Manual on setting up and operating a rehabilitation centre

Page 1

‫تأسيس وإدارة‬ ‫مراكز إعادة تأهيل ضحايا التعذيب والعنف المنظم‬ ‫في ليبيا ودول منطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا‬ ‫التي تعاني من الصراعات والعنف‬

‫‪2015‬‬

‫‪1‬‬


2


‫جدول المحتويات‬ ‫املو�ضوع‬

‫رقم ال�صفحة‬

‫‪nn‬جدول املحتويات‬

‫‪٣‬‬

‫‪nn‬تقدمي ‪ -‬فيكتور مادريغال‬

‫‪٥‬‬

‫‪�nn‬شكر وقدير ‪ -‬د‪� .‬أحمد طيور‬

‫‪٦‬‬

‫‪nn‬التمهيد ‪ -‬د‪ .‬منال التهتموين‬

‫‪٧‬‬

‫‪nn‬هذا الدليل‬

‫‪٨‬‬

‫‪nn‬الوحدة الأولى ‪ :‬مقدمة يف التعذيب‪.‬‬

‫‪١٣‬‬

‫‪nn‬الوحدة الثانية‪ :‬التعذيب يف القانون الدويل واتفاقيات حقوق الإن�سان‪.‬‬

‫‪٢٧‬‬

‫‪nn‬الوحدة الثالثة‪ :‬التخطيط والإدارة الفنية يف مراكز التعذيب‪.‬‬

‫‪٣٧‬‬

‫‪nn‬الوحدة الرابعة‪ :‬تقدمي خدمات �إعادة الت�أهيل يف ظل ال�صراع «التدخل وقت الأزمات»‬

‫‪٦٧‬‬

‫‪nn‬الوحدة اخلام�سة‪ :‬مبادئ العمل مع حاالت التعذيب‪.‬‬

‫‪٨٧‬‬

‫‪nn‬الوحدة ال�ساد�سة‪ :‬تطوير فريق العمل وبناء القدرات‪.‬‬

‫‪٩٣‬‬

‫‪nn‬الوحدة ال�سابعة‪ :‬تطوير بروتوكول العمل مع �ضحايا التعذيب‪.‬‬

‫‪٩٩‬‬

‫‪nn‬الوحدة الثامنة‪� :‬إدارة امللفات والبيانات والتوثيق ومناذج الأداء‪.‬‬

‫‪١١١‬‬

‫‪nn‬الوحدة التا�سعة‪� :‬إدارة احلالة ونظام التحويل‪.‬‬

‫‪١١٧‬‬

‫‪nn‬الوحدة العا�شرة‪ :‬املتابعة والتقييم‪.‬‬

‫‪١٤٥‬‬

‫‪nn‬املالحق‬

‫‪١٦٥‬‬

‫‪nn‬املراجع‬

‫‪١٨٥‬‬

‫‪nn‬ملخ�صات الف�صول باللغة الإجنليزية‬

‫‪١٨٩‬‬

‫‪3‬‬


Foreword In the midst of escalating violence during the summer of 2014, the IRCT was confronted with the imminent closure of the rehabilitation clinic that it had established in the city of Tripoli with the support of the European Commission. As this happened very shortly after the clinic was open to care seekers, concern arose about the fate of Libyan victims of torture in the absence of appropriate service alternatives, and the IRCT and its partners strived to find ways of securing the continued transfer of requisite knowledge and skills to willing Libyan professionals, even when direct project activities were not possible in the country. This is how the idea of producing contextualized organizational and therapeutic procedures and guidelines emerged. These guidelines were meant to complement and consolidate the learning that would result from a package of intensive trainings held in neighbouring countries, with the aim of eliciting the creation of a critical mass of Libyan professionals, who would be mobilised once the situation in Libya became sufficiently conducive to the functioning of rehabilitation services for torture victims in Libya. This manual stands unique, in that it results from an exercise of solidarity and fruitful collaboration between several IRCT member centres operating in the Middle East and North Africa Region. It is written in Arabic by an international multi-disciplinary team of seasoned Arabic-speaking practitioners and scholars, whose common objective is to promote the holistic approach to rehabilitation, viewed as a clinical and healing process, but also as a right. Its contributing authors belong to the fields of medicine, public health, mental health, social work, law, finance and economics, as well as project management. Together, they have made it a duty to ensure that particular Libyan perspectives and cultural specificities are captured in the different chapters of the manual. This accomplishment was rendered possible through the active participation and dedicated contributions of Libyan professionals, some of whom had already played significant roles during the implementation of the EU-funded project. The manual also demonstrates how the combined efforts of individuals, coming together from different professional and cultural backgrounds, can manage those differences in a way that allows them to produce a harmonised tool, valid in Libya, but also in other countries of the region. The initiative has been carried out in furtherance of IRCT’s institutional understanding of capacity building: sharpening requisite skills, broadening the knowledge base and acquiring attitudes, abilities and resources that rehabilitation centres and those who operate them, need to survive, adapt and thrive in their particular domains of practice. This manual is meant to contribute substantially to the movement’s capacity building efforts, not only in Libya, but also in the broader MENA region and beyond. As a privileged witness to all the phases of this endeavour, and of the human investment it required, it is with great gratitude that I acknowledge the invaluable work of the IFH in Jordan, TRC in Palestine, as well as that of the newly-founded ROL in Libya, the staff of the IRCT Secretariat capacity building chapter, our partner organizations and the European Commission, all of whom significantly contributed to this commendable achievement. Victor Madrigal-Borloz

IRCT Secretary General

4


‫تقديم‬ ‫و�سط ت�صاعد �أعمال العنف يف ليبيا ب�صيف العام ‪� ،2014‬شهد املجل�س الدويل لإعادة ت�أهيل �ضحايا التعذيب �إغالقاً فور ّياً للعيادة املمولة‬ ‫من االحتاد الأوروبي يف طرابل�س‪ ،‬وقد حدث ذلك بعد فرتة ق�صرية من افتتاح العيادة �أمام طالبي اخلدمة‪ ،‬وتو ّلد قلق حول م�صري‬ ‫�ضحايا التعذيب يف ليبيا‪ ،‬ب�سبب غياب البدائل املنا�سبة لتقدم اخلدمات‪ ،‬و�سعى املجل�س الدويل لإعادة ت�أهيل �ضحايا التعذيب‪ ،‬و�شركا�ؤه‬ ‫�إلى نقل املعرفة‪ ،‬واملهارات الالزمة للمهنيني الليبيني‪ ،‬يف وقت كانت فيه �أن�شطة امل�شروع غري ممكنة هناك‪.‬‬ ‫يف هذه الأجواء ظهرت فكرة �إنتاج دليل الإجراءات واملبادئ التوجيهية التنظيمية والعالجية‪ ،‬لإكمال وتعزيز خربة تدريبات مكثفة‪،‬‬ ‫ُنفذت يف بلدان جماورة لليبيا‪ ،‬هدفها تخريج مهنيني ليبيني جاهزين للعمل‪ ،‬عندما ي�ستقر الو�ضع‪ ،‬وي�صبح بالإمكان تقدمي خدمات‬ ‫�إعادة الت�أهيل ل�ضحايا التعذيب‪ ،‬ويعترب الدليل فريداً من نوعه لأنه نتاج تعاون كبري بني �أع�ضاء املجل�س الدويل لإعادة ت�أهيل �ضحايا‬ ‫التعذيب‪ ،‬يف ال�شرق الأو�سط‪ ،‬و�شمال �إفريقيا‪ ،‬و ُكتب الدليل باللغة العربية من قبل فريق من اخلرباء املمار�سني متعددي التخ�ص�صات‪،‬‬ ‫لرت�سيخ نهج �شامل ُيقدم خدمات �إعادة الت�أهيل‪ ،‬لي�س باعتبارها عملية �شفاء فقط‪ ،‬بل على �أنها حق يجب �أن ي�صل �إلى حمتاجيه‪.‬‬ ‫وينتمي اخلرباء الذين كتبوا الدليل �إلى الو�سط الطبي‪ ،‬وال�صحة العامة‪ ،‬وال�صحة النف�سية‪ ،‬والعمل االجتماعي‪ ،‬والقانون‪ ،‬وال�ش�ؤون‬ ‫املالية‪ ،‬و�إدارة امل�شاريع‪ ،‬وت�ضمنت ف�صول الدليل النظرة الليبية يف التعامل مع هذه الق�ضية‪� ،‬إ�ضافة �إلى خ�صو�صيات الدولة وثقافتها‪،‬‬ ‫و�شارك يف �إ�صداره مهنيون ليبيون‪ ،‬كان لبع�ضهم دوراً �أ�سا�سياً يف تنفيذ امل�شروع املمول من االحتاد الأوروبي يف بالدهم‪ ،‬والدليل مبثابة‬ ‫وثيقة جلهود �أفراد عملوا معاً‪ ،‬وا�ستطاعوا انتاج دليل موحد لليبيا ودول الإقليم‪ ،‬بالرغم من اخللفيات الثقافية واملهنية املختلفة‪.‬‬ ‫وجاءت هذه املبادرة تعزيزاً للفهم امل�ؤ�س�سي للمجل�س الدويل لإعادة ت�أهيل �ضحايا التعذيب‪ ،‬لبناء القدرات و�شحذ املهارات‪ ،‬وتو�سيع قاعدة‬ ‫املعرفة‪ ،‬وك�سب القدرات‪ ،‬واملوارد التي حتتاجها مراكز �إعادة الت�أهيل لبقائها وتكيفها وازدهارها‪ ،‬وتخطى الدليل فكرة الت�أهيل وبناء‬ ‫القدرات يف ليبيا فقط‪� ،‬إلى تقدمي ذلك ب�شكل �أو�سع يف منطقة ال�شرق الأو�سط و�شمال �إفريقيا‪.‬‬ ‫لقد كان يل �شرف م�شاهدة ومواكبة جميع مراحل هذا الإجناز‪ ،‬واملجهود الإن�ساين الذي ا�س ُتثمر فيه‪ ،‬و�أنا فخور باالعرتاف بجهد معهد‬ ‫العناية ب�صحة الأ�سرة ‪ /‬م�ؤ�س�سة نور احل�سني يف الأردن‪ ،‬ومركز عالج وت�أهيل �ضحايا التعذيب يف فل�سطني‪ ،‬ومنظمة الرحاب يف ليبيا‪،‬‬ ‫و�أع�ضاء ق�سم بناء القدرات يف املجل�س الدويل لإعادة ت�أهيل �ضحايا التعذيب‪ ،‬واملنظمات ال �شريكة‪ ،‬واملفو�ضية الأوروبية‪.‬‬ ‫فيكتور مادريغال ‪ -‬بورلوز‬ ‫املجل�س الدويل لإعادة ت�أهيل �ضحايا التعذيب‬

‫‪5‬‬


‫شكر وتقدير‬ ‫احلمد اهلل الذي بعونه �أمتمنا كتابة هذا الدليل‪ ،‬الذي نتمنى ان يكون �أحد الأدلة الرائدة يف جمال مكافحة التعذيب‪ ،‬وكيفية �إر�شاد املراكز‬ ‫املخت�صة‪ ،‬والأ�شخا�ص املهتمني يف مكافحة هذه الظاهرة امل�شينة‪.‬‬ ‫ونتمنى �أن يكون هذا العمل من الأدلة امل�ساعدة يف املنطقة العربية‪ ،‬لنقدم ولو م�ساهمة ب�سيطة لعاملنا العربي ودول املنطقة‪.‬‬ ‫�إنني �سعيد للغاية ب�إتاحة الفر�صة يل لإعالن �إمتام هذا الدليل‪ ،‬الذي هو ثمرة تعاون بني منظمات معهد العناية ب�صحة الأ�سرة‪ /‬م�ؤ�س�سة‬ ‫نور احل�سني الأردنية‪ ،‬ومركز عالج وت�أهيل �ضحايا التعذيب الفل�سطيني‪ ،‬ومنظمة الرحاب لت�أهيل �ضحايا التعذيب الليبية‪.‬‬ ‫ومت ب�إ�شراف من املجل�س الدويل لإعادة ت�أهيل �ضحايا التعذيب يف �ضل امل�شروع املمول من االحتاد الأوروبي ‪ -‬دعم �ضحايا التعذيب‬ ‫والدعوة �إلى احلماية الفعالة من التعذيب يف ليبيا‪.‬‬ ‫و�سعينا �إلى �أن ُيعد هذا الدليل فريق من اخلرباء يف جمال �إعادة ت�أهيل �ضحايا التعذيب‪ ،‬من خمتلف الدول العربية و�أخدنا بعني االعتبار‬ ‫بع�ض �إحتياجات دولة ليبيا‪ ،‬خا�صة التي �أُعد هذا الدليل يف �إطارها‪.‬‬ ‫ال يفوتني �أن �أتقدم بخال�ص ال�شكر والتقدير �إلى ‪:‬‬ ‫‪-‬احرتاف وتعاون و�صرب معهد العناية ب�صحة الأ�سرة ‪ /‬م�ؤ�س�سة نور احل�سني الإردنية‪ ،‬وخا�صة الدكتورة منال تهتموين (‪Dr.‬‬‫‪ )Manal AlTahtamouni‬والدكتور عاطف القا�سم �شوا�شرة (‪ )Dr. Atef Qasem‬وال�سيد عدنان �أبو الهيجاء (‪Mr. Adnan‬‬

‫‪.)Abu Al-Haija‬‬ ‫‪-‬ت�ضامن وكرم الدكتور خ�ضر ر�صر�ص (‪ )Dr. Khader Rasras‬وكامل فريقه املحرتف من مركز عالج وت�أهيل �ضحايا التعذيب‬‫الفل�سطيني‪.‬‬ ‫‪-‬املثابرة والدعم واالنفتاح من قبل زمالئي الدكتور م�صطفى االعوج (‪ ،)Dr. Mustafa Alawaj‬والدكتور يو�سف التومي (‪Dr.‬‬‫‪ ،)Yousef Attoumi‬وال�سيد عالء م�سعود عبد اهلل (‪ ،)Mr. Ala’a Mas’ud Abdallah‬يف منظمة الرحاب لت�أهيل �ضحايا‬ ‫التعذيب‪.‬‬ ‫‪�-‬أع�ضاء فريق بناء القدرات يف املجل�س الدويل لإعادة ت�أهيل �ضحايا التعذيب الدكتور ايرن�ست دنريفل( (�‪Dr. Ernest De‬‬‫‪ ،)nerville‬وال�سيد جمال حممود حمود (‪ ،)Mr. Jamal M. Hammoud‬والآن�سة كري�ست�سنا بابادوبولو�س (‪Ms. Christina‬‬ ‫‪.)Papadopoulo‬‬ ‫‪-‬الأمني العام يف املجل�س الدويل لإعادة ت�أهيل �ضحايا التعذيب ال�سيد فيكتور مادريغال بورل�(س(�‪Mr. Victor Madrigal-Bor‬‬‫‪.)loz‬‬ ‫‪�-‬أخرياً ولي�س اخراً الإحتاداالوروبي (‪ )European Union‬الذي دعم امل�شروع يف ليبيا‪ ،‬ومن خالل ذلك �أ�س�س �إطاراً �أتاح انتاج‬‫هذا الدليل‪.‬‬ ‫يف اخلتام ال يفوتني ان اتقدم با�سم امل�ستفدين املحتملني وهم كل ال�ضحايا‪ ،‬و�أ�صحاب املهنة يف مكافة التعذيب‪ ،‬بخال�ص ال�شكر‬ ‫والتقدير لكل من �ساهم ولو بامل�شورة يف هذا الدليل‪.‬‬ ‫احمد طيور‪،‬‬ ‫رئي�س منظمة الرحاب لت�أهيل �ضحايا التعذيب ليبيا‪،‬‬ ‫�أول امل�ساهمني وامل�ستفدين يف م�شروع ليبيا‬

‫‪6‬‬


‫تمهيـــــد‬ ‫لقد ع�صفت مبنطقة ال�شرق الأو�سط و�شمال افريقيا ‪ -‬وما زالت تع�صف ‪ -‬احلروب واال�ضطرابات ال�سيا�سية والنزاعات الداخلية‬ ‫واخلارجية‪ .‬وما زالت املنطقة ت�شهد �أ�سو�أ كارثة ان�سانية �شهدتها الب�شرية متمثلة بنزوح املاليني وتهجريهم وتدمري البنى التحتية‬ ‫واجنازات التنمية ولتتحول املنطقة الى مهددة للإرهاب والتطرف وجميع �أ�شكال انتهاكات حلقوق االن�سان‪.‬‬ ‫وقد ارتبطت مثل هذه الظروف القا�سية وغياب االنظمة املبنية على ممار�سات حقوق االن�سان بازدياد متطرد يف ن�سب العنف املنظم‬ ‫والتعذيب املمنهج �سواءا من قبل الأنظمة �أو اجلماعات املنظمة‪ .‬ورغم عدم وجود درا�سات علمية منهجية لقيا�س �أثر هذه التغيريات‬ ‫التي تع�صف باملنطقة �إال �أن التقارير الواردة من دول النزاع �أو الدول امل�ست�ضيفة للنازحني ولالجئني قد �أ�شارت �إلى �أعداد كبرية من‬ ‫الناجيني من التعذيب والعنف املنظم وقد �أثرت هذه الظروف ب�شكل مبا�شر على مراكز �إعادة ت�أهيل �ضحايا التعذيب الإقليمية ب�سبب‬ ‫التحول الكبري للممولني من برامج �إعادة الت�أهيل �ألى الإغاثة الإن�سانية الطارئة وال�ضغط الهائل للأعداد الكبرية للناجيني واملتعر�ضني‬ ‫لل�صدمات النف�سية النا�شئة عن النزوح واللجوء‪ .‬وا�ضطرار الكثري من هذه املراكز �إلى تغيري �آلية العمل لتتالئم مع الظروف الطارئة‬ ‫مثل العمل يف املخيمات وتقدمي اخلدمات الإغاثية والربامج الأولية للرعاية النف�سية واالجتماعية‪ .‬وقد عانت معظم هذه املراكز من‬ ‫القدرة على اال�ستمرارية املالية وبناء القدرات لتغطية االحتياجات امل�ضطردة للفئة امل�ستهدفة‪.‬‬ ‫ويف االجتماع الإقليمي لأع�ضاء املجل�س الدويل ملراكز �إعادة ت�أهيل �ضحايا التعذيب ‪ IRCT‬الذي عقد يف عمان يف �شهر نوفمرب ‪ 2014‬مت‬ ‫مناق�شة تاثري الأزمات والطوارئ التي جتتاح املنطقة على املراكز الإقليمية والإحتياجات امل�شرتكة للمراكز و�آلية العمل امل�شرتك لو�ضع‬ ‫حلول عملية ملواجهة التحديات مثل برامج التدريب املتخ�ص�صة ومنهجية العمل على �إعادة الت�أهيل ومدى مالئمة منهجية العمل متعدد‬ ‫التخ�ص�صات طويل املدى ملرحلة الطوارئ وا�ستدراج التمويل وغريها‪.‬‬ ‫وقد اجمع الأع�ضاء على �ضرورة العمل امل�شرتك وم�ساندة االع�ضاء اجلدد يف املنطقة عموما ويف ليبيا ب�شكل خا�ص من خالل ت�أ�سي�س‬ ‫مركز لإعادة ت�أهيل �ضحايا التعذيب يف طرابل�س‪ -‬منظمة الرحاب وذلك �ضمن م�شروع ممول من الإحتاد الأوروبي وبتنفيذ ‪ IRCT‬وتوثيق‬ ‫التجارب الناجحة للعمل يف الطوارئ وانتاج منهجية العمل املجتمعي للإ�ستجابة للحاجة املا�سة خلدمات �إعادة الت�أهيل يف املنطقة‪.‬‬ ‫وعليه جاء دليل “ ت�أ�سي�س و�إدارة مراكز �إعادة تاهيل �ضحايا التعذيب والعنف املنظم « كمخرجا مبا�شرا وتنفيذا للإجتماع الإقليمي ‪2014‬‬

‫وثمرة جلهود اقليمية م�شرتكة من العديد من مراكز �إعادة الت�أهيل يف املنطقة لتوثيق التجربة العملية بان�شاء مراكز اعادة الت�أهيل‬ ‫املجتمعية والرتكيز على احلاجة امللحة للمنطقة عموما وليبيا خ�صو�صا ليكون مرجعا ودليال اجرائيا للعاملني يف جمال �إعادة الت�أهيل‬ ‫ل�ضحايا التعذيب‪.‬‬ ‫وقد قام فريق الإعداد وجلنة املراجعة العلمية وبدعم فني و�أداري مبا�شر من �إدارة التدريب وبناء القدرات يف ‪ IRCT‬بالإطالع على‬ ‫التجارب املحلية واالقليمية واملناهج الت�أهيلية املتبعة والإ�ستفادة من املمار�سات و الإجراءات الفنية والإدارية‪ ،‬مما �أوجد ن�سيجا من‬ ‫املمار�سة بني املمار�سات التقليدية واملتغريات الآنية‪.‬‬ ‫ويف اخلتام �أرجو �أن ميثل هذا الدليل نواة ملزيد من العمل الإقليمي امل�شرتك وتر�سيخا للعالقات بني املراكز ل�ضمان ا�ستمرارية وجناح‬ ‫الربامج امل�شرتكة‪ .‬وارجو ان يكون مرجعا علميا وعمليا جلميع املراكز العاملة يف املنطقة وحافزا لإن�شاء مراكز جديدة يف مناطق جديدة‬ ‫تتبنى النهج الت�شاركي العلمي وتبادل اخلربات واملهارات‪.‬‬ ‫د‪.‬منال تهتموين‬ ‫مديرة معهد العناية ب�صحة الأ�سرة‬

‫‪7‬‬


‫هذا الدليل‬ ‫دليل �إجراءات العمل يف مراكز �إعادة ت�أهيل �ضحايا التعذيب املجتمعية‬

‫الهدف العام‪:‬‬ ‫بناء قدرات العاملني يف مراكز التعذيب املجتمعية من مقدمي اخلدمات الت�أهيلية يف املنظمات ومراكز اخلدمات ‪ ،‬للك�شف عن حاالت‬ ‫التعذيب وت�شخي�صها وكيفية التعامل معها وفقاً لأ�سلوب اخلدمات الت�أهيلية املتداخلة التخ�ص�صات (‪.)Interdiscplinary approach‬‬

‫األهداف الفرعية‪:‬‬ ‫يتوقع �أن يتمكن العاملون يف جمال تقدمي اخلدمات بعد االنتهاء من التدرب على حمتويات الدليل �أن يقوموا باملهام الآتية‪:‬‬ ‫ ‪-‬التعرف �إلى مفهوم التعذيب وديناميكياته‪ ،‬وحقيقته‪ ،‬واالطالع على بع�ض احلقائق واملعلومات املتعلقة به ‪.‬‬ ‫ ‪-‬التعرف �إلى مفهوم التعذيب وفقا للمعاهدات والأنظمة والقوانني الدولية واملحلية ‪.‬‬ ‫ ‪-‬اكت�ساب مهارة التخطيط والإدارة الفنية ور�سم ال�سيا�سات‪ ،‬وبناء اال�سرتاتيجيات ملراكز التعذيب ‪.‬‬ ‫ ‪-‬التعرف على �آليات تقدمي اخلدمات يف بيئة ال�صراع‪.‬‬ ‫ ‪-‬التعرف على منطلقات العمل ومرونة ال�سلوك يف مراكز التعذيب‪.‬‬ ‫ ‪-‬التعرف على �آليات تطوير فريق العمل وبناء القدرات‪.‬‬ ‫ ‪-‬التعرف على بروتوكول العمل مع �ضحايا التعذيب‪.‬‬ ‫ ‪-‬التعرف على �آليات �إدارة امللفات والبيانات والتوثيق ومناذج الأداء‪.‬‬ ‫ ‪-‬التعرف على نظام �إدارة احلالة ونظام التحويل‪.‬‬ ‫ ‪-‬التعرف على �آليات التقييم واملتابعة مل�شاريع العمل مع �ضحايا التعذيب‪.‬‬ ‫ ‪-‬التعرف �إلى التحديات التي تواجه مقدمي اخلدمات �أثناء تقدمي اخلدمة وطرق التعامل معها ‪.‬‬ ‫ ‪-‬اكت�ساب مهارات الإت�صال والتوا�صل الفعال مع �ضحايا التعذيب ‪.‬‬ ‫ ‪-‬ممار�سة الإجراءات ال�صحيحة املتبعة للتعرف �إلى �ضحايا التعذيب ‪.‬‬ ‫ ‪-‬ممار�سة اال�سرتاتيجيات ال�ضرورية للتعامل مع ال�ضحايا من النواحي النف�سية ‪.‬‬

‫‪8‬‬


‫الفئات المستهدفة‪:‬‬ ‫الفئة الرئي�سة امل�ستهدفة يف هذا الدليل هم مقدمو اخلدمات من �أطباء وممر�ضني وخمت�صني يف علم النف�س الإكلينيكي‪ ،‬واملر�شدين‬ ‫النف�سيني واملخت�صني يف اخلدمات االجتماعية العاملني مع �ضحايا التعذيب‪ ،‬بالإ�ضافة الى الهيئة الإدارية ملراكز التعذيب‪.‬‬ ‫كما ميكن �أن ي�ستخدم هذا الدليل من قبل كل من يعمل يف جمال اخلدمات الت�أهيلية لالطالع على ماهيته وكيفية الك�شف والتحويل‪،‬‬ ‫وتقدمي اخلدمات ال�ضرورية والعاجلة ‪.‬‬

‫وحدات الدليل‬ ‫وقد ا�شتمل هذا الدليل على ع�شر وحدات متنوعة حتتوي على جميع اجراءات العمل يف مراكز التعذيب مع ملخ�ص باللغة العربية ملحتوى‬ ‫الوحدة ا�ضافة الى ملخ�صات باللغة االجنليزية ملحتويات الوحدات يف نهاية الدليل �ضمن وحدة املالحق لت�سهيل االطالع للمتحدثني‬ ‫بغري اللغة العربية‪.‬‬ ‫الوحدة الأولى‪ :‬تعريف عام مبفهوم التعذيب‪ ،‬ح�سب التعريفات العاملية املعتمدة و�أ�شكاله وتطوره عرب التاريخ‪ ،‬وكيفية ت�أثري‬ ‫هذا ال�سلوك على بنية ال�شخ�صية االن�سانية واال�ضطرابات النا�شئة عنه‪.‬‬ ‫الوحدة الثانية‪ :‬تعريف العاملني يف مراكز التعذيب باملعرفة القانونية ال�ضرورية حول موقف القوانني املحلية والدولية‬ ‫من التعذيب‪ ،‬وما تفر�ضه اتفاقيات حقوق الإن�سان على الدول املختلفة �إزاء ذلك‪ ،‬وقد ا�شتمل هذا الف�صل على �أبرز املواد‬ ‫والن�صو�ص القانونية التي جترم التعذيب يف كل من اتفاقية مناه�ضة التعذيب والعهد الدويل للحقوق املدنية وال�سيا�سية‪.‬‬ ‫الوحدة الثالثة‪ :‬هدفت �إلى تعريف العاملني يف مراكز التعذيب مبفهوم ر�سم ال�سيا�سات امل�ؤ�س�سية وبناء اال�سرتاتيجيات‬ ‫اخلا�صة بالعمل والتدريب وبناء القدرات‪ ،‬كما هدفت �إلى تعريفهم ب�آليات ا�ستقطاب التمويل وكتابة مقرتح امل�شاريع‪ ،‬وقد‬ ‫ا�شتمل الف�صل على تعريفات حمددة لل�سيا�سات واال�سرتاتيجيات والأهداف‪ ،‬كما ا�شتملت على �آليات ا�ستقطاب التمويل والأطار‬ ‫املنطقي ووثيقة امل�شروع‪ ،‬مرورا مبراحل عمر امل�شروع و�آليات العمل امليداين واملهارات الالزمة للعاملني مبراكز التعذيب‬ ‫لتنفيذ امل�شروع بفعالية عالية‪،‬‬ ‫الوحدة الرابعة‪� :‬آلية حمددة لبناء قدرات مقدمي خدمات الت�أهيل يف وقت ال�صراع والأزمات يف م�ؤ�س�سات وعيادات ومراكز‬ ‫اخلدمات الت�أهيلية‪ ،‬حيث ا�شتملت الوحدة على �أ�سا�سيات تقدمي اخلدمات يف ظل ال�صراع وظروف النزاع والعنف‪ ،‬بالإ�ضافة‬ ‫الى املبادئ التوجيهية للتدخل وقت الأزمات ‪،‬‬ ‫الوحدة اخلام�سة‪ :‬منطلقات العمل يف مراكز التعذيب املجتمعية وكذلك مدونة قواعد ال�سلوك واملبادئ التوجيهية الأخرى‪.‬‬ ‫الوحدة ال�ساد�سة‪ :‬اليات تطوير وبناء قدرات العاملني وتطوير �أنظمة وقدرات الإدارة التنفيذية والرباجمية‪.‬‬ ‫الوحدة ال�سابعة‪� :‬آلية تزويد العاملني يف مراكز التعذيب ب�أدلة �إجراءات وبروتوكوالت العمل‪ ،‬مبا ينعك�س على جودة العمل‬ ‫وتوثيقه ونقل اخلربة بني الأجيال من املوظفني‪ ،‬وذلك من خالل االطالع على دليل �إجراءات وا�ضح وحمدد‪.‬‬

‫‪9‬‬


‫الوحدة الثامنة‪ :‬ادارة امللفات والبيانات والتوثيق ومناذج الأداء وذلك ملا له من اهمية خا�صة يف �ضبط جودة العمل‪.‬‬ ‫الوحدة التا�سعة‪ :‬منهجية ادارة احلالة ونظام التحويل وقد ا�شتملت على �ستة ف�صول كجزء من ا�سرتاتيجية �أو�سع لتوفري‬ ‫�أف�ضل الرعاية للناجني وال�ضحايا على املدى الطويل بطريقة من�سقة‪ ،‬من حيث اخلطوات املتبعة يف الو�صول الى املنتفعني‪،‬‬ ‫والتقيم الأويل وفح�ص االحتياج‪ ،‬وخطة تقدمي الرعاية‪ ،‬وتن�سيق وادارة فريق العمل‪ ،‬واملتابعة للحالة‪.‬‬ ‫الوحدة العا�شرة‪� :‬أ�ساليب متابعة وتقييم العمل بهدف الت�أكد من حتقيق هذه امل�شاريع لأهدافها وغاياتها‪ ،‬وقيا�س �آثارها‬ ‫وانعكا�ساتها على الفئات امل�ستفيدة منها‪ ،‬وقد ا�شتملت على ع�شرة �أجزاء ابتداءا من بناء وتوفري املعلومات الكافية للمفاهيم‬ ‫اخلا�صة بعملية املتابعة والتقييم‪ ،‬الأدوات وامل�ؤ�شرات‪ ،‬منهجية جمع البيانات واملعلومات‪ ،‬و�صوال �إلى �إدارة عملية املتابعة‬ ‫والتقييم من خالل �إعداد اخلطط وحتليلها وا�ستخدام النتائج وتعميم الأثر للفئات امل�ستهدفة من هذه الربامج‪.‬‬

‫‪10‬‬


‫لجنة اعداد الدليل‬

‫الرقم‬

‫الإ�سم‬

‫الدرجة العلمية‬

‫مكان العمل‬

‫الوظيفة‬

‫‪1‬‬

‫د‪ .‬عاطف �شوا�شرة‬

‫دكتوراه يف علم النف�س‬

‫معهد العناية ب�صحة اال�سرة‪/‬‬ ‫الأردن‬

‫مدير التدريب‬ ‫والتطوير‬

‫‪2‬‬

‫روان دبابنة‬

‫ماج�ستري ادارة اعمال‪ /‬متابعة وتقييم‬

‫معهد العناية ب�صحة اال�سرة‪/‬‬ ‫الأردن‬

‫مدير املتابعة والتقييم‬

‫‪3‬‬

‫عدنان �أبو الهيجاء‬

‫معهد العناية ب�صحة اال�سرة‪/‬‬ ‫الأردن‬

‫مدير برنامج العمل‬ ‫امليداين‬

‫‪4‬‬

‫مها غطا�شة‬

‫بكالوريو�س علوم حياتيه وحتاليل طبية‬

‫معهد العناية ب�صحة اال�سرة‪/‬‬ ‫الأردن‬

‫من�سقة التدريب‬

‫‪5‬‬

‫د‪ .‬هناء القالل‪ /‬ليبيا‬

‫دكتوراة يف القانون‬

‫جامعة بنغازي‪/‬ليبيا‬

‫�أ�ستاذ جامعي‬

‫‪6‬‬

‫د‪ .‬م�صطفى الأعوج‪/‬ليبيا‬

‫طبيب نف�سي‬

‫منظمة الرحاب‪/‬ليبيا‬

‫طبيب نف�سي‬

‫دكتوراه‬

‫مركز عالج وت�أهيل �ضحايا‬ ‫التعذيب‪ /‬رام اهلل ‪ -‬فل�سطني‬

‫متعدد الإخت�صا�صات‬

‫دكتوراه يف اللغة العربية‬

‫اجلامعة العربية املفتوحة‪/‬‬ ‫االردن‬

‫�أ�ستاذ جامعي‬

‫‪7‬‬

‫‪8‬‬

‫فريق مركز عالج وت�أهيل‬ ‫�ضحايا التعذيب‬ ‫الإ�شراف والتدقيق اللغوي‬ ‫د‪ .‬عبا�س عبا�س‬

‫ماج�ستري نظم معلومات ادارية‬ ‫ماج�ستري تكنولوجيا املعلومات واالت�صاالات‬

‫‪11‬‬


‫أسماء اللجنة العلمية لتحكيم الدليل‬

‫الرقم‬

‫ا�سم املحكم‬

‫الدرجة العلمية‬

‫مكان العمل‬

‫الوظيفة‬

‫‪1‬‬

‫د‪ .‬عاطف �شوا�شرة‬

‫دكتوراه يف علم النف�س‬

‫معهد العناية ب�صحة‬ ‫اال�سرة‪/‬الأردن‬

‫مدير التدريب والتطوير‬

‫‪2‬‬

‫د‪ .‬ح�سني ال�سامل‬

‫دكتوراه يف االر�شاد نف�سي‬

‫معهد العناية ب�صحة‬ ‫اال�سرة‪/‬الأردن‬

‫�أخ�صائي نف�سي وم�س�ؤول‬ ‫�ضبط اجلودة‬

‫‪3‬‬

‫خ�ضر ر�صر�ص‬

‫ماج�ستري يف حقوق الإن�سان‬ ‫ماج�ستري علم نف�س اكلينيكي‬

‫املدير التنفيذي‬

‫مركز عالج وت�أهيل �ضحايا‬ ‫التعذيب‪/‬رام اهلل‬ ‫�أخ�صائي نف�سي اكلينيكي اول‬

‫‪4‬‬

‫د‪ .‬هناء قالل‬

‫دكتوراة يف القانون‬

‫جامعة بنغازي‪/‬ليبيا‬

‫�أ�ستاذ جامعي‬

‫‪5‬‬

‫د‪.‬م�صطفى �ضو االعوج‬

‫طبيب نف�سي‬

‫منظمة الرحاب‪/‬ليبيا‬

‫طبيب نف�سي‬

‫‪12‬‬


‫ملخص‬ ‫الوحدة األولى‬ ‫لأن العمل يف مراكز التعذيب يجب �أن ي�ستند �إلى بنية معرفية وعلمية و�أكادميية‬ ‫منظمة‪ ،‬ف�إن هذا الف�صل يهدف �إلى تعريف العاملني يف مراكز التعذيب مبفهوم‬ ‫التعذيب‪ ،‬ح�سب التعريفات العاملية املعتمدة اتفاقية الأمم املتحدة ملناه�ضة‬ ‫التعذيب (‪ )1984 ,CAT‬وميثاق طوكيو (‪ ،)1975‬و�أ�شكاله وتطوره عرب‬ ‫التاريخ‪ ،‬وكيفية تفاعله مع االحتياجات الإن�سانية من �أجل بناء معرفة منظمة‬ ‫ووا�ضحة حول هذا املفهوم‪ ،‬كما يهدف �إلى تبيان �آثار التعذيب على ال�شخ�صية‬ ‫الإن�سانية‪ ،‬من الناحية اجل�سدية والنف�سية واالجتماعية واال�ضطرابات النف�سية‬ ‫املرافقة للتعذيب‪ ،‬وقد ا�شتمل هذا الف�صل على تعريف التعذيب‪ ،‬وتبيان �أنواع‬ ‫التعذيب اجل�سدي والتعذيب النف�سي‪ ،‬و�شرح العالقة بني التعذيب واالحتياجات‬ ‫الإن�سانية‪ ،‬كما ا�شتمل على حتديد ملفهوم ال�ضحية مقابل الناجي من التعذيب‪ ،‬و‬ ‫اال�ضطرابات النف�سية املرافقة للتعذيب‪.‬‬

‫‪13‬‬


‫اﻟﻮﺣﺪة اﻻوﻟﻰ ‪:‬‬ ‫ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺬﻳﺐ‬ ‫اﻟﻜﻠﻤﺎت اﻟﻤﻔﺘﺎﺣﻴﺔ ‪:‬‬ ‫• اﻟﺘﻌﺬﻳﺐ‪.‬‬ ‫• اﻟﺘﻌﺬﻳﺐ اﻟﺠﺴﺪي‪.‬‬ ‫• اﻟﺘﻌﺬﻳﺐ اﻟﻨﻔﺴﻲ‪.‬‬ ‫• اﻟﺘﻌﺬﻳﺐ واﻻﺣﺘﻴﺎﺟﺎت اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ‪.‬‬ ‫• اﻟﻀﺤﻴﺔ ﻣﻘﺎﺑﻞ اﻟﻨﺎﺟﻲ ﻣﻦ اﻟﺘﻌﺬﻳﺐ‪.‬‬ ‫• اﻵﺛﺎر اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﺘﻌﺬﻳﺐ‪.‬‬ ‫• اﻻﺿﻄﺮاﺑﺎت اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ اﻟﻤﺮاﻓﻘﺔ ﻟﻠﺘﻌﺬﻳﺐ‪.‬‬ ‫• آﺛﺎر اﻟﺘﻌﺬﻳﺐ ﻋﻠﻰ ﺑﻨﺎء اﻷﺳﺮة‪.‬‬

‫‪14‬‬


‫مفهوم التعذيب‬ ‫مقدمــة‪:‬‬ ‫ي�شهد العامل عرب الع�صور املختلفة العديد من الأحداث‪ ،‬وال�صراعات‪ ،‬والنزاعات امل�سلحة وغريها من الأزمات التي ت�ؤدي �إلى �إحداث‬ ‫الكثري من �أعمال العنف‪ ،‬والتخريب‪ ،‬والتعذيب التي يتعر�ض لها الأفراد مما يرتك الآثار ال�سلبية على طبيعة حياة الإن�سان و�أ�سرته‬ ‫وجمتمعة‪ ،‬ويعد التعذيب من املمار�سات غري الإن�سانية واالنتهاكات التي يتعر�ض لها الأفراد بكافة �أ�شكالها اجل�سدية والنف�سية منها‪ ،‬مما‬ ‫يت�سبب يف �إحداث �آثار ج�سدية و�ضغوط نف�سية‪.‬‬ ‫يعد التعذيب و�سيلة �أو �أداة ت�ستخدم للك�شف عن معلومات واحل�صول على اعرتافات‪� ،‬سواء كانت تتعلق ب�أمور جنائية �أو �سيا�سية �أو‬ ‫ع�سكرية‪ .‬كما ي�ستخدم التعذيب ك�أداة لل�سيطرة على جمريات الأحداث‪ ،‬وهذا ما �أ�شارت �إليه العديد من الدرا�سات كما يف درا�سة (&‪Zelss‬‬ ‫‪ )1987 ,Goldstein‬حول الناجني من احلرب العاملية الثانية وحرب كوريا والتي تو�صلت �إلى �أن (‪ )%20‬من الأ�سرى يعانون من �أعرا�ض‬ ‫نف�سية ا�ستمرت معهم لوقت طويل وهي ما مت ت�صنيفها حتت م�سمى ا�ضطراب ما بعد ال�صدمة‪ ،‬و(‪ ) %36‬يعانون من �أعرا�ض نف�سية‬ ‫ا�ستمرت عدة �سنوات‪ ،‬متثلت ب�أعرا�ض االكتئاب وا�ضطراب ما بعد ال�صدمة‪ ،‬و(‪ )%17‬ظهرت لديهم �أعرا�ض نف�سية تال�شت مع مرور‬ ‫الوقت‪ ،‬و(‪ )%20‬ا�ستمرت لديهم �أعرا�ض نف�سية‪� ،‬إن درا�سة الناجني والأ�سرى من احلرب العاملية الثانية �أظهرت وجود ن�سب مرتفعة من‬ ‫اال�ضطرابات النف�سية‪� ،‬إذ �إن هنالك ما ن�سبته (‪ )%67‬ا�ستمرت عندهم الأعرا�ض ل�سنوات طويلة‪.‬‬ ‫يعد التعر�ض للتعذيب من �أكرث املواقف امل�سببة حلدوث ال�صدمات النف�سية مقارنة مع غريها من احلوادث‪ ،‬حيث �إن هذه الظاهرة قد‬ ‫عرفت منذ الع�صور القدمية‪ ،‬ومور�ست يف العديد من الثقافات‪ ،‬وهذا ما �أ�شارت �إليه العديد من الوثائق التي تظهر وجود التعذيب يف‬ ‫م�صر القدمية منذ زمن امللك امل�ؤ�س�س رم�سي�س الثاين‪ ،‬كان التعذيب ميار�س يف ظل النظام الق�ضائي �أثناء الع�صور الو�سطى يف �أوروبا‪� ،‬إلى‬ ‫�أن �أ�صبح منت�شرا يف بلدان العامل‪ ،‬على الرغم من وجود العديد من االتفاقيات واملعاهدات املناه�ضة للتعذيب‪ ،‬وغريه من �أ�ساليب املعاملة‬ ‫الال�إن�سانية ( ياكب�سون ونيل�سن‪.)2000 ،‬‬ ‫ويهدف التعذيب �إلى تدمري ال�شخ�صية �أو الهوية عند ال�ضحية‪ ،‬وخلق �شعور بالرعب والتبعية واال�ست�سالم (جمعية الطب الربيطانية‪،‬‬ ‫‪ .)1986‬والتعذيب مبعناه الوا�سع هو �إحلاق الأمل ب�شخ�ص ما من �أجل حتطيم �إرادته ويعتقد (‪ )1985,peters‬ب�أن ارتفاع ن�سبة �أعمال‬ ‫التعذيب يف القرن الع�شرين تعود �إلى التغري احلا�صل يف مفهوم اجلرمية ال�سيا�سية‪ ،‬مبعنى �أن التعذيب �أ�صبح �سالحاً مهماً يف عمليات‬ ‫القمع ال�سيا�سي الذي متار�سه بع�ض الأنظمة ال�سيا�سية يف العامل‪ .‬ويف �أحيانا كثرية تلج�أ �أجهزة الأمن �إلى ممار�سة التعذيب والتهديد‬ ‫�أثناء التحقيق ال�سيا�سي‪ ،‬وغري ال�سيا�سي وذلك لإجبار املتهم على البوح ب�أ�سرار واعرتافات للح�صول على املعلومات الالزمة‪ ،‬وت�شري‬ ‫الدرا�سات �أن ما ن�سبته (‪ )%80‬من بلدان العامل الثالث ( كالربازيل‪ ،‬واملك�سيك ) يتعر�ض فيه اجلانحون لعمليات تعذيب واغت�صاب‪ ،‬كما‬ ‫�أ�شارت �أي�ضا �إلى �أن (‪ )%80‬من موظفي وزارة الداخلية يف �ألبانيا هم من رجال املخابرات ملمار�سة �أعمال القمع والتهديد ‪.‬‬ ‫وك�شفت درا�سة‪� ‬أجراها املجل�س القومي حلقوق الإن�سان عن حاالت التعذيب التي‪ ‬ارتكبت يف م�صر من (‪ ) 2011‬وحتى عام (‪� )2012‬إلى‬ ‫احتالل �أفراد و�ضباط ال�شرطة‪ ،‬وحتديداً املباحث اجلنائية والأمن العام والأمن الوطني‪ ،‬املرتبة الأولى بقائمة مرتكبي التعذيب بن�سبة‬ ‫(‪ )%40‬يليهم امل�شرفون على ال�سجون بن�سبة ( ‪ )%35‬وجاء يف املرتبة الثالثة �أفراد ال�شرطة الع�سكرية �أثناء احتكاكهم باملواطنني املدنيني‬ ‫يف املظاهرات وبال�سجون احلربية‪ ،‬وذلك بن�سبة ( ‪ ) %25‬و�أ�شارت الدرا�سة �أي�ضا �إلى مرتكبني �آخرين جلرائم التعذيب متيزوا بغيابهم عن‬ ‫م�شهد االتهام‪ ،‬وهم املعاجلون للمدمنني وامل�س�ؤولون مب�ست�شفيات ال�صحة النف�سية‪ ،‬وبع�ض موظفي وزارة الداخلية ‪ ،‬كما ر�صدت الدرا�سة‬ ‫التي �أجرتها وحدة التعذيب باملجل�س القومي الأماكن الأ�سا�سية للتعذيب يف م�صر حيث احتلت �أق�سام ال�شرطة‪ ،‬وال�سجون املرتبة الأولى‬ ‫لت�ساوي ن�سبتيهما التي و�صلت ل( ‪ )%27.5‬لكل منهما‪ ،‬وتلتها دور الأحداث بن�سبة ( ‪ ) %17.5‬و�أماكن العالج النف�سي بن�سبة‪)%15( ‬‬ ‫و�سيارات الرتحيالت‪ ،‬وال�سيارات اخلا�صة ب�أق�سام ال�شرطة بن�سبة (‪ )%12.5‬و�أ�شارت الدرا�سة �إلى �أن ال�سجناء هم �أكرث الفئات التي‬ ‫تعر�ضت ملمار�سات التعذيب بن�سبة ( ‪ )%32‬من احلاالت التي مت متثيلها يف هذه الدرا�سة‪ ،‬يف حني تلتها ن�سبة امل�شتبه يف تورطهم بجرائم‬

‫‪15‬‬


‫جنائية بتمثيل قدره ( ‪ )%22‬وتقاربت معها ن�سبة الأحداث لتحتل املركز الثالث بن�سبة (‪( %21‬وتالها الن�شطاء ال�سيا�سيون بن�سبة‬ ‫(‪ )%15‬ثم تقاربت ن�سب احلقوقيني واملر�ضى العقليني والنف�سيني واملدمنني بامل�صحات العالجية‪ ،‬حيث مثلت ن�سبتهم (‪)%3,%3 ,%4‬‬ ‫على التوايل‪ .‬وفيما يتعلق بالفئة العمرية ل�ضحايا التعذيب فقد احتلت الفئة العمرية بني ‪ 40-25‬عام املرتبة الأولى ل�ضحايا التعذيب‬ ‫بن�سبة (‪ )%38‬وجاء يف املرتبة الثانية الأطفال من ذوي �سن ‪18‬عاماً بن�سبة (‪ )%27‬من ال�ضحايا‪ ،‬ويعقبهم الفئة العمرية بني ‪25-18‬‬ ‫عاماً بن�سبة (‪ )%26‬ثم احتل ذيل قائمة �ضحايا التعذيب والناجني منه‪ ،‬الفئة العمرية ملن هم �أكرث من ‪ 40‬عاما بن�سبة (‪.)%9‬‬ ‫ويف درا�سة م�سحية �أجراها معهد العناية ب�صحة الأ�سرة‪/‬م�ؤ�س�سة نور احل�سني الأردن عام ‪ 2014‬ا�شتملت على ‪� 8842‬أ�سرة من الالجئني‬ ‫ال�سوريني يف االردن و�صلت �أعداد املعر�ضني للتعذيب الى ‪ 1336‬معذبا حيث بلغت ن�سبتهم من عينة الدرا�سة حوايل ‪. %15‬‬

‫مفهوم التعذيب‪:‬‬ ‫كلمة تعذيب (‪ )Torture‬من�شقة من الكلمة الالتينية (‪ )Tortum‬ولقد مت �أحداث تغيريات فيها لت�صبح كلمة (‪ )Torture‬للإ�شارة �إلى‬ ‫الت�سبب الأذى اجل�سدي والنف�سي من قبل �أفراد طغاة ي�ستمتعون مب�شاهدة الآالم لدى ال�ضحايا املراد االنتقام منهم‪ .‬ويغلب على ممار�سة‬ ‫التعذيب �أن يكون ذو طابع ر�سمي ومب�ساندة من اجلهات الر�سمية ال�ستخدامه كو�سيلة جلمع املعلومات من الأفراد‪.‬‬ ‫يعرف التعذيب ح�سب اتفاقية الأمم املتحدة ملناه�ضة التعذيب (‪ )1984 ,CAT‬ب�أنه‪:‬‬ ‫“�أي عمل ينتج عنه �أمل �أو عذاب �شديد ‪ ،‬ج�سديا كان �أم عقليا‪ ،‬يلحق عمداً ب�شخ�ص ما بق�صد احل�صول من هذا ال�شخ�ص‪� ،‬أو �شخ�ص ثالث‬ ‫على معلومات �أو اعرتافات‪� ،‬أو معاقبته على عمل ارتكبه �أو ي�شتبه يف �أنه ارتكبه‪ ،‬هو �أو �شخ�ص ثالث‪� ،‬أو تخويفه �أو �إرغامه هو �أو �أي �شخ�ص‬ ‫ثالث‪� ،‬أو عندما يلحق مثل هذا الأمل �أو العذاب لأي �سبب من الأ�سباب يقوم على التمييز �أياً كان نوعه‪� ،‬أو يحر�ض عليه‪� ،‬أو يوافق عليه‪� ،‬أو‬ ‫ي�سكت عنه موظف ر�سمي‪� ،‬أو �أي �شخ�ص �آخر يت�صرف ب�صفته الر�سمية‪ ،‬ينح�صر ذلك الأمل �أو العذاب مبا ينجم عن عقوبات قانونية‪� ،‬أو‬ ‫املالزم لهذه العقوبات‪� ،‬أو الذي يكون نتيجة عر�ضية لها”‪.‬‬

‫ويعرف التعذيب وفقا مليثاق طوكيو (‪ )1975‬ب�أنه‪:‬‬ ‫تعمد الت�سبب للمعاناة اجل�سدية �أو العقلية‪ ،‬ب�صورة منتظمة �أو وح�شية‪ ،‬من جانب واحد �أو �أكرث من �أ�شخا�ص يت�صرفون مبفردهم‪� ،‬أو‬ ‫بناء على �أوامر من �أي �سلطة‪ ،‬لإجبار �شخ�ص �آخر على الإف�صاح عن معلومات‪ ،‬وعلى الإدالء باعرتافات‪� ،‬أو لأي �سبب �آخر‪ .‬وقد يتم اعتبار‬ ‫الإجبار على اال�شرتاك يف احلروب واالعتقال لفرتات طويلة لأ�سباب �سيا�سية‪� ،‬أو اعتقال �أحد �أفراد الأ�سرة من �أنواع التعذيب متكررة‬ ‫احلدوث‪.‬‬ ‫كما عرفت اجلمعية الطبية العاملية (‪ )1994,WMA‬التعذيب ب�أنه‪:‬‬ ‫“ �إ�ساءة ج�سدية �أو نف�سية وح�شية متعمدة ومنظمة ‪ ،‬يعاين منها �شخ�ص �أو �أكرث‪ ،‬بحيث يقوم بها �شخ�ص من تلقاء نف�سه �أو بناء على �أمر‬ ‫من ال�سلطة ‪ ،‬وذلك لإجبار ال�شخ�ص �أو �أ�شخا�ص �آخرين‪ ،‬على االعرتاف بذنب �أو احل�صول على معلومات �أو �أي �سبب �أخر”‬

‫‪16‬‬


‫وتعرف (منظمة العفو الدولية ‪ )1984 ،‬التعذيب على �أنه‪:‬‬ ‫“�صدمة كربى غري متوقعة حت�صل لبع�ض الأ�شخا�ص الذين يخ�ضعون لتعذيب ج�سدي ونف�سي متعمد متار�سه �أجهزة تابعة للدولة �أو‬ ‫منظمات �إرهابية ذات �أهداف �سيا�سية �أو طائفية‪ ،‬ومن هنا يبدو �أن التعذيب هو �سالح �سيا�سي حاد ‪ ،‬ت�ستخدمه بع�ض الدول لإ�شاعة الرعب‬ ‫بني النا�س‪ ،‬وفر�ض ال�سيطرة على العقول وقمع �أ�صوات املعار�ضة”‬

‫وتعرف الأمم املتحدة (‪ )1984,UN‬التعذيب ب�أنه‪:‬‬ ‫“�أي عمل يت�سبب بالآالم اجل�سدية �أو النف�سية لإن�سان ما وب�صورة متعمدة ومنظمة كو�سيلة من و�سائل احل�صول على املعلومات‪� ،‬أو انتزاع‬ ‫اعرتافات‪� ،‬أو لغر�ض التخويف والرتهيب‪� ،‬أو ب�صفته �شكل من �أ�شكال العقوبة‪� ،‬أو و�سيلة لل�سيطرة على جمموعة معينة ت�شكل خطراً على‬ ‫ال�سلطة املركزية‪ ،‬وي�ستعمل التعذيب يف بع�ض احلاالت لأغرا�ض �أخرى كفر�ض جمموعة من القيم واملعتقدات التي تعتربها اجلهة املعنية‬ ‫قيماً �أخالقية”‪.‬‬

‫ومن خالل التعريفات ال�سابقة جند �أن مفهوم التعذيب ي�شري �إلى �أي ت�صرف �أو فعل ينطوي على الت�سبب املق�صود ب�إحداث‬ ‫الأ�ضرار والآالم اجل�سدية والنف�سية وذلك بهدف‪:‬‬ ‫ ‬

‫•احل�صول على املعلومات من ال�شخ�ص �أو من �شخ�ص ثالث‪.‬‬

‫ ‬

‫• احل�صول على اعرتافات ‪.‬‬

‫ ‬

‫•�إحلاق العقاب بال�شخ�ص لت�صرفاته �أو لت�صرفات �شخ�ص ثالث‪.‬‬

‫ ‬

‫•قهر ال�شخ�ص �أو الإهانه‪.‬‬

‫ ‬

‫•التمييز والتفرقة ‪.‬‬

‫ ‬

‫•يت�سبب بالآالم والأ�ضرار اجل�سدية والنف�سية البليغة‪.‬‬

‫ ‬

‫•ميار�س ب�شكل مق�صود وممنهج‪.‬‬

‫ ‬

‫•ينت�شر التعذيب يف كل الأماكن‪.‬‬

‫ ‬

‫•يهدف �إلى جمع املعلومات �أو حتطيم �شخ�صية الإن�سان‪.‬‬

‫‪17‬‬


‫التعذيب عبر التاريخ‪:‬‬ ‫يف الع�صور القدمية كان التعذيب ي�ستعمل عادة كو�سيلة الختبار مزاعم �أو تهمة معينة تتعلق بك�سر عرف �أو مبد�أ ديني‪ ،‬وكانت الفكرة‬ ‫الرئي�سية تكمن يف ك�شف ما اعتقده القائمون بالتعذيب ب�أن �شخ�صاً ما قد يكون م�سكوناً بال�شيطان‪� ،‬أو �أي قوة �أخرى التتما�شى مع‬ ‫العقيدة الدينية ال�سائدة يف ذلك املجتمع‪ ،‬وهناك و�سيلتان موثقتان حول ا�ستعمال التعذيب لهذا الغر�ض وهما ‪:‬‬ ‫ ‪-‬و�ضع ع�صابة على العني و�إجبار املتهم ب�أن مي�شي على �شيء حمرتق ذي حرارة عالية‪ ،‬وفح�ص قدمي ال�شخ�ص بعد ثالثة �أيام‪،‬‬ ‫ف�إذا كانت هناك �أثار للحروق ف�إن التهمة كانت تعترب م�ؤكدة ‪.‬‬ ‫ ‪-‬ا�ستخراج حجر م�ستقر يف قاع ماء مغلي‪ ،‬وفح�ص اليد بعد ذلك وحرق اليد كان كفيال ب�إل�صاق التهمة‪.‬‬ ‫�أما يف اليونان القدمية فقد كان العبيد يتعر�ضون للتعذيب لغر�ض معرفة احلقيقة‪ ،‬وكان ا�ستعمال هذا الأ�سلوب حمظوراً على الأحرار‪،‬‬ ‫وبالإ�ضافة �إلى ذلك‪ ،‬كان هناك قانون يحظر ا�ستعمال التعذيب مع العبيد لغر�ض ا�ستخراج معلومات منهم عن �أ�سيادهم ‪ .‬ويظهر تعذيب‬ ‫العبيد و امل�ست�ضعفني جليا يف بداية ظهور الإ�سالم يف �شبه اجلزيرة العربية‪ ،‬حيث مت تعذيب بع�ض امل�سلمني على يد �أهل مكة‪ ،‬ومنهم بالل‬ ‫بن رباح على يد �أمية ابن خلف‪ ،‬و عمار بن يا�سر على يد �أبي جهل ‪.‬‬ ‫متت ممار�سة التعذيب يف القرون الو�سطى وبالتحديد يف القرن الثالث ع�شر مع املهرطقني من قبل الكني�سة الكاثوليكية‪ ،‬وبعد ت�شكيل‬ ‫حماكم التفتي�ش �أ�صدر البابا �إينو�سينت الرابع يف عام ‪ 1252‬مر�سوماً ب�إ�ستعمال التعذيب �ضد املتهمني بالهرطقة لإ�ستح�صال املعلومات‬ ‫منهم‪ .‬كانت �إحدى الو�سائل امل�شهورة يف التعذيب �أثناء هذه الفرتة عبارة عن تعليق املتهم بوا�سطة حبل مربوط بال�سقف يف �أو�ضاع غري‬ ‫مريحة‪ ،‬كانت ت�ؤدي �إلى خلع مفا�صل اجل�سم حتى قبل ال�شروع يف عملية التعذيب‪.‬‬ ‫والبد �أن ي�شتمل تعريف التعذيب على الإ�شارة �إلى اعتباره فعل �إرهابي يهدف �إلى �إثارة الرعب والذعر لدى الأفراد و�أ�سرهم‪ ،‬من خالل‬ ‫تعمد ا�ستخدام الأ�ساليب الإرهابية كال�ضرب والتهديد والإ�ساءة لأفراد الأ�سرة �أمام ال�ضحية‪ ،‬مما يخلق مناخاً �أ�سرياً واجتماعياً �سلبياً ‪.‬‬ ‫ويذكر جرييتي وكايني وتوما( ‪ )2001 , Gerrity, Keane and Tuma‬ب�أن بالرغم من �أن التعذيب ميار�س من قبل ‪ 121‬حكومة ونظام‬ ‫�سيا�سي بالعامل وب�شكل ظاهر �إال �أن قادة العامل ال يحاولون الت�صدي له ومنع حدوثه ب�شكل فعال‪.‬‬

‫الغايات واألهداف من ممارسة التعذيب‪:‬‬ ‫تتعدد الأهداف والغايات من ممار�سة التعذيب مبا يلي‪ :‬احل�صول على معلومات واعرتافات‪� ،‬سواء كانت تتعلق ب�أمور �سيا�سية �أو ع�سكرية‪،‬‬ ‫وي�ستخدم ك�أداة لل�سيطرة على بع�ض الأفراد واجلماعات التي ت�شكل م�صدر تهديد مل�صدر ال�سلطة و�شرعيتها‪ ،‬من خالل �إقامة العديد من‬ ‫املراكز ال�سرية واملتخ�ص�صة ملمار�سة التعذيب‪ ،‬كما ي�ستخدم ك�أداة جترمي من خالل �إجبار املعتقلني على ذكر �أ�شخا�ص �آخرين �شاركوا يف‬ ‫جمموعات مت�آمرة‪� ،‬أو �أ�شخا�ص يتزعمون تنظيمات معار�ضة‪ ،‬ا�ضافة �إلى الإجبار على التخل�ص من بع�ض الأفكار واملعتقدات‪ ،‬بهدف �إقناع‬ ‫املعتقل بالتخلي عن �أفكاره واجتاهاته ال�سابقة‪ ،‬وتبني �أفكار واجتاهات جديدة‪ ،‬تتوافق مع اجلهة القائمة على التعذيب (غ�سيل الدماغ)‪،‬‬ ‫التطهري العرقي ملواطنني ال ميتلكون �أراء �سيا�سية‪ ،‬وذلك بهدف �إجبارهم على ترك بيوتهم و�أهلهم (مراقبة حقوق الإن�سان‪.)2004،‬‬ ‫وهذا ما �أ�شارت �إليه الوثائق املن�شورة يف موقع مركز الأبحاث والت�أهيل ل�ضحايا التعذيب (‪ )RCT‬حول الهدف من ممار�سة التعذيب‪،‬‬ ‫واملمثل يف �إ�شاعة الرعب واخلوف لدى الأفراد يف املجتمع‪ ،‬حيث �إن التعذيب ال يهدف �إلى القتل بقدر ما يرمي �إلى الإ�ضرار باملجتمع ‪.‬‬

‫‪18‬‬


‫أشكال التعذيب‪:‬‬ ‫هنالك وجهان للتعذيب وهما الوجه اجل�سدي والوجه النف�سي‪ ،‬والهدف هو تدمري اجل�سد و�إحلاق ال�ضرر بالنف�س‪ ،‬وفيما ي�أتي تف�صيل‬ ‫�أوفى لهذين الوجهني‪:‬‬ ‫التعذيب اجل�سدي‪ :‬وي�شمل ال�ضرب املنظم مثل ( الفلقة وال�ضرب على الر�أ�س والوجه‪ ،‬والرف�س‪ ،‬والتعليق‪ ،‬واحلرق والبرت لأجزاء‬ ‫من اجل�سم وال�صعق بالكهرباء‪ ،‬والغمر باملاء‪ ،‬واحلقن بالفريو�سات واخلنق غريها)‪.‬وهذا ما �أ�شارت �إليه درا�سة( (�‪Punama‬‬ ‫‪ )1988,ki‬للمعتقلني ال�سيا�سيني الفل�سطينيني‪� ،‬إن (‪ )%100‬من ال�سجناء تعر�ضوا للتعذيب اجل�سدي (‪ ) % 87‬تعر�ضوا‬ ‫للتعذيب باملاء البارد خالل ال�شتاء ‪ ،‬و (‪ )%95‬تعر�ضوا للحرمان من الطعام‪.‬‬ ‫كما ي�شمل التعذيب اجل�سدي‪ ،‬وهو �أكرث الأنواع �شيوعا‪ ،‬في�شمل الكي وقلع الأ�سنان‪� ،‬أو الأ�ضافر وا�ستعمال الع�صي‪� ،‬أو ال�سوط‬ ‫�أو الهراوة‪ ،‬والغم�س يف املاء املغلي‪� ،‬أو املاء البارد‪ ،‬والإخ�صاء‪ ،‬وت�شويه الوجه‪ ،‬و الأجزاء الظاهرة من اجل�سم‪ ،‬و�سلخ اجللد‪ ،‬و‬ ‫التجويع‪� ،‬أو الإجبار على الإفراط يف الأكل‪ ،‬وال�سحل �أو ال�سحق‪ ،‬والتعليق بوا�سطة احلبال يف �أو�ضاع غري مريحة‪ ،‬ال�صعقات‬ ‫الكهربائية‪.‬‬ ‫وب�شكل عام ميكن و�ضع �أنواع التعذيب اجل�سدي كالآتي‪:‬‬ ‫ ‬

‫•ال�ضرب على اجل�سد‪.‬‬

‫ ‬

‫•ال�ضرب على الر�أ�س‪.‬‬

‫ ‬

‫•ال�ضرب على باطن القدم ( ‪.)Falanga‬‬

‫ ‬

‫•التعليق وما ي�سمى بالتعليقة الفل�سطينية‪.‬‬

‫ ‬

‫•احلرق‪.‬‬

‫ ‬

‫•ا�ستئ�صال ع�ضو من اجل�سد‪.‬‬

‫ ‬

‫•الت�سمم‪.‬‬

‫ ‬

‫•التعذيب الكيميائي �أو البيولوجي‪.‬‬

‫ ‬

‫•التعر�ض لل�صوت املرتفع‪.‬‬

‫ ‬

‫•احلب�س يف مكان �ضيق‪ ،‬وهو ما يطلق عليه ا�سم القف�ص ( ‪.) the cage‬‬

‫ ‬

‫•احلرمان من الأكل واملاء‪.‬‬

‫ ‬

‫•احلرمان من الذهاب �إلى دورات املياه‪.‬‬

‫ ‬

‫•التعر�ض لل�صعقات الكهربائية‪.‬‬

‫‪19‬‬


‫ ‬

‫•الغمر باملاء واخلنق‪.‬‬

‫ ‬

‫•االغت�صاب اجلن�سي‪.‬‬

‫ ‬

‫•�سكب املاء البارد خالل الطق�س البارد‪.‬‬

‫ ‬

‫•�سوء العناية بالنظافة‪.‬‬

‫التعذيب النف�سي‪ :‬وي�شمل العزل واحلرمان من الأحا�سي�س الطبيعية مثل( ال�صوت‪ ،‬ال�ضوء‪ ،‬املاء‪ ،‬الطعام‪ ،‬انقطاع االت�صال مع العامل‬ ‫اخلارجي)‪ ،‬التهديد بالقتل والإعدام‪ ،‬وم�شاهدة حاالت القتل والإعدام لأ�شخا�ص �آخرين‪ ،‬الإذالل والإهانة وال�شتم بكلمات‬ ‫م�شينة‪ ،‬بالإ�ضافة �إلى احلرمان من النظافة البدنية والراحة‪ ،‬االغت�صاب وغ�سل الدماغ‪ ،‬وحتقري املعتقدات والقيم ال�شخ�صية‪،‬‬ ‫و�إهانة املفاهيم الدينية والثقافية (يعقوب‪.)1999،‬‬

‫ي�شتمل التعذيب النف�سي على املظاهر الآتية‪:‬‬ ‫ ‬

‫•التظاهر بتنفيذ حكم الإعدام �أو القتل‪.‬‬

‫ ‬

‫•االعتقال الفردي واحلرمان من االت�صال مع الآخرين ‪.‬‬

‫ ‬

‫•الإجبار على م�شاهدة �أو �سماع �صوت �أ�شخا�ص يعذبون‪.‬‬

‫ ‬

‫•احلرمان من النوم �أو الإجبار على النوم لفرتات طويلة‪.‬‬

‫ ‬

‫•احلرمان من املثريات احل�سية‪ ،‬بو�ضع ع�صبة على العني �أو مانع لل�سمع على الأذنني‪.‬‬

‫ ‬

‫•�إهانة املعتقدات الدينية واالجتماعية للمعتقلني‪.‬‬

‫ ‬

‫•الإجبار على اال�شرتاك باالغت�صاب �أو االعتداء اجلن�سي على الآخرين‪.‬‬

‫ ‬

‫•�إجبار املعتقل على �إهانة معتقداته والقيمة ال�شخ�صية والدينية له‪)Istanbul Protocal , 2004( .‬‬

‫وهذا ما �أ�شار �إليه الناجون من التعذيب يف ال�سجون الإ�سرائلية كما ورد يف ( يعقوب‪ )1999 ،‬ب�أنهم ميرون بعدة مراحل‬ ‫خالل ممار�سة التعذيب‪:‬‬ ‫املرحلة الأولى‪ :‬خطف املعتقلني وجتميعهم يف مراكز االعتقال‪ ،‬و�صلبهم على اجلدران و�ضربهم و�إهانتهم والتهديد بالقتل‪ ،‬ثم‬ ‫نقلهم مع�صوبي الأعني �إلى مكان جمهول‪.‬‬ ‫املرحلة الثانية‪ :‬اال�ستجواب والتحقيق خالل �ساعات الليل املت�أخرة‪ ،‬مع ا�ستخدام �أ�ساليب الرتهيب والتعذيب بالكهرباء واحلرمان‬ ‫من النوم والأكل‪.‬‬ ‫املرحلة الثالثة‪ :‬و�ضع املعتقلني يف �سجن انفرادي‪ ،‬وو�ضعهم يف حفر ترابية مليئة بالزجاج‪ ،‬و�إجبارهم على الوقوف عليها ل�ساعات‬ ‫طويلة‪ ،‬والتهديد بالدفن‪.‬‬ ‫املرحلة الرابعة‪ :‬التهديد باعتقال زوجاتهم‪� ،‬أو الأطفال‪ ،‬واغت�صابهم‪ ،‬وذلك بهدف �إرغامهم على االعرتاف ب�أعمال مل يقوموا بها‪.‬‬

‫‪20‬‬


‫الضحايا ( ‪ ) victims‬مقابل الناجين ( ‪:) Survivors‬‬ ‫من املعروف ب�أن الأفراد الذين تعر�ضوا للتعذيب ي�شار لهم ب�أنهم ال�ضحايا ‪ ،‬ويعترب هذا امل�صطلح �إ�شارة �إلى ما عاناه ه�ؤالء الأفراد من‬ ‫م�شكالت و�صدمات‪ ،‬حدثت خالل عمليات التعذيب‪ ،‬وبالرغم من ذلك ميكن الإ�شارة �إلى م�صطلح (الناجي من التعذيب) والذي ي�شري‬ ‫�إلى وجود م�ستويات مالئمة من املقاومة وال�صالبة النف�سية ( ‪� ) Psychological Resilience‬إال �أننا بهذا امل�صطلح قد ن�شري ب�شكل خفي‬ ‫�إلى �ضرورة �أن يعي�ش الفرد �ضمن مكون وخربات ال ميكن التحدث عنها‪.‬‬ ‫�إن م�صطلح ال�ضحية ي�شري �إلى �أن خربة التعذيب قد ترتك الفرد �ضعيفا وم�ست�سلما‪ ،‬غري قادر على الدفاع عن نف�سه‪ ،‬وبحاجة ما�سة‬ ‫مل�ستويات مرتفعة من التعاطف ‪.‬يف حني ميكن ا�ستخدام الناجي من التعذيب للإ�شارة �إلى ال�شخ�ص الذي تعر�ض للتعذيب‪ ،‬ومتكن من‬ ‫�إعادة ال�سيطرة على ذاته‪ ،‬من خالل التعامل الفعال مع الأعرا�ض النف�سية والآالم اجل�سدية الناجمة عن التعذيب‪.‬‬ ‫يعي�ش الإن�سان يف الو�ضع الطبيعي ب�شكل متوازن‪ ،‬وت�شكل دوافعه النف�سية واجل�سدية واالجتماعية حمركات لوجوده االن�ساين‪،‬‬ ‫الذي ت�سيطر عليه يف الغالب خم�س جمموعات من احلاجات مرتبة ترتيباً ت�صاعدياً على �شكل �سلم �أو هرم‪ ،‬حتتل قاعدته احلاجات‬ ‫الف�سيولوجية‪ ،‬تعلوها حاجات الأمن‪ ،‬فاحلاجات االجتماعية‪ ،‬فحاجات التقدير واالحرتام الذاتي‪ ،‬و�أخريا حاجات حتقيق الذات‪ .‬وتظل‬ ‫احلاجة غري امل�شبعة هي املتحكمة يف ال�سلوك‪� ،‬أي �أنها ت�ؤثر يف �سلوك الفرد‪ ،‬يف حني ال ت�ؤثر احلاجة امل�شبعة يف �سلوكه‪ .‬وبالتايل ينتهي‬ ‫دورها يف عملية احلفز‪ .‬وبناء على ذلك ال بد من �إ�شباع امل�ستوى الأدنى‪ ،‬قبل �أن ي�صبح بالإمكان �إ�شباع امل�ستوى الأعلى‪ ،‬هذا يف الو�ضع‬ ‫الطبيعي الآمن للإن�سان‪� ،‬أما يف حالة التعذيب فتتغري هذه الرتاتبية يف الأهمية‪ ،‬وي�صبح الإن�سان يف حالة تخبط داخلي‪ ،‬وخا�صة عندما‬ ‫مي�س التعذيب �أهم �أركان �شخ�صيته وكرامته الإن�سانية‪ ،‬فتنك�سر �إرادته وتفقد الدوافع تلك قوتها يف حتريك ال�سلوك الب�شري‪.‬‬

‫اآلثــار الجسدية والنفسية واالجتماعية الناتجة عن التعذيب‪:‬‬ ‫�إن نتائج ممار�سة التعذيب متعددة ومتنوعة‪� ،‬سواء كانت من الناحية اجل�سدية �أو النف�سية‪:‬‬ ‫�أوال‪ :‬الآثار اجل�سدية‪ :‬وميكن تق�سيم الآثار اجل�سدية الناجتة عن التعذيب �إلى‪:‬‬ ‫ ‬

‫•�أثار ج�سدية فورية‪ ،‬وهي الآثار التي تظهر ب�شكل مبا�شر بعد التعذيب مثل الك�سور‪ ،‬والأورام الدموية‪ ،‬وانزالق املفا�صل‪،‬‬ ‫واجلروح والر�ضو�ض‪ ،‬والأمرا�ض اجلن�سية‪ ،‬واملوت ب�سبب النزف الداخلي والتعر�ض لل�ضرب امل�ستمر‪.‬‬

‫ ‬

‫•�أثار ج�سدية الحقة‪ ،‬وهي الآثار التي تظهر يف وقت الحق من التعر�ض للتعذيب مثل ال�ضعف يف حدة الب�صر‪ ،‬واحلول‪،‬‬ ‫وثقب يف طبلة الإذن‪ ،‬واجلروح وااللتهابات املزمنة يف الأذن الداخلية مما يودي �إلى �ضعف ال�سمع‪ ،‬كما ي�ؤدي �إلى الإ�صابة‬ ‫ب�أمرا�ض معدية جراء االحتجاز يف �أماكن وظروف غري �صحية‪ ،‬والإ�صابة ب�أمرا�ض متعلقة باجلن�س‪ ،‬ت�ؤدي �إلى الإ�صابة‬

‫ ‬

‫•ب�ضعف القدرة اجلن�سية‪� ،‬أو الإ�صابة بفريو�س االيدز (عبدالرزاق‪.)2004،‬‬

‫ومن الآثار اجل�سدية �أي�ضا ال�صعوبة بامل�شي و�إحداث �ضمور بالع�ضالت وت�شويه وانخفا�ض الوزن‪ ،‬وا�ضطراب اجلهاز اله�ضمي‪ ،‬وفقدان‬ ‫الن�شاط واحليوية‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬الآثار النف�سية‪ :‬وتعترب الأكرث بقاء وا�ستمرارية لفرتات طويلة وتظهر على �شكل قلق‪ ،‬وخوف‪ ،‬وفقدان الثقة بالنف�س وبالآخرين‪،‬‬ ‫وال�شك‪� ،‬أحالم وكوابي�س مزعجة‪ ،‬حذر وترقب �شديد‪ ،‬ال�شعور بالعار واخلزي‪ ،‬لوم الذات وال�شعور بالذنب‪ ،‬الغ�ضب والعدوانية‪،‬‬ ‫العزلة واالن�سحاب االجتماعي‪ ،‬نق�ص يف القدرة على الرتكيز‪ ،‬الإدمان على الكحول واملخدرات‪ ،‬وا�ضطراب التوجه الزماين‬ ‫واملكاين ( ا�ضطراب الذاكرة) ( �أبو هني‪.) 1991,Allodi -1988 ،‬‬

‫‪21‬‬


‫ومن الآثار النف�سية املتقدمة ميكن �أن يظهر ا�ضطراب االكتئاب‪ ،‬وا�ضطراب ما بعد ال�صدمة ونوبات الهلع‪ ،‬وا�ضطراب ال�شخ�صية‬ ‫التفككي‪ ،‬والرهاب االجتماعي‪ ،‬وا�ضطراب النوم ( الأرق والكوابي�س والأحالم مزعجة) وهذا ما �أ�شارت �إليه العديد من الدرا�سات‪،‬‬ ‫كما يف درا�سة دمناركية قام بها (‪ )1986,Sominer & Genefke‬حول الآثار النف�سية الناجتة عن التعر�ض للتعذيب‪ ،‬حيث‬ ‫�أظهرت النتائج �أن �أكرث تلك الأعرا�ض �شيوعا هو الأرق والكوابي�س والأحالم املزعجة‪ ،‬بالإ�ضافة �إلى قلق الإح�سا�س بتغري‬ ‫الهوية‪ ،‬و�أعرا�ض القلق املرتبطة مبواقف التعر�ض‪ ،‬مثل م�شاهدة �أفراد ال�شرطة والتواجد يف القاعات ال�صغرية‪.‬‬ ‫ويف درا�سة قام بها ( ‪ )2009 ,Wenzel& Zihil‬هدفت �إلى معرفة الآثار النف�سية املرتتبة على ممار�سة التعذيب يف يوغ�سالفيا‪،‬‬ ‫�أظهرت النتائج �أن ما يقارب ( ‪ )%41.7‬يعانون من �أعرا�ض اكتئابية و ( ‪ )41.6‬يعانون من �أعرا�ض قلق‪ ،‬يف حني �أظهرت الدرا�سة‬ ‫وجود �أعرا�ض ما بعد ال�صدمة ب�شكل وا�ضح بني اجلن�سني‪.‬‬ ‫ويف درا�سة �أخرى قام بها الزير (‪ )2001‬هدفت للتعرف على الآثار النف�سية واجل�سمية للمحررين ال�سيا�سيني من ال�سجون‬ ‫الإ�سرائيلية‪ ،‬و�أظهرت النتائج �أن ( ‪ )%35‬يعانون من ا�ضطراب (�ضغط ما بعد ال�صدمة)‪.‬‬ ‫كما يظهر ال�شخ�ص املعذب تعاطفا مع امل�س�ؤولني عن تعذيبه‪ ،‬وتعرف هذه الظاهرة النف�سية املعقدة مبتالزمة �ستوكهومل ( ‪Stockholm‬‬

‫‪ ) Syndrome‬وهي احلالة التي يتعاطف فيها الإن�سان مع عدوه‪� ،‬أو مع من �أ�ساء �إليه‪ ،‬فتظهر ال�ضحية الوالء واالجنذاب العاطفي‪.‬‬ ‫وجه املقارنة‬

‫الآثار اجل�سدية‬

‫الآثار النف�سية‬

‫مدة ال�شفاء‬

‫ق�صرية �إلى متو�سطة‬

‫طويلة‬

‫الأ�سباب امل�ؤدية لها‬

‫التعذيب والإيذاء اجل�سدي فقط‬

‫التعذيب والإيذاء اجل�سدي والنف�سي‬ ‫واجلن�سي‬

‫دميومة الأعرا�ض‬

‫ق�صرية �إلى متو�سطة‬

‫فرتة طويلة ن�سبيا‬

‫طرق العالج‬

‫بالتدخالت الطبية واجلراحية‬

‫التدخالت الطبية والنف�سية املركزة‬

‫�سهولة عملية الت�شخي�ص‬

‫�سهلة ن�سبيا‬

‫حتتاج �إلى �أ�ساليب ت�شخي�صية خا�صة‬ ‫وجل�سات متتابعة‬

‫ومن �أهم اال�ضطربات النف�سية املرتافقة مع التعر�ض للتعذيب ‪:‬‬

‫‪-1‬االكتئاب ‪: Depression‬‬ ‫والذي ي�شري �إلى قلة االهتمام‪ ،‬والعزلة االجتماعية‪ ،‬وفقدان ال�شعور باملتعة‪ ،‬وقلة امل�شاركة يف الأن�شطة االجتماعية املختلفة‪ ،‬ويرافق ذلك‬ ‫العديد من امليول االنتحارية املتكررة‪ ،‬وتدين امليول اجلن�سية‪ ،‬وم�شكالت يف النوم‪ ،‬تدين م�ستويات الطاقة اجل�سدية‪ ،‬وال�شعور بتدين‬ ‫القيمة الذاتية‪� ،‬سيطرة �أفكار متكررة حول املوت وجدوى احلياة‪ ،‬وم�شكالت يف ال�شهية‪ ،‬وما يرافقها من فقدان م�ستمر للوزن (بارلو ‪،‬‬ ‫‪.)2002‬‬

‫‪22‬‬


‫‪-2‬اضطراب قلق ما بعد الصدمة (‪: )Post Traumatic Stress Disorder‬‬ ‫وي�شري �إلى مزيج من الأعرا�ض التي يظهرها �ضحايا التعر�ض لل�صدمات النف�سية كالتعر�ض ملحاوالت القتل‪ ،‬والتعذيب‪ ،‬واالختطاف‪،‬‬ ‫واالغت�صاب واحلوادث املرورية‪ ،‬والكوارث الطبيعية ‪ ،‬وغالبا ما يتم الربط الوثيق بني هذا النوع من اال�ضطراب والتعذيب لدرجة �أن‬ ‫العديد من الكتابات والآراء خالل الوقت احلايل تقدم ا�ضطراب قلق ما بعد ال�صدمة‪ ،‬ك�أنه العر�ض �أو اال�ضطراب النف�سي الوحيد الناجت‬ ‫عن التعر�ض للتعذيب ‪ .‬ويتم ت�شخي�ص �أعرا�ض قلق ما بعد ال�صدمة من خالل توافر ثالثة �أعرا�ض ت�ستمر ملدة �شهر على الأقل‪:‬‬ ‫ ‬

‫•اعادة خربة ال�صدمة ( �إعادة التذكر ) ( ‪ ) Re – experience‬من خالل الذكريات القادمة للذاكرة ب�شكل مفاجئ ‪ ،‬الأحالم ‪،‬‬ ‫الكوابي�س الليلية‪ ،‬ويرافق تلك الذكريات م�ستويات مرتفعة من الإثارة واخلوف والقلق وحمتويات انفعالية تت�شابه مع تلك‬ ‫التي مت اختبارها خالل اختبار حوادث التعذيب الفعلية‪.‬‬

‫ ‬

‫•الإثارة الزائدة ( ‪ ) Hyper Arousal‬حيث يكون الفرد ح�سا�سا لكل املتغريات البيئية املحيطة به‪ ،‬وخا�صة احلركات والأ�صوات‬ ‫املفاجئة حيث ت�ستدعي ردود فعل مبالغ فيها مقارنة بردود الفعل الطبيعية ‪)2006 ,Hunsley &Lee( )2007 ,Halgin( .‬‬

‫ ‬

‫•التجنب ( ‪ ) Avoidance‬حيث يتجنب ال�شخ�ص االقرتاب �أو تذكر �أي من املثريات‪� ،‬أو املتغريات املرتبطة بال�صدمة حيث‬ ‫يتجنب املرور يف ال�شوارع �أو الأماكن التي حدثت فيها احلوادث املرعبة‪� ،‬أو التي تت�شابه معها‪ ،‬بالإ�ضافة �إلى اختباره للعديد‬ ‫من االنفعاالت وم�ستويات من الرعب عند التواجد �أمام مثريات �أو حوادث‪� ،‬أو �سماع ق�ص�ص تت�شابه مع ق�صته ال�شخ�صية مع‬ ‫التعذيب �أو احلوادث ال�صادمة‪)2006, Hunsley .,& Lee ,. 2007 , Haligin ( .‬‬

‫وتعد االختالالت التي ت�صاب بها الذاكرة من �أكرث الأعرا�ض �شيوعا‪� ،‬أو الآثار ال�سلبية يف الوظائف النف�سية لال�ضطراب ‪ ،‬حيث غالبا ما‬ ‫يفقد الفرد حمتويات ومعلومات هامة تتعلق بتفا�صيل حوادث التعذيب‪ ،‬فقد يتذكر تعر�ضه لل�ضرب �أو االغت�صاب اجلن�سي لعدة مرات‪،‬‬ ‫�إال �أنه قد يعجز عن تقدمي التفا�صيل الدقيقة لتلك احلوادث من حيث التواريخ والأماكن �أو الأ�شخا�ص الذين قاموا بالتعذيب‪ ،‬ومن‬ ‫املهم �إدراك هذه احلقيقة ب�شكل كبري خالل عملية التعامل مع �ضحايا التعذيب‪ ،‬واعتبار تلك االختالالت املوجودة يف الذاكرة داعما له‬ ‫ولق�صته مع التعذيب ال نافية لها وبالتايل اعتباره كاذبا‪.‬‬

‫‪-3‬اضطرابات الشخصية ‪:‬‬ ‫قد يتبع التعر�ض للتعذيب تغريات ذات داللة يف ال�شخ�صية ‪ ،‬حيث يتعر�ض الفرد مل�ستويات مرتفعة من ال�ضغوط النف�سية ولفرتات زمنية‬ ‫طويلة‪ ،‬مما يخلق تغريات وا�ضحة بال�شخ�صية ‪ ،‬حيث يظهر ا�ضطراب (قلق ما بعد ال�صدمة) ب�شكل وا�ضح خالل التعر�ض للحوادث التي‬ ‫تنطوي على ال�ضغوط النف�سية ‪� ،‬إال �أن تغريات ال�شخ�صية قد تكون ذات طابع مزمن وطويل املدى ‪ .‬ولت�شخي�ص ا�ضطرابات ال�شخ�صية ال‬ ‫بد �أن تظهر الأعرا�ض التي جتعله غري �سوي‪ ،‬مما ي�سبب م�شكالت يف التكيف ال�شخ�صي واالجتماعي واملهني والأ�سري لل�شخ�ص‪ ،‬ومن �أهم‬ ‫الأعرا�ض املرتبطة با�ضطرابات ال�شخ�صية الناجتة عن التعذيب ‪:‬‬ ‫‪1.1‬اجتاهات معادية وم�ضادة للمجتمع وللعامل ‪.‬‬ ‫‪2.2‬ان�سحاب اجتماعي ‪.‬‬

‫‪23‬‬


‫‪3.3‬ال�شعور بالإعاقة �أو العجز ‪.‬‬ ‫‪�4.4‬شعور مزمن بالوقوف على احلافة مع وجود �شعور دائم بالتهديد ‪.‬‬ ‫‪5.5‬ال�شعور بالغربة ‪.‬‬ ‫‪6.6‬نوبات الذعر والأمل‪.‬‬ ‫‪7.7‬العدائية‪.‬‬ ‫‪8.8‬ال�شخ�صية الإنعزالية‪.‬‬ ‫وح�سب الدليل الت�شخي�صي لال�ضطرابات النف�سية ال�صادر عن منظمة ال�صحة العاملية ( ‪ )10-ICD‬فان الأعرا�ض ال�سابقة يجب �أن تظهر‪،‬‬ ‫�أو ت�ستمر ملدة �سنتني كحد �أدنى ويجب �أال تعزى �إلى �أي من اال�ضطرابات ال�شخ�صية الناجمة عن عوامل �أخرى‪� ،‬أو مرتبطة با�ضطرابات‬ ‫نف�سية �أخرى‪ ،‬غري ا�ضطراب قلق ما بعد ال�صدمة‪� ،‬أو ب�سبب خلل ع�ضوي يف الدماغ‪.‬‬

‫‪-4‬اضطراب الضغط الحاد ( ‪:)Acute Stress Disorder‬‬ ‫غالبا ما يظهر هذا النوع من اال�ضطراب بعد التعر�ض مل�ستويات مرتفعة من ال�ضغوط النف�سية �أو اجل�سدية لأيام �أو ل�ساعات قليلة ‪،‬‬ ‫فقد يتعر�ض �أحدهم للتعذيب لأيام طويلة مما ي�سبب ظهور مظاهر ال�ضطراب ال�ضغط احلاد ‪ ،‬وقد ترتاوح تلك الأعرا�ض من حيث‬ ‫الظهور ما بني �ساعات �أو �أيام معدودة ‪ ،‬وقد تزداد خطورة هذا اال�ضطراب اذا ما كان الفرد يعاين من انهاك ج�سدي �أو نف�سي (كبار ال�سن‬ ‫�أو املر�ضى) ‪.‬‬ ‫وتلعب مهارات التوافق املتوافرة عند ال�شخ�ص ومتغرياته املعرفية دورا يف التاثري على ظهور الأعرا�ض من حيث ال�شدة والنوع ‪ ،‬حيث ال‬ ‫يظهر على جميع الأفراد الذين يتعر�ضون لنف�س املواقف ال�ضاغطة نف�س الأعرا�ض من حيث ال�شدة �أو النوع �أو الدميومة ‪ .‬وغالبا ما‬ ‫يكون الت�شتت وغياب التوجه الذاتي‪ ،‬وانخفا�ض م�ستويات الوعي واال�ستب�صار‪ ،‬ويتبعها بالغالب �سلوك ان�سحابي من املواقف االجتماعية‬ ‫املحيطة‪ ،‬ونوبات قلق م�ستمرة وفجائية وع�صبية �شديدة‪ ،‬من �أهم الأعرا�ض ال�شائعة ال�ضطراب القلق احلاد ‪.‬‬ ‫وميكن تو�ضيح الأعرا�ض اخلا�صة بهذا اال�ضطراب ب�شكل �أكرث حتديداً من خالل ‪:‬‬ ‫ ‬

‫•ظهور الأعرا�ض التالية مبا�شر ًة يف غ�ضون دقائق بعد التعر�ض ملواقف التعذيب‪.‬‬

‫ ‬

‫•تغري وا�ضح بال�صورة االعتيادية لل�شخ�ص ( االكتئاب ‪ ،‬الت�شو�ش ‪ ،‬فقدان التوازن ‪ ،‬القلق‪ ،‬الغ�ضب ‪ ،‬الن�شاط الزائد ‪،‬‬ ‫االن�سحاب االجتماعي) وقد تظهر جميع هذه الأعرا�ض �أو بع�ضها ‪.‬‬

‫ ‬

‫•اختفاء الأعرا�ض ب�شكل �سريع ( خالل �ساعات قليلة ترتاوح ما بني ‪� 48-24‬ساعة )‪))2000 , Sue 7,. Sue ,Sue .‬‬

‫ثالثا‪ :‬الآثار االجتماعية‪ :‬تظهر الآثار االجتماعية للتعذيب من خالل �ضعف مهارات التكيف االجتماعي لدى الناجي‪ ،‬وترتاوح الآثار‬ ‫االجتماعية بني اخلوف من الآخرين‪ ،‬والعزلة االجتماعية‪� ،‬إلى االنكفاء على الذات واالغرتاب االجتماعي‪ ،‬وفقدان الثقة‬ ‫بالآخرين وقلة الرغبة يف االنخراط يف �أي ان�شطة اجتماعية‪.‬‬

‫‪24‬‬


‫متالزمة التعذيب (‪:) Torture Syndrome‬‬ ‫يق�صد مبتالزمة التعذيب جمموعة من الأعرا�ض النف�سية واجل�سدية ال�شائعة لدى �ضحايا التعذيب‪ ،‬وغالبا ما تكون هذه‬ ‫الأعرا�ض مزيجا من الأعرا�ض االكتئابية ‪� ،‬أعرا�ض القلق‪ ،‬وقلق ما بعد ال�صدمة‪.‬‬ ‫حيث يتميز الأفراد املتعر�ضون للتعذيب ب�شيوع جمموعة من الأعرا�ض النف�سية غري ال�سوية‪ ،‬والتي قد يكون من �أهمها القلق‬ ‫املزمن‪ ،‬ونوبات الهلع واملخـاوف املر�ضية والتفكري الهذياين (‪ )Paranoid Thinking‬وغالبا ما يواجه ال�ضحايا جمموعة من‬ ‫النوبات االكتئابية‪ ،‬و�سرعة التهيج والإثارة الزائدة‪.‬‬

‫‪-5‬االضطربات التفككية ( ‪:) Dissociative Disorders‬‬ ‫تعرف اال�ضطربات التفككية ب�أنها خلل يف العالقة والإداراك بني الفرد وذاته‪ ،‬حيث يرافق ذلك م�شكالت تتعلق ب�إدراك الذات‪ ،‬والذاكرة‪،‬‬ ‫والت�صرفات وردود الأفعال‪ ،‬فقد ي�شعر الفرد نف�سه منف�صلة عن ذاته‪� ،‬أو �أنه ينظر لها من بعد ‪ ،‬حيث ي�شعر الفرد بالتجرد عن �شخ�صيته‬ ‫وج�سده ‪ ،‬مما ي�سبب اختالفات حادة يف ال�سلوك‪ ،‬مييل الفرد ب�سببها لإظهار �سلوك معار�ض خل�صائ�صه و�سماته ال�شخ�صية‪ ،‬فقد يقوم‬ ‫ب�سلوك ينطوي على املخاطرة‪ ،‬يف حني قد يعرف الفرد �سابقا بالتحفظ واحلذر الدائم ‪.‬‬

‫‪-6‬االضطربات جسدية الشكل ( ‪: ) Somatoform Disorders‬‬ ‫ويق�صد بها جمموعة من الأعرا�ض وال�شكاوي اجل�سدية كال�صداع والأمل يف القولون والآالم املختلفة غري ظاهرة ال�سبب الع�ضوي‪،‬‬ ‫وتعد هذه امل�شكالت والأعرا�ض من �أهم الأعرا�ض وال�شكاوي ل�ضحايا التعذيب‪ ،‬ويف كثري من املواقف �أو احلاالت يكون الأمل هو‬ ‫الق�ضية املطروحة للنقا�ش‪ ،‬ومن ثم يتم التطرق �إلى احلديث عن امل�شكالت والتاريخ ال�سابق للتعذيب‪ ،‬وغالبا ما تعود تلك الأعرا�ض‬ ‫اجل�سدية �إلى التعر�ض للتعذيب‪� ،‬سواء اجل�سدي �أو النف�سي‪ ،‬ومن ال�شكاوى اجل�سدية ال�شائعة بني ال�ضحايا �أوجاع الظهر واملفا�صل‬ ‫وال�صداع ‪)2003 , Navid , Rathus .,& Greene ( .‬‬

‫آثار التعذيب التربوية‪:‬‬ ‫ويق�صد بها ت�أثريات التعذيب على �آليات التعلم الإن�ساين وكيفية معاجلة املعلومات وتخزينها وا�سرتجاعها من الذاكرة طويلة‬ ‫املدى‪ ،‬حيث تتداخل املعلومات يف الذاكرة ويدخل جزء كبري منها يف عملية الن�سيان ‪ ،‬ويف�شل ال�شخ�ص املعذب يف رواية ق�صة‬ ‫احلدث ال�صادم‪ ،‬ويعود ذلك الى احتالل ق�صة �أحداث التعذيب م�ساحة كبرية على الق�شرة الدماغية‪ ،‬وا�ستغراق الناجي من‬ ‫التعذيب يف ت�أمل ما حدث والتفكري بامل�ستقبل و�إعادة تقييم الأمور يف �ضل الواقع‪ ،‬وعليه ف�إن جميع القدرات الرتبوية يف جمال‬ ‫التفكري والتعلم ترتاجع مرتافقة مع تدين الدافعية للتعلم‪.‬‬

‫‪25‬‬


‫آثار التعذيب على بناء األسرة‪:‬‬ ‫يتاثراجلو الأ�سري واملنظومة الأ�سرية ب�شكل كبري من تعر�ض �أحد الوالدين �أو �أحد �أفراد الأ�سرة للتعذيب حيث غالباً ما تظهر‬ ‫تلك الأعرا�ض على �شكل �أعرا�ض نف�سية واجتماعية على الأطفال ب�شكل خا�ص وقد تكون تلك الأعرا�ض ‪:‬‬ ‫‪-1‬القلق ‪.‬‬ ‫‪-2‬احل�سا�سية الزائدة للمثريات وخا�صة املثريات ال�صوتية‪.‬‬ ‫‪-3‬النوم الزائد‪.‬‬ ‫‪-4‬الكوابي�س املتكررة ‪.‬‬ ‫‪-5‬التبول الال �إرادي‪.‬‬ ‫‪�-6‬شكاوي ج�سدية متكررة مثل ال�صداع و�آالم املعدة امل�ستمرين‪.‬‬ ‫‪-7‬العدوانية اجتاه �شريك احلياة‪.‬‬ ‫‪-8‬عدم الإهتمام والإكرتاث بالأوالد وم�ستقبلهم‪.‬‬ ‫‪-9‬ظهور �أمناط من ال�سلوك مل تكن معروفة �سابقاً‪.‬‬ ‫‪-10‬تغري يف طبيعة ال�شخ�صية ي�ؤثر يف منط العالقة الزوجية‪.‬‬

‫آثار التعذيب اإلجتماعية‪:‬‬ ‫(االن�سان كائن اجتماعي بطبعه) هكذا يقول علماء الإجتماع‪� ،‬إال ان الناجي من التعذيب ون�ضراً ل�سقوط اجزاء من ال�شخ�صية‪،‬‬ ‫وتدين تقدير الذات وو�صولة ملرحلة الإحباط من املجتمع والقيم ال�سائدة تت�أثر لديه الرغبة يف الإنخراط يف الأن�شطة‬ ‫الإجتماعية‪ ،‬وحدوث نوع من الإغرتاب الذاتي عن الواقع املحيط تتدنى لديه مهارات التوا�صل الإجتماعي ولذا ين�أى بنف�سة‬ ‫عن الإختالط وامل�شاركة الإجتماعية‪ ،‬ويتعاظم لديه ال�شعور بحالة الي�أ�س من الآخرين و�أهمية ح�ضورهم يف حياته التي باتت‬ ‫�أ�سرية املا�ضي‪.‬‬

‫‪26‬‬


‫ملخص الوحدة الثانية‬ ‫يهدف هذا الف�صل �إلى تعريف العاملني يف مراكز التعذيب باملعرفة القانونية ال�ضرورية حول موقف القوانني املحلية والدولية من‬ ‫ق�ضية التعذيب‪ ،‬وما تفر�ضه اتفاقيات حقوق الإن�سان على الدول املختلفة �إزاء ذلك‪ ،‬وقد ا�شتمل هذا الف�صل على �إبرز املواد والن�صو�ص‬ ‫القانونية التي جترم التعذيب‪ ،‬يف كل من اتفاقية مناه�ضة التعذيب والعهد الدويل للحقوق املدنية وال�سيا�سية‪ .‬كما ا�شتملت الوحدة على‬ ‫التزامات الدول الأطراف املعنية‪ ،‬من حيث واجب احلماية والتحقيق و�سن ت�شريعات جترم التعذيب وتنفيذها‪ ،‬وكذلك واجب تدريب‬ ‫املوظفني وتقدمي �ضمانات �إجرائية‪ ،‬وواجب الإن�صاف ومنح التعوي�ض لل�ضحايا‪ ،‬كما ا�شتملت الوحدة على الربوتوكــول االختيــاري‬ ‫التفاقيــة الأمــم املتحــدة ملناه�ضــة التعذيــب‪.‬‬

‫‪27‬‬


‫اﻟﻮﺣﺪة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪:‬‬ ‫اﻟﺘﻌﺬﻳﺐ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺪوﻟﻲ واﺗﻔﺎﻗﻴﺎت ﺣﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن‬

‫اﻟﻜﻠﻤﺎت اﻟﻤﻔﺘﺎﺣﻴﺔ ‪:‬‬ ‫• ﻗﺎﻧﻮن دوﻟﻲ‪.‬‬ ‫• اﻟﻌﻬﺪ اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﺤﻘﻮق اﻟﻤﺪﻧﻴﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‪.‬‬ ‫• اﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﻣﻨﺎﻫﻀﺔ اﻟﺘﻌﺬﻳﺐ‬ ‫• اﻟﺘﺰاﻣﺎت اﻟﺪول اﻷﻃﺮاف‬ ‫• اﻟﻌﻬﺪ اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﺤﻘﻮق اﻟﻤﺪﻧﻴﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‬ ‫• اﻟﺘﺰاﻣﺎت اﻟﺪول اﻷﻃﺮاف‬ ‫• ﺗﺸﺮﻳﻌﺎت ﺗﺠﺮم اﻟﺘﻌﺬﻳﺐ‪.‬‬ ‫• واﺟﺐ اﻹﻧﺼﺎف وﻣﻨﺢ اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻟﻠﻀﺤﺎﻳﺎ‪.‬‬ ‫• اﻟﺒﺮوﺗﻮﻛــﻮل اﻻﺧﺘﻴــﺎري ﻻﺗﻔﺎﻗﻴــﺔ‬ ‫اﻷﻣــﻢ اﻟﻤﺘﺤــﺪة ﻟﻤﻨﺎﻫﻀــﺔ اﻟﺘﻌﺬﻳــﺐ‬

‫‪28‬‬


‫اإلطار القانوني الدولي لمناهضة التعذيب‬ ‫مقدمة‬ ‫ي�ضع القانون الدويل حلقوق الإن�سان حدودا على �سلطة الدولة على الأفراد‪ ،‬ويفر�ض التزامات �إيجابية على الدولة تلتزم بها جتاههم‬ ‫الأفراد‪ .‬كما توقع الدول وت�صادق طوعيا على املعاهدات التي بحقوق الإن�سان وت�ضمنها‪ ،‬ثم ت�صادق عليها‪ .‬وال يجــوز �إخ�ضــاع �أحــد‬ ‫«للتعذيــب وال للمعاملــة �أو العقوبــة القا�ســية �أو الال�إن�سانيــة �أو املهينــة» ح�ســب مــا تنــ�ص عليــه املــادة ‪ 5‬من الإعالن العاملي حلقوق‬ ‫الإن�سان الــذي اعتمدتــه اجلمعيــة العامــة للأمــم املتحــدة عام ‪1948‬م‪ .‬ويحتل حظــر التعذيــب وغـيـره من �أ�شــكال �ســوء املعاملــة مكانــة‬ ‫خا�صــة يف جمــال احلمايــة الدولية حلقوق الإن�سان‪ .‬فهــو من�صــو�ص عليــه يف عــدد مــن املعاهــدات الدوليــة والإقليمية‪ ،‬كمــا �أنــه ي�شــكل‬ ‫جزءاً مهما مــن القانــون الــدويل العــريف امللــزم جلميــع الــدول‪.‬‬ ‫�إن حظر التعذيب يف القانون الدويل مطلق‪� ،‬ش�أنه يف ذلك �ش�أن حظر الرق �أو الإبادة اجلماعية والتعذيب غري م�سموح به حتت �أي ظرف‬ ‫من الظروف‪ ،‬مبا يف ذلك احلرب �أو حاالت الطوارئ العامة �أو التهديد الإرهابي‪ .‬وقوة احلظر و الإعرتاف العاملي به جعاله مبد�أ �أ�سا�سيا‬ ‫من مبادئ القانون الدويل العريف‪ .‬وهذا يعني �أنه حتى الدول التي مل ت�صادق على �أي من املعاهدات الدولية التي حتظر التعذيب‬ ‫�صراحة ممنوعة من ا�ستخدامه �ضد �أي �شخ�ص و يف �أي مكان‪.‬‬ ‫تعد اللجنة املعنية بحقوق الإن�سان‪ ،‬التي تتابع تطبيق العهد الدويل اخلا�ص باحلقوق املدنية‪ ،‬وال�سيا�سية‪ ،‬وجلنة مناه�ضة التعذيب‪،‬‬ ‫التي تتابع تطبيق اتفاقية مناه�ضة التعذيب وغريه من �ضروب املعاملة �أو العقوبة القا�سية �أو الال�إن�سانية �أو املهينة‪� ،‬أهم الهيئات املن�ش�أة‬ ‫مبوجب معاهدات‪ ،‬مما له عالقة بالتعذيب ‪.‬‬ ‫كما تفر�ض اتفاقية الأمم املتحدة ملناه�ضة التعذيب التزاما �صريحا على الدول الأطراف مبنع التعذيب وغريه من �أ�شكال �سوء املعاملة‪.‬‬

‫أوال‪ .‬ما معنى منع التعذيب؟‬ ‫مل تر اللجنة املعنية بحقوق الإن�سان‪ ،‬وال جلنة مناه�ضة التعذيب �أنه من ال�ضروري التمييز متييزا وا�ضحا بني التعذيب وغريه من‬ ‫�ضروب �إ�ساءة املعاملة املحظورة‪ .‬ولقد مت تعريفه من قبل العهد الدويل للحقوق املدنية و ال�سيا�سية‪ ،‬واالتفاقية اخلا�صة بالتعذيب‬ ‫كالتايل‪:‬‬

‫�أ‪ .‬العهد الدويل للحقوق املدنية وال�سيا�سية و اللجنة املعنية بحقوق الإن�سان‬ ‫يعترب العهد الدويل للحقوق املدنية وال�سيا�سية لعام ‪ 1966‬هو �أول معاهدة عاملية حلقوق الإن�سان تن�ص �صراحة على حظر التعذيب‬ ‫وغريه من �ضروب املعاملة‪� ،‬أو العقوبة القا�سية �أو الال�إن�سانية �أو املهينة والتي تهدف �إلى حماية كل من كرامة الفرد و�سالمته البدنية‬ ‫والعقلية‪ ،‬والن�صان الواردان يف العهد الدويل للحقوق املدنية وال�سيا�سية املتعلقان بهذا احلظر هما املادتان ‪ 7‬و ‪.10‬‬

‫تن�ص املادة ‪ 7‬من العهد على ما يلي‪:‬‬ ‫«ال يجوز �إخ�ضاع �أحد للتعذيب وال للمعاملة �أو العقوبة القا�سية �أو الال�إن�سانية �أو احلاطة من الكرامة‪ .‬وعلى وجه اخل�صو�ص‪ ،‬ال يجوز‬ ‫�إجراء �أية جتربة طبية �أو علمية على �أحد دون ر�ضاه احلر»‪.‬‬

‫‪29‬‬


‫ويف حني �أنها حتظر ذلك بعبارات مطلقة‪� ،‬إال �أن املادة ‪ 7‬ال تت�ضمن تعريفا للأفعال املحظورة‪ .‬يف تعليقها العام على املادة ‪ ،7‬ذكرت اللجنة‬ ‫املعنية بحقوق الإن�سان �أنها مل تر �أنه من ال�ضروري و�ضع قائمة بالأفعال املحظورة �أو حتديد متييز وا�ضح بني التعذيب وغريه من‬ ‫�أ�شكال �سوء املعاملة‪ ،‬على الرغم من �أن هذا « التمييز يعتمد على نوع كل معاملة بعينها وهدفها ودرجة ق�سوتها»‪ .‬لذلك‪ ،‬يف ت�شريعها‪ ،‬يف‬ ‫الغالب ال حتدد اللجنة املعنية بحقوق الإن�سان بدقة �أي جانب من احلظر مت انتهاكه‪ ،‬ولكنها تذكر بب�ساطة �أنه قد حدث انتهاك للمادة ‪.7‬‬ ‫�أ�شارت اللجنة املعنية بحقوق الإن�سان �إلى �أن تقييم ما �إذا كانت معاملة معينة ت�شكل انتهاكا للمادة‪« 7‬يتوقف على جميع ظروف الق�ضية‪،‬‬ ‫مثل مدة وطريقة املعاملة‪ ،‬و�آثارها اجل�سمانية �أو الذهنية‪ ،‬ف�ضال عن جن�س ال�ضحية وعمرها وحالتها ال�صحية»‪ .‬ولذلك ف�إن بع�ض‬ ‫العنا�صر مثل عمر ال�ضحية و�صحتها العقلية قد تفاقم من �أثر معاملة معينة بحيث جتعلها تندرج �ضمن املادة ‪ .7‬غري �أنه ال يكفي �أن‬ ‫تكون املعاملة قادرة على ترك �أثر بدين �أو عقلي �سلبي‪ ،‬بل يجب �أن يتم �إثبات �أن هذا قد حدث يف حالة معينة‪.‬‬ ‫وتن�ص املادة ‪ 10‬من العهد الدويل للحقوق املدنية وال�سيا�سية على ما يلي‪:‬‬ ‫«يعامل جميع املحرومني من حريتهم معاملة �إن�سانية‪ ،‬حترتم الكرامة الأ�صيلة يف ال�شخ�ص الإن�ساين ‪».‬‬ ‫وت�ضيف املادة ‪ ،10‬بالن�سبة لأولئك الذين حرموا من حريتهم‪ ،‬حظر التعذيب و�سوء املعاملة‪ ،‬لي�س فقط �أنه ال يجوز تعري�ض املعتقلني‬ ‫ملعاملة تتنافى مع املادة ‪ ،7‬ولكنهم يتمتعون �أي�ضا باحلق الإيجابي يف �ضرورة �أن يعاملوا باحرتام‪ .‬وهذه القاعدة تعني �أنه ال يجوز‬ ‫«تعري�ض املعتقلني» لأي م�شقة �أو قيد‪ ،‬خالف ما هو ناجم عن احلرمان من احلرية؛ ويجب �ضمان احرتام كرامة ه�ؤالء الأ�شخا�ص‬ ‫بال�شروط نف�سها‪ ،‬كما هي بالن�سبة للأ�شخا�ص الأحرار»‪ .‬ولذلك فهي تغطي �أ�شكال املعاملة التي لي�ست بال�شدة الكافية الكفاية لتعترب‬ ‫مبثابة العقوبة القا�سية �أو الال�إن�سانية�أو املهينة مبوجب املادة ‪.7‬‬

‫ب‪ .‬اتفاقية مناه�ضة التعذيب وجلنة مناه�ضة التعذيب‬ ‫يف عام ‪1948‬م‪ ،‬و بغر�ض و�صف تدابري حمددة �ضد التعذيب ‪� ،‬أدخلت اتفاقية الأمم املتحدة ملناه�ضة التعذيب تعريفا للتعذيب هو‪:‬‬ ‫« �أي عمل ينتج عنه �أمل �أو عذاب �شديد‪ ،‬ج�سديا كان �أم عقليا‪ ،‬يلحق عمدا ب�شخ�ص ما بق�صد احل�صول من هذا ال�شخ�ص‪� ،‬أو من �شخ�ص‬ ‫ثالث‪ ،‬على معلومات �أو على اعرتاف ‪�،‬أو معاقبته على عمل ارتكبه �أو ي�شتبه يف �أنه ارتكبه‪ ،‬هو �أو �شخ�ص ثالث �أو تخويفه �أو �إرغامه‪ ،‬هو‬ ‫�أو �أي �شخ�ص ثالث ‪� -‬أو عندما يلحق مثل هذا الأمل �أو العذاب لأي �سبب من الأ�سباب يقوم على التمييز �أيا كان نوعه‪� ،‬أو يحر�ض عليه �أو‬ ‫يوافق عليه �أو ي�سكت عنه موظف ر�سمي‪� ،‬أو �أي �شخ�ص �آخر يت�صرف ب�صفته الر�سمية‪ .‬وال يت�ضمن ذلك الأمل �أو العذاب النا�شئ فقط عن‬ ‫عقوبات قانونية �أو املالزم لهذه العقوبات �أو الذي يكون نتيجة عر�ضية لها‪”..‬‬

‫ثانيا‪ :‬التزامات الدول األطراف‬ ‫‪1.1‬واجب احلماية من �سوء املعاملة من جانب الأ�شخا�ص العاديني‬ ‫ •العهد الدويل للحقوق املدنية وال�سيا�سية‬ ‫ينطبق احلظر املفرو�ض على التعذيب و�سوء املعاملة يف العهد الدويل للحقوق املدنية وال�سيا�سية ب�صرف النظر عما �إذا‬ ‫ارتكب الأفعال «موظفون عموميون» �أو «�أ�شخا�ص �آخرون يعملون نيابة عن الدولة» �أو «�أ�شخا�ص عاديون» و «ما �إذا كان‬ ‫ذلك عن طريق ت�شجيع ارتكاب الأفعال املحظورة‪� ،‬أو �إ�صدار �أمر بها �أو التغا�ضي عنها»‪ .‬وهكذا‪ ،‬ف�إن احلظر املفرو�ض على‬

‫‪30‬‬


‫�سوء املعاملة ال يخلق فقط واجبا �سلبيا على عمالء الدولة بعدم االنخراط يف مثل هذه املعاملة‪ .‬كما يتعني على الدولة‬ ‫واجبات �إيجابية حلماية الأ�شخا�ص اخلا�ضعني لواليتها الق�ضائية من �أفعال الأفراد العاديني‪.‬‬ ‫ •اتفاقية الأمم املتحدة ملناه�ضة التعذيب‬ ‫حتدد اتفاقية الأمم املتحدة ملناه�ضة التعذيب �أنه‪ ،‬من �أجل اعتبار الفعل تعذيبا �أو غريه من �ضروب املعاملة القا�سية �أو‬ ‫الال�إن�سانية�أو املهينة‪ ،‬يجب �أن يكون قد مت �إيقاع الأمل �أو املعاناة نتيجة حتري�ض �أو مبوافقة �صريحة �أو �ضمنية من موظف‬ ‫عمومي‪� ،‬أو �أي �شخ�ص �آخر يت�صرف ب�صفته الر�سمية‪ .‬هذا ال�شرط يعني �أن الدول عموما لي�ست م�س�ؤولة عن �أعمال خارجة‬ ‫عن �إرادتها‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ميكن اعتبارها م�س�ؤولة عن �أعمال التعذيب التي يقوم بها �أفراد عاديون �إذا ق�صرت يف اال�ستجابة‬ ‫على نحو كاف جتاههم‪� ،‬أو ق�صرت يف اتخاذ تدابري عامة وحمددة ملنع وقوعها ‪.‬‬ ‫يف تعليقها العام رقم ‪ّ ،2‬‬ ‫و�ضحت جلنة مناه�ضة التعذيب طبيعة ومدى م�س�ؤولية الدولة عن �أعمال التعذيب �أو �سوء املعاملة‬ ‫التي يرتكبها غري ممثلي الدول‪ .‬و�صرحت اللجنة‪� ،‬أن عدم املباالة �أو عدم التحرك من قبل الدولة ميكن �أن يوفر الت�شجيع‬ ‫�أو الإذن بحكم الواقع للتعذيب و�سوء املعاملة‪� ،‬أنه «عندما تعلم �سلطات الدولة �أو غريها ممن يت�صرفون ب�صفتهم الر�سمية‬ ‫�أو يف �إطار القانون‪� ،‬أو تتوفر لديهم �أ�سباب معقولة لالعتقاد بوقوع �أعمال تعذيب �أو �سوء معاملة يرتكبها م�س�ؤولون من‬ ‫غري موظفي الدولة‪� ،‬أو ممثلون عاديون وتف�شل يف توخي اليقظة الواجبة ملنع امل�س�ؤولني من غري موظفي الدولة العاديني‬ ‫من ارتكاب ذلك‪ ،‬والتحقيق معهم ومقا�ضاتهم ومعاقبتهم‪ ،‬متا�شيا مع «االتفاقية»‪ ،‬فتتحمل الدولة امل�س�ؤولية‪ ،‬ويجب‬ ‫اعتبار م�س�ؤوليها مت�سببني �أو متواطئني �أو م�س�ؤولني‪ ،‬على نحو �آخر مبوجب االتفاقية عن املوافقة �أو ال�سكوت عن مثل‬ ‫هذه الأفعال غري امل�سموح بها»‪.‬ووجهت اللجنة انتباها خا�صا لتطبيق هذا املبد�أ فيما يتعلق بالعنف القائم على �أ�سا�س‬ ‫اجلن�س‪ /‬النوع‪ ،‬مبا يف ذلك االغت�صاب والعنف املنزيل‪ ،‬وت�شويه الأع�ضاء التنا�سلية للأنثى والإجتار باال�شخا�ص‪.‬‬

‫‪ .2‬واجب التحقيق‬ ‫يف �إطار كل من اتفاقية الأمم املتحدة ملناه�ضة التعذيب والعهد الدويل للحقوق املدنية وال�سيا�سية‪ ،‬يقع على الدول‬ ‫الأطراف واجب التحقيق يف ادعاءات التعذيب‪� ،‬أو املعاملة القا�سية �أو الال�إن�سانية�أو املهينة ‪.‬‬ ‫�أ ‪ -‬اتفاقية الأمم املتحدة ملناه�ضة التعذيب‪:‬‬ ‫تن�ص املادة ‪ 12‬من اتفاقية مناه�ضة التعذيب على ما يلي‪:‬‬ ‫«ت�ضمن كل دولة طرف قيام �سلطاتها املخت�صة ب�إجراء حتقيق �سريع ونزيه‪ ،‬كلما وجدت �أ�سباب معقولة تدعو �إلى االعتقاد‬ ‫ب�أن عمال من �أعمال التعذيب قد ارتكب يف �أي من الأقاليم اخلا�ضعة لواليتها الق�ضائية‪”.‬‬ ‫يكتمل هذا االلتزام بالتحقيق باملادة ‪ ،13‬التي تن�ص على �أن يكون للأفراد احلق يف تقدمي �شكوى �إلى ال�سلطات املخت�صة‪،‬‬ ‫وعلى �أن تتخذ الدولة خطوات حلماية مقدم ال�شكوى وال�شهود �ضد االنتقام‪ .‬تنطبق املادتان ‪� 13- 12‬أي�ضا على �أعمال‬ ‫املعاملة القا�سية �أو الال�إن�سانية �أو املهينة‪.‬‬ ‫ويف حني �أن اللجنة مل تعط �أية توجيهات حمددة ب�ش�أن احلد الأق�صى للوقت الذي قد ينق�ضي بني ظهور �أ�سباب لال�شتباه‬ ‫ب�سوء املعاملة وبدء �أو ا�ستكمال التحقيق‪.‬‬ ‫‪31‬‬


‫ب‪ -‬العهد الدويل للحقوق املدنية وال�سيا�سية‪:‬‬ ‫تلزم املادة (‪ )2,1‬من العهد الدويل للحقوق املدنية وال�سيا�سية �أن تكفل الدولة احلقوق الواردة يف العهد جلميع الأفراد‬ ‫املوجودين يف �أرا�ضيها واملوجودين يف �إطار واليتها‪ ،‬وتن�ص املادة (‪ )2,3‬على توفري و�سيلة قانونية فعالة للأ�شخا�ص الذين‬ ‫ُ ُتنتهك حقوقهم‪ ،‬مع حتديد ال�سلطات املخت�صة حقهم يف ذلك‪� .‬إذا نظرنا �إلى املادتني (‪ 2,3‬و‪ )7‬م ًعاً‪ ،‬نرى �أنه « يجب قيام‬ ‫ال�سلطات املخت�صة بالتحقيق ب�صورة عاجلة وحمايدة يف ال�شكاوى املعنية ب�سوء املعاملة «بغية جعل و�سيلة الإن�صاف فعالة»‪.‬‬ ‫عالوة على ذلك‪ ،‬يجب �أن يقر القانون املحلي للدولة باحلق يف تقدمي �شكاوى �ضد �سوء املعاملة‪.‬‬ ‫وقد قررت اللجنة املعنية بحقوق الإن�سان �أن التحقيق ال ينبغي �أن يعتمد على ورود �شكوى‪ ،‬ولكن ينبغي �أن يبد�أ حال توفر‬ ‫�أ�سباب قوية تدعو لالعتقاد بحدوث �سوء معاملة‪ .‬يجب �أن تكون التحقيقات التي جتريها الدولة فعالة‪� .‬إن التزام الدولة‬ ‫بالتحقيق ميتد �إلى �أفعال ارتكبها نظام ال�سابق‪ .‬يف تعليقها العام على املادة ‪� ،7‬صرحت اللجنة املعنية بحقوق الإن�سان �أن “‬ ‫ب�صورة عامة‪ ،‬ف�إن حاالت العفو غري متم�شية مع واجب الدول بالتحقيق يف هذه الأفعال‪ ،‬وب�ضمان عدم وقوع هذه الأفعال‬ ‫يف نطاق واليتها الق�ضائية؛ وب�ضمان عدم حدوث هذه الأفعال يف امل�ستقبل‪ .‬وال يجوز للدول حرمان الأفراد من اللجوء �إلى‬ ‫�سبيل انت�صاف فعال‪ ،‬مبا يف ذلك احل�صول على تعوي�ض وعلى �إعادة االعتبار على �أكمل وجه ممكن‪.‬‬

‫‪.3‬واجب �سن و�إنفاذ ت�شريعات ّ‬ ‫جت ّرم التعذيب‬ ‫تن�ص املادة ‪ 4‬من اتفاقية مناه�ضة التعذيب على ما يلي‪:‬‬ ‫ُتلزم اتفاقية مناه�ضة التعذيب �صراحة الدول ب�سن و�إنفاذ ت�شريعات جترم التعذيب‪ ،‬بينما ميكن اال�ستدالل على وجود‬ ‫واجب مماثل يف العهد الدويل للحقوق املدنية وال�سيا�سية ‪.‬‬ ‫ اتفاقية مناه�ضة التعذيب‬‫‪ .1‬ت�ضمن كل دولة طرف �أن تكون جميع �أعمال التعذيب جرائم مبوجب قانونها اجلنائي‪ ،‬وينطبق الأمر ذاته على قيام‬ ‫�أي �شخ�ص ب�أية حماولة ملمار�سة التعذيب وعلى قيامه ب�أي عمل �آخر ي�شكل تواط�ؤاً وم�شاركة يف التعذيب‪.‬‬ ‫‪ .2‬جتعل كل دولة طرف يف هذه اجلرائم م�ستوجبة للعقاب بعقوبات منا�سبة ت�أخذ يف االعتبار «طبيعتها اخلطرية »‪.‬‬ ‫يقت�صر تطبيق هذه املادة على التعذيب‪ ،‬وال تندرج �ضمن تلك املبينة يف املادة ‪ 16‬التي تنطبق �أي�ضا على �أ�شكال �أخرى‬ ‫من �سوء املعاملة ‪.‬‬ ‫ت�س�أل جلنة مناه�ضة التعذيب الآن الدول الأطراف بانتظام عن القانون اجلنائي املحلي‪ ،‬وقد �أكدت مرارا �أن املادة‬ ‫‪ 4‬تطلب من الدول «�أن تدرج يف القانون املحلي جرمية التعذيب‪ ،‬و�أن تعتمد تعريفا للتعذيب ي�شمل جميع العنا�صر‬ ‫الواردة يف املادة ‪ 1‬من االتفاقية»‪.‬‬

‫‪32‬‬


‫ العهد الدويل للحقوق املدنية وال�سيا�سية‬‫تن�ص املادة (‪ )2‬من العهد الدويل للحقوق املدنية وال�سيا�سية على ما يلي‪:‬‬ ‫« تتعهد كل دولة طرف يف هذا العهد‪� ،‬إذا كانت تدابريها الت�شريعية �أو غري الت�شريعية القائمة ال تكفل فعال �إعمال‬ ‫احلقوق املعرتف بها يف هذا العهد‪ ،‬ب�أن تتخذ‪ ،‬طبقا لإجراءاتها الد�ستورية ولأحكام هذا العهد‪ ،‬ما يكون �ضروريا لهذا‬ ‫الإعمال من تدابري ت�شريعية �أو غري ت�شريعية »‪.‬‬ ‫وهذا هو �أو�سع نطاقا من ال�شرط الوارد يف املادة ‪ 4‬من اتفاقية مناه�ضة التعذيب‪� ،‬سواء من حيث نطاق التدابري‬ ‫الأو�سع التي يتعني اتخاذها ونطاق املعاملة الأو�سع التي ُيحتمل �أن يتم تغطيتها‪ .‬غري �أنه للأغرا�ض احلالية‪ ،‬كون‬ ‫املادة ‪ 7‬حتظر التعذيب واملعاملة �أو العقاب القا�سي �أو الال �إن�ساين �أو املهني‪ ،‬تطلب املادة(‪ )2,2‬على وجه التحديد من‬ ‫الدول اعتماد قوانني �أو اتخاذ تدابري �أخرى �ضد كل �أ�شكال �سوء املعاملة هذه ‪.‬‬ ‫ترى اللجنة املعنية بحقوق الإن�سان �أن اخلطوات الالزمة ملنع حدوث انتهاكات للمادة ‪� 7‬ست�شمل جترمي �أعمال‬ ‫التعذيب‪ ،‬وغريها من �ضروب �سوء املعاملة‪ ،‬وذكرت‪ ،‬يف تعليقها العام على املادة ‪� ،7‬أنه «ينبغي للدول الأطراف �أن تبني‪،‬‬ ‫عند تقدمي تقاريرها‪ ،‬الأحكام الواردة يف قانونها اجلنائي التي تق�ضي باملعاقبة على التعذيب واملعاملة‪� ،‬أو العقوبة‬ ‫القا�سية والال�إن�سانية واملهينة‪ ،‬مع حتديد العقوبات التي تطبق على ارتكاب هذه الأفعال‪� ،‬سواء ارتكبها م�س�ؤولون‬ ‫عموميون �أو �أ�شخـا�ص �آخرون يعملون با�سم الدولة‪� ،‬أو �أفراد ب�صفتهم ال�شخ�صية»‪ .‬تنظر اللجنة لي�س فقط يف مدى‬ ‫كفاية هذه القوانني يف الت�صدي للتعذيب وغريه من �ضروب �سوء املعاملة‪ ،‬ولكن �أي�ضا يف تنفيذها‪.‬‬

‫‪ .4‬واجب ا�ستبعاد الأقوال التي يتم احل�صول عليها عن طريق التعذيب �أو غريه من �ضروب �سوء املعاملة‬ ‫�إن احلظر الفعال للتعذيب و�سوء املعاملة يقت�ضي الق�ضاء على �أي حافز ال�ستخدام مثل هذه الإ�ساءة للم�ساعدة يف التحقيقات‪.‬‬ ‫ولذلك يجب حظر قبول البيانات املقدمة يف �إطار هذه املعاملة‪ ،‬والتي هي يف �أي حال غري موثوق بها بطبيعتها‪ ،‬مبوجب‬ ‫القانون‪( .‬اتفاقية الأمم املتحدة ملناه�ضة التعذيب)‪.‬‬ ‫تن�ص املادة ‪ 15‬من اتفاقية مناه�ضة التعذيب على ما يلي‪:‬‬ ‫ت�ضمن كل دولة طرف عدم اال�ست�شهاد ب�أية �أقوال يثبت �أنه مت الإدالء بها نتيجة للتعذيب‪ ،‬كدليل يف �أية �إجراءات‪� ،‬إال �إذا كان‬ ‫ذلك �ضد �شخ�ص متهم بارتكاب التعذيب كدليل على الإدالء بهذه الأقوال‪.‬‬ ‫وهذا احلظر مطلق‪ .‬ويف حني �أنه لي�س من بني ما هو مذكور �صراحة يف املادة ‪ 16‬ب�أنه ينطبق على �أ�شكال �أخرى من �سوء‬ ‫املعاملة‪ ،‬يف �ضوء النهج الذي تتبعه اللجنة جتاه املادة ‪ ،16‬يبدو �أن احلظر ينطبق �أي�ضا على البيانات التي يتم احل�صول عليها‬ ‫نتيجة املعاملة القا�سية �أو الال �إن�سانية �أو املهينة‪ .‬ونظرا لأهمية عن�صر «الغر�ض» يف تعريف التعذيب ‪،‬يبدو من املحتمل �أن �أي‬ ‫�شكل من �أ�شكال �سوء املعاملة املحظورة التي ت�ؤدي �إلى جترمي البيانات �سيتم ت�صنيفه على �أنه تعذيب‪.‬‬

‫‪33‬‬


‫وينطبق احلظر على البيانات التي يديل بها �ضحية �سوء املعاملة واملتعلقة به‪/‬بها‪ ،‬وكذلك البيانات املقدمة �ضد �أطراف ثالثة‪.‬‬ ‫ويبدو �أن احلظر ي�شمل �أي�ضا املعلومات �أو الأدلة امل�ستخل�صة‪ ،‬والتي تت�ضمن املعلومات التي مت الك�شف عنها من خالل البيانات‬ ‫التي جرى الإدالء بها نتيجة للتعذيب‪ .‬ترى جلنة مناه�ضة التعذيب �أن هذا االلتزام ينبع من الطبيعة املطلقة حلظر التعذيب‪،‬‬ ‫حتى �إنه عند تقدمي االدعاءات ب�أنه قد مت احل�صول على �أقوال عن طريق التعذيب‪ ،‬فيكون على الدولة الطرف «الت�أكد مما‬ ‫�إذا كانت البيانات التي ت�شكل جزءا من الأدلة املتعلقة بق�ضية‪ ،‬التي هي خمت�صة بها‪ ،‬وقد مت الإدالء بها نتيجة التعذيب» بغ�ض‬ ‫النظر عما �إذا كان التعذيب املزعوم قد وقع حتت الوالية القانونية لتلك الدولة‪ .‬وعالوة على ذلك‪ ،‬ينبغي �أن تكفل الدولة‬ ‫متكن الأفراد من الطعن يف �شرعية �أي دليل ي�شتبه ب�صورة معقولة يف �أنه مت احل�صول عليه عن طريق التعذيب‪.‬‬

‫‪ .5‬واجب تدريب املوظفني وتقدمي �ضمانات �إجرائية‬ ‫يحدث التعذيب عموما عندما يكون ال�شخ�ص حمروما من احلرية‪� ،‬سواء �ضمن �سياق ق�ضائي �أو �إداري‪ .‬لقد ف�سرت كل من‬ ‫جلنة مناه�ضة التعذيب واللجنة املعنية بحقوق الإن�سان املعاهدة اخلا�صة بهما ب�أنها تت�ضمن واجبا على الدولة الطرف لإدخال‬ ‫ال�ضمانات الإجرائية‪ ،‬ور�صد االمتثال بها‪ ،‬ولتدريب املوظفني الذين قد يكونون على ات�صال باملعتقلني‪.‬‬ ‫ففي اتفاقية الأمم املتحدة ملناه�ضة التعذيب تن�ص املادة ‪ 10‬على ما يلي‪:‬‬ ‫‪1.1‬ت�ضمن كل دولة �إدراج التعليم والإعالم فيما يتعلق بحظر التعذيب على الوجه الكامل يف برامج تدريب املوظفني املكلفني‬ ‫ب�إنفاذ القوانني‪� ،‬سواء �أكانوا من املدنيني �أو الع�سكريني‪ ،‬والعاملني يف ميدان الطب‪ ،‬واملوظفني العموميني �أو غريهم‬ ‫ممن قد تكون لهم عالقة باحتجاز �أي فرد معر�ض لأي �شكل من �أ�شكال التوقيف‪� ،‬أو االعتقال �أو ال�سجن‪� ،‬أو با�ستجواب‬ ‫هذا الفرد �أو معاملته‪ ،‬وت�ضمن كل دولة طرف �إدراج هذا احلظر يف القوانني والتعليمات التي يتم �إ�صدارها فيما يخت�ص‬ ‫بواجبات ووظائف مثل ه�ؤالء الأ�شخا�ص‪”.‬‬ ‫بالن�سبة ملوظفي اخلدمات الطبية‪ ،‬مثل هذا التدريب ينبغي �أن ي�شمل دليل التحقيق والتوثيق الفعالني ب�ش�أن التعذيب‬ ‫وغريه من �ضروب املعاملة القا�سية‪� ،‬أو الال�إن�سانية �أو املهينة املعروف �أي�ضا با�سم بروتوكول ا�سطنبول‪.‬وباملعايري‬ ‫الدولية مبا فيها القواعد النموذجية الدنيا ملعاملة ال�سجناء وجمموعة املبادئ املتعلقة بحماية جميع الأ�شخا�ص الذين‬ ‫يتعر�ضون لأي �شكل من �أ�شكال االحتجاز �أو ال�سجن‪ .‬وعالوة على ذلك‪ ،‬كثريا ما ت�ضيف جلنة مناه�ضة التعذيب يف‬ ‫مالحظاتها اخلتامية تو�صية تدعو الدول �إلى «�إقامة نظام منهجي وم�ستقل لر�صد معاملة الأ�شخا�ص الذين �ألقي‬ ‫القب�ض عليهم �أو املحتجزين �أو امل�سجونني» ويف حني �أن الربوتوكول االختياري التفاقية الأمم املتحدة ملناه�ضة التعذيب‬ ‫ين�ص على �إن�شاء �آليات وقائية وطنية لهذا الغر�ض بالذات‪ ،‬ف�إنه من الوا�ضح �أن الربوتوكول ال يقلل من االلتزام القائم‬ ‫مبوجب اتفاقية الأمم املتحدة ملناه�ضة التعذيب لر�صد معاملة الأ�شخا�ص املحرومني من حريتهم‪ ،‬بل �إنها تورد �آليات‬ ‫�أكرث تف�صيال لتنفيذها‪.‬‬

‫‪34‬‬


‫‪ .6‬واجب الإن�صاف ومنح التعوي�ض لل�ضحايا‬ ‫تفر�ض كل من اتفاقية الأمم املتحدة ملناه�ضة التعذيب‪ ،‬والعهد الدويل للحقوق املدنية وال�سيا�سية التزاما على الدول الأطراف‬ ‫مبنح التعوي�ض الكايف ل�ضحايا التعذيب �أو �سوء املعاملة‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬الربوتوكــول االختيــاري التفاقيــة الأمــم املتحــدة ملناه�ضــة التعذيــب‪:‬‬ ‫الربوتوكــول االختيــاري التفاقيــة الأمــم املتحــدة ملناه�ضــة التعذيــب هــو معاهــدة دوليــة فريــدة حلقــوق الإن�ســان‪ ،‬ت�ســاعد الــدول ملنــع‬ ‫التعذيــب وغيــره مــن �ضروب �ســوء املعاملــة ‪ .‬ين�شئ الربوتوكول االختياري نظاماً للزيارات املنتظمة �إلى جميع �أماكن االحتجــاز‪ ،‬التــي‬ ‫جتريهــا الهيئــات الوطنيــة والآليــات الوقائيــة الوطنيــة‪ ،‬وهيئــة دوليــة هــي اللجنــة الفرعيــة ملنــع التعذيــب‪ .‬وتعمــل هيئــات الربوتوكول‬ ‫االختياري بالتعاون الوثيق مع ال�سلطات الوطنية‪ ،‬وحتدد الثغــرات املوجــودة يف القوانــني‪ ،‬واملمار�ســة العمليــة مــن �أجــل حمايــة حقوق‬ ‫وكرامة جميع الأ�شخا�ص املحرومني من حريتهم‪.‬‬ ‫‪ .1‬الآليات الوقائية الوطنية‬ ‫ال يحدد الربوتوكول االختياري م�سبقا �أي منوذج حمدد للآليات الوقائية الوطنيــة‪ .‬وتتخــذ الــدول القــرار ب�ش ـ�أن الهيــكل الأكثــر‬ ‫مالءمــة للآليــات الوقائية الوطنية‪ ،‬وفقا ل�سياقها الوطني‪ .‬وميكنها �إن�شاء الآليات الوقائية الوطنية �ضمن واحدة �أو �أكرث من‬ ‫امل�ؤ�س�سات القائمة‪� ،‬أو �إن�شاء هيئات متخ�ص�صــة جديــدة‪� .‬إال �أنــه عليهــا �ضــمان ا�ســتقاللية الآليــات الوقائيــة الوطنية‪ ،‬و�أن لديها‬ ‫اخلربات وامل�صادر الكافية‪ .‬وعلى ال�سلطات الوطنية التعاون مع الآليات الوقائية الوطنية‪.‬‬ ‫ولكن ميكن �أن نفهم �أنها ‪:‬‬ ‫• هيئات وطنية لر�صد احلجز‬ ‫ • تن�شئها الدول‬ ‫ • تتمتع بخربة متعددة التخ�ص�صات‬ ‫ • م�ستقلة وظيفيا‬ ‫ • تتمتع باال�ستقالل املايل‬ ‫وتخت�ص الآليات الوقائية الوطنية‪:‬‬ ‫• بزيارات �إلى �أي مكان لالحتجاز يف �أي وقت‪ :‬تفح�ص معاملة الأ�شخا�ص املحتجزين وظروف احتجازهم؛ وجتري مقابالت‬ ‫�سرية مع الأ�شخا�ص املحرومني من حريتهم وال�سلطات؛ وتتحقق من املعلومات وال�سجالت ذات ال�صلة ‪.‬‬ ‫• تراجــع وتعلــق علــى القوانـيـن وال�سيا�ســات واملمار�ســات املتعلقــة باحلرمــان مــن احلريــة ‪.‬‬ ‫• حتــدد الأ�ســباب اجلذريــة للتعذيــب وغيــره مــن �ضروب �ســوء املعاملــة ‪.‬‬

‫‪35‬‬


‫• تقدم تو�صيات عند �إعطاء حلول واقعية �إلى ال�سلطات لتح�سني معاملة وظروف الأ�شخا�ص املحرومني من حريتهم وعمل‬ ‫�أماكن االحتجاز ‪.‬‬ ‫ • جتــري احلــوار وتن�شــئ التعــاون مــع ال�ســلطات ب�ش ـ�أن تنفيــذ تو�صياتهــا ‪.‬‬ ‫ • حتافظ على االت�صال املبا�شر‪ ،‬وال�سري �إذا لزم الأمر‪ ،‬مع اللجنة الفرعية‪.‬‬

‫‪1.1‬اللجنة الفرعية ملنع التعذيب‬ ‫وهي هيئة من هيئات الأمم املتحدة �أن�ش�أها الربوتوكول االختياري التفاقية الأمم املتحدة ملناه�ضة التعذيب‪ ،‬تقوم اللجنة‬ ‫الفرعية ملنع التعذيب بزيارات ملنع التعذيب �إلى �أي مكان لالحتجاز يف �أي دولة طرف يف الربوتوكول االختياري التفاقية الأمم‬ ‫املتحدة ملناه�ضة التعذيب‪ ،‬وتقــدم تو�صيــات �سريــة �إلى ال�ســلطات للوقايــة ومنــع التعذيــب وغريه من �سوء املعاملة ب�شكل �أف�ضل ‪.‬‬ ‫كما تقدم اللجنــة الفرعيــة ملنــع التعذيــب امل�شورة‪ :‬لل�سلطات ب�ش�أن �إن�شاء الآليات الوقائية الوطنية‪ .‬كما �أنها تتعاون مع الآليات‬ ‫الوقائية الوطنية‪ ،‬وت�ساعدها على �أدائها ‪،‬ب�سرية �إذا لزم الأمر‪.‬‬ ‫للمزيد من التفا�صيل يرجى الرجوع �إلى امللحق اخلا�ص باتفاقية مناه�ضة التعذيب‪ ،‬وغريه من �ضروب املعاملة �أو العقوبة‬ ‫القا�سية �أو الال�إن�سانية �أو املهينة‪.‬‬

‫‪36‬‬


‫ملخص الوحدة الثالثة‬ ‫تهدف هذه الوحدة �إلى تعريف العاملني يف مراكز التعذيب مبفهوم ر�سم ال�سيا�سات امل�ؤ�س�سية وبناء اال�سرتاتيجيات اخلا�صة بالعمل‬ ‫والتدريب وبناء القدرات‪ ،‬كما يهدف �إلى تعريفهم ب�آليات ا�ستقطاب التمويل وكتابة مقرتح امل�شاريع‪ ،‬وقد ا�شتمل الف�صل على تعريفات‬ ‫حمددة لل�سيا�سات واال�سرتاتيجيات والأهداف‪ ،‬كما ا�شتمل على �آليات ا�ستقطاب التمويل والأطار املنطقي ووثيقة امل�شروع‪ ،‬مرورا مبراحل‬ ‫عمر امل�شروع‪.‬‬ ‫كتابة م�شروعات العمل وتنفيذ و�إدارة امل�شروع‪ ،‬وال�صعوبات املتوقعة وحتديات التطوير‪ ،‬كما ا�شتملت الوحدة على �آليات العمل امليداين‬ ‫واملهارات الالزمة للعاملني مبراكز التعذيب لتنفيذ امل�شروع بفعالية عالية‪ ،‬وتعترب هذه الوحدة خال�صة خربة عملية يف �إدارة امل�شاريع‬ ‫لكي ميتلك العاملون مهارات العمل ال�ضرورية امل�ستندة �إلى الواقع و�إدارة املعطيات والتحديات‪.‬‬

‫‪37‬‬


‫اﻟﻮﺣﺪة اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ‪:‬‬ ‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ واﻹدارة اﻟﻔﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺮاﻛﺰ اﻟﺘﻌﺬﻳﺐ‬ ‫اﻟﻜﻠﻤﺎت اﻟﻤﻔﺘﺎﺣﻴﺔ ‪:‬‬ ‫• اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻟﻤﺆﺳﺴﻴﺔ‪.‬‬ ‫• اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻟﺘﺪرﻳﺒﻴﺔ‪.‬‬ ‫• ﺑﻨﺎء اﻻﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺎت‪.‬‬ ‫• اﻟﺘﺪرﻳﺐ وﺑﻨﺎء اﻟﻘﺪرات‪.‬‬ ‫• آﻟﻴﺎت اﺳﺘﻘﻄﺎب اﻟﺘﻤﻮﻳﻞ‪.‬‬ ‫• ﻛﺘﺎﺑﺔ ﻣﻘﺘﺮح اﻟﻤﺸﺎرﻳﻊ‪.‬‬ ‫• وﺛﻴﻘﺔ اﻟﻤﺸﺮوع‪.‬‬ ‫• ﻛﺘﺎﺑﺔ ﻣﺸﺮوﻋﺎت اﻟﻌﻤﻞ‪.‬‬ ‫• ﺗﻨﻔﻴﺬ وإدارة اﻟﻤﺸﺮوع‪.‬‬ ‫• آﻟﻴﺎت اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻤﻴﺪاﻧﻲ‪.‬‬

‫‪38‬‬


‫رسم السياسات المؤسسية‬ ‫وبناء االستراتيجيات لمراكز التعذيب‬ ‫مقدمــة‬ ‫امل�ؤ�س�سة هي عبارة عن تنظيم ت�سل�سلي للأفراد‪ ،‬ي�أخذ بعني االعتبار املهام وامل�س�ؤوليات امللقاة على عاتقهم‪ ،‬ويتمتع با�ستقالل ذاتي يف‬ ‫�صنع القرار‪ ،‬وهي ت�ؤثر يف املجتمع وتت�أثر به من خالل ن�شاطاتها يف املجاالت االقت�صادية االجتماعية‪ ،‬والرتبوية‪ ،‬وال�سيا�سية والثقافية‪،‬‬ ‫ولذا هي مفهوم ذو طبيعة معقدة‪ ،‬يتميز بال�شمولية وميكن النظر �إليها من زوايا متعددة‪ ،‬حيث تعرب امل�ؤ�س�سة عن واقع اقت�صادي وب�شري‬ ‫واجتماعي‪ ،‬كونها تعمل يف بيئة جمتمعية حمددة‪ ،‬ومتثل جزءا من البنية االقت�صادية واالجتماعية لهذا املجتمع‪ ،‬فامل�ؤ�س�سة بوظائفها‬ ‫املختلفة هي يف قلب البيئة الديناميكية‪ ،‬التي ميزتها الرئي�سية التطور و التغري‪.‬‬ ‫�إن وجود ال�سيا�سات للم�ؤ�س�سة يعترب موجها عاما جلميع مراحل العمل فيها‪� ،‬أو �إطار عمل عام على م�ستوى امل�ؤ�س�سة ككل‪� ،‬أو �أي وحدة من‬ ‫الوحدات فيها‪ ،‬كما ميثل نطاقا عاما التخاذ القرارات‪ ،‬ولذا يجب ر�سمها و�إقرارها من الإدارة العليا‪ ،‬ومعرفتها من قبل جميع العاملني‬ ‫يف امل�ؤ�س�سة‪.‬‬ ‫لذا تعد ال�سيا�سات االدارية نوعاً من �أنواع اخلطط ت�ستخدم لإر�شاد عملية اتخاذ القرارات وتوجيهها يف خمتلف امل�ستويات الإدارية‪ ،‬وهي‪ ‬‬ ‫توجهات كربى تو�ضح الأفكار و�إمكانيات التطور والأداء اجليد يف امل�ؤ�س�سات واملنظمات املعا�صرة‪ ،‬حيث �أ�صبحت اليوم تبلور ا�سرتاتيجية‬ ‫كل الأعمال التي تقوم بها امل�ؤ�س�سة ب�شكل �شفاف‪ ،‬و�أ�صبحت ال�سيا�سات الإدارية متثل �أدلة حقيقية ي�سرت�شد بها عند العمل وت�ستخدم �أي�ضا‬ ‫معايري لقيا�س النجاح يف امل�ؤ�س�سة‪ ،‬لذا يفرت�ض بكل م�ؤ�س�سة و�ضع �سيا�سات �إدارية وا�ضحة ومفهومة ومتكاملة‪ ،‬ت�ساعد على اتخاذ القرار‬ ‫على خمتلف م�ستويات التنظيم بحيث تتجنب امل�ؤ�س�سة ردود الفعل غري املدرو�سة على جمريات الأحداث‪.‬‬

‫مقومات رسم السياسات اإلدارية‪:‬‬ ‫ ‬

‫•هل هناك حاجة ملحة لل�سيا�سة‪ : ‬يعني هذا حتديد املواقف والعوامل امل�ؤثرة والنتائج املرتبة عليها‪ ،‬وذلك من حيث تكرار هذه‬ ‫املواقف و�أهميتها بالن�سبة للمنظمة ‪ /‬امل�ؤ�س�سة‪.‬‬

‫ ‬

‫•كيف تعد ال�سيا�سة‪ ‬؟ تعد ب�صورة مبدئية ثم تراجع للت�أكد من تنا�سقها مع ال�سيا�سات القائمة ثم تخترب ب�صورة �ضيقة ل�ضمان‬ ‫حتقيق الفهم لها ثم ت�صاغ ب�صورتها النهائية وتقر من اجلهة املخت�صة‪.‬‬

‫ ‬

‫•كيف تبلغ ال�سيا�سات للموظفني ؟‪ : ‬يجب �أن تن�شر ال�سيا�سات داخل املنظمة ‪ /‬اجلمعية بالو�سيلة املنا�سبة ليعلم بها جميع �أفراد‬ ‫امل�ؤ�س�سة‪ ،‬ويتم ذلك من خالل مناق�شتها يف اجتماعات عامة‪� ،‬أو من خالل برامج التدريب وتوقيع جميع املوظفني عليها للت�أكد‬ ‫من �أنهم قد اطلعوا على كافة التفا�صيل فيها‪.‬‬

‫‪39‬‬


‫أسس السياسات اإلدارية لمراكز التعذيب‪:‬‬ ‫ ‬

‫•�أن تركز على �أهداف املنظمة ‪.‬‬

‫ ‬

‫•�أن تتوافق ال�سيا�سات على كل امل�ستويات ‪.‬‬

‫ ‬

‫•�أن تكون م�ستقرة وثابتة ومرنة يف الوقت نف�سه ‪.‬‬

‫ ‬

‫•�أن تكون عادلة لكافة �أفراد التنظيم ‪.‬‬

‫ ‬

‫•�أن تكون قابلة للتنفيذ وفقاً للإمكانيات والظروف املتاحة ‪.‬‬

‫ ‬

‫•�أن تكون وا�ضحة ومفهومة لكافة �أفراد اامل�ؤ�س�سة ‪.‬‬

‫ ‬

‫•�أن تكون مكتوبة وموثقة‪.‬‬

‫السياسات التدريبية للعاملين في مراكز التعذيب‪:‬‬ ‫يف ظل املتغريات الدولية واالنفتاح االقت�صادي والتطورات العلمية والتكنولوجية والتقنية التي ي�شهدها العامل‪ ،‬وما قد ينتج عنها من‬ ‫تغريات �سريعة يف املفاهيم االقت�صادية واملهن وو�سائل وفنون االنتاج ‪ ،‬فقد ا�ست�شعرت جميع البلدان املتقدمة منها والنامية‪ ،‬احلاجة �إلى‬ ‫�ضرورة تزايد االهتمامات مبنظومة تنمية املوارد الب�شرية ‪ ،‬وب�صفة خا�صة يف جماالت التدريب الوظيفي ‪ ،‬وتنمية املهارات �أو �إ�ضافة‬ ‫مهارات جديدة يف �سبيل مواكبة التطورات ال�سريعة والتكيف مع احتياجات �سوق العمل‪.‬‬ ‫وبدون �شك ميكن القول �إن التدريب امل�ستمر للموارد الب�شرية مبختلف فئاتها يعترب من �أهم مقومات وم�ستلزمات التطوير‪ ،‬وخلق جيل‬ ‫من الكوادر والكفاءات القادرة على مواكبة املتغريات والتعامل مع التكنولوجيا احلديثة التي بدونها ال جمال للدخول �ضمن جمموعة‬ ‫البلدان املتقدمة‪ ،‬التي تفر�ض علينا املناف�سة ال�شر�سة ‪ ،‬وقوامها امل�ستويات العاملية يف الإنتاج واالنتاجية واجلودة ‪ .‬الأمر الذي يتطلب بذل‬ ‫املزيد من اجلهود يف تنمية وتطوير منظومة التدريب الوظيفي على خمتلف اجلوانب وامل�ستويات‪ ،‬و�إدراج هذه الق�ضايا �ضمن ال�سيا�سات‬ ‫واخلطط والربامج والتوجهات الواجب اتباعها من قبل امل�ؤ�س�سات واجلهات املعنية بالتنمية االجتماعية واالقت�صادية يف البلدان العربية‬ ‫‪� ،‬إذا ما �أرادت الت�أقلم والتكيف مع امل�ستجدات والتطورات العلمية والتقنية‪ ،‬واال�ستفادة من �إيجابياتها يف ت�ضييق الفجوة التي تبدو هائلة‬ ‫بني البلدان املتقدمة والبلدان النامية ومن بينها البلدان العربية‪.‬‬

‫وضع االستراتيجية‪:‬‬ ‫�إن ا�سرتاتيجيات العمل تبنى يف �ضوء ال�سيا�سات امل�سبقة وت�ستند عليها ‪ ،‬وتهدف اال�سرتاتيجية �إلى ر�سم طريق وا�ضح وم�ؤطر زمنيا ملا‬ ‫�سوف يتم �إجنازه‪ ،‬وتعترب اال�سرتاتيجية علم وفن‪ ،‬وهي املنهج ال�شامل املتكامل الذي يحدد ويحكم ب�شكل م�ستمر حركة امل�ؤ�س�سة لتحقيق‬ ‫نتائج معينة‪ ،‬خالل زمن حمدد‪ ،‬عرب ا�ستثمار فعال للإمكانيات والو�سائل‪ ،‬مبا ي�ضمن دميومة امل�ؤ�س�سة ومنوها‪.‬‬ ‫وي�شري م�صطلح التخطيط اال�سرتاتيجي �إلى توقع حالة امل�ستقبل واال�ستعداد له‪ ،‬وفق افرتا�ضات �أهمها �إعادة التنظيم وحتليل‬ ‫بيئة العمل وا�ستغاللها ب�شكل مثايل‪.‬‬

‫‪40‬‬


‫�أوال‪ :‬ما هو املق�صود بالتدريب ؟‬ ‫من خالل �إ�صدارات العديد من الباحثني واملتخ�ص�صني يف جمال التدريب‪ ،‬ميكن ا�ستعرا�ض بع�ض املفاهيم املختلفة للتدريب وذلك على‬ ‫النحو التالى ‪:‬‬ ‫ ‬

‫•�إن التدريب موقف جمعي يت�سم بالتغيري والتعديل يف منط التفكري واالجتاه وال�سلوك مبا يحقق الفعالية الإيجابية يف الآداء‪.‬‬ ‫ويت�ضح مما �سبق �أن مفهوم التدريب يت�ضمن‪:‬‬ ‫‪ .1‬الوقوف على �سلوك ومنط تفكري الفرد‪.‬‬ ‫‪ .2‬قابلية الفرد للتعديل والنمو واالرتقاء‪.‬‬ ‫‪ .3‬قابلية قيا�س �أداء الفرد‪.‬‬ ‫‪ .4‬ا�شباع ملتطلبات واحتياجات الفرد واملنظمة‪.‬‬ ‫‪ .5‬موقفاً جمعياً يت�سم بالتفاعالت ال�شخ�صية‪.‬‬ ‫‪ .6‬مهارة وفناً وعلماً يحتاج �إلى االختيار اجليد لأفراده‪.‬‬ ‫‪ .7‬عملية م�ستمرة‪ :‬ففى ظل املتغريات االقت�صادية والتطور التكنولوجى يت�ضح �أهمية ا�ستمرارية عملية التدريب‬ ‫ملواكبة هذه املتغريات التى قد تتغري يوما بعد يوم ‪ ,‬فاال�ستمرارية ومواكبة املتغريات التكنولوجية فى برامج‬ ‫التدريب هو �أمر �ضرورى وحتمي وهام لإجناح هذه العملية ‪� ,‬أما النمطية وبطء برامج التدريب فيت�سببان يف‬ ‫عدم املقدرة على التواجد فى ال�سوق العاملى ب�أى �شكل من الأ�شكال ‪ ,‬الأمر الذى يزيد من حدة الفقر والتخلف‬ ‫والتهمي�ش ‪.‬‬

‫ ‬

‫•التدريب هو اجلهود املنظمة واملخططة لتطوير معـارف وخبـرات واجتاهـات املتدربني‪ ،‬وذلك يجعلهم �أكرث فاعلية يف �أداء‬ ‫مهامهم‪.‬‬

‫ ‬

‫•وهو اجلهود املنظمة ‪ ،‬واملخطط لها لتزويد املتدربني مبهارات ومعارف وخربات متجددة‪ ،‬وت�ستهدف �إحداث تغيريات �إيجابية‬ ‫م�ستمرة فـي خبـراتهم واجتاهـاتهم و�سلوكهم‪ ،‬من �أجل تطوير كفاية �أدائهم‪ ،‬ومبعنى �آخر ف�إن التدريب املهني هو ذلك النوع‬ ‫من التدريب الذي يت�ضمن تنمية املهارات واخلدمات احلرفية املهنية‪.‬‬

‫ ‬

‫•كما ميكن تعريف التدريب �أي�ضا ب�أنه موقف جماعى يتم بالتغيري والتعديل فى منط التفكري واالجتاه وال�سلوك مبا يحقق‬ ‫الفعالية الإيجابية فى الأداء‪.‬‬

‫ ‬

‫•يت�ضمن التدريب املهني �صوراً متعددة منها‪:‬‬ ‫�أ‪ .‬تدريب املبتدئني ‪ :‬وهو التدريب املعروف بالتدرج‪.‬‬ ‫ب‪ .‬التدريب ال�سريع ‪ :‬وهو التدريب الذي يهدف �إلى �سد احلاجة من العمال‬ ‫متو�سطي املهارة يف فرتة زمنية ق�صرية‪.‬‬

‫‪41‬‬


‫ج‪ .‬التدريب �أثناء العمل ‪� :‬أي تدريب وتطوير العمال القائمني بالعمل فع ً‬ ‫ال بق�صد‬ ‫رفع م�ستوى �إنتاجيتهم ‪.‬‬ ‫د‪� .‬إعادة التدريب‪.‬‬ ‫هـ‪ .‬التدريب امل�ستمر‪.‬‬ ‫ويعد التدريب ب�صورة عامة مبثابة ا�ستثمار يف الأفراد �ضمن املفهوم العام للتدريب‪ .‬ولكي يكون اال�ستثمار م�أموناً ينبغي �أن تكون‬ ‫العملية التدريبية هادفة وناجحة وفعالة‪ ،‬حيث ي�سعى التدريب �إلى �إعداد القوى العاملة امل�ؤهلة واملدربة‪� ،‬ضمن م�ستويات العمل‬ ‫الأ�سا�سية يف جميع جماالت العمل‪.‬‬

‫األهـداف العامـة للتدريب ‪:‬‬ ‫ت�ضطلع «�إدارة التدريب» مبهمة رئي�سة تتم َّثل يف تنظيم دورات تدريب َّية جلميع م�ستويات املوظفني‪ ،‬وجميع فئات الوظائف‪ ،‬بهدف‬ ‫رفع م�ستوى الأداء وتنمية م�شاعر الثقة بالنف�س والكفاءة الذاتية‪ ،‬وزيادة الإنتاج يف ع�صر العوملة واملناف�سة ال�شديدة‪ ،‬والتفجر املعريف‬ ‫م�سح �شامل جلميع املوظفني وفئات الوظائف‪ ،‬تتح ّمل �إدارة التدريب على عاتقها – وبالتن�سيق الوثيق مع خمتلف‬ ‫الدائم‪ .‬فبعد �إجراء ٍ‬ ‫الإدارات والأق�سام والوحدات يف الهيكل التنظيمي ‪ -‬م�س�ؤولية تخطيط وبرجمة وتنفيذ الربامج التدريبية املنا�سبة‪ ،‬مولية �أهمية ق�صوى‬ ‫لرفع م�ستوى تلك الفئة من املوظفني الذين يعاين �أدا�ؤهم من بع�ض �أوجه الق�صور‪ ،‬ب�سبب افتقارهم �إلى املعلومات واملهارات الالزمة‬ ‫لال�ضطالع مبهام العمل التي ُك ِّلفوا بها بكفاءة وفاعلية‪ .‬وينبغي �أن تويل �إدارة التدريب اهتماماً خا�صاً بتنظيم دورات تدريبية لتحقيق‪:‬‬ ‫‪ 1.1‬تدريب وت�أهيل املوظفني اجلدد الذين يلتحقون للعمل باملجموعة على جميع جوانب العمل‪� ،‬سواء �أكانت فنية �أم تتعلق ببيئة‬ ‫العمل‪� ،‬أو ب�أي جوانب �أخرى ت�ساعدهم على االندماج ال�سريع يف البيئة املحيطة والتفاعل معها‪� ،‬سواء على �صعيد العمل �أو‬ ‫املجتمع الذي يعي�شون فيه‪ .‬لذا ينبغي �أن حتظى الدورات التدريبية التالية باهتمام كبري‪:‬‬ ‫ ‬

‫ ‬

‫‪42‬‬

‫•الدورات التدريبية التي توفر للمتد ِّرب معلومات عن امل�ؤ�س�سة و�سيا�ساتها و�أهدافها و ُن ُظمِ ها‪ ‬وا�سرتاتيج َّيتها وتو ُّقعاتها‬ ‫من من�سوبيها‪.‬‬ ‫•الدورات املخ�ص�صة لإعطاء معلومات عن امل�شروع الذي يعملون فيه وقوانينه و�أنظمته ومفاهيمه‪ ،‬التي تو�ضح �أُ ُط َر ما‬ ‫هو مقبول وما هو مرفو�ض ُ‬ ‫ال�شخ�صي القومي (مدونة قواعد ال�سلوك)‪.‬‬ ‫وتلي قواعد ال�سلوك‬ ‫ِّ‬

‫ ‬

‫•دورات لتعليم اللغة الإجنليزية ويف املجاالت التثقيفية الأخرى‪ ،‬التي ت�ساعد املوظف على الفهم ال�صحيح للبيئة التي‬ ‫يعمل يف ظلها‪.‬‬

‫ ‬

‫•دورات تدريبية جلميع العاملني يف القطاعات التي لها عالقة مبا�شرة باجلمهور‪ ،‬تهدف �إلى تطوير قدراتهم‬ ‫ومهاراتهم يف التعامل مع احلاالت‪ ،‬مثل مهارات االت�صال‪.‬‬


‫‪2.2‬تقدمي دورات تدريبية للموظفني على ر�أ�س عملهم لتمكينهم من الإملام بالتطورات التي تطر�أ يف جماالت عملهم‪.‬‬ ‫‪3.3‬تطوير كفاءات �شاغلي الوظائف الإ�شرافية والقيادية الرئي�سة لرفع قدراتهم يف النواحي املت�صلة بال�ش�ؤون املالية والقيادة‬ ‫والرقابة‪ ،‬وطرق حتفيز الآخرين وا�ستخدام احلا�سب الآيل‪ ،‬وكذلك تنمية املهارات ال�شخ�ص َّية لأفراد هذه الفئة يف املجاالت‬ ‫‪4.4‬املت�صلة مبهارات التفاو�ض‪ ،‬والقدرة على تقدمي التدريب للآخرين‪ ،‬و�إدارة الوقت وغري ذلك من املو�ضوعات‪.‬‬ ‫‪ 5.5‬التن�سيق امل�ستمر مع جميع الإدارات ملعرفة مردود الدورات التدريب َّية على العمل وعلى كفاءة الأداء‪.‬‬ ‫املتخ�ص�صة والتن�سيق معها لال�ستفادة من خرباتها يف هذا املجال‪.‬‬ ‫‪6.6‬اال�ستعانة مبراكز التدريب املحل َّية والعامل َّية‬ ‫ِّ‬ ‫‪ 7.7‬التن�سيق مع اجلهات املخت�صة ذات العالقة بامل�شروع الذي ينفذ حتته التدريب داخل البلد‪/‬املدينة جلعل برامج التدريب يف‬ ‫املجموعة برامج ذات �صبغة عاملية معرتف بها‪.‬‬ ‫‪ 8.8‬تطوير مواد تدريب َّية مكتوبة ومرئ َّية وم�سموعة على �أرفع امل�ستويات املمكنة‪ ،‬ومراجعة هذه املواد ب�صفة دور َّية ل ُتواك َِب املتغريات‬ ‫يف بيئة العمل‪.‬‬ ‫‪9.9‬الإ�شراف على �إجراء االختبارات الوظيف َّية املختلفة‪� ،‬سواء كانت تهدف تلك االختبارات �إلى قيا�س املهارات املهن َّية‪� ،‬أو قيا�س‬ ‫القدرات الذهن َّية �أو ما �شابه ذلك‪.‬‬ ‫الوظيفي‪،‬‬ ‫‪ 1010‬تدريب املديرين على �أ�ساليب قيا�س �أداء بع�ض املوظفني عندما تكون عمليات القيا�س هذه مت�صلة مب�ستقبل املوظف‬ ‫ّ‬ ‫مثل ترقيته �أو نقله �إلى وظيفة �أخرى �أو ما �شابه ذلك‪.‬‬ ‫تو�سع مداركهم‪ ،‬وجتعلهم مُدركني ب�صفة م�ستمرة‬ ‫‪ 1111‬تنظيم دورات للقياديني يف امل�ؤ�س�سة لتحديث معلوماتهم عن الأمور التي ُّ‬ ‫للمتغريات املال َّية والت�سويق َّية والإدارية واملعلومات َّية التي قد تكون ذات �أهمية للمجموعة‪.‬‬ ‫ويتم حتديد وو�ضع الربامج واخلطط التدريبية وفقا للتوجهات والأهداف املطلوب حتقيقها‪ ،‬ويتفرع من هذه الأهداف‬ ‫جمموعة من الربامج واخلطط والأن�شطة واملناهج املنا�سبة لتحقيقها ‪ ،‬حيث �إن حمتوى وطريقة تنفيذ �أي برنامج تدريبي‬ ‫مرتبطان ارتباطا مبا�شراً بتحديد ما هو الهدف من هذه العملية؟ وما هو م�ستوى املهارة والفئة امل�ستهدفني يف كل مرحلة من‬ ‫مراحل التنفيذ؟‬ ‫وبالتايل‪ ،‬ال ميكن ت�صميم الربامج التدريبية الفعالـة �إال فـي �ضـوء حـ�صر االحتياجات التدريبية الفعلية للم�ؤ�س�سة‪� ،‬أو الفئة امل�شاركة‬ ‫يف هذا الربنامج ‪� ،‬إ�ضافة �إلـى حتديد الأ�ساليب املنا�سبة لتنفيذه بنجاح‪ .‬ويف �ضوء ما تقدم تربز �أهمية التقيـيم وتقـدير االحتياجات‬ ‫التدريبية‪ ،‬كونها اخلطوة الأ�سا�سية التي حتكم �أنواع التدريب املطلوب‪ ،‬ومـن يحتاج �إليه وم�ستوى الأداء املطلوب حتقيقه‪ ،‬وم�ستوى‬ ‫الكفايات واملهـارات املطلـوب اكت�سابها‪.‬‬ ‫والهدف الأ�سا�سي للتدريب يتمثل يف العمل على ت�ضييق الفجوة بني التعليم وجمـاالت العمل املطلوب‪� ،‬إذ يحتاج اخلريجون مهما كانت‬ ‫درجاتهم العلمية �إلى قدر معني مـن التدريب‪ ،‬ويف امل�ستقبل �إلى �إعادة التدريب من وقت لآخر‪ ،‬لتمكينهم من مواكبـة التقـدم التكنولوجي‬ ‫الهائل وال�سريع يف معظم املجاالت‪.‬‬

‫‪43‬‬


‫األهداف الخاصة للتدريب‪:‬‬ ‫‪� .1‬إعداد الأخ�صائيني املهنيني واملاهرين يف كافة املجاالت املهنية ‪ ،‬وتزويدهم باملهارات املتخ�ص�صة والثقافية والعلمية‪ ،‬يف �ضوء‬ ‫قدراتهم وميولهم‪ ،‬ومتا�شيا مع احتياجات ومتطلبات امل�ؤ�س�سة وال�شركاء واملانحني القائمة واملتوقعة‪.‬‬ ‫‪� .2‬إك�ساب املتدربني املفاهيم واملعلومات النظرية واملهارات العملية‪ ،‬حتقيقاً ملبد�أ التكامل بني اجلانبني النظري والتطبيقي‪ ،‬وبني‬ ‫العلم والعمل‪.‬‬ ‫‪� .3‬إك�ساب املتدربني القدرة على �أداء املهارات والواجبات العملية ح�سب الأ�صول واملعايري الفنية‪ ،‬ومتكينهم من التعامل والتفاعل‬ ‫مع التقنيات احلديثة فى �أح�سن الظروف‪.‬‬ ‫‪ .4‬ت�أهيل املتدربني على اكت�ساب ال�سلوكيات ال�صحيحة كالدقة وال�سالمة والأمان يف العمل واملحافظة على بيئة العمل والبيئة‬ ‫العامة‪.‬‬ ‫‪ .5‬رفع امل�ستوى املهاري للأخ�صائيني واملهنيني والعاملني يف الربامج املختلفة‪ ،‬من خالل توفري التدريب امل�ستمر لهم لرفع كفاءتهم‬ ‫وحت�سني م�ستوى �أدائهم لأعمالهم‪.‬‬ ‫يعترب بناء قدرات امل�ؤ�س�سة يف جمال ا�ستقطاب التمويل �أمرا يف غاية الأهمية‪ ،‬خ�صو�صا يف م�ؤ�س�سات املجتمع املحلي غري احلكومية‪ ،‬و�سيتم‬ ‫التطرق يف هذا اجلزء �إلى مو�ضوع ا�ستقطاب التمويل وكتابة مقرتح امل�شاريع‪.‬‬

‫استقطاب التمويل و كتابة مقترح المشاريع‪:‬‬ ‫مقرتح التمويل هو وثيقة ُتعدها م�ؤ�س�ستك ‪ /‬منظمتك ‪ /‬جمعيتك‪ ،‬وحتتوي على امل�شروع والإجراءات التي �ستقوم بها لتنفيذه‪ ،‬واملوازنة‬ ‫التي حتتاجها لذلك‪ ،‬و ُتقدم هذه الوثيقة �إلى جهة متويلية بهدف احل�صول على الأموال الالزمة لتنفيذ امل�شروع‪ ،‬ويعترب مقرتح التمويل‬ ‫من الطرق ال�شائعة التي ت�ستخدمها اجلمعيات ‪ /‬امل�ؤ�س�سات ‪ /‬املنظمات لتوفري املوارد املالية لتنفيذ م�شروعاتها‪ ،‬وتربز �أهميته يف �أنه �أحد‬ ‫الطرق التي ت�ساعد على اال�ستقرار املايل للجمعية وا�ستمرارها‪ ،‬بالإ�ضافة �إلى �أنه يعترب �أ�سا�س العالقة مع �أي ممول‪.‬‬

‫خطوات دراسة الممولين‪:‬‬ ‫‪1.1‬اكت�شاف م�صادر التمويل‪.‬‬ ‫‪2.2‬البحث عن جماالت اهتمام املمولني مثل جماالت ب�شرية كاملر�أة‪ ،‬ال�شباب والأطفال‪� ،‬أو اهتمام بنوع معني من الق�ضايا‬ ‫كالفقر‪ ،‬البطالة‪� ،‬إلخ‪..‬‬ ‫‪3.3‬البحث عن القيم املحركة للجهات املمولة‪ ،‬و يق�صد بالقيم هنا‪ »:‬جمموعة من الأفكار التي ت�ؤمن بها و تتبناها اجلهة‬ ‫املمولة‪ ،‬وتتعلق مبو�ضوعات معينة‪ ،‬تعطيها قيمة هامة و ثابتة»‪.‬‬ ‫‪4.4‬البحث عن دوافع اجلهات املمولة كااللتزام بق�ضية ما‪ ،‬الإعجاب بطريقة الطلب والثقة ب�أ�شخا�ص حمددين‪.‬‬

‫‪44‬‬


‫و يف حال وجدت اجلهة‪ /‬اجلهات املنا�سبة التي ميكن �أن متول امل�شروع فيجب عمل مايلي‪:‬‬ ‫‪�1.1‬صياغة ر�سالة توجه �إلى هذه اجلهات‪ ،‬تبني الرغبة يف اال�ستفادة من �إمكانيات التمويل لديها‪.‬‬ ‫‪2.2‬طلب مناذج طلب التمويل امل�ستخدمة لدى هذه اجلهات �إذا كان هناك مناذج معتمدة‪.‬‬ ‫‪3.3‬طلب معرفة �أ�سماء الأ�شخا�ص و العناوين التي من املمكن خماطبتهم‪ ،‬والتي �ستعمل على درا�سة الطلب‪.‬‬ ‫‪4.4‬طلب و�ضع ا�سم امل�ؤ�س�سة على دليل مرا�سالت اجلهات املمولة‪.‬‬ ‫‪5.5‬طلب التقرير ال�سنوي (ان وجد) له�ؤالء املمولني‪ ،‬حيث من املمكن �أن يعطي فكرة �شاملة عن �أهداف املمول‪ ،‬و املبالغ التي‬ ‫مت منحها �سابقا‪ ،‬و �أنواع امل�شاريع التي ح�صلت على التمويل �سابقا‪ ،‬و�أحيانا �أ�سماء و عناوين جلهات �أخرى ميكن �أن تطرق‬ ‫بابها لتمويل امل�شروع‪ ،‬و كذلك �أ�سماء و عناوين امل�ؤ�س�سات التي ح�صلت على التمويل �سابقا‪ ،‬لأنه بالإمكان اال�ستفادة من‬ ‫خربات ه�ؤالء �أي�ضا‪.‬‬ ‫‪6.6‬ممثلو ه�ؤالء املمولني يف بلدك‪� ،‬أو يف العامل وهم اال�شخا�ص الذين يقومون بدرا�سة �إمكانية متويل م�شروعك‪ ،‬و لديهم‬ ‫كافة املعلومات املتعلقة بالتمويل و �أف�ضل طريقة للعمل مع ممثل املمول هي مراجعة م�شاريع قدمت لهم �سابقا‪� ،‬سواء‬ ‫مولت �أم مل متول‪ ،‬ملعرفة الطرق و التقنيات التي اتبعها الآخرون يف كتابة م�شاريعهم و اال�ستفادة من الأف�ضل منها‪.‬‬ ‫‪7.7‬اال�شرتاك يف املنظمات املحلية و العاملية ك�أع�ضاء‪ ،‬حيث ي�ستفيد ه�ؤالء الأع�ضاء من كافة الفر�ص التي يعلم عنها الأع�ضاء‬ ‫الآخرون يف املنظمات �أو ما ي�صل هذه املنظمات من معلومات حول م�صادر التمويل املختلفة‪ ،‬بالإ�ضافة الى الن�شرات الدورية‬ ‫والأبحاث التي ت�صدرها‪.‬‬

‫المبادئ األساسيّة في إعداد المشروع‬ ‫تعريف امل�شروع (‪ :)1‬هو عبارة عن جمموعة من الفعاليات‪ /‬الأن�شطة املخططة واملربجمة واملتنا�سقة فيما بينها‪ ،‬تعمل على حتقيق هدف‬ ‫معني يف خالل فرتة حمددة من الزمن ومبوازنة حمددة‪ ،‬و�ضمن حمددات و خماطر معينة‪.‬‬

‫‪45‬‬


‫عند البدء ب�إعداد امل�شروع‪ّ ،‬‬ ‫ال�صعبة ا ّلتي تتط ّلب املعاجلة‪ ،‬واحلالة املتقدّمة‬ ‫يتعي على مدير امل�شروع �أن يك ّون فكرة وا�ضحة عن احلالة ّ‬ ‫التي ينبغي الو�صول �إليها‪ ،‬والأطراف املعن ّية ا ّلتي ت�شرتك مبا�شرة يف امل�شروع‪.‬‬

‫مكونات مقترح المشروع الكامل‬ ‫اجلزء الأول ‪ :‬معلومات �أ�سا�سية‬ ‫اجلزء الثاين ‪ :‬خلفية امل�شروع‬ ‫اجلزء الثالث ‪ :‬مربرات امل�شروع‬ ‫اجلزء الرابع ‪� :‬أهداف امل�شروع‬ ‫اجلزء اخلام�س ‪� :‬آليات تنفيذ امل�شروع‬ ‫اجلزء ال�ساد�س ‪ :‬اخلطة التنفيذية‬ ‫اجلزء ال�سابع ‪ :‬الفئات امل�ستهدفة‬ ‫اجلزء الثامن ‪ :‬املتابعة و التقييم‬ ‫اجلزء التا�سع ‪ :‬ا�ستدامة امل�شروع‬ ‫اجلزء العا�شر ‪ :‬ميزانية امل�شروع‬ ‫اجلزء احلادي ع�شر‪� :‬إطار العمل املنطقي‬ ‫اجلزء الثاين ع�شر‪ :‬امللحقات‬

‫‪1.1‬المعلومات األساسية‬ ‫ •معلومات عن امل�شروع‬ ‫حتتوي ملخ�صاً عن بيانات امل�شروع والتكلفة الإجمالية والفرتة الزمنية للتنفيذ‪ ،‬بالإ�ضافة �إلى طبيعة امل�شروع‪ ،‬وتكتب هذه املعلومات‬ ‫كنقاط تعريفية يف بداية امل�شروع متثل ملخ�صاً له‪.‬‬ ‫ •معلومات عن امل�ؤ�س�سة‬ ‫حتتوى على بيانات عن امل�ؤ�س�سة و�شخ�ص االت�صال يف امل�شاريع‪ ,‬وو�سائل االت�صال بامل�ؤ�س�سة‪.‬‬

‫‪46‬‬


‫‪2.2‬خلفية المشروع‬ ‫عادة ما تكون اخللفية من فقرتني الى خم�س‪ ،‬وتعطي القارىء فكرة عامة عن الو�ضع العام الذى يحيط بامل�شروع وفيها‪:‬‬ ‫ •و�صف عام للم�ؤ�س�سة (القيم‪ ،‬الر�ؤيا والر�سالة)‪ ،‬منذ متى تعمل امل�ؤ�س�سة‪ ،‬وما هي امل�شاريع والربامج التي قامت بتنفيذها‪ ،‬عر�ض‬ ‫لتاريخ امل�ؤ�س�سة وجتربتها وقدراتها‪.‬‬ ‫ •و�صف عام للو�ضع‪/‬البيئة التي تعمل فيها امل�ؤ�س�سة وت�أثريها على م�ؤ�س�ستك‪.‬‬

‫يجدر الرتكيز على جتربة �سابقة للم�ؤ�س�سة لها عالقة باملجال املقرتح‪ ،‬كما جتدر الإ�شارة �إلى �إثباتات عينية تدعم م�صداقية امل�ؤ�س�سة‪،‬‬ ‫مثال‪� :‬إجنازات خا�صة‪،‬جوائز �أو اعرتاف حازت عليه امل�ؤ�س�سة من جهات ر�سمية‪ ،‬و قد ي�شار �أي�ضا �إلى ق�ص�ص جناح‬

‫‪3.3‬المبررات‬ ‫املربرات ت�ساعد القارئ على التعرف �أكرث على املو�ضوع‪ .‬يف املربرات تقدم حقائق ودالئل تدعم االحتياج للم�شروع‪ ،‬وتو�ضح فهم‬ ‫م�ؤ�س�ستك للم�شكلة وو�ضع احللول املنا�سبة لها‪.‬‬

‫ق�سم املربرات يجب �أن يكون خمت�صراً ودقيقاً وفيه تقنع القارئ ب�أهمية امل�شروع‪ ،‬لذا يجب �أن ت�أخذ باالعتبار النقاط‬ ‫التالية‪-:‬‬ ‫‪1.1‬امل�شكلة‬ ‫‪2.2‬جناح امل�شروع‬ ‫‪3.3‬امل�شروع كنموذج‬ ‫‪4.4‬التعاون‬

‫مكونات املربرات‬

‫ •‬ ‫ • حتليل �أ�سباب امل�شكلة‬ ‫ • حتليل نتائج امل�شكلة‬ ‫حتليل امل�شكلة‬

‫‪47‬‬


‫‪4.4‬كتابة الهدف العام واألهداف الفرعية (المحددة)‬ ‫من ال�ضروري �صياغة الهدف العام والأهداف الفرعية لإ�ضفاء �صورة وا�ضحة ال�شكل عن النتائج املتحققة من تنفيذ الربنامج‪،‬‬ ‫باعتبار �أن الهدف العام والأهداف الفرعية من خمرجات الربنامج وهي الإجابة عن ال�س�ؤال التايل ‪:‬‬ ‫ما هي النتائج املتوقعة بعد تنفيذ الربنامج؟‬

‫تعريف الأهداف‬

‫الهدف هو عبارة عن عري�ضة وا�سعة ُتعرب عن الهدف الأعلى للتغيري املزمع القيام به (هي نتيجة ال ميكن احل�صول عليها يف مدة‬ ‫زمنية ق�صرية‪ ،‬ومن خالل م�شروع واحد فقط) ولكل م�شروع هدف واحد فقط‪.‬‬

‫تعريف الأهداف الفرعية‬

‫يجب �أن يكون الهدف الفرعي قاب ً‬ ‫ال للقيا�س‪ ،‬حمدداً بوقت‪ ،‬تتوقع املنظمة حتقيقه باعتباره جزءاً من املنحة‪ ،‬وهو بتعريفه يختلف‬ ‫عن الهدف كونه �أ�صغر‪ ،‬ويجري بدائرة �أ�ضيق‪� ،‬إال �أنه م�شابه للهدف يف �أنه جمموعة اهداف ترتبط ببيان امل�شكلة‪.‬‬ ‫وميكن للم�شروع �أن يكون له عدة �أهداف فرعية‪ ،‬على �أال تتجاوز ‪ 3-4‬لتكون واقعية‪.‬‬

‫الأهداف الفرعية‬ ‫عند �صياغة �أي هدف فرعي‪ ،‬ف�إن الإجابة عن هذه الت�سا�ؤالت تفيد يف �إعطاء �شرح وا�ضح للنتائج املتوقع حتقيقها‪:‬‬ ‫ما هي اجلوانب الرئي�سية التي ت�سعى لإحداث تغيري فيها ؟‬ ‫ما هي ال�شريحة التي �ست�شرتك يف الربنامج ؟‬ ‫ما هو اجتاه التغيري (زيادة �أم حت�سني‪ ،‬تقلي�ص �أم تقليل) الذي ت�سعى لإحداثه ؟‬ ‫ما هي درجة التغيري الذي ت�سعى للو�صول �إليه ؟‬ ‫ما هو �آخر موعد للو�صول �إلى درجة الت�أثري امل�ستهدفة ؟‬

‫ن�صائح عند كتابة الأهداف الفرعية‬ ‫ •يجب �أن تكون الأهداف مرتبطة ببيان امل�شكلة‪.‬‬ ‫ •�إ�شرك كل الأطراف ذات العالقة باملجموعة امل�ستهدفة‪.‬‬ ‫ •�إف�سح مزيداً من الوقت لتحقيق الأهداف الفرعية‪ ،‬فبع�ض الأ�شياء ت�أخذ وقتاً �أكرث مما هو خمطط لها‪.‬‬ ‫ •الأهداف املحددة ال ميكن �أن ت�صف الو�سائل‪.‬‬ ‫ •حدد الطريقة التي ميكن من خاللها قيا�س التغيري الذي تن�شده يف هدفك الفرعي‪ ،‬ف�إن اكت�شفت �أن ال طريقة لقيا�س التغيري‪،‬‬ ‫فيتعني على الأغلب �أن ُتغري �أهدافك املحددة‬

‫‪48‬‬


‫‪5.5‬آليات تنفيذ المشروع‬ ‫يعترب هذا اجلزء من �أهم مكونات امل�شروع‪ ,‬حيث يجيب عن كيف �سيتم تنفيذ امل�شروع؟ ويكتب فيها مراحل تنفيذ امل�شروع بالتف�صيل‪،‬‬ ‫مع تو�ضيح طرق تنفيذ كل مرحلة مع �سبل قيا�سها‪ ،‬واملخرجات لكل مرحلة‪.‬‬

‫‪6.6‬الخطة التنفيذية‬ ‫اخلطوات التالية تقدم لك املعلومات التي ميكن �أن ت�ستخدمها يف تطوير خطة العمل ‪-:‬‬ ‫ •�أُكتب قائمة الأهداف املحددة للم�شروع ‪.‬‬ ‫ •�أُكتب قائمة املهام التي يجب القيام بها لإجناز كل هدف حمدد ‪.‬‬ ‫ •�أُكتب املهام التي يجب القيام بها بالرتتيب ‪.‬‬ ‫ •قدر الزمن واملواعيد لت�شكيل اجلدول ‪.‬‬ ‫ •قدر املوارد املطلوبة لتنفيذ الأن�شطة (كالوقت ‪ ،‬والنقود ‪ ،‬واملهارات ‪ ،‬والأفراد ‪ ،‬والأجهزة ‪ ،‬واخلدمات ‪ ،‬واملعلومات ‪ . . . ،‬الخ ) ‪.‬‬ ‫ •خ�ص�ص م�س�ؤوليات الأفراد للأن�شطة املختلفة ‪.‬‬ ‫مف�صلة عن الأن�شطة‪ ،‬وامل�س�ؤول ّيات وال ّتوقيت‪ ،‬واجلدول �أدناه مثال تقريبي خلطة �سري‬ ‫ينبغي تقدمي جدول ن�شاطات مرفق مبعلومات ّ‬ ‫الأن�شطة‪:‬‬ ‫الن�شاط‬ ‫ال ّن�شاط ‪(1‬العنوان)‬ ‫ال ّن�شاط ‪(1.1‬العنوان)‬ ‫ال ّن�شاط ‪(1.2‬العنوان)‬ ‫ال ّن�شاط ‪(1.3‬العنوان)‬ ‫ال ّن�شاط ‪(2‬العنوان)‬ ‫ال ّن�شاط ‪(2.1‬العنوان)‬ ‫ال ّن�شاط ‪(2.2‬العنوان)‬ ‫ال ّن�شاط ‪(2.3‬العنوان)‬ ‫ال ّن�شاط ‪(2.4‬العنوان)‬ ‫الخ ‪..‬‬

‫�شهر ‪1‬‬

‫‪2‬‬

‫‪3‬‬

‫‪4‬‬

‫ال�سنة (‪)1‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪6‬‬

‫‪7‬‬

‫‪8‬‬

‫‪9‬‬

‫‪10‬‬

‫‪11‬‬

‫‪12‬‬

‫هيئة التنفيذ‬ ‫ّ‬ ‫ال�شريك ‪2, 1‬‬ ‫ّ‬ ‫ال�شريك ‪2‬‬ ‫ّ‬ ‫ال�شريك ‪2, 1‬‬ ‫ّ‬ ‫ال�شريك ‪1‬‬ ‫ّ‬ ‫ال�شريك ‪2, 1‬‬ ‫ّ‬ ‫ال�شريك ‪1‬‬ ‫ّ‬ ‫ال�شريك ‪2‬‬ ‫ّ‬ ‫ال�شريك ‪2, 1‬‬ ‫ّ‬ ‫ال�شريك ‪1‬‬

‫**على جدول الأن�شطة �أن يراعي ت�سل�سل الأن�شطة‪ ،‬ففي بع�ض الأحيان ال ميكن البدء ب�أن�شطة جديدة قبل بلوغ ال ّنتائج ال ّنهائ ّية املتو ّقعة‬ ‫ال�سابقة‬ ‫من الأن�شطة ّ‬

‫‪49‬‬


‫‪7.7‬المستفيدون – الفئة المستهدفة‬ ‫بغ�ض النظر عن امل�سمى الذي ت�ستخدمه للإ�شارة �إلى الفئة‪/‬الفئات املوجه �إليها امل�شروع ‪( ،‬م�ستفيدين ‪ ،‬م�ستهدفني ‪ ،‬قاعدة‬ ‫�شعبية ‪� . . . ،‬إلخ ) فعليك تقدمي معلومات وافية عن هذه الفئة‪/‬الفئات مركزاً على ‪- :‬‬ ‫هل قمت بالفعل باالت�صال مبجموعات امل�ستفيدين ؟‬ ‫هل ح�صلت على دعم املجمو عات امل�ستفيدة لتم�ضي قدماً يف امل�شروع ؟‬ ‫هل �شارك �أع�ضاء من املجموعات امل�ستفيدة يف �إعداد املقرتح ؟‬

‫مثال على الفئة امل�ستهدفة‪:‬‬ ‫ب�شكل مبا�شر‬ ‫‪� 60‬شاباً و�شابة (‪� 30‬شاباً و‪ 30‬فتاة) من خمتلف مناطق قطاع غزة من ال�شريحة اجلامعية �أي الفئة العمرية (‪ .)24 – 19‬كما‬ ‫�أن ال�شريحة يجب �أن تتوزع على ال�شمال واجلنوب ب�شكل مت�ساو‪.‬‬

‫‪ ‬ب�شكل غري مبا�شر‬ ‫�أ�سر و�أ�صدقاء الفئة امل�ستفيدة ب�شكل مبا�شر‪ ،‬ومن ثم املجتمع الفل�سطيني ب�أ�سره على املدى الطويل‪.‬‬

‫‪8.8‬المتابعة والتقييم‬

‫�إن خطة املتابعة والتقييم هي عبارة عن عملية حتدد كفاءة وفاعلية امل�شروع‪ .‬وتوفر اطمئناناً للمانح ب�أن التزاماته املالية يجري‬ ‫�صرفها على نحو �آمن‪ .‬ويجب حتديد الطريقة التي �سيتم من خاللها متابعة وتقييم الربنامج قبل التنفيذ‪� .‬إن املانح يتوقع من‬ ‫خالل مقرتح امل�شروع �أن يح�صل على معلومات تتعلق بو�سائل قيا�س جناح امل�شروع‪ .‬وهناك الكثري مما ميكن احل�صول عليه من‬ ‫خالل و�ضع الفكرة‪ ،‬وبذل اجلهد يف ت�صميم خطة تقييمية جيدة‪.‬‬ ‫عند التح�ضري خلطة املتابعة والتقييم مل�شروعك‪ ،‬ا�س�أل نف�سك الأ�سئلة التالية لت�ساعدك يف �صياغة اخلطة‪:‬‬ ‫ما هو الغر�ض من املتابعة والتقييم؟‬ ‫كيف �ست�ستخدم النتائج؟‬ ‫ما الذي �ستعرفه بعد التقييم من الأمور التي جتهلها الآن؟‬ ‫ما الذي �سيمكنك القيام به بعد التقييم مما ال ميكنك القيام به الآن لقلة املعلومات؟‬ ‫كيف ميكنكم معرفة �إن كنت جنحت يف برناجمك؟‬ ‫للمزيد من املعلومات حول املتابعة و التقييم �أنظر الوحدة العا�شرة ‪.‬‬

‫ •‬ ‫ •‬ ‫ •‬ ‫ •‬ ‫ •‬

‫‪50‬‬


‫‪9.9‬الميزانية‬ ‫هي خطة مالية توفر لكل من املمولني‪ ،‬منفذي امل�شاريع و املدراء معلومات مالية عن‪ :‬ما هي تكلفة القيام مب�شروع معني‪.‬‬ ‫تهدف امليزانية الى ‪:‬‬ ‫ •�ضمان توفري املوارد لتحقيق الأهداف كما �صممت يف مقرتح امل�شروع‪.‬‬ ‫ •حتديد تكلفة تطبيق امل�شروع‪.‬‬ ‫ •�ضمان ا�ستخدام املوارد املحدودة و املتوفرة ب�أكرث الطرق فاعلية‪.‬‬ ‫ •توفر �أداة متابعة يقارن من خاللها بني التكلفة احلقيقية و التكلفة املقدرة‪.‬‬ ‫�إر�شادات حت�ضري امليزانية ‪:‬‬ ‫ ‬

‫•تعترب امليزانية جزءاً من مقرتح امل�شروع‪.‬‬

‫ ‬

‫•قم ب�إعداد امليزانية بعد كتابة امل�شروع‪.‬‬

‫ ‬

‫•تعرف على متطلبات املمولني بالن�سبة للميزانية‪.‬‬

‫ ‬

‫•يجب �أن حتتوي امليزانية على معلومات مالية دقيقة و واقعية ‪.‬‬

‫ ‬

‫•اح�صل على املعلومات الالزمة ملعرفة الكلفة ‪.‬‬ ‫•حدد جدو ًال زمنياً النفاق امليزانية ‪.‬‬

‫ ‬

‫•طور ميزانية ب�سيطة و �شاملة حتتوي على البنود و �سعر الوحدة و املجموع ‪.‬‬

‫ ‬

‫•�أبرز م�صادر التمويل الأخرى �إن وجدت مبا فيها الدعم املحلي ‪.‬‬

‫ ‬

‫‪1010‬استدامة المشروع‬ ‫يجب الأخذ بعني االعتبار الأمور التالية‪:‬‬ ‫ •خطة املنظمة ‪ /‬امل�ؤ�س�سة لدعم هذا امل�شروع يف امل�ستقبل‪.‬‬ ‫ •م�صادر التمويل الأخرى ل�ضمان ا�ستمرارية امل�شروع‪.‬‬ ‫ •�إمكانية النمو الذاتية (التطور الذاتي)‪.‬‬ ‫ •قابلية امل�شروع للتكرار‪.‬‬ ‫عنا�صر املخاطرة وخطة �ضمان ا�ستمرارية امل�شروع‪.‬‬

‫‪51‬‬


‫‪1111‬إطار العمل المنطقي‬ ‫ت�ش ّكل مقاربة �إطار العمل املنطقي �أداة مه ّمة ت�ساعد على تخطيط امل�شروع وتنظيمه بطريقة متنا�سقة‪� .‬إ ّنها �أداة ت�سمح بت�صميم‬ ‫امل�شروع على نحو �سليم‪ ،‬علماً ب�أ ّنها مفيدة �أي�ضاً يف خالل مرحلتي �إدارة امل�شروع ومراحل ال ّتقييم‪.‬‬ ‫ال ّتحديد‪ :‬ت�ش ّكل مقاربة �إطار العمل املنطقي عمل ّية حتليل ّية و�سل�سلة من الأدوات امل�ستخدمة يف دعم تخطيط امل�شروع و�إدارته‪.‬‬ ‫كما ي� ّؤمن �سل�سلة من املفاهيم املت�شابكة التي ت�ستخدم �أجزاء من عمل ّية تكرار ّية ت�سمح بتحليل فكرة امل�شروع �أو الربنامج ب�شكل‬ ‫ّ‬ ‫منظم ومتما�سك‪.‬‬ ‫ن�ش�أت هذه الو�سيلة يف نهاية ال�ستينات بغية م�ساعدة وكالة ال ّتنمية الدّول ّية الأمريكية على حت�سني نظام تخطيط م�شروعها‬ ‫وتقييمه‪.‬‬ ‫وتهدف هذه الو�سيلة �إلى تلخي�ص العنا�صر الأ�سا�س ّية يف ّ‬ ‫خطة امل�شروع‪ ،‬و�أه ّمها‪:‬‬ ‫ •تراتب ّية �أهداف امل�شروع‪ ،‬و�صف امل�شروع �أو منطق ال ّت ّ‬ ‫دخل‪.‬‬ ‫ •العوامل اخلارج ّية الأ�سا�س ّية ّ‬ ‫ال�ضرور ّية من �أجل جناح امل�شروع (االفرتا�ضات)‪.‬‬ ‫ •كيف ّية ر�صد �إجنازات امل�شروع وتقييمها من خالل م� ّؤ�شرات وم�صادر �إثبات‪.‬‬

‫‪52‬‬


‫ت�ض ّم مقاربة �إطار العمل املنطقي مرحلتني �أ�سا�س ّيتني‪ :‬مرحلة ال ّتحليل ومرحلة ال ّتخطيط‪.‬‬ ‫مرحلة ال ّتخطيط‬

‫مرحلة ال ّتحليل‬

‫تطوير منوذج �إطار العمل املنطقي ‪:‬‬

‫حتليل الأطراف املعنية‪:‬‬

‫حتديد بنية امل�شروع‪ ،‬واختبار منطقه الدّاخلي‬

‫حتديد الأطراف املعن ّية املمكنة وو�صف‬

‫وخماطره‪ ،‬و�صياغة م� ّؤ�شرات جناح قابلة للقيا�س‪.‬‬

‫خ�صائ�صها؛ وتقييم قدراتها‪.‬‬

‫�إعداد جدول زمني بالأن�شطة ‪:‬‬

‫حتليل امل�شكلة ‪:‬‬

‫حتديد وترية الأن�شطة وتعاقبها؛ وتقدير مدّتها‪،‬‬

‫ال ّتع ّرف �إلى امل�شاكل‪ ،‬والعوائق والفر�ص‬

‫وحتديد امل�س�ؤول ّية‪.‬‬

‫ال�سبب ّية‪.‬‬ ‫الأ�سا�س ّية؛ وحتديد العالقات ّ‬

‫�إعداد جدول زمني باملوارد الب�شرية‪:‬‬

‫حتليل الأهداف‪:‬‬

‫و�ضع جداول املدخالت وامليزانية انطالقا من جدول‬ ‫الأن�شطة‪.‬‬

‫و�ضع احللول انطالقاً من امل�شاكل املحدّدة‪،‬‬ ‫وحتديد �سبل الو�صول �إلى عالقات نهائ ّية‪.‬‬ ‫حتليل الإ�سرتاتيج ّيات ‪:‬‬ ‫و�صل‬ ‫حتدّد الإ�سرتاتيج ّيات املختلفة ا ّلتي ت�سمح بال ّت ّ‬ ‫�إلى احللول؛ واختيار الإ�سرتاتيج ّية الأكرث مالءمة‪.‬‬

‫‪53‬‬


‫وجتدر الإ�شارة الى �أن االطار املنطقي يختلف ح�سب املمول‪ ،‬و لكن اجلدول �أدناه يبني منوذج �إطار العمل املنطقي‪ ،‬و ت�سل�سل مراحل‬ ‫تطبيقه بالأرقام ح�سب منوذج االحتاد الأوروبي‪:‬‬ ‫و�صف امل�شروع‬

‫الهدف العام (الغاية العا ّمة)‬ ‫‪ :‬الأثر ال ّتنموي العام ا ّلذي‬ ‫ي�ساهم فيه امل�شروع على‬ ‫ال�صعيد الوطني �أو القطاعي‬ ‫ّ‬ ‫ال�صلة مع‬ ‫(ي� ّؤمن ّ‬

‫م�صادر الإثبات‬ ‫امل�ؤ�شرات‬ ‫قيا�س مدى امل�ساهمة يف م�صادر املعلومات والو�سائل‬ ‫امل�ساهمة يف جمعها ورفع‬ ‫الهدف العام ‪.‬‬ ‫ال ّتقارير عنها (مبا يف ذلك من‬ ‫‪8‬‬ ‫ومتى وكيف وب�أي وترية)‪.‬‬

‫الفر�ضيات‬

‫‪9‬‬

‫ال�سيا�سة و‪�/‬أو برنامج‬ ‫�سياق ّ‬ ‫القطاع)‬ ‫‪1‬‬

‫�أهداف خا�صة‪ :‬ال ّنتيجة ت�ساعد يف الإجابة على‬ ‫ال ّتنمو ّية يف نهاية امل�شروع �س�ؤال»كيف �سنعرف � ّأن الهدف‬ ‫حت ّقق»؟ ينبغي �أن تت�ض ّمن‬ ‫وب�صورة ّ‬ ‫خا�صة املنافع ا ّلتي ال ّتفا�صيل املنا�سبة حول‬ ‫يتو ّقع �أن ت�ستفيد منها‬ ‫ال ّنوع ّية‪ ،‬والك ّم ّية‪ ،‬والفرتة‬ ‫الزمنية‪.‬‬

‫املجموعات امل�ستهدفة‬ ‫‪2‬‬

‫م�صادر املعلومات والو�سائل فر�ض ّيات (عنا�صر خارجة‬ ‫امل�ستخدمة يف جمعها‪ ،‬ورفع عن �سيطرة �إدارة امل�شروع)‬ ‫ال ّتقارير بها (مبا يف ذلك من قد ت�ؤ ّثر على العالقة بني‬ ‫ال ّنتيجة والهدف‬ ‫و�أين وب�أ ّية وترية)‬ ‫‪11‬‬

‫‪7‬‬

‫‪10‬‬

‫ت�ساعد يف الإجابة على م�صادر املعلومات والو�سائل فر�ض ّيات (عنا�صر خارجة‬ ‫النتائج‪:‬‬ ‫�س�ؤال”كيف �سنعرف � ّأن ال ّنتائج امل�ستخدمة يف جمعها ورفع عن �سيطرة �إدارة امل�شروع)‬ ‫ال ّنتائج املبا�شرة‪/‬امللمو�سة‬ ‫ّ‬ ‫ال ّتقارير بها (مبا يف ذلك من قد ت�ؤ ّثر على العالقة بني‬ ‫متت”؟‬ ‫ال ّنتيجة والهدف‬ ‫و�أين وب�أ ّية وترية)‬ ‫ّ‬ ‫(ال�سلع واخلدمات ا ّلتي ينبغي �أن تت�ض ّمن ال ّتفا�صيل‬ ‫‪6‬‬ ‫‪13‬‬ ‫ي� ّؤمنها امل�شروع‬ ‫املنا�سبة حول ال ّنوع ّية‪،‬‬ ‫والك ّم ّية‪ ،‬والفرتة ال ّزمن ّية‬ ‫‪3‬‬ ‫‪12‬‬

‫تت�ض ّمن هذه اخلانة �أحياناً تت�ض ّمن هذه اخلانة �أحياناً فر�ض ّيات (عنا�صر خارجة‬ ‫الأن�شطة‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ملخ�صاً عن ال ّتكاليف‪ /‬عن �سيطرة �إدارة امل�شروع)‬ ‫ملخ�صاً عن املوارد ‪ /‬الو�سائل‬ ‫ملهام (برنامج العمل) ا ّلذي‬ ‫قد ت�ؤ ّثر على العالقة بني‬ ‫امليزان ّية‬ ‫ينبغي �إجنازه بغية الو�صول‬ ‫ال ّن�شاط وال ّنتيجة‬

‫�إلى ال ّنتائج املق ّررة (اختياري‬ ‫�ضمن ال ّنموذج)‬ ‫‪4‬‬

‫‪54‬‬

‫‪5‬‬


‫وينبغي االلتزام بت�سل�سل املراحل الواردة يف اجلدول عند تعبئة منوذج �إطار العمل املنطقي‪ .‬ويبد�أ بو�صف امل�شروع‪ ،‬مروراً بتحديد‬ ‫الفر�ض ّيات‪ ،‬و�صو ًال �إلى امل� ّؤ�شرات ا ّلتي ميكن ال ّتح ّقق منها مو�ضوع ّياً وم�صادر الإثبات‪.‬‬ ‫تع ّرف الفر�ض ّيات على �أ ّنها عوامل خارج ّية –خارجة عن �سيطرة مدير امل�شروع املبا�شرة‪ -‬ميكن �أن ت�ؤ ّثر على جناح امل�شروع (�أو ح ّتى ميكن‬ ‫ال�س�ؤال ال ّتايل‪“ :‬ما هي العوامل اخلارج ّية ا ّلتي ميكن �أن ت�ؤ ّثر على تطبيق امل�شروع‪ ،‬وعلى‬ ‫�أن حت�سمه)‪ .‬ميكن حتديدها بالإجابة على ّ‬ ‫ا�ستدامة املنافع على املدى ّ‬ ‫الطويل‪ ،‬مع �أ ّنها خارجة عن مراقبة �إدارة امل�شروع‪.‬‬

‫‪1212‬مكونات المرفقات‪/‬المالحق لمقترح المشروع‬ ‫ •تقارير �إدارية ومالية للم�ؤ�س�سة‪.‬‬ ‫ •امللف التعريفي اخلا�ص بامل�ؤ�س�سة (‪.)profile‬‬ ‫ •الإطار املنطقي للم�شروع‪.‬‬ ‫ •�إح�صائيات ودرا�سات حول م�شكلة امل�شروع‪.‬‬ ‫ •ر�سائل دعم من ال�شركاء‪.‬‬ ‫ •مناذج العقود والنماذج‪.‬‬ ‫ •ال�سرية الذاتية للمر�شحني للتوظيف يف الوظائف الأ�سا�سية يف امل�شروع‪.‬‬ ‫ •م�صفوفة حتليل امل�ستفيدين‪.‬‬

‫فاملرفقات يجب �أن تعك�س معلومات عن امل�ؤ�س�سة طالبة املنحة‪ ،‬و يجب �أن‪:‬‬ ‫ •تكون موجهة �إلى اجلهة املمولة بدال من ا�ستخدام �صيغة عامة «�إلى من يهمه الأمر»‪.‬‬ ‫ •ت�شتمل على ملخ�ص بالعاملني احلاليني ‪ ،‬و�إن �أمكن امل�ستقبليني‪.‬‬ ‫ •ت�شتمل على خرائط ‪ ،‬ر�سومات ‪� ،‬إح�صائيات ‪ ،‬و�أية مواد �أخرى مل ترد يف املقرتح‪.‬‬ ‫ •كما ميكن �أن تت�ضمن ‪ :‬و�صفاً ملنظمتك‪ ،‬خطابات تعاون‪ ،‬احدث احل�سابات اخلتامية‪ ،‬وغريها‪.‬‬

‫‪55‬‬


‫مفاهيم عامة عن إدارة المشاريع‪:‬‬ ‫يعترب التعرف على امل�شروع واملفاهيم املرتبطة به هي الأ�سا�س لفهم امل�شروع ومكوناته‪ ،‬وبالتايل �إدارته ب�شكل �سليم‪ ،‬كما ميكن �إدارة‬ ‫اجلمعية‪/‬امل�ؤ�س�سة باالتفاق على تعريف حمدد‪ ،‬يتم العمل على �أ�سا�سه من قبل اجلميع‪ ،‬وهذا ما �سيتم تو�ضيحه يف هذه الوحدة‪.‬‬

‫تعريف المشروع‬ ‫هو عمل خمطط‪ ،‬يت�ضمن جمموعة من الأن�شطة التي مت ت�صميمها للتو�صل �إلى نتائج حمددة‪ ،‬يف حدود موازنة معينة و�إطار زمني‬ ‫حمدد‪.‬‬

‫امل�شروع ي�شمل مالمح �أ�سا�سية تتمثل يف‪:‬‬ ‫ ‬

‫•بداية ونهاية حمددة‪.‬‬

‫ ‬

‫•خطة تنظيمية موارد م�ستقلة وحمددة‪.‬‬

‫ ‬

‫•عمل جماعي‪.‬‬

‫ ‬

‫•�أهداف حمددة‪.‬‬

‫كما يعرف امل�شروع ب�أنه‬ ‫“�إجراءات حمددة وظيفياً ومكانياً واقت�صادياً وزمنياً‪ ،‬ولها مهمة هادفة»‬ ‫ويوجد خلط لدى البع�ض بني تعريفات امل�شاريع والربامج والأن�شطة‪ ،‬لهذا �سوف نورد بع�ض التعريفات املتداولة للربنامج وامل�شروع‪:‬‬

‫امل�شروع‪:‬‬ ‫“هو �إجراءات حمددة وظيفياً ومكانياً واقت�صادياً وزمنياً‪ ،‬ولها مهمة هادفة‪ ،‬وميكن �أن ي�شكل امل�شروع جزءاً من برنامج �أكرث‬ ‫�شمو ًال»‪.‬‬

‫الربنامج‪:‬‬ ‫“يت�ألف من جمموعة م�شاريع مبنية �ضمن خطة وا�ضحة املعامل وم�شرتكة مع بع�ضها البع�ض من حيث امل�ضمون واملكان‬ ‫والتنظيم‪ ،‬وميكن لها �أن ترتبط ببع�ضها البع�ض قطاعياً‪� ،‬أو �إقليمياً عن طريق جهة متبنية واحدة»‪.‬‬

‫الن�شاط ‪:‬‬ ‫فيعرف ب�أنه جزء من امل�شروع‪ ،‬وهي الإجراءات التي حتقق هدف امل�شروع‪.‬‬

‫‪56‬‬


‫�إدارة امل�شروع‪:‬‬ ‫هي عملية حيوية ن�شطة ت�ستفيد من امل�صادر املتاحة بطريقة منظمة‪ ،‬من �أجل حتقيق �أهداف حمددة بو�ضوح‪.‬‬ ‫رغم �أن الإدارة ب�شكل عام لها عنا�صر و �أ�ساليب واحدة‪� ،‬إال �أن �إدارة امل�شاريع تختلف يف بع�ض مبادئها كونها �إدارة لها بداية و نهاية‬ ‫حمددة‪ ،‬وعليه ف�إن من �أهم مبادئ �إدارة امل�شروع‪:‬‬ ‫‪1.1‬ال بد �أن تكون موازنة امل�شروع م�ستقلة عن بقية �أن�شطة اجلمعية‪/‬امل�ؤ�س�سة الأهلية ل�ضمان فعالية حتقيق �أهدافه وخمرجاته‪،‬‬ ‫ولت�شجيع اجلهات املانحة الراغبة يف دعم م�شروع حمدد ولي�س جميع �أن�شطة املنظمة‪.‬‬ ‫‪2.2‬البد �أن تكون �أهداف امل�شروع وخمرجاته مرتبطة بر�ؤية اجلمعية‪/‬امل�ؤ�س�سة الأهلية وي�ساعد يف حتقيق �أهدافها العامة‪.‬‬ ‫‪3.3‬عند �إدارة امل�شروعات يجب الرتكيز على نتيجة امل�شروع‪ ،‬حيث �إن جناح امل�شروع يتمثل بجودة النتائج املبا�شرة وغري املبا�شرة‬ ‫والأثر طويل املدى‪.‬‬ ‫‪4.4‬تعتمد ب�شكل كبري على املتابعة والتقييم‪ ،‬لقيا�س حتقيق �أهداف امل�شروع ونتائجه املرجوة‪.‬‬ ‫‪5.5‬تتميز باخل�صو�صية‪ ،‬فامل�شروعات غالباً ما تكون فريدة من حيث �أهدافها اخلا�صة‪.‬‬

‫�أنواع امل�شاريع‪:‬‬ ‫تختلف �أنواع امل�شاريع يف املنظمات غري احلكومية غري الربحية‪ ،‬بح�سب الدور الذي اختارته اجلمعية‪/‬امل�ؤ�س�سة الأهلية ‪ ،‬مثل‪:‬‬ ‫ ‬

‫•الدور اخلريي‪ :‬ف�إن م�شاريعها هي م�شاريع توزيع هبات ومنحاً للم�ستفيدين‪.‬‬

‫ ‬

‫•الدور التنموي‪ :‬ف�إن م�شاريعها غالباً ما ت�أخذ طابع التدريب والت�أهيل‪.‬‬

‫ ‬

‫•الدور املنا�صر لق�ضايا م�ستهدفيها‪:‬فغالباً ما تكون م�شاريعها م�شاريع حمالت منا�صرة‪.‬‬

‫كما تختلف تلك امل�شاريع بح�سب‪:‬‬ ‫ ‬

‫•حجمها‪ :‬من حيث عدد العاملني بها وميزانيتها ومدتها‪.‬‬

‫ ‬

‫•م�صدر التمويل‪ :‬منحة مقدمة‪� ،‬أو جهة داعمة‪ ،‬تطوعية �أو متويل ذاتي‪.‬‬

‫ ‬

‫•الربحية‪ :‬حيث توجد م�شاريع مدرة للدخل‪ ،‬ذات طابع ربحي‪ ،‬و�أخرى ال يتوقع منها الربح‪.‬‬

‫ ‬

‫•الأولويات‪�:‬أهمية امل�شروع للفئة امل�ستهدفة‪ ،‬لأهداف اجلمعية‪/‬امل�ؤ�س�سة الأهلية �أو لتغطية حاجة املجتمع �أو ال�سوق‪.‬‬

‫ ‬

‫•املخاطر‪� :‬سواء كانت منخف�ضة‪ ،‬متو�سطة �أو عالية‪.‬‬

‫‪57‬‬


‫مراحل حياة امل�شروع‪ :‬تتكون من �أربع مراحل �أ�سا�سية ‪:‬‬ ‫‪1.1‬مرحلة حتديد امل�شروع‪.‬‬ ‫‪2.2‬مرحلة تخطيط امل�شروع‪.‬‬ ‫‪3.3‬مرحلة تنفيذ امل�شروع‪.‬‬ ‫‪4.4‬مرحلة �إنهاء وتقييمه امل�شروع‪.‬‬

‫مرحلة حتديد امل�شروع‬ ‫وت�شمل هذه املرحلة عدداً من اخلطوات كما يلي‪:‬‬ ‫‪1.1‬ن�ش�أة الفكرة وتو�صيفها‪.‬‬ ‫‪2.2‬حتليل الو�ضع‪.‬‬ ‫‪3.3‬اختيار امل�شروع الأن�سب‪.‬‬ ‫‪4.4‬درا�سة اجلدوى التمهيدية‪.‬‬

‫مرحلة تخطيط امل�شروع‬ ‫من خاللها �سيت�ضح ت�صميم فكرة امل�شروع‪ ،‬والتي ثبت �أهميتها وجدواها من جميع النواحي‪ ،‬ويتم ت�صميم وتف�صيل �أهدافه‬ ‫ون�شاطاته وخدماته والفئات الذين يخدمهم وكيف �سيخدمهم‪ .‬كما يتم يف هذه املرحلة ر�صد املوارد الب�شرية واملالية التي نحتاجها‬ ‫لتنفيذ امل�شروع‪ ،‬وحتديد عدد الأفراد املراد تعيينهم‪ ،‬وفرق العمل‪ ،‬وتوزيع الأدوار وامل�س�ؤوليات عليهم‪ ،‬وتعترب عملية تخطيط امل�شروع‬ ‫مرحلة حرجة يف �إدارة امل�شروع‪ ،‬حيث يعتمد عليها كفاءة وفعاليتها مرحلة التنفيذ ‪ ،‬و ُتعنى هذه املرحلة بو�ضع متطلبات �إكمال‬ ‫امل�شروع وح�صرها بنجاح ب�شكل مف�صل ودقيق‪.‬‬ ‫وت�شتمل عملية التخطيط على اخلطوات التالية‪:‬‬

‫‪� -١‬صياغة امل�شكلة الرئي�سة ب�شكلها النهائي‪:‬‬ ‫تتم �صياغة امل�شكلة التي تقرر ا�ستهدافها يف مرحلة التحديد ب�شكل وا�ضح و بطريقة �سليمة )املق�صود و�ضع العبارة يف ال�صياغة‬ ‫ال�سلبية ولي�س نفي وجود اخلدمة( يتم �شرحها بالتف�صيل )لي�س جمرد نقاط(‪ ،‬ما هي �أ�سباب امل�شكلة؟ وما هي نتائجها؟‪ ..‬ويتم‬ ‫دعم ال�شرح ب�أرقام و بيانات و�إح�صائيات‪ ،‬كما ميكن دعمها �أي�ضا بق�ص�ص واقعية مما نتج عنه يف تقييم االحتياجات‪.‬‬

‫‪58‬‬


‫‪ -٢‬حتديد و�صياغة الأهداف العامة و الت�شغيلية للم�شروع‪:‬‬ ‫ويف هذه املرحلة يجب �صياغة الأهداف العامة والأهداف اخلا�صة �أو الت�شغيلية‪� ،‬صياغة نهائية وا�ضحة وحمددة‪.‬‬ ‫الأهداف العامة للم�شاريع‪ :‬هي الأهداف العامة الوا�سعة التي ال ترتبط فقط بر�ؤية املنظمة لكن �أي�ضا ترتبط باال�سرتاتيجيات الوطنية‬ ‫�أو الدولية‪ .‬ولأنها �أهداف وا�سعة النطاق فتحقيقها ي�أخذ �سنني طويلة‪ ،‬وال ميكن ملنظمة واحدة حتقيقها‪ ،‬بل يت�شارك عدد‬ ‫كبري من املنظمات احلكومية �أو غري احلكومية يف حتقيقها‪ .‬و كل منظمة ت�شارك يف حتقيق هذه الأهداف بن�سبة �ضئيلة و ال‬ ‫ت�ستطيع التحكم يف حتقيقها‪.‬‬ ‫الأهداف اخلا�صة للم�شاريع‪ :‬هي الأهداف التي ترتبط بر�ؤية و ر�سالة و �أهداف املنظمة الواحدة ب�شكل مبا�شر‪ .‬قد تكون هناك منظمات‬ ‫�أخرى �أو م�شاريع ملنظمات �أخرى لها نف�س الأهداف اخلا�صة‪� ،‬إال �إن املنظمة الواحدة يجب �أن يكون لها الت�أثري الرئي�سي يف‬ ‫حتقيقها وبن�سبة كبرية‪ .‬وعليه ف�إن الأهداف اخلا�صة يجب �أن تكون حمددة بزمن ووا�ضحة و ميكن قيا�سها‪.‬‬

‫‪ -٣‬حتديد الفئة امل�ستهدفة‪:‬‬ ‫هي الفئة التي ي�ستهدفها امل�شروع بالأن�شطة‪.‬‬ ‫من املهم التعرف على معايري الفئة امل�ستهدفة قبل البدء بتخطيط �أن�شطة امل�شروع‪:‬‬ ‫اجلن�س‪ ،‬العمر‪ ،‬العدد امل�ستوى االقت�صادي ‪ ،‬االجتماعي‪ ،‬التعليمي‪ ،‬احتياجات الفئة‪ ،‬مدى تقبل الفئة للأن�شطة‪.‬‬

‫�أنواع الفئات امل�ستهدفة‪:‬‬ ‫ ‬

‫•مبا�شرة‪ :‬وهم امل�ستفيدون من �أن�شطة امل�شروع ب�شكل مبا�شر‪.‬‬

‫ ‬

‫•غري مبا�شرة‪ :‬وهم الذين ي�ستفيدون من امل�شروع عن طريق الفئة امل�ستهدفة املبا�شرة‪ ،‬مثل املجتمع املحيط‪� ،‬أ�سرة الفئة‬ ‫امل�ستهدفة‪�..‬إلخ‪.‬‬

‫‪� -٤‬شرح عالقة الأهداف بامل�شكلة‪:‬‬ ‫البد هنا �أن يتم �شرح كيف �ستقوم الأهداف العامة واخلا�صة بحل امل�شكلة؟ وما هي النتائج التي �سيحققها امل�شروع‪ ،‬وكيف �سيتم‬ ‫التغيري والت�أثري‪ .‬وعملية الربط بني امل�شكلة والأهداف هامة جداً لت�سهيل عملية التخطيط ولإقناع الداعمني ب�أهمية امل�شروع‬ ‫حلل امل�شكلة‪.‬‬

‫‪59‬‬


‫‪ -٥‬اختيار �إ�سرتاتيجية �إجناز امل�شروع‪:‬‬ ‫تعمل اجلمعية‪/‬امل�ؤ�س�سة الأهلية هنا على حتديد اال�سرتاتيجيات العامة الرئي�سة لتنفيذ امل�شروع‪.‬‬

‫‪ -٦‬حتديد الأن�شطة الرئي�سة للم�شروع‪:‬‬ ‫تق�سيم عملية �إجناز امل�شروع �إلى مراحل ومكونات وخطوات رئي�سة وفرعية ت�ؤدي �إلى حتقيق الهدف‪:‬‬ ‫الأن�شطة الرئي�سة‪ :‬الأهداف املو�ضوعة �سابقاً‪ -‬البد �أن جتز�أ �إلى �أن�شطة حتقق تلك الأهداف‪ ،‬حيث تقوم اجلمعية‪/‬امل�ؤ�س�سة‬ ‫الأهلية هنا بعر�ض مف�صل للن�شاطات التي تنوي تقدميها من خالل هذا امل�شروع‪ ،‬والأن�شطة تختلف من م�شروع لآخر‪ ،‬وال بد‬ ‫�أن تت�أكد اجلمعية‪/‬امل�ؤ�س�سة الأهلية عند تف�صيلها للن�شاطات من �أنها ‪� -‬أي الن�شاطات ‪ -‬حتقق هدفاً �أو �أكرث من �أهداف امل�شروع‪.‬‬ ‫الأن�شطة الفرعية �أو الإجراءات‪ :‬يتم حتديد الأن�شطة التف�صيلية للم�شروع‪ ،‬حتى يتم الت�أكد من و�ضوح جميع اخلطوات‪ ،‬وبالتايل‬ ‫معرفة وحتديد جميع النفقات والتكاليف قبل التنفيذ‪.‬‬

‫‪ -٧‬حتديد النتائج املتوقعة‬ ‫النتائج‪ :‬هي التغيري الذي يحدث نتيجة تدخل معني )ن�شاط ‪ ،‬م�شروع ‪ ،‬برنامج(‪ ،‬وهناك ثالثة �أنواع من النتائج وهي‪:‬‬ ‫ ‬

‫•املخرجات‪ :‬وهى عبارة عن املنتجات‪ ،‬الب�ضائع �أو اخلدمات التي نتجت مبا�شرة عند االنتهاء من الن�شاط �أو‬ ‫التدخل‪ ،‬و تكون املخرجات حتت �سيطرة منفذي امل�شروع ب�شكل رئي�س وهم امل�س�ؤولون عن الو�صول �إليها‪.‬‬

‫ ‬

‫•العائدات‪ :‬هي الت�أثريات املتو�سطة املدى التي نتجت عن املخرجات‪ ،‬و يكون �سببها الرئي�س هو خمرجات امل�شروع‬ ‫‪،‬ولكن لي�س بال�ضرورة �أن يكون امل�شروع هو الوحيد الذي �ساعد يف حتقيقها‪ ،‬و بل قد تكون هناك تغريات �أو‬ ‫تدخالت �أخرى �شاركت يف �إنتاج هذه العائدات‪.‬‬

‫ ‬

‫•الأثر‪ :‬هو التغيريات التي حتدث ب�سبب التدخل التنموي‪ ،‬وعادة حتدث هذه التغيريات‪ ،‬بعد فرتة طويلة من‬ ‫انتهاء امل�شروع‪ ،‬وتكون نتيجة لتحقق املخرجات والعائدات �أو الربنامج‪ ...‬كما �أن امل�شروع يكون فقط قد �شارك‬ ‫ن�سبياً يف حتقيق الأثر‪.‬‬

‫‪ -٨‬حتديد الزمن الالزم لإجناز كل ن�شاط‪:‬‬ ‫تقدير الوقت الالزم لإنهاء كل ن�شاط‪ ،‬متى �ستح�صل الأن�شطة واملُخ َرجات املختلفة؟ ا�ستخدم �أحد �أ�ساليب اجلدولة الزمنية‬ ‫لو�ضع خطة التنفيذ للم�شروع‪ ،‬مع حتديد امل�سار احلرج له‪ ،‬والوقت املطلوب لإنهائه‪ ،‬وحتديد الأن�شطة التي �ستنفذ يف نف�س‬ ‫الوقت‪ ،‬وحتديد الن�شاط ال�سابق والالحق واملتزامن‪.‬‬

‫‪60‬‬


‫‪ -٩‬حتديد امل�س�ؤولية وتق�سيم العمل‪:‬‬ ‫قد ال يحتاج امل�شروع الذي تقوم به �إال ل�شخ�ص واحد فقط‪ ،‬وهنا ال تكون ب�صدد تق�سيم للعمل‪ ،‬ولكن �إذا احتجت ملجموعة من‬ ‫الأفراد‪ ،‬فهنا عليك توزيع العمل �أي توزيع املهام بني الأفراد داخل امل�شروع‪.‬‬ ‫ويتم توزيع العمل يف حالة‪:‬‬ ‫ ‬

‫•احتياجك للآخرين لعدم قدرتك على القيام به مبفردك‪.‬‬

‫ ‬

‫•التخ�ص�ص فقد يتطلب م�شروعك �أن�شطة و�أعمال قد حتتاج �إلى املتخ�ص�صني‪.‬‬

‫‪ -١٠‬ت�صميم خطة امل�شروع‪:‬‬ ‫الهدف من خطة امل�شروع �أن يتم ترجمة جميع اخلطوات ال�سابقة �إلى جدول وا�ضح و�سهل القراءة وتت�ضمن‪:‬‬ ‫ا�سم امل�شروع‪ ،‬هدف امل�شروع‪ ،‬الفئات امل�ستهدفة‪ ،‬موارد الأن�شطة الرئي�سة والفرعية يف امل�شروع‪ ،‬امل�سئولية وتق�سيم العمل‪ ،‬النتائج‬ ‫املتوقعة‪ ،‬م�ؤ�شرات التقييم‪.‬‬ ‫�شكل خطة العمل‪ :‬يتم و�ضع البنود ال�سابقة يف �شكل خطة عمل‪ ،‬مع مراعاة �أن يكون العر�ض مت�سل�س ً‬ ‫ال منطقياً وزمنياً‪ ،‬وتو�ضح‬ ‫اخلطة لكل م�شروع بح�سب احتياجاته‪.‬‬

‫‪� -١١‬إعداد موازنة امل�شروع‪:‬‬ ‫تنق�سم املوارد املطلوبة لتنفيذ الأن�شطة �إلى‪ :‬موارد ب�شرية‪ ،‬موارد مادية‪ ،‬موارد مالية‪.‬‬

‫‪ -١٢‬حتليل املعنيني ب�أمر امل�شروع‬ ‫يتم مراجعة ما مت عمله يف مرحلة حتديد امل�شروع وتف�صيله �أكرث �إذا لزم الأمر‪ ،‬وحتديد املعنيني بالأمر الذي يجب �إ�شراكهم يف‬ ‫عملية التخطيط والت�صميم للم�شروع‪ ،‬ودعوتهم حل�ضور اجتماع حتليل املعنيني‪.‬‬

‫‪ -١٣‬حتديد املخاطر التي من املحتمل �أن يتعر�ض لها امل�شروع‪:‬‬ ‫ويق�صد هنا باملخاطر تلك التي ميكن معاجلتها‪ ،‬وكيفية معاجلتها‪� ،‬أما بالن�سبة للمخاطر التي قد تق�ضي على امل�شروع‪ ،‬والتي‬ ‫ال ميكن معاجلتها خالل امل�شروع‪ ،‬فيتخذ �إجراءات �أخرى قد ت�ؤدي �إلى حتويل م�سار امل�شروع �أو غريه ‪،‬والتي يفرت�ض �أنه مت‬ ‫مناق�شتها يف مرحلة حتديد فكرة امل�شروع‪.‬‬

‫‪61‬‬


‫‪ -١٤‬ت�صميم خطة للمراقبة والتقييم‪:‬‬ ‫�إن التخطيط للم�شروع يجب �أن يت�ضمن التخطيط للمتابعة والتقييم‪ ،‬و�سيتم هنا حتديد معايري ومقايي�س الأداء لكل خطوة‪،‬‬ ‫�سري�صد التقدم؟ وقبل �أن نبد�أ بخطوات التخطيط للمراقبة والتقييم‪� ،‬سنتعرف على معنى كلٍ من املراقبة والتقييم‪.‬‬ ‫وكيف‬ ‫ُ‬

‫‪ -١٥‬اال�ستمرارية للم�شروع‪:‬‬ ‫ت�شري ا�ستمرارية امل�شروع �إلى القدرة على اال�ستمرار والعمل بدعم من املوارد الذاتية‪ ،‬رغم انتهاء الدعم اخلارجي‪ ،‬وهناك ثالثة‬ ‫م�ستويات لال�ستمرارية‪.‬‬ ‫اال�ستمرارية املالية‪ :‬ونعني بها القدرة على تغطية التكلفة للم�شروع‪ ،‬عن طريق‪:‬‬ ‫ ‬

‫•احل�صول على دعم من جهة �أخرى‪.‬‬

‫ ‬

‫•�إن�شاء نظام داخلي لتغطية التكلفة‪.‬‬

‫ ‬

‫•توفري دعم عيني‪.‬‬

‫ ‬

‫•احل�صول على م�ساعدات تقنية‪.‬‬

‫اال�ستمرارية امل�ؤ�س�سية‪ :‬ونعني بها التغيري على م�ستوى امل�ؤ�س�سة‪ ،‬والذي ي�ساعدها على اال�ستمرار‪ ،‬وذلك عن طريق‪:‬‬ ‫ ‬

‫•تطوير نظم العمل‪.‬‬

‫ ‬

‫•تطوير كفاءة املوظفني‪.‬‬

‫ ‬

‫•تطوير ر�ؤية وقيم امل�ؤ�س�سة‪.‬‬

‫ ‬

‫•القدرة على مواكبة التغريات اخلارجية‪.‬‬

‫اال�ستمرارية ال�سيا�سية‪ :‬ونعني بها حدوث التغيري على م�ستوى ال�سيا�سات‪ ،‬عن طريق‪:‬‬

‫‪62‬‬

‫ ‬

‫•احل�صول على دعم املجتمع املحلي ومنا�صرته‪.‬‬

‫ ‬

‫•تطوير �شبكات التعاون وت�شكيل جماعات �ضاغطة بالتعاون مع املنظمات الأخرى‪.‬‬

‫ ‬

‫•دعم ال�سيا�سات بعيدة الأمد‪.‬‬


‫ ‬

‫•تنفيذ امل�شروع‪:‬‬

‫وهي مرحلة البدء بتطبيق امل�شروع‪ ،‬وترجمة اخلطة �إلى �أن�شطة فعلية حيث يبا�شر فريق العمل بتنفيذ الإجراءات واملهام املتفق عليها‬ ‫يف خطة امل�شروع ويف خطة العمل‪ ،‬وتكمن �أهمية �إدارة امل�شروع يف هذه املرحلة‪ ،‬يف �أنها تعمل على التحكم يف �سري �أعمال امل�شروع ح�سب‬ ‫ما هو خمطط له‪ ،‬و�إدخال التعديالت والتح�سينات الالزمة على �إجراءات ومهام امل�شروع �إذا ما حدثت تغريات يف حميط عمله‪ ،‬وعادة‬ ‫ما ي�شرف على التنفيذ �شخ�ص يطلق عليه ا�سم من�سق امل�شروع‪.‬‬ ‫وتعترب هذه املرحلة هي �أطول مراحل امل�شروع زمنياً‪ ،‬ولكن مدى اجلهد املبذول فيها وكفاءتها وفعاليتها يعتمد على مرحلة‬ ‫التخطيط‪ ،‬فكلما كان التخطيط جيد وفعال ظهر ذلك يف التنفيذ‪.‬‬

‫ ‬

‫•املرحلة الرابعة‪� :‬إنهاء امل�شروع‪:‬‬ ‫هذه املرحلة من دورة حياة امل�شروع التي تعمل فيها اجلمعية‪/‬امل�ؤ�س�سة الأهلية على �إنهاء تطبيق امل�شروع‪ ،‬بعد �أن تت�أكد من‬ ‫تنفيذها كل ما كان خمططاً له من �أن�شطة و�إجراءات‪ ،‬كما تقوم بالبدء يف �إجراءات التقييم‪ ،‬والعمل على اال�ستفادة من نتائج‬ ‫التقييم كدرا�سة حالة ت�ستخدمها م�ستقب ً‬ ‫ال يف تنفيذ م�شاريع جديدة‪.‬‬

‫‪63‬‬


‫العمل الميداني والعمل مع المجتمع المحلي‬ ‫العمل امليداين‪ :‬هو من �أهم الأركان والركائز التي تقوم امل�ؤ�س�سات واملنظمات‪ ،‬من خالله على تقدمي اخلدمات يف م�ساحات جغرافية‬ ‫متباعدة ومبعرثة‪ ،‬ذات احتياجات مرتفعة للخدمة املقدمة‪ ،‬وخ�صو�صا يف بيئة الأزمات كالهجرة �أو الكوارث �أو ال�صراعات‪.‬‬

‫وتتعدد واجبات العمل امليداين‪ ،‬وتتوزع الأدوار على فرتات زمنية تخ�ص امل�شاريع املنفذه و وحدات العمل الثابتة واملتنقلة‪ ،‬ويكون‬ ‫التوزيع كالآتي ‪:‬‬ ‫املرحلة الزمنية قبل ان�شاء وحدة تقدمي اخلدمة (املتنقلة �أو الثابتة)‪:‬‬ ‫يقوم الأفراد العاملني يف العمل امليداين مب�سمى وظيفي ( باحث ميداين ) و(من�سق ميداين) على البحث والتق�صي عن �أماكن‬ ‫توزيع ال�سكان يف املدن والتجمعات‪ ،‬ودرا�سة احلاجات لل�سكان يف كل منطقة‪ ،‬واخلروج بتقرير كمي ونوعي‪ ،‬يت�ضمن �أرقام وو�صف‬ ‫للخدمات املطلوب تلبيتها والفئات امل�ستهدفة‪ ,‬ت�ستخدم العديد من الأدوات لإعداد التقارير‪ ،‬مثل املقابلة واال�ستبانات واملالحظة‬ ‫لل�سكان والوزارات واملديريات وامل�ؤ�س�سات احلكومية‪ ،‬و م�ؤ�س�سات املجتمع املدين واجلهات الأمنية‪ ،‬ويتم اال�ستعانة بالتقارير‬ ‫الدورية الر�سمية ال�صادرة التي تخ�ص املنطقة ذات االخت�صا�ص‪.‬‬ ‫بعد االنتهاء من تقدمي التقرير يتم اختيار املكان املنا�سب للبدء بتقدمي اخلدمة �ضمن معايري منها‪ :‬البنية التحتية‪� ،‬سهولة‬ ‫الو�صول للفئة امل�ستهدفة‪ ،‬ال�شراكة مع اجلمعيات وم�ؤ�س�سات املجتمع املدين‪ ،‬وبعدها يتم جتهيز مكان تقدمي اخلدمة حتت‬ ‫ا�شراف الفنيني من �شتى املجاالت ‪ :‬هند�سية و�صحية واجتماعية وقانونية وغريها من املجاالت‪.‬‬

‫املرحلة الزمنية بعد ان�شاء وحدة تقدمي اخلدمة (املتنقلة �أو الثابتة)‪:‬‬ ‫يقوم فريق العمل امليداين مبتابعة فريق تقدمي اخلدمة وتوفري كل االحتياجات الالزمة للفريق‪ ،‬والدور اجلوهري للفريق‬ ‫امليداين بعد ان�شاء الوحدة هو عملية الت�شبيك مع اجلمعيات وامل�ؤ�س�سات احلكومية وغري احلكومية وامل�ؤ�س�سات الدولية‪ ،‬التي‬ ‫تقدم اخلدمات يف منطقة العمل والتعريف بالوحدة اجلديدة‪ ،‬وبناء �آلية وا�ضحة لتحويل احلاالت بينها لتعم الفائدة‪.‬‬ ‫ومن الأدوار الرئي�سية للفريق امليداين دعم فريق العمل يف املنطقة على تنفيذ احلمالت التوعوية والزيارت املنزلية والتبادلية‬ ‫بني املنظمات‪ ،‬ومتابعة تنفيذ امل�شاريع و�سري التقارير وعمليات التحويل‪ ،‬وح�ضور االجتماعات التن�سيقية للمناطق من خالل‬ ‫م�سمى وظيفي (قائد فريق ميداين)‪ ،‬ومن الأدوار الفرعية التي يقوم بها الفريق التن�سيق للربامج التدريبية‪ ،‬وبناء قدرات‬ ‫املجتمع املحلي بار�سال الدعوات وتكوين جمموعات الدورات‪ ،‬وحجز القاعات الالزمة والتن�سيق للتزويد مب�ستلزمات التدريب‬ ‫الالزمة‪.‬‬

‫‪64‬‬


‫املرحلة الزمنية بعد �إن�شاء وحدة تقدمي اخلدمة (املتنقلة �أو الثابتة) بفرتة زمنية ما بني �سته �شهور وعام ‪:‬‬ ‫يقوم الفريق امليداين بعمل تقييم جديد للمنطقة للتاكد من �أن اخلدمة امليدانية‪ ،‬تقدم ح�سب املعايري امليدانية من حيث املكان‬ ‫املنا�سب و�سهولة الو�صول ووجود الفئة امل�ستهدفة‪ ،‬وقد يكون هناك تو�صيات بتغيري مكان الوحدة �أو نقلها �إلى منطقة جغرافية‬ ‫�أبعد‪ ،‬وقد يكون تدخل الفريق امليداين يف تغيري املكان حمدود‪ ،‬وخ�صو�صا عندما تقدم اخلدمة داخل خميمات لالجئني‪.‬‬ ‫املجتمع املحلي (اجلماعة) �أو ( اجلالية)‪ :‬جمموعة من الأ�شخا�ص يت�شاركون مكاناً �أو خربة �أو اهتماماً �أو م�صلحة م�شرتكة‪،‬‬ ‫وغالباً ما ن�ستخدمه مع النا�س الذين ي�سكنون يف نف�س املنطقة‪� ،‬أو نف�س احلي‪� ،‬أو نف�س املدينة �أو البلدة‪� ،‬أو ح ّتى املحافظة �أو‬ ‫البلد‪.‬‬

‫تنبع القوة من العمل مع املجتمع املحلي من خالل التعاون مع �شراكات ممثلة فاعلة يف املنطقة مثل ‪:‬‬ ‫الإعالم‪ ،‬جمتمع الأعمال‪ ،‬مدار�س املنطقة‪ ،‬منظمات مدنية وجمتمعية‪ ،‬منظمات �شبابية‪ ،‬البلدية‪ ،‬منظمات �صح ّية‪ ،‬جمموعات‬ ‫دينية‪ ،‬م�ؤ�س�سات متويلية وم�ؤ�س�سات الدولة مت�ضمنه اجلهات الأمنية‪.‬‬

‫قيم العمل مع المجتمع المحلي‬ ‫القيم ت�ش ّكل تعبرياً عن معتقدات املرء وعما ّ‬ ‫يف�ضله‪ ،‬قيمنا هي انعكا�س لِكيفية ر�ؤية ك ّل منا للعامل‪ ،‬وكيف يتعامل معه‪ .‬وبحكم‬ ‫طبيعة القيم‪ ،‬فنحن نرى ِق َيمنا �صحيحة‪ ،‬وندافع عنها من خالل حججنا و�أ�صواتنا االنتخابية و�أحياناً بحياتنا‪.‬‬

‫فيما يلي بع�ض القيم التي ت�ستند �إليها العمل مع املجتمع املحلي‪:‬‬ ‫ ‬

‫•كل فرد يف املجتمع املحلي له احلق بحياة الئقة ذات نوعية ج ّيدة‪.‬‬

‫ ‬

‫•كل فر ٍد يف املجتمع �أو اجلماعة ي�ستحق االحرتام واالعتبار املت�ساوي‪ .‬‬

‫ ‬

‫•يجب �أن تكون الغاية النهائية لأي بحث �أو عمل جمتمعي �أن يكون مفيداً يف حت�سني حياة النا�س‪ ،‬وحتديداً حياة ه�ؤالء‬ ‫الأكرث حاج ًة‪ ،‬و‪�/‬أو الأقل نفوذاً‪.‬‬

‫ ‬

‫•ال مكان للعن�صرية �أو التح ّيز (ب�سبب الدين �أو الطبقة االجتماعية �أو اجلِ ندر �أو امليول اجلن�سية �أو اخللفية الإثنية �أو‬ ‫الإعاقة‪ ،‬الخ) يف املجتمع املدين‪ .‬فالتمييز بكل ب�ساطة غري مقبول‪.‬‬

‫ ‬

‫•يتط ّلب الإن�صاف �أن يتم ّتع كل �إن�سان مت�أثر ببحثٍ �أو مب�س�أل ٍة ما (�أي كافة �أ�صحاب امل�صلحة) بالفر�صة‪ّ � ،‬إما للم�شاركة‬ ‫املبا�شرة �أو للتمثيل يف التخطيط والتطبيق والتحليل ربطاً بالتدخل �أو البحث الناجت‪ .‬يجب �أن يكون العمل املجتمعي‪،‬‬ ‫يف �أي جمالٍ كان‪ ،‬مبثابة خلق �أو�ضاع جديدة مع النا�س املت�أثرين‪ ،‬ولي�س القيام ب�أمور لهم �أو من �أجلهم‪.‬‬

‫ ‬

‫•ال يتمحور هذا العمل حول ال�سلطة والنفوذ �أو املناف�سة بل امل�صلحة العامة‪ .‬من هنا‪ ،‬يجب ت�شارك ال�سلطة والقيادة‬ ‫معاً قدر الإمكان‪ ،‬دون �أن ي�ؤ ّثر ذلك ب�شكل كامل على غر�ض هذا العمل‪.‬‬

‫‪65‬‬


‫مبادئ العمل مع المجتمعي المحلي‬ ‫املبادئ‪ ،‬هي احلقائق التي ي�ستند عليها عملنا‪ .‬وهي تختلف عن القيم ب� ّأن القيم تعك�س ما ن�ؤمن به بعمق وما ن�شعره‪ ،‬بينما املبادئ تعك�س‬ ‫ما نف ّكر فيه‪ .‬ومبادئ العمل امليداين هي‪:‬‬ ‫ ‬

‫•«الإن�صاف» ال يعني �أن اجلميع يح�صلون على نف�س الأمور‪ ،‬بل � ّإن اجلميع يح�صلون على ما يحتاجونه‪:‬‬ ‫•يكرب احتمال جناح العمل املجتمعي �إذا �شمل كا ّفة �أ�صحاب امل�صلحة‪ ،‬منذ البداية‪.‬‬

‫ ‬

‫•يجب ت�شجيع القيادة من داخل املجتمع املحلي وتغذيتها‪.‬‬ ‫•العمل املجتمعي يتط ّلب تخطيطاً مل ّياً يف كل مرحلة من مراحل امل�سار‪.‬‬

‫ ‬

‫•التقييم �ضروري للغاية ومفيد بعدّة �أمور‪.‬‬

‫ ‬

‫•املخرجات مه ّمة‪.‬‬

‫ ‬

‫•الوقت هو اجلوهر‪.‬‬

‫ ‬

‫ ‬

‫هذا يعني يف الواقع �أن ن�أخذ يف احل�سبان ما تتط ّلبه اجلهود �أو الربامج لكي تبد�أ من خالل‪:‬‬ ‫‪o‬‬

‫‪o‬ا�ستقطاب فريق تخطيط ت�شاركي‪.‬‬

‫‪o‬‬

‫‪o‬بناء خطة ت�شاركية‪.‬‬

‫‪o‬‬

‫‪o‬جمع النا�س واملكان واملواد واملعدات و�أي �أمر �آخر يلزم‪.‬‬

‫‪o‬‬

‫‪�o‬إيجاد التمويل �أو موارد �أخرى‪.‬‬

‫‪o‬‬

‫‪o‬القيام بالعمل الفعلي‪.‬‬

‫‪o‬‬

‫‪o‬ت�صميم التقييم وتطبيقه وحتليله‪.‬‬

‫‪o‬‬

‫‪o‬القيام بالتغيريات التي يقرتحها التقييم‪ ،‬ثم القيام بكافة اخلطوات ال�سابقة من جديد‪.‬‬

‫ويتكامل دور العمل امليداين مع العمل مع املجتمع املحلي من خالل النمط الت�شاركي وبناء القدرات‪ ،‬و �إيجاد الفر�ص وامل�صادر لتوفري‬ ‫اخلدمات املطلوبة بجودة عالية و ا�ستدامة مبنية على خطة ا�سرتاتيجية‪.‬‬

‫‪66‬‬


‫ملخص الوحدة الرابعة‬ ‫تهدف هذه الوحدة �إلى بناء قدرات مقدمي خدمات الت�أهيل (املهنيني وامل�ساعدين) يف وقت ال�صراع والأزمات يف م�ؤ�س�سات وعيادات ومراكز‬ ‫اخلدمات الت�أهيلية‪ ،‬من �أجل م�ساعدة املت�ضررين والأ�شخا�ص الذين ميرون بالأزمات على تخطي الأزمة واملرور الآمن بها‪ ،‬من �أجل‬ ‫احليلولة دون تطور ردود فعل الأفراد وا�ستجاباتهم لل�صدمة �إلى ا�ضطراب نف�سي‪.‬‬ ‫والتعرف على كيفية م�ساعدة املت�ضررين من العي�ش يف �سياق ال�صراع وعمل التحويل‪ ،‬وتقدمي اخلدمات ال�ضرورية والعاجلة لهم‪ .‬حيث‬ ‫ا�شتملت الوحدة على �أ�سا�سيات تقدمي اخلدمات يف ظل ال�صراع وظروف النزاع والعنف‪ ،‬بالإ�ضافة الى املبادئ التوجيهية للتدخل وقت‬ ‫الأزمات ‪ ،‬وقد ا�شتمل على ‪� 5‬أبواب رئي�سية‪ ،‬يتحدث الباب الأول حول مفاهيم �أ�سا�سية ذات عالقة بالأزمة ‪ ،‬والباب الثاين عن النظريات‬ ‫التي تف�سر �آثار ال�صدمة‪ ،‬والباب الثالث النماذج املتبعة يف التدخل وقت الأزمات‪ ،‬والباب الرابع بروتوكول منوذج‪ ) )Mitchell1983‬والباب‬ ‫اخلام�س التفريغ النف�سي مع الأجيال املختلفة ‪.‬‬

‫‪67‬‬


‫اﻟﻮﺣﺪة اﻟﺮاﺑﻌﺔ‪:‬‬ ‫ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺧﺪﻣﺎت إﻋﺎدة اﻟﺘﺄﻫﻴﻞ ﻓﻲ ﻇﻞ اﻟﺼﺮاع‬ ‫"اﻟﺘﺪﺧﻞ وﻗﺖ اﻷزﻣﺎت"‬ ‫اﻟﻜﻠﻤﺎت اﻟﻤﻔﺘﺎﺣﻴﺔ ‪:‬‬ ‫• اﻟﺼﺮاع وﻇﺮوف اﻟﻨﺰاع واﻟﻌﻨﻒ‪.‬‬ ‫• اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﺘﻮﺟﻴﻬﻴﺔ ﻟﻠﺘﺪﺧﻞ‪.‬‬ ‫• ﻣﻔﻬﻮم اﻷزﻣﺎت‪.‬‬ ‫• ﻧﻈﺮﻳﺎت اﻟﺼﺪﻣﺔ‪.‬‬ ‫• ﻧﻤﺎذج اﻟﺘﺪﺧﻞ وﻗﺖ اﻷزﻣﺎت‪.‬‬ ‫• ﺑﺮوﺗﻮﻛﻮل اﻟﺘﺪﺧﻞ‪.‬‬ ‫• اﻟﺘﻔﺮﻳﻎ اﻟﻨﻔﺴﻲ‪.‬‬

‫‪68‬‬


‫تقديم خدمات إعادة التأهيل في ظل الصراع «التدخل وقت األزمات»‬ ‫مقدمــة‬ ‫انطلقت درا�سات التدخل وقت الأزمات يف الأربعينات من القرن املا�ضي ا�ستجابة للعديد من الأحداث ال�ضاغطة‪ ،‬خالل احلرب العاملية‬ ‫الثانية‪ ،‬حيث تعر�ضت العديد من العائالت خلربة ال�ضغط النف�سي والتغريات يف الأداء الوظيفي بعدما غادر �أحد �أفراد العائلة للم�شاركة‬ ‫يف احلرب‪ ،‬والعائالت التي عانت �أكرث من �شدة ال�ضغط النف�سي هي تلك التي كان لديها �صعوبة يف الت�أقلم يف ظل غياب �أفراد العائلة‬ ‫عنهم‪ ،‬لهذا جاء التدخل وقت الأزمات كنموذج تدخل نف�سي يويل الأهمية لعوامل امل�ساعدة الت�أهيلية �ضمن �إطار �سياقها وعواقبها‪.‬‬ ‫فعندما ت�ضع احلرب �أوزارها وتخف وط�أة الأزمة يتبدل دور الإن�سان من ال�سعي للبقاء �إلى حت�سني هيئة وم�ضمون البقاء ذاته‪ ،‬فالإن�سان‬ ‫�أثناء اخلوف على بقائه يت�سم �أدا�ؤه باالحرتا�س واحليطة واحلذر‪ ،‬وهي حالة اال�ستنفار اجل�سدي والذهني والعاطفي‪ ،‬بينما يف وقت‬ ‫ال�سالم �أو الهدوء ي�سمح الإن�سان لنف�سيته بف�سحة من اال�سرتخاء‪ ،‬ويتفقد فيها ما حلق به‪ ،‬وبذويه وممتلكاته من �ضرر �أو يتذكر خاللها‬ ‫�أحالمه واهتماماته امل�ؤجلة وغريها‪ ،‬هذه املرحلة تعترب مرحلة حرجة‪ ،‬حيث �إن الكثري من الدرا�سات تفيد ب�أن اال�ضطرابات النف�سية‬ ‫واالجتماعية كثريا ما تظهر يف هذه املرحلة‪ ،‬وهذا ما ح�صل بعد احلرب العاملية الثانية‪ ،‬لأن الإن�سان �أثناء ان�شغاله بحاله احلرب‪� ،‬أو‬ ‫ال�صراع قلما ينتبه جلزئيات مهمة يف حياته‪ ،‬حيث ين�صرف تركيزه على حماية نف�سه وحياة ذويه �أوال‪ ،‬ويتخلل ذلك ت�أجيل واع �أو ال‬ ‫�شعوري للبت يف قرارات ذات �أهمية �أقل �أو ثانوية يف حياته‪ ،‬ويقت�صر اهتمامه على الواقع الآين بعيدا عن �أحالم و�أماين امل�ستقبل الذي‬ ‫ي�سعى للبقاء‪� ،‬أوال من �أجل الو�صول �إليه‪ ،‬فالتدخل يف الأزمات يتطلب من العاملني �أن يعملوا على حتقيق الألفة مع �إعداد العمل‪،‬‬ ‫والقدرة على توجيه النا�س �إلى املالجئ املحلية والأماكن الآمنة الأخرى‪ ،‬و كذلك تقدمي امل�ساعدة يف حتديد مكان �أحبائهم �أمر بالغ‬ ‫الأهمية يف هذا العمل‪ ،‬وتوفري اال�ستب�صار بالدعم واملوارد املتاحة للمت�ضررين ‪ .‬كما يحتاجون �إلى تدريب مكثف يف التدخل وقت الأزمات‪،‬‬ ‫وكذلك اخلربة يف تقدمي اال�ست�شارات تعترب �أمراً ال غنى عنه ‪.‬‬ ‫يوجد العديد من العوامل التي ت�ؤثر على ال�شفاء طويل الأمد لأولئك الأ�شخا�ص الذين يت�أثرون من الأزمات‪ ،‬وبع�ض هذه العوامل‬ ‫يعتمد على ال�سمات الفردية وا�ستجابات الت�أقلم‪ ،‬يف حني يعتمد البع�ض الآخر على البنية البيئية للأفراد‪ ،‬وكذلك الدعم واملوارد املوجودة‬ ‫يف هذه البيئة‪ ،‬وهذه التحديات لل�شفاء هي‪:‬‬ ‫‪ß‬‬

‫‪ß‬املثريات املتكررة التي قد تذكر النا�س باحلدث ال�صادم و‪�/‬أو خ�سائرهم (على �سبيل املثال‪ ،‬الذين يعي�شون يف منطقة عنف‬ ‫مزمن)‪.‬‬

‫‪ß‬‬

‫‪ß‬يحدث الأذى الثاين عندما تعر�ض تقارير و�سائل الإعالم عن احلدث ال�صادم‪ ،‬وعندما يتم املثول �أمام املحكمة‪� ،‬أو عند الذكرى‬ ‫ال�سنوية ملرور احلدث‪.‬‬

‫‪ß‬‬

‫‪ß‬عوامل النمو مثل عمر ال�ضحية‪ ،‬تلعب دورا يف عملية التعايف‪ ،‬حيث �إن الأطفال �صغار ال�سن وامل�سنني قد يحتاجون �إلى كمية‬ ‫كبرية من الدعم الإ�ضايف‪.‬‬

‫‪ß‬‬

‫‪ß‬تاريخ ال�صدمة وعدد اخل�سائر ال�سابقة التي �شهدها الأفراد ومرت عليهم‪ ،‬قد تفاقم �أو تكثف ردود الفعل الراهنة لل�شخ�ص �أو‬ ‫تزيد قوة التحمل واجللد لديه ‪.‬‬

‫‪ß‬‬

‫‪ß‬توفر الدعم االجتماعي �أو عدم وجوده �سيحدد كيف مير الناجي عرب خربات احلدث ال�صادم‪ ،‬لأن العامل يف التدخل وقت‬ ‫الأزمات يجب �أن يعمل على اتخاذ قرار �سريع فيما يتعلق بالعوامل املذكورة �أعاله‪ .‬كما ال ينبغي �أن يتم التعامل مع التدخل وقت‬ ‫الأزمات على �أنه مبثابة تدخل النف�سي‪ ،‬بل �إن الإحاالت للمخت�صني‪� ،‬أو لأي م�ساعدة �أخرى غالبا ما تتبع التدخل يف الأزمات‪.‬‬

‫‪69‬‬


‫هناك قول م�أثور يف عالج الأمرا�ض النف�سية‪�« :‬إذا مل تكن فرداً منتفعاً يف �أزمة ما ‪ ،‬ف�إنك مل تكن قد عملت مع الأفراد املنتفعني �أبداً‪».‬‬ ‫حيث �إن م�ضاعفات العمل يف حاالت الأزمات‪ ،‬ومع الأفراد املت�ضررين من الأزمة ميكن �أن يكون له ثمن عبور ج�سمية‪ ،‬وعاطفية‪ ،‬ومهنية‬ ‫على العاملني يف وقت الأزمات‪ .‬وعليه‪ ،‬من املهم �أن ندرك ونبحث عن كيف ميكن �أن نعتني ب�أنف�سنا يف الوقت الذي ن�ساعد فيه الآخرين‬ ‫على �إدارة الأزمة‪ .‬و�أن نبحث عن الطرق الوقائية لتجنب الإرهاق واالحرتاق الوظيفي‪ ،‬و�أن ندير احلالة العاطفية اخلا�صة بنا ك�أفراد‬ ‫عاملني �أثناء ذروة احلالة العاطفية يف �أوقات الأزمات‪ ،‬و�أن نت�أكد ون�ضمن �أن ذواتنا اجل�سمية‪ ،‬واملعرفية‪ ،‬والنف�سية قادرة وم�ستعدة على‬ ‫العمل مع الأ�شخا�ص املت�ضررين يف وقت الأزمات‪ ،‬لأن العمل مع الآخرين يف حالة الأزمة لي�س �أمرا �سهال‪ ،‬فالعاملني يف جمال التدخل‬ ‫وقت الأزمات يحتاجون �إلى �أن يبقوا جنباً �إلى جنب‪ ،‬و�أن يهتموا ب�سالمتهم ال�شخ�صية‪ ،‬بالرفاه املتعلق بهم‪ ،‬من �أجل �أن يتمكنوا من‬ ‫م�ساعدة الآخرين م�ساعدة فعالة‪.‬‬

‫أهداف التدخل وقت األزمات‬ ‫‪ß‬‬

‫‪ß‬هدف وقائي (احليلولة دون تفاقم مر�ض نف�سي الحقاً – ولي�س عالجي‪ -‬لأن العالج يفرت�ض وجود مر�ض)‪.‬‬

‫‪ß‬‬

‫‪ß‬ا�ستعادة وحت�سني قدرة الفرد على التكيف‪.‬‬

‫‪ß‬‬

‫‪ß‬احلد من مدة و�شدة الوقائع والأحداث العر�ضية‪ ،‬وتخفيف الأعرا�ض‪.‬‬

‫‪ß‬‬

‫‪ß‬تخفيف ال�ضغط الفوري و�إعادة م�ستوى �أداء الفرد الوظيفي �إلى ما قبل الأزمة احلالية‪ ،‬على الأقل‪.‬‬

‫‪ß‬‬

‫‪ß‬يجب �أن يكون حل الأزمة عبارة عن خربة منائية تتطور بحيث ترتك ال�شخ�ص بحاله �أف�ضل‪ ،‬وجاهزية للتعامل والت�أقلم مع‬ ‫ال�صعوبات امل�ستقبلية‪.‬‬

‫‪ß‬‬

‫‪ß‬فهم الأحداث ذات ال�صلة التي �ساهمت يف حالة من عدم التوازن‪.‬‬

‫‪ß‬‬

‫‪ß‬حتديد التدابري العالجية التي ميكن اتخاذها من قبل الفرد �أو الأ�سرة‪ ،‬والتي تتوفر من خالل موارد املجتمع‪.‬‬

‫‪ß‬‬

‫‪ß‬اكت�ساب املعرفة لأ�صل الأزمة يف التجارب واخلربات ال�سابقة‪ ،‬والوقاية من م�شكالت ال�شخ�صية كهدف من �أهداف التدخل والعالج‪.‬‬

‫‪ß‬‬

‫‪ß‬توفر الأزمة فر�صا للأفراد لتعلم مهارات ت�أقلم جديدة‪ ،‬مع تعريف وحتديد وتعزيز وحتريك تلك التي متتلك بالفعل‪.‬‬

‫‪70‬‬


‫أساسيات تقديم الخدمات في ظل الصراع وظروف النزاع والعنف‬ ‫ما هي �أهم املخاطر التي يواجهها النا�س يف وقت الأزمات ويف ظل ظروف العنف وال�صراع؟‬ ‫تو�ضح هذه اخلريطة �أهم املخاطر التي يواجهها النا�س يف وقت الأزمات‪.‬‬

‫الأمن‬ ‫واال�ستقرار‬

‫�ضبط النف�س‬ ‫والتعامل مع‬ ‫الظروف‬

‫التوازن‬ ‫النف�سي‬

‫الأ�شخا�ص‬ ‫الأعزاء ‪/‬‬ ‫�أفراد الأ�سرة‬

‫املنزل‬

‫املقتنيات‬

‫اخل�صو�صية‬

‫ما هي الق�ضايا التي يجب مراعاتها لتقدمي خدمات الت�أهيل يف ظل ال�صراع؟‬ ‫لأن �أجواء وظروف ال�صراع ال توفر البيئة الآمنة للنا�س‪ ،‬ت�صبح مهمة تقدمي خدمات الت�أهيل ال تتطلب وقتها �أن يتوفر الأمن يف ظل‬ ‫غيابه املطلق والذي هو من �أهم �سمات تقدمي اخلدمات‪ ،‬و�إمنا يتم العمل يف ظل الأمن الن�سبي املتاح‪ ،‬ويف ظل احتمالية تكرار تعر�ض‬ ‫النا�س ل�صدمات �أخرى وب�أ�شكال خمتلفة‪ ،‬مما يعيق رحلة الت�أهيل والرعاية لهم‪ ،‬لذا ال بد من الأخذ بعني االعتبار عند تقدمي اخلدمات‬ ‫�أن يتوفر لدى مقدم اخلدمة معرفة بال�سياق الثقايف وال�سيا�سي واالجتماعي واالقت�صادي‪ ،‬وغريها من الظروف املحيطة بحياة النا�س‪.‬‬ ‫ويف ظروف ال�صراع رغم حاجة النا�س �إلى توفري احلماية والأمن وامل�ساعدة لهم‪� ،‬إال �أنه يجب مراعاة واحرتام حقوقهم‪ ،‬وحقهم‬ ‫باحلياة الكرمية وحفظ كرامتهم وحيطتهم‪ ،‬واحلذر الذي يغلف تفاعالتهم مع الآخرين وفقدانهم للثقة بكل ما يحيط‪ ،‬وعدم �إميانهم‬ ‫بجدوى امل�ساعدة يف ظل �سياق مليء بالعنف والأمل‪ ،‬واحلر�ص على الت�أكيد على �سرية النا�س وخ�صو�صيتهم‪ ،‬والتعامل معهم باحليادية‬ ‫واال�ستقاللية وعدم التحيز وتعزيز مهاراتهم وقدراتهم على تخطي الأزمة واخلروج منها ب�سالم؛ حيث يهدف تقدمي خدمات الت�أهيل‬ ‫والرعاية للمت�ضررين �إلى �ضمان احلياة للأفراد‪ ،‬وحتقيق احلد الأدنى من التوازن النف�سي لهم وتطوير قدرتهم على جمابهة املخاطر‪.‬‬ ‫والتحديات‪.‬‬

‫‪71‬‬


‫المبادئ التوجيهية للتدخل وقت األزمات ‬ ‫احلفاظ على �سالمة �شخ�صك ومن ثم �سالمة ذويك‬ ‫‪ß‬‬

‫‪�ß‬إجراء تقييم دقيق‪ ،‬فكل �شخ�ص فريد من نوعه‪.‬‬

‫‪ß‬‬

‫‪ß‬التفكري ب�سرعة والإبداع كي يتم اغتنام فر�ص ا�ستعادة النا�س على حياتهم وبيئتهم الداخلية واخلارجية ب�سرعة‪.‬‬

‫‪ß‬‬

‫‪ß‬القدرة على احلفاظ على الهدوء ورباطة اجل�أ�ش‪ ،‬مبعنى التعاطف مع النا�س دون التورط الذاتي يف الأزمة معهم‪.‬‬

‫‪ß ß‬عدم طرح الأ�سئلة اال�ستك�شافية‪ ،‬ولكن الرتكيز على احلا�ضر (“هنا والآن”)‪.‬‬

‫الباب األول‪ :‬مفاهيم أساسية ذات عالقة باألزمة‬ ‫متثل املفاهيم اال�سا�سية التالية بنية معرفية لفهم الأزمات و�سوف نورد فيما يلي تعريفا مف�صال لكل منها‪-:‬‬ ‫ال�صراع النف�سي‬

‫‪Psychological Conflict‬‬

‫الت�أقلم‬

‫‪Coping‬‬

‫ال�صدمة‬

‫‪Trauma‬‬

‫التكيف‬

‫‪Adaptation‬‬

‫وم�صادر ال�صدمة‬

‫‪Resources of Trauma‬‬

‫املرونة واجللد النف�سي‬

‫‪Resiliency‬‬

‫الأزمة‬

‫‪Crisis‬‬

‫التح�ضري و اال�ستعدادية‬

‫‪Preparedness‬‬

‫الإجهاد‬

‫‪Stress‬‬

‫الصراع النفسي‬ ‫وفقا لإريك �إريك�سون يف نظرية النمو النف�سي واالجتماعي‪ ،‬ف�إن ال�صراع النف�سي هو نقطه حتول كي ي�سعى الفرد �أن يحتفظ ببع�ض‬ ‫االعتبار النف�سي له‪ ،‬والذي قد يتحول �أحيانا �إلى �أزمة نف�سية‪ ،‬وميكن �أن يكون هذا الوقت حلظ ًة من ال�ضعف والقوة على حد �سواء‪ ،‬حيث‬ ‫�إن الفرد ي�سعى نحو النجاح �أو الف�شل‪.‬‬ ‫فعلى �سبيل املثال‪ ،‬يف املرحلة الأولى للنمو النف�سي واالجتماعي‪ ،‬ف�إن ال�صراع يتمركز لدى الطفل بني الثقة وعدم الثقة‪ .‬ففي املراحل‬ ‫الأولى من حياة الطفل‪ ،‬ف�إنه يتعلم �إمكانية الوثوق بالأ�شخا�ص من حوله‪ ،‬والأطفال الذين تعلموا �أنه ميكنهم الثقة مبربيهم واالعتماد‬

‫‪72‬‬


‫عليهم‪ ،‬ف�إن �شعور الثقة بالآخرين ميتزج لديهم مع ال�شعور بالأمن والأمان‪� .‬أما �أولئك الأطفال الذين مل ي�ستطيعوا الوثوق مبربيهم‪،‬‬ ‫فيمكن �أن ترتك لديهم جتربة عدم الثقة هذه‪ ،‬ال�شعور ب�أن العامل املحيط بهم من حولهم غري جدير بالثقة‪ ،‬وخائن وال ميكن االعتماد‬ ‫عليه‪.‬‬

‫الصدمة النفسية‬ ‫ردة فعل على حدث طارئ ومفاجئ ي�ضعف قدرة الفرد على التكيف وال�سيطرة على زمام حياته‪ ،‬وي�ؤدي �إلى خلل يف ن�شاطاته اليومية‬ ‫املعتادة‪� ،‬سواء النف�سية‪ ،‬االجتماعية‪ ،‬الأكادميية‪ .‬وح�سب الدليل الت�شخي�صي والإح�صائي لال�ضطرابات النف�سية ‪ DSMV‬ي�شتمل احلدث‬ ‫ال�صادم على “املوت الفعلي �أو التهديد �أو الإ�صابات اخلطرة‪� ،‬أو ي�شكل تهديدا وينذر باخلطر لل�سالمة اجل�سدية للذات �أو للآخرين‪”.‬‬

‫مصادر الصدمة‬ ‫الأحداث ال�صادمة تكون قوية و�ساحقة‪ ،‬وتهدد الت�صورات حول ال�سالمة والأمن‪ ،‬بع�ضها قد يكون �أحداثاً فردية تتعلق بفرتة ق�صرية‬ ‫الأمد‪ ،‬و�أخرى جماعية‪ ،‬يف حني البع�ض الآخر قد يحدث لفرتات زمنية �أطول‪ ،‬نتيجة التعر�ض ملدة �أطول من ال�ضغوطات والتهديدات‪.‬‬

‫كوارث يتسبب بها اإلنسان‬

‫كوارث طبيعية‬

‫‪ß‬احلروب‪ ،‬العنف املنظم‪ ،‬االحتالل �أو التدخل الع�سكري‬ ‫(كالإغالق وتقييد احلركة ‪ ،‬االقتحام وغريها) التعر�ض‬ ‫للق�صف �أو �إطالق نار‪ ،‬ال�ضرب‪ ،‬الغاز امل�سيل للدموع‪.‬‬

‫‪ß‬الكوارث الطبيعية كالفي�ضانات والزالزل وحوادث ال�سري‪� ،‬أو‬ ‫�أي �أحداث ت�شتمل على �أي خماطر تفوق قدرة الإن�سان على‬ ‫احتمالها‪.‬‬

‫‪ß‬االعتقال والتعذيب الفردي واجلماعي‪ ،‬وامل�ضايقات على‬ ‫احلواجز واملعابر‪ ،‬واملعاملة املهينة‪.‬‬

‫‪ß‬م�شاهدة ما �سبق ب�أم عينيه �أو عرب و�سائل الإعالم �أو تناقلها‬ ‫ب�صورة فردية‪ ،‬مثل (حني يروي الأ�شخا�ص امل�ستهدفون‬ ‫ق�سوة التجربة التي مروا بها)‪.‬‬

‫‪ß‬امل�صادرة وتخريب املمتلكات واالعتداء على احلريات الدينية‬ ‫وال�شخ�صية‪ ،‬وهتك الأعرا�ض‪.‬‬ ‫‪ß‬الإعالن املوجه الذي يت�ضمن “ تهديدات مبخاطر حمتملة‪،‬‬ ‫�أو بث امل�شاهد املرعبة واملحبطة (حرب الإ�شاعات =احلرب‬ ‫النف�سية)‬

‫‪73‬‬


‫األزمة النفسية‬ ‫حدث �ضاغط وم�ؤثر يقتحم مهارات الفرد �أو اجلماعة على التكيف الفعال ب�سبب خلل يف التوازن النف�سي‪ ،‬وقد يكون نقطة بداية لل�صدمة‬ ‫النف�سية ‪ ،PTSD‬وهي عامل متغري بني �شيئني ( مبعنى قد يكون هنالك �أزمة وقد ال يكون) ومن جهة �أخرى‪ ،‬ف�إن الأزمة ميكن �أن تفهم‬ ‫على �أنها فرتة م�ؤقتة من الزمن �أثناء التوقف عن املواجهة املثالية يف ظل حالة من الفو�ضى ال�شديدة واختالل التوازن‪ ،‬فقد تكون‬ ‫احلدود الأ�سرية‪ ،‬والبنية‪ ،‬وميكانيزمات الت�أقلم قد تغريت ب�سبب للحدث ال�صادم‪.‬‬ ‫مثال‪� :‬شاب تعر�ض حلادث �سري حدث لديه اقتحام �سلبي للمهارات التي ت�ؤدي �إلى التكيف مع الواقع‪ ،‬ت�سببت بحدوث خلل يف ال�سيطرة‬ ‫على ذاته “ مل يعد قادراً على مزاولة حياته كاملعتاد” بحيث �إذا مل يتخطاها تكون بداية حلدوث �صدمة نف�سية ‪.PTSD‬‬

‫اإلجهاد‬ ‫هو عامل م�ستمر‪ ،‬ويفهم على �أنه عملية موجودة عرب مرور الزمن‪ ،‬ويعرف الإجهاد (‪ )Stress‬على �أنه ال�ضغط ‪� Pressure‬أو التوتر‬ ‫‪ Tension‬على النظام الفردي والأ�سري‪ ،‬وهو ا�ستجابة للمطالب الناجمة عن ال�ضغوطات‪ ،‬وميثل تغيريا يف التوازن �أو حالة الثبات لنظام‬ ‫الفرد �أو الأ�سرة‪ .‬ودرجة ال�ضغط و�شدته تتوقفان على الت�صورات‪ ،‬واملعاين املن�سوبة �إلى احلدث ال�ضاغط‪ .‬ويف كثري من الأحيان‪ ،‬ف�إنه‬ ‫ميكن �أن تتم �إدارة الإجهاد‪ ،‬وبالتايل يح�صل الأفراد والعائالت على �شيء من اال�ستقرار جمدداً‪.‬‬ ‫مثال‪ :‬ال�شعور باخلوف ال�شديد والعجز‪ ،‬وعدم القدرة على الهرب عند حدوث حدث �ضاغط‪.‬‬

‫التأقلم‬ ‫�إن ‪ ‬جميع الإجراءات املتخذة يف حماولة �إدارة الإجهاد‪ ،‬بغ�ض النظر عما �إذا كانت ناجحة �أم ال‪ ،‬ف�إنها ت�شري �إلى الت�أقلم‪ .‬ويت�ضمن الت�أقلم‬ ‫املكونات املعرفية وال�سلوكية‪ ،‬باعتبارها عملية وم�سار ولي�ست نتيجة‪ .‬ويتطلب الت�أقلم تقييما للحدث ال�ضاغط وقدرته على �إحلاق الأذى‪،‬‬ ‫ف�ضال عن تقييم النتائج املحتملة لأية �إ�سرتاتيجية لال�ستجابة املختارة‪ .‬وقد تركز ا�ستجابات الت�أقلم على امل�شكلة �أو العاطفة‪ ،‬ورمبا‬ ‫توظف �سلوكيات الأفعال املبا�شرة التي يتم ا�ستخدامها فيما يتعلق بالبيئة املادية �أو االجتماعية‪� ،‬أو التكتيكات النف�سية الداخلية التي تعمل‬ ‫على احلد من اال�ستثارة العاطفية‪ .‬كما يتم اختيار �سلوكيات ت�أقلم معينة �إما للتعامل مبا�شرة مع امل�شكلة املرتبطة بالإجهاد (على �سبيل‬ ‫املثال‪ ،‬الدفاع �أو الهروب) �أو لل�سيطرة على العواطف‪ ،‬وا�سرتاتيجيات الت�أقلم تكون �إما بحدوث الت�أقلم �أو �سوء الت�أقلم‪ ،‬ويعترب الت�أقلم‬ ‫متغري النتيجة‪.‬‬

‫التكيف‬ ‫نتيجة للإجهاد �أو الأزمة‪ ،‬وهو الدرجة التي قد يتغري فيها �سري احلياة على مدى فرتة طويلة من الزمن‪ ،‬وميكن �أن يقا�س من خالل‬ ‫التوافق بني النظام الفردي �أو العائلي والبيئي‪ .‬ويف كثري من الأحيان‪ ،‬حتدث التغريات لل�سلوكيات الوظيفية مثل القواعد‪ ،‬والأدوار‪،‬‬ ‫واحلدود‪ ،‬و�أمناط التوا�صل بني الأ�شخا�ص‪ ،‬مما ي�ؤدي �إلى جتهيز الأ�سر ب�شكل �أف�ضل ملواجهة التحديات وال�ضغوطات امل�ستقبلية‪.‬‬ ‫و�سلوكيات التكيف غري ال�صحية‪ ،‬مثل الإدمان �أو العنف املنزيل‪ ،‬ت�ؤدي �إلى �إجهاد �إ�ضايف‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬ف�إنه حالة �سلوكيات التكيف‬ ‫التي تظهر على �أنها �صحية ت�ساهم يف كثري من الأحيان يف �إحداث الإجهاد �أي�ضاً‪.‬‬

‫‪74‬‬


‫المرونة والجلد النفسي ‪ Resilience‬واالستعدادية ‪Preparedness‬‬ ‫اجللد النف�سي يعك�س كيفية عودة النظام الفردي والأ�سري مرة �أخرى من ال�شدائد‪ ،‬باال�ستناد �إلى نقاط القوة اجل�سمية‪ ،‬و�سعة احليلة‬ ‫والقدرة النف�سية‪ ،‬ومهارات التعامل مع الآخرين‪ ،‬فاجللد هو جمموعة من نقاط القوة للت�أقلم التي تتيح لبع�ض الأ�شخا�ص اال�ستفادة من‬ ‫النجاح يف جتربة التعامل مع الإجهاد‪ .‬بالإ�ضافة �إلى كونه �أحياناً نتيجة للإجهاد والأزمات‪ ،‬وميكن اعتبار اجللد بنية وقائية يف الوقت‬ ‫الذي يبدو فيه من ال�صعب على الأفراد والأ�سر �أن يكونوا الأقل عر�ضة للإجهاد‪ ،‬فالأ�شخا�ص الذين يتمتعون باجللد النف�سي مييلون لأن‬ ‫يكونوا حمميني من خالل �أمناط العزو واال�ستجابة والإدراك‪ ،‬بالإ�ضافة �إلى مهاراتهم االجتماعية ومهارات حل امل�شكالت‪ .‬ويف كثري من‬ ‫الأحيان‪ ،‬ف�إن هذه العوامل الوقائية يتم اكت�سابها عن طريق النجاح يف حل الأزمة‪.‬‬

‫قاعدة نف�سية‪« :‬ال يتعود الإن�سان على الأمل‪ ،‬و�إمنا يعي�ش مع الأمل ك�شكل من �أ�شكال التكيف‪».‬‬ ‫يعترب التح�ضري واال�ستعدادية ‪ Preparedness‬من �أهم العوامل التي ت�ساهم يف متكني وتقوية اجللَد النف�سي لدى النا�س الذين يعي�شون‬ ‫يف ظل ال�صراعات ويتعر�ضون للعنف‪ ،‬حيث �إنهم يكونون متهيئني و�إن �صح القول على �أهبة اال�ستعداد ل�سماع �أي حدث �سيء‪ .‬فعلى الرغم‬ ‫من �أن اال�ضطراب احلاد ‪ Disorder Chronic‬ميكن �أن ي�ساعد على تفريق اال�ضطرابات النف�سية التي �سيتم ذكرها يف ال�صفحات القادمة‪،‬‬ ‫�إال �أنه يف نف�س الوقت يعترب �أحد العوامل التي ت�ؤدي �إلى بناء وتقوية بنية اجللَد واملرونة النف�سية لدى النا�س‪ ،‬مثل التكيف االجتماعي‬ ‫والتعامل مع ا�ستمرارية احلياة‪ ،‬رغم وجود جو عام مليء بالعنف‪� ،‬أو العي�ش يف حالة ال�صراع والأزمة‪ ،‬وقد تكون الأزمة وال�صدمة‬ ‫اجلماعية ومعرفة هوية املعتدي هي م�صادر للجلَد النف�سي �أي�ضاً‪ .‬وتعترب اال�ستعدادية �إحدى �أهم ميكانيزمات الت�أقلم واجل ّلد‪� ،‬إذ نالحظ‬ ‫�أن الإن�سان امل�ستعد �إذا تعر�ض لفقدان عزيز مير يف مراحل احلداد الطبيعي‪ ،‬يف حني �أن الإن�سان غري امل�ستعد والذي يتعر�ض حلدث‬ ‫مفاجئ‪ ،‬مثل حاالت املوت الفج�أة باختالف �أ�سبابها‪ ،‬ف�إنه يكون �أكرث عر�ضة لأن يعاين من الفقدان العالق‪.‬‬

‫الباب الثاني‪ :‬النظريات التي تفسر آثار الصدمة‬ ‫آثار الصدمة حسب النظريات التي تناولت موضوع الصدمة‪.‬‬ ‫هنالك �آلية مت�سقة ال�ستجابات دفاعية تت�صاعد كوظيفة ح�سب قربها من اخلطر والتهديد‪ ،‬وتتم من خالل بيولوجيا التطور‬ ‫والفي�سيولوجيا‪ :‬التجمد والهرب والقتال والرعب واالرتخاء والإغماء‪�( .‬شاور وابرت‪ (2010 ،‬حيث ي�سهل التجمد وتقييم التهديد‪� ،‬إذ‬ ‫�أ�شار بافلوف �إلى ذلك بتعبري – انعكا�س يوجه الأجهزة احل�سية مل�صدر الإثارة‪ .‬وميكن �أن ينظر �إليها على �أنها جمموعة من اال�ستجابات‬ ‫اجل�سمانية التي ت�ساعد يف معاجلة املثري ب�شكل �أكرب‪ ،‬مثل ات�ساع حدقة العني وانخفا�ض مقاومة اجللد وانخفا�ض انتقايل يف معدل‬ ‫�ضربات القلب‪ .‬فاعتبار املثري على �أنه م�صدر للخطر يعمل على �إطالق ا�ستجابة للمنبه ومواجهة اخلطر؛ مبعنى ا�ستجابة الكر �أو الفر‪.‬‬ ‫وجدير بالذكر �أن املثري عايل اخلطورة والذي يبدو على مقربة من الإن�سان ال يثري ا�ستجابة توجيهية‪ ،‬ولكن تثري انعكا�سا دفاعيا‪ ،‬على‬ ‫�سبيل املثال‪ ،‬ال�ضجيج احلاد جداً‪ ،‬والذي يرتفع على فرتة ق�صرية جداً بطبيعته الفيزيائية‪� ،‬سوف يكون �صادراً عن م�صدر تهديد قريب‪،‬‬ ‫ويثري هذا ال�ضجيج ا�ستجابة اجلفلة‪ .‬هذا االنعكا�س الدفاعي يت�ضمن ا�ستجابات ت�ساعد على �إغالق احلدث‪ ،‬فالرعب �أثناء ال�صدمة ي�صل‬ ‫حده الأق�صى يف ا�ستجابة الكر (اجلمود)‪ ،‬والذي ميكن �أن يعزز من فر�ص النجاة عندما ال تكون هناك احتمالية ظاهرة للهرب من القتال‬

‫‪75‬‬


‫(االت�صال اجل�سدي املبا�شر مع املعتدي)‪ .‬وتعتمد الآلية الفعلية لال�ستجابة لل�صدمة يف املواقف عالية اخلطورة على تقييم الإن�سان‬ ‫للخطر‪ ،‬ح�سب قدرة هذا الإن�سان على الت�صرف (عمره وجن�سه) بالإ�ضافة �إلى اخل�صائ�ص الوا�ضحة التي تظهر على اخلطر‪ /‬املعتدي‪.‬‬ ‫ي�شرتك جهاز املناعة يف اال�ستجابات التكيفية و�سيئة التكيف (�سيجر �سرتوم وميلر‪ )2004 ،‬وهي ال�ضغوطات الق�صرية واحلادة والطبيعية‪،‬‬ ‫ويرتبط بع�ضها بالتنظيم من خالل زيادة اال�ستجابة للمنبه‪ ،‬وبع�ضها بالتنظيم من خالل تخفي�ض امل�ستقبالت التي ت�ستجيب للمنبه‪،‬‬ ‫وهي معايري املناعة‪ ،‬يف حني �أن ال�ضغوطات املزمنة ت�ؤدي �إلى خف�ض املناعة‪ ،‬ولها دور يف احلماية من ال�ضغط‪.‬‬ ‫وعندما يدفع ال�ضغط املتوا�صل الإن�سان لال�ستجابة لل�ضغط باجتاه معني‪ ،‬ميكن �أن ترتاوح النتيجة بني ال�ضغط احلاد و�صو ًال �إلى‬ ‫االكتئاب‪ .‬وعندما يزول اخلطر‪ ،‬يتم �إغالق ا�ستجابة ال�ضغط‪� ،‬إال �أن الإن�سان فريد من نوعه‪ ،‬حيث �إنه من املمكن �إن يبقى م�ستمراً يف‬ ‫اال�ستجابة لل�ضغط �إلى ما النهاية‪ .‬ويف نهاية املطاف ت�صل هرمونات ال�ضغط �إلى الدماغ فت�ؤثر على ال�سلوك وعلى ال�صحة‪.‬‬ ‫وقد تطورت املراحل املتعددة لتعاقبية الدفاع‪ ،‬بحيث ت�سمح بح�صول اال�ستجابة املنا�سبة مثل الهرب فراراً من خطر حاد �أو اال�ستجابة‬ ‫االنف�صالية �أو حتى الإغماء‪ ،‬وذلك عندما يقرتب اخلطر‪ /‬املعتدي ب�شكل كبري جدا �أو عند دخول �شيء حاد �إلى اجل�سم‪� ،‬أو عندما يكون الإن�سان‬ ‫على و�شك �أن يتلوث بال�سوائل اجل�سدية‪ .‬فال�ضغط املطول يحول اال�ستجابات الف�سيولوجية التكيفية �إلى �أمرا�ض �سوء تكيف‪ ،‬وتكون على �شكل‬ ‫�آالم و�أوجاع وفقدان �شهية �أو الإفراط بالأكل‪ .‬وعندما تبقى اال�ستثارة املتكررة للذكريات اال�ستجابية الدفاعية مفعلة تت�ضرر الأع�ضاء مبا فيها‬ ‫الدماغ‪ ،‬وت�شري الأدلة املتزايدة �إلى �إن الدماغ يت�أثر بالبيئة واخلربات ال�ضاغطة ب�أ�شكال خمتلفة (برمرن‪.)2012 ،‬‬ ‫ويف حني �أن �إفراز هرمونات ال�ضغط” ‪ ”stress hormones‬قد تكون عملية تكيفية‪� ،‬إال �أن الذكريات املتبقية عن املعلومات املهمة (مثل‬ ‫املواقف اخلطرة) وحني يكون ا�سرتجاعها الزماً‪ ،‬ت�صبح هذه الآلية �سيئة التكييف يف الظروف التي يكون بها ال�ضغط عالياً جدا ً‪ ،‬وذلك‬ ‫عندما تعمل الذكريات الدائمة واملقتحمة للحدث ال�صادم على تطوير ا�ضطرابات متعلقة بال�صدمة (دك ويرفان‪ ،‬روزندال‪ ،‬ماك جو‪،‬‬ ‫‪1998‬؛ دك ويرفان روزندال‪ ،‬نيت�ش‪ ،‬ماك جو‪ ،‬وهوك‪2000 ،‬؛ روزندال‪ ،‬جرفيث‪ ،‬بورنداي‪ ،‬دك ويرفان‪ ،‬ماك جو‪.)2003 ،‬‬ ‫كما �أن زيادة �إفراز هرمونات ال�ضغط وت�أثر الدماغ بها‪ ،‬ت�ؤدي �إلى �إ�ضعاف القدرة الع�صبية على ال�صمود �أمام الأنواع املختلفة من الأحداث‬ ‫الطارئة (�سابلو�سكي‪ .)1999 ،‬وكذلك ف�إن ال�ضغط املحيط بالأطفال يعمل على ت�أخر يف التطور الإدراكي والعاطفي‪ ،‬وميكن �أن يعطل‬ ‫تعلم التجنب لباقي حياة املرء (بوك‪ ،‬هلمك‪ ،‬اوفتزت�شاروف‪ ،‬وجروف‪ ،‬برون‪2003 ،‬؛ ميني‪ ،‬ايتكن‪ ،‬فان بريكل‪ ،‬باتاجنر‪� ،‬سابلو�سكي‪،‬‬ ‫‪1998‬؛ تي�شر‪ ،‬و�آخرون‪ .)2000 ،‬وبالتايل ف�إن املرور بالتجارب امل�سببة لل�ضغط ت�سبب عدداً من اال�ستجابات التي ي�صممها التطور لغر�ض‬ ‫مواجهة اخلطر‪� .‬إ�ضافة �إلى ذلك‪ ،‬ف�إن التعر�ض املزمن واملتكرر ل�ضغط ال�صدمة قد ي�ؤدي �إلى �سوء انتظام طويل املدى لهذه الأنظمة‪ ،‬مما‬ ‫ي�ؤدي �إلى خلل يف الأداء‪ ،‬والى �أعرا�ض كزيادة اال�ستثارة واالنف�صال وامل�شاهد االرجتاعية‪ ،‬كالذكريات والتجنب واالكتئاب‪.‬‬ ‫وعندما يواجه الناجي” ‪ ”Survivor‬ما يذكره ب�صدمته ي�ستعر�ض اال�ستجابة الأ�صلية للحدث ال�صادم (مثال كني‪ ،‬زميرجن‪ ،‬واكيدل‪،‬‬ ‫‪1985‬؛ �شاور‪ ،‬و�ألربت‪ ،)2010 ،‬وعندما يثري التهديد الأ�صلي ا�ستجابة الكر والفر‪ ،‬ميكن �أن جتلب الإ�شارات املذكرة ا�ستجابة مقابلة‬ ‫للمنبه‪ ،‬تت�سم با�ستثارة عاطفية عالية‪ ،‬وا�ستجابة ج�سمية تعاطفية‪.‬‬

‫‪76‬‬


‫بالن�سبة للمر�ضى الذين ي�ستجيبون لل�صدمة من خالل اخلدر �أو التجمد �أو االنف�صال �أو حتى الإغماء‪ ،‬يتوقع عندئذ ا�ستجابة نف�سية‬ ‫ف�سيولوجية خمف�ضة لدى ا�ستذكارهم للحدث‪ .‬وميكن �أن تفهم الذكريات االقتحامية على �أنها عر�ض متكرر ل�شظايا الذكريات عن احلدث‪،‬‬ ‫والتي تولد مزيجاً من الآثار املفرطة واالنف�صال‪ ،‬وذلك‪ ،‬يعتمد على اال�ستجابة الف�سيولوجية عند التهديد‪ .‬وحيث �أن التعر�ض املتكرر ل�ضغط‬ ‫ال�صدمة قد ي�ؤدي �إلى نوعني فرعيني رئي�سيني للأعرا�ض‪ ،‬وذلك يعتمد على اال�ستجابة الف�سيولوجية �أثناء التعر�ض (�شاور و�ألربت‪.)2010 ،‬‬ ‫وه�ؤالء املر�ضى الذين ظهر لديهم ن�شاط تعاطفي لدى اال�ستجابة لل�ضواغط‪ ،‬تظهر عليهم �أعرا�ض االنف�صال والتجنب ال�سلبي‪ ،‬يف حني �أن‬ ‫�أولئك الذين مروا باليات الدفاع مروراً بالكر حتى الإغماء‪ ،‬امل�ؤدي �إلى �سيطرة اجلهاز الع�صبي �أثناء ال�صدمة‪� ،‬سينتج عن تذكري ه�ؤالء املر�ضى‬ ‫باحلدث ال�صادم �إعادة �أعرا�ض ف�سيولوجية‪ ،‬ويتطلب الظرف الأخري �إدارة املراحل االنف�صالية (الفر والإغماء) �أثناء العالج‪.‬‬

‫ردود الفعل إزاء الصدمة ‪ /‬االستجابة للصدمة ‪Responses to Trauma‬‬ ‫ميكن فهم ردود الأفعال الإن�سانية من خالل حتديد الأعرا�ض التي تظهر على الفرد عند ا�ستجابته لل�صدمة ‪ ،‬وب�شكل عام ف�إن ردود‬ ‫الأفعال الأكرث �شيوعا التي ي�شعر بها ويعاين منها الإن�سان تكون ح�سب الت�صنيفات التالية ‪:‬‬ ‫ال�شكل التايل ميثل دائرة ردود الفعل �إزاء ال�صدمة مرتكزاً على املعلومات التالية‪:‬‬

‫‪77‬‬


‫�أن اال�ستجابة لل�صدمة وردود الفعل �إزاء احلدث ال�صادم‪ ،‬حتدث عندما يتعر�ض الإن�سان لأي مثري قد يحفز هذه الردود واال�ستجابات‬ ‫ال�شرطية‪ ،‬بالطريقة الذهنية التي متت عملية �إدخالها ‪ Take in‬وتف�سريها ‪ Interpret‬وتخزينها ‪ Store‬وا�سرتجاعها يف وقت احلدث‬ ‫ال�صادم الذي تعر�ض له‪ ،‬وبناء على ذلك �ستكون ردة الفعل املرتجمة من خالل ال�سلوك (وجود حاجز للجي�ش الإ�سرائيلي (مثري)‪ ،‬ي�شعر‬ ‫الفرد باخلوف (اال�ستجابة)‪ ،‬فيهرب �أو يف�ضل عدم اخلروج من املنزل (ال�سلوك)‪.‬‬

‫‪78‬‬


3F

79


‫ميثل اجلدول التايل ردود الفعل �إزاء ال�صدمة مع الأمثلة عليها‪:‬‬

‫ردود الفعل إزاء الصدمة ‪ /‬أعراض ما بعد الصدمة‬ ‫ا�ستعادة احلدث ال�صادم‬ ‫‪Flashbacks‬‬

‫اال�ستعادة املتكررة وامل�ؤملة‬ ‫للحدث‪.‬‬ ‫الكوابي�س الليلية‪.‬‬ ‫ال�شعور املفاجئ بان احلدث‬ ‫�سيتكرر جمدداً‪.‬‬ ‫ال�شعور بال�ضيق والأمل عند‬ ‫تذكر احلدث‪.‬‬ ‫ردود فعل ج�سمية (التعرق)‬

‫التجنب‬

‫الإح�سا�س باخلدر‬

‫زيادة الإثارة‬

‫‪Avoidance‬‬

‫‪Feeling of Numb‬‬

‫‪Hyper Arousal‬‬

‫جتنب �أي �شيء يذكر باحلدث‬ ‫كالأفكار وامل�شاعر والأن�شطة‬ ‫والأماكن وال�شعور باالغرتاب‪،‬‬ ‫واالبتعاد عن النا�س‪ ،‬وعدم‬ ‫تذكر جوانب هامة عن‬ ‫ال�صدمة ونظرة ت�شا�ؤمية‬ ‫للم�ستقبل‪.‬‬

‫التجنب و�صعوبة التعبري عن‬ ‫امل�شاعر‪ ،‬وعدم �إظهار امل�شاعر‬ ‫الإيجابية‪ ،‬واالبتعاد عن‬ ‫العالقات االجتماعية‪ ،‬وعدم‬ ‫االهتمام بالأعمال التي كان‬ ‫يحبها قبل ال�صدمة‪ ،‬ن�سيان �أو‬ ‫عدم القدرة على احلديث عن‬ ‫�أجزاء هامة من ال�صدمة‪.‬‬

‫ال�شعور الدائم باخلطر‪ ،‬وعدم‬ ‫القدرة على اال�سرتخاء والتمتع‬ ‫باحلياة‪ ،‬وال�شعور املفاجئ‬ ‫بالتوتر والغ�ضب‪� ،‬صعوبة النوم‬ ‫واال�ستغراق به‪ ،‬و�صعوبة الرتكيز‪،‬‬ ‫وعدم ال�شعور بالأمان وال�شعور‬ ‫بالتهديد‪.‬‬

‫األمثلة‪:‬‬ ‫ا�ستعادة احلدث ال�صادم‪� :‬سماع كلمة �أو ر�ؤية �صورة تذكر باحلدث ال�صادم‪ ،‬مثل �سماع �صوت �إطالق النار يف الهواء يذكرك باحلرب‬ ‫التي خ�ضتها‪ .‬التجنب‪ :‬تعر�ض �شخ�ص للتعذيب على �إحد احلواجز الع�سكرية يدفعه لتجنب جميع احلواجز‪ ،‬لأنها تذكره مبا م ّر به‪.‬‬ ‫الإح�سا�س باخلدر‪ :‬زوجة �شهيد بعد وفاة زوجها ال ت�ستطيع �أن تعرب عن حبها لأبنائها وت�شعر �أن قلبها ثابت مثل احلجر ال يحركه �أي‬ ‫�شعور جتاه �أي �شيء‪ .‬زيادة الإثارة‪ :‬احل�سا�سية الزائدة لأي �شيء والتفاعل معها كالغ�ضب‪ ،‬والبكاء و�سرعة اال�ستفزاز واالنفعال لدى زوجة‬ ‫الأ�سري بعد اعتقال زوجها‪.‬‬

‫تأثير الصدمة على المشاعر‪:‬‬ ‫ب�شكل عام‪ ،‬ف�إن الأ�شخا�ص ميرون بخربة الأحداث ال�صادمة التي ي�ستجيبون لها مب�شاعر من «اخلوف ال�شديد‪ ،‬العجز‪� ،‬أو الرعب‪».‬‬ ‫والعديد من ه�ؤالء الأفراد ي�شعرون بالأ�سى وال�ضعف ب�شكل كبري‪ ،‬وعدد قليل منهم يتطور لديه �أمرا�ض مثل ا�ضطراب الإجهاد احلاد‬ ‫(‪ )ASD‬وا�ضطراب ما بعد ال�صدمة (‪ .)PTSD‬وهنا تكمن اخلطورة عندما يتجه اال�ضطراب النف�سي لالزدياد ح�سب حجم �أو �شدة‬ ‫احلدث ال�صادم‪ ،‬وح�سب درجة الأذى التي تلحق بالإن�سان‪ .‬ومن املهم االنتباه �إلى “ردود الفعل ال�شائعة للأحداث غري الطبيعية” التي ال‬ ‫ت�شكل بال�ضرورة الأمرا�ض النف�سية‪.‬‬ ‫ومن املر�شح �أن ت�ستمر ردود الفعل‪ /‬الأعرا�ض هذه ملدة من الزمن قد ت�صل �إلى عامني‪ ،‬والتي متيل عادة �إلى احلدوث على مراحل‪ ،‬ولكنها‬ ‫يف نهاية املطاف تكون ردود فعل م�ؤقتة‪ ،‬وال تعترب �أعرا�ض مر�ضية‪ ،‬وبينما يعود معظم النا�س �إلى حتقيق م�ستوى من التوازن الوظيفي‬

‫‪80‬‬


‫وال�صحي بعد اال�ستجابة لل�صدمة‪ ،‬فقد يواجه البع�ض عواقب و�آثار قد ت�ؤثر عليهم وت�ضعف قدرتهم الوظيفية‪ ،‬والعديد من ه�ؤالء‬ ‫الأفراد يتعر�ضون خلربة ال�صدمة بالتوتر وا�ضطرابات القلق‪ ،‬كا�ضطراب الإجهاد النف�سي احلاد وا�ضطراب ما بعد ال�صدمة‪ ،‬وهذين‬ ‫اال�ضطرابني يت�شابهان يف الأعرا�ض ويختلفان ب�شكل �أ�سا�سي يف ارتباطهم الزمني من التعر�ض للحدث ال�صادم‪.‬‬

‫الباب الثالث‪ :‬النماذج المتبعة في التدخل وقت األزمات‬ ‫نموذج ‪Mitchell 1983 CISM‬‬ ‫قام ‪ Jeffrey T. Mitchell‬بتطوير منوذج التفريغ النف�سي ‪� Psychological Debriefing‬أو ما ي�سمى بتفريغ حادث ال�ضغط اخلطري‬ ‫‪ Critical Incident Stress Debriefing‬لال�ستخدام مع جمموعات متجان�سة �صغرية من امل�سعفني ورجال الإطفاء و�ضباط �إنفاذ‬ ‫القانون‪ ،‬الذين كانوا يعانون من ال�ضغط عن طريق التعر�ض لبع�ض الأحداث ال�شنيعة واملروعة‪ .‬وهو متجذر بقوة بالتدخل وقت الأزمات‬ ‫وجمموعة من النماذج النظرية والتطبيقية من هذا القبيل مثل ‪.Thomas Salmon, Eric Lindemann, Gerald Caplan, Howard‬‬ ‫كما مت ا�ستخدامه للتدخل مع الناجني من الكوارث الطبيعية‪ ،‬وتلك التي من �صنع الإن�سان‪ ،‬واحلوادث‪ ،‬وحاالت الرهائن واالختطاف‬ ‫والعنف وال�سطو امل�سلح‪ ،‬ووفاة زميل يف العمل �أو �صديق‪ ،‬واملارة املتفرجني وال�شهود والأفراد امل�شاركني يف الكوارث‪ ،‬والتو�سط يف تغيري‬ ‫وتنظيم الأزمة‪.‬‬ ‫والتفريغ النف�سي يعود �إلى ن�شاط جماعي منظم‪ ،‬خمطط ومنظم ملراجعة احلقائق بالتف�صيل‪ ،‬والأفكار‪ ،‬واالنطباعات وردود الفعل بعد‬ ‫احلوادث اخلطرية وكذلك توفري املعلومات عن ردود الفعل النموذجية للأحداث الهامة‪ .‬ويهدف �إلى الوقاية من الآثار التي ال داعي لها‪،‬‬ ‫وت�سريع ال�شفاء الطبيعي‪ ،‬وحتفيز متا�سك املجموعة (يف جمموعات العمل �أو اجلماعات الطبيعية)‪ ،‬وتطبيع ردود الفعل‪ ،‬وحتفيز التعبري‬ ‫عن العواطف‪ ،‬وتعزيز ومتكني “قب�ضة‪ /‬ال�سيطرة” املعرفية على الو�ضع‪ .‬وهو م�صطلح عام ي�ستخدم ملجموعة متنوعة من ا�سرتاتيجيات‬ ‫الرعاية مبا يف ذلك حتريك وتنظيم وتكيف دعم الأقران والدعم الأ�سري‪ ،‬دعم القائد‪ ،‬املتبعة الفردية‪ ،‬الخ‪ ،‬وت�ستخدم مل�ساعدة الأ�شخا�ص‬ ‫امل�شاركني يف حدث اخلطر‪.‬‬

‫نموذج ‪Dyregrov 1989‬‬ ‫قام ‪ Atle Dyregrov‬منوذج عملية التفريغ النف�سي ‪ ، The Process in Psychological Debriefings‬وقد ادعت بع�ض الدرا�سات ب�أن‬ ‫منوذج عملية التفريغ النف�سي م�شكوك يف جناعته‪ ،‬وميكن �أن يزيد من امل�شاكل‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ف�إن عدم الو�ضوح حول توقيت التدخل‪ ،‬وطول‬ ‫ومدة جل�سة التفريغ‪ ،‬وحجم املجموعة‪ ،‬وعدم جتان�س املجموعة‪ ،‬وما �إلى ذلك‪ ،‬يجعل من ال�صعب التو�صل �إلى ا�ستنتاجات ت�ستند �إلى‬ ‫البحوث القائمة‪.‬‬ ‫حيث �إن عملية التفريغ النف�سي هي نوع من (التفريغ النف�سي) الذي ي�ستند �إلى نف�س الهيكلية التي حددها ‪ ،Mitchell‬وهي مراحل‬ ‫االنتقال من املقدمة‪ ،‬مروراً مبرحلة احلقائق‪ ،‬ومرحلة الأفكار‪ ،‬ومرحلة ردود الفعل والأعرا�ض‪ ،‬قبل �أن جتري مرحلة التطبيع ومرحلة‬ ‫الإنهاء والتخطيط للم�ستقبل(‪.)1989 ,Dyregrov‬‬ ‫ويف عملية التفريغ النف�سي‪ ،‬يوجد حتريك وتكيف لدعم املجموعة‪ ،‬ويتم تطبيع العالقات يف املقام الأول من قبل �أع�ضاء املجموعة‬ ‫الآخرين‪ ،‬وهناك اال�ستخدام الفعال للمجموعة باعتبارها مورداً‪ ،‬واحلد الأق�صى لعدد امل�شاركني هو ‪� 15‬شخ�صاً من �أجل ال�سماح مب�شاركة‬ ‫فعالة من قبل الأع�ضاء‪ ،‬كما يقدم قائد املجموعة وم�ساعد القائد منوذجا لتفاعل املجموعة‪ .‬ومن �أجل قيادة عملية التفريغ‪ ،‬ف�إن هناك‬

‫‪81‬‬


‫حاجة �إلى معرفة طبيعية حول عمليات املجموعة‪ ،‬وتدريب جمموعة �صغرية عن طريق‪ ،‬بحيث يو�صى �أن يكون الفيديو مبنياً على �أ�سا�س‬ ‫تغذية ا�سرتجاعية لردود الفعل والنتائج ‪ ،‬كي يتم ت�أمني فهم عملية املجموعة امل�شاركة يف التفريغ‪.‬‬

‫نموذج ‪Armstrong, O’Callahan & Marmar 1991‬‬ ‫عمل كل من( (‪ )Armstrong, O›Callahan & Marmar‬عام ‪ 1991‬على تطوير منوذج تفريغ ال�ضغط املتعدد �‪Multiple Stressor De‬‬

‫‪ briefing Model‬وذلك بعد زلزال عام ‪ 1989‬الذي �ضرب منطقة خليج �سان فران�سي�سكو‪ ،‬من �أجل م�ساعدة موظفي خدمات الطوارئ‪،‬‬ ‫وهو تعديل لنموذج ‪ .Mitchell‬ففي �أعقاب وقوع الزلزال‪ ،‬مت حتديد عدد من جماالت الإجهاد وال�ضغط‪ :‬ات�صاالت متعددة مع �ضحايا‬ ‫ال�صدمة‪ ،‬و�ساعات عمل طويلة يف ظل بيئة عمل فقرية‪ ،‬وال�ضغوطات امل�ؤ�س�ساتية الإدارية‪ ،‬و�ضغوطات �أخرى جدية‪ :‬البعد عن املنزل‪ ،‬حالة‬ ‫التطوع وقلة اخلربة للعاملني‪ ،‬و�سمات كارثية حمددة وو�ضع حمدد‪.‬‬ ‫وقد مت تنفيذ هذا النموذج مع جمموعات تتكون من �أقل من ‪ 20‬م�شاركاً‪ ،‬وتن�ضوي على ‪ 4‬مراحل‪:‬‬ ‫‪1.1‬الك�شف عن جميع الأحداث التي تغطي كل جوانب الأحداث ال�ضاغطة‪.‬‬ ‫‪2.2‬ردود الفعل وامل�شاعر‪.‬‬ ‫‪3.3‬ا�سرتاتيجيات الت�أقلم‪.‬‬ ‫‪4.4‬الإنهاء الذي ي�شتمل على الوداع واالنتقال �إلى املنزل‪ ،‬والأدوار االعتيادية‪.‬‬ ‫وقد عمل ‪ .Armstrong et al‬على ت�أطري هذا النموذج �ضمن �سياق خم�سة مناذج من التدخل‪:‬‬

‫‪ Crisis Intervention‬التدخل وقت الأزمات (‪ ،)Cohen & Ahern‬املنظمة الوطنية للتفريغ امل�ساعد لل�ضحية ‪National Organizational‬‬

‫‪ ،)1988 ,of Victim Assistance Debriefing (Young‬التفريغ التعليمي التوجيهي ‪ ،)1988 ,Didactic Debriefing (Dunning‬تفريغ‬ ‫حادث ال�ضغط اخلطري ‪ ،)1986 ,1983 ,CISM (Mitchell‬والتفريغ النف�سي ‪.)1977,1986 ,Psychological Debriefing (Raphael‬‬

‫الباب الرابع‪ :‬بروتوكول نموذج ‪Mitchell 1983‬‬ ‫متطلبات تنفيذ البروتوكول‪:‬‬ ‫طاقم التدخل (‪ )6-2‬افراد‪.‬‬ ‫وقت التدخل ‪� 72-24 :‬ساعة من وقت احلدث ال�صادم‪.‬‬ ‫الوقت الالزم للتدخل‪� )3-2( :‬ساعات‪ ،‬ونادراً ما ميتد �أكرث من ذلك‪.‬‬ ‫كيفية‪ /‬نوع امل�شاركة‪ :‬اختياري طوعي مع الت�شجيع‪.‬‬ ‫اجلل�سة‪ :‬على �شكل دائرة (�إن �أمكن)‪.‬‬ ‫املكان‪ :‬الأقرب والأكرث �أمنا ن�سبيا بالن�سبة للمت�ضررين‬

‫‪82‬‬


‫آليات التدخل وقت األزمات ‪Crisis Intervention Protocols‬‬ ‫آليات التدخل وقت األزمات المألوفة لديهم‪.‬‬

‫‪83‬‬


‫مراحل التدخل التي تعتمد على تفعيل روح المبادرة والمقدرة والكفاءة الذاتية‪.‬‬

‫(‪)Pro-activity, Potency, Self-efficiency‬‬

‫‪84‬‬


‫مثال عن التدخل وقت األزمات ‪:‬‬ ‫تعر�ضت جمموعة من البيوت يف قرية النبي �صالح(فل�سطني) لإطالق النار والغاز امل�سيل للدموع ب�شكل مكثف‪ ،‬وحملة مداهمات‬ ‫وتفتي�ش يف املنازل‪ ،‬حيث ا�صيب اكرث من ‪ 20‬مواطناً باالختناق وحالة من الذعر واخلوف بينهم ‪ ,‬ح�ضرت طواقم الدفاع املدين واال�سعاف‬ ‫الفل�سطيني الخالئهم وتقدمي اال�سعافات لهم ‪ ,‬حيث توجه طاقم مركز عالج وت�أهيل �ضحايا التعذيب مكون من (‪� )3‬أخ�صائيني نف�سيني‬ ‫للقرية لعمل (التدخل وقت الأزمات) يف ظل مكان �آمن‪ ،‬فبعد ‪� 24‬ساعة من وقوع احلدث مت جتميع ال‪ 20‬ناجياً يف مكان �آمن‪ ،‬واجللو�س‬ ‫بطريقة دائرية والتو�ضيح لهم بان امل�شاركة باحلديث هي اختيارية‪ ،‬وفق اخلطوات ال�سبعة املذكورة �سابقاً ‪.‬‬ ‫مالحظة‬ ‫على ال�صعيد املهني‪ ،‬بو�سع �صاحب العمل �أو املدير �أو من هم يف موقع امل�س�ؤولية‪ ،‬م�ساعدة املوظفني �أو العاملني لديهم‪ ،‬ويتم ذلك عن‬ ‫طريق تفهم احتياجاتهم والظروف املحيطة بهم‪ ،‬نظرا الحتمال تداخلها مع قدرتهم املعتادة على الأداء والإنتاجية‪ ،‬وكذلك �إتباع‬ ‫اخلطوات ال�سابقة الذكر‪ ،‬وقد يتبع ذلك تخفيف �ضغوط العمل �أو خلق حمفزات جديدة ذات مردود �إيجابي‪.‬‬ ‫جتدر الإ�شاره الى �أن هناك �أ�ساليب عالجية �أكرث تعقيدا يتم اللجوء �إليها يف حاالت تفاقم الأزمة النف�سية وتطورها �إلى درجة املر�ض �أو‬ ‫اال�ضطراب ال�شديد‪ ،‬وهذا بالعادة يتطلب عالجاً نف�سياً‪.‬‬

‫الباب الخامس‪ :‬التفريغ النفسي مع األجيال المختلفة‬ ‫تختلف اال�ستجابة لل�صدمات النف�سية و مقاومتها تبعا لثقافة املجتمع و النظام الداعم العائلة والأ�صدقاء والعقيدة والإميان والأفكار‬ ‫ال�سائدة‪ ،‬ومدى �شدة هذه ال�صدمات‪ ،‬ومدى تكرارها واختالف العمر و�أمور �أخرى منها‪ :‬خربات احلياة ومنط احلياة وتاريخ العائلة �إن‬ ‫كان خالياً من �أي ا�ضطرابات نف�سية‪ ،‬وطفولة ال�شخ�ص وطبيعة احلياة والقدرات ال�شخ�صية والقدرة على التحمل‪.‬‬

‫التفريغ النف�سي للأطفال واملراهقني‬ ‫على الرغم من الآثار العاطفية للأزمة التي ت�ؤثر ب�شكل خا�ص على الأطفال واملراهقني‪� ،‬إال �أن معظم ال�ضحايا �ضمن هذه الفئة العمرية‬ ‫يحدث لديهم �شفاء كامل‪.‬‬ ‫يجب تق�سيم امل�شاركني �إلى ثالث جمموعات للعمل على الق�ضايا التي يجب مراعاتها ومالحظتها مع الفئات العمرية املختلفة‪ ،‬عند‬ ‫تنفيذ التفريغ النف�سي معهم (الأطفال‪ ،‬املراهقني‪ ،‬البالغني «ال�شباب‪ /‬ال�شيوخ‪ /‬املر�أة»)‪ ،‬ومن ثم يفتح باب النقا�ش والتو�ضيح لهذه‬ ‫الق�ضايا‪.‬‬

‫‪85‬‬


‫ا�ستجابات الأطفال �صغار ال�سن‬ ‫ *�سلوكيات النكو�ص مثل م�ص الإبهام‪ ،‬التبول الال�إرادي‪ ،‬واخلوف من الظالم‪ ،‬وتكرر ال�سلوكيات الإ�شكالية املا�ضية الأخرى من املحتمل ‬ ‫ �أن حتدث بني الأطفال ال�صغار‪ ،‬مرحلة ما قبل املدر�سة‪ ،‬و�أطفال املدار�س االبتدائية‪.‬‬ ‫ *املخاوف والقلق من املرجح �أن يتم عر�ضها يف قلق االنف�صال و�سلوك الت�شبث‪ ،‬حيث قد يكون لدى الأطفال �صعوبة يف ترك �أحد الوالدين‪.‬‬ ‫ *على الرغم من �أن رهاب املدر�سة والقلق قد يتطور‪� ،‬إال �أن الآباء والأمهات يعملون على موا�صلة �إر�سال الأطفال �إلى املدر�سة للحفاظ على‬ ‫الروتني‪ ،.‬فالأطفال الذين يتم �إبقا�ؤهم يف املنزل تكون لديهم جتربة القلق �أكرب عندما يعودون الحقا �إلى الف�صول الدرا�سية‪.‬‬

‫ا�ستجابات املراهقني‬ ‫يظهر املراهقون القلق العام بدال من املخاوف املحددة‪ ،‬كتلك التي يتم مالحظتها على الأطفال الأ�صغر �سنا‪.‬‬ ‫ *زيادة القلق عند املراهقني‪ ،‬ت�ؤدي �إلى تراجع يف الأداء الأكادميي ‪ ،‬و�ضعف يف الرتكيز واالنتباه‪.‬‬ ‫ *احتمالية الزيادة يف ال�سلوكيات العدوانية والعناد واملعار�ضة‪ ،‬بحيث ي�صبح ال�سيطرة على الغ�ضب والإحباط حتديا بالن�سبة للمراهقني يف‬ ‫وقت الأزمات‪ ،‬وقد ي�صبح لديهم ميل نحو ازدياد �سلوك التمرد وال�سلوكيات اخلطرة‪ .‬ومييلون �إلى حتدي القوانني واالن�ضباط يف املنزل واملدر�سة‪.‬‬ ‫وبع�ض ال�سلوكيات غري االجتماعية مثل تناول الكحول واملخدرات‪.‬‬ ‫ *ال�شعور العام باحلزن‪ ،‬وفقدان االهتمام‪ ،‬وزيادة �أو نق�صان ال�شهية والنوم‪ .‬وقد مييلون �إلى املزاجية واالن�سحاب االجتماعي‪ ،‬وقدي كونوا‬ ‫عر�ضة خلطر الإقدام على االنتحار‪ ،‬لهذا يتوجب على العاملني �أن يكونوا واعني للأفكار االنتحارية‪.‬‬ ‫ *�إن الإنكار يعترب جهدا للت�أقلم مع واقع الأزمة‪ .‬حيث ينكر املراهقني �أن �شيئا ما �سيء قد حدث‪ ،‬وقد ي�ستمرون با�ستخدام الإنكار‬ ‫كميكانيزم للت�أقلم‪ ،‬فقد يكون من املجدي �أن تتم مواجهتهم بطريقة ح�سا�سة‪ ،‬ولكن مبا�شرة‪.‬‬

‫ي�ستطيع العامل يف التدخل وقت الأزمات �أن يعلم الآباء كيف ي�ضعون احلدود واملحددات‪ ،‬دون �أن يتم �إلقاء اللوم على الأطفال‪ ،‬فالأمومة‬ ‫والأبوة الداعمة والدافئة ميكن �أن حتمي املراهقني من االنتحار‪ .‬حيث وجد الباحثون �إن املراهقني الذين يتمتعون بعالقات قريبة من‬ ‫الوالدين‪ ،‬وعالقات �أ�سرية ايجابية يف التوا�صل واالت�صال‪ ،‬ويتلقون الدعم واحلنان الكافيني من الوالدين يكونون �أقل عر�ضة خلطر‬ ‫االنتحار الحقا‪.‬‬

‫ا�ستجابات البالغني‬ ‫هنالك فروق بني ا�ستجابات الرا�شدين يف مقتبل العمر الذين يكون لديهم التوجه نحو التخطيط للم�ستقبل‪ ،‬والإقبال على احلياة ويتمتعون‬ ‫بال�صحة اجل�سمية التي تعينهم على جمابهة احلياة‪ ،‬والرا�شدين الذين هم يف �أرذل العمر‪ ،‬الذين يتطلعون حلفظ ا�ستقرارهم والإبقاء على ما‬ ‫لديهم‪ ،‬كذلك ف�إن حالتهم ال�صحية ال تعينهم على حتمل �أعباء احلياة‪ ،‬وغريها من الفروق‪.‬‬ ‫�أما بالن�سبة للأعرا�ض‪ ،‬ارجع �إلى ا�ضطراب ما بعد ال�صدمة الذي مت طرحه �سابقا‪.‬‬ ‫كما يجب �أن يتم مراعاة خ�صو�صية املر�أة وعلى وجه اخل�صو�ص يف ال�سياق الثقايف‪� ،‬إذ �إنها يف �سياقنا العربي تعترب امل�صب الذي يتلقى �صدى‬ ‫ال�صدمة‪ ،‬وتعاين ب�صمت يف �سرها‪� ،‬أما الرجل فيتم تكرمي معاناته والإعالء من �ش�أن دوره غالباً ‪.‬‬

‫‪86‬‬


‫ملخص الوحدة الخامسة‬ ‫تهدف هذه الوحدة �إلى ت�شكيل اجتاهات العاملني يف مراكز التعذيب ب�شكل �إيجابي نحو املو�ضوعية واحليادية يف ال�سلوك‪ ،‬والرتفع عن‬ ‫انتهاز الفر�ص لتحقيق م�صلحة �شخ�صية دنيا‪ ،‬وذلك من خالل تزويد العاملني مببادئ العمل مع حاالت التعذيب كال�سرية التامة‪،‬‬ ‫والتقبل غري امل�شروط للحاالت‪ ،‬والعمل بروح الفريق من خالل فريق متعدد االخت�صا�صات‪ ،‬وامتالك املهارات ال�ضرورية للعمل اجلمعي‬ ‫يف جمموعات العالج اجلمعي وجمموعات الدعم‪ ،‬والعمل مع جميع �أفراد الأ�سرة‪ ،‬ومتابعة احلاالت بعد االنتهاء من خطة التدخل‪،‬‬ ‫ومراعاة الفروق الفردية‪ ،‬واالحتفاظ بامللف ملدة �سبع �سنوات بعد االغالق‪.‬‬ ‫كما ا�شتملت الوحدة على برنامج لفنيات جل�سات العالج اجلمعي‪ ،‬و�أهمية التفريغ االنفعايل لفريق العمل‪ ،‬و�آلية حتديد املهارات‪ ،‬والكفايات‬ ‫للعاملني‪ ،‬كمبد�أ �أ�سا�سي من مبادئ العمل‪ .‬وملحق باملهارات والكفايات املطلوبة‪.‬‬

‫‪87‬‬


‫اﻟﻮﺣﺪة اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ‪:‬‬ ‫ﻣﺒﺎدئ اﻟﻌﻤﻞ ﻣﻊ ﺣﺎﻻت اﻟﺘﻌﺬﻳﺐ‬ ‫اﻟﻜﻠﻤﺎت اﻟﻤﻔﺘﺎﺣﻴﺔ ‪:‬‬ ‫• ﻣﺒﺎدئ اﻟﻌﻤﻞ‪.‬‬ ‫• اﻟﺴﺮﻳﺔ اﻟﺘﺎﻣﺔ‪.‬‬ ‫• اﻟﺘﻘﺒﻞ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺸﺮوط‪.‬‬ ‫• ﻓﺮﻳﻖ ﻣﺘﻌﺪد اﻻﺧﺘﺼﺎﺻﺎت‪.‬‬ ‫• ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت اﻟﻌﻼج اﻟﺠﻤﻌﻲ‪.‬‬ ‫• ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت اﻟﺪﻋﻢ‪.‬‬ ‫• اﻟﺘﻔﺮﻳﻎ اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻲ‪.‬‬ ‫• اﻟﻤﻬﺎرات واﻟﻜﻔﺎﻳﺎت‪.‬‬

‫‪88‬‬


‫مبادئ العمل مع حاالت التعذيب‬ ‫مقدمة‪:‬‬ ‫ي�شكل الإطار القيمي والأخالقي ركنا �أ�سا�سيا لنجاح �أي عمل ان�ساين‪ ،‬ويعترب هذا الركن هو املعيار الأ�سا�سي للحكم على نزاهة ال�سلوك‬ ‫الب�شري يف تعاطيه الثقايف واحل�ضاري‪ ،‬ولذا ف�إن التزام العاملني بتحقيق فل�سفة هذا التوجه يقود الى االلتزام باملبادئ التوجيهية لل�سلوك‬ ‫التي جتعل العمل يتم يف بيئة �آمنة مطمئنة‪ ،‬بحيث تقدم اخلدمة ب�صورة عادلة ومو�ضوعية‪.‬‬

‫مبــادئ العمل مع حاالت التعذيب‪:‬‬ ‫�أو ًال‪ :‬ال�سرية التامة‪ :‬يتم التعامل مع جميع احلاالت ب�سرية تامة ومطلقة‪ ،‬بحيث ت�ضمن حالة التعذيب احلفاظ على معلوماتها‬ ‫وخ�صو�صيتها يف جو �آمن‪ ،‬ويف غرف مغلقة‪ ،‬ويتم االحتفاظ بامللف يف خزائن مقفلة و�سرية تامة‪.‬‬ ‫ثانياً‪ :‬العمل من خالل فريق متعدد االخت�صا�صات‪ :‬يتم العمل مع �ضحايا التعذيب من خالل تقدمي كافة اخلدمات النف�سية‬ ‫واالجتماعية والقانونية والطبية والعالج الطبيعي‪ ،‬بحيث يتم حتويل احلالة من قبل مدير احلالة وباقي الأطراف فيما‬ ‫بينهم‪ ،‬ويلتقي الفريق من خالل (م�ؤمترات احلالة) التي تعقد ثالث مرات لكل حالة على الأقل‪:‬‬ ‫ *لقاء الإ�سرتاتيجية‪ :‬وهو اللقاء الأول الذي يتم به و�ضع خطة عالجية ور�سم ا�سرتاتيجية التعامل مع احلالة‪.‬‬ ‫ *م�ؤمتر احلالة اخلا�ص بالتقومي املرحلي‪ :‬ويتم بعد البدء بالعالج ب�شهرين على الأقل لتقييم �سري اخلطة العالجية‪،‬‬ ‫و�إجراءات التحويل اخلارجي ( الطب النف�سي) لتلقي اخلدمة الطبية اذا لزم الأمر‪.‬‬ ‫ *امل�ؤمتر النهائي‪ :‬لتقييم العمل مع احلالة ومناق�شة جناح اخلطة العالجية‪ ،‬واتخاذ قرار ب�إغالق امللف‪.‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬العمل على دمج احلالة التي تعر�ضت للتعذيب يف �إحدى جمموعات الدعم النف�سي داخل امل�ؤ�س�سة �أو خارجها‪ :‬وذلك من‬ ‫خالل جل�سات العالج اجلمعي‪ ،‬واحلمالت التوعوية والتثقيفية التي تقوم بها امل�ؤ�س�سة‪.‬‬

‫برنامج فنيات جلسات العالج الجمعي‪:‬‬ ‫اجلل�سة االولى والثانية‪:‬‬ ‫ـ التعارف على املجموعة‪ ،‬وتكون بوقوف ال�شخ�ص �أمام الآخرين والتعريف عن نف�سه‪ ،‬ويف�ضل �أن يعر�ض بدل اال�سم‬ ‫احلقيقي لل�شخ�ص ا�سماً م�ستعاراً �أو لقباً‪.‬‬ ‫ـ تعريف الأخ�صائي النف�سي بعمله‪ ،‬وطرق العالج التي �سوف يقوم بها‪ ،‬وما هي حمددات العالج واملهام املطلوبة يف الربنامج‪.‬‬ ‫ـ التوافق‪ ،‬ويكون من قائد املجموعة ( الأخ�صائي) بتحديد الأيام واملواعيد التي �سوف يلتقي بها مع املجموعة‪.‬‬

‫‪89‬‬


‫اجلل�سة الثالثة‪:‬‬ ‫ـ يبد�أ الأخ�صائي باحلديث عن احلدث النف�سي ال�صادم ب�شكل عام والذي يعاين منه اجلميع‪.‬‬ ‫ـ بعد ذلك يبد�أ من اختيار الأمين يف اجلل�سة باحلديث‪ ،‬و �أن يكون من يرغب يف البداية عن جتربته �أمام االخرين‪.‬‬ ‫مالحظة ( مينع املقاطعة وهو يتحدث حتى ينهي حديثه عن جتربته) وعندما يريد �أحد التعليق �أو ال�س�ؤال يقف‬ ‫ويعطي ا�شارة طالبا امل�شاركة للجميع بحيث يكون االنتباه منهم مطلوباً‪.‬‬ ‫مالحظة ثانية ( عند انتهاء ال�شخ�ص من احلديث يقوم الفريق بالت�صفيق له والأخ�صائي يقوم ب�شكره‪.‬‬ ‫وبعدها يكون الدور لل�شخ�ص الآخر باحلديث وامل�شاركة وتبقى الأمور بالتتايل للجميع‪.‬‬

‫اجلل�سة الرابعة واخلام�سة‪:‬‬ ‫يقوم الأخ�صائي با�ستخال�ص جتارب الفريق �أمام اجلميع ‪.‬‬ ‫ويقوم ب�س�ؤال �أع�ضاء الفريق عن ا�ستفادته من جتارب �أع�ضاء الفريق‪ ،‬وهل يدري �أنه لي�س وحده من يعاين من‬ ‫م�شكلته‪ ،‬بل يوجد �آخرون بنف�س احلجم و�أكرث‪.‬‬

‫اجلل�سة ال�ساد�سة ‪:‬‬ ‫يقوم الأخ�صائي بت�شكيل برنامج (لعب الدور) يختار ع�ضواً من الفريق يلعب دوراً حتى يرى من العني الأخرى‬ ‫كيف يرى الآخر م�شكلته‪ ،‬ويطلب من الأع�ضاء التوا�صل مع بع�ضهم حتى تت�شكل لديهم الألفة واملحبة �أكرث‪ ،‬و�أي�ضا‬ ‫ا�ستهداف �أ�شخا�ص يختارونهم يف �ضمهم للفريق‪ ،‬ويكون ع�ضواً جديداً لدى املجموعة‪.‬‬

‫اجلل�سة ال�سابعة‪ -‬الثامنة ‪:‬‬ ‫تكملة برنامج لعب الدور ‪ ،‬وتبديل الأدوار يف املجموعة ب�شكل دوري وم�ستمر‪.‬‬

‫اجلل�سة العا�شرة‪:‬‬ ‫ر�ؤية مدى ا�ستفادة ودافعية الفريق يف امل�شاركة والعمل‪.‬‬ ‫�إنهاء اجلل�سات و�إعطاء موعد لقاء بعد ‪� 6‬أ�شهر‪.‬‬

‫‪90‬‬


‫تعليمات عامة‪:‬‬ ‫ـ تعريف الأخ�صائي بنف�سه والتعرف باملجموعة ب�أكملها ‪.‬‬ ‫ـ تكون اجلل�سة دائرية والعدد من ‪� 10-8‬أ�شخا�ص‪.‬‬ ‫ـ عدم املقاطعة �أثناء احلديث‪.‬‬ ‫ـ مكان منا�سب ومعروف للجميع ‪.‬‬ ‫ـ الهدوء يف املكان وعدم الإزعاج‪.‬‬ ‫ـ عدم الأكل وال�شرب وا�ستخدام املوبايل �أثناء اجلل�سة ‪.‬‬ ‫ـ املتابعة من قبل الأخ�صائي للفريق‪.‬‬ ‫ـ عند انتهاءال�شخ�ص باحلديث يبد�أ الفريق بالت�صفيق له ‪.‬‬ ‫ـ االلتزام باملواعيد يف البداية والنهاية للجل�سات‬ ‫رابعاً‪ :‬متابعة احلاالت حتى بعد انتهاء خطة التدخل‪ :‬حيث يتم مراجعة احلالة والت�أكد من التقدم الذي حققته‪ ،‬والقدرة على‬ ‫التكيف مع املحيط اخلارجي‪ ،‬ويتم ذلك من خالل جل�سات م�ؤمتر احلالة التي يتم عقدها مع الفريق متعدد االخت�صا�صات‪،‬‬ ‫ومتابعة احلاالت بفرتات متقطعة‪ ،‬قد ت�صل �إلى �ستة �شهور بني املتابعة والأخرى بعد انتهاء خطة العالج‪.‬‬ ‫خام�ساً‪ :‬االحتفاظ بامللف ملدة �سبع �سنوات‪ ،‬من خالل الأر�شفة الورقية‪ ،‬والأر�شفة الإلكرتونية بحيث يتم الرجوع �إليه عند احلاجة ‪.‬‬ ‫�ساد�سا‪ :‬احلد الأعلى من احلاالت لكل �أخ�صائي نف�سي �أو اجتماعي هو خم�س ع�شرة حالة فاعلة‪ :‬بحيث يت�سنى للأخ�صائي تقدمي‬ ‫خدمة ورعاية نف�سية واجتماعية ب�شكل مريح ومثايل‪.‬‬

‫�سابعا‪ :‬العمل مع جميع �أفراد عائلة ال�شخ�ص املعذب من خالل ( الإر�شاد الأ�سري)‪.‬‬ ‫ثامناً‪ :‬احر�ص على مراعاة الفروق الفردية الثقافية بينك وبني الناجني من التعذيب‪.‬‬ ‫تا�سعا‪� :‬شجع ال�ضحايا على تناول الأدوية النف�سية �إذا لزم الأمر‪.‬‬ ‫عا�شرا‪ :‬اعمل على �إنهاء عملية العالج‪ ،‬و�ضع جدوال للمتابعة والزيارات امل�ستقبلية‪.‬‬

‫‪91‬‬


‫احدى ع�شر‪ :‬التفريغ االنفعايل لفريق العمل‪:‬‬ ‫نظراً ملا يتعر�ض له فريق العمل من �أخ�صائيني و�إداريني‪ ،‬تعمل امل�ؤ�س�سة على م�ساعدتهم على التخل�ص من الآثار ال�سلبية‬ ‫و�أعرا�ض ال�صدمات الثانوية من خالل‪:‬‬ ‫ •جل�سة تفريغ انفعايل تعقد نهاية كل �شهر‪ ،‬ويتم فيها دعوة الفريق �إلى غداء عمل وبع�ض الأن�شطة الرتفيهية‪ ،‬ويتم‬ ‫�أحيانا اخلروج �إلى مطاعم وا�سرتاحات �سياحية‪.‬‬ ‫ •رحالت ترفيهية تعقد يف ال�سنة ‪ 3‬مرات على الأقل‪ ،‬وتكون ملدة يوم كامل �أو �أكرث‪.‬‬ ‫ •تنتدب امل�ؤ�س�سة �أحد �أخ�صائيي �إدارة ال�ضغوط ليعمل مع الفريق يف مهمة التفريغ االنفعايل‪ ،‬من خالل اجلل�سات‬ ‫الفردية واجلماعية والتدريب على التعامل مع م�صادر ال�ضغط النف�سي‪.‬‬ ‫اثنى ع�شر‪ :‬بناء القدرات املهارية لفريق العمل‪ :‬يقوم مدير الوحدة بقيا�س املهارات الفنية العالجية لفريق العمل‪ ،‬ويف �ضوء‬ ‫ذلك تو�ضع �إ�سرتاتيجية تدريبية ملدة عام على الأقل لبناء قدرات الفريق يف املجال املهني‪ ،‬بحيث يتم التدريب على كافة املهارات‬ ‫العالجية والتقييمية الالزمة‪.‬‬ ‫للمزيد من التفا�صيل �أنظر امللحق اخلا�ص با�ستبانة الكفايات واملهارات التدريبية‪.‬‬

‫‪92‬‬


‫ملخص الوحدة السادسة‬ ‫تهدف هذه الوحدة �إلى م�ساعدة العاملني يف مراكز التعذيب على بناء منظمة �أكرث قوة وا�ستدامة‪ ،‬وتطوير �أنظمة وقدرات الإدارة‬ ‫التنفيذية والرباجمية‪ ،‬وتعزيز اخلربات الفنية‪ ،‬من خالل تعيني �أو تدريب موظفني �أو متطوعني للتخطيط للربامج وت�صميمها‬ ‫وتطبيق املمار�سات الف�ضلى‪ ،‬وغريها من املجاالت الفنية املماثلة‪.‬‬ ‫ا�شتملت هذه الوحدة على �سبعة عنا�صر �أ�سا�سية ت�ضمنت �آلية حتديد املهارات والكفايات الفنية‪ ،‬وقيا�س االحتياجات التدريبية‪ ،‬وت�صميم‬ ‫وتطوير خطط التدريب وتنفيذها و تقييمها‪ ،‬كما ا�شتمل على �آلية العمل من خالل فريق متعدد االخت�ص�صا�صات‪ ،‬وكذلك على الإ�شراف‬ ‫الإكلنيكي‪ ،‬وعلى امليثاق الأخالقي ملدونة ال�سلوك‪.‬‬ ‫وهذه الوحدة تعك�س خربة مركبة للتعامل مع �ضحايا التعذيب ب�أ�سلوب فني متقدم‪.‬‬

‫‪93‬‬


‫اﻟﻮﺣﺪة اﻟﺴﺎدﺳﺔ ‪:‬‬ ‫ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻓﺮﻳﻖ اﻟﻌﻤﻞ وﺑﻨﺎء اﻟﻘﺪرات‪.‬‬ ‫اﻟﻜﻠﻤﺎت اﻟﻤﻔﺘﺎﺣﻴﺔ ‪:‬‬ ‫• اﻟﻤﻬﺎرات واﻟﻜﻔﺎﻳﺎت اﻟﻔﻨﻴﺔ‪.‬‬ ‫• اﻻﺣﺘﻴﺎﺟﺎت اﻟﺘﺪرﻳﺒﻴﺔ‪.‬‬ ‫• ﺗﺼﻤﻴﻢ ﺧﻄﻂ اﻟﺘﺪرﻳﺐ وﺗﻄﻮﻳﺮﻫﺎ‪.‬‬ ‫• ﺗﻘﻴﻴﻢ اﻟﺘﺪرﻳﺐ‪.‬‬ ‫• ﻓﺮﻳﻖ ﻣﺘﻌﺪد اﻻﺧﺘﺼﺼﺎﺻﺎت‪.‬‬ ‫• اﻹﺷﺮاف اﻻﻛﻠﻨﻴﻜﻲ‪.‬‬ ‫• اﻟﻤﻴﺜﺎق اﻷﺧﻼﻗﻲ ﻟﻤﺪوﻧﺔ اﻟﺴﻠﻮك‪.‬‬

‫‪94‬‬


‫تطوير فريق العمل وبناء القدرات‬ ‫مقدمــة‪:‬‬ ‫بناء القدرات هي عملية منهجية لتطوير كفاءة وفعالية �أي منظمة يف �سعيها لتحقيق غايتها‪ ،‬وتقدمي خدمات ذات جودة عالية‪ ،‬وذلك من‬ ‫خالل تعزيز قدراتها التنظيمية والفنية‪ ،‬وت�سعى عملية بناء القدرات �إلى حتقيق ما يلي على وجه اخل�صو�ص‪:‬‬

‫ ‬

‫•بناء منظمة �أكرث قوة وا�ستدامة‪ :‬وي�شتمل ذلك على �إن�شاء تنظيمات ر�سمية �أو منهجية و�صياغة وتطبيق خطط و�إ�سرتاتيجيات‬ ‫طويلة املدى‪.‬‬

‫ ‬

‫•تطوير �أنظمة وقدرات الإدارة التنفيذية والرباجمية‪ :‬ي�شتمل ذلك على �إن�شاء نظام تدقيق قوي وتطوير عملية التخطيط‬ ‫للم�شاريع و�إدارتها �أو تعيني خبري يف املراقبة والتقييم‪.‬‬

‫ ‬

‫•تعزيز اخلربات الفنية من خالل تعيني �أو تدريب موظفني �أو متطوعني للتخطيط للربامج وت�صميمها‪ ،‬وتطبيق املمار�سات‬ ‫الف�ضلى وغريها من املجاالت الفنية املماثلة‪.‬‬

‫و�سوف نحاول يف هذه الوحدة من الدليل و�صف �آلية بناء القدرات لفريق العمل ب�شكل منهجي ومت�سل�سل‪:‬‬

‫�أوال‪ :‬حتديد املهارات والكفايات ال�ضرورية للعمل وفق التخ�ص�ص واملوقع الوظيفي الذي �سي�شغله املوظف‪ ،‬وهذا التحديد يجب‬ ‫�أن يتم باجتاهني‪:‬‬ ‫ *حتديد املهارات العامة ل�شاغل الوظيفة كمهارات االت�صال �أو احلا�سوب‪� ،‬أو املهارات املتعلقة بالكتابة و�إعداد التقارير‪.‬‬ ‫ *حتديد املهارات التخ�ص�صية‪ :‬والتي تعترب �أ�سا�سية لأداء جوهر العمل املطلوب‪ ،‬وقد يتم الرجوع �إلى خطة التخ�ص�ص واخلرباء‬ ‫عند القيام بهذه اخلطوة‪.‬‬ ‫ومن املمكن �أن يكون و�ضع قائمة املهارات والكفايات للأخ�صائيني والعاملني يف امل�ؤ�س�سة لكافة الوظائف‪ ،‬وعلى هيئة ا�ستبانة‪ ،‬بحيث‬ ‫تكون املهارات قابلة للقيا�س ح�سب تدريج ثالثي �أو رباعي �أو خما�سي‪ ،‬وح�سب التدرج الوظيفي للمهنة‪ ،‬بالإ�ضافة الى م�ستوى‬ ‫ال�شهادة الأكادميية‪.‬‬ ‫كما يت�ضح يف امللحق اخلا�ص يف نهاية الدليل‪.‬‬

‫‪95‬‬


‫ثانيا‪ :‬قيا�س االحتياجات التدريبية‪:‬‬ ‫�إن قيا�س االحتياجات التدريبية عملية جتعل من بناء برامج التدريب عملية منظمة ومنهجية وفقا ملا هو مطلوب‪ ،‬بحيث تكون‬ ‫�أ�سا�سا لبناء برامج التدريب ح�سب الأولوية التي تظهرها عملية القيا�س‪ ،‬ومن املمكن القيام بهذه العملية ب�أكرث من طريقه و�أ�سلوب‬ ‫نذكر منها‪:‬‬ ‫ *التقييم الذاتي لالحتياجات التدريبية‪ ،‬حيث يطلب مدير الوحدة �أو امل�شرف الفني الإكلنيكي من املوظف االطالع على‬ ‫قائمة املهارات والكفايات‪ ،‬وحتديد مدى امتالكه لهذه املهارات ح�سبما يرى نف�سه‪ ،‬ويعترب هذا التقييم طريقة لبناء ثقة‬ ‫املوظف بعالقته بامل�ؤ�س�سة التي يعمل فيها‪.‬‬ ‫ *التقييم من خالل الإ�شراف االداري والإ�شراف الفني الإكلنيكي‪ :‬حيث يكون قد ت�شكل لدى امل�شرف عرب جل�سات الإ�شراف‬ ‫جمموعة من املالحظات الفنية والإدارية على اداء املوظف‪ ،‬كون امل�شرف �أكرث خربة ومعرفة باملهارات املطلوبة و�آلية‬ ‫تنفيذها‪ ،‬ول�ضبط ما مت التو�صل �إليه من خالل التقييم الذاتي‪.‬‬ ‫وبعد ح�صر قائمة املهارات والكفايات‪ ،‬ترتب ح�سب املجموع الكلي لعدد املوظفني الذين يحتاجون �إليها‪ ،‬وترتب وفق �أولويات كمية‬ ‫و�أخرى �ضرورية وحتمية مل�صلحة العمل‪ ،‬وثالثة ح�سب الكلفة التقديرية للتدريب‪ ،‬وفق �إمكانات امل�ؤ�س�سة ح�سبما يرى مدير التدريب‬ ‫�أو القائم بهذا العمل‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬ت�صميم وتطوير خطط التدريب‪:‬‬ ‫ت�صمم خطط التدريب وفقا لعملية القيا�س التي متت يف املرحلة ال�سابقة‪ ،‬وترتب الألويات ح�سب املعايري التي مت ذكرها وهي‪:‬‬ ‫ ‬

‫•عدد امل�ستفيدين‪.‬‬

‫ ‬

‫•�ضرورتها للعمل‪.‬‬

‫ ‬

‫•الكلفة املالية‪.‬‬

‫ ‬

‫•الوقت املتاح للتدريب‪.‬‬

‫ ‬

‫•�أثر التدريب املتوقع على الأداء‪.‬‬

‫ ‬

‫•امكانات واعدادات امل�ؤ�س�سة‪.‬‬

‫ ‬

‫•العائد الكلي للتدريب‪.‬‬

‫ ‬

‫•الأولوية والأهمية الن�سبية ملو�ضوع التدريب‪.‬‬

‫وقد تبنى يف �ضوء منهاج تدريبي وا�ضح وموجود يف امل�ؤ�س�سة ومبني يف �ضوء الكفايات واملهارات املحددة‪ ،‬وتبنى خطة‬ ‫التدريب جمدولة زمنيا ملدة عام �أو عامني‪ ،‬ويو�ضح فيها �إذا كان املدرب من داخل �أو خارج امل�ؤ�س�سة وعدد املتدربني ومكان‬ ‫التدريب‪.‬‬ ‫‪96‬‬


‫رابعا‪ :‬تنفيذ وتقييم خطط التدريب‪:‬‬ ‫تنفذ خطط التدريب كما مت جدولتها زمنيا‪ ،‬ويعد لكل برنامج تدريبي اختبار قبلي بعدي لقيا�س الأثر املعريف واملهاري‪ ،‬كما يعد‬ ‫تقومي نهائي للتدريب ي�شمل املدرب و�أ�ساليب التدريب‪ ،‬واملادة التدريبية والتجهيزات اخلا�صة بالقاعة وم�ساعدات التعلم‪ ،‬كما‬ ‫يتم تدقيق الربنامج التدريبي وفق منوذج تدقيق معد خ�صي�صا لذلك ‪.‬‬ ‫يجب مراجعة العائد من �أثر التدريب العام على حت�سني الأداء يف امل�ؤ�س�سة‪ ،‬وبناءاً عليه تعتمد امل�ؤ�س�سة على منحة حمدد ومناذج‬ ‫دقيقة يف قيا�س �أثر التدريب (‪)Impact Assessment‬‬ ‫ويجب على وحدة التدريب يف امل�ؤ�س�سة �أن تراجع خططها التدريبية من خالل التغذية الراجعة من برامج التقومي امليداين‬ ‫املختلفة التي متت خالل العام‪.‬‬

‫خام�سا‪ :‬العمل كفريق متعدد االخت�صا�صات ‪:Multidisciplinary Team‬‬ ‫يف كثري من الأحيان تكون احلاجة لدى املراجعني متعددة ومت�شعبة ومركبة‪ ،‬مما ي�ستدعي تدخل فريق متكامل من‬ ‫االخت�صا�صيني خا�صة‪ ،‬عندما تكون ت�أثريات امل�شكلة قد طالت جميع جوانب �شخ�صية االن�سان وحياته وبيئته االجتماعية‪ ،‬ويف‬ ‫مثل هذه احلالة �أ�صبح العمل من خالل فريق متعدد االخت�صا�صات �أمرا مهما‪ ،‬بحيث ي�شمل ذلك االخت�صا�صات املختلفة من‬ ‫علم النف�س والعمل االجتماعي والطبيب‪ ،‬والطبيب النف�سي‪ ،‬واملعالج الطبيعي‪ ،‬وامل�ست�شار القانوين‪ ،‬بحيث يتم تبادل اخلربات‬ ‫يف احلوار واملناق�شة‪ ،‬والتقييم والت�شخي�ص‪ ،‬وو�ضع اخلطة العالجية مبحاورها املختلفة‪.‬‬ ‫ويبد�أ تفاعل الفريق بعد اجلل�سة الأولى للحالة حتى يتمكن كل ع�ضو فيه من االطالع على احلالة وتقييمها ب�شكل �أويل‪ ،‬ثم‬ ‫يتم عقد �أول م�ؤمتر حالة للفريق بحيث ينظم من قبل مدير احلالة وبح�ضور الأع�ضاء‪ ،‬ويدون مدير احلالة كل ما مت اتخاذه‬ ‫من قرارات حول احلالة‪.‬‬

‫�ساد�سا‪ :‬الإ�شراف الفني الإكلنيكي‪:‬‬ ‫ت�شري الدرا�سات �إلى �أن الإ�شراف الفني الفعال ي�ؤدي �إلى حت�سني جودة وكفاءة العمل من جهة‪ ،‬ورفع كفاءة العاملني يف تقدمي‬ ‫اخلدمات من جهة �أخرى‪ ،‬وهذا يتطلب �أن ميتلك امل�شرف اخلربة والكفاءة العالية من جوانب علمية وعملية معا ‪.‬‬ ‫يتفق معظم امل�شرفني يف جمال علم النف�س والإر�شاد على �أن املمار�سة املهنية الفعالة تتطلب �أن يتوفر لدى املر�شد ( الأخ�صائي ) قدر‬ ‫من اال�ستب�صار وامل�شاركة الوجدانية ‪ ،‬ليكونوا �أكرث فاعلية وقدرة على التعامل مع احلاالت الإر�شادية املختلفة ‪.‬‬ ‫وتركز مهام الإ�شراف الفني على عدة جوانب ‪ ،‬منها ‪� :‬إك�ساب املر�شد املهارات الأ�سا�سية يف تقدمي امل�شورة من اجلوانب العلمية‬ ‫والعملية ‪ ،‬وم�ساعدة املر�شد النف�سي يف تطوير الوعي الذاتي للم�شكالت املوجودة لديه (م�ساعدة املر�شد يف التعامل مع‬ ‫ال�ضغوطات النف�سية والتخل�ص منها) وامل�ساعدة على تعديل وتغيري املعتقدات لتتنا�سب مع الواقع‪ ،‬كما ويهدف الى تنمية‬ ‫�شخ�صية املر�شد مبا يرتبط الى حد كبري مع املواقف العالجية‪ ،‬التي �سيتم التعامل معها‪ ،‬كما �أن العملية الإ�شرافية تت�ضمن‬ ‫مهارات التقييم للمر�شدين املبتدئني ‪ ،‬وذلك لتحديد جوانب القوة وال�ضعف لديهم‪.‬‬

‫للمزيد من التفا�صيل يرجى االطالع على الوحدة ال�سابعة التي تت�ضمن امللحق اخلا�ص بربوتوكول الإ�شراف الإكلنيكي‪.‬‬

‫‪97‬‬


‫�سابعا‪ :‬امليثاق الأخالقي للعاملني مع �ضحايا التعذيب‪:‬‬ ‫ت�سعى جميع امل�ؤ�س�سات الى ن�شر ثقافة ت�شجيع وتدعيم مدونة قواعد ال�سلوك من قبل موظفي امل�ؤ�س�سة‪ ،‬و�أي�ضا ت�شجيع ال�شركاء واملتدربني‬ ‫واملتطوعني على االمتثال لهذه املعايري‪ ،‬واالن�ضمام �إلى موظفي امل�ؤ�س�سة يف التم�سك بها‪ .‬بحيث ت�ضمن امل�ؤ�س�سة فهم الأفراد العاملني فيها‬ ‫االلتزامات املفرو�ضة على �سلوكهم مبوجب نظام �ش�ؤون املوظفني اخلا�ص بامل�ؤ�س�سة والذي يعترب الوثيقه امللزمة قانونيا بتحديد ال�سلوك‬ ‫املقبول �أو غري املقبول‪.‬‬ ‫ويعترب امليثاق الأخالقي دلي ً‬ ‫ال ار�شادياً مل�ساعدة املوظفني واال�ست�شاريني واملتطوعني يف امل�ؤ�س�سة على مواجهة امل�آزق الأخالقية واملعنوية‬ ‫املرتبطة بحياتهم املهنية‪ ،‬ويف بع�ض الأحيان بحياتهم اخلا�صة‪ ،‬ولي�س للمدونة قوة القانون‪ ،‬و�إمنا هي قواعد �أخالقية لنوع ال�سلوك املهني‬ ‫وال�شخ�صي املتوقع من جميع املوظفني االلتزام به‪.‬‬ ‫�إن النقطة الأولى لتطبيق مبادىء امليثاق الأخالقي تبد�أ منذ اليوم الأول ملبا�شرة العمل للموظف امللتحق حديثا بامل�ؤ�س�سة حيث تقوم‬ ‫�إدارة �ش�ؤون املوظفني بتعريفه على مرافق العمل وزمالئه املوظفني و�إدارته املبا�شرة وعلى نوعية اخلدمات التي تقدمها وعن طبيعة‬ ‫الفئات امل�ستهدفة‪ ،‬كما تقوم ب�شرح مبادىء العمل الأخالقية للموظف نقطة بنقطة‪ ،‬ثم يطلب منه التوقيع على الإلتزام بهذه القواعد‪،‬‬ ‫ثم تقوم �إدارة التدريب برت�شيح املوظف لدورة تدريبية داخلية علي ممار�سة مدونة قواعد ال�سلوك (‪ )Code of Conduct‬وذلك من خالل‬ ‫ا�ستعرا�ض جمموعة من درا�سات احلالة التي تو�ضح ردود الفعل املطلوبة من �أجل �إبعاد املوظف عن �أي ا�شكاليات متوقعه‪.‬‬ ‫للمزيد من التفا�صيل يرجى االطالع على امللحق اخلا�ص بامليثاق الأخالقي للعاملني مع �ضحايا التعذيب‬

‫‪98‬‬


‫ملخص الوحدة السابعة‬ ‫تهدف هذه الوحدة �إلى تزويد العاملني يف مراكز التعذيب ب�أدلة �إجراءات وبروتوكوالت العمل‪ ،‬مبا ينعك�س على جودة العمل وتوثيقه‬ ‫ونقل اخلربة بني الأجيال من املوظفني‪ ،‬وذلك من خالل االطالع على دليل �إجراءات وا�ضح وحمدد‪ ،‬يوحد العمل بني جميع العاملني‪،‬‬ ‫وقد ا�شتملت هذه الوحدة على �آلية توحيد مرجعية العمل من حيث امل�صطلحات واملفاهيم امل�ستخدمة‪ ،‬وتوحيد الإجراءات العملية‬ ‫ومناذج العمل والر�صد و�أدوات التقييم واملتابعة النف�سية واالجتماعية‪ ،‬كما �إ�شتملت على ملحق خا�ص بربوتوكول العمل التطبيقي (دليل‬ ‫اجراءات) ي�شتمل على جميع املهام مرتبة منطقيا جلميع العاملني مع حاالت التعذيب‪ ،‬بدءا من ا�ستقبال احلالة‪ ،‬ومرواً مبراحل العالج‬ ‫وانتهاء باغالق امللف‪ ،‬وب�شكل ت�سل�سلي ومنطقي‪.‬‬

‫‪99‬‬


‫اﻟﻮﺣﺪة اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ ‪:‬‬ ‫ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺑﺮوﺗﻮﻛﻮل اﻟﻌﻤﻞ ﻣﻊ ﺿﺤﺎﻳﺎ اﻟﺘﻌﺬﻳﺐ‬ ‫اﻟﻜﻠﻤﺎت اﻟﻤﻔﺘﺎﺣﻴﺔ ‪:‬‬ ‫• دﻟﻴﻞ إﺟﺮاءات‪.‬‬ ‫• ﺑﺮوﺗﻮﻛﻮﻻت اﻟﻌﻤﻞ‪.‬‬ ‫• اﻟﺤﺎﻟﺔ‪.‬‬ ‫• ﻣﺪﻳﺮ اﻟﺤﺎﻟﺔ‪.‬‬ ‫• إدارة اﻟﺤﺎﻟﺔ‪.‬‬ ‫• ﻣﺆﺗﻤﺮ اﻟﺤﺎﻟﺔ‪.‬‬ ‫• إﻏﻼق اﻟﺤﺎﻟﺔ‪.‬‬ ‫• ﻟﻘﺎء اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ اﻟﻔﻮرﻳﺔ‪.‬‬ ‫• اﻟﺨﻄﺔ اﻟﻌﻼﺟﻴﺔ‪.‬‬ ‫• اﻹﺟﺮاء‪.‬‬ ‫• ﻣﻠﻒ اﻟﺤﺎﻟﺔ‪.‬‬ ‫• اﻹﺣﺎﻟﺔ‪.‬‬ ‫• ﻋﻮاﻣﻞ اﻟﺨﻄﻮرة‪.‬‬

‫‪100‬‬


‫تطوير بروتوكول العمل مع ضحايا التعذيب‬ ‫مقدمــة‬ ‫�إن وجود �أدلة �إجراءات وبروتوكوالت عمل يف �أي م�ؤ�س�سة لهو دليل على م�أ�س�سة العمل بها‪� ،‬إذ �إن ذلك ينعك�س على جودة العمل وتوثيقه‪،‬‬ ‫ونقل اخلربة بني الأجيال من املوظفني‪ .‬لأن �أي معرفة �إذا بقيت رهينة داخل �شخ�ص ما‪� ،‬ستبقى معر�ضة للرتاجع والزوال‪ ،‬وتنتهي‬ ‫بانتهاء وجود �صاحبها داخل امل�ؤ�س�سة‪ ،‬يف حني ميكن نقل هذه اخلربة عن طريق توثيقها‪ ،‬يو�ضع دليل �إجراءات وا�ضح وحمدد‪ ،‬يوحد‬ ‫العمل بني جميع املوظفني‪ ،‬ويتم ذلك من خالل ثالثة جوانب‪:‬‬

‫�أوال‪ :‬توحيد مرجعية العمل من حيث املفاهيم وامل�صطلحات امل�ستخدمة يف الإطار املرجعي‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬توحيد الإجراءات العملية ح�سب املراحل التي ت�سري فيها احلالة‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬توحيد مناذج العمل ونظام الر�صد واملتابعة والتقييم‪.‬‬ ‫أوال‪ :‬توحيد مرجعية العمل من حيث المفاهيم والمصطلحات لدى العاملين مع‬ ‫ضحايا التعذيب‪:‬‬ ‫يجب على �أي م�ؤ�س�سة و�ضع تعريفات �إجرائية حمددة يتم تدريب العاملني عليها‪ ،‬واعتمادها كمفاهيم م�ؤ�س�سية ثابتة‪ ،‬ويف حالة مراكز‬ ‫التعذيب ميكن توحيد املفاهيم التالية كمفاهيم �أ�سا�سية للعمل‪:‬‬ ‫احلالة ‪� :‬أي فرد من �أفراد الأ�سرة تعر�ض ب�شكل مبا�شر �أو غري مبا�شر للعنف �أو الإ�ساءة ويحتاج خلدمة معينة �أو �أكرث‪ ،‬وقام بطلب هذه‬ ‫اخلدمة بطريقة مبا�شرة �أو مت حتويله من جهة �أخرى‪.‬‬ ‫مدير احلالة ‪ :‬هو �أخ�صائي ميتلك املهارات واخلربات وامل�ؤهالت الالزمة للتعامل مع احلاالت‪ ،‬ويتولى مهام �إدارة ومتابعة وتقييم احلالة‬ ‫منذ عقد لقاء اال�ستجابة الفورية‪ ،‬ولغاية �إغالق احلالة‪ ،‬من خالل الإ�شراف والتوا�صل مع فريق العمل القائم على متابعة احلالة‪.‬‬ ‫�إدارة احلالة ‪ :‬منهجية عمل تت�ضمن تخطيط وتن�سيق وتوجيه ورقابة ومتابعة التعامل مع احلاالت‪ ،‬با�ستخدام �إجراءات مت�سل�سلة منذ‬ ‫ا�ستقبال احلالة وحتى �إغالقها‪.‬‬ ‫م�ؤمتر احلالة ‪ :‬لقاء يتم بني �أع�ضاء فريق العمل لتحديد خطط التدخل التف�صيلية‪ ،‬وتقدمي اخلدمة ملتلقيها كل ح�سب اخت�صا�صه‪.‬‬ ‫هو القرار الذي يتخذه فريق العمل ب�إيقاف عملية تقدمي اخلدمة ملتلقيها عند ا�ستيفاء واحد �أو �أكرث من معايري الإغالق‪.‬‬ ‫لقاء اال�ستجابة الفورية ‪ :‬اجتماع �أو ات�صال ت�شاوري يتم عقده بعد ا�ستقبال احلالة‪ ،‬بحيث يهدف �إلى التن�سيق بني �أع�ضاء فريق العمل‬ ‫مع احلالة لتحديد اخلدمات التي �سيتم تقدميها للحالة‪.‬‬

‫‪101‬‬


‫اخلطة العالجية ‪ :‬جمموعة من الإجراءات (التدخالت) ال�ضرورية لتقدمي كافة اخلدمات املطلوبة لدعم احلالة من كافة اجلوانب‬ ‫املبنية على احتياجاتها‪.‬‬ ‫الإجراء ‪ :‬جمموعة من اخلطوات التف�صيلية التي تتخذ من قبل مقدم اخلدمة لتحقيق الأهداف املحددة ملعاجلة احلالة‪.‬‬ ‫ملف احلالة‪ :‬هو ملف يحتوي على جميع الوثائق والأوراق اخلا�صة باحلالة‪ ،‬بالإ�ضافة �إلى جميع مناذج اخلدمات التي مت تقدميها‬ ‫للحالة واملرتبة بطريقة ت�سهل عملية املراجعة والإ�شراف‪.‬‬ ‫الإحالة ‪ :‬عملية حتويل احلالة خارجياً من م�ؤ�س�سة �إلى م�ؤ�س�سة �أخرى‪ ،‬من �أجل احل�صول على اخلدمة املطلوبة‪.‬‬ ‫عوامل اخلطورة‪ :‬جمموعة من امل�ؤ�شرات التي ت�ستخدم لقيا�س مدى الت�أثري على �سالمة احلالة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬توحيد االجراءات العملية حسب المراحل التي تسير فيها الحالة‪.‬‬ ‫ويق�صد بها توثيق كافة خطوات العمل التف�صيلية ح�سبما تتم يف امل�ؤ�س�سة‪ ،‬بحيث تكون منهاج عمل وا�ضح ودقيق‪ ،‬وي�شتمل على كافة‬ ‫اخليارات املتاحة اما مقدمي اخلدمات‪ ،‬وفق �أ�س�س ومعايري حمددة ووا�ضحة‪ ،‬مع و�ضع مناذج للعمل يف كافة مراحله‪ ،‬وحتدد اخلطوات‬ ‫ت�سل�سليا‪ ،‬وح�سب الوقت املطلوب والبئية ال�ضرورية لتحقيق الأهداف‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬توحيد نماذج العمل ونظام الرصد والمتابعة والتقييم‪.‬‬ ‫�إن ترك مناذج العمل ال�ضرورية لال�ستخدام �أمراً عائدا لالجتهاد ال�شخ�صي‪ ،‬يجعل من التقييم واملتابعة وعملية الأ�شراف الفني والإداري‬ ‫عملية ع�شوائية ومتخبطة‪ ،‬يف حني �إن حتديد احلد ال�ضروي والأدنى منها يجعل العمل قابال للقيا�س والتقومي واملتابعة‪ ،‬وهنا ميكن‬ ‫حتديد مناذج العمل النف�سي واالجتماعي والقانوين والطبي والعالج الطبيعي‪ ،‬والنماذج املتعلقة بعمل مدير احلالة‪.‬‬

‫للمزيد من التفا�صيل يرجى االطالع على بروتوكول العمل التايل‪ ،‬والذي مت تطويره من خالل املجل�س الوطني ل�ش�ؤون‬ ‫الأ�سرة يف املرحلة الأولى من مراحل اعتماد امل�ؤ�س�سات العاملة مع الأ�سرة‬ ‫ ‬

‫‪102‬‬


‫بروتوكول العمل مع ضحايا التعذيب‬ ‫منهجية العمل‪:‬‬ ‫ت�سري منهجية العمل مع حاالت التعذيب يف مركز امل�شورة و الرعاية املتخ�ص�صة ح�سب الرتتيب التايل‪:‬‬

‫�إجراء الك�شف‪:‬‬ ‫يختلف �إجراء الك�شف باختالف الأ�سلوب املتبع يف عملية الك�شف عن احلالة‪ ،‬وهذه الأ�ساليب هي‪:‬‬ ‫ *م�صادر خارجية (املنظمات ال�شريكة �أو امل�ؤ�س�سات احلكومية �أو الأهلية واملتطوعني التابعني للم�ؤ�س�سة)‪:‬‬ ‫�إذا كان �أ�سلوب الك�شف عن طريق امل�صادر اخلارجية ف�إن الإجراءات املتبعة يف عملية الك�شف هي‪:‬‬ ‫‪1-‬‬

‫‪1‬يقوم مدير احلالة با�ستالم منوذج التحويل من امل�صدر اخلارجي املر�سل من اجلهة املحولة‬

‫‪2-‬‬

‫‪2‬يقوم مدير احلالة باالت�صال مع احلالة مبوعد �أق�صاه ثالثة �أيام من حتويل احلالة‪ ،‬ليتم تعريفها بامل�ؤ�س�سة‪ ،‬واالتفاق‬ ‫على موعد منا�سب لتلقي خدمات الت�أهيل والتدخل العالجي‪.‬‬

‫‪3-‬‬

‫‪3‬يعقد مدير احلالة مقابلة مع احلالة للك�شف عن حالة التعذيب التي تعر�ض لها‪ ،‬ويتم خالل هذه املقابلة تطبيق ا�ستبانه‬ ‫تت�ضمن فقرات ذات عالقة بالتعذيب واجلوانب النف�سية املرتبطة بها‪.‬‬

‫‪4-‬‬

‫‪ُ 4‬يعلم مدير احلالة جهة التحويل خطياً �أو هاتفيا عن نتائج اجلل�سة الإر�شادية الأولية‪.‬‬

‫ *م�صادر داخلية (عن طريق حتويل من الوحدات الداخلية �أو الفروع التابعة للم�ؤ�س�سة)‪:‬‬ ‫�إذا كان �أ�سلوب الك�شف عن طريق امل�صادر الداخلية ف�إن الإجراءات املتبعة يف عملية الك�شف هي‪:‬‬ ‫‪1-‬‬

‫‪1‬يقوم مدير احلالة با�ستقبال احلالة التي مت حتويلها من الوحدات الداخلية يف امل�ؤ�س�سة عن طريق ا�ستالم «منوذج التحويل‬ ‫الداخلي‪.‬‬ ‫ *يعقد مدير احلالة مقابلة مع احلالة للك�شف عن حالة التعذيب التي تعر�ض لها‪ ،‬ويتم خالل هذه املقابلة تطبيق ا�ستبانة‬ ‫تت�ضمن فقرات ذات عالقة بالتعذيب واجلوانب النف�سية املرتبطة بها‪.‬‬

‫‪103‬‬


‫ * م�صادر ذاتية‪:‬‬ ‫�إذا كان �أ�سلوب الك�شف عن طريق قدوم احلالة �إلى امل�ؤ�س�سة ف�إن الإجراءات املتبعة هي‪:‬‬ ‫‪1-‬‬

‫‪1‬يقوم مدير احلالة با�ستقبال احلالة التي ت�أتي مببادرة منها لال�ستفادة من الدعم النف�سي واالجتماعي والقانوين والطبي‪.‬‬

‫‪2-‬‬

‫‪2‬يعقد مدير احلالة مقابلة مع احلالة للك�شف عن حالة التعذيب التي تعر�ض لها‪ ،‬ويتم خالل هذه املقابلة تطبيق ا�ستبانة‬ ‫تت�ضمن فقرات ذات عالقة بالتعذيب واجلوانب النف�سية املرتبطة بها‪.‬‬

‫‪ 1.1‬إجراء التقدير األولى‪:‬‬ ‫يحدد مدير احلالة (من خالل املقابلة التي مت عقدها يف مرحلة الك�شف) فيما �إذا كانت احلالة هي حالة تعذيب �أم‬ ‫غري تعذيب‪ ،‬وبنا ًء على ذلك تكون الإجراءات كالأتي‪:‬‬

‫�أوال‪ :‬حاالت لي�ست تعذيب‪:‬‬ ‫‪1‬‬‫‪2-‬‬

‫‪1‬يقوم مدير احلالة بفتح ملف �أ�سا�سي للحالة‪.‬‬ ‫‪2‬يقوم مدير احلالة بتحويل احلالة لتلقي اخلدمات من قبل الأخ�صائيني‪ ،‬النف�سية واالجتماعية االعتيادية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬حاالت التعذيب‪:‬‬

‫‪104‬‬

‫‪1-‬‬

‫‪1‬يقوم مدير احلالة بفتح ملف خا�ص باحلالة واحل�صول على كافة البيانات الدميوغرافية املتعلقة باحلالة‪.‬‬

‫‪2-‬‬

‫‪2‬يقوم مدير احلالة ب�إجراءات توقيع احلالة على تفوي�ض مكتوب لإثبات املوافقة على تلقي اخلدمات عن طريق‬ ‫منوذج �إقرار موافقة‪.‬‬

‫‪3-‬‬

‫‪3‬يقوم مدير احلالة بتبادل املعلومات مع اجلهات ذات العالقة للح�صول على معلومات تتعلق باحلالة‪.‬‬

‫‪4-‬‬

‫‪4‬يختار مدير احلالة فريقاً كام ً‬ ‫ال للعمل مع احلالة متعدد التخ�ص�صات‪ ،‬مكوناً من الأخ�صائي النف�سي‪ ،‬و�أخ�صائي‬ ‫العمل االجتماعي‪ ،‬والطبيب‪ ،‬و�أخ�صائي العالج الطبيعي وامل�ست�شار القانوين (خدمة اال�ست�شارة القانونية)‬ ‫وذلك لتحديد و�ضع احلالة �إن كانت طارئة �أم غري طارئة‪ ،‬ويتم التعامل معها على النحو الأتي‪-:‬‬


‫ ‬

‫•احلاالت الطارئة‪:‬‬ ‫‪o‬‬

‫ ‬

‫‪o‬يقوم مدير احلالة بعقد م�ؤمتر حالة طارئ وفوري‪ ،‬مكون من الأخ�صائي النف�سي والأخ�صائي‬ ‫االجتماعي والطبيب و�أخ�صائي العالج الطبيعي وامل�ست�شار القانوين (خدمة اال�ست�شارة القانونية) ‪،‬‬ ‫وال ي�شرتط ح�ضور اجلميع وذلك لالتفاق على �إجراء التدخل املنا�سب للحالة (ثم يتم االنتقال �إلى‬ ‫�إجراء التدخل)‪.‬‬

‫•احلاالت غري الطارئة ‪:‬‬ ‫‪o‬‬

‫‪ o‬االنتقال �إلى �إجراء اال�ستجابة الأولية‪.‬‬

‫اجراء اال�ستجابة الأولية‬ ‫‪ß‬‬

‫‪ß‬يقوم مدير احلالة باختيار فريق للعمل متعدد التخ�ص�صات مكون من الأخ�صائي النف�سي والأخ�صائي االجتماعي والطبيب‬ ‫و�أخ�صائي العالج الطبيعي وامل�ست�شار القانوين (خدمة اال�ست�شارة القانونية) للعمل على تقييم احلالة من اجلوانب التالية‪:‬‬

‫ *اجلانب النف�سي‪:‬‬ ‫يقوم الأخ�صائي النف�سي باتباع الإجراءات التالية يف التعامل مع احلالة‪-:‬‬ ‫‪1.1‬يقوم الأخ�صائي النف�سي بتقييم الو�ضع النف�سي للحالة من خالل “منوذج التقييم النف�سي”‪.‬‬

‫‪2.2‬يقوم الأخ�صائي النف�سي بتطبيق اختبارات قبلية خا�صة باالكتئاب والقلق‪ ،‬و�أعرا�ض ما بعد ال�صدمة‪ ،‬م�ستخدماً‬ ‫مقيا�س هارفرد ومقيا�س هوبكنز وبع�ض املقايي�س املتقدمة �إذا ا�ستدعت احلاجة‪ ،‬وذلك بهدف امل�ساعدة يف �إجراءات‬ ‫التقييم النف�سي الأويل‪.‬‬ ‫‪3.3‬يقوم الأخ�صائي النف�سي بو�ضع خطة عالجية للحالة‪ ،‬ويتم مناق�شتها مع احلالة‪.‬‬ ‫‪4.4‬يقوم الأخ�صائي النف�سي ب�إجراء التحويل اخلارجي‪� ،‬إذا كان و�ضع احلالة ي�ستدعي تدخ ً‬ ‫ال طبياً متخ�ص�صاً (‬ ‫عالجاً دوائياً )‪.‬‬ ‫‪5.5‬يقوم الأخ�صائي النف�سي بتوثيق كل جل�سة عالجية للحالة من خالل “منوذج املتابعة”‪ ,‬ومنوذج توثيق جل�سة‬ ‫عالجية (يف حال مل ي�ستخدم مقيا�سا نف�سيا)‪.‬‬

‫‪105‬‬


‫ *اجلانب االجتماعي‪:‬‬ ‫‪1.1‬يقوم الأخ�صائي االجتماعي ب�إجراء التقييم االجتماعي للحالة م�ستخدما “منوذج التقييم االجتماعي”‪.‬‬

‫‪2.2‬يقوم الأخ�صائي االجتماعي بتطبيق مقايي�س االحتياجات النف�سية واالجتماعية من خالل “ منوذج مقيا�س‬ ‫احلاجات النف�سية” ‪ ،‬وتطبيق مقيا�س امل�شاركة االجتماعية ‪ ،‬وعمل درا�سة حالة‪.‬‬ ‫‪3.3‬يقوم الأخ�صائي االجتماعي بتنظيم زيارة ميدانية ملنزل احلالةـ �إذا وجدت �ضرورة‪ ،‬وتوفرت الإمكانيات للقيام‬ ‫بالزيارة لغايات �إجراء التقييم واملتابعة االجتماعية‪ ،‬واالطالع على م�صادر الدعم الأ�سري‪.‬‬

‫�إجراءات الزيارة تتم كما يلي‪:‬‬ ‫‪.1‬التخطيط للزيارة بالتن�سيق مع احلالة‪.‬‬ ‫‪ .2‬يحدد الوقت والعنوان بدقة‪.‬‬ ‫‪ .3‬يذهب للزيارة فريق مكون من �أخ�صائي نف�سي و�أخ�صائي اجتماعي‪.‬‬ ‫‪ .4‬يراعى البعد اجلندري عند التخطيط للزيارات‪ ،‬وخا�صة مع حاالت ت�شمل ذكرا �أعزبا �أو انثى عزباء ‪.‬‬ ‫‪ .5‬يراعى عند الزيارة االلتزام بالوقت والهدف ومراعاة الآداب العامة‪.‬‬ ‫‪� .6‬إدارة الزيارة واالت�صال داخل اجلل�سة يجب ان تعك�س العالقة املهنية التخ�ص�صية‪.‬‬ ‫‪ .7‬مدة الزيارة يجب �أن ال تزيد عن �ساعة ون�صف‪.‬‬ ‫‪ .8‬يعد فريق الزيارة تقريرا خا�صا عنها يو�ضح الهدف العام والأهداف الفرعية‪ ،‬وما مت خالل الزيارة‪.‬‬ ‫‪4.4‬يقوم الأخ�صائي االجتماعي بتحديد الأولويات االجتماعية للحالة من خالل “منوذج حتديد الأولويات‬ ‫االجتماعية”‪.‬‬ ‫‪5.5‬يقوم الأخ�صائي االجتماعي بالت�أكد من املعلومات التي مت احل�صول عليها يف بداية اجلل�سة الأولية وخ�صو�صا‬ ‫العنوان والهاتف‪.‬‬

‫‪106‬‬


‫ *اجلانب الطبي‪:‬‬ ‫‪1.1‬يقوم الطبيب ب�إجراء التقييم الطبي الأويل للحالة م�ستخدما «منوذج التقييم الطبي»‪.‬‬ ‫‪2.2‬يقدم الطبيب الرعاية الطبية الأولية للحالة جراء التعر�ض للتعذيب وتعبئة «منوذج املتابعة ‪/‬العالج الطبي»‪.‬‬ ‫‪3.3‬يقوم الطبيب بتزويد احلالة بتقرير طبي يف حال طلبها‪ ،‬مو�ضحا فيه الأ�ضرار اجل�سدية التي تعر�ضت لها من جراء‬ ‫التعر�ض للتعذيب‪.‬‬

‫ *جانب العالج الطبيعي‪:‬‬ ‫‪1.1‬يقوم �أخ�صائي العالج الطبيعي بتطبيق مقايي�س الآالم اجل�سدية واملزمنة واحلادة من خالل “منوذج التقييم‪ /‬العالج‬ ‫الطبيعي”‪.‬‬ ‫‪2.2‬يقوم �أخ�صائي العالج الطبيعي بتقييم الآالم اجل�سدية و�أعرا�ض النف�س ج�سدية ( ‪.)psychosomatic‬‬ ‫‪ 3.3‬يقوم �أخ�صائي العالج الطبيعي بتقدمي العالج الطبيعي املنا�سب للحالة‪ ،‬وتعبئة «منوذج املتابعة ‪ /‬العالج الطبيعي»‪.‬‬

‫ه ‪ -‬اجلانب القانوين‪:‬‬ ‫(خدمة اال�ست�شارة القانونية) بحيث يتم فيها ما يلي‪:‬‬ ‫‪1.1‬يقوم امل�ست�شار القانوين بعمل الإجراءات القانونية التي ميكن للحالة اللجوء لها يف الوقت احلايل‪.‬‬ ‫‪2.2‬يقدم امل�ست�شار القانوين امل�شورة يف احلقوق املادية والقانونية التي ميكن �أن تطالب بها احلالة‪ ،‬وتعبئة «منوذج اخلدمة‬ ‫القانونية»‪.‬‬ ‫‪3.3‬يقدم امل�ست�شار القانوين معلومات للحالة عن اجلهات القانونية التي ميكن مراجعتها للح�صول على احلماية القانونية‪.‬‬ ‫‪ß‬‬

‫‪ß‬االنتقال �إلى �إجراء التدخل‪.‬‬

‫‪107‬‬


‫‪1.1‬‬

‫‪1‬إجـراء التدخل‪:‬‬ ‫ *يتم عقد م�ؤمتر حالة مكون من مدير احلالة وفريق متعدد التخ�ص�صات (الأخ�صائي النف�سي‪ ،‬الأخ�صائي االجتماعي‪،‬‬ ‫الطبيب‪� ،‬أخ�صائي العالج الطبيعي‪ ،‬امل�ست�شار القانوين) وتعبئة “منوذج م�ؤمتر احلالة”‪.‬‬ ‫ *يقوم الفريق (مدير احلالة‪ ،‬الأخ�صائي النف�سي‪ ،‬الأخ�صائي االجتماعي‪ ،‬الطبيب‪� ،‬أخ�صائي العالج الطبيعي‪ ،‬امل�ست�شار‬ ‫القانوين) مبناق�شة نتائج تقييم و�ضع احلالة‪.‬‬ ‫ *يقوم الفريق بو�ضع اقرتاح التدخالت العالجية وو�ضع اخلطة العالجية للحالة من خالل «منوذج اخلطة العالجية‬ ‫متعددة التخ�ص�صات للحالة»‪.‬‬ ‫ *يقوم الفريق مبناق�شة معيقات و�صعوبات العمل مع احلالة‪.‬‬ ‫ *يقوم الفريق مبناق�شة م�صادر الدعم للحالة والبحث عن م�صادر �إ�ضافية �أخرى لها‪.‬‬ ‫ *يقوم الفريق بتطبيق خطة عمل متعددة التخ�ص�صات للعالج النف�سي واالجتماعي والعالج الطبيعي والعيادة الطبية‪ ،‬من‬ ‫خالل غرف خم�ص�صة وجمهزة لذلك‪.‬‬ ‫ *االنتقال �إلى �إجراء املتابعة والتقييم‪.‬‬

‫‪1.2‬‬

‫‪1‬إجراء المتابعة والتقييم‪:‬‬ ‫يتكون هذا الإجراء من مرحلتني؛ مرحلة التقييم الأويل ومرحلة التقييم النهائي‪:‬‬

‫ ‪-‬التقييم التكويني املرحلي‬ ‫يقوم الأخ�صائي املعالج ب�إجراء التقييم الأويل للعملية العالجية (بنا ًء على تقييم احلالة لنف�سها‪ ،‬وتقييم الأهل واملجتمع‬ ‫املحيط‪ ،‬وتقييم الأخ�صائي املعالج) على النحو الأتي‪:‬‬ ‫�أوال‪� :‬إذا كانت النتائج الأولية �إيجابية يتم �إتباع الإجراءات التالية‪:‬‬ ‫ *اال�ستمرار يف عمليات العالج واملتابعة من قبل الأخ�صائيني املعتمدين للحالة‪.‬‬ ‫ *مراقبة مدى تطور احلالة‪.‬‬ ‫ *االنتقال �إلى التقييم النهائي بعد اكتمال اخلطة العالجية‪.‬‬

‫‪108‬‬


‫ *ثانيا‪� :‬إذا كانت نتائج التقييم الأويل �سلبية يتخذ فريق العمل (مدير احلالة‪ ،‬الأخ�صائي النف�سي‪ ،‬الأخ�صائي‬ ‫االجتماعي‪ ،‬الطبيب‪� ،‬أخ�صائي العالج الطبيعي‪ ،‬امل�ست�شار القانوين) الإجراءات التالية‪:‬‬ ‫ *يقوم فريق العمل مبناق�شة �أ�سباب الف�شل العالجي للحالة‪.‬‬ ‫ *يتم مراجعة الأهداف العالجية للحالة من قبل فريق العمل‪.‬‬ ‫ *يتم العمل على �إحداث تغريات يف �أ�سلوب متابعة احلالة‪.‬‬ ‫ *من املمكن �أن يقوم مدير احلالة ب�إحداث تغيري يف �أع�ضاء فريق العمل الذي كان يعالج احلالة‪.‬‬ ‫ *االنتقال �إلى �إجراء التدخل‪.‬‬

‫ ‪-‬التقييم النهائي‪:‬‬ ‫يقوم مدير احلالة ب�إجراء التقييم النهائي للعملية العالجية (بنا ًء على االختبارات البعدية ومالحظة مدى حتقق‬ ‫الأهداف العالجية) على النحو الأتي‪:‬‬

‫�أوال‪� :‬إذا كانت النتائج النهائية ايجابية يتم �إتباع الإجراء التايل‪:‬‬ ‫ ‬

‫•عقد م�ؤمتر �إنهاء احلالة بح�ضور فريق العمل (مدير احلالة‪ ،‬الأخ�صائي النف�سي‪ ،‬الأخ�صائي االجتماعي‪،‬‬ ‫الطبيب‪� ،‬أخ�صائي العالج الطبيعي‪ ،‬امل�ست�شار القانوين) املتابع للحالة وتعبئة «منوذج التقييم النهائي والإغالق»‬ ‫و «منوذج �إغالق ملف»‪.‬‬

‫ثانيا‪� :‬إذا كانت نتائج التقييم النهائي �سلبية يتخذ فريق العمل (مدير احلالة‪ ،‬الأخ�صائي النف�سي‪ ،‬الأخ�صائي‬ ‫االجتماعي‪ ،‬الطبيب‪� ،‬أخ�صائي العالج الطبيعي‪ ،‬امل�ست�شار القانوين) الإجراءات التالية‪:‬‬ ‫ *مناق�شة مدى التزام احلالة باخلطة العالجية‪.‬‬ ‫ *مناق�شة مدى التزام فريق العمل باخلطة العالجية‪.‬‬ ‫ *مقارنة نتائج التقييم الأويل واملرحلي والنهائي‪.‬‬ ‫ *جمع بيانات نوعية حول فعالية الإجراءات العالجية‪.‬‬ ‫ *حتويل احلالة �إلى فريق جديد ذي خربة طويلة متخ�ص�صة باملجال داخل امل�ؤ�س�سة‪� ،‬أو خارجها‪.‬‬ ‫ *االنتقال �إلى �إجراء التدخل‪.‬‬

‫‪109‬‬


‫* إجراءات اضافية ‪:‬‬ ‫ *ملفات ا�ضافية‬ ‫يتم فتح ملفات �إ�ضافية لباقي �أفراد الأ�سرة املت�ضررين من حالة التعذيب‪ ،‬مثل الأبناء والأخوة والأخوات ‪،‬ويكون ملفا‬ ‫�أ�سا�سيا ‪.Basic file‬‬

‫ *الربط بني امللف الرئي�سي وامللف الفرعي‪:‬‬ ‫يتم الربط بني ملفات جميع �أفراد الأ�سرة للحالة املعذبة من خالل التخزين‪ ،‬ومن خالل كتابة �أرقام امللفات املرتبط بامللف‬ ‫الرئي�سي على ال�صفحة الأولى‪.‬‬

‫ •تدقيق امللفات‬ ‫جتري عملية تدقيق امللفات من قبل مدقق مكلف (يف�ضل �أن يكون من خارج الوحدة) بحيث يتم تدقيق �آلية تعبئة امللف‪،‬‬ ‫و�شموليته‪ ،‬والتوثيق امل�ؤرخ‪ ،‬والتوقيع من كافة الأ�شخا�ص الذين عملوا مع احلالة‪.‬‬

‫‪110‬‬


‫ملخص الوحدة الثامنة‬ ‫تهدف هذه الوحدة �إلى م�ساعدة العاملني يف مراكز التعذيب على الية التعامل مع ملف احلالة الذي يعترب ركنا �أ�سا�سيا من �أركان العمل‬ ‫الناجح يف امل�ؤ�س�سة‪ ،‬وذلك ملا له من اهمية يف حفظ �أ�سرار احلالة ومراحل العمل معها‪ ،‬ومبا يحتويه من نتائج تقييم وجل�سات وقيا�س‬ ‫ملدى حتقق الأهداف يف �إطار العالقة بني مقدمي اخلدمات والناجي من التعذيب‪ .‬وقد ا�شتملت هذه الوحدة على �آلية بناء ملف احلالة‬ ‫وحتديد �أدوات القيا�س والتدريب عليها‪ ،‬كما ا�شتملت على و�صفا تف�صيليا ملحتوى امللف ب�أجزائه اخلم�سة وهي‪ :‬الأوراق الأولى واخلا�صة‬ ‫مبدير احلالة‪ ،‬مناذج العمل النف�سي مقايي�س الت�شخي�ص‪ ،‬مناذج العمل االجتماعي وا�ستبانات التقييم‪ ،‬مناذج العمل الطبي‪ ،‬ومناذج عمل‬ ‫العالج الطبيعي واال�ست�شارات القانونية‪ ،‬و�أخريا الأوراق اخلا�صة ب�إغالق ملف احلالة‪ ،‬كما ا�شتملت الوحدة ع لى فنيات التعامل مع امللف‬ ‫و�إدارة البيانات داخل امللف‪.‬‬

‫‪111‬‬


‫اﻟﻮﺣﺪة اﻟﺜﺎﻣﻨﺔ ‪:‬‬ ‫إدارة اﻟﻤﻠﻔﺎت واﻟﺒﻴﺎﻧﺎت واﻟﺘﻮﺛﻴﻖ وﻧﻤﺎذج اﻷداء‬ ‫اﻟﻜﻠﻤﺎت اﻟﻤﻔﺘﺎﺣﻴﺔ ‪:‬‬ ‫• ﻣﻠﻒ اﻟﺤﺎﻟﺔ‪.‬‬ ‫• آﻟﻴﺔ ﺑﻨﺎء اﻟﻤﻠﻒ‪.‬‬ ‫• ﻧﻤﺎذج اﻟﻌﻤﻞ ﻟﻤﺪﻳﺮ اﻟﺤﺎﻟﺔ‪.‬‬ ‫• ﻣﻘﺎﻳﻴﺲ اﻟﺘﺸﺨﻴﺺ‪.‬‬ ‫• اﺳﺘﺒﻨﺎت اﻟﻌﻤﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‪.‬‬ ‫• اﻟﻨﻤﺎذج اﻟﻄﺒﻴﺔ‪.‬‬ ‫• ﻧﻤﺎذج اﻟﻌﻼج اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ‪.‬‬ ‫• إدارة اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت‪.‬‬ ‫• ﻧﻤﺎذج اﻹﻏﻼق‪.‬‬

‫‪112‬‬


‫ادارة الملفات و البيانات و التوثيق ونماذج األداء‬ ‫مقدمــة‪:‬‬ ‫يعترب ملف احلالة ركنا �أ�سا�سياً من �أركان العمل الناجح يف امل�ؤ�س�سة‪ ،‬وذلك ملا له من اهمية يف حفظ �أ�سرار احلالة ومراحل العمل معها‬ ‫ومبا يحتويه من نتائج تقييم‪ ،‬وجل�سات وقيا�س ملدى حتقق الأهداف يف اطار العالقة بني مقدمي اخلدمات والناجي من التعذيب‪.‬‬

‫�أوال‪ :‬حتديد الأدوات النف�سية واالجتماعية والطبية والقانونية الالزمة لال�ستخدام‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬احل�صول على هذه االدوات عن طريق‪:‬‬ ‫الطرق القانونية‪ :‬من خالل طريق �شرائها �أو احل�صول على ترخي�ص با�ستخدامها من اجلهة التي متلك حق الن�شر وفقاً للمعايري‬ ‫الأخالقية املرتبطة با�ستخدام لأدوات القيا�س‪.‬‬ ‫بنائها بطريقة علمية‪ :‬بحيث متر باملراحل العلمية لالعتماد‪ ،‬وهي �أن تبنى يف �ضوء نظرية معينة‪ ،‬وبعد ذلك يتم التاكد من �صدقها‬ ‫وثباتها بالطرق العلمية والإح�صائية‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬و�ضع �أدوات القيا�س والتوثيق يف ملف احلالة‪ :‬مع و�ضع تعليمات وا�ضحة وحمددة ال�ستخدامها‪ ،‬وحتديد معنى الرقم الناجت‬ ‫عنها ودالالت الدرجات وفق ترتيب متدرج ووا�ضح‪.‬‬ ‫رابعا‪ :‬بناء ملف احلالة‪ :‬وفق ترتيب ت�سل�سلي معياري ثابت جلميع احلاالت‪ .‬ويف�ضل ا�ستخدام الألوان املختلفة يف بناء امللف‪ ،‬لتكون‬ ‫يف كل ق�سم لون‪.‬‬ ‫خام�سا‪ :‬التدريب على ا�ستخدام امللف‪ :‬جلميع الأخ�صائيني املعنيني واال�ستماع �إلى مالحظاتهم وت�سا�ؤالتهم‪.‬‬

‫�ساد�سا‪ :‬حمتويات امللف‪:‬‬ ‫ •اجلزء اخلا�ص مبدير احلالة‪:‬‬ ‫يبد�أ امللف بالأوراق والنماذج اخلا�صة مبدير احلالة‪ ،‬والتي هدفها �أخذ املوافقة الأولية على تلقي اخلدمات ثم �إجراء التقييم الأويل‬ ‫للحالة‪ ،‬وت�شكيل فريق العمل ح�سب االخت�صا�صات‪( .‬يرجى مراجعة بروتوكول العمل)‪.‬‬ ‫ومن الأجزاء اخلا�صة مبدير احلالة �أي�ضا اجلزء الأخري من امللف‪ ،‬والذي يت�ضمن ت�سجيل نتائج التقييم النهائية وتعبئة منوذج �إغالق‬ ‫امللف‪ ،‬وحتديد �سبب االنهاء‪.‬‬

‫‪113‬‬


‫ •اجلزء اخلا�ص بالأخ�صائي النف�سي‪:‬‬ ‫حيث يبد�أ بورقة املتابعة‪ ،‬والتي حتتوي على التاريخ وا�سم الأخ�صائي وحمتوى اجلل�سة باخت�صار‪ ،‬ثم منوذج توثيق جل�سة عالجية‬ ‫حيث يحتوي على �أهداف اجلل�سة وحمتوياتها ومالحظات الأخ�صائي‪ ،‬ثم البدء بنظام الر�صد واملتابعة والذي يحتوي على‬ ‫االختبارات امل�ستخدمة‪ ،‬والتي على االقل يجب �أن حتتوي على مقايي�س لقيا�س القلق واالكتئاب واعرا�ض �ضغوط ما بعد‬ ‫ال�صدمة‪ ،‬و�أي اختبارات �أو مقايي�س يراها الأخ�صائي النف�سي منا�سبة‪.‬‬ ‫�إن الأخ�صائي النف�سي هو الذي يقود فريق العمل ويدعو الى �إجراد م�ؤمترات احلالة بالتعاون مع مدير احلالة‪ ،‬وعليه �أن يطلع فريق‬ ‫العمل على حماذير �آليات التدخل النف�سي والإجتماعي ح�سب ما تقت�ضيه طبيعة احلالة‪.‬‬

‫ •اجلزء اخلا�ص بالأخ�صائي االجتماعي‪:‬‬ ‫ويبد�أ �أي�ضا بورقة املتابعة ثم مناذج العمل‪ ،‬والتي تت�ضمن �إجراء التقييم االجتماعي من خالل درا�سة احلالة االجتماعية التي‬ ‫ت�شتمل على معلومات دميغرافية وو�صفاً للحالة االجتماعية واالقت�صادية والطبية‪ ،‬وحتديد م�صادر القوة والدعم‪ ،‬ثم تقدمي‬ ‫التو�صيات والتوجيهات املنا�سبة للجهات املختلفة العاملة مع احلالة‪ ،‬كما ي�شتمل امللف يف هذا اجلزء مقيا�سا لالحتياجات‬ ‫النف�سية واالجتماعية‪ ،‬يقي�س مدى النق�ص يف ا�شباع احلاجات الإن�سانية‪ ،‬ومقيا�سا �آخرا للم�شاركة االجتماعية‪ ،‬يحدد مدى‬ ‫التكيف االجتماعي‪ ،‬كما ي�شتمل على منوذج لتحديد الأولويات االجتماعية للعمل مع احلالة‪.‬‬

‫ •اجلزء اخلا�ص بالعالج الطبيعي‪:‬‬ ‫يبد�أ بورقة املتابعة االعتيادية‪ ،‬وي�شتمل على �أخذ ال�سرية املر�ضية وجتربة التعذيب‪ ،‬و�أهم امل�شكالت الفيزيائية الناجتة عن التعذيب‬ ‫‪ ،‬كما يحتوي على مقايي�س للأمل مدرجة بطريقة كمية‪ ،‬كما ي�شتمل على مقايي�س لتحديد القدرة على �أداء الوظائف اليومية‪،‬‬ ‫وفحو�صات لتحديد القدرة والكفاءة الع�ضلية وحتليل امل�شي وت�شخي�ص عيوبه‪ ،‬كما ي�شتمل على منوذج مر�سوم للج�سد الب�شري‬ ‫لتحديد الكدمات الظاهرة على اجل�سد من اخلارج‪.‬‬

‫ •اجلزء اخلا�ص باجلانب الطبي‪:‬‬ ‫يبد�أ امللف الطبي ب�أخذ املعلومات ال�شخ�صية العامة‪ ،‬ومن ثم �أخذ التاريخ املر�ضي‪ ،‬فيما �إذا كان يعاين من �أمرا�ض مزمنة‪� ،‬أو ياخذ‬ ‫�أية �أدوية‪� ،‬أو اذا كان لديه �أي ح�سا�سية جتاه �أي دواء �أو �أي عمليات جراحية �سابقة وبعدها يتم ال�س�ؤال عن امل�شكلة احلالية‪ ،‬ويتم‬ ‫عمل الفحو�صات ال�سريرية واالكلينيكية وطلب الفحو�صات املخربية عند احلاجة‪ ،‬كما يحتوي امللف الطبي على بع�ض اجلوانب‬ ‫النف�سية‪ ،‬وال�س�ؤال عن �أهم اال�ضطرابات النف�سية‪ ،‬و�إذا ما كان ي�أخذ �أية �أدوية نف�سية �أو دخل �أي م�ست�شفى للأمرا�ض النف�سية‬ ‫من قبل‪ ،‬والتحويل للطبييب النف�سي عند احلاجة‪ ،‬و�أخريا الت�شخي�ص الطبي وو�ضع التو�صيات‪.‬‬

‫‪114‬‬


‫ •اجلزء اخلا�ص باال�ست�شارة القانونية‪:‬‬ ‫وهو عبارة عن �صفحة واحدة تت�ضمن تقدمي املعلومات القانونية والو�ضع القانوين للناجي من التعذيب وفق القوانني املحلية‬ ‫واتفاقيات حقوق االن�سان‪ ،‬بحيث ي�صبح الناجي من التعذيب على دراية بحقوقة القانونية كمواطن تعر�ض لإنتهاكات حقوق‬ ‫الإن�سان‪ ،‬وكالجىء يعي�ش يف وطن غري وطنه‪ ،‬ويجب توقيع متلقي اخلدمة على العلم بحقوقه القانونية واملدنية‪.‬‬

‫فنيات التعامل مع امللف‪:‬‬ ‫ ‬

‫•يجب تعبئة مناذج العمل بحد �أق�صى خالل ‪� 24‬ساعة من �إعطاء جل�سة التدخل‪.‬‬

‫ ‬

‫•جميع مناذج العمل واملقاي�س والأوراق داخل امللف يجب �أن توقع من قبل مقدم اخلدمة ثم توقع من قبل مدير احلالة‪.‬‬

‫ ‬

‫•يخزن امللف يف غرفة مغلقة و�سرية‪ ،‬وال ي�سمح لأي �شخ�ص باالطالع على امللف �إال الأ�شخا�ص العاملني مع احلالة‪ ،‬وتكون مهمة‬ ‫ا�ستخراج امللف من اخلزائن و�إرجاعه ملوظف ال�سجالت الطبية وحتت �إ�شراف مدير احلالة‪.‬‬

‫ ‬

‫•يخ�ضع امللف لعملية تدقيق من قبل امل�شرف الإكلنيكي‪� ،‬أو املدير الفني للوحدة للتاكد من تعبئته ب�صورة �صحيحة‪ ،‬وتكون‬ ‫عملية التدقيق كل ‪� 3‬شهور‪.‬‬

‫ ‬

‫•يجب �إبقاء امللف مفتوحاً ن�شطاً ملدة ‪� ٧‬سنوات وال يتم �إغالقة قبل هذا الزمن‪.‬‬

‫ ‬

‫•يخ�ص�ص اجلزء الأخري يف امللف لإ�ضافة �أي �أوراق يحملها ال�شخ�ص من جهات �أخرى مثل‪:‬‬

‫ ‬

‫‪ -‬تقارير طبية ‪.‬‬

‫ ‬

‫‪� -‬صور �أ�شعة‪.‬‬

‫ ‬

‫‪ -‬نتائج خمتربات‪.‬‬

‫ ‬

‫‪� -‬أوراق خا�صة باملفو�ضية العليا ل�ش�ؤون الالجئني‪.‬‬

‫‪115‬‬


‫�إدارة البيانات داخل امللف‪:‬‬ ‫�إن عملية التقييم للحالة يجب �أن تتم ب�صورة علمية‪ ،‬تتم عملية قيا�س قبلي وبعدي‪ ،‬ف�إن جميع املقايي�س داخل امللف يجب �أن تطبق مرتني‬ ‫على الأقل‪ ،‬واحدة قبل البدء بالتدخل والأخرى بعد انتهاء عملية التدخل‪ ،‬وميكن �أن ي�ضاف هذا التقييم �إلى برنامج ‪ Database‬املعتمد لدى‬ ‫امل�ؤ�س�سة‪ ،‬كما يت�ضح يف ال�شكل التايل‪:‬‬

‫�شكل بياين يبني مدى حت�سن امل�ؤ�شرات الإكلنيكية لدى حالة تعذيب على متغريات القلق واالكتئاب‪ ،‬وا�ضطراب ما بعد ال�صدمة قبل وبعد‬ ‫العالج‪ ،‬ثم بعد فرتة ‪� 4‬شهور من انتهاء اخلطة العالجية‪.‬‬

‫وميكن �إجراء �أنواع �أخرى نوعية من التقييمات �أثناء �سري خطة التدخل مثل التقومي الكويني الذي يتم من خالل‪:‬‬ ‫ * �إعادة �إجراء �إختبارات الت�شخي�ص‪.‬‬ ‫ * �س�ؤال احلالة عن مدى �شعورة بالتح�سن‪.‬‬ ‫ * �س�ؤال ذوي احلالة عن مدى التقدم الذي يالحظة‪.‬‬

‫‪116‬‬


‫ملخص الوحدة التاسعة‬ ‫عندما حتدث �أحداث �صادمة يف جمتمعاتنا وبلداننا وعاملنا ف�إننا نرغب يف �أن مند يد العون �إلى الأ�شخا�ص املت�أثرين بتلك الأزمات‬ ‫والأحداث بال�سرعة الق�صوى‪ ،‬ولكن عدد ال�ضحايا والناجني من الكوارث �أو احلروب �أو �أعمال العنف املنظمة ي�ؤدي الى حاجة عدد كبري‬ ‫من ال�ضحايا خلدمات متعددة تتطلب وجود فريق متعدد التخ�ص�صات يف اخلدمات االجتماعية والنف�سية والت�أهيلية‪ ،‬ولتن�سيق تلك‬ ‫اخلدمات ال بد من معرفة يف كيفية �إدارة احلالة والو�صول اليها‪ ،‬وفح�ص احتياجاتها‪ ،‬و�إعداد خطة الرعاية التي حتتاجها والتن�سيق‬ ‫بني فريق العمل الذي يقدم اخلدمة واالطمئنان على ا�ستيفاء املنتفعني الحتياجاتهم من اخلدمات املقدمة بعد حتقيق االهدافونظام‬ ‫التحويل الف َعال لت�أمني كافة احتياجاتهم‪.‬‬ ‫ي�أتي �إنتاج هذا اجلزء من الدليل التدريبي يف �سياق احلاجة املا�سة ملعرفة �إدارة احلالة ونظام التحويل ملركز عالج وت�أهيل �ضحايا التعذيب‬ ‫يف فل�سطني‪ ،‬م�ساهمة منه يف ن�شر املعرفة وبناء القدرات للمراكز والعاملني يف جمال اخلدمات ال�صحية النف�سية واالجتماعية والت�أهيلية‪،‬‬ ‫مما يعزز من كفاءة اخلدمات وي�ساعد تلك ال�شريحة العري�ضة من املت�ضررين‪ ،‬ويعزز من قدرة العاملني على تنفيذ �إدارة احلاالت بنجاح‪.‬‬ ‫وحتتوي الوحدة على �ستة ف�صول كجزء من ا�سرتاتيجية �أو�سع لتوفري �أف�ضل الرعاية للناجني وال�ضحايا على املدى الطويل بطريقة‬ ‫من�سقة‪ ،‬من حيث اخلطوات املتبعة يف الو�صول الى املنتفعني‪ ،‬والتقيم الأويل وفح�ص االحتياج‪ ،‬وخطة تقدمي الرعاية‪ ،‬وتن�سيق وادارة‬ ‫فريق العمل‪ ،‬واملتابعة للحالة‪ ،‬ويعتمد التدريب يف جوهره على خربات املركز و املتدرب من متارين ومناذج وان�شطة جماعية ‪ ،‬لعب �أدوار‬ ‫وا�ستعرا�ض حاالت درا�سية ‪.‬‬ ‫وعليه ف�إدارة احلالة لي�ست فقط عملية تن�سيقية ت�ضمن ح�صول املنتفع على اخلدمات االجتماعية املختلفة‪ ،‬بل هي تتعدى ذلك �إلى �أن‬ ‫تكون عملية مهنية ت�ستلزم مهارات �إكلينيكية من املمار�س توجه نحو �إحداث التغيري املرغوب يف املنتفع وخارطة للطريق ي�ستطيع املمار�س‬ ‫�أن ي�ستخدمها‪ ،‬من �أجل م�ساعدة املنتفع ولكنها خارطة مرنة ميكن التعديل فيها وفقاً لطبيعة امل�شكلة وطبيعة امل�شكالت التي يح�ضرونها‪،‬‬ ‫ويعترب مدير احلالة مبثابة القبطان الذي ين�سق العملية للو�صول �إلى الهدف وهذا الف�صل ي�سلط ال�ضوء على الواقع املتبع يف �إدارة امللف‬ ‫والتحويل‪.‬‬

‫‪117‬‬


‫اﻟﻮﺣﺪة اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ‪:‬‬ ‫إدارة اﻟﺤﺎﻟﺔ وﻧﻈﺎم اﻟﺘﺤﻮل‬ ‫اﻟﻜﻠﻤﺎت اﻟﻤﻔﺘﺎﺣﻴﺔ ‪:‬‬ ‫• أﻫﺪاف إدارة اﻟﺤﺎﻟﺔ‪.‬‬ ‫• إﻳﺠﺎد اﻟﺤﺎﻟﺔ‪.‬‬ ‫• إﻳﺠﺎد اﻟﻤﻨﺘﻔﻌﻴﻦ‪.‬‬ ‫• اﻟﺘﻘﻴﻴﻢ وﻓﺤﺺ اﻻﺣﺘﻴﺎج‬ ‫• ﺧﻄﺔ ﺗﻘﺪﻳﻢ اﻟﺮﻋﺎﻳﺔ وﺗﺸﻤﻞ اﻟﺨﺪﻣﺎت اﻟﺘﻲ‬ ‫ُﺗﻘﺪم واﻟﺨﺪﻣﺎت اﻟﺘﻌﺎوﻧﻴﺔ‪.‬‬ ‫• اﻟﻤﺘﺎﺑﻌﺔ أﺛﻨﺎء ﺗﻘﺪﻳﻢ اﻟﺨﺪﻣﺎت‪.‬‬ ‫• ﺗﻨﺴﻴﻖ وإدارة ﻓﺮﻳﻖ اﻟﻌﻤﻞ‪.‬‬ ‫• اﻹﻏﻼق وإﻋﺎدة اﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ‪.‬‬

‫‪118‬‬


‫ادارة الحالة ونظام التحويل‬ ‫مقدمة‬ ‫هناك �أنواع خمتلفة من الأحداث الأليمة التي تقع يف العامل‪ ،‬مثل احلروب واالحتالل والكوارث الطبيعية كاالزالزل والأعا�صري‬ ‫والفيا�ضانات وحوادث املرور واحلرائق والعنف املتبادل ما بني الأفراد )مثل العنف اجلن�سي‪ ).‬وقد يت�أثر بهذه الأحداث �أفراد و�أ�سر‬ ‫وجماعات وجمتمعات ب�أكملها‪ .‬وقد يفقد البع�ض بيوتهم �أو �أحباءهم‪� ،‬أو قد ينف�صلون عن �أ�سرهم وجمتمعاتهم‪� ،‬أو قد ي�شهدون املوت �أو‬ ‫العنف �أو الدمار وهذا بطبيعة احلال ي�ؤدي �إلى حاجة عدد كبري من ال�ضحايا خلدمات ال�صحة النف�سية التي تتطلب معرفة يف كيفية‬ ‫�إدارة احلالة من خالل ا�ستخدام الطرق املثلى ال�ستقبالها‪ ،‬وفح�ص احتياجاتها وخطة الرعاية التي حتتاجها والتن�سيق بني فريق العمل‬ ‫الذي يقدم اخلدمة ونظام التحويل الف َعال ‪.‬‬

‫تاريخ النشأة‬ ‫�إن اجلذور التاريخية لإدارة احلالة تعود �إلى تاريخ ن�ش�أة اخلدمة االجتماعية‪ .‬فامل�ؤ�س�سات االجتماعية واملنظمات اخلريية التي ن�ش�أت يف‬ ‫الواليات املتحدة الأمريكية منذ �أواخر القرن التا�سع ع�شر‪ ،‬تعترب منوذجاً للعمل التن�سيقي للخدمات االجتماعية‪ .‬فعلى �سبيل املثال جند‬ ‫�أن اجلهود التن�سيقية يف امل�ؤ�س�سات االجتماعية كانت تت�ضمن ا�ستخدام الكروت املبوبة‪ ،‬بحيث يكون لكل عائلة كرت يدون فيه كل املعلومات‬ ‫التي تخت�ص بتلك العائلة واحتياجها والبيئة املحيطة بها‪،‬من �أجل �ضمان العدالة يف توزيع اخلدمات االجتماعية منعا لالزدواجية يف‬ ‫تقدميها‪ .‬فكل حمتاج �أو عائلة يتم ت�سجيله يف الهيئة وال ي�سمح له �أو لها احل�صول على ذات اخلدمة من م�صدرين خمتلفني‪.‬‬ ‫ويف هذا ال�صدد ي�شري ‪� )1978( Carter‬إلى �أن الغر�ض من الت�سجيل هو منع التحايل من قبل املحتاجني يف احل�صول على اخلدمات من‬ ‫املنظمات‪ .‬كما ميكن الإ�شارة هنا �إلى �أن جهود ‪ Mary Richmond‬يف الت�أكيد على �أهمية البحث االجتماعي تت�ضمن �ضرورة وجود عملية‬ ‫التن�سيق والتعاون فيما بني املنظمات التي تقدم اخلدمات االجتماعية‪ .‬وقد �أ�شارت �إلى ذلك يف عام ‪1901‬م عندما �سلطت ال�ضوء على‬ ‫امل�شكالت املرتبطة بغياب التن�سيق بني تلك املنظمات‪.‬‬ ‫غري �أن �إدارة احلالة املعا�صرة ميكن �إرجاعها �إلى قانون اخلدمات املوحدة الذي ظهر يف عام ‪ 1971‬يف الواليات املتحدة الأمريكية‪ .‬هذا‬ ‫القانون �أدرك احلاجة �إلى حت�سني برامج اخلدمات الإن�سانية على امل�ستويني املحلي والقومي يف جماالت التعليم وال�صحة والرعاية‬ ‫االجتماعية‪.‬‬ ‫ومما �أفرزه هذا القانون �أ�ساليب مهنية ملتابعة العمالء وتتبع �إحالتهم �إلى امل�ؤ�س�سات املختلفة للح�صول على اخلدمات التي يحتاجونها‪،‬‬ ‫وهذا من مهام ما يعرف بنموذج �إدارة احلالة‪.‬‬ ‫وميكن القول �أنه منذ بداية عقد ال�سبعينات من القرن الع�شرين و�إدارة احلالة �أ�صبحت يف نظر الكثريين من را�سمي ال�سيا�سة االجتماعية‬ ‫يف الدول الغربية �ضرورة ملحة‪ ،‬تفر�ضها التحوالت االجتماعية واالقت�صادية‪ ،‬وتزايد معدالت امل�شكالت الإن�سانية يف ظل تناق�ص امل�ؤ�س�سات‬ ‫االجتماعية التي تت�صدى لها‪ .‬ولذلك ف�إدارة احلالة منوذجاً يتولى تن�سيق اخلدمات االجتماعية املختلفة و�ضمان و�صولها للمحتاجني‬ ‫بكفاءات عالية وتكلفة �أقل‪.‬‬

‫‪119‬‬


‫مفهوم إدارة الحالة ‪:‬‬ ‫هناك العديد من التعريفات ملفهوم �إدارة احلالة ميكن ا�ستعرا�ضها فيما يلي‪.‬‬ ‫تعرف ‪� )1982( Intaglia‬إدارة احلالة ب�أنها «عملية �أو طريقة ل�ضمان �أن العمالء يزودون بكل اخلدمات التي يحتاجون‪ ،‬بطريقة‬ ‫من�سقة وفعالة وكافية»‪ .‬وهنا ت�شري ‪� Intaglia‬إلى �أن �إدارة احلالة ما هي �إال خطوات منظمة ومن�سقة‪ ،‬يكون هدفها �إ�شباع احتياجات‬ ‫العمالء بكفاءة وفاعلية‪.‬‬ ‫ويعرف كل من ‪ Geron‬و ‪� Chass ler 1994‬إدارة احلالة ب�أنها «�إحدى اخلدمات التي تربط وتن�سق عملية امل�ساعدة املقدمة من‬ ‫امل�ؤ�س�سات والأفراد القادرين لأولئك املحتاجني‪ ،‬من �أجل �أن يح�صل الآخرين على �أعلى م�ستوى من اال�ستقاللية»‪.‬‬ ‫وب�أ�سلوب �آخر يرى ‪� Libassi 1988‬أن �إدارة احلالة ما هي �إال �أ�سلوب يجمع بني العقالنية والتفرد يف التن�سيق بني اخلدمات الإن�سانية‪.‬‬ ‫وتعرف �إدارة احلالة من قبل رابطة امل�ست�شفيات الأمريكية (‪ )1987‬ب�أنها «عملية للتنظيم والتخطيط واملراقبة للخدمات وامل�صادر‬ ‫ال�ضرورية لال�ستجابة الحتياجات الأفراد‪ ،‬وتقدمي متطلبات الرعاية لهم»‬ ‫وتعرف رابطة الأخ�صائيني االجتماعيني الأمريكية (‪� )1992 ,NASW‬إدارة احلالة ب�أنها «طريقة لتزويد اخلدمات‪ ،‬حيث الأخ�صائي‬ ‫االجتماعي املهني يقدّر احتياجات العميل و�أ�سرته‪ ،‬وين�سق ويراقب ويقيم اخلدمات التي يحتاجونها‪ .‬و�إدارة احلالة تقدم على‬ ‫م�ستوى املمار�سة املبا�شرة وعلى م�ستوى التنظيم الن�سقي‪.‬‬ ‫وي�شري كل من ‪ Weil‬و ‪� Karls 1985‬إلى �أن �إدارة احلالة «جمموعة من اخلطوات املنطقية للتفاعل �ضمن �شبكة اخلدمات‪ ،‬من �أجل‬ ‫�ضمان �أن العمل يح�صل على اخلدمات التي يحتاجها بطريقة فعالة وبكفاءة عالية وبتكلفة �أقل»‪.‬‬ ‫ومن هنا ف�إدارة احلالة لي�ست فقط عملية تن�سيقية ت�ضمن ح�صول العم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالء على اخلدمات االجتماعية املختلفة‪ .‬بل هي تتعدى‬ ‫ذلك �إلى �أن تكون عملية مهنية ت�ستلزم مهارات �إكلينيكية (‪ )Clinical Skills‬من املمار�س‪ ،‬توجه نحو �إحداث التغيري املرغوب يف‬ ‫العميل‪.‬‬ ‫وميكن وفقا لهذا االجتاه �أن تعرف �إدارة احلالة ب�أنها «عملية مهنية تهدف �إلى م�ساعدة العمالء على التوافق النف�سي واالجتماعي‪ ،‬من‬ ‫خالل تخطيط وتنظيم وتن�سيق الربامج واخلدمات االجتماعية املختلفة ملقابلة احتياجات العمالء»‪.‬‬

‫وبالتايل ف�إن ادارة احلالة ‪:‬عبارة عن خارطة للطريق ي�ستطيع املمار�س �أن ي�ستخدمها من �أجل م�ساعدة املنتفع «العميل «على‬ ‫الو�صول للتكيف النف�سي واالجتماعي و�إ�شباع احتياجاته‪ ،‬ولكنها خارطة مرنة‪ ،‬ميكن التعديل فيها وفقاً لطبيعة امل�شكلة وطبيعة‬ ‫امل�شكالت التي يح�ضرونها‪.‬‬

‫‪120‬‬


‫الخطوات األساسية إلدارة الحالة‬ ‫ ‬

‫•�أهداف �إدارة احلالة ‪.‬‬

‫ ‬

‫•�إيجاد احلالة‪.‬‬

‫ ‬

‫•التقييم وفح�ص االحتياج‪.‬‬

‫ ‬

‫•خطة تقدمي الرعاية وت�شمل اخلدمات التي ُتقدم واخلدمات التعاونية‪.‬‬

‫ ‬

‫•املتابعة �أثناء تقدمي اخلدمات ‪.‬‬

‫ ‬

‫•تن�سيق و�إدارة فريق العمل ‪.‬‬

‫ ‬

‫•الإغالق و�إعادة التحويل‪.‬‬

‫أهداف إدارة الحالة‪:‬‬ ‫�أن منوذج �إدارة احلالة يهدف �إلى تهيئة البيئة والو�صول �إلى القدرة على التحكم يف نوعية وتكلفة الرعاية املقدمة للمنتفع «العميل «‬ ‫«احلالة «‪ .‬ذلك يتحقق من خالل ت�ضافر اجلهود اجلمعية‪ ،‬وا�ستثمار املوارد املجتمعية من �أجل �إ�شباع احتياجات املنتفع‪/‬العميل‪.‬‬ ‫ *تعزيز ا�ستمرارية تقدمي الرعاية النف�سية واالجتماعية والت�أهيلية‪.‬‬ ‫ *تقدمي اخلدمات االجتماعية بطريقة �شمولية ومن�سقة‪.‬‬ ‫ *تعزيز �إمكانية احل�صول على اخلدمات من قبل املحتاجني‪ ،‬وتذليل ال�صعوبات التي تعرت�ض ذلك‪.‬‬ ‫ *تعزيز املحا�سبة (‪ )Accountability‬من خالل حتديد م�س�ؤولية مدير احلالة وهذا ي�ضمن الت�أكيد على كفاءة‬ ‫وفاعلية الربامج‪ ،‬واخلدمات االجتماعية املقدمة للعمالء‪.‬‬ ‫ *زيادة �إمكانية ح�صول العمالء على اخلدمات التي يحتاجونها يف وقت قيا�سي‪.‬‬ ‫ *تقدير احتياجات احلاالت‪/‬العمالء‪.‬‬ ‫ *تطوير اخلطة ال�شاملة للخدمات‪.‬‬ ‫ *تنظيم تقدمي اخلدمات ‪.‬‬ ‫ *مراقبة تقدمي اخلدمات‪.‬‬ ‫ *التقييم واملتابعة‪.‬‬

‫‪121‬‬


‫وعلى الرغم من تعدد من ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاذج �إدارة احلالة وفقا لهذه املتغريات �إال �أن جند النموذج العام ‪Generic Model‬‬

‫من اخلطوات التالية‪-:‬‬

‫لإدارة احلالة يتكون‬

‫تحديد المنتفعين وكيفية الوصول اليهم‬ ‫إيجاد الحالة ‪:‬‬ ‫‪ -1‬الو�صول للعمالء‪Client Outreach :‬‬

‫ويعنى ذلك اجلهود التي يبذلها املمار�س لإدارة احلالة‪ ،‬من �أجل الو�صول �إلى املنتفعني‪/‬العمالء‪ .‬هو ال يقف هنا حتى ي�صل‬ ‫�إليه املنتفعون‪/‬العمالء‪ ،‬بل �إن دوره الفعلي هو البحث عن �أولئك املنتفعني‪/‬العمالء‪ ،‬والوقوف على ماهية اخلدمات التي ت�شبع‬ ‫احتياجاتهم‪ .‬وهذا الدور الذي يقوم به املمار�س هو دور ن�شط وفعال‪ ،‬وبعيد عن ال�سلبية يف التعامل مع املنتفعني‪ /‬العمالء‪.‬‬ ‫وكما يبحث املمار�سون عن املنتفعني‪/‬العمالء يبحثون �أي�ضاً عن امل�صادر البيئية املتوفرة واملتاحة‪ ،‬والتي ميكن توجيه املنتفعني‪/‬‬ ‫العمالء �إليها للح�صول على اخلدمات التي تلبي احتياجهم‪.‬‬ ‫هنالك جهود ذاتية و�شبكة توا�صل وتعاون تتكامل للو�صول الى املنتفعني والناجني بال�سرعة الق�صوى‪ ،‬جنملها مبايلي‪:‬‬ ‫ ‬

‫*فريق التدخل وقت الأزمات‪ ،‬الذي يقوم بتقدمي اال�سعافات النف�سية يف املناطق املت�ضررة‪ ،‬بعد الإعالن عن مكان ا�ستهدافها‪،‬‬ ‫بحيث يوجد فريق يف كل منطقة‪ ،‬ي�ضم عدة جمموعات وظيفتها تقدمي اال�سعافات الوقائية‪ ،‬ومن ثم تبيان العناويني التي‬ ‫ميكن اللجوء لها يف حالة تفاقم الأعرا�ض وزيارات املتابعة ‪.‬‬

‫ ‬

‫*من خالل مذكرة تعاون مع خمتلف الوزارات وامل�ؤ�س�سات ذات العالقة‪ ،‬مثل هيئات �ش�ؤون الأ�سرى واملحررين واملفقوديني‪،‬‬ ‫وال�ش�ؤون االجتماعية والداخلية واملر�أة والعدل وال�صحة والتعليم‪ ،‬وكذلك حتالف وتكامل مع م�ؤ�س�سات املجتمع املدين ذات‬ ‫العالقة‪ ،‬وت�شمل م�ؤ�س�سات �صحية و�أطباء الوحدات اخلا�صة‪ ،‬وم�ؤ�س�سات قانونية ‪،‬ن�سوية ‪،‬بلدية وجمتمع حملي‪�،‬شبابية ‪....‬‬ ‫الخ‪.‬‬

‫ ‬

‫*من خالل حمالت �إعالمية موجهة‪ ،‬مثل ال�سبوت الإذاعي والتلفزيوين‪ ،‬وو�سائل الإعالم‪ ،‬حيث يتم توعية النا�س وتعريفهم‬ ‫�سبل الو�صول �إلى خدماتنا ‪.‬‬

‫ ‬

‫*من خالل ور�ش التوعية يف املناطق ال�ساخنة وامل�ستهدفة‪ ،‬والأكرث ت�ضرراً وتوجيههم �إلى �سبل الوقاية من ال�صدمات النف�سية‬ ‫و كيفية الو�صول للخدمات‪.‬‬

‫ ‬

‫*من خالل ‪ Facebock‬و ‪ Twitter‬واملواقع الإلكرتونية والتوا�صل االجتماعي‪.‬‬

‫ ‬

‫*من خالل (نظام التحويل ) الإحالة و�إعادة الإحالة مع كافة امل�ؤ�س�سات �سابقة الذكر ‪.‬‬

‫ ‬

‫*توزيع الن�شرات املتخ�ص�صة مثل الكتيبات وغريها للوقاية وطلب اخلدمة‬

‫ ‬

‫*من خالل امل�ستفيدين من خدماتنا يتم توجيه املت�ضررين الآخرين يف حال احلاجة �إليها ‪.‬‬

‫‪122‬‬


‫من نستهدف‬ ‫ ‬

‫*الأ�شخا�ص الذين يعانون من �ضيق نف�سي‪ ،‬الذين تعر�ضوا م�ؤخراً �إلى حدثٍ ينطوي على �أزمة حقيقية‪ ،‬مثل �ضحايا احلروب‬ ‫واالنتهاكات‪ ،‬و�سوء املعاملة‪ ،‬وذوي الأ�سرى واملعتقليني ‪ ،‬الناجني من الكوارث الطبيعية ‪� ،‬ضحايا العنف واالعتداءات اجلن�سية ‪.‬‬

‫ ‬

‫*الأ�شخا�ص امل�صابني بجروح خطرية تهدد حياتهم‪ ،‬ويحتاجون �إلى رعاية طبية طارئة‪ ،‬مثل الناجني من التعذيب ‪ ،‬اجلرحى‬ ‫وخا�ص ًة املعاقني منهم ‪.‬‬

‫ ‬

‫*الأ�شخا�ص الذين يعانون من االنزعاج ال�شديد‪ ،‬بحيث ال ي�ستطيعون االهتمام ب�أنف�سهم‪� ،‬أو ب�أطفالهم‪ ،‬مثل ذوي ال�شهداء‬ ‫واملفقودين‪.‬‬

‫متى يجري تقديم الخدمات ؟‬ ‫رغم �أن النا�س قد يحتاجون �إلى احل�صول على امل�ساعدة والدعم لفرتة طويلة من بعد احلادث‪� ،‬إال �أن اخلدمات الأولية النف�سية تهدف‬ ‫�إلى م�ساعدة الأ�شخا�ص الذين ما لبثوا �أن تعر�ضوا �إلى حادث �أليم‪ .‬ب�إمكانكم تقدمي الإ�سعافات الأولية النف�سية منذ املرة الأولى التي‬ ‫تتوا�صلون فيها مع �أ�شخا�ص يعانون من �ضيقٍ نف�سي �شديد‪ ،‬وعادة مايكون ذلك خالل احلادث �أو بعده مبا�شرة‪.‬‬ ‫ولكن يف بع�ض الأحيان‪ ،‬قد يكون ذلك بعد �أيام �أو �أ�سابيع من وقوع احلادث‪ ،‬ن�سبة �إلى الفرتة الزمنية التي ا�ستغرقها احلادث‪ ،‬ومدى‬ ‫�شدّته‪.‬‬

‫أين يجري تقديم الخدمات؟‬ ‫ب�إمكانكم تقدمي الإ�سعافات الأولية النف�سية يف �أي مكان �آمن مبا يكفي للقيام بذلك‪ .‬ويجري ذلك على الأغلب يف �إطار املجتمع املحلي‪،‬‬ ‫على �سبيل املثال يف موقع حادث ما‪� ،‬أو الأماكن التي يتم فيها تقدمي اخلدمات لأنا�س يعانون من �ضيق نف�سي‪ ،‬مثل املراكز ال�صحية‪،‬‬ ‫واملالجئ �أو املخيمات‪ ،‬واملدار�س ومواقع توزيع الأغذية وغريها من �أ�شكال املعونة‪.‬‬ ‫ولكن احلاالت �شديدة املعاناة يتم حتويلها �إلى العيادات النف�سية التابعة للمركز‪� ،‬أو اجلهة التي تقدم اخلدمة‪� ،‬أو يف منزل ال�ضحية اذا‬ ‫كان �آمناً �أو يف امل�ست�شفى و�أحياناً يف مراكز التوقيف ويف ال�سجون �إذا امكن ‪.‬‬

‫التوجه الذاتي ‪:‬‬ ‫امل�صداقية واحلياد واملهنية والثقة بامل�ؤ�س�سة هي عنا�صر حا�سمة للتوجه الذاتي للمنتفعني‪/‬العمالء لطلب اخلدمات‪ ،‬وذلك لأن غالبية‬ ‫احلاالت لديها ح�سا�سية وخوف �أمني‪ ،‬خوفاً من املالحقة الأمنية وبالتايل يجب �أن نخلق لهم ال�شعور بالأمان لذلك نن�صح بتجنب‬ ‫مايلي‪:‬‬

‫‪123‬‬


‫ ‬

‫*عدم �إظهار التعاطف مع �أي ف�صيل �أو توجه �سيا�سي �أو اخلو�ض يف ذلك من خالل بيانات املركز �أو مقالبة ال�ضحايا ‪.‬‬

‫ ‬

‫*عدم ا�ستخدام الألفاظ التي تظهر ميولك الفكرية “ي�سارية‪ ،‬مينية ‪�........‬إلخ‪.‬‬

‫ ‬

‫*ال ت�س�أل عن االنتماء ال�سيا�سي‪/‬الطائفي ‪�.......‬إلخ‪.‬‬

‫ ‬

‫*ال جترب املنتفع على احلديث عن �أ�شياء ت�شكل خطورة عليه‪� ،‬أو ال يرغب يف احلديث عنها‪.‬‬

‫ ‬

‫*التعد املنتفع بوعود ال تتوافر يف امل�ؤ�س�سة‪� ،‬أو من املحتمل �أن ال ت�ستطيع الوفاء بها ‪.‬‬

‫‪vv‬نن�صح مبا يلي ‪:‬‬ ‫ ‬

‫*ب�أن تظهر تعاطفاً ان�سانياً مع املنتفع لأن الدعم وامل�ساندة يعزز من الثقة والتقبل ‪.‬‬

‫ ‬

‫*الت�أكيد على ال�سرية و�سالمة البيانات من خالل اطالعه على الأر�شفة واحلماية‪ ،‬وا�ستخدام الكود الرقمي‪.‬‬

‫ ‬

‫*�إظهار اجلدية والرغبة للم�ساعدة يف اخلدمات املتوافرة يف امل�ؤ�س�سة واالحتياجات التكميلية التي التتوافر يف امل�ؤ�س�سة‪ ،‬من‬ ‫خالل التحويل واملخاطبة بر�سائل تو�صية ‪�..........‬إلخ ‪.‬‬

‫مع مرور الوقت ت�صبح امل�ؤ�س�سة تتمتع ب�سمعة وم�صداقية من تزكيات املنتفعني ور�ضاهم عن اخلدمات املقدمة لهم وهذ ينعك�س من خالل‬ ‫�إر�شاد معارفهم وزمالئهم للتوجه لطلب اخلدمة ذاتياً من امل�ؤ�س�سة ‪.‬‬ ‫يجب �أن نكون واعيني �أن الو�صمة االجتماعية جتاه خدمات ال�صحة النف�سية عالية‪ ،‬لأنها حتول دون التوجه الذاتي‪� ،‬إال يف حاالت متقدمة‪،‬‬ ‫و�أحياناً عند عدم ال�سيطرة على الأعرا�ض وللتقليل منها‪ ،‬عند تعدد وتنوع اخلدمات مثل الت�أهيل الوظيفي « املهني « وتوفر الأدوية‬ ‫‪ ،‬وتزويدهم بالتقارير املعتمدة التي ت�سهل ح�صولهم على امل�ساعدات الغذائية وغريها‪ ،‬وهذه بطبيعة احلال تزيد من التوجه الذاتي‬ ‫للم�ؤ�س�سة‪ .‬ويقلل من الو�صمة االجتماعية باعتبار �أن اخلدمات الأخرى تكون �أكرث قبو ًال يف املجتمع‪.‬‬

‫فريق العمل ‪:‬‬ ‫تعدد االحتياجات للناجني من التعذيب وم�صادر ال�صدمة املتنوعة يف املجتمع يتطلب خدمات متنوعة ومتكاملة مل�ساعدتهم‪ ،‬و ت�أهيلهم‬ ‫بال�سرعة الق�صوى‪ ،‬حيث �إن طواقم طبية ونف�سية واجتماعة وت�أهيلية م�ؤهلة وذات كفاءة عالية تعمل كفريق متعدد التخ�ص�صات يف‬ ‫ت�شخي�ص امل�شكلة وحتديدها‪ ،‬وو�ضع خطة عالج منا�سبة �ضمن الإمكانيات املتوفرة لديها وح�سب احتياج احلالة ‪ ،‬فعند حتويل حالة �إلى‬ ‫امل�ؤ�س�سة يقوم مدير الفريق �أو �أحد �أفراد هذا الفريق مثل الأخ�صائي االجتماعي با�ستقباله والتعرف عليه‪ ،‬وتعريفه باملركز واخلدمات‬ ‫املقدمة‪ ،‬ومن ثم جمع املعلومات منه ‪ ،‬بهدف حتديد وت�شخي�ص امل�شكلة‪ ،‬بعد مناق�شتها �ضمن فريق املركز‪ ،‬بهدف حتديد امل�شكلة‬ ‫واالحتياجات الأخرى ‪.‬‬

‫‪124‬‬


‫مثال على فريق العمل‪:‬‬ ‫مدير احلالة « مدير العمليات « وهو �أخ�صائي متمر�س يتمتع مبعرفة علمية ودراية عالية يف حتديد االحتياجات والتخطيط والتن�سيق‬ ‫ما بني �أع�ضاء الفريق‪ ،‬واملراقبة واملتابعة والتقيم‪ ،‬وطرق العالج‪ ،‬ومعرفة دوائية‪ ،‬بحيث ترد له كل البيانات من �أع�ضاء الفريق‬ ‫وين�سق عملهم وي�صادق على اخلطة واالحتياجات الأخرى ويراقب ويقيم تنفيذ ما مت امل�صادقة عليه والتفاو�ض مع امل�ؤ�س�سات ذات‬ ‫العالقة لالحتياجات االخرى‪ ،‬وي�صادق على الإنهاء وم�س�ؤول عن تقيم الر�ضى والأثر لكل العملية ‪.‬‬ ‫�أما الأخ�صائي االجتماعي فيقوم على �إ�ستقبال احلاالت داخل املركز‪ ،‬والزيارة امليدانية حيث تواجدوا‪ ،‬وجمع املعلومات من املنتفع و�أ�سرته‬ ‫وحميطة الذي يعي�ش فيه‪ ،‬وذلك بهدف الو�صول �إلى قائمة يف االحتياجات وامل�شاكل وال�صعوبات التي يعاين منها املنتفع‪ ،‬تقدم ملدير‬ ‫احلالة « امل�شرف « لو�ضع خطة عالج �سليمة ‪ ،‬وال يقت�صر دوره على ذلك‪ ،‬بل يتعدى ذلك فيقوم بعمل تن�سيق مع امل�ؤ�س�سة التي لها‬ ‫عالقة‪ ،‬وذلك من �أجل خدمة وم�ساعدة املنتفع املتمثلة يف االحتياجات الأخرى كامل�ساعدة املادية‪� ،‬أو حل امل�شاكل العملية �أو الدرا�سية‬ ‫�أو العائلية ‪.‬‬ ‫الأخ�صائي النف�سي ي�ستقبل احلاالت املحولة من مدير احلالة بتو�صية من طبيب املركز �أو الأخ�صائي االجتماعي‪� ،‬أو امل�ؤ�س�سات الأخرى‪،‬‬ ‫حيث يقوم بعمل جل�سات عالجية نف�سية فردية �أو عالج جماعي �أو عائلي‪ ،‬وح�سب �إحتياج احلالة ‪ ،‬كما يقوم بعمل فحو�صات نف�سية‬ ‫مثل فح�ص ال�شخ�صية واختبارات نف�سية �أخرى وفح�ص الذكاء �إن لزم االمر‪.‬‬ ‫والطبيب يقوم على فح�ص احلالة اجل�سمية واحلالة احلركية‪ ،‬ومراجعة امللف الطبي الدوائي ويو�صف العالج املنا�سب والالزم له‪� ،‬أو‬ ‫من املمكن �أن يقوم بتحويل احلالة جلهات طبية تخ�ص�صية‪ ،‬مثل طبيب العظام �إذا كان يعاين من �آالم يف الظهر �أو « الدي�سك « �أو‬ ‫يكون بحاجة �إلى عالج طبيعي ‪ .....‬الخ‪.‬‬ ‫الطبيب النف�سي فيقوم بفح�ص احلالة النف�سية والعقلية‪ ،‬وتقييم املعلومات املقدمة من باقي �أفراد الطاقم والت�شخي�ص‪ ،‬وو�صف العالج‬ ‫النف�سي املنا�سب �إذا وجدت حاجة و�ضرورة ‪.‬‬

‫التقييم وفحص االحتياج‬ ‫فح�ص حالة العميل �أثناء املقابلة ‪Screening and intake :‬‬

‫يف هذه اخلطوة يقوم املمار�س ب�إجراء تقدير مبدئي عن حالة العميل‪ ،‬والعوامل املختلفة التي ت�ؤثر على توافقه النف�سي واالجتماعي‪،‬‬ ‫وذلك بهدف حتديد مدى �إمكانية ح�صوله على اخلدمات النف�سية واالجتماعية والت�أهيلية التي تقدمها امل�ؤ�س�سة‪� ،‬أو املتوفرة يف م�ؤ�س�سات‬ ‫�أخرى‪ .‬وما يقوم به املمار�س هنا هو عملية املوافقة واملواءمة بني جوانب حالة املنتفع‪/‬العميل وبني �شروط و�إمكانيات اخلدمات والربامج‬ ‫املتوافرة مع الأخذ يف االعتبار �إمكانية حتقيق �أهداف تلك الربامج واخلدمات الحتياجات املنتفع‪/‬العميل‪.‬‬

‫‪125‬‬


‫الق�ضايا التي قد تكون م�شمولة يف تقييم الفرد وت�شمل‪:‬‬ ‫اخللفية ال�سريرية واحلالة ال�صحية احلايل‪.‬‬ ‫القدرة واالحتياجات احلالية من حيث �أن�شطة احلياة اليومية‪.‬‬ ‫امل�ستوى احلايل للعمل املعريف‪.‬‬ ‫التاريخ االجتماعي‪.‬‬ ‫احتياجات الرعاية املادية‪.‬‬ ‫مراجعة الدواء‪.‬‬ ‫احتياجات الرعاية االجتماعية‪.‬‬ ‫احتياجات �أو�سع‪ ،‬مبا يف ذلك ال�سكن‪ ،‬والرعاية االجتماعية والعمل والتعليم‪.‬‬ ‫ومن املهم �أي�ضا �أن تنظر يف ال�صحة والرفاه من مقدم الرعاية‬ ‫�إن تقييم تقدمي امل�ساعدة ب�شكل م�س�ؤول يت�ضمن‪:‬‬ ‫‪v‬‬

‫‪v‬احرتام ال�سالمة والكرامة واحلقوق ‪.‬‬

‫‪v‬‬

‫‪v‬تكييف الأفعال مبا يراعي ثقافة املنتفع‪/‬العميل ‪.‬‬

‫‪v‬‬

‫‪v‬االعتناء باحلالة النف�سية للمنتفع‪/‬العميل‪.‬‬

‫لذلك نن�صح مبا يلي ‪:‬‬ ‫ ‬

‫*جتنبوا تعري�ض الأ�شخا�ص ملزيد من اخلطر �أو الأذى نتيجة لإجراءات ال�سالمة‪.‬‬

‫ ‬

‫*ت�أكدوا‪� ،‬إلى �أبعد حدّ‪ ،‬من �أن يكون البالغون والأطفال الذين ت�ساعدونهم ب�أمان‪ ،‬واحموهم‪ .‬من الأذى اجل�سدي �أو النف�سي‪.‬‬

‫ ‬

‫*عاملوا النا�س باحرتام‪ ،‬وبح�سب ثقافتهم و�أعرافهم االجتماعية حفاظا على الكرامة‪.‬‬

‫ ‬

‫*ت�أكدوا من �إمكان ح�صول النا�س على امل�ساعدات ب�شكل من�صف‪ ،‬ومن دون متييز يف احلقوق‪.‬‬

‫ ‬

‫*�ساعدوا النا�س على حت�صيل حقوقهم والو�صول �إلى الدعم املتوافر‪.‬‬

‫ ‬

‫*ت�صرفوا على �أ�سا�س امل�صلحة الف�ضلى لأي �شخ�ص تقابلونه‪.‬‬

‫ ‬

‫*كونوا �صادقني وجديرين بالثقة‪» » .‬‬

‫ ‬

‫*احرتموا حق الأ�شخا�ص يف اتخاذ قرارتهم اخلا�صة‪.‬‬

‫ ‬

‫*تن ّبهوا �إلى م�شاعر التحيز عندكم و�أحكامكم امل�سبقة‪ ،‬واعملوا على حتييدها‪.‬‬

‫ ‬

‫*�أو�ضحوا للأ�شخا�ص ب�أنهم حتى و�إن رف�ضوا امل�ساعدة يف الوقت احلايل‪ ،‬فال يزال ب�إمكانهم احل�صول عليها الحقا‪.‬‬ ‫*احرتموا اخل�صو�صية‪ ،‬وحافظوا على �سرية ق�صة ال�شخ�ص‪ْ � ،‬إن كان ذلك منا�سبا‪.‬‬

‫ ‬

‫*ت�صرفوا ب�شكل الئق‪� ،‬آخذين باالعتبار ثقافة الأ�شخا�ص و�أعمارهم وجن�سهم‪.‬‬

‫ ‬

‫‪126‬‬


‫ال ننصح بما يلي ‪:‬‬ ‫ ‬

‫•ت�ستغلوا عالقتكم ك�أحد مقدمي امل�ساعدة‪.‬‬

‫ ‬

‫•ال تطلبوا من الأ�شخا�ص �أي مال �أو خدمات»مقابل امل�ساعدة التي تقدمونها لهم‪».‬‬ ‫•ال تعطوا وعوداً غري حقيقية‪.‬‬

‫ ‬

‫•ال تبالغوا يف مهاراتكم‪.‬‬

‫ ‬

‫•ال تفر�ضوا امل�ساعدة على الآخرين‪ ،‬وال تكونوا متطفلني �أو حلوحني‪.‬‬

‫ ‬

‫•ال جتربوا الأ�شخا�ص على �إخباركم بق�صتهم‪».‬‬

‫ ‬

‫•ال تطلعوا الآخرين على ق�ص�ص غريهم‪.‬‬

‫ ‬

‫•ال حتكموا على الأ�شخا�ص من خالل �أفعالهم �أو م�شاعرهم‪.‬‬

‫ ‬

‫التقدير ال�شمويل ‪Comprehensive Assessment :‬‬

‫يعترب هذا الن�شاط الذي يقوم به املمار�س حجر الزاوية يف �إدارة احلالة‪ ،‬ويعرف التقدير ال�شمويل ب�أنه طريقة جلمع املعلومات‬ ‫الدقيقة حالة العميل االجتماعية واجل�سمية والعقلية والنف�سية‪ ،‬التي ت�ساعد على حتديد م�شكالت العميل واخلدمات التي‬ ‫يحتاجها‪ ،‬وعلى �ضوء ما يتو�صل �إليه املمار�س من معلومات ميكن له تخطيط وتنظيم وتن�سيق اخلدمات التي تلبي احتياجات‬ ‫العمالء‪.‬‬

‫مثال ‪:‬التقرير االجتماعي للأخ�صائي االجتماعي يت�ضمن معلومات عن املنتفع‪:‬‬ ‫ ‬

‫•احلالة االجتماعية ‪.‬‬

‫ ‬

‫•التعليم ‪.‬‬

‫ ‬

‫•العالقة يف العمل ‪.‬‬

‫ ‬

‫•الو�ضع االقت�صادي ‪.‬‬

‫ ‬

‫•ال�سكن ‪.‬‬

‫ ‬

‫•اال�سرة ‪.‬‬

‫ ‬

‫•العنف ‪ ،‬االنتهاكات ‪.‬‬

‫ ‬

‫•قائمة امل�شاكل وال�صعوبات واالحتياجات الأولية‪.‬‬

‫‪127‬‬


‫مثال على فح�ص احلالة اجل�سمانية ‪:‬‬ ‫ ‬

‫•الفح�ص اجل�سدي العام‪ ،‬والذي ي�شمل النب�ض ودقات القلب وال�صدر والبطن‪ ،‬و�إجراء بع�ض الفحو�ص املخربية‪� ،‬أي �آثار‬ ‫ج�سدية‪ ،‬كدمات‪� ،‬سحجات ‪�........‬إلخ‪ ،‬التاريخ ماقبل املر�ضي واملر�ضي والأمرا�ض الوراثية والإعاقة احلركية‪.‬‬

‫ ‬

‫•الأمرا�ض غري ال�سارية مثل ال�ضغط وال�سكري ‪.‬‬

‫ ‬

‫•الأدوية واالحتياجات الطبية ‪.‬‬ ‫(انظر امللحق رقم واحد يف نهاية هذه الوحدة)‬

‫مثال على فح�ص احلالة الذهنية والعقلية من قبل الطبيب النف�سي‪:‬‬ ‫ •املظهر وال�سلوك مثل العناية بالذات ‪،‬التوا�صل الب�صري ‪ ،‬الن�شاط احلركي ‪.‬‬ ‫ •احلديث مثل الكمية ال�سرعة ‪.‬‬ ‫ •التفكري ‪.‬‬ ‫ •الذاكرة ‪.‬‬ ‫ •اخلوف ‪.‬‬ ‫ •املزاج ‪.‬‬ ‫(انظر امللحق التدريبي رقم ‪ 2‬يف نهاية هذه الوحدة)‬

‫�أمثلة على االختبارات واملقايي�س الالزمة‪:‬‬ ‫ ‬

‫•�إختبار ال�شخ�صية ‪.‬‬

‫ ‬

‫•االكتئاب لبيك ‪.BDI‬‬

‫ ‬

‫•ا�ضطراب ما بعد ال�صدمة ‪.PTDS‬‬

‫ ‬

‫•�إختبار قائمة االعرا�ض ‪.Scl90‬‬

‫ ‬

‫•�إختبار بقع احلرب لرور�شاخ‬

‫ ‬

‫•�إختبار املنزل وال�شجرة‬ ‫(انظر امللحق التدريبي رقم ‪ 3‬يف نهاية هذه الوحدة)‬

‫‪128‬‬


‫�أمثلة على االحتياجات الأخرى ‪ :‬عمليات جراحية يتم تغطيتها من خالل التن�سيق مع التحويالت اخلارجية يف وزارة ال�صحة ‪ ،‬احتياجات‬ ‫�إغاثية يتم تغطيتها من خالل مذكرة تعاون مع ال�ش�ؤون االجتماعية �أو م�ؤ�س�سات �إغاثية خريية ‪.‬‬ ‫مالحظة ‪ :‬انظر املرفق على منوذج مذكرة تعاون للعالج الطبيعي مع مركز �أبو ريا ‪.‬‬ ‫التخطيط للرعاية ‪Care Planning :‬‬

‫يف هذه اخلطوة يتم ترجمة املعلومات التي توفرت يف اخلطوة ال�سابقة (التقدير ال�شمويل) �إلى برنامج مقرتح يتم من خالله ربط‬ ‫العميل باخلدمات التي يحتاجها‪ .‬وهذه اخلطوة مهمة جداً لأنها حتدد حجم النفقات التي يحتاجها الربنامج‪.‬‬ ‫الغر�ض الرئي�سي من خطة الرعاية هو دعم مدير احلالة يف توفري هيكل لرعاية الفرد‪ ،‬و�ضمان �أن توافق جميع اخلدمات املختلفة‪ ،‬و�أنها‬ ‫تتما�شى مع بع�ضها البع�ض‪.‬‬ ‫وهو ما يتم ا�ستخدامه ك�أداة مرجعية لتعيني �أنواع خمتلفة من اخلدمة �أو املدخالت املطلوبة‪ ،‬كما متكن مدير احلالة �إلى‪:‬‬ ‫ ‬

‫•حتويل احلالة �إلى اخلدمات املختلفة‬

‫ ‬

‫•تن�سيق جميع اخلدمات املختلفة‬

‫على هذا النحو‪ ،‬ينبغي �أن ينظر �إلى خطة الرعاية باعتبارها وثيقة «حية»‪ .‬مدير احلالة يجب عليه مراجعتها با�ستمرار‪ ،‬و�إعادة النظر‬ ‫يف خطة الرعاية يف كل مرحلة وفقا لذلك‪ ،‬وهكذا ف�إن خطة الرعاية هي يف حالة م�ستمرة من التغيري اعتمادا على حالة الفرد‪ ،‬ومدى‬ ‫التقدم الذي مت �إحرازه‪.‬‬ ‫�أن عملية “التخطيط للرعاية” ‪ ،‬يجب �أن ينظر �إليها على �أنها عملية م�ستمرة الهياكل‪ ،‬وت�سهل التنفيذ الفعال للرعاية مع مرور الوقت‪.‬‬ ‫ترتيب اخلدمات وحتديد االولويات ‪Service arrangement :‬‬

‫هذه اخلطوة عبارة عن عملية ات�صال يجريها املمار�س مع اجلهات التي �سوف تز ّود العميل باخلدمات‪ ،‬وفقاً للخطة املقرتحة‪� ،‬سواء كانت‬ ‫تلك اجلهات ر�سمية �أم غري ر�سمية‪ .‬هذه اخلطوة ت�ستلزم من املمار�س �أن يلعب دور املفاو�ض واملمثل عن حاجات العمالء لدى اجلهات‬ ‫املقدمة للخدمات‪.‬‬ ‫�إعادة التقدير‪Reassessment :‬‬

‫خالل هذه اخلطوة يعمد املمار�س �إلى �إعادة تقدير حالة العميل والوظائف التي يقوم بها‪ ،‬من �أجل معرفة وحتديد التغريات التي حدثت‬ ‫نتيجة ال�ستفادته من اخلدمات التي ا�ستفاد منها‪ .‬وممكن �أن يتم التقدير بطريقة دورية �أي خالل �أ�سبوعني �أو ثالثة �أو �شهر‪ .‬وعملية‬

‫‪129‬‬


‫�إعادة التقدير مت ّكن املمار�سني ورا�سمي برامج وخدمات الرعاية االجتماعية من الوقوف على ما حتقق من الأهداف املر�سومة يف اخلطط‬ ‫والربامج املقرتحة‪.‬‬

‫تنسيق الخدمات واالشراف ‪:‬‬ ‫�أهمية تن�سيق اخلدمات‬ ‫الرعاية للتن�سيق ميكن �أن تقلل من االزدواجية يف الرعاية ال�صحية‪ ،‬وجتنب الثغرات وتقليل تكاليف الرعاية ال�صحية وخدمات الرعاية‬ ‫االجتماعية‪ .‬مما يزيد يف الفوائد التي تعود على املر�ضى ويعمل على حت�سني فر�ص احل�صول على اخلدمات‪ ،‬وجتنب التحقيقات غري‬ ‫ال�ضرورية والإجراءات‪ ،‬وحت�سني �إدارة املري�ض‪ ،‬والإنهاء �أ�سرع من املركز‪.‬‬ ‫فالرعاية للتن�سيق جوهر �إدارة احلاالت‪� .‬أنها تعني التوا�صل امل�ستمر مع املر�ضى ومقدمي الرعاية لهم‪ ،‬وخمتلف املهنيني واخلدمات وت�أتي‬ ‫يف ات�صال مع املهنيني لتنظيم وتقدمي الرعاية لل�شخ�ص‪� .‬أنها تتحمل امل�س�ؤولية عن الإ�شراف والتن�سيق‪ ،‬ت�ساعدهم على التنقل يف النظام‪.‬‬ ‫مناذج لإدارة وتن�سيق اخلدمات املراقبة ‪Monitoring :‬‬

‫هذه اخلطوة متكن املمار�س من اال�ستجابة ال�سريعة للتغريات التي تطر�أ على حالة العميل‪ .‬وهنا قد يتطلب الأمر زيادة اخلدمات �أو‬ ‫�إنهائها �أو توقفها �أو املحافظة على ا�ستمراريتها وفقا لطبيعة احلالة‪ .‬ومن العوامل التي ت�ؤثر يف املراقبة �أمران‪ :‬نوعية اخلدمات املقدمة‬ ‫و�شدة احتياجات العمالء‪ .‬ومما يجدر الإ�شارة �إليه �أن عملية املراقبة ذات ت�أثري كبري على نفقات اخلدمة‪ .‬واملمار�س من خالل املراقبة‬ ‫ي�ستطيع الوقوف على مقدار التغري الذي حدث للمنتفع‪/‬للعميل من خالل اخلدمات التي ح�صل عليها‪.‬‬ ‫الإ�شراف ‪Supervision‬‬

‫يقوم مدير احلالة بتقيم احلالة ومتابعتها مع كافة �أفراد الفريق‪ ،‬واخلروج بالتو�صيات املتاحة يف اخلدمات التي يحتاجها املنتفع وتن�سيق‬ ‫الرعاية الطبية بني �أفراد الفريق‪ ،‬بح�سب �أدوارهم مع املنتفع‪ ،‬ويقومون بو�ضع خطة العالج واخلدمات املقرتحة‪ ،‬والفرتة الزمنية‬ ‫لتحقيق ذلك‪ ،‬وهذا بطبيعة احلال يعطيه القدرة على املحا�سبة والتقييم الدوري وحل امل�شكالت‪ ،‬والتفاو�ض على اخلدمات التكميلية غري‬ ‫املتوفرة‪ ،‬وكذلك املتابعة والرقابة �إلى حني الإنهاء ‪.‬‬ ‫كما يكت�سب الإ�شراف �أهمية بتتبع خطة الرعاية “اخلطة العالجية “ وتنفيذها بال�شكل ال�صحيح‪ ،‬وميكننا من ر�صد وا�ستعرا�ض ما �إذا كان‬ ‫الفرد هو تلقي حزمة منا�سبة من الرعاية �أو �إجراء بع�ض التعديالت عليها مع التقدم واملتابعة والإ�شراف يومياً‪� ،‬أو �أ�سبوعيا �أو �شهريا‪،‬‬ ‫وب�شكل مبا�شر‪ ،‬يف منزل الفرد من خالل الزيارة و‪�/‬أو من خالل املراقبة عن بعد (على �سبيل املثال‪ ،‬عن طريق الهاتف) كما ميكن املتابعة‬ ‫و القيام بها من قبل فريق متعدد التخ�ص�صات‪ .‬فعملية الر�صد واملتابعة واال�شراف تتيح املجال لإعادة النظر بخطط الرعاية با�ستمرار‪،‬‬ ‫وتتغري عند ال�ضرورة‪.‬‬

‫الإنهاء ‪:‬‬ ‫�إدارة امللف كتدخل حمدودة بفرتة زمنية حمددة تهدف �إلى تفادي التحويل «‪ “ transference‬او التعلق “‪ ، “ attachment‬فمن ال�ضروري‬ ‫�أن يكون هناك عملية وا�ضحة لإنهاء �أو “�إغالق الق�ضية ب�شكل منتظم‪.‬‬

‫‪130‬‬


‫الإنهاء مع املنتفعني ي�ساعد على �إدارة القدرات على املدى الطويل‪ ،‬وي�ضمن �أن �أولئك املر�ضى الذين يعانون كانوا قادرين على الو�صول‬ ‫�إلى الدعم ال�صحيح يف الوقت الأن�سب‪ ،‬وقادرين على التكيف و�إعادة االندماج يف جمتمعاتهم‪�( ،‬أي �أن ال�شخ�ص قابل مبا فيه الكفاية‬ ‫للعي�ش ب�شكل م�ستقل) والبد من وجود م�ؤ�شر على الكيفية التي مت �إنهاء العالج بها‪ ،‬مثل التح�سن ب�شكل كبري‪� ،‬أو التح�سن الطبيعي‪،‬‬ ‫�أو عدم التغري �أو انتكا�سة املنتفع‪ ،‬وهذا يتطلب تف�سري الأ�سباب التي مت فيها الإنهاء‪ ،‬مثل املوت �أو �إعادة االعتقال �أو رف�ض اخلدمة �أو‬ ‫التحويل ‪.‬‬ ‫وبعد االنهاء يتم عمل ملخ�ص للحالة ‪ case summery‬يت�ضمن ذلك كافة املراحل واخلدمات التي تلقاها املنتفع من الطاقم متعدد‬ ‫التخ�ص�صات‪ ،‬منذ الإدخال للحالة حتى الإنهاء‪.‬‬ ‫كما هو احلال يف �أماكن ال�صراع‪ ،‬وبحكم ا�ستمرار وتكرار وتنوع االحداث ال�صادمة من املمكن �أن حتدث انتكا�سة مر�ضية تتطلب �إعادة‬ ‫�إدخال املنتفع �أو املري�ض ‪. Readmission‬‬ ‫‪v‬‬

‫‪v‬التفوي�ض و�سرية البيانات ‪ :‬لأن هذه البيانات على جانب كبري من الأهمية واخلطر يف العالقة مع املنتفع‪ ،‬والإطالع على‬ ‫�أ�سرارها ي�ستوجب ويتطلب وجود حمافظة على القواعد الأخالقية ومن اهمها �سرية البيانات‪� ،‬أو بالقدر الذي يفو�ضنا به‬ ‫املنتفع‪ ،‬لأن من �ش�أن ذلك �أن يلحق ال�ضرر بالعالقة والثقة‪ ،‬وقد ي�شكل خطورة عليه‪ ،‬وبالتايل يجب اخذ تفوي�ض مكتوب‬ ‫يف حال احلاجة للك�شف عن جزء �أو جميع هذه البيانات لأ�سباب تتعلق مبالحقة مرتكبي االنتهاكات‪� ،‬أو لأغرا�ض تعليمية �أو‬ ‫لأغرا�ض �أخرى‪ ،‬ويف حال كان املنتفع قا�صراً يجب �أن ي�ؤخذ التفوي�ض‪ ،‬من ويل الأمر‪ ،‬وكذلك يف حال الوفاة او عدم الإدراك‬ ‫و�أن يكون التفوي�ض �صريحاً ووا�ضحاً‪.‬‬

‫‪131‬‬


132


‫اإلحالة وإعادة اإلحالة ويشمل ما يلي ‪:‬‬ ‫الإحالة الداخلية وهي حتويل احلالة بقرار من مدير احلالة‪ ،‬وبتن�سيق مع الفريق متعدد التخ�ص�صات على ا�ستبعاد �أحد �أع�ضاء الفريق‪،‬‬ ‫و�إدخال �آخر من نف�س التخ�ص�ص لأ�سباب متعددة‪ ،‬منها احتماالت التحويل ‪� transference‬أو التعلق ‪� attachment‬أو اجلندر “ اجلن�س‬ ‫“ ‪�...‬إلخ �إذا تطلب الأمر خدمات �أخرى مثل الت�أهيل احلريف �أو الوظيفي �أو الت�أهيل والعالج الطبيعي‪ ،‬وهذا بطبيعة احلال بعد املتابعة‬ ‫والتقيم والر�صد من مدير احلالة والفريق العامل مع احلالة ‪.‬‬ ‫الإحالة اخلارجية‪ :‬وهي وهي حتويل احلالة بقرار من مدير احلالة‪ ،‬وبتن�سيق مع الفريق متعدد التخ�ص�صات �إلى م�ؤ�س�سات ومنظمات‬ ‫خارجية حلاجة املنتفع « املري�ض خلدمات ال تتوافر يف امل�ؤ�س�سة وعاد ًة تربطها بها مذكرات تعاون لتكامل اخلدمات التي يحتاجها املنتفعون‬ ‫« املر�ضى» مثل املرافعات القانونية يف املحاكم‪ ،‬يف حال مالحقة املتورطني يف االنتهاكات‪� ،‬أو حاجة املنتفع �إلى عملية جراحية �أو عالج‬ ‫طبيعي متخ�ص�ص ‪.........‬الخ ‪.‬‬

‫منوذج التحويل امل�ستخدم‬ ‫منوذج الإحالة و�إعادة الإحالة (انظر امللحق)‬

‫‪133‬‬


‫تطبيقات عملية على ممارسة ادارة حالة‬ ‫دراسة حالة‬ ‫(ليلى) �أخ�صائية اجتماعية تعمل يف مركز عالج وت�أهيل �ضحايا التعذيب‪ /‬فل�سطني‪ ،‬تلقت ات�صا ًال هاتفياً ال�ساعة التا�سعة �صباحاً من قبل‬ ‫�أحد �سكان «�أم اخلري» وهي منطقة بدوية جنوب فل�سطني‪� ،‬أقيمت على �أرا�ضيها م�ستعمرة �إ�سرائيلية وتتعر�ض لالعتداءات اليومية من‬ ‫قبل امل�ستعمرين هناك‪ ،‬ومن اجلي�ش الإ�سرائيلي الذين ي�ساندون امل�ستعمرين يف اعتداءاتهم على �أهايل املنطقة الذين يعتا�شون من الرعي‬ ‫واملوا�شي‪ ،‬ين�شد امل�ساعدة وطلب امل�ساعدة‪ ،‬لأن جي�ش االحتالل يتواجد باملنطقة ب�أعداد كبرية ومعه معداته لهدم البيوت يف تلك املنطقة‬ ‫ويعتدي على الن�ساء بال�ضرب‪ ،‬و�أن الأطفال خائفون جداً‪ ،‬واجلميع بحاجة �إلى �إغاثة يف هذه اللحظة‪ .‬وعلى الفور قامت ليلى بالتوجه‬ ‫�إلى زمالئها يف العمل واحلديث عما يجري‪ ،‬وقد �شارك مدير امل�ؤ�س�سة (�صابر) يف هذا الأمر‪ ،‬حيث �أكد �أنه من الأولى �أن يتم فح�ص مدى‬ ‫خطورة املوقف قبل توجه العاملني �إلى تلك املنطقة‪ ،‬من �أجل حفظ �أمنهم و�سالمتهم قدر امل�ستطاع‪ ،‬وعدم �إحلاق الأذى بهم‪ ،‬بحيث طلب‬ ‫من (ليلى) �أن تتوا�صل هاتفيا مع �أهايل املنطقة واال�ستف�سار عن الأمر‪ ،‬و�س�ؤالهم �إذا ما كان هناك �أي �إ�صابات �أو حاالت حرجة‪.‬‬ ‫وفعال قامت ليلى باالت�صال والك�شف عن هذه املعلومات‪ ،‬بحيث �أخربوها باملنطقة �أن اجلي�ش ما زال متواجدا منذ �أكرث من �ساعتني‪،‬‬ ‫والذعر يدب يف قلوب اجلميع و�شعور بالعجز يغطي عليهم‪ ،‬و�أنهم يحاولون يف هذه اللحظة اعتقال �إحدى الن�ساء ومن �شدة خوفها قد‬ ‫غابت عن الوعي‪ ،‬و�أنه ال توجد �إ�صابة ج�سمية‪ ،‬ولكن هناك مر�ضى بال�ضغط والقلب وهم خائفون عليهم‪ .‬وبناء على هذه البيانات‪ ،‬قام‬ ‫(�صابر) بتق�سيم املهام والأدوار‪ ،‬ليكون (�صابر) هو مدير وم�شرف احلالة‪ ،‬و(ليلى) الأخ�صائية االجتماعية لها‪ ،‬و(حممد) هو الأخ�صائي‬ ‫النف�سي‪ ،‬بالإ�ضافة �إلى طبيب امل�ؤ�س�سة (د‪ .‬فاطمة)‪ ،‬ووزع املهام بينهم‪ ،‬وقد قرر بداية �أن الأولوية هي للتدخل وقت الأزمات‪ ،‬بحيث يتوجه‬ ‫الفريق املذكور بالإ�ضافة �إلى زمالئهم (مو�سى) �أخ�صائي اجتماعي و(�سارة) �أخ�صائية نف�سية حال الت�أكد من �أن اخلطر قد زال‪ ،‬وطلب‬ ‫من ليلى �أن تبقى على ات�صال ب�أهايل املنطقة و�إبالغ الفريق بالتطورات �أوال ب�أول‪ ،‬وطلب من بقية الفريق �أن يعملوا على حت�ضري حقائب‬ ‫التدخل و�أن يلب�سوا زي امل�ؤ�س�سة‪ ،‬و�أن يت�أكدوا من وجود و�سائل االت�صال‪ ،‬و�أن هواتفهم النقالة م�شحونة وجاهزة من �أجل البقاء على‬ ‫التوا�صل معا‪ ،‬كما �أكد على حت�ضري الفريق نف�سياً للتدخل‪ ،‬والت�أكد من �أن اجلميع لديه واال�ستعدادية واملقدرة للم�شاركة يف هذه العملية‪.‬‬ ‫بعد مرور �ساعة ون�صف‪ ،‬وكانت ليلى مواظبة على االت�صال ب�أهايل املنطقة ومتابعة املوقف واطالع الفريق على امل�ستجدات‪� ،‬أكد لها �أهايل‬ ‫املنطقة �أن اجلي�ش ان�سحب من املنطقة بعد �أن هدموا ‪ 5‬منازل‪ ،‬والطابون الوحيد يف املنطقة الذي يعتمدون عليه يف اخلبز‪ ،‬واعتقال املر�أة‬ ‫وال يعرفون لها وجهة‪ ،‬و�أكدوا �أن اجلميع يف حالة من التوتر‪ ،‬والأطفال يبكون والن�ساء كذلك‪ ،‬والرجال يحاولون �أن يهدئوا من روعهم‪.‬‬ ‫�أخربت (ليلى) (�صابر) باملجريات‪ ،‬ومبا�شرة طلب من الفريق الت�أكد من �أنهم حا�ضرون‪ ،‬وق�سمهم �إلى فريقني (ليلى و�سارة) فريق (‪،)1‬‬ ‫و(حممد ومو�سى) فريق (‪ )2‬والطبيبة (فاطمة) مديرة الفريق امليداين‪ ،‬حيث ق�سمهم بهذه الطريقة مراعاة لثقافة وعادات «�أم اخلري»‪،‬‬ ‫و�أر�سلهم �إلى املنطقة كي يبا�شروا بالتدخل‪.‬‬ ‫وبعد و�صولهم �إلى املنطقة وذلك تقريبا ال�ساعة ‪ 15:11‬ظهراً‪ ،‬قاموا مبا�شرة بالنظر حولهم وحماولة فهم ما جرى‪ ،‬و�س�ألوا النا�س وا�ستمعوا‬ ‫لهم حلقيقة ما جرى للو�صول �إلى الفهم والتقييم ال�شمويل الحتياج النا�س املتواجدين يف املنطقة و�أهايل البيوت املهدمة‪ ،‬وخ�صو�صاً �أن ف�صل‬ ‫ال�شتاء قد بد�أ‪ ،‬وطلبوا من اجلميع االبتعاد عن الركام‪ ،‬وعدم الوقوف بالقرب من املنازل املهدمة‪ .‬حيث تبني ح�سب رواية النا�س �أن الأكرث‬ ‫حاجة للم�ساعدة رجل يف ال�ستينات من العمر قد �أغمي عليه وفقد الوعي‪ ،‬وامر�أة جريحة �أ�صيبت بر�أ�سها بعد �أن �ضربها اجلندي بعقاب‬ ‫البارودة �أثناء حماولتها منعه من هدم منزلها‪ ،‬وتوجد اثنتان من الن�ساء يف مطلع الع�شرينات والثالثينات حوامل وهن يف حالة من االنهيار‬ ‫والبكاء‪ ،‬والأطفال يبكون واخلوف ي�سيطر عليهم‪ ،‬واجلميع موجودون يف العراء‪ .‬وعلى الفور عملت (فاطمة) على التوا�صل ب(�صابر) و�إبالغه‬ ‫مبا جرى‪ ،‬وطلب منها �أن تطلب من (�سارة) �أن تتوجه للحديث مع الن�ساء و(مو�سى) للحديث مع الأطفال‪ ،‬و(حممد) للحديث مع الرجال‬ ‫لفح�ص احتياجهم ب�شكل �أدق نظراً خل�صو�صية الفئتني‪ ،‬وطلب منها �أن تتوجه مبا�شرة لإ�سعاف احلاالت الطبية احلرجة على الفور‪� ،‬أما‬ ‫(ليلى) فعليها �أن تقوم بالتوا�صل مع امل�ؤ�س�سات واجلهات اخلدماتية التي ميكن لها �أن تقدم يد العون للنا�س ح�سب احتياجاتهم‪.‬‬ ‫‪134‬‬


‫ومبا�شرة با�شر كل منهم ب�أداء مهمته‪ ،‬وقامت ليلى باالت�صال بلجنة ال�صليب الأحمر من �أجل الإغاثة واحلماية من اعتداءات جمددة‪،‬‬ ‫وقامت باالت�صال مب�ؤ�س�سة ‪ OCHA‬من �أجل تقدمي اخليام وم�ساعدة النا�س على التواجد فيها‪ ،‬وقامت باالت�صال بوزارة ال�ش�ؤون‬ ‫االجتماعية من �أجل �إح�ضار بع�ض املعونات الالزمة‪ ،‬وات�صلت بالهيئة امل�ستقلة حلقوق الإن�سان من �أجل العمل على توثيق االعتداء‬ ‫واملتابعة القانونية له‪ .‬كما طلبت منها (فاطمة) �أن تت�صل بالهالل الأحمر الفل�سطيني لإر�سال �سيارة �إ�سعاف ونقل احلاج (�أحمد) �إلى‬ ‫امل�ست�شفى للت�أكد من �سالمته اجل�سمية‪ ،‬و�إجراء الفحو�صات الالزمة له بعدما ا�ستطاعت �إيقاظه من فقدانه للوعي‪ .‬كما عملت (فاطمة)‬ ‫على �إ�سعاف الن�ساء احلوامل اللواتي تبني �أنهن يف حالة من الذعر‪ ،‬وت�أكدت �أن و�ضع احلمل لديهن جيد‪ ،‬وعملت على طم�أنتهن طبياً‬ ‫وهد�أت من روعهن‪ ،‬وتوجهت �إلى احلاجة (�أم علي) وتبني انه تعاين من جرح ب�سيط يف اجلبني وعملت على ت�ضميده‪.‬‬ ‫�أما (�سارة) فقد جل�ست مع الن�ساء وتبني �أنهن ي�شعرن بالأ�سى والقهر ملا حدث‪ ،‬و�أنهن قلقات على �أطفالهن بالدرجة الأولى‪ ،‬وكيف‬ ‫�سيق�ضون حياتهم بال منزل‪ ،‬وبال خبز �أو طعام‪ .‬وبعد حديث (حممد) مع الرجال ات�ضح �أنهم بالدرجة الأولى ي�شعرون بالعجز لعدم‬ ‫قدرتهم على منع اجلي�ش من التوقف عن هدم منازلهم‪ ،‬و�أنهم حري�صون على �أن ال يي�أ�سوا و�سوف يعملون على البناء جمدداً‪ ،‬و�أنهم‬ ‫للجي�ش وامل�ستعمرين الإ�سرائيليني باملر�صاد‪ ،‬كلما هدموا منز ًال �أعادوا بناءه من جديد لن يكلوا ولن ميلوا من مواجهة االحتالل والدفاع‬ ‫عن �أر�ضهم وحقهم بها‪� .‬أما (مو�سى) فقد اخذ يطمئن الأطفال ويبعدهم عن املنازل املهدمة ويلعب معهم و�أخربهم �أن اخلطر قد زال‪،‬‬ ‫و�أن اجلي�ش قد ان�صرفوا وابتعدوا عنهم‪ ،‬و�أن �أهاليهم بخري‪ ،‬و�أن هناك من �سي�أتي ليقدم لهم امل�ساعدة‪.‬‬ ‫بعد هذا التقييم والعمل الأويل‪ ،‬اجتمع الفريق مدة ‪ 10‬دقائق‪ ،‬وعملوا على تقييم االحتياجات والتخطيط للتدخل‪ ،‬ويف هذه الأثناء كان‬ ‫(�صابر) ي�ستمع �إليهم عرب اخلط الهاتفي‪ ،‬الذي حر�ص على جعل الفريق يف و�ضع �آمن وب�سالم وكذلك �أهايل املنطقة‪ ،‬حيث �أجمع الفريق‬ ‫على �أن اخلطة الأولية هي تقدمي الإ�سعاف النف�سي الأويل للأ�شخا�ص املتواجدين يف املنطقة‪ ،‬يف ظل جمموعات العمل التي مت تق�سيمها‬ ‫�سابقا (�سارة وليلى) مع الن�ساء والأطفال‪( ،‬حممد ومو�سى) مع الرجال‪ ،‬و(فاطمة) ت�شارك باملعلومات الطبية يف كال الفريق‪ ،‬بالإ�ضافة‬ ‫�إلى اال�ستمرار بالتن�سيق واملتابعة مع امل�ؤ�س�سات التعاونية الأخرى للت�أكد التي عملت (ليلى) على التوا�صل معهم من قيامهم بالعمل‪،‬‬ ‫حيث حر�ص (�صابر) على متابعة هذا الأمر‪ ،‬وطلب منهم �أن يعودوا بعد انتهاء جل�سة الإ�سعاف النف�سي الأويل مع الأهايل‪ ،‬و�أن يخربوا‬ ‫الأهايل يف نهاية اجلل�سة �أنهم �سيبقون على ات�صال معهم‪ ،‬ويطلعونهم على امل�ستجدات حول العمل التعاوين بني امل�ؤ�س�سات املختلفة‬ ‫لتقدمي اخلدمات لهم‪ ،‬و�أنهم �سيعودون للقيام بتدخل وقت االزمات معهم خالل ال�ساعات القادمة‪ ،‬ويرتكون للنا�س و�سائل االت�صال مع‬ ‫امل�ؤ�س�سة من �أجل املتابعة‪ ،‬وفعال هذا ما حدث‪.‬‬ ‫بعد انتهاء الفريق من العمل‪ ،‬عادوا �إلى امل�ؤ�س�سة‪� ،‬شكرهم (�صابر) على عملهم‪ ،‬واطم�أن عليهم‪ ،‬وطلب منهم �أن ي�أخذوا ق�سطا من الراحة‬ ‫مدة ربع �ساعة‪ ،‬ويعودوا لكي يجل�سوا معا جميعاً من �أجل جل�سة الإ�شراف‪ ،‬وتقييم خطة التدخل‪ ،‬وو�ضع خطة املتابعة له‪.‬‬

‫ ‬

‫‪135‬‬


136


137


‫املتابعة لقيا�س الر�ضا واالثر ‪ :‬يقوم مدير احلالة بعد الإنهاء بقيا�س مدى الر�ضى للحاالت‪/‬املنتفعني\العمالء ‪ ،‬عن اخلدمات التي‬ ‫قدمت لهم بعد االنتهاء منها بثالثة �شهور وقيا�س اثر هذه اخلدمات يف اندماج املنتفع بحياته الطبيعية على م�ستوى الذات والأ�سرة‬ ‫واملجتمع‪ ،‬ولتو�ضيح ذلك نعر�ض منوذج مركز عالج وت�أهيل �ضحايا التعذيب يف ذلك ‪:‬‬ ‫عزيزي املنتفع‪ :‬بعد تلقيك خدمة املركز نود منك �أن تقيم اخلدمات التي تلقيتها وفقا للعبارات التالية‪:‬‬ ‫العبارة‬

‫منذ متى و�أنت تتلقى اخلدمة من املركز ( الفرتة الزمنية‬ ‫لتلقي اخلدمة)‬ ‫هل تتلقى اخلدمة من خالل‬ ‫ما مدى ر�ضاك عن الزيارة املنزلية‬ ‫ما هي ال�ساعة املف�ضلة لك للزيارة‪:‬‬ ‫هل يتم الرتتيب م�سبقاً للجل�سات من قبل طاقم املركز؟‬

‫التقييم‬

‫�أقل من ‪� 6‬شهور‬

‫‪� 12 – 6‬شهر‬

‫‪� 24 – 12‬شهر‬

‫الزيارات املنزلية‬ ‫را�ض جداً‬

‫زيارة املركز‬

‫من املركز ويف املنزل‬

‫را�ض‬

‫متو�سط‬

‫‪� 10 – 8‬صباحا‬ ‫دائما‬

‫‪ 12 – 10‬م�سا ًء‬ ‫�أحيانا‬

‫‪ 2 – 12‬م�سا ًء‬ ‫ال‬

‫اكرث من ‪24‬‬

‫�شهر‬

‫غري را�ض‬

‫‪ 4 – 2‬م�سا ًء‬

‫�أخرى‬ ‫غري را�ض باملرة‬ ‫يف اي وقت‬

‫ما هو عدد الزيارات ال�شهرية التي تتلقاها من طاقم‬ ‫املركز‬ ‫بر�أيك‪ ،‬دور هذه الزيارات يف تخفيف امل�شاكل التي تعاين‬ ‫منها‪:‬‬ ‫ما مدى موافقتك على اجلملة التالية‪ « :‬اخلدمة التي‬ ‫تلقيتها من املركز �ساعدت يف تخفيف املعاناة لديك»‬

‫زيارة واحدة‬

‫زياراتان‬

‫‪ 3‬زيارات‬

‫‪ 4‬زيارات‬ ‫ف�أكرث‬

‫غريه (ال �أتذكر‪،‬‬ ‫مرة بال�سنة)‬

‫عالِ جداً‬

‫عالِ‬

‫متو�سط‬

‫متدن‬

‫ال يوجد ت�أثري‬

‫موافق ب�شدة‬

‫موافق‬

‫غري موافق‬

‫غري موافق‬ ‫باملرة‬

‫منذ �أن بد�أت تتلقى اخلدمة حتى الأن‪� ،‬أ�صبحت حياتك‪:‬‬

‫�أف�ضل‬

‫نف�س ال�شيء‬

‫�أ�سو�أ‬

‫منذ �أن بد�أت تتلقى اخلدمة حتى الآن‪ ،‬م�شاكلك‪:‬‬ ‫منذ �أن بد�أت تتلقى اخلدمة حتى الآن‪� ،‬أمالك مل�ستقبل‬ ‫�أف�ضل‪:‬‬ ‫منذ �أن بد�أت تتلقى اخلدمة حتى الآن‪ ،‬قدرتك على‬ ‫حتمل امل�س�ؤولية‪:‬‬ ‫منذ �أن بد�أت تتلقى اخلدمة حتى الآن‪ ،‬نظرة النا�س لك‪:‬‬ ‫منذ �أن بد�أت تتلقى اخلدمة حتى الآن‪ ،‬قدرتك يف اتخاذ‬ ‫القرار‬ ‫منذ �أن بد�أت تتلقى اخلدمة حتى الآن‪� ،‬شعورك بالر�ضا‬ ‫على الأ�شياء التي تقوم بها يف حياتك اليومية‬

‫ازدادت‬

‫نف�س ال�شيء‬

‫قلت‬

‫ازدادت‬

‫نف�س ال�شيء‬

‫قلت‬

‫ازدادت‬

‫نف�س ال�شيء‬

‫قلت‬

‫�أف�ضل‬

‫نف�س ال�شيء‬

‫�أ�سو�أ‬

‫ازدادت‬

‫نف�س ال�شيء‬

‫قلت‬

‫ازدادت‬

‫نف�س ال�شيء‬

‫قلت‬

‫منذ ان بد�أت تتلقى اخلدمة حتى الأن‪� ،‬شعورك بالإحباط‬

‫ازدادت‬

‫نف�س ال�شيء‬

‫قلت‬

‫منذ ان بد�أت تتلقى اخلدمة حتى الأن‪� ،‬شعورك بالي�أ�س‬

‫ازدادت‬

‫نف�س ال�شيء‬

‫قلت‬

‫منذ ان بد�أت تتلقى اخلدمة حتى الأن‪ ،‬قدرتك يف التعبري‬ ‫عن نف�سك‬

‫ازدادت‬

‫نف�س ال�شيء‬

‫قلت‬

‫منذ ان بد�أت تتلقى اخلدمة حتى الأن‪� ،‬شعورك بالوحدة‬

‫ازداد‬

‫نف�س ال�شيء‬

‫قل‬

‫منذ �أن بد�أت تتلقى اخلدمة حتى الآن‪� ،‬شعورك بالعجز‬

‫ازداد‬

‫ب�شكل عام هل �أنت را�ض عن اخلدمات التي تتلقاها من‬ ‫املركز؟‬

‫را�ض جداً‬

‫ب�شكل عام هل ت�شعر �أنك ت�ستفيد من اخلدمات التي‬ ‫يقدمها لك طاقم املركز؟‬

‫دائما‬

‫ما مدى ا�ستفادتك من خدمات الطبيب‬

‫‪138‬‬

‫عال جدا‬

‫نف�س ال�شيء‬

‫قل‬

‫را�ض‬

‫غري را�ض‬

‫�أحيانا‬ ‫عال‬

‫ال يوجد‬ ‫ي�أ�س‬

‫ال‬ ‫متو�سط‬

‫متدن‬

‫مل �أتعامل معه‬


1 ‫نموذج تدريبي رقم‬

Patients Past History (Medical + Psychiatric) 1

Conditions

Age at onset

Duration

Treatment

2 3 4 5

□ Family psychiatric History

1.Yes □ 2.No. □

□ Family Medical History

1.Yes □ 2.No. □

Family Figure

Relation to patient

Condition

Treatment

□ General Physical Examinations:

Current condition

□ Normal

□ Suspected

□ a. BP ……………………… □ b. Chest………….........

□ c. Abdomen………………..

□ g. Laboratory examination

□ h. Neurological exam…

□ d. Pulse…………………… □ e. Heart……………………. □ f. Others specify :……………..

1. Deficit □

2. No deficit □

□ Common somatic complaints

* Results 1.Yes □

2.No. □

Please Specify: …………………………………………………………….………..

139


Management Plan DRUG SHEET Date

Drug’s Name

Dose and Frequency

Dr’s Name

Drug (Medication) Type: 1. □ .Anxiolytics (sedatives) 2.

□.Antipsychotics (Neuroleptics)

3.

□.Antidepressants

4

□.Anti epileptics

5.

□ Other Medications

Please specify: ………………………………………………………………………………………………… ………………………………………………………………………………………………… ………………………………………………………………………………………………… ………………………………………………………………………………………………… ………………………

140


2 ‫نموذج تدريبي رقم‬ Mental State Examination

1. Appearance and behavior:

- Self-care: 1. Good □ 2. Bad. □ - Eye Contact: 1. Good □ 2. Avoidant. □ 3. None. □ - Social: 1.Friendly □ 2.Suspicious □ 3.Hostile □ 4.Aloof □ 5. Angry. □ - Motor Activity: 1. Normal □ 2.Hyperactive □ 3.Aggitated □ 4.Restless 5. Retarded □ 6.Hypoactive □ 7.Catatonia □ 8.Tics □ 9. Mannerism □ .10.Posturing□. - Attitude Cooperative Non- cooperative

2. Speech: - Amount: - Speed:

1. Normal 1. Normal

2. Increased 3. Decreased 2. Fast 3. Slow .

.

3.Thought:

- Association: 1. Normal □ 2.Loose □ 3.Clang □ 4.Flight. □ 5. Neologism □ 6.Blocking. □ - Abstract Thinking: 1.Good □ 2. Impaired. □ - Content: 1. Delusion □ 2.Bizarre □ 3.Systematized □ 4. Nihilistic □ 5. Paranoid □ (Type:………………………………..) …………………………………………………………. 6.Erotic diffusion □ 7.Obsessive diffusion. □ - Phobia: 1. Agoraphobia □ 2. Social phobia . □ 3. Simple Phobia □ (Type…………………………) - Obsession □ Content:………………………………. - Compulsion □ Content:……………………………. - Kind of OCD

141

Checking Washing Doubt Slowness Hoarding

□ 1. Yes □ 1. Yes □ 1. Yes □1. Yes □ 1. Yes

□ 2. No □ 2. No □ 2. No □ 2. No □ 2. No


4.Affect:

5.Mood

6.Cognition:

- Orientation: - Concentration: - Attention:

1. Appropriate □ 4. Blunt □ 1. Normal □ 4. Elated □ 7. Anxious □ 1. Time□ 1. Good □ 1. Good□

2.Inappropriate □ 5. Restricted □ 2. Apathetic □ 5. Depressed□

3. Flat □ 6. Labile □ 3. Indifferent □ 6.Euphoric □

2. Place □ 3. Person□ 2. Impaired□ 2. Distracted □ 3.Hypervigilante□

7.Memory: - - -

Immediate Memory: Short term Memory Long term Memory

1. Good □ 1. Good □ 1. Good □

2. Impaired □ 2. Impaired □ 2. Impaired □

8. Amnesia: Please Specify:…………………………….. 9.Perception:

1. Normal □

Impaired (disturbed) □

- Illusion □

1. Sensory Organ………… Content……………

- Hallucinations □ 1. Sensory Organ

- Depersonalization

□ 10.Insight:

□ 1. Full

□ 2.Partial

□ 11. Judgment:

□ 1.Good

□ 2. Impaired

□ 1………… Content □ 1………… □ 2………… □ 2………… □ 3………… □ 3………… □ 4………… □ 4………… □ 5………… □ 5…………

1.Derealization

. □ 3. Lost

.

.

142


3 ‫نموذج تدريبي رقم‬ 3 Psychological tests Applicable: 1. Test (P.T.S.D I + ASRc) □ 1. Free of P.T.S.D □ 2. Acute P.T.S.D □ 3. Chronic P.T.S.D □ 4. Delayed P.T.S.D □ 5. Some Symptoms of P.T.S.D □ 6. Acute stress reaction (ASR)

2. Test

BDI

□ 1. No Depression □ 2. Mild □ 3. Mild – Moderate □ 4. Moderate – Severe □ 5. Severe

Score: (

Score:

) Levels: ………………………

3.Test Scl 90 Score: ….. □ 1. Somatization (12 points) □ 2. Obsession (10 points) □ 3. Sensitivity (9 points) □ 4. Depression (13 points) □ 5. Anxiety (10 points) □ 6. Agression (6 points) □ 7. Phobia (7 points) □ 8. Paranoia (6 points) □ 9. Psychosis (10 points) □ 10. Others (7 points)

143


Scaled Score

4. Other tests

Row Score

Identify:

Scores:

……………… ……………… ……………… ………………

……………… …………….. …………….. …………….

144


‫ملخص الوحدة العاشرة‬ ‫تزايد الطلب يف ال�سنوات الأخرية على القيام بتقييم امل�شاريع التي تنفذها املنظمات احلكومية وغري احلكومية‪ ،‬بهدف الت�أكد من حتقيق‬ ‫هذه امل�شاريع لأهدافها وغاياتها‪ ،‬وقيا�س �آثارها وانعكا�ساتها على الفئات امل�ستفيدة منها‪.‬‬ ‫من املهم �أن ال تكون الغاية من �إجراء التقييم فقط �إر�ضاء وحتقيق مطالب و�شروط املمولني‪ ،‬بل يجب �أن يكون التقييم جزءاً �أ�سا�سياً لأي‬ ‫برنامج �أو م�شروع تنفذه املنظمة‪ ،‬وينبع من رغبتها يف التعلم من خرباتها لتجاوز العقبات وتعزيز الإيجابيات لتح�سني الأثر الناجت عن‬ ‫براجمها وم�شاريعها على املدى القريب والبعيد‪.‬‬ ‫�أ�صبحت العديد من املنظمات غري الربحية ت�شعر ب�ضرورة و�أهمية املتابعة والتقييم لرباجمها وم�شاريعها ملعرفة الأثر احلقيقي لأن�شطتها‬ ‫على الفئات امل�ستهدفة‪ ،‬بالإ�ضافة �إلى تطوير �أدائها لالرتقاء مب�ستوى ونوعية اخلدمات املقدمة للمجتمعات املحلية‪.‬‬ ‫ت�ساعد هذه الوحدة املنظمات غري الربحية يف التخطيط لعمليات املتابعة والتقييم‪ ،‬مما ي�ساهم يف دعم �صناعة القرار الذي بدوره ي�ساهم‬ ‫يف حتقيق �أهداف امل�شاريع والربامج التي تنفذها تلك املنظمات‪.‬‬ ‫وحتتوي الوحدة على ع�شرة �أجزاء ابتداءا من بناء وتوفري املعلومات الكافية للمفاهيم اخلا�صة بعملية املتابعة والتقييم‪ ،‬الأدوات‬ ‫وامل�ؤ�شرات‪ ،‬منهجية جمع البيانات واملعلومات‪ ،‬و�صوال �إلى �إدارة عملية املتابعة والتقييم من خالل �إعداد اخلطط وحتليلها وا�ستخدام‬ ‫النتائج وتعميم الأثر للفئات امل�ستهدفة من هذه الربامج‪.‬‬

‫‪145‬‬


‫اﻟﻮﺣﺪة اﻟﻌﺎﺷﺮة ‪:‬‬ ‫اﻟﻤﺘﺎﺑﻌﺔ واﻟﺘﻘﻴﻴﻢ‬ ‫اﻟﻜﻠﻤﺎت اﻟﻤﻔﺘﺎﺣﻴﺔ ‪:‬‬ ‫• اﻟﻤﺘﺎﺑﻌﺔ واﻟﺘﻘﻴﻴﻢ‪.‬‬ ‫• اﻟﺘﻘﻴﻴﻢ اﻟﻘﺒﻠﻲ‪.‬‬ ‫• اﻟﺘﻘﻴﻴﻢ اﻟﻤﺮﺣﻠﻲ‪.‬‬ ‫• اﻟﺘﻘﻴﻴﻢ اﻟﺒﻌﺪي‪.‬‬ ‫• اﻷدوات‪.‬‬ ‫• اﻟﻤﺆﺷﺮات‪.‬‬ ‫• اﻹﻃﺎر اﻟﻤﻨﻄﻘﻲ‪.‬‬ ‫• ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ ﺟﻤﻊ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت واﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت‪.‬‬ ‫• إدارة ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﻤﺘﺎﺑﻌﺔ واﻟﺘﻘﻴﻴﻢ‪.‬‬ ‫• إﻋﺪاد اﻟﺨﻄﻂ وﺗﺤﻠﻴﻠﻬﺎ‪.‬‬ ‫• ﺗﻌﻤﻴﻢ اﻷﺛﺮ‪.‬‬

‫‪146‬‬


‫المتابعة والتقييم‬ ‫مقدمــة‬ ‫تزايد الطلب يف ال�سنوات الأخرية على القيام بتقييم امل�شاريع التي تنفذها املنظمات احلكومية وغري احلكومية‪ ،‬بهدف الت�أكد من حتقيق‬ ‫هذه امل�شاريع لأهدافها وغاياتها وقيا�س �آثارها وانعكا�ساتها على الفئات امل�ستفيدة منها‪.‬‬ ‫ومن املهم �أن ال تكون الغاية من �إجراء التقييم فقط �إر�ضاء وحتقيق مطالب و�شروط املمولني‪ ،‬بل يجب �أن يكون التقييم جزءاً �أ�سا�سياً‬ ‫لأي برنامج �أو م�شروع تنفذه املنظمة‪ ،‬وينبع من رغبتها يف التعلم من خرباتها لتجاوز العقبات وتعزيز الإيجابيات لتح�سني الأثر الناجت‬ ‫عن براجمها وم�شاريعها على املدى القريب والبعيد‪.‬‬ ‫وقد �أ�صبحت العديد من املنظمات غري الربحية ت�شعر ب�ضرورة و�أهمية املتابعة والتقييم لرباجمها وم�شاريعها ملعرفة الأثر احلقيقي‬ ‫لأن�شطتها على الفئات امل�ستهدفة‪ ،‬بالإ�ضافة �إلى تطوير �أدائها لالرتقاء مب�ستوى ونوعية اخلدمات املقدمة للمجتمعات املحلية‪.‬‬ ‫وت�ساعد هذه الوحدة املنظمات غري الربحية يف التخطيط لعمليات املتابعة والتقييم‪ ،‬مما ي�ساهم يف دعم �صناعة القرار الذي بدوره ي�ساهم‬ ‫يف حتقيق �أهداف امل�شاريع والربامج التي تنفذها تلك املنظمات‪.‬‬

‫التعريف بالمتابعة والتقييم‬ ‫تهدف برامج التوعية �إلى حتقيق النتائج املرجوة‪ ،‬ولها خطط ت َّتبعها من �أجل حتقيق هذه النتائج‪ .‬وتتكون هذه اخلطط من جمموعة‬ ‫من العنا�صر التي تعمل م ًعا ل�ضمان جناح عملية التنفيذ‪.‬‬ ‫ويتناول هذا الق�سم الطرق التي يتم من خاللها تنفيذ نظم املتابعة والتقييم وبع�ض املع�ضالت التي تواجه القائمني ب�إجراء التقييم‪.‬‬ ‫وينظر الق�سم يف امل�سائل املنهجية والتنظيمية‪ ،‬وامل�سائل الرئي�سية التي يواجهها جميع املق ِّيمني‪ :‬مدى ا�ستفادة منفذي الربنامج من‬ ‫تو�صيات التقييم‪ .‬ويقدم الق�سم التايل ملحة عامة عن التقييم وعالقته باختبارات التوعية‪.‬‬ ‫من خالل تنفيذ خطط املتابعة وتقييم نتائجها متى اكتملت‪ ،‬ي�سعى اخت�صا�صيو التوعية �إلى ت�أكيد م�س�ؤوليتهم جتاه �أ�صحاب امل�صلحة‪،‬‬ ‫و�صدق نواياهم‪ ،‬و�أنهم �أنف�سهم �سوف يتعلمون من الت�أمل املن�ضبط يف خربة الربنامج وما �سيقومون به من �أعمال يف امل�ستقبل‪.‬‬

‫المعاني والمصطلحات‪: ‬‬ ‫يف حني �أنه من ال�شائع ا�ستخدام امل�صطلح املزدوج «املتابعة والتقييم»‪ ،‬يقوم هذا الق�سم بدمج هذين امل�صطلحني يف م�صطلح عام واحد‬ ‫هو «التقييم»‪ ،‬ويتحدث عن التقييم التكويني (الذي يجري بهدف تغيري الربنامج �أثناء �سري العمل) والتقييم التلخي�صي (الذي يجري‬ ‫بهدف تلخي�ص الربنامج)‪ .‬ولكن ال ي�ستقل �أي منهما متاما عن الآخر‪.‬‬

‫‪147‬‬


‫�إن معنى كلمة «التقييم» معنى زلق‪ .‬وقد يحاول طالبو التقييمات حتديد قيمة الربنامج من خالل قيا�س �أثره‪ .‬وقد يكون للمقييمني‬ ‫ر�أي بالفعل عن الربنامج‪ ،‬وقد يكون �سعيهم هذا ملجرد التحقق اخلارجي من ذلك الر�أي‪ .‬ورمبا يحاولون بناء الدعم مل�سار عمل معني‪� ،‬إما‬ ‫لتحمل م�س�ؤوليته‪� ،‬أو كمحاولة �سخية للح�صول على ر�أي ثان قبل الت�صرف‪.‬‬

‫امل�صطلحات اال�سا�سية واالخت�صارات‪:‬‬ ‫املتابعة ‪Monitoring‬‬

‫تعترب املتابعة عملية منظمة جلمع البيانات جلميع �أن�شطة امل�شروع وحتليلها‪ ،‬للح�صول على معلومات ت�ؤدى �إلى م�ؤ�شرات‬ ‫لر�صد التقدم يف الإجنازات طبقاً للخطة املو�ضوعة‪.‬‬ ‫التقييم ‪Evaluation‬‬

‫هي العملية التي يلج�أ �إليها املقيم ملعرفة مدى النجاح يف حتقيق �أهداف امل�شروع‪.‬‬ ‫امل�ؤ�شرات ‪Indicators‬‬

‫هي العالقة الدالة على حتقق الأهداف �أو الأن�شطة والتعرف على مدى التقدم‪ ،‬وقيا�س التغري الذي حدث‪.‬‬ ‫الإطار املنطقي ‪Logical Framework‬‬

‫هي طريقة لهيكلة العنا�صر الرئي�سية للم�شروع وتو�ضيح الروابط املنطقية بني الهدف العام والأهداف املحددة والنتائج‬ ‫والأن�شطة واملوارد الالزمة‪ ،‬بحيث ت�أخذ بعني االعتبار املخاطر املحتملة وامل�ؤ�شرات‪.‬‬ ‫خطة املتابعة ‪Monitoring Plan‬‬

‫هي �إطار مرجعي يتم �إعداده مبعرفة امل�ستويات الوظيفية املختلفة يف اجلهة املنفذة للخطة‪ ،‬ويتم االعتماد عليه يف متابعة �أن�شطة‬ ‫امل�شروع للت�أكد من �أنها ت�سري وفقا ملا هو خمطط لها‪ ،‬وحتتوي خطة املتابعة على‪ :‬الأن�شطة‪ ،‬م�ؤ�شرات املتابعة‪ ،‬م�صادر املعلومات لكل‬ ‫م�ؤ�شر‪� ،‬أداة املتابعة امل�ستخدمة‪ ،‬توقيت املتابعة‪.‬‬ ‫التقييم البعدي ‪Post Evaluation‬‬

‫هي عملية منظمة جلمع املعلومات وحتليلها بغر�ض حتديد درجة حتقق الأهداف واتخاذ القرارات ب�ش�أنها‪.‬‬

‫‪148‬‬


‫التقييم املرحلي ‪Interim Evaluation‬‬

‫يتم هذا التقييم �أثناء تنفيذ امل�شروع ويف مرحلة ما من عمر امل�شروع ‪ ،‬بهدف الت�أكد �أن الأن�شطة تنفذ بطريقة ت�ؤدي �إلى بلوغ‬ ‫الأهداف املر�سومة‪.‬‬ ‫تقييم الإحتياجات ‪Needs Assessment‬‬

‫هي عملية لتحديد الفجوات بني الظروف الراهنة والأو�ضاع املطلوب الو�صول �إليها‪ ،‬وغالبا ما ت�ستخدم لتح�سني الأداء‬ ‫احلايل ‪�،‬أو لت�صحيح نق�ص ما‪ ،‬وميكن �أن ي�ستخدم تقييم االحتياجات كجزء من عمليات التخطيط‪.‬‬ ‫الأثر ‪Impact‬‬

‫هو التغري الذي �أحدثته ن�شاطات امل�شروع يف �سلوك وممار�سات الفئات امل�ستهدفة‪.‬‬ ‫الأهداف الإجرائية ‪Procedural Objective‬‬

‫عبارة عن �أهداف دقيقة ت�صاغ �صياغة �إجرائية وترتبط بتغري عند الفئة امل�ستهدفة بعد ممار�ستها لن�شاط معني يف امل�شروع‪.‬‬ ‫الأن�شطة ‪Activities‬‬

‫هي جمموعة من الأعمال التي ت�ستخدم فيها موارد معينة‪ ،‬وتنفق من �أجلها الأموال للح�صول على منافع متوقعة خالل‬ ‫فرتة زمنية معينة‪.‬‬ ‫املنهج الكمي ‪Quantitative Methodology‬‬

‫يعرف املنهج الكمي على �أنه تلك املنهجيات التي ت�ستخدم الأرقام يف حتليل بياناتها وتخ�ضع ل�شروط ال�صدق والثبات وتعالج‬ ‫بياناتها �إح�صائيا ‪ ،‬وميكن تعميم نتائجها على املجتمع الأ�صلي‪ ،‬وهي تعتمد على الدرا�سات امل�سحية التي تعني بجمع البيانات‬ ‫من خالل ا�ستعمال �أدوات قيا�س كمية‪.‬‬ ‫املنهج النوعي ‪Qualitative Methodology‬‬

‫�إنه الدرا�سة التي ميكن القيام بها �أو �إجرا�ؤها يف ال�سياق �أو املوقف الطبيعي‪ ،‬حيث يقوم الباحث بجمع البيانات‪ ،‬الكلمات‪� ،‬أو‬ ‫ال�صور‪،‬ثم يحللها بطريقة ا�ستقرائية مع الرتكيز على املعاين التي يذكرها امل�شاركون‪ ،‬وت�صف العملية بلغة مقنعة ومعربة ‪.‬‬

‫‪149‬‬


‫ما الذي يمكن تقييمه‬ ‫كل �شئ عن الربنامج ي�ستحق التقييم‪ ،‬ولي�س هناك �أي قيود على مو�ضع التقييم‪ ،‬ولكن على جدوى القيام به‪ .‬وقد يكون هناك تقييم‬ ‫لتحليل ال�سياق الذي مت‪ ،‬ومدى مالءمة الغر�ض واملرامي والأهداف‪ ،‬وفعالية تكلفة الربنامج‪ ،‬ومدى ما حققه من �أهداف‪ ،‬والعملية التي‬ ‫مت بها ذلك‪ ،‬وكفاءة املوظفني‪ ،‬والعالقة بني املواد والأهداف‪ ،‬وما �إلى ذلك‪ .‬ويف مركز ذلك كله‪ ،‬يتوقع الأ�شخا�ص �أن يخربهم التقييم عن‬ ‫الأثر الذي �أحدثه الربنامج يف امل�شاركني �أو امل�ستفيدين امل�ستهدفني‪.‬‬ ‫ً‬ ‫خمططا له �أو ال‪ .‬و ُي ِّكون الأ�شخا�ص �آرا ًء حول جوانب من الربنامج �أو حول جناح هذه اجلوانب‪ .‬وقد‬ ‫هذا التقييم يتم ال حمالة‪� ،‬سواء كان‬ ‫تكون هذه الآراء �آرا ًء مطلعة‪� ،‬أو قد يكون فيها نوع من التحامل‪� ،‬أو مت�أثرة بخربة خا�صة حمدودة‪� ،‬أو مبنظور حمدود للربنامج‪ .‬ويهدف‬ ‫التقييم اجليد �إلى �ضمان احل�صول �صورة للربنامج ميكن االعتماد عليها‪ .‬وينبغي على اخت�صا�صيي التوعية �إجراء تقييم احرتايف‪ ،‬ولي�س‬ ‫جمرد تقييم حد�سي لكل الربامج املعقدة يف عدد عنا�صرها‪ ،‬وتكلفتها‪ ،‬وطول مدتها‪� ،‬أو �آثارها طويلة املدى‪.‬‬

‫ ‬

‫•تعريف المتابعة‪:‬‬

‫هو عملية ت�ضمن التدفق املنتظم للمعلومات املتعلقة اما بالتقدم و‪� /‬أو بالعودة �إلى �صناع القرار �أو �أ�صحاب العالقة‪ ،‬فهو عملية تتبع‪/‬‬ ‫قيا�س‪ /‬الإبالغ عما يحدث ‪ ( .‬اليوني�سف)‬ ‫هو الت�سجيل املنتظم والتحليل الدوري للبيانات واملدخالت ملعرفة ما �إذا كانت الأن�شطة ت�سري وفقا للخطة املر�سومة‪ ،‬ويف اجتاه حتقيق‬ ‫الأهداف املو�ضوعة للربامج والأن�شطة‪( .‬العمل الدولية)‬

‫ ‬

‫•تعريف التقييم‪:‬‬ ‫ب�أو�سع معانيه‪ ،‬يعني بب�ساطة التقدير �أو احلكم على قيمة �أو �أهلية �شئ ما‪.‬‬ ‫وهو عملية تهدف �إلى حتديد فائدة �أو قيمة تدخل ما‪ ،‬ب�أكرب قدر ممكن من النظامية واملو�ضوعية‪ ،‬وذلك من حيث‪:‬‬ ‫ ‪�-‬أهليته‬ ‫ ‪�-‬أهميته‬ ‫ ‪-‬مالءمته‬ ‫ ‪-‬كفاءته‬ ‫ ‪-‬فعاليته‬ ‫ ‪�-‬أثره‬ ‫ ‪-‬ا�ستدامتها (ليوني�سف)‬

‫‪150‬‬


‫هو اداة منهجية تهدف �إلى فهم مدى جناح امل�شروع‪ ،‬و�إلى �أي مدى مت تنفيذه والو�صول �إلى الأهداف ‪.‬‬ ‫هو �إ�صدار حكم حمدد حول كل جزء من الربنامج ‪ /‬امل�شروعات بجمع م�ؤ�شرات لتحديد ما �إذا كان قد مت حتقيق قدر مقبول من‬ ‫معيار معني‪( .‬العمل الدولية)‬ ‫هو جهد منظم ومو�ضوعي لقيا�س نتائج ال�سيا�سات‪� ،‬أو الربامج �أو امل�شروع‪ ،‬بهدف تقدير وقيا�س مدى ترابطها ‪ ,‬كفاءتها‪ ,‬فعاليتها‪,‬‬ ‫مواءمتها‪ ,‬ا�ستدامتها وكذلك �أثرها‪( .‬مركز ا�ست�شارات ودرا�سات الإدارة العامة)‬

‫ ‬

‫•أهداف و أهمية المتابعة والتقييم‬ ‫�إن الهدف من عملية املتابعة و التقييم هو الأخذ بعني االعتبار املالحظات والتقييمات التي ت�صدر يف هذة الفرتة‪ ،‬و بالتايل التقليل‬ ‫من احتمال �إمكانية ف�شل امل�شروع �أو املخاطرة بذلك‪.‬‬ ‫يتم تنفيذ عملية املتابعة و التقييم ب�شكل منتظم بهدف متابعة تقدم امل�شروع‪ ،‬و بالتايل يكون له ت�أثري ايجابي يف جناحه‪ ,‬علما ب�أن‬ ‫جناح امل�شروع مرتبط بالإجناز و حتقيق الأهداف املرجوة ‪ ،‬من خالل اال�ستثمار الأمثل للم�صادر التمويلية املر�صودة له‪.‬‬ ‫من املمكن �أن يكون نظام املتابعة و التقييم فعاال يف ‪:‬‬ ‫ ‪-‬تزويد التغذية الراجعة ب�شكل م�ستمر‪ ،‬من �أجل الو�صول �إلى حتقيق الأهداف‪.‬‬ ‫ ‪�-‬إدراك امل�شاكل الأ�سا�سيه يف مرحلة مبكرة‪ ،‬و اقرتاح احللول املمكنة لها‪.‬‬ ‫ ‪-‬متابعة فعالية امل�شروع جلميع الفئات امل�ستهدفة‪.‬‬ ‫ ‪-‬متابعة ما �إذا كانت جميع عنا�صر امل�شروع مت تنفيذها ب�شكل فعال‪ ،‬و اقرتاح بع�ض التح�سينات عليه‪.‬‬ ‫ ‪-‬تقييم احلد الذي ا�ستطاع �أن ي�صل �إليه امل�شروع يف �إجناز �أهدافه العامة‪.‬‬ ‫ ‪-‬دعم �شكل امل�شروع العام با�ستخدام عنا�صر امل�شروع كنتائج الإطار املنطقي ب�شكل نظامي بناء على امل�ؤ�شرات املقتب�سة من عملية‬ ‫املتابعة ‪.‬‬ ‫ ‪-‬دمج املنتفعني من امل�شروع والعمل على زيادة الوعي لديهم و م�شاركتهم يف ت�صميم و تنفيذ امل�شروع‪ ،‬مما له �أثر على حتقيق‬ ‫الأهداف وي�شجع على ا�ستمرارية امل�شروع �أي�ضا‪.‬‬

‫‪151‬‬


‫•الفرق بين المتابعة والتقييم‬

‫ ‬

‫املعيار‬

‫املتابعة‬

‫التقييم‬

‫التكرار‪ /‬متى نعمل؟‬

‫عملية دورية ومنتظمة وم�ستمرة‬

‫عملية مرحلية‬

‫الفعل الرئي�سي‪ /‬ماذا نعمل؟‬

‫التتبع‬

‫التقدير واحلكم(اتخاذ القرارات)‬

‫الغاية الأ�سا�سية‪ /‬الهدف‬

‫املدى‪ /‬الفرتة الزمنية التي يتم‬ ‫فيها‬ ‫الرتكيز‬

‫‪152‬‬

‫حت�سني الكفاءة‪ ،‬والفعالية‪ ،‬والأثر‪ ،‬وو�ضع الربامج‬ ‫حت�سني التقدم يف التنفيذ‪ ،‬والكفاءة‪ ،‬وخطة امل�ستقبلية و تقدم حتليل معمق ومو�سع ملقارنة ما مت‬ ‫العمل و تتعقب وحتلل �سري الربنامج‪ /‬امل�شروع تخطيطه وما حتقق وقد ت�شمل فح�ص املالءمة‬ ‫وتوثق العملية‬ ‫لالحتياجات‪.‬‬

‫خالل مراحل تنفيذ امل�شروع‬

‫املدخالت والعملية واملخرجات والآداء‬

‫بعد فرتة من بدء امل�شروع‪ ,‬قد تكون ربعية ‪ ,‬ف�صلية‬ ‫�أو نهاية امل�شروع‬ ‫تركز �أكرث على النتائج وقد تت�ضمن قيا�س الأثر‬ ‫واال�ستمرارية‬


‫تصميم اإلطار المنطقي (تم مناقشته في فصل إعداد المشاريع)‬ ‫أدوات ومؤشرات المتابعة والتقييم‬

‫ ‬

‫•امل�ؤ�شرات‬ ‫‪1.1‬امل�ؤ�شر عبارة عن متغري �أو مقيا�س �أو معيار ي�ستخدم للم�ساعدة يف التحقق من حدوث التغري املقرتح ‪� .‬أي �إنه عبارة‬ ‫عن �أداة للقيا�س ‪.‬‬ ‫‪2.2‬و�أحيانا ي�ستخدم �أكرث من مقيا�س للقيا�س بكفاية و�شمولية (الغاية‪ /‬الهدف العام �أو النتائج �أو املخرجات او الن�شاطات‬ ‫) بالإ�ضافة �إلى قيا�س الفر�ص واملعيقات ‪ /‬املحددات املحتملة والنتائج غري املخطط لها‪ ،‬وال�سبب يف الى حدوث �أي‬ ‫تق�صري يف امل�شروع ‪.‬‬

‫ ‬

‫•�أنواع امل�ؤ�شرات (اال�شياء املمكن قيا�سها بوا�سطة املو�شرات )‪:‬‬ ‫ ‬ ‫‪ -١‬التوافر‪.‬‬ ‫ ‬ ‫‪ -٥‬التغطية‪.‬‬

‫‪ -٢‬ال�صلة‪ .‬‬ ‫‪ -٦‬النوعية‪ .‬‬

‫‪ -٣‬الإتاحية‪ .‬‬ ‫‪ -٧‬اجلهد‪ .‬‬

‫‪ -٤‬اال�ستخدام‪.‬‬ ‫‪ -٨‬الفاعلية‪ .‬‬

‫‪ -٩‬الأثر‪.‬‬

‫م�ؤ�شرات املدخالت ‪:‬‬ ‫ت�صف ما يجري يف امل�شروع ‪ ,‬من مقدار التمويل امل�صروف وعدد الكادر املتفرغ‪ ،‬والبنية التحتية (املكاتب واملوا�صالت )‬ ‫املتوفرة‪.‬‬

‫م�ؤ�شرات الن�شاطات ‪:‬‬ ‫عدد الن�شاطات التي مت توثيقها �أو ن�سبة املنجز منها (على �سبيل املثال‪ :‬عدد مرات التدريب)‪.‬‬

‫م�ؤ�شرات املخرجات‪:‬‬ ‫ت�صف اخلدمات �أو الب�ضائع التي مت انتاجها من خالل ان�شطة امل�شروع( مثال على ذلك‪� :‬إعداد مقدمي اخلدمات‬ ‫الذين مت تدريبهم)‪.‬‬

‫م�ؤ�شرات النتائج‪ /‬املح�صالت‪:‬‬ ‫ت�صف التغريات يف الأنظمة �أو ال�سلوك والناجمة عن حتقيق املخرجات (على �سبيل املثال عدد العيادات التي حتقق‬ ‫معايري جودة الرعاية‪� ،‬أو عدد الن�ساء اللواتي ير�ضعن �أطفالهن ر�ضاعة طبيعية ملدة ‪� 6‬شهور ‪�-----‬إلخ)‪.‬‬

‫م�ؤ�شرات الأثر ‪:‬‬ ‫تقي�س التغري الفعلي يف الظروف املحيطة بامل�شكلة املعرفة (على �سبيل املثال التغري يف احلالة ال�صحية )‪.‬‬

‫‪153‬‬


‫ ‬

‫•منهجيات جمع البيانات والمعلومات‬

‫تقسم المعلومات التي يتم جمعها الى ‪ 3‬انواع وهي ‪:‬‬ ‫‪ -1‬ال�سلوكية ‪ :‬وتعنى بت�صرفات الأفراد التي ت�ؤدي �إلى �إجابات واقعية‬ ‫*من يقوم باالعمال (على �سبيل املثال ‪ :‬من يقوم بتح�صيل املعونة الغذائية للأ�سرة ؟ ومن يتخذ القرار قيما يتعلق‬ ‫بو�سائل منع احلمل يف الأ�سرة ؟ )‬ ‫* ما طبيعة االعمال التي يقوم بها ال�شخ�ص ؟ (على �سبيل املثال‪ :‬ما ذا تفعل ب�أنواع الطعام املوزعة على الأ�سرة ؟ ما‬ ‫�أنواع الأعمال التي يقوم بها‪ ،‬والتي قد تعر�ضه خلطر الإ�صابة بفريو�س نق�ص املناعة املكت�سبة؟‬ ‫* كيف تنخرط بعمل معني (على �سبيل املثال‪ :‬كيف تقرر من يجب �أن ي�أكل الكمية املحدودة املتوفرة من الطعام ؟ كم‬ ‫عدد الواقيات الذكرية التي ت�شرتيها حاليا ؟‬ ‫* متى تنخرط يف ن�شاط معني ؟ (على �سبيل املثال‪ :‬كم عدد املرات التي حت�صل بها على معونة غذائية ؟‬ ‫* �أين تقوم بالعمل ؟ (على �سبيل املثال‪ :‬ما املكان التي تاتي منه لتح�صل على املعونة الغذائية ؟ من �أين ي�شرتي‬ ‫الواقيات الذكرية ؟ )‬ ‫‪ -2‬االجتاهات‪ :‬وهي تعطي ر�ؤية حول �آراء النا�س‪ ،‬وهي الأ�صعب من حيث الكتابة (حيث من ال ميتلك �آراء متطورة‪ ،‬و االجتاهات‬ ‫وا�ضحة من املمكن �أن ت�شكل عائقاً كبرياً)‪.‬‬ ‫* ما رايك بامر معني ؟‬ ‫* مل يتبنون هذه الآراء؟‬ ‫* امليزات التي يتميز بها �شخ�ص عن �آخر؟‬ ‫* ما هي امل�شاكل التي تواجهها؟‬ ‫* ما الأمور الواجب فعلها لتح�سني الأو�ضاع؟‬ ‫‪ -3‬الت�صنيف‪ :‬الت�صنيف يعطي �صورة عن طبيعة ال�شخ�ص الذي متت مقابلته‪ ،‬وهذا يفيد يف ت�صنيف يف جمموعات منوعة من النا�س‪.‬‬ ‫* موقع البيت‪.‬‬ ‫* اجلن�س‪.‬‬ ‫* الفئة العمرية‪.‬‬ ‫* امل�ستوى التعليمي‪.‬‬ ‫*احلالة االقت�صادية واالجتماعية‪.‬‬ ‫* اجلندر ( الدور االجتماعي)‪.‬‬

‫‪154‬‬


‫جمع المعلومات – اختيار الطريقة‬ ‫�أ�سئلة رئي�سة تر�شدك الختيار الطريقة و�أدوات جمع البيانات ‪:‬‬

‫ *هل هي بيانات موجوده ام حديثة ؟‬ ‫هل البيانات املطلوبة متوفرة ؟ هل هي معلومات عامة �أم خمت�صة مبوقع �أو عينة امل�شروع ؟‬ ‫هل ميكن ف�صل املعلومات عن املعلومات الأ�صلية ؟ هل ميكن ف�صل البيانات تبعا للعمر �أو اجلن�س �أو املوقع ح�سب احلاجة ؟ و�إن مل‬ ‫يكن ذلك ممكنا‪ ،‬فهل البيانات الأ�صلية متوفرة لف�صل هذه املعلومات ؟‪.‬‬

‫ *كمي �أم نوعي ؟‬ ‫ال ميكن اعتبار �أياً منهما �أدق من الآخر‪.‬‬ ‫النوعي ي�ستخدم �أكرث لالجتاهات واملعتقدات والآراء بينما ي�ستخدم الكمي للن�سب واملعدالت‪.‬‬ ‫هل حتتاج �إلى بيانات رقمية �أم ن�صية ‪ /‬مرئية ؟‪.‬‬

‫ *هل الطريقة املتبعة تعتمد امل�شاركة ام عدم امل�شاركة ؟‬ ‫هل لديك اخلربة الفنية لت�صميم ا�ستبيان موثوق؟‬ ‫هل ميكنك قيا�س م�شاعر امل�ستفيدين واحتياجاتهم و م�ساهمتهم املمكنة يف امل�شروع‪ ،‬با�ستخدام م�سح �أم يجب ا�ستخدام طريقة‬ ‫تعتمد امل�شاركة ب�شكل �أكرب ؟‬ ‫ما مدى قبول العينة ال�سكانية لطريقة امل�سح ؟‬ ‫هل ميكن متكني امل�ستفيدين ب�إ�شراكهم ؟‬

‫ *طرق تعتمد امل�صادر املكتوبة ام غري املكتوبة ؟‬ ‫هل تعد بع�ض امل�صادر غري مكتوبة؟‬ ‫هل ميكن جمع املعلومات بطرق �أكرث فعالية با�ستخدام اخلرائط والر�سومات وتبادل الأدوار ؟‬ ‫قد تكون الطرق املكتوبة �أقل عر�ضة لالنحياز من قبل جامعي البيانات‪ ،‬ولكنها �أكرث عر�ضة للخط�أ املوجود يف الت�صميم ( على‬ ‫�سبيل املثال االفرتا�ضات املتعلقة بالفئة امل�ستهدفة )‬

‫‪155‬‬


‫�أمثلة على طرق و�أدوات جمع بيانات جديدة‬ ‫اال�سرتاتيجية ‪/‬الطريقة‬

‫نوع البيانات‬ ‫نوعي‬

‫تعتمد امل�شاركة‬ ‫مقابالت مفتوحة‬

‫املالحظة املبا�شرة بدون ا�ستخدام النقا�ش‬

‫جمموعات النقا�ش املركزة‬

‫ال�صور (�إذا مت �أخذها من قبل �شخ�ص خارجي )‬

‫مالحظات املبحوثني‬

‫بيانات عفوية (على �سبيل املثال‪ :‬الر�سائل‪ ،‬املقاالت‬ ‫واجلرائد)‬

‫بع�ض �أدوات البحث ال�سريع بامل�شاركة( ر�سم اخلرائط‪ ،‬التعداد‪،‬‬ ‫الر�سومات البيانية‪----,‬الخ)‬ ‫كمي‬

‫ال تعتمد امل�شاركة‬

‫بع�ض ادوات البحث ال�سريع بامل�شاركة (على �سبيل املثال‪:‬‬ ‫التثمني‪ ,‬التحديد‪ ,‬او اعطاء القيمة )‬ ‫م�سوح الرت�صد املوجه‬

‫امل�سوحات املنظمة‬ ‫القيا�سات ( احليوية‪ ،‬النمو‪ ،‬الطول‪---‬الخ)‬

‫ال�ستكمال اال�ستبيان الذاتي او ال�سجالت (على �سبيل املثال‬ ‫‪:‬املزارعني املتعلمني)‬

‫التقني ـ ـ ـ ـ ــة‬ ‫امل�شاهدة‪ /‬املالحظة‬ ‫مراقبة املبحوثني‬ ‫املقابالت الفردية‬ ‫املقابلة �سواء كانت جماعية �أوفردية بني املقابل وال�شخ�ص الذي �سيتم �إجراء املقابلة معه للو�صول �إلى مايراد درا�سته من خالل مناق�شة عامه ومفتوحة‪ ،‬توفر للفرد‬ ‫الذي جترى معه املقابلة احلرية الكاملة يف التعبري عن نف�سه وم�شاعره و�آرائه‪.‬‬ ‫املقابالت اجلماعية والنقا�شات‬ ‫املقابالت املفتوحة‬ ‫امل�سوحات‪ /‬اال�ستبانات‬ ‫جمموعات النقا�ش املركزة‬ ‫اجتماعات مع املجتمع املحلي‬ ‫�أ�سلوب البحث ال�سريع بامل�شاركة ‪Rapid Assessment‬‬ ‫هناك العديد من الأدوات التي ت�ستخدم يف البحث ال�سريع بامل�شاركة‪ ،‬ومنها ما ي�ستخدم مع فرد �أو جمموعة �أو املجتمع ككل‪ ،‬ومنها ما ي�ستخدم من قبل �أفراد الفريق‬ ‫مثل االطالع علي االدبيات �أو اخلرائط �أو غريه‪ ،‬وفيما يلي �أمثلة لهذه الأدوات‪.‬‬ ‫• املقابلة �شبه املنظمة‬ ‫• حتليل �أحوال املعي�شة‬ ‫• حتليل الأطراف املعنية‬ ‫• املالحظة املبا�شرة‬ ‫• التدرج‬ ‫• اخلرائط‬ ‫• التقومي املو�سمي‬ ‫• النبذة التاريخية (�سرد �شخ�صي لتاريخ منطقة‪ ،‬حادثة �أو فرد)‬ ‫• الروتني اليومي (لفرد �أو �أفراد يف جمتمع معني)‬ ‫• الت�سل�سل ال�سببى‬

‫‪156‬‬


‫إعداد خطة المتابعة والتقييم‬ ‫ ‬

‫•من ي�شارك يف عملية املتابعة والتقييم‬

‫من �أهم عوامل النجاح يف تنفيذ اخلطة هو خلق نظام جيد ي�ستطيع �إخبار القائمني علي العمل �أوال ب�أول عن مدى التقدم و ما هي‬ ‫ال�صعوبات التي يواجهونها‪ ،‬و هو ما يتمثل يف املتابعة‪ ،‬وال �شك يف �أن متابعة الأداء يف التنفيذ بداية من عمليات التقييم الذاتي و�صوال �إلى‬ ‫خطة التح�سني ‪ ،‬تعترب عملية هامة جدا‪ ،‬لأنها متثل و�سيلة �أ�سا�سية ل�ضمان حتقيق �أهداف التطوير املن�شودة يف كل جمال من املجاالت‬ ‫امل�ستهدف العمل بها ‪.‬‬

‫اخلطوات الأ�سا�سية لعملية املتابعة و ت�شمل ‪:‬‬ ‫‪ .1‬ت�شكيل فرق املتابعة ‪.‬‬ ‫‪� .2‬إعداد خطة املتابعة‪.‬‬ ‫‪� .3‬إعداد �آليات التغلب على �صعوبات التنفيذ‪.‬‬ ‫حيث يقوم فريق قيادة التقييم الذاتي بالتن�سيق مع فريق الدعم الفني – �إذا �أمكن _ على م�ستوى الإدارة بعقد اجتماع العتماد اخلطة‪،‬‬ ‫وكذلك االتفاق على و�ضع نظام متابعة خلطة التح�سني وفق اخلطوات الأ�سا�سية التالية ‪-:‬‬

‫ت�شكيل فريق للمتابعة ‪ :‬يت�شكل فريق املتابعة من ممثلني للأطراف املختلفة باجلمعية‪/‬امل�ؤ�س�سة مع �إمكانية �إ�ضافة �أع�ضاء مهتمني من‬ ‫الفئات امل�ستهدفة يف املجتمع‪ .‬البد �أن يكون �أع�ضاء فريق املتابعة خمتلفني عن �أع�ضاء فريق اجلودة الذي قام بو�ضع اخلطة‪،‬‬ ‫ل�ضمان احليادية يف عملية املتابعة‪.‬‬

‫دور فريق املتابعة‬ ‫‪1.1‬متابعة تنفيذ اخلطة مع الأطراف املعنية بالتنفيذ بهدف �إعداد التقارير عن ذلك‪ ،‬ولي�س بهدف امل�ساءلة‪.‬‬ ‫‪�2.2‬إعداد وتقدمي تقرير عن نتائج املتابعة ملجل�س الأمناء يف اجتماعه ال�شهري‪.‬‬ ‫‪3.3‬ا�ستخدام �أدوات للمتابعة‪.‬‬ ‫‪4.4‬االحتفاظ ب�سجالت عن تقارير املتابعة و�أعمال اللجنة ب�شكل عام‪.‬‬

‫يقوم فريق املتابعة بعقد اجتماع البدء يف �صياغة خطة املتابعة‪ ،‬والتي ت�شمل‪-:‬‬ ‫‪� .1‬أهداف اخلطة و ا�سرتاتيجيات التنفيذ ‪.‬‬ ‫‪� .2‬إعداد �أدوات املتابعة و حتديد م�سئولية املتابعة‪.‬‬ ‫‪ .3‬حتديد الإمكانيات الالزمة و م�صادرها‪.‬‬

‫‪157‬‬


‫ ‬ ‫ ‬

‫‪ . 4‬حتديد توقيتات املتابعة‪.‬‬ ‫‪ .5‬حتديد �أدلة و م�ؤ�شرات النجاح‪.‬‬ ‫‪ .6‬حتليل نتائج عمليات املتابعة‪.‬‬ ‫‪ .7‬توفري �آليات تقدمي تغذية راجعة ب�شكل م�ستمر للمعنيني بالأمر‪.‬‬ ‫يقوم فريق املتابعة بعقد اجتماع لأع�ضاء جمل�س �أمناء اجلمعية‪/‬امل�ؤ�س�سة لعر�ض خطة املتابعة لو�ضع املالحظات عليها و‬ ‫اعتمادها من املجل�س يف �صورتها النهائية‪.‬‬

‫خطة المتابعة‬ ‫خطة املتابعة هي عبارة عن �إطار مرجعي يتم �إعداده مبعرفة امل�ستويات الوظيفية املختلفة يف اجلهة املنفذة للخطة ‪ ،‬ويتم االعتماد عليه‬ ‫يف متابعة �أن�شطة اخلطة للت�أكد من �أنها ت�سري يف �أ�سلوب تنفيذها وفقا ملا هو خمطط لها ‪ ،‬وحتتوي خطة املتابعة علي ‪ :‬الأن�شطة التي يتم‬ ‫متابعتها – م�ؤ�شرات املتابعة ‪ -‬م�صادر املعلومات لكل م�ؤ�شر – �أداة املتابعة امل�ستخدمة – توقيت املتابعة‪.‬‬

‫كيفيه و�ضع خطه للمتابعة‪:‬‬ ‫‪ .1‬حتديد الهدف‪.‬‬ ‫‪ .2‬حتديد املخرجات املتوقعة‪.‬‬ ‫‪ .3‬حتديد الأن�شطة والعمليات املطلوبة وتوقيتها‪.‬‬ ‫‪ .4‬حتديد املدخالت واملوارد الالزمة‪.‬‬ ‫‪ .5‬حتديد امل�ؤ�شرات املختلفة‪.‬‬ ‫‪ .6‬حتديد املعلومات املطلوب جمعها وم�صادرها‪.‬‬ ‫‪ .7‬حتديد الأ�شخا�ص امل�سئولني‪.‬‬ ‫‪ .8‬حتديد نوعية التقارير الفنية واملالية املطلوبة داخليا‪ ،‬وتلك املقدمة للجهات املانحة‪.‬‬

‫�إجراءات املتابعة اخلا�صة بخطة التح�سني‪:‬‬ ‫ الإطالع على خطة التح�سني ‪.‬‬‫ حتديد الأن�شطة اخلا�صة بكل �شهر باخلطة‪ ،‬وكذلك الأدلة وال�شواهد اخلا�صة بكل ن�شاط‪.‬‬‫ و�ضع خطة عمل لتنفيذ املتابعة (املعلومات املطلوبة – الأدلة وال�شواهد – الزمن – امل�س�ؤول)‬‫ توثيق نتائج املتابعة اخلا�صة بالأن�شطة‪.‬‬‫ �إعداد تقرير عن نتائج متابعة �أن�شطة ال�شهر‪.‬‬‫ عر�ض التقرير والنتائج على املجل�س يف اجتماعه الدوري‪.‬‬‫ يناق�ش املجل�س تقرير فريق املتابعة ويتخذ القرارات الالزمة‪� ،‬إن تتطلب الأمر‪.‬‬‫‪ -‬يعلم املجل�س امل�س�ؤولني عن التنفيذ بنتائج املتابعة والتقييم وتو�صياته لتنفيذ �أن�شطة ال�شهر التايل‪.‬‬

‫‪158‬‬


‫تقارير املتابعة‪:‬‬ ‫ما هو التقرير ‪:‬‬ ‫هو ‪ :‬عبارة عن حقائق خا�صة مب�شكلة معينة تعر�ض عر�ضاً حتليلياً بطريقة مب�سطة‬ ‫هو ‪ :‬وثيقة تت�ضمن درا�سة مل�شكلة ما‪ ،‬بهدف نقل و�إعطاء املعلومات والنتائج التي ت�سفر عنها الدرا�سة من �أجل تقدمي �أفكار وتو�صيات‪.‬‬ ‫هو ‪ :‬و�سيلة من و�سائل االت�صال‪ ،‬ولي�س غاية �أو هدفاً يف حد ذاته‪.‬‬

‫هدف التقرير‪.‬‬ ‫‪�1.1‬إعالم الغري ب�أمر من الأمور‪.‬‬ ‫‪2.2‬حتريك �سلوك الآخرين عن طريق الإقناع‪.‬‬ ‫‪3.3‬عر�ض نتائج بحث �أو درا�سة مو�ضوع معني �أو �إيجاد حلول مل�شكلة معينة‪.‬‬ ‫‪4.4‬ت�ساعد يف ت�شخي�ص و تقدير املوقف احلايل‪ ،‬وبالتايل التعرف على امل�شاكل و حلها‪.‬‬ ‫‪5.5‬ر�صد نتائج التنفيذ الفعلي للأن�شطة املختلفة‪ ،‬وتوفري البيانات عنها‪.‬‬ ‫‪6.6‬زيادة كفاءة عملية التخطيط بتوفري البيانات الالزمة‪.‬‬ ‫‪7.7‬تف�سري موقف �أو ظاهرة معينة‪.‬‬ ‫‪8.8‬عر�ض �أفكار �أو مقرتحات جديدة‪.‬‬

‫موا�صفات تقرير املتابعة‪:‬‬ ‫ ‬

‫•وا�ضح �أي ي�سهل فهمه وا�ستيعابه‪.‬‬

‫ ‬

‫• موجز �أي يكون مركزا مبا يكفى خلدمة الغر�ض منه ‪.‬‬

‫ ‬

‫•كامل �أي يغطى كافة جوانب املو�ضوع ‪.‬‬

‫ ‬

‫•دقيق �أي يحتوى على معلومات �صحيحة ثابتة‪.‬‬

‫ ‬

‫•متكامل �أي يكون هناك ترابطا بني �أجزائه املختلفة‪.‬‬

‫ ‬

‫• مرتبا و من�سقا ‪.‬‬

‫ ‬

‫• يحتوي على نتائج حمددة‪.‬‬

‫‪159‬‬


‫التقييم‬ ‫نظ ًرا لأن التقييم يعد العن�صر الهام لإثبات �صالحية الربنامج للجهات اخلارجية‪ ،‬ونظ ًرا لأنه يحتوي على هذه الأن�شطة ال�صعبة تقن ًيا‬ ‫وهذه املجموعة من توقعات �أ�صحاب امل�صلحة وخماوفهم‪ ،‬فقد ي�صبح ن�شاطا �سيا�سيا م�شحو ًنا‪ ،‬وال�سيما �إذا كان الربنامج يعد ا�ستثمارا‬ ‫كبريا لأ�صحاب امل�صلحة‪ .‬وقد يكون احلال كذلك �إذا كان الربنامج مكل ًفا للغاية‪� ،‬أو �إذا كان متمت ًعا ب�أهمية جمتمعية (مثل انتخابات‬ ‫ت�أ�سي�سية �أو جتربة تكنولوجيا جديدة)‪.‬‬ ‫وينبغي �أن يحتفظ اخت�صا�صيو التوعية بال�سيطرة على العملية التقييمة‪ ،‬وتخطيطها‪ ،‬وتنفيذها وتكلفتها‪ .‬و�أف�ضل طريقة للقيام بذلك‬ ‫ً‬ ‫مفرو�ضا على الربنامج يف وقت الحق‪ .‬وعندما ي�صبح التقييم‬ ‫هي �ضمان بناء التقييم يف ن�سيج الربنامج منذ البداية حتى ال ي�صبح ن�شاطا‬ ‫جزءاً من جوانب العمل املنتظم‪ ،‬ي�صبح التقييم �أداة قيمة‪� .‬أما �إذا مت �إدخاله كفكرة الحقة‪� ،‬أو �أداة �إدارية يف �أيدي مديرين خارجيني‪� ،‬أو �أداة‬ ‫ل�صنع القرار �أو �أداة ت�شخ�صية ُيلج�أ �إليها يف وقت الأزمات‪ ،‬ي�صبح التقييم عبئاً ون�شاط �صعب ومثري للجدل‪.‬‬

‫من ينبغي �أن يجري التقييم؟‬ ‫مما ال �شك فيه �أن برامج التوعية �ستخ�ضع للتقييم‪� ،‬سواء ب�شكل احرتايف �أو ب�شكل بديهي‪ .‬لكن ال�س�ؤال هو‪ :‬من �سيكون م�س�ؤو ًال‬ ‫عن تخطيط هذا التقييم وتنفيذه؟‬ ‫�إن املتابعة م�س�ؤولية تقع على عاتق من يديرون الربنامج‪ ،‬وقد ي�ستخدمون جمموعة من الأدوات ل�ضمان �إجراءها بطريقة دقيقة‬ ‫ووافية‪ .‬لكن التقييم يتطلب �أن يكون املق ِّيم بعيداً عن الربنامج بدرجة يفرت�ض البع�ض �أنها ال تتوفر لدى العاملني يف الربنامج‬ ‫�أنف�سهم‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬فهناك جوانب من التقييم ميكن �أن ينفذها العاملون ب�شكل منا�سب‪ ،‬وهناك �أ�شكال من التقييم حتتاج �إلى م�شاركة العاملني‪.‬‬

‫املق ِّيمون امل�ستقلون‬ ‫يتمتع املق ِّيمون اخلارجيون مبيزة اال�ستقالل وانعدام امل�صلحة يف نتائج التقييم‪ ،‬وهي ميزة �ضرورية ل�ضمان �أن تخرج الدرا�سة بنتائج‬ ‫ميكن االعتماد عليها‪ .‬فمثل هذه النتائج تكون خالية من املواقف املتحيزة‪� ،‬أو الق�صرية النظر‪� ،‬أو الدفاعية التي يتخذها القريبون من‬ ‫الربنامج‪.‬‬ ‫وقد يجد املق ِّيمون اخلارجيون �سهولة �أكرب يف احل�صول على تعليقات مو�ضوعية من امل�شاركني والو�صول �إلى من مت ا�ستبعادهم من‬ ‫الربنامج‪ .‬وهُ م ي�ستطيعون �أي�ضاً �إ�ضفاء الوجاهة التي يحتاج �إليها التقييم‪ ،‬لكي ي�ؤخذ على حممل اجلد ول�ضمان تنفيذ التو�صيات التي‬ ‫تخرج بها الدرا�سة‪.‬‬ ‫كما �أنه �سيكون لديهم الوقت الكايف لإجراء التقييم والذي غالباً ما يفتقر �إليه العاملون الذين ي�شاركون يف الربامج اجلاري تنفيذها‪.‬‬ ‫و�أخرياً‪ ،‬ف�إن تعيني مق ِّيمني خارجيني قد يكون ال�سبيل الوحيد للح�صول على اخلربة الالزمة لتقييم برنامج كبري ومعقد‪.‬‬

‫‪160‬‬


‫التقييم الذاتي‪ /‬الداخلي‬ ‫�إن الأ�شخا�ص القريبني من الربنامج ي�ضفون على التقييم معرفتهم ال�شخ�صية بالربنامج وبنتائجه املرجوة والفعلية‪ ،‬ويكون لهم‬ ‫م�صلحة يف نتائج التقييم‪ ،‬ويف معظم احلاالت‪ ،‬يكون لديهم التزام مهني بتح�سني عملهم‪ ،‬وبالتايل يزيد احتمال تنفيذ نتائج التقييم‪.‬‬ ‫وي�ساعد التقييم الداخلي على زيادة وعي العاملني بامل�سائل املتعلقة بالربنامج التي يجب النظر فيها‪ ،‬مثل ا�ستخدام املوارد بطريقة‬ ‫فعالة من حيث التكلفة‪ ،‬و�ضرورة و�ضع �أهداف وا�ضحة‪ ،‬و�أهمية جمع املعلومات املنا�سبة يف جميع مراحل الربنامج‪.‬‬

‫نقاط الضعف في كال النهجين‬ ‫ •املق ِّيمون اخلارجيون‪.‬‬ ‫قد يحتاج املق ِّيمون اخلارجيون �إلى وقت طويل لفهم ال�سياق الذي يعمل فيه الربنامج‪ ،‬وللدخول �إلى عامل �أ�صحاب امل�صلحة يف‬ ‫الربنامج من �أجل تف�سري ردودهم على الأ�سئلة وردود فعلهم جتاه تقارير املق ِّيمني‪ ،‬والتباع خطة الربنامج وتنفيذها‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من ارتفاع تكلفة تعيني مق ِّيمني خارجيني‪� ،‬إال �أنه ميكن خف�ض هذه التكلفة �إذا ما ا�ستطاعوا �إجراء التقييم خالل فرتة‬ ‫زمنية �أق�صر‪ ،‬على افرتا�ض معرفتهم بال�سياق واملفاهيم‪.‬‬ ‫كما �أنهم غري مل َزمني بتحمل م�س�ؤولية تو�صياتهم �أو عواقب تقاريرهم‪ .‬ففي �أ�سو�أ الأحوال‪ ،‬ميكن �أن ي�ؤدي هذا الأمر �إلى �إ�صدار‬ ‫تو�صيات غري واقعية ال تعك�س فهماً كافياً للبيئة التي يجب �أن يقدَم فيها الربنامج‪.‬‬

‫ •املق ِّيمون الداخليون‪.‬‬ ‫من ناحية �أخرى‪ ،‬قد يكون املق ِّيمون الداخليون قريبني جداً من الربنامج‪ .‬وهُ م لديهم عالقات يريدون حمايتها ووظائف �شخ�صية‬ ‫ال يريدون املخاطرة بها‪ .‬وقد تكون لهم م�صلحة خا�صة يف اخلروج بنتائج �أو تو�صيات معينة‪.‬‬ ‫وكما ُذكر �آنفاً‪ ،‬ف�إنهم يف الغالب ال ميلكون الوقت الكايف‪ ،‬على الرغم من �أنه ميكن تكليف فريق معني داخل املنظمة بهذه املهمة‪ .‬وقد‬ ‫يكون من ال�صعب عليهم احل�صول على معلومات موثوقة ومو�ضوعية‪� ،‬سواء من زمالئهم �أو من امل�شاركني يف الربنامج‪.‬‬

‫اجلمع بني املق ِّيمني الداخليني واخلارجيني‬ ‫�إن التقييم الفعال يتطلب اجلمع بني املق ِّيمني الداخليني واخلارجيني‪� .‬إذ ميكن �أن يتولى املق ِّيمون اخلارجيون �إعداد التقرير‬ ‫النهائي‪ ،‬يف حني يتولى الداخليون مهمة التن�سيق والتي�سري‪� .‬أو بد ًال من ذلك‪ ،‬ميكن �أن يعلن املق ِّيمون الداخليون واخلارجيون‬ ‫عن م�صاحلهم يف التقرير‪.‬‬ ‫والت�صميم الفعال للتقييم هو ذلك الذي ي�شجع على م�شاركة �أ�صحاب امل�صلحة‪ ،‬ويركز على تنمية املهارات‪ ،‬ويحدد الفائدة‬ ‫العائدة من التقرير وتو�صياته‪ .‬كما �أنه ي�ستخدم جمموعة متنوعة من �أدوات جمع وحتليل البيانات ت�شجع على امل�شاركة وامللكية‪.‬‬ ‫‪161‬‬


‫ويقدم مثل هذا التقييم و�صفاً دقيقاً لأدوار املق َّيمني وجميع �أ�صحاب امل�صلحة‪ ،‬ويحدد كيفية اال�ستفادة من املق ِّيمني الداخليني‬ ‫�أو املق ِّيمني امل�ستقلني‪ ،‬على �أ�سا�س الطرق الأكرث فعالية للدرا�سة التقييمية املحددة‪ .‬‬

‫املنظمات امل�ستقلة املحلية‬

‫يف حني �أن بلداناً قليلة تتمتع مبيزة وجود منظمات متخ�ص�صة يف تقييم برامج التوعية لديها‪� ،‬إال �أن بلداناً عديدة لديها معاهد‬ ‫للبحوث االجتماعية تتخذ مقرها يف م�ؤ�س�سات التعليم العايل‪� ،‬أو امل�ؤ�س�سات اال�ست�شارية يف جمال التطوير التنظيمي‪� ،‬أو مراكز‬ ‫وجمعيات تعليم الكبار‪.‬‬ ‫ونظراً لأن تقييم الربامج ي�شكل عن�صراً �أ�سا�سياً يف ت�صميم الربامج‪ ،‬ف�إن املنظمات املتخ�ص�صة يف تقدمي املِنح قد تتمتع �أي�ضاً‬ ‫بالقدرة على التقييم‪.‬‬

‫وبالإ�ضافة �إلى املنظمات الر�سمية التي ميكن احل�صول منها على فريق التقييم‪ ،‬ف�إن هناك �أي�ضاً �أفراداً يف امل�ؤ�س�سات الأكادميية‬ ‫ومنظمات املجتمع املدين قد تكون لديهم خربة يف جمال التقييم‪.‬‬

‫تخطيط املتابعة والتقييم‬ ‫تطوير وتطبيق خطة للمتابعة والتقييم تعتمد على �إطار منطقي للم�شروع الذي ي�ضمن جمع املعلومات اال�سا�سية‪ ،‬املتابعة‪،‬‬ ‫التقييم النهائي للبيانات‪ ،‬يتنب�أ بطريقة ا�ستخدام �صانعي القرار لهذه البيانات‪ ،‬وذلك با�ستخدام ميزانية كافية لتطبيق خطة‬ ‫املتابعة والتقييم ‪.‬‬ ‫خطة املتابعة والتقييم اجليدة يجب �أن ت�شرح نف�سها بنف�سها!!‬

‫العنا�صر الرئي�سية خلطة املتابعة والتقييم الناجحة‪:‬‬ ‫ ‬

‫•الإطار املنطقي للم�شروع‪.‬‬

‫ ‬

‫•امل�ؤ�شرات وجداول البيانات (متطلبات البيانات‪ ،‬امل�صادر‪ ،‬الطرق‪ ،‬النماذج‪ ،‬التكرار‪ ،‬م�س�ؤوليات جمع البيانات‪ ،‬معاجلتها و‬ ‫الرقابة النوعية )‪.‬‬

‫ ‬

‫•خطة حتليلية (النظرية الأ�سا�سية‪ ،‬االختبارات الإح�صائية‪ ،‬الأدوار وامل�س�ؤوليات)‪.‬‬

‫ ‬

‫•اجلدول الزمني للتطبيق (امل�سحية واملتابعة الدورية والتقييم ن�صف الف�صلي والنهائي والتقييم البعدي للم�شروع )‪.‬‬

‫ ‬

‫•جتميع وتطبيق النتائج والدرو�س امل�ستفادة (اجلمهور‪،‬الأهداف واملنتجات املن�شودة )‪.‬‬

‫ ‬

‫•�أنظمة املعلومات (املدخالت‪ ،‬تخزين البيانات‪ ،‬التكنولوجيا �أو الربامج امل�ستخدمة )‪.‬‬

‫ ‬

‫•يجب �أن ت�شمل تقييم املخاطر والإدارة �أي�ضا‪.‬‬

‫‪162‬‬


‫اإلطار الزمني‬ ‫�إذا قيمت يف ‪:‬‬

‫�سوف يخربك ذلك بـ‪:‬‬

‫البدء‬

‫الو�ضع احلايل‪.‬‬

‫التطبيق‬

‫هل ي�سري امل�شروع بتوافق مع اخلطة‪.‬‬

‫ن�صف املدة‬

‫هل تعمل ا�سرتاتيجيات امل�شروع‪.‬‬

‫النهاية‬

‫ما الأثر الذي �أحدثته‪.‬‬

‫ما بعد امل�شروع‬

‫ما هو الأثر على الفئة امل�ستهدفة‪.‬‬

‫البيانات واملعلومات‬ ‫بع�ض طرق جمع البيانات ‪:‬‬

‫نوعية‬

‫كمية‬

‫ت�شاركية‬

‫غري ت�شاركية‬

‫�أ�سئلة مفتوحة‬

‫امل�شاهدات‬

‫جمموعات النقا�ش املركزة‬

‫ال�صور‬

‫التقييم الت�شاركي ال�سريع‬ ‫التقييم الت�شاركي ال�سريع‬

‫امل�سوحات املنظمة‬

‫امل�سوحات التي تعب�أ ذاتيا‬

‫القيا�سات‬

‫التحليل‬ ‫يتطلب حتليل نتائج املتابعة والتقييم فح�ص املعلومات عن كثب )الأفكار‪ ،‬احلقائق‪ ،‬االنطباعات(‪ ،‬لتو�ضيحها و�إعطائها �شكلها‬ ‫النهائي وفهم ال�صالت‪ ،‬وحتديد العنا�صر الأ�سا�سية‪ ،‬من �أجل التو�صل �إلى اال�ستنتاجات التي ميكن �أن ت�ؤدي �إلى اتخاذ �إجراءات‪.‬‬ ‫وي�ؤدي حتليل نتائج املتابعة والتقييم وظائف عديدة‪:‬‬ ‫• حت�سني الفهم – ميكن �أن تن�ش�أ مفاهيم متعمقة جديدة من خالل مناق�شة املعلومات الأولية مع �أ�صحاب العالقة يف امل�شروع‪.‬‬ ‫•‬

‫احلد من التحيز – �ضمان �إجراء مناق�شة �شاملة للمعلومات يعني �أنها روجعت و�أن �أ�صحاب العالقة ي�ستطيعون �أن يربزوا �أي مو�ضوع‬ ‫ي�شعرون �أنه عر�ض بطريقة غري �صحيحة‪.‬‬

‫‪163‬‬


‫•‬

‫تكوين �صورة وا�ضحة عن احلالة‪/‬احلدث‪/‬العملية والتو�صل �إلى توافق يف الآراء – ميكن عن طريق مناق�شة البيانات والتناق�ضات‪،‬‬ ‫وميكن �أي�ضا فهم الفجوات‪� ،‬أو �إيجاد حلول لها‪.‬‬

‫•‬

‫يف عملية املتابعة والتقييم الت�شاركية‪ ،‬ميكن �أن ي�ؤدي التحليل امل�شرتك �إلى تعزيز ملكية النتائج وحتفيز �أ�صحاب العالقة على زيادة‬ ‫اال�ستثمار من �أجل �إحداث التغريات املن�شودة‪.‬‬

‫تخزين املعلومات املتعلقة باملتابعة والتقييم‪:‬‬ ‫توثيق املعلومات �أمر حيوي للمتابعة والتقييم‪ ،‬فهو يوفر �أ�سا�سا لالت�صاالت‪ ،‬وال�شفافية‪ ،‬والتو�صل �إلى توافق يف الآراء‪ ،‬وا�ستمرار‬ ‫العمليات الت�شاورية‪ .‬وت�ستعمل املعلومات املخزنة كم�صدر لذاكرة م�ؤ�س�سية يلج�أ �إليها الأ�شخا�ص اجلدد �أو عندما تدعو احلاجة �إلى‬ ‫التحقق �أو عقد مقارنة احلا�ضر باملا�ضي‪ .‬وحتتاج كمية املعلومات التي جتمعها جميع امل�شاريع وامل�ساعدة فيما بينها �إلى نظم للمعلومات‬ ‫لتخزين البيانات و�إتاحتها للآخرين‪.‬‬

‫االستخدام‬ ‫ا�ستخدام و�إبالغ نتائج املتابعة والتقييم‬ ‫النتائج املتعلقة باملتابعة والتقييم لها �أفراد مهتمون بها‪ .‬وعند الإبالغ عن التقدم املحرز يف خطط العمل‪� ،‬ستوجه تقاريرك �إلى‬ ‫اجلهات املمولة‪ ،‬واللجنة التوجيهية‪ ،‬وامل�ؤ�س�سات املتعاونة‪ ،‬و�شركاء التنفيذ‪ .‬ف�أ�صحاب العالقة الأ�سا�سيون لهم احلق يف �أن يعرفوا‬ ‫عموما مدى التقدم الذي يحرزه امل�شروع‪ ،‬ولهم احلق �أي�ضا يف �أن تتاح لهم الفر�صة لإبداء �آرائهم يف النتائج الأولية‪ .‬وحتتاج اجلهات‬ ‫املمولة واملدراء �إلى معلومات عن الأثر‪ ،‬بينما يحتاج جميع �شركاء التنفيذ �إلى فهم امل�شاكل من �أجل �إيجاد حلول لها‪.‬‬ ‫و�سوف يتعني �إبالغ االطراف‪:‬‬ ‫اجلهات املمولة و�شركاء التنفيذ حول نتائج املتابعة والتقييم‪.‬‬

‫‪164‬‬


‫اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب‬ ‫المعاملة أو العقوبة القاسية أو الالإنسانيةأو المهينة‬ ‫اعتمدت وعر�ضت للتوقيع والت�صديق واالن�ضمام مبوجب قرار اجلمعية العامة للأمم املتحدة ‪ 46/39‬امل�ؤرخ يف ‪ 10‬كانون الأول‪/‬دي�سمرب‬ ‫‪ 1984‬تاريخ بدء النفاذ‪ 26 :‬حزيران‪/‬يونيه ‪ ،1987‬وفقا لأحكام املادة ‪)1( 27‬‬ ‫�إن الدول الأطراف يف هذه االتفاقية‪� ،‬إذ ترى �أن االعرتاف باحلقوق املت�ساوية وغري القابلة للت�صرف‪ ،‬جلميع �أع�ضاء الأ�سرة الب�شرية‬ ‫هو‪ ،‬وفقا للمبادئ املعلنة يف ميثاق الأمم املتحدة‪� ،‬أ�سا�س احلرية والعدل وال�سلم يف العامل‪ ،‬و�إذ تدرك �أن هذه احلقوق ت�ستمد من الكرامة‬ ‫املت�أ�صلة للإن�سان‪ ،‬و�إذ ت�ضع يف اعتبارها الواجب الذي يقع على عاتق الدول مبقت�ضى امليثاق‪ ،‬وبخا�صة مبوجب املادة ‪ 55‬منه‪ ،‬بتعزيز‬ ‫احرتام حقوق الإن�سان وحرياته الأ�سا�سية‪ ،‬ومراعاتها على م�ستوى العامل‪،‬ومراعاة منها للمادة ‪ 5‬من الإعالن العاملي حلقوق الإن�سان‬ ‫واملادة ‪ 7‬من العهد الدويل اخلا�ص باحلقوق املدنية وال�سيا�سية‪ ،‬وكلتاهما تن�ص على عدم جواز تعر�ض �أحد للتعذيب �أو املعاملة �أو العقوبة‬ ‫القا�سية �أو الال�إن�سانية�أو املهينة‪ ،‬ومراعاة منها �أي�ضا لإعالن حماية جميع الأ�شخا�ص من التعر�ض للتعذيب وغريه من �ضروب املعاملة �أو‬ ‫العقوبة القا�سية �أو الال�إن�سانية �أو املهينة‪ ،‬الذي اعتمدته اجلمعية العامة يف ‪ 9‬كانون الأول‪ /‬دي�سمرب ‪ ،1975‬ورغبة منها يف زيادة فعالية‬ ‫الن�ضال �ضد التعذيب وغريه من �ضروب املعاملة‪� ،‬أو العقوبة القا�سية �أو الال�إن�سانية يف العامل قاطبة‪ ،‬اتفقت على ما يلي‪:‬‬

‫الجزء األول‬ ‫املادة ‪1‬‬

‫‪ .1‬لأغرا�ض هذه االتفاقية‪ ،‬يق�صد «بالتعذيب» �أي عمل ينتج عنه �أمل �أو عذاب �شديد‪ ،‬ج�سديا كان �أم عقليا‪ ،‬يلحق عمدا ب�شخ�ص ما‬ ‫بق�صد احل�صول من هذا ال�شخ�ص‪� ،‬أو من �شخ�ص ثالث‪ ،‬على معلومات �أو على اعرتاف‪� ،‬أو معاقبته على عمل ارتكبه �أو ي�شتبه‬ ‫يف �أنه ارتكبه‪ ،‬هو �أو �شخ�ص ثالث �أو تخويفه �أو �إرغامه هو �أو �أي �شخ�ص ثالث ‪� -‬أو عندما يلحق مثل هذا الأمل �أو العذاب لأي‬ ‫�سبب من الأ�سباب يقوم على التمييز �أيا كان نوعه‪� ،‬أو يحر�ض عليه �أو يوافق عليه �أو ي�سكت عنه موظف ر�سمي �أو �أي �شخ�ص‬ ‫�آخر يت�صرف ب�صفته الر�سمية‪ .‬وال يت�ضمن ذلك الأمل �أو العذاب النا�شئ فقط عن عقوبات قانونية �أو املالزم لهذه العقوبات �أو‬ ‫الذي يكون نتيجة عر�ضية لها ‪.‬‬ ‫‪ .2‬ال تخل هذه املادة ب�أي �صك دويل �أو ت�شريع وطني يت�ضمن �أو ميكن �أن يت�ضمن �أحكاما ذات تطبيق �أ�شمل ‪.‬‬ ‫املادة ‪2‬‬

‫‪ .1‬تتخذ كل دولة طرف �إجراءات ت�شريعية �أو �إدارية �أو ق�ضائية فعالة �أو �أية �إجراءات �أخرى ملنع �أعمال التعذيب يف �أي �إقليم يخ�ضع‬ ‫الخت�صا�صها الق�ضائي ‪.‬‬ ‫‪ .2‬ال يجوز التذرع ب�أية ظروف ا�ستثنائية �أيا كانت‪� ،‬سواء �أكانت هذه الظروف حالة حرب �أو تهديدا باحلرب �أو عدم ا�ستقرار �سيا�سي‬ ‫داخلي �أو �أية حالة من حاالت الطوارئ العامة الأخرى كمربر للتعذيب ‪.‬‬ ‫‪ .3‬ال يجوز التذرع بالأوامر ال�صادرة عن موظفني �أعلى مرتبة �أو عن �سلطة عامة كمربر للتعذيب ‪.‬‬

‫‪165‬‬


‫املادة ‪3‬‬

‫‪ .1‬ال يجوز لأية دولة طرف �أن تطرد �أي �شخ�ص �أو �أن تعيده («�أن ترده») �أو �أن ت�سلمه �إلى دولة �أخرى‪� ،‬إذا توافرت لديها �أ�سباب‬ ‫حقيقية تدعو �إلى االعتقاد ب�أنه �سيكون يف خطر التعر�ض للتعذيب‪.‬‬ ‫‪ .2‬تراعى ال�سلطات املخت�صة لتحديد ما �إذا كانت هذه الأ�سباب متوافرة‪ ،‬جميع االعتبارات ذات ال�صلة‪ ،‬مبا يف ذلك‪ ،‬يف حالة االنطباق‪،‬‬ ‫وجود منط ثابت من االنتهاكات الفادحة �أو ال�صارخة‪� ،‬أو اجلماعية حلقوق الإن�سان يف الدولة املعنية ‪.‬‬ ‫املادة ‪4‬‬

‫‪ .1‬ت�ضمن كل دولة طرف �أن تكون جميع �أعمال التعذيب جرائم مبوجب قانونها اجلنائي‪ ،‬وينطبق الأمر ذاته على قيام �أي �شخ�ص‬ ‫ب�أية حماولة ملمار�سة التعذيب وعلى قيامه ب�أي عمل �آخر ي�شكل تواط�ؤاً وم�شاركة يف التعذيب ‪.‬‬ ‫‪ .2‬جتعل كل دولة طرف هذه اجلرائم م�ستوجبة للعقاب بعقوبات منا�سبة ت�أخذ يف االعتبار طبيعتها اخلطرية ‪.‬‬ ‫املادة ‪5‬‬

‫‪ .1‬تتخذ كل دولة طرف ما يلزم من الإجراءات لإقامة واليتها الق�ضائية على اجلرائم امل�شار �إليها يف املادة ‪ 4‬يف احلاالت التالية‪:‬‬ ‫(�أ) عند ارتكاب هذه اجلرائم يف �أي �إقليم يخ�ضع لواليتها الق�ضائية �أو على ظهر �سفينة �أو على منت طائرة م�سجلة يف تلك‬ ‫الدولة ‪.‬‬ ‫(ب) عندما يكون مرتكب اجلرمية املزعوم من مواطني تلك الدولة ‪.‬‬ ‫(ج) عندما يكون املعتدى عليه من مواطني تلك الدولة‪� ،‬إذا اعتربت تلك الدولة ذلك منا�سبا ‪.‬‬ ‫‪ .2‬تتخذ كل دولة طرف باملثل ما يلزم من الإجراءات لإقامة واليتها الق�ضائية على هذه اجلرائم‪ ،‬يف احلاالت التي يكون فيها مرتكب‬ ‫اجلرمية املزعوم موجودا يف �أي �إقليم يخ�ضع لوالياتها الق�ضائية وال تقوم بت�سليمه عمال باملادة ‪� 8‬إلى �أية دولة من الدول التي‬ ‫ورد ذكرها يف الفقرة ‪ 1‬من هذه املادة ‪.‬‬ ‫‪ .3‬ال ت�ستثني هذه االتفاقية �أي والية ق�ضائية جنائية متار�س وفقا للقانون الداخلي ‪.‬‬ ‫املادة ‪6‬‬

‫‪ .1‬تقوم �أي دول طرف‪ ،‬لدى اقتناعها‪ ،‬بعد درا�سة املعلومات املتوفرة لها‪ ،‬ب�أن الظروف تربر احتجاز �شخ�ص موجود يف �أرا�ضيها يدعى‬ ‫�أنه اقرتف جرما م�شارا �إليه يف املادة ‪ 4‬باحتجازه �أو تتخذ �أية �إجراءات قانونية �أخرى ل�ضمان وجوده فيها‪ .‬ويكون االحتجاز‬ ‫والإجراءات القانونية الأخرى مطابقة ملا ين�ص عليه قانون تلك الدولة‪ ،‬على �أال ي�ستمر احتجاز ال�شخ�ص �إال للمدة الالزمة‬ ‫للتمكني من �إقامة �أي دعوى جنائية �أو من اتخاذ �أي �إجراءات لت�سليمه ‪.‬‬ ‫‪ .2‬تقوم هذه الدولة فورا ب�إجراء التحقيق الأولى فيما يتعلق بالوقائع ‪.‬‬

‫‪166‬‬


‫‪ .3‬تتم م�ساعدة �أي �شخ�ص حمتجز وفقا للفقرة ‪ 1‬من هذه املادة على االت�صال فورا ب�أقرب ممثل خمت�ص للدولة التي هو من‬ ‫مواطنيها‪� ،‬أو مبمثل الدولة التي يقيم فيها عادة �إن كان بال جن�سية ‪.‬‬ ‫‪ .4‬لدى قيام دولة ما‪ ،‬عمال بهذه املادة‪ ،‬باحتجاز �شخ�ص ما‪ ،‬تخطر على الفور الدول امل�شار �إليها يف الفقرة ‪ 1‬من املادة ‪ ،5‬باحتجاز‬ ‫هذا ال�شخ�ص وبالظروف التي تربر اعتقاله‪ .‬وعلى الدولة التي جترى التحقيق الأولى الذي تتوخاه الفقرة ‪ 2‬من هذه املادة �أن‬ ‫ترفع فورا ما تو�صلت �إليه من النتائج �إلى الدول املذكورة‪ ،‬مع الإف�صاح عما �إذا كان يف نيتها ممار�سة واليتها الق�ضائية ‪.‬‬ ‫املادة ‪7‬‬

‫‪ .1‬تقوم الدولة الطرف التي يوجد يف الإقليم اخلا�ضع لواليتها الق�ضائية �شخ�ص يدعى ارتكابه لأي من اجلرائم املن�صو�ص عليها‬ ‫يف املادة ‪ 4‬يف احلاالت التي تتوخاها املادة ‪ ،5‬بعر�ض الق�ضية على �سلطاتها املخت�صة بق�صد تقدمي ال�شخ�ص للمحاكمة‪� ،‬إذا مل تقم‬ ‫بت�سليمه ‪.‬‬ ‫‪ .2‬تتخذ هذه ال�سلطات قرارها بنف�س الأ�سلوب الذي تتبعه يف حالة ارتكاب �أية جرمية عادية ذات طبيعة خطرية مبوجب قانون تلك‬ ‫الدولة‪ .‬وفى احلاالت امل�شار �إليها يف الفقرة ‪ 2‬من املادة ‪ 5‬ينبغي �أال تكون معايري الأدلة املطلوبة للمقا�ضاة والإدانة ب�أي حال من‬ ‫الأحوال �أقل �صرامة من تلك التي تنطبق يف احلاالت امل�شار �إليها يف الفقرة ‪ 1‬من املادة ‪. 5‬‬ ‫‪ .3‬تكفل املعاملة العادلة يف جميع مراحل الإجراءات القانونية لأي �شخ�ص تتخذ �ضده تلك الإجراءات‪ ،‬فيما يتعلق ب�أي من اجلرائم‬ ‫امل�شار �إليها يف املادة ‪. 4‬‬ ‫املادة ‪8‬‬

‫‪ .1‬تعترب اجلرائم امل�شار �إليها يف املادة ‪ 4‬جرائم قابلة لت�سليم مرتكبيها يف �أية معاهدة لت�سليم املجرمني تكون قائمة بني الدول‬ ‫الأطراف‪ .‬وتتعهد الدول الأطراف ب�إدراج هذه اجلرائم كجرائم قابلة لت�سليم مرتكبيها يف كل معاهدة ت�سليم تربم بينها ‪.‬‬ ‫‪� .2‬إذا ت�سلمت دولة طرف طلبا للت�سليم من دولة ال تربطها بها معاهدة لت�سليم املجرمني‪ ،‬وكانت الدولة الأولى جتعل الت�سليم‬ ‫م�شروطا بوجود معاهدة لت�سليم املجرمني‪ ،‬يجوز لهذه الدولة اعتبار هذه االتفاقية �أ�سا�سا قانونيا للت�سليم فيما يخت�ص مبثل‬ ‫هذه اجلرائم‪ .‬ويخ�ضع الت�سليم لل�شروط الأخرى املن�صو�ص عليها يف قانون الدولة التي يقدم �إليها طلب الت�سليم ‪.‬‬ ‫‪ .3‬تعرتف الدول الأطراف التي ال جتعل الت�سليم مرهونا بوجود معاهدة ب�أن هذه اجلرائم قابلة لت�سليم مرتكبيها فيما بينها‪ ،‬طبقا‬ ‫لل�شروط املن�صو�ص عليها يف قانون الدولة التي يقدم �إليها طلب الت�سليم‪.‬‬ ‫‪ .4‬تتم معاملة هذه اجلرائم‪ ،‬لأغرا�ض الت�سليم بني الدول الأطراف‪ ،‬كما لو �أنها اقرتفت‪ ،‬ال يف املكان الذي حدثت فيه فح�سب‪ ،‬بل‬ ‫�أي�ضا يف �أرا�ضى الدول املطالبة ب�إقامة واليتها الق�ضائية طبقا للفقرة ‪ 1‬من املادة ‪. 5‬‬

‫‪167‬‬


‫املادة ‪9‬‬

‫‪ .1‬على كل دولة طرف �أن تقدم �إلى الدول الأطراف الأخرى �أكرب قدر من امل�ساعدة فيما يتعلق بالإجراءات اجلنائية املتخذة ب�ش�أن �أي‬ ‫من اجلرائم امل�شار �إليها يف املادة ‪ ،4‬مبا يف ذلك توفري جميع الأدلة املوجودة يف حوزتها والالزمة للإجراءات ‪.‬‬ ‫‪ .2‬تنفذ الدول الأطراف التزاماتها مبقت�ضى الفقرة ‪ 1‬من هذه املادة وفقا ملا قد يوجد بينها من معاهدات لتبادل امل�ساعدة الق�ضائية ‪.‬‬ ‫املادة ‪10‬‬

‫‪ .1‬ت�ضمن كل دولة �إدراج التعليم والإعالم فيما يتعلق بحظر التعذيب على الوجه الكامل يف برامج تدريب املوظفني املكلفني ب�إنفاذ‬ ‫القوانني‪� ،‬سواء �أكانوا من املدنيني �أو الع�سكريني‪ ،‬والعاملني يف ميدان الطب‪ ،‬واملوظفني العموميني �أو غريهم ممن قد تكون‬ ‫لهم عالقة باحتجاز �أي فرد معر�ض لأي �شكل من �أ�شكال التوقيف �أو االعتقال �أو ال�سجن �أو با�ستجواب هذا الفرد �أو معاملته ‪.‬‬ ‫‪ .2‬ت�ضمن كل دولة طرف �إدراج هذا احلظر يف القوانني والتعليمات التي يتم �إ�صدارها فيما يخت�ص بواجبات ووظائف مثل ه�ؤالء‬ ‫الأ�شخا�ص ‪.‬‬ ‫املادة ‪11‬‬

‫تبقى كل دولة قيد اال�ستعرا�ض املنظم قواعد اال�ستجواب‪ ،‬وتعليماته و�أ�ساليبه وممار�ساته‪ ،‬وكذلك الرتتيبات املتعلقة بحجز ومعاملة‬ ‫الأ�شخا�ص الذين يتعر�ضون لأي �شكل من �أ�شكال التوقيف‪� ،‬أو االعتقال �أو ال�سجن يف �أي �إقليم يخ�ضع لواليتها الق�ضائية‪ ،‬وذلك بق�صد‬ ‫منع حدوث �أي حاالت تعذيب ‪.‬‬ ‫املادة ‪12‬‬

‫ت�ضمن كل دولة طرف قيام �سلطاتها املخت�صة ب�إجراء حتقيق �سريع ونزيه‪ ،‬كلما وجدت �أ�سباب معقولة تدعو �إلى االعتقاد ب�أن عمال من‬ ‫�أعمال التعذيب قد ارتكب يف �أي من الأقاليم اخلا�ضعة لواليتها الق�ضائية‪.‬‬ ‫املادة ‪13‬‬

‫ت�ضمن كل دولة طرف لأي فرد يدعى ب�أنه قد تعر�ض للتعذيب يف �أي �إقليم يخ�ضع لواليتها الق�ضائية‪ ،‬احلق يف �أن يرفع �شكوى �إلى‬ ‫�سلطاتها املخت�صة وفى �أن تنظر هذه ال�سلطات يف حالته على وجه ال�سرعة وبنزاهة‪ .‬وينبغي اتخاذ اخلطوات الالزمة ل�ضمان حماية مقدم‬ ‫ال�شكوى وال�شهود من كافة �أنواع املعاملة ال�سيئة‪� ،‬أو التخويف نتيجة ل�شكواه �أو لأي �أدلة تقدم ‪.‬‬

‫‪168‬‬


‫املادة ‪14‬‬

‫‪ .1‬ت�ضمن كل دولة طرف‪ ،‬يف نظامها القانوين‪� ،‬إن�صاف من يتعر�ض لعمل من �أعمال التعذيب ومتتعه بحق قابل للتنفيذ يف تعوي�ض‬ ‫عادل ومنا�سب‪ ،‬مبا يف ذلك و�سائل �إعادة ت�أهيله على �أكمل وجه ممكن‪ ،‬وفى حالة وفاة املعتدى عليه نتيجة لعمل من �أعمال‬ ‫التعذيب‪ ،‬يكون للأ�شخا�ص الذين كان يعولهم احلق يف التعوي�ض ‪.‬‬ ‫‪ .2‬لي�س يف هذه املادة ما مي�س �أي حق للمعتدى عليه �أو لغريه من الأ�شخا�ص‪ ،‬فيما قد يوجد من تعوي�ض مبقت�ضى القانون الوطني ‪.‬‬ ‫املادة ‪15‬‬

‫ت�ضمن كل دولة طرف عدم اال�ست�شهاد ب�أية �أقوال يثبت �أنه مت الإدالء بها نتيجة للتعذيب‪ ،‬كدليل يف �أية �إجراءات‪� ،‬إال �إذا كان ذلك �ضد‬ ‫�شخ�ص متهم بارتكاب التعذيب كدليل على الإدالء بهذه الأقوال ‪.‬‬ ‫املادة ‪16‬‬

‫‪ .1‬تتعهد كل دولة طرف ب�أن متنع‪ ،‬يف �أي �إقليم يخ�ضع لواليتها الق�ضائية حدوث �أي �أعمال �أخرى من �أعمال املعاملة‪� ،‬أو العقوبة‬ ‫القا�سية �أو الال�إن�سانية �أو املهينة‪ ،‬التي ال ت�صل �إلى حد التعذيب كما حددته املادة ‪ ،1‬عندما يرتكب موظف عمومي �أو �شخ�ص‬ ‫�آخر يت�صرف ب�صفة ر�سمية هذه الأعمال �أو يحر�ض على ارتكابها‪� ،‬أو عندما تتم مبوافقته �أو ب�سكوته عليها‪ .‬وتنطبق بوجه‬ ‫خا�ص االلتزامات الواردة يف املواد ‪ 13 ,12 ،11 ،10‬وذلك باال�ستعا�ضة عن الإ�شارة �إلى التعذيب بالإ�شارة �إلى غريه من �ضروب‬ ‫املعاملة �أو العقوبة القا�سية �أو الال�إن�سانية �أو املهينة ‪.‬‬ ‫‪ .2‬ال تخل �أحكام هذه االتفاقية ب�أحكام �أي �صك دويل �آخر �أو قانون وطني يحظر املعاملة �أو العقوبة القا�سية �أو الال�إن�سانية �أو املهينة‪،‬‬ ‫�أو يت�صل بت�سليم املجرمني �أو طردهم ‪.‬‬

‫الجزء الثاني‬ ‫املادة ‪17‬‬

‫‪ .1‬تن�ش�أ جلنة ملناه�ضة التعذيب (ي�شار �إليها فيما بعد با�سم اللجنة) وت�ضطلع باملهام املن�صو�ص عليها فيما بعد‪ .‬وتت�ألف اللجنة من‬ ‫ع�شرة خرباء على م�ستوى �أخالقي عال وم�شهود لهم بالكفاءة يف ميدان حقوق الإن�سان‪ ،‬يعملون يف اللجنة ب�صفتهم ال�شخ�صية‪.‬‬ ‫وتقوم الدول الأطراف بانتخابهم مع مراعاة التوزيع اجلغرايف العادل‪ ،‬وفائدة ا�شرتاك بع�ض الأ�شخا�ص من ذوى اخلربة القانونية‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ .2‬ينتخب �أع�ضاء اللجنة بطريق االقرتاع ال�سري من قائمة ب�أ�شخا�ص تر�شحهم الدول الأطراف‪ .‬ولكل دولة طرف �أن تر�شح �شخ�صا‬ ‫واحدا من مواطنيها‪ .‬وت�ضع الدول الأطراف يف اعتبارها فائدة تر�شيح �أ�شخا�ص‪ ،‬يكونون �أي�ضا �أع�ضاء يف اللجنة املعنية بحقوق‬ ‫الإن�سان املن�ش�أة مبقت�ضى العهد الدويل اخلا�ص باحلقوق املدنية وال�سيا�سية‪ ،‬ولديهم اال�ستعداد للعمل يف جلنة مناه�ضة التعذيب ‪.‬‬

‫‪169‬‬


‫‪ .3‬يجرى انتخاب �أع�ضاء اللجنة يف اجتماعات الدول الأطراف التي يدعو �إلى عقدها مرة كل �سنتني الأمني العام للأمم املتحدة‪ .‬وفى‬ ‫تلك االجتماعات التي ينبغي �أن يتكون ن�صابها القانوين من ثلثي الدول الأطراف‪ ،‬ويكون الأ�شخا�ص املنتخبون لع�ضوية اللجنة‬ ‫هم احلائزون على �أكرب عدد من الأ�صوات‪ ،‬وعلى الأغلبية املطلقة لأ�صوات ممثلي الدول الأطراف احلا�ضرين امل�صوتني ‪.‬‬ ‫‪ .4‬يجرى االنتخاب الأول يف موعد ال يتجاوز �ستة �أ�شهر من تاريخ نفاذ هذه االتفاقية‪ .‬ويقوم الأمني العام للأمم املتحدة‪ ،‬قبل موعد‬ ‫كل انتخاب ب�أربعة �أ�شهر على الأقل‪ ،‬بتوجيه ر�سالة �إلى الدول الأطراف يدعوها فيها �إلى تقدمي تر�شيحاتها يف غ�ضون ثالثة‬ ‫�أ�شهر‪ .‬ويقوم الأمني العام ب�إعداد قائمة ب�أ�سماء جميع املر�شحني على هذا النحو مرتبة ترتيبا �أبجديا‪ ،‬مع بيان الدول الأطراف‬ ‫التي ر�شحتهم‪ ،‬ويقدم هذه القائمة �إلى الدول الأطراف ‪.‬‬ ‫‪ .5‬ينتخب �أع�ضاء اللجنة لفرتة مدتها �أربع �سنوات‪ ،‬ويكونون م�ؤهلني لإعادة انتخابهم يف حالة تر�شيحهم مرة �أخرى‪ .‬غري �أن مدة‬ ‫ع�ضوية خم�سة من الأع�ضاء الذين يتم انتخابهم يف املرة الأولى تنتهي بعد �سنتني‪ ،‬ويقوم رئي�س االجتماع امل�شار �إليه يف الفقرة ‪3‬‬ ‫من هذه املادة بعد االنتخاب الأول مبا�شرة‪ ،‬باختيار �أ�سماء ه�ؤالء الأع�ضاء اخلم�سة بطريق القرعة ‪.‬‬ ‫‪ .6‬يف حالة وفاة �أحد �أع�ضاء اللجنة �أو ا�ستقالته �أو عجزه لأي �سبب �آخر عن �أداء مهامه املتعلقة باللجنة‪ ،‬تقوم الدولة الطرف التي‬ ‫ر�شحته بتعيني خبري �آخر من مواطنيها للعمل يف اللجنة للفرتة املتبقية من مدة ع�ضويته‪� ،‬شريطة احل�صول على موافقة �أغلبية‬ ‫الدول الأطراف‪ ،‬وتعترب املوافقة قد متت ما مل تكن �إجابة ن�صف عدد الدول الأطراف �أو �أكرث على ذلك بالنفي وذلك يف غ�ضون‬ ‫�ستة �أ�سابيع‪ ،‬بعد قيام الأمني العام للأمم املتحدة ب�إبالغها بالتعيني املقرتح ‪.‬‬ ‫‪ .7‬تتحمل الدول نفقات �أع�ضاء اللجنة �أثناء �أدائهم ملهامهم املتعلقة باللجنة ‪.‬‬ ‫املادة ‪18‬‬

‫‪ .1‬تنتخب اللجنة �أع�ضاء مكتبها ملدة �سنتني‪ ،‬ويجوز �إعادة انتخابهم ‪.‬‬ ‫‪ .2‬ت�ضع اللجنة نظامها الداخلي على �أن ين�ص يف جملة �أمور على ما يلي‪:‬‬ ‫(�أ) يكتمل الن�صاب القانوين بح�ضور �ستة �أع�ضاء ‪.‬‬ ‫(ب) تتخذ مقررات اللجنة ب�أغلبية �أ�صوات الأع�ضاء احلا�ضرين ‪.‬‬ ‫‪ .3‬يقوم الأمني العام للأمم املتحدة بتوفري ما يلزم من املوظفني والت�سهيالت لأداء اللجنة مهامها مبقت�ضى هذه االتفاقية‬ ‫على نحو فعال‪.‬‬ ‫‪ .4‬يقوم الأمني العام للأمم املتحدة بالدعوة �إلى عقد االجتماع الأول للجنة‪ ،‬وبعد عقد اجتماعها الأول‪ ،‬جتتمع اللجنة يف‬ ‫املواعيد التي ين�ص عليها نظامها الداخلي ‪.‬‬ ‫‪ .5‬تكون الدول الأطراف م�س�ؤولة عما يتم حتمله من نفقات‪ ،‬فيما يتعلق بعقد اجتماعات الدول الأطراف واللجنة‪ ،‬مبا يف ذلك‬ ‫رد �أي نفقات �إلى الأمم املتحدة مثل تكلفة املوظفني والت�سهيالت‪ ،‬التي تكون الأمم املتحدة قد حتملتها وفقا للفقرة ‪ 3‬من‬ ‫هذه املادة ‪.‬‬

‫‪170‬‬


‫املادة ‪19‬‬

‫‪ .1‬تقدم الدول الأطراف �إلى اللجنة‪ ،‬عن طريق الأمني العام للأمم املتحدة‪ ،‬تقارير عن التدابري التي اتخذتها تنفيذا لتعهداتها‬ ‫مبقت�ضى هذه االتفاقية‪ ،‬وذلك يف غ�ضون �سنة واحدة بعد بدء نفاذ هذه االتفاقية بالن�سبة للدولة الطرف املعنية‪ .‬وتقدم‬ ‫الدول الأطراف بعد ذلك تقارير تكميلية‪ ،‬مرة كل �أربع �سنوات عن �أية تدابري جديدة مت اتخاذها‪ ،‬وغري ذلك من التقارير‬ ‫التي قد تطلبها اللجنة ‪.‬‬ ‫‪ .2‬يحيل الأمني العام للأمم املتحدة التقارير �إلى جميع الدول الأطراف ‪.‬‬ ‫‪ .3‬تنظر اللجنة يف كل تقرير‪ ،‬ولها �أن تبدى كافة التعليقات العامة التي قد تراها منا�سبة‪ ،‬و�أن تر�سلها �إلى الدولة الطرف‬ ‫املعنية‪ .‬وللدولة الطرف �أن ترد على اللجنة مبا ترتئيه من مالحظات ‪.‬‬ ‫‪ .4‬وللجنة �أن تقرر‪ ،‬كما يرتاءى لها‪� ،‬أن تدرج يف تقريرها ال�سنوي الذي تعده وفقا للمادة ‪� 24‬أية مالحظات تكون قد �أبدتها وفقا‬ ‫للفقرة ‪ 3‬من هذه املادة‪� ،‬إلى جانب املالحظات الواردة �إليها من الدولة الطرف املعنية ب�ش�أن هذه املالحظات‪ .‬وللجنة �أي�ضا‬ ‫�أن ترفق �صورة من التقرير املقدم مبوجب الفقرة ‪ 1‬من هذه املادة‪� ،‬إذا طلبت ذلك الدولة الطرف املعنية ‪.‬‬ ‫املادة ‪20‬‬

‫‪� .1‬إذا تلقت اللجنة معلومات موثوقا بها يبدو لها �أنها تت�ضمن دالئل لها �أ�سا�س قوى ت�شري �إلى �أن تعذيبا ميار�س على نحو‬ ‫منظم يف �أرا�ضى دولة طرف‪ ،‬تدعو اللجنة الدولة الطرف املعنية �إلى التعاون يف درا�سة هذه املعلومات‪ ،‬وحتقيقا لهذه الغاية‬ ‫�إلى تقدمي مالحظات ب�صدد تلك املعلومات ‪.‬‬ ‫‪ .2‬وللجنة بعد �أن ت�أخذ يف اعتبارها �أية مالحظات تكون قد قدمتها الدولة الطرف املعنية‪ ،‬و�أية معلومات ذات �صلة متاحة لها‪،‬‬ ‫�أن تعني‪� ،‬إذا قررت �أن هنالك ما يربر ذلك‪ ،‬ع�ضوا �أو �أكرث من �أع�ضائها لإجراء حتقيق �سرى وتقدمي تقرير بهذا ال�ش�أن �إلى‬ ‫اللجنة ب�صورة م�ستعجلة ‪.‬‬ ‫‪ .3‬وفى حالة �إجراء حتقيق مبقت�ضى الفقرة ‪ 2‬من هذه املادة‪ ،‬تلتم�س اللجنة تعاون الدولة الطرف املعنية‪ .‬وقد ي�شمل التحقيق‪،‬‬ ‫باالتفاق مع الدولة الطرف‪ ،‬القيام بزيارة �أرا�ضى الدولة املعنية ‪.‬‬ ‫‪ .4‬وعلى اللجنة‪ ،‬بعد فح�ص النتائج‪ ،‬التي يتو�صل �إليها ع�ضوها �أو �أع�ضائها وفقا للفقرة ‪ 2‬من هذه املادة �أن حتيل �إلى الدولة‬ ‫الطرف املعنية هذه النتائج مع �أي تعليقات واقرتاحات قد تبدو مالئمة ب�سبب الو�ضع القائم ‪.‬‬ ‫‪ .5‬تكون جميع �إجراءات اللجنة امل�شار �إليها يف الفقرات ‪� 1‬إلى ‪ 4‬من هذه املادة �سرية‪ ،‬وفى جميع مراحل الإجراءات يلتم�س تعاون‬ ‫الدولة الطرف‪ .‬ويجوز للجنة وبعد ا�ستكمال هذه الإجراءات املتعلقة ب�أي حتقيق يتم وفقا للفقرة ‪� ،2‬أن تقرر بعد �إجراء‬ ‫م�شاورات مع الدولة الطرف املعنية �إدراج بيان موجز بنتائج الإجراءات يف تقريرها ال�سنوي املعد وفقا للمادة ‪. 24‬‬ ‫املادة ‪21‬‬

‫‪ .1‬لأية دولة طرف يف هذه االتفاقية �أن تعلن‪ ،‬يف �أي وقت‪ ،‬مبوجب هذه املادة‪� ،‬أنها تعرتف باخت�صا�ص اللجنة يف �أن تت�سلم‬ ‫بالغات تفيد �أن دولة طرفا تدعي �أن دولة طرف �أخرى ال تفي بالتزاماتها مبوجب هذه االتفاقية يف �أن تنظر يف تلك‬ ‫البالغات‪ .‬وال يجوز ت�سلم البالغات والنظر فيها وفقا للإجراءات املبينة يف هذه املادة‪� ،‬إال يف حالة تقدميها من دولة طرف‬ ‫�أعلنت اعرتافها باخت�صا�ص اللجنة فيما يتعلق بها نف�سها‪ .‬وال يجوز للجنة �أن تتناول‪ ،‬مبوجب هذه املادة‪� ،‬أي بالغ �إذا كان‬ ‫يتعلق بدولة طرف‬

‫‪171‬‬


‫مل تقم ب�إ�صدار مثل هذا الإعالن‪ .‬ويتم تناول البالغات الواردة مبوجب هذه املادة‪ ،‬وفقا للإجراءات التالية ‪:‬‬ ‫(�أ) يجوز لأي دولة طرف‪� ،‬إذا ر�أت �أن دولة طرفا �أخرى ال تقوم بتنفيذ �أحكام االتفاقية احلالية‪� ،‬أن تلفت نظر تلك الدولة‬ ‫الطرف لهذا الأمر بر�سالة خطية‪ ،‬وعلى الدولة الطرف التي تت�سلم الر�سالة �أن تقدم �إلى الدولة الطرف التي بعثت‬ ‫�إليها بها يف غ�ضون ثالثة �أ�شهر من تاريخ ت�سلمها الر�سالة‪ ،‬تف�سريا �أو �أي بيان خطى يو�ضح فيه الأمر ويت�ضمن‬ ‫بقدر ما هو ممكن ومالئم‪� ،‬إ�شارة �إلى الإجراءات وو�سائل االنت�صاف املحلية التي اتخذت �أو ينتظر اتخاذها �أو التي‬ ‫تتوفر بالن�سبة لهذا الأمر ‪.‬‬ ‫(ب) يف حالة عدم ت�سوية الأمر مبا ير�ضى كال من الدولتني الطرفني املعنيتني يف غ�ضون �ستة �أ�شهر من تاريخ ورود‬ ‫الر�سالة الأولى �إلى الدولة املت�سلمة‪ ،‬يحق لأي من الدولتني �أن حتيل الأمر �إلى اللجنة بوا�سطة �إخطار توجهه �إلى‬ ‫اللجنة و�إلى الدولة الأخرى ‪.‬‬ ‫(ج) ال تتناول اللجنة �أي م�س�ألة حتال �إليها مبقت�ضى هذه املادة �إال بعد �أن تت�أكد من �أنه مت االلتجاء �إلى جميع و�سائل‬ ‫االنت�صاف املحلية املتوفرة بالن�سبة لهذا الأمر وا�ستنفادها‪ ،‬وفقا ملبادئ القانون الدويل املعرتف بها عموما‪ ،‬وال‬ ‫ت�سرى هذه القاعدة يف حالة �إطالة مدة تطبيق و�سائل االنت�صاف ب�صورة غري معقولة �أو يف حالة عدم احتمال‬ ‫�إن�صاف ال�شخ�ص الذي وقع �ضحية النتهاك هذه االتفاقية على نحو فعال ‪.‬‬ ‫(د) تعقد اللجنة اجتماعات مغلقة عند قيامها بدرا�سة البالغات املقدمة لها مبوجب هذه املادة ‪.‬‬ ‫(هـ) مع مراعاة �أحكام الفقرة الفرعية (ج)‪ ،‬تتيح اللجنة م�ساعيها احلميدة للدول الأطراف املعنية بهدف التو�صل �إلى‬ ‫حل ودي للم�س�ألة على �أ�سا�س احرتام االلتزامات املن�صو�ص عليها يف هذه االتفاقية‪ .‬وحتقيقا لهذا الغر�ض‪ ،‬يجوز‬ ‫للجنة �أن تن�شئ عند االقت�ضاء جلنة خم�ص�صة للتوفيق ‪.‬‬ ‫(و) يجوز للجنة �أن تطلب �إلى الدول الأطراف املعنية‪ ،‬امل�شار �إليها يف الفقرة الفرعية (ب) �أن تزودها ب�أية معلومات ذات‬ ‫�صلة يف �أية م�سالة حمالة �إليها مبقت�ضى هذه املادة‪.‬‬ ‫(ز) يحق للدول الأطراف املعنية‪ ،‬امل�شار �إليها يف الفقرة الفرعية (ب)‪� ،‬أن تكون ممثلة �أثناء نظر اللجنة يف امل�س�ألة و�أن‬ ‫تقدم مذكرات �شفوية �أو كتابية �أو كليهما ‪.‬‬ ‫(ح) تقدم اللجنة تقريرا خالل اثني ع�شر �شهرا من تاريخ ا�ستالم الإخطار املن�صو�ص عليه يف الفقرة الفرعية (ب) ‪.‬‬ ‫«‪ »1‬يف حالة التو�صل �إلى حل يف �إطار �أحكام واردة يف الفقرة الفرعية (هـ)‪ ،‬تق�صر اللجنة تقريرها على بيان موجز‬ ‫بالوقائع واحلل الذي مت التو�صل �إليه ‪.‬‬ ‫«‪ »2‬يف حالة عدم التو�صل �إلى حل يف �إطار �أحكام الفقرة الفرعية (ج)‪ ،‬تق�صر اللجنة تقريرها على بيان موجز بالوقائع‬ ‫على �أن ترفق به املذكرات اخلطية وحم�ضرا باملذكرات ال�شفوية التي �أعدتها الدول الأطراف املعنية‪ ،‬ويبلغ التقرير‬ ‫يف كل م�س�ألة �إلى الدول الأطراف املعنية ‪.‬‬ ‫‪ .2‬ت�صبح �أحكام هذه املادة نافذة املفعول �إذا �أ�صدرت خم�س من الدول الأطراف يف هذه االتفاقية �إعالنات مبوجب‬ ‫الفقرة ‪ 1‬من هذه املادة‪ .‬وتودع الدول الأطراف هذه الإعالنات لدى الأمني العام للأمم املتحدة‪ ،‬الذي �سري�سل‬ ‫ن�سخا منها �إلى الدول الأطراف الأخرى‪ .‬ويجوز �سحب �أي �إعالن يف �أي وقت ب�إخطار يوجه �إلى الأمني العام‪ ،‬وال‬ ‫يخل هذا ال�سحب بنظر �أية م�سالة ت�شكل مو�ضوع بالغ �سبقت �إحالته مبقت�ضى هذه املادة‪ ،‬وال يجوز ت�سلم �أي بالغ‬

‫‪172‬‬


‫من �أية دولة طرف مبقت�ضى هذه املادة بعد �أن يت�سلم الأمني العام �إخطار �سحب الإعالن ما مل تكن الدولة الطرف‬ ‫املعنية قد �أ�صدرت �إعالنا جديدا ‪.‬‬ ‫املادة ‪22‬‬

‫‪ .1‬يجوز لأية دولة طرف يف هذه االتفاقية �أن تعلن يف �أي وقت �أنها تعرتف مبقت�ضى هذه املادة باخت�صا�ص اللجنة يف ت�سلم ودرا�سة‬ ‫بالغات واردة من �أفراد �أو نيابة عن �أفراد يخ�ضعون لواليتها القانونية ويدعون �أنهم �ضحايا النتهاك دولة طرف يف �أحكام‬ ‫االتفاقية‪ ،‬وال يجوز للجنة �أن تت�سلم �أي بالغ �إذا كان يت�صل بدولة طرف يف االتفاقية مل ت�صدر مثل هذا الإعالن ‪.‬‬ ‫‪ .2‬تعترب اللجنة �أي بالغ مقدم مبوجب هذه املادة غري مقبول �إذا كان غفال من التوقيع‪� ،‬أو �إذا ر�أت �أنه ي�شكل �إ�ساءة ال�ستعمال حق‬ ‫تقدمي مثل هذه البالغات �أو �أنه ال يتفق مع �أحكام هذه االتفاقية ‪.‬‬ ‫‪ .3‬مع مراعاة ن�صو�ص الفقرة ‪ ،2‬توجه اللجنة نظر الدولة الطرف يف هذه االتفاقية التي تكون قد �أ�صدرت �إعالنا مبوجب الفقرة ‪1‬‬

‫ويدعى ب�أنها تنتهك �أيا من �أحكام االتفاقية �إلى �أية بالغات معرو�ضة عليها مبقت�ضى هذه املادة‪ ،‬وتقدم الدولة التي تت�سلم لفت‬ ‫النظر امل�شار �إليه �إلى اللجنة يف غ�ضون �ستة �أ�شهر تف�سريات �أو بيانات كتابية‪ ،‬تو�ضح الأمر وو�سائل االنت�صاف التي اتخذتها تلك‬ ‫الدولة �إن وجدت‪.‬‬

‫‪ .4‬تنظر اللجنة يف البالغات التي تت�سلمها مبوجب هذه املادة يف �ضوء جميع املعلومات املتوفرة لديها من مقدم البالغ �أو من ينوب‬ ‫عنه ومن الدولة الطرف املعنية‪.‬‬ ‫‪ .5‬ال تنظر اللجنة يف �أية بالغات يتقدم بها �أي فرد مبوجب هذه املادة ما مل تتحقق من ‪:‬‬ ‫(�أ) �أن امل�س�ألة نف�سها مل يجر بحثها‪ ،‬وال يجرى بحثها مبوجب �أي �إجراء من �إجراءات التحقيق �أو الت�سوية الدولية ‪.‬‬ ‫(ب) �أن الفرد قد ا�ستنفد جميع و�سائل االنت�صاف املحلية املتاحة‪ ،‬وال ت�سرى هذه القاعدة يف حالة �إطالة مدة تطبيق و�سائل‬ ‫االنت�صاف ب�صورة غري معقولة �أو يف حالة عدم احتمال �إن�صاف ال�شخ�ص الذي وقع �ضحية النتهاك هذه االتفاقية على‬ ‫نحو فعال ‪.‬‬ ‫‪ .6‬تعقد اللجنة اجتماعات مغلقة عند قيامها بدرا�سة البالغات املقدمة لها مبوجب هذه املادة ‪.‬‬ ‫‪ .7‬تبعث اللجنة بوجهات نظرها �إلى الدولة الطرف املعنية و�إيل مقدم البالغ ‪.‬‬ ‫‪ .8‬ت�صبح �أحكام هذه املادة نافذة املفعول �إذا �أ�صدرت خم�س من الدول الأطراف يف هذه االتفاقية �إعالنات مبوجب الفقرة ‪ 1‬من هذه‬ ‫املادة‪ .‬وتودع الدول الأطراف هذه الإعالنات لدى الأمني العام للأمم املتحدة‪ ،‬الذي �سري�سل ن�سخا منها �إلى الدول الأطراف‬ ‫الأخرى‪ ،‬ويجوز �سحب �أي �إعالن يف �أي وقت ب�إخطار يوجه �إلى الأمني العام‪ ،‬وال يخل هذا ال�سحب بنظر �أية م�س�ألة ت�شكل مو�ضوع‬ ‫بالغ �سبقت �إحالته مبقت�ضى هذه املادة‪ ،‬وال يجوز ت�سلم �أي بالغ من �أية دولة طرف مبقت�ضى هذه املادة بعد �أن يت�سلم الأمني العام‬ ‫�إخطار �سحب الإعالن ما مل تكن الدولة الطرف املعنية �أ�صدرت �إعالنا جديدا ‪.‬‬ ‫املادة ‪23‬‬

‫يحق لأع�ضاء اللجنة ولأع�ضاء جلان التوفيق املخ�ص�صة‪ ،‬الذين يعينون مبقت�ضى الفقرة الفرعية ‪( 1‬هـ) من املادة ‪ 21‬التمتع بالت�سهيالت‬ ‫واالمتيازات واحل�صانات التي يتمتع بها اخلرباء املوفدون يف مهام متعلقة بالأمم املتحدة‪ ،‬كما هو من�صو�ص عليه يف الفروع ذات ال�صلة‬ ‫من اتفاقية امتيازات الأمم املتحدة وح�صاناتها ‪.‬‬

‫‪173‬‬


‫املادة ‪24‬‬

‫تقدم اللجنة �إلى الدول الأطراف و�إلى اجلمعية العامة للأمم املتحدة تقريرا �سنويا عن �أن�شطتها امل�ضطلع بها مبوجب هذه االتفاقية ‪.‬‬ ‫اجلزء الثالث‬ ‫املادة ‪25‬‬

‫‪ .1‬يفتح باب التوقيع على هذه االتفاقية جلميع الدول ‪.‬‬ ‫‪ .2‬تخ�ضع هذه االتفاقية لإجراء الت�صديق‪ .‬وتودع �صكوك الت�صديق لدى الأمني العام للأمم املتحدة‪.‬‬ ‫املادة ‪26‬‬

‫يفتح باب االن�ضمام �إلى هذه االتفاقية جلميع الدول‪ .‬وي�صبح االن�ضمام �ساري املفعول عند �إيداع �صك االن�ضمام لدى الأمني العام للأمم‬ ‫املتحدة‪.‬‬ ‫املادة ‪27‬‬

‫‪ .1‬يبد�أ نفاذ هذه االتفاقية يف اليوم الثالثني بعد تاريخ �إيداع �صك الت�صديق �أو االن�ضمام الع�شرين لدى الأمني العام للأمم‬ ‫املتحدة ‪.‬‬ ‫‪ .2‬يبد�أ نفاذ االتفاقية بالن�سبة لكل دولة ت�صدق عليها �أو تن�ضم �إليها بعد �إيداع �صك الت�صديق‪� ،‬أو االن�ضمام الع�شرين يف اليوم‬ ‫الثالثني بعد تاريخ قيام الدولة ب�إيداع وثيقة الت�صديق �أو االن�ضمام اخلا�صة بها ‪.‬‬ ‫املادة ‪28‬‬

‫‪ .1‬ميكن لأي دولة وقت التوقيع �أو الت�صديق على هذه االتفاقية �أو االن�ضمام �إليها‪� ،‬أن تعلن �أنها ال تعرتف باخت�صا�ص اللجنة‬ ‫املن�صو�ص عليه يف املادة ‪. 20‬‬ ‫‪ .2‬ميكن لأي دولة طرف تكون قد �أبدت حتفظا وفقا للفقرة ‪ 1‬من املادة �أن ت�سحب هذا التحفظ‪ ،‬يف �أي وقت ت�شاء‪ ،‬ب�إر�سال �إخطار‬ ‫�إلى الأمني العام للأمم املتحدة ‪.‬‬ ‫املادة ‪29‬‬

‫‪ .1‬يحوز لأي دولة طرف يف هذه االتفاقية �أن تقرتح �إدخال تعديل عليها و�أن تقدمه �إلى الأمني العام للأمم املتحدة‪ .‬ويقوم الأمني‬ ‫العام بناء على ذلك‪ .‬ب�إبالغ الدول الأطراف بالتعديل املقرتح مع طلب ب�إخطاره مبا �إذا كانت هذه الدول حتبذ عقد م�ؤمتر‬ ‫للدول الأطراف للنظر يف االقرتاح والت�صويت عليه‪ .‬وفى حالة ت�أييد ثلث الدول الأطراف على الأقل يف غ�ضون �أربعة �أ�شهر‬ ‫من تاريخ هذا التبليغ‪ ،‬لعقد هذا امل�ؤمتر‪ ،‬يدعو الأمني العام �إلى عقده حتت رعاية الأمم املتحدة‪ .‬ويقدم الأمني العام �أي تعديل‬ ‫تعتمده �أغلبية من الدول الأطراف احلا�ضرة يف امل�ؤمتر وامل�صوتة �إلى جميع الدول الأطراف لقبوله ‪.‬‬ ‫‪ .2‬يبد�أ نفاذ �أي تعديل يتم اعتماده وفقا للفقرة ‪ 1‬من هذه املادة عندما يخطر ثلثا الدول الأطراف يف هذه االتفاقية الأمني العام‬ ‫للأمم املتحدة بقبولها التعديل طبقا للإجراءات الد�ستورية لكل منها ‪.‬‬

‫‪174‬‬


‫‪ .3‬تكون التعديالت‪ ،‬عند بدء نفاذها‪ ،‬ملزمة للدول الأطراف التي قبلتها‪ .‬وتبقى الدول الأطراف الأخرى ملزمة ب�أحكام هذه‬ ‫االتفاقية‪ ،‬وب�أية تعديالت تكون قد قبلتها ‪.‬‬ ‫املادة ‪30‬‬

‫‪� .1‬أي نزاع ين�ش�أ بني دولتني �أو �أكرث من الدول فيما يتعلق بتف�سري هذه االتفاقية‪� ،‬أو تنفيذها وال ميكن ت�سويته عن طريق‬ ‫التفاو�ض‪ ،‬يطرح للتحكيم بناء على طلب �إحدى هذه الدول‪ .‬ف�إذا مل تتمكن الأطراف يف غ�ضون �ستة �أ�شهر من تاريخ طلب‬ ‫التحكيم‪ ،‬من املوافقة على تنظيم التحكيم‪ ،‬يجوز لأي من تلك الأطراف �أن يحيل النزاع �إلى حمكمة العدل الدولية بتقدمي‬ ‫طلب وفقا للنظام الأ�سا�سي لهذه املحكمة ‪.‬‬ ‫‪ .2‬يجوز لكل دولة �أن تعلن يف وقت توقيع هذه االتفاقية �أو الت�صديق عليها �أو االن�ضمام �إليها‪� ،‬أنها ال تعترب نف�سها ملزمة بالفقرة‬ ‫‪ 1‬من هذه املادة‪ .‬ولن تكون الدول الأطراف الأخرى ملزمة بالفقرة ‪ 1‬من هذه املادة بالن�سبة لأي دولة طرف تكون قد �أبدت‬ ‫هذا التحفظ ‪.‬‬ ‫‪ .3‬يجوز يف �أي وقت لأي دولة طرف �أبدت حتفظا وفقا للفقرة ‪ 2‬من هذه املادة �أن ت�سحب هذا التحفظ ب�إر�سال �إخطار �إلى الأمني‬ ‫العام للأمم املتحدة ‪.‬‬ ‫املادة ‪31‬‬

‫‪ .1‬يجوز لأي دولة طرف �أن تنهى ارتباطها بهذه االتفاقية ب�إخطار كتابي تر�سله �إلى الأمني العام للأمم املتحدة‪ .‬وي�صبح الإنهاء‬ ‫نافذا بعد مرور �سنة على تاريخ ت�سلم الأمني العام هذا الإخطار ‪.‬‬ ‫‪ .2‬لن ي�ؤدي هذا الإنهاء �إلى �إعفاء الدولة الطرف من االلتزامات الواقعة عليها مبوجب هذه االتفاقية‪ ،‬فيما يتعلق ب�أي عمل �أو‬ ‫�إغفال يحدث قبل التاريخ الذي ي�صبح فيه الإنهاء نافذا‪ .‬ولن يخل الإنهاء ب�أي �شكل با�ستمرار نظر �أي م�س�ألة تكون اللجنة‬ ‫ما�ضية يف نظرها بالفعل قبل التاريخ الذي ي�صبح فيه الإنهاء نافذا ‪.‬‬ ‫‪ .3‬بعد التاريخ الذي ي�صبح فيه �إنهاء ارتباط دولة طرف باالتفاقية نافذا‪ ،‬ال تبد�أ اللجنة النظر يف �أية م�س�ألة جديدة تتعلق بتلك‬ ‫الدولة ‪.‬‬ ‫املادة ‪32‬‬

‫يعلم الأمني العام للأمم املتحدة جميع �أع�ضاء الأمم املتحدة وجميع الدول التي وقعت هذه االتفاقية �أو ان�ضمت �إليها بالتفا�صيل التالية‪:‬‬ ‫(�أ) التوقيعات والت�صديقات واالن�ضمامات التي تتم مبوجب املادتني ‪. 26 ،25‬‬ ‫(ب) تاريخ بدء نفاذ هذه االتفاقية مبوجب املادة ‪ ،27‬وكذلك تاريخ بدء نفاذ �أية تعديالت تدخل عليها مبوجب املادة ‪. 29‬‬ ‫(ج) حاالت الإنهاء مبقت�ضى املادة ‪. 31‬‬

‫‪175‬‬


‫املادة ‪33‬‬

‫‪ .1‬تودع هذه االتفاقية‪ ،‬التي تت�ساوى ن�صو�صها الإ�سبانية والإنكليزية والرو�سية وال�صينية والعربية والفرن�سية يف احلجية لدى‬ ‫الأمني العام للأمم املتحدة‪.‬‬ ‫‪ .2‬ير�سل الأمني العام للأمم املتحدة ن�سخا م�صدقة من هذه االتفاقية �إلى جميع الدول ‪.‬‬

‫األردن واالتفاقية‪:‬‬ ‫‪-1‬وقع الأردن على التفاقية بتاريخ ‪. 1991/11/13‬‬ ‫‪�-2‬صادق الأردن على االتفاقية وعن االن�ضمام لها بتاريخ ‪. 1991/12/13‬‬ ‫‪-3‬تاريخ ن�شر االتفاقية باجلريدة الر�سمية الأردنية‪ :‬العدد (‪ )4764‬ال�صادرة بتاريخ ‪.1991/6/15‬‬ ‫‪-4‬التحفظات على االتفاقية‪ :‬ال حتفظات على �أي بند من بنود �أو مواد االتفاقية ‪.‬‬

‫‪176‬‬


‫ملحق الكفايات والمهارات‬ ‫قائمة ر�صد الكفايات واملهارات املتقدمة حلملة البكالوريو�س يف علم النف�س‬

Competences and advanced skills monitoring chart for Psychology Bachelor holders 2014/

/ :Date ‫ التاريخ‬...........................................Psychologist name ‫ة‬/‫ا�سم الأخ�صائي‬

Availability ‫درجة التحقق‬

‫�ضعيفة‬

Weak

‫متو�سطة‬

Medium

‫عالية‬

High

‫املهارات‬

‫الكفايات‬

Skills

Competencies

Session opening skills ‫مهارة افتتاح اجلل�سة‬

‫التاكيد على احرتام ال�سرية واخل�صو�صية‬ Emphasis on confidentiality and privacy conside� ration Acceptability skills ‫مهارات التقبل‬

Empathy skills ‫مهارة التعاطف‬

Felling And content Reflec� ‫مهارة عك�س امل�شاعر واملحتو ى‬ tions Active listening ‫مهارة اال�ستماع الفعال‬ Summarizing skills ‫مهارة التلخي�ص‬ Clarification skills ‫مهارة الإي�ضاح‬ Silence skills ‫مهارة ال�صمت‬ Termination skills ‫مهارة �إغالق اجلل�سة العالجية‬ Time management ‫�إدارة وقت اجلل�سة‬ Hopkins scale ‫مقيا�س هوبكنز‬ Beck’s Questionnaire ‫ا�ستبانة بيك‬ Participation scale ‫مقيا�س امل�شاركة‬ and Psychological ‫مقيا�س االحتياجات النف�سية واالجتماعية‬ social Needs scale of Skills . ‫مهارة �إجراء التحليالت االح�صائية الو�صفية للمقايي�س‬ .conducting descriptive statistical analysis

)‫تقييم طرق العالج (قبلي و�أثناء العالج وبعدي‬

‫املقابلة العالجية‬ Therapeutic interview

‫االختبارات واملقايي�س‬ ‫والت�شخي�ص والتقييم‬ Exams, Tests diagnosis and evaluation

Treatment Assessment methods (before, after and )during treatment

‫العالج بتقليل احل�سا�سية التدريجي‬ .Systematic desensitization treatment

‫العالج بالتعر�ض التخيلي‬ Virtual reality exposure therapy

‫العالج بالتعر�ض الواقعي‬ Actual exposure therapy

‫�إعداد جداول ت�شكيل ال�سلوك‬ Preparing schedules for behavior shaping .reinforcement tables ‫ا�ستخدام جداول التعزيز‬

177

‫العالج ال�سلوكي‬ Behavioral therapy


)‫بناء الأفكار (البنية املعرفية‬ )Thought structuring (knowledge structure

‫احلوار ال�سقراطي‬ Socratic dialogue

‫مهارة ا�ستبدال الأفكار الالعقالنية‬ Skills of Irrational thoughts exchange

‫العالج املعريف ال�سلوكي‬ Cognitive behavioral therapy

‫التدريب على احلديث الإيجابي مع الذات‬ Positive self-talk skills

‫ا�ستخدام تقنية اال�سرتخاء بالتنف�س العميق‬ Using deep breathing relaxation technique

‫اال�سرتخاء الع�ضلي التدريجي‬ Progressive muscle relaxation

‫العالج بال�سرد الروائي‬ Narrative exposure therapy

‫تقنيات اال�سرتخاء‬ Relaxation techniques

‫تكنيكات عالجية متتقدمة‬ Advanced therapeutic techniques

‫ت�شكيل جمموعة الدعم النف�سي‬ Performing a psychological support group

‫�إعداد برنامج العالج اجلماعي‬ Developing group therapy program Group Opening ‫افتتاح جل�سات الدعم النف�سي‬

‫العالج اجلماعي‬ Group Therapy

Group Termination ‫مهارات �إغالق( انتهاء) املجموعة‬ Body language ‫لغة اجل�سد‬

Consideration to professio� ‫مراعاة امل�سافة املهنية خالل اجلل�ةسة‬ nal distance during the session

‫حتديد املواعيد وااللتزام بها‬ Scheduling and commitment to appointments

‫العمل اجلماعي وروح الفريق‬

‫االت�صال والتوا�صل‬ Communication and connection

Teamwork and team spirit

‫مهارات احلوار والنقا�ش‬ Dialogue and debating skills Persuasion skills ‫مهارات الإقناع‬ Preparation of training materials ‫�إعداد املواد التدريبية‬

‫مهارة �إدارة الن�شاط اجلماعي‬

‫مهارات رفع الوعي والتدريب‬ Awareness and training development skills

Group activity management skill Evaluation of learning outcome ‫تقييم النواجت التعلمية‬

178


‫�إدارة وقت العمل امليداين‬ Field work time management

)‫ املوا�صالت‬،،‫ وحدات �أخرى‬،‫التن�سيق الدقيق مع كافة الأطراف (�إدارة‬

coordination with all parties (management, other . units

‫ حتديد فريق‬،‫ بروتوكول الزيارة‬،‫فنيات الزيارة املنزلية (موعد م�سبق‬ Home visits techniques (prior appointment )‫الزيارة‬

‫مهارات العمل امليداين‬ Field work skills

scheduling, visitation protocol, specifying team )visit

Skills of treatment ‫فنيات توثيق اجلل�سات العالجية على امللف‬ session documentation techniques

‫ العمل مع فريق متعدد‬،‫ م�ؤمتر احلالة‬،‫الأوراق الأولى‬:‫�شمولية اخلدمات‬ ‫ الأوراق النهائية‬،‫ منوذج التحويل‬،‫ منوذج الإقرار‬،‫التخ�ص�صات‬ Comprehensive assessment : First papers, case conference, working with a multidisciplinary team, re- ‫مهارات الر�صد والتوثيق وحفظ امللف‬ cognition form, referral form, termination and final Monitoring, documentation, papers and file preservation/storing/saving skills Monitoring, documentation, . ‫تخزين وترتيب وحفظ امللفات‬ and file preservation/storing/saving

‫التوثيق االلكرتوين على الربامج‬ Electronic documentation on the data base prog� ram

‫العمل حتت ال�ضغط النف�سي‬ Working under pressure

‫املرونة يف اال�ستجابة للطوارئ‬ Resilience in response to emergencies

179

‫مهارات �إدارة ال�ضغوط‬ Stress management skills


‫ملحق األدوية النفسية‬ ‫نبدة عن الأدوية النف�سية ‪:‬‬ ‫الدواء النف�سي‪� ،‬ش�أنه �ش�أن الأدوية الأخرى‪ ،‬هو مادة ت�ستخدم لأهداف عالجية من خالل مبد�أ “ الفائدة يف مواجهة املخاطرة “‪.‬‬ ‫فالطبيب عندما ي�صف هذه الأدوية مطلعا” على املعطيات العلمية املتوافرة حولها‪ .‬هذه املعطيات التي تتوزع عادة على الفقرات‬ ‫التالية‪ 1 :‬املجاالت التي ينفع فيها الدواء �أو احلاالت التي يعاجلها ‪ 2‬اجلرع العالجية ‪� 3‬آليات ت�أثري الدواء على الدماغ ‪ 4‬حماذير‬ ‫ا�ستخدام الدواء و�آثاره اجلانبية‪ .‬هذه املعطيات التي فر�ضت القوانني كتابتها مرفقة مع الدواء‪.‬‬ ‫هكذا ف�إن الطبيب الذي ي�صف هذه الأدوية يكون مطلعا” على فوائدها وم�ضارها من هنا مينع القانون بيع هذه الأدوية �إال بناء” على‬ ‫و�صفات طبية‪ ،‬وذلك بهدف منع ا�ستخدامها دون ا�ست�شارة طبية‪ .‬هذا املنع ال يهدف �إذا” �إلى الإقالل من ا�ستخدام هذه الأدوية‪ ،‬بل‬ ‫هو يهدف �إلى جمرد منع �سوء ا�ستخدامها‪ .‬خ�صو�صا” و�أن عدد هذه الأدوية قد جاوز املئات‪ ،‬و�أن الأبحاث ال تزال جارية لإيجاد �أدوية‬ ‫�أحدث و�أكرث فعالية‪.‬‬ ‫�إن التعامل مع هذه الأدوية‪ ،‬والرغبة يف معرفة املزيد عنها‪ ،‬ال ينح�صر بالأطباء النف�سيني‪ ،‬بل يتعداهم �إلى الأطباء الع�صبيني‪،‬‬ ‫و�أطباء االخت�صا�صات الأخرى‪ ،‬الذين ت�ضعهم ظروف ممار�ستهم العيادية �أمام مر�ضى يحتاجون لهذه الأدوية‪ .‬كما يهتم بهذه الأدوية‬ ‫ال�صيادلة الذين يعطون هذه الأدوية للمر�ضى‪.‬‬

‫‪1.1‬ت�صنيف الأدوية النف�سية‪:‬‬ ‫م�ضادات االكتئاب ‪:antidepressants‬‬ ‫تق�سم م�ضادات االكتئاب �إلى �أربعة جماميع هي‬

‫‪ TCA‬و ‪ SSRI‬و ‪HCA‬‬

‫و‪.MAOI‬‬

‫�إو ًال‪ :‬م�ضادات االكتئاب ثالثية احللقات ‪ TCA .)TCAs( Tricyclic antidepressants‬رخي�صة الثمن لكن �أثارها اجلانبية‬ ‫كثرية‪ .‬متنع �إعادة امت�صا�ص ‪ NE‬و ‪� 5HT‬أقدم االنواع ت�ستخدم منذ ‪� 40‬سنه‪ ،‬لها �آثار جانبية‪ ،‬وال ين�صح با�ستخدامها‬ ‫للكبار يف ال�سن والأطفال‪.‬‬

‫‪180‬‬

‫‪Typical dose‬‬

‫‪Level of sedation‬‬

‫‪NE‬‬

‫‪5HT‬‬

‫‪Heavy‬‬

‫*‬

‫***‬

‫‪300-150‬‬

‫‪Moderate heavy‬‬

‫***‬

‫**‬

‫‪125-75‬‬

‫‪Nortriptyline‬‬

‫‪Light-moderate‬‬

‫**‬

‫***‬

‫‪300-150‬‬

‫‪Imipramine‬‬

‫‪Tofranil‬‬

‫‪Heavy-modrate‬‬

‫*‬

‫***‬

‫‪250-100‬‬

‫‪Clomipramine‬‬

‫‪Anafranil‬‬

‫‪Mg/day‬‬

‫‪Generic name‬‬

‫‪Trade Name‬‬

‫‪Amitriptyline‬‬

‫‪tryptizol‬‬ ‫‪Saroten‬‬ ‫‪Elavil‬‬ ‫‪Pamelor‬‬


‫ثانياً‪ :‬املثبطات املخت�صة ب�إعادة امت�صا�ص ال�سريوتونني‬

‫‪)SSRIs( Selective serotonin reuptake inhibitors‬‬

‫‪ SSRI‬جمموعة غالية لكن �أثارها اجلانبية �أقل‪ .‬تعمل على �إعاقة امت�صا�ص‪ . 5 HT‬ممكن �أن ت�ستخدم للأطفال والكبار‪.‬‬ ‫‪Typical Dose‬‬

‫‪Sedation‬‬

‫‪Generic name‬‬

‫‪Mg/day‬‬

‫‪Light‬‬

‫‪60-10‬‬

‫‪Citalopram‬‬

‫‪Light‬‬

‫‪300-50‬‬

‫‪Fluvoxamine‬‬

‫‪50-20‬‬

‫‪Moderate‬‬

‫‪Cipram‬‬ ‫‪Celexa‬‬ ‫‪Favarin‬‬ ‫‪Luvox‬‬ ‫‪Seroxat‬‬

‫‪Paroxetine‬‬

‫‪None‬‬

‫‪80-20‬‬

‫‪Fluoxetine‬‬

‫‪None‬‬

‫‪200-50‬‬

‫‪Sertraline‬‬

‫ثالثاً‪ :‬م�ضادات الإكتئاب متعددة احللقات‬

‫‪Trade Name‬‬

‫‪Paxil‬‬ ‫‪Prozac‬‬ ‫‪Lustral‬‬ ‫‪Zoloft‬‬

‫(‪Heteroyclic antidepressants) HCA‬‬

‫‪ HCAA‬ناقالت تعمل على �إعاقة اعادة امت�صا�ص ‪� .3‬أحدث دواء يف ال�سوق لالكتئاب‪ ،‬وهو فينالفاك�سني (افيك�سور) �‪Venla‬‬

‫‪ .faxine‬حتوي ‪� HCA‬أكرث من مادة م�ضادة لالكتئاب‬

‫‪ )Remeron( Mirtazepine‬يزيد ال�شهية‪ ،‬وي�ساعد على النوم بينما (‪ Bupropion )Wellburtin‬يقلل ال�شهية وي�سبب رع�شة‪.‬‬ ‫‪Level of seda‬‬‫‪tion‬‬

‫‪DA‬‬

‫‪NE‬‬

‫‪5HT‬‬

‫‪None‬‬ ‫‪Heavy‬‬ ‫‪None‬‬

‫*‬ ‫‪0‬‬ ‫**‬

‫***‬ ‫***‬ ‫**‬

‫***‬ ‫***‬ ‫‪0‬‬

‫‪Typical dose‬‬ ‫‪Mg/day‬‬ ‫‪300-50‬‬ ‫‪45-15‬‬ ‫‪450-75‬‬

‫‪Generic name‬‬

‫‪Trade Name‬‬

‫‪Venlafaxine‬‬ ‫‪Mirtazepine‬‬ ‫‪Bupropion‬‬

‫‪Effexor‬‬ ‫‪Remeron‬‬ ‫‪Wellburtin‬‬

‫رابعاً‪ :‬مثبطات �إنزمي املونواميناوك�سيديز ‪.)MAOIs( Monoamine oxidase inhibitors‬‬ ‫تتعار�ض مع الأدوية والأغذية وت�شوه اجلنني والر�ضيع‪ ،‬ومل تعد ت�ستخدم �إال نادراً‪ ،‬وهي �أرخ�ص الأنواع‪.‬‬ ‫�آلية عملها تختلف عما �سبق‪� ،‬إذ تعمل على تثبيط انزمي‪ MAO‬بينما تعمل املجموعات ال�سابقة على خطوة �إعاقة �إعادة الإمت�صا�ص‬ ‫‪. reuptake‬‬

‫‪181‬‬


‫‪Level of sedation‬‬

‫‪DA‬‬

‫‪NE‬‬

‫‪5HT‬‬

‫‪Typical dose‬‬ ‫‪Mg/day‬‬

‫‪Generic name‬‬

‫‪Trade Name‬‬

‫‪Light‬‬

‫**‬

‫**‬

‫**‬

‫‪40-10‬‬

‫‪Isocarboxazid‬‬

‫‪Marplan‬‬

‫‪Light‬‬

‫**‬

‫**‬

‫**‬

‫‪90-30‬‬

‫‪Phenelzine‬‬

‫‪Nardil‬‬

‫‪Iproniazid‬‬

‫‪ .2‬مثبتات املزاج‬

‫‪Mood stabilizers‬‬

‫ت�ستخدم لعالج الهو�س االكتئابي‪Manic depression‬‬ ‫قد ت�ستخدم مثبتات املزاج مع م�ضادات االكتئاب لتقوية املفعول‪augmentation‬‬

‫‪Mechanism of action‬‬ ‫‪ .‬يثبط م�ستقبالت‪NE‬وي�ؤثر على ‪HT‬ين�شط ‪5‬‬

‫‪Typical dose‬‬ ‫‪Mg/day‬‬

‫‪Generic name‬‬

‫‪Trade name‬‬ ‫‪Lithium‬‬

‫‪1200-600‬‬

‫‪Lithium car‬‬‫‪bonate‬‬

‫‪GABA.‬يثبط قناة الكال�سيوم وال�صوديوم‪ ،‬يزيد �إفراز‬ ‫يحرر �إطالق القلوتاميت‪.‬‬

‫‪2000-500‬‬

‫‪Valproate (val‬‬‫)‪proic acid‬‬

‫يثبط قناة ال�صوديوم‪.‬‬

‫‪1200-600‬‬

‫‪Carbamazepine‬‬

‫‪Depakote‬‬ ‫‪Tegretol‬‬

‫يثبط قناة ال�صوديوم‪ ،‬ي�ؤثر على �إطالق قلوتاميت‪.‬‬

‫‪400-200‬‬

‫‪Lamotrigine‬‬

‫‪Lamictal‬‬

‫م�ضاد مل�ستقبالت دوبامني ‪ ،2‬م�ضاد مل�ستقبالت‬ ‫�سريوتونني ‪.2‬‬ ‫م�ضاد مل�ستقبالت الدوبامني ‪ ،2‬م�ضاد مل�ستقبالت‬ ‫�سريوتونني ‪.2‬‬ ‫ي�ضعف من م�ضادات م�ستقبالت الدوبامني ‪ ،2‬ين�شط‬ ‫م�ضادات م�ستقبالت الدوبامني ‪ 1‬و ‪ .4‬م�ضاد‬ ‫مل�ستقبالت �سريوتونني ‪.2‬‬

‫‪30-10‬‬

‫‪Olanzepine‬‬

‫‪Zyprexa‬‬

‫‪6-2‬‬

‫‪Risperidone‬‬

‫‪Risperdal‬‬

‫‪600-300‬‬

‫‪Clozapine‬‬

‫‪Clozaril‬‬

‫‪cAMP‬الدوبامني‪ ،‬ي�ؤثر على املر�سل الثاين‬

‫‪182‬‬

‫‪Lithobid‬‬ ‫‪Depakin‬‬


:

Anxiolytic drugs‫�أدوية القلق‬3.3

‫ كم�ضادات‬Hypnotics ‫ واملنومات‬sedative ‫ وت�ستخدم املهدئات‬.Anxiety ‫م�ضادات االكتئاب ت�ستخدم يف عالج ا�ضطرابات القلق‬ .‫للقلق‬

Generic name

Ambient

Zolpidem

10-5

Sedative-hypnotic

Sleep aid

Sonata

Zaleplon

10-5

Sedative-hypnotic

Sleep aid

Buspar

Buspirone

40-5

Non-Benzodiazepine

GAD, depression, anxiety

Ativan

Lorazepam

6-1

Benzodiazepine

Clonazepam

4 – 0.5

Benzodiazepine

PD, seizure, sleep aid, mood stabilizer

Serax

Oxazepam

120-30

Benzodiazepine

Anxiety

Valium

Diazepam

40 -5

Benzodiazepine

Seizure, muscle relaxation, anxiety

Xanax

Alprazolam

4 – 0.25

Benzodiazepine

PD, anxiety

Rivotril Klonopin

Catapres Inderal Indicardin

183

Typical dose

Trade name

Clonidine

Propranolol

Mg/day

1.1- 0.3

80-20

Medication class

Central Alpha agonist Non-selective Beta-blocker

Uses

PD, seizure Anxiety

Hypertension Social anxiety disorder Hypertension, social anxiety disorder


Antipsychotics

: ‫�أدوية الذهان‬4.4

:‫ تق�سم �إلى ق�سمني‬،‫وهي �أدوية ت�ستخدم لعالج الف�صام ب�إختالف �أنواعه‬ Typical antipsychotic medications ‫للذهان التقليدية‬ Trade name Largactil Thorazine Motival Prolixin Safinace Serenace Hexal

Generic name

Typical dose Mg/day

Sedation

‫الأدوية ا مل�ضادة‬

Autonomic Effects

EPS side effects

Chlorpromazine

600-200

***

***

**

Fluphenazine

20-2

*

*

**

Haloperidol

20 -2

*

*

***

Haldol Atypical antipsychotic medications

Typical dose

‫الأدوية امل�ضادة للذهان غري التقليدية‬ Autonomic Effects

EPS side effects

***

***

None

6-3

*

**

*

Olanzepine

20-10

**

**

*

Abilify

Aripiprazole

30-10

*

*

*

Seroquel

Quetiapine

600-300

***

***

*

Trade name

Generic name

Clozaril

Clozapine

600-400

Risperdal

Risperidone

Zyprexa

Mg/day

Sedation

‫ وا�ضطرابات يف التوازن‬،‫ �أعرا�ض اختالالت احلزمة خارج الهرمية ت�ؤدي لإ�ضطرابات حركية‬EPS= Extra pyramidal symptoms EPS

184


‫المصادر والمراجع‬ -

Allodi , F .( 1998) the physicians role in assessment of victim of torture , In Caring for victims of torture , Jaranson , J ., Popkin , M ( Edits ) Washengton DC.

-

Amati, S. (1987) some thought on torture . Free associations 114-94 : 8.

-

Askovic ,M .,& Deborah ,G( 2009) Integration of neurofeedback in the therapeutic work withb torture and trauma survivals : A case study , biofeedback , 2, 37 pp.62-56.

-

Basoglu , M .( 1998) behavioral and cognitive treamrnt of survivials of torture , In Caring for victims of torture , Jaranson , J ., Popkin , M ( Edits ) Washengton DC.

-

Behanain ,B.( 2002) Friends and caring professionals as important support for survivals of war and torture , international Jouranl of mental health , 30 ,pp 18-3.

-

Boehnlein , J ., Kinzie , D .,& Leung , P .( 1998) countertransference and ethical prenceples for treamrnt of torture survivals . In Caring for victims of torture , Jaranson , J ., Popkin , M ( Edits ) Washengton DC.

-

Convention against Torture and Other Cruel, Inhuman or Degrading Treatment or Punishment, Adopted and opened for signature, ratification and accession by General Assembly resolution 46/39 of 10 December 1984.

-

Figley CR.(1995). Compassion fatigue as secondary traumatic stress disorder: an overview. In: Figley CR, ed. Compassion fatigue : coping with secondary traumatic stress disorder in those who treat the traumatized. New York: Brunner/Mazel; 1995:xxii, 268 p.

-

Halgin ,R.( 2007). Abmonral psychology clinical perspectives , psychological disorders , 5th Ed, McGrow Hill – Bostn .

-

Hunsley , J .,& Lee, C( 2006) introduction to clinical psychology : an evidence based approach . john Wiely & sons , Canada

-

Jaranson , J.( 1998)the scince and polictics of rehabilitating torture survivals ,An overview , Caring for victims of torture. In Caring for victims of torture , Jaranson , J ., Popkin , M ( Edits ) Washengton DC.

-

Istanbul Protocol Manual on the Effective Investigation and Documentation of Torture and Other Cruel, Inhuman or Degrading Treatment or Punishment , UNITED NATIONS ,New York and Geneva, 2004

-

Mollica, F. Richard. ( 2007) healing invisible wounds “ paths to hope and recovery in a violent world , Vanderbilt university Press, Nashville .

-

National Child Traumatic Stress Network (2004) .How to Implement Trauma Focused Cognitive Behavioral Therapy (TF-CBT) Learning from Research and Clinical Practice Core Child Sexual Abuse Task Force.

-

Navid .J., Rathus ,S., & Greene , B.( 2003) Abnormal ps6ychology in changing world , 5th Edtion , Prentice Hall – Upper Saddle river , NJ.

-

Rasmussen OV (1990) .Medical aspects of torture : torture types and their relation to symptoms and lesions in 200 victims , followed by a description of medical profession in relation to torture , Dan Med bull ( 88-1 )37.

-

Staeher A.,& Staeher ,M .( 1995) counseling torture survivals , IRCT publishes .

185


‫‪Sue , D., Sue , D,W., & Sue ,S.( 2000) undestanting abnormal behavior , 6th Ed , Houghton Mifflin company‬‬ ‫‪. Boston .‬‬

‫ ‪-‬‬

‫‪Varouhakis , M .( 2008). Interviewing victims of torture a handbook and guide for journalists victims & the‬‬ ‫‪media program michigan state university media & information studies ph.d. candidate.‬‬

‫ ‪-‬‬

‫‪Varvin .S ., Hauff , E ( 1998) specific treatment interventions , In Caring for victims of torture , Jaranson , J .,‬‬ ‫‪Popkin , M ( Edits ) Washengton DC.‬‬

‫ ‪-‬‬

‫‪Wilson , J ., Thomas R.( 2004) empathy in the treatment of trauma of and PTSD , Brunner – Routledge .‬‬

‫ ‪-‬‬

‫‪World Medical Association, Declaration of Tokyo (1975) , Tokyo, Japan, October 1975.‬‬

‫ ‪-‬‬

‫ ‪-‬بارلو ‪ ،‬ديفد ( ‪ )2002‬مرجع اكلينيكي يف اال�ضطابات النف�سية ‪ :‬دليل عالجي تف�صيلي – ترجمة �صفوت فرج و حممد �صبوه ‪ .‬مكتبة‬ ‫االجنلو امل�صرية‪.‬‬ ‫ ‪-‬اخلاين ‪ ،‬حممد ( ‪ )2004‬املر�شد الى فح�ص املري�ض النف�ساين ‪ ،‬من�شورات احللبي احلقوقية ‪ ،‬الريا�ض‪.‬‬ ‫ ‪-‬مركز الندمي للعالج والتاهيل النف�سي ( ‪ )2009‬دليل االطباء واملحامني لتوثيق حاالت التعذيب و�سوء املعاملة ( على خلفية‬ ‫بروتوكول ا�سطنبول ‪ ،‬بدعم من املركز العاملي التاهيل واالبحاث ل�ضحايا التعذيب ‪ IRCT‬الدمنارك ‪.‬‬ ‫ ‪-‬ملاذا يجــب الت�صديــق عــى الربوتوكــول االختيــاري التفاقية الأمــم املتحدة ملناه�ضة التعذيب‪:‬‬ ‫‪http://www.apt.ch/content/files_res/why-ratify-the-opcat_ar.pdf‬‬

‫ ‪ -‬‬

‫ ‪-‬الركائز الثمانية الأ�سا�سية مل�ش�ستقبل خايل من التعذيب وغريه من �ضروب �سوء املعاملة يف الفرتات االنتقالية‪:‬‬ ‫‪http://www.apt.ch/content/files_res/building_blocks_ar.pdf‬‬

‫ ‪ -‬‬

‫ ‪-‬منع التعذيب‪ :‬دليل عملي ملنع التعذيب للم�ؤ�س�سات الوطنية حلقوق الإن�سان‪:‬‬ ‫‪http://www.apt.ch/content/files_res/web_arabic_torture_prevention_guide.pdf‬‬

‫ ‬

‫ ‪�-‬صكوك ومعايري الأمم املتحدة‬

‫ ‪-‬المعاهدات‪:‬‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬

‫‪186‬‬

‫•الإعالن العاملي حلقوق الإن�سان ال�صادر يف عام ‪1948‬م‬ ‫•اتفاقية مناه�ضة التعذيب وغريه من �ضروب املعاملة �أو العقوبة القا�سية �أو الال�إن�سانية �أو املهينة‬ ‫•الربوتوكول االختياري التفاقية مناه�ضة التعذيب وغريه من �ضروب املعاملة �أو العقوبة القا�سية �أو الال�إن�سانية �أو املهينة‬ ‫•العهد الدويل اخلا�ص باحلقوق املدنية وال�سيا�سية‬ ‫•اتفاقية حقوق الطفل‬ ‫•االتفاقية الدولية حلماية حقوق جميع العمال املهاجرين و�أفراد �أ�سرهم‬ ‫•اتفاقية حقوق الأ�شخا�ص ذوي الإعاقة‬


‫ ‪-‬المعايير األخرى‪:‬‬ ‫ ‬

‫•املبادئ الأ�سا�سية واملبادئ التوجيهية ب�ش�أن احلق يف االنت�صاف واجلرب ل�ضحايا االنتهاكات اجل�سيمة للقانون الدويل حلقوق‬ ‫الإن�سان واالنتهاكات اخلطرة للقانون الإن�ساين الدويل‬

‫ ‬

‫•املبادئ املتعلقة مبركز امل�ؤ�س�سات الوطنية لتعزيز وحماية حقوق الإن�سان‬

‫ ‬

‫•القواعد النموذجية الدنيا ملعاملة ال�سجناء‬

‫ ‪-‬الوثائق الرئيسية‪:‬‬ ‫ ‬

‫•جلنة مناه�ضة التعذيب‪ ،‬التعليق العام رقم ‪ 2‬ب�ش�أن تنفيذ الدول الأطراف للمادة ‪2‬‬

‫ ‬

‫•جلنة حقوق الإن�سان‪ ،‬التعليق العام رقم ‪ :20‬ا�س ُتعي�ض به عن التعليق العام رقم ‪ 7‬املتعلق بحظر التعذيب واملعاملة �أو‬ ‫العقوبة القا�سية املادة ‪ 7‬؛ ‪ 10‬مار�س‪�/‬آذار ‪1992‬‬ ‫فرباير‪�/‬شباط ‪� 2007‬إلى مار�س‪�/‬آذار ‪2008‬‬

‫ ‬

‫•التقرير ال�سنوي الأول‪ ،‬اللجنة الفرعية ملنع التعذيب‬

‫ ‬

‫•التقرير ال�سنوي الثاين‪ ،‬اللجنة الفرعية ملنع التعذيب فرباير‪�/‬شباط ‪� 2008‬إلى مار�س‪�/‬آذار‬

‫ ‬

‫•التقرير ال�سنوي الثالث‪ ،‬اللجنة الفرعية ملنع التعذيب �أبريل‪/‬ني�سان ‪ 2009‬الى مار�س‪�/‬آذار ‪2010‬‬

‫ ‪-‬الصفحات المهمة ‪:‬‬ ‫ ‬

‫*�صفحة املفو�ضية ال�سامية حلقوق الإن�سان ‪www.ohchr.org/AR/Pages/welcomepage.aspx‬‬

‫ ‬

‫*�صفحة الأمم املتحدة ‪www.un.org/ar/home/index.html‬‬

‫ ‬

‫*دليل منظمة الأمم املتحدة للطفولة (‪ )UNICEF‬للمراقبة والتقييم‪1991 ،‬؛ ومعايري اليوني�سف لتقارير التقييم‪2004 ،‬؛‬ ‫واملراقبة والتقييم املوجهان نحو حتقيق نتائج‪ ،‬دليل برنامج الأمم املتحدة الإمنائي املوجه �إلى مديري الربامج‪.1997 ،‬‬

‫ *دليل منظمات املجتمع املدين حول املتابعة والتقييم‪ ,‬بتمويل من االحتاد االوروبي وم�ؤ�س�سة هيرن�ش بل الأملانية‪ -‬مكتب‬ ‫ال�شرق الأو�سط العربي‪� ,‬ضمن م�شروع احلياة ممكنة دون عنف ومتييز احلملة االقليمية ملناه�ضة العنف �ضد الن�ساء‪� -‬شبكة‬ ‫�سلمى‪.2009-2007‬‬

‫امل�صادر ‪ ‬دليل التقييم واملتابعة – هيرن�ش بل الأملانية‪.‬‬ ‫ ‬ ‫ ‬

‫*ملاذا يجــب الت�صديــق عــى الربوتوكــول االختيــاري التفاقية الأمــم املتحدة ملناه�ضة التعذيب‪:‬‬ ‫‪http://www.apt.ch/content/files_res/why-ratify-the-opcat_ar.pdf‬‬

‫‪187‬‬


:‫*الركائز الثمانية الأ�سا�سية مل�ش�ستقبل خايل من التعذيب وغريه من �ضروب �سوء املعاملة يف الفرتات االنتقالية‬ http://www.apt.ch/content/files_res/building_blocks_ar.pdf

:‫ دليل عملي ملنع التعذيب للم�ؤ�س�سات الوطنية حلقوق الإن�سان‬:‫*منع التعذيب‬

http://www.apt.ch/content/files_res/web_arabic_torture_prevention_guide.pdf *

-

Aubel, Judy. “Participatory Program Evaluation Manual – Involving Program Stakeholders in the Evaluation Process”, Catholic Relief Services, Child Survival and Technical Support Project, Second Edition, December 1999. Available in English, Spanish and French at:

-

http://www.childsurvival.com/features/bookmarks/pemanual.cfm

-

Coupal Francoise, Simoneau Marie. “Participatory Evaluation: A Case Study of CCIC Humanitarian Fund Projects in Haiti”, Mosaic.net, 1997. Available in English at: http://www.mosaic-net-intl.ca/home.html

-

Davies, C.T. “An introduction to Advocacy”, Addis Ababa, January 1998.

-

Estrella, Marisol and Gaventa, John. “Who Counts Reality? Participatory Monitoring and Evaluation: a Literature Review”, IDS Working Paper 1997 ,70.

-

Ryan, Katherine E., DeStefano, Lizanne Eds. “Evaluation as a Democratic Process: Promoting Inclusion, Dialogue, and Deliberation”, New Directions for Evaluation, A Publication of the American Evaluation Association, Number 85, Spring 2000.

-

UNDP. “Who are the Question-makers – A Participatory Evaluation Handbook”, OESP, 1997. Available in English at http://www.undp.org/eo/documents/who.htm

-

UNICEF. “EVALUATION – A UNICEF Guide for Monitoring and Evaluation – Making a Difference?”, Evaluation Office, 1991.

-

USAID. “Conducting a Participatory Evaluation”, Performance Monitoring and Evaluation TIPS 1996, Number 1. Center for Development Information and Evaluation. Available in English at: http://www.dec.org/usaid_eval/004#

-

More resources on participatory monitoring and evaluation are available at the ELDIS website: http://www. eldis.org/

- Monitoring and Evaluation Orientation Course – SAMDI - A UNICEF Guide for Monitoring and Evaluation. - Handbook of Monitoring and Evaluation – International Federation of Red Cross Societies. - Monitoring and Evaluation Operational Manual – UN - Monitoring and Evaluation Training Guide – UNDP - Monitoring and Evaluation – CIVICUS

188


SUMMARIES 1. Introduction to the concept of torture Work in rehabilitation centresfor torture victims must be based on scientific evidence and guidelines for best practice. This chapter aims at familiarizing rehabilitation centre personnel with the concept and definitionsof torture, as stated in international legal instruments and other relevant declarations and statements, such as the United Nations Convention Against Torture (CAT, 1984) and the WMA Guidelines for Physicians Concerning Torture and other Cruel, Inhuman or Degrading Treatment or Punishment in Relation to Detention and Imprisonment (Declaration of Tokyo, 1975). It also provides some insight on different forms of torture and their evolution throughout history. Physical, psychological and social consequences of torture, including psychiatric disorders often associated with the practice, are also presented, as well as its possible impacts on individual development and family cohesion. The concept of the victim as a survivor of torture is also addressed.

2. International law and human rights instruments regarding torture

This chapter introduces the personnel in torture victim rehabilitation centres to the relevant national, regional and international instruments regarding the practice of torture, and stresses the resulting rights and obligations in different countries. Prominent instruments featured are for example the Convention against Torture (CAT) and the International Covenant on Civil and Political Rights (ICCPR). The obligations of the States Parties are presented in terms of protection, investigation of allegations, adoption and and enforcement of legislation criminalizing torture, training of relevant staff, adoption of procedural safeguards, and provision of compensation to the victims. Finally, this chapter introduces the content of the Optional Protocol to the United Nations Convention Against Torture.

3. Project cycle management

This chapter aims to familiarize the personnel of torture rehabilitation centres with relevant aspects of organizational development, such as institutional policies and strategies, workplan development, capacity building, etc... It also introduces the fundamentals of fundraising and proposal formulation. In addition, to the basic concepts, it presents essential principles of project cycle management (PCM) and of the logical framework approach (LGA), including documenting and reporting, implementation and management of projects, as well as challenges and difficulties encountered during the life cycle of projects. The chapter also presents the ground rules of field work,and the skills necessary for centres to be able to implement projects with high efficiency: project management experience, data management skills, and other managerial skills adapted to particular operational contexts.

4. Guidelines for Mental Health practitioners in the context of crisis and ongoing conflict

This chapter aims at building the capacity of service providers for their field and clinic-based interventions intimes and environments of prevailing crises, instability, violence and conflict.Its content will serve as a guide to help practitioners deliver adequate services to the affected populations, while overcoming challenges and coping with traumatic circumstances, allowing themselves to perform their duties in a more resourceful way. The development of appropriate measures to prevent secondary trauma and to mitigate the risks of any further psychological damage is also addressed, as an essential aspect of emergency interventions.The chapter consists of five parts, which deal with a number of technical and professional thematic areas. The intervention guidelines are presented in a stepby-step fashion based on theoretical background relevant to trauma, and broadely accepted treatment protocols.

189


5. Basic principles for professionals working in torture victim rehabilitation

This chapter aims at inspiring a sound understanding of basic principles and elicting positive attitudes among professionals operating in the field of torture victim rehabilitation. These principles and attitudes, essential for those who asire to, or already work with victims of torture. They are, among others:objectivity and impartiality, confidentiality, unconditional acceptance, and multidisciplinary teamwork. The requisite skills to carry out effective group therapy, facilitation of support groups, work with whole families, follow-up of cases after intervention completion, client case differenciation, file keeping, etc. , are also presented in the chapter. Stress management for staff is also addressed in this chapter, as well as ways to establish a mechanism that would ensure that the right skill mix is in place. A list of required skills and competencies needed for a functioning treatment centre for victims of torture is included in annex.

6. Capacity Development

This chapter aims at helping professionals working in torture victim rehabilitation centres to contribute more significantly to the institutional strengthening and sustainability of their organizations, through the development of enhanced programmatic and operational management systems. This implies making better use of available skills and technical expertise, while training staff or volunteers in areas, such as programmedesign and planning, and utilization of best practices. The chapter also includes key elements/mechanisms for devising appropriate training plans and their implementation, assessing training needs, setting up multi-disciplinary teams, conducting clinical supervision, adopting and applying codes of ethics/codes of conduct, etc.. v. Overall, the chapter offers guidance on how to work with victims of torture in a highly professional manner.

7. Developing protocols for the treatment of torture victims

This chapter aims at familiarizing professionals working in the field of torture victim rehabilitation with relevant procedures and protocols that contribute to the assurance of overall quality and performance. It describes how to carry out appropriate documentation, and effective experience sharing between staff members using clear and precise procedures, involving the use of terms of reference, as well as monitoring and evaluation tools for psychosocial services and follow-up. The chapter also contains a practical guide to developing protocols and procedures, with all essential functions and tasks to be under taken by staff who deal with cases of torture. This is presented in a sequential and logical way, starting with the first contact with the torture victim, and going through various steps before ending with the closure of the case file.

8. Case management, documentation, and client data management

This chapter seeks to provide guidance to providers of torture victim rehabilitation services in the area of case management, which is to be considered as the cornerstone of successful organizational performance with respect to patient outcomes. Proper case management involves maintaining confidentiality and privacy of the clients at all levels and phases of the therapeutic intervention. The continuous assessment of treatment sessions against the treatment objectives, and that as well of the evolution of the survivor of torture/service provider relationship, are of paramount importance. The chapter also addresses case file management, and provides a detailed description of a model client file. It proposes approaches to assessment by the case manager, standard psychological diagnostic tools, social workerassessment, medical forms, physiotherapy forms, legal consultation forms, discharge and file closure forms. Finally, the chapter provides a description on how to how to deal and manage patient files, and the data they contain.

190


9. Emergency management and functional referral systems

When a disaster occurs in a stable community, large numbers of people may be affected and in need of some form of psychological support and/or intervention. Addressing the needs of high numbers usually requires highly trained and specialized professionals. In such situations, multi disciplinary team work is often needed to conduct appropriate situational analyses and needs assessments, in order to set up interventions that are responsive and effective. A functional referral system is very helpful in alleviating the workload of the core team. The need for referrals and proper documentation is also addressed in this chapter, which aims provide guidance on these particular thematic areas.

10. Monitoring and Evaluation (M & E)

In recent times,there is an increasing demand to evaluate the projects carried out by governmental and non-governmental organizations, in order to measure their performances in terms of achievements, goals and objectives, as well as their on beneficiary groups.It is important to understand that monitoring and evaluation procedures are not only meant to meet donor requirements. M & E must be seen as an essential element of any programme or project implemented by the organization. This stems from the desire to learn from the experiences, to overcome challenges, and to enhance the impact of programmes and projects in the short and long term.Many non-profit organizations need to fully understand the importance of M & E as a means to improving their performance and the quality of services they provide to local communities.This chapter provides practitioners with proper guidance on how to better make planning, monitoring and evaluation processes integral parts of their overall work, as to facilitate decision-making and contribute to the attainment of their goals and objectives.The chapter consists of ten parts, including topics such as organizational knowledge and skills development, familiarization with concepts, tools, indicators, data collection, preparation and analysis of work plans and, finally, management of the results and mainstreaming the impact of the project/programme on the target groups.

191


‫تم بحمد الله‬

‫‪192‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.