1905‬ليصبح أول‬ ‫مطرب مصري يؤسس فرقة مسرحية‪.‬‬ ‫كان من الطبيعي أن يقوم الرواد المسرحيون الثالث (مارون النقاش‪ /‬أبو‬ ‫ ‬ ‫خليل القباني‪ /‬يعقوب صنوع) بممارسة مهنة اإلخراج فى عروضهم المسرحية‬ ‫التى قاموا بتقديمها اعتمادا على خبرة المشاهدة للعروض األوروبية وعلى روح‬ ‫الهواية‪ ،‬حيث لم يتلق أحدا منهم أية دراسات منتظمة فى فنون المسرح ومع ذلك‬


‫فقد كان لكل رائد منهم وجهة نظره الخاصة‪ ،‬حيث يقرر «مارون النقاش» ‪:‬‬ ‫(إن طالوة الرواية ورونقها وبديع جمالها يتعلق ثلثه بحسن التأليف‪ ،‬وثلثه ببراعة‬ ‫المشخصين‪ ،‬والثلث األخير بالمحل الالئق والطواقم والكسوة المالئمة)‪ ،‬كذلك‬ ‫قام أيضا «أبو خليل القباني» بعمل المخرج‪ ،‬فقد كان هو صاحب تمثيلياته‬ ‫(مسرحياته) ومنظمها وواضع أغانيها وملحنها وأيضا بطل أدائها‪ ،‬وبالمثل فعل‬ ‫أيضا «يعقوب صنوع» في «مصر» حيث قام بتأليف رواياته (مسرحياته) وإدارة‬ ‫الفرقة كما قام بتدريب الممثلين وتلقينهم‪ .‬وحول دور هؤالء الرواد وأسلوب عملهم‬ ‫كتب المخرج المسرحي‪ /‬سعد أردش‪( :‬ال شك أن رعيل المؤسسين للمسرح العربى‬ ‫فى «الشام» ثم فى «مصر» كانوا يفعلون كل شيء من طبخ النص إلى التنفيذ‬ ‫والتمثيل وكل ما يتصل بالعرض)‪.‬‬ ‫ونظ ار العتماد تلك البدايات على روح الهواية كان من المنطقي أن‬ ‫ ‬ ‫يتأخر اكتشافنا لدور «المخرج المسرحى» وأهميته‪ ،‬وهو ذلك الدور الذى اعترف‬ ‫به األوروبيون فى نهاية القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر‪ .‬وحول‬ ‫هذا المعنى كتب «د‪.‬حمدى الجابري»‪ ( :‬أننا عشنا مسرحيا منذ معرفتنا للمسرح‬ ‫األوروبي وحتى اكتشاف دور المخرج أقل من مائة عام بكثير دون أن نطلق‬ ‫على «منظم» العرض المسرحى لقب «المخرج» ‪ ..‬وهى فترة قصيرة للغاية إذا ما‬ ‫قورنت بالفترة الزمنية الطويلة التى مرت بها أوروبا من القرن الخامس قبل الميالد‬ ‫وحتى نهاية القرن الثامن عشر حتى تم التعرف على «المخرج المسرحى»)‪.‬‬ ‫وهكذا استمرت الفرق المصرية خالل النصف األول من القرن العشرين على‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪27 26‬‬


‫هذا المنوال ومن بينها فرق‪« :‬سالمة حجازى» (‪« ،)1905‬عزيز عيد»‬ ‫(‪« ،)1907‬سليم وأمين عطا هللا» (‪« ،)1909‬جورج أبيض»‪« ،‬أحمد الشامي»‬ ‫(‪« ،)1910‬أوالد عكاشة» (‪« ،)1911‬منيرة المهدية» (‪« ،)1915‬نجيب‬ ‫الريحاني» (‪« ،)1916‬علي الكسار» (‪« ،)1916‬فوزي الجزايرلي» (‪،)1917‬‬ ‫«عبد الرحمن رشدي (‪« ،)1918‬فوزي منيب»‪« ،‬أحمد المسيري» (‪،)1920‬‬ ‫«رمسيس» ليوسف وهبي (‪« ،)1923‬يوسف عز الدين» (‪« ،)1925‬فاطمة‬ ‫رشدي» (‪ ،)1927‬وإن ظهر خالل هذه الفترة وألول مرة المخرج المتخصص‪،‬‬ ‫وبالتحديد بفضل جهود وإبداعات الرائد‪ /‬عزيز عيد بجميع الفرق الكبرى آنذاك‬ ‫(جورج أبيض‪ ،‬أوالد عكاشة‪ ،‬الريحاني‪ ،‬الكسار‪ ،‬رمسيس‪ ،‬فاطمة رشدي)‪ ،‬وأيضا‬ ‫المبدع‪ /‬عبد العزيز خليل (بفرق منيرة المهدية‪ ،‬أوالد عكاشة‪ ،‬صالح عبد الحي‪،‬‬ ‫فيكتوريا موسى)‪.‬‬ ‫وبالتالي فقد شهدت هذه الفترة اجتهادات متميزة في مجال تنظيم العروض‬ ‫ ‬ ‫سواء بتوفير كافة اإلمكانيات الممكنة وخاصة المالبس والديكورات واإلكسسورات‪،‬‬ ‫أو بالحرص على اإلختيار الدقيق لمجموعة الممثلين وتدريبهم جيدا على األدوار‬ ‫التي تم توزيعها عليهم‪.‬‬ ‫ويرى بعض النقاد أن حركة تطور اإلخراج المسرحي بمصر قد تأثرت‬ ‫ ‬ ‫كثي ار بعودة الفنان‪ /‬جورج أبيض من بعثته فى أوروبا عام ‪ ،1910‬وبالتالي يمكن‬ ‫إعتبار هذا التاريخ بداية لتيار جديد فى المسرح العربى‪ ،‬وقد أكد هذا المعنى الناقد‬


‫الكبير‪ /‬فؤاد دوارة حينما كتب‪( :‬تيار جديد فى المسرح المصرى بدأ فى الظهور‬ ‫مع رائده «جورج أبيض» بعد عودته من أوروبا‪ ،‬بعد أن درس الفن دراسة علمية‪،‬‬ ‫فهو لم يكن مجرد ممثل موهوب دارس لتقنيات األداء التمثيلى ووسائل العرض‬ ‫المسرحى بل لعل أثره األكبر يتمثل فى تعريف جماهير المسرح بكالسيكيات‬ ‫المسرح األوروبي‪ ،‬وعن طريق إخراجه للعديد من مسرحيات كليات الجامعات‬ ‫المصرية تضاعف عدد تالميذه والمتأثرين بمدرسته فى األداء)‪.‬‬ ‫وتتوالى وتتكامل بعد ذلك جهود رواد فن اإلخراج المسرحى وأعالمه‪،‬‬ ‫ ‬ ‫والذين يمكن تصنيفهم إلى عدة أجيال متتالية‪ ،‬وبرغم إختالف النقاد والمتخصصين‬ ‫كثي ار فيما بينهم حول كيفية تقسيم األجيال المتتالية من المخرجين إال أنهم جميعا‬ ‫قد اتفقوا حول التتابع الزمني لبداية المسرح العربى ومراحل تطوره المختلفة‪ ،‬ولذلك‬ ‫فإنني أرى أنه يمكن تصنيف األجيال المختلفة للمخرجين بمصر كما يلى‪:‬‬ ‫‪ -1‬الجيل األول (مرحلة البدايات)‪:‬‬ ‫وهو الجيل الذى يضم ‪ :‬يعقوب صنوع ‪ ،‬سليم النقاش‪ ،‬يوسف خياط‪ ،‬سليمان‬ ‫حداد‪ ،‬سليمان القرداحى‪ ،‬أبو خليل القباني‪ ،‬إسكندر فرح‪ ،‬سليم عطا هللا‪ ،‬سالمة‬ ‫حجازى‪ ،‬وهو الجيل الذى كان يتحمل فيه مؤسس الفرقة ومديرها ونجمها األول‬ ‫مسئولية إعداد النص وإخراجه‪ ،‬وبالتالي كان لهذا الجيل الفضل في غرس الفن‬ ‫المسرحى فى التربة المصرية‪.‬‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪29 28‬‬


‫‪ -2‬الجيل الثانى (بدايات القرن العشرين)‪:‬‬ ‫وهو الجيل الذي تأثر بالمناهج العلمية‪ ،‬والذي بدأ مع عودة الرائد‪ /‬جورج أبيض‬ ‫من فرنسا وتأسيسه لفرقته وإتاحته الفرصة لرائد اإلخراج العربى األول‪ /‬عزيز عيد‬ ‫إلبراز موهبته‪ ،‬ويضم هذا الجيل كل من المخرجين‪ :‬جورج أبيض‪ ،‬عزيز عيد‪،‬‬ ‫عبد العزيز خليل‪ ،‬عبد الرحمن رشدي‪ ،‬يوسف وهبى‪ ،‬نجيب الريحانى‪ ،‬زكى‬ ‫طليمات‪ ،‬فتوح نشاطي‪ ،‬والسمة األساسية لهذا الجيل هى التأثر الشديد بالمدارس‬ ‫األجنبية وخاصة الكالسيكية‪.‬‬ ‫‪ -3‬الجيل الثالث (النصف الثانى من القرن العشرين)‪:‬‬ ‫وهو جيل خريجي «المعهد العالي للفنون المسرحية» (معهد التمثيل سابقا)‪ ،‬والذى‬ ‫يمكن تقسيمه إلى قسمين‪ :‬القسم األول ويضم خريجي أول دفعة ومن بينهم‪ :‬عبد‬ ‫الرحيم الزرقاني‪ ،‬نبيل األلفي‪ ،‬حمدي غيث‪ ،‬ويمكن أن يضاف إليهم كل من ‪:‬‬ ‫السيد بدير‪ ،‬محمد توفيق‪ ،‬محمود السباع‪.‬‬ ‫القسم الثانى‪ :‬ويضم مجموعة كبيرة من المبدعين الذين أطلق عليهم‬ ‫ ‬ ‫«جيل الستينيات» ومن بينهم ‪ :‬نور الدمرداش‪ ،‬سعيد أبو بكر‪ ،‬محمود عزمي‪،‬‬ ‫عبد المنعم مدبولي‪ ،‬سعد أردش‪ ،‬كمال يس‪ ،‬كرم مطاوع‪ ،‬جالل الشرقاوى‪ ،‬كمال‬ ‫عيد‪ ،‬نجيب سرور‪ ،‬أحمد عبد الحليم‪ ،‬أحمد زكى‪ ،‬السيد راضى‪ ،‬حسن عبد‬ ‫السالم‪ ،‬سمير العصفورى‪ ،‬حسين جمعه‪ ،‬محمد عبد العزيز‪ ،‬فاروق الدمرداش‬ ‫وآخرين‪.‬‬


‫وجدير بالذكر أن أبناء الجيل الثالث فقط هم الذين يمكن أن نطلق عليهم لقب‬ ‫المخرجين األكاديميين‪ ،‬حيث حصل كل منهم على بكالوريوس التمثيل واإلخراج‬ ‫من «المعهد العالي للتمثيل» («المعهد العالي للفنون المسرحية» حاليا ‪ -‬وهو‬ ‫أحد معاهد أكاديمية الفنون)‪ ،‬الذي تأسس عام ‪ 1944‬بفضل جهود الرائد القدير‪/‬‬ ‫زكي طليمات‪ ،‬من أجل إرساء القواعد العلمية لألنشطة المسرحية‪ .‬وكان المعهد‬ ‫عند انشائه يضم قسمين هما‪ :‬قسم «التمثيل واإلخراج»‪ ،‬وقسم «النقد والبحوث»‪،‬‬ ‫وتدرس بهما علوم المسرح من تمثيل وإخراج وتقنيات فنية وأدب مسرحي وعصور‬ ‫المسرح العالمي والمسرح المصري والبانتوميم فضال عن تاريخ الفن والديكور‬ ‫المسرحي وعلم النفس واللغة العربية‪ ،‬ثم أضيفت إليها بعد ذلك مواد أخرى كما تم‬ ‫إنشاء قسم خاص بالديكور المسرحي‪ .‬وكانت هيئة التدريس خالل سنواته األولى‬ ‫تتكون من األساتذة‪ :‬جورج أبيض‪ ،‬د‪.‬طه حسين‪ ،‬د‪.‬دريني خشبة‪ ،‬د‪.‬محمد مندور‪،‬‬ ‫فتوح نشاطي‪ ،‬حسين رياض‪ ،‬أحمد عالم‪ ،‬صالح شيتي‪ ،‬وزكي طليمات الذي عين‬ ‫عميدا للمعهد خالل الفترة من ‪ 1944‬إلى ‪ ،1952‬كما ضمت هيئة التدريس بعد‬ ‫ذلك كل من األساتذة‪ /‬أحمد البدوي‪ ،‬علي فهمي‪ ،‬سعيد خطاب‪.‬‬ ‫«جيل الستينيات» والقضايا القومية‪:‬‬ ‫ظل المسرح منذ بداياته األولى ‪ -‬عبر ما يقرب من ستة أالف سنة ‪ -‬انعكاسا‬ ‫واضحا ومتمي از ألحداث الواقع وكذلك للمتغيرات والتطورات السياسية واالقتصادية‬ ‫واإلنسانية واإلجتماعية‪ ،‬وذلك بحرصه على تقديم خطاب درامي جاد يتناسب‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪31 30‬‬


‫مع تناوله للقضايا المختلفة ونقده لألنظمة الحاكمة وكشفه للسلبيات والتجاوزات‪،‬‬ ‫والتحذير واإلنذار من األخطار المستقبلية‪ .‬والمتتبع لمسيرة المسرح المصري‬ ‫وخاصة خالل القرن العشرين يمكنه بسهولة رصد أن المسرح قد ظل ولسنوات‬ ‫طويلة رافعا راية الثورة ضد الظلم والطغيان ومطالبا بتغيير النظم الديكتاتورية‪،‬‬ ‫وكذلك داعيا لمساندة الرموز الثورية الوطنية والدفاع عن مكاسب الثورة‪ ،‬وقد كان‬ ‫ذلك واضحا أثناء دعمه ومساندته لكل من ثورتي ‪ ،1919‬ويوليو ‪،1952 ،‬‬ ‫وأخي ار ثورتي يناير ‪ ،2011‬ويوليو ‪.2013‬‬ ‫وتحتفظ ذاكرة المسرح المصري بعدد كبير من التجارب والعروض الرائعة‬ ‫ ‬ ‫التي شارك عدد كبير من كبار المسرحيين في إبداعها لمساندة ثورة يوليو ‪1952‬‬ ‫الخالدة‪ ،‬وتحمل خطابا تنويريا وتثويريا لمساندة القضايا الوطنية وأيضا العربية‪،‬‬ ‫حيث تميزت السنوات األولى التالية لثورة يوليو بنشاط ثقافي واضح وحيوية‬ ‫فنية حقيقية ومبادرات جادة من بعض األدباء والفنانين لطرح بعض األفكار‬ ‫الثورية والقضايا االجتماعية‪ ،‬فقاموا بتقديم تلك العروض المسرحية التي تتسق‬ ‫وتتوافق مع مبادئ الثورة‪ ،‬خاصة وقد شهدت هذه السنوات تحقيق بعض األهداف‬ ‫الهامة وفي مقدمتها تحقيق االستقالل التام والعمل على تحقيق األحالم القومية‪،‬‬ ‫كما شهدت محاربة الفساد وبداية مشروعات الخطة الخمسية وإصدار قوانين‬ ‫اإلصالح الزراعي والقضاء على اإلقطاع‪ ،‬باإلضافة إلى تشجيع الصناعات‬ ‫الوطنية‪ .‬وخالل هذه الفترة برزت بعض المبادرات المسرحية الجادة لكشف وفضح‬ ‫مفاسد العصر البائد‪ ،‬وتأكيد منجزات الثورة والدعوة لحماية مكاسبها‪ ،‬والتعبير عن‬ ‫اإليمان بتوجهاتها القومية العربية‪ ،‬كما تضمنت تلك المبادرات بعض الدعوات‬


‫الجادة والشجاعة لتوجيه وتصحيح مسار الثورة‪ ،‬ومواجهة ديكتاتورية وقهر مراكز‬ ‫القوي‪.‬‬ ‫والجدير بالذكر أن فرقة «المسرح الحر» ‪ -‬التي تأسست في سبتمبر‬ ‫ ‬ ‫‪ 1952‬كانت أولى الفرق التي عمدت إلى تقديم مسرح مختلف يتناسب مع أفكار‬ ‫«ثورة يوليو» المجيدة‪ ،‬ولذا فقد اتسمت أولى عروضها بالطابع الوطني الحماسي‪،‬‬ ‫وذلك حينما بادرت بتقديم مسرحيتي‪« :‬األرض الثائرة»‪ ،‬و»الرضا السامي»‪،‬‬ ‫وكان من الطبيعي أن يتأثر كبار كتاب المسرح بالمفاهيم الثورية والتغيرات‬ ‫الجذرية التي حدثت بالمجتمع المصرى فشاركوا بالتزامهم الفكري في تقديم بعض‬ ‫األعمال الهامة التي تسجل انجازات الثورة وتكشف الفروق الكبيرة بين الماضي‬ ‫والحاضر‪ ،‬وفي مقدمة هؤالء الرائد المبدع‪ /‬توفيق الحكيم الذي قدم مسرحية‬ ‫«األيدي الناعمة» والتي تعد تجسيدا – غير مباشر ‪ -‬للشعار الذي أطلقته الثورة‬ ‫حول أهمية العمل‪.‬‬ ‫وكان من حسن الحظ عند قيام ثورة يوليو وجود مجموعة من شباب‬ ‫ ‬ ‫األدباء المثقفين الموهوبين المشاركين في النضال ضد المستعمر من أجل تحقيق‬ ‫االستقالل‪ ،‬والنضال من أجل تحقيق العدالة االجتماعية‪ ،‬فقامت قيادات الثورة‬ ‫باحتضانهم ومنحهم الفرصة كاملة للمشاركة اإليجابية‪ ،‬فنجحوا في تسخير مواهبهم‬ ‫األدبية لمساندة أهداف الثورة والدعوة إلى المشاركة في تحقيقها‪ ،‬وفي مقدمة هؤالء‬ ‫األديب الكبير‪ /‬نعمان عاشور الذي يعد رائد الواقعية الحديثة بالمسرح المصري‬ ‫حيث قدم نصوصه باللهجة العامية‪ ،‬كما حرص على تقديم شخصياته الدرامية‬ ‫من خالل نماذج حقيقية للطبقة المتوسطة‪ ،‬فنجح من خالل خماسيته الشهيرة‪:‬‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪33 32‬‬


‫«الناس اللى تحت»‪« ،‬الناس إللي فوق»‪« ،‬عيلة الدوغري»‪« ،‬بالد بره»‪« ،‬الجيل‬ ‫إللي طالع» في أن يقدم نقدا الذعا لبعض سلبيات المجتمع المصري‪ ،‬كما أظهر‬ ‫تعاطفه وانحيازه إلى تلك الطبقات المهمشة الفقيرة التـى تكالبت عليها سطوة‬ ‫السلطة والطبقات الغنية‪.‬‬ ‫كذلك أسهم الكاتب الكبير‪ /‬ألفريد فرج في الدعوة لتحقيق الديمقراطية‬ ‫ ‬ ‫وتأمين حق المواطن في المشاركة السياسية وذلك من خالل مسرحية «حالق‬ ‫بغداد» ‪ -‬وخاصة الجزء الثاني «زينة النساء» ‪ -‬والتي تضمنت أحداثها الدرامي‬ ‫مطالبة الحالق للخليفة بمنحه «منديل األمان» لكل أفراد الرعية‪ ،‬كما يحسب له‬ ‫أيضا مساهمته من خالل مسرحياته في الترويج لفكرة التأميم والعدالة اإلجتماعية‬ ‫والدعوة إلى تطبيق المفاهيم اإلشتراكية ومن بينها على سبيل المثال «على جناح‬ ‫التبريزى وتبعه قفة»‪« ،‬عسكر وحرامية»‪ ،‬هذا وتعد مسرحيته «باإلجماع‪»1+‬‬ ‫أكبر دعاية ومساندة لثورة يوليو وزعيمها «جمال عبد الناصر»‪.‬‬ ‫ونجح كذلك األديب المبدع‪ /‬سعد الدين وهبة بمجموعة نصوصه األولى‬ ‫ ‬ ‫«المحروسة» و»كفر البطيخ» و «السبنسة» و «كوبري الناموس» ‪ -‬والتي تدور‬ ‫جميع أحداثها الدرامية في فترة ماقبل الثورة مباشرة ‪ -‬في إدانة العهد الملكي البائد‬ ‫وكشف مفاسده السياسية وبيان مظالم اإلقطاع اإلجتماعية فى الريف المصري‪.‬‬ ‫هذا ويعد األديب الثوري‪ /‬لطفي الخولي‪ :‬من أبرز الكتاب االشتراكيين خالل‬ ‫فترة الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي‪ ،‬وبرغم تقديمه لثالثة نصوص‬ ‫فقط إال أنه استطاع أن يضع بصمة فنية واضحة بدءا بمسرحيته األولى «قهوة‬ ‫الملوك» عام ‪ ،1958‬والتي تعود أحداثها الدرامية إلى عام ‪ ،1946‬حيث‬


‫اجتمعت مجموعة من الطلبة مع مجموعة من العمال للمطالبة باإلستقالل والعدل‬ ‫اإلجتماعي‪ .‬وتجدر اإلشارة إلى أنه بالرغم من وضوح الخطاب الدرامي اإلشتراكي‬ ‫في نصوص «لطفي الخولي» الثالث (قهوة الملوك‪ ،‬القضية‪ ،‬األرانب) إال أنه قد‬ ‫نجح في عدم تحويل مسرحياته إلى بوق أجوف للدعاية االشتراكية‪ ،‬كما يحسب‬ ‫له عدم تعظيمه لدور البطل الفرد في نصوصه بقدر تعظيمه لذلك الدور الجماعي‬ ‫لطبقات الشعب‪.‬‬ ‫كذلك قدم رجل المسرح المبدع‪ /‬نجيب سرور ثالثيته الرائعة التي تتكامل‬ ‫ ‬ ‫أحداثها الدرامية‪« :‬ياسين وبهية»‪« ،‬آه ياليل ياقمر»‪ ،‬و «قولوا لعين الشمس»‪،‬‬ ‫وهي الثالثية التي سجل من خاللها تلك التحوالت التاريخية الكبيرة التي مرت‬ ‫بمصر‪ ،‬كما كشف عن اآلالم الكبرى التي تحملها العامة من المواطنين سواء‬ ‫بالريف أو بالمدينة في عصر ما قبل الثورة وذلك لوقوعهم تحت سيطرة كل من‬ ‫قوى اإلستعمار واإلقطاع والرأسمالية‪.‬‬ ‫واستطاع الشاعر القدير‪ /‬صالح عبد الصبور في رائعته «مأساة الحالج»‬ ‫ ‬ ‫أن يؤكد على محاوالت «الحالج» إلصالح واقع عصره بالوقوف إلى جوار الفقراء‬ ‫من العامة ومساندته لهم في تحقيق آمالهم ومطالباتهم بتطبيق العدل االجتماعي‪،‬‬ ‫مع بيان دوره في مواجهة الطغاة والمستغلين‪ ،‬وبالرغم من أن المسرحية استلهام‬ ‫ألحداث تاريخية إال أن مؤلفها قد نجح في اإلستلهام الواعي لحياة «الحالج»‬ ‫وتأكيد دوره اإلجتماعي إلسقاط الظالل على الواقع المعاصر آنذاك‪.‬‬ ‫وتضم قائمة المؤلفين المبدعين أيضا األديب القدير‪ /‬يوسف إدريس‬ ‫ ‬ ‫الذي استطاع أن يقدم من خالل بعض نصوصه «جمهورية فرحات»‪ ،‬و»ملك‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪35 34‬‬


‫القطن» عام‪ 1956‬صورة حقيقية وواقعية للريف المصري‪ ،‬وهي صورة مخالفة‬ ‫لتلك الصورة الرومانسية التي سبق تقديمها من خالل بعض األعمال األدبية‬ ‫والفنية‪ ،‬ويحسب لألديب‪ /‬يوسف إدريس» أنه قد ظل محافظا فى كل أعماله على‬ ‫فكرة البحث عن حياة أفضل تضمن لإلنسان الحرية والعدالة االجتماعية‪ ،‬تلك‬ ‫الفكرة التى قامت عليها مسرحيته «جمهورية فرحات»‪ .‬وقد تكاملت هذه الرؤى‬ ‫مع أعماله المسرحية بعد ذلك ليوضح في «الفرافير» مدى قسوة وبشاعة العالقة‬ ‫الدائمة بين كل من «السيد» و «الفرفور»‪.‬‬ ‫ويجب التنويه أيضا ‪ -‬في إطار المشاركات اإليجابية لجيل الخمسينيات‬ ‫ ‬ ‫والستينيات من القرن الماضي ‪ -‬بتلك المشاركات الجادة للكاتب‪ /‬محمود دياب‬ ‫ومن بينها‪ :‬المعجزة‪ ،‬البيت القديم‪ ،‬الزوبعة‪ ،‬ليالي الحصاد‪ ،‬وأيضا بالمشاركات‬ ‫الثورية للشاعر‪ /‬عبد الرحمن الشرقاوي وأهمها األرض (إعداد عن روايته)‪ ،‬الفتى‬ ‫مهران‪ ،‬جميلة‪ ،‬النسر األحمر‪ .‬وجميع المسرحيات التي تم ذكرها هي مجرد‬ ‫نماذج مشرفة ومضيئة ساهمت في تسجيل الحقائق وشحذ الهمم لحماية الثورة‪،‬‬ ‫كما ساهمت في كشف بعض المؤامرات وفي توجيه الدعوة للتصدي لها ولتلك‬ ‫الهجمات الشرسة التي تعرضت لها الثورة سواء داخليا من رموز الفساد أو خارجيا‬ ‫من أصحاب األطماع اإلستعمارية‪.‬‬ ‫ويتضح مما سبق مدى تأثر كتاب المسرح المصرى بالمناخ الثوري‬ ‫ ‬ ‫واقتناعهم بأهداف الثورة‪ ،‬حيث نجحت الثورة في أن توقظ فيهم اإلحساس بالقومية‬ ‫والمسئولية واإللتزام‪ ،‬فظهر الكاتب المسرحى القادر على استلهام الواقع وربط‬ ‫الفكر بالحياة‪ ،‬والتوغل إلى صميم معترك األحداث والمتناقضات اإلجتماعية‪.‬‬


‫ومما ال شك فيه أن هذا الجيل من المؤلفين لم يكن قاد ار وحده على‬ ‫ ‬ ‫تحقيق التواصل مع الجمهور وتقديم أفكاره إال من خالل تعاونه مع نخبة من‬ ‫المخرجين الثوريين‪ ،‬هؤالء الذين آمنوا بتلك األفكار والقضايا وانحازوا معهم إلى‬ ‫مبادئ ثورة يوليو‪ ،‬ووسط جيل الستينيات من المخرجين يبرز اسم المبدع‪ /‬جالل‬ ‫الشرقاوي الذي انحاز بقوة إلى ثورة يوليو ‪ 1952‬وأهدافها القومية‪ ،‬ووجد من بين‬ ‫كتابات جيله ما يكشف فساد العصر البائد ما قبل الثورة ويتطلع للمجتمع الجديد‪،‬‬ ‫وأيضا من يواكب األحداث والتغيرات السياسية وسواء بمساندة الثورة في معاركها‬ ‫ضد القوى اإلستعمارية أو بكشف بعض أوجه القصور والسلبيات فقدم عدد من‬ ‫المسرحيات المهمة ومن بينها‪« :‬عودة الروح» لتوفيق الحكيم (‪ ،)1965‬والتي‬ ‫تستعيد روح النضال لثورة ‪ 1919‬وإيجابية مشاركة جميع طبقات الشعب‪.‬‬ ‫«الصليب»‪ ،‬و «فلسطين ‪ »48‬لمحمد عفيفي (‪ ،)1967‬وقد قدمت كل منهما‬ ‫مواكبة لنكسة ‪ 1967‬في محاولة لشحذ الهمم‪ ،‬وكشف مؤامرة الكيان الصهيوني‬ ‫مع القوى اإلستعمارية العالمية‪« .‬بلدي يا بلدي» لرشاد رشدي (‪ ،)1968‬التي‬ ‫تنتقد سلبية الشعب‪ ،‬وتوضح استحالة تحقيق النصر إعتمادا على بطوالت‬ ‫الزعيم الفرد فقط‪ ،‬كما تدين الحاشية التي قد تشوه من صورة البطل الفرد لتحقق‬ ‫مصالحها‪« .‬إنت إللي قتلت الوحش» لعلي سالم (‪ ،)1969‬والتي تتناول بالنقد‬ ‫حكم الفرد المطلق وتدين حاشية الحاكم التي قد تجعل منه إله معبود‪ ،‬خاصة إذا‬ ‫اهتم الحاكم بصناعة المدنية والحضارة وانصرف عن بناء اإلنسان‪« .‬الجيل إللي‬ ‫طالع» لنعمان عاشور (‪ ،)1971‬والتي تتناول قضية جيل الشباب وقلقهم على‬ ‫مستقبلهم‪ ،‬وافتقادهم لألهداف القومية والوطنية بعد تأثرهم باإلنحرافات األوربية‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪37 36‬‬


‫وإتجاههم نحو العدمية‪ ،‬كنتيجة لفقدانهم الثقة وانقطاع الصالت بينهم وبين جيل‬ ‫األباء‪« .‬عفاريت مصر الجديدة» لعلي سالم (‪ ،)1971‬والتي تدين مراكز القوى‬ ‫وتكشف مدى إنتهاكاتهم للحريات ولحقوق اإلنسان‪« .‬الزعيم غوما» لمصطفى‬ ‫محمود (‪ ،)1972‬والتي تتناول بطوالت فارس الصحراء والبطل الشعبي الليبي‬ ‫ضد اإلستعمار التركي‪« .‬عيون بهية» لرشاد رشدي (‪ ،)1978‬والتي تناولت‬ ‫بطوالت الشعب المصري عبر التاريخ وصوال إلى لحظة تتويج تلك اإلنتصارات‬ ‫بحرب أكتوبر ‪.1973‬‬ ‫هذا وجدير بالذكر أن المبدع‪ /‬جالل الشرقاوي لم يكن يواكب بإبداعاته‬ ‫ ‬ ‫األحداث السياسية واإلجتماعية بمفرده‪ ،‬بل كانت إبداعاته في إطار مناخ عام‬ ‫يشارك فيه عدد كبير من المبدعين بالمسرح المصري‪ ،‬وعلى سبيل المثال فقد‬ ‫شارك عدد كبير من المسرحيين في شحذ الهمم إلستعادة روح التحدي واإلصرار‬ ‫لتجاوز إحباطات نكسة ‪ ،67‬ومن بينهم المبدع‪ /‬كرم مطاوع الذي شارك بتقديم‬ ‫«رسالة إلى جونسون» بمسرح الجيب‪ ،‬و»كوابيس في الكواليس» بالمسرح القومي‪،‬‬ ‫كما شارك المخرج‪ /‬محمد مرجان بتقديم «حكايات ياسين» بالمسرح الحديث‪،‬‬ ‫والفنان‪ /‬أنور رستم بتقديم مسرحيتي‪« :‬اللحظة الحاسمة»‪ ،‬و»أغنية على الممر»‬ ‫بالمسرح الحديث أيضا‪ ،‬كذلك شارك المخرج الكبير‪ /‬سعد أردش بتقديم مسرحية‬ ‫«المسامير» بالمسرح القومي‪ ،‬وقدم المخرج القدير‪ /‬كمال يس «زهرة من دم»‬ ‫بفرقة مسرح الحكيم»‪.‬‬ ‫ومواكبة لوفاة الزعيم الخالد‪ /‬عبد الناصر قدم المبدع‪ /‬كرم مطاوع‬ ‫ ‬ ‫مسرحيتين هما‪ 28« :‬سبتمبر الساعة الخامسة» بالمسرح القومي‪« ،‬ياسين‬


‫ولدي» بفرقة تحية كاريوكا‪ .‬وكان من المنطقي أن يشارك عدد كبير من المبدعين‬ ‫بإبداعاتهم إحتفاال بإنتصار أكتوبر ‪ ،1973‬فيقدم المخرج‪ /‬كرم مطاوع مسرحية‬ ‫«حدث في أكتوبر» بالمسرح القومي‪ ،‬والمخرج‪ /‬عبد الغفار عودة بتقديم رائعته‬ ‫«مدد مدد شدي حيلك يا بلد» بالمسرح الحديث‪ ،‬ويقدم الفنان‪ /‬سعد أردش أوبريت‬ ‫«حبيبتي يا مصر» بالفرقة الغنائية اإلستعراضية‪ ،‬ومسرحية «رأس العش» لفرقة‬ ‫المسرح الحديث‪ ،‬كذلك يقدم الفنانين‪ /‬محمود رضا ومحمد صبحي معا أوبريت‬ ‫«الحرب والسالم»‪ ،‬ويقدم الفنان‪ /‬أحمد عبد الحليم مسرحية «العمر لحظة» لفرقة‬ ‫المسرح الحديث‪ ،‬و»حراس الحياة» لفرقة مسرح الطليعة‪ ،‬وأيضا يقدم كل من‬ ‫الفنانين‪ /‬مجدي مجاهد وفهمي الخولي مسرحيتي «القرار» و»جبل المغماطيس»‬ ‫بفرقة مسرح الطليعة أيضا‪.‬‬ ‫وهكذا يتضح جليا مما سبق كم المشاركات اإليجابية لمخرجي جيل‬ ‫ ‬ ‫الستينيات في مواكبة األحداث السياسية واإلجتماعية بإبداعاتهم‪ ،‬كما يتضح أيضا‬ ‫دور المبدع‪ /‬جالل الشرقاويومشاركاته اإليجابية كمخرج وأيضا خالل فترة تحمله‬ ‫مسئولية إدارة فرقة « مسرح الحكيم»‪.‬‬ ‫ ‬

‫جالل الشرقاوي‬

‫‪39 38‬‬


‫الفصل الثاني‬ ‫الــــســــيــــرة الـــذاتـــيـــة‬


‫الفنان الكبير‪ /‬جالل الشرقاوي فنان قدير وصاحب بصمة فنية مميزة‬ ‫ ‬ ‫في أكثر من مجال فني‪ .‬وقد نجح خالل مشواره الفني في إثراء حياتنا الفنية ‪-‬‬ ‫كمخرج وممثل ومنتج وأستاذ أكاديمي ‪ -‬بتقديمه لتجارب عديدة شديدة التميز‬ ‫والخصوصية‪ ,‬ويرجع تميزه وتألقه إلي موهبته المؤكدة التي صقلها بالدراسة وإلى‬ ‫صدقه الشديد وحرصه على حسن اإلختيار والتدقيق واإلتقان في جميع أعماله‪,‬‬ ‫فهو يمنح كل عمل يختاره نبضات قلبه وعقله ووجدانه‪ .‬وقد وهبه هللا كممثل‬ ‫موهبة الحضور‪ ،‬حيث يتمتع بحضور طاغ وطله مميزة علي الشاشة‪ ,‬وأداء‬ ‫صادق معبر يستحوذ على اإلعجاب‪ ,‬وخاصة باألعمال التاريخية والدينية والتي‬ ‫تطلب اإللقاء السليم باللغة العربية الفصحى‪ .‬ويحسب له عبر مسيرته الفنية‬ ‫الطويلة أنه لم يقدم عمال دون المستوي‪ ,‬ولم يشارك إطالقا في أعمال تتعارض‬ ‫مع القيم أو المبادئ‪ ,‬بل حرص دائما علي احترامه لنفسه وبالتالي فقد اكتسب‬ ‫احترام الجمهور له‪.‬‬ ‫لقد تسلل حب الفن إلي وجدانه منذ الصغر واحتل عقله وسيطر علي‬ ‫ ‬ ‫مشاعره‪ ,‬وصنع له دنيا من األحالم وعالما من البهجة منذ أصطحبه صديق‬ ‫والده وجارهم الحاج‪ /‬مصطفي حفني ‪ -‬صاحب مسرح «برنيتانيا» عام ‪1945‬‬ ‫ بعد نجاحه في الشهادة االبتدائية إلي ساحل «روض الفرج»‪ ,‬حيث شاهد›‬‫هناك كل من الفنانين‪ /‬إسماعيل ياسين‪ ,‬وشكوكو‪ ,‬وثريا حلمي وهم يقومون بإلقاء‬ ‫مونولوجاتهم الفكاهية‪ ,‬فقرر أن يحول حلمه إلي واقع وأن يحقق طموحاته وآماله‬ ‫التي طالما داعبت خياله وهزت وجدانه‪ ,‬فأصر على صقل موهبته بالدراسة‪ ،‬‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪41 40‬‬


‫وبالفعل بعد تخرجه من كلية العلوم وعمله كمدرس للعلوم في مدرسة‬ ‫ ‬ ‫«النقراشي باشا»‪ ,‬التحق بالمعهد العالي للتمثيل وتخرج فيه بتقدير إمتياز عام‬ ‫‪ .1958‬وكانت بدايته اإلحترافية من خالل ميكروفون اإلذاعة‪ ،‬والتي أصبحت‬ ‫المتنفس الفني الوحيد بالنسبة له‪ ،‬فقدم من خاللها مجموعة أعمال مهمة مع عدد‬ ‫كبير من المخرجين اإلذاعيين‪ .‬وقد تحقق حلم جديد له ووثبة في مشواره الفني‬ ‫وذلك بحصوله على بعثة عام ‪ ،1959‬فسافر أوال إلى «موسكو» ثم سعى لتغيير‬ ‫بعثته إلى «باريس» بناء على نصيحة أساتذته‪ .‬فحصل علي دبلوم إخراج من‬ ‫معهد «جوليان برتو» للدراما في فرنسا عام‪ ,1960‬ودبلوم إخراج من المعهد‬ ‫العالي للدراسات السينمائية من فرنسا ‪ .1962‬هذا ويمكن إجمال السيرة الذاتية‬ ‫للفنان القدير‪« /‬جالل الشرقاوي» في السطور التالية‪:‬‬ ‫السيرة الذاتية‬ ‫ الفنان المصري القدير‪ /‬محمد جالل أمين الشرقاوي (والشهير بجالل الشرقاوي)‬‫من مواليد ‪ 14‬يونيو ‪ 1934‬بمحافظة «القاهرة»‪.‬‬ ‫ حصل على بكالوريوس العلوم من جامعة القاهرة (كلية العلوم) عام ‪،1954‬‬‫ودبلوم خاص تربية وعلم النفس من جامعة عين شمس (كلية التربية) ‪،1955‬‬ ‫كما حصل على بكالوريوس المعهد العالي للفنون المسرحية بتقدير امتياز عام‬ ‫‪ ،1958‬وذلك ضمن دفعة متميزة ضمت بعض الموهوبين الذين حققوا نجوميتمه‬ ‫بعد ذلك ومن بينهم األساتذة‪ :‬أبو بكر عزت‪ ،‬فايز حالوة‪ ،‬سلوى محمود‪ ،‬زين‬


‫العشماوي‪ ،‬أحمد أبو زيد‪ ،‬عثمان محمد علي‪ ،‬أزهار الشريف‪ ،‬علي الزفتاوي‪.‬‬ ‫ عمل في أول حياته مدرسا للعلوم بمدرسة «النقراشي النموذجية الثانوية»‬‫(‪ ،)1955‬وأدى الخدمة العسكرية في الفترة من يونيو ‪ 1956‬حتى أول فبراير‬ ‫‪ ،1958‬وهي الفترة التي شهدت العدوان الثالثي (في ‪ 29‬أكتوبر ‪ ،)1956‬وبعد‬ ‫انتهاء العدوان في ديسمبر التحق بقسم المسرح العسكري بإدارة الشئون العامة‬ ‫لقوات المسلحة‪ ،‬وقد شارك في تقديم بعض المسرحيات الوطنية والتجوال بجميع‬ ‫مناطق تجمعات الجنود (بمدن القناة وسيناء والمدن الغربية حتى مطروح والسلوم‬ ‫وبالجنوب حتى أسوان)‬ ‫ أرسل في بعثة لإلتحاد السوفيتي «موسكو» لدراسة المسرح في بداية عام‬‫‪ ،1959‬ثم إلى «باريس» لدراسة فن اإلخراج السينمائي‪ ،‬وحصل على درجة‬ ‫دبلوم اإلخراج من معهد «جوليان برتو» للدراما في فرنسا عام ‪ ،1960‬ودبلوم‬ ‫إخراج من المعهد العالي للدراسات السينمائية (األيديك ‪ ).I.D.H.E.C‬من‬ ‫«فرنسا» عام ‪.1962‬‬ ‫ عاد من البعثة في أول سبتمبر ‪ ،1962‬وتقدم بطلب تعيينه مدرسا بالمعهد‬‫«العالي للفنون المسرحية»‪ ،‬صدر خطاب من و ازرة الثقافة بتاريخ ‪ 5‬سبتمبر‬ ‫‪ 1962‬بإلحاقه للعمل بالمعهد‪ ،‬وبدأ التدريس في العام الدراسي ‪،1963/1962‬‬ ‫ثم صدر القرار الوزاري رقم ‪ 281‬لسنة ‪ 1963‬بتسوية حالته ونقله إلى وظائف‬ ‫هيئة التدريس بالمعهد‪ ،‬وعين مدرسا للتمثيل واإلخراج بالمعهد «العالى للفنون‬ ‫المسرحية» في أكتوبر ‪.1963‬‬ ‫ شارك بتدريس مادة «فن اإلخراج السينمائي» بالمعهد العالي للسينما كأستاذ‬‫جالل الشرقاوي‬

‫‪43 42‬‬


‫من الخارج (بالمحاضرة‪ /‬بالقطعة) لمدة ثالث سنوات وذلك منذ عام ‪،1963‬‬ ‫ومن تالميذه خالل تلك الفترة كل من‪ :‬علي بدرخان‪ ،‬علي عبد الخالق‪ ،‬مجدي‬ ‫أحمد علي‪ ،‬أحمد ياسين‪ ،‬أحمد خليل‪ ،‬ناهد جبر (وكان األخيران من قسم التمثيل‬ ‫ولكنهما كانا ينضمان لقسم اإلخراج في دراستهما لبعض المواد)‪.‬‬ ‫ تم إختياره مع د‪.‬رمزي مصطفى لحضور الدورة التدريبية بالمعهد اإلشتراكي‬‫العربي للشباب بحلوان (منظمة الشباب اإلشتراكي باإلتحاد اإلشتراكي العربي)‬ ‫خالل الفترة من ‪ 16‬يناير إلى ‪ 29‬يناير ‪ ،1967‬وقد اجتاز بالفعل الدورة‪.‬‬ ‫ أصدر د‪ .‬ثروت عكاشة نائب رئيس الوزراء وزير الثقافة واإلعالم بتاريخ ‪23‬‬‫فبراير عام ‪ 1967‬ق ار ار بتعيينه مدي ار لفرقة «مسرح الحكيم»‪ ،‬وقد تضمن القرار‬ ‫أيضا تعيين كل من الفنانين‪ :‬كمال يس مدي ار لفرقة «المسرح الكوميدي»‪ ،‬ومحمود‬ ‫مرسي مدي ار لفرقة «المسرح الحديث» (بعد دمجه مع المسرح العالمي)‪ .‬وقد‬ ‫تطلب ذلك تقديم طلب نقل من «المعهد العالي للفنون المسرحية» إلى «مؤسسة‬ ‫المسرح»‪ ،‬وذلك مع اإلستمرار في العمل كأستاذ بالقطعة بكل من معهدي المسرح‬ ‫والسينما‪ ،‬وبالفعل صدر من الديوان العام للو ازرة األمر اإلداري رقم ‪ 479‬بتاريخ‬ ‫‪ 12‬أغسطس ‪ 1967‬يفيد ذلك‪.‬‬ ‫ تقدم بإستقالته المسببة مع ثالثة من الزمالء (إستقالة جماعية) من مناصبهم‬‫كمديرين للفرق المسرحية في أبريل عام ‪ ،1970‬وهم األساتذة‪ :‬سعد أردش (قطاع‬ ‫الفنون الشعبية واإلستعراضية)‪ ،‬كرم مطاوع (المسرح القومي)‪ ،‬أحمد عبد الحليم‬ ‫(مسرح الجيب)‪ ،‬وكانت أزمة سياسية وفنية ساخنة انتهت بتعيينهم خبراء بمؤسسة‬ ‫المسرح (دون أي صالحيات وظيفية مجرد منصب على الورق)‪.‬‬


‫ صدر قرار بندبه ندبا كامال إلى هيئة تدريس «المعهد العالى للفنون المسرحية»‬‫في ‪ 16‬سبتمبر ‪ ،1973‬على أن يعامل ماليا معاملة األستاذ‪ ،‬على أن يتم نقله‬ ‫في الميزانية التالية‪.‬‬ ‫ تمت إعارته لدولة «الكويت» الشقيقة في أول أكتوبر ‪ ،1973‬للعمل رئيسا لقسم‬‫التمثيل واإلخراج بالمعهد «العالى للفنون المسرحية»‪ ،‬وقد استمر بالعمل هناك‬ ‫عاما واحدا‪ ،‬وعاد للقاهرة في ‪ 16‬مايو ‪ ،1974‬واستلم عمله بالمعهد في القاهرة‬ ‫بتاريخ ‪ 18‬مايو ‪.1974‬‬ ‫ تم ندبه رئيسا لقسم التمثيل واإلخراج في ‪ 13‬أغسطس ‪ ،1974‬على أن يتم‬‫النقل بصفة كاملة‪ ،‬كما تم ضمه إلى عضوية مجس المعهد في ‪ 18‬ديسمبر‬ ‫‪.1974‬‬ ‫ عين أستاذ التمثيل واإلخراج بالمعهد العالى للفنون المسرحية ورئيس قسم‬‫التمثيل واإلخراج ‪ ،1975‬وعميد المعهد العالى للفنون المسرحية عامي ‪ 1975‬و‬ ‫‪ .1979‬وهو منذ سنوات أستاذ متفرغ بالمعهد وبالتحديد منذ عام ‪.2006‬‬ ‫ تم تعيينه ممثال لمصر في الهيئة العالمية للمسرح (بموجب القرار الوزاري‬‫رقم ‪ 51‬لسنة ‪ ،)1976‬والترخيص له بالسفر إلى «بلجراد» لحضور المؤتمر‬ ‫التحضيري الثاني في فبراير ‪.1976‬‬ ‫ قام وزير الثقافة‪ /‬د‪.‬جمال العطيفي بقبول استقالته من عمادة «المعهد العالي‬‫للفنون المسرحية» بتاريخ ‪ 13‬نوفمبر ‪.1976‬‬ ‫ صدر قرار رئيس األكاديمية بتعيينه مشرفا على فرقة «باليه القاهرة» في ‪8‬‬‫يوليو ‪.1978‬‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪45 44‬‬


‫ أصدر وزير الثقافة واإلعالم‪ /‬عبد المنعم الصاوي ق ار ار و ازريا في ‪ 13‬يوليو‬‫‪ 1978‬بتعيين الفنان‪ /‬جالل الشرقاوي عميدا للمعهد «العالي للفنون المسرحية»‬ ‫لمدة سنتين‪ ،‬ليستكمل بعدها مهام وظيفته كأستاذ التمثيل واإلخراج بالمعهد في‬ ‫عام ‪.1981‬‬ ‫ عين رئيس لقسم التمثيل واإلخراج بالمعهد العالي للفنون المسرحية خالل الفترة‬‫‪ .1994 - 1990‬وليشغل بعد ذلك منصب أستاذ متفرغ بالمعهد‪.‬‬ ‫ عين للمرة الثالثة رئيس لقسم التمثيل واإلخراج بالمعهد العالي للفنون المسرحية‬‫خالل الفترة ‪ .2006 - 2005‬وليستكمل بعد ذلك عطاءه كأستاذ متفرغ بالمعهد‪.‬‬ ‫ شارك بعضوية بعض اللجان المتخصصة ومن بينها‪ :‬لجنة المسرح بالمجالس‬‫القومية‪ ،‬لجنة المسرح بالمجلس األعلى للثقافة والفنون (أكثر من دورة)‪ ،‬اللجنة‬ ‫العامة للثقافة واإلعالم والسياحة (و ازرة الثقافة)‪ ،‬لجنة جوائز الدولة التشجيعية‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى رئاسته لبعض لجان التحكيم‪ ،‬ومن بينها رئاستة للجنة التحكيم‬ ‫العربية لمهرجان «المسرح العربي» (الدورة السابعة ‪.)2008 -‬‬ ‫ قام بتأسيس مسرحين أحدهما بالقاهرة وهو «مسرح الفن» بمعهد الموسيقى‬‫العربية‪ ،‬واآلخر باألسكندرية وهو «مسرح المنتزة»‪ ،‬واألخير لألسف قامت‬ ‫المحافظة بإزالته بعد انتهاء فترة التصريح الخاصة به (استمر خالل الفترة ‪1987‬‬ ‫ ‪.)1998‬‬‫ هو والد الفنانة المعتزلة‪ /‬عبير الشرقاوي‪ ،‬وأيضا المحاسب والفنان‪ /‬تامر‬‫الشرقاوي الذي عمل بالتمثيل لفترة قصيرة‪.‬‬ ‫المسيرة الفنية‪:‬‬


‫ تتضمن المسيرة الفنية للفنان‪ /‬جالل الشرقاوي في مجال اإلخراج المسرحي‬‫إثرائه للمسرح المصري والعربي بإخراج (‪ )74‬أربعة وسبعين عرضا‪ ،‬من بينها‪:‬‬ ‫(‪ )26‬ستة وعشرين عرضا لفرق الدولة المختلفة وبعض الو ازرات الحكومية‪،‬‬ ‫و(‪ )48‬ثمانية وأربعين عرضا لفرق القطاع الخاص‪.‬‬ ‫ أصبح صاحب أعلى أجر كمخرج مسرحي في مصر وقت عرض مسرحية‬‫«مدرسة المشاغبين» منتصف السبعينيات حيث وصل أجره إلى (‪ )400‬ربعمائة‬ ‫جنيه‪.‬‬ ‫ تميز في تقديم العروض الغنائية واإلستعراضية‪ ،‬فقدم خالل مسيرته الفنية‬‫أكثر من عرض غنائي متميز ومن بينها‪ :‬انقالب‪ ،‬تمر حنة‪ ،‬ملك الشحاتين‪،‬‬ ‫عيون بهية‪ ،‬أفراح النصر‪ ،‬حراس الوطن‪ ،‬وذلك باإلضافة إلى بعض المسرحيات‬ ‫التي تضمنت عددا من األغاني واالستعراضات ومن بينها‪ :‬كباريه‪ ،‬قصة الحي‬ ‫الغربي‪ ،‬مدرسة المشاغبين‪ ،‬قشطة وعسل‪.‬‬ ‫ قام بإخراج عدد كبير من المسرحيات الناجحة تجاريا والتي استمر عرضها‬‫لفترات طويلة على المسرح المصري ومن بينها‪ :‬مدرسة المشاغبين‪ ،‬الجوكر‪،‬‬ ‫دستور يا أسيادنا‪ ،‬قصة الحى الغربي‪ ،‬وتظل مسرحية «مدرسة المشاغبين»‬ ‫أيقونة المسرحيات الكوميدية العربية هي عمله األشهر على اإلطالق‪ ،‬في حين‬ ‫تظل األوب ار الشعبية «إنقالب» هي أيقونة فرقة «مسرح الفن» وأيضا ذروة إبداعه‬ ‫كمخرج‪.‬‬ ‫ شارك خالل حياته المسرحية في عدة فعاليات ومهرجانات مسرحية عربية‬‫منها‪« :‬مهرجان دمشق المسرحي» عام ‪ ،1969‬مهرجان «بابل المسرحي»‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪47 46‬‬


‫‪ ،1987‬مهرجان «الكويت المسرحي التاسع» عام ‪ ،2007‬المهرجان «الوطني‬ ‫للمسرح المحترف» بالجزائر بدورته الثالثة عام ‪ 2008‬وغيرها‪.‬‬ ‫ كان صاحب فكرة تنظيم اإلحتفال «بأعياد الفن»‪ ،‬وبالفعل قام بإخراج «عيد‬‫الفن األول» في فبراير عام ‪ ،1976‬كما أخرج «عيد الفن الثاني» في أكتوبر عام‬ ‫‪ 1976‬ليصبح مواكبا لألحتفاالت بإنتصار أكتوبر المجيد‪ ،‬ثم توالت اإلحتفاالت‬ ‫التي أشرف عليها حتى اإلحتفال الكبير برفع العلم المصري في العريش بتاريخ‬ ‫‪ 26‬مايو ‪.1979‬‬ ‫ تولى عام ‪ 1980‬مهمة مقرر اللجنة الخاصة بوضع الئحة موحدة للمعاهد‬‫الستة بأكاديمية الفنون‪ ،‬وقد تشكلت اللجنة من السادة العمداء الستة ورؤساء‬ ‫األقسام بمعاهد األكاديمية‪ ،‬وبالفعل انتهت اللجنة من عملها في ‪ 30‬أبريل عام‬ ‫‪ ،1980‬ورفعت مذكرتها إلى رئيس األكاديمية وظهر بذلك مشروع أول الئحة‬ ‫عامة شبه كاملة ألكاديمية الفنون‪.‬‬ ‫ قام بتأليف عدة كتب في مجال المسرح والسينما يذكر منها‪« :‬مدخل إلى دراسة‬‫الجمهور فى المسرح المصرى باللغة العربية»‪« ،‬السينما فى الوطن العربي»‬ ‫و»حياتى فى المسرح» (الكتاب األول ‪ -‬الجزء األول والثاني‪ ،‬الكتاب الثاني‬ ‫ الجزء األول)‪« ،‬األسس في فن التمثيل وفن اإلخراج»‪« ،‬إنقالب في المسرح‬‫المصري»‪« ،‬كواليس وكوابيس ‪ -‬قصة مسرح الفن»‪ ،‬وذلك بخالف مساهمته‬ ‫المهمة بكتابة عشرات المقاالت والدراسات المتخصصة في مجاالت المسرح‬ ‫والسينما الدراما التليفزيونية والسياسة‪.‬‬ ‫‪ -‬تضمنت مسيرته السينمائية إخراجه ألربعة أفالم‪ ،‬وإنتاج فيلمين والمشاركة في‬


‫بطولة تسعة أفالم سينمائية‪ ،‬وذلك بخالف أربعة أفالم تليفزيونية‪.‬‬ ‫ بدأ مسيرته السينمائية بإخراج عمله األول «أرملة وثالث بنات» عام ‪،1964‬‬‫وتعرض بعد ذلك ألزمة كادت تنهي مشواره كمخرج سينمائي بعدما اصطدم مع‬ ‫نظام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بإخراجه لفيلم «العيب» عام ‪،1966‬‬ ‫الذي كشف فيه عن الفساد والرشوة بالجهاز اإلداري للدولة بتناول جرئ وغير‬ ‫مسبوق‪.‬‬ ‫ أخرج عدة أعمال درامية للتليفزيون المصري‪ ،‬وقد تنوعت أعماله اإلخراجية‬‫بين التمثيليات (سباعيات) والسهرات التليفزيونية وبين المسلسالت الدرامية‪ ،‬كما‬ ‫شارك بالتمثيل في عدد كبير من المسلسالت والتمثيليات والسهرات التليفزيونية‪.‬‬ ‫ قدم باإلذاعة خالل مسيرته الفنية كممثل عددا كبي ار من المسلسالت والتمثيليات‬‫والسهرات اإلذاعية وكذلك بعض المسرحيات المعدة إذاعيا‪ ،‬كما قام أيضا بإخراج‬ ‫بعض األعمال اإلذاعية إلذاعة الكويت‪.‬‬ ‫ بخالف المشاركة في اللجان العليا لترقية األساتذة ساهم بخبراته العملية أيضا‬‫في التدريس لطلبة الدراسات العليا‪ ،‬كما شارك في اإلشراف على بعض الرسائل‬ ‫للحصول على الدرجات العلمية (الماجستير والدكتوراه)‪.‬‬

‫جالل الشرقاوي‬

‫‪49 48‬‬


‫التكريم والجوائز‬ ‫كان من المنطقي أن تتوج تلك المسيرة الفنية الثرية بحصوله على بعض الجوائز‬ ‫وأيضا بعض مظاهر التكريم‪ ،‬وذلك بخالف حصوله على عدد كبير من الميداليات‬ ‫وشهادات التقدير من بينها‪:‬‬ ‫ شهادة تقدير من و ازرة اإلعالم عن إخراجه ألوبريت «أفراح النصر» عام‬‫‪.1989‬‬ ‫ شهادتى تقدير من و ازرة اإلعالم عن إخراجه ألوبريت «الليلة المحمدية»‬‫السادسة عام ‪ ،1990‬و»الليلة المحمدية» السابعة عام ‪.1991‬‬ ‫ شهادة التقدير من و ازرة الداخلية عن إخراجه ألوبريت «حراس الوطن» عام‬‫‪.1993‬‬ ‫ جائزة أحسن مخرج لمدة ثمانى سنوات متتالية متصلة من عام ‪ 1986‬حتى‬‫عام ‪ ،1993‬ثم عن عامى ‪ 1996 ،1995‬فى اإلستفتاء الجماهيرى إلذاعة‬ ‫«الشرق األوسط» و»جريدة األهرام»‪.‬‬ ‫ تمثال األوسكار ألفضل مخرج عامى ‪ 1996/ 95‬فى اإلستفتاء الجماهيرى‬‫لمجلة «السينما والناس»‪.‬‬ ‫ ميدالية وشهادة تقدير عن أفضل كتاب ألف عن تاريخ السينما المصرية من‬‫«المركز الكاثوليكى المصرى» عام ‪.1964‬‬ ‫‪ -‬تمثال الجائزة األولى فى اإلنتاج عن فيلم «موعد مع القدر» من «المركز‬


‫الكاثوليكى المصرى» عام ‪.1986‬‬ ‫ ميدالية الذهبية لمهرجان «القاهرة الدولي للمسرح التجريبى»‪ ،‬بدورته الخامسة‬‫عام ‪ 1993‬من و ازرة الثقافة المصرية‪.‬‬ ‫ جائزة الدولة التقديرية فى الفنون ‪ -‬مصر ‪ -‬عام ‪.1994‬‬‫ درع المسرح اإلستعراضى المصرى (الجمعية المصرية لهواة المسرح) عام‬‫‪.1995‬‬ ‫ الميدالية الذهبية لمهرجان «الكويت المسرحي التاسع» عام ‪ ،2007‬والذي‬‫ينظمه «المجلس الوطني للثقافة والفنون واآلداب»‪.‬‬ ‫ الميدالية الذهبية للمهرجان «الوطني للمسرح المحترف» بدورته الثالثة عام‬‫‪ ،2008‬والذي تنظمه و ازرة الثقافة الجزائرية‪.‬‬ ‫ شهادة تقدير من «الجمعية الفنية الثقافية» بدولة الجزائر عام ‪.2008‬‬‫ ميدالة وشهادة تقدير من «الهيئة العامة لقصور الثقافة» ‪ -‬جريدة «مسرحنا»‬‫عام ‪.2008‬‬ ‫ درع النجم الماسي لمجلة «الكواكب» ‪ -‬دار الهالل عام ‪.2008‬‬‫ درع أكاديمية الفنون ‪ -‬و ازرة الثقافة المصرية عام ‪.2015‬‬‫ الترشيح من قبل مجلس إدارة «نقابة المهن التمثيلية» عام ‪ 2017‬لنيل جائزة‬‫النيل‪.‬‬ ‫ويبقى التكريم األكبر بالنسبة له هو تقدير تالميذه واعترافهم بفضله‪ ،‬والجائزة األهم‬ ‫في حياته هي حب وإحترام الجماهير له وإعجابهم بعروضه‪ ،‬فلوالهم ما استمر‬ ‫مسرحه («مسرح الفن») مضاءة أنواره على مدى أكثر من أربعين عاما‪.‬‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪51 50‬‬


‫الفصل الثالث‬ ‫اإلسهامات الفنية واإلبداعية‬


‫شارك الفنان القدير‪ /‬جالل الشرقاوي في إثراء حياتنا الفنية بالمشاركة في‬ ‫ ‬ ‫عدد كبير من الفعاليات واألعمال اإلبداعية ومن بينها التمثيل بمختلف القنوات‬ ‫الفنية (المسرح‪ ،‬اإلذاعة‪ ،‬التلفزيون‪ ،‬السينما)‪ ،‬حيث قدم عددا كبي ار من األدوار‬ ‫المتميزة في كل قناة منها‪ ،‬وعلى سبيل المثال فقد تألق في أداء بعض األدوار‬ ‫الرئيسة بعدد من األفالم وبعدد كبير من المسلسالت التليفزيونية التي حققت له‬ ‫شهرة كبيرة‪ ،‬كما شارك ببطولة المئات من المسلسالت والتمثيالت اإلذاعية‪ ،‬ولكن‬ ‫مع ذلك تظل مشاركته المسرحية سواء باإلخراج أو التمثيل أو باإلنتاج األكثر‬ ‫أهمية واألكثر نضجا وتأثيرا‪ ،‬وكيف ال يصبح األمر كذلك وهو الفنان المسرحي‬ ‫الذي ظل يعتز ويفخر بدراسته للفنون المسرحية وبإبداعاته وببصماته المميزة جدا‬ ‫بهذا المجال‪ ،‬لذا كان من المنطقي أن يصرح في كثير من أحاديثه الصحفية بأنه‬ ‫يعتبر المسرح عشقه الحقيقي وعالمه الخاص‪ .‬فهو العالم الذي يستطيع من خالله‬ ‫تحقيق رؤياه الفنية كاملة‪ .‬لقد أتاح له المسرح فرصة أن يكون هو المبدع األول‬ ‫وصاحب الرؤية الفنية كاملة دون سيطرة إقتصاديات السوق أو تدخل وتحكم‬ ‫الموزع الخارجي‪ ،‬أو حتى اإللتزام بتحقيق رؤية المخرج الفنية في حالة مشاركته‬ ‫بالتمثيل فقط‪ ،‬كما أتاح له أيضا تحقيق متعته الشخصية بالتدريس األكاديمي‬ ‫ونقل خبراته إلى األجيال التالية‪ ،‬وبالتالي تحقيق بعض األفكار والمبادئ التي‬ ‫آمن بها ومن بينها ضرورة تواصل األجيال‪ ،‬واإلكتشاف المستمر للمواهب الشابة‬ ‫وصقل مواهبها‪.‬‬

‫جالل الشرقاوي‬

‫‪53 52‬‬


‫هذا ويمكن تصنيف اإلسهامات اإلبداعية لهذا المبدع الكبير طبقا‬ ‫ ‬ ‫إلختالف القنوات الفنية ولطبيعة التلقي لكل منها إلى ثالث أقسام رئيسية كما‬ ‫يلي‪:‬‬ ‫أوال ‪ -‬مجال اإلخراج‬ ‫‪ -1‬اإلخراج المسرحي‪:‬‬ ‫مجال اإلخراج المسرحي واإلسهامات الثرية للفنان الكبير‪ /‬جالل الشرقاوي به هو‬ ‫المجال الذي قمت بتخصيص جزء كبير له بهذا الكتاب‪ ،‬حيث جاء «الفصل‬ ‫الخامس» تحت عنوان «جالل الشرقاوي مخرجا مبدعا»‪ ،‬والذي تضمن اإلشارة‬ ‫إلي جميع إسهاماته بمجال اإلخراج المسرحي سواء بفرق مسارح الدولة أو فرق‬ ‫القطاع الخاص طبقا للتسلسل التاريخي تفصيليا‪ .‬وذلك بخالف إضافة ثالثة‬ ‫مالحق توضح تجربته اإلخراجية بحيث يشتمل كل جدول على البيانات الكاملة‬ ‫لتاريخ تقديم كل عرض‪ ،‬اسم مؤلف النص‪ ،‬وأهم النجوم‪ ،‬وكذلك اسم الفرقة لبيان‬ ‫اختالف نوعية إنتاج كل فرقة من الفرق طبقا إلختالف هوية كل منها‪.‬‬ ‫‪ -2‬اإلخراج السينمائي‪:‬‬ ‫برغم أن اإلخراج السينمائي هو المجال الذي إختاره الفنان القدير‪ /‬جالل الشرقاوي‬ ‫إلستكمال دراساته األكاديمية العليا بفرنسا إال أن عالم المسرح الذي عشقه منذ‬ ‫صغره ودرسه أكاديميا أيضا قد اجتذبه بشدة أكثر للعمل به مخرجا وممثال ومنتجا‪،‬‬ ‫ولذلك فقد اقتصرت اإلسهامات السينمائية لهذا الفنان القدير بمجال اإلخراج على‬


‫إخراجه ألربعة أفالم سينمائية فقط خالل الفترة من ‪ 1964‬إلى ‪ ،1972‬وقد نجح‬ ‫من خاللها في توظيف موهبته ودراسته األكاديمية وخبراته الفنية‪ .‬وقد حظت تلك‬ ‫األفالم األربعة بإهتمام نخبة من النقاد الذين أشادوا بإرتقاء مستواها الفني وبتميزه‬ ‫كمخرج‪ ،‬كما نجحت بعضها في تحقيق النجاح الجماهيري أيضا‪.‬‬ ‫وتضم قائمة أفالمه السينمائية األفالم التالية‪:‬‬ ‫ «أرملة وثالث بنات» (‪ ،)1964‬بطولة‪ /‬أمينة رزق‪ ،‬زيزي البدراوي‪ ،‬نوال أبو‬‫الفتوح‪ ،‬صالح منصور‪ ،‬سعيد أبو بكر‪ ،‬سعد أردش‪.‬‬ ‫ «العيب» (‪ ،)1966‬بطولة‪ /‬رشدي أباظة‪ ،‬لبنى عبد العزيز‪ ،‬عبد المنعم‬‫إبراهيم‪ ،‬مديحة كامل‪ ،‬شفيق نور الدين‪ ،‬صالح منصور‪.‬‬ ‫ «الناس إللي جوه» (‪ ،)1968‬بطولة‪ /‬يحيى شاهين‪ ،‬عبد المنعم مدبولي‪،‬‬‫سهير المرشدي‪ ،‬صالح قابيل‪ ،‬نوال أبو الفتوح‪ ،‬ناهد شريف‪ ،‬سهير رمزي‪.‬‬ ‫ «أعظم طفل في العالم» (‪ ،)1972‬بطولة‪ /‬هند رستم‪ ،‬رشدي اباظة‪ ،‬ميرفت‬‫أمين‪ ،‬صالح السعدني‪ ،‬عمر خورشيد‪.‬‬ ‫والحقيقة أنني برغم محاولتي للتركيز على اإلسهامات المسرحية للفنان‪/‬‬ ‫ ‬ ‫جالل الشرقاوي إال أنني أرى ضرورة اإلشارة أيضا إلى بعض تفاصيل تجربته‬ ‫السينمائية‪ ،‬بل وقد يصبح من المفيد جدا تسجيل وتوثيق آراء وكتابات بعض‬ ‫النقاد في هذا الصدد إلستكمال باقي مالمح الصورة اإلبداعية‪ ،‬وفيما يلي بعض‬ ‫كتابات النقاد حول فيلم «أرملة وثالث بنات»‪:‬‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪55 54‬‬


‫كتب الفنان‪ /‬حسن فؤاد بمجلة «روز اليوسف» (‪( :)1965/5/31‬وضوح‬ ‫السيناريو وجودة اإلخراج والتمثيل عوضت تكرار الفكرة وبعثت الحياة في الشاشة‪،‬‬ ‫وشدت المتفرجين إلى متابعة الحوادث حتى النهاية ‪ ...‬الفيلم جيد السرد جميل‬ ‫الصورة‪ ،‬يتسم بذكاء المخرج وخبرته الطويلة في التمثيل واإلخراج التليفزيوني‬ ‫والمسرحي‪ ،‬األمر الذي يجعله يضع الكامي ار في خدمة الممثل‪ ،‬ويفضل الوصول‬ ‫إلى هدفه بأبسط األساليب التي تؤثر في الجماهير)‪.‬‬ ‫كتب الناقد‪ /‬سعد الدين توفيق بمجلة «الكواكب» (‪( :)1965/6/11‬أول‬ ‫ ‬ ‫شيء تالحظه في هذا الفيلم هو أن مخرجه يحترم وقتك‪ ،‬يصل إلى هدفه من‬ ‫أقصر طريق‪ ،‬ال لف وال دوران وال مط وال تطويل وال تفريعات وال تخريمات وال‬ ‫إستراحات غنائية راقصة ‪ ...‬وهو أيضا فيلم ليس به نجوم شباك‪ ،‬ولكنه فيلم‬ ‫محترم نظيف جيد جدا وقصته طيبة‪ ،‬وأهم من هذا كله أن الفيلم من أحسن األفالم‬ ‫العربية التي شاهدناها في هذا الموسم‪ ،‬ويعلن عن مولد مخرج مصري جديد يقف‬ ‫من أول فيلم له في الصف األول من مخرجينا)‪.‬‬ ‫وفيما يلي كتابات لبعض النقاد حول فيلم «العيب»‪:‬‬ ‫كتب الناقد‪ /‬عبد الفتاح الفيشاوي بمجلة «الكواكب» (‪:)1967/11/14‬‬ ‫ ‬ ‫(وهذه تجربة ثانية للمخرج‪ /‬جالل الشرقاوي‪ ،‬وهو من الجيل الجديد الذي درس‬ ‫السينما على أصول علمية ‪ ...‬وقد ظهر في هذا الفيلم أنه يحاول أن يقاوم‬ ‫األساليب القديمة التي تضطهد اإلنتاج السينمائي عندنا‪ ،‬وأنه يحاول أن يحقق‬


‫أسلوبا جديدا لدراساته ومشاهداته بالخارج‪ .‬وقد استطاع أن يومئ إلى منهجه الذي‬ ‫يتركز في الواقعية المتفاعلة مع الرموز‪ ،‬وإختيار أماكن التصوير يؤكد واقعيته‬ ‫تماما ‪ ...‬والحكم على المخرج أننا ربحنا مخرجا جديدا يحاول أن يتحرر من‬ ‫القديم‪ ،‬ويحاول أن يقدم لنا شيئا جديدا)‪.‬‬ ‫وفيما يلي بعض كتابات النقاد حول فيلم «أرملة وثالث بنات»‪:‬‬ ‫وكتب الناقد المتميز‪ /‬سمير فريد بجريدة «الجمهورية» (‪( :)1967/11/23‬في‬ ‫فيلم «العيب» يبدو جالل الشرقاوي إمتدادا صالح أبو سيف في واقعيته حيث‬ ‫يعتمد على قصة أدبية‪ ،‬ويعطي الحوار دو ار جوهريا‪ ،‬ويركز على تكوين المنظر‬ ‫أساسا لتصوير البيئة‪ ،‬وكذلك في إهتمامه بالممثل وبأحجام المناظر أكثر من‬ ‫حركة الكاميرا‪ .‬وقد وفق «الشرقاوي» في إستخدام المونتاج سواء لخلق إيقاع الحياة‬ ‫الواقعية أم لإليجاز‪ ،‬أم لتصوير التناقض بين الشخصيات بالمونتاج المتوازي)‪.‬‬ ‫‪ -3‬اإلخراج التلفزيوني‪:‬‬ ‫تضمنت المسيرة الفنية للفنان‪ /‬جالل الشرقاوي مساهمته أيضا في إخراج عدة‬ ‫أعمال درامية للتليفزيون المصري‪ ،‬وقد تنوعت أعماله اإلخراجية في هذا المجال‬ ‫بين التمثيليات (سباعيات) والسهرات التليفزيونية وبين المسلسالت الدرامية (ثالثين‬ ‫حلقة)‪ ،‬وتضم قائمة إبداعاته األعمال التالية‪:‬‬ ‫ تمثيليات‪ :‬أبلة فهيمة‪ ،‬رجل ال يبكي‪ ،‬أغنية الصمت (‪ ،)1963‬شيء مكتوم‬‫(‪ ،)1964‬الكلمات المتقاطعة (‪.)1970‬‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪57 56‬‬


‫ المسلسالت‪ :‬سارة إلى األبد (‪ ،)1963‬المجانين (‪ ،)1964‬قصة المسرح‬‫العربي (‪.)1970‬‬ ‫ مسرحيات مصورة‪ :‬الكلمات المتقاطعة‪ ،‬مجلس العدل (‪ ،)1970‬زوجتي‬‫سقطت سهوا (عازب في شهر العسل)‪ ،‬الجيل إللي جاي (‪ ،)1977‬طبيب رغم‬ ‫أنفه (‪.)1982‬‬ ‫‪ -4‬اإلخراج اإلذاعي‪:‬‬ ‫لم تقتصر إسهامات الفنان‪ /‬جالل الشرقاوي في مجال اإلخراج على إخراج‬ ‫المصنفات المرئية فقط بل ساهم أيضا بإخراج العشرات من المسلسالت اإلذاعية‬ ‫إلذاعة «الكويت» ومن أهمها‪:‬‬ ‫ الحرب والسالم لتولستوي (‪ 90‬حلقة)‪.‬‬‫ عمر الخيام تأليف‪ /‬أحمد رائف (‪ 30‬حلقة)‬‫ عشرة مسرحيات من تراث فرقة «رمسيس» لفنان الشعب‪ /‬يوسف وهبي‪ ،‬وقد‬‫قام ببطولتها جميعا الفنان‪ /‬يوسف وهبي‪.‬‬ ‫ثانيا ‪ -‬إبداعاته بمجال التمثيل‪:‬‬ ‫بصفة عامة يتميز األداء التمثيلي للفنان القدير‪ /‬جالل الشرقاوي بالصدق‬ ‫ ‬ ‫والطبيعية‪ ،‬خاصة بعدما نجح في صقل موهبته التلقائية بالدراسة‪ ،‬وأمدته ثقافته‬ ‫وخبراته الطويلة بوعي وحساسية ومهارات في تجسيد مختلف الشخصيات‬


‫الدرامية‪ ،‬وبالتالي يمكن بصفة عامة وصف أدائه بالسهل الممتنع‪ ،‬وذلك سواء‬ ‫في أدائه لألدوار باللغة العربية الفصحى بالنصوص العالمية المترجمة وكذلك‬ ‫باألعمال التاريخية والدينية الجادة أو في أدائه لألدوار االجتماعية الخفيفة التي‬ ‫تتسم بخفة الظل والقدرة على رسم االبتسامة باللهجة العامية‪ .‬والمتتبع ألداء هذا‬ ‫المبدع الكبير من خالل األعمال المختلفة يمكنه رصد مدى دقة إختياراته ومدى‬ ‫حرصه ‪ -‬منذ أول مشاركاته الفنية ‪ -‬على أداء تلك األدوار الرئيسة التي تضيف‬ ‫إلى رصيده الفني ويستطيع هو أن يضيف إليها‪ ،‬فاستطاع أن يثبت وجوده ويضع‬ ‫السمه مكانة متميزة بمجال التمثيل وسط كوكبة من كبار الفنانين‪.‬‬ ‫لقد شارك بالتمثيل في عشرات المسلسالت والتمثيليات اإلذاعية وذلك‬ ‫ ‬ ‫بخالف عشرات المسرحيات المعدة إذاعيا وبعض البرامج الدرامية‪ ،‬كما شارك‬ ‫أيضا بالتمثيل في عشرات المسلسالت والتمثيليات والسهرات التليفزيونية‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إلى مشاركته ببطولة تسعة أفالم سينمائية وأربعة أفالم تليفزيونية‪ ،‬وكذلك ببطولة‬ ‫ما يزيد عن خمسة عشر مسرحية‪.‬‬ ‫وقد تم تخصيص الفصل الرابع من هذا الكتاب ‪ -‬الذي جاء بعنوان‪:‬‬ ‫ ‬ ‫«اإلبداعات في مجال التمثيل» ‪ -‬لتناول إسهاماته في مجال التمثيل بمختلف‬ ‫القنوات الفنية تفصيليا‪.‬‬

‫جالل الشرقاوي‬

‫‪59 58‬‬


‫ثالثا ‪ -‬اإلنتاج‪:‬‬ ‫‪ -1‬اإلنتاج المسرحي‪:‬‬ ‫أدرك الفنان‪ /‬جالل الشرقاوي مبك ار ضرورة أن تكون له فرقة خاصة أو على األقل‬ ‫أن يشارك باإلنتاج حتى يستطيع تحقيق طموحاته الفنية‪ ،‬خاصة بعدما إصطدم‬ ‫أكثر من مرة بمعوقات وعراقيل إدارية أثناء تعامله مع فرق مسارح الدولة المختلفة‪،‬‬ ‫أو من خالل قيود أصحاب الفرق الخاصة ومحاوالتهم المستمرة لتعظيم مكاسبهم‬ ‫وأرباحهم المالية ولو عن طريق تخفيض تكاليف اإلنتاج بصورة مجحفة‪ ،‬حتى أنه‬ ‫كتب في هذا الصدد‪( :‬كان عرض «المتشردة» فقي ار إنتاجيا بدرجة شديدة‪ ،‬وقد‬ ‫أدركت ساعتها كم كنت على صواب عندما رفضت أن أخرج إال لفرقتي الخاصة‬ ‫التي أقوم باإلنتاج لها فقط ‪ ..‬إن عناصر العمل الفني التي يطلبها المخرج‪ /‬جالل‬ ‫الشرقاوي ال يستطيع أن يحققها له إال المنتج‪ /‬جالل الشرقاوي ‪ ..‬وعاهدت نفسي‬ ‫أال أعاود مثل هذه التجربة أبدا ‪ ..‬والحق أنني أخذت هذا العهد على نفسي في‬ ‫‪ 28‬أغسطس ‪.)1978‬‬ ‫والحقيقة أن القدر هو الذي دفعه دفعا إلى المشاركة في اإلنتاج المسرحي‬ ‫ ‬ ‫مبكرا‪ ،‬بعدما حقق كمخرج نجاحا كبي ار بفرق القطاع الخاص‪ ،‬وبالتحديد بعدما‬ ‫حققت مسرحيته «مدرسة المشاغبين» كل ذلك النجاح منقطع النظير‪ ،‬حيث‬ ‫عرض عليه المنتج‪ /‬طلعت حسن آنذاك مشاركته في إدارة وإنتاج فرقة «عمر‬ ‫الخيام» مع تحمل مسئولية اإلشراف الفني‪ ،‬ثم دفعه القدر مرة أخرى إلى تحمل‬


‫مسئولية اإلنتاج بمفرده بعدما أضطر صديقه وشريكه بالفرقة المنتج‪ /‬طلعت‬ ‫حسن إلى اإلنسحاب من اإلنتاج واإلدارة نتيجة لظروفه الصحية وكذلك لتكرار‬ ‫الخسائر في أكثر من عرض‪.‬‬ ‫بدأت مساهمات الفنان‪ /‬جالل الشرقاوي في مجال اإلنتاج المسرحي بمشاركته‬ ‫بنصيب النصف في إنتاج فرقة «عمر الخيام» مع توليه اإلشراف الفني‪ ،‬على‬ ‫أن يحتفظ المنتج‪ /‬طلعت حسن باإلشراف المالي واإلداري للفرقة‪ .‬وبالفعل تم‬ ‫المشاركة في إنتاج جميع مسرحيات الفرقة ‪ -‬والتي قام بإخراجها‪ /‬جالل الشرقاوي‬ ‫ خالل الفترة منذ عام ‪( 1973‬عرض إفتح يا سمسم) وحتى توقف نشاطها في‬‫عام ‪ 1978‬حيث تم خالل هذه الفترة إنتاج المسرحيات التالية‪:‬‬ ‫إفتح يا سمسم (‪ ،)1973‬تمر حنة‪ ،‬لعبة أسمها الحب‪ ،‬إنهم يقتلون الحمير‪،‬‬ ‫(‪ ،)1974‬شهرزاد (‪ ،)1976‬الفك المفتري (‪ 8 ،)1976‬ستات (‪،)1977‬‬ ‫مين يشتري راجل‪ ،‬وذلك بخالف إنتاج بعض المسرحيات المصورة للعرض‬ ‫التلفزيوني ‪ -‬والتي تحمل قيمة إنتاجها بمفرده الفنان‪ /‬جالل الشرقاوي ‪ -‬وهي‬ ‫المسرحيات التالية‪ 8 :‬ستات‪ ،‬الجيل إللي جاي‪ ،‬زوجتي سقطت سهوا‪ ،‬جزيرة‬ ‫الحب والصحوبية‪ ،‬وذلك نظ ار لقرار المنتج‪ /‬طلعت حسن االنسحاب النهائي من‬ ‫الفرقة‪ ،‬مع توالي الخسائر المادية لمسرحيات‪« :‬شهرزاد»‪« ،‬الفك المفتري»‪8« ،‬‬ ‫ستات»‪« ،‬مين يشتري راجل»‪ ،‬وصرف جميع أرباح ومكاسب مسرحية « إنهم‬ ‫يقتلون الحمير» في تشييد مسرح «فريد األطرش» (مسرح الفن حاليا)‪.‬‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪61 60‬‬


‫ويمكن من خالل رصد وتوثيق المسرحيات السابقة مالحظة أنه قد‬ ‫ ‬ ‫تعاون مع نخبة من كبار النجوم بجميع المفردات المسرحية الذين يمثلون مختلف‬ ‫األجيال ومن بينهم على سبيل المثال‪:‬‬ ‫ في مجال التأليف‪ :‬سعد الدين وهبة‪ ،‬نعمان عاشور‪ ،‬يوسف عوف‪ ،‬نبيل بدران‪،‬‬‫لينين الرملي‪ ،‬ماهر ميالد‪ ،‬إسماعيل العادلي‪ ،‬شوقي حجاب‪.‬‬ ‫ في مجال الديكور‪ :‬د‪.‬عبد الفتاح البيلي‪ ،‬د‪.‬رمزي مصطفى‪ ،‬د‪.‬سمير أحمد‪،‬‬‫سكينة محمد علي‪ ،‬نهى برادة‪.‬‬ ‫ في مجال األغاني‪ :‬عبد الرحيم منصور‪ ،‬كمال عمار‪.‬‬‫ في مجال الموسيقى‪ :‬علي إسماعيل‪ ،‬بليغ حمدي‪ ،‬محمد الموجي‪.‬‬‫ في مجال اإلستعراض‪ :‬حسن خليل‪ ،‬عالء الشربيني‪.‬‬‫ في مجال التمثيل الفنانات‪ :‬وردة‪ ،‬هدى سلطان‪ ،‬زهرة العال‪ ،‬ليلى طاهر‪ ،‬زبيدة‬‫ثروت‪ ،‬ماجدة الخطيب‪ ،‬ليلى علوي‪ ،‬خيرية أحمد‪ ،‬وداد حمدي‪ ،‬سعاد حسين‪،‬‬ ‫ناهد سمير‪ ،‬نبيلة السيد‪ ،‬ليلى فهمي‪ ،‬فريدة سيف النصر‪ ،‬ناهد جبر‪ ،‬راوية‬ ‫عاشور‪ ،‬مي عبد النبي‪ ،‬أميمة سليم‪.‬‬ ‫والفنانين‪ :‬عزت العاليلي‪ ،‬عمر الحريري‪ ،‬محمد رضا‪ ،‬صالح منصور‪ ،‬أبو بكر‬ ‫عزت‪ ،‬وحيد سيف‪ ،‬بدر الدين جمجوم‪ ،‬صالح السعدني‪ ،‬محمد نجم‪ ،‬سيد زيان‪،‬‬ ‫حسن حسني‪ ،‬محمود أبو زيد‪ ،‬عبد الحفيظ التطاوي‪ ،‬محمد أحمد المصري‪ ،‬زين‬ ‫العشماوي‪ ،‬محمود التوني‪ ،‬فاروق نجيب‪ ،‬حسن حسين‪ ،‬نبيل بدر‪ ،‬محمد فريد‪،‬‬ ‫أحمد نبيل‪ ،‬محمد متولي‪ ،‬وجدي العربي‪ ،‬علي قاعود‪.‬‬


‫ «مسرح الفن»‪ :‬استقل الفنان‪ /‬جالل الشرقاي بفرقته التي أطلق عليها «مسرح‬‫الفن»‪ ،‬بعدما قام بتسوية جميع الحسابات مع ورثة شريكه السابق‪ /‬طلعت حسن‪.‬‬ ‫وقد بدأ أنتاجه المسرحي بعد عودته من رحلة تصوير المسرحيات التليفزيونية‬ ‫األربعة باليونان بتقديم مسرحية «الجوكر» والتي حققت نجاحا جماهيريا كبيرا‪،‬‬ ‫وخالل الفترة من ‪ 1978‬وحتى اآلن نجح في إضاءة أنوار مسرحه بصفة‬ ‫مستمرة وتقديم ثمانية وعشرين عرضا وذلك باإلضافة إلى أربعة مسرحيات‬ ‫تم إخراجها للتصوير التليفزيوني‪ .‬وتضم قائمة المسرحيات التي قام بإنتاجها‬ ‫المسرحيات التالية‪ :‬الجوكر (‪ ،)1978‬دبابيس (‪ ،)1982‬البغبغان (‪،)1983‬‬ ‫إفرض (‪ ،)1984‬راقصة قطاع عام (‪ ،)1985‬ع الرصيف (‪ ،)1986‬إنقالب‬ ‫(‪ ،)1988‬المليم بأربعة‪ ،‬بولوتيكا (‪ ،)1989‬األنون و سيادته‪ ،‬باحبك يا مجرم‪،‬‬ ‫بشويش (‪ ،)1990‬تتجوزيني يا عسل‪ ،‬عطية اإلرهابية (‪ ،)1992‬إزاز × إزاز‬ ‫(‪ ،)1993‬قصة الحي الغربي (‪ ،)1994‬دستور يا أسيادنا (‪ ،)1995‬قشطة‬ ‫وعسل (‪ ،)1997‬حودة كرامة (‪ ،)1999‬شباب روش طحن (‪ ،)2002‬امسك‬ ‫حكومة (‪ ،)2003‬أنا متفائل (‪ ،)2004‬برهومة وكاله البرومة (‪ ،)2005‬تاجر‬ ‫البندقية (‪ ،)2007‬دنيا أراجوزات (‪ ،)2011‬الكوتش‪ ،‬دنيا حبيبتي (‪،)2012‬‬ ‫عازب في شهر العسل (‪.)2017‬‬ ‫ويمكن من خالل رصد وتوثيق المسرحيات السابقة مالحظة أنه قد‬ ‫ ‬ ‫تعاون مع نخبة من كبار النجوم بجميع المفردات المسرحية الذين يمثلون مختلف‬ ‫األجيال ومن بينهم على سبيل المثال‪:‬‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪63 62‬‬


‫ في مجال التأليف‪ :‬سمير خفاجي‪ ،‬بهجت قمر‪ ،‬صالح جاهين‪ ،‬محمد أبو العال‬‫السالموني‪ ،‬يوسف عوف‪ ،‬نبيل بدران‪ ،‬أسامة أنور عكاشة‪ ،‬حسام حازم‪ ،‬صالح‬ ‫متولي‪ ،‬إبراهيم الموجي‪ ،‬إبراهيم مسعود‪ ،‬محمود الطوخي‪ ،‬بسيوني عثمان‪ ،‬نهاد‬ ‫جاد‪ ،‬ماهر ميالد‪ ،‬مصطفى سعد‪ ،‬مدحت يوسف‪ ،‬حمدي نوار‪ ،‬سامي صالح‪.‬‬ ‫ في مجال الديكور‪ :‬نهى برادة‪ ،‬د‪.‬صبري عبد العزيز‪ ،‬مجدي رزق‪ ،‬نهاد‬‫بهجت‪ ،‬د‪.‬عبد ربه حسن‪ ،‬صالح زكي‪ ،‬محمود حجاج‪ ،‬إبراهيم الفو‪ ،‬محمد‬ ‫الغرباوي‪ ،‬نبيل الحلوجي‪ ،‬حازم شبل‪.‬‬ ‫ في مجال األغاني‪ :‬صالح جاهين‪ ،‬عبد الرحمن األبنودي‪ ،‬عبد السالم أمين‪،‬‬‫كمال عمار‪ ،‬أحمد فؤاد نجم‪ ،‬مجدي كامل‪ ،‬بخيت بيومي‪ ،‬سمير الطائر‪.‬‬ ‫ في مجال الموسيقى‪ :‬عمار الشريعي‪ ،‬د‪.‬جمال سالمة‪ ،‬منير الوسيمي‪ ،‬هاني‬‫شنودة‪ ،‬محمد نوح‪ ،‬نبيل علي ماهر‪ ،‬حسن دنيا‪ ،‬عصام كاريكا‪ ،‬ماجد عرابي‪،‬‬ ‫أحمد رمضان‪.‬‬ ‫ في مجال اإلستعراض‪ :‬حسن عفيفي‪ ،‬محمد خليل‪ ،‬عصمت يحيى‪ ،‬عادل‬‫عبده‪ ،‬عاطف عوض‪ ،‬دولت إبراهيم‪.‬‬ ‫ في مجال التمثيل الفنانات‪ :‬سهير البابلي‪ ،‬نيللي‪ ،‬نورا‪ ،‬إلهام شاهين‪ ،‬سماح‬‫أنور‪ ،‬هالة فاخر‪ ،‬إسعاد يونس‪ ،‬سعاد نصر‪ ،‬فيفي عبده‪ ،‬هند صبري‪ ،‬غادة‬ ‫عبد الرازق‪ ،‬وفاء عامر‪ ،‬هالة صدقي‪ ،‬سمية األلفي‪ ،‬سلوى خطاب‪ ،‬فايزة كمال‪،‬‬ ‫شيرين‪ ،‬نهلة سالمة‪ ،‬نيرمين الفقي‪ ،‬عبير صبري‪ ،‬انتصار‪ ،‬حنان شوقي‪ ،‬ناهد‬ ‫سمير‪ ،‬سعاد حسين‪ ،‬ليلى فهمي‪ ،‬إيفا‪ ،‬رانيا فريد شوقي‪ ،‬داليا مصطفى‪ ،‬عبير‬ ‫الشرقاوي‪ ،‬شمس‪ ،‬والمطربات‪ :‬زينب يونس‪ ،‬حنان عطية‪ .‬وأيضا الفنانين‪ :‬عبد‬


‫المنعم مدبولي‪ ،‬نور الشريف‪ ،‬سعيد صالح‪ ،‬محمد صبحي‪ ،‬يحيى الفخراني‪،‬‬ ‫يونس شلبي‪ ،‬حسن عابدين‪ ،‬جمال إسماعيل‪ ،‬وحيد سيف‪ ،‬أحمد راتب‪ ،‬أحمد‬ ‫بدير‪ ،‬نجاح الموجي‪ ،‬محمود القلعاوي‪ ،‬أحمد أدم‪ ،‬صالح عبد هللا‪ ،‬أحمد رزق‪،‬‬ ‫طلعت زكريا‪ ،‬أشرف عبد الباقي‪ ،‬حسن حسني‪ ،‬عبد الحفيظ التطاوي‪ ،‬حسين‬ ‫الشربيني‪ ،‬محمود الجندي‪ ،‬سعيد طرابيك‪ ،‬أحمد حالوة‪ ،‬خليل مرسي‪ ،‬محمد‬ ‫أبو الحسن‪ ،‬محمد أبو العينين‪ ،‬أحمد عقل‪ ،‬حسن كامي‪ ،‬كمال أبو رية‪ ،‬هشام‬ ‫عبد الحميد‪ ،‬عبد هللا محمود‪ ،‬وائل نور‪ ،‬عماد رشاد‪ ،‬أشرف سيف‪ ،‬محمد فريد‪،‬‬ ‫فؤاد خليل‪ ،‬محمد عبد المعطي‪ ،‬رضا الجمال‪ ،‬محمد الشرقاوي‪ ،‬محمد محمود‪،‬‬ ‫رضا إدريس‪ ،‬سيد جبر‪ ،‬والمطربين‪ :‬مدحت صالح‪ ،‬إيمان البحر درويش‪ ،‬حسن‬ ‫األسمر‪.‬‬ ‫والنتيجة التي يجب إيضاحها وتأكيدها في هذا الصدد أن الفنان‪ /‬جالل‬ ‫ ‬ ‫الشرقاوي كمنتج (سواء مشارك أو بمفرده) لم يبخل يوما بأمواله في سبيل تحقيق‬ ‫رؤيته الفنية‪ ،‬بل كان أحيانا يغامر بكل أمواله في سبيل تحقيق حلم يراوده‪،‬‬ ‫ولعل أوضح مثال لذلك مغامرته بإنتاج األوب ار الشعبية «إنقالب» والتي تطلبت‬ ‫تحويل المسرح من مجرد «بالون» إلى بناء ثابت»‪ ،‬وذلك بخالف مصاريف‬ ‫اإلنتاج الباهظة للمعدات التكنولوجية الحديثة وإضط ارره للتعاقد مع مجموعة من‬ ‫الخبراء األجانب في مجال السينما والمسرح السحري‪ ،‬وطبقا لتصريحاته فقد كلفته‬ ‫المسرحية ثالثة ماليين جنيه‪ ،‬ولم تسدد تكاليفها لألسف حتى أنه أضطر إلى‬ ‫سداد ديونه خالل أربعة سنوات متتالية‪.‬‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪65 64‬‬


‫وأخي ار يوضح في كتابه «كواليس وكوابيس» أسباب إص ارره على اإلستمرار‬ ‫ ‬ ‫في اإلنتاج المسرحي رغم الصعوبات والعقبات التي تواجهه حيث كتب‪ ( :‬أقاوم‬ ‫الظروف الصعبة التي حلت بالمسرح ويطول شرح أسبابها‪ .‬كل ثروتي حققتها من‬ ‫المسرح الذي هو كل حياتي‪ ،‬ومن حقه علي أن أنفق عليه ما ربحته منه‪ ،‬يوم أن‬ ‫أغلق مسرحي كان يوم موتي وأنا على قيد الحياة)‪.‬‬ ‫وجدير بالذكر أن بعض مسرحيات الفرقة قد حققت مكاسب مادية كبيرة‬ ‫ ‬ ‫أو معقولة على األقل ومن بينها على سبيل المثال‪ :‬الجوكر‪ ،‬راقصة قطاع‬ ‫عام‪ ،‬ع الرصيف‪ ،‬دستور يا أسيادنا‪ ،‬باحبك يا مجرم‪ ،‬حودة كرامة‪ ،‬خاصة وأنه‬ ‫كمنتج يتمتع بخبرة كبيرة وذكاء تجاري ومقدرة كبيرة على إختيار عناصر العرض‬ ‫المناسبة‪ ،‬وبالتالي فهو يضطر كمنتج أن يقوم بين الحين والحين بتقديم بعض‬ ‫المسرحيات بهدف تحقيق الكسب المادي وتعويض خسائره في إنتاجه الكبير‪،‬‬ ‫وذلك حتى يستطيع اإلستمرار في إنتاج أعماله الكبيرة والبديعة وفي مقدمتها‪:‬‬ ‫«إنقالب»‪« ،‬ع الرصيف»‪« ،‬المليم بأربعة»‪ ،‬قصة الحي الغربي‪ .‬ويتضح مما‬ ‫سبق أن «مسرح الفن» لجالل الشرقاوي كان وما يزال يمثل منظومة فنية وإدارية‬ ‫ناجحة‪ ،‬وفق من خاللها في تقديم تلك المعادلة الصعبة‪ ،‬وهي تقديم مسرح‬ ‫تجاري يعتمد على تمويل نفسه من خالل شباك التذاكر فقط‪ ،‬وبالتالي فهو يلتزم‬ ‫بالضرورة بإرضاء أذواق جمهوره وتقديم المتعة الفنية لهم‪ ،‬ولكن مع اإللتزام‬ ‫أيضا بتقديم الحد المعقول من الفكر والفن‪ ،‬وعدم الهبوط إلى مستوى اإلسفاف‬


‫واإلبتذال‪ .‬حقا إنها معادلة في غاية الصعوبة وأحيانا قد تبدو مستحيلة‪ ،‬لكنه ظل‬ ‫متمسكا بإمكانية تحقيقها إليمانه بضروة المحافظة على إستقالليته كفنان والتي‬ ‫تمكنه من تحقيق مشروعه الفني والثقافي‪.‬‬ ‫‪ -2‬اإلنتاج السينمائي‪:‬‬ ‫تمثلت تجربة الفنان‪ /‬جالل الشرقاوي في مجال اإلنتاج السينمائي بإنتاج فيلمين‬ ‫مميزين فقط وهما‪:‬‬ ‫ «موعد مع القدر» (‪ :)1987‬قصة وسيناريو حوار‪ /‬يوسف جوهر‪ ،‬من إخرج‪/‬‬‫محمد راضي‪ ،‬وبطولة‪ /‬محمود ياسين‪ ،‬نبيلة عبيد‪ ،‬يسرا‪ ،‬مصطفى فهمي‪ ،‬جالل‬ ‫الشرقاوي‪ ،‬ناهد جبر‪ ،‬أحمد راتب‪ ،‬نجاح الموجي‪ ،‬وحيد سيف‪.‬‬ ‫وقد حاز هذا الفيلم على جائزة «المركز الكاثوليكي» للسينما عام ‪.1982‬‬ ‫ «البدرون» (‪ :)1987‬قصة وسيناريو حوار‪ /‬عبد الحي أديب‪ ،‬من إخرج‪/‬‬‫عاطف الطيب‪ ،‬وبطولة‪ /‬سهير رمزي‪ ،‬ليلى علوي‪ ،‬سناء جميل‪ ،‬ممدوح عبد‬ ‫العليم‪ ،‬حسن حسني‪ ،‬أحمد بدير‪ ،‬عزيزة راشد‪ ،‬فؤاد خليل‪.‬‬ ‫وقد برر في كتابه «كواليس وكوابيس» أسباب توقفه عن اإلنتاج السينمائي حاليا‬ ‫بقوله‪( :‬منتجو السينما اآلن هم الجزارون أصحاب الكباريهات وموزعو األفالم‬ ‫وقد صنعوا شبكة أشبه بخيوط العنكبوت‪ ،‬يا ويل من يقع في هذا النسيج! لهذا‬ ‫توقفت عن اإلنتاج السينمائي)‪.‬‬ ‫وتجدر اإلشارة في هذا الصدد إلى عدم قيامه بإخراج أي من الفيلمين‬ ‫ ‬ ‫وهو الذي سبق له إخراج أربعة أفالم ناجحة‪.‬‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪67 66‬‬


‫‪ -3‬تأسيس وإنشاء المسارح‪:‬‬ ‫يضاف إلى رصيد الفنان‪ /‬جالل الشرقاوي كمنتج مغامرته ببناء مسرحين أحدهما‬ ‫بالقاهرة واآلخر باألسكندرية‪ ،‬ففي الوقت الذي تغلق فيه بعض مسارح الدولة وال‬ ‫يتم بناء مسارح جديدة‪ ،‬وتتحل بعض مسارح القطاع الخاص إلى سينمات أو تهدم‬ ‫لبناء األبراج السكنية قام ببناء مسرحيين كما يلي‪:‬‬ ‫ «مسرح الفن» بحديقة معد الموسيقى العربية وتحويله من مجرد «بالون» إلى‬‫مسرح مجهز بأحدث التقنيات الفنية صالة عرض مكيفة ومشيدة على أحدث‬ ‫طراز‪ ،‬مع توفر كافة إحتياطيات اآلمان والسالمة المهنية‪.‬‬ ‫ «مسرح المنتزة» والذي شيده باإلتفاق مع المحافظة وهيئة تنشيط السياحة‪،‬‬‫واستمر يقدم عليه عروضه خالل الفترة من ‪ 1987‬إلى ‪ ،1998‬وذلك بدءا من‬ ‫عرض «بولوتيكا» وحتى عرض «قصة الحي الغربي»‪ ،‬ولكن لألسف إنتهى‬ ‫األمر إزالته بعد إنتهاء فترة التصاريح!!‬ ‫رابعا ‪ -‬مجاالت فنية وثقافية أخرى‪:‬‬ ‫يجب التنويه إلى أن إسهامات هذا الفنان الجليل لم تقتصر على مشاركاته‬ ‫بالتمثيل واإلخراج أو اإلنتاج فقط بل كانت له عدة مشاركات وإسهامات أخرى في‬ ‫عدد كبير من األنشطة والفعاليات التي أثرت حياتنا الثقافية والفنية والتي يمكن‬ ‫إجمالها في انقاط التالية‪:‬‬ ‫‪ -1‬إدارة الفرق المسرحية‪ :‬حيث نجح بمجرد عودته من البعثة في تحمل مسئولية‬


‫إدارة فرقة «مسرح الحكيم»‪ ،‬وقدم خالل فترة إدارته عددا كبي ار من العروض‬ ‫المتميزة‪ ،‬باإلضافة إلى إتاحته الفرصة كاملة لعدد كبير من المواهب الشابة‬ ‫بمختلف مفردات العرض المسرحي ليؤكدوا مواهبهم ويثبتوا قدراتهم‪ .‬ويحسب‬ ‫له في هذا الصدد حرصه الكبير على تنمية مهارات األعضاء بالتدريب لصقل‬ ‫خبراتهم‪ .‬وقد أثبت هذا الفنان القدير بعد ذلك تميزه اإلداري خالل فترة إشرافه‬ ‫على فرقة «باليه القاهرة»‪ .‬كذلك أثبت أيضا وبشهادة الجميع نجاحه وتفوقه في‬ ‫مجال اإلدارة بصورة واضحة جدا خالل فترة إشرافه الفني على عروض فرقة‬ ‫«عمر الخيام»‪ ،‬ثم فترة إدارته لفرقته «مسرح الفن»‪ ،‬وذلك بفضل توظيفه الجيد‬ ‫لموهبته اإلدارية وخبراته ومهاراته الكبيرة والتي مكنته من اإلستم اررية منذ عام‬ ‫‪ 1978‬وحتى اآلن‪.‬‬ ‫‪ -2‬الدراسة األكاديمية‪ :‬امتد الدور الفعال والريادي لهذا الفنان الكبير أيضا إلى‬ ‫مجال الدراسة األكاديمية‪ ،‬حيث شارك في القيام بمسئولياته تجاه األجيال التالية‬ ‫بالتدريس لهم بكل من المعهد «العالي للفنون المسرحية»‪ ،‬والمعهد «العالي‬ ‫للسينما» بأكاديمية الفنون المصرية‪ ،‬وأيضا بالمعهد العالي لفنون المسرحية‬ ‫بالكويت‪ .‬وقد ظل الفنان القدير يعمل لسنوات طويلة كأستاذ غير متفرغ لمادتي‬ ‫التمثيل واإلخراج سواء لطلبة المعهد العالي للفنون المسرحية بمصر‪ ،‬وبالفعل‬ ‫تخرج على يديه عدد كبير من الفنانين الذين أصبحوا بعد ذلك نجوما في الساحة‬ ‫الفنية‪.‬‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪69 68‬‬


‫‪ -3‬اإلشراف على الرسائل العلمية‪ :‬بخالف المشاركة في اللجان العليا لترقية‬ ‫األساتذة ساهم الفنان‪ /‬جالل الشرقاوي بخبراته العلمية والعملية أيضا في التدريس‬ ‫لطلبة الدراسات العليا‪ ،‬كما شارك في اإلشراف على بعض الرسائل المقدمة‬ ‫للحصول على الدرجات العلمية (الماجستير والدكتوراه)‪ .‬ويذكر أن من بين‬ ‫الرسائل التي أشرف عليها أو شارك في مناقشتها للحصول على درجة الماجستير‬ ‫لرسائل التالية على سبيل المثال‪:‬‬ ‫نبيل صادق‪ ،‬شكري عبد الوهاب (المعهد العالي للنقد الفني)‪ ،‬توفيق عبد اللطيف‪،‬‬ ‫عبد الرحمن عرنوس‪ ،‬أحمد عبد الهادي‪ ،‬منى صادق (المعهد العالي لفنون‬ ‫المسرحية)‪ ،‬رانيا فتح هللا (كلية اآلداب ‪ -‬جامعة األسكندرية)‪ ،‬وذلك باإلضافة‬ ‫إلى عضويته بلجنة المناقشة والحكم لرسالة الباحث‪ /‬هاني أبو الحسن سالم (كلية‬ ‫اآلداب ‪ -‬جامعة األسكندرية)‪.‬‬ ‫‪ -4‬المشاركة في اللجان المتخصصة‪ :‬شارك الفنان‪ /‬جالل الشرقاوي كناشط‬ ‫ومنشط مسرحي بعضوية عدد كبير من اللجان المسرحية والفنية المتخصصة‬ ‫ومن بينها على سبيل المثال‪:‬‬ ‫ لجنة المسرح ‪ -‬المجالس القومية‪.‬‬‫لجنة المسرح ‪ -‬المجلس األعلى للثقافة والفنون (أكثر من دورة)‪.‬‬ ‫لجنة التحكيم ‪ -‬جوائز الدولة التشجيعية‪.‬‬ ‫ اللجنة العامة للثقافة واإلعالم والسياحة (و ازرة الثقافة)‪.‬‬‫‪ -‬لجنة التحكيم العربية لمهرجان «المسرح العربي» (الدورة السابعة ‪.)2008 -‬‬


‫‪ -5‬المساهمات بالمسرح العربي‪ :‬إيمانا منه بأهمية التضامن العربي وتبادل‬ ‫الخبرات كان للفنان القدير‪ /‬جالل الشرقاوي بعض اإلسهامات القيمة والمهمة‬ ‫في إثراء مسيرة الفن المسرحي ببعض الدول العربية الشقيقة‪ ،‬وذلك سواء عن‬ ‫طريق التدريس بالمعاهد الفنية (كالمعهد العالي لفنون المسرحية بالكويت)‪ ،‬أو‬ ‫بالتدريس لبعض الطالب الوافدين والملتحقين بالدراسة بالمعهد العالي للفنون‬ ‫المسرحية‪ ،‬وكذلك بقبوله لبعض دعوات التكريم والمشاركة ببعض الندوات أو‬ ‫المؤتمرات المتخصصة‪ .‬هذا وتتضمن مشاركاته العربية محطات فنية مهمة بكل‬ ‫من سوريا والعراق والكويت والسعودية والجزائر‪ ،‬وكانت تفاصيل أهم مساهماته‬ ‫العربية كما يلي‪:‬‬ ‫ مهرجان «دمشق المسرحي بدورته األولى عام ‪ ،1969‬والثانية عام ‪،1971‬‬‫وتقديم عرضي‪ :‬آه ياليل ياقمر‪ ،‬بلدي يا بلدي‪ ،‬كذلك عرضت مسرحيته «تمر‬ ‫حنة» بدورة عام ‪.1974‬‬ ‫ مهرجان «بابل المسرحي» (‪.)1987‬‬‫ المهرجان المسرحي األول لدول مجلس التعاون الخليجي ‪ -‬الكويت (‪.)1988‬‬‫ مهرجانات «الجنادرية» بالمملكة العربية السعودية (‪،1992 ،1990 ،1989‬‬‫‪.)2012 ،1993‬‬ ‫ المهرجان المسرحي الخامس لدول مجلس التعاون الخليجي ‪ -‬الكويت‬‫(‪.)1997‬‬ ‫ مهرجان «الكويت المسرحي التاسع» (‪.)2007‬‬‫ المهرجان «الوطني للمسرح المحترف بالجزائر» بدورته الثالثة عام ‪.2008‬‬‫جالل الشرقاوي‬

‫‪71 70‬‬


‫‪ -6‬التأليف والكتابة‪ :‬ساهم الفنان جالل الشرقاوى في إثراء المكتبة العربية بتأليف‬ ‫بعض الكتب الفنية المتخصصة ومن أهمها‪:‬‬ ‫ «محاولة في تاريخ السينما المصرية» ‪ -‬باللغة الفرنسية‪ ،‬يونيسكو (‪.)1962‬‬‫ «محاولة في تاريخ السينما المصرية» ‪ -‬باللغة العربية‪ ،‬الهيئة المصرية العامة‬‫للكتاب (‪.)1966‬‬ ‫ «السينما فى الوطن العربى» (باللغة الفرنسية) عام ‪.1964‬‬‫ مدخل الى دراسة الجمهور فى المسرح المصرى‪ ،‬و ازرة اإلعالم الكويتية‬‫(‪.)1988‬‬ ‫ «حياتي في المسرح» ‪ -‬ج‪ ،1‬الهيئة المصرية العامة للكتاب (‪.)1996‬‬‫ «اإلنتاج المسرحى» ‪ -‬آلياته الفنية واإلدارية‪ ،‬و ازرة اإلعالم الكويتية (‪.)1997‬‬‫ «النقد ومسرح جالل الشرقاوي» ‪ -‬ج‪ ،1‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‬‫(‪.)2001‬‬ ‫ «حياتي في المسرح» ‪ -‬ج‪ ،2‬الهيئة المصرية العامة للكتاب (‪.)2001‬‬‫ «األسس في فن التمثيل وفن اإلخراج»‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‬‫(‪.)2002‬‬ ‫ «كواليس وكوابيس ‪ -‬قصة مسرح الفن»‪ ،‬مكتبة مدبولي (‪.)2014‬‬‫ «إنقالب في المسرح المصري»‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب (‪.)2016‬‬‫وذلك بخالف مساهمته المهمة بكتابة عشرات المقاالت والدراسات المتخصصة‬ ‫في مجاالت المسرح والسينما الدراما التليفزيونية والسياسة‪ ،‬والتي نشرت بالصحف‬ ‫والمجالت المصرية والكويتية ومن بينها‪ :‬بالصحف المصرية‪« :‬األهرام»‪،‬‬


‫«األخبار»‪« ،‬الجمهورية»‪« ،‬المصري اليوم»‪« ،‬الشروق»‪« ،‬الدستور»‪ ،‬وفي‬ ‫المجالت المصرية‪« :‬اإلذاعة والتليفزيون»‪« ،‬الكواكب»‪« ،‬المصور»‪« ،‬السينما‬ ‫والناس»‪ ،‬وبالصحف الكويتية‪ :‬صحيفتي «الرأي العام»‪ ،‬و «القبس»‪ .‬‬

‫جالل الشرقاوي‬

‫‪73 72‬‬


‫الفصل الرابع‬ ‫اإلبداعات في مجال التمثيل‬


‫يتمتع الفنان القدير‪ /‬جالل الشرقاوي كممثل ببعض السمات التي تميزه وتجعله‬ ‫يأسر القلوب بسرعة خاطفة‪ ،‬ولعل من أهمها تمتعه بصوت معبر ذو نبرات‬ ‫متميزة‪ ،‬وبامتالكه للقدرة على تقديم األداء المعبر والتلوين النغمي طبقا للمتطلبات‬ ‫الدرامية للدور‪ ،‬فينجح بأسلوبه المميز وصوته الرخيم في شد انتباهنا‪ ،‬كما يمتعنا‬ ‫بصداه الجميل الذي ترتاح له األذن سواء كان األداء باللغة العربية الفصحى أم‬ ‫باللهجة العامية الدارجة‪ ،‬فهو حقا أشبه بالمطرب الذي يدرك مناطق الجمال في‬ ‫طبقات صوته أو كاآللة التي تتيح للعازف االنتقال من نغمة إلى أخرى بسالسة‬ ‫ويسر دون تكلف أو تصنع‪ .‬وبصفة عامة يمكننا أن نصف أداءه بالسهل الممتنع‬ ‫أو بالصدق والطبيعية‪ ،‬وأن نشيد كذلك بصفة عامة بمهاراته في توظيف مفرداته‬ ‫الفنية المختلفة ومن بينها توظيف الحركة واإلشارة وكذلك بقدرته على التعبير عن‬ ‫مختلف األحاسيس وعلى ضبط المشاعر والتحكم في اإلنفعال‪ ،‬وتجسيد مختلف‬ ‫الشخصيات الدرامية‪ ،‬خاصة بعدما أمدته ثقافته وخبراته الطويلة بوعي وحساسية‬ ‫في أداء األدوار التراجيدية الجادة وكذلك األدوار اإلجتماعية الخفيفية التي تتسم‬ ‫بخفة الظل‪ .‬ويمكن أن نلمح في أدائه المتميز لمسة خفيفة من األداء المسرحي‬ ‫الرصين‪ ،‬وهذا طبيعي وقد ظل المسرح هو مجال عشقه األول‪.‬‬ ‫وفي هذا الصدد يجب أن نؤكد أن هذا النجاح والتألق لم يكن أبدا وليدا للصدفة‪،‬‬ ‫بل هو نتاج طبيعي الجتماع الموهبة التلقائية مع الدراسة األكاديمية على يد‬ ‫نخبة من كبار األساتذة المتخصصين‪ ،‬ثم تتويج ذلك النتاج باكتساب الخبرات‬ ‫الفنية من خالل العمل مع كبار المخرجين والفنانين في مختلف القنوات الفنية‪.‬‬ ‫وإذا كان «الكم» بصفة عامة غالبا ما يفرز أعماال تتميز أيضا على المستوى‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪75 74‬‬


‫«الكيف» نظ ار الكتساب كثير من الخبرات‪ ،‬فإنه باألعمال الفنية تصبح هذه‬ ‫القاعدة أكثر دقة‪ ،‬خاصة حينما يصبح «الكم» مرتبطا بالتعاون مع أكبر عدد من‬ ‫كبار المبدعين في مختلف المجاالت‪ ،‬ويمكن من خالل رصد المسيرة الفنية للفنان‬ ‫القدير‪ /‬جالل الشرقاوي ‪ -‬وكما سيتضح فيما يلي أثناء رصد مشاركاته بالتمثيل‬ ‫بكل قناة فنية على حدة ‪ -‬أن نسجل تعاونه مع نخبة من كبار المخرجين في‬ ‫مختلف القنوات الفنية‪ ،‬فكانت المحصلة المنطقية لذلك التعاون المثمر هي إثراء‬ ‫حياتنا الفنية بعدد كبير من األعمال المتميزة والخالدة‪ ،‬والتي أصبحت من عالمات‬ ‫الجودة والقيمة والتميز الفني‪ ،‬أو بمعنى آخر نماذج مشرفة يشار إليها ويضرب‬ ‫بها المثل‪ ،‬وقدوة يجب أن تحتذى خاصة بعدما ظلت في الذاكرة لسنوات طويلة‪.‬‬ ‫لقد تنوعت مشاركات الفنان القدير‪ /‬جالل الشرقاوي في مجال التمثيل بمختلف‬ ‫القنوات الفنية (مسرح‪ /‬إذاعة‪ /‬سينما‪ /‬تليفزيون)‪ ،‬وهذا الفصل محاولة لرصد‬ ‫وتوثيق تلك اإلبداعات مع إلقاء الضوء على أهمها‪ ،‬حيث يمكن تصنيف مشاركاته‬ ‫طبقا للتتابع الزمني والختالف القنوات الفنية كما يلي‪.‬‬ ‫أوال ‪ -‬األعمال اإلذاعية‪:‬‬ ‫تعددت وتنوعت مشاركات الفنان القدير‪ /‬جالل الشرقاوي اإلذاعية بين التمثيليات‬ ‫والمسلسالت وذلك بخالف بعض المسرحيات (المعدة إذاعيا) وأيضا بعض البرامج‬ ‫الدرامية‪ ،‬ويمكن من خالل الرصد والتوثيق أن نسجل مجموعة مشاركاته الثرية‬ ‫التالية‪:‬‬ ‫‪ -1‬المسلسالت الدرامية‪ :‬وراء األسوار‪ ،‬أجازة صيف‪ ،‬أمشير عدو اإلستعمار‬


‫(‪ ،)1957‬حسن طوبار‪ ،‬أبو سنة‪ ،‬أغلى حب (‪ ،)1961‬الملعون‪ ،‬مواويل‬ ‫من مصر (‪ ،)1965‬شعاع أضاء الليل (أبو قاسم الشابي) (‪ ،)1967‬كالب‬ ‫الحراسة (‪ ،)1968‬الحوت‪ ،‬سرحان بشارة‪ ،‬امرأة وخمس رجال (‪ ،)1969‬ال وقت‬ ‫للحزن‪ ،‬وعاد الحب‪ ،‬الجدار المفقود (‪ ،)1970‬هروب مع الليل (‪ ،)1971‬فتوح‬ ‫البلدان‪ ،‬أبناء الغضب‪ ،‬حنان (‪ ،)1972‬تعيش الطيور أزواجا‪ ،‬البيت العتيق‬ ‫(‪ ،)1973‬والحب قدر (‪ ،)1974‬قمر الزمان‪ ،‬نهر الحياة‪ ،‬التمساح (‪،)1975‬‬ ‫فكر القائد‪ ،‬صفحات مجهولة‪ ،‬ظهور اإلسالم (‪ ،)1976‬شمس الظالم‪ ،‬نبي هللا‬ ‫(‪ ،)1980‬الفاتنة وسائق التاكسي‪ ،‬السموات السبع (‪ ،)1981‬أحسن القصص‪،‬‬ ‫وبدأ شهر العسل (‪ ،)1983‬أحالم في الظهيرة‪ ،‬علي إمام المتقين (‪،)1985‬‬ ‫صاحب الجاللة الحب‪ ،‬العطاء (‪ ،)1986‬كتاب عربي علم العالم (‪،)1988‬‬ ‫قصة الحضارة‪ ،‬شقائق النعمان (‪ ،)1989‬أشتكي لمين (‪ ،)1990‬محمود مختار‬ ‫(صخور في مجرى النهر)‪ ،‬الفراشة‪ ،‬الليل الطويل‪ ،‬أسد البحار (‪ ،)1991‬الرجل‬ ‫األخضر‪ ،‬سباق مع الزمن‪ ،‬هؤالء نزل فيهم القرآن‪ ،‬حدث في الحي الهادئ‪ ،‬مع‬ ‫هللا (‪ ،)1992‬إبراهيم (‪ .)1993‬وذلك بخالف بعض المسلسالت األخرى ومن‬ ‫بينها‪ :‬أحالم السوالم‪ ،‬رجالة بلدنا‪ ،‬أحزان الشيطان‪ ،‬قانون ساكسونيا‪ ،‬الطعام‬ ‫لكل فم‪ ،‬عشاق ال يعرفون الحب‪ ،‬نبي الهدى‪ ،‬وكذلك بعض المسلسالت إلذاعة‬ ‫الكويت‪ :‬مذكرات عقل إلكتروني‪ ،‬شيء من الحب‪ ،‬نداء المجهول (‪،)1974‬‬ ‫الحب لكل العصور (‪.)1976‬‬ ‫‪ -2‬التمثيليات‪ :‬وإيه يعني ؟‪ ،‬األم‪ ،‬الميت الحي‪ ،‬نون النسوة (‪ ،)1957‬الليلة‬ ‫المتوحشة‪ ،‬البيت والدكان‪ ،‬اإلختراع العجيب(‪ ،)1963‬النائب المحترم (‪،)1964‬‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪77 76‬‬


‫وجه أمريكا القبيح‪ ،‬الهدف مكة‪ ،‬نبي الكلمة (‪ ،)1967‬مهر العروسة (‪،)1968‬‬ ‫محاكمة نيكسلوس (‪ ،)1970‬حب ونغم (‪ ،)1971‬وريده (من ليبيا) (‪،)1973‬‬ ‫وجه مالك (‪ ،)1988‬بعد المطر (‪ ،)1991‬وذلك بخالف بعض التمثيليات‬ ‫األخرى مثل‪ :‬ورود وأشواك‪ ،‬صياد الجواسيس‪.‬‬ ‫‪ -3‬المسرحيات المعدة إذاعيا‪ ،‬والتي كانت تقدم غالبا من خالل البرنامج الثاني‬ ‫(البرنامج الثقافي حاليا) ومن بينها على سبيل المثال‪ :‬ست شخصيات تبحث‬ ‫عن مؤلف‪ ،‬ثورة الموتى‪ ،‬د‪.‬كنوك‪ ،‬أنتيجونا‪ ،‬بلدتنا (‪ ،)1957‬قمبيز‪ ،‬العباسة‬ ‫(‪ ،)1963‬ثم غاب القمر‪ ،‬الحادثة (‪ ،)1965‬البخيل (‪ ،)1984‬فاوست الجديد‬ ‫(‪ ،)1985‬المفتش العام‪ ،‬بستان الكرز‪ ،‬اآللة الجهنمية (‪ ،)1986‬رجل لكل‬ ‫العصور‪ ،‬السكك الحديدية (‪ ،)1990‬فرسان المائدة المستديرة (‪.)1994‬‬ ‫وقد تعاون من خالل األعمال السابقة مع نخبة من كبار المخرجين اإلذاعيين الذين‬ ‫يمثلون مختلف األجيال ومن بينهم‪ :‬يوسف الحطاب‪ ،‬أمين بسيوني‪ ،‬محمد علوان‪،‬‬ ‫مدحت زكي‪ ،‬مصطفى الشريف‪ ،‬حسني غنيم‪ ،‬كامل يوسف‪ ،‬أنور المشري‪،‬‬ ‫محمود مرسي‪ ،‬بهاء طاهر‪ ،‬صالح عز الدين‪ ،‬علي عيسى‪ ،‬محمود يوسف‪ ،‬فتح‬ ‫هللا الصفتي‪ ،‬يوسف حجازي‪ ،‬محمود شركس‪ ،‬أحمد أبو زيد‪ ،‬فؤاد شافعي‪ ،‬علي‬ ‫الزفتاوي‪ ،‬إسالم فارس‪ ،‬محمد الشناوي‪ ،‬سمير عبد العظيم‪ ،‬عصمت حمدي‪،‬‬ ‫الشريف خاطر‪ ،‬هالل أبو عامر‪ ،‬إبراهيم الدسوقي‪ ،‬مراد كامل‪ ،‬وهبة أبو السعود‪،‬‬ ‫حسين الصعيدي‪ ،‬مصطفى صادق‪ ،‬كمال سرحان‪ ،‬محمد المساح‪ ،‬مصطفى‬ ‫الخضري‪ ،‬صالح عويس‪ ،‬محمد أنور‪ ،‬حامد حنفي‪ ،‬مراد كمال‪ ،‬أحمد سليم‪،‬‬ ‫عصام العراقي‪ ،‬كامل عبد الحميد‪ ،‬علي حسن‪ ،‬محمد عثمان‪ ،‬أحمد أبو طالب‪،‬‬ ‫أحمد عبد الحميد‪ ،‬مهند األنصاري‪ ،‬خالد الرندي‪.‬‬


‫ثانيا ‪ -‬الدراما التلفزيونية‪:‬‬ ‫شارك الفنان القدير‪ /‬جالل الشرقاوي في إثراء الدراما التليفزيونية بالمشاركة ببطولة‬ ‫عدد من المسلسالت التليفزيونية وذك منذ بدايات اإلرسال واإلنتاج الدرامي تقريبا‬ ‫(حيث بدأ اإلنتاج عام ‪ )1962‬ومن بينها المسلسالت التالية‪ :‬العابثة (‪،)1963‬‬ ‫المقامر (‪ ،)1964‬قصة وعشر مؤلفين (‪ ،)1965‬رجال فوق الصخور (‪،)1966‬‬ ‫المصيدة (‪ ،)1969‬المفسدون في األرض (‪ ،)1973‬بعثة الشهداء (‪،)1980‬‬ ‫حصرون (‪ ،)1981‬ميراث الغضب‪ ،‬عبد هللا النديم (‪ ،)1982‬جريمة في منتصف‬ ‫الليل‪ ،‬الرجل الذي هوى (‪ ،)1983‬ملحمة الحب والرحيل‪ ،‬الحب وأشياء أخرى‪،‬‬ ‫الذئب األزرق (‪ ،)1985‬الثمن (‪ ،)1987‬الحب والصبار (‪ ،)1988‬عشاق ال‬ ‫يعرفون الحب (‪ ،)1990‬أيام المنيرة‪ ،‬الحوت (‪ ،)1993‬أحالم مسروقة‪ ،‬بيت‬ ‫الجمالية (‪ ،)1995‬لعبة األيام (‪ ،)1996‬أحالم الفجر الكاذب (‪ ،)1997‬وبقيت‬ ‫الذكريات‪ ،‬غابت الشمس ولم يظهر القمر‪ ،‬القضاء في اإلسالم (ج‪،)1998( )8‬‬ ‫مذكرات ضرة‪ ،‬قلعة الكبش‪ ،‬درب إبن برقوق (‪ ،)1999‬آخر الخط (‪،)2003‬‬ ‫القرار األخير‪ ،‬أشرار وطيبين (‪ ،)2004‬علماء على طاولة الشطرنج‪ ،‬على باب‬ ‫مصر‪ ،‬العمر بالمقلوب (‪ ،)2006‬كليم هللا (رسوم متحركة ‪ ،)2013 -‬حبيب‬ ‫هللا (رسوم متحركة ‪ ،)2016 -‬قلبي ليس في جيبي‪ ،‬رجال في العاصفة‪ ،‬وذلك‬ ‫باإلضافة إلى مشاركته ببطولة عدد كبير من التمثيليات والسهرات التلفزيونية ومن‬ ‫بينها‪ :‬لعبة األيام‪ ،‬غرفة البدروم (‪ ،)1964‬الناس والقتلة (‪ ،)1970‬صب ار آل‬ ‫ياسر‪ ،‬حلم القيصر (‪ ،)1980‬قناع من جليد‪ ،‬المخرج (‪ ،)1982‬الحاج أحمد ال‬ ‫يكذب (‪ ،)1985‬األصدقاء‪ ،‬الحب الذي مات (‪ ،)1987‬التحدي (‪ ،)1992‬هو‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪79 78‬‬


‫في عينيها (طموح‪ ،‬آخر الملعب)‪ ،‬لعبة كل بيت (‪ ،)1993‬إثنان على الطريق‬ ‫الصعب (‪ ،)2003‬الدرب الجديد‪ ،‬الهبوط إلى أرض الملعب‪.‬‬ ‫وذلك بخالف مشاركته أيضا ببطولة بعض األفالم التلفزيونية ومن بينها‪ :‬جريمة‬ ‫في الظالم (‪ ،)1966‬صبيحة أو رماد (‪ ،)1971‬الخاتم (‪ ،)1988‬البحث عن‬ ‫طريق آخر (‪.)1994‬‬ ‫هذا وتتضمن مجموعة مشاركاته التليفزيونية مشاركته أيضا في بطولة بعض‬ ‫المسرحيات التي أنتجت خصيصا للتصوير التليفزيوني ومن بينها‪ :‬حارة العشاق‪،‬‬ ‫مجلس العدل‪ ،‬قصة المسرح العربي ‪ -‬أكلة ما تمت (‪ ،)1‬التبريزية (‪،)1970( )2‬‬ ‫حسب تقديرك (‪ ،)1983‬سيد البنائين‪ ،‬من أجل ‪ 12‬جنيه (‪.)1986‬‬ ‫هذا وتتضمن األعمال التليفزيونية السابقة بعض األدوار التي تعد عالمات مهمة‬ ‫في مسيرته الفنية كممثل ومثال لها تجسيده لشخصيات‪ :‬د‪.‬سالم بمسلسل «الحب‬ ‫وأشياء أخرى»‪ ،‬كليب بمسلسل «ملحمة الحب والرحيل»‪ ،‬رأفت باشا بالمسلسل‬ ‫الشهير «أيام المنيرة»‪ ،‬جالل بمسلسل «لعبة األيام»‪ ،‬وكذلك دور القاضي‬ ‫بمسرحية «مجلس العدل»‪ ،‬وهو الدور الذي بعبه كإنقاذ لموقف غياب الفنان‪/‬‬ ‫توفيق الدقن‪.‬‬ ‫وجدير بالذكر أنه قد تعاون من خالل األعمال السابقة مع نخبة متميزة من كبار‬ ‫المخرجين الذين يمثلون أكثر من جيل ومن بينهم األساتذة‪ :‬نور الدمرداش‪،‬‬ ‫فايز حجاب‪ ،‬أحمد طنطاوي‪ ،‬جالل غنيم‪ ،‬حمادة عبد الوهاب‪ ،‬منير التوني‪،‬‬ ‫إنعام محمد علي‪ ،‬علوية زكي‪ ،‬رشوان توفيق‪ ،‬فؤاد عبد الجليل‪ ،‬فائق إسماعيل‪،‬‬ ‫مصطفى الشال‪ ،‬سامي محمد علي‪ ،‬وفيق وجدي‪ ،‬كريم ضياء الدين‪ ،‬كمال‬


‫الشامي‪ ،‬أحمد توفيق‪ ،‬محمد نبيه‪ ،‬محمد عبد السالم‪ ،‬إبراهيم عفيفي‪ ،‬سعد عبده‪،‬‬ ‫محمد كامل‪ ،‬تيسير عبود‪ ،‬حمدي األبراشي‪ ،‬هاني إسماعيل‪ ،‬أحمد النحاس‪،‬‬ ‫أحمد السبعاوي‪ ،‬جالل مصطفى‪ ،‬رفعت قلدس‪ ،‬حسن حافظ‪ ،‬حسن موسى‪ ،‬أحمد‬ ‫صالح الدين‪ ،‬سالم سالم‪ ،‬محمود البربري‪ ،‬أميرة المغربي‪ ،‬هاني الشين‪ ،‬سامي‬ ‫محمد علي‪ ،‬توفيق حمزة‪ ،‬خالد بهجت‪ ،‬محمود بكري‪ ،‬شريف يحيى‪ ،‬أشرف‬ ‫سالم‪ ،‬عالء كامل‪ ،‬حسن موسى‪.‬‬ ‫ثالثا ‪ -‬األفالم السينمائية‪:‬‬ ‫شارك الفنان‪ /‬جالل الشرقاوي بالتمثيل في عدد قليل جدا من األفالم السينمائية‪،‬‬ ‫ال يتناسب أبدا مع موهبته المؤكدة وحضوره القوي ومهاراته وخبراته الفنية‪ ،‬وتضم‬ ‫قائمة مشاركاته السينمائية بالتمثيل األفالم التالية‪ :‬صبيحة‪ ،‬أرملة وثالث بنات‬ ‫(‪ ،)1965‬أمهات في المنفى (‪ ،)1981‬خلي بالك من عقلك (‪ ،)1984‬موعد‬ ‫مع القدر‪ ،‬الخاتم ‪ ،‬من خاف سلم (‪ ،)1985‬البدرون (‪ ،)1986‬البحث عن‬ ‫طريق آخر (‪.)1992‬‬ ‫المخرجون‪ :‬حسن حافظ‪ ،‬محمد عبد العزيز‪ ،‬محمد راضي‪ ،‬جالل الشرقاوي‪،‬‬ ‫عاطف الطيب‪ ،‬مدحت السباعي‪ ،‬شريف يحيى‪ ،‬حسن حافظ‪.‬‬ ‫والحقيقة أن أدواره السينمائية بالرغم من أنها تصنف كأدوار ثانوية أو أدوار‬ ‫مساعدة إألا أنها جميعا أدوا ار مؤثرة درامية‪ /‬حتى أنه يمكننا بسهولة تذكر‬ ‫الشخصيات الدرامية التي قام بتجسيدها‪ ،‬ونذكر من بينها على سبيل المثال‪:‬‬ ‫الطبيب بفيلم «أرملة وثالث بنات»‪ ،‬شاهين بفيلم «أمهات في المنفى»‪ ،‬الدكتور‪/‬‬ ‫توفيق بفيلم «خلي بالك من عقلك»‪ ،‬د‪.‬أدهم بفيلم «موعد مع القدر»‪ ،‬راتب بفيلم‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪81 80‬‬


‫«الخاتم»‪ ،‬بسيوني بفيلم «من خاف سلم»‪ ،‬دندراوي بفيلم «البدرون»‪.‬‬ ‫ويمكن بسهولة تبرير ندرة مشاركاته بالتمثيل السينمائي بعدة أسباب من أهمها‬ ‫عشقه الكبير وإنشغاله الشديد بمجال المسرح وخاصة بمجال اإلخراج‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إلى حرصه الكبير على انتقاء مستوى أدواره‪ ،‬والتي يجب أن تليق بمكانة الكبيرة‬ ‫بمجال الفن‪ ،‬وأن تتناسب مع مكانته الرفيعة كأستاذ أكاديمي وصانع للنجوم‪.‬‬ ‫رابعا ‪ -‬العروض المسرحية‪:‬‬ ‫تعد فترة تجنيد الفنان‪ /‬جالل الشرقاوي بالمسرح العسكري من الفترات المهمة التي‬ ‫أصقلت موهبته كممثل‪ ،‬حيث شاركه في بطولة عدة مسرحيات من إخراج بعض‬ ‫المتخصصين‪ ،‬وشاركه البطولة بعض المحترفين ومن بينهم األساتذة‪ :‬زوزو‬ ‫حمدي الحكيم‪ ،‬ناهد سمير‪ ،‬عصمت محمود‪ ،‬زين العشماوي‪ ،‬أحمد راضي‪،‬‬ ‫محمود صبحي‪ ،‬نجيب رشدي‪ ،‬كما أتاحت له تلك المشاركات الفرصة لمواجهة‬ ‫جمهور فئوي مختلف‪ ،‬وأيضا للتجوال مع هذه العروض في عدد من األقاليم‪،‬‬ ‫ومن أهم العروض التي قدمها خالل هذه الفترة مسرحيات‪ :‬عروس رشيد‪« ،‬كرباج‬ ‫أفندينا» تأليف‪ /‬أنور فتح هللا ومحمد محمود شعبان وإخراج‪ /‬نبيل األلفي‪،‬‬ ‫«خلود» من تأليف‪ /‬نيروز عبد الملك وإخراج‪ /‬فتوح نشاطي‪.‬‬ ‫هذا ويمكن من خالل رصد المسرحيات اإلحترافية التي شارك بالتمثيل فيها‬ ‫الفنان‪ /‬جالل الشرقاوي تصنيفها طبقا إلختالف طبيعة اإلنتاج مع مراعاة التتابع‬ ‫الزمني كما يلي‪:‬‬ ‫‪ -1‬بفرق مسارح الدولة‪:‬‬ ‫‪ -‬يا طالع الشجرة (مسرح الجيب ‪ ،)1963 -‬اإلستثناء والقاعدة (مسرح الجيب ‪-‬‬


‫‪ ،)1964‬بلدتنا (العالمي ‪ ،)1965 -‬الحصار (الحكيم ‪ ،)1965 -‬تحت المظلة‬ ‫ النجاة (الجيب ‪ ،)1970 -‬إنت إللي قتلت الوحش (الحكيم ‪ ،)1970 -‬ملك‬‫الشحاتين (الغنائية اإلستعراضية ‪ ،)1972 -‬دون كيشوت (الجيب ‪.)1975 -‬‬ ‫‪ -2‬بفرق القطاع الخاص‪:‬‬ ‫انحصرت مشاركات الفنان «جالل الشرقاوي» بالتمثيل المسرحي بفرق القطاع‬ ‫الخاص خالل فرقتين فقط‪ ،‬األولى هي فرقة «عمر الخيام المسرحية» خالل فترة‬ ‫مشاركته في اإلنتاج‪ ،‬والثانية بفرقته الخاصة «مسرح الفن»‪ ،‬ويجب التنويه إلى‬ ‫أن جميع هذه المسرحيات من إخراجه‪ ،‬وكانت تفاصيل مشاركاته كما يلي‪:‬‬ ‫ بفرقة «عمر الخيام»‪ :‬إفتح يا سمسم (‪ ،)1974‬الفك المفتري‪ ،‬شهرزاد‬‫(‪ 8 ،)1976‬ستات (‪.)1977‬‬ ‫ بفرقة «مسرح الفن»‪ :‬البغبغان (‪ ،)1983‬إفرض (‪ ،)1984‬الكوتش (‪،)2012‬‬‫وذلك باإلضافة إلى المسرحية المصورة تليفزيونيا‪ :‬زوجتي سقطت سهوا‪.‬‬ ‫هذا وقد تنوعت أدواره المسرحية‪ ،‬حيث قام بتجسيد الشخصيات الدرامية التالية‪:‬‬ ‫السلطان بمسرحية «إفتح ياسمسم»‪ ،‬الزوج بمسرحية «الفك المفتري»‪ ،‬قاضي‬ ‫القضاة بمسرحية «شهرزاد»‪ ،‬الزوج بمسرحية «‪ 8‬ستات»‪ ،‬رئيس المباحث‬ ‫بمسرحية «زوجتي سقطت سهوا»‪ ،‬المليونير صاحب القصر وأرض السيرك‬ ‫في مسرحية «البغبغان»‪ ،‬المناضل السياسي الذي إتهموه بالجنون واعتقلوه في‬ ‫مستشفى األمراض العقلية بمسرحية «إفرض»‪ ،‬القاضي بمسرحية «الكوتش»‪.‬‬ ‫وبخالف جميع المسرحيات التي سبق ذكرها شارك الفنان‪ /‬جالل الشرقاوي أيضا‬ ‫بالتمثيل في بعض األعمال األخرى ومن بينها على سبيل المثال‪:‬‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪83 82‬‬


‫ ثالث ليال مع الشعر المعاصر (إنتاج‪ /‬المركز التشيكوسلوفاكي بالقاهرة ‪-‬‬‫عام ‪ ،)1969‬من إخراج‪ /‬أحمد عبد الحليم وشاركه األداء كل من الفنانين‪/‬‬ ‫سميحة أيوب‪ ،‬سعد أردش‪ ،‬عايدة عبد العزيز‪.‬‬ ‫ «نهج البردة» أمير الشعراء‪ /‬أحمد شوقي وقد شاركه البطولة األساتذة‪ /‬زكي‬‫طليمات وعبد الوارث عسر‪ ،‬كريمة مختار‪ ،‬وقام بإخراجها الفنان‪ /‬محمد توفيق‬ ‫(‪.)1977‬‬ ‫ مهرجان الشعر والحرية (إنتاج‪ /‬و ازرة الثقافة ‪ -‬عام ‪ ،)1984‬من إخراج‪/‬‬‫جالل عبد القادر‪ ،‬وشاركه األداء كل من الفنانين‪ /‬عزت العاليلي‪ ،‬فردوس عبد‬ ‫الحميد‪.‬‬ ‫وجدير بالذكر أنه قد تعاون من خالل جميع األعمال المسرحية السابقة مع نخبة‬ ‫متميزة من كبار المخرجون الذين يمثلون أكثر من جيل ومن بينهم األساتذة‪:‬‬ ‫محمد توفيق‪ ،‬سعد أردش‪ ،‬أحمد عبد الحليم‪ ،‬فاروق الدمرداش‪ ،‬سناء شافع‪،‬‬ ‫جالل عبد القادر‪.‬‬ ‫هذا ويجب التنويه ونحن في صدد مشاركات الفنان القدير‪ /‬جالل الشرقاوي‬ ‫بالتمثيل في مجال المسرح أنه وبرغم ثقته الكبيرة في قدراته كممثل إال أنه كان في‬ ‫أغلب األحيان يفضل تركيز جهوده في مجال اإلخراج فقط‪ ،‬ولكنه كان يضطر‬ ‫أحيانا إلى إنقاذ الموقف وقبول تمثيل بعض األدوار سواء خالل فترة البروفات‬ ‫وقبل إفتتاح العرض أو بعد تقديم العرض كنتيجة لإلعتذار المفاجئ ألحد النجوم‬ ‫المشاركين‪ .‬وهناك كثير من األمثلة التي تؤكد ذلك ويكفي أن نذكر ثالثة أمثلة‬ ‫تكررت مع الفنان‪ /‬صالح منصور فقط وهي كما يلي‪:‬‬


‫ إضط ارره إلى القيام بدور «مجاهد» بمسرحية الحصار عام ‪ ،1965‬وذلك‬‫نظ ار إلرتباط الفنان‪ /‬صالح منصور للسفر إلى اليمن الشقيق لتصوير المشاهد‬ ‫الخارجية لفيلم «ثورة اليمن» الذي شارك ببطولته وتجسيد شخصية «اإلمام‪/‬‬ ‫أحمد»‪.‬‬ ‫ إضط ارره إلى القيام ببطولة أوبريت «ملك الشحاتين» عام ‪ ،1971‬وتجسيد‬‫شخصية «أبو دراع» أمام النجم‪ /‬عزت العاليلي «أبو مطوة»‪ ،‬وذلك عندما أضطر‬ ‫الفنان‪ /‬صالح منصور للسفر إلى «لندن» مصاحبا إلبنه ‪ -‬ذو الحالة الخاصة‬ ‫ الذي سيجري له عملية جراحية في إحدى مستشفياتها التخصصية‪.‬‬‫ تجسيد شخصية «قاضي القضاة» بمسرحية «شهرزاد» عام ‪ ،1976‬وذلك‬‫الرتباط الفنان‪ /‬صالح منصور بتصوير مسلسل تلفزيوني من إخراج‪ /‬حمادة‬ ‫عبد الوهاب يجري تصوير مشاهده الخارجية بمدينة األسكندرية‪ .‬والعجيب أن‬ ‫الفنان‪ /‬صالح منصور قد عاد وأستأنف أداء دوره بالمسرحية بعد عدة أيام!!‪ ،‬ثم‬ ‫عاد مرة أخرى وقدم إعتذا ار نهائيا عن اإلستمرار في العمل!!‪ .‬وقد برر إعتذاره‬ ‫عن استكمال دوره وعدم إلتزامه بشروط التعاقد (لمدة عام على األقل) بأن الدور‬ ‫ومساحته ال تليقان بمكانته الفنية‪ ،‬خاصة وأنه لم يتم االستجابة لطلبه بضرورة‬ ‫إجراء بعض التعديالت وإدخال بعد اإلضافات على دوره حتى ال يصبح بمثابة‬ ‫«الكمبارس» مقارنة بدور الفنان‪ /‬محمد عوض (الشاطر‪ /‬حسن بطل المسرحية)‪.‬‬ ‫وجدير بالذكر أن الفنان‪ /‬جالل الشرقاوي لم يكمل أداء الدور بعد ذلك بل إختار‬ ‫الفنان‪ /‬محمود أبو زيد ألدائه‪.‬‬ ‫وقد أوضح الفنان‪ /‬جالل الشرقاوي وجهة نظره حول إضطرار أحيانا للقيام بدور‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪85 84‬‬


‫أحد الممثلين المعتذرين في إحدى المسرحيات التي يقوم بإخراجها سواء بفرقته أو‬ ‫بفرق أخرى بقوله‪« :‬أنا لست مخرجا فقط ولكني أيضا ممثل‪ ،‬وأؤدي الدور بوجهة‬ ‫نظر جديدة فيها عمق وثراء للعمل الفني ككل‪ .‬فأنا مخرج ال أضع الممثلين في‬ ‫قوالب جامدة‪ ،‬إنني أراعي بصفة أساسية إمكانياتهم الفنية ومواهبهم المتميزة»‪.‬‬ ‫شهادات نقدية‪:‬‬ ‫إذا كان الفصل السادس من هذا الكتاب قد خصص للشهادات النقدية‬ ‫ ‬ ‫التي تناولت إبداعات الفنان‪ /‬جالل الشرقاوي في مجال اإلخراج المسرحي فإنني‬ ‫أرى ضرورة أن يتضمن هذا الفصل أيضا رصدا وتسجيال لبعض الشهادات‬ ‫النقدية التي كتبت بأقالم نخبة من النقاد ‪ -‬يمثلون أكثر من جيل ‪ -‬حول إسهاماته‬ ‫في مجال التمثيل‪ ،‬ومن بينهم األساتذة‪ :‬جالل العشري‪ ،‬نبيل بدران‪ ،‬نسيم إبراهيم‬ ‫يوسف‪ ،‬عبد الفتاح البارودي‪ ،‬أحمد عبد الحميد‪ ،‬أحمد عبد المعطي حجازي‪،‬‬ ‫حسن فؤاد‪ ،‬عالء الديب‪ ،‬أنيس منصور‪ ،‬حسن إمام عمر‪ ،‬محمد جالل‪ ،‬مفيد‬ ‫فوزي‪ ،‬نعيم الغراوي‪ ،‬فوزي عبد اللطيف‪ ،‬ماهر سمك‪ .‬وفيما يلي مقتطفات نقدية‬ ‫عن مشاركة الفنان‪ /‬جالل الشرقاوي بالتمثيل ببعض المسرحيات سواء من إخراجه‬ ‫أو إخراج بعض الزمالء‪.‬‬ ‫مسرحية‪« :‬يا طالع الشجرة»‬ ‫‪( -‬استطاع الممثلون وعلى رأسهم الممثالن القديران‪ /‬صالح منصور وجالل‬


‫الشرقاوي أن يحمال أبعاد النص الفنية إلى الجمهور في سهولة ويسر‪ ،‬وذلك‬ ‫بإحكام اإليقاع الصوتي و»التلوين»‪ ،‬وإن جنح «جالل الشرقاوي» أحيانا إلى‬ ‫تضخيم صوته لكي يوصل مفهوم الجمود والغباء الذي يصبح طابعا للشخصية‬ ‫كلما اقترب المحقق من الوصول إلى النتيجة التي ينشدها)‪.‬‬ ‫نبيل بدران‪ :‬جريدة «األخبار» (‪ 18‬يناير ‪)1970‬‬ ‫مسرحية‪« :‬الحصار»‬ ‫ (جهد واضح ومعاناة ووعي في تجسيد األوهام والهواجس واألصوات ‪ ...‬أما‬‫األداء فقد اجتمعت فيه عمالقة مسرحنا‪ ،‬الجهد الجهيد الذي بذله «سعد أردش»‬ ‫في دوره الصعب ‪« ...‬جالل الشرقاوي» ممثال و»محمد الطوخي» و»سميحة‬ ‫أيوب»‪ ،‬كلهم قمم في األداء ألدوار منحوتة نحتا من الصخر)‪.‬‬ ‫عبد الفتاح الجمل‪ :‬جريدة «المساء الفني» (‪ 28‬أبريل ‪)1965‬‬ ‫ (استطاع «جالل الشرقاوي» أن يكشف في هذه المسرحية عن مواهبه كمخرج‬‫وممثل من طراز فريد‪ .‬إن الجهد الذي بذله في إخراج هذا النص الصعب موجود‬ ‫أمامنا على المسرح في كل دقيقة ‪ ...‬أما كممثل فقد أدى دوره في براعة وصدق‬ ‫كبيرين)‪.‬‬ ‫عالء الديب‪ :‬مجلة «صباح الخير» (‪ 29‬أبريل ‪)1965‬‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪87 86‬‬


‫ ( المسرحية قاتمة سوداوية ولكن «جالل الشرقاوي» يلف سوادها في إطار‬‫شاعري رقيق‪ ،‬ويسمعنا حوارها وكأنه تراتيل أسفار مقدسة قديمة‪ ،‬ويقدمها وكأنها‬ ‫قصيدة إنجيلية‪ ،‬ويتنافس محمد الطوخي وسعد أردش وسميحة أيوب وجالل‬ ‫الشرقاوي في إلتقاء سيمفوني بديع بمصاحبة خلية موسيقية رقيقة لسليمان جميل‬ ‫‪ ...‬عمل يستحق التهنئة)‪.‬‬ ‫حسن فؤاد‪ :‬مجلة «صباح الخير» (‪ 29‬أبريل ‪)1965‬‬ ‫مسرحية‪« :‬تحت المظلة ‪ -‬النجاة»‬ ‫ (ترجع جودة العرض أيضا إلى تمكن الممثلين األكفاء وعلى رأسهم‪ :‬جالل‬‫الشرقاوي وعايدة عيد العزيز ومحسنة توفيق وحمدي أحمد وعبد المحسن سليم)‪.‬‬ ‫نبيل بدران‪ :‬جريدة «األخبار» (‪ 18‬يناير ‪)1970‬‬ ‫ (جالل الشرقاوي وعايدة عيد العزيز وأحمد عبد الحليم تألقوا بشكل رائع في‬‫«النجاة» لدرجة أنها تميزت عن مسرحيتي «التركة» و»يحيي ويميت» أداء‬ ‫وإخراجا)‪.‬‬ ‫أحمد عبد الحميد‪ :‬جريدة «الجمهورية» (‪ 19‬يناير ‪)1970‬‬


‫ (في «النجاة» لعب كل ممثل دوره باإليقاع السريع الذي تردد في الموسيقى‬‫وفي دقات الباب المتالحقة‪ ،‬وفي حركة الممثلين على المسرح‪ ،‬وفي أيدي‬ ‫األخطبوط التي مألت الديكور‪ .‬وقد فهم كل من «جالل الشرقاوي» و»عايدة عبد‬ ‫العزيز» دوره المركب‪ ،‬ولعبا معا لعبا مدهشا مليئا بالتوتر)‪.‬‬ ‫أحمد عبد المعطي حجازي‪ :‬مجلة «روز اليوسف» (‪ 26‬يناير ‪)1970‬‬ ‫ («جالل الشرقاوي» دخل في مباراة شيقة مع «عايدة عبد العزيز» ‪ ..‬لعب‬‫بمهارة دور «الرجل» الذي فوجئ بالجريمة تقع فوق رأسه‪ ،‬جريمة إخفاء المرأة‬ ‫المطاردة وهو يق أر كتابا‪ .‬لقد تفوق على نفسه في دور «الرجل» الخائف المتردد‬ ‫الحائر‪ ،‬الذي يحتضن الجثة وقد تصور أنه يحتضن «النجاة» ‪ ..‬أعطانا «جالل»‬ ‫الفنان حضو ار رائعا فهز وجداننا ه از عميقا)‪.‬‬ ‫محمد جالل‪ :‬مجلة «اإلذاعة والتليفزيون» (‪ 31‬يناير ‪)1970‬‬ ‫ (مسرحية «النجاة» فيها الكثير ‪ ..‬البسيط والمعقد‪ ،‬وكان الممثل‪ /‬جالل‬‫الشرقاوي رائعا ظريفا‪ ،‬و»عايدة عبد العزيز» كانت ممتازة وكان صوتها معب ار‬ ‫جذابا)‪.‬‬ ‫أنيس منصور‪ :‬جريدة «األخبار» (‪ 1‬فبراير ‪)1970‬‬

‫جالل الشرقاوي‬

‫‪89 88‬‬


‫مسرحية‪« :‬أنت إللي قتلت الوحش»‬ ‫ (أين عناصر اإلبداع في «أنت إللي قتلت الوحش» ؟‪ ،‬هل هو «علي سالم»‬‫المؤلف الذكي المتذوق للكلمة ؟‪ ،‬هل هو «جالل الشرقاوي مخرجا حساسا وممثال‬ ‫عظيما ؟ هل ؟ ‪ ..‬هل ماذا بالضبط ؟)‪.‬‬ ‫مفيد فوزي‪ :‬مجلة «صبا الخير» (‪ 26‬فبراير ‪)1970‬‬ ‫ (أما المخرج‪ /‬جالل الشرقاوي فرغم أن دوره كان ثانويا إال أن أداءه كان قمة‬‫في الفن)‪.‬‬ ‫نعيم الغراوي‪ :‬جريدة «الحقيقة» (فبراير ‪)1970‬‬ ‫ (في طليعة األدوار التي وفق في توزيعها «جالل الشرقاوي» نفسه في دور‬‫«تريزياس»‪ ،‬لقد أثبت «جالل الشرقاوي» هنا أيضا أنه أستاذ في فن األداء‬ ‫التمثيلي ‪ ..‬دبيب قدمه ‪ ..‬إيقاع صوته ‪ ..‬تشكيل جسمه كل هذا يوحي بخبرة‬ ‫فنية واسعة تتحكم في هذه األجهزة البشرية تحكما فنيا كامال‪ .‬لقد كان «جالل‬ ‫الشرقاوي» هو «تريزياس» بحق‪« ،‬تريزياس» بنفس أبعاده المعروفة في األدب‬ ‫اإلغريقي القديم‪ ،‬صوت ما ال صوت له‪ ،‬الحكمة والحق والضمير وأشبهه ب‬ ‫«ديوجينس» الباحث عن الحقيقة وسط الظالم الذي يحيط بما حوله ومن حوله)‪.‬‬ ‫جالل العشري‪ :‬مجلة «المسرح» (فبراير ‪)1970‬‬


‫ (لقد نجح «جالل الشرقاوي» في دور «تريزياس» حتى أنه تفوق على «جالل‬‫الشرقاوي» المخرج)‪.‬‬ ‫ماهر سمك‪ :‬مجلة «الفن» (مارس ‪)1970‬‬ ‫ (أما «تريزياس» مسرح الحكيم أو «جالل الشرقاوي» فقد مثل دور األعمى‬‫ببراعة انتزعت إعجاب الناس)‬ ‫حسن فؤاد‪ :‬مجلة «صباح الخير» (‪ 5‬مارس ‪)1970‬‬ ‫مسرحية‪« :‬دون كيشوت»‬ ‫ (وكان «جالل الشرقاوي» ممتا از وقدي ار وأعاد لألذهان أنه ممثل كبير بحق بعد‬‫غيبة عن خشبة المسرح استمرت أربع سنوات)‪.‬‬ ‫علي حسنين‪ :‬جريدة «األخبار» (‪ 31‬يناير ‪)1975‬‬ ‫ (ومن العناصر التي أسهمت بنصيب كبير في إنجاح المسرحية أداء «جالل‬‫الشرقاوي» لدور المغني المغمور الذي يحلم بنزول الزوار من كوكب «المريخ»‪.‬‬ ‫هذا األداء الذي يؤكد تفوقه وأستاذيته)‪.‬‬ ‫حسن إمام عمر‪ :‬مجلة «المصور» (‪ 7‬فبراير ‪)1975‬‬

‫جالل الشرقاوي‬

‫‪91 90‬‬


‫ (أما الممثل العمالق‪ /‬جالل الشرقاوي فقد لعب دو ار شديد الخطورة كثير‬‫المزالق‪ ،‬ألنها شخصية سوية وال سوية‪ ،‬تسير على األعراف بين الوعي والجنون‪،‬‬ ‫وأي مبالغة قد تسقط الشخصية في ميلودرامية فجة‪ ،‬لقد كان أداؤه درسا في‬ ‫التمثيل لعشاق فن التمثيل)‪.‬‬ ‫أحمد عبد الحميد‪ :‬جريدة «الجمهورية» (‪ 20‬فبراير ‪)1975‬‬ ‫ (لماذا ال نفكر في تخصيص جوائز لممثلي المسرح على غرار جوائز السينما‪،‬‬‫إن ممثلي المسرح أحق بالتقدير ماديا وأدبيا‪ ،‬أنهم يحترقون كل ليلة ويحملون‬ ‫على أكتافهم روايات قد تكون ضعيفة المستوى مقابل أجور ضئيلة ‪ ...‬يكفي أن‬ ‫أذكر منهم «جالل الشرقاوي»‪ ،‬أنه يؤدي دو ار في غاية الصعوبة‪ ،‬دو ار يتفاعل فيه‬ ‫الشعور بالظلم والتعرض للسخرية والمقالب‪ ،‬والرغبة األكيدة في المقاومة والتشبث‬ ‫بالنقاء والطهر‪ ،‬واإليمان بالحب والمثالية واألمل ‪ ...‬إلخ‪ ،‬ثم أنه يكافح بال يأس‬ ‫ويصمد دون أن ينحني‪ .‬كل هذا يؤديه «جالل الشرقاوي» بفهم عميق لدوره‪،‬‬ ‫ويؤديه بالتمثيل والغناء والرقص كتعبير في مثال واحد)‪.‬‬ ‫عبد الفتاح البارودي‪ :‬جريدة «األخبار» (‪ 25‬فبراير ‪)1975‬‬ ‫ (بالنسبة لدور المغني المغمور «إيلوي» والذي يعبر عن «دون كيشوت» فإنني‬‫أعتبره نقطة تحول كبيرة في حياة «جالل الشرقاوي» الممثل الذي عاد إلى التمثيل‬ ‫ بعد غياب أربع سنوات حيث مثل «ملك الشحاتين» عام ‪ - 1970‬فقد أدى‬‫«جالل» الدور دون مبالغة أو تهويل على الرغم من المتناقضات واإلنفعاالت‬


‫العديدة التي تحتويها شخصية «دون كيشوت» مما يؤكد أستاذيته كممثل راسخ‬ ‫ذكي واثق من نفسه)‪.‬‬ ‫فوزي عبد اللطيف‪ :‬مجلة «الكواكب» (‪ 25‬فبراير ‪)1975‬‬ ‫ (فإذا انتقلنا من اإلخراج إلى األداء التمثيلي لحسبنا للمخرج توفيقه في إختيار‬‫«جالل الشرقاوي» لبطولة هذه المسرحية‪ ،‬فهو أفضل من كان يمكنه القيام‬ ‫بهذا الدور مرونة في األداء الحواري والغناء ‪ ..‬تموج مع منحنيات الدور من‬ ‫الكوميدي إلى التراجيدي‪ ،‬براعة في إلقاء المونولوج األخير‪ ،‬وروعة في تجسيد‬ ‫مشهد اإلحتضار ثم الموت)‪.‬‬ ‫جالل العشري‪ :‬مجلة «اإلذاعة والتلفزيون» (‪ 1‬مارس ‪)1975‬‬ ‫ (ونحن أمام عمالقة من الممثلين وعلى رأسهم األستاذ‪ /‬جالل الشرقاوي الذي‬‫كان متفهما لدقائق وأبعاد دوره الصعب‪ ،‬فاستطاع أن يجسد كل هذه األبعاد‬ ‫بشاعريتها ورقتها ولحظات سموها وبؤسها وفي رؤى حلمها وعاصف جنونها‪،‬‬ ‫وفي لقائها بالحقيقة وأمام حلمها المسفوح‪ ،‬فجسد لنا «جالل الشرقاوي كل هذا‬ ‫تجسيد الفاهم الداري‪ ،‬حتى جعلها نموذجا للشخصية المسرحية المدروسة بكل‬ ‫حساسيتها‪ ،‬فكان هذا الممثل الكبير أستاذا على المسرح)‪.‬‬ ‫نسيم إبراهيم يوسف‪ :‬مجلة «السينما» (مايو ‪)1975‬‬

‫جالل الشرقاوي‬

‫‪93 92‬‬


‫ (أدواره المسرحية التي مثلها في السينما أو التليفزيون أو المسرح كانت دائما‬‫الفتة للنظر مقنعة وجديرة بالتأمل‪ ،‬ـكتب هذه السطور بعد أن رأيت «جالل‬ ‫الشرقاوي» يؤدي دوره العمالق في مسرحية «دون كيشوت» ‪ ...‬ما هذا التفوق‬ ‫يا جالل)‪.‬‬ ‫خواطر مسرحية ‪ -‬ب‪.‬ت‪ :.‬مجلة «المصور» (‪ 7‬مارس ‪)1975‬‬



‫الفصل الخامس‬ ‫جالل الشرقاوي ‪ ..‬مخرجا مبدعا‬


‫هذا الفصل والذي يتناول إبداعات المخرج القدير‪ /‬جالل الشرقاوي في‬ ‫ ‬ ‫مجال اإلخراج المسرحي أعده ‪ -‬من وجهة نظري ‪ -‬من أهم فصول هذا الكتاب‬ ‫إذا لم يكن أهمها على اإلطالق وبال مقارنة‪ ،‬وال أكون مبالغا حينما أصفه بأنه‬ ‫المحور الرئيسي أو العمود الفقري له‪ ،‬أو بتعبير آخر هو القلب المحرك النابض‬ ‫والمعبر عن شخصية وإبداعات الفنان‪ /‬جالل الشرقاوي‪ ،‬والذي استطاع بصدق‬ ‫موهبته وثقافته الموسوعية وخبراته المتراكمة الكبيرة أن يرتبط ارتباطا وثيقا بمنجزه‬ ‫اإلبداعي في هذا المجال‪ ،‬حتى انصهر مع إبداعاته المتنوعة لتصبح جزءا حقيقيا‬ ‫منه‪ ،‬وليصبحا معا كيانا واحدا‪ ،‬ال يمكن فصل أو تمييز أحدهما عن اآلخر‪.‬‬ ‫ومما الشك فيه أن الفنان المبدع‪ /‬جالل الشرقاوي كان ومازال يحظى بمكانة‬ ‫متفردة ومتميزة جدا بين جميع أجيال المسرحيين بمصر ومختلف األقطار العربية‬ ‫الشقيقة‪ ،‬وكما سبق القول أنه ال يمكن إجراء أي دراسة أكاديمية عن خريطة‬ ‫اإلبداع المسرحي خالل ستينيات القرن الماضي أو تناول تطور فن اإلخراج‬ ‫المسرحي بمصر والوطن العربي منذ الستينيات وحتى بدايات القرن الحادي‬ ‫والعشرين دون تناول أعمال وإسهامات هذا الفنان القدير في مجال اإلخراج‬ ‫المسرحي‪ ،‬فهو فارس ماهر من فرسان المسرح العربي‪ ،‬وفنان مبدع ورمز متميز‬ ‫من رموز االلتزام الفكري واإلبداع الفني المتوهج واإلبتكار والتجديد‪ ،‬ويكفي إنتمائه‬ ‫إلى ذلك الجيل الرائع من المخرجين الذين ساهموا بإبداعاتهم في تحقيق نهضة‬ ‫الستينيات المسرحية‪.‬‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪97 96‬‬


‫ويحسب لهذا الرائد المسرحي القدير والعاشق الحقيقي للفن المسرحي أنه وبرغم‬ ‫النجاح األدبي والجماهيري الذي حققته مجموعة عروضه المسرحية المتتالية التي‬ ‫قام بإخراجها ‪ -‬سواء بمسارح الدولة أو فرق القطاع الخاص ‪ -‬إال أنه قد ظل‬ ‫محتفظا طوال مسيرته بروح الهواية‪ ،‬ولذلك فقد ظل يعمل على تطوير خبراته‬ ‫ومهاراته‪ ،‬ويبحث دائما عن كل جديد‪ ،‬فلم يرتبط بمنهج إخراجي محدد أو بمؤلف‬ ‫وحيد‪ ،‬بل قدم أعماال لنخبة من المؤلفين الذين يمثلون مختلف األجيال‪ ،‬وكذلك‬ ‫لم يعتمد على مجموعة محددة من النجوم بل حرص دائما على إكتشاف وتقديم‬ ‫مجموعة جديدة من المواهب الشابة مع كل عرض جديد‪ .‬ويجب التنويه في هذا‬ ‫الصدد إلى حرصه الدائم أيضا على تنوع أعماله كثي ار بين الميلودرامية وبين‬ ‫العروض الكوميدية‪ ،‬وبين العروض التجريبية والعروض الجماهيرية‪ ،‬وكذلك بين‬ ‫العروض الدرامية والعروض الغنائية واإلستعراضية‪ ،‬ويمكننا من خالل رصد‬ ‫ودراسة قائمة أعماله اإلخراجية التي تنوعت بين إنتاج فرق مسارح الدولة وفرق‬ ‫القطاع الخاص‪ ،‬أن نرصد أيضا تنوع لغة حواراتها بين اللغة العربية الفصحى بل‬ ‫والشعر أحيانا وبين اللهجة العامية الدارجة‪.‬‬ ‫وهذا الفصل الذي يتضمن إبدعاته الفنية في مجال اإلخراج المسرحي‬ ‫ ‬ ‫ ونظ ار لضخامة مشاركاته وإبداعاته المسرحية في هذا مجال ‪ -‬تم تقسيمه إلى‬‫ثالثة أقسام رئيسة‪ ،‬أولهما إبداعاته في مجال اإلخراج المسرحي بفرق مسارح‬ ‫الدولة‪ ،‬والثاني بجميع فرق القطاع الخاص بإستثناء فرقته «مسرح الفن»‪ ،‬والثالث‬ ‫يتناول عروضه التي قام بإنتاجها وإخراجها بمشروع عمره الكبير «مسرح الفن»‪،‬‬


‫ومرفق في نهاية الكتاب ثالثة مالحق موضح بها مجموعة العروض التي أخرجها‬ ‫في كل قسم منها‪.‬‬ ‫وفي هذا الصدد يجب اإلشارة أيضا إلى أن الفصل السادس من هذا الكتاب والذي‬ ‫جاء تحت عنون «شهادات نقدية» يرتبط إرتباطا وثيقا بهذا الفصل حيث تضمن‬ ‫مجموعة الشهادات النقدية التي كتبت بأقالم نخبة من كبار النقاد والمتخصصين‬ ‫والمسرحيين الذين تناولوا العروض التي قام بإخراجها بالنقد والتحليل‪ ,‬وهي في‬ ‫الحقيقة مجرد مقتطفات بذلت جهدا كبير في تجميعها واختيارها واختصارها‬ ‫لتعطي مجرد صورة بانورامية ألهم عروضه‪ .‬ويكفي أن نذكر أسماء بعض‬ ‫أصحاب األقالم التي واكبت عروضه بالمتابعة لنتعرف على مدى تأثيره في‬ ‫الحركة المسرحية ومدى إهتمام المسرحيين والنقاد بإبداعاته‪ ،‬حيث دأب على‬ ‫متابعة أعماله نخبة من كبار النقاد والمسرحيين الذي يمثلون مختلف األجيال‬ ‫ومن بينهم على سبيل المثال األساتذة‪ :‬النقاد المسرحيين‪ :‬د‪.‬لويس عوض‪ ،‬د‪.‬رشاد‬ ‫رشدي‪ ،‬د‪.‬محمود أمين العالم‪ ،‬د‪.‬علي الراعي‪ ،‬د‪.‬أمين العيوطي‪ ،‬فؤاد دوارة‪،‬‬ ‫رجاء النقاش‪ ،‬د‪.‬إبراهيم حمادة‪ ،‬فاروق عبد الوهاب‪ ،‬فاروق عبد القادر‪ ،‬عبد‬ ‫الفتاح البارودي‪ ،‬جالل العشري‪ ،‬د‪.‬رفيق الصبان‪ ،‬عبد الغني داود‪ ،‬عبد القادر‬ ‫حميدة‪ ،‬د‪.‬نهاد صليحة‪ ،‬نبيل بدران‪ ،‬عاطف النمر‪ ،‬مختار العزبي‪ ،‬د‪.‬وفاء كمالو‪،‬‬ ‫د‪.‬سامية حبيب‪ ،‬د‪.‬عمرو دوارة‪ ،‬وكذلك مجموعة من األساتذة األدباء والمسرحيين‬ ‫وفي مقدمتهم‪ :‬زكي طليمات‪ ،‬ألفريد فرج‪ ،‬يوسف إدريس‪ ،‬أنيس منصور‪ ،‬أحمد‬ ‫حمروش‪ ،‬عالء الديب‪ ،‬فؤاد بدوي‪ ،‬د‪.‬محمد عناني د‪.‬غبريال وهبة‪ ،‬فاروق جويدة‪،‬‬ ‫محمد جالل‪ ،‬صبحي شفيق‪ ،‬خيري شلبي‪ ،‬يوسف فرنسيس‪ ،‬سعد لبيب‪ ،‬أحمد‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪99 98‬‬


‫عباس صالح‪ ،‬سامي خشبة‪ ،‬مصطفى بهجت بدوي‪ .‬وذلك باإلضافة أيضا إلى‬ ‫نخبة من كبار الكتاب الصحفيين ومن بينهم األساتذة‪ :‬حسن فؤاد‪ ،‬موسى صبري‪،‬‬ ‫أحمد رجب‪ ،‬محمد تبارك‪ ،‬عبد الفتاح الجمل‪ ،‬سعد الدين توفيق‪ ،‬حسن عبد‬ ‫الرسول‪ ،‬أحمد عبد الحميد‪ ،‬فتحي اإلبياري‪ ،‬محمد الرفاعي‪ ،‬محمد بركات‪ ،‬حلمي‬ ‫سالم‪ ،‬سعيد الشامي‪.‬‬ ‫إبداعاته بمجال اإلخراج المسرحي‪:‬‬ ‫بخالف عشرات مشروعات التخرج التي أشرف عليها المخرج القدير‪ /‬جالل‬ ‫الشرقاوي وقام بإخراجها لطلبة «المعهد العالي للفنون المسرحية» (بأكاديمية‬ ‫الفنون المصرية)‪ ،‬وبخالف مشاركته بإخراج بعض المسرحيات المعدة إذاعيا أو‬ ‫المسرحيات التي أخرجها للتصوير التليفزيوني (التي تم تناولها بالفصل الثالث)‬ ‫تتضمن قائمة المسرحيات اإلحترافية التي قام بإخراجها الفنان المتميز‪ /‬جالل‬ ‫الشرقاوي أربعة وسبعين عرضا من بينها ستة وعشرين عرضا لمسارح الدولة‬ ‫وثمانية وأربعين عرضا لفرق القطاع الخاص‪ ،‬يمكن تصنيفها وتقسيمها جميعا‬ ‫طبقا لجهات اإلنتاج المختلفة إلى ثالث أقسام كما يلي‪:‬‬ ‫أوال ‪ -‬مسرحيات فرق الدولة‪:‬‬ ‫تضمن إسهاماته اإلخراجية بمسارح الدول إخراجه لواحد وعشرين عرضا لفرق‬ ‫الدولة المختلفة (الحديث‪ ،‬الحكيم‪ ،‬الكوميدي‪ ،‬القومي‪ ،‬الغنائية اإلستعراضية)‬


‫باإلضافة إلى ثالثة عروض لو ازرة اإلعالم وعرضا لكل من أكاديمية الفنون و ازرة‬ ‫الداخلية‪ ،‬والتفاصيل كما يلي‪:‬‬ ‫ «المسرح الحديث»‪ :‬األحياء المجاورة‪ ،‬سهرة مع الحكيم ‪ -‬مفتاح النجاح‬‫(‪ ،)1962‬الرجل الذي فقد ظله‪ ،‬خطيئة حواء (‪ ،)1963‬الزلزال (‪ ،)1964‬عودة‬ ‫الروح (‪ ،)1965‬الجنزير (‪.)1995‬‬ ‫ «مسرح الحكيم»‪ :‬األرانب (‪ ،)1964‬الحصار (‪ ،)1965‬الصليب‪ ،‬فلسطين‬‫‪( 48‬أرض كنعان)‪ ،‬آه يا ليل يا قمر (‪ ،)1967‬بلدي يا بلدي (‪ ،)1968‬الزعيم‬ ‫غوما (‪.)1972‬‬ ‫ «المسرح الكوميدي»‪ :‬وال العفاريت الزرق (‪ ،)1965‬أنت إللي قتلت الوحش‬‫(‪ ،)1969‬الجيل إللي طالع (‪.)1971‬‬ ‫ «المسرح القومي»‪ :‬حجة الوداع (‪ ،)1970‬عفاريت مصر الجديدة (‪.)1971‬‬‫ «الغنائية االستعراضية»‪ :‬ملك الشحاتين (‪ ،)1971‬الخديوي (‪.)1993‬‬‫ «أكاديمية الفنون»‪ :‬عيون بهية (‪.)1978‬‬‫ و ازرة اإلعالم‪ :‬أفراح النصر (‪ ،)1989‬الليلة المحمدية السادسة (‪،)1990‬‬‫الليلة المحمدية السابعة (‪.)1991‬‬ ‫ و ازرة الداخلية‪ :‬حراس الوطن (‪.)1993‬‬‫وجدير بالذكر أنه قد تعاون من خالل المسرحيات السابقة مع نخبة من كبار‬ ‫الفنانات ومن بينهم ‪ :‬سناء جميل‪ ،‬سميحة أيوب‪ ،‬محسنة توفيق‪ ،‬ليلى طاهر‪،‬‬ ‫سهير البابلي‪ ،‬زوزو حمدي الحكيم‪ ،‬نعيمة وصفي‪ ،‬ملك الجمل‪ ،‬ناهد سمير‪،‬‬ ‫رجاء حسين‪ ،‬ماجدة الخطيب‪ ،‬نوال أبو الفتوح‪ ،‬سناء مظهر‪ ،‬مديحة كامل‪،‬‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪101 100‬‬


‫سميرة عبد العزيز‪ ،‬إحسان الشريف‪ ،‬نجوى فؤاد‪ ،‬مشيرة إسماعيل‪ ،‬ليلى جمال‪،‬‬ ‫عبير الشرقاوي‪ ،‬عزة بهاء‪ .‬كما تعاون أيضا مع مجموعة من كبار الفنانين من‬ ‫بينهم‪ :‬عماد حمدي‪ ،‬حمدي غيث‪ ،‬عبد المنعم مدبولي‪ ،‬عبد هللا غيث‪ ،‬شكري‬ ‫سرحان‪ ،‬توفيق الدقن‪ ،‬عزت العاليلي‪ ،‬محمود ياسين‪ ،‬صالح قابيل‪ ،‬سعيد صالح‪،‬‬ ‫محمد توفيق‪ ،‬سعيد أبو بكر‪ ،‬محمد عوض‪ ،‬محمد رضا‪ ،‬صالح منصور‪ ،‬نور‬ ‫الدمرداش‪ ،‬عبد الرحمن أبو زهرة‪ ،‬عبد السالم محمد‪ ،‬محمد الطوخي‪ ،‬عبد الحفيظ‬ ‫التطاوي‪ ،‬سمير صبري‪ ،‬سعد أردش‪ ،‬أحمد عبد الحليم‪ ،‬رشوان توفيق‪ ،‬أشرف‬ ‫عبد الغفور‪ ،‬حسن عبد الحميد‪ ،‬فاروق الدمرداش‪ ،‬أنور إسماعيل‪ ،‬مدحت مرسي‪،‬‬ ‫فاروق نجيب‪ ،‬عادل بدر الدين‪ ،‬عبد المنعم عطا‪ ،‬خالد النبوي‪ ،‬وائل نور‪ ،‬وجدي‬ ‫العربي‪.‬‬ ‫ثانيا ‪ -‬مسرحيات الفرق الخاصة‪:‬‬ ‫تضم هذه المجموعة مشاركته بإخراج ستة عشر عرضا لكبرى الفرق الخاصة‬ ‫خالل عقد السبعينيات من القرن الماضي وفي مقدمتها فرق‪« :‬الفنانين المتحدين»‪،‬‬ ‫«ثالثي أضواء المسرح»‪« ،‬الكوميدي المصرية»‪« ،‬الفنانين المصريين»‪ ،‬وأيضا‬ ‫فرقة «عمر الخيام» التي شارك في إنتاج عروضها كما تولى مسئولية اإلشراف‬ ‫الفني على عروضها وأخرج لها ثمانية عروض‪ ،‬كذلك تضمن هذه المجموعة‬ ‫أيضا مشاركة مهمة حيث قام في أوائل الثمانينات بالتعاون مع «الرحبانية»‬ ‫بإخراج أوبريت «الشخص»‪ .‬وكانت تفاصيل مشاركاته بالفرق الخاصة كما يلي‪:‬‬ ‫‪« -‬ثالثي أضواء المسرح»‪ :‬إنت إللي قتلت عليوة (‪.)1971‬‬


‫ «الفنانين المتحدين»‪ :‬قصة الحي الغربي‪ ،‬مدرسة المشاغبين (‪ ،)1972‬كباريه‬‫(‪.)1974‬‬ ‫ «الكوميدي المصرية»‪ :‬هاللو دوللي (‪ ،)1972‬حب ورشوة ودلع (‪.)1975‬‬‫ «عمر الخيام»‪ :‬افتح يا سمسم (‪ ،)1972‬إنهم يقتلون الحمير‪ ،‬تمر حنة‪ ،‬لعبة‬‫اسمها الحب (‪ ،)1974‬الفك المفتري (‪ ،)1975‬شهرزاد (‪ 8 ،)1976‬ستات‬ ‫(‪ ،)1977‬مين يشتري راجل (‪.)1978‬‬ ‫ «الفنانين المصريين»‪ :‬المتشردة (‪.)1978‬‬‫ «اإلستديوهات المتحدة»‪ :‬الشخص (‪.)1982‬‬‫ مسرحيات مصورة‪ :‬الكلمات المتقاطعة‪ ،‬مجلس العدل (‪.)1970‬‬‫وقد تعاون من خالل مجموعة المسرحيات مع نخبة كبيرة من نجوم المسرح‬ ‫المصري وفي مقدمتهم كل من الفنانات‪ :‬وردة‪ ،‬عفاف راضي‪ ،‬سناء جميل‪،‬‬ ‫شويكار‪ ،‬هدى سلطان‪ ،‬زهرة العال‪ ،‬خيرية أحمد‪ ،‬زبيدة ثروت‪ ،‬ليلى طاهر‪ ،‬لبلبة‪،‬‬ ‫سهير البابلي‪ ،‬نيللي‪ ،‬ميمي جمال‪ ،‬ليلى علوي‪ ،‬زيزي البدراوي‪ ،‬وداد حمدي‪ ،‬نبيلة‬ ‫السيد‪ ،‬فريدة سيف النصر‪ ،‬ناهد جبر‪ ،‬راوية عاشور‪.‬‬ ‫وكذلك مع نخبة من كبار الفنانين وفي مقدمتهم األساتذة‪ :‬عبد المنعم مدبولي‪ ،‬عبد‬ ‫المنعم إبراهيم‪ ،‬فؤاد المهندس‪ ،‬محمد عوض‪ ،‬كمال يس‪ ،‬عمر الحريري‪ ،‬حسن‬ ‫يوسف‪ ،‬بدر الدين جمجوم‪ ،‬حسن مصطفى‪ ،‬سمير غانم‪ ،‬جورج سيدهم‪ ،‬عادل‬ ‫إمام‪ ،‬سعيد صالح‪ ،‬أحمد زكي‪ ،‬يونس شلبي‪ ،‬هادي الجيار‪ ،‬عمر خورشيد‪ ،‬عبد‬ ‫هللا فرغلي‪ ،‬عزت العاليلي‪ ،‬محمد رضا‪ ،‬صالح منصور‪ ،‬أبو بكر عزت‪ ،‬وحيد‬ ‫سيف‪ ،‬صالح السعدني‪ ،‬محمد نجم‪ ،‬سيد زيان‪ ،‬أحمد بدير‪ ،‬سعيد عبد الغني‪،‬‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪103 102‬‬


‫محمد أحمد المصري‪ ،‬زين العشماوي‪ ،‬محمود التوني‪ ،‬فاروق نجيب‪ ،‬سعيد‬ ‫طرابيك‪ ،‬حسن حسين‪ ،‬أحمد نبيل‪ ،‬محمد متولي‪ ،‬وجدي العربي‪ ،‬علي قاعود‪.‬‬ ‫ثالثا ‪ -‬مسرحيات فرقة «مسرح الفن»‪:‬‬ ‫تضم هذه المجموعة أكبر عدد من المسرحيات التي قام بإخرجها ألي فرقة‪،‬‬ ‫وهو أمر منطقي فكما سبق له التصريح بأن طموحات المخرج‪ /‬جالل الشرقاوي‬ ‫لن يستطيع تحقيقها إال المنتج‪ /‬جالل الشرقاوي‪ ،‬وتضم هذه المجموعة ثمانية‬ ‫وعشرين عرضا باإلضافة إلى أربعة مسرحيات تم إخراجها للتصوير التليفزيوني‪.‬‬ ‫ «مسرح الفن»‪ :‬الجوكر (‪ ،)1978‬دبابيس (‪ ،)1982‬البغبغان (‪،)1983‬‬‫إفرض (‪ ،)1984‬راقصة قطاع عام (‪ ،)1985‬ع الرصيف (‪ ،)1986‬إنقالب‬ ‫(‪ ،)1988‬المليم بأربعة‪ ،‬بولوتيكا (‪ ،)1989‬األنون وسيادته‪ ،‬باحبك يا مجرم‪،‬‬ ‫بشويش (‪ ،)1990‬تتجوزيني يا عسل‪ ،‬عطية اإلرهابية (‪ ،)1992‬إزاز × إزاز‬ ‫(‪ ،)1993‬قصة الحي الغربي (‪ ،)1994‬دستور يا أسيادنا (‪ ،)1995‬قشطة‬ ‫وعسل (‪ ،)1997‬حودة كرامة (‪ ،)1999‬شباب روش طحن (‪ ،)2002‬إمسك‬ ‫حكومة (‪ ،)2003‬أنا متفائل (‪ ،)2004‬برهومة وكاله البرومة (‪ ،)2005‬تاجر‬ ‫البندقية (‪ ،)2007‬دنيا أراجوزات (‪ ،)2011‬الكوتش‪ ،‬دنيا حبيبتي (‪،)2012‬‬ ‫عازب في شهر العسل (‪.)2017‬‬ ‫ مسرحيات مصورة‪ :‬زوجتي سقطت سهوا (عازب في شهر العسل)‪ ،‬الجيل إللي‬‫جاي (‪ ،)1977‬طبيب رغم أنفه‪ ،‬المتحذلقات (‪.)1982‬‬ ‫وقد تعاون من خالل مجموعة المسرحيات السابقة مع نخبة كبيرة من نجوم‬


‫المسرح المصري وفي مقدمتهم كل من الفنانات‪ :‬سهير البابلي‪ ،‬نيللي‪ ،‬ماجدة‬ ‫الخطيب‪ ،‬نورا‪ ،‬إلهام شاهين‪ ،‬سماح أنور‪ ،‬هالة فاخر‪ ،‬إسعاد يونس‪ ،‬سعاد نصر‪،‬‬ ‫هناء الشوربجي‪ ،‬فيفي عبده‪ ،‬هند صبري‪ ،‬غادة عبد الرازق‪ ،‬وفاء عامر‪ ،‬هالة‬ ‫صدقي‪ ،‬سمية األلفي‪ ،‬سلوى خطاب‪ ،‬فايزة كمال‪ ،‬شيرين‪ ،‬نهلة سالمة‪ ،‬نيرمين‬ ‫الفقي‪ ،‬عبير صبري‪ ،‬سعاد حسين‪ ،‬ناهد سمير‪ ،‬ليلى فهمي‪ ،‬انتصار‪ ،‬حنان‬ ‫شوقي‪ ،‬إيفا‪ ،‬رانيا فريد شوقي‪ ،‬داليا مصطفى‪ ،‬عبير الشرقاوي‪ ،‬مي عبد النبي‪،‬‬ ‫أميمة سليم‪ ،‬شمس‪ ،‬والمطربات‪ :‬زينب يونس‪ ،‬حنان عطية‪.‬‬ ‫وكذلك مع نخبة من كبار الفنانين وفي مقدمتهم األساتذة‪ :‬عبد المنعم مدبولي‪،‬‬ ‫نور الشريف‪ ،‬سعيد صالح‪ ،‬محمد صبحي‪ ،‬يحيى الفخراني‪ ،‬وحيد سيف‪ ،‬بدر‬ ‫الدين جمجوم‪ ،‬حسن عابدين‪ ،‬جمال إسماعيل‪ ،‬حسن حسني‪ ،‬أحمد راتب‪ ،‬أحمد‬ ‫بدير‪ ،‬نجاح الموجي‪ ،‬محمود القلعاوي‪ ،‬محمود أبو زيد‪ ،‬عبد الحفيظ التطاوي‪،‬‬ ‫أحمد أدم‪ ،‬صالح عبد هللا‪ ،‬حسين الشربيني‪ ،‬محمود الجندي‪ ،‬أحمد رزق‪ ،‬طلعت‬ ‫زكريا‪ ،‬أشرف عبد الباقي‪ ،‬كمال أبو رية‪ ،‬هشام عبد الحميد‪ ،‬عبد هللا محمود‪ ،‬وائل‬ ‫نور‪ ،‬عماد رشاد‪ ،‬أشرف سيف‪ ،‬نبيل بدر‪ ،‬أحمد حالوة‪ ،‬خليل مرسي‪ ،‬محمد أبو‬ ‫الحسن‪ ،‬محمد أبو العينين‪ ،‬محمد فريد‪ ،‬أحمد عقل‪ ،‬حسن كامي‪ ،‬فؤاد خليل‪،‬‬ ‫محمد عبد المعطي‪ ،‬رضا الجمال‪ ،‬محمد الشرقاوي‪ ،‬محمد محمود‪ ،‬رضا إدريس‪،‬‬ ‫سيد جبر‪ ،‬والمطربين‪ :‬مدحت صالح‪ ،‬إيمان البحر درويش‪ ،‬حسن األسمر‪.‬‬ ‫ويمكن للباحث المسرحي بدراسة قائمة إبداعات السابقة الفنان القدير‪ /‬جالل‬ ‫الشرقاوي في مجال اإلخراج المسرحي أن يسجل ثالثة مالحظات مهمة يمكن‬ ‫إجمالها في النقاط التالية‪:‬‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪105 104‬‬


‫أوال‪ :‬لم تتضمن قائمة إسهاماته بمجال اإلخراج المسرحي ‪ -‬والتي وصل عدد‬ ‫المسرحيات بها إلى أربعة وسبعين عرضا ‪ -‬حتى اآلن إال ثالثة عروض فقط‬ ‫اعتمدت على نصوص عالمية مترجمة وهي‪ :‬طبيب رغم أنفه‪ ،‬المتحذلقات للكاتب‬ ‫الفرنسي الكبير‪ /‬موليير‪ ،‬وتاجر البندقية للمبدع اإلنجليزي‪ /‬وليم شكسبير‪ ،‬وذلك‬ ‫مع مالحظة أنه قد تدخل أيضا بإجراء بعض التعديالت على كل نص منها حتى‬ ‫يتوافق خطابها الدرامي من القضايا اآلنية ورؤيته اإلخراجية‪ .‬ويجب اإلشارة في‬ ‫هذا الصدد أن قائمة العروض التي قام بإخراجها تتضمن أيضا عدة عروض تم‬ ‫تمصيرها عن نصوص أجنبية ومن بينها على سبيل المثال‪ :‬مدرسة المشاغبين‪،‬‬ ‫كباريه‪ 8 ،‬ستات‪ ،‬قصة الحي الغربي (عن نص «روميو وجوليت» لوليم شكسبير)‪،‬‬ ‫لعبة أسمها الحب (عن نص لسومرست موم)‪ ،‬زوجتي سقطت سهوا (عن نص‬ ‫لروبرت توماس)‪ ،‬الفك المفتري (عن نص «ترويض النمرة» لوليم شكسبير)‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬ال تتضمن قائمة إبداعه باإلخراج أي مساهمات باإلخراج لفرق الهواة‬ ‫بمختلف تجمعاتهم‪ ،‬سواء بفرق الشركات أو فرق باألقاليم (فرق المحافظات أو‬ ‫فرق الثقافة الجماهيرية)‪ ،‬أو حتى الفرق الجامعية‪ ،‬وذلك بخالف معظم زمالء‬ ‫جيله الذين تعددت تجاربهم بمسارح األقاليم والجمعة (ومن بينهم‪ :‬نبيل األلفي‪،‬‬ ‫عبد الرحيم الزرقاني‪ ،‬سعد أردش‪ ،‬كرم مطاوع‪ ،‬حسين جمعة)‪ ،‬ويستثنى من ذلك‬ ‫مساهمته بعدة تجارب قيلة جدا في ثالثة محاور هي‪ :‬المسرح المدرسي‪ ،‬المسرح‬ ‫العسكري‪ ،‬وأتحاد الممثلين الهواة‪ .‬حيث شارك عام ‪ 1954‬بتكوين فريق تمثيل‬ ‫إلتحاد الممثلين الهواة‪ ،‬وقام بإخراج أكثر من عشرة مسرحيات قصيرة على مدى‬ ‫عامين (خالل الفترة من ‪.)1956 - 1954‬‬


‫ثالثا‪ :‬لم يقدم على إخراج أي عرض لألطفال‪ ،‬واكتفى فقط بإشرافه الفني على‬ ‫المسرحية التي قام بإنتاجها للتصوير التليفزيوني‪ ،‬وهو مسرحية «جزيرة الحب‬ ‫والصحوبية»‪ ،‬والتي أسند إخراجها للفنان‪ /‬محمد فريد‪.‬‬ ‫وتقتضي األمانة العلمية أن أسجل رؤيتي النقدية على إبداعات أستاذي الجليل‬ ‫بكل صدق وأمان وشفافية‪ ،‬خاصة وقد أتيح لي فرصة ربما لم تتح لكثير من‬ ‫أبناء جيلي وهي مشاهدة عدد كبير جدا من العروض التي أخراجها بدءا من‬ ‫ستينيات القرن الماضي (وما زلت أتذكر الزلزال‪ ،‬وال العفاريت الزرق‪ ،‬وأنت إللي‬ ‫قتلت الوحش)‪ ،‬كما أتيح لي أيضا فرصة متابعة البعض اآلخر منها عن طريق‬ ‫التسجيالت التليفزيونية النادرة التي كانت تعرض من خالل البرنامج الرائع «كنوز‬ ‫مسرحية»‪ .‬ونظ ار لصعوبة بل إستحالة تناول كل مسرحية من المسرحيات التي‬ ‫أخرجها بالنقد والتقييم نظ ار لعدم إمكانية مشاهدة بعضها وأيضا لضيق المساحة‬ ‫المخصصة فإنني سأكتفي بتناول بعض العالمات المهمة التي تحدد السمات‬ ‫اإلبداعية العامة لكل مرحلة تاريخيا‪ ،‬أو بمعنى آخر لكل مجموعة عروض بكل‬ ‫قسم من األقسام الثالث التي سبق وأن قمت بتصنيف وتقسيم مجموعة المسرحيات‬ ‫التي قام بإخراجها إليها‪.‬‬ ‫القسم األول (ويتضمن عروض مسارح الدولة)‪ :‬تأتي في المرتبة األولى ‪ -‬من‬ ‫وجهة نظري ‪ -‬مجموعة المسرحيات بالقسم األول‪ ،‬فهي بصفة عامة تعد أفضل‬ ‫المسرحيات التي قام بإخراجها‪ ،‬حيث تتضمن عددا من المسرحيات التي تعد‬ ‫عالمات مضيئة في تاريخ المسرح المصري بل والمسرح العربي بصفة عامة‪.‬‬ ‫فإذا قمنا بإستثناء بعض العروض التي أضطر إلخراجها في مرحلة البدايات‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪107 106‬‬


‫بمسارح التليفزيون حينما لم يكن له كامل الحرية في إختيار النص‪ ،‬أو كانت‬ ‫تأخذه حماسة الشباب وروح التحدي لإلقدام على إخراج بعض النصوص الضعيفة‬ ‫إلثبات الذات‪ ،‬وكذلك قمنا بإستثناء عروض المناسبات واإلحتفاليات سنجد أن‬ ‫هذه المجموعة تضم عددا من العروض التي أثبتت موهبته وحظيت بإشادات كثر‬ ‫من النقاد والمتخصصين ومن بينها‪ :‬الزلزال‪ ،‬آه يا ليل يا قمر‪ ،‬بلدي يا بلدي‪ ،‬أنت‬ ‫إللي قتلت الوحش‪ ،‬عفاريت مصر الجديدة‪ ،‬ملك الشحاتين‪ ،‬الجنزير‪ ،‬وأخي ار‬ ‫الخديوي‪.‬‬ ‫القسم الثاني (عروض الفرق الخاصة بإستثناء عروص مسرح الفن)‪ :‬حققت‬ ‫أغلب مجموعة المسرحيات بهذا القسم نجاحا جماهيريا كبيرا‪ ,‬وبالتالي يحسب لها‬ ‫تحقيقها للشهرة لمخرجها أيضا‪ ،‬ولكن لألسف فإنها تأتي في المرتبة الثالثة‪ ،‬وذلك‬ ‫نظ ار إلعتمادها في نجاحها بالدرجة األولى على مشاركة عدد كبير من نجوم‬ ‫الكوميديا خالل عقد السبعينيات (عبد المنعم مدبولي‪ ،‬فؤاد المهندس‪ ،‬شويكار‪،‬‬ ‫محمد عوض‪ ،‬سهير البابلي‪ ،‬عادل إمام‪ ،‬سعيد صالح‪ ،‬وردة)‪ ،‬وبالتالي فهي التي‬ ‫ساهمت بدرجة كبيرة في تحقيق شهرة الفنان‪ /‬جالل الشرقاوي جماهيريا‪ .‬ولكن مع‬ ‫ذلك أعتبر عروض هذا القسم من أضعف مسرحياته وأقلها مستوى فنيا‪ ،‬ويكفي أن‬ ‫نذكر ان هذا القسم يتضمن بعض المسرحيات التي أعلن الفنان‪ /‬الشرقاوي نفسه‬ ‫إضط ارره إلخراجها أو ندمه على ذلك (ومثال لها‪ :‬إنت إللي قتلت عليوة‪ ،‬حب‬ ‫ورشوة ودلع‪ ،‬إنهم يقتلون الحمير‪ ،‬شهرزاد‪ ،‬المتشردة)‪ ،‬وإن كان هذا ال يمنع أن‬ ‫هذا القسم قد تضمن أيضا عدد قليل من المرحيات المتميزة ومثال لها المسرحية‬ ‫الغنائية‪ :‬تمر حنة‪ ،‬وأوبريت «الشخص» للرحبانية‪.‬‬


‫القسم الثالث (يتضمن مجموع العروض الخاصة بفرقة مسرح الفن)‪ :‬من المنطقي‬ ‫أن تأتي عروض هذه المجموعة بصفة عام في المستوى الثاني وذلك نظ ار‬ ‫ألضطرار مخرجها ومنتجها إلى الموائمة بين طموحاته الفنية وبين ضرورة تغطية‬ ‫خسائره المادية نتيجة مغامرته الفنية بإنتاج عروض ضخمة ومبهرة مثل األوب ار‬ ‫الشعبية «إنقالب»‪ .‬ويمكن بأمانة أن نقسم عروض هذه المجموعة إلى ثالث‬ ‫مستويات األول ألرقى مستوى فني للعروض ويضم إنقالب‪ ، ،‬المليم بأربعة‪ ،‬ع‬ ‫الرصيف‪ ،‬دستور يا أسيادنا‪ ،‬والمستوى الثاني الذي يجمع بين المستوى المتوسط‬ ‫فكريا والمستوى جماهيريا ويضم مسرحيات‪ :‬الجوكر‪ ،‬البغبغان‪ ،‬إفرض‪ ،‬راقصة‬ ‫قطاع عام‪ ،‬قصة الحي الغربي‪ ،‬حودة كرامة‪ .‬ويضم المستوى الثالث مجموعة‬ ‫العروض األقرب للتجارية ومثال لها‪ :‬باحبك يا مجرم‪ ،‬تتجوزيني يا عسل‪ ،‬قشطة‬ ‫وعسل‪ ،‬برهومة وكاله البرومة‪ ،‬شباب روش طحن‪ ،‬إمسك حكومة‪ ،‬أنا متفائل‪،‬‬ ‫الكوتش‪ ،‬عازب في شهر العسل‪.‬‬ ‫يتضح ومما سبق مدى قدرة ومهارة المخرج‪ /‬جالل الشرقاوي ‪ -‬سواء من خالل‬ ‫فرق مسارح الدولة أو من خالل فرق القطاع الخاص ‪ -‬في التعامل مع كبار‬ ‫النجوم والممثلين الذين يمثلون أجياال متتالية‪ ،‬وبالتالي يحسب له نجاحه في‬ ‫قيادتهم والسيطرة على نزوات بعضهم ‪ -‬وخاصة نجوم الكوميديا ‪ -‬بالخروج‬ ‫على النص‪ .‬كذلك يحسب له إيمانه الشديد بضرورة تحقيق فكرة تواصل األجيال‬ ‫واكتشاف المواهب الشابة‪ ،‬حيث حرص أثناء إدارته لفرقة «مسرح الحكيم» على‬ ‫منح عدة فرص حقيقة لكثير من المواهب الشابة والوجوه الجديدة إلثبات مواهبهم‪،‬‬ ‫ومن بينهم على سبيل المثال وليس الحصر‪ :‬عادل بدر الدين‪ ،‬عز الدين إسالم‪،‬‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪109 108‬‬


‫عبد العزيز أبو الليل ( بمسرحية األرانب)‪ ،‬سعيد صالح‪ ،‬عصمت عباس (عودة‬ ‫الروح)‪ ،‬فاروق نجيب‪ ،‬عبد العزيز أبو الليل (بمسرحية الصليب)‪ .‬كذلك حرص‬ ‫أيضا من خالل العروض التي قام بإخراجها بفرقته «مسرح الفن» على منح‬ ‫عدد كبير من المواهب الحقيقية الفرصة كاملة للتألق‪ ،‬فمنح فرصة البطولة‬ ‫المطلقة لبعض الوجوه الشابة في مقدمتها كل من الفنانين‪ :‬فايزة كمال (إفرض)‪،‬‬ ‫سماح أنور (راقصة قطاع عام)‪ ،‬محمد الشرقاوي (دبابيس)‪ ،‬أشرف عبد الباقي‬ ‫(بشويش)‪ ،‬نهلة سالمة (بولوتيكا)‪ ،‬أحمد آدم (باحبك يا مجرم)‪ ،‬محمد سعد‬ ‫(إزاز × إزاز)‪ ،‬أحمد رزق‪ ،‬شمس (قصة الحي الغربي)‪ ،‬خليل مرسي‪ ،‬عطية‬ ‫عويس (عطية اإلرهابية)‪ ،‬أحمد فؤاد سليم‪ ،‬نيرمين الفقي‪ ،‬فتوح أحمد (دستور يا‬ ‫أسيادنا)‪ ،‬غادة عبد الرازق‪ ،‬عبير صبري‪ ،‬محمد شرف‪ ،‬مجدي السباعي (حودة‬ ‫كرامة)‪ ،‬دنيا‪ ،‬عمرو واكد‪ ،‬شادي سرور (شباب روش طحن)‪ ،‬حنان عطية‪ ،‬ميسرة‬ ‫(برهومة واكاله البرومة)‪ ،‬داليا مصطفى‪ ،‬سهام جالل (أنا متفائل)‪ ،‬وفاء عامر‪،‬‬ ‫هند صبري(إمسك حكومة)‪.‬‬ ‫السمات العامة إلبداعاته كمخرج‪:‬‬ ‫بدراسة مجموعة العروض التي أبدع في إخراجها الفنان الكبير‪ /‬جالل الشرقاوي‬ ‫يمكنني تحديد بعض السمات العامة إلبداعاته والتي يمكن إجمالها في النقاط‬ ‫التالية‪:‬‬ ‫‪ -‬اهتمامه الكبير بإختيار مجموعة الممثلين المتميزين المناسبين لألدوار‪ ،‬والقادرين‬


‫على تجسيد األدوار الدرامية المختلفة بالنص‪ ،‬والتدقيق الشديد عند توزيع الدور‬ ‫الدرامي المناسب لكل ممثل منهم‪ ،‬خاصة وأنه من أشد أنصار أسلوب التلقائية‬ ‫والعفوية فى فن أداء الممثل‪ ،‬سواء كان هذا األداء مرتبطا بعقل بارد أو قلب‬ ‫ساخن‪ ،‬فهو من المؤمنين بأن عطاء الممثل يسمو ويتميز من خالل التزامه‬ ‫بالبساطة والتلقائية التي تمكنه من تحقيق ذلك التواصل المنشود مع جمهور‬ ‫المشاهدين‪ ،‬ولذا فكثي ار ما قدم كبار الممثلين في ثوب جديد لم نعتاده من قبل‪،‬‬ ‫ومن أوضح األمثلة على ذلك تألق القديرة‪ /‬سهير البابلي معه في أكثر من عرض‬ ‫(آه يا ليل يا قمر‪ ،‬بلدي يا بلدي‪ ،‬مدرسة المشاغبين‪ ،‬ع الرصيف)‪ ،‬وكذلك الفنانة‪/‬‬ ‫نوال أبو الفتوح (خطيئة حواء‪ ،‬الزلزال)‪ ،‬والفنانة القديرة‪ /‬ماجدة الخطيب (أنت‬ ‫إللي قتلت الوحش‪ ،‬أنهم يقتلون الحمير‪ ،‬الجوكر‪ ،‬الجنزير)‪ ،‬وأيضا تألق الفنان‪/‬‬ ‫حسن عابدين معه من خالل ثالث عروض (ع الرصيف‪ ،‬إفرض‪ ،‬بولوتيكا)‪،‬‬ ‫وذلك بخالف تميز بعض الفنانين بمشاركاتهم بعروضه ومن بينهم‪ :‬محمد صبحي‬ ‫(الجوكر‪ ،‬البغبغان‪ ،‬طبيب رغم أنفه‪ ،‬المتحذلقات)‪ ،‬أحمد بدير (المتشردة‪ ،‬ع‬ ‫الرصيف‪ ،‬دستور يا أسيادنا‪ ،‬أنا متفائل تصور)‪ ،‬أحمد آدم ( إزاز × إزاز‪ ،‬حودة‬ ‫كرامة‪ ،‬برهومة واكاله البرومة)‪ ،‬صالح عبد هللا (حودة كرامة‪ ،‬إمسك حكومة‪،‬‬ ‫شباب روش طحن)‪ .‬وذلك بخالف حرصه على تقديم بعض الوجوه الجديدة في‬ ‫أدوار رئيسة ألول مرة على المسرح ومن بينهم‪ :‬إيمان البحر درويش‪ ،‬أحمد آدم‪،‬‬ ‫محمد الشرقاوي‪ ،‬أشرف عبد الباقي‪ ،‬حسن كامي‪ ،‬نهلة سالمة‪ ،‬هند صبري‪،‬‬ ‫محمد سعد‪ ،‬أحمد رزق‪ ،‬عمر واكد‪ ،‬نيرمين الفقي‪ ،‬عبير صبري‪ ،‬هندية‪ ،‬داليا‬ ‫مصطفى‪ ،‬نسمة محجوب‪.‬‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪111 110‬‬


‫ القدرة على قيادة مجاميع كبيرة من الممثلين والكمبارس‪ ،‬مع مهارة توظيف‬‫حركة هذه األعداد الكبيرة والمجاميع في تشكيالت رائعة ذات دالالت درامية‬ ‫معبرة‪ ،‬وال شك أن التحكم في هذا العدد الكبير من الممثلين الذين يتبادلون‬ ‫األوضاع على المستويات المختلفة (سواء في تشكيالت منتظمة أو تشكيالت‬ ‫عشوائية)‪ ،‬كما يتبادلون في أحيان أخرى الحركة والسكون طبقا لمتطلبات الموقف‬ ‫الدرامي يتطلب من المخرج مهارات كبيرة وخبرات حقيقية‪ ،‬ومن أهم عروضه في‬ ‫هذا الصدد «الحصار»‪« ،‬بلدي يا بلدي»‪« ،‬آه ياليل يا قمر»‪« ،‬أنت إللي قتلت‬ ‫الوحش» و»ملك الشحاتين»‪« ،‬عيون بهية»‪.‬‬ ‫ نجاحه كمخرج مفسر في تقديم نص مواز للنص األصلي‪ ،‬يساهم في تعميق‬‫الفكر والخطاب الدرامي بالنص‪ ،‬كما يساهم في تفسير كثير من اإلطروحات‬ ‫بوضوح وصراحة مطلقة‪ ،‬ويربط بحنكة ‪ -‬ودون مباشرة ‪ -‬بين األحداث الدرامية‬ ‫بالنص وبعض األحداث اآلنية والقضايا القومية المعاصرة‪ ،‬فهو مخرج من الطراز‬ ‫المثقف الواعي الذي يؤمن بأن الفن بكل معطياته يجب أن يعبر عن القضايا‬ ‫المعاصرة‪ ،‬وعن كل الهموم واألوجاع االجتماعية الملحة‪ ،‬وأن الدور الحقيقي له‬ ‫ينبغي أن يكون في خدمة اإلنسان والمجتمع‪ ،‬وتعد كل من مسرحيات‪« :‬أنت‬ ‫إللي قتلت الوحش»‪« ،‬عفاريت مصر الجديدة»‪« ،‬الجنزير»‪« ،‬الخديوي» وكذلك‬ ‫مسرحيات‪« :‬ع الرصيف»‪« ،‬دستور يا أسيادنا»‪« ،‬المليم بأربعة»‪« ،‬حودة كرامة»‬ ‫من خير النماذج التي تؤكد أسلوبه هذا‪.‬‬ ‫ تميزه بتلك القدرة الفنية على بعث الروح في جسد النص وتحريكه فوق خشبة‬‫المسرح بحركة تنبض بالحياة وتضيء جوانب الهدف الفكري واالجتماعي الذي‬


‫قصد إليه المؤلف‪ ،‬وذلك من خالل مهارته في رسم وتصميم الحركة المسرحية‬ ‫(الميزانسين)‪ ،‬وتوظيفه للحركة المسرحية النشطة السهلة سواء في منحنيات أو‬ ‫خطوط مستقيمة أو متقاطعة بين الشخصيات‪ ،‬بحيث يسهل للممثل تحقيق أعلى‬ ‫مستويات اإلتقان في اآلداء التمثيلي دون إغفال للداللة الدرامية لهذه الحركة‪،‬‬ ‫فال تنسه جماليات البعد التشكيلي في العرض البعد المضموني في النص‪ ،‬لذا‬ ‫فهو يعمد في تصميمه للحركة إلى التنوع والتزاوج بين الحركات الفردية والثنائية‬ ‫والجماعية سواء بتوزيعها في أرجاء المسرح أو بتجميعها في بؤرة المسرح‪ ،‬ليركب‬ ‫ويشكل منها بناء اللوحات الدرامية المتتبعة‪،‬‬ ‫ الحرص على تقديم عروضه من خالل «المسرح الشامل»‪ ،‬ذلك المسرح‬‫الذي تتكامل فيه جميع مفرادات العمل الفني لتحقيق كل من المتعة السمعية‬ ‫والبصرية‪ ،‬وقد وضح حرصه هذا من خالل توفيقه الدائم في التوظيف الدقيق‬ ‫والتكامل لكافة المفردات المسرحية وخاصة الموسيقى واإلضاءة واالستعراضات‬ ‫وتشكيالت الممثلين‪ .‬ويتضح ذلك األسلوب جليا من خالل عروضه المتميزة‪:‬‬ ‫«ملك الشحاتين»‪« ،‬تمر حنة»‪« ،‬كباريه»‪« ،‬عيون بهية» وأيضا «الخديوي»‪،‬‬ ‫وكذلك من خالل توظيفه أحيانا لبعض التقنيات الفنية الحديثة كشاشات السينما‬ ‫(كما في عرضه البديع «إنقالب»)‪.‬‬ ‫ القدرة على تحقيق البهجة وتوظيف بعض التقنيات والحيل التي تعجب الجمهور‬‫المصري‪ ،‬ولذا فقد تضمنت رؤيته اإلخراجية في كثير من عروضه مايشبه‬ ‫النص الموازي من األشعار واألغاني واالستعراضات‪ ،‬وذلك ليس فقط بهدف ربط‬ ‫الخاص بالعام إلثراء وتعميق وتعظيم المعني الكلي للنص‪ ،‬ولكن أيضا بهدف‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪113 112‬‬


‫تحقيق البهجة والمتعة الخالصة‪ ،‬فقد أدرك بحدسه وخبرته طبيعة المشاهد العربي‪/‬‬ ‫المصري‪ ،‬ولذا لم يدع وسيلة الستنطاق النص وتحريكه وإثرائه بروح الكوميديا إال‬ ‫واستعان بها بمهارة وحذق‪ ،‬فحرص أن يقترب عرضه بشدة من المجتمع والبيئة‬ ‫المصرية‪ ،‬كما حرص على التلوين وتقديم مشاهد مبهجة وممتعة وشديدة التأثير‬ ‫على مشاعر المشاهد‪ ،‬وكثي ار ما قام باختيار قالب الكوميديا الموسيقية لتقديم‬ ‫بعض النصوص الجادة ولم ينساق وراء جدية الفكرة‪ ،‬بل سعى حتى تكون جرعة‬ ‫الكوميديا جزءا من فنون العرض الجماهيري التي تتناسب مع مزاج الجمهور‪.‬‬ ‫ العمل على الموازنة بين العناصر الفنية المكملة وبين أحداث النص الدرامي‬‫ممتزجا بطرافة وخفة ظل‪ ،‬وكلها لمسات إخراجية بهدف تحقيق السعادة للمشاهدين‪،‬‬ ‫وتلبية رغبتهم في قضاء أمسية مسرحية جميلة تتضمن الغناء والرقص االستعراضي‬ ‫والكوميديا‪ ،‬فتكون النتيجة الطبيعية هي تحقيق التواصل معهم‪ ،‬وسهولة وصول‬ ‫الهدف من المسرحية إلى أي مشاهد مهما كانت درجة ثقافته وخبرته المسرحية‪،‬‬ ‫واألمثلة على ماسبق كثيرة ومن بينها على سبيل المثال فقط مسرحيات‪ :‬الجوكر‪،‬‬ ‫البغبغان‪ ،‬راقصة قطاع عام‪ ،‬قشطة وعسل‪ ،‬حودة كرامة‪ ،‬برهوم واكاله البرومة‪.‬‬ ‫ االهتمام الكبير بضبط اإليقاع العام للعرض وكذلك بضبط اإليقاع الخاص بكل‬‫مشهد‪ ،‬فهو يجيد المحافظة على اإليقاع المطلوب في كل الحاالت‪ ،‬كما يحرص‬ ‫في كل عروضه على براعة االستهالل وأيضا على تقديم حسن الختام‪ ،‬وذلك‬ ‫بخالف حرصه على تنوع اإليقاعات بين المشاهد المختلفة بالعرض‪ ،‬وقد يتطلب‬ ‫األمر أحيانا توظيف الموسيقى التعبيرية الموحية أو اإلضاءة المعبرة لتنسجم مع‬ ‫اإليقاع الهادئ بأحد المشاهد أو اإليقاع الصاخب بالمشهد الذي يليه‪ ،‬وبالتالي فهو‬


‫يتميز بمهارته في تحقيق ذلك التكامل بين جميع المفردات الفنية بصورة تنسجم‬ ‫مع اإليقاعات الصوتية لمجموعة الممثلين والتي تتزاوج مع إيقاعاتهم الحركية‪،‬‬ ‫وذلك بغرض تحقيق الهدف النهائي واألسمى أال وهو صنع الجو النفسي المناسب‬ ‫في أعماق المشاهدين‪ ،‬وربما تحققت هذه السمة بدرجة كبيرة في عروض‪« :‬ملك‬ ‫الشحاتين»‪« ،‬تمر حنة»‪« ،‬إنقالب»‪« ،‬قصة الحي الغربي» و»الخديوي» حيث‬ ‫تضمن كل منهما عددا كبير من األغنيات واالستعراضات‪.‬‬ ‫المخرج وتوجهاته الفكرية‪:‬‬ ‫أرى ونحن بصدد تناول دور الفنان‪ /‬جالل الشرقاوي كمخرج ضرورة أن نسجل‬ ‫له أيضا حرصه على إختيار النصوص الجيدة بغض النظر عن شهرة أو مكانة‬ ‫مؤلفيها‪ ،‬فبخالف إخراجه ألعمال بعض كبار الكتاب ‪( -‬وفي مقدمتهم‪ :‬توفيق‬ ‫الحكيم‪ ،‬نعمان عاشور‪ ،‬رشاد رشدي‪ ،‬سعد الدين وهبة‪ ،‬يوسف عوف‪ ،‬بهجت‬ ‫قمر‪ ،‬سمير خفاجي‪ ،‬صالح جاهين) ‪ -‬قام بإخراج نصوص لمجموعة كبيرة‬ ‫من الكتاب الذين كان أغلبهم بمرحلة البدايات خالل ستينيات القرن الماضي‬ ‫ثم أصحوا بعذ ذلك من الكتاب الراسخين وفي مقدمتهم كل من األساتذة‪ :‬لطفي‬ ‫الخولي‪ ،‬نجيب سرور‪ ،‬ميخائيل رومان‪ ،‬علي سالم‪ ،‬عبد الرحمن شوقي‪ ،‬أحمد‬ ‫حلمي‪ ،‬ظافر الصابوني‪ ،‬أنيس منصور‪ ،‬مصطفى محمود‪ ،‬محمد العفيفي‪ ،‬وذلك‬ ‫باإلضافة إلى مجموعة أعمال معدة عن إبداعات كبار األدباء شارك بإعدادها‬ ‫كتاب جدد (ومن بينهم األساتذة‪ /‬فيصل ندا لقصة «الرجل الذي فقد ظله» لفتحي‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪115 114‬‬


‫غانم‪ ،‬فتحي زكي لقصة «خطيئة حواء» لمحمد التابعي‪ ،‬وخيري شلبي وبكر‬ ‫رشوان لرواية «عودة الروح» لتوفيق الحكيم)‪ ،‬كذلك قام أيضا بإخراج مجموعة‬ ‫من المسرحيات من تأليف جيل الوسط (جيل السبعينيات والثمانينات) ومن‬ ‫بينهم األساتذة‪ /‬نبيل بدران‪ ،‬محمد أبو العال السالموني‪ ،‬لينين الرملي‪ ،‬حسام‬ ‫حازم‪ ،‬إسماعيل العادلي‪ ،‬ماهر ميالد‪ ،‬بسيوني عثمان‪ ،‬يسري اإلبياري‪ ،‬مدحت‬ ‫يوسف‪ ،‬وحيد حامد‪ ،‬محمد سلماوي‪ ،‬فاروق جويدة‪ ،‬إبراهيم الموجي‪ ،‬نهاد جاد‪،‬‬ ‫أسامة أنور عكاشة‪ ،‬ولمجموعة من جيل الشباب أيضا ومن بينهم الكتاب‪/‬‬ ‫إبراهيم مسعود‪ ،‬صالح متولي‪ ،‬مصطفى سعد‪ ،‬محمود الطوخي‪ ،‬حمدي نوار‪،‬‬ ‫أيمن الحكيم‪ ،‬وذلك بخالف مشاركته بإخراج عدد قليل جدا من النصوص‬ ‫العالمية لكبار الكتاب ومن بينهم‪ /‬وليم شكسبير‪ ،‬موليير‪ ،‬وذلك باإلضافة إلى‬ ‫بعض األعمال المعدة عن أعمال كل من‪ :‬روجيه فرديناند‪ ،‬سومرست موم‪،‬‬ ‫روبرت توماس‪.‬‬ ‫والمتتبع لكل من المسيرة الشخصية للفنان القدير‪ /‬جالل الشرقاوي بالمتغيرات‬ ‫السياسية واإلجتماعية التي عايشها ومجموعة إبداعاته وخاصة في مجال اإلخراج‬ ‫المسرحي يمكنه بسهولة رصد العالقة الوطيدة بينهما‪ ،‬فجميع إبداعاته ما هي إال‬ ‫إنعكاس للمراحل التاريخية التي مرت بها «مصر» التي عشقها‪ ،‬كما يمكن رصد‬ ‫أن جميع توجهاته الفكرية خالل مسيرته لم تنتمي لفكر يساري وال يميني ولكنها‬ ‫كانت دائمة اإلنحياز إلى «مصر» وإلى األغلبية من أبناء الشعب‪ ،‬وبالتالي فإن‬ ‫أعماله المسرحية تعد تسجيال وتوثيقا وتأريخا لفترات عزيزة وغالية من تاريخنا‬ ‫السياسي والفني المعاصر‪ ،‬حيث نستطيع من خاللها التعرف على أهم األحداث‬


‫التي شهدتها «مصر» خالل ما يزيد عن نصف قرن من الزمان‪ ،‬خاصة وقد‬ ‫شهدت تلك السنوات عدة تغيرات سياسية واقتصادية واجتماعية كبيرة‪ ،‬بداية معركة‬ ‫‪ ،1956‬ومرو ار بنكسة ‪ 67‬المؤلمة‪ ،‬ثم رحيل الزعيم‪ /‬جمال عبد الناصر‪ ،‬وتولي‬ ‫الرئيس األسبق‪ /‬أنور السادات للحكم‪ ،‬وتحقيق انتصارات أكتوبر المجيد عام‬ ‫‪ ،1973‬ووصوال إلى معاهدة السالم وتوقيع إتفاقية «كامب دافيد»‪ ،‬ومحاوالت‬ ‫التطبيع الفاشلة‪ ،‬وكذلك تطبيق سياسات اإلنفتاح اإلقتصادي‪ ،‬ثم إغتيال الرئيس‬ ‫السبق السادات‪ ،‬ومن بعد ذلك فترة حكم الرئيس األسبق‪ /‬حسني مبارك والتي‬ ‫انتهت بثورة الشباب في ‪ 25‬يناير ‪ 2011‬وما شهدته «مصر» من أحداث منذ‬ ‫قيامها وحتى اآلن‪ .‬سنوات طويلة تم التحول خاللها من عصر اإلشتراكية بستينيات‬ ‫القرن الماضي إلى عصر االنفتاح االقتصادي بالسبعينيات‪ ،‬وما صاحب ذلك من‬ ‫تغيرات كبيرة شهدها وشارك في التعبير عنها مسرحيا الفنان‪ /‬جالل الشرقاوي من‬ ‫خالل مجموعة أعماله المتتالية‪ .‬هذا ويمكنني من خالل تتبع مجموعة إبداعاته‬ ‫المسرحية ورصد الخطاب الدرامي لكل منها تسجيل الحقائق التالية‪:‬‬ ‫ مسرحية «راقصة قطاع عام» فضحت بيروقراطية النظام بما فيه من فساد‬‫وانتهازية‪.‬‬ ‫ كشفت مسرحية «ع الرصيف» النقاب على الفساد السياسي وإستغالل النفوذ‬‫وسرقة «مصر»‪ ،‬حيث صرخ األبطال خالل أحداث المسرحية‪« :‬مين إللي‬ ‫سرق مصر ؟؟»‪ .‬وقد تم خالل المسرحية كشف وتعرية طبقة السياسيين الجدد‬ ‫(اإلنتهازيين) الذين كانوا أعضاء في هيئة التحرير ثم تحولوا إلى «اإلتحاد القومي»‬ ‫ثم إلى «اإلتحاد اإلشتراكي» ثم إلى «حزب مصر»‪ ،‬ثم إلى «الحزب الوطني»‪،‬‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪117 116‬‬


‫ثم إلى ما يريده الحاكم بعد ذلك من أحزاب ومسميات !!‪.‬‬ ‫ كشفت مسرحية «الخديوي» الفساد والرشاوي والخيانة‪ ،‬وطلبت بمحاسبة الخائن‬‫الذي حاول بيع مصر ‪ -‬بكل رموزها من الهرم وأبو الهول وحتى عبد الوهاب وأم‬ ‫كلثوم ‪ -‬في المزاد!!‬ ‫ طالب مسرحية «حودة كرامة» بضرورة إحترام وتوفير حقوق المواطنة لجميع‬‫المواطنين‪ ،‬وأوضحت أن المواطن المصري في «مصر» أصبح لألسف يعامل‬ ‫في بالده كمواطن من الدرجة الثانية وفي البالد األجنبية كمواطن من الدرجة‬ ‫الثالثة‪.‬‬ ‫ وتناولت مسرحية «حودة كرامة» أيضا قضية التطبيع مع إسرائيل وأوضحت‬‫أن السالم واألمن والتطبيع مع إسرائيل ال يمكن أن يتحقق إال من خالل إعادة‬ ‫الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة على كامل أرضيها‬ ‫وعاصمتها «القدس»‪.‬‬ ‫ تم إضافة أربعة مشاهد من تأليف‪ /‬جالل الشرقاوي لمسرحية «تاجر البندقية»‪،‬‬‫ليؤكد أن «شايلوك» التاجر اليهودي الذي أراد في القرن السادس عشر أن يقطع‬ ‫رطال من لحم جسد «أنطونيو» ظهر له حاليا أحفاد أكثر حقدا وطمعا‪ ،‬وأنهم‬ ‫يستهدفون أطنانا من أجساد العرب‪.‬‬ ‫ بمسرحية «دستور يا أسيادنا» تم تناول قضية األنتخابات الرئاسية‪ ،‬وطالبت‬‫بضرورة إجراء اإلنتخاب السري الحر لرئيس الجمهورية‪ ،‬وأال تزيد فترة الرئاسة عن‬ ‫فترتين‪ ،‬مدة كل منهما أربع سنوات‪.‬‬ ‫‪ -‬تصدى لظاهرة التطرف بكل شجاعة وندد باإلرهاب‪ ،‬وطالب بضرورة التصدي‬


‫لهذه الظاهرة إجتماعيا وإقتصاديا وتعليميا وثقافيا بجانب التعامل األمني‪ ،‬وذلك‬ ‫في عدة مسرحيات من بينها‪« :‬إنقالب»‪« ،‬عطية اإلرهابية»‪« ،‬الجنزير»‪ ،‬وقد‬ ‫كشفت مسرحية «إنقالب» الوجه القبيح للتطرف الديني الذي يتحاور بالمسدس‬ ‫ال بالكلمة‪ ،‬كما عرضت أسباب نشأة هذا اإلرهاب‪ ،‬وأهمها الجوع والقهر واليأس‬ ‫واإلحباط‪.‬‬ ‫ تصدى في مسرحية «المليم بأربعة» لظاهرة توظيف األموال (الوجه اإلقتصادي‬‫للجماعات المتطرفة)‪ .‬وقد أدانت المسرحية كل من النصابين وأيضا المواطنين‬ ‫المخدوعين الذين وقعوا فريسة وضحية لطمعهم في ربح سريع دون جهد‪ ،‬كما‬ ‫أدانت الحكومة التي تبنت أجهزة إعالمها الدعاية والترويج لهم‪.‬‬ ‫ خطت مسرحية «بشويش» خطوة واسعة إلى األمام نحو المسرح السياسي‬‫المباشر‪ ،‬فجسدت بالصوت والصورة معا كل الرؤساء الثالث‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫شخصيات أخرى منها «نابليون»‪« ،‬هتلر»‪ ،‬صدام حسين»‪ ،‬و»جولدا مائير»‪.‬‬ ‫جدير بالذكر أن مجموعة من العبارات التي جاءت بحوارات بعض المسرحيات‬ ‫قد حققت شعبية كبيرة وتم تداولها فأصبحت بمثابة األمثلة الشعبية ومثال لها‪:‬‬ ‫ «مصر أغنى دولة في العالم بقالهم سبعة آالف سنة بيسرقوا فيها وإحنا لسه‬‫عايشين»‪ ،‬ومثال آخر «هو ليه مصر فيها رئيس راحل راحل‪ ،‬مافيهاش رئيس‬ ‫سابق أبدا» بمسرحية «ع الرصيف»‪.‬‬ ‫ «إحنا بلد ديمقراطي‪ ،‬الشعب يقول إللي هو عايزه والحكومة تعمل إللي هي‬‫عايزاه» بمسرحية «بشويش»‪.‬‬ ‫ويتضح مما سبق أن توجيه التحية واجبة فعال لهذا الفنان الوطني لوقوفه الصلب‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪119 118‬‬


‫مع المسرح ذي الرسالة الذي يعتمد قضايا الناس ومشاكلهم السياسية واالجتماعية‬ ‫والعاطفية‪ ،‬وإيمانه القوي بأن فن المسرح قادر على نشر الوعي وتغيير المجتمع‬ ‫في نفس الوقت الذي يقدم فيه المتعة والفرجة‪ .‬حقا إن «جالل الشرقاوي» فنان ذو‬ ‫رأي ورؤية وهذا ما يميز دائما الفنان الحقيقي من غيره من الفنانين‪ ،‬ففنان الرأي‬ ‫فاعل ومؤثر‪ ،‬والفنان بال رأي مجرد أداة تستخدم لتحقيق األغراض‪ ،‬وال طموح له‬ ‫سوى تحقيق بعض المكاسب الشخصية‪.‬‬ ‫المهارات اإلخراجية‪:‬‬ ‫الرؤى اإلخراجية التي قدمها المخرج الفنان‪ /‬جالل الشرقاوي رؤى إبداعية جديرة‬ ‫بالدراسة‪ ،‬خاصة وقد جمع فيها كل مكونات المسرح الشامل من التمثيل الموسيقي‬ ‫والغناء‪ .‬وقد اتضح جليا مما سبق أن هذا الفنان الحقيقي يعد بحق واحدا من‬ ‫مخرجينا القالئل الذين يصدرون في إخراجهم عن تصور فكري ورؤية إخراجية‪،‬‬ ‫ويمتلكون القدرة على تدريب الممثلين وتحريكهم‪ ،‬باإلضافة إلى مهارة توظيف‬ ‫كل أدوات العرض المسرحي باقتدار وفهم‪ ،‬لتقديم عروض ممتعة ومشوقة وحافلة‬ ‫بفنون الفرجة وبلحظات المرح واإلثارة‪ ،‬فهو بحق مخرج من الطراز المثقف‬ ‫الواعي‪ ،‬والفنان المعطاء باستمرار‪ ،‬ومع ذلك فإنني أتفق تماما مع التقييم الصادق‬ ‫لتجربته اإلخراجية والذي قام به هو نفسه حينما كتب‪ ( :‬لست أزعم أن لى فضل‬ ‫ابتكار مدرسة جديدة أو تأليف منهج جديد‪ ،‬وإنما أدعى أن الجهد قد انحصر‬ ‫في القراءة والدراسة المتأنية لعشرات الكتب باللغات العربية والفرنسية واإلنجليزية‬


‫ألفتها كوكبة من رجال المسرح منظرين ونقادا ومخرجين ومؤلفين تناولوا فيها هذين‬ ‫الفنيين بالتحليل والتنظير‪ ،‬إما من خالل المشاهدة والمالحظة‪ ،‬وإما من خالل‬ ‫التجربة والممارسة)‪.‬‬ ‫وهو مخرج معتن جدا بعمله‪ ،‬ويبذل جهدا واضحا ومعاناة في إبراز وتأكيد وتعميق‬ ‫كل معنى أراده المؤلف‪ .‬وتصميم الحركة المسرحية القادرة على تجسد فلسفة‬ ‫وأفكار المؤلف تجسيدا مخلصا أمينا‪ ،‬وشغل المسرح بالح اررة والحركة والحيوية‪.‬‬ ‫ومهما كانت المسرحية سوداوية قاتمة فإنه ينجح في أن يلف عروضه في إطار‬ ‫شاعري رقيق‪ ،‬ويسمعنا حوارها وكأنه قصيدة شاعرية‪ .‬وهو دائم السعي لتحقيق‬ ‫فكرة المسرح الشامل بصورة متقنة‪ ،‬معتمدا على تأكيد األحداث الدرامية بالرقص‬ ‫والموسيقى الموحية والرؤى التشكيلية المعبرة وبتداعي المعاني والتوظيف الجيد‬ ‫لقدرات الممثلين‪.‬‬ ‫ومما ال شك فيه أن هذا المبدع الكبير يمتلك جماليات خاصة به‪ ،‬وذلك بخالف‬ ‫تميزه بحسه المرهف وثقافته الشاملة‪ .‬ومن مميزاته الفنية أنه دائم السعي إلى‬ ‫ابتكار المعادل المرئي لمفردات لغة الكاتب‪ ،‬باإلضافة إلى إهتمامه بأداء الممثلين‬ ‫بدرجة كبيرة كمعادل مسرحى لكلمة المؤلف المنطوقة والمجسدة باإلشارة وبالحركة‪.‬‬ ‫وهو بصفة عامة يلتزم بمنهج الوضوح والبساطة‪ ،‬والبعد عن كل أشكال التعالي‬ ‫والتعقيد‪ ،‬وذلك بهدف تحقيق ذلك التواصل المنشود مع المتلقي ووصول مختلف‬ ‫المعاني إليه بال غموض‪.‬‬ ‫وجدير بالذكر أن الفنان متعدد المواهب‪ /‬جالل الشرقاوي يمتلك عدة مهارات‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪121 120‬‬


‫خاصة تضيف إليه كمخرج كثي ار ومن بينها على سبيل المثال إجادته للغة الفرنسية‬ ‫التي ساعدته على قراءة كثير من المراجع وأتاحت له فرصة اإلستمتاع بمشاهدة‬ ‫عدد كبير من األفالم والمسرحيات باللغة الفرنسية‪ ،‬وذلك باإلضافة إلى إجادته‬ ‫للترجمة التي أتاحت له ترجمة عدة نصوص ومن بينها على سبيل المثال‪8 :‬‬ ‫ستات‪ .‬هذا ويجب ونحن بصدد الحديث عن مهارات هذا المخرج الكبير أن أشير‬ ‫أيضا إلى مهارة خاصة أضافت له الكثير‪ ،‬وهي إتقانه لوظيفة «الدراماتورج»‪،‬‬ ‫وذلك فقد وفق كثي ار في إختصار أو إضافة بعض المشاهد للنص األصلي‪،‬‬ ‫أو عمل بالتنسيق مع الشاعر وكاتب األغاني على إثراء النص وربطه ببعض‬ ‫األحداث السياسية واإلجتماعية المعاصرة‪ .‬وقد اتضحت هذه المهارة جليا أيضا‬ ‫بنجاحه في إعادة تقديم بعض عروضه بصياغة جديدة‪ ،‬باإلعتماد على توظيف‬ ‫مهاراته وخبراته «كدراماتورج» بصورة عملية رائعة‪ ،‬ولعل أوضح األمثلة على ذلك‬ ‫ما يلي‪:‬‬ ‫ إعادة تقديم عرض «قصة الحي الغربي» من تأليف‪ /‬بهجت قمر وسمير‬‫خفاجي (إنتاج عام ‪ ،)1972‬والذي قام ببطولته كل من الفنانين‪ :‬حسن يوسف‪،‬‬ ‫لبلبة‪ ،‬سعيد صالح‪ ،‬عادل إمام مرة أخرى بنفس العنوان (إنتاج عام ‪ ،)1994‬وقد‬ ‫شارك في بطولته كل من الفنانين‪ :‬وائل نور‪ ،‬هشام عبد الحميد‪ ،‬رانيا فريد شوقي‪،‬‬ ‫عبد هللا محمود‪ ،‬عبير الشرقاوي‪.‬‬ ‫ إعادة تقديم عرض «إزاز × إزاز» من تأليف‪ /‬صالح متولي (إنتاج عام‬‫‪ ،)1993‬والذي قام ببطولته كل من الفنانين‪ :‬سعيد صالح‪ ،‬نهلة سالمة‪ ،‬سعيد‬ ‫طرابيك مرة أخرى بعنوان «حودة كرامة» (إنتاج عام ‪ ،)1999‬والذي شارك بطولته‬


‫كل من الفنانين‪ :‬أحمد أدم‪ ،‬صالح عبد هللا‪ ،‬غادة عبد الرازق‪ ،‬عبير صبري‪.‬‬ ‫ إعادة تقديم عرض «إمسك حكومة» من تأليف‪ /‬مدحت يوسف (إنتاج عام‬‫‪ ،)2003‬والذي قام ببطولته كل من الفنانين‪ :‬وفاء عامر‪ ،‬أحمد رزق‪ ،‬صالح عبد‬ ‫هللا‪ ،‬هند صبري مرة أخرى بعنوان «أنا متفائل ‪ ..‬تصور» (إنتاج عام ‪،)2004‬‬ ‫والذي شارك بطولته كل من الفنانين‪ :‬أحمد بدير‪ ،‬داليا مصطفى‪ ،‬محمود القلعاوي‪.‬‬ ‫ويجب التنويه إلى أن تلك المكانة المتفردة في حياتنا المسرحية التي يتمتع بها‬ ‫الفنان‪ /‬جالل الشرقاوي هي نتيجة منطقية لتضافر مجموعة من العوامل الهامة‬ ‫التي تكاملت فيما بينها لتحقق له تلك المكانة‪ ،‬وهي تلك العوامل التي يمكن‬ ‫إجمالها في النقاط التالية‪ :‬موهبته المؤكدة‪ /‬نجاحه في صقل موهبته بالدراسة‪/‬‬ ‫شخصيته القوية والتي تتسم بتقديس العمل وقبول اإلصرار والتحديات‪ /‬رعاية‬ ‫الدولة للموهوبين ومنحه الفرصة الذهبية بإيفاده ببعثة دراسية إلى «اإلتحاد‬ ‫السوفيتي» ثم إلى «فرنسا»‪ ،‬وحصوله على أعلى الشهادات العلمية‪ /‬قدرته على‬ ‫اإلستفادة من الخبرات المتراكمة‪ /‬بداياته مع جيل من المبدعين المثاليين الذين‬ ‫يحترمون إبداعات األخرين ويتحلون بسعة الصدر واحترام اإلختالف ويتمسكون‬ ‫بشرف الخصومة‪ ،‬وهو الجيل الذي اتسم بوجود تنافس شريف بين مبدعيه ووجود‬ ‫حركة نقدية نشطة ومؤثرة نجحت في ترشيد وتصحيح المسارات الثقافية والفنية‪.‬‬ ‫والجدير بالذكر أن الطريق لم يكن كله ممهدا أمام هذا الفنان القدير كما قد‬ ‫يتصور البعض‪ ،‬ولكنه استطاع دائما تخطي الصعاب وتحقيق النجاح ووضع‬ ‫بصمة مميزة له‪ ،‬وذلك بالسير في طريق حياته مسلحا باإليمان باهلل وبموهبته‬ ‫التي منحها إياها‪ ،‬فسار في طريقه بحماسة الشباب وحنكة وخبرة أهل العلم من‬ ‫المؤمنين برسالة الفن‪ ،‬وبرسالتهم ودورهم التنويري في حياة أمتهم‪.‬‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪123 122‬‬


‫الفصل السادس‬ ‫شهادات نقدية‬


‫أعماله فى عيون النقاد‬ ‫صاحبت المسيرة اإلبداعية للمخرج القدير‪ /‬جالل الشرقاوي مجموعة كبيرة من‬ ‫المتابعات النقدية المهمة والثرية‪ ،‬فاستطاعت أن تكون مرآة حقيقية عاكسة‬ ‫إلبداعاته ومرشدا وموجها لجمهور القراء‪ /‬المشاهدين‪ ،‬كما نجحت في الكشف عن‬ ‫مناطق الجمال بعروضه وساهمت في تفسير بعض العالقات المتشابكة‪ .‬ومما ال‬ ‫شك فيه أن أقوال النقاد هي الموجه للفنان المبدع والمرشد الذي ينير له الطريق‪،‬‬ ‫وهي التي تثمن جهوده وتؤكد نجاحه وتميزه‪ ،‬كما أنها قد تقسو عليه أحيانا إذا‬ ‫لم يحافظ على مستواه الفني فتكون دافعا له للحرص على التميز مرة أخرى‪.‬‬ ‫وفيما يلي بعض المقتطفات النقدية‪ ،‬ومن حسن الحظ أنها كتبت بأقالم نخبة من‬ ‫كبار نقاد المسرح الذين تابعوا وأشادوا بأعمال الفنان القدير‪ /‬جالل الشرقاوي‪.‬‬ ‫وتقتضي الحقيقة في هذا الصدد أن أقرر أنني قد بذلت جهدا كبي ار بهذا الفصل‬ ‫في محاولة إختيار أفضل المقتطفات النقدية التي يمكنها تغطية أكبر عدد ممكن‬ ‫من عروضه وأطول فترة زمنية ممكنة‪ .‬هذا مع ضرورة التنويه إلى أن هذا الكتاب‬ ‫التذكاري يصدر بمناسبة تكريم هذا الفنان القدير وليس رسالة علمية أكاديمية‪،‬‬ ‫وبالتالي فلست مطالبا برصد جميع اآلراء اإليجابية والسلبية على السواء‪ ،‬خاصة‬ ‫وأن المساحة المحددة ال تسمح بدراسة تلك األراء والمقتطفات والتعليق عليها‪،‬‬ ‫كما يجب التنويه إلى أن الفنان‪ /‬جالل الشرقاوي قد أصدر بموضوعية شديدة‬ ‫الجزء األول من الكتاب الثاني (حياتي في المسرح ‪ -‬النقد) والذي نشر به جميع‬ ‫المقاالت النقدية التي تناولت أعماله كاملة حتى عام ‪.1970‬‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪125 124‬‬


‫مسرحية‪« :‬األحياء المجاورة»‬ ‫ (ق أر لي «جالل الشرقاوي» التقرير الذي كتبه عن المسرحية وقد أسعدني جدا‬‫‪ ..‬فقد فهم بالضبط ما أريد‪ ،‬وفهم بالضبط أعمق أعماقي ‪ ...‬أحس بحيرتي‬ ‫وإضطرابي والدوامة التي تدور في رأسي وفي قلبي ‪ ..‬وأحس بالم اررة التي نقلتها‬ ‫من شفتي إلى قلمي إلى شفاه كل أبطال المسرحية)‪.‬‬ ‫أنيس منصور‪ :‬مجلة «الجيل» (‪ 12‬نوفمبر ‪)1962‬‬ ‫ (وفق المخرج إلى مدى بعيد في إختياره لسناء جميل وحمدي غيث ليلعبا‬‫بطولة المسرحية ‪ ..‬كان من رأي «جالل الشرقاوي» أن أبطال المسرحية ال يكون‬ ‫لهما أسماء ‪ ..‬فاإلثنان يمثالن رحلة في تاريخ بلدنا قبل الثورة ‪ ...‬والمسرحية من‬ ‫النعومة والقوة بحيث ال يتحمل اللعب فيها إال ممثل متمكن ‪ ..‬فالعبارات الطويلة‬ ‫التي تجيء على لسان «سناء جميل» و»حمدي غيث» بسرعة وتلوين ال يقوى‬ ‫عليه إال ممثل يشعر بأن أرض المسرح ليست من خشب ولكن من صمغ)‪.‬‬ ‫محمد تبارك‪ :‬مجلة «آخر ساعة» (‪ 13‬فبراير ‪)1963‬‬ ‫ (استمتعنا باألحياء المجاورة طيلة ساعتين ونصف‪ ،‬ننفعل ونتأمل ونلهث وراء‬‫النبض الدفاق في عروقها ‪ ...‬لقد تفوق «حمدي غيث» و»سناء جميل» على‬ ‫نفسيهما في هذه المسرحية‪ ،‬إنهما دوران خالدان من أدوارهما ‪ ...‬واستطاع «جالل‬


‫الشرقاوي» أن يكتب اسمه على واجهة اإلخراج المسرحي بالفتة من النيون)‪.‬‬ ‫عبد القادر حميدة‪ :‬مجلة «اإلذاعة والتلفزيون» (‪ 16‬فبراير ‪)1963‬‬ ‫ (صفقت طويال جدا للمخرج‪ /‬جالل الشرقاوي‪ ،‬وإذا كان هذا هو أول عمل‬‫فني نراه له فهو مجهود طيب جدا يبشر بمستقبل هائل ‪ ..‬ونجاح «جالل»‬ ‫كان مضاعفا ألن هذه الرواية غير عادية‪ ،‬ولذلك كان مجهوده في لحلحة نص‬ ‫«أدبي» رفيع وتحريكه ببراعة‪ ،‬واللعب طول الوقت بشخصين فقط مجهودا كبي ار‬ ‫جدا‪ ،‬واستغل «جالل» ثقافته السينمائية في إخراج « األحياء المجاورة» ‪..‬‬ ‫إحساسه بالصورة كان واضحا دائما)‪.‬‬ ‫سعد الدين توفيق‪ :‬مجلة «المصور» (‪ 22‬فبراير ‪)1963‬‬ ‫مسرحية‪« :‬الرجل الذي فقد ظله»‬ ‫ (الواقع أن «جالل الشرقاوي» أقنعني في هذه المسرحية بمدى فهمه العميق‬‫إلحتياجات شاشة التليفزيون‪ ،‬ومن الغرض الذي أقيم من أجله «مسرح التليفزيون»‪،‬‬ ‫وهو إمداد الغول الرهيب بعدد ال ينتهي من المسرحيات‪ ،‬ومسرحيات صالحة‬ ‫«تكنيكيا» من حيث إرسالها على الشاشة الصغيرة‪ .‬لقد قسم «جالل» خشبة‬ ‫المسرح إلى قسمين وديكورين‪ ،‬الديكور األول يكمل الثاني‪ .‬ولعبت اإلضاءة دو ار‬ ‫في التركيز على الحركة المسرحية‪ ،‬وعلى ممثلي المشهد الذي يواجه الجمهور‪،‬‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪127 126‬‬


‫وفي ذلك تسهيل لمهمة «الكاميرا» حين تنقل المسرحية إلى الشاشة‪ ،‬فال تزدحم‬ ‫الشاشة بأبعاد المسرح الكبير‪ ،‬وال تزدحم كذلك بعديد الممثلين الذين وقعهم «جالل»‬ ‫إيقاعا مكانيا ال يؤثر على سياق المسرحية‪ ،‬فضال عن خدمته لمهمة «الكاميرا»‬ ‫‪ ...‬والمقدمة التي فتح عليها الستار كانت جديدة على جمهور المسرح ‪ -‬لوال‬ ‫أنها كانت في حاجة إلى التركيز أكثر ‪ -‬خاصة وأن أربعة من أبطال المسرحية‬ ‫يتحدث كل واحد منهم عن نفسه دونما أدنى حركة مسرحية)‪.‬‬ ‫ب‪.‬ت‪ :.‬مجلة «اإلذاعة والتلفزيون» (‪ 22‬يونيو ‪)1963‬‬ ‫ (صفقت إعجابا وحماسا عندما انتهيت من مشاهدة المسرحية‪ ،‬فلقد لمست‬‫المعنى الذي دارت حوله الرواية واضحا في ذهني ‪« ..‬فيصل ندا» الذي أعد‬ ‫المسرحية و»جالل الشرقاوي» الذي أخرجها‪ ،‬و»سعد أردش» و»ليلى طاهر»‬ ‫و»حسين الشربيني» الذين قاموا بأدوارهم الرئيسية ‪ ..‬وعشت التجربة كاملة معهم‬ ‫جميعا ‪ ..‬وفضل التليفزيون في هذا أنه أتاح الفرصة للمعد والمخرج أن يؤكدا‬ ‫هذه الحقيقة‪ ،‬وهي أن خشبة المسرح عبارة عن مساحة يمكن بإيحاء الضوء‬ ‫وإيحاء الديكور أن تستغل في نفس الوقت كإيهام بعدد كبير من األماكن التي‬ ‫تدور األحداث فيها‪ ،‬بل لقد أتاحت الفرصة أيضا إللغاء الزمن أو تسهيل مهمة‬ ‫عبوره‪.).‬‬ ‫سعد لبيب‪ :‬جريدة «المساء» (‪ 27‬يونيو ‪)1963‬‬


‫ (المخرج‪ /‬جالل الشرقاوي ال يؤمن بالطريقة التقليدية التي ألفناها في المسرح‬‫منذ ‪ 40‬سنة‪ ،‬والتي لم تتغير إال قليال في المواسم األخيرة‪ .‬ولذلك فقد حاول‬ ‫«جالل» أن ينقل إلى المسرح أسلوب اإلذاعة والتليفزيون والسينما السريع الحي‪.‬‬ ‫فهو يستخدم المؤثرات الصوتية والموسيقى بكثرة‪ ،‬كما أنه يستخدم ‪ -‬بكثرة أيضا‬ ‫ طريقة «الفالش باك»‪ ،‬أي تقديم حوادث سابقة ‪ ..‬كان المشهد الختامي من‬‫أجمل وأبرع اللمسات الفنية التي قدمها لنا «جالل الشرقاوي»)‪.‬‬ ‫سعد الدين توفيق‪ :‬مجلة «المصور» (‪ 5‬يوليو ‪)1963‬‬ ‫ (إن «جالل الشرقاوي» المخرج الذي لمع بسرعة استخدم الضواء والميكروفون‬‫ببراعة وجرأة ‪ ..‬ال أزعم أنه اخترع اإلضاءة المكيفة مثال ولكنه مارس تجربة جديدة‬ ‫في تكييف األضواء‪ ،‬بحيث جعل لها دو ار رئيسيا في أحداث الرواية وفي الحوار‬ ‫نفسه ‪ ...‬التجربة كلها من التجارب الفنية الجريئة كقصة وكمسرحية و»جالل‬ ‫الشرقاوي» كمخرج)‬ ‫عبد الفتاح البارودي‪ :‬جريدة «األخبار» (‪ 7‬أغسطس ‪)1963‬‬ ‫ (رغم الجهد الواضح الذي بذله كل من صاحب اإلعداد المسرحي والمخرج‬‫للتوفيق بين مادة الرواية ومقتضيات الفن المسرحي ‪ ..‬لم يجدا فيما يظهر مف ار‬ ‫من تقطيعها وتقسيمها بطريقة أنسب للبرنامج اإلذاعي ‪ ..‬وال مفر من إلتماس‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪129 128‬‬


‫الحيلة للفكاك من وحدتي الزمان والمكان حتى في نطاق الفصل الواحد والمشهد‬ ‫الواحد ‪ ..‬التمسا الحيلة لالنتقال الحر من وقت لوقت ومن ركن المسرح إلى ركنه‬ ‫اآلخر معتمدين على اإلضاءة لإليهام بانصرام الزمن أو باإلنتقال في المسافات‬ ‫‪ ...‬ولكني ‪ -‬لإلنصاف ‪ -‬أشهد أن كل هذه الحيل األجنبية عن فن المسرح‬ ‫التقليدي استخدمت بقدر من النعومة والنظافة واإلحكام ‪ ..‬أستخدمت بتؤدة وذكاء‬ ‫وأستخدمت لضرورة ‪ ..‬فالرواية التي اقتحمها فنانو مسرح التلفزيون بشجاعة من‬ ‫أصعب الروايات في تطويعها لمقتضيات اإلعداد المسرحي ‪ ...‬وال يفوتني في‬ ‫النهاية أن أحيي المخرج‪ /‬جالل الشرقاوي على ما بذله من جهد لضمان حيوية‬ ‫المسرحية ونضارة جوها)‪.‬‬ ‫ألفريد فرج‪ :‬مجلة «المصور» (ب‪.‬ت)‬ ‫مسرحية‪« :‬الزلزال»‬ ‫ (إن مسرحية «الزلزال» أصبحت مسرحية خطيرة في مسرحنا المصري بفضل‬‫المخرج‪ /‬جالل الشرقاوي والممثل‪ /‬محمد توفيق ‪ ..‬لقد استخرجا من النص أعماقا‬ ‫لم يكن من السهل أن يتصورها أحد من خالل القراءة‪ ،‬حتى لقد حكم معظم النقاد‬ ‫على النص بالفشل من الناحية المسرحية وذلك عند ظهور المسرحية في كتاب‬ ‫العام الماضي ‪ ..‬وهذا هو «جالل الشرقاوي» يقول رأيا آخر‪ ،‬ويثبت بالفعل أن‬ ‫رأيه على صواب ‪ ..‬لقد آمن بالمسرحية واقتنع بها واستخرج منها بالفعل أشياء‬ ‫عميقة وذكية ‪ ..‬واستطاع أن يستخرج من النص حركة داخلية عميقة‪ ،‬واستطاع‬


‫أن يجسد هذه الحركة على المسرح ‪ ...‬إن مسرحية «الزلزال» هي شهادة ميالد‬ ‫لمخرج مصري نابغ هو «جالل الشرقاوي» ‪ ..‬وأعتقد أن هذا العمل الذي قدمه‬ ‫يضعه في مقدمة المخرجين الكبار في بالدنا ‪ ..‬حتى ولو لم يكن قدم سوى هذا‬ ‫العمل الكبير)‪.‬‬ ‫رجاء النقاش‪ :‬جريدة «األخبار» (‪ 24‬يناير ‪)1964‬‬ ‫ (الزلزال صورة من السهل إخراجها للسينما بالخدع والمؤثرات الخاصة‪ ،‬أما على‬‫المسرح فهي مسألة تحتاج إلى جهد وتفكير وبراعة في التنفيذ‪ ،‬وإال تحولت النتيجة‬ ‫إلى نكتة إلضحاك الجمهور‪ ،‬ورغم أن «الزلزال» لم يستغرق سوى لحظات إال‬ ‫أنها كانت لحظات مقنعة‪ ،‬فقد عرف المخرج كيف يلعب بالصوت واإلضاءة مع‬ ‫إهتزاز الديكور ‪ ...‬وقد اشترك المخرج‪ /‬جالل الشرقاوي في رسم الديكور عندما‬ ‫حرك ممثليه في تكويناته البارعة‪ ،‬الهرمية أحيانا عندما تتماسك األسرة واألطفال‪،‬‬ ‫والمتداعية أحيانا رم از للتفكك والضياع‪ ،‬أنه يرمي بممثلين هنا وهناك‪ ،‬جثث تتنفس‬ ‫بال حياة ‪ ...‬إن المخرج في تكوينه استطاع إقناعنا فعال بأن كل الموجودين ال‬ ‫وجود لهم‪ ،‬وقد أضطر بحاسة الفنان وعينه التشكيلية إلى كتابة النهاية ‪ ...‬إن‬ ‫«جالل الشرقاوي» في مسرحية «الزلزال» استطاع أن يضيف إلى اإلخراج حاسة‬ ‫الفنان التشكيلي ويحول معاني «مصطفى محمود» الفلسفية ورموزه الذكية إلى‬ ‫لوحات وتكوينات‪ ،‬واألهم من كل ذلك أن يشرك فن الديكور في التمثيل)‪.‬‬ ‫يوسف فرنسيس‪ :‬مجلة «الجيل» (‪ 27‬يناير ‪)1964‬‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪131 130‬‬


‫وراء كل هذا النجاح يقف المخرج‪ /‬جالل الشرقاوي الذي قدم لنا قبل ذلك‬‫مسرحيتين ناجحتين هما‪« :‬األحياء المجاورة» و»الرجل الذي فقد ظله»‪ ،‬ولكن‬ ‫نجاحه هنا يفوق بمراحل نجاحه في روايتيه السابقتين‪ .‬إن «الزلزال» تجربة شاقة‪،‬‬ ‫فالمسرحية ال تتحرك كثيرا‪ ،‬الموقف يتجمد بعد نصف ساعة وال يبقى بعد هذا‬ ‫سوى كالم بين الشخصيات ‪ -‬ولو أنه كالم جميل جدا يكاد أن يكون شع ار في‬ ‫مواقف كثيرة ‪ -‬ولكن «جالل» يحرك الممثلين ومعظمهم جدد‪ ،‬ويحرك كل شيء‬ ‫حتى الكالم !)‪.‬‬ ‫سعد الدين توفيق‪ :‬مجلة «المصور» (‪ 7‬فبراير ‪)1964‬‬ ‫مسرحية «الزلزال» كنص مسرحي يعتمد على اإلفصاح وليس اإليضاح وعلى‬‫األفكار الشفافة‪ .‬وميزة رئيسية في النص هي حضورية الحدث‪ ،‬وقد اكتشف‬ ‫المخرج‪ /‬جالل الشرقاوي هذه الميزة وبنى علي أساسها المجال الدرامي للمسرحية‪.‬‬ ‫وكان يمكن لمثل هذا النص أن يظل مسطحا ولكن «الشرقاوي» استعان بحسه‬ ‫الفني فأحاله إلى بناء مركب‪ ،‬وهذا التركيب يتضح في تنسيق الحركات بحيث‬ ‫تشكل أنماطا محددة المعالم‪ ،‬والمقصود بالحركات هنا تحركات الممثلين فرادى‬ ‫وجماعات حسبما يقتضي الحال ‪ ...‬لقد أدرك «جالل الشرقاوي» أن تركيب‬ ‫الحركة سواء كانت حركة أصوات أو أقدام تؤدي الوظيفة التي تؤديها العبارة‬ ‫اللفظية والسكتة والهمسة واللفتة‪ ،‬فكل ما في المجال المسرحي يجب أن يدفع‬ ‫الحدث إلى األمام ‪ ...‬وكل هذا في توقيت دقيق يشبه توقيت الجمل الموسيقية‬ ‫في البناء السيمفوني‪ ،‬فالمسرح ليس مجرد كالم‪ ،‬أنه صوت ومنظر‪ ،‬والصوت هو‬


‫الذي يضفي اللون على المنظر والكالم فينير المعنى)‪.‬‬ ‫د‪.‬رشاد رشدي‪ :‬جريدة «األهرام» (‪ 9‬فبراير ‪)1964‬‬ ‫قاد المعركة المخرج الصاعد‪ /‬جالل الشرقاوي‪ ،‬قادها بحنكة الخبير العتيق‪،‬‬‫فرأينا ألول مرة في تاريخ المسرح المصري بيتا يتحول أمامنا إلى أنقاض‪ ،‬أرضا‬ ‫يهزها «الزلزال» فيقلب عاليها واطيها‪ ،‬النار والدخان والضحايا وجهنم الحمراء‬ ‫حقيقة واقعة أمامك على مسرح صغير يفتقد إلى كل اإلمكانيات الفنية!!‪ ،‬وكل‬ ‫هذا ضربة معلم مسرحية من «جالل الشرقاوي»)‪.‬‬ ‫موسى صبري‪ :‬جريدة «األخبار» (‪ 10‬فبراير ‪)1964‬‬ ‫استطاع المخرج‪ /‬جالل الشرقاوي أن يثبت أن المسرحية مكانها خشبة المسرح‬‫النابضة بالحركة والحياة‪ ،‬ال الصفحات الصامتة فقط في بطن الكتاب‪ .‬كأن‬ ‫«مصطفى محمود» كتب الكلمات بال نقط ليتولى «جالل الشرقاوي» وضع كل‬ ‫نقطة وكل ضمة وكل فتحة وكل كسرة فوق كل حرف‪ ،‬فإن الذي إفتقدته هذه‬ ‫المسرحية الذهنية على خشبة المسرح استطاع «الشرقاوي» أن يغطيه بروعة‬ ‫اإلخراج)‪.‬‬ ‫أحمد رجب‪ :‬مجلة «المصور» (‪ 28‬فبراير ‪)1964‬‬ ‫قام مخرج المسرحية‪ /‬جالل الشرقاوي بجهد ضخم في نجاحها‪ ،‬وضح أول ما‬‫وضح في إختياره الموفق للممثلين‪ ،‬فكسب بذلك نصف المعركة كما يقول رجال‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪133 132‬‬


‫المسرح‪ ،‬وجميعهم قاموا بأدوارهم خير أداء وانسجموا في وحدة أدائية معبرة ‪ ...‬وقد‬ ‫حرص المخرج على تكوين تشكيالت حركية متناسقة من الممثلين تكون لوحات‬ ‫معبرة على خشبة المسرح ‪ ...‬وأسهمت اإلضاءة المدروسة والموسيقى التصويرية‬ ‫التي وضعها الدكتور‪ /‬يوسف شوقي في إحداث التأثير المطلوب)‪.‬‬ ‫فؤاد دوارة‪ :‬مجلة «المجلة» (أبريل ‪)1964‬‬ ‫مسرحية‪« :‬األرانب»‬ ‫ (كشفت تجربة «األرانب» عن مخرج معتن بعمله هو «جالل الشرقاوي»‪ ،‬وعن‬‫فريقه من الممثلين الجدد األكفاء الذين استطاعوا أن يقفوا أمام «زهرة العال» ‪-‬‬ ‫العارفة بأصول فنها ‪ -‬في يسر تام‪ ،‬مما يؤكد أن الموهبة ليست عزيزة في الجيل‬ ‫الجديد)‬ ‫د‪.‬لويس عوض‪ :‬جريدة «األهرام» (‪ 21‬فبراير ‪)1964‬‬ ‫ (يبدو أن المخرج قد شعر بأن حكاية األرنب المذعور لن يتفت إليها أحد‬‫فأبرزها أمام المتفرج في كل فصل من فصول الرواية‪ ،‬ووضع على خشبة المسرح‬ ‫الفتة بأنوار النيون الحمراء والزرقاء والصفراء‪ ،‬يضيئها وقت اللزوم! والالفتة‬ ‫كانت عبارة عن جوز أرانب ‪ ...‬وقد أثبت «جالل الشرقاوي» بالتأكيد أنه من‬ ‫أحسن مخرجي المسرح عندنا‪ ،‬وكان الفصل األول بنقالته السريعة أمتع عرض‬


‫مسرحي رأيناه في هذا الموسم ‪ ...‬تحية أخرى للمخرج ألنه أسند كل أدوار الرجال‬ ‫بالمسرحية إلى أعضاء «مسرح التلفزيون»‪ ،‬فأتاح فرصة ذهبية للنجم الجديد‪/‬‬ ‫عادل بدر الدين في دور الزوج الذي إنقلب إلى سيدة (من المؤكد أن السينما‬ ‫ستخطف هذا الممثل)‪ ،‬وعز الدين إسالم في دور الدكتور‪ /‬يونس‪ ،‬العالم البحاثة‬ ‫الذي أجرى هذه التجربة الفظيعة‪ ،‬وعبد العزيز أبو الليل في دور الشيخ‪ /‬معروف‬ ‫المأذون الذي يريد أن يزوج ابنته المثقفة لصبي جزار أعور حتى يستمتع بأكل‬ ‫اللحم طول حياته)‪.‬‬ ‫سعد الدين توفيق‪ :‬مجلة «المصور» (‪ 6‬مارس ‪)1964‬‬ ‫ (حاول المخرج‪ /‬جالل الشرقاوي ناجحا أن يطوع المواقف الخطابية التي سادت‬‫بعض أجزاء الفصل األول‪ ،‬والتي لم يكن هناك مناص من التخلص منها من‬ ‫جانب المؤلف‪ ،‬ألن المسرحية تعرض لحالة عامة من خالل حالة خاصة‪ ،‬وساعده‬ ‫في ذلك تمكن السيدة‪ /‬زهرة العال من األداء الطبيعي البعيد عن اإلفتعال‪ .‬وجاءت‬ ‫المناظر المسترجعة (منظر المكتب وبداية تعرف «أسامة» بقسمت‪ ،‬وكذلك منظر‬ ‫السينما) طبيعية جدا في السياق المسرحي‪ .‬واستغل المخرج األضواء ببراعة فائقة‬ ‫في تصوير مكتب الشركة والسينما بدون أن يلجأ لتغيير المناظر أو إنزال ستائر‪،‬‬ ‫بل إستغل كل ركن من المسرح وكل قطعة أثاث عليه إستغالال مسرحيا سليما‪،‬‬ ‫ال يشعر معه المتفرج بأي توقف في الحركة المسرحية‪ .‬وساهم المخرج من خالل‬ ‫الحوار مساهمة فعالة في إقناع المتفرج بحضورية الحدث الذي يقدم على المسرح‬ ‫من خالل الحوار الذي يحكي فيه «أسامة» و»قسمت» قصة تعرفهما وزواجهما‪،‬‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪135 134‬‬


‫وهي قصة كان يمكن أن تكون في غير موضعها لو لم يتم إخراجها بهذه الصورة‪.‬‬ ‫كذلك جاء المنظر األخير الذي ينتظر فيه الجميع نتيجة الحقنة الثانية ألعادة‬ ‫«أسامة» إلى حالته الذكورية أشبه برقصة تمثل القلق والترقب‪ ،‬وساعد بذلك على‬ ‫تعميق الجو «الفانتازي» الذي تم‪ ،‬ويساعد البطء النسبي في حركة الفصلين‬ ‫األخيرين على أخذه األبعاد الكافية لتحقيق التوازن بين الواقعية و»الفانتازيا» في‬ ‫المسرحية ‪ ...‬كما استغل «جالل الشرقاوي» الموسيقى ببراعة لنقل المتفرجين من‬ ‫حاالت شعورية إلى حاالت شعورية أخرى‪ ،‬وأصبحت الموسيقى بذلك جزءا ال‬ ‫يتج أز من البناء الدرامي)‪.‬‬ ‫فاروق عبد الوهاب‪ :‬مجلة «المسرح» (مارس ‪)1964‬‬ ‫ (تضافرت مجموعة من الكفاءات الفنية إلبراز الرواية وتجسيمها‪ ،‬في مقدمتهم‬‫المخرج الشاب‪ /‬جالل الشرقاوي الذي أوحى إلى الجمهور بأنه كان يعرض عليهم‬ ‫مشكلة ال مسرحية‪ .‬الحقيقة أنه وفق في هذا‪ ،‬كما وفق في إختيار «عادل بدر‬ ‫الدين» لدور الزوج المحامي‪ ،‬و»زهرة العال» في دور الزوجة المحامية أيضا)‪.‬‬ ‫خيري شلبي‪ :‬مجلة «الشرق العربي» (أبريل ‪)1964‬‬


‫مسرحية‪« :‬الحصار»‬ ‫ (جهد واضح ومعاناة ووعي في رسم الحركة والتقطيع‪ ،‬وفي تجسيد األوهام‬‫والهواجس واألصوات والمشاهد الخلفية بالرقص والغناء‪ ،‬أما األداء فقد اجتمعت‬ ‫فيه عمالقة مسرحنا‪ ،‬الجهد الجهيد الذي بذله «سعد أردش» في دوره الصعب‪،‬‬ ‫وبخاصة استبطاناته وديالوجاته الطويلة‪ ،‬و»جالل الشرقاوي» ممثال و»محمد‬ ‫الطوخي» و»سميحة أيوب»‪ ،‬كلهم قمم في األداء ألدوار منحوتة نحتا من الصخر‬ ‫‪ ...‬أما المخرج‪ /‬جالل الشرقاوي فقد أضاف إلى النص األدبي نصه المسرحي‬ ‫العميق األبعاد)‪.‬‬ ‫عبد الفتاح الجمل‪ :‬جريدة «المساء الفني» (‪ 28‬أبريل ‪)1965‬‬ ‫ (استطاع «جالل الشرقاوي» أن يكشف في هذه المسرحية عن مواهبه كمخرج‬‫وممثل من طراز فريد‪ ،‬فإن الجهد الذي بذله في إخراج هذا النص الصعب موجود‬ ‫أمامنا على المسرح في كل دقيقة ‪ ...‬أما كممثل فقد أدى دوره في براعة وصدق‬ ‫كبيرين)‪.‬‬ ‫عالء الديب‪ :‬مجلة «صباح الخير» (‪ 29‬أبريل ‪)1965‬‬ ‫ ( المسرحية قاتمة سوداوية ولكن «جالل الشرقاوي» يلف سوادها في إطار‬‫شاعري رقيق‪ ،‬ويسمعنا حوارها وكأنه تراتيل أسفار مقدسة قديمة‪ ،‬ويقدمها وكأنها‬ ‫قصيدة إنجيلية‪ ،‬ويتنافس محمد الطوخي وسعد أردش وسميحة أيوب وجالل‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪137 136‬‬


‫الشرقاوي في إلتقاء سيمفوني بديع بمصاحبة خلية موسيقية رقيقة لسليمان جميل‬ ‫‪ ...‬عمل يستحق التهنئة)‪.‬‬ ‫حسن فؤاد‪ :‬مجلة «صباح الخير» (‪ 29‬أبريل ‪)1965‬‬ ‫ (أننا أمام تجربة جديدة وفريدة‪ ،‬ومن الضروري أن نقف أمامها طويال‪ ،‬فهذه‬‫المحاوالت تحمل معها الثورة على األشكال المتخلفة في الدراما المصرية‪ ،‬وتعطينا‬ ‫مسرحا يعبر عن تحوالتنا الجديدة ‪ ...‬ولقد أدرك «جالل الشرقاوي» هذا الهدف‪،‬‬ ‫وعلى الرغم من إمكانيات خشبة المسرح عندنا ‪ -‬استطاع أن يحقق فكرة المسرح‬ ‫الكامل بتنفيذ أخاذ‪ ،‬يعتمد على إحداث ظالل للحدث الدرامي بالرقص وبتداعي‬ ‫المعاني‪ ،‬كما يعتمد على القيادة الواعية للممثلين‪ .‬إن المجهود الذي بذله الممثلون‬ ‫يسجل في حد ذاته تطو ار كبي ار في مسرحنا)‪.‬‬ ‫صبحي شفيق‪ :‬جريدة «األهرام» (‪ 29‬أبريل ‪)1965‬‬ ‫ (إن المخرج يترك الشخصيات في بعض المشاهد تدور حول نفسها فندرك ما‬‫يعتمل فيها من قلق وما يحركها آليا وميكانيكيا‪ ،‬والمخرج يستخدم أيضا «الكورس»‬ ‫في أشكال متعددة ببراعة ويحرك أفراده ببراعة‪ ،‬وهو كذلك بارع في تحريك الممثلين‬ ‫على مستويات وضعت بمقاييس فنية ذات دالالت فنية‪ .‬وأيضا للمخرج فضل‬ ‫إختيار الممثلين المتناسبين مع أداء شخصياتهم ‪ ..‬والممثلون أنفسهم بلغوا درجة‬ ‫اإلمتياز)‪.‬‬


‫عبد الفتاح البارودي‪ :‬مجلة «الرسالة» (‪ 20‬مايو ‪)1965‬‬ ‫ (وكان إخراج هذه المسرحية متعة حقيقية‪ ،‬لقد استطاع «جالل الشرقاوي» أن‬‫يمأل المسرح بالح اررة والحركة والحيوية‪ ،‬وأن يبرز وأن يؤكد ويعمق كل معنى‬ ‫أراده المؤلف‪ .‬وقد حمل المسرحية ممثلون أفذاذ كانوا يتحركون على المنصة‬ ‫في تفهم وحماس ومقدرة ‪ ...‬كان اإللقاء والحوار يعبر ويتجسد غاية في الجدية‬ ‫والذكاء‪ ،‬وكانت الحركة على المسرح تجسد فلسفتها تجسيدا مخلصا أمينا ‪ ...‬في‬ ‫الحقيقة لقد نالت المسرحية حظا واف ار من موهبة المخرج والممثلين‪ ،‬وحظا واف ار‬ ‫من المساندة اللونية والموسيقية)‪.‬‬ ‫د‪.‬محمود أمين العالم‪ :‬مجلة «المصور» (مايو ‪)1965‬‬ ‫مسرحية‪« :‬وال العفاريت الزرق»‬ ‫ (لم أكن أعلم أن المخرج الموهوب‪ /‬جالل الشرقاوي يستطيع أن يقدم عمال‬‫كوميديا رائعا كما فعل في مسرحية «وال العفاريت الزرق»‪ ،‬أنه وجه آخر لجالل‬ ‫الشرقاوي ال يقل آصالة عن وجهه الجاد ‪ ...‬إني أرجو من نقادنا الكبار أن‬ ‫يشاهدوا ولو من باب العلم بالشيء هذه التجربة الجديدة الممتعة التي يقدمها لنا‬ ‫مؤلف شاب جديد‪ ،‬ويخرجها مخرج يجرب نفسه في الكوميديا ألول مرة)‪.‬‬ ‫يوسف إدريس‪ :‬جريدة «الجمهورية» (‪ 31‬يوليو ‪)1965‬‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪139 138‬‬


‫(راعي المخرج في إخراجه لهذه المسرحية أن يعمق الجو «الفانتازي» الذي‬ ‫ينتظمها‪ ،‬وذلك بإضفاء جو اإلستعراض على بعض مشاهدها‪ ،‬وخاصة تلك التي‬ ‫يظهر فيها «ميشو»‪ .‬وكان هذا عمال ذا حدين‪ ،‬فمن ناحية ساعد على ضبط‬ ‫اإليقاع العام للمسرحية وأضفى عليها وحدة شعورية‪ ،‬ومن الناحية األخرى أساء‬ ‫إلى هدف المؤلف تصوير «العفاريت الزرق» تصوي ار بشريا‪ .‬ولست أفهم لماذا‬ ‫جاءت األغاني مسجلة بأصوات الممثلين ولم نسمعهم يغنونها بأنفسهم ما داموا‬ ‫لم يستعينوا بأحد من خارج خشبة المسرح‪ ،‬قد يكون الرد على ذلك أن المخرج‬ ‫قد أراد أن يتأكد من اإلحتفاظ بمستوى األداء الصوتي لألغاني وعدم تذبذبه بين‬ ‫ليلة وأخرى‪ ،‬ولكن هذا الرد لن يكون في صالح الممثلين الذين نفترض تحملهم‬ ‫للمسئولية كاملة‪ ،‬خاصة وهذه إحدى المسرحيات القليلة التي تستخدم اإلستعراض‬ ‫الموسيقي بصورة طبيعية غير مقحمة عليها من الخارج ‪ ...‬وقد أعجبني جدا لقطة‬ ‫صغيرة على قدر كبير من األهمية في إخراج المسرحية‪ ،‬وهي نزول «عطية» إلى‬ ‫منتصف سلم «البروسينيوم» في الصالة وتوجيهه الحديث مباشرة للجمهور حول‬ ‫«إللي جزمهم واسعة»‪ ،‬مما ساعد على بلورة مفهوم المسرحية ‪ ...‬وقد قوبلت هذه‬ ‫اللقطة بهدير من التصفيق)‪.‬‬ ‫فاروق عبد الوهاب‪ :‬مجلة «المسرح» (أغسطس ‪)1965‬‬ ‫ (هناك تجربة من تجارب المسرح تستحق المناقشة‪ ،‬وهي التجربة التي قام بها‬‫المخرج‪ /‬جالل الشرقاوي في مسرحية «وال العفاريت الزرق»‪ ،‬فلم ينساق وراء‬


‫إجتذاب «الفارس» للجمهور‪ ،‬بل لقد حاول أن يقدم كوميديا ال تعتمد على المبالغة‬ ‫في الحركة أو اللفظ‪ ،‬وال على المواقف الغريبة المفتعلة ‪ -‬وهذا أمر خدمه فيه‬ ‫النص نفسه ‪ -‬ولهذا حاول أن ينمي حس الجمهور بالكوميديا الكامنة في الموقف‬ ‫نفسه‪ ،‬ال الكوميديا التي تفرض على المسرحيات فرضا‪ ،‬بحيث يعطيه نفس كمية‬ ‫الضحك دون أن يعمد إلى المبالغة‪ ،‬وهذا اإلتجاه الذي يعتمد على البساطة في‬ ‫األداء في تقديم الكوميديا من شأنه أن يرتقي بمستوى الحس الفني)‪.‬‬ ‫د‪.‬أمين العيوطي‪ :‬مجلة «اإلذاعة والتليفزيون» (‪ 20‬نوفمبر ‪)1965‬‬ ‫مسرحية‪« :‬عودة الروح»‬ ‫ (بما أن «عودة الروح» سبق تقديمها إذاعيا بصورة نالت اإلعجاب والتقدير‬‫معا‪ ،‬فإن ذلك جعل مهمة إخراجها مسرحيا مهمة صعبة‪ ،‬وهذا ما وضعه «جالل‬ ‫لشرقاوي» نصب عينيه‪ ،‬وكان نتيجته هذا اإلتقان وهذه الروعة‪ .‬وألول مرة في‬ ‫تاريخ المسرح المصري نشاهد صورتين في صورة واحدة‪ ،‬ونسمع حوارين في وقت‬ ‫واحد وكأننا في المسرح السحري؟‪ ،‬ولوال ذلك الحتاج األمر إلى فصول ستة بدال‬ ‫من ثالثة‪ ،‬إذ كنا نشاهد ونسمع ما يدور في منزل «زنوبة» ومنزل «سنية» في‬ ‫توافق عجيب‪ ،‬وكأنها سيمفونية موسيقار عظيم يعزفها أمهر العازفين‪ .‬والقصة‬ ‫بها قهوة وبار المعلم‪ /‬شحاتة‪ ،‬وكان يمكن للمخرج أن يأتي لنا براقصة ‪ -‬كما‬ ‫فعل غيره ‪ -‬بحجة رغبة الجمهور‪ ،‬ولكنه إلتزم بالفكاهة العالية واألسلوب السهل‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪141 140‬‬


‫الممتنع في اإلخراج‪ ،‬أما اإلضاءة فقد لعب بها جيدا ورائعا في كال المنظرين‬ ‫ أو المنزلين ‪ -‬وكأنها عيون ناقدة مركزة على كل كبيرة وصغيرة يجب اإللمام‬‫بها)‪.‬‬ ‫سعيد الشامي‪ :‬جريدة «السفير» (‪ 1‬أغسطس ‪)1965‬‬ ‫ (أشهد أن «عودة الروح» التي استمتعت بها على خشبة المسرح هي «عودة‬‫الروح» التي استمتعت بها من قبل في كتاب بقلم‪ /‬توفيق الحكيم‪ ،‬نفس األحداث‬ ‫واألشخاص والفلسفة‪ ،‬نفس الروح والمناخ النفسي واإلجتماعي‪ ،‬نفس النكتة‬ ‫والحيوية وخفة الروح‪ ،‬بل أكاد أقول نفس كلمات «توفيق الحكيم» ونفس حواره‬ ‫‪ ...‬وال شك أن حسن ترجمتها على المسرح يرجع أوال إلى الجهد المخلص‬ ‫األمين الذي بذله في إعدادها األديبان الشابان‪ /‬بكر رشوان وخيري شلبي‪ ،‬كما‬ ‫يرجع إلى ما بذله المخرج الجاد‪ /‬جالل الشرقاوي من جهود ذكية‪ ،‬كما يرجع إلى‬ ‫األداء العظيم الذي قامت به مجموعة من خيرة ممثلينا ‪ ...‬وأشهد أن «جالل‬ ‫الشرقاوي» بذل جهد الفنان المخلص الذكي‪ .‬لقد حقق من النص عمال فنيا‬ ‫حيا‪ ،‬واستطاع أن يبرز أجمل ما فيه‪ ،‬وأن يحل كثي ار من متناقضاته وصعوباته‬ ‫العملية حال موفقا ‪ ...‬واتخذت الحركة على المسرح نقلة أعمق من مجرد النقلة‬ ‫في المكان المحدد‪ ،‬بل أصبحت نقلة إلى مكان آخر بعيد رغم أنها تتحقق في‬ ‫اإلطار المحدد‪ ،‬وفي بعض األحيان كان يحقق الحوار والحركة في المكانين معا‬ ‫بطريقة تبادلية أو متواقتة‪ ،‬وكان المسرح معب ار وجميال في آن واحد)‪.‬‬ ‫د‪.‬محمود أمين العالم‪ :‬مجلة «المصور» (‪ 27‬أغسطس ‪)1965‬‬


‫ (كانت المهمة صعبة أمام مخرج المسرحية ألنها مليئة بالرموز المضللة‪،‬‬‫ولذلك فقد أحسن صنعا بتجاهلها أو بعدم التركيز عليها‪ .‬وقد تغلب «جالل‬ ‫الشرقاوي» على مشكلة تعدد األماكن التي تدور فيها أحداث المسرحية باإلضاءة‪،‬‬ ‫فكان يستخدم اإلظالم التام في بيت «الشعب» حين ينتقل الحدث إلى منزل‬ ‫«سنية» والعكس‪ .‬إن هذه المسرحية رغم أنها معدة تقف ببساطة ويسر إلى جانب‬ ‫المسرحيات المؤلفة الجيدة‪ ،‬ويرجع هذا النجاح إلى التعاون بين اإلعداد واإلخراج‬ ‫والتمثيل والموسيقى)‪.‬‬ ‫فاروق عبد الوهاب‪ :‬مجلة «المسرح» (أغسطس ‪)1965‬‬ ‫مسرحية‪« :‬أرض كنعان» أو «فلسطين ‪»48‬‬ ‫ («أرض كنعان» هي أول مسرحية تستقطب قضية «فلسطين» بكل أبعادها‬‫التاريخية واإلنسانية والقومية‪ ،‬وتحكي قضيتها عبر ثالثة أالف عام في بناء‬ ‫عضوي واحد‪ ،‬وقد كانت الصعوبة الرئيسية هي إتساع المساحة الزمنية التي‬ ‫تمثلها المحاوالت الصهيونية اآلثمة عبر التاريخ‪ ،‬وقد تغلب «العفيفي» على هذه‬ ‫الصعوبة بوسائل فنية عديدة منها‪ :‬إتباع أسلوب المسرح داخل المسرح‪ ،‬إستغالل‬ ‫«البانتوميم» (التمثيل الصامت)‪ ،‬اللجوء أوال إلى الشكل الملحمي ثم تطويره إلى‬ ‫الشكل التسجيلي إستجابة لتوجيه المخرج الفنان‪ /‬جالل الشرقاوي ‪ ...‬وأهم لمحة‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪143 142‬‬


‫في إخراج «جالل» للمقدمة أنه إستطاع تجسيد اإليقاعات الشعرية عن طريق‬ ‫الترديدات النغمية والحركية المسرحية األخاذة والمعبرة جدا‪ .‬لقد إستعار «جالل‬ ‫الشرقاوي» عصا المايسترو ليقدم هذه المقدمة الحارة عن «فلسطين» السليبة)‪.‬‬ ‫أحمد عبد الحميد‪ :‬جريدة «الجمهورية» (‪ 22‬يونيو ‪)1967‬‬ ‫ (قدمت فرقة «الحكيم» عرضا شعريا دراميا بعنوان «فلسطين ‪ »48‬أعده‬‫جالل الشرقاوي» من الفصلين األول والثالث من مسرحية «أرض كنعان» لمحمد‬ ‫عفيفي‪ ،‬والحق أننا يجب أن نسجل لجالل الشرقاوي أنه كان أول من بادر إلى‬ ‫تقديم عرض يتناول أحداث الساعة أو يقترب منها‪ ،‬فقد سارع إلى إعداد هذا الجزء‬ ‫وتقديمه على مسرح «الجمهورية» قبل أن تقع أحداث ‪ 5‬يونيو الحاسمة‪ ،‬ولم تكن‬ ‫المسرحية قد طبعت بعد‪ ،‬والمسرحية في النهاية عمل درامي كبير‪ ،‬أما الدقائق‬ ‫التي قدمت فلم يعتمد فيها «جالل الشرقاوي» على غير كلمات المؤلف وأداء‬ ‫الممثل وعمل المخرج‪ ،‬ال مالبس وال ديكورات وال مؤثرات سمعية أو بصرية على‬ ‫اإلطالق)‪.‬‬ ‫محمد بركات‪ :‬مجلة «اإلذاعة والتليفزيون» (يونيو ‪)1967‬‬ ‫مسرحية‪« :‬الصليب»‬ ‫‪( -‬من أصدق األعمال الفنية التي ظهرت بعد المعركة مسرحية «الصليب»‬


‫للشاعر‪ /‬محمد العفيفي‪ ،‬البطل الحقيقي في هذا العمل الفني هو مخرجه «جالل‬ ‫الشرقاوي» ‪ ..‬فجالل استطاع أن يدفع بكاتب جديد سيكون من ألمع كتاب المسرح‬ ‫لو دأب على العمل وبذل الكثير من الجهد‪ .‬في الوقت نفسه حرص على أن يقدم‬ ‫المسرحية من خالل باقة من ممثلي «مسرح الحكيم» الشبان الذين تألقوا في تقديم‬ ‫العمل‪ ،‬وارتفع البعض إلى مرتبة غير عادية في التمثيل‪ ،‬تهنئة لجالل الشرقاوي‬ ‫الفنان الشجاع)‪.‬‬ ‫محمد جالل‪ :‬مجلة «اإلذاعة والتليفزيون» (‪ 29‬يوليو ‪)1967‬‬ ‫ (حشد لنا «جالل الشرقاوي» في هذه المسرحية القصيرة كل إمكانياته المسرحية‪،‬‬‫كان هدفه إبراز الكلمة والصورة الشعرية‪ ،‬وقد نجح فيهما جميعا باستنزاف كل‬ ‫ممكنات الخشبة المسرحية والممثل‪ ،‬لقد استخدم التمثيل والتمثيل الصامت والرقص‬ ‫التعبيري والتشكيالت الحركية والتقسيمات الصوتية واستغنى عن الديكور ‪ -‬إال‬ ‫من نصف هذا الصليب الممتد على امتداد رقعة المسرح ‪ -‬وتوسل باإلضاءة‬ ‫التعبيرية كأحسن ما يكون إستخدامها ‪ ..‬وفي النهاية قدم لنا «جالل الشرقاوي»‬ ‫عرضا أساسه الناجح هو «الفورم» المسرحي الممتاز واألداء الجيد للمجموعة)‪.‬‬ ‫محمد بركات‪ :‬مجلة «اإلذاعة والتليفزيون» (‪ 5‬أغسطس ‪)1967‬‬ ‫ (كان «جالل الشرقاوي» موفقا تماما في إختيار الشكل الذي يعرض عليه هذا‬‫النص‪ .‬فلقد وضع في ثالثة إتجاهات درج خشبية عالية يدور من حولها وعليها‬ ‫األداء‪ ،‬األمر الذي ساعده على إعطاء أشكال مسرحية تشكيلية رائعة‪ ،‬واستفاد‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪145 144‬‬


‫من اإلضاءة التي لون بها تلوينا كبي ار مفيدا‪ .‬ال ينسى بسهولة منظر «يهوذا»‬ ‫الحائر يدور ويدور ممزقا ملتاعا‪ ،‬لقد كانت الخلفية السوداء التي تؤكد سواد‬ ‫األجزاء السفلية من الدرج في تضاد مع األبيض لون الدرج العليا إنعكاسا لونيا‬ ‫فيه صراع كالصراع القائم بين اليهود و»مريم» و»المصري» على ذهن «يهوذا»‬ ‫من أجل تسليم «المسيح»‪ ،‬كما كانت ألوان المالبس التي إرتداها الكهان وبني‬ ‫إسرئيل ‪ -‬والتي تشكلت ألوانها من األسود واألبيض والرمادي ‪ -‬إلى جوار زي‬ ‫«مريم» الناصع البياض كرمز للتطهر وزي «النجار المصري» األبيض رم از‬ ‫للصدق والبعث والمعجزة‪ ،‬وزي «يهوذا» األسود رم از للحقد كانت كلها موفقة‪.‬‬ ‫وكانت موسيقى األجراس أصلح ما يمكن تقديمه لآلذان في موقف الختام‪ ،‬حين‬ ‫نزل الصلبان األربعة لتقول ببالغة مسرحية وبال أي كلمات أن «المسيح» قد‬ ‫صلب بعد أن هتف الرمز المصري من أعلى نقطة في المكان بسقوط القاتل)‪.‬‬ ‫فؤاد بدوي‪ :‬مجلة «المسرح» (أغسطس ‪)1967‬‬ ‫مسرحية‪« :‬آه ياليل يا قمر»‬ ‫ (بدأت المسرحية وتدفق شعر «نجيب سرور» عذبا وبسيطا‪ ،‬يعرض علينا‬‫فترة من تاريخنا ونضال شعبنا‪ ،‬خالل أفكاره اإلنسانية وقصة «ياسين وبهية» في‬ ‫جو مصري أصيل ينتقل بين قرية «بهوت» وبور سعيد»‪ .‬والتقط المخرج‪ /‬جالل‬ ‫الشرقاوي الفكرة الجيدة وقدمها على المسرح بأصالة‪ ،‬منظر واحد ال يتغير ولكنه‬


‫يتجدد باإليحاء‪ ،‬صور تتغير على شاشة خلفية وإضاءة متقنة‪ .‬وأتقن «جالل‬ ‫الشرقاوي» حركة الممثلين والكورال‪ ،‬وجذب المتفرجين إلى جو المسرحية‪ ،‬بما‬ ‫بعثه في المسرح من حيوية ال تترك فرصة للملل)‪.‬‬ ‫أحمد حمروش‪ :‬مجلة «روز اليوسف» (‪ 4‬ديسمبر ‪)1967‬‬ ‫ (يعود «جالل الشرقاوي» بهذا العمل مخرجا جادا كما عرفناه في تجاربه‬‫األولى‪ .‬وأول ما يالحظ على إخراج «جالل الشرقاوي» لهذه المسرحية هو‬ ‫إستخدامه للكورس المكون من إثنى عشر فردا يقودهم قائد الكورس‪ ،‬وهو نفس‬ ‫العدد الذي عرفته التراجيديا اإلغريقية القديمة في عهد «إيسخولوس»‪ .‬وفي‬ ‫إستخدامه لهذا الكورس لجأ إلى تقسيمه إلى نصفين ‪ -‬سيمي كورس ‪ -‬وجعل‬ ‫لكل رئيسا‪ ،‬ومن هنا اجتمع لنا «عبد الحفيظ التطاوي» قائدا للكورس‪ ،‬و»نجيب‬ ‫سرور» و»رشوان توفيق» قائدين لقسمي «الكورس»‪ .‬وكان من شأن هذا التقسيم‬ ‫أن حصلنا على أكبر مجموعة من التوزيع األوركسترالي ألصوات المجموعة‪،‬‬ ‫فبينما كان «الكورس» ينشد بكلمات المسرحية شأن «األوركسترا» في الموسيقى‬ ‫كان يخلي الوقت للعازف المنفرد الذي يقوم على رأس المجموعة كلها‪ ،‬وبهذا‬ ‫حصلنا على تنويعات متعددة‪ ،‬وبهذه الطريقة أمكن لجالل الشرقاوي إستغالل‬ ‫«الكورس» على نحو دفع بالمسرحية خطوات عريضة إلى األمام‪ ،‬وساعده على‬ ‫ذلك تلك الحركة السريعة المتغيرة المستمرة التي مألت المسرح نشاطا وحيوية)‪.‬‬ ‫محمد بركات‪ :‬مجلة «المصور» (‪ 16‬ديسمبر ‪)1967‬‬

‫جالل الشرقاوي‬

‫‪147 146‬‬


‫ (حاول المخرج‪ /‬جالل الشرقاوي أن يؤكد مالمح العمل الدرامي الناقصة من‬‫خالل العرض‪ .‬فاستفاد من خبرته السينمائية في تقديم اإليحاءات الرمزية البسيطة‬ ‫فوق البانوراما الخلفية لتأكيد جوهر العرض‪ ،‬واستفاد من المستويات الخشبية‬ ‫المتدرجة في خلق التشكيالت الجمالية الجماعية‪ .‬وقد ساعدت هذه المستويات‬ ‫الخشبية في الحصول على الحركة البسيطة المنطلقة‪ .‬وإن كانت اإلضاءة الفنية‬ ‫قد تحولت في يد المخرج في أحيان كثيرة إلى مجرد وسيلة لإلبهار‪ .‬والعيب‬ ‫الرئيسي في األداء التمثيلي هو المبالغة إلى حد الخطابية في لحظات كثيرة‪ .‬وقد‬ ‫وفق المخرج في إستخراج اإلمكانيات الكوميدية وتأكيدها ليبدد قتامة الجو في‬ ‫لحظات عديدة‪.‬‬ ‫نبيل بدران‪ :‬مجلة «آخر ساعة» (‪ 20‬ديسمبر ‪)1967‬‬ ‫ (من البديهي أنه عندما تغيب الدراما عن المسرح تظهر كل العناصر المساعدة‬‫لتسد الفراغ وتلعب الدور األساسي‪ ،‬وهو ما حدث فعال في مسرحية «آه يا‬ ‫ليل يا قمر» ‪ ...‬ومن البديهي أن نصا كهذا يغري المخرج بأن يلجأ إلى نفس‬ ‫األساليب الميلودرامية في إخراجه له ‪ ...‬ولم يضع المخرج‪ /‬جالل الشرقاوي أي‬ ‫فرصة ليتوافق مع النص حتى في استعماله للفانوس السحري‪ ،‬إما في توضيح‬ ‫الواضح وإما في مساعدة الكلمات على أن تكون أكثر ريبا‪ ،‬وباستعمال «الفانوس‬ ‫السحري» وجد الحلم والرمز ومشاهد الحريق والقبر‪ ،‬وكل ما يمكن أن يحقق‬ ‫اإلثارة إلى أقصى حد ممكن)‪.‬‬


‫أحمد عباس صالح‪ :‬مجلة «المسرح» (ديسمبر ‪)1967‬‬ ‫ (المسرحية قصيدة من الشعر تجمع بين الماضي والحاضر‪ ،‬بين الحلم والواقع‬‫في لفتات ذهنية وجلسات عاطفية وتلويحات سياسية حاذقة ‪ ...‬والمخرج يحاول‬ ‫تجسيم هذا مستعينا بالموسيقى وباإلنشاد وبالرقص وباإليقاع فوق فن الممثل‪،‬‬ ‫جمع المخرج كل هذا في بوتقة أجاد طهيها في غير تكلف‪ ،‬ولم يحرق عنص ار من‬ ‫هذه العناصر‪ .‬إال أن النضال والتصارع يقومان على أتمهما بين المؤلف وبين‬ ‫المخرج‪ ،‬بحيث كنت أحس أن المخرج يرفع صوته على ما يقوله المؤلف ولكن‬ ‫في غير شوشرة‪ ،‬وتارة أخرى كنت أشعر بأن المؤلف يسيطر ويعلو بقامته من‬ ‫غير أن يناقض المخرج‪ ،‬أنه نضال شهي وال شك)‪.‬‬ ‫زكي طليمات‪ :‬مجلة «اإلذاعة والتليفزيون» (‪ 10‬فبراير ‪)1968‬‬ ‫ («جالل الشرقاوي» فهم المسرحية كما يريد‪ ،‬وكما يريد له تكوينه الثقافي‬‫والسياسي واأليديولوجي‪ ،‬أراد المسرحية أن تكون بيانا ودرسا وظاهرة فنجح نجاحا‬ ‫كبي ار أينما أراد‪ .‬أراد للجوقة أن تكون أداة طيعة لتعبيره المسرحي‪ ،‬فأفلت منه الزمام‬ ‫حينا واستطاع أن يحقق نجاحا مذهال في أحيان كثيرة ‪ ...‬كانت هناك أشياء كثيرة‬ ‫يريد أن يقولها المخرج كلها معا‪ ،‬وهذا برأيي سبب حيرته الرئيسية وارتباكه‪ ،‬لم‬ ‫يطاوعه قلبه أن يرفض شعرية العمل‪ ،‬ورفض عقله أن يرى في العمل الشعري‬ ‫إال صورة سياسية وإجتماعية لها مدلول ‪ ...‬ولكنه استطاع بمهارة ال توصف أن‬ ‫يسيطر على العمل في كليته‪ ،‬وأن يقدمه منسجما متماسكا يفرض نفسه ويثير ما‬ ‫يجب أن يثيره من قضايا وتساؤالت ‪ ...‬إن طموح «الشرقاوي» وإخالصه وسداد‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪149 148‬‬


‫نظرته قد إنعكست على العمل المقدم إلينا فخرج سليما كبي ار مشرقا‪ ،‬يقول ما يقوله‬ ‫بعنف وحماس)‪.‬‬ ‫رفيق الصبان‪ :‬جريدة «البعث» السورية (‪ 27‬يونيو ‪)1968‬‬ ‫مسرحية‪« :‬بلدي يا بلدي»‬ ‫ (قدم لنا «مسرح الحكيم» عرضا جميال‪ ،‬أسس له المؤلف عن خبرة ودراية لفنه‪،‬‬‫وجسده المخرج‪ /‬جالل الشرقاوي مع مجموعة الممثلين والعناصر الفنية األخرى‬ ‫‪ ...‬وإذا كان لي كلمة عن اإلخراج فإني أقول إن المخرج لم يحاول التفلسف‬ ‫السخيف‪ ،‬بل إن موضوع المسرحية هو الذي يشكل إخراجها‪ ،‬لكني كنت أرجو أن‬ ‫يتخفف المخرج من النغمة العالية التي سادت العرض‪ ،‬فمن الصعوبة أن يسود‬ ‫المظهر الخارجي ليغطي على الجوهر الداخلي‪ .‬لقد حاول أن يقف بنا هامسا في‬ ‫بعض اللحظات‪ ،‬وكان موفقا غاية التوفيق ‪ ...‬أقول هذا وفي ذهني خبرة « جالل‬ ‫الشرقاوي» ودربته في اإلخراج المسرحي‪.).‬‬ ‫فاروق منيب‪ :‬جريدة «الجمهورية» (‪ 3‬ديسمبر ‪)1968‬‬ ‫ (عندما ترتفع ستائر المسرح نرى أن حلبة المسرح هي الوعاء الذي سيجرى في‬‫الموضوع األساسي‪ ،‬والذي ستقع فيه كل األحداث الدرامية‪ ،‬وأن جانبي المسرح‬ ‫‪ -‬من اليمين والشمال ‪ -‬هما الوعاءان اللذان ستجرى فيهما أناشيد المداحين‬


‫وتعليقات الكورس ‪ ...‬وقد وجد المخرج‪ /‬جالل الشرقاوي في النص الغنائي الباكي‬ ‫الضاحك رحابة العمل الذي يسمح بتنويع األداء‪ .‬فالمفروض أصال أن يغلب‬ ‫األداء التمثيلي على األداء الغنائي واإلستعراضي‪ ،‬ولكن الخشية كانت موجودة‬ ‫من أن يفلت الزمام من يد المخرج‪ ،‬فتنقلب المسرحية ‪ -‬وهي عمل فني مثقف‬ ‫ إلى سامر تسيطر عليه أناشيد المداحين‪ ،‬خاصة وأن هذا الفن الدارج قوي‬‫السلطان على النفوس‪ .‬وكان ينبغي للمخرج أن يوازن بين أنواع األداء المختلفة‪،‬‬ ‫وقد نجح في تحقيق هذا األمر‪ ،‬فقد كانت الموازنة مرسومة‪ ،‬وكانت موجهة ألن‬ ‫يلزم أداء المداحين حجمه ومكانه وأن يلزم أداء الراوي مكانه‪ ،‬وأن يكون ذلك‬ ‫خاضعا للجانب الدرامي ‪ ...‬وكذلك سنجد نفس الموازنة في األداء التمثيلي ‪...‬‬ ‫فقد لعب الجميع أدوارهم بكفاءة وفي حدودها المحسوبة)‬ ‫رشدي صالح‪ :‬جريدة األخبار (‪)1968/12/3‬‬ ‫ (و»جالل الشرقاوي» كما عرفناه في عروضه السابقة أحد مخرجينا الذين‬‫يحاولون أن يخلقوا شع ار على خشبة المسرح‪ ،‬شع ار يقوم على إيقاع األداء وخطوط‬ ‫الحركة الجمالية‪ ،‬واالهتمام بالتشكيل كإحدى وسائل ملء فراغ المسرح‪ ،‬وباستغالل‬ ‫كل إمكانيات اإلضاءة إستغالال جماليا‪ ،‬غير أنه يتميز في رأيي بتسخير كل هذه‬ ‫الوسائل لتفسير النص وبلورته وإب ارزه‪ ،‬ورغم أن اإلهتمام باإليقاع في رسم سلم‬ ‫«التونات» قد يصل به أحيانا إلى «ميلودراما» األداء‪ ،‬ورغم أن إهتمامه بالشكل‬ ‫الجمالي للعمل قد يدعوه أحيانا إلى تغليب العنصر الجمالي إال أننا ال نملك إال‬ ‫أن نشعر أننا أمام فنان أصيل مبدع‪ ،‬وأن كل وسائله الفنية تنطق بلسان النص‪،‬‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪151 150‬‬


‫وهو بهذا يحقق هدفين متكاملين‪ ،‬هدف توصيل النص‪ ،‬وهدف خلق شعر على‬ ‫خشبة المسرح‪.).‬‬ ‫د‪.‬أمين العيوطي‪ :‬مجلة «آخر ساعة» (‪)1968/12/7‬‬ ‫ (المسرحية لم تفقد كثي ار من قدرتها على التأثير وهز الوجدان والسيطرة على‬‫المتفرجين بجوها المأسوي التطهري‪ ،‬وكان الفضل في هذا يرجع إلى أغاني‬ ‫المداحين الحزينة التي كانت تتخلل أحداث المسرحية وتربطها من أول لحظة حتى‬ ‫آخر لحظة ‪ ...‬والحق أقول استطاع « جالل الشرقاوي» أن يمسك بخيوط جميع‬ ‫المفردات بحذق ومهارة ووعي‪ ،‬وأن يعزف كل ألحانها بنفس الدقة والقدرة والتمكن‪،‬‬ ‫فلم يضعف أو يهتز في موقف على حساب موقف‪ ،‬وإنما كان إيقاعه كله يمضي‬ ‫بنفس المهارة والقوة‪ ،‬وكان العرض ككل متماسكا رائعا مؤثرا‪ ،‬وساعده على هذا‬ ‫نجوم وأبطال «مسرح الحكيم» الذين كانوا جميعا في مستوى العمل)‪.‬‬ ‫السيد الشوربجي‪ :‬مجلة «آخر ساعة» (‪ 15‬ديسمبر ‪)1968‬‬ ‫ (أتيح للعرض مخرج ذكي مخلص للعمل إلى أقصى حد‪ ،‬قادر على إبراز‬‫وتجسيد كل إيماءة وكل تلميح وكل إيحاء‪ ،‬هو األستاذ‪ /‬جالل الشرقاوي‪ .‬وما‬ ‫من شك في أن توزيعه لألدوار كان موفقا‪ ،‬وقدرته على رسم الحركة على منصة‬ ‫واسعة عريضة وتحريك المجموعات في تشكيل جمالي مريح للعين‪ ،‬وتوزيع‬ ‫اإلضاءة توزيعا وظيفيا يخدم خطته في تكثيف المعاني‪ ،‬وتركيز اإلنتباه على‬ ‫إيحاءات بعينها‪ ،‬فضال عن اإلستفادة منه أيضا في عمليات اإلنتقال المكاني‬


‫والزمني بين المشاهد المختلفة‪ .‬أقول أن هذه المقدرة حققت لهذا العمل الكثير‪،‬‬ ‫ألنه عمل يحتاج إلى مساعدة المخرج‪ ،‬وال يساعد المخرج بحال من األحوال)‪.‬‬ ‫أمير اسكندر‪ :‬جريدة «الجمهورية» (‪ 26‬ديسمبر ‪)1968‬‬ ‫ (الواقع أن هذه المسرحية ‪ -‬متداخلة األحداث والمتعددة الشخصيات والمركبة‬‫البناء ‪ -‬كفيلة بأن تضع مخرجها في حيرة فنية كبيرة ال يدري معها بأي أسلوب‬ ‫يخرجها‪ ،‬وال على أي نحو يعالج حدثها األصلي في عالقته بباقي األحداث‪.‬‬ ‫هل يحرص على الطابع الغنائي للمسرحية وما يستلزمه هذا الطابع من عناصر‬ ‫اإلستعراض المسرحي الشامل‪ ،‬حيث الموسيقى والرقص والغناء واإلسكتشات‬ ‫تجمعها جميعا وحدة واحدة ؟ أم يحرص على الطابع الدرامي وما يقتضيه هذا‬ ‫الطابع من إبراز عناصر الصراع بين الطغيان من ناحية الحكام والمقاومة من‬ ‫ناحية المحكومين؟ فضال على الصراع بين «السيد البدوي» وأتباعه من ناحية‬ ‫وبين «متولي» وأصحابه من ناحية أخرى ‪ ...‬إن المخرج‪ /‬جالل الشرقاوي بدال‬ ‫من أن يختار بين هذين األسلوبين لكي يحقق إلخراجه الوحدة العضوية المتجانسة‬ ‫والمتكاملة أثر أن يكون أكثر وفاء للنص‪ ،‬فجعل من اإلخراج تجسيدا أمينا حرفيا‬ ‫للمسرحية‪ ،‬يحافظ على طابعه الغنائي بكل ما يتالءم وهذا الطابع‪ ،‬وفي الوقت‬ ‫الذي يحتفظ فيه بالطابع الدرامي بكل ما يحتويه من مقومات‪ .‬والذي نتج عن ذلك‬ ‫هو التفكك الواضح في العرض‪ ،‬والتنافر الشديد بينن كافة عناصر البناء‪ ،‬فال هو‬ ‫حقق متعة اإلستعراض الغنائي وال حافظ على روعة العرض الدرامي)‪.‬‬ ‫جالل العشري‪ :‬مجلة «المسرح» (فبراير‪)1969‬‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪153 152‬‬


‫ (استطاع المخرج‪ /‬جالل الشرقاوي أن يستغل موهبته في التحكم في المنصة‬‫لكي يستفيد من منصة «مسرح الحكيم» وصالته إلى أقصى حد‪ ،‬فقسمها إلى‬ ‫عدد من المستويات تتوزع عليها اللوحات والمواقف‪ ،‬وتتحرك فوقها األحداث‬ ‫والمجموعات الكثيرة بإتقان بالغ‪ .‬واستطاع أن يحدد بوضوح بين موقعي األحداث‪:‬‬ ‫«طنطا» مقر السيد البدوي‪ ،‬و»القاهرة» مقر الوزير‪ ،‬حيث تجرى الحكاية‬ ‫األساسية‪ ،‬وخصص لكل موقع فرقة من المغنيين مع مداحة وراوية ليفصل‬ ‫بوضوح بين التيارين األساسيين لألحداث‪ .‬واستطاع «جالل الشرقاوي» أن يحقق‬ ‫نوعا من اإلرتباط الشكلي بين المنصة والصالة ‪ -‬فاإلرتباط الموضوعي ال يتحقق‬ ‫إال من خالل الترابط بين ما يجرى في الواقع على المنصة وما يجرى في الواقع‬ ‫ بين الفن والحقيقة‪ .‬واستطاع « أن يستفيد من توزيع اإلضاءة وتوقيتها لتحديد‬‫الفواصل بين المشاهد ولتحقيق اإلنتقال والتحول وتركيز اإلنتباه واستخالص‬ ‫معان معينة‪ .‬كذلك استطاع أن يحقق توزيعا صوتيا ناجحا بين األفراد وبعضهم‬ ‫والمجموعات وبعضها‪ ،‬وبين األفراد والمجموعات بطريقة نادرة الحدوث فعال في‬ ‫المسرح المصري‪ ،‬رغم أن «جالل» لم يبخل على المسرحية بالدراويش وحلقات‬ ‫الذكر وال بالرقصات واأللحان وأغاني الطرب وأداء المواويل والممثلين الكبار‪:‬‬ ‫حمدي غيث‪ ،‬سهير البابلي‪ ،‬عبد هللا غيث‪ ،‬عبد الحفيظ التطاوي‪ ،‬أنور إسماعيل‪،‬‬ ‫حسين الشربيني)‪.‬‬ ‫سامي خشبة‪ :‬جريدة «الجمهورية» (فبراير ‪)1970‬‬


‫مسرحية‪« :‬أنت إللي قتلت الوحش»‬ ‫ (لجأ مخرج المسرحية إلى تضييق خشبة المسرح عن طريق إزحامها بكتل‬‫ديكورية ومصاطب سميكة‪ ،‬استطاع بها وبممثليه أن يوجد الزحمة التي تتطلبها‬ ‫مناظر تحتاج إلى إحتشاد الجماهير‪ ،‬وقد ساقه ذلك إلى التخلي عن اإللتزام بالواقع‬ ‫الحرفي الذي قرره النص‪ ،‬ومن هنا نجح في تجسيد المعاني التي استنبطها من‬ ‫الكالم عن طريق تطعيمها بعناصر رمزية تمثلت في صياغة المناظر ولونية‬ ‫اإلضاءة ومساحات اللون العريضة‪ ،‬التي أكسبت المواقف نعومة وشاعرية فبدت‬ ‫داخل البرواز المسرحي كلوحة جميلة‪ ،‬ال يتحدد جمالها بذاته ولكن بوظيفته‬ ‫النفعية التي كان عليها أن ترينا الواقع من خالل الماضي السحيق)‪.‬‬ ‫د‪.‬إبراهيم حمادة‪ :‬جريدة المساء» (‪)1970/2/28‬‬ ‫ (كان جالل الشرقاوي ملتزما في إخراجه بالنص المسرحي‪ ،‬فالحركة المسرحية‬‫هنا ملتزمة بالكلمة‪ ،‬والخط اإلخراجي مساو للنص المسرحي‪ ،‬وكان توفيقا من‬ ‫المخرج أنه عمد إلى أسلوب «الفانتازيا» الكوميدية سواء في تقديم الشخصية أو‬ ‫في إدارة الحوار‪ ،‬وكان توفيقا منه أكثر أنه لم يجعلها «فانتازيا» خاصة ولكن‬ ‫مطعمة بجرعات جادة تظهر حينا وتختفي حينا آخر‪ ،‬وتجلت براعة المخرج في‬ ‫إدارة حركة المجاميع‪ ،‬تلك الحركة التي سريعا ما كانت تكتسب جماال تشكيليا ليس‬ ‫مقصودا لذاته ولكن لخدمة المعنى وإبالغ الفكرة)‪.‬‬ ‫جالل العشري‪ :‬مجلة «المسرح» (فبراير ‪)1970‬‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪155 154‬‬


‫ (نجح «جالل الشرقاوي» في فهم المسرحية وتجسيدها على خير وجه‪ ،‬واستطاع‬‫أن يقدم عمال رشيقا واضحا جذابا سريع اإليقاع ال بطء فيه وال ركاكة‪ ،‬ولعله لم‬ ‫يكشف مواهبه الفنية كما كشفها في هذه المسرحية‪ ،‬وهى بال جدال أحسن أعماله‬ ‫وأرقاها وأكثرها تعبي ار عن مقدرته وموهبته كمخرج بارز من مخرجي الصف ألول‬ ‫في بالدنا)‪.‬‬ ‫رجاء النقاش‪ :‬مجلة «الكواكب» (‪)1970/3/10‬‬ ‫ (إتجه اإلخراج إلى التركيز على الجوانب البصرية‪ ،‬فالديكور جيد في تصميمه‬‫وتغيير مشاهده بسهولة وسرعة‪ ،‬واإلضاءة تخدم ألوانه الحارة في معظمها وتتناسق‬ ‫معها‪ .‬وميل المخرج قديم بالتالعب باإلضاءة‪ ،‬الستائر القاتمة والمضيئة والشفافة‪،‬‬ ‫وبقع الضوء بأحجام وألوان مختلفة‪ .‬والمجاميع استخدمها بحركة قد تكون منضبطة‬ ‫لكنها ال تعبر عن معنى فوجودها مجرد تزاحم في لحظات كثيرة‪ ،‬بل وتتزاحم‬ ‫في تكوين دائري وظهورهم إلى الصالة حاجبين عن عيون الجمهور أي شيء‬ ‫آخر في المشهد‪ .‬لكن الحركة المسرحية عموما واستخدام اإلضاءة كانا في خدمة‬ ‫الكلمة والممثل‪ ،‬فمشهد سجود الناس أمام موكب «أوديب» بتنفيذه وموسيقاه مشهد‬ ‫ناجح‪ ،‬كذلك حركة المجموعات الصامتة وهي تغني في خلفية الحوار الدائر بين‬ ‫«أوالح» و «سنفرو»)‪.‬‬ ‫فاروق عبد القادر‪« :‬مساحات للضوء مساحة للظل»‪ ،‬دار الثقافة‬ ‫الجديدة (‪)1986‬‬


‫مسرحية‪« :‬أنت إللي قتلت عليوة»‬ ‫ (هذه األحداث الطريفة التي كتبها‪ /‬أحمد حلمي وفهيم القاضي كانت الركيزة‬‫التي إعتمد عليها «جالل الشرقاوي» في محاولته الجديدة لتطوير فرقة «ثالثي‬ ‫أضواء المسرح» من مرحلة الطبلة والرق إلى عالم الكوميديا الراقية ‪ ..‬وهذه‬ ‫التجربة جديدة على «الثالثي» الذي يتضافر معهم ألول مرة مخرج جاد متفهم‬ ‫لمعنى الكوميديا الراقية‪ ،‬وملتزم بأن يؤدي الممثل دوره بحرفية النص وإحترامه له‬ ‫إحترما كامال)‪.‬‬ ‫فتحي اإلبياري‪ :‬جريدة «األخبار» (‪)1970/9/9‬‬ ‫ (وفي رعاية مخرج حساس سريع النبض يقظ اإلمكانيات الكوميدية المختلفة‪،‬‬‫مؤمن بفن الممثل إلى جوار فن المخرج مثل «جالل الشرقاوي» مخرج المسرحية‬ ‫نستطيع أن نتطلع إلى مزيد من التطور في فن الثنائي)‪.‬‬ ‫د‪.‬علي الراعي‪ :‬مجلة «روز اليوسف» (‪)1970/11/28‬‬ ‫مسرحية‪« :‬ملك الشحاتين»‬ ‫ (إن العرض الذي يقدم في مسرح «البالون» عرض جيد بكل المقاييس والمعايير‬‫‪ ...‬عرض مسرحي مرح وإنساني متقن الصنع ‪ ...‬في «ملك الشحاتين» تستطيع‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪157 156‬‬


‫أن تضحك وأن تغني‪ ،‬بل وفي بعض األحيان ترغب في اإلشتراك في الرقص‪،‬‬ ‫وتستطيع أيضا أن تحلم بعودة المسرح الغنائي المصري إلى أمجاده أيام «سيد‬ ‫درويش»)‪.‬‬ ‫عالء الديب‪ :‬مجلة «صباح الخير» (‪)1971/8/5‬‬ ‫ (مسرحنا األوبرالي لن يقوم إال بوجود مثل هذه المحاوالت من المسرحيات‬‫الغنائية ‪ ..‬هذا مبدأ يحتمه ذلك الفراغ المسرحي الذي نمشي فيه‪ ،‬ويأتي «ملك‬ ‫الشحاتين» ليكسر وحشة الصحراء المحيطة بمسرحنا الغنائي‪ ،‬ويجعلها صالحة‬ ‫ألن تكون منطقة مأهولة بالمشاهدين»‬ ‫حسن عبد الرسول‪ :‬جريدة «األخبار» (‪)1971/8/8‬‬ ‫ (إن «ملك الشحاتين» برغم كل شيء عرض من أنجح عروض الفرقة‬‫اإلستعراضية ‪ ...‬وأعتقد أن نجاح هذا العرض قد قام على أكتاف «نجيب سرور»‬ ‫و»جالل الشرقاوي» ومجموعة الممثلين ‪ ..‬ولو قدر للموسيقى والغناء والرقص في‬ ‫هذا العرض أن ترتفع إلى مستوى هؤالء الفنانين لكانت «ملك الشحاتين» عمال‬ ‫يحسب للمسرح المصري إلى سنوات طويلة قادمة)‪.‬‬ ‫محمد بركات‪ :‬مجلة «اإلذاعة والتليفزيون» (‪)1971/8/14‬‬


‫مسرحية‪« :‬مدرسة المشاغبين»‬ ‫ (نجحت الفرقة في الوصول إلى توليفة مبتكرة ‪ ..‬أوال من خالل موضوع‬‫«الشباب» الذي يشغل أذهان الناس جميعا‪ ،‬ثم عرض باهر تمزج فيه فنون‬ ‫ممتعة كالغناء المسرحي والرقص والتمثيل الكوميدي والمؤثرات العصرية ‪ ..‬إذن‬ ‫فالضحك مضمون والفرجة موجودة ‪ ..‬أنها بالطبع الكوميديا الموسيقية» المعروفة‬ ‫في كل مسارح العالم‪ ،‬ولكنها هنا تقدم على الطريقة المصرية ‪ ..‬في نص يكتبه‪/‬‬ ‫علي سالم ويخرجه‪ /‬جالل الشرقاوي‪ ،‬وألحان موهوبة لسيد مكاوي يرددها الممثلون‬ ‫في كل ليلة بحب واستمتاع)‪.‬‬ ‫حسن فؤاد (سهران)‪ :‬مجلة «صباح الخير» (‪)1972/8/10‬‬ ‫مسرحية‪« :‬عفاريت مصر الجديدة»‬ ‫ (من جديد لعبة كسر اإليهام والنزول بأحداث المسرحية إلى الصالة ‪ ..‬ومرة‬‫أخرى ال إعتراض لي على مبدأ كسر الحائط أو إبقائه لكن السؤال يأتي بعد‬ ‫ذلك‪ :‬كل شيء في الدراما يجب أن يكون موظفا لخدمة هدف يؤدي إليه‪ ،‬وهذا‬ ‫اإللغاء ‪ -‬إذا استبعدنا اإلبهار بهذه اللعبة الجديدة وشد انتباه الجمهور وتحقيق‬ ‫نوع من األلفة بينه وبين ممثلي العرض ‪ -‬سنجد أنه أسهم في إضاعة المعنى‬ ‫العام للعمل‪ ،‬وفي تقديري أن المخرج قد فعل هذا ليحقق غرضا باإلضافة إلى ما‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪159 158‬‬


‫قدمت وهو الخالص من هذا «المونولوج» الطويل الذي يلقيه الضابط ويزدحم‬ ‫بالكلمات الكبيرة)‪.‬‬ ‫فاروق عبد القادر‪« :‬مساحات للضوء مساحة للظل»‪ ،‬دار الثقافة‬ ‫الجديدة (‪)1986‬‬

‫مسرحية‪« :‬قصة الحي الغربي»‬ ‫ (لقد أثبت «جالل الشرقاوي» عبر السنوات الماضية أنه من أقدر المخرجين‬‫المصريين على تقديم العروض الكبيرة‪ ،‬كما أثبت أنه أقدرهم جميعا ‪ -‬ربما ‪-‬‬ ‫على تقديم ذلك اللون المسرحي الذي أخذ يغزو حياتنا الفنية‪ ،‬والذي يعرف باسم‬ ‫«الكوميديا الموسيقية»‪ ،‬وقد وصل «جالل الشرقاوي» إلى قمة هذا الشكل في‬ ‫«مدرسة المشاغبين» وفي «ملك الشحاتين»‪ ،‬ولكنه في «قصة الحي الغربي»‬ ‫أسرف في استخدام عنصر اإلبهار إلى الدرجة التي يمكن أن تحسب عليه وعلى‬ ‫العرض معا)‪.‬‬ ‫محمد بركات‪ :‬مجلة «اإلذاعة والتليفزيون» (‪ 14‬نوفمبر ‪)1972‬‬


‫مسرحية‪« :‬هاللو دوللي»‬ ‫ (كان «جالل الشرقاوي» موفقا بوجه عام في تقديم عرض كوميدي له مستواه‬‫سواء في إدارة حواره أو في رسم حركته وفي تحريك مجاميعه‪ ،‬كما كان موفقا‬ ‫بوجه خاص في مزج بعض المواقف الكوميدي ببعض التابلوهات اإلستعراضية‬ ‫مع إحاطة ذلك كله بإطار من التأثير الضوئي واإلنسجام الشكلي‪ ،‬ولقد ساعده‬ ‫في ذلك الديكور الوافي وظيفيا وتشكيليا الذي صممه الفنان‪ /‬صالح عبد الكريم‪،‬‬ ‫فإذا تركنا اإلطار المادي إلى األداء التمثيلي لعرفنا كيف وفق المخرج في ترويض‬ ‫الطاقات الكوميدية الجامحة لدى بعض الممثلين وتوجيهها في مسارها الفني‬ ‫الصحيح)‪.‬‬ ‫جالل العشري‪ :‬جريدة «األخبار» (‪ 1‬ديسمبر ‪)1972‬‬ ‫مسرحية‪« :‬الزعيم ‪ ..‬غوما»‬ ‫ («جالل الشرقاوي» ‪ -‬الورقة الرابحة في مسرح القطاع الخاص ‪ -‬يعرف جيدا‬‫قواعد لعبة إجتذاب الجماهير‪ ،‬لهذا بادر بوضع اسمي محمد رشدي والراقصة‪/‬‬ ‫زيزي مصطفى في غير ضرورة فنية‪ .‬وظيفة غناء محمد رشدي باللهجة الليبية‬ ‫أن يمأل فجوات اإلظالم أثناء تغيير مشاهد الديكور‪ ،‬أما الراقصة التي ترقص‬ ‫على الطريقة الليبية بمالبسها كاملة فأظن الهدف هو الجذب لمزيد من الجمهور‬ ‫‪ ...‬كذلك أسرف المخرج في إستخدام الرقصات الشعبية وتحريك المجموعات‬ ‫دون ضرورة‪ ،‬حتى المشهد األخير بعد مصرع «غوما» وخروجه محموال على‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪161 160‬‬


‫األعناق تدخل المجموعة في إيقاع سريع ومرح فتكاد تذهب بكل أثر لهذا المشهد‬ ‫في نفوس الجمهور)‪.‬‬ ‫فاروق عبد القادر‪»:‬مساحة للضوء مساحات للظل» (دار الثقافة‬ ‫الجديدة ‪)1986‬‬ ‫مسرحية‪« :‬تمر حنة»‬ ‫ (ليس من شك في أن هذه المسرحية الجديدة «تمر حنة» التي تجاوزت الغناء‬‫المسرحي دون أن تحقق المسرح الغنائي وبقيت طرقة على باب «األوبريت»‬ ‫ستكون بالنسبة لجالل الشرقاوي عالمة أخرى على جبين هذا المسرح)‪.‬‬ ‫جالل العشري‪ :‬مجلة «اإلذاعة والتليفزيون» (‪ 13‬يوليو ‪)1974‬‬ ‫ («وردة» هي التي سرقت الكامي ار في هذا األوبريت‪ ،‬غير الذين سرقوا معها‬‫الكامي ار كثيرون ‪ ..‬بليغ حمدي بموسيقاه البارعة‪ ،‬والمخرج‪ /‬جالل الشرقاوي الذي‬ ‫أعتبر هذا األوبريت من أفضل وأنغم ما أخرج للمسرح فيما أعلم وأكثره إحكاما)‪.‬‬ ‫مصطفى بهجت بدوي‪ :‬جريدة «الجمهورية» (‪ 10‬يوليو ‪)1974‬‬


‫ (ويبقى في النهاية «جالل الشرقاوي» كمخرج مسرحي كبير يجمع كل العناصر‬‫من التمثيل والغناء واأللحان والرقص داخل حركة منسجمة مع استخدام اإلضاءة‬ ‫بوعي كبير‪ ،‬ويقدم في النهاية عمال ناجحا وجيدا بال شك)‪.‬‬ ‫حلمي سالم‪ :‬مجلة «الكواكب» (‪ 16‬يوليو ‪)1974‬‬ ‫مسرحية‪« :‬شهرزاد»‬ ‫ (العمل الذي يقوم بإخراجه «جالل الشرقاوي» ال يصبح مجرد نص لمؤلف‬‫ولكنه عرض لمخرج‪ .‬فهو بفكره وبرؤاه وبفنه يثري النص ويبرز مفاتنه‪ ،‬يخفي‬ ‫عيوبه ويضفي عليه بهاء وجماال وسحرا‪ .‬وأضرب لذلك مشهدين شغل المخرج‬ ‫فيهما قد يرتفع بهما إلى القمة أو يقعان منه إلى الحضيض ‪ ..‬مشهد خيانة زوجة‬ ‫«شهريار» مع العبد ال يتضمن أكثر من ثالث جمل في النص لكنه عند التنفيذ‬ ‫يتحول إلى قطعة من الفن البديع اآلسر يبهر ويسحر المشاهد رغم صعوبته‬ ‫ومخاطره العديدة ‪ ..‬وال شك أن مؤلف األغاني والملحن ومصمم الرقصات قد لعبوا‬ ‫دو ار فعاال ومبدعا في هذا المشهد‪ .‬المشهد الثاني مشهد طالق «قمر الزمان» من‬ ‫«بدر التمام» ابنة قاضي القضاة‪ ،‬وحيلة «شهرزاد» إلتمام الطالق (بإستعراض‬ ‫عترة وجدعان)‪ ،‬انه مشهد مخرج ال مشهد مؤلف‪ ،‬و»جالل الشرقاوي» بلغ فيهما‬ ‫إحدى ذري الفن الجميل الصعب)‪.‬‬ ‫أحمد عبد الحميد‪ :‬جريدة «الجمهورية» (‪ 8‬يوليو ‪)1976‬‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪163 162‬‬


‫ (المشاهد البالغة التركيب ‪ -‬وال أقول التعقيد ‪ -‬استعان عليها المخرج بالرقصات‬‫التعبيرية واألغاني الموسيقية‪ ،‬التي لم تكن مجرد إضافة زخرفية من الخارج بل‬ ‫كانت انبثاقا عضويا من داخل المسرحية‪ ،‬لها وظيفتها الدرامية سواء في تطوير‬ ‫األحداث أو في إضاءة األفكار‪ ،‬وليس أدل على ذلك من «رقصة الحمام» التي‬ ‫أبدعها الفنان‪ /‬حسن خليل‪ ،‬فكانت بمثابة حدث درامي متكامل في سياق باقي‬ ‫األحداث‪ ،‬وكذلك أغنيتي «إهربوا يا بنات ‪ ..‬وإرجعوا يا بنات»‪ ،‬الرقصتين اللتين‬ ‫أبدع في تلحينهما الفنان‪ /‬محمد الموجي‪ ،‬فكانتا بمثابة حدثين مسرحيين ضمن‬ ‫باقي األحداث‪ ،‬هذا فضال عن براعة الموجي في إحاطة العرض كله بسياج من‬ ‫الموسيقى الشرقية المطعمة بالجملة الموسيقية الغربية الشهيرة عن «شهرزاد»)‪.‬‬ ‫جالل العشري‪ :‬مجلة «اإلذاعة والتلفزيون» (يوليو ‪)1976‬‬ ‫مسرحية‪« :‬الجوكر»‬ ‫ (ويجيء المخرج‪ /‬جالل الشرقاوي ليقدم هذا العمل برؤية فنية مزدوجة‪ ،‬رؤيته‬‫هو باإلضافة إلى رؤية الفنان‪ /‬محمد صبحي‪ ،‬أو باألحرى من خالل رؤيته‬ ‫التي تستوعب طموحات نجمه األوحد في إطالق طاقاته الجسدية والحركية فوق‬ ‫المسرح ‪ ...‬وقد وفق المخرج في تقديم «توليفة» مسرحية ترضي الجمهور‪ ،‬وال‬ ‫تخلو من اللمحات اإلخراجية التي تجمع بين البراعة والذكاء‪ ،‬كما في دخول‬


‫«الجوكر» إلى المسرح وهو يقود سيارة «سوزوكي» حقيقية‪ ،‬وكما في السرعة‬ ‫الفائقة التي يتم فيها للجوكر تغيير األقنعة‪ ،‬فيعود للظهور بقناع جديد في لمح‬ ‫البصر‪ ،‬وكما في استخدام األقنعة بوجه عام‪ ،‬بحيث تبدو «الجوكر» وكأنها أول‬ ‫مسرحية مصرية تستخدم فيها األقنعة‪ ،‬برغم كثرة استخدامها في المسرح الغربي‬ ‫الحديث‪ ،‬وأخي ار في تحريك المجاميع من خالل تشكيالت جمالية رائعة كما في‬ ‫التابلوه الختامي للفصل األول‪ ،‬والتابلوه الختامي للفصل األخير‪ ،‬ولقد ساعده في‬ ‫ذلك الديكور الذي يجمع بين جمالية الفرجة وسهولة التجميع ‪ ...‬كذلك ساعدت‬ ‫األشعار التي وضعها الشاعر‪ /‬كمال عمار واأللحان التي صاغها الموسيقي‪/‬‬ ‫مختار السيد على إحاطة العرض بسياج غنائي جميل‪ ،‬وخاصة أغنية «لعب ‪..‬‬ ‫لعب» التي أستخدمت كموتيفة طوال المسرحية‪ ،‬ورددها الجمهور مع الممثلين في‬ ‫نهاية العرض المسرحي)‪.‬‬ ‫جالل العشري‪« :‬تياترو في النقد المسرحي»‪ ،‬دار المعارف (‪)1984‬‬

‫مسرحية‪« :‬عيون بهية»‬ ‫ (سيقوم المخرج‪ /‬جالل الشرقاوي بإعادة إخراج «عيون بهية» أول أوب ار باليه‬‫مصرية ‪ ...‬وكان «جالل الشرقاوي» قد أجرى بروفات هذه المسرحية قبل عرضها‬ ‫األول‪ ،‬واختلف أثناء البروفات مع مؤلفها‪ /‬د‪.‬رشاد رشدي حول الرؤية الفنية‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪165 164‬‬


‫إلخراج العمل‪ ،‬وعلى أثرها ترك «الشرقاوي» إخراج المسرحية (وأخرجها بطلها‬ ‫الراقص‪ /‬عبد المنعم كامل) ‪ ...‬ويستعين «جالل الشرقاوي» في إخراجه الجديد‬ ‫للمسرحية بنفس أبطالها من الراقصين والرقصات والمغنيين المشتركين في العرض‬ ‫األول ‪ ...‬وقدمت «عيون بهية» هذه المرة على صورة عرض باليه فقط على وقع‬ ‫الموسيقى واألغاني المسجلة‪ ،‬وبالطبع فإن عدم وجود المطربين والكورال على‬ ‫خشبة المسرح‪ ،‬وكذلك عدم وجود األوركست ار في حفرته بصورة حية أفقد العرض‬ ‫بعضا من شموخه وجالله)‪.‬‬ ‫عاطف النمر‪ :‬جريدة «األخبار» (‪ 20‬يوليو ‪)1978‬‬ ‫ (مجهود كبير جدا بذله «جالل الشرقاوي» ليختصر وجود األوركست ار والمنشدين‬‫في أوب ار باليه «عيون بهية» ‪ ..‬وهو كمخرج ومعه أعضاء الباليه وكل المشتركين‬ ‫في هذا العمل عشرة على عشرة‪ ،‬ولكن المقارنة بين هذا العرض والعرض السابق‬ ‫تثير أسئلة كثيرة‪ ،‬فمثال ما الداعي إلى هذا اإلختصار مادام إقبال الجماهير على‬ ‫العرض يغطي التكاليف؟‪ ،‬وفنيا هذه «األوب ار باليه» التي كتبها‪ /‬د‪.‬رشاد رشدي‬ ‫هي تجربة فنية جديدة من بين مكوناتها األساسية إشتراك مختلف نوعيات األداء‬ ‫على المسرح إشتراكا حيا‪ ،‬فهل استخدام التسجيالت يعطي نفس الحياة؟)‬ ‫عبد الفتاح البارودي‪ :‬جريدة «األخبار» (‪ 17‬يناير ‪)1979‬‬


‫مسرحية‪« :‬ع الرصيف»‬ ‫ (عرف «جالل الشرقاوي» كمخرج أن يختار نصا لكاتبة مبدعة جريئة‪ ،‬واستطاع‬‫أن يجسد رائعة «نهاد جاد» على المسرح لتماثل الصورة التي ارتسمت في عقل‬ ‫المؤلفة مستعينا بفنانة الديكور القديرة‪ /‬نهى برادة‪ ،‬التي أبهرتنا بمناظرها الفخمة‬ ‫التي كانت تتغير بسرعة مذهلة ‪ ...‬وعرف «الشرقاوي» أيضا كيف يختار قمما‬ ‫شامخة لإلضطالع باألدوار الرئيسية في العرض)‪.‬‬ ‫د‪.‬غبريال وهبة‪ :‬مجلة «المسرح»‪ ،‬العدد األول (يناير‪ :‬مارس ‪)1987‬‬ ‫مسرحية‪« :‬إنقالب»‬ ‫ (سعيد بأن أفلتت أوب ار «إنقالب» التي لحنها‪ /‬محمد نوح من مقص الرقيب‬‫رغم طعمها السياسي الحريف‪ ،‬ولذعة سخريتها المبدعة بلغة المرحوم‪ /‬صالح‬ ‫جاهين‪ ،‬وأعتقد أن السماح بعرضها يدخل في إطار حرية الرأي التي تميز هذا‬ ‫اللون من ألوان الديمقراطية ‪ ...‬ومن هنا يمكن للمشاهد المصري الذي ال يألف‬ ‫األوب ار اإليطالية أن يشاهد هذا العمل الفني في شكل مسرحية موسيقية غنائية‬ ‫راقصة على مستوى رفيع جدا تشده من البداية إلى النهاية بعناصرها المميزة‪،‬‬ ‫التي لم تتوافر حتى اآلن ‪ -‬في حدود علمي ‪ -‬في أي عمل فني من هذا الطراز‬ ‫‪ ...‬واألهم إخراج‪ /‬جالل الشرقاوي الذي تميز بمزج فريد بين الشاشة البيضاء‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪167 166‬‬


‫والمسرح على نحو غير مسبوق بهذا المستوى‪ ،‬وعلى سبيل المثال فهو يستخدم‬ ‫الشاشة البيضاء في تصوير عربة الشرطة وهي تسير في شوارع القاهرة مطلقة‬ ‫صفاراتها المدوية حتى تصل إلى بيت «إيمان البحر» للقبض عليه‪ ،‬وتقف ويخرج‬ ‫منها رجال الشرطة ويهجمون إلى األمام‪ ،‬فإذا بالمشاهد يراهم على المسرح ليقوموا‬ ‫بأدوارهم بعدما إنتهى دور الشاشة البيضاء‪ ،‬وفي بعض المشاهد تبقى الشاشة‬ ‫لتكون خلفية للمشهد المسرحي الذي يكمل ما يدور على الشاشة مثل مشهد‬ ‫العرس‪ ،‬فالشاشة تصور العروس وهي تنزل ساللم القصر في زفتها ثم بها تخرج‬ ‫على المسرح لتكمل الدور‪ ،‬لقد كان «جالل الشرقاوي» بارعا جدا في تقديم هذا‬ ‫المزج ‪ ...‬وهكذا تمثل هذه األوب ار السياسية الشعبية إقتحاما فنيا جديدا مليئا باإلثارة‬ ‫والطرب والمتعة العقلية والحسية)‪.‬‬ ‫د‪.‬عبد العظيم رمضان‪ :‬جريدة «الوفد» (‪ 19‬ديسمبر‪)1989‬‬ ‫ (ليست مبالغة لكنها حقيقة يشعر بها من شاهد مسرحية «إنقالب» التي أدت‬‫إلى حدوث إنقالب حقيقي داخل عقل المشاهد‪ ،‬وتبدو كما لو أنها عبرت بنا‬ ‫خمسين عاما إلى األمام‪ ،‬أنها تستخدم ألول مرة في «مصر» إمكانيات مذهلة‬ ‫فوق منصة العرض المسرحي‪ ،‬وتوظف بدقة بالغة كافة عناصر العرض في‬ ‫وحدة فنية تجعل المتلقي أمام حالة أشبه بالسحر الفني‪ ،‬أو إحساس آخر بأننا‬ ‫إنتقلنا فجأة إلى مسارح «أوربا» لنشاهد عرضا يختلف عن كل ما شاهدناه فوق‬ ‫المسرح المصري‪ .‬وأعتقد أن مسرحية «إنقالب» سوف تؤدي إلى تحوالت جذرية‬ ‫في المسرح المصري‪ ،‬ولن يستطيع المشاهد الذي يستمتع «بإنقالب» أن يتذوق‬


‫عرضا آخر ال يرتفع إلى نفس المستوى من الدقة والوعي ‪ ...‬ويعتبر البناء‬ ‫الموسيقي الذي قدمه «محمد نوح» عالمة واضحة على طريق المسرح الغنائي‬ ‫أو األوب ار الشعبية ‪ ...‬أما الفنانون الذين قدموا هذا العرض فإن كال منهم يضع‬ ‫عالمة جديدة في حياته الفنية)‪.‬‬ ‫عبد الرازق حسين‪ :‬جريدة «الوفد» (‪ 5‬يناير ‪)1989‬‬ ‫ (هذا التكامل بين النص واأللحان واألداء التمثيلي والحركة المسرحية والصورة‬‫السينمائية في حدود وحدة فنية متماسكة هو أهم عوامل نجاح هذا العرض‬ ‫الجميل‪ ،‬الذي أضعه بال تردد على رأس قائمة العروض التي شاهدناها خالل‬ ‫العام المنقضي ‪ ...‬كل العناصر بحاجة إلى مخرج خبير موهوب لكي يصوغها‬ ‫في وحدة مقنعة وممتعة‪ ،‬فإذا أضيفت إليها العرض السينمائي الذي صور بإتقان‬ ‫مذهل وشاعرية مجنحة‪ ،‬لكي يستكمل نواقص العرض المسرحي فينتقل بنا إلى‬ ‫المناظر الخارجية المتسعة‪ ،‬ويصور لنا خلجات الوجوه والتقاءات العيون وتموجات‬ ‫الشعر‪ ،‬وشطحات الخيال وتقلبات البحر ورذاذ أمواجه وغير ذلك مما ال يمكن أن‬ ‫نراه في أي مسرح‪ ،‬مع تداخل كل هذه الصور مع العرض المسرحي الحي بسالسة‬ ‫وبال إفتعال أو توقف أو تلكؤ من أي نوع ‪ ...‬أدركت مدى الجهد واألموال التي‬ ‫تكبدها المخرج المنتج‪ /‬جالل الشرقاوي‪ ،‬خاصة وقد أضطر إلى اإلستعانة بعدد‬ ‫غير قليل من المصورين والخبراء األجانب)‪.‬‬ ‫فؤاد دوارة‪ :‬مجلة «الكواكب» (‪ 10‬يناير ‪)1989‬‬

‫جالل الشرقاوي‬

‫‪169 168‬‬


‫ (أرفع القبعة عاليا لجالل الشرقاوي مخرج «إنقالب» الذي جعل من عرضه متعة‬‫بصرية حقيقية وعمال إستعراضيا من الطراز األول‪ ،‬ال يقل في إبهاره وإمكانياته‬ ‫وكرمه عن أي عرض من هذا النوع الذي نراه في مسارح «باريس» و»روما»‪ .‬لقد‬ ‫استغل «الشرقاوي» اإلمكانات الفنية الكثيرة التي وصل إليها «المسرح األسود»‬ ‫التشيكوسلوفاكي ومسرح «الالتيرنا ماجيكا»‪ ،‬واستعان بخبراء أخصائيين من هناك‬ ‫ليطبقوا ما وصلوا إليه على مسرحه الصغير‪ ،‬الذي اتسع فجأة أمام أعيننا فأصبح‬ ‫عمالقا‪ ،‬بل أن «الشرقاوي» أثبت بإستغالله إمكانيات السينما والشاشة العريضة‬ ‫الملونة ودمجها في العرض المسرحي بشكل منسجم ومقنع أنه خلق للمسرح‬ ‫المصري أسلوبا جديدا يمكن إستغالله بمدى كبير‪ ،‬وأنه مخرج سينمائي قادر إلى‬ ‫جانب كونه مخرجا مسرحيا متمكنا ‪« ...‬إنقالب» مسرحية إستعراضية جادة مبهرة‬ ‫‪ ...‬ستبقى في مواسم المسرح المصري نجمة بازغة لها بريق‪ ،‬وعالمة جادة في‬ ‫مفترق الطرق)‪.‬‬ ‫د‪.‬رفيق الصبان‪ :‬مجلة «الدستور» السورية (‪)1989/1/30‬‬ ‫ (استخدم «جالل الشرقاوي» الشاشة السينمائية كمعادل لمسرح الخيال أو‬‫عالم النفس الداخلي‪ ،‬فغدت الصور المطروحة عليها صو ار خيالية تدور في‬ ‫فلك األحالم والذكريات‪ ،‬واألوهام والمخاوف‪ ،‬والرغبات والمشاعر‪ .‬وهكذا غدت‬ ‫«السينما» معادال للرؤية الداخلية الذاتية لألبطال الفردية والجماعية‪ ،‬بينما‬ ‫جسد «المسرح» الرؤية الموضوعية الخارجية أو حقائق الواقع المعاش‪ ،‬وظف‬ ‫«الشرقاوي» إختالفهما وأبرزه لتجسيد فكرة الخلل التي تتمثل في إغتراب اإلنسان‬


‫عن واقعه وإنغالق النفس على نفسها‪ .‬ويتضح هذا التوظيف في أجلى صوره‬ ‫في متتالية مستشفى األمراض العقلية التي تجسد «خشبة المسرح» فيها واقع‬ ‫المستشفى بينما تجسد «الشاشة» هلوسات البطل الداخلية‪ .‬وقد إختار «الشرقاوي»‬ ‫لقطاته السينمائية في هذه المتتالية بذكاء شديد فكانت معظمها لقطات خارجية‬ ‫توحي باإلنطالق واإلتساع بالمقارنة إلى واقع الخشبة المظلم الكئيب الذي يقف‬ ‫فيه البطل وحيدا معزوال)‪.‬‬ ‫د‪.‬نهاد صليحة‪ :‬مجلة «المسرح»‪ ،‬العدد التاسع (يناير‪ :‬مارس‬ ‫‪)1989‬‬ ‫مسرحية‪« :‬بولتيكا»‬ ‫ (إن ما يميز هذا العرض هو إعتماده األساسي على الكلمة والكلمة فقط‪ ،‬وعلى‬‫النص الكوميدي الذي يحمل مضمونا جادا‪ ،‬وعلى األداء المتقن للممثل إلى حد‬ ‫ما‪ ،‬دون إعتماد على إبهار وزخرفة عناصر الديكور أو المالبس أو اإلضاءة أو‬ ‫الحيل السينمائية وإضاءة الليزر والرقصات واإلستعراضات واألغاني والموسيقى‬ ‫الصاخبة أو أساليب اإلبهار التجاريةاألخرى لجذب المتفرجين وإبهارهم دون‬ ‫مضمون حقيقي ‪ ...‬واعتمد المخرج على حركة مرسومة بدقة واعية يقدم دالالتها‬ ‫اإلشارية واإليحائية بشكل واضح‪ ،‬سواء داخل الصالة أو فوق خشبة المسرح‪،‬‬ ‫معتمدا على مخاطبة الجمهور وصنع عالقة حميمة بين المتفرج والعرض‪ ،‬لذا‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪171 170‬‬


‫جاء أداء الممثلين خاليا من المبالغة رغم «كاريكاتيرية» اللوحات)‪.‬‬ ‫عبد الغني داود‪ :‬جريدة «الوطن» الكويتية‪ ،‬العدد ‪5200‬‬ ‫(‪)1989/8/10‬‬ ‫مسرحية‪« :‬البغبغان»‬ ‫ (ويجيء اإلخراج الذي تواله المخرج الكبير‪ /‬جالل الشرقاوي فيحاول أن يزاوج‬‫بين بعدي السيرك والمسرح‪ ،‬فيما سميناه بدراما السيرك مستفيدا من التصميم‬ ‫الطبيعي للمعمار المسرحي‪ ،‬حيث خيمة المسرح توهم بخيمة السيرك‪ ،‬ودخول‬ ‫البلياتشو من سقف خيمة المسرح يجعل المتفرجين وكأنهم جمهور سيرك حقيقي‪،‬‬ ‫هذا باإلضافة إلى إحاطة المضمون الدرامي بخيوط الموسيقى الرقص والغناء‬ ‫تأكيدا لكوميديا اإلطار المسرحي‪ .‬وكان موفقا في استخدام األوركست ار الحي في‬ ‫أحد جانبي المسرح‪ ،‬ال بهدف تطبيق نظرية اإلغراب الملحمي ولكن لإليهام‬ ‫الواقعي بدنيا السيرك ‪ ...‬ولكن اهتمام المخرج باإلطار الفني جاء على حساب‬ ‫المضمون الدرامي‪ ،‬فبدا العرض وكأنما هو فرجة في السيرك أكثر منه رؤية‬ ‫في المسرح‪ ،‬خاصة وأن افتتاحية العرض ذات الطابع السيركي الخالص كانت‬ ‫أطول من الالزم بحيث تعمق هذا اإلحساس‪ ،‬باإلضافة إلى نمرة الحاوي التي‬ ‫بدت وكأنها فاصل قائم بذاته بعيدا عن السيرك وعن المسرح‪ .‬وفي الوقت الذي‬ ‫نجح فيه المخرج في تقديم بعض المشاهد ‪ -‬مثل‪ :‬مشهد البلياتشو في صالة‬ ‫«الباتيناج» وهو يرقص ويغني ويمثل‪ ،‬ومشهد نزوله من سقف خيمة المسرح‪،‬‬


‫والمشهد الراقص بينه وبين «نورا» على موسيقى الديسكو‪ ،‬ومشهد «الترابيز» بينه‬ ‫وبين «مجدي» ‪ -‬لم يحقق مثل هذا النجاح في تقديم بعض المشاهد األخرى‬ ‫‪ ...‬وال شك في أن اللوحة الختامية التي تشكلت في نهاية العرض من مجموع‬ ‫الممثلين والعبي السيرك كانت على درجة عالية من الجمال الفني‪ ،‬وكأنها لوحة‬ ‫حية من البشر)‪.‬‬ ‫جالل العشري‪« :‬المسرح وجه وقناع»‪ ،‬الهيئة المصرية العامة‬ ‫للكتاب (‪)1997‬‬ ‫مسرحية‪« :‬راقصة قطاع عام»‬ ‫ (ويجيء اإلخراج الذي تواله المخرج الكبير‪ /‬جالل الشرقاوي ليجسد هذه الدراما‬‫المؤسسية فوق خشبة المسرح‪ ،‬فيتفرغ تماما لعملية اإلخراج دون أن يجمع بينها‬ ‫وبين التمثيل كما فعل في مسرحيتي «البغبغان» و»إفرض»‪ ،‬فتتجلى براعته‬ ‫اإلخراجية في سرعة اإليقاع وفي سالسة األحداث وفي تغيير المشاهد وفي‬ ‫استخدام الموسيقى واإلضاءة‪ .‬وبعد هذا كه في إحداث متعة الفرجة إلى جوار‬ ‫سخونة الفكر‪ ،‬فجاء العرض المسرحي فك ار ال يخلو من الفرجة‪ ،‬وفرجة ال تعدم‬ ‫التفكير ‪ ...‬كذلك نجح المخرج في تجسيد مشهد زيارة الراقصة الشابة لبيت األسرة‬ ‫العريقة بكل ما في هذه الزيارة من مفارقات سلوكية ومتناقضات إجتماعية وصورة‬ ‫كاريكاتيرية ‪ ...‬أما مشهد المواجهة بين «صابر أفندي» المدير العام وبين رئيس‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪173 172‬‬


‫مجلس اإلدارة فكان غاية في تجسيد المأساة رغم طابعه الكوميدي الهزلي ‪...‬‬ ‫لقد جمع هذا العرض المسرحي بين جماليات الفن المسرحي ومضامين الفكر‬ ‫المسرحي على نحو يجعل من هذا المسرح معهدا للتذوق الفني الرفيع والفكر‬ ‫اإلجتماعي الجاد)‪.‬‬ ‫جالل العشري‪« :‬المسرح وجه وقناع»‪ ،‬الهيئة المصرية العامة‬ ‫للكتاب (‪)1997‬‬ ‫مسرحية‪« :‬ع الرصيف»‬ ‫ (ويجيء المخرج الكبير‪ /‬جالل الشرقاوي ليجسد هذا النص‪ ،‬فيتأرجح بين‬‫سياسية المسرحية وتجارية المسرح‪ ،‬ويحاول أن يجمع بين كال الطرفين في مركب‬ ‫يجمع بينهما فيما يمكن تسميته بالمسرح السياسي التجاري‪ ،‬فهو من ناحية حاول‬ ‫أن يضيف بعد الفن إلى بعد الفكر لكي يطلق في شرايين النص دماء الحياة‪،‬‬ ‫وذلك من خالل تجسيد النص المسرحي بالسائق والكمساري وطابور «محطة‬ ‫األتوبيس» (االسم األصلي لنص المسرحي)‪ ،‬وتجسيد بوتيك «بلية» بكل ما يوحي‬ ‫ببقايا عصر اإلنفتاح‪ .‬كذلك اعتمد على «بلية» في إحداث األثر الكوميدي بمط‬ ‫دوره وإقحامه في أكثر مشاهد المسرحية‪ ،‬وبخاصة في مشهد «الحفرة»‪ ،‬التي سقط‬ ‫فيها بعد أن حاول م ار ار أن يوقع فيها «صفية»‪ .‬كما اعتمد على مشاهد اإلسترجاع‬ ‫في تجسيد حلم «صفية» ببيت الزوجية وإنجاب األطفال‪ ،‬والوصول إلى المكانة‬


‫المرموقة في المجتمع‪ ،‬وعلى الوجه اآلخر في تجسيد آالم التعذيب التي تعرض‬ ‫لها «كامل عبد الحق» لكي يعترف بغير الحق‪ .‬أما مشهد «المحاكمة» فكان‬ ‫أقوى مشاهد المسرحية وأكثرها جاذبية‪ ،‬حيث الحلم «كامل»‪ ،‬والحب «صفية»‬ ‫في قفص اإلتهام‪ ،‬وفي ساحة المحكمة‪ ،‬اإلنتهازي «بلية» والوصولي «عبد‬ ‫الصبور»‪ .‬اعتمد المخرج على ديكور‪« /‬نهى برادة» الذي جمع بين السرعة في‬ ‫التفسير والجماليات في التكوين والوفاء بكل متطلبات المشهد‪ ،‬فكان على درجة‬ ‫عالية من الروعة والبراعة معا‪ ،‬فقد خفف من وطأة المونولوجات الطويلة عند‬ ‫«صفية»‪ ،‬كما أحدث نوعا من اإلرتياح الفني واإلمتاع البصري)‪.‬‬ ‫جالل العشري‪« :‬المسرح وجه وقناع»‪ ،‬الهيئة المصرية العامة‬ ‫للكتاب (‪)1997‬‬ ‫مسرحية‪« :‬المليم بأربعة»‬ ‫ أصبح المخرج‪ /‬جالل الشرقاوي ظاهرة محيرة داخل مساحة الحركة المسرحية‪،‬‬‫فهو ال يحاول تقديم أعمال تستثمر الظواهر اإلجتماعية مسرحيا بحيث تعلبها داخل‬ ‫براويز أنيقة تمتلك مقومات الجذب للجماهير الباحثة عن التسلية والتنفيس‪ ،‬لكنه‬ ‫يحاول دائما تقديم أعمال جادة تتناول الظواهر القاتلة‪ ،‬والتي تكتسح حياتنا بشكل‬ ‫بالغ القسوة ‪ ...‬وإذا توقفنا أمام «المليم بأربعة» فسوف نكتشف أننا أمام مسرح‬ ‫حقيقي‪ ،‬وأمام مجهود مخرج حتى ولو ضعف في بعض المناطق‪ .‬لقد استطاع‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪175 174‬‬


‫«جالل الشرقاوي» ‪ -‬من خالل كلمات «األبنودي» البسيطة والمعبرة‪ ،‬وألحان‪/‬‬ ‫جمال سالمة الجميلة‪ ،‬ورقصات‪ /‬محمد خليل الجيدة ‪ -‬أن يقدم لنا مساحة شديدة‬ ‫السخونة والوعي ‪ ...‬تصبح اللوحات المسرحية هنا حياة كاملة ال تفقد تواصلها مع‬ ‫المشاهد‪ ،‬وتتفجر فيها مساحات الوعي ألننا ندرك منذ اللحظة األولى مالمح هذا‬ ‫العالم ‪ ...‬لقد حاول «جالل الشرقاوي» أن يعيد صياغة النص الدرامي مستخدما‬ ‫الوسائل الفنية‪ ،‬ليعيد هذا الطرح مرة أخرى مسرحيا‪ ،‬بحيث تصلنا رموزه ونفكها‬ ‫بسهولة شديدة‪ ،‬فاللوحات هنا تتحرك وبشكل سريع ‪ -‬تماما كالمسبحة ‪ -‬دون أن‬ ‫تنفرط حباتها لنصل معها إلى ذات النقطة الملتهبة‪ ،‬فهي عندما تتحرك ال تخلفنا‬ ‫وراءها نتذكر ما حدث‪ ،‬لكنها تسحبنا معها لنواجه ما سوف يحدث‪ ،‬ومن ثم نكون‬ ‫قد وصلنا في النهاية إلى أن نصرخ معا)‪.‬‬ ‫محمد الرفاعي‪« :‬عربة اسمها المسرح»‪ ،‬الهيئة المصرية العامة‬ ‫للكتاب (‪)1997‬‬ ‫مسرحية‪« :‬األنون وسيادته»‬ ‫ (أثارت هذه المسرحية موجة شديدة من اإلتهامات المتبادلة بين المؤلف الذي‬‫يؤكد أن نصه قد تمزقت أشالؤه فوق خشبة المسرح وبين المخرج الذي يدافع عن‬ ‫نفسه بأن النص لم يستطع أن يحمل بذرة نجاحه منذ اللحظة األولى ‪ ...‬وإذا‬ ‫كان النص لم يستطع أن يحقق رؤية مسرحية تجعلنا نحتج أو نوافق‪ ،‬نفكر أو‬


‫نندفع للفعل‪ ،‬ولم يستطع أن يشكل حتى مساحة من المتعة الفنية فإن اإلخراج قد‬ ‫تعامل مع النص الدرامي كمجرد هيكل عليه أن يحركه في المساحة الفارغة ‪...‬‬ ‫ولم يحاول اإلخراج أن يدفع بمناطق الحدث ‪ -‬والتي أصر النص على موارتها‬ ‫خارج حدود الرؤية ‪ -‬إلى تلك المساحة الفارغة بحيث تتشكل أمامنا ‪ ...‬بل أصر‬ ‫اإلخراج هو اآلخر ‪ -‬وتحت التهديد الدائم للمؤلف بعدم التغيير ‪ -‬على تحريك‬ ‫الجمل مسرحيا دون تحريك األشخاص‪ ،‬وفي هذه الحالة ال يمكن لتلك الجمل‬ ‫أن تعيد صياغة المنظور المسرحي ‪ ...‬وال نستطيع في النهاية التوقف ولو قليال‬ ‫للتأمل أو محاولة التفسير أو التأويل‪ ،‬أو حتى محاولة القبض على األحرف‬ ‫المراوغة الزئبقية)‪.‬‬ ‫محمد الرفاعي‪« :‬عربة اسمها المسرح»‪ ،‬الهيئة المصرية العامة‬ ‫للكتاب (‪)1997‬‬ ‫مسرحية‪« :‬تتجوزيني يا عسل»‬ ‫ (يتمتع المخرج‪ /‬جالل الشرقاوي ‪ -‬والذي هو منتج المسرحية أيضا ‪ -‬بذكاء‬‫خارق ومقدرة كبيرة على تناول أي نص وإخراجه بما يالئمه من مدارس اإلخراج‪،‬‬ ‫وهو هنا كمنتج يقول للناس أنه قادر على إخراج مثل هذه النوعية من المسرحيات‬ ‫بنفس المقدرة على إخراج أعماله الكبيرة والجميلة التي قدمها من قبل ‪ -‬من إنتاجه‬ ‫أيضا ‪ -‬مثل «إنقالب»‪« ،‬ع الرصيف»‪« ،‬إفرض» وأخي ار «عطية اإلرهابية»‪.‬‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪177 176‬‬


‫وبين الحين والحين يقدم على إنتاج مثل هذه النوعية من األعمال عمال بالمثل‬ ‫الشعبي القائل‪« :‬النواية تسند الزير»‪ ،‬أي مثل هذه العروض تجعله يربح ويعوض‬ ‫ما يخسره في إنتاجه الكبير من المسرحيات الجيدة‪ ،‬وأعتقد أنه منطق فيه كثير من‬ ‫التجني على ما قدمه من مسرح رفيع يجيد التعامل معه كمخرج ومنتج‪ ،‬وينجح‬ ‫فيه دائما)‪.‬‬ ‫مختار العزبي‪ :‬مجلة «المسرح»‪ ،‬العدد ‪( 63‬فبراير ‪)1994‬‬ ‫مسرحية‪« :‬الخديوي»‬ ‫ (كيف استطاع «جالل الشرقاوي» أن يحقق هذا المزج الذي يستعصي على‬‫الكثيرين من مخرجي الدراما ؟‪ ،‬إن مفتاح ذلك يكمن ‪ -‬شأنه شأن أي قائد‬ ‫لألوركست ار ‪ -‬في التوزيع أي إختيار العازفين‪ .‬ألن التوزيع الموسيقي على اآلالت‬ ‫هنا يقوم به المؤلف‪ ،‬فلديه قمم في األداء المسرحي‪ :‬سميحة أيوب‪ ،‬محمود ياسين‪،‬‬ ‫أشرف عبد الغفور‪ ،‬حمزة الشيمي‪ ،‬مدحت مرسي‪ ،‬فاروق الدمرداش‪ ،‬وزهور تونع‬ ‫في هذا الحقل‪ ،‬أصغرهن «عبير الشرقاوي» التي يزداد عبيرها إنتشا ار كلي ليلة‪،‬‬ ‫و»مي‪ ،‬و»نيفين علوبة» التي تمنيت أن أسمعها تغني أكثر أكثر‪ .‬هذه التركيبة‬ ‫إذن هي السر‪ ،‬وعندما أشهد الجماهير تمآل ساحة مسرح «البالون» على سعته‪،‬‬ ‫وأتطلع بعينين فاحصتين وأذنين مرهفين إلى ما تقوله الجماهير ليلة بعد بعد ليلة‬ ‫أقول في نفسي لقد حققنا حلم المسرح اإلستعراضي الحقيقي‪ ،‬وهو المسرح الذي‬


‫أصبح السمة السائدة في مسارح أوروبا وأمريكا‪ ،‬وهو التحدي الموجه إلى العمل‬ ‫المسرحي في أشق صوره بسبب تكاتف الجهود المطلوبة‪ ،‬وتنوع الفنون المستثمرة‬ ‫والطاقات المبذولة)‪.‬‬ ‫د‪.‬محمد عناني‪ :‬مجلة «المسرح»‪ ،‬العدد ‪( 62‬يناير ‪)1994‬‬ ‫ (جاءت خبرة المخرج‪ /‬جالل الشرقاوي في التعامل مع نص «جويدة» ال من‬‫حيث هو مسرحية سياسية أو تاريخية‪ ،‬فلم يهتم كثي ار بطراز عصر الخديوي‬ ‫من المنظر المسرحي أو المالبس أو أي من عناصر العرض المسرحي‪ ،‬لكنه‬ ‫قدم المادة الشعرية التي بين يديه في صيغة أقرب إلى األوبريت مستغال وجود‬ ‫شخصية «ألمظ» مطربة العصر وأحداث إفتتاح القناة ليغلف المشاهد بأغنيات‬ ‫عاطفية رقيقة الكلمة واللحن‪ .‬كما وظفت األغاني للتعبير عن مشاعر البطلة‬ ‫المحبطة‪ ،‬مما كان مفاجأة للمتفرج أن يرى الممثلة الكبيرة‪ /‬سميحة أيوب تغني‪.‬‬ ‫كذلك استخدم «الشرقاوي» ألسلوب اإلسقاط السياسي المحمل برؤية هزلية ساخرة‬ ‫في تفسير عالقة الخديوي‪ /‬الدائنين من خالل تكنيك األقنعة التي حملت وجوه‬ ‫رؤساء دول وحكومات غربية حالية‪ ،‬وأصحاب شركات توظيف األموال ومندوب‬ ‫صندوق النقد الدولي‪ /‬العب السيرك‪ ،‬لكنه لم يكن اإلسقاط المباشر الفج بقدر ما‬ ‫كان اإلسقاط الذكي الذي يلمح وال يفصح‪ ،‬يشير وال يصرح‪ ،‬إسقاط يترك للمتفرج‬ ‫مهمة صنع المعنى الخاص به‪ ،‬والذي يعيش مظاهره بصورة يومية)‪.‬‬ ‫د‪.‬سامية حبيب‪ :‬مجلة «المسرح»‪ ،‬العدد ‪( 62‬يناير ‪)1994‬‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪179 178‬‬


‫ (يأتي المخرج‪ /‬جالل الشرقاوي ليقدم خطاب العرض في ورق «سوليفان» المع‬‫براق‪ ،‬ألن غرضه األسمى هو خلق حالة وجدانية لدى المتفرج في مناقشة قضايا‬ ‫شديدة المعاصرة أبرزها‪ :‬عالقة الحاكم بالشعب‪ ،‬وعالقة «مصر» بالغرب‪ ،‬ومن‬ ‫أجل هدفه األسمى سعى إلى عناصر الجاذبية الشعبية التي تتجسد بالمشاهد‬ ‫المبهرة‪ ،‬ومشاركة الممثلين النجوم بأداء األدوار‪ ،‬باإلضافة إلى عناصر اإلثارة‬ ‫في الحركة والحدث والحيوية والحماسة الرومانسية المليئة بالعواطف الممزوجة‬ ‫بالدموع واآلهات‪ ،‬والمحتشدة بأغنى المناظر التي ساهمت في تحقيق المتعة‬ ‫البصرية‪ ،‬بحيث ال يظهر الخط الفاصل بين الفن والتسلية)‪.‬‬ ‫عبد الغني داود‪ :‬جريدة «الشرق» الخليجية (‪)1994/2/4‬‬ ‫ (المخرج‪ /‬جالل الشرقاوي حاول أن يعيد صياغة هذا العالم فنيا‪ ،‬لكن الدراما‬‫الضائعة والغنائيات الطويلة والرؤى المفتقدة قد دفعت به مرغما إلى استدعاء حيله‬ ‫القديمة والمفضلة ‪ -‬وهي لعبة األقنعة ‪ -‬أقنعة «جولدا مائير» و»موشى ديان‬ ‫و»كلينتون» والتي سبق أن استخدمها في أعمال سابقة ‪ -‬في محاولة لسحب هذا‬ ‫العصر على الواقع اآلني‪ ،‬وألن «الدراما» تفتقد ذلك فقد جاءت هذه الحيلة ساذجة‬ ‫ومباشرة وفجة‪ ،‬كما حوصر «جالل الشرقاوي» في بداية المسرحية دراميا ومكانيا‪،‬‬ ‫فالمسرحية تبدأ بمونولوج طويل للخديوي داخل قصره ‪ ...‬ولكن «الشرقاوي» نجح‬ ‫في تجسيد مشاهد الشارع وحصار األمن الركزي ألزهار‪ ،‬وسقوط «الخديوي»‬ ‫بشكل مأساوي في النهاية‪ ،‬فصار الفراغ المسرحي حامال دالالته الفنية والجمالية‪،‬‬


‫كما نجحت ألحان‪ /‬محمد الموجي في التعبير عن ذلك العالم بجمال وشجن)‪.‬‬ ‫محمد الرفاعي‪« :‬عربة اسمها المسرح»‪ ،‬الهيئة المصرية العامة‬ ‫للكتاب (‪)1997‬‬ ‫مسرحية‪« :‬إزاز × إزاز»‬ ‫ («إزاز×إزاز» عرض مسرحي يناقش قضية هامة بأسلوب الكوميديا السوداء‪،‬‬‫وألن الموضوع جاد فإن مساحة أغاني «سعيد صالح» أقل هذه المرة من مسرحياته‬ ‫السابقة‪ ،‬والتي كان الغناء فيها يشغل مساحة كبيرة‪ .‬نضجت ألحان‪ /‬سعيد صالح‬ ‫لتضعه في مصاف كبار مبدعي األلحان في «مصر»‪ ،‬وساعدتها كلمات‪ /‬أحمد‬ ‫فؤاد نجم التي تخترق الجلد السميك الذي أفسدته األغاني الهابطة لتصل إلى‬ ‫العضم ‪ ...‬قدم المخرج‪ /‬جالل الشرقاوي صاحب الفضل األول في تقديم هذا‬ ‫العرض الخطير مؤلفا مسرحيا واعدا هو «صالح متولي»‪ ،‬الذي حاول أن يقول‬ ‫في أول عمل له مع مسرح القطاع الخاص كلمة هادفة وأن يناقش قضية هامة‪.‬‬ ‫وقدم «جالل الشرقاوي كل اإلمكانيات لنجاح العرض وكان ديكور‪ /‬نبيل الحلوجي‬ ‫جيدا‪ ،‬وتفوق على نفسه في مشهد تمثال «إبراهيم باشا»‪ ،‬وكانت رقصات‪ /‬عادل‬ ‫عبده وإستعراضات العرض منسجمة مع نسيج العمل)‪.‬‬ ‫عالء رفعت‪ :‬جريدة»األخبار»‪ ،‬العدد ‪)1994/8/4( 1318‬‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪181 180‬‬


‫ (كل من شاهد مسرحية «إزاز×إزاز» يشعر أنه أمام عمل فني كبير‪ ،‬كان‬‫من الممكن أن يكون قنبلة فنية جديدة للفنان‪ /‬جالل الشرقاوي ‪ ...‬فكرة المعة‬ ‫ومعالجة ذكية تتسم بالتكثيف والتدفق والحبكة القوية‪ ،‬طعمها اإلخراج بفصوص‬ ‫من الاللئ الثمينة من المناظر واإلستعراضات والرقص الفردي والوجدانيات والمتع‬ ‫البصرية ‪ ...‬ومن المؤكد أن «جالل الشرقاوي» في سعيه للسباحة ضد تيار‬ ‫القطاع الخاص في بعض عروضه يسعى لتقديم فن حقيقي له دور وطني سياسيا‬ ‫وإجتماعيا وفنيا‪ ،‬وأن هذا الحرص يكلفه كثير من التضحيات)‪.‬‬ ‫أحمد عبد الحميد‪ :‬جريدة»الجمهورية»‪ ،‬العدد ‪)1994/9/14( 14839‬‬ ‫مسرحية‪« :‬قصة الحي الغربي»‬ ‫ (ال يحتاج المخرج‪ /‬جالل الشرقاوي التأكيد على مهارته اإلبداعية وقدراته‬‫الفنية‪ ،‬فهو المخرج المتمكن الذي يملك الرؤية والفكر الفني‪ ،‬ولكن تبقى القضية‬ ‫األساسية وهي خضوعه لسيطرة شباك التذاكر‪ ،‬ومحاولته مغازلة ذلك الجمهور‬ ‫الذي يستطيع دفع قيمة تذكرة الحضور والتي تصل إلى المائة جنيه!! لذلك فدائما‬ ‫ما تتراوح عروض «مسرح الفن» التي يقوم بإخراجها ما بين العروض الملتزمة‬ ‫مثل «إنقالب» و»المليم بأربعة»‪ ،‬وبين العروض التجارية مثل «تتجوزيني يا‬ ‫عسل»‪ ،‬وهذا العرض الذي جمع فيه ما بين المتعة والفكر‪ .‬لقد بذل «جالل‬ ‫الشرقاوي» قصارى الجهد في توظيف جميع المفردات المسرحية المتاحة لعرضه‬


‫مع اإلعتماد على مهارة ممثليه ‪ ...‬واستطاع بمهارة الصانع المتمكن أن يستخدم‬ ‫تكنيك الكامي ار السينمائية من حيث كثرة وتتالي المشاهد‪ ،‬حيث وصل عددها إلى‬ ‫عشرة مشاهد خالل الفصلين األول والثاني‪ ،‬وذلك من خالل ستة مناظر (هي‪:‬‬ ‫الشارع‪ /‬الكازينو‪ /‬مشغل الخياطة‪ /‬النادي‪ /‬منزل سعيد‪ /‬المستشفى)‪ ،‬وبالتالي فقد‬ ‫ضمن سرعة اإليقاع وعدم تسرب الملل‪ ،‬وإن كان قد حقق تميزه في المشهد األخير‬ ‫حينما قام فعال بإستخدام الكادر السينمائي داخلي (داخل المستشفى) وخارجي‬ ‫(في الشارع حيث المطاردة بين الفريقين والشرطة)‪ ،‬وذلك عن طريق إستخدام‬ ‫الكوبري العلوي وإختالف بؤرات اإلضاءة‪ .‬ويحسب للشرقاوي نجاحه في إختيار‬ ‫ممثليه بشكل عام‪ ،‬وإن كان يؤخذ عليه أنه قد ترك مساحة لإلرتجال لبعضهم‬ ‫تصو ار منه بأن ذلك قد يحقق عنصر جذب للمشاهد‪ ،‬فجاءت تلك اإلرتجاالت‬ ‫واإلضافات على حساب التسلسل الدرامي والصراع الرئيسي)‪.‬‬ ‫د‪.‬عمرو دوارة‪ :‬مجلة «المسرح»‪ ،‬العدد ‪( 75‬فبراير ‪)1995‬‬ ‫ (هو عرض يقترب أكثر لتلك األعمال الغنائية الموسيقية اإلستعراضية‪ ،‬وباعتبار‬‫أن هذه العروض تعمل على متعة الفرجة فقد قدم لها المخرج ما تحتاجه بالفعل‪.‬‬ ‫الديكورات لنهى برادة جاءت متميزة إال في بعض المشاهد القليلة‪ ،‬بصفة عامة‬ ‫ديكورات غنية تقدم لنا المطلوب ألن المنتج ‪ -‬وهو أيضا «جالل الشرقاوي» ‪-‬‬ ‫يدرك أهمية هذا العنصر‪ ،‬اإلضاءة استخدمها المخرج ببراعة ليست جديدة عليه‪.‬‬ ‫الموسيقى قام بها «نبيل علي ماهر وكانت مناسبة للعمل‪ ،‬وبعضها من تلك‬ ‫الموسيقى الحديثة التي تصلح لمصاحبة الرقص الحديث‪ ،‬وأشعار‪ /‬كمال عمار‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪183 182‬‬


‫كانت متميزة وقدمت إضافة للنص‪ .‬اإلستعراضات قام بها ما يمكن أن نطلق عليه‬ ‫حاليا ‪ -‬وبالنسبة لمسرح القطاع الخاص ‪ -‬ملك اإلستعراضات‪ ،‬أنه «عاطف‬ ‫عوض» الذي قدم لنا جهدا جيدا ‪ ...‬عموما عرض يقدم متعة الفرجة من خالل‬ ‫اإلستعراض والغناء والموسيقى مع تلك الرقصات الجديدة التي نجح عدد كبير‬ ‫من شبابنا في إتقانها على صعوبتها‪ ،‬والتي نستشعر من خاللها منتهى الحيوية‬ ‫والسرعة التي تميز هذا العصر الذي نعيشه)‪.‬‬ ‫آمال بكير‪ :‬جريدة»األهرام»‪)1995/1/27( ،‬‬ ‫مسرحية‪« :‬الجنزير»‬ ‫ (رغبت في تحية المؤلف والمخرج بح اررة مستفيضة على مغامرتهما بتقديم‬‫عرض يخلو من اإلستعراضات التي باتت مفروضة علينا في المسرح المصري‬ ‫اآلن!!‪ ،‬وعلى ثقتهما بذوق المتفرج وعقله‪ ،‬وبقدرته على اإلستمتاع بالفن الجميل‬ ‫دون التوابل والبهارات‪ ،‬وعلى إدراكهما الواعي بأن النجاح الفني ال يعتمد على‬ ‫الصيغ المضمونة المألوفة أو الهرولة وراء الجديد والغريب دون مبرر‪ ،‬أو على‬ ‫إختيار أسلوب دون غيره ألنه «موضة»‪ ،‬أو على الحشو اللفظي والحركي‪ ،‬وإنما‬ ‫يعتمد بالدرجة األولى على فضيلة اإلخالص في العمل وإتقانه ‪ ...‬كنت أود‬ ‫الحديث بإسهاب عن اإلضاءة الماهرة في هذا العرض‪ ،‬وكيف أوهمنا المخرج‬ ‫أن المتحكمين فيها هم الممثلين عن طريق أزرار النور و»األباليك» التي تزين‬


‫جدران الديكور والنجفة المالة أعاله‪ .‬وأود اإلشادة بالمالبس المختارة بعناية‬ ‫بألوانها المتناسقة وثرائها الداللي‪ ،‬وأيضا بالموسيقى التي جاءت مناسبة وجيدة‪،‬‬ ‫وإن طالت كفواصل بين المشاهد بعض الشيء ‪ ...‬لقد كافأ الممثلون مخرجهم‬ ‫على عنايته الفائقة بجماليات الحركة واإلطار المحيط بهم فقدم كل منهم أقصى‬ ‫ما عنده من فن وإخالص وموهبة‪ ،‬وتنافسوا جميعا في العناية بالتفاصيل الدقيقة‬ ‫ألدوارهم وأدائهم دون أن يقودهم هذا إلى التضحية بالتناغم الكلي لألداء من حيث‬ ‫اإليقاع واتساق درجات الصوت ونبراتها‪ ،‬وردود األفعال سواء بالحركة أو اإليماءة‬ ‫أو إنعكاس اإلحساس في الوجه والجسد)‪.‬‬ ‫د‪.‬نهاد صليحة‪ :‬مجلة «المسرح»‪ ،‬العدد ‪( 86‬يناير ‪)1996‬‬ ‫ (نص «محمد سلماوي» محكم البناء رفيع المستوى لوال اإلطالة واالستطراد في‬‫البداية ‪ ...‬إخراج‪ /‬جالل الشرقاوي متقن اإليقاع رائع الحركة لوال اإلظالم الكثير‬ ‫الطويل ‪ ..‬وديكور‪ /‬صبري عبد العزيز متميز الجمال أتاح لعبد هللا مراد وإبراهيم‬ ‫مهدي إدارة معركة الختام ‪ ..‬وموسيقى‪ /‬جمال سالمة جاءت معبرة وموحية مثل‬ ‫طاقم التمثيل الذي تنافس في رفعة األداء ‪ ..‬عرض متوهج زاخر بكثير من فنون‬ ‫المسرح وسط الخواء المسرحي)‪.‬‬ ‫فتحي العشري‪ :‬جريدة»األهرام»‪ ،‬العدد ‪)1996/1/13( 39848‬‬ ‫ (حرص المخرج الكبير على أن يكون المسرح متسعا منذ البداية يحيط به‬‫صالون أنيق يناسب أسرة المهندس من بناة السد العالي‪ ،‬وهو الديكور الوحيد‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪185 184‬‬


‫طوال العرض‪ ،‬حيث تجرى األحداث في صالة البيت ومع ذلك استطاع النص‬ ‫والحوار المتقن الفكر الواضح للمؤلف وإمكانات المخرج القدير وسيطرته على‬ ‫المسرح والحركة واإلضاءة ثم أداء الممثلين من تقديم عرض أظنه في مقدمة أهم‬ ‫عروض المسرح عام ‪ .. 1996‬جمال سالمة قدم موسيقى معبرة عن الموضوع‪،‬‬ ‫وكان المخرج‪ /‬جالل الشرقاوي عمالقا أيضا في إخراجه للمعركة بين الشرطة‬ ‫والمتطرفين‪ ،‬وكانت من أهم مشاهد العرض ‪ ..‬تحية للجنزير ولكل مبدعيها)‪.‬‬ ‫محمد صالح‪ :‬جريدة»األهرام»‪ ،‬العدد ‪)1996/1/15( 39850‬‬ ‫ (العرض الذي أخرجه «جالل الشرقاوي» يراعي وقبل كل شيء دغدغة أعين‬‫المشاهدين وحواسهم مجتمعة‪ ،‬فبقدر ما راعى أن يرسم لنا منذ البداية خطوطا‬ ‫يكتنفها تجمل وبريق مغالى فيه ‪ -‬تمثل في ديكور‪ /‬صبري عبد العزيز ‪ -‬عمد‬ ‫أن يحبسنا في بئر من المتفجرات المادية والدماء دون مخرج‪ ،‬أنه يأخذنا إلى‬ ‫منزل عائلة مصرية يتميز بالهدوء والثراء واألناقة ولكنه يحوله بالقدر نفسه في‬ ‫النهاية إلى جحيم مستعر حيث تتطاير الجثث وتنزف األجسام‪ ،‬وتختلط المتفجرات‬ ‫باألنات بالخوف‪ ،‬والعقل بالجنون وكأنه الطريق إلى يوم الحشر العظيم‪ ،‬مما‬ ‫يثير في أفئدة المشاهدين فزعا حقيقيا بل وال تغالي إذا قلت إرهابا تجسد بالصوت‬ ‫والصورة‪ ،‬وحين يخرج المشاهدون من ساحة المسرح يخرجون لألسف مفزوعين‬ ‫من الصورة أكثر من فزعهم من المعنى الفكري الذي يوظف العرض نفسه إلجالئه‬ ‫وتعميقه)‪.‬‬ ‫زينب منتصر‪ :‬جريدة»األحرار»‪ ،‬العدد ‪)1996/5/4( 1592‬‬


‫ (استطاع المخرج‪ /‬جالل الشرقاوي تكوين «كاست» أو مجموعة عمل لضمان‬‫نجاح العمل‪ ،‬فكانت مجموعة العمل هي الثقل الحقيقي في العرض‪ ،‬وخاصة‬ ‫الفنانين‪ /‬عبد المنعم مدبولي‪ ،‬ماجدة الخطيب‪ ،‬وائل نور‪ ،‬خالد النبوي ‪ ...‬الديكور‬ ‫الواحد الذي استغل كل مساحة خشبة المسرح يمنح الراحة وكأننا نعيش في‬ ‫أحد بيوتنا القديمة المتسعة بالجدران وتلك األبواب التي تنطلق من صالة كبيرة‪،‬‬ ‫«الجنزير» مسرحية مجنزرة جيدا بكل مفردات اإلخراج ‪ ...‬وللحق العرض جيد‬ ‫بكل مفردات العرض)‪.‬‬ ‫سناء فتح اهلل‪ :‬جريدة»األخبار»‪ ،‬العدد ‪)1996/7/22( 13796‬‬ ‫مسرحية «دستور يا أسيادنا»‬ ‫ (المسرحية تنتهي بيقظة الوعي بحقوق المواطنة لدى الجميع الذين يطالبون‬‫بالتمسك بالدستور ويعلو مطالبهم‪« :‬دستور يا أسيادنا» ‪ ..‬لو أن «جالل الشرقاوي»‬ ‫لم يحصل على جائزة الدولة التقديرية لتاريخه الحافل بالعروض المسرحية الناهضة‬ ‫منذ «أنت إللي قتلت الوحش»‪« ،‬آه يا ليل يا قمر»‪« ،‬ملك الشحاتين» و»إنقالب»‬ ‫لكان في هذا العرض «دستور يا أسيادنا» الحيثيات الكافية لمنحه الجائزة‪ .‬هذا‬ ‫عرض حشد له «جالل الشرقاوي» جميع إمكانات اإلتقان في الفن المسرحي‬ ‫من العناصر الرئيسية واألساسية إلى أدق التفاصيل الثانوية والهامشية وغير‬ ‫الملحوظة ‪ ...‬نحن من المشهد األول حتى األخير أمام كتيبة رائعة من الممثلين‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪187 186‬‬


‫من كبر منهم ومن صغر‪ ،‬من هو معروف نجما المعا أو من تساءلت عن اسمه‬ ‫أو اسمها ‪ ...‬هذه النتيجة وليدة جهد متعاون بين كاتب النص والممثل والمخرج‬ ‫المسيطر على وحدة العمل ولملمة كل الخيوط لتنظيم إيقاع الشد والجذب واإلرخاء‬ ‫واإلطالق ‪ ...‬من أهم تخصصات «جالل الشرقاوي» خلق هذا اإلحساس بالعشرة‬ ‫مع العرض‪ ،‬لقد حقق ذلك بكياسة وتلقائية ساعده فيها حسن انتقائه لمجموعة‬ ‫الممثلين التي تمتلك تلك الخاصية اإلبداعية القادرة على «فن اإلرتجال»)‪.‬‬ ‫صافي ناز كاظم‪ :‬مجلة «المصور»‪ ،‬العدد ‪)1995/10/20( 3706‬‬ ‫ (األساس في نجاح هذه المسرحية هو فكرتها الجريئة وتعرضها لقضايا تخص‬‫الممارسة الديموقراطية وحقوق المواطن طبقا للدستور بشكل يبدو جديدا تماما على‬ ‫المسرح السياسي الذي تعود «الشرقاوي» على التعامل معه منذ سنوات طويلة ‪...‬‬ ‫ويعتمد «جالل الشرقاوي» في إخراجه للمسرحية على األسلوب الواقعي الذي نجده‬ ‫تمثيال وديكو ار في كل المشاهد‪ ،‬لكنه يرجع إلى «البريختية» في مشهد المعتقل‪،‬‬ ‫كما الجأته الظروف اإلنتاجية فيما يبدو إلى اإلعتماد على ممثل واحد ألداء أكثر‬ ‫من شخصية‪ ،‬وهذا يتناقض مع واقعية اإلخراج‪ .‬وعلى الرغم من أن المسرحية في‬ ‫عامها الثاني إال أن البصمات اإلخراجية تبدو واضحة في حركة الممثلين وحركة‬ ‫المجاميع إلى حد كبير ‪ ...‬في النهاية سيصبح من حق «جالل الشرقاوي»‬ ‫المخرج والمنتج أن يفخر بأن كل أعماله تتحول إلى عالمات وبصمات في‬ ‫تاريخ المسرح المصري‪ ،‬سواء كان المسرح السياسي وهو من فرسانه أو المسرح‬ ‫اإلستعراضي وهو من أوائل رواده)‪.‬‬ ‫حامد عز الدين‪ :‬جريدة «األخبار»‪ ،‬العدد ‪)1996/9/5( 13835‬‬


‫مسرحية «قشطة وعسل»‬ ‫(اإلخراج لجالل الشرقاوي وهو كالعادة واحد من ذلك الجيل المتفهم لطبيعة كل‬ ‫نوعية من المسرح‪ ،‬حركة جيدة وإيقاع سريع ال يترك المتلقي لفترة ملل ‪ ..‬أستغل‬ ‫الثنائي الغنائي الراقص «فيفي عبده» و»مدحت صالح» بالصورة الجيدة ‪...‬‬ ‫أستخدم السينما التي دخلت كثي ار ضمن أحداث العمل‪ ،‬كانت في مجموعها جيدة ‪..‬‬ ‫الديكورات لنهاد بهجت جاءت موفقة تماما ‪ ..‬اإلضاءة استخدمها المخرج بحرفيته‬ ‫العالية‪ ،‬أما اإلستعراضات فجاءت موفقة لحسن عفيفي ‪« ..‬عمار الشريعي»‬ ‫جاءت ألحانه موحية خاصة وقد تنقل من المصري الصميم إلى الحديث المغترب‪،‬‬ ‫وكانت أشعار‪ /‬بخيت بيومي لألغاني مطابقة تماما للمواقف المختلفة‪ .‬المهم عمل‬ ‫إستعراضي غنائي قدم لنا «ثنائي» لهذا اللون «فيفي عبده» و»مدحت صالح» في‬ ‫الصورة المطلوبة‪ ،‬وإنتاج جيد لم يبخل عليه «الشرقاوي» بكل ما يحتاجه ‪ ..‬فقد‬ ‫حشد لمسرحيته اإلمكانيات المطلوبة خاصة وأن هذا المسرح الغنائي اإلستعراضي‬ ‫يحتاج إلى اإلبهار)‪.‬‬ ‫آمال بكير‪ :‬جريدة «األهرام»‪ ،‬العدد ‪)1997/8/9( 40423‬‬ ‫مسرحية «حودة كرامة»‬ ‫ (اسم المسرحية التي كتبها‪ /‬صالح متولي «حودة كرامة» يضمن مقدما نوعا‬‫من التعاطف المسبق حتى قبل دخول المتفرج إلى دار العرض المسرحي‪ ،‬ويدفعه‬ ‫سبب آخر للتفاءل ولتوقع سهرة مسرحية غير محبطة وهو اسم الفرقة ذاتها‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪189 188‬‬


‫«مسرح الفن»‪ ،‬فهذه الفرقة قدمت من قبل عروضا متميزة‪ ،‬وكلها بالطبع من‬ ‫إخراج مؤسس الفرقة‪ /‬جالل الشرقاوي ‪ ...‬الديكور تصميما وتنفيذا من العناصر‬ ‫الفنية ووسائل التوصيل الجيدة في العرض‪ ،‬حيث تحقق سهولة االنتقاالت المكانية‬ ‫بحلول فنية بسيطة ذكية لمصمم الديكور‪ /‬محمود حجاج وللمخرج‪ /‬جالل الشرقاوي‬ ‫‪ ..‬كلمات «مجدي كامل» بدت أعلى قيمة وأشد عمقا من العرض‪ ،‬والذي تاهت‬ ‫فكرته العامة الجريئة وسط سيل «اإلفيهات» واألجساد المثيرة للغرائز ‪ ..‬ويحسب‬ ‫للعرض وللمخرج تقديم «أحمد أدم» في دور بطولة استثما ار لنجاحه في تجسيد‬ ‫شخصية «القرموطي»‪ ،‬وأضاف «صالح عبد هللا» ألدواره القديمة دو ار يحسب‬ ‫له‪ ،‬وبأقل قدر ممكن من اإلرتجاالت غير المستحبة)‪.‬‬ ‫نبيل بدران‪ :‬مجلة «أخبار النجوم»‪ ،‬العدد ‪)1999/2/6( 331‬‬ ‫ (أخي ار نحن أمام تجربة تنتمي إلى الفن الذي يموج بح اررة البوح والتكشف‬‫بال تزييف أو تغييب‪ .‬الشك أن المخرج‪ /‬جالل الشرقاوي يمثل تيا ار متجددا في‬ ‫المسرح المصري بحكم ثراء تجربته اإلبداعية‪ ،‬ورؤاه الفكرية التي تتجادل مع‬ ‫آليات الواقع بعيدا عن أسر «النوستالجيا» ‪ ...‬على مستوى التشكيل المسرحي‬ ‫بعث المخرج المثقف‪ /‬جالل الشرقاوي حالة مسرحية ساخنة تحقق فيها إلى حد‬ ‫كبير مفهوم التفاعل المتزن بين اإلبهار والفن والفكر‪ .‬لذلك إمتلك العرض ح اررة‬ ‫اإليقاع التصاعدي‪ ،‬وتجاوز منطق التغييب والترهل واإلسفاف‪ .‬في هارومنية‬ ‫ناعمة تتضافر خصوصية التقنية مع ثراء التجربة اإلبداعية التي ظهرت بصماتها‬ ‫في الصياغة المبهرة لمشهد «زفاف حودة»‪ ،‬الذي ضم كل نجوم العرض وممثليه‬ ‫ومجموعات كبيرة من الكمبارس‪« .‬كوريوجرافيا» الحركة المتداخلة تبعث أبعادا‬


‫إنسيابية رشيقة‪ ،‬تناقض المستوى النفسي مع الحركي يفجر المفارقات المتوترة‪.‬‬ ‫المالبس المبهرة واأللوان المشرقة تتقاطع مع خطوط الضوء المتدفق ليبعثا موجات‬ ‫فضية متالحقة‪ .‬خشبة المسرح تصرخ بجنون الرغبة في الحياة حيث الموسيقى‬ ‫الصاخبة واألغنيات الدافئة واإلستعراضات الرشيقة ‪ ...‬في مشهد القبض على‬ ‫«حودة» اتجه منظور اإلخراج إلى أسلوب «الفالش باك» السينمائي ليجسد‬ ‫تفاصيل ليلة القبض عليه‪ ،‬فيشاهد المتلقي عربة البوليس‪ ،‬ويعايش آليات العالقة‬ ‫السادية التي تبلورت مسرحيا بإستخدام دراما الضوء إلستدعاء الماضي ومواجهته‬ ‫بالحاضر)‪.‬‬ ‫د‪.‬وفاء كمالو‪ :‬مجلة «المسرح»‪ ،‬العدد ‪( 124‬مارس ‪)1999‬‬ ‫مسرحية «شباب روش طحن»‬ ‫ («شباب روش طحن» تجربة فنية جريئة لفرقة «مسرح الفن»‪ ،‬جرأة العرض ترجع‬‫إلى اإلعتماد على مجموعة ممثلين جدد في عرض تجاري‪ ،‬ثم الرؤية السياسية‬ ‫للعرض على مستوى النص واإلخراج ‪ ...‬والمسرحية ليست لروشنة الشباب أو‬ ‫دغدغة مشاعرهم وأفكارهم وطريقتهم الخاصة في التخاطب‪ .‬العرض يناقش قضية‬ ‫جادة ويكشف سلبيات إجتماعية ويفضح أساليب ملتوية‪ ،‬وروشنة الشباب موقف‬ ‫سلبي تجاه تناقضات غير مفهومة تجسدها بعض مناطق النص إلى جانب‬ ‫أشعار‪ /‬سمير الطائر أحد المناطق اإليجابية والمهمة في العرض‪ .‬والعرض يضم‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪191 190‬‬


‫عدة مناطق إيجابية أولها بالطبع مجموعة الممثلين الجدد‪ ،‬هذه الخطوة في المسرح‬ ‫التجاري تعتبر جريئة ومهمة‪ ،‬بعد أن تجمدت الكوميديا بتأثير حالة الثبات التي‬ ‫سيطرت على نجومه وانعكس على انكماش حجم مشاهديه ‪ ..‬إستعراضات‪ /‬عادل‬ ‫عبده عنصر إيجابي آخر‪ ،‬شباب وحيوية وتشكيل وجمال وتجسيد حركي للحالة‬ ‫الفنية‪ ،‬ومعها بالطبع األشعار المسرحية‪ ،‬تكاملت اإلستعراضات مع األشعار‬ ‫وصنعت بناء فنيا موازيا للنص الدرامي ومؤكدا لمفرداته‪ .‬ديكور‪ /‬محمد الغرباوي‬ ‫عنصر إيجابي آخر‪ ،‬مرونة في التغيير وجمال في التكوين مع اإليحاء الدقيق‬ ‫بالمشهد الذي تدور حوله األحداث‪ .‬الحالة الفنية التي جمع عناصرها المخرج‪/‬‬ ‫جالل الشرقاوي تستحق التقدير‪ ،‬فقد قدم نموذجا لكوميديا جادة في قالب سياسي)‪.‬‬ ‫عبد الرازق حسين‪ :‬مجلة «آخر ساعة»‪ ،‬العدد ‪)2002/7/31( 3536‬‬ ‫ (يشهد المسرح المصري عرضا يناقش قضايا الساعة‪ ،‬ويطرح بلغة فنية راقية‬‫فلسفة جيل اإلنكسارات والمحن‪ ،‬المسرحية يقدمها «مسرح الفن» للمخرج المثقف‪/‬‬ ‫جالل الشرقاوي‪ ،‬الذي اشتبك بوعي جريء مع جمود الكائن‪ ،‬وتمرد على صمت‬ ‫الواقع ومراوغاته واقتحم تابوهاته‪ ،‬عبر حالة فنية متوهجة تملك بريق الدهشة‬ ‫اآلخاذ ‪ ...‬في إطار غنائي إستعراضي راقص تفجرت كل هذه الرؤى الدالة‪،‬‬ ‫عبر حالة من اإلبهار المشرق الذي بعثه تضافر األلوان وزوايا الضوء المبهر‬ ‫مع خطوط الحركة السريعة‪ ،‬وتدفق األلحان‪ ،‬وثراء المالبس ونعومتها‪ .‬ويذكر أن‬ ‫الرؤية اإلستعراضية التي وضعها «عادل عبده» قد تميزت بالرشاقة وروح اإلبتكار‬ ‫والبعد عن الخطوط النمطية المكررة‪ ،‬وقد كشف أداء الراقصين عن حالة من‬ ‫اإللتزام الجميل الذي بعث هارمونية حركية خالبة‪ .‬تميز العرض بصفة عامة بثراء‬


‫تقنياته وسخونة مشاهده التي مزج فيها «جالل الشرقاوي» بين اإلبهار والسياسة‪،‬‬ ‫والكوميديا والفلسفة والفكر)‪.‬‬ ‫د‪.‬وفاء كمالو‪ :‬جريدة «األهرام المسائي»‪ ،‬العدد ‪)2002/8/5( 4117‬‬ ‫مسرحية «إمسك حكومة»‬ ‫ (البد من تحية الفنان‪ /‬جالل الشرقاوي على نضاله وشجاعته من أجل إنارة‬‫خشبة مسرحه‪ ،‬حيث افتتح هذا األسبوع مسرحيته الجديدة «إمسك حكومة»‪.‬‬ ‫وللحق أيضا فإن العرض الجديد لم يبخل عليه «جالل الشرقاوي» بإعتباره منتجا‬ ‫له إلى جانب إخراجه‪ ،‬فقد قدم ديكورات عديدة وجيدة ‪ ..‬وأيضا قدم أكبر حشد‬ ‫من الشخصيات ‪ -‬ما بين األبطال والممثلين الثانويين والكمبارس مايزيد عن مائة‬ ‫شخص ‪ -‬فعال أعدد كبيرة للغاية‪ .‬والعامل الثالث الذي أحييه من أجله هو تلك‬ ‫الخطوة البالغة األهمية بتخفيض ثمن تذاكر المسرح إلى النصف تقريبا إلتاحة‬ ‫الفرصة للجماهير التي ابتعدت عن المسرح بسبب إرتفاع أسعار تذاكره ‪ ...‬أما‬ ‫عن اإلخراج فهو في النهاية لفنان أكاديمي يعرف جيدا كيف يمسك بالخيوط‬ ‫وكيف يحرك العمل‪ ،‬وبالطبع نجد هنا إستخداما جيدا لإلضاءة‪ ،‬وحركة سريعة بل‬ ‫الهثة أحيانا للممثلين‪ ،‬أما الموسيقى فكانت عبارة عن مقاطع من األغاني التي‬ ‫تحمل إسم «مصر» خالل تغيير بعض المشاهد فقط‪ ،‬لكن بصفة عامة إخراجا‬ ‫واعيا)‪.‬‬ ‫آمال بكير‪ :‬جريدة «األهرام»‪ ،‬العدد ‪)2003/1/31( 42424‬‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪193 192‬‬


‫ (تحت شعار «المسرح لكل الناس» يقدم الفنان‪ /‬جالل الشرقاوي مسرحيته‬‫الجديدة «إمسك حكومة» مؤكدا دور المسرح في المجتمع‪ ،‬لكن أي مسرح يقدمه‬ ‫«الشرقاوي» ؟‪ ،‬تلك هي المعادلة الصعبة بين هوجة المسرح التجاري الراقص‬ ‫والمسرح التجاري الهادف والذي يعرض قضايا المجتمع ويخترقها إلى ما هو أبعد‪،‬‬ ‫فتصبح عروضه صرخة إيقاظ للمجتمع تحفزه لإلنطالق والتمسك بالوعي‪ ،‬كل‬ ‫ذلك في إطار كوميدي ساخر به البسمة التي تجذب الجمهور‪ ،‬كما يدعوه للتأمل‬ ‫لما حوله ‪ ...‬تلك هي مسئولية الفنان‪ /‬جالل الشرقاوي أستاذا أكاديميا ومخرجا‬ ‫مبدعا‪ ،‬فهو لم يتخل عن حسه الفني واألكاديمي سواء بإكتشاف المواهب أو‬ ‫إعادة إكتشافها فيضيف من آن آلخر نجما بل نجوم على خشبة المسرح‪ ،‬وتتأكد‬ ‫مسئولية الفنان والمخرج كمبدع في إلتزامه في إيجاد العالقة المتبادلة بين المتفرج‬ ‫والمسرح عندما يلمس وجدان المشاهد وهمومه لنسخر منها ولنفكر في الحلول‪.‬‬ ‫لقد حقق «الشرقاوي» مسئولياته هذه فقدم الموضوع الجاد الساخر)‪.‬‬ ‫د‪.‬مصطفى سلطان‪ :‬جريدة «األهرام المسائي»‪ ،‬العدد ‪4334‬‬ ‫(‪)2003/3/10‬‬


‫شهادات‬ ‫ معرفتي الشخصية بالفنان‪ /‬جالل الشرقاوى عبر حقبة طويلة من الزمن‪ ،‬بدأت‬‫أواخر السبعينيات عندما كنت طالبا بقسم النقد وأدب المسرح بالمعهد‪ ،‬وكان هو‬ ‫في مقعد العميد يعكس شموخ الموقع وثقافة وإجتهاد الفنان المبدع وشخصيته‬ ‫القوية المستقلة بين جيل كبير من األساتذة األكاديميين يضم أسماء المعة ‪...‬‬ ‫قائمة طويلة من األساتذة يدرسون علوم الفن لطالب أغلبهم يشغلون اآلن المواقع‬ ‫األولى من نجومية التمثيل واإلخراج والتأليف اإلذاعي والتليفزيوني‪.‬‬ ‫تعاملت معه كناقد أتناول المسرحيات التي يخرجها من «مسرح الفن»‪ ،‬كتبت‬ ‫عن أغلب العروض التي قدمها منذ بداية السبعينيات‪ ،‬اختلفت معه أحيانا وربما‬ ‫بعبارات نقدية قاسية‪ ،‬واتفقت معه كثي ار ألن مسرحه كان وما يزال يمثل منظومة‬ ‫فنية وإدارية ناجحة حاول من خاللها تقديم المعادلة الصعبة‪ ،‬مسرح تجاري يعتمد‬ ‫على تمويل نفسه من خالل أموال المشاهدين ليقدم لها الحد المعقول من الفكر‬ ‫والفن ويحاول إرضاء أذواقهم دون الهبوط إلى مستوى اإلسفاف واإلنحالل‪ .‬معادلة‬ ‫في غاية الصعوبة وأحيانا تصل إلى درجة اإلستحالة‪ ،‬لكنه ظل متمسكا بإمكانية‬ ‫تحقيقها حتى لو تطلب األمر تضحية مالية‪ .‬إيمانه بمشروعه الفني والثقافي‬ ‫كان أحد مصادر قوته وإستقالله كفنان‪ .‬يعتبر الوحيد من جيل رواد المسرح في‬ ‫الستينيات الذي لم يسع إلى منصب أو جرى داخل مكاتب الموظفين إلخراج‬ ‫مسرحية للقطاع العام ببضعة آالف من الجنيهات‪ .‬بإستثناء موقع األستاذ داخل‬ ‫«أكاديمية الفنون» ظل «مسرح الفن» هو مشروعه الشخصي وحلم حياته الفني‬ ‫يفتح من خالله نافذة إبداعية‪ ،‬لكن يبدو أن آخرين كانوا يتربصون ويحلمون‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪195 194‬‬


‫بإسدال الستار على هذا المسرح!! ‪ ..‬وكأن البعض يريد توصيل رسالة تطالبه‬ ‫باإلنكماش بمشروعه المسرحي عند سقف محدد‪.‬‬ ‫عندما قرر اإلنفاق من جيبه الخاص إلنتاج مسرحية «تاجر البندقية» لشكسبير‬ ‫استعان بتالميذه في قسم التمثيل‪ ،‬فقد أراد تقديم قدوة فنية تعكس تكامل األجيال‬ ‫لتقديم مسرح جاد من خالل فرقة قطاع خاص‪ .‬وفتح كذلك أبواب مسرحه أمام‬ ‫عروض «الجمعية المصرية لهواة المسرح» لمدة عشرة ليال متصلة‪ ،‬بعد أن‬ ‫وجدت الجمعية أن أبواب جميع مسارح الدولة مغلقة أمام فعاليات «مهرجان‬ ‫المسرح العربي» الذي تنظمه سنويا‪ ،‬كما قبل متطوعا رئاسة لجنة التحكيم العربية‬ ‫بالمهرجان‪ .‬لقد تابعت خالل هذه الليالي مدى سعادته وحفاوته ومتابعته اليومية‬ ‫لعروض فرق الهواة من جميع األقاليم‪ ،‬ومناقشتها والتعليق على جوانبها الفنية‬ ‫واإلبداعية‪ .‬كان يرى أن تقديم «مسرح الفن» مجانا لهؤالء الهواة واجب ودور‬ ‫طبيعي يؤديه «مسرح الفن» لهؤالء الشباب من عشاق المسرح ومهرجانهم المتميز‪،‬‬ ‫والذي ينجح كل عام في استضافة كبرى الفرق المسرحية العربية ونخبة من أعالم‬ ‫المسرح بمختلف األقطار العربية الشقيقة‪.‬‬ ‫أعترف بإنحيازي الكامل وتعاطفي مع موقف «جالل الشرقاوي» في دفاعه عن‬ ‫مسرحه‪ ،‬إنحياز ال يعود فقط إلحترام وتقدير لشخصه كفنان وأستاذ لكنه قبل ذلك‬ ‫ينطلق من موقف موضوعي‪« .‬مسرح الفن» ليس كشك سجائر أو ملهى ليلي‬ ‫أو مجرد منصة لعرض األعمال المبتذلة لكنه أحد دور الفكر والثقافة المهمة في‬ ‫قلب «القاهرة»‪ .‬نتفق أو نختلف نقديا حول بعض أعماله لكن مستحيل ألحد إنكار‬ ‫قيمة وأهمية أغلب المسرحيات التي يقدمها من ناحية مستواها الفني وما تطرحه‬ ‫من أفكار وقضايا إنسانية وسياسية وإجتماعية‪ .‬الدفاع عن إستمرار مسرح يؤدي‬


‫هذه الرسالة ويملكه ويديره فنان صاحب مشرع كبير مستمر بنجاح منذ قرابة أربعين‬ ‫عاما يعتبر واجبا طبيعيا على كل من يملكون معايير موضوعية للحكم على األشياء‪.‬‬ ‫عبد الرازق حسين‪ :‬جريدة «الخميس» (‪)2008/11/20‬‬ ‫ «جالل الشرقاوى» عاشق من عشاق المسرح الكبار صنع لنفسه تاريخا قدم فيه‬‫مئات المسرحيات وعشرات النجوم‪ ،‬وظل وفيا مخلصا لرسالة الفن الذى وهبه حياته‪..‬‬ ‫خاض معارك كثيرة وهو يدافع عن شطط المؤلفين وحماقات أجهزة الرقابة الحكومية‬ ‫فى كل العصور وتعرض ألزمات مالية كثيرة وهو يقدم مسرحياته‪ ،‬ورغم هذا كان لديه‬ ‫استعداد ألن يبيع كل ما لديه ليبقى «مسرح الفن» مضيئا‪ .‬و»جالل الشرقاوى» ليس‬ ‫فنانا مبدعا فقط ولكنه مثقف من طراز رفيع كانت له معركة صعبة مع مؤسسات‬ ‫الدولة حين أراد البعض إزالة مسرحه الذى أنفق عليه سنوات عمره وأمام إص ارره فشلت‬ ‫المحاولة‪ ..‬قدم «جالل الشرقاوى» عشرات المسرحيات الساخرة التى حركت مياها كثيرة‬ ‫راكدة فى الساحة الفنية فى مصر والعالم العربى‪ ،‬ومع كل مسرحية كان يقدم نجما أو‬ ‫نجمة جديدة وكان يلتقط المواهب الواعدة من بين آالف الطالب الذين تخرجوا على يديه‬ ‫من أكاديمية الفنون‪ ..‬ومازال حتى اآلن يحارب من أجل أن تبقى للفن الجميل قيمته‬ ‫ودوره فى حياة المصريين‪ ..‬تعاونت مع «جالل الشرقاوى» واقتربنا كثي ار ونحن نقدم‬ ‫مسرحية «الخديوي» بطولة القديرة‪ /‬سميحة أيوب والرائع‪ /‬محمود ياسين‪ ،‬واهتزت أركان‬ ‫الدنيا بسبب المسرحية ثم توقف عرضها بعد مائة ليلة من العرض ‪ ...‬كان «جالل‬ ‫الشرقاوى» حزينا ألن المسلسالت لم تترك للمسرح مساحة لدى الفنانين الكبار‪ ،‬وألن‬ ‫المسرح الشعرى يحتاج إلى نجوم يعشقون لغتهم العربية وألن المال يحكم اآلن كل شىء‬ ‫‪ ...‬لن يتغير الفنان المتمرد فى «جالل الشرقاوى» حتى لو اختلت موازين كل شىء‪.‬‬ ‫فاروق جويدة‪ :‬جريدة «األهرام» (‪)2017/1/15‬‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪197 196‬‬


‫الفصل السابع‬ ‫أقوال ورؤى فكرية‬


‫يمتلك الفنان القدير والمخرج الكبير‪ /‬جالل الشرقاوي ‪ -‬وكجميع رجال المسرح‬ ‫العظام ‪ -‬رؤى شاملة للفن والحياة‪ ،‬وهي تلك الرؤى التي حاول جاهدا تحقيقها‬ ‫بأرض الواقع من خالل عمله الدؤوب ومشاركاته اإليجابية بمختلف المجاالت‬ ‫األكاديمية والفنية‪ ،‬ومن حسن الحظ أنه كثي ار ما عبر عن تلك الرؤى ببعض‬ ‫كتاباته أو من خالل مجموعة من األحاديث المنشورة أو ببعض الندوات‪ ،‬وبالتالي‬ ‫لم تكن عباراته وجمله البليغة مجرد كلمات للتواصل والتعبير عن بعض المعاني‬ ‫ولكنها كانت دائما ما تعبر عن فكره وثقافته وتكشف عن معتقداته والقضايا‬ ‫اإلنسانية والقومية التي يتحمس لها ويتبناها‪ ،‬وبالتالي فهي بهذا المفهوم لم تكن‬ ‫مجرد وعاء للكلمات بل كانت جسو ار للتحاور مع اآلخرين ومشاركتهم في نشر‬ ‫قيم الخير والحق والجمال‪ .‬والحقيقة أن القدير‪ /‬جالل الشرقاوي حينما يتحدث‬ ‫فإننا ال نستمع إطالقا إلى كلمات وجمل حوارية تقليدية أو إلى عبارات إنشائية‪،‬‬ ‫ولكننا نستمع ونستمتع باإلنصات إلى حكمة وحنكة وخبرة السنوات‪ ،‬ونبضات‬ ‫قلبه الصادق وإلى مشاعره المرهفة فنشعر بصدقها وبحماسه وحرصه على تقديم‬ ‫خالصة تجربته اإلنسانية‪ ،‬كما أننا في الحقيقة دائما ما ندهش لجرأته وقدرته على‬ ‫المواجهة بصراحة وشجاعة دون استخدام عبارات للمجاملة أو لمفردات تخدش‬ ‫الحياء‪.‬‬ ‫وفيما يلي بعض المقتطفات من بعض كتاباته أو حواراته واألحاديث اإلعالمية‬ ‫سواء بالصحافة أو البرامج التلفزيونية خالل فترات مختلفة‪ ،‬وقد قمت بتجميعها‬ ‫وإعادة ترتيبها بهدف استكمال محاولة رسم صورة صادقة لهذا الفنان المبدع تعبر‬ ‫عن أفكاره وإيمانه بدوره‪ ،‬وأيضا لتعظيم الفائدة باالستفادة من بعض آرائه القيمة‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪199 198‬‬


‫التي تعد خالصة خبراته وتجربته االنسانية‪ ،‬ولذا فقد قمت بتصنيفها وتقسيمها‬ ‫لثالث أجزاء‪ ،‬األول حول سيرته الشخصية‪ ،‬والثاني حول مسيرته الفنية والثالث‬ ‫حول آراؤه الفكرية والفنية‪.‬‬ ‫ ويطيب لي أن أبدأ بالكلمات التي كتبها الفنان‪ /‬جالل الشرقاوي في صدد تقديمه‬‫للجزء األول من الكتاب الثاني من «حياتي في المسرح»‪ ،‬والذي خصصه لجزء‬ ‫من الكتابات النقدية‪ ،‬وكذلك مقتطفات من بعض إصدراته األخرى حيث كتب‪:‬‬ ‫ أردت أن أقدم سجال ألعمالي الفنية‪ ،‬أن أقدم وثيقة لألجيال القادمة بعد أن‬‫تقاعست األجهزة الرسمية ثقافة وإعالما عن أداء هذه المهمة بالنسبة لي ولألجيال‬ ‫السابقة والالحقة من المخرجين ‪ ...‬لم يكن أمامي من وسيلة للتسجيل والتوثيق‬ ‫غير الرجوع إلى المقاالت النقدية التي ناقشت مسرحياتي‪ ،‬وأعتقد أنني قد نجحت‬ ‫في جمع معظم وأهم ما كتب ‪ ...‬وكان من المثير لسعادتي ودهشتي في الوقت‬ ‫نفسه أن إكتشفت أنه قل أن وجد مخرج مدح كما مدحت وهوجم كما هوجمت‪،‬‬ ‫ولعل في هذا دليال على أن ما قدمت خالل حياتي كان مصد ار للجدل والنقاش ‪...‬‬ ‫والشيء الذي أستطيع أن أؤكده اآلن هو أن حياتي كانت طويلة عريضة عميقة‬ ‫ثرية باألحداث خصبة باألفعال‪ ،‬أيا ما يكون حكم اآلخرين على هذه األحداث‬ ‫واألفعال‪.‬‬ ‫ ليس الهدف من كتابة الذكريات تقديم سيرة ذاتية بقدر ما هي محاولة لرسم‬‫صورة لفنان من خالل مجتمعه بكل ألوانها وظاللها‪ ،‬وقد تحاول أن تنفذ في‬


‫بعض اللحظات إلى داخله وإلى عقله لتضيف إلى اللوحة بعدها الثالث مستكشفة‬ ‫فكره وفلسفته ومنهجه ‪ ..‬وأعدك يا من ستق أر كتابي أن أرسم لوحة أساسها الحياد‬ ‫والتجرد لكي تعبر بصدق عن الفنان في حقيقته وصدقه وموضوعيته‪.‬‬ ‫ إن السيرة الذاتية للمؤلف ما هي إال حجة يتكأ عليها لرصد أهم األحداث‬‫والمتغيرات السياسية واإلقتصادية واإلجتماعية التي مرت بمصر‪ ،‬وليقول فيها‬ ‫كلمته بدءا من حرب ‪ ،1956‬ومرو ار بحرب ‪ ،1967‬لتتوالى األحداث حتى وفاة‬ ‫الزعيم الراحل‪ /‬جمال عبد الناصر‪ ،‬ثم اإلحتفال بنصر أكتوبر والعبور العظيم‪،‬‬ ‫ثم مواكبة أحداث «كامب دافيد» وإتفاقية السالم‪ ،‬ومنذ آواخر السبعينيات وحتى‬ ‫يومنا هذا مواجهة شبح الجماعات اإلرهابية المتطرفة‪.‬‬ ‫هذا وقد حرص الفنان‪ /‬جالل الشرقاوي على إهداء كل كتاب من إصداراته‬ ‫ ‬ ‫إلى فرد من أفراد عائلته حيث تضمنت مجموعة اإلهداءات الكلمات التالية‪:‬‬ ‫ إلى روح أبي‪ :‬نم قرير العين يا أبي ‪ ..‬فيبدو لي أنني قد حققت في حياتي‬‫شيئا ما‪.‬‬ ‫ زوجتي العزيزة‪ /‬محسنة ‪ ..‬معذرة وشكرا ‪ ..‬معذرة عن كل ما قدمت إليك‬‫من إساءة ‪ ..‬وشكرا على ما قدمت إلي من فضل‪.‬‬ ‫ إلى ولدي «عبير» و»تامر»‪ :‬أرجو أن أكون قد استفدت من الدرس الذي‬‫تعلمته عن والدي الذي نشأني النشأة األولى‪ ،‬فنشأتكما على ما نشأني عليه ‪..‬‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪201 200‬‬


‫لقد ربيتكما على الحرية واإلستقالل بالرأي‪ ،‬والقدرة على الحوار والكبرياء‬ ‫والكرامة وعزة النفس ‪ ..‬هل وفقت فيما ذهبت إليه ؟ أدعو هللا لكما أن تكونا‬ ‫ذوي نفع للناس بقدر حبي لكما وثقتي فيكما‪.‬‬ ‫ إلى قرة عيني وحياة قلبي حفيدي العزيز‪ /‬جالل المعداوي‪ :‬لعلك تقرأ ‪..‬‬‫ولعلك تعلم بعض ما عاني جدك ليصل إلى الحق والخير والجمال ‪ ..‬وأرجو‬ ‫أن أكون قد أدركت بعضا منه‪.‬‬ ‫حول السيرة الشخصية‪:‬‬ ‫ مازلت أعاهد هللا وأعاهد نفسي أن أتجنب في مذكراتي أمورا ثالث وهي‪:‬‬‫مايمس حياتي أو حياة اآلخرين الشخصية‪ ،‬مايؤذي شعور اآلخرين‪ ،‬وما يمكن‬ ‫أن ينكأ جراحا البد أن تكون قد اندملت أو شرفت بفعل السنين‪ ،‬وإنما أمسها‬ ‫مسا رقيقا ال يؤلمها بقدر ما يوقظها من سحيق الماضي حتى يظهر الغث من‬ ‫الثمين وتكتمل الصورة ناصعة صادقة كل الصدق‪.‬‬ ‫ يمكن تلخيص المنابع األولى لتأثري وتعلقي بالفن إلى ثالثة منابع رئيسة‬‫هي‪ :‬تأثري بأخي األكبر‪ /‬حلمي هاوي التمثيل ورئيس فريق التمثيل بمدرسة‬ ‫«الهندسة التطبيقية» أثناء فترة دراسته بها‪ ،‬إنشاء مسرح «إيزيس» بشارع‬ ‫قدري إلى جوار منزل األسرة والذي أتاح لي فرصة مشاهدة كبار النجوم‬ ‫وعروضهم‪ ،‬موهبتي الطبيعية في األداء وقدرتي اللغوية والتي تم إكتشافها‬ ‫وتنميتها من خالل المدرسة والمسرح المدرسي‪.‬‬


‫ نشأت في بيئة مسرحية فنية‪ ،‬فكان والد جاري في المنزل «مصطفى حفني»‬‫الذي كان يمتلك مسرحا يسمى «إيزيس»‪ ،‬واستطعت من خالل وجودي مع‬ ‫صديقي داخل المسرح التعرف على عباقرة التمثيل في ذلك الوقت‪ ،‬مثل الفنانين‪/‬‬ ‫يوسف وهبي وعلي الكسار وجورج أبيض‪.‬‬ ‫ أثناء الدراسة كنت متفوقا في اللغة العربية فمنحني مدرس المادة دورا في‬‫المسرحية التي تعرض في احتفالية نهاية العام وكنت حينها في الصف الثالث‬ ‫اإلبتدائي‪ ،‬وفي الصف الرابع أعطاني بطولة مطلقة في مسرحية «فتح مصر»‪.‬‬ ‫ كنا نحن هواة التمثيل من مدارس القاهرة الثانوية والصناعية والزراعية‬‫والتجارية ‪ -‬وخاصة مدارس حي السيدة زينب كمدرسة «الخديوية»‪« ،‬بنبا‬ ‫قادن»‪« ،‬الخديوي إسماعيل» و»علي باشا مبارك» وهي المدارس التي تقع في‬ ‫نفس حي المعهد ‪ -‬ننجح في التسلل إلى فناء «مدرسة الدواوين» لنلمح عن‬ ‫بعد األستاذ‪ /‬زكي طليمات أو األستاذ‪ /‬جورج أبيض أو األستاذ‪ /‬محمود حسن‬ ‫الشجاعي (أستاذ الموسيقى) وهم يدخلون لمباشرة دروسهم أو يخرجون بعد‬ ‫انتهائها‪ ،‬كما كنا نتأمل الطلبة وخصوصا الطالبات في تمن وإعجاب شديدين‬ ‫مؤملين أننا في يوم ما سنكون زمالئهم‪.‬‬ ‫ قدمت أوراقي إلى معهد «الفنون المسرحية» دون علم والدي‪ ،‬وخضت‬‫االختبارات وكان «زكي طليمات» رئيسا للجنة في ذلك الوقت‪ ،‬ولكنه لم يقبلني‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪203 202‬‬


‫في المعهد وسقطت ألنه يريد طالبا معه شهادة جامعية‪ .‬سقطت وقدمت أوراقي‬ ‫في كلية العلوم واشتركت في فرقه التمثيل الثالث‪ ،‬األولى كانت للفنان فؤاد‬ ‫المهندس سميت بفرقة «الكوميدي الجامعية»‪ ،‬والثانية لطالب في كلية اآلداب‬ ‫سميت بفرقة «المسرح الجامعي»‪ ،‬بجانب فرقة «كلية العلوم»‪ ،‬وهذه هي‬ ‫بداياتي مع العمل الفني‪.‬‬ ‫ أستطيع أن أقول إنني لم أحس باإلنتماء في حياتي إلى مكان أكثر من «المعهد‬‫العالي للفنون المسرحية» ‪ -‬منذ كنت طالبا به فمدرسا فأستاذا فعميدا له مرتين‬ ‫فأستاذ لقسم التمثيل واإلخراج فأستاذا متفرغا ‪ ...‬وأستطيع أن أقول أيضا إنني‬ ‫لم أحس في حياتي بمتعة تفوق تلك المتعة التي تفيض جوانحي وأنا بين جدران‬ ‫ذلك المعهد العريق أينما كان أو يكون مبناه‪.‬‬ ‫ إلتحقت بالمعهد به طالبا وكان عميده األستاذ‪ /‬ممدوح أباظة الذي تم نقله بعد‬‫سنتين ليتولى من بعده األستاذ‪ /‬سعيد خطاب‪ ،‬أما أساتذتي الذين درسوا لي على‬ ‫مدى السنوات األربع فكانوا‪ :‬أحمد البدوي‪ ،‬علي فهمي‪ ،‬جورج أبيض‪ ،‬أحمد‬ ‫عالم‪ ،‬فتوح نشاطي‪ ،‬عبد الرحيم الزرقاني‪ ،‬نبيل األلفي‪ .‬وإذا عقدت مقارنة‬ ‫بين أساتذة ذلك العهد غير البعيد وأساتذة اليوم ال أعتقد أنها ستكون في صالح‬ ‫أساتذة هذا الجيل‪.‬‬ ‫‪ -‬خالل سنوات الدراسة نمت وترعرعت ثقافتي الفنية حيث تعرفت على‬


‫عمالقة المسرح اإلغريقي‪ :‬إسخيلوس وسوفوكليس ويوربيدز وأريستوفانز‪ ،‬كما‬ ‫تعرفت على موليير وراسين وكونى وهيجو وألكسندر ديماس وسترندبرج‬ ‫وميللر وشو وكثيرين غيرهم ولكني أعترف بأن هذه المعرفة وللحق كانت‬ ‫قاصرة على المسرحيات التي أمثلها لهم‪ ،‬ولم تتح لهذه المعرفة أن تنضج وتتسع‬ ‫لتشمل المسرحية واالمؤلف والعصر إال عندما سافرت إلى بعثتي بالخارج‪.‬‬ ‫ أعلن «المجلس األعلى للفنون» عن بعثات في فنون المسرح‪ ،‬تقدم إليها‬‫معظم خريجي «معهد التمثيل العالي» إبتداء من أول دفعة تخرجت فيه عام‬ ‫‪ 1949‬وحتى اإلعالن في ‪ ،1958‬وكذا تقدم إليها بعض خريجي الجامعات‬ ‫ومعاهد الفنون الجميلة والتطبيقية‪ ،‬وتقدمت إلى كل من بعثتي اإلخراج والتمثيل‬ ‫‪ ..‬وظهرت النتيجة وكنت األول في كل من البعثتين بتوفيق هللا‪ ،‬وكان الثاني‬ ‫في التمثيل‪ /‬نجيب سرور‪ ،‬والثاني في اإلخراج‪ /‬أحمد زكي‪ ،‬وكان علي أن‬ ‫أختار إحدى البعثتين‪ ،‬فإذا إخترت اإلخراج صعد نجيب سرور وأصبح األول‬ ‫في التمثيل‪ ،‬وإذا إخترت التمثيل صعد أحمد زكي وأصبح أول اإلخراج‪ ،‬وقد‬ ‫إخترت بعثة اإلخراج‪ ،‬وهكذا شاء هللا أن نسافر معا أنا ونجيب سرور‪.‬‬ ‫ كان هناك نوع من التذمر بين الطلبة المصريين المبعوثين باإلتحاد السوفيتي‪،‬‬‫وعلمت أنه قد وصل إلى «مصر» عدة شكاوي من بعض الزمالء تكمن أسبابها‬ ‫في سوء المعاملة‪ ،‬وإصرار الجانب الروسي على تدريس «الشيوعية» لمدة‬ ‫سنة كاملة قبل أن يسجل المبعوث موضوعه لنيل درجة «الكانديدات»‪ ،‬وفي‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪205 204‬‬


‫وقت الحق تم دعوة المبعوثين إلى مؤتمر ثقافي بالقاهرة لمناقشة أبعاد القضية‪،‬‬ ‫وطالب الجميع بتحويل البعثات إلى بالد أخرى‪ .‬وقد استجابت الوزارة ووافقت‬ ‫على التحويل إلى البالد التي اختارها المبعوثون أنفسهم‪ ،‬وفضلت «فرنسا» بناء‬ ‫على تزكية أساتذتي الثالث‪ /‬نبيل األلفي وزكي طليمات وفتوح نشاطي‪.‬‬ ‫ انتظمت بمركز «الفنون الدرامية» بفرنسا لمدة أربعة أشهر تقريبا‪ ،‬وهو‬‫معهد فني متوسط ومدة الدراسة فيه عامان بعد الحصول على الشهادة التي‬ ‫تعادل شهادة الثانوية العامة‪ ،‬ويضم أقسام «الميكانيست» واإلدارة المسرحية‬ ‫واإلضاءة والديكور والمالبس والملحقات المسرحية والماكياج‪ ،‬وقد تنقلت بين‬ ‫كل هذه األقسام في الورشة والمعمل ‪ ..‬وكانت هذه هي المرة األولى خالل‬ ‫بعثتي التي أحس فيها بأنني أدرس حقيقة وسائل العرض المسرحي المختلفة‪.‬‬ ‫ التحقت بعد ذلك بالمعهد «العالي للدراسات السينمائية»‪ ،‬ومدة الدراسة به‬‫سنتان يحصل الطالب بعدها على دبلوم خاص يعادل درجة «الماجستير»‪ ،‬وعلى‬ ‫الطالب أن يختار تخصصا رئيسيا وتخصصا فرعيا‪ ،‬وقد اخترت تخصص‬ ‫إخراج ‪ -‬مونتاج‪ .‬التحقت أيضا بمعهد «جوليان برتو للدراما»‪ ،‬وهو معهد‬ ‫مسائي خاص للتمثيل واإلخراج المسرحي‪ ،‬ثم التحقت أيضا بمسرح تجريبي‬ ‫يدعى «مسرح رى دي موفتارد» وهو مسرح صغير يسع حوالي مائتي كرسي‪،‬‬ ‫ويبدأ العمل به من الثامنة مساء وحتى الثانية عشر (عند منتصف الليل)‪.‬‬


‫ لم أعد أطيق أن أفارق «مصر» ‪ ..‬ففي كل سنة من السنوات السابقة تقريبا‬‫ ومنذ عودتي من البعثة ‪ -‬وأنا أسافر إلى «لندن» أو «باريس» عازما على‬‫أن أقضي هناك شهرا على األقل ألشاهد آخر ما وصل إليه المسرح هناك‪،‬‬ ‫وأشتري من الكتب والمسرحيات والمراجع ما يلزمني‪ ،‬ولكني كنت أصاب‬ ‫بمرض الغربة أو مرض الحنين إلى الوطن (‪ ،)home skiness‬وكنت غالبا‬ ‫ما أعود بعد أن أقضي خمسة عشر يوما على أكثر تقدير ألعاود السفر في‬ ‫مناسبة أخرى‪.‬‬ ‫ عندما عينت عميدا للمعهد «العالي للفنون المسرحية» عام ‪ 1975‬استفدت‬‫من المنهج الروسي‪ ،‬كما استفدت من منهج «كونسيرفتوار باريس» وأنشأت‬ ‫بالمعهد القسم الذي أطلقت عليه قسم «الفنان الشامل»‪ ،‬باإلضافة إلى قسم آخر‬ ‫ينبع من قسم الديكور واألزياء المسرحة وهو قسم «الماكياج»‪ ،‬وقد خرج هذان‬ ‫القسمان دفعتين فقط‪ ،‬إذ أن العميد الجديد‪ /‬د‪.‬فوزي فهمي فور توليه العمادة‬ ‫ألغى هذين القسمين‪.‬‬ ‫ «تامر» ابني يشق طريقه بمجهوده دون أن يعتمد على اسم أو مساعده والده‪/‬‬‫جالل الشرقاوي ألن الفن والتمثيل تحديدا ال يعترف بالواسطة وال األقارب‪،‬‬ ‫وهو أيضا فن ال يورث‪ ،‬ومع ذلك في عرض «شباب روش طحن» أعطيت له‬ ‫دورا مناسبا وهي ثالث مرة يمثل فيها عمال من إخراجي‪ ،‬فقد سبق أن قدمته‬ ‫في «عطية اإلرهابية» ثم في «حودة كرامة»‪ ،‬وهو ولد موهوب ولديه طموح‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪207 206‬‬


‫كبير وخاض أيضا عدة تجارب تلفزيونية أثبتت أنه ممثل جيد دون أن أتدخل‬ ‫أنا بمساعدته‪.‬‬ ‫حول المسيرة الفنية‬ ‫ كان عالم اإلذاعة عالما سحريا جديدا بالنسبة لي‪ ،‬وقد أفادني كثيرا في ممارستي‬‫العملية لفن التمثيل عالوة على أنه حقق لي الفرصة لدراسات مستفيضة عن‬ ‫المسرحيات التي كنا نمثلها بالبرنامج الثقافي‪ .‬وكان تحت يدنا النص األصلي‬ ‫وكان علينا أن نقارنه بالترجمة العربية‪ ،‬وأن نعدل ونبدل من أجل األصح‪،‬‬ ‫وباإلضافة إلى ذلك كان العمل في اإلذاعة مصدر دخل غير قليل‪ ،‬فقد كان أجر‬ ‫عن النصف ساعة جنيهين‪ ،‬وكان ذلك مبلغا محترما في ذلك الوقت‪.‬‬ ‫ بدأت التدريس في العام الدراسي ‪ ،1963/62‬وكانت أول دفعة ساهمت في‬‫تخريجها هي الدفعة الثامنة عشر‪ ،‬وتتكون من فتاة واحدة هي إنعام سالوسة‬ ‫وثالثة عشر شابا من بينهم‪ :‬سمير العصفوري‪ ،‬سناء شافع‪ ،‬عبد الغفار عودة‪،‬‬ ‫توفيق عبد اللطيف‪ ،‬محمد صديق‪ ،‬محيي إسماعيل‪ ،‬سعيد طرابيك‪ .‬ومن أشهر‬ ‫من خرجت في الدفعة التاسعة عشر (يونيو ‪ )1965‬عبد الرحمن عرنوس‬ ‫والمرسي أبو العباس‪ ،‬ومن أشهر ما خرجت في الدفعة العشرين (يونيو ‪)1966‬‬ ‫سهير المرشدي وهاني مطاوع وهناء عبد الفتاح ورباب حسين‪ ،‬ومن أشهر ما‬ ‫خرجت في الدفعة الحادية والعشرين (يونيو ‪ )1967‬نور شريف ونجوى أبو‬ ‫النجا‪.‬‬


‫ في ‪ 17‬مايو عام ‪ 1967‬تحركت القوات المصرية لتأخذ أماكنها في سيناء في‬‫مواجهة العدة الصهيوني‪ ،‬كانت جحافل القوات المصرية تخترق شوارع القاهة‬ ‫متجهة إلى «سيناء»‪ ،‬وكان هذا اإلستعراض العلني يلهب مشاعر المواطنين‬ ‫فينظمون المظاهرات ويجأرون بالهتافات المعادية ألمريكا اإلمبريالية وعميلتها‬ ‫إسرائيل‪ .‬أذكر مظاهرة كنت قائدها وقد خرجت من «مسرح الحكيم» مخترقة‬ ‫شارع عماد الدين إلى شارع ‪ 26‬يوليو لتلتقي بمظاهرة أخرى خرجت من‬ ‫«المسرح القومي» بقيادة‪ /‬محسنة توفيق‪ ،‬واتحدت المظاهرتان في «ميدان‬ ‫األوبرا»‪ ،‬وبالتدريج اجتذبت هذه المظاهرة عشرات المئات ساروا خلفها‬ ‫مرددين الهتافات الحماسية «وال يهمك يا ريس من األمريكان يا ريس»‪.‬‬ ‫ بوصفي مديرا لفرقة «مسرح الحكيم» دعوت الجمعية العمومية واتفقنا على‬‫الفلسفة العامة لمسرحنا‪ ،‬وهي تسعى إلى تحقيق هدفين رئيسيين‪ :‬أوال‪ :‬اإللتزام‬ ‫الكامل بواقع مجتمعنا الذي نعيشه بحيث يتأكد دائما العالقة بين الفن والمجتمع‬ ‫بكل ما فيها من تفاعالت يحددها النظام اإلقتصادي والمذهب الفكري‪ .‬ثانيا‪:‬‬ ‫استنبات الطاقات الفنية الشابة من ممثين ومؤلفين ومخرجين بحيث يكونوا في‬ ‫المستقبل القريب دعامة من دعائم النهضة المسرحية‪.‬‬ ‫ برغم إشادة بعض كبار النقاد والكتاب بمسرحية «إنت إللي قتلت عليوة»‬‫فإنني أعتبرها من أسوأ ما قدمت في حياتي من عروض مسرحية‪ ،‬بل وأعتبرها‬ ‫سقطة حقيقية في حياتي الفنية‪ .‬إنها مسرحية ساذجة تعتمد على مواقف سوء‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪209 208‬‬


‫التفاهم (العبيطة) المليئة باإلفتعال والمبالغة والال منطق وتحاول في غباء تام‬ ‫وسطحية شديدة أن تدين طبقة األرستقراطية وخاصة ذات األصل التركي‪،‬‬ ‫ونحن ال نعترض على إدانة هذه الطبقة في سلبياتها وإنما نعترض على الوسائل‬ ‫التي أدينت بها في هذه المسرحية‪ .‬ولست أدري كيف قبلت لنفسي أن أخرج‬ ‫هذه المسرحية‪.‬‬ ‫ كان تعسفي الشديد في إلزام النجمين‪ /‬جورج سيدهم وسمير غانم بعدم‬‫الخروج على النص أو الحركة ‪ -‬وهما اللذان تعودا على اإلرتجال بحرية كاملة‬ ‫وإضافة ما يشاءان من نكات و»إفيهات» على خشبة المسرح دون إعتداد بنص‬ ‫أو حركة ‪ -‬باإلضافة إلى إصراري على أن يخلو العرض باألسكندرية من‬ ‫الطبلة والرق و»الكوتو موتو» بمثابة إخراج النجمين من جلدهما‪ ،‬أو إخراج‬ ‫السمكتين من المياه التي تعودا أن يبحرا فيها‪ ،‬فكان البد أن يصابا باإلختناق‬ ‫فيتمردا ويثورا‪ ،‬ويسرعا بالقفز مرة أخرى إلى مياههما الملحة أو الكالحة‪.‬‬ ‫ عاهدت نفسي أن أبتعد كل البعد عن النصوص الغنائية واإلستعراضية‬‫حتى ال أقع مرة أخرى بين فكي كماشة المطربين والمطربات‪ .‬ولقد أكدت كل‬ ‫التجارب بعد ذلك أن أضواء المسرح كانت في أغلب األحيان مشعة متأللئة‬ ‫مع الزمالء من الممثلين والممثالت‪ ،‬بينما كانت تهب عليها ريح الخطر عندما‬ ‫نكثت عهدي مع نفسي مرة أو مرتين ولجأت إلى فناني الغناء‪.‬‬ ‫‪ -‬عندما فرغت من قراءة مسرحية «مين قتل برعي؟» تذكرت على الفور‬


‫مسرحية «راشمون» ‪ ..‬وقد قمت بإخراج المسرحية وعرضت بالقاهرة بعنوان‬ ‫«أنهم يقتلون الحمير»‪ .‬ولكن وقع الضرر عليها عندما صورت تلفزيونيا حيث‬ ‫انتجت المسرحية بالكويت في نفس الفترة!!‪ .‬و»لينين الرملي» هو الفاعل‬ ‫األصلي بطبيعة الحال ألنه باع نفس المسرحية ثالث مرات لثالث جهات‬ ‫إنتاجية في نفس الوقت!! وهو يعلم حق العلم أنه ال يحق له قانونا أن يتصرف‬ ‫في مسرحيته بأي شكل من أشكال البيع قبل إنقضاء خمسة أعوام على عقد بيعه‬ ‫األول مع فرقة «عمر الخيام» في نوفمبر عام ‪ ... 1975‬ولعل هذه الحادثة هي‬ ‫التي كانت تدفعني بإستمرار إلى عدم الثقة في هذا المؤلف‪.‬‬ ‫ لست بمستطيع أن أعلل سوء الحظ هذا الذي أوقعنا مرتين في نفس العام‬‫في اثنين من المؤلفين القادرين على أن يبيع كل منهما مسرحيته مرتين الثنتين‬ ‫من جهات اإلنتاج!!‪ ،‬ففي صيف عام ‪ 1974‬باع «إسماعيل العادلي» وبليغ‬ ‫حمدي وعبد الرحيم منصور مسرحية «تمر حنة» بموسيقاها وأغانيها إلى منتج‬ ‫سعودي‪ ،‬ثم باعوها مرة أخرى إلى فرقة «عمر الخيام»!!‪ ،‬وفي شتاء نفس‬ ‫العام باع «لينين الرملي» مسرحيته «مين قتل برعي؟» مرتين أيضا‪ ،‬مرة إلى‬ ‫الممثل‪ /‬أحمد حسين والمرة الثانية إلى فرقة «عمر الخيام»!! وفي كلتي المرتين‬ ‫لم نعلم أنا وشريكي‪ /‬طلعت حسن بهذه الخديعة إال قبل بداية العرض بعدة أيام!!‬ ‫ كانت المسألة أشبه بالصفقة ‪ ..‬أقبل أن أخرج حبا وتقديرا لصديقي «محمد‬‫عوض» مسرحيته التي كتبها‪ /‬يوسف عوف تحت اسم «حب ورشوة ودلع»‪،‬‬ ‫وهي فودفيل من نوع المسرحيات الساذجة السطحية التي ال أحبها ‪ ..‬ولكن‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪211 210‬‬


‫كان البد أن أدفع الثمن ‪ -‬على مضض شديد ‪ -‬مقابل أن يقوم «محمد عوض»‬ ‫ببطولة مسرحية «شهرزاد» التي قررت مع شريكي‪ /‬طلعت حسن أن نقوم‬ ‫بإنتاجها ‪ ..‬والحقيقة التي يجب أن أعترف بها هي أن مسرحية «حب ورشوة‬ ‫ودلع» هي النقطة الرمادية الثانية في تاريخ حياتي المسرحية بعد مسرحية‬ ‫«إنت إللي قتلت عليوة» لفرقة «ثالثي أضواء المسرح»‪.‬‬ ‫ «مدرسة المشاغبين» ليست هزلية كما يعتقد البعض لكنها كوميديا راقية‬‫للغاية‪ ،‬وهي ليست مأخوذة عن الفيلم األمريكي «إلى أستاذي العزيز» ‪ ...‬لقد‬ ‫كتب المسرحية أحد الكتاب الفرنسيين من ثالثة أجزاء‪ ،‬الجزء األول يتحدث‬ ‫عن «مدرسة المشاغبين»‪ ،‬والجزء الثاني يتناول حياتهم عقب دخول الجامعة‪،‬‬ ‫والجزء الثالث يتناول قصة حياتهم بعد مرور خمسين عاما وكيف أصبحت‬ ‫حياتهم‪ ،‬والجزء األول فقط هو الذي نفذ‪.‬‬ ‫ تمت ترجمة نص «مدرسة المشاغبين» من الفرنسية إلى العربية عن طريق‬‫أستاذ المصنفات الفنية‪ /‬عبدالفتاح مصطفى ‪ ...‬والمسرحية سياسية بالدرجة‬ ‫األولى تناولت صراع جيلين‪ ،‬الصراع بين الجيل القديم والجيل الحديث‪ ،‬حيث‬ ‫مثل األب والناظر «السلطة» واألبناء يمثلون «الشعب»‪ ،‬وبالتالي فإن األمر‬ ‫متوقف على جيل يريد فرض سلطته وجيل شباب متمرد رفض الهيمنة‪ ،‬ويتم‬ ‫فض االشتباك عن طريق توظيف العلم والحب ‪ ...‬والمسرحية ضربت وتر‬ ‫شديد الحساسية وهو العالقة بين من يملك السلطة والشعب‪.‬‬


‫ «مدرسة المشاغبين» لم تفسد جيل الشباب كما يقال‪ ،‬وكل الكالم عن هذا‬‫األمر غير منطقي وغير معقول ومفتعل ‪ ...‬لقد عملت لمدة عامين في مدرسة‬ ‫«النقراشي النموذجية»‪ ،‬وشاهدت في المدرسة عشرة أضعاف التجاوزات‬ ‫المعروضة في «مدرسة المشاغبين»‪ ،‬وليس سرا أنني اقتبست معظم أجزاء‬ ‫المسرحية من خالل فترة تدريسي في مدرسة «النقراشي»‪.‬‬ ‫ العيب الوحيد في المسرحية أن الطلبة ‪ -‬المشاغبين الخمسة ‪ -‬زودوا من‬‫المشاغبة‪ ،‬زودوها زيادة عن اللزوم في اإلرتجال وبالغوا فيه‪ ،‬ومنذ الليلة‬ ‫األولى كانت األنظار متجهة إلى «سعيد صالح» و»عادل إمام» ثم امتدت‬ ‫األنظار عقب ذلك على «أحمد زكي» و»يونس شلبي» و»هادي الجيار» ‪...‬‬ ‫والحقيقة أن «سعيد صالح» بدأ حياته اإلحترافية قبل «عادل إمام» إنما كان‬ ‫الرهان على الثنائي‪ ،‬كما كان التنافس بينهما شريف‪ ،‬وكانوا يساعدون بعضهما‬ ‫خالل أحداث المسرحية‪.‬‬ ‫ كان إلتقائي بنبيل بدران ‪ -‬هو ككاتب مسرحي وأنا كمنتج ومخرج ‪ -‬قد‬‫أثار دهشة الكثيرين على إعتبار أنه يساري الفكر‪ ،‬ولكن بالنسبة لي ‪ -‬كما كان‬ ‫بالنسبة للعارفين بتركيبتي البشرية والفكرية ‪ -‬عاديا جدا وال يثير أي نوع من‬ ‫التساؤل‪ ،‬فأنا وكما أوضحت كثيرا لست يميني اإلتجاه ولست يساري الفكر‪،‬‬ ‫وإنما أنا مصري وطني أخذ من فكر اليمين ومن قيم اليسار ما أرى أنه يتناسب‬ ‫ويتالءم مع مصلحة وطني أوال وأخيرا‪ .‬وقد كنت في ذلك الوقت ‪ -‬ولم أزل‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪213 212‬‬


‫ ضد عصر اإلنفتاح العشوائي الذي أعطى الرئيس الراحل‪ /‬أنور السادات‬‫ضوءه األخضر دون أن تسبقه دراسات جادة متأنية‪ ،‬ودون أن تسبقه قوانين‬ ‫تسن لضبط هذا التحول الكبير من اإلقتصاد المؤمم إلى اإلقتصاد الحر‪ ،‬كانت‬ ‫النقلة فجائية وعشوائية مما أتاح لكثير من المغامرين والمقامرين وفي بعض‬ ‫األحيان لآلفاقين والنصابين أن يقوموا بعمليات تجارية مشبوهة ‪ ...‬إذن لم يكن‬ ‫غريبا أن ألتقي مع «نبيل بدران» حول مسرحيته «مين يشتري راجل» والتي‬ ‫تدين وتفضح عصر اإلنفتاح‪.‬‬ ‫ رفض الممثلون بعرض «المتشردة» أن يفتحوا الستار قبل موافقتي‪ ،‬فجاءوا‬‫راجين أن أسمح لهم بالعرض وقد رأوا بأعينهم الصالة شبه كاملة العدد‪ ،‬ولم‬ ‫تلق احتجاجاتي واعتراضاتي بأن العرض ناقص وأن النتيجة لن تكون طيبة إال‬ ‫عبارات‪« :‬إطمئن ‪ ..‬علشان خاطري ‪ ..‬الموسم قرب على اإلنتهاء ‪ ..‬المنتج‬ ‫معذور برضه عايز يرجع فلوسه ‪ ..‬العرض هايستوي على الجمهور»‪ ،‬وأنا‬ ‫ال أكره في حياتي عبارة أكثر من كراهيتي لعبارة‪« :‬العرض هايستوي على‬ ‫الجمهور»‪ ،‬إنها دليل العجز والتسرع واللهوجة وسلق البيض وفتح الستار عن‬ ‫أي شيء اليهم!!‪.‬‬ ‫ كان عرض «المتشردة» لفرقة «الفنانين المصريين» فقيرا بدرجة شديدة‬‫‪ ..‬وساعتها أدركت كم كنت على صواب عندما رفضت أن أخرج إال لفرقتي‬ ‫الخاصة التي أقوم باإلنتاج لها فقط ‪ ..‬إن عناصر العمل الفني التي يطلبها‬


‫المخرج‪ /‬جالل الشرقاوي ال يستطيع أن يحققها له إال المنتج‪ /‬جالل الشرقاوي‬ ‫‪ ..‬وعاهدت نفسي أال أعاود مثل هذه التجربة أبدا‪( ،‬الحق أنني أخذت هذا العهد‬ ‫على نفسي في ‪ 28‬أغسطس ‪.)1978‬‬ ‫ يبدو أن تقديم الكاتب الجديد في محاولته األولى كان رغبة داخلية لدي‪ .‬فعلت‬‫ذلك مع أنيس منصور في «األحياء المجاورة»‪ ،‬ومع فيصل ندا في إعداده‬ ‫لقصة «الرجل الذي فقد ظله» لفتحي غانم‪ ،‬ومع فتحي زكي في إعداده لقصة‬ ‫«خطيئة حواء» لمحمد التابعي‪ ،‬ومع مصطفى محمود في «الزلزال»‪ ،‬ومع علي‬ ‫سالم في «وال العفاريت الزرق»‪ ،‬ومع خيري شلبي وبكر رشوان في إعدادهما‬ ‫لرواية «عودة الروح» لتوفيق الحكيم‪ ،‬ومع الشاعر‪ /‬محمد العفيفي في «أرض‬ ‫كنعان»‪ ،‬و»الصليب»‪ ،‬ومع ظافر الصابوني في «حجة الوداع»‪ ،‬وماهر ميالد‬ ‫في «افتح يا سمسم»‪ ،‬واستمرت هذه الهواية والرغبة البناءة في مسرحيات‬ ‫كثيرة بعد ذلك‪.‬‬ ‫ طلبني د‪.‬رشاد رشدي (رئيس األكاديمية) للصعود إلى مكتبه وحكى لي‬‫أن سيدة مصر األولى‪ /‬جيهان السادات قد اتصلت به وأخبرته أن واحدة من‬ ‫العامالت معها ‪ -‬وتعمل في نفس الوقت موظفة بمجلس الشعب ‪ -‬وتدعى‬ ‫«إفراج الحصري» (ابنة القارئ الشيخ‪ /‬محمود خليل الحصري) لها صوت‬ ‫جميل وتود منه أتاحة فرصة العمل لها‪ ،‬وأنه ضرب لها موعدا لنسمعها سويا‪،‬‬ ‫وبالفعل حضرت وغنت جزءا من «رباعيات الخيام»‪ ،‬وكان رد فعلنا األول‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪215 214‬‬


‫هو اإلحساس بجمال صوتها وقوته‪ ،‬وكان رد فعلنا الثاني هو إدراكنا لذكائها‬ ‫وبصيرتها بإختيارها «الرباعيات» إلستعراض اتساع حجم صوتها وطبقاته‬ ‫وللتأكيد على قدرتها على أداء القصيدة الطويلة ‪ ..‬وقررت تقديمها في البطولة‬ ‫الغنائية أوبرا باليه «عيون بهية»‪ ،‬بعدما اختار لها د‪.‬رشاد االسم الفني «ياسمين‬ ‫الخيام»‪.‬‬ ‫ زارني «د‪.‬فوزي فهمي» بمسرح الفن ‪ -‬وكان يعمل في ذلك الوقت أستاذا‬‫مساعدا في قسم الدراما بالمعهد العالي للفنون المسرحية ‪ -‬وعرفني على‬ ‫موسيقي شاب هو «د‪.‬جمال سالمة» ويمت له بصلة نسب (أخ زوجته ميرفت‬ ‫سالمة)‪ ،‬ورشحه لي لكي يؤلف موسيقى أوبرا باليه «عيون بهية»‪ ،‬مزكيا إياه‬ ‫بأنه عائد لتوه من «اإلتحاد السوفيتي» وقد حصل على الدكتوراه في الموسيقى‪،‬‬ ‫ثم أنه يعمل مدرسا مساعدا في «الكونسيرفتوار» ‪ ...‬وأردت أن أضعه في‬ ‫إختبار فدفعت إليه بالنص ففاجأني بقوله أنه قد قرأه بالفعل وأنه معجب به‪،‬‬ ‫وأنه يرى أنه قادر على مواجهته موسيقيا ‪ ...‬وشرح لي وجهة نظره فاقتنعت‬ ‫ووافقت ‪ ...‬وأعتقد أن د‪.‬جمال سالمة تركيبة موسيقية لها خصوصيتها الشديدة‪،‬‬ ‫ورأسه مزدحم بمئات األلحان وهو يستطيع أن يلحن أي كلمة ‪ ..‬وأن عمله‬ ‫يجيء غاية في الفن واإلبداع‪ ،‬وميزة أخرى يتميز بها وهي حسه الشعبي‬ ‫المرهف ‪ ...‬ولعل الدكتور‪ /‬جمال سالمة هو األول بعد الموسيقار الراحل‬ ‫المبدع‪ /‬علي إسماعيل في قدرته على تأليف الموسيقى للمسرح‪.‬‬


‫ المسرح الخاص بي واجه عقوبة الغلق ثالث مرات‪ ،‬أول مرة كانت مع‬‫مسرحية أوبرا «إنقالب»‪ ،‬وهذه أول أوبرا استخدمت فيها تقنية جديدة أطلق‬ ‫عليها «المسرح السحري» حيث تم المزج بين المسرح والسينما ‪ ...‬ظللت لمدة‬ ‫عامين أذاكر وسافرت ثالث مرات للخارج لدراسة األمر وأحضرت ‪ 22‬خبيرا‬ ‫واشتريت أجهزة بـ ‪ 400‬ألف دوالر‪ ،‬كما أن الرواية كلفتني ثالثة ماليين جنيه‬ ‫لكنها لم تسدد تكاليفها وسددت ديوني خالل أربعة سنوات‪.‬‬ ‫ المسرح كان «بالوني» وقررت تغيير الشكل الخارجي له ليتوافق مع‬‫المسرحية الجديدة‪ ،‬إال أنني فوجئت بغلق المسرح بحجة عدم الحصول على‬ ‫تصريح إلجراء تعديالت‪ ،‬فتم تشميعه بالشمع األحمر‪.‬‬ ‫ المرة الثانية كانت مسرحية «دستور يا سيادنا» هي السبب‪ ،‬وهي تتحدث عن‬‫شاب جامعي وشابة جامعية ظروفهم صعبة‪ ،‬فالشاب قرر يترشح للرئاسة أمام‬ ‫الرئيس األسبق‪ /‬حسني مبارك وكان يقوم بالدور الفنان‪ /‬أحمد بدير‪ ،‬وتطالب‬ ‫المسرحية بأن يكون الترشح لرئاسة الجمهورية باإلقتراع السري المباشر‪،‬‬ ‫وأن تكون مدة الرئاسة أربعة سنوات وأال تزيد مدة الرئاسة أكثر من مرتين‪.‬‬ ‫وعقب مرور خمسة عشر يوما على عرضها فوجئت بقوة أمنية كبيرة يترأسها‬ ‫مدير أمن القاهرة في مكتبي ويطالبني بإلغاء العروض وغلق المسرح‪ ،‬واتفقت‬ ‫معه على ذلك لكن في العرض األخير للمسرحية قبل الغلق خرجت في أثناء‬ ‫المسرحية وشكوت من قرار الغلق أمام الجماهير الحاضرة‪ ،‬وانفجرت الصالة‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪217 216‬‬


‫عقب ذلك‪ ،‬وتم غلق المسرح وتشميعه لمدة سبعة أيام ثم عادت للعرض مرة‬ ‫أخرى‪.‬‬ ‫ المرة الثالثة التي واجه فيها المسرح اإلغالق‪ ،‬كان عام ‪ 2008‬عندما شرعت‬‫في عرض مسرحية «في المزاد» للكاتب‪ /‬محسن الجالد‪ ،‬وكانت الرقابة قد‬ ‫رفضتها ثم تقدمنا بتظلم ووافقت بعد ذلك‪ ،‬لكن عندما عرف أنني من سأخرج‬ ‫المسرحية على مسرحي تم إصدار قرار بهدم المسرح بحجة أنه غير مطابق‬ ‫للمواصفات‪ ،‬وال بد من إزالته خالل عشرة أيام‪ ،‬ورفضت اإلمضاء على‬ ‫محضر هدم المسرح‪ ،‬والقضية مستمرة حتى اآلن في المحاكم‪ ،‬حيث أصدر‬ ‫النائب العام قرارا بعدم الهدم إال بعد االنتهاء من القضايا المرفوعة‪.‬‬ ‫ أتحدى أن يوجد مسرح في «مصر» سواء في القطاع العام أو في القطاع‬‫الخاص توجد به كل هذه التجهيزات واألجهزة المقاومة للحريق الموجودة في‬ ‫«مسرح الفن»‪ .‬يوجد في كل ستة أمتار مربعة من سقف المبني أجهزة إنذار‬ ‫آلي وإطفاء ذاتي‪ ،‬باإلضافة إلى نظام كاميرات المراقبة الموجودة في كل أرجاء‬ ‫المسرح التي تنبئ وتشير إلى أي خطر يمكن أن يحيق بالمنطقة ال قدر هللا‪ .‬لقد‬ ‫أستوردت محطة مطافئ كاملة من أمريكا‪ ،‬وكلفني ذلك مليون وخمسين ألف‬ ‫جنيه‪ ،‬وتم تجربتها من جانب الدفاع المدني وثبت نجاحها الكبير‪.‬‬ ‫‪ -‬كانت القضية بالنسبة إلي واضحة أشد الوضوح‪ ،‬النظام ال يريد صوتا يعلو‬


‫فوق صوته أو حتى يوازيه أو حتى يقل عنه كثيرا‪ ،‬النظام ال يريد صوتا‬ ‫يعارض على اإلطالق ‪ ..‬بالرغم أنهم صدعوا رؤوسنا بالشعارات البراقة‪:‬‬ ‫«نظامنا ال يسكت صوتا وال يقصف قلما وال يسدل ستارا وال يصادر فيلما»‬ ‫‪ ..‬ديمقراطية كاذبة مضللة ظاهرها حرية وباطنها «أيها المصري السعيد قل‬ ‫ما تشاء ونحن نفعل ما نريد»‪ .‬وهكذا جاء همهم األول إسكات هذا الصوت‬ ‫المعارض وهدم «مسرح الفن»‪.‬‬ ‫ من العادات الرديئة التي استطعت أن أخلص منها خشبة المسرح ومنذ بدء‬‫إشتغالي به «كمبوشة» الملقن‪ .‬إنها تقع تماما في وسط المسرح وفي المستوى‬ ‫األول منه‪ ،‬تشوه أي تشكيالت جمالية في الفراغ المسرحي‪ ،‬كما أنها تذكر‬ ‫المتفرج دائما بوجود شخص غريب عن شخصيات المسرحية‪ ،‬فتنأى به عن‬ ‫اإلندماج ثم التوحد مع شخصيته المسرحية التي يختارها‪.‬‬ ‫ قررت تغيير نمط «المسرح السياسي» في مصر ألن الفنانين المسرحيين‬‫سواء كانوا مؤلفين أو مخرجين كانوا يتخفون وراء التاريخ ويلجأون للرمز أو‬ ‫األسطورة الشعبية أو اإلسقاط خوفا من سيف الرقابة وعقاب السلطة‪ ،‬فعملت‬ ‫على تغيير المغزى عن طريق قول الحدث باسمه والشخصية باسمها‪ ،‬فمثال في‬ ‫مسرحية «على الرصيف» تحدثت عن قناة السويس والرئيس الراحل‪ /‬جمال‬ ‫عبدالناصر‪ ،‬وبدأت في اإلستعانة بالصوت والصورة في تجسيد الشخصيات‬ ‫المقصودة‪.‬‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪219 218‬‬


‫ كل ما قدمته في عهد «مبارك» كان ضد النظام‪ ،‬منذ مسرحية «ع الرصيف»‬‫مرورا ب «إنقالب»‪« ،‬المليم بأربعة»‪« ،‬دستور يا أسيادنا»‪« ،‬حودة كرامة»‪،‬‬ ‫«بشويش»‪« ،‬برهومة واكاله البرومة» وحتى «دنيا أراجوزات»‪ ،‬وكانت كلها‬ ‫تنتقد النظام بحرارة وشدة‪ ،‬بإعتبارها تنتمي جميعها إلى «المسرح السياسي»‬ ‫المباشر الذي يفضح ويدين السلبيات بشكل قوي في العصور الثالثة التي مرت‬ ‫على «مصر»‪.‬‬ ‫ مازال لدي اإلصرار على عرض مسرحيتي الجديدة «الكوتش»‪ ،‬رغم كل‬‫ما يخيم على الشارع المصرى من أحداث دامية وظروف سياسية ساخنة‪،‬‬ ‫والمشاكل التي تواجهنا وأهمها مشكلة المرور التى ال تتيح للجمهور الخروج‬ ‫من منزله‪ ،‬وكذلك ما تشهده البلد حاليا من إنقسامات فظيعة تحدث بين أبناء‬ ‫الشعب المصرى الواحد‪ ،‬وتنظيم العديد من المليونات التي توقف الحياة ‪...‬‬ ‫ذلك ألن المسرح بالنسبة لي ليس مجرد عمل إنما هو حياة كاملة‪ ،‬لذلك فقد‬ ‫قررت المجازفة فى عودة المسرح بفتح أبواب «مسرح الفن» الذى دأب منذ‬ ‫عام ‪ 1976‬على تقديم المسرحيات السياسية الساخنة التى تنتقد أوجه القصور‬ ‫ومايحيط بنا من سلبيات‪ ،‬وسأفتح المسرحية حتى إذا تواجد شخص واحد‪،‬‬ ‫وواثق من عودة المسرح مرة أخرى‪.‬‬ ‫ إختيارى لمسرحية «الكوتش» ألنها تتحدث عن الوضع الراهن‪ ،‬و»مسرح‬‫الفن» طول عمره مهتم بالمسرح السياسى‪ ،‬فهو مسرح الفكر والمشاهدة الهتمامه‬


‫بتقديم القضايا التى تهم المجتمع ووضعها فى إطار من البهجة والكوميديا‬ ‫واالستعراض والموسيقى‪ ،‬والمسرحية تتحدث عن ضرورة تداول السلطة‪،‬‬ ‫وهي القضية التى تشغل الرأى العام حاليا والتى ال يمكن تحقيقها إال من خالل‬ ‫كسر المحتكرات‪ ،‬وأال يحتكر فصيل واحد على الحكم والدين‪ ،‬ألن الدين هلل‬ ‫ونظرة اإلخوان بأنهم فقط هم المسلمون واآلخرون ال نظرة غير صحيحة‪،‬‬ ‫وحتى نكسر هذه المسألة البد أن تقوم عدالة عظيمة فى البلد‪ ،‬وهى عدالة مصر‬ ‫وقضائها لذلك أهدى هذه المسرحية إلى قضاء مصر الشامخ العظيم‪.‬‬ ‫ قررت أن أخلق بديال عن هذا اإلسفاف الذى ترحب به القنوات الفضائية ‪-‬‬‫والتى ظن الجمهور أنها هى «المسرح» بسبب عدم وجود بديل أو منافس قوى‬ ‫لها ‪ -‬لذا قمت بالتحضير لتجربتى الجديدة «عازب فى شهر العسل»‪ ،‬وهو عمل‬ ‫مسرحى يعتمد على الكوميديا اإلجتماعية المحترمة التى تناقش مشاكل حياتنا‬ ‫دون خدش للحياء‪ ,‬والعمل صالح لكل أفراد األسرة وال يشعر أى منهم بالخجل‬ ‫وهو يشاهدها‪ .‬والهدف الثانى من تقدمى لهذا العرض المسرحى هو إظهار جيل‬ ‫جديد من الشباب‪ ،‬ففى كل أعمالى السابقة كنت أقوم بتقديم وجهين جديدين إلى‬ ‫الساحة إال أننى فى هذا العمل أقدم ما يقرب من تسعة عشر وجها جديدا‪ ,‬فكل‬ ‫األبطال المشاركين فى المسرحية وجوه شابة دارسين لفن «التمثيل»‪ ,‬بإستثناء‬ ‫الفنانة‪ /‬إنتصار التى يتطلب دورها أن تكون فنانة معروفة ‪ ...‬وأعتبر تلك‬ ‫التجربة المسرحية «مغامرة» ولكن كان البد من القيام بها‪ ,‬ولم أنظر فيها الى‬ ‫خسارة متوقعة‪.‬‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪221 220‬‬


‫ هناك عروض أخرى أتمنى أن أقدمها من خالل كل يوم مسرحية مثلما‬‫يحدث في المسارح األوروبية فمثال أريد تقديم‪« :‬عطية اإلرهابية»‪« ،‬دستور يا‬ ‫أسيادنا»‪« ،‬حودة كرامة»‪« ،‬الجوكر»‪ 8« ،‬ستات»‪ ،‬و»المليم بأربعة» وغيرها‬ ‫من األعمال األخرى‪ ،‬ولكن من أين يأتي النجوم؟! وهذه األدوار التي إرتبطت‬ ‫بهم عند الناس من الممكن إعادتها مرة أخرى ولو من خالل أسبوع عرض‬ ‫واحد لكل مسرحية‪ ،‬ولكن بكل أسف معظم نجوم مسرحياتي منتشرون في فرق‬ ‫أخرى ومن الصعب جمعهم مرة أخرى‪.‬‬ ‫ العمل توقف في مسرحية «هوالكو» لفاروق جويدة إلى حين إشعار آخر‪ ,‬إذ أن‬‫إدارة «المسرح القومى» عجزت على توفير فنانين يشاركون فى المسرحية!!‪،‬‬ ‫سواء المعينين داخل المسرح القومى أو من خارجه‪ ،‬فهناك مائة وأربعين فنانا‬ ‫معينا داخل «المسرح القومى»‪ ،‬رفضوا اإلشتراك فى العرض كما رفض‬ ‫فنانون آخرون من الخارج أيضا‪ ،‬باستثناء الفنان‪ /‬فاروق الفيشاوى‪ ،‬فى الحقيقة‬ ‫أن إدراة المسرح لم تتخذ أي إجراء بشأنهم‪.‬‬ ‫ وصلت إلى قناعة بأن هذا الجيل من الفنانين النجوم ال أمل فيهم وعلي أن‬‫أبدأ من جديد‪ ،‬وأن أربي جيال من الممثلين الذين يعشقون المسرح‪ ،‬ومن هنا‬ ‫جاءت فكرة تأسيس فرقة «شباب مسرح الفن»‪ ،‬والتي أسندت البطولة فيها إلى‬ ‫مجموعة من الوجوه الجديدة‪.‬‬


‫ حظيت بالتكريم من قبل الجمهور وكذلك من قبل أكاديمية الفنون وبعض‬‫الدول العربية بشكل كبير‪ ,‬ولكني لم أحظ بنظيره من الدولة بالرغم من مشواري‬ ‫المسرحى الطويل‪ ،‬لم أكرم من قبل الدولة حتى اآلن!!‪ ,‬بل تعرضت فى وقت‬ ‫سابق الى حرب شرسة‪ ,‬وال تزال بقايا تلك الحرب مستمرة‪ ,‬خاصة وأن هناك‬ ‫بعض القضايا مرفوعة ضدى من قبل «وزارة الثقافة» و»محافظة القاهرة»‪,‬‬ ‫ولن تنتهى إال بتنازل كلتا الجهتين عنها‪.‬‬ ‫رؤى فنية‬ ‫ نستطيع أن نؤكد بضمير مستريح أن «زكي طليمات» هو رائد المسرح‬‫العلمي في «مصر»‪ .‬كان المسرح قبله إجتهادات شخصية ومهارات مكتسبة‪،‬‬ ‫وجاء «زكي طليمات» ليعلي شأن العلم في المسرح‪ ،‬وقد اتبع في سبيل تحقيق‬ ‫ذلك طرقا كثيرة ومحاوالت شتى‪ ،‬كللت في نهاية المطاف بالنجاح بالرغم من‬ ‫العقبات الكؤود التي صادفته في رحلته الفنية‪ .‬ونستطيع أن نؤكد أيضا بذات‬ ‫الضمير المستريح بأن كل األجيال التالية له والتي حملت على أكتافها أعباء‬ ‫النهضة الفنية في «مصر» بل وفي بعض بالد العرب في حقول الفن التعبيري‬ ‫المختلفة (المسرح واإلذاعة والسينما والتليفزيون) إخراجا وتمثيال ونقدا وتأليفا‬ ‫وفنا تشكيليا كانت ثمرة كفاحه ونبت غرسه‪.‬‬ ‫ «يوسف وهبي» ظاهرة لن تتكرر‪ ،‬لقد نقل وأعد وإقتبس عن المسرح‬‫جالل الشرقاوي‬

‫‪223 222‬‬


‫الفرنسي على وجه التحديد ما يتعلق منه بالمذهب الطبيعي‪ ،‬أو ما نقول عنه هنا‬ ‫« الميلودراما»‪ ،‬وإشتهر «يوسف وهبي» بهذا اللون من المسرح‪ ،‬فقدم روائع ‪-‬‬ ‫من وجهة نظر العصر‪« -‬أوالد الشوارع»‪« ،‬أوالد الفقراء»‪« ،‬أوالد الذوات»‬ ‫و»بنات الريف» وغيرها‪.‬‬ ‫ «المسرح المدرسي» ساهم بأوفى نصيب في تثقيفنا وتنويرنا وإمدادنا بكم‬‫وفير من المعلومات في التاريخ واألدب والفن‪ ،‬كما أنه قد شكل أيضا سلوكنا‬ ‫العام في ظل مجموعة القيم النبيلة‪ ،‬بإختصار أسهم «المسرح المدرسي» في‬ ‫تكوين وصقل اإلنسان داخلنا‪ .‬وهو «الترمومتر» الحقيقي الذي يكشف عن‬ ‫الموهوبين في التمثيل والموسيقى والكتابة األدبية‪ ،‬ومعمل التفريخ والمنبع‬ ‫األصيل الذي أمد معهد التمثيل بطلبته وطالباته وخريجيه فيما بعد ‪ ...‬وال أجد‬ ‫وسيلة أكثر جدوى وأكثر تحضرا لشغل أوقات فراغ الشباب خيرا من النشاط‬ ‫األدبي والفني والرياضي‪ ،‬إنه الوسيلة التي تسمو بغرائزه الالمسئولة نحو عالم‬ ‫من السمو واإلرتقاء‪.‬‬ ‫ أدى زيادة اإلنتاج الدرامي وقلة العنصر البشري من الفنانين‪ ،‬وخاصة من‬‫الممثلين والممثالت إلى أن يلجأ المنتجون إلى اإلستعانة بوجوه جديدة من‬ ‫الجنسين من غير الحاصلين على مؤهالت فنية‪ ،‬أو من العاملين في مجال‬ ‫اإلعالن السينمائي والتليفزيوني دون أن يكون لهم شفيع غير الشكل الخارجي‬ ‫فقط !! ‪ ..‬والحل أن يتوسع «المعهد العالي للفنون المسرحية» في قبول دفعات‬


‫جديدة كثيرة العدد‪ ،‬وصرف النظر عن الشروط المتعسفة التي تفرض على‬ ‫الطالب أو الطالبة لتقديم أوراق إلتحاقه بالمعهد ‪ ...‬والرأي عندي أن يفتح باب‬ ‫القبول أمام خريجي الجامعة بال حدود‪ ،‬فخريج الجامعة ال يبغي من المعهد‬ ‫الحصول على شهادة عالية‪ ،‬فقد سبق أن حصل عليها‪ ،‬وإنما هو صادق مخلص‬ ‫في اإللتحاق بالمعهد لهواية حقيقية أو لشعور بموهبة حقيقية أو لتجربة سابقة له‬ ‫في التمثيل بالمسرح الجامعي‪ ،‬فهدفه الوحيد إذن من إلتحاقه بالمعهد هو الدراسة‬ ‫والممارسة العلمية العملية لفن التمثيل لتنمية قدراته الفنية‪.‬‬ ‫ الحق أن قسم المسرح بكل من كليتي اآلداب «جامعة األسكندرية» و»جامعة‬‫حلوان» باإلضافة إلى كليات «التربية النوعية» لم تستطع أن تحقق حتى اآلن‬ ‫نتائج إيجابية ملموسة‪ ،‬وأن تخرج لنا بشرا فنانين يسهمون في المجاالت الفنية‬ ‫المختلفة‪ .‬وقد يرجع ذلك إلى غياب األستاذ المتخصص كما يرجع بالضرورة‬ ‫إلى غياب المنهج التعليمي‪ .‬وغاية ما تصبو إليه هذه الكليات والمعاهد أن تخرج‬ ‫موجه تربية فنية للمدارس اإلعدادية والثانوية‪.‬‬ ‫ استطاعت األقسام الثالث‪« :‬الدرسات الحرة» و»الماكياج» و»الفنان الشامل»‬‫أن تخرج دفعتين متتاليتين إلى أن تولى د‪.‬فوزي فهمي عمادة المعهد فألغاها‬ ‫جميعا‪ ،‬ألغاها دون مبرر علمي واضح أللهم إال أن تكون عادة فرعونية قديمة‬ ‫عندما يمحو الفرعون الجديد اسم الفرعون القديم وإنجازاته من على جدران‬ ‫المعبد أو أن يهدم المعبد أصال من أساسه‪ .‬فليس القول بتعديل المنهج الدراسي‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪225 224‬‬


‫لقسم التمثيل واإلخراج بحيث يشمل محاضرتين في اللياقة البدنية وأربعة‬ ‫محاضرات في مادتي علم الصوت والتذوق الموسيقي بمبرر علمي لإللغاء‬ ‫قسم «الفنان الشامل»‪ .‬وليس القول بأن مادة «حرفية الممثل» تزود الطالب‬ ‫بالمهارات الكافية في الصوت والجسد‪ ،‬وأنها تغني عن دراسة سنوات أربعة‬ ‫في معهد الباليه أو في أحد المعاهد الموسيقية بمنطق علمي يستطيع أن يقنع‬ ‫عقل هاو من الهواة !!‪.‬‬ ‫ أرى من وجهة نظري أن كل من د‪.‬ثروت عكاشة ود‪.‬عبد القادر حاتم هما‬‫أفضل وزيرين للثقافة بمصر‪ ،‬وأن «مسارح التليفزيون» كان لها الفضل في‬ ‫تطوير الحركة المسرحية خاصة وقد عهد مسئولية اإلشراف عليها لرجل من‬ ‫أعظم رجاالت الفن في مصر وهو المبدع‪ /‬السيد بدير‪.‬‬ ‫ قفز عدد متفرجي المسرح من خمسة وعشرين ألف متفرج عام ‪1961‬‬‫إلى أربعمائة ألف متفرج عام ‪ 1963 -1962‬بعد إنشاء مسارح التليفزيون‪،‬‬ ‫فقرر السيد بدير أن يضيف إلى فرقه الستة أربعة فرق أخرى‪ .‬بلغ عدد ممثلي‬ ‫الفرق العشرة مائة وأربعة وسبعين ممثال وممثلة باإلضافة إلى تسعة مخرجين‬ ‫معينين فضال عن المخرجين الذين يستعان بهم من الخارج ‪ ...‬إمتد نشاط هذه‬ ‫الفرق ليصل إلى األسكندرية وبورسعيد شماال وأسوان جنوبا وغزة والعريش‬ ‫شرقا والواحات والوادي الجديد غربا‪ ،‬وقدمت حفالت نهارية لطلبة المدارس‬ ‫بأسعار مخفضة جدا ‪ ..‬وبدأت مسارح التليفزيون تنتقل إلى األحياء الشعبية‬


‫لتقديم عروضها‪ ،‬وكانت أسعار التذاكر هي نفس أسعار دور السينما‪ ،‬ولكن هذ‬ ‫التجربة لم تستمر طويال‪.‬‬ ‫ ال أبالغ أبدا عندما أقول إنني لبنة في هذا المسرح المصري العظيم‪ ،‬في أساسه‬‫وبنيانه‪ ،‬فعلى أكتافي وأكتاف الكثير من زمالئي المخرجين العظام والمؤلفين‬ ‫المسرحيين الكبار ومعهم الممثلون المخضرمون بني المسرح المصري في‬ ‫الستينيات‪ ،‬وتحول إلى منارة ثقافية يشهد لها الجميع‪.‬‬ ‫ رأيي الشخصي والذي أؤمن به أنه ال توجد قاعدة في الفن ‪ ..‬ألن الفن بطبيعة‬‫مفهومه وأهدافه متغير متطور غير ثابت ‪ ..‬ولذلك ال يمكن أن تنطبق عليه‬ ‫قاعدة ما إال لفترة محدودة جدا تتغير من تلقاء نفسها‪ ،‬وتتطور بتغير شكل الفن‬ ‫أو مضمونه أو بيئته‪ ،‬ومن هنا خرجت بما يشبه األسلوب في أعمالي الفنية‪،‬‬ ‫وهو أن اإلحساس الداخلي قد يكون هو القاعدة الوحيدة في الفن‪.‬‬ ‫ مما يؤكد مدرستي ومنهجي الفكري في المسرح إيماني بضرورة التوحد بين‬‫منصة العرض والجمهور المتابع للحدث الدرامي في الصالة‪ ،‬حيث أدمج خشبة‬ ‫المسرح مع الناس إلنهاء حالة اإلنفصال بينهما‪ .‬إننا نفسح المجال للجمهور‬ ‫الجالس في الصالة ليشارك معنا في بعض األحداث الدرامية المعروضة أمامه‪،‬‬ ‫بمعنى أن يكون الجمهور جزءا من الحكاية والحدوته وكأننا في منتدى ثقافي‬ ‫وسياسي نقول الرأي والرأي اآلخر بحرية تامة‪ ،‬إننا نقدم عرضا مسرحيا له‬ ‫شكل وطابع متميز يختلف عن كل عروضنا المسرحية السابقة‪.‬‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪227 226‬‬


‫ يحتاج المخرج لتجسيد مسرحيات «الكوميديا األخالقية» إلى إستخدام شديد‬‫الواقعية لجميع عناصر العرض‪ ،‬فالديكور واألثاث واإلكسسوار يجب أن يعبر‬ ‫بصدق عن المكان والطبقة اإلجتماعية ودرجات الغنى والفقر‪ ،‬العلم والجهل‪،‬‬ ‫الجمال والقبح ‪ ..‬إلخ‪ .‬واإلضاءة يجب أن تعبر عن الزمن دون الوقوع في خطأ‬ ‫المؤثرات اإلبهارية والتعقيدات الرمزية‪ .‬والحركة المسرحية يجب أن تكون‬ ‫بسيطة طبيعية تماما كما يحدث في الحياة ‪ ...‬ولكن المهمة الكبرى للمخرج‬ ‫هنا تظهر في إختياره لطاقم الممثلين وإرشادهم إلى األسلوب الواقعي في‬ ‫األداء‪ ،‬وهو أسلوب يتسم بقدر كبير من التلقائية والبساطة‪ ،‬وفي هذه النوعية‬ ‫من المسرحيات يجب أن يتمتع الممثلون بخفة ظل طبيعية وبقدرة فائقة على‬ ‫اإلضحاك دون تشنج أو تكلف أو إفتعال‪.‬‬ ‫ العنصر األساسي الذي تعتمد عليه المسرحية البوليسية هو «اإليقاع» ‪..‬‬‫اإليقاع الحي الساخن إلى حد الحريق والمتدفق إلى حد اللهاث‪ ،‬اإليقاع في الحدث‬ ‫وفي األداء التمثيلي وفي الحركة ‪ ..‬ومع تصاعد األحداث بمفاجأتها المستمرة‬ ‫وبكشفها المستور عن بعض خفايا الشخصيات الدرامية‪ ،‬وبإلقاء الشك والريبة‬ ‫وأدلة اإلتهام عليها واحدة تلو األخرى يعم الصمت بين صفوف المشاهدين‬ ‫وتسكن الحركة وتتالحق األنفاس‪ ،‬ويتضاعف التوتر وتزداد حدة التركيز وتكاد‬ ‫العيون أن تقفز من محاجرها ‪ ..‬ومع وصول الرعب إلى حده األقصى تنطلق‬ ‫كلمة من هنا أو هناك أو حركة تثير في المشاهدين عاصفة من الضحك‪ .‬إن‬ ‫الرعب هو أحد األسباب المباشرة للضحك‪ ،‬أنه وسيلة ال شعورية يتخلص بها‬


‫اإلنسان من خوفه الشديد‪ .‬وتستمر األلغاز وتتكاثف السحب ويعم الغموض حتى‬ ‫تجيء لحظة الكشف قبل إسدال الستار األخير مباشرة‪ .‬الموسيقى أيضا عنصر‬ ‫مهم في تأكيد لحظات التوتر‪ ،‬وهنا تجدر اإلشارة إلى أن لحظة الصمت أيضا‬ ‫موسيقى‪ ،‬وإلى جانب الموسيقى تلعب المؤثرات الصوتية دورا شديد الفعالية‬ ‫في تصعيد الحدث الدرامي (وقع األقدام‪ /‬فتح وغلق األبواب‪ /‬صفير الرياح‪/‬‬ ‫صوت اإلنفجارات‪ /‬صوت الرصاص ‪ ..‬إلخ)‪ .‬وال تقتصر وظيفة اإلضاءة‬ ‫على التعريف بالوقت‪ ،‬فوظيفتها الدرامية تتوازى مع أهمية الموسيقى ودورها‪.‬‬ ‫ويجب أن تكون الحركة المسرحية معقدة ومتشابكة شأن خطوط المسرحية‬ ‫نفسها‪ ،‬توظيف الخطوط المائلة والزوايا الحادة والحركة السريعة المتوترة‬ ‫سواء كانت متصلة أم متقطعة‪ ،‬ومع ذلك يجب مراعاة التشكيالت وجمالياتها‪،‬‬ ‫وفيما عدا ذلك وقبل كل ذلك فإن أداء الممثلين يشكل حجر الزواية في بناء تلك‬ ‫المسرحيات‪.‬‬ ‫ بداية انهيار المسرح ‪ -‬من وجهة نظري ‪ -‬كان بداية من تسعينينات القرن‬‫الماضي‪ ،‬وذلك عندما تعمد النظام البائد ووزير الثقافة األسبق‪ /‬فاروق حسني‬ ‫تدمير المسرح المسرحي من خالل تأسيس مهرجان «القاهرة الدولي للمسرح‬ ‫التجريبي» ‪ -‬والذي أطلق عليه الشرفاء «المسرح التخريبي» كما أطلق عليه‬ ‫آخرون «المسرح التهليبي» ‪ -‬والذي تم تخصص ما يصل إلى نحو ‪ 25‬مليون‬ ‫جنيه كل عام !!‪ ،‬لتقديم بعض التجارب الرديئة وتلك العروض التي اعتمدت‬ ‫على مشاركات فرق صغيرة من الهواة‪ ،‬حيث إستقدموا حثالة فرق «أوروبا»‬ ‫ليعرضوا عروض الجنس والعري والدعارة المقنعة‪.‬‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪229 228‬‬


‫ فجأة في شهر يونيو من عام ‪ 2005‬أعلنت وزارة الثقافة عن نشأة «المهرجان‬‫القومي للمسرح المصري» على أن تبدأ فعالياته إعتبارا من شهر يولية ‪،2005‬‬ ‫ودعنا من اإلعالن عن مهرجان مسرح ‪ ..‬ومصري ‪ ..‬وقومي ‪ ..‬في شهر يونيو‬ ‫ليبدأ بعد شهر واحد!!‪ ،‬فإن لم يكن هذا دليال على التسرع والتخبط فماذا يكون‬ ‫؟؟!! ولألسف الشديد فقد وجدته مليئا بالسلبيات والثغرات في هيكله التنظيمي‬ ‫وشكله الفني وتقسيماته وجوائزه‪ ،‬وقد أعلنت رأيي بصراحة ووضوح من خالل‬ ‫المقاالت والريبورتاجات الصحفية كنوع من اإلحتجاج على هذا التخبط الفاضح‬ ‫‪ ...‬وكما نشأ هذا المهرجان عشوائيا جاءت نتائج لجنة التحكيم أيضا وبالضرورة‬ ‫عشوائية‪ .‬واعترف أولو األمر بما سبق اإلشارة إليه واعتذروا في المهرجان‬ ‫الثاني عن أخطائهم قائلين بالحرف الواحد» أنها أخطاء التجربة األولى»!!‬ ‫ مسرح الدولة تخنقه «البيروقراطية»‪ ،‬والخوف والرعشة تكبالن يديه وقدميه‬‫بسالسل من حديد‪ .‬وها هنا ننادي اآلن بما نادينا به من قبل عشرات المرات‬ ‫على مدى عشرات السنوات ‪ ..‬يا وزارة الثقافة إعط لكل مسرح إستقالله المادي‬ ‫والفني وإتركي له حرية الفعل وجرأة المغامرة الفنية المحسوبة‪ ،‬وإبعدي عنه‬ ‫موظفيك من اإلدارات المالية والقانونية والرقابية‪ ،‬ثم فلتقرئي كشف حسابه بعد‬ ‫عام من الممارسة‪ ،‬فإذا نجح فشجعيه‪ ،‬وإذا إحتاج إلى تعديل مسار أو نصيحة‬ ‫أو ترشيد فارشديه‪ ،‬وإذا فشل فابحثي عن فنانين آخرين وستجدين العشرات من‬ ‫الموهوبين على مستوى الفن واإلدارة‪ .‬فقط فكي قيوده يرحمك هللا‪.‬‬


‫ تم هدم ثالثين مسرحا في الثالثين سنة الماضية‪ ،‬إما بتحويلها إلى دور‬‫عرض سينمائية‪ ،‬أو بهدمها وتركها أطالالً تنعى من بناها حتى هذه اللحظة‪ ،‬أو‬ ‫بتحويلها إلى جراجات‪ ،‬وذلك بسبب أن النظام السابق يخشى المسرح‪ ،‬خاصة‬ ‫«مسرح الكلمة» ألنه مسرح الفكر ‪ ...‬وكان مخلب القط أو المنفذ لهذه السياسة‬ ‫هو وزير الثقافة األسبق‪ /‬فاروق حسنى ‪ ...‬فهل يمكن أن يصدق أحد أن وزارة‬ ‫الثقافة تملك اليوم مسرحين من أهم المسارح الموجودة فى مصر‪ ،‬هما‪ :‬مسرح‬ ‫«الجمهورية» ومسرح «معهد الموسيقى العربية»‪ ،‬فتذهب الوزارة وتعطيهما‬ ‫لألوبرا التى تقوم بتشغيل المسرح أسبوعا واحدا فى العام وباقى أيام السنة‬ ‫مغلق!!!‪ .‬لقد كان النظام وتحديدا فاروق حسنى‪ ،‬يرفض المسرح ألسباب هو‬ ‫يعلمها جيدا‪ ،‬وذلك ألن تأثير المسرح على المشاهد ما زال أكبر بكثير من تأثير‬ ‫السينما أو التليفزيون‪.‬‬ ‫ كبار الفنانين ابتعدوا عن المسرح فى اآلونة األخيرة‪ ،‬وهذا األمر أصبح جزءا‬‫من األزمة التى يعانى منها المسرح حالي ‪ ...‬هؤالء الفنانين أصبحوا يرفضون‬ ‫تقديم أعمال مسرحية ألنهم سيبذلون جهدا أكبر عما يقومون به فى السينما‬ ‫والتليفزيون الذى يحصلون من خالله على ماليين الجنيهات‪ ،‬فى حين أنهم‬ ‫يتقاضون «مالليم» من المسرح‪ ،‬فمن المؤكد ان «الفلوس» «عميت عنيهم»‪,‬‬ ‫لكن عليهم أن يقوموا برد الجميل للمسرح اآلن ولو بعمل مسرحى كل عامين‪،‬‬ ‫فصحيح أن المسرح ال يعطى أمواال ولكنه يمنح الفنان الخبرة والتجربة وحب‬ ‫الجمهور‪.‬‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪231 230‬‬


‫ فن «السينما» يفوق فن «المسرح» في قدرته على الحركة عبر أزمنة ال حد‬‫لها وأماكن ال حصر لها‪ .‬إن السينما قادرة على االنتقال من الماضي السحيق‬ ‫إلى األمس القريب إلى يومنا الحاضر إلى مستقبل ما يزال مجهوال‪ .‬إنها تتحرك‬ ‫بحرية كاملة من زمن إلى زمن‪ ،‬وهي قادرة أيضا على أن تتجول عبر المكان‪،‬‬ ‫وتستطيع أن تغوص إلى أعماق البحار أو أن تصعد قمم الجبال أو أن ترفرف‬ ‫بجناحيها في أعالي السماء‪ ،‬كما أنها قادرة على أن تتجول من بلد إلى بلد بل‬ ‫من قارة إلى قارة‪ ،‬وكل هذا في سهولة ويسر وفي أقل من لمح البصر‪ ،‬وهذه‬ ‫الحرية في التجوال عبر الزمان والمكان هي أحد أسرار ذلك اإلبهار الجميل‬ ‫وذلك التأثير الطاغي الذي يملكه فن «السينما»‪ ،‬باإلضافة إلى أسباب أخرى‬ ‫بطبيعة الحال‪ .‬غير أن فن «المسرح» يمتلك ميزة ال يمتلكها وال يستطيع أن‬ ‫يمتلكها فن «السينما ‪ -‬ال هو وال غيره من الفنون التعبيرية األخرى كاإلذاعة‬ ‫والتتليفزيون ‪ -‬وهذه الميزة هي ذلك اللقاء الحي المتجدد الذي يحدث بين بشر‬ ‫على خشبة المسرح (الممثل) وبشر في الصالة العرض (المتفرج)‪.‬‬ ‫ اكتسب معظم نجوم السينما والمسرح مجدهم الفني وشهرتهم المتألقة وحظهم‬‫المادي من وقوفهم على خشبة المسرح‪ .‬التمثيل على خشبة المسرح هو الذي‬ ‫لفت أنظار منتجي ومخرجي السينما والتليفزيون الذين ما كانوا يحضرون‬ ‫العروض المسرحية إال بحثا عن المواهب الشابة والوجوه الجديدة‪ ،‬فاختطفوهم‬ ‫من فوق خشبة المسرح وأغدقوا عليهم الماليين‪ .‬وخضوعا لبريق المال نسى‬ ‫هؤالء «المسرح» صاحب الفضل األول عليهم ‪ ...‬ومن حق «المسرح عليهم»‬


‫أن يردوا إليه بعضا من فضله‪ ،‬ليس تفضال وال منا‪ ،‬وليس تضحية وال إيثارا‪،‬‬ ‫وإنما هي قيم النبل والشرف والوفاء التي تحتم عليهم ذلك‪ .‬أقترح أن يقدم كل‬ ‫من هؤالء النجوم شهرا واحدا فقط في السنة يمثل فيه على خشبة المسرح دورا‬ ‫أحبه يوما ما في مسرحية ما‪ ،‬وعليه أن يختار الفرقة التي ينتمي إليها سواء من‬ ‫مسرح الدولة أو المسرح الخاص‪.‬‬ ‫ المسرح تأثر بال شك بالركود االقتصادى السائد حاليا ‪ ,‬فالمسرح كغيره من‬‫جوانب الحياة‪ ,‬ولهذا أقول إلى زمالئى «إصحوا من النوم»‪ ،‬وقدموا الفن الجيد‬ ‫وإن طال الوقت‪ .‬الشعب المصرى تغير فى السنوات الماضية سواء من حيث‬ ‫األخالق أو العادات والتقاليد وهذا بسبب تغير الحالة اإلقتصادية‪.‬‬ ‫ الحقيقة أنني ومنذ أكثر من عام أبكى على حال المسرح وحزين عليه‪ ،‬ألن‬‫مصر التى كانت عامرة بمسارحها وستائرها المفتوحة أصبحت مسارحها‬ ‫اآلن تعيش في ظالم‪ ،‬حتى أننا فى هذه اللحظة نجد جميع مسارحنا مغلقة‬ ‫بجميع المحافظات‪ .‬وأنا شديد األلم على تلك الحالة ألنى عاصرت المسرح‬ ‫فى قمة إزدهاره والجمهور يتهافت عليه‪ ،‬ومن هنا قررت فتح المسرح مهما‬ ‫كانت الظروف المادية‪ ،‬لعلى فى هذا الوقت أصبح حافزا للزمالء أن يبدءوا‬ ‫فتح مسارحهم وللمنتجين أن يبدءوا فى المسرحيات ورد جزء مما أعطاهم‬ ‫المسرح قديما‪ ،‬وأتمنى أن تنجح التجربة ألنها إذا نجحت فيصبح هناك أمل فى‬ ‫عودة المسرح وخروجه من غرفة اإلنعاش‪ ،‬ألنه حتى هذه اللحظة بين الحياة‬ ‫والموت‪ ،‬وتصبح تجربتى أمال حتى يبعث المسرح من جديد‪.‬‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪233232‬‬


‫ هناك عده عوامل ما دفعتنى لتقديم مسرحية «عازب فى شهر العسل»‪،‬‬‫األول هو إستفزازى منذ عدة سنوات مما تقدمه بعض الفضائيات المصرية‬ ‫والذين يدعون كذبا أنه مسرح !! مثل ما يسمى «تياترو مصر» و»مسرح‬ ‫مصر» و»مسرح النهار» !!‪ ,‬فهذه األعمال ليس لها عالقة بالمسرح من قريب‬ ‫أو بعيد‪ ,‬كما أننا ال يمكن أن نسميها «إسكيتشات»‪ ,‬وهى فى توصيفي بمثابة‬ ‫«قعدة مخدرات»‪ ،‬فما يحدث فى تلك األعمال هو أن هناك مجموعة «بيدخلوا‬ ‫قافية لبعض» مع وجود تفاهات وبذاءات‪ .‬وأكثر ما أحزننى أن بعضهم ربط‬ ‫اسم تلك األعمال تحت مسمى «مصر»‪ ،‬وهذه الكلمة ال يمكن أن يرتبط بها إال‬ ‫كل ماهو «نبيل»‪ .‬وبالرغم من أن كل تلك األعمال حظيت بإقبال جماهيرى‬ ‫فى البداية إال أنه فى األسابيع األخيرة بدأ ينحسر اإلقبال بشكل كبير ‪ ...‬حقيقة‬ ‫هم ليس لهم عالقة بالمسرح وليس لهم عالقة بمصر‪ ،‬ويجب محاربة هذا النوع‬ ‫من اإلبتذال والسفه‪.‬‬ ‫ سعدت جدا عندما قرأت خبر يفيد بأن نقابة «المهن التمثيلية» بإشراف النقيب‬‫الحالي‪ /‬د‪.‬أشرف زكي سوف تقوم بالتصدي لظاهرة المسرحيات السيئة التي‬ ‫تعرض على الفضائيات المصرية بإنتاج عروض على «مسرح النهار»‪ ،‬وأنها‬ ‫قد اتفقت بالفعل مع بعض القنوات على تسويق اإلنتاج‪ ،‬وأعلنوا بأنهم اتفقوا‬ ‫على مائة وعشرين مسرحية !!‪ ،‬وبدأوا بالفعل اإلنتاج ولكن لألسف كانت‬ ‫النتيجة أسوأ وأبشع !!‪ ...‬إن ما يقدم من عروض على الفضائيات المصرية ال‬ ‫أستطيع أن أطلق عليها كلمة مسرحيات وال حتى كلمة إسكيتشات!! ‪ ..‬وهي‬


‫إفساد للذوق المصري وهذا اإلبتذال قد يقضي على الفن المصري وعلى القوة‬ ‫الناعمة لمصر‪ ،‬وعلى ما تبقى لنا من نسمات الثقافة والفكر واألدب ‪ ...‬لذا‬ ‫أناشد كل فنان مصري للتصدي لهذه النوعية‪.‬‬ ‫ رأيي فيما يجب أن تكون عليه سياسة النقابة مختلف تماما عن السياسة‬‫التي يتبعها «أشرف زكي»‪ ،‬فهو دائما موجود في جميع المناسبات السارة‬ ‫والحزينة لكل األعضاء‪ ،‬ومتميز جدا على المستوى الخدمي والمتعلق بالرعاية‬ ‫الصحية واإلجتماعية وهي مهام جليلة جدا‪ ،‬أما أن تكون النقابة مكانا للفكر‬ ‫والثقافة فلم يحدث إطالقا‪ ،‬لم تتم إقامة ندوة واحدة بالنقابة طوال فترة توليه‪ ،‬لم‬ ‫يظهر للنقابة موقف سياسي واضح في عهده‪« .‬أشرف زكي» حول النقابة إلى‬ ‫خدمات إجتماعية فقط‪ .‬وهذا ليس كافيا في نقابة مثل «المهن التمثيلية» التي‬ ‫تضم فناني «مصر» في جميع المجاالت التعبيرية‪.‬‬ ‫ المسرح سياسي بطبعه وأول مسرحية ظهرت في التاريخ اإلغريقي كانت‬‫سياسية‪ ،‬وال توجد مسرحية على وجه األرض ال تنتمي للمسرح السياسي‪،‬‬ ‫فالتحدث في المواضيع السياسية أو اإلقتصادية أو اإلجتماعية خصوصا في‬ ‫وقتنا الحالي تعتبر «مسرح سياسي»‪ ،‬ألن السياسة تصب في اإلقتصاد وفي‬ ‫المجتمع حتى أصبح الثالثة عنصر واحد‪.‬‬ ‫ لم أنتم في أية فترة من فترات حياتي إلى الفكر اليساري أو إلى الفكر‬‫جالل الشرقاوي‬

‫‪235 234‬‬


‫اليميني‪ ،‬ال بالتنظيم وال باليقين‪ ،‬ولكني أؤمن بعد هللا بمصريتي‪« ،‬مصر» هي‬ ‫الهدف وهي الغاية‪« ،‬مصر» هي البؤرة وهي المركز الذي تتجمع فيه كل‬ ‫إهتماماتي الفكرية والثقافية والفنية ‪ ..‬وإنني آلخذ من اليسار أو من فكر اليمين‬ ‫أو من أي فكر آخر فكر يتخذ مكانه بين النقيضين ما يحقق لي هذا الهدف‪.‬‬ ‫ كانت ثورة ‪ 25‬يناير يوم الخالص‪ ،‬فمصر كانت مخنوقة واستردت حريتها‬‫في هذا اليوم‪ .‬وأرى أن ثورة الشباب كانت تجسيد لكل أحالم جيلي واألجيال‬ ‫السابقة‪ ،‬لكننا لم نكن على نفس مستوى قوة أبناء ثورة يناير‪ ،‬فلم نكن نملك سوى‬ ‫الحلم أو التعبير عن أحالمنا من خالل مواقعنا في المسرح أو السينما أو الشعر‬ ‫أو القصة‪ ،‬ولكن عجزنا عن تحويل هذه األحالم إلى واقع مادي ملموس‪ .‬ولكن‬ ‫الثورة لم تكتمل بعد‪ ،‬فال بد من إجتثاث جذور الفساد وليس محاكمة رموزه‬ ‫فقط‪ ،‬فالفساد في «مصر» إستشرى بشكل سرطاني مخيف وال بد من تتبعه حتى‬ ‫تؤتي الثورة ثمارها‪ ،‬وأنا أرى إنه من إيجابيات الثورة أن جعلت جميع األسر‬ ‫المصرية على إختالف طبقاتها وثقافاتها تتحدث في السياسة وتفاصيلها‪ ،‬كذلك‬ ‫أيقظت مشاعر اإلحتجاج والثورة على الظلم‪ ،‬فرأينا عشرات الوقفات اإلحتجاجية‬ ‫في جميع المواقع للمطالبة بالحقوق ولمحاسبة الفاسدين‪ ،‬فقد كسرت الثورة حاجز‬ ‫الخوف‪.‬‬ ‫ في كل لحظة كنت أدعو للشباب العظيم أن يتحلى بالصبر والجلد أمام عنف‬‫الشرطة‪ ،‬والحمد هلل فقد نجحوا وأطاحوا برأس النظام وأدخلوه القفص‪ ،‬وهنا‬ ‫أحيي جيش «مصر» العظيم الذي آمن بالثورة ووقف يساندها بكل قوة منذ ‪25‬‬


‫يناير وحتى اآلن‪ ،‬ثم علينا أن نقف وقفة إجالل وتقدير لكل الشهداء الذين ضحوا‬ ‫بأرواحهم فداء للثورة وأيضا لمصابي الثورة وندعو إلى الوقوف بجوار أسرهم‬ ‫‪ ...‬أتمنى أن تكون كل الحكومات من رحم الثورة وميدان التحرير‪ .‬لقد تابعت‬ ‫معظم الحوارات مع الشباب وأراهم يتكلمون في السياسة واإلقتصاد بمعرفة‬ ‫وعن وعي بطبيعة األحداث في بالدنا‪ ،‬ويجب أن يحصلوا على فرصتهم في‬ ‫حكم «مصر» في الفترة القادمة‪.‬‬ ‫ نحن الفنانون لم نرفع راية اإلستسالم طوال العهد البائد وفي عز ظالمه‪،‬‬‫وتوالت دعواتنا طوال الوقت إللغاء الرقابة على العمل الفني بكل أنواعها سواء‬ ‫الدينية أو األمنية‪ .‬وبعد الثورة وإتساع هامش الحرية أتصور أن دعوتنا ستكون‬ ‫أقوى وأشد مما كانت عليه من قبل‪ ،‬ولن يستطيع أحد مهما كان أن يقف بين‬ ‫الفنان وإبداعه في أي وقت‪ ،‬أما عالقته باهلل فهذا أمر يخصه وحده ال رقيب‬ ‫عليه من أحد مهما كان مركزه أو سلطته‪ .‬وحتى اآلن لم نستكشف بعد وجهة‬ ‫نظر الجماعات اإلسالمية تجاه الفنون بشكل واضح‪ ،‬وحتى اآلن لم يكشفوا عن‬ ‫نواياهم أو رؤيتهم بالضبط!!‪ ،‬ولكن بعض التيارات اإلسالمية أعلنت عن وجهة‬ ‫نظرها في الفن‪ ،‬والتي تتلخص في وضع ضوابط لظهور المرأة‪ ،‬وهذه ردة‬ ‫للقرون الوسطى ومرفوضة بداية وغير قابلة حتى للنقاش‪.‬‬ ‫ أرى أننا على وشك النهوض بمصر من جديد‪ ،‬فأكثر ساعات الظلمة والسواد‬‫تلك التي تسبق الفجر‪ ،‬وأعتقد أننا اقتربنا من الفجر والشروق لمصر‪ ،‬ورغم‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪237236‬‬


‫حالة الكساد اإلقتصادي التي تعانيها البالد لكنني أثق في أبنائها وقدرتهم على‬ ‫التكاتف والعودة للعمل ونبذ الخالفات والمطالب الفئوية من أجل إنقاذ «مصر»‬ ‫وتحقيق النهضة‪ ،‬وتفادي األخطاء التي ارتكبت وأهمها إختيار تفعيل اإلنتخابات‬ ‫قبل الدستور‪ ،‬وهذا في ظني هو الخطأ األعظم الذي تسبب في كل الخطايا‬ ‫التالية له‪ .‬وأعتقد أن المجلس العسكري رغم كل أخطائه ما يزال قادرا على‬ ‫العبور بالبالد إلى بر األمان في الفترة القادمة‪ ،‬فهو الدرع الحامي للوطن في‬ ‫هذه اللحظات‪.‬‬ ‫ الدولة التي تسعى إلى تحقيق اإلستقرار وعودة الحياة المدنية إلى طبيعتها‬‫ال يمكن أن يصبح سالحها في تحقيق ذلك هم فلول النظام القديم الذين يرفعون‬ ‫شعار «منافقون لكل العصور» ‪ ...‬هل هناك من يسعى إلى إقامة ثورة مضادة‬ ‫بإستخدام تلك األسلحة «الفشنك» التي إنتهى عمرها اإلفتراضي؟؟‪.‬‬ ‫ لم يوجد حتى اآلن مسرح بالشكل العلمي المفهوم بعد الثورة‪ ،‬فهو ال يزال‬‫يتحسس هذه الفترة وما يزال هناك الكثير من الخفايا واألسرار والكواليس‬ ‫لهذه الفترة العصيبة من تاريخ «مصر»‪ .‬وأنا أرى أن المسرح الجديد ال بد أن‬ ‫ينبع من «ميدان التحرير» وشبابه‪ .‬أنا وزمالئي مرحلة انتهت‪ ،‬وال نملك حاليا‬ ‫سوى خبراتنا لتقديمها لهؤالء الشباب‪ ،‬أما الفكر الجديد في المسرح فالبد أن‬ ‫يتبناه شباب يملكون كل القيم الجديدة التي نبعت من «ميدان التحرير» و‪25‬‬ ‫يناير‪ ،‬وهؤالء يملكون الجرأة والتمرد والشجاعة‪ ،‬هذا من ناحية الفكر أما من‬


‫ناحية الشكل فالبد أن يكون هناك مسرح مثل مسارح «أوروبا» الحالية حيث‬ ‫تسمى دار العرض «ملتيمديا هاوس» (‪ ،)Multimidia House‬وفيها يقدم‬ ‫عرض مسرحي يحتوي على الفنون المختلفة للسيرك والباليه والفيديو والسينما‬ ‫باإلضافة إلى المسرح التقليدي في عرض واحد‪ ،‬أما دار العرض من الناحية‬ ‫المعمارية فقد تكون خشبة المسرح األسانسير أو الدوارة أو االثنين معا‪ ،‬وذلك‬ ‫لمواكبة وإستيعاب التطور الهائل في التكنولوجيا وإجتذاب الجمهور من جديد‪.‬‬ ‫ «الكاتب هو مؤلف النص المسرحي والمخرج هو مؤلف العرض المسرحي»‬‫تلك النظرية القديمة التي ابتدعها المخرج الروسي الطليعي‪ /‬مايير هولد ‪ -‬وهو‬ ‫واحد من تالميذ المخرج الممثل والمنظر المسرحي‪ /‬ستانسالفسكي في أوائل‬ ‫القرن العشرين ‪ -‬وقد تبنيت وزميلي المبدع الراحل‪ /‬كرم مطاوع هذه النظرية‬ ‫في «مصر»‪ ،‬وكانت حجتنا في ذلك ‪ -‬دون الدخول في التفاصيل والشرح ‪ -‬أن‬ ‫النص يصبح بين يدي المخرج أداة من أدواته في التعبير‪ ،‬إلى جانب الممثل‬ ‫والديكور والمالبس واإلكسسوار واإلضاءة والموسيقى واإلستعراض‪.‬‬ ‫اإلنسان المصري ما يزال في مرحلة الفطام الديمقراطي‪ ،‬ونظرا إلنحناء‬‫ظهره كثيرا تحت وطأة اإلستعمار الخارجي والداخلي‪ ،‬وألنه لم يتعود بعد مناخ‬ ‫الديمقراطية والحرية فإنه لم يستطع ممارسة سلوكياتها الصحيحة التي ال تتأتى‬ ‫إال بالحوار والمناقشة وليس باإلهانة أو التجريح أو اإلتهام بالخيانة والعمالة‬ ‫والتآمر والثورة المضادة‪ ،‬إن مناقشة الرأي بالرأي اآلخر والفكر بالفكر اآلخر‬ ‫من خالل المقالة أو القصيدة أو القصة أو المسرحية أو الفيلم أو غير ذلك من‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪239238‬‬


‫أدوات التعبير الفني هو السلوك الصحيح لممارسة الديمقراطية بسلوكياتها‬ ‫الصحيحة‪.‬‬ ‫ علينا نحن المثقفون واألدباء والفنانون أن نرفع شعار «إلغاء معاهدة السالم‬‫ «كامب دافيد» ‪ -‬مع إسرائيل»‪ ،‬وأن نناضل من أجل رفض كل أشكال‬‫التطبيع‪ ،‬ولما كان الحكام العرب قد فشلوا في أقامة وحدة عربية‪ ،‬بل فشلوا‬ ‫حتى في إقامة سوق عربية مشتركة فإن علينا أن نسعى إلى إقامة هذه الوحدة‬ ‫العربية‪ ،‬أو على األقل إقامة وحدة ثقافية عربية مشتركة‪ ،‬وإحدى وسائلنا في‬ ‫ذلك المسرح‪.‬‬



‫الفصل الثامن‬ ‫السمات العامة والختام‬


‫يتضح جليا من الفصول السابقة أن المسيرة الشخصية والفنية للفنان‪/‬‬ ‫ ‬ ‫جالل الشرقاوي تعد نموذجا رائعا للفنان المصري العصامي المحب لبلده والمهوم‬ ‫بقضاياه‪ ،‬خاصة وقد وعي مبك ار لدوره التنويري اإليجابي‪ ،‬فآمن بضرورة مشاركته‬ ‫الفعالة لإلرتقاء بمستوى المهنة ونشر قيم الخير والحق والجمال‪ ،‬والسعى لتنمية‬ ‫وصقل المواهب باألجيال التالية‪ ،‬كما دفعه وعيه بدوره التاريخي إلى المشاركة‬ ‫بتمثيل بالده التي يعشقها‪ ،‬فجاب بعض دول العالم ممثال للمسرح المصري‬ ‫بالمهرجانات والمؤتمرات المسرحية العربية والدولية‪ ،‬فكان بحق خير سفير للفن‬ ‫العربي والمصري‪.‬‬ ‫وإذا كان يحسب له كمثقف حقيقي تواضعه الشديد واعت اززه بانتمائه‬ ‫ ‬ ‫للطبقات المتوسطة فإنه يحسب له أيضا اعترافه بالجميل وفضل اآلخرين‪ ،‬وهو‬ ‫كثي ار ما يذكر بكل العرفان بالجميل دور أسرته (وخاصة والديه وشقيقه األكبر‪/‬‬ ‫حلمي) في توفير المناخ المناسب لتفوقه‪ ،‬وكذلك دور أساتذته في رعاية موهبته‪،‬‬ ‫كما يذكر فضل ثورة يوليو ‪ 1952‬بقيادة الزعيم الراحل‪ /‬جمال عبد الناصر‪،‬‬ ‫ومحاوالتها المستمرة لتحقيق العدالة االجتماعية‪ ،‬فهي التي منحته فرصة الدراسة‬ ‫والحصول على أعلى الشهادات من أوروبا‪.‬‬ ‫حقا أنه فنان قدير وقامة وقيمة فنية سامية‪ ،‬وال يمكن ألحد أن يختلف‬ ‫ ‬ ‫عن مكانته المسرحية الرفيعة‪ ،‬فهو إحد رجال المسرح المصري الذين استطاعوا‬ ‫المشاركة في إثراء مسيرته بموهبتهم وثقافتهم وخبراتهم ودأبهم‪ .‬وهو أحد قلة نادرة‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪243 242‬‬


‫من المبدعين األصالء فى عالمنا العربى‪ ،‬فقد ولد من رحم فترة انتقالية تاريخية‬ ‫ثورية‪ ،‬وأدرك مبك ار مسئوليته بوعي وإستنارة‪ ،‬وتحملها بإيمان وإصرار وتحدي‪،‬‬ ‫فجعل من مسرحه بوتقة ينصهر فيها الفن والفكر معا فيمتزجا فى وحدة من‬ ‫الجمال والمتعة واإللتزام‪ ،‬خاصة بعدما جعل من ضميره وفكره وخبراته مصفاة ال‬ ‫يعبر من خاللها إال كل ما هو أصيل ونبيل ويتواءم مع أفكاره ومبادئه‪.‬‬ ‫ويضاف إلى رصيد هذا الفنان القدير بأنه كان من أوائل الفنانين الذين‬ ‫ ‬ ‫أدركوا كم المتغيرت السياسية واإلقتصادية واإلجتماعية التي تحدث في المجتمع‬ ‫وأهميتها‪ ،‬وكذلك عمق التطور الذي حدث في المسرح سواء على مستوى العالم‬ ‫أو على المستوى المحلي تنظيميا منذ أنشئت له الدولة مؤسسة خاصة إيمانا منها‬ ‫بأهمية دوره‪ .‬لقد فهم الفنان‪ /‬جالل الشرقاوي جيدا وبوضوح تلك المتغيرات فإنحاز‬ ‫للبسطاء وعمل بوحي من هذا الفهم‪ ،‬وإنحاز ألهداف الثورة بصفة عامة‪ ،‬كما‬ ‫سعى وبشكل دؤوب على تطوير أدواته الفنية‪ ،‬فكان بحق أحد فرسان المسرح منذ‬ ‫ستينيات القرن الماضي‪ ،‬وفي طليعة فناني المرحلة منذ ذلك الزمان‪ ،‬ولذا نجح‬ ‫في فرض نفسه كمثل أعلى وقدوة على وجدان معاصريه واألجيال الالحقة من‬ ‫المبدعين فى الفكر أو الفن أو العلم‪.‬‬ ‫هذا وقد سبق اإلشارة إلى أن المسيرة الفنية للفنان المبدع‪ /‬جالل الشرقاوي‬ ‫ ‬ ‫تعد ‪ -‬بصورة غير مباشرة ‪ -‬رصدا ألهم األحداث والمتغيرات السياسية واإلقتصادية‬ ‫واإلجتماعية التي مرت بمصر‪ ،‬ويمكن من خالل تتبع أعماله رصد أهم األحداث‬


‫التي مرت بمصر في العصر الحديث ومن بينها على سبيل المثال‪ :‬معركة‬ ‫العدوان الثالثي عام ‪ ،1956‬ونكسة يونيو ‪ ،1967‬وأحداث حرب اإلستنزاف ثم‬ ‫وفاة الزعيم الراحل‪ /‬جمال عبد الناصر‪ ،‬ومرو ار بنصر أكتوبر والعبور العظيم‪،‬‬ ‫ثم أحداث معاهدة السالم وتوقيع إتفاقية «كامب دافيد‪ ،‬والتحول إلى سياسات‬ ‫اإلنفتاح دون دراسة علمية أو إجراءات رشيدة‪ ،‬وتعاظم خطورة الجماعات اإلرهابية‬ ‫المتطرفة والتي اتخذت الدين ستارا‪ ،‬ووصوال إلى ثورة الشباب في ‪ 25‬يناير‬ ‫‪ 2011‬وثورة جميع فئات الشعب بقيادة المثقفين في ‪ 30‬يونيو ‪.2013‬‬ ‫أهم السمات اإلبداعية‪:‬‬ ‫تعددت المجاالت اإلبداعية التي شارك فيها الفنان القدير‪ /‬جالل الشرقاوي‬ ‫ ‬ ‫بتقديم إبداعاته المختلفة‪ ،‬ومع ذلك فقد استطاع من خاللها أن يضع بصمة مميزة‬ ‫له في كل منها‪ .‬فقد نجح كممثل ومخرج في كل من مجاالت السينما والدراما‬ ‫التليفزيونية واإلذاعية‪ ،‬كما نجح في المسرح ممثال ومخرجا ومنتجا وأستاذا أكاديميا‬ ‫ومنشطا للفعاليات المختلفة‪ ،‬وإن كانت تجربته المسرحية تعد األطول واألكبر‬ ‫واألعمق مقارنة مع كل مشاركاته الثرية وتجاربه بالمجاالت األخرى‪ ،‬وخاصة‬ ‫إذا تمت المقارنة بأعماله المهمة في مجال اإلخراج المسرحي‪ ،‬ولذلك أرى ‪ -‬وأنا‬ ‫في صدد تحديد أهم السمات العامة التي تميز أعماله الفنية ‪ -‬أنه يمكنني رصد‬ ‫وتسجيل أهم تلك السمات من خالل مشاركاته اإلخراجية في مجال المسرح‪ ،‬وذلك‬ ‫نظ ار ألنه المجال الذي أتاح له فرصة تقديم أفكاره والقضايا التي يؤمن بها بكل‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪245 244‬‬


‫حرية وكذلك إظهار مواهبه ومهاراته وقدراته الفنية بال قيود فهو صاحب القرار‬ ‫األول واألخير كمنتج ومخرج‪ ،‬وذلك باإلضافة إلى أن مجموعة السمات التي‬ ‫تتضح جليا في عالم المسرح تكاد تتشابه بل وتتطابق تقريبا مع سمات إبداعاته‬ ‫بباقي المجاالت األخرى‪ .‬هذا ويمكنني أن أجمل تلك السمات اإلبداعية للرؤى‬ ‫اإلخراجية لهذا الفنان القدير في النقاط التالية‪:‬‬ ‫ االهتمام الكبير بالنص المسرحي باعتباره العمود الفقري للعرض‪ ،‬ولذا فقد ظل‬‫يحرص دائما على البحث عن تلك النصوص الهادفة التي تتسم بالمستوى الفكري‬ ‫الجاد والصياغة الفنية الراقية‪ ،‬كما يحرص على اختيار وتقديم تلك األعمال التي‬ ‫تمس قلوب وعقول ووجدان الجماهير بكل شرائحها‪ ،‬ولعل حرصه هذا يفسر‬ ‫إكتشافه لعدد كبير من المؤلفين الجدد‪ ،‬وكذلك تعاونه مع بعض المؤلفين في أكثر‬ ‫من عمل وفي مقدمتهم كل من األساتذة‪ :‬د‪.‬رشاد رشدي‪ ،‬علي سالم‪ ،‬محمد أبو‬ ‫العال السالموني‪ ،‬ماهر ميالد‪ ،‬صالح متولي‪.‬‬ ‫ التدقيق في اختيار المنهج اإلخراجي الذي يتواءم مع شكل ومضمون الموضوع‬‫الذي يطرحه النص‪ ،‬وبالرغم من إعت اززه وافتخاره دائما بكونه مخرجا مفس ار‬ ‫للنص وليس مجرد مخرج مترجم يقوم بتنفيذ تعليمات ورؤية المؤلف‪ ،‬إال إنه مع‬ ‫ذلك ظل يحرص دائما على استلهام الرؤى اإلخراجية من روح النص وطبيعة‬ ‫الموضوع‪ ،‬وقد يرى في بعض األحيان ضرورة المزج بين أكثر من منهج أو‬ ‫أسلوب‪ ،‬ولكنه في هذه الحالة يكون أكثر حرصا على إخفاء الصنعة وتحقيق‬ ‫هذا الخلط أو المزج بوعي الفنان األكاديمي وإحساس الفنان المرهف‪ ،‬لذا يمكنني‬


‫بسهولة رصد مدى اختالف تناوله ورؤاه اإلخراجية للنصوص الشعرية باللغة‬ ‫العربية الفصحى (ومثال لها‪ :‬الليلة المحمدية‪ ،‬الخديوي) أو العروض التجريبية‬ ‫(ومثال لها‪ :‬األحياء المجاورة‪ ،‬الزلزال‪ ،‬الحصار‪ ،‬فلسطين ‪ )48‬عن تناوله ورؤاه‬ ‫للنصوص المحلية الكوميدية (كما في باحبك يا مجرم‪ ،‬قشطة وعسل‪ ،‬حودة كرامة‬ ‫وبرهومة واكاله البرومة على سبيل المثال)‪ ،‬وإن كان في جميع الحاالت يكشف‬ ‫عن روحه الفنية ويحافظ على بصمته الشخصية المميزة‪ ،‬وال تتضح تلك السمة‬ ‫فقط عند مقارنة أسلوبه اإلخراجي بين عروض كل من القطاعين العام والخاص‬ ‫ولكنها تتضح أيضا جليا عند رصد تلك اإلختالفات الكبيرة بين عرضي «عفاريت‬ ‫مصر الجديدة» و «إنت إللي قتلت الوحش» لعلي سالم وبين عرض «مدرسة‬ ‫المشاغبين» لنفس المؤلف أيضا على سبيل المثال‪.‬‬ ‫ اإللتزام بمنهج الوضوح والبساطة والبعد عن كل أشكال التعالي والتعقيد‪ ،‬وحتى‬‫لو اضطر لتوظيف الترميز فهو يحرص على التواصل مع المتلقي ووصول مختلف‬ ‫المعاني له بال غموض‪ .‬كذلك يحسب له حرصه على تقديم النسبة األكبر من‬ ‫عروضه باللهجة العامية المصرية ‪ -‬والتي تتسم بقربها من الفصحى ‪ -‬بمفرداتها‬ ‫البليغة الدالة‪ ،‬وذلك بالرغم من إعجابه الكبير باللغة العربية الفصحى وإتقانه‬ ‫للتمثيل واإلخراج لنصوصها وخاصة النصوص الشعرية (ومثال لها مسرحية‬ ‫«الخديوي» رائعة فاروق جويدة)‪ .‬ويعتبر عرضه المتميز «إنقالب» خير مثال‬ ‫على نجاحه في تقديم السهل الممتنع بتقديم األفكار العميقة بصورة سلسة غير‬ ‫معقدة‪ ،‬وكذلك على قدرته على توظيف المستويات المختلفة للغة‪.‬‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪247 246‬‬


‫ نجاحه كمخرج مفسر في تقديم نص مواز للنص األصلي‪ ،‬يساهم في تعميق‬‫الفكر والخطاب الدرامي بالنص‪ ،‬كما يساهم في تفسير كثير من اإلطروحات‬ ‫بوضوح وصراحة مطلقة‪ ،‬ويربط بحنكة ‪ -‬ودون مباشرة ‪ -‬بين األحداث الدرامية‬ ‫بالنص وبعض األحداث اآلنية والقضايا القومية المعاصرة‪ ،‬فهو مخرج من الطراز‬ ‫المثقف الواعي الذي يؤمن بأن الفن بكل معطياته يجب أن يعبر عن القضايا‬ ‫المعاصرة‪ ،‬وعن كل الهموم واألوجاع االجتماعية الملحة‪ ،‬وأن الدور الحقيقي له‬ ‫ينبغي أن يكون في خدمة اإلنسان والمجتمع‪ ،‬وتعد كل من مسرحيات‪« :‬أنت‬ ‫إللي قتلت الوحش»‪« ،‬عفاريت مصر الجديدة»‪« ،‬الجنزير»‪« ،‬الخديوي» وكذلك‬ ‫مسرحيات‪« :‬ع الرصيف»‪« ،‬دستور يا أسيادنا»‪« ،‬المليم بأربعة»‪« ،‬حودة كرامة»‬ ‫من خير النماذج التي تؤكد أسلوبه هذا‪.‬‬ ‫ الحرص على تقديم عروضه من خالل «المسرح الشامل»‪ ،‬ذلك المسرح الذي‬‫تتكامل فيه جميع مفرادات العمل الفني لتحقيق كل من المتعة السمعية والبصرية‪،‬‬ ‫وقد وضح حرصه هذا من خالل توفيقه الدائم في التوظيف الدقيق والتكامل‬ ‫لكافة المفردات المسرحية وخاصة الموسيقى واإلضاءة واالستعراضات وتشكيالت‬ ‫الممثلين‪ ،‬كما يتضح ذلك األسلوب جليا من خالل عروضه المتميزة‪« :‬ملك‬ ‫الشحاتين»‪« ،‬تمر حنة»‪« ،‬كباريه»‪« ،‬عيون بهية» وأيضا «الخديوي»‪.‬‬ ‫ ينجح دائما ويتميز في توظيفه الجيد لخشبة المسرح‪ ،‬وتحويلها باإليهام من‬‫مجرد مساحة إلى عالم حي متكامل يمكن توظيفه في التعبير بعدد كبير من‬ ‫األماكن التي تدور فيها األحداث الدرامية‪ ،‬وذلك بتوظيف جميع المفردات وفي‬ ‫مقدمتها اإلضاءة الموحية والتي تتكامل مع إيحاءات الديكور‪ ،‬وبالتالي يمكنه‬


‫أيضا أتاحة الفرصة إللغاء الزمن أو تسهيل مهمة عبوره‪ ،‬وقد وضح ذلك جليا‬ ‫من خالل عروض‪ :‬عودة الروح‪ ،‬آه يا ليل يا قمر‪ ،‬أنت إللي قتلت الوحش‪ ،‬قصة‬ ‫الحي الغربي‪ ،‬حودة كرامة‪ ،‬إنقالب‪.‬‬ ‫ السعى بإستمرار لتطوير أسلوبه المسرحي باإلستعانة بأسلوب السينما والتليفزيون‬‫السريع الحي ونقله إلى المسرح‪ ،‬لذا فهو يستخدم المؤثرات الصوتية والموسيقى‬ ‫بكثرة‪ ،‬كما يقوم بتوظيف أسلوب وطريقة «الفالش باك» بكثرة أيضا‪ .‬فهو دائم‬ ‫السعى للهروب والتحايل على فكرة ثبات وحدتي الزمان والمكان ‪ -‬حتى في‬ ‫نطاق الفصل الواحد أو المشهد الواحد ‪ -‬وذلك عن طريق توظيف كافة الحيل‬ ‫لالنتقال الحر من وقت لوقت ومن مكان آلخر معتمدا على اإلضاءة لإليهام‬ ‫بانصرام الزمن أو باإلنتقال من ركن المسرح إلى ركنه اآلخر لإليحاء باإلنتقال‬ ‫في المسافات ‪ ...‬ويحسب له نجاحه في إستخدام وتوظيف بعض الحيل الحديثة‬ ‫الدخيلة على فن المسرح التقليدي مثل الشاشات السينمائية بقدر من النعومة‬ ‫والذكاء واإلحكام‪ ،‬كما في عرضه البديع «إنقالب»‪.‬‬ ‫ االهتمام الكبير بإختيار مجموعة الممثلين المتميزين المناسبين لألدوار‪،‬‬‫والقادرين على تجسيد األدوار الدرامية المختلفة بالنص‪ ،‬والتدقيق الشديد عند‬ ‫توزيع الدور الدرامي المناسب لكل ممثل منهم‪ ،‬وهو غالبا ما ينجح في إختيار قمما‬ ‫شامخة لإلضطالع باألدوار الرئيسية في عرضه وتوزيع األدوار المناسبة على‬ ‫كل منهم‪ .‬ويحسب له غالبا نجاحه في ترويض الطاقات الكوميدية الجامحة لدى‬ ‫بعض الممثلين وتوجيهها في مسارها الفني الصحيح‪ .‬خاصة وأنه كان من أشد‬ ‫أنصار أسلوب التلقائية والعفوية فى فن أداء الممثل‪ ،‬فهو من المؤمنين بأن عطاء‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪249 248‬‬


‫الممثل يسمو ويتميز من خالل التزامه بالبساطة والتلقائية التي تمكنه من تحقيق‬ ‫ذلك التواصل المنشود مع جمهور المشاهدين‪ ،‬ولذا فكثي ار ما قدم كبار الممثلين‬ ‫في ثوب جديد لم نعتاده من قبل‪.‬‬ ‫ القدرة على قيادة مجاميع كبيرة من الممثلين والكمبارس‪ ،‬مع مهارة توظيف حركة‬‫هذه األعداد الكبيرة والمجاميع في تشكيالت رائعة ذات دالالت درامية معبرة‪ ،‬وال‬ ‫شك أن التحكم في هذا العدد الكبير من الممثلين يتطلب من المخرج مهارات كبيرة‬ ‫وخبرات حقيقية‪ ،‬ومن أهم عروضه في هذا الصدد «الحصار»‪« ،‬بلدي يا بلدي»‪،‬‬ ‫«آه ياليل يا قمر»‪« ،‬أنت إللي قتلت الوحش» و»ملك الشحاتين»‪« ،‬عيون بهية»‪.‬‬ ‫ االهتمام الكبير بضبط اإليقاع العام للعرض وكذلك بضبط اإليقاع الخاص بكل‬‫مشهد‪ ،‬فهو يجيد المحافظة على اإليقاع المطلوب في كل الحاالت‪ ،‬كما يحرص‬ ‫في كل عروضه على براعة االستهالل وأيضا على تقديم حسن الختام‪ ،‬وذلك‬ ‫بخالف حرصه على تنوع اإليقاعات بين المشاهد المختلفة بالعرض‪ ،‬وذلك حتى‬ ‫يمتلك العرض بح اررة اإليقاع التصاعدي‪ .‬فتتجلى براعته اإلخراجية في سرعة‬ ‫اإليقاع وفي سالسة األحداث وفي سرعة تغيير المشاهد المتتالية‪ ،‬فاللوحات هنا‬ ‫تتحرك وبشكل سريع ‪ -‬تماما كالمسبحة ‪ -‬دون أن تنفرط حباتها لنصل معها إلى‬ ‫ذات النقطة الملتهبة‪ ،‬فهي عندما تتحرك ال تخلفنا وراءها نتذكر ما حدث‪ ،‬لكنها‬ ‫تسحبنا معها لنواجه ما سوف يحدث‪ .‬وقد يتطلب األمر أحيانا توظيف الموسيقى‬ ‫التعبيرية الموحية أو اإلضاءة المعبرة لتنسجم مع اإليقاع الهادئ بأحد المشاهد‬ ‫أو اإليقاع الصاخب بالمشهد الذي يليه‪ .‬وذلك بغرض تحقيق الهدف النهائي‬ ‫واألسمى أال وهو صنع الجو النفسي المناسب في أعماق المشاهدين‪.‬‬


‫ تميزه بتلك القدرة الفنية على بعث الروح في جسد النص وتحريكه فوق خشبة‬‫المسرح بحركة تنبض بالحياة وتضيء جوانب الهدف الفكري واالجتماعي الذي‬ ‫قصد إليه المؤلف‪ ،‬وذلك من خالل مهارته في رسم وتصميم الحركة المسرحية‬ ‫(الميزانسين)‪ ،‬وتوظيفه للحركة المسرحية النشطة السهلة‪ ،‬بحيث يسهل للممثل‬ ‫تحقيق أعلى مستويات اإلتقان في اآلداء التمثيلي دون إغفال للداللة الدرامية‬ ‫لهذه الحركة‪ ،‬فال تنسه جماليات البعد التشكيلي في العرض البعد المضموني‬ ‫في النص‪ ،‬لذا فهو يعمد في تصميمه للحركة إلى التنوع والتزاوج بين الحركات‬ ‫الفردية والثنائية والجماعية سواء بتوزيعها في أرجاء المسرح أو بتجميعها في بؤرة‬ ‫المسرح‪ ،‬ليركب ويشكل منها بناء اللوحات الدرامية المتتبعة‪ ،‬ويساعده غالبا في‬ ‫تحقيق رؤيته وعلى اإلجادة عامالن أساسيان‪ :‬أولهما الديكور واإلضاءة اللذان‬ ‫يسخرهما في خدمة النص تفسي ار وتشكيال‪ ،‬واآلخر االختيار الموفق لمجموعة‬ ‫الممثلين القادرين على تنفيذ رؤيته اإلخراجية بدقة‪.‬‬ ‫ تتميز جميع عروضه بإيقاعها المنضبط بصفة عامة‪ ،‬ويقصد باإليقاع المنضبط‬‫ليست سرعته أو بطئه‪ ،‬ولكن المقصود هو تناسبه مع طبيعة كل مشهد‪ ،‬وأيضا‬ ‫تنوعه من مشهد آلخر طبقا لطبيعة الحدث الدرامي‪ .‬والمدهش أن مخرجنا القدير‬ ‫يجيد ضبط إيقاع كل عرض من عروضه مبك ار وربما منذ البروفات األولى‪ ،‬فهو‬ ‫يتقن تحديد زمن تقديم العرض قبل الشروع بالبروفات‪ ،‬وبالتالي قد يتدخل بمعاونة‬ ‫المؤلف بالحذف أو اإلضافة لضبط اإليقاع‪ ،‬كما قد يلجأ في بعض األحيان إلى‬ ‫توظيف الموسيقى لضبط اإليقاع سواء بتوظيف الموسيقى المجردة أو بعض‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪251 250‬‬


‫األغاني أو المؤثرات الصوتية بالخلفية لضمان ضبط إيقاع المشهد‪ ،‬وبالتالي‬ ‫إجبار جميع المشاركين به على التقيد بهذا اإليقاع كما يشعر به ويتخيله‪.‬‬ ‫ الحرص على تحقيق البهجة وتوظيف بعض التقنيات والحيل التي تعجب‬‫الجمهور المصري‪ ،‬ولذا فقد تضمنت رؤيته اإلخراجية في كثير من عروضه‬ ‫مايشبه النص الموازي من األشعار واألغاني واالستعراضات‪ ،‬وذلك ليس فقط‬ ‫بهدف ربط الخاص بالعام إلثراء وتعميق وتعظيم المعني الكلي للنص ولكن أيضا‬ ‫بهدف تحقيق البهجة والمتعة الخالصة‪ ،‬فقد أدرك بحدسه وخبرته طبيعة المشاهد‬ ‫العربي‪ /‬المصري‪ ،‬ولذا لم يدع وسيلة الستنطاق النص وتحريكه وإثرائه بروح‬ ‫الكوميديا إال واستعان بها بمهارة وحذق‪ ،‬فحرص أن يقترب عرضه بشدة من‬ ‫المجتمع والبيئة المصرية‪ ،‬كما حرص على التلوين وتقديم مشاهد مبهجة وممتعة‬ ‫وشديدة التأثير على مشاعر المشاهد‪ ،‬وكثي ار ما قام باختيار قالب الكوميديا‬ ‫الموسيقية لتقديم بعض النصوص الجادة ولم ينساق وراء جدية الفكرة‪ ،‬بل سعى‬ ‫حتى تكون جرعة الكوميديا جزءا من فنون العرض الجماهيري التي تتناسب مع‬ ‫مزاج الجمهور‪ .‬ويحسب له حرصه على الموازنة بين العناصر الفنية المكملة‬ ‫وبين أحداث النص الدرامي ممتزجا بطرافة وخفة ظل‪ ،‬وكلها لمسات إخراجية‬ ‫بهدف تحقيق السعادة للمشاهدين في نهاية األمر‪ ،‬وتلبية رغبتهم في قضاء أمسية‬ ‫مسرحية جميلة تتضمن الغناء والرقص االستعراضي والكوميديا‪ ،‬فتكون النتيجة‬ ‫الطبيعية هي تحقيق التواصل معهم‪ ،‬وسهولة وصول الهدف من المسرحية إلى‬ ‫أي مشاهد مهما كانت درجة ثقافته وخبرته المسرحية‪.‬‬


‫ تتميز عروض الفنان‪ /‬جالل الشرقاوي بنكهة فنية خاصة أو مذاق مسرحي‬‫خاص يتسم به كل عروضه تقريبا مهما اختلفت نوعية العروض أو المناهج‬ ‫واألساليب اإلخراجية التي اتبعها‪ ،‬بحيث يمكن للناقد المتخصص أو حتى أفراد‬ ‫الجمهور العادي أن يتعرفوا على عروضه دون ذكر اسمه‪ ،‬ربما ارتبطت تلك‬ ‫النكهة بالجودة واالتقان واالهتمام بالتفاصيل الدقيقية أو باهتمامه بالصورة المسرحية‬ ‫وتوظيفه الجيد لمختلف المفردات الفنية في تزامن دقيق‪ ،‬أو بقدرته على التحكم‬ ‫والسيطرة على جميع المشاركين بعروضه وضبط انفعاالتهم الفنية بصورة تحقق‬ ‫تناغمها مع العمل ككل‪ ،‬أنها في الحقيقة عدة عناصر متداخلة ولكنها في النهاية‬ ‫تؤكد تميزه‪ ،‬خاصة وأن عددا قليال جدا من المخرجين هم من يملكون هذه الميزة‪.‬‬ ‫ التنوع والتجديد من سمات عروضه الواضحة‪ ،‬حيث يعشق هذا الفنان التجديد‬‫والتجريب واالبتكار كما يعشق التنوع‪ ،‬ولذا ال يمكننا أن نحدد له منهجا إخراجيا‬ ‫محددا وثابتا‪ ،‬فهو دائم التنوع واالنتقال بين المذاهب واألساليب اإلخراجية طبقا‬ ‫لطبيعة كل مسرحية‪ ،‬فنجده ينحاز أحيانا للمسرحيات العالمية وفي نفس الفترة‬ ‫الزمنية يقدم بعض العروض الشعبية‪ ،‬كما نرصد له اهتمامه بالعروض التاريخية‬ ‫وفي نفس الفترة الزمنية ينحاز إلى المسرحات الغنائية واالستعراضية‪ .‬يفضل‬ ‫أحيانا التعاون مع كبار المؤلفين وكبار نجوم المسرح وفي المقابل يصر على منح‬ ‫كثير من الفرص لبعض الكتاب الجدد وبعض الوجوه الجديدة‪.‬‬ ‫حقا إن الرؤى اإلخراجية التي قدمها المخرج الفنان‪ /‬جالل الشرقاوي رؤى‬ ‫ ‬ ‫إبداعية جديرة بالدراسة‪ ،‬خاصة وقد جمع فيها كل مكونات المسرح الشامل من‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪253 252‬‬


‫التمثيل الموسيقي والغناء‪ ،‬كما يتضح جليا مما سبق أن هذا الفنان الحقيقي يعد‬ ‫بحق واحدا من مخرجينا القالئل الذين يصدرون في إخراجهم عن تصور فكري‬ ‫ورؤية إخراجية‪ ،‬ويمتلكون القدرة على تدريب الممثلين وتحريكهم‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫مهارة توظيف كل أدوات العرض المسرحي باقتدار وفهم‪ ،‬لتقديم عروض ممتعة‬ ‫ومشوقة وحافلة بفنون الفرجة وبلحظات المرح واإلثارة‪ ،‬فهو بحق مخرج من الطراز‬ ‫المثقف الواعي‪ ،‬والفنان المعطاء باستمرار‪.‬‬ ‫وتجدر اإلشارة إلى أنه وبرغم اإلجتهادات الجادة واإلبداعات المتميزة‬ ‫ ‬ ‫للمخرج األكاديمي الموهوب‪ /‬جالل الشرقاوي وتقديمه لعروض تعد عالمات‬ ‫بالمسرح العربي‪ ،‬وبرغم تفوقه على كثير من مخرجي جيله بشهادة النقاد وكبار‬ ‫المسرحيين إال أنه قد اشترك معهم جميعا في عدم القدرة على خلق تيار أو بلورة‬ ‫اتجاه مسرحي مميز يحسب له ويرتبط به‪ ،‬ويمكن التنظير له بعد ذلك ليصبح‬ ‫مدرسة إخراجية ذات مالمح وسمات مميزة تضاف إلى خريطة اإلبداع المسرحى‬ ‫العالمى‪ .‬وتقتضي الحقيقة في هذا الصدد أن نسجل عدم نجاح أي مخرج مسرحي‬ ‫عربي في تحديد منهج إخراجي مستقل له‪ ،‬وعدم قدرة أي منهم على المشاركة‬ ‫بإسهاماته المتتالية في إرساء قواعد وأسس مدرسة إخراجية ترتبط بإسمه‪ ،‬فأغلب‬ ‫التجارب التى قام بتقديمها المبدعون الرواد ومخرجو األجيال التالية كانت تعتمد‬ ‫على مدارس ومناهج غربية مثل «المسرح الملحمي» أو «المسرح الشامل»‬ ‫وبالتالى فهى ليست مناهج وأساليب أصيلة نابعة من التربة المصرية أو العربية‪،‬‬ ‫إال أن ذلك ال يقلل أبدا من جهود هؤالء المخرجين الرواد بالمسرح العربي وفي‬


‫مقدمتهم المبدع‪ /‬جالل الشرقاوي‪ ،‬فهو حقا جدير بكل التكريم لكونه نموذجا مشرفا‬ ‫يجب أن يحتذى من األجيال التالية‪ ،‬ونموذجا عمليا لقدرة الفنان على تحقيق‬ ‫النجاح والتألق مع إلتزامه الكامل فكريا وفنيا‪ .‬والجدير بالذكر أن هذا المبدع‬ ‫األصيل قد نجح في التعبير عن نفسه وعن دوره كمخرج بكل الصدق حينما‬ ‫صرح بإحدى حواراته الصحفية‪« :‬ال أبالغ عندما أقول إنني لبنة في هذا المسرح‬ ‫المصري العظيم‪ ،‬فعلى أكتافي وأكتاف الكثير من زمالئي المسرحيين الكبار بني‬ ‫المسرح المصري في الستينيات‪ ،‬وتحول إلى منارة ثقافية يشهد لها الجميع ‪...‬‬ ‫وقد تبنيت مع زميلي المبدع الراحل‪ /‬كرم مطاوع في «مصر» نظرية المخرج‬ ‫الروسي الطليعي‪ /‬مايير هولد والتي تفيد بأن‪« :‬الكاتب هو مؤلف النص المسرحي‬ ‫والمخرج هو مؤلف العرض المسرحي»)‪.‬‬ ‫هذا ويجب التنويه إلى أن المتتبع والموثق للحركة المسرحية خالل النصف‬ ‫ ‬ ‫الثاني من القرن العشرين البد وأن يشهد لهذا الفنان الكبير تميزه في الجمع بين‬ ‫الكم والكيف في مجال اإلخراج المسرحي مقارنة بجميع المخرجين من أفراد جيله‪،‬‬ ‫فبخالف العروض المسرحية التي قام بإخراجها لمسارح الدولة خالل هذه الفترة‬ ‫يعد المخرج الوحيد بين مبدعي جيله من المخرجين الذي إستطاع أن يؤسس‬ ‫فرقة مسرحية خاصة به‪ ،‬وأن ينجح في إدارتها لمدة تزيد عن األربعين عاما‪ ،‬وأن‬ ‫يستمر في قيادة العمل بها بمفرده لينتج من خاللها (‪ )74‬أربعة وسبعين عرضا‬ ‫(حتى تاريخه)‪ ،‬في حين ‪ -‬على سبيل المثال ‪ -‬لم تستمر فرقة «المدبوليزم»‬ ‫للمخرج والممثل القدير‪ /‬عبد المنعم مدبولي أكثر من أربعة سنوات (‪- 1976‬‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪255 254‬‬


‫‪ )1980‬قدمت خاللها سبعة عروض فقط‪ ،‬وكذلك فرقة «تحية كاريوكا» التي‬ ‫شاركت في تأسيسها مع المؤلف والمخرج والممثل‪ /‬فايز حالوة لم تستمر أكثر‬ ‫من عشرين عاما (قدمت خاللها تسعة عشر عرضا فقط)‪ ،‬وليستمر الفنان‪ /‬فايز‬ ‫حالوة في إدارة فرقة بإسمه بمفرده لمدة خمس سنوات قدم من خاللها عرضين‬ ‫فقط‪.‬‬ ‫والحقيقة أن الهدف من تقديمي لهذا الكتاب بخالف التوثيق الكامل‬ ‫ ‬ ‫لجميع إبداعاته الفنية في مختلف المجاالت الفنية هو محاول إيضاح دوره الريادي‬ ‫والمؤثر بمجال اإلخراج المسرحي‪ ،‬مع تقديم محاولة نقدية لرصد بعض المالمح‬ ‫المشتركة وأهم السمات اإلبداعية ألسلوبه اإلخراجي التي تميز إبداعاته عن باقي‬ ‫إبداعات زمالئه ورفاق دربه من المخرجين المعاصرين لمسيرته‪ ،‬ولذا فإنني أرجو‬ ‫هللا أن يكلل جهدي هذا بالتوفيق والنجاح‪ ،‬وأن يوفقني في رسم صورة حقيقية‬ ‫واضحة المالمح توضح أهم سمات المنجز اإلبداعي لهذا الفنان القدير وخاصة‬ ‫في مجال اإلخراج المسرحي‪ ،‬ليحقق ذلك الهدف المنشود والذي سعى إليه كثي ار‬ ‫وهو تحقيق فكرة تواصل األجيال ونقل خبراته الكبيرة إلى المبدعين باألجيال‬ ‫الجديدة‪ ،‬ليستكملوا مسيرة اإلبداع بدال من تكرار البدايات من نفس النقطة في كل‬ ‫مرحلة‪.‬‬ ‫وأخي ار أتمنى أن أكون قد حظيت بتوفيق هللا في تقديم هذا الكتاب بحيث‬ ‫ ‬ ‫يصبح وثيقة فنية وثقافية تقدم صورة واقعية ومشرقة لألجيال الجديدة‪ ،‬وتسجل لهم‬


‫إنجازات فنان أصيل ومبدع حقيقي وهب كل حياته للمسرح الذي عشقه‪ ،‬وتوثق‬ ‫إسهاماته الناجحة في خدمة وطنه الذي عشقه بنبل وصدق وإخالص‪.‬‬ ‫د‪.‬عمرو دوارة‬

‫جالل الشرقاوي‬

‫‪257 256‬‬


‫ملحق الصور‬



‫الزعيم غوما‬

‫عودة الروح‬


‫الحصار‬

‫األحياء المجاورة‬

‫جالل الشرقاوي‬

‫‪261 260‬‬


‫الرجل الذي فقد ظله‬


‫مفتاح النجاح‬

‫الصليب‬

‫جالل الشرقاوي‬

‫‪263 262‬‬


‫األرانب‬


‫الزلزال‬

‫جالل الشرقاوي‬

‫‪265 264‬‬


‫آه ياليل ياقمر‬


‫حجة الوداع‬

‫ملك الشحاتين‬

‫جالل الشرقاوي‬

‫‪267 266‬‬


‫بلدى يابلدى‬


‫الجيل إللي طالع‬

‫عفاريت‬ ‫مصر الجديدة‬

‫جالل الشرقاوي‬

‫‪269 268‬‬


‫عيون بهية‬


‫الخديوى‬

‫الجنزير‬

‫جالل الشرقاوي‬

‫‪271 270‬‬


‫انت اللى قتلت الوحش‬


‫انهم يقتلون الحمير‬

‫جالل الشرقاوي‬

‫‪273 272‬‬


‫تمانية ستات‬

‫المتشردة‬

‫عيون بهية‬


‫افتح ياسمسم‬

‫كباريه‬

‫جالل الشرقاوي‬

‫‪275 274‬‬


‫حب ورشوة ودلع‬


‫تمر حنة‬

‫شهر زاد‬

‫جالل الشرقاوي‬

‫‪277 276‬‬


‫قصة الحي الغربي‬


‫انت إللي قتلت عليوة‬

‫مين يشتري‬ ‫راجل‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪279 278‬‬


‫الفك المفترى‬

‫مدرسة‬ ‫المشاغبين‬

‫عيون بهية‬


‫هاللو دوللي‬


‫المليم بأربعة‬

‫امسك حكومة‬

‫عيون بهية‬


‫إزاز ×إزاز‬

‫جالل الشرقاوي‬

‫‪283 282‬‬


‫افرض‬

‫األنون وسيادته‬

‫عيون بهية‬


‫الجوكر‬

‫البغبغان‬

‫جالل الشرقاوي‬

‫‪285 284‬‬


‫الكوتش‬

‫إنقالب‬ ‫عيون بهية‬


‫بحبك يا مجرم‬

‫برهومة وكاله البرومة‬

‫جالل الشرقاوي‬

‫‪287 286‬‬


‫بشويش‬

‫بولوتيكا‬

‫عيون بهية‬


‫تاجر البندقية‬

‫حوده كرامه‬

‫جالل الشرقاوي‬

‫‪289 288‬‬


‫دبابيس‬

‫دستور ياأسيادنا‬

‫عيون بهية‬


‫تتجوزيني يا عسل‬

‫جالل الشرقاوي‬

‫‪291 290‬‬


‫دنيا أراجوزات‬

‫دنيا حبيبتي‬

‫عيون بهية‬


‫راقصة قطاع عام‬

‫شباب روش طحن‬

‫جالل الشرقاوي‬

‫‪293 292‬‬


‫على الرصيف‬

‫عطية األرهابية‬

‫عيون بهية‬


‫قصة الحى الغربي‬

‫قشطه و عسل‬

‫جالل الشرقاوي‬

‫‪295 294‬‬


‫الحب‬ ‫وأشياء أخرى‬

‫الذئب األزرق‬

‫عيون بهية‬


‫القرار األخير‬

‫بيت الجمالية‬ ‫جالل الشرقاوي‬

‫‪297 296‬‬


‫ميراث الغضب‬


‫تتجوزيني يا عسل‬

‫جالل الشرقاوي‬

‫‪299 298‬‬


‫أرملةوثالث بنات‬

‫البحث عن طريق آخر‬

‫عيون بهية‬


‫البدرون‬

‫الخاتم‬

‫جالل الشرقاوي‬

‫‪301 300‬‬


‫أمهات في المنفى‬

‫خللي بالك من عقلك‬ ‫عيون بهية‬


‫من خاف سلم‬

‫موعد مع القدر‬

‫جالل الشرقاوي‬

‫‪303 302‬‬


‫مالحق‬


‫جالل الشرقاوي ممث ً‬ ‫ال‬

‫جالل الشرقاوي‬

‫‪305 304‬‬


‫جالل الشرقاوي مخرجا‬


‫جالل الشرقاوي‬

‫‪307 306‬‬



‫جالل الشرقاوي‬

‫‪309 308‬‬


‫جالل الشرقاوي مخرجا بمسرح الدولة‬


‫جالل الشرقاوي مخرجا بمسرح القطاع الخاص‬

‫جالل الشرقاوي‬

‫‪311 310‬‬



‫جالل الشرقاوي‬

‫‪313 312‬‬


‫قائمة المراجع‬


‫أوال‪ :‬الدوريات‬ ‫ آمال بكري‪ :‬جريدة «األهرام»‪.)1995/1/27( ،‬‬‫ آمال بكري‪ :‬جريدة «األهرام»‪ ،‬العدد ‪.)1997/8/9( 40423‬‬‫ آمال بكري‪ :‬جريدة «األهرام»‪ ،‬العدد ‪.)2003/1/31( 42424‬‬‫ د‪.‬إبراهيم حمادة‪ :‬جريدة املساء» (‪.)1970/2/28‬‬‫ أحمد حمروش‪ :‬مجلة «روز اليوسف» (‪.)1967/12/4‬‬‫ أحمد رجب‪ :‬مجلة «املصور» (‪.)1964/2/28‬‬‫ أحمد عباس صالح‪ :‬مجلة «املسرح» (ديسمرب ‪.)1967‬‬‫ أحمد عبد احلميد‪ :‬جريدة «اجلمهورية» (‪.)1967/6/22‬‬‫ أحمد عبد احلميد‪ :‬جريدة «اجلمهورية» (‪.)1976/7/8‬‬‫ أحمد عبد احلميد‪ :‬جريدة»اجلمهورية»‪ ،‬العدد ‪.)1994/9/14( 14839‬‬‫ ألفريد فرج‪ :‬مجلة «املصور» (ب‪.‬ت)‪.‬‬‫ أمري اسكندر‪ :‬جريدة «اجلمهورية» (‪.)1968/12/26‬‬‫ د‪.‬أمني العيوطي‪ :‬مجلة «اإلذاعة والتليفزيون» (‪.)1965/11/20‬‬‫ د‪.‬أمني العيوطي‪ :‬مجلة «آخر ساعة» (‪.)1968 /12/7‬‬‫ أنيس منصور‪ :‬مجلة «اجليل» (‪.)1962/11/12‬‬‫ جالل العشري‪ :‬مجلة «املسرح» (فرباير‪.)1969‬‬‫ جالل العشري‪ :‬مجلة «املسرح» (فرباير ‪.)1970‬‬‫ جالل العشري‪ :‬جريدة «األخبار» (‪.)1972/12/1‬‬‫ جالل العشري‪ :‬مجلة «اإلذاعة والتليفزيون» (‪.)1974/7/13‬‬‫ جالل العشري‪ :‬مجلة «اإلذاعة والتلفزيون» (يوليو ‪.)1976‬‬‫ حامد عز الدين‪ :‬جريدة «األخبار»‪ ،‬العدد ‪.)1996/9/5( 13835‬‬‫ حسن فؤاد‪ :‬مجلة «صباح اخلري» (‪.)1965/4/29‬‬‫ حسن عبد الرسول‪ :‬جريدة «األخبار» (‪.)1971/8/8‬‬‫جالل الشرقاوي‬

‫‪315 314‬‬


‫ حسن فؤاد (سهران)‪ :‬مجلة «صباح اخلري» (‪.)1972/8/10‬‬‫ حليم سالم‪ :‬مجلة «الكواكب» (‪.)1974/7/16‬‬‫ خريي شليب‪ :‬مجلة «الشرق العريب» (أبريل ‪.)1964‬‬‫ رجاء النقاش‪ :‬جريدة «األخبار» (‪.)1964/1/24‬‬‫ رجاء النقاش‪ :‬مجلة «الكواكب» (‪.)1970/3/10‬‬‫ د‪.‬رشاد رشدي‪ :‬جريدة «األهرام» (‪.)1964/2/9‬‬‫ رشدي صالح‪ :‬جريدة األخبار» (‪.)1968 /12/3‬‬‫ رفيق الصبان‪ :‬جريدة «البعث» السورية (‪.)1968/6/27‬‬‫ زكي طليمات‪ :‬مجلة «اإلذاعة والتليفزيون» (‪.)1968/2/10‬‬‫ زينب منتصر‪ :‬جريدة»األحرار»‪ ،‬العدد ‪.)1996/5/4( 1592‬‬‫ سايم خشبة‪ :‬جريدة «اجلمهورية» (فرباير ‪.)1970‬‬‫ د‪.‬سامية حبيب‪ :‬مجلة «املسرح»‪ ،‬العدد ‪( 62‬ين�اير ‪.)1994‬‬‫ سعد الدين توفيق‪ :‬مجلة «املصور» (‪.)1963/2/22‬‬‫سعد الدين توفيق‪ :‬مجلة «املصور» (‪.)1963/7/5‬‬‫ سعد الدين توفيق‪ :‬مجلة «املصور» (‪.)1964/2/ 7‬‬‫ سعد الدين توفيق‪ :‬مجلة «املصور» (‪.)1964/3/6‬‬‫سعد لبيب‪ :‬جريدة «املساء» (‪.)1963/6/27‬‬‫ سعيد الشايم‪ :‬جريدة «السفري» (‪.)1965/8/1‬‬‫ سناء فتح هللا‪ :‬جريدة»األخبار»‪ ،‬العدد ‪.)1996/7/22( 13796‬‬‫ السيد الشوربيج‪ :‬مجلة «آخر ساعة» (‪.)1968/12/15‬‬‫ صايف ناز كاظم‪ :‬مجلة «املصور»‪ ،‬العدد ‪.)1995/10/20( 3706‬‬‫ صبيح شفيق‪ :‬جريدة «األهرام» (‪.)1965/4/29‬‬‫ عاطف النمر‪ :‬جريدة «األخبار» (‪.)1978/7/20‬‬‫‪ -‬عبد الرازق حسني‪ :‬مجلة «آخر ساعة»‪ ،‬العدد ‪.)2002/7/31( 3536‬‬


‫ عبد الغين داود‪ :‬جريدة «الوطن» الكويتي�ة‪ ،‬العدد ‪.)1989/8/10( 5200‬‬‫ عبد الغين داود‪ :‬جريدة «الشرق» اخلليجية (‪.)1994/2/4‬‬‫عبد الفتاح البارودي‪ :‬جريدة «األخبار» (‪.)1963/8/7‬‬‫ عبد الفتاح البارودي‪ :‬مجلة «الرسالة» (‪.)1965/5/20‬‬‫ عبد الفتاح البارودي‪ :‬جريدة «األخبار» (‪.)1979/1/17‬‬‫ عبد الفتاح اجلمل‪ :‬جريدة «املساء الفين» (‪.)1965/4/28‬‬‫عبد القادر حميدة‪ :‬مجلة «اإلذاعة والتلفزيون» (‪.)1963/2/16‬‬‫ عالء الديب‪ :‬مجلة «صباح اخلري» (‪.)1965/4/29‬‬‫ عالء الديب‪ :‬مجلة «صباح اخلري» (‪.)1971/8/5‬‬‫ عالء رفعت‪ :‬جريدة»األخبار»‪ ،‬العدد ‪.)1994/8/4( 1318‬‬‫ د‪.‬علي الراعي‪ :‬مجلة «روز اليوسف» (‪.)1970/11/28‬‬‫ د‪.‬عمرو دوارة‪ :‬مجلة «املسرح»‪ ،‬العدد ‪( 75‬فرباير ‪.)1995‬‬‫ د‪.‬غربيال وهبة‪ :‬مجلة «املسرح»‪ ،‬العدد األول (ين�اير‪ :‬مارس ‪.)1987‬‬‫فاروق جويدة‪ :‬جريدة األهرام (‪.)2017/1/15‬‬‫ فاروق عبد الوهاب‪ :‬مجلة «املسرح» (مارس ‪.)1964‬‬‫ فاروق عبد الوهاب‪ :‬مجلة «املسرح» (أغسطس ‪.)1965‬‬‫ فاروق منيب‪ :‬جريدة «اجلمهورية» (‪.)1968/12/3‬‬‫ فتيح اإلبي�اري‪ :‬جريدة «األخبار» (‪.)1970/9/9‬‬‫ فتيح العشري‪ :‬جريدة»األهرام»‪ ،‬العدد ‪.)1996/1/13( 39848‬‬‫ فؤاد بدوي‪ :‬مجلة «املسرح» (أغسطس ‪.)1967‬‬‫ فؤاد دوارة‪ :‬مجلة «املجلة» (أبريل ‪.)1964‬‬‫ د‪.‬لويس عوض‪ :‬جريدة «األهرام» (‪.)1964/2/21‬‬‫ محمد بركات‪ :‬مجلة «اإلذاعة والتليفزيون» (يونيو ‪.)1967‬‬‫ محمد بركات‪ :‬مجلة «اإلذاعة والتليفزيون» (‪.)1967/8/ 5‬‬‫جالل الشرقاوي‬

‫‪317 316‬‬


‫ محمد بركات‪ :‬مجلة «املصور» (‪.)1967/12/16‬‬‫ محمد بركات‪ :‬مجلة «اإلذاعة والتليفزيون» (‪.)1971/8/14‬‬‫ محمد بركات‪ :‬مجلة «اإلذاعة والتليفزيون» (‪.)1972/11/14‬‬‫ محمد تب�ارك‪ :‬مجلة «آخر ساعة» (‪.)1963/2/13‬‬‫ محمد جالل‪ :‬مجلة «اإلذاعة والتليفزيون» (‪.)1967/7/29‬‬‫ محمد صالح‪ :‬جريدة»األهرام»‪ ،‬العدد ‪.)1996/1/15( 39850‬‬‫ د‪.‬محمد عناين‪ :‬مجلة «املسرح»‪ ،‬العدد ‪( 62‬ين�اير ‪.)1994‬‬‫ د‪.‬محمود أمني العالم‪ :‬مجلة «املصور» (مايو ‪.)1965‬‬‫ د‪.‬محمود أمني العالم‪ :‬مجلة «املصور» (‪.)1965/8/ 27‬‬‫ مختار العزيب‪ :‬مجلة «املسرح»‪ ،‬العدد ‪( 63‬فرباير ‪.)1994‬‬‫ مصطفى بهجت بدوي‪ :‬جريدة «اجلمهورية» (‪.)1974/7/10‬‬‫ د‪.‬مصطفى سلطان‪ :‬جريدة «األهرام املسايئ»‪ ،‬العدد ‪.)2003/3/10( 4334‬‬‫ موىس صربي‪ :‬جريدة «األخبار» (‪.)1964/2/10‬‬‫ نبي�ل بدران‪ :‬مجلة «آخر ساعة» (‪.)1967/12/20‬‬‫ نبي�ل بدران‪ :‬مجلة «أخبار النجوم»‪ ،‬العدد ‪.)1999/2/6( 331‬‬‫ د‪.‬نهاد صليحة‪ :‬مجلة «املسرح»‪ ،‬العدد التاسع (ين�اير‪ :‬مارس ‪.)1989‬‬‫ د‪.‬نهاد صليحة‪ :‬مجلة «املسرح»‪ ،‬العدد ‪( 86‬ين�اير ‪.)1996‬‬‫ د‪.‬وفاء كمالو‪ :‬مجلة «املسرح»‪ ،‬العدد ‪( 124‬مارس ‪.)1999‬‬‫ د‪.‬وفاء كمالو‪ :‬جريدة «األهرام املسايئ»‪ ،‬العدد ‪.)2002/8/5( 4117‬‬‫ يوسف إدريس‪ :‬جريدة «اجلمهورية» (‪.)1965/7/31‬‬‫ يوسف فرنسيس‪ :‬مجلة «اجليل» (‪.)1964/1/27‬‬‫ثاني�ا‪ :‬الكتب ‬ ‫ جالل الشرقاوي‪« :‬محاولة يف تاريخ السينما املصرية»‪ ،‬الهيئ�ة املصرية العامة للكتاب (‪.)1966‬‬‫‪ -‬جالل الشرقاوي‪« :‬حيايت يف املسرح» ‪ -‬ج‪ ،1‬الهيئ�ة املصرية العامة للكتاب (‪.)1996‬‬


‫ جالل الشرقاوي‪« :‬تي�اترو يف النقد املسريح»‪ ،‬دار املعارف (‪.)1984‬‬‫ جالل الشرقاوي‪« :‬حيايت يف املسرح» ‪ -‬ج‪ ،2‬الهيئ�ة املصرية العامة للكتاب (‪.)2001‬‬‫ جالل الشرقاوي‪« :‬النقد ومسرح جالل الشرقاوي» ‪ -‬ج‪ ،1‬الهيئ�ة املصرية العامة للكتاب (‪.)2001‬‬‫ جالل الشرقاوي‪« :‬األسس يف فن التمثي�ل وفن اإلخراج»‪ ،‬الهيئ�ة املصرية العامة للكتاب (‪.)2002‬‬‫ جالل الشرقاوي‪« :‬كواليس وكوابيس» ‪ -‬ج‪ ،2‬مكتب�ة مدبويل (‪.)2014‬‬‫ جالل الشرقاوي‪« :‬إنقالب يف املسرح املصري»‪ ،‬الهيئ�ة املصرية العامة للكتاب (‪.)2016‬‬‫ جالل العشري‪« :‬تي�اترو يف النقد املسريح»‪ ،‬دار املعارف (‪.)1984‬‬‫ جالل العشري‪« :‬املسرح وجه وقناع»‪ ،‬الهيئ�ة املصرية العامة للكتاب (‪.)1997‬‬‫ فاروق عبد القادر‪« :‬مساحات للضوء مساحة للظل»‪ ،‬دار الثقافة اجلديدة (‪.)1986‬‬‫‪ -‬محمد الرفاعي‪« :‬عربة اسمها املسرح»‪ ،‬الهيئ�ة املصرية العامة للكتاب (‪.)1997‬‬

‫جالل الشرقاوي‬

‫‪319 318‬‬


‫المحتويات‬


‫ ‬ ‫تقديم‬

‫ص ‪13‬‬

‫ ‬ ‫الفصل األول‬ ‫السياق التاريخي والفني‬ ‫ ‬

‫ص ‪23‬‬

‫ ‬ ‫الفصل الثاني‬ ‫السيرة الذاتية‬ ‫ ‬

‫ص ‪39‬‬

‫ ‬ ‫الفصل الثالث‬ ‫اإلسهامات الفنية واإلبداعية‬ ‫ ‬

‫ص ‪51‬‬

‫ ‬ ‫الفصل الرابع‬ ‫اإلبداعات في مجال التمثيل‬ ‫ ‬

‫ص ‪73‬‬

‫ ‬ ‫الفصل الخامس‬ ‫جالل الشرقاوي ‪ ..‬مخرجا مبدعا‬ ‫ ‬

‫ص‪95‬‬

‫ ‬ ‫الفصل السادس‬ ‫شهادات نقدية‬ ‫ ‬

‫ص ‪123‬‬

‫ ‬ ‫الفصل السابع‬ ‫أقوال ورؤى فكرية‬ ‫ ‬

‫ص ‪197‬‬

‫ ‬ ‫الفصل الثامن‬ ‫السمات العامة والختام‬ ‫ ‬

‫ص ‪241‬‬

‫ ‬ ‫ملحق الصور‬

‫ص ‪257‬‬

‫ ‬ ‫مالحق‬

‫ص ‪303‬‬

‫ ‬ ‫قائمة المراجع‬

‫ص ‪313‬‬




Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.