Research13

Page 1

‫الجــــامعة اإلسالميـــــة –غـــزة‬ ‫كـليـــــــــــــــــــــــــــــــة اآلداب‬ ‫قســــــــم اللغـــــــة العربيــــــــة‬

‫حبث بعنوان‪:‬‬

‫جهودُ حممد حميي الدين عبد احلميد وآراؤه يف شرحي ابن عقيل وأوضح‬ ‫املسالك‬ ‫إعداد الطالب‪:‬‬ ‫حسني مخيس يوسف أبو مسره‬ ‫الرقم اجلامعي ‪212222121:‬‬

‫إشراف‪:‬‬ ‫األستاذ الدكتور‪ :‬أمحد إبراهيم اجلدبة‬

‫(قدم هذا البحث استكماالً ملتطلبات احلصول على درجة اإلجازة العالية (البكالوريوس)‬ ‫يف اللغة العربية وآدابها يف اجلامعة اإلسالمية)‬

‫‪1222‬م‪2341-‬هـ‬


‫إه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــداء‬ ‫إىل كل من أضاء بعلمه عقل غريه ‪...‬‬ ‫أو هدى باجلواب الصحيح حرية سائليه ‪….‬‬ ‫فأظهر بسماحته تواضع العلماء …‬ ‫وبرحابته مساحة العارفني…‬ ‫أهدي هذا العمل املتواضع‪...‬‬

‫حسني‬

‫أ‬


‫شك ـ ـ ــر‬ ‫من حق النعمة الذكر‪ ،‬وأقل جزاءٍ للمعروف الشكر ‪...‬‬ ‫فبعد شــكر امل ــوىل ‪-‬عز وجل‪-‬املتــفضل جبليل النعم‪ ،‬وعـظـيم اجلزاء ‪...‬‬ ‫جيدر بي أن أت ـقــدم بـبالغ االمتــنان‪ ،‬وجزي ــل العرفان إىل كل من وجهين‪ ،‬وعلمين‪ ،‬وأخذ‬ ‫بيدي يف سبيل إجناز هذا البحث‪ ....‬وأخص بذلك مشريف‪ ،‬األستاذ الدكتور أمحد اجلدبة‪.‬‬ ‫حسني‬

‫ب‬


‫مقدمـ ـ ـة‬ ‫احلمد هلل رب العاملني والصالة والسالم على نبينا حممد وعلى آله وصحبه والتابعني‪ .‬وبعد‪،‬‬ ‫فقد لفت انتباهي الكم اهلائل من الكتب اليت حققها حممد حميي الدين عبد احلميد‪ ،‬ولفت‬ ‫انتباهي أسلوبه‪ ،‬ومنهجه يف التحقيق‪ .‬فخطر ببالي أن أكتب عنه‪ ،‬جميبًا عن أسئلة كانت يف ذهين‪،‬‬ ‫ومنها‪ :‬من هو حممد حميي الدين عبد احلميد؟ وما هي جهوده وما هي آراؤه؟ وما هي رحلة حممد‬ ‫حميي الدين التحقيقية؟‬ ‫وقد اخرتت "جهود حممد حميي الدين عبد احلميد وآراؤه يف شرحي ابن عقيل وأوضح‬ ‫املسالك" عنوانًا للبحث‪ .‬وقد جاء البحث يف أربعة فصول قدمت هلا مبقدمة وأردفتها خبامتة‪.‬‬ ‫ففي املقدمة‪ :‬حتدثت بإمجال عن البحث وسبب اختياره واملنهج الذي سرت عليه‪.‬‬ ‫أما الفصل األول‪ :‬فيتناول التعريف بـ (حممد حميي الدين عبد احلميد) حتت عنوان‪" :‬حملات من‬ ‫حياته" تناولت فيها مولده ونشأته وتعليمه‪ ،‬وأبرز حمطات حياته من أعماله يف التدريس والتأليف‬ ‫والتحقيق‪ ،‬وغريها إضافة إىل أقوال بعض معاصريه فيه‪.‬‬ ‫أما الفصل الثاني‪ :‬فقد تناول بإجياز جهود (عبد احلميد) التأليفية والتحقيقية مع الرتكيز على‬ ‫الكتب النحوية منها‪.‬‬ ‫ويف الفصل الثالث‪ :‬حتدثت عن املنهج الذي سار عليه يف حتقيقه للكتب املختلفة خاصة كتب النحو‬ ‫منها‪.‬‬ ‫أما الفصل الرابع‪ :‬فقد عرضنا فيه ألبرز آرائه واستدراكاته وردوده النحوية واقتصرنا فيه على ما ورد‬ ‫يف حتقيقه لكتابي أوضح املسالك إىل ألفية ابن مالك‪ ،‬وشرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك‪.‬‬ ‫أما اخلامتة‪ :‬فقد أثبت فيها البحث بعض األمور اليت خلص إليها بعد هذه الرحلة‪ ،‬ثم ذكر بعض‬ ‫التوصيات‪ .‬وصنعت للبحث فهرسًا للمباحث‪ ،‬وثبتًا ملصادر البحث ومراجعه‪.‬‬ ‫ولست أدَّعي أن هذا البحث حييط بسرية حممد حميي الدين عبد احلميد‪ ،‬فإنه جدير بكتاب‬ ‫يفرد له‪ ،‬ولكنها كلمات موجزة للتعريف بواحدٍ من سدنة اللغة واألدب‪ ،‬حياته وجهوده‪ ،‬مع العناية‬ ‫بأعماله التحقيقية يف اللغة وعلومها‪ ،‬وآرائه العلمية يف شرحي ابن عقيل وأوضح املسالك‪.‬‬ ‫اعتمدت يف مجع البيانات أصالة على الكتب اليت حققها وألفها (عبد احلميد)‪ ،‬وما جاء يف‬ ‫بت النقل‬ ‫جمالت جممع اللغة العربية بالقاهرة‪ ،‬إضافة إىل كتب أخرى تناولت جوانب من جهوده وأث ُّ‬ ‫ت يف‬ ‫ت مصادري يف ثب ٍ‬ ‫يف حواشي البحث قصدًا للفائدة والشمول‪ ،‬وحرصًا على األمانة العلمية‪ ،‬ووثَّق ُ‬ ‫آخر الكتاب‪.‬‬ ‫ومع هذا كله‪ ،‬فإنين ال أعفي نفسي من اخلطأ أو النسيان‪ .‬واهلل املوفق للسداد‪.‬‬ ‫ت‬


‫الفصل األول‪ :‬لمحات من حياته‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫نشأته‬ ‫تعليمه‬ ‫عمله بالتدريس‬ ‫في السودان‬ ‫عضويته بالمجمع‬ ‫طرائف في حياته‬ ‫قالوا فيه‬


‫نشأته وتعليمه‬ ‫امسه‪ :‬حممد حميي الدين بن عبد احلميد إبراهيم‪ ،‬والده الشيخ عبد احلميد إبراهيم كان من رجال‬ ‫(‪)2‬‬ ‫القضاء والفتيا(‪ .)1‬ويكين بأبي رجاء‪.‬‬ ‫مولده‪ :‬ولد الشيخ حممد حميي الدين يف قرية كفر احلمام مبحافظة الشرقية يوم ‪ 12‬مجادى األوىل‬ ‫‪2422‬هـ املوافق ‪14‬أيلول ‪2022‬م(‪.)3‬‬ ‫تعليمه‪ :‬درس يف معهد دمياط الديين حيث كان والده قاضيًا بفارسكور ودمياط‪ ،‬والتحق باألزهر‬ ‫الشريف عندما نُقِل والده إىل القاهرة ليشغل منصب مفيت وزارة األوقاف‪.‬‬ ‫حصل على درجة العاملية من األزهر الشريف مع أول فرقة نظامية وذلك يف عام (‪2433‬هـ ‪2012-‬م)‬‫‪ -‬تتلمذ على جيل الروَّاد من العلماء الكبار‪ ،‬وكان أول دفعته‪.‬‬

‫يف قاعات الدرس‬ ‫اختري مدرسًا باجلامع األزهر‪ ،‬فظهر من دالئل علمه ونبوغه أن مت اختياره بعد مخس سنوات‪،‬‬ ‫من خترجه ليشغل وظيفة مدرس بكلية اللغة العربية عام (‪2422‬ه‪2042-‬م)‪ ،‬وكان أصغر أعضاء هيئة‬ ‫التدريس بالكلية سنًّا‪.‬‬ ‫ اختري سنة (‪2423‬ه‪2042-‬م) لتدريس ختصص املادة بالدراسات العليا‪ ،‬وكان ذلك امتيازًا‬‫(‪)4‬‬

‫مل حيصل عليه بعض شيوخه وأساتذته‪ ،‬لكنه ناله جبده واجتهاده‪.‬‬

‫وزامل الكبار من أساتذته وشيوخه مزاملة خصبة مثمرة‪ ،‬فاعرتفوا بفضله وعلمه‪ ،‬وجتاوزت‬ ‫شهرته جدران الكلية واسرتعى انتباه اإلمام األكرب حممد مصطفى املراغي شيخ األزهر فاختاره‬ ‫حماضرًا يف املناسبات الدينية باجلامع األزهر كاإلسراء واملعراج واالحتفال باهلجرة واملولد النبوي‪.‬‬ ‫اختري سنة ‪2041‬م لتمثيل كلية اللغة العربية باألزهر يف مؤمتر املتنيب يف سوريا‬

‫(‪)5‬‬

‫كان يكتب يف جملة اهلدي النبوي اليت كان يصدرها الشيخ حممد حامد الفقي‪ ،‬ثم حالت‬ ‫ظروف العمل دون االستمرار يف ذلك‪.‬‬ ‫رُشِّح لتولي مشيخة األزهر أكثر من مرة وكان هناك إمجاع على أحقيته باملنصب‪ ،‬كما رشح‬ ‫لتولي رئاسة جامعات عربية وإسالمية إال أن ظروفه الصحية كانت متنع ذلك‪.‬‬

‫‪ 1‬مجلة التوحيد‪ ،‬عدد‪،444‬ص‪86‬‬ ‫‪ 2‬شرح ابن عقيل‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪394‬‬ ‫‪ 3‬مجلة التوحيد‪ ،‬عدد‪ ،444‬ص‪86‬‬ ‫‪ 4‬النهضة اإلسالمية في سير أعالمها المعاصرين‪ ،‬محمد رجب بيومي‪ ،‬دار القلم‪ ،‬دمشق‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬ج‪5993 ،2‬م‪ ،‬ص ‪.543‬‬ ‫‪5‬‬

‫حولية كلية اللغة العربية بالقاهرة‪ ،‬عدد‪ ،5964 ،2‬ص ‪344‬‬

‫‪2‬‬

‫‪4‬‬


‫رحلته إىل السودان‬ ‫تقلبت به األيام فأعري عام ‪ 2032‬إىل حكومة السودان لوضع مناهج العلوم الدينية يف كلية‬ ‫احلقوق (كلية غوردون) اليت أنشئت آنذاك‪ ،‬وظل مدة أربع سنوات يدرس هذه املناهج‪ ،‬وألف فيها كتبا‪،‬‬ ‫الزال بعضها مرجع طالب احلقوق يف جامعة اخلرطوم‬ ‫فذهب إىل السودان أستاذًا للشريعة اإلسالمية بكلية غوردون‪ ،‬فانتقل من تدريس النحو والصرف إىل‬ ‫تدريس املواريث وأقضية األسرة مما عرف باألحوال الشخصية‪ ،‬وبدا من اجتهادهما ذاع من آثاره العلمية‬ ‫حني ألف كتابني جيدين عن األحوال الشخصية واملواريث يعدَّان من املراجع الوافية يف بابهما‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫ألقى حماضرات عدة يف التفسري مجعها يف كتاب خاص‪.‬‬

‫العودة إىل مصر‬ ‫يف عام ‪2034‬م عاد إىل مصر للتدريس بكلية اللغة العربية‪ ،‬وعني وكيال هلا‪.‬‬ ‫اختري عام ‪2031‬م مفتشا باملعاهد األزهرية‪ ،‬ويف عام ‪ 2032‬انتقل للتدريس بكلية أصول‬ ‫الدين‪ ،‬ويف عام ‪ 2021‬عني مديرًا لتفتيش العلوم الدينية والعربية باجلامع األزهر واملعاهد الدينية‪ ،‬ويف‬ ‫عام ‪2023‬عني عميدًا لكلية اللغة العربية(‪ )2‬وظل يشغل هذا املنصب إىل عام ‪2020‬م توىل بعد ذلك‬ ‫التدريس بكلية أصول الدين‪.‬‬ ‫عني يف أكتوبر ‪2013‬م عميدًا لكلية اللغة العربية‪ ،‬وبلغ سن التقاعد عام ‪2012‬م(‪.)3‬‬

‫عضويته باجملمع‬ ‫رأى فيه جممع اللغة العربية اللغوي القدير فضمه إىل أعضائه يف عام ‪2013‬م‪ ،‬وذلك يف املقعد‬ ‫الذي خال بوفاة الشيخ حممود شلتوت(‪ )4‬واختاره عضوًا باللجان التالية‪:‬‬ ‫‪ – 2‬جلنة املعجم الكبري ‪ – 1‬جلنة األصول ‪ – 4‬جلنة إحياء الرتاث القديم ‪ – 3‬جلنة اآلداب‪.‬‬

‫(‪)5‬‬

‫‪1‬النهضة اإلسالمية‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪548‬‬ ‫‪2‬حولية كلية اللغة العربية بالقاهرة عدد‪ ،5964 ،2‬ص ‪352‬‬ ‫‪3‬مجمع اللغة العربية في ثالثين عا ًما‪ ،‬محمد مهدي عالم وآخرون‪ ،‬الهيئة العامة لشؤون المطابع األميرية‪ ،‬القاهرة‪ ،5988 ،‬ص ‪.598‬‬ ‫‪4‬مجلة مجمع اللغة العربية ج ‪ ،5983 ،56‬ص‪444.‬‬ ‫‪5‬مجمع اللغة العربية في ثالثين عا ًما‪ ،‬ص ‪.593‬‬

‫‪3‬‬


‫لقد كتب األستاذ يف أكثر الفنون العلمية الذائعة بني الدارسني‪ ،‬كتب يف الفقه شرحا على‬ ‫منت نور اإليضاح يف الفقه على املذهب احلنفي‪ ،‬ونشر كتاب اللباب للميداني يف شرح كتاب القدوري‪،‬‬ ‫وألف كتاب " الدروس الفقهية على مذهب السادة الشافعية" وكتاب "اإلقناع يف حل ألفاظ أبي شجاع "‬ ‫للخطيب الشربيين‪.‬‬ ‫ويف أصول الفقه فقد حقق كتاب املوافقات للشاطيب‪ ،‬ومنهاج الوصول يف علم األصول‪ ،‬واملسودة‬ ‫يف أصول الفقه‪.‬‬ ‫وله يف كتب احلديث حتقيق يشمل سنن أبي داود‪ ،‬وكتاب الرتغيب والرتهيب و"شرح الفقه‬ ‫للسيوطي"‪ ،‬ويف كتب التوحيد شرح للجوهرة‪ ،‬وتعليق على رسالة حممد عبده‪ ،‬ونشر كتاب "الفرق بني‬ ‫الفِرق"للخطيب البغدادي‪ ،‬وكتاب "مقاالت اإلسالميني لألشعري‪ .‬وله رسالة يف آداب البحث واملناظرة‬ ‫كانت مقررة على طالب القسم الثانوي‪.‬‬ ‫أما يف فنون البالغة واألدب واللغة والتاريخ فال يستطيع باحث سوى اإلملام ببعض دون بعض‬ ‫مثل نشره لكتاب أدب الكاتب‪ ،‬واملثل السائر‪ ،‬وجواهر األلفاظ ويتيمة الدهر‪ ،‬ومعاهد التنصيص‪ ،‬واملوازنة‪،‬‬ ‫وزهر اآلداب‪ ،‬وجممع األمثال‪ ،‬والعمدة‪ ،‬وسرية ابن هشام‪ ،‬ونفح الطيب‪ ،‬ونهج البالغة‪ ،‬ووفيات األعيان‪،‬‬ ‫والوايف بالوفيات‪ ،‬ومروج الذهب‪ ،‬وتاريخ اخللفاء‪ ،‬ووفاء الوفا‪ ،‬وديوان عمر بن أبي ربيعة‪ ،‬وشرح احلماسة‪،‬‬ ‫وشرح املعلقات‪ ،‬واجلزء األول من ديوان الشريف الرضي‪ ،‬ويف هذه الكتب ما بلغ عشرة أجزاء وفيها ما بلغ‬ ‫ستة وفيها ما بلغ أربعة أجزاء(‪.)1‬‬

‫مؤلف وحمقق يف مقتبل الشباب‬ ‫كان حميي الدين نزاعًا للعلم شغوفًا به منذ نشأته األوىل‪ ،‬إذ تربى يف بيت فقه وقضاء‬ ‫وأكرب ما يدل على أملعية الطالب‪ ،‬وظهور هالله مبشرًا مبا سيعقبه من إبدار‪ ،‬أنه طمح إىل التأليف وهو‬ ‫يف ساحة الدرس قبل أن يظفر بدرجة العاملية سنة ‪2012‬م‪ ،‬إذ أقدم على عمل جادٍ مثمر وهو شرح مقامات‬ ‫اهلمذاني‪ .‬ومؤلف الشرح‪ ،‬وحمقق النص يف هذا املقتبل من الشباب البد أن يكون بعيد الطموح‪ ،‬واسع‬ ‫األمل والبد أن يكون قد وعى من مسائل اللغة واألدب والتاريخ العربي ما مسح له باإلتقان‪ ،‬بل البد أن‬

‫‪1‬النهضة اإلسالمية‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.241-241‬‬

‫‪4‬‬


‫يكون قد وجد من والده منذ نشأته األوىل يف القسم االبتدائي‪ ،‬دأبًا يف املذاكرة‪ ،‬ومواصلة التوجيه‪ ،‬وقوة‬

‫التتبع حتى بلغ الطالب أشده واستوى على سوقه(‪.)1‬‬ ‫وفاته‬ ‫تويف يف ‪ 12‬ذو القعدة ‪2401‬هـ املوافق ‪ 42‬ديسمرب ‪.)2(2011‬‬

‫طرائف يف حياته‬ ‫ملا سافر إىل سوريا لتمثيل األزهر يف مؤمتر املتنيب‪ ،‬وكان حمددًا إلقامة هذا املهرجان أسبوع‪،‬‬ ‫لكنه جلس يف هذه املهمة شهرًا كامال‪.‬‬ ‫وقد طلب من مشيخة األزهر صرف بدل السفر املناسب عن هذه الشهر الذي قضاه يف اإلقامة والسفر‬ ‫هلذه املهمة وقدم طلبًا مرفقًا به املصاريف اليت أنفقها من رسم جواز السفر إىل العربة اليت استقلها من‬ ‫حمطة مصر إىل منزله باحللمية اجلديدة(‪.)3‬‬

‫قالوا فيه‬ ‫د‪ .‬حممود حممد الطناحي‪:‬‬ ‫"وأما الشيخ حممد حميي الدين عبد احلميد‪ ،‬فهو صفحة حافلة من تاريخ نشر الرتاث العربي‬

‫قدم وحده للمكتبة العربية ما مل تقدمه هيئة علمية مدعومة باملال والرجال(‪.)4‬‬ ‫"ومهما اختلفت آراء الناس يف هذا الرجل‪ ،‬وتقدير جهوده يف نشر الرتاث‪ ،‬فال أظن أن أحدًا مياري يف أن‬ ‫هذا اجليل كله‪ ،‬الذي تعلم النحو وعلمه يف شرق الدنيا وغربها مدين للشيخ بدين كبري جيب أداؤه‬ ‫شكرًا ودعاءً له باملغفرة والرضوان‪ ،‬فقد عرب زمان‪ ،‬وأتى زمان وليس بني يدي طلبة العلم من كتب النحو‪،‬‬ ‫إال ما أخرجه الشيخ‪ ،‬حمررًا مضبوطًا‪ ،‬يف أمجل صورة وأبهاها(‪.)5‬‬

‫‪1‬السابق‪ ،‬ص‪.242-243‬‬ ‫‪2‬مجلة مجمع اللغة العربية‪ ،‬العدد‪ ،2014 ،42‬ص‪.141‬‬ ‫‪3‬حولية كلية اللغة العربية بالقاهرة‪ ،‬جامعة األزهر‪ ،‬عدد‪ ،2023 ،1‬ص‪141‬‬

‫‪ 4‬مدخل إلى تاريخ نشر التراث العربي‪ ،‬محمود محمد الطناحي‪ ،‬مكتبة الخانجي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة األولى‪2023 ،‬م‪ ،‬ص‪12‬‬ ‫‪5‬السابق‪ ،‬ص ‪.12‬‬

‫‪5‬‬


‫" وكان آية يف الذكاء والفطنة وحسن السمت‪ ،‬والغرية على األزهر‪ ،‬وتارخيه ورجاله‪ ،‬كما عرف عنه‬ ‫القصد يف القول‪ ،‬وصون نفسه‪ ،‬وضبط تصرفاته"(‪.)1‬‬ ‫األستاذ حممد علي النجار‪:‬‬ ‫"لقد قيل يف الطربي‪ :‬إنه كالقارئ الذي ال يعرف إال القرآن‪ ،‬وكاحملدث الذي ال يعرف إال‬ ‫احلديث‪ ،‬وكالفقيه الذي ال يعرف إال الفقه‪ ،‬وكالنحوي الذي ال يعرف إال النحو‪ ،‬وكاحلاسب الذي‬ ‫ال يعرف إال احلساب‪ ،‬وكذلك يقال يف الشيخ حممد حميي الدين‪ :‬إنه كالنحوي الذي ال يعرف إال‬ ‫النحو‪ ،‬وكالفقيه الذي ال يعرف إال الفقه‪ ،‬وكاحملدث الذي ال يعرف إال احلديث‪ ،‬وكاملتكلم الذي ال‬ ‫يعرف إال الكالم وآية ذلك ما ألفه وأخرجه من كتب يف هذه الفنون"‪.‬‬ ‫قال ذلك الشي ُخ النجار بعد أن قال‪:‬‬ ‫س يف معاهده من تأليفه أو إخراجه"(‪.)2‬‬ ‫ُل ما يدرَّ ُ‬ ‫"ولقد أتى على األزهر من الدهر‪ ،‬وج ُّ‬ ‫األستاذ عبد السالم هارون‪:‬‬ ‫"ويف تلك الفرتة اليت قضاها سفريًا علميًا ناجحًا موفقًا يف السودان سعى إليه عارفو فضله‪،‬‬ ‫وأكب على حضور جمالسه كثري من تالميذه الذين وثبوا فيما بعد إىل أعلى املناصب‪ ،‬وظلوا‬ ‫حمتفظني له بالتبجيل واإلعزاز والصلة الوثيقة والعرفان بالفضل إىل يوم لقائه ربه‪ .‬فقد كان من‬ ‫خصائص فقيدنا أن حيسن استمالة الفضالء إىل جملسه‪ ،‬وكان حيسن احرتام الناس فيحسن الناس‬ ‫احرتامه‪ ،‬وجييد توثيق الصلة واملودة بينه وبني من يعرفه حني يلمس فيه الفضل أو يلمح منه بارقة نبوغ‪،‬‬ ‫فإذا الصلة قرابةٌ‪ ،‬وإذا املودة وشيجةٌ من وشائج النسب‪ ،‬ولقد حفظ هناك كرامة بلده‪ ،‬وهيبة منصبه‪،‬‬ ‫وكان له نفوذُ العلما ِء املبجلني الذين تسمو بهم أقدارهم فوق كل أقدارٍ"‪.‬‬ ‫"لقد طبع منذ نشأته على التحقيق والتبحر يف العلم‪ ،‬وحسن الفهم ملا يعاجله من أمور"(‪.)3‬‬ ‫"هو صورة حياة جماهدة مصابرة مرابطة‪ ،‬مشغوفة بالعلم أينما وجد‪ ،‬وباملعرفة حيث يلمع ضوؤها‪ .‬ويف‬ ‫هذا شاهد صدقٍ على التكامل العلمي الذي قلَّ أن يتاح لعاملٍ واحد لَيْس علَى اللََّهِ بِمُسْتنْكَرٍ ‪ ...‬أنْ يجْمع‬ ‫الْعالَم يف واحِ ِد "‪.‬‬

‫‪1‬السابق‪ ،‬ص‪.11‬‬ ‫‪2‬مجلة مجمع اللغة العربية‪ ،‬ج‪2011 ،12‬م‪ ،‬ص ‪.20‬‬ ‫‪3‬مجلة مجمع اللغة العربية‪ ،‬العدد ‪ ،41‬ص‪.222-223‬‬

‫‪6‬‬


‫"جلد صارم‪ ،‬وشغف عارم‪ ،‬واستنارة دائمة‪ ،‬واستفادة دائبة “(‪.)1‬‬ ‫األستاذ الدكتور إبراهيم حممد جنا‪:‬‬ ‫"كرس حياته معتزًا بكرامته‪ ،‬وبفضله‪ ،‬وبعلمه‪ ،‬مل يتمكن أح ٌد من أن ينال منه إطالقًا‪ ،‬عرضت عليه‬ ‫املناصب وقيل له إنه يطلب منك أن تقابل بعض املسئولني‪ ،‬فأبت عليه عزة نفسه أن ختضع لتلك‬ ‫الرغبة قائلًا‪ :‬إن املنصب إن كانت الدولة تعرتف أنين يف حاجة إليه فلتسنده إليَّ‪ ،‬وإن مل تكن معرتفة‬ ‫بي فال حاجة إىل مقابلة أي مسئول إطالقًا"(‪.)2‬‬

‫‪1‬السابق‪ ،‬ص‪.221‬‬ ‫‪2‬مجلة المجمع‪ ،‬ج‪ ،41‬ص‪.202‬‬

‫‪7‬‬


‫الفصل الثاني‪ :‬جهوده يف التأليف والتحقيق‬ ‫أولًا‪ :‬جهوده يف التأليف‬ ‫أ‪ .‬الكتب النحوية والصرفية‬ ‫ب‪ .‬الكتب الدينية واألدبية‬ ‫ثانيًا‪ :‬جهده التحقيقي‬ ‫أ – التحقيقات األدبية‬ ‫ب – التحقيقات النحوية واللغوية‬ ‫ج‪ .‬التحقيقات الدينية والتارخيية والرتاجم‬

‫‪8‬‬


‫أولًا‪ :‬جهده التأليفي‬ ‫أ – الكتب النحوية والصرفية‬

‫‪-2‬كتاب " منتهى األرب بتحقيق شرح شذور الذهب "‪ ،‬البن هشام‪ .‬صدر عن دار الفكر‪ ،‬مبصر‪.‬‬ ‫‪-1‬كتاب " هداية السالك إىل حتقيق أوضح املسالك " وهو كتاب يف النحو وضعه على كتاب‬ ‫"أوضح املسالك إىل ألفية ابن مالك "‪ ،‬دار إحياء الرتاث العربي‪ ،‬ط(‪2001 ،)2‬م‪.‬‬ ‫‪-4‬كتاب " منحة اجلليل بتحقيق شرح ابن عقيل " وضعه على كتاب " شرح ابن عقيل على ألفية ابن‬ ‫مالك "‪ ،‬صدر مع الطبعة اخلامسة عشرة لشرح ابن عقيل عن دار الفكر ببريوت‪ ،‬عام ‪2011‬م‪.‬‬ ‫‪-3‬كتاب " سبيل اهلدى بتحقيق شرح قطر الندى" وضعه على كتاب "شرح قطر الندى "البن هشام‪،‬‬ ‫صدر مع الطبعة األوىل لقطر الندى عن مكتبة السعادة مبصر عام ‪2014‬م‪.‬‬ ‫‪-2‬كتاب "االنتصاف من اإلنصاف" وضعه على كتاب "اإلنصاف يف مسائل اخلالف بني النحويني‬ ‫البصريني والكوفيني"‪ ،‬صدرت طبعته الرابعة عن السعادة مبصر‪ ،‬عام ‪2012‬م‪.‬‬ ‫‪- 1‬كتاب "التحفة السنية بشرح املقدمة اآلجرُوميَّة"‪ ،‬صدرت طبعته األوىل عن دار الفيحاء بدمشق‬ ‫عام ‪2003‬م‬ ‫‪ – 1‬دروس التصريف‪ :‬صدر عن املكتبة العصرية بلبنان عام ‪2002‬م‪.‬‬ ‫ب – الكتب الدينية واألدبية‬

‫‪ – 2‬كتاب "األحوال الشخصية يف الشريعة اإلسالمية مع اإلشارة إىل مقابلها يف الشرائع األخرى “‪:‬‬ ‫عبارة عن حماضرات ألقاها املؤلف على طالب السنة الثانية يف مدرسة احلقوق العليا يف اخلرطوم‪.‬‬ ‫صدرت الطبعة الثانية منه عن املكتبة التجارية الكربى –مطبعة السعادة‪ ،‬عام ‪2411‬ه ‪2022-‬م‪.‬‬ ‫‪-1‬كتاب "شرح مقامات بديع الزمان اهلمذاني" شرحها وحققها حممد حميي الدين عبد احلميد‪،‬‬ ‫تقديم‪ :‬شريف سيد عفت‪ ،‬منشورات مهرجان القراءة للجميع ‪1221،‬م‪.‬‬ ‫‪ ”-4‬شرح ديوان عمر بن أبي ربيعة"‪ ،‬صدرت طبعته األوىل عن املكتبة التجارية الكربى‪-‬مطبعة السعادة‪،‬‬ ‫عام ‪2412‬ه‪2021-‬م‪.‬‬ ‫‪9‬‬


‫ثانيًا‪ :‬جهده التحقيقي‬ ‫أ – التحقيقات األدبية‬

‫‪ – 2‬كتاب " جممع األمثال " ألبي الفضل أمحد بن حممد بن إبراهيم امليداني‪ ،‬صدرت طبعته‬ ‫الثانية‪ ،‬عن دار السعادة مبصر‪ .‬د‪.‬ت‪.‬‬ ‫‪ – 1‬كتاب العمدة يف حماسن الشعر وآدابه ونقده البن رشيق القريواني‪ ،‬صدر الكتاب يف طبعته األوىل‬ ‫عن املكتبة التجارية الكربى مبصر عام ‪2043‬م‪.‬‬ ‫‪ – 4‬املثل السائر يف أدب الكاتب والشاعر لضياء الدين نصر اهلل بن أمحد املعروف بابن األثري‪ ،‬صدرت‬ ‫طبعته األوىل عن مكتبة السعادة مبصر عام ‪2040‬م‪.‬‬ ‫‪ – 3‬كتاب " يتيمة الدهر يف حماسن أهل العصر " ألبي منصور الثعاليب‪ ،‬صدرت طبعته الثانية عن‬ ‫مطبعة السعادة بالقاهرة‪2021 ،‬م‪.‬‬ ‫‪" – 2‬روضة العقالء ونزهة الفضالء" ألبي حامت البسيت (حتقيق مشرتك مع عبد القادر محزة وحممد‬ ‫حامد الفقي)‪ ،‬صدر عن دار الكتب العلمية ببريوت عام ‪2012‬م‪.‬‬ ‫‪ – 1‬كتاب "زهر اآلداب ومثر األلباب" ألبي إسحاق احلصري القريواني‪ .‬صدرت طبعته الرابعة عن‬ ‫مكتبة احملتسب يف عمان عام ‪2011‬م‪.‬‬ ‫‪-1‬كتاب "معاهد التنصيص على شرح شواهد التلخيص" لعبد الرحيم بن أمحد العباسي‪ .‬صدر عن‬ ‫مكتبة عامل الكتب ببريوت عام ‪2031‬م‪.‬‬ ‫‪ – 2‬كتاب "أدب الكاتب " ألبي حممد عبد اهلل بن مسلم بن قتيبة الدينوري‪ .‬صدر الكتاب يف طبعته‬ ‫الرابعة عن مطبعة السعادة مبصر عام ‪2014‬م‪.‬‬ ‫‪ – 0‬ديوان الشريف الرضي‪ ،‬اجلزء األول‪ ،‬ألبي احلسن حممد بن احلسني املعروف بالشريف الرضي‪:‬‬ ‫صدرت الطبعة األوىل منه عن دار إحياء الكتب العربية بالقاهرة عام ‪2030.‬‬

‫‪10‬‬


‫ب – التحقيقات النحوية واللغوية‪:‬‬

‫‪ – 2‬كتاب " شرح شذور الذهب يف معرفة كالم العرب"(‪ )1‬تأليف ابن هشام األنصاري على كتاب‬ ‫"شذور الذهب يف معرفة كالم العرب " ‪ :‬وضع احملقق على هذا الكتاب كتابًا آخر أطلق عليه " منتهى‬ ‫األرب بتحقيق شرح شذور الذهب " حتدث فيه احملقق عن قيمة هذا الكتاب وأمثاله من كتب ابن هشام‬ ‫يف النحو العربي ‪ ،‬وما قدمه ابن هشام ألبناء العربية ‪ ،‬كما تناول بعض آراء العلماء يف ابن هشام‬ ‫ومؤلفاته من ذلك ما اقتبسه(عبد احلميد) عن ابن خلدون‪ :‬ما زلنا وحنن باملغرب نسمع أنه ظهر‬ ‫مبصر عامل بالعربية‪ ،‬يقال له ابن هشام‪ ،‬أحنى من سيبويه" وقوله‪" :‬إن ابن هشام على علمٍ جم يشهد‬ ‫بعلو قدره يف صناعة النحو‪ :‬وكان ينحو يف طريقته منحى أهل املوصل الذين اقتفوا أثر ابن جين‪،‬‬ ‫واتبعوا مصطلح تعاليمه‪ ،‬فأتى من ذلك بشيء عجيب يدل على قوة ملكته واطالعه"‪.‬‬ ‫وقد ترجم احملقق ملؤلف الكتاب‪ ،‬ومدحه مبا يليق به من صفات ذاكرًا تاريخ ومكان والدته‪ ،‬فهو من‬ ‫مواليد القاهرة يف عام ‪ 122‬للهجرة‪ ،‬وحتدث عن أساتذته وشيوخه وذكر منهم‪ – 2 :‬ابن السراج‬ ‫‪- 1‬الشهاب عبد اللطيف بن املرحل ‪- 4‬أبو حيان األندلسي (حممد بن يوسف) ‪- 3‬التاج التربيزي ‪-2‬‬ ‫التاج الفاكهاني‪.‬‬ ‫ثم حتدث عن مصنفات ابن هشام اليت وصفها بأنها كثرية كلها نافع مفيد وقد بلغت مصنفاته تسعًا‬ ‫وعشرين مصنفًا‪ ،‬معظمها يف النحو‪.‬‬ ‫مل يلتفت احملقق للمكمالت احلديثة للتحقيق‪ ،‬فاقتصر يف مقدمته على ذكر طرف بسيط من حياة‬ ‫ابن هشام وأساتذته‪ ،‬ومؤلفاته‪ ،‬ومل يتحدث عن نسخ الكتاب ومل يصفها‪ ،‬ومل يصنع الفهارس‬ ‫التحليلية‪ ،‬واكتفى بفهرس للشواهد وآخر للموضوعات‪.‬‬ ‫‪ – 1‬كتاب "أوضح املسالك إىل ألفية ابن مالك " حتقيق حممد حمي الدين عبد احلميد‪ ،‬ومعه‬ ‫كتاب "هداية السالك إىل حتقيق أوضح املسالك" حملمد حميي الدين عبد احلميد‪ .‬صدر الكتاب يف‬ ‫طبعته اخلامسة عام ‪2011‬م عن دار إحياء الرتاث العربي يف بريوت‪.‬‬ ‫وقد صدَّر املؤلف الكتاب مبقدمة شرح شذور الذهب نفسها‪ ،‬فرتجم حلياة ابن هشام‪ ،‬وذكر شيوخه‪،‬‬ ‫ومؤلفاته‪ ،‬وقد أرفق يف كل جملد فهرسًا ملوضوعات الكتاب‪ ،‬وأرفق مع اجمللد الثالث فهرسًا للشواهد‬

‫‪1‬‬

‫شرح شذور الذهب في معرفة كالم العرب‪ ،‬البن هشام‪ ،‬تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬مصر‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬

‫‪11‬‬


‫الواردة فيه ذاكرًا الشاهد ورقمه يف الكتاب‪ ،‬ومل يذكر رقم الصفحة اليت هو فيها‪ ،‬ورتبها حسب‬ ‫حروف الروي ترتيبًا أبتثيًا‪.‬‬ ‫‪ – 4‬كتاب مغين اللبيب عن كتب األعاريب البن هشام األنصاري املصري‪ .‬ترجم احملقق ملؤلف الكتاب‬ ‫بنفس ترمجة الكتابني السابقني فلم يزد ومل ينقص شيئًا‪.‬‬

‫(‪)1‬‬

‫ومل يسرف يف صنع الفهارس‪ ،‬فاكتفى بفهرس للموضوعات‪ ،‬وآخر للشواهد‪.‬‬ ‫‪ – 3‬كتاب "شرح األمشوني على ألفية ابن مالك" املسمى "منهج السالك إىل ألفية ابن مالك"‪.‬‬ ‫صدر الكتاب عن دار الكتاب العربي ببريوت عام ‪2022‬م‪.‬‬ ‫مل حيفل احملقق بأسس التحقيق احلديثة‪ ،‬فلم يقدم له بكلمة واحدة‪ ،‬بل بدأ مباشرةً يف تناول‬ ‫الشرح بلسان األمشوني‪ ،‬كما أنه مل يصنع الفهارس الفنية‪ ،‬وقد اكتفى بصنع فهرس للمحتويات‪.‬‬ ‫ومل يعلق احملقق على أي شيء يف الكتاب‪ ،‬وإمنا قصر عمله على نشر الكتاب خاليًا من األخطاء مرقمًا‬ ‫بأدوات الرتقيم احلديثة‪ ،‬وقد يشرح معنى لفظة هنا أو هناك‪ ،‬وقد رقم الشواهد إال أنه مل يعلق عليها‬ ‫بشرح أو إعراب‪ ،‬ومل يصنع للكتاب فهارس فنية تيسر تناوله‪.‬‬ ‫‪ – 2‬كتاب " شرح قطر الندى وبل الصدى" البن هشام األنصاري‪ .‬صدرت طبعته األوىل عن مكتبة‬ ‫السعادة مبصر‪ ،‬عام ‪2022‬م‪.‬‬ ‫وضع احملقق على الكتاب شرحًا أطلق عليه " سبيل اهلدى بتحقيق شرح قطر الندى" وقد‬ ‫حتدث عبد احلميد عن منهجه يف هذا الكتاب قائال‪" :‬لذلك مل أجد بدا من القيام على هذا الكتاب‬ ‫بضبط أمثلته وشواهده من القرآن الكريم واحلديث الشريف والشعر العربي‪ ،‬ثم بشرح أبياته شرحا‬ ‫(‪)2‬‬

‫وسطا بني الوجيز املخل والبسيط اململ‪ ،‬مع إعراب األبيات إعرابا كامال"‪.‬‬

‫وقد حتدث احملقق عن سبب حتقيقه هذا الكتاب‪ ،‬وعن سبب وضعه مؤلفه عليه‪ ،‬رادًا ذلك إىل‬ ‫رغبته يف إصالح األزهر وذلك بإصالح الكتب اليت تدرس فيه‪.‬‬ ‫قدم احملقق للكتاب مقدمة بسيطة حتدث فيها عن كتاب قطر الندى فرتجم ترمجة بسيطة‬ ‫ملؤلفه‪ ،‬وذكر مصنفاته‪ ،‬ومل يعنتِ احملقق مبكمالت التحقيق فلم يصف نسخ الكتاب‪ ،‬ومل حيقق‬

‫‪1‬مغني اللبيب عن كتب األعاريب‪ ،‬ابن هشام‪ ،‬المكتبة العصرية‪ ،‬بيروت‪2002 ،‬م‪.‬‬ ‫‪2‬قطر الندى وبل الصدى‪ ،‬شرح وتحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد‪ ،‬دار الخير‪ ،‬ط(‪ ،2002 ،)2‬ص‪1‬‬

‫‪12‬‬


‫عنوانه‪ ،‬ومل يذكر األدلة اليت أثبت فيها نسبة الكتاب إىل مؤلفه‪ ،‬ومل يظهر قيمة الكتاب وأهميته عند‬ ‫العلماء‪.‬‬ ‫ترجم احملقق لبعض األعالم كما عمل على توثيق األشعار واآليات القرآنية‪ ،‬واألحاديث‬ ‫النبوية‪ ،‬وعمل على ضبط النصوص بالشكل الدقيق ثم ذكر املراجع اليت اعتمد عليها يف التوثيق‪.‬‬ ‫‪ – 1‬كتاب "اإلنصاف يف مسائل اخلالف بني النحويني البصريني والكوفيني" ألبي الربكات كمال‬ ‫الدين عبد الرمحن بن حممد أبي سعيد األنباري‪ ،‬وقد وضع عليه احملقق كتابًا أطلق عليه‪:‬‬ ‫“االنتصاف من اإلنصاف" حملمد حمي الدين عبد احلميد‪ .‬ط(‪ ،)3‬مطبعة السعادة مبصر‪2012،‬م‪.‬‬ ‫أرفق احملقق يف كل جزء من جزأي الكتاب فهرسًا للمحتويات‪ ،‬وختم الكتاب بفهرس للشواهد‬ ‫الواردة فيه‪ .‬قدم احملقق للكتاب مبقدمة خمتصرة حتدث فيها عن سبب حتقيقه للكتاب‪ ،‬وحتدث عن‬ ‫كتاب االنتصاف من اإلنصاف وعن طريقة نشره له‪ ،‬ومل يرتجم لصاحب الكتاب‪ ،‬ومل يبني طريقته‬ ‫ونهجه يف حتقيقه‪ ،‬ومل خيربنا عن توثيق العنوان‪ ،‬وال عن طريقته يف إثبات نسبته إىل مؤلفه‪ ،‬ومل‬ ‫يتحدث عن نسخ الكتاب‪ ،‬ومل يذكر أهمية الكتاب وقيمته بني الكتب‪ ،‬ومل يصنع له الفهارس‬ ‫التحليلية‪.‬‬ ‫‪ – 1‬كتاب "شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك" لبهاء الدين عبد اهلل بن عقيل العقيلي اهلمداني‬ ‫املصري‪ .‬صدرت طبعته اخلامسة عشرة عن دار الفكر‪ ،‬عام ‪2011‬م‪.‬‬ ‫حتدث احملقق يف مقدمته هلذا الكتاب عن ابن مالك‪ ،‬وعن مصنفاته يف قواعد اللغة وذكر‬ ‫أهمية مصنفاته عند العلماء‪ ،‬وتناول كتاب اخلالصة الذي عرف باسم "األلفية "‪ ،‬وذكر أنه مل يسبق‬ ‫مبثلها إال بألفية اإلمام حييى زين الدين بن عبد النور الزﱠواوي اجلزائري‪ ،‬وقال‪" :‬لو مل يشر يف خطبته‬ ‫(‪)1‬‬

‫إىل ألفية اإلمام ابن معط ملا ذكره الناس‪ ،‬وال عرفوه"‪.‬‬

‫وتناول باحلديث الشروح اليت أقيمت على األلفية فقال‪" :‬إن كثريًا من أجلة العلماء قد‬ ‫تناولوها بالشرح والتحقيق‪ ،‬والتوضيح والتعليق‪ ،‬وعلى رأس هؤالء العلماء ابن هشام‪ ،‬وحممد بدر‬ ‫الدين بن مالك‪ ،‬ومنهم احلسن بدر الدين املرادي‪ ،‬ومنهم الشيخ عبد الرمحن زين الدين أبو بكر‬ ‫املعروف بابن العيين‪ ،‬ومنهم الشيخ عبد الرمحن املكودي‪ ،‬ومنهم أبو عبد اهلل جابر اهلواري األندلسي‪،‬‬ ‫ومنهم األمشوني‪ ،‬ومنهم إبراهيم األبناسي الشافعي‪ ،‬ومنهم جالل الدين السيوطي‪ ،‬ومنهم الشيخ‬

‫‪1‬شرح ابن عقيل‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.1‬‬

‫‪13‬‬


‫حممد بن القاسم الغزي‪ ،‬ومنهم أبو اخلري حممد مشس الدين بن اجلزري‪ ،‬ومنهم قاضي القضاة ابن‬ ‫عقيل ‪.‬‬ ‫ش هلا‪.‬‬ ‫ثم قال‪" :‬إن هذه الشروح أيضًا تناوهلا العلماء بالشرح والتعليق‪ ،‬أو بوضع حوا ٍ‬ ‫وقال‪" :‬إن هذه الشروح خمتلفة من حيث الطول والقصر‪ ،‬وإن أصحاب هذه الشروح قد أخذوا طرقًا‬ ‫خمتلفة‪ ،‬فمنهم من أخذ يبحث عن املزالق للناظم‪ ،‬ومنهم من كان جيرب النقص‪ ،‬ويقف مع الناظم‪،‬‬ ‫إال أن ابن عقيل أخذ موقفًا وسطًا فلم يعمد إىل اإلجياز فيرتك بعض القواعد اهلامة‪ ،‬ومل يقصد إىل‬ ‫اإلطناب‪ ،‬فيجمع من هنا ومن هنا‪.‬‬

‫(‪)1‬‬

‫ثم حتدث عن نهجه يف حتقيق هذا الكتاب‪ ،‬من إعراب الشواهد واألبيات وشرحِها شرحًا وسطًا بني‬ ‫االقتصار واإلسهاب‪ ،‬ثم بيان بعض املباحث اليت أشار إليها الشارح أو أغفلها بتَّة‪ ،‬يف عبارة واضحة‬ ‫وإجياز دقيق‪ ،‬ثم ذيل الكتاب خبالصة خمتصرة يف تصريف األفعال‪ ،‬ألن ابن مالك أغفل النظم فيها‬ ‫يف ألفيته‪ ،‬وجعل هلا المية خاصة مساها "الميَّة األفعال"‪.‬‬ ‫ثم وصف نسخ الكتاب‪ ،‬وقال‪ " :‬إن نسخ الكتاب اليت بني أيدي الناس ليس فيها نسخة بلغت من اإلتقان‬ ‫حدًا ينفي عنك الريب والتوقف فإنك لتجد يف بعضها زيادة ليست يف بعضها اآلخر‪ ،‬وجتد بينها‬ ‫تفاوتًا يف التعبري"‪.‬‬ ‫وقد اعتمد احملقق على اثنيت عشرة نسخة‪ ،‬وعمل على معارضة بعضها ببعض مما جعله‬ ‫يستخلص أكملها بيانًا‪ ،‬وأصحها تعبريًا‪ ،‬ثم إنه وضع زيادات النسخ بني معقوفتني هكذا [ ]‪ ،‬إال أن‬ ‫احملقق مل يرتجم البن عقيل‪ ،‬والبن مالك‪ ،‬ثم إنه مل يذكر مؤلفاتهما‪ ،‬ومل يذكر شيوخهما‪ ،‬وال‬ ‫تالميذهما‪ ،‬ومل يتحدث بشي ٍء عن الكتاب‪ ،‬وقيمته بني أقرانه من شروح األلفية‪ ،‬إال ما جاء عرضًا كأن‬ ‫(‪)2‬‬

‫يقول‪“ :‬إنه ‪-‬أي شرح ابن عقيل‪ -‬جاء وسطًا بينها‪.‬‬

‫وهناك مالحظة هامة‪ ،‬وهي أن شرح عبد احلميد على الكتاب جاء أكثر من نص الكتاب‬ ‫األصلي‪ ،‬وذلك ملا جاء به احملقق من أشعار واستشهادات وشرحٍ للمفردات واألبيات‪ ،‬ومن كثرة‬ ‫التفصيالت اليت أدخلها على القضايا واملسائل النحوية اليت وردت بإجياز‪.‬‬

‫‪1‬شرح ابن عقيل‪،‬ج‪ ،2‬ص‪.2‬‬ ‫‪2‬السابق‪ ،‬ص‪.2‬‬

‫‪14‬‬


‫خرَّج احملقق األشعار واألعالم خترجيًا بسيطًا‪ ،‬وذكر بعض مطالع القصائد اليت أخذ منها الشارح‬ ‫شواهده‪ ،‬وذكر يف بعض األحيان املناسبة اليت قيل فيها الشاهد‪.‬‬

‫‪15‬‬


‫ج‪ .‬التحقيقات الدينية والتارخيية والرتاجم‬

‫‪ – 2‬كتاب "إعالم املوقعني عن رب العاملني" البن قيم اجلوزية‪ :‬صدرت طبعته الثانية عن دار الفكر‬ ‫ببريوت عام ‪2011‬م‬ ‫‪" – 1‬الصارم املسلول على شامت الرسول"‪ ،‬لشيخ اإلسالم تقي الدين أمحد بن تيمية‪ ،‬الطبعة األوىل‬ ‫الصادرة عن احلرس الوطين السعودي‪( ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫‪-4‬كتاب "مقاالت اإلسالميني واختالف املصلني" ألبي حسن علي بن إمساعيل األشعري‪ :‬صدر الكتاب‬ ‫يف طبعته الثانية عن مكتبة النهضة املصرية عام ‪2010‬م‬ ‫‪-3‬كتاب "الفَرْقُ بني الفِرق وبيانُ الفِرْق ِة الناجيةِ منهم " ألبي منصور عبد القاهر بن طاهر البغدادي‪:‬‬ ‫صدر الكتاب عن دار الرتاث بالقاهرة‪ ،‬عام ‪1221‬م‪.‬‬ ‫‪-2‬سنن أبي داود املسمى كتاب "السنن" ألبي داود سليمان السجستاني‪ ،‬ط(‪ ،)2‬دار الفكر‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬ ‫‪-1‬كتاب "سرية ابن هشام " املسمى "السرية النبوية" ألفه حممد بن إسحاق بن يسار ورواه أبو حممد‬ ‫عبد امللك بن هشام البصري‪ ،‬صدر عن مكتبة حجازي بالقاهرة عام ‪2041‬م‪.‬‬ ‫‪-1‬كتاب "املُسوَّدة يف ُأصُولِ الفِقْه" آلل تيمية (شيخ اإلسالم أمحد بن عبد احلليم بن عبد السالم بن‬ ‫تيمية ووالده وجده)‪ .‬صدر الكتاب عن دار الكتاب العربي‪ ،‬بريوت‪( ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫‪"– 2‬الرتغيب والرتهيب" للحافظ زكي الدين عبد العظيم بن عبد القوي املنذري‪ ،‬ط(‪ ،)1‬دار الفكر‪،‬‬ ‫بريوت ‪2014،‬م‪.‬‬ ‫‪-0‬تاريخ اخللفاء للسيوطي‪ ،‬الطبعة األوىل عن مطبعة السعادة مبصر عام ‪2021‬م‪.‬‬ ‫‪-22‬االختيار لتعليل املختار جملد الدين أبو الفضل عبد اهلل بن حممود بن مودود املوصلي‪ :‬صدرت‬ ‫طبعته الرابعة عن مطبعة املدني بالقاهرة عام ‪2013‬م‪.‬‬ ‫‪ – 22‬وفيات األعيان وأنباء أبناء الزمان‪ ،‬لشمس الدين أمحد بن حممد بن خلكان‪ ،‬حتقيق حممد‬ ‫حميي الدين عبد احلميد‪.‬‬

‫‪16‬‬


‫الفصل الثالث‪ :‬منهج حممد حميي الدين عبد احلميد التحقيقي‬ ‫‪ ‬منهجه يف حتقيق منت الكتاب‬ ‫أولًا‪ :‬ختريج اآليات‬ ‫ثانيًا‪ :‬ختريج األحاديث‬ ‫ثالثًا‪ :‬ختريج وحتقيق األشعار‬ ‫رابعًا‪ :‬ختريج األعالم‬ ‫خامسًا‪ :‬ختريج األمثال‬ ‫سادسًا‪ :‬منهجه يف شرح األلفاظ الغريبة‬ ‫سابعًا‪ :‬منهجه يف الزيادة واحلذف والتغيري والتبديل‬ ‫ثامنًا‪ :‬منهجه يف ضبط النصوص تاسعًا‪ :‬التعليق‬

‫‪ ‬مكمالت التحقيق عند حممد حميي الدين عبد احلميد‬ ‫أولًا‪ :‬مقدمة التحقيق‬ ‫ثانيًا‪ :‬العناية باإلخراج الطباعي‬ ‫ثالثًا‪ :‬صنع الفهارس‬ ‫رابعًا‪ :‬االستدراك والتذييل‬

‫‪17‬‬


‫منهج حممد حميي الدين عبد احلميد التحقيقي‬ ‫لقد عين حممد حميي الدين عبد احلميد برتاثنا املخطوط منذ بواكري حياته‪ ،‬فأخذ‬ ‫جبمعه ودراسته‪ ،‬وقد وجه عنايته إىل الكتب النحوية منذ دراسته يف األزهر‪ ،‬وكان جل اهتمامه منصبًا‬ ‫على إخراج كتب الرتاث إىل مريدي اللغة العربية والشادين بها‪ ،‬فكان مثاال للجد واإلخالص يف‬ ‫التحصيل والعطاء‪ ،‬فألف وحقق وضبط ونشر الكتب اجلمة اليت ال غنى عنها ألي دارس للعربية‬ ‫وعلومها وللدين والتاريخ وغري ذلك من املعارف‪.‬‬ ‫وقد تنوعت مؤلفاته وأعماله التحقيقية بني كتب النحو والدين والتاريخ‪ ،‬فعمل على التأليف متبحرًا‬ ‫فيما ألف‪.‬‬ ‫أما جهوده يف كتب النحو فيكفي أن نطالع تلك الكتب اليت ألفها على كتب ابن هشام‪ ،‬ﮔ‬ ‫"منتهى األرب بتحقيق شرح شذور الذهب "‪ ،‬وكتاب "هداية السالك إىل حتقيق أوضح املسالك "‪،‬‬ ‫وكتاب "سبيل اهلدى بتحقيق شرح قطر الندى" وغريها من الكتب اليت أنارت الطريق أمام دارسي‬ ‫ح ملسائ ِل النحو من شر ٍح للشواهد وإعرابها‪،‬‬ ‫النحو العربي‪ ،‬مبا فيها من التعريفات والتفصيالت‪ ،‬وتوضي ٍ‬ ‫وإظهار موطن الشاهد فيها‪.‬‬ ‫أما مؤلفاته يف اجلانب األدبي فقد ساعدت الباحث يف ميادين األدب يف توضيح مذاهبه‬ ‫واجتاهاته وقضاياه‪ ،‬ومن أبرزها كتاب شرح مقامات بديع الزمان اهلمذاني‪ ،‬وكتاب " شرح ديوان عمر‬ ‫بن أبي ربيعة "‪ ،‬و"شرح احلماسة " وغريها‪.‬‬ ‫ويف اجلانب التحقيقي فقد مألت حتقيقاته اآلفاق بتنوع موضوعاتها بني املؤلفات الدينية‬ ‫والتارخيية والرتاجم والنحو والصرف واآلداب‪.‬‬ ‫وبعد دراسيت ملا قام به من عملٍ حتقيقي استطعت أن أوضح منهجه يف التحقيق‪ ،‬وقبل احلكم‬ ‫على هذا املنهج البد من توضيح األسلوب الذي اتبعه يف حتقيق املؤلفات املختلفة مع مقارنة منهجه‬ ‫باملنهج األمثل للتحقيق‪ ،‬أو قل املبادئ واألسس املتبعة يف التحقيق يف العصر احلاضر‪ ،‬وهذا العمل‬ ‫حيتاج إىل دراسة تطبيقية على ما حققه من كتب‪ ،‬ولذلك أقول‪ " :‬إن الكتاب احملقَّق هو الكتاب الذي‬ ‫صح فيه أربعةُ جوانب هي‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫‪ – 2‬عنوان الكتاب ‪ – 1‬اسم املؤلف ‪ – 4‬نسبة الكتاب إىل صاحبه ‪ – 3‬حتقيق منت الكتاب‪.‬‬ ‫إن حتقيق هذه اجلوانب حيتاج إىل تفتيش يف كتب الرتاث‪ ،‬وحيتاج إىل بذل جهدٍ مضنٍ يف‬ ‫حتقيقها وخترجيها‪ ،‬فهل أظهر (عبد احلميد) فيما حقق من الكتب منهجه يف التثبت من عنوان‬ ‫‪18‬‬


‫الكتاب‪ ،‬ومن صاحبه‪ ،‬ومن صحة نسبة هذا العنوان إىل صاحبه؟ وقبل هذا‪ ،‬هل قام (عبد احلميد)‬ ‫باستقصاء نسخ الكتاب؟ وهل وصفها يف مقدمته؟ وهل ذكر النسخة اليت اعتمد عليها يف حتقيقه؟ ‪.‬‬ ‫إن أول خطوة جيب على احملقق أن يقوم بها هي مجع نسخ الكتاب الذي يريد أن جيري عليه‬ ‫عمله التحقيقي‪ ،‬ثم يعمل دراسة على النسخ ومقابلتها‪ ،‬بعضها ببعض‪ ،‬ثم يستخلص نسخة يعتمدها‬ ‫أساسًا لعمله‪ ،‬ثم عليه أن يشري إىل بقية النسخ كنسخٍ مساعدة‪.‬‬ ‫ط هذا اجلانب أهميةً تذكر‪ ،‬فلم‬ ‫ومن دراسيت ملا حقق من كتب وجدت أن (عبد احلميد) مل يع ِ‬ ‫حيرص على مجع نسخ الكتاب‪ ،‬ومل يذكرها إال ذكرًا عاجلًا‪ ،‬على الرغم من بعض اإلشارات إىل بعض‬ ‫النسخ يف بعض الكتب‪ ،‬من ذلك يقول (عبد احلميد) يف "مغين اللبيب" يف معرض تعليقه على‬ ‫املقدمة‪ " :‬ختتلف النسخ يف هذه التقدمة‪ ،‬وظاهر أنها ليست من كالم املؤلف"(‪.)1‬‬ ‫فالحظ أن عبد احلميد ذكر بعض املالحظات البسيطة حول نسخ الكتاب‪ ،‬لكنه مل يوثِّق‬ ‫صنيعه يف املقدمة فيصف النسخ وصفًا دقيقًا كما يتطلبه النهج األمثل‪.‬‬ ‫واملالحظ يف أعمال (عبد احلميد) أنه ال يُعنى كثريًا بالنسخ اخلطية واستقصائها‪ ،‬وقد‬ ‫اعتمد يف نشر بعض الكتب على ما سبق هلا من طبعاتٍ‪ ،‬كما صنع يف "شرح احلماسة "للتربيزي‪ ،‬إال‬ ‫أنه نهج يف بعض كتبه إىل املخطوط كما صنع يف "معاهد التنصيص" فقد أشار إىل النسخ اخلطية‬ ‫وقابل بني النسخ‪.‬‬ ‫واملالحظ أن جلَّ اهتمام (عبد احلميد) ينصبُّ على إخراج الكتاب مربأً من األخطاء‪ ،‬ثم يُكثِر‬ ‫أو يُقِل من التعليقات يف احلواشي دون ذكر _إال ما ندر _ إىل اختالف النسخ‪ ،‬أو الزيادة والنقص يف‬ ‫اهلوامش‪ ،‬وهذا يُع ُّد مأخذًا على ما حقق من كتب‪ ،‬على أن يف كتبه اليت أخرجها اخلري والعلم‬ ‫اجلزيل‪.‬‬ ‫ويف حتقيقه لعناوين الكتب جند احملقق قد ذكر يف مقدمة الكتاب‪ ،‬أو قل يف الصفحة األوىل‬ ‫من الكتاب‪ ،‬هذا كتاب كذا وكذا دون أن يذكر الطريقة اليت تثبت هذا العنوان وصحة نسبته إىل‬ ‫مؤلفه‪ ،‬فيقول‪" :‬هذا زبدة ما أودعناه شرحنا الكبري على كتاب "أوضح املسالك إىل ألفية ابن مالك"‬

‫‪1‬مغني اللبيب عن كتب األعاريب‪ ،‬ابن هشام‪ ،‬المكتبة العصرية‪ ،‬بيروت‪.24/2 ،2002 ،‬‬

‫‪19‬‬


‫الذي صنَّفه أحنى النحاة اإلمام أبو حممد عبد اهلل مجال الدين بن يوسف بن أمحد بن عبد اهلل بن‬ ‫هشام األنصاري‪ ،‬املصري (‪.)1‬‬ ‫مما سبق نالحظ أن احملقق مل حياول أن يثبت عنوان الكتاب‪ ،‬ومل يثبت صحة نسبته إىل ابن‬ ‫هشام‪ ،‬فلم يذكر من ذكر هذا الكتاب‪ ،‬كما أنه مل يذكر أن ابن هشام قد ذكر مصنَّفَه هذا يف‬ ‫كتبه املختلفة‪ ،‬ومل يذكر أنه وجد أحدًا قد أخذ عنه‪ ،‬أو نقل مسأل ًة من مسائله ونسبها إىل هذا‬ ‫املصنف من علماء النحو يف عصره‪ ،‬وبذلك أقول‪" :‬إن عمل (عبد احلميد) يف هذا اجلانب _أال وهو‬ ‫حتقيق عنوان الكتاب وصحة نسبته إىل صاحبه _ حيتاج إىل إعادة نظر‪.‬‬

‫منهج حممد حميي الدين عبد احلميد يف حتقيق منت الكتاب‬ ‫حتقيق املنت‪ :‬هو أداؤه صادقًا كما وضعه مؤلفه‪ ،‬كمًّا وكيفًا بقدر اإلمكان‪ ،‬وإن أهم اجلوانب‬ ‫اليت ينبغي على احملقق مراعاتها عند التحقيق هي ما يلي‪:‬‬ ‫‪ – 2‬ختريج آيات القرآن الكريم ‪ – 1‬ختريج األحاديث النبوية ‪-4‬ختريج وحتقيق األشعار ‪ – 3‬ختريج‬ ‫األقوال واألمثال ‪ – 2‬ختريج األعالم وأمساء القرى ‪ – 1‬توضيح األلفاظ الغريبة ‪ – 1‬معاجلة الزيادة‬

‫والنقص ‪ – 2‬العناية باملكمالت احلديثة يف الكتاب احملقَّق(‪.)2‬‬ ‫فإذا ما أتقن احملقِّق اجلوانب السابقة‪ ،‬قلنا إن احملقق قد حاول إخراج نصَّه على النهج األمثل‪ ،‬فكيف‬ ‫تعامل حممد حميي الدين عبد احلميد مع هذه اجلوانب؟‬ ‫ً‬ ‫أوال‪ :‬تخريج اآليات‬

‫إن النهج األمثل يف ختريج اآليات يقتضي إصالح ما قد وقع للمؤلف أو الناسخ من خطأ يف‬ ‫أثناء استشهاده بآيات من الذكر احلكيم‪ ،‬وذلك بالعمل على إصالح اآليات يف املنت‪ ،‬وذكر اخللل أو‬ ‫اخلطأ يف اهلامش‪ ،‬واحلق أن عبد احلميد سار على هذا النهج يف خترجيه آليات القرآن الكريم‪،‬‬ ‫فذكرها مضبوطة بالشكل الدقيق‪ ،‬وذكر السورة‪ ،‬ورقم اآلية فيها‪ ،‬وإن وجد خطأً يف اآلية أصلحه يف‬ ‫املنت‪ ،‬وقد أخذ يشرح الغامض من ألفاظها‪ ،‬ووضح موطن الشاهد‪.‬‬

‫‪ 1‬أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك‪ ،‬ابن هشام ا‪ ،‬تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد‪ ،‬دار الطالئع‪ ،‬القاهرة‪ ،1220 ،‬ج‪ ،2‬ص‪1‬‬ ‫‪ 2‬أنظر‪ :‬تحقيق النصوص ونشرها‪ ،‬عبد السالم هارون‪ ،‬وتحقيق المخطوطات بين الواقع والنهج األمثل‪ ،‬لعبد هللا عسيالن‪.‬‬

‫‪20‬‬


‫ب مِن الْمُحْسِنِني‪ ،‬علََّق‬ ‫ِن رحْمت اللََّ ِه قَرِي ٌ‬ ‫من ذلك ما جاء يف كتاب “قطر الندى" قوله تعاىل‪ :‬إ َّ‬ ‫باهلامش رقم (‪ )2‬من الصفحة نفسها بقوله‪" :‬من اآلية ‪ 11‬من سورة األعراف"(‪ .)1‬ومنه أيضًا قوله‬ ‫تعاىل‪ :‬و َل ْن تُ ْف ِلحُوا إِذًا أَبدًا‪ ،‬علق يف اهلامش رقم (‪ )2‬بقوله‪" :‬من اآلية ‪ 12‬من سورة الكهف"(‪.)2‬‬ ‫ومن مالحظيت لصنيع عبد احلميد يف كثري من الكتب النحوية اليت حققها أنه قد ذكر‬ ‫موطن االستشهاد ثم ذكر السورة ورقمها‪ ،‬كما أن احملقق كان يرد اآلية اليت يستشهد بها املؤلف‪،‬‬ ‫كأن يقول احملقق‪" :‬كما ورد يف التنزيل‪ ،‬أو كما ورد يف القرآن الكريم‪ ،‬فإن احملقق يذكر اآليات‬ ‫موطن الشاهد كاملة‪.‬‬ ‫ومع كل هذا االجتهاد الذي أبداه املؤلف جنده يغفل هذا الضبط والتوثيق يف كثري من آيات القرآن‬ ‫الكريم‪ ،‬فلم يرد هذه اآليات إىل السور اليت هي منها‪ ،‬ومل يذكر رقمها يف بعض األحيان‪.‬‬ ‫ويف خترجيه لقراءات القرآن الكريم‪ ،‬فقد عمل على االهتمام بقراءات القرآن الكريم‪ ،‬من ذلك‬ ‫ما جاء يف أوضح املسالك يف معرض حديث املؤلف عن دخول حرف النداء على الفعل يف اللفظ حنو‪:‬‬ ‫سجُدُوا‪‬يف قراءة الكسائي‪ ،‬علق احملقق بقوله‪" :‬قراءة الكسائي واردة عن ابن عباس رضي اهلل‬ ‫‪‬أالَ يا ا ْ‬ ‫عنهما‪ ،‬وهي بتخفيف الالم يف "أال" على أن الكلمة "أال" حرف تنبيه‪ .‬فيكون "يا" حرف نداء‪ ،‬واملنادى به‬ ‫حمذوف‪.‬‬ ‫و(اسجدوا) فعل أمر‪ ،‬وكأنه قيل‪" :‬أال يا هؤالء اسجدوا"‪ ،‬والدليل على صحة هذا التخريج على هذه‬ ‫سجُدُوا ِللََّ ِه الََّذِي ُيخْرِ ُج الْخبْء‪،‬‬ ‫القراءة أن الكسائي الذي رويت عنه يقف على ‪‬أالَ يا‪ ‬ثم يبتدئ ‪‬ا ْ‬ ‫وقرأ قوم بتشديد الالم يف "أال" على أنهما كلمتان‪ :‬األوىل أن املصدرية‪ ،‬والثانية "ال" النافية‪ ،‬فيكون‬ ‫بعدها "يسجدوا" وهو فعل مضارع‪ ،‬والياء فيه ياء املضارعة‪ ،‬وهو منصوب بأ ْن املصدرية‪ ،‬واملصدر‬ ‫املنسبك من "أن" املصدرية واملضارع يف موضع نصب على أنه بدل من " أعماهلم"‪ ،‬أي فزين هلم‬ ‫الشيطان أعماهلم‪ ،‬وزين هلم عدم عبادة اهلل ‪ -‬إخل‪ ،‬وكتابتها يف املصحف "أال يسجدوا " تؤيد ذلك(‪.)3‬‬ ‫واملالحظ على حتقيقات (عبد احلميد) النحوية‪ ،‬أنه عمل على ضبط اآليات وحتقيقها‪،‬‬ ‫وخترجيها حسب القرآن الكريم املتداول برواية حفص عن عاصم‪ .‬ومل ينوه احملقق يف حواشيه إىل‬ ‫األخطاء اليت وقعت يف اآليات‪.‬‬

‫‪1‬قطر الندى وب ّل الصدى‪ ،‬مطبعة السعادة‪ ،‬ط(‪ ،2014 ،)2‬ص ‪412‬‬ ‫‪2‬السابق‪ ،‬ص ‪.411‬‬

‫‪3‬أوضح المسالك‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.12‬‬

‫‪21‬‬


‫وبذلك يكون (عبد احلميد) قد عمد إىل تصويب ما يقع يف اآليات من خطأ يف النص مباشرة‪،‬‬ ‫حسب رواية حفص عن عاصم‪ ،‬دون اإلشارة إىل اخلطأ يف اهلامش‪ ،‬وقد الحظ احملقق القراءات القرآنية‬ ‫األخرى يف التحقيق النحوي‪ ،‬ألن املؤلف قد يقصد املراد بالقراءة األخرى‪.‬‬ ‫ثانيًا‪ :‬تحقيق األحاديث‬

‫من املعروف أن النهج األمثل يف حتقيق األحاديث هو ذكر احلديث كما هو يف املنت‪ ،‬ثم‬ ‫اإلشارة إىل اخلطأ‪ ،‬وتصويبه يف اهلامش‪ ،‬وختريج هذه األحاديث بردها إىل أصوهلا من مصادر التخريج‬ ‫واألحاديث‪ ،‬والتعليق عليها من حيث القوة والضعف‪.‬‬ ‫واملالحظ على صنيع (عبد احلميد)‪ ،‬أنه عمل على حتقيق األحاديث وضبطها وصوَّبها يف املنت‬ ‫مباشرة‪ ،‬دون اإلشارة إىل اخلطأ يف اهلامش‪ ،‬كما أنه عمل على شرح الغامض من ألفاظها‪ ،‬وذكر‬ ‫موطن الشاهد منها يف احلواشي‪.‬‬ ‫من ذلك ما جاء يف كتاب "أوضح املسالك"(‪ )1‬يف معرض حديث املؤلف يف باب الفاعل‪......" :‬‬ ‫ب الْخمْر حِني يشْربُها‬ ‫أو ملا دلَّ عليه الفعل كاحلديث‪ " :‬ال يزْنِي الزَّانِي حِني يزْني وهُو مُ ْؤ ِمنٌ‪ ،‬وال يشْر ُ‬ ‫وهُو مُ ْؤ ِمنٌ" علق احملقق بقوله‪ ":‬أخرج هذا احلديث مسلم يف صحيحه يف كتاب اإلميان "‪"23/2‬‬ ‫والبخاري يف كتاب األشربة من صحيحه "‪ 223/1‬بوالق" وأبو داود "احلديث رقم ‪ 3120‬بتحقيقنا‪".‬‬

‫‪1‬أوضح المسالك‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.11‬‬

‫‪22‬‬


‫ثالثًا‪ :‬تحقيق األشعار‬

‫إن األشعار من أهم ما حيتاج يف منت الكتاب إىل حتقيق‪ ،‬وحتقيقها يقوم على جوانب عديدة‪.‬‬ ‫لعل من رأسها التحقق من نسبة األشعار إىل قائليها‪ ،‬ثم ضبطها ضبطًا سليمًا‪ ،‬وتكميل الناقص منها‪،‬‬ ‫إذ قد ترد بذكر الصدر أو العجز‪ ،‬ثم ذكر موطن الشاهد منها‪ ،‬وختريج صاحبها إن مل يذكر‪ ،‬ثم‬ ‫ردها إىل مصادر التخريج املختلفة‪.‬‬ ‫وقد الحظت اهتمام( عبد احلميد) بتخريج األشعار‪ ،‬خاصة شواهد النحو والصرف فيما حقق‬ ‫من كتب حنوية‪ ،‬وكان اهتمامه أقل يف كتب األدب‪ ،‬واملالحظ أيضًا على (عبد احلميد) أنه يف أثناء‬ ‫معاجلته لكتب النحو‪ ،‬كان يستنفد كل ما لديه من معارف وخربات حنوية‪ ،‬فيؤلف الكتب املختلفة‬ ‫على كتب النحو وشروحها‪ ،‬جاعلًا حتقيق الكتاب ضمن شروحه‪ ،‬أو ضمن الكتب اليت ألفها على كتب‬ ‫النحو‪ ،‬من ذلك "كتاب عدة السالك إىل حتقيق أوضح املسالك"‪ ،‬وقد وضح يف هذا الكتاب غايته‬ ‫من تأليفه‪ ،‬فيقول‪" :‬هذا زبدة ما أودعناه شرحنا الكبري على كتاب "أوضح املسالك إىل ألفية ابن‬ ‫مالك" الذي صنفه أحنى النحاة اإلمام أبو حممد عبد اهلل مجال الدين بن يوسف بن أمحد بن عبد‬ ‫اهلل بن هشام األنصاري‪ ،‬املصري‪ .. ،‬قصدت به تقريب مباحثه‪ ،‬وإيضاح مشاكله‪ ،‬وتيسري شواهده‪،‬‬ ‫وتسهيل مراجعته‪ ،‬فجمعت خالصة ما كنت كتبته عليه أيام كلفت بدراسته منذ ثالثني سنة‪،‬‬ ‫جانبت فيه اإلفراط والتفريط‪ ،‬واكتفيت فيها باللمحة الدالة واإلشارة املفهمة "(‪.)1‬‬ ‫ومنه أيضًا كتاب "منحة اجلليل بتدقيق شرح ابن عقيل “‪ ،‬وهو كتاب وضعه على "شرح ابن عقيل‬ ‫على ألفية ابن مالك " البن عقيل اهلمداني املصري‪.‬‬ ‫وإني ألرى أن ما صنعه (عبد احلميد) يف شروحه هذه جعل هذه الكتب سهلة التناول فقرب‬ ‫بعمله املسائل النحوية الواردة فيها‪.‬‬ ‫ولكي نبني صنيعه سأقف على بعض النماذج التطبيقية يف حتقيقه وخترجيه لألشعار والشواهد‪ ،‬فقد‬ ‫نسب األشعار اليت جاءت دون نسب إىل أصحابها‪ ،‬فردَّها إىل قائليها ما أمكن ذاكرًا املصدر أو املرجع‬ ‫الذي وردت فيه‪ ،‬من مناذجه التطبيقية ما ورد يف شرح ابن عقيل يف معرض حديث ابن عقيل عن دخول‬ ‫أل على الفعل معلقًا على الشاهد التالي‪:‬‬ ‫ما أَنْت بِاحلَ َكمِ التُرْضى حُكُومتُهُ‬

‫ي واجلَدلِ‬ ‫الر ْأ ِ‬ ‫ألصِي ِل والَ ذِي َّ‬ ‫والَ ا َ‬

‫‪1‬أوضح المسالك‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.1‬‬

‫‪23‬‬


‫(‪)1‬‬

‫علق مبا يلي‪:‬‬

‫‪ – 2‬هذا البيت للفرزدق‪.‬‬ ‫‪ – 1‬ذكر احملقق املناسبة اليت قال فيها الشاعر هذا البيت " وهي يف هجاء رجل من بين عذرة‪ ،‬كان‬ ‫فضَّل جريرًا على كلٍ من الفرزدق واألخطل‪ ،‬يف جملس عبد امللك بن مروان‪ ،‬يف حضور الشعراء‬ ‫الثالثة‪ ،‬فتغيظ الفرزدق‪ ،‬وقال أبياتًا منها هذا البيت الشاهد‪.‬‬ ‫‪ – 4‬شرح احملقق املفردات‪ ،‬ثم شرح البيت شرحً أدبيًا وافيًا‪.‬‬ ‫‪ – 3‬أعرب احملقق البيت إعرابا تامًا‪.‬‬ ‫‪ – 2‬ذكر احملقق موطن الشاهد من البيت وهو (الرتضى)‪ ،‬إذ أتى بصلة "أل " مجلة فعلية فعلها‬ ‫مضارع‪.‬‬ ‫كأن " وإذا حذف االسمُ وكان‬ ‫َّ‬ ‫ومنه ما جاء يف أوضح املسالك يف معرض حديث املؤلف عن ختفيف‬ ‫اخلرب مجل ًة امسية مل حيتج لفاصِلٍ‪ ،‬كقوله‪:‬‬ ‫كَأَنْ ثدْييْهِ حُقََّانِ‬ ‫علَّق احملقق على هذا البيت بقوله‪" :‬هذا عجز بيت من اهلزج‪ ،‬ويروى صدره هكذا‪:‬‬ ‫و ِوجْهٍ مُشْرِ ِق اللََّوْنِ‬ ‫ويروى صدره‪:‬‬ ‫وصدْرٍ مُشْرِ ِق النحْرِ‬ ‫وهذا الشاهد أحد األبيات اليت استشهد بها سيبويه (ج‪ 2‬ص ‪ )122‬ومل ينسبوها‪.‬‬ ‫ُق ‪-‬بضم احلاء ‪-‬وليست تثنية كلمة حُقَّة‪،‬‬ ‫شرح احملقق املفردات‪ ،‬وذكر أن كلمة حُقَّان تثنية كلمة ح َّ‬ ‫وقد ورد ذلك يف فصيح شعر العرب بغري تاء ومن ذلك قول عمرو بن كلثوم التغليب‪:‬‬ ‫المِسِيْنـا‬ ‫فِ ال َ‬ ‫حصـاناً ِمنْ ُأكُ َّ‬

‫وثدْياً مِثْل حُقَِّ العا ِج رخِصـاً‬

‫‪1‬شرح ابن عقيل‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.222-221‬‬

‫‪24‬‬


‫والعرب تشبه الثديني حبق العاج كما يف بيت الشاهد‪ ،‬وكما يف بيت عمرو‪ ،‬ووجه الشبه أنهما مكتنزان‬ ‫ناهدان‪.‬‬ ‫أعرب احملقق البيت إعرابًا تامًا‬ ‫ذكر موطن الشاهد وهو قوله‪" :‬كأن ثدييه حقان" فقد رويت هذه العبارة بروايتني‪ :‬إحداهما بنصب‬ ‫"ثدييه " بالياء املفتوح ما قبلها ‪-‬على أنه اسم كأ ْن املخففة من الثقيلة‪ ،‬وهذا قليل بالنظر إىل حذف‬ ‫امسها وجميء خربها مجلة‪ .‬وثانيتهما ‪ -‬وهي املعتربة هنا عند املؤلف‪ -‬برفع ثدييه على أنه مبتدأ(‪.)1‬‬ ‫راب ًعا‪ :‬تخريج األعالم‬

‫واملقصود باألعالم أمساء األشخاص‪ ،‬واألماكن والبلدان‪ ،‬والطوائف‪ ،‬وامللل وغريها‪ ،‬فعلى‬ ‫احملقق أن يراعي الدقة يف خترجيها‪ ،‬ألنها أكثر ما يقع فيه الناسخ من اخلطأ‪ ،‬وقد عمل (عبد‬ ‫احلميد) جاهدًا على ضبط األعالم الواردة فيما حقق من كتب‪ ،‬وعمل على خترجيها‪ ،‬إال أنه أغفل‬ ‫عددًا كبريًا منها‪ ،‬وتركها دون ختريج‪.‬‬ ‫يف خترجيه ألمساء الشعراء‪ ،‬كان يذكر اسم الشاعر ونسبه ولقبه‪ ،‬ويذكر املصادر اليت‬ ‫ذكرت فيها ترمجة له‪ ،‬من ذلك ما علق به (عبد احلميد) على الشاعر أبي العالء املعري‬ ‫ت ألبي العالء املعريَّ‪ ،‬أمحد بن عبد اهلل بن سليمان‪ ،‬نادرة الزمان‪،‬‬ ‫قال احملقق يف اهلامش‪" :‬البي ُ‬ ‫وأوحد الدهر حفظًا وذكاءً وصفاء نفسٍ‪ ،‬وهو من شعراء العصر الثاني من عصور الدولة العباسية‪ ،‬فال‬ ‫يُحت َّج بشعره على قواعد النحو والتصريف‪ ،‬واملؤلف إمنا جاء به للتمثيل ال لالحتجاج واالستشهاد به‪،‬‬ ‫أو ليبني أن اجلمهور حلنوه‪ ،‬وأنه عندهم غري صحيح"(‪ .)2‬ومنه أيضًا ما جاء يف شرح ابن عقيل يف‬ ‫تعليقه على قول ابن الزبعري‪:‬‬ ‫إنَّ للخيْ ِر وللشَّرَِّ مدًى‬

‫ال ذ ِلكَ وجْ ٌه وقَبلْ‬ ‫وكِ َ‬

‫علق احملقق قائلًا‪ :‬البيت لعبد اهلل بن الزبعري‪ ،‬أحد شعراء قريش املعدودين‪ ،‬وكان يف أول الدعوة‬ ‫اإلسالمية مشركًا يهجو املسلمني‪ ،‬ثم أسلم‪ ،‬والبيت من كلم ٍة له يقوهلا _ وهو مشرك _ يوم أحد (‪.)3‬‬

‫‪1‬أوضح المسالك‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.412‬‬ ‫ضا أوضح المسالك‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.201‬‬ ‫‪2‬شرح ابن عقيل‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ ،122‬وانظر أي ً‬ ‫‪3‬شرح ابن عقيل‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ ،11‬وانظر أوضح المسالك‪.222/4 ،‬‬

‫‪25‬‬


‫سا‪ :‬تخريج األمثال‬ ‫خام ً‬

‫األمثال واألقوال املأثورة من األمور اليت جيب على احملقق أن يعمل على حتقيقها وخترجيها‬ ‫وضبطها‪ ،‬وعليه أن يذكر مكان وجودها يف املصادر املختلفة‪ ،‬واحلق أن (عبد احلميد) عمل على ضبط‬ ‫األمثال وخترجيها خترجيًا حسنًا‪ ،‬وعمل على شرحها‪.‬‬ ‫من ذلك ما جاء يف "أوضح املسالك" يف معرض حديث املؤلف عن املوضع الرابع من مواضع حذف‬ ‫خرب املبتدأ وجوبًا "‪ ....‬وشذ قوهلم" حُكْمُكَ مُسمَّطاً" “‪ ،‬علق (عبد احلميد) يف اهلامش قائلًا‪" :‬هذا‬ ‫مثل من أمثال العرب‪ ،‬وقد اختلفت رواية كتب األمثال فيه‪ ،‬فرواه امليداني يف جممع األمثال‬ ‫(‪ ،)234/2‬طبع املطبعة األمريية‪ ،‬وانظره برقم (‪ )2244‬يف (‪ )121/2‬بالرفع وقال يف شرحه‬ ‫(حكمك مسمطًا) أي مرسل عري جائز ال يعقب‪.‬‬ ‫ويروى ‪(:‬خذ حكمك مسمطًا) أي جموزًا نافذًا‪ ،‬واملرسل‪ :‬الذي ال يرد " أ‪.‬هـ حبروفه‪ ،‬ورواه أبو هالل‬ ‫العسكري يف مجهرة األمثال (‪ )122/2‬بهامش جممع األمثال للميداني بالنصب‪ ،‬وقال يف صدره‪":‬‬ ‫حكمك مسمطًا " يراد به حكمك مرسلًا‪ ،‬أي احتكم وخذ حكمك‪ ،‬قال أبو بكر‪ :‬خذ حكمك مسمطًا‪،‬‬ ‫أي سهلًا ‪.)1("......‬‬ ‫ومنه ما جاء يف أوضح املسالك أيضًا يف حديثه عن املبتدأ " املبتدأ‪ :‬اسمٌ أو مبنزلته‪ ،‬مُجرَّدٌ من‬ ‫ف راف ٌع ملكْتفًى به‪.‬‬ ‫العوامل اللفظية‪ُ ،‬مخْب ٌر عنه‪ ،‬أو وص ٌ‬ ‫هلل ربُّنا" والذي مبنزلته‪ ،‬حنوُ‪" :‬تسْم ُع بِالْمُعيْديِّ خيْرٌ منْ أَ ْن تراهُ "‪.‬‬ ‫فاالسم حنوُ‪" :‬ا ُ‬ ‫علق (عبد احلميد) أن هذا املثل _ وهو قوهلم "تسمع باملعيدي خري من أن تراه "_ يروى على‬ ‫ثالثة أوجه‪ :‬أوهلا "ألن تسمع باملعيدي خري " بالم االبتداء وأن املصدرية وهذه الرواية ال إشكال فيها‪،‬‬ ‫وذلك ألن املبتدأ فيها مصدر منسبك بواسطة حرف موجود يف الكالم‪ .‬وثانيها "تسمع باملعيدي خري‬ ‫من أن تراه" بنصب الفعل املضارع مع حذف أن‪ ،‬ويف هذه الرواية شذوذ من جهة حذف احلرف املصدري‬ ‫الضعيف وبقاء عمله‪ ،‬وثالثها "تسمعُ باملعيدي خري من أن تراه " برفع املضارع ‪-‬وهو تسمع ‪-‬بعد حذف‬ ‫أن‪ ،‬وقد جاءت هذه الرواية على األصل يف حذف احلرف املصدري مع زوال عمله‪ .‬وقد اختلفت كلمة‬ ‫العلماء يف توجيهها‪ ،‬فذهب أكثرهم إىل أن احلرف املصدري مقدر لسبك الفعل باملصدر حتى يقع‬ ‫مبتدأً‪ ،‬ألن املبتدأ ال يكون إال امسًا‪ ،‬وذهب قوم إىل أن الفعل إذا أريد به جمرد احلدث صح أن يسند إليه‬

‫‪1‬أوضح المسالك‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.121‬‬

‫‪26‬‬


‫ويضاف إليه‪ ،‬وال حاجة عند هؤالء إىل تقدير احلرف املصدري‪ ،‬ويكون من باب استعمال اللفظ من جزء‬ ‫معناه‪ ،‬وذلك ألن الفعل يدل على احلدث الذي هو مدلول املصدر وعلى الزمان‪ ،‬وقد جرد هنا من‬ ‫الداللة على الزمان‪ ،‬واقتصر فيه على اجلزء األول وهو احلدث "‪.‬‬ ‫وذكر أن هذا املثل من أمثال العرب يضرب ملن يكون خربه واحلديث عنه خري من مرآه ونظره‪ ،‬وأول من‬ ‫قاله هو املنذر بن ماء السماء"(‪.)1‬‬ ‫واملالحظ أن احملقق ذكر احلاالت اليت يرد فيها املثل دون أن يرد احلاالت إىل الكتب اليت‬ ‫اعتمد عليها‪ ،‬أو إىل مصادر التوثيق‪.‬‬ ‫واملالحظ أيضًا أن (عبد احلميد) قد عمل على العناية بكل ما حيتاج إىل حتقيق يف كتب‬ ‫النحو‪ ،‬أمَّا يف كتب األدب والدين‪ ،‬فقد ركََّز عنايته على إخراج الكتاب صحيحًا مربأً‪ ،‬ومل ُيعْن كثريًا‬ ‫بالتخرجيات وجاءت تعليقاته يف هذه الكتب خمتصرة وقليلة‪ ،‬وقد أغفل ختريج كثري من اآليات‬ ‫واألحاديث واألعالم واألشعار واألمثال‪.‬‬ ‫سا‪ :‬منهجه في شرح األلفاظ الغريبة‬ ‫ساد ً‬

‫أي كتابٍ حققه إال وشرحها شرحًا وافيًا مستفيضًا‪،‬‬ ‫مل يرتك (عبد احلميد) كلمةً غريبة يف ِّ‬ ‫فشرحها يف آيات القرآن‪ ،‬ويف األحاديث‪ ،‬واألشعار‪.‬‬ ‫وكان يذكر أصلها ومجعها ومفردها‪ ،‬ففي كتب النحو كان يشرح الشواهد فيشرح األلفاظ املفردة‬ ‫أولًا‪ ،‬ثم يعمل على شرح البيت‪ ،‬ويذكر مناسبته إن أمكن‪ ،‬ثم يعربه‪ ،‬من ذلك ما جاء يف "شرح ابن‬ ‫عقيل" على قول الشاعر‪:‬‬ ‫ال تعسَّفْن رمْالَ‬ ‫كنِعاج الْفَ َ‬

‫ت إذْ أقبلَتْ و ُزهْ ٌر تهادى‬ ‫ُقلْ ُ‬

‫علََّق احملقق (بقوله)‪":‬البيت لعمر بن أبي ربيعة املخزومي"‬ ‫اللغة‪ُ ( :‬زهْر) مجع زهراء‪ ،‬وهي املرأة احلسناء البيضاء‪ ،‬وتقول‪ :‬زهر الرجل _من باب فرح _ إذا أشرق‬ ‫وجهه وابيض (تهادى) أصله (تتهادى) بتاءين‪ ،‬فحذف إحداهما ختفيفًا‪ ،‬ومعناه تتمايل وتتمايس‪،‬‬

‫‪1‬أوضح المسالك‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.588‬‬

‫‪27‬‬


‫وتتبخرت‪( ،‬نِعاج) مجع نعجة‪ ،‬واملراد بها هنا بقر الوحش‪( ،‬الْفَالَ) الصحراء‪( ،‬تعسَّفْن) أخذن على غري‬ ‫الطريق‪ ،‬و ِملْن عن اجلادَّة"(‪.)1‬‬ ‫ومنه ما جاء يف أوضح املسالك قول الشارح‪:‬‬ ‫ال اصْطِبارٌ ألَوْدى كُ َّلُ ذِي مِقَةٍ‬ ‫لَ ْو َ‬ ‫ت من البسيط وعجزه قوله‪:‬‬ ‫علَّق احملقق بقوله‪" :‬هذا صدر بي ٍ‬ ‫ُن لِلظََّعنِ‬ ‫لَمَّا اسْت َقلََّتْ مطَاياه َّ‬ ‫اللغة‪ (:‬أَوْدى) فعل الزم معناه هلك‪( ،‬مِقَة) حُبَّ‪ ،‬وفعله (ومق) _كوعد_ والتاء يف مقة عوض عن فاء‬ ‫الكلمة _وهي الواو_ كعِدة وزِنة‪ ،‬وحنوهما‪( ،‬اسْت َقلََّتْ) نهضت وهمَّت بالسري‪( ،‬الظََّعن) الرحيل والسفر‪،‬‬ ‫)‪.(2‬‬

‫وهو هنا بفتح العني‬

‫ويف كتب الدين واألدب‪ ،‬فإن معظم عمله التحقيقي قام على شرح الغريب واملعمَّى من‬ ‫األلفاظ‪ ،‬فأحسن (عبد احلميد) وأجاد يف هذا اجلانب‪.‬‬ ‫ومنه ما جاء يف شاهد من شواهد ابن هشام يف أوضح املسالك(‪:)3‬‬ ‫ومِ ْن عِضةٍ ما ينْبُت َّن شكِريُها‬ ‫علََّق (عبد احلميد) على هذا الشاهد بقوله‪" :‬هذا الشاهد مث ٌل من أمثال العرب معناه أن الفرع‬ ‫جييء على وفق أصله‪ ،‬وهو موافق لشطر بيت من الطويل‪ ،‬وقد وقع هذا الشاهد عجزًا يف بيت‪ ،‬وهو قول‬ ‫الشاعر‪:‬‬ ‫و ِمنْ عِضةً ما ينْبُتْن شكِيْرُها‬

‫ت سرق ابْنُهُ‬ ‫إذا مات مِ ْنهُمْ ميِّ ٌ‬ ‫وقد وقع صدرًا لبيت آخر وعجزه قوله‪:‬‬ ‫ط الزَّنادُ مِن الزَّنْدِ‬ ‫قدمياً ويقت ّ‬

‫‪1‬شرح ابن عقيل‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.142‬‬ ‫‪2‬أوضح المسالك ‪.221/2‬‬ ‫‪3‬أوضح المسالك‪.04/3 ،‬‬

‫‪28‬‬


‫اللغة‪( :‬عِضةٌ) بكسر العني املهملة وفتح الضاد خمففة _شجرة ذات شوك من أشجار البادية‪ ،‬وللعلماء‬ ‫خالف طويل يف المها‪ ،‬فقيل المها واو حمذوفة عوض عنها هذه التاء بدليل مجعهم إيَّاها على‬ ‫(عضوات) وقيل‪ :‬المها هاء حمذوفة عوضت عنها هذه التاء بدليل قوهلم (عضهة) وقوهلم (عاضة)‪،‬‬ ‫وقيل‪ :‬هذه التاء املوجودة هي المه‪ ،‬وقد أشبعنا القول يف هذه املذاهب واالستدالل هلا يف شرحنا على‬ ‫األمشوني‪( ،‬شكِيْرُها) الشكري _بفتح الشني املعجمة بزنة األمري_ ما ينبت حول الشجرة‪ ،‬وقالوا‪:‬‬ ‫(شكرت الشجرة تشكر) من باب فرح يفرح _ إذا نبتت الشكري حول جذورها‪.‬‬ ‫ساب ًعا‪ :‬منهجه في الزيادة والحذف والتغيير والتبديل‬

‫لقد عين (عبد احلميد) بإخراج الكتاب كما صدر عن صاحبه‪ ،‬دون زيادةٍ أو نقصٍ‪ ،‬ودون تغيريٍ‬ ‫أو تبديل‪ ،‬قدر ما أمكن‪ ،‬وقد أجهد نفسه يف البحث عن نسخ الكتب املراد حتقيقها‪ ،‬لرياجع بعضها‬ ‫ببعض‪ ،‬ثم حبث عن الكتب اليت يثبت أن الكاتب قد أخذ عنها لرياجع النصوص املنقولة على أصوهلا‪،‬‬ ‫حرصًا منه على الدقََّة والصدق واألمانة العلمية‪.‬‬ ‫ولقد اعتمد (عبد احلميد) يف أغلب أعماله على نسخ متعدَِّدة جعل أوفاها وأدقَّها أصلًا‬ ‫للتحقيق وما تبقََّى فروعًا عليها تساعد النسخة املعتمدة يف حاالت الطمس‪ ،‬أو عدم الوضوح‪ ،‬أو التغيري‬ ‫على أيدي النسَّاخ‪ ،‬وكان نهجه يقوم على إثبات األصل الدقيق الصحيح يف املنت‪ ،‬ويشري إىل اختالف‬ ‫النسخ يف احلاشية‪ ،‬إال إذا تبيَّن له خطٌأ يف املنت وثبت يف أكثر من نسخة كان يعمل على التغيري يف‬ ‫املنت ويشري إىل هذا التغيري يف احلاشية‪ ،‬وقد وضَّح (عبد احلميد) منهجه يف هذا املوضوع يف مقِّدمة‬ ‫التحقيق لكتاب "معاهد التنصيص على شرح شواهد التلخيص" فيقول‪" :‬وعرضت ما يف الكتاب من‬ ‫النصوص شعرها ونثرها على أصوهلا من الدواوين‪ ،‬وجماميع الشعر وأمهات كتب األدب‪ ،‬وعرضت ما‬ ‫فيه من الرتاجم على مصادرها األوىل كاألغاني‪ ،‬ووفيات األعيان‪ ،‬ويتيمة الدهر‪ ،‬وفوات الوفيات‪ ،‬ودمية‬ ‫القصر‪ ،‬وتيسَّر لي أن أدل على املكان الذي يصدر عنه صاحب الكتاب‪ ،‬وبيَّنت يف حواشي هذه املطبوعة‬ ‫أكثر ما كان يف أصول الكتاب من التحريف واملوضع الذي أخذت عنه ما أخذت من التصحيح‪ ،‬ومل‬ ‫أغيِّر كلمة من الكتاب إال بثالثة شروط‪:‬‬ ‫أوهلا‪ :‬أال يكون ملا ورد يف الكتاب وجه صحيح‪ ،‬وثانيها‪ :‬أن يكون من الظاهر أنَّ العبارة الصحيحة قد‬ ‫تصحَّفت قراءتها على ناسخ الكتاب أو ناشره‪ ،‬وثالثها‪ :‬أن يتأكد عندي أن املؤلف نقل هذه الكالم عن‬

‫‪29‬‬


‫اختل شرطٌ من هذه الشروط الثالثة تركت العبارة على حاهلا وبيَّنت يف‬ ‫َّ‬ ‫األصل الذي أراجعه‪ ،‬فإن‬ ‫(‪)1‬‬

‫احلاشية أن هذه العبارة وردت يف الكتاب الفالني على الوجه الفالني"‬

‫وعمل (عبد احلميد) على معاجلة النقص الذي يرد يف النسخة األصلية‪ ،‬فكان يضع هذا‬ ‫النقص بني معقوفني‪ ،‬ثم ينوِّه إىل هذا النقص يف احلاشية‪ ،‬من ذلك ما جاء يف كتاب "املسوَّدة يف‬ ‫أصول الفقه"‪" :‬وحكاه ابن عقيل عن عيسى بن أبان أن [ما خُصَّ] بدليل جاز ختصيصه خبرب الواحد‬ ‫وإال فال " علق احملقق يف احلاشية قائلًا‪ ":‬ما بني هذين املعقوفني ساقط من (أ)"(‪.)2‬‬ ‫وقد عمل حميي الدين على اإلشارة إىل اختالف النسخ‪ ،‬فكان جيعل يف املنت النص الذي يوجد‬ ‫يف النسخة اليت اعتمد عليها‪ ،‬ويضع يف اهلامش ما جيده خمتلفًا عن النسخة األصلية‪.‬‬ ‫ويف معاجلة التغيري‪ ،‬كان يشري إىل ما يطرأ على النسخ من تغيري أو تبديل فقد ورد يف‬ ‫"املسودة يف أصول الفقه" كلمةُ مسألة بدلًت من فصل‪ ،‬علََّق احملقق بقوله‪" :‬يف (أ) فصل مكان‬ ‫مسألة"(‪ .)3‬ويف معرض معاجلته للعبارات اليت توضع حشوًا يف املنت على أيدي الناسخني أو الناشرين‪،‬‬ ‫كان يبينها ويعلق عليها‪ ،‬منها ما ورد يف منت "املُسوَّدة" قول الدمشقي‪( :‬وهو ظاهر ما نقله أبو الطََّيِّب‬ ‫عن احلنفية)‪ ،‬علق (عبد احلميد) بقوله‪" :‬يف (أ) أبو اخلطاب"(‪.)4‬‬ ‫ومنه ما جاء يف مغين اللبيب‪ (:‬سواء تكون مبعنى مستو [ويوصف به املكان مبعنى أنه نصف‬ ‫بني مكانني] واألفصح فيه حينئذٍ أن يقصر مع الكسر)‪ ،‬علََّق احملقق على العبارة املوضوعة بني معقوفني‬ ‫بقوله‪" :‬هذه العبارة ساقطة من النسخة اليت شرح عليها الدسوقي"(‪ .)5‬فمن خالل ما سبق نالحظ أنَّ‬ ‫منوهًا إىل صنيعه هذا يف‬ ‫(عبد احلميد) كان يثبت النقص يف النسخة األصلية فيضعه بني معقوفتني ِّ‬ ‫احلاشية‪ ،‬وقد قصر بعض تعليقاته يف بعض الكتب على ذكر اختالف النسخ‪ ،‬أو النقص أو السقط‪ ،‬أو‬ ‫التغيري أو التبديل‪ ،‬كما صنع يف كتاب " مغين اللبيب"‪.‬‬

‫‪ 1‬معاهد التنصيص على شرح شواهد التلخيص‪ ،‬للعباسي‪ ،‬تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬بيروت‪.2-3 /2 ،2031 ،‬‬ ‫س َّودَة في أصول الفقه‪ ،‬ص‪.220‬‬ ‫‪2‬ال ُم َ‬ ‫‪3‬السابق‪ ،‬ص‪.211‬‬ ‫‪4‬السابق‪ ،‬ص‪210‬‬

‫‪5‬مغني اللبيب ‪.232/2‬‬

‫‪30‬‬


‫ثامنًا‪ :‬منهجه في ضبط النصوص‪.‬‬

‫ضبط النصوص من األمور اليت جيب على احملقق أن يقوم بها يف أثناء حتقيقه ألي كتاب‪،‬‬ ‫فإعجام احلروف بالنقط‪ ،‬وتشكيل الكلمات بالشكل الصحيح‪ ،‬من أهمِّ أعمال احملقق‪ ،‬إذ أن النقط‬ ‫والتشكيل يف املخطوطات ختتلف من خط آلخر‪ ،‬وعليه جيب على احملقق أن يستشعر احلذر يف ضبطه‪،‬‬ ‫ألن اختالف الضبط يؤدي إىل اختالف املعاني اليت يقصدها املؤلف‪ ،‬ويغيِّر الكلم عن مواضعه‪.‬‬ ‫واحلقُّ أن (عبد احلميد) يف جممل أعماله قد عين عناية فائقة بضبط النصوص‪ ،‬فضبط‬ ‫ألفاظها‪ ،‬وشكَّلها شكلًا دقيقًا ينمُّ عن فه ٍم دقيق ملا حيقق من موضوعات‪ ،‬وعلى احملقق أن يراعي‬ ‫الضبط الذي أراده املؤلف‪ ،‬فإن وجد لفظًا‪ ،‬قد ضبطه املؤلف ضبطًا معينًا‪ ،‬ثم تكرر اللفظ نفسه مرة‬ ‫أخرى‪ ،‬فعلى احملقق أن يلتزم ما جاء به املؤلف‪.‬‬ ‫ويف اجلانب التطبيقي عند (عبد احلميد) جند أنَّ ج َّل ما صنع التزم فيه بالضبط الصحيح‪،‬‬ ‫إذ أنَّ هذا العمل كان األساس يف حتقيقاته‪ ،‬فقد يكون (عبد احلميد) قد قصَّر يف ختريج بعض األعالم‬ ‫أو األشعار أو اآليات‪ ،‬إال أنَّ العمل الذي برع فيه هو ضبطه لأللفاظ‪ ،‬واآليات واألشعار‪ ،‬بطريقةٍ ال‬ ‫يشوبها شك‪ ،‬وذلك بردِّ هذه األلفاظ إىل املعاجم أو كتب اللغة والنحو والرتاجم‪.‬‬ ‫من أجل ذلك نسوق األمثلة التطبيقية اليت تثبت تألّق (عبد احلميد) يف هذا اجلانب‪.‬‬ ‫ففي ضبطه آليات القرآن الكريم‪ ،‬جنده يف كلَّ ما حقق قد عمل ضبطها بالنقط والشكل‬ ‫الدقيق راجعًا يف هذا الضبط إىل القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم‪ ،‬فمنه ما جاء يف كتاب شرح‬ ‫ب سُودٌ‪ ،‬ومنه‬ ‫ض وحُمْرٌ َّمخْتلِفٌ أَلْوانُها وغَرابِي ُ‬ ‫"شذور الذهب"(‪ )1‬قوله تعاىل‪ :‬ومِن ا ْلجِبالِ جُد ٌد بِي ٌ‬ ‫أيضًا قوله تعاىل‪ :‬فَإِذا نُفِخ فِي الصَُّو ِر نفْخ ٌة واحِدةٌ‪ ،‬ومنه قوله تعاىل‪ :‬غَيْ ِر الْمغْضُوبِ علَ ْي ِهمْ‪.‬‬ ‫هذه اآليات مجيعها من صفحة واحدة جتدها مضبوطةً ضبطًا صحيحًا بالنقط والشكل‪.‬‬ ‫ومنه ما جاء يف شرح ابن عقيل(‪ )2‬يف باب إن وأخواتها قوله تعاىل‪ :‬أَ َفلَا يروْن أَ ْن لَا ي ْرجِعُ إِلِ ْي ِه ْم‬ ‫قَوْلًا ‪ ،‬وقوله تعاىل‪ :‬أَيحْسبُ اإلنْسانُ أَ َّلَ ْن نجْمع عِظَامه‪ ،‬وقوله تعاىل‪ :‬أيحْسبُ أَ ْن َلمْ يرهُ أَح ٌد ‪،‬‬ ‫وقوله تعاىل‪ :‬وأَ ْن لَوْ اسْتقَامُوا علَى الطَرِيقَةِ‪ ،‬وقوله تعاىل‪ :‬أَو َلمْ يهْ ِد لِلَّذِين ي ِرثُون األرْض مِ ْن بعْ ِد‬

‫‪1‬شذور الذهب‪ ،‬ص‪.220‬‬ ‫‪2‬شرح ابن عقيل‪.422/2 ،‬‬

‫‪31‬‬


‫َأ ْهلِها أَ ْن لَو نشا ُء أصبنا ُه ْم بِذُنُو ِبهِ ْم ‪ ،‬فلم يرتك احملقق آية يف هذا الكتاب إال وضبطها ضبطًا تامًا‪،‬‬ ‫حسب رواية حفص عن عاصم‪.‬‬ ‫وقد اتبع النهج نفسه يف ضبط حديث رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬فمنه ما جاء يف "أوضح‬ ‫املسالك" قوله صلى اهلل عليه وسلم‪ :‬م ْن تعزَّى بِعزا ِء الْجا ِهلِيَّ ِة فَ َأعِضَُّو ُه بِهنِ أَبِي ِه ولَا تكْنُوا‪ .)1(‬وقوله‪:‬‬ ‫س ولَوْ خاتمًا ِمنْ حدِيدٍ‪.)2) ‬‬ ‫‪‬الْتمِ ْ‬ ‫ويف األشعار‪ ،‬فقد ضبطها ضبطًا تامًا يف كتب النحو‪ ،‬أما يف كتب األدب والدين‪ ،‬فكان يضبط‬ ‫ما يشكل يف قراءته‪ ،‬فمن ضبطه لألشعار ما جاء يف مغين اللبيب‪:‬‬ ‫ض الَّذي يف يديْهِ‬ ‫يُصابُ ببع ِ‬

‫بأن الفَتى‬ ‫أليس عجيباً َّ‬ ‫ومنه ما جاء يف شرح ابن عقيل(‪:)3‬‬

‫غَيْر ما يُ ْرضِيْكُما لَا يُحاوِلُ‬

‫خلِيلَيَّ أَنَّى تأْتِيانِي تأْتِيا َأخًا‬

‫وكما نالحظ فقد ضبط(عبد احلميد) األشعار ضبطًا تامًا وصحيحًا‪ ،‬ويف ضبطه لألعالم‪،‬‬ ‫فقد ضبطها أيضًا ضبطًا صحيحًا رادًّا ذلك الضبط إىل كتب الرتاجم‪ ،‬ومعاجم املواقع والبلدان‪،‬‬ ‫فمن ذلك ما جاء يف "مغين اللبيب" عند ترمجته البن هشام قول احملقق‪" :‬لزم الشِّهاب عبد اللطيف‬ ‫سلْمى املُزْنِي" فقد ضبط‬ ‫بن املرحِّل‪ ،‬وتال على ابن السَّرَّاج‪ ،‬ومسع على أبي حيَّان ديوان زُهيْر بن أبي ُ‬ ‫احملقق األعالم واألشعار واآليات وغري ذلك من النصوص ضبطًا سليمًا‪ ،‬ولذلك جنده يروِّس كتبه‬ ‫بعبارة‪" :‬حقَّقَه وفصَّله‪ ،‬وضبط غرائبه حممد حميي الدين عبد احلميد"‪.‬‬ ‫تاس ًعا‪ :‬التعليق‬

‫التعليق على بعض القضايا الواردة يف النصَّ من أهم أعمال احملقق‪ ،‬وهلذا الغرض‪ ،‬فإن احملقق‬ ‫حيتاج إىل أن يكون على دراية كافية بأسلوب املؤلف ونهجه يف تأليف كتابه‪ ،‬فهو حيتاج إىل قراءة‬ ‫دقيقة متأنِّية ملنت الكتاب مما جيعل احملقق على دراية باملوضوعات اليت حتتاج إىل تعليق يف احلاشية‪،‬‬ ‫إذ أن التعليق مييط اللثام عن الغموض يف منت الكتاب‪ ،‬الذي يعتور املنت بسبب التقديم أو التأخري يف‬

‫‪1‬أوضح المسالك‪.31/2 ،‬‬ ‫‪. 2‬السابق‪245/5 ،‬‬ ‫‪ 3‬شرح ابن عقيل‪.410/1 ،‬‬

‫‪32‬‬


‫عباراته‪ ،‬أو بسبب ورود بعض القضايا باإلجياز أو باإلمجال‪ ،‬مما حيتاج إىل تفصيل‪ ،‬وجيعل احملقق‬ ‫يتدخَّل يف احلاشية بالقدر الذي يتناسب مع سياق املؤلف ويوضِّح ما قد يكون مستغلقًا منه‪.‬‬ ‫وحيتاج احملقق إىل أن يلتزم جانب الدقَّة يف تعليقاته‪ ،‬حبيث ال حتتوي إال على معلومات دقيقة‬ ‫ط يف التعليقات من أجل االستكثار مما خيرج‬ ‫وموثَّقة ومناسبة للغرض الذي سيقت من أجله‪ ،‬وألّا يُفْرِ َ‬ ‫التحقيق عن أصوله‪ ،‬وعن اهلدف الذي يُرجتى منه‪ ،‬وعلى احملقق أن يعتمد على املصادر واملراجع‬ ‫ٍّ‪.‬‬ ‫األصلية يف كلِّ عل ٍم وفن‬ ‫واحلق أن عبد احلميد قد علق على الكتب اليت حققها تعليقًا يطول يف بعض املؤلفات‪،‬‬ ‫ويقصر يف بعضها اآلخر ويرى القارئ للكتب اليت حققها (عبد احلميد) أنه التزم التطويل املفيد يف‬ ‫كتب النحو‪ ،‬إال يف صنيعه يف "مغين اللبيب" فلم أكد أجد يف هذا الكتاب تعليقًا واحدًا‪ ،‬بل اقتصر‬ ‫عمله فيه على ذكر النقص أو الزيادة أو االختالف يف النسخ‪ ،‬أما يف غري هذا الكتاب فقد علق (عبد‬ ‫احلميد) تعليقًا وافيًا مما جعل هذا التعليق خيرج من جمرَّد التعليق على املنت إىل وضع املؤلفات على‬ ‫هذه املتون‪.‬‬ ‫ففي "شرح شذور الذهب" جند أن املؤلف مل يرتك مسألة من مسائله إال وقف عليها وقفة‬ ‫تطول أو تقصر حسب ما يناسب هذه املسألة أو تلك‪ ،‬فخرَّج اآليات واألحاديث واألشعار واألمثال‬ ‫واألقوال وشرح مفرداتها‪ ،‬وقدم هلا شرحًا أدبيًا وافيًا‪ ،‬وأعرب الشواهد وبني موطن الشاهد منها‪ ،‬ثم‬ ‫جنده يفصَِّل املسائل والقضايا اليت جاءت بالعموم أو جاءت غامضة أو ناقصة‪.‬‬ ‫من ذلك ما جاء يف (شرح شذور الذهب) عند احلديث عن إعراب اجلملة بعد املعرفة‪ ،‬يقول‪:‬‬ ‫"وكذا شأن اجلمل اخلربية بعد النكرات‪ ،‬وأمَّا بعد املعارف فهي أحوال ﮐ (جاء زيدٌ يضحك)‪.‬‬ ‫فإن يف اجلملة تفصيلًا‪ ،‬وذلك بالنظر‬ ‫علَّق احملقق بقوله‪" :‬يستثنى من املعارف احمللى (بأل) َّ‬ ‫إىل معنى (أل) فإن كانت (أل) جنسية فاجلملة صفة‪ ،‬كما يف قول الشاعر نسبة يف األصمعيات ‪13‬‬ ‫إىل مشر بن عمرو احلنفي"‪:‬‬ ‫سبُّنِي‬ ‫ولقدْ مر ْرتُ علَى اللّئيمِ ي ُ‬

‫***‬

‫‪33‬‬

‫ت لَا يعْنِينِي‬ ‫ت ثُمَّت قُلْ ُ‬ ‫فَمضيْ ُ‬


‫وإن مل تكن (أل) جنسية فاجلملة حال‪ ،‬وعلى ذلك يكون مراد املؤلف أن اجلمل بعد املعارف‬ ‫احملضة _ وهي ما ال تشبه النكرة بوجه من الوجوه _ أحوال‪ ،‬وبعد النكرات وما أشبهها من املعارف‬ ‫_وهو احمللى بأل اجلنسيَّة_ صفات فافهم ذلك"(‪. )1‬‬ ‫فقد فصل احملقق ما جاء يف العموم على عبارة املؤلف‪( :‬وأما املعارف) فشرح املقصود باملعارف‬ ‫يف العبارة‪.‬‬ ‫أما تعليقه على الشواهد النحوية‪ ،‬فلم أجد حمققًا وقف عندها ما وقفه (عبد احلميد) فشرح‬ ‫مفرداتها شرحًا معجميًا‪ ،‬ثم أمجل شرح الشاهد‪ ،‬وأعربه إعرابًا تفصيليًا‪ ،‬وذكر موطن الشاهد منه‪،‬‬ ‫كل ذلك ختريج الشاهد وذكر مواطن وجوده‪ ،‬فمن ذلك تعليقه على شاهد ابن عقيل التالي‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫ض مِ ْن علِ‬ ‫حتُ عرِي ٌ‬ ‫أقَبُّ مِ ْن ت ْ‬ ‫علَّق عليه (عبد احلميد) بقوله‪" :‬هذا البيت ألبي النجم العجلي يصف فيه الفرس‪ ،‬من أرجوزة‬ ‫له يصف فيها أشياء كثرية‪ ،‬وأول هذه األرجوزة قوله‪:‬‬ ‫جزِلِ‬ ‫ضلِ الْو ُهوبِ الْ ُم ْ‬ ‫الْواسِعِ الْفَ ْ‬

‫ألجْلَـلِ‬ ‫احلَمْ ُد ِللّهِ العلِـيَّ ا َ‬

‫اللغة‪" :‬أقَبُّ" مأخوذ من القبب‪ ،‬وهو دقة اخلصر وضمور البطن‪.‬‬ ‫اإلعراب‪" :‬أقَبُّ" خرب ملبتدأ حمذوف أي هو أقب " ِمنْ" حرف جر "تحْتُ" ظرف مبين على الضم يف حمل‬ ‫جر مبن‪ ،‬واجلار واجملرور متعلق بقوله "أقَبُّ"‪ ،‬وقوله "ع ِريْضٌ" خرب ثا ٍن "من عل" جار وجمرور متعلق‬ ‫بعريض‪.‬‬ ‫الشاهد فيه‪ :‬ذكروا أن مكان االستشهاد بهذا البيت يف قوله‪" :‬من حتت‪ ،‬ومن عل" حيث بين الظرفان‬ ‫على الضم ألن كلًا منهما قد حذف منه لفظ املضاف إليه ونوي معناه‪.‬‬ ‫هكذا قالوا‪ ،‬وهو كالم خالٍ عن التحقيق ألن قوايف األرجوزة كلها جمرورة كما رأيت يف البيتني‬ ‫الذين أنشدناهما يف أول الكالم على هذا الشاهد فيكون قوله‪" :‬من عل" جمرورًا لفظًا مبن‪ ،‬ويكون من‬ ‫احلالة الثانية اليت حذف فيها املضاف إليه ونوي لفظه‪ ،‬ويكون االستشهاد بقوله‪" :‬من حتت" وحده‪،‬‬ ‫فاحفظ ذلك‪ ،‬وال تكن أسري التقليد(‪.)2‬‬

‫‪1‬شرح شذور الذهب‪ ،‬ص ‪.124‬‬ ‫‪2‬شرح ابن عقيل ‪.13/1‬‬

‫‪34‬‬


‫ومن تعليقاته أيضًا متثيله بالشعر والقرآن الكريم على كثري من املسائل الواردة من غري‬ ‫متثيل‪ ،‬من ذلك ما جاء يف شرح ابن عقيل تعليقًا على كالم الشارح‪ " :‬فيجوز حذْفُ اهلاء من ضربته‬ ‫ت وحِيدًا‪ ،‬وقوله تعاىل‪ :‬أَهذا الََّذِي بعث‬ ‫فتقول "جاء الذي ضربت"‪ ،‬ومنه قوله تعاىل‪ :‬ذرْنِي ومنْ خلَقْ ُ‬ ‫اللََّ ُه رسُولًا‪ ‬التقدير "خلَقْتُهُ‪ ،‬وبعثه "‬ ‫علَّق (عبد احلميد) بقوله" مل يذكر الشارح شيئًا من الشواهد من الشعر العربي على جواز‬ ‫حذف العائد املنصوب بالفعل املتصرف‪ ،‬بل اكتفى بذكر اآليتني الكرميتني ألن جميئه يف القرآن‬ ‫دليل على كثرة استعماله يف الفصيح‪ ،‬ومن ذلك قول عروة بن حزام‪:‬‬ ‫وأَنْسى الََّذِي َأعْددْتُ حِني أُجِيبُ‬

‫وُأصْرف ع ْن وجْهِي الََّذِي كُنْتُ أَرْتئِي‬

‫أراد أن يقول‪ :‬أصرف عن وجهي الذي كنت أرتئيه‪ ،‬وأنسى الذي أعددته‪ ،‬فحذف العائد املنصوب بأرتئي‬ ‫وبأعددت‪ ،‬وكل منهما فعل تام متصرف(‪.)1‬‬ ‫ومنه أيضًا ما جاء يف تعليقه على كالم املؤلف‪" :‬فيشرتط يف اجلامد‪ :‬أن يكون علَمًا‪ ،‬ملذكر‪،‬‬ ‫عاقل خاليًا من تاء التأنيث‪ ،‬ومن الرتكيب فإن مل يكن علَمًا مل جيمع بالواو والنون فال يقال يف رجل‬ ‫صغَِّر جاز ذلك حنو‪" :‬رُجيْلٌ‪ ،‬ورُج ْيلُون" ألنه وصْفٌ‪"....‬‬ ‫رجُلون‪ ،‬نعم إذا ُ‬ ‫علق احملقق بقوله وجاء من ذلك قول الشاعر‪:‬‬ ‫سْدُد أُبيْنُوها األصاغِرُ خلََّيت‬

‫ت تُماضِرُ أنَّين إِمَّا أمُتْ‬ ‫زعم ْ‬

‫حمل الشاهد يف قوله‪ " :‬أُبيْنُوها" فإنه جمع مُصغَّر "ابن" مجع مذكر ساملًا ورفعه بالواو نيابة عن‬ ‫الضمة‪ ،‬ولوال التصغري ملا جاز أن جيمعه هذا اجلمع ألن ابنًا اسم جامد وليس بعلم‪ ،‬وإمنا سوغ‬ ‫التصغري ذلك ألن االسم املصغر يف قوة الوصف‪ ،‬أال ترى أن رجيلًا يف قوة قولك‪ :‬رجل صغري‪ ،‬أو حقري‪،‬‬ ‫وأن أبينًا يف قوة قولك‪ :‬ابن صغري؟(‪.)2‬‬ ‫ومن تعليقاته أيضًا أنه كان يذكر املناسبة اليت قيل فيها البيت من الشعر‪ ،‬ثم يشرح املفردات‬ ‫ويعرب بعض األلفاظ‪ ،‬من ذلك ما جاء يف شرح ابن عقيل من قول الشاعر‪:‬‬ ‫فما هِي إال لَمْح ٌة وتغِيبُ‬

‫على َأحْوذِيَّ ْينِ استقلت عشِيَّة‬

‫‪1‬شرح ابن عقيل‪.210/2 ،‬‬ ‫‪2‬السابق‪12/2 ،‬‬

‫‪35‬‬


‫علق احملقق بقوله‪" :‬البيت حلميد بن ثور اهلاللي‪ ،‬الصحابي‪ ،‬أحد الشعراء اجمليدين‪ ،‬وكان ال‬ ‫يقاربه أحد يف وصف القطاة‪ ،‬وهو من أبيات له يصف فيها القطاة‪ ،‬وأول األبيات اليت يصف فيها القطاة‬ ‫قوله‪:‬‬ ‫كما انقَبضتْ كدراءُ تسقي فِراخها‬

‫شعُوبُ‬ ‫بِشمْظَ َة رِفْهًا واملِيا ُه ُ‬

‫ت َل ْم تُصعِّدْ فِي السما ِء وتحْتها‬ ‫غَد ْ‬

‫إذا نظَرتْ أَهْوِيَّ ٌة و ُلهُوبُ‬

‫ُم قَلَّصتْ‬ ‫ت وما جاء القَطَا‪ ،‬ث َّ‬ ‫فجاء ْ‬

‫ت تنُوبُ‬ ‫مبفْحصِها والواردا ُ‬

‫(‪)1‬‬

‫ويف اجململ فقد التزم (عبد احلميد) باإلجياز يف التعليقات‪ ،‬وقلتها أحيانًا كما يبدو يف حواشي شرح‬ ‫احلماسة للتربيزي‪ ،‬يف حني جنده يطيل يف الشروح والتعليقات على كتب النحو مثل شرح ابن عقيل‪،‬‬ ‫وأوضح املسالك وغريهما‪ ،‬والعربة عنده ليست بكثرة التعليقات‪ ،‬وإمنا بالرتكيز على حترير النصَّ‬ ‫وإخراجه مضبوطًا بالشكل‪ ،‬خاليًا من األخطاء والتصحيف والتحريف فعنده‪ " :‬أن التوفر على الدقّة‬ ‫النص األصلي للكتاب‪ ،‬وإخراجه يف ثوبٍ أنيق يوافق رغبات العصر خري من التطويل‬ ‫َّ‬ ‫يف حتقيق‬ ‫باحلواشي اليت قد تطوح باحملقق والقارئ يف بيداوات املنبت الذي ال أرضًا قطع وال ظهرًا أبقى"‪.‬‬

‫مكمالت التحقيق عند حممد حميي الدين عبد احلميد‬ ‫أوال‪ :‬مقدمة التحقيق‪.‬‬

‫ملقدمة الكتاب أهمي ٌة كبرية يف التحقيق‪ ،‬إذ أنها تلقي الضوء على مؤلف الكتاب‪ ،‬وموضوعه‬ ‫ومنهجه‪ ،‬والنسخ اليت اعتمد عليها احملقق‪ ،‬ومنهج التحقيق‪ ،‬وكل هذه األمور مما ينبغي تناوله يف‬ ‫مقدمة التحقيق‪.‬‬ ‫مل يبذل حممد حميي الدين عبد احلميد جهدًا كبريًا يف الرتمجة ألصحاب الكتب اليت‬ ‫حققها‪ ،‬فيذكر نشأته وحياته‪ ،‬ورحالته وشيوخه‪ ،‬وتالميذه‪ ،‬ومؤلفاته‪ ،‬واملالحظ يف مقدمات الكتب‬ ‫اليت حققها (عبد احلميد) أنها جاءت خمتصرة جدًا‪ ،‬فينوَّه تنويهًا بسيطًا باسم املؤلف‪ ،‬ويف بعضها مل‬ ‫يتحدث مطلقًا عنه‪ ،‬ففي شرح ابن عقيل مل يرد يف املقدَّمة عنه إال قوله‪" :‬ومنهم قاضي القضاة عبد‬ ‫اهلل بهاء الدين بن عبد اهلل بن عبد الرمحن بن عبد اهلل بن عقيل‪ ،‬القرشي‪ ،‬اهلامشي‪ ،‬العقيلي‪-،‬نسبة‬

‫‪1‬شرح ابن عقيل‪.10/2 ،‬‬

‫‪36‬‬


‫إىل عقيل ابن أبي طالب‪ -‬اهلمذاني األصل‪ ،‬ثم البالسي‪ ،‬املصري‪ ،‬املولود يف يوم اجلمعة التاسع من شهر‬ ‫احملرم من سنة ‪102‬هـ‪ ،‬واملتوفى بالقاهرة يف ليلة األربعاء الثالث والعشرين من شهر ربيع األول‬ ‫‪ ،)1("110‬فلم يذكر مرجعًا واحدًا ترجم البن عقيل‪.‬‬ ‫أما يف حتقيقه للكتب اليت ألّفها ابن هشام‪ ،‬فكان يذكر له ترمجة مكررة‪ ،‬يذكر فيها‬ ‫باختصار شديد نسبه‪ ،‬ووالدته وشيوخه وتالميذه ثم يذكر مؤلفاته ووفاته‪ ،‬ومل يتحدث عن منهجه يف‬ ‫حتقيق هذه الكتب‪ ،‬ومل يصف نسخها اليت اعتمد عليها يف التحقيق‪.‬‬ ‫ويف وصفه للنسخ اليت اعتمد عليها يف حتقيقه لكتاب ما‪ ،‬فكان نادرًا ما يذكر هذه النسخ‪ ،‬وإن‬ ‫ذكر فكان ينوَّه تنويهًا بسيطًا‪ ،‬ومل يورد وصفًا دقيقًا هلذه النسخ‪.‬‬ ‫ويف ذكره للمنهج الذي اعتمده‪ ،‬فكان ينوه بشيء بسيط‪ ،‬كأن يقول‪ :‬نهجت نهجًا وسطًا يف‬ ‫شرحي لألبيات‪ ،‬وأعربت الشواهد وفصلت بعض القضايا اليت جاءت ناقصة عند املؤلفني‪ ،‬ووضعت‬ ‫النقص أو اختالف النسخ بني معقوفني‪ ،‬ويف كثري من مقدماته مل يتحدث عن منهجه بشيء‪.‬‬ ‫ثانيًا‪ :‬العناية باإلخراج الطباعي‬

‫وتتناول كتابة النسخ كتابة صحيحة‪ ،‬منظمة الفقرات واحلواشي‪ ،‬مضبوطةً ضبطًا‬ ‫صحيحًا‪ ،‬باستخدام عالمات الرتقيم‪ ،‬وعالمات الكتابة يف الطباعة احلديثة‪ ،‬متجنبًا التعقيدات‬ ‫الطباعية‪.‬‬ ‫أن الكتب اليت أخرجها (عبد احلميد) قد استوفت مجيع ما سبق فأعدَّ كتبه للطباعة‬ ‫واحلقَّ َّ‬ ‫إعدادًا تامًا‪ ،‬مستخدمًا عالمات الرتقيم‪ ،‬واضعًا الضبط الصحيح لآليات واألشعار‪ ،‬مرقمًا الصفحات‪،‬‬ ‫متجنبًا التعقيدات الطباعية‪ ،‬منظمًا الفقرات واحلواشي داخل الكتاب‪ ،‬وهذا جنده يف كل أعماله‪.‬‬ ‫فقد جعل تعليقاته أسفل كل صفحة من صفحات الكتاب‪ ،‬وكان يشري إىل بداية الفصول‬ ‫واملوضوعات‪ ،‬وكان يضع أرقامًا لألبواب والشواهد واآليات يف كثري من أعماله‪ ،‬فجاءت أعماله متقنة‬ ‫من حيث الطباعة واإلخراج‪.‬‬

‫‪1‬شرح ابن عقيل‪ ،‬المقدمة ص‪.1‬‬

‫‪37‬‬


‫ثالثًا‪ :‬صنع الفهارس‬

‫وهي من أهم األمور الين جيب على احملقق مراعاتها‪ ،‬فيصنع فهرسًا لآليات واألحاديث‪،‬‬ ‫واألشعار‪ ،‬واألعالم‪ ،‬واأللفاظ الغريبة‪ ،‬وغريها من الفهارس اليت حيتاجها الباحث عند البحث يف‬ ‫الكتاب‪ ،‬باإلضافة إىل فهرس ملوضوعات الكتاب‪.‬‬ ‫نت (عبد احلميد) كثريًا بالفهارس الفنية‪ ،‬واكتفى بوضع فهرس ملوضوعات الكتب اليت‬ ‫مل يع ِ‬ ‫حققها‪ ،‬باإلضافة إىل فهرس للشواهد يف الكتب النحوية‪ ،‬وأغفل ما تبقى من الفهارس‪ ،‬إال يف كتاب‬ ‫"سرية النيب" البن هشام‪ ،‬فقد أرفق فيه فهرسًا لألعالم اشتمل على أعالم الناس والقبائل والطوائف‬ ‫واألماكن‪ ،‬وأمساء الشعراء‪ ،‬ووضع يف كتاب "شرح احلماسة" للتربيزي مخسة من الفهارس‪ ،‬األول‬ ‫منها ألعالم الشعراء‪ ،‬والثاني لشعر احلماسة مرتبًا على حروف املعجم‪ ،‬والثالث ألعالم الشعراء‬ ‫الواردين يف الشرح‪ ،‬والرابع للشعر الذي ورج يف الشرح والتعليقات‪ ،‬واخلامس لألعالم من غري الشعراء‬ ‫من أمساء الرجال والنساء والقبائل والبطون مرتبة على حروف املعجم أبتثيًا‪.‬‬ ‫راب ًعا‪ :‬االستدراك والتذييل‬

‫لقد خلت كتب (عبد احلميد) من هذا العنوان‪ ،‬مما يشري إىل أنَّ كتبه قد خلت من النقص أو السهو‬ ‫أو اخلطأ أو اإلجياز‪ ،‬أو كل ما حيتاج إىل توضيح أو إضافة يف نهاية الكتاب‪ ،‬إذ أنَّ االستدراك والتذييل‬ ‫يوضع يف نهاية الكتاب لرأب اخللل الذي قد يقع يف املنت‪.‬‬

‫‪38‬‬


‫الفصل الرابع‪ :‬آراؤه‬ ‫استدراكات‬ ‫ترجيحات وموافقات‬ ‫ردود واعرتاضات‬

‫‪39‬‬


‫حفلت كتب النحو اليت حققها حممد حميي الدين عبد احلميد بآرائه واستدراكاته‬

‫أولًا‪ :‬االستدراكات‪:‬‬ ‫مل خيل كتاب تقريبًا من الكتب النحوية اليت حققها (عبد احلميد) من استدراكاته وإليك‬ ‫بعضًا منها مما ورد يف كتابي شرح ابن عقيل وأوضح املسالك‪:‬‬ ‫‪ – 2‬علق احملقق على قول ابن عقيل " الكلمة إذا دلت على األمر ومل تقبل نون التوكيد فهي اسم فعل"‬ ‫قائلًا‪ ":‬وكذا إذا دلت على معنى الفعل املضارع ومل تقبل عالمته – وهي مل _ فهي اسم فعل مضارع فإنها‬ ‫تكون اسم فعل مضارع‪ ،‬وإن دلت على معنى الفعل املاضي ومل تقبل عالمته لذات الكلمة فهي اسم فعل‬ ‫ماض(‪.)1‬‬ ‫‪ – 1‬ذكر يف احلاشية تعريف املتمكن األمكن واملتمكن غري األمكن _ومل يذكرهما الشارح_ قائلًا‪" :‬‬ ‫املتمكن األمكن هو الذي يدخله التنوين‪ ،‬إذا خال من أل ومن اإلضافة‪ ،‬وجير بالكسرة‪ ،‬ويسمى املنصرف‪.‬‬ ‫واملتمكن غري األمكن‪ :‬هو الذي ال ينون وال جير بالكسرة‪ ،‬إال إذا اقرتن بأل أو أضيف ويسمى االسم الذي‬

‫ال ينصرف(‪.)2‬‬ ‫‪ – 4‬ذكر مواضع استتار الضمري مما مل يذكره الشارح قال‪ ":‬ذكر املصنف من املواضع اليت جيب فيها‬ ‫استتار الضمري أربعة‪:‬‬ ‫بقيت عليه مواضع أخرى جيب فيها استتار الضمري‪ ،‬األول‪ :‬اسم فعل األمر حنو‪ :‬صه‪ ،‬والثاني‪ :‬اسم الفعل‬ ‫املضارع حنو‪ :‬أف وأوه‪ ،‬والثالث‪ :‬فعل التعجب‪ ،‬والرابع‪ :‬أفعل التفضيل‪ ،‬واخلامس‪ :‬أفعال االستثناء‪،‬‬ ‫والسادس‪ :‬املصدر النائب عن فعل األمر حنو قوله تعاىل‪ (:‬فَضرْب الرَِّقَابِ)(‪.)3‬‬ ‫‪ – 3‬مل يذكر الشارح مواضع انفصال الضمري فاستدرك ذلك احملقق قائلًا‪ " :‬مواضع تعني انفصال‬ ‫الضمري عشرة‪.‬‬

‫‪1‬شرح ابن عقيل‪12./2 ،‬‬ ‫‪2‬السابق‪ ،‬ص‪.41‬‬ ‫‪3‬السابق‪ ،‬ص‪.01‬‬

‫‪40‬‬


‫األول‪ :‬أن يكون الضمري حمصورًا‪ ،‬الثاني‪ :‬أن يكون الضمري مرفوعًا مبصدر مضاف إىل املنصوب به‪،‬‬ ‫الثالث‪ :‬أن يكون عامل الضمري مضمرًا‪ ،‬الرابع‪ :‬أن يكون عامل الضمري متأخرًا عنه‪ ،‬اخلامس‪ :‬أن يكون‬ ‫عامل الضمري معنويًا‪ ،‬وذلك إذا وقع الضمري مبتدأً‪ ،‬السادس‪ :‬أن يكون الضمري معمولًا حلرف نفي‪،‬‬ ‫السابع‪ :‬أن يفصل بني الضمري وعامله مبعمول آخر‪ ،‬الثامن‪ :‬أن يقع الضمري بعد واو املعية‪ ،‬التاسع‪ :‬أن‬ ‫يقع بعد "أما"‪ ،‬العاشر‪ :‬أن يقع بعد الالم الفارقة(‪.)1‬‬ ‫‪- 2‬ذكر الشارح من أحكام العلم اللفظية ثالثة أحكام يشرتك فيها علم اجلنس وعلم الشخص‪ ،‬وترك‬ ‫ثالثة أخرى‪ ،‬فذكرها احملقق‪:‬‬ ‫األول‪ :‬أن يُبتدأ بها بال احتياج إىل مسوغ‪ ،‬الثاني‪ :‬أنه ال يضاف حبسب أصل وضعه فال جيوز أن تقول‪:‬‬ ‫أسامتنا كما ميتنع أن نقول‪ :‬جاء حممدُنا‪ ،‬فإن حصل فيه االشرتاك االتفاقي صحت إضافته‪ .‬الثالث‪:‬‬

‫أنه ال ينعت بالنكرة‪ :‬ألنه معرفة(‪.)2‬‬ ‫‪- 1‬قال يف باب اسم اإلشارة‪ :‬ههنا ثالثة أمور‪ :‬أوهلا‪ :‬أن الشارح مل يذكر‪-‬تبعًا للمصنف – يف هذا الكتاب‬ ‫من ألفاظ اإلشارة إىل املفرد املذكر سوى (ذا) وقد ذكر العلماء أربعة ألفاظ أخرى‪ :‬األوىل "ذاءِ" بهمزة‬ ‫مكسورة بعد األلف‪ ،‬والثاني "ذائِهِ " بهاء مكسورة بعد اهلمزة املكسورة‪ ،‬والثالث "ذاؤُهُ " بهمزة مضمومة‬ ‫بعدها هاء مضمومة‪ ،‬والرابع‪" :‬آلك"‬ ‫الثاني‪ :‬أن "ذا" اسم إشارة للمفرد‪ ،‬وهذا املفرد إما أن يكون مفردًا حقيقة أو حكمًا‪ ،‬فاملفرد احلقيقي حنو‬ ‫هذا الكتاب‪ ،‬واملفرد حكمًا‪ :‬حنو هذا الرهط‪ ،‬ومنه قوله تعاىل‪" :‬عوانٌ بِيْن ذ ِلكَ‪ :‬أي بني املذكور من‬ ‫الفارض والبكر‪ .‬األمر الثالث‪ :‬ألن األصل يف "ذا" أن يشار به إىل املذكر حقيقة‪ ،‬وقد يشار به إىل املؤنث‬ ‫إذا نزل منزلة املذكر كما يف قوله تعاىل‪َ :‬فلَمَّا رأَى الشَّمْس با ِزغَ ًة قَال هذا ربَّي [األعراف ‪.]12:‬‬

‫(‪)3‬‬

‫‪ – 1‬قال يف باب املوصول معقبًا على قول الشارح‪" :‬فإن كان الضمري منفصلًا مل يجُزِ احلذف"‪ ":‬الذي ال‬ ‫جيوز حذفه هو الضمري الواجب االنفصال‪ ،‬فأما الضمري اجلائز االنفصال فيجوز حذفه والدليل على‬ ‫ذلك قول الشاعر‪:‬‬ ‫ك فَضْ ٌل فَاحْمدنْهُ بِهِ‬ ‫ما اهلل مُوْلِ ْي َ‬

‫‪1‬شرح ابن عقيل‪222/2 ،‬‬ ‫‪2‬السابق‪212/2 ،‬‬ ‫‪3‬السابق‪242/2 ،‬‬ ‫‪4‬السابق‪212/2 ،‬‬

‫‪41‬‬

‫(‪)4‬‬


‫‪– 2‬يف تعليقه على حديث املؤلف عن حذف خرب املبتدأ وجوبًا بعد واو املعية "فإن مل تكن الواو نصًا يف‬ ‫املعية مل حيذف اخلرب وجوبًا" قال احملقق‪ ":‬بل إن دل عليه دليل جاز حذفه وإال وجب ذكره" (‪.)1‬‬ ‫‪ – 0‬قال يف معرض حديث ابن عقيل عن مواضع حذف املبتدأ وجوبًا‪ ":‬بقي عليه موضعان آخران مما‬ ‫جيب فيه حذف املبتدأ‬ ‫األول‪ :‬مبتدأ االسم املرفوع بعد "ال سيما" سواء كان االسم املرفوع بعدها نكرة أم كان معرفة‬ ‫الثاني‪ :‬بعد املصدر النائب عن فعله الذي بينه وبني فاعله أو مفعوله حبرف جر(‪.)2‬‬ ‫‪ – 22‬علق يف باب كان وأخواتها على قول ابن عقيل يف حديثه عن تقدم خرب ليس عليه حيث‪" :‬وال‬ ‫يتقَدَّمُ املعْمُولُ إال حيث يتقدَّ ُم العامِلُ" قائلًا‪ ":‬هذه القاعدة ليست مطردة متام االطراد"‬ ‫ثم ذكر مواضع تقدم فيها املعمول ومل جيز فيها تقدم العامل‬ ‫‪-2‬إذا خرب املبتدأ فعلًا‪-‬مل جيز عند البصريني تقدمه ‪-‬لئال يلتبس املبتدأ بالفاعل فال يقال‪ ":‬ضرب زيدٌ"‬ ‫على أن يف ضرب ضمري مسترت‪ ،‬ومجلته خرب مقدم‪-1 .‬خرب إنَّ‪-‬إنْ مل يكن ظرفًا أو جارًا وجمرورًا‪-‬فال‬ ‫يقال‪ ":‬إن جالس زيدًا" لكنهم أجازوا تقديم معموله على االسم فيقولون‪" :‬إن عندك زيدًا جالس" ‪-4‬‬ ‫الفعل املنفي بلم أو لن حنو‪ :‬مل أضرب ‪-3‬الفعل الواقع بعد إما الشرطية (‪.)3‬‬ ‫‪ – 22‬استدراكه على ابن عقيل يف باب ال النافية للجنس‪ ،‬حكم العطف عليها قائلًا‪ " :‬ذكر الناظم‬ ‫والشارح حكم العطف على اسم ال‪ ،‬وحكم نعته ومل يذكر واحد منهما حكم البدل منه‪ .‬وحاصله أن‬ ‫البدل إما أن يكون نكرة كاسم ال‪ ،‬وإما أن يكون معرفة‪ ،‬فإذا كان البدل نكرة جاز فيها الرفع والنصب‪،‬‬ ‫فنقول ال أحد‪ ،‬رجلًا وامرأة فيها‪ ،‬وال أحد رجل وامرأة فيها وإن كان البدل معرفة مل جيز فيه إال الرفع‪،‬‬ ‫وأما التوكيد فال يأتي منه املفعول‪ ،‬ألن ألفاظه معارف واسم "ال "نكرة‪ ،‬وال تؤكد النكرة توكيدًا‬ ‫معنويًا(‪.)4‬‬

‫‪1‬‬

‫شرح ابن عقيل‪.124/2 ،‬‬

‫‪2‬ا السابق‪123/2 ،‬‬ ‫‪3‬السابق‪112/2 ،‬‬

‫‪4‬السابق‪322/2 ،‬‬

‫‪42‬‬


‫‪ – 21‬ذكر يف باب الفاعل تعقيبًا على قول ابن عقيل أن الفعل وشبهه البد له من مرفوع أفعالًا ال حتتاج‬ ‫على الفاعل قائلًا‪ " :‬بعض األفعال ال حيتاج إىل فاعل فكان على الشارح أن يستثنيه من هذا العموم وذكر‬ ‫منها ثالثة مواضع‬ ‫األول‪ :‬الفعل املؤكد حنو‪ ":‬أَتاكِ أَتاكِ الالحِقُون احْبِسِ احْبِسِ"‬ ‫الثاني‪ :‬كان الزائدة حنو قول الشاعر‪:‬‬ ‫ما كان أعرفَ ُه بالدَّو ِن والسفلِ‬

‫هللِ درَُّ أنوشروان من رجلٍ‬

‫الثالث‪ :‬الفعل املكفوف مبا حنو‪ :‬طاملا‪ ،‬وقلما‪ ،‬وكثرما‪ ،‬على رأي سيبويه(‪.)1‬‬ ‫‪ – 24‬ذكر أغراض حذف الفاعل وإنابة املفعول به مكانه وذكر أنها كثرية لكنها ال تتعدى أن يكون‬ ‫سببها لفظيًا أو معنويًا وذكر من األسباب اللفظية‪ :‬القصد إىل اإلجياز يف العبارة حنو‪ :‬وإِنْ عاقَبْتُ ْم‬ ‫فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُم بِهِ‪[‬النحل ‪ ،]211 :‬واحملافظة على السجع يف الكالم املنثور حنو‪ ":‬من طابتْ‬ ‫ت سريته " احملافظة على الوزن يف الكالم املنظوم كقول األعشى‪:‬‬ ‫سريرته حُمِد ْ‬ ‫لرجـ ُلً‬ ‫و ُعلّق أُخرى غَريها ا َّ‬

‫ت رجُـال غَريِي‬ ‫ُعلّقْتُها عرضـاً‪ ،‬و ُعلّقَـ ْ‬

‫وذكر كذلك من األسباب املعنوية‪ :‬كون الفاعل معلومًا للمخاطب ال يُحتاج إىل ذكره حنو قوله‬ ‫خلِق الْإِنْسانُ ضعِيفًا" [النساء ‪ ،]12:‬وكونه جمهولًا للمتكلم حنو‪" :‬سُرِق متاعِي"‪ ،‬رغبة املتكلم‬ ‫تعاىل‪" :‬و ُ‬ ‫خلِق اخلنزيرُ"‪،‬‬ ‫يف اإلبهام على السامع حنو‪ :‬تصدق بألف دينار‪ ،‬إظهار تعظيم املتكلم للفاعل حنو‪ُ " :‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫وإظهار حتقري الفاعل‪ ،‬وخوف املتكلم من الفاعل أو اخلوف عليه‪.‬‬

‫‪ – 23‬ذكر يف باب املفعول فيه أن الشارد قد ذكر أربعة مواضع جيوز فيها حذف العامل يف الظرف وهي‪:‬‬ ‫أن يكون صفة‪ ،‬أو صلة‪ ،‬أو خربًا‪ ،‬أو حالًا‪ ،‬وبقي عليه موضعان‪ :‬أن يكون الظرف مشغولًا عنه‪ ،‬وأن يكون‬ ‫(‪)3‬‬

‫الكالم قد مسع حبذف العامل‪.‬‬

‫‪1‬شرح ابن عقيل‪311/2 ،‬‬ ‫‪2‬السابق‪222-300/2 ،‬‬ ‫‪3‬السابق‪.222/2 ،‬‬

‫‪43‬‬


‫‪ – 22‬مل يذكر ابن عقيل تعريف اسم الفاعل فذكره احملقق نقلًا عن ابن مالك يف التسهيل وهو‪":‬‬ ‫الصفة الدالة على فاعل احلدث‪ ،‬اجلارية يف مطلق احلركات والسكنات على املضارع من أفعاهلا‪ ،‬يف‬ ‫حاليت التذكري والتأنيث‪ ،‬املفيدة ملعنى املضارع أو املاضي "(‪. )1‬‬ ‫‪ – 21‬علق يف باب عطف النسق بقوله‪ " :‬ذكر املصنف أن الواو والفاء قد حتذفان مع معطوفهما ومل‬ ‫يذكر أما مع أنها تشاركهما يف ذلك‪ ،‬ومنه قول أبي ذؤيب‪:‬‬ ‫ب إنِّي لِأَ ْمرِهِ‬ ‫دعانِي إلَ ْيها الْقَ ْل ُ‬

‫ش ٌد طِلَابُها؟(‪.)2‬‬ ‫سمِيعٌ فَما أَ ْدرِي أَ ُر ْ‬

‫‪ – 21‬ذكر تعريف االختصاص وذكر الباعث عليه‪ ،‬وكان الشارح مل يذكرهما‪.‬‬ ‫االختصاص‪ :‬لغةً مصدر "اختص فالن فالنًا بكذا"‪ ،‬أي قصره عليه‪ ،‬وهو يف االصطالح "قصر حكم مسند‬ ‫لضمري على اسم ظاهر معرفة‪ ،‬يذكر بعده‪ ،‬معمول ألخص‪ ،‬حمذوفًا وجوبًا"‬ ‫الباعث عليه أحد ثالثة أمور األول‪ :‬الفخر والثاني‪ :‬التواضع والثالث‪ :‬بيان املقصود بالضمري(‪.)3‬‬ ‫‪ – 22‬مل يذكر ابن هشام تعريف مجع املذكر السامل‪ ،‬يف أوضح املسالك‪ ،‬فذكره احملقق بأنه‪" :‬ضم‬ ‫اسم إىل أكثر منه من غري عطف وال توكيد‪ ،‬ومل يتغري فيه بناء مفرده"(‪.)4‬‬ ‫‪ – 20‬علق احملقق يف باب املثنى قائلًا‪ " :‬ذكر ما أحلق جبمع املذكر السامل مما مسي به ومل يذكر ما‬ ‫أحلق باملثنى مما مسي به منه‪ ،‬وكان خليقًا بأن يذكره‬ ‫"إذا مسي شخص باسم مشتمل على عالمة التثنية مثل حسنني وزيدين‪ ،‬فإن هذا االسم ليس مثنى‬ ‫(‪)5‬‬

‫حقيقة‪ ،‬وقد أحلقه العرب باملثنى‪ ،‬فأعربوه ‪ -‬يف أشهر لغاتهم – كإعراب املثنى‪.‬‬

‫‪ – 12‬مل يذكر احملقق تعريف النكرة ولكنه أشار إىل مثاله أي تعريف بالرسم فذكره احملقق قائلًا‪":‬‬ ‫هذا نوع من التعريف بالرسم وأما التعريف باحلد فهو‪ ":‬عبارة عما شاع يف جنس موجود أو مقدر"(‪.)6‬‬

‫‪1‬شرح ابن عقيل‪.221/1 ،‬‬ ‫‪2‬السابق‪.134/1 ،‬‬ ‫‪3‬السابق‪.101/1،‬‬ ‫‪4‬أوضح المسالك‪13/2 ،‬‬ ‫‪5‬السابق ‪.30/2،‬‬ ‫‪6‬السابق‪.11/2 ،‬‬

‫‪44‬‬


‫ثانيًا‪ :‬الرتجيحات‬ ‫‪ . 2‬ترجيح كالم ابن مالك والرماني وابن الطراوة من أن االتصال أرجح يف خرب كان ويف املفعول‬ ‫الثاني من معمولي ظن وأخواتها‪ ،‬ألن االتصال يف البابني أكثر ورودًا عن العرب‪ ،‬وورد االتصال يف خرب‬ ‫كان يف احلديث‪ ":‬إِنْ يكُنْهُ َف َلنْ تُسلََّطَ علَيْهِ وإِنْ َلمْ يكُنْهُ فَال خيْر َلكَ فِي قَ ْتلِهِ"‪ ،‬وورد االتصال يف باب‬ ‫ظن‪ ،‬ومل يرد يف القرآن االنفصال يف أحد البابني أصلًا(‪.)1‬‬ ‫ح ُن الََّذُون صبَّحوا الصَّباحا يوم النَُّخيلِ غَارةً مِلحاحا‬ ‫‪ . 1‬أن (الذون) يف قول الشاعر‪ :‬ن ْ‬ ‫مبين جيء به على صورة املعرب(‪. )2‬‬ ‫‪ . 4‬يرى أنه جيوز القياس على حنو‪" :‬العبادلة" فتقول‪ :‬مشأل مشألة إذا قال ما شاء اهلل‪ ،‬ونعمص نعمصة‬ ‫إذا قال "نعم صباحًا" وطبقل طبقلة إذا قال أطال اهلل بقاءك‪ ،‬وذلك لكثرة ما ورد من هذا النحو‪ ،‬وأن ما‬ ‫رآه قدامى العلماء من أن باب النحت مقصور على السماع هو من حتجري الواسع(‪.)3‬‬ ‫‪ . 3‬تسليمه برأي اجلمهور جبواز كون الفاعل املغين عن اخلرب ضمريًا بارزًا‪ ،‬كما يكون امسًا ظاهرًا‪،‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫لوروده يف الشعر العربي‬

‫‪ . 2‬ترجيحه رأي البصريني _عدا األخفش‪ -‬أن " خبريٌ " يف قول الشاعر‪:‬‬ ‫مقَالَ َة ِلهْبِيٍَّ إِذا الطََّيْرُ مرَّتِ‬

‫ب فَالَ تكُ ُم ْلغِيا‬ ‫ري بنُو هل ٍ‬ ‫خب ٌ‬

‫خرب مقدم‪ ،‬وقوله‪ " :‬بنُو" مبتدأ مؤخر‪ ،‬وأن قوله‪ ":‬خبريٌ" يف هذا البيت مما يستوي فيه اجلمع واملفرد‬ ‫واملذكر واملؤنث لكونه على زنة املصدر مثل‪ /‬الذميل والصهيل‪ ،‬حيث أن املصدر خيرب به عن املفرد‬ ‫ري‬ ‫ظهِ ٌ‬ ‫واجلمع بلفظ واحد‪ ،‬فقد وردت صيغة فعيل خمربًا بها عن اجلمع " والْملَائِكَةُ بعْد ذٰ ِلكَ َ‬ ‫"[التحريم ‪.)5(]3:‬‬

‫‪1‬شرح ابن عقيل‪.222/2 ،‬‬ ‫‪2‬السابق‪233/2 ،‬‬

‫‪3‬السابق‪.221/2 ،‬‬ ‫‪4‬السابق‪.201/2 ،‬‬ ‫‪5‬السابق‪.201/2 ،‬‬

‫‪45‬‬


‫‪ . 1‬يرى أنه يف قوله تعاىل‪ :‬فَإِذا هِي حيَّةٌ تسْعى) [طه ‪]12:‬إذا مل جتعل مجلة "تسعى" خربًا ثانيًا فهي‬ ‫يف حمل رفع صفة لـ "حية"‪ ،‬وليست يف حمل نصب حال‪ ،‬كما قال الشارح (ابن عقيل) ألن "حية" نكرة‬ ‫وال مسوِّغ جمليء احلال منها(‪.)1‬‬ ‫‪ . 1‬ترجيح كالم سيبويه من أن كان تأتي زائدة بني الصفة واملوصوف ألن اتصاهلا بامسها ال مينع من‬ ‫زيادتها(‪.)2‬‬ ‫‪ . 2‬أنه يف قولك "ليس زيد بشيء إال شيء ال يعبأ به" جيوز يف شيء الواقع بعد إال الرفع والنصب أما‬ ‫النصب فعلى االستثناء أو البدل‬ ‫وأما الرفع فعلى أحد وجهني‪ :‬أن يكون خربًا ملبتدأ حمذوف وكأنه قال‪" :‬إال هو شيء ال يعبأ به" سواء‬ ‫(‪)3‬‬

‫كانت ما عاملة أو مهملة‪ ،‬والثاني‪ :‬على أنه بدل من شيء األول بشرط أن تكون ما مهملة‪.‬‬

‫‪ . 0‬جواز اقرتان املضارع الواقع خربًا لـ كاد بأن –مع قلته‪-‬يف النثر والشعر‪ ،‬وأن قول األندلسيني بأنها‬ ‫ضرورة ال جيوز ارتكابها إال يف الشعر غري صحيح(‪.)4‬‬ ‫‪ . 22‬يرى أن ما ذهب إليه األخفش – وتابعه عليه ابن جين وعبد القاهر اجلرجاني‪ ،‬وأبو عبد اهلل الطوال‪،‬‬ ‫وابن مالك‪ ،‬والرضى –من جواز تقديم الفاعل املتصل بضمري يعود إىل املفعول‪ ،‬هو القول اخلليق بأن‬ ‫نأخذ به ونعتمد عليه‪ ،‬مع أن اجلمهور على خالفه(‪.)5‬‬ ‫‪ . 22‬يرى أن ما ذهب إليه سيبويه من جواز جميء املفعول ألجله معرفًا بأل هو الصحيح لكثرة الشواهد‬ ‫الواردة على صحته يف الشعر والنثر‪ ،‬من ذلك قوله تعاىل‪ :‬يجْعلُون َأصْابِع ُهمْ فِي آذا ِنهِم مَِّن الصَّواعِ ِق‬ ‫حذر الْموْتِ‪[‬البقرة ‪.]20:‬‬

‫(‪)6‬‬

‫‪ . 21‬يرى ما رآه اجلمهور من أن كل اسم وقع بعد واو املعية وسبقته مجلة ذات فعل أو شبهه‪ ،‬ومل يصح‬ ‫(‪)7‬‬

‫عطفه على ما قبله‪ ،‬فإنه يكون مفعولًا معه‪ .‬وذلك لورود الشواهد الكثرية على ذلك نظمًا ونثرًا‪.‬‬

‫‪1‬شرح ابن عقيل‪.112/2 ،‬‬ ‫‪2‬السابق‪.102/2 ،‬‬ ‫‪3‬السابق‪.421/2 ،‬‬ ‫‪4‬السابق‪.442/2 ،‬‬ ‫‪5‬السابق‪.302/2 ،‬‬ ‫‪6‬السابق‪.211/2 ،‬‬ ‫‪7‬السابق‪.202/2 ،‬‬

‫‪46‬‬


‫‪ . 24‬وافق مجهرةً من العلماء يف "جارة" يف قول الشاعر‪ :‬يا جارتا ما أَنْتِ جار ْه " أنه جيوز فيها غري التمييز‬ ‫أن تكون حالًا‪.‬‬

‫(‪)1‬‬

‫‪ . 23‬ترجيح تعني كون مجلة " يسبين" يف قول الشاعر"‬ ‫ولقدْ أمُرَُّ على اللّئيمِ يسبَُّين فَمضيْتُ‪.‬ثمَّت ُقلْتُ ال يعْنينِي نعتًا(‪.)2‬‬ ‫‪ . 22‬أن الصحيح هو قول ابن مالك من أن إعراب حنو بنني وغسلني على لغة بين متيم هو باحلركات‬ ‫الظاهرة وليس كإعراب املمنوع من الصرف كما ذهب الفراء‪ ،‬وذلك ألن فرض الكالم أن هذا النوع من‬ ‫امللحق جبمع املذكر السامل ليس علمًا وأن منعه من الصرف لشبه العلمية وحده غري صحيح‪ ،‬ألن‬ ‫(‪)3‬‬

‫العجمة وحدها ال متنع من الصرف إال أن يكون علمًا‪.‬‬

‫‪ . 21‬وافق رأي الفراء من أن إعراب "سنني" امللحق جبمع املذكر السامل إمنا يكون باحلركات الظاهرة‬ ‫خالفًا البن جين وابن عصفور بدليل حديث النيب ‪ ": ‬ال َّلَهُمَّ اجْعلْها علَيْ ِه ْم سِنِينًا كَسِنِني يُوسُف"(‪.)4‬‬ ‫‪ . 21‬جتويز إضافة االسم للكنية (‪. )5‬‬ ‫‪ . 22‬ختتص ماذا من بني أدوات االستفهام جبواز تقديم العامل فيها عليها‪ ،‬واستدل عليه حبديث رواه‬ ‫البغوي يف مصابيح السنة (‪2/2‬بوالق) يف إسالم عمرو بن العاص‪ ،‬وفيه أن عمرًا قال للنيب ‪ :‬أريد أن‬ ‫اشرتط‪ ،‬فقال له النيب‪" :‬تشرتط ماذا" ومبا روي يف حديث اإلفك أن عائشة رضي اهلل عنها كانت‬ ‫تقول‪ :‬أقول ماذا" و"أفعل ماذا"(‪.)6‬‬ ‫‪ .20‬أن تعدية زعم مبعنى ظنَّ إىل مفعوليه بدون واسطة أنَّ املؤكدة ومعموليها سواء أكانت خمففة‬ ‫أم مثقلة غري ممتنع‪ ،‬خالفًا لألزهري وأبي عبيدة‪ ،‬اللذين زعما أن ذلك ال يكون يف مستعمل الكالم وإمنا‬ ‫(‪)7‬‬

‫يكون يف ضرورات الشعر‪.‬‬

‫‪1‬شرح ابن عقيل‪.112/2 ،‬‬ ‫‪2‬السابق‪.201 /1 ،‬‬ ‫‪3‬أوضح المسالك‪.24/2،‬‬ ‫‪4‬السابق‪.23/2 ،‬‬ ‫‪5‬أالسابق‪.212/2 ،‬‬ ‫‪ 6‬السابق‪.231/2،‬‬ ‫‪7‬السابق‪.43/1 ،‬‬

‫‪47‬‬


‫‪ . 12‬ترجيح مذهب الكوفيني يف قول الشاعر‪ ":‬إني رأيتُ مِالكُ الشَِّيمةِ األَدبُ " أنه على اإللغاء‪ ،‬وأن‬ ‫اإللغاء جائز مع التقدم جوازه مع التوسط‪ ،‬ألن أفعال القلوب ضعيفة‪.‬‬

‫(‪)1‬‬

‫ثالثًا‪ :‬الردود واالعرتاضات‬ ‫‪ .2‬رد اعرتاض الشارح على التمثيل بقولنا (ميني اهلل ألفعلن) على حذف اخلرب وجوبًا الحتمال أن يكون‬ ‫احملذوف هو اخلرب‬ ‫قال احملقق بأنه ال جمال العرتاض الشارح من وجهني األول أن املثال يكفي فيه جمرد االحتمال الذي‬ ‫جيء به من أجله‪ ،‬ومل يقل أحد أنه جيب أن يتعني فيه الوجه الذي جيء به له‪ ،‬والثاني‪ :‬أن الغرض من‬ ‫كالمهم أنَّا إنْ جعلنا هذا املذكور مبتدأً كان خربه هو احملذوف وجوبًا‪ ،‬وأما حذفه فلكون املبتدأ نصًا‬ ‫(‪)2‬‬

‫يف اليمني‪ ،‬وأما الوجوب فألن جواب اليمني عوض عنه وال جيمع بني العوض واملعوض عنه‪.‬‬

‫‪ .1‬رد كالم أبي احلسن األخفش من أن "ال" ليس هلا عمل أصلًا ال يف االسم وال يف اخلرب‪ ،‬ورد مذهب‬ ‫الزجاج من أن "ال" ال تعمل الرفع يف االسم وال تعمل شيئًا يف اخلرب‪ ،‬واخلرب ال يكون مذكورًا بعدها‬ ‫بأدلة‪:‬‬

‫ض باقِيا‬ ‫تع َّز فَال شيْءٌ على األَرْ ِ‬

‫هلل واقِيا‬ ‫وال وزرٌ مِمَّا قَضى ا ُ‬

‫نصرْ ُتكَ إِذْ الَ صاحِب غَيْر خاذِل‬

‫فَبُ َّوِئْت حِصْناً بِالكماةِ حصِينا‬

‫(‪)3‬‬

‫‪ . 4‬رد مذهب أبي علي الشلوبني من أن االستفهام عن النفي ال يقع بدليل قول الشاعر‪:‬‬ ‫أَال اصْطِبار لِسلْمى أ ْم لَها جلَدٌ‬

‫(‪)4‬‬

‫إِذا ُأالَقِي الَّذِي القَا ُه َأمْثالِي‬

‫‪ .3‬رد ما زعمه األزهري وأبي عبيدة بأن زعم ال تتعدى إىل مفعوليها بغري توسط أنَّ بدليل قول الشاعر‪:‬‬

‫‪1‬أوضح المسالك‪.21-21/1 ،‬‬ ‫‪2‬شرح ابن عقيل‪.121/2 ،‬‬ ‫‪3‬السابق‪.424/ 2،‬‬ ‫‪4‬السابق‪.322/2 ،‬‬

‫‪48‬‬


‫بُ دبِيبا‬ ‫إنَّما الشَّيْخُ منْ يدِ َّ‬

‫ت بِشيْخٍ‬ ‫زعمتْنِي شيْخاً ولَسْ ُ‬

‫(‪)1‬‬

‫‪ .2‬رد كالم ابن احلاج من أن العرب هلا غرض يف اإللباس كما هلا غرض يف التبيني‪ ،‬وأن ما ذكره‬ ‫(‪)2‬‬

‫لتدعيم حجته ليس من اإللباس يف شيء‪ ،‬وإمنا هو من باب اإلمجال‪.‬‬

‫‪ .1‬رد كالم ابن جين الذي اشرتط أن كل اسم وقع بعد واو املعية‪ ،‬وسبقته مجلة ذات فعل أو شبهه‪ ،‬أن‬ ‫يصح عطفه على ما قبله من جهة املعنى حتى يصري مفعولًا معه‪ ،‬واجلمهور أنه ال يصح عطفه على ما‬ ‫قبله(‪.)3‬‬ ‫‪ .1‬رد كالم املربد الذي أنكر أن يقع بعد لوال ضمري من الضمائر املتصلة اليت تكون يف حمل نصب أو يف‬ ‫حمل جر بدليل قول الشاعر‪:‬‬ ‫بِ َأجْرامِهِ ِمنْ قُلَّ ِة النِّيقِ مُنْهوِي‬

‫طحْت كَما هوي‬ ‫ط ٍن لَوْلَاي ُ‬ ‫كمْ موْ ِ‬ ‫و َ‬

‫(‪)4‬‬

‫‪ .2‬رد مذهب الكوفيني من أن الواو دالة على الرتتيب ألنها لو كانت دالة على الرتتيب لكان يف قوله‬ ‫تعاىل ‪‬إِنْ هِي ِإالََّ حياتُنا الدنيا نمُوتُ ونحْيا‪[ ‬املؤمنون ‪ ،]41:‬اعرتاف من الكفار بالبعث بعد املوت‪ ،‬ألن‬ ‫(‪)5‬‬

‫احلياة املرادة من حنيا تكون حينئ ٍذ بعد املوت وهي احلشر‪.‬‬

‫‪1‬اشرح ابن عقيل‪.314/2 ،‬‬ ‫‪2‬السابق‪.321/2 ،‬‬ ‫‪3‬السابق‪.202/2 ،‬‬ ‫‪4‬السابق‪.02/1 ،‬‬ ‫‪5‬السابق‪.111/1 ،‬‬

‫‪49‬‬


‫اخل ـ ــامتـ ـ ــة‬ ‫يف إطار ما تقدم ميكن أن خنلص إىل ما يلي‪:‬‬ ‫‪- 2‬سلط البحث الضوء على حياة حممد حميي الدين عبد احلميد‪ ،‬ومسريته العلمية‪.‬‬ ‫‪- 1‬وضح البحث جهود حممد حميي الدين عبد احلميد التأليفية والتحقيقية‪ ،‬وأظهر أهمية هذه‬ ‫املؤلفات يف تراثنا‪.‬‬ ‫‪- 4‬يعد حممد حميي الدين عبد احلميد من الرعيل األول الذين عنوا بإحياء الرتاث العربي‪ ،‬وقد ظهر‬ ‫ذلك فيما ألف وحقق من كتب‪.‬‬ ‫‪- 3‬أظهر البحث عناية حممد حميي الدين عبد احلميد بالتأليف النحوي‪ ،‬إذ وضع مؤلفات على معظم‬ ‫الكتب النحوية اليت حققها‪.‬‬ ‫‪ – 2‬تنوعت حتقيقات حممد حميي الدين عبد احلميد بني التحقيقات األدبية والنحوية واللغوية‬ ‫والدينية والتارخيية والرتاجم‪.‬‬ ‫‪- 1‬مل يضع (عبد احلميد) جتربته التحقيقية يف مؤلف يتحدث عن موضوع التحقيق كعلم من‬ ‫العلوم‪.‬‬ ‫‪- 1‬عمل عبد احلميد على ضبط اآليات القرآنية وتصويب ما اعرتاها من أخطاء يف املنت مباشرة‬ ‫فضبطها بالشكل وخرجها من القرآن بذكر السورة واآلية‪.‬‬ ‫‪- 2‬صوَّب (عبد احلميد) األحاديث يف املنت مباشرة دون اإلشارة إىل األخطاء يف احلاشية‪ ،‬وعمل على‬ ‫خترجيها رادًّا ذلك إىل كتب احلديث‪.‬‬ ‫‪- 0‬عمل (عبد احلميد) على ضبط األشعار ونسبها إىل أصحابها‪ ،‬وكمل الناقص منها وشرحها وأعربها‬ ‫وذكر موطن الشاهد منها‪ ،‬فأبدع عبد احلميد يف هذا اجلانب‪.‬‬ ‫‪ - 22‬خرَّج (عبد احلميد) األمثال وضبطها بالشكل‪ ،‬ورَّها إىل كتب األمثال‪ ،‬وذكر أماكن وجودها يف‬ ‫بعض املصادر‬ ‫‪-22‬مل يرتك (عبد احلميد) لفظًا غريبًا إال شرحه مفصِّلًا ذلك‪ ،‬وبالرجوع إىل املعاجم العربية‬ ‫مستشهدًا على ذلك‪.‬‬

‫‪50‬‬


‫‪- 21‬برزت عناية (عبد احلميد) يف إخراج الكتاب للطباعة والنشر‪ ،‬حرصًا منه على نشر الرتاث وبعثه‬ ‫وإحيائه‪.‬‬ ‫‪- 24‬كان لـ (عبد احلميد) فضلٌ كبري يف تيسري مباحث النحو على الدارسني مبا وضعه على كتب‬ ‫النحو من تعليقات وشروحات قيمة‪.‬‬ ‫‪- 12‬تراوحت تعليقات (عبد احلميد) بني التطويل واإلجياز فبسط القول يف التعليق على كتب النحو‪،‬‬ ‫وأوجز فيما عداها من كتب‪ ،‬فقد وضع شروحًا على كتب النحو‪.‬‬ ‫‪- 12‬قلة عناية عبد احلميد مبكمالت التحقيق فجاءت مقدمته خمتصرة‪ ،‬وقد خلت بعض الكتب من‬ ‫التقديم‪ ،‬كما أنه مل حيرص على وصف الكتاب‪ ،‬ومل يتحدث عن منهجه إال يف القليل النادر‪ ،‬ومل يهتم‬ ‫كثريًا بالفهارس الفنية‪،‬‬ ‫‪- 11‬صب عبد احلميد اهتمامه التحقيقي على كتب النحو‪ ،‬فأبدع وأجاد‪ ،‬فقد يسَّرت حتقيقاته‬ ‫النحوية على الدارسني تناول هذه الكتب ففاق غريه يف هذا اجلانب‪.‬‬ ‫‪- 14‬متيز عبد احلميد بآرائه وتعليقاته اليت حفلت بها كتب النحو اليت حققها وألفها‪.‬‬ ‫‪- 13‬يعظم الباحث املهتمني بالرتاث ويدعو األمة إىل االهتمام بأصول تراثها‪ ،‬وأعمال سلفها‪.‬‬ ‫‪- 12‬يدعو الباحث غريه إىل تكميل ما فاته يف هذا البحث‪ ،‬داعيًا اهلل أن ينفعنا بهذا العمل املتواضع‪.‬‬

‫‪51‬‬


‫املصادر واملراجع‬ ‫‪ .2‬األحوال الشخصية يف الشريعة اإلسالمية مع اإلشارة إىل مقابلها يف الشرائع األخرى‪ ،‬حممد حميي‬ ‫الدين عبد احلميد‪ ،‬املكتبة التجارية الكربى‪-‬مطبعة السعادة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط(‪2022 ،)1‬م‪.‬‬ ‫‪ .1‬االختيار لتعليل املختار‪ ،‬عبد اهلل بن حممود بن مودود املوصلي‪ ،‬حتقيق حممد حميي الدين عبد‬ ‫احلميد‪ ،‬مطبعة املدني‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة الرابعة‪2013،‬م‪.‬‬ ‫‪ .4‬أدب الكاتب‪ ،‬عبد اهلل بن مسلم بن قتيبة‪ ،‬حتقيق حممد حميي الدين عبد احلميد‪ ،‬مطبعة السعادة‬ ‫مبصر‪ ،‬ط(‪2014 ،)3‬م‪.‬‬ ‫‪ . 3‬إعالم املوقعني عن رب العاملني‪ ،‬البن قيم اجلوزية‪ ،‬حتقيق حممد حميي الدين عبد احلميد‪ ،‬دار الفكر‪،‬‬ ‫الطبعة الثانية‪2401 ،‬هـ‪.‬‬ ‫‪ . 2‬اإلنصاف يف مسائل اخلالف بني النحويني البصريني والكوفيني" ألبي الربكات كمال الدين عبد‬ ‫الرمحن بن حممد أبي سعيد األنباري‪ ،‬ط(‪ ،)3‬مطبعة السعادة‪ ،‬مصر‪2012 ،‬م‪.‬‬ ‫‪ . 1‬أوضح املسالك إىل ألفية ابن مالك " حتقيق حممد حمي الدين عبد احلميد‪ ،‬ومعه كتاب "هداية‬ ‫السالك إىل حتقيق أوضح املسالك" حملمد حميي الدين عبد احلميد‪ .‬صدر الكتاب يف طبعته اخلامسة‬ ‫دار إحياء الرتاث العربي‪ ،‬بريوت‪ ،‬ط(‪2011 ،)2‬م‬ ‫‪ . 1‬تاريخ اخللفاء‪ ،‬للسيوطي‪ ،‬حتقيق حممد حميي الدين عبد احلميد‪ ،‬مطبعة السعادة مبصر‪ ،‬الطبعة‬ ‫األوىل‪2021 ،‬م‬ ‫‪ . 2‬التحفة السنية بشرح املقدمة اآلجرُوميَّة‪ ،‬حممد حميي الدين عبد احلميد‪ ،‬دار الفيحاء‪ ،‬دمشق‪،‬‬ ‫ط(‪2003 ،)2‬م‪.‬‬ ‫‪ . 0‬الرتغيب والرتهيب‪ ،‬للحافظ زكي الدين عبد العظيم بن عبد القوي املنذري‪ ،‬حتقيق حممد حميي‬ ‫الدين عبد احلميد‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بريوت‪ ،‬ط(‪2014،)1‬م‪.‬‬ ‫‪ . 22‬حولية كلية اللغة العربية بالقاهرة‪ ،‬جامعة األزهر‪ ،‬العدد الثاني‪2023 ،‬م‬ ‫‪ .22‬دروس التصريف‪ ،‬حممد حميي الدين عبد احلميد‪ ،‬املكتبة العصرية‪ ،‬لبنان‪ ،‬د‪.‬ط‪2002 ،‬م‬

‫‪52‬‬


‫‪ .21‬ديوان الشريف الرضي‪ ،‬اجلزء األول‪ ،‬ألبي احلسن حممد بن احلسني املعروف بالشريف الرضي‪ ،‬دار‬ ‫إحياء الكتب العربية بالقاهرة‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬م‪2030‬‬ ‫‪ .24‬روضة العقالء ونزهة الفضالء‪ ،‬ألبي حامت البسيت‪ ،‬حتقيق حممد حميي الدين عبد احلميد‬ ‫وآخرين‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪2012 ،‬م‪.‬‬ ‫‪ .23‬زهر اآلداب ومثر األلباب‪ ،‬احلصري القريواني‪ ،‬مشروح بقلم زكي مبارك‪ ،‬حققه حممد حميي الدين‬ ‫عبد احلميد‪ ،‬مكتبة احملتسب‪ ،‬عمان‪ ،‬ط(‪2013 ،)3‬م‪.‬‬ ‫‪ .22‬سنن أبي داود املسمى كتاب "السنن"‪ ،‬ألبي داود سليمان بن األشعث السجستاني‪ ،‬حتقيق حممد‬ ‫حميي الدين عبد احلميد‪ ،‬املكتبة العصرية‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‬ ‫‪ .21‬سرية ابن هشام " املسمى "السرية النبوية" ألفه حممد بن إسحاق بن يسار ورواه أبو حممد عبد‬ ‫امللك بن هشام البصري‪ ،‬حتقيق حممد حميي الدين عبد احلميد‪ ،‬مطبعة حجازي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط(‪،)2‬‬ ‫‪2041‬م‪.‬‬ ‫‪ . 21‬شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك" لبهاء الدين عبد اهلل بن عقيل العقيلي اهلمداني املصري‪،‬‬ ‫حتقيق حممد حميي الدين عبد احلميد‪ ،‬ومعه كتاب "منحة اجلليل بتحقيق شرح ابن عقيل" حملمد‬ ‫حميي الدين عبد احلميد‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بريوت‪ ،‬ط(‪2011 ،)22‬م‪.‬‬ ‫‪ . 22‬شرح األمشوني على ألفية ابن مالك" املسمى "منهج السالك إىل ألفية ابن مالك"‪ ،‬حتقيق‬ ‫حممد حميي الدين عبد احلميد‪ ،‬دار الكتاب العربي‪ ،‬بريوت‪2022 ،‬م‪.‬‬ ‫‪ . 20‬شرح ديوان عمر بن أبي ربيعة‪ ،‬تأليف حممد حميي الدين عبد احلميد‪ ،‬املكتبة التجارية الكربى‪-‬‬ ‫مطبعة السعادة‪ ،‬ط(‪2021 ،)2‬م‪.‬‬ ‫‪ . 12‬شرح شذور الذهب يف معرفة كالم العرب‪ ،‬ابن هشام األنصاري‪ ،‬حتقيق حممد حميي الدين عبد‬ ‫احلميد‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬مصر‪(.‬د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫‪ .12‬شرح قطر الندى وبل الصدى‪ ،‬البن هشام األنصاري‪ ،‬حتقيق حممد حميي الدين عبد احلميد‪،‬‬ ‫مطبعة السعادة‪ ،‬مصر‪ ،‬ط(‪2014 ،)2‬م‬ ‫‪ .11‬شرح مقامات بديع الزمان اهلمذاني‪ ،‬شرحها وحققها حممد حميي الدين عبد احلميد‪ ،‬دار الرتاث‬ ‫العربي‪ ،‬بريوت‪2012 ،‬م‪.‬‬ ‫‪53‬‬


‫‪ .14‬الصارم املسلول على شامت الرسول‪ ،‬لشيخ اإلسالم تقي الدين أمحد بن تيمية‪ ،‬حتقيق حممد حميي‬ ‫الدين عبد احلميد‪ ،‬الناشر‪ :‬احلرس الوطين السعودي‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪( .‬د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫‪ . 13‬العمدة يف حماسن الشعر وآدابه ونقده البن رشيق القريواني‪ ،‬صدر عن املكتبة التجارية الكربى‬ ‫مبصر عام ‪2043‬م‪ ،‬ط(‪،)2‬‬ ‫‪ . 12‬الفَرْقُ بني الفِرق وبيانُ الفِرْقةِ الناجيةِ منهم‪ ،‬ألبي منصور عبد القاهر بن طاهر البغدادي‪ ،‬حتقيق‬ ‫حممد حميي الدين عبد احلميد‪،‬‬ ‫‪ . 11‬املثل السائر يف أدب الكاتب والشاعر لضياء الدين نصر اهلل بن أمحد املعروف بابن األثري‪ ،‬مكتبة‬ ‫السعادة مبصر‪ ،‬ط(‪2040،)2‬م‪.‬‬ ‫‪ .11‬جملة جممع اللغة العربية بالقاهرة‪ ،‬العدد الثامن عشر‪2013 ،‬م‪.‬‬ ‫‪ . 12‬جملة جممع اللغة العربية بالقاهرة‪ ،‬العدد العشرون‪2011 ،‬م‬ ‫‪ . 10‬جملة جممع اللغة العربية بالقاهرة‪ ،‬العدد احلادي والثالثون‪ ،‬مارس ‪2014‬م‪.‬‬ ‫‪ . 42‬جملة جممع اللغة العربية بالقاهرة‪ ،‬العدد الثاني والثالثون‪ ،‬نوفمرب ‪2014‬م‪.‬‬ ‫‪ . 42‬جممع األمثال " ألبي الفضل أمحد بن حممد امليداني‪ ،‬حتقيق حممد حميي الدين عبد احلميد‪،‬‬ ‫ط(‪ ،)1‬مطبعة املدني‪ ،‬القاهرة‪.‬‬ ‫‪ . 41‬جممع اللغة العربية يف ثالثني عامًا‪ ،‬حممد مهدي عالم وآخرون‪ ،‬اهليئة العامة لشؤون املطابع‬ ‫األمريية‪ ،‬القاهرة‪2011 ،‬م‪.‬‬ ‫‪ . 44‬مدخل إىل تاريخ نشر الرتاث العربي‪ ،‬حممود حممد الطناحي‪ ،‬مكتبة اخلاجني‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪،2‬‬ ‫‪2023‬م‬ ‫‪ . 43‬املُسوَّدة يف ُأصُولِ الفِقْه" آلل تيمية (شيخ اإلسالم أمحد بن عبد احلليم بن عبد السالم بن تيمية‬ ‫ووالده وجده)‪ ،‬حتقيق حممد حميي الدين عبد احلميد‪ ،‬دار الكتاب العربي‪ ،‬بريوت‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬ ‫‪ . 42‬معاهد التنصيص على شرح شواهد التلخيص‪ ،‬للعباسي‪ ،‬حتقيق حممد حميي الدين عبد‬ ‫احلميد‪ ،‬عامل الكتب‪ ،‬بريوت‪2031 ،‬م‪.‬‬

‫‪54‬‬


‫‪ . 41‬مغين اللبيب عن كتب األعاريب البن هشام األنصاري املصري‪ ،‬حتقيق حممد حميي الدين عبد‬ ‫احلميد‪ ،‬املكتبة العصرية‪ ،‬بريوت‪2002 ،‬م‪.‬‬ ‫‪ . 41‬مقاالت اإلسالميني واختالف املصلني " ألبي حسن علي بن إمساعيل األشعري‪ ،‬حتقيق حممد‬ ‫حميي الدين عبد احلميد‪ ،‬مكتبة النهضة املصرية‪ ،‬ط(‪2010 ،)1‬م‪.‬‬ ‫‪ . 42‬النهضة اإلسالمية يف سري أعالمها املعاصرين‪ ،‬حممد رجب بيومي‪ ،‬دار القلم‪ ،‬دمشق‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬ ‫ج‪2002 ،1‬م‬ ‫‪ . 40‬وفيات األعيان وأنباء أبناء الزمان‪ ،‬لشمس الدين أمحد بن حممد بن خلكان‪ ،‬حتقيق حممد حميي‬ ‫الدين عبد احلميد‪،‬‬ ‫‪ . 32‬يتيمة الدهر يف حماسن أهل العصر‪ ،‬ألبي منصور الثعاليب‪ ،‬مطبعة السعادة بالقاهرة‪ ،‬ط(‪،)1‬‬ ‫‪.2021‬‬

‫‪55‬‬


‫فهـ ـ ــرس احملتوي ـ ــات‬

‫إهـــــــــــــــــداء ‪............................................................................................................‬أ‬ ‫شكـــــــر ‪ .............................................................................................................‬ب‬ ‫مقدمـــــة ‪ ..............................................................................................................‬ت‬ ‫الفصل األول‪ :‬حملات من حياته ‪1.....................................................................................‬‬ ‫نشأته وتعليمه ‪2....................................................................................................‬‬ ‫يف قاعات الدرس ‪2................................................................................................‬‬ ‫رحلته إىل السودان ‪3...............................................................................................‬‬ ‫العودة إىل مصر ‪3..................................................................................................‬‬ ‫عضويته باجملمع ‪3.................................................................................................‬‬ ‫مؤلف وحمقق يف مقتبل الشباب ‪4...............................................................................‬‬ ‫وفاته ‪5...............................................................................................................‬‬ ‫طرائف يف حياته ‪5.................................................................................................‬‬ ‫قالوا فيه ‪5..........................................................................................................‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬جهوده يف التأليف والتحقيق ‪8......................................................................‬‬ ‫أولًا‪ :‬جهده التأليفي ‪9.............................................................................................‬‬ ‫أ – الكتب النحوية والصرفية ‪9 .......................................................................‬‬ ‫ب – الكتب الدينية واألدبية‪9 .........................................................................‬‬ ‫ثانيًا‪ :‬جهده التحقيقي ‪11.........................................................................................‬‬ ‫أ – التحقيقات األدبية ‪11 ...............................................................................‬‬ ‫ب – التحقيقات النحوية واللغوية‪11 ................................................................. :‬‬ ‫ج‪ .‬التحقيقات الدينية والتارخيية والرتاجم ‪11 ........................................................‬‬ ‫‪56‬‬


‫الفصل الثالث‪ :‬منهج حممد حميي الدين عبد احلميد التحقيقي ‪11...........................................‬‬ ‫منهج حممد حميي الدين عبد احلميد يف حتقيق منت الكتاب ‪21.........................................‬‬ ‫أولًا‪ :‬ختريج اآليات ‪21 ...................................................................................‬‬ ‫ثانيًا‪ :‬حتقيق األحاديث ‪22 ..............................................................................‬‬ ‫ثالثًا‪ :‬حتقيق األشعار ‪23 ................................................................................‬‬ ‫رابعًا‪ :‬ختريج األعالم ‪25 ................................................................................‬‬ ‫خامسًا‪ :‬ختريج األمثال ‪21 ..............................................................................‬‬ ‫سادسًا‪ :‬منهجه يف شرح األلفاظ الغريبة ‪21 ..........................................................‬‬ ‫سابعًا‪ :‬منهجه يف الزيادة واحلذف والتغيري والتبديل ‪29 ............................................‬‬ ‫ثامنًا‪ :‬منهجه يف ضبط النصوص‪31 ................................................................. .‬‬ ‫تاسعًا‪ :‬التعليق ‪32 ........................................................................................‬‬ ‫مكمالت التحقيق عند حممد حميي الدين عبد احلميد ‪31...............................................‬‬ ‫أوال‪ :‬مقدمة التحقيق‪31 ................................................................................ .‬‬ ‫ثانيًا‪ :‬العناية باإلخراج الطباعي ‪31 ....................................................................‬‬ ‫ثالثًا‪ :‬صنع الفهارس ‪38 .................................................................................‬‬ ‫رابعًا‪ :‬االستدراك والتذييل ‪38 ..........................................................................‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬آراؤه ‪39................................................................................................‬‬ ‫أولًا‪ :‬االستدراكات‪41.......................................................................................... :‬‬ ‫ثانيًا‪ :‬الرتجيحات‪45...............................................................................................‬‬ ‫ثالثًا‪ :‬الردود واالعرتاضات ‪48...................................................................................‬‬ ‫اخلـــــامتــــــة ‪51.........................................................................................................‬‬ ‫املصادر واملراجع ‪52....................................................................................................‬‬ ‫فهــــــرس احملتويـــــات ‪51..............................................................................................‬‬

‫‪57‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.