اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ﺗﺄﻟﻴﻒ ﺑﻦ ﺟﻮﻟﺪﻳﻜﺮ
ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﺳﻌﺪ ﻃﻨﻄﺎوي ﻣﺮاﺟﻌﺔ ﺷﻴﻤﺎء ﻃﻪ اﻟﺮﻳﺪي
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
Bad Science
ﺑﻦ ﺟﻮﻟﺪﻳﻜﺮ
Ben Goldacre
اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﱃ ٢٠١٥م رﻗﻢ إﻳﺪاع ٢٠١٤ / ١٧٦٥٢ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺤﻘﻮق ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ ﻟﻠﻨﺎﴍ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻫﻨﺪاوي ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻢ واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ املﺸﻬﺮة ﺑﺮﻗﻢ ٨٨٦٢ﺑﺘﺎرﻳﺦ ٢٠١٢ /٨ / ٢٦ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻫﻨﺪاوي ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻢ واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ إن ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻫﻨﺪاوي ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻢ واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻏري ﻣﺴﺌﻮﻟﺔ ﻋﻦ آراء املﺆﻟﻒ وأﻓﻜﺎره وإﻧﻤﺎ ﱢ ﻳﻌﱪ اﻟﻜﺘﺎب ﻋﻦ آراء ﻣﺆﻟﻔﻪ ٥٤ﻋﻤﺎرات اﻟﻔﺘﺢ ،ﺣﻲ اﻟﺴﻔﺎرات ،ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻧﴫ ،١١٤٧١اﻟﻘﺎﻫﺮة ﺟﻤﻬﻮرﻳﺔ ﻣﴫ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﺎﻛﺲ+ ٢٠٢ ٣٥٣٦٥٨٥٣ : ﺗﻠﻴﻔﻮن+ ٢٠٢ ٢٢٧٠٦٣٥٢ : اﻟﱪﻳﺪ اﻹﻟﻜﱰوﻧﻲhindawi@hindawi. org : املﻮﻗﻊ اﻹﻟﻜﱰوﻧﻲhttp://www. hindawi. org : ﺟﻮﻟﺪﻳﻜﺮ ،ﺑﻦ. اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ/ﺗﺄﻟﻴﻒ ﺑﻦ ﺟﻮﻟﺪﻳﻜﺮ. ﺗﺪﻣﻚ٩٧٨ ٩٧٧ ٧٦٨ ١٢٠ ٩ : -١اﻟﻌﻠﻮم أ -اﻟﻌﻨﻮان ٥٠٠ ﺗﺼﻤﻴﻢ اﻟﻐﻼف :ﺧﺎﻟﺪ املﻠﻴﺠﻲ. ﻳُﻤﻨَﻊ ﻧﺴﺦ أو اﺳﺘﻌﻤﺎل أي ﺟﺰء ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﺑﺄﻳﺔ وﺳﻴﻠﺔ ﺗﺼﻮﻳﺮﻳﺔ أو إﻟﻜﱰوﻧﻴﺔ أو ﻣﻴﻜﺎﻧﻴﻜﻴﺔ، وﻳﺸﻤﻞ ذﻟﻚ اﻟﺘﺼﻮﻳﺮ اﻟﻔﻮﺗﻮﻏﺮاﰲ واﻟﺘﺴﺠﻴﻞ ﻋﲆ أﴍﻃﺔ أو أﻗﺮاص ﻣﻀﻐﻮﻃﺔ أو اﺳﺘﺨﺪام أﻳﺔ وﺳﻴﻠﺔ ﻧﴩ أﺧﺮى ،ﺑﻤﺎ ﰲ ذﻟﻚ ﺣﻔﻆ املﻌﻠﻮﻣﺎت واﺳﱰﺟﺎﻋﻬﺎ ،دون إذن ﺧﻄﻲ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﴍ. Arabic Language Translation Copyright © 2015 Hindawi Foundation for Education and Culture. Bad Science Copyright © Ben Goldacre 2008. All rights reserved.
اﳌﺤﺘﻮﻳﺎت
ﻣﻦ أﻓﻀﻞ ﻣﺎ ﻗﻴﻞ ﻋﻦ اﻟﻜﺘﺎب ﻣﻘﺪﻣﺔ -١املﺎدة -٢رﻳﺎﺿﺔ اﻟﻌﻘﻞ -٣ﻣﺮ ﱠﻛﺐ ﺑﺮوﺟﻨﻴﻮم إﻛﺲ واي -٤املﻌﺎﻟﺠﺔ املِ ﺜﻠﻴﺔ -٥ﺗﺄﺛري اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ -٦ﻫﺮاء اﻟﺴﺎﻋﺔ -٧د .ﺟﻴﻠﻴﺎن ﻣﺎﻛﻴﺚ -٨ﻗﺮص ﻳﺤﻞ ﻣﺸﻜﻼت اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﱠ ﻣﻌﻘﺪة -٩اﻟﱪوﻓﻴﺴﻮر ﺑﺎﺗﺮﻳﻚ ﻫﻮﻟﻔﻮرد -١٠ﺳﻴﻘﺎﺿﻴﻚ اﻟﻄﺒﻴﺐ اﻵن -١١ﻫﻞ اﻟﻄﺐ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي ﴍﱞ ؟ -١٢ﻛﻴﻒ ﺗﺮوﱢج وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم ﻟﺴﻮء َﻓﻬْ ﻢ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻌﻠﻢ -١٣ملﺎذا ﻳُﺼﺪﱢق اﻷذﻛﻴﺎء أﻣﻮ ًرا ﻏﺒﻴﺔ -١٤اﻹﺣﺼﺎءات اﻟﺮدﻳﺌﺔ -١٥املﺨﺎوف اﻟﺼﺤﻴﺔ -١٦ﺧﺪﻳﻌﺔ اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ ﰲ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم
7 13 17 29 37 45 81 103 127 149 173 191 207 233 251 265 289 301
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
343 351 353
أﻓﻜﺎر إﺿﺎﻓﻴﺔ ﻗﺮاءات إﺿﺎﻓﻴﺔ وﺷﻜﺮ وﺗﻘﺪﻳﺮ املﺮاﺟﻊ
6
ﻣﻦ أﻓﻀﻞ ﻣﺎ ﻗﻴﻞ ﻋﻦ اﻟﻜﺘﺎب
ٌ درس ﺟﻴﱢ ٌﺪ ﰲ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﻮﺑﻴﺦ أﻋﺪاء اﻟﻌﻘﻞ وﻣﺮوﱢﺟﻲ اﻟﻬُ ﺮاء وأﻧﺼﺎف اﻟﺤﻘﺎﺋﻖ. ﻣﺠﻠﺔ »ذي إﻳﻜﻮﻧﻮﻣﻴﺴﺖ« ﺳﺘﻀﺤﻚ ﻣﻦ أﻋﻤﺎق ﻗﻠﺒﻚ ،ﺛﻢ ﺗُﻠﻘﻲ ﻛﻞ ﺗﻠﻚ اﻷﻃﻌﻤﺔ اﻟﺼﺤﻴﺔ اﻟﺒﺎﻫﻈﺔ اﻟﺜﻤﻦ ﰲ ﺳﻠﺔ املﻬﻤَ ﻼت. ﺻﺤﻴﻔﺔ »ذي أوﺑﺰرﻓﺮ« ،ﻛﺘﺐ اﻟﻌﺎم ﻛﺘﺎب ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻔﻮﺗﻚ … ﻳﻌﻨﱢﻒ ﻓﻴﻪ ﺟﻮﻟﺪﻳﻜﺮ — ﰲ ﻫﺠﻮم ﻏﺎﺿﺐ ﺣﺎد — ﱠ اﻷﻓﺎﻗني واﻟﻜﺬاﺑني اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴﻴﺌﻮن اﺳﺘﺨﺪام اﻟﻌﻠﻢ .ﻻ ﻳﻔﻠﺖ ﻣﻦ ﻗﺒﻀﺘﻪ إﻻ ﻗﻠﻴﻠﻮن؛ إذ ﻳﻨﺎل ﻧﻘﺪه ﻣﻦ ﻛ ﱟﻞ ﻣﻦ ﴍﻛﺎت اﻟﺪواء ،وﻣﺨﺘﴢ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﻣﻨﺤﻮا أﻧﻔﺴﻬﻢ ﻫﺬه املﻜﺎﻧﺔ ،واﻟﺒﺎﺣﺜني واﻟﺼﺤﻔﻴني املﺨﺪوﻋني. ﺻﺤﻴﻔﺔ »ذا ﺗﺎﻳﻤﺰ« ،ﻛﺘﺐ اﻟﻌﺎم ﻛﺘﺎب راﺋﻊ ﻳﺪﺣﺾ اﻟﻬﺮاء اﻟﻄﺒﻲ. ﺻﺤﻴﻔﺔ »ﻟﻨﺪن ﻻﻳﺖ«
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ﻣﻦ ﺧﺒري ﺣﺎﺻﻞ ﻋﲆ اﻟﺪﻛﺘﻮراه ﺑﺎملﺮاﺳﻠﺔ اﻟﱪﻳﺪﻳﺔ إﱃ دﺣﺾ ﺧﺮاﻓﺎت اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ ،ﻳﺒني ﺑﻦ ﺟﻮﻟﺪﻳﻜﺮ ﻛﻴﻒ أﻧﻚ ﻻ ﺗﺤﺘﺎج إﱃ درﺟﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺣﺘﻰ ﺗﻜﺘﺸﻒ »اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ« ﺑﻨﻔﺴﻚ. ﺻﺤﻴﻔﺔ »ذي إﻧﺪﺑﻨﺪﻧﺖ« ،ﻛﺘﺐ اﻟﻌﺎم ٍ ﺑﺎﻟﻐﺔ اﻟﺘﻘﺎﻟﻴ َﺪ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻛﺘﺎب أﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب؛ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺗﺤﻄﻴﻤﻪ ﺑﻘﺴﻮ ٍة اﻷﻧﺎﻧﻴﺔ اﻟﺠﺎﻫﻠﺔ ﻟﻠﻄﺒﻘﺎت اﻟﻮﺳﻄﻰ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ،وﺗﺒﺪﻳﺪ اﻷوﻫﺎم .ﺳﺘﻀﺤﻚ ﻣﻦ أﻋﻤﺎق ﻗﻠﺒﻚ ،ﺛﻢ ﺗُﻠﻘﻲ ﻛﻞ ﺗﻠﻚ اﻷﻃﻌﻤﺔ اﻟﺼﺤﻴﺔ اﻟﺒﺎﻫﻈﺔ اﻟﺜﻤﻦ ﰲ ﺳﻠﺔ املﻬﻤَ ﻼت. ﺗﺮﻳﻔﻮر ﻓﻴﻠﻴﺒﺲ ،ﺻﺤﻴﻔﺔ »ذي أوﺑﺰرﻓﺮ« ،ﻛﺘﺐ اﻟﻌﺎم ﻳﻬﺪف ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب إﱃ ﺗﺜﻘﻴﻔﻨﺎ ﺑﺼﻮرة أﻓﻀﻞ ،ﻋﲆ أﻣﻞ أن ﻧﺘﻮﻗﻒ ﰲ ﻳﻮم ﻣﻦ اﻷﻳﺎم ﻋﻦ ﻛﺘﺎﺑﺔ أي ﻫﺮاء. ﺻﺤﻴﻔﺔ »ذا دﻳﲇ ﺗﻠﻴﺠﺮاف« ،ﻛﺘﺐ اﻟﻌﺎم ﻣﺤﺎرب اﻟﺪﺟﻞ ﰲ أﻗﻮى ﻣﻌﺎرﻛﻪ .ﺑﻤﻨﻄﻖ ﺣﺎد ﻳﻘ ﱢﺮع ﺟﻮﻟﺪﻳﻜﺮ ﴍﻛﺎت اﻟﺪواء اﻟﻜﱪى ،واﻹﻋﻼم ،وﻣﺴﻴﺌﻲ اﺳﺘﺨﺪام اﻟﻌﻠﻢ ﰲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎن .إن ﻫﺪﻓﻪ ﺗﻌﻠﻴﻢ اﻟﻘﺮاء ﱠ ﻣﺤﺼﻨني ﻛﻴﻒ ﻳﺘﻌ ﱠﺮﻓﻮن ﻋﲆ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﺘﻲ ﻳُﻜﺘﺐ ﺑﻬﺎ اﻟﻬﺮاء ،ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺼريون ً ﻃﺮح ﺣﻮل اﻟﺴﺬاﺟﺔ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻣﺴﺘﻘﺒﻼ ﺿﺪ أﻧﻮاع ﺟﺪﻳﺪة ﻣﻦ اﻟﻬﺮاء .إﻧﻪ أﻓﻀﻞ ٍ ﻣﻨﺬ ﻣﴪﺣﻴﺔ »اﻟﺨﻴﻤﻴﺎﺋﻲ« ﻟﺒﻦ ﺟﻮﻧﺴﻮن. ﺻﺤﻴﻔﺔ »ذا ﺟﺎردﻳﺎن« ﻛﺘﺎب ﻣﻬﻢ ،وإذا ﻛﺎن ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻚ اﺧﺘﻴﺎر ﻛﺘﺎب واﺣﺪ ﻏري ﻗﺼﴢ ﻫﺬا اﻟﻌﺎم ﻓﺴﺘُ ِ ﺤﺴﻦ ﺻﻨﻌً ﺎ ﺑﺎﺧﺘﻴﺎرك ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب. ﺻﺤﻴﻔﺔ »دﻳﲇ ﻣﻴﻞ« ﻛﺘﺎب ﻣﻤﺘﻊ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ … ﻛﺘﺎب أﺳﺎﳼ ﻟﻜ ﱢﻞ ﻣَ ﻦ ﺷﻌﺮ ﰲ أي وﻗﺖ ﻣﻦ اﻷوﻗﺎت ﺑﻌﺪم اﻟﺮاﺣﺔ ﺗﺠﺎه اﻟﺘﻐﻄﻴﺔ اﻹﺧﺒﺎرﻳﺔ ﻟﻘﺼﺺ »اﻻﻛﺘﺸﺎﻓﺎت« اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ املﺴﺎﻳﺮة 8
ﻣﻦ أﻓﻀﻞ ﻣﺎ ﻗﻴﻞ ﻋﻦ اﻟﻜﺘﺎب
ﻟﻠﻤﻮﺿﺔ ،واملﺨﺎوف اﻟﺼﺤﻴﺔ ،وﻋﺒﺎرة »أﻇﻬﺮت اﻟﺒﺤﻮث« اﻟﺘﻲ أﺻﺒﺤﺖ ﺗﱰدﱠد ﻛﺜريًا .ﻳﺠﺐ أن ﻳﻜﻮن ﰲ املﻘ ﱠﺮر اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ اﻟﻮﻃﻨﻲ. ﻣﺠﻠﺔ »ﺗﺎﻳﻢ أوت« ﻻ ﻳﻮﺟﺪ اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﻟﺼﺤﻔﻴني اﻟﺒﺎرﻋني ﺣﺘﻰ اﻟﻨﺨﺎع ﰲ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ اﻟﱪﻳﻄﺎﻧﻴﺔ، ﺑﻴﺪ أن ﺑﻦ ﺟﻮﻟﺪﻳﻜﺮ أﺣﺪﻫﻢ .ﰲ ﻇﻞ ﺑﻼء اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ اﻟﺼﺤﻔﻴﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻟﺒﺎﺋﺴﺔ، واﻟﺠﻬﻞ اﻹﺣﺼﺎﺋﻲ ،واﺣﺘﻴﺎل اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻳﻘﻮل ﺟﻮﻟﺪﻳﻜﺮ إﻧﻪ ﻛﺎن ﻳﻬﺪف إﱃ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﺧﻔﻴﻔﺔ ﺣﻮل املﻨﻬﺞ اﻟﻌﻠﻤﻲ .ﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﻔﻠﺢ اﻷﻣﺮ؛ ﻓﻘﺪ ﺧﺮج ﻋﻦ اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﲆ ﻏﻀﺒﻪ ﺗﺠﺎه اﻟﻜﺎﺋﻨﺎت اﻟﺨﺴﻴﺴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺴﻴﱠﺪ اﻟﻨﻘﺎش اﻟﺼﺤﻲ َ ﻳﺘﻮان ﻋﻦ اﻟﺮ ﱢد ﻋﻠﻴﻬﻢ .ﻳﻤﻜﻨﻚ أن ﺗﺒﺪأ ﺑﻘﺮاءة ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب. اﻟﻌﺎم ،وﻟﻢ ﺻﺤﻴﻔﺔ »ذا دﻳﲇ ﺗﻠﻴﺠﺮاف« ﺛﻤﺔ ﺳﺒﺒﺎن ﻣﻘﻨﻌﺎن ﻟﻘﺮاءة ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب :اﻷول ﻫﻮ اﻻﻧﻐﻤﺎس ﰲ ﺗﻘﻮﻳﻀﻪ املﻨﻬﺠﻲ ﱢ ﻣﺘﺨﺼﺼﻮ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ ،واملﻌﺎﻟﺠﻮن اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﻮن ،وﴍﻛﺎت ﻟﻠﻬﺮاء اﻟﺬي ﻳﻘﺪﱢﻣﻪ ﻣﺴﺘﺤﴬات اﻟﺘﺠﻤﻴﻞ ،وﴍﻛﺎت اﻟﺪواء … اﻟﺴﺒﺐ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻳﺮﺟﻊ إﱃ اﻟﻨﻘﺎش اﻟﺮاﺋﻊ ﺣﻮل أﺳﺒﺎب ﺧﺪاﻋﻨﺎ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ .أﺿﻒ اﻟﻘﻴﻤﺔ اﻟﱰﻓﻴﻬﻴﺔ املﺤﻀﺔ ﻟﻠﻜﺘﺎب وﺳﺘﺤﺼﻞ ﻋﲆ أﺣﺪ أﻫﻢ اﻟﻜﺘﺐ ﻫﺬا اﻟﻌﺎم. ﻣﺠﻠﺔ »ﻧﻴﻮ ﺳﺎﻳﻨﺘﻴﺴﺖ«
9
إﱃ ﻣَ ﻦ ﻳﻬﻤﻪ اﻷﻣﺮ
ﻣﻘﺪﻣﺔ
ً دﻋﻨﻲ ﱢ ٍ ﺳﻴﺌﺔ .ﻳُﻘﺎل ﻟﻸﻃﻔﺎل ﺑﺼﻮرة دورﻳﺔ — ﻣﻦ درﺟﺔ ﺻﺎرت اﻷﻣﻮر أوﺿﺢْ ﻟﻚ إﱃ أي ﺧﻼل ﻣﺪ ﱢرﺳﻴﻬﻢ ﰲ آﻻف املﺪارس اﻟﱪﻳﻄﺎﻧﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ — إﻧﻬﻢ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻬ ﱡﺰون رءوﺳﻬﻢ إﱃ أﻋﲆ وأﺳﻔﻞ ﻳﺰداد ﱡ ﺗﺪﻓﻖ اﻟﺪﻣﺎء ﰲ اﻟﻔﺼﻮص اﻷﻣﺎﻣﻴﺔ ﰲ أدﻣﻐﺘﻬﻢ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺆدﱢي إﱃ ﱡ ﺗﺤﺴﻦ وإن ﺣَ ﱠﻚ أﺻﺎﺑﻌﻬﻢ ﻣﻌً ﺎ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺳﻴُﺤَ ﱢﺴﻦ ﻣﻦ ﱡ اﻟﱰﻛﻴﺰ ﻟﺪﻳﻬﻢ ،ﱠ »ﺗﺪﻓﻖ اﻟﻄﺎﻗﺔ« ﻋﱪ أﺟﺴﺎﻣﻬﻢ ،وإﻧﻪ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻣﺎءٌ ﰲ اﻟﻄﻌﺎم املﺼﻨﱠﻊ ،وإن اﻻﺣﺘﻔﺎظ ﺑﺎملﺎء ﻋﲆ أﻟﺴﻨﺘﻬﻢ ﺳﻴﺴﺎﻋﺪ ﰲ ﺗﺮﻃﻴﺐ اﻟﺪﻣﺎغ ﻣﺒﺎﴍ ًة ﻋﱪ ﺳﻘﻒ اﻟﻔﻢ؛ وﻛﻞ ذﻟﻚ ﻳُﻌَ ﱡﺪ ﺟﺰءًا ﻣﻦ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺗﻤﺮﻳﻦ ﺧﺎص ﻳُﻄ َﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ »رﻳﺎﺿﺔ اﻟﻌﻘﻞ« .ﺳﻨﻜ ﱢﺮس ﺑﻌﺾ اﻷﺟﺰاء ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ملﻨﺎﻗﺸﺔ ﻫﺬه ً املﻌﺘﻘﺪات ،واﻷﻛﺜﺮ أﻫﻤﻴﺔ ،أﻧﻨﺎ ﺳﻨﺘﺤﺪﱠث ﻋﻦ اﻟﺤﻤﻘﻰ ﰲ ﻧﻈﺎﻣﻨﺎ اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺆﻣﱢ ﻨﻮن ﻋﲆ ﺻﺤﱠ ﺔ ﻫﺬه املﻌﺘﻘﺪات. ﻟﻜﻦ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﻟﻴﺲ ﻋَ ْﺮ ً ﺿﺎ ملﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻷﻣﻮر اﻟﻌﺒﺜﻴﺔ اﻟﺘﺎﻓﻬﺔ؛ ﻓﻬﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﻳَﺴريُ و َْﻓﻖ ﺧ ﱟ ﻂ ﺗﺼﺎﻋﺪي ﻃﺒﻴﻌﻲ ،ﺑﺪءًا ﻣﻦ ﺣﻤﺎﻗﺔ اﻷدﻋﻴﺎء ،ﻋﱪ املﺼﺪاﻗﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﻨﺤﻬﺎ ﻟﻬﻢ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم اﻟﺴﺎﺋﺪة ،ﻣﺮو ًرا ﺑﺤِ ﻴَﻞ ﺻﻨﺎﻋﺔ املﻮاد اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ املﻜﻤﱢ ﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺒﻠﻎ ﺣﺠﻤﻬﺎ ٣٠ﻣﻠﻴﺎر ﺟﻨﻴﻪ اﺳﱰﻟﻴﻨﻲ ،وﻛﻮارث ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺪواء اﻟﺘﻲ ﻳﺒﻠﻎ ﺣﺠﻤﻬﺎ ٣٠٠ﻣﻠﻴﺎر ﺟﻨﻴﻪ ً وﺻﻮﻻ إﱃ اﻟﺤﺎﻻت اﻟﺘﻲ ﻳُﻮدَع ﻓﻴﻬﺎ اﻷﺷﺨﺎص ﰲ اﺳﱰﻟﻴﻨﻲ ،وﻣﺄﺳﺎة اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ، اﻟﺴﺠﻮن ،أو ﻳﺘﻌ ﱠﺮﺿﻮن ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻠﺴﺨﺮﻳﺔ ﻣﻨﻬﻢ ،أو ﻟﻠﻮﻓﺎة؛ ﺑﺴﺒﺐ ﺳﻮء اﻟﻔﻬﻢ املﺴﺘﻔﺤِ ﻞ ﰲ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ ﻟﻺﺣﺼﺎءات واﻟﺪﻻﺋﻞ. ﰲ وﻗﺖ إﻟﻘﺎء ﻣﺤﺎﴐة ﳼ ﺑﻲ ﺳﻨﻮ اﻟﺸﻬرية ﺣﻮل »ﺛﻘﺎﻓﺘَ ِﻲ« اﻟﻌﻠﻢ واﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺎت ﻗﺒﻞ ﻧﺼﻒ ﻗﺮن ،ﻛﺎن ﺧ ﱢﺮﻳﺠﻮ أﻗﺴﺎم ﻛﻠﻴﺎت اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺎت ﻳﺘﺠﺎﻫﻠﻮﻧﻨﺎ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ .وﺣﺎﻟﻴٍّﺎ ﻳﺠﺪ ٍ َ ﻫﺎﺋﻠﺔ ﻣﻦ اﻷﻓﺮاد ،اﻟﺬﻳﻦ أﻧﻔﺴﻬﻢ أﻗ ﱠﻞ ﻋﺪدًا وﻗﻮ ًة ﰲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﺟﺤﺎﻓ َﻞ اﻷﻃﺒﺎء واﻟﻌﻠﻤﺎء
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ﻳﺸﻌﺮون ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻣ َ ُﺨﻮﱠﻟﻮن ﺑﺎﻹدﻻء ﺑﺂراﺋﻬﻢ ،ﺣﻮل ﻣﺴﺎﺋﻞ اﻷدﻟﺔ — وﻫﻮ ﺗﻄ ﱡﻠﻊ ﻣﺤﻤﻮد — دون أن ﻳﺸﻐﻠﻮا أﻧﻔﺴﻬﻢ ﺑﻔﻬﻢ اﻷﻣﻮر اﻟﺘﻲ ﻳﻨﺎﻗﺸﻮﻧﻬﺎ ﻓﻬﻤً ﺎ أﺳﺎﺳﻴٍّﺎ. ﰲ املﺪرﺳﺔ ،ﺣﻴﻨﻤﺎ َ ﻛﻨﺖ ﺗﺘﻌ ﱠﻠﻢ املﻮاد اﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺔ ﰲ أﻧﺎﺑﻴﺐ اﻻﺧﺘﺒﺎر ،واملﻌﺎدﻻت اﻟﺘﻲ َ اﻟﺤﺮﻛﺔ ،ورﺑﻤﺎ ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﺎ ﻋﻦ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻤﺜﻴﻞ اﻟﻐﺬاﺋﻲ — وﻫﻮ ﻣﺎ ﺳﻨﺘﻨﺎوﻟﻪ ﺑﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺗﺼﻒ اﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ً ﻻﺣﻘﺎ — ﻟﻢ ﺗﺘﻌ ﱠﻠﻢ ﻋﲆ اﻷرﺟﺢ ﺷﻴﺌًﺎ ﻋﻦ املﻮت ،واملﺨﺎﻃﺮة ،وﻋﻠﻢ اﻹﺣﺼﺎء ،واﻟﻌﻠﻢ اﻟﺬي ﻳﺘﻨﺎول ﻣﺎ ﻳُﻮدي ﺑﺤﻴﺎﺗﻚ أو ﻳُﻔﴤ إﱃ ﺷﻔﺎﺋﻚ .وﺗﺰداد اﻟﻬُ ﻮة ﰲ ﺛﻘﺎﻓﺘﻨﺎ اﺗﱢﺴﺎﻋً ﺎ؛ ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ ً ﺗﻄﺒﻴﻘﺎ — َ ﺑﻌﺾ أﻛﺜﺮ اﻷﻓﻜﺎر ﻳﺘﻀﻤﱠ ﻦ اﻟﻄﺐ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﲆ اﻷدﻟﺔ — وﻫﻮ أﻛﺜﺮ ﻓﺮوع اﻟﻌﻠﻢ ً ﺣﺬﻗﺎ ﺧﻼل اﻟﻘﺮﻧني املﺎﺿﻴني — وﻫﻮ ﻋﻠ ٌﻢ أﻓﴣ إﱃ إﻧﻘﺎذ ﻣﻼﻳني اﻷرواح — ﻟﻢ ﻳ َُﻘ ْﻢ وﻟﻮ ً ﻣﻌﺮﺿﺎ واﺣﺪًا ﻹﻧﺠﺎزات ﻫﺬا اﻟﻌﻠﻢ ﰲ ﻣﺘﺤﻒ ﻟﻨﺪن ﻟﻠﻌﻠﻮم. ﻻ ﻳﺮﺟﻊ ذﻟﻚ إﱃ ﻏﻴﺎب اﻻﻫﺘﻤﺎم؛ ﻓﻨﺤﻦ ﻣﻬﻮوﺳﻮن ﺑﺎﻟﺼﺤﺔ — إذ ﺗﻤﺜﱢﻞ اﻷﺧﺒﺎ ُر اﻟﻄﺒﻴﺔ إﺟﻤﺎﻻ ﰲ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم — وﻻ ﻧﺰال ﱠ ً َ ﻧﺤﻮ ﻛﺜﻴﻒ ﻧﺼﻒ اﻷﺧﺒﺎر اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ املﺘﺪاوﻟﺔ ﻧﺘﻠﻘﻰ ﻋﲆ ٍ ٍ ً وﻗﺼﺼﺎ ﺗﺒﺪو ﻋﻠﻤﻴﺔ ﰲ ﻇﺎﻫﺮﻫﺎ .ﻟﻜﻨﻨﺎ ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺳﱰى ،ﻧﺤﺼﻞ ﱢﻋﺎءات وﺑﺼﻮرة ﻣﺘﻜ ﱢﺮرة اد ِ أﻧﻔﺴﻬﻢ اﻟﺬﻳﻦ أﻇﻬﺮوا ﻏري ﻣﺮ ٍة ﻋﺪ َم ﻗﺪرﺗﻬﻢ ﻋﲆ ﻗﺮاءة ﻋﲆ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻨﺎ ﻣﻦ اﻷﺷﺨﺎص ٍ ﺛﻘﺎت ﻋﲆ اﻷدﻟﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ. وﺗﻔﺴري وﺗﻘﺪﻳﻢ ﺷﻬﺎد ِة ﻗﺒﻞ أن ﻧﺒﺪأ ،دﻋﻨﻲ ُ أرﺳ ْﻢ ﻣﻌﺎﻟﻢ ﺧﺎرﻃﺔ اﻟﻄﺮﻳﻖ. ً ُ ً ﺠﺮيَ ﺗﺠﺮﺑﺔ ،وأن ﺗﺮى اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺑﺄ ﱢم ﻋﻴﻨﻚ ،وأن ﺗﻘ ﱢﺮر ﻫﻞ أوﻻ :ﺳﻨﻨﺎﻗﺶ ﻣﻌﻨﻰ أن ﺗ ِ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺗﺘﻼءم ﻣﻊ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻣﺤﺪدة ،أو ﻫﻞ ﺛﻤﱠ ﺔ ﺑﺪﻳ ٌﻞ أﻛﺜﺮ ً ﻗﺒﻮﻻ .رﺑﻤﺎ ﺗﺮى أن ﻫﺬه اﻟﺨﻄﻮات ٍ درﺟﺔ ﻣﺎ ﻣﻦ اﻻﺳﺘﻌﻼء — إذ ﺗُﻌﺘﱪ اﻷﻣﺜﻠﺔ ﻋﲆ ذﻟﻚ ﻋَ ﺒَﺜﻴﺔ إﱃ اﻷوﱃ ﻃﻔﻮﻟﻴﺔ وﺗﻨﻄﻮي ﻋﲆ ﻧﺤﻮ ﻳﺤﻮي ﺧﱪ ًة ﻛﺒرية ﺣ ﱟﺪ ﺑﻌﻴﺪ — وﻟﻜﻨﻬﺎ ﺟﻤﻴﻌً ﺎ ﺟﺮى ﺗﺮوﻳﺠﻬﺎ ﺑﺼﻮر ٍة ﻣ ُْﻘﻨِﻌﺔ وﻋﲆ ٍ ﰲ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم اﻟﺴﺎﺋﺪة .ﺳﻨﻨﺎﻗﺶ ﺟﺎذﺑﻴﺔ اﻟﻘﺼﺺ اﻹﺧﺒﺎرﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺒﺪو ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻇﺎﻫﺮﻳٍّﺎ ً وأﻳﻀﺎ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺨﻠﻂ اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﺘﺴﺒﱠﺐ ﻓﻴﻬﺎ. ﺣﻮل أﺟﺴﺎﻣﻨﺎ، ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﺳﻨﻨﺘﻘﻞ إﱃ املﻌﺎﻟﺠﺔ املِ ﺜْﻠﻴﺔ ،ﻻ ﻷﻫﻤﻴﺘﻬﺎ أو ﺧﻄﻮرﺗﻬﺎ — ﻓﻬﻲ ﻟﻴﺴﺖ ﻛﺬﻟﻚ — ﺑﻞ ﻷﻧﻬﺎ ﺗُﻤﺜﱢﻞ اﻟﻨﻤﻮذج املﺜﺎﱄ ﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻄﺐ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﲆ اﻷدﻟﺔ؛ ﻓﻠﻴﺴﺖ أﻗﺮاص املﻌﺎﻟﺠﺔ أﻗﺮاص ﻋﺪﻳﻤﺔ اﻟﻔﺎﺋﺪة ،ﻗﻠﻴﻠﺔ اﻟﺴﻜﺮ ،ﺗﺒﺪو ﻧﺎﺟﻌﺔ ﰲ اﻟﻌﻼج؛ املﺜﻠﻴﺔ ،ﻋﲆ أي ﺣﺎل ،ﺳﻮى ٍ وﻟﺬا ﺗﻤﺜﱢﻞ ﻫﺬه اﻷﻗﺮاص ﻛ ﱠﻞ ﻣﺎ ﺗﺤﺘﺎج إﱃ ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ ﻋﻦ »اﻻﺧﺘﺒﺎرات اﻟﻌﺎدﻟﺔ« ﻷﺣﺪ اﻟﻌﻼﺟﺎت، ً ﻛﻤﺎ ﺗُ ﱢﺒني ﻛﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻀﻠﻴﻠﻨﺎ ﺑﺎﻻﻋﺘﻘﺎد ﺑﺄن أي ﱡ ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ ﻣﻤﺎ ﻫﻮ ﰲ ﺗﺪﺧ ٍﻞ ﻋﻼﺟﻲ ﻳُﻌﺘﱪ أﻛﺜﺮ اﺧﺘﺒﺎر ﻋﲆ ﻧﺤﻮ ﺻﺤﻴﺢ ،وﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ .ﺳﺘﺘﻌ ﱠﻠﻢ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺗﺤﺘﺎج إﱃ ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ ﻹﺟﺮاء ٍ أي اﺧﺘﺒﺎر رديء .ﻳﺨﺘﺒﺊ أﺛ ُﺮ اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ ﰲ ﺧﻠﻔﻴﺔ ﻛﻞ ذﻟﻚ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻗﺪ ﻳﻤﺜﱢﻞ أﺣﺪ 14
ﻣﻘﺪﻣﺔ
أﻛﺜﺮ اﻟﺠﻮاﻧﺐ إﺛﺎر ًة وإﺳﺎء ًة ﰲ اﻟﻔﻬﻢ ﰲ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺸﻔﺎء اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺠﺎوز ﻣﺠ ﱠﺮد ﺣَ ﺒﱠﺔ ٍ ﻣﻨﺎف ﻟﻠﺒﺪﻳﻬﺔ ،وﻏﺮﻳﺐ ،وﻳﻤﺜﱢﻞ اﻟﻘﺼﺔ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺷﻔﺎء ﺳﻜﺮ :ﻓﺄﺛﺮ اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ ﻣﺼﻄﻨﻊ اﻟﻌﻘﻞ-اﻟﺠﺴﺪ ،ﻛﻤﺎ ﻳُﻌﺘﱪ أﺛﺮ اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ أﻛﺜﺮ إﺛﺎر ًة إﱃ ﺣ ﱟﺪ ﺑﻌﻴﺪ ﻣﻦ أي ُﻫﺮاءٍ ٍ ﺣﻮل أﻧﻤﺎط اﻟﻄﺎﻗﺔ اﻟﻜﻤﱢ ﻴﺔ اﻟﻌﻼﺟﻴﺔ .وﺳﻨﻨﻈﺮ ﰲ اﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﲆ ﻣﺪى ﻗﻮة اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ، وﺳﺘﺴﺘﺨﻠﺺ اﺳﺘﻨﺘﺎﺟﺎﺗﻚ ﺑﻨﻔﺴﻚ. ﺛﻢ ﻧﻨﺘﻘﻞ إﱃ املﻮﺿﻮﻋﺎت اﻷﻫﻢ .ﻳُﻌَ ﱡﺪ ﻣُﺨﺘَ ﱡ ﻋﻼج ﺑﺪﻳﻞ ،إﻻ أﻧﻬﻢ ﺼﻮ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ ﻣُﺨﺘَ ﱢﴢ ٍ ﻧﺠﺤﻮا إﱃ ﺣ ﱟﺪ ﻣﺎ ﰲ ﺗﺮوﻳﺞ أﻧﻔﺴﻬﻢ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﻢ رﺟﺎ َل وﻧﺴﺎءَ ﻋﻠ ٍﻢ .وﺗﻌﺘﱪ أﺧﻄﺎء ﻫﺆﻻء أﻛﺜﺮ إﺛﺎر ًة ﻣﻦ أﺧﻄﺎء ﻣُﺨﺘَ ﱢﴢ اﻟﻌﻼج اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ؛ ﻷن ﺛﻤﱠ ﺔ ﻣﺜﻘﺎ َل ذر ٍة ﻣﻦ ﻋﻠﻢ ﺣﻘﻴﻘﻲ ﰲ ً ﺗﺸﻮﻳﻘﺎ ﻓﺤﺴﺐ ،ﺑﻞ أﻛﺜﺮ ﺧﻄ ًﺮا ً ﱡ أﻳﻀﺎ؛ ﻧﻈ ًﺮا ﻷن ﺗﺨﺼﺼﻬﻢ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺠﻌﻠﻬﻢ أﻛﺜﺮ اﻟﺨﻄﺮ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﺟ ﱠﺮاء اﺳﺘﺨﺪام اﻟﻌﻼﺟﺎت اﻟﱰﻛﻴﺒﻴﺔ ﻻ ﻳﻜﻤﻦ ﰲ اﺣﺘﻤﺎل ﻣﻮت ﻣﺴﺘﺨﺪﻣﻴﻬﺎ — وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻤﺜﱢﻞ اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ،ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أﻧﻪ ﻗﺪ ﻳﺒﺪو ﻣﻦ اﻟﺠﻬﻞ اﻟﺸﺪﻳﺪ ﺗﻜﺮا ُر ﻛﻮن ﻫﺬه اﻟﻌﻼﺟﺎت اﻟﻮﻫﻤﻴﺔ ﺗُ َﻘﻮﱢض ﺑﺼﻮرة ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ ﻓﻬ َﻢ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻹﺷﺎرة إﻟﻴﻬﺎ — ﺑﻞ ﰲ ِ ﻟﺠﻮﻫﺮ ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻷدﻟﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ. ﺳﻨﺮى ً ﻻﺣﻘﺎ ُﺧﺪَع اﻟﺸﻌﻮذة اﻟﺒﻼﻏﻴﺔ وأﺧﻄﺎء اﻟﻬُ ﻮاة اﻟﺘﻲ أﻓﻀﺖ ﺑﻚ إﱃ ﺗﻜﺮار ﺗﻀﻠﻴﻠﻚ ﺑﺸﺄن أﻣﻮر اﻟﻐﺬاء واﻟﺘﻐﺬﻳﺔ ،وﺳﻨﺮى ﻛﻴﻒ ﺗﻤﺜﱢﻞ ﻫﺬه اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة ﺗﺸﺘﻴﺘًﺎ ﻟﻠﺘﻔﻜري ً ﻓﻀﻼ ﺑﻌﻴﺪًا ﻋﻦ ﻋﻮاﻣﻞ اﻟﺨﻄﺮ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﰲ أﺳﻠﻮب اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺘﻲ ﺗﺆدﱢي إﱃ ﺗﺮدﱢي اﻟﺼﺤﺔ، ﻋﻦ اﻷﺛﺮ ﻏري اﻟﻈﺎﻫﺮ واملﺜري ﻟﻠﻘﻠﻖ ﻟﻬﺬه اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﰲ ﻧﻈﺮﺗﻨﺎ ﻷﻧﻔﺴﻨﺎ وﻷﺟﺴﺎدﻧﺎ؛ ﺧﺎﺻﺔ ﰲ إﻃﺎر اﻻﺗﺠﺎه اﻟﻮاﺳﻊ اﻟﻨﻄﺎق ﻧﺤﻮ إﺿﻔﺎء اﻟﺼﺒﻐﺔ اﻟﻄﺒﻴﺔ ﻋﲆ املﺸﻜﻼت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ْ إﻃﺎر ﺣﻴﻮي ﻃﺒﻲ اﺧﺘﺰاﱄ ،وﺗﺮوﻳﺞ اﻟﺤﻠﻮل اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺒﻴﻊ ﻋﲆ ووﺿﻌﻬﺎ ﰲ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ، ٍ أﻗﺮاص وﺣِ ﻤْ ﻴﺎت ﻏﺬاﺋﻴﺔ راﺋﺠﺔ .وﺳﺄﻋﺮض ﻋﻠﻴﻚ ً ً أدﻟﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﰲ ﺻﻮرة ﺻﻮرة ﺳﻠﻊ، ٍ ﺗﺆ ﱢﻛﺪ ﱡ ً ٍ ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﻃﻠﻴﻌﺔ ﻣﻦ املﻤﺎرﺳﺎت واﻷﻓﻜﺎر اﻟﺨﺎﻃﺌﺔ إﱃ اﻟﺠﺎﻣﻌﺎت اﻟﱪﻳﻄﺎﻧﻴﺔ، ﺗﺪﻓ َﻖ اﺗﺠﺎه اﻟﺒﺤﻮث اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ إﱃ ﻣﺠﺎل اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ .ﺳﻨﺘﺤﺪث ﻫﻨﺎ ً أﻳﻀﺎ ﻋﻦ ﻃﺒﻴﺒﺔ اﻷﻣﺔ املﻔﻀﻠﺔ ،د .ﺟﻴﻠﻴﺎن ﻣﺎﻛﻴﺚ ،وﺑﻌﺪﻫﺎ ﺳﻨﻄﺒﱢﻖ ﻫﺬه اﻷدوات ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻋﲆ ﻋﻠﻢ اﻟﻄﺐ اﻟﺼﺤﻴﺢ، وﻧﺮى ُ اﻟﺨﺪَع اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﺨﺪﻣﻬﺎ ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺪواء ﰲ ﺧﺪاع اﻷﻃﺒﺎء واملﺮﴇ. َ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺗﺮوﻳﺞ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم ﻟﻠﻔﻬﻢ اﻟﻌﺎم اﻟﺨﺎﻃﺊ ﻟﻠﻌﻠﻢ ،وﺣﻤﺎﺳﺘﻬﺎ ﺳﻨﺒﺤﺚ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ اﻟﻀﻴﻘﺔ اﻷﻓﻖ ﺗﺠﺎه اﻟﻘﺼﺺ اﻹﺧﺒﺎرﻳﺔ ﻏري املﻔﻴﺪة ،وﺳﻮء ﻓﻬﻤﻬﺎ ﻟﻺﺣﺼﺎءات واﻷدﻟﺔ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺸري إﱃ اﻟﺴﺒﺐ اﻟﺠﻮﻫﺮي ﰲ ﻣﻤﺎرﺳﺘﻨﺎ اﻟﻌﻠﻢ؛ أﻻ وﻫﻮ ﻣﻨْﻊ أﻧﻔﺴﻨﺎ ﻣﻦ أن ﺗُ َﻀ ﱢﻠﻠﻨﺎ ﺧﱪاﺗﻨﺎ وﺗﺤﻴﱡﺰاﺗﻨﺎ املﺠ ﱠﺰأة .أﺧريًا ،ﰲ أﺣﺪ أﺟﺰاء اﻟﻜﺘﺎب اﻷﻛﺜﺮ إﺛﺎر ًة ﻟﻠﻘﻠﻖ ﰲ رأﻳﻲ ،ﺳﻨﺮى ﻛﻴﻒ 15
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ﻻ ﻳﺰال اﻷﺷﺨﺎص ﰲ ﻣﻮاﻗﻊ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﻜﱪى ،ﻣﻤﻦ ﻳُﻔﱰَض ﻓﻴﻬﻢ ﻣﻌﺮﻓﺔ أﻓﻀﻞ ،ﻳﺮﺗﻜﺒﻮن أﺧﻄﺎءً أﺳﺎﺳﻴﺔ ،ﺗﱰﺗﱠﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋﻮاﻗﺐ وﺧﻴﻤﺔ .وﺳﻨﺮى ً وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم ﻻﺣﻘﺎ ﻛﻴﻒ ﺑﻠﻎ ﺗﺸﻮﻳ ُﻪ ِ املﺘﺸ ﱢﻜﻜﺔ ﻟﻸدﻟﺔ ﰲ اﺛﻨﺘني ﻣﻦ املﺨﺎوف اﻟﺼﺤﻴﺔً ، ﻣﺘﻄﺮﻓﺔ ﺧﻄﺮ ًة ً ً ﻏﺎﻳﺔ ﰲ اﻟﻐﺮاﺑﺔ .وﰲ آﻓﺎﻗﺎ ﺣني ﻳﻈﻞ ﻣﻦ واﺟﺒﻨﺎ ،وﻧﺤﻦ ﻧﻤﴤ ﻗﺪﻣً ﺎ ،أن ﻧﻼﺣﻆ ﻣﺪى ﺷﻴﻮع ﻫﺬه اﻷﺷﻴﺎء ﺑﺼﻮرة ﻻ ﺗﺼﺪﱠق ،ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ً أﻳﻀﺎ أن ﻧﻔﻜﺮ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺠﺐ أن ﻧﻔﻌﻞ ﺣﻴﺎﻟﻬﺎ. ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻚ أن ﺗﻘﻨﻊ اﻟﻨﺎس ﺑﺎملﻨﻄﻖ ﺑﺄن ﻳﺘﺨ ﱠﻠﻮا ﻋﻦ ﻣﻮاﻗﻒ اﻋﺘﻨﻘﻮﻫﺎ دون أﺳﺎس ﻣﻨﻄﻘﻲ ﻣﻦ اﻟﺒﺪاﻳﺔ .ﻟﻜﻦ ﰲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ،ﺳﺘﺘﻮاﻓﺮ ﻟﺪﻳﻚ أدوات اﻟﻔﻮز — أو اﻟﻔﻬﻢ ﻋﲆ اﻷﻗﻞ — ﰲ أي ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ ﺗﺨﺘﺎر ﺑﺪْأَﻫﺎ؛ ً ﻣﺜﻼ ﺣﻮل اﻟﻌﻼﺟﺎت اﻹﻋﺠﺎزﻳﺔ ،وﺧﺪﻋﺔ اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ ،وﴍور ﴍﻛﺎت اﻷدوﻳﺔ اﻟﻜﱪى ،واﺣﺘﻤﺎل ﻧﺠﺎح أﺣﺪ اﻟﻨﺒﺎﺗﺎت ﰲ اﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﻣﺮض اﻟﴪﻃﺎن ،وﺗﺒﺴﻴﻂ اﻟﻘﺼﺺ اﻹﺧﺒﺎرﻳﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻋﲆ ﻧﺤﻮ ﻣﺨ ﱟﻞ ،واملﺨﺎوف اﻟﺼﺤﻴﺔ املﺮﻳﺒﺔ ،وﻓﻮاﺋﺪ اﻷدﻟﺔ اﻟﺸﻔﻬﻴﺔ ،واﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑني اﻟﺠﺴﺪ واﻟﻌﻘﻞ ،وﻋﻠﻢ اﻟﻼﻋﻘﻼﻧﻴﺔ ،وإﺿﻔﺎء ُ ﱠ اﻷدﻟﺔ وراء ﺑﻌﺾ ﺗﺘﻜﺸﻒ ﻟﻚ اﻟﺼﺒﻐﺔ اﻟﻄﺒﻴﺔ ﻋﲆ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ،وﻏري ذﻟﻚ اﻟﻜﺜري .وﺑﻴﻨﻤﺎ اﺳﺘﻔﺪت ﺷﻴﺌًﺎ أﺛﻨﺎء ذﻟﻚ ً َ أﻳﻀﺎ ﻋﻦ اﻟﺒﺤﻮث ،وﻣﺴﺘﻮﻳﺎت اﻟﺨﺪع املﺸﻬﻮرة ،ﺳﺘﻜﻮن ﻗﺪ )اﺳﱰخ( ،وﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻌﻠﻢ ،واﻟﺤﺮﻛﺎت املﻨﺎﻫﻀﺔ ﻟﻠﻌﻠﻢ واﻻﺣﺘﻴﺎل اﻷدﻟﺔ ،واﻟﺘﺤﻴﱡﺰ ،واﻹﺣﺼﺎءات ِ ﻓﻀﻼ ﻋﻦ اﻻ ﱢ ً ﻃﻼع ﻋﲆ ﺑﻌﺾ اﻟﻘﺼﺺ املﺪﻫﺸﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﺨﱪﻧﺎ ﺑﻬﺎ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﻌﻠﻤﻲ، اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻋﻦ اﻟﻌﺎﻟﻢ أﺛﻨﺎء رﺣﻠﺘﻨﺎ. ﻟﻦ ﻳﻜﻮن ﰲ اﻷﻣﺮ أدﻧﻰ ﺻﻌﻮﺑﺔ؛ ﻧﻈ ًﺮا ﻷن ﻫﺬا ﻫﻮ درس اﻟﻌﻠﻢ اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟﺬي أﺿﻤﻦ َ رأﻳﺖ أﻧﻚ ﻻ ﺑﻪ أﻧﻜﻢ ﻟﻦ ﺗﻜﻮﻧﻮا اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺮﺗﻜﺒﻮن اﻷﺧﻄﺎء اﻟﺤﻤﻘﺎء .ﰲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ،إذا ٍ ﺧﻼف ﻣﻌﻲ ،أﻗﻮل ﻟﻚ :ﺳﺘﻈﻞ ﻋﲆ ﺧﻄﺄ ،ﻟﻜﻨﻚ ﺳﺘﺒﺪو وﻗﺘﻬﺎ أﻛﺜﺮ ﺗﺄﻧ ﱡ ًﻘﺎ وﺗﻤﻴﱡ ًﺰا ﺗﺰال ﻋﲆ ﻣﻤﺎ ﺗﺒﺪو ﻋﻠﻴﻪ ﺣﺎﻟﻴٍّﺎ. ﺑﻦ ﺟﻮﻟﺪﻳﻜﺮ ﻳﻮﻟﻴﻮ ٢٠٠٨
16
اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
اﳌﺎدة ً أﺷﺨﺎص ﻳﺨﺘﻠﻔﻮن ﻣﻌﻲ — ﻟﻦ أﺑﺎﻟِﻎ إن ُ ﻗﻠﺖ إن ﻫﺬا ﻫﻮ ﻃﻮﻳﻼ ﰲ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﻊ أﻗﴤ وﻗﺘًﺎ ٍ ﱠ ً أﺷﺨﺎﺻﺎ ﺑﺼﻮر ٍة ﻣﺘﻜ ﱢﺮرة ﺷﻐﻮﻓني ﺑﻤﺸﺎرﻛﺔ املﻔﻀﻞ ﰲ أوﻗﺎت اﻟﻔﺮاغ — وأﻟﺘﻘﻲ ﻧﺸﺎﻃﻲ آراﺋﻬﻢ ﺣﻮل اﻟﻌﻠﻢ ،ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ »ﻋﺪم ﻗﻴﺎﻣﻬﻢ ﺑﺄي ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻋﲆ اﻹﻃﻼق« .ﻓﻠﻢ ﻳﺨﺘﱪ ﻫﺆﻻء أي ﻓﻜﺮ ٍة ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ ،ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام أﻳﺪﻳﻬﻢ ،أو ﻳﺮوا ﻧﺘﺎﺋﺞ ذﻟﻚ اﻻﺧﺘﺒﺎر ﺑﺄ ُ ﱢم ﻋﻴﻨﻬﻢ ،وﻟﻢ ﻳﻔ ﱢﻜﺮوا أﺑﺪًا ﺑﻌﻨﺎﻳﺔ ﺣﻮل ﻣﺎ ﺗﻌﻨﻴﻪ ﻫﺬه اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ اﻟﻔﻜﺮة اﻟﺘﻲ ﻳﺨﺘﱪوﻧﻬﺎ ،ﺑﺈﻋﻤﺎل وﺳ ٍ وﴎ ﻏﺎﻣﺾُ ، ﻠﻄﺔ ،أﻛﺜﺮ ﻛﻴﺎن ﺿﺨﻢ ،ﱟ ﻋﻘﻮﻟﻬﻢ» .ﻓﺎﻟﻌﻠﻢ« ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ ﻫﺆﻻء ،ﻟﻴﺲ ﺳﻮى ٍ ﻣﻨﻪ أﺳﻠﻮﺑًﺎ. ً ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻣﻤﺘﺎزة ﻟﺘﻌ ﱡﻠﻢ ﻳُﻌﺘﱪ ﺗﻘﻮﻳﺾ ادﱢﻋﺎءاﺗﻨﺎ اﻷوﱃ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻟﺰاﺋﻔﺔ اﻟﺼﺎرﺧﺔ أﺳﺎﺳﻴﺎت اﻟﻌﻠﻢ ،وﻳُﻌْ َﺰى ذﻟﻚ ﺟﺰﺋﻴٍّﺎ إﱃ أن اﻟﻌﻠﻢ ﻳﺪور ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم ﺣﻮل إﺛﺒﺎت ﻋﺪم ﺻﺤﺔ اﻟﻨﻈﺮﻳﺎت ،وﻳُﻌ َﺰى ً أﻳﻀﺎ إﱃ أن ﻏﻴﺎب املﻌﺮﻓﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻟﺪى ﻣﺒﺘﺪﻋﻲ اﻟﻌﻼﺟﺎت اﻹﻋﺠﺎزﻳﺔ، وا ُمل َﺴﻮﱢﻗني ،واﻟﺼﺤﻔﻴني ،ﻳﻘﺪﱢم ﻟﻨﺎ أﻓﻜﺎ ًرا ﺑﺴﻴﻄﺔ ﺟﺪٍّا ﻻﺧﺘﺒﺎرﻫﺎ .ﻓﻤﻌﺮﻓﺔ ﻫﺆﻻء ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ٌ ﺑﺪاﺋﻴﺔ ﺟﺪٍّا؛ ﻟﺬا ﻓﺒﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﱃ ارﺗﻜﺎب أﺧﻄﺎء ﺟﻮﻫﺮﻳﺔ ﰲ اﻟﺘﻔﻜري ،ﺗﺠﺪﻫﻢ ﻳﻌﺘﻤﺪون ً أﻳﻀﺎ أﻓﻜﺎر ﻣﺜﻞ املﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻴﺔ ،واﻷﻛﺴﺠني ،واملﺎء ،و»اﻟﻄﺎﻗﺔ« ،واملﻮاد اﻟﺴﺎﻣﺔ؛ ﺗﻠﻚ اﻷﻓﻜﺎر ﻋﲆ ٍ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻣﻦ املﺮﺣﻠﺔ اﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ،اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﻤﻲ ﰲ ﻣﻌﻈﻤﻬﺎ إﱃ ﻣﺠﺎل ﻛﻴﻤﻴﺎء اﻟﻬُ ﻮاة. ) (1اﻟﺪﻳﺘﻮﻛﺲ و َزﻳْﻒ املﺎدة اﻟﻠﺰﺟﺔ ﺑﻤﺎ أﻧﻚ ﺳﱰﻏﺐ ﰲ أن ﺗﺘﺴﻢ ﺗﺠﺮﺑﺘﻚ اﻷوﱃ ﺑﺎﻟﻔﻮﴇ ،ﻓﺴﻨﺒﺪأ ﺑﺎﻟﺪﻳﺘﻮﻛﺲ أو إزاﻟﺔ اﻟﺴﻤﻮم. ﻳُﻌﺘﱪ »أﻛﻮا دﻳﺘﻮﻛﺲ« أﺣﺪ ﻣﻨﺘﺠﺎت اﻟﺤﻤﱠ ﺎﻣﺎت املﺎﺋﻴﺔ ﻹزاﻟﺔ اﻟﺴﻤﻮم ﻣﻦ اﻷﻗﺪام ،وﻫﻮ واﺣ ٌﺪ ﻣﻦ ﻣﻨﺘﺠﺎت ﻛﺜرية ﻣﺘﺸﺎﺑﻬﺔ .وﻗﺪ ﺟﺮى ﺗﺮوﻳﺞ أﻛﻮا دﻳﺘﻮﻛﺲ ﺑﺼﻮرة ﻏري ﻧﻘﺪﻳﺔ ﰲ ﻣﻘﺎﻻت
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ﺑﺎﻋﺜﺔ ﻋﲆ اﻟﺤﺮج اﻟﺒﺎﻟﻎ ﰲ ﺻﺤﻒ »ذا ﺗﻠﻴﺠﺮاف« ،و»ﻣريور« ،و»ﺻﻨﺪاي ﺗﺎﻳﻤﺰ« ،وﻣﺠﻠﺔ »ﺟﻲ ﻛﻴﻮ« ،وﻋﺪد ﻛﺒري ﻣﻦ اﻟﱪاﻣﺞ اﻟﺘﻠﻴﻔﺰﻳﻮﻧﻴﺔ .وﻓﻴﻤﺎ ﻳﲇ ﻋَ ﻴﱢﻨﺔ ﻣﻦ إﻋﻼن أﻛﻮا دﻳﺘﻮﻛﺲ ﰲ ﺻﺤﻴﻔﺔ »ﻣريور«: أرﺳﻠﻨﺎ أﻟﻜﺲ ﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻋﻼج ﺟﺪﻳﺪ ﻳُﺴﻤﱠ ﻰ أﻛﻮا دﻳﺘﻮﻛﺲ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ إزاﻟﺔ املﻮاد اﻟﺴﺎﻣﺔ ﻣﻦ ﺟﺴﺪك أﻣﺎم ﻋﻴﻨﻴﻚ .ﻳﻘﻮل أﻟﻜﺲ» :أﺿ ُﻊ ﻗﺪﻣﻲ ﰲ إﻧﺎء ﻣﻦ املﺎء، ٍ ﻗﻄﺮات ﻣﻦ املﻠﺢ ﰲ وﺣﺪة ﺗﺄﻳني ،ﺳﺘﺘﻮﱃ ﺿﺒﻂ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺼﺐﱡ املﻌﺎﻟِﺠَ ُﺔ ﻣريﻛﺎ ﱡ ﱠ ﻳﺘﻐري ﻟﻮن وﺗﺤﺚ ﺟﺴﺪي ﻋﲆ إﻃﻼق اﻟﺴﻤﻮم. املﺠﺎل اﻟﺤﻴﻮي اﻟﻨﺸﻂ ﻟﻠﻤﺎء، املﺎء ﻣﻊ ﺧﺮوج اﻟﺴﻤﻮم .وﺑﻌﺪ ﻣﺮور ﻧﺼﻒ ﺳﺎﻋﺔ ،ﻳﺘﺤﻮل ﻟﻮن املﺎء إﱃ اﻷﺣﻤﺮ … ﺗﻄﻠﺐ ﻣريﻛﺎ ﻣﻦ ﻣﺼﻮﱢرﺗﻨﺎ ﺗﺠﺮﺑﺔ املﻨﺘﺞ .ﻳُﻘﺪﱠم ﻟﻠﻤﺼﻮﱢرة إﻧﺎءٌ ﻣﻦ اﻟﻔﻘﺎﻗﻴﻊ اﻟﺒُﻨﻴﱠﺔ .ﺗﺸري ﻣريﻛﺎ إﱃ ازدﻳﺎد ﻣﻌﺪﻻت اﻟﺴﻤﻮم ﰲ اﻟﻜﺒﺪ واﻟﺨﻼﻳﺎ اﻟﻠﻴﻤﻔﺎوﻳﺔ. ً ﻛﻤﻴﺔ أﻗ ﱠﻞ ﻣﻦ اﻟﻜﺤﻮل واملﺰﻳﺪ ﻣﻦ املﺎء .ﻳﺎ َﻟﻠﺮوﻋﺔ! ﻳﺠﺐ ﻋﲆ ﻛﺎرﻳﻦ أن ﺗﴩب أﺷﻌﺮ ﺑﺎﻟﻨﻘﺎء!« ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻫﺬه اﻟﴩﻛﺎت ﻋﲆ ﻓﺮﺿﻴﺔ واﺿﺤﺔ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ؛ أﻻ وﻫﻲ أن ﺟﺴﺪك ﻣﻤﺘﻠﺊ »ﺑﺎﻟﺴﻤﻮم« ،أﻳٍّﺎ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻧﻮ ُع ﻫﺬه اﻟﺴﻤﻮم ،وﻗﺪﻣَ ﻴْﻚ ﺗﻤﺘﻠﺌﺎن ﺑ »ﻣﺴﺎمﱠ« ﺧﺎﺻﺔ )اﻛﺘﺸﻔﻬﺎ اﻟﻌﻠﻤﺎء اﻟﺼﻴﻨﻴﻮن اﻟﻘﺪﻣﺎء ﺑﺠﻼل ﻗﺪرﻫﻢ( .ﺗﻀﻊ ﻗﺪﻣﻴﻚ ﰲ اﻹﻧﺎء ،ﻓﺘُﺴﺘﺨ َﻠﺺ اﻟﺴﻤﻮم ﻣﻨﻬﻤﺎ ،وﻳﺘﺤﻮل ﻟﻮن املﺎء إﱃ اﻟﺒُﻨﱢﻲ .ﻫﻞ اﻟﻠﻮن اﻟﺒُﻨﱢﻲ ﰲ املﺎء ﺳﺒﺒﻪ اﻟﺴﻤﻮم؟ أم أن ذﻟﻚ ﻣﺠﺮد ُﺧﺪﻋﺔ؟ إﺣﺪى ﻃﺮق اﺧﺘﺒﺎر ذﻟﻚ ﻫﻲ أن ﺗﺨﻀﻊ ﺑﻨﻔﺴﻚ ﻟﻠﻌﻼج ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام أﻛﻮا دﻳﺘﻮﻛﺲ ﰲ أﺣﺪ املﻨﺘﺠﻌﺎت اﻟﺼﺤﻴﺔ ،أو ﰲ ﺻﺎﻟﻮن ﺗﺠﻤﻴﻞ ،أو ﰲ أيﱟ ﻣﻦ آﻻف اﻷﻣﺎﻛﻦ املﺘﺎح ﻓﻴﻬﺎ ﻋﲆ اﻹﻧﱰﻧﺖ ،ﺛﻢ ﺗﺮﻓﻊ ﻗﺪﻣَ ﻴْﻚ ﻣﻦ اﻹﻧﺎء ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻐﺎدر املﻌﺎﻟﺞ اﻟﻐﺮﻓﺔ .إذا ﺗﺤﻮﱠل ﻟﻮن املﺎء إﱃ اﻟﺒُﻨﻲ دون أن ﺗﻜﻮن ﻗﺪﻣﺎك ﰲ اﻹﻧﺎء ،ﻓﺈذن ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺗﺤﻮﱡل ﻟﻮن املﺎء ﺑﺴﺒﺐ ﻗﺪﻣَ ﻴْﻚ ٌ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻋﻨﺎﴏﻫﺎ ﻣﺤﻜﻮﻣﺔ ﺑﺪﻗﺔ؛ ﻓﻜﻞ ﳾء ﻣﺘﻤﺎﺛﻞ ﰲ ﻛﻠﺘﺎ أو اﻟﺴﻤﻮم ﰲ ﺟﺴﺪك .ﻫﺬه اﻟﺤﺎﻟﺘني ،ﻓﻴﻤﺎ ﻋﺪا وﺟﻮد ﻗﺪﻣَ ﻴْﻚ ﰲ اﻹﻧﺎء ﻣﻦ ﻋﺪﻣﻪ. ٌ درس ﻣﻬ ﱞﻢ ﻫﻨﺎ ،ﻳﺘﻤﺜﱠﻞ ﻫﻨﺎك ﻋﻴﻮبٌ ﰲ اﺳﺘﺨﺪام ﻫﺬا اﻷﺳﻠﻮب اﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻲ )وﻫﻨﺎك ﰲ ﴐورة ﻣﻮازﻧﺔ اﻟﻔﻮاﺋﺪ وﺗﻔﺎﺻﻴﻞ اﻟﺼﻮر املﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﻠﺒﺤﺚ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﺳﻴﺼﺒﺢ ﻣﻬﻤٍّ ﺎ ﰲ اﻟﻔﺼﻮل اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ( .ﻣﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﻋﻤﻠﻴﺔ ،ﺗﺘﻀﻤﱠ ﻦ ﺗﺠﺮﺑﺔ »اﻟﻘﺪم ﺧﺎرﺟً ﺎ« ﺧﺪاﻋً ﺎ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ُ ﻗﺪ ﻳﺠﻌﻠﻚ ﻻ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﺮاﺣﺔ .ﻟﻜﻦ ﻫﺬه اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻣﻜ ﱢﻠﻔﺔ ً ِ ﻋﻼج واﺣﺪة ﺟﻠﺴﺔ ﻓﺘﻜﻠﻔﺔ أﻳﻀﺎ؛ ٍ 18
املﺎدة
َ ﱟ ﺧﺎص ﺑﻚ ،ﺑﺤﻴﺚ اﻟﻌﻨﺎﴏ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺒﻨﺎء ﺟﻬﺎز أﻛﻮا دﻳﺘﻮﻛﺲ ﺗﻜﻠﻔﺔ ﺑﺄﻛﻮا دﻳﺘﻮﻛﺲ ﺗﻔﻮق ِ ﻳﻜﻮن ﻧﻤﻮذﺟً ﺎ ﻣﺜﺎﻟﻴٍّﺎ ﻟﻠﺠﻬﺎز اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ. ﺳﺘﺤﺘﺎج إﱃ اﻵﺗﻲ: • • • • • •
ﺷﺎﺣﻦ ﺑﻄﺎرﻳﺔ ﺳﻴﺎرة. ﻣﺴﻤﺎرﻳﻦ ﻛﺒريﻳﻦ. ﻣﻠﺢ ﻃﻌﺎم. ﻣﺎء داﻓﺊ. دُﻣﻴﺔ ﺑﺎرﺑﻲ. ﻣﻌﻤﻞ ﺗﺤﻠﻴﻞ ﻛﺎﻣﻞ )اﺧﺘﻴﺎري(.
ﻣﺴﻤﺎران ﻛﺒريان ﺷﺎﺣﻦ + ﺑﻄﺎرﻳﺔ ﺳﻴﺎرة −
دُﻣﻴﺔ ﺑﺎرﺑﻲ دﻳﺘﻮﻛﺲ ﻣﺎء داﻓﺊ +ﻣﻠﺢ
إﻧﺎء اﻏﺘﺴﺎل
»ﻻ ﺗﺤﺎول ﺗﺠﺮﺑﺔ ذﻟﻚ ﰲ املﻨﺰل«. ﺷﻜﻞ 1-1
ﺗﺘﻀﻤﱠ ﻦ ﻫﺬه اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ اﺳﺘﺨﺪام اﻟﻜﻬﺮﺑﺎء واملﺎء .ﰲ ﻋﺎﻟﻢ ﻳﻮﺟﺪ ﺑﻪ أﺷﺨﺎص ﻳﻌﺸﻘﻮن ﱢ ﻣﺘﺨﺼﺼﻮن ﰲ دراﺳﺔ اﻟﱪاﻛني ،ﻳﺠﺐ أن ﻧﻘﺒَﻞ أن ﻛ ﱠﻞ ﺷﺨﺺ ﻣﻄﺎردة اﻷﻋﺎﺻري ،وآﺧﺮون َ ٍ أﺟﺮﻳﺖ ﻫﺬه ﺑﺼﺎﻋﻘﺔ ﻛﻬﺮﺑﻴﱠ ٍﺔ رﻫﻴﺒ ٍﺔ إذا ﻳﺤﺪﱢد ﻣﺴﺘﻮاه اﻟﺨﺎص ﻟﺘﺤﻤﱡ ﻞ اﻟﺨﻄﺮ .رﺑﻤﺎ ﺗُﺼﺎب اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﰲ املﻨﺰل ،ورﺑﻤﺎ ﺗﺆدﱢي إﱃ اﺣﱰاق اﻷﺳﻼك ﰲ ﻣﻨﺰﻟﻚ .وﺑﻴﻨﻤﺎ ﻻ ﺗُﻌﺘﱪ ﻫﺬه اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ 19
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ً ﻣﻬﻤﺔ ﻟﻔﻬﻢ ﺧﺪﻋﺔ اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ ،واﻟﻌﻼج اﻟﺒﺪﻳﻞ ،واﻧﺘﻘﺎدات ﻣﺎ ﺑﻌﺪ آﻣﻨﺔ ،ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻌﺘﱪ اﻟﺤﺪاﺛﺔ ﻟﻠﻌﻠﻢ ،وﴍور ﴍﻛﺎت اﻷدوﻳﺔ اﻟﻜﱪى .ﻻ ﺗﺤﺎول ﺑﻨﺎء ﻫﺬا اﻟﻨﻤﻮذج ﰲ املﻨﺰل. ﻋﻨﺪﻣﺎ ﱢ ﺗﺸﻐﻞ ﻣﺎﻛﻴﻨﺔ ﺑﺎرﺑﻲ ،ﺳﱰى أن ﻟﻮن املﺎء ﻳﺘﺤﻮﱠل إﱃ اﻟﺒﻨﻲ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺮﺟﻊ إﱃ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺑﺴﻴﻄﺔ ﺟﺪٍّا ﻳُﻄ َﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﻜﻬﺮﺑﻲ؛ إذ ﺗﺼﺪأ اﻷﻗﻄﺎب اﻟﻜﻬﺮﺑﻴﺔ اﻟﺤﺪﻳﺪﻳﺔ وﻳﺘﴪب اﻟﺼﺪأ اﻟﺒُﻨﻲ اﻟﻠﻮن إﱃ املﺎءْ . ﻟﻜﻦ ﻫﻨﺎك ﳾء آﺧﺮ ﻳﺤﺪث ﻫﻨﺎ ﰲ ﻫﺬه ﺑﺸﻜﻞ أﺳﺎﳼ، ﱠ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ،ﳾء رﺑﻤﺎ ﺗﺘﺬ ﱠﻛﺮه ﺟﺰﺋﻴٍّﺎ ﻣﻦ دراﺳﺘﻚ ملﺎدة اﻟﻜﻴﻤﻴﺎء ﰲ املﺪرﺳﺔ؛ ﻳﻮﺟﺪ ِﻣﻠﺢٌ ﰲ املﺎء. واملﺼﻄﻠﺢ اﻟﻌﻠﻤﻲ اﻟﺼﺤﻴﺢ ملﻠﺢ اﻟﻄﻌﺎم ﻫﻮ »ﻛﻠﻮرﻳﺪ اﻟﺼﻮدﻳﻮم«؛ وﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ ﰲ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻻﻧﺤﻼل وﺟﻮد أﻳﻮﻧﺎت ﻛﻠﻮراﻳﺪ ﻃﺎﻓﻴﺔ ﰲ املﺎء ،وﻫﻲ أﻳﻮﻧﺎت ذات ﺷﺤﻨﺔ ﺳﺎﻟﺒﺔ )وأﻳﻮﻧﺎت ﺻﻮدﻳﻮم ،ذات ﺷﺤﻨﺔ ﻣﻮﺟﺒﺔ( .ﻳُﻌﺘﱪ اﻟﺴﻠﻚ اﻷﺣﻤﺮ اﻟﻮاﺻﻞ ﰲ ﺑﻄﺎرﻳﺔ ﺳﻴﺎرﺗﻚ »ﻗﻄﺒًﺎ ﻣﻮﺟﺒًﺎ« ،وﻫﻨﺎ ﻳﺠﺮي اﺳﺘﻘﻄﺎبُ اﻹﻟﻜﱰوﻧﺎت اﻟﺴﺎﻟﺒﺔ اﻟﺸﺤﻨﺔ ﺑﻌﻴﺪًا ﻋﻦ أﻳﻮﻧﺎت اﻟﺼﻮدﻳﻮم اﻟﺴﺎﻟﺒﺔ اﻟﺸﺤﻨﺔ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺆدي إﱃ إﻧﺘﺎج ﻏﺎز اﻟﻜﻠﻮر اﻟﺤﺮ. إذن ﻳَﺼﺪر ﻏﺎ ُز اﻟﻜﻠﻮر اﻟﺤﺮ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺣﻤﱠ ﺎم دﻣﻴﺔ ﺑﺎرﺑﻲ دﻳﺘﻮﻛﺲ ،وﻣﻦ ﺧﻼل َ ُ راﺋﺤﺔ اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ اﺳﺘﺨﺪﻣﻮا ﻫﺬا املﻨﺘﺞ ﻏﺴﻮل اﻟﻘﺪم أﻛﻮا دﻳﺘﻮﻛﺲ ،وﻗﺪ ﺟﻌﻞ ﻧﺤﻮ راﺋﻊ .ﻓﺤَ َﺴﺐ ﻫﺆﻻءِ ،ﻳﺮﺟﻊ اﻟﺴﺒﺐ ﰲ وﺟﻮد اﻟﻜﻠﻮر املﻤﻴﺰة ﺟﺰءًا ﻣﻦ ﻗﺼﺘﻬﻢ ﻋﲆ ٍ اﻟﺴﻤﻮم ﰲ اﻟﺠﺴﺪ إﱃ املﻮاد اﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺔ ،واﻟﻜﻠﻮر اﻟﺬي ﻳﺨﺮج ﻣﻦ اﻟﺠﺴﺪ ،وﻛﻞ ﻣﻮاد اﻟﺘﻌﺒﺌﺔ اﻟﺒﻼﺳﺘﻴﻜﻴﺔ املﻮﺟﻮدة ﰲ اﻟﻄﻌﺎم ،وﺳﻨﻮات اﻻﺳﺘﺤﻤﺎم ﰲ أﺣﻮاض اﻟﺴﺒﺎﺣﺔ املﻤﺘﻠﺌﺔ ﺑﺎملﻮاد اﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺔ .وو َْﻓﻖ إﺣﺪى اﻟﺸﻬﺎدات ﺣِ ﻴَﺎل ﻣﻨﺘﺞ إﻣرياﻟﺪ دﻳﺘﻮﻛﺲ ا ُملﺸﺎ ِﺑﻪ» :ﻛﺎن ﻣﻦ املﺜري ُ ﻳﺘﻐري َ رؤﻳﺔ ﻟﻮن املﺎء ﱠ وﺷ ﱡﻢ راﺋﺤﺔ اﻟﻜﻠﻮر أﺛﻨﺎء ﻣﻐﺎدرﺗﻪ ﺟﺴﺪي «.وﻋﲆ أﺣﺪ ﻣﻮاﻗﻊ اﻟﺒﻴﻊ اﻷﺧﺮى» ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺟ ﱠﺮﺑ َْﺖ ﻛﻴﻮ» ٢إﻧريﺟﻲ ﺳﺒﺎ« ﻷول ﻣﺮة ،ﻗﺎل ﴍﻳﻜﻬﺎ ﰲ اﻟﻌﻤﻞ إن ﻋﻴﻨَﻴْﻪ ﻛﺎﻧﺘﺎ ﺗﺤﱰﻗﺎن ﺟ ﱠﺮاء ﻛﺜﺮة ﻏﺎز اﻟﻜﻠﻮر املﻨﺒﻌﺚ ﻣﻨﻬﺎ؛ ﻣﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻦ ﻃﻔﻮﻟﺘﻬﺎ وﺷﺒﺎﺑﻬﺎ املﺒﻜﺮ«. ﻫﺬا ﻫﻮ ﻏﺎز اﻟﻜﻠﻮر اﻟﻜﻴﻤﺎوي اﻟﺬي ﺗﺮاﻛﻢ ﰲ ﺟﺴﺪك ﻋﱪ اﻟﺴﻨني .ﻳﺎ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻓﻜﺮة ﻣﺨﻴﻔﺔ! ﻟﻜﻦ ﻫﻨﺎك ﳾء آﺧﺮ ﻳﺠﺐ أن ﻧﺘﺄ ﱠﻛﺪ ﻣﻨﻪ .ﻫﻞ ﻫﻨﺎك ﻣﻮاد ﺳﺎﻣﺔ ﰲ املﺎء؟ ﻫﺎ ﻧﺤﻦ ً ُ ﺳﺄﻟﺖ ﻣ َ ُﺼﻨﱢﻌﻲ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﻣﻨﺘﺠﺎت ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺟﺪﻳﺪة :ﻣﺎ املﻘﺼﻮد ﺑﻤﻮاد ﺳﺎﻣﺔ؟ ﻧﻮاﺟﻪ َ اﻟﺪﻳﺘﻮﻛﺲ ﻫﺬا اﻟﺴﺆال ﻣﺮا ًرا وﺗﻜﺮا ًرا ،ﻟﻜﻨﻬﻢ دوﻣً ﺎ ﻳُﺒﺪون اﻋﱰاﺿﻬﻢ؛ ﻓﻬﻢ ﻳُﻠﻮﱢﺣﻮن ﺑﺄﻳﺪﻳﻬﻢ، وﻳﺘﺤﺪﱠﺛﻮن ﻋﻦ اﻟﻀﻐﻮط ﰲ أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ،وﻳﺘﺤﺪﺛﻮن ﻋﻦ اﻟﺘﻠﻮث ،وﻳﺘﺤﺪﺛﻮن ﻋﻦ اﻟﻮﺟﺒﺎت اﻟﴪﻳﻌﺔ ،وﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﺬﻛﺮوا ﱄ اﺳﻢ ﻣﺎدة ﻛﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺔ واﺣﺪة أﺳﺘﻄﻴﻊ ﻗﻴﺎﺳﻬﺎ. ﻓﺄﺗﺴﺎءل ً ﻗﺎﺋﻼ» :ﻣﺎ املﻮاد اﻟﺴﺎﻣﺔ اﻟﺘﻲ ﺗُﺴﺘﺨ َﻠﺺ ﻣﻦ اﻟﺠﺴﻢ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻌﻼج اﻟﺬي ﻳُ َﺮوﱠج أﺧﱪْﻧﻲ ﻋﻤﺎ ﰲ املﺎء ،وﺳﺄﺗﺤ ﱠﺮى ﻋﻨﻪ ﰲ أﺣﺪ املﻌﺎﻣﻞ «.وﻟﻢ ﱠ أﺗﻠﻖ أي إﺟﺎﺑﺔ ﻋﲆ اﻹﻃﻼق. ﻟﻪ؟ ِ 20
املﺎدة
ُ اﺧﱰت ﻣﺎدﺗَ ْني ﻛﻴﻤﻴﺎﺋﻴﱠﺘَ ْني ﺑﺼﻮرة ﻋﺸﻮاﺋﻴﺔ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ؛ وﺑﻌﺪ ﻛﺜري ﻣﻦ املﺮاوﻏﺔ واﻟﺨﺪاع، ﻫﻤﺎ اﻟﻜﺮﻳﺎﺗﻴﻨني واﻟﻴﻮرﻳﺎ .ﻓﻬﺎﺗﺎن املﺎدﺗﺎن ﻣﻦ ﻧﻮاﺗﺞ اﻟﺘﺤ ﱡﻠﻞ اﻟﺸﺎﺋﻌﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺼﺪر ﻋﻦ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻤﺜﻴﻞ اﻟﻐﺬاﺋﻲ ،وﺗﺘﺨ ﱠﻠﺺ ﻣﻨﻬﻤﺎ اﻟ ُﻜﲆ ﻋﱪ اﻟﺒﻮل .وﻣﻦ ﺧﻼل أﺣﺪ اﻷﺻﺪﻗﺎء، ُ ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام أﻛﻮا دﻳﺘﻮﻛﺲ ،وأُﺧﺬت ﻋﻴ ٌ ٍ ﱢﻨﺔ ﻣﻦ املﺎء اﻟﺒُﻨﻲ ﺗﺠﺮﺑﺔ أُﺟﺮﻳﺖ اﻟﻠﻮن ،واﺳﺘُﺨﺪﻣﺖ اﻟﺘﺠﻬﻴﺰات اﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻴﺔ اﻟﻔﺎﺋﻘﺔ اﻟﺘﻄﻮر ﰲ ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ ﺳﺎن ﻣﺎري ﰲ ﻟﻨﺪن ﻟﻠﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻫﺎﺗني املﺎدﺗني اﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺘني »اﻟﺴﺎﻣﺘني« .وﻟﻢ أﺟ ْﺪ أي ﻣﻮاد ﺳﺎﻣﺔ ﰲ املﺎء ،ﻓﻘﻂ اﻟﻜﺜري واﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﻟﺤﺪﻳﺪ ﱠ اﻟﺼﺪِئ اﻟﺒُﻨﱢﻲ اﻟﻠﻮن. رﺑﻤﺎ ﻳﱰﻳﱠﺚ اﻟﻌﻠﻤﺎء ً ﻗﻠﻴﻼ ،ﻣﻊ وﺟﻮد ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻛﻬﺬه ،وﻳﺮاﺟﻌﻮن أﻓﻜﺎرﻫﻢ ﺣﻮل ﻣﺎ ﻳﺠﺮي ﰲ ﻣﻨﺘﺠﺎت ﺣﻤﱠ ﺎﻣﺎت اﻷﻗﺪام املﺎﺋﻴﺔ .وﺑﻴﻨﻤﺎ ﻻ ﻧﺘﻮﻗﻊ أن ﻳﻘﻮم ا ُمل َ ﺼﻨﱢﻌﻮن ﺑﺬﻟﻚ ،ﻓﺈن ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻟﻮﻧﻪ ردٍّا ﻋﲆ ﻫﺬه اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻣ َُﺸﻮ ٌﱢق ﺟﺪٍّا ،ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱄ ﱠ؛ ﻧﻈ ًﺮا ﻷﻧﻬﺎ إﺟﺎﺑﺎت ً ٍ ﱢ ﻓﺒﺪﻻ ﻣﻦ اﻟﺮ ﱢد ﻋﲆ اﻻﻧﺘﻘﺎدات ،أو ﻟﻨﻤﻂ ﺳﻨﺮاه ﻳﺘﻜ ﱠﺮر ﻋﱪ ﻋﺎﻟﻢ اﻟﻌِ ﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ؛ ﺗﺆﺳﺲ َ َ أﺳﺲ اﺳﺘﺨﺪام اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﺠﺪﻳﺪة ﰲ ﻧﻤﻮذج ﺟﺪﻳﺪ ،ﻳﺒﺪو أن أﺻﺤﺎب ﻫﺬا اﻟﻌﻠﻢ ﻳُﻐ ﱢريون ٍ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻻﺧﺘﺒﺎر ﺣﻴﺜﻴﺎﺗﻬﺎ«. ادﱢﻋﺎءاﺗﻬﻢ وﻳﻨﺴﺤﺒﻮن ،ﺑﺼﻮرة ﻻﻓﺘﺔ ،إﱃ »ﻣﻮاﻗﻒ ﻏري ﻳﻨﻜﺮ ﺑﻌﺾ ﻫﺆﻻء اﻵن أن املﻮاد اﻟﺴﺎﻣﺔ ﺗﺨﺮج ﰲ ﺣﻤﱠ ﺎم اﻟﻘﺪم )وﻫﻮ ﻣﺎ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ أن ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺎ ﱠ ٍ أن اﻟﻮﻗﺖ ﻳﺮدﻋﻨﻲ ﻋﻦ ﻗﻴﺎس ﻫﺬه املﻮاد(؛ ﻓﻮ َْﻓ َﻖ ﻫﺆﻻء ،ﻳﺠﺮي إﺑﻼغ ﺟﺴﺪك ﻗﺪ ﺣﺎن ﻹﻓﺮاز املﻮاد اﻟﺴﺎﻣﺔ ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﻌﺎدﻳﺔ — أﻳٍّﺎ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ،وﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه املﻮاد اﻟﺴﺎﻣﺔ — ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺠﺮي إﻓﺮازﻫﺎ ﺑﻤﻌﺪل أﻛﱪ .وﻳﻘ ﱡﺮ ﺑﻌﺾ ﻫﺆﻻء اﻵن ﺑﺄن ﻟﻮن املﺎء ﻳﺘﺤﻮﱠل إﱃ اﻟﺒﻨﻲ دون وﺟﻮد اﻟﻘﺪم ﻓﻴﻪ ،وإن ﻛﺎن »ﻻ ﱠ ﻳﺘﻐري ﻛﺜريًا« ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺗﻜﻮن اﻟﻘﺪم ﻓﻴﻪ .وﻳﻤﴤ ﻛﺜريٌ ﻣﻦ ﻫﺆﻻء ﰲ ﴎد ﻗﺼﺺ ﻣﻄﻮﱠﻟﺔ ﺣﻮل »املﺠﺎل اﻟﺤﻴﻮي اﻟﻨﺸﻂ« ،اﻟﺬي ﻳﻘﻮﻟﻮن إﻧﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻗﻴﺎﺳﻪ إﻻ ﻣﻦ ﺧﻼل درﺟﺔ ﺷﻌﻮرك ،ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﺤﺪﱠث ﺟﻤﻴﻌﻬﻢ ﻋﻦ ﻛﺜﺮة اﻟﻀﻐﻮط ﰲ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻌﴫﻳﺔ. رﺑﻤﺎ ﻳﻜﻮن ذﻟﻚ ﺻﺤﻴﺤً ﺎ ،وﻟﻜﻦ ﻻ ﺻﻠﺔ ﻟﺬﻟﻚ ﺑﺤﻤﱠ ﺎم اﻷﻗﺪام اﻟﺬي ﻳﻘﺪﱢﻣﻮﻧﻪ ،واﻟﺬي ً ﻋﻤﻠﻴﺔ زاﺋﻔﺔ ﻛﻠﻴ ًﱠﺔ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻌﺪ اﻟﺴﻤﺔ املﺸﱰﻛﺔ ﰲ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﻨﺘﺠﺎت اﻟﺪﻳﺘﻮﻛﺲ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻳُﻌﺘﱪ ﺳﻨﺮى .ﻟﻨﻨﺘﻘﻞ إﱃ املﺎدة اﻟﻠﺰﺟﺔ اﻟﺒُﻨﱢﻴﱠﺔ. ) (1-1ﺷﻤﻮع اﻷُذُن رﺑﻤﺎ ﺗﻌﺘﻘﺪ أن ﺷﻤﻮع اﻷُذُن »ﻫﻮﺑﻲ« ﺗُﻌﺘﱪ ً ً ﺳﻬﻼ ﻟﻼﻧﺘﻘﺎد .ﻋﲆ اﻟﻌﻜﺲ ،ﻓﻼ ﻳﺰال ﻫﺪﻓﺎ ﻳُﺮوﱠج ﻟﻔﺎﻋﻠﻴﺔ ﻫﺬه اﻟﺸﻤﻮع ﻣﻦ ﺧﻼل ﺻﺤﻴﻔﺘَﻲ »ذي إﻧﺪﺑﻨﺪﻧﺖ« و»ذي أوﺑﺰرﻓﺮ« وﻣﺤﻄﺔ 21
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
»ﺑﻲ ﺑﻲ ﳼ« ،ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل ﻻ اﻟﺤﴫ ﻟﺒﻌﺾ املﺼﺎدر اﻹﺧﺒﺎرﻳﺔ املﺤﱰﻣﺔ .وملﺎ ﻛﺎن ﻫﺆﻻء اﻟﻨﺎس أﺻﺤﺎب اﻟﺴﻠﻄﺔ ﰲ ﻧﴩ املﻌﺮﻓﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ،ﻓﺴﺄﻓﺴﺢ املﺠﺎل ﻟﻠﺒﻲ ﺑﻲ ﳼ ﻟﺘﻔﺴري ﻃﺮﻳﻘﺔ إزاﻟﺔ ﻫﺬه اﻷﻧﺎﺑﻴﺐ اﻟﺸﻤﻌﻴﺔ املﺠﻮﻓﺔ ﻟﻠﺴﻤﻮم ﻣﻦ اﻟﺠﺴﺪ: ﺗﻌﻤﻞ اﻟﺸﻤﻌﺎت ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﺒﺨري ﻣﻜﻮﱢﻧﺎﺗﻬﺎ ﺑﻤﺠﺮد إﺷﻌﺎﻟﻬﺎ؛ ﻣﻤﺎ ﻳﺘﺴﺒﱠﺐ ﰲ ﱡ ﺗﺪﻓﻖ ﺗﻴﺎر ﻫﻮاﺋﻲ إﱃ اﻟﺘﺠﻮﻳﻒ اﻷول ﰲ اﻷُذن .ﺗُﺴﻔِ ﺮ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﺣﱰاق اﻟﺸﻤﻌﺔ َ ﻃﺒﻠﺔ اﻷذن واﻟﻘﻨﺎة ﻋﻦ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺷﻔﻂ ﺑﺴﻴﻄﺔ ﺗﺠﻌﻞ اﻷﺑﺨﺮة اﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ﻋﻨﻬﺎ ﺗَ ْﺪﻟُﻚ اﻟﺴﻤﻌﻴﺔ .وﺑﻤﺠﺮد وﺿﻊ اﻟﺸﻤﻌﺔ ﰲ اﻷذن ،ﻳﺘﺸ ﱠﻜﻞ ﻏﻄﺎءٌ ﻣﺤ َﻜﻢ ﻳﺴﻤﺢ ﺑﺨﺮوج ﺷﻤﻊ اﻷذن واﻟﺸﻮاﺋﺐ اﻷﺧﺮى ﻣﻨﻬﺎ. ٌ ﻳﺄﺗﻲ اﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻨﺪ ﱢ ِ ﻣﻤﺘﻠﺌﺔ ﺑﻤﺎدة ﺷﻤﻌﻴﺔ ﻣﺄﻟﻮﻓﺔ واﻛﺘﺸﺎف أﻧﻬﺎ ﺷﻖ إﺣﺪى ﻫﺬه اﻟﺸﻤﻌﺎت، َ أردت اﻟﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﺑﻨﻔﺴﻚ ،ﻓﺴﺘﺤﺘﺎج ﺑﺮﺗﻘﺎﻟﻴﺔ اﻟﻠﻮن ،ﻻ ﺷﻚ ﰲ أﻧﻬﺎ ﺷﻤﻊ اﻷذن .إذا ﱢ وأرﺷﺢ ﻟﻚ إﱃ :أُذُنِ ،ﻣﺸﺠَ ﺐ ﻣﻼﺑﺲ ،ﻣﺎدة ﻻﺻﻘﺔ ،أرﺿﻴﺔ ﻣﻐﱪة ،ﻣﻘﺺ ،وﺷﻤﻌﺘَ ْﻲ أُذن. اﺳﺘﺨﺪام ﺷﻤﻌﺎت أوﺗﻮﺳﺎن؛ ﻧﻈ ًﺮا ﻟﺸﻌﺎرﻫﺎ املﺜري )اﻟﺬي ﻳﻘﻮل» :اﻷذن ﺑﻮاﺑﺔ اﻟﺮوح«(. َ َ ﺷﻤﻌﺔ أُذن واﺣﺪ ًة ،وﺣﻤﻠﺘَﻬﺎ ﻓﻮق ﺑﻌﺾ اﻷﺗﺮﺑﺔ ،ﻓﻠﻦ ﺗﺠﺪ أي آﺛﺎر ﻷي أﺷﻌﻠﺖ إذا ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺷﻔﻂ .ﻟﻜﻦ ﻗﺒﻞ أن ﺗﺴﺎرع إﱃ ﻧﴩ اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ اﻟﺘﻲ ﱠ ﺗﻮﺻﻠﺖ إﻟﻴﻬﺎ ﰲ دورﻳﺔ أﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ ٌ ورﻗﺔ ﺑﺤﺜﻴﺔ ﺗﺨﻀﻊ ملﺮاﺟﻌﺔ اﻷﻗﺮان ﺳﺘﺠﺪ أن أﺣﺪﻫﻢ ﻗﺪ ﺳﺒﻘﻚ إﱃ ذﻟﻚ؛ ﻓﻘﺪ اﺳﺘﻌﺎﻧﺖ ﻧُﴩت ﰲ اﻟﺪورﻳﺔ اﻟﻄﺒﻴﺔ ﻻرﻳﻨﺠﻮﺳﻜﻮب ﺑﺄﺟﻬﺰ ٍة ﺑﺎﻫﻈﺔ ﻟﻔﺤﺺ اﻷذن ،ووﺟﺪت — ﻣﺜﻠﻤﺎ َ وﺟﺪت أﻧﺖ — أن ﺷﻤﻮع اﻷذن ﻻ ﺗُﺠﺮي أي ﻋﻤﻠﻴﺎت ﺷﻔﻂ .ﻓﻼ ﺻﺤﺔ ﻟﻼدﱢﻋﺎء ﺑﺄن اﻷﻃﺒﺎء ﻳﺴﺘﺒﻌﺪون أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﻌﻼج اﻟﺒﺪﻳﻠﺔ دون أدﻧﻰ ﺗﻔﻜري أو ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ. ﻟﻜﻦ ﻣﺎذا ﻟﻮ ﻛﺎن ﺷﻔﻂ اﻟﺸﻤﻊ واملﻮاد اﻟﺴﺎﻣﺔ إﱃ ﺷﻤﻮع اﻷذن ﻳﺠﺮي ﻋﱪ ﻣﻤ ﱟﺮ آﺧﺮ ﺧﻔﻲ ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻳُﺪﱠﻋَ ﻰ ﻛﺜريًا؟ ﺣﺘﻰ ﺗﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﻫﺬا اﻟﺴﺆال ،ﺳﺘﺤﺘﺎج إﱃ إﺟﺮاء ﻣﺎ ﱟ ً ً ً َ َ ﻳُﻄ َﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺗﺘﻀﻤﱠ ﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺿﺎﺑﻄﺔ ،ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺣﺎﻟﺘ ْني ﻣﺨﺘﻠﻔﺘ ْني، ﺗﻤﺜﱢﻞ إﺣﺪاﻫﻤﺎ اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻴﺔ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﻤﺜﱢﻞ اﻷﺧﺮى اﻟﺤﺎﻟﺔ »اﻟﻀﺎﺑﻄﺔ« ،وﻻ ﻳﻮﺟﺪ أي ﻓﺮق إﻻ ﰲ اﻟﴚء اﻟﺬي ﺗﺮﻏﺐ ﰲ اﺧﺘﺒﺎره؛ وﻟﻬﺬا اﻟﺴﺒﺐ ﺗﺴﺘﻌني ﺑﺸﻤﻌﺘَ ْني. ُ َ ُ ذن أﺣﺪ اﻷﺷﺨﺎص ،وﻓﻖ إرﺷﺎدات املﺼﻨﱢﻊ ،واﺗﺮﻛﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺗﺤﱰق ﺿﻊ ذن ﰲ أ ِ ﺷﻤﻌﺔ أ ٍ ً َ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞَ 1 . ﻣﺴﺘﻘﻴﻤﺔ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام اﻟﺸﻤﻌﺔ اﻷﺧﺮى ﰲ ﻣﺸﺠﺐ املﻼﺑﺲ ،واﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﻘﻒ ﺿ ِﻊ املﺎدة اﻟﻼﺻﻘﺔ .ﺗُﻌﺘﱪ ﻫﺬه اﻟﺸﻤﻌﺔ »اﻟﺬراع اﻟﻀﺎﺑﻄﺔ« ﰲ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ .واﻟﻬﺪف ﻣﻦ وﺟﻮد ﺿﺒﻂ ﺑﺴﻴ ٌ ٍ ٍ ﺑﺤﺎﺟﺔ إﱃ ﺗﻘﻠﻴﺺ اﻟﻔﺮوق ﺑني اﻟﻨﻤﻮذﺟني ،ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺘﻤﺜﱠﻞ ﻂ؛ ﻓﻨﺤﻦ ﻋﻨﴫ ِ 22
املﺎدة
اﻟﻔﺮق اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﺑني اﻟﻨﻤﻮذﺟني ﰲ اﻟﻌﺎﻣﻞ اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟﺬي ﺗُﺠ َﺮى اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻋﻠﻴﻪ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺠﺐ أن ﻳﺘﻤﺜﱠﻞ ﰲ ﻫﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ ﰲ اﻟﺴﺆال» :ﻫﻞ ﻫﺬه أُذﻧﻲ اﻟﺘﻲ ﺗُﻔﺮز املﺎدة اﻟﱪﺗﻘﺎﻟﻴﺔ اﻟﻠﺰﺟﺔ؟« ُﺧﺬْ ﺷﻤﻌﺘَﻴْﻚ إﱃ اﻟﺪاﺧﻞ وﻗﻢ ﱢ ﺑﺸﻘﻬﻤﺎ .ﰲ ﺷﻤﻌﺔ »اﻷُذن« ﺳﺘﺠﺪ ﻣﺎد ًة ﺑﺮﺗﻘﺎﻟﻴﺔ ﻟﺰﺟﺔ، وﰲ »ﺷﻤﻌﺔ اﻟﻀﺒﻂ« ﺳﺘﺠﺪ ﻣﺎدة ﺑﺮﺗﻘﺎﻟﻴﺔ ﻟﺰﺟﺔ .ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﺳﻮى ﻃﺮﻳﻘﺔ واﺣﺪة ﻣﺘﻌﺎ َرف ﻋﻠﻴﻬﺎ دوﻟﻴٍّﺎ ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻫﻞ ﻫﺬا اﻟﴚء ﻳُﻌﺘﱪ ﺷﻤ َﻊ أُذُ ٍن أم ﻻ .اﻟﺘﻘِ ْ ﻂ ﺑﻄﺮف إﺻﺒﻌﻚ ﺑﻌﺾ اﻟﺸﻤﻊ ،ﺛﻢ املﺴﻪ ﺑﻄﺮف ﻟﺴﺎﻧﻚ؛ ﻓﺈذا ﻛﺎﻧﺖ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺗﺠﺮﺑﺘﻚ ﻣﻄﺎﺑﻘﺔ ﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺗﺠﺮﺑﺘﻲ، ُ َ ﻣﺬاق ﻣﺎدة اﻟﺸﻤﻮع اﻟﻠﺰﺟﺔ. ﻣﺬاق ﺷﻤﻊ اﻷذن ﻓﺴﻴﺸﺒﻪ ْ رﺻﺪت ﻫﻞ ﺗﺰﻳﻞ ﺷﻤﻮ ُع اﻷذن اﻟﺸﻤ َﻊ ﻣﻦ اﻷذن؟ ﰲ ﺣني ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻚ اﻟﺘﺄ ﱡﻛﺪ ﻣﻦ ذﻟﻚ، دراﺳﺔ ﻣﻨﺸﻮرة َ ٌ ﻛﺎﻣﻞ ﻹزاﻟﺔ اﻟﺸﻤﻊ واﻟﺸﻮاﺋﺐ اﻷﺧﺮى ﻣﻦ اﻷذن، ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺣﺎﻟﺔ املﺮﴇ أﺛﻨﺎء ٍ ٍ ﻓﻠﻢ ﺗﺠ ْﺪ ﻣﺎ ﻳﺪ ﱡل ﻋﲆ ﺣﺪوث أي اﻧﺨﻔﺎض ﰲ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺸﻤﻊ ﰲ اﻷذن .ﻟﻜﻦ رﻏﻢ ذﻟﻚ رﺑﻤﺎ ﺗﻜﻮن ﻗﺪ ﺗﻌ ﱠﻠ َ ﻤﺖ ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﻔﻴﺪًا ﻫﻨﺎ ﺣﻮل اﻷﺳﻠﻮب اﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻲ؛ ﻓﻬﻨﺎك ﳾءٌ ﺣﻴﻮيﱞ ﻳﺠﺐ أن اﺧﺘﺒﺎر ﻟﻜﻞ ﻓﻜﺮ ٍة ﻋﺎﺑﺮة ﻳﺒﺘﺪﻋﻬﺎ ﻣﻌﺎﻟﺠﻮن ﻳﺒﻴﻌﻮن ﻋﻼﺟﺎت ﺗﻜﻮن ﻗﺪ ﺗﻌ ﱠﻠﻤﺘَﻪ :ﻳُﻌﺘﱪ إﺟﺮاءُ ٍ ً ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻣﻜ ﱢﻠﻔﺔ وﻣ ُِﻤ ﱠﻠﺔ وﻣﺴﺘﻬﻠِﻜﺔ ﻟﻠﻮﻗﺖ .ﻟﻜﻦ ﻻ ﺗﺰال ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻻﺧﺘﺒﺎر إﻋﺠﺎزﻳﺔ ﻣﻦ ﻻ ﳾء ﻣﻤﻜﻨﺔ ،وﻳﺠﺮي ﺗﻨﻔﻴﺬﻫﺎ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ. ) (2-1ﻻﺻﻘﺎت إزاﻟﺔ اﻟﺴﻤﻮم و»ﻋﺎﺋﻖ ﺿﺪ املﺴﺎءﻟﺔ« ُ ﻻﺻﻘﺎت إزاﻟﺔ اﻟﺴﻤﻮم ﻟﻠﻘﺪم .ﺗﺘﻮاﻓﺮ ﻫﺬه ﺗﺄﺗﻲ أﺧريًا ﰲ ﺛﻼﺛﻴﺔ اﻟﺪﻳﺘﻮﻛﺲ اﻟﺒُﻨﱢﻴﺔ اﻟﻠﺰﺟﺔ اﻟﻼﺻﻘﺎت ﰲ ﻣﺘﺎﺟﺮ اﻟﻄﻌﺎم اﻟﺼﺤﻲ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ،أو ﰲ أﺣﺪ ﻣﺘﺎﺟﺮ »آﻓﻮن ﻟﻴﺪي« املﺤﻠﻴﺔ ٍ ﻣﻌﺪﻧﻲ ﻏﻼف )ﻧﻌﻢ ،ﻫﺬا ﺻﺤﻴﺢ( .ﺗﺸﺒﻪ ﻫﺬه اﻟﻼﺻﻘﺎت أﻛﻴﺎس اﻟﺸﺎي ،وﺗﺤﺘﻮي ﻋﲆ ﱢ اﻟﻠﻮن ﰲ اﻟﺨﻠﻒ ﻳﺠﺮي ﻟﺼﻘﻪ ﰲ اﻟﻘﺪم ﻣﻦ ﺧﻼل ﻃﺮف ﻻﺻﻖ ﻗﺒﻞ اﻟﺬﻫﺎب إﱃ اﻟﻔﺮاش. ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺴﺘﻴﻘﻆ ﰲ ﺻﺒﺎح اﻟﻴﻮم اﻟﺘﺎﱄ ﺗﺠﺪ ﻣﺎد ًة ﻟﺰﺟﺔ ﺑُﻨﱢﻴﺔ اﻟﻠﻮن ،ﻏﺮﻳﺒﺔ اﻟﺮاﺋﺤﺔ ،ﻣﻠﺘﺼﻘﺔ أﺳﻔﻞ ﻗﺪﻣﻚ ،وداﺧﻞ ﻛﻴﺲ اﻟﺸﺎي .وﻳُﻘﺎل إن ﻫﺬه املﺎدة اﻟﻠﺰﺟﺔ — رﺑﻤﺎ ﺗﻼﺣِ ﻆ وﺟﻮد ﻧﻤﻂ ﻣﺘﻜ ﱢﺮر ﻫﻨﺎ — ﻣﺎ ﻫﻲ إﻻ »ﻣﻮاد ﺳﺎﻣﺔ« ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻛﺬﻟﻚ .ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ اﻵن ﻋﲆ اﻷرﺟﺢ إﺟﺮاء ﺗﺠﺮﺑﺔ ﴎﻳﻌﺔ ﻟﻠﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ذﻟﻚ ،وﺳﺄﻃﺮح ﻋﻠﻴﻚ ﺧﻴﺎ ًرا ﰲ ﻫﺬا اﻟﺸﺄن ﰲ اﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎت اﻟﺨﺘﺎﻣﻴﺔ ﰲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻔﺼﻞ2 . 23
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ﻳُﻌﺘﱪ إﺟﺮاءُ ﺗﺠﺮﺑ ٍﺔ إﺣﺪى ﻃﺮق ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻣﺎ إذا ﻛﺎن أﺛ ٌﺮ ﻗﺎﺑ ٌﻞ ﻟﻠﻤﻼﺣﻈﺔ — املﺎدة اﻟﻠﺰﺟﺔ — ﻟﻪ ﺻﻠﺔ ﺑﻌﻤﻠﻴﺔ ﻣﺤﺪﱠدة أم ﻻ .ﻟﻜﻦ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺤﻠﻴﻞ اﻷﻣﻮر ﻋﲆ ﻣﺴﺘﻮًى ﻧﻈﺮيﱟ أﻛﺜﺮ .ﻓﺈذا َ ﻓﺤﺼﺖ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻣﻜﻮﻧﺎت ﻫﺬه اﻟﻼﺻﻘﺎت ﻓﺴﺘﺠﺪ ﻋﻨﺎﻳﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﰲ اﺧﺘﻴﺎرﻫﺎ. أوﱠل املﻜﻮﻧﺎت ﰲ ﻫﺬه اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ »اﻟﺤﻤﺾ اﻟﻨﺎري اﻟﺨﺸﺒﻲ« ،أو ﺧ ﱡﻞ اﻟﺨﺸﺐ ،وﻫﻮ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﻣﺴﺤﻮق ﺑُﻨﱢﻲ اﻟﻠﻮن ﻋﺎﱄ اﻟﺠﺬب واﻻﻣﺘﺼﺎص؛ ﻣﺜﻞ أﻛﻴﺎس اﻟﺴﻠﻴﻜﻮن ﰲ ﺻﻨﺎدﻳﻖ اﻷﺟﻬﺰة اﻹﻟﻜﱰوﻧﻴﺔ .ﻓﺈذا ﻛﺎن ﺛﻤﱠ ﺔ أي رﻃﻮﺑﺔ ،ﻳﻘﻮم ﺧ ﱡﻞ اﻟﺨﺸﺐ ﺑﺎﻣﺘﺼﺎﺻﻬﺎ ،وﺗﻈﻬﺮ ﻣﺎد ٌة رﺧﻮة ﺑُﻨﱢﻴﺔ اﻟﻠﻮن داﻓﺌﺔ املﻠﻤﺲ ﻋﲆ اﻟﺠﻠﺪ. ﻣﺎ ا ُمل َﻜﻮﱢن اﻵﺧﺮ اﻟﺮﺋﻴﴘ املﻮﺟﻮد ﰲ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﺗﺤﺖ اﺳﻢ »اﻟﻜﺮﺑﻮﻫﻴﺪرات املﺘﺤ ﱢﻠﻠﺔ ﺑﺎملﺎء«؟ ﻣﺮ ﱠﻛﺐ اﻟﻜﺮﺑﻮﻫﻴﺪرات ﻫﻮ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻣﻦ ﺟﺰﻳﺌﺎت اﻟﺴﻜﺮ املﻠﺘﺼﻘﺔ ﻣﻌً ﺎ .اﻟﻨﺸﺎ ﻛﺮﺑﻮﻫﻴﺪرات ،وﰲ ﺟﺴﺪ اﻹﻧﺴﺎن ﻳﺘﺤ ﱠﻠﻞ ﻣﺮ ﱠﻛﺐ اﻟﻨﺸﺎ ﺗﺪرﻳﺠﻴٍّﺎ إﱃ ﺟﺰﻳﺌﺎت اﻟﺴﻜﺮ املﻔﺮدة ﻣﻦ ﺧﻼل إﻧﺰﻳﻤﺎت اﻟﻬﻀﻢ؛ ﺑﺤﻴﺚ ﻳﻤﻜﻦ اﻣﺘﺼﺎﺻﻬﺎ .وﻳﻄ َﻠﻖ ﻋﲆ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﺤ ﱡﻠﻞ أي ﺟﺰيء ﻛﺮﺑﻮﻫﻴﺪرات إﱃ ﺳﻜﺮﻳﱠﺎﺗﻪ املﻔﺮدة اﺳﻢ »ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺤ ﱡﻠﻞ ﺑﺎملﺎء« .ﻟﺬا ﻳﺸري َ ً ﻓﻄﻨﺖ اﻵن — إﱃ »اﻟﺴﻜﺮ« ،ﻋﲆ أﺳﺎﺳﺎ — ﻛﻤﺎ اﺻﻄﻼح »اﻟﻜﺮﺑﻮﻫﻴﺪرات ا ُملﺘﺤ ﱢﻠﻠﺔ ﺑﺎملﺎء« اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ اﻟﻮﻗﻊ اﻟﻌﻠﻤﻲ ﻟﻼﺻﻄﻼح ﻋﻨﺪ ﺳﻤﺎﻋﻪ .وﺑﺪاﻫﺔ ،ﻳﺼﺒﺢ اﻟﺴﻜﺮ َﻟ ِﺰﺟً ﺎ ﰲ اﻟﻌَ َﺮق. ﻫﻞ ﻫﻨﺎك ﳾء آﺧﺮ ﻳﺘﻌ ﱠﻠﻖ ﺑﻬﺬه اﻟﻼﺻﻘﺎت ﺑﺨﻼف ﻣﺎ ﺳﺒﻖ؟ ﻧﻌﻢ .ﻫﻨﺎك ﺟﻬﺎز ﺟﺪﻳﺪ ﻳﺠﺐ أن ﻧُﻄﻠِﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺟﻬﺎز »اﻟﻌﺎﺋﻖ ﺿﺪ ا ُملﺴﺎءﻟﺔ« ،وﻫﻮ ﻣﻮﺿﻮع ﻣﺘﻜ ﱢﺮر آﺧﺮ ﺿﻤﻦ ﺻﻮر ً ﻻﺣﻘﺎ .ﻫﻨﺎك أﻋﺪاد ﻫﺎﺋﻠﺔ ﻣﻦ املﺎرﻛﺎت املﺨﺘﻠﻔﺔ، اﻟﺤﻤﺎﻗﺔ اﻷﻛﺜﺮ ﺗﻄﻮ ًرا اﻟﺘﻲ ﺳﻨﻨﺎﻗﺸﻬﺎ وﺗﻘﺪﱢم اﻟﻜﺜري ﻣﻨﻬﺎ وﺛﺎﺋﻖ ﻣﻤﺘﺎزة وﻣﻄﻮﱠﻟﺔ ﻣﻠﻴﺌﺔ ﺑﺎملﻮاد اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻹﺛﺒﺎت ﻧﺠﺎﺣﻬﺎ .ﺗﺤﺘﻮي ﻫﺬه اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ﻋﲆ ﻣﺨ ﱠ ً ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﻣﻈﻬﺮ اﻟﻌِ ﻠﻤﻴﺔ ﰲ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻋﺮﺿﻬﺎ، ﻄﻄﺎت ورﺳﻮم ﺑﻴﺎﻧﻴﺔ، وﻟﻜﻦ دون وﺟﻮ ٍد ﻟﻠﻌﻨﺎﴏ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ .ﻓﺒﺤﺴﺐ ﻣ َ ُﺼﻨﱢﻌﻲ ﻫﺬه املﺎرﻛﺎت ،ﻫﻨﺎك ﺗﺠﺎرب ﺗُﺜﺒﺖ أن ﻻﺻﻘﺎت إزاﻟﺔ اﻟﺴﻤﻮم ﺗﺆدﱢي إﱃ ﻧﺘﻴﺠﺔ … ﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﻘﻮل ﻫﺆﻻء ﻣ ﱠﻢ ﺗﺘﺄ ﱠﻟﻒ ﻫﺬه اﻟﺘﺠﺎرب، أو أي »أﺳﺎﻟﻴﺐ« ﺟﺮى اﺗﱢﺒﺎﻋﻬﺎ؛ ﻓﻬﻢ ﻻ ﻳَﻌْ ِﺮﺿﻮن ﺳﻮى ﻣﺨﻄﻄﺎت ﺑﻴﺎﻧﻴﺔ ُﻣﻨَﻤﱠ ﻘﺔ »ﻟﻠﻨﺘﺎﺋﺞ«. ﻻ ﻳُﻔﴤ اﻟﱰﻛﻴﺰ ﻋﲆ اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ إﱃ ﺑﻠﻮغ اﻟﻬﺪف ﻣﻦ ﻫﺬه »اﻟﺘﺠﺎرب« اﻟﻈﺎﻫﺮﻳﺔ؛ ﻓﻬﺬه اﻟﺘﺠﺎرب ﻻ ﺗﺪور ﺣﻮل اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ،ﺑﻞ ﺣﻮل اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ،واﻟﺮﺳﻮم اﻟﺒﻴﺎﻧﻴﺔ ،وﻣﻈﻬﺮ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﰲ اﻟﻌَ ْﺮض .ﻓﻬﺬه اﻟﺘﺠﺎرب ﰲ ﻇﺎﻫﺮﻫﺎ أﻗﺮب ﻟﻄﻮاﻃﻢ أو رﻣﻮز ﻣﻘﺪﺳﺔ ﻣﻘﺒﻮﻟﺔ ﻇﺎﻫﺮﻳٍّﺎ ﻹﺑﻌﺎد ﺻﺤﻔﻲ ﻣﺘﺴﺎﺋﻞ ،أو »ﻋﺎﺋﻖ ﺿﺪ املﺴﺎءﻟﺔ« ،وﻫﺬا ﻣﻮﺿﻮع آﺧﺮ ﻣﺘﻜ ﱢﺮر ﺳﻨﺮاه — ﰲ أﺷﻜﺎل أﻛﺜﺮ ﺗﻌﻘﻴﺪًا — ﰲ ﻛﺜري ﻣﻦ املﺠﺎﻻت اﻷﻛﺜﺮ ﺗﻄﻮ ًرا ﻟﻠﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ. ﺳﺘُﺤِ ﺐﱡ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ذﻟﻚ. 24
املﺎدة
) (2إذا ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ذﻟﻚ ﻋﻠﻤً ﺎ ،ﻓﻤﺎ ﻫﻮ إذن؟ اﻋﺮف ﺑﻨﻔﺴﻚ إذا ﻣﺎ ﻛﺎن ُﴍب اﻟﺒﻮل ،واﻟﻮﻗﻮف ﻣﺘﻮازﻧًﺎ ﻋﲆ ﺣﻮاف اﻟﺠﺒﺎل، وﺣَ ﻤﻞ اﻷﺛﻘﺎل ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻷﻋﻀﺎء اﻟﺘﻨﺎﺳﻠﻴﺔ ﻗﺪ ﱠ ﻏري ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ إﱃ اﻷﺑﺪ أم ﻻ. ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ »إﻛﺴﱰﻳﻢ ِﺳﻠِﱪﺗﻲ دﻳﺘﻮﻛﺲ« ،اﻟﻘﻨﺎة اﻟﺮاﺑﻌﺔ ً ﺳﻮﻗﺎ أﻛﱪ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻤﺜﱢﻞ ذﻟﻚ اﻟﺠﻮاﻧﺐ املﺘﻄﺮﻓﺔ اﻟﻌﺒﺜﻴﺔ ﻟﻠﺪﻳﺘﻮﻛﺲ ،ﺗﺨﺎﻃﺐ ﻫﺬه اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺳﻮق أﻗﺮاص ﻣﻀﺎدات اﻷﻛﺴﺪة ،وﺟﺮﻋﺎت اﻟﺪواء اﻟﺴﺤﺮﻳﺔ ،واﻟﻜﺘﺐ ،واﻟﻌﺼﺎﺋﺮ ،و»ﺑﺮاﻣﺞ« اﻟﺨﻤﺴﺔ أﻳﺎم ،واﻟﱪاﻣﺞ اﻟﺘﻠﻴﻔﺰﻳﻮﻧﻴﺔ اﻟﻜﺌﻴﺒﺔ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﺳﻨﺘﻌﺮض ﻟﻪ ﺑﺎﻟﻨﻘﺪ اﻟﺤﺎد ،ﺧﺎﺻﺔ ﰲ ﻓﺼﻞ ﻻﺣﻖ ﺣﻮل اﻟﻔﻮاﺋﺪ اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ ﰲ ﻣﻜﻮﻧﺎت اﻟﻄﻌﺎم .ﻟﻜﻦ ﻫﻨﺎك ﳾء ﻣﻬﻢ ﻳﺤﺪث ﻫﻨﺎ، ﻣﻊ اﻟﺪﻳﺘﻮﻛﺲ ،وﻻ أﻋﺘﻘﺪ أن اﻟﻘﻮل »ﻛﻞ ﻫﺬا ﻣﺠﺮد ﻫﺮاء« ٍ ﻛﺎف ﻋﲆ اﻹﻃﻼق. ُ َ ﺗﻌﺘﱪ ﻇﺎﻫﺮة اﻟﺪﻳﺘﻮﻛﺲ ﻣ َُﺸﻮﱢﻗﺔ؛ ﻧﻈ ًﺮا ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻤﺜﱢﻞ أﺣﺪ أﻛﺜﺮ اﻻﺑﺘﻜﺎرات املﺒﺎﻟﻎ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻠﻤ َُﺴﻮﱢﻗني ،وﺧﱪاء أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺤﻴﺎة ،واملﻌﺎﻟﺠني ﺑﺄﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﻄﺐ اﻟﺒﺪﻳﻞ؛ أﻻ وﻫﻮ :اﺑﺘﻜﺎر ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻓﺴﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﺗﻤﺎﻣً ﺎ .ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ إﱃ اﻟﻜﻴﻤﻴﺎء اﻟﺤﻴﻮﻳﺔ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ،ﻻ ﻳُﻌﺘﱪ اﻟﺪﻳﺘﻮﻛﺲ ﻣﻔﻬﻮﻣً ﺎ ذا ﻣﻌﻨًﻰ ﻋﲆ اﻹﻃﻼق؛ إذ ﻻ ﻳَﻤَ ﱡﺲ ﻋَ َ ﺼﺒًﺎ ﺣﻴﻮﻳٍّﺎ ﰲ ﺟﻮﻫﺮ اﻷﺷﻴﺎء .ﻓﻼ ﻳﻮﺟﺪ أي ﳾء ﻋﻦ »ﻧﻈﺎم اﻟﺪﻳﺘﻮﻛﺲ« ﰲ أيﱟ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺐ اﻟﺪراﺳﻴﺔ اﻟﻄﺒﻴﺔ .وﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﻌﺘﱪ ً ﺻﺤﻴﺤﺔ ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ، واﻟﺠﻌَ ﺔ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺆﺛﱢﺮا ﺗﺄﺛريًا ﺳﻠﺒﻴٍّﺎ ﻋﲆ اﻟﺠﺴﺪ ﻓﻜﺮ ُة أن اﻟﻬﻤﺒﻮرﺟﺮ ِ ﻷﺳﺒﺎب ﻣﺘﻌﺪدة ،ﻓﺈن اﻟﻔﻜﺮة اﻟﻘﺎﺋﻠﺔ ﺑﺄﻧﻬﻤﺎ ﻳﱰﻛﺎن أﺛ ًﺮا ﻣﺤﺪدًا ﰲ اﻟﺠﺴﺪ — وﻫﻮ اﻷﺛﺮ اﻟﺬي ﻳﻤﻜﻦ اﻟﺘﺨ ﱡﻠﺺ ﻣﻨﻪ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻣﺤﺪدة ﺗﺘﻤﺜﻞ ﰲ ﻧﻈﺎم ﻓﺴﻴﻮﻟﻮﺟﻲ ﻳُﺴﻤﱠ ﻰ دﻳﺘﻮﻛﺲ — ﻟﻴﺴﺖ إﻻ اﺧﱰاﻋً ﺎ ﺗﺴﻮﻳﻘﻴٍّﺎ. ﻄ ٍﻂ ﻳﻮﺿﺢ ﱡ ﻧﻈﺮت إﱃ ﻣﺨ ﱠ َ ﺗﺪﻓ ِ ﻘﺎت ﻋﻤﻠﻴ ِﺔ اﻟﺘﻤﺜﻴﻞ اﻟﻐﺬاﺋﻲ ،وإﱃ اﻟﺨﺮاﺋﻂ اﻟﻬﺎﺋﻠﺔ إذا ﺑﺤﺠﻢ اﻟﺤﺎﺋﻂ ﻟﺠﻤﻴﻊ اﻟﺠﺰﻳﺌﺎت ﰲ ﺟﺴﺪك ،اﻟﺘﻲ ﱢ ﺗﻔﺼﻞ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺗﻜﺴري اﻟﻐﺬاء إﱃ ﻣﻜﻮﻧﺎﺗﻪ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ،وﻃﺮﻳﻘﺔ ﺗﺤﻮﻳﻞ ﻫﺬه املﻜﻮﻧﺎت ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﺎ ،ﺛﻢ ﺗﺠﻤﱡ ﻊ ﻫﺬه اﻟﻮﺣﺪات اﻟﺒﻨﺎﺋﻴﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة ﰲ ﺻﻮرة ﻋﻀﻼت ،وﻋﻈﺎم ،وﻟﺴﺎن ،وﻣﺮارة ،وﻋِﺮق ،وﺟﻤﺠﻤﺔ ،وﺷﻌﺮ ،وﺟﻠﺪ، وﺣﻴﻮاﻧﺎت ﻣﻨﻮﻳﺔ ،ودﻣﺎغ ،وﻛﻞ ﳾء ﻳﺠﻌﻠﻚ أﻧﺖ ،ﻓﻤﻦ اﻟﺼﻌﻮﺑﺔ ﺑﻤﻜﺎن اﻟﻌﺜﻮر ﻋﲆ ﳾء واﺣﺪ ﻳﻤﺜﱢﻞ »ﻧﻈﺎم دﻳﺘﻮﻛﺲ«. ﻋﻠﻤﻲ ﻟﻪ ،ﻳﻤﻜﻦ ﻓﻬﻢ دﻳﺘﻮﻛﺲ ﺑﺼﻮرة أﻓﻀﻞ ﻛﺜريًا ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره وﻧﻈ ًﺮا ﻟﻌﺪم وﺟﻮد ﻣﻌﻨًﻰ ﱟ ﻣﻨﺘَﺠً ﺎ ﺛﻘﺎﻓﻴٍّﺎِ . ﻓﻤﺜ ْ َﻞ أﻓﻀﻞ اﻻﺑﺘﻜﺎرات اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻟﺰاﺋﻔﺔ ،ﻳﻤﺰج اﻟﺪﻳﺘﻮﻛﺲ ﺑني املﻨﻄﻖ اﻟﺴﻠﻴﻢ 25
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
املﻔﻴﺪ ،واﻟﺨﻴﺎل املﻄﺒﱠﺐ اﻟﺠﺎﻣﺢ .ﻣﻦ ﺑﻌﺾ اﻟﺠﻮاﻧﺐ ،ﻳﻌﻜﺲ ﻣﺪى اﻗﺘﻨﺎﻋﻚ ﺑﻤﺎ ﻳﺮوﱢﺟُ ﻪ دﻳﺘﻮﻛﺲ ﻗ ْﺪ َر املﺒﺎﻟﻐﺔ اﻟﺬاﺗﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﻏﺐ ﻓﻴﻬﺎ ،أو ﺑﻌﺒﺎرة أﻗﻞ ﻗﺴﻮة :ﻣﻘﺪار اﺳﺘﻤﺘﺎﻋﻚ ﺑﺎﻟﻄﻘﻮس ﰲ ﺣﻴﺎﺗﻚ اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ .ﻋﻨﺪﻣﺎ أ ُﻣ ﱡﺮ ﺑﻔﱰات اﻧﺸﻐﺎل ﰲ اﻟﺤﻔﻼت ،واﻟﴩاب ،واﻟﺤﺮﻣﺎن ﻣﻦ اﻟﻨﻮم ،واﻷﻛﻞ ا ُملﺘْﺨِ ﻢ ،أُﻗ ﱢﺮر ﻋﺎدة — ﰲ ﻧﻬﺎﻳﺔ املﻄﺎف — أﻧﻨﻲ ﺑﺤﺎﺟﺔ إﱃ ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ اﻟﺮاﺣﺔ؛ ﻟﺬا أﻗﴤ ﺑﻌﺾ اﻟﻠﻴﺎﱄ ﰲ اﻟﺪاﺧﻞ ،أﻗﺮأ ﰲ املﻨﺰل ،وآ ُﻛﻞ َﺳ َﻠ ً ﻄﺔ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ املﻌﺘﺎد .ﰲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ،ﺗَﺴﺘﺨﺪم ﻋﺎرﺿﺎت اﻷزﻳﺎء واملﺸﺎﻫري »اﻟﺪﻳﺘﻮﻛﺲ«. ﻳﺠﺐ أن ﻧﻜﻮن ﰲ ﻣﻨﺘﻬﻰ اﻟﻮﺿﻮح ﺑﺸﺄن ﳾءٍ واﺣﺪ؛ ﻧﻈ ًﺮا ﻷن ذﻟﻚ ﻣﻮﺿﻮع ﻣﺘﻜ ﱢﺮر ﰲ ﻋﺎﻟﻢ اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ ﺑﺄﴎه :ﻻ ﺧﻄﺄ ﰲ ﻓﻜﺮة ﺗﻨﺎول اﻟﻄﻌﺎم ﺑﺼﻮرة ﺻﺤﻴﺔ واﻻﻣﺘﻨﺎع ﻋﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﻋﻮاﻣﻞ اﻟﺨﻄﺮ اﻟﺘﻲ ﺗُﻔﴤ إﱃ املﺮض؛ ﻣﺜﻞ اﻹﻓﺮاط ﰲ ﺗﻨﺎول اﻟﻜﺤﻮل .ﻟﻜﻦ ﻻ ﻳُﻌﺘﱪ أيﱞ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻫﻮ ﺟﻮﻫﺮ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺪﻳﺘﻮﻛﺲ؛ ﻓﻤﺎ ﺗﻠﻚ ﺳﻮى ﺑﻮاﻋﺚ ﺻﺤﻴﺔ ﴎﻳﻌﺔ، ﺟﺮى إﻧﺸﺎؤﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪام اﻟﻘﺼري اﻷﺟﻞ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺆﺛﱢﺮ ﻋﻮاﻣﻞ اﻟﺨﻄﺮ املﻘﱰﻧﺔ ﺑﺄﺳﻠﻮب اﻟﺤﻴﺎة املﻔﻀﻴﺔ إﱃ املﺮض ﺗﺄﺛريًا ﻳﻤﺘﺪ ﻣﺪى اﻟﺤﻴﺎة .ﻻ أُﻣﺎﻧﻊ َﻗﺒﻮ َل أن ﻳُﺠَ ﱢﺮب ُ ﺑﻌﺾ اﻷﺷﺨﺎص ﻧﻈﺎﻣً ﺎ ﻹزاﻟﺔ اﻟﺴﻤﻮم ملﺪة ﺧﻤﺴﺔ أﻳﺎم ،وﺗﺬ ﱡﻛﺮ )أو ﺣﺘﻰ ﻣﻌﺮﻓﺔ( ﺷﻌﻮر ﺗﻨﺎول اﻟﺨﴬاوات ،وﻫﻮ ﺳﻠﻮك ﻻ أﻧﺘﻘﺪه. ﺑﻞ اﻟﺨﻄﺄ ﻳﻜﻤﻦ ﰲ اﻟﺘﻈﺎﻫﺮ ﺑﺄن ﻫﺬه اﻟﻄﻘﻮس ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻋﲆ أﺳﺎس ﻋﻠﻤﻲ ،أو ﺣﺘﻰ أﻧﻬﺎ ﺟﺪﻳﺪة .ﻓﻜﻞ دﻳﻦ وﺛﻘﺎﻓﺔ ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ ﻳﺤﻈﻴﺎن ﺑﺼﻮر ٍة ﻣﺎ ﻣﻦ ﺻﻮر ﻃﻘﻮس اﻟﺘﻄﻬﺮ أو اﻟﺘﻘﺸﻒ ،ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺼﻮم ،أو اﻟﺘﻐﻴري ﰲ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻐﺬاﺋﻲ ،أو اﻻﻏﺘﺴﺎل ،أو أي ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﺘﺪﺧﻼت اﻷﺧﺮى ،اﻟﺘﻲ ﻳﺘﺨﺬ ﻣﻌﻈﻤﻬﺎ ﺷﻜﻞ ﻃﻘﻮس ﻻ ﻃﺎﺋﻞ ﻣﻦ وراﺋﻬﺎ .ﻻ ﻳﺠﺮي ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻋﴫ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ دﺧﻮل املﺼﻄﻠﺤﺎت أيﱟ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ﻋﻠﻤً ﺎ؛ ﻧﻈ ًﺮا ﻷﻧﻬﺎ ﻃﻘﻮس ﺟﺎءت ﻣﻦ ِ أن ٍّ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ املﻌﺠ َﻢ اﻟﻠﻐﻮي؛ إﻻ ﱠ ﻛﻼ ﻣﻦ ﻳﻮم اﻟﻐﻔﺮان ﰲ اﻟﺪﻳﺎﻧﺔ اﻟﻴﻬﻮدﻳﺔ ،وﺷﻬﺮ رﻣﻀﺎن ﰲ اﻟﺪﻳﻦ اﻹﺳﻼﻣﻲ ،وﺟﻤﻴﻊ ﺻﻮر اﻟﻄﻘﻮس املﺸﺎﺑﻬﺔ ﰲ املﺴﻴﺤﻴﺔ ،واﻟﻬﻨﺪوﺳﻴﺔ ،واﻟﺒﻬﺎﺋﻴﺔ، واﻟﺒﻮذﻳﺔ ،واﻟﻴﺎﻧﻴﺔ؛ ﻛ ﱡﻞ ذﻟﻚ ﻳﺘﻤﺤﻮر ﺣﻮل ﻣﺒﺪأ اﻟﺘﻘﺸﻒ واﻟﺘﻄﻬﺮ )ﺿﻤﻦ أﺷﻴﺎء أﺧﺮى(. ٌ دﻗﻴﻘﺔ ﺑﺼﻮرة ﻻﻓﺘﺔ وﻣﻐﻠﻮﻃﺔ — ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ ﺑﻌﺾ ﻓﻬﺬه اﻟﻄﻘﻮس ،ﻣﺜﻞ ﻧُﻈﻢ اﻟﺪﻳﺘﻮﻛﺲ، املﺆﻣﻨني ﺑﻬﺎ ،ﻣﺜﻠﻤﺎ أﻧﺎ ﻣﺘﺄﻛﺪ — ﻓﺎﻟﺼﻮم ﰲ اﻟﺪﻳﺎﻧﺔ اﻟﻬﻨﺪوﺳﻴﺔ ،ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل ،إذا ﺟﺮى اﻻﻟﺘﺰام ﺑﻪ ﺑﴫاﻣﺔ ،ﻳﺒﺪأ ﻣﻦ ﻣﻐﺮب ﺷﻤﺲ اﻟﻴﻮم اﻟﺴﺎﺑﻖ ﺣﺘﻰ »ﺛﻤﺎﻧﻲ وأرﺑﻌني دﻗﻴﻘﺔ« ﺑﻌﺪ ﴍوق ﺷﻤﺲ اﻟﻴﻮم اﻟﺘﺎﱄ. ﻳُﻌﺘﱪ اﻟﺘﻄﻬﺮ واﻟﻐﻔﺮان ﻣﻦ املﻮﺿﻮﻋﺎت املﺘﻜ ﱢﺮرة ﰲ اﻟﻄﻘﻮس؛ ﻧﻈ ًﺮا ﻟﻮﺟﻮد ﺣﺎﺟﺔ ً أﻓﻌﺎﻻ ﺗﺪﻋﻮ ﻟﻸﺳﻒ ﺑﺴﺒﺐ ﻇﺮوﻓﻨﺎ، واﺿﺤﺔ وواﺳﻌﺔ اﻻﻧﺘﺸﺎر ﻟﻬﻤﺎ؛ ﻓﻨﺤﻦ ﺟﻤﻴﻌً ﺎ ﻧﺮﺗﻜﺐ 26
املﺎدة
وداﺋﻤً ﺎ ﻣﺎ ﺗُﺒﺘﺪَع ﻃﻘﻮس ﺟﺪﻳﺪة ﰲ اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﻠﻈﺮوف اﻟﺠﺪﻳﺪة .ﻓﻔﻲ أﻧﺠﻮﻻ وﻣﻮزﻣﺒﻴﻖ، ﻧﺸﺄت ﻃﻘﻮس اﻟﺘﻄﻬﺮ واﻟﺘﻄﻬري ﻟﻸﻃﻔﺎل اﻟﺬﻳﻦ ﺗﺄﺛﺮوا ﺑﺎﻟﺤﺮب؛ ﺧﺎﺻﺔ اﻷﻃﻔﺎل اﻟﺬﻳﻦ ً ﻃﻘﻮﺳﺎ اﺳﺘﺸﻔﺎﺋﻴﺔ ،ﻳُﺠ َﺮى ﺗﻄﻬريُ وﺗﻨﻘﻴﺔ ﻛﺎﻧﻮا ﺟﻨﻮدًا ﺳﺎﺑﻘني .وﺗُﻌﺘﱪ ﻫﺬه اﻟﻄﻘﻮس اﻟﻄﻔﻞ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺨﻄﻴﺌﺔ واﻟﺬﻧﺐ ،وﻣﻦ » َدﻧَﺲ« اﻟﺤﺮب واملﻮت )ﻳﻌﺘﱪ اﻟﺪﻧﺲ ﻣﺠﺎ ًزا ً ﺣﻤﺎﻳﺔ ﻟﻠﻄﻔﻞ ﻣﺘﻜ ﱢﺮ ًرا ﰲ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺜﻘﺎﻓﺎت ،ﻷﺳﺒﺎب واﺿﺤﺔ( ،ﻛﺬﻟﻚ ﺗﺤﻤﻞ ﻫﺬه اﻟﻄﻘﻮس ﻣﻦ اﻟﻌﻮاﻗﺐ املﱰﺗﺒﺔ ﻋﲆ أﻓﻌﺎﻟﻪ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻌﻨﻲ ﺣﻤﺎﻳﺘﻪ ﻣﻦ ﺛﺄر اﻷرواح املﻨﺘﻘﻤﺔ ﻟﻸﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ َﻗﺘَ َﻠﻬﻢ .وﻣﺜﻠﻤﺎ أﺷﺎر ﺗﻘﺮﻳ ٌﺮ ﻟﻠﺒﻨﻚ اﻟﺪوﱄ ﰲ ﻋﺎم :١٩٩٩ ُ ﺗَﺘﱠﺨِ ﺬ ﻃﻘﻮس اﻟﺘﻄﻬري واﻟﺘﻄﻬﺮ ﻫﺬه ﻟﻸﻃﻔﺎل اﻟﺠﻨﻮد ﻣﻈﻬ ًﺮا ﻣﺎ ﻳُﻄﻠِﻖ ﻋﻠﻴﻪ َ ﻋﻠﻤﺎء اﻷﻧﺜﺮوﺑﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺑﺘﻐري رﻣﺰي ﻃﻘﻮس اﻻﻧﺘﻘﺎل .ﺑﻌﺒﺎرة أﺧﺮى :ﻳﻤ ﱡﺮ اﻟﻄﻔﻞ ﱡ ٍ ﰲ ﻣﻜﺎﻧﺘﻪ ﻣﻦ ﺷﺨﺺ ﻛﺎن ﻳﻌﻴﺶ ﰲ ﻋﺎﻟ ٍﻢ ﻣﻦ اﻟﺘﺠﺎوز املﻘﺒﻮل ﻟﻠﻤﻌﺎﻳري أو ﺗﻌﻠﻴﻘﻬﺎ )أي اﻟﻘﺘﻞ ،اﻟﺤﺮب( إﱃ ﺷﺨﺺ ﻳﻌﻴﺶ اﻵن ﰲ ﻋﺎﻟﻢ املﻌﺎﻳري اﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻟﺴﻠﻤﻴﺔ ،وﻳُﺬﻋﻦ ﻟﻬﺎ. ﻻ أﻇﻨﻨﻲ أﺑﺎﻟﻎ ﻛﺜريًا ﻫﻨﺎ؛ ﻓﻔﻴﻤﺎ ﻧُﻄﻠِﻖ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻌﺎ َﻟ َﻢ اﻟﻐﺮﺑﻲ املﺘﻘﺪﱢم ،ﻧﺴﻌﻰ إﱃ اﻟﻐﻔﺮان ً ﺗﻄﺮﻓﺎ ﻟﻼﻧﻐﻤﺎس ﰲ اﻷﻣﻮر املﺎدﻳﺔ ،ﻓﻨﺘﻌﺎﻃﻰ اﻟﻌﻘﺎﻗري واﻟﺘﻄﻬﺮ ﻣﻦ اﻷﺷﻜﺎل اﻷﻛﺜﺮ وا ُمل ْﺴ ِﻜﺮات ،واﻟﻄﻌﺎم املﴬ ،واملﻠﺬات املﺎدﻳﺔ اﻷﺧﺮى ،ﻋﲆ ﻋﻠﻤﻨﺎ ﺑﺄن ذﻟﻚ ﺧﻄﺄ ،وﻧﺴﻌﻰ إﱃ اﻟﺤﻤﺎﻳﺔ اﻟﻄﻘﻮﺳﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﻮاﻗﺐ؛ ﻧﻮ ٌع ﻣﻦ »اﻟﻄﻘﺲ اﻻﻧﺘﻘﺎﱄ« اﻟﻌﺎ ﱢم اﻟﺬي ﻳُﺬَ ﱢﻛﺮﻧﺎ ﺑﻌﻮدﺗﻨﺎ إﱃ املﻌﺎﻳري اﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺔ اﻷﻛﺜﺮ ﺻﺤﱠ ًﺔ. ﻛﺎن ﺗﻘﺪﻳﻢ وﺟﺒﺎت وﻃﻘﻮس اﻟﺘﻄﻬﱡ ﺮ ﻫﺬه ﻧﺘﺎجَ اﻟﺰﻣﺎن واملﻜﺎن دوﻣً ﺎ ،واﻵن ﺑﻤﺎ أن اﻟﻌﻠﻢ أﺻﺒﺢ اﻹﻃﺎر اﻟﺘﻔﺴريي اﻟﺴﺎﺋﺪ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ واﻷﺧﻼﻗﻲ ،ﻟﻠﺼﻮاب واﻟﺨﻄﺄ، ﻓﻤﻦ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﺑﻤﻜﺎن أن ﻳﻜﻮن ﻋﻠﻴﻨﺎ اﻹﻣﻌﺎ ُن ﰲ ﺗﱪﻳﺮ ﻏﻔﺮان آﺛﺎﻣﻨﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﱪﻳﺮات ﻋﻠﻤﻴﺔ زاﺋﻔﺔ ﻓﺎﺳﺪة .و ِﻣﺜ ْ َﻞ ﻛﺜري ﻣﻦ اﻟﻬﺮاء ﰲ اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ ،ﻻ ﻳُﻌﺘﱪ ﻋﻠﻢ »اﻟﺪﻳﺘﻮﻛﺲ« اﻟﺰاﺋﻒ ﺷﻴﺌًﺎ ﻳﺠﺮي ﻋﻤﻠﻪ »ﻟﻨﺎ« ،ﻣﻦ ﺧﻼل د َُﺧﻼء ﻣﺮﺗﺸني ،ﻣﺴﺘﻐ ﱢﻠني ،ﻻ ﻳﻨﺘﻤﻮن إﻟﻴﻨﺎ ،ﺑﻞ ﻫﻮ أﺣﺪ اﻟﻨﺘﺎﺟﺎت اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ — ﻣﻮﺿﻮع ﻣﺘﻜ ﱢﺮر — وﻧﺤﻦ ﻣﻦ ﻧﺼﻨﻌﻪ ﺑﺄﻳﺪﻳﻨﺎ ﻷﻧﻔﺴﻨﺎ.
27
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ﻫﻮاﻣﺶ ) (1ﻛﻦ ﺣﺬ ًرا؛ ﻓﻘﺪ أﺟﺮت إﺣﺪى اﻷوراق اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ اﺳﺘﻄﻼﻋً ﺎ ﺑني ١٢٢ﻃﺒﻴﺐَ أﻧﻒ ِ اﻟﺨﻄ َﺮة ﺟ ﱠﺮاء ﺳﻘﻮط وأذن وﺣﻨﺠﺮة ،ورﺻﺪت إﺣﺪى وﻋﴩﻳﻦ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺣﺎﻻت اﻹﺻﺎﺑﺔ ٍ ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ ﺑﺸﻤﻊ اﻷذن. اﻟﺸﻤﻊ املﺤﱰق ﻋﲆ ﻃﺒﻠﺔ اﻷذن ﺧﻼل ﻋﻤﻠﻴﺔ ) (2إذا أﺧﺬت أﺣﺪ ﻫﺬه اﻷﻛﻴﺎس َ َ وﺿﻌﺖ ﻛﻮبَ ﺷﺎي ورﺷ ْﺸﺖ ﺑﻌﺾ املﺎء ﻓﻮﻗﻪ ،ﺛﻢ َ واﻧﺘﻈﺮت ﻋﴩَ دﻗﺎﺋﻖ ،ﻓﺴﺘﺠﺪ املﺎدة اﻟﻠﺰﺟﺔ اﻟﺒُﻨﱢﻴﺔ اﻟﻠﻮن ﺗﺘﻜﻮﱠن .ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﺳﺎﺧﻨًﺎ ﻓﻮﻗﻪ ﻣﻮاد ﺳﺎﻣﺔ ﰲ اﻟﺒﻮرﺳﻠني.
28
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
رﻳﺎﺿﺔ اﻟﻌﻘﻞ
ﰲ اﻟﻈﺮوف اﻟﻌﺎدﻳﺔ ،ﻫﺬا ﻫﻮ اﻟﺠﺰء ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﺬي ﻣﻦ املﻔﱰض أن أﺻﺐﱠ ﻓﻴﻪ ﺟﺎ َم ﻏﻀﺒﻲ ﻋﲆ ﻧﻈﺮﻳﺔ َ اﻟﺨ ْﻠﻖ ،وﺳﻂ ﻋﺎﺻﻔﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺼﻔﻴﻖ ،ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻫﺎﻣﺸﻴﺔ املﻮﺿﻮع ﻣﺜﺎﻻ ﱠ أردت ً َ أدق وأﻗﺮبَ ،ﺗﻮﺟﺪ إﻣﱪاﻃﻮرﻳﺔ ﺷﺎﺳﻌﺔ ﻣﻦ ﰲ املﺪارس اﻟﱪﻳﻄﺎﻧﻴﺔ .ﻟﻜﻦ إذا اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ ﻳﺠﺮي اﻟﱰوﻳﺞ ﻟﻬﺎ ،ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻋُ ﻤﻠﺔ ﺻﻌﺒﺔ ،ﰲ املﺪارس اﻟﻌﺎﻣﺔ ﰲ ﺷﺘﻰ أﻧﺤﺎء ُ رﻳﺎﺿﺔ اﻟﻌﻘﻞ ،وﻫﻲ إﻣﱪاﻃﻮرﻳﺔ ﻣﺘﻐﻠﻐِ ﻠﺔ ﰲ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺒﻼد .وﻳُﻄ َﻠﻖ ﻋﲆ ﻫﺬه اﻹﻣﱪاﻃﻮرﻳﺔ ً ﻛﺎﻣﻼ ،وﻳﺠﺮي ﺗﻘﺪﻳﻤﻬﺎ إﱃ اﻷﻃﻔﺎل ﰲ املﺪارس اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ اﻟﻌﺎم ،وﻳﺘﻘﺒﱠﻠﻬﺎ املﺪرﺳﻮن ﺗﻘﺒ ًﱡﻼ ﻣﺒﺎﴍ ًة ،وﻫﻲ ﻣﻐ ﱠﻠﻔﺔ ﺑﻐﻄﺎء ﺷﻔﺎف ﻣ ُِﺸني وﻣُﺤﺮج ﻣﻦ اﻟﻌﺒﺚ. ﱠ ٌ املﻌﻘﺪة واﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻷﻃﻔﺎل ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﻤﺎرﻳﻦ ﻳﻘﻊ ﰲ اﻟﻘﻠﺐ ﻣﻦ رﻳﺎﺿﺔ اﻟﻌﻘﻞ »ﺗﺪﻋﻢ ﺧﱪة ﺗﻌ ﱡﻠﻢ اﻟﻌﻘﻞ ﻛﺎﻣﻠﺔ« .ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل ،ﺗﺮ ﱢﻛﺰ ﻫﺬه اﻟﺘﻤﺎرﻳﻦ ﺗﺮﻛﻴ ًﺰا ﺷﺪﻳﺪًا ﻋﲆ املﺎء .ﻓﻮ َْﻓﻖ ﻫﺬه اﻟﺘﻤﺎرﻳﻦَ ، ﻛﻮب ﻣﻦ املﺎء ﻗﺒﻞ ﻣﻤﺎرﺳﺔ أﻧﺸﻄﺔ رﻳﺎﺿﺔ ﻳﻮﴅ ﻟﻚ ﺑ »ﴍب ٍ اﻟﻌﻘﻞ .ﻓﺒﻤﺎ أﻧﻪ ُﻣ َﻜ ﱢﻮ ٌن رﺋﻴﴘ ﻟﻠﺪﻣﺎء ،ﻳُﻌﺘﱪ املﺎء ﺣﻴﻮﻳٍّﺎ ﻟﻨﻘﻞ اﻷﻛﺴﺠني إﱃ اﻟﺪﻣﺎغ «.وإﻻ ﱡ ﺗﺠﻒ ﻣﻌﺎذ ﷲ! وﻳُﻘﺎل إن ﻫﺬا املﺎء ﻳﺠﺐ أن ﻳﻈ ﱠﻞ ﰲ ﻓﻤﻚ؛ ﻧﻈ ًﺮا ﻷﻧﻪ ﻓﺈن دﻣﺎءك ﺳﻮف ً ﻗﺪ ﻳُﻤﺘَﺺ »ﻣﺒﺎﴍة« ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻣﻦ اﻟﻔﻢ ﰲ ﻃﺮﻳﻘﻪ إﱃ اﻟﺪﻣﺎغ. ﻫﻞ ﻫﻨﺎك أيﱡ ﳾء آﺧﺮ ﻳﻤﻜﻨﻚ أن ﺗﻔﻌﻠﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﺼﻞ اﻟﺪم واﻷﻛﺴﺠني إﱃ دﻣﺎﻏﻚ ﺑﺼﻮرة أﻛﺜﺮ ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ؟ ﻧﻌﻢ ،ﺗﻤﺮﻳﻦ ﻳُﻄ َﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ »أزرار اﻟﺪﻣﺎغ«» .اﺻﻨ َ ْﻊ ﺷﻜﻞ Cﺑﺎﻹﺻﺒﻌني َﺿﻌْ ﻬُ ﻤﺎ ﻋﲆ ﺟﺎﻧﺒَﻲ ﻋﻈﻤﺔ اﻟﺼﺪر أﺳﻔﻞ ﱠ اﻹﺑﻬﺎم واﻟﺴﺒﺎﺑﺔ ،و َ اﻟﱰ ُْﻗﻮَة ﻣﺒﺎﴍ ًة .ﺣُ ﱠﻚ ِﺑﻠُ ٍ ﻄﻒ ري و ْ َﺿﻊ ﻳﺪﻳﻚ وﻛ ﱢﺮر ﴎﺗِﻚَ .ﻏ ﱢ ْ ملﺪة ﻋﴩﻳﻦ أو ﺛﻼﺛني ﺛﺎﻧﻴﺔ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﻀﻊ ﻳﺪك اﻷﺧﺮى ﻓﻮق ُ ﱠ ﻳﺤﻔﺰ ﻫﺬا اﻟﺘﻤﺮﻳﻦ ﱡ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺘَﻪُ .ﱢ ني ﱡ ﱠني إﱃ ﺗﺪﻓ َﻖ اﻷﻛﺴﺠني اﻟﺤﺎﻣﻞ ﻟﻠﺪم ﺧﻼل اﻟﴩﻳﺎﻧ َ ْ ِ اﻟﺴﺒﺎﺗﻴ ْ ِ
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
اﻟﺪﻣﺎغ ﻟﺘﻨﺒﻴﻬﻪ وزﻳﺎدة اﻟﱰﻛﻴﺰ واﻻﺳﱰﺧﺎء «.ملﺎذا؟ »ﻷن أزرار اﻟﺪﻣﺎغ ﺗﻘﻊ ﻣﺒﺎﴍ ًة ﻓﻮق اﻟﴩﻳﺎﻧ َ ْني ﱡ اﻟﺴﺒﺎﺗﻴ ْﱠني وﺗُﺤَ ﱢﻔﺰﻫﻤﺎ«. رﺑﻤﺎ ﻳﺜري اﻷﻃﻔﺎ ُل اﻻﺷﻤﺌﺰا َز ،وﰲ ﻛﺜري ﻣﻦ اﻷﺣﻴﺎن رﺑﻤﺎ ﻳُﻨَﻤﱡ ﻮن ﻣﻬﺎرات اﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ، ْ أﺻﺎدف أيﱠ ﻃﻔﻞ ﺣﺘﻰ اﻵن ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﺳﺘﺜﺎرة ﴍاﻳﻴﻨﻪ ﱡ اﻟﺴﺒﺎﺗﻴﺔ داﺧﻞ ﻗﻔﺼﻪ ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻟﻢ َ اﻟﺼﺪري .رﺑﻤﺎ ﻳﺤﺘﺎج ذﻟﻚ إﱃ ِﻣﻘ ﱟ ﺺ ﺣﺎدﱟ ،ﻟﻦ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﺳﺘﺨﺪاﻣَ ﻪ ﺳﻮى اﻷم. ُ ﻧﺠﺤﺖ ﺑﺎﻟﺤِ ﻴﻠﺔ ﰲ إﻳﺠﺎده ﰲ ﻋﺪد رﺑﻤﺎ ﺗﺘﺼﻮﱠر أن ﻫﺬا اﻟﻬﺮاء ﻣﺠﺮد اﺗﺠﺎ ٍه ﻫﺎﻣﴚ ﻣﺤﺪود ﻣﻦ املﺪارس املﻌﺰوﻟﺔ ﻏري ا ُملﺪارة ﺟﻴﺪًا ،إﻻ أن اﻷﻣﺮ ﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ؛ ﻓﺄﻧﺸﻄﺔ رﻳﺎﺿﺔ اﻟﻌﻘﻞ ﺗُﻤﺎ َرس ﰲ املﺌﺎت — إن ﻟﻢ ﻳﻜﻦ اﻵﻻف — ﻣﻦ املﺪارس اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺴﺎﺋﺪة ﰲ ﺟﻤﻴﻊ ً ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ أرﺑﻌﻤﺎﺋﺔ ﻣﺪرﺳﺔ ﺗَﺬْ ُﻛﺮ ﺗﻌﺒري رﻳﺎﺿﺔ اﻟﻌﻘﻞ أﻧﺤﺎء اﻟﺒﻼد .واﻟﻴﻮم ،أﻣﺘﻠﻚ ً ﻓﻀﻼ ﻋﻦ اﻟﻜﺜري واﻟﻜﺜري ﻣﻦ املﺪارس اﻷﺧﺮى اﻟﺘﻲ ﺑﺎﻻﺳﻢ ﻋﲆ ﻣﻮاﻗﻌﻬﺎ اﻹﻟﻜﱰوﻧﻴﺔ، َ ﻄﺒﱢﻘﻬﺎ ً ﺳﺘُ َ أﻳﻀﺎَ .ﺳ ْﻞ ﻫﻞ ﻣَ ﻦ ﰲ ﻣﺪرﺳﺘﻚ ﻳُﻄﺒﱢﻘﻮن ﻣﻔﻬﻮم رﻳﺎﺿﺔ اﻟﻌﻘﻞ .ﺳﺄﻛﻮن ﻣﻬﺘﻤٍّ ﺎ ﺑﺸﺪة ﺑﻤﻌﺮﻓﺔ ردود أﻓﻌﺎﻟﻬﻢ. ﻳُﺮ ﱠوج ملﻔﻬﻮم رﻳﺎﺿﺔ اﻟﻌﻘﻞ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺳﻠﻄﺎت اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ املﺤﻠﻴﺔ ،اﻟﺘﻲ ﺗُﻤَ ﻮﱢﻟﻬﺎ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ، وﻳ َ ُﻌﺘﱪ اﻟﺘﺪرﻳﺐ اﻟﺬي ﻳﺠﺮي ﺗَ َﻠ ﱢﻘﻴﻪ ﺑﻤﻨﺰﻟﺔ ﺟﺰءٍ ﻣﻦ اﻟﺘﻄﻮﻳﺮ املِ ﻬْ ﻨﻲ املﺘﻮاﺻﻞ ﻟﻠﻤﺪرﺳني. ﻓريوﱠج ملﻔﻬﻮم رﻳﺎﺿﺔ اﻟﻌﻘﻞ ﻋﲆ ﻣﻮﻗﻊ وزارة ﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﻨﺘﻬﻲ اﻷﻣﺮ ﻋﻨﺪ املﺴﺘﻮى املﺤﲇ؛ ُ َ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ واملﻬﺎرات اﻹﻟﻜﱰوﻧﻲ ،ﰲ ﻣﺨﺘﻠِﻒ اﻷﻣﺎﻛﻦ ،وﻳﻈﻬﺮ املﻔﻬﻮم ﺑﺼﻮرة ﻣﺘﻜ ﱢﺮرة ﻛﺄداة ﻟﱰﺳﻴﺦ ﺳﻴﺎﺳﺔ »ﻋﺪم اﻹﻗﺼﺎء« ،ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎن َﻓ ْﺮ ُ ض اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ َﻓ ً ﺮﺿﺎ ﻋﲆ اﻷﻃﻔﺎل ﺳﻴ َُﺨ ﱢﻔﻒ إﱃ ﺣ ﱟﺪ ﻣﺎ ﻣﻦ اﻟﻈﻠﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲً ، ﺑﺪﻻ ﻣﻦ أن ﻳﺰﻳﺪه ﺳﻮءًا .ﺗُﻌﺘﱪ إﻣﱪاﻃﻮرﻳﺔ ً إﻣﱪاﻃﻮرﻳﺔ ﺷﺎﺳﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﻬﺮاء ﺗﺆﺛﺮ ﺗﺄﺛريًا ﺳﻠﺒﻴٍّﺎ ﻋﲆ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ رﻳﺎﺿﺔ اﻟﻌﻘﻞ اﻟﱪﻳﻄﺎﻧﻲ ﺑﺄﴎه ،ﻣﻦ أﺻﻐﺮ املﺪارس اﻻﺑﺘﺪاﺋﻴﺔ إﱃ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ املﺮﻛﺰﻳﺔ ،وﻻ ﻳﺒﺪو أن أﺣﺪًا ﻳﻼﺣﻆ ذﻟﻚ أو ﻳﻌﺒﺄ ﺑﻪ. رﺑﻤﺎ ﻟﻮ اﺳﺘﻄﺎﻋﻮا أداء ﺗﻤﺎرﻳﻦ »اﻟﺘﻮﺻﻴﻞ« ﰲ ﺻﻔﺤﺔ ٣١ﻣﻦ »دﻟﻴﻞ ﻣُﺪ ﱢرس رﻳﺎﺿﺔ اﻟﻌﻘﻞ« )وﻫﻲ ﺗﻤﺎرﻳﻦ ﺗﻀﻐﻂ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺄﺻﺎﺑﻌﻚ إﺣﺪاﻫﺎ ﻗﺒﺎﻟﺔ اﻷﺧﺮى ﺑ ُ ﻄ ُﺮق ﻣﺆملﺔ وﻏﺮﻳﺒﺔ(، وﺗﺮﻛﻴﺰ ﻛ ﱟﻞ ﻣﻦ اﻻﻧﺘﺒﺎه ﻷ َ ْﺳﻬَ َﻢ ﻫﺬا ﰲ »ﺗﻮﺻﻴﻞ اﻟﺪواﺋﺮ اﻟﻜﻬﺮﺑﻴﺔ ﰲ اﻟﺠﺴﺪ ،واﺣﺘﻮاءِ ِ واﻟﻄﺎﻗﺔ ﻏري ا ُملﻨﻈﻤﺔ« ،و َﻟ َﺮأَوْا ﰲ ﻧﻬﺎﻳﺔ املﻄﺎف ﻣﻌﻨًﻰ ِﻣ ْﻦ وراء ﻛﻞ ذﻟﻚ .رﺑﻤﺎ ﻟﻮ ﻗﺎﻣﻮا ﺑﻬ ﱢﺰ آذاﻧﻬﻢ ﺑﺄﺻﺎﺑﻌﻬﻢ و َْﻓﻖ إرﺷﺎدات ﻛﺘﺎب رﻳﺎﺿﺔ اﻟﻌﻘﻞ اﻟﺪراﳼ املﻘ ﱠﺮر ،ﻷﺳﻬَ َﻢ ﻫﺬا ﰲ »ﺗﺤﻔﻴﺰ اﻟﺘﺸﻜﻴﻞ اﻟﺸﺒﻜﻲ ﻟﻠﻤﺦ ﻻﺳﺘﺒﻌﺎد اﻷﺻﻮات املﺸﻮﺷﺔ وﻏري املﻬﻤﺔ واﻟﺘﻨﺎﻏﻢ ﻣﻊ اﻟﻠﻐﺔ«. 30
رﻳﺎﺿﺔ اﻟﻌﻘﻞ
َ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﱢ املﺪرس ُ ُ ﺿﺦ اﻟﺪﻣﺎء ﺣﻮل اﻟﺮﺋﺘني ﺛﻢ اﻟﺠﺴﻢ ﻧﻔﺴﻪ اﻟﺬي ﻳﴩح ﻟﻸﻃﻔﺎل ُﺨﱪ ﻳ ِ ﱢ »املﻨﺸﻂ« )وﻫﻮ ﺗﻤﺮﻳﻦ ﻏﺎﻳﺔ ﰲ اﻟﺘﻌﻘﻴﺪ ﻋﱪ اﻟﻘﻠﺐ ،اﻷﻃﻔﺎ َل ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻤﺎرﺳﻮن ﺗﻤﺮﻳﻦ ﺑﻤﺎ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﴍﺣﻪ ﻫﻨﺎ( ،ﱠ ﻓﺈن »ﻫﺬه اﻟﺤﺮﻛﺔ إﱃ اﻷﻣﺎم واﻟﺨﻠﻒ ﻟﻠﺮأس ﺗﺰﻳﺪ ﴎﻳﺎن اﻟﺪﻣﺎء إﱃ اﻟﻔﺺ اﻷﻣﺎﻣﻲ ﻣﻦ اﻟﺪﻣﺎغ ﻟﺘﻌﺰﻳﺰ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﻔﻬﻢ واﻟﺘﻔﻜري اﻟﻌﻘﻼﻧﻲ «.وﻟﻌﻞ أﻛﺜﺮ ﻣﺎ ﻳﺜري اﻟﺬﻋﺮ ﻫﻨﺎ ﻫﻮ أن ﻫﺬا املﺪ ﱢرس ﺷﺎرك ﰲ أﺣﺪ اﻟﺼﻔﻮف ،وﺗﻌ ﱠﻠﻢ ﻫﺬا اﻟﻬُ ﺮاء ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﻌ ﱢﻠﻢ ٍ ﻣﺴﺎءﻟﺔ ﻋﲆ ذﻟﻚ. رﻳﺎﺿﺔ اﻟﻌﻘﻞ ،دون ﻧﻘ ٍﺪ أو ﻣﻦ ﺑﻌﺾ اﻟﺠﻮاﻧﺐ ،ﺗﺸﺒﻪ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ املﺬﻛﻮرة ﻫﻨﺎ ﺗﻠﻚ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﺘﻲ ﰲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺬي َ أردت اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺄﺣﺪ ﺗﻤﺎرﻳﻦ اﻟﺘﻨﻔﺲ ،ﻓﻬﺬا ﳾء ﻋﻈﻴﻢ .ﻟﻜﻦ ﻳَﻤْ ﴤ ﻳﺘﻨﺎول اﻟﺪﻳﺘﻮﻛﺲ :إذا ْ َ ﻣﺒﺘﻜﺮو ﻣﻔﻬﻮم رﻳﺎﺿﺔ اﻟﻌﻘﻞ إﱃ ﻏﻮ ٍْر ﺑﻌﻴﺪ .ﻓﻮَﻓﻖ ﺗﻤﺮﻳﻦ رﻳﺎﺿﺔ اﻟﻌﻘﻞ ،ﺳﻮف ﺗﺆدﱢي ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺜﺎؤب اﻟﺨﺎﺻﺔ املﺼﻄﻨﻌﺔ املﻘﺼﻮرة ﻋﻠﻴﻬﻢ إﱃ »زﻳﺎدة اﻷﻛﺴﺪة؛ ﻣﻤﱠ ﺎ ﻳُﻔﴤ إﱃ أداء ﻣﺮﻳﺢ ﻓﻌﱠ ﺎل «.إن اﻷﻛﺴﺪة ﻫﻲ ﻣﺎ ﺗﺘﺴﺒﱠﺐ ﰲ اﻟﺼﺪأ ،وﻫﻲ ﻻ ﺗﻌﻨﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ زﻳﺎدة ُ أﻓﱰض أﻧﻬﻢ ﻳﻘﺼﺪوﻧﻪ )وﺣﺘﻰ إذا ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺘﺤﺪﺛﻮن ﻋﻦ ﻋﻤﻠﻴﺔ زﻳﺎدة اﻷﻛﺴﺠني ،وﻫﻮ ﻣﺎ اﻷﻛﺴﺠني ،ﻓﻼ ﻳﺤﺘﺎج املﺮء إﱃ اﻟﺘﺜﺎؤب ﺑﺼﻮرة ﻣُﻀﺤِ ﻜﺔ ﻟﺰﻳﺎدة ﻣﻌﺪﻻت اﻷﻛﺴﺠني ﰲ اﻟﺪمِ : ﻓﻤﺜ ْ َﻞ ﻣﻌﻈﻢ اﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت اﻟﱪﻳﺔ اﻷﺧﺮى ،ﻳﻤﺘﻠﻚ اﻷﻃﻔﺎل ﻧﻈﺎﻣً ﺎ ﻓﺴﻴﻮﻟﻮﺟﻴٍّﺎ ﻛﺎﻓﻴًﺎ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ ً وﻣﺪﻫﺸﺎ ﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت اﻷﻛﺴﺠني وﺛﺎﻧﻲ أﻛﺴﻴﺪ اﻟﻜﺮﺑﻮن ﰲ دﻣﺎﺋﻬﻢ ،وأﻧﺎ ﻋﲆ ﻳﻘني ﻣﻦ أن ﻛﺜريًا ﻣﻨﻬﻢ ﺳﻴ َُﻔ ﱢﻀﻞ ﺗﻌ ﱡﻠﻢ ذﻟﻚ ،وﻣﻌﺮﻓﺔ دور اﻟﻜﻬﺮﺑﺎء ﰲ اﻟﺠﺴﺪ ،أو أي أﺷﻴﺎء أﺧﺮى ﻳﺨﻠﻄﻬﺎ ﻣﻔﻬﻮم رﻳﺎﺿﺔ اﻟﻌﻘﻞ ﻣﻌً ﺎ ﺑﺼﻮرة ﻣﺸﻮﺷﺔ ،ﻋﲆ ﻫﺬا اﻟﻬﺮاء اﻟﻌﻠﻤﻲ املﺰﻳﻒ اﻟﴫﻳﺢ(. ﻛﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن ﻫﺬا اﻟﻬﺮاء ﻣﻨﺘﴩًا ﻋﲆ ﻫﺬا اﻟﻨﺤﻮ ﰲ املﺪارس؟ ﻳﺘﻤﺜﱠﻞ أﺣﺪ اﻟﺘﻔﺴريات اﻟﺒﺪﻳﻬﻴﺔ ﻟﺬﻟﻚ ﰲ أن ا ُملﺪ ﱢرﺳني ﻗﺪ ُﺧﺪﻋﻮا ﻣﻦ ﺧﻼل ﻫﺬه اﻟﻌﺒﺎرات اﻟﻄﻮﻳﻠﺔ اﻟﺤﺎذﻗﺔ ﻣﺜﻞ »اﻟﺘﻜﻮﻳﻦ اﻟﻌﺼﺒﻲ« و»زﻳﺎدة اﻷﻛﺴﺪة« .ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ ،ﺟﺮت دراﺳﺔ ﻫﺬه اﻟﻈﺎﻫﺮة ﺗﺤﺪﻳﺪًا ﻋﱪ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﺪﻫﺸﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺠﺎرب اﺑﺘﺪاءً ﻣﻦ ﻋﺪد ﻣﺎرس ٢٠٠٨ﻣﻦ دورﻳﺔ »ﺟﻮرﻧﺎل أوف ﻛﻮﺟﻨﺘﻴﻒ ﻧﻴﻮروﺳﺎﻳﻨﺲ« ،اﻟﺘﻲ ﺗﺸري ﺑﻮﺿﻮح إﱃ أن اﻟﻨﺎس ﺳﻮف ﻳُﺼﺪﱢﻗﻮن اﻟﺘﻔﺴريات اﻟﺰاﺋﻔﺔ ﺑﺼﻮرة أﺳﻬﻞ ﻛﺜريًا إذا ﺟﺮى ﻗِ ﺮان ﻫﺬه اﻟﺘﻔﺴريات ﺑﺒﻌﺾ اﻟﻜﻠﻤﺎت اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ املﺴﺘﻘﺎة ﻣﻦ ﻋﺎﻟﻢ ﻋﻠﻢ اﻷﻋﺼﺎب. ﻋُ ِﺮﺿﺖ ﺗﻮﺻﻴﻔﺎت ﻟﻈﻮاﻫﺮ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﻋﺎﻟﻢ ﻋﻠﻢ اﻟﻨﻔﺲ ﻋﲆ املﺸﺎرﻛني ﰲ ﺳﻠﺴﻠﺔ اﻟﺘﺠﺎرب ﺗﻠﻚ ،ﺛﻢ ﺟﺮى ﻋﺮض واﺣ ٍﺪ ﻣﻦ أرﺑﻌﺔ ﺗﻔﺴريات ﻋﺸﻮاﺋﻴﺔ ﻟﻬﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ .ﻛﺎﻧﺖ ٍ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻣُﺴﺘﻘﺎة ﻣﻦ ﻋﻠﻢ اﻷﻋﺼﺎب أو ﻻ ﺗﺘﻀﻤﱠ ﻦ ،وﻛﺎﻧﺖ إﻣﺎ اﻟﺘﻔﺴريات إﻣﺎ ﺗﺘﻀﻤﱠ ﻦ 31
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ﺗﻔﺴريات »ﺻﺤﻴﺤﺔ« أو »زاﺋﻔﺔ« )ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺘﻔﺴريات اﻟﺮدﻳﺌﺔ ،ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل ،ﺗﺄﺗﻲ ﰲ ﺻﻮرة إﻋﺎدة ﺻﻴﺎﻏﺔ داﺋﺮﻳﺔ ﺑﺴﻴﻄﺔ ﻟﻠﻈﺎﻫﺮة ﻧﻔﺴﻬﺎ ،أو ﻣﺠﺮد ﻛﻠﻤﺎت ﻻ ﻣﻌﻨﻰ ﻟﻬﺎ(. إﻟﻴﻚ أﺣﺪ اﻟﺴﻴﻨﺎرﻳﻮﻫﺎت .أﻇﻬﺮت اﻟﺘﺠﺎرب أن اﻟﻨﺎس ﻋﻤﻮﻣً ﺎ ﻳُﺴﻴﺌﻮن ﺑﺼﻮرة ﺑﺎﻟﻐﺔ ﺳﺆال ﺣﻮل ﺳﻌﺮ أﺣﺪ اﻷﺷﻴﺎء ﺗﻘﺪﻳﺮ ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻵﺧﺮﻳﻦ؛ ﻓﺈذا »ﻛﻨﺎ« ﻧﻌﺮف اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻦ ٍ اﻟﺘﺎﻓﻬﺔ ،ﺗﺠﺪﻧﺎ ﻧﺒﺎﻟﻎ ﰲ ﻣﺪى ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻵﺧﺮﻳﻦ ﺗﻠﻚ اﻹﺟﺎﺑﺔ ً أﻳﻀﺎ .ﰲ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ،ﻛﺎن أﺣﺪ اﻟﺘﻔﺴريات »اﻟﺨﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻣﺴﺘﻘﺎة ﻣﻦ ﻋﻠﻢ اﻷﻋﺼﺎب« ﻟﻬﺬه اﻟﻈﺎﻫﺮة ﻳﺘﻤﺜﱠﻞ ﰲ اﻵﺗﻲ» :ﻳﺰﻋﻢ اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن أن ﻫﺬه املﺒﺎﻟﻐﺔ ﺗﺤﺪث ﻧﻈ ًﺮا ﻷن املﺸﺎرﻛني ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﰲ ﺗﻐﻴري وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮﻫﻢ ﻟﻸﺧﺬ ﰲ اﻻﻋﺘﺒﺎر ﻣﺎ ﻗﺪ ﻳﻌﺮﻓﻪ ﺷﺨﺺ آﺧﺮ ،ﻣُﺴﻘِ ﻄني ﻣﻌﺮﻓﺘَﻬﻢ ﺑﺼﻮرة ﺧﺎﻃﺌﺔ ﻋﲆ اﻵﺧﺮﻳﻦ) «.ﻛﺎن ذﻟﻚ ﺗﻔﺴريًا »ﺻﺤﻴﺤً ﺎ«(. ﻛﺎن أﺣﺪ اﻟﺘﻔﺴريات »املﺴﺘﻘﺎة ﻣﻦ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻣﻦ ﻋﻠﻢ اﻷﻋﺼﺎب« — وﻫﻮ ﺗﻔﺴري زاﺋﻒ — ﻳﺘﻤﺜﱠﻞ ﰲ اﻵﺗﻲ» :ﺗﺸري اﻷﺷﻌﱠ ﺔ املﻘﻄﻌﻴﺔ ﻟﻠﻤﺦ إﱃ أن ﻫﺬه املﺒﺎﻟﻐﺔ ﺗﺤﺪث ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺪواﺋﺮ اﻟﻜﻬﺮﺑﻴﺔ اﻟﺪﻣﺎﻏﻴﺔ ﰲ اﻟﻔﺺ اﻷﻣﺎﻣﻲ ﻟﻠﻤﺦ ،املﻌﺮوﻓﺔ ﺑﺪورﻫﺎ ﰲ ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﺬات .وﻳﺮﺗﻜﺐ املﺸﺎرﻛﻮن ﰲ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ أﺧﻄﺎءً أﻛﺜﺮ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮن ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﺤﻜﻢ ﻋﲆ ﻣﻌﺎرف اﻵﺧﺮﻳﻦ. ُ أﻧﻔﺴﻬﻢ «.ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺗﺮى ،ﻻ ﻳﻀﻴﻒ ﻫﺬا ﻓﺎﻟﻨﺎس أﻓﻀﻞ ﻛﺜريًا ﰲ اﻟﺤﻜﻢ ﻋﲆ ﻣﺎ ﻳﻌﺮﻓﻮن ﻫﻢ اﻟﺘﻔﺴري ﺳﻮى اﻟﻘﻠﻴﻞ ﺟﺪٍّا .ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﱃ ذﻟﻚ ،ﻻ ﺗُﻌَ ﱡﺪ املﻌﻠﻮﻣﺎت املﺴﺘﻘﺎة ﻣﻦ ﻋﻠﻢ اﻷﻋﺼﺎب إﻻ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت زﺧﺮﻓﻴﺔ ،ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻬﺎ ﺑﻤﻨﻄﻖ اﻟﺘﻔﺴري. ٍ ﻛﺎن املﺸﺎرﻛﻮن ﰲ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻳﻨﺘﻤﻮن إﱃ ِ أﺷﺨﺎص ﻋﺎدﻳﱡﻮن ،وﻃﻼبٌ ٌ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت: ﺛﻼث ﰲ ﻣﺠﺎل ﻋﻠﻢ اﻷﻋﺼﺎب ،وأﻛﺎدﻳﻤﻴﻮن ﰲ ﻣﺠﺎل ﻋﻠﻢ اﻷﻋﺼﺎب ،وﻛﺎن أداء ﻛﻞ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ً ِ ﻧﻈﺮت املﺠﻤﻮﻋﺎت اﻟﺜﻼث إﱃ اﻟﺘﻔﺴريات ﻣﺨﺘﻠﻔﺎ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ ﻋﻦ اﻷﺧﺮى .ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ ﻫﺬه املﺠﻤﻮﻋﺎت ً اﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ أﻛﺜ َﺮ ﻗﺒﻮﻻ ﻣﻦ اﻟﺘﻔﺴريات اﻟﺰاﺋﻔﺔ ،رأى املﺸﺎرﻛﻮن ﰲ املﺠﻤﻮﻋﺘني ِ اﻟﺘﻔﺴريات اﻟﺘﻲ »ﺗﺘﻀﻤﱠ ﻦ« املﻌﻠﻮﻣﺎت ا ُملﺴﺘﻘﺎة ﻣﻦ ﻋﻠﻢ املﺆ ﱠﻟﻔﺘَ ْني ﻣﻦ ﻏري اﻟﺨﱪاء أن ً ﻗﺒﻮﻻ ﻣﻦ اﻟﺘﻔﺴريات »اﻟﺨﺎﻟﻴﺔ« اﻷﻋﺼﺎب اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺤﻤﻞ أي ﺻﻠﺔ ﻣﻨﻄﻘﻴﺔ ﺑﺎﻷﻣﺮ أﻛﺜ ُﺮ ﻣﻦ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻣُﺴﺘﻘﺎة ﻣﻦ ﻋﻠﻢ اﻷﻋﺼﺎب اﻟﺰاﺋﻒ .ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﱃ ذﻟﻚ ،ﻛﺎن ﻟﻌﻠﻢ اﻷﻋﺼﺎب اﻟﺰاﺋﻒ ﺗﺄﺛريٌ ﻗﻮيﱞ ﻋﲆ آراء اﻷﺷﺨﺎص ﺣﻴﺎل اﻟﺘﻔﺴريات »اﻟﺰاﺋﻔﺔ« .ﻓﺒﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﺤﺎل ،ﻳﻌﺮف ﺗﻔﺴريات َ ٍ ذات ﻣَ ْﺴﺤَ ﺔ ﻣﻦ اﻟﻌِ ﻠﻤﻴﺔ ملﻨﺘﺠﺎﺗﻬﻢ ﻣﻨﺬ أن املﺤﺘﺎﻟﻮن ذﻟﻚ ،وﻻ ﻳﺰاﻟﻮن ﻳ ُِﻀﻴﻔﻮن ﻇﻬﺮ اﻻﺣﺘﻴﺎل ﻋﲆ وﺟﻪ اﻟﺒﺴﻴﻄﺔ؛ ﻛﻮﺳﻴﻠﺔ ﻟﺪﻋﻢ ﺳﻠﻄﺘﻬﻢ ﻋﲆ املﺮﻳﺾ )واملﺜري ﰲ اﻷﻣﺮ أن ﻋﴫ ﻳﺼﺎرع ﻓﻴﻪ اﻷﻃﺒﺎء ﻟﺰﻳﺎدة ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺮﺿﺎﻫﻢ ،وإﴍاﻛﻬﻢ ﰲ اﻟﻘﺮارات ذﻟﻚ ﻛﺎن ﰲ ٍ املﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺄﺳﺎﻟﻴﺐ ﻋﻼﺟﻬﻢ(. 32
رﻳﺎﺿﺔ اﻟﻌﻘﻞ
ﻣﻦ املﺜري ﻟﻼﻫﺘﻤﺎم اﻟﺘﻔﻜريُ ﰲ ﺳﺒﺐ ﺟﺎذﺑﻴﺔ ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ زﺧﺮﻓﺔ اﻟﺘﻔﺴريات ،ﺧﺎﺻﺔ أﺷﺨﺎص ﻣﻦ املﻔﱰض أﻧﻬﻢ ﻳﻌﺮﻓﻮن أﻛﺜﺮً . ﻣﺜﻼ :رﺑﻤﺎ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﻨﻈﺮ إﱃ وﺟﻮد ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ ٍ ً ً ِ ﺑﺪﻳﻠﺔ ﻋﲆ وﺟﻮد ﺗﻔﺴري »ﺻﺤﻴﺢ«، ﻋﻼﻣﺔ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻋﻠﻢ اﻷﻋﺼﺎب ﰲ ﺣ ﱢﺪ ذاﺗﻬﺎ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﺑﻘﻄﻊ اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻤﺎ ﻳُﻘﺎل ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ .ﻓﻤﺜﻠﻤﺎ ﻳﻘﻮل اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن» ،رﺑﻤﺎ ﻳُﺸﺠﱢ ﻊ ﻋﺮض اﻟﻨﺎس ﻋﲆ اﻻﻋﺘﻘﺎد ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻗﺪ ﱠ ٍ َ ﺗﻠﻘﻮْا ﺗﻔﺴريًا ﻋﻠﻤﻴٍّﺎ، ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻣُﺴﺘﻘﺎة ﻣﻦ ﻋﻠﻢ اﻷﻋﺼﺎب ﻋﲆ ﺧﻼف اﻟﻮاﻗﻊ«. ﻟﻜﻦ ﻳﻤﻜﻦ اﻛﺘﺸﺎف دﻻﺋﻞ أﻛﺜﺮ ﰲ اﻷدﺑﻴﺎت اﻟﻮاﺳﻌﺔ املﺴﺘﻔﻴﻀﺔ ﺣﻮل اﻟﻼﻋﻘﻼﻧﻴﺔ. ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل ،ﻳﻤﻴﻞ اﻷﺷﺨﺎص إﱃ ﺗﻘﻴﻴﻢ اﻟﺘﻔﺴريات اﻷﻃﻮل ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ أﻛﺜﺮ ﺷﺒﻬً ﺎ »ﺑﺘﻔﺴريات اﻟﺨﱪاء« .ﻫﻨﺎك ً َ ﻋﺮﺿﺖ ،ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ أﻳﻀﺎ أﺛ ُﺮ »اﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ اﻟﺠﺬاﺑﺔ«؛ ﻓﺈذا املﺜﺎل ،ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ذات ﺻﻠﺔ )ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻏري ذات ﺻﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ املﻨﻄﻘﻴﺔ( ﻋﲆ اﻷﺷﺨﺎص ً ٍ ري، ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ ﻣﺎ ،ﻳﺒﺪو أن ذﻟﻚ ﻳﺠﻌﻠﻬﻢ ﻳﻮاﺟﻬﻮن ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﺟﺰءًا ﻣﻦ ﺻﻌﻮﺑﺔ أﻛﱪَ ﰲ ﺗﺸﻔ ِ ﺛﻢ ﺗﺬ ﱡﻛ ِﺮ ،اﻟﻄﺮح اﻷﺳﺎﳼ ﰲ أﺣﺪ اﻟﻨﺼﻮص؛ ﻧﻈ ًﺮا ﻟﺘﺸﺘﱡﺖ اﻧﺘﺒﺎﻫﻬﻢ. اﻟﻄﺎﺑﻊ ﻧﺴﺒﻴٍّﺎ ﺑﺎﻟﺘﻔﺴريات ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﱃ ذﻟﻚ ،رﺑﻤﺎ ﻧﻤﺘﻠﻚ ﺟﻤﻴﻌً ﺎ َو َﻟﻌً ﺎ ﻓﻴﻜﺘﻮريﱠ ِ اﻻﺧﺘﺰاﻟﻴﺔ ﻟﻠﻌﺎ َﻟﻢ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻨﺎ ،اﻟﺘﻲ ﺗﺒﺪو ﺗﻔﺴريات ﻣﻨﻄﻘﻴﺔ إﱃ ﺣ ﱟﺪ ﻣﺎ .ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﻘﺮأ اﻟﻠﻐﺔ ﱢ املﺘﻤﺴﺤﺔ ﺑﻌﻠﻢ اﻷﻋﺼﺎب ﰲ ﺗﺠﺮﺑ ِﺔ »ﺗﻔﺴريات ﻋﻠﻢ اﻷﻋﺼﺎب اﻟﺰاﺋﻔﺔ« — وﰲ أدﺑﻴﺎت رﻳﺎﺿﺔ اﻟﻌﻘﻞ — ﻧﺸﻌﺮ ﻛﺄﻧﻪ ﻗﺪ ُﻗﺪﱢم إﻟﻴﻨﺎ ﺗﻔﺴريٌ ﻣﺎدﱢي ﻟﻈﺎﻫﺮة ﺳﻠﻮﻛﻴﺔ )ﻣﺜﻞ» :اﻟﺮاﺣﺔ أﺛﻨﺎء ﻣﻤﺎرﺳﺔ اﻟﺘﻤﺎرﻳﻦ ﰲ اﻟﺼﻒ ﺗﺠﺪﱢد اﻟﻨﺸﺎط«( .ﻓﻘﺪ ﺟﻌﻠﻨﺎ إﱃ ﺣ ﱟﺪ ﻣﺎ اﻟﻈﻮاﻫ َﺮ اﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺔ ﺗﺒﺪو ﻛﺄﻧﻬﺎ ﻣﺘﺼﻠﺔ ﺑﺈﻃﺎر ﺗﻔﺴريي أﻛﱪ ،ﺑﺎﻟﻌﻠﻮم اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ،ﺑﻌﺎﻟﻢ ﻣﻦ اﻟﻴﻘني؛ ﺑﻌﺎﻟﻢ اﻟﺮﺳﻮم اﻟﺒﻴﺎﻧﻴﺔ واﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟﺘﻲ ﻻ ﻟﺒﺲ ﻓﻴﻬﺎ .ﻳﺒﺪو اﻷﻣﺮ ﻛﺄﻧﻪ ﻛﺎن ﺛﻤﱠ ﺔ ﺗﻘﺪمٌ .وﻟﻜﻦ ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ ،وﻣﺜﻠﻤﺎ ﻫﻮ اﻟﺤﺎل ﻋﺎد ًة ﻣﻊ اﻟﻴﻘني اﻟﺰاﺋﻒ ،ﻓﺈن اﻷﻣﺮ ﻋﻜﺲ ذﻟﻚ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ. ٍ ﻟﱪﻫﺔ ﻋﲆ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺟﻴ ٌﺪ ﺑﺸﺄن رﻳﺎﺿﺔ اﻟﻌﻘﻞ؛ ﻷﻧﻨﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻣﺮة أﺧﺮى ،ﻳﺠﺐ أن ﻧﺮ ﱢﻛﺰ ﻧﻨﺰع اﻟﻬﺮاء ﻋﻦ ﻣﻔﻬﻮم ﻛﻬﺬا ،ﺳﺘﺠﺪ أن رﻳﺎﺿﺔ اﻟﻌﻘﻞ ﺗﺪﻋﻢ أﺧﺬ ﻓﱰات راﺣﺔ ﻣﻨﺘﻈﻤﺔ، وﻣﻤﺎرﺳﺔ ﺗﻤﺎرﻳﻦ ﺧﻔﻴﻔﺔ ﻣﺘﻘ ﱢ ﻄﻌﺔ ،وﴍب اﻟﻜﺜري ﻣﻦ املﺎء ،وﻛ ﱡﻠﻬﺎ ﺗُﻌَ ﱡﺪ أﻣﻮ ًرا ﻣﻨﻄﻘﻴﺔ. ﻟﻜﻦ ﻳﺸري ﻣﻔﻬﻮم رﻳﺎﺿﺔ اﻟﻌﻘﻞ ﺑﺠﻼء إﱃ ﻣﻮﺿﻮﻋَ ْني ﻣﺘﻜ ﱢﺮرﻳْﻦ ﰲ ﻣﺠﺎل ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ؛ ﻳﺘﻤﺜﻞ املﻮﺿﻮع اﻷول ﰲ إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﴚء ﻋﺒﺜﻲ ﻻ ﻣﻌﻨَﻰ ﻟﻪ — أو ﻣﺎ ﻳُﻄﻠِﻖ ﻋﻠﻴﻪ أﻓﻼﻃﻮن ﺑﺼﻮرة ﻣﻬﺬﱠﺑﺔ» :ﺧﺮاﻓﺔ ﻧﺒﻴﻠﺔ« — ﻟﺪﻓﻊ اﻟﻨﺎس ﻟﻠﻘﻴﺎم ﺑﴚء ﻣﻨﻄﻘﻲ إﱃ ﺣ ﱟﺪ ﻣﺎ؛ ﻣﺜﻞ ﴍب ﺑﻌﺾ املﺎء وأﺧﺬ راﺣﺔ ﻣﻦ ﻣﻤﺎرﺳﺔ اﻟﺘﻤﺎرﻳﻦ .وﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻜﻮن ﻟﻚ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮك اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺣﻮل اﻟﺰﻣﺎن اﻟﺬي ﻳﻜﻮن ﻋَ ﻤَ ُﻞ ذﻟﻚ ﻓﻴﻪ ﻣﱪﱠ ًرا وﻣﻨﺎﺳﺒًﺎ )رﺑﻤﺎ ﻣﻊ 33
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ﻋﻤﻞ أيﱟ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻷﺷﻴﺎء ﴐورﻳٍّﺎ ،واﻵﺛﺎر اﻟﺠﺎﻧﺒﻴﺔ ﻟﻸﺧﺬ ﻛﻮن ِ اﻷﺧ ِﺬ ﰲ اﻻﻋﺘﺒﺎر أﻣﻮ ًرا ﻣﺜﻞ ِ ﺑﺎﻵراء اﻟﻌﺒﺜﻴﺔ( ،ﻳﺪﻫﺸﻨﻲ أﻧﻪ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻔﻬﻮم رﻳﺎﺿﺔ اﻟﻌﻘﻞ ،ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻣَ ﻬْ ﺮب .ﻓﺎﻷﻃﻔﺎل ﻳﻤﻴﻠﻮن إﱃ ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺨﺎرﺟﻲ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺒﺎﻟﻐني ،ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ا ُملﺪ ﱢرﺳني؛ َﻓﻬُ ﻢ ﻣﺎص ﻟﻠﻤﻌﻠﻮﻣﺎت ،وﻟ ُ ﺑﻤﻨﺰﻟﺔ إﺳﻔﻨﺞ ﱟ وأرض ﺧﺼﺒﺔ ﻟﺮﻣﻮز اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻄﺮق اﻟﻨﻈﺮ إﱃ اﻷﺷﻴﺎء، ٍ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻤﻠﺌﻮن رءوﺳﻬﻢ ﺑﺎﻟﻬُ ﺮاءات ،ﻓﻴﻤﺎ أﻇﻦ ،ﺗﻤﻬﻴﺪًا ﻟﺤﻴﺎة ﻣﻦ اﻻﺳﺘﻐﻼل. ً ﺗﺸﻮﻳﻘﺎ؛ أﻻ وﻫﻮ اﺣﺘﻜﺎر املﻨﻄﻖ اﻟﺴﻠﻴﻢ .رﺑﻤﺎ رﺑﻤﺎ ﻳﻌﺘﱪ املﻮﺿﻮع اﻟﺜﺎﻧﻲ أﻛﺜﺮ ﻛﻮب ﻣﻦ املﺎء ْ وأﺧﺬ راﺣﺔ ﻣﻦ ﻣﻤﺎرﺳﺔ ﺗﺴﺘﻌني ﺑﺈﺟﺮاء ﻣﻨﻄﻘﻲ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ؛ ﻣﺜﻞ ﴍب ٍ اﻟﺘﻤﺎرﻳﻦ ،وﻟﻜﻨﻚ ﺗﻀﻴﻒ ﻫﺮاءً إﻟﻴﻪ ،وﺗﺠﻌﻠﻪ ﻳﺒﺪو أﻛﺜﺮ َﻓﻨﱢﻴ ًﱠﺔ ﰲ اﺻﻄﻼﺣﺎﺗﻪ ،وﺗﺠﻌﻞ ً ﱢ ﺳريﺳﺦ أﺛﺮ اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ ،ﻟﻜﻨﻚ ﰲ املﻘﺎﺑﻞ رﺑﻤﺎ ﺣﺬﻗﺎ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻧﻔﺴﻚ ﺗﺒﺪو أﻛﺜﺮ ورﺑ ً ً ﺗﺘﺴﺎءل ً ْﺤﻴﺔ :أن ﺗﺠﻌﻞ أﻳﻀﺎ ﻫﻞ اﻟﻬﺪف اﻟﺮﺋﻴﴘ ﻳﺘﻤﺜﱠﻞ ﰲ ﳾء أﻛﺜﺮ اﺳﺘﻐﻼﻻ ِ املﻨﻄﻖ اﻟﺴﻠﻴﻢ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﺤﻘﻮق اﻟﺘﺄﻟﻴﻒ واﻟﻨﴩ ،وﻓﺮﻳﺪة ،وﻣﺴﺠﱠ ﻠﺔ ﻛﱪاءة اﺧﱰاع، َ و»ﻣﻌﱰ ًﻓﺎ ﺑﻬﺎ«؟ ُﻤﺎر ِﳼ اﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺳﻨﺮى ﻫﺬا ﻣﺮا ًرا وﺗﻜﺮا ًرا ،وﻋﲆ ﻧﻄﺎق أوﺳﻊ ،ﻣﻦ ﺧﻼل ﻋﻤﻞ ﻣ ِ اﻟﺼﺤﻴﺔ ا ُمل ِﺮﻳﺒني ،وﺧﺎﺻﺔ ﰲ ﻣﺠﺎل »ﻋﻠﻢ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ«؛ ﻧﻈ ًﺮا ﻷن املﻌﺮﻓﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ — واملﺸﻮرة ٌ ﻣﺠﺎﻧﻴﺔ وﺗﻘﻊ ﰲ ﻧﻄﺎق املﺠﺎل اﻟﻌﺎم .ﻓﺒﺈﻣﻜﺎن أي ﺷﺨﺺ اﺳﺘﺨﺪام اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ املﻨﻄﻘﻴﺔ — ٍ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﻣﻨﺤﻬﺎ .ﻳَﻌْ ﺮف ﻣﻌﻈﻢ اﻟﻨﺎس ﺣﻘﻴﻘﺔ املﻌﺮﻓﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ،أو ﻓﻬﻤﻬﺎ ،أو ﺑﻴﻌﻬﺎ ،أو ﱢ َ أردت أن ﺗﺤﻘﻖ ﻣﻜﺎﺳﺐ ﻣﻦ وراء ذﻟﻚ ،ﻓﻌﻠﻴﻚ أن ﻣﻜﻮﻧﺎت اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻐﺬاﺋﻲ اﻟﺼﺤﻲ .وإذا ﺗﺠﺪ ﻣﻜﺎﻧًﺎ ﻟﻚ ﰲ اﻟﺴﻮق .وﺣﺘﻰ ﻳﺘﺴﻨﱠﻰ ﻟﻚ ذﻟﻚ ،ﻳﺠﺐ أن ﺗﺰﻳﺪ اﻷﻣﻮر ﺗﻌﻘﻴﺪًا ،وأن ﺗﻀﻊ ﺑﺼﻤﺘﻚ اﻟﺨﺎﺻﺔ املﺮﻳﺒﺔ. ً ﺣﻘﻴﻘﺔ ،ﺗُﻌﺘﱪ ﻫﺬه اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻫﺪ ًرا ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ،وﺣﺘﻰ ﴐر ﰲ ﻫﺬه اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ؟ ﻫﻞ ﺛﻤﺔ أيﱡ ٍ ﰲ اﻟﻐﺮب ا ُمل ْﻀﻤﺤﻞ ،ﻣﻊ دﺧﻮﻟﻨﺎ ﻣﺮﺣﻠﺔ رﻛﻮد ﻣﺤﺘﻤﻠﺔ ،ﻳﺒﺪو اﻷﻣﺮ ﻏﺮﻳﺒًﺎ ﺟﺪٍّا أن ﻳﺠﺮي ﺗﻤﻮﻳﻞ ﺗﻘﺪﻳﻢ املﺸﻮرة اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ،أو ﻣﻤﺎرﺳﺔ أﺧﺬ ﻓﱰات راﺣﺔ ﺑني اﻟﺘﻤﺎرﻳﻦْ . ﻟﻜﻦ ﻫﻨﺎك أﺧﻄﺎر أﺧﺮى ﺧﻔﻴﱠﺔ ،أﺧﻄﺎر أﻛﺜﺮ ﴐ ًرا ﺑﻜﺜري؛ ﻓﻌﻤﻠﻴﺔ إﺿﻔﺎء اﻟﻄﺎﺑﻊ املِ ﻬْ ﻨﻲ ﻋﲆ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺑﺪﻳﻬﻲ ﺗﺪﻋﻢ ﺷﻌﻮ ًرا ﺑﺎﻟﻐﻤﻮض ﺣﻮل اﻟﻌﻠﻢ ،واملﺸﻮرة اﻟﺼﺤﻴﺔ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻻ ﻳُﻌ ﱡﺪ ُﴬ َ ً أﺑﻠﻎ اﻟﴬر .ﻓﻬﺬه اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ — أﻛﺜﺮ ﻣﻦ أي ﳾء آﺧﺮ ،ﺑﻞ ﴐورﻳٍّﺎ، إﺿﺎﻓﺔ إﱃ أﻧﻪ ﻣ ِ ﱞ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ املﻠﻜﻴﺔ ﻏري اﻟﴬورﻳﺔ ملﺎ ﻫﻮ ﺑﺪﻳﻬﻲ — ﺗﻨﺰع اﻟﺸﻌﻮر ﺑﺎﻟﺘﻤﻜني .وﻛﺜريًا ﺟﺪٍّا ﻣﺎ ﺗﺤﺪث ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺨﺼﺨﺼﺔ اﻟﺰاﺋﻔﺔ ﻫﺬه ملﺎ ﻫﻮ ﺑﺪﻳﻬﻲ ﰲ ﻣﺠﺎﻻت ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺴﻴﻄﺮة 34
رﻳﺎﺿﺔ اﻟﻌﻘﻞ
ﻋﲆ زﻣﺎم اﻷﻣﻮر ،وﻋﻤﻞ اﻷﺷﻴﺎء ﺑﺄﻧﻔﺴﻨﺎ ،واﻟﺸﻌﻮر ﺑﻘﻮﺗﻨﺎ وﻗﺪرﺗﻨﺎ ﻋﲆ اﺗﺨﺎذ ﻗﺮارات ﻣﻨﻄﻘﻴﺔً . ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ذﻟﻚ ،ﻳﺘﻢ ﺗﺮﺳﻴﺦ اﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﲆ ﻧُﻈ ٍﻢ ﺧﺎرﺟﻴﺔ وأﺷﺨﺎص آﺧﺮﻳﻦ ﻣﻜ ﱠﻠﻔني. َ ﻏري أن أﻛﺜﺮ ﻣﺎ ﻳﺜري اﻟﻔﺰع ﻫﻮ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺠﻌﻞ ﺑﻬﺎ اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ اﻟﺮأس ِرﺧﻮًا ً ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺘﻄﻮﱢرة ﺗﻌﻮزه اﻟﺤﻴﻮﻳﺔ .دﻋﻨﻲ أ ُ َذ ﱢﻛﺮك ﺑﺄن دﺣﺾ ﻣﻔﻬﻮم رﻳﺎﺿﺔ اﻟﻌﻘﻞ ﻻ ﻳﺘﻄ ﱠﻠﺐ ﱢ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﻳَﺪﱠﻋﻲ أن »اﻟﻄﻌﺎم املﺼﻨﱠﻊ ﻻ ﻳﺤﺘﻮي ﻋﲆ ﻣﺎء«، وﻣﺘﺨﺼﺼﺔ .ﻓﻨﺤﻦ ﻧﺘﺤﺪث ﻋﻦ ٍ وﻟﻌﻞ ﺗﻠﻚ ﻫﻲ أﻛﺜﺮ اﻟﻌﺒﺎرات اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺪﺣﺾ ﻋﲆ اﻟﺪوام اﻟﺘﻲ رأﻳﺘﻬﺎ ﺧﻼل اﻷﺳﺒﻮع .ﻣﺎذا ﻋﻦ اﻟﺤَ َﺴﺎء؟ »ﻛﻞ اﻟﺴﻮاﺋﻞ اﻷﺧﺮى ﺗﺠﺮي ﻣﻌﺎﻟﺠﺘُﻬﺎ ﰲ اﻟﺠﺴﺪ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻃﻌﺎﻣً ﺎ ،وﻻ ﺗﻔﻲ ﺑﺎﺣﺘﻴﺎﺟﺎت اﻟﺠﺴﺪ ﻣﻦ املﺎء«. ً ً واﻗﻌﺔ ﻋﲆ اﻷﻃﺮاف ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗُﻌﺘَﱪ املﻨﻈﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺮوﱢج ملﻔﻬﻮم رﻳﺎﺿﺔ اﻟﻌﻘﻞ ﻧﻬﺎﺋﻲ ﻣﻦ املﺪارس اﻟﱪﻳﻄﺎﻧﻴﺔ. اﻟﻘﺼﻮى ﻣﻦ اﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ ،ﺗﻌﻤﻞ ﻫﺬه املﻨﻈﻤﺔ ﰲ ﻋﺪدٍ ﻻ ﱟ ُ ﻛﺘﺒﺖ ﻋﻦ ﻣﻔﻬﻮم رﻳﺎﺿﺔ اﻟﻌﻘﻞ ﰲ ﻋﻤﻮدي اﻟﺼﺤﻔﻲ ﰲ اﻟﺠﺮﻳﺪة اﻟﺘﻲ أﻛﺘﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﰲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ُ ً ﻋﺎم ،٢٠٠٥ﻗﺎﺋﻼ إن »ﻓﱰات اﻟﺮاﺣﺔ ﺑني اﻟﺘﻤﺎرﻳﻦ ﺗﻌﺘﱪ أﻣ ًﺮا ﺟﻴﺪًا ،ﺑﻴﻨﻤﺎ اﻟﻬﺮاء اﻟﻌﻠﻤﻲ ﴎ ﻛﺜري ﻣﻦ املﺪرﺳني ﴎو ًرا ً ﺑﺎﻟﻐﺎ ،وﻟﻜﻦ َﻏ ِﻀﺐ ﻛﺜريون ﻏﻀﺒًﺎ اﻟﺰاﺋﻒ أﻣ ٌﺮ ﻣﻀﺤﻚ« ُ ،ﱠ َ ً ﻫﺎﺋﻼ و»ﺷﻌﺮوا ﺑﺎﻻﺷﻤﺌﺰاز« إزاء ﻣﺎ ﻗ ﱠﺮروا أﻧﻪ ﻫﺠﻮم ﻋﲆ اﻟﺘﻤﺎرﻳﻦ اﻟﺘﻲ ﻃﺎملﺎ رأوْﻫﺎ ﻣﺪرﺳﺎ أ ﱠو َل ﻣﺴﺎﻋﺪًا ،ﻻ َأﻗﻞ — ً ً ﻗﺎﺋﻼ» :ﻣﺎ ﻣﻔﻴﺪة .وﻗﺪ ﺗﻌﺠﱠ ﺐ أﺣﺪ املﺪرﺳني — وﻛﺎن أﺳﺘﻄﻴﻊ أن أﺳﺘﺨﻠﺼﻪ ﻫﻨﺎ أﻧﻚ ﻟﻢ ﺗَ ُﺰ ْر أيﱠ ﻓﺼﻮل ﻣﺪرﺳﻴﺔ ،وﻟﻢ ﺗﻌﻘِ ْﺪ ﻣﻘﺎﺑﻼت ﻣﻊ أي ً ﻓﻀﻼ ﻋﻦ إﺟﺮاء ﺣﻮار ﻣﻊ أي ﻋﺪد ﻣﻦ املﺘﺨﺼﺼني ﰲ ﻫﺬا ﻣﺪرس أو ﺳﺄﻟﺖ أي ﻃﻔﻞ، املﺠﺎل«. ﱠ ﻣﺪرﳼ ملﻌﺮﻓﺔ ﻫﻞ ﺛﻤﺔ ﻣﺎءٌ ﰲ اﻟﻄﻌﺎم املﺼﻨﻊ أم ﻻ؟ ﻓﺼﻞ ﻫﻞ أﺣﺘﺎج إﱃ زﻳﺎرة ﱟ ٍ ُ ﺼﺎ« ﻳﺨﱪﻧﻲ أن اﻷﻃﻔﺎل ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮن ﺗﺪﻟﻴﻚ اﻟﴩاﻳني ﱡ »ﻣﺘﺨﺼ ً ﱢ اﻟﺴﺒﺎﺗﻴﺔ ﻋﱪ ﻗﺎﺑﻠﺖ ﻻ .إذا ُ ﻗﺎﺑﻠﺖ ﻣﺪ ﱢر ًﺳﺎ ﻳﻈﻦ أن اﻟﻘﻔﺺ اﻟﺼﺪري )دون اﺳﺘﺨﺪام ِﻣ َﻘﺺ( ،ﻓﻤﺎذا ﺳﺄﻗﻮل ﻟﻪ؟ إذا ﻣﻼﻣﺴﺔ اﻷﺻﺎﺑﻊ ﺑﻌﻀﻬﺎ ً ﺑﻌﻀﺎ ﺳﻴُﻔﴤ إﱃ ﺗﻮﺻﻴﻞ اﻟﺪاﺋﺮة اﻟﻜﻬﺮﺑﻴﺔ ﰲ اﻟﺠﺴﺪ ،ﻓﺈﱃ أﻳﻦ ً اﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﻨﻘﻄﺔ؟ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳَﻤْ ﴤ ﺣﺪﻳﺜﻨﺎ ٍ دوﻟﺔ رﺑﻤﺎ ﻳﻤﺘﻠﻚ املﺪ ﱢرﺳﻮن ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺬﻛﺎء اﻟﻜﺎﰲ ﻹدراك أود أن أﺗﺼﻮﱠر أﻧﻨﺎ ﻧﻌﻴﺶ ﰲ ً ُ ً ﻏﻀﺐ اﻟﻮزارات ﻟﻮاﺟﻬﺖ ﰲ ﻣﺨﺘﻠﻔﺎ، ﺷﺨﺼﺎ ﻫﺬا اﻟﻬُ ﺮاء وإﻳﻘﺎﻓﻪ ﻋﻨﺪ ﺣﺪه .وﻟﻮ ﻛﻨﺖ ٍ َ ُ وﻟﻄﺎﻟﺒﺖ ﺑﻤﻌﺮﻓﺔ ﻣﺎ ﺳﻴﻔﻌﻠﻮﻧﻪ ﺣﻴﺎل ﻫﺬا اﻟﻬﺮاء ،وﻧَﻘ ْﻠ ُﺖ ﻟﻚ ﻣﺎ ﺗﻀﻤﱠ ﻨﻪ اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ املﺴﺌﻮﻟﺔ، ﻣﻦ ﻫﻤﻬﻤﺎت ودﻓﺎع ﻣَ ِﺸني .ﻏري أﻧﻨﻲ ﻟﺴﺖ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﺼﺤﻔﻴني ،وﻣﻔﻬﻮم رﻳﺎﺿﺔ ً ﺑﺪاﻫﺔ وﺑﺼﻮرة ﻻ ﻣﺮاء ﻓﻴﻬﺎ ،ﺣﺘﻰ إﻧﻪ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻴﻤﺎ اﻟﻌﻘﻞ ﻣﻔﻬﻮم ﰲ ﻏﺎﻳﺔ اﻟﺤﻤﺎﻗﺔ 35
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ﻳﻘﻮﻟﻮﻧﻪ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﱪﱢر اﻻدﱢﻋﺎءات اﻟﺘﻲ ﺗُﻘﺪﱠم دﻓﺎﻋً ﺎ ﻋﻨﻪ .ﻫﻨﺎك ﳾء واﺣﺪ ﻳﻤﻨﺤﻨﻲ ً أﻣﻼ؛ أﻻ وﻫﻮ اﻟﻔﻴﺾ املﺴﺘﻤﺮ ﻟﻠﺮﺳﺎﺋﻞ اﻹﻟﻜﱰوﻧﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﱠ أﺗﻠﻘﺎﻫﺎ ﺣﻮل املﻮﺿﻮع ﻣﻦ اﻷﻃﻔﺎل، اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺸﻌﺮون ﺑﺎﻟﻐﺒﻄﺔ إزاء ﻏﺒﺎء ﻣﺪرﺳﻴﻬﻢ: أود أن أﻗﺪﱢم إﱃ ﻣﺠﺎل اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ ﻣُﺪ ﱢرﳼ اﻟﺬي أﻋﻄﺎﻧﺎ ﻧﴩة ﺗﻘﻮل إن »املﺎء ﻳﺠﺮي اﻣﺘﺼﺎﺻﻪ ﻋﲆ أﻛﻤﻞ وﺟﻪ ﻣﻦ ﻗِ ﺒَﻞ اﻟﺠﺴﺪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻮاﻓﺮ املﺎء ﻟﻠﺠﺴﺪ ﺑﻜﻤﻴﺎت ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻣﻨﺘﻈﻤﺔ «.ﻣﺎ أرﻳﺪ أن أﻋﺮﻓﻪ ﻫﻮ :إذا ﴍﺑﺖ ﻛﻤﻴﺔ ﻣﻦ املﺎء أﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﰲ ﻣﺮة واﺣﺪة ،ﻓﻬﻞ ﺳﻴﺘﴪب املﺎء ﻣﻦ ﻓﺘﺤﺔ ﴍﺟﻲ؟ »أﻧﻄﻮن«٢٠٠٦ ، ﺷﻜ ًﺮا أﻧﻄﻮن.
36
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ
ﻣﺮﻛﱠ ﺐ ﺑﺮوﺟﻨﻴﻮم إﻛﺲ واي
أُﻛ ﱡِﻦ ُمل َ ﺼﻨﱢﻌﻲ ﻣﺴﺘﺤﴬات اﻟﺘﺠﻤﻴﻞ اﺣﱰاﻣً ﺎ ﻛﺒريًا ،أوﻟﺌﻚ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﻌﻮن ﻋﲆ اﻟﻄﺮف اﻵﺧﺮ ﻣﻦ اﻟﻄﻴﻒ ﻣﻦ ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺪﻳﺘﻮﻛﺲ؛ ﻓﺼﻨﺎﻋﺔ ﻣﺴﺘﺤﴬات اﻟﺘﺠﻤﻴﻞ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﻣُﺤ َﻜﻤﺔ أﻣﻮاﻻ ﻃﺎﺋﻠﺔ ﻣﻦ ﻣﻨﺘﺠﺎت ﻻ ﻗِ ﻴﻤَ ﺔ ﻟﻬﺎ؛ ﻟﺬا ﻧﺠﺪ ﻓِ َﺮ ًﻗﺎ ﻛﺒرية ﻣﻨ ﱠ ً ﻈﻤﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ،ﺗُ ِﺪ ﱡر ﴍﻛﺎت اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﻟﺤﻴﻮﻳﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﺗﻌﺮض ﻋﻠﻤً ﺎ ً زاﺋﻔﺎ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺑﺎﻷﻧﺎﻗﺔ ﰲ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻋﺮﺿﻪ، ً ﻗﺎﺑﻼ ﻟﻠﺪﻓﺎع ﻋﻨﻪ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ .وﺑﻌﺪ اﻟﻄﻔﻮﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ وﺑﺘﺸﺘﻴﺖ اﻻﻧﺘﺒﺎه ،وﺑﺎﻹﻳﺤﺎء ،وإن ﻛﺎن ﻗﺎﺑﻠﻨﺎﻫﺎ ﰲ ﻣﻔﻬﻮم رﻳﺎﺿﺔ اﻟﻌﻘﻞ ،ﻳﻤﻜﻦ اﻵن رﻓﻊ ﺳﻘﻒ اﻟﻠﻌﺒﺔ. ﻗﺒﻞ أن ﻧﺒﺪأ ،ﻣﻦ اﻷﻫﻤﻴﺔ ﺑﻤﻜﺎن ﻓﻬ ُﻢ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻋﻤﻞ ﻣﺴﺘﺤﴬات اﻟﺘﺠﻤﻴﻞ — ﺧﺎﺻﺔ ﻛﺮﻳﻤﺎت اﻟﱰﻃﻴﺐ — ﰲ اﻟﻮاﻗﻊ؛ إذ ﻳﺠﺐ ﱠأﻻ ﺗﻜﻮن ﺛﻤﺔ أﻣﻮ ٌر ﻏﺎﻣﻀﺔ ﻫﻨﺎً . أوﻻ :أﻧﺖ ﺗﺮﻏﺐ ﰲ أن ﻳﺮﻃﺐ اﻟﻜﺮﻳﻢ اﻟﺒﺎﻫﻆ اﻟﺜﻤﻦ ﺑﴩﺗﻚ .ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻜﺮﻳﻤﺎت ﺗﺆدﱢي ﻫﺬا اﻟﻐﺮض، ﻛﻤﺎ ﻳﺆدﱢي اﻟﻔﺎزﻟني ﻫﺬه اﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﺟﻴﺪ ﺟﺪٍّا؛ ﻓﻔﻲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ ،ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻌﻈﻢ ﺑﺤﻮث ﻣﺴﺘﺤﴬات اﻟﺘﺠﻤﻴﻞ املﺒﻜﺮة املﻬﻤﺔ ﺗﱰ ﱠﻛﺰ ﺣﻮل اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﲆ اﻟﺨﻮاص اﻟﱰﻃﻴﺒﻴﺔ ﻟﻠﻔﺎزﻟني ،ﻣﻊ ﺗﻔﺎدي اﻟﻠﺰوﺟﺔ ﻓﻴﻪ ،وﻫﻲ ﻣﻌﻀﻠﺔ ﻓﻨﻴﺔ ﺟﺮى اﻟﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻨﺬ ﻋﻘﻮد ﻋﺪﻳﺪة ﻣﻀﺖ .ﺳﻴﻔﻲ اﻷﺳﺎس املﺎﺋﻲ )ﻫﻴﺪروﺑﻴﺰ( ،اﻟﺬي ﻳُﺒﺎع ﻧﺼﻒ اﻟﻠﱰ ﻣﻨﻪ ﺑﻌﴩة ﺟﻨﻴﻬﺎت اﺳﱰﻟﻴﻨﻴﺔ ﰲ اﻟﺼﻴﺪﻟﻴﺎت ﺑﺎﻟﻐﺮض ﺗﻤﺎﻣً ﺎ. أردت اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺬاك ٍّ ﺣﻘﺎ ،ﻳﻤﻜﻨﻚ اﺳﺘﻨﺴﺎخ ﻫﺬه اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺻﻨْﻊ ﻣﺮ ﱢ َ ﻃﺒﻚ إذا اﻟﺨﺎص ﰲ املﻨﺰل .إن ﻫﺪﻓﻚ ﻫﻮ ﺻﻨﻊ ﻣﺰﻳﺞ ﻣﻦ املﺎء واﻟﺰﻳﺖ ،وﻟﻜﻨﻪ ﻣﺰﻳﺞ »ﻣُﺴﺘﺤﻠﺐ«، ﻛﻨﺖ ﻣﻨﺨﺮ ً ﺑﻌﺒﺎرة أﺧﺮى :ﻣﻤﺰوج ﺟﻴﺪًا .ﻋﻨﺪﻣﺎ ُ ﻃﺎ ﰲ ﻣﴪح ﻫﻴﺒﻴﺰ اﻟﺸﺎرع — وأﻧﺎ ﺟﺎ ﱞد ﻫﻨﺎ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ — ﻛﻨﺎ ﻧُﺼﻨﱢﻊ ﻣﺴﺘﺤﴬً ا ﻣﺮ ﱢ ﻃﺒًﺎ ﻣﻦ ﺣﺼﺺ ﻣﺘﺴﺎوﻳﺔ ﻣﻦ زﻳﺖ اﻟﺰﻳﺘﻮن ،وزﻳﺖ ﺟﻮز اﻟﻬﻨﺪ ،واﻟﻌﺴﻞ وﻣﺎء اﻟﻮرد )ﻻ ﻏﺒﺎر ﻋﲆ اﺳﺘﺨﺪام ﻣﺎء اﻟﺼﻨﺒﻮر ً أﻳﻀﺎ( .وﻳﻌﺘﱪ ﺷﻤﻊ اﻟﻨﺤﻞ أﻓﻀﻞ ﻣﻦ اﻟﻌﺴﻞ ﻛﻤﺎدة اﺳﺘﺤﻼب ،وﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﻗﻮام وﻛﺜﺎﻓﺔ اﻟﻜﺮﻳﻢ ﺑﻨﻔﺴﻚ؛
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ً ﻣﺜﻼ ،اﺳﺘﺨﺪام املﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺷﻤﻊ اﻟﻨﺤﻞ ﺳﻴﺠﻌﻞ ﻗﻮام املﺴﺘﺤﴬ أﻛﺜﺮ ﺗﻤﺎﺳ ًﻜﺎ ،واﺳﺘﺨﺪام ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺰﻳﺖ ﺳﻴﺠﻌﻞ ﻗﻮام املﺴﺘﺤﴬ أﻛﺜﺮ ﻟﻴﻮﻧﺔ ،واﺳﺘﺨﺪام ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ املﺎء ﺳﻴﺠﻌﻞ ً ﻣﻨﺘﻔﺸﺎ أﻛﺜﺮ ،وﻟﻜﻨﻪ ﺳﻴﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺧﻄﺮ اﻧﻔﺼﺎل املﻜﻮﻧﺎت ِ ﺑﻌﺾُ .ﻗ ْﻢ اﻟﻘﻮام ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻋﻦ ٍ ْ ً ٍ اﻟﺨﻔﻖ املﺴﺘﻤﺮ ،ﺛﻢ ﻣﻨﻔﺼﻠﺔ ،ﺛﻢ ﻗ ﱢﻠ ِﺐ اﻟﺰﻳﺖ ﰲ اﻟﺸﻤﻊ ،ﻣﻊ ﺧﻔﻴﻒ ﻟﻠﻤﻜﻮﻧﺎت، ﺑﺘﺴﺨني ٍ ﺻﺐﱠ املﻜﻮﻧﺎت ﰲ املﺎء ﻣﻘ ﱢﻠﺒًﺎ إﻳﺎﻫﺎَ . ُ ﺿ ِﻊ املﻨﺘﺞ اﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﰲ َد ْو َرق ،واﺣﻔﻈﻪ ﻣﺪة ﺛﻼﺛﺔ أﺷﻬﺮ ﰲ اﻟﺜﻼﺟﺔ. ﻳﺒﺪو أن اﻟﻜﺮﻳﻤﺎت املﺘﻮاﻓﺮة ﰲ اﻟﺼﻴﺪﻟﻴﺔ اﻟﻘﺮﻳﺒﺔ ﻣﻨﻚ ﺗﺘﺠﺎوز ﻫﺬه املﺮﺣﻠﺔ اﻟﺒﺪاﺋﻴﺔ ﺑﻜﺜري؛ ﻓﻬﻲ ﺗﻤﺘﻠﺊ ﺑﻤﻜﻮﻧﺎت ﺳﺤﺮﻳﺔ :ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ رﺟﻨﻴﻮم إﻛﺲ واي ،ﻣﺮﻛﺐ ﻧﻴﻮﺗﺮﻟﻴﻮم، آر أو ﳼ رﻧﺘﻮل ﻛﻮرﻳﻜﺴﻴﻮن ،ﻓﻴﺘﺎ-ﻧﻴﺎﺳني ،ﻛﻮﻓﺎﺑﻴﺪز ،إﻳﻪ ﺗﻲ ﺑﻲ ﺳﺘﻤﻴﻮﻟني ،وﺗﻨﺴﻮر ﺑﺒﺘﺪﻳﻚ ﻓﻴﺘﻴﺠﺎل .ﻫﻞ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ اﺳﺘﻨﺴﺎخ ﺗﻠﻚ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﰲ ﻣﻄﺒﺨﻚ ،أو ﻣﻊ اﻟﻜﺮﻳﻤﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﺴﺎوي ﺳﻌﺮ اﻟﺠﺎﻟﻮن ﻣﻨﻬﺎ ﺳﻌﺮ أﻧﺒﻮب ﺻﻐري ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﻜﺮﻳﻤﺎت؟ ﻣﺎ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻫﺬه املﻜﻮﻧﺎت اﻟﺴﺤﺮﻳﺔ؟ وﻣﺎذا ﺗﻔﻌﻞ؟ ﻫﻨﺎك ﺛﻼث ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت أﺳﺎﺳﻴﺔ ملﻜﻮﱢﻧﺎت ﻛﺮﻳﻢ اﻟﱰﻃﻴﺐ؛ ً أوﻻ :ﻫﻨﺎك ﻣﺮ ﱠﻛﺒﺎت ﻛﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺔ ﻗﻮﻳﺔ؛ ﻣﺜﻞ أﺣﻤﺎض اﻷﻟﻔﺎﻫﻴﺪروﻛﴘ ،أو املﺴﺘﻮﻳﺎت املﺮﺗﻔﻌﺔ ﻣﻦ ﻓﻴﺘﺎﻣني ج ،أو اﻟﺘﻨﻮﻳﻌﺎت اﻟﺠﺰﻳﺌﻴﺔ ﻟﻔﻴﺘﺎﻣني أ .وﺑﻴﻨﻤﺎ أَﺑ ﱡُﺖ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ أن ﻟﻬﺬه املﺮﻛﺒﺎت اﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺔ ﺗﺄﺛريًا ﰲ ﺟﻌْ ﻞ اﻟﺒﴩة ﺗﺒﺪو أﻛﺜﺮ ﺷﺒﺎﺑًﺎ ،ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻌﺘﱪ ﻓﻌﱠ ﺎﻟﺔ إﻻ ﰲ ﺣﺎل وﺟﻮدﻫﺎ ﺑﱰﻛﻴﺰات ﻣﺮﺗﻔﻌﺔ ،أو ﻋﻨﺪ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت ﺣﻤﻀﻴﺔ ﻣﺮﺗﻔﻌﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻳﺘﺴﺒﱠﺐ ﰲ ﺣﺪوث ﺗﻬﻴﱡﺞ اﻟﺠﻠﺪ ،واﻹﺣﺴﺎس ﺑﺎﻟﻮﺧﺰ، واﻟﺤﺮق ،واﺣﻤﺮار اﻟﺠﻠﺪ .ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه املﺮ ﱠﻛﺒﺎت ﺗﻤﺜﱢﻞ اﻷﻣﻞ اﻟﻌﻈﻴﻢ ﰲ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ ﺑﴩة ﺑﻴﻀﺎء ﰲ ﺗﺴﻌﻴﻨﻴﺎت اﻟﻘﺮن اﻟﻌﴩﻳﻦ ،ﻏري أن اﻷﻣﺮ اﺳﺘﻮﺟﺐ اﺳﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ ﺟﻤﻴﻌً ﺎ ﻓﻘﻂ ﰲ أﺿﻴﻖ اﻟﺤﺪود و َْﻓﻖ اﻟﻘﺎﻧﻮن ،إﻻ إذا ﻛﺎن اﺳﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ ﰲ ﺗﺮﻛﻴﺰاﺗﻬﺎ املﺮﺗﻔﻌﺔ و َْﻓﻖ وﺻﻔﺔ ﻃﺒﻴﺔ .وﻛﻤﺎ ﻫﻲ اﻷﻣﻮر ﻋﺎدة ،ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﳾء ﺑﻼ ﺛﻤﻦ ،وﻻ ﺗﻮﺟﺪ آﺛﺎ ٌر دون آﺛﺎر ﺟﺎﻧﺒﻴﺔ. ً ﻻ ﺗﺰال اﻟﴩﻛﺎت ﺗﻀﻊ أﺳﻤﺎء ﻫﺬه املﺮ ﱠﻛﺒﺎت ﻋﲆ ﻣ َ ﻣﻨﻐﻤﺴﺔ ُﻠﺼﻘﺎت ﻋﺒﻮاﺗﻬﺎ، ِ ﻫﺎﻟﺔ ادﱢﻋﺎءِ ﻣﻌﺪﱠﻻت ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ أﻋﲆ؛ إذ ﻻ ﺗُﻀﻄﺮ اﻟﴩﻛﺎت إﱃ اﻹﺷﺎرة إﱃ ﺣﺘﻰ أذﻧِﻬﺎ ﰲ ﺟﺮﻋﺎت املﻜﻮﻧﺎت ،ﺑﻞ إﱃ ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ اﻟﺘﺼﻨﻴﻔﻲ ﻓﻘﻂ .ﻟﻜﻦ ﺗﻮﺟﺪ ﻫﺬه املﺮ ﱠﻛﺒﺎت اﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺔ ﰲ اﻟﻜﺮﻳﻤﺎت ﻋﺎدة ﺑﱰﻛﻴﺰات ﺳﺤﺮﻳﺔ ﻏﺎﻣﻀﺔ؛ ﻟﻠﻌﺮض ﻓﻘﻂ .وﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺮﺟﻊ اﻻدﱢﻋﺎءات املﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﲆ اﻟﺰﺟﺎﺟﺎت واﻷﻧﺎﺑﻴﺐ املﺘﻨﻮﻋﺔ إﱃ اﻷﻳﺎم اﻟﺨﻮاﱄ ﻟﻠﻜﺮﻳﻤﺎت اﻟﺤِ ﻤْ ﻀﻴﺔ اﻟﻔﻌﺎﻟﺔ اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ املﻔﻌﻮل ،ﻓﻤﻦ اﻟﺼﻌﻮﺑﺔ ﺑﻤﻜﺎن اﻟﺠﺰم ﺑﺬﻟﻚ؛ ﻧﻈ ًﺮا ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﺎد ًة ﻋﲆ دراﺳﺎت ﻣﻨﺸﻮرة وﻣُﻤَ ﻮﱠﻟﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺨﺎص ،ﻳﻘﻮم ﺑﻬﺎ أرﺑﺎب اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ،وﻳَﻨْﺪُر اﻟﻌﺜﻮر ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺘﻮاﻓﺮ ًة ﰲ 38
ﻣﺮ ﱠﻛﺐ ﺑﺮوﺟﻨﻴﻮم إﻛﺲ واي
ِﺻﻴَﻐﻬﺎ املﻨﺸﻮرة اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻳﺠﺐ أن ﺗُﻨﴩ أي ورﻗﺔ ﺑﺤﺜﻴﺔ أﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ ،ﺑﺤﻴﺚ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﺻﺤﺔ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ .ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ،ﺑﺘﺠﺎﻫﻞ ﻫﺬه اﻷﻣﻮر اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ،ﺗﺄﺗﻲ ﻣﻌﻈﻢ »اﻷدﻟﺔ« ً »ﺳﺒﻌﺔ ﻣﻦ ﺑني ﻋﴩة املﺬﻛﻮرة ﰲ إﻋﻼﻧﺎت اﻟﻜﺮﻳﻤﺎت ﻣﻦ ﺗﻘﺎرﻳﺮ ﻏري ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﺗﻘﻮل إن أﺷﺨﺎص ﻣﻤﱠ ﻦ ﱠ ﺗﻠﻘﻮا ﻋﻴﱢﻨﺎت ﻣﺠﱠ ﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻜﺮﻳﻢ ﻳﺸﻌﺮون ﺑﺎﻟﴪور اﻟﺒﺎﻟﻎ ﺑﺎﻟﻨﺘﺎﺋﺞ«. ً ﻓﺎرﻗﺎ؛ وﻫﻮ ﻳﻌﺘﱪ ا ُمل َﻜﻮﱢن اﻟﺜﺎﻧﻲ ﰲ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻜﺮﻳﻤﺎت اﻟﻔﺎﺧﺮة ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ ﻣﻜ ﱢﻮﻧًﺎ ﻳُﺤﺪِث ﱠ ﻣﺼﻐﺮة ﻣﺘﺤ ﱢﻠﻠﺔ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﺑﺮوﺗني ﻧﺒﺎﺗﻲ ﻣﻄﺒﻮخ وﻣﺨﻠﻮط )ﻣﺮ ﱠﻛﺒﺎت ﻏﺬاﺋﻴﺔ ﺑﺮوﺗﻴﻨﻴﺔ ﺑﺎملﺎء ،أو ﺗﻨﺴﻮر ﺑﺒﺘﺪﻳﻚ ﻓﻴﺘﻴﺠﺎل ،أو أﻳٍّﺎ ﻣﺎ ﻛﺎن اﻻﺳﻢ اﻟﺬي ﻳﻄﻠﻘﻮﻧﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻫﺬا اﻟﺸﻬﺮ(. ً ﻋﺎﺋﻤﺔ ﰲ اﻟﻜﺮﻳﻢ، ﻳﺘﺄ ﱠﻟﻒ ﻫﺬا اﻟﱪوﺗني ﻣﻦ ﺳﻼﺳﻞ أﺣﻤﺎض أﻣﻴﻨﻴﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ِرﺧﻮة ،ﺗَﺴﺒَﺢ ﱡ ﱡ وﺗﺠﻒ ﻳﺠﻒ اﻟﻜﺮﻳﻢ ﻋﲆ اﻟﻮﺟﻪ ،ﺗﺘﻘ ﱠﻠﺺ ﻣﻤﺘﺪ ًة ﰲ ارﺗﺨﺎء ﰲ ﻗﻮام اﻟﻜﺮﻳﻢ اﻟﺮﻃﺐ .ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻫﺬه اﻟﺴﻼﺳﻞ اﻟﻄﻮﻳﻠﺔ اﻟﺮﺧﻮة .وﻳﺄﺗﻲ اﻟﺸﻌﻮر ﻏري اﻟﺴﺎر َ ﺑﺸ ﱢﺪ اﻟﻮﺟﻪ ﻋﻨﺪ وﺿﻊ ﻫﺬه اﻟﻜﺮﻳﻤﺎت ﻣﻦ ﺧﻼل ﺳﻼﺳﻞ اﻟﱪوﺗني اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻘ ﱠﻠﺺ ﻋﲆ اﻟﺒﴩة ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻘ ﱢﻠﺺ — ﺑﺼﻮرة ﱡ اﻟﺘﻐﻀﻨﺎت اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ ﰲ اﻟﻮﺟﻪ .وﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳُﻌﺘﱪ اﻷﺛﺮ املﱰﺗﺐ ﻋﲆ اﺳﺘﺨﺪام اﻟﻜﺮﻳﻤﺎت ﻣﺆﻗﺘﺔ — اﻟﺒﺎﻫﻈﺔ اﻟﺜﻤﻦ أﺛ ًﺮا ﻟﺤﻈﻴٍّﺎ وﻣﺒﺎﴍًا ،ﻓﻠﻦ ﻳﺴﺎﻋﺪك ذﻟﻚ ﰲ اﻻﺧﺘﻴﺎر ﺑني أﻧﻮاع اﻟﻜﺮﻳﻤﺎت املﺨﺘﻠﻔﺔ؛ ﺣﻴﺚ إن ﻣﻌﻈﻤﻬﺎ ﻳﺤﺘﻮي ﻋﲆ ﺳﻼﺳﻞ ﺑﺮوﺗني ﻣﻤﺘﺰﺟﺔ. ٍ ﺗﺮﻧﻴﻤﺔ، أﺧريًا ،ﻫﻨﺎك ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺿﺨﻤﺔ ﻣﻦ املﻜﻮﱢﻧﺎت املﺠﻬﻮﻟﺔ ،ﺟﺮى اﻟﻘﺬف ﺑﻬﺎ ﰲ ﺑﻤﺼﺎﺣَ ﺒﺔ ٍ ﻟﻐﺔ ﻣُﻮﺣِ ﻴﺔ ﺟﺮى ﻏ ْﺰل ﻣﻔﺮداﺗﻬﺎ ﺑﻌﻨﺎﻳﺔ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺗﺠﻌﻠﻚ ﺗﺼﺪﱢق ﺟﻤﻴﻊ أﻧﻮاع اﻻدﱢﻋﺎءات املﺰﻋﻮﻣﺔ. ُ ٍ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت أﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ ﻧﻈﺮﻳﺔ إﱃ ﺣ ﱟﺪ ﴍﻛﺎت ﻣﺴﺘﺤﴬات اﻟﺘﺠﻤﻴﻞ ﺗﻘﻠﻴﺪﻳٍّﺎ ،ﺗﺴﺘﻘﻲ ﺑﻌﻴﺪ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻋﻤﻞ اﻟﺨﻼﻳﺎ — املﻜﻮﻧﺎت ﻋﲆ املﺴﺘﻮى اﻟﺠﺰﻳﺌﻲ ،أو ﺳﻠﻮك اﻟﺨﻼﻳﺎ ﰲ إﻧﺎء زﺟﺎﺟﻲ — ﺛﻢ ﺗﺘﻈﺎﻫﺮ ﺑﺄن ﻧﻔﺲ ﻫﺬه املﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪﱢد ﺑﺼﻮرة ﻧﻬﺎﺋﻴﺔ إن ﻛﺎن ﻫﺬا اﻟﴚء ﺳﻴﺠﻌﻠﻚ ﺗﺒﺪو َ ﺣﺴ َﻦ اﻟﺸﻜﻞ .ﻓﺘﻘﻮل ﻫﺬه اﻟﴩﻛﺎت ﰲ ﺗﺒﺎ ٍه واﺿﺢ: »ﻳُﻌﺘﱪ ﻫﺬا ا ُمل َﻜﻮﱢن اﻟﺠﺰﻳﺌﻲ … ﰲ ﻏﺎﻳﺔ اﻷﻫﻤﻴﺔ ﻟﺘﻜﻮﻳﻦ اﻟﻜﻮﻻﺟني «.وﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻜﻮن ﻫﺬا أﻣ ًﺮا ﺻﺤﻴﺤً ﺎ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ )ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﱃ اﻷﺣﻤﺎض اﻷﻣﻴﻨﻴﺔ اﻟﻌﺪﻳﺪة اﻷﺧﺮى اﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻬﺎ اﻟﺠﺴﺪ ﻟﺘﺠﻤﻴﻊ اﻟﱪوﺗني ﰲ املﻔﺎﺻﻞ ،واﻟﺠﻠﺪ ،وﰲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎن آﺧﺮ( ،ﻓﻼ ﻳﻮﺟﺪ ﺳﺒﺐٌ واﺣ ٌﺪ ﻟﻼﻋﺘﻘﺎد ﺑﺄن ْ ﺑﻮﺟﻮد أﺣ ٍﺪ ﻳﻨﻘﺼﻪ ﻫﺬا ،أو ﱠ وﺿﻊ اﻟﻜﺮﻳﻢ ﻋﲆ اﻟﻮﺟﻪ ﺳﻴﺼﻨﻊ أي ﻓﺎرق ﰲ املﻈﻬﺮ. ﻓﻌﻤﻮﻣً ﺎ ،ﻻ ﻳﺠﺮي اﻣﺘﺼﺎص املﻮاد ﺟﻴﺪًا ﻋﱪ اﻟﺠﻠﺪ؛ ﻧﻈ ًﺮا ﻷن اﻟﺠﻠﺪ ﻗﺪ ُﺧﻠِﻖ ﺑﺤﻴﺚ ﻳﻜﻮن َ ﺟﻠﺴﺖ ﰲ وﻋﺎء ﻣﻦ اﻟﻔﻮل املﺪﻣﺲ ﻷﻏﺮاض ﺧريﻳﺔ ﻟﻦ ﺗﺼﺒﺢ ﻣﺴﺎﻣﻲ ﻧﺴﺒﻴٍّﺎ .ﻓﺈذا ﻏري ﱟ ﺑﺪﻳﻨًﺎ ،وﻟﻦ ﻳ ْ َﺼﺪُر ﻋﻨﻚ رﻳﺢٌ . 39
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ً ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ وﻣﻊ ذﻟﻚ ،ﻓﻌﻨﺪ اﻟﺬﻫﺎب إﱃ اﻟﺼﻴﺪﱄ )وﻫﻮ ﻣﺎ أُوﴆ ﺑﻪ( ،ﻳﻤﻜﻨﻚ أن ﺗﺠﺪ ً ً ﻣﻌﺮوﺿﺔ .وﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺘﻜﻮﱠن ﻣﺮ ﱠﻛﺐ اﻟﺤﺎﻣﺾ اﻟﻨﻮوي اﻟﺨﻠﻮي ﻫﺎﺋﻠﺔ ﻣﻦ املﻜﻮﻧﺎت اﻟﺴﺤﺮﻳﺔ ﻓﺎملﻮﻧﺖ ﻣﻦ »اﻟﺤﺎﻣﺾ اﻟﻨﻮوي ﻟﺒﻮﻳﻀﺎت اﻟﺴﻠﻤﻮن املﻌﺎ َﻟﺠﺔ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺧﺎﺻﺔ« )ﻟﺴﻮء اﻟﺤﻆ ،ﻻ ﻳﺆدﱢي وﺿﻊ اﻟﺴﻠﻤﻮن ﻋﲆ اﻟﻮﺟﻪ إﱃ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ذاﺗﻬﺎ ،و َْﻓﻖ ﺻﺤﻴﻔﺔ »ذا ﺗﺎﻳﻤﺰ« ﰲ إﺣﺪى املﻘﺎﻻت( ،ﻓﻤﻦ ﻏري املﺤﺘﻤﻞ ﻋﲆ اﻹﻃﻼق أن ﻳﺠﺮي اﻣﺘﺼﺎص اﻟﺤﺎﻣﺾ ً ﺣﻘﻴﻘﺔ — ﻋﱪ اﻟﺠﻠﺪ ،أو أن ﻳﻤﺜﱢﻞ أي ﻓﺎﺋﺪة ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ اﻟﻨﻮوي — وﻫﻮ ﺟﺰيء ﻛﺒري اﻟﺤﺠﻢ ً ﻧﻘﺼﺎ ﰲ ﻟﻠﻨﺸﺎط اﻟﱰﻛﻴﺒﻲ اﻟﺬي ﻳﺠﺮي ﰲ اﻟﺠﻠﺪ ،ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﺣﺪث ذﻟﻚ .رﺑﻤﺎ ﻻ ﺗﻌﺎﻧﻲ اﻟﻮﺣﺪات اﻟﺒﻨﺎﺋﻴﺔ ﻟﻠﺤﺎﻣﺾ اﻟﻨﻮوي ﰲ ﺟﺴﺪك؛ ﻓﻬﻨﺎك اﻟﻜﺜري ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺑﺪاﺧﻠﻪ. ﺑﺎﻟﺘﻔﻜري ﰲ اﻷﻣﺮ ﺑﻌﻤﻖ ،ﺳﻨﺠﺪ أﻧﻪ ﻟﻮ ﺟﺮى ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ اﻣﺘﺼﺎص اﻟﺤﺎﻣﺾ اﻟﻨﻮوي ﻟﻠﺴﻠﻤﻮن ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ﻋﱪ ﻣﺴﺎ ﱢم ﺟﻠﺪك ،ﻟﻜﺎن ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻚ إذن ً أﻳﻀﺎ اﻣﺘﺼﺎص ﻧﻤﺎذج ﺧﺎرﺟﻴﺔ أوﱠﻟﻴﺔ ،ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺴﻤﻚ ،ﰲ ﺧﻼﻳﺎك؛ ﺑﻌﺒﺎرة أﺧﺮى :إرﺷﺎدات ﺧﻠﻖ ﺧﻼﻳﺎ اﻟﺴﻤﻚ ،اﻟﺘﻲ رﺑﻤﺎ ﺗﻜﻮن ﻏري ذات ﻧﻔﻊ ﻛﺒري ﻟﻚ ﻛﺈﻧﺴﺎن .ﻟﻌﻞ اﻷﻣﺮ ﺳﻴﻤﺜﱢﻞ ﻣﻔﺎﺟﺄ ًة ً أﻳﻀﺎ إذا ذاب اﻟﺤﺎﻣﺾ اﻟﻨﻮوي ﰲ ﺻﻮرة ﻋﻨﺎﴏه املﻜﻮﱢﻧﺔ ﻟﻪ ﰲ ﺟﻠﺪك )وإن ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻌﺪﺗﻚ ﻗﺪ ُ ً ﺧﺼﻮﺻﺎ ﺻﻤﱢ ﻤﺖ ﺑﺤﻴﺚ ﺗﻜﻮن ﻗﺎدر ًة ﻋﲆ ﻫﻀﻢ اﻟﺠﺰﻳﺌﺎت اﻟﻜﺒرية ،ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام إﻧﺰﻳﻤﺎت اﻟﻬﻀﻢ اﻟﺘﻲ ﺗﻜﴪﻫﺎ إﱃ أﺟﺰاﺋﻬﺎ املﻜﻮﻧﺔ ﻟﻬﺎ ﻗﺒﻞ اﻣﺘﺼﺎﺻﻬﺎ(. ﺗﺘﻤﺜﱠﻞ اﻟﻔﻜﺮة اﻟﺒﺴﻴﻄﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺸﱰك ﻓﻴﻬﺎ ﻛﻞ ﻫﺬه املﻨﺘﺠﺎت ﰲ إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺧﺪاع ﺟﺴﺪك، ﺑﻴﻨﻤﺎ — ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ — ﺗﻮﺟﺪ آﻟﻴﺎت »ﺗﻮازن ﻓﺴﻴﻮﻟﻮﺟﻲ« ﻣﻨ ﱠ ﻈﻤﺔ ﻋﲆ ﻧﺤﻮ دﻗﻴﻖ، وﻫﻲ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﻧُﻈﻢ ﻛﺒرية ﱠ ﻗﻴﺎس وﺗﻐﺬﻳﺔ راﺟﻌﺔ ،ﺗﻘﻴﺲ وﺗُﻌﻴﺪ ﻣﻌﻘﺪة ﺗﻤﺘﻠﻚ أﺟﻬﺰ َة ٍ ﻗﻴﺎس ﻛﻤﻴﺎت املﻜﻮﻧﺎت اﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺔ املﺘﻨﻮﻋﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺠﺮي إرﺳﺎﻟﻬﺎ إﱃ اﻷﺟﺰاء املﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ ﱡ أﺛﺮ ﻣﻌﺎﻛﺲ اﻟﺠﺴﺪ .وﻋﲆ اﻟﻌﻜﺲ، اﻟﺘﺪﺧﻞ ﰲ ﻋﻤﻞ ذﻟﻚ اﻟﻨﻈﺎم ﻋﲆ اﻷرﺟﺢ ﻳﺆدي إﱃ ٍ ﻟﻶﺛﺎر اﻟﺴﺎذﺟﺔ املﺰﻋﻮﻣﺔ. ﻛﻤﺜﺎل راﺋﻊ ﻋﲆ ذﻟﻚ ،ﻫﻨﺎك أﻋﺪاد ﻫﺎﺋﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﻜﺮﻳﻤﺎت )وﻣﺴﺘﺤﴬات اﻟﺘﺠﻤﻴﻞ اﻷﺧﺮى( اﻟﺘﻲ ﺗﺰﻋﻢ ﱠ ﺿﺦ اﻷﻛﺴﺠني ﻣﺒﺎﴍ ًة إﱃ اﻟﺠﻠﺪ .ﻳﺤﺘﻮي اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﻟﻜﺮﻳﻤﺎت ﻋﲆ اﻟﺒريوﻛﺴﻴﺪ ،اﻟﺬي ﻳﺤﻤﻞ اﻟﺼﻴﻐﺔ اﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺔ ،H2 O2وﻳﻤﻜﻦ ،إذا رﻏﺒﺖ ٍّ ﺣﻘﺎ ﰲ إﻗﻨﺎع ﻧﻔﺴﻚ ﺑﻔﺎﻋﻠﻴﺘﻪ ،ﻋﲆ ﻏري اﻟﻮاﻗﻊ ،اﻋﺘﺒﺎره ﻣﺎءً »ﻳﺤﺘﻮي ﻋﲆ ﺑﻌﺾ اﻷﻛﺴﺠني اﻹﺿﺎﰲ«، ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن اﻟﺼﻴﻎ اﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺔ ﻻ ﱠ ﺗﻔﴪ ﻋﲆ ﻫﺬا اﻟﻨﺤﻮ؛ ﻓﻌﲆ أي ﺣﺎل ،ﻻ ﺗُﻌﺘﱪ ﻛﻮﻣﺔ ﺟﴪا ﻣﻦ اﻟﺤﺪﻳﺪ »ﻳﺤﺘﻮي ﻋﲆ ﺑﻌﺾ اﻷﻛﺴﺠني اﻹﺿﺎﰲ« ،وﻟﻦ ﺗﺘﺼﻮﱠر أن ﻣﻦ اﻟﺼﺪأ إﻻ ً ﻳﺆدﱢي اﻟﺼﺪأ إﱃ إﺷﺒﺎع ﺟﻠﺪك ﺑﺎﻷﻛﺴﺠني. 40
ﻣﺮ ﱠﻛﺐ ﺑﺮوﺟﻨﻴﻮم إﻛﺲ واي
َ وﺗﻈﺎﻫ ْﺮﻧﺎ ﺑﺄن ﻫﺬه املﺴﺘﺤﴬات ﺣﺘﻰ إذا ﻣﻨﺤﻨﺎ ﻫﺬه املﺴﺘﺤﴬات ﻓﺎﺋﺪة اﻟﺸﻚ اﻟﻌﻼﺟﻴﺔ ﺳﺘﻘﻮم ﺑﺘﻮﺻﻴﻞ اﻷﻛﺴﺠني إﱃ ﺳﻄﺢ اﻟﺠﻠﺪ ،وأن اﻷﻛﺴﺠني ﺳﻴﺘﻐﻠﻐﻞ ﺑﺼﻮرة ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ إﱃ اﻟﺨﻼﻳﺎ ،ﻓﻤﺎ اﻟﻔﺎﺋﺪة ﻣﻦ وراء ذﻟﻚ؟ ﻳﺮﺻﺪ اﻟﺠﺴﺪ ﺑﺼﻮرة ﻣﺴﺘﻤﺮة ﻛﻤﻴﺔ اﻟﺪﻣﺎء واملﻮاد اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻮﻓﺮﻫﺎ ﻟﻸﻧﺴﺠﺔ ،وﻛﻤﻴﺔ اﻟﴩاﻳني اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻐﺬﱢي ﻛﻞ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻣﻦ اﻟﺠﺴﺪ ،وﺳﻮف ﺗﻨﻤﻮ أوﻋﻴﺔ دﻣﻮﻳﺔ أﻛﺜﺮ ﰲ املﻨﺎﻃﻖ اﻟﺘﻲ ﻳﻮﺟﺪ ﺑﻬﺎ ﻛﻤﻴﺎت ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻣﻦ اﻷﻛﺴﺠني؛ ﻧﻈ ًﺮا ﻷن ذﻟﻚ ﻳُﻌﺘﱪ ﻣﺆﴍًا ﺟﻴﺪًا ﻋﲆ وﺟﻮد ﺣﺎﺟﺔ إﱃ ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺪﻣﺎء .ﺣﺘﻰ إذا ﻛﺎن اﻻدﱢﻋﺎء ﺑﺄن اﻷﻛﺴﺠني ﰲ اﻟﻜﺮﻳﻢ ﻳﺨﱰق اﻟﺨﻼﻳﺎ ﺻﺤﻴﺤً ﺎ، ﱢ ﻣﺤﻘ ًﻘﺎ ﺗﻮازﻧًﺎ ﻓﺴﻴﻘﻮم اﻟﺠﺴﺪ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﺑﺘﻘﻠﻴﻞ ﻛﻤﻴﺔ اﻟﺪﻣﺎء ﰲ ذﻟﻚ اﻟﺠﺰء ﻣﻦ اﻟﺠﻠﺪ، ﻓﺴﻴﻮﻟﻮﺟﻴٍّﺎ داﺧﻠﻴٍّﺎ .ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ ،ﻳﻌﺘﱪ ﺑريوﻛﺴﻴﺪ اﻟﻬﻴﺪروﺟني ﻣﺠﺮ َد ﻣﺎدة ﻛﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺔ آﻛﻠﺔ ﺗﻤﻨﺤﻚ ﺷﻌﻮ ًرا ﺑﺤُ ﺮﻗﺔ ﻛﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺔ ﺧﻔﻴﻔﺔ ﻋﻨﺪ اﻟﱰﻛﻴﺰات املﻨﺨﻔﻀﺔ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻗﺪ ﱢ ﻳﻔﴪ ذﻟﻚ اﻟﺸﻌﻮر املﻨﻌﺶ ﺑﺎﻟﺘﻮﻫﺞ واﻟﻨﻀﺎرة. وﺗﻌﻤﱠ ﻢ ﻫﺬه اﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﻋﲆ ﻣﻌﻈﻢ اﻻدﱢﻋﺎءات املﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﲆ ﻣﻠﺼﻘﺎت اﻟﻌﺒﻮات .اﻧﻈﺮ َ ﺗﻼﻋﺐ ﺑﻚ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻋﻦ َﻛﺜَﺐ إﱃ املﻠﺼﻖ ﻋﲆ اﻟﻌﺒﻮة أو اﻹﻋﻼن ،ﺗَ ِﺠ ْﺪ ﺑﺼﻮر ٍة ﻣﻨﺘﻈﻤﺔ ٍ ﺧﻼل ﻟﻌﺒﺔ دﻻﻟﻴﺔ ﱠ ﺑﻤﻜﺎن ﻣﻌﻘﺪة ،ﰲ ﻇﻞ ﺗﻮاﻃﺆ ﻣﻦ اﻟﺠﻬﺎت اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ .وﻣﻦ اﻟﻨﺎدر ٍ اﻟﻌﺜﻮ ُر ﻋﲆ ادﱢﻋﺎء ﴏﻳﺢ ﺑﺄن ﺣ ﱠﻚ ﻫﺬا املﺮ ﱠﻛﺐ اﻟﺴﺤﺮي ﺑﺎﻟﺬات ﻋﲆ وﺟﻬﻚ ﺳﻴﺠﻌﻠﻚ ﺗﺒﺪو أﻓﻀ َﻞ ﻣﻈﻬ ًﺮا ،ﺑﻞ إن اﻻدﱢﻋﺎء ﻳُﻄﺮح ﺣﻮل اﻟﻜﺮﻳﻢ »ﻛﻜ ﱟﻞ« ،وﻫﻮ ادﱢﻋﺎء ﺻﺤﻴﺢ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ اﻟﻜﺮﻳﻢ ﻛﻜ ﱟﻞ؛ ﻷن ﺟﻤﻴﻊ ﻛﺮﻳﻤﺎت اﻟﱰﻃﻴﺐ — ﻛﻤﺎ ﺗﻌﻠﻢ اﻵن ،ﺣﺘﻰ اﻟﻜﻤﻴﺎت اﻟﻜﺒرية ﻣﻦ ﻛﺮﻳﻢ »دﺑﺮوﺑﻴﺰ« اﻟﺰﻫﻴﺪ اﻟﺜﻤﻦ — ﺳﻮف ﺗﺮ ﱢ ﻃﺐ اﻟﺒﴩة. ً ﺗﺸﻮﻳﻘﺎ ﺑﻜﺜري؛ ﻓﺎﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑني ﺑﻤﺠﺮد أن ﺗﻌﺮف ذﻟﻚ ،ﺗﺼﺒﺢ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺴﻮﻳﻖ أﻗﻞ املﻜﻮن اﻟﺴﺤﺮي وﻓﺎﻋﻠﻴﺔ اﻷﺛﺮ ﻻ ﺗﻨﻌﻘﺪ إﻻ ﰲ ذﻫﻦ اﻟﻌﻤﻴﻞ ،وﺑﻘﺮاءة ادﱢﻋﺎءات املﻨﺘﺞ ﻳﻤﻜﻨﻚ اﻛﺘﺸﺎف أن املﻠﺼﻘﺎت ﻋﲆ اﻟﻌﺒﻮات ﻗﺪ ﺟﺮت ﻣﺮاﺟﻌﺘﻬﺎ ﺑﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﻣﻦ ﻗِ ﺒَﻞ ﺟﻴﺶ ً ﻓﻀﻼ ﻋﻦ إﺣﻜﺎﻣﻬﺎ ﻟﻐﻮﻳٍّﺎ وﻗﺎﻧﻮﻧﻴٍّﺎ ،ﺧﺎﺻﺔ ﺻﻐري ﻣﻦ اﻟﺨﱪاء ﻟﻀﻤﺎن إﻳﺤﺎﺋﻴﺔ املﻠﺼﻘﺎت، اﻷﻋني املﺘﺤﺬﻟﻘﺔ ا ُمل ﱠ َ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ ُ ﱠ ﺗﺘﻜﺴﺐ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻌﻤﻞ ﰲ ﻫﺬا املﺠﺎل، أردت أن ﻄﻠﻌﺔ )إذا أوﺻﻴﻚ ﺑﺎﻟﺴري ﰲ اﻟﻄﺮﻳﻖ املﻌﻬﻮد؛ أﻻ وﻫﻮ ﻗﻀﺎء ﻓﱰة ﺗﺪرﻳﺐ ﰲ إﺣﺪى ﺟﻬﺎت املﻌﺎﻳري اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ ،أو ﻣﻌﺎﻳري اﻹﻋﻼن ،أو أي ﺟﻬﺔ ﺗﻨﻈﻴﻤﻴﺔ أﺧﺮى ،ﻗﺒﻞ اﻻﻧﻀﻤﺎم ﻟﻠﻌﻤﻞ ﰲ ﻫﺬه اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﻛﺎﺳﺘﺸﺎري(. ﻣﺎ اﻟﺨﻄﺄ إذن ﰲ ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﺘﻼﻋﺐ؟ ﻳﺠﺐ أن أﻛﻮن ﰲ ﻏﺎﻳﺔ اﻟﻮﺿﻮح ﺣﻴﺎل ً ﴍﺳﺎ ﻋﻦ ﺣﻘﻮق املﺴﺘﻬﻠﻜني؛ ﻓﺼﻨﺎﻋﺔ ﻣﺴﺘﺤﴬات أﻣﺮ ﻣﺎ :إﻧﻨﻲ ﻻ أﻋﺘﱪ ﻧﻔﴘ ﻣﺪاﻓﻌً ﺎ ٍ 41
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
اﻟﺘﺠﻤﻴﻞ ﺗﺪاﻋﺐ أﺣﻼم اﻟﻨﺎس ،ﻣﺜﻞ اﻟﻴﺎﻧﺼﻴﺐ اﻟﻌﺎم ،واﻟﺠﻤﻴﻊ ﺣ ﱞﺮ ﰲ إﻫﺪار ﻣﺎﻟﻪ أﻧﱠﻰ ﺷﺎء. ً ﻓﻀﻼ ﻋﻦ أﺷﻜﺎل اﻻﺣﺘﻴﺎل ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ أن أﻧﻈﺮ إﱃ ﻣﺴﺘﺤﴬات اﻟﺘﺠﻤﻴﻞ اﻟﺮاﻗﻴﺔ ﰲ ﺣُ ﺒُﻮر — ً ﴐﻳﺒﺔ ﻃﻮﻋﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ،ﻳﻔﺮﺿﻬﺎ اﻷﻓﺮاد ذاﺗﻬﻢ ،ﻋﲆ اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ اﻷﺧﺮى — ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ً ﻻ ﻳﻔﻬﻤﻮن اﻟﻌﻠﻢ ﻋﲆ ﻧﺤﻮ ﺻﺤﻴﺢ .ﺳﺄﻛﻮن أﻳﻀﺎ أول ﻣﻦ ﻳﺘﻔﻖ ﻋﲆ أن اﻟﻨﺎس ﻻ ﻳﺸﱰون ﻣﺴﺘﺤﴬات اﻟﺘﺠﻤﻴﻞ اﻟﺒﺎﻫﻈﺔ اﻟﺜﻤﻦ ﻷﻧﻬﻢ ﻳﺆﻣﻨﻮن ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﺑﻔﺎﻋﻠﻴﺘﻬﺎ ،ﺑﻞ ﻷﻧﻬﺎ »ﺗﻤﺜﱢﻞ ﻣﺎ ﻫﻮ أﻛﺜﺮ ﺗﻌﻘﻴﺪًا ﻣﻦ ذﻟﻚ«؛ إذ ﺗُﻌﺘﱪ ﻫﺬه املﺴﺘﺤﴬات ﺳﻠ َﻊ رﻓﺎﻫﻴ ٍﺔ ،أﺷﻴﺎء داﻟﺔ ﻋﲆ املﻜﺎﻧﺔ ،وﻳﺠﺮي ﴍاؤﻫﺎ ﻷﺳﺒﺎب ﻛﺜرية ﻣﺜرية ﻻ ﺗُﻌ ﱡﺪ وﻻ ﺗُﺤﴡ. ﻟﻜﻦ ﻻ ﺗﺘﺴﻢ املﺴﺄﻟﺔ ﺑ ُﺮﻣﱠ ﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﺤﻴﺎد ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ؛ ً ﻓﺄوﻻ :ﻳﺮوﱢج ﻣ َ ُﺼﻨﱢﻌﻮ ﻫﺬه املﻨﺘﺠﺎت وﺳﺎﺋﻞ ﻣﺨﺘﴫة ﻟﻠﻤﺪﺧﻨني واﻟﺒُﺪُن؛ إﻧﻬﻢ ﻳﺮوﱢﺟﻮن ﻟﻔﻜﺮ ِة أن اﻟﺼﺤﺔ اﻟﺠﺴﺪﻳﺔ ﻳﻤﻜﻦ ﺑﻠﻮﻏﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل اﺳﺘﺨﺪام ﻣﻨﺘﺠﺎت ﺑﺎﻫﻈﺔ ،ﻻ ﺑﻤﻤﺎرﺳﺔ اﻟﺮﻳﺎﺿﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ اﻟﺒﺴﻴﻄﺔ وﺗﻨﺎوُل اﻟﺨﴬاوات .ﻫﺬا ﻣﻮﺿﻮع آﺧﺮ ﻳﻜﺜﺮ ﻇﻬﻮره ﰲ ﻋﺎﻟﻢ اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ. ً رؤﻳﺔ ﻣﻀ ﱢﻠﻠﺔ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ؛ ﻓﻬﻲ ﺗﺒﻴﻊ ﻓﻜﺮة أن ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﱃ ذﻟﻚ ،ﺗﺒﻴﻊ ﻫﺬه اﻹﻋﻼﻧﺎت اﻟﻌﻠﻢ ﻻ ﻳﺪور ﺣﻮل اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ ﺑني اﻷدﻟﺔ واﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ،ﺑﻞ ﻳﺰﻋﻤﻮن — ﻋﱪ اﻟﻘﻮة اﻟﻬﺎﺋﻠﺔ املﺘﻮاﻓﺮة ﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﻮازﻧﺎﺗﻬﻢ اﻹﻋﻼﻧﻴﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ،وﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺮ ﱠﻛﺒﺎﺗﻬﻢ َ اﻟﺨ َﻠﻮﻳﺔ املﺘﻨﺎﻫﻴﺔ اﻟﺼﻐﺮ؛ »ﻧﻴﻮﺗﺮﻟﻴﻮم إﻛﺲ واي« ،و»ﺗﻨﺴﻮر ﺑﺒﺘﺪﻳﻚ ﻓﻴﺘﻴﺠﺎل« ،وﺑﺎﻗﻲ املﻨﺘﺠﺎت اﻷﺧﺮى — أن اﻟﻌﻠﻢ ﻳﺪور ﺣﻮل ُﻫﺮاء ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻓ ﱡﻚ ﻃﻼﺳﻤﻪ ﻣﻦ املﻌﺎدﻻت ،واﻟﺠﺰﻳﺌﺎت، واملﺨﻄﻄﺎت اﻟﺒﻴﺎﻧﻴﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﰲ ﻣﻈﻬﺮﻫﺎ ،وﺑﻴﺎﻧﺎت ﺗﻮﺟﻴﻬﻴﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻣﻦ أﺷﺨﺎص ذوي ﺣَ ﻴْﺜﻴﺔ ﰲ ﻣﺠﺎﻻﺗﻬﻢ ﻳﺮﺗﺪون ا َمل ِ ﻌﺎﻃﻒ اﻟﺒﻴﻀﺎء ،وأن ﻫﺬه اﻷﺷﻴﺎء اﻟﻌِ ﻠﻤﻴﺔ ﰲ ﻣﻈﻬﺮﻫﺎ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ رﺑﻤﺎ ﻳﺠﺮي اﺧﺘﻼﻗﻬﺎ ،واﺑﺘﺪاﻋﻬﺎ ،وﻓﱪﻛﺘﻬﺎ ِﻣ ْﻦ ﻻ ﳾء ،ﺑﻐﺮض ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻷرﺑﺎح. َ أوﺗﻴﺖ ﻣﻦ ﻗﻮة ،ﻛﻤﺎ وﺗﺮوﱢج ﻫﺬه اﻟﴩﻛﺎت ﻓﻜﺮ َة أن اﻟﻌﻠﻢ ﻏري ﻗﺎﺑﻞ ﻟﻠﻔﻬﻢ ،ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ً ﺗﻤﺜﻴﻼ ﻳﺮوﱢﺟﻮن ﻫﺬه اﻟﻔﻜﺮة ﺑﺸﻜﻞ أﺳﺎﳼ ﻟﻠﻨﺴﺎء اﻟﺸﺎﺑﱠﺎت اﻟﺠﺬﱠاﺑﺎت ،اﻟﻼﺗﻲ ﻻ ﻳُﻤﺜ ﱠ ْﻠﻦ ﻛﺎﻓﻴًﺎ ،إﱃ ﺣ ﱟﺪ ﻣ َ ُﺨﻴﱢﺐ ﻟﻶﻣﺎل ،ﰲ ﻣﺠﺎﻻت اﻟﻌﻠﻮم املﺨﺘﻠﻔﺔ. ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ ،ﺗﺮوﱢج ﻫﺬه اﻟﴩﻛﺎت ﻟﺮؤﻳﺔ ﻋﺎﻟ ِﻢ »دُﻣﻴﺔ ﺑﺎرﺑﻲ املﺘﻜﻠﻤﺔ ﻟﻠﻤﺮاﻫﻘﺎت« ٌ ٍ ﺻﻮت ﺧﺎﻓﺖ ﺟﻤﻴﻞ، ﺻﻮت ﺻﻐرية ﻳﺼﺪر ﻋﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﺎﺗﻞ ،اﻟﺬي وﺿﻊ داﺧﻠﻬﺎ داﺋﺮ َة ﱡ »ﺻﻒ اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺎت ﺻﻌﺐ!« »أُﺣِ ﺐﱡ ﺣﺘﻰ ﺗﺘﻤ ﱠﻜﻦ اﻟﺪﱡﻣﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﻮل أﺷﻴﺎء ﻣﺜﻞ: ﱠ و»ﻫﻼ ارﺗ َﺪﻳْﺖ ﻣﻼﺑﺲ ﻣُﺤﺘﺸﻤﺔ!« وذﻟﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻀﻐﻂ ﻋﲆ أزرارﻫﺎ .ﰲ دﻳﺴﻤﱪ اﻟﺘﺴﻮق!« ،١٩٩٢ﻗﺎﻣﺖ ﻣﻨﻈﻤﺔ »اﻟﺘﺤ ﱡﺮر ﻣﻦ ﺑﺎرﺑﻲ اﻟﻨﺴﻮﻳﺔ« ﺑﺘﻐﻴري اﻟﺪواﺋﺮ اﻟﺼﻮﺗﻴﺔ ﰲ ﻣﺌﺎت اﻟﺪﱡﻣﻴﺎت ﻣﻦ دﻣﻴﺔ ﺑﺎرﺑﻲ املﺘﻜ ﱢﻠﻤﺔ ﻟﻠﻤﺮاﻫﻘﺎت ودُﻣﻴﺔ »ﺟﻲ آي ﺟﻮ« ﰲ املﺘﺎﺟﺮ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ. 42
ﻣﺮ ﱠﻛﺐ ﺑﺮوﺟﻨﻴﻮم إﻛﺲ واي
وﰲ ﻳﻮم اﻟﻜﺮﻳﺴﻤﺎس ،ﻛﺎﻧﺖ دُﻣﻴﺎت ﺑﺎرﺑﻲ ﺗﻘﻮل» :املﻮﺗﻰ ﻻ ﻳﻜﺬِﺑﻮن« ﺑﺼﻮت ﺟﻤﻴﻞ واﺛﻖ، ﱡ ﻓﻴﻤﺎ ﻛﺎن ﺟﻨﻮد ﺟﻲ آي ﺟﻮ اﻟﺘﻲ ﻳﻠﻬﻮ ﺑﻬﺎ ﱢ »ﺻﻒ اﻟﺼﺒﻴﺔ ﺗﺼﻴﺢ ﻗﺎﺋﻠﺔ ﺗﺤﺖ اﻷﺷﺠﺎر: اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺎت ﺻﻌﺐ!« وﻳﺴﺄﻟﻮن» :ﻫﻞ ﺗﺮﻏﺐ ﰲ اﻟﺘﺴﻮق؟« وﻟﻢ ِ ﻳﻨﺘﻪ ﻋﻤﻞ ﻣﻨﻈﻤﺔ اﻟﺘﺤ ﱡﺮر ﻣﻦ ﺑﺎرﺑﻲ ﺑﻌﺪُ.
43
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺮاﺑﻊ
اﳌﻌﺎﳉﺔ اﳌِﺜﻠﻴﺔ
واﻵن إﱃ ﺟﻮﻫﺮ اﻟﻜﺘﺎب .ﻟﻜﻦ ﻗﺒﻞ أن ﻧﺨﻄﻮ ﺧﻄﻮة واﺣﺪة ﰲ ﻫﺬا املﺠﺎل ،ﻳﺠﺐ أن ﻧﻜﻮن ُ ﻟﺴﺖ ﻣﻬﺘﻤٍّ ﺎ اﻫﺘﻤﺎﻣً ﺎ أﻣﺮ ﻣﺎ؛ ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻤﺎ ﻗﺪ ﺗﻌﺘﻘﺪ ،ﻓﺄﻧﺎ ﰲ ﻣﻨﺘﻬﻰ اﻟﻮﺿﻮح ﺣﻴﺎل ٍ ﻃﺎﻏﻴًﺎ ﺑﺎﻟﻄﺐ املﻜﻤﱢ ﻞ واﻟﺒﺪﻳﻞ )ﻋﺒﺎرة ﺗﺴﻮﻳﻘﻴﺔ ﻣﺮﻳﺒﺔ ﰲ ﺣﺪ ذاﺗﻬﺎ( .إن اﻫﺘﻤﺎﻣﻲ ﻳﻨﺼﺐﱡ ﻋﲆ دور اﻟﻄﺐ ،وﻣﻌﺘﻘﺪاﺗﻨﺎ ﺣﻮل اﻟﺠﺴﺪ واﻟﺸﻔﺎء ،ﻛﻤﺎ أﺷﻌﺮ ﺑﺎﻻﻧﺠﺬاب اﻟﺸﺪﻳﺪ — ﰲ ﻋﻤﲇ اﻟﻴﻮﻣﻲ — ﺑﺎﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ ﻟﻠﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺑﻬﺎ ﺟﻤﻊ اﻷدﻟﺔ ملﻌﺮﻓﺔ ﻓﻮاﺋﺪ وﻣﺨﺎﻃﺮ ﺗﻄﺒﻴﻖ أي ﱡ ﺗﺪﺧﻞ ﻃﺒﻲ ﺑﻌﻴﻨﻪ. ﺗُﻌﺘﱪ املﻌﺎﻟﺠﺔ املِ ﺜﻠﻴﺔ ،وﺳﻂ ﻛﻞ ذﻟﻚ ،ﻫﻲ أداﺗﻨﺎ. ﻟﺬا ﻧﻨﺎﻗﺶ ﻫﻨﺎ أﺣﺪ أﻫﻢ املﻮﺿﻮﻋﺎت ﰲ اﻟﻌﻠﻢ؛ أﻻ وﻫﻮ :ﻛﻴﻒ ﻧﻌﺮف ﻛﻮن إﺣﺪى وﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻟﻄﺒﻲ ﻧﺎﺟﺤﺔ؟ ﺳﻮاء ﻛﺎن ﻫﺬا اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻟﻄﺒﻲ ﰲ ﺻﻮرة ﻛﺮﻳﻢ وﺟﻪ ،أو ﻧﻈﺎم دﻳﺘﻮﻛﺲ ،أو ﺗﻤﺮﻳﻦ ﻣﺪرﳼ ،أو ﻗﺮص ﻓﻴﺘﺎﻣني ،أو ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺗﺪرﻳﺒﻲ ﰲ اﻟﱰﺑﻴﺔ ،أو ﱠ ﻋﻘﺎر ﻣﻀﺎد ﻟﻠﻨﻮﺑﺎت اﻟﻘﻠﺒﻴﺔ ،ﻻ ﺗﺨﺘﻠﻒ املﻬﺎرات املﻄﻠﻮﺑﺔ ﻻﺧﺘﺒﺎر إﺣﺪى وﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻟﻄﺒﻲ ﰲ أيﱟ ﻣﻨﻬﺎ .وﺗُﻌﺘﱪ املﻌﺎﻟﺠﺔ املِ ﺜﻠﻴﺔ أوﺿﺢَ وﺳﺎﺋﻞ ﺗﺪرﻳﺲ اﻟﻄﺐ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﲆ اﻷدﻟﺔ ً أﻗﺮاﺻﺎ ﺳﻜﺮﻳﺔ ﺻﻐرية ،واﻷﻗﺮاص ﻟﺴﺒﺐ ﺑﺴﻴﻂ :أن ﻣُﺨﺘَ ﱢﴢ املﻌﺎﻟﺠﺔ املِ ﺜﻠﻴﺔ ﻳ َِﺼﻔﻮن ﻫﻲ أﺳﻬﻞ اﻷﺷﻴﺎء ﻋﲆ اﻟﺪوام ﰲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﰲ دراﺳﺘﻬﺎ. ﺑﻨﻬﺎﻳﺔ ﻫﺬا اﻟﻘﺴﻢ ،ﺳﺘﻌﺮف ﻋﻦ اﻟﻄﺐ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﲆ اﻷدﻟﺔ وﺗﺼﻤﻴﻢ ﺗﺠﺎرب اﻟﺪواء أﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﻳﻌﺮﻓﻪ اﻟﻄﺒﻴﺐ اﻟﻌﺎدي .ﺳﺘﻔﻬﻢ ﻛﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗَﻤﴤ اﻟﺘﺠﺎرب ﰲ اﻻﺗﺠﺎه اﻟﺨﺎﻃﺊ، وﺗُﻔﴤ إﱃ ﻧﺘﺎﺋﺞ إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﺧﺎﻃﺌﺔ ،وﻛﻴﻒ ﻳﻌﻤﻞ أﺛﺮ اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ ،وملﺎذا ﻧﻤﻴﻞ إﱃ املﺒﺎﻟﻐﺔ ﰲ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ اﻷﻗﺮاص .واﻷﻛﺜﺮ أﻫﻤﻴﺔ أﻧﻚ ﺳﱰى ً ٍ ﺧﺮاﻓﺔ ﻋﻦ أﻳﻀﺎ ﻛﻴﻒ ﻳﺘﻢ َﺧ ْﻠﻖ اﻟﺼﺤﺔ ،وﺗﺮﺳﻴﺨﻬﺎ ،واﻹﺑﻘﺎء ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺻﻨﺎﻋﺔ املﻌﺎﻟﺠﺔ املِ ﺜْﻠﻴﺔ ،ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام ﺟﻤﻴﻊ
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ُ اﻟﺨﺪع ﻧﻔﺴﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺎ َرس ﻋﻠﻴﻚ؛ أي ﻋﲆ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،واﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﺨﺪﻣﻬﺎ ﴍﻛﺎت اﻟﺪواء اﻟﻜﱪى ﻟﺨﺪاع اﻷﻃﺒﺎء .املﻮﺿﻮع ﻫﻨﺎ أﻛﱪ ﺑﻜﺜري ﻣﻦ املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ. ) (1ﻣﺎ ﻫﻲ املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ؟ ُ املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ رﺑﻤﺎ ﺗُﻌﺘﱪ املﻌﺎﻟﺠﺔ املِ ﺜْﻠﻴﺔ املﺜﺎ َل اﻟﻨﻤﻮذﺟﻲ ﻟﻠﻄﺐ اﻟﺒﺪﻳﻞ؛ ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ ﺗﺪﱠﻋِ ﻲ ﺗﻮاﻓ َﺮ ُﺳ ِ ﻠﻄﺔ اﻹرث اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ اﻟﺜﺮي ،ﻓﺈن ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ ﺗُﻌﺎد ﻛﺘﺎﺑﺘﻪ ﺑﺼﻮرة ﻣﺴﺘﻤﺮة ﻟﺘﻠﺒﻴﺔ ﻟﺴﻮق ﻣﻌﺎﴏة؛ إذ ﺗﺤﻈﻰ املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ﺑﺈﻃﺎر ﱠ ﻣﻌﻘﺪ وﻋﻠﻤﻲ ﺣﺎﺟﺎت اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ٍ اﻟﻄﺎﺑﻊ ﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻋﻤﻠﻬﺎ ،دون ﺗﻮاﻓﺮ دﻟﻴﻞ ﻋﻠﻤﻲ ﻋﲆ ﺻﺤﺔ ﻫﺬا اﻹﻃﺎر ،وﻳﺆﻛﺪ ﻣﻨﺎﴏوﻫﺎ ً ﺻﺤﺔ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺟﺮى إﺟﺮاء اﻟﺒﺤﻮث ﺗﺄﻛﻴﺪًا ﺷﺪﻳﺪًا أن اﻷﻗﺮاص ﺗﺠﻌﻞ اﻷﺷﺨﺎص أﻓﻀﻞ اﻟﻌﻤﻴﻘﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﺠﺎرب ﻻ ﺣﴫ ﻟﻬﺎ ،وﻇﻬﺮ أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻛﺜريًا ﻋﻦ اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ. َ اﺑﺘﻜﺮ املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ﻃﺒﻴﺐٌ أملﺎﻧﻲ ﻳُﺪﻋَ ﻰ ﺻﻤﻮﻳﻞ ﻫﺎﻧﻴﻤﺎن ﰲ أواﺧﺮ اﻟﻘﺮن اﻟﺜﺎﻣﻦ ﻋﴩ .ﰲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﻛﺎن اﻟﻄﺐ اﻟﺴﺎﺋﺪ ﻳﺘﺄ ﱠﻟﻒ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﻔﺼﺪ ،واﻟﺘﻄﻬري ،ووﺳﺎﺋﻞ أﺧﺮى ﻏري ﻓﻌﱠ ﺎﻟﺔَ ، وﺧ ِﻄﺮة ،وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎن ﻳﺠﺮي اﺳﺘﺤﻀﺎر اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻟﻌﻼﺟﻴﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة ِﻣ ْﻦ َ ﺳﻠﻄﺔ املﻌﺮﻓﺔ ﻛﺎﻧﻮا ﻳُﻄﻠِﻘﻮن ﻋﲆ أﻧﻔﺴﻬﻢ »أﻃﺒﺎء«، ﻻ ﳾء ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ أﺷﺨﺎص ﻳﺪﱠﻋُ ﻮن وﰲ ﻇﻞ وﺟﻮد أدﻟﺔ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻟﺪﻋﻢ ﻣﺰاﻋﻤﻬﻢ اﻟﻌﻼﺟﻴﺔ ،ﻛﺎﻧﺖ املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ﺗﺒﺪو ٍّ ﺣﻼ ﻃﺒﻴٍّﺎ ً ﻣﻌﻘﻮﻻ ﺟﺪٍّا. اﺧﺘﻠﻔﺖ ﻧﻈﺮﻳﺎت ﻫﺎﻧﻴﻤﺎن ﻋﻦ ﻧﻈﺮﻳﺎت ﻣﻨﺎﻓﺴﻴﻪ؛ ﻧﻈ ًﺮا ﻷﻧﻪ ﻗ ﱠﺮر — وﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﻛﻠﻤﺔ ُ أﻋﺮاض اﻛﺘﺸﺎف ﻣﺎد ٍة ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ ﺗﻮﻟﻴﺪ أﻓﻀﻞ ﻟﻠﺘﻌﺒري ﻋﻦ ذﻟﻚ — أﻧﻪ إذا ﻛﺎن ﺑﻤﻘﺪوره ِ أﺣﺪ اﻷﻣﺮاض ﰲ ﺟﺴﺪ أﺣﺪ اﻷﺷﺨﺎص اﻷﺻﺤﱠ ﺎء ،ﻳﻤﻜﻦ ﺣﻴﻨﺌﺬ اﺳﺘﺨﺪام املﺎدة ﻧﻔﺴﻬﺎ ﰲ ﻋﻼج ِﻣﺜْﲇ ﻳﻘﱰﺣﻪ ﻫﺎﻧﻴﻤﺎن ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ اﻷﻋﺮاض ﻧﻔﺴﻬﺎ ﰲ ﺟﺴﺪ ﺷﺨﺺ ﻣﺮﻳﺾ .ﻛﺎن أول ٍ ﻫﻮ ﻟﺤﺎء ﺷﺠﺮ اﻟﻜﻴﻨﺎ ،اﻟﺬي ﺟﺮى اﺳﺘﺨﺪاﻣﻪ ﻋﻼﺟً ﺎ ملﺮض املﻼرﻳﺎ .وﻗﺪ ﺗﻨﺎول ﻫﺎﻧﻴﻤﺎن ٌ ً ُ أﻋﺮاض ﻗ ﱠﺮر أﻧﻬﺎ ﺗﺸﺒﻪ ﺑﻌﻀﺎ ﻣﻦ ﻟﺤﺎء ﺷﺠﺮ اﻟﻜﻴﻨﺎ ،ﺑﺠﺮﻋﺔ ﻛﺒرية ،ووﻗﻌﺖ ﻟﻪ ﻧﻔﺴﻪ أﻋﺮاض املﻼرﻳﺎ ﻧﻔﺴﻬﺎ: ﺻﺎرت ﻗﺪﻣﺎي وأﻃﺮاف أﺻﺎﺑﻌﻲ ﺑﺎردة ﻋﲆ اﻟﻔﻮر ،وﺷﻌﺮت ﺑﺎﻟﻀﻌﻒ واﻟﻨﻌﺎس، وﺑﺪأ ﻗﻠﺒﻲ ﰲ اﻟﺨﻔﻘﺎن ﺑﻘﻮة ،وﺻﺎر ﻧﺒﴤ ﺻﻌﺒًﺎ وﻣﺘﺴﺎرﻋً ﺎ ،وﺛﺎر ﻟﺪيﱠ ﺷﻌﻮر ﺑﺎﻻﺿﻄﺮاب واﻻرﺗﺠﺎف ﻏري املﺤﺘﻤﻞ … إﻋﻴﺎء … ٌ ﻧﺒﺾ ﰲ اﻟﺮأس ،واﺣﻤﺮار 46
املﻌﺎﻟﺠﺔ املِ ﺜﻠﻴﺔ
ﰲ اﻟﺨﺪ ،وﻇﻤﺄ ﺷﺪﻳﺪ … ﺣﻤﱠ ﻰ ﻣﺘﻘﻄﻌﺔ … ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ اﻟﺬﻫﻮل … ﺗﺼ ﱡﻠﺐ ﰲ اﻟﺠﺴﺪ … وﻫﻜﺬا. اﻓﱰض ﻫﺎﻧﻴﻤﺎن أن اﻟﺠﻤﻴﻊ ﺳﻴﺘﻌ ﱠﺮﺿﻮن ﻟﻬﺬه اﻷﻋﺮاض إذا ﺗﻨﺎوﻟﻮا أﺟﺰاءً ﻣﻦ ﺷﺠﺮ اﻟﻜﻴﻨﺎ )ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺗﻮاﻓﺮ ٍ ﻓﻌﻞ ﻏري أدﻟﺔ ﻋﲆ أن ﻣﺎ ﻣ ﱠﺮ ﺑﻪ ﻫﺎﻧﻴﻤﺎن ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻌﺪو ر ﱠد ٍ ﱡ ﺗﺤﺴﺲ ذاﺗﻲ ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻪ ﺑﺄﻋﺮاض ﻣﺮض املﻼرﻳﺎ( .وﻟﻌﻞ اﻷﻛﺜﺮ أﻫﻤﻴﺔ ﻋﻜﴘ ﻧﺎﺗﺠً ﺎ ﻋﻦ أن ﻫﺎﻧﻴﻤﺎن ﻗﺪ ﻗ ﱠﺮر ً أﻳﻀﺎ أﻧﻪ إذا أﻋﻄﻰ أﺣ َﺪ اﻷﺷﺨﺎص املﺼﺎﺑني ﺑﺎملﻼرﻳﺎ اﻟﻜﻴﻨﺎ ،ﻓﺴﺘﻌﺎﻟِﺞ أﻋﺮاض املﻼرﻳﺎ ً َ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ أن ﺗﺘﺴﺒﱠﺐ ﰲ ﺣﺪوﺛﻬﺎ .وﺗُﻤﺜﱢﻞ ﻧﻈﺮﻳﺔ »املِ ﺜﻞ ﻳﻌﺎﻟﺞ املِ ﺜﻞ« اﻟﻜﻴﻨﺎ َ اﻟﺘﻲ اﺑﺘﻜﺮﻫﺎ ﰲ ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم ،ﰲ ﺟﻮﻫﺮﻫﺎ ،املﺒﺪأ اﻷول ﰲ املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ1 . ﻣﻦ املﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن و ْ َﺻﻒ املﻮاد اﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺔ واﻷﻋﺸﺎب أﻣ ًﺮا ﺧﻄريًا؛ إذ إﻧﻬﺎ ﻗﺪ ﺗُﺨ ﱢﻠﻒ آﺛﺎ ًرا ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻋﲆ اﻟﺠﺴﺪ )ﻓﻬﻲ ﺗﺆدﱢي إﱃ ﻇﻬﻮر أﻋﺮاض ،ﻣﺜﻠﻤﺎ أﺷﺎر ﻫﺎﻧﻴﻤﺎن( .ﻟﻜﻦ ﱠ ﺗﻮﺻﻞ ﻫﺎﻧﻴﻤﺎن إﱃ ﺣ ﱟﻞ ﻟﻬﺬه املﺸﻜﻠﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻛﺘﺸﺎﻓﻪ ا ُمل ْﻠ ِﻬﻢ اﻟﺜﺎﻧﻲ ،اﻟﺬي ﻳُﻌ ﱡﺪ أﺣﺪ اﻟﺴﻤﺎت اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻟﻠﻤﻌﺎﻟﺠﺔ املِ ﺜﻠﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻌﺮﻓﻬﺎ ﻣﻌﻈﻢ اﻟﻨﺎس اﻟﻴﻮم؛ ﻓﻘﺪ ﻗ ﱠﺮر ﻫﺎﻧﻴﻤﺎن — ﻣﺮة أﺧﺮى ،ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﻛﻠﻤﺔ إﻻ ﻫﺬه ﻟﻠﺘﻌﺒري ﻋﻦ اﻷﻣﺮ — أن ﺗﺨﻔﻴﻒ ﺗﺮﻛﻴﺰ أي ﻣﺎدة ﻳُﻔﴤ إﱃ »ﺗﻘﻮﻳﺔ« ﻗﺪرﺗﻬﺎ ﻋﲆ ﻋﻼج اﻷﻋﺮاض ،وﻫﻮ ﻣﺎ »ﻳﺪﻋﻢ ﻗﺪراﺗﻬﺎ اﻟﺘﻄﺒﻴﺒﻴﺔ اﻟﺸﺒﻴﻬﺔ ﺑﻘﺪرة اﻷرواح« ،وﰲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ،ﻛﻴﻔﻤﺎ ﻳﺘﻔﻖ اﻟﺤﻆ ،ﻳﺆدﱢي إﱃ ﺗﻘﻠﻴﻞ آﺛﺎرﻫﺎ اﻟﺠﺎﻧﺒﻴﺔ .ﺑﻞ إن ﻮر أﺑﻌ َﺪ ﻣﻦ ذﻟﻚ ،ﺑﻘﻮﻟﻪ إﻧﻪ ﻛﻠﻤﺎ ﺗﻢ ﺗﺨﻔﻴﻒ ﺗﺮﻛﻴﺰ أي ﻣﺎدة أﻛﺜﺮ، ﻫﺎﻧﻴﻤﺎن ﻗﺪ ﻣﴣ ﻟ َِﻐ ٍ زادت ﻗﺪرﺗﻬﺎ ﻋﲆ ﻋﻼج اﻷﻋﺮاض اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺆدﱢي إﱃ ﻇﻬﻮرﻫﺎ ﰲ ﺣﺎل ﻛﺎن ﺗﺮﻛﻴﺰﻫﺎ ً ﺧﻔﻴﻔﺎ. ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﺨﻔﻴﻒ اﻟﺒﺴﻴﻄﺔ ﺗﻜﻔﻲ ،ﻓﻘ ﱠﺮر ﻫﺎﻧﻴﻤﺎن أن ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺨﻔﻴﻒ ﻳﺠﺐ أن ﺗﺠﺮي و َْﻓﻖ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻣﺤﺪﱠدة ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ،آﺧﺬًا ﰲ اﻻﻋﺘﺒﺎر ُﻫﻮﻳﺔ املﻨﺘﺞ اﻟﻌﻼﺟﻲ ،أو اﻟﺸﻌﻮر ً ﻋﻤﻠﻴﺔ أﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ »ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟ ﱠﺮج« .ﻓﻤﻊ ﻛﻞ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺑﺎﻟﻄﻘﺲ واملﻨﺎﺳﺒﺔ؛ ﻟﺬا اﺑﺘﻜﺮ ﻫﺎﻧﻴﻤﺎن ﻃ ْﺮﻗ ِِﻪ ْ ﺗﺨﻔﻴﻒ ،ﻳُ َﺮجﱡ اﻹﻧﺎء اﻟﺰﺟﺎﺟﻲ اﻟﺬي ﻳﺤﺘﻮي ﻋﲆ اﻟﻌﻼج ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ َ ﺑﻌﴩ ﴐﺑﺎت ﻗﻮﻳﺔ ﻋﲆ »ﺟﺴﻢ ﺻﻠﺐ ﻣَ ِﺮن« .وﻣﻦ أﺟﻞ ﻫﺬا اﻟﻐﺮض ،اﺳﺘﻌﺎن ﻫﺎﻧﻴﻤﺎن ﺑﺼﺎﻧﻊ ﴎوج ﻣﻮﴅ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻐ ٍّ ﻟﻮح َ ﺧﺸﺒﻲ ً ﺑﺸﻌﺮ َﺧﻴْﻞ. ﻄﻰ ﺑﺎﻟﺠﻠﺪ ﰲ أﺣﺪ ﺟﺎﻧﺒﻴﻪ وﻣَ ﺤْ ُﺸ ﱟﻮ ﻃ ْﺮ ٍق ﱟ ِ ﻟﺒﻨﺎء ِ وﻻ ﺗﺰال ﻫﺬه اﻟﴬﺑﺎت اﻟﻌﴩ اﻟﻘﻮﻳﺔ ﺗﺠﺮي ﰲ ﻣﺼﺎﻧﻊ أﻗﺮاص املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ إﱃ اﻟﻴﻮم، ﰲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن ﻣﻦ ﺧﻼل روﺑﻮﺗﺎت ﱠ ً ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻟﻬﺬا اﻟﻐﺮض. ﻣﻌﻘﺪة ﻣﺼﻤﱠ ﻤﺔ 47
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ﺼﻮ املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ً ﻃﻮﱠر ﻣُﺨﺘَ ﱡ ﻃﻴﻔﺎ واﺳﻌً ﺎ ﻣﻦ اﻟﻌﻼﺟﺎت ﻋﱪ اﻟﺴﻨني ،وﺻﺎر ﻳُﻄ َﻠﻖ ﻋﲆ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻄﻮﻳﺮﻫﺎ ،ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﺘﻔﺨﻴﻢ» ،اﻹﺛﺒﺎت« أو ) provingاملﺸﺘﻘﺔ ﻣﻦ ﻛﻠﻤﺔ ٌ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ املﺘﻄﻮﻋني ﻣﻌً ﺎ ،ﻣﻦ ﺷﺨﺺ إﱃ ﻋﴩات، Prufungاﻷملﺎﻧﻴﺔ( .ﻓﻴﺠﺘﻤﻊ ْ ﱠ ﺳﺖ ﺟﺮﻋﺎت ﻣﻦ اﻟﻌﻼج اﻟﺬي ﻳﺠﺮي »إﺛﺒﺎﺗﻪ« ،وَﻓﻖ ﻋﺪدٍ ﻣﻦ اﻟﱰﻛﻴﺰات وﻳﺘﻨﺎوﻟﻮن املﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﻋﲆ ﻣﺪار ﻳﻮﻣني ،ﻣﻊ ﺗﺪوﻳﻦ ﻣﻼﺣﻈﺎت ﻳﻮﻣﻴﺔ ﺑﺎﻷﺣﺎﺳﻴﺲ اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ،واﻟﺠﺴﺪﻳﺔ، واﻟﺸﻌﻮرﻳﺔ ،ﺑﻤﺎ ﰲ ذﻟﻚ اﻷﺣﻼم ،اﻟﺘﻲ اﺧﺘُ ِﱪت ﺧﻼل ﺗﻠﻚ اﻟﻔﱰة .وﺑﻨﻬﺎﻳﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﻔﺤﺺ، ﻳﺠﻤﻊ ﻗﺎﺋﺪ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻹﺛﺒﺎت املﻌﻠﻮﻣﺎت ﻣﻦ املﺬ ﱢﻛﺮات اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ،وﺗﺼﺒﺢ ﻫﺬه اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ اﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ﻏري املﻨﻬﺠﻴﺔ ﻣﻦ اﻷﻋﺮاض واﻷﺣﻼم املﺴﺘﻘﺎة ﻣﻦ ﻋﺪد ﺻﻐري ﻣﻦ اﻷﺷﺨﺎص ﺑﻤﻨﺰﻟﺔ »ﺻﻮرة اﻟﻌَ َﺮض« ﻟﺬﻟﻚ اﻟﻌﻼج ،ﻣﻜﺘﻮﺑﺔ ﰲ ﻛﺘﺎب ﻛﺒري ،وﻳﺠﺮي اﻻﻟﺘﺰام ﺑﻬﺎ ،ﰲ ﺑﻌﺾ اﻟﺤﺎﻻت، ﻃﻮال اﻟﻮﻗﺖ .وﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺬﻫﺐ إﱃ أﺣﺪ ﻣُﺨﺘَ ﱢﴢ املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ،ﻓﺴﻴﺤﺎول ﻣﻄﺎﺑﻘﺔ اﻷﻋﺮاض ُ ﻓﺤﺼﻬﺎ واﺧﺘﺒﺎرﻫﺎ. ﻟﺪﻳﻚ ﺑﺎﻷﻋﺮاض اﻟﺘﻲ ﻳﺘﺴﺒﱠﺐ ﻓﻴﻬﺎ أﺣﺪ اﻟﻌﻼﺟﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﺠﺮي ً ﺑﺪاﻳﺔ ،ﻻ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﺘﺄﻛﺪ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ ﻣﻦ َﻛﻮْن اﻟﺨﱪات ﻫﻨﺎك ﻣﺸﻜﻼت ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﰲ ﻫﺬا اﻟﻨﻈﺎم. اﻟﺘﻲ ﻳﻤ ﱡﺮ ﺑﻬﺎ »اﻟﻘﺎﺋﻤﻮن ﻋﲆ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻹﺛﺒﺎت« ﺗﺮﺟﻊ إﱃ املﺎدة اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻨﺎوﻟﻮﻧﻬﺎ ،أو إﱃ ﳾء آﺧﺮ ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻪ ﻋﲆ اﻹﻃﻼق ﺑﻌﻤﻠﻴﺔ اﻹﺛﺒﺎت .رﺑﻤﺎ ﻳﺮﺟﻊ اﻷﻣﺮ إﱃ أﺛﺮ »اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ اﻟﺴﻠﺒﻲ« ،وﻫﻮ ﻋﻜﺲ أﺛﺮ اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ ،اﻟﺬي ﻳﺸﻌﺮ اﻷﺷﺨﺎص ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ﺑﻤﺸﺎﻋﺮ ﺳﻴﺌﺔ؛ ﻧﻈ ًﺮا ﻷﻧﻬﻢ ﻳﺘﻮﻗﻌﻮن ذﻟﻚ )أراﻫﻦ ﻋﲆ ﻗﺪرﺗﻲ ﻋﲆ ﺟﻌْ ﻠِﻚ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﻐﺜﻴﺎن ً ﺣﺎﻻ ﺑﺈﺧﺒﺎرك ﺑﻌﺾ اﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻘﺔ ُ ﺻﻨﻊ اﻟﻮﺟﺒﺔ املﺼﻨﱠﻌﺔ اﻷﺧرية اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺎوﻟﺘَﻬﺎ( ،ورﺑﻤﺎ ﻧﻮع ﻣﻦ اﻟﻬﺴﺘريﻳﺎ اﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ )ﻫﻞ ﻫﻨﺎك ﺑﺮاﻏﻴﺚ ﰲ ﻫﺬه اﻷرﻳﻜﺔ؟( ورﺑﻤﺎ ﻳﺮﺟﻊ اﻷﻣﺮ إﱃ ٍ ﻳﺮﺟﻊ اﻷﻣﺮ إﱃ أ َﻟ ٍﻢ ﰲ املﻌﺪة ﻟﺪى أﺣﺪ املﺸﺎرﻛني ﰲ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻹﺛﺒﺎت ﻛﺎن ﺳﻴﺤﺪث ﻋﲆ أيﱢ ﺣﺎل ،ورﺑﻤﺎ أُﺻﻴﺒﻮا ﺟﻤﻴﻌً ﺎ ﺑﻨﻮﺑﺔ ﺑ ْﺮ ٍد ﺧﻔﻴﻔﺔ ﻣﻌً ﺎ ،وﻫﻜﺬا. ﻟﻜﻦ ﻛﺎن ﻣُﺨﺘَ ﱡ ﺼﻮ املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ﻧﺎﺟﺤني ﺗﻤﺎﻣً ﺎ ﰲ ﺗﺴﻮﻳﻖ ﻫﺬه »اﻹﺛﺒﺎﺗﺎت« ً ٍ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺻﺤﻴﺤﺔ .إذا زرت ﻣﻮﻗﻊ ﺑﻮﺗﺲ ذا ﻛﻴﻤﻴﺴﺖ www ﻓﺤﻮﺻﺎت ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ً ،.bootslearningstore.co.uk َ واﻟﺘﺤﻘﺖ ﺑﺎﻟﺪورة اﻟﺘﻲ ﻳﻘﺪﱢﻣﻬﺎ املﻮﻗﻊ ﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻣﺜﻼ، اﻷﻃﻔﺎل اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺒﻠﻐﻮن ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺮ ١٦ﻋﺎﻣً ﺎ ﻓﺄﻛﺜﺮ ﺣﻮل اﻟﻌﻼﺟﺎت اﻟﺒﺪﻳﻠﺔ ،ﻓﺴﱰى، ﺿﻤﻦ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻔﻨﻴﺔ ﱠ املﻌﻘﺪة ﻏري املﻔﻬﻮﻣﺔ ﺣﻮل ﻋﻼﺟﺎت املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ،أﻧﻬﻢ ﻳﻌ ﱢﻠﻤﻮن ﻣﻦ ﺧﻼل ﻫﺬه اﻟﺪورة ﻛﻴﻒ ﻛﺎﻧﺖ إﺛﺒﺎﺗﺎت ﻫﺎﻧﻴﻤﺎن ﺗﻤﺜﱢﻞ »ﺗﺠﺎرب إﻛﻠﻴﻨﻴﻜﻴﺔ« .وﻫﺬا ﻟﻴﺲ ﺻﺤﻴﺤً ﺎ ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺗﺮى اﻵن ،ﻟﻜﻦ ﻫﺬه املﺰاﻋﻢ ﺷﺎﺋﻌﺔ اﻟﻮﺟﻮد. 48
املﻌﺎﻟﺠﺔ املِ ﺜﻠﻴﺔ
أﻗ ﱠﺮ — ﺑﻞ أَو َْﴅ — ﻫﺎﻧﻴﻤﺎن ﺑﺎﻟﺘﺠﺎﻫﻞ اﻟﻜﺎﻣﻞ ﻟﻠﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﻔﺴﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺠﺮي ً ﺻﻨﺪوﻗﺎ أﺳﻮد ،ﺗَﻠِﺞ داﺧﻞ اﻟﺠﺴﺪ؛ ﻓﻘﺪ ﺗﻌﺎﻣﻞ ﻫﺎﻧﻴﻤﺎن ﻣﻊ ﻫﺬه اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ اﻟﻌﻼﺟﺎت إﻟﻴﻪ وﺗَﺨ ُﺮج اﻵﺛﺎر ﻣﻨﻪ ،وﻟﻢ ﻳﺪﻋﻢ ﺳﻮى اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ،وآﺛﺎر اﻟﻌﻼج ﻋﲆ اﻷﻋﺮاض )ﻓﻘﺪ ﻗﺎل ﻫﺎﻧﻴﻤﺎن» :ﻳُﻌﺘﱪ إﺟﻤﺎﱄ اﻷﻋﺮاض واﻟﻈﺮوف ا ُملﻼﺣَ ﻈﺔ ﰲ ﻛﻞ ﺣﺎﻟﺔ ﻓﺮدﻳﺔ ﻫﻮ املﻌﻴﺎر اﻷوﺣﺪ اﻟﺬي ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺆدﱢي ﺑﻨﺎ إﱃ اﺧﺘﻴﺎر اﻟﻌﻼج«(. ﻳﻤﺜﱢﻞ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ اﻟﻀﺪ ﻟﻄﺮح ﻣُﺨﺘَ ﱢﴢ اﻟﻄﺐ اﻟﺒﺪﻳﻞ اﻟﺤﺪﻳﺚ اﻟﻘﺎﺋﻞ ﺑﺄن »اﻟﺪواء ﻳﻌﺎﻟﺞ اﻷﻋﺮاض ﻓﻘﻂ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻧﻘﻮم ﻧﺤﻦ ﺑﻤﻌﺎﻟﺠﺔ اﻟﺴﺒﺐ اﻷﺳﺎﳼ وﻓﻬﻤﻪ «.ﻣﻦ املﺜري ً أﻳﻀﺎ اﻹﺷﺎرة إﱃ أن ﻫﺎﻧﻴﻤﺎن ﰲ ﻫﺬه اﻷوﻗﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﺮوﱠج ﻓﻴﻬﺎ ملﻘﻮﻟﺔ »ﻛ ﱡﻞ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻃﺒﻴﻌﻲ ﻃﻴﱢﺐٌ « ﻟﻢ ﻳﺬﻛﺮ ﺷﻴﺌًﺎ ﻋﻦ املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ »ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ« ،وﻛﺎن ﻳﺮوﱢج ﻟﻨﻔﺴﻪ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره رﺟ َﻞ ﻋِ ﻠﻢ. ً ﻣﻬﻮوﺳﺎ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮﻳﺎت ،وﻛﺎن ﻫﺎﻧﻴﻤﺎن ﻳﻔﺘﺨﺮ ﻛﺎن اﻟﻄﺐ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي ﰲ زﻣﻦ ﻫﺎﻧﻴﻤﺎن ﺑﺸﺪ ٍة ﺑﺘﺄﺳﻴﺲ ﻣﻤﺎرﺳﺎﺗﻪ ﻋﲆ ﻗﺎﻋﺪ ٍة ﻣﻦ اﻟﻔﻬﻢ »اﻟﻌﻘﻼﻧﻲ« ﻟﻠﺘﴩﻳﺢ وآﻟﻴﺎت ﻋﻤﻞ اﻟﺠﺴﺪ. ﻧﺤﻮ ﻻذِع وﻛﺎن اﻷﻃﺒﺎء ﰲ اﻟﻘﺮن اﻟﺜﺎﻣﻦ ﻋﴩ ﻳﺘﱠﻬﻤﻮن ﻣُﺨﺘَ ﱢﴢ املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ﻋﲆ ٍ ﱡ ﺗﺤﺴﻦ ﺣﺎﻟﺔ اﻷﺷﺨﺎص .أﻣﺎ املﻔﺮط ﻋﲆ ﻣﻼﺣﻈﺎت ﺑ »اﻟﺘﺠﺮﻳﺐ اﻟﴫف« ،وﻫﻮ اﻻﻋﺘﻤﺎد ِ َ ُ َ ﱠ ﻓﺘﻐريت اﻷوﺿﺎع؛ ﻓﺼﺎرت ﻣﻬﻨﺔ اﻟﻄﺐ ﺗﺘﻘﺒﱠﻞ ﺑﺼﺪر رﺣﺐ ﺗﺠﺎﻫﻞ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ اﻵﻟﻴﺎت اﻵن، ُ ﻈﻬﺮ أن اﻟﻌﻼﺟﺎت ﻓﻌﱠ ﺎﻟﺔ )ﻧﻬﺪف إﱃ اﻟﺘﺨﲇ اﻟﻔﺴﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ،ﻣﺎ داﻣﺖ ﺑﻴﺎﻧﺎت اﻟﺘﺠﺎرب ﺗ ِ ﻋﻦ اﻟﻌﻼﺟﺎت ﻏري اﻟﻔﻌﺎﻟﺔ( ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻣُﺨﺘَ ﱡ ﺼﻮ املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ﺑﺼﻮرة ﺣﴫﻳﺔ ﻋﲆ ﻧﻈﺮﻳﺎﺗﻬﻢ اﻟﻌﺠﻴﺒﺔ ،وﻳﺘﺠﺎﻫﻠﻮن اﻷدﻟﺔ اﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻴﺔ اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ اﻟﻜﺜرية ﻋﲆ ﻋﺪم ﻓﺎﻋﻠﻴﺘﻬﺎ .رﺑﻤﺎ ﺗﻜﻮن ﻫﺬه ﻧﻘﻄﺔ ﺑﺴﻴﻄﺔ ،ﻟﻜﻦ ﻫﺬه اﻟﺘﺤﻮﻻت اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ ﰲ اﻟﺨﻄﺎب واملﻌﻨﻰ ﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﻛﺎﺷﻔﺔ. ) (2ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺗﺨﻔﻴﻒ اﻟﱰﻛﻴﺰ ً ﻧﺎﺟﺤﺔ ً ﻓﻌﻼ ﻗﺒﻞ أن ﻧﻤﴤ ُﻗﺪﻣً ﺎ أﻛﺜﺮ ﰲ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ،وﻧﻨﻈﺮ إﱃ ﻛﻮﻧﻬﺎ أم ﻻ ،ﻓﻬﻨﺎك ﻣﺸﻜﻠﺔ أﺳﺎﺳﻴﺔ ﻳﺠﺐ أن ﻧ ُ ِﺰﻳﻠﻬﺎ ً أوﻻ. ﻳﻌﺮف ﻣﻌﻈﻢ اﻟﻨﺎس أن ﻋﻼﺟﺎت املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ﻳﺠﺮي ﺗﺨﻔﻴﻔﻬﺎ ﻟﺪرﺟﺔ ﻋﺪم ﺑﻘﺎء أيﱢ ﺟﺰﻳﺌﺎت ﻣﻨﻬﺎ ﰲ اﻟﺠﺮﻋﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺤﺼﻠﻮن ﻋﻠﻴﻬﺎ .ﻣﺎ ﻗﺪ ﻻ ﺗﻌﺮﻓﻪ ﻫﻮ :إﱃ أي ﻣﺪًى ﻳﺘﻢ ﺗﺨﻔﻴﻒ ﻫﺬه اﻟﻌﻼﺟﺎت؟ ﺗﺒﻠﻎ درﺟﺔ اﻟﺘﺨﻔﻴﻒ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻷيﱟ ﻣﻦ ﻋﻼﺟﺎت املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ٣٠ﳼ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻌﻨﻲ أن املﺎدة اﻷﺻﻠﻴﺔ ﻗﺪ ﺟﺮى ﺗﺨﻔﻴﻔﻬﺎ ﺑﻤﻘﺪار ﻗﻄﺮة واﺣﺪة ﻟﻜﻞ ﻣﺎﺋﺔ ﻗﻄﺮة؛ ﻣﻊ ﺗﻜﺮار ﻫﺬا ﺛﻼﺛني ﻣﺮة .ﺳﻮف ﻳﺨﱪك ﻗﺴﻢ »ﻣﺎ ﻫﻲ املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ؟« ﻋﲆ 49
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
املﻮﻗﻊ اﻹﻟﻜﱰوﻧﻲ ﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﻣُﺨﺘَﴢ املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ — أﻛﱪ املﺆﺳﺴﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻀﻢ ﻣُﺨﺘَﴢ املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ﰲ املﻤﻠﻜﺔ املﺘﺤﺪة — أن »٣٠ﳼ ﺗﺘﻀﻤﱠ ﻦ أﻗﻞ ﻣﻦ ﺟﺰء واﺣﺪ ﻟﻜﻞ ﻣﻠﻴﻮن ﺟﺰء ﻣﻦ املﺎدة اﻷﺻﻠﻴﺔ«. ﻳﻤﺜﱢﻞ »أﻗ ﱡﻞ ﻣﻦ ﺟﺰء واﺣﺪ ﻟﻜﻞ ﻣﻠﻴﻮن ﺟﺰء« ،ﻓﻴﻤﺎ أﻇﻦ ،ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﻦ ﻟﻘﺪر ﺗﺨﻔﻴﻒ اﻟﱰﻛﻴﺰ؛ ﻓﺘﻤﺜﱢﻞ ﻗﻴﻤﺔ ٣٠ﳼ ﻷﺣﺪ ﻣﺮ ﱠﻛﺒﺎت املﻌﺎﻟﺠﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴﻞ ِ ٦٠ ٣٠ َ املﺜﻠﻴﺔ ﻧﺴﺒﺔ ﺗﺮﻛﻴﺰ واﺣﺪ ﻟﻜﻞ ، ١٠٠أو ﺑﺎﻷﺣﺮى ١٠؛ أي واﺣﺪ ﻣﺘﺒﻮﻋً ﺎ ﺑﺴﺘني ﺻﻔ ًﺮا .وﻟﺘﺠﻨﺐ أي ﺳﻮء ﻓﻬﻢ ،ﺗﺒﻠﻎ ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺘﺨﻔﻴﻒ ﻫﺬه واﺣﺪًا ﻟﻜﻞ ١٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠ ِ ﻋﺒﺎرات ﺟﻤﻌﻴ ِﺔ ﻣُﺨﺘَﴢ املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ» :ﺟﺰء ،٠٠٠٠٠٠٠٠أو ﺑﺼﻴﺎﻏﺘﻬﺎ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام واﺣﺪ ﻟﻜﻞ ﻣﻠﻴﻮن ﻣﻠﻴﻮن ﻣﻠﻴﻮن ﻣﻠﻴﻮن ﻣﻠﻴﻮن ﻣﻠﻴﻮن ﻣﻠﻴﻮن ﻣﻠﻴﻮن ﻣﻠﻴﻮن ﺟﺰء« ،وﻫﻮ ﻣﺎ »ﻳﻘﻞ« ﻗﻄﻌً ﺎ »ﻋﻦ ﺟﺰء واﺣﺪ ﻟﻜﻞ ﻣﻠﻴﻮن ﺟﺰء ﻣﻦ املﺎدة اﻷﺻﻠﻴﺔ«. وﺣﺘﻰ ﻳﺘﺴﻨﱠﻰ وﺿﻊ اﻷﻣﻮر ﰲ ﻣﻨﻈﻮر ﻣﻼﺋﻢ ،ﻫﻨﺎك ﻣﺎ ﻻ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﲆ ١٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠ﺟﺰيء ﻣﺎء ﰲ ﺣﻤﺎم اﻟﺴﺒﺎﺣﺔ اﻷوﻟﻴﻤﺒﻲ .ﺗﺼ ﱠﻮ ْر داﺋﺮ ًة ﻣﻦ املﺎء ﻗﻄﺮﻫﺎ ١٥٠ﻣﻠﻴﻮن ﻛﻴﻠﻮﻣﱰ )أي ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻌﺎدل املﺴﺎﻓﺔ ﺑني اﻷرض واﻟﺸﻤﺲ( .ﻳﺴﺘﻐﺮق اﻟﻀﻮءُ ﺛﻤﺎﻧﻲ دﻗﺎﺋﻖ ﺣﺘﻰ ﻳﻘﻄﻊ ﻫﺬه املﺴﺎﻓﺔ .ﺗﺨﻴﱠ ْﻞ داﺋﺮ ًة ﻣﻦ املﺎء ﺑﻬﺬا اﻟﺤﺠﻢ ،ﺑﻬﺎ ﺟﺰيء واﺣﺪ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﻣﺎدة ﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻫﺬا ﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺴﺎوي ﺗﺨﻔﻴﻒ ٣٠ﳼ2 . ﻋﻨﺪ ﻧﺴﺒﺔ ﺗﺨﻔﻴﻒ ٢٠٠ﳼ ﻷﺣﺪ ﻋﻼﺟﺎت املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ )ﻳﻤﻜﻨﻚ ﴍاء ﺗﺨﻔﻴﻔﺎت أﻋﲆ ﻣﻦ أي ﻣﻮر ٍد ملﻮاد املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ( ،ﻳ ﱠ ُﺨﻔﻒ ﺗﺮﻛﻴﺰ املﺎدة املﻌﺎﻟﺠﺔ ﺑﻨﺴﺒﺔ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺑﻔﺎرق ﰲ ﻏﺎﻳﺔ اﻟﻀﺨﺎﻣﺔ ً أﻳﻀﺎ .ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ إﱃ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻣﻦ إﺟﻤﺎﱄ ﻋﺪد اﻟﺬرات ﰲ اﻟﻜﻮن ،ﺑﻞ ٍ وﺟﻬﺔ أﺧﺮى ،ﻳﺤﺘﻮي اﻟﻜﻮن ﻋﲆ ﺣﻮاﱄ ٨٠ ١٠ × ٣أﻣﺘﺎر ﻣﻜﻌﺒﺔ ﻣﻦ ﻣﺴﺎﺣﺔ اﻟﺘﺨﺰﻳﻦ )وﻫﻲ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻣﺜﺎﻟﻴﺔ ﻟﺘﺄﺳﻴﺲ ﻋﺎﺋﻠﺔ( .ﻓﺈذا ﺟﺮى ﻣﻞء ﻫﺬه املﺴﺎﺣﺔ ﺑﺎملﺎء ،وإﺿﺎﻓﺔ ُ ٍ ﺗﺨﻔﻴﻒ زﻫﻴﺪة ﺗﺒﻠﻎ ٥٥ﳼ. ﻧﺴﺒﺔ ﺟﺰيء واﺣﺪ ﻣﻦ املﻜﻮن اﻟﻨﺸﻂ ،ﻓﺴﺘﻨﺘﺞ ﻋﻦ ذﻟﻚ ﻟﻜﻦ ﻳﺠﺐ أن ﻧﺘﺬ ﱠﻛﺮ أن ﻋﺪم اﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ﱡ ﺗﺤﻘﻖ ادﱢﻋﺎءات ﻣُﺨﺘَ ﱢﴢ املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ﻓﻴﻤﺎ ً ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻏري ﻣﻬﻤﺔ إﱃ ﺣ ﱟﺪ ﻣﺎ ،وﻻ ﻳﺘﻌ ﱠﻠﻖ »ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ« ﻋﻤﻞ اﻷﻗﺮاص اﻟﺘﻲ ﻳﺼﻔﻮﻧﻬﺎ ،ﺗﻈ ﱡﻞ ﺗﻌﺘﱪ أﺳﺎﺳﻴﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ ﻣﻼﺣﻈﺘﻨﺎ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ؛ أﻻ وﻫﻲ أن أﻗﺮاص املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ﻫﺬه ﻻ َ ﻋﻤﻞ ﻣﻮاد اﻟﺘﺨﺪﻳﺮ ﺗﺆدﱢي إﱃ ﻧﺘﺎﺋﺞ أﻓﻀﻞ ﻣﻦ اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ .وﺑﻴﻨﻤﺎ ﻻ ﻧﻌﺮف »ﻃﺮﻳﻘﺔ« ِ اﻟﻌﺎم ،ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﻌﺮف أﻧﻬﺎ »ﺗﺆﺗﻲ« ﻧﺘﺎﺋﺞ ،وﻧﺴﺘﺨﺪﻣﻬﺎ ﻋﲆ ﺟﻬﻠﻨﺎ ﺑﺂﻟﻴﺔ ﻋﻤﻠﻬﺎ .ذات ﻣﺮة 50
املﻌﺎﻟﺠﺔ املِ ﺜﻠﻴﺔ
ُ ﻗﻤﺖ ﺑﻨﻔﴘ ﺑﺸﻖ ﺟﺮح ﻋﻤﻴﻖ ﰲ ﻣﻌﺪة أﺣﺪ املﺮﴇ ،وﻇﻠ ْﻠ ُﺖ أﺗﺠﻮل ﺑﻤِ ﺒْﻀﻌﻲ ﰲ أﺣﺸﺎﺋﻪ ﰲ إﺣﺪى ﻏﺮف اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت — ﻋﻠﻴﻬﺎ إﴍاف ﻟﺼﻴﻖ ،ﻳﻠﺰم اﻹﺷﺎرة إﱃ ذﻟﻚ — ﰲ ﺣني ﻛﺎن ﻏﺎﺋﺒًﺎ ﻋﻦ اﻟﻮﻋﻲ ﺟﺮاءَ ﻣﻮاد اﻟﺘﺨﺪﻳﺮ ،وﻟﻢ ﻳﺰﻋﺠﻨﻲ أو ﻳﺰﻋﺞ املﺮﻳﺾ ﰲ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ وﺟﻮد ﻓﺠﻮة ﰲ ﻣﻌﺮﻓﺘﻨﺎ ﺑﻤﺎ ﻳﺘﻌ ﱠﻠﻖ ﺑﺂﻟﻴﺔ ﻋﻤﻞ ﻣﻮاد اﻟﺘﺨﺪﻳﺮ. ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﱃ ذﻟﻚ ،ﰲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي اﺑﺘُﺪِﻋَ ﺖ ﻓﻴﻪ املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ﻷول ﻣﺮة ﻋﲆ ﻳﺪ ﻫﺎﻧﻴﻤﺎن ،ﻟﻢ ﻳﻜﻦ أﺣ ٌﺪ ﻳﻌﺮف ﺑﻮﺟﻮد ﻫﺬه املﺸﺎﻛﻞ ﺑﺎملﺮة؛ ﻧﻈ ًﺮا ﻷن ﻋﺎﻟِﻢ اﻟﻔﻴﺰﻳﺎء اﻹﻳﻄﺎﱄ أﻣﺎدﻳﻮ أﻓﻮﺟﺎردو وﻣﻦ ﺟﺎءوا ﺑﻌﺪه ﻟﻢ ﻳﻜﻮﻧﻮا ﻗﺪ ﻋﺮﻓﻮا ﺑَﻌْ ُﺪ ﻛ ﱠﻢ اﻟﺠﺰﻳﺌﺎت ﰲ ﻛﻤﻴﺔ ﻣﺤﺪﱠدة ً ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﻋﺪد اﻟﺬرات ﰲ اﻟﻜﻮن .ﻓﻠﻢ ﻧﻜﻦ ﻧﻌﺮف ﺣﺘﻰ ﺣﻴﻨِﻬﺎ ﻣﺎ ﻫﻲ ﻣﻦ ﻣﺎدة ﻣﻌﻴﻨﺔ، اﻟﺬرات. ﻛﻴﻒ ﺗﻌﺎﻣَ ﻞ ﻣُﺨﺘَ ﱡ ﺼﻮ املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ﻣﻊ ﻫﺬا اﻟﻨﻮع اﻟﺠﺪﻳﺪ ﻣﻦ املﻌﺮﻓﺔ؟ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻘﻮل إن اﻟﺠﺰﻳﺌﺎت اﻟﻐﺎﺋﺒﺔ ﻏري ﻣﻬﻤﺔ؛ ﻧﻈ ًﺮا ﻷن »املﺎء ﻳﻤﺘﻠﻚ ذاﻛﺮة «.ﻳﺒﺪو ﻫﺬا اﻷﻣﺮ ً ﻣﻌﻘﻮﻻ إذا ﺗﺼﻮﱠرت إﻧﺎءً أو ،ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ،أﻧﺒﻮبَ اﺧﺘﺒﺎر ﻣﻤﺘﻠﺌًﺎ ﺑﺎملﺎء .ﻟﻜﻦ إذا ﺗﺄﻣﱠ َ ﻠﺖ، َ ﻣﻘﺎﻳﻴﺲ ﻫﺬه اﻷﺷﻴﺎء ،ﻓﻠﻦ ﻳﺠﺮي ﺗﺸﻮﻳﻪ ﺷﻜﻞ ﺟﺰيء ﻣﺎءٍ ﻣﻤﻜﻦ، ﻋﲆ أﺑﺴﻂ ﻣﺴﺘﻮًى ٍ ُﻮح« ،وﺗﻠﻚ ﺻﻐري ﺟﺮاء ﺟﺰيءٍ ﺿﺨﻢ ﻟﻨﺒﺎت زﻫﺮة اﻟﻌﻄﺎس ،ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺒﻘﻰ »أﺛ ٌﺮ ﻃﻔﻴﻒ ﻣ ٍ َ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺑﺄﴎﻫﺎ .ﻓﻠﻦ ﻫﻲ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﺼﻮﱠر ﺑﻬﺎ اﻟﻜﺜري ﻣﻦ ﻣُﺨﺘَﴢ املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ٌ ﻗﻄﻌﺔ ﺻﻐرية ﻣﻦ املﻌﺠﻮن ﰲ ﺣﺠﻢ ﺣﺒﺔ اﻟﺒﺎزﻻء ﺗﻐﻴري ﺷﻜﻞ أرﻳﻜﺘﻚ. ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ْ ٍ ﺑﺎﺳﺘﻔﺎﺿﺔ ﻟﻌﻘﻮد ﻃﻮﻳﻠﺔ ،وﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻈﻞ ﺻﺤﻴﺤً ﺎ أن َد َرس ﻋﻠﻤﺎء اﻟﻔﻴﺰﻳﺎء ِﺑﻨﻴَﺔ املﺎء ذاﺋﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻨﺪ درﺟﺔ ﺣﺮارة اﻟﻐﺮﻓﺔ ،ﺗﺸري اﻟﺤﺮﻛﺔ ﺟﺰﻳﺌﺎت املﺎء ﺳﺘﺸ ﱢﻜﻞ ﺑُﻨًﻰ ﺣﻮل ﺟﺰيءٍ ٍ اﻟﻌﺸﻮاﺋﻴﺔ اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﻟﻠﻤﺎء إﱃ أن ﻫﺬه اﻟﺒُﻨَﻰ ﻗﺼرية اﻟﻌﻤﺮ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ؛ ﺣﻴﺚ ﻳُﻘﺎس ﻋﻤﺮﻫﺎ ﺑﻮاﺣﺪ ﻋﲆ أﻟﻒ ﻣﻠﻴﺎر ﻣﻦ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ،أو ﺣﺘﻰ أﻗﻞ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳُﻌﺘﱪ ﻓﱰ َة ﺻﻼﺣﻴ ٍﺔ ﻗﺼرية ﺟﺪٍّا. ﻳﺴﺘﻤﺪ ﻣُﺨﺘَ ﱡ ﺼﻮ املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ﰲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻏري اﻋﺘﻴﺎدﻳﺔ ﻣﻦ ﺗﺠﺎرب اﻟﻔﻴﺰﻳﺎء ،وﻳﺸريون إﱃ أن ﻫﺬه اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺗُﺜﺒﺖ ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ .ﺗﺤﺘﻮي ﻫﺬه اﻟﺘﺠﺎرب ﻋﲆ أﺧﻄﺎء ﻣﺬﻫﻠﺔ ﻳﻤﻜﻦ اﻛﺘﺸﺎﻓﻬﺎ ﰲ ﻣﻮاﺿﻊ أﺧﺮى )إذ ﻳﺠﺮي إﻋﺪاد ﻣﺎدة املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ُ اﺧﺘﻼﻓﻬﺎ اﻟﻌﻼﺟﻴﺔ ﻋﺎدة — وﻫﻲ املﺎدة اﻟﺘﻲ ﻳَﺜْﺒُﺖ ﺑﻨﺎءً ﻋﲆ اﺧﺘﺒﺎرات ﻣﻌﻤﻠﻴﺔ دﻗﻴﻘﺔ ﺟﺪٍّا اﻟﻄﻔﻴﻒ ﻋﻦ ﻣﺎدة ﻋﻼﺟﻴﺔ ﱠ ﻣﺨﻔﻔﺔ ﻻ ﺗُﺴﺘﺨﺪم ﰲ املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ — ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ، ﻣﻦ ﻣﻜﻮﱢﻧﺎت ﻣﺨ ﱠﺰﻧﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﻳﺠﺮي رﺻﺪﻫﺎ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣُﻌَ ﺪﱠات ﻣﻌﻤﻠﻴﺔ ﻓﺎﺋﻘﺔ اﻟﺪﻗﺔ( .وﻛﻤﺜﺎل ﴎﻳﻊ ﻋﲆ ذﻟﻚ ،ﺗﺠﺪر اﻹﺷﺎرة ً أﻳﻀﺎ إﱃ أن اﻟﺴﺎﺣﺮ اﻷﻣﺮﻳﻜﻲ و»داﺣﺾ اﻻدﱢﻋﺎءات اﻟﻜﺎذﺑﺔ« ﺟﻴﻤﺲ راﻧﺪي ﻋَ َﺮ َ ض ﺟﺎﺋﺰ ًة ﻗﺪرﻫﺎ ﻣﻠﻴﻮن دوﻻر أﻣﺮﻳﻜﻲ ﻷي ﺷﺨﺺ 51
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ﻳﺨﺘﱪ ﺻﺤﺔ »اﻻدﱢﻋﺎءات ﻏري اﻻﻋﺘﻴﺎدﻳﺔ« و َْﻓﻖ ﻇﺮوف ﻣﻌﻤﻠﻴﺔ ،وأﺷﺎر ﺑﻮﺿﻮح إﱃ أن ﻣﺴﺘﺤﴬ أي ﺷﺨﺺ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﻔﻮز ﺑﺎﻟﺠﺎﺋﺰة ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﻮﺛﻮﻗﺔ ﺑني ٍ ﻟﻠﻤﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ وﻣﺴﺘﺤﴬ آﺧﺮ ﺗﻘﻠﻴﺪي ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام أي أﺳﻠﻮب ﻳﺨﺘﺎره .وﻟﻢ ﻳﺘﻤﻜﻦ أﺣ ٌﺪ ﺣﺘﻰ اﻵن ﻣﻦ اﻟﻔﻮز ﺑﺎﻟﺠﺎﺋﺰة. َ ﺣﺘﻰ إذا ﺗﻢ ﻗﺒﻮل اﻷﻣﺮ ﻋﲆ ﻣﻌﻨﺎه اﻟﻈﺎﻫﺮي ،ﻓﻼ ﻳﺰال ﰲ ادﱢﻋﺎء »ذاﻛﺮة املﺎء« ﻓﺠَ ﻮات ﻣﻔﺎﻫﻴﻤﻴﺔ ﻛﱪى ،ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ اﻛﺘﺸﺎف ﻣﻌﻈﻤﻬﺎ ﺑﻨﻔﺴﻚ .إذا ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻠﻤﺎء ذاﻛﺮة ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻳﺰﻋﻢ ﺼﻮ املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ،وﻛﺎﻧﺖ ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺘﺨﻔﻴﻒ واﺣﺪًا ﻟﻜﻞ ِ ٦٠ ١٠ ﻣُﺨﺘَ ﱡ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ،ﻓﻼ ﺑﺪ أن املﺎء ﱠ ﻣﺨﻔﻒ ﻣﺎﻧﺢ ﻟﻠﺼﺤﺔ ﻳُﺴﺘﺨﺪم ﰲ املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ﺟﻤﻴﻌﻪ اﻵن ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﻣﺤﻠﻮل ﻳﺘﺄ ﱠﻟﻒ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺠﺰﻳﺌﺎت ﰲ اﻟﻌﺎﻟﻢ .ﻓﺒﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﳾء ﻛﺎن املﺎء ،وﻻ ﻳﺰال ،ﻳﺘﺪﻓﻖ ﺣﻮل اﻟﺒﺴﻴﻄﺔ ﻣﻨﺬ أﻣﺪ ﺑﻌﻴﺪ ،واملﺎء اﻟﺬي ﰲ ﺟﺴﺪي ،وأﻧﺎ أﺟﻠﺲ ﻫﻨﺎ أﻛﺘﺐ ﰲ ﻟﻨﺪن ،ﻛﺎن ﻣﻮﺟﻮدًا ﰲ أﺟﺴﺎم أﺷﺨﺎص آﺧﺮﻳﻦ ُﻛﺜُﺮ ﻗﺒﲇ .ورﺑﻤﺎ ﺗﺠﺮي ﺑﻌﺾ ﺟﺰﻳﺌﺎت املﺎء اﻟﺘﻲ ﰲ أﺻﺎﺑﻌﻲ ﰲ ﺣني أﻛﺘﺐ ﻫﺬه اﻟﺠﻤﻠﺔ ﰲ ﻣﻘﻠﺔ ﻋﻴﻨﻚ .ورﺑﻤﺎ ﺗﻮﺟﺪ ﺑﻌﺾ ﺟﺰﻳﺌﺎت املﺎء اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺠﺮي ﰲ ﻋﺼﻴﺒﺎﺗﻲ وأﻧﺎ أﻗ ﱢﺮر ﻫﻞ ﺳﺄﻛﺘﺐ weeأو ) urineﺑﻤﻌﻨﻰ »ﺑﻮل«( ﰲ ﻫﺬه ً ﻋﺎﻣﻼ ﻣﺴﺎوﻳًﺎ ﺑني اﻟﺒﴩ؛ ﻓﻬﻮ اﻟﺠﻤﻠﺔ ﰲ ﻣﺜﺎﻧﺔ املﻠﻜﺔ — ﺣﻔﻈﻬﺎ ﷲ — اﻵن؛ ﻓﺎملﺎء ﻳُﻌَ ﱡﺪ ﻳﻨﺘﻘﻞ ﰲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎن .ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻚ ﺳﻮى اﻟﻨﻈﺮ إﱃ ﱡ اﻟﺴﺤُ ﺐ. ﻛﻴﻒ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺟﺰيء ﻣﺎء أن ﻳﻨﴗ ﻛ ﱠﻞ ﺟﺰيء آﺧﺮ رآه ﻣﻦ ﻗﺒﻞ؟ ﻛﻴﻒ ﻳﻌﺮف ﺟﺰيء املﺎء اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺟُ ﺮﺣﻲ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﺬ ﱡﻛﺮه ﻟﺰﻫﺮة اﻟﻌﻄﺎسً ، ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺗﺬ ﱡﻛﺮ ﺑﺮاز إﺳﺤﺎق ﻋﻈﻴﻤﻮف؟ ﻛﺘﺒﺖ ذﻟﻚ ﰲ ﺻﺤﻴﻔﺘﻲ ذات ﻣﺮة ،وﺗﻘﺪﱠم أﺣﺪ ﻣُﺨﺘَﴢ املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ﺑﺸﻜﻮى إﱃ ﻟﺠﻨﺔ ﺷﻜﺎوى اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ .ﻻ ﻳﺘﻌﻠﻖ اﻷﻣﺮ ﺑﺘﺨﻔﻴﻒ املﺎدة اﻟﻌﻼﺟﻴﺔ ،وﻓﻖ ذﻟﻚ ا ُملﺨﺘَﺺ ،ﺑﻞ ﺑﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟ ﱠﺮج .ﻛﻞ ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻚ ﻫﻮ أن ﺗﴬب إﻧﺎء املﺎء ﻋﴩَ ﻣﺮات ﺑﴪﻋﺔ ﻋﲆ ُ ﻣﺤﺸ ﱟﻮ ِﺑ َﺸﻌﺮ اﻟﺨﻴﻞ ،وﻫﺬا ﻣﺎ ﺳﻴﺠﻌﻞ املﺎء ﻳﺘﺬﻛﺮ أﺣﺪ اﻟﺠﺰﻳﺌﺎت .وأوﺿﺢ ﺳﻄﺢ ﺟﻠﺪيﱟ ٍ َ ُ »ﺟﻌﻠﺖ ﻣُﺨﺘﴢ املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ﻳﺒﺪون أﻏﺒﻴﺎء اﻟﺮﺟﻞ أﻧﻨﻲ ﻧﻈ ًﺮا ﻷﻧﻨﻲ ﻟﻢ أذﻛﺮ ذﻟﻚ ،ﻓﻘﺪ ﻋَ ﻤْ ﺪًا «.وﻻ ﺗﻤﺜﱢﻞ ﻫﺬه اﻟﻌﺒﺎرة إﻻ ﻋﺎ َﻟﻤً ﺎ آﺧﺮ ﻣﻦ اﻟﺤﻤﺎﻗﺔ. وﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺟﻤﻴﻊ ﻣُﺨﺘَﴢ املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ﻋﻦ »ذاﻛﺮة املﺎء« ،ﻳﺠﺐ أن ً أﻗﺮاﺻﺎ ﺳﻜﺮﻳﺔ ﺻﻐرية ،ﻻ ﻧﺘﺬ ﱠﻛﺮ أن ﻣﺎ ﻳﺘﻨﺎوﻟﻪ املﺮء ﺑﺸﻜﻞ ﻓﻌﲇ ،ﻋﻤﻮﻣً ﺎ ،ﻻ ﻳﻌﺪو ﻛﻮﻧﻪ ﻣﻠﻌﻘﺔ ﺻﻐرية ﻣﻦ ﻣﺎء ﻋﻼﺟﻲ ﱠ ﻣﺨﻔﻒ ﻋﲆ ﻃﺮﻳﻘﺔ املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ؛ ﻟﺬا ﻳﺠﺐ ﻋﲆ ﻣُﺨﺘَﴢ اﻟﺴ ﱠﻜﺮ ً أﻳﻀﺎ .وذاﻛﺮة ﱡ املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ اﻟﴩوع ﰲ اﻟﺘﻔﻜري ﰲ ذاﻛﺮة ﱡ اﻟﺴ ﱠﻜﺮ ﻫﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﺬ ﱡﻛﺮ ﳾءٍ ﻛﺎن ﻗﺪ ﺗﺬ ﱠﻛﺮه املﺎء )ﺑﻌﺪ إﺟﺮاء ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﺨﻔﻴﻒ أﻛﱪ ﻣﻦ ﻋﺪد اﻟﺬرات ﰲ اﻟﻜﻮن( ،ﻟﻜﻦ 52
املﻌﺎﻟﺠﺔ املِ ﺜﻠﻴﺔ
ﺟﺮى ﺗﻤﺮﻳﺮه إﱃ ﱡ اﻟﺴ ﱠﻜﺮ ﻋﻨﺪ ﺟﻔﺎﻓﻪ .إﻧﻨﻲ أﺣﺎول أن أﻛﻮن واﺿﺤً ﺎ؛ ﻷﻧﻨﻲ ﻻ أرﻳﺪ ﺷﻜﺎوى أﺧﺮى. ﺑﻤﺠﺮد دﺧﻮل ﻫﺬا ﱡ اﻟﺴ ﱠﻜﺮ اﻟﺬي ﺗﺬ ﱠﻛﺮ ﺷﻴﺌًﺎ ﻛﺎن املﺎء ﻳﺘﺬ ﱠﻛﺮه إﱃ اﻟﺠﺴﺪ ،ﻻ ﺑﺪ أن ﻳُﻔﴤ ﻫﺬا ﱡ اﻟﺴ ﱠﻜﺮ إﱃ ﺗﺄﺛري ﻣﺎ .ﻣﺎذا ﻋﺴﺎه أن ﻳﻜﻮن ﻫﺬا اﻟﺘﺄﺛري؟ ﻻ أﺣﺪ ﻳﻌﺮف اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﻫﺬا اﻟﺴﺆال ،وﻟﻜﻦ ﻳﺠﺐ أن ﺗﺘﻨﺎول اﻷﻗﺮاص ﺑﺎﻧﺘﻈﺎم ،ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺒﺪو ،وﻓﻖ ﻧﻈﺎم ﺟﺮﻋﺎت ﻣﺤﺪﱠد ﻳﺸﺒﻪ ﺟﺮﻋﺎت اﻟﻌﻘﺎﻗري اﻟﻄﺒﻴﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ )اﻟﺘﻲ ﺗُﻌ َ ﻄﻰ ﻋﲆ ﻓﱰات ﻣﺘﺒﺎﻋﺪة ﻳﺘﻢ ﺗﺤﺪﻳﺪﻫﺎ وﻓﻖ ﻣﺪى ﴎﻋﺔ ﱡ ﺗﻜﴪﻫﺎ وﺗﺨ ﱡﻠﺺ اﻟﺠﺴﺪ ﻣﻨﻬﺎ(. ) (3أﻃﺎﻟﺐ ﺑﺘﺠﺮﺑﺔ ﻋﺎدﻟﺔ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗُﻌﺘﱪ ﻫﺬه اﻟﻔﺮﺿﻴﺎت اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻣﺸﻮﱢﻗﺔ ،ﻟﻦ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ أن ﺗﺴﺠﻞ اﻧﺘﺼﺎ ًرا ِ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺗﺨﻔﻴﻒ ﰲ أي ﻧﻘﺎش؛ ﻓﻘﺪ أﺷﺎر اﻟﺴري ﺟﻮن ﻓﻮرﺑﺲ ،ﻃﺒﻴﺐ املﻠﻜﺔ ﻓﻴﻜﺘﻮرﻳﺎ ،إﱃ اﻟﱰﻛﻴﺰ ﰲ اﻟﻘﺮن اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﴩ ،وﻟﻢ ﻳﺘﺤ ﱠﺮك اﻟﻨﻘﺎش ﻗِ ﻴﺪ أﻧ ُﻤ َﻠﺔ ﺑﻌﺪ ﻣﺮور ١٥٠ﻋﺎﻣً ﺎ .إن اﻟﺴﺆال اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﰲ ﻣﺠﺎل املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ﰲ ﻏﺎﻳﺔ اﻟﺒﺴﺎﻃﺔ :ﻫﻞ ﻳﻨﺠﺢ؟ ﰲ اﻟﻮاﻗﻊ ،ﻛﻴﻒ ﻧﻌﺮف أن »أيﱠ « ﻋﻼج ﻣ ﱠ ُﻌني ﻳُﺆﺗﻲ ﺛﻤﺎره؟ ﺗُﻌﺘﱪ اﻷﻋﺮاض ﻣﺴﺄﻟﺔ ذاﺗﻴﺔ ﺟﺪٍّا؛ ﻟﺬا ﻳﺠﺐ أن ﺗﺒﺪأ أي ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻣﻤﻜﻨﺔ ﻟﱰﺳﻴﺦ ﻓﻮاﺋﺪ أي ﻋﻼج ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻔﺮد وﺗﺠﺮﺑﺘﻪ اﻟﻔﺮدﻳﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ ،واﻻﻧﻄﻼق ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﻨﻘﻄﺔ .دﻋﻨﺎ ﻧﺘﺼﻮﱠر أﻧﻨﺎ ﻧﺘﺤﺪث — ﺑﻞ رﺑﻤﺎ ﻧﺘﻨﺎﻗﺶ — ﻣﻊ ﺷﺨﺺ ﻳَﻌﺘﻘﺪ أن املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ﺗﺆﺗﻲ ﱠ ﻧﺤﻮ أﴎع ،ﻣﻊ أ ُ ُﻛ َﻠﻬﺎ ،ﺷﺨﺺ ﻳﺸﻌﺮ أﻧﻬﺎ ﺗﺠﺮﺑﺔ إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ،وﻳﺸﻌﺮ أﻧﻪ ﻳﺘﺤﺴﻦ ،ﻋﲆ ٍ املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ .ﺳﻴﻘﻮل ﻣﺜﻞ ﻫﺆﻻء» :ﻛ ﱡﻞ ﻣﺎ أﻋﺮﻓﻪ أﻧﻨﻲ أﺷﻌﺮ ﱠ ﻛﺄن اﻟﻌﻼج ﻧﺎﺟﻊٌ .ﻓﺄﻧﺎ ﱡ ﺑﺘﺤﺴﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ أﺗﻨﺎول ﻋﻼﺟً ﺎ ﻣﺜﻠﻴٍّﺎ «.ﻳﺒﺪو اﻷﻣﺮ واﺿﺤً ﺎ وﺑﺪﻫﻴٍّﺎ ﻟﻬﻢ ،وﻫﻮ ﻛﺬﻟﻚ أﺷﻌﺮ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ إﱃ درﺟﺔ ﻣﺎ .إن ﻗﻮة ﻫﺬه اﻟﻌﺒﺎرة ،وأوﺟُ ﻪ ﻋَ ﻮ َِارﻫﺎ ،ﺗﻜﻤﻦ ﰲ ﺑﺴﺎﻃﺘﻬﺎ .وﻣﻬﻤﺎ ﺣﺪث ،ﺗﻈﻞ اﻟﻌﺒﺎرة ﺻﺤﻴﺤﺔ. ً ً ﻗﺎﺋﻼ» :ﺣﺴﻨﺎ ،رﺑﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ذﻟﻚ ﺳﻮى أﺛﺮ اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ«. ﻟﻜﻦ رﺑﻤﺎ ﺗﻨﺘﻔﺾ ً وﺗﺸﻮﻳﻘﺎ ﻣﻤﺎ ﻳﻈﻦ ﻣﻌﻈﻢ اﻟﻨﺎس، وﻳﺮﺟﻊ ذﻟﻚ إﱃ أن أﺛﺮ اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ أﻛﺜﺮ ﺗﻌﻘﻴﺪًا ﺑﻞ ﻳﺘﺨ ﱠ ﻗﺮص ﺳﻜﺮي؛ ﻓﻔﻜﺮة أﺛﺮ اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ ﺗﺘﻤﺤﻮر ﺣﻮل اﻟﺨﱪة ﻄﻰ ﻣﺠﺮد ﺗﻨﺎوُل ٍ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﻹﺣﺪى اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻟﻌﻼﺟﻴﺔ ،واﻟﺘﻮﻗﻌﺎت املﺴﺒﻘﺔ ،وﻋﻤﻠﻴﺔ اﻻﺳﺘﺸﺎرة اﻟﻄﺒﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻤﺮ ﺑﻬﺎ املﺮﻳﺾ أﺛﻨﺎء ﺗﻠﻘﻴﻪ اﻟﻌﻼج ،وأﻛﺜﺮ ﻣﻦ ذﻟﻚ. 53
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ﻧﺤﻦ ﻧﻌﻠﻢ أن ﻗﺮﺻني ﺳﻜﺮﻳني أﻛﺜﺮ ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ ﰲ اﻟﻌﻼج ﻣﻦ ﻗﺮص واﺣﺪ ،ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل ،وﻧﻌﺮف أن ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺤﻘﻦ ﺑﺎملﺎء املﻠﺤﻲ ﻋﻼج أﻛﺜﺮ ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ ﻟﻸﻟﻢ ﻣﻦ أﻗﺮاص اﻟﺴﻜﺮ، ﻻ ﻷن ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺤﻘﻦ ﺑﺎملﺎء املﻠﺤﻲ ﺗﺆﺛﺮ ﺗﺄﺛريًا ﺑﻴﻮﻟﻮﺟﻴٍّﺎ ﻋﲆ اﻟﺠﺴﺪ ،ﻟﻜﻦ ﻷن ﻋﻤﻠﻴﺔ ً ﺗﺪﺧﻼ ﻋﻼﺟﻴٍّﺎ أﻛﺜﺮ ﺗﺄﺛريًا .ﻛﺬﻟﻚ ﻧﻌﺮف أن ﻟﻮن اﻷﻗﺮاص ،وﻃﺮﻳﻘﺔ ﺗﻌﺒﺌﺘﻬﺎ، اﻟﺤﻘﻦ ﺗﺒﺪو وﺛﻤﻨﻬﺎ ،ﺑﻞ وﻣﻌﺘﻘﺪات ﻣﻦ ﻳﺼﻔﻮن اﻷﻗﺮاص ﻛﻌﻼج ،ﻛﻠﻬﺎ ﻋﻮاﻣﻞ ﻣﻬﻤﺔ .وﻧﻌﺮف أن أﺛﺮ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﻮﻫﻤﻴﺔ ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻓﻌﱠ ًﺎﻻ ﻟﻌﻼج آﻻم اﻟﺮﻛﺒﺔ ،ﺑﻞ ﺣﺘﻰ اﻟﺨﻨﺎق اﻟﺼﺪري .ﻛﺬﻟﻚ ﻳﺆﺗﻲ أﺛﺮ اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ ﻣﻔﻌﻮﻟﻪ ﻋﲆ اﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت واﻷﻃﻔﺎل .ﻓﺎﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ ﻳﻌﺘﱪ ﻗﻮﻳٍّﺎ ﺟﺪٍّا ،وﻣﺨﺎدﻋً ﺎ ﺟﺪٍّا ،وﻟﻦ ﺗﻌﺮف ﻛﺜريًا ﻋﻨﻪ ﺣﺘﻰ ﺗﻘﺮأ ﻓﺼﻞ »اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ« ﰲ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب. ﻟﺬا ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻘﻮل أﺣﺪ املﺆﻳﺪﻳﻦ ﻟﻠﻤﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ إن اﻟﻌﻼج ﺑﺎملﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ﻳﺠﻌﻠﻪ ﱡ ﺗﺤﺴﻦ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺤﺎل أﻓﻀﻞ ،رﺑﻤﺎ ﻧﺠﻴﺐ ﻗﺎﺋﻠني» :ﻻ أﻣﺎﻧﻊ ﻗﺒﻮ َل ذﻟﻚ ،ﻟﻜﻦ رﺑﻤﺎ ﻳﺮﺟﻊ ﺣﺎﻟﺘﻚ إﱃ أﺛﺮ اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ «.وﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻋﻨﺪﻫﺎ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﺑ »ﻻ«؛ ﻧﻈ ًﺮا »ﻟﻌﺪم ﺗﻮاﻓﺮ ﱡ اﻟﺘﺤﺴﻦ ﺟﺎء ﻣﻦ ﺧﻼل أﺛﺮ اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ أم ﻻ .إﻧﻬﻢ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻣﻤﻜﻨﺔ ﻟﺪﻳﻬﻢ ملﻌﺮﻓﺔ« ﻫﻞ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮن ﺗﺤﺪﻳﺪ اﻟﺴﺒﺐ ٍّ ﺣﻘﺎ ،وﻟﻌﻞ أﻗﴡ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻔﻌﻠﻮه ﻫﻮ أن ﻳﻜﺮروا ،ﰲ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﺳﺆاﻟﻚ ،ﻋﺒﺎرﺗﻬﻢ اﻷﺻﻠﻴﺔ» :ﻛ ﱡﻞ ﻣﺎ أﻋﺮﻓﻪ أﻧﻨﻲ أﺷﻌﺮ ﻛﺄن اﻟﻌﻼج ﻧﺎﺟﻊٌ .ﻓﺄﻧﺎ ﱡ ﺑﺘﺤﺴﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ أﺗﻨﺎول ﻋﻼﺟً ﺎ ﻣﺜﻠﻴٍّﺎ«. أﺷﻌﺮ رﺑﻤﺎ ﺗﻘﻮل ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ» :ﺣﺴﻨًﺎ ،أﺗﻔﻖ ﻣﻊ ذﻟﻚ ،ﻟﻜﻦ رﺑﻤﺎ ً ﱡ ﺑﺘﺤﺴﻦ ﺣﺎﻟﺘﻚ أﻳﻀﺎ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺴﺒﺐ »اﻟﻨﻜﻮص إﱃ املﺘﻮﺳﻂ«« ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳُﻌَ ﱡﺪ واﺣﺪًا ﻓﻘﻂ ﺿﻤﻦ ﻛﺜري ﻣﻦ »اﻷوﻫﺎم اﻹدراﻛﻴﺔ« املﺬﻛﻮرة ﰲ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ،اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺜﱢﻞ أوﺟﻪ اﻟﻘﺼﻮر اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﰲ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺗﻔﻜريﻧﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﻔﴤ ﺑﻨﺎ إﱃ رﺻﺪ أﻧﻤﺎط وﺻﻼت ﰲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻨﺎ ،ﰲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﻳﻜﺸﻒ اﻟﻔﺤﺺ ﻋﻦ َﻛﺜَﺐ ﻋﺪم وﺟﻮد أيﱟ ﻣﻦ ذﻟﻚ. ﻳُﻌَ ﱡﺪ ﺗﻌﺒري »اﻟﻨﻜﻮص إﱃ املﺘﻮﺳﻂ« ﰲ اﻷﺳﺎس ﺗﻌﺒريًا آﺧﺮ ﻋﻦ ﻇﺎﻫﺮ ٍة ﺗﺪور اﻷﺷﻴﺎء ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﺑﻤﻮﺟﺒﻬﺎ ﰲ دورة ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻳﺤﺐ ﻣُﺨﺘَ ﱡ ﺼﻮ املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ أن ﻳﺸريوا إﻟﻴﻬﺎ. ﻟﻨﻔﱰض أن ﻟﺪﻳﻚ أ ًملﺎ ﰲ اﻟﻈﻬﺮ ﻳﻈﻬﺮ وﻳﺨﺘﻔﻲ؛ ﺗﻤﺮ ﺑﻚ أﻳﺎم ﻃﻴﺒﺔ وأﻳﺎم ﺳﻴﺌﺔ ،وأﺳﺎﺑﻴﻊ ﱠ ﺗﺘﺤﺴﻦ اﻟﺤﺎﻟﺔ إﱃ اﻷﻓﻀﻞ؛ ﻫﺬا ﻫﻮ اﻟﺤﺎل ﻃﻴﺒﺔ وأﺳﺎﺑﻴﻊ ﺳﻴﺌﺔ ،وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺒﻠﻎ اﻷﻟﻢ ﻣﺒﻠﻐﻪ، ﻣﻊ آﻻم ﻇﻬﺮك. ﺑﺎملﺜﻞ ،ﺗﺸﺘﻤﻞ اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﻷﻣﺮاض ﻋﲆ ﻣﺎ ﻳُﻄ َﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ »ﺗﺎرﻳﺦ ﻃﺒﻴﻌﻲ« .ﺗﺘﻤﻴﺰ ﻫﺬه ﱠ ﺗﺘﺤﺴﻦ .وﻣﺜﻠﻤﺎ ﻗﺎل ﻓﻮﻟﺘري» :ﻳﺘﻤﺜﻞ ﻓﻦ اﻷﻣﺮاض ﺑﺴﻮء ﺣﺎﻟﺘﻬﺎ ﰲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ،ﺛﻢ ﻻ ﺗﻠﺒﺚ أن 54
املﻌﺎﻟﺠﺔ املِ ﺜﻠﻴﺔ
اﻟﻄﺐ ﰲ ﺗﺴﻠﻴﺔ املﺮﻳﺾ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺆدي اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ دورﻫﺎ ﰲ ﻋﻼج املﺮضَ «.ﻫﺐْ أﻧﻚ ﻣﺼﺎب ﺑﺎﻟﱪد؛ ﺳﺘﺘﺤﺴﻦ ﺣﺎﻟﺘﻚ ﰲ ﻏﻀﻮن أﻳﺎم ﻗﻠﻴﻠﺔ ،وﻟﻜﻨﻚ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﺒﺆس ﰲ اﻟﻠﺤﻈﺔ اﻟﺮاﻫﻨﺔ. ﻣﻦ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﺑﻤﻜﺎن ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﻮن اﻷﻋﺮاض ﰲ أﺳﻮأ ﺣﺎﻻﺗﻬﺎ أن ﺗﻔﻌﻞ ﻣﺎ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ ﺗﺤﺴني ﺣﺎﻟﺘﻚ .رﺑﻤﺎ ﺗﺘﻨﺎول ﻋﻼﺟً ﺎ ﻣﺜﻠﻴٍّﺎ .رﺑﻤﺎ ﺗﺬﺑﺢ ﺷﺎ ًة وﺗﻌ ﱢﻠﻖ أﺣﺸﺎءﻫﺎ ﺣﻮل ﻋﻨﻘﻚ .ورﺑﻤﺎ ُ أدرﺟﺖ ﻫﺬه اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻟﻌﻼﺟﻴﺔ وَﻓﻖ ﺗُﺠْ ﱪ ﻃﺒﻴﺒﻚ ﻋﲆ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﻣﻀﺎدات ﺣﻴﻮﻳﺔ ﻟﻚ )ﻟﻘﺪ اﻟﱰﺗﻴﺐ اﻟﺘﺼﺎﻋﺪي ﻟﻬُ ﺮاﺋﻬﺎ(. ﱠ ﺗﺘﺤﺴﻦ — ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺳﻴﺤﺪث ﺑﻼ ﺷﻚ ﻋﻨﺪ اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﱪد — ﻓﺴﺘﻔﱰض ﺛﻢ ﻋﻨﺪﻣﺎ َ ﺑﺼﻮرة ﺗﻠﻘﺎﺋﻴﺔ أن ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺘﻪ ،أﻳٍّﺎ ﻣﺎ ﻛﺎن ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﻷﻋﺮاض ﻋﻨﺪ أﻛﺜﺮ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎﺗﻬﺎ َ ﻣﻐﺎﻟﻄﺔ »ﺣﺪث ﺑﻌﺪه ،إذن ﻫﻮ ﺳﺒﺒﻪ« ﺳﻮءًا ﻫﻮ اﻟﺴﺒﺐ ﰲ ﺷﻔﺎﺋﻚ ﻗﻄﻌً ﺎ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻤﺜﱢﻞ املﻨﻄﻘﻴﺔ اﻟﺴﺒﺒﻴﺔ ،وﻣﺎ إﱃ ذﻟﻚ .ﰲ ﻛﻞ ﻣﺮ ٍة ﺗُﺼﺎب ﺑﺎﻟﱪد ﻣﻦ اﻵن ﻓﺼﺎﻋﺪًا ،ﺳﺘﻌﻮد إﱃ ﻃﺒﻴﺒﻚ ،ﺗﺘﺸﺎﺣﻦ ﻣﻌﻪ ﻣﻦ أﺟﻞ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺑﻌﺾ املﻀﺎدات اﻟﺤﻴﻮﻳﺔ ،ﰲ ﺣني ﻳﻘﻮل» :ﻻ أﻇﻦ ﴫ ﻋﲆ ﻣﻮﻗﻔﻚ؛ ﻷن اﻟﻌﻼج ﻧﺠﺢ ﰲ املﺮة اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ،وﺳﺘﺰداد ﻫﺬه ﻓﻜﺮة ﺻﺎﺋﺒﺔ« ،ﻟﻜﻨﻚ ﺳﺘُ ِ ﱡ ﻣﻘﺎوﻣﺔ املﺠﺘﻤﻊ ﻟﺘﺄﺛري املﻀﺎدات اﻟﺤﻴﻮﻳﺔ ،وﰲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺳﺘﻤﻮت اﻟﻨﺴﺎء اﻟﻌﺠﺎﺋﺰ ﺟ ﱠﺮاء املﻘﺎوﻣﺔ ﻟﻠﻤﻴﺜﻴﺴﻠني؛ ﺑﺴﺒﺐ ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ ﻋﺪم اﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ ﰲ ﺑﻜﺘريﻳﺎ اﻟﻌﻨﻘﻮدﻳﺎت اﻟﺬﻫﺒﻴﺔ ِ ﺗﻔﺴري أﺳﺒﺎب اﻟﺸﻔﺎء ،ﻟﻜﻦ ﻫﺬه ﻗﺼﺔ أﺧﺮى3 . ﻳﻤﻜﻦ اﻟﻨﻈﺮ إﱃ ﻣﻔﻬﻮم اﻟﻨﻜﻮص إﱃ املﺘﻮﺳﻂ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ أﻛﺜﺮ رﻳﺎﺿﻴﺔ ،إذا ﻛﻨﺖ ﱢ ﺗﻔﻀﻞ ذﻟﻚ .ﰲ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺑﺮوس ﻓﻮرﺳﺎﻳﺚ »ﺑﻼي ﻳﻮر ﻛﺎردس وﻳﻞ« ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻀﻊ ﺑﺮوس اﻟﻮرﻗﺔ رﻗﻢ ٣ﻋﲆ اﻟﺴﺒﻮرة ،ﻳﴫخ اﻟﺠﻤﻬﻮر ﺟﻤﻴﻌﻪ ً ﻗﺎﺋﻼ» :أﻛﺜﺮ!« ﻷﻧﻬﻢ ﻳﻌﺮﻓﻮن اﺣﺘﻤﺎل أن ﺗﻜﻮن ورﻗﺔ اﻟﻠﻌﺐ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ » ،٣ﻫﻞ ﺗﺮﻳﺪون أن ﻧﻨﺘﻘﻞ إﱃ ورﻗﺔ ﻟﻌﺐ أﻋﲆ أم أﻗﻞ ﻣﻦ وﻟﺪ؟ أﻋﲆ؟ أﻋﲆ؟« »أﻗﻞ!« ً ﱠ ﻟﻌﻞ اﻟﻨﺴﺨﺔ اﻷﻛﺜﺮ ﺗﻄﺮﻓﺎ ﻟﻠﻨﻜﻮص إﱃ املﺘﻮﺳﻂ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻄﻠِﻖ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﻮن ﻋﻠﻴﻪ ﺷﺆم اﻟﻈﻬﻮر ﰲ ﻣﺠﻠﺔ »ﺳﺒﻮرﺗﺲ إﻟﺴﱰﻳﺘﻴﺪ«؛ ﻓﻮ َْﻓﻖ اﻟﻘﺼﺔ اﻟﺮاﺋﺠﺔ ،ﻣﺘﻰ ﻇﻬﺮ أﺣﺪ اﻟﺮﻳﺎﺿﻴني ﻋﲆ ﻏﻼف املﺠﻠﺔ ،ﻓﴪﻋﺎن ﻣﺎ ﻳﺴﻮء ﺑﻪ اﻟﺤﺎل .ﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﺒﻠﻎ اﻟﺮﻳﺎﴈ ﻏِ ﻼف املﺠﻠﺔ إﻻ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﱰﺑﱠﻊ ﻋﲆ ﻋﺮش رﻳﺎﺿﺘﻪ؛ أي أن ﻳﻜﻮن أﺣﺪ أﻓﻀﻞ اﻟﺮﻳﺎﺿﻴني ﰲ اﻟﻌﺎﻟﻢ. وﺣﺘﻰ ﻳﺼﺒﺢ اﻟﺮﻳﺎﴈ اﻷﻓﻀﻞ ﻋﲆ اﻟﺪوام ﺧﻼل اﻷﺳﺒﻮع اﻟﺬي ﺗﻈﻬﺮ املﺠﻠﺔ ﻓﻴﻪ ،ﻣﻦ أﻳﻀﺎ أن ﻳﺤﺎﻟﻔﻪ ﺣ ﱞ املﺤﺘﻤﻞ ً ﻆ ﻏري ﻋﺎديﱟ .وﻳﻨﻘﴤ اﻟﺤﻆ ،أو »اﻟﻀﺠﺔ« ،ﻋﻤﻮﻣً ﺎ ،و»ﻳﻨﻜﺺ إﱃ املﺘﻮﺳﻂ« ﻣﻦ ﺗﻠﻘﺎء ﻧﻔﺴﻪ ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻳﺤﺪث ﻋﻨﺪ إﻟﻘﺎء أﺣﺠﺎر اﻟﻨ ﱠ ْﺮد .إذا ﻟﻢ ﺗُ ْﻔﻠﺢ ﰲ ﻓﻬﻢ ذﻟﻚ ،ﻓﺎﺑﺪأ ﰲ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺳﺒﺐ آﺧﺮ ﻟﺬﻟﻚ اﻟﻨﻜﻮص ،وﻟﻦ ﺗﺠﺪ ﺳﻮى … ﺷﺆم اﻟﻈﻬﻮر ﰲ ﻣﺠﻠﺔ »ﺳﺒﻮرﺗﺲ إﻟﺴﱰﻳﺘﻴﺪ«. 55
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ﻳﺰﻳﺪ ﻣُﺨﺘَ ﱡ ﺼﻮ املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ﻣﻦ ُﻓ َﺮص ﻧﺠﺎح ﻋﻼﺟﺎﺗﻬﻢ ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ »املﻀﺎﻋﻔﺎت«، ﺑﺘﻮﺿﻴﺢ أﻧﻪ ﰲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن ﻗﺪ ﻳﺆدي اﻟﻌﻼج اﻟﺼﺤﻴﺢ إﱃ ازدﻳﺎد اﻷﻋﺮاض ﺳﻮءًا ﻗﺒﻞ ﱠ ﺗﺘﺤﺴﻦ ،زاﻋﻤني أن ذﻟﻚ ﺟﺰءٌ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﻌﻼج .ﺑﺎملﺜﻞ ،ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﺎ ﺳﻴﻘﻮل ﻣﺮوﱢﺟﻮ أن ﻣﻨﺘﺠﺎت اﻟﺪﻳﺘﻮﻛﺲ إن ﻋﻼﺟﺎﺗﻬﻢ ﻗﺪ ﺗﺠﻌﻞ املﺮء ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺴﻮء ﰲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ،ﻣﻊ ﺧﺮوج اﻟﺴﻤﻮم ﻣﻦ اﻟﺠﺴﺪ؛ وو َْﻓﻖ ﴍوط ﻫﺬه اﻟﻌﻬﻮد ،ﻳُﻌ ﱡﺪ أي ﳾء ﻳﺤﺪث ﻟﻠﻤﺮﻳﺾ ﺑﻌﺪ ﺗﻨﺎول اﻟﻌﻼج ً دﻟﻴﻼ ﻋﲆ اﻟﺤَ ﺬْق اﻹﻛﻠﻴﻨﻴﻜﻲ ﻟﻠﻤﻌﺎﻟﺞ وﻣﻬﺎرﺗﻪ ﰲ وﺻﻒ اﻟﻌﻼج. ﱠ ﺗﺘﺤﺴﻦ، ﻟﺬا ،ﻳﻤﻜﻦ أن ﻧﻌﻮد إﱃ أﻧﺼﺎر املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ﻣﺠﺪدًا ،وﻧﻘﻮل» :ﺗﺸﻌﺮ أﻧﻚ ٍ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ وﻫﻮ ﻣﺎ أﺗﱠﻔﻖ ﻣﻌﻚ ﻓﻴﻪ ،ﻟﻜﻦ رﺑﻤﺎ ﻳﺮﺟﻊ ذﻟﻚ إﱃ »اﻟﻨﻜﻮص إﱃ املﺘﻮﺳﻂ« ،أو »اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ« ﻟﻠﻤﺮض «.ﻣﺮة أﺧﺮى ،ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻣﺜﻞ ﻫﺆﻻء ﻗﻮل »ﻻ« )أو ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﻗﻮل »ﻻ« دون أن ﻳﻜﻮن ﻟﻬﺎ أي ﻣﻌﻨًﻰ ،رﺑﻤﺎ ﰲ ﻧﻮﺑﺔ ﻏﻀﺐ(؛ ﻧﻈ ًﺮا ﻟﻌﺪم ﺗﻮاﻓﺮ أي ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻣﻤﻜﻨﺔ ﻟﺪﻳﻪ ملﻌﺮﻓﺔ ﻫﻞ ﺳﻴﺘﺤﺴﻨﻮن ﻋﲆ أي ﺣﺎل أم ﻻ .وذﻟﻚ ﰲ اﻷوﻗﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﺘﺤﺴﻨﻮن ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺒﺪو ﺑﻌﺪ زﻳﺎرة أﺣﺪ ﻣُﺨﺘَﴢ املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ .رﺑﻤﺎ ﻳﻜﻮن »اﻟﻨﻜﻮص إﱃ املﺘﻮﺳﻂ« ﻫﻮ اﻟﺘﻔﺴري اﻟﺼﺤﻴﺢ ﻟﻌﻮدة ﻫﺆﻻء املﺮﴇ إﱃ ﺣﺎﻟﺘﻬﻢ اﻟﺼﺤﻴﺔ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ. وﻻ ﻳﻤﻜﻨﻬﻢ أن ﻳﻌﺮﻓﻮا ذﻟﻚ ﺑﺄي ﺣﺎل ﻣﻦ اﻷﺣﻮال .وﻣﺮة أﺧﺮى ،ﻻ ﻳﻤﻠﻚ ﻫﺆﻻء إﻻ ﺗﻜﺮار ﻋﺒﺎرﺗﻬﻢ اﻷﺻﻠﻴﺔ» :ﻛ ﱡﻞ ﻣﺎ أﻋﺮﻓﻪ أﻧﻨﻲ أﺷﻌﺮ ﻛﺄن اﻟﻌﻼج ﻧﺎﺟﻊ .ﻓﺄﻧﺎ أﺷﻌﺮ ﺑﺘﺤﺴﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ أﺗﻨﺎول ﻋﻼﺟً ﺎ ﻣﺜﻠﻴٍّﺎ«. ُ ﴤ إﻟﻴﻪ ،وﻟﻜﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻄ ﱠﺮق أﺣ ُﺪ رﺑﻤﺎ ﻳﻜﻮن ﻫﺬا ﻫﻮ أﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺮﻏﺒﻮا ﰲ امل ِ ﱢ ﻫﺆﻻء إﱃ ﻣﺎ ﻫﻮ أﺑﻌﺪ ﻣﻦ ذﻟﻚ ،وﻳﻘﻮل» :إن املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ﻧﺎﺟﻌﺔ« ،أو ﻳﺘﻔﻮﱠه ﺑﺒﻌﺾ اﻟﻌﺒﺎرات ﻋﻦ »اﻟﻌﻠﻢ« ،ﺗﺼﺒﺢ ﺗﻠﻚ ﻫﻲ املﺸﻜﻠﺔ .ﻓﻼ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ أن ﻧﻘ ﱢﺮر ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻷﻣﻮر ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﺑﻨﺎءً ﻋﲆ اﻟﺨﱪات اﻟﻔﺮدﻳﺔ؛ ﻟﻸﺳﺒﺎب املﺬﻛﻮرة أﻋﻼه ،ﻓﺮﺑﻤﺎ ﻳﺨﻄﺊ ﻣﺜﻞ ﻫﺆﻻء ٍ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺟﺎءت اﻋﺘﺒﺎر ﻋﻼج ﺣﻘﻴﻘﻲ ،أو ﻳﺨﻄﺌﻮن ﰲ أﺛﺮ اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ أﺛ َﺮ ﰲ ِ اﻋﺘﺒﺎر ِ ِ ٍ ً ﻣﺼﺎدﻓﺔ أﻧﻬﺎ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ .ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﺣﺎﻟﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻏري ﻣﻠﺘﺒﺴﺔ وﻣﺪﻫﺸﺔ ﱠ ﱠ ﻧﺘﻮﺧﻰ اﻟﺤﺬر ﺗﺤﺴﻨﺖ ﺣﺎﻟﺘﻪ ﻣﻦ ﴎﻃﺎن ﻣﻴﺌﻮس ﻣﻦ ﺷﻔﺎﺋﻪ ،ﻓﺴﻨﻈﻞ ﻷﺣﺪ اﻷﺷﺨﺎص ﰲ اﻻﺳﺘﻨﺎد إﱃ ﺗﺠﺮﺑﺔ ذﻟﻚ اﻟﺸﺨﺺ؛ ﻷﻧﻪ ﰲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن ،ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ املﺼﺎدﻓﺔ اﻟﺒﺤﺘﺔ، ﺗﻘﻊ املﻌﺠﺰات ً ﻓﻌﻼ ،ﰲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن وﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ ﻛﺜريًا. ٌ ﻓﺮﻳﻖ ﻣﻦ أﻃﺒﺎء اﻷورام اﻷﺳﱰاﻟﻴني ﺣﺎﻟﺔ ٢٣٣٧ ﻋﲆ ﻣﺪار ﺳﻨﻮات ﻋﺪﻳﺪة ،ﺗﺘﺒﱠﻊ ً ﻣﺮﻳﻀﺎ ﰲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﺘﺄﺧﺮة ﻣﻦ اﻟﴪﻃﺎن ﰲ اﻟﺮﻋﺎﻳﺔ اﻟﺘﻠﻄﻴﻔﻴﺔ .وﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎن املﺮﴇ ﻳﻤﻮﺗﻮن ،ﰲ املﺘﻮﺳﻂ ﺑﻌﺪ ﺧﻤﺴﺔ أﺷﻬﺮ ،ﻛﺎن واﺣ ٌﺪ ﰲ املﺎﺋﺔ ﻓﻘﻂ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﻈﻞ ﻋﲆ ﻗﻴﺪ 56
املﻌﺎﻟﺠﺔ املِ ﺜﻠﻴﺔ
اﻟﺤﻴﺎة ﺑﻌﺪ ﺧﻤﺲ ﺳﻨﻮات .وﰲ ﻳﻨﺎﻳﺮ ،٢٠٠٦ﺟﺮى ﻧﴩ ﻫﺬه اﻟﺪراﺳﺔ ﰲ ﺻﺤﻴﻔﺔ »ذي إﻧﺪﺑﻨﺪﻧﺖ« ،ﻋﲆ ﻧﺤﻮ ﻣُﺤَ ﱢري ،ﻛﺎﻵﺗﻲ: ﺛﺒﻮت ﻧﺠﺎح ﻋﻼﺟﺎت »إﻋﺠﺎزﻳﺔ« وﺟﺪ اﻷﻃﺒﺎء أدﻟﺔ إﺣﺼﺎﺋﻴﺔ ﻋﲆ أن اﻟﻌﻼﺟﺎت اﻟﺒﺪﻳﻠﺔ؛ ﻣﺜﻞ اﻟﻨﻈﻢ اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ ،ووﺻﻔﺎت اﻷﻋﺸﺎب ،واﻟﻌﻼج اﻟﺮوﺣﻲ ،ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺒﺪو ﻋﻼج اﻷﻣﺮاض ا ُملﻌْ ِﻀﻠﺔ ،وﻟﻜﻦ ﻻ ﺗﺰال اﻷﺳﺒﺎب ﻏري ﻣﻌﺮوﻓﺔ ﻟﻬﻢ. ﻟﻜﻦ »ﻟﻢ ﺗﻜﻦ« اﻟﺪراﺳﺔ ﺗﻬﺪف ﺗﺤﺪﻳﺪًا إﱃ إﺛﺒﺎت وﺟﻮد ﻋﻼﺟﺎت إﻋﺠﺎزﻳﺔ )ﻓﻠﻢ ﺗﺒﺤﺚ ً ﺗﻠﻔﻴﻘﺎ ﻣﻦ اﻟﺼﺤﻴﻔﺔ ﻓﻘﻂ ﻻ ﻏري( ،ﺑﻞ أﻇﻬﺮت اﻟﺪراﺳﺔ أﻳٍّﺎ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﻌﻼﺟﺎت ،ﺑﻞ ﻛﺎن ذﻟﻚ ً ﺗﺸﻮﻳﻘﺎ ﺑﻜﺜري؛ أﻻ وﻫﻮ أن اﻷﺷﻴﺎء املﺪﻫﺸﺔ ﺗﺤﺪث ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﰲ ﻫﺬه اﻟﺪراﺳﺔ ﺷﻴﺌًﺎ أﻛﺜﺮ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن ،ﻓﻴﻤﻜﻦ أن ﻳﻈﻞ اﻷﺷﺨﺎص ﻋﲆ ﻗﻴﺪ اﻟﺤﻴﺎة ،ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺿﻌﻒ ُﻓ َﺮص ذﻟﻚ؛ ﻷﺳﺒﺎب ﻏري ﻣﻌﺮوﻓﺔ .وﻣﺜﻠﻤﺎ ﱠ ﺑني اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن ﰲ ﺑﺤﺜﻬﻢ ،ﻳﺠﺐ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ادﱢﻋﺎءات اﻟﻌﻼﺟﺎت اﻹﻋﺠﺎزﻳﺔ ﺑﺤَ ﺬَر؛ ﻧﻈ ًﺮا ﻷن »املﻌﺠﺰات« ﺗﺤﺪث ﺑﺼﻮرة روﺗﻴﻨﻴﺔ ،ﰲ ﻧﺴﺒﺔ واﺣﺪ ﰲ املﺎﺋﺔ ﻣﻦ اﻟﺤﺎﻻت و َْﻓﻖ اﻟﺪراﺳﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ،و»دون« أي ﺗﺪﺧﻞ ﻋﻼﺟﻲ ﻣﺤﺪﱠد .وﻳﺘﻤﺜﱠﻞ اﻟﺪرس اﻷﺳﺎﳼ ﰲ ﻫﺬه اﻟﻮرﻗﺔ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ ﰲ أﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ اﻻﺳﺘﺪﻻل ﻣﻦ ﺧﻼل ﺧﱪة أﺣﺪ اﻷﺷﺨﺎص ،أو ﺣﺘﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻷﺷﺨﺎص ،ﺟﺮى اﻧﺘﻘﺎؤﻫﻢ اﻧﺘﻘﺎءً ﻹﺛﺒﺎت وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﻣﺤﺪﱠدة. إذن ،ﻛﻴﻒ ﻧﻨﺘﻘﻞ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﻨﻘﻄﺔ؟ ﺗﻜﻤﻦ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﰲ أﺧﺬ ﻋﻴﻨﺔ ﻛﺒرية ﻣﻦ اﻷﻓﺮاد، ﻋﻴﱢﻨﺔ ﻣﻦ املﺮﴇ اﻟﺬﻳﻦ ﻳُﻤﺜﱢﻠﻮن اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﻧﺄﻣُﻞ ﰲ ﻋﻼﺟﻬﻢ ،ﻣﻊ اﻷﺧﺬ ﰲ اﻻﻋﺘﺒﺎر ﺟﻤﻴﻊ ﺧﱪاﺗﻬﻢ اﻟﻔﺮدﻳﺔ ،ودﻣْ ﺞ ﻫﺬه اﻟﺨﱪات ﺟﻤﻴﻌً ﺎ ﻣﻌً ﺎ .ﺑﺎﺧﺘﺼﺎر :ﺗﻤﺜﱢﻞ ﻫﺬه اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﴎ ،وﻻ ﺑﺤﺜًﺎ ﻃﺒﻴٍّﺎ أﻛﺎدﻳﻤﻴٍّﺎ إﻛﻠﻴﻨﻴﻜﻴٍّﺎ ،وﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﰲ اﻷﻣﺮ ﻣﺎ ﻫﻮ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ذﻟﻚ؛ ﻓﻼ ﻳﻮﺟﺪ ﱞ ﻳﻮﺟﺪ »ﻣﻨﻈﻮر ﻣﻨﻬﺠﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ« ،وﻻ دﺧﺎن أو ﻣﺮاﻳﺎ .إﻧﻬﺎ ﻋﻤﻠﻴﺔ واﺿﺤﺔ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ ،ورﺑﻤﺎ أﻧﻘﺬت ﻫﺬه اﻟﻔﻜﺮة أرواﺣً ﺎ أﻛﺜﺮ ،ﻋﲆ ﻧﻄﺎق أﻛﱪ ،ﻣﻦ أي ﻓﻜﺮة أﺧﺮى ﺳﻮف ﺗﺼﺎدﻓﻬﺎ ﻫﺬا اﻟﻌﺎم. ﻛﺬﻟﻚ ﻻ ﺗُﻌﺘﱪ ﻫﺬه ﻓﻜﺮة ﺟﺪﻳﺪة؛ ﻓﻘﺪ ﻇﻬﺮت اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ اﻟﻌﻼﺟﻴﺔ اﻷوﱃ ﰲ اﻟﻌﻬﺪ اﻟﻘﺪﻳﻢ ،واملﺜري ﰲ اﻷﻣﺮ أﻧﻪ ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن ﻣﻔﻬﻮم ﻋﻠﻢ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ ﻗﺪ ﺻﺎر ﻣﺆﺧ ًﺮا ﻓﻘﻂ ﻣﺎ ﻳُﻤﻜﻦ أن ﻧﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ُ »ﻫﺮاء اﻟﺴﺎﻋﺔ« ،ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ اﻷوﱃ ﺗﺘﻤﺤﻮر ﺣﻮل اﻟﻄﻌﺎم. ﻛﺎن اﻟﻨﺒﻲ داﻧﻴﺎل ﻳﺘﺤﺪث ﻣﻊ َ ﴢ اﻟﺮﺋﻴﴘ ﻟﻠﻤﻠﻚ ﻧﺒﻮﺧﺬ ﻧﴫ ﺣﻮل ﺣﺼﺺ ﻃﻌﺎم اﻟﺨ ِ ﱢ 57
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
أ َ ْﴎى اﻟﻴﻬﻮد .ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎن ﻃﻌﺎم أﴎى اﻟﻴﻬﻮد ﻃﻌﺎﻣً ﺎ دﺳﻤً ﺎ وﻧﺒﻴﺬًا ،أراد اﻟﻨﺒﻲ داﻧﻴﺎل أن ﻳﺘﻨﺎول ﺟﻨﻮده اﻟﺨﴬاوات ﻓﻘﻂ .ﺳﺎور َ ُ اﻟﻘﻠﻖ ﺧﺸﻴﺔ أن ﺗﺴﻮء ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺠﻨﻮد إذا ﴢ اﻟﺨ ِ ﱠ ﻟﻢ ﻳﺘﻨﺎوﻟﻮا وﺟﺒﺎﺗﻬﻢ اﻟﺪﺳﻤﺔ ،وأن ﻳُﻔﻌﻞ ﺑﻪ ﻣﺎ ﻳُﻤﻜِﻦ أن ﻳُﻔﻌﻞ َ ﴢ ﺣﺘﻰ ﺗﺼﺒﺢ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺑﺨ ِ ﱟ أﺳﻮأ ً ﺣﺎﻻ .ﻋﲆ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻵﺧﺮ ،ﻛﺎن اﻟﻨﺒﻲ داﻧﻴﺎل ﻋﲆ اﺳﺘﻌﺪاد ﻟﻠﺘﻮﺻﻞ إﱃ ﺣﻞ وﺳﻂ؛ ﻓﺎﻗﱰح إﺟﺮاء أول ﺗﺠﺮﺑﺔ إﻛﻠﻴﻨﻴﻜﻴﺔ ﻋﲆ اﻟﺪوام: ﻓﻘﺎل داﻧﻴﺎل ﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺴﻘﺎة … »ﺟ ﱢﺮب ﻋﺒﻴﺪك ﻋﴩة أﻳﺎم .ﻓﻠﻴُﻌْ ﻄﻮﻧﺎ اﻟﻘﻄﺎﻧﻲ ﻟﻨﺄﻛﻞ ،وﻣﺎءً ﻟﻨﴩب ،وﻟﻴﻨﻈﺮوا إﱃ ﻣﻨﺎﻇﺮﻧﺎ أﻣﺎﻣﻚ ،وإﱃ ﻣﻨﺎﻇﺮ اﻟﻔﺘﻴﺎن اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺄﻛﻠﻮن ﻣﻦ أﻃﺎﻳﺐ املﻠﻚ .ﺛﻢ اﺻﻨﻊ ﺑﻌﺒﻴﺪك ﻛﻤﺎ ﺗﺮى«. ﻓﺴﻤﻊ ﻟﻬﻢ ﻫﺬا اﻟﻜﻼم وﺟ ﱠﺮﺑﻬﻢ ﻋﴩة أﻳﺎم .وﻋﻨﺪ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻌﴩة اﻷﻳﺎم ﻇﻬﺮت ﻣﻨﺎﻇﺮﻫﻢ أﺣﺴﻦ وأﺳﻤﻦ ﻟﺤﻤً ﺎ ﻣﻦ ﻛﻞ اﻟﻔﺘﻴﺎن اﻵﻛﻠني ﻣﻦ أﻃﺎﻳﺐ املﻠﻚ. ﻓﻜﺎن رﺋﻴﺲ اﻟﺴﻘﺎة ﻳﺮﻓﻊ أﻃﺎﻳﺒﻬﻢ وﺧﻤﺮ ﻣﴩوﺑﻬﻢ وﻳﻌﻄﻴﻬﻢ ﻗﻄﺎﻧﻲ. ﺳﻔﺮ داﻧﻴﺎل :اﻹﺻﺤﺎح اﻷول١٦–١ : ٌ ﻏﺎﻣﺾ ﺑﺼﻮرة ﺧﺎﺻﺔ إﱃ درﺟﺔ ﻣﺎ ،ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎك ﰲ اﻷﻣﺮ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ذﻟﻚ؛ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﳾءٌ إزاء أي ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻋﻼﺟﻴﺔ ،وإذا أردﻧﺎ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻫﻞ أﻗﺮاص املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ﻧﺎﺟﻌﺔ أم ﻻ، ً ﺗﻔﺼﻴﻼ .ﺳﻨﺄﺧﺬ ﻋﻴﱢﻨﺔُ ،ﻗ ْﻞ ﻣﻦ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ إﺟﺮاء ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻣﻤﺎﺛﻠﺔ .دﻋﻨﺎ ﻧﺘﺤﺪث ﻋﻦ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻛﺘﻠﻚ ﻣﺎﺋﺘﻲ ﺷﺨﺺ ،إﱃ ﻋﻴﺎد ٍة ﻟﻠﻤﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ،ﺛﻢ ﻧﻘﺴﻤﻬﻢ ﻋﺸﻮاﺋﻴٍّﺎ إﱃ ﻣﺠﻤﻮﻋﺘني ،وﻧﺠﻌﻠﻬﻢ ﻳَ ُﻤ ﱡﺮون ﺑﻜﺎﻣﻞ ﻣﺮاﺣﻞ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺑﺪءًا ﻣﻦ زﻳﺎرة أﺣﺪ ﻣُﺨﺘَﴢ املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ،وﺗﺸﺨﻴﺺ ﺣﺎﻻﺗﻬﻢ ،واﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ اﻟﻮﺻﻔﺔ اﻟﻄﺒﻴﺔ ﻷي ﳾء ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﺼﻔﻪ ا ُملﺨﺘَﺺ .وﻟﻜﻦ ﰲ ﱢ ﺳﻨﻐري اﻟﻮﺻﻔﺎت اﻟﻌﻼﺟﻴﺔ ِﻟﻨ ْ ِﺼﻒ ﻋﺪد املﺮﴇ ﻣﻦ اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ اﻷﺧرية ،ودون ﻣﻌﺮﻓﺘﻬﻢ، ﺗﻨﺎول أﻗﺮاص ﺳﻜﺮﻳﺔ إﱃ ﺗﻨﺎول أﻗﺮاص ﺳﻜﺮﻳﺔ ﻏري ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻟﻢ ﻳَﺠْ ِﺮ ﺗﻘﻮﻳﺔ ﻣﻔﻌﻮﻟﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ً ﻻﺣﻘﺎ ،ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺣﺴﺎب ﻋﺪد ﺳﺤﺮي ﻣﻦ ﺧﻼل املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ .ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ،ﰲ وﻗﺖ ﻣﻼﺋﻢ ﱠ ﺗﺤﺴﻨﺖ ﺣﺎﻟﺘﻬﻢ. اﻷﺷﺨﺎص ﰲ ﻛﻞ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻤﻦ ُ ﺻﺎدﻓﺖ ﻗ ْﺪ ًرا ﻛﺒريًا ﻣﻦ اﻟﻘﻠﻖ ﺣِ ﻴﺎ َل ﻣﻦ ﺧﻼل ﺣﺪﻳﺜﻲ ﻣﻊ ﻣُﺨﺘَ ﱢﴢ املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ، ً ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻓﻜﺮة اﻟﻘﻴﺎس ،ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻏري واﺿﺤﺔ ﺑﻤﺎ ﻳﻜﻔﻲ ،ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺗَ ُﺰجﱡ ﺑﴚء زﺟٍّ ﺎ ﰲ ﻣﻜﺎن ﻻ ﻳﺘﻼءم ﻣﻌﻪ؛ ﻧﻈ ًﺮا ﻷن ﻛﻠﻤﺔ »ﻗﻴﺎس« ﺗﺒﺪو ﻋﻠﻤﻴﺔ ورﻳﺎﺿﻴﺔ؛ ﻟﺬا ﻳﺠﺐ أن ﻧﺘﻮﻗﻒ ً ﻗﻠﻴﻼ وﻧﻔ ﱢﻜﺮ ﺣﻴﺎل ذﻟﻚ ﺟﻴﺪًا .ﻻ ﺗﺘﻀﻤﱠ ﻦ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﻘﻴﺎس أيﱠ أﴎار 58
املﻌﺎﻟﺠﺔ املِ ﺜﻠﻴﺔ
ﱠ ﺧﺎﺻﺔ .ﻓﻨﺤﻦ ﻓﻘﻂ ﻧﺴﺄل املﺸﺎرﻛني ﰲ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻏﺎﻣﻀﺔ ،وﻻ ﺗﻨﻄﻮي ﻋﲆ اﺳﺘﺨﺪام أﺟﻬﺰة ﺑﺘﺤﺴﻦ أم ﻻ ،وﻧ ُ ِ ﱡ ﺤﴢ إﺟﺎﺑﺎﺗﻬﻢ. ﻫﻞ ﻳﺸﻌﺮون ﰲ إﺣﺪى اﻟﺘﺠﺎرب — أو ﰲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن ﰲ اﻟﻌﻴﺎدات اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ — رﺑﻤﺎ ﻧﻄﻠﺐ ﻣﻦ املﺮﴇ ﻗﻴﺎس أ َﻟ ِﻢ رﻛﺒﺘﻬﻢ ﻋﲆ ﻣﻘﻴﺎس ﻳﺘﺪ ﱠرج ﻣﻦ واﺣﺪ إﱃ ﻋﴩة ﻳﻮﻣﻴٍّﺎ ،ﰲ ﻣﻔ ﱢﻜﺮة ﻳﻮﻣﻴﺔ، أو ﺣﺴﺎب ﻋﺪد اﻷﻳﺎم اﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﺸﻌﺮون ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺎﻷﻟﻢ ﺧﻼل أﺳﺒﻮع ،أو ﻗﻴﺎس أﺛﺮ اﻹﺟﻬﺎد اﻟﺬي ﻳﺘﻌﺮﺿﻮن ﻟﻪ ﻋﲆ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﺧﻼل ذﻟﻚ اﻷﺳﺒﻮع؛ ﻛﻢ ﻋﺪد اﻷﻳﺎم اﻟﺘﻲ اﺳﺘﻄﺎﻋﻮا ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺨﺮوج ﻣﻦ املﻨﺰل؟ وﻣﺎ املﺴﺎﻓﺔ اﻟﺘﻲ اﺳﺘﻄﺎﻋﻮا ﻗﻄﻌﻬﺎ ﺳريًا؟ وﻣﺎ ﺣﺠﻢ اﻷﻋﻤﺎل املﻨﺰﻟﻴﺔ ِ املﺒﺎﴍة ،واﻟﺬاﺗﻴﱠﺔ اﻟﺘﻲ اﺳﺘﻄﺎﻋﻮا أداءﻫﺎ؟ ﻳﻤﻜﻨﻚ أن ﺗﺴﺄل أيﱠ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻷﺳﺌﻠﺔ اﻟﺒﺴﻴﻄﺔ، ﺟﺪٍّا؛ إذ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻣﻬﻤﺔ اﻟﻄﺐ ﰲ ﻧﻬﺎﻳﺔ املﻄﺎف ﰲ ﺗﺤﺴني اﻟﺤﻴﺎة ،واﻟﺘﺨﻔﻴﻒ ﻣﻦ ﺣﺪة اﻵﻻم. رﺑﻤﺎ ﻧُﻄﻮﱢر اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ أﻛﺜﺮ ،وﻧﻌﻤﻞ ﻋﲆ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﻣﻌﻴﺎرﻳﺔ ،وﻧﺠﻌﻞ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻧﺘﺎﺋﺠﻨﺎ ﺑﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﺒﺤﻮث اﻷﺧﺮى أﻛﺜﺮ ﺳﻬﻮﻟﺔ )وﻫﻮ أﻣﺮ ﻃﻴﱢﺐ ،ﻳ ُْﺴ ِﻬﻢ ﰲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻓﻬﻢ أﻛﱪ ﻷي ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ اﻟﺤﺎﻻت وﻋﻼﺟﻬﺎ( .رﺑﻤﺎ ﻧﺴﺘﺨﺪم »اﺳﺘﺒﻴﺎن اﻟﺼﺤﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ« ،ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل؛ ﻧﻈ ًﺮا ﻷﻧﻪ ﻳُﻤَ ﺜﱢﻞ »أداة« ﻣﻌﻴﺎرﻳﺔ .وﻟﻜﻦ ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻫﺬا ﱠ اﻟﺼ َﺨﺐ ،ﻻ ﻳﻤﺜﻞ »اﺳﺘﺒﻴﺎن اﻟﺼﺤﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،«١٢-ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻌﺮوف ،ﺳﻮى ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺑﺴﻴﻄﺔ ﻣﻦ اﻷﺳﺌﻠﺔ ﺣﻮل ﺣﻴﺎة ا ُمل ْﺴﺘَﺒ َْني وأﻋﺮاض ﻣﺮﺿﻪ. اﻟﺴﻠ َ إذا ﻛﻨﺖ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﻫِ ِﴤ اﻟﺨﻄﺎب ﱡ ﻄ ِﻮي ،ﻓﺘﺬ ﱠﻛﺮ ﻫﺬا إذن :ﻳُﻌﺘﱪ إﺟﺮاء ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺿﺎﺑﻄﺔ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام ﻋﻼج وﻫﻤﻲ ﻋﲆ ﻋﻼج ﻣﻌﱰَف ﺑﻪ — ﺳﻮاء أﻛﺎن ﻫﺬا اﻟﻌﻼج ﻋﻼﺟً ﺎ ً ً ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻫﺪﱠاﻣﺔ ﺑﻄﺒﻴﻌﺘﻬﺎ .ﻓﺄﻧﺖ ﺗُ َﻘﻮﱢض، ﺑﺪﻳﻼ أو أيﱠ ﺷﻜﻞ ﻣﻦ أﺷﻜﺎل اﻟﻌﻼج اﻟﻄﺒﻲ — َ أرﻛﺎن اﻟﻴﻘني اﻟﺰاﺋﻒ ،وﺗَﺤْ ِﺮم اﻷﻃﺒﺎء واملﺮﴇ واملﻌﺎﻟﺠني ﻣﻦ ﺧﻼل إﺟﺮاء ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻛﺘﻠﻚ، ﴪﻫﻢ ﻓﻴﻤﺎ ﻣﴣ. ﻣﻦ ﻋﻼﺟﺎت ﻛﺎﻧﺖ ﺗَ ُ ﱡ ﻫﻨﺎك ﺗﺎرﻳﺦ ﻃﻮﻳﻞ ﻣﻦ اﻻﻧﺰﻋﺎج اﻟﺬي ﺳﺒﱠﺒﺘْﻪ اﻟﺘﺠﺎرب ،ﰲ ﻣﺠﺎل اﻟﻄﺐ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﰲ ً ُ ﻛﺎﻓﺔ ﰲ اﻷﺷﺨﺎص ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺨﻠﻔﻴﺎت أﺷﻜﺎ َل اﻟﺪﻓﺎﻋﺎت ﻣﺠﺎﻻت أﺧﺮى ،وﺳﻴَﻨ ْ ِﺼﺐ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﻫﺬه اﻟﺘﺠﺎرب .ﻓﻘﺪ وﺻﻒ آرﺗﴚ ﻛﻮﻛﺮﻳﻦ ،أﺣﺪ آﺑﺎء اﻟﻄﺐ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﲆ اﻷدﻟﺔَ ، ذات ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ اﻷﻃﺒﺎء اﻟﺠﺮاﺣني ﱠ ٌ ﺑﺄن وﺳﺎﺋﻞ ﻣﺮة — ﺑﺸﻜﻞ ﻃﺮﻳﻒ — ﻛﻴﻒ ﺗﺪﻓﻊ ﻋﻼﺟﻬﻢ ﻟﻠﴪﻃﺎن ﻫﻲ اﻷﻛﺜﺮ ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ؛ ﻓﻘﺪ ﻛﺎن واﺿﺤً ﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﺟَ ِﲇ ﱟ ﻟﻬﻢ ﻛﺎﻓﺔ أن ﻋﻼج ﻛ ﱟﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻫﻮ اﻷﻓﻀﻞ .ﻣﴣ ﻛﻮﻛﺮﻳﻦ ﻷﺑﻌﺪ ﻣﻦ ذﻟﻚ ُﻗﺪُﻣً ﺎ ،ﻓﺠﻤﻊ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻌً ﺎ ﰲ ﻏﺮﻓﺔ ،ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺸﻬﺪ ﻛ ﱞﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﻘ َ ني اﻵﺧﺮ اﻟﺮاﺳﺦ واملﺘﻨﺎﻗﺾ ﰲ آن واﺣﺪ ،وذﻟﻚ ﰲ ﻣﺴﻌﺎه ﻹﻗﻨﺎﻋﻬﻢ ﺑﺎﻟﺤﺎﺟﺔ إﱃ إﺟﺮاء ﺗﺠﺎرب .ﺑﺎملﺜﻞ ،رﺑﻤﺎ ﻳُﻌﺎرض اﻟﻘﻀﺎة ﺑﺸﺪة ﻓﻜﺮة إﺻﺪار 59
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ِ ﻣﺘﻌﺎﻃﻲ اﻟﻬريوﻳﻦ؛ اﻋﺘﻘﺎدًا ﻣﻨﻬﻢ ﺑﺘﻮاﻓﺮ املﻌﺮﻓﺔ اﻷﻓﻀﻞ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﰲ أﺣﻜﺎم ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋﲆ ﺣﺎل ﻣﻦ اﻷﺣﻮال ﻋﲆ ﻋﺎﻟﻢَ ﻛﻞ ﺣﺎﻟﺔ ﻓﺮدﻳﺔ .ﻫﺬه املﻌﺎرك ﻣﻌﺎرك ﺣﺪﻳﺜﺔ ،وﻻ ﺗﻘﺘﴫ ﺑﺄي ٍ املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ. َ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺨﺎرﺟني ﻣﻦ ﻋﻴﺎدة املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ،وﻧُﺤَ ﻮﱢل ﻟﺬا ،ﻧﺼﻄﺤﺐ ﱠ ﺗﺘﺤﺴﻦ ﺣﺎﻟﺘﻪ. ﻧﺼﻒ ﻣﺎ ﻳﺘﻠﻘﻮﻧﻪ ﻣﻦ أﻗﺮاص إﱃ أﻗﺮاص ذات أﺛﺮ وﻫﻤﻲ ،وﻧﺮى ﻣَ ﻦ ﻣﻨﻬﻢ ً ً ﺿﺎﺑﻄﺔ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام ﻋﻼج وﻫﻤﻲ ﺗُﺠﺮى ﻋﲆ أﻗﺮاص املﻌﺎﻟﺠﺔ ﺗﺠﺮﺑﺔ وﺗُﻌَ ﱡﺪ ﻫﺬه اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ املﺜﻠﻴﺔ ،وﻟﻴﺴﺖ ﻫﺬه ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ اﻓﱰاﺿﻴﺔ ﻧﻈﺮﻳﺔ؛ ﻓﻘﺪ أُﺟﺮﻳﺖ ﻫﺬه اﻟﺘﺠﺎرب ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻋﲆ ً إﺟﻤﺎﻻ ،أن املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ﻻ ﺗُﺴﻔﺮ ﻋﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ أﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﻋﻼﺟﺎت املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ،وﻳﺒﺪو، اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ. َ ﺳﻤﻌﺖ ﻣُﺨﺘَ ﱢﴢ املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ﻳﻘﻮﻟﻮن إن ﻫﻨﺎك ﻧﺘﺎﺋﺞ إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻟﻜﻦ رﺑﻤﺎ ﺗﻜﻮن ﻗﺪ َ رأﻳﺖ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺑﻌﺾ ﻫﺬه اﻟﺘﺠﺎرب ﺗﺤﺪﻳﺪًا ﻣﺬﻛﻮرة ﰲ ﰲ املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ؛ ﺑﻞ رﺑﻤﺎ ﺗﻜﻮن ﻗﺪ ﺑﺤﻮث أﺧﺮى ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ اﻻﺳﺘﺸﻬﺎد .ﻣﺎذا ﻳﺤﺪث ﻫﻨﺎ؟ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻣﺪﻫﺸﺔ ،وﺗﺄﺧﺬﻧﺎ إﱃ ﻗﻠﺐ اﻟﻄﺐ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﲆ اﻷدﻟﺔ .ﻫﻨﺎك »ﺑﻌﺾ« اﻟﺘﺠﺎرب ﺗﺸري إﱃ أن املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ﺗُ ِﺒﲇ ﺑﻼءً أﻓﻀﻞ ﻣﻦ اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﺳﻮى ﺑﻌﺾ اﻟﺘﺠﺎرب ،وﻫﻲ ،ﻋﲆ وﺟﻪ اﻟﻌﻤﻮم، ﺗﺠﺎرب ﺗﻜﺘﻨﻔﻬﺎ »أﺧﻄﺎء ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ« .وﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺒﺪو اﻷﻣﺮ ﻣﻨﻄﻮﻳًﺎ ﻋﲆ ﺟﻮاﻧﺐَ ﺗﻘﻨﻴﱠﺔ ،ﻻ ﻳﻌﻨﻲ اﻷﻣﺮ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ أن ﻫﻨﺎك ﻣﺸﻜﻼت ﰲ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻲ أُﺟﺮﻳﺖ ﺑﻬﺎ اﻟﺘﺠﺎرب ،وﻫﻲ ﻣﺸﻜﻼت ﻛﺒرية إﱃ اﻟﺪرﺟﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺸري إﱃ أن اﻟﺘﺠﺎرب أﻗﻞ ﻣﻦ أن ﺗﻜﻮن »ﺗﺠﺎرب ﻋﺎدﻟﺔ« ﻟﻠﻌﻼج. ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗَﻌِ ﺞﱡ أدﺑﻴﺎت اﻟﻌﻼج اﻟﺒﺪﻳﻞ ﺑﺤﺎﻻت ﻋﺪم اﻟﻜﻔﺎءة ﺑﻼ ﺷﻚ ،ﺗُﻌﺘﱪ أوﺟﻪ اﻟﻘﺼﻮر ً ً ﺷﺎﺋﻌﺔ ﺟﺪٍّا ﰲ ﻣﺠﺎل اﻟﻄﺐ ﺑﺄﴎه .ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ ،رﺑﻤﺎ ﻳُﻌﺘﱪ ﻣﻦ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﰲ اﻟﺘﺠﺎرب ﺑﻤﻜﺎن اﻟﻘﻮ ُل إن ﺟﻤﻴﻊ أﻧﻮاع اﻟﺒﺤﻮث ﻳﻜﺘﻨﻔﻬﺎ ﺑﻌﺾ »أوﺟﻪ اﻟﻘﺼﻮر«؛ ﻧﻈ ًﺮا ﻷن اﻟﻌﺪل ٍ ﻛﻞ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺗﺘﻀﻤﱠ ﻦ ﻧﻮﻋً ﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﻮﺳﻂ ﺑني ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﺜﺎﱄ ،وﻣﺎ ﻫﻮ ﻋﻤﲇ أو رﺧﻴﺺ )ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﺎ ﺗﻔﺸﻞ أدﺑﻴﺎت اﻟﻄﺐ املﻜﻤﱢ ﻞ واﻟﺒﺪﻳﻞ ﺑﺼﻮرة ﺳﻴﺌﺔ ﻋﻨﺪ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﻔﺴري؛ ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ ﻳﻌﺮف اﻷﻃﺒﺎء أﺣﻴﺎﻧًﺎ إذا ﻣﺎ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺴﺘﺸﻬﺪون ﺑﺄوراق ﺑﺤﺜﻴﺔ ﻻ ﻓﺎﺋﺪة ﻣﻨﻬﺎ ،وﻳﺸريون إﱃ أوﺟﻪ اﻟﻘﺼﻮر ،ﻻ ﻳﻤﻴﻞ ﻣُﺨﺘَ ﱡ ﺼﻮ املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ إﱃ ﻧﻘﺪ أي ﳾء إﻳﺠﺎﺑﻲ(. ً ﻛﺎﻣﻠﺔ ،و ِذ ْﻛﺮ أﺳﺎﻟﻴﺐ إﺟﺮاﺋﻬﺎ وﻧﺘﺎﺋﺠﻬﺎ ﻟﻬﺬا ﻣﻦ اﻷﻫﻤﻴﺔ ﺑﻤﻜﺎن ﻧﴩ اﻟﺒﺤﻮث، ملﺮاﺟﻌﺘﻬﺎ .وﺗﻠﻚ واﺣﺪة ﻣﻦ اﻷﻓﻜﺎر املﺘﻜ ﱢﺮرة ﰲ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ،وﻫﻲ ﻓﻜﺮة ﻣﻬﻤﺔ؛ ﻷن اﻟﻨﺎس ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳُﻄﻠﻘﻮن ادﱢﻋﺎءات ﺑﻨﺎءً ﻋﲆ ﺑﺤﻮﺛﻬﻢ ،ﻧﺤﺘﺎج إﱃ أن ﺗﻜﻮن ﻟﺪﻳﻨﺎ اﻟﻘﺪرة ﻋﲆ أن ﱠ وﻧﺘﻮﺻﻞ إﱃ ﺣﻜﻤﻨﺎ اﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﺣﻮل :ﻫﻞ ﻧﻘ ﱢﺮر ﺑﺄﻧﻔﺴﻨﺎ ﺣﺠﻢ »أوﺟﻪ اﻟﻘﺼﻮر املﻨﻬﺠﻴﺔ«، 60
املﻌﺎﻟﺠﺔ املِ ﺜﻠﻴﺔ
ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻣﺤﻞ ﺛﻘﺔ؟ وﻫﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺠﺎرب ﻫﺆﻻء »ﺗﺠﺎرب ﻋﺎدﻟﺔ«؟ واﻷﺷﻴﺎء اﻟﺘﻲ ﺗَﻌُ ﻮق ً ﻋﺎدﻟﺔ ﺗﺼﺒﺢ ﺑﺪﻫﻴﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﺑﻤﺠﺮد أن ﺗﻌﺮﻓﻬﺎ. اﻟﺘﺠﺎرب ﻋﻦ أن ﺗﻜﻮن ) (4اﻟﺘﻌﻤﻴﺔ ﺗﺘﻤﺜﱠﻞ إﺣﺪى اﻟﺴﻤﺎت املﻬﻤﺔ ﻷي ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺟﻴﺪة ﰲ أن ﻳﻜﻮن اﻟﻘﺎﺋﻤﻮن ﻋﲆ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ أو املﺮﴇ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻮن ﻫﻞ ﻛﺎﻧﻮا ﻗﺪ ﺣﺼﻠﻮا ﻋﲆ أﻗﺮاص املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ﱡ اﻟﺴ ﱠﻜﺮﻳﺔ أو أﻗﺮاص اﻟﺴﻜﺮ ذات اﻷﺛﺮ اﻟﻮﻫﻤﻲ؛ ﻷﻧﻨﺎ ﻧﺮﻳﺪ أن ﻧﻄﻤﱧ إﱃ أن أي ﻓﺮق ﻳﺠﺮي ﻗﻴﺎﺳﻪ ﻫﻮ ﻧﺘﺎج اﻟﻔﺮق ﺑني اﻟﻘﺮﺻني ،وﻟﻴﺲ ً ﻓﺮﻗﺎ ﻧﺎﺑﻌً ﺎ ﻣﻦ ﺗﻮﻗﻌﺎت أو ﺗﺤﻴﺰات اﻷﺷﺨﺎص .أﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن ﻋﲆ دراﻳﺔ ﺑﺄيﱟ ﻣﻦ ﻣﺮﺿﺎﻫﻢ املﺤﺒﱠﺒني ﻗﺪ ﺣﺼﻞ ﻋﲆ اﻟﻌﻼج اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ،وأﻳﻬﻢ ﺣﺼﻞ ﻋﲆ اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ ،ﻓﺮﺑﻤﺎ ﻻ ﻳﻠﺘﺰﻣﻮن ﺑﻘﻮاﻋﺪ اﻟﻠﻌﺒﺔ ،أو رﺑﻤﺎ ﻳ ﱢ ُﻐري ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺗﻘﻴﻴﻤﻬﻢ ﻟﺤﺎﻟﺔ املﺮﻳﺾ ،ﺑﺼﻮرة واﻋﻴﺔ أو ﻏري واﻋﻴﺔ. دﻋْ ﻨﻲ أ َ ُﻗ ْﻞ إﻧﻨﻲ أﺟﺮي دراﺳﺔ ﻋﲆ ﻗﺮص ﻃﺒﻲ ﺟﺮى اﺑﺘﻜﺎره ﻟﺘﻘﻠﻴﻞ ﺿﻐﻂ اﻟﺪم املﺮﺗﻔﻊ .أﻋﺮف أيﱞ ﻣﻦ ﻣﺮﺿﺎي ﻳﺘﻠﻘﻰ ﻗﺮص ﺿﻐﻂ اﻟﺪم اﻟﺠﺪﻳﺪ اﻟﺒﺎﻫﻆ اﻟﺜﻤﻦ ،وأﻳﱡﻬﻢ ﻳﺘﻠﻘﻰ اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ .ﻳﺪﺧﻞ أﺣﺪ املﺮﴇ ﻣﻤﻦ ﱠ ﻳﺘﻠﻘﻮْن اﻟﻌﻼج اﻟﺠﺪﻳﺪ اﻟﺒﺎﻫﻆ وﺗﺠﺮي ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻗﻴﺎس ﺿﻐﻂ دم ﻟﻪ ﺗﺸري إﱃ ﺗﺠﺎوز اﻟﻀﻐﻂ اﻟﺤﺪود املﻌﺘﺎدة ،ﺑﻤﻌﺪل أﻋﲆ ﻛﺜريًا ﻣﻤﺎ ﻛﻨﺖ أﺗﻮﻗﻊ ،ﺧﺎﺻﺔ أﻧﻪ ﻳﺘﻠﻘﻰ ﻫﺬا اﻟﺪواء اﻟﺠﺪﻳﺪ اﻟﺒﺎﻫﻆ اﻟﺜﻤﻦ؛ ﻟﺬا أُﻋﻴﺪ ﻓﺤﺺ ﺿﻐﻂ دﻣﻪ؛ »ﻟﻠﺘﺄﻛﺪ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ أﻧﻨﻲ ﻟﻢ أرﺗﻜﺐ ﺧﻄﺄً «.وﻋﻨﺪ ﻗﻴﺎس اﻟﻀﻐﻂ ﻣﺮة أﺧﺮى، ﺗﻜﻮن اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ؛ ﻟﺬا أُدوﱢن ﻫﺬه اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ وأﺗﺠﺎﻫﻞ اﻟﻘﺮاءة املﺮﺗﻔﻌﺔ. ﻻ ﺗﻌﺘﱪ ﻗﺮاءات ﺿﻐﻂ اﻟﺪم دﻗﻴﻘﺔ؛ ﻣﺜﻞ ﺗﻔﺴري اﻟﺮﺳﻮم اﻟﻜﻬﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﻘﻠﺐ ،وﺗﻔﺴري اﻷﺷﻌﺔ اﻟﺴﻴﻨﻴﺔ ،ودرﺟﺎت اﻷﻟﻢ ،وﻛﺜري ﻣﻦ وﺳﺎﺋﻞ اﻟﻘﻴﺎس اﻷﺧﺮى اﻟﺘﻲ ﺗُﺴﺘﺨﺪم ﺑﺸﻜﻞ دار ﻋﲆ اﻹﻃﻼق ﺑﺄﻧﻨﻲ أﻋﺒﺚ روﺗﻴﻨﻲ ﰲ اﻟﺘﺠﺎرب اﻹﻛﻠﻴﻨﻴﻜﻴﺔ .أذﻫﺐ ﻟﺘﻨﺎول اﻟﻐﺪاء ،ﻏري ٍ ُﺼ ِﺪ ًرا ً ﰲ ﻫﺪوءٍ ودون ﺿﻮﺿﺎء ﺑﺎﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ،ﻣﺤ ﱢ ﻄﻤً ﺎ ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻟﺪراﺳﺔ ،وﻣ ْ أدﻟﺔ ﻏري دﻗﻴﻘﺔ؛ وﻣﻦ ﺛ َ ﱠﻢ ﰲ ﻧﻬﺎﻳﺔ املﻄﺎف ،أﻗﺘﻞ اﻟﻨﺎس )ﻷن أﻛﱪ أﺧﻄﺎﺋﻨﺎ ﺳﻴﻜﻤﻦ ﰲ ﻧﺴﻴﺎن أن اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ﺗُﺴﺘﺨﺪم ﻻﺗﺨﺎذ ﻗﺮارات ﺧﻄرية ﰲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻮاﻗﻌﻲ ،ﱠ وأن املﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺴﻴﺌﺔ ﺗﺴﺒﱢﺐ املﻌﺎﻧﺎة واﻟﻮﻓﺎة(. ﻫﻨﺎك أﻣﺜﻠﺔ ﻋﺪﻳﺪة ﺟﻴﺪة ﻣﻦ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻄﺒﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ أدﱠى ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻔﺸﻞ ﰲ ﺿﻤﺎن إﺟﺮاء ﻋﻤﻠﻴ ِﺔ »ﺗﻌﻤﻴﺔ« ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ،ﻛﻤﺎ ﻳُﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،إﱃ وﻗﻮع ﻣﻬﻨﺔ اﻟﻄﺐ ﺑﺄﴎﻫﺎ ﰲ اﻟﺨﻄﺄ ﺑﺸﺄن ﺗﺤﺪﻳﺪ أيﱡ ﻃﺮق اﻟﻌﻼج أﻓﻀﻞ .ﻓﻠﻢ ﺗﺘﻮاﻓﺮ ﻟﻨﺎ ﻃﺮﻳﻘﺔ ملﻌﺮﻓﺔ ﻫﻞ اﻟﺠﺮاﺣﺎت اﻟﺼﻐرية 61
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
أﻓﻀﻞ ﻣﻦ اﻟﺠﺮاﺣﺎت املﻔﺘﻮﺣﺔ ،ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل ،ﺣﺘﻰ ﺟﺎء ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺠﺮاﺣني ﻣﻦ ﺷﻴﻔﻠﺪ وأﺟﺮوا ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻣﺼﻄﻨﻌﺔ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ ،ﺟﺮى ﻓﻴﻬﺎ اﺳﺘﺨﺪام ﱢ اﻟﻀﻤَ ﺎدات وﺑ َُﻘﻊ اﻟﺪم اﻟﺰاﺋﻔﺔ، ﻟﻠﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﻋﺪم ﻣﻌﺮﻓﺔ أﺣ ٍﺪ أيﱡ أﻧﻮاع ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت أُﺟﺮﻳﺖ ﻷي ﻣﺮﻳﺾ. ٧٠ ٦٠ ٥٠ ٤٠ ٣٠ ٢٠ ١٠ ٠ املﺠﻤﻮﻋﺔ ا ُملﻌﻤﱠ ﺎة
املﺠﻤﻮﻋﺔ ﻏري املﻌﻤﱠ ﺎة
ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻌﻼج ﺑﺎﻟﻮﺧﺰ ﺑﺎﻹﺑﺮ املﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻀﺎﺑﻄﺔ ﺷﻜﻞ :1-4ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺘﺤﺴﻦ ﻋﲆ املﺪى اﻟﻘﺼري.
ٌ ﺑﻌﺾ ﻣﻦ أﻫﻢ اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت ﰲ ﻣﺠﺎل اﻟﻄﺐ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﲆ اﻷدﻟﺔ ﻣﻌً ﺎ ،وأﺟْ َﺮوْا اﺟﺘﻤﻊ ً ﻣﺮاﺟﻌﺔ ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻌﻤﻴﺔ ﰲ ﺟﻤﻴﻊ أﻧﻮاع اﻟﺘﺠﺎرب ﻋﲆ اﻟﻌﻘﺎﻗري اﻟﻄﺒﻴﺔ ،ووﺟﺪوا أن ٌ ﺗﻌﻤﻴﺔ ﻛﺎﻓﻴﺔ ،ﺑﺎﻟﻐﺖ ﰲ ﻓﻮاﺋﺪ اﻟﻌﻼﺟﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺠﺮي دراﺳﺘﻬﺎ اﻟﺘﺠﺎرب اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗُﺠْ َﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻨﺴﺒﺔ .٪١٧إن اﻟﺘﻌﻤﻴﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺠﺮد أداة ﻣﺠﻬﻮﻟﺔ ﻻﺻﻄﻴﺎد اﻷﺧﻄﺎء ،ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺤﻔﻨﺔ ﻣﻦ املﺘﺤﺬﻟﻘني ﻣﺜﲇ ،ﺗُﺴﺘﺨﺪم ﰲ اﻟﻬﺠﻮم ﻋﲆ اﻟﻌﻼﺟﺎت اﻟﺒﺪﻳﻠﺔ. 62
املﻌﺎﻟﺠﺔ املِ ﺜﻠﻴﺔ
ٌ ﻣﺮاﺟﻌﺔ ﻟﻠﺘﺠﺎرب ﰲ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺠﺎرب اﻟﻘﺮﻳﺒﺔ ﻣﻦ ﺗﺠﺎرب املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ،أﻇﻬﺮت ﻋﲆ ْ ﺟﺮﻳَﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﻌﻤﻴﺔ ﻋﲆ اﻟﻮﺧﺰ ﺑﺎﻹﺑﺮ ﻟﻌﻼج آﻻم اﻟﻈﻬﺮ ،أن اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻲ أ ُ ِ ْ ﺑﺎﻟﻮﺧﺰ ﺑﺎﻹﺑﺮ ،وﻫﻲ ﻧﺘﺎﺋﺞ »ﻟﻴﺴﺖ ﻟﻬﺎ دﻻﻟﺔ ﻧﺤﻮ ﺻﺤﻴﺢ أﻇﻬﺮت ﻓﺎﺋﺪ ًة ﺿﺌﻴﻠﺔ ﻟﻠﻌﻼج ٍ ً ﻻﺣﻘﺎ( .ﰲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ،أﻇﻬﺮت اﻟﺘﺠﺎرب اﻟﺘﻲ إﺣﺼﺎﺋﻴٍّﺎ« )ﺳﻨﻌﻮد إﱃ ﻣﺎ ﻳَﻌْ ﻨﻴﻪ ذﻟﻚ ﻟﻢ ﺗُﺠْ َﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻌﻤﻴﺔ — اﻟﺘﺠﺎرب اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻳﻌﺮف ﻓﻴﻬﺎ املﺮﻳﺾ ﻫﻞ ﻛﺎن ﺟﺰءًا ً ﻫﺎﺋﻠﺔ إﺣﺼﺎﺋﻴٍّﺎ ﻟﻠﻌﻼج ﺑﺎﻟﻮﺧﺰ ﺑﺎﻹﺑﺮ )ﻛﺎن اﻟﻌﻼج ﻣﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻌﻼج أم ﻻ — ﻓﺎﺋﺪ ًة اﻟﻮﻫﻤﻲ املﺴﺘﺨﺪَم ﻛﻌﻨﴫ ﺿﺎﺑﻂ ﰲ ﺗﺠﺮﺑﺔ اﻟﻮﺧﺰ ﺑﺎﻹﺑﺮ — ﰲ ﺣﺎل ﻛﻮﻧﻚ ﺗﺘﺴﺎءل ﻋﻦ ذﻟﻚ — ﻋﻼﺟً ﺎ ﻣﺰﻳ ًﱠﻔﺎ ،ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام إﺑﺮ ﻣﺰﻳﱠﻔﺔ ،أو ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام اﻹﺑﺮ ﰲ ﻣﻮاﺿﻊ »ﺧﺎﻃﺌﺔ« ،ﻣﻊ وﺟﻮد ﻋﻨﴫ ﻃﺮﻳﻒ ﺟﺪﻳﺪ ﻳﺰﻳﺪ اﻷﻣﻮر ﺗﻌﻘﻴﺪًا ﰲ إﺟﺮاء ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﺘﺠﺎرب ﻳﺘﻤﺜﱠﻞ ﰲ أن إﺣﺪى ﻣَ ﺪَارس اﻟﻮﺧﺰ ﺑﺎﻹﺑﺮ ﺳﻮف ﺗﺰﻋُ ﻢ ﰲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن أن ﻣﻮاﺿﻊ اﻟﻮﺧﺰ املﺰﻳﱠﻔﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﺨﺪﻣﻬﺎ ﻣﺪرﺳﺔ أﺧﺮى ﰲ اﻟﻌﻼج إﻧﻤﺎ ﺗﻤﺜﱢﻞ املﻮاﺿﻊ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻌني ﺑﻬﺎ ﺗﻠﻚ املﺪرﺳﺔ ﰲ اﻟﻌﻼج(. ﻟﺬا ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻧﺮى ،ﺗُﻌﺘﱪ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻌﻤﻴﺔ ﻣُﻬﻤﱠ ﺔ ،وﻻ ﺗُﻌﺘﱪ أي ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺟﻴﺪة ﺑﺎﻟﴬورة. ٌ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺗُﻈﻬﺮ أن ﻫﺬا اﻟﻌﻼج ﻧﺎﺟﻊ«؛ ﻧﻈ ًﺮا ﻷن ﻫﻨﺎك ﺗﺠﺎرب ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻚ أن ﺗﻘﻮل» :ﻫﺎ ﻫﻲ ﺟﻴﺪة ،ﺑﻤﻌﻨﻰ »ﺗﺠﺎرب ﻋﺎدﻟﺔ« ،وﻫﻨﺎك ﺗﺠﺎرب ردﻳﺌﺔ .وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻘﻮل اﻷﻃﺒﺎء واﻟﻌﻠﻤﺎء إن ً دراﺳﺔ ﻣﺎ ﻗﺪ ﺷﺎﺑَﻬَ ﺎ اﻟﻌَ ﻮَا ُر املﻨﻬﺠﻲ وﻻ ﻳُﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻻ ﻳﺮﺟﻊ ذﻟﻚ إﱃ ﺳﻮء ﻧﻴﺔ ﻫﺆﻻء، أو ﻣﺤﺎوﻟﺘﻬﻢ اﻹﺑﻘﺎء ﻋﲆ »اﻟﻬﻴﻤﻨﺔ« ،أو اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﲆ اﻟﺮﺷﺎوَى اﻟﻘﺎدﻣﺔ ﻣﻦ ﴍﻛﺎت ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺪواء؛ ﺑﻞ ﻷن اﻟﺪراﺳﺔ ﺟﺮى ﺗﻨﻔﻴﺬﻫﺎ ﺑﺼﻮرة ردﻳﺌﺔ — ﻓﻼ ﻳﻜ ﱢﻠﻒ ﺷﻴﺌًﺎ إﺟﺮاءُ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻌﻤﻴﺔ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ — ﱠ وﻷن اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺑﻤﻨﺘﻬﻰ اﻟﺒﺴﺎﻃﺔ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻋﺎدﻟﺔ. ) (5اﻟﺘﻮزﻳﻊ اﻟﻌﺸﻮاﺋﻲ دﻋﻨﺎ ﻧﺨﺮج ﻣﻦ اﻹﻃﺎر اﻟﻨﻈﺮي ،وﻧﺴﺘﻌﺮض ﺑﻌﺾ اﻟﺘﺠﺎرب اﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﺸﻬﺪ ﺑﻬﺎ ﻣُﺨﺘَ ﱡ ﺼﻮ املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ﻟﺪﻋﻢ ﻣﻤﺎرﺳﺎﺗﻬﻢ .أﻣﺎﻣﻲ اﻵن دراﺳﺔ ﻣﺘﻮﺳﻄﺔ املﺴﺘﻮى ﻟﺘﺠﺎرب ﻟﻠﻤﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام زﻫﺮة اﻟﻌﻄﺎس ،أﺟﺮاﻫﺎ اﻷﺳﺘﺎذ اﻟﺪﻛﺘﻮر إدوار إرﻧﺴﺖ ،وﻫﻲ ﺗﺠﺮﺑﺔ أن أوﺟُ َﻪ ُ ﺗُﻐﻨﻲ ﻋﻦ أﻣﺜﻠﺔ ﻛﺜرية .وﻳﺠﺐ أن ﱢ ﻧﻮﺿﺢ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ ﱠ اﻟﻘ ُ ﺼﻮر ﻫﻨﺎ ﻻ ﺗُﻌﺘﱪ ﻓﺮﻳﺪة ﻣﻦ ﻧﻮﻋﻬﺎ ،وأﻧﻨﻲ ﻻ أ ُ ْ ﺿ ِﻤﺮ ﻫﻨﺎ أي ﺿﻐﻴﻨﺔ ،وﻻ أﺗﴫف ﺑﺴﻮء ﻧﻴﺔ .ﻧﺤﻦ ﻻ ﻧﻔﻌﻞ ﺳﻮى ﻣﺎ ﻳﻔﻌﻠﻪ اﻷﻃﺒﺎء واﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﻮن ﻋﻨﺪ ﺗﻘﻴﻴﻢ اﻷدﻟﺔ. 63
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ﻫﻜﺬا ﺑﺤﺚ ﻫﻴﺪﻟﱪاﻧﺖ »وآﺧﺮون« )ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻳﻘﻮﻟﻮن ﰲ املﺠﺎل اﻷﻛﺎدﻳﻤﻲ( ﺣﺎﻟﺔ اﺛﻨﺘني ﱢ املﺘﺄﺧﺮ وأرﺑﻌني اﻣﺮأة ﻳﺨﻀﻌﻦ ﻟﻠﻤﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام زﻫﺮة اﻟﻌﻄﺎس ﻟﻌﻼج اﻷﻟﻢ ﻟﻠﻌﻀﻼت ،ووﺟﺪوا أن اﻟﻌﻼج ﻗﺪ أدﱠى إﱃ ﻧﺘﺎﺋﺞ أﻓﻀﻞ ﻣﻦ اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ .ﺗﺒﺪو ﻫﺬه ً َ ﻧﻈﺮت ﺑﺈﻣﻌﺎن أﻛﺜﺮ ،ﻓﻠﻦ دراﺳﺔ ﻣﻨﻄﻘﻴﺔ إﱃ ﺣ ﱟﺪ ﻣﺎ ،وﻟﻜﻦ إذا اﻟﺪراﺳﺔ ﻣﻦ اﻟﻮﻫﻠﺔ اﻷوﱃ ﺗﺠﺪ أي ﻋﻤﻠﻴﺔ »ﺗﻮزﻳﻊ ﻋﺸﻮاﺋﻲ« ﺟﺮت اﻹﺷﺎرة إﻟﻴﻬﺎ ﻋﲆ اﻹﻃﻼق ﰲ إﻃﺎر اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ .ﻳُﻌﺘﱪ اﻟﺘﻮزﻳﻊ اﻟﻌﺸﻮاﺋﻲ ﻣﻔﻬﻮﻣً ﺎ أﺳﺎﺳﻴٍّﺎ آﺧﺮ ﰲ اﻟﺘﺠﺎرب اﻹﻛﻠﻴﻨﻴﻜﻴﺔ .ﻓﻨﺤﻦ ﻧﻀﻊ املﺮﴇ اﻟﺴ ﱠﻜﺮﻳﺔ أو املﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﺘﻲ ﱠ ﻋﺸﻮاﺋﻴٍّﺎ ﰲ املﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﺘﻲ ﱠ ﺗﺘﻠﻘﻰ أﻗﺮاص اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ ﱡ ﺗﺘﻠﻘﻰ أﻗﺮاص املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ﱡ اﻟﺴ ﱠﻜﺮﻳﺔ؛ ﻷﻧﻨﺎ إن ﻟﻢ ﻧﻔﻌﻞ ذﻟﻚ ،ﻳﺼﺒﺢ ﻫﻨﺎك ﺧﻄﺮ أن ﻳﻀﻊ اﻟﻄﺒﻴﺐ أو ﻣُﺨﺘَ ﱡ ﺺ املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ — ﺑﺼﻮرة واﻋﻴﺔ أو ﻏري واﻋﻴﺔ — املﺮﴇ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺘﻘﺪ أﻧﻬﻢ ﻗﺪ ﻳﺘﺤﺴﻨﻮن ﰲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻌﻼج ﺑﺎملﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ،وﻳﻀﻊ املﺮﴇ اﻟﺬﻳﻦ ﻻ أﻣﻞ ﰲ ﺷﻔﺎﺋﻬﻢ ﰲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ؛ وﻣﻦ ﺛﻢ ﻳُﺰﻳﱢﻒ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ. ﻟﻴﺲ اﻟﺘﻮزﻳﻊ اﻟﻌﺸﻮاﺋﻲ ﻓﻜﺮة ﺟﺪﻳﺪة؛ ﻓﻘﺪ ﻛﺎن أول ﻣﻦ ﺟﺎء ﺑﻬﺎ ﰲ اﻟﻘﺮن اﻟﺴﺎﺑﻊ ﻋﴩ ﺟﻮن ﺑﺎﺑﺘﺴﺘﺎ ﻓﺎن ﻫﻠﻤﻮﻧﺖ ،وﻫﻮ ﺛﻮري ﺑﻠﺠﻴﻜﻲ ﺗﺤﺪﱠى اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴني ﰲ ﻋﴫه ﰲ اﺧﺘﺒﺎر ﻋﻼﺟﺎﺗﻬﻢ؛ ﻣﺜﻞ اﻟﻔﺼﺪ واﻟﺘﻄﻬري )ﺑﻨﺎءً ﻋﲆ »ﻧﻈﺮﻳﺔ«( ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻋﻼﺟﺎﺗﻪ ،اﻟﺘﻲ ﻗﺎل إﻧﻬﺎ ﺗﻌﺘﻤﺪ أﻛﺜﺮ ﻋﲆ اﻟﺨﱪة اﻹﻛﻠﻴﻨﻴﻜﻴﺔ» .ﻟﻨﺄﺧﺬ ﻣﻦ املﺴﺘﺸﻔﻴﺎت ،أو ﻣﻦ املﻌﺴﻜﺮات ،أو ﻣﻦ ﺷﺨﺺ ﻓﻘري أو ﺧﻤﺴﻤﺎﺋﺔ ،ﻳﻌﺎﻧﻮن ﻣﻦ اﻟﺤﻤﻰ ،أو اﻟﺘﻬﺎب اﻟﺠﻨﺒﺔ، أي ﻣﻜﺎن آﺧﺮ ،ﻣﺎﺋﺘَ ْﻲ ٍ ً ﱢ ﻗﺮﻋﺔ ،ورﺑﻤﺎ ﻳﻜﻮن ﻧﺼﻔﻬﻢ ﻣﻦ ﻧﺼﻴﺒﻲ، ﺠﺮ إﻟﺦ. وﻟﻨﻘﺴﻢ ﻫﺆﻻء إﱃ ﻣﺠﻤﻮﻋﺘني ،ﺛﻢ ﻧ ُ ِ وﻧﺼﻔﻬﻢ اﻵﺧﺮ ﻣﻦ ﻧﺼﻴﺒﻜﻢ … َو ْﻟﻨ َ َﺮ ﻋﺪد املﻮﺗﻰ ﰲ ﻛﻞ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺘَﻴْﻨﺎ«. ﺑﻤﻜﺎن اﻟﻌﺜﻮ ُر ﻋﲆ ﻗﺎﺋﻢ ﺑﺘﺠﺮﺑ ٍﺔ ﻣُﻬْ ِﻤ ٍﻞ إﱃ اﻟﺤﺪ اﻟﺬي ﻟﻢ ﻳُﺠْ َﺮ ﻣﻌﻪ ﺗﻮزﻳﻊ ﻣﻦ اﻟﻨﺎدر ٍ ﻋﺸﻮاﺋﻲ ﻟﻠﻤﺮﴇ ﻋﲆ اﻹﻃﻼق ،ﺣﺘﻰ ﰲ ﻋﺎﻟﻢ اﻟﻄﺐ املﻜﻤﱢ ﻞ واﻟﺒﺪﻳﻞ .ﻟﻜﻦ ﻳﺸﻴﻊ ﺑﺼﻮرة ﱞ ٍ ﻛﺎف؛ ﻣﺪﻫﺸﺔ اﻟﻌﺜﻮر ﻋﲆ ﺗﺠﺎرب ﻳﻄﺒﱠﻖ ﻓﻴﻬﺎ أﺳﻠﻮب اﻟﺘﻮزﻳﻊ اﻟﻌﺸﻮاﺋﻲ ﺑﺸﻜﻞ ﻏري ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ ﺗﺒﺪو اﻟﺘﺠﺎرب ﻣﻨﻄﻘﻴﺔ ﻟﻠﻮﻫﻠﺔ اﻷوﱃ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻋﻨﺪ ﺗﺪﻗﻴﻖ اﻟﻨﻈﺮ ﻧﺮى أن اﻟﻘﺎﺋﻤني ﻋﲆ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻗﺪ ﻗﺎﻣﻮا ﺑﻤﺎ ﻳُﺸﺒﻪ اﻟﻌﺒﺚ ،ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻮ ﱢزﻋﻮن املﺮﴇ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺸﻮاﺋﻲ ،وﻟﻜﻦ ﻳَ َ ﻈ ﱡﻠﻮن ﻣ ُْﻔ ِﺴﺤني املﺠﺎل أﻣﺎﻣﻬﻢ ﻟﻠﺘﺄﺛري ،ﺑﺼﻮرة واﻋﻴﺔ أو ﻏري واﻋﻴﺔ ،ﻋﲆ املﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻨﻀﻢ إﻟﻴﻬﺎ ﻛﻞ ﻣﺮﻳﺾ. ﰲ ﺑﻌﺾ اﻟﺘﺠﺎرب اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺘﺴﻢ ﺑﺎﻟﻜﻔﺎءة ﻋﲆ اﻹﻃﻼق ،ﰲ ﺟﻤﻴﻊ ﻓﺮوع اﻟﻄﺐ ،ﻳﺠﺮي »ﺗﻮزﻳﻊ ﻋﺸﻮاﺋﻲ« ﻟﻠﻤﺮﴇ داﺧﻞ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻌﻼج أو ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ ﺑﺤﺴﺐ ﱠ ﱠ وﻳﺘﻠﻘﻰ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﻴﺘﻠﻘﻰ املﺮﻳﺾ اﻷول اﻟﻌﻼج اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ، ﺗﺮﺗﻴﺐ اﻧﻀﻤﺎﻣﻬﻢ إﱃ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ؛ 64
املﻌﺎﻟﺠﺔ املِ ﺜﻠﻴﺔ
اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ ،واﻟﺜﺎﻟﺚ اﻟﻌﻼج اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ،واﻟﺮاﺑﻊ اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ ،وﻫﻜﺬا .وﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺒﺪو ً ﻋﺎدﻻ ﺑﻤﺎ ﻳﻜﻔﻲ ،ﻓﺈﻧﻪ ﰲ اﻟﻮاﻗﻊ ﻻ ﻳﻤﺜﱢﻞ ﺳﻮى ﻓﺠﻮة ﻫﺎﺋﻠﺔ ﺗﻔﺘﺢ اﻟﺒﺎب واﺳﻌً ﺎ ﻫﺬا اﻹﺟﺮاء ﰲ ﺗﺠﺮﺑﺘﻚ ﻟﺘﺤﻴ ٍﱡﺰ ﻣﻨﻬﺠﻲ ﻣُﺤﺘﻤَ ﻞ. ﻟﻨﺘﺼﻮﱠر وﺟﻮد ﻣﺮﻳﺾ ﻳَﻌﺘﻘﺪ ﻣُﺨﺘَ ﱡ ﺺ املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ﻋﺪم وﺟﻮد أي أﻣﻞ ﰲ ﺷﻔﺎﺋﻪ، ﻳﺘﺤﺴﻦ أﺑﺪًا ،ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎن اﻟﻌﻼج اﻟﺬي ﱠ ﱠ ﻳﺘﻠﻘﺎه ،ﻓﻴﺄﺗﻲ ﻣﺮﻳﺾ ﺗﺪﻋﻮ ﺣﺎﻟﺘﻪ إﱃ اﻹﺣﺒﺎط وﻟﻦ اﻟﺪور ﰲ اﻟﺪراﺳﺔ ﻋﲆ ﻣﺮﻳﺾ ﱠ ﻳﺘﻠﻘﻰ ﻋﻼج »املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ« ﰲ إﻃﺎر اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ .ﻣﻦ ﻏري ا ُملﺴﺘﺤﻴﻞ أن ﻳﻘ ﱢﺮر ﻣُﺨﺘَ ﱡ ﺺ املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﺎﻟﻴﺔ — ﻣﺮة أﺧﺮى ،ﺑﺼﻮرة واﻋﻴﺔ أو ﻏري واﻋﻴﺔ — أن ﻫﺬا املﺮﻳﺾ ﻋﲆ وﺟﻪ اﻟﺨﺼﻮص »ﻟﻦ ﻳﻜﻮن ﻣﻬﺘﻤٍّ ﺎ ﻋﲆ اﻷرﺟﺢ« ﺑﺎﻻﺷﱰاك ﰲ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ. وﻟﻜﻦ ﻋﲆ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻵﺧﺮ ،إذا ﺟﺎء ﻫﺬا املﺮﻳﺾ املﻴﺌﻮس ﻣﻦ ﺷﻔﺎﺋﻪ إﱃ اﻟﻌﻴﺎدة ﰲ وﻗﺖ ﻛﺎن اﻟﺪور ﻓﻴﻪ ﰲ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ملﺮﴇ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ ،ﻓﺮﺑﻤﺎ ﻳﺸﻌﺮ اﻟﻄﺒﻴﺐ املﺴﺌﻮل ﻋﻦ ﺗﺴﺠﻴﻞ املﺮﴇ ﰲ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺑﺘﻔﺎؤل أﻛﺜﺮ ﻛﺜريًا ﺣﻴﺎل ﺗﺴﺠﻴﻞ ﻣﺜﻞ ﻫﺬا املﺮﻳﺾ ﰲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ ﻫﺬه. ﻳﻨﻄﺒﻖ اﻷﻣﺮ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﲆ ﺟﻤﻴﻊ اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﻷﺧﺮى ﻏري املﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﻠﺘﻮزﻳﻊ اﻟﻌﺸﻮاﺋﻲ؛ ﺳﻮاء أﻛﺎن ﺑﺤﺴﺐ اﻟﺮﻗﻢ اﻷﺧري ﰲ ﺗﺎرﻳﺦ املﻴﻼد ،أو ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺬﻫﺎب إﱃ اﻟﻌﻴﺎدة ،إﻟﺦ .ﺑﻞ ﺗﻮﺟﺪ دراﺳﺎت ﺗﺰﻋﻢ إﺟﺮاء ﺗﻮزﻳﻊ ﻋﺸﻮاﺋﻲ ﻟﻠﻤﺮﴇ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻗﺬف ﻋُ ﻤﻠﺔ ،وأﺳﺘَﻤﻴﺤُ ﻚ اﻟﻄﺒﻲ اﻟﻌﺎﻣ َﻞ ﰲ ﻣﺠﺎل اﻟﻄﺐ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﲆ اﻷدﻟﺔ ﺑﺄﴎه( ﻋﺬ ًرا )ﺑﻞ أﺳﺘَﻤﻴﺢُ ﻋُ ﺬ ًرا املﺠﺘﻤ َﻊ ﱠ ﰲ اﻟﻘﻠﻖ ﻣﻦ أن ﻳ ِ ُﻔﺴﺢ ﻗﺬف اﻟﻌﻤﻼت ﰲ ﺣﺪ ذاﺗﻪ املﺠﺎ َل واﺳﻌً ﺎ ﻟﻠﺘﻼﻋﺐ ﺑﺎﻟﻨﺘﺎﺋﺞ؛ إذ ﻗﺪ ﻳﺠﺮي اﻻﺧﺘﻴﺎر ﺑﻨﺎءً ﻋﲆ أﻓﻀﻞ اﻻﺣﺘﻤﺎﻻت اﻟﺜﻼﺛﺔ ،وﻣﺎ إﱃ ذﻟﻚ .آﺳﻒ ،أﻋﻨﻲ أﻓﻀﻞ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﺨﻤﺲ .آه ،ﻟﻢ أ َر ﺗﻠﻚ اﻟﻌﻤﻠﺔ ،ﻟﻘﺪ ﺳﻘﻄﺖ ﻋﲆ اﻷرض. ﻫﻨﺎك أﺳﺎﻟﻴﺐ ﻛﺜرية ﻋﺎدﻟﺔ ﱟ ﺑﺤﻖ ﻹﺟﺮاء ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻮزﻳﻊ اﻟﻌﺸﻮاﺋﻲ ،وﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أﻧﻬﺎ ﺗﺘﻄ ﱠﻠﺐ ً ﻗﻠﻴﻼ ﻣﻦ املﻨﻄﻖ ،ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺤﺘﺎج إﱃ أي ﺗﻜﻠﻔﺔ ﻣﺎدﻳﺔ إﺿﺎﻓﻴﺔ .ﻳﺘﻤﺜﻞ اﻷﺳﻠﻮب اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻲ ﻟﻠﺘﻮزﻳﻊ اﻟﻌﺸﻮاﺋﻲ ﰲ ﺟﻌﻞ املﺸﺎرﻛني ﰲ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻳﻘﻮﻣﻮن ﺑﻄﻠﺐ ْ ٍ ﻫﺎﺗﻒ رﻗ ِﻢ ﻣﺤﺪﱠد؛ ﺣﻴﺚ ﻳﺠﻠﺲ أﺣﺪ اﻷﺷﺨﺎص ﻗﺒﺎﻟﺔ ﻛﻤﺒﻴﻮﺗﺮ ﻳﺤﺘﻮي ﻋﲆ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﻟﻠﺘﻮزﻳﻊ اﻟﻌﺸﻮاﺋﻲ )وﻻ ﻳﻘﻮم اﻟﻘﺎﺋﻢ ﺑﺎﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺑﻬﺬا اﻹﺟﺮاء إﻻ ﻋﻨﺪ اﻻﻧﺘﻬﺎء ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ﻣﻦ ﺗﺴﺠﻴﻞ املﺮﻳﺾ ً ﺷﻌﺒﻴﺔ ﺑني أﻛﺜﺮ وإﻗﺮاره اﻻﻟﺘﺰام ﺑﺎﻟﺘﺠﺮﺑﺔ( .رﺑﻤﺎ ﻳُﻌﺘﱪ ﻫﺬا اﻷﺳﻠﻮب أﻛﺜﺮ اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ً ﺗﺪﻗﻴﻘﺎ ،اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺤﺮﺻﻮن ﻋﲆ ﺿﻤﺎن إﺟﺮاءِ »اﺧﺘﺒﺎر ﻋﺎدل«؛ ﻷﻧﻚ ﺣﻴﻨﻬﺎ ﻳﺠﺐ اﻟﺒﺎﺣﺜني أن ﺗﻜﻮن دﺟﱠ ًﺎﻻ ُﻗﺤٍّ ﺎ ﺣﺘﻰ ﺗﻌﺒﺚ ﺑﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ،ورﺑﻤﺎ ﻋﻠﻴﻚ ً ﺑﺠ ﱟﺪ ﺷﺪﻳ ٍﺪ أﻳﻀﺎ أن ﺗﻌﻤﻞ ِ 65
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ﺣﺘﻰ ﺗُﺘْﻘِ ﻦ ﻓﻨﻮن اﻟﺪﺟﻞ اﻟﻌﻠﻤﻲ .ﺳﻨﻌﻮد ﻣﺠﺪدًا ﻟﻠﺴﺨﺮﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﺪﺟﱠ ﺎﻟني ً ﺣﺎﻻ ،ﻟﻜﻨﻚ ﺗﺘﻌ ﱠﻠﻢ اﻵن إﺣﺪى أﻫﻢ أﻓﻜﺎر اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻔﻜﺮي اﻟﺤﺪﻳﺚ. ﻫﻞ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻮزﻳﻊ اﻟﻌﺸﻮاﺋﻲ ﻣﻬﻤﺔ ٍّ ﺣﻘﺎ؟ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﰲ اﻟﺘﻌﻤﻴﺔ ،درس اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن أﺛﺮ اﻟﺘﻮزﻳﻊ اﻟﻌﺸﻮاﺋﻲ ﰲ ﻋﺪد ﻫﺎﺋﻞ ﻣﻦ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ﻟﻌﺪد ﻛﺒري ﻣﻦ اﻟﺘﺠﺎرب ،ووﺟﺪوا أن اﻟﺘﺠﺎرب اﻟﺘﻲ ﺗَﺴﺘﺨﺪم أﺳﺎﻟﻴﺐ ﻏري أﻣﻴﻨﺔ ﰲ اﻟﺘﻮزﻳﻊ اﻟﻌﺸﻮاﺋﻲ ﺗُﺒﺎﻟِﻎ ﰲ ﺗﻘﺪﻳﺮ آﺛﺎر اﻟﻌﻼج ﺑﻨﺴﺒﺔ .٪٤١ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ .ﻻ ﺗﺘﻤﺜﱠﻞ املﺸﻜﻠﺔ اﻟﻜﱪى ﻟﻠﺘﺠﺎرب اﻟﺮدﻳﺌﺔ اﻟﺠﻮدة ﰲ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﻗﺪ اﺳﺘﺨﺪﻣﺖ أﺳﻠﻮﺑًﺎ ﻏري ﻣﻨﺎﺳﺐ ﰲ اﻟﺘﻮزﻳﻊ اﻟﻌﺸﻮاﺋﻲ ،ﺑﻞ ﰲ أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻜﺸﻒ ﻋﻦ »ﻃﺮﻳﻘﺔ« اﻟﺘﻮزﻳﻊ اﻟﻌﺸﻮاﺋﻲ ﻟﻠﻤﺮﴇ ﻋﲆ اﻹﻃﻼق ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳُﻌﺘﱪ إﺷﺎرة ﺗﺤﺬﻳﺮ ﻛﻼﺳﻴﻜﻴﺔ ،وﺗﺸري ﰲ اﻟﻐﺎﻟﺐ إﱃ أن اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻗﺪ أُﺟﺮﻳﺖ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ردﻳﺌﺔ .ﻣﺮة أﺧﺮى ،ﻻ ً اﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ﺗﺤﻴ ٍﱡﺰ ﻣﺎ؛ ﻓﺎﻟﺘﺠﺎرب اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﻃﺮق واﺿﺤﺔ ﰲ إﺟﺮاء أﺗﺤﺪث ﻫﻨﺎ اﻟﺘﻮزﻳﻊ اﻟﻌﺸﻮاﺋﻲ ﺗﺒﺎﻟﻎ ﰲ ﺗﻘﺪﻳﺮ آﺛﺎر اﻟﻌﻼج ﺑﻨﺴﺒﺔ ،٪٣٠وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻘﱰب ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ ﻣﻦ ِ ﻋﺸﻮاﺋﻲ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام أﺳﺎﻟﻴﺐ ﰲ ﻣﻨﺘﻬﻰ اﻟﺮداءة. ﺗﻮزﻳﻊ ﻋﻤﻠﻴﺎت ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺘﺠﺎرب اﻟﺘﻲ ﺗُﺠْ ﺮي ﱟ ٍ ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ ،وﻛﻘﺎﻋﺪة ﻋﺎﻣﺔ ،ﻳﺠﺪُر ﺑﺎملﺮء اﻟﻘﻠﻖ دوﻣً ﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻻ ﻳ ِ ُﻔﺼﺢ اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن ً ﺣﻘﻴﻘﺔ )أَﻋِ ُﺪ ﺑﺄن أﺗﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﻫﺬا ً ﺣﺎﻻ( ﻟﻘﺪ ﻋﻦ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﻋﻦ أﺳﺎﻟﻴﺒﻬﻢ وﻧﺘﺎﺋﺠﻬﻢ. أُﺟﺮﻳﺖ دراﺳﺘﺎن راﺋﺪﺗﺎن ﻋﲆ ﻛﻮن املﻌﻠﻮﻣﺎت ﻏري اﻟﻜﺎﻓﻴﺔ ﰲ اﻟﺒﺤﻮث اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﺮدﻳﺌﺔ ،املﺒﺎ َﻟﻎ ﻓﻴﻬﺎ ،وﻧﻌﻢ ،ﺗﺒﺎﻟﻎ اﻟﺒﺤﻮث اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻜﺸﻒ ﻋﻦ أﺳﺎﻟﻴﺐ إﺟﺮاﺋﻬﺎ ﰲ ﻓﻮاﺋﺪ اﻟﻌﻼﺟﺎت ﺑﻨﺴﺒﺔ ٪٢٥ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ .ﺗﻤﺜﱢﻞ اﻟﺸﻔﺎﻓﻴﺔ واﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﻛ ﱠﻞ ﳾء ﰲ اﻟﻌﻠﻢ .وﻗﺪ ﺼﺎد َ َف ْ ﺗَ َ أن ﺻﺎر ﻫﻴﺪﻟﱪاﻧﺖ وآﺧﺮون — ﻣﻦ ﻏري ﺟﺮﻳﺮ ٍة ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺒﻬﻢ — ﺑﻤﻨﺰﻟﺔ ﻣﺤﻮر اﻻرﺗﻜﺎز ﰲ ﻫﺬه املﻨﺎﻗﺸﺔ ﺣﻮل اﻟﺘﻮزﻳﻊ اﻟﻌﺸﻮاﺋﻲ )وأﺷﻌﺮ ﺑﺎﻻﻣﺘﻨﺎن ﻟﻬﻢ ﰲ ذﻟﻚ(؛ ﻓﺮﺑﻤﺎ أﺟﺮوا ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻮزﻳﻊ ﻋﺸﻮاﺋﻲ ملﺮﺿﺎﻫﻢ ،ورﺑﻤﺎ ﻓﻌﻠﻮا ذﻟﻚ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ ،ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﻜﺸﻔﻮا ﻋﻦ ذﻟﻚ ﰲ دراﺳﺘﻬﻢ. ِﻟﻨَﻌُ ﺪ ﻣﺮة أﺧﺮى إﱃ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺜﻤﺎﻧﻲ ﰲ ﻣﻘﺎل إرﻧﺴﺖ اﻟﻨﻘﺪي ﺣﻮل املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام زﻫﺮة اﻟﻌﻄﺎس — وﻫﻮ اﺧﺘﻴﺎر اﻋﺘﺒﺎﻃﻲ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺒﻨﺎ — ﻧﻈ ًﺮا ﻷن ﻫﺬه اﻟﺪراﺳﺎت ﱢ ﺗﺒني إﺣﺪى اﻟﻈﻮاﻫﺮ اﻟﺘﻲ ﻧﺸﻬﺪﻫﺎ ﻣﺮا ًرا وﺗﻜﺮا ًرا ﰲ دراﺳﺎت اﻟﻄﺐ املﻜﻤﱢ ﻞ واﻟﺒﺪﻳﻞ؛ أﻻ وﻫﻲ أن ﻣﻌﻈﻢ اﻟﺘﺠﺎرب اﻟﺜﻤﺎﻧﻲ ﺗﺘﺴﻢ ﺑﺎﻟﻘﺼﻮر املﻨﻬﺠﻲ اﻟﺸﺪﻳﺪ، وﺗﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻟﻠﻤﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ أﻇﻬﺮت اﻟﺪراﺳﺘﺎن املﺤﱰﻣﺘﺎن — أﻛﺜﺮ »اﻻﺧﺘﺒﺎرات ﻋﺪاﻟﺔ« — ﻋﺪم وﺟﻮد ﻓﺮق ﰲ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺑني املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ واﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ4 . 66
املﻌﺎﻟﺠﺔ املِ ﺜﻠﻴﺔ
إذن ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﺗﺮى اﻵن — ﻛﻤﺎ آﻣُﻞ — أﻧﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻘﻮل اﻷﻃﺒﺎء ﱠ إن ﺑﺤﺜًﺎ »ﻻ ﻳُﻌﺘﻤَ ﺪ ﻋﻠﻴﻪ« ،ﻻ ﻳُﻌﺘﱪ ذﻟﻚ ﺑﺎﻟﴬورة ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ اﻟﺨﺪاع؛ ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﻳﺴﺘﺒﻌﺪ اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﻮن ﻋﻤﺪًا ﺑﺤﺜًﺎ ردﻳﺌًﺎ ﻳﻐﺎزل املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ،أو أي ﻧﻮع آﺧﺮ ﻣﻦ اﻟﺒﺤﻮث ،ﻣﻦ ﻣﺮاﺟﻌﺔ ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ ﻷدﺑﻴﺎت املﺠﺎل اﻟﻄﺒﻲ ،ﻻ ﻳﺮﺟﻊ ذﻟﻚ إﱃ أي ﻧﻮع ﻣﻦ اﻟﺘﺤﻴﱡﺰ اﻟﺸﺨﴢ أو اﻷﺧﻼﻗﻲ ،ﺑﻞ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ إﱃ ً ٌ ﻋﺎدﻻ« ﻟﻠﻌﻼﺟﺎت، ﺑﺤﺚ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﺟﺪوى ،إذا ﻟﻢ ﻳﻜﻦ اﻟﺒﺤﺚ ﻳﻤﺜﱢﻞ »اﺧﺘﺒﺎ ًرا أﻧﻪ إذا ﻛﺎن ﺛﻤﱠ ﺔ ﻓﻘﺪ أﺳﻔﺮ ﻫﺬا اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻻ ﻳُﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ؛ وﻣﻦ ﺛﻢ ﻳﺠﺐ اﻟﻨﻈﺮ إﱃ ﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﺒﺤﻮث ﺑﺤﺬَ ٍر ﺷﺪﻳﺪ. أﺧﻼﻗﻲ وﻣﺎﱄ ﱞ ﻫﻨﺎ ً ﻫﻨﺎك ﺑُﻌْ ٌﺪ أﻳﻀﺎ؛ ﻻ ﻳﻜﻠﻒ إﺟﺮاء ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻮزﻳﻊ اﻟﻌﺸﻮاﺋﻲ أيﱠ ﱞ أﻣﻮال .وﻻ ﺗﻜ ﱢﻠﻒ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻌﻤﻴﺔ املﺮﴇ املﺸﺎرﻛني ﰲ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺑﺸﺄن ﻫﻞ ﺳﻴﺘﻨﺎوﻟﻮن ﻋﻼﺟً ﺎ ﺣﻘﻴﻘﻴٍّﺎ أم ﻋﻼﺟً ﺎ وﻫﻤﻴٍّﺎ ،أيﱠ أﻣﻮال .وﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم ﻻ ﻳﺘﻄ ﱠﻠﺐ إﺟﺮاء اﻟﺒﺤﻮث ﺑﺼﻮرة ﻓﻌﺎﻟﺔ ً ٍ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ اﻟﺘﻔﻜريَ ﻗﺒﻞ اﻟﺒﺪء ﰲ إﺟﺮاء اﻟﺒﺤﺚ. أﻣﻮاﻻ أﻛﺜﺮ ﺑﺎﻟﴬورة ،ﺑﻞ ﻳﺘﻄ ﱠﻠﺐ اﻷﻣﺮ وأﻣﻴﻨﺔ ﻓﻼ ﻳﻤﻜﻦ إﻟﻘﺎء اﻟﻠﻮم ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌ ﱠﻠﻖ ﺑﺄوﺟُ ﻪ اﻟﻘﺼﻮر ﰲ ﻫﺬه اﻟﺪراﺳﺎت إﻻ ﻋﲆ ﻣَ ﻦ أﺟ َﺮوْﻫﺎ. وﰲ ﺑﻌﺾ اﻟﺤﺎﻻت ،ﺳﻴﻜﻮن ﻫﺆﻻء اﻷﺷﺨﺎص ﻫﻢ ﻣﻦ ﻳُﺪﻳﺮون ﻇﻬﻮرﻫﻢ ﻟﻸﺳﻠﻮب اﻟﻌﻠﻤﻲ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره »ﻣﻨﻈﻮ ًرا ﻣﻨﻬﺠﻴٍّﺎ ﻗﺎﴏًا« .ﰲ املﻘﺎﺑﻞ ﻻ ﻳﻌﺪو ﻣﻨﻈﻮرﻫﻢ املﻨﻬﺠﻲ اﻟﺠﺪﻳﺪ اﻟﻌﻈﻴﻢ أﻛﺜ َﺮ ﻣﻦ ﻣﺠﺮد »اﺧﺘﺒﺎرات ﻏري ﻋﺎدﻟﺔ«. ﺗﻨﺘﴩ أﻧﻤﺎط اﻟﺒﺤﺚ ﻫﺬه ﰲ أدﺑﻴﺎت اﻟﻌﻼج اﻟﺒﺪﻳﻞ ﺑﺄﴎه .وﻋﻤﻮﻣً ﺎ ،ﺗﻤﻴﻞ اﻟﺪراﺳﺎت ﱢ ﺗﻔﻀﻞ املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ،أو أي ﻋﻼج ﺑﺪﻳﻞ اﻟﻘﺎﴏة ﻷن ﺗﻜﻮن ﻫﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻲ آﺧﺮ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﻤﻴﻞ اﻟﺪراﺳﺎت ا ُملﺠْ َﺮاة ﺑﺼﻮرة ﺟﻴﺪة ،اﻟﺘﻲ ﺟﺮى ﻓﻴﻬﺎ اﺳﺘﺒﻌﺎد ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺼﺎدر ﻈﻬﺮ أن ﻋﻼﺟﺎت اﻟﻄﺐ اﻟﺒﺪﻳﻞ ﻻ ﺗُ ْﺴﻔِ ﺮ ﻋﻦ اﻟﺘﺤﻴﱡﺰ واﻟﺨﻄﺄ اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺘﺤﻜﻢ ﻓﻴﻬﺎِ ،ﻷَن ﺗُ ِ ﻧﺘﺎﺋﺞ أﻓﻀﻞ ﻣﻦ اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ. ﺟﺮت دراﺳﺔ ﻫﺬه اﻟﻈﺎﻫﺮة ﺑﻌﻨﺎﻳﺔ ،وﻫﻨﺎك ﻋﻼﻗﺔ ﺧ ﱢ ﻄﻴﱠﺔ ﻃﺮدﻳﺔ ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ ﺑني اﻟﺠﻮدة املﻨﻬﺠﻴﺔ ﻷيﱟ ﻣﻦ ﺗﺠﺎرب املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ واﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﺘﻲ ﺗُﺴﻔِ ﺮ ﻋﻨﻬﺎ .ﻓﻜ ﱠﻠﻤﺎ زادت رداءة ً ﻋﺎدﻻ« ﺑﺼﻮرة أﻗﻞ — ازدادت اﺣﺘﻤﺎﻻت اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ — أي ﻛﻠﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺗﻤﺜﱢﻞ »اﺧﺘﺒﺎ ًرا ﺗﻔﻮق املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ﰲ ﻧﺘﺎﺋﺠﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ .وﻳﻘﻴﺲ اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﻮن — ﺗﻘﻠﻴﺪﻳٍّﺎ ٍ أدوات ﻣﻌﻴﺎرﻳﺔ ﻣﺜﻞ »ﻣﻘﻴﺎس ﺟﺎداد«، — ﺟﻮدة إﺣﺪى اﻟﺪراﺳﺎت ﻣﻦ ﺧﻼل اﺳﺘﺨﺪام ﺳﺒﻊ ﻧﻘﺎط ﺗﺸﻤﻞ أﺷﻴﺎءَ ذﻛﺮﻧﺎﻫﺎ ﺗﻮٍّا؛ ﻣﺜﻞ» :ﻫﻞ ذﻛﺮ وﻫﻮ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺗﺘﺄ ﱠﻟﻒ ﻣﻦ ِ اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن أﺳﻠﻮب اﻟﺘﻮزﻳﻊ اﻟﻌﺸﻮاﺋﻲ املﺴﺘﺨﺪَم؟« و»ﻫﻞ ﺟﺮى ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت إﺣﺼﺎﺋﻴﺔ ﻛﺎﻓﻴﺔ؟« 67
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ﻳُﻈﻬﺮ اﻟﺮﺳﻢ اﻟﺒﻴﺎﻧﻲ — وﻫﻮ ﻣ ُْﺴ ً ﺘﻘﻰ ﻣﻦ ورﻗﺔ إرﻧﺴﺖ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ — ﻣﺎ ﻳﺠﺮي ﻋﻨﺪ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻣﻘﻴﺎس ﺟﺎداد ﻋﲆ ﺗﺠﺎرب املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ .ﰲ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻟﻌﻠﻴﺎ إﱃ اﻟﻴﺴﺎر ،ﻳﻤﻜﻨﻚ أن ﺗﻼﺣﻆ اﻟﺘﺠﺎرب اﻟﺮدﻳﺌﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻀﻤﱠ ﻦ أوﺟﻪ ﻗﺼﻮر ﻫﺎﺋﻠﺔ ﰲ اﻟﺘﺼﻤﻴﻢ ،واﻟﺘﻲ ﺗﺠﺪ أن املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ أﻓﻀﻞ ﻛﺜريًا ﺟﺪٍّا ﻣﻦ اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ .ﰲ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻟﺴﻔﲆ إﱃ اﻟﻴﻤني ،ﻳﻤﻜﻨﻚ أن ﺗﺮى أن ﺑﺎﻗﱰاب اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﰲ ﻣﻘﻴﺎس ﺟﺎداد ﻣﻦ ﺧﻤﺴﺔ ،وﻫﻲ اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ اﻟﻘﺼﻮى؛ أيْ ﻣﻊ ازدﻳﺎد »ﻋﺪاﻟﺔ اﻟﺘﺠﺎرب« ،ﻳﻨﺤﻮ اﻟﺨﻂ اﻟﺒﻴﺎﻧﻲ إﱃ ﺑﻴﺎن أن املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ﻻ ﺗُﺴﻔﺮ ﻋﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ أﻓﻀﻞ ﻣﻦ اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ. ٧ ٦
٤
ﻧﺴﺒﺔ اﻻﺣﺘﻤﺎﻻت
٥
٣ ٢
٥ )(١٠
٤ )(١١
٣ )(١٩
٢ )(٣٢
١ )(١٥
٠ )(٢
١
ﻣﻘﻴﺎس ﺟﺎداد )ﻋﺪد اﻟﺘﺠﺎرب( ﺷﻜﻞ 2-4
ً ﻏﺎﻣﻀﺎ ﰲ ﻫﺬا اﻟﺮﺳﻢ اﻟﺒﻴﺎﻧﻲ؛ ﺷﻴﺌًﺎ ﻏﺮﻳﺒًﺎ ،أﺷﺒﻪ ﺑﺎﻟﺮواﻳﺎت ﴎا ﻏري أن ﻫﻨﺎك ٍّ اﻟﺒﻮﻟﻴﺴﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﻳُﻌﺮف اﻟﻘﺎﺗﻞ ﻓﻴﻬﺎ إﻻ ﰲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ .ﺗﱪز ﺗﻠﻚ اﻟﻨﻘﻄﺔ اﻟﺼﻐرية إﱃ اﻟﺠﺎﻧﺐ 68
املﻌﺎﻟﺠﺔ املِ ﺜﻠﻴﺔ
ﱠ وﺗﺘﺤﻘﻖ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ اﻷﻳﻤﻦ ﻣﻦ اﻟﺮﺳﻢ اﻟﺒﻴﺎﻧﻲ ،اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺜﱢﻞ اﻟﺘﺠﺎرب اﻟﻌﴩ اﻷﻓﻀﻞ ﺟﻮد ًة، أﻋﲆ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﰲ ﻣﻘﻴﺎس ﺟﺎداد ،ﺑﺸﻜﻞ واﺿﺢ ِ ﻳﺸ ﱡﺬ ﻋﻦ اﻻﺗﺠﺎه اﻟﻌﺎم ﻟﻠﺘﺠﺎرب اﻷﺧﺮى ً ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺷﺎذ ًة؛ ﻓﻌﲆ ﺣني ﻏِ ﱠﺮة ،ﻓﻘﻂ ﰲ اﻟﻄﺮف اﻷﻗﴡ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻌً ﺎ .ﺗﻤﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﻨﻘﻄﺔ اﻟﺮﺳﻢ اﻟﺒﻴﺎﻧﻲ ،ﺗَ ْ ﻈﻬﺮ أن املﻌﺎﻟﺠﺔ ﻈﻬﺮ ﺗﺠﺎربُ ذات ﺟﻮدة ﻣﻌﻘﻮﻟﺔ ﺗﻜﴪ اﻻﺗﺠﺎه اﻟﻌﺎم ،وﺗُ ِ املﺜﻠﻴﺔ ﺗُﺴﻔِ ﺮ ﻋﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ أﻓﻀﻞ ﻣﻦ اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ. ﻣﺎذا ﻳﺤﺪث ﻫﻨﺎ؟ أﺳﺘﻄﻴﻊ أن أﻗﻮل ﻟﻚ ﻣﺎ أﻋﺘﻘﺪه :ﺑﻌﺾ اﻷوراق اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺸ ﱢﻜﻞ ﻫﺬه اﻟﻨﻘﻄﺔ ﺟﺮى اﻟﺘﻼﻋﺐ ﰲ ﻧﺘﺎﺋﺠﻬﺎ .ﻻ أﻋﺮف أيﱡ ﻫﺬه اﻷوراق اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ اﻟﻌَ ْﴩ ﺟﺮى اﻟﺘﻼﻋﺐ ﰲ ﻧﺘﺎﺋﺠﻬﺎ ،وﻻ ﻛﻴﻒ ﺣﺪث ذﻟﻚ ،أو ﻣَ ْﻦ َﻓﻌَ ﻞ ذﻟﻚ ،ﻟﻜﻦ ﻫﺬا ﻣﺎ أﻇﻦ أﻧﻪ ﺣﺪث. ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﺎ ﻳُﻀﻄﺮ اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﻮن ﻟﺼﻴﺎﻏﺔ اﻟﻨﻘﺪ اﻟﻌﻨﻴﻒ ِﺑﻠُﻐﺔ دﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ .ﻓﻬﺎ ﻫﻮ اﻟﱪوﻓﻴﺴﻮر إرﻧﺴﺖ ،اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺬي ﺻﻤﱠ ﻢ ﻫﺬا اﻟﺮﺳﻢ اﻟﺒﻴﺎﻧﻲ ،ﻳﻨﺎﻗﺶ اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﻐﺮﻳﺒﺔ املﺜرية ﻟﻠﺪﻫﺸﺔ ﰲ ﻫﺬا اﻟﺮﺳﻢ .رﺑﻤﺎ ﺗُ َﻔﻚ ﺷﻔﺮة ﻋﺒﺎرﺗﻪ اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ »ﻧﻌﻢ ﻳﺎ ﺳﻴﺪي« وﺗﺨﻠُﺺ إﱃ أن اﻟﺮﺟﻞ ﻳﺸري إﱃ وﺟﻮد ﺧﺪاع ﻣﺎ ً أﻳﻀﺎ. رﺑﻤﺎ ﺗﻜﻮن ﻫﻨﺎك َﻓ ْﺮ ِﺿﻴﺎت ﻋﺪﻳﺪة ﻟﺘﻔﺴري ﻫﺬه اﻟﻈﺎﻫﺮة .رﺑﻤﺎ ﻳ ﱢ ُﻔﻀﻞ اﻟﻌﻠﻤﺎء اﻟﺬﻳﻦ ﻳ ُِﴫون ﻋﲆ أن ﻋﻼﺟﺎت املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ﺗﻤﺎﺛﻞ ﻣﻦ ﻛﻞ ٍ ِ اﻟﻌﻼﺟﺎت وﺟﻪ َ اﻟﻮﻫﻤﻴﺔ ،اﻟﺘﻔﺴريَ اﻟﺘﺎﱄ؛ ﻳﻌﻜﺲ اﻟﺘﻼزم اﻟﺬي ﺗُﻈﻬﺮه ﻧﻘﺎط اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻷرﺑﻊ )ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺟﺎداد ﻣﻦ (٤–١اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ ،وﺳﻴُﻔﴤ اﺳﺘﻘﺮاء ﻫﺬه اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺘﻼزﻣﻴﺔ ﺑﺎﻟﻌﻠﻤﺎء إﱃ ﱡ أن ﺗُ ْ ﺗﻮﻗﻊ ْ ﻈ ِﻬﺮ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﺠﺎرب ،اﻟﺘﻲ ﺗﻨﻄﻮي ﻋﲆ أﻗﻞ ﻣﺠﺎل ﻣﻤﻜﻦ ﻟﻠﺘﺤﻴﱡﺰ )ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻣﻘﻴﺎس ﺟﺎداد = ،(٥أن ﻋﻼﺟﺎت املﻌﺎﻟﺠﺔ املِ ﺜﻠﻴﺔ ٍ ﻻ ﺗﻌﺪو ﻛﻮﻧﻬﺎ ﻋﻼﺟﺎت وﻫﻤﻴﺔ ِﴏْﻓﺔ .ﻟﻜﻦ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﱠ أن ﻣﺘﻮﺳﻂ ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻟﺘﺠﺎرب اﻟﻌﴩ اﻟﺒﺎﻟﻎ ٥ﻧﻘﺎط ﻋﲆ ﻣﻘﻴﺎس ﺟﺎداد ﻳﺘﻨﺎﻗﺾ ﻣﻊ ﻫﺬه اﻟﻔﻜﺮة ،ﺗﺘﻮاﻓﻖ ﻣﻊ اﻟﻔﺮﺿﻴﺔ اﻟﻘﺎﺋﻠﺔ إن َ ﺑﻌﺾ ﻣُﺨﺘَ ﱢﴢ املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ املﺎﻫﺮﻳﻦ ﻣﻨﻬﺠﻴٍّﺎ واملﻘﺘﻨﻌني ً ﻣﻘﻨﻌﺔ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ،ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ، ﺑﺂراﺋﻬﻢ )ﻻ ﻛﻠﻬﻢ( ﻗﺪ ﻧﴩوا ﻧﺘﺎﺋﺞ أﺑﺤﺎث ﺗﺒﺪو ﻏريُ ﻣﻮﺛﻮق ﺑﻬﺎ. ﻟﻜﻦ ﻫﺬه املﺴﺄﻟﺔ ﻣﺜرية ﻟﻼﻫﺘﻤﺎم وﺟﺎﻧﺒﻴﺔ ،وﰲ إﻃﺎر اﻟﺼﻮرة اﻟﻜﺒرية ،ﻟﻴﺴﺖ ﻫﺬه املﺴﺄﻟﺔ ذات أﻫﻤﻴﺔ؛ ﻧﻈ ًﺮا ﻷﻧﻪ ،ﻋﲆ وﺟﻪ اﻟﻌﻤﻮم ،وﺣﺘﻰ ﺑﺄﺧﺬ ﻫﺬه اﻟﺪراﺳﺎت املﺮﻳﺒﺔ ﰲ اﻻﻋﺘﺒﺎر، ﻈ ﱡﻞ »اﻟﺘﺤﻠﻴﻼت املﺎوراﺋﻴﺔ« ﺗُ ْ ﺗَ َ ﻈﻬﺮ ،ﻋﲆ وﺟﻪ اﻟﻌﻤﻮم ،ﱠ أن املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ﻟﻴﺴﺖ أﻓﻀﻞ ﻣﻦ اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ. 69
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ﻣﺎذا ﻧﻌﻨﻲ ﺑﺎﻟﺘﺤﻠﻴﻼت املﺎوراﺋﻴﺔ؟ ) (6اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ املﺎوراﺋﻲ ﺣني ،وﻫﻲ ﻓﻜﺮة ﺳﺎﻫﻤﺖ ﰲ ﺳﺘﻜﻮن ﻫﺬه اﻟﻔﻜﺮة آﺧﺮ اﻷﻓﻜﺎر اﻟﻜﺒرية اﻟﺘﻲ أﻋﺮﺿﻬﺎ ،إﱃ ٍ إﻧﻘﺎذ أرواح أﺷﺨﺎص أﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﺳﻮف ﺗﻠﺘﻘﻴﻬﻢ ﻋﲆ اﻟﺪوام .ﺗُﻌﺘﱪ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ املﺎوراﺋﻲ أﻣ ًﺮا ﺑﺴﻴ ً ﻄﺎ ﺟﺪٍّا ﰲ ﺗﻨﻔﻴﺬه ،ﻣﻦ ﺑﻌﺾ اﻟﺠﻮاﻧﺐ؛ ﻛ ﱡﻞ ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻚ ﻫﻮ ﺟﻤﻊ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺘﺠﺎرب ﺣﻮل ﻣﻮﺿﻮع ﱠ ﻣﻌني ،ﺛﻢ دَﻣْ ﺠﻬﺎ ﺟﻤﻴﻌً ﺎ ﰲ ﺑﻴﺎن إﺣﺼﺎﺋﻲ ﻛﺒري ،وإﺟﺮاء اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺤﺴﺎﺑﻴﺔ اﻟﻼزﻣﺔً ، ﺑﺪﻻ ﻣﻦ اﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﲆ اﻟﺤَ ﺪْس اﻟﻜﲇ ﻟﺪﻳﻚ ﺣﻮل ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻣﻦ ﺗﺠﺎرﺑﻚ اﻟﺼﻐرية .وﺗﻌﺘﱪ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ املﺎوراﺋﻲ ﻣﻔﻴﺪة ﻋﲆ ﻧﺤﻮ ﱟ ﺧﺎص ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﻮن ﻫﻨﺎك ﺗﺠﺎرب ﻛﺜرية ،ﻛ ﱞﻞ ﻣﻨﻬﺎ أﺻﻐﺮ ﻣﻦ أن ﺗُﺴﻔِ ﺮ ﻋﻦ إﺟﺎﺑﺔ ﺣﺎﺳﻤﺔ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺟﻤﻴﻌً ﺎ ﺗﺒﺤﺚ املﻮﺿﻮع ﻧﻔﺴﻪ. ﻟﺬا ،إذا ﻛﺎن ﻫﻨﺎكُ ،ﻗ ْﻞ ،ﻋَ ْﴩ ﺗﺠﺎرب ُ ﻃﺒ َﱢﻖ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺘﻮزﻳﻊ اﻟﻌﺸﻮاﺋﻲ ،وﻳﺠﺮي اﺳﺘﺨﺪام ﱠ ﺗﺘﺤﺴﻦ ﻣﻦ ﺧﻼل املﻌﺎﻟﺠﺔ اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﻌﻨﴫ ﺿﺎﺑﻂ ،ﺗﺒﺤﺚ ﻫﻞ أﻋﺮاض اﻟﺮﺑﻮ ً ﻣﺮﻳﻀﺎ ،ﻳﻤﻜﻦ ﺿ ﱡﻢ املﺜﻠﻴﺔ ،وﻳﻀﻢ ﻛ ﱞﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﺪدًا ﻣﺤﺪودًا ﻣﻦ املﺮﴇ ﻻ ﻳﺘﺠﺎوز اﻷرﺑﻌني ٌ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺗﻀﻢ ﺟﻤﻴﻊ ﻫﺆﻻء ﰲ ﺗﺤﻠﻴﻞ ﻣﺎوراﺋﻲ واﺣﺪ؛ وﻣﻦ ﺛﻢ ﺗﺘﻮاﻓﺮ )ﻣﻦ ﺑﻌﺾ اﻟﺠﻮاﻧﺐ( ﺷﺨﺺ. أرﺑﻌﻤﺎﺋﺔ ٍ ﰲ ﺑﻌﺾ اﻟﺤﺎﻻت اﻟﺸﻬرية ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ — ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ،ﺷﻬرية ﰲ ﻋﺎﻟﻢ اﻟﻄﺐ اﻷﻛﺎدﻳﻤﻲ ً ﺳﺎﺑﻘﺎ ﺗُﻌﺘﱪ — أﻇﻬﺮت اﻟﺘﺤﺎﻟﻴﻞ املﺎوراﺋﻴﺔ أن اﻟﻌﻼﺟﺎت اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻳُﻌﺘﻘﺪ ﻋﺪ ُم ﻓﺎﻋﻠﻴﺘﻬﺎ ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ ﺟﻴﺪ ًة؛ ﻧﻈ ًﺮا ﻷن اﻟﺘﺠﺎرب اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ أُﺟﺮﻳﺖ ﻛﺎﻧﺖ أﺻﻐﺮ ﻛﺜريًا ،ﻛ ﱞﻞ ﺑﻤﻔﺮده ،ﻣﻦ أن ﺗﻜﺸﻒ اﻟﻔﺎﺋﺪة اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ،وﻫﻮ ﻣﺎ أﻋﺎق اﻛﺘﺸﺎف اﻟﺒﺎﺣﺜني ﻟﻬﺎ. ُ ذﻛﺮت ،رﺑﻤﺎ ﺗﻜﻮن املﻌﻠﻮﻣﺎت وﺣﺪﻫﺎ ﺳﺒﺒًﺎ ﰲ إﻧﻘﺎذ اﻟﺤﻴﺎة ،وأﺣﺪ أﻋﻈﻢ ﻣﺜﻠﻤﺎ املﺆﺳ ِﺴﻴﺔ ﺧﻼل اﻟﺜﻼﺛني ﻋﺎﻣً ﺎ املﺎﺿﻴﺔ ﻳﺘﻤﺜﱠﻞ ،ﻻ ﺷ ﱠﻚ ،ﰲ ﱠ ﱠ ﻣﺆﺳﺴﺔ »ﻛﻮﻛﺮﻳﻦ اﻻﺑﺘﻜﺎرات ﱠ ﻣﺆﺳﺴﺔ دوﻟﻴﺔ ﻏري ﻫﺎدﻓﺔ ﻟﻠﺮﺑﺢ ﻣﻜﻮﱠﻧﺔ ﻣﻦ اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴني ،ﺗﻨﴩ ﻛﻮﻻﺑﻮرﻳﺸﻦ« ،وﻫﻲ ﻣﻠﺨﺼﺎت دورﻳﺔ ﻷدﺑﻴﺎت اﻟﺒﺤﻮث ﺣﻮل أﺑﺤﺎث اﻟﺮﻋﺎﻳﺔ اﻟﺼﺤﻴﺔ ،ﺑﻤﺎ ﰲ ذﻟﻚ اﻟﺘﺤﻠﻴﻼت املﺎوراﺋﻴﺔ. ً ﻳُﻈﻬﺮ ﺷﻌﺎر ﻛﻮﻛﺮﻳﻦ ﻛﻮﻻﺑﻮرﻳﺸﻦ رﺳﻢ »ﺑﻠﻮﺑﻮﺟﺮام« ﱠ ﻣﺒﺴﻄﺎ ،وﻫﻮ ﻣﺨﻄﻂ ﺑﻴﺎﻧﻲ اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻟﻌﻼﺟﻴ ِﺔ ﻟﻸﻣﻬﺎت اﻟﺤﻮاﻣﻞ. ﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺗﺤﻠﻴﻞ ﻣﺎوراﺋﻲ راﺋﺪ ﻳﺒﺤﺚ ﰲ إﺣﺪى وﺳﺎﺋﻞ ِ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻠﺪ اﻟﻨﺴﺎء ﻗﺒﻞ ﻣﻴﻌﺎدﻫﻦ ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻗﺪ ﱠ ﺗﺘﻮﻗﻊ ،ﻳﺘﻜﺒﱠﺪ املﻮاﻟﻴﺪ ﻋﲆ اﻷرﺟﺢ ﻣﻌﺎﻧﺎ ًة ﺑﺎﻟﻐﺔ 70
املﻌﺎﻟﺠﺔ املِ ﺜﻠﻴﺔ
وﻳﻤﻮﺗﻮن .ﻓﺨﻄﺮت ﻓﻜﺮ ٌة ﻟﺒﻌﺾ اﻷﻃﺒﺎء ﰲ ﻧﻴﻮزﻟﻨﺪا ﱠ ﺑﺄن ﺗﻨﺎ ُو َل ﺟﺮﻋﺔ ﻗﺼرية املﺪة ﻣﻦ أﺣﺪ اﻟﺴﺘريوﻳﺪات اﻟﺮﺧﻴﺼﺔ رﺑﻤﺎ ﻳُﺴﻬﻢ ﰲ ﺗﺤﺴني اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ .وأُﺟﺮﻳﺖ ﺳﺒﻊ ﺗﺠﺎرب ﻻﺧﺘﺒﺎر ﻫﺬه اﻟﻔﻜﺮة ﺑني ﻋﺎﻣَ ﻲ ١٩٧٢و .١٩٨١وﺑﻴﻨﻤﺎ أﻇﻬﺮت ﺗﺠﺮﺑﺘﺎن ﻣﻦ اﻟﺘﺠﺎرب اﻟﺴﺒﻊ وﺟﻮد ﻓﺎﺋﺪة ﻋﻼﺟﻴﺔ ﻣﻦ ﺗﻨﺎول اﻟﺴﺘريوﻳﺪ ،ﻟﻢ ﺗﻔﻠﺢ اﻟﺘﺠﺎرب اﻟﺨﻤﺲ اﻷﺧﺮى ﰲ اﻛﺘﺸﺎف أي ﻓﺎﺋﺪة ،وﺑﺴﺒﺐ ذﻟﻚ ،ﻟﻢ ﺗﺤ َ ﻆ اﻟﻔﻜﺮة ﺑﺄي ﺷﻬﺮة.
ﺷﻜﻞ 3-4
ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺑﺜﻤﺎﻧﻲ ﺳﻨﻮات ،ﰲ ﻋﺎم ،١٩٨٩أُﺟﺮي ﺗﺤﻠﻴﻞ ﻣﺎوراﺋﻲ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺗﺠﻤﻴﻊ ﻛﻞ َ ﻧﻈﺮت إﱃ اﻟﺒﻠﻮﺑﻮﺟﺮام ﰲ اﻟﺸﻌﺎر اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﺗﺮى ﻣﺎ ﺑﻴﺎﻧﺎت ﻫﺬه اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ .إذا ً دراﺳﺔ واﺣﺪة؛ ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻟﺨﻂ إﱃ أﻋﲆ اﻟﻴﺴﺎر ،ﻓﺬﻟﻚ ﻳﻌﻨﻲ ﺣﺪث .ﻳﻤﺜﱢﻞ ﻛ ﱡﻞ ﺧﻂ أﻓﻘﻲ أن اﻟﺴﺘريوﻳﺪات ﻛﺎﻧﺖ أﻓﻀﻞ ﻣﻦ اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ ،وإذا ﻛﺎن إﱃ أﻋﲆ اﻟﻴﻤني ،ﻓﻴﻌﻨﻲ ذﻟﻚ أن اﻟﺴﺘريوﻳﺪات ﻛﺎﻧﺖ أﺳﻮأ ﻣﻦ اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ .أﻣﺎ إذا ﻻﻣﺲ اﻟﺨﻂ اﻷﻓﻘﻲ ﻟﻠﺘﺠﺮﺑﺔ ﺧﻂ ﻓﺮق »ﺗﺄﺛري اﻟﺼﻔﺮ« اﻟﺮأﳼ اﻟﻜﺒري اﻟﺬي ﻳﻤﺮ ﰲ املﻨﺘﺼﻒ ،ﻓﺎﻟﺘﺠﺮﺑﺔ إذن ﻟﻢ ﺗُﻈﻬﺮ أي ٍ واﺿﺢ ﺳﻮاء ﰲ اﺳﺘﺨﺪام اﻟﻌﻘﺎر أو اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ .ﳾء أﺧري :ﻛﻠﻤﺎ ﻛﺎن اﻟﺨﻂ اﻷﻓﻘﻲ ٍ أﻃﻮل ،ﻛﺎﻧﺖ ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ أﻗ ﱠﻞ ﻳﻘﻴﻨﺎً. 71
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ٍ دراﺳﺎت ﻛﺜري ًة ﻧﺘﺎﺋﺠﻬﺎ ﻏري ﻣﺆﻛﺪة، ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ إﱃ اﻟﺒﻠﻮﺑﻮﺟﺮام ،ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ أن ﻧﺮى أن ﻫﻨﺎك وﺧﻄﻮ ً ﻃﺎ أﻓﻘﻴﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ،ﺗﻜﺎد ﺗﻼﻣﺲ اﻟﺨﻂ اﻟﺮأﳼ اﻷوﺳﻂ ﻟ »ﺗﺄﺛري اﻟﺼﻔﺮ« ،إﻻ أن ﺟﻤﻴﻊ ﻫﺬه اﻟﺨﻄﻮط ﺗﻘﻊ إﱃ اﻟﻴﺴﺎر؛ ﻟﺬا ﻳﺒﺪو أﻧﻬﺎ ﺟﻤﻴﻌً ﺎ ﺗُﺸري إﱃ أن اﻟﺴﺘريوﻳﺪات »رﺑﻤﺎ« ﺗﻜﻮن ﻣﻔﻴﺪ ًة ،ﺣﺘﻰ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﻛﻞ دراﺳﺔ ﰲ ﺣﺪ ذاﺗﻬﺎ ﻻ ﱢ ﺗﻌﱪ ﻋﻦ ﻗﻴﻤﺔ إﺣﺼﺎﺋﻴﺔ ﻛﺒرية. ﺗُﻈﻬﺮ املﺎﺳﺔ — إﱃ اﻷﺳﻔﻞ — اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ املﺠﻤﱠ ﻌﺔ؛ أﻻ وﻫﻲ أن ﺛﻤﺔ أدﻟﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﺟﺪٍّا، ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ ،ﻋﲆ أن اﻟﺴﺘريوﻳﺪات ﺗﻘ ﱢﻠﻞ — ﺑﻨﺴﺒﺔ ٪٣٠إﱃ — ٪٥٠ﻣﻦ ﻣﺨﺎﻃﺮ وﻓﺎة اﻟ ﱡﺮ ﱠ ﺿﻊ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻣﻀﺎﻋﻔﺎت اﻟﻮﻻدة املﺒﻜﺮة .ﻳﺠﺐ أن ﻧﺘﺬ ﱠﻛﺮ دوﻣً ﺎ اﻟﺘﻜﻠﻔﺔ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﱠ داع؛ ﻧﻈ ًﺮا ﻟﺤﺮﻣﺎﻧﻬﻢ ﻣﻦ ﻟﻬﺬه اﻷرﻗﺎم املﺠﺮدة؛ ﻓﻘﺪ ﻛﺎن اﻷﻃﻔﺎل اﻟﺮﺿﻊ ﻳﻤﻮﺗﻮن ﺑﻼ ٍ ﻫﺬا اﻟﻌﻼج املﻨﻘِ ﺬ ﻟﻠﺤﻴﺎة ﻋﲆ ﻣﺪى ﻋﻘﺪ ﻣﻦ اﻟﺰﻣﺎن .ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻤﻮﺗﻮن »ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺗﻮاﻓﺮ املﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﻜﺎﻓﻴﺔ ملﻌﺮﻓﺔ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻳﻨﻘﺬﻫﻢ«؛ ﻧﻈ ًﺮا ﻷن املﻌﻠﻮﻣﺎت ﻟﻢ ﻳَﺠْ ِﺮ ﺗﺠﻤﻴﻌﻬﺎ ﻣﻌً ﺎ، وﺗﺤﻠﻴﻠﻬﺎ ﻣﻨﻬﺠﻴٍّﺎ ،ﰲ ﺗﺤﻠﻴﻞ ﻣﺎوراﺋﻲ ﺷﺎﻣﻞ. ُ ﴩ ﺗﺤﻠﻴﻞ أﺟﺪُﻫﺎ ﺗﺎﻓﻬﺔ( .ﻧ ِ َ ﻧﻌﻮد ﻣﺠﺪدًا إﱃ املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ )ﻟﻌﻠﻚ ﺗﺪرك اﻵن ملﺎذا ِ ﱠ َ ﺻﺎﺣَ ﺐَ ﻣﺆﺧ ًﺮا ﰲ دورﻳﺔ »ذا ﻻﻧﺴﺖ« اﻟﻄﺒﻴﺔَ . اﻟﺒﺤﺚ ﻣﻘﺎ ٌل اﻓﺘﺘﺎﺣﻲ ﻋﻨﻮاﻧﻪ: ﻣﺎوراﺋﻲ ً ً »ﻧﻬﺎﻳﺔ املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ« أﺟﺮى ﺷﺎﻧﺞ وآﺧﺮون ﺗﺤﻠﻴﻼ ﻣﺎوراﺋﻴٍّﺎ ﻋﻤﻴﻘﺎ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﻋﲆ ﻋﺪدٍ ﻫﺎﺋﻞ ﻣﻦ ﺗﺠﺎرب املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ،ووﺟﺪوا ،ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎمﱟ ،ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ إﱃ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ،أن املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﱠﺔ ﻻ ﺗُﻔﴤ إﱃ ﻧﺘﺎﺋﺞ أﻓﻀﻞ ﻣﻦ اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ. ﺗَ ﱠ َ ﺤﻔﺰ ﻣُﺨﺘَ ﱡ أﴍت إﱃ ﻫﺬا اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ املﺎوراﺋﻲ، ﺼﻮ املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ﺗﺤﻔ ًﺰا ﺷﺪﻳﺪًا .وإذا ﻓﺴﻴﺤﺎوﻟﻮن أن ﻳﺨﱪوك أﻧﻪ ﻟﻴﺲ إﻻ ﻣﺠﺮد ﺧِ ﺪاع .إن ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻪ ﺷﺎﻧﺞ واﻵﺧﺮون ،ﺑﺼﻮرة أﺳﺎﺳﻴﺔ ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺣﺪث ﰲ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺘﺤﻠﻴﻼت املﺎوراﺋﻴﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ اﻟﺘﻲ أﻇﻬﺮت ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺳﻠﺒﻴﺔ ﻟﻠﻤﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ،ﻫﻮ اﺳﺘﺒﻌﺎد اﻟﺘﺠﺎرب ذات اﻟﺠﻮدة اﻟﺮدﻳﺌﺔ ﻣﻦ ﺗﺤﻠﻴﻠﻬﻢ. ﻳﺤﺐ ﻣُﺨﺘَ ﱡ ﺼﻮ املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ اﻧﺘﻘﺎءَ اﻟﺘﺠﺎرب اﻟﺘﻲ ﺗﻘﺪﱢم ﻟﻬﻢ اﻹﺟﺎﺑﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺮﻏﺒﻮن ٌ ُ ﻣﻤﺎرﺳﺔ ﻳُﻄ َﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ »اﻧﺘﻘﺎء اﻟﻜﺮز« .ﻟﻜﻦ وﺗﺠﺎﻫﻞ اﻟﺘﺠﺎرب اﻷﺧﺮى؛ وﻫﻲ ﰲ ﺳﻤﺎﻋﻬﺎ، ﱢ ﻳﻤﻜﻨﻚ أﻧﺖ ً ﺗﻔﻀﻠﻬﺎ ،أو ﺗﴘء ﺗﺄوﻳﻠﻬﺎ .ﻟﻢ ﺗﻜﻦ أﻳﻀﺎ اﻧﺘﻘﺎء اﻟﺘﺤﻠﻴﻼت املﺎوراﺋﻴﺔ اﻟﺘﻲ دراﺳﺔ ﺷﺎﻧﺞ وآﺧﺮﻳﻦ إﻻ أﺣﺪث اﻟﺘﺤﻠﻴﻼت ﺿﻤﻦ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺤﻠﻴﻼت املﺎوراﺋﻴﺔ ﻹﻇﻬﺎر أن املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ﻻ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ .وﻟﻌﻞ ﻣﺎ ﻳﺜري دﻫﺸﺘﻲ ﻫﻨﺎ ﱟ ﺑﺤﻖ ﻫﻮ أﻧﻪ ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻟﻬﺬه اﻟﺘﺤﻠﻴﻼت املﺎوراﺋﻴﺔ ،واﺻﻞ ﻣُﺨﺘَ ﱡ ﺼﻮ املﻌﺎﻟﺠﺔ ً وﺻﻮﻻ إﱃ ﻗﻤﺔ املﻤﺎرﺳﺎت اﻟﻄﺒﻴﺔ — اﻟﺰﻋ َﻢ ﱠ ﺑﺄن ﻫﺬه اﻟﺘﺤﻠﻴﻼت َ ﻧﻔﺴﻬﺎ »ﺗﺪﻋﻢ« املﺜﻠﻴﺔ — اﺳﺘﺨﺪام املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ،وﻳﻘﻮﻣﻮن ﺑﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻻﺳﺘﺸﻬﺎد ﻓﻘﻂ ﺑﻨﺘﺎﺋﺞ »ﺟﻤﻴﻊ« 72
املﻌﺎﻟﺠﺔ املِ ﺜﻠﻴﺔ
اﻟﺘﺠﺎرب املﺬﻛﻮرة ﰲ ﻛﻞ ﺗﺤﻠﻴﻞ ﻣﺎوراﺋﻲ .وﻳﺸﻤﻞ ﻫﺬا اﻟﺮﻗﻢ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺘﺠﺎرب ذات اﻟﺠﻮدة اﻷﻛﺜﺮ رداءة ،وﻳﺘﻤﺜﻞ أﻛﺜﺮ اﻷرﻗﺎم ﻣﺼﺪاﻗﻴﺔ ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺗﻌﺮف اﻵن ،ﰲ اﻟﻌﻴﱢﻨﺔ املﺤﺪودة ﻷﻛﺜﺮ ً ﻋﺪاﻟﺔ« ،وﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻨﻈﺮ إﱃ ﻫﺬه اﻟﺘﺠﺎرب ،ﺗﺠﺪ أن املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ﻟﻴﺴﺖ »اﻻﺧﺘﺒﺎرات ً ﻣﻨﺪﻫﺸﺎ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ ﻟﺬﻟﻚ ﻟﻮ أﻓﻀﻞ أداءً ﻣﻦ اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ .إذا ﻛﺎن ﻫﺬا ﻳﺪﻫﺸﻚ )وﺳﺄﻛﻮن ﻛﻨﺖ ﻣﻜﺎﻧﻚ( ،ﻓﺈﻧﻨﻲ ﺑﺼﺪد إﻋﺪاد ﱠ ُ ﻣﻠﺨﺺ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ اﻟﺰﻣﻼء ،وﺳﺘﺠﺪه ﻗﺮﻳﺒًﺎ ﻣﻨﺸﻮ ًرا ﻋﲆ اﻹﻧﱰﻧﺖ ﻋﲆ ﻣﻮﻗﻊ ،www.badscience.netﺑﺠﻤﻴﻊ اﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ،ﺷﺎرﺣً ﺎ ﻓﻴﻪ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺟﺮ ْ ﻳﺖ ﻋﲆ املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ. اﻟﺘﺤﻠﻴﻼت املﺎوراﺋﻴﺔ املﺨﺘﻠﻔﺔ اﻟﺘﻲ أ ُ ِ ﻳﺤﺐ اﻹﻛﻠﻴﻨﻴﻜﻴﻮن ،واﻟﺨﱪاء ،واﻟﺒﺎﺣﺜﻮن ﺟﻤﻴﻌً ﺎ ،ﻗﻮ َل أﺷﻴﺎء ﻣﺜﻞ» :ﻫﻨﺎك ﺣﺎﺟﺔ إﱃ إﺟﺮاء املﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺒﺤﻮث «.إذ إن ﻋﺒﺎرات ﻛﺘﻠﻚ ﺗﺒﺪو ﺗﻘﺪﱡﻣﻴ َﱠﺔ اﻟﻔِ ْﻜﺮ وﻣﻨﻔﺘِﺤَ َﺔ ُ اﻷﻓ ِﻖ .ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ ،ﻻ ﻳﺤﺪث ﻫﺬا دوﻣً ﺎ ،ورﺑﻤﺎ ﻻ ﻳﻌﺮف ﻛﺜريون أن ﻫﺬه اﻟﻌﺒﺎرة ﺗﺤﺪﻳﺪًا ﺗﻢ ﺣ ْ ﻈﺮ ذﻛﺮﻫﺎ ﰲ دورﻳﺔ »ﺑﺮﻳﺘﺶ ﻣﻴﺪﻳﻜﺎل ﺟﻮرﻧﺎل« ﻟﺴﻨﻮات ﻋﺪﻳﺪة؛ ﻧﻈ ًﺮا ﻷﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻀﻴﻒ ﺷﻴﺌًﺎ؛ ﻓﺮﺑﻤﺎ ﺗﺸري إﱃ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻏري ﻣﺘﻮاﻓﺮ ﰲ اﻟﺒﺤﻮث ،وﺣﻮل ﻣﻦ ،وﻛﻴﻒ ،وﻗﻴﺎس ﻣﺎذا، وملﺎذا ﺗﺮﻏﺐ ﰲ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺒﺤﻮث ،وﻟﻜﻦ ﻻ ﺗﻌﺘﱪ املﻄﺎﻟﺒﺔ ﻏري املﻜﱰﺛﺔ ،اﻟﺘﻲ ﺗﺒﺪو ﻣﻨﻔﺘﺤﺔ ﻇﺎﻫﺮﻳٍّﺎ ﻹﺟﺮاء »ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺒﺤﻮث« ،ذات ﻣﻌﻨًﻰ أو ﺣﺘﻰ ﻣﻔﻴﺪة. ﻛﺎن ﻫﻨﺎك أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺎﺋﺔ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ ﻣﺜﻠﻴﺔ ُ ﻃﺒﱢﻖ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺘﻮزﻳﻊ اﻟﻌﺸﻮاﺋﻲ ،ﻳﺠﺮي اﺳﺘﺨﺪام اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﻌﻨﴫ ﺿﺎﺑﻂ ،وﻟﻘﺪ ﺣﺎن اﻟﻮﻗﺖ ﻷن ﱠ ﺗﺘﻮﻗ َ ﻒ ﻫﺬه اﻟﺘﺠﺎرب. ﻓﻼ ﺗُﺴﻔِ ﺮ أﻗﺮاص املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ﻋﻦ أي ﻧﺘﺎﺋﺞ أﻓﻀﻞ ﻣﻦ أﻗﺮاص اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ً ﺗﺸﻮﻳﻘﺎ .ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ ﻳﺸﻌﺮ اﻷﺷﺨﺎص ﺑﺄن ﻧﻌﻠﻤﻪ ﺟﻤﻴﻌً ﺎ .ﻟﻜﻦ ﻫﻨﺎك ﻣﺠﺎل ﻹﺟﺮاء ﺑﺤﻮث أﻛﺜﺮ املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﻴﻬﻢ ،ﻳﻜﻤﻦ أﺛﺮ اﻟﻌﻼج ﻋﲆ اﻷرﺟﺢ ﰲ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺑﺄﴎﻫﺎ املﺘﻤﺜﻠﺔ ﰲ زﻳﺎرة أﺣﺪ ﻣُﺨﺘَ ﱢﴢ املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ،واﻻﺳﺘﻤﺎع إﱃ ﺷﻜﻮاﻫﻢ ،وﺗﻘﺪﻳﻢ ﺗﻔﺴري ﻣﻦ ﻧﻮع ﻣﺎ ملﺎ ﻳﺸﻌﺮون ﺑﻪ ﻣﻦ أﻋﺮاض ،وﺟﻤﻴﻊ اﻟﻔﻮاﺋﺪ اﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ اﻷﺧﺮى ﻟﻠ ﱢ ﻄﺐﱢ اﻟﻘﺪﻳﻢ ،ذي ٍ ُ ً َ اﻟﻄﺎﺑﻊ اﻷﺑﻮي ،املﻄﻤْ ِﱧ )وأﻳﻀﺎ اﻟﻨﻜﻮص إﱃ املﺘﻮﺳﻂ ،ﻛﺪت أﻧﴗ(. ﻟﺬا ،ﻳﺠﺐ أن ﻧﻘﻴﺲ ذﻟﻚ؛ وإﻟﻴﻚ اﻟﺪرس اﻷﺧري اﻟﺮاﺋﻊ ﰲ اﻟﻄﺐ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﲆ اﻷدﻟﺔ ُ املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ :ﰲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن ،ﺗﺤﺘﺎج إﱃ ﺧﻴﺎل ﺧﺼﺐ اﻟﺬي ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻌ ﱢﻠﻤﻨﺎ إﻳﺎه ﺣِ ﻴَﺎل ﻧﻮﻋﻴﺎت اﻟﺒﺤﻮث اﻟﺘﻲ ﺗﺠﺮﻳﻬﺎ ،واﻟﺤﻠﻮل اﻟﻮﺳﻂ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﺒﻞ ﺑﻬﺎ ،وأن ﺗﻜﻮن ﻣﺪﻓﻮﻋً ﺎ ﺑﺎﻷﺳﺌﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﺎج إﱃ إﺟﺎﺑﺔ ،ﻻ ﺑﺎﻷدوات املﺘﻮاﻓﺮة ﻟﻚ. ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳُﻌﺘﱪ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ اﻷﻣﻮر اﻟﺸﺎﺋﻌﺔ ﺟﺪٍّا أن ﻳﺒﺤﺚ اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن املﺴﺎﺋﻞ اﻟﺘﻲ ﺗﻬﻤﻬﻢ ،ﰲ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺠﺎﻻت اﻟﻄﺐ ،ﻣﻦ املﻤﻜﻦ أن ﻳﻬﺘﻢ اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن ﺑﺄﻣﻮر ﺗﺨﺘﻠﻒ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ ﻋﻤﺎ ﻳﻬﻢ املﺮﴇ 73
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ﺑﺴﺆال إﱃ أﺷﺨﺎص ﻣﺼﺎﺑني ﺑﻬﺸﺎﺷﺔ أﻧﻔﺴﻬﻢ .وﻗﺪ ﺗﻮﺟﱠ ﻬﺖ إﺣﺪى اﻟﺪراﺳﺎت ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ٍ ﻧﻮع ﻣﻦ اﻟﺒﺤﻮث ﻳﺮﻏﺒﻮن ﰲ إﺟﺮاﺋﻬﺎ ،ﻓﻜﺎﻧﺖ اﻹﺟﺎﺑﺎت ﻣﺪﻫﺸﺔ؛ اﻟﻌﻈﺎم ﰲ اﻟ ﱡﺮﻛﺒﺔ ﻋﻦ أي ٍ ﻓﻘﺪ أراد ﻫﺆﻻء إﺟﺮاء ﻋﻤﻠﻴﺎت ﺗﻘﻴﻴﻢ واﻗﻌﻴﺔ ﻣﺘﻌﻤﱢ ﻘﺔ ﻟﻔﻮاﺋﺪ اﻟﻌﻼج اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ واﻟﺠﺮاﺣﺔ، وﻓﻮاﺋﺪ اﻟﺘﺪﺧﻼت اﻟﺘﱠﻮْﻋَ ِﻮﻳﱠﺔ واﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺎت اﻟﺘﻜﻴﱡﻒ ،وأﻣﻮر أﺧﺮى ﻋﻤﻠﻴﺔ .ﻟﻢ ﻳ ُِﺮ ْد ﻫﺆﻻء ﺑﻌﻼج ْ وﻫ ِﻤ ﱟﻲ. املﺮﴇ إﺟﺮاء ﺗﺠﺮﺑﺔ أﺧﺮى ﻳﻘﺎ َرن ﻓﻴﻬﺎ ﻗﺮص واﺣﺪ ﺑﺂﺧﺮ ،أو ٍ ﺑﺎملﺜﻞ ،ﰲ ﺣﺎﻟﺔ املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ،ﻳﺮﻏﺐ ﻣُﺨﺘَ ﱡ ﺼﻮ املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ﰲ اﻻﻋﺘﻘﺎد ﺑﺄن ﻗﻮة اﻟﻌﻼج ﺗﻜﻤُﻦ ﰲ ﻗﺮص اﻟﺪواء ،وﻟﻴﺲ ﰲ ﻋﻤﻠﻴﺔ زﻳﺎرة ا ُملﺨﺘَﺺ ،وﺗﺒﺎدل اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﻌﻪ، ﺑﻤﻜﺎن ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ ُﻫ ِﻮﻳﱠﺘﻬﻢ املِ ﻬْ ﻨﻴﺔ .ﻟﻜﻨﻲ وﻣﺎ إﱃ ذﻟﻚ .وﻫﺬه املﺴﺄﻟﺔ ﻣﻦ اﻷﻫﻤﻴﺔ اﻟﺒﺎﻟﻐﺔ ٍ ً ﺗﺪﺧﻼ ﻋﻼﺟﻴٍّﺎ ﻣﻔﻴﺪًا ،ﰲ ﺑﻌﺾ أﻋﺘﻘﺪ أن زﻳﺎرة أﺣﺪ ﻣُﺨﺘَﴢ املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ رﺑﻤﺎ ﺗﻤﺜﱢﻞ اﻟﺤﺎﻻت ،ﻟﺒﻌﺾ اﻷﺷﺨﺎص ،ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ اﻷﻗﺮاص اﻟﻌﻼﺟﻴﺔ ﻣﺠﺮد ﻋﻼج وﻫﻤﻲ .وأﻇﻦ ً ﺷﺎﺋﻘﺎ ﻟﻘﻴﺎﺳﻪ ،وﻫﻮ أﻣ ٌﺮ أن املﺮﴇ ﺳﻴﺘﱠﻔﻘﻮن ﻣﻌﻲ ﰲ ذﻟﻚ ،وأﻇﻦ أن ذﻟﻚ ﺳﻴﻜﻮن أﻣ ًﺮا »ﺗﺠﺮ ُ ً ِ اﻧﺘﻈﺎر« ﻋﻤﻠﻴﺔ. ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺑﺔ ﺳﻬﻼ ،ورﺑﻤﺎ ﺗﻔﻌﻞ ﺷﻴﺌًﺎ ﻳُﻄ َﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ أﻇﻨﻪ ﺳﻴﻜﻮن ٍ ِ ِ ﻣﻨﺎﺳﺒﻮن ﻟﻠﺨﻀﻮع ﻟﻠﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ﺗﺼﻄﺤﺐ ﻣﺎﺋﺘﻲ ﻣﺮﻳﺾ ،ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل ،ﺟﻤﻴﻌﻬﻢ املﺜﻠﻴﺔ ،ﱠ ﻳﺘﻠﻘﻮْن ﻋﻼﺟﻬﻢ ﺣﺎﻟﻴٍّﺎ ﰲ ﻋﻴﺎدة أﺣﺪ اﻷﻃﺒﺎء ،وﺟﻤﻴﻌﻬﻢ ﻻ ﻳﻤﺎﻧﻌﻮن اﻹﺣﺎﻟﺔ إﱃ ﺗﻘﺴﻢ ﻫﺆﻻء ﻋﺸﻮاﺋﻴٍّﺎ إﱃ ﻣﺠﻤﻮﻋﺘني؛ ﻛﻞ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺗﻀﻢ َ املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ،ﺛﻢ ﱢ ﻣﺎﺋﺔ ﻣﺮﻳﺾ. ﱠ َ ﺗﺘﻠﻘﻰ إﺣﺪى املﺠﻤﻮﻋﺘني اﻟﻌﻼج ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣُﺨﺘ ﱟ ﺺ ﰲ املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻌﺘﺎدٌ؛ ﻣﻦ أﻗﺮاص ،وﻣﺸﻮرة ﻋﻼﺟﻴﺔ ،ودﺧﺎن ،وﻓﻮدو ،إﱃ ﺟﺎﻧﺐ أي ﻋﻼج آﺧﺮ ﻳﺘﻠﻘﻮﻧﻪ ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﱠ وﻳﺘﻠﻘﻰ ﻳﺤﺪث ﰲ اﻟﻌﻼج اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ .أﻣﺎ املﺠﻤﻮﻋﺔ اﻷﺧﺮى ،ﻓﺘﻨﺘﻈﺮ ﺿﻤﻦ ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻧﺘﻈﺎر، ً »إﻫﻤﺎﻻ« أو ﻋﻼجَ ﻣﻤﺎرس ﻋﺎمﱟ ،أو أﻓﺮاد ﻫﺬه املﺠﻤﻮﻋﺔ ﻋﻼﺟً ﺎ ﻛﺎملﻌﺘﺎد ،ﺳﻮاء أﻛﺎن ذﻟﻚ ٍ َ َ املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ .ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﺗُﻘﻴﱢﻢ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ،وﺗﻘﺎرن أﻳٍّﺎ ﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﻌﻼج ،دون أن ﻳﺸﻤﻞ اﻟﻌﻼج ﱠ ﺗﺤﺴﻨﺖ ﺣﺎﻟﺘﻬﺎ أﻛﺜﺮ. أيﱞ ﻣﻦ املﺠﻤﻮﻋﺘني ً ﻧﺘﻴﺠﺔ إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻏري ﻣﻬﻤﺔ ،وﻳﺒﺪو رﺑﻤﺎ ﺗﺪﻓﻊ ﺑﺄن ﻧﺘﻴﺠﺔ إﺟﺮاء ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻛﺘﻠﻚ ﺳﺘﻜﻮن ﺑﺪﻳﻬﻴٍّﺎ أن ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ﺳﺘﺘﺤﺴﻦ ﺣﺎﻟﺘﻬﺎ أﻛﺜﺮ؛ وﻟﻜﻦ ﺗﻈ ﱡﻞ ﻫﺬه اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ُ ً ﺗﻌﻤﻴﺔ أﻓﺮاد ﺣﻘﻴﻘﺔ .ﺗﻌﺘﱪ ﻫﺬه اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ »ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ«؛ ﻓﻠﻢ ﻳَﺠْ ِﺮ ﰲ اﻧﺘﻈﺎر إﺟﺮاﺋﻬﺎ املﺠﻤﻮﻋﺘني ﰲ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ،وﻫﻮ أﻣ ٌﺮ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻨﻔﻴﺬه ﰲ ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﺘﺠﺎرب ،وﰲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن ﻳﻜﻮن ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻗﺒﻮل اﻟﺤﻠﻮل اﻟﻮﺳﻂ ﰲ أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺒﺤﺚ اﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻴﺔ .ﺳﻴﻜﻮن إﺟﺮاء ً ً ﻣﴩوﻋﺔ )أو رﺑﻤﺎ ﺗَ َﻠ ﱢﻘﻲ أﻣﻮال ﻣﻦ ﺑﻮارون ،وﻫﻲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺗﺠﺎرب ﻛﻬﺬه ﺑﺘﻤﻮﻳﻞ ﺣﻜﻮﻣﻲ َ ُ ﴍﻛﺔ أﻗﺮاص املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ﺗﻘﺪﱠر ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ﺑﻨﺤﻮ ٥٠٠ﻣﻠﻴﻮن دوﻻر( ،وﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻣﺎ 74
املﻌﺎﻟﺠﺔ املِ ﺜﻠﻴﺔ
ﻳﻤﻨﻊ ﻣُﺨﺘَ ﱢﴢ املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ﻣﻦ ﱡ ﺗﺤني اﻟﻔﺮص وإﺟﺮاء ﺑﺤﻮث ﻛﻬﺬه ﻟﺤﺴﺎﺑﻬﻢ؛ ﻷﻧﻪ ﻋﲆ ﻧﻘﺺ ﰲ املﻌﺮﻓﺔ ،ﻳُﻌﺘﱪ ﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺧﻴﺎﻻت ﻣُﺨﺘَﴢ املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ،اﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ﻋﻦ ٍ اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﺒﺤﻮث ﺻﻌﺒًﺎ ،وﺳﺤﺮﻳٍّﺎ ،وﻣﻜ ﱢﻠ ًﻔﺎ ،ﰲ ﺣني ﻟﻦ ﻳﺘﻜ ﱠﻠﻒ إﺟﺮاء ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻛﺜريًا. ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ ،ﻟﻴﺲ املﺎل ٍّ ِ ﺑﺤﻮث ﻋﻼج اﻟﻄﺐ اﻟﺒﺪﻳﻞ، ﺣﻘﺎ ﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻨﻘﺺ ﻣﺠﺘﻤ َﻊ ٌ ً ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺑﺎﻟﻄﺐ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﲆ اﻷدﻟﺔ ،وﺧﱪ ٌة ﰲ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﰲ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ؛ إن ﻣﺎ ﻳﻨﻘﺼﻪ ﻫﻮ إﺟﺮاء ﺗﺠﺮﺑﺔ .ﻓﺄدﺑﻴﱠﺎت وﻣﻨﺎﻗﺸﺎت اﻟﻄﺐ اﻟﺒﺪﻳﻞ ﺗﻄﻔﺢ ﺑﺎﻟﺠﻬﻞ واﻟﻐﻀﺐ املﺮﻳﺮ إزاء أي ﺷﺨﺺ ﻳﺠﺮؤ ﻋﲆ ﺗﻘﻴﻴﻢ اﻟﺘﺠﺎرب .وﺗﺒﺪو ﺑﺮاﻣﺠﻬﻢ اﻟﺪراﺳﻴﺔ ﰲ اﻟﺠﺎﻣﻌﺎت ،ﺑﻘﺪر ﻣﺎ ﻳَﺠْ ُﺮءون ﻋﲆ اﻹﻗﺮار ﺑﻤﺎ ﻳﺪ ﱢرﺳﻮن ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ )إذ ﻳﺠﺮي إﺧﻔﺎء ﻛﻞ ﳾء ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺼﻮرة ﱡ ﺗﻠﺘﻒ ﺣﻮل أﺳﺌﻠﺔ ﻛﻬﺬه ﺗﻬﺪﱢد ﺳﻠﻄﺘﻬﻢ وﺗﻔﺠﱢ ﺮ املﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﺴﺎؤﻻت. ﻣﺮﻳﺒﺔ( ،ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﻨﺖ ﻗﺪ اﻗﱰﺣﺖ ﰲ أﻣﺎﻛﻦ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻣﺆﺗﻤﺮات أﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ ،أن اﻟﴚء اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟﺬي ﺳﻴﻀﻤﻦ ﺗﺤﺴني ﺟﻮدة اﻷدﻟﺔ ﰲ اﻟﻄﺐ املﻜﻤﱢ ﻞ واﻟﺒﺪﻳﻞ ﻳﺘﻤﺜﱠﻞ ﰲ ﺗﻤﻮﻳﻞ ﺧﻂ ﺳﺎﺧﻦ ﻟﻠﻄﺐ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﲆ اﻷدﻟﺔ ،وﻫﻮ ﺧﻂ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أيﱡ ﻃﺒﻴﺐ ﻳﻔﻜﺮ ﰲ إﺟﺮاء ﺗﺠﺮﺑﺔ ﰲ ﻋﻴﺎدﺗﻪ اﻻﺗﺼﺎ َل ﺑﻪ واﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ املﺸﻮرة ﺣﻮل ﻃﺮﻳﻘﺔ إﺟﺮاﺋﻬﺎ ﻋﲆ ﻧﺤﻮ ﺻﺤﻴﺢ؛ ﻟﺘﺠﻨﱡﺐ ﻫﺪر اﻟﺠﻬﺪ ﰲ إﺟﺮاء »اﺧﺘﺒﺎر ﻏري ﻋﺎدل« ﺳﻴﻨﻈﺮ إﻟﻴﻪ ﻣَ ْﻦ ُﻫﻢ ﺧﺎرج املﺠﺎل — ﻋﻦ ﱟ ﺣﻖ — ﺑﺎزدراء. ﰲ أﺣﻼﻣﻲ اﻟﺨﻴﺎﻟﻴﺔ )أﻧﺎ ﺟﺎ ﱞد ﺗﻤﺎﻣً ﺎ ،إذا ﻛﺎن ﻟﺪﻳﻚ املﺎل اﻟﻜﺎﰲ( ﺳﺘﺤﺘﺎج إﱃ ﻣﻨﺸﻮر، ورﺑﻤﺎ إﱃ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺗﺪرﻳﺒﻲ ﻗﺼري و َ َﺿﻌَ ﻪ أﺷﺨﺎص ﻟﻜﻲ ﻳﻐﻄﻲ اﻷﺳﺎﺳﻴﺎت؛ وﻣﻦ ﺛﻢ ﻛﺎﻧﻮا ﻻ ﻳﻄﺮﺣﻮن أﺳﺌﻠﺔ ﺣﻤﻘﺎء ،وﻻ ﱠ ﻳﺘﻠﻘﻮْن ﺧﺪﻣﺔ دﻋﻢ ﻫﺎﺗﻔﻴﺔ .ﰲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ،إذا ﻛﻨﺖ ٍ ﻣُﺨﺘَ ﱠ ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ ﻣﺜﻠﻴﺔ ﻋﻘﻼﻧﻴٍّﺎ وﺗﺮﻏﺐ ﰲ إﺟﺮاء ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻳﺠﺮﻳﻬﺎ ﻣﻤﺎرس ﻋﺎم ،ﻓﺮﺑﻤﺎ ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺺ زﻳﺎرة ﻣﻨﺘﺪﻳﺎت ﻣﻮﻗﻊ اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ؛ ﺣﻴﺚ ﻳﻮﺟﺪ أﺷﺨﺎص ﻗﺪ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮن ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺑﻌﺾ املﺆﴍات )ﺿﻤﻦ املﺤﺎرﺑني واملﺴﻮخ اﻟﻄﻔﻮﻟﻴني …( ﻟﻜﻦ ﻫﻞ ﺳﻴﻘﺘﻨﻊ ﻣُﺨﺘَ ﱡ ﺼﻮ املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ﺑﺬﻟﻚ؟ أﻇﻦ أن ذﻟﻚ ﺳﻴﺠﺮح ﺷﻌﻮرﻫﻢ املِ ﻬْ ﻨﻲ .ﻓﻐﺎﻟﺒًﺎ ﻣﺎ ﺗﺮى ﻣُﺨﺘَﴢ املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ﻳﺤﺎوﻟﻮن ﺷﻖ ﻃﺮﻳﻘﻬﻢ ﻋﱪ ﻫﺬه املﻨﻄﻘﺔ ﻗﺮار ﺑﺸﺄن ذﻟﻚ .ﻫﺎ ﻫﻲ ،ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل ،ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ اﻟﺸﺎﺋﻜﺔ ،وﻏريَ ﻗﺎدرﻳﻦ ﻋﲆ اﺗﺨﺎذ ٍ ﻋﲆ ﻣﺤﻄﺔ رادﻳﻮ ،٤ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻋﲆ اﻹﻧﱰﻧﺖ؛ ﺣﻴﺚ ﺗﺪﻟﻮ د .إﻟﻴﺰاﺑﻴﺚ ﻃﻮﻣﺴﻮن اﻟﴩﻓِ ﻴني ﰲ ﻗﺴﻢ اﻟﻄﺐ اﻟﺘﻠﻄﻴﻔﻲ ﰲ ﺟﺎﻣﻌﺔ )اﺳﺘﺸﺎري املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ،وﻛﺒري املﺤﺎﴐﻳﻦ ﱠ َ ﺑﺮﻳﺴﺘﻮل( ِﺑ َﺪ ْﻟ ِﻮﻫﺎ. 75
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ﺗﺒﺪأ د .ﻃﻮﻣﺴﻮن ﺣﺪﻳﺜﻬﺎ ﺑﺄﻣﻮر ﻣﻌﻘﻮﻟﺔ :املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ﻧﺎﺟﻌﺔ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﻨﺠﺢ ﻣﻦ ﺧﻼل آﺛﺎر ﻏري ﻣﺤﺪدة ،واملﻌﻨﻰ اﻟﺜﻘﺎﰲ ﻟﻠﻌﻤﻠﻴﺔ ،واﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻼﺟﻴﺔ ،ﻓﻼ ﻳﺘﻌﻠﻖ اﻷﻣﺮ ﰲ املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ﺑﺄﻗﺮاص اﻟﻌﻼج ،إﻟﺦ .ﺗُﻘ ﱡﺮ د .ﻃﻮﻣﺴﻮن وﺗﻘﻮل إن املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ﺗﺘﻤﺤﻮر ﺣﻮل املﻌﻨﻰ اﻟﺜﻘﺎﰲ وأﺛﺮ اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ» :ﻟﻘﺪ أراد اﻟﻨﺎس أن ﻳﻘﻮﻟﻮا إن املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ﺗُ ْﺸ ِﺒﻪ ﻣﺮ ﱠﻛﺒًﺎ ﺻﻴﺪﻻﻧﻴٍّﺎ … ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻛﺬﻟﻚ ،ﺑﻞ ﻫﻲ أﺳﻠﻮب ﻋﻼﺟﻲ ﱠ ﻣﻌﻘﺪ« ،ﻋﲆ ﺣﺪ ﻗﻮﻟﻬﺎ. ﺛﻢ ﺳﺄﻟﻬﺎ املﺤﺎور» :ﻣﺎذا ﺗﻘﻮﻟني ﻟﻸﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﺼﺪون اﻟﺼﻴﺪﻟﻴﺔ اﻟﻜﺎﺋﻨﺔ ﰲ اﻟﺸﺎرع اﻟﺮﺋﻴﴘ؛ ﺣﻴﺚ ﻳﻤﻜﻨﻬﻢ ﴍاء ﻋﻼﺟﺎت املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ؛ إذ ﻳﻜﻮﻧﻮن ﻣﺼﺎﺑني ﺑﺤﻤﱠ ﻰ َ اﻟﻘ ﱢﺶ ،ﻓﻴﻨﺘﻘﻮن أﺣﺪ ﻋﻘﺎﻗري ﻋﻼج ﺣﻤﱠ ﻰ اﻟﻘﺶ؛ أﻋﻨﻲ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ املﻔﱰض أن ﺗﻜﻮن ﻫﺬه ﻫﻲ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺠﺮي ﺑﻬﺎ اﻟﻌﻼج؟« ﻣﺮت ﻟﺤﻈﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﻮﺗﺮ .أﺳﺘﻤﻴﺤﻚ ﻋﺬ ًرا د .ﻃﻮﻣﺴﻮن، ُ ﺷﻌﺮت أﻧﻚِ ﻟﻢ ﺗﻜﻮﻧﻲ راﻏﺒﺔ ﰲ أن ﺗﻘﻮﱄ إن أﻗﺮاص اﻟﻌﻼج ﻧﺎﺟﻌﺔ ،ﺑﻤﻔﺮدﻫﺎ، ﻟﻜﻨﻨﻲ ُ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺸﱰﻳﻨﻬﺎ ﻣﻦ أﺣﺪ ا َملﺤَ ﺎ ﱢل ،ﻓﺒﻘﻄﻊ اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ أي ﳾء آﺧﺮ ،ﻟﻘﺪ ﻗ ْﻠﺖ ﺗﻮٍّا إن أﻗﺮاص املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ﻻ ﺗﻌﺎﻟﺞ اﻷﻣﺮاض. ﻟﻜﻦ ﻻ ﺗﺮﻏﺐ د .ﻃﻮﻣﺴﻮن ً أﻳﻀﺎ ﰲ اﻟﺤﻴﺎد ﻋﻦ اﻟ ﱠﺮ ْﻛﺐ وﺗﻘﻮل إن اﻷﻗﺮاص ﻻ ﺗُﺴﻔﺮ ﻋﻦ أي ﻣﻔﻌﻮل .ﱠ أﺗﺮﻗﺐ ﻣﺎ ﺳﻴﺤﺪث .ﻛﻴﻒ ﺳﺘﺘﻔﺎدى ﻫﺬه اﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺔ؟ ﻫﻞ ﻫﻨﺎك ﺑﻨﺎءٌ ﻟُﻐﻮيﱞ ﱠ ﻣﻌﻘﺪ ﺑﻤﺎ ﻳﻜﻔﻲ ،وﻣﺤﺎﻳﺪ ﺑﻤﺎ ﻳﻜﻔﻲ ،ﻻﺟﺘﻴﺎز ذﻟﻚ؟ إذا ﻛﺎن ﻫﻨﺎك ﳾء ﻛﻬﺬا ،ﻓﻼ ﻳﺒﺪو أن د .ﻃﻮﻣﺴﻮن ﺗﻀﻊ ﻳﺪﻳﻬﺎ ﻋﻠﻴﻪ» :ﻗﺪ ﺗﻤﺮ ﻫﺬه اﻟﻌﻼﺟﺎت ﻣﺮو ًرا ﴎﻳﻌً ﺎ دون ﻣﻼﺣﻈﺔ، ورﺑﻤﺎ ﺗﻜﻮن دﻗﻴﻘﺔ ﺟﺪٍّا ﰲ وﺻﻔﻬﺎ … وﻟﻜﻦ ﻳﺠﺐ أن ﻳﻜﻮن ﻟﺪﻳﻚ ﺣ ﱞ ﻆ واﻓﺮ ﻛﻲ ﺗﺪﺧﻞ اﻟﺼﻴﺪﻟﻴﺔ وﺗﺸﱰي اﻟﻌﻼج اﻟﺼﺤﻴﺢ «.ﻟﺬا ﺗﻜﻤﻦ اﻟﻘﻮة اﻟﻌﻼﺟﻴﺔ ،وﻻ ﺗﻜﻤﻦ ﰲ اﻟﻮﻗﺖ ذاﺗﻪ، ﰲ اﻷﻗﺮاص» ،ﻣﻮﺟﺐ ،وﻟﻴﺲ ﻣﻮﺟﺒًﺎ« ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻳﻘﻮل ﻓﻼﺳﻔﺔ املﻨﻄﻖ. إذا ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﻣُﺨﺘَ ﱡ ﺼﻮ املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ اﻻﻟﺘﻔﺎف ﺣﻮل ﻣﺘﻨﺎﻗﻀﺔ »ﻻ ﺗﻜﻤﻦ اﻟﻘﻮة اﻟﻌﻼﺟﻴﺔ ﰲ اﻷﻗﺮاص« ،ﻓﻜﻴﻒ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻫﺆﻻء إذن اﻟﺘﺤﺎﻳُﻞ ﻋﲆ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ؟ ﺗﻌﺘﱪ د .ﻃﻮﻣﺴﻮن — ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺎ ﺷﻬﺪ ُ ْت — ﻣﻦ ﻣُﺨﺘَ ﱢﴢ املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﱠ ِﺴﻤﻮن ﺑﻮﺿﻮح اﻟﺘﻔﻜري واﻟﺘﻤﺪﱡن ،وﻫﻲ ﰲ ذﻟﻚ ،ﺗُﻌﺘﱪ ﻓﺮﻳﺪة ﻣﻦ ﻧﻮﻋﻬﺎ؛ ﻓﻘﺪ ﻛﺎن ﻣُﺨﺘَ ﱡ ﺼﻮ ﱢ املﺘﺤﴬة ﻟﻠﺠﺎﻣﻌﺔ ،اﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ﺣﺮﻳﺼني ﻋﲆ إﺑﻘﺎء أﻧﻔﺴﻬﻢ ﺧﺎرج اﻟﺒﻴﺌﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﺘﺄﺛري اﻟﺰﻣﻼء وﺗﺴﺎؤﻟﻬﻢ أن ﻳ ُْﺴ ِﻬﻢ ﰲ ﺗﻨﻘﻴﺔ َ وﺻ ْﻘﻞ اﻷﻓﻜﺎر ،واﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ اﻟﺮديء ﻣﻨﻬﺎ .وﰲ ﻣﻐﺎﻣﺮاﺗﻬﻢ اﻟﻨﺎدرة ،ﻳﻨﻀﻢ ﻣُﺨﺘَ ﱡ ﴎا ،ﻣﻘﻴﻤني ﺼﻮ املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ إﱃ اﻟﺠﺎﻣﻌﺎت ٍّ 76
املﻌﺎﻟﺠﺔ املِ ﺜﻠﻴﺔ
ﺟﺪا ًرا ﻳﺤﻤﻴﻬﻢ وﻳﺤﻤﻲ أﻓﻜﺎرﻫﻢ ﻣﻦ ﺳﻬﺎم اﻟﻨﻘﺪ أو املﺮاﺟﻌﺔ ،راﻓﻀني ﺣﺘﻰ ﻣﺸﺎرﻛﺔ ﻣﺎ ﰲ أوراق اﺧﺘﺒﺎراﺗﻬﻢ ﻣﻊ اﻵﺧﺮﻳﻦ. ٍ ٍ ﻣﻦ اﻟﻨﺎدر اﻟﻌﺜﻮ ُر ﻋﲆ ﻣُﺨﺘَ ﱢ ﻣﻨﺨﺮط ﰲ ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻷدﻟﺔ اﻟﻌﻼﺟﻴﺔ، ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ ﻣﺜﻠﻴﺔ ﺺ وﻟﻜﻦ ﻣﺎذا ﻳﺤﺪث ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳُﻘﺪِﻣﻮن ﻋﲆ ذﻟﻚ؟ ﺳﺄﺧﱪك .ﻳﺼﺒﺢ ﻫﺆﻻء ﻏﺎﺿﺒني ،وﻳُﻬﺪﱢدون ﺑﺎﻟﺘﻘﺎﴈ ،وﻳﴫﺧﻮن ،وﻳﺠﺄرون ﺑﺼﻮﺗﻬﻢ ﻧﺤﻮك ﰲ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﺎت ،وﻳﺸ ُﻜﻮن ﻛﺬﺑًﺎ إﱃ ﻟﺠﻨﺔ ﺷﻜﺎوى اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ وإﱃ رﺋﻴﺲ ﺗﺤﺮﻳﺮ اﻟﺠﺮﻳﺪة اﻟﺘﻲ ﺗﻜﺘﺐ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻣﺴﺘﻌﻴﻨني ﺑﻤﻐﺎﻟﻄﺎت ً ﻃﻮﻳﻼ ﻟﻠﻜﺸﻒ ﻋﻨﻬﺎ ،ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ،وﻟﻜﻦ ذﻟﻚ وادﱢﻋﺎءات ﻣﻀﺤﻜﺔ — ﺗﺴﺘﻐﺮق ﺟﻤﻴﻌُ ﻬﺎ وﻗﺘًﺎ ﻫﻮ اﻟﻬﺪف ﻣﻦ ﻫﺬا اﻹﻳﺬاء واملﻀﺎﻳﻘﺎت — وﻳﺮﺳﻠﻮن رﺳﺎﺋﻞ ﺑﺮﻳﺪ إﻟﻜﱰوﻧﻲ ﺗﻨﻄﻮي ﻋﲆ ﻛﺮاﻫﻴﺔ ،وﻳﺘﻬﻤﻮﻧﻚ ﻣﺮا ًرا وﺗﻜﺮا ًرا ﺑﺄﻧﻚ — ﺑﺸﻜﻞ أو ﺑﺂﺧﺮ — أﺳريُ ﴍﻛﺎت اﻷدوﻳﺔ اﻟﻜﱪى )ﻛﺬﺑًﺎ ،ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أﻧﻚ ﺗﺒﺪأ ﰲ اﻟﺘﺴﺎؤل ﻋﻦ ﺳﺒﺐ اﻟﺘﺰاﻣﻚ ﺑﺄي ﻣﺒﺎدئ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻮاﺟﻪ ً وﺻﻮﻻ إﱃ ﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﺴﻠﻮك( .ﻳﻤﺎرس ﻫﺆﻻء أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻹرﻫﺎب ،وﺗﺸﻮﻳﻪ اﻟﺴﻤﻌﺔ، ﻗﻤﺔ املﻤﺎرﺳﺎت املﻨﺤﺮﻓﺔ ﰲ ﻣﻬﻨﺔ اﻟﻄﺐ ،وﻳﺒﺬﻟﻮن أﻗﴡ ﻣﺎ ﰲ و ُْﺳﻌِ ﻬﻢ ﰲ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻳﺎﺋﺴﺔ ف ﻋﻦ ﻫﺆﻻء ً »ﻹﺳﻜﺎﺗﻚ« ،وﻳﺘﻔﺎ َدوْن إﺟﺮاء أي ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ ﺣﻮل اﻷدﻟﺔ .ﻋُ ِﺮ َ أﻳﻀﺎ ﺗﻬﺪﻳﺪﻫﻢ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام اﻟﻌﻨﻒ )ﻟﻦ أﻧﺎﻗﺶ ﻫﺬا ﻫﻨﺎ ،وﻟﻜﻨﻨﻲ ُ اﻟﺠﺪﱢ(. آﺧﺬُ ﻫﺬه اﻷﻣﻮر ﻋﲆ ٍ ﺑﺎﻟﻎ ِ ﻣﺤﻤﻞ ِ ﻻ أﻗﻮل إﻧﻨﻲ ﻻ أﺳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ ا ُمل َﺰاح واﻟﺪﱡﻋﺎﺑﺔ ﰲ ﻫﺬا اﻟﺼﺪد ،ﺑﻞ ﻓﻘﻂ أُﺷري إﱃ أﻧﻨﻲ ﻻ أرى ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﺜﻞ ذﻟﻚ ﰲ ﻣﻌﻈﻢ املﺠﺎﻻت اﻷﺧﺮى ،وﻳﺒﺪو ﻣُﺨﺘَ ﱡ ﺼﻮ املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ﱄ — ﻣﻦ ﺑني ﺟﻤﻴﻊ اﻷﺷﺨﺎص اﻵﺧﺮﻳﻦ ﰲ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ،اﻟﻠﻬﻢ ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء ﻣُﺨﺘَﴢ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ ً ً ﻏﺎﺿﺒﺔ ﻓﺮﻳﺪ ًة ﻣﻦ ﻧﻮﻋﻬﺎ .ﺟ ﱢﺮبْ ﺑﻨﻔﺴﻚ ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﻌﻬﻢ ﺣﻮل ﺳﻼﻟﺔ اﻟﻐﺮﻳﺒﻲ اﻷﻃﻮار — َ وﺟﺪت. اﻷدﻟﺔ ،وأﺧﱪﻧﻲ ﻣﺎذا ﻟﻌﻞ رأﺳﻚ ﻳﺆملﻚ اﻵن ،ﺑﺴﺒﺐ ﻣُﺨﺘَﴢ املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ املﺸﺎﻏﺒني ا ُمل ْﺮﺑﻜِني ،وﺑﺴﺒﺐ دﻓﺎﻋﺎﺗﻬﻢ اﻟﺸﺎذة املﻠﺘﻮﻳﺔ ،وﰲ ﺣﺎﺟﺔ اﻵن إﱃ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﺪﻟﻴﻚ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻟﻄﻴﻔﺔ .ملﺎذا ﺗﺘﱠ ِﺴ ُﻢ ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻷدﻟﺔ ﺑﻜﻞ ﻫﺬا اﻟﻘﺪر ﻣﻦ اﻟﺘﻌﻘﻴﺪ؟ ملﺎذا ﻧﺤﺘﺎج إﱃ ﺟﻤﻴﻊ ﻫﺬه ُ اﻟﺨﺪَع اﻟﺤﺎذﻗﺔ، وﻫﺬه املﻨﺎﻇري املﻨﻬﺠﻴﺔ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ؟ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﺑﺴﻴﻄﺔ :إن اﻟﻌﺎﻟﻢ أﻛﺜﺮ ﺗﻌﻘﻴﺪًا ﺑﻜﺜري ﻣﻦ ﻣﺠﺮد رواﻳﺎت ﺑﺴﻴﻄﺔ ﺣﻮل أﻗﺮاص ﺗﺠﻌﻞ ﺻﺤﺔ اﻷﺷﺨﺎص أﻓﻀﻞ .ﻧﺤﻦ ﺑﴩ ،ﻧﺘﱠ ِﺴﻢ ﺑﺎﻟﻼﻋﻘﻼﻧﻴﺔ ،وﻟﺪﻳﻨﺎ أوﺟﻪ ﻗﺼﻮرُ ، وﺳﻠﻄﺔ اﻟﻌﻘﻞ ﻋﲆ اﻟﺠﺴﺪ أﻛﱪ ﻣﻦ أي ﳾء ﻣ ﱠﺮ ِﺑ َﺨ َﻠﺪِك ﻣﻦ ﻗﺒ ُﻞ.
77
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ﻫﻮاﻣﺶ ) (1ﻋﻨﺪ ﺗﻨﺎول اﻟﺠﺮﻋﺎت اﻟﻜﺒرية املﻨﺎﺳﺒﺔ ،ﺗﺤﺘﻮي اﻟﻜﻴﻨﺎ ﻋﲆ ﻣﺎدة اﻟﻜﻴﻨني ،اﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ٍّ ﱠ ﻣﺤﺼﻨﺔ ﺿﺪﻫﺎ ﰲ ﺣﻘﺎ اﺳﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ ملﻌﺎﻟﺠﺔ ﻣﺮض املﻼرﻳﺎ ،ﻣﻊ أن ﻃﻔﻴﻠﻴﺎت املﻼرﻳﺎ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺤﺎﱄ ﱢ. ) (2ﻟﻠﻤﺘﺤﺬﻟﻘني ،ﺗﺒﻠﻎ ﻧﺴﺒﺔ اﻟﱰﻛﻴﺰ ٣٠٫٨٩ﳼ. ) (3ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺼﻒ اﻷﻃﺒﺎء ﰲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن املﻀﺎدات اﻟﺤﻴﻮﻳﺔ ﻟﻠﻤﺮﴇ اﻟﺬﻳﻦ ﻳُﻠ ِﺤﱡ ﻮن ﻏﻀﺐ ،ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻋﺪم ﻓﻌﺎﻟﻴﺘﻬﺎ ﰲ ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ ﻧﺰﻟﺔ ﺑﺮد ﻓريوﳼ ،ﺗﺸري ﻛﺜري ﰲ ﻃﻠﺒﻬﺎ ﰲ ٍ ﻣﻦ اﻟﺒﺤﻮث إﱃ أن ذﻟﻚ ﻳﺄﺗِﻲ ﺑﺂﺛﺎر ﻋﻜﺴﻴﺔ ،ﺣﺘﻰ وﻟﻮ ﻛﺎن ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ ﺗﻮﻓري اﻟﻮﻗﺖ؛ ﻓﻔﻲ ُ وﺻﻒ املﻀﺎدات اﻟﺤﻴﻮﻳﺔ ً ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺗﻘﺪﻳﻢ املﺸﻮرة ﺣﻮل ﺣُ ْﺴﻦ إﺣﺪى اﻟﺪراﺳﺎت ،أﻓﴣ إدارة اﻟﺼﺤﺔ اﻟﺬاﺗﻴﺔ ﻋﻨﺪ اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﺘﻬﺎب ﰲ اﻟﺤﻠﻖ ،إﱃ زﻳﺎدة أﻋﺒﺎء اﻟﻌﻤﻞ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم ﻋﲆ اﻷﻃﺒﺎء ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺰﻳﺎرات املﺘﻜﺮرة إﻟﻴﻬﻢ .وﻗﺪ ُﻗﺪﱢر أﻧﻪ ﰲ ﺣﺎل وﺻﻒ اﻟﻄﺒﻴﺐ املﻀﺎدات اﻟﺤﻴﻮﻳﺔ ﻟﻌﻼج اﻟﺘﻬﺎب اﻟﺤﻠﻖ ﻟﻌﺪد ﻣﻦ املﺮﴇ أﻗﻞ ﺑﻤﻘﺪار ﻣﺎﺋﺔ ﻛﻞ ﻋﺎم، ً ﻣﺮﻳﻀﺎ أن املﻀﺎدات اﻟﺤﻴﻮﻳﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ، ﻓﺴﻴَﻌْ ﺘﻘِ ﺪ ﻋﺪ ٌد أﻗﻞ ﻣﻦ املﺮﴇ ﺑﻤﻘﺪار ﺛﻼﺛﺔ وﺛﻼﺛني ً وﻳﺨ ﱢ ﻣﺮﻳﻀﺎ ﻻﺳﺘﺸﺎرة اﻟﻄﺒﻴﺐ ﺑﺸﺄن ﻄﻂ ﻋﺪ ٌد أﻗﻞ ﻣﻦ املﺮﴇ ﺑﻤﻘﺪار ﺧﻤﺴﺔ وﻋﴩﻳﻦ املﺸﻜﻠﺔ ﰲ املﺴﺘﻘﺒﻞ ،وﺳﻴﻌﻮد ﻋﺪ ٌد أﻗﻞ ﺑﻤﻘﺪار ﻋﴩة ﰲ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﻟﺰﻳﺎرة اﻟﻄﺒﻴﺐ ﻣﺮة أﺧﺮى .إذا َ ﻛﻨﺖ ﻣُﺨﺘَ ﱠ ﺺ ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ ﻣﺜﻠﻴﺔ ،أو ﻣﻨﺪوب ﻣﺒﻴﻌﺎت ﻋﻘﺎﻗري ،ﻓﺒﺈﻣﻜﺎﻧﻚ أن ﺗﻘﻠﺐ ﻫﺬه اﻹﺣﺼﺎءات ً رأﺳﺎ ﻋﲆ ﻋَ ﻘِ ﺐ وﺗﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻃﺮق ﻟﻠﱰوﻳﺞ أﻛﺜﺮ ،ﻻ أﻗﻞ ،ﻟﻠﻤﻨﺘﺠﺎت. ً ) (4أﺟﺮى ﺑﻨﺴﻨﺖ دراﺳﺔ ذات ﺗَﻌْ ِﻤﻴﺔ ﻣﺰدوﺟﺔ ،ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام ﻋﻼج وﻫﻤﻲ ﻋﲆ ﺗﺴﻌﺔ ً ﺷﺨﺼﺎ ﻳُﺠْ ُﺮون ﻋﻤﻠﻴﺎت ﺟﺮاﺣﻴﺔ ﰲ اﻟﻔﻢ .ﺷﻌﺮ أﻓﺮاد املﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﺘﻲ ﺧﻀﻌﺖ وﺧﻤﺴني ﻟﻠﻤﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام زﻫﺮة اﻟﻌﻄﺎس ﺑﺄﻟ ٍﻢ أﻗ ﱠﻞ ﻛﺜريًا ﻣﻦ اﻷﻟﻢ اﻟﺬي ﺷﻌﺮ ﺑﻪ أﻓﺮاد املﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﺘﻲ ﱠ ﺗﻠﻘﺖ اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ .إن ﻣﺎ ﻻ ﺗﻤﻴﻞ ﻋﺎد ًة إﱃ ﻗﺮاءﺗﻪ ﰲ املﻮاد اﻟﱰوﻳﺠﻴﺔ ﻵﺛﺎر ﻧﺒﺎت اﻟﻌﻄﺎس ﱠ ً ﺷﺨﺼﺎ ﻗﺪ ﻗ ﱠﺮروا ﻋﺪم اﺳﺘﻜﻤﺎل اﻟﺪراﺳﺔ ،وﻫﻮ ﻣﺎ أن واﺣﺪًا وأرﺑﻌني ً دراﺳﺔ ﻻ ﻗﻴﻤﺔ ﻟﻬﺎ ﻋﲆ اﻹﻃﻼق؛ ﻓﻘﺪ ﱠ ﺗﺒني أن املﺮﴇ اﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺴﺘﻜﻤﻠﻮن اﻟﺘﺠﺎرب ﻳﺠﻌﻠﻬﺎ ﻻ ﱠ ﻳﺘﻠﻘﻮن ﻋﺎدة اﻷﻗﺮاص اﻟﻼزﻣﺔ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ،وﺗﺤﺪُث ﻟﻬﻢ أﻋﺮاض ﺟﺎﻧﺒﻴﺔ ﻋﲆ اﻷرﺟﺢ، ﱡ ﺗﺤﺴﻦ ﺣﺎﻟﺘﻬﻢ ،وﻫﻜﺬا .إﻧﻨﻲ ﻻ أﺗﺸ ﱠﻜﻚ ﰲ ﻫﺬه اﻟﺪراﺳﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻌﺎرض وﺗﻘﻞ اﺣﺘﻤﺎﻻت اﻟﺘﴪب اﻟﻜﺒري ﻟﻠﻤﺸﺎرﻛني ﰲ اﻟﺪراﺳﺔ .رﺑﻤﺎ ﻏﺎب ﺗﺤﻴﺰاﺗﻲ اﻟﺨﺎﺻﺔ ،وﻟﻜﻦ ﻧﻈ ًﺮا ملﻌﺪل ﱡ املﺘﴪﺑﻮن ﰲ ﻋﻤﻠﻴﺔ املﺘﺎﺑﻌﺔ ﻷﻧﻬﻢ ﺗُﻮ ﱡُﻓﻮا ،ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل .وﺗﻤﻴﻞ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﺠﺎﻫﻞ املﺮﴇ ﱢ 78
املﻌﺎﻟﺠﺔ املِ ﺜﻠﻴﺔ
املﺘﴪﺑني ﻣﻦ إﺣﺪى اﻟﺘﺠﺎرب إﱃ املﺒﺎﻟﻐﺔ ﰲ ﻓﻮاﺋﺪ اﻟﻌﻼج اﻟﺬي ﻳُﺠْ َﺮى اﺧﺘﺒﺎره ،وﻳُﻌﺘﱪ ً ﻋﻼﻣﺔ ﺗﺤﺬﻳﺮﻳﺔ. اﻟﺘﴪب املﺮﺗﻔﻊ دوﻣً ﺎ ﻣﻌﺪل ﱡ ﻟﻢ ﺗﺬﻛﺮ دراﺳﺔ ﺟﺒﺴﻮن وآﺧﺮﻳﻦ ﺷﻴﺌًﺎ ﻋﻦ اﻟﺘﻮزﻳﻊ اﻟﻌﺸﻮاﺋﻲ ،وﻟﻢ ﺗﺬﻛﺮ أيﱠ ﳾء ﻋﻦ اﻟﺠﺮﻋﺔ اﻟﻌﻼﺟﻴﺔ املﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﻣﻦ ﻋﻼج املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ،أو ﻣﻌﺪل ﺗﻨﺎوﻟﻬﺎ .وﻟﻴﺲ ﻣﻦ اﻟﺠﺪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻻ ﺗﺘﻀﻤﱠ ﻦ ﺳﻮى ﻫﺬا اﻟﻘﺪر اﻟﻴﺴري اﻟﺴﻬﻞ أﺧﺬ اﻟﺪراﺳﺎت ﻋﲆ ٍ ﻣﺤﻤﻞ ﺑﺎﻟﻎ ِ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﻣﻦ املﻌﻠﻮﻣﺎت. ً ﺷﺨﺼﺎ )وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻌﻨﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎك دراﺳﺔ أﺟﺮاﻫﺎ ﻛﺎﻣﺒﻞَ ،ﺷﺎ َر َك ﻓﻴﻬﺎ ﺛﻼﺛﺔ ﻋﴩ ﻋﺪدًا ﻣﺤﺪودًا ﺟﺪٍّا ﻣﻦ املﺮﴇ ﰲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺘَﻲ املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ واﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ( .ووﺟﺪت اﻟﺪراﺳﺔ أن املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ﻗﺪ أﺳﻔﺮت ﻋﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ أﻓﻀﻞ ﻣﻦ اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ )ﰲ ﻫﺬه اﻟﻌﻴﻨﺔ اﻟﻀﺌﻴﻠﺔ ﻣﻦ املﺮﴇ( ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺘﺄﻛﺪ ﻫﻞ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻣﺆﺛﺮة إﺣﺼﺎﺋﻴٍّﺎ ،أم أﻧﻬﺎ ﻣﺠﺮد ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺟﺎءت ﻣﺼﺎدﻓﺔ. ً دراﺳﺔ ﻋﲆ ﻋﴩة ﻣﺮﴇ ﻓﻘﻂ ،ووﺟﺪوا أن املﻌﺎﻟﺠﺔ أﺧريًا ،أﺟﺮى ﺳﺎﻓﺪج »وآﺧﺮون« املﺜﻠﻴﺔ ﻗﺪ أﺳﻔﺮت ﻋﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ أﻓﻀﻞ ﻣﻦ اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ ،ﻟﻜﻦ اﻟﺪراﺳﺔ ﻟﻢ ﺗﺘﻀﻤﻦ ً أﻳﻀﺎ أي ﺗﺤﻠﻴﻞ إﺣﺼﺎﺋﻲ ﻟﻠﻨﺘﺎﺋﺞ. ﺼﻮ املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ أﻧﻬﺎ ﺗﻤﺜﱢﻞ ً ﻫﺬه ﻫﻲ أﻧﻮاع اﻷوراق اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺰﻋﻢ ﻣُﺨﺘَ ﱡ أدﻟﺔ ﻟﺪﻋﻢ ﺣﺎﻻﺗﻬﻢ ،أدﻟﺔ ﻳﺰﻋﻤﻮن أن اﻟﻌﺎﻣﻠني ﰲ املﺠﺎل اﻟﻄﺒﻲ ﻳﺘﺠﺎﻫﻠﻮﻧﻬﺎ ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﺘﻀﻠﻴﻞ ً ُ ﻛﺎﻓﺔ اﺳﺘﺨﺪا َم املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ،وﻛﻠﻬﺎ ﺗﺴﺘﺤﻖ اﻟﺘﺠﺎﻫﻞ؛ اﻟﺪراﺳﺎت واﻟﻐﺶَ .ﻓ ﱠﻀ َﻠ ْﺖ ﻫﺬه ً ٍ ﻋﺎدﻻ« ﻟﻠﻤﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ؛ ﻧﻈ ًﺮا ﻷوﺟﻪ اﻟﻘﺼﻮر ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ »اﺧﺘﺒﺎ ًرا ﻷن أﻳٍّﺎ ﻣﻨﻬﺎ ﻻ ﻳﻤﺜﻞ املﻨﻬﺠﻴﺔ ﰲ ﻫﺬه اﻟﺘﺠﺎرب. ﴤ ﰲ ذﻛﺮ ﻣﺌﺎت اﻷﻣﺜﻠﺔ ﻋﲆ ﺗﺠﺎرب املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ،ﻋﲆ أن اﻷﻣﺮ ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ أن أَﻣْ ِ َ ﻣُﺆﻟِﻢ ﺑﻤﺎ ﻳﻜﻔﻲ.
79
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺨﺎﻣﺲ
ﺗﺄﺛﲑ اﻟﻌﻼج اﻟﻮﳘﻲ
ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ املﺨﺎﻃﺮ اﻟﺘﻲ ﻳﻨﻄﻮي ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﻄﺐ املﻜﻤﱢ ﻞ واﻟﺒﺪﻳﻞ ،ﺗﺘﻤﺜﱠﻞ ﺧﻴﺒﺔ اﻷﻣﻞ اﻟﻜﱪى ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱄ ﱠ ﰲ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻳ َُﺸ ﱢﻮ ُه ﺑﻬﺎ ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﻄﺐ َﻓﻬْ ﻤَ ﻨﺎ ﻷﺟﺴﺎﻣﻨﺎ. ً ﺗﺸﻮﻳﻘﺎ ﺑﻜﺜري ﻣﻦ ﻗﺼﺔ اﻟﺨﻠﻖ ﰲ ِﺳ ْﻔﺮ اﻟﺘﻜﻮﻳﻦ، ﻓﻤﺜﻠﻤﺎ ﺗُﻌَ ﱡﺪ ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﻧﻔﺠﺎر اﻟﻌﻈﻴﻢ أﻛﺜﺮ ً ﺗﺸﻮﻳﻘﺎ ﺑﻜﺜري ﺗُﻌﺘﱪ اﻟﻘﺼﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﻌِ ْﻠﻢ أن ﻳﺨﱪﻧﺎ ﺑﻬﺎ ﻋﻦ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ أﻛﺜﺮ ﻛﺬﻟﻚ ﻣﻦ أي ُﺧﺮاﻓﺔ ﺣﻮل أﻗﺮاص ﺳﺤﺮﻳﺔ اﺑﺘﺪﻋﻬﺎ أﺣﺪ ﻣُﺨﺘَﴢ املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ .وﻹﻋﺎدة ً ﺟﻮﻟﺔ ﺗﻔﻘﺪﻳﱠﺔ ﰲ واﺣﺪة ﻣﻦ أﻛﺜﺮ ﻣﺠﺎﻻت أﻋﺮض ﻋﻠﻴﻚ اﻷﻣﻮر إﱃ ﻧﺼﺎﺑﻬﺎ اﻟﺼﺤﻴﺢِ ، ً ﻏﺮاﺑﺔ وإﻧﺎر ًة ﻟﻠﻌﻘﻞ؛ أﻻ وﻫﻲ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻨﻨﺎ وﺑني ﻋﻘﻮﻟﻨﺎ ،ودور املﻌﻨﻰ ﰲ اﻟﺒﺤﻮث اﻟﻄﺒﻴﺔ اﻟﺸﻔﺎء ،و»أﺛﺮ اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ« ﺑﺼﻮرة ﺧﺎﺻﺔ. ﻣﺜﻞ أﻋﻤﺎل اﻟﺪﺟﻞ ،ﻟﻢ ﺗَﻌُ ﺪ اﻟﻌﻼﺟﺎت اﻟﻮﻫﻤﻴﺔ ﺷﺎﺋﻌﺔ ﰲ املﺠﺎل اﻟﻄﺒﻲ ﺑﻤﺠﺮد ﴍوع اﻟﻨﻤﻮذج اﻟﻄﺒﻲ اﻟﺤﻴﻮي ﰲ إﺧﺮاج ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻣﻠﻤﻮﺳﺔ .وﻗﺪ ﱠ دق ﻣﻘﺎ ٌل اﻓﺘﺘﺎﺣﻲ ﰲ ﻋﺎم ١٨٩٠ املﺴﻤﺎ َر اﻷﺧري ﰲ ﻧَﻌْ ِﺶ اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ ،ﻣﻦ ﺧﻼل اﻹﺷﺎرة إﱃ ٍ ﺣﺎﻟﺔ ﺣَ َﻘ َﻦ أﺣ ُﺪ اﻷﻃﺒﺎء ﻓﻴﻬﺎ َ املﺮﻳﻀﺔ ﺑﺎملﺎء ً ﺑﺪﻻ ﻣﻦ املﻮرﻓني؛ و ﱠملﺎ ﺗﻌﺎﻓﺖ املﺮﻳﻀﺔ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ ،اﻛﺘﺸﻔﺖ اﻟﺨﺪﻋﺔ ،ﻓﺪﺧﻠﺖ ﻣﻊ اﻟﻄﺒﻴﺐ ﰲ ﻧﺰاع ﻗﻀﺎﺋﻲ ﺣﻮل ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ اﻟﻌﻼج ﰲ أروﻗﺔ املﺤﻜﻤﺔ ،وﻓﺎزت ﺑﺎﻟﻘﻀﻴﺔ .ﻛﺎن املﻘﺎل ﺑﻤﻨﺰﻟﺔ ﻣَ ْﺮﺛِﻴﱠﺔ؛ ﻧﻈ ًﺮا ﻷن اﻷﻃﺒﺎء ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻌﻠﻤﻮن ﺑﻔﺎﻋﻠﻴ ِﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﻄﻤﺄﻧﺔ واﺳﺘﺨﺪام اﻷﺳﻠﻮب املﻬﺬﱠب ﰲ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ املﺮﴇ ﻣﻨﺬ و ُِﺟﺪَت ﻣﻬﻨﺔ اﻟﻄﺐ .وﺗﺴﺎءﻟﺖ ﻣﺠﻠﺔ »ﻣﻴﺪﻳﻜﺎل ﺑﺮس« وﻗﺘﻬﺎ» :ﻫﻞ ﺳﺘﺘﻮاﻓﺮ ﻓﺮﺻﺔ أﺧﺮى ﻣﺠﺪدًا ﻟﻠﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ ﻛﻲ ﻳﺰاول ﺗﺄﺛرياﺗﻪ اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ املﺪﻫﺸﺔ ﺑﻨﻔﺲ اﻟﺪﻗﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺰاول ﺑﻬﺎ أﺣﺪ ﻣﻜﻮﻧﺎﺗﻪ اﻷﻛﺜﺮ ُﺳﻤﻴﺔ ﺗﺄﺛريه؟« ﻟﺤﺴﻦ اﻟﺤﻆ ،اﺳﺘﻤﺮ اﺳﺘﺨﺪام اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ .وﻋﲆ ﻣ ﱢﺮ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ،ﺟﺮى ﺗﻮﺛﻴﻖ أﺛﺮ اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ ﺟﻴﺪًا ﰲ ﻣﺠﺎل اﻟﺸﻌﻮر ﺑﺎﻷﻟﻢ ،وﺗُﻌﺘﱪ ﺑﻌﺾ ﻗﺼﺺ اﺳﺘﺨﺪام
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ُﺪﻫﺸﺔ ٍّ ً ﺣﻘﺎ؛ ﻓﻘﺪ ﻛﺘﺐ ﻫﻨﺮي ﺑﻴﺘﴩ ،وﻫﻮ ﻃﺒﻴﺐ ﺗﺨﺪﻳﺮ أﻣﺮﻳﻜﻲ ،ﺣﻮل اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ ﻣ إﺟﺮاء ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻟﺠﻨﺪي أﺻﻴﺐ إﺻﺎﺑﺎت ﺑﺎﻟﻐﺔ داﺧﻞ أﺣﺪ املﺴﺘﺸﻔﻴﺎت املﻴﺪاﻧﻴﺔ ﰲ اﻟﺤﺮب اﻟﻌﺎملﻴﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ،ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام ﻣﺎء ﻣﺎﻟﺢ؛ ﻧﻈ ًﺮا ﻟﻨﻔﺎد املﻮرﻓني ،وﻟﺪﻫﺸﺔ اﻟﻄﺒﻴﺐ ﺷﻌﺮ اﻟﺠﻨﺪي ﺑﺘﺤﺴﻦ .ﻛﺬﻟﻚ وﺻﻒ ﺑﻴﱰ ﺑﺎرﻛﺮ ،وﻫﻮ ﱢ ﱡ ﻣﺒﴩ أﻣﺮﻳﻜﻲ ،إﺟﺮاء ﺟﺮاﺣﺔ دون ﺗﺨﺪﻳﺮ ﻹﺣﺪى املﺮﻳﻀﺎت اﻟﺼﻴﻨﻴﺎت ﰲ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﻘﺮن اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﴩ .وﺑﻌﺪ اﻻﻧﺘﻬﺎء ﻣﻦ إﺟﺮاء اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﱠ وﻛﺄن ﺷﻴﺌًﺎ ﻟﻢ ﻳﺤﺪث. »ﻗﻔﺰت املﺮﻳﻀﺔ إﱃ اﻷرض« ،واﻧﺤﻨﺖ ،ﺛﻢ ﻏﺎدرت اﻟﻐﺮﻓﺔ وﻗﺪ أﺟﺮى ﺗﻴﻮدور ﻛﻮﺗﴩ ١٦٠٠ﻋﻤﻠﻴﺔ اﺳﺘﺌﺼﺎل ﻟﻠﻐﺪﱠة اﻟﺪرﻗﻴﺔ دون اﺳﺘﺨﺪام ً أي ﻣ َ ﺗﺤﻴﺔ ﻟﺮﺟﻞ ُﺨﺪﱢر ﰲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺑﺮن ﰲ ﺗﺴﻌﻴﻨﻴﺎت اﻟﻘﺮن اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﴩ ،وأﺧﻠ ُﻊ ﻗﺒﱠﻌﺘﻲ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ إﺟﺮاء ﻋﻤﻠﻴﺎت ﺟﺮاﺣﻴﺔ ﱠ ﻣﻌﻘﺪة ﰲ اﻟﻌﻨﻖ ملﺮﴇ ﻟﻢ ﻳﺨﻀﻌﻮا إﱃ أيﱢ ﺗﺨﺪﻳﺮ. ﻛﺎن ﻣﻴﺘﺸﻞ ﰲ أواﺋﻞ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﴩﻳﻦ ﻳُﺠﺮي ﻋﻤﻠﻴﺎت ﺑﱰ واﺳﺘﺌﺼﺎل ﺛﺪي ﻛﺎﻣﻠﺔ ،دون اﺳﺘﺨﺪام أي ﻣﻮاد ﻣﺨﺪرة ،وﻛﺎن اﻟﺠﺮاﺣﻮن ﻗﺒﻞ ﻇﻬﻮر اﻟﺘﺨﺪﻳﺮ ﻳ َِﺼ ُﻔﻮن ﻋﺎد ًة ﻛﻴﻒ ﻛﺎن ﺑﻌﺾ املﺮﴇ ﻻ ﻳﺠﺪون ﻏﻀﺎﺿﺔ ﰲ ﻣﺮور ِﻣﺒ َْﻀﻊ اﻟﺠﺮاح ﻋَ ْﱪ اﻟﻌﻀﻼت ﻳﻘﻄﻌﻬﺎ ،وﻳﺮون املﺒﻀﻊ ﻳﻘﻄﻊ اﻟﻌﻈﺎم ،ﰲ ﻳﻘﻈﺔ ﺗﺎﻣﺔ ،ودون أن ﻳَ َﻜ ﱡﺰوا ﻋﲆ أﺳﻨﺎﻧﻬﻢ َﻛ ٍّﺰا .رﺑﻤﺎ ﺗﻜﻮن أﻛﺜﺮ ﺻﻼﺑﺔ ﻣﻤﺎ ﺗﻈﻦ. ً ً ﺷﺎﺋﻘﺎ ﺗُﺴﺘﺤﴬ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ﻋﻤﻠﻴﺘﺎن ﻣﺘﻠﻔﺰﺗﺎن ﻣﻦ ﻋﺎم .٢٠٠٦ ﺳﻴﺎﻗﺎ ﻳﻤﺜﱢﻞ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻷوﱃ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻣﻴﻠﻮدراﻣﻴﺔ إﱃ ﺣ ﱟﺪ ﻣﺎ ،ﺟﺮت ﺗﺤﺖ ﺗﺄﺛري »اﻟﺘﻨﻮﻳﻢ املﻐﻨﺎﻃﻴﴘ« ﻋﲆ اﻟﻘﻨﺎة اﻟﺮاﺑﻌﺔ .وﻗﺪ أﺷﺎرت ﴍﻛﺔ زﺟﺰاج ﻟﻺﻧﺘﺎج — املﻌﺮوﻓﺔ ﺑﺈﻧﺘﺎج ﺑﺮاﻣﺞ ﻣﺜﻞ َ املﺘﻠﻔ َﺰة ﻗﺎﺋﻠﺔ» :ﻧﺮﻏﺐ ﻓﻘﻂ ﰲ ﺑﺪء »ﻣﺎﻳﻞ ﻫﺎي ﻛﻠﻴﺐ« و»ﺳﱰﻳﻚ ﺑﺎرﺗﻲ« — إﱃ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﻨﻘﺎش ﺣﻮل ﻫﺬا املﻮﺿﻮع اﻟﻄﺒﻲ املﻬﻢ «.وأُﺟﺮﻳﺖ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ،اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻓﺘﺎق ﺑﺴﻴﻄﺔ ،ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام ﻋﻘﺎﻗري ﻃﺒﻴﺔ ،وﻟﻜﻦ ﺑﺠﺮﻋﺎت ﻣﺨﻔﻀﺔ ،وﺟﺮى اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻌﺠﺰ ًة ﻃﺒﻴﺔ. َ املﺘﻠﻔ َﺰة اﻷﺧﺮى ﰲ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﺣﻠﻘﺎت »اﻟﻄﺐ اﻟﺒﺪﻳﻞ :اﻷدﻟﺔ« ،وﻫﻮ أُذﻳﻌﺖ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﻳﺘﱠ ِﺴﻢ ﺑﺎملﺒﺎﻟﻐﺔ اﻟﻬﺎﺋﻠﺔ ﻳُﻌﺮض ﻋﲆ ﻗﻨﺎة »ﺑﻲ ﺑﻲ ﳼ «٢وﺗُ َﻘﺪﱢﻣﻪ ﻛﺎﺛﻲ ﺳﻜﺎﻳﺰ )»أﺳﺘﺎذ اﻟﻔﻬﻢ اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻌﻠﻢ«( .ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه اﻟﺤﻠﻘﺎت ﻣﻮﺿﻮع ﺣﻤﻠﺔ ﺷﻜﺎوى ﻧﺎﺟﺤﺔ ﻋﲆ أﻋﲆ املﺴﺘﻮﻳﺎت؛ ﻧﻈ ًﺮا ﻟﺘﻀﻠﻴﻠﻬﺎ املﺸﺎﻫﺪﻳﻦ .ﻛﺎن املﺸﺎﻫﺪون ﻳﻌﺘﻘﺪون أﻧﻬﻢ ﻳﺸﺎﻫﺪون ً ﻣﺮﻳﻀﺎ ﻳُﺠﺮي ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺟﺮاﺣﻴﺔ ﰲ اﻟﺼﺪر ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام إﺑﺮ اﻟﻮﺧﺰ ﻓﻘﻂ ﻛﻤﺎدة ﻣﺨﺪﱢرة .وﻟﻜﻦ ﰲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ اﻷﻣﺮ ﻛﺬﻟﻚ ،وﻣﺮة أﺧﺮى ﻛﺎن املﺮﻳﺾ ﻗﺪ ﱠ ﺗﻠﻘﻰ ﻋﺪدًا ﻣﻦ اﻟﻌﻼﺟﺎت اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻛﻲ ﻳﺘﺴﻨﱠﻰ إﺟﺮاء اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ1 . 82
ﺗﺄﺛري اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺄﺧﺬ ﻫﺬه اﻟﺤﻠﻘﺎت ا ُمل َﻀ ﱢﻠﻠﺔ ﺑﻌني اﻻﻋﺘﺒﺎر ﺟﻨﺒًﺎ إﱃ ﺟﻨﺐ ﻣﻊ واﻗﻊ اﻟﺤﺎل — ﻣﻦ َﻛﻮ ِْن ﻫﺬه اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت ﻗﺪ أُﺟﺮﻳﺖ ﰲ ﻛﺜري ﻣﻦ اﻷﺣﻴﺎن »دون« ﻣﻮا ﱠد ﻣُﺨ ﱢﺪ َرة ،و»دون« ﻋﻼج وﻫﻤﻲ ،و»دون« ﻣُﺨﺘَ ﱢ ﺼني ﰲ اﻟﻌﻼج اﻟﺒﺪﻳﻞ ،و»دون« ُﻣﻨَﻮﱢﻣني ﻣﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻴني ،و»دون« َ املﺘﻠﻔ َﺰة ﻓﺠﺄ ًة أﻗ ﱠﻞ دراﻣﻴﺔ. ﻣﻨﺘﺠﻲ ﺑﺮاﻣﺞ ﺗﻠﻴﻔﺰﻳﻮﻧﻴﺔ — ﺳﺘﺒﺪو ﻫﺬه اﻟﺤﻠﻘﺎت ِ ً ﻗﺼﺼﺎ ،وﻻ ﻳُﻌْ ﺘَ ﱡﺪ ﺑﺎﻟﻘﺼﺺ اﻟﺴﻤﺎﻋﻴﺔ ﻛﺒﻴﺎﻧﺎت ﻟﻜﻦ ﻻ ﺗﻌﺪو ﻫﺬه أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ؛ ﻓﺎﻟﺠﻤﻴﻊ ﻳﻌﺮف ﻗﻮة اﻟﻌﻘﻞ — ﺳﻮاء ﺗﻤﺜﱠﻞ ذﻟﻚ ﰲ ﻗﺼﺺ ﻷﻣﻬﺎت ﻳﺘﺤﻤﱠ ﻠﻦ آﻻﻣً ﺎ ﻫﺎﺋﻠﺔ ﻟﺘﻔﺎدي وﻗﻮع اﻟﱪﱠاد املﻐﲇ ﻋﲆ ﺻﻐﺎرﻫﻦ ،أو ﻷﺷﺨﺎص ﻳﺮﻓﻌﻮن ﺳﻴﺎرات ﻋﻦ أﺟﺴﺎد ﺻﺪﻳﻘﺎﺗﻬﻢ ﻣﺜﻞ اﻟﻌﻤﻼق اﻟﻌﻈﻴﻢ — وﻟﻜﻦ اﺑﺘﺪاع ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺗﻨﺘﺰع اﻟﻔﻮاﺋﺪ اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻷﺣﺪ اﻟﻌﻼﺟﺎت ﻣﻦ اﻵﺛﺎر اﻟﺤﻴﻮﻳﺔ اﻟﻄﺒﻴﺔ ﻣﺴﺄﻟﺔ أﻛﺜﺮ ﺗﻌﻘﻴﺪًا ﻣﻤﺎ ﻗﺪ ﺗﻈﻦ .ﻓﻌﲆ ﻛﻞ ﺣﺎل، ﺗﻘﺎرن أﺛﺮ اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ؟ ﺑﻌﻼج وﻫﻤﻲ آﺧﺮ؟ أم ﺑﻼ ﻋﻼج ﻋﲆ اﻹﻃﻼق؟ ِﺑ َﻢ ِ ) (1اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ ﺗﺤﺖ اﻻﺧﺘﺒﺎر ﰲ ﻣﻌﻈﻢ اﻟﺪراﺳﺎت ،ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ »دون ﻋﻼج« ملﻘﺎرﻧﺔ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ وﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻌﻼج اﻟﻔﻌﱠ ﺎل ﺑﻬﺎ ،وﻳﺮﺟﻊ ذﻟﻚ إﱃ أﺳﺒﺎب وﺟﻴﻬﺔ ﺟﺪٍّا أﺧﻼﻗﻴٍّﺎ؛ ﻓﺈذا ﻛﺎن املﺸﺎرﻛﻮن ﰲ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻣﺮﴇ ،ﻳﺠﺐ ﻋﺪم ﺗﺮﻛﻬﻢ دون ﻋﻼج ﺑﺴﺒﺐ اﻫﺘﻤﺎﻣﻚ املﺒﺎ َﻟﻎ ﻓﻴﻪ ﺑﺄﺛﺮ اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ .ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ ،ﰲ ﻣﻌﻈﻢ اﻟﺤﺎﻻت ﺣﺎﻟﻴٍّﺎ ،ﻳﻌﺘﱪ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ املﻤﺎرﺳﺎت اﻟﺨﺎﻃﺌﺔ اﺳﺘﺨﺪام ﻋﻼج وﻫﻤﻲ ﺣﺘﻰ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ إﺟﺮاء ﺗﺠﺮﺑﺔ؛ ﻓﻤﺘﻰ ﻛﺎن ﻣﻤﻜﻨًﺎ ،ﻳﺠﺐ ﻣﻘﺎرﻧﺔ اﻟﻌﻼج اﻟﺠﺪﻳﺪ ﺑﺄﻓﻀﻞ اﻟﻌﻼﺟﺎت اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ واملﺘﻮاﻓﺮة ﻣﻦ ﻗﺒﻞ. وﻻ ﻳﺮﺟﻊ اﻷﻣﺮ إﱃ أﺳﺒﺎب أﺧﻼﻗﻴﺔ ﻓﺤﺴﺐ )ﻣﻊ أن املﺴﺄﻟﺔ ﺗﺤﻈﻰ ﺑﻤﻜﺎﻧﺔ ﻣﻘﺪﱠﺳﺔ ﰲ إﻋﻼن ﻫﻠﺴﻨﻜﻲ ،املﺮﺟﻌﻴﺔ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ(؛ ﻓﺎﻟﺘﺠﺎرب اﻟﺘﻲ ﻳُﺴﺘﺨﺪم اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﻳُﻨﻈﺮ إﻟﻴﻬﺎ ً ﻣﺠﺘﻤﻊ اﻟﻄﺐ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﲆ اﻷدﻟﺔ؛ ﻧﻈ ًﺮا ﺑﻌني ﻣﻦ اﻟ ﱢﺮﻳﺒﺔ ﻣﻦ ﻗِ ﺒ َِﻞ أﻳﻀﺎ ٍ ِ ﻷﻧﻬﻢ ﻳﻌﺮﻓﻮن أن ﻫﺬه ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺳﻬﻠﺔ ﻟﺘﺰﻳﻴﻒ اﻟﺴﺠﻼت واﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ ﺑﻴﺎﻧﺎت ﺗﺠﺎرب إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﺳﻬﻠﺔ ﻟﺪﻋﻢ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر اﻟﺠﺪﻳﺪ اﻟﻀﺨﻢ ﻟﴩﻛﺘﻚ .ﰲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻮاﻗﻌﻲ ﻟﻠﻤﻤﺎرﺳﺔ اﻹﻛﻠﻴﻨﻴﻜﻴﺔ ﻻ ﻳﻬﺘﻢ املﺮﴇ واﻷﻃﺒﺎء ﻛﺜريًا ﺑﻜﻮن ﱠ ﻋﻘ ٍﺎر ﺟﺪﻳﺪ ﻳﻌﻤﻞ ﺑﺸﻜﻞ أﻓﻀﻞ ﻣﻦ »ﻻ ﳾء« ،ﺑﻞ ﻳﻬﺘﻤﻮن ﺑﻜﻮﻧﻪ ﻳُﻔﴤ إﱃ »ﻧﺘﺎﺋﺞ أﻓﻀﻞ ﻣﻦ أﻓﻀﻞ اﻟﻌﻼﺟﺎت املﺘﻮاﻓﺮة ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ«. ﻓﺔ وﻏﻄﺮﺳﺔً. ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎك ﻓﱰات ﰲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻄﺒﻲ ﻛﺎن اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن ﻓﻴﻬﺎ أﻛﺜﺮ ﻋَ ﺠْ َﺮ ً ُ دراﺳﺔ ﻣﺮض اﻟﺰﻫﺮي ﰲ ﺗﺎﺳﻜﺠﻲ أﺣﺪ أﻛﺜﺮ اﻷﻣﺜﻠﺔ ا ُمل ْﺨﺰﻳﺔ ﰲ ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل ،ﺗُﻌﺘﱪ 83
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ﺗﺎرﻳﺦ أﻣﺮﻳﻜﺎ ،إذا ﻛﺎن ﻣﻦ املﻤﻜﻦ ﻗﻮل ﳾء ﻣﺜﻞ ذﻟﻚ ﻫﺬه اﻷﻳﺎم .ﻓﻘﺪ ﺟﺮت اﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﻌﺪد ٣٩٩أﻣﺮﻳﻜﻴٍّﺎ ﻣﻦ أﺻﻞ أﻓﺮﻳﻘﻲ ﻳﻌﻴﺸﻮن ﰲ املﻨﺎﻃﻖ اﻟﺮﻳﻔﻴﺔ ﻣﻦ ﻗِ ﺒَﻞ ﻫﻴﺌﺔ اﻟﺨِ ﺪْﻣﺎت اﻟﺼﺤﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﰲ ﻋﺎم ١٩٣٢ﻹﺟﺮاء دراﺳﺔ ﻣﻼﺣﻈﺔ ملﺘﺎﺑﻌﺔ ﻣﺎ ﻳﺤﺪث إذا ﺗُ ِﺮك ﻣﺮض اﻟﺰﻫﺮي ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ دون ﻋﻼج .وﻣﻦ املﺜري ﻟﻠﺪﻫﺸﺔ أن اﻟﺪراﺳﺔ ﻇﻠﺖ ﺗُﺠﺮى ﺣﺘﻰ ﻋﺎم .١٩٧٢ﰲ ﻋﺎم ُ ،١٩٤٩ﻗﺪﱢم اﻟﺒﻨﺴﻠني ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ﻋﻼﺟً ﺎ ﻓﻌﱠ ًﺎﻻ ملﺮض اﻟﺰﻫﺮي ،ﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﺘﻠﻖ أيﱞ ﻣﻦ املﺸﺎرﻛني ﰲ ﻫﺬه اﻟﺘﺠﺎرب ﻫﺬا ﱠ اﻟﻌﻘﺎ َر ،وﻟﻢ ﱠ ﱠ ﻳﺘﻠﻖ أيﱞ ﻣﻨﻬﻢ دواءَ ﺳﺎﻟﻔﺮﺳﺎن، ﺑﻞ ﻟﻢ ﱠ ﻳﺘﻠﻖ أيﱞ ﻣﻦ ﻫﺆﻻء أيﱠ اﻋﺘﺬار رﺳﻤﻲ ﺣﺘﻰ ،١٩٩٧ﻣﻦ ﺑﻴﻞ ﻛﻠﻴﻨﺘﻮن. إذا َ ﻛﻨﺖ ﻻ ﺗﺮﻳﺪ إﺟﺮاء ﺗﺠﺎرب ﻋِ ﻠﻤﻴﺔ ﻏري أﺧﻼﻗﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﻤﺠﻤﻮﻋﺎت »دون ﻋﻼج« ﻋﲆ أﺷﺨﺎص ﻣﺮﴇ ،ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺣﺠﻢ ﺗﺄﺛري اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ ﻋﲆ اﻷﻣﺮاض اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ؟ ً أوﻻ :وﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺒﺘﻜﺮة ﻧﻮﻋً ﺎ ﻣﺎ ،ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﻣﻘﺎرﻧﺔ أﺣﺪ اﻟﻌﻼﺟﺎت اﻟﻮﻫﻤﻴﺔ ﺑﻌﻼج وﻫﻤﻲ آﺧﺮ. ﺟﺮﻳﺖ ﰲ ﻫﺬا املﺠﺎل ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﺗﺤﻠﻴﻞ ﻣﺎوراﺋﻲ أﺟﺮاه داﻧﻴﺎل ﻛﺎﻧﺖ أول ﺗﺠﺮﺑﺔ أ ُ ِ ﻣﻮرﻣﺎن ،وﻫﻮ ﻋﺎﻟﻢ أﻧﺜﺮوﺑﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻣﺘﺨﺼﺺ ﰲ دراﺳﺔ ﺗﺄﺛري اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ .اﺳﺘﻘﻰ ﻣﻮرﻣﺎن ﺑﻴﺎﻧﺎت اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻣﻦ ﺗﺠﺎرب أُﺟْ ِﺮﻳﺖ ﻋﲆ ﻋﻼج ﻟﻘﺮﺣﺔ املﻌﺪة اﺳﺘُﺨﺪم ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ ﻛﻌﻨﴫ ﺿﺎﺑﻂ ،وﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه أُوﱃ ﺧﻄﻮاﺗﻪ اﻟﺬﻛﻴﺔ؛ ﻧﻈ ًﺮا ﻷن ُﻗ َﺮح املﻌﺪة ﺗﻌﺘﱪ ﻣﻦ اﻷﺷﻴﺎء املﻤﺘﺎزة ﻟﻠﺪراﺳﺔ؛ إذ ﻳﺠﺮي ﺗﺤﺪﻳﺪ وﺟﻮدﻫﺎ أو ﻏﻴﺎﺑﻬﺎ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ، ﻣﻦ ﺧﻼل ﻛﺎﻣريا ﻣﻨﻈﺎر ﻣُﻌَ ﺪﱠة ﺗُﻤ ﱠﺮر ﻧﺤﻮ ا َملﻌِ ﺪة ،ﻟﺘﺠﻨﱡﺐ أيﱢ ﺷﻜﻮك. اﺳﺘﻘﻰ ﻣﻮرﻣﺎن ﺑﻴﺎﻧﺎت اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﺘﺠﺎرب ،ﺛﻢ اﺳﺘﻨﺘﺞ ﻣﻮرﻣﺎن — ﰲ ﺧﻄﻮﺗﻪ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ اﻟﺬﻛﻴﺔ ،وﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻲ أﺟﺮاﻫﺎ ،وﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻌﻘﺎﻗري املﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﻋﲆ اﺧﺘﻼف ﻧﻈﻢ ﺟﺮﻋﺎﺗﻬﺎ — ﻣُﻌَ ﱠﺪ َل اﻟﺸﻔﺎء ﻣﻦ ﻗﺮﺣﺔ املﻌﺪة ﻣﻦ املﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﺘﻲ ﱠ ﺗﺘﻠﻘﻰ اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ ﰲ ﺗﺠﺎربَ ﻛﺎن »اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ« ﻓﻴﻬﺎ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﻗﺮﺻني ُﺳ ﱠﻜﺮﻳني ﻳﻮﻣﻴٍّﺎ ،وﻗﺎرن ذﻟﻚ ﺑﻤﻌﺪل اﻟﺸﻔﺎء ﻣﻦ ﻗﺮﺣﺔ املﻌﺪة ﻣﻦ املﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﺘﻲ ﱠ ﺗﺘﻠﻘﻰ اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ ﰲ ﺗﺠﺎربَ ﻛﺎن اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ أرﺑﻌﺔ أﻗﺮاص ُﺳ ﱠﻜﺮﻳﺔ ﻳﻮﻣﻴٍّﺎ .وﻟﺪﻫﺸﺘﻪ ،وَﺟَ َﺪ ﻣﻮرﻣﺎن أن ﺗﻨﺎول أرﺑﻌﺔ أﻗﺮاص أﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺗﻨﺎول ﻗﺮﺻني )وﻗﺪ ﺗﻜ ﱠﺮرت ﻫﺬه اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ً أﻳﻀﺎ ﰲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺑﻴﺎﻧﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ؛ وذﻟﻚ ملﻦ ﻳﺸﻌﺮون ﺑﺎﻟﻘﻠﻖ ﺣﻴﺎل ﻗﺎﺑﻠﻴﺔ ﺗﻜﺮار اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻹﻛﻠﻴﻨﻴﻜﻴﺔ املﻬﻤﺔ(.
84
ﺗﺄﺛري اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ
) (2ﻛﻴﻒ ﻳﺒﺪو اﻟﻌﻼج إذن ﻓﺄرﺑﻌﺔ أﻗﺮاص أﻓﻀﻞ ﻣﻦ ُﻗ َ ﺮﺻني؛ ﻛﻴﻒ ذﻟﻚ؟ ﻫﻞ ﻟﻘﺮص ﺳ ﱠﻜﺮي ﻣﻦ اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ أﺛ ٌﺮ ﻳﻤﺎﺛﻞ أﺛﺮ أي ﻗﺮص ﻋﻼﺟﻲ آﺧﺮ؟ ﻫﻞ ﻫﻨﺎك ﻣﻨﺤﻨﻰ ﺟﺮﻋﺔ–اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ،ﻛﺬﻟﻚ اﻟﺬي ﻳﺠﺪه اﻟﺼﻴﺎدﻟﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ أي ﱠ ﻋﻘﺎر آﺧﺮ؟ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻫﻲ أن اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ ﻳﺪور ﺣﻮل ﻣﺎ ﻫﻮ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺠﺮد اﻟﻘﺮص؛ إن اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ ﻳﺘﻤﺤﻮر ﺣﻮل املﻌﻨﻰ اﻟﺜﻘﺎﰲ ﻟﻠﻌﻼج. ﻓﺎﻷﻗﺮاص اﻟﻌﻼﺟﻴﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻻ ﺗﺆﺛﺮ ﰲ املﻌﺪة؛ ﺑﻞ ﻳﺠﺮي وﺻﻒ اﻷﻗﺮاص ﺑ ُ ﻄ ُﺮق ﻣﺤﺪدة، ً أﺷﻜﺎﻻ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ،وﻳﺠﺮي ﺑَ ْﻠﻌُ ﻬﺎ وَﻓﻖ ﺗﺼﻮرات ﻣﺤﺪدة ﺣﻮل أﺛﺮﻫﺎ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺆﺛﺮ وﺗﺘﺨﺬ ﻛﻠﻪ ﻋﲆ ﻣﻌﺘﻘﺪات املﺮﻳﺾ ﺑﺸﺄن ﺻﺤﺘﻪ ،وﻳﺆﺛﺮ ﺑﺪوره ﻋﲆ ﻧﺘﻴﺠﺔ اﻟﻌﻼج .وﺗﻌﺘﱪ املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ،ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎلً ، ﻣﺜﺎﻻ راﺋﻌً ﺎ ﻋﲆ ﻗﻴﻤﺔ اﺗﱢﺒﺎع ﻃﻘﻮس ﻣﻌﻴﻨﺔ. ُ ﺟﻤﻌﺖ ﺑﻌﺾ أﻓﻀﻞ ﻣﺤﺘﻤﻞ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﻴﻚ؛ ﻟﺬا أَﺗَ َﻔﻬﱠ ُﻢ أن ﻫﺬا أﻣ ٌﺮ ﻗﺪ ﻳﺒﺪو ﻏري ٍ ﱡ اﻟﺘﻮﺻﻞ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ﺣﻮل ﺗﺄﺛري اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ ﰲ ﻣﻜﺎن واﺣﺪ ،ﻟﻴﻜﻤﻦ اﻟﺘﺤﺪي ﰲ إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﻟﺘﻔﺴري أﻓﻀﻞ؛ ﻣﺎ أﺿﻤﻦ أﻧﻪ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻋﺠﻴﺒﺔ ﱟ ﺑﺤﻖ ﻣﻦ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻴﺔ. ً ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺠﺎرب ﻋﲆ ﺳﺒﻌﺔ وﺧﻤﺴني ﺑﺎدئ ذي ﺑﺪء ،أﺟﺮى ﺑﻼﻛﻮﻳﻞ )(١٩٧٢ َ ﱢ ً ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﻋﺪد اﻷﻗﺮاص — ﻋﲆ اﻵﺛﺎر اﻟﺘﻲ ﻳُﺨﻠﻔﻬﺎ ﻃﺎﻟﺒًﺎ ﺟﺎﻣﻌﻴٍّﺎ ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﺗﺄﺛري اﻟﻠﻮن — اﻟﻌﻼج .ﻛﺎن املﺸﺎرﻛﻮن ﰲ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻳﺠﻠﺴﻮن ﰲ ﻣﺤﺎﴐ ٍة ﻣ ُِﻤ ﱠﻠ ٍﺔ اﻣﺘﺪﱠت ﻟﺴﺎﻋﺔ ،وﺟﺮى َ أزرق .وﻗﻴﻞ ﻟﻠﻄﻼب ﱠ إن ﺗﻘﺪﻳﻢ ُﻗ ْﺮص أو ﻗﺮﺻني ﻋﻼﺟﻴني ﻟﻬﻢ ،ﻛﺎن ﻟﻮﻧﻬﻤﺎ إﻣﺎ وردﻳٍّﺎ أو ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻬﻢ ﱡ ﺗﻠﻘﻲ إﻣﺎ ﻗﺮص ﻣ ﱢ ﺗﻮﻗ َﻊ ﱢ ُﻨﺸﻂ أو ﻗﺮص ﻣُﻬﺪﱢئ .وﺑﻤﺎ أن ﺟﻤﻴﻊ ﻫﺆﻻء ﻛﺎﻧﻮا ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎء اﻟﻨﻔﺲ ،وﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﰲ ٍ وﻗﺖ ﻛﺎن ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻔﻌﻞ ﻣﺎ ﺗﺸﺎء ﺑﺄﻓﺮاد ﺗﺠﺮﺑﺘﻚ — ﺑﻞ وﺗﻜﺬب ﻋﻠﻴﻬﻢ — ﻛﺎن اﻟﻌﻼج اﻟﺬي ﱠ ﺗﻠﻘﺎه »ﺟﻤﻴﻊ« اﻟﻄﻼب ﻳﺘﺄ ﱠﻟﻒ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﻣﻦ أﻗﺮاص ﺳ ﱠﻜﺮﻳﺔ ،وﻟﻜﻦ ﺑﺄﻟﻮان ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ. ً ﻓﻀﻼ ﻋﻦ أي آﺛﺎر ذاﺗﻴﺔ أﺧﺮى — ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺎﻣﻮا ﺑﻘﻴﺎس درﺟﺔ اﻟﺘﻨﺒﱡﻪ — َ ﻗﺮﺻ ْني ﻛﺎن أﻛﺜﺮ ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ ﻣﻦ ﺗﻨﺎول ﻗﺮص واﺣﺪ ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺗﻮﻗﻌﻨﺎ وﺟﺪ اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن أن ﺗﻨﺎول أﻳﻀﺎ( .وﺟﺪ اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن ً )ﻛﻤﺎ ﻳُﻌﺘﱪ ﺗﻨﺎول ﻗﺮﺻني أﻓﻀﻞ ﰲ إﺣﺪاث آﺛﺎر ﺟﺎﻧﺒﻴﺔ ً أﻳﻀﺎ أن اﻟﻠﻮن ﻛﺎن ﻟﻪ ﺗﺄﺛري ﻋﲆ اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ؛ ﻓﻜﺎﻧﺖ اﻷﻗﺮاص اﻟﻮردﻳﺔ اﻟﻠﻮن أﻓﻀﻞ ﰲ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﲆ اﻟﱰﻛﻴﺰ ﻣﻦ اﻷﻗﺮاص اﻟﺰرﻗﺎء .وملﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﻷﻟﻮان ﰲ ﺣﺪ ذاﺗﻬﺎ ﻻ ﺗﺤﻈﻰ ﺑﺄي ﺧﺼﺎﺋﺺ ﻮﻧني ﺻﻴﺪﻻﻧﻴﺔ ﺟﻮﻫﺮﻳﺔ ،ﻓﺮﺑﻤﺎ ﻳﺮﺟﻊ اﻟﻔﺮق ﰲ اﻟﺘﺄﺛري اﻟﻌﻼﺟﻲ ﻓﻘﻂ إﱃ املﻌﺎﻧﻲ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻟ ﱠﻠ ِ اﻟﻮردي واﻷزرق؛ ﻓﺎﻟﻠﻮن اﻟﻮردي ﻳُﻌﺘﱪ ﻣﻨﺒﱢﻬً ﺎ ،ﰲ ﺣني ﻳُﻌ ﱡﺪ اﻷزرق ﻣُﺴ ﱢﻜﻨًﺎ .أﺷﺎرت دراﺳﺔ ﻋﻘﺎر ﻣﺸﺎﺑﻪ ﱠ أﺧﺮى أن اﻷوﻛﺴﺎزﺑﺎم ،وﻫﻮ ﱠ ﻟﻌﻘﺎر ﻓﺎﻟﻴﻮم )اﻟﺬي وﺻﻔﻪ ﱄ ﻃﺒﻴﺒﻲ دون 85
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ُﻔﺮ َ ً ط اﻟﻨﺸﺎط( ،ﻛﺎن أﻛﺜﺮ ﻧﺠﺎح ﻳُﺬ َﻛﺮ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺟﺮى ﺗﺸﺨﻴﺺ ﺣﺎﻟﺘﻲ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎري ﻃﻔﻼ ﻣ ِ ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ ﰲ ﻋﻼج اﻟﺘﻮﺗﺮ ﻋﻨﺪ اﺳﺘﺨﺪاﻣﻪ ﰲ ﺷﻜﻞ أﻗﺮاص ﺧﴬاء ،وأﻛﺜﺮ ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ ﰲ ﻋﻼج اﻻﻛﺘﺌﺎب ﻋﻨﺪ اﺳﺘﺨﺪام اﻷﻗﺮاص اﻟﺼﻔﺮاء اﻟﻠﻮن. ﺗَﻌْ ِﺮف ﴍﻛﺎت اﻟﺪواء ،أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻏريﻫﺎ ،ﻓﻮاﺋﺪ اﻟﺘﻤﻴﻴﺰ اﻟﺘﺠﺎري اﻟﺠﻴﺪ؛ ﻓﺮﻏﻢ ﻛﻞ ﳾء، ﺗﻨﻔﻖ ﻫﺬه اﻟﴩﻛﺎت ﻋﲆ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ أﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﺗﻨﻔﻖ ﻋﲆ اﻟﺒﺤﻮث واﻟﺘﻄﻮﻳﺮ .وﻣﺜﻠﻤﺎ ﱠ ﺗﺘﻮﻗﻊ ﻣﻦ اﻷﺷﺨﺎص اﻟﻌﻤﻠﻴني اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻤﺘﻠﻜﻮن ﻣﻨﺎزل ﻛﺒرية ﰲ اﻟﺮﻳﻒ ،ﻳﻀﻊ ﻫﺆﻻء ﻗﺪ ﻫﺬه اﻷﻓﻜﺎر اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻣﺤﻞ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ .وﻫﻜﺬا ﻳﻜﻮن ﻟﻮن ﻋﻘﺎر ﺑﺮوزاك ،ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل، ﻛﻨﺖ ﺗﻈﻦ أﻧﻨﻲ ﱢ أﺑﻴﺾ وأزرق ،وإذا َ أدﻗﻖ أﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﻳﺠﺐ ﰲ ﺗﻔﺼﻴﻼت ﻻ ﻃﺎﺋﻞ ﻣﻨﻬﺎ ،ﻓﻘﺪ وﺟﺪ اﺳﺘﻄﻼ ٌع ﺣﻮل أﻟﻮان اﻷﻗﺮاص اﻟﺪواﺋﻴﺔ املﺘﻮاﻓﺮة ﺣﺎﻟﻴٍّﺎ ﰲ اﻟﺴﻮق أن ﻋﻘﺎﻗري اﻟﺘﻨﺸﻴﻂ ﺗﻤﻴﻞ ﻋﺎدة إﱃ أن ﻳﻜﻮن ﻟﻮﻧﻬﺎ أﺣﻤ َﺮ ،أو ﺑﺮﺗﻘﺎﻟﻴٍّﺎ ،أو أﺻﻔ َﺮ ،ﰲ ﺣني ﻳﻜﻮن ﻟﻮن ﻣﻀﺎدات َ أزرق ،أو أﺧﴬَ ،أو ﺑﻨﻔﺴﺠﻴٍّﺎ. اﻻﻛﺘﺌﺎب واملﻬﺪﺋﺎت ﻋﻤﻮﻣً ﺎ وﺗﺘﱠﺨِ ﺬ ﻣﺴﺎﺋﻞ اﻟﺸﻜﻞ ﻋُ ً ﻤﻘﺎ أﻛﱪ ﺑﻜﺜري ﻣﻦ اﻟﻠﻮن؛ ﻓﻔﻲ ﺳﺒﻌﻴﻨﻴﺎت اﻟﻘﺮن اﻟﻌﴩﻳﻦ، وُﺟﺪ أن أﺣﺪ اﻟﻌﻘﺎﻗري املﻬﺪﺋﺔ — ﻛﻠﻮردﻳﺎزﻳﺒﻮﻛﺴﻴﺪ — ﻳﻜﻮن أﻛﺜﺮ ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ ﰲ ﺻﻮرة ﻛﺒﺴﻮل ﻣﻨﻪ ﰲ ﺻﻮرة ﻗﺮص ،ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﺎن ﱠ اﻟﻌﻘﺎر واﺣﺪًا ،وﺑﻨﻔﺲ اﻟﺠﺮﻋﺔ .ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ً ﻋﻠﻤﻴﺔ ﰲ ﻣﻈﻬﺮﻫﺎ .ورﺑﻤﺎ رأﻳﺖ ﻣﻦ اﻟﻜﺒﺴﻮﻻت ﺣﻴﻨﻬﺎ ﺗﺒﺪو أﻛﺜ َﺮ ِﺟﺪﱠة ،وإﱃ ﺣ ﱟﺪ ﻣﺎ ،أﻛﺜ َﺮ ﻧﻔﺴﻚ اﻧﺪﻓﺎﻋً ﺎ ﻧﺤﻮ دﻓﻊ أﻣﻮال أﻛﺜﺮ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﴍاء ﻛﺒﺴﻮﻻت أﻳﺒﻮﺑﺮوﻓني ﻣﻦ اﻟﺼﻴﺪﻟﻴﺔ. ﺗﻌﺘﱪ ﻃﺮﻳﻘﺔ اﺳﺘﺨﺪام اﻟﻌﻼج ﻣﺆﺛﺮة ً أﻳﻀﺎ؛ ﻓﻘﺪ ﱠ ﺗﺒني أن اﻟﺤَ ْﻘﻦ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام املﺎء ً ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ ﻣﻦ اﻷﻗﺮاص اﻟﺴﻜﺮﻳﺔ ﻟﻌﻼج ﺿﻐﻂ اﻟﺪم، املﺎﻟﺢ ﰲ ﺛﻼث ﺗﺠﺎرب ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ أﻛﺜﺮ وﺻﺪاع اﻟﺮأس ،وأﻟﻢ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﺠﺮاﺣﺔ ،ﻟﻴﺲ ﺑﺴﺒﺐ أي ﻓﺎﺋﺪة ﺟﺴﺪﻳﺔ ﻟﺤﻘﻦ املﺎء املﺎﻟﺢ ﻣﻘﺎﺑﻞ اﻷﻗﺮاص ﱡ اﻟﺴ ﱠﻜﺮﻳﺔ — ﻓﻼ ﺗﻮﺟﺪ أي ﻓﻮاﺋﺪ ﺟ ﱠﺮاء ذﻟﻚ — ﺑﻞ ﻷن اﻟﺤﻘﻦ ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻳﻌﺮف ً ﺗﺪﺧﻼ ﻋﻼﺟﻴٍّﺎ أﻛﺜﺮ ﺗﺄﺛريًا ﻣﻦ ﻣﺠﺮد ﺗﻨﺎول ﻗﺮص دواﺋﻲ. اﻟﺠﻤﻴﻊ ،ﻳُﻌَ ﱡﺪ وﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌ ﱠﻠﻖ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺎﴍ وﺷﺨﴢ ﺑﻤﻌﺎﻟ ِِﺠﻲ اﻟﻄﺐ اﻟﺒﺪﻳﻞ ،ﻧﴩت دورﻳﺔ »ﺑﺮﻳﺘﺶ َ ﻣﺨﺘﻠﻔ ْني ﻷﻟﻢ اﻟﺬراع؛ أﺣﺪﻫﻤﺎ ﻣﻴﺪﻳﻜﺎل ﺟﻮرﻧﺎل« ﻣﺆﺧ ًﺮا ﺑﺤﺜًﺎ ﻳﻘﺎرن ﺑني ﻋﻼﺟَ ْني وﻫﻤﻴ ْﱠني ً ﻗﺮﺻﺎ ﺳ ﱠﻜﺮﻳٍّﺎ ،وﻛﺎن اﻵﺧﺮ ﻋﻼﺟً ﺎ »ﻃﻘﺴﻴٍّﺎ« ،وﻫﻮ ﻋﻼج ﻋﲆ ﻏﺮار اﻟﻮﺧﺰ ﺑﺎﻹﺑﺮ. ﻛﺎن ُ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ أن اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ اﻟﻄﻘﴘ اﻷﻛﺜﺮ ﺗﻌﻘﻴﺪًا ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻪ ﻓﺎﺋﺪة أﻛﱪ. ووﺟﺪت ُ ﻟﻜﻦ رﺑﻤﺎ ﺗﻌﺘﱪ اﻟﺸﻬﺎدة اﻷﻛﺜﺮ دﻻﻟﺔ ﻋﲆ اﻟﺪوام ﻋﲆ اﻟﺒﻨﺎء اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﺘﺄﺛري اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ ﻫﻲ اﻟﻘﺼﺔ اﻟﻌﺠﻴﺒﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺘﻌﺒﺌﺔ .اﻷﻟﻢ ﻣﺠﺎ ٌل ﻳُﻨﺘﻈﺮ ﻓﻴﻪ أن ﺗﺆﺛﺮ اﻟﺘﻮﻗﻌﺎت ﺗﺄﺛريًا ﻛﺒريًا ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎص ﻋﲆ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﻌﻼﺟﻴﺔ .وﻗﺪ وﺟﺪ ﻣﻌﻈﻢ اﻟﻨﺎس أﻧﻬﻢ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮن 86
ﺗﺄﺛري اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ
اﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ اﻟﺘﻔﻜري ﰲ اﻷﻟﻢ — ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﺑﺪرﺟﺔ ﻣﺎ — ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﺸﺘﻴﺖ اﻻﻧﺘﺒﺎه ،وإﻻ أﺻﺎﺑﻬﻢ أﻟﻢ ﰲ اﻷﺳﻨﺎن ﻳﺘﻔﺎﻗﻢ ﻣﻊ اﻟﻀﻐﻮط اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻌﺮﺿﻮن ﻟﻬﺎ. دراﺳﺔ اﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ٍّ ً ﺣﻘﺎ ﰲ ﻋﺎم ،١٩٨١ﻋﲆ ٨٣٥اﻣﺮأة ﺗﻌﺎﻧﻲ أﺟﺮى ﺑﺮاﻧﺜﻮﻳﺖ وﻛﻮﺑﺮ ﻣﻦ اﻟﺼﺪاع .ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه اﻟﺪراﺳﺔ ﻣ ﱠ ُﻘﺴﻤﺔ إﱃ أرﺑﻌﺔ أﻗﺴﺎم ،ﺟﺮى ﻣﻨﺢ املﺸﺎرﻛني ﻓﻴﻬﺎ إﻣﺎ أﻗﺮاص أﺳﱪﻳﻦ ،أو أﻗﺮاص ﻋﻼج وﻫﻤﻲ ،وﺟﺮت ﺗﻌﺒﺌﺔ ﻫﺬه اﻷﻗﺮاص إﻣﺎ ﰲ ﻋﺒﻮات ﺧﺎﻟﻴﺔ ﻏري ﻣﻤﻴﱠﺰة وذات أﻟﻮان ﻣﺤﺎﻳﺪة ،أو ﰲ ﻋﺒﻮات ﻣﺒﻬﺮﺟﺔ ﺗﺤﻤﻞ ﻋﻼﻣﺔ ﺗﺠﺎرﻳﺔ ﻣﻤﻴﺰة. ووﺟﺪت اﻟﺪراﺳﺔ — ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻗﺪ ﺗﺘﻮﻗﻊ — أن أﻗﺮاص اﻷﺳﱪﻳﻦ ﻛﺎن ﻟﻬﺎ ﺗﺄﺛري أﻛﱪ ﻋﲆ اﻟﺼﺪاع ﻣﻦ اﻷﻗﺮاص ﱡ اﻟﺴ ﱠﻜﺮﻳﺔ ،وﻟﻜﻦ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﱃ ذﻟﻚ ،وﺟﺪت اﻟﺪراﺳﺔ أن اﻟﻌﺒﻮة ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻛﺎن ﻟﻬﺎ ﺗﺄﺛري إﻳﺠﺎﺑﻲ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻋ ﱠﺰز ﻓﺎﺋﺪ َة ﻛ ﱟﻞ ﻣﻦ اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ واﻷﺳﱪﻳﻦ ﻣﻌً ﺎ. ُﴫون ﻋﲆ ﴍاء ا ُملﺴ ﱢﻜﻨﺎت ذات اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ ﻻ ﻳﺰال اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ أﻋﺮﻓﻬﻢ ﻳ ِ ﱡ ﱢ ً ُ ﻗﻀﻴﺖ ﻧﺼﻒ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﻣﺤﺎوﻻ أن أوﺿﺢ ﻟﻬﻢ أن ﻫﺬه املﺴﻜﻨﺎت اﻟﺸﻬرية .وﻣﺜﻠﻤﺎ ﻗﺪ ﺗﺘﺨﻴﱠﻞ، ﺗُﻌَ ﺪ إﻫﺪا ًرا ﻟﻠﻤﺎل؛ وﻟﻜﻦ ﰲ اﻟﻮاﻗﻊ ﻳﺘﻤﺜﻞ اﻟﺘﻨﺎﻗﺾ ﰲ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ﰲ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺑﺮاﻧﺜﻮﻳﺖ وﻛﻮﺑﺮ ﰲ أﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺻﺤﻴﺤﺔ ﻃﻮال اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ .ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎن ﻣﺎ ﺗﺨﱪك ﺑﻪ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ اﻟﺼﻴﺪﻻﻧﻴﺔ ،ﻓﺈن اﻟﻌﻼﺟﺎت ذات اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ املﻤﻴﺰة أﻓﻀﻞ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ،وﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻟﻠﻬﺮوب ﻣﻦ ذﻟﻚ. ورﺑﻤﺎ ﻳﺮﺟﻊ ذﻟﻚ ﺟﺰﺋﻴٍّﺎ إﱃ اﻟﺘﻜﻠﻔﺔ؛ ﻓﻘﺪ أﻇﻬﺮت دراﺳﺔ ﺣﺪﻳﺜﺔ ﻋﲆ اﻷﻟﻢ اﻟﺬي ﺗﺴﺒﱢﺒﻪ اﻟﺼﺪﻣﺎت اﻟﻜﻬﺮﺑﻴﺔ أن ﻋﻼج ﺗﺴﻜني اﻷﻟﻢ ﻛﺎن أﻗﻮى ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﻴﻞ ﻟﻠﻤﺸﺎرﻛني ﰲ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ إن ﺳﻌﺮه ﻳﺘﻜ ﱠﻠﻒ ٢٫٥٠دوﻻر أﻣﺮﻳﻜﻲ ﻣﻨﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﻴﻞ ﻟﻬﻢ إن ﺗﻜﻠﻔﺘﻪ ١٠ﺳﻨﺘﺎت )وﺗُﻈﻬﺮ دراﺳﺔ أﺧﺮى ﻗﻴﺪ اﻟﻨﴩ أن اﻟﻨﺎس ﻳﻤﻴﻠﻮن أﻛﺜﺮ إﱃ اﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎملﺸﻮرة ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮﻧﻮن ﻗﺪ ً ﻣﻘﺎﺑﻼ ﻟﻬﺎ(. دﻓﻌﻮا ﻳﺼﺒﺢ اﻟﻌﻼج أﻓﻀﻞ ،أو أﺳﻮأ ،ﺑﻨﺎءً ﻋﲆ رؤﻳﺘﻚ ﻟﻠﻌﺎ َﻟﻢ .ﻗﺎل ﻣﻮﻧﺘﺠﻤﺮي وﻛريش ) (١٩٩٦ملﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﻃﻼب اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ إﻧﻬﻢ ﻳﺸﺎرﻛﻮن ﰲ دراﺳﺔ ﺣﻮل ﱠ ﻋﻘﺎر ﺗﺨﺪﻳﺮ ﺟﺪﻳﺪ ﱢ ﻣﺤﲇ ﻳُﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ »ﺗﺮﻳﻔﺎرﻳﻜﺎﻳﻦ« .إن ﻟﻮن ﺗﺮﻳﻔﺎرﻳﻜﺎﻳﻦ ﺑُﻨ ﱢ ﱞﻲ ،وﻳﺠﺮي ﻃﻼؤه ﻋﲆ اﻟﺒﴩة، وﺗﺸﺒﻪ راﺋﺤﺘﻪ راﺋﺤﺔ اﻟﺪواء ،وﻳﺘﻤﻴﺰ ﺑﺎﻟﻔﺎﻋﻠﻴﺔ اﻟﻬﺎﺋﻠﺔ ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺘﻮﺟﱠ ﺐ ﻋﲆ ﻣَ ﻦ ﻳﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻪ أن ﻳﺮﺗﺪي ﱠ ﻗﻔﺎ ًزا ،أو ﻫﻜﺬا ﻗﻴﻞ ﻟﻠﻄﻼب ﺿﻤﻨًﺎ .ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ ،ﻳﺘﻜﻮﱠن ﺗﺮﻳﻔﺎرﻳﻜﺎﻳﻦ ﻣﻦ املﺎء ،واﻷﻳﻮدﻳﻦ ،وزﻳﺖ اﻟﺰﻋﱰ )ﻣﻦ أﺟﻞ إﺿﻔﺎء راﺋﺤﺔ( ،وﻟﻢ ﻳﻜﻦ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﲆ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ً أﻳﻀﺎ( ﻳﺴﺘﺨﺪم ﺳﻮى ﻗﻔﺎزات ﻣ ﱠ أﺑﻴﺾ ً َ ﻄﺎﻃﻴﺔ ﺣﺘﻰ ﻳﻀﻔﻲ ﻣﻌﻄﻔﺎ )اﻟﺬي ﻛﺎن ﻳﺮﺗﺪي ً ﻣﻨﺎﺧﺎ ﻣﻦ اﻟﻌِ ْﻠﻤﻴﺔ ﻋﲆ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ .ﻓﻠﻦ ﺗﺆﺛﺮ أيﱞ ﻣﻦ ﻫﺬه املﻜﻮﻧﺎت ﻋﲆ اﻷﻟﻢ. ﺟﺮى ﻃﻼء اﻟﱰﻳﻔﺎرﻳﻜﺎﻳﻦ ﻋﲆ اﻷﺻﺎﺑﻊ اﻟﺴﺒﺎﺑﺔ ﻟﻠﻤﺸﺎرﻛني ﰲ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ،ﺛﻢ ﻗﺎم اﻟﻘﺎﺋﻤﻮن ﻋﲆ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺑﺎﻟﻀﻐﻂ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺆﻟﻢ ﺑﻮاﺳﻄﺔ ﻣﻠﺰﻣﺔ .ﺟﺮى إﻋﻤﺎل اﻷﻟﻢ ،ﻟﺪى 87
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ﻣﺸﺎرك ﺑﻌﺪ اﻵﺧﺮ ﰲ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ،ﺑﱰﺗﻴﺐ ﻣﺘﻔﺎوت ،ﺛﻢ ﺟﺮى ﻃﻼء اﻟﱰﻳﻔﺎرﻳﻜﺎﻳﻦ ،وﻣﺜﻠﻤﺎ ﻗﺪ ِ ﱠ ﺗﺘﻮﻗﻊ اﻵن ،ﺷﻜﺎ املﺸﺎرﻛﻮن ﻣﻦ أﻟﻢ أﻗﻞ ،وﺷﻌﻮر أﻗﻞ ﺑﻌﺪم اﻻرﺗﻴﺎح؛ وذﻟﻚ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ اﻷﺻﺎﺑﻊ اﻟﺘﻲ ﺟﺮى ﻃﻼؤﻫﺎ ﺑﺎﻟﱰﻳﻔﺎرﻳﻜﺎﻳﻦ املﺪﻫﺶ ﻗﺒﻞ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ .وﻳﺪﺧﻞ ذﻟﻚ ﰲ ﻋﺪاد ﺗﺄﺛري اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ ،وﻟﻜﻦ ﻣﻊ ﻏﻴﺎب اﻷﻗﺮاص. وﻻ ﻳﺰال اﻷﻣﺮ ﻳﺰداد ﻏﺮاﺑﺔ؛ ﻓﺎﻷﺷﻌﺔ ﻓﻮق اﻟﺼﻮﺗﻴﺔ املﺰﻳﻔﺔ ﻣﻔﻴﺪة ﻵﻻم اﻷﺳﻨﺎن، ً ﺟﺮاﺣﺔ وأﻇﻬﺮت اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﻮﻫﻤﻴﺔ ﻓﺎﺋﺪﺗﻬﺎ ﰲ ﻋﻼج آﻻم اﻟﺮﻛﺒﺔ )إذ ﻳُﺠﺮي اﻟﺠ ﱠﺮاح ﻓﻘﻂ ً وﻫﻤﻴﺔ ﰲ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﺮﻛﺒﺔ ،وﻳﺘﻠ ﱠﻜﺄ ً ﻗﻠﻴﻼ ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎن ﻳﻔﻌﻞ ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﻔﻴﺪًا( ،ﺑﻞ إن ﺻﻐري ًة اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﻮﻫﻤﻴﺔ ﻗﺪ أﻇﻬﺮت ﺗﺤﺴﻴﻨﻬﺎ ﺣﺎﻻت اﻟﺨﻨﺎق اﻟﺼﺪري. ﺗﻠﻚ ﻣُﻌﻀﻠﺔ ﻛﺒرية ﻧﻮﻋً ﺎ ﻣﺎ؛ ﻓﺎﻟﺨﻨﺎق اﻟﺼﺪري ﻫﻮ اﻷﻟﻢ اﻟﺬي ﻳﺤﺪث ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻻ ﻳﻜﻮن ﻫﻨﺎك ﻛﻤﻴﺔ أﻛﺴﺠني ﻛﺎﻓﻴﺔ ﺗﻤﺮ ﻋﱪ ﻋﻀﻠﺔ اﻟﻘﻠﺐ ﻟﻠﻘﻴﺎم ﺑﻤﻬﻤﺘﻬﺎ .وﻟﺬﻟﻚ ﺗﺰداد ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺨﻨﺎق اﻟﺼﺪري ﺳﻮءًا ﻣﻊ ﻣﻤﺎرﺳﺔ اﻟﺘﻤﺮﻳﻨﺎت اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ؛ ﻧﻈ ًﺮا ﻟﺘﺤﻤﻴﻞ ﻋﻀﻠﺔ اﻟﻘﻠﺐ أﻋﺒﺎءً إﺿﺎﻓﻴﺔ .ورﺑﻤﺎ ﻳﺸﻌﺮ املﺮء ﺑﺄﻟﻢ ﻣﻤﺎﺛﻞ ﰲ اﻟﻔﺨﺬﻳﻦ ﺑﻌﺪ ﺻﻌﻮد ﻋﴩ ﺳﻼﻟﻢ دﻓﻌﺔ واﺣﺪة ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﲆ ﻣﺪى ﻟﻴﺎﻗﺘﻚ اﻟﺒﺪﻧﻴﺔ. ً ﺗﻌﻤﻞ اﻟﻌﻼﺟﺎت اﻟﺘﻲ ﺗُﺴﻬﻢ ﰲ اﻟﺘﺨﻔﻴﻒ ﻣﻦ أﻟﻢ اﻟﺨﻨﺎق اﻟﺼﺪري ﻋﺎدة ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻮﺳﻴﻊ اﻷوﻋﻴﺔ اﻟﺪﻣﻮﻳﺔ اﻟﻮاﺻﻠﺔ إﱃ اﻟﻘﻠﺐ ،وﺗُﺴﺘﺨﺪم ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ املﻮاد اﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺔ ﻳُﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﻨﱰات ﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ذﻟﻚ ﰲ أﻏﻠﺐ اﻷﺣﻴﺎن؛ إذ ﺗﻌﻤﻞ اﻟﻨﱰات ﻋﲆ إرﺧﺎء اﻟﻌﻀﻼت اﻟﺮﻗﻴﻘﺔ ﰲ اﻟﺠﺴﺪ ،اﻟﺘﻲ ﺗُ ﱢ ﻮﺳﻊ اﻟﴩاﻳني ﺑﺤﻴﺚ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﻛﻤﻴﺎت أﻛﱪ ﻣﻦ اﻟﺪﻣﺎء اﻟﺘﺪﻓﻖ ﻋﱪﻫﺎ )ﺗﻌﻤﻞ اﻟﻨﱰات ً أﻳﻀﺎ ﻋﲆ إرﺧﺎء أﺟﺰاء أﺧﺮى ﻣﻦ اﻟﻌﻀﻼت اﻟﺮﻗﻴﻘﺔ ﰲ اﻟﺠﺴﺪ ،ﺑﻤﺎ ﰲ ذﻟﻚ اﻟﻌﻀﻠﺔ اﻟﴩﺟﻴﺔ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﱪر ﺑﻴﻊ ﻧﻮع ﻣﻦ اﻟﻨﱰات ﻋﲆ أﻧﻪ »ذﻫﺐ ﺳﺎﺋﻞ« ﰲ ﻣﺤﻼت ﺑﻴﻊ املﻨﺘﺠﺎت اﻟﺠﻨﺴﻴﺔ(. ٌ ﰲ ﺧﻤﺴﻴﻨﻴﺎت اﻟﻘﺮن اﻟﻌﴩﻳﻦ ،راﺟﺖ ﻓﻜﺮة ﻣُﻔﺎدﻫﺎ أن ﺑﺈﻣﻜﺎن املﺮء ﺟﻌْ َﻞ اﻷوﻋﻴﺔ اﻟﺪﻣﻮﻳﺔ ﰲ اﻟﻘﻠﺐ ﺗﻌﻮد إﱃ ﻃﺒﻴﻌﺘﻬﺎ ،وأﻛﺜﺮ ُﺳﻤ ًﻜﺎ ،إذا ﺟﺮى رﺑﻂ أﺣﺪ اﻟﴩاﻳني ﻏري املﻬﻤﺔ ﰲ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﺟﺪار اﻟﺼﺪر ،وﻟﻜﻨﻪ ﻳﺘﻔ ﱠﺮع ﻣﻦ اﻟﴩاﻳني اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻟﻠﻘﻠﺐ .ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻔﻜﺮة ﺗﺘﻤﺜﻞ ﰲ أن ﻫﺬا اﻹﺟﺮاء ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ إرﺳﺎل رﺳﺎﺋﻞ إﱃ اﻟﻔﺮع اﻟﺮﺋﻴﴘ ﻟﻠﴩﻳﺎن ،ﻣﻔﺎدﻫﺎ أن ﺛﻤﺔ ً ﺣﺎﺟﺔ إﱃ ﻧﻤﻮ ﺣﺠﻢ اﻷوردة أﻛﺜﺮ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺆدي إﱃ ﺧﺪاع وﺗﻀﻠﻴﻞ اﻟﺠﺴﻢ. ﻟﺴﻮء اﻟﺤﻆ ،اﺗﻀﺤﺖ ﻋﺒﺜﻴﺔ ﻫﺬه اﻟﻔﻜﺮة ،وﻟﻜﻦ ﺑﺪرﺟﺔ ﻣﺎ ﻓﻘﻂ؛ ﻓﻔﻲ ﻋﺎم ،١٩٥٩ أُﺟﺮﻳﺖ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻋﲆ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﺳﺘُﺨﺪم ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻼجٌ وﻫﻤﻲ ﻛﻌﻨﴫ ﺿﺎﺑﻂ .ﰲ ﺑﻌﺾ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎن ﻳﺠﺮي ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻋﻤﻠﻴﺔ رﺑﻂ اﻟﴩاﻳني ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ،ﺟﺮى ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺨﻄﻮات ﰲ 88
ﺗﺄﺛري اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ
اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت »اﻟﻮﻫﻤﻴﺔ« ،وﻟﻜﻦ دون رﺑﻂ أي ﴍاﻳني .وﺑﻴﻨﻤﺎ وُﺟﺪ أن اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﻮﻫﻤﻴﺔ ﻗﺪ أﺳﻔﺮت ﻋﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻣﻤﺎﺛﻠﺔ ﰲ ﺟﻮدﺗﻬﺎ ﻟﻠﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ — إذ ﺑﺪت ﺣﺎﻟﺔ املﺮﴇ ﰲ ﺑﻌﺾ اﻟﴚء ﰲ ﻛﻠﺘﺎ اﻟﺤﺎﻟﺘني ،وﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺛﻤﱠ ﺔ ٌ َ ﻓﺮق ﻛﺒري ﺑني ﻣﺠﻤﻮﻋﺘَﻲ اﻟﺘﺠﺎرب أﻓﻀﻞ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ — ﻛﺎن أﻛﺜﺮ اﻷﺷﻴﺎء ﻏﺮاﺑﺔ ﻋﲆ اﻟﺪوام ﻫﻮ أن أﺣﺪًا ﻟﻢ ﻳﺘﺬﻣﱠ ﺮ وﻗﺘﻬﺎ وﻟﻢ ﻳُﺤﺪِث أي ﺣﺎل ﻣﻦ اﻷﺣﻮال ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ املﺰﻳﱠﻔﺔ ،ﺑﺎﻟﻘﻄﻊ، ﺟَ َﻠﺒَﺔ؛ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ أﻓﻀﻞ ﺑﺄي ٍ ﱡ ﺑﺎﻟﺘﺤﺴﻦ ﺟ ﱠﺮاء اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻟﻔﱰة ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺟﺪٍّا؟ وﻟﻜﻦ ﻛﻴﻒ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ إذن ﺗﻔﺴري ﺷﻌﻮر املﺮﴇ ﻟﻢ ﻳﻔ ﱢﻜ ْﺮ أﺣ ٌﺪ ﰲ ﻗﻮة اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ ،وﺟﺮى ﺗﺠﺎﻫﻞ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ. ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻫﺬه ﻫﻲ املﺮة اﻟﻮﺣﻴﺪة اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﺗﺄﺛري اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ ﻳﻘﻊ ﻋﲆ أﻛﺜﺮ اﻷﻃﺮاف دراﻣﻴﺔ ﻣﻦ ﻃﻴﻒ املﻤﺎرﺳﺎت اﻟﻄﺒﻴﺔ؛ ﻓﻘﺪ أﻇﻬﺮت دراﺳﺔ ﺳﻮﻳﺪﻳﺔ ﰲ أواﺧﺮ ﻋﻘﺪ اﻟﺘﺴﻌﻴﻨﻴﺎت ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﴩﻳﻦ أن املﺮﴇ اﻟﺬﻳﻦ ُر ﱢﻛﺒﺖ ﻟﻬﻢ أﺟﻬﺰ ٌة ﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻧﺒﻀﺎت اﻟﻘﻠﺐ ،وﻟﻜﻦ دون ﺗﺸﻐﻴﻠﻬﺎ ،أﻇﻬﺮوا ﺣﺎﻟﺔ ﺻﺤﻴﺔ أﻓﻀﻞ ﻣﻦ ذي ﻗﺒﻞ )ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﱡ ﺗﺤﺴﻨًﺎ ﻗﺪ َر اﻟﺘﺤﺴﻦ اﻟﺬي أﻇﻬﺮه ﻫﺆﻻء اﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﺖ أﺟﻬﺰة ﺗﻨﻈﻴﻢ ﻈﻬﺮ أن ﺣﺎﻟﺘﻬﻢ ﻟﻢ ﺗُ ِ ٌ دراﺳﺔ ﻧﺒﻀﺎت اﻟﻘﻠﺐ ﺗﻌﻤﻞ ﺑﺪاﺧﻠﻬﻢ ،ﺣﺘﻰ ﻳﻜﻮن اﻷﻣﺮ واﺿﺤً ﺎ( .وﻣﺆﺧ ًﺮا ﺟﺪٍّا ،أﻇﻬﺮت أُﺟْ ِﺮﻳَﺖ ﻋﲆ أﺣﺪ اﻟﻌﻼﺟﺎت اﻟﻌﺎﻟﻴ ِﺔ اﻟﺘﻘﻨﻴ ِﺔ »ﻟﺠﺮاﺣﺔ رأب اﻟﻮﻋﺎء« ،ﺗﻀﻤﱠ ﻨﺖ ﺟﻬﺎز ﻗﺴﻄﺮة ﺿﺨﻢ اﻟﺤﺠﻢ ﻳﺒﺪو ﻋﻠﻤﻴٍّﺎ ﺟﺪٍّا ﰲ ﻣﻈﻬﺮه ،وﻳﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﻠﻴﺰر ،أن اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ ﻳﺴﺎوي ﰲ ﻓﺎﻋﻠﻴﺘﻪ اﻹﺟﺮاء اﻟﺠﺮاﺣﻲ اﻟﻜﺎﻣﻞ. »ﻳُﻌﺠَ ﺐ املﺮﴇ أﻳﱠﻤﺎ إﻋﺠﺎب ﺑﺎﻵﻻت اﻟﻜﻬﺮﺑﻴﺔ «.ﻫﻜﺬا ﻛﺘﺐ د .آﻻن ﺟﻮﻧﺴﻮن ﰲ ً ﻗﺎﺋﻼ» :وﻣﺆﺧ ًﺮا، دورﻳﺔ »ذا ﻻﻧﺴﺖ« ﰲ ﻋﺎم ١٩٩٤ﻣﻌ ﱢﻠ ًﻘﺎ ﻋﲆ ﻫﺬه اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ،وأردف ُ ذﻫﺒﺖ ﻳﺄﴎ اﻟﺨﻴﺎل «.د .ﺟﻮﻧﺴﻮن ﻏري ﻣﺨﻄﺊ؛ ﻓﻘﺪ ﺻﺎر أيﱡ ﳾء ﻟﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﻜﻠﻤﺔ ﻟﻴﺰر ِ ُ ﻟﺰﻳﺎرة ﻟﻴﻠﻴﺎس ﻛريﺗﻦ ذات ﻣﺮة )وﻫﻲ ﻣﻌﺎﻟِﺠﺔ اﻟﻄﺐ اﻟﺒﺪﻳﻞ ﻟﺸريي ﺑﻮث( ،وأﺟﺮت ﱄ ﻛريﺗﻦ ﻋﻼﺟً ﺎ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام اﻷﺣﺠﺎر اﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ﻣﺴﺘﺨﺪِﻣَ ًﺔ ﰲ ذﻟﻚ آﻟﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻻﻣﻌﺔ ﻛﺒرية ﻋﻜﺴﺖ ِ أﺷﻌﱠ ﺎت ﺿﻮﺋﻴﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ اﻷﻟﻮان ﻋﲆ ﺻﺪري .ﻣﻦ اﻟﺼﻌﻮﺑﺔ ﺑﻤﻜﺎن ﻋﺪم ﻣﻼﺣﻈﺔ ﺟﺎذﺑﻴﺔ أﺷﻴﺎء؛ ﻣﺜﻞ اﻟﻌﻼج ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام اﻷﺣﺠﺎر اﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ﰲ ﺳﻴﺎق ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺟﻬﺎز اﻟﻘﺴﻄﺮة اﻟﻠﻴﺰري .ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ ،وﺑﺎﻟﻨﻈﺮ إﱃ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺗﺮاﻛﻢ اﻷدﻟﺔ ،ﻳﻜﻮن ﻣﻦ اﻟﺼﻌﻮﺑﺔ ﺑﻤﻜﺎن ِ ﻣﻼﺣﻈﺔ ادﱢﻋﺎءات ﻣﻌﺎﻟﺠﻲ اﻟﻄﺐ اﻟﺒﺪﻳﻞ ،ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺗﺪﺧﻼﺗﻬﻢ اﻟﻌﻼﺟﻴﺔ ﻋﺪم اﻟﺠﺎﻣﺤﺔ ،املﺪﻫﺸﺔ ،ﱡ اﻟﺴ ْﻠﻄﻮﻳﺔ ،واﻟﻴﻘﻴﻨﻴﺔ ﰲ ﻃﺎﺑﻌﻬﺎ ،ﰲ ﺳﻴﺎق ﻫﺬا اﻟﻔﺼﻞ. ً ً ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ ،ﺣﺘﻰ ﺧﱪاء أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺤﻴﺎة ﻳُﻠﻘﻮن ﻧﻈﺮة ﴎﻳﻌﺔ ﻋﲆ اﻟﻄﺐ اﻟﺒﺪﻳﻞ، ﰲ ﺻﻮرة دراﺳﺔ ﻣﻨﻤﱠ ﻘﺔ ﺑَﺤﺜ َ ْﺖ ﺗﺄﺛري أن ﻳُﻘﺎل ﻟﻠﻤﺮء إﻧﻪ ﻳﻘﻮم ﺑﴚء ﺻﺤﱢ ﻲ .ﺟﺮى ﺗﻘﺴﻴﻢ 89
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ﺛﻤﺎﻧﻲ وأرﺑﻌني ﻓﺘﺎة ﻣﻦ ﺧﺪﻣﺔ اﻟﻐﺮف ﻳﻌﻤﻠﻦ ﰲ ﻓﻨﺎدق ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ،إﱃ ﻣﺠﻤﻮﻋﺘني؛ ﻗﻴﻞ ﱢ و»ﻳﺤﻘﻖ ﺗﻮﺻﻴﺎت ﻹﺣﺪى املﺠﻤﻮﻋﺘني إن ﺗﻨﻈﻴﻒ ﻏﺮف اﻟﻔﻨﺎدق ﻳُﻌﺘﱪ »ﺗﻤﺮﻳﻨًﺎ ﺟﻴﺪًا« ً ﱠ ﻣﻔﺼﻠﺔ ﻋﻦ ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﺗﻔﺴريات أﺧﺮى وزﻳﺮ اﻟﺼﺤﺔ ﺑﻤﻤﺎرﺳﺔ أﺳﻠﻮب ﺣﻴﺎة ﻧ َ ِﺸﻂ«، اﻟﻄﺮق واﻷﺳﺒﺎب .ﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﱠ ﺗﺘﻠﻖ املﺠﻤﻮﻋﺔ »اﻟﻀﺎﺑﻄﺔ« ﻫﺬه املﻌﻠﻮﻣﺎت املﺸﺠﱢ ﻌﺔ ،وواﺻﻠﺖ ﺗﻨﻈﻴﻒ ﻏﺮف اﻟﻔﻨﺎدق .ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺑﺄرﺑﻌﺔ أﺳﺎﺑﻴﻊ ،ﺻﺎرت املﺠﻤﻮﻋﺔ »املﻄﻠﻌﺔ« ﺗﻌﺘﻘﺪ أﻧﻬﺎ ً ﻧﻘﺼﺎ ﰲ اﻟﻮزن ،وﰲ ﺗﻤﺎرس رﻳﺎﺿﺔ أﻛﺜﺮ ﻛﺜريًا ﻣﻦ ذي ﻗﺒﻞ ،وﺑﻴﻨﻤﺎ أﻇﻬﺮت املﺠﻤﻮﻋﺔ دﻫﻮن اﻟﺠﺴﺪ ،وﻧﺴﺒﺔ ﻣﺤﻴﻂ اﻟﺨﴫ إﱃ اﻷرداف وﻣﺆﴍ ﻛﺘﻠﺔ اﻟﺠﺴﺪ ،ﻛﺎﻧﺖ املﺠﻤﻮﻋﺘﺎن ﰲ اﻟﻮاﻗﻊ ﺗﻤﺎرﺳﺎن ﻧﻔﺲ املﺴﺘﻮى ﻣﻦ اﻟﻨﺸﺎط ،وﻫﻮ اﻷﻣﺮ املﺜري ﻟﻠﺪﻫﺸﺔ2 . ) (3ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻟﻪ اﻟﻄﺒﻴﺐ إذا ﻛﺎن ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻚ أن ﺗﺆﻣﻦ ﺑﺸﺪة ﺑﻌﻼﺟﻚ ،ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن اﻻﺧﺘﺒﺎرات اﻟﻀﺎﺑﻄﺔ ﺗﺸري إﱃ ﻋﺪم ﻓﺎﺋﺪﺗﻪ ،ﻓﺈن ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻟﻌﻼج ﺗﻜﻮن أﻓﻀﻞ ﻛﺜريًا ،وﻳﺼﺒﺢ ﺣﺎﻻ ﺑﻜﺜري ،وﻳﺼﺒﺢ دﺧﻠﻚ أﻓﻀﻞ ﺑﻜﺜري ً ﻣﺮﺿﺎك أﻓﻀﻞ ً أﻳﻀﺎ .وأﻋﺘﻘﺪ أن ﻫﺬا ً ﻣﻮﻫﺒﺔ وأﻗﻠﻬﻢ ﺧﱪة ،ﻛﻤﺎ ﻳﻔﴪ اﻟﻨﺠﺎح اﻟﻼﻓﺖ ﻟﺒﻌﺾ أﻗﻞ املﻨﺘﻤني إﱃ ﻣﻬﻨﺘﻨﺎ ﻳﻔﴪ اﻟﻜﺮاﻫﻴﺔ اﻟﺸﺪﻳﺪة ﻟﻺﺣﺼﺎءات واﻟﺘﺠﺎرب اﻟﻀﺎﺑﻄﺔ اﻟﺘﻲ اﻋﺘﺎد اﻷﻃﺒﺎء اﻟﻨﺎﺟﺤﻮن واملﺸﻬﻮرون ﻋﺮﺿﻬﺎ. رﻳﺘﺸﺎرد آﴍ» ،ﻛﻼم ﻣﻨﻄﻘﻲ« ،ﻣﺠﻠﺔ ِﺑﺘﻤﺎن ﻣﻴﺪﻳﻜﺎل ،ﻟﻨﺪن١٩٧٢ ، ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺗﺪرك اﻵن ،ﰲ دراﺳﺔ اﻟﺘﻮﻗﻌﺎت واملﻌﺘﻘﺪات ،ﻳﻤﻜﻦ أن ﻧﺒﺘﻌﺪ ﻋﻦ اﻷﻗﺮاص واﻷﺟﻬﺰة ﺗﻤﺎﻣً ﺎ .ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل ،ﻳﺘﻀﺢ أن ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻟﻪ اﻟﻄﺒﻴﺐ ،وﻣﺎ ﻳﻌﺘﻘﺪه اﻟﻄﺒﻴﺐ ،ﻳﺆﺛﺮ ﺗﺄﺛريًا ﻣﺎ ﻋﲆ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺸﻔﺎء .إذا ﻛﺎن ﻫﺬا ﻳﺒﺪو أﻣ ًﺮا ﺑﺪﻳﻬﻴٍّﺎ ،ﻳﺠﺐ أن أﻗﻮل إن ذﻟﻚ ﻳﺆﺛﺮ ﺗﺄﺛريًا ﺟﺮى ﻗﻴﺎﺳﻪ ،ﺑﺼﻮرة ﻣﻨﻤﻘﺔ ،ﰲ ﺗﺠﺎرب ﻣﺼﻤﱠ ﻤﺔ ﺟﻴﺪًا. َ ً ﺣﻘﻦ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻗﺮﺻﺎ ﺳ ﱠﻜﺮﻳٍّﺎ ﻗﺒﻞ إﺟﺮاء أﻋﻄﻰ ﺟﺮﻳﻞ وﻛﺎﺗﺎن ) (١٩٧٨املﺮﴇ ٍ ﻟﻸﺳﻨﺎن ،إﻻ أن اﻷﻃﺒﺎء اﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻘﺪﱢﻣﻮن اﻷﻗﺮاص إﱃ املﺮﴇ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻘﺪﱢﻣﻮﻧﻬﺎ ﺑﻮاﺣﺪة ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻘﺘني ﻣﺨﺘﻠﻔﺘني؛ إﻣﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل املﺒﺎﻟﻐﺔ اﻟﺸﺪﻳﺪة ﰲ اﻟﻔﻮاﺋﺪ اﻟﻌﻈﻤﻰ ﻟﻬﺎ )»ﻫﺬه أﻗﺮاص ﻣﻄﻮﱠرة ﺣﺪﻳﺜًﺎ أﻇﻬﺮت ﻓﺎﻋﻠﻴﺘﻬﺎ اﻟﺒﺎﻟﻐﺔ … ﺷﺒﻪ اﻵﻧﻴﱠﺔ …«( أو ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ اﻷﻗﺮاص )»ﻫﺬه أﻗﺮاص ﻣﻄﻮﱠرة ﺣﺪﻳﺜًﺎ … ﺷﺨﺼﻴٍّﺎ ،ﻻ أراﻫﺎ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ …«( 90
ﺗﺄﺛري اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ
وﻗﺪ ارﺗﺒﻄﺖ اﻷﻗﺮاص اﻟﺘﻲ ﺟﺮى ﺗﻘﺪﻳﻤﻬﺎ ﻣﻊ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ اﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﺑﻤﺸﺎﻋﺮ ﺧﻮف أﻗﻞ، وﻗﻠﻖ أﻗﻞ ،وأﻟﻢ أﻗﻞ. ﺣﺘﻰ إذا ﻟﻢ ُ ﻳﻘﻞ ﺷﻴﺌًﺎ ،ﻗﺪ ﻳﺆﺛﺮ ﻣﺎ ﻳﻌﺮﻓﻪ اﻟﻄﺒﻴﺐ ﻋﲆ ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻟﻌﻼج؛ ﻓﺎملﻌﻠﻮﻣﺎت ﺗﺘﴪب ،ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻠﻮازم اﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺔ ،واﻟﺘﺼﻨﱡﻊ ،واﻟﺤﻮاﺟﺐ ،واﻻﺑﺘﺴﺎﻣﺎت اﻟﻌﺼﺒﻴﺔ ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﱠ ﺧﻼﻗﺔ ٍّ أوﺿﺢ ﺟﺮﻳﺴﲇ ) (١٩٨٥ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﺠﺮﺑ ٍﺔ ﱠ ﺣﻘﺎ ،ﻣﻊ أن ﻓﻬﻤﻬﺎ ﻳﺘﻄ ﱠﻠﺐ ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﻦ اﻟﱰﻛﻴﺰ. أﺧﺬ ﺟﺮﻳﺴﲇ ﻋﻴﱢﻨﺔ ﻣﻦ املﺮﴇ ﺟﺮى ﺧﻠﻊ ﴐس اﻟﻌﻘﻞ ﻟﻬﻢ ،ﱠ وﻗﺴﻤﻬﻢ ﻋﺸﻮاﺋﻴٍّﺎ إﱃ ﺛﻼث ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت ﻋﻼﺟﻴﺔ :ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺗﺘﻨﺎول املﺎء املﺎﻟﺢ )ﻋﻼج وﻫﻤﻲ »ﻻ أﺛﺮ ﻟﻪ« ،ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﻓﺴﻴﻮﻟﻮﺟﻴٍّﺎ( ،أو ﻓﻨﺘﺎﻧﻴﻞ )وﻫﻮ ﻣﺴ ﱢﻜﻦ ﻣﺨﺪﱢر راﺋﻊ ،وﻳﻜﻔﻲ ﻟﻠﺘﺪﻟﻴﻞ ﻋﲆ ﻓﺎﻋﻠﻴﺘﻪ أﻧﻪ ﻳﺒﺎع ﺑﺎﻟﺘﺠﺰﺋﺔ ﰲ اﻟﺴﻮق اﻟﺴﻮداء( ،أو ﻧﺎﻟﻮﻛﺴﻮن )وﻫﻮ ﻋﻘﺎر ﻣﺜﺒﱢﻂ ملﺴﺘﻘﺒﻼت املﻮاد املﺨﺪرة ﻳﺰﻳﺪ اﻷﻟﻢ ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ(. ﰲ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺤﺎﻻت ،ﺟﺮت ﺗﻌﻤﻴﺔ اﻷﻃﺒﺎء ﺑﺸﺄن أي اﻟﻌﻼﺟﺎت ﻳﻘﺪﱢﻣﻮﻧﻬﺎ ﻟﻜﻞ ﻣﺮﻳﺾ، وﻟﻜﻦ ﻛﺎن ﺟﺮﻳﺴﲇ ﻳﺪرس — ﺣﻘﻴﻘﺔ — أﺛﺮ ﻣﻌﺘﻘﺪات اﻷﻃﺒﺎء؛ وﻣﻦ ﺛﻢ ﺟﺮى ﺗﻘﺴﻴﻢ املﺠﻤﻮﻋﺎت اﻟﺜﻼث إﱃ ﻧﺼﻔني ﻣﺮ ًة أﺧﺮى .ﰲ املﺠﻤﻮﻋﺔ اﻷوﱃ ،ﻗﻴﻞ ﻟﻸﻃﺒﺎء اﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮا ً ﺻﺪﻗﺎ ،إن ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻬﻢ ﺗﻘﺪﻳ َﻢ ﻋﻼج وﻫﻤﻲ ،أو ﻧﺎﻟﻮﻛﺴﻮن ،أو ﻳﻘﺪﱢﻣﻮن اﻟﻌﻼج ﻟﻠﻤﺮﴇ، ً ﻓﺮﺻﺔ ﰲ أن ﻓﻨﺘﺎﻧﻴﻞ املﺴﻜﻦ ﻟﻸﻟﻢ .وﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه املﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻷﻃﺒﺎء ﺗﻌﺮف أن ﺛﻤﺔ ﻳﻜﻮﻧﻮا ﺑﺼﺪد ﺗﻘﺪﻳﻢ ﳾء ﻟﻠﻤﺮﴇ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ ﺗﻘﻠﻴﻞ اﻷﻟﻢ. ﰲ املﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ،ﺟﺮى اﻟﻜﺬب ﻋﲆ اﻷﻃﺒﺎء؛ إذ ﻗﻴﻞ ﻟﻬﺆﻻء إﻧﻬﻢ ﻳﻘﺪﱢﻣﻮن ﻋﻼﺟً ﺎ وﻫﻤﻴٍّﺎ أو ﻧﺎﻟﻮﻛﺴﻮن ،وﻫﻤﺎ ﻋﻼﺟﺎن ﻻ ﻳﺴﻔﺮان ﻋﻦ أي ﻧﺘﻴﺠﺔ ،أو ﻳﺠﻌﻼن اﻷﻟﻢ أﻛﺜﺮ ﺳﻮءًا .وﻟﻜﻦ ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ ،ودون ﻋﻠﻢ اﻷﻃﺒﺎء ،ﻛﺎن ﺑﻌﺾ املﺮﴇ ﱠ ﻳﺘﻠﻘﻮن اﻟﻔﻨﺘﺎﻧﻴﻞ املﺴﻜﻦ ﻟﻸﻟﻢ .وﻣﺜﻠﻤﺎ ﺗﺘﻮﻗﻊ اﻵن ،ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﻼﻋﺐ ﺑﻤﺎ »ﻳﻌﺘﻘﺪه اﻷﻃﺒﺎء« ﺣﻮل ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺤﻘﻦ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻘﻮﻣﻮن ﺑﻬﺎ — ﺣﺘﻰ ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻣﻨﻌﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﺘﻌﺒري ﻋﻦ ﻣﻌﺘﻘﺪاﺗﻬﻢ ملﺮﺿﺎﻫﻢ — ﻛﺎن ﻫﻨﺎك ﻓﺮق ﰲ اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺑني املﺠﻤﻮﻋﺘني؛ ﻓﻘﺪ ﺷﻌﺮ أﻓﺮاد املﺠﻤﻮﻋﺔ اﻷوﱃ ﺑﺄﻟﻢ أﻗﻞ ﺑﻜﺜري .وﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻬﺬا اﻟﻔﺮق ﻋﲆ اﻹﻃﻼق ﺑﻨﻮع اﻟﻌﻼج اﻟﺬي ُﻗﺪﱢم ً ﺣﻘﻴﻘﺔ ،أو ﺣﺘﻰ ﺑﺎملﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﻛﺎن املﺮﴇ ﻳﻌﺮﻓﻮﻧﻬﺎ؛ ﻓﺎﻷﻣﺮ ﺑ ُﺮﻣﱠ ﺘﻪ ﻳﻌﻮد إﱃ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻳﻌﺮﻓﻪ اﻷﻃﺒﺎء .رﺑﻤﺎ ﺟَ َﻔ َﻞ ﻫﺆﻻء اﻷﻃﺒﺎء ً ﻗﻠﻴﻼ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺤﻘﻨﻮن املﺮﴇ .أﻋﺘﻘﺪ أﻧﻚ ﻛﻨﺖ ﺳﺘﺠْ ﻔِ ﻞ ً أﻳﻀﺎ. 91
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
) (4ﺗﻔﺴريات اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﻔﻌﻠﻮا ﺷﻴﺌًﺎ ،ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻷﻃﺒﺎء ،ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻃﺮﻳﻘﺘﻬﻢ وﺣﺪﻫﺎَ ، ﻃﻤْ ﺄَﻧﺔ املﺮﴇ ،ﺑﻞ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺤﻠﻴﻞ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﻄﻤﺄﻧﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ إﱃ ﻣﻜﻮﻧﺎت ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻴﺔ .ﰲ ﻋﺎم ،١٩٨٧ ﺗﺸﺨﻴﺼﺎ »وﻫﻤﻴٍّﺎ« ً ً زاﺋﻔﺎ — ﻗﺪ أوﺿﺢ ﺗﻮﻣﺎس أن إﺟﺮاء ﺗﺸﺨﻴﺺ ﺑﺴﻴﻂ — ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﺎن ٌ ﻋﻤﻞ ﻋﲆ ﺗﺤﺴني اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﻌﻼﺟﻴﺔ ﻟﻠﻤﺮﴇ؛ ﻓﻘﺪ ُﻗ ﱢﺴﻢ ﻣﺎﺋﺘﺎ ﻣﺮﻳﺾ ﻟﺪﻳﻬﻢ أﻋﺮاض ﻏري ﻋﺎدﻳﺔ ،دون وﺟﻮد أي ﺗﺸﺨﻴﺺ ﻃﺒﻲ ﻣﺤﺪﱠد ،ﻋﺸﻮاﺋﻴٍّﺎ إﱃ ﻣﺠﻤﻮﻋﺘني .ﻗﻴﻞ ﻟﻠﻤﺮﴇ ﰲ إﺣﺪى املﺠﻤﻮﻋﺘني» :ﻻ أﺳﺘﻄﻴﻊ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻛﻨْﻪ ﻣﺎ ﻟﺪﻳﻚ ﺑﺪﻗﺔ «.وﺑﻌﺪ ﻣﺮور أﺳﺒﻮﻋني ﺻﺎرت ﺣﺎﻟﺔ ٪٣٩ﻓﻘﻂ ﻣﻦ املﺮﴇ أﻓﻀﻞ .ﻟﻜﻦ ُﺷ ﱢﺨﺼﺖ ﺣﺎﻻت املﺮﴇ ﰲ املﺠﻤﻮﻋﺔ اﻷﺧﺮى ً ﴎﻳ ٍﺔ إن ﺣﺎﻟﺘﻬﻢ ﺳﺘﺘﺤﺴﻦ ﰲ ﻏﻀﻮن أﻳﺎم ﺗﺸﺨﻴﺼﺎ ﻣﺤ ﱠﺪدًا ،دون ﺗﻀﻠﻴﻞ ،وﻗﻴﻞ ﻟﻬﻢ ﰲ ِ ﱢ ﱠ وﺗﺤﺴﻨﺖ ﺣﺎﻟﺔ ٪٦٤ﻣﻦ املﺮﴇ ﰲ ﻫﺬه املﺠﻤﻮﻋﺔ ﺧﻼل أﺳﺒﻮﻋني. ﻗﻠﻴﻠﺔ. ﻳﺴﺘﺤﴬ ﻫﺬا ﺷﺒﺢَ ﳾءٍ ﻣﺎ ﻳﺘﺠﺎوز أﺛﺮ اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ ﺑﻜﺜري ،ﺑﻞ ﻳﺘﻘﺎﻃﻊ أﻛﺜﺮ ﻣﻊ ﻋﻤﻞ ﻣﻌﺎﻟﺠﻲ اﻟﻄﺐ اﻟﺒﺪﻳﻞ؛ ﻧﻈ ًﺮا ﻷﻧﻨﺎ ﻳﺠﺐ أن ﻧﺘﺬ ﱠﻛﺮ أن ﻣﻌﺎﻟﺠﻲ اﻟﻄﺐ اﻟﺒﺪﻳﻞ ﻻ ﻳﻜﺘﻔﻮن ﻓﻘﻂ ﺑﺈﻋﻄﺎء ﻋﻼﺟﺎت وﻫﻤﻴﺔ ،ﺑﻞ ﻳﻘﺪﱢﻣﻮن ً أﻳﻀﺎ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗُﻄﻠِﻖ ﻋﻠﻴﻪ »اﻟﺘﻔﺴريات اﻟﻮﻫﻤﻴﺔ« أو »اﻟﺘﺸﺨﻴﺺ اﻟﻮﻫﻤﻲ« ،وﻫﻲ ﺗﻔﺴريات ﻻ أﺳﺎس ﻟﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺼﺤﺔ، ﱠ ﺧﻮاص وﻻ أدﻟﺔ ﻋﲆ ﺳﻼﻣﺘﻬﺎ ،وﺗﺄﻛﻴﺪات ﺧﻴﺎﻟﻴﺔ ﰲ اﻟﻐﺎﻟﺐ ﺣﻮل ﻃﺒﻴﻌﺔ املﺮض ،ﺗﺘﻀﻤﱠ ﻦ ً ﺳﺤﺮﻳﺔ ،أو ﻃﺎﻗﺔ ،أو أوﺟﻪ ﻗﺼﻮر ﻣﻔﱰﺿﺔ ﰲ ﻧﺴﺒﺔ أﺣﺪ اﻟﻔﻴﺘﺎﻣﻴﻨﺎت ،أو »اﺧﺘﻼﻻت«، ﻳﺰﻋﻢ املﻌﺎﻟﺞ ﻓﻬﻤﻪ ﻟﻬﺎ ﺑﺼﻮرة ﺣﴫﻳﺔ. وﻫﻨﺎ ،ﻳﺒﺪو أن ﻫﺬا اﻟﺘﻔﺴري »اﻟﻮﻫﻤﻲ« — ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﺎن ﻗﺎﺋﻤً ﺎ ﻋﲆ ﺧﻴﺎل ﻣﺤﺾ ُﻮﺟﺐ إﺟﺮاء — رﺑﻤﺎ ﻳﻜﻮن ﻣﻔﻴﺪًا ﻟﻠﻤﺮﻳﺾ ،ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ وﺟﻮد آﺛﺎر ﺟﺎﻧﺒﻴﺔ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳ ِ َ ﺣﺮﻳﺔ ﺗﻘﻤﱡ ﺺ دور املﺮﻳﺾ ﺑﺸﻜﻞ اﻟﻌﻼج ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ دﻗﻴﻘﺔ .ورﺑﻤﺎ ﺗﺪﻋﻢ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻣﻨﺢ أﺣﺪﻫﻢ ﻄﻮي ً وﺳ ْﻠ َ ﺟﺎزم ُ أﻳﻀﺎ ﻣﻌﺘﻘﺪات وﺳﻠﻮﻛﻴﺎت ﻣﺮﺿﻴﺔ ﻣﺪﻣﱢ ﺮة ،وﺗﺼﻨﱠﻒ اﻷﻋﺮاض ﻛﺤﺎﻟﺔ ﻣﺮﺿﻴﺔ دون ﴐورة ﻣﺜﻞ ﺗﺼﻨﻴﻒ آﻻم اﻟﻌﻀﻼت )اﻟﺘﻲ ﺗُﻌﺘﱪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ اﻟﻜﺜريﻳﻦ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻣﺘﻜﺮرة ﻳﻮﻣﻴٍّﺎ( ﻃﺒﻴٍّﺎ ،ﺑﻞ ﻗﺪ ﻳﺼﻞ اﻷﻣﺮ ﺑﻬﺆﻻء إﱃ اﺗﺨﺎذ ﻣﻮﻗﻒ ﻣﻌﺎدٍ ﺿﺪ اﻷﺷﺨﺎص ﱠ وﻳﺘﺤﺴﻨﻮن .وﺗُﻌﺘﱪ ﻫﺬه ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺷﺎﺋﻜﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ. اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻮاﺻﻠﻮن ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ُ أﺳﺘﻄﻴﻊ أن أﻣﴤ ﰲ ﴐب اﻷﻣﺜﻠﺔ؛ ﻓﻘﺪ أﺟْ ِﺮيَ ،ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ ،ﻋﺪ ٌد ﺿﺨ ٌﻢ ﻣﻦ اﻟﺒﺤﻮث ﻋﲆ ﻗﻴﻤﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻼﺟﻴﺔ اﻟ ﱠ ﻄﻴﱢﺒَﺔ ،وﻛﺎﻧﺖ اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ أن اﻷﻃﺒﺎء اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﱠﺒﻌﻮن أﺳﻠﻮﺑًﺎ ﻳﺘﱠ ِﺴﻢ ﺑﺎﻟﺪفء ،واﻟﻮُد ،واﻟﻄﻤْ ﺄَﻧَﺔ ،أﻛﺜ ُﺮ ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ ﰲ ﻋﻼﺟﻬﻢ ﻣﻦ أوﻟﺌﻚ اﻷﻃﺒﺎء اﻟﺬﻳﻦ ﻳُﻘﺪﱢﻣﻮن ﻣﺸﻮرﺗﻬﻢ ﰲ ﺻﻮرة رﺳﻤﻴﺔ وﻻ ﻳُ َ ﻄﻤْ ِﺌﻨُﻮن ﻣﺮﺿﺎﻫﻢ .ﰲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻮاﻗﻌﻲ، 92
ﺗﺄﺛري اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ
ﺗﻮﺟﺪ ﺗﻐريات ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﺑﻨﻴﻮﻳﺔ ﺗﺠﻌﻞ اﻷﻣﺮ أﻛﺜﺮ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﺑﺼﻮرة ﻣﺘﺰاﻳﺪة ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ اﻟﻄﺒﻴﺐ ﰲ أن ﻳﻘﻮم ﺑﺘﻌﻈﻴﻢ اﻟﻔﺎﺋﺪة اﻟﻌﻼﺟﻴﺔ ﻷي ﻣﺸﻮرة ﻃﺒﻴﺔ؛ ﻓﺒﺎدئ ذي ﺑﺪء ،ﻫﻨﺎك ٍ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻻ ﺗﺴﺘﻐﺮق ﺿﻐﻮط اﻟﻮﻗﺖ؛ ﻓﻼ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أيﱡ ﻣﻤﺎرس ﻋﺎم أن ﻳﻘﻮم ﺑﺄﺷﻴﺎء ﻛﺜرية ﰲ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺳﺖ دﻗﺎﺋﻖ. ﻟﻜﻦ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﱃ ﻫﺬه اﻟﻌﻮاﺋﻖ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ،ﻻ ﺗﺰال ﻫﻨﺎك ﺗﻐريات ﺑﻨﻴﻮﻳﺔ ﰲ اﻻﻓﱰاﺿﺎت اﻷوﻟﻴﺔ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻀﻌﻬﺎ اﻟﻌﺎﻣﻠﻮن ﰲ املﺠﺎل اﻟﻄﺒﻲ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻞ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﻄﻤﺄﻧﺔ ﺧﻼل ﺗﻘﺪﻳﻢ املﺸﻮرة اﻟﻄﺒﻴﺔ أﻣ ًﺮا ﻏري ﻣﺄﻟﻮف ﺑﺼﻮرة ﻣﺘﺰاﻳﺪة .ﺳﻴﺠﺎﻫﺪ اﻟﻄﺒﻴﺐ ﰲ اﻟﻌﴫ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﻌﺜﻮر ﻋﲆ ﺻﻴﻐﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻪ ﺑﺘﻘﺪﻳﻢ وﺻﻔﺔ ﻋﻼﺟﻴﺔ وﻫﻤﻴﺔ ،ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺮﺟﻊ إﱃ ﺻﻌﻮﺑﺔ اﻟﺘﻮﺻﻞ إﱃ ﺻﻴﻐﺔ ﻣﺘﻮازﻧﺔ ﺑني ﻣﺒﺪأﻳﻦ أﺧﻼﻗﻴني ِ درﺟﺔ ﻓﺎﻋﻠﻴ ٍﺔ ﻣﻤ ِﻜﻨَﺔ، ﻣﺨﺘﻠﻔني ﺗﻤﺎم اﻻﺧﺘﻼف؛ أَوﱠﻟﻬﻤﺎ :اﻟﺘﺰاﻣﻨﺎ ﺑﺸﻔﺎء ﻣﺮﺿﺎﻧﺎ ﺑﺄﻗﴡ وﺛﺎﻧﻴﻬﻤﺎ :اﻟﺘﺰاﻣﻨﺎ ﺑﺄﻻ ﻧﻜﺬب ﻋﲆ املﺮﴇ .ﰲ ﻛﺜري ﻣﻦ اﻟﺤﺎﻻت ،وُﺿﻌﺖ ﺻﻴﻐﺔ رﺳﻤﻴﺔ ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺣﻈﺮ ﻃﻤﺄﻧﺔ املﺮﴇ واﻟﺘﺨﻔﻴﻒ ﻣﻦ وﻗﻊ اﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ا ُمل ْﻘﻠ َِﻘﺔ ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻛﺘﺐ اﻟﻄﺒﻴﺐ واﻟﻔﻴﻠﺴﻮف رﻳﻤﻮﻧﺪ ﺗﺎﻟﻴﺲ ﻣﺆﺧ ًﺮا ،ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﺠﺎوز ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ اﻋﺘﺒﺎره ﻣﺘﻨﺎﺳﺒًﺎ؛ إذ ﻗﺎل: »أﻓﴣ اﻟﺪاﻓﻊ إﱃ إﻃﻼع املﺮﴇ ﺑﺼﻮرة ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻋﲆ ﺣﺎﻻﺗﻬﻢ إﱃ زﻳﺎدات ﻫﺎﺋﻠﺔ ﰲ املﺘﻄﻠﺒﺎت اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ملﻮاﻓﻘﺔ املﺮﴇ ﻋﲆ ﻣﺒﺎﴍة اﻟﻌﻼج ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻻ ﻳُﺴﻬﻢ إﻻ ﰲ إرﺑﺎك وإﺧﺎﻓﺔ املﺮﴇ ﰲ ﺣني ﱢ ﻳﺆﺧﺮ ﺣﺼﻮﻟﻬﻢ ﻋﲆ اﻟﻌﻨﺎﻳﺔ اﻟﻄﺒﻴﺔ اﻟﻼزﻣﺔ«. ﻻ أرﻳﺪ أن أﺷري ﻫﻨﺎ ﻟﻠﺤﻈﺔ واﺣﺪة إﱃ أﻧﻪ ﺗﺎرﻳﺨﻴٍّﺎ ﻛﺎن ﻫﺬا ﻫﻮ اﻻﺗﺠﺎه اﻟﺨﻄﺄ. ﻓﺘُﻈﻬﺮ اﻻﺳﺘﻄﻼﻋﺎت أن املﺮﴇ ﻳﺮﻏﺒﻮن دوﻣً ﺎ ﰲ أن ﻳﺨﱪﻫﻢ أﻃﺒﺎؤﻫﻢ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺑﺸﺄن ﺗﺸﺨﻴﺺ وﻋﻼﺟﺎت أﻣﺮاﺿﻬﻢ )وإن ﻛﺎن ﻳﺠﺐ أن ﱠ ﺑﻘﺪر ﺗﺘﻠﻘﻰ ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ٍ ﻣﻦ اﻟﺮﻳﺒﺔ؛ ﻷن اﻻﺳﺘﻄﻼﻋﺎت ﺗﺸري ً أﻳﻀﺎ إﱃ أن اﻷﻃﺒﺎء ﻳُﻌﺘﱪون أﻛﺜﺮ اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﺤﻼ ﻟﻠﺜﻘﺔ ،وأن اﻟﺼﺤﻔﻴني ﻫﻢ اﻷﻗ ﱡﻞ ٍّ ٍّ ﻣﺤﻼ ﻟﻠﺜﻘﺔ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺒﺪو أﻧﻪ اﻟﺪرس املﺴﺘﺨ َﻠﺺ َ ﻋﺮﺿﺘْﻬﺎ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم(. ﻣﻦ ُﺧﺪﻋﺔ اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ اﻟﺘﻲ ﻟﻌﻞ اﻟﻐﺮﻳﺐ ٍّ ﺣﻘﺎ ﻫﻮ ﻛﻴﻒ ُ اﻓﱰ ْ ﺿﺖ أﺳﺒﻘﻴﺔ اﺳﺘﻘﻼل املﺮﻳﺾ واملﻮاﻓﻘﺔ اﻟﻮاﻋﻴﺔ َ ً اﻓﱰاﺿﺎ ﻣﺒﺎﴍة اﻟﻌﻼج ﻋﲆ ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ اﻟﻌﻼج ﻧﻔﺴﻪ — وﻫﻮ ﻣﺎ ﻧﺘﺤﺪث ﻋﻨﻪ ﻫﻨﺎ — ﻋﲆ ً ﻣﺴﺒﻘﺎ ،دون ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ اﻷﻣﺮ ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﰲ إﻃﺎر ﻣﻬﻨﺔ اﻟﻄﺐ .وﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﻄﻤﺄﻧﺔ اﻟﺴﻠﻄﻮﻳﺔ اﻷﺑﻮﻳﺔ ﻟﻠﻄﺒﻴﺐ ﰲ اﻟﻌﴫ اﻟﻔﻴﻜﺘﻮري اﻟﺬي »ﻳُﻌﻤﻲ اﻷﺑﺼﺎر ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ً ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺗﻨﺘﻤﻲ إﱃ املﺎﴈ ﰲ اﻟﻄﺐ ،ﻳﺸري اﻟﻨﺠﺎح اﻟﺬي ﺣﻘﻘﺘﻪ ﺣﺮﻛﺔ اﻟﻌﻼج اﻟﻌﻠﻢ« ،ﺗُﻌﺘﱪ اﻟﺒﺪﻳﻞ — اﻟﺬي ﻋﻤﺪ ﻣﻤﺎرﺳﻮﻫﺎ إﱃ ﺗﻀﻠﻴﻞ وإرﺑﺎك وﺗﻌﻤﻴﺔ ﻣﺮﺿﺎﻫﻢ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻔﺴريات 93
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ﻣﺘﻌﺎل ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺨﻴﱡﻠﻪ — إﱃ أﻧﻪ رﺑﻤﺎ ﻻ »ﺳﻠﻄﻮﻳﺔ« ﻋِ ﻠﻤﻴﺔ املﻈﻬﺮ؛ ﻣﺜﻞ أي ﻃﺒﻴﺐ ﻓﻴﻜﺘﻮري ٍ ٌ ﺳﻮق ﻟﻬﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﻌﻼﺟﺎت. ﺗﺰال ﻫﻨﺎك ﻗﺒﻞ ﺣﻮاﱄ ﻣﺎﺋﺔ ﻋﺎم ،وﺛﱢﻘﺖ ﻫﺬه املﻮﺿﻮﻋﺎت اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﺟﻴﺪًا ﻣﻦ ﺧﻼل ﺷﺨﺺ ﻫﻨﺪي ﻛﻨﺪي ﻣﻦ اﻟﺴﻜﺎن اﻷﺻﻠﻴني ﻛﺎن ﻳُﻄ َﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ »ﻛﻮﺳﺎﻟﻴﺪ« .ﻛﺎن ﻫﺬا اﻟﺸﺨﺺ ﻣﺘﺸ ﱢﻜ ًﻜﺎ؛ إذ ﻛﺎن ﻳﻌﺘﻘﺪ أن اﻟﺸﺎﻣﺎﻧﻴﺔ ﻟﻴﺴﺖ إﻻ ُﻫﺮاء ،وأﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻨﺠﺢ إﻻ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻹﻳﻤﺎن ﺑﻬﺎ ،وذﻫﺐ ﻣﺘﺨﻔﻴًﺎ ﻻﺳﺘﻘﺼﺎء اﻟﻔﻜﺮة .وﺟﺪ ﻛﻮﺳﺎﻟﻴﺪ أﺣﺪ ﻣﻤﺎرﳼ اﻟﺸﺎﻣﺎﻧﻴﺔ ﻋﲆ اﺳﺘﻌﺪاد ﻟﺘﻮﻇﻴﻔﻪ ﻟﺪﻳﻪ ،وﺗﻌ ﱠﻠﻢ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻴﻞ املﻬﻨﺔ ،ﺑﻤﺎ ﰲ ذﻟﻚ اﻟﻌﺮض اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻲ اﻟﺬي ﻳُﺨﻔﻲ ﻓﻴﻪ املﻌﺎﻟﺞ ﻛﻤﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺤﺸﺎﺋﺶ واﻟﺸﻌﺮ ﰲ أﺣﺪ أرﻛﺎن ﻓﻤﻪ ،ﺛﻢ ﻣﻦ ﺧﻼل ﱢ املﺺ واﻟﺘﻨﻬﱡ ﺪ ،ﰲ ﻣﻨﺘﺼﻒ ُﺨﺮج املﻌﺎﻟﺞ ﻣﺎ اﺑﺘﻠﻌﻪ ،ﻣﻐ ٍّ ﻄﻰ ﺑﺎﻟﺪﻣﺎء اﻟﺘﻲ ﺟﺎءت ﺟﺮاء ﻋﺾ ﻃﻘﺲ اﻟﺸﻔﺎء ﺗﻤﺎﻣً ﺎ ،ﻳ ِ ُ ﺷﻔﺘﻴﻪ ﺧﻔﻴﺔ ،وﻳﻌﺮﺿﻬﺎ ﰲ ﺧﺸﻮع ﻋﲆ اﻟﻨﺎﻇﺮﻳﻦ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻋﻴﱢﻨﺔ ﻣﺮﺿﻴﺔ اﺳﺘﺨﻠِﺼﺖ ﻣﻦ ﺟﺴﺪ املﺮﻳﺾ املﻨﻜﻮب. ﺷﺨﺼﺎ ُﻣ ﱠ ً ﻄﻠﻌً ﺎ، ﺗﻮاﻓﺮ اﻟﱪﻫﺎن ﻟﺪى ﻛﻮﺳﺎﻟﻴﺪ ،وﻋﺮف اﻟﺨﺪﻋﺔ اﻟﻌﻼﺟﻴﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره وﻛﺎن ﻋﲆ أ ُ ْﻫﺒَﺔ اﻻﺳﺘﻌﺪاد ﻟﻜﺸﻒ َزﻳ ِْﻒ ﻣَ ﻦ ﻛﺎﻧﻮا ﻳُﺠْ ُﺮوﻧﻬﺎ ،وﻟﻜﻦ ﻛﺎن ﻋﲆ ﻛﻮﺳﺎﻟﻴﺪ — ﻛﺠﺰء ﻣﻦ ِﻣ َﺮاﻧﻪ — إﺟﺮاء ﺑﻌﺾ اﻟﺘﺠﺎرب اﻹﻛﻠﻴﻨﻴﻜﻴﺔ ،واﺳﺘُﺪﻋﻲ ﻣﻦ ﻗِ ﺒَﻞ ﻋﺎﺋﻠﺔ »ﺟﺎءﻫﺎ ﰲ ﻣﻨﺎﻣﻬﺎ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ﻣُﻨﻘِ ﺬًا ﻟﻬﺎ« ﻟﻔﺤﺺ أﺣﺪ ﻣﺮﺿﺎﻫﺎ .أﺟﺮى ﻛﻮﺳﺎﻟﻴﺪ اﻟﺨﺪﻋﺔ اﻟﻌﻼﺟﻴﺔ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام اﻟﺤﺸﺎﺋﺶ واﻟﺸﻌﺮ ،واﻧﺰﻋﺞ ﺑﺸﺪة ،وﺷﻌﺮ ﺑﺎﻟﻀﺂﻟﺔ ،ﻟﻜﻨﻪ ﺷﻌﺮ ً أﻳﻀﺎ ﺑﺎﻟﺪﻫﺸﺔ ﱠ ﺗﺘﺤﺴﻦ. اﻟﻌﺎرﻣﺔ ﺣني وﺟﺪ أن ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺮﻳﻀﻪ وﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻣﻮاﺻﻠﺔ ﻛﻮﺳﺎﻟﻴﺪ إﺑﺪاء ﺗﺸ ﱡﻜﻚٍ ﺻﺤﻲ ﰲ ﻣﻌﻈﻢ زﻣﻼﺋﻪ ،ﻣﴣ ﱟ ﻛﻮﺳﺎﻟﻴﺪ — رﺑﻤﺎ ﻟﺪﻫﺸﺘﻪ ﻫﻮ ﺷﺨﺼﻴٍّﺎ — ﻟﻴﺼﺒﺢ ﻟﺪﻳﻪ ﻣﺸﻮار ﻣﻬﻨﻲ ﻃﻮﻳﻞ وﻣﺜﻤﺮ ﻛﻤﻌﺎﻟﺞ وﺷﺎﻣﺎن .وﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻋﺎﻟِﻢ اﻷﻧﺜﺮوﺑﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻛﻠﻮد ﻟﻴﻔﻲ ﺷﱰاوس ،ﰲ ورﻗﺘﻪ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ »اﻟﺴﺎﺣﺮ وﺳﺤﺮه« ،ﺗﻔﺴري ذﻟﻚ» :وﻟﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﻮاﺿﺢ أن اﻟﺴﺎﺣﺮ ﻳﻤﺎرس ﺻﻨﻌﺘﻪ ﺣﻲ ،وﻳﻔﺨﺮ ﺑﺈﻧﺠﺎزاﺗﻪ ،وﻳﺪاﻓﻊ ﰲ ﺣﻤﺎﺳﺔ ﻋﻦ أﺳﻠﻮب اﻟﻜﺘﻠﺔ اﻟﺪﻣﻮﻳﺔ ﺑﺤﺮص وﺿﻤري ﱟ أﻣﺎم ﺟﻤﻴﻊ املﺪارس املﻨﺎﻓﺴﺔ اﻷﺧﺮى .إﻧﻪ ﻳﺒﺪو ْ ﻛﺄن ﻗﺪ أُﻏﴚ ﺑﴫه ﺗﻤﺎﻣً ﺎ ﻋﻦ املﻐﺎﻟﻄﺎت املﻨﻄﻘﻴﺔ ﰲ اﻷﺳﻠﻮب اﻟﻌﻼﺟﻲ اﻟﺬي ﻳﺘﺒﻌﻪ ،واﻟﺬي ﻛﺎن ﻳﻨﺘﻘﺪه أﻳﱠﻤﺎ اﻧﺘﻘﺎد ﰲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ«. ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ،رﺑﻤﺎ ﻻ ﻳﻜﻮن ﻣﻦ اﻟﴬوري ﺑﺎملﺮة ﺧﺪا ُع املﺮﻳﺾ ﻟﺘﻌﻈﻴﻢ أﺛﺮ اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ؛ ﻓﺜﻤﺔ دراﺳﺔ ﻛﻼﺳﻴﻜﻴﺔ ﺗﺮﺟﻊ إﱃ ﻋﺎم — ١٩٦٥ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺻﻐﺮﻫﺎ وﻋﺪم ً وﺟﻮد ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺿﺎﺑﻄﺔ ﻓﻴﻬﺎ — ﺗﻌﻄﻲ ً ﺑﺴﻴﻄﺔ ﻋﻤﺎ ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻣﻤﻜﻨًﺎ ﰲ ﻫﺬا اﻟﺼﺪد؛ ملﺤﺔ ً أﻗﺮاﺻﺎ ﺳ ﱠﻜﺮﻳﺔ وﻫﻤﻴﺔ وردﻳﺔ اﻟﻠﻮن ﺛﻼث ﻣﺮات ﻳﻮﻣﻴٍّﺎ ﻓﻘﺪ أﻋﻄﻰ اﻟﻘﺎﺋﻤﻮن ﻋﲆ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ 94
ﺗﺄﺛري اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ
ملﺮﴇ »ﻋﺼﺎﺑﻴني« ،وﻫﻮ ﻣﺎ أﺳﻔﺮ ﻋﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻋﻼﺟﻴﺔ ﻃﻴﺒﺔ ،وﻛﺎن اﻟﺘﻔﺴري اﻟﺬي ُﻗﺪﱢم إﱃ املﺮﴇ واﺿﺤً ﺎ ﺟﺪٍّا ﺣﻮل ﻣﺎ ﻛﺎن ﻳﺠﺮي: أُﻋِ ﱠﺪ ﱞ ﻧﺺ ﻣﻜﺘﻮب ،وﻧ ُ ﱢﻔﺬ ﻛﺎﻵﺗﻲ» :ﺳﻴﺪ دو ،ﻳ َْﻔ ِﺼﻞ أﺳﺒﻮ ٌع واﺣﺪ ﺑﻴﻨﻨﺎ وﺑني املﻘﺎﺑﻠﺔ املﻘﺒﻠﺔ ،وﻧﺮﻏﺐ ﰲ أن ﻧﻔﻌﻞ ﺷﻴﺌًﺎ ﻳﻤﻨﺤﻚ ﺑﻌﺾ اﻟﺮاﺣﺔ ﻣﻦ أﻋﺮاض ﻣﺮﺿﻚ .ﻟﻘﺪ اﺳﺘُﺨﺪِﻣﺖ أﻧﻮاع ﻛﺜرية وﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ املﻬﺪﺋﺎت واﻷﻗﺮاص املﺸﺎﺑﻬﺔ ﺗﺤﺴﻦُ ، ﱡ وﺷﻔِ ﻲ ﻛﺜري ﻣﻦ ﰲ ﺣﺎﻻت ﻣﺜﻞ ﺣﺎﻟﺘﻚ ،وأﺳﻬﻢ ﻛﺜريٌ ﻣﻨﻬﺎ ﰲ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻷﺷﺨﺎص ﻣﻤﻦ ﻫﻢ ﰲ ﻣﺜﻞ ﺣﺎﻟﺘﻚ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام ﻣﺎ ﻳُﻄ َﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﰲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن »أﻗﺮاص ﺳ ﱠﻜﺮﻳﺔ« ،وﻧﺸﻌﺮ أن ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻣﺎ ﻳُﻄ َﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ أﻗﺮاص ﺳﻜﺮﻳﺔ ﻗﺪ ﻳُﺴﻬﻢ ﰲ ﺷﻔﺎﺋﻚ ً أﻳﻀﺎ .ﻫﻞ ﺗﻌﺮف ﻣﺎ ﻫﻮ اﻟﻘﺮص ﱡ اﻟﺴ ﱠﻜﺮي؟ اﻟﻘﺮص اﻟﺴﻜﺮي ﻣﺎ ﻫﻮ ً ﻗﺮﺻﺎ إﻻ ﻗﺮص ﻻ ﻳﺤﺘﻮي ﻋﲆ أي ﻣﺎدة ﻃﺒﻴﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻋﲆ اﻹﻃﻼق .أﻋﺘﻘﺪ أن ُﺴﻬﻢ ﰲ ﺷﻔﺎﺋﻚ ﻣﺜﻠﻤﺎ أﺳﻬﻢ ﰲ ﺷﻔﺎء آﺧﺮﻳﻦ ﻛﺜريﻳﻦ .ﻫﻞ ﺗﺮﻏﺐ ﻛﻬﺬا ﺳﻮف ﻳ ِ ﰲ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻫﺬا اﻟﻘﺮص؟« وأُﻋﻄﻲ املﺮﻳﺾ ﻋﻴﱢﻨﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ ﰲ ﺻﻮرة ﻛﺒﺴﻮﻻت وردﻳﺔ ﰲ ُﻠﺼﻖ ﻋﻠﻴﻪ اﺳﻢ ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ ﺟﻮﻧﺰ ﻫﻮﺑﻜﻨﺰ ،و ُ زﺟﺎﺟﺔ ﺻﻐرية ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣ َ ﻃﻠﺐ ﻣﻦ املﺮﻳﺾ ﺗﻨﺎول اﻟﻜﺒﺴﻮﻻت ﺑﺼﻮرة دورﻳﺔ ،ﺑﻤﻌﺪل ﻛﺒﺴﻮﻟﺔ واﺣﺪة ﺛﻼث ﻣﺮات ﻳﻮﻣﻴٍّﺎ ﻣﻊ ﻛﻞ وﺟﺒﺔ. ﱠ ﺗﺤﺴﻨﺖ ﺣﺎﻟﺔ املﺮﴇ ﻛﺜريًا .أﺳﺘﻄﻴﻊ املﴤ ﰲ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ذﻟﻚ ،ﻏري أن ﺣﺪﻳﺜﻲ ﺳﻴﺒﺪو ٍّ ﻣﻤﻼ وﻣﻜﺮ ًرا؛ ﻓﻨﺤﻦ ﺟﻤﻴﻌً ﺎ ﻧﻌﺮف أن اﻷﻟﻢ ﻳﺘﻜﻮﱠن ﻣﻦ ﻋﻨﴫ ﻧﻔﴘ ﻗﻮي .ﻣﺎذا ﻋﻦ اﻷﺷﻴﺎء اﻷﻛﺜﺮ ﺣﻴﻮﻳﺔ :ﳾء ﻣﻀﺎد ﻟﻠﻤﻨﻄﻖ أﻛﺜﺮ ،ﳾء أﻛﺜﺮ … ﻋﻠﻤﻴﺔ؟ اﺳﺘﻐﻞ د .ﺳﺘﻴﻮارت ووﻟﻒ أﺛﺮ اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ إﱃ أﻗﴡ ﻣﺪًى ﻣﻤﻜﻦ ،ﻓﺎﺻﻄﺤﺐ ﱢ ﺳﻴﺤﺴﻦ اﻣﺮأﺗني ﺗﻌﺎﻧﻴﺎن ﻣﻦ اﻟﻐﺜﻴﺎن واﻟﻘﻲء ،إﺣﺪاﻫﻤﺎ ﺣﺒﲆ ،وأﺧﱪﻫﻤﺎ أن ﻟﺪﻳﻪ ﻋﻼﺟً ﺎ ﻣﻦ اﻷﻋﺮاض اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻌﺮان ﺑﻬﺎ .ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ ،ﻣ ﱠﺮر د .ووﻟﻒ أﻧﺒﻮب داﺧﻞ ﻣﻌﺪﺗﻴﻬﻤﺎ )ﺑﺤﻴﺚ ﻻ ﺗﺘﺬوﻗﺎن ﻣﺮارة اﻟﻌﻼج اﻟﻐﺜﱠﺔ( ،وأﻋﻄﺎﻫﻤﺎ آي ﺑﻴﻜﺎك ،وﻫﻮ ﻋﻘﺎر »ﻳﺆدي« ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ إﱃ اﻟﻐﺜﻴﺎن واﻟﺘﻘﻴﺆ. ﱡ ﱠ ﱡ ﺗﺤﺴﻦ ﺣﺎﻟﺔ املﺮﻳﻀﺘني ،ﺑﻞ »ﻗﻠﺖ« ﺗﻘﻠﺼﺎت املﻌﺪة؛ وﻫﻲ ﻟﻢ ﻳﻘﺘﴫ اﻷﻣﺮ ﻋﲆ اﻟﺘﻘﻠﺼﺎت اﻟﺘﻲ ﻳُﻔﱰض أن ﻳﺰﻳﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻘﺎر آي ﺑﻴﻜﺎك .وﺗﺸري اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﰲ ﻫﺬه اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ — ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺻﻐﺮ ﺣﺠﻢ ﻋﻴﱢﻨﺔ املﺮﴇ — إﱃ أن أي ﻋﻘﺎر ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻳُﻔﴤ إﱃ 95
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
أﺛﺮ ﻋﻜﴘ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ ﻟﻸﺛﺮ اﻟﺬي ﻗﺪ ﺗﺘﻮﻗﻌﻪ ﻣﻦ ﱠ ٍ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﻋﻘﺎر ﺻﻴﺪﻻﻧﻲ ،ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﻼﻋﺐ ﺑﺘﻮﻗﻌﺎت املﺮﴇ .وﰲ ﻫﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ ،ﺗﻐ ﱠﻠﺐ أﺛﺮ اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ ﻋﲆ ﺗﺄﺛريات اﻟﻌﻘﺎﻗري اﻟﺼﻴﺪﻻﻧﻴﺔ. ) (5أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺠﺮد ﺟﺰﻳﺌﺎت إذن ﻫﻞ ﻫﻨﺎك أي ﺑﺤﺚ ﻣﻦ ﻣﺠﺎل اﻟﻌﻠﻮم اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻋﲆ ﻃﺎوﻟﺔ اﻟﺒﺤﻮث املﻌﻤﻠﻴﺔ ﻳﻔﴪ ﻣﺎذا ﻳﺤﺪث ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻨﺎول املﺮﴇ ﻋﻼﺟً ﺎ وﻫﻤﻴٍّﺎ؟ ﻧﻌﻢ ،ﻣﻦ وﻗﺖ إﱃ آﺧﺮ ،ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﺗﺠﺎرب ﺳﻬﻠﺔ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ؛ ﻓﻘﺪ ﺟﺮى ،ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل ،إﺛﺒﺎت أن آﺛﺎر أي ﻋﻘﺎر ﺣﻘﻴﻘﻲ ﻓﻌﱠ ﺎل ﰲ اﻟﺠﺴﺪ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﺤﺪث ،ﰲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن ،ﺑﻔﻌﻞ »ﻧﺴﺨﺔ« اﻷﺛﺮ اﻟﻮﻫﻤﻲ ﻟﻪ ،ﻻ ﰲ اﻟﺒﴩ ﻓﺤﺴﺐ ﺑﻞ ﰲ اﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت ً أﻳﻀﺎ .ﺗﺆدي ﻣﻌﻈﻢ ﻋﻘﺎﻗري ﻣﺮض ﺷﻠﻞ اﻟﺮﻋﺎش ﻣﻔﻌﻮﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل زﻳﺎدة إﻓﺮاز اﻟﺪوﺑﺎﻣني .وﻗﺪ أﻇﻬﺮ املﺮﴇ اﻟﺬﻳﻦ ﱠ ﻳﺘﻠﻘﻮن ﻋﻼﺟً ﺎ وﻫﻤﻴٍّﺎ ملﺮض ﺷﻠﻞ اﻟﺮﻋﺎش ،ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل ،ﻋﻤﻠﻴﺎت إﻓﺮاز أﻛﺜﺮ ﻟﻠﺪوﺑﺎﻣني ﰲ اﻟﺪﻣﺎغ. وﻗﺪ أوﺿﺢ زوﺑﻴﺘﺎ ) (٢٠٠٥أن املﺮﴇ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻌ ﱠﺮﺿﻮن ﻷﻟﻢ ،ﺛﻢ ﻳﺘﻢ إﻋﻄﺎؤﻫﻢ ﻋﻼﺟً ﺎ وﻫﻤﻴٍّﺎ ،ﺗﻔﺮز أﺟﺴﺎدﻫﻢ ﻛﻤﻴﺔ إﻧﺪورﻓني أﻛﺜﺮ ﻣﻦ املﺮﴇ اﻟﺬﻳﻦ ﻟﻢ ﱠ ﻳﺘﻠﻘﻮُا اﻟﻌﻼج ﻧﻔﺴﻪ) .أﺷﻌﺮ أن ﻣﻦ واﺟﺒﻲ أن أذﻛﺮ أن ﻟﺪيﱠ ﺑﻌﺾ اﻟﺸﻚ ﰲ ﻫﺬه اﻟﺪراﺳﺔ؛ ﻧﻈ ًﺮا ﻷن املﺮﴇ اﻟﺬﻳﻦ ﱠ ﺗﻠﻘﻮا ﻋﻼﺟً ﺎ وﻫﻤﻴٍّﺎ ﺗﺤﻤﻠﻮا ً أﻳﻀﺎ ﻣﺜريات أﻛﺜﺮ أ ًملﺎ ،وﻫﻮ ﺳﺒﺐ آﺧﺮ ﱢ ﻳﻔﴪ اﺣﺘﻤﺎل ارﺗﻔﺎع ﻧﺴﺒﺔ اﻹﻧﺪورﻓني ﻟﺪﻳﻬﻢ .أﻋﺘﱪُ أن ذﻟﻚ ﻣﺎ ﻫﻮ إﻻ ﻧﺎﻓﺬة ﺻﻐرية ﺗُ ِﻄ ﱡﻞ ﻋﲆ اﻟﻌﺎﻟﻢ املﺪﻫﺶ ﻟﺘﻔﺴري اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ﻏري املﺆﻛﺪة(. إذا ﺗﻌﻤﱠ ﻘﻨﺎ أﻛﺜﺮ ﰲ اﻟﺒﺤﻮث اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ اﻟﻘﺎدﻣﺔ ﻣﻦ ﻣﻤﻠﻜﺔ اﻟﺤﻴﻮان ،ﻧﺠﺪ أن اﻷﺟﻬﺰة املﻨﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﺤﻴﻮاﻧﺎت ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻜﻴﻴﻔﻬﺎ ﺑﺤﻴﺚ ﺗﺴﺘﺠﻴﺐ ﻟﻠﻌﻼﺟﺎت اﻟﻮﻫﻤﻴﺔ ،ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﺑﺪأ ﺑﻬﺎ اﻟﻜﻠﺐ ﰲ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺑﺎﻓﻠﻮف ﰲ إﻓﺮاز اﻟﻠﻌﺎب اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﺼﻮت اﻟﺠﺮس .ﻗﺎس اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن ﺗﻐريات اﻷﺟﻬﺰة املﻨﺎﻋﻴﺔ ﻟﺪى اﻟﻜﻼب ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام ﻣﺎء ﺳ ﱠﻜﺮي ﻻ أﻛﺜﺮ ،وﻫﻮ املﺰﻳﺞ ا ُملﻨ َ ﱠﻜ ُﻪ اﻟﺬي ﻛﺎن ﻣﺼﺎﺣﺒًﺎ ً ﻗﺒﻼ ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺜﺒﻴﻂ املﻨﺎﻋﻲ ،ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻘﺪﻳﻢ املﺎء اﻟﺴ ﱠﻜﺮي ﺑﺼﻮرة ﻣﺘﻜ ﱢﺮرة ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﱃ ﺳﺎﻳﻜﻠﻮﻓﻮﺳﻔﺎﻣﻴﺪ ،وﻫﻮ ﻋﻘﺎر ﻳﺴﻬﻢ ﰲ ﺗﺜﺒﻴﻂ اﻟﺠﻬﺎز املﻨﺎﻋﻲ. ﱡ أﺛﺮ ﻣﺸﺎﺑﻪ ﻟﺪى اﻟﺒﴩ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺪﱠم اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن ﻷﺷﺨﺎص أﺻﺤﺎء وﻗﺪ ﺛﺒﺖ ﺗﺤﻘﻖ ٍ ﴍاﺑًﺎ ﻟﻪ ﻧﻜﻬﺔ ﻣﻤﻴﺰة ﺑﺎﻟﺘﺰاﻣﻦ ﻣﻊ ﻋﻘﺎر ﺳﺎﻳﻜﻠﻮﺳﺒﻮرﻳﻦ إﻳﻪ )وﻫﻮ ﻋﻘﺎر ﻳﻘ ﱢﻠﻞ ﻣﻦ وﻇﻴﻔﺔ 96
ﺗﺄﺛري اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ
اﻟﺠﻬﺎز املﻨﺎﻋﻲ ﺑﺼﻮرة ﻛﺒرية( .وﺑﻤﺠﺮد إﻧﺸﺎء اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑني اﻟﻌﻼﺟني ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻜﺮار ﺗﻨﺎوﻟﻬﻤﺎ ﻣﻌً ﺎ ﺑﺼﻮرة ﻛﺎﻓﻴﺔ ،وﺟﺪ اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن أن اﻟﴩاب ا ُملﻨ َ ﱠﻜﻪ ﻳُﻔﴤ ﺑﻤﻔﺮده إﱃ ﺗﺜﺒﻴﻂ ﻣﺘﻮاﺿﻊ ﻟﻠﺠﻬﺎز املﻨﺎﻋﻲ .وﻧﺠﺢ اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن ً أﻳﻀﺎ ﰲ اﺳﺘﺨﻼص ﻋﻼﻗﺔ ﺑني اﻟﴩاب وﺑني ﻧﺸﺎط اﻟﺨﻼﻳﺎ اﻟﻘﺎﺗﻠﺔ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ. ﻣﺎذا ﻳﻌﻨﻲ ﻛ ﱡﻞ ﻫﺬا ﻟﻚ وﱄ؟ ﻛﺎن اﻟﻨﺎس ﻳﻤﻴﻠﻮن إﱃ اﻻﻋﺘﻘﺎد ،ﺑﺼﻮرة ازدراﺋﻴﺔ ﻧﺴﺒﻴٍّﺎ ،ﺑﺄن ﰲ ﺣﺎل اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ اﻷﻟﻢ ﻟﻌﻼج وﻫﻤﻲ ،إﻧﻤﺎ ﻳﻌﻨﻲ ذﻟﻚ أن »اﻷﻣﺮ ﺑﺮﻣﺘﻪ ﻳﻜﻤﻦ ﰲ اﻟﻌﻘﻞ «.وﻣﻦ ﺧﻼل ﺑﻴﺎﻧﺎت اﻻﺳﺘﻄﻼﻋﺎت ،ﻳﺘﻀﺢ أﻧﻪ ﺣﺘﻰ اﻷﻃﺒﺎء واملﻤﺮﺿﺎت ﻳﻘﺘﻨﻌﻮن ﺑﻬﺬه اﻷﻛﺬوﺑﺔ .ﻳﻘﻮل ﻣﻘﺎل ﰲ دورﻳﺔ »ذا ﻻﻧﺴﺖ« ﰲ ﻋﺎم — ١٩٥٤وﻫﻮ ﻓﻀﺎء آﺧﺮ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﺤﺪث اﻷﻃﺒﺎء ﺑﻬﺎ ﻋﻦ املﺮﴇ — إﻧﻪ »ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ ﺑﻌﺾ املﺮﴇ ﻏري اﻷذﻛﻴﺎء أو ً ﺳﻬﻮﻟﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل زﺟﺎﺟﺔ دواء ﻹرﺿﺎء اﻷﻧﺎ ﻟﺪﻳﻬﻢ«. ﻏري اﻷ ْﻛ َﻔﺎء ،ﺗﺼﺒﺢ اﻟﺤﻴﺎة أﻛﺜﺮ ﻫﺬا ﺧﻄﺄ .ﻻ ﻳﺼﺢ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﺗﱪﺋﺔ اﻟﺬات ،واﻟﺘﻈﺎﻫﺮ ﺑﺄن اﻷﻣﺮ ﻳﺘﻌ ﱠﻠﻖ ﺑﺎﻵﺧﺮﻳﻦ؛ ﻷﻧﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌً ﺎ ﻧﺴﺘﺠﻴﺐ ﻟﻠﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ .وﺑﻴﻨﻤﺎ ﺣﺎول اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن ﺟﺎﻫﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﺠﺎرب َ ﺗﻮﺻﻴﻒ ﺷﺨﺼﻴﺔ »املﺴﺘﺠﻴﺒني ﻟﻠﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ« ،أﺗﺖ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم واﻻﺳﺘﻄﻼﻋﺎت ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻤﻨﺰﻟﺔ ﺣﻈﻚ اﻟﻴﻮم اﻟﺬي ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻨﻄﺒﻖ ﻋﲆ أي ﺷﺨﺺ؛ ﻓﻘﺪ وُﺟﺪ أن »املﺴﺘﺠﻴﺒني ﻟﻠﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ« ﻳﺘﱠ ِﺴﻤُﻮن ﺑﺎﻻﻧﻔﺘﺎح أﻛﺜﺮ ،ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻋﺼﺎﺑﻴني أﻛﺜﺮ؛ أﻛﺜﺮ ﺗﻜﻴ ًﱡﻔﺎ وﻟﻜﻦ أﻛﺜﺮ ﻋﺪواﻧﻴﺔ؛ أﻛﺜﺮ ﻣﻬﺎرة اﺟﺘﻤﺎﻋﻴٍّﺎ ،وأﻛﺜﺮ ﴍاﺳﺔ ،وﻟﻜﻦ أﻛﺜﺮ ﺧﻀﻮﻋً ﺎ ،إﻟﺦ. ﻓﺎملﺴﺘﺠﻴﺐ ﻟﻠﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ ﻫﻮ ﻛﻞ ﺷﺨﺺ .أﻧﺖ ُ ﻧﻔﺴﻚ أﺣ ُﺪ املﺴﺘﺠﻴﺒني ﻟﻠﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ؛ ﻓﺠﺴﺪك ﻳﺘﻼﻋﺐ ﺑﻌﻘﻠﻚ؛ وﻟﺬا ﻻ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﻮﺛﻮق ﺑﻚ. ﻛﻴﻒ ﻧﺠﻤﻊ ﺧﻴﻮط ﻛﻞ ذﻟﻚ ﻣﻌً ﺎ؟ ﻳﻌﻴﺪ ﻣﻮرﻣﺎن ﺗﺄﻃريَ أﺛﺮ اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره »اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ املﻌﻨﻰ«؛ أي »اﻵﺛﺎر اﻟﻔﺴﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻟﻠﻤﻌﻨﻰ ﰲ ﻋﻼج املﺮض« ،وﻫﻮ آﴎ .أﺟﺮى ﻣﻮرﻣﺎن ً ﻧﻤﻮذج ِ أﻳﻀﺎ أﺣﺪ أﻛﺜﺮ اﻟﺘﺤﻠﻴﻼت اﻟ َﻜﻤﱢ ﻴﺔ إﺛﺎرة ﻟﻺﻋﺠﺎب ﻟﺘﺄﺛري اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ ،وﻛﻴﻒ ﻳﺘﻐري وَﻓﻖ اﻟﺴﻴﺎق ،ﻣﺮة أﺧﺮى ﻋﲆ ُﻗ َﺮح ا َملﻌِ ﺪة .ﻣﺜﻠﻤﺎ ذﻛﺮﻧﺎ ً ﺳﺎﺑﻘﺎ ،ﻳﻌﺘﱪ ﻫﺬا املﺮض ﻣﺜﺎﻻ ﻣﻤﺘﺎ ًزا ﻟﻠﺪراﺳﺔ؛ ﻧﻈ ًﺮا ﻷن اﻟﻘﺮﺣﺔ ﻣﺮض ﺷﺎﺋﻊ وﻗﺎﺑﻞ ﻟﻠﻌﻼج ،وﻟﻜﻦ اﻷﻫﻢ أن ﻧﺠﺎح اﻟﻌﻼج ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺴﺠﻴﻠﻪ ﺑﺼﻮرة ﻻ ﻟﺒﺲ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل إﻟﻘﺎء ﻧﻈﺮة ﻋﲆ املﻌﺪة ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﻨﻈﺎر. ُ ً ً ﻓﺤﺼﺎ ﻟ ١١٧دراﺳﺔ أﺟﺮﻳﺖ ﻋﲆ ﻋﻘﺎﻗري ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ اﻟﻘﺮﺣﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﺑني أﺟﺮى ﻣﻮرﻣﺎن ً ﻧﺤﻮ ﻛﺎن ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻋﺎﻣَ ﻲ ١٩٧٥و ،١٩٩٤ووﺟﺪ، ﻣﻨﺪﻫﺸﺎ ،أن اﻟﻌﻘﺎﻗري ﺗﺘﻔﺎﻋﻞ ﻋﲆ ٍ 97
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ﱡ ﺗﻮﻗﻌﻪ ،ﺛﻘﺎﻓﻴٍّﺎ ﻻ دواﺋﻴٍّﺎ .ﻛﺎن ﻋﻘﺎر ﺳﻴﻤﺎﺗﻴﺪﻳﻦ أﺣﺪ أول ﻋﻘﺎﻗري ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ اﻟﻘﺮﺣﺔ املﻄﺮوﺣﺔ ﰲ اﻟﺴﻮق ،وﻻ ﻳﺰال ﻫﺬا اﻟﻌﻘﺎر ﻣﺴﺘﺨﺪَﻣً ﺎ إﱃ اﻟﻴﻮم .ﰲ ﻋﺎم ،١٩٧٥ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﻌﻘﺎر ﻻ ﻳﺰال ﺟﺪﻳﺪًا ،ﺗﻤ ﱠﻜﻦ اﻟﻌﻘﺎر ﻣﻦ اﻟﻘﻀﺎء ﻋﲆ ٪٨٠ﻣﻦ ُ اﻟﻘ َﺮح ،ﰲ املﺘﻮﺳﻂ ،ﰲ اﻟﺘﺠﺎرب اﻟﻌﻼﺟﻴﺔ املﺨﺘﻠﻔﺔ واملﺘﻌﺪدة ،وﻟﻜﻦ ﺑﻤﺮور اﻟﻮﻗﺖ ،اﻧﺨﻔﺾ ﻣﻌﺪل ﻧﺠﺎح ﺳﻴﻤﺎﺗﻴﺪﻳﻦ إﱃ ٪٥٠ﻓﻘﻂ .واملﺜري ﰲ اﻷﻣﺮ أن ﻫﺬا اﻻﻧﺨﻔﺎض ﻗﺪ ﺣﺪث ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺒﺪو ﺑﻌﺪ ﻃﺮح راﻧﻴﺘﻴﺪاﻳﻦ، وﻫﻮ ﻋﻘﺎر ﻣﻨﺎﻓﺲ وأﻛﺜﺮ ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ ،ﰲ اﻷﺳﻮاق ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺑﺨﻤﺲ ﺳﻨﻮات .وﻫﻜﺬا ﺻﺎر اﻟﻌﻘﺎر ﻧﻔﺴﻪ أﻗﻞ ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ ﺑﻤﺮور اﻟﻮﻗﺖ ،ﻣﻊ ﻇﻬﻮر ﻋﻘﺎﻗري ﺟﺪﻳﺪة ﰲ اﻟﺴﻮق. ﻫﻨﺎك اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﻟﺘﻔﺴريات املﻤﻜﻨﺔ ﻟﻬﺬه اﻟﻈﺎﻫﺮة .ﻣﻦ املﻤﻜﻦ ،ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ،أن ﻳﻜﻮن ذﻟﻚ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﱡ ﺗﻐري ﰲ ﺑﺮوﺗﻮﻛﻮﻻت إﺟﺮاء اﻟﺒﺤﻮث ،ﻟﻜﻦ ﻫﻨﺎك اﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ﻣﻘﻨﻌﺔ أﺧﺮى ﺗﺘﻤﺜﱠﻞ ﰲ أن اﻟﻌﻘﺎﻗري اﻷﻗﺪم ﻗﺪ ﺻﺎرت أﻗﻞ ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﻃﺮح ﻋﻘﺎﻗري ﺟﺪﻳﺪة ﰲ اﻟﺴﻮق؛ ﻧﻈ ًﺮا ﻻﻧﺨﻔﺎض ٌ ً ﺧﻤﺴﺎ وﺳﺒﻌني ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻋﲆ دراﺳﺔ أﺧﺮى ﰲ ﻋﺎم ٢٠٠٢ اﻻﻋﺘﻘﺎد ﰲ ﺟﺪواﻫﺎ اﻟﻄﺒﻴﺔ .ﺑﺤﺜﺖ ﻣﻀﺎدات اﻻﻛﺘﺌﺎب ﺧﻼل اﻟﻌﴩﻳﻦ ﻋﺎﻣً ﺎ املﻨﻘﻀﻴﺔ ،ووﺟﺪت أن اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﻠﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ ﻗﺪ زادت ﺑﺼﻮرة ﻛﺒرية ﰲ اﻟﺴﻨﻮات اﻷﺧرية )ﻣﺜﻠﻤﺎ زادت اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﻠﻌﻘﺎﻗري اﻟﻌﻼﺟﻴﺔ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ( رﺑﻤﺎ ﻣﻊ زﻳﺎدة ﺗﻮﻗﻌﺎﺗﻨﺎ ﺣﻴﺎل آﺛﺎر ﻫﺬه اﻟﻌﻘﺎﻗري. ٍ ﺑﺘﺪاﻋﻴﺎت ﻣﻬﻤﺔ ﻋﲆ رؤﻳﺘﻨﺎ ﻷﺛﺮ اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ ،وﻋﲆ ﻣﺠﺎل ﺗﺤﻈﻰ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻛﻬﺬه ً اﻟﻄﺐ ﺑﺄﴎه ،ﺑﻤﺎ أن اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ رﺑﻤﺎ ﻳﻜﻮن ﻗﻮة ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻫﺎﺋﻠﺔ؛ إذ ﻳﺠﺐ أن ﻧﺘﺬ ﱠﻛﺮ، ﺗﺤﺪﻳﺪًا ،أن أﺛﺮ اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ — أو »أﺛﺮ املﻌﻨﻰ« — ﻣُﺤَ ﺪد ﺛﻘﺎﻓﻴٍّﺎ. ﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﻣ َُﺴ ﱢﻜﻨﺎت اﻷﻟﻢ ذات اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ اﻟﺸﻬرية أﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﻣﺴﻜﻨﺎت اﻷﻟﻢ َ َ ً ﺷﺨﺼﺎ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ آﻻم ووﺟﺪت ﻋﺪت ﺑﺎﻟﺰﻣﺎن إﱃ اﻟﻮراء ﻏري املﻌﺮوﻓﺔ ﻫﻨﺎ ،وﻟﻜﻦ ﻟﻮ َ ﻗﺼﺪت روﺳﻴﺎ اﻷﺳﻨﺎن ﰲ ﻋﺎم ٦٠٠٠ق.م ،أو ﰲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻧﻬﺮ اﻷﻣﺎزون ﰲ ﻋﺎم ،١٨٨٠أو اﻟﺴﻮﻓﻴﻴﺘﻴﺔ ﰲ ﺳﺒﻌﻴﻨﻴﺎت اﻟﻘﺮن اﻟﻌﴩﻳﻦ؛ ﺣﻴﺚ ﻟﻢ ﻳَ َﺮ أﺣ ٌﺪ اﻹﻋﻼن اﻟﺘﻠﻴﻔﺰﻳﻮﻧﻲ اﻟﺬي ﺗﻈﻬﺮ ﻓﻴﻪ اﻣﺮأة ﺟﺬاﺑﺔ ﺗَﺠْ ﻔِ ﻞ ﺟ ﱠﺮاء أﻟﻢ ﻧﺎﺷﺊ ﻋﻦ داﺋﺮة ﺣﻤﺮاء ﻣﺘﻮﻫﺠﺔ ﰲ ﺟﺒﻬﺘﻬﺎ، وﺗﺒﺘﻠﻊ ﻣﺴ ﱢﻜﻦ اﻷﻟﻢ ،ﺛﻢ ﺗﺮى اﻟﻠﻮن اﻷزرق اﻟﻬﺎدئ املﻄﻤﱧ ﻳﻨﺘﴩ ﰲ ﺟﺴﺪﻫﺎ … ﰲ ﻋﺎﻟﻢ ﺗﻐﻴﺐ ﻓﻴﻪ ﺗﻠﻚ اﻟﴩوط اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ املﺴﺒﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪد ﻗﻮاﻋﺪ اﻟﻠﻌﺒﺔ ،ﻟﻚ أن ﺗﺘﻮﻗﻊ أن ﻳﺆدي اﻷﺳﱪﻳﻦ إﱃ اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﻘﻄﻊ اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ اﻟﻌﺒﻮة اﻟﺘﻲ ﺧﺮج ﻣﻨﻬﺎ. وﻟﺬﻟﻚ ﺗﺪاﻋﻴﺎت ﻣﺜرية ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ ﻗﺎﺑﻠﻴﺔ اﻟﻌﻼﺟﺎت اﻟﺒﺪﻳﻠﺔ ﻟﻼﻧﺘﻘﺎل .ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل، ﻛﺘﺒﺖ اﻟﺮواﺋﻴﺔ ﺟﺎﻧﻴﺖ وﻳﻨﱰﺳﻮن ﰲ ﺻﺤﻴﻔﺔ »ذا ﺗﺎﻳﻤﺰ« ﰲ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﺟﻤﻊ أﻣﻮال ﻟﺼﺎﻟﺢ ﻣﴩوع ملﻌﺎﻟﺠﺔ ﻣﺮﴇ اﻹﻳﺪز ﰲ ﺑﺘﺴﻮاﻧﺎ — وﻫﻲ ﺑﻠﺪ ﻳﻌﺎﻧﻲ رﺑﻊ ﺳﻜﺎﻧﻪ ﻣﻦ ﻣﺮض 98
ﺗﺄﺛري اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ
اﻹﻳﺪز — ﻣﻦ ﺧﻼل اﺳﺘﺨﺪام املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ .ﻳﺠﺐ أن ﻧُﻨَﺤﱢ َﻲ ﺟﺎﻧﺒًﺎ ﻫﻨﺎ املﻔﺎرﻗﺔ ﰲ ﻧﻘﻞ املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ إﱃ ﺑﻠﺪ اﻧﺨﺮط ﰲ ﺣﺮب ﻣﻴﺎه ﻣﻊ ﺟﺎرﺗﻪ ﻧﺎﻣﻴﺒﻴﺎ ،وﻳﺠﺐ ً أﻳﻀﺎ أن ﻧﺘﻐﺎﴇ ً ﺳﺎﺣﻘﺎ ﰲ ﻋﻦ ﻣﺄﺳﺎة ﺗﺪﻣري ﺑﺘﺴﻮاﻧﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺮض اﻹﻳﺪز ،وﻫﻮ ﻣﺮض ﻣﻨﺘﴩ اﻧﺘﺸﺎ ًرا اﻟﺒﻼد — أﻛ ﱢﺮر ﻣﺮة أﺧﺮى» :ﺑﻠﺪ ﻳﻌﺎﻧﻲ رﺑﻊ ﺳﻜﺎﻧﻪ ﻣﻦ ﻣﺮض اﻹﻳﺪز« — ﺑﺤﻴﺚ إذا ﻟﻢ ﻳَﺠْ ِﺮ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﺑﺸﻜﻞ ﴎﻳﻊ ورادع ﻣﻊ املﺮض ،ﻓﺮﺑﻤﺎ ﻳﻔﻨﻰ اﻟﺠﺰء اﻟﻨ ﱠ ِﺸﻂ اﻗﺘﺼﺎدﻳٍّﺎ املﺘﺒﻘﻲ ﻣﻦ اﻟﺴﻜﺎن ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻗﺪ ﻻ ﻳُﺒﻘﻲ أﺛ ًﺮا ﻟﻠﺪوﻟﺔ. ﺑﺘﻨﺤﻴﺔ ﻛﻞ ﻫﺬه املﺄﺳﺎة ﺟﺎﻧﺒًﺎ ،ﻳﻜﻮن ﻣﺎ ﻳﻬﻤﻨﺎ ﻫﻨﺎ ﻫﻮ ﻓﻜﺮة أن ﺑﺈﻣﻜﺎن املﺮء اﺳﺘﺨﺪا َم اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ اﻟﻐﺮﺑﻲ ،املﺘﻔ ﱢﺮد ،اﻟﺬي ﻳﻤ ﱢﻜﻦ ﻟﻠﻤﺮﴇ ،وﻳﻨﺎﻫﺾ املﺆﺳﺴﺔ اﻟﻄﺒﻴﺔ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ،وﻣﺤﺪﱠد ﺛﻘﺎﻓﻴٍّﺎ ﰲ دوﻟﺔ ﻻ ﺗﻤﺘﻠﻚ إﻻ اﻟﻨ ﱠ ْﺰر اﻟﻴﺴري ﻣﻦ اﻟﺒﻨﻴﺔ اﻟﺘﺤﺘﻴﺔ ﻟﻠﺮﻋﺎﻳﺔ اﻟﺼﺤﻴﺔ ،ﻣﻊ ﱡ ﺗﻮﻗﻊ أن ﻳﺆﺗﻲ اﻟﺘﺄﺛريَ َ ﻧﻔﺴﻪ .ﺗﺘﻤﺜﱠﻞ املﻔﺎرﻗﺔ اﻟﻜﱪى ﰲ ﻛﻞ ذﻟﻚ أﻧﻪ ﰲ ﺣﺎل وﺟﻮد أي ﻓﻮاﺋﺪ ﻟﻠﻤﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ﰲ ﻋﻼج ﻣﺮﴇ اﻹﻳﺪز ﰲ ﺑﺘﺴﻮاﻧﺎ ،رﺑﻤﺎ ﻻ ﻳﻜﻮن ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل ارﺗﺒﺎﻃﻪ اﻟﻀﻤﻨﻲ ﺑﺎﻟﻄﺐ اﻟﻐﺮﺑﻲ ذي املﻌﻄﻒ اﻷﺑﻴﺾ اﻟﺬي ﺗُ َ ﻌﺘﱪ ﻛﺜريٌ ﻣﻦ اﻟﺪول اﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﰲ أَﻣَ ﱢﺲ اﻟﺤﺎﺟﺔ إﻟﻴﻪ. َ َ وﺗﺒﺎدﻟﺖ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﻊ أﺣﺪ ﻣﻌﺎﻟﺠﻲ اﻟﻄﺐ اﻟﺒﺪﻳﻞ ﺑﺸﺄن ﻣﺤﺘﻮﻳﺎت ذﻫﺒﺖ اﻵن إذن إذا ﻫﺬا اﻟﻔﺼﻞ — وﻫﻮ ﻣﺎ آﻣُﻞ ﺑﺸﺪة أن ﺗﻔﻌَ َﻠﻪ — ﻓﻤﺎذا ﺳﺘﺠﺪ؟ ﻫﻞ ﺳﻴﺒﺘﺴﻢ وﻳﻮﻣﺊ ﺑﺮأﺳﻪ وﻳﺘﻔﻖ ﻣﻌﻚ ﻋﲆ أن ﻃﻘﻮﺳﻬﻢ ﻗﺪ ﺑُﻨِﻴﺖ ﺑﻌﻨﺎﻳﺔ ودﻗﺔ ﻣﺘﻨﺎﻫﻴﺘني ﻋﱪ ﻗﺮون ﻋﺪﻳﺪة ﻣﻦ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ واﻟﺨﻄﺄ ﻻﺳﺘﺜﺎرة أﻓﻀﻞ اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻣﻤﻜﻨﺔ ﻟﻠﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ؟ إن ﻫﻨﺎك أﴎا ًرا أﻛﺜﺮ ً دﻫﺸﺔ ﰲ اﻟﻘﺼﺔ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ ﺑني اﻟﺠﺴﺪ واﻟﻌﻘﻞ ﻣﻦ أي ﻣﻔﻬﻮم ﺧﻴﺎﱄ ﻷﻧﻤﺎط اﻟﻄﺎﻗﺔ اﻟ َﻜﻤﱢ ﻴﺔ ﰲ ﻗﺮص ُﺳ ﱠﻜﺮي؟ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱄ ﱠ ،ﻻ ﻳُﻌﺘﱪ ذﻟﻚ إﻻ ً ﻣﺜﺎﻻ آﺧﺮ ﻋﲆ ﺗﻨﺎﻗﺾ ﻣﺪﻫﺶ ﰲ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﻣﻌﺎﻟ ِِﺠﻲ اﻟﻄﺐ وﻗﺎﺑﻞ ﻟﻠﻘﻴﺎس ﻋﲆ اﻟﺠﺴﺪ، اﻟﺒﺪﻳﻞ؛ ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﻳﺰﻋﻤﻮن أن ﻋﻼﺟﺎﺗﻬﻢ ﺗﺤﻈﻰ ﺑﺄﺛﺮ ﻣﺤﺪﱠد ٍ ﻣﻦ ﺧﻼل آﻟﻴﺎت ﻓﻨﻴﺔ ﻣﺤﺪﱠدة ﻻ ﻃﻘﻮس ،إﻧﻤﺎ ﻳﺪاﻓﻌﻮن ﺑﺬﻟﻚ ﻋﻦ أﺣﺪ اﻷﺷﻜﺎل اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ واﻟﺒﺴﻴﻄﺔ ﺟﺪٍّا ﻟﻼﺧﺘﺰال اﻟﺒﻴﻮﻟﻮﺟﻲ؛ ﺣﻴﺚ ﺗﺆﺛﺮ آﻟﻴﺎت ﺗﺪﺧﻼﺗﻬﻢ اﻟﻌﻼﺟﻴﺔ ،ﻻ اﻟﻌﻼﻗﺔ وﻻ اﻟﻄﻘﺲ ،ﺗﺄﺛريًا إﻳﺠﺎﺑﻴٍّﺎ ﻋﲆ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺸﻔﺎء .ﻣﺮة أﺧﺮى ،ﻻ ﻳﻘﺘﴫ اﻷﻣﺮ ﻓﻘﻂ ﻋﲆ ﻋﺪم اﻣﺘﻼﻛﻬﻢ أي أدﻟﺔ ﻋﲆ ﻣﺰاﻋﻤﻬﻢ ﺣﻮل ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻋﻤﻞ ﻋﻼﺟﺎﺗﻬﻢ ،ﺑﻞ إن ﻣﺰاﻋﻤﻬﻢ آﻟﻴﺔ ،وﻣﺜرية ً ﺗﺸﻮﻳﻘﺎ ﻣﻦ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ. ﻟﻺﺣﺒﺎط ﻓﻜﺮﻳٍّﺎ ،وﺗُﻌﺘﱪ أﻗ ﱠﻞ
99
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
) (6ﻋﻼج وﻫﻤﻲ أﺧﻼﻗﻲ وﻟﻜﻦ ﺗﺄﺛري اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ ،أﻛﺜﺮ ﻣﻦ أي ﳾء آﺧﺮ ،ﻳﻄﺮح ﻣ ِ ُﻌﻀﻼت وﴏاﻋﺎت أﺧﻼﻗﻴﺔ ﻣﺜرية ﺣﻮل ﻣﺸﺎﻋﺮﻧﺎ ﺣﻴﺎل اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ .ﻟﻨﺄﺧﺬ أﻛﺜﺮ اﻷﻣﺜﻠﺔ املﻠﻤﻮﺳﺔ ﺣﺘﻰ اﻵن :ﻫﻞ ﺗُﻌﺘﱪ أﻗﺮاص املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ﱡ اﻟﺴ ﱠﻜﺮﻳﺔ اﺳﺘﻐﻼﻟﻴﺔ ،إذا ﻛﺎﻧﺖ ﻻ ﺗﻌﻤﻞ إﻻ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻋﻼﺟً ﺎ وﻫﻤﻴٍّﺎ؟ ﻻ ﻳﻨﻈﺮ أي ﻃﺒﻴﺐ إﻛﻠﻴﻨﻴﻜﻲ ﻋﻤﲇ إﱃ ﻗﻴﻤﺔ أي ﻋﻼج إﻻ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﺳﻴﺎق ﻃﺮﺣﻪ. ﱢ ً ﻣﺜﺎﻻ واﺿﺤً ﺎ ﻟﻔﻮاﺋﺪ اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ .ﰲ أﺛﻨﺎء ﺗﻔﴚ وﺑﺎء اﻟﻜﻮﻟريا ﰲ اﻟﻘﺮن إﻟﻴﻚ اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﴩ ،ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺎﻻت اﻟﻮﻓﺎة ﺗﺤﺪث ﰲ ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ ﻟﻨﺪن ﻟﻠﻤﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ﺑﻤﻌﺪل ﻳﺴﺎوي ﺛﻠﺚ ﻣﻌﺪﻻﺗﻬﺎ ﰲ ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ ﻣﻴﺪﻟﺴﻜﺲ ،إﻻ أﻧﻪ ﻣﻦ ﻏري املﺤﺘﻤﻞ أن ﻳﻜﻮن ﺗﺄﺛري اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ ﻣﻔﻴﺪًا إﱃ ﻫﺬا اﻟﺤﺪ ﰲ ﻫﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ .إن ﺳﺒﺐ ﻧﺠﺎح املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ﰲ ً ﺗﺸﻮﻳﻘﺎ .ﻓﻔﻲ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ ،ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ أﺣ ٌﺪ ﻋﻼجَ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﺸﻔﺎء ﰲ ﻫﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ أﻛﺜﺮ َ اﻟﴬر ،ﻓﻌﲆ اﻷﻗﻞ اﻟﻜﻮﻟريا؛ ﻟﺬا ﻓﺈذا ﻛﺎﻧﺖ املﻤﺎرﺳﺎت اﻟﻄﺒﻴﺔ اﻟﺸﻨﻴﻌﺔ ﻣﺜﻞ اﻟﻔﺼﺪ، ﺑﺎﻟﻐﺔ ﱠ َ ﻟﻢ ﱢ ﺗﺤﻘﻖ ﻋﻼﺟﺎت ﻣُﺨﺘَﴢ املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ﻧﻔﻌً ﺎ وﻟﻢ ﺗُﻠﺤِ ﻖ ﴐ ًرا. ﺑﺎملﺜﻞ ،ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﺎ ﺗﻮﺟﺪ اﻟﻴﻮم ﻣﻮاﻗﻒ ﻳﺮﻏﺐ املﺮﴇ ﻓﻴﻬﺎ ﰲ اﻟﻌﻼج ،إﻻ أﻧﻪ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ اﻟﻜﺜري ﻣﻤﺎ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻘﺪﱢﻣﻪ اﻟﻄﺐ؛ آﻻم ﻛﺜرية ﰲ اﻟﻈﻬﺮ ،ﺿﻐﻮط ﻋﻤﻞ ،إرﻫﺎق ﻏري ﻣﱪﱠر ﻃﺒﻴٍّﺎ ،وﻧﺰﻻت ﺑﺮد ،ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل ﻻ اﻟﺤﴫ .ﺑﺎﺳﺘﻌﺮاض ﻣﴪح اﻟﻌﻼﺟﺎت اﻟﻄﺒﻴﺔ ،وﺗﺠﺮﺑﺔ ﺟﻤﻴﻊ أﺷﻜﺎل اﻟﻌﻼج اﻟﻮاردة ﺑﺎﻟﻜﺘﺎب ،ﻟﻦ ﻳﺴﻔﺮ ذﻟﻚ إﻻ ﻋﻦ ﺗﺄﺛريات ﺟﺎﻧﺒﻴﺔ .وﺗُﻌﺘﱪ اﻷﻗﺮاص ﱡ اﻟﺴ ﱠﻜﺮﻳﺔ ﰲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﺤﺎﻻت ﺧﻴﺎ ًرا ﻣﻨﻄﻘﻴٍّﺎ ﺟﺪٍّا ،ﻣﺎ دام ﻳﻤﻜﻦ اﺳﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ ﺑﺤﺬر ،وﺑﺄﻗﻞ ﻗﺪر ﻣﻤﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﺨﺪاع ﻋﲆ ﻧﺤﻮ ﻣﺜﺎﱄ. وﻟﻜﻦ ﻣﺜﻠﻤﺎ أن ﻟﻠﻤﻌﺎﻟﺠﺔ املِ ﺜﻠﻴﺔ ﻓﻮاﺋﺪ ﻏري ﻣﺘﻮﻗﻌﺔ ،ﻓﺈن ﻟﻬﺎ آﺛﺎ ًرا ﺟﺎﻧﺒﻴﺔ ﻏري ﻣﺘﻮﻗﻌﺔ ً أﻳﻀﺎ؛ ﻓﺎﻻﻋﺘﻘﺎد ﰲ أﺷﻴﺎء ﻻ ﻳﻮﺟﺪ دﻟﻴ ٌﻞ ﻋﲆ ﺻﺤﺘﻬﺎ ﻟﻪ آﺛﺎره اﻟﺠﺎﻧﺒﻴﺔ اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ املﺪﻣﱢ ﺮة، ﻣﺜﻠﻤﺎ أن وﺻﻒ أﻗﺮاص ﻋﻼﺟﻴﺔ ﰲ ﺣﺪ ذاﺗﻪ ﻳﻨﻄﻮي ﻋﲆ ﻣﺨﺎﻃﺮ؛ إذ ﺗُﺴﻔِ ﺮ ﻫﺬه املﺴﺄﻟﺔ ﻋﻦ ﺗﺼﻨﻴﻒ املﺸﻜﻼت ﻛﺤﺎﻻت ﻃﺒﻴﺔ ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺳﻨﺮى ،ورﺑﻤﺎ ﱢ ﺗﺮﺳﺦ املﻌﺘﻘﺪات اﻟﻬﺪاﻣﺔ ﺑﺸﺄن املﺮض ،ورﺑﻤﺎ ً أﻳﻀﺎ ﺗﺪﻋﻢ ﻓﻜﺮة أن ﺗﻨﺎول اﻷﻗﺮاص ﻳُﻌﺘﱪ اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ملﺸﻜﻠﺔ اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،أو ﻷﺣﺪ اﻷﻣﺮاض اﻟﻔريوﺳﻴﺔ اﻟﺒﺴﻴﻄﺔ. ﻫﻨﺎك ً أﻳﻀﺎ أﴐار ﻣﻠﻤﻮﺳﺔ أﻛﺜﺮ ،ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺠﺮي وﺻﻒ اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ ﰲ إﻃﺎرﻫﺎ ،ﻻ ﺑﻘﺮص ﱡ اﻟﺴ ﱠﻜﺮ ﻧﻔﺴﻪ .ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل ،ﻳُﻌﺘﱪ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ املﻤﺎرﺳﺎت اﻟﺘﺴﻮﻳﻘﻴﺔ اﻟﺮوﺗﻴﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ ﻣُﺨﺘَﴢ املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ﺗﺸﻮﻳ ُﻪ املﻤﺎرﺳﺎت اﻟﻄﺒﻴﺔ اﻟﺴﺎﺋﺪة .وﻫﻨﺎك 100
ﺗﺄﺛري اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ
ﻈﻬﺮ ﺑﻴﺎﻧﺎت اﻻﺳﺘﻄﻼﻋﺎت أن وﺟﻮد ﺧﱪة ﻣ َ ُﺨﻴﱢﺒﺔ ﻟﻠﺘﻮﻗﻌﺎت ﺳﺒﺐ ﺗﺠﺎري ﺑﺴﻴﻂ ﻟﺬﻟﻚ؛ إذ ﺗُ ِ ﻣﻊ اﻟﻄﺐ اﻟﺴﺎﺋﺪ ﻳﻌﺘﱪ اﻟﻌﺎﻣ َﻞ اﻷوﺣﺪ ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ اﻟﺬي داﺋﻤً ﺎ ﻣﺎ ﻳﺘﻼزم ﻣﻊ اﺧﺘﻴﺎر ﻋﻼﺟﺎت اﻟﻄﺐ اﻟﺒﺪﻳﻞ .وﻻ ﻳﻌﺘﱪ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ اﻟﺘﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺷﺄن اﻟﻄﺐ اﻟﺴﺎﺋﺪ؛ ﻓﻘﺪ وﺟﺪت إﺣﺪى اﻟﺪراﺳﺎت أن أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻧﺼﻒ إﺟﻤﺎﱄ ﻣُﺨﺘَﴢ املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ اﻟﺬﻳﻦ اﺳﺘﻬﺪﻓﺘﻬﻢ اﻟﺪراﺳﺔ ﻗﺪ ﻧﺼﺤﻮا املﺮﴇ ﺑﻌﺪم اﺳﺘﺨﺪام أﻣﺼﺎل اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ ﻷﻃﻔﺎﻟﻬﻢ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳُﻤﺜﱢﻞ ً ً ﻣﻌﺮوﻓﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌ ُﺪ ﺑﺨﺪﻋﺔ اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ ﰲ وﺳﺎﺋﻞ ﺗﴫﱡﻓﺎ ﻏري ﻣﺴﺌﻮل ﺣﻴﺎل ﻣﺎ ﺻﺎر اﻹﻋﻼم .ﻛﻴﻒ ﺗﻌﺎﻣﻞ ﻋﺎ َﻟﻢ اﻟﻌﻼج ﺑﺎﻟﻄﺐ اﻟﺒﺪﻳﻞ ﻣﻊ ﻫﺬه اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ املﻘﻠﻘﺔ ،اﻟﺘﻲ ﺗﻔﻴﺪ ﺑﺄن اﻟﻜﺜري ﻣﻦ أﻓﺮاده ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻘﻮﱢﺿﻮن ﺟﺪول اﻟﺘﻄﻌﻴﻤﺎت؟ ﺣﺎول ﻣﻜﺘﺐ اﻷﻣري ﺗﺸﺎرﻟﺰ ﻓﺼﻞ اﻟﺒﺎﺣﺚ اﻟﺮﺋﻴﴘ ﰲ اﻟﺪراﺳﺔ. وﺟﺪ أﺣﺪ اﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎت ﰲ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ »ﻧﻴﻮزﻧﺎﻳﺖ« ﰲ ﻣﺤﻄﺔ »ﺑﻲ ﺑﻲ ﳼ« أن ﺟﻤﻴﻊ ﻣُﺨﺘَﴢ املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ اﻟﺬﻳﻦ ﺟﺮى ﺳﺆاﻟﻬﻢ أوﺻﻮا ﺑﺘﻨﺎول أﻗﺮاص ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ ﻣﺜﻠﻴﺔ ﻏري ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻟﻠﻮﻗﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﻣﺮض املﻼرﻳﺎ ،وأوﺻﻮا ﺑﻌﺪم ﺗﻨﺎول ﻋﻼﺟﺎت املﻼرﻳﺎ اﻟﻄﺒﻴﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﻘﺪﱢم أيﱞ ﻣﻨﻬﻢ وﻟﻮ ﻧﺼﺎﺋﺢ أﺳﺎﺳﻴﺔ ﺣﻮل ُﺳﺒﻞ اﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﻟﺪغ اﻟﻨﺎﻣﻮس .رﺑﻤﺎ ﺗُﺪﻫﺸﻚ ﻫﺬه اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﰲ ﺗﻘﺪﻳﻢ املﺸﻮرة اﻟﻄﺒﻴﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻻ ﺗﻤﺜﱢﻞ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ أو »ﻣﻜﻤﱢ ﻠﺔ« ﰲ اﻟﻌﻼج .ﻛﻴﻒ ﺗﻌﺎﻣﻠﺖ »اﻟﺠﻬﺎت اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ« املﺰﻋﻮﻣﺔ ﰲ ﻣﺠﺎل املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ﻣﻊ ﻫﺬا؟ ﻟﻢ ﺗﺘﱠﺨﺬ أيﱞ ﻣﻨﻬﺎ أيﱠ إﺟﺮاء ﺿﺪ املﻌﺎﻟ ِِﺠني املﺜﻠﻴني ا َملﻌْ ِﻨﻴﱢني. ُ ِ ﺣﻤﻼت اﻟﺼﺤﺔ ﻣﻤﺎرﺳﺎت ﻣُﺨﺘَﴢ املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ﻋﲆ اﻟﻨﻘﻴﺾ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻻ ﺗُ َﻘﻮﱢض ً ﻋﺮﺿﺔ ﻟﻸﻣﺮاض اﻟﻔﺘﺎﻛﺔ ،ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳ ُْﻐﻔِ ﻞ ﻣُﺨﺘَﺼﻮ املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﺗﱰك املﺮﴇ ﱠ املﺆﻫﻠني ﻃﺒﻴٍّﺎ ﺗﺸﺨﻴﺼﺎت ﻏﺎﻳﺔ ﰲ اﻟﺨﻄﻮرة ،أو ﻳﺘﺠﺎﻫﻠﻮﻧﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻓﻌﲇ ،ﻣ ِ ُﻮﺻني ﻏري ُ ﻣﺮﺿﺎﻫﻢ ﰲ ﺧﻴَﻼءَ ﺑﺎﻟﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ اﺳﺘﺨﺪام أﺟﻬﺰة اﻻﺳﺘﻨﺸﺎق ،واﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ أﻗﺮاص اﻟﻘﻠﺐ .وﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﻮﺟﺪ أﻣﺜﻠﺔ ﻛﺜرية ﻋﲆ ذﻟﻚ ،ﻓﺈﻧﻨﻲ أرﺑﺄ ﺑﻨﻔﴘ ﻋﻦ ﺗﻮﺛﻴﻘﻬﺎ ﺟﻤﻴﻌً ﺎ ﻫﻨﺎ. ﻳﻜﻔﻲ اﻟﻘﻮل إﻧﻪ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻗﺪ ﻳﻠﻌﺐ اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ اﻷﺧﻼﻗﻲ دو ًرا ،أﻇﻬﺮ ﻣُﺨﺘَ ﱡ ﺼﻮ املﻌﺎﻟﺠﺔ ٍ ﺑﱪاﻋﺔ أﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﻤﺘﻠﻜﻮن اﻟﻨﻀﺞ أو املِ ﻬْ ﻨﻴﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺘﻘﺪﻳﻢ ﻫﺬا اﻟﻌﻼج. املﺜﻠﻴﺔ ،ﻋﲆ اﻷﻗﻞ، ﰲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ،أﺣﻴﺎﻧًﺎ ﻣﺎ ﻳﺘﺴﺎءل اﻷﻃﺒﺎء اﻟﻌﴫﻳﻮن ،اﻟﺬﻳﻦ ﺗﺼﺪﻣﻬﻢ اﻟﺠﺎذﺑﻴﺔ اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ ﻟﻸﻗﺮاص اﻟﺴﻜﺮﻳﺔ — ﻋﲆ ﻧﺤﻮ ﻳﺨﻠﻮ ﻣﻦ اﻟﺨﻴﺎل — إن ﻛﺎن ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻻﻧﺨﺮاط ﰲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﺮوﻳﺞ اﻷﻗﺮاص اﻟﺴﻜﺮﻳﺔ ﻓﻴﻮﺻﻮن ﺑﺎﺳﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ ً أﻳﻀﺎ .وﻟﻌﻞ اﻟﻔﻜﺮة اﻷﻛﺜﺮ ذﻛﺎءً ﻫﻨﺎ، ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ،ﺗﺘﻤﺜﱠﻞ ﰲ اﺳﺘﻐﻼل اﻟﺒﺤﻮث اﻟﺘﻲ رأﻳﻨﺎ أﻣﺜﻠﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،وﻟﻜﻦ ﻓﻘﻂ ﻟﺪﻋﻢ اﻟﻌﻼﺟﺎت اﻟﺘﻲ »ﺗُﺴﻔﺮ« ٍّ ﺣﻘﺎ ﻋﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ أﻓﻀﻞ ﻣﻦ اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ ،وﺗﺤﺴﻦ اﻟﺮﻋﺎﻳﺔ اﻟﺼﺤﻴﺔ دون ﺗﻀﻠﻴﻞ املﺮﴇ. 101
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ﻫﻮاﻣﺶ ُ َ ﺳﻠﺴﻠﺔ اﻟﺤﻠﻘﺎت ً ﺗﺠﺮﺑﺔ أﺷﻌﱠ ﺔ ﻣﻘﻄﻌﻴﺔ ﻋﲆ املﺦ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام إﺑﺮ أﻳﻀﺎ ) (1ﻗﺪﱠﻣﺖ اﻟﻮﺧﺰ ،ﻗﺎﻣﺖ »ﺑﻲ ﺑﻲ ﳼ« ﺑﺘﻤﻮﻳﻠﻬﺎ ،ﺛﻢ ﺟﺎء أﺣﺪ اﻟﻌﻠﻤﺎء املﺸﺎرﻛني ﰲ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻻ ﻳﺸﻜﻮ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ املﺒﺎﻟﻐﺔ ﰲ ﺗﻔﺴري اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ )وﻫﻮ أﻣﺮ ﻣﺘﻮﻗﻊ ﻣﻦ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺳﱰى(، أﻳﻀﺎ ﻣﻦ ﻫﻮل اﻟﻀﻐﻮط اﻟﺘﻲ ﻣﺎرﺳﻬﺎ اﻟ ﱠ ﺑﻞ ً ﻄﺮف ا ُملﻤَ ﻮﱢل — أيْ » :ﺑﻲ ﺑﻲ ﳼ« — ﻹﻇﻬﺎر ﻧﺘﺎﺋﺞ إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ .وﻟﻌﻞ ﻫﺬا ﻣﺜﺎل راﺋﻊ ﻟﻸﻣﻮر اﻟﺘﻲ »ﻻ« ﺗﻔﻌﻠﻬﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗُﺠﺮي ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ، ﻛﻤﺎ أن ﺣﻘﻴﻘﺔ أن اﻟﻌﻘﻞ املﺪﺑﱢﺮ ﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻛﻬﺬه »أﺳﺘﺎذ ﰲ اﻟﻔﻬﻢ اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻌﻠﻢ« ﱢ ﻳﻔﴪ ﻋﲆ ﻧﺤﻮ ﻣﺎ ملﺎذا ﻳُﻌﺘﱪ وﺿﻌﻨﺎ اﻟﺤﺎﱄ ﻣﺜريًا ﻟﻺﺣﺒﺎط .وﻗﺪ داﻓﻌﺖ »ﺑﻲ ﺑﻲ ﳼ« ﻋﻦ اﻟﱪﻧﺎﻣﺞ ٍ ﱠ ﱢ ﱢ ﰲ ﺧﻄﺎب وﻗﻌَ ﻪ ﻋﴩة أﻛﺎدﻳﻤﻴني ،وﻗﺎل ﻛﺜريٌ ﻣﻦ املﻮﻗﻌني ﺣﻴﻨﻬﺎ إﻧﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﻮﻗﻌﻮا أﺑﺪًا ﻋﲆ ً ﺣﻘﻴﻘﺔ. ﺧﻄﺎب ﻛﻬﺬا .إن اﻟﻌﻘﻞ َﻟﻴَﺤَ ﺎ ُر ) (2أﺗﻔﻖ ﻣﻊ ذﻟﻚ :ﻫﺬه ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺗﺠﺮﻳﺒﻴﺔ ﻏﺮﻳﺒﺔ وﺷﺎذة ،وإذا ﻛﺎن ﻟﺪﻳﻚ ﺗﻔﺴري ﺟﻴﺪ ﻟﻠﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻲ رﺑﻤﺎ ﺗﺄﺗﱠ ْﺖ ﺑﻬﺎ ﻫﺬه اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ،ﻓﺴﻮف ﻳﺮﻏﺐ اﻟﻌﺎﻟﻢ أﺟﻤﻊ ﰲ اﻻﺳﺘﻤﺎع إﱃ ً ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻋﲆ اﻹﻧﱰﻧﺖ ،وأ َ ِ ﻧﺸﺊ ﻣﺪوﱠﻧﺔ ،أو ﺗﻔﺴريك .اﻧﻈﺮ إﱃ املﺮاﺟﻊ واﻗﺮأ اﻟﻮرﻗﺔ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ ْ ﻧﴩت ﻫﺬه اﻟﺪراﺳﺔ. اﻛﺘﺐْ ﺧﻄﺎﺑًﺎ إﱃ املﺠﻠﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻟﺘﻲ
102
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺴﺎدس
ﻫﺮاء اﻟﺴﺎﻋﺔ
ً ﻫﻮﺳﺎ ﻗﻮﻣﻴٍّﺎ ،وﺻﺎرت ﺻﺤﻴﻔﺔ ﺳﻨﺮﻓﻊ اﻵن ﺳﻘﻒ اﻟﻠﻌﺒﺔ .ﻟﻘﺪ ﺻﺎر اﻟﻄﻌﺎم ،ﺑﻼ ﺟﺪال، »دﻳﲇ ﻣﻴﻞ« ،ﺑﺼﻮرة ﺧﺎﺻﺔ ،ﻣﻨﺨﺮﻃﺔ ﰲ ﻣﴩوع وﺟﻮدي ﻋﺠﻴﺐ ﻣﺴﺘﻤﺮ ،ﻣﻔﺘﺸﺔ ﰲ ﻛ ﱟﺪ ﻋﱪ اﻷﺷﻴﺎء ﻏري اﻟﺤﻴﺔ ﰲ اﻟﻜﻮن ﺑﻐﺮض ﺗﺼﻨﻴﻔﻬﺎ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﺳﺒﺒًﺎ ﰲ اﻟﴪﻃﺎن ،أو ﻋﻼﺟً ﺎ ﻟﻪ .ﻳﻘﻊ ﰲ اﻟﻘﻠﺐ ﻣﻦ ﻫﺬا املﴩوع ﺑﺄﻛﻤﻠﻪ ﻋﺪد ﺻﻐري ﻣﻦ اﻟﺸﺎﺋﻌﺎت اﻟﻜﺎذﺑﺔ ،وﺣﺎﻻت ﺳﻮء ﻓﻬﻢ أﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻸدﻟﺔ ﺗﺘﻜ ﱠﺮر ﺑﺼﻮرة ﻻﻓﺘﺔ. وﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ارﺗﻜﺎب ﻋﺪد ﻛﺒري ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﺠﺮاﺋﻢ ﻣﻦ ﻗِ ﺒَﻞ اﻟﺼﺤﻔﻴني ،ﻓﺈﻧﻨﺎ ﺳﻨﻌﻮد ً ﻻﺣﻘﺎ .أﻣﺎ اﻵن ،ﻓﺴﻨﺮﻛﺰ ﻋﲆ »ﻣُﺨﺘَﴢ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ« ،اﻷﻋﻀﺎء ﰲ ﻣﻬﻨﺔ إﱃ ﻫﺬه اﻟﺠﺮاﺋﻢ اﺑﺘُﺪِﻋَ ﺖ ﺣﺪﻳﺜًﺎ ،اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻮﺟﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺧﻠﻖ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﺗﺠﺎرﻳﺔ دوﻣً ﺎ ﻟﺘﱪﻳﺮ وﺟﻮدﻫﻢ .وﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﺗﺤﻘﻴﻖ ذﻟﻚ ،ﻳﺠﺐ ﻋﲆ ﻫﺆﻻء إﺿﻔﺎء ﻏﻤﻮض ﻋﲆ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ وزﻳﺎدة ﺗﻌﻘﻴﺪﻫﺎ، وﺗﺮﺳﻴﺦ اﻋﺘﻤﺎد اﻷﺷﺨﺎص ﻋﻠﻴﻬﻢ .ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻣﻬﻨﺔ ﻫﺆﻻء ﻋﲆ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺑﺴﻴﻄﺔ ﺟﺪٍّا ﻣﻦ اﻷﺧﻄﺎء ﰲ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺗﻔﺴريﻧﺎ ﻟﻸدﺑﻴﺎت اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ؛ ﻓﻴﻘﻮﻣﻮن ﺑﺈﺟﺮاء ﻋﻤﻠﻴﺔ اﺳﺘﻘﺮاء ﻣﺒﺎ َﻟﻎ وﻳﺴﺘﻘﺮﺋﻮن ﻓﻴﻬﺎ اﺳﺘﻨﺎدًا إﱃ »ﺑﻴﺎﻧﺎت اﻟﺒﺤﻮث املﻌﻤﻠﻴﺔ« ﻟﻄﺮح ادﱢﻋﺎءات ﺣﻮل اﻟﺒﴩ، ِ ﻣﻦ »ﺑﻴﺎﻧﺎت املﺸﺎﻫﺪة« ﻟﻄﺮح »ادﱢﻋﺎءات ﻟﻠﺘﺪﺧﻼت اﻟﻌﻼﺟﻴﺔ« ،و»ﻳﻨﺘﻘﻮن« اﻷدﻟﺔ اﻧﺘﻘﺎء، وأﺧريًا ،ﻳﺸريون إﱃ أدﻟﺔ ﺑﺤﺜﻴﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻣﻨﺸﻮرة ﺗﺒﺪو ،ﻗﺪر ﻣﺎ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ املﺮء أن ﻳَﺤْ ِﺰر، ﻏريَ ﻣﻮﺟﻮدة ﻣﻦ اﻷﺳﺎس. ٌ ﻫﺬه اﻟﺘﺤﺮﻳﻔﺎت واﻟﺘﺸﻮﻳﻬﺎت ﻟﻸدﻟﺔ ﺟﺪﻳﺮة ﺑﻤﻨﺎﻗﺸﺘﻬﺎ؛ ﻧﻈ ًﺮا ﻷﻧﻬﺎ ﺗُﻌﺘﱪ — ﺑﺸﻜﻞ أﺳﺎﳼ — ﺗﻮﺿﻴﺤﺎت ﻣﺪﻫﺸﺔ ﻟﻠﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﴘء ﺑﻬﺎ اﻷﺷﺨﺎص ﻓﻬﻢ اﻷﻣﻮر، ً ً ﱠ ﻣﺴﺘﻘﺒﻼ ﻣﻦ اﻷﺷﻜﺎل ﺗﺘﺤﺼﻦ وأﻳﻀﺎ ﻷن اﻟﻬﺪف ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﻫﻮ أﻧﻚ ﻳﺠﺐ أن أﻳﻀﺎ ﻳﺠﺐ أن ﻧﻜﻮن ﰲ ﻏﺎﻳﺔ اﻟﻮﺿﻮح ﺑﺸﺄﻧﻬﻤﺎ؛ ً اﻟﺠﺪﻳﺪة ﻟﻠﻬُ ﺮاءات .ﻫﻨﺎك أﻣﺮان ً أوﻻ: ً ً ِ ﻛﺄدوات دﻋ ٍﻢ ،وﻟﻜﻦ ﻫﺬه اﻷﻣﺜﻠﺔ ﺗُﻤﻴﱢﺰ اﻟﻔﺌﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﻤﻲ إﻟﻴﻬﺎ ﻓﺮدﻳﺔ أﻣﺜﻠﺔ أﻧﺎ أﻧﺘﻘﻲ ﻫﻨﺎ
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ﺑﺄﴎﻫﺎ ،وﻗﺪ ﻛﺎن ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻲ اﺳﺘﺨﺪام املﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻷﻣﺜﻠﺔ .ﻻ أﺣﺪ ﻳﺘﻌ ﱠﺮض ﻟﻠﱰﻫﻴﺐ ،وﻳﺠﺐ أﻻ ﻳﻌﺘﻘﺪ أﺣ ٌﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﰲ ﺗﻤﻴﱡﺰه ﺑني ﺟﻤﻮع ﻣُﺨﺘَﴢ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ ،ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أﻧﻨﻲ ﻣﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ أن ً ﺑﻌﻀﺎ ﻣﻤﻦ ﺟﺮى ذﻛﺮﻫﻢ ﻫﻨﺎ ﻟﻦ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮا ﻓﻬﻢ ﻛﻴﻒ اﻗﱰﻓﻮا أي أﺧﻄﺎء. ﺛﺎﻧﻴًﺎ :ﻻ أﺳﺨﺮ ﻣﻦ ﻧﺼﺎﺋﺢ ﺗﻨﺎول اﻟﻐﺬاء اﻟﺒﺴﻴﻂ ،املﻨﻄﻘﻲ ،اﻟﺼﺤﻲ؛ ﻓﺎﺗﺒﺎع ﻧﻈﺎم ﻏﺬاﺋﻲ ﺻﺤﻲ ﺑﺴﻴﻂ ،إﱃ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺟﻮاﻧﺐ أﺳﻠﻮب اﻟﺤﻴﺎة اﻷﺧﺮى )اﻟﺘﻲ رﺑﻤﺎ ٌ ً ﻣﺴﺄﻟﺔ أﻫﻤﻴﺔ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻟﻦ ﺗﻌﺮﻓﻪ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻗﺮاءة اﻷوراق اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ(، ﻳُﻌﺘﱪ اﻟﻜﺜري ﻣﻨﻬﺎ أﻛﺜ َﺮ َ ﰲ ﻏﺎﻳﺔ اﻷﻫﻤﻴﺔ .ﻟﻜﻦ ﻳﺘﺠﺎوز ﺣﺪﻳﺚ ﻣُﺨﺘﺺ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ ﰲ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم اﻷدﻟﺔ؛ إذ ﻳﺪور ﺣﺪﻳﺚ ﻫﺆﻻء — ﰲ ﻛﺜري ﻣﻦ اﻷﺣﻴﺎن — ﺣﻮل ﺑﻴﻊ اﻷﻗﺮاص اﻟﻌﻼﺟﻴﺔ ،وﰲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن ﻳﺪور ﺣﻮل ﺑﻴﻊ اﻟ ِﺒﺪَع اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة ،أو ﺗﺸﺨﻴﺼﺎت ﺟﺪﻳﺪة ،أو ﺗﺮﺳﻴﺦ اﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﲆ ﱠ وﻟﻜﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻫﺆﻻء دوﻣً ﺎ ﻳﻜﻮن ﻣﺪﻓﻮﻋً ﺎ ﺑﺮﻏﺒﺘﻬﻢ ﰲ ﺧﻠﻖ ﺳﻮق ﻷﻧﻔﺴﻬﻢ، ﻣُﺨﺘَﺺ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ؛ ﻳﻜﻮﻧﻮن ﻓﻴﻪ اﻟﺨﱪاء ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﻜﻮن أﻧﺖ ﻣﺠﺮد ﺷﺨﺺ ﱠ ﻣﻐﻔﻞ وﺟﺎﻫﻞ. اﺳﺘﻌ ﱠﺪ ﻟﺘﺒﺎدل اﻷدوار. ) (1اﻷﺧﻄﺎء اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ اﻷرﺑﻌﺔ ) (1-1ﻫﻞ ﻟﻠﺒﻴﺎﻧﺎت وﺟﻮد؟ رﺑﻤﺎ ﺗﻤﺜﱢﻞ ﻫﺬه أﺑﺴﻂ اﻟﺸﺎﺋﻌﺎت اﻟﻜﺎذﺑﺔ ﻋﲆ اﻟﺪوام ،وﻫﻲ إﺷﺎﻋﺔ ﺗﺘﻜ ﱠﺮر ﺑﻤﻌﺪل ﻣﺜري ﱢ ﻣﻈﺎن اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ .ﻓﻬﺎ ﻫﻮ ﻣﺎﻳﻜﻞ ﻓﺎن ﺳﱰاﺗﻦ ﻳﺘﺤﺪﱠث ﻋﻦ ﻟﻠﺪﻫﺸﺔ ،ﰲ ﺑﻌﺾ »اﻟﺤﻘﺎﺋﻖ« ﻋﲆ ﻣﺤﻄﺔ »ﺑﻲ ﺑﻲ ﳼ« ﰲ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ »ﻧﻴﻮزﻧﺎﻳﺖ« .إذا ﱠ ﻓﻀﻠﺖ أﻻ ﺗﺼﺪﱢق ﺑﻼ دﻟﻴﻞ أن ﺣﺪﻳﺚ ﺳﱰاﺗﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺻﺎدق ،وﻗﺎﻃﻊ ،ورﺑﻤﺎ ﺑﻪ ﳾء ﻳﺴري ﻣﻦ اﻟﺴﻠﻄﻮﻳﺔ، ﻓﻴﻤﻜﻨﻚ ﻣﺸﺎﻫﺪة اﻟﻔﻴﺪﻳﻮ ﻋﲆ اﻹﻧﱰﻧﺖ. »ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺑﺪأ ﻣﺎﻳﻜﻞ ﻓﺎن ﺳﱰاﺗﻦ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻋﻦ اﻟﻘﻮى اﻟﻄﺒﻴﺔ اﻟﺴﺤﺮﻳﺔ ﻟﻌﺼﺎﺋﺮ اﻟﻔﻮاﻛﻪ، ً ﺷﺨﺼﺎ ﻏﺮﻳﺐ اﻷﻃﻮار «.ﻫﻜﺬا ﻳﺒﺪأ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ »ﻧﻴﻮزﻧﺎﻳﺖ«» .أﻣﺎ اﻵن ،ﻳﺠﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﰲ اﻋﺘُ ِﱪ ﻃﻠﻴﻌﺔ املﻮﺿﺔ) «.ﰲ ﻋﺎﻟﻢ ﻳﺒﺪو ﻓﻴﻪ اﻟﺼﺤﻔﻴﻮن ﻳﺼﺎرﻋﻮن ﻣﻊ اﻟﻌِ ْﻠﻢ ،ﻳﺠﺐ أن ﻧﻼﺣﻆ أن َ ﻃﺮﰲ اﻟﻨﻘﻴﺾ و»ﻣﻮﺿﺔ« ﻋﲆ اﻟﻄﺮف ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ »ﻧﻴﻮزﻧﺎﻳﺖ« ذﻛﺮ »ﻏﺮﻳﺐ اﻷﻃﻮار« ﻋﲆ أﺣﺪ اﻟﺼﺤﻔﻲ ﻛﻮﺑًﺎ اﻵﺧﺮ .وﻟﻜﻦ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ذﻟﻚ ﻳﺄﺗﻲ ﰲ ﻓﺼﻞ ﻻﺣﻖ (.ﻳُﻌﻄﻲ ﻓﺎن ﺳﱰاﺗﻦ ﱠ ﻣﻦ اﻟﻌﺼري ،ﺛﻢ ﻳﻘﻮل ﺿﺎﺣ ًﻜﺎ ﺿﺤﻜﺔ ﺧﺎﻓﺘﺔ» :ﻟﻘﺪ أُﺿﻴﻔﺖ ﺳﻨﺘﺎن إﱃ ﻋﻤﺮك املﺘﻮﻗﻊ ﻣﻦ ٌ ﻟﺤﻈﺔ ﻣﻦ اﻟﺠﺪﻳﺔ ﻳﻘﻮل ﻓﻴﻬﺎ» :ﺣﺴﻨًﺎ ،ﺣﺘﻰ أﻛﻮن أﻣﻴﻨًﺎ ﰲ ذﻟﻚ، ﺧﻼل ذﻟﻚ!« ﺛﻢ ﺗﺘﻠﻮ ذﻟﻚ 104
ﻫﺮاء اﻟﺴﺎﻋﺔ
ﺳﺘﺔ أﺷﻬﺮ «.ﺗﺼﺤﻴﺢ» ،أﻇﻬﺮت دراﺳﺔ ﺣﺪﻳﺜﺔ ﻧُﴩت اﻷﺳﺒﻮع املﺎﴈ ﺗﻮٍّا ﰲ أﻣﺮﻳﻜﺎ أن ﱡ واﻟﺘﻐﻀﻨﺎت«. ﺗﻨﺎول اﻟ ﱡﺮﻣﺎن ،وﻋﺼري اﻟ ﱡﺮﻣﺎن ،ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻘﻲ املﺮء ﻣﻦ اﻟﺸﻴﺨﻮﺧﺔ ﺑﺴﻤﺎع ذﻟﻚ ﰲ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ »ﻧﻴﻮزﻧﺎﻳﺖ« ،رﺑﻤﺎ ﻳ َْﺨﻠُﺺ ا ُملﺸﺎﻫِ ﺪ — ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﺤﺎل — ً دراﺳﺔ ﻧُﴩت ﻣﺆﺧ ًﺮا ﰲ أﻣﺮﻳﻜﺎ ﺗُﻈﻬﺮ أن اﻟ ﱡﺮﻣﺎن ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻘﻲ ﻣﻦ اﻟﺸﻴﺨﻮﺧﺔ. إﱃ أن ﻟﻜﻦ إذا زرت ﻣﻮﻗﻊ »ﻣﻴﺪﻻﻳﻦ« ،وﻫﻮ أداة اﻟﺒﺤﺚ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﰲ اﻟﻌﺜﻮر ﻋﲆ اﻷوراق اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ ً دراﺳﺔ ﻛﻬﺬه ،أو ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﻻ أﺳﺘﻄﻴﻊ أﻧﺎ اﻟﻌﺜﻮر ﻋﻠﻴﻬﺎ. اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ اﻟﻄﺒﻴﺔ ،ﻓﻠﻦ ﺗﺠﺪ رﺑﻤﺎ ﻫﻨﺎك ﻛﺘﻴﱢﺐ ﻣﻦ ﻧﻮع ﻣﺎ ﻣﻦ ﻣﺠﺎل ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟ ﱡﺮﻣﺎن ﺗﺪاوﻟﺘﻪ اﻷﻟﺴﻦ .وﻳﻤﴤ ﻓﺎن ﺳﱰاﺗﻦ ً ﻗﺎﺋﻼ» :ﻫﻨﺎك ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻣﻦ ﺟَ ﱠﺮاﺣِ ﻲ اﻟﺘﺠﻤﻴﻞ ﰲ اﻟﻮﻻﻳﺎت املﺘﺤﺪة ﻣﻤﻦ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻘﻮﻣﻮن ﺑﺈﺟﺮاء إﺣﺪى اﻟﺪراﺳﺎت ﻗﺎﻣﻮا ﺑﺈﻋﻄﺎء ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺴﺎء اﻟ ﱡﺮﻣﱠ ﺎن ﻟﺘﻨﺎوﻟﻪ ،وﻋﺼري ِﴩ ِﺑﻪ ،ﻗﺒﻞ وﺑﻌﺪ إﺟﺮاء اﻟﺠﺮاﺣﺔ اﻟﺘﺠﻤﻴﻠﻴﺔ ،وﻛﺎن ْ أن أ َ ْﻓ َﴣ ذﻟﻚ إﱃ ﺗَﻌَ ﺎﻓِ ﻴﻬﻦ ﰲ اﻟﺮﻣﺎن ﻟ ُ ْ ﻧﺼﻒ اﻟﻮﻗﺖ ،وإﱃ ﻣﻀﺎﻋﻔﺎت أﻗﻞ ﺑﻤﻘﺪار اﻟﻨﺼﻒ ،وﻏﻴﺎب اﻟﺘﺠﺎﻋﻴﺪ!« ﻣﺮة أﺧﺮى ،ﻫﺬا ادﱢﻋﺎء ﻣﺤﺪﱠد ﺟﺪٍّا — ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺑﴩﻳﺔ ﻋﲆ اﻟ ﱡﺮﻣﺎن واﻟﺠﺮاﺣﺔ — وﻣﺮة أﺧﺮى ،ﻻ ﻳﻮﺟﺪ أيﱞ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﰲ ﻗﺎﻋﺪة ﺑﻴﺎﻧﺎت اﻟﺪراﺳﺎت اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ. إذن ﻫﻞ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻮﺻﻴﻒ اﻟﻌﺮض ﰲ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ »ﻧﻴﻮزﻧﺎﻳﺖ« ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره »ﻛﺬﺑًﺎ«؟ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻻ .دﻓﺎﻋً ﺎ ﻋﻦ ﻣﻌﻈﻢ ﻣُﺨﺘَﴢ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ ،ﺳﺄدﻓﻊ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻳﻔﺘﻘﺪون اﻟﺨﱪة اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ ،وﺳﻮء اﻟﻨﻴﺔ ،ورﺑﻤﺎ اﻟﻘﻮة اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﺑﺤﻴﺚ ﻳُﻨﺘَ َﻘﺪون ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﻢ ﻛﺎذﺑني .وﻳﻨﺎﻗﺶ اﻟﻔﻴﻠﺴﻮف واﻷﺳﺘﺎذ اﻷﻛﺎدﻳﻤﻲ ﻫﺎري ﻓﺮاﻧﻜﻔﻮرت ﻣﻦ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺮﻧﺴﺘﻮن ﻫﺬا املﻮﺿﻮع ﺑﺈﺳﻬﺎب ﰲ ﻣﻘﺎﻟﻪ اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻲ املﻨﺸﻮر ﻋﺎم ١٩٨٦ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮان »ﻋﻦ اﻟﻬﺮاء« .ﺑﺤﺴﺐ ﻧﻤﻮذج ً ﺷﻜﻼ ﻣﻦ أﺷﻜﺎل اﻟﺘﺰﻳﻴﻒ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ اﻟﻜﺬب؛ ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ ﻳَﻌْ ِﺮف ﻓﺮاﻧﻜﻔﻮرت ،ﻳُﻌﺘﱪ »اﻟﻬﺮاء« اﻟﻜﺎذب اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ وﻳﺤﺮص ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﺗﺠﺪه ﻳﻨﺰع ﻋﻤﺪًا إﱃ اﻟﺘﻀﻠﻴﻞ .أﻣﺎ ﻗﺎﺋﻞ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ، ﻓﻴﻌﺮف اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ وﻳﺤﺎول ﺗﻘﺪﻳﻤﻬﺎ ﻟﻨﺎ .ﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﻌﺒﺄ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻬﺮاءات ﺑﺎﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ،وﻳﺤﺎول ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ إﺛﺎرة إﻋﺠﺎﺑﻨﺎ: ﻣﻦ املﺴﺘﺤﻴﻞ ﺑﻤﻜﺎن ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ أي ﺷﺨﺺ أن ﻳﻜﺬب إﻻ إذا ﻛﺎن ﻳﻌﺘﻘﺪ أﻧﻪ ﻳﻌﺮف اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ .ﻟﻜﻦ ﻻ ﺗﺘﻄ ﱠﻠﺐ اﻟﻬﺮاءات ُ ﺗﻮاﻓﺮ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﻘﻨﺎﻋﺔ … ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﺤﺪﱠث رﺟﻞ ﺻﺎدق ،ﻻ ﻳﻘﻮل ﺳﻮى ﻣﺎ ﻳﻈﻦ أﻧﻪ ﺣﻘﻴﻘﻲ؛ وﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ اﻟﺸﺨﺺ ً اﻟﻜﺎذب ،ﻳ َ ﻛﺎذﺑﺔ .ﻏري أن ُﻌﺘﱪُ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ اﻷﻣﻮر اﻟﺘﻲ ﻻ ﻣﻔ ﱠﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﻋَ ﱡﺪ ﻣﻘﻮﻻﺗِﻪ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻬﺮاءات ﻻ ﻳﻌﺒﺄ ﺑﺄيﱟ ﻣﻦ ذﻟﻚ؛ ﻓﻬﻮ ﻻ ﻳﻨﺘﻤﻲ إﱃ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ أو اﻟﻜﺬب .ﻓﻼ ﻳﻌﺒﺄ أﻣﺜﺎ ُل ﻫﺆﻻء ﺑﺎﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﻋﲆ اﻹﻃﻼق ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻳﻌﺒﺄ ﺑﻬﺎ اﻟﺸﺨﺺ 105
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
اﻟﺼﺎدق واﻟﺸﺨﺺ اﻟﻜﺎذب ،اﻟﻠﻬﻢ إﻻ إذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﻗﺪ ﺗﺘﻌ ﱠﻠﻖ ﺑﻤﺼﻠﺤﺘﻪ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﰲ اﻹﻓﻼت ﺑﻤﺎ ﻳﻘﻮل .ﻓﻼ ﻳﻌﺒﺄ أﻣﺜﺎل ﻫﺆﻻء ﺑﻜﻮن اﻷﺷﻴﺎء اﻟﺘﻲ ﻳﻘﻮﻟﻮﻧﻬﺎ ﺗُﻌَ ﱢﱪ ﻋﻦ اﻟﻮاﻗﻊ ﺑﺪﻗﺔ ،ﺑﻞ ﻳﻨﺘﻘﻮن ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﺮوﻗﻬﻢ ،أو ﻳﺨﺘﻠﻘﻮﻧﻬﺎ ً اﺧﺘﻼﻗﺎِ ،ﻟﺘُﻼﺋِﻢ أﻏﺮاﺿﻬﻢ. أرى أن ﻓﺎن ﺳﱰاﺗﻦ ،ﻣﺜﻞ ﻛﺜري ﻣﻦ اﻷﺷﺨﺎص املﺬﻛﻮرﻳﻦ ﰲ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ،ﻳﻨﺘﻤﻲ إﱃ ﺣ ﱟﺪ ﻛﺒري إﱃ ﻣﻌﺴﻜﺮ »اﻟﻬُ ﺮاءات« .ﻫﻞ ﻣﻦ ﻏري اﻹﻧﺼﺎف اﻧﺘﻘﺎء ﻫﺬا اﻟﺮﺟﻞ اﻧﺘﻘﺎءً ﻣﻦ ﺑني أﺷﺨﺎص آﺧﺮﻳﻦ ﻛﺜريﻳﻦ؟ رﺑﻤﺎ .ﰲ إﻃﺎر اﻟﻌﻤﻞ املﻴﺪاﻧﻲ اﻟﺒﻴﻮﻟﻮﺟﻲ ،ﻳﻠﻘﻲ اﻟﺒﺎﺣﺚ ﻋﺸﻮاﺋﻴٍّﺎ ﻋﲆ اﻷرض ﻣﺮﺑﱠﻌً ﺎ ﻳﺸﺘﻤﻞ ﻋﲆ أﺳﻼكٍ ﻳُﻄﻠِﻖ ﻋﻠﻴﻪ »ﻣﺮﺑﻊ ﻋﻴﻨﺎت« ،ﺛﻢ ﻳﻔﺤﺺ أي ﻋﻴﻨﺎت ﺗﻘﻊ ﺗﺤﺘﻪ ،وﻫﻮ اﻷﺳﻠﻮب اﻟﺬي اﺗﱠﺒَﻌْ ﺘُﻪ ﻣﻊ ﻣُﺨﺘَﴢ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ ،وإﱃ أن ﻳﻜﻮن ﻫﻨﺎك ﻗﺴﻢ ﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ ﻣﻊ وﺟﻮد ﺟﻴﺶ ﻣﻦ ﻃﻼب اﻟﺪﻛﺘﻮراه ﻳُﺠْ ﺮون ﺑﺤﻮﺛًﺎ َﻛﻤﱢ ﻴﱠﺔ ﺣﻮل أيﱞ ﻣﻦ ﻫﺆﻻء ﻫﻮ اﻷﺳﻮأ ،ﻟﻦ ﻧﻌﺮف أﺑﺪًا أيﱡ ﻣُﺨﺘَﴢ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ ﻫﻮ اﻷﺳﻮأ ﻋﲆ اﻹﻃﻼق .ﻳﺒﺪو ً ﻓﺎن ﺳﱰاﺗﻦ ً ﻟﻄﻴﻔﺎ وودودًا .وﻟﻜﻦ ﻳﺠﺐ أن ﻧﺒﺪأ ﻣﻦ ﻣﻜﺎن ﻣﺎ ﻟﻨﻌﺮف اﻷﺳﻮأ. رﺟﻼ ) (2-1ﻣﻼﺣﻈﺔ ،أم ﺗﺪ ﱡ َﺧﻞ؟ ﻫﻞ ﻳﺘﺴﺒﱠﺐ ﺻﻴﺎح اﻟﺪﻳﻚ ﰲ ﴍوق اﻟﺸﻤﺲ؟ ﻻ .ﻫﻞ ﻳﺠﻌﻞ ِز ﱡر اﻹﺿﺎءة ﻫﺬا اﻟﺤﺠﺮة أﻛﺜﺮ ً ﺳﻄﻮﻋً ﺎ؟ ﻧﻌﻢ .ﻗﺪ ﺗﺤﺪث اﻷﺷﻴﺎء ﰲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ ،ﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ ذﻟﻚ إﻻ ً ﺿﻌﻴﻔﺎ دﻟﻴﻼ ﻋَ َﺮ ِﺿﻴٍّﺎ ﻋﲆ وﺟﻮد ﻋﻼﻗﺔ ﺳﺒﺒﻴﺔ .ﻟﻜﻦ ﻳُﻌﺘﱪ ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻷدﻟﺔ ﺗﺤﺪﻳﺪًا ﻫﻮ اﻟﻨﻮع اﻟﺬي ً ﺼﻮ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ ﰲ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ً ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻪ ﻣُﺨﺘَ ﱡ داﻣﻐﺎ ﻋﲆ ادﱢﻋﺎءاﺗﻬﻢ ﰲ ﺛﺎﻧﻲ دﻟﻴﻼ ﺷﺎﺋﻌﺎﺗﻨﺎ اﻟﻜﺎذﺑﺔ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ. ً وﻓﻘﺎ ﻟﺼﺤﻴﻔﺔ »دﻳﲇ ﻣريور« ،ﺗُﻌﺘﱪ أﻧﺠﻴﻼ داودن — ﻣُﺨﺘَﺼﺔ ﺗﻐﺬﻳﺔ ﻣﻌﺘﻤﺪة — »راﺋﺪة اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ ﰲ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ« ،وﻫﻮ ﻟﻘﺐ ﻻ ﺗﺰال اﻟﺼﺤﻴﻔﺔ ﺗﺴﺘﺨﺪﻣﻪ ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ اﻧﺘﻘﺎدﻫﺎ ﻣﻦ ﻗِ ﺒَﻞ ﺟﻤﻌﻴﺔ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ؛ ﻟﻄﺮﺣﻬﺎ ادﱢﻋﺎءً ﰲ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم دون وﺟﻮد أي دﻟﻴﻞ ً ﺗﺸﻮﻳﻘﺎ ﻣﻦ ﻣﺜﺎل داودن :اﺳﺘﺸﻬﺎ ٌد ﻣﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﲆ اﻹﻃﻼق .ﻫﺎ ﻫﻮ ﻣﺜﺎل ﻣﺨﺘﻠِﻒ وأﻛﺜﺮ ﱢ ﻋﻤﻮدﻫﺎ ﰲ ﺻﺤﻴﻔﺔ »ﻣريور« ،ﻛﺘﺒﺖ ﻓﻴﻪ ﻋﻦ اﻷﻏﺬﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻘﻖ اﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﺸﻤﺲ أﺛﻨﺎء ﻣﻮﺟﺔ ﺣﺎرة» :وﺟﺪت دراﺳﺔ أﺳﱰاﻟﻴﺔ ﰲ ﻋﺎم ٢٠٠١أن زﻳﺖ اﻟﺰﻳﺘﻮن )ﻣﻤﺰوﺟً ﺎ ﺑﺎﻟﻔﻮاﻛﻪ، ً ﱡ ﺗﻐﻀﻦ اﻟﺠﻠﺪ .أﻛ ِﺜ ْﺮ ﻣﻦ ﺗﻨﺎول وﻗﺎﻳﺔ ﻳﻤﻜﻦ ﻗﻴﺎﺳﻬﺎ ﺿﺪ واﻟﺨﴬاوات ،واﻟﺒﻘﻮل( ﻳﻮﻓﺮ زﻳﺖ اﻟﺰﻳﺘﻮن ﻣﻦ ﺧﻼل اﺳﺘﺨﺪاﻣﻪ ﰲ ﻣﺘﺒﱢﻼت ﺳﻠﻄﺔ ،أو ِﺑ َﻐﻤْ ﺲ اﻟﺨﺒﺰ ﻓﻴﻪ ً ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺗﻨﺎوﻟﻪ ﻣﻊ اﻟﺰﺑﺪ«. 106
ﻫﺮاء اﻟﺴﺎﻋﺔ
ﺗﻠﻚ ﻧﺼﻴﺤﺔ ﻣﺤﺪﱠدة ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ،ﺗﻨﻄﻮي ﻋﲆ ادﱢﻋﺎء ﻣﺤﺪﱠد ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ،ﺗﺸري إﱃ ﻣﺮﺟﻊ ﻣﺤﺪﱠد ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ،وﺗﻨﻄﻮي ﻋﲆ ﻧﱪة ُﺳ ْﻠ َ ﻄ ِﻮﻳﺔ واﺛﻘﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ واﺿﺤﺔ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳُﻌﺘﱪ ﻧﻤﻮذﺟً ﺎ ملﺎ ﻳﻮﺟﺪ ﰲ اﻷوراق اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﻌني ﺑﻬﺎ ﻣُﺨﺘَ ﱡ ﺼﻮ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ ﰲ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم .ﻟﻨﺬﻫﺐْ ﱡ )»ﺗﻐﻀﻦ اﻟﺠﻠﺪ :ﻫﻞ ﻳﻤﻜﻦ إﱃ املﻜﺘﺒﺔ وﻧﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﻮرﻗﺔ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺸري إﻟﻴﻬﺎ داودن ً ﻓﺎرﻗﺎ؟« ﺑﻮرﺑﺎ إم ﺑﻲ وآﺧﺮون ،ذا ﺟﻮرﻧﺎل أوف ذا أﻣﺮﻳﻜﺎن ﻛﻮﻟﻴﺪج أن ﻳﺼﻨﻊ اﻟﻄﻌﺎم أوف ﻧﻴﻮﺗﺮﻳﺸﻦ ،ﻓﱪاﻳﺮ ٢٠٠١؛ ﻣﺠﻠﺪ ) ٢٠ﻋﺪد :(١ص .(٨٠–٧١ﻗﺒﻞ أن ﻧَﻤْ ﴤ ُﻗﺪُﻣً ﺎ، َ اﻟﺒﺤﺚ ﻧﻔﺴﻪ ،اﻟﺬي ﻳﺠﺐ أن ﻧﻜﻮن واﺿﺤني ﰲ أﻧﻨﺎ ﻧﻨﺘﻘﺪ »ﺗﻔﺴري« داودن ﻟﻬﺬا اﻟﺒﺤﺚ ،ﻻ ً وﺻﻔﺎ أﻣﻴﻨًﺎ ﻟﻠﻌﻤﻞ اﻟﺒﺤﺜﻲ اﻟﺬي ﻧ ُ ﱢﻔﺬ. ﻧﻔﱰض ﻛﻮﻧﻪ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه دراﺳﺔ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻋﲆ املﻼﺣﻈﺔ ،ﻻ دراﺳﺔ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻋﲆ اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻟﻌﻼﺟﻲ .ﻓﻠﻢ ﻳَﺠْ ِﺮ إﻋﻄﺎء اﻷﺷﺨﺎص املﺸﺎرﻛني ﰲ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ زﻳﺖ زﻳﺘﻮن ﻟﻔﱰة ﻣﻦ اﻟﻮﻗﺖ ﺛﻢ ﻗﻴﺎس اﻟﻔﺮوق ﰲ اﻟﺘﺠﺎﻋﻴﺪ؛ ﺑﻞ ﻋﲆ اﻟﻌﻜﺲ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ .اﺳﺘﻌﺎﻧﺖ اﻟﺪراﺳﺔ ﺑﺄرﺑﻊ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ً أﺷﺨﺎﺻﺎ ﻣﻦ اﻷﺷﺨﺎص ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﲆ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺤﻴﺎة ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﺷﻤﻞ ﻳﻮﻧﺎﻧﻴني ،وأﺳﱰاﻟﻴني ﻣﻦ أﺻﻮل إﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ-ﻛﻠﺘﻴﺔ ،وﺳﻮﻳﺪﻳني ،ووﺟﺪ ْ َت أن اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ً ً ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ — وأﻧﻤﺎ ً ٍ ﻃﺎ ﺣﻴﺎﺗﻴﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻗﺪ ﻧﻔﱰض ﻏﺬاﺋﻴﺔ ﻋﺎدات ﻳﻤﺘﻠﻜﻮن — ﻛﺎﻧﺖ ﻟﺪﻳﻬﻢ ً أﻳﻀﺎ ﻛﻤﻴﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﻐﻀﻨﺎت. ﻻ ﻳُﻌﺘﱪ ذﻟﻚ ﻣﻔﺎﺟﺄة ﻛﺒرية ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱄ ﱠ ،وﻳﻠﻘﻲ اﻟﻀﻮء ﻋﲆ ﻣﻮﺿﻮع ﺑﺴﻴﻂ ﺟﺪٍّا ﰲ ﻣﺠﺎل ﺑﺤﻮث اﻷﻣﺮاض اﻟﻮﺑﺎﺋﻴﺔ ﻳُﻌﺮف ﺑﺎﺳﻢ »املﺘﻐريات ا ُملﺤَ ﱢرية« ،وﻫﻲ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ أﺷﻴﺎء ﺗﺘﻌ ﱠﻠﻖ ﺑﻜ ﱟﻞ ﻣﻦ اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺠﺮي ﻗﻴﺎﺳﻬﺎ )اﻟﺘﺠﺎﻋﻴﺪ( واﻟﴚء اﻟﺬي ﻳﺠﺮي ﻗﻴﺎﺳﻪ )اﻟﻄﻌﺎم( ،ﻟﻜﻨﻬﺎ أﺷﻴﺎء ﻟﻢ ﺗﻔ ﱢﻜﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻌﺪُ .رﺑﻤﺎ ﺗُ ْﺮ ِﺑﻚ ﻫﺬه املﺘﻐريات ﻋﻼﻗﺔ ﺳﺒﺒﻴﺔ ﻇﺎﻫﺮﻳٍّﺎ، وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﻮﺟﺐ اﻟﺘﻔﻜري ﰲ ﻃﺮق اﺳﺘﺒﻌﺎد أو ﺗﻘﻠﻴﻞ املﺘﻐريات ا ُملﺤَ ﱢرية ﻷدﻧﻰ ﺣ ﱟﺪ ﻟﻠﻮﺻﻮل إﱃ اﻹﺟﺎﺑﺔ اﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ،أو ﻋﲆ اﻷﻗﻞ اﻻﻧﺘﺒﺎه اﻟﺸﺪﻳﺪ إﱃ وﺟﻮدﻫﺎ .وﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﻫﺬه اﻟﺪراﺳﺔ، ﻫﻨﺎك ﻣﺘﻐريات ﻣﺤرية أﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺑﺤﻴﺚ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ وﺻﻔﻬﺎ ﺟﻤﻴﻌً ﺎ. ً آ ُﻛ ُﻞ ﺟﻴﺪًا — ﻣﺘﻨﺎوﻻ اﻟﻜﺜري ﻣﻦ زﻳﺖ اﻟﺰﻳﺘﻮن ،ﻛﻴﻔﻤﺎ اﺗﻔﻖ — وﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﻟﺪيﱠ ﺗﺠﺎﻋﻴﺪ ﻛﺜرية .وأﻧﺘﻤﻲ ً أﻳﻀﺎ إﱃ ﺧﻠﻔﻴﺔ ﻃﺒﻘﻴﺔ ﻣﺘﻮﺳﻄﺔ ،وأﻣﻠﻚ ﻛﺜريًا ﻣﻦ املﺎل ،ووﻇﻴﻔﺔ ﻣﻜﺘﺒﻴﺔ ،وإذا ﺗﺠﺎﻫﻠﻨﺎ اﻟﺘﻬﺪﻳﺪات اﻟﻄﻔﻮﻟﻴﺔ ﺑﺎملﻘﺎﺿﺎة وﺑﺎﻟﻌﻨﻒ ﻣﻦ ﻗِ ﺒَﻞ اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺴﻤﺤﻮن ﺑﺄي ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ ﻷﻓﻜﺎرﻫﻢ ،ﺗُﺼ ِﺒﺢ ﻟﺪيﱠ ﺣﻴﺎة ﺧﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﴫاﻋﺎت ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم. أﻣﺎ اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﺣﻴﻮاﺗﻬﻢ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ ،ﻓﺴﻮف ﺗﻜﻮن ﻟﻬﻢ ﻧﻈﻢ ﻏﺬاﺋﻴﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﱠ ﺳﺠﻼت وﻇﻴﻔﻴﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ،وﺟﺮﻋﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ ،وﺗﺠﺎﻋﻴﺪ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ .ﺳﻴﻜﻮن ﻟﻬﺆﻻء 107
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ﻣﻦ اﻟﻀﻐﻮط ،وﻓﱰات ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﻌ ﱡﺮض ﻟﻠﺸﻤﺲ ،وﻣﺴﺘﻮﻳﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ اﻟﺜﺮاء، وﻣﺴﺘﻮﻳﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ اﻟﺪﻋﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ،وأﻧﻤﺎط ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ اﺳﺘﺨﺪام ﻣﺴﺘﺤﴬات اﻟﺘﺠﻤﻴﻞ ،وﻏريُ ذﻟﻚ ﻛﺜريٌ .أﺳﺘﻄﻴﻊ أن أﺗﺼﻮر أﺳﺒﺎﺑًﺎ ﻋﺪﻳﺪة ﱢ ﺗﻔﴪ وﺟﻮد ﺗﺠﺎﻋﻴﺪ أﻗﻞ ﻟﺪى اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻨﺎوﻟﻮن زﻳﺖ اﻟﺰﻳﺘﻮن ،دون أن ﻳﺤﺘﻞ زﻳﺖ اﻟﺰﻳﺘﻮن — ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ﻳﻠﻌﺐ دو ًرا ﺳﺒﺒﻴٍّﺎ؛ أي ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ﻳُﻔﴤ إﱃ أﺛﺮ ﻣﺎدي ﻓِ ﻌْ ِﲇ ﻋﲆ اﻟﺒﴩة ﻋﻨﺪ ﺗﻨﺎوﻟﻪ — ﻣﻜﺎﻧًﺎ ﺑﺎر ًزا ﰲ ﻗﺎﺋﻤﺔ أﺳﺒﺎﺑﻲ. ً إﻧﺼﺎﻓﺎ ﺗﺠﺎه ﻣُﺨﺘَﴢ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ — ﻫﻢ ﻟﻴﺴﻮا وﺣﺪﻫﻢ ﰲ واﻵن — وﺣﺘﻰ ﻧﺼ ِﺒﺢ أﻛﺜﺮ ﻋﺪم ﻗﺪرﺗﻬﻢ ﻋﲆ ﻓﻬﻢ أﻫﻤﻴﺔ املﺘﻐريات املﺤرية ،ﰲ ﻏﻤﺮة ﻟﻬﻔﺘﻬﻢ ﻟﻮﺟﻮد ﻗﺼﺔ واﺿﺤﺔ. ﻓﻔﻲ ﻛﻞ ﻣﺮة ﺗﻘﺮأ ﰲ إﺣﺪى اﻟﺼﺤﻒ ﱠ أن »ﺗﻨﺎ ُو َل ﻛﻤﻴﺔ ﻣﻌﺘﺪﻟﺔ ﻣﻦ اﻟﻜﺤﻮل« ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﻨﺘﻴﺠﺔ ﺻﺤﻴﺔ أﻓﻀﻞ — ﻛﻤﻌﺪﻻت إﺻﺎﺑﺔ أﻗﻞ ﺑﺄﻣﺮاض اﻟﻘﻠﺐ ،ﺳﻤﻨﺔ أﻗﻞ ،وأي ﳾء آﺧﺮ — أﺻﺤﺎب ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﻜﺤﻮل ﻛﺜريًا ،وأﺻﺪﻗﺎﺋِﻚ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ،اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﻮﻟﻮن: وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳُﺜﻠﺞ ﺻﺪو َر ِ »ﺣﺴﻨًﺎ ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺗﺮى ،ﻳﺒﺪو أﻧﻪ ﻣﻦ اﻷﻓﻀﻞ ﱄ أن أﺗﻨﺎول ً ﻗﻠﻴﻼ ﻣﻦ اﻟﻜﺤﻮل …« ﰲ ﺣني ﻳﺘﻨﺎوﻟﻮن اﻟﻜﺜري ﻣﻨﻪ — ﻻ ﺷﻚ أﻧﻚ ﺗﺮى أﻣﺎﻣﻚ ﰲ ﻫﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ ﺻﺤﻔﻴٍّﺎ ذا ذﻛﺎء ﻣﺤﺪود، ﻳﺒﺎﻟﻎ ﰲ ﺗﻔﺴري دراﺳﺔ ﺑﻬﺎ ﻣﺘﻐريات ﻣُﺤَ ﱢرية ﻛﺜرية ﺟﺪٍّا. ﻳﺮﺟﻊ ﻫﺬا — َو ْﻟﻨَﺘﱠ ِﺴ ْﻢ ﺑﺎﻷﻣﺎﻧﺔ ﻫﻨﺎ — إﱃ أن املﻤﺘﻨﻌني ﻋﻦ ﺗﻨﺎول اﻟﻜﺤﻮﻟﻴﺎت ﺗﻤﺎﻣً ﺎ أﺷﺨﺎﺻﺎ ﻏري ﻃﺒﻴﻌﻴني؛ ﻓﻬﻢ ﻟﻴﺴﻮا ﻛﺎﻵﺧﺮﻳﻦ .ﺳﻴﻜﻮن ﻟﺪى ﻫﺆﻻء ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﺳﺒﺐٌ ً ﻳُﻌﺘَ َﱪون ﻻﻣﺘﻨﺎﻋﻬﻢ ﻋﻦ ﺗﻨﺎول اﻟﻜﺤﻮل ،ورﺑﻤﺎ ﻳﻜﻮن ﻫﺬا اﻟﺴﺒﺐ أﺧﻼﻗﻴٍّﺎ ،أو ﺛﻘﺎﻓﻴٍّﺎ ،أو رﺑﻤﺎ ﻃﺒﻴٍّﺎ، ٌ ﺗﺄﺛريات إﻻ أن ﻫﻨﺎك ﺧﻄ ًﺮا داﻫﻤً ﺎ أن ﻳﻜﻮن ﻟﺴﺒﺐ اﻣﺘﻨﺎﻋﻬﻢ ﻋﻦ ﺗﻨﺎول اﻟﻜﺤﻮل ،أﻳٍّﺎ ﻣﺎ ﻛﺎن، أﺧﺮى ﻋﲆ ﺻﺤﺘﻬﻢ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳُﺮﺑﻚ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑني ﻋﺎدات ﴍﺑﻬﻢ واﻟﻌﻮاﻗﺐ اﻟﺼﺤﻴﺔ .ﻣﺜﻞ ﻣﺎذا؟ ﺣﺴﻨًﺎ ،رﺑﻤﺎ ﻳﻜﻮن اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻨﺘﻤﻮن إﱃ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت ﻋِ ْﺮﻗﻴﺔ ﻣﺤﺪﱠدة ﻳﺘﱠ ِﺴﻤﻮن ً أﻳﻀﺎ ﻋﲆ اﻷرﺟﺢ ﱢ ﺑﺎﻟﺴﻤْ ﻨﺔ؛ ﻟﺬا ﻳﺼﺒﺤﻮن أﻗﻞ ﺻﺤﺔ .رﺑﻤﺎ ﻳﻤﻴﻞ اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻤﺘﻨﻌﻮن ﻋﻦ ﺗﻨﺎول اﻟﻜﺤﻮل إﱃ اﻻﺳﺘﺰادة ﻣﻦ ﺗﻨﺎوُل اﻟﺸﻮﻛﻮﻻﺗﺔ ورﻗﺎﺋﻖ اﻟﺒﻄﺎﻃﺲ .رﺑﻤﺎ ﺗُﺠْ ِﱪُك ً أﺻﻼ ،ﻋﲆ اﻹﻗﻼع ﻋﻦ ﺗﻨﺎول اﻟﻜﺤﻮل ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﱢ ﻳﻐري ﻣﻦ ﺣﺎﻟﺘﻚ اﻟﺼﺤﻴﺔ اﻟﺴﻴﺌﺔ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ً ً ﺻﺤﺔ ﻣﻤﻦ ﻳﴩﺑﻮن ﺟﺎﻋﻼ املﻤﺘﻨﻌني ﻋﻦ ﺗﻨﺎول اﻟﻜﺤﻮل ﻳَﺒْﺪُون أﻗ ﱠﻞ ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻹﺣﺼﺎءات، اﻟﻜﺤﻮل ﺑﺎﻋﺘﺪال .رﺑﻤﺎ ﻳﻜﻮن املﻤﺘﻨﻌﻮن ﻋﻦ ﺗﻨﺎول اﻟﻜﺤﻮل ﻣﺪﻣﻨني ﰲ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﻌﺎﰲ .ﻣﻦ ﺑني ﻣَ ﻦ أﻋﺮف ،ﻳُﻌﺘﱪ ﻫﺆﻻء ﻋﲆ اﻷرﺟﺢ أﻛﺜﺮ اﻷﺷﺨﺎص اﻣﺘﻨﺎﻋً ﺎ ﻋﻦ ﺗﻨﺎول اﻟﻜﺤﻮل ﻋﲆ ﻟﻠﺴﻤْ ﻨﺔ ً اﻟﺪوام ،وﻫﻢ اﻷﻛﺜﺮ ً ﻣﻴﻼ ﻋﲆ اﻷرﺟﺢ ﱢ أﻳﻀﺎ؛ ﺟ ﱠﺮاء ﻛﻞ ﺗﻠﻚ اﻟﺴﻨﻮات اﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ﻣﻦ ً إدﻣﺎن اﻟﻜﺤﻮل .رﺑﻤﺎ ﻳﻜﺬب ُ ﻣﻄﻠﻘﺎ. ﺑﻌﺾ ﻣَ ﻦ ﻳﻘﻮﻟﻮن إﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﺘﻨﺎوﻟﻮن اﻟﻜﺤﻮل 108
ﻫﺮاء اﻟﺴﺎﻋﺔ
ﱠ ﻧﺘﻮﺧﻰ اﻟﺤَ َﺬر ﰲ ﺗﻔﺴري ﺑﻴﺎﻧﺎت املﻼﺣﻈﺔ ،وﻣﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮي أرى أن ﻟﻜﻞ ذﻟﻚ، داودن ﻗﺪ أﺟﺮت ﻋﻤﻠﻴﺔ اﺳﺘﻘﺮاء ﻣﺒﺎ َﻟ ًﻐﺎ ﻓﻴﻬﺎ اﺳﺘﻨﺎدًا إﱃ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت املﺘﻮاﻓﺮة ،ﰲ ﺧِ َﻀ ﱢﻢ ﺣﻤﺎﺳﻬﺎ ﻟﺘﻘﺪﻳﻢ ﺣِ ﻜﻤﺔ ﻏﺬاﺋﻴﺔ ﻣﺤﺪﱠدة »ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ« — ﺑﺜﻘﺔ وﻳﻘني ﻛﺒريﻳﻦ — ﰲ ﻋﻤﻮدﻫﺎ اﻟﺼﺤﻔﻲ )ﻟﻜﻦ رﺑﻤﺎ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻣﻌﻲ ﰲ ذﻟﻚ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ،وﻫﺎ أﻧﺖ اﻵن ﺗﻤﺘﻠﻚ اﻷدوات اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻼﺧﺘﻼف ﺑﺼﻮرة ذات ﻣﻐ ًﺰى(. إذا ﻛﻨﺎ ﻧﺘﱠ ِﺴﻢ ﺑﺎﻟﺤﺪاﺛﺔ ﺣﻴﺎل ﻫﺬا ،وأردﻧﺎ أن ﻧﻘﺪﱢم ﻧﻘﺪًا ﺑﻨﱠﺎءً ،ﻓﻤﺎذا ﻛﺎﻧﺖ داودن ﺳﺘﻜﺘﺐ ً ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ذﻟﻚ؟ أﻋﺘﻘﺪ ،ﻫﻨﺎ وﰲ ﻣﻮاﺿﻊ أﺧﺮى ،أﻧﻪ ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻤﺎ ﻗﺪ ﻳﻘﻮﻟﻪ اﻟﺼﺤﻔﻴﻮن وﻣَ ﻦ ﱢ ﻳﻨﺼﺒﻮن أﻧﻔﺴﻬﻢ »ﺧﱪاء« ،ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﻨﺎس ﺗﻤﺎم اﻻﺳﺘﻄﺎﻋﺔ َﻓﻬْ َﻢ اﻷدﻟﺔ ﻋﲆ ادﱢﻋﺎءٍ ﻣﺎ؛ وأي ﺷﺨﺺ ﻳُﺨﻔﻲ أو ﻳ َُﺸﻮﱢه ﺗﻠﻚ اﻷدﻟﺔ ،أو ﻳﺒﺎﻟﻎ ﻓﻴﻬﺎ — ﺣﺘﻰ ﻟﻮ أﺷﺎر ً ﻣﻌﺮوﻓﺎ إﱃ اﻟﻘﺎرئ — ﻻ ﺗﺴﺘﻘﻴﻢ ﻣﻘﺎﺻﺪه ﻋﲆ اﻷرﺟﺢ .وﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳُﻌﺘﱪ ﺿﻤﻨًﺎ إﱃ أﻧﻪ ﻳ ُْﺴﺪِي ﻣﺜﺎﻻ ﻣﻤﺘﺎ ًزا ﻋﲆ ﻣﻮاﺿﻊ ﺟﺎذﺑﻴﺔ اﻟﺘﻬﺪﻳﺪات ،واﻟﺬﱡﻋﺮ ،واﻟﺨﱪاء َ اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ ً اﻟﻘﻠِﻘِ ني وﻧﻈﺮﻳﺎت املﺆاﻣﺮة اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ،ﻟﻢ ﻳَﺠْ ِﺮ ﺗﻔﺴري املﺎدة اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ إﻻ ﻧﺎد ًرا. ﻟﺬا ،ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻘﺪوة ،ﻟﻮ ُ ﻛﻨﺖ ﺧﺒريًا ﻏﺬاﺋﻴٍّﺎ ﰲ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم ،رﺑﻤﺎ أﻗﻮل ،إذا ﺟﺮى اﻟﻀﻐﻂ ﻋﲇﱠ ،ﺑﻌﺪ إﺳﺪاء ﻛﻞ اﻟﻨﺼﺎﺋﺢ املﺘﻔﺎﺋﻠﺔ املﻨﻄﻘﻴﺔ» :وﺟﺪ أﺣﺪ اﻻﺳﺘﻄﻼﻋﺎت أن اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﻳُﻜﺜﺮون ﻣﻦ ﺗﻨﺎول زﻳﺖ اﻟﺰﻳﺘﻮن ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺗﺠﺎﻋﻴ ُﺪ أﻗﻞ «.ورﺑﻤﺎ أﺷﻌﺮ أﻧﻨﻲ ﻗﺎﺋﻼ» :ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﱠ ِﺒﻌﻮن ﻧ ُ ُ ً ﻈﻤً ﺎ ﻏﺬاﺋﻴﺔ ﻣُﻀﻄ ﱞﺮ إﱃ اﻹﺿﺎﻓﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﰲ ﻃﺒﻴﻌﺘﻬﺎ ﻗﺪ ﻳﺨﺘﻠﻔﻮن ﺑﻄﺮق ﻛﺜرية «.وﻟﻜﻦ ﺣﻴﻨﺌﺬ ،ﺳﺄﻛﺘﺐ ﻋﻦ اﻟﻄﻌﺎم ً أﻳﻀﺎ ﻄﺔ ﻋﲆ أي ﺣﺎل «.ﺣﻴﻨﻬﺎ ﻟﻦ ﻳﻮ ﱢ اﻟﺴ َﻠ َ ً ﻗﺎﺋﻼ» :ﻻ ﺗﻘﻠﻖ ،إﻟﻴﻚ وﺻﻔﺔ ﻟﺬﻳﺬة ﻟﺘَﺘْ ِﺒﻴ َﻠﺔ ﱠ ﻇﻔﻨﻲ أﺣ ٌﺪ ﻷﻛﺘﺐ ﻋﻤﻮدًا ﺣﻮل اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ. ) (3-1ﻣﻦ ﻃﺎوﻟﺔ اﻟﺒﺤﺚ املﻌﻤﲇ إﱃ أﻏﻠﻔﺔ املﺠﻼت اﻟﻔﺎﺧﺮة ﻳُﺤِ ﺐﱡ ﺧﱪاء اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ اﻻﺳﺘﺸﻬﺎد ﺑﺎﻟﺒﺤﻮث اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ املﻌﻤﻠﻴﺔ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ؛ ﻧﻈ ًﺮا ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺠﻌﻠﻬﻢ ﱠ املﻌﻘﺪ اﻟﻐﺎﻣﺾ ﻳَﺒْﺪُون ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﻮا ﻣﻨﺨﺮﻃني ﺑﻔﺎﻋﻠﻴ ٍﺔ ﰲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻞ اﻷﻛﺎدﻳﻤﻲ اﻟﻌﺎﱄ اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ .ﻟﻜﻦ ﻳﺠﺐ أن ﺗﺤﺬر ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻘﺔ اﺳﺘﻘﺮاﺋﻚ ﻣﻤﺎ ﻳﺤﺪث ﻟﺒﻌﺾ اﻟﺨﻼﻳﺎ ﺑﺤﺚ ﻣﻌﻤﻠﻴﺔ ،إﺳﻘﺎ ً ٍ ﻃﺎ ﻋﲆ اﻟﻨﻈﺎم املﻌﻘﺪ ﻟﻜﺎﺋﻦ ﺑﴩي ﺣﻲ؛ ﺣﻴﺚ ﰲ إﻧﺎء ،ﻋﲆ ﻃﺎوﻟﺔ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﺴري اﻷﺷﻴﺎء ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﻌﺎﻛ َِﺴﺔ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ ملﺎ ﻗﺪ ﻳُﺸري إﻟﻴﻪ اﻟﺒﺤﺚ املﻌﻤﲇ .ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أي ﳾء ﻗﺘﻞ اﻟﺨﻼﻳﺎ ﰲ أﻧﺒﻮب اﺧﺘﺒﺎر .ﻓﺒﺈﻣﻜﺎن ﺳﺎﺋﻞ ﻏﺴﻴﻞ اﻷﻃﺒﺎق ﻗﺘﻞ اﻟﺨﻼﻳﺎ ﰲ أﻧﺒﻮب اﺧﺘﺒﺎر ،إﻻ أﻧﻚ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ اﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﻪ ﰲ ﻋﻼج اﻟﴪﻃﺎن .وﻟﻴﺲ ﻫﺬا إﻻ ً ﻣﺜﺎﻻ 109
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
آﺧﺮ ﻋﲆ ﻛﻴﻒ أن ﻋﻠﻢ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ — ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ وﺻﻒ اﻟﻄﺐ اﻟﺒﺪﻳﻞ ﺑﻜﻠﻤﺎت ﺑﻠﻴﻐﺔ ﻣﺜﻞ ﻛﻠﻤﺔ »ﺷﺎﻣﻞ« — ﻳُﻌﺘﱪ ﰲ اﻟﻮاﻗﻊ ﺗﻘﻠﻴﺪًا ﻋﻼﺟﻴٍّﺎ ﻣﺘﻘﺎدﻣً ﺎ ،وﻏري ﻣﺘﻄﻮر ،وﻓﺠٍّ ﺎ ،وﻓﻮق ﻛﻞ ذﻟﻚ »اﺧﺘﺰاﻟﻴٍّﺎ«. ً ﺳﻨﺮى ﻻﺣﻘﺎ ﺑﺎﺗﺮﻳﻚ ﻫﻮﻟﻔﻮرد — ﱢ ﻣﺆﺳﺲ ﻣﻌﻬﺪ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ املﺜﺎﻟﻴﺔ — ﻳﻘﻮل إن ﻓﻴﺘﺎﻣني ج أﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﻋﻘﺎر ﻋﻼج اﻹﻳﺪز »إﻳﻪ زد ﺗﻲ« ﺑﻨﺎءً ﻋﲆ ﺗﺠﺮﺑ ٍﺔ ُﺳﻜِﺐَ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻴﺘﺎﻣني ج ﻋﲆ ﺑﻌﺾ اﻟﺨﻼﻳﺎ ﰲ إﻧﺎء .وﺣﺘﻰ ذﻟﻚ اﻟﺤني ،إﻟﻴﻚ ً ﻣﺜﺎﻻ ﻳُﻘﺪﱢﻣﻪ ﻣﺎﻳﻜﻞ ﻓﺎن ﺳﱰاﺗﻦ — اﻟﺬي ﺳﻘﻂ ﰲ ﻣﺮﺑﻊ ﻋﻴﱢﻨﺎﺗﻨﺎ ﻟﻸﺳﻒ ،وﻻ أرﻏﺐ ﰲ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺷﺨﺼﻴﺎت أﺧﺮى ﻛﺜرية أو إرﺑﺎﻛِﻚ ﺼﻬﺎ اﻟﻐﺬاﺋﻲ ً ِ — اﻟﺬي ﻳﻜﺘﺐ ﰲ »دﻳﲇ إﻛﺴﱪﻳﺲ« ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ﻣُﺨﺘَ ﱠ »أﻇﻬﺮت اﻟﺒﺤﻮث ﻗﺎﺋﻼ: اﻷﺧرية أن ﻣﺴﺤﻮق اﻟ ُﻜ ْﺮ ُﻛﻢ ﻳﻘﻲ ﺑﺼﻮرة ﻫﺎﺋﻠﺔ ﻣﻦ أﻧﻮاع ﻛﺜرية ﻣﻦ ﻣﺮض اﻟﴪﻃﺎن، ﺧﺎﺻﺔ ﴎﻃﺎن اﻟﱪوﺳﺘﺎﺗﺎ «.ﻫﺬه ﻓﻜﺮة ﺷﺎﺋﻘﺔ ،ﺟﺪﻳﺮة ﺑﺎملﺘﺎﺑﻌﺔ ،وﻗﺪ أُﺟﺮﻳﺖ ﺑﻌﺾ اﻟﺪراﺳﺎت املﻌﻤﻠﻴﺔ َ اﻟﺘﺨ ﱡﺮ ِﺻﻴﱠﺔ ﻋﲆ اﻟﺨﻼﻳﺎ ،ﻋﺎد ًة ﺧﻼﻳﺎ اﻟﻔﱤان ،ﺗﻨﻤﻮ أو ﻻ ﺗﻨﻤﻮ ﺗﺤﺖ املﻴﻜﺮوﺳﻜﻮﺑﺎت ،ﻣﻊ إﺿﺎﻓﺔ ﺧﻼﺻﺔ اﻟﻜﺮﻛﻢ إﻟﻴﻬﺎ .وﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺘﻮاﻓﺮ ﺑﻌﺾ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت املﺤﺪودة ﻟﻠﻨﻤﻮذج اﻟﺤﻴﻮاﻧﻲ ،ﻓﻠﻴﺲ ﻣﻦ اﻹﻧﺼﺎف ﺑﻤﻜﺎن اﻟﻘﻮل ﺑﺄن اﻟ ُﻜ ْﺮ ُﻛﻢ ،أو اﻟﻜﺎري ،ﰲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ» ،ﻳﻘﻲ ﺑﺼﻮرة ﻫﺎﺋﻠﺔ ﻣﻦ أﻧﻮاع ﻛﺜرية ﻣﻦ ﻣﺮض اﻟﴪﻃﺎن ،ﺧﺎﺻﺔ ﴎﻃﺎن اﻟﱪوﺳﺘﺎﺗﺎ« ،ﻟﺪى أﺷﺨﺎص ﺣﻘﻴﻘﻴني ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺮﺟﻊ ﻋﲆ أﻗﻞ ﺗﻘﺪﻳﺮ إﱃ ﻋﺪم اﻣﺘﺼﺎﺻﻪ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ. ﻗﺒﻞ أرﺑﻌني ﻋﺎﻣً ﺎ ،ﻛﺘﺐ رﺟﻞ ﻳُﺪﻋﻰ أوﺳﺘﻦ ﺑﺮادﻓﻮرد ﻫﻴﻞ ،اﻷب اﻟﺮوﺣﻲ ﻟﻸﺑﺤﺎث ً ﻋﺎﻣﻼ رﺋﻴﺴﻴٍّﺎ ﰲ اﻛﺘﺸﺎف اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑني اﻟﺘﺪﺧني وﴎﻃﺎن اﻟﻄﺒﻴﺔ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ — اﻟﺬي ﻛﺎن اﻟﺮﺋﺔ — ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻹرﺷﺎدات ،ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﻧﻮع ﻣﻦ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ املﺮﺟﻌﻴﺔ؛ ﻟﺘﻘﻴﻴﻢ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺴﺒﺒﻴﺔ ،واﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑني اﻟﺘﻌ ﱡﺮض ﻷﺣﺪ اﻟﻌﻼﺟﺎت وﻧﺘﺎﺋﺠﻪ .ﺗﻌﺘﱪ ﻫﺬه اﻹرﺷﺎدات ﺣَ ﺠَ َﺮ اﻷﺳﺎس ﰲ اﻟﻄﺐ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﲆ اﻷدﻟﺔ ،وﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﺎ ﺗﻜﻮن ﺟﺪﻳﺮة ﺑﺘﺬ ﱡﻛﺮﻫﺎ .ﻳﺠﺐ أن ﺗﻜﻮن ﱠ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﺛﻤﺔ ﻋﻼﻗﺔ ﺗﺮاﺑﻄﻴﺔ ﻗﻮﻳﺔ وﻣﺘﱠ ِﺴ َﻘﺔ ،وﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﴚء اﻟﺬي ﺗﺠﺮي دراﺳﺘﻪ؛ ﺑﺤﻴﺚ اﻟﺴﺒﺐ ا ُمل َ ﻌﺘﻘﺪ ﻗﺒﻞ اﻷﺛﺮ املﻔﱰض ﰲ اﻟﻮﻗﺖ املﻼﺋﻢ .وﺑﺸﻜﻞ ﻣﺜﺎﱄ ،ﻳﺠﺐ أن ﻳﻜﻮن ﺛﻤﺔ ﺗﺪ ﱡرج ﺑﻴﻮﻟﻮﺟﻲ؛ ﻣﺜﻞ أﺛﺮ ﺟﺮﻋﺔ-اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ؛ وﻳﺠﺐ أن ﺗﻜﻮن اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑني اﻟﺴﺒﺐ واﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ُﻣﺘﱠ ِﺴﻘﺔ ،أو ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﻻ ﺗﺘﻌﺎرض ﻛﻠﻴٍّﺎ ﻣﻊ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻌﺮوف ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ )ﻧﻈ ًﺮا ﻷن اﻻدﱢﻋﺎءات اﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﺗﺘﻄ ﱠﻠﺐ دﻻﺋﻞ اﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ( ،وﻳﺠﺐ ً أﻳﻀﺎ أن ﺗﻜﻮن اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑني اﻟﺴﺒﺐ واﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﻣﻨﻄﻘﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻟﺒﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ. ﱠ ﺑﻘﺪر ﻣﻦ املﺼﺪاﻗﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻟﺒﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ،وﳾء ﻳﺘﺤﲆ ﻣﺎﻳﻜﻞ ﻓﺎن ﺳﱰاﺗﻦ ﻫﻨﺎ ٍ ﱠ ﻳﺘﻮﺧﻮْن اﻟﺤﺬر اﻟﺸﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻄﺮﺣﻮن آﺧﺮ .ﻓﺎﻷﻃﺒﺎء واﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﻮن 110
ﻫﺮاء اﻟﺴﺎﻋﺔ
ٍ ﱢﻋﺎءات ﻛﻬﺬه ﺑﻨﺎءً ﻋﲆ أﺳﺲ واﻫﻴﺔ؛ ﻷن ﻫﺬا ﳾءٌ ﻳﺴﻤﻌﻪ املﺮء ﻛﺜريًا ﻣﻦ اﻷﺷﺨﺎص اد اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺮﻳﺪون ﺑﻴﻊ ﳾء ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﴍﻛﺎت اﻟﺪواء .وﻟﻴﺲ ﻋﲆ ﺟﻤﻬﻮر اﻟﻨﺎس أن ﻳﺘﻌﺎﻣﻠﻮا ﻣﻊ دﻋﺎﻳﺔ ﴍﻛﺎت اﻟﺪواء ﺑﺼﻮرة ﻋﺎﻣﺔ؛ إذ إن اﻟﴩﻛﺎت ﻏري ﻣﺴﻤﻮح ﻟﻬﺎ ﺣﺎﻟﻴٍّﺎ ﺑﻤﺨﺎﻃﺒﺔ ﺗﻜﻒ ﻋﻦ ﻣﻄﺎرة اﻷﻃﺒﺎء ﺑﻼ ﱡ ﱡ ﺗﻮﻗﻒ، املﺮﴇ ﰲ أوروﺑﺎ — وﻫﺬا ﳾء ﻣﺤﻤﻮد — ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻻ ﱠ وﻳﺘﻠﻘﻰ وﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻮن اﻟﻜﺜري ﻣﻦ ﻧﻔﺲ اﻟﺤِ ﻴَﻞ املﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﰲ ﺻﻨﺎﻋﺎت اﻟﻌﻼج اﻹﻋﺠﺎزي. املﺮء ﻫﺬه اﻟﺤﻴﻞ ﰲ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﻄﺐ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻠﻨﻲ ﻗﺎد ًرا ﻋﲆ ﺗﻌﺮﻳﻔﻚ ﺑﻬﺎ اﻵن. ﺣﺮﺻﺎ ً ً ﺑﺎﻟﻐﺎ ﻋﲆ اﻟﱰوﻳﺞ ﻟﻠﻤﻴﺰات اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ )ﻣﺜﻞ» :ﻳﻌﻤﻞ ﺗﺤﺮص ﴍﻛﺎت اﻟﺪواء ﻫﺬا اﻟﺪواء ﻋﲆ ﻣﺴﺘﻘ ِﺒﻼت زد ٤أﻛﺜﺮ؛ ﻟﺬا ﻓﺈن أﻋﺮاﺿﻪ اﻟﺠﺎﻧﺒﻴﺔ أﻗﻞ ﻻ ﻣﺤﺎﻟﺔ!«( أو ﺑﻴﺎﻧﺎت اﻟﺘﺠﺎرب ﻋﲆ اﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت أو »اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﺒﺪﻳﻠﺔ« )ﻣﺜﻞ» :ﻳُﺤَ ﱢﺴﻦ ﻫﺬا اﻟﺪواء ﻣﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ اﺧﺘﺒﺎرات اﻟﺪم؛ ﻟﺬا ﻳﻘﻲ ﻣﻦ اﻟﻨﻮﺑﺎت اﻟﻘﻠﺒﻴﺔ ﺣﺘﻤً ﺎ!«( َﻛ ُﱪْﻫﺎن ﻋﲆ ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ أو ﺗﻔﻮﱡق ﻣﻨﺘﺠﻬﺎ. ً ﺗﻔﺼﻴﻼ — إذا ﻛﺎن ﻗﺪ ﺣﺎﻟﻔﻚ ﻣﺎ ﻳﻜﻔﻲ وﺗﻠﻌﺐ اﻟﻜﺜري ﻣﻦ ﻛﺘﺐ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ اﻟﺮاﺋﺠﺔ اﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ اﻟﺤﻆ ﻟﻘﺮاءﺗﻬﺎ — ﺑﻮرﻗﺔ ﴍﻛﺔ اﻟﺪواء اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻫﺬه ﺑﺜﻘﺔ وﻗﻮة ﺷﺪﻳﺪﺗني .ﺳﺘﺰﻋﻢ ﻫﺬه اﻟﻜﺘﺐ ،ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل ،أن »ﺗﺠﺮﺑﺔ اﺳﺘﺨﺪام اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ املﻮ ﱠزﻋﺔ ﻋﺸﻮاﺋﻴٍّﺎ ﻛﻌﻨﴫ ﺿﺎﺑﻂ« أﻇﻬﺮت »ﻓﻮاﺋﺪ« ﻟﻔﻴﺘﺎﻣني ﻣﺤﺪد ،ﰲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﺗﻌﻨﻲ ﻓﻴﻪ أن اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻗﺪ أﻇﻬﺮت ﺗﻐريات ﰲ »ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺑﺪﻳﻠﺔ«. ُ ْ ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل ،رﺑﻤﺎ ﻟﻢ ﺗﻈ ِﻬﺮ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺳﻮى أن ﺛﻤﱠ ﺔ ﻛﻤﻴﺎت ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﻘﻴﺎس ﻣﻦ ً ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ، اﻟﻔﻴﺘﺎﻣني زادت ﰲ ﻣﺠﺮى اﻟﺪم ﺑﻌﺪ ﺗﻨﺎول أﺣﺪ اﻟﻔﻴﺘﺎﻣﻴﻨﺎت، وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳُﻌﺘﱪ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻋﺎدﻳﺔ ﺟﺪٍّا ﰲ ﺣﺪ ذاﺗﻬﺎ .ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ذﻟﻚ ،ﻳﺠﺮي ﺗﻘﺪﻳ ُﻢ ﻧﺘﺎﺋﺞ ً ً إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ .أو رﺑﻤﺎ ﺗﻜﻮن اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻗﺪ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻛﻬﺬه إﱃ اﻟﻘﺎرئ اﻟﻌﺎدي ﻏري اﻟﻮاﻋﻲ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ أﻇﻬﺮت أن ﺛﻤﺔ ﺗﻐريات ﰲ ﻣﺆﴍ دم آﺧﺮ ،رﺑﻤﺎ ﻣﺴﺘﻮى ﻣﻜﻮن ﻳﺼﻌﺐ ﻓﻬﻤﻪ ﰲ اﻟﺠﻬﺎز املﻨﺎﻋﻲ ﻳﻘﺪﱢﻣﻪ ﻣُﺨﺘَﺺ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ ،ﻣﺮة أﺧﺮى ،ﰲ اﻹﻋﻼم ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ً دﻟﻴﻼ ﺣﻘﻴﻘﻴٍّﺎ ﻋﲆ وﺟﻮد ﻓﺎﺋﺪة ﰲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻮاﻗﻌﻲ. ﻫﻨﺎك ﻣﺸﻜﻼت ﻣﻊ اﺳﺘﺨﺪام ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﺒﺪﻳﻠﺔ .ﻓﻐﺎﻟﺒًﺎ ﻣﺎ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﻫﺬه اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﺒﺪﻳﻠﺔ ارﺗﺒﺎ ً ﻃﺎ واﻫﻴًﺎ ﺑﺎملﺮض اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ،وﻓﻖ ﻧﻤﻮذج ﻧﻈﺮي ﻣﺠﺮد ﺗﻤﺎﻣً ﺎ ،وﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﺎ ﻳﺠﺮي ﺗﻄﻮﻳﺮﻫﺎ ﰲ اﻟﻌﺎﻟﻢ املﺜﺎﱄ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﻷﺣﺪ ﺣﻴﻮاﻧﺎت اﻟﺘﺠﺎرب اﻟﺘﻲ ﻳﺠﺮي اﺳﺘﻨﺴﺎﻟﻬﺎ ٍ ﻇﺮوف ﻣﻦ اﻟﺘﺤﻜﻢ اﻟﻨﻔﴘ اﻟﺸﺪﻳﺪ .ﻳﻤﻜﻦ اﺳﺘﺨﺪام ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺑﺪﻳﻠﺔ ﺟﻴﻨﻴٍّﺎ ،وﺗُﺴﺘﺒﻘﻰ ﺗﺤﺖ — ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ — ﻟﻄﺮح واﺧﺘﺒﺎر اﻟﻔﺮﺿﻴﺎت ﺣﻮل ﻣﺮض ﺣﻘﻴﻘﻲ ﻟﺪى إﻧﺴﺎن ﺣﻘﻴﻘﻲ، ﻈﻬﺮ اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ اﻟﺒﺪﻳﻠﺔ ﻋﻼﻗﺔ وإن ﻛﺎن ﻳﺠﺐ اﻟﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﺻﺤﺔ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺑﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ .ﻫﻞ ﺗُ ِ 111
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ﺟﺮﻋﺔ-اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ واﺿﺤﺔ؟ ﻫﻞ ﺗﺘﻨﺒﺄ اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ اﻟﺒﺪﻳﻠﺔ ﺑﺎملﺮض ﺗﻨﺒﱡ ًﺆا ﺻﺤﻴﺤً ﺎ ،أم أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻤﺜﱢﻞ إﻻ »ﻣﺘﻐريًا ﻣﺸﱰ ًﻛﺎ«؛ ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﺮﺗﺒ ً ﻄﺎ ﺑﺎملﺮض ﻋﲆ ﻧﺤﻮ ﻣﺨﺘﻠﻒ )ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل، ﻳﺘﺴﺒﱠﺐ »ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ« أﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﻳﺸﱰك ﰲ »اﻟﺘﺴﺒﺐ« ﻓﻴﻪ؟( ﻫﻞ ﺛﻤﺔ ﺗﻔﺮﻗﺔ واﺿﺤﺔ ﻣﺤﺪﱠدة ﺑني اﻟﻘﻴﻢ اﻟﻌﺎدﻳﺔ وﻏري اﻟﻌﺎدﻳﺔ؟ َ ﻳﺠﺐ أن أﻛﻮن واﺿﺤً ﺎ ﰲ أن ﻛ ﱠﻞ ﻣﺎ أﻓﻌﻠﻪ ﻫﻮ أﻧﻨﻲ أﺳﺘﻘﻲ اﻟﻜﻼم ﻣﻦ أﻓﻮاه ﻣُﺨﺘﴢ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ ا ُمل َ ﺤﺘﻔﻰ ﺑﻬﻢ ﻣﻦ ﻗِ ﺒَﻞ اﻹﻋﻼم؛ ﻓﻬﺆﻻء ﻳﻘﺪﱢﻣﻮن أﻧﻔﺴﻬﻢ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﻢ رﺟﺎ َل وﻧﺴﺎءَ ﻋﻠﻢ ،ﻳﻤﻠﺌﻮن أﻋﻤﺪﺗﻬﻢ ﰲ اﻟﺼﺤﻒ ،واﻟﱪاﻣﺞ اﻟﺘﻠﻴﻔﺰﻳﻮﻧﻴﺔ ،واﻟﻜﺘﺐ ،ﺑﻤﺮاﺟﻊ ﺗُﺤِ ﻴﻞ إﱃ ﺑﺤﻮث ﻋﻠﻤﻴﺔ .ﺑﻌﺪﻫﺎ أ ُ ْﺧ ِﻀ ُﻊ ﻣﺰاﻋِ ﻤَ ﻬﻢ إﱃ املﺴﺘﻮى ﻧﻔﺴﻪ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ ﻣﻦ اﻟﺒﺤﺚ ﱠ املﺪﻗﻖ اﻟﺸﺪﻳﺪ اﻟﺒﺴﺎﻃﺔ ،اﻟﺨﺎﱄ ﻣﻦ أي ﺗﻌﻘﻴ ٍﺪ أﺳﺘﺨﺪﻣﻪ ﻣﻊ أي ﻋﻤﻞ ﻧﻈﺮي ﺟﺪﻳﺪ ،وأي زﻋﻢ ﻣﻦ ﻗِ ﺒَﻞ ﴍﻛﺎت اﻟﺪواء ،وأي ﺧﻄﺎب ﺑﻼﻏﻲ ﻟﺘﺴﻮﻳﻖ أﻗﺮاص ،إﻟﺦ. ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳُﻌَ ﱡﺪ اﺳﺘﺨﺪام ﺑﻴﺎﻧﺎت اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﺒﺪﻳﻠﺔ أﻣ ًﺮا ﻣﻔﻬﻮﻣً ﺎ ،ﻳﺘﻤﻴﺰ أوﻟﺌﻚ اﻟﻌﺎرﻓﻮن ﱡ ﺑﺎﻟﺘﺤﻔﻆ واﻟﺤﺬر دوﻣً ﺎ .ﻓﻨﺤﻦ »ﻧﻬﺘﻢ« ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ اﻟﻨﻈﺮي املﺒ ﱢﻜﺮ ،ﻟﻜﻦ ﺑﺒﻮاﻃﻦ اﻷﻣﻮر اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ املﺘﻀﻤﱠ ﻨﺔ ﰲ ذﻟﻚ ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﺎ ﺗﻜﻮن» :رﺑﻤﺎ ﻳﻜﻮن اﻷﻣﺮ أﻛﺜﺮ ﺗﻌﻘﻴﺪًا ﻣﻦ ذﻟﻚ …« ﻓﺄﻧﺖ ﺳﱰﻏﺐ ﰲ أن ﺗُﻀﻔﻲ ﻋﲆ أي ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺑﺪﻳﻠﺔ أي أﻫﻤﻴﺔ ﻓﻘﻂ إذا ﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﻗﺮأت ﻛﻞ ﳾء ﻋﻦ اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ اﻟﺒﺪﻳﻠﺔ ،أو إذا ﻛﺎن ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻚ أن ﺗﻜﻮن ﰲ ﻏﺎﻳﺔ اﻟﻴﻘني ﻣﻦ أن اﻟﺸﺨﺺ اﻟﺬي ﻳﺆﻛﺪ ﻟﻚ ﺻﺤﱠ ﺘَﻬﺎ ﰲ ﻏﺎﻳﺔ اﻟﻜﻔﺎءة ،وﻛﺎن ﻳُﺠﺮي ﺗﻘﻴﻴﻤً ﺎ ﺳﻠﻴﻤً ﺎ ﻟﺠﻤﻴﻊ اﻟﺒﺤﻮث ﰲ ﻣﺠﺎل ﻣﺎ ،إﻟﺦ. ﺗﻨﺸﺄ ﻣﺸﻜﻼت ﻣﺸﺎ ِﺑﻬﺔ ﻣﻊ ﺑﻴﺎﻧﺎت ﺗﺠﺎرب اﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت .ﻻ أﺣﺪ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﻨﻜﺮ أن ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ذو ﻗﻴﻤﺔ ﰲ املﺠﺎل اﻟﻨﻈﺮي؛ ﻟﻮﺿﻊ اﻟﻔﺮﺿﻴﺎت ،أو ﻟﻺﺷﺎرة إﱃ ﻣﺨﺎﻃﺮ ﺗﺘﻌ ﱠﻠﻖ ﺑﺎﻷﻣﺎن ،ﻋﻨﺪ ﺗﻘﻴﻴﻤﻬﺎ ﺑﺤﺮص .ﻟﻜﻦ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﻣُﺨﺘَ ﱡ ﺼﻮ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ ﰲ اﻹﻋﻼم ،ﰲ ﻏﻤﺮة ﺷﻐﻔﻬﻢ ﺑﻄﺮح ﻣﺰاﻋﻢ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺄﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺤﻴﺎة ،ﺑﺎﻟﻌﻤﻰ اﻟﺸﺪﻳﺪ ﰲ ﻛﺜري ﻣﻦ اﻷﺣﻴﺎن ﺗﺠﺎه ﻣﺸﻜﻼت ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻫﺬه اﻷﻃﺮوﺣﺎت اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ املﻌﺰوﻟﺔ ﻋﲆ اﻟﺒﴩ ،وﺳﻴﻈﻦ أي ﺷﺨﺺ أﻧﻬﻢ ﻓﻘﻂ ﻳُﻨ َ ﱢﻘﺒﻮن ﰲ اﻹﻧﱰﻧﺖ ﺑﺤﺜًﺎ ﻋﻦ ﻧُﺘَﻒ ﻋِ ﻠﻤﻴﺔ ﻋﺸﻮاﺋﻴﺔ ﻟﺒﻴﻊ أﻗﺮاﺻﻬﻢ وﺧﱪاﺗﻬﻢ )ﺗﺨﻴﱠﻞ ذﻟﻚ( .ﻓﻌﲆ أي ﺣﺎل ،رﺑﻤﺎ ﻳﺨﺘﻠﻒ املﺮض واﻟﻨﺴﻴﺞ اﻟﺤﻲ ﰲ أﺣﺪ اﻟﻨﻤﺎذج اﻟﺤﻴﻮاﻧﻴﺔ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ ﻋﻦ املﺮض واﻟﻨﺴﻴﺞ ﰲ ﻧﻈﺎم ﺑﴩي ﺣﻲ ،ﺑﻞ إن ﻫﺬه املﺸﻜﻼت ﺗﻜﻮن أﻛﱪ ﻛﺜريًا ﻣﻊ ﻧﻤﻮذج اﻟﻄﺒﻖ اﻟﺰﺟﺎﺟﻲ ا ُمل ْﺨﺘَﱪي .ﻓﻘﺪ ﻳُﻔﴤ إﻋﻄﺎء اﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت ﺟﺮﻋﺎت ﻛﺒرية ﺑﺸﻜﻞ ﻏري ﻣﻌﺘﺎد ﻣﻦ املﻮاد اﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺔ إﱃ ﺗﺸﻮﻳﻪ املﺴﺎرات اﻷﻳﻀﻴﺔ املﻌﺘﺎدة ،وإﻋﻄﺎء ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻣﻀ ﱢﻠﻠﺔ، إﻟﺦ .ﻓﻤﺠﺮد ﻗﺪرة ﳾء ﻣﺎ ﻋﲆ زﻳﺎدة أو ﻧﻘﺼﺎن أﺣﺪ املﻜﻮﻧﺎت ﰲ أﺣﺪ اﻟﻨﻤﺎذج ﻻ ﻳﻌﻨﻲ 112
ﻫﺮاء اﻟﺴﺎﻋﺔ
أن ذﻟﻚ اﻟﴚء ﺳﻴﺆدي إﱃ اﻟﺘﺄﺛري ﻧﻔﺴﻪ ﻟﺪى أﺣﺪ اﻷﺷﺨﺎص ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺳﻨﺮى ﰲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ اﻟﺼﺎدﻣﺔ ﻋﻦ ﻣﻀﺎدات اﻷﻛﺴﺪة. ﻣﺎذا ﻋﻦ اﻟ ُﻜ ْﺮ ُﻛﻢ اﻟﺬي ﻛﻨﺎ ﻧﺘﺤﺪث ﻋﻨﻪ ﻗﺒﻞ أن أﺣﺎول أن أرﻳﻜﻢ اﻟﻌﺎ َﻟﻢ اﻟﻜﺎﻣﻞ ﻟﺘﻄﺒﻴﻖ اﻟﺒﺤﻮث اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﰲ ﻫﺬه اﻟﺬرة ﻣﻦ اﻟﺒﻬﺎر؟ ﺣﺴﻨًﺎ ،ﻧﻌﻢ ،ﻫﻨﺎك ﺑﻌﺾ اﻟﺪﻻﺋﻞ ﺗﺸري إﱃ أن اﻟﻜﺮﻛﻤني — وﻫﻮ ﻣﺮﻛﺐ ﻛﻴﻤﻴﺎﺋﻲ ﰲ اﻟﻜﺮﻛﻢ — ﻧ َ ِﺸ ٌ ﻂ ﺟﺪٍّا ﺑﻴﻮﻟﻮﺟﻴٍّﺎ ،ﺑﺸﺘﻰ اﻟﻄﺮق املﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﰲ ﻧ ُ ُ ﻈﻢ ﻛﺜرية ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ )ﻫﻨﺎك ً أﻳﻀﺎ أﺳﺲ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻟﻼﻋﺘﻘﺎد ﺑﺄن اﻟﻜﺮﻛﻤني ﻗﺪ ﻃﻨًﺎ ،ﻓﺤﺎذِ ْر( .ﻻ ﺷﻚ ﰲ أن ﻫﺬه املﺎدة ﺗﻌﺘﱪ ً ﻣﴪ َ ﻫﺪﻓﺎ ﺻﺎﻟﺤً ﺎ ﻟﻠﺒﺤﺚ. ﻳﻜﻮن ْ ﻟﻜﻦ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ اﻟﺰﻋﻢ ﺑﺄﻧﻨﺎ ﻳﺠﺐ أن ﻧﺄﻛﻞ املﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻜﺎري ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﻐﺬﻳﺔ اﻟﺠﺴﺪ ً ﱢ وﻗﺎﻳﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ أﺷﻜﺎل ﻛﺜرية »ﻳﻮﻓﺮ ﺑﻜﻤﻴﺔ أﻛﱪ ﻣﻨﻪ ،وﺑﺄن »اﻟﺒﺤﻮث اﻷﺧرية« أﻇﻬﺮت أﻧﻪ ﻣﻦ اﻟﴪﻃﺎن ،ﺧﺎﺻﺔ ﴎﻃﺎن اﻟﱪوﺳﺘﺎﺗﺎ« ،رﺑﻤﺎ ﻳﻜﻮن ﻣﻦ اﻷﻓﻀﻞ أن ﻳﱰﻳﱠﺚ املﺮء ﺣﻴﺎﻟﻪ وﻳﻀﻊ املﺰاﻋﻢ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﰲ ﺳﻴﺎق اﻟﺠﺴﺪ .ﻳﺠﺮي اﻣﺘﺼﺎص ﻛﻤﻴﺔ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺟﺪٍّا ﻣﻦ اﻟﻜﺮﻛﻤني اﻟﺬي ﺗﺘﻨﺎوﻟﻪ .وﻋﲆ املﺮء أن ﻳﺄﻛﻞ ﺟﺮاﻣﺎت ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻣﻨﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﺒﻠﻎ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت ﻛﺒرية ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺤﺪﻳﺪﻫﺎ ﻣﻦ املﺼﻞ ،ﻟﻜﻦ ﺣﺘﻰ ﻳﺤﺼﻞ املﺮء ﻋﲆ ﺟﺮاﻣﺎت ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻣﻦ »اﻟﻜﺮﻛﻤني« ،ﻳﺠﺐ ﺗﻨﺎول ١٠٠ﺟﺮام ﻣﻦ »اﻟ ُﻜﺮ ُﻛﻢ« .وﻣﺎ ﺑني اﻟﺒﺤﻮث واﻟﻮﺻﻔﺎت ،ﺛﻤﺔ أﺷﻴﺎء ﻛﺜرية ﻳﺠﺐ ﻋﲆ املﺮء اﻟﺘﻔﻜري ﻓﻴﻬﺎ أﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﻗﺪ ﻳﺨﱪك ﻣُﺨﺘَﺺ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ. ) (4-1اﻧﺘﻘﺎء اﻷدﻟﺔ ﺗﺘﻤﺜﱠﻞ اﻟﻔﻜﺮة ﻫﻨﺎ ﰲ أن ﺗﺤﺎول ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺟﻤﻴﻊ املﻌﻠﻮﻣﺎت ملﺴﺎﻋﺪة اﻵﺧﺮﻳﻦ ﻋﲆ ِ املﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻔﴤ إﱃ اﻟﺤﻜﻢ ﰲ اﺗﺠﺎه ﻣﺤﺪﱠد اﻟﺤﻜﻢ ﻋﲆ ﻗﻴﻤﺔ إﺳﻬﺎﻣﻚ ،ﻻ أو آﺧﺮ ﻓﻘﻂ. رﻳﺘﺸﺎرد ﺑﻲ ﻓﺎﻳﻨﻤﺎن َ َ ﻣﻠﻴﻮن ٍ ﴩ ﻫﻨﺎك ﻣﺎ ﻳُﻘﺪﱠر ﺑﺤﻮاﱄ ﻣﻨﺸﻮر ﺣﺘﻰ اﻵن ،و٥٠٠٠ ﻃﺒﻲ أﻛﺎدﻳﻤﻲ ﺑﺤﺚ ﺧﻤﺴﺔ ﻋَ َ َ ﱟ ﱟ ٍ ً ﻣﺘﻌﺎرﺿﺔ؛ ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻞ دورﻳﺔ ﺗُﻨﴩ ﺷﻬﺮﻳٍّﺎ .وﺳﻮف ﻳﺘﻀﻤﱠ ﻦ اﻟﻜﺜري ﻣﻦ ﻫﺬه املﻘﺎﻻت ﻣﺰاﻋ َﻢ ً ً ﺿﺨﻤﺔ .وﻣﻦ ﺛ َ ﱠﻢ ﻳﺘﺨﺬ اﻟﻨﺎس ﻋﲆ ﻣﻬﻤﺔ اﻧﺘﻘﺎء ﻣﺎ ﻫﻮ ذو ﺻﻠﺔ — وﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﺑﺬي ﺻﻠﺔ — ً ﻃﺮﻗﺎ ﻣﺨﺘﴫة ﱢ ﻟﺘﻠﻘﻲ املﻌﻠﻮﻣﺎت؛ ﻓﺘﺠﺪﻧﺎ ﻧﻌﺘﻤﺪ ﻋﲆ ﻣﻘﺎﻻت ﻧﻘﺪﻳﺔ ،أو ﻋﲆ ﻧﺤﻮ ﺣﺘﻤﻲ ﺗﺤﻠﻴﻼت ﻣﺎوراﺋﻴﺔ ،أو ﻛﺘﺐ أﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ ﻣﻘ ﱠﺮرة ،أو ﺷﺎﺋﻌﺎت ﻏري ﻣﺆ ﱠﻛﺪة ،أو ﻋﺮوض ﺻﺤﻔﻴﺔ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻋﲆ اﻟﺜﺮﺛﺮة ﺣﻮل أﺣﺪ املﻮﺿﻮﻋﺎت. 113
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ﻫﺬا إذا ﻛﻨﺖ ﻣﻬﺘﻤٍّ ﺎ ﺑﺎﻟﻮﺻﻮل إﱃ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ .ﻣﺎذا ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﺪﻳﻚ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﻣﺤﺪدة ﺗﺮﻳﺪ أن ﺗﺜﺒﺘﻬﺎ؟ ﺛﻤﺔ ﺑﻌﺾ اﻻﻓﱰاﺿﺎت ﰲ ﻏﺎﻳﺔ اﻟﺴﺨﻒ؛ ﺣﺘﻰ إﻧﻚ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺷﺨﺼﺎ واﺣﺪًا ﻳﺤﻤﻞ درﺟﺔ اﻟﺪﻛﺘﻮراه ﰲ أي ﻣﻜﺎن ﰲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻳ َ ً ُﺼﺪﱢق ﻟﻚ أن ﺗﺠﺪ وﻟﻮ ﻋﲆ ﺻﺤﺘﻬﺎ؛ وﺑﺎملﺜﻞ ﻫﻨﺎك ﻣﺰاﻋﻢ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﰲ اﻟﻄﺐ ﰲ ﻏﺎﻳﺔ اﻟﺴﺨﻒ ،ﺣﺘﻰ إن املﺮء ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺑﺄي ﺣﺎل ﻣﻦ اﻷﺣﻮال اﺳﺘﺤﻀﺎر أي دﻟﻴﻞ ﺗﺠﺮﻳﺒﻲ ﻣﻨﺸﻮر ﻳﺆﻳﺪﻫﺎ ،ﻟﻜﻦ ﻳﻤﻜﻨﻚ وﻗﺘﻬﺎ أن ﺗﺬﻛﺮ ﻋﻼﻗﺔ واﻫﻴﺔ ،وأن ﺗﻨﺘﻘﻲ اﻷدﺑﻴﺎت اﻧﺘﻘﺎءً ﻣﺘﺤﻴ ًﺰا ،وﺗﺸري ﻓﻘﻂ إﱃ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺆﻛﺪ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮك. ﻣﻘﺎل ﺣﻮل ﺗﺄﺗﻲ إﺣﺪى أﻋﻈﻢ اﻟﺪراﺳﺎت ﻋﻦ اﻧﺘﻘﺎء اﻷدﻟﺔ ﰲ اﻷدﺑﻴﺎت اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ ﻣﻦ ٍ ﻟﻴﻨﻮس ﺑﻮﻟﻨﺞ ،اﻷب اﻟﺮوﺣﻲ ﻟﻌﻠﻢ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ اﻟﺤﺪﻳﺚ ،وﻋﻤﻠﻪ اﻹﺑﺪاﻋﻲ ﺣﻮل ﻓﻴﺘﺎﻣني ج واﻟﱪد .ﻓﻔﻲ ﻋﺎم ،١٩٩٣ﻧﴩ ﺑﻮل ﻧﻴﺒﺴﺘﺸﺎﻳﻠﺪ ،أﺳﺘﺎذ ﻋﻠﻢ اﻷوﺑﺌﺔ ﰲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺎﺳﱰﺧﺖ، ً ﻓﺼﻼ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ اﻷﻛﺎدﻳﻤﻲ املﻘ ﱠﺮر اﻟﻌﻈﻴﻢ »املﺮاﺟﻌﺎت املﻨﻬﺠﻴﺔ« .ﻗﺎم ﻧﻴﺒﺴﺘﺸﺎﻳﻠﺪ ﺑﻤﻬﻤﺔ ﺷﺎﻗﺔ اﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﺗﺘﻤﺜﱠﻞ ﰲ ﺗﻨﺎول أدﺑﻴﺎت اﻟﺒﺤﻮث ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎن ﺑﻮﻟﻨﺞ ﻳﻌﻤﻞ، وأﺧﻀﻌﻬﺎ إﱃ ﻧﻔﺲ املﺮاﺟﻌﺔ املﻨﻬﺠﻴﺔ اﻟﻔﺎﺣﺼﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺠﺪﻫﺎ املﺮء ﰲ ورﻗﺔ ﺑﺤﺜﻴﺔ ﺣﺪﻳﺜﺔ. وﺟﺪ ﻧﻴﺒﺴﺘﺸﺎﻳﻠﺪ أﻧﻪ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺸري ﺑﻌﺾ اﻟﺘﺠﺎرب إﱃ أن ﻓﻴﺘﺎﻣني ج ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺑﺒﻌﺾ اﻟﻔﻮاﺋﺪ ،ﻓﺈن ﺑﻮﻟﻨﺞ اﻗﺘﺒﺲ ﺑﺸﻜﻞ اﻧﺘﻘﺎﺋﻲ ﺑﻌﺾ اﻷدﻟﺔ ﻣﻦ اﻷدﺑﻴﺎت املﻨﺸﻮرة ﻹﺛﺒﺎت وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮه .وﺣني أﺷﺎر ﺑﻮﻟﻨﺞ إﱃ ﺑﻌﺾ اﻟﺘﺠﺎرب اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﺎﻗﺾ ﻧﻈﺮﻳﺘﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﺣﺎد ،ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻔﻌﻞ ذﻟﻚ إﻻ ﻟﺪﺣﺾ ﻣﺰاﻋﻤﻬﺎ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻗﺎﴏ ًة ﻣﻨﻬﺠﻴٍّﺎ .ﻟﻜﻦ ﻣﺜﻠﻤﺎ أوﺿﺢ ٌ ﻓﺤﺺ ﻣﻮﺿﻮﻋﻲ ،ﻛﺎﻧﺖ اﻷوراق اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ اﻟﺘﻲ اﺳﺘﺸﻬﺪ ﺑﻬﺎ ﻟﺪﻋﻢ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮه ﻗﺎﴏ ًة ً أﻳﻀﺎ. دﻓﺎﻋً ﺎ ﻋﻦ ﺑﻮﻟﻨﺞ ،ﻛﺎن ﻋﴫه ﻋﴫًا اﺗﱠﺴﻤﺖ ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﻨﺎس ﻓﻴﻪ ﺑﺎملﺤﺪودﻳﺔ ،ورﺑﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ واﻋﻴًﺎ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ ﺑﻤﺎ ﻛﺎن ﻳﻔﻌﻞ .أﻣﺎ اﻟﻴﻮم ،ﻓﻘﺪ ﺻﺎر اﻧﺘﻘﺎء اﻷدﻟﺔ أﺣﺪ أﻛﺜﺮ املﻤﺎرﺳﺎت املﺸﺒﻮﻫﺔ ﺷﻴﻮﻋً ﺎ ﰲ ﻣﺠﺎل اﻟﻌﻼﺟﺎت اﻟﺒﺪﻳﻠﺔ ،ﺧﺎﺻﺔ ﰲ ﻣﺠﺎل ﻋﻠﻢ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ؛ ﺣﻴﺚ ﻳﺒﺪو ً ً ﻣﻤﺎرﺳﺔ ﻋﺎدﻳ ًﱠﺔ ﻓﻴﻪ )ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻣﻘﺒﻮﻟﺔ ﺑﺼﻮرة أﺳﺎﺳﻴﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره اﻧﺘﻘﺎء اﻷدﻟﺔ اﻷﻣﺮ ،اﻧﺘﻘﺎء اﻷدﻟﺔ ﻫﺬا ﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻋﲆ ﺗﻮﺻﻴﻒ ﻣﺎ ﻳﺘﺼﻮره ﻣﻌﺎﻟﺠﻮ اﻟﻄﺐ اﻟﺒﺪﻳﻞ ﻧﺤﻮ ﻣﺒﺎ َﻟﻎ ﻓﻴﻪ ﻧﻮﻋً ﺎ ﻣﺎ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره »ﻣﻨﻈﻮرﻫﻢ املﻨﻬﺠﻲ اﻟﺒﺪﻳﻞ«( .ﻳﺤﺪث ﻫﺬا ﰲ ﻣﺠﺎل ﻋﲆ ٍ َ ً املﻤﺎرﺳﺎت اﻟﻄﺒﻴﺔ اﻟﺸﺎﺋﻌﺔ أﻳﻀﺎ ،ﻣﻊ ﻓﺎرق أﺳﺎﳼ؛ أﻻ وﻫﻮ أن اﻧﺘﻘﺎء اﻷدﻟﺔ ﻳُﻨﻈﺮ إﻟﻴﻪ ً ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻛﱪى ،وﻗﺪ ﺑُﺬِل ﺟﻬ ٌﺪ ﱞ ﱡ ﻟﻠﺘﻮﺻﻞ إﱃ ﺣ ﱟﻞ ﻟﻬﺎ. ﺷﺎق ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ﱠ ً َ ﱡ ﻳﺘﻤﺜﻞ اﻟﺤﻞ ﰲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻳُﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ »املﺮاﺟﻌﺔ املﻨﻬﺠﻴﺔ« .ﻓﺒﺪﻻ ﻣﻦ اﻟﺘﺴﻜﻊ ﻋﲆ ﱠ ﻣﻨﺘﺞ ﻣﺎ، املﻔﻀﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺪﻋﻢ اﻟﺘﺤﻴﺰات وﺗﺴﺎﻋﺪ ﻋﲆ ﺑﻴﻊ اﻹﻧﱰﻧﺖ واﻧﺘﻘﺎء اﻷوراق اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ ٍ 114
ﻫﺮاء اﻟﺴﺎﻋﺔ
َ اﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ ٍ ﺑﺤﺚ واﺿﺤﺔ ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﲆ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ﻳﻜﻮن ﻟﺪﻳﻚ ،ﰲ ﺣﺎﻟﺔ املﺮاﺟﻌﺔ املﻨﻬﺠﻴﺔ، )املﺬﻛﻮرة ٍّ ﻧﺼﺎ ﰲ ورﻗﺔ اﻟﺒﺎﺣﺚ ،ﺑﻞ ﺗﺸﻤﻞ ﻣﺼﻄﻠﺤﺎت اﻟﺒﺤﺚ اﻟﺘﻲ اﺳﺘﻌﺎن ﺑﻬﺎ اﻟﺒﺎﺣﺚ ﰲ ﻗﻮاﻋﺪ ﺑﻴﺎﻧﺎت اﻷوراق اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ( ،ﺛﻢ ﻳﻘﻮم اﻟﺒﺎﺣﺚ ﺑﺠﺪوﻟﺔ ﺧﺼﺎﺋﺺ ﻛﻞ دراﺳﺔ ﻳﺠﺪﻫﺎ، ﺛﻢ ﻳﻘﻴﺲ — ٍّ ﻏﺎﺿﺎ اﻟﺒﴫ ﻋﻦ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ — اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ املﻨﻬﺠﻴﺔ ﻟﻜﻞ ورﻗﺔ ﺑﺤﺜﻴﺔ )ﺣﺘﻰ ﻳﺮى ً ً ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑني اﻟﺒﺪاﺋﻞ ،وأﺧريًا ﻣﻨﺼﻔﺎ ﻓﻴﻬﺎ( ،ﺛﻢ ﻳﻌﻘﺪ اﻟﺒﺎﺣﺚ إﱃ أيﱢ درﺟﺔ ﻛﺎن اﻻﺧﺘﺒﺎر ﻳﻘﺪﱢم ﱠ ﻣﻠﺨ ً ﺼﺎ ﻧﻘﺪﻳٍّﺎ ﻣﺘﻮازﻧًﺎ. ﻫﺬا ﻫﻮ ﻣﺎ ﻳُﻄﺒﱠﻖ ﰲ ﻛﻮﻛﺮﻳﻦ ﻛﻮﻻﺑﻮرﻳﺸﻦ ﰲ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﺮﻋﺎﻳﺔ اﻟﺼﺤﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺼﺎدﻓﻬﺎ املﺆﺳﺴﺔ ،ﺑﻞ ﺗﺪﻋﻮ ً أﻳﻀﺎ اﻟﻨﺎس إﱃ ﻃﺮح أﺳﺌﻠﺔ إﻛﻠﻴﻨﻴﻜﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﰲ ﺣﺎﺟﺔ إﱃ إﺟﺎﺑﺔ .وﻗﺪ ﻛﺸﻒ ﻫﺬا اﻟﺘﻤﺤﻴﺺ اﻟﺸﺪﻳﺪ ﻟﻠﻤﻌﻠﻮﻣﺎت ﻋﻦ ﻓﺠﻮات ﻫﺎﺋﻠﺔ ﰲ املﻌﺮﻓﺔ؛ إذ ﻛﺸﻒ ﻋﻦ أن »أﻓﻀﻞ املﻤﺎرﺳﺎت« ﻛﺎﻧﺖ ﰲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن ﻗﺎﴏ ًة ﻗﺼﻮ ًرا ً ﻗﺎﺗﻼ ،وﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﻨﻘﻴﺐ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻨﻬﺠﻲ ﰲ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت املﺘﻮاﻓﺮة ﻣﻘﺪﱠﻣً ﺎ ،أﻓﴣ ﻫﺬا اﻟﺘﻤﺤﻴﺺ اﻟﺸﺪﻳﺪ إﱃ إﻧﻘﺎذ أرواح أﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺘﺼﻮر املﺮء .ﰲ اﻟﻘﺮن اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﴩ ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻗﺎل ﻃﺒﻴﺐ اﻟﺼﺤﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﻮﻳﺮ ﺟﺮاي ،أﺣﺮزﻧﺎ ﺗﻘﺪﱡﻣً ﺎ ﻋﻈﻴﻤً ﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻮﻓري ﻣﻴﺎه ﻧﻈﻴﻔﺔ ً ﻣﻤﺎﺛﻼ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻮﻓري ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻧﻈﻴﻔﺔ ﻧﻘﻴﱠﺔ. ﻧﻘﻴﺔ .وﰲ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﴩﻳﻦ ،أﺣﺮزﻧﺎ ﺗﻘﺪﻣً ﺎ َ وﺗُﻌﺘﱪ املﺮاﺟﻌﺎت املﻨﻬﺠﻴﺔ إﺣﺪى أﻋﻈﻢ أﻓﻜﺎر اﻟﻔﻜﺮ اﻟﺤﺪﻳﺚ ،وﻳﺠﺐ أن ﻳُﺤﺘﻔﻰ ﺑﻬﺎ. ) (2ﻃﺮح ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻣﻀﺎدﱠات اﻷﻛﺴﺪة رأﻳﻨﺎ أﻧﻮاﻋً ﺎ ﻣﻦ اﻷﺧﻄﺎء ﻳﺮﺗﻜﺒﻬﺎ أوﻟﺌﻚ ﰲ ﺣﺮﻛﺔ ﻋِ ﻠﻢ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ ﰲ ﻣﺤﺎوﻻﺗﻬﻢ اﻟﺤﺜﻴﺜﺔ ﻟﺘﱪﻳﺮ ً ً وﺗﻘﻨﻴﺔ .وﻟﻌﻞ اﻷﻣﺮ اﻟﺒﺎﻋﺚ ﻋﲆ اﻟﴪور أﻛﺜﺮ ﻫﻮ أن ﻧﻠﺘﻤﺲ ﻓﻬﻤﻨﺎ ﻏﻤﻮﺿﺎ ﻣﺰاﻋﻤﻬﻢ اﻷﻛﺜﺮ اﻟﺠﺪﻳﺪ وﻧﻄﺒﱢﻘﻪ ﻋﲆ أﺣﺪ املﺰاﻋﻢ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﰲ ﺣﺮﻛﺔ ﻋﻠﻢ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ ،ﺑﻞ ﻋﲆ اﻋﺘﻘﺎد واﺳﻊ اﻻﻧﺘﺸﺎر إﱃ ﺣ ﱟﺪ ﻣﺎ ﻋﻤﻮﻣً ﺎ؛ أﻻ وﻫﻮ اﻟﺰﻋﻢ ﺑﺄن املﺮء ﻳﺠﺐ أن ﻳﺄﻛﻞ املﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﻣﻀﺎدﱠات اﻷﻛﺴﺪة. ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻧﻌﺮف اﻵن ،ﻫﻨﺎك ﻃﺮق ﻛﺜرية ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ اﻷدﻟﺔ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ املﺆﻳﺪة ﻷﺣﺪ ٌ ﺑﻤﻜﺎن أن ﺗُ ِ ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ وﺣﻴﺪة إﱃ رﺑﻂ ﺟﻤﻴﻊ اﻷدﻟﺔ ﻔﴤ اﻻدﱢﻋﺎءات ﺗﱰاﻛﻢ أم ﻻ ،وﻣﻦ اﻟﻨﺎدر ٍ ﰲ ﺣﺰﻣﺔ واﺣﺪة ﻣﺘﻴﻨﺔ .ﰲ ﺣﺎﻟﺔ أﺣﺪ اﻻدﱢﻋﺎءات ﺣﻮل اﻟﻄﻌﺎم ،ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل ،ﻫﻨﺎك أﺷﻴﺎء ﱠ ﻛﻮن اﻟﻄﺮح ﻣﻨﻄﻘﻴٍّﺎ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ، ﻛﺜرية ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺘﻘﺼﺎﻫﺎ املﺮء؛ ﻣﺜﻞ ِ أو ﻛﻮﻧِﻪ ﻣﺪﻋﻮﻣً ﺎ ﺑﻤﺎ ﻧﻌﺮﻓﻪ ﻣﻦ ﻣﻼﺣﻈﺔ اﻟﻨ ﱡ ُ ﻛﻮن اﻟﻄﺮح ﻈﻢ اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ واﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﺼﺤﻴﺔ ،أو ِ ﺗﺪﻋﻤﻪ »ﺗﺠﺎرب ﻋﻼﺟﻴﺔ«؛ ﺣﻴﺚ ﻳﺠﺮي إﻋﻄﺎء إﺣﺪى املﺠﻤﻮﻋﺘني ﻧﻈﺎﻣً ﺎ ﻏﺬاﺋﻴٍّﺎ ،واملﺠﻤﻮﻋﺔ 115
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
وﻛﻮن ﺗﻠﻚ اﻟﺘﺠﺎرب ﺗﻘﻴﺲ ﻧﺘﺎﺋﺞ واﻗﻌﻴﺔ؛ ﻣﺜﻞ »املﻮت« ،أو ﻧﺘﻴﺠﺔ اﻷﺧﺮى ﻧﻈﺎﻣً ﺎ آﺧﺮ، ِ ﺑﺪﻳﻠﺔ؛ ﻣﺜﻞ اﺧﺘﺒﺎر دم ،ﺗﺮﺗﺒﻂ اﻓﱰاﺿﻴٍّﺎ ﻓﻘﻂ ﺑﻤﺮض ﻣﺎ. ﻻ أﻫﺪف ﻫﻨﺎ ﺑﺄي ﺣﺎل ﻣﻦ اﻷﺣﻮال إﱃ اﻹﺷﺎرة إﱃ أن ﻣﻀﺎدات اﻷﻛﺴﺪة ﻻ ﺗَﻤ ﱡ ُﺖ ﺑﺄي ﺻﻠﺔ »ﻛﻠﻴٍّﺎ« ﻟﻠﺼﺤﺔ .وإذا ﻛﺎن ﻟﺪيﱠ ﺷﻌﺎ ٌر أﺿﻌﻪ ﻋﲆ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ،ﻓﺴﻴﻜﻮن: »أﻋﺘﻘﺪ أﻧﻚ ﺳﺘﺠﺪ اﻷﻣﺮ أﻛﺜﺮ ﺗﻌﻘﻴﺪًا ﻣﻦ ذﻟﻚ «.إﻧﻨﻲ أﻫﺪف إﱃ »ﻃﺮح املﺸﻜﻠﺔ« املﺘﻌ ﱢﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺮؤﻳﺔ اﻟﺘﻐﺬوﻳﺔ اﻟﺴﺎﺋﺪة ﺣﻮل ﻣﻀﺎدات اﻷﻛﺴﺪة ،اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺨ ﱠﻠﻒ ﺣﺎﻟﻴٍّﺎ ﺑﻨﺤﻮ ﻋﴩﻳﻦ ﻋﺎﻣً ﺎ ﻋﻦ اﻟﺪﻻﺋﻞ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ. ُ ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻮر ﻧﻈﺮي ﺑﺤﺖ ،ﺗﻌﺘﱪ ﻓﻜﺮة أن ﻣﻀﺎدات اﻷﻛﺴﺪة ﻣﻔﻴﺪة ﻟﻠﺼﺤﺔ ﻓﻜﺮة ُ ﻛﻨﺖ ﻃﺎﻟﺒًﺎ ﰲ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﻄﺐ — ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ذﻟﻚ ﻣﻨﺬ وﻗﺖ ﻃﻮﻳﻞ — ﻛﺎن ﺟﺬاﺑﺔ .ﻋﻨﺪﻣﺎ أﻛﺜﺮ اﻟﻜﺘﺐ اﻟﺪراﺳﻴﺔ ﺷﻴﻮﻋً ﺎ ﰲ اﻟﻜﻴﻤﻴﺎء اﻟﺤﻴﻮﻳﺔ ﻳُﺴﻤﻰ »ﺳﱰاﻳﺮ« .ﻳَﻌِ ﺞﱡ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﻄﺎت ﱡ اﻟﻀﺨﻢ ﺑﻤﺨ ﱠ ﻄ ِ ﺗﺪﻓ ٍﻖ ﻣﺘﺪاﺧﻠﺔ ﻣﻌﻘﺪة ﺣﻮل ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺗﺤ ﱡﺮك املﻮاد اﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺔ — وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺘﺄ ﱠﻟﻒ ﻣﻨﻪ اﻹﻧﺴﺎن — ﻋﱪ اﻟﺠﺴﺪ .ﻳﻌﺮض اﻟﻜﺘﺎب ﻛﻴﻒ ﺗُ َﻜ ﱠﴪ اﻹﻧﺰﻳﻤﺎت املﺨﺘﻠﻔﺔ إﱃ ﻋﻨﺎﴏ ﺟﺰﻳﺌﻴﺔ ﻣﻜﻮﻧﺔ ،وﻛﻴﻒ ﻳﺠﺮي اﻣﺘﺼﺎص ﻫﺬه اﻟﺠﺰﻳﺌﺎت ،وﻛﻴﻒ ﻳﺠﺮي إﻋﺎدة ﺗﺠﻤﻴﻌﻬﺎ ﰲ ﺻﻮرة ﺟﺰﻳﺌﺎت ﺟﺪﻳﺪة أﻛﱪ ﻳﺤﺘﺎج إﻟﻴﻬﺎ اﻟﺠﺴﺪ ﻟﺒﻨﺎء اﻟﻌﻀﻼت ،وﺷﺒﻜﻴﺔ اﻟﻌني ،واﻷﻋﺼﺎب ،واﻟﻌﻈﺎم ،واﻟﺸﻌﺮ ،واﻷﻏﺸﻴﺔ ،واملﺨﺎط ،وﻛﻞ ﳾء آﺧﺮ ﻳﺘﻜﻮن ﻣﻨﻪ ﱠ ﺗﺘﻜﴪ اﻷﺷﻜﺎل املﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﻠﺪﻫﻮن وﻳﻌﺎد ﺗﺠﻤﻴﻌﻬﺎ ﰲ ﺻﻮرة أﺷﻜﺎل ﺟﺴﺪ اﻹﻧﺴﺎن ،وﻛﻴﻒ ﱠ ﺗﺘﻜﴪ أﺷﻜﺎل اﻟﺠﺰﻳﺌﺎت املﺨﺘﻠﻔﺔ — اﻟﺴﻜﺮ ،اﻟﺪﻫﻮن ،وﺣﺘﻰ ﺟﺪﻳﺪة ﻣﻦ اﻟﺪﻫﻮن ،أو ﻛﻴﻒ اﻟﻜﺤﻮل — ﺗﺪرﻳﺠﻴٍّﺎ ،ﺧﻄﻮة ﺑﺨﻄﻮة؛ ﻹﻓﺮاز اﻟﻄﺎﻗﺔ ،وﻛﻴﻒ ﻳﺠﺮي ﻧﻘﻞ اﻟﻄﺎﻗﺔ ،وﻛﻴﻒ ﻳﺠﺮي اﺳﺘﺨﺪام املﻨﺘﺠﺎت اﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ،أو ﺗﺨﺰﻳﻨﻬﺎ ﰲ ﳾء آﺧﺮ ﻟﻴﺠﺮي ﻧﻘﻠﻬﺎ ﰲ اﻟﺪم ،ﺛﻢ ﻳﺘﻢ اﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻨﻬﺎ ﰲ اﻟ ُﻜﲆ ،أو ﺗﻤﺜﻴﻠﻬﺎ ﻏﺬاﺋﻴٍّﺎ إﱃ ﻣﻜﻮﻧﺎت أﺧﺮى ،أو ﺗﺤﻮﻳﻠﻬﺎ إﱃ ﳾء ﻣﻔﻴﺪ ﰲ ﻣﻜﺎن آﺧﺮ ،إﻟﺦ .وﻫﺬه ﻫﻲ إﺣﺪى أﻋﻈﻢ املﻌﺠﺰات ﰲ اﻟﺤﻴﺎة، ﱠ وﻣﻌﻘﺪة. وﻫﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻣﺪﻫﺸﺔ ﺑﺼﻮرة ﻏري ﻣﺤﺪودة ،وﺟﻤﻴﻠﺔ، ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ إﱃ ﻫﺬه اﻟﺸﺒﻜﺎت اﻟﻜﺒرية ،اﻟﻬﺎﺋﻠﺔ املﺘﺸﺎﺑﻜﺔ ،ﻣﻦ اﻟﺼﻌﻮﺑﺔ ﺑﻤﻜﺎن أﻻ ﻳﻨﺪﻫﺶ املﺮء ﻣﻦ ﻗﺪرة اﻟﺠﺴﺪ اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﻋﲆ أداء وﻇﺎﺋﻒ ﺷﺪﻳﺪة اﻟﺘﻨﻮع ،وﻛﻴﻒ أن اﻟﺠﺴﺪ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻘﻮم ﺑﺄﺷﻴﺎء ﺗﺸﺒﻪ أﻋﻤﺎل اﻟﺨﻴﻤﻴﺎء ﻣﻦ ﻧﻘﺎط ﺑﺪاﻳﺔ ﻣﺒﺪﺋﻴﺔ ﻛﺜرية ﺟﺪٍّا .ﻳﺴﻬﻞ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ اﻧﺘﻘﺎء أﺣﺪ اﻟﻌﻨﺎﴏ ﰲ ﻫﺬه اﻟﻨﻈﻢ اﻟﺸﺪﻳﺪة اﻟﺘﺸﺎﺑﻚ وﻳﺼري املﺮء ﻣﺘﺸﺒﱢﺜًﺎ ﺑﻔﻜﺮة أن ﻫﺬا اﻟﻌﻨﴫ ﰲ ﻏﺎﻳﺔ اﻷﻫﻤﻴﺔ .رﺑﻤﺎ ﻳﻜﻮن ﻫﺬا ﺑﺴﺒﺐ أن ﻫﺬا اﻟﻌﻨﴫ ﻳَﻈﻬﺮ ﻛﺜريًا ﰲ اﻟﺮﺳﻮم اﻟﺒﻴﺎﻧﻴﺔ ،أو رﺑﻤﺎ ﻳﻈﻬﺮ ﻧﺎد ًرا ،وﻳﺒﺪو أﻧﻪ ﻳﺆدي وﻇﻴﻔﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﻓﺮﻳﺪة ﻣﻦ ﻧﻮﻋﻬﺎ ﰲ ﻣﻮﺿﻊ 116
ﻫﺮاء اﻟﺴﺎﻋﺔ
ﻣﻬﻢ .وﺳﻴﻜﻮن ﻣﻦ اﻟﻴﺴري اﻓﱰاض أﻧﻪ ﺣﺎل وﺟﻮد ﻛﻤﻴﺔ أﻛﱪ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻌﻨﴫ ،ﻓﺈن وﻇﻴﻔﺘﻪ ﺳﺘُﺆدﱠى ﺑﻔﺎﻋﻠﻴﺔ أﻛﱪ. ﻟﻜﻦ ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﰲ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻨﻈﻢ املﺘﺸﺎﺑﻜﺔ اﻟﻬﺎﺋﻠﺔ — ﻣﺜﻞ املﺠﺘﻤﻌﺎت ،ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل، ﱠ أو اﻟﴩﻛﺎت — ﻗﺪ ﻳُﻔﴤ ﱡ ﻣﺘﻮﻗﻌﺔ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ؛ إذ إن ﻫﻨﺎك ﺗﺪﺧ ٌﻞ ﰲ ﻣﻮﺿﻊ ﻣﺎ إﱃ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻏري آﻟﻴﺎت ﺗﻐﺬﻳﺔ اﺳﱰﺟﺎﻋﻴﺔ ،أو آﻟﻴﺎت ﺗﻌﻮﻳﻀﻴﺔ .وﻗﺪ ﻳَﺤُ ﱡﺪ ﻣﻦ ﻣﻌﺪﻻت اﻟﺘﻐﻴري ﰲ ﻣﻮﺿﻊ ﻣﺤﺪﱠد ﻋﻮاﻣﻞ ﻏري ﻣﺘﻮﻗﻌﺔ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ ﺑﻌﻴﺪة ﻛﻞ اﻟﺒﻌﺪ ﻋﻤﺎ ﻳﻐريه املﺮء ،وﻗﺪ ﺗﻔﴤ اﻟﻜﻤﻴﺎت املﻔﺮﻃﺔ ﻣﻦ ﳾء ﻣﺎ ﰲ ﻣﻮﺿﻊ ﻣﺎ إﱃ ﺗﺸﻮﻳﻪ املﺴﺎرات واﻟﺘﺪﻓﻘﺎت املﻌﺘﺎدة؛ ﻣﺎ ﻳﻔﴤ ﺑﺪوره إﱃ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻣﺘﻨﺎﻗﻀﺔ ﺑﺪﻳﻬﻴٍّﺎ. ﺗﺘﻤﺜﱠﻞ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﺮؤﻳﺔ اﻟﻘﺎﺋﻠﺔ إن ﻣﻀﺎدات اﻷﻛﺴﺪة ﻣﻔﻴﺪة ﻟﻺﻧﺴﺎن ﰲ »ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻟﺠﺬور اﻟﺤﺮة ﻟﻠﺸﻴﺨﻮﺧﺔ« .ﺗﺘﺴﻢ اﻟﺠﺬور اﻟﺤﺮة ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺘﻔﺎﻋﻞ اﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺋﻲ ﺑﺼﻮرة ﻫﺎﺋﻠﺔ؛ ﻣﺜﻞ أﺷﻴﺎء ﻛﺜرية ﰲ اﻟﺠﺴﺪ .وﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﺎ ﺗُﺴﺘﺨﺪم ﻫﺬه اﻟﺘﻔﺎﻋﻠﻴﺔ اﺳﺘﺨﺪاﻣً ﺎ ﺟﻴﺪًا ﺟﺪٍّا .ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل ،إذا أﺻﻴﺐ املﺮء ﺑﻌﺪوى ،وﻛﺎﻧﺖ ﺛﻤﺔ ﺑﻜﺘريﻳﺎ ﺿﺎرة ﰲ اﻟﺠﺴﺪ، ﻓﺮﺑﻤﺎ ﺗﺄﺗﻲ ﺧﻠﻴﺔ ﺑَ ْﻠﻌَ ِﻤﻴﱠﺔ ﻣﻦ اﻟﺠﻬﺎز املﻨﺎﻋﻲ ،وﺗﺤﺪد اﻟﺒﻜﺘريﻳﺎ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﺟﺴﻤً ﺎ ﺿﺎ ٍّرا، وﺗُ َﺸﻴﺪ ﺟﺪا ًرا ﻗﻮﻳٍّﺎ ﺣﻮل أﻛﱪ ﻋﺪد ﻣﻤﻜﻦ ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ اﻟﻌﺜﻮر ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻨﻬﺎ ،وﺗﻘﺼﻔﻬﺎ ﺑﺎﻟﺠﺬور اﻟﺤﺮة املﺪﻣﺮة .ﺗﺸﺒﻪ اﻟﺠﺬور اﻟﺤﺮة املﻮاد ا ُملﺒَﻴ َﱢﻀﺔ ﺑﺸﻜﻞ أﺳﺎﳼ ،وﻫﺬه اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺗﺸﺒﻪ ﻛﺜريًا ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺻﺐﱢ ﻣﺎدة ُﻣﺒَﻴﱢﻀﺔ ﰲ املﺮﺣﺎض .ﻣﺮة أﺧﺮى ،اﻟﺠﺴﻢ اﻟﺒﴩي أﻛﺜﺮ ً ﺣﺬﻗﺎ ﻣﻦ أي ﺷﺨﺺ ﻳﻌﺮﻓﻪ املﺮء. ﻟﻜﻦ اﻟﺠﺰﻳﺌﺎت اﻟﺤﺮة املﻮﺟﻮدة ﰲ ﻏري ﻣﻮﺿﻌﻬﺎ ﻗﺪ ﺗﺪﻣﱢ ﺮ املﻜﻮﻧﺎت املﺮﻏﻮﺑﺔ ﻟﻠﺨﻼﻳﺎ. ﻓﻘﺪ ﺗﺪﻣﺮ ﻫﺬه اﻟﺠﺬور ﺑﻄﺎﻧﺔ اﻟﴩاﻳني ،وﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﺪﻣﺮ اﻟﺤﺎﻣﺾ اﻟﻨﻮوي ،اﻟﺬي ﻳﺆدي ﺗﺪﻣريه إﱃ اﻟﺸﻴﺨﻮﺧﺔ أو اﻟﴪﻃﺎن ،إﻟﺦ .ﻟﻬﺬا اﻟﺴﺒﺐ ،ﻗﻴﻞ إن اﻟﺠﺬور اﻟﺤﺮة ﻣﺴﺌﻮﻟﺔ ﻋﻦ اﻟﺸﻴﺨﻮﺧﺔ وأﻣﺮاض ﻣﺘﻌﺪدة .ﻫﺬه ﻧﻈﺮﻳﺔ ،رﺑﻤﺎ ﺗﻜﻮن ﺻﺤﻴﺤﺔ أو ﻏري ﺻﺤﻴﺤﺔ. ﻣﻀﺎدات اﻷﻛﺴﺪة ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﻣﺮ ﱠﻛﺒﺎت ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ »ﺗﺪﻣري« ﻫﺬه اﻟﺠﺬور اﻟﺤﺮة — وﺗﻔﻌﻞ ذﻟﻚ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ — ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻌﻬﺎ .إذا ﻧﻈﺮت إﱃ ﻣﺨﻄﻄﺎت اﻟﺘﺪﻓﻖ اﻟﺒﻴﺎﻧﻴﺔ اﻟﻬﺎﺋﻠﺔ املﺘﺸﺎﺑﻜﺔ اﻟﺘﻲ ﱢ ﺗﺒني ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺗﻤﺜﻴﻞ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺠﺰﻳﺌﺎت ﰲ اﻟﺠﺴﺪ ﻏﺬاﺋﻴٍّﺎ ﻣﻦ ﺻﻮرة إﱃ اﻟﺘﻲ ﺗﻠﻴﻬﺎ ،ﻳﻤﻜﻨﻚ أن ﺗﺮى أن ﻫﺬا اﻷﻣﺮ ﻳﺤﺪث ﰲ اﻟﺠﺴﺪ ﻛﻠﻪ. ً اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ اﻟﻘﺎﺋﻠﺔ إن ﻣﻀﺎدات اﻷﻛﺴﺪة ﱢ ﻣﻨﻔﺼﻠﺔ ﻋﻦ ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻟﺠﺬور ﺗﺤﻘﻖ اﻟﻮﻗﺎﻳﺔ اﻟﺤﺮة املﺴﺒﱢﺒﺔ ﻟﻸﻣﺮاض ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻣﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ .ﻓﺈذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺠﺬور اﻟﺤﺮة ﺧﻄﺮة ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻳﺠﺮي اﻟﻄﺮح ،وﺗﺸﺎرك ﻣﻀﺎدات اﻷﻛﺴﺪة ﰲ اﻟﺮﺳﻮم اﻟﺒﻴﺎﻧﻴﺔ اﻟﻜﺒرية ﰲ ﺗﺤﻴﻴﺪﻫﺎ ،ﻓﻤﻦ 117
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
املﻔﱰض إذن أن ﻳﻜﻮن ﺗﻨﺎول ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﻣﻀﺎدات اﻷﻛﺴﺪة ﻣﻔﻴﺪًا ﻟﻚ ،وﺳﻴﻌﻜﺲ أو ﺳﻴﺒ ﱢ ﻄﺊ ﻣﻦ اﻟﺸﻴﺨﻮﺧﺔ ،وﻳﻘﻲ ﻣﻦ اﻷﻣﺮاض. ﻫﻨﺎك ﻋﺪة ﻣﺸﻜﻼت ﻣﻊ ﻫﺬا اﻟﻄﺮح ﻛﻨﻈﺮﻳﺔ؛ ً أوﻻ :ﻣَ ﻦ ﻗﺎل إن اﻟﺠﺬور اﻟﺤﺮة ﺳﻴﺌﺔ دوﻣً ﺎ؟ إذا ﻛﺎن املﺮء ﺳﻴﻄﺮح وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﲆ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻓﻘﻂ ،وﻋﲆ اﻟﺮﺳﻮم اﻟﺒﻴﺎﻧﻴﺔ، ﻓﻴﻤﻜﻦ ﻟﻠﻤﺮء إذن ﺟﻤﻊ ﺟﻤﻴﻊ اﻷﺷﻴﺎء ﻣﻌً ﺎ وﺟَ ﻌْ ﻠُﻬﺎ ﺗﺒﺪو ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎن املﺮء ﻳﻘﻮل ﻛﻼﻣً ﺎ ﻣﻨﻄﻘﻴٍّﺎ .ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻗﻠﺖ ،اﻟﺠﺬور اﻟﺤﺮة ﰲ ﻣﻨﺘﻬﻰ اﻷﻫﻤﻴﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ اﻟﺠﺴﺪ ﻟﻠﻘﻀﺎء ﻋﲆ ُ ُ ٍ »ﺧﺎل ﻏﺬاﺋﻲ وﺗﺴﻮﻳﻖ ﻧﻈﺎ ٍم ﴍﻛﺔ إﻗﺎﻣﺔ اﻟﺒﻜﺘريﻳﺎ ﰲ ﺧﻼﻳﺎ املﻨﺎﻋﺔ اﻟﺒﻠﻌﻤﻴﺔ؛ إذن ﻫﻞ ﻳﺠﺐ ٍ ﱟ ﻣﻦ« ﻣﻀﺎدات اﻷﻛﺴﺪة ﻟﻸﺷﺨﺎص املﺼﺎﺑني ﺑﻌﺪوى ﺑﻜﺘريﻳﺔ؟ ﺛﺎﻧﻴًﺎ :ﻫﻞ ﻳﻌﻨﻲ ﻛﻮن ﻣﻀﺎدات اﻷﻛﺴﺪة ﻣﻨﺨﺮﻃﺔ ﰲ أداء ﳾء ﺟﻴﺪ ،ﱠ أن ﺗﻨﺎول املﺰﻳﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﺳﻴﺠﻌﻞ ﻫﺬه اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ أﻛﺜﺮ ﻛﻔﺎءة ﺑﺎﻟﴬورة؟ أﻋﺮف أن اﻷﻣﺮ ﻇﺎﻫﺮﻳٍّﺎ ﻳﺒﺪو ﻣﻨﻄﻘﻴٍّﺎ، ﻟﻜﻦ ﻫﻜﺬا ﻫﻮ اﻷﻣﺮ ﻣﻊ أﺷﻴﺎء ﻛﺜرية ،وﻫﺬا ﻫﻮ اﻟﴚء املﺜري ٍّ ﺣﻘﺎ ﺑﺸﺄن اﻟﻌﻠﻢ )وﻫﺬه اﻟﻘﺼﺔ ﻋﲆ ﻧﺤﻮ ﺧﺎص(؛ ﻓﻔﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن ﻻ ﺗﺄﺗﻲ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺑﻤﺎ ﻳﺘﻮﻗﻌﻪ املﺮء ﺗﻤﺎﻣً ﺎ .رﺑﻤﺎ ﻳﺠﺮي إﻓﺮاز ﻛﻤﻴﺔ زاﺋﺪة ﻣﻦ ﻣﻀﺎدات اﻷﻛﺴﺪة ،أو ﺗﺤﻮﻳﻠﻬﺎ إﱃ ﳾء آﺧﺮ .رﺑﻤﺎ ﺗﻠﺰم ﻣﻀﺎدات اﻷﻛﺴﺪة ﻣﻮﺿﻌﻬﺎ ﻻ ﺗﻔﻌﻞ ﺷﻴﺌًﺎ؛ ﻷﻧﻪ ﻻ ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻴﻬﺎ .ﻓﻔﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ املﻄﺎف ،ﺳﻴﻜﻔﻲ ﻧﺼﻒ ﺧﺰان ﻣﻤﺘﻠﺊ ﻣﻦ اﻟﻮﻗﻮد ﻟﻨﻘﻠﻚ ﻋﱪ املﺪﻳﻨﺔ ،ﻣﺜﻠﻪ ﻣﺜﻞ اﻟﺨﺰان املﻤﺘﻠﺊ .أو رﺑﻤﺎ ،إذا ﻛﺎﻧﺖ ﻧﺤﻮ ﻏري ﻣﻌﺘﺎد ﻣﻦ ﻣﻀﺎدات اﻷﻛﺴﺪة ﺗﻘﺒﻊ ﰲ أﻧﺤﺎء اﻟﺠﺴﺪ ﻻ ﻟﺪﻳﻚ ﻛﻤﻴﺔ ﻫﺎﺋﻠﺔ ﻋﲆ ٍ ﺗﻔﻌﻞ ﺷﻴﺌًﺎ ،ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻔﻌﻞ ﺷﻴﺌًﺎ ﻋﲆ اﻹﻃﻼق .ﺑﻞ رﺑﻤﺎ ﺗﻔﻌﻞ ﺷﻴﺌًﺎ ﺿﺎ ٍّرا ﺟﺪٍّا؛ وﻫﻮ ﻣﺎ ﱠ ﻣﺘﻮﻗﻊ ،أﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ؟ ﺳﻴﻜﻮن أﻣ ًﺮا ﻏري ﻫﻨﺎك ﺳﺒﺒﺎن آﺧﺮان ﻳﻔﴪان ملﺎذا ﺑﺪت ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻣﻀﺎدات اﻷﻛﺴﺪة ﻓﻜﺮ ًة ﺟﻴﺪ ًة ﻗﺒﻞ ﻋﴩﻳﻦ ﻋﺎﻣً ﺎً . أوﻻ :ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻠﺘﻘﻂ املﺮء ﺻﻮرة ﺛﺎﺑﺘﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﻳﺠﺪ أن اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻨﺎوﻟﻮن اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﻟﻔﻮاﻛﻪ واﻟﺨﴬاوات اﻟﻄﺎزﺟﺔ ﻳﻤﻴﻠﻮن إﱃ اﻟﻌﻴﺶ وﻗﺘًﺎ أﻃﻮل، وﻳﺼﺎﺑﻮن ﺑﺎﻟﴪﻃﺎن وﺑﺄﻣﺮاض اﻟﻘﻠﺐ ﺑﻤﻌﺪل أﻗﻞ ،وﻫﻨﺎك اﻟﻜﺜري ﻣﻦ ﻣﻀﺎدات اﻷﻛﺴﺪة ﰲ اﻟﻔﻮاﻛﻪ واﻟﺨﴬاوات )ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن ﺛﻤﺔ أﺷﻴﺎء أﺧﺮى ﻛﺜرية ﻓﻴﻬﺎ ً أﻳﻀﺎ ،وﻣﺜﻠﻤﺎ ﻗﺪ اﻓﱰﺿﺖ ﻋﲆ ﻧﺤﻮ ﺻﺤﻴﺢ ،ﻫﻨﺎك ً َ أﻳﻀﺎ اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﻷﺷﻴﺎء اﻟﺼﺤﻴﺔ اﻷﺧﺮى ﺗﺘﻌ ﱠﻠﻖ ﺗﻜﻮن ﺑﺤﻴﺎة اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻨﺎوﻟﻮن اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﻟﻔﻮاﻛﻪ واﻟﺨﴬاوات اﻟﻄﺎزﺟﺔ اﻟﺼﺤﻴﺔ؛ ﻣﺜﻞ وﻇﺎﺋﻔﻬﻢ املﺮﻣﻮﻗﺔ ،واﻻﺳﺘﻬﻼك املﻌﺘﺪل ﻣﻦ اﻟﻜﺤﻮل ،إﻟﺦ(. ً ً أﻗﺮاﺻﺎ ﻣﻜﻤﱢ ﻠﺔ ﴎﻳﻌﺔ ﻟﻸﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻨﺎوﻟﻮن ﺛﺎﻧﻴًﺎ :ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻠﺘﻘﻂ املﺮء ﺻﻮر ًة ﺗﺤﺘﻮي ﻋﲆ ﻣﻀﺎدات أﻛﺴﺪة ،ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﺎ ﻳﺠﺪ أﻧﻬﻢ ﻳﺘﻤﺘﻌﻮن ﺑﺼﺤﺔ أﻓﻀﻞ ،أو ﻳﻌﻴﺸﻮن 118
ﻫﺮاء اﻟﺴﺎﻋﺔ
أﻃﻮل؛ ﻟﻜﻦ ﻣﺮة أﺧﺮى )ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن ﻣُﺨﺘَﴢ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ ﺣﺮﻳﺼﻮن ﻋﲆ ﺗﺠﺎﻫﻞ ﻫﺬه ﻷﺷﺨﺎص ﻗﺮروا ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ أن ﻳﺘﻨﺎوﻟﻮا رأي ٍ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ( ﻟﻴﺲ أيﱞ ﻣﻦ ذﻟﻚ إﻻ اﺳﺘﻘﺼﺎءات ٍ أﻗﺮاص ﻓﻴﺘﺎﻣني .وﻫﺆﻻء أﺷﺨﺎص ﻳﻬﺘﻤﻮن ﻋﲆ اﻷرﺟﺢ ﺑﺼﺤﺘﻬﻢ ،وﻳﺨﺘﻠﻔﻮن ﻋﻦ املﻮاﻃﻨني اﻟﻌﺎدﻳني — ورﺑﻤﺎ ﻋﻨﻚ — ﰲ أوﺟﻪ ﻛﺜرية ،ﺗﺘﺠﺎوز ﻣﺴﺄﻟﺔ اﺳﺘﻬﻼﻛﻬﻢ ﻷﻗﺮاص اﻟﻔﻴﺘﺎﻣني؛ رﺑﻤﺎ ﻳﻤﺎرﺳﻮن ﺗﻤﺎرﻳﻦ رﻳﺎﺿﻴﺔ أﻛﺜﺮ ،رﺑﻤﺎ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺷﺒﻜﺎت دﻋﻢ اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ أﻛﺜﺮ ،رﺑﻤﺎ ً ﻛﺤﻮﻻ أﻗﻞ ،إﻟﺦ. ﻳﺪﺧﻨﻮن أﻗﻞ ،ﻳﺘﻨﺎوﻟﻮن ٍّ ً ﻟﻜﻦ ﻛﺎﻧﺖ اﻷدﻟﺔ املﺒﻜﺮة اﻟﺘﻲ ﺟﺎءت ﰲ ﺻﺎﻟﺢ ﻣﻀﺎدات اﻷﻛﺴﺪة واﻋﺪة ﺣﻘﺎ، وﺗﺠﺎوزت ﻣﺎ ﻫﻮ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺑﻴﺎﻧﺎت املﺸﺎﻫﺪة املﻌﻤﻠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻐﺬﻳﺔ واﻟﺼﺤﺔ .ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺛﻤﺔ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻓﺤﻮﺻﺎت دم ﻣﻐﺮﻳﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ً أﻳﻀﺎ .ﻓﻔﻲ ﻋﺎم ،١٩٨١ﻗﺎم رﻳﺘﺸﺎرد ﺑﻴﺘﻮ ،أﺣﺪ أﺷﻬﺮ ﻋﻠﻤﺎء اﻷوﺑﺌﺔ ﻋﲆ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻌﺎﻟﻢ ،اﻟﺬي ﻳﺮﺟﻊ إﻟﻴﻪ اﻟﻔﻀﻞ ﻣﻊ آﺧﺮﻳﻦ ﰲ اﻛﺘﺸﺎف أن اﻟﺘﺪﺧني ﻳﺘﺴﺒﱠﺐ ﻓﻴﻤﺎ ﻧ ِْﺴﺒَﺘُﻪ ٩٥ﰲ املﺎﺋﺔ ﻣﻦ ﺣﺎﻻت ﴎﻃﺎن اﻟﺮﺋﺔ ،ﺑﻨﴩ ورﻗﺔ ﺑﺤﺜﻴﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﰲ ﻣﺠﻠﺔ ﻧﻴﺘﴩ .ﻛﺎن ﻗﺪ راﺟﻊ ﻋﺪدًا ﻣﻦ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻲ أﻇﻬﺮت وﺟﻮد ﻋﻼﻗﺔ إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﺑني ﺗﻨﺎول ﻛﻤﻴﺔ ﻛﺒرية ﻣﻦ ﻣﺮ ﱠﻛﺐ ﺑﻴﺘﺎ ﻛﺎروﺗني )ﻣﻀﺎد أﻛﺴﺪة ﻣﺘﻮاﻓﺮ ﰲ اﻟﻐﺬاء( ﰲ اﻟﻮﺟﺒﺔ اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ وﺑني اﻧﺨﻔﺎض ﺧﻄﺮ اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﻤﺮض اﻟﴪﻃﺎن. ﺷﻤﻞ ﻫﺬا اﻟﺪﻟﻴﻞ »دراﺳﺎت ﺣﺎﻻت ﻣﻘﱰﻧﺔ ﺑﺤﺎﻻت ﺿﺎﺑﻄﺔ«؛ ﺣﻴﺚ ﻛﺎن ﻳَﺠﺮي ﻣﻘﺎرﻧﺔ أﺷﺨﺎص ﻟﺪﻳﻬﻢ أﻧﻮاع ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ اﻟﴪﻃﺎن ﻣﻊ أﺷﺨﺎص ﻟﻴﺲ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﴎﻃﺎن )وإن ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺘﻮاﻓﻘﻮن ﰲ اﻟﻌﻤﺮ ،واﻟﻄﺒﻘﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،واﻟﺠﻨﺲ ،إﻟﺦ( ،ووُﺟﺪ أن اﻷﺷﺨﺎص ﻏري املﺼﺎﺑني ﺑﻤﺮض اﻟﴪﻃﺎن ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻧﺴﺒﺔ ﺑﻼزﻣﺎ ﻛﺎروﺗني أﻋﲆ .ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎك ً أﻳﻀﺎ »دراﺳﺎت اﺳﺘﺒﺎﻗﻴﺔ«ُ ، ﺻﻨﱢﻒ ﻓﻴﻬﺎ اﻷﺷﺨﺎص ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺒﻼزﻣﺎ ﻛﺎروﺗني ﻟﺪﻳﻬﻢ ﰲ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﺪراﺳﺔ ،ﻗﺒﻞ أن ﻳﺼﺎب أيﱞ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﺎﻟﴪﻃﺎن ،ﺛﻢ ﺟﺮت ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﺣﺎﻻﺗﻬﻢ ﻋﱪ ﺳﻨﻮات ﻋﺪﻳﺪة .أﻇﻬﺮت ﻫﺬه اﻟﺪراﺳﺎت ﺗﻀﺎﻋُ ﻒ ﻣﻌﺪل اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﴪﻃﺎن اﻟﺮﺋﺔ ﻣﺮﺗني ﰲ املﺠﻤﻮﻋﺔ اﻷﻗﻞ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺒﻼزﻣﺎ ﻛﺎروﺗني ،ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺄوﻟﺌﻚ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺤ َ ﻈﻮْن ﺑﺎملﺴﺘﻮى اﻷﻋﲆ. ﺑﺪا اﻷﻣﺮ ﻛﻤﺎ ﻟﻮ أن ﺗﻨﺎول املﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﻣﻀﺎدات اﻷﻛﺴﺪة ﻫﺬه رﺑﻤﺎ ﻳﻜﻮن ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﻔﻴﺪًا ﺟﺪٍّا. أﻇﻬﺮت دراﺳﺎت ﻣﺸﺎﺑﻬﺔ أن ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت اﻟﺒﻼزﻣﺎ اﻷﻋﲆ ﰲ ﻓﻴﺘﺎﻣني ﻫ املﻀﺎد ﻟﻸﻛﺴﺪة ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﻤﺴﺘﻮﻳﺎت أﻗﻞ ﻣﻦ اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﻤﺮض اﻟﻘﻠﺐ .وﻗﻴﻞ إن ﺣﺎﻟﺔ ﻓﻴﺘﺎﻣني ﻫ َﻓ ﱠﴪت اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﻻﺧﺘﻼﻓﺎت ﰲ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت ﻣﺮض اﻟﻘﻠﺐ اﻹﺳﻜﻴﻤﻲ ﺑني دول ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﰲ أوروﺑﺎ، وﻫﻮ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻔﺴريه ﻣﻦ ﺧﻼل اﻻﺧﺘﻼﻓﺎت ﰲ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت ﻛﻮﻟﺴﱰول اﻟﺒﻼزﻣﺎ أو ﺿﻐﻂ اﻟﺪم. 119
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ﻟﻜﻦ ﻣﺤ ﱢﺮر ﻣﺠﻠﺔ ﻧﻴﺘﴩ ﻛﺎن ﺣَ ِﺬ ًرا .ﻓﻘﺪ أُﺿﻴﻔﺖ ﺣﺎﺷﻴﺔ ﺳﻔﻠﻴﺔ إﱃ ورﻗﺔ ﺑﻴﺘﻮ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﺎﻟﺘﺎﱄ: ﻳﺠﺐ ﻋﲆ اﻟﻘ ﱠﺮاء ﻏري املﻨﺘﺒﻬني )إذا ﻛﺎن ﺛﻤﺔ ﻗ ﱠﺮاء ﻫﻜﺬا( ﱠأﻻ ﻳﻌﺘﱪوا املﻘﺎل املﺼﺎﺣﺐ إﺷﺎر ًة إﱃ أن اﺳﺘﻬﻼك ﻛﻤﻴﺎت ﻛﺒرية ﻣﻦ اﻟﺠﺰر )أو أي ﻣﺼﺎدر ﻏﺬاﺋﻴﺔ أﺧﺮى ﻟﻠﺒﻴﺘﺎ ﻛﺎروﺗني( ﺗﻘﻲ ﺑﺎﻟﴬورة ﺿﺪ ﻣﺮض اﻟﴪﻃﺎن. ﺳﻔﻠﻴﺔ ﺗﻨﻄﻮي ﻋﲆ ﺑﺼرية ﺑﺎﻟﻐﺔ ٍّ ً ً ﺣﻘﺎ. ﺣﺎﺷﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ) (1-2ﻓﻚ ﻣﻐﺎﻟﻴﻖ ﺣُ ﻠﻢ ﻣﻀﺎدات اﻷﻛﺴﺪة ﱢ ﺑﺘﻘﻔﻲ ﻣﻬﻤﺎ ﻳ َُﻘ ْﻞ ﻣﻌﺎﻟﺠﻮ اﻟﻄﺐ اﻟﺒﺪﻳﻞ اﻟﺸﺪﻳﺪو اﻟﺼﺨﺐ ،ﻳﻬﺘﻢ اﻷﻃﺒﺎء واﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﻮن اﻵﺛﺎر اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗُﻔﴤ إﱃ ﻧﺘﺎﺋﺞ؛ ﻟﺬا ﻻ ﺗُ َ ﺆﺧﺬ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﻔﺮﺿﻴﺎت اﻟﺠﺬاﺑﺔ — وﻫﻮ ﻣﺎ ﻗﺪ ﻳُﻨﻘِ ﺬ ﻣﻼﻳني اﻷرواح — ﺑﺎﺳﺘﺨﻔﺎف .وﻗﺪ ﺟﺮى اﻟﻌﻤﻞ ﻋﲆ أﺳﺎس ﻫﺬه اﻟﺪراﺳﺎت ،ﰲ ﺟﺮﻳَﺖ ﰲ أﻣﺎﻛﻦ ﻛﺜرية ﺣﻮل اﻟﻌﺎﻟﻢ. ﻇﻞ ﺗﺠﺎرب ﺿﺨﻤﺔ ﻛﺜرية ﻋﲆ اﻟﻔﻴﺘﺎﻣﻴﻨﺎت أُﻋِ ﺪﱠت وأ ُ ِ ﺛﻤﺔ ﺳﻴﺎق ﺛﻘﺎﰲ ﻣﻬﻢ ً أﻳﻀﺎ ﻟﻬﺬا اﻟﻨﺸﺎط املﺤﻤﻮم ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺠﺎﻫﻠﻪ؛ أﻻ وﻫﻮ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻌﴫ اﻟﺬﻫﺒﻲ ﻟﻠﻄﺐ .ﻗﺒﻞ ﻋﺎم ١٩٣٥ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺛﻤﺔ ﻋﻼﺟﺎت ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻛﺜرية ﻣﺘﺎﺣﺔ .ﻛﺎن ﻟﺪﻳﻨﺎ اﻷﻧﺴﻮﻟني ،وﺗﻨﺎول اﻟﻜﺒﺪ ﻟﻌﻼج أﻧﻴﻤﻴﺎ ﻧﻘﺺ اﻟﺤﺪﻳﺪ ،واملﻮرﻓني — وﻫﻮ دواء ذو ﺳﺤﺮ ﺳﻄﺤﻲ ﻋﲆ اﻷﻗﻞ — ﻟﻜﻦ ﻣﻦ أوﺟُ ﻪ ﻛﺜرية ،ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻸﻃﺒﺎء ﻧﻔ ٌﻊ ﻛﺒريٌ .ﺛﻢ ﻓﺠﺄة ،ﺑني ﻋﺎﻣَ ْﻲ ١٩٣٥و ،١٩٧٥ﱠ ﺗﻤﺨﺾ اﻟﻌﻠﻢ ﻋﻦ ﺳﻴﻞ ﻣﺘﻮاﺻﻞ ﻣﻦ املﻌﺠﺰات. ﺣﺪث ﻛ ﱡﻞ ﳾء ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ ﻧﺮﺑﻂ ﺑﻴﻨﻪ وﺑني اﻟﻄﺐ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﰲ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ :ﻋﻼﺟﺎت ﻣﺜﻞ املﻀﺎدات اﻟﺤﻴﻮﻳﺔ ،اﻟﻐﺴﻴﻞ اﻟﻜﻠﻮي ،زرع اﻷﻋﻀﺎء ،اﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ا ُمل َﺮ ﱠﻛﺰة ،ﺟﺮاﺣﺔ اﻟﻘﻠﺐ ،ﻛﻞ ً وﻓﻀﻼ ﻋﻦ اﻟﻌﻼﺟﺎت اﻹﻋﺠﺎزﻳﺔ ،ﻛﻨﺎ ﻻ ﻧﺰال ﰲ دواء ﺳﻤﻊ املﺮء ﺑﻪ ،وأﻛﺜﺮ ﻣﻦ ذﻟﻚ. ِ واملﺒﺎﴍة ،واﻟﺒﺴﻴﻄﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺰال وﺳﺎﺋﻞ ﻃﻮر اﻛﺘﺸﺎف ﺗﻠﻚ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﻘﺎﺗﻠﺔ اﻟﺨﻔﻴﺔ، ﺑﺎﻟﻎ ﰲ ﻋﻨﺎوﻳﻨﻬﺎ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ .ﻓﺎﺗﱠﻀﺢ أن اﻟﺘﺪﺧني ،وﻫﻮ ﻣﺎ أﺛﺎر اﻹﻋﻼم ﺗﺸري إﻟﻴﻬﺎ ﰲ ًأﳻ ٍ دﻫﺸﺔ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ — وﻫﻮ ﻋﺎﻣﻞ َﺧ ِﻄﺮ وﺣﻴﺪ — ﻫﻮ اﻟﺴﺒﺐ ﰲ ﺟﻤﻴﻊ أﻧﻮاع ﴎﻃﺎن اﻟﺮﺋﺔ ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ .وﺛﺒﺖ أن ﻣﺎدة اﻷﺳﺒﺴﺘﻮس ،ﻣﻦ ﺧﻼل إﺟﺮاء ﺑﺤﻮث ﺗﺘﱠﺴﻢ ﺑﺎﻟﺸﺠﺎﻋﺔ وﻋﺪم اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ،ﺗُ َﺴﺒﱢﺐ ورم اﻟﻈﻬﺎرة املﺘﻮﺳﻄﺔ. 120
ﻫﺮاء اﻟﺴﺎﻋﺔ
ﱠ ﺣﻘﻖ ﻋﻠﻤﺎء اﻷوﺑﺌﺔ ﰲ ﺛﻤﺎﻧﻴﻨﻴﺎت اﻟﻘﺮن اﻟﻌﴩﻳﻦ ﻧﺠﺎﺣﺎت ﻣﺘﻮاﻟﻴﺔ ،وﻛﺎﻧﻮا ﻳﻌﺘﻘﺪون أﻧﻬﻢ ﺳﻴﺠﺪون اﻷﺳﺒﺎب اﻟﺘﻲ ﺗﻨﻄﻮي ﻋﻠﻴﻬﺎ أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺤﻴﺎة ﻟﺠﻤﻴﻊ اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻀﺎل اﻟﺘﻲ ً ﻣﺠﺎﻻ ﺑﺪأ ﰲ اﻟﻈﻬﻮر ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺰع ﺟﻮن ﺳﻨﻮ اﻟﻴﺪ ﻣﻦ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻨﻬﺎ اﻟﺒﴩﻳﺔ .ﻛﺎن ﻫﺬا ﻣﻀﺨﺔ ﻣﻴﺎه ﺑﺮود ﺳﱰﻳﺖ ﰲ ﻋﺎم ،١٨٥٤وﻫﻮ ﻣﺎ ﻗﴣ ﻋﲆ ﺟﻴﺐ وﺑﺎء اﻟﻜﻮﻟريا ﰲ ﺣﻲ اﻟﺴﻮﻫﻮ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻗﻄﻊ إﻣﺪادات املﺎء املﻠﻮﱠث )ﻛﺎن اﻷﻣﺮ أﻛﺜﺮ ﺗﻌﻘﻴﺪًا ﻣﻦ ذﻟﻚ ،ﻟﻜﻦ ﻻ ٍّ ً ﻣﺴﺘﻘﻼ ﺑﺬاﺗﻪ .ﻛﺎن اﻷﻃﺒﺎء ﻣﺠﺎﻻ ﻧﻤﻠﻚ وﻗﺘًﺎ ﻫﻨﺎ ﻟﺒﻴﺎن ذﻟﻚ( ،وﻛﺎن ﰲ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﻷن ﻳﺼري ﰲ ﻃﺮﻳﻘﻬﻢ ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ املﺰﻳﺪ واملﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺘﻼزﻣﻴﺔ اﻷﺣﺎدﻳﺔ ﺑني ﻋﻮاﻣﻞ اﻹﺻﺎﺑﺔ واﻷﻣﺮاض ،وﰲ ﺧﻴﺎﻟﻬﻢ املﺤﻤﻮم ،وﺑﻮاﺳﻄﺔ إﺟﺮاءات ﻋﻼﺟﻴﺔ ﺑﺴﻴﻄﺔ وﻣﺸﻮرات ﺣَ ﺬِرة، ﱠ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﺟﺎﻧﺐٌ ﻛﺒريٌ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﺤﻠﻢ؛ إذ ﻛﺎﻧﻮا ﰲ ﻃﺮﻳﻘﻬﻢ ﻹﻧﻘﺎذ أﻣ ٍﻢ ﺑﺄﻛﻤﻠﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺒﴩ .ﻟﻢ اﺗﻀﺢ أن اﻷﻣﺮ أﻛﺜﺮ ﺗﻌﻘﻴﺪًا ﻣﻦ ذﻟﻚ. أُﺟْ ِﺮﻳَﺖ ﺗﺠﺮﺑﺘﺎن ﻛﺒريﺗﺎن ﻋﲆ ﻣﻀﺎدات اﻷﻛﺴﺪة ﺑﻌﺪ ﻧﴩ ورﻗﺔ ﺑﻴﺘﻮ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ )وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻜﺬﱢب ادﱢﻋﺎءات ﻣُﺨﺘَﴢ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ ﺑﺄن اﻟﻔﻴﺘﺎﻣﻴﻨﺎت ﻟﻢ ﺗﺘ ﱠﻢ دراﺳﺘﻬﺎ ﻋﲆ اﻹﻃﻼق؛ إذ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺴﺠﻴﻠﻬﺎ ﻛﱪاءات اﺧﱰاع .ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ ،أُﺟْ ِﺮيَ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺗﺠﺎرب ﻛﻬﺬه ،ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن ﺻﻨﺎﻋﺔ املﻜﻤﱢ ﻼت اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ ،وﻫﻲ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺗُﻘﺪﱠر و َْﻓﻖ أﺣﺪ اﻟﺘﻘﺪﻳﺮات ﺑﺄﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٥٠ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر ﻋﺎملﻴٍّﺎ ،ﻧﺎد ًرا ﻣﺎ ﺗﺘﻜﺮم ﺑﺘﻤﻮﻳﻠﻬﺎ( .أُﺟﺮﻳﺖ إﺣﺪى ﻫﺬه اﻟﺘﺠﺎرب ﰲ ﻓﻨﻠﻨﺪا؛ ﺣﻴﺚ ﺟﺮى ﺿﻢ ٣٠أﻟﻒ ﻣﺸﺎرك ﻣﻌﺮﺿني ﻟﻺﺻﺎﺑﺔ ﺑﴪﻃﺎن اﻟﺮﺋﺔ ،ﺛﻢ ُو ﱢزﻋﻮا ﻋﺸﻮاﺋﻴٍّﺎ ﱢ ﻟﺘﻠﻘﻲ ﺑﻴﺘﺎ ﻛﺎروﺗني ،أو ﻓﻴﺘﺎﻣني ﻫ ،أو ﻛﻠﻴﻬﻤﺎ ،أو ﻋﺪم ﺗﻠﻘﻲ ﳾء .ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺣﺎﻻت اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﴪﻃﺎن اﻟﺮﺋﺔ ﺑني املﺸﺎرﻛني اﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮا ﱠ ﻳﺘﻠﻘﻮْن ﻣﻜﻤﱢ ﻼت ﺑﻴﺘﺎ ﻛﺎروﺗني املﻔﱰض ﻛﻮﻧﻬﺎ ً وﻗﺎﺋﻴﺔ أﻛﺜﺮ وﺣﺴﺐ ،ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ ،ﻟﻜﻦ ﻫﺬه املﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺎوﻟﺖ اﻟﻔﻴﺘﺎﻣني وﻗﻌﺖ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﺣﺎﻻت وﻓﺎة أﻛﺜﺮ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم ،ﺟ ﱠﺮاء ﴎﻃﺎن اﻟﺮﺋﺔ وأﻣﺮاض اﻟﻘﻠﺐ. ﻛﺎﻧﺖ ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ اﻷﺧﺮى أﺳﻮأ ،وأُﻃﻠِﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ »ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ اﻟﺮﺗﻴﻨﻮل واﻟﻜﺎروﺗني«؛ ﺗﻤﺠﻴﺪًا ملﺤﺘﻮى اﻟﺒﻴﺘﺎ ﻛﺎروﺗني املﺮﺗﻔﻊ ﰲ اﻟﺠَ َﺰر .وﻣﻦ اﻟﺠﺪﻳﺮ ﺑﺎملﻼﺣﻈﺔ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻻ ﻧﺰال ﻫﻨﺎ ،أن اﻟﺠَ َﺰر ﻛﺎن ﻣﺼﺪر إﺣﺪى ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﻀﻠﻴﻞ اﻟﻜﱪى ﰲ اﻟﺤﺮب اﻟﻌﺎملﻴﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻔﻬﻢ اﻷملﺎن ﻛﻴﻒ ﻛﺎن ﻃﻴﱠﺎروﻧﺎ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮن رؤﻳﺔ ﻃﺎﺋﺮاﺗﻬﻢ ً آﺗﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﺴﺎﻓﺎت ﺑﻌﻴﺪة ،ﺣﺘﻰ ﰲ اﻟﻈﻼم .وﺣﺘﻰ ﻧﻤﻨﻌﻬﻢ ﻣﻦ اﻛﺘﺸﺎف ﻛﻮﻧﻨﺎ ﻗﺪ اﺧﱰﻋﻨﺎ ﺷﻴﺌًﺎ ً ﺣﺎذﻗﺎ ﻣﺜﻞ اﻟﺮادار )وﻫﻮ ﻣﺎ اﺧﱰﻋﻨﺎه ً ﻓﻌﻼ( ،أﻃﻠﻖ اﻟﱪﻳﻄﺎﻧﻴﻮن ﺷﺎﺋﻌﺔ ﻏﺬاﺋﻴﺔ ﻣﺤ َﻜﻤَ ﺔ وﻣﻔﱪﻛﺔ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ؛ ﻓﺄوﺿﺤﻮا أن اﻟﻜﺎروﺗني ﰲ اﻟﺠَ َﺰر ﻳﻨﺘﻘﻞ إﱃ اﻟﻌني وﻳﺘﺤﻮﱠل إﱃ ﺷﺒﻜﻴﺔ، وﻫﻮ اﻟﺠﺰيء اﻟﺬي ﻳﻜﺸﻒ اﻟﻀﻮء ﰲ اﻟﻌني )ﻫﺬا ﺻﺤﻴﺢ ﺑﺼﻮرة أﺳﺎﺳﻴﺔ ،وﻳُﻌﺘﱪ آﻟﻴﺔ 121
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ﻣُﻘﻨِﻌﺔ؛ ﻣﺜﻞ ﺗﻠﻚ اﻵﻟﻴﺎت اﻟﺘﻲ ﻧﺎﻗﺸﻨﺎﻫﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ( .وﻫﻜﺬا ،وﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻧﻮا ﺑﻼ ﺷﻚ ﻳﻀﺤﻜﻮن ً أﻃﺒﺎﻗﺎ ﺿﺨﻤﺔ ﻣﻠﻴﺌﺔ ﺧﻠﻒ ﺷﻮارﺑﻬﻢ املﻤﻴﺰة ﻟﻠﻘﻮات اﻟﺠﻮﻳﺔ املﻠﻜﻴﺔ ،ﻛﻨﺎ ﻧﺤﻦ ﻧﻄﻌﻢ ﻗﻮاﺗﻨﺎ ﺑﺎﻟﺠَ َﺰر ،وﻫﻮ ﻣﺎ أﺗﻰ ﺑﻨﺘﻴﺠﺔ ﺟﻴﺪة إﱃ ﺣ ﱟﺪ ﺑﻌﻴﺪ. ﺟﺮت دراﺳﺔ ﻣﺠﻤﻮﻋﺘَ ْني ﻣﻦ اﻷﺷﺨﺎص ﰲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﺘﻘﺪﻣﺔ ﻣﻦ ﴎﻃﺎن اﻟﺮﺋﺔ؛ ﱢ املﺪﺧﻨني ،واﻷﺧﺮى ﺗﺄ ﱠﻟﻔﺖ ﻣﻦ اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﺗﻌ ﱠﺮﺿﻮا إﱃ اﻷﺳﺒﺴﺘﻮس ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ُ ُ ُ ﰲ ﻋﻤﻠﻬﻢ .أُﻋْ ِﻄ َﻲ ﻧﺼﻔﻬﻢ ﺑﻴﺘﺎ ﻛﺎروﺗني وﻓﻴﺘﺎﻣني أ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ أ ِ ﻋﻄﻲ اﻟﻨﺼﻒ اﻵﺧﺮ ﻋﻼﺟً ﺎ وﻫﻤﻴٍّﺎ .ﻛﺎن ﻣﻦ املﻘﺮر إﴍاك ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ ﻋﴩ أﻟﻒ ﺷﺨﺺ ﺧﻼل ﻣﺪة اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ،وﻛﺎﻧﺖ اﻟﻐﺎﻳﺔ أن ﺗﺘﻢ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﺣﺎﻻت ﻫﺆﻻء ﻋﲆ ﻣﺪار ﺳﺖ ﺳﻨﻮات ﰲ املﺘﻮﺳﻂ ،إﻻ أن اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ أُﻧ ْ ِﻬﻴَﺖ ﱪ أﻣ ًﺮا ﻏري أﺧﻼﻗﻲ .ملﺎذا؟ ﻛﺎن اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﻗﺒﻞ ﻣﻮﻋﺪﻫﺎ؛ ﻷن اﻻﺳﺘﻤﺮار ﻓﻴﻬﺎ اﻋﺘُ ِ َ ً ﻋﺮﺿﺔ ﻟﻠﻤﻮت ﺟ ﱠﺮاء ﴎﻃﺎن اﻟﺮﺋﺔ ﺑﻨﺴﺒﺔ ٤٦ﰲ ﻳﺘﻨﺎوﻟﻮن أﻗﺮاص ﻣﻀﺎدات اﻷﻛﺴﺪة أﻛﺜﺮ ً املﺎﺋﺔ ،وأﻛﺜﺮ ﻋﺮﺿﺔ ﻟﻠﻤﻮت ﺑﻨﺴﺒﺔ ١٧ﰲ املﺎﺋﺔ ﺟﺮاء أي ﺳﺒﺐ آﺧﺮ 1 ،ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻷﺷﺨﺎص ﱠ اﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺘﻠﻘﻮن اﻷﻗﺮاص اﻟﻮﻫﻤﻴﺔ .ﻟﻴﺴﺖ ﻫﺬه اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺧﱪًا ﺟﺪﻳﺪًا ،ﺧﺎرﺟً ﺎ ﻟﺘ ﱢﻮ ِه ﻣﻦ املﻄﺒﻌﺔ؛ ﻓﻘﺪ ﺣﺪث ﻫﺬا اﻷﻣﺮ ﻣﻦ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﻘﺪ ﻣﴣ. ﻣﻨﺬ ذﻟﻚ اﻟﺤني واﺻﻠﺖ ﺑﻴﺎﻧﺎت ﺗﺠﺎرب ﻣﻜﻤﱢ ﻼت اﻟﻔﻴﺘﺎﻣني املﻀﺎدة ﻟﻸﻛﺴﺪة ،اﻟﺘﻲ ﻳُﺴﺘﺨﺪم ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ ﻛﻌﻨﴫ ﺿﺎﺑﻂ ،ﺗﻘﺪﻳ َﻢ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺳﻠﺒﻴﺔ .وﺗﺠﻤﻊ أﺣﺪث ﻣﺮاﺟﻌﺎت ﻛﻮﻛﺮﻳﻦ ﻟﻸدﺑﻴﺎت املﺘﻮاﻓﺮة ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺘﺠﺎرب ﺣﻮل املﻮﺿﻮع ﻣﻌً ﺎ ،ﺑﻌﺪ اﻟﺮﺟﻮع إﱃ أﻛﱪ ﻗﺪر ﻣﻤﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام اﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺎت اﻟﺒﺤﺚ املﻨﻬﺠﻴﺔ املﺬﻛﻮرة ﺑﺎﻷﻋﲆ ً )ﺑﺪﻻ ﻣﻦ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻋﲆ »اﻧﺘﻘﺎء اﻷدﻟﺔ« ﻟﺘﻨﻔﻴﺬ أﺟﻨﺪة ﻣﺎ(؛ ﺣﻴﺚ ﺗُﻘﻴﱢﻢ ﻫﺬه املﺮاﺟﻌﺎت ﺟﻮدة اﻟﺪراﺳﺎت ،ﺛﻢ ﺗﻀﻌﻬﺎ ﺟﻤﻴﻌً ﺎ ﰲ ﺟﺪول ﻛﺒري ﻟﺘﻘﺪﱢم أدق ﺗﻘﺪﻳﺮ ﻣﻤﻜﻦ ملﺨﺎﻃﺮ اﻟﻔﻮاﺋﺪ ،وﺗﺸري إﱃ أن ﻣﻜﻤﱢ ﻼت ﻣﻀﺎدات اﻷﻛﺴﺪة ﻏري ﻓﻌﺎﻟﺔ ،ﺑﻞ رﺑﻤﺎ ﺗﻜﻮن ﺿﺎرة. ِ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ﻣﻦ أرﺑﻊ ﺗﺠﺎرب، اﺳﺘﻘﺖ ﻣﺮاﺟﻌﺔ ﻛﻮﻛﺮﻳﻦ ﺣﻮل اﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﴎﻃﺎن اﻟﺮﺋﺔ ﻣﺸرية إﱃ ﺗﺠﺎرب أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ١٠٠أﻟﻒ ﻣﺸﺎركَ ، وﺧﻠُ َ ﺼﺖ إﱃ ﻋﺪم وﺟﻮد أي ﻓﺎﺋﺪة ﻣﻦ ﻣﻀﺎدات اﻷﻛﺴﺪة ،ﺑﻞ زﻳﺎدة ﰲ ﻣﻌﺪﻻت ﺧﻄﺮ اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﴪﻃﺎن اﻟﺮﺋﺔ ﻟﺪى املﺸﺎرﻛني اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻨﺎوﻟﻮن اﻟﺒﻴﺘﺎ ﻛﺎروﺗني واﻟﺮﺗﻴﻨﻮل ﻣﻌً ﺎ .وﻗﺪ ﺑﺤﺜﺖ أﺣﺪث ﻣﺮاﺟﻌﺔ ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ وﺗﺤﻠﻴﻞ ﻣﺎوراﺋﻲ ﺣﻮل اﺳﺘﺨﺪام ﻣﻀﺎدات اﻷﻛﺴﺪة ﻟﻠﺤ ﱢﺪ ﻣﻦ اﻟﻨﻮﺑﺎت اﻟﻘﻠﺒﻴﺔ واﻟﺴﻜﺘﺎت اﻟﺪﻣﺎﻏﻴﺔ اﺳﺘﺨﺪام ﻓﻴﺘﺎﻣني ﻫ ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺟﺮى ﺑﺤﺚ ﺗﻨﺎول اﻟﺒﻴﺘﺎ ﻛﺎروﺗني ﺑﺼﻮرة ﻣﻨﻔﺼﻠﺔ ،ﰲ ﺧﻤﺲ ﻋﴩة ﺗﺠﺮﺑﺔ ،وﻟﻢ ﺗﺠﺪ أي ﻓﺎﺋﺪة ﻣﻦ اﺳﺘﺨﺪام أيﱟ ﻣﻨﻬﻤﺎ .وﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ ﻟﺒﻴﺘﺎ ﻛﺎروﺗني، ﻛﺎﻧﺖ ﺛﻤﺔ زﻳﺎدة ﺻﻐرية ،ﻟﻜﻨﻬﺎ داﻟﺔ ،ﰲ ﻣﻌﺪﻻت اﻟﻮﻓﺎة. 122
ﻫﺮاء اﻟﺴﺎﻋﺔ
ﻣﺆﺧ ًﺮا ،ﺑﺤﺜﺖ إﺣﺪى ﻣﺮاﺟﻌﺎت ﻛﻮﻛﺮﻳﻦ ﻋﺪد اﻟﻮﻓﻴﺎت ،ﺟ ﱠﺮاء أي ﺳﺒﺐ ،ﰲ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺘﺠﺎرب املﻮ ﱠزﻋﺔ ﻋﺸﻮاﺋﻴٍّﺎ اﻟﺘﻲ ﻳُﺴﺘﺨﺪم ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ ﻛﻌﻨﴫ ﺿﺎﺑﻂ ﻋﲆ ﻣﻀﺎدات اﻷﻛﺴﺪة ﻣﻨﺬ ﺑﺪاﻳﺔ إﺟﺮاﺋﻬﺎ )واﺳﺘُﺨﺪِم ﰲ اﻟﻜﺜري ﻣﻨﻬﺎ ﺟﺮﻋﺎت ﻛﺒرية ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺟﺮﻋﺎت ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻤﺎﳽ ﻣﻊ اﻟﺠﺮﻋﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ ﻣﺘﺎﺟﺮ اﻟﻄﻌﺎم اﻟﺼﺤﻲ( ،ﻣﺸري ًة ً ً إﺟﻤﺎﻻ — ﻻ إﺟﻤﺎﻻ .وﻗﺪ أﻇﻬﺮت ﻫﺬه املﺮاﺟﻌﺔ أﻧﻪ — إﱃ ﺧﱪات ٢٣٠أﻟﻒ ﺷﺨﺺ ﺗَﺤُ ﱡﺪ أﻗﺮاص اﻟﻔﻴﺘﺎﻣﻴﻨﺎت املﻀﺎدة ﻟﻸﻛﺴﺪة ﻣﻦ ﻣﻌﺪﻻت اﻟﻮﻓﻴﺎت ،ﺑﻞ رﺑﻤﺎ ﺗﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﻓﺮص اﻟﻮﻓﺎة. إﱃ أﻳﻦ ﻳﻘﻮدﻧﺎ ﻛﻞ ﻫﺬا؟ ﻛﺎن ﺛﻤﺔ ﺗﻼز ٌم ﻣﻠﺤﻮظ ﺑني اﻧﺨﻔﺎض ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت ﻫﺬه املﻮاد املﻐﺬﱢﻳﺔ املﻀﺎدة ﻟﻸﻛﺴﺪة ﰲ اﻟﺪم وارﺗﻔﺎع ﻣﻌﺪﻻت اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﴪﻃﺎن وأﻣﺮاض اﻟﻘﻠﺐ، ووﺟﺪت آﻟﻴﺔ ﻣﻨﻄﻘﻴﺔ ﺗﻔﴪ ﻛﻴﻒ أﻣﻜﻦ ﻟﻬﺬه اﻟﻌﻨﺎﴏ ﺗﻮﻓري اﻟﻮﻗﺎﻳﺔ .ﻟﻜﻦ ﻋﻨﺪ إﻋﻄﺎء ﻫﺬه اﻟﻌﻨﺎﴏ ﻛﻤﻜﻤﱢ ﻼت ،اﺗﻀﺢ أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗُﺤﺪِث أي ﺗﺄﺛري إﱃ اﻷﻓﻀﻞ ،أو ﻛﺎن اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻨﺎوﻟﻮﻧﻬﺎ ً ﻋﺮﺿﺔ ﻟﻠﻤﻮت .ﺑﻌﺒﺎرة أﺧﺮى :ﻣﻦ ﺑﻌﺾ اﻷوﺟﻪ ،ﻳﻤﺜﱢﻞ اﻷﻣﺮ ﻋﺎ ًرا؛ إذ ﻋﲆ اﻷرﺟﺢ »أﻛﺜﺮ« ً ﺗُﻌﺘﱪ اﻟﻌﻼﺟﺎت اﻟﻠﻄﻴﻔﺔ اﻟﴪﻳﻌﺔ ﻣﻔﻴﺪة دوﻣً ﺎ ،ﻟﻜﻦ ﻫﺎ ﻫﻲ اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ .وﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ أن ﺛﻤﺔ ً ﱪ أﻏﻮا َر ﻫﺬا اﻟﴚء وﻧﺤﺪﱢد ﻣﺎﻫﻴﺘﻪ. ﺷﻴﺌًﺎ ﻋﺠﻴﺒًﺎ ﻳﺠﺮي ،وﺳﻴﻜﻮن أﻣ ًﺮا ﺷﺎﺋﻘﺎ أن ﻧ َ ْﺴ ُ َ ً ﺗﺸﻮﻳﻘﺎ ﻫﻮ ﻛﻴﻒ ﻳُﻌَ ﱡﺪ ﻣﻦ ﻏري املﻌﻬﻮد ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ اﻟﻨﺎس أن ﻳﻜﻮﻧﻮا ﻋﲆ ﻟﻌﻞ اﻷﻛﺜﺮ وﻋﻲ ﺑﻬﺬه اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺣﻮل ﻣﻀﺎدات اﻷﻛﺴﺪة .ﻫﻨﺎك أﺳﺒﺎب ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﺗﻔﴪ ﺣﺪوث ﻫﺬا .أوﻻً: ٍ ﻫﺬه ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻏري ﻣﺘﻮﻗﻌﺔ ،ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن ﻣﻀﺎدات اﻷﻛﺴﺪة ،ﰲ ﻫﺬا اﻹﻃﺎر ،ﺗُﻌﺘﱪ ﺑﺎﻟﻜﺎد ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻨﻌﺰﻟﺔ .ﻓﺎﻷﻣﻮر اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺠﺢ ﻧﻈﺮﻳٍّﺎ ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﺎ ﻻ ﺗﻨﺠﺢ ﻋﻨﺪ اﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ،وﰲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﺤﺎﻻت ﻧﺤﺘﺎج إﱃ ﻣﺮاﺟﻌﺔ ﻧﻈﺮﻳﺎﺗﻨﺎ ،ﺣﺘﻰ إذا ﻛﺎن اﻷﻣﺮ ﻣﺆ ًملﺎ .ﻓﻘﺪ ﺑﺪا اﻟﻌﻼج اﻟﻬﺮﻣﻮﻧﻲ اﻟﺒﺪﻳﻞ ﻓﻜﺮ ًة ﻃﻴﺒﺔ ﻃﻮال ﻋﻘﻮد ﻋﺪﻳﺪة ،ﺣﺘﻰ ﻛﺸﻔﺖ دراﺳﺎت املﺘﺎﺑﻌﺔ ﻋﻦ املﺸﻜﻼت املﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﻪ؛ ﻟﺬا ﱠ ﻏريﻧﺎ آراءﻧﺎ .ﻛﺬﻟﻚ ﺑﺪت ﻣﻜﻤﱢ ﻼت اﻟﻜﺎﻟﺴﻴﻮم ﰲ وﻗﺖ ﻣﺎ ﻓﻜﺮ ًة ﻃﻴﺒﺔ ﻟﻌﻼج ﻫﺸﺎﺷﺔ اﻟﻌﻈﺎم ،وﻟﻜﻦ اﺗﻀﺢ اﻵن أﻧﻬﺎ ﺗﺰﻳﺪ ﻋﲆ اﻷرﺟﺢ ﻣﻦ ﻣﺨﺎﻃﺮ اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﻨﻮﺑﺎت اﻟﻘﻠﺒﻴﺔ ﻟﺪى اﻟﺴﻴﺪات اﻟﻌﺠﺎﺋﺰ؛ ﻟﺬا ﱠ ﻏريﻧﺎ آراءﻧﺎ. ﻟﻌﻠﻬﺎ ﻓﻜﺮة ﻣﺮﻋﺒﺔ أﻧﻨﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﻌﺘﻘﺪ أﻧﻨﺎ ﻧﺼﻨﻊ ﺧريًا ،رﺑﻤﺎ ﻧﺘﺴﺒﱠﺐ ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ ﴐر ،ﻟﻜﻨﻪ ﴐ ٌر ﻳﺠﺐ أن ﻧُﻌﺎﻳﺸﻪ داﺋﻤً ﺎ ،ﺣﺘﻰ ﺧﻼل أﻛﺜﺮ املﻮاﻗﻒ ً ﻟﻄﻔﺎ .ﻛﺘﺐ ﻃﺒﻴﺐ ﰲ ٍ ﻄ َﻢ ْ ﻒ ﺿﻤﻦ اﻟﻜﺘﺐ اﻷﻓﻀﻞ ﻣﺒﻴﻌً ﺎ ،وﺣ ﱠ ﺻﻨ ﱢ َ اﻷﻃﻔﺎل د .ﺑﻨﻴﺎﻣني ﺳﺒﻮك ﻛﺘﺎﺑًﺎ ُ رﻗﻤً ﺎ ﻗﻴﺎﺳﻴٍّﺎ ﺑﻌﻨﻮان »اﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑﺎﻟ ﱡﺮ ﱠ ﺿﻊ واﻷﻃﻔﺎل« ،ﻧ ُ ِﴩ ﻟﻠﻤﺮة اﻷوﱃ ﰲ ﻋﺎم ،١٩٤٦وﻛﺎن ﻛﺘﺎﺑًﺎ ﰲ ﻏﺎﻳﺔ ﺑﺜﻘﺔ ﺑﴬور ِة أن ﻳﻨﺎم اﻷﻃﻔﺎل اﻟ ﱡﺮ ﱠ اﻟﺘﺄﺛري واﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ .ﰲ اﻟﻜﺘﺎب ،ﻳﻮﴆ د .ﺳﺒﻮك ٍ ﺿﻊ ﻋﲆ 123
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ﺑﻄﻮﻧﻬﻢ .ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﺪى د .ﺳﺒﻮك دﻟﻴ ٌﻞ ٍ ﻛﺎف ﻋﲆ ذﻟﻚ ،ﻟﻜﻨﻨﺎ ﻧﻌﺮف اﻵن أن ﻫﺬه اﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ﻏري ﺻﺤﻴﺤﺔ ،وأدى ﻫﺬا اﻻﻗﱰاح اﻟﺬي ﻳﺒﺪو ﺗﺎﻓﻬً ﺎ ،واﻟﺬي ﺗﻀﻤﻨﻪ ﻛﺘﺎﺑﻪُ ، وﻗﺮئ واﺗﱡ ِﺒﻌﺖ ﻧﺼﺎﺋﺤﻪ ﻋﲆ ﻧﻄﺎق واﺳﻊ ،إﱃ آﻻف ،ورﺑﻤﺎ ﻋﴩات اﻵﻻف ،ﻣﻦ اﻟﻮﻓﻴﺎت اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺠﻨﱡﺒﻬﺎ ﺑني اﻷﻃﻔﺎل ﰲ املﻬﺪ .ﻓﻜﻠﻤﺎ اﺳﺘﻤﻊ ﻋﺪ ٌد أﻛﱪ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس إﻟﻴ َﻚ ،ﻛﺎﻧﺖ آﺛﺎ ُر ﺧﻄﺄ ً ﻣﺰﻋﺠﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ. ﺻﻐري أﻛﺜ َﺮ ﻓﺪاﺣﺔ .وأﻧﺎ أرى ﻫﺬه اﻟﻨﺎدرة اﻟﺒﺴﻴﻄﺔ ﻟﻜﻦ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻫﻨﺎك ﺳﺒﺐ آﺧﺮ أﻛﺜﺮ ﺑﺴﺎﻃﺔ وراء اﺣﺘﻤﺎل ﻋﺪم وﻋﻲ اﻟﻨﺎس ﺑﻬﺬه اﻟﺠﺪﱢ؛ أﻻ وﻫﻮ ﻗﻮة اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺑﺸﺄن ﻣﻀﺎدات اﻷﻛﺴﺪة ،أو ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﻋﺪم أﺧﺬﻫﺎ ﻋﲆ ﻣﺤﻤﻞ ِ اﻟﻀﻐﻂ اﻟﻬﺎﺋﻠﺔ ﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﻛﺒرية ،ﰲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن ﺗﻜﻮن ﻗﺬرة ،ﺗﺒﻴﻊ ﻣﻨﺘﺞ رﻓﺎﻫﻴﺔ ﻳُﻮ َﻟ ُﻊ ﺑﻪ ُ اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﻟﻨﺎس .ﻟﻘﺪ َ ﺻﻨﺎﻋﺔ املﻜﻤﻼت اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ ﺻﻮر ًة ﻋﺎﻣﺔ ﻣﻔﻴﺪة ﻟﻨﻔﺴﻬﺎ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺻﻤﱠ ﻤَ ﺖ ﺻﻮرة ﻻ ﺗﺪﻋﻤﻬﺎ اﻟﺤﻘﺎﺋﻖً . أوﻻ :ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺛﻤﺔ ﻓﺎرق ﺑني ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﻔﻴﺘﺎﻣني واﻟﺼﻨﺎﻋﺎت اﻟﺪواﺋﻴﺔ واﻟﺼﻨﺎﻋﺔ اﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺔ اﻟﺤﻴﻮﻳﺔ )ﻫﺬه إﺣﺪى رﺳﺎﺋﻞ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ،ﻋﲆ أي ﺣﺎل؛ أﻻ وﻫﻲ أن أﻻﻋﻴﺐ اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﻻ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﰲ اﻟﻌﺎﻟﻢ أﺟﻤﻊ( .وﺗﺸﻤﻞ ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻼﻋﺒني اﻟﺮﺋﻴﺴﻴني ﴍﻛﺎت ﻣﺜﻞ روﺗﺶ وآﻓﻨﺘﺲ ،وﺑﺎﻳﻮﻛري ،ﺗﻠﻚ اﻟﴩﻛﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺼﻨﻊ أﻗﺮاص اﻟﻔﻴﺘﺎﻣني وﻳﻌﻤﻞ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﺑﺎﺗﺮﻳﻚ ﻫﻮﻟﻔﻮرد ،ﻣُﺨﺘَﺺ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ ﰲ اﻹﻋﻼم ،وﺗﻤﺘﻠﻚ ﴍﻛﺔ إﻟﺪر ﻟﻠﺼﻨﺎﻋﺎت اﻟﺪواﺋﻴﺔ ﺟﺰءًا ﻣﻨﻬﺎ ،إﻟﺦ .ﺗُﻌﺘﱪ ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﻔﻴﺘﺎﻣني ً أﻳﻀﺎ — ﻋﲆ ﻧﺤﻮ ﻣﺜري — أﺳﻄﻮرﻳﺔ ﰲ ﻋﺎﻟﻢ اﻻﻗﺘﺼﺎد ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ املﻮﻗﻊ ﻷﺷﻨﻊ اﺗﺤﺎد اﺣﺘﻜﺎري ﻟﻠﻤﻨﺘﺠني ،ﻳﻌﻤﻞ ﻋﲆ ﺗﺜﺒﻴﺖ اﻷﺳﻌﺎر، ﺟﺮى ﺗﻮﺛﻴﻘﻪ ﻋﲆ اﻟﺪوام .وﺧﻼل ﺗﺴﻌﻴﻨﻴﺎت اﻟﻘﺮن اﻟﻌﴩﻳﻦ ،أُﺟﱪت اﻟﴩﻛﺎت ا ُملﺪاﻧﺔ ﻋﲆ ً إﺟﻤﺎﻻ دﻓﻊ »ﻏﺮاﻣﺎت ﺟﻨﺎﺋﻴﺔ ﻫﻲ اﻷﻛﱪ ﰲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ« — ١٫٥ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر أﻣﺮﻳﻜﻲ — ﺑﻌﺪ اﻹﻗﺮار ﺑﺎرﺗﻜﺎب ﻣﺨﺎﻟﻔﺎت ﺿﺪ وزارة اﻟﻌﺪل اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ واﻟﺠﻬﺎت اﻟﺮﻗﺎﺑﻴﺔ ﰲ ﻛﻨﺪا، وأﺳﱰاﻟﻴﺎ ،واﻻﺗﺤﺎد اﻷوروﺑﻲ .إﻧﻬﺎ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﻣﻘﺼﻮرة ﻋﲆ ﻣَ ﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻘﻂ. ﴩ أي دﻟﻴﻞ ﻳﺸري إﱃ أن ﻣﻨﺘﺠﺎت ﺻﻨﺎﻋﺔ أﻗﺮاص املﻜﻤﻼت اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺒﻠﻎ ﻣﺘﻰ ﻧ ُ ِ َ ٥٠ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر ﻏري ﻓﻌﺎﻟﺔ ،أو ﺣﺘﻰ ﺿﺎرة ،ﺗَﻌُ ْﺪ ﻣﺎﻛﻴﻨﺔ ﺗﺴﻮﻳﻖ ﺟﺒﺎرة ﰲ ﺗﺜﺎﻗﻞ ﻟﻠﺤﻴﺎة، ٍ ﻣ َ اﻧﺘﻘﺎدات ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ ﻏري ﺻﺤﻴﺤﺔ وﻻ أﺳﺎس ﻟﻬﺎ ﻟﻠﺒﻴﺎﻧﺎت املﻨﺸﻮرة؛ ﻣﻦ أﺟﻞ إﺛﺎرة ُﺼ ﱢﺪ َر ًة ٍ ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ أﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ اﻟﺒﻠﺒﻠﺔ ،وﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ ﺑﻤﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﺑﻤﺎ ﻳﺠﻌﻠﻬﺎ ﺟﺪﻳﺮ ًة ﺑﺎﻻﻟﺘﻔﺎت إﻟﻴﻬﺎ ﺧﻼل َ ﻫﺪف اﻟﴩﻛﺎت اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﰲ ﻫﺬه اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ .وﻳُﻌَ ﱡﺪ ﻫﺬا واﺣﺪًا ﻣﻦ ﻣﻔﻴﺪة ،ﻋﲆ أن ﻫﺬا ﻟﻴﺲ أﺳﺎﻟﻴﺐ إدارة املﺨﺎﻃﺮ اﻟﺘﻲ ﻋﻔﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﺰﻣﻦ ،املﺘﱠﺒَﻌَ ﺔ ﰲ ﺻﻨﺎﻋﺎت ﻋﺪﻳﺪة ،ﺑﻤﺎ ﰲ ذﻟﻚ ﺻﻨﺎﻋﺎت إﻧﺘﺎج اﻟﺘﺒﻎ ،واﻷﺳﺒﺴﺘﻮس ،واﻟﺮﺻﺎص ،وﻛﻠﻮرﻳﺪ اﻟﻔﻴﻨﻴﻞ ،واﻟﻜﺮوم ،وﻏري ذﻟﻚ. ﻳُﻄ َﻠﻖ ﻋﲆ ﻫﺬا اﻷﺳﻠﻮب »ﺗﺼﻨﻴﻊ اﻟﺸﻚ« ،وﰲ ﻋﺎم ١٩٦٩ﻛﺎن أﺣﺪ املﺴﺌﻮﻟني اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳني 124
ﻫﺮاء اﻟﺴﺎﻋﺔ
ﰲ ﻣﺠﺎل ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺘﺒﻎ ﻣﻦ اﻟﻐﺒﺎء ﺑﻤﺎ ﻳﻜﻔﻲ؛ ﺣﻴﺚ دوﱠن ﻫﺬا ﻋﲆ اﻟﻮرق ﰲ ﻣﺬ ﱢﻛﺮة؛ إذ ﻛﺘﺐ ً ﻗﺎﺋﻼ» :اﻟﺸ ﱡﻚ ﻣﻨﺘﺠﻨﺎ؛ ﺣﻴﺚ إن ذﻟﻚ ﻫﻮ اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ اﻟﻔﻀﲆ ﻟﻠﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻣﻊ »ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ اﻟﺤﻘﺎﺋﻖ« اﻟﺘﻲ ﺗﻮﺟﺪ ﰲ ﻋﻘﻮل اﻟﻌﺎﻣﺔ .وﻫﻮ ً أﻳﻀﺎ وﺳﻴﻠﺔ ﻹذﻛﺎء اﻟﺠﺪل«. ﻻ ﻳﺠﺮؤ أﺣ ٌﺪ ﰲ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم ﻋﲆ ﻣﻌﺎرﺿﺔ ﻫﺬه اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ؛ إذ ﺗَﻨ ْ ِﺼﺐ ﺟﻤﺎﻋﺎت املﺼﺎﻟﺢ دﻓﺎﻋﺎت ﺗﻨﻄﻮي ﻋﲆ ادﱢﻋﺎءات ﺗﺒﺪو ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻋﻦ ﻣﻨﺘﺠﺎﺗﻬﺎ؛ ﻷن وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﺨﻮف ،وﺗﻔﺘﻘﺮ املﻬﺎرات اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻠﻘﻴﺎم ﺑﺬﻟﻚ .وﺣﺘﻰ إذا ﻓﻌﻠﻮا ،ﻓﺴﻴﻜﻮن ﺛﻤﺔ ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ ﻣﺤرية وﺗﻘﻨﻴﺔ ﰲ املﺤﻄﺎت اﻹذاﻋﻴﺔ ،ﻟﻦ ﻳﺮﻏﺐ أﺣ ٌﺪ ﰲ اﻻﺳﺘﻤﺎع إﻟﻴﻬﺎ ،وﰲ أﻓﻀﻞ اﻷﺣﻮال ﻟﻦ ﻳﺴﺘﻤﻊ املﺴﺘﻬﻠﻜﻮن إﻻ إﱃ »ﺧﻼف«؛ وﺑﻬﺬا ﺗﻜﻮن املﻬﻤﺔ ﻗﺪ ﻧ ُ ﱢﻔﺬَت .ﻻ أﻋﺘﻘﺪ أن أﻗﺮاص املﻜﻤﻼت اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ ﰲ ﺧﻄﻮرة اﻟﺘﺒﻎ — ﺗﻮﺟﺪ أﺷﻴﺎء ﻗﻠﻴﻠﺔ ﰲ ﺧﻄﻮرﺗﻪ — ﻟﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﺼﻌﻮﺑﺔ ﺑﻤﻜﺎن ﺗﺼﻮﱡر أي ﻧﻮع آﺧﺮ ﻣﻦ اﻷﻗﺮاص ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗُ َ ﻈﻬﺮ إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺗﺴﺒﱡﺒﻪ ﻨﴩ ﺑﺤﻮث ﻋﻨﻪ ﺗُ ِ ﰲ زﻳﺎدة ﻣﻌﺪﱠﻻت اﻟﻮﻓﺎة ،ﺛﻢ ﺗُﺴﺘﺨﺪم أرﻗﺎم إﺣﺼﺎءات اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﻣﺮا ًرا ﻟﺪرﺟﺔ املﻠﻞ ،ﺛﻢ ﻳﴪ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻳﺤﺪث ﻣﻊ ﻣﻮﻇﻔﻲ ﴍﻛﺎت اﻟﻔﻴﺘﺎﻣﻴﻨﺎت ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗُﻨﴩ ﺑﺤﻮث ﺗﻤﺮ اﻷﻣﻮر ﰲ ٍ ﺣﻮل أﺧﻄﺎرﻫﺎ .وﻟﻜﻦ ﺣﻴﻨﺌﺬ ،ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ،ﺗﻤﺘﻠﻚ اﻟﻜﺜري ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﴩﻛﺎت ﻣﺴﺎﺣﺎت ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻬﺎ ﰲ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم ﻟﺒﻴﻊ ﻣﻨﺘﺠﺎﺗﻬﺎ وﺗﺮوﻳﺞ ُر َؤاﻫﺎ ﻟﻠﻌﺎ َﻟﻢ. ﺗﻤﺜﱢﻞ ﻗﺼﺔ ﻣﻀﺎدات اﻷﻛﺴﺪة ً ﻣﺜﺎﻻ ﻣﻤﺘﺎ ًزا ملﺪى وﺟﻮب اﻧﺘﺒﺎﻫﻨﺎ إﱃ اﺗﱢﺒﺎع ﻣﺸﺎﻋﺮﻧﺎ اﻟﺤَ ﺪ ِْﺳﻴﱠﺔ دون ﺗﻔﻜري ﺑﻨﺎءً ﻋﲆ ﺑﻴﺎﻧﺎت ﻣﻌﻤﻠﻴﺔ وﻧﻈﺮﻳﺔ ،واﻻﻓﱰاض ﺑﺴﺬاﺟﺔ ،ﻋﲆ ﻧﺤﻮ اﺧﺘﺰاﱄ ،أن ﻫﺬا ﺳريﺗﺒﻂ ﺗﻠﻘﺎﺋﻴٍّﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﺣﺘﻤﻲ ﺑﺎﻟﻨﺼﺎﺋﺢ اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ وﻧﺼﺎﺋﺢ ﺗﻨﺎول املﻜﻤﻼت ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻳﺮﻳﺪﻧﺎ ﻣُﺨﺘَ ﱡ ﺼﻮ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ ﰲ اﻹﻋﻼم أن ﻧﻔﻌﻞ .إﻧﻪ ﻣﺜﺎل راﺋﻊ ﻋﲆ ﻛﻮن ﻫﺬه ٍ ﺛﻘﺎت ﻟﻠﻤﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ، اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗُﻌﺘﱪ ﺑﺄي ﺣﺎل ﻣﻦ اﻷﺣﻮال ﻣﺼﺪ َر وﺳﻨُﺒ ِْﲇ ﺟﻤﻴﻌً ﺎ ﺑﻼءً ﺣﺴﻨًﺎ إذا ﺗﺬ ﱠﻛﺮﻧﺎ ﻫﺬه اﻟﻘﺼﺔ ﰲ املﺮة اﻟﻘﺎدﻣﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺤﺎول أﺣﺪ اﻷﺷﺨﺎص أن ﻳُﻘﻨِﻌَ ﻨﺎ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام ﺑﻴﺎﻧﺎت اﺧﺘﺒﺎرات اﻟﺪم ،أو ﻳﺘﺤﺪث ﻋﻦ اﻟﺠﺰﻳﺌﺎت ،أو اﻟﻨﻈﺮﻳﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﲆ رﺳﻮم ﺑﻴﺎﻧﻴﺔ ﺿﺨﻤﺔ وﻣﺘﺸﺎﺑﻜﺔ ﻟﻠﺘﻤﺜﻴﻞ اﻟﻐﺬاﺋﻲ ،أو ﺑﴬورة ﴍاء ﻛﺘﺎﺑﻪ ،أو اﺗﱢﺒﺎع ﺣِ ﻤْ ﻴَﺘِﻪ اﻟﻌﺠﻴﺒﺔ ،أو ﴍاء ﻋﻠﺒﺔ أﻗﺮاﺻﻪ. ﱢ ﻳﻮﺿﺢ ﻫﺬا — أﻛﺜﺮ ﻣﻦ أي ﳾء — ﻛﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻮﻇﻴﻒ ﻫﺬه اﻟﺮؤﻳﺔ اﻟﺸﺪﻳﺪة اﻟﺘﻌﻘﻴﺪ واﻻﺧﺘﺰال ﻟﻠﻐﺬاء ﰲ اﻟﺘﻀﻠﻴﻞ واﻟﺒﻴﻊ ا ُمل ْﻔ ِﺮط .وﻻ أﻋﺘﻘﺪ ﱠ أن ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ املﺒﺎﻟﻐﺔ َ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ أﺷﺨﺎص ﻳُﺴﺘﻀﻌَ ُﻔﻮن وﺗُ َﺸ ﱡﻞ ﻗﺪرﺗُﻬﻢ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻹرﺑﺎك ،ﰲ ﻇﻞ ﻛﻞ اﻟﺮﺳﺎﺋﻞ داع ﺣﻮل اﻟﻄﻌﺎم .إذا ﻛﻨﺖ َﻗﻠ ًِﻘﺎ ٍّ ﺣﻘﺎ ،ﻳﻤﻜﻨﻚ ﴍاء »ﻓﺮوﺗﻼ ﺑﻼس« املﺘﻌﺎرﺿﺔ واملﻌﻘﺪة ﺑﻼ ٍ املﺰودة ﺑﻔﻴﺘﺎﻣﻴﻨﺎت أ ،وج ،وﻫ واﻟﻜﺎﻟﺴﻴﻮم ،وﺧﻼل ﻛﺮﻳﺴﻤﺎس ﻋﺎم ٢٠٠٧ﻇﻬﺮ ﻣﻨﺘﺠﺎن 125
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ملﻀﺎدات أﻛﺴﺪة ﰲ اﻟﺴﻮق ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻣﺜﱠﻞ اﻟﺘﻌﺒري اﻷﺟْ َﲆ ملﺎ ﺗﺴﺒﱠﺒﺖ ﻓﻴﻪ ﺣﺮﻛﺔ ﻋﻠﻢ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ ٍ ﺗﺤﺮﻳﻒ وﺗﺸﻮﻳﻪ ﻟﺘﻔﻜريﻧﺎ اﻟﺴﻠﻴﻢ ﺗﺠﺎه اﻟﻄﻌﺎم .ﻛﺎﻧﺖ »ﺗﺸﻮﻛﴘ ﺑﻼس« ﺷﻮﻛﻮﻻﺗﺔ ﻣﻦ ﺑﺎﻟﻠﺒﻦ ﺗﺤﺘﻮي ﻋﲆ »ﻣﻀﺎدات أﻛﺴﺪة« إﺿﺎﻓﻴﺔ .وﺗﻘﻮل ﺻﺤﻴﻔﺔ »دﻳﲇ ﻣريور« ﻋﻨﻬﺎ إﻧﻬﺎ »أﺟﻤﻞ ﻣﻦ أن ﺗﻜﻮن ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ «.وو َْﻓﻖ ﺻﺤﻴﻔﺔ »ذا دﻳﲇ ﺗﻠﻴﺠﺮاف«» :إﻧﻬﺎ ﺷﻮﻛﻮﻻﺗﺔ ﻃﻴﺒﺔ ﻟﻚ ،وﻣﻐﺮﻳﺔ ً أﻳﻀﺎ «.ووَﻓﻖ ﺻﺤﻴﻔﺔ »دﻳﲇ ﻣﻴﻞ«» :ﺷﻮﻛﻮﻻﺗﺔ ﺑﻼ ﺷﻌﻮر ﺑﺎﻟﺬﻧﺐ. إﻧﻬﺎ ﻗﻄﻌﺔ اﻟﺸﻮﻛﻮﻻﺗﺔ اﻷﻛﺜﺮ »ﻓﺎﺋﺪة« ﻣﻦ ﺧﻤﺴﺔ أرﻃﺎل ﻣﻦ اﻟﺘﻔﺎح «.ﺣﺘﻰ إن اﻟﴩﻛﺔ املﻨﺘﺠﺔ »ﺗﻮﴆ« ﺑﺘﻨﺎول ﻗﻄﻌﺘني ﻣﻦ اﻟﺸﻮﻛﻮﻻﺗﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﺠﻬﺎ ﻳﻮﻣﻴٍّﺎ .ﰲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ، ﺗﺮوﱢج ﺳﻠﺴﻠﺔ ﺳﻨﺴﱪي ﻟﻨﺒﻴﺬ »رد ﻫﺎرت« — اﻟﺬي ﻳﺤﺘﻮي ﻋﲆ ﻣﻀﺎدات أﻛﺴﺪة إﺿﺎﻓﻴﺔ — ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎن ﺗﻨﺎوُل ﻫﺬا ﺷﻴﺌًﺎ ﻳﺠﺐ ﻋﲆ أﺣﻔﺎدك ﻋﻤﻠﻪ. ﻟﻮ َ ﻛﻨﺖ ﺑﺼﺪد ﺗﺄﻟﻴﻒ ﻛﺘﺎب ﺣﻮل أﺳﻠﻮب اﻟﺤﻴﺎة ،ﻻﺣﺘﻮى ﻋﲆ اﻟﻨﺼﺎﺋﺢ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﰲ ﻛﻞ ﺻﻔﺤﺔ ،وﻟﺘﻌﺮﻓﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺟﻤﻴﻌً ﺎ ﰲ اﻟﺤﺎل .ﺗﻨﺎو َِل اﻟﻜﺜريَ ﻣﻦ اﻟﻔﻮاﻛﻪ واﻟﺨﴬاوات، ﻣﺎر ِس اﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ﺑﺎﻧﺘﻈﺎم ﻛﺠﺰء ﻣﻦ روﺗﻴﻨﻚ وﻋَ ْﺶ ﺣﻴﺎﺗﻚ ﻛﻠﻬﺎ ﺑﻜﻞ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺗﺴﺘﻄﻴﻌﻬﺎِ . ﻔﺮط ﰲ ﺗﻨﺎول املﴩوﺑﺎت اﻟﻜﺤﻮﻟﻴﺔ ،ﻻ ﱢ اﻟﻴﻮﻣﻲ ،ﺗﺠﻨ ﱠ ِﺐ ﱢ ﺗﺪﺧﻦ ،وﻻ اﻟﺴﻤْ ﻨﺔ ا ُمل ْﻔ ِﺮﻃﺔ ،ﻻ ﺗُ ِ ﺗﻨ ْ َﺲ اﻷﺳﺒﺎب اﻟﺒﺴﻴﻄﺔ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻔﴤ إﱃ ﺗﺪﻫﻮر اﻟﺼﺤﺔ .ﻟﻜﻦ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺳﻨﺮى ،ﺣﺘﻰ ﻫﺬه اﻷﺷﻴﺎء ﻳﺼﻌﺐ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﺑﻤﻔﺮدك ،وﰲ اﻟﻮاﻗﻊ ﺗﺤﺘﺎج إﱃ ﺗﻐﻴريات اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ وﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ. ﻫﻮاﻣﺶ ) (1ﱠ ﻋﱪ ُت ﻋﻤﺪًا ﻋﻦ ﻫﺬا اﻟﺨﻄﺮ ﰲ إﻃﺎر »زﻳﺎدة اﻟﺨﻄﻮرة اﻟﻨﺴﺒﻴﺔ« ،ﻛﺠﺰء ﻣﻦ ﻣﺰﺣﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﺮﻳﺒﺔ ﻣﻊ ﻧﻔﴘ .وﺳﺘﻌﺮف املﺰﻳﺪ ﺣﻮل ذﻟﻚ ﰲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋﴩ.
126
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺴﺎﺑﻊ
د .ﺟﻴﻠﻴﺎن ﻣﺎﻛﻴﺚ
ﺳﺄﺗﺰﻳﱠﺪ ﻫﻨﺎ ،وأﻗﱰح أﻧﻪ ﺑﻤﺎ أﻧﻚ ﻗﺪ اﺷﱰﻳﺖ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ،ﻓﺮﺑﻤﺎ ﺗُ ِ ﻀﻤﺮ ﺑﺪاﺧﻠﻚ ﺑﻌﺾ اﻟﺸﻜﻮك ﺗﺠﺎه راﺋﺪة اﻷﻋﻤﺎل ﰲ ﻣﺠﺎل أﻗﺮاص اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ املﻠﻴﺎردﻳﺮة وﻣُﺨﺘَﺼﺔ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ ﻛﺎﻣﻼ ﻫﻮ ﺟﻴﻠﻴﺎن ﻣﺎﻛﻴﺚ ﻓﻘﻂ ً ً أﻳﻀﺎ(. اﻹﻛﻠﻴﻨﻴﻜﻴﺔ ﺟﻴﻠﻴﺎن ﻣﺎﻛﻴﺚ )وﻟﻘﺒﻬﺎ اﻟﻄﺒﻲ ﻫﻲ إﻣﱪاﻃﻮرﻳﺔ ،وﺷﺨﺼﻴﺔ ﺗﻠﻴﻔﺰﻳﻮﻧﻴﺔ ﻣﺸﻬﻮرة ﰲ أوﻗﺎت ذِ روة املﺸﺎﻫﺪة ،وﻣﺆ ﱢﻟﻔﺔ ﻛﺘﺐ ُ ﺻﻨﱢﻔﺖ ﻛﺄﻓﻀﻞ اﻟﻜﺘﺐ ﺑﻴﻌً ﺎ .إﻧﻬﺎ ﺗﻤﺘﻠﻚ ﻣﺠﻤﻮﻋﺘﻬﺎ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﻣﻦ اﻷﻏﺬﻳﺔ واملﺴﺎﺣﻴﻖ اﻟﻐﺎﻣﻀﺔ ،وﻟﺪﻳﻬﺎ أﻗﺮاص ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻋﲆ اﻻﻧﺘﺼﺎب ،ووﺟﻬﻬﺎ ﻣﻮﺟﻮد ﰲ ﻛﻞ ﻣﺘﺠﺮ ﻟﻸﻏﺬﻳﺔ اﻟﺼﺤﻴﺔ ﰲ اﻟﺒﻼد .وﻳﺮﻏﺐ اﻟﺴﺎﺳﺔ املﺤﺎﻓﻈﻮن اﻻﺳﻜﺘﻠﻨﺪﻳﻮن ﰲ أن ﺗﻌﻤﻞ ﻣﺴﺘﺸﺎر ًة ﻟﺪى اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ .وﻣﻨﺤﺘﻬﺎ ﺟﻤﻌﻴﺔ »ﺳﻮﻳﻞ أﺳﻮﺳﻴﻴﺸﻦ« ﺟﺎﺋﺰ ًة ﻟﺘﺜﻘﻴﻒ اﻟﻌﺎﻣﺔ .ﻟﻜﻦ أي ﺷﺨﺺ ً ﺿﺌﻴﻼ ﺟﺪٍّا ﻋﻦ اﻟﻌﻠﻢ ،ﻳﺪرك أﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ إﻻ ﻣُﺰﺣﺔ. ﻳﻌﺮف وﻟﻮ ﺟﺰءًا أﻫﻢ ﳾء ﻳﺠﺐ إدراﻛﻪ ْ أن َ ﻟﻴﺲ ﺛﻤﱠ ﺔ ﳾءٌ ﺟﺪﻳﺪ ﻫﻨﺎ .ﻓﻌﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن ﺣﺮﻛﺔ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ املﻌﺎﴏة ﺗﺤﺐ أن ﺗﻘﺪﱢم ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻣﴩوﻋً ﺎ ﺣﺪﻳﺜًﺎ ﻗﺎﺋﻤً ﺎ ﻋﲆ اﻷدﻟﺔ ،ﺗﺮﺟﻊ اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻋﲆ ﺧﱪاء اﻟﻐﺬاء ،ﺑﻮﻋﻮدﻫﺎ اﻟﻐﺮﻳﺒﺔ ،وﺗﻬﻮﱡﺳﺎﺗﻬﺎ اﻟﺠﻨﺴﻴﺔ واﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ،إﱃ ﻗﺮﻧني ﻣﻦ اﻟﺰﻣﺎن ﻋﲆ اﻷﻗﻞ. ﻣﺜﻞ ﺧﱪاء اﻟﻐﺬاء ﰲ ﻋﴫﻧﺎ اﻟﺤﺪﻳﺚ ،ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ اﻟﺒﺎرزة ﰲ املﺠﺎل ً أﺷﺨﺎﺻﺎ ﻋﺎدﻳني ﻣﺘﺤﻤﺴني ﰲ ﻣﻌﻈﻤﻬﻢ ،وﻛﺎﻧﻮا ﺟﻤﻴﻌً ﺎ ﻳﺰﻋﻤﻮن أﻧﻬﻢ ﻳﻔﻬﻤﻮن اﻟﻐﺬاﺋﻲ ﻋﻠﻢ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ ،واﻷدﻟﺔ ،واﻟﻄﺐ ،أﻓﻀﻞ ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء واﻷﻃﺒﺎء ﰲ ﻋﴫﻫﻢ .رﺑﻤﺎ ﱠ ﺗﻐريت اﻟﻨﺼﺎﺋﺢ واملﻨﺘﺠﺎت ﻣﻊ ﱡ ﺗﻐري اﻷﻓﻜﺎر اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ واﻷﺧﻼﻗﻴﺔ اﻟﺴﺎﺋﺪة ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ دوﻣً ﺎ ﺗﻐﺎزل اﻟﺴﻮق، ً ً ﺳﻮاء أﻛﺎﻧﺖ اﻟﺴﻮق ﻣﺘﺸﺪدة أو ﻟﻴﱪاﻟﻴﱠﺔ ،ﰲ اﻟﻌﴫ اﻟﺠﺪﻳﺪ أو ﰲ اﻟﻌﴫ املﺴﻴﺤﻲ. ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻘﺮﻣﺸﺎت ﺟﺮاﻫﺎم ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﺑﺴﻜﻮﻳﺖ ﻟﻠﻬﻀﻢ ،اﺑﺘُﺪِﻋَ ﺖ ﰲ اﻟﻘﺮن اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﴩ ﻋﲆ ﻳﺪ ﺳﻠﻔﺴﱰ ﺟﺮاﻫﺎم ،اﻟﺬي ﻛﺎن أول ﻣﻨﺎﴏ ﻛﺒري ﻟﻠﻨﻈﺎم اﻟﻨﺒﺎﺗﻲ وﺣﺮﻛﺔ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ ﻣﺜﻠﻤﺎ
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ﻋﺮﻓﻨﺎﻫﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ،وﺻﺎﺣﺐ أول ﻣﺘﺠﺮ ﻟﻠﻄﻌﺎم اﻟﺼﺤﻲ ﰲ اﻟﻌﺎﻟﻢ .ﻣﺜﻞ ﻣﻦ ﺟﺎءوا ﺑﻌﺪه اﻟﻴﻮم ،ﻣﺰج ﺟﺮاﻫﺎم ﺑني اﻷﻓﻜﺎر املﻌﻘﻮﻟﺔ — ﻣﺜﻞ اﻟﺤﺪ ﻣﻦ اﺳﺘﻬﻼك اﻟﺴﺠﺎﺋﺮ واﻟﻜﺤﻮل ً ﻏﻤﻮﺿﺎ اﻟﺘﻲ ﺣﺎﻛﻬﺎ ﺑﻨﻔﺴﻪ .ﻓﻜﺎن ﻳُﺤَ ﺬﱢر ،ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل ،ﻣﻦ — واﻷﻓﻜﺎر اﻷﺧﺮى اﻷﻛﺜﺮ أن اﻟﻜﺎﺗﺸﺐ واملﺴﻄﺮدة ﻗﺪ ﻳﺘﺴﺒﺒﺎن ﰲ »اﻟﺠﻨﻮن«. ﻻ أﺟﺎدل ً ﺟﺪﻻ ﻛﺒريًا ﻣﻊ ﺣﺮﻛﺔ اﻟﻐﺬاء اﻟﻌﻀﻮي )ﺣﺘﻰ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺰاﻋﻢ اﻟﺤﺮﻛﺔ ﻏري واﻗﻌﻴﺔ ً ﻗﻠﻴﻼ( ،ﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﺰال ﻣﻦ املﺜري ﻣﻼﺣﻈﺔ أن ﻣﺘﺠﺮ ﺟﺮاﻫﺎم ﻟﻸﻏﺬﻳﺔ اﻟﺼﺤﻴﺔ — ﰲ ﻋﺎم — ١٨٣٧ﻛﺎن ﻳﺮوﱢج ﺑﻜﺜﺎﻓﺔ ﻷﻏﺬﻳﺘﻪ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻣﺰروﻋﺔ و َْﻓﻖ »ﻣﺒﺎدئ ﻓﺴﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ« ﻋﲆ »ﺗﺮﺑﺔ ﻧﻘﻴﺔ ﻋﺬراء« .ووﻓﻖ ﻣﻔﻬﻮم اﻟﺘﻘﺪﻳﺲ اﻷﻋﻤﻰ ﻟﻠﺸﻬﻮة اﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺑﺎﻟﻌﻮدة إﱃ ُﻔﺮﻃﺔ« … ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻮراء ﰲ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ ،ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻫﺬه اﻟﱰﺑﺔ ﻗﺪ »ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻻﺳﺘﺜﺎرة ﻣ ِ اﻟ ﱠﺮوَث. ﴎﻋﺎن ﻣﺎ ُﻗ ﱢﻠﺪت أﺳﺎﻟﻴﺐ ﺗﺴﻮﻳﻖ اﻷﻏﺬﻳﺔ ﻫﺬه ﻣﻦ ﻗِ ﺒَﻞ ﻣﺘﻌﺼﺒني دﻳﻨﻴني ﻣﺘﺸﺪدﻳﻦ ﺑﺸﻜﻞ أﻛﺜﺮ اﻧﻔﺘﺎﺣً ﺎ وﻋﻠﻨﻴﺔ؛ ﻣﺜﻞ ﺟﻮن ﻫﺎرﰲ ﻛﻠﻮج ،اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺬي اﺑﺘﺪع رﻗﺎﺋﻖ اﻟﺬرة .ﻛﺎن ﻛﻠﻮج ﻣﻌﺎﻟﺠً ﺎ ﻃﺒﻴﻌﻴٍّﺎ ،وﻧﺎﺷ ً ﻄﺎ ﰲ ﺣﻤﻼت ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻻﺳﺘﻤﻨﺎء ،وﻣﻨﺎﴏًا ﻟﻠﻐﺬاء اﻟﺼﺤﻲ، ﱡ واﻟﺘﻘﺸﻒ، وﻛﺎن ﻳﺮوﱢج ﻟﺘﻨﺎول ﻗﻄﻊ اﻟﺠﺮاﻧﻮﻻ اﻟﺘﻲ اﺑﺘﺪﻋﻬﺎ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ اﻟﻄﺮﻳﻖ إﱃ اﻟﺰﻫﺪ واﻻﻋﺘﺪال ،واﻷﺧﻼق اﻟﺴﻠﻴﻤﺔ .وﻛﺎن ﻳُﺪﻳﺮ ﻣﺼﺤﱠ ًﺔ ﻟﻠﻨﺰﻻء اﻟﴪﻳني ،ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام أﺳﺎﻟﻴﺐ »ﺷﺎﻣﻠﺔ« ،ﺗﺸﻤﻞ أﺣﺪ اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ املﻔﻀﻠﺔ ﻟﺪى ﺟﻴﻠﻴﺎن ﻣﺎﻛﻴﺚ ،وﻫﻮ اﻟﺮي اﻟﻘﻮﻟﻮﻧﻲ. أﻳﻀﺎ ﻧﺎﺷ ً ﻛﺎن ﻛﻠﻮج ً ً ﻣﺘﺤﻤﺴﺎ ﰲ ﺣﻤﻼت ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻻﺳﺘﻤﻨﺎء ،وﻛﺎن ﻳﺆﻳﺪ اﻟﻜﺸﻒ ﻄﺎ ﻋﻦ اﻟﻨﺴﻴﺞ ﰲ أﻃﺮاف اﻟﻘﻀﻴﺐ؛ ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺘﺴﺒﱠﺐ ﰲ أﻟﻢ ﺣﺎد ﻣﻊ اﻻﺣﺘﻜﺎك أﺛﻨﺎء أﻓﻌﺎل اﻟﺘﻠﻮﻳﺚ اﻟﺬاﺗﻲ )وﻻ ﻳﻤﻠﻚ املﺮء إﻻ أن ﻳﺘﺴﺎءل ﻋﻦ دواﻓﻊ أي ﺷﺨﺺ ﻳﻔﻜﺮ ﰲ ﻫﺬه املﺸﻜﻠﺔ ﺑﻜﻞ ﻫﺬه اﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ( .وﻓﻴﻤﺎ ﻳﲇ ﻓﻘﺮة ﻣﻤﺘﻌﺔ ٍّ ﺣﻘﺎ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺑﻪ »ﻋﻼج اﻻﻧﺘﻬﺎك اﻟﺬاﺗﻲ وآﺛﺎره« ) ،(١٨٨٨ﻳﻄﺮح ﻓﻴﻬﺎ ﻛﻠﻮج آراءه ﺣﻮل اﻟﺨﺘﺎن: ﻳﺠﺐ إﺟﺮاء اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻣﻦ ﻗِ ﺒَﻞ ﺟ ﱠﺮاح دون اﺳﺘﺨﺪام ﻣ َ ُﺨﺪﱢر؛ إذ إن اﻷﻟﻢ اﻟﻘﺼري اﻟﺬي ﻳﺼﺎﺣﺐ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺳﻴﻜﻮن ﻟﻪ أﺛﺮ ﻓﻌﺎل ﻋﲆ اﻟﻌﻘﻞ ،ﺧﺎﺻﺔ إذا ﻛﺎن ﻣﺮﺗﺒ ً ﻄﺎ ﺑﻔﻜﺮة اﻟﻌﻘﺎب .ﰲ اﻹﻧﺎث ،وﺟﺪ املﺆﻟﻒ أن وﺿﻊ ﺣﻤﺾ اﻟﻜﺮﺑﻮﻟﻴﻚ اﻟﺨﺎﻟﺺ ﻋﲆ اﻟﺒﻈﺮ ﻳُﻌﺘﱪ وﺳﻴﻠﺔ ﻣﻤﺘﺎزة ﻟﻠﺘﺨﻔﻴﻒ ﻣﻦ اﻹﺛﺎرة ﻏري اﻟﻌﺎدﻳﺔ. ﻣﻊ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﴩﻳﻦ ،أدﺧﻞ رﺟﻞ ﻳُﺪﻋَ ﻰ ﺑﺮﻧﺎرد ﻣﺎﻛﻔﺎدن ﺗﺠﺪﻳﺪات ﻋﲆ ﻧﻤﻮذج ﺣﺮﻛﺔ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ ﺑﻤﺎ ﻳﺘﻮاﻓﻖ ﻣﻊ اﻟﻘِ ﻴَﻢ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ املﻌﺎﴏة؛ ﻟﺬا ﺻﺎر أﻛﺜﺮ ﺧﱪاء اﻟﺼﺤﺔ ﻧﺠﺎﺣً ﺎ 128
د .ﺟﻴﻠﻴﺎن ﻣﺎﻛﻴﺚ
ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ ﰲ ﻋﴫه .وﻗﺎم ﺑﺘﻐﻴري اﺳﻤﻪ اﻷول ﻣﻦ ﺑﺮﻧﺎرد Bernardإﱃ ﺑﺮﻧﺎر Bernarr؛ ﻷن اﻻﺳﻢ ﺑﺪا أﻗﺮب إﱃ زﺋري اﻷﺳﺪ )ﻫﺬا ﺻﺤﻴﺢ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ( ،وﻛﺎن ﻳﺪﻳﺮ ﻣﺠﻠﺔ ﻧﺎﺟﺤﺔ اﺳﻤﻬﺎ »ﻓﻴﺰﻳﻜﺎل ﻛﺎﻟﺘﴩ« ،ﻛﺎﻧﺖ ﺗَﻌْ ِﺮض ﻋﲆ ﺻﻔﺤﺎﺗﻬﺎ أﺟﺴﺎدًا ﺟﻤﻴﻠﺔ ﺗﻘﻮم ﺑﺄﺷﻴﺎء ﺻﺤﻴﺔ .ﻛﺎن اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ واملﺒﺎﻟﻐﺔ ﻋﲆ ﻧﻔﺲ اﻟﺸﺎﻛﻠﺔ ﰲ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ ،ﻟﻜﻨﻪ ﻛﺎن ﻳﻮ ﱢ ﻇﻒ اﻟﺤﺮﻳﺔ اﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻟﺼﺎﻟﺤﻪ؛ إذ ﻛﺎن ﻳﺒﻴﻊ ﻗﻄﻊ اﻟﺠﺮاﻧﻮﻻ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻃﻌﺎﻣً ﺎ ﻳﺪﻋﻢ أﺳﻠﻮب ﺣﻴﺎة ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﲆ اﻟﻌﻀﻼت املﻔﺘﻮﻟﺔ ،واﻻﻧﺤﻨﺎءات اﻟﺒﺎرزة ،واﻟﺸﻬﻮاﻧﻴﺔ ،ﰲ ﺧﻀﻢ ﻏﻤَ ﺮ ﺷﻌﻮب اﻟﻐﺮب ﰲ اﻟﻔﱰة ﺑني اﻟﺤﺮﺑني1 . ذﻟﻚ اﻟﺘﻬﺎﻓﺖ املﻨﺤ ﱢ ﻂ اﻟﺬي َ َ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ،ﻛﺎن ﻫﻨﺎك دادﱄ ﺟﻴﻪ ﻟﻮﺑﻼﻧﻚ ،وﻫﻮ ﺳﻴﻨﺎﺗﻮر ﻣﻦ ﻟﻮﻳﺰﻳﺎﻧﺎ وﻣﺨﱰع »ﻫﺎداﻛﻮل« اﻟﺬي ﻛﺎن ﻳﻌﺎﻟﺞ ﻛﻞ ﳾء ،وﻻ ﻳﺘﻜ ﱠﻠﻒ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ١٠٠دوﻻر ﺳﻨﻮﻳٍّﺎ ﻟﻠﺠﺮﻋﺔ َ املﻮﴅ ﺑﻬﺎ ،وﻟﺪﻫﺸﺔ دادﱄ اﻟﻌﺎرﻣﺔ ،ﺑﻴﻊ ﻣﻨﻪ ﺑﺎملﻼﻳني .ﻗﺎل أﺣﺪ اﻟﺼﻴﺎدﻟﺔ» :ﻟﻘﺪ ﺟﺎءوا ﻟﴩاء ﻫﺎداﻛﻮل ﰲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻌﻬﻢ ﻣﺎ ٌل ﻟﴩاء ﻃﻌﺎم .ﻛﺎﻧﺖ ﺛﻤﺔ ﺛﻘﻮب ﰲ ً وﻧﺼﻔﺎ ﻣﻘﺎﺑﻞ زﺟﺎﺟﺔ ﻫﺎداﻛﻮل«. أﺣﺬﻳﺘﻬﻢ ،ودﻓﻌﻮا ﺛﻼﺛﺔ دوﻻرات ﻟﻢ ﻳﻄﺮح ﻟﻮﺑﻼﻧﻚ أي ادﱢﻋﺎءات ﻃﺒﻴﺔ ،ﻟﻜﻨﻪ دﻓﻊ ﺑﺸﻬﺎدات اﻟﻌﻤﻼء إﱃ وﺳﺎﺋﻞ إﻋﻼم ﻣﺘﻠﻬﱢ ﻔﺔ .ﱠ وﻋني ﻣﺪﻳ ًﺮا ﻃﺒﻴٍّﺎ ﻛﺎن ﻗﺪ أُدﻳﻦ ﰲ ﻛﺎﻟﻴﻔﻮرﻧﻴﺎ ﺑﺘﻬﻤﺔ ﻣﻤﺎرﺳﺔ اﻟﻄﺐ دون رﺧﺼﺔ ودون ﺷﻬﺎدة ﻋﻠﻤﻴﺔ .وﻛﺎدت إﺣﺪى ﻣﺮﻳﻀﺎت اﻟﺴﻜﺮ ﺗﻤﻮت ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻮﻗﻔﺖ ﻋﻦ ﺗﻨﺎول اﻷﻧﺴﻮﻟني ﺣﺘﻰ ﺗﻌﺎﻟِﺞ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام ﻫﺎداﻛﻮل ،ﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﻌﺒﺄ ْ أﺣﺪ .وﻛﺘﺒﺖ ﻣﺠﻠﺔ »ﻧﻴﻮزوﻳﻚ« ﻗﺎﺋﻠﺔ» :ﻫﺬا ﺟﻨﻮن .إﻧﻬﺎ ﺛﻘﺎﻓﺔ .إﻧﻬﺎ ﺣﺮﻛﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ«. ﻳﺴﻬُ ﻞ اﻟﺘﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﻗﺪر اﻟﺠﺎذﺑﻴﺔ اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ املﺴﺘﻤﺮة واﻟﻬﺎﺋﻠﺔ ﻟﻬﺬه اﻷﻧﻮاع ﻣﻦ املﻨﺘﺠﺎت واﻻدﱢﻋﺎءات ﻋﱪ اﻟﺘﺎرﻳﺦ .ﻓﺒﺤﻠﻮل ﻋﺎم ،١٩٥٠ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺒﻴﻌﺎت ﻫﺎداﻛﻮل ﻗﺪ ﺑﻠﻐﺖ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٢٠ﻣﻠﻴﻮن دوﻻر أﻣﺮﻳﻜﻲ ،وﺣﺠﻢ إﻧﻔﺎق إﻋﻼﻧﻲ ﺑﻠﻎ ﻣﻠﻴﻮن دوﻻر ﺷﻬﺮﻳٍّﺎ ،ﰲ ٧٠٠ﺻﺤﻴﻔﺔ ً ﻋﺮﺿﺎ ﻃﺒﻴٍّﺎ ﻣﺘﺠﻮ ًﱢﻻ ﻣﻜ ﱠﻮﻧًﺎ ﻣﻦ ١٣٠ﺳﻴﺎرة ﰲ ﻳﻮﻣﻴﺔ و ٥٢٨ﻣﺤﻄﺔ إذاﻋﻴﺔ .أﺟﺮى ﻟﻮﺑﻼﻧﻚ ﺟﻮﻟﺔ ﺑﻠﻐﺖ ﻣﺴﺎﻓﺘﻬﺎ اﻹﺟﻤﺎﻟﻴﺔ ٣٨٠٠ﻣﻴﻞ ﻋﱪ اﻟﺠﻨﻮب .ﻛﺎن اﻻﻧﻀﻤﺎم إﱃ اﻟﺠﻮﻟﺔ ﻳﺘﻄ ﱠﻠﺐ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻏﻄﺎءات زﺟﺎﺟﺎت ﻫﺎداﻛﻮل ،وﻛﺎن ﻣﻦ ﺑني اﻟﻨﺠﻮم املﺸﺎرﻛني ﰲ اﻟﻌﺮوض ﺟﺮوﺗﺸﻮ وﺗﺸﻴﻜﻮ ﻣﺎرﻛﺲ ،وﻣﻴﻜﻲ روﻧﻲ ،وﺟﻮدي ﺟﺎرﻻﻧﺪ ،وﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎك ﻋﺮوض ﺗﺜﻘﻴﻔﻴﺔ َﺷﻤﻠﺖ ﻧﺴﺎءً ﱠ ﻛﻦ ﺑﺎﻟﻜﺎد ﻳﺮﺗﺪﻳﻦ ﻣﻼﺑﺲ ﺗَﻌْ ِﺮض »ﺗﺎرﻳﺦ ﺛﻮب اﻻﺳﺘﺤﻤﺎم« .وأدت ﻓﺮق دﻛﴘ ﻻﻧﺪ ﻟﻠﺠﺎز أﻏﻨﻴﺎت ﻣﺜﻞ »ﻫﺎداﻛﻮل ﺑﻮﺟﻲ« و»ﻣَ ْﻦ ﺑ ﱠَﺚ اﻟﺤﻴﻮﻳﺔ ﰲ ﺟﺪﺗﻲ؟« اﺳﺘﻐﻞ اﻟﺴﻴﻨﺎﺗﻮر ﻧﺠﺎح ﻫﺎداﻛﻮل ﻟﻠﺪﻓﻊ ﺑﻤﺴﺎره اﻟﺴﻴﺎﳼ ُﻗﺪُﻣً ﺎ إﱃ اﻷﻣﺎم؛ ﻣﺎ أﺻﺎب ﻣﻨﺎﻓﺴﻴﻪ ،وﻫﻢ ﴍﻛﺔ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻟﻮﻧﺞ — اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻮد أﺻﻮﻟﻬﺎ إﱃ اﻹﺻﻼﺣﻲ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻲ ﻫﻴﻮي 129
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ﻟﻮﻧﺞ — ﺑﺎﻟﺬﻋﺮ؛ ﻣﺎ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗُﻄﻠِﻖ دواءً ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﱪاءة اﺧﱰاع ﺧﺎص ﺑﻪ اﺳﻤﻪ »ﻓﻴﺘﺎ-ﻟﻮﻧﺞ«. وﺑﺤﻠﻮل ﻋﺎم ،١٩٥١ﻛﺎن ﻟﻮﺑﻼﻧﻚ ﻳﻨﻔﻖ ﻋﲆ اﻟﺤﻤﻼت اﻹﻋﻼﻧﻴﺔ أﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﻛﺎن ﱢ ﻳﺤﻘﻖ ﻋﻮاﺋﺪ ﻣﻦ املﺒﻴﻌﺎت ،وﰲ ﻓﱪاﻳﺮ ﻣﻦ ذﻟﻚ اﻟﻌﺎم ،وﺑﻌﺪ ﻓﱰة ﻗﺼرية ﻣﻦ ﺑﻴﻌﻪ اﻟﴩﻛﺔ — وﻗﺒﻞ ﻓﱰة ﻗﺼرية ﻣﻦ اﻧﺘﻬﺎء ﻧﺸﺎﻃﻬﺎ — ﻇﻬﺮ ﰲ اﻟﱪﻧﺎﻣﺞ اﻟﺘﻠﻴﻔﺰﻳﻮﻧﻲ »ﻳﻮ ﺑﻴﺖ ﻳﻮر ﻻﻳﻒ« ﻣﻊ ﺻﺪﻳﻘﻪ اﻟﻘﺪﻳﻢ ﺟﺮوﺗﺸﻮ ﻣﺎرﻛﺲ .ﻗﺎل ﺟﺮوﺗﺸﻮ» :ﻫﺎداﻛﻮل ،ﻣﺎ اﻟﻔﺎﺋﺪة ﻣﻨﻪ؟« ﻗﺎل ﻟﻮﺑﻼﻧﻚ» :ﺣﺴﻨًﺎ ،ﻟﻘﺪ ﻋﺎد ﻋﲇ ﱠ ﺑﺤﻮاﱄ ﺧﻤﺴﺔ ﻣﻼﻳني دوﻻر وﻧﺼﻒ ﰲ اﻟﻌﺎم املﺎﴈ«. اﻟﻔﻜﺮة اﻟﺘﻲ أﻃﺮﺣﻬﺎ ﻫﻨﺎ ﻫﻲ أﻧﻪ ﻻ ﺟﺪﻳﺪ ﺗﺤﺖ اﻟﺸﻤﺲ؛ ﻓﻄﺎملﺎ ﻛﺎن ﺛﻤﱠ ﺔ ﺧﱪاءُ ً ﻣﺘﺨﺼﺼﺎ ﰲ ﺷﺌﻮن املﺴﺘﻬﻠﻚ ،وﻻ ﺻﺤﺔ ﻳﺒﻴﻌﻮن ﻣﻨﺘﺠﺎت ﺳﺤﺮﻳﺔ .ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻟﺴﺖ ﺻﺤﻔﻴٍّﺎ آﺑَ ُﻪ إذا ﻛﺎن اﻟﻨﺎس ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻣﺆﻫﻼت ﻏري ﻋﺎدﻳﺔ ،أو ﻳﺒﻴﻌﻮن ﻣﻮا ﱠد ﺳﺨﻴﻔﺔ ﻣﻨﺎﻓﻴﺔ ﻟﻠﻌﻘﻞ. إن ﻣﺎﻛﻴﺚ ،ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱄ ﱠ ،ﺑﻤﻨﺘﻬﻰ اﻟﺒﺴﺎﻃﺔ ،ﺗُﻤَ ﺜﱢﻞ ﺗﻬﺪﻳﺪًا ﻟﻔﻬﻢ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻌﻠﻢ؛ ﻓﻬﻲ ﺗﻈﻬﺮ ﰲ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺗﻠﻴﻔﺰﻳﻮﻧﻲ ﺣﻮل اﻷﻏﺬﻳﺔ ﻳﻌﺮض ﰲ أوﻗﺎت ذِ روة املﺸﺎﻫﺪة ،ﻟﻜﻦ ﻳﺒﺪو أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗُﴘء ﻓﻬﻢ اﻷﺷﻴﺎء اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ ﻓﻘﻂ ،ﺑﻞ ﺗﴘء ﻓﻬﻢ أﺑﺴﻂ اﻟﺠﻮاﻧﺐ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﰲ ﻋﻠﻢ اﻷﺣﻴﺎء؛ اﻷﺷﻴﺎء اﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻃﻔﻞ ﰲ املﺪرﺳﺔ ﺗﺼﺤﻴﺤﻬﺎ ﻟﻬﺎ. ﻟﻔﺘﺖ د .ﺟﻴﻠﻴﺎن ﻣﺎﻛﻴﺚ ﻧﻈﺮي ﻟﻠﻤﺮة اﻷوﱃ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺑﻌﺚ ﻗﺎرئ ﺑﻘﺼﺎﺻﺔ ﻣﻦ ﺻﺤﻴﻔﺔ ً أﻧﻴﻘﺔ ،وﰲ ﺻﻮرة رادﻳﻮ ﺗﺎﻳﻤﺰ ﺣﻮل أول ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻟﻬﺎ ﰲ اﻟﻘﻨﺎة اﻟﺮاﺑﻌﺔ .ﻇﻬﺮت ﻣﺎﻛﻴﺚ ﻣﺪﻫﺸﺔ ﺟﺪٍّا ،ﻛﺸﺨﺼﻴﺔ أﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ وﻋﻠﻤﻴﺔ ﻣﻦ ذوي اﻟﻴﺎﻗﺎت اﻟﺒﻴﻀﺎء ﻣﻤﱠ ﻦ ﻟﻬﻢ ﺗﺄﺛري ﰲ ﻣﺠﺎل اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ؛ »ﻣُﺨﺘَﺼﺔ ﺗﻐﺬﻳﺔ إﻛﻠﻴﻨﻴﻜﻴﺔ« ،ﺗﻘﻒ ﰲ املﺨﺘﱪات ،ﺗﺤﻴﻄﻬﺎ أﻧﺎﺑﻴﺐ اﻻﺧﺘﺒﺎر، وﺗﺘﺤﺪث ﻋﻦ اﻟﺘﺸﺨﻴﺼﺎت واﻟﺠﺰﻳﺌﺎت .وﻧُﻘﻞ ﻋﻨﻬﺎ ً ﻃﺎﻟﺐ ﻳﺒﻠﻎ أﻳﻀﺎ ﳾءٌ ﻛﺎن ﺑﺈﻣﻜﺎن ٍ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺮ أرﺑﻌﺔ ﻋﴩ ﻋﺎﻣً ﺎ ﻳﺪرس اﻷﺣﻴﺎء ﰲ اﻟﺼﻒ اﻟﺜﺎﻧﻮي ﺗﻤﻴﻴﺰه ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ُﻫﺮاء ﺑﺤﺘًﺎ .ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻮﴆ ﺑﺘﻨﺎول اﻟﺴﺒﺎﻧﺦ ،واﻷوراق اﻷﻛﺜﺮ دُﻛﻨﺔ ﰲ اﻟﻨﺒﺎﺗﺎت؛ ﻻﺣﺘﻮاﺋﻬﺎ ﻋﲆ ﻛﻠﻮروﻓﻴﻞ أﻛﺜﺮ .وﺑﺤﺴﺐ ﻣﺎﻛﻴﺚ ،ﺗﺤﺘﻮي ﺗﻠﻚ اﻟﻨﺒﺎﺗﺎت ﻋﲆ »ﻧﺴﺒﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ اﻷﻛﺴﺠني« ً ﺣﻘﻴﻘﺔ إﱃ أﻛﺴﺪة اﻟﺪم «.وﻳﺘﻜ ﱠﺮر ﻫﺬا اﻟﺰﻋﻢ ﰲ ﺟﻤﻴﻊ ﻛﺘﺒﻬﺎ. وﺳﻮف »ﺗُﻔﴤ أرﺟﻮ أن ﺗﻐﻔﺮوا ﱄ ﻧﱪﺗﻲ اﻻﺳﺘﻌﻼﺋﻴﺔ ،ﻟﻜﻦ ﻗﺒﻞ أن ﻧَﻤﴤ ُﻗﺪُﻣً ﺎ رﺑﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎﺟﻮن إﱃ ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ اﻟﺘﻨﺸﻴﻂ ﻟﻠﺬاﻛﺮة ﺣﻮل ﻣﻌﺠﺰة اﻟﺘﻤﺜﻴﻞ اﻟﻀﻮﺋﻲ .اﻟﻜﻠﻮروﻓﻴﻞ ﻫﻮ ﺟﺰيء أﺧﴬ ٍ ﱠ املﺼﻐﺮة ﰲ اﻟﺨﻼﻳﺎ اﻟﻨﺒﺎﺗﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺻﻐري ﻳﻮﺟﺪ ﰲ ﺧﻼﻳﺎ ﺗﺼﻨﻴﻊ اﻟﻜﻠﻮروﻓﻴﻞ ،ﺗﻠﻚ املﺼﺎﻧﻊ ﺗﺴﺘﻤﺪ اﻟﻄﺎﻗﺔ ﻣﻦ اﻟﺸﻤﺲ وﺗﺴﺘﺨﺪﻣﻬﺎ ﰲ ﺗﺤﻮﻳﻞ ﺛﺎﻧﻲ أﻛﺴﻴﺪ اﻟﻜﺮﺑﻮن واملﺎء إﱃ ﺳﻜﺮ وأﻛﺴﺠني .ﻣﻦ ﺧﻼل ﻫﺬه اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ،املﺴﻤﺎة اﻟﺘﻤﺜﻴﻞ اﻟﻀﻮﺋﻲ ،ﺗﺨ ﱢﺰن اﻟﻨﺒﺎﺗﺎت اﻟﻄﺎﻗﺔ ﻣﻦ ﺿﻮء اﻟﺸﻤﺲ ﰲ ﺻﻮرة ﺳﻜﺮ )ﻳﺤﺘﻮي ﻋﲆ ﺳﻌﺮات ﺣﺮارﻳﺔ ﻣﺮﺗﻔﻌﺔ ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺗﻌﺮف(، 130
د .ﺟﻴﻠﻴﺎن ﻣﺎﻛﻴﺚ
وﻳﻤﻜﻨﻬﺎ اﺳﺘﺨﺪام ﻫﺬه اﻟﻄﺎﻗﺔ ﱡ اﻟﺴ ﱠﻜﺮﻳﺔ ﰲ ﺗﻜﻮﻳﻦ أي ﳾء آﺧﺮ ﺗﺤﺘﺎج إﻟﻴﻪ اﻟﻨﺒﺎﺗﺎت؛ ﻣﺜﻞ اﻟﱪوﺗني ،واﻷﻟﻴﺎف ،واﻟﺰﻫﻮر ،وﺣﺒﱠﺎت اﻟﺬﱡرة ﻋﲆ اﻟﻘﻼﺣﺔ ،واﻟﻠﺤﺎء ،واﻷوراق ،واﻟﴩاك املﺬﻫﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺄﻛﻞ اﻟﺤﴩات ،وﻋﻼﺟﺎت ﻟﻠﴪﻃﺎن ،واﻟﻄﻤﺎﻃﻢ ،واﻟﻬﻨﺪﺑﺎء اﻟﻨﺎﻋﻤﺔ ،وﺛﻤﺮة اﻟﻘﺴﻄﻞ اﻟﺼﻠﺒﺔ ،واﻟﻔﻠﻔﻞ ،وﺟﻤﻴﻊ اﻷﺷﻴﺎء اﻷﺧﺮى املﺪﻫﺸﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺠﺮي ﰲ ﻋﺎﻟﻢ اﻟﻨﺒﺎت. ُ اﻟﻨﺒﺎﺗﺎت ﺧﻼل ﻫﺬه اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﰲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ،ﻳﺘﻨﻔﺲ املﺮء اﻷﻛﺴﺠني اﻟﺬي ﺗُﻄﻠﻘﻪ — ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ﻣﻨﺘَﺠً ﺎ ﺛﺎﻧﻮﻳٍّﺎ ﰲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﺼﻨﻴﻊ اﻟﺴﻜﺮ — وﻳﺘﻨﺎول اﻟﻨﺒﺎﺗﺎت ً أﻳﻀﺎ ،أو ﻳﺘﻨﺎول ﻟﺤﻮم اﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺄﻛﻞ اﻟﻨﺒﺎﺗﺎت ،أو ﻳ َُﺸﻴﱢﺪ ﻣﻨﺎز َل ﻣﻦ اﻟﺨﺸﺐ ،أو ﻳﺼﻨﻊ ﻣﺴ ﱢﻜﻨﺎت أﻟﻢ ﻣﻦ ﻟﺤﺎء ﺷﺠﺮة اﻟﺼﻔﺼﺎف ،أو أي ﻣﻦ اﻷﺷﻴﺎء اﻷﺧﺮى املﺪﻫﺸﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪث ﰲ اﻟﻨﺒﺎﺗﺎت. ﻳﺰﻓﺮ املﺮء ً أﻳﻀﺎ ﺛﺎﻧﻲ أﻛﺴﻴﺪ اﻟﻜﺮﺑﻮن ،وﺗﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﻨﺒﺎﺗﺎت ﻣَ ْﺰﺟَ ُﻪ ﻣﻊ املﺎء ﻟﺘﺼﻨﻴﻊ املﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺴﻜﺮ ﻣﺮة أﺧﺮى ،ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام اﻟﻄﺎﻗﺔ املﺴﺘﻤﺪة ﻣﻦ ﺿﻮء اﻟﺸﻤﺲ ،وﻫﻜﺬا ﺗﺴﺘﻤﺮ اﻟﺪورة. ﻣﺜﻞ ﻣﻌﻈﻢ اﻷﺷﻴﺎء ﰲ اﻟﻘﺼﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﺘﻠﻮﻫﺎ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻋﻦ اﻟﻌﺎﻟﻢ ،ﻓﺈن اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺑﺄﻛﻤﻠﻬﺎ ﰲ ﻣﻨﺘﻬﻰ اﻟﺠﻤﺎل ،وﰲ ﻣﻨﺘﻬﻰ اﻟﺒﺴﺎﻃﺔ ﻋﲆ ﻧﺤﻮ رﺷﻴﻖ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﰲ املﻘﺎﺑﻞ ً ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﺻﺤﺘﻬﺎ — ﺣﺘﻰ إﻧﻨﻲ ﰲ ﻏﺎﻳﺔ اﻟﺘﻌﻘﻴﺪ ﻋﲆ ﻧﺤﻮ ﻣﺜ ْ ِﻤﺮ ،وﻣﱰاﺑﻄﺔ ﺑﺈﺗﻘﺎن — ﻻ أﺳﺘﻄﻴﻊ أن أﺗﺨﻴﱠﻞ ملﺎذا ﻗﺪ ﻳﺮﻏﺐ أي ﺷﺨﺺ ﰲ اﻻﻋﺘﻘﺎد ﺑﻔﺎﻋﻠﻴﺔ أي ُﻫﺮاء »ﺑﺪﻳﻞ« ﻣﻦ ً ﻋﻮﺿﺎ ﻋﻦ ذﻟﻚ ﻛﻠﻪ .ﺳﺄﻣﴤ أﺑﻌﺪ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻷﻗﻮل إﻧﻨﺎ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ُﻫﺮاءات اﻟﻌﴫ اﻟﺠﺪﻳﺪ ﻛﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌً ﺎ ﺗﺤﺖ ﺳﻴﻄﺮة ٍ إﻟﻪ َﺧ ﱢري ،واﺗﱠﻀﺢ أن اﻟﻮاﻗﻊ ﺑﺄﻛﻤﻠﻪ ﻳﻌﻮد ﰲ ﻧﻬﺎﻳﺔ املﻄﺎف إﱃ ﻃﺎﻗﺔ »روﺣﺎﻧﻴﺔ« ﻏﺮﻳﺒﺔ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺗﺴﺨريﻫﺎ ٍّ ﺣﻘﺎ ﺳﻮى ﻣُﺨﺘَ ﱢﴢ اﻟﻌﻼج اﻟﺒﺪﻳﻞ ،ﻟﻈ ﱠﻞ اﻷﻣﺮ ﻻ ﰲ ﻏﺎﻳﺔ اﻟﺘﺸﻮﻳﻖ وﻻ ﰲ ﻏﺎﻳﺔ اﻟﺮﺷﺎﻗﺔ ﻣﺜﻞ أﺑﺴﻂ اﻷﺷﻴﺎء اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌ ﱠﻠﻤﺘﻬﺎ ﰲ املﺪرﺳﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻋﻤﻞ اﻟﻨﺒﺎﺗﺎت. ﻫﻞ ﻳﺤﺘﻮي اﻟﻜﻠﻮروﻓﻴﻞ ﻋﲆ »ﻧﺴﺒﺔ ﻣﺮﺗﻔﻌﺔ ﻣﻦ اﻷﻛﺴﺠني«؟ ﻻ .إﻧﻪ ﻓﻘﻂ ﻳﺴﻬﻢ ﰲ ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻷﻛﺴﺠني ﰲ وﺟﻮد ﺿﻮء اﻟﺸﻤﺲ .وﻫﻮ ﻳﺒﺪو داﻛﻨًﺎ إﱃ ﺣ ﱟﺪ ﻣﺎ ﰲ أﻣﻌﺎﺋﻚ .ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ ،إذا ﻛﺎن ﺛﻤﺔ أي ﺿﻮء ﰲ املﻌﺪة ،ﻓﻬﺬا ﻳﻌﻨﻲ أن ﺛﻤﺔ ﺷﻴﺌًﺎ ﻟﻴﺲ ﻋﲆ ﻣﺎ ﻳﺮام ﻋﲆ اﻹﻃﻼق؛ ﻟﺬا ﻟﻦ ﻳﺆدﱢي ﺗﻨﺎو ُل اﻟﻜﻠﻮروﻓﻴﻞ إﱃ ﺗﺼﻨﻴﻊ اﻷﻛﺴﺠني ،وﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﺣﺪث ذﻟﻚ، ﺣﺘﻰ ﻟﻮ أدﺧ َﻠ ْﺖ د .ﺟﻴﻠﻴﺎن ﻣﺎﻛﻴﺚ ﺿﻮء ﻛﺸﺎف ﰲ املﺆﺧﺮة ﻹﺛﺒﺎت وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮﻫﺎ ،وﺑﺪأت اﻟﺴ َﻠ َ ﱠ ﻄﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺎو ْﻟﺘَﻬﺎ ﰲ إﺟﺮاء ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻤﺜﻴﻞ ﺿﻮﺋﻲ ،ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻧﻔﺜﺖ ﰲ ﻣﻌﺪﺗﻚ ﺛﺎﻧﻲ أﻛﺴﻴﺪ اﻟﻜﺮﺑﻮن ﻣﻦ ﺧﻼل أﻧﺒﻮب؛ ﺣﺘﻰ ﺗﻤﻨﺢ ﺧﻼﻳﺎ ﺗﺼﻨﻴﻊ اﻟﻜﻠﻮروﻓﻴﻞ ﺷﻴﺌًﺎ ﺗﺆدﱢي ﻋﻤﻠﻬﺎ ﻋﻠﻴﻪ، َ ﺑﺪأت ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﰲ إﻧﺘﺎج اﻷﻛﺴﺠني ﰲ املﻌﺪة ،ﻓﺴﻴﻈﻞ ﻣﻦ ﻏري املﻤﻜﻦ وﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﻌﺠﺰ ٍة ﻣﺎ 131
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
اﻣﺘﺼﺎص ﻛﻤﻴﺔ ﻛﺒرية ﻣﻨﻪ ﻣﻦ ﺧﻼل أﻣﻌﺎﺋﻚ؛ ﻷن أﻣﻌﺎءك ﻣﻌﺘﺎدة ﻋﲆ اﻣﺘﺼﺎص اﻟﻐﺬاء، ﺑﻴﻨﻤﺎ ُ ً ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻻﻣﺘﺼﺎص اﻷﻛﺴﺠني .ﻻ ﻳﻤﺘﻠﻚ اﻹﻧﺴﺎن ﺧﻴﺎﺷﻴﻢ ﰲ أﻣﻌﺎﺋﻪ، ﺻﻤﱢ ﻤﺖ اﻟﺮﺋﺔ وﻻ ﺗﻤﺘﻠﻚ اﻷﺳﻤﺎك ﺧﻴﺎﺷﻴﻢ ﰲ أﻣﻌﺎﺋﻬﺎ ،ﺑﻤﺎ أﻧﻨﺎ ﻗﺪ ذﻛﺮﻧﺎﻫﺎ .وﺑﻴﻨﻤﺎ ﻧﺘﺤﺪﱠث ﻋﻦ ذﻟﻚ، اﻟﺠﺮاﺣﺎت اﻟﺼﻐرية ،ﻳﺤﺘﺎج رﺑﻤﺎ ﻻ ﺗﺮﻏﺐ ﰲ وﺟﻮد أﻛﺴﺠني ﰲ ﺑﻄﻨﻚ ﻋﲆ أي ﺣﺎل .ﰲ ِ اﻟﺠ ﱠﺮاﺣﻮن إﱃ ﺗﻀﺨﻴﻢ ﺑﻄﻨﻚ ﺣﺘﻰ ﻳﺮوا ﻣﺎذا ﻳﻔﻌﻠﻮن ،ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻻ ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻮن اﻷﻛﺴﺠني؛ ﻷن ﺛﻤﺔ رﻳﺤً ﺎ ﻣﻦ ﻏﺎز املﻴﺜﺎن ﰲ اﻟﺒﻄﻦ ً أﻳﻀﺎ ،وﻻ ﻧﺮﻳﺪ أن ﺗﺸﺘﻌﻞ اﻟﻨريان ﰲ اﻟﺪاﺧﻞ .ﻻ ﻳﻮﺟﺪ أﻛﺴﺠني ﰲ أﻣﻌﺎﺋﻚ. إذن ﻣَ ْﻦ ﻫﺬه؟ وﻛﻴﻒ ﺟﺎءت ﻟﺘﻌ ﱢﻠﻤَ ﻨﺎ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻐﺬاﺋﻲ ﰲ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺗﻠﻴﻔﺰﻳﻮﻧﻲ ﻳ َ ُﺸﺎﻫﺪ ﰲ وﻗﺖ اﻟﺬﱢ ْروة ،ﰲ ﻗﻨﺎة ﻋﺎﻣﺔ أرﺿﻴﺔ؟ ﻣﺎ ﻧﻮع اﻟﺪرﺟﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻟﺘﻲ ِ ﺗﺤﻤﻠُﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺗﺮﺗﻜﺐ أﺧﻄﺎءً ﺑﺴﻴﻄﺔ ﻛﻬﺬه ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻃﻔﻞ ﰲ املﺪرﺳﺔ أن ﻳﻜﺘﺸﻔﻬﺎ؟ ﻫﻞ ﻛﺎن ﻫﺬا ﺧﻄﺄ ً وﺣﻴﺪًا؟ ز ﱠﻟﺔ ﻟﺴﺎن ﻋﺎﺑﺮة؟ ﻻ أﻇﻦ ذﻟﻚ. ُ ﻗﺮأت ذﻟﻚ اﻻﺳﺘﺸﻬﺎد املﺜري ﻟﻠﺴﺨﺮﻳﺔ ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ ،ﻻ أﻋﺮف؛ ﻷﻧﻨﻲ ﺑﻤﺠﺮد أن ُ أرﺳﻠﺖ ﰲ ﻃﻠﺐ املﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﻛﺘﺐ ﻣﺎﻛﻴﺚ .إﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻜﺘﻔﻲ ﺑﺎرﺗﻜﺎب اﻟﺨﻄﺄ ﻧﻔﺴﻪ ﰲ ﻣﻮاﺿﻊ أﺧﺮى ﻣﺘﻌﺪدة ،ﻟﻜﻦ ﻳﺒﺪو ﱄ أن ﻓﻬﻤﻬﺎ ﻷﺑﺴﻂ ﻋﻨﺎﴏ اﻟﻌﻠﻢ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ً أﻳﻀﺎ ﻣﺸﻮﱠه ﺑﺸﺪة، وﻋﲆ ﻧﺤﻮ ﻏﺮﻳﺐ .ﻓﺘﺠﺪﻫﺎ ﺗﻘﻮل ﰲ ﻛﺘﺎب »أﻧﺖ ﻣﺎ ﺗﺄﻛﻞ« )ص» :(٢١١ﻛ ﱡﻞ ﺑﺬرة ﺑﺎﺛﻘﺔ ﻣﻌﺒﱠﺄة ﺑﺎﻟﻄﺎﻗﺔ اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺨﻠﻖ ﻧﺒﺎت ﺳﻠﻴﻢ ﻛﺎﻣﻞ اﻟﻨﻀﻮج«. ﻳﺼﻌﺐ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ذﻟﻚ .ﻫﻞ ﺗﺤﺘﻮي ﺷﺠﺮة ﺑﻠﻮط ﻣﺘﻌﺎﻓﻴﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ اﻟﻨﻀﻮج ،ﺑﺎرﺗﻔﺎع ﻣﺎﺋﺔ ﻗﺪم ،ﻋﲆ ﻛﻤﻴﺔ اﻟﻄﺎﻗﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﻮﺟﺪ ﰲ ﺛﻤﺮة ﺑﻠﻮط ﺻﻐرية؟ ﻻ .ﻫﻞ ﻳﺤﺘﻮي ﻋﻮد ﻗﺼﺐ ﺳﻜﺮ ﺳﻠﻴﻢ ﻛﺎﻣﻞ اﻟﻨﻤﻮ ﻋﲆ ﻛﻤﻴﺔ اﻟﻄﺎﻗﺔ اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ — ﻗِ ْﺴﻬﺎ »ﺑﺎﻟﺴﻌﺮات أردت — ﻣﺜﻠﻤﺎ ﰲ ﺑﺬرة ﻗﺼﺐ ﺳﻜﺮ؟ ﻻ .ﻣُﺮﻧﻲ ﺑﺎﻟﺘﻮﻗﻒ إذا ُ َ ﻛﻨﺖ أﺳﺒﱢﺐُ ﻟﻚ اﻟﺤﺮارﻳﺔ« إن ﱡ ُ ﺑﺎﻟﺘﻮﻗﻒ إذا ُ أﺳﺄت ﻓﻬﻢ ﳾء ﻣﻤﺎ ﻗﺎﻟﺖ ،ﻟﻜﻦ ﻳﺒﺪو ﱄ أن ﻫﺬا ﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﺿﺠ ًﺮا ،ﺑﻞ ﻣُﺮﻧﻲ اﻷﻣﺮ ﻳﻜﺎد ﻳﺸﺒﻪ اﻟﺨﻄﺄ ﻧﻔﺴﻪ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻤﺜﻴﻞ اﻟﻀﻮﺋﻲ؛ ﻷن ﺗﻠﻚ اﻟﻄﺎﻗﺔ اﻟﺰاﺋﺪة اﻟﻼزﻣﺔ ﻹﻧﺒﺎت ﻧﺒﺎت ﻛﺎﻣﻞ اﻟﻨﻤﻮ ﺗﺄﺗﻲ — ﻣﺮة أﺧﺮى — ﻣﻦ ﺧﻼل ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻤﺜﻴﻞ اﻟﻀﻮﺋﻲ؛ ﺣﻴﺚ ﺗَﺴﺘﺨﺪم اﻟﻨﺒﺎﺗﺎت اﻟﻀﻮء ﰲ ﺗﺤﻮﻳﻞ ﺛﺎﻧﻲ أﻛﺴﻴﺪ اﻟﻜﺮﺑﻮن واملﺎء إﱃ ﺳﻜﺮ ،ﺛﻢ إﱃ ﻛﻞ ﳾء آﺧﺮ ﺗﺘﻜﻮن ﻣﻨﻪ اﻟﻨﺒﺎﺗﺎت. ﻫﺬه ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻋَ َﺮﺿﻴﺔ ،أو ﺟﺎﻧﺒًﺎ ﻏري ﻣﻬﻢ ﰲ أﻋﻤﺎل ﻣﺎﻛﻴﺚ ،وﻻ ﻫﻲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺄي »ﻣﺪرﺳﺔ ﻓﻜﺮﻳﺔ« ﱢ ﻳﻌﱪ املﺮء ﻋﻨﻬﺎ؛ ﻓ »اﻟﻄﺎﻗﺔ اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ« ﰲ ﻗﻄﻌﺔ ﻃﻌﺎم ﺗُﻌَ ﱡﺪ أﺣﺪ أﻫﻢ اﻷﻣﻮر اﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﺘﺼﻮر أن ﻳﻌﺮف أي ﻣُﺨﺘَﺺ ﺗﻐﺬﻳﺔ ﻋﻨﻬﺎ ﺷﻴﺌًﺎ .أﺳﺘﻄﻴﻊ 132
د .ﺟﻴﻠﻴﺎن ﻣﺎﻛﻴﺚ
ﻛﺤﻘﻴﻘﺔ ﱠ ٍ أن ﻛﻤﻴﺔ اﻟﻄﺎﻗﺔ اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﻴﺤﺼﻞ املﺮء ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺗﻨﺎول ﺑﺬرة أن أﺧﱪك ﻗﺼﺐ ﺳﻜﺮ واﺣﺪة أﻗ ﱡﻞ ﻛﺜريًا ﺟﺪٍّا ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﻤﺪﻫﺎ ﻣﻦ ﺗﻨﺎول ﻋﻮد اﻟﻘﺼﺐ اﻟﻜﺎﻣﻞ ً اﻟﺬي ﻧﺒﺖ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﺒﺬرة .ﻫﺬه ﻟﻴﺴﺖ أﺧﻄﺎءً ﻋﺎﺑﺮة ،أو ﱠ ﺳﻴﺎﺳﺔ، زﻻت ﻟﺴﺎن )إن ﻟﺪيﱠ ٍ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺒﺪو ،ﱠأﻻ أﻧﺘﻘﺪ اﻟﺤﺪﻳﺚ اﻟﺘﻠﻘﺎﺋﻲ؛ ﻷﻧﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌً ﺎ ﻧﺴﺘﺤﻖ أن ﻳﺴﺎﻣﺤﻨﺎ اﻵﺧﺮون ﻋﲆ ﻣﺎ ﻳﺼﺪر ﻋﻨﺎ ﺳﻬﻮًا(؛ ﻫﺬه ﻋﺒﺎرات واﺿﺤﺔ ﻣﺴﺘﻘﺎة ﻣﻦ ﻛﺘﺐ ﻣﻨﺸﻮرة. ﻋﻨﺪ ﻣﺸﺎﻫﺪة ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﻣﺎﻛﻴﺚ اﻟﺘﻠﻴﻔﺰﻳﻮﻧﻲ ﺑﻌني ﻃﺒﻴﺐ ،ﻳﺘﻀﺢ ﴎﻳﻌً ﺎ أﻧﻪ ﺣﺘﻰ ﻫﻨﺎ — وﻫﻮ ﳾء ﻣﺨﻴﻒ — ﻻ ﻳﺒﺪو أﻧﻬﺎ ﺗﻌﺮف ﻋ ﱠﻢ ﺗﺘﻜﻠﻢ! ﻓﻬﻲ ﺗﻔﺤﺺ ﺑُ ُ ﻄﻮن املﺮﴇ ﻋﲆ ﻓﺤﺺ ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻃﺒﻴﺒﺔ ،وﺗُﻌﻠِﻦ ﰲ ﺛﻘﺔ أﻧﻬﺎ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﺗﺸﻌﺮ أيﱡ اﻷﻋﻀﺎء أرﻳﻜﺔ ٍ ﻣﺼﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﺘﻬﺎب .ﻟﻜﻦ اﻟﻔﺤﺺ اﻹﻛﻠﻴﻨﻴﻜﻲ ﱞ ﻓﻦ رﻓﻴﻊ ﰲ أﻓﻀﻞ اﻷﺣﻮال ،وﻣﺎ ﺗﺰﻋﻤﻪ ﻳﺸﺒﻪ ﺗﺤﺪﻳﺪ أي ﻟﻌﺒﺔ ﺧﺒﱠﺄﻫﺎ أﺣﺪ اﻷﺷﺨﺎص ﺗﺤﺖ املﺮﺗﺒﺔ )ﻻ ﻣﺎﻧﻊ ﰲ أن ﺗﺠ ﱢﺮب ﻫﺬا ﰲ املﻨﺰل(. إﻧﻬﺎ ﺗﺪﱠﻋِ ﻲ ﻗﺪرﺗﻬﺎ ﻋﲆ ﺗﺸﺨﻴﺺ اﻟ َﻮذَﻣَ ِﺔ اﻟ ﱢﻠﻤﻔِ ﻴﱠﺔ ،واﻟﺘﻔﺮﻗﺔ ﺑني ﻛﻌﺐ ﻣﺘﻮ ﱢرم وﺗﺠﻤﱡ ﻊ ﺳﻮاﺋﻞ ،وﺗﻜﺎد ﺗﻔﻌﻞ ذﻟﻚ ﻋﲆ اﻟﻨﺤﻮ اﻟﺼﺤﻴﺢ؛ ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﺗﻀﻊ أﺻﺎﺑﻌﻬﺎ ﻋﲆ املﻮﺿﻊ اﻟﺼﺤﻴﺢ ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ ،ﻟﻜﻦ ﻓﻘﻂ ملﺪة ﻧﺼﻒ ﺛﺎﻧﻴﺔ واﺣﺪة ،ﻗﺒﻞ اﻹﻋﻼن ﰲ ﻧﱪة اﻧﺘﺼﺎر ﻋﻦ َ رﻏﺒﺖ ﰲ اﺳﺘﻌﺎرة ﻧﺴﺨﺔ اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﻛﺘﺎب إﺑﺴﺘﺎﻳﻦ ودي ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺗﺸﺨﻴﺼﻬﺎ .إذا ﺑﻮﻧﻮ »اﻟﻔﺤﺺ اﻹﻛﻠﻴﻨﻴﻜﻲ« )ﻻ أﻋﺘﻘﺪ أن ﺛﻤﺔ ﻛﺜريﻳﻦ أﺛﻨﺎء ِ ﻋﺎﻣﻲ ﰲ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﻄﺐ ﻟﻢ ﻳﺸﱰوا ً ﱢ ﺗﺸﺨ َ ﺺ وﺟﻮد َوذَﻣَ ﺔ ﻟِﻤْ ﻔِ ﻴﱠﺔ ،ﻋﻠﻴﻚ اﻟﻀﻐﻂ ﻧﺴﺨﺔ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎب( ،ﻓﺴﺘﻜﺘﺸﻒ أﻧﻚ ﺣﺘﻰ ﺑﻘﻮ ٍة ملﺪة ﺛﻼﺛني ﺛﺎﻧﻴﺔ ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ ،ﺛﻢ ﺗﻀﻐﻂ ﺑﺮﻓﻖ ﻟﺘُﺨﺮج اﻟﺴﺎﺋﻞ اﻟﻨﺎﺿﺢ ﻣﻦ اﻟﺨﻼﻳﺎ ،ﺛﻢ ً ْ ﺗﺠﻮﻳﻔﺎ ﰲ ﻣﻮﺿﻌﻬﺎ. ﺗﺮﻛﺖ ﺗﺮﻓﻊ أﺻﺎﺑﻌﻚ ،وﺗﺮى ﻫﻞ َ ﻇﻨﻨﺖ أﻧﻨﻲ أﻧﺘﻘﻲ أﺷﻴﺎءَ دون ﻏريﻫﺎ ،وﻻ أﺳﺘﺸﻬﺪ إﻻ ﺑﺄﻛﺜﺮ ﻟﺤﻈﺎت ﻣﺎﻛﻴﺚ إﺛﺎر ًة إذا ﻟﻠﺴﺨﺮﻳﺔ ،ﻓﻬﻨﺎك املﺰﻳﺪ :اﻟﻠﺴﺎن ﻫﻮ »ﻧﺎﻓﺬة ﺗُﻄﻞ ﻋﲆ اﻷﻋﻀﺎء اﻷﺧﺮى ،ﻳُﻈﻬﺮ اﻟﺠﺎﻧﺐ َ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻋﻤﻞ املﺮارة ،وﻳُﻈﻬﺮ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻷﻳﴪ اﻟﻜﺒﺪ «.ﺗُﻌﺘﱪ اﻟﺸﻌريات اﻟﺪﻣﻮﻳﺔ اﻷﻳﻤﻦ ﻣﻨﻪ املﺮﺗﻔﻌﺔ ﰲ اﻟﻮﺟﻪ ﻋﻼﻣﺔ ﻋﲆ »ﻋﺪم ﻛﻔﺎﻳﺔ إﻧﺰﻳﻤﺎت اﻟﻬﻀﻢ ،وأن ﺟﺴﺪك ﻳﴫخ ﻣﻦ أﺟﻞ إﻧﺰﻳﻤﺎت اﻟﻄﻌﺎم «.وﻟﺤُ ﺴﻦ اﻟﺤﻆ ،ﻳﻤﻜﻦ ﻟﺠﻴﻠﻴﺎن ﺑﻴ ُﻊ ﺑﻌﺾ إﻧﺰﻳﻤﺎت اﻟﻄﻌﺎم ﻋﱪ ﻣﻮﻗﻌﻬﺎ اﻹﻟﻜﱰوﻧﻲ .ﺗُﻌﺘﱪ »آﺛﺎر اﻟﱪاز ﰲ اﻟﴪوال اﻟﺪاﺧﲇ )ﺟﻴﻠﻴﺎن ﻣﻬﻮوﺳﺔ ﺑﺎﻟﱪاز وري اﻟﻘﻮﻟﻮن( ﻋﻼﻣﺔ ﻋﲆ اﻟﺮﻃﻮﺑﺔ داﺧﻞ اﻟﺠﺴﺪ ،وﻫﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺷﺎﺋﻌﺔ ﺟﺪٍّا ﰲ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ «.وإذا ﻛﺎﻧﺖ راﺋﺤﺔ ﺑﺮازك ﺳﻴﺌﺔ ،إذن ﻓﺄﻧﺖ »ﰲ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﺎﺳﺔ إﱃ إﻧﺰﻳﻤﺎت ﻫﻀﻤﻴﺔ« ﻣﺮة أﺧﺮى. أﻣﺎ ﻋﻼﺟﻬﺎ اﻟﺬي ﺗﻘﺪﱢﻣﻪ ﻟﻠﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ اﻟﺒﺜﻮر ﰲ اﻟﺠﺒﻬﺔ — اﻧﺘﺒﻪ ،ﺑﺜﻮر ﰲ اﻟﺠﺒﻬﺔ ،ﻻ ﰲ أي ﻣﻜﺎن آﺧﺮ — ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﺣﻘﻨﺔ ﴍﺟﻴﺔ ﻋﺎدﻳﱠﺔ .ﻛﺬﻟﻚ ﻳُﻌﺘﱪ اﻟﺒﻮل اﻟﻐﺎﺋﻢ »ﻋﻼﻣﺔ ﻋﲆ 133
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
رﻃﻮﺑ ِﺔ وﺣﻤﻀﻴﱠ ِﺔ اﻟﺠﺴﺪ؛ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﻨﺎول أﻃﻌﻤﺔ ﺧﺎﻃﺌﺔ «.اﻟﻄﺤﺎل ﻫﻮ »ﺑﻄﺎرﻳﺔ اﻟﻄﺎﻗﺔ« ﰲ اﻟﺠﺴﺪ. ٌ ﻣﺨﻄﺌﺔ وﻫﻜﺬا رأﻳﻨﺎ ﺣﻘﺎﺋﻖ ﻋﻠﻤﻴﺔ — ﺣﻘﺎﺋﻖ أﺳﺎﺳﻴﺔ ﺟﺪٍّا — ﻳﺒﺪو أن د .ﻣﺎﻛﻴﺚ ﺑﺸﺄﻧﻬﺎ .ﻣﺎذا ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ؟ ﻟﻘﺪ َزﻋَ ﻤَ ْﺖ ،ﻣﺮا ًرا وﺗﻜﺮا ًرا وﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﻳﺴﺘﻤﻊ ،أﻧﻬﺎ ﺗﺸﺎرك ﰲ ﺑﺤﻮث ﻋﻠﻤﻴﺔ إﻛﻠﻴﻨﻴﻜﻴﺔ .ﻟﻨﺘﻤﻬﱠ ْﻞ ً ﻗﻠﻴﻼ؛ ﻷﻧﻪ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻛﻞ ﳾء ُﻗ ْﻠﺘُﻪ ،رﺑﻤﺎ ﺗﻔﱰض ﻣﻨﻄﻘﻴٍّﺎ أن ﻣﺎﻛﻴﺚ و ُِﺳﻤَ ﺖ ﺑﻮﺿﻮح ﻛﺨﺒرية ﻋﻼج ﺑﺪﻳﻞ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ .ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ ،ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻣﺎ ﻫﻮ أﺑﻌﺪ ﻋﻦ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻣﻦ ذﻟﻚ؛ ﻓﻘﺪ ﺟﺮى ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻫﺬه اﻟﻄﺒﻴﺒﺔ — ﺑﺼﻔﺔ ﻣﻨﺘﻈﻤﺔ ،ﰲ وﺿﻮح ﺗﺎم ،ﻋﱪ اﻟﻘﻨﺎة اﻟﺮاﺑﻌﺔ وﻣﻮﻗﻌﻬﺎ وﴍﻛﺘﻬﺎ اﻹدارﻳﺔ و ُﻛﺘُﺒﻬﺎ — ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﺧﺒرية ﻋﻠﻤﻴﺔ ﰲ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ. اﻓﱰض اﻟﻜﺜريون ﻣﻤﱠ ﻦ ﻳﺸﺎﻫﺪون ﺑﺮﻧﺎﻣﺠﻬﺎ اﻟﺘﻠﻴﻔﺰﻳﻮﻧﻲ ﺑﺼﻮرة ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ أﻧﻬﺎ ﻃﺒﻴﺒﺔَ .وﻟِ َﻢ ﻻ؟ ﻓﻬﺎ ﻫﻲ ﺗﻔﺤﺺ املﺮﴇ ،وﺗُﺠﺮي اﺧﺘﺒﺎرات اﻟﺪم وﺗُﺤَ ﱢﻠﻠﻬﺎ ،وﺗﺮﺗﺪي ً ﻣﻌﻄﻔﺎ أﺑﻴﺾ ،ﺗﺤﻴﻄﻬﺎ أﻧﺎﺑﻴﺐ اﻻﺧﺘﺒﺎر ،وﻳﺪﻋﻮﻫﺎ اﻟﻨﺎس »د .ﻣﺎﻛﻴﺚ« ،و»ﻃﺒﻴﺒﺔ اﻟﺤِ ﻤْ ﻴﺔ«، ﱢ ﺗﺸﺨﺺ اﻷﻣﺮاض ،وﺗﺘﺤﺪث ﺑﻨﱪة اﻟﺨﺒري ﻋﻦ اﻟﻌﻼج ،وﺗﺴﺘﺨﺪم ﻣﺼﻄﻠﺤﺎت وﻧﺠﺪﻫﺎ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﱠ ﻣﻌﻘﺪة ﺑﻜﻞ ﻣﺎ أوﺗﻴ َْﺖ ﻣﻦ ﺛﻘﺔ ،وﺗﺮ ﱢﻛﺐ أﺟﻬﺰة اﻟﺮي ﺟﻴﺪًا ،وﺑﺸﻜﻞ ﺗﻮﺳﻌﻲ داﺧﻞ املﺴﺘﻘﻴﻢ. وﻷﺟﻞ اﻹﻧﺼﺎف ،ﻳﺠﺐ أن أذﻛﺮ اﻵن ﺷﻴﺌًﺎ ﻋﻦ اﻟﺪﻛﺘﻮراه ،ﻟﻜﻦ ﻳﺠﺐ أن أﻛﻮن واﺿﺤً ﺎ ً أﻳﻀﺎ :ﻻ أﻋﺘﻘﺪ أن ﻫﺬا ﻫﻮ اﻟﺠﺰء اﻷﻫﻢ ﰲ اﻟﻘﺼﺔ .ﺻﺤﻴﺢ أﻧﻪ اﻟﺠﺰءُ اﻷﻛﺜﺮ إﺿﺤﺎ ًﻛﺎ ﻟﻜﻦ اﻟﺠﺰء اﻷﻫﻢ ﱟ واﻷﺑﺮز واﻷﻛﺜﺮ ﺟﺪارة ﺑﺎﻟﺘﺬ ﱡﻛﺮ ،ﱠ ﺑﺤﻖ ﻫﻮ ﻣﺎ إن ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺎﻛﻴﺚ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ٍّ ﺣﻘﺎ اﻟﺘﴫف ﻣﺜﻞ ﻋﺎﻟِﻤﺔ أﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ ﰲ ﻣﺠﺎل ﻋﻠﻢ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺗﺰﻋﻢ. إن ﻣﺎ ﻳﺘﺴﻢ ﺑﻪ ﻣﻨﻬﺠﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﺴﺤﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻫﻮ ﳾء ﺟﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟﺘﺄﻣﻞ؛ ﻓﻬﻲ ﺗﻨﴩ وﺛﺎﺋﻖ ﻣﻄﻮﱠﻟﺔ ﺗﻨﻄﻮي ﻋﲆ ﻣﺴﺤﺔ ﻣﻦ »املﺮﺟﻌﻴﺔ اﻟﻈﺎﻫﺮﻳﺔ«؛ إذ ﻳﻜﻮن ﺑﻬﺎ أرﻗﺎم ﻋﻠﻮﻳﺔ ﺻﻐرية ﻟﻄﻴﻔﺔ ﺗﺸري إﱃ ﺗﺠﺎرب ،ودراﺳﺎت ،وﺑﺤﻮث ،وأوراق ﻋﻠﻤﻴﺔ … ﻟﻜﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﺘﺒﱠﻊ ﱠ وﻳﺘﺤﻘﻖ ﻣﻦ املﺮاﺟﻊ ،ﻳُﺼﺪَم ﺣني ﻳﺠﺪﻫﺎ ﰲ أﻏﻠﺐ اﻷﺣﻴﺎن ﻟﻴﺴﺖ ﻛﻤﺎ املﺮءُ اﻷرﻗﺎم، ﱠ ﻣﺠﻼت وﻛﺘﺐ ﺻﻐرية ﻣُﻀﺤِ َﻜﺔ؛ ﺗﺰﻋﻢ ﰲ اﻟﻨﺺ اﻟﺮﺋﻴﴘ ،أو ﺣني ﻳﺠﺪ اﻷرﻗﺎم ﺗُﺤﻴﻞ إﱃ ﱠ املﻔﻀﻠﺔ »ﺳﱪﻳﺘﻮال ﻣﺜﻞ »دﻳﻠﻴﺸﻴﺰ« ،و»ﻛﺮﻳﻴﺘﻴﻒ ﻟﻴﻔﻴﻨﺞ« ،و»ﻫﻴﻠﺜﻲ إﻳﺘﻴﻨﺞ« ،وﻣﺠﻠﺘِﻲ ﻧﻴﻮﺗﺮﻳﺸﻦ آﻧﺪ ذا رﻳﻨﺒﻮ داﻳﺖ« ،وﻟﻴﺴﺖ ﻫﺬه ﻣﺠﻼت أﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ ﱠ ﺣﻘﺔ. املﻌﺠﺰ« ،اﻟﺬي — ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻳُﻘﺎل ﻟﻨﺎ إﻧﻬﺎ ﺗﻔﻌﻞ ﻫﺬا ﺣﺘﻰ ﰲ ﻛﺘﺎب »اﻟﻄﻌﺎم اﻟﺨﺎرق ِ — ﻳُﻌَ ﱡﺪ اﻟﻨﺴﺨﺔ املﻨﺸﻮرة ﻣﻦ اﻟﺪﻛﺘﻮراه اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻤﻠﻬﺎ؛ إذ ﺗﻘﻮل» :ﰲ اﻟﺘﺠﺎرب املﻌﻤﻠﻴﺔ 134
د .ﺟﻴﻠﻴﺎن ﻣﺎﻛﻴﺚ
ﻋﲆ اﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت املﺼﺎﺑﺔ ﺑﻔﻘﺮ اﻟﺪم ،ﻋﺎدت أﻋﺪاد ﺧﻼﻳﺎ اﻟﺪم اﻟﺤﻤﺮاء إﱃ ﻣﻌﺪﻟﻬﺎ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﰲ ﻏﻀﻮن أرﺑﻌﺔ أو ﺧﻤﺴﺔ أﻳﺎم ﻋﻨﺪ ﺗﻨﺎول اﻟﻜﻠﻮروﻓﻴﻞ «.ﻛﺎن ﻣﺮﺟﻌﻬﺎ ﰲ ﺑﻴﺎﻧﺎت ﻫﺬه اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻣﺠﻠﺔ ﺗﺴﻤﻰ »ﻫﻴﻠﺚ ﺳﺘﻮر ﻧﻴﻮز« .ﺗﴩح ﻣﺎﻛﻴﺚ ﻗﺎﺋﻠﺔ» :ﰲ اﻟﻘﻠﺐ ،ﻳﺴﻬﻢ اﻟﻜﻠﻮروﻓﻴﻞ ﰲ ﻧﻘﻞ اﻟﻨﺒﻀﺎت اﻟﻌﺼﺒﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺤ ﱠﻜﻢ ﰲ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻻﻧﻘﺒﺎض «.وﺗﻌﻮد ﻣﺮﺟﻌﻴﺔ ﺗﻠﻚ اﻟﻌﺒﺎرة إﱃ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﻣﺠﻠﺔ اﺳﻤﻬﺎ »إﻳﺮث ﻟﻴﱰ« .وﻫﺬا ﻋﺎدل ﺑﻤﺎ ﻳﻜﻔﻲ ،إذا ﻛﺎن ﻫﺬا ﻫﻮ ﻣﺎ ﺗﺮﻏﺐ ﰲ ﻗﺮاءﺗﻪ — أﺑﺬُ ُل ﻗﺼﺎرى ﺟﻬﺪي ﻫﻨﺎ ﺣﺘﻰ أﻛﻮن ﻣﻨﻄﻘﻴٍّﺎ — ﻟﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﻮاﺿﺢ أن ﻫﺬا ﻟﻴﺲ ﻣﺼﺪ ًرا ﻣﻨﺎﺳﺒًﺎ ﻳُﻌﺘَ ﱡﺪ ﺑﻪ ﻛﻤﺮﺟﻊ ﻳﺪﻋﻢ ﻫﺬا اﻟﺰﻋﻢ .ﻻ َ ﺗﻨﺲ أن ﻫﺬا ﻣﻮﺿﻮع رﺳﺎﻟﺔ اﻟﺪﻛﺘﻮراه اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻬﺎ. ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱄ ﱠ ،ﻳﻤﺜﱢﻞ ﻫﺬا ﻋِ ْﻠ َﻢ ﻋﺒﺎد ِة اﻹﻣﺪادات ،ﻣﺜﻠﻤﺎ وﺻﻔﻪ اﻷﺳﺘﺎذ اﻟﺪﻛﺘﻮر رﻳﺘﺸﺎرد ﻓﺎﻳﻨﻤﺎن ﺑﺬﻟﻚ ﻗﺒﻞ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺛﻼﺛني ﻋﺎﻣً ﺎ ،ﰲ إﺷﺎرة إﱃ أوﺟُ ﻪ اﻟﺘﺸﺎﺑﻪ ﺑني أﺷﺒﺎه اﻟﻌﻠﻤﺎء واﻷﻧﺸﻄﺔ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﰲ ﻋﺪد ﺻﻐري ﻣﻦ ﺟُ ُﺰر ﻣﻴﻼﻧﻴﺰﻳﺎ ﰲ ﺧﻤﺴﻴﻨﻴﺎت اﻟﻘﺮن اﻟﻌﴩﻳﻦ: ٍ ﻃﺎﺋﺮات ﻣﺤﻤﱠ ًﻠﺔ ﺑﺎﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﻟﺒﻀﺎﺋﻊ اﻟﺠﻴﺪة، ﺧﻼل اﻟﺤﺮب ،ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺮون وﻳﺮﻳﺪون أن ﻳﺤﺪث اﻟﴚء ﻧﻔﺴﻪ اﻵن؛ ﻟﺬا ﺻﻨﻌﻮا أﺷﻴﺎء ﺗﺒﺪو ﻣﺜﻞ ﻣﻤﺮات ً ﻛﻮﺧﺎ ﺧﺸﺒﻴٍّﺎ ﻃﺎﺋﺮات ،ووﺿﻌﻮا ﺷﻌﻼت ﻧريان ﻋﲆ ﺟﻮاﻧﺐ املﻤﺮات ،وﺻﻨﻌﻮا ﻳﺠﻠﺲ رﺟ ٌﻞ ﻓﻴﻪ ،واﺿﻌً ﺎ ﻗﻄﻌﺘني ﺧﺸﺒﻴﺘني ﻓﻮق رأﺳﻪ ﻛﺴﻤﱠ ﺎﻋﺎت ﺗُ ِﱪز ﻣﻦ رأﺳﻪ ﻗﻀﺒﺎﻧًﺎ ﻣﻦ اﻟﺒﺎﻣﺒﻮ ﻛﻘﺮون اﺳﺘﺸﻌﺎر — ﻫﻮ ﻣﺴﺌﻮل اﻟﺘﺤﻜﻢ — وﻳﻨﺘﻈﺮون ﻫﺒﻮط اﻟﻄﺎﺋﺮات .إﻧﻬﻢ ﻳﻔﻌﻠﻮن ﻛﻞ ﳾء ﻋﲆ ﻧﺤﻮ ﺻﺤﻴﺢ ،واﻟﺸﻜﻞ راﺋﻊ .ﻳﺒﺪو اﻷﻣﺮ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻛﺎن ﻳﺒﺪو ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ،ﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﻨﺠﺢ ،وﻻ ﺗﻬﺒﻂ أي ﻃﺎﺋﺮات. ﻣﺜﻞ ﻃﻘﻮس ﻋﺒﺎدة اﻹﻣﺪادات ،ﺗُﻌﺘﱪ ﺻﻮرة ﻣﺎ ﺗﻘﺪﱢﻣﻪ ﻣﺎﻛﻴﺚ ﻣﻦ أﻋﻤﺎل ِﺷﺒْﻪ ﻋﻠﻤﻴﺔ ً ﺻﺤﻴﺤﺔ ﻇﺎﻫﺮﻳٍّﺎ؛ ﻓﺎﻷرﻗﺎم اﻟﻌﻠﻮﻳﺔ ﻣﻮﺟﻮدة ،واﻟﻜﻠﻤﺎت اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ املﺘﺨﺼﺼﺔ ﻣﺘﻨﺎﺛﺮة ﻫﻨﺎ وﻫﻨﺎك ،وﺗﺘﺤﺪﱠث ﻋﻦ اﻟﺒﺤﻮث ،واﻟﺘﺠﺎرب ،واﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ،ﻟﻜﻦ ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﻣﺎدة .ﻻ أﺟﺪ ﻫﺬا ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ ﻣﻀﺤ ًﻜﺎ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ،ﺑﻞ ﻳﺼﻴﺒﻨﻲ ﺑﺎﻟﻜﺂﺑﺔ اﻟﺸﺪﻳﺪة ﻋﻨﺪ اﻟﺘﻔﻜري ﻓﻴﻬﺎ وﻫﻲ ﺗﺠﻠﺲ، رﺑﻤﺎ وﺣﺪﻫﺎ ،ﺗﻜﺘﺐ ﻫﺬه اﻷﺷﻴﺎء ﰲ ِﺟ ﱟﺪ و َر ِوﻳﱠﺔ. ﻫﻞ ﻳﺠﺐ أن ﻳﺸﻌﺮ املﺮء ﺑﺎﻷﺳﻒ ﻣﻦ أﺟﻠﻬﺎ؟ ﻟﻌﻞ إﺣﺪى اﻟﻨﻮاﻓﺬ املﻄﻠﺔ ﻋﲆ ﻋﺎملﻬﺎ ﺗﺘﻤﺜﱠﻞ ﰲ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻲ اﺳﺘﺠﺎﺑﺖ ﺑﻬﺎ إﱃ اﻟﻨﻘﺪ ،ﻣﻦ ﺧﻼل ﻋﺒﺎرات ﺗﺒﺪو ،ﺣﺴﻨًﺎ ،ﺧﺎﻃﺌﺔ. ُ وﻳُﻌ ﱡﺪ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ اﻟﺤِ ﻴ َ اﻻﻓﱰاض ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺳﺘﻔﻌﻞ اﻟﴚء ﻧﻔﺴﻪ ﺣﻴﺎل أي ﳾء أﻛﺘﺒﻪ ﻫﻨﺎ؛ ﻄﺔ ﺑﻌﺾ ﻣﻦ اﻟﺮدود ﻣﻦ املﺎﴈ اﻟﻘﺮﻳﺐ. ﻟﺬا اﺳﺘﻌﺪادًا ﻟﻠﺮدود اﻟﻘﺎدﻣﺔ ،دﻋﻮﻧﺎ ﻧ ُ ْﻠ ِﻖ ﻧﻈﺮ ًة ﻋﲆ ٍ 135
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ً ﺳﺎﺑﻘﺎ ،وﺟﱠ ﻬَ ﺖ ﻟﻬﺎ اﻟﻮﻛﺎﻟﺔ اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﻟﻸدوﻳﺔ وﻣﻨﺘﺠﺎت ﰲ ﻋﺎم ،٢٠٠٧ﻣﺜﻠﻤﺎ أُﺷري اﻟﺮﻋﺎﻳﺔ اﻟﺼﺤﻴﺔ ﺳﻬﺎ َم اﻟﻨﻘﺪ ﻟﺒﻴﻌﻬﺎ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻻ ﻃﺎﺋﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻦ أﻗﺮاص اﻟﺠﻨﺲ اﻟﻌُ ﺸﺒﻴﺔ ﺗُﺴﻤﱠ ﻰ »ﻓﺎﺳﺖ ﻓﻮرﻣﻴﻮﻻ ﻫﻮرﻧﻲ ﺟﻮت وﻳﻴﺪ ﻛﻮﻣﺒﻠﻜﺲ« ،أُﻋﻠِﻦ ﻋﻨﻬﺎ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎر أن اﻷﻗﺮاص ﻗﺪ أﻇﻬﺮت ﻣﻦ ﺧﻼل »دراﺳﺔ ﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﻀﺒﻂ« أﻧﻬﺎ ﺗﺪﻋﻢ اﻟﺮﺿﺎ اﻟﺠﻨﴘ ،وﺟﺮى ﺑﻴﻌﻬﺎ ﰲ ﻇﻞ ادﱢﻋﺎءات ﻃﺒﻴﺔ ﴏﻳﺤﺔ .واﻋﺘُ ِﱪ ﺑﻴﻊ ﺗﻠﻚ اﻷﻗﺮاص ﻏريَ ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ ﰲ املﻤﻠﻜﺔ املﺘﺤﺪة، وأُﺟﱪت ﻋﲆ ﻣﻨﻊ ﺑﻴﻊ ﻫﺬه اﻷﻗﺮاص ﰲ اﻟﺤﺎل .اﻧﺼﺎﻋﺖ ﻣﺎﻛﻴﺚ ﻟﻸﻣﺮ — إذ ﻛﺎن اﻟﺒﺪﻳﻞ ﻫﻮ املﻼﺣﻘﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ — ﻟﻜﻦ ﻣﻮﻗﻌﻬﺎ أﻋﻠﻦ أن أﻗﺮاص اﻟﺠﻨﺲ ُﺳﺤِ ﺒﺖ ﻣﻦ اﻟﺴﻮق ﺑﺴﺒﺐ »ﻗﻮاﻧني اﻟﱰﺧﻴﺺ اﻟﺠﺪﻳﺪة ﰲ اﻻﺗﺤﺎد اﻷوروﺑﻲ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎملﻨﺘﺠﺎت اﻟﻌﺸﺒﻴﺔ«. وﺷﺎرﻛﺖ ﰲ أﺣﺪ اﻟﻌﺮوض اﻟﻘﺼرية اﻟﻔﻜﺎﻫﻴﺔ ﺣﻮل اﻟﻌﺪاء ﻷوروﺑﺎ ﻣﻊ ﺻﺤﻴﻔﺔ »ﻫرياﻟﺪ« اﻻﺳﻜﺘﻠﻨﺪﻳﺔ .وﻗﺎﻟﺖ» :اﻟﺒريوﻗﺮاﻃﻴﻮن ﰲ اﻻﺗﺤﺎد اﻷوروﺑﻲ ﻳﺸﻌﺮون ﻻ ﺷ ﱠﻚ ﺑﻘﻠﻖ ﺑﺎﻟﻎ ﻣﻦ ﻧﺤﻮ ﻣﻤﺘﻊ أﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ«. أن اﻟﻨﺎس ﰲ املﻤﻠﻜﺔ املﺘﺤﺪة ﻳﻤﺎرﺳﻮن اﻟﺠﻨﺲ ﻋﲆ ٍ ُ ﺗﻮاﺻﻠﺖ ﻣﻊ ﻣﺴﺌﻮﱄ اﻟﻮﻛﺎﻟﺔ اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﻷدوﻳﺔ وﻣﻨﺘﺠﺎت اﻟﺮﻋﺎﻳﺔ اﻟﺼﺤﻴﺔ، ُﻫﺮاء .ﻟﻘﺪ اﻟﺬﻳﻦ أﺟﺎﺑﻮا» :ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻬﺬا ﺑﺎﻟﺘﴩﻳﻌﺎت اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة ﻟﻼﺗﺤﺎد اﻷوروﺑﻲ .املﻌﻠﻮﻣﺎت املﻮﺟﻮدة ﻋﲆ ﻣﻮﻗﻊ ﻣﺎﻛﻴﺚ ﻏري ﺻﺤﻴﺤﺔ «.ﻫﻞ ﻛﺎن ﻫﺬا ﺧﻄﺄً؟ وﻣﻀﻮا ﰲ ﺣﺪﻳﺜﻬﻢ ﻗﺎﺋﻠني: »ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺆﺳﺴﺔ اﻟﺴﻴﺪة ﻣﺎﻛﻴﺚ ﻋﲆ دراﻳﺔ ﺑﻤﺘﻄﻠﺒﺎت اﻟﺘﴩﻳﻊ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎملﻨﺘﺠﺎت اﻟﻄﺒﻴﺔ ﰲ اﻟﺴﻨﻮات اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ؛ ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ ﺛﻤﺔ ﺳﺒﺐ ﻋﲆ اﻹﻃﻼق ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﺘﻮاﻓﻖ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻠﺬﻳﻦ املﻨﺘﺠﺎت ﻣﻊ اﻟﻘﺎﻧﻮن .ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑَﻴْ ُﻊ ﻣﻨﺘَﺠَ ْﻲ »واﻳﻠﺪ ﺑﻴﻨﻚ ﻳﺎم« و»ﻫﻮرﻧﻲ ﺟﻮت وﻳﻴﺪ« ِ ﺳﻮ َﱠﻗﺘْﻬُ ﻤﺎ ﴍﻛﺔ أﺑﺤﺎث ﻣﺎﻛﻴﺚ املﺤﺪودة ﻣﴫﱠﺣً ﺎ ﺑﻪ ﻗﺎﻧﻮﻧًﺎ ﰲ املﻤﻠﻜﺔ املﺘﺤﺪة«. ﺛﻢ ﻫﻨﺎك ﻣﻮﺿﻮع اﻟﺴرية اﻟﺬاﺗﻴﺔ؛ ﻓﻘﺪ ﺣﺼﻠﺖ د .ﻣﺎﻛﻴﺚ ﻋﲆ درﺟﺔ اﻟﺪﻛﺘﻮراه ﻣﻦ ﻛﻠﻴﺔ ﻛﻼﻳﺘﻮن ﻟﻠﺼﺤﺔ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ،وﻫﻲ ﻛﻠﻴﺔ ﻣﺮاﺳﻠﺔ ﻏري ﻣُﻌﱰَف ﺑﻬﺎ ،ﺗﺒﻴﻊ ﻋﲆ ﻏري املﻌﻬﻮد ﻣﻦ أي ﻣﺆﺳﺴﺔ أﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ ﻣﺠﻤﻮﻋَ ﺘﻬﺎ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﻣﻦ أﻗﺮاص اﻟﻔﻴﺘﺎﻣني ﻋﱪ ﻣﻮﻗﻌﻬﺎ .وﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﺣﺼﻠﺖ ﻋﲆ درﺟﺔ املﺎﺟﺴﺘري ﻣﻦ املﺆﺳﺴﺔ املﺮﻣﻮﻗﺔ ذاﺗﻬﺎ .وو َْﻓﻖ أﺳﻌﺎر ﻛﻼﻳﺘﻮن اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ،ﺗﺒﻠﻎ رﺳﻮم اﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ درﺟﺔ اﻟﺪﻛﺘﻮراه ٦٤٠٠دوﻻر أﻣﺮﻳﻜﻲ ،وأﻗﻞ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ درﺟﺔ املﺎﺟﺴﺘري ،ﻟﻜﻦ إذا دﻓﻊ املﺮء ﻣﻘﺎﺑﻞ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ اﻟﺪرﺟﺘني ﻣﻌً ﺎ، ﻳﺤﺼﻞ ﻋﲆ ﺧﺼﻢ ٣٠٠دوﻻر )وإذا أردت ٍّ ﴪف ﰲ اﻹﻧﻔﺎق ،ﻓﻠﺪﻳﻬﻢ ﺣﺰﻣﺔ ﺣﻘﺎ أن ﺗُ ِ ً إﺟﻤﺎﻻ(. ﻣﻐﺮﻳﺔ؛ أﻻ وﻫﻲ درﺟﺘﺎ دﻛﺘﻮراه ودرﺟﺔ ﻣﺎﺟﺴﺘري ﻣﻘﺎﺑﻞ ١٢١٠٠دوﻻر أﻣﺮﻳﻜﻲ ﰲ ﺳريﺗﻬﺎ اﻟﺬاﺗﻴﺔ ،املﻌﺮوﺿﺔ ﻋﲆ ﻣﻮﻗﻌﻬﺎ اﻹداري ،زﻋﻤَ ْﺖ ﻣﺎﻛﻴﺚ أﻧﻬﺎ ﺗﺤﻤﻞ درﺟﺔ اﻟﺪﻛﺘﻮراه ﻣﻦ اﻟﻜﻠﻴﺔ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻟﻠﺘﻐﺬﻳﺔ ،وﻫﻲ ﻛﻠﻴﺔ ﺟﻴﺪة إﱃ ﺣ ﱟﺪ ﻣﺎ .وﻋﻨﺪﻣﺎ أُﺷري إﱃ ذﻟﻚ، 136
د .ﺟﻴﻠﻴﺎن ﻣﺎﻛﻴﺚ
ﻗﺎل ﻣﻤﺜﱢﻠﻬﺎ ﱠ إن ذﻟﻚ ﻛﺎن ﻣﺠﺮد ﺧﻄﺄ ارﺗﻜﺒﻪ ﻣﻮﻇﻒ إﺳﺒﺎﻧﻲ ﺻﻐري ﻣﺴﺌﻮل ﻋﻦ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻮﻇﻴﻔﻲ ،ﻓﻮﺿﻊ اﻟﺴرية اﻟﺬاﺗﻴﺔ اﻟﺨﺎﻃﺌﺔ .ﻟﻌﻞ اﻟﻘﺎرئ املﺘﻨﺒﱢﻪ ﻗﺪ ﻻﺣﻆ أن ﻫﺬا اﻟﺰﻋﻢ ﻧﻔﺴﻪ ﺣﻮل اﻟﻜﻠﻴﺔ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻟﻠﺘﻐﺬﻳﺔ َو َر َد ً أﻳﻀﺎ ﰲ أﺣﺪ ﻛﺘﺒﻬﺎ ﻣﻨﺬ ﺳﻨﻮات ﻋﺪﻳﺪة َﺧ َﻠ ْﺖ. ﰲ ﻋﺎم ،٢٠٠٧رﻓﻊ أﺣﺪ املﱰددﻳﻦ اﻟﺪاﺋﻤني ﻋﲆ ﻣﻮﻗﻌِ ﻲ — ﻻ أﻛﺎد أﺳﺘﻄﻴﻊ إﺧﻔﺎء ﻓﺨﺮي — دﻋﻮى ﺿﺪ ﻣﺎﻛﻴﺚ ﺑﻬﻴﺌﺔ املﻌﺎﻳري اﻹﻋﻼﻧﻴﺔ ،ﺷﺎﻛﻴًﺎ ﻣﻦ أﻧﻬﺎ ﺗﺴﺘﺨﺪم ﻟﻘﺐ »ﻃﺒﻴﺐ« ﺑﻨﺎءً ﻋﲆ ﻣﺆﻫﻞ ﺣﺼﻠﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ دورة ﻣﺮاﺳﻠﺔ ﻣﻦ ﻛﻠﻴﺔ أﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻏري َ ﻣﻌﱰَف ﱠ ﱠ ﺗﻮﺻﻠﺖ ﻫﻴﺌﺔ املﻌﺎﻳري اﻹﻋﻼﻧﻴﺔ إﱃ أن إﻋﻼﻧﺎت ﻣﺎﻛﻴﺚ ﺧﺎﻟﻔﺖ وﺣﻘﻖ ﻧﴫًا؛ ﻓﻘﺪ ﺑﻬﺎ، ﴍ َ ﻃ ْني ﰲ ﻗﻮاﻋﺪ ﻟﺠﻨﺔ اﻹﻋﻼن ﻟﻠﻤﻤﺎرﺳﺔ؛ أﻻ وﻫﻤﺎ» :اﻟﺜﺒﻮﺗﻴﺔ« و»املﺼﺪاﻗﻴﺔ«. ﴩ ﻣ َُﺴ ﱠﻮ َد ِة ﺣﻜ ٍﻢ ﻗﻀﺎﺋﻲ ﻣﻦ ﻫﻴﺌﺔ املﻌﺎﻳري اﻹﻋﻼﻧﻴﺔ ﰲ اﻟﻠﺤﻈﺔ ﺗﺠﻨﱠﺒﺖ د .ﻣﺎﻛﻴﺚ ﻧ َ ْ َ اﻷﺧرية ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻘﺒﻮل — »ﻃﻮﻋً ﺎ« — ﺑﻌﺪم إﻃﻼق ﻟﻘﺐ »ﻃﺒﻴﺒﺔ« ﻋﲆ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﰲ أيﱟ ﻣﻦ إﻋﻼﻧﺎﺗﻬﺎ .ﰲ اﻟﺘﻐﻄﻴﺔ اﻹﺧﺒﺎرﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻠﺖ ذﻟﻚ ،أﺷﺎرت ﻣﺎﻛﻴﺚ إﱃ أن اﻟﺤﻜﻢ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﻛﺎن ﻣﺘﻌ ﱢﻠ ًﻘﺎ ﻓﻘﻂ ﺑﻜﻮﻧﻬﺎ ﻗﺪﱠﻣَ ﺖ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻃﺒﻴﺒﺔ .ﻣﺮة أﺧﺮى ،ﻟﻴﺲ ﻫﺬا ﺻﺤﻴﺤً ﺎ؛ ٌ ﻧﺴﺨﺔ ﻣﻦ ﻣ َُﺴ ﱠﻮدَة ﻫﺬا اﻟﺤﻜﻢ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ — ﺗﺨﻴﱠﻞ ذﻟﻚ — ووﺟﺪﺗُﻬﺎ ﻓﻘﺪ وﻗﻌﺖ ﺗﺤﺖ ﻳﺪي ﺗﻘﻮل ﻋﲆ وﺟﻪ اﻟﺘﺤﺪﻳﺪ إن اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺸﺎﻫﺪون اﻹﻋﻼﻧﺎت ﺳﻴﺘﻮﻗﻌﻮن ﻣﻨﻄﻘﻴٍّﺎ أﻧﻬﺎ ﺗﺤﻤﻞ درﺟﺔ ﻃﺒﻴﺔ ،أو درﺟﺔ دﻛﺘﻮراه ﻣﻦ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﻌﱰَف ﺑﻬﺎ. ﻟﻘﺪ ﻧَﺠَ ﺤَ ْﺖ ﻣﺎﻛﻴﺚ ﰲ أن ﺗُﺠْ ﺮي ﺗﺼﺤﻴﺤً ﺎ ﰲ أﺣﺪ ﺑﻴﺎﻧﺎﺗﻬﺎ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﰲ ﺻﺤﻴﻔﺘِﻲ »ذا ﺟﺎردﻳﺎن«» :ﺛﺎر اﻟﺸﻚ ً أﻳﻀﺎ ﺣﻮل ﻣﺪى ﻗﻴﻤﺔ ﻋﻀﻮﻳﺔ ﻣﺎﻛﻴﺚ املﻮﺛﱠﻘﺔ ﰲ اﻟﺮاﺑﻄﺔ ﺻﺤﻔﻲ »ذا ﺟﺎردﻳﺎن« ﺑﻦ ﺟﻮﻟﺪﻳﻜﺮ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻻﺳﺘﺸﺎرﻳﱢﻲ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ ،ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻨﺬ أن ﻧﺠﺢ ﱡ ﰲ ﴍاء اﻟﻌﻀﻮﻳﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻋﲆ اﻹﻧﱰﻧﺖ ﻟِﻘِ ﱠ ﻄﺘِﻪ املﻴﺘﺔ ﻣﻘﺎﺑﻞ ٦٠دوﻻ ًرا .ﺗﻘﻮل املﺘﺤﺪﺛﺔ ﺑﺎﺳﻢ ﻣﺎﻛﻴﺚ ﻋﻦ ﻫﺬه اﻟﻌﻀﻮﻳﺔ» :ﺗﻤﺘﻠﻚ ﺟﻴﻠﻴﺎن »ﻋﻀﻮﻳﺔ ِﻣﻬْ ﻨﻴﺔ« ،وﻫﻲ ﻋﻀﻮﻳﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎملﺘﺨﺼﺼني ﰲ ﻣﺠﺎل اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ واﻟﺤِ ﻤْ ﻴَﺎت ،وﺗﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ »اﻟﻌﻀﻮﻳﺔ املﺸﺎرﻛﺔ« ،املﻔﺘﻮﺣﺔ ً دﻟﻴﻼ ﻋﲆ درﺟﺘﻬﺎ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ .وﺣﺘﻰ ﺗﺤﺼﻞ ﻋﲆ ﻋﻀﻮﻳﺔ ﻣﻬﻨﻴﺔ ،ﻗﺪﱠﻣﺖ ﺟﻴﻠﻴﺎن وﺛﻼﺛﺔ ﻣﺮاﺟﻊ ﻣﻬﻨﻴﺔ««. ﺣﺴﻨًﺎ .ﻗِ ﱠ ﻄﺘِﻲ املﻴﺘﺔ ﻫﻴﺘﻲ ً أﻳﻀﺎ »ﻋﻀﻮ ِﻣﻬْ ﻨﻲ ﻣُﺜﺒَﺖ« ﰲ اﻟﺮاﺑﻄﺔ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻻﺳﺘﺸﺎرﻳﻲ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ ،وﺷﻬﺎدة اﻟﻌﻀﻮﻳﺔ ﻣﻌ ﱠﻠﻘﺔ ﻟﺪيﱠ ﰲ اﻟﺤﻤﺎم .رﺑﻤﺎ ﻟﻢ ﻳَ ُﺪ ْر ﺑﺒﺎل اﻟﺼﺤﻔﻴﺔ أن ﻣﺎﻛﻴﺚ رﺑﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﲆ ﺧﻄﺄ .أﻋﺘﻘﺪ ﻋﲆ اﻷرﺟﺢ — و َْﻓﻖ ﺗﻘﺎﻟﻴﺪ اﻟﺼﺤﻔﻴني املﺘﻮﺗﺮﻳﻦ — أﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﰲ ﻋَ ﺠَ ﻠﺔ ﻣﻦ أﻣﺮﻫﺎ ،وﻣﻠﺘﺰﻣﺔ ﺑﻤﻮﻋﺪ ﻧﻬﺎﺋﻲ ،وﺷﻌﺮت ﺑﺄن ﻋﻠﻴﻬﺎ أن ﺗﻤﻨﺢ ﻣﺎﻛﻴﺚ 137
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
»ﺣﻖ اﻟﺮد« ،ﺣﺘﻰ ﻟﻮ أﻟﻘﻰ ذﻟﻚ — أُﻗِ ﱡﺮ ِﺑﺠَ ﺪ َِﱄ ﻫﻨﺎ — ِﺑ ِﻈﻼل اﻟﺸ ﱢﻚ ﻋﲆ ﻣﻜﺎﺷﻔﺎﺗﻲ ﺑﺸ ﱢﻖ ُ اﻷﻧﻔﺲ ﺑﺸﺄن ﻗِ ﱠ ُ ﺗﻮﺻﻠﺖ إﻟﻴﻬﺎ ِ درجُ اﻻﺳﺘﻘﺼﺎﺋﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻄﺘِﻲ املﻴﺘﺔ .أﻋﻨﻲ أﻧﻨﻲ ﻻ أ ُ ِ ﻗ ﱠ ﻛﻌﻀﻮ ﰲ ﻣﻨﻈﻤﺎت ﻣﻬﻨﻴﺔ ﻣﺰﻳﱠﻔﺔ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺻﺤﺔ أﻓﻀﻞ ﻛﻤﺎ ﺗﻌﻠﻢ .ورﺑﻤﺎ ﻄﺘﻲ ٍ ﻳﺒﺪو اﻷﻣﺮ ﻏري ﻣﻼﺋﻢ أن أﺷري إﱃ أﻧﻨﻲ ﺳﺄواﺻﻞ اﻹﺷﺎرة إﱃ ﻫﺬه اﻷﻣﻮر ا ُملﺤَ ﱢرية ﻣﺎ داﻣﺖ ﱠ ً ً ﻏﺮﻳﺒﺔ ﰲ ﺗَ َﻘ ﱢﻔﻲ آﺛﺎر ﻣﺪى ﺻﺤﺔ ﺗﻠﻚ ﻣﺘﻌﺔ ﻣﻠﻔ َﻘﺔ ،ﻟﻜﻨﻨﻲ ﺳﺄﻇﻞ أﻓﻌﻞ ذﻟﻚ؛ ﻷﻧﻨﻲ أﺟﺪ اﻷﻣﻮر. ﻟﻜﻦ رﺑﻤﺎ ﻳﺠﺐ ﱠأﻻ أﻛﻮن ﻋﲆ ﻫﺬا اﻟﻘﺪر ﻣﻦ اﻟﺠﺮأة؛ ﻓﻘﺪ رﻓﻌﺖ ﻣﺎﻛﻴﺚ دﻋﻮى ﺗﺸﻬري ﺿﺪ ﺻﺤﻴﻔﺔ »ذا ﺻﻦ« ﺑﺴﺒﺐ ﺗﻌﻠﻴﻘﺎت أد َﻟ ْﺖ ﺑﻬﺎ اﻟﺼﺤﻴﻔﺔ ﰲ ﻋﺎم .٢٠٠٤ﺗُﻌَ ﱡﺪ ﺻﺤﻴﻔﺔ »ذا ﺻﻦ« ﺟﺰءًا ﻣﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ إﻋﻼﻣﻴﺔ ﺛ َ ِﺮﻳﱠﺔ ﺿﺨﻤﺔ ،وﻫﻲ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻓﺮﻳﻖ ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ ﺿﺨﻢ ﱠ ﻳﺘﻠﻘﻰ أﺗﻌﺎﺑًﺎ ﻣُﺠْ ِﺰﻳ ًَﺔ ،ﰲ ﺣني ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻵﺧﺮون أن ﻳﻔﻌﻠﻮا ذﻟﻚ. َ ﻓﻘﺪ ﻧ َ َﴩ ْ ﺑﻌﺾ اﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎت َت ُﻣ َﺪوﱠﻧﺔ ﺳﺎﺣﺮة ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻏري ﻣﻌﺮوﻓﺔ ،ﺗُﺪﻋﻰ »ﺑﻲ إﺗﺶ دﻳﻔﺎ« اﻟﱪﻳﺌﺔ ﻧﺴﺒﻴٍّﺎ ﺣﻮل ﻣُﺨﺘَ ﱢﴢ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ ،ﻣﺸري ًة إﱃ ﻣﺎﻛﻴﺚ ،ﱠ ﻓﺘﻠﻘﺖ ﺧﻄﺎبَ ﺗﻬﺪﻳﺪ ﺑﺎﺗﺨﺎذ إﺟﺮاءات ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺑﺎﻫﻈﺔ ﻣﻦ آﺗﻜﻴﻨﺰ ﺳﻮﻟﻴﺴﺘﻮرز» ،املﺘﺨﺼﺼني ﰲ اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ اﻟﺴﻤﻌﺔ وإدارة اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ« .ﻛﺬﻟﻚ ﱠ ﺗﻠﻘ ْﺖ »ﺟﻮﺟﻞ« ﺧﻄﺎﺑًﺎ ﻳﻨﻄﻮي ﻋﲆ ﺗﻬﺪﻳﺪات ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻟﺮﺑﻄﻬﺎ اﺳﻢ ﻣﺎﻛﻴﺚ — أﺳﺘﻤﻴﺤﻚ ﻋﺬ ًرا — ﺑﺈﺣﺪى اﻟﺼﻔﺤﺎت املﺠﻬﻮﻟﺔ ﻧﻮﻋً ﺎ ﻣﺎ .أرﺳﻠﺖ ﻣﺎﻛﻴﺚ ً أﻳﻀﺎ ﺗﻬﺪﻳﺪات ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ إﱃ ﻣﻮﻗﻊ ﻣُﻀﺤِ ﻚ ﺟﺪٍّا ﻳُﺴﻤﻰ »إﻛﻠﻜﺘﻚ« ﻟﻌﺮﺿﻪ ﻛﺮﺗﻮﻧًﺎ ﻣﺼ ﱠﻮ ًرا ﻟﻬﺎ وﻫﻲ ﺗﻐﻨﻲ أﻏﻨﻴﺔ ﺳﺨﻴﻔﺔ ﰲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻴﻪ ﰲ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ »أﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ اﻟﺸﻬﺮة«. ﺗﺪور ﻣﻌﻈﻢ ﻫﺬه املﻨﺎزﻋﺎت اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺣﻮل ﻗﻀﻴﺔ ﻣ ﱢ ُﺆﻫﻼﺗﻬﺎ ،ﻟﻜﻦ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻷﻣﻮر ﻳﺠﺐ ﱠأﻻ ﺗﻜﻮن ﺻﻌﺒﺔ أو ﱠ ﻣﻌﻘﺪة .ﻓﺈذا أراد أيﱡ ﺷﺨﺺ أن ﻳﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ درﺟﺎﺗﻲ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ، أو ﻋﻀﻮﻳﺎﺗﻲ ،أو اﻧﺘﻤﺎءاﺗﻲ ،ﻳﻤﻜﻨﻪ أن ﻳﺘﻮاﺻﻞ ﻣﻊ املﺆﺳﺴﺎت ا َملﻌْ ِﻨﻴﱠﺔ وﻳﺤﺼﻞ ﻋﲆ ﺗﺄﻛﻴﺪ ُ ﻓﻮري وﻳﻨﺘﻬﻲ اﻷﻣﺮ .وإذا َ ﻟﺴﺖ ﻃﺒﻴﺒًﺎ ،ﻓﻠﻦ أ ُ ِ ﻗﺎﺿﻴَﻚ؛ ﺑﻞ ﺳﺄﻧﻔﺠﺮ ﰲ اﻟﻀﺤﻚ. ﻗﻠﺖ إﻧﻨﻲ َ ﺗﻮاﺻﻠﺖ ﻣﻊ ﻛﻠﻴﺔ أﺳﱰاﻟﻴﺸﻴﺎ ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻟﺼﺤﻴﺔ )ﺑﻮرﺗﻼﻧﺪ ،أورﻳﺠﻮن(؛ ﺣﻴﺚ أﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻟﺪى ﻣﺎﻛﻴﺚ »دﺑﻠﻮﻣﺔ ﻣﻌ ﱠﻠﻘﺔ ﰲ ﻃﺐ اﻷﻋﺸﺎب« ،ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻳﻘﻮﻟﻮن إﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮن أن ُﻔﺼﺤُ ﻮا ﻋﻦ أي ﳾء ﻳﺘﻌ ﱠﻠﻖ ﺑ ُ َ ﻳ ِ ﺗﻮاﺻﻠﺖ ﻣﻊ ﻛﻠﻴﺔ ﻛﻼﻳﺘﻮن ﻟﻠﺼﺤﺔ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻄ ﱠﻼﺑﻬﻢ .وإذا ﻧﻮع ﻟِﺘﺴﺄ َل أﻳﻦ ﻳﻤﻜﻦ ﻗﺮاءة رﺳﺎﻟﺘﻬﺎ ﻟﻠﺪﻛﺘﻮراه ،ﻳﻘﻮﻟﻮن إﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮن إﺧﺒﺎرك .أيﱡ ٍ ﻣﻦ املﺆﺳﺴﺎت ﻫﺬه؟ ﻟﻮ ُ ﻗﻠﺖ إﻧﻨﻲ أﺣﻤﻞ درﺟﺔ اﻟﺪﻛﺘﻮراه ﻣﻦ ﻛﺎﻣﱪﻳﺪج ،ﺳﻮاء ﰲ اﻟﻮﻻﻳﺎت 138
د .ﺟﻴﻠﻴﺎن ﻣﺎﻛﻴﺚ
املﺘﺤﺪة أو املﻤﻠﻜﺔ املﺘﺤﺪة )ﻋﻠﻤً ﺎ ﺑﺄﻧﻨﻲ ﻻ أﺣﻤﻞ أي درﺟﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻣﻦ أﻳﱠﺘِﻬﻤﺎ ،وﻻ أزﻋﻢ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻛﻬﺬه( ،ملﺎ اﺳﺘﻐﺮق اﻷﻣﺮ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻳﻮم ﻟﻠﻌﺜﻮر ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ ﻣﻜﺘﺒﺎﺗﻬﻤﺎ. ﱠ ﺗﺘﺠﺴﺪ أﻛﺜﺮ اﻟﺠﻮاﻧﺐ إﺛﺎر ًة ﻟﻠﻘﻠﻖ رﺑﻤﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻫﺬه إﻻ ﻧﻮادر ﺗﺎﻓﻬﺔ ،ﻟﻜﻦ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱄ ﱠ، ﰲ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﺠﻴﺐ ﺑﻬﺎ إﱃ اﻟﺘﺸﻜﻴﻚ ﰲ أﻓﻜﺎرﻫﺎ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻗﺼﺔ ﺗﺮﺟﻊ إﱃ ﻋﺎم ،٢٠٠٠ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺤﺪﺛﺖ د .ﻣﺎﻛﻴﺚ إﱃ أﺳﺘﺎذ ﻣﺘﻘﺎﻋﺪ ﰲ ﻃﺐ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ ﻣﻦ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻟﻨﺪن. ﺑﻌﺪ وﻗﺖ ﻗﺼري ﻣﻦ ﻧﴩ ﻛﺘﺎﺑﻬﺎ »اﻟﻄﻌﺎم اﻟﺤﻴﻮي ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺼﺤﺔ« ،ﻛﺘﺐ ﺟﻮن ﺟﺎرو ً ﻣﻘﺎﻻ ﺣﻮل ﺑﻌﺾ املﺰاﻋﻢ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻟﻐﺮﻳﺒﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻄﺮﺣﻬﺎ د .ﻣﺎﻛﻴﺚ ،وﻧُﴩت ﻣﻘﺎﻟﺘﻪ ً ﻣﻨﺪﻫﺸﺎ ﻣﻦ اﻟﻘﻮة اﻟﺘﻲ ﻋَ َﺮ َ ﺿﺖ ﺑﻬﺎ ﱢ ﻣﺆﻫﻼﺗﻬﺎ ﰲ ﻧﴩة ﻃﺒﻴﺔ ﻣﻐﻤﻮرة إﱃ ﺣ ﱟﺪ ﻣﺎ .ﻛﺎن ً ﻋﺎملﺔ )»أواﺻﻞ ﻳﻮﻣﻴٍّﺎ اﻟﺒﺤﺚ ،وإﺟﺮاء اﻻﺧﺘﺒﺎرات ،واﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻛﺜريًا ﺣﺘﻰ ﻳﻤﻜﻨﻜﻢ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ اﻻﺳﺘﻔﺎدة …« إﻟﺦ( .وﻗﺎل ﰲ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ إﻧﻪ ﻛﺎن ﻳَﻔﱰض — ﻣﺜﻞ ﻛﺜريﻳﻦ آﺧﺮﻳﻦ — أﻧﻬﺎ ﻃﺒﻴﺒﺔ ٍّ ﺣﻘﺎ .آﺳﻒ ،ﰲ اﻟﻄﺐ .آﺳﻒ ،دﻛﺘﻮرة ﰲ اﻟﻄﺐ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي ﱠ ﻣﺆﻫﻠﺔ ،اﻟﺘﺤﻘﺖ ﺑﻜﻠﻴﺔ ﻃﺐﱟ ﻣﻌﱰَف ﺑﻬﺎ. ﰲ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ،وَﻋَ ﺪَت ﻣﺎﻛﻴﺚ ﺑﺘﻔﺴري ﻛﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ »ﺗﻌﺰﻳﺰ ﻃﺎﻗﺘﻚ ،وﻋﻼج أﻋﻀﺎﺋﻚ وﺧﻼﻳﺎك ،واﻟﺘﺨ ﱡﻠﺺ ﻣﻦ اﻟﺴﻤﻮم ﰲ ﺟﺴﺪك ،وﺗﻘﻮﻳﺔ ُﻛ ْﻠﻴﺘَﻴْﻚ ،وﺗﺤﺴني اﻟﻬﻀﻢ ﻟﺪﻳﻚ، وﺗﻘﻮﻳﺔ ﻣﻨﺎﻋﺘﻚ ،واﻟﺤﺪ ﻣﻦ ﻧﺴﺒﺔ اﻟﻜﻮﻟﺴﱰول وﺿﻐﻂ اﻟﺪم املﺮﺗﻔﻊ ،وﺗﻜﺴري اﻟﺪﻫﻮن واﻟﺴﻠﻴﻠﻮز واﻟﻨﺸﺎ ،وﺗﻨﺸﻴﻂ اﻟﻄﺎﻗﺎت اﻹﻧﺰﻳﻤﻴﺔ ﰲ ﺟﺴﺪك ،وﺗﻘﻮﻳﺔ وﻇﺎﺋﻒ ﻃﺤﺎﻟﻚ وﻛﺒﺪك ،وزﻳﺎدة ﻗﻮة اﻟﺘﺤﻤﱡ ﻞ اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﺠﺴﺪﻳﺔ ،وﺗﻨﻈﻴﻢ ﺳﻜﺮ اﻟﺪم ،واﻟﺘﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺣﺎﻻت اﻟﻨﱠﻬَ ﻢ وإﻧﻘﺎص اﻟﻮزن«. ً ﻟﻜﻦ َ أﻫﺪاﻓﺎ ﻣﺘﻮاﺿﻌﺔ ،ﱠ ﻃ ْﺮﺣَ ﻬﺎ ﻛﺎن ﻳﺘﻤﺜﱠﻞ ﰲ أن ﻫﺬه اﻷﺷﻴﺎء ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﻫﺬه ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻤﻜﻨﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻧﻈﺎم ﻏﺬاﺋﻲ ﻏﻨﻲ ﺑﺎﻹﻧﺰﻳﻤﺎت ﻣﻦ اﻟﻄﻌﺎم اﻟﻨﱠﻴﱢﺊ »اﻟﺤﻴﻮي«؛ ﻣﺜﻞ اﻟﻔﻮاﻛﻪ ،واﻟﺨﴬاوات ،واﻟﺒﺬور ،واملﻜﴪات ،وﺧﺎﺻﺔ اﻟﱪاﻋﻢ اﻟﻨﻴﺌﺔ ،اﻟﺘﻲ ﺗُﻌﺘﱪ »املﺼﺎدر اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ ﻟﻺﻧﺰﻳﻤﺎت اﻟﻬﻀﻤﻴﺔ« .ﺑﻞ إﻧﻬﺎ َﻗﺪﱠﻣَ ﺖ »ﻣﺰﻳﺠً ﺎ ﻣﻦ ﻣﺴﺤﻮق اﻟﻄﻌﺎم اﻟﻨﱠﻴﱢﺊ ﻷﻏﺮاض إﻛﻠﻴﻨﻴﻜﻴﺔ« ﰲ ﺣﺎل إذا ﻟﻢ ﻳ ُِﺮ ِد اﻟﻨﺎس ﺗﻐﻴري ﻧﻈﺎﻣﻬﻢ اﻟﻐﺬاﺋﻲ ،وأﺷﺎرت إﱃ أﻧﻬﺎ اﺳﺘﻌﺎﻧﺖ ﺑﻬﺬا املﺴﺤﻮق ﰲ إﺟﺮاء »ﺗﺠﺎرب إﻛﻠﻴﻨﻴﻜﻴﺔ« ﻋﲆ ﻣﺮﴇ ﰲ ﻋﻴﺎدﺗﻬﺎ. ﻛﺎن ﺟﺎرو ﻣﺘﺸ ﱢﻜ ًﻜﺎ ﰲ ﻣﺰاﻋﻤﻬﺎ .ﻓ ِﺒ َﻘ ْ ﻄﻊ اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ أي ﳾء آﺧﺮ ،ﻛﺎن ﻳﻌﻠﻢ ،ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره أﺳﺘﺎذًا ﻣﺘﻘﺎﻋﺪًا ﰲ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ اﻟﺒﴩﻳﺔ ﰲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻟﻨﺪن ،أن اﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت اﻟﺒﴩﻳﺔ ﻟﻬﺎ إﻧﺰﻳﻤﺎﺗﻬﺎ اﻟﻬﻀﻤﻴﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻬﺎ ،وأي إﻧﺰﻳﻢ ﻧﺒﺎﺗﻲ ﻳﺘﻨﺎوﻟﻪ املﺮء ﻋﲆ اﻷرﺟﺢ ﺳﻴَﺠْ ِﺮي ﻫﻀﻤﻪ ﻣﺜﻞ أي ﺑﺮوﺗني آﺧﺮ ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻗﺪ ﻳﺨﱪك أي أﺳﺘﺎذ ﺗﻐﺬﻳﺔ ،ﺑﻞ أي ﻃﺎﻟﺐ ﻳﺪرس ﻋﻠﻢ اﻷﺣﻴﺎء ﰲ املﺮﺣﻠﺔ اﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ. 139
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ﻗﺮأ ﺟﺎرو ﻛﺘﺎب ﻣﺎﻛﻴﺚ ﺑﺘﻌﻤﱡ ﻖ ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻗﺮأﺗُﻪ أﻧﺎ ،وﺑﺪت ﻫﺬه »اﻟﺘﺠﺎرب اﻹﻛﻠﻴﻨﻴﻜﻴﺔ« ﻣﺜﻞ ِﺑ ْﻀ ِﻊ ﻧﻮادر ﺣﻮل ﻣﺪى اﻟﺘﺤﺴﻦ اﻟﻬﺎﺋﻞ اﻟﺬي ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻪ املﺮﴇ ﺑﻌﺪ رؤﻳﺘﻬﺎ .ﻻ ﺿﻮاﺑﻂ ،ﻻ ﻋﻼﺟﺎت وﻫﻤﻴﺔ ،ﻻ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﻛ ﱢﻢ اﻟﺘﺤﺴﻦ أو ﻗﻴﺎﺳﻪ؛ ﻟﺬا ﻗﺪﱠم ﺟﺎرو ﻣﻘﱰﺣً ﺎ ﻣﺘﻮاﺿﻌً ﺎ ﰲ ﻧﴩة ﻃﺒﻴﺔ ﻣﻐﻤﻮرة ﻧﻮﻋً ﺎ ﻣﺎ .وأ َ ﺳﺘﺸﻬ ُﺪ ﻫﻨﺎ ﺑﻬﺬا املﻘﱰَح ﺑﻜﺎﻣﻠﻪ، ِ ﺟﺰﺋﻴٍّﺎ ﻷﻧﻪ ﺑﻤﻨﺰﻟﺔ ﻋﺮض ﻣ َ ﺎغ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺘﺄﻧﱢﻖ راﺋﻊ ﻟﻸﺳﻠﻮب اﻟﻌﻠﻤﻲ ،ﻛﺘﺒﺘﻪ ﺷﺨﺼﻴﺔ ُﺼ ٍ أﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ ﺑﺎرزة ﰲ ﻣﺠﺎل ﻋﻠﻢ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ ،وﻟﻜﻨﻨﻲ أﻋﺮﺿﻪ ﰲ اﻷﺳﺎس؛ ﻷﻧﻨﻲ أرﻳﺪك أن ﺗﺮى ﻛﻴﻒ ﻗﺪﱠم ﻃ ْﺮﺣَ ﻪ ﰲ أدب: أﻧﺎ ً أﻳﻀﺎ ﻣُﺨﺘَﺺ ﺗﻐﺬﻳﺔ إﻛﻠﻴﻨﻴﻜﻴﺔ ،وأﻋﺘﻘﺪ أن ﻛﺜريًا ﻣﻦ اﻟﻌﺒﺎرات اﻟﻮاردة ﰲ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﺧﺎﻃﺌﺔ .ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﺮﺿﻴﺘﻲ ﰲ أن أي ﻓﻮاﺋﺪ ﻻﺣ َ ﻈﺘْﻬﺎ د .ﻣﺎﻛﻴﺚ ﰲ ﻣﺮﺿﺎﻫﺎ اﻟﺬﻳﻦ ﺗﻨﺎوﻟﻮا ﻣﺴﺤﻮق اﻟﻄﻌﺎم اﻟﺤﻴﻮي ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻬﺎ ﻋﲆ اﻹﻃﻼق ﺑﻤﺤﺘﻮى ُ ﻛﻨﺖ ﻣﺼﻴﺒًﺎ ،ﻓﺴﻴﺸﻌﺮ املﺮﴇ ،اﻟﺬﻳﻦ ﺟﺮى إﻋﻄﺎؤﻫﻢ اﻹﻧﺰﻳﻤﺎت ﻟﺪﻳﻬﻢ .إذا املﺴﺤﻮق اﻟﺬي ﺗﻢ ﺗﺴﺨﻴﻨﻪ إﱃ درﺟﺔ أﻋﲆ ﻣﻦ ١١٨ﻓﻬﺮﻧﻬﺎﻳﺖ ملﺪة ﻋﴩﻳﻦ دﻗﻴﻘﺔ ،ﺑﺘﺤﺴﻦ ﻣﺜﻠﻬﻢ ﻣﺜﻞ املﺮﴇ اﻟﺬﻳﻦ ﱠ ﺗﻠﻘﻮُا املﺴﺤﻮق ِ اﻟﻨﺸﻂ .ﺳﻮف ﻳﺪﻣﱢ ﺮ ً ﻃﻔﻴﻔﺎ ﻟﻠﻤﻮاد ﻫﺬا اﻟﻘﺪر ﻣﻦ اﻟﺤﺮارة ﺟﻤﻴﻊ اﻹﻧﺰﻳﻤﺎت ،ﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳُﺤﺪِث إﻻ ﺗﻐﻴريًا اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ اﻷﺧﺮى ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء ﻓﻴﺘﺎﻣني ج؛ ﻟﺬا ﻳﺠﺐ أن ﺗﺘﻨﺎول ﻛﻠﺘﺎ ﻣﺠﻤﻮﻋﺘﻲ املﺮﴇ ﺟﺮﻋﺔ ﺑﺴﻴﻄﺔ ﻣﻦ ﻣﻜﻤﱢ ﻞ ﻓﻴﺘﺎﻣني ج )ﻟﻨﻘﻞ ٦٠ﻣﻠﻴﺠﺮاﻣً ﺎ/ﻳﻮﻣﻴٍّﺎ( .ﻟﻜﻦ إذا ﻛﺎﻧﺖ د .ﻣﺎﻛﻴﺚ ﻣ ُِﺼﻴﺒﺔِ ، ﻓﻤ َﻦ املﻔﱰض أن ﻳ َْﺴﻬُ ﻞ اﻻﺳﺘﻨﺘﺎج ﻣﻦ ﺧﻼل املﺴﺤﻮق اﻟﻨﺸﻂ وأﻳﱡﻬﻢ ﱠ ﺗﻌﺰﻳﺰ اﻟﻄﺎﻗﺔ ،إﻟﺦ؛ أيﱡ ﻣﺮﴇ ﱠ َ ﺗﻠﻘﻰ املﺴﺤﻮق ﺗﻠﻘﻮُا ﻏري اﻟﻨﺸﻂ. إذن ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻫﻨﺎ ﻓﺮﺿﻴﺔ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻼﺧﺘﺒﺎر رﺑﻤﺎ ﻳﺘﻘﺪم ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻋﻠﻢ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ. آﻣُﻞ ﱠ أن ﻏﺮﻳﺰة د .ﻣﺎﻛﻴﺚ ،ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻋﺎملﺔ زﻣﻴﻠﺔ ،ﺳﺘﺪﻓﻌﻬﺎ إﱃ ﻗﺒﻮل ﻫﺬا اﻟﺘﺤﺪي. وﻛﻌﺎﻣﻞ ﺗﺸﺠﻴﻊ آﺧﺮ ،أﻗﱰح أن ﻳﻮدِع ﻛﻼﻧﺎِ ،ﻟﻨ َ ُﻘ ْﻞ أﻟﻒ ﺟﻨﻴﻪ اﺳﱰﻟﻴﻨﻲ ،ﻟﺪى ﻣﺴﺎﻫِ ﻢ ﻣﺴﺘﻘﻞ .إذا أﺟﺮﻳﻨﺎ اﻻﺧﺘﺒﺎر ،وﺛﺒﺖ ﺧﻄﺄ ﻓﺮﺿﻴﺘﻲ ،ﻓﺴﺘﺤﺼﻞ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻛﺎﻣﻼ ﰲ ﻫﺬه اﻟﻨﴩة .وإذا أﺛﺒﺘﺖ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ َﺧ َ ً ﻄﺄَﻫﺎ، ﻋﲆ ﻧﺼﻴﺒﻲ ،وﺳﺄﻧﴩ اﻋﺘﺬا ًرا ﺗﺨﱪ ﻓﺴﺄﺗﱪع ﺑﺤﺼﺘﻬﺎ إﱃ ﻫﻴﻠﺚ ووﺗﺶ )ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺗﻮﻋﻴﺔ ﻃﺒﻴﺔ( ،وأﻗﱰح أن ِ املﺮﴇ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺒﻠﻎ ﻋﺪدﻫﻢ ١٥٠٠ﻣﺮﻳﺾ ﻋﲆ ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻧﺘﻈﺎرﻫﺎ أن ﻣﺰﻳﺪًا ﻣﻦ اﻟﺒﺤﻮث ﻗﺪ أﻇﻬﺮت أن اﻟﻔﻮاﺋﺪ املﺰﻋﻮﻣﺔ ﻟﻨﻈﺎﻣﻬﺎ اﻟﻐﺬاﺋﻲ ﻟﻢ ﺗَﺜْﺒُﺖ ﰲ ﻇﻞ ﻇﺮوف ﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﻀﺒﻂ .ﻓﻨﺤﻦ — اﻟﻌﻠﻤﺎءَ — ﻟﺪﻳﻨﺎ ﺗﻘﻠﻴﺪ ﻧﺒﻴﻞ ﻳﺘﻤﺜﱠﻞ ﰲ ﺳﺤﺐ 140
د .ﺟﻴﻠﻴﺎن ﻣﺎﻛﻴﺚ
ﻣﻄﺒﻮﻋﺎﺗﻨﺎ رﺳﻤﻴٍّﺎ إذا أﻇﻬﺮت اﻟﺒﺤﻮث اﻟﻼﺣﻘﺔ أن اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻏري ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺘﻜﺮار، أﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ؟ ﻟﻸﺳﻒ ﻟﻢ ﺗﺘﻘﺒﱠﻞ ﻣﺎﻛﻴﺚ — اﻟﺘﻲ ،ﺑﻘﺪر ﻣﺎ أﻋﺮف ،وﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺰاﻋﻤﻬﺎ ﺣﻮل »ﺑﺤﻮﺛﻬﺎ« املﺴﺘﻔﻴﻀﺔ ،ﻟﻢ ﺗﻨﴩ أﺑﺪًا أي ﺑﺤﺚ ﰲ دورﻳﺔ أﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ ﻣﻌﺘﱪَة ﺗﺨﻀﻊ ملﺮاﺟﻌﺔ َ اﻟﻌﺮض ﻟﻠﺘﻌﺎون ﰲ إﺟﺮاء اﻷﻗﺮان وﻣُﺪ َرﺟَ ﺔ ﺿﻤﻦ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻣﺤ ﱢﺮك »ﺑَﺒﻤﻴﺪ« اﻹﻟﻜﱰوﻧﻲ — ﻫﺬا ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ذﻟﻚ ،ﱠ ً ﺑﺤﺚ ﻣﻊ أﺳﺘﺎذ ﰲ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔً . ﻣﻜﺎملﺔ ﻫﺎﺗﻔﻴﺔ ﻣﻦ زوج ﻣﺎﻛﻴﺚ ﺗﻠﻘﻰ ﺟﺎرو املﺤﺎﻣﻲ ،ﻫﻮارد ﻣﺎﺟﺎزﻳﻨﺮ ،ﻣﺘﱠﻬﻤً ﺎ إﻳﺎه ﺑﺎﻟﺘﺸﻬري ،وﺗﻮﻋﱠ ﺪ ﺑﺎﺗﺨﺎذ اﻹﺟﺮاءات اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺿﺪه. ﺗﺠﺎﻫﻞ ﺟﺎرو ،وﻫﻮ أﻛﺎدﻳﻤﻲ ﻋﺠﻮز د َِﻣ ٌﺚ وﻫﺎدئ إﱃ أﺑﻌﺪ اﻟﺤﺪود ،ﻫﺬا ﻣ َُﻘ ﱢﻠ ًﻼ ﻣﻦ أﻫﻤﻴﺘﻪ »ﻗﺎﺿﻨِﻲ« ،وﻻ أزال ﻣﻨﺘﻈ ًﺮا «.وﻻ ﻳﺰال ﻋَ ْﺮ ُ راق؛ إذ أﺧﱪﻧﻲ ً ُ ِ ض »ﻗﻠﺖ ﻟﻪ: ﻗﺎﺋﻼ: ﺑﺄﺳﻠﻮب ٍ اﻷﻟﻒ ﺟﻨﻴﻪ اﺳﱰﻟﻴﻨﻲ ﻗﺎﺋﻤً ﺎ. ﻟﻜﻦ ﺛﻤﱠ ﺔ ﻣﻮﺿﻮﻋً ﺎ أﺳﺎﺳﻴٍّﺎ ﻟﻢ ﻧ ُ َﻐ ﱢ ﱠ ﻄﻪ ﺣﺘﻰ اﻵن .ﻓﺒﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﺠﻴﺐ ﺑﻬﺎ ﻣﺎﻛﻴﺚ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺒﺪو ﻟﻨﻘ ٍﺪ أو ﺗﺸﻜﻴﻚٍ ﰲ أﻓﻜﺎرﻫﺎ ،وأﻗﺮاص ﺗﻀﺨﻴﻢ اﻟﻘﻀﻴﺐ ﻏري ﱡ ﺗﻌﺴﻔﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ،وﻗﺼﺔ ﻣﺆﻫﻼﺗﻬﺎ املﻌﻘﺪة ﻋﲆ ﻧﺤﻮ ﻏري ﻣﻌﻬﻮد ،وﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ وﺗﺴ ﱡﻠﻄﻬﺎ املﺼﻄﻨﻊ ،واﻹﻳﻤﺎءات اﻟﺼﺎﻣﺘﺔ ا ُملﻬﻴﻨﺔ ﻟﻠﻌﺎﻣﺔ ﰲ ﺑﺮاﻣﺠﻬﺎ اﻟﺘﻠﻴﻔﺰﻳﻮﻧﻴﺔ ،اﻟﺘﻲ ﻳﺒﻜﻲ ﻓﻴﻬﺎ ذوو اﻷﺣﺎﺳﻴﺲ ا ُمل َ ﺮﻫﻔﺔ واﻟﺒُﺪُن ﻋﲆ ﺷﺎﺷﺎت اﻟﺘﻠﻴﻔﺰﻳﻮن ،وﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺳﻮء ﻟﺒﻌﺾ أﺑﺴﻂ ﺟﻮاﻧﺐ ﻋﻠﻢ اﻷﺣﻴﺎء اﻟﺬي ﻳُﺪ َرس ﰲ املﺪارس اﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ، ﻓﻬﻤﻬﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺒﺪو ِ ً ً ﱡ ﻣﻌﻄﻔﺎ أﺑﻴﺾ ،وﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﺮﺗﺪﻳﺔ ﺗﻔﻀﻠﻬﺎ ﺑﺘﻘﺪﻳﻢ ﻧﺼﺎﺋﺢ »ﻋﻠﻤﻴﺔ« وﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻣﻦ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ا ُملﺮﻳﺒﺔ ﻷﻋﻤﺎﻟﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﺗُ َﻘﺪﱢﻣﻬﺎ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ذات ﻣﻌﻴﺎر »أﻛﺎدﻳﻤﻲ« ،ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ أو ﺑﺄﺧﺮى ،وﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺑﺸﺎﻋﺔ اﻟﻐﺬاء اﻟﺬي ﺗﻨﺼﺢ ﺑﺘﻨﺎوﻟﻪ ،ﻓﻼ ﻳﺰال ﺛﻤﺔ ﻛﺜريون ﻳﺰﻋﻤﻮن ﻗﺎﺋﻠني» :ﻳﻤﻜﻨﻚ أن ﺗﻘﻮل ﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪ ﻋﻦ ﻣﺎﻛﻴﺚ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﱠ ﺣﺴﻨَﺖ ﻣﻦ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻐﺬاﺋﻲ ﻟﻸﻣﺔ«. ُ اﻟﻄﺮف ﻋﻨﻪ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ .دﻋﻨﻲ أ ُﻛ ْﻦ ﰲ ﻏﺎﻳﺔ اﻟﻮﺿﻮح؛ إذ إﻧﻨﻲ ﺳﺄﻛ ﱢﺮر ﻫﺬا أﻣ ٌﺮ ﻻ ﻳ َُﻐ ﱡﺾ ﻫﺬا ﻣﺮة أﺧﺮى :ﻛ ﱡﻞ ﻣَ ﻦ ﻳﺨﱪك ﺑﺄن ﺗﺘﻨﺎول املﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻔﻮاﻛﻪ واﻟﺨﴬاوات اﻟﻄﺎزﺟﺔ ﻻ ُ ﻟﻜﻨﺖ أﺣﺪ أﻛﱪ املﻌﺠﺒني ﺑﻤﺎﻛﻴﺚ؛ ﺑﺄس ﻣﻨﻪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱄ ﱠ .وﻟﻮ ﻛﺎن ﻫﺬا ﻫﻮ ﻧﻬﺎﻳﺔ املﻄﺎف، ﻷﻧﻨﻲ أؤﻳﺪ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ »اﻟﺘﺪﺧﻼت اﻟﻌﻼﺟﻴﺔ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻋﲆ اﻷدﻟﺔ ﻟﺘﺤﺴني ﺻﺤﺔ اﻷﻣﺔ« ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻳﻘﻮﻟﻮن ﻟﻨﺎ ﻋﺎدة ﰲ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﻄﺐ. ﻟﻨﻨﻈﺮ ﰲ اﻷدﻟﺔ .ﻟﻘﺪ ﺟﺮت دراﺳﺔ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻐﺬاﺋﻲ ﺑﺎﺳﺘﻔﺎﺿﺔ ﺷﺪﻳﺪة ،وﻫﻨﺎك أﺷﻴﺎء ﻧﻌﺮﻓﻬﺎ ﺑﻘﺪر ﻛﺒري ﻣﻦ اﻟﻴﻘني؛ ﻓﻬﻨﺎك أدﻟﺔ ﻣﻘﻨﻌﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻨﻄﻘﻲ ﻋﲆ أن اﺗﱢﺒﺎع ﻧﻈﺎم ﻏﺬاﺋﻲ 141
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ﻏﻨﻲ ﺑﺎﻟﻔﻮاﻛﻪ واﻟﺨﴬاوات ،وﻳﺤﺘﻮي ﻋﲆ ﻣﺼﺎدر ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﻟﻸﻟﻴﺎف اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ؛ وﺗﺠﻨﱡﺐ ﱟ اﻟﺴﻤﻨﺔ املﻔﺮﻃﺔ ،واﻻﻋﺘﺪال ﰲ ﺗﻨﺎول اﻟﻜﺤﻮل ،واﻟﺤﺪ ﻣﻦ اﻟﺴﺠﺎﺋﺮ ،وﻣﻤﺎرﺳﺔ اﻟﺘﻤﺎرﻳﻦ اﻟﺒﺪﻧﻴﺔ؛ ﺗﻘﻲ ﺿﺪ أﺷﻴﺎء ﻣﺜﻞ اﻟﴪﻃﺎن وأﻣﺮاض اﻟﻘﻠﺐ. ﱠ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻣُﺨﺘَ ﱡ ﺼﻮ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ ﻋﻨﺪ ﻫﺬا اﻟﺤﺪ؛ ﻷﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮن ذﻟﻚ؛ إذ إن ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻻ اﺧﺘﻼق اﻟﺘﻌﻘﻴﺪ ﻟﺘﱪﻳﺮ وﺟﻮد ﻣﻬﻨﺘﻬﻢ .وﺗﻮﺟﺪ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺗﺠﺎرﻳﺔ ﻛﺒرية ﻟﺪى ﻣُﺨﺘَ ﱢﴢ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ اﻟﺠُ ﺪُد ﻫﺆﻻء ﻣﻊ اﻷدﻟﺔ .ﻓﻼ ﻳﻮﺟﺪ ﳾء ِﻣﻬْ ﻨﻲ أو ﺣﴫي ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻤﻘﻮﻟﺔ »ﺗﻨﺎ َو ْل ﺧﴬاواﺗﻚ«؛ ﻟﺬا ﻛﺎن ﻋﻠﻴﻬﻢ أن ﻳُﻌَ ﱢﻘﺪوا اﻷﻣﺮ أﻛﺜﺮ .ﻟﻜﻦ ﻟﺴﻮء اﻟﺤﻆ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﻴﻬﻢ ،ﻻ ﺗُﺪَﻋﱠ ﻢ اﻟﻌﻼﺟﺎت اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ا ُملﺤَ ﱢرية ،ﱠ املﻌﻘﺪة ﺗﻌﻘﻴﺪًا ً ﺑﺎﻟﻐﺎ ،وﻏري ا ُملﺘﱠﺴﻘﺔ ،اﻟﺘﻲ ﻳﺮوﺟﻮن ﻟﻬﺎ — ﻣﺜﻞ اﻹﻧﺰﻳﻤﺎت ،ﺣﺒﺎت اﻟﺘﻮت املﺴﺘﻮردة — ﺑﺄدﻟﺔ ﻣﻘﻨﻌﺔ ﰲ ﻛﺜري ﻣﻦ اﻷﺣﻴﺎن. ﻻ ﻳﺮﺟﻊ ﻫﺬا إﱃ ﻗِ ﱠﻠ ٍﺔ ﰲ اﻟﺒﺤﺚ؛ ﻓﻠﻴﺴﺖ ﻫﺬه ﺣﺎﻟﺔ َﻫﻴْﻤَ ﻨﺔ ﻃﺒﻴﺔ ﺗُ ِ ﻬﻤﻞ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻟﺤﺎﺟﺎت اﻟﺸﺎﻣﻠﺔ ﻟﻠﻨﺎس .ﰲ ﻛﺜري ﻣﻦ اﻟﺤﺎﻻت ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺒﺤﻮث ﻗﺪ أُﺟﺮﻳﺖ ،وأﻇﻬﺮت أن املﺰاﻋﻢ اﻷﻛﺜﺮ ﺗﺤﺪﻳﺪًا ُملﺨﺘَ ﱢﴢ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ ﺧﺎﻃﺌﺔ ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ .وﺗﻌﺘﱪ ﺣﻜﺎﻳﺔ ﻣﻀﺎدات اﻷﻛﺴﺪة اﻟﺨﻴﺎﻟﻴﺔ ً ﻣﺜﺎﻻ ﻧﻤﻮذﺟﻴٍّﺎ ﻟﺬﻟﻚ .ﻓﻼ ﺗﺰال ﻣﻤﺎرﺳﺎت اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ املﻨﻄﻘﻴﺔ ،اﻟﺘﻲ ﻧﻌﺮﻓﻬﺎ ً ﻗﺎﺋﻤﺔ .ﻟﻜﻦ اﻟﺘﻌﻘﻴﺪ املﻔﺮط ﻏري املﱪﱠر ،وﻏري اﻟﴬوري ﻟﻬﺬه اﻟﻨﺼﺎﺋﺢ اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ ﺟﻤﻴﻌً ﺎ، اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻳُﻌﺘﱪ — ﻣﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮي — أﺣ َﺪ أﻋﻈﻢ اﻟﺠﺮاﺋﻢ ﰲ ﺣﺮﻛﺔ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ .وﻣﺜﻠﻤﺎ َ ُ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺷﻠﻞ املﺴﺘﻬﻠﻜني ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ إرﺑﺎﻛﻬﻢ ﰲ أﴍت ،ﻻ أﻋﺘﻘﺪ أن ِﻣ ْﻦ ﻗﺒﻴﻞ املﺒﺎﻟﻐﺔ ﻣﺮاﻛﺰ اﻟﺘﺴﻮﱡق. َ ﻟﻜﻦ ﺛﻤﱠ َﺔ اﺣﺘﻤﺎ ٌل ﻣﻤﺎﺛ ٌﻞ أن ﻳُﺸ ﱠﻞ املﺴﺘﻬﻠﻜﻮن ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺨﻮف .ﻓﺮﺑﻤﺎ ﻳﺤ َ ْ ﻈﻮْن ﺑﺴﻤﻌﺔ ﺳﻴﺌﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﻢ ﻳﻤﺎرﺳﻮن ُﺳ ْﻠ َ ﻄ ًﺔ أﺑﻮﻳﺔ ،ﻟﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﺼﻌﻮﺑﺔ ﺑﻤﻜﺎن ﺗﺼﻮﱡر أي ﻃﺒﻴﺐ ﰲ اﻟﻘﺮن املﺎﴈ ﻳﺴﺘﻌني ﺑﺄﺳﺎﻟﻴﺐ ﺗﻘﺪﻳﻢ املﺸﻮرة اﻟﻄﺒﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﺪﱢﻣﻬﺎ ﻣﺎﻛﻴﺚ ﱢ ﻟﺤﺚ ﻣﺮﺿﺎﻫﻢ ﻋﲆ إﺟﺮاء ﺗﻐﻴريات ﰲ أﺳﻠﻮب اﻟﺤﻴﺎة .ﻓﻤﻊ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ أﺳﻠﻮﺑًﺎ ﺟﺪﻳٍّﺎ ﻣﺎﻛﻴﺚ ﻧﺮى اﻟﻮﻋﻴﺪ ﻳﻨﻬﺎل ﻋﲆ ﻣﺮﺿﺎﻫﺎ ﰲ اﻟﺘﻠﻴﻔﺰﻳﻮن اﻟﺤﻜﻮﻣﻲ؛ ﺷﺎﻫﺪ ﻗﱪًا ﻣﺼﻨﻮﻋً ﺎ ﻣﻦ اﻟﺸﻮﻛﻮﻻﺗﺔ ﻣﻜﺘﻮﺑًﺎ ﻋﻠﻴﻪ اﺳﻤُﻚ ﰲ اﻟﺤﺪﻳﻘﺔ؛ ﺗﻮﺑﻴﺦ زاﻋﻖ ﻋﻠﻨًﺎ ملﺼﺎﺑﻲ اﻟﺴﻤﻨﺔ .وﺑﺎﻋﺘﺒﺎر ٍّ ﺧﺎﺻﺎ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺒﻬﺎ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺘﱠﺴﻢ ﺑﺎﻟﺠﺎذﺑﻴﺔ اﻟﺘﻠﻴﻔﺰﻳﻮﻧﻴﺔ ،وﻳﻌﻤﻞ ﻋﲆ ﺗﻮﻟﻴﺪ ذﻟﻚ ﺗﻮﺟﱡ ﻬً ﺎ ﺣﺮﻛﺔ ﻣﺎ؛ ﻟﻜﻦ إذا اﺑﺘﻌﺪ املﺮء ً ٍ ﻗﻠﻴﻼ ﻋﻦ اﻻﺻﻄﻨﺎع املﺒﺎ َﻟﻎ ﻓﻴﻪ ،اﻟﺬي ﺗﻨﻄﻮي ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺮاﻣﺞ اﻟﻮﺻﻔﺎت اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ وأﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺘﻲ ﺗُﻌﺮض ﰲ اﻟﺘﻠﻴﻔﺰﻳﻮن ،ﻓﺈن اﻷدﻟﺔ ﺗﺸري إﱃ أن ﺣﻤﻼت اﻟﺘﺨﻮﻳﻒ رﺑﻤﺎ ﻻ ﺗﺠﻌﻞ اﻟﻨﺎس ﻳ َُﻐ ﱢريون ﻣﻦ ﺳﻠﻮﻛﻬﻢ ﻋﲆ املﺪى اﻟﻄﻮﻳﻞ. 142
د .ﺟﻴﻠﻴﺎن ﻣﺎﻛﻴﺚ
ﻣﺎذا ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ املﺮء أن ﻳﻔﻌﻞ؟ ﻫﻨﺎ ﺟﻮﻫﺮ املﺴﺄﻟﺔ .ﺗﺘﻤﺜﱠﻞ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ اﻷﻛﺜﺮ أﻫﻤﻴﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌ ﱠﻠﻖ ﺑﺎﻟﻨﻈﺎم اﻟﻐﺬاﺋﻲ واﻟﺼﺤﺔ ﰲ أن أيﱠ ﺷﺨﺺ ﱢ ﺑﻴﻘني ﻫﻮ ﻣﺨﻄﺊ ﻳﻌﱪ ﻋﻦ أيﱢ ﳾء ٍ ﺑﺸﻜﻞ ﺟﻮﻫﺮي؛ ﻧﻈ ًﺮا ﻷن اﻷدﻟﺔ ﻋﲆ وﺟﻮد ﻋﻼﻗﺔ ﺳﺒﺐ وﻧﺘﻴﺠﺔ ﰲ ﻫﺬا املﺠﺎل ﺗﻜﻮن ﺿﻌﻴﻔﺔ وﻋَ َﺮ ِﺿﻴﱠﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﺷﺒﻪ داﺋﻢ ،ورﺑﻤﺎ ﻻ ﻳﻜﻤﻦ اﻟﺘﺤﺮك اﻟﻼزم ﰲ ﺗﻐﻴري اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻐﺬاﺋﻲ ﻟﻠﻔﺮد. ِ اﻷدﻟﺔ ﻋﲆ ﻓﻮاﺋﺪ ﺗﻐﻴري اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻐﺬاﺋﻲ ﻟﻠﻔﺮد؟ ﻛﺎﻧﺖ ﺛﻤﺔ ﺗﺠﺎربُ ﻣﻮزﻋﺔ ﻣﺎ أﻓﻀ ُﻞ ﻋﺸﻮاﺋﻴٍّﺎ أﺟﺮﻳﺖ ﰲ ﻇﻞ وﺟﻮد ﻋﻨﺎﴏ ﺿﺎﺑﻄﺔ ،ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل — ﺣﻴﺚ ﻳﺠﻤﻊ اﻟﺒﺎﺣﺚ ﱢ وﻳﻐري ﻧﻈﺎﻣﻬﻢ اﻟﻐﺬاﺋﻲ ،ﺛﻢ ﻳﻘﺎرن اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﺼﺤﻴﺔ ﻟﻬﻢ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻛﺒرية ﻣﻦ اﻷﺷﺨﺎص، ً َ ﺑﻨﺘﺎﺋﺞ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ أﺧﺮى — ﻟﻜﻦ ﻫﺬه اﻟﺘﺠﺎرب أﻇﻬﺮت ﻋﲆ وﺟﻪ اﻟﻌﻤﻮم ﻧﺘﺎﺋﺞَ ﻣُﺨﻴﱢﺒﺔ ﺟﺪٍّا. اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻟﻌﻼﺟﻲ ذي ﻋﻮاﻣﻞ اﻟﺨﻄﺮ املﺘﻌﺪدة أﺣ َﺪ أﻛﱪ املﺸﺎرﻳﻊ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺠﺮﺑﺔ ِ ً رﺟﻼ ﻛﺎﻧﻮا ﻣُﻌَ ﱠﺮﺿني ﻟﻨﻮﺑﺎت اﻟﻄﺒﻴﺔ اﻟﺘﻲ أُﺟﺮﻳﺖ ﰲ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺒﴩﻳﺔ؛ إذ ﺷﻤﻠﺖ ١٢٨٦٦ ﻣﻦ أﻣﺮاض اﻟﻘﻠﺐ اﻟﻮﻋﺎﺋﻴﺔ ،ﺧﺎﺿﻮا اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ملﺪة ﺗﺰﻳﺪ ﻋﲆ ﺳﺒﻊ ﺳﻨﻮات .ﺧﻀﻊ ﻫﺆﻻء اﻷﺷﺨﺎص إﱃ ﻛ ﱟﻢ ﻫﺎﺋﻞ ﻣﻦ اﻷﺳﺌﻠﺔ ﰲ ﺻﻮرة اﺳﺘﺒﻴﺎﻧﺎت وﻣﻘﺎﺑﻼت ﺗَﺬْ ُﻛﺮ ﻋﺎدات ﻏﺬاﺋﻴﺔ أرﺑﻊ وﻋﴩﻳﻦ ﺳﺎﻋﺔِ ، وﺳ ِﺠ ﱠﻼت ﻃﻌﺎم ﻋﲆ ﻣﺪى ﺛﻼﺛﺔ أﻳﺎم ،وزﻳﺎرات ﻣﻨﺘﻈﻤﺔ ،وﻣﺎ ﻃﻮال ٍ ﻫﻮ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ذﻟﻚ .ﻓﻮق ﻫﺬا ﻛﻠﻪ ،ﻛﺎﻧﺖ ﺛﻤﺔ ﱡ ﺗﺪﺧﻼت ﻋﻼﺟﻴﺔ ﺗﻨﺸﻴﻄﻴﺔ ﻫﺎﺋﻠﺔ ﻛﺎن املﻔﱰض ٍ ﻟﻌﺎﺋﻼت ﻣﻨﻬﺎ ﺗﻐﻴري ﺣَ ﻴَﻮَات اﻷﻓﺮاد ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻄ ﱠﻠﺐ ﺑﺎﻟﴬورة ﺗﻐﻴري اﻷﻧﻤﺎط اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ ﺑﺄﻛﻤﻠﻬﺎ؛ ﻟﺬا ﻛﺎﻧﺖ ﺛﻤﺔ ﺟﻠﺴﺎت ﺗﺒﺎدل ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﺟﻤﺎﻋﻴﺔ أﺳﺒﻮﻋﻴﺔ ﻟﻠﻤﺸﺎرﻛني ﰲ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ — وزوﺟﺎﺗﻬﻢ — وأﻧﺸﻄﺔ ﻓﺮدﻳﺔ ،وﺗﻘﺪﻳﻢ اﺳﺘﺸﺎرات ﻏﺬاﺋﻴﺔ ،وﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺗﻮﻋﻮي ﻣﻜﺜﱠﻒ، وﻣﺎ ﻫﻮ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ذﻟﻚ .أﻇﻬﺮت اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ — ﻣﺎ أﺛﺎر ﺧﻴﺒﺔ اﻟﺠﻤﻴﻊ — ﻋﺪم وﺟﻮد أي ﻓﺎﺋﺪة ً ﱠ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎملﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻀﺎﺑﻄﺔ )اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳُﻄ َﻠﺐ ﻣﻨﻬﺎ ﺗﻐﻴري ﻋﺎداﺗﻬﺎ اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ( .ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺘﺤﺼﻠﺔ ﻣﺒﺎدرة ﺻﺤﺔ اﻟﻨﺴﺎء ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺿﺨﻤﺔ أﺧﺮى اﺳﺘُﺨﺪم ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺘﻮزﻳﻊ اﻟﻌﺸﻮاﺋﻲ واﻟﻌﻨﺎﴏ اﻟﻀﺎﺑﻄﺔ ﰲ ﻣﺠﺎل ﺑﺤﺚ ﺗﻐﻴري اﻟﻌﺎدات اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ ،وأﻓﻀﺖ ﺑﺎملﺜﻞ إﱃ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺳﻠﺒﻴﺔ .ﺗﻤﻴﻞ ﺟﻤﻴﻊ ﻫﺬه اﻟﺪراﺳﺎت إﱃ إﻋﻄﺎء ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺳﻠﺒﻴﺔ. ُ ملﺎذا ﻳﻜﻮن اﻷﻣﺮ ﻛﺬﻟﻚ؟ اﻷﺳﺒﺎب ﻣﺜرية ،وﺗﻌﺘﱪ ﺑﻤﻨﺰﻟﺔ ﻧﺎﻓﺬة ﻟﻨﺎ ﻋﲆ ﺗﻌﻘﻴﺪات ﺗﻐﻴري ﻛﻨﺖ ﻣﻬﺘﻤٍّ ﺎ ٍّ اﻟﺴﻠﻮك اﻟﺼﺤﻲ .ﻻ ﻳﺴﻌﻨﻲ إﻻ ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ ﻋﺪد ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻫﻨﺎ ،ﻟﻜﻦ إذا َ ﺣﻘﺎ ﺑﻤﺠﺎل اﻟﻄﺐ اﻟﻮﻗﺎﺋﻲ — وﺗﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﺘﻜﻴﱡﻒ ﻣﻊ ﻣﺴﺎﺋﻞ ﻋﺪم اﻟﻴﻘني وﻏﻴﺎب ﺣﻴﻞ اﻟﺤﻠﻮل اﻟﴪﻳﻌﺔ — ﻓﻘﺪ أُوﴆ ﻟﻚ ﺑﺎﻣﺘﻬﺎن ﻫﺬا املﺠﺎل؛ ﻟﻦ ﺗﻈﻬﺮ ﻋﲆ اﻟﺘﻠﻴﻔﺰﻳﻮن ،وﻟﻜﻨﻚ ﺣﻴﻨﻬﺎ ﺳﺘﺘﻌﺎﻣﻞ ﺑﺄﺳﻠﻮب ﻣﻌﻘﻮل وﺗُﺒْﲇ ﺑﻼءً ﺣﺴﻨًﺎ. 143
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ﻟﻌﻞ أﻫﻢ اﻷﺷﻴﺎء اﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ ﻣﻼﺣﻈﺘﻬﺎ أن ﻫﺬه اﻟﺘﺠﺎرب ﺗﺘﻄ ﱠﻠﺐ ﻣﻦ اﻷﺷﺨﺎص أن ﻳَﻘﻠِﺒﻮا ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ً رأﺳﺎ ﻋﲆ ﻋﻘﺐ ،وملﺪة ﻋَ ﻘﺪ ﻣﻦ اﻟﺰﻣﺎن ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ .وﻫﺬا ﻃﻠﺐٌ ﻛﺒري؛ ﻓﺈﻗﻨﺎع ً ﻓﻀﻼ ﻋﻦ اﻷﺷﺨﺎص ﺑﺎﻻﺷﱰاك ﰲ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺗﺪوم ﺳﺒﻌﺔ أﺳﺎﺑﻴﻊ أﻣ ٌﺮ ﺻﻌﺐ ﺑﻤﺎ ﻳﻜﻔﻲ، ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺗﺪوم ﺳﺒﻊ ﺳﻨﻮات ،وﻟﻬﺬا أﺛﺮان ﰲ ﻏﺎﻳﺔ اﻹﺛﺎرة؛ ً أوﻻ :ﻗﺪ ﻻ ﱢ ﻳﻐريُ املﺸﺎرﻛﻮن ﰲ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻣﻦ ﻋﺎداﺗﻬﻢ اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ َ ﺑﺎﻟﻘﺪْر اﻟﺬي ﻳﺮﻏﺐ ﻓﻴﻪ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﲆ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔْ ، ﻟﻜﻦ ﺑﻌﻴﺪًا ً ً ﻣﺜﺎﻻ ﻣﻤﺘﺎ ًزا ملﺎ ﻳﺤﺪث ﰲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻮاﻗﻌﻲ؛ ﻓﻼ ﻓﺸﻼ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻳُﻌﺘﱪ ﻋﻦ ﻛﻮن ذﻟﻚ ﻳﻤﺜﱢﻞ ﱢ ﻳﻐري اﻷﻓﺮاد ،ﰲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ،ﻋﺎداﺗِﻬﻢ اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ ﻓﻮ ًرا دون ﺗﺮدﱡد ﻣﻦ ﺗﻠﻘﺎء أﻧﻔﺴﻬﻢ ،ﻛﺄﻓﺮاد، ﻋﲆ املﺪى اﻟﻄﻮﻳﻞ .رﺑﻤﺎ ﻳﺘﻄ ﱠﻠﺐ أيﱡ ﺗﻐﻴري ﰲ اﻟﻌﺎدات اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ ﺗﻐﻴريًا ﰲ أﺳﻠﻮب اﻟﺤﻴﺎة، وﻋﺎدات اﻟﺘﺴﻮق ،ورﺑﻤﺎ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻮﺟﻮد ﰲ املﺘﺎﺟﺮ ً أﻳﻀﺎ ،وﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﻮﻇﻴﻔﻚ ﻟﻠﻮﻗﺖ ،ﺑﻞ رﺑﻤﺎ ﻳﺘﻄ ﱠﻠﺐ اﻷﻣﺮ ﴍاء ﺑﻌﺾ أدوات اﻟﻄﺒﺦ ،وﻛﻴﻔﻴﺔ اﻟﺘﻮاﺻﻞ ﺑني أﻓﺮاد اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ،وﺗﻐﻴري أﺳﻠﻮب اﻟﻌﻤﻞ ،إﻟﺦ. ﺛﺎﻧﻴًﺎ :ﺳﻴ َُﻐ ﱢري املﺸﺎرﻛﻮن ﰲ »املﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻀﺎﺑﻄﺔ« ﻣﻦ ﻋﺎداﺗﻬﻢ اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ ً أﻳﻀﺎ .ﺗﺬ ﱠﻛ ْﺮ ﻣﴩوع ﺷﺎﻣﻞ ﻳﺴﺘﻤﺮ ﺳﺒﻊ ﺳﻨﻮات ﻗﺪ ﻳﺘﻄ ﱠﻠﺐ أﻧﻬﻢ ﻗﺪ واﻓﻘﻮا ﻃﻮﻋً ﺎ ﻋﲆ املﺸﺎرﻛﺔ ﰲ ٍ ﺗﻐﻴريات ﻫﺎﺋﻠﺔ ﰲ أﺳﻠﻮب اﻟﺤﻴﺎة؛ ﻟﺬا رﺑﻤﺎ ﻳﻜﻮﻧﻮن أﻛﺜﺮ اﻫﺘﻤﺎﻣً ﺎ ﺑﺎﻟﺼﺤﺔ ﻣﻦ ﺑﺎﻗﻲ املﺸﺎرﻛني ﰲ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ .أﻛﺜ ُﺮ ﻣﻦ ذﻟﻚ ،أﻧﻬﻢ ﻳﺨﻀﻌﻮن ً أﻳﻀﺎ ﻟﻘﻴﺎس وزﻧﻬﻢ ،وأﻃﻮاﻟﻬﻢ، وﺳﺆاﻟﻬﻢ ﻋﻦ ﻋﺎداﺗﻬﻢ اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ ،ﻛ ﱡﻞ ذﻟﻚ ﻋﲆ ﻓﱰات ﻣﻨﺘﻈﻤﺔ .وﻫﻜﺬا ﺗﺼﺒﺢ اﻟﻌﺎدات ﱠ ﺳﻴﺘﻐريون ﻫﻢ ﻧﺤﻮ أﻛﱪ ﺑﻜﺜري؛ وﻣﻦ ﺛﻢ اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ واﻟﺼﺤﺔ ﻓﺠﺄ ًة ﰲ ﻃﻠﻴﻌﺔ أﻓﻜﺎرﻫﻢ ﻋﲆ ٍ ً أﻳﻀﺎ. ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﻫﺬا اﻟﺘﻘﻠﻴ َﻞ ﻣﻦ دور اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻐﺬاﺋﻲ ﰲ اﻟﺼﺤﺔ — ﻓﺄﻧﺎ أﺑﺬل ﻗﺼﺎرى ﺟﻬﺪي ﻷﺟﺪ ﺑﻌﺾ اﻟﻔﺎﺋﺪة ﰲ ﻫﺬه اﻟﺪراﺳﺎت — ﻟﻜﻦ ذﻟﻚ ﱢ ﻳﻌﱪ ﻋﻦ واﺣﺪ ﻣﻦ أﻛﺜﺮ املﻮﺿﻮﻋﺎت أﻫﻤﻴﺔ؛ أﻻ وﻫﻮ أﻧﻚ رﺑﻤﺎ ﻻ ﺗﺒﺪأ ﺑﺘﻨﺎول ﺗﻮت اﻟﻘﻮﺟﻲ ،أو أﻗﺮاص اﻟﻔﻴﺘﺎﻣني ،أو ﻣﺴﺎﺣﻴﻖ اﻹﻧﺰﻳﻤﺎت اﻟﺴﺤﺮﻳﺔ ،ﺑﻞ رﺑﻤﺎ ﻻ ﺗﺒﺪأ ﺣﺘﻰ ﺑﺘﻐﻴري اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻐﺬاﺋﻲ ﻷﺣﺪ اﻷﻓﺮاد .ﻓﻤﻦ اﻟﺼﻌﺐ إﺟﺮاء ﺗﻐﻴريات ﺗﺪرﻳﺠﻴﺔ ﰲ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻔﺮدﻳﺔ — اﻟﺘﻲ ﺗُﻨﺎﻗِ ﺾ ﺟﻮﻫﺮ ﺣﻴﺎة اﻟﻔﺮد واﻟﺒﻴﺌﺔ املﺤﻴﻄﺔ ﺑﻪ — واﻷﺻﻌﺐ ﻫﻮ املﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﲆ ﻫﺬه اﻟﺘﻐﻴريات .وﻣﻦ اﻷﻫﻤﻴﺔ ﺑﻤﻜﺎن ِ املﻌﺘﻤﺪﻳﻦ ﻋﲆ ﺗﻐﻴري اﻟﻨﻈﺮ إﱃ اﻟﻔﺮد — واﻻدﱢﻋﺎءات املﺒﺎﻟﻎ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﻣُﺨﺘَﴢ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺤﻴﺎة — ﰲ ﺳﻴﺎق اﺟﺘﻤﺎﻋﻲ أوﺳﻊ. ﱢ وﻗﺪ ﱠ ﻣﺘﺤﻘﻘﺔ ﰲ دراﺳﺎت اﻟﺘﺪﺧﻼت اﻟﻌﻼﺟﻴﺔ — ﻣﺜﻞ ﺗﺒني وﺟﻮد ﻓﻮاﺋﺪ ﻣﻌﻘﻮﻟﺔ ﻣﴩوع ﻛﺎرﻳﻠﻴﺎ اﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﰲ ﻓﻨﻠﻨﺪا — ﺣﻴﺚ ﻗ ﱠﺮرت ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ املﺴﺌﻮﻟني ﻋﻦ اﻟﺼﺤﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ 144
د .ﺟﻴﻠﻴﺎن ﻣﺎﻛﻴﺚ
ﻓﻌ َﻞ ﻛﻞ ﳾء ﻟﻠﺒﺪء ﰲ ﺗﻐﻴري ﻛﻞ ﳾء ﻳﺘﻌ ﱠﻠﻖ ﺑﺴﻠﻮك ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻛﺎﻣﻞ ،ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﻮاﺻﻞ ﻣﻊ اﻟﴩﻛﺎت ﻟﺘﻐﻴري ﻧﻮع اﻷﻃﻌﻤﺔ ﰲ املﺘﺎﺟﺮ ،وﺗﻐﻴري أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺤﻴﺎة ﺑﺄﻛﻤﻠﻬﺎ ،وﺗﺠﻨﻴﺪ ﻣﺮﺷﺪﻳﻦ ﺗﺮﺑﻮﻳني وﻧﺸﻄﺎء ﻣﺠﺘﻤﻌﻴني ،واﻟﺘﺤﺴني ﻣﻦ ُﺳﺒﻞ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺧِ ﺪْﻣﺎت اﻟﺮﻋﺎﻳﺔ اﻟﺼﺤﻴﺔ ،وأﺷﻴﺎء ﱢ ﻣﺤﻘﻘني ﺑﻌﺾ اﻟﻔﻮاﺋﺪ ،إذا ﻛﻨﺖ ﺗﻘﺒﻞ ﻣﻦ اﻷﺳﺎس أن املﻨﻬﺠﻴﺔ املﻄﺒﱠﻘﺔ أﺧﺮى ﻛﺜرية، ﺗﱪﱢر ﺗﻘﺪﻳﻢ اﺳﺘﺪﻻل ﻋﺮﴈ )ﻣﻦ اﻟﺼﻌﻮﺑﺔ ﺑﻤﻜﺎن ﺗﺸﻜﻴﻞ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺿﺎﺑﻄﺔ ﻟﻬﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﺪراﺳﺎت ﺗﺤﺪﻳﺪًا؛ ﻟﺬا ﻋﲆ اﻟﺒﺎﺣﺚ اﺗﺨﺎذ ﻗﺮارات ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺣﻮل ﺷﻜﻞ اﻟﺪراﺳﺔ ،وﻟﻜﻦ ﻋﻠﻴﻚ أن ﺗﻘﺮأﻫﺎ ﻋﲆ اﻹﻧﱰﻧﺖ وﺗﻘ ﱢﺮر ﺑﻨﻔﺴﻚ .وﻗﺪ ﻛﻨﺖ أُﻃﻠﻖ ﻋﲆ دراﺳﺔ ﻛﻬﺬه »دراﺳﺔ ﺣﺎﻟﺔ ﻛﺒرية وواﻋﺪة«(. ﺛﻤﺔ أﺳﺒﺎب وﺟﻴﻬﺔ ﻧﻮﻋً ﺎ ﻣﺎ ﻟﻼﻋﺘﻘﺎد ﺑﺄن اﻟﻜﺜري ﻣﻦ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺤﻴﺎة ﻫﺬه ،ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ ،ﻳ َُﻔ ﱠﻀﻞ ﻣﻌﺎﻟﺠﺘﻬﺎ ﻋﲆ املﺴﺘﻮى اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ .ﻓﻤﻦ أﻫﻢ أﺳﺒﺎب اﻟﻮﻓﺎة ُ اﻟﻄﺒﻘﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴ ُﱠﺔ .وﻟﻨﺄﺧﺬْ ً ﻣﺜﺎﻻ ﺣﻴٍّﺎ ﻋﲆ واملﺮض ﺟ ﱠﺮاء »أﺳﻠﻮب اﻟﺤﻴﺎة« ،ﻋﲆ أي ﺣﺎل، ذﻟﻚ :أﺟﱠ ْﺮ ُت ً ﺷﻘﺔ ﰲ ﻛﻨﺘﺶ ﺗﺎون ﰲ ﻟﻨﺪن ﻣﻦ راﺗﺒﻲ املﺘﻮاﺿﻊ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎري ﻃﺒﻴﺒًﺎ ﺻﻐريًا )ﻻ ﺗﺼﺪﱢق ﻣﺎ ﺗﻘﺮأ ﰲ اﻟﺼﺤﻒ ﻋﻦ أﺟﻮر اﻷﻃﺒﺎء( .ﺗُﻌﺘﱪ ﻫﺬه املﻨﻄﻘﺔ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟ ِﺒﻴﺾ، ﱠ املﺘﻮﻗﻊ ﻟﻠﺬﱠ َﻛﺮ اﻟﺒﺎﻟﻎ ﺳﺒﻌني ﻋﺎﻣً ﺎ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻨﺘﻤﻮن إﱃ اﻟﻄﺒﻘﺔ اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ،وﻳﺒﻠﻎ ﻣﺘﻮﺳﻂ اﻟﻌﻤﺮ ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ .ﻋﲆ ﻣﺴﺎﻓﺔ ﻣﻴ َﻠ ْني ،ﰲ ﻫﺎﻣﺒﺴﺘﻴﺪ؛ ﺣﻴﺚ ﺗﻤﺘﻠﻚ راﺋﺪة اﻷﻋﻤﺎل املﻠﻴﻮﻧرية ﺟﻴﻠﻴﺎن ً ً ُﺤﺎﻃﺔ ﺑﺄﺷﺨﺎص أﺛﺮﻳﺎء آﺧﺮﻳﻦ ﻳﻨﺘﻤﻮن إﱃ اﻟﻄﺒﻘﺔ املﺘﻮﺳﻄﺔ ،ﻳﺒﻠﻎ ﻣﻨﺰﻻ ﻛﺒريًا ،ﻣ ﻣﺎﻛﻴﺚ ﱠ ﱠ ﻣﺘﻮﺳﻂ اﻟﻌﻤﺮ املﺘﻮﻗﻊ ﻟﻠﺬ َﻛﺮ اﻟﺒﺎﻟﻎ ﺛﻤﺎﻧني ﻋﺎﻣً ﺎ .أﻋﺮف ﻫﺬا ﻷن أﻣﺎﻣﻲ اﻵن ﻋﲆ ﻃﺎوﻟﺔ املﻄﺒﺦ ﺗﻘﺮﻳﺮ اﻟﺼﺤﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺴﻨﻮي ﻟﻜﺎﻣﺪن. ﱠ املﺘﻮﻗﻊ — اﻟﻔﺮق ﺑني ﻻ ﻳﺮﺟﻊ اﻟﺴﺒﺐ ﰲ ﻫﺬا اﻟﺘﻔﺎوت ﻏري اﻟﻌﺎدي ﰲ ﻣﺘﻮﺳﻂ اﻟﻌﻤﺮ ﺣﻴﺎة ﺗﻘﺎﻋﺪ ﻃﻮﻳﻠﺔ وﺛﺮﻳﺔ ،وأﺧﺮى ﻣﺘﻘﺸﻔﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ — إﱃ أن اﻷﺷﺨﺎص ﰲ ﻫﺎﻣﺒﺴﺘﻴﺪ ﻳﺤﺮﺻﻮن ﻋﲆ ﺗﻨﺎول ﺗﻮت اﻟﻘﻮﺟﻲ وﺣﻔﻨﺔ ﻣﻦ اﻟﺠﻮز اﻟﱪازﻳﲇ ﻳﻮﻣﻴٍّﺎ؛ وﻣﻦ ﺛﻢ ﻳﻀﻤﻨﻮن ﻋﺪم وﺟﻮد ﻧﻘﺺ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﰲ اﻟﺴﻴﻠﻴﻨﻴﻮم ،وﻓﻖ ﻧﺼﺎﺋﺢ ﻣُﺨﺘَﴢ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ .ﻓﻠﻴﺲ ﻫﺬا إﻻ ﻣﺤﺾ ﺧﻴﺎل ،وﻣﻦ ﺑﻌﺾ اﻟﺠﻮاﻧﺐ ﻳُﻌﺘﱪ أﺣﺪ أﻛﺜﺮ اﻟﻌﻨﺎﴏ اﻟﻬﺪﱠاﻣﺔ ﰲ ﻣﴩوع اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ، وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺘﻤﺜﱠﻞ ﺑﺠﻼءٍ ﺻﺎرخ ﰲ ﻣﺎﻛﻴﺚ .ﻓﻬﺬا اﻟﻄﺮح ﻳﻌﺪ ﺑﻤﻨﺰﻟﺔ إﻟﻬﺎءٍ ﻋﻦ اﻷﺳﺒﺎب ﻛﻨﺖ أ َ ْﺷ ُ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻻﻋﺘﻼل اﻟﺼﺤﺔ ،ﻟﻜﻦ ً أﻳﻀﺎ — ُﻣ ْﺮﻧِﻲ ﺑﺎﻟﺘﻮﻗﻒ إذا ُ ﻄﻂ ﺑﻌﻴﺪًا — ﻣﻦ ﺑﻌﺾ اﻟﺠﻮاﻧﺐ ،ﻳُﻌ ﱡﺪ ﻫﺬا ﺑﻴﺎﻧًﺎ ﻟﻠﻔﺮداﻧﻴﺔ اﻟﻴﻤﻴﻨﻴﺔ .ﻓﺄﻧﺖ ﻣﺎ ﺗﺄﻛﻞ ،واﻟﻨﺎس ﻳﻤﻮﺗﻮن ﰲ ﺳﻦ ﺻﻐرية ﻷﻧﻬﻢ ﻳﺴﺘﺤﻘﻮن ذﻟﻚ» .ﻫﻢ« ﻳﺨﺘﺎرون املﻮت ،ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺠﻬﻞ واﻟﻜﺴﻞ ،ﻟﻜﻦ 145
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
»أﻧﺖ« ﺗﺨﺘﺎر اﻟﺤﻴﺎة ،اﻟﺴﻤﻚ اﻟﻄﺎزج ،زﻳﺖ اﻟﺰﻳﺘﻮن؛ وﻟﻬﺬا اﻟﺴﺒﺐ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﺎﻟﺼﺤﺔ .أﻧﺖ َ ﻓﻠﺴﺖ ﻣﺜﻞ »أوﻟﺌﻚ«. ﺗﺴﺘﺤﻖ ذﻟﻚ؛ ﻧﻌﻮد إﱃ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻮاﻗﻌﻲ .ﺗُﻌﺘﱪ اﻟﺘﺪﺧﻼت اﻟﻌﻼﺟﻴﺔ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻟﻠﺼﺤﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺘﻲ ً ﺗﺤﻘﻴﻘﺎ ﺗﻌﺎﻟﺞ اﻷﺳﺒﺎب اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻷﺳﺒﺎب املﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺄﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺤﻴﺎة ﻟﻸﻣﺮاض أﻗ ﱠﻞ ﻟﻠﺮﺑﺢ ﻛﺜريًا ،ﺑﻞ أﻗﻞ إﺑﻬﺎ ًرا ،ﻣﻦ أي ﳾء ﻗﺪ ﻳﺤﻠﻢ ﺷﺨﺺ ﻣﺜﻞ ﺟﻴﻠﻴﺎن ﻣﺎﻛﻴﺚ — أو ﻣﺤ ﱢﺮر ﺑﺮاﻣﺞ ﺗﻠﻴﻔﺰﻳﻮﻧﻴﺔ ،وﻫﺬا أﻛﺜﺮ أﻫﻤﻴﺔ — ﺑﺎﻟﺨﻮض ﻓﻴﻪ .أيﱡ ﺑﺮاﻣﺞ ﺗﻠﻴﻔﺰﻳﻮﻧﻴﺔ ﺗُﻌ َﺮض ﰲ أوﻗﺎت اﻟﺬروة ﺗﺒﺤﺚ ﰲ أﻃﻌﻤﺔ اﻟﺘﺤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻲ اﺑﺘﺪﻋَ ﺘْﻬﺎ ﺳﻼﺳﻞ املﺘﺎﺟﺮ اﻟﻜﱪى؛ اﻟﴩﻛﺎت ﻧﻔﺴﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﱢ ﻳﻮﻗﻊ ﻣﻌﻬﺎ اﻟﻨﺠﻮم ﻣﻦ ﻣُﺨﺘَﴢ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ ﻫﺆﻻء ﰲ اﻹﻋﻼم اﻟﻌﻘﻮد اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ املﺠﺰﻳﺔ؟ ﻣَ ﻦ ﻳﻄﺮح ﻣﻮﺿﻮع ﻋﺪم املﺴﺎواة اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻔﴤ إﱃ ﻻ ﻣﺴﺎواة ﰲ اﻟﺼﺤﺔ ﻋﲆ ﺷﺎﺷﺎﺗﻨﺎ؟ أﻳﻦ اﻟﺸﻐﻒ اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﺑﺤ ْ ﻈﺮ ﺗﺮوﻳﺞ اﻷﻏﺬﻳﺔ اﻟﻔﺎﺳﺪة ،وﺗﺴﻬﻴﻞ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ أﻏﺬﻳﺔ أﻛﺜﺮ ﺻﺤﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻓﺮض اﻟﴬاﺋﺐ ،أو وﺿﻊ ﻧﻈﺎم و َْﺳ ٍﻢ واﺿﺢ ﻟﺒﻴﺎﻧﺎت املﻨﺘﺠﺎت؟ أﻳﻦ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﺪراﻣﻲ ﰲ »ﺗﻤﻜني اﻟﺒﻴﺌﺎت« اﻟﺘﻲ ﺗﺮوﱢج ﺑﺼﻮرة ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ملﻤﺎرﺳﺔ اﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ،أو اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﻟﻌﻤﺮاﻧﻲ اﻟﺬي ﻳﻤﻨﺢ اﻷوﻟﻮﻳﺔ ﻟﻘﺎﺋﺪي اﻟﺪراﺟﺎت ،واملﺸﺎة ،واﻟﻨﻘﻞ اﻟﻌﺎم ﻋﲆ اﻟﺴﻴﺎرات؟ أو ﰲ اﻟﺤﺪ ﻣﻦ ﻋﺪم املﺴﺎواة املﺘﺰاﻳﺪ ﺑني أﺟﻮر املﺴﺌﻮﻟني اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳني اﻟﻮ َرش؟ ﻣﺘﻰ ﺳﻤﻌﺖ ﻋﻦ أﻓﻜﺎر راﺋﻌﺔ ﻣﺜﻞ »ﺣﺎﻓﻼت ﻣﺪرﺳﻴﺔ ﺗﺴري«؟ أم اﻟﻜﺒﺎر وﻋﻤﺎل ِ ُ أﺣﺪث اﻷﺧﺒﺎر اﻟﻌﺎﺟﻠﺔ ﻟﴫﻋﺎت اﻟﻄﻌﺎم ﰲ أن اﻷﺧﺒﺎر ﻋﻦ ﻓﻮاﺋﺪ ﻫﺬه اﻷﻓﻜﺎر ﺗﺰﻳﺤﻬﺎ اﻟﺼﻔﺤﺎت اﻷوﱃ؟ ﻻ أﺗﻮﻗﻊ أن ﺗﻨﺎﻗﺶ د .ﺟﻴﻠﻴﺎن ﻣﺎﻛﻴﺚ ،أو أيﱡ أﺣ ٍﺪ ﰲ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم ،ﻣﻮﺿﻮﻋً ﺎ واﺣﺪًا ﻣﻦ ﻫﺬه املﻮﺿﻮﻋﺎت ،وﻻ أﻧﺖ ً أﻳﻀﺎ؛ ﻷﻧﻨﺎ إذا ﻛﻨﺎ ﻧﺘﻤﺘﻊ ﺑﺎﻟﺼﺪق ﻣﻊ أﻧﻔﺴﻨﺎ ،ﻓﻬﺬا ﻳﻌﻨﻲ أﻧﻨﺎ ﻧﻌﻲ ﺟﻴﺪًا أن ﻫﺬه اﻟﱪاﻣﺞ ﻻ ﺗﺪور ﱠإﻻ ﺑﺸﻜﻞ ﺟﺰﺋﻲ ﺣﻮل اﻟﻄﻌﺎم ،ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻤﺤﻮر َاق اﻟﻨ ﱠ َ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻷﻛﱪ ﻣﻨﻬﺎ ﺣﻮل ِ ﻈﺮ اﻟﺸﺒﻖ ،واﻟﺪﻣﻮع ،وﻣﺸﺎﻫﺪة اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت املﺸﻬﻮرة اﺳﱰ ِ وﻓﻘﺮات اﻟﻔﻮدﻓﻴﻞ اﻟﱰﻓﻴﻬﻴﺔ. ) (1د .ﻣﺎﻛﻴﺚ ﱢ ﺗﻠﻘﻦ ﺳﺎﺋﻖ أﺟﺮة ً درﺳﺎ ﻫﺬه ﻫﻲ ﻗﺼﺘﻲ املﻔﻀﻠﺔ ﺣﻮل د .ﻣﺎﻛﻴﺚ ،وﻫﻲ ﻣﺴﺘﻘﺎة ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺑﻬﺎ» :اﻟﻄﻌﺎم اﻟﺤﻴﻮي ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺼﺤﺔ« .ﻫﻲ ﰲ ﺳﻴﺎرة أﺟﺮة ،وﻛﺎن اﻟﺴﺎﺋﻖ ﻫﺎري ﻳﺮﻗﺒﻬﺎ ،ﻳﺤﺎول أن ﻳﺒﺪأ ﻣﻌﻬﺎ ﺣﻮا ًرا ودﻳٍّﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻹﺷﺎرة إﱃ أن اﻟﺴﻤﻚ ﻳﺤﺘﻮي ﻋﲆ زﻳﻮت أوﻣﻴﺠﺎ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ 146
د .ﺟﻴﻠﻴﺎن ﻣﺎﻛﻴﺚ
اﻟﻜﺘﺎن .ﺗﺨﺘﻠﻒ د .ﻣﺎﻛﻴﺚ ﰲ ذﻟﻚ ﻣﻌﻪ ﻗﺎﺋﻠﺔ» :ﺗﺤﺘﻮي ﺑﺬور اﻟﻜﺘﺎن ﻋﲆ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت أﻋﲆ ﻣﻦ اﻟﺰﻳﻮت اﻟﺼﺤﻴﺔ )أوﻣﻴﺠﺎ ،٣-وأوﻣﻴﺠﺎ (٦-ﰲ ﺻﻮرة ﻣﺘﻮازﻧﺔ وﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﻬﻀﻢ «.ﻋﻨﺪﻣﺎ َ ﻗﻀﻴﺖ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻫﺎري ﻣﻌﻬﺎ ﰲ ذﻟﻚ ،ﺗﺮد ﻗﺎﺋﻠﺔ» :ﻣﺎذا ﺗﻌﻨﻲ؟ أﻧﱠﻚ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻣﻌﻲ؟ ﻫﻞ َ ِ وﺗﺤﺎﴐ ،وﺗﺪ ﱢرس ،وﺗﺪ ُرس اﻟﺒﺤﻮث اﻹﻛﻠﻴﻨﻴﻜﻴﺔ ،وﺗﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ املﺮﴇ، ﺳﻨﻮات ﺗُﺠْ ﺮي زﻳﻮت أوﻣﻴﺠﺎ ﰲ اﻟﻜﺘﺎن ،وﺗﺤﺼﻞ ﻋﲆ ﺑﻴﺎﻧﺎت ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ أﻧﺤﺎء اﻟﻌﺎﻟﻢ ،وﺗﺠﻤﻊ واﺣﺪة ﻣﻦ أﻛﱪ املﻜﺘﺒﺎت اﻟﺼﺤﻴﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﰲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ،وﺗﻜﺘﺐ ﺑﺎﺳﺘﻔﺎﺿﺔ ﺣﻮل املﻮﺿﻮع؟ ﻫﻞ أﻧﺖ ً َ ﻛﺎﻣﻼ ﰲ دراﺳﺔ ﻗﻀﻴﺖ ﻋﻤ ًﺮا ﻋﺎﻟِﻢ ،أو ﻣﺘﺨﺼﺺ ﰲ اﻟﻜﻴﻤﻴﺎء اﻟﺤﻴﻮﻳﺔ ،أو ﻋﺎﻟﻢ ﻧﺒﺎت ،أو ُ ﻓﻌﻠﺖ؟ أﻳﻦ ﱢ ﻣﺆﻫﻼﺗﻚ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ؟« ﻓﻴﺠﻴﺐ ﻫﺎري ﺑﺄن زوﺟﺘﻪ اﻟﻐﺬاء واﻟﻜﻴﻤﻴﺎء اﻟﺤﻴﻮﻳﺔ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﱢ ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ ﰲ أﻣﺮاض اﻟﻨﺴﺎء .ﺗﺴﺄل د .ﻣﺎﻛﻴﺚ» :ﻫﻞ ﻫﻲ ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ ﰲ اﻟﻐﺬاء ﻃﺒﻴﺒﺔ أﻳﻀﺎ؟« ﻓﻴﺠﻴﺐ ً أم ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ ﰲ ﻣﺠﺎل اﻟﻜﻴﻤﻴﺎء اﻟﺤﻴﻮﻳﺔ اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ ً ﻗﺎﺋﻼ» :آه ،ﺣﺴﻨًﺎ ،ﻻ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻃﺒﻴﺒﺔ«. ُ ُ ً ً ﻣﺘﺨﺼﺼﺎ ﰲ ﻣﺠﺎل اﻟﻜﻴﻤﻴﺎء اﻟﺤﻴﻮﻳﺔ اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ. وﻟﺴﺖ ﻣﺘﺨﺼﺼﺎ ﰲ اﻟﻐﺬاء، ﻟﺴﺖ ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ — ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺗﻌﻠﻢ — ﻻ أدﱠﻋﻲ اﻣﺘﻼك أي ﺧﱪة ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ؛ ﻛﻞ ﻣﺎ أرﺟﻮه أن َ ِ اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ اﻟﻄﺒﻴﺔ — ﳾء ﻣﺄﻟﻮف ﻟﺪى اﻷدﺑﻴﺎت ﻧﺤﻮ ﻧﻘﺪي أﺳﺘﻄﻴﻊ أن أﻗﺮأ وأﻗﻴﱢﻢ ﻋﲆ ٍ ﺟﻤﻴﻊ ﺧﺮﻳﺠﻲ ﻛﻠﻴﺎت اﻟﻄﺐ اﻟﺠُ ﺪد — وأﻃﺒﱢﻖ ﻫﺬه املﻬﺎرة اﻟﺒﺴﻴﻄﺔ ﻋﲆ رواد اﻷﻋﻤﺎل املﻠﻴﻮﻧريات اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﻮدون ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻓﻬﻢ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ ﻟﻠﻌﻠﻢ. ً )ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﻣﺮ ﱠﻛﺒﺎت اﻷﺳﱰوﺟني(؛ ﺗﺤﺘﻮي ﺑﺬور اﻟﻜﺘﺎن ﻋﲆ ﻛﻤﻴﺎت ﻛﺒرية ﻣﻦ اﻷﻟﻴﺎف ﻟﺬا ﻓﻬﻲ ﻏري »ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﻬﻀﻢ« ﻟﺪرﺟﺔ ﻛﺒرية ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺗﺆﻛﺪ د .ﻣﺎﻛﻴﺚ ،إﻻ إذا ُ ﻃﺤِ ﻨَﺖ ،وﰲ ﻫﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ ﻳﻜﻮن ﻣﺬاﻗﻬﺎ ﻣُﺮﻳﻌً ﺎ .ﺗُﺒﺎع ﺑﺬور اﻟﻜﺘﺎن ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻣﺎد ًة ُﻣ َﻠﻴ ًﱢﻨﺔ ﰲ ﺟﺮﻋﺎت ﺗﺒﻠﻎ ١٥ﺟﺮاﻣً ﺎ ،وﺳﻴﺤﺘﺎج املﺮء إﱃ ﺟﺮﻋﺎت ﻛﺒرية ﻣﻨﻬﺎ؛ ﺟﺰﺋﻴٍّﺎ ﻷن ﺛﻤﺔ ﻣﺸﻜﻠﺔ ً أﻳﻀﺎ ﻣﻊ ﺻﻮرة زﻳﻮت أوﻣﻴﺠﺎ ﻓﻴﻬﺎ؛ إذ ﻳﺤﺘﻮي اﻟﻜﺘﺎن ﻋﲆ ﺻﻮرة ﻧﺒﺎﺗﻴﺔ ﻗﺼرية اﻟﺴﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ ﺻﻮر ﺣﻴﻮاﻧﻴﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ اﻟﺴﻠﺴﻠﺔ رﺑﻤﺎ ﺗﻜﻮن اﻷوﻣﻴﺠﺎ ،وﻫﺬه ﻳﺠﺐ ﺗﺤﻮﻳﻠﻬﺎ ﰲ اﻟﺠﺴﺪ إﱃ ٍ ﻣﻔﻴﺪة )ﺗُﺴﻤﱠ ﻰ دي إﺗﺶ إﻳﻪ وإي ﺑﻲ إﻳﻪ( .وﻣﻊ اﻷﺧﺬ ﰲ اﻻﻋﺘﺒﺎر ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺤﻮل اﻟﻀﻌﻴﻔﺔ ﰲ اﻟﺠﺴﺪ ،ﻓﺈن ﺑﺬور اﻟﻜﺘﺎن واﻷﺳﻤﺎك ﺗﺤﺘﻮي إذن ﻋﲆ اﻟﻜﻤﻴﺎت ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ ﻣﻦ زﻳﺖ أوﻣﻴﺠﺎ. ً ﻳﺠﺐ أن ﻧﺘﺬ ﱠﻛﺮ أﻳﻀﺎ أﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﻌﻴﺶ ﰲ ﻣﺨﺘﱪ ،ﺑﻞ ﰲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻮاﻗﻌﻲ .ﻣﻦ اﻟﺴﻬﻞ ﺟﺪٍّا ﺗﻨﺎول ١٠٠ﺟﺮام ﻣﻦ املﺎﻛﺎرﻳﻞ — ﻟﻮ ﻛﺎن ﻫﺬا ﻛﺘﺎﺑًﺎ ﻣﻦ ﻧﻮع ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ ،ﻷﻋﻄﻴﺘﻚ وﺻﻔﺔ إﻋﺪاد اﻟﻜﻴﺪﺟﺮي ﰲ اﻟﺤﺎل — ﺑﻴﻨﻤﺎ أرى أﻧﻪ أﻣ ٌﺮ أﺻﻌﺐ ً ﻗﻠﻴﻼ أن ﺗﺠﻌﻞ اﻟﺠﺴﻢ 147
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ﻳﻤﺘﺺ ﻣﻘﺪار ﻣﻠﻌﻘﺔ ﺻﻐرية ﻣﻦ ﺑﺬور اﻟﻜﺘﺎن .ﺑﺎملﺜﻞ ،ﻳُﻌﺘﱪ اﻟﺒﻘﺪوﻧﺲ ﻣﺼﺪ ًرا ﻏﻨﻴٍّﺎ ً ﻛﻤﻴﺔ ﰲ ﺣﺠﻢ ﺑﺮﺗﻘﺎﻟﺔ ﻣﻦ اﻟﺒﻘﺪوﻧﺲ .أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ ﺑﻔﻴﺘﺎﻣني ج ،ﻟﻜﻦ املﺮء ﻻ ﻳﺘﻨﺎول ادﱢﻋﺎء د .ﻣﺎﻛﻴﺚ أن اﻟﻜﺘﺎن »ﻣﺘﻮازن ﻋﲆ ﻧﺤﻮ ﻣﻼﺋِﻢ« ،ﻓﻼ أدري ﻫﻞ ﺗﻌﻨﻲ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻟﺮوﺣﻴﺔ أم اﻟﺒﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ؟ ﻟﻜﻦ اﻟﺴﻤﻚ ﻳﺤﺘﻮي ﻋﲆ ﻧﺴﺒﺔ أﻋﲆ ﻛﺜريًا ﻣﻦ زﻳﺖ أوﻣﻴﺠﺎ،٣- وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻘﻮل ﻣﻌﻈﻢ اﻟﻨﺎس إﻧﻪ أﻓﻀﻞ. اﻷﻛﺜﺮ أﻫﻤﻴﺔ ،ملﺎذا ﻳﺘﺤﺪث اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻋﻦ أوﻣﻴﺠﺎ٣-؟ ﻟﻨﻨﺘﻘﻞ إﱃ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺘﺎﱄ. ﻫﻮاﻣﺶ ﻧﺤﻮ ﻣﺜري ﻟﻼﻫﺘﻤﺎم ،أﻛﻤﻞ َ ﺑﺎﻗﺔ املﻨﺘﺠﺎت اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ ملﺎﻛﻔﺎدن اﺧﱰا ٌع أﻛﺜﺮ ) (1ﻋﲆ ٍ ﻏﺮاﺑﺔ ﻟﻪ؛ ﻛﺎن »اﻟﺒﻨﻴﺴﻜﻮب« ﺟﻬﺎز اﻣﺘﺼﺎص واﺳﻊ اﻻﻧﺘﺸﺎر ُ ﺻﻤﱢ ﻢ ﻟﺘﻜﺒري اﻟﻌﻀﻮ اﻟﺬﻛﺮي، وﻻ ﻳﺰال ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻪ اﻟﻜﺜريون اﻟﻴﻮم ،ﰲ ﺷﻜﻞ ﻣﺤﺪﱠث ً ﻗﻠﻴﻼ .وملﺎ ﻛﺎن ﻣﻦ املﺤﺘﻤﻞ أن ﺗﻜﻮن ﻫﺬه ﻫﻲ اﻟﻔﺮﺻﺔ اﻟﻮﺣﻴﺪة ملﻌﺮﻓﺔ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ﺣﻮل ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻜﺒري اﻟﻘﻀﻴﺐ ،ﺗﺠﺪر اﻹﺷﺎرة إﱃ َ ﺑﻌﺾ اﻟﺪﻻﺋﻞ ﺗﺸري إﱃ أن أﺟﻬﺰة اﻟﺸﺪ ﻗﺪ ﺗﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺣﺠﻢ أن ﻫﻨﺎك ،ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ، اﻟﻘﻀﻴﺐ .ﻏري أن أﻗﺮاص ﺟﻴﻠﻴﺎن ﻣﺎﻛﻴﺚ املﻜﻤﱢ ﻠﺔ اﻟﺠﻨﺴﻴﺔ »واﻳﻠﺪ ﺑﻴﻨﻚ« و»ﻫﻮرﻧﻲ ﺟﻮت وﻳﻴﺪ« ،ﻛﺎﻧﺖ ﺗُﺒﺎع ﻣﻦ أﺟﻞ »اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﲆ اﻻﻧﺘﺼﺎب ،واملﺘﻌﺔ اﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﰲ ذِ ْروﺗﻬﺎ ،واﻟﻘﺬف … واﻟﺘﻠﻴني ،واﻟﺮﺿﺎء ،واﻻﺳﺘﺜﺎرة« ،وﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ أن ﺗﻘﺪﱢم ً دﻟﻴﻼ ﻋﲆ اﻟﻔﺎﻋﻠﻴﺔ )وﰲ ﻋﺎم ،٢٠٠٧وﺑﻌﺪ ﺷﻜﺎوى ﻛﺜرية ،أُﻋﻠﻨﺖ ﻫﺬه املﻨﺘﺠﺎت اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ اﻟﻄﺮاز واﻟﺮدﻳﺌﺔ ﻏريَ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴ ٍﺔ ﻣﻦ ﻗِ ﺒَﻞ اﻟﻮﻛﺎﻟﺔ اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﻟﻸدوﻳﺔ وﻣﻨﺘﺠﺎت اﻟﺮﻋﺎﻳﺔ اﻟﺼﺤﻴﺔ( .أذﻛﺮ ﻫﺬا ﻓﻘﻂ؛ ﻷﻧﻪ ﻳﻌﻨﻲ — وﻫﻮ ﳾء ﻣﺜري — أن ﺟﻬﺎز اﻟﺒﻨﻴﺴﻜﻮب ملﺎﻛﻔﺎدن رﺑﻤﺎ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﲆ ﻗﺎﻋﺪة أﻓﻀﻞ ﻣﻦ اﻷدﻟﺔ ﻟﻼدﱢﻋﺎءات اﻟﺘﻲ ﻳﻄﺮﺣﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﻨﺘﺠﺎﺗﻪ اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ أو أﻗﺮاص »ﻫﻮرﻧﻲ ﺟﻮت« ملﺎﻛﻴﺚ.
148
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻣﻦ
ﻗﺮص ﳛﻞ ﻣﺸﻜﻼت اﺟﺘﲈﻋﻴﺔ ﱠ ﻣﻌﻘﺪة
) (1إﺿﻔﺎء اﻟﻨﺰﻋﺔ اﻟﻄﺒﻴﺔ ،أو» :ﻫﻞ ﺳﺘﺠﻌﻞ أﻗﺮاص زﻳﺖ اﻟﺴﻤﻚ اﺑﻨﻲ ﻋﺒﻘﺮﻳٍّﺎ؟« ً ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻛﺒرية ﻣُﺠﺮاة ﺑﻌﻨﺎﻳﺔ ﰲ ﻋﺎم ،٢٠٠٧ﻧﴩت دورﻳﺔ »ﺑﺮﻳﺘﺶ ﻣﻴﺪﻳﻜﺎل ﺟﻮرﻧﺎل« ﺑﻨﻈﺎم اﻟﺘﻮزﻳﻊ اﻟﻌﺸﻮاﺋﻲ واﻟﻌﻨﺎﴏ اﻟﻀﺎﺑﻄﺔ ،أُﺟﺮﻳﺖ ﰲ ﻣﻮاﻗﻊ ﻛﺜرية ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﺗﺤﺖ إﴍاف ﻋﻠﻤﺎء ﱠ ً ﺗﻤﻮﻳﻼ ﺣﻜﻮﻣﻴٍّﺎ ،أﺳﻔﺮت ﻋﻦ ﻧﺘﻴﺠﺔ إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻣﺪﻫﺸﺔ .ﻓﻘﺪ أﻇﻬﺮت ﺗﻠﻘﻮْا ﱡ ﺗﺤﺴﻦ ﻫﺎﺋﻞ ﰲ ﺳﻠﻮك اﻷﻃﻔﺎل اﻟﻌﺪواﻧﻲ .ﻛﺎن اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ أن أﺣﺪ اﻟﻌﻼﺟﺎت ﻗﺪ ﻳﻔﴤ إﱃ اب ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ. اﻟﻌﻼج آﻣﻨًﺎ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ ،وﻛﺎﻧﺖ اﻟﺪراﺳﺔ ﻣﺼﺤﻮﺑﺔ ﺑﺘﺤﻠﻴﻞ ﻛﻔﺎءة ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ ﺟﺬﱠ ٍ ﻫﻞ أُﺷريَ إﱃ ﻫﺬه اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻋﲆ اﻟﺼﻔﺤﺔ اﻷوﱃ ﰲ »دﻳﲇ ﻣﻴﻞ« املﻮﻃﻦ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﻟﻠﻌﻼﺟﺎت اﻹﻋﺠﺎزﻳﺔ )وﻣﺼﺪر ﺣﺎﻻت اﻟﺬﻋﺮ اﻟﺨﻔﻴﺔ املﺸﺌﻮﻣﺔ(؟ ﻫﻞ ﺟﺮت ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ً ﺑﻤﻮﺿﻮع ﻣﺼﻮﱠر ،ﻳﺼﻒ اﻟﺸﻔﺎء املﺬﻫﻞ ﻷﺣﺪ اﻷﻃﻔﺎل، ﻣﺼﺤﻮﺑﺔ ﰲ ﺻﻔﺤﺎت اﻟﺼﺤﺔ، ٍ وﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣﻊ أ ﱟم ﺟﺬﱠاﺑﺔ ﱠ ٍ ﺗﺨﻔﻔﺖ ﻣﻦ وﺳﻮاﺳﻬﺎ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺟﻤﻴﻌً ﺎ أن ﻧﺘﻌﺎﻃﻒ ﻣﻌﻬﺎ وﺟﺪاﻧﻴٍّﺎ؟ َ ْ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺑﺎﻹﺟﻤﺎع ،ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺗﺠﺎﻫﻠﺖ ﺟﻤﻴ ُﻊ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم اﻟﱪﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻻ .ﻟﻘﺪ اﻫﺘﻤﺎﻣﻬﺎ ﺑﺎﻟﺴﻠﻮك اﻟﻌﺪواﻧﻲ واﻟﻌﻼﺟﺎت اﻹﻋﺠﺎزﻳﺔ ،ﻟﺴﺒﺐ واﺣﺪ؛ أﻻ وﻫﻮ :ﻟﻢ ﻳﻜﻦ اﻟﺒﺤﺚ ﻳﺪور ﺣﻮل اﺳﺘﺨﺪام ﻗﺮص ،ﺑﻞ ﻛﺎن ﻳﺪور ﺣﻮل ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺗﺮﺑﻮي ﻋﻤﲇ ،ﻏري ﻣﻜ ﱢﻠﻒ. ﰲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ،وﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺧﻤﺲ ﺳﻨﻮات اﻵن ،ﻻ ﺗﺰال اﻟﺼﺤﻒ واملﺤ ﱠ ﻄﺎت اﻟﺘﻠﻴﻔﺰﻳﻮﻧﻴﺔ ﺗﺤﺎول إﻗﻨﺎﻋﻨﺎ ،ﻣﻦ ﺧﻼل »اﻟﻌﻠﻢ« ،ﺑﺄن أﻗﺮاص زﻳﺖ اﻟﺴﻤﻚ أﺛﺒﺘﺖ أﻧﻬﺎ ﱢ ﺗﺤﺴﻦ ﻣﻦ أداء اﻷﻃﻔﺎل ﰲ املﺪرﺳﺔ ،وﻧﺘﺎﺋﺞ اﺧﺘﺒﺎرات اﻟﺬﻛﺎء ،واﻟﺴﻠﻮك ،واﻻﻧﺘﺒﺎه ،وﻣﺎ ﻫﻮ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ذﻟﻚ .ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ ،ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن ﻫﻨﺎك ﳾءٌ أﺑﻌﺪ ﻋﻦ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻣﻦ ذﻟﻚ. ﻧﺤﻦ ﻋﲆ وﺷﻚ ﱢ ﺗﻠﻘﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﺪروس اﻟﺸﺎﺋﻘﺔ ﺟﺪٍّا ﺣﻮل وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم ،وﻋﻦ املﺤﻈﻮرات
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ﻋﻨﺪ إﺟﺮاء اﻟﺘﺠﺎرب ،وﻋﻦ رﻏﺒﺘﻨﺎ اﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﰲ وﺟﻮد ﺗﻔﺴريات ذات ﻃﺎﺑﻊ ﻃﺒﻲ ،وذات و َْﻗ ٍﻊ ﻋﻠﻤﻲ ،ﻟﻠﻤﺸﻜﻼت اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ .ﻫﻞ أﻗﺮاص زﻳﺖ اﻟﺴﻤﻚ ﻓﻌﺎﻟﺔ؟ ﻫﻞ ﺗﺠﻌﻞ اﻷﻃﻔﺎل أﻛﺜﺮ ً ﺣﺬﻗﺎ وأﻓﻀﻞ ﺳﻠﻮ ًﻛﺎ؟ اﻹﺟﺎﺑﺔ املﺒﺎﴍة ﻫﻲ :ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻷﺣ ٍﺪ أن ﻳﻌﺮف ﰲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺮاﻫﻦ. ﻓﻌﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻗﻴﻞ ،ﻟﻢ ﺗُﺠْ َﺮ أي ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻋﲆ اﻹﻃﻼق ﻋﲆ اﻷﻃﻔﺎل اﻟﻌﺎدﻳني. ُ ُ ﻋﺮﻓﺖ ﺑ »ﺗﺠﺎرب دورﻫﺎم« ﻋﺮﻓﺖ أول ﻣﺎ وﻟﻜﻦ اﻟﺼﺤﻒ ﺗﺠﻌﻠﻚ ﺗﻌﺘﻘﺪ ﻏري ذﻟﻚ. ً ﺗﺠﺮﺑﺔ ُﻣ ْﺰﻣَ ﻌً ﺎ إﺟﺮاؤﻫﺎ ﻋﲆ ٥٠٠٠ﻃﻔﻞ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺷﺎﻫﺪت ﰲ ﻧﴩة اﻷﺧﺒﺎر أن ﺛﻤﺔ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام ﻛﺒﺴﻮﻻت زﻳﺖ اﻟﺴﻤﻚ .ﻫﺬه ﺷﻬﺎدة ﻣﺪﻫﺸﺔ ﰲ ﺣﻖ اﻟﻘِ ﻴَﻢ اﻹﺧﺒﺎرﻳﺔ ﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم اﻟﱪﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ،ﻛﻮن ﻫﺬا اﻟﺨﱪ ﻋﻦ ﻫﺬه اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻳﻈﻞ ﻋﲆ اﻷرﺟﺢ — وأﻧﺎ ﰲ ﻏﺎﻳﺔ ﴎدَت ﺑﺸﻜﻞ ﺟﻴﺪ ﺧﻼل اﻻﺳﺘﻌﺪاد ﻷن أﺷري إﱃ ذﻟﻚ — أﻛﺜﺮ اﻟﺘﺠﺎرب اﻹﻛﻠﻴﻨﻴﻜﻴﺔ اﻟﺘﻲ ُ ِ اﻟﺴﻨﻮات اﻟﻘﻠﻴﻠﺔ املﺎﺿﻴﺔ .ﻓﻘﺪ أُذﻳﻌﺖ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﰲ »اﻟﻘﻨﺎة اﻟﺮاﺑﻌﺔ« و»آي ﺗﻲ ﰲ« ،وﰲ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺼﺤﻒ اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ،وﰲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺮة .وﺟﺮى اﻟﺘﻨﺒﺆ ٍ ﺑﺜﻘﺔ ﺑﻨﺘﺎﺋﺞ ﻣﺒﻬﺮة. ﱠ دﻗﺖ ﻫﺬه اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻧﻮاﻗﻴﺲ اﻟﺨﻄﺮ ﻟﺴﺒﺒني؛ اﻷول ﻫﻮ أﻧﻨﻲ ﻛﻨﺖ أﻋﻠﻢ ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻟﺘﺠﺎرب اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام ﻛﺒﺴﻮﻻت زﻳﺖ اﻟﺴﻤﻚ ﻋﲆ اﻷﻃﻔﺎل — ﺳﺄﺷري إﱃ ذﻟﻚ ﰲ ﺣﻴﻨﻪ — وﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﺜري ًة ﻟﻬﺬه اﻟﺪرﺟﺔ .اﻟﺴﺒﺐ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻫﻮ أﻧﻪ ﻛﻘﺎﻋﺪة أﺳﺎﺳﻴﺔ ،ﻣﺘﻰ أ َ ْﺧ َﱪَك أﺣﺪﻫﻢ أن اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺠﺮﻳﻬﺎ ﺳﺘُ ِ ﻔﴤ إﱃ ﻧﺘﺎﺋﺞ إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻗﺒﻞ أن ﻳﺒﺪأ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻓﺎﻋﻠﻢ إذن أﻧﻚ ﰲ ﻃﺮﻳﻘﻚ إﱃ ﻗﺼﺔ ﺷﺎﺋﻘﺔ. ﱢ إﻟﻴﻚ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺨﻄﻄﻮن ﻟﻠﻘﻴﺎم ﺑﻪ ﰲ »اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ« :اﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑ ٥٠٠٠ﻃﻔﻞ ﰲ اﻟﺼﻒ اﻟﺜﺎﻧﻮي ،وإﻋﻄﺎؤﻫﻢ ﺟﻤﻴﻌً ﺎ ﱠ ﺳﺖ ﻛﺒﺴﻮﻻت زﻳﺖ ﺳﻤﻚ ﻳﻮﻣﻴٍّﺎ ،ﺛﻢ ﻣﻘﺎرﻧﺔ أداﺋﻬﻢ ﰲ اﺧﺘﺒﺎراﺗﻬﻢ ﻣﻊ ﻣﺴﺘﻮى اﻷداء اﻟﺬي ﻗﺪﱠره ﻟﻬﻢ املﺠﻠﺲ دون ﺗﻨﺎول اﻟﻜﺒﺴﻮﻻت .ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺛﻤﺔ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ »ﺿﺎﺑﻄﺔ« ﻟﻠﻤﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻬﺎ )ﻣﺜﻞ ﺣﻤﺎم أﻛﻮا دﻳﺘﻮﻛﺲ ﺑﻼ أﻗﺪام ﻓﻴﻪ ،أو ﺷﻤﻊ اﻷذن ﻋﲆ ﻣﺎﺋﺪة اﻟﺮﺣﻼت ،أو ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ أﻃﻔﺎل ﻳﺘﻨﺎوﻟﻮن ﻛﺒﺴﻮﻻت ﻋﻼج وﻫﻤﻲ ﺑﻼ زﻳﺖ ﺳﻤﻚ ﻓﻴﻬﺎ( .ﻻ ﳾء. رﺑﻤﺎ ﻻ ﺗﺤﺘﺎج ﻣﻨﻲ اﻵن أن أﺧﱪك أن ﻫﺬه اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺴﺘﺤﻴﻠﺔ ،وﻓﻮق ﻛﻞ ﳾء ﺗﺘﱠﺴﻢ ٍ ﻗﺮص ﻣﻦ املﻔﱰض أﻧﻪ ﱢ ﻳﺤﺴﻦ اﻷداء اﻟﺪراﳼ، ﺑﺎﻹﻫﺪار؛ ﺣﻴﺚ ﺗﻤﴤ ﰲ إﺟﺮاء دراﺳﺔ ﻋﲆ ٍ ﻣﻦ ﺧﻼل اﺳﺘﺨﺪام ﻛﺒﺴﻮﻻت ﺗﻘﺪﱠر ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ﺑﻤﻠﻴﻮن ﺟﻨﻴﻪ اﺳﱰﻟﻴﻨﻲ ﺟﺮى اﻟﺘﱪع ﺑﻬﺎ، ً ً رﺟﻼ ﻋﺠﻮ ًزا ،وﺗﺪﻋﻨﻲ ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ٥٠٠٠ﻃﻔﻞ َر ْﻫﻦ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ .ﻟﻜﻦ أرﺟﻮك أن ﺗُﺠَ ﺎري أُﺛﺮي ﺗﺨﻤﻴﻨﺎﺗﻚ ﺑﺎﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ؛ ﻷﻧﻨﺎ إذا ﻏ ﱠ ﻄﻴﻨﺎ املﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻛﻤﺎ ﻳﺠﺐ ً أوﻻ ،ﻓﺴﻴﺼﺒﺢ »اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن« ﰲ دورﻫﺎم أﻛﺜﺮ ﻋَ ﺒَﺜ ً ﺑﺸﻜﻞ ﻣ َُﺴ ﱟﻞ. ِﻴﺔ ٍ 150
ﻗﺮص ﻳﺤﻞ ﻣﺸﻜﻼت اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﱠ ﻣﻌﻘﺪة
) (2ﺳﺒﺐ وﺟﻮد ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﱠ ﺗﺘﻠﻘﻰ ﻋﻼﺟً ﺎ وﻫﻤﻴٍّﺎ َ ً َ ﻗﺴ َ إذا ﱠ وأﻋﻄﻴﺖ ﻛﺒﺴﻮﻟﺔ ﻋﻼج وﻫﻤﻲ إﱃ إﺣﺪى ﻧﺼﻔ ْني، ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻷﻃﻔﺎل إﱃ ﻤﺖ املﺠﻤﻮﻋﺘني ،واﻟﻜﺒﺴﻮﻟﺔ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻟﻠﻤﺠﻤﻮﻋﺔ اﻷﺧﺮى ،ﻳﻤﻜﻨﻚ إذن ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﺪى ﺟﻮدة أداء أﻓﺮاد ﻛﻞ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ،واﻟﺤﻜﻢ ﻋﲆ ﻛﻮن املﻜﻮﱢﻧﺎت ﰲ اﻟﻘﺮص ﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﺻﻨﻌﺖ اﻟﻔﺎرق ﰲ اﻷداء ،أم أن ﻣﺠﺮد ﺗﻨﺎول اﻟﻘﺮص واملﺸﺎرﻛﺔ ﰲ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻫﻮ اﻟﺬي أﺛﱠﺮ ﰲ اﻷداء .ملﺎذا ﻳُﻌﺘﱪ ﻫﺬا ﻣﻬﻤٍّ ﺎ؟ ﻷن ﻋﻠﻴ َﻚ أن ﺗﺘﺬ ﱠﻛﺮ أﻧﻪ ﺑﻐﺾ اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻤﺎ ﺗﻔﻌﻞ ﻟﻸﻃﻔﺎل ،ﰲ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻋﲆ ﻗﺮص ﱠ ﱢ ﺳﻴﺘﺤﺴﻦ أداؤﻫﻢ ﻻ ﺷﻚ. ﻳﺤﺴﻦ أداءﻫﻢ، ْ ً ﱠ ﺗﺘﺤﺴﻦ ﻣﻬﺎرات اﻷﻃﻔﺎل ﺑﻤﺮور اﻟﻮﻗﺖ ﻋﲆ أي ﺣﺎل؛ ﻓﻬﻢ ﻳَﻨﻤُﻮن ،وﻳﻤﺮ اﻟﻮﻗﺖ، أوﻻ: وﻳﺼﺒﺤﻮن أﻓﻀﻞ ﰲ أداء اﻷﻋﻤﺎل .رﺑﻤﺎ ﺗﻈﻦ أﻧﻚ ﺣﺎذق ،وأﻧﺖ ﺟﺎﻟﺲ ﺗﻘﺮأ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب، ﻟﻜﻦ اﻷﻣﻮر ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﻤﴤ ﻋﲆ ﻫﺬا اﻟﻨﺤﻮ دوﻣً ﺎ ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻗﺪ ﺗﺨﱪك أﻣﻚ. ﺛﺎﻧﻴًﺎ :ﻳﻌﺮف اﻷﻃﻔﺎل — وآﺑﺎؤﻫﻢ — أﻧﻬﻢ ﱠ ﻳﺘﻠﻘﻮْن ﻫﺬه اﻷﻗﺮاص ﻟﺘﺤﺴني أداﺋﻬﻢ؛ ﻟﺬا ﺳﻴﻜﻮﻧﻮن ﻋُ ً ْ ﺮﺿﺔ ﻷﺛﺮ اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲُ . اﺳﺘﻔﻀ ُﺖ ﰲ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ذﻟﻚ ﺑﺈﺳﻬﺎب ﻛﻨﺖ ﻗﺪ اﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻲ؛ ﻷﻧﻨﻲ أﻋﺘﻘﺪ أن اﻟﻘﺼﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻟﻠﻌﻼﻗﺎت ﺑني اﻟﺠﺴﺪ واﻟﻌﻘﻞ ﺷﺎﺋﻘﺔ إﱃ أﺑﻌﺪ اﻟﺤﺪود ﻣﻦ أي ﳾء ﻳﺠﺮي اﺧﺘﻼﻗﻪ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺠﺘﻤﻊ اﻟﻌﻼج اﻹﻋﺠﺎزي ،ﻟﻜﻦ ﻳﻜﻔﻲ ﻫﻨﺎ اﻟﺘﺬﻛري ﺑﺄن أﺛﺮ اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ ﰲ ﻏﺎﻳﺔ اﻟﻘﻮة؛ ﻓﺴﻴﺘﻮﻗﻊ اﻷﻃﻔﺎل — ﻋﻦ وﻋﻲ ﱠ ﺳﻴﺘﻮﻗﻊ آﺑﺎؤﻫﻢ و ُﻣ َﺪ ﱢرﺳﻮﻫﻢ .ﻓﺎﻷﻃﻔﺎل ﱠ ﱠ ﺣﺴﺎﺳﻮن ﻳﺘﺤﺴﻨﻮا ،وﻫﻜﺬا أو ﻏري وﻋﻲ — أن ﺑﺪرﺟﺔ ﻣﺪﻫﺸﺔ ﺗﺠﺎه ﱡ ﺗﻮﻗﻌﺎﺗﻨﺎ ﻣﻨﻬﻢ ،وأي ﺷﺨﺺ ﻳﺸﻚ ﰲ ﺗﻠﻚ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻳﺠﺐ إﻟﻐﺎء أُﺑُﻮﱠﺗﻪ. ﺛﺎﻟﺜًﺎ :ﺳﻴُﺒ ِْﲇ اﻷﻃﻔﺎل ﺑﻼءً أﻓﻀﻞ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﺧﻼل وﺟﻮدﻫﻢ ﰲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺗﺠﺮي دراﺳﺘﻬﺎ ،وﻣﻼﺣﻈﺘﻬﺎ ،واﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑﻬﺎ؛ ﺣﻴﺚ ﻳﺒﺪو أن ﻣﺠﺮد ﺣﻘﻴﻘﺔ أن »ﻳﻜﻮن املﺮء ﻣﺤ ﱠﻞ ﺗﺠﺮﺑﺔ« ﻳُﺤَ ﱢﺴﻦ ﻣﻦ اﻷداء ،أو اﻟﺸﻔﺎء ﻣﻦ املﺮض .وﻳُﻄ َﻠﻖ ﻋﲆ ﻫﺬه اﻟﻈﺎﻫﺮة »ﺗﺄﺛري ﻫﺎوﺛﻮرن« ،ﻟﻴﺲ ﻋﲆ اﺳﻢ ﺷﺨﺺ ،وﻟﻜﻦ ﻋﲆ اﺳﻢ املﺼﻨﻊ اﻟﺬي ﻟﻮﺣِ ﻆ ﻫﺬا اﻟﺘﺄﺛري ﻓﻴﻪ ﻷول ﻣﺮة .ﰲ ﻋﺎم ،١٩٢٣ﻛﺎن ﺗﻮﻣﺎس أدﻳﺴﻮن )ﻧﻌﻢ ،ﻣﺨﱰع املﺼﺒﺎح اﻟﻜﻬﺮﺑﻲ( ﻳﺮأس ِ ﻋﻼﻗﺔ ﺟﻮد ِة وﻛﻤﻴ ِﺔ اﻹﺿﺎء ِة ﺑﺎﻟﻔﺎﻋﻠﻴﺔ ﰲ اﻟﺼﻨﺎﻋﺎت« .ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﺎرﻳﺮ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ »ﻟﺠﻨﺔ ٌ ﺑﺎﺣﺚ ﴍﻛﺎت ﻋﺪﻳﺪة ﻗﺪ أﺷﺎرت إﱃ أن اﻹﺿﺎءة اﻷﻓﻀﻞ رﺑﻤﺎ ﺗﺰﻳﺪ اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ؛ ﻟﺬا ﻣﴣ ﻳُﺪﻋﻰ دﻣﻴﻨﺞ ﻣﻊ ﻓﺮﻳﻘﻪ ﻻﺧﺘﺒﺎر اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﰲ ﻣﺼﻨﻊ ﻫﺎوﺛﻮرن اﻟﺘﺎﺑﻊ ﻟﴩﻛﺔ وﻳﺴﱰن إﻟﻜﱰﻳﻚ ﰲ ﺷﻴﴩون ،ﺑﻮﻻﻳﺔ إﻟﻴﻨﻮي. ﱠ املﺒﺴﻄﺔ ﻟﻠﻨﺘﺎﺋﺞ ،ﻛﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﺤﻞ اﻟﻮﺳﻄﻲ اﻟﻨﺎدر ﺳﺄﻗﺪﱢم ﻟﻚ اﻟﻨﺴﺨﺔ »اﻟﺨﺮاﻓﻴﺔ« ﺑني اﻟﺘﺤﺬﻟﻖ واﻟﺒﺴﺎﻃﺔ .ﻋﻨﺪﻣﺎ زاد اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن ﻣﻦ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت اﻹﺿﺎءة ،وﺟﺪوا أن اﻷداء ﻗﺪ 151
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ﺗﺤﺴﻦ .ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﱠ ﺗﺤﺴﻦ اﻹﻧﺘﺎج ً ﱠ ﱠ أﻳﻀﺎ .ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺧﻔﻀﻮا ﻣﻦ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت اﻹﺿﺎءة، اﻷﻣﺮ ،ﻟﻘﺪ وﺟﺪوا أن اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺰﻳﺪ ﻋﲆ أي ﺣﺎل .وﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﺟﺪٍّا؛ ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﺗﻘﻮل ﻟﻠﻌﻤﺎل إﻧﻬﻢ ﺟﺰءٌ ﻣﻦ دراﺳﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻻﻛﺘﺸﺎف ﻣﺎ ﻗﺪ ﻳﺆدي إﱃ ﺗﺤﺴني ﱢ ﻳﺤﺴﻨﻮن ﻣﻦ إﻧﺘﺎﺟﻴﺘﻬﻢ؛ ﻣﻤﱠ ﺎ ﻳُﻌَ ﱡﺪ ﻧﻮﻋً ﺎ ﻣﻦ ﺗﺄﺛري اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ،ﺛﻢ ﺗﻔﻌﻞ ﺷﻴﺌًﺎ … ﻓﺈﻧﻬﻢ اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ؛ ﻷن اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ ﻻ ﻳﺘﻌ ﱠﻠﻖ ﺑﺂﻟﻴﺎت ﻋﻤﻞ ﻗﺮص ﺳﻜﺮي ،ﺑﻞ ﺑﺎملﻌﻨﻰ ﱡ ﻟﺘﺪﺧ ٍﻞ ﻣﺎ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺸﻤﻞ ،ﺑني أﺷﻴﺎء أﺧﺮى ،ﺗﻮﻗﻌﺎﺗﻚ ،وﺗﻮﻗﻌﺎت اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ اﻟﺜﻘﺎﰲ ُﴩﻓﻮن ﻋﲆ ﻣﺎ ﺗﻘﻮم ﺑﻪ وﻳﻘﻴﺴﻮن أداءك. ﻳ ِ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﱃ ﻛﻞ ﻫﺬه اﻷﻣﻮر اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ،ﻳﺠﺐ ً أﻳﻀﺎ أن ﻧﻀﻊ ﻧﺘﺎﺋﺞ أﻃﻔﺎل املﺮﺣﻠﺔ اﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ — اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ اﻟﺘﻲ ﻗِ ﻴﺴﺖ ﰲ ﻫﺬه »اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ« — ﰲ ﺳﻴﺎﻗﻬﺎ اﻟﺼﺤﻴﺢ .ﺗﻤﺘﻠﻚ دورﻫﺎم ﺳﺠ ﱠﻞ اﺧﺘﺒﺎرات ﰲ ﻏﺎﻳﺔ اﻟﺴﻮء؛ ﻟﺬا ﺳﺘﻘﺎﺗﻞ َﻟﺠْ ﻨَﺘﻬﺎ ﺑﴬاو ٍة ﺑﻜﻞ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻣﻤﻜﻨﺔ ﻟﺘﺤﺴني اﻷداء ﰲ املﺪارس ،ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام ﺟﻤﻴﻊ أﻧﻮاع املﺒﺎدرات واﻟﺠﻬﻮد اﻟﺨﺎﺻﺔ املﺨﺘﻠﻔﺔ ،وﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﻤﻮﻳﻞ اﻹﺿﺎﰲ ،ﺑﺎﻟﺘﻮازي ﻣﻊ إﺟﺮاء »ﺗﺠﺎرب« زﻳﺖ اﻟﺴﻤﻚ. ﻳﺠﺐ أن ﻧﺘﺬ ﱠﻛﺮ ً ﱠ ﺗﺘﺤﺴﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ أﻳﻀﺎ ذﻟﻚ اﻟﻄﻘﺲ اﻹﻧﺠﻠﻴﺰي اﻟﻐﺮﻳﺐ اﻟﺬي ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ املﺮﺣﻠﺔ اﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ﺳﻨﻮﻳٍّﺎ ،وﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻓﺈن أيﱠ ﺷﺨﺺ ﻳﺸري إﱃ أن اﻻﺧﺘﺒﺎرات ﺗﺼﺒﺢ أﻛﺜﺮ ﺳﻬﻮﻟﺔ ﻳﺘﻌ ﱠﺮض ﻟﻠﻨﻘﺪ؛ ﻟﺘﻘﻮﻳﻀﻪ إﻧﺠﺎز اﻟﻄﻼب اﻟﻨﺎﺟﺤني .ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ، ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ملﺎ وراء املﻮﻗﻒ اﻟﺤﺎﱄ ،ﺳﻴﺒﺪو ﻫﺬا اﻟﺘﺰاﻳﺪ ﰲ ﺳﻬﻮﻟﺔ اﻻﺧﺘﺒﺎرات واﺿﺤً ﺎ؛ ﻓﻬﻨﺎك أوراق اﺧﺘﺒﺎر ﰲ املﺴﺘﻮى اﻟﻌﺎدي ﻣﴣ ﻋﻠﻴﻬﺎ أرﺑﻌﻮن ﻋﺎﻣً ﺎ أﻛﺜﺮ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﻣﻦ اﺧﺘﺒﺎرات املﺴﺘﻮى املﺘﻘﺪﱢم اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ،وﻫﻨﺎك اﺧﺘﺒﺎرات ﺟﺎﻣﻌﻴﺔ ﻧﻬﺎﺋﻴﺔ ﰲ اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺎت ﺣﺎﻟﻴٍّﺎ أﺳﻬﻞ ﻣﻦ اﺧﺘﺒﺎرات املﺴﺘﻮى املﺘﻘﺪﱢم اﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ. ﱠ ﺳﺘﺘﺤﺴﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻟﺸﻬﺎدة اﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ﻋﲆ أي ﺣﺎل؛ وﺳﺘﺤﺎول دورﻫﺎم ﺑﻜﻞ اﻟﺨﻼﺻﺔ: ﱢ ﺗﺤﺴﻦ ﻣﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻟﺸﻬﺎدة اﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺎ أوﺗﻴﺖ ﻣﻦ ﻗﺪرات وإﻣﻜﺎﻧﺎت أن ﱠ وﺳﺘﺘﺤﺴﻦ ﻧﺘﻴﺠﺔ أي ﻃﻔﻞ ﰲ اﻟﺸﻬﺎدة اﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ﻳﺘﻨﺎول وﺳﺎﺋﻞ أﺧﺮى ﻋﲆ أي ﺣﺎل، ً أﻗﺮاﺻﺎ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺮﺟﻊ إﱃ ﺗﺄﺛري اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ وﺗﺄﺛري ﻫﺎوﺛﻮرن. َ ﻛﺎن ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻔﺎدي ﻫﺬا ﻛﻠﻪ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻘﺴﻴﻢ املﺠﻤﻮﻋﺔ إﱃ ﻧﺼﻔ ْني ،وإﻋﻄﺎء ﻋﻼج وﻫﻤﻲ ملﺠﻤﻮﻋﺔ واﺣﺪة ،واﻟﻔﺼﻞ ﺑني اﻷﺛﺮ املﺤﺪﱠد ﻷﻗﺮاص زﻳﺖ اﻟﺴﻤﻚ ،واﻷﺛﺮ اﻟﻌﺎم ﻟﺠﻤﻴﻊ اﻷﺷﻴﺎء اﻟﺘﻲ أﴍﻧﺎ إﻟﻴﻬﺎ أﻋﻼه .ﺳﻴُﻔﴤ ﻫﺬا اﻹﺟﺮاء إﱃ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻣﻔﻴﺪة ﺟﺪٍّا. ﻫﻞ ﻣﻦ املﻘﺒﻮل ﺑﺄي ﺣﺎل ﻣﻦ اﻷﺣﻮال إﺟﺮاءُ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ اﻟﺘﻲ أُﺟﺮﻳﺖ ﰲ دورﻫﺎم؟ ﻧﻌﻢ. ﻳﻤﻜﻦ إﺟﺮاء ﻣﺎ ﻳُﻄ َﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ »ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ« دون ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺗﺘﻨﺎول ﻋﻼﺟً ﺎ وﻫﻤﻴٍّﺎ ،وﻫﻮ ﻣﺎ 152
ﻗﺮص ﻳﺤﻞ ﻣﺸﻜﻼت اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﱠ ﻣﻌﻘﺪة
ً ﻣﻘﺒﻮﻻ ﻣﻦ اﻟﺒﺤﻮث .ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ ،ﺛﻤﺔ ٌ درس ﻣﻬ ﱞﻢ ﻣﺘﻌ ﱢﻠﻖ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﻫﻨﺎ .ﻳﻤﻜﻦ ﻳُﻌ ﱡﺪ ﻧﻮﻋً ﺎ ً ﺗﺪﻗﻴﻘﺎ ،ﻷﺳﺒﺎب ﻋﻤﻠﻴﺔ ،ﻣﺎ دام اﻟﺒﺎﺣﺚ ﻳﻌﺮف ﻣﺎذا ﻳﻔﻌﻞ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻘﺪﱢم إﺟﺮاء ﺗﺠﺮﺑﺔ أﻗﻞ دراﺳﺘﻪ ،ﺣﺘﻰ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻵﺧﺮون أن ﻳﻘ ﱢﺮروا ﻛﻴﻒ ﻳﻔﴪون ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ. ْ ﻟﻜﻦ ﺛﻤﺔ ﺗﺤﺬﻳ ٌﺮ ﻣﻬﻢﱞ .إذا أﺟﺮى اﻟﺒﺎﺣﺚ ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ دراﺳﺎت »اﻟﺤﻞ اﻟﻮﺳﻂ« ،ﰲ ﻇﻞ ﻋﺪم وﺟﻮد ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺗﺘﻨﺎول اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ ،أو »دراﺳﺔ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ«ً ، آﻣﻼ ﰲ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ أدق ﺻﻮرة ﻣﻤﻜﻨﺔ ﻟﻔﻮاﺋﺪ اﻟﻌﻼج ،ﻓﺈذن ﻳﺠﺐ إﺟﺮاء ﺗﺠﺎرب ﻛﻬﺬه ﺑﺄﻛﱪ ﻗﺪر ﻣﻤﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﺤﺮص ،ﻣﻊ ﴐورة اﻟﻮﻋﻲ اﻟﺘﺎم ﺑﺄن اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻗﺪ ﺗﻨﺤﺮف ﺟ ﱠﺮاء اﻟﺘﻮﻗﻌﺎت، ٍ ُ ﴩك أﺑﻨﺎءك ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﺄﺛري اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ ،وﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﺄﺛري ﻫﺎوﺛﻮرن ،إﻟﺦ .ﻳﻤﻜﻨﻚ أن ﺗ ِ ً ﰲ اﻟﺪراﺳﺔ ﰲ ﻫﺪوء وﺣﺬرً ، دراﺳﺔ ﺻﻐرية ﻏري ﻗﺎﺋﻼ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻋَ َﺮﺿﻴﺔ ﻋَ ْﻔ ِﻮﻳﱠﺔ إﻧﻚ ﺗُﺠﺮي ﻨﺎوﻟﻬﻢ اﻟﻌﻼج رﺳﻤﻴﺔ ﻋﲆ ﺑﻌﺾ اﻷﻗﺮاص ،دون أن ﺗﻜﺸﻒ ﻋﻤﺎ ﺗﺘﻮﻗﻊ ﻣﻦ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ،وﺗُ ِ دون ﺗﻨﺒﻴﻪ ،ﺛﻢ ﺗﻘﻴﺲ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﰲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺑﻬﺪوء. َ ﱢ ﻛﺎن ﻣﺎ ﺟﺮى ﰲ دورﻫﺎم ﻫﻮ اﻟﻌﻜﺲ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ .ﻓﻜﺎن ﺛﻤﱠ ﺔ ﻃﺎﻗﻢ ﺗﺼﻮﻳﺮ ،وﻓﻨﻴﱡﻮ ﺻﻮت وإﺿﺎءة ﺗَﻌِ ﺞﱡ ﺑﻬﻢ ﻗﺎﻋﺎت اﻟﺪرس .وأُﺟﺮﻳﺖ ﻣﻘﺎﺑﻼت ﻣﻊ اﻷﻃﻔﺎل ﰲ اﻹذاﻋﺔ ،وﰲ ً ﺟﺮﻳﺖ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣﻊ ﻣﺎدﻟني اﻟﺘﻠﻴﻔﺰﻳﻮن ،وﰲ اﻟﺼﺤﻒ، وأﻳﻀﺎ ﻣﻊ آﺑﺎﺋﻬﻢ ،و ُﻣ َﺪ ﱢرﺳﻴﻬﻢ ،ﻛﻤﺎ أ ُ ِ ﺑﻮرﺗﻮود ،ﻣُﺨﺘَﺼﺔ ﻋﻠﻢ اﻟﻨﻔﺲ اﻟﱰﺑﻮي اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗُﺠﺮي اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ،ودﻳﻒ ﻓﻮرد ،رﺋﻴﺲ ﻗﻄﺎع اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ؛ ﺣﻴﺚ ﺗﺤﺪﱠﺛﺎ ﰲ ٍ ﻧﺤﻮ ﻏﺮﻳﺐ — ﻋﻦ ﻣﺪى ﺗﻮﻗﻌﻬﻤﺎ إﺣﺮا َز ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺛﻘﺔ — ﻋﲆ ٍ إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ .ﻟﻘﺪ ﻗﺎﻣﻮا ﺣﺮﻓﻴٍّﺎ ﺑﻜﻞ ﳾء ﻛﺎن ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ — ﻣﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮي — أن ﻳﻀﻤﻦ ﱡ ﺗﺤﻘﻖ ﻧﺘﺎﺋﺞ إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻏري ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ،وﻳﻔﺴﺪ أي ﻓﺮﺻﺔ ْ ﻷن ﺗﻔﴤ اﻟﺪراﺳﺔ إﱃ أيﱢ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﺟﺪﻳﺪة ﻣﻔﻴﺪة وذات ﻣﻐ ًﺰى .ﻛﻢ ﻣﺮة ﻳﺘﻜ ﱠﺮر ﻫﺬا؟ ﰲ ﻋﺎﻟﻢ ﺣﺮﻛﺔ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ — ﻟﻸﺳﻒ — ﻧﻤﻄﻲ. ﺑﺤﺜﻲ ﻳﺒﺪو أن ﻫﺬا ﺑﺮوﺗﻮﻛﻮل ﱞ ﱞ ﻳﺠﺐ أن ﻧﺘﺬ ﱠﻛﺮ ً أﻳﻀﺎ أن »ﺗﺠﺎرب« زﻳﺖ اﻟﺴﻤﻚ ﻫﺬه ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﻴﺲ ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﱠﺴﻢ ﺑﺎﻟﺘﻘ ﱡﻠﺐ اﻟﺸﺪﻳﺪ .ﻳُﻌﺘﱪ اﻷداء اﻟﺪراﳼ ﰲ أﺣﺪ اﻻﺧﺘﺒﺎرات ،و»اﻟﺴﻠﻮك« )وﻫﻲ ﻛﻠﻤﺔ ذات أﺛﺮ دﻻﱄ ﻫﺎﺋﻞ ،ﻟﻢ أ َر ﻣﺜﻠﻪ ﰲ ﻛﻠﻤﺔ أﺧﺮى ﻋﲆ اﻹﻃﻼق( أﺷﻴﺎء ﺿﺨﻤﺔ ،وﻣﺘﻐرية، ً ﻓﺨﻼﻓﺎ ﻷﻛﺜﺮ ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻟﺘﺠﺎرب ،ﺳﻮف ﱠ ﻳﺘﻐري اﻷداء واﻟﺴﻠﻮك ﻣﻦ ﻟﺤﻈﺔ إﱃ أﺧﺮى، وﻣﺘﺤﻮﻟﺔ. ﰲ ﻇﻞ ﻇﺮوف ،وﻧﻤﺎذج ﻋﻘﻠﻴﺔ ،وﺗﻮﻗﻌﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ .ﻓﺎﻟﺴﻠﻮك ﻟﻴﺲ ﻛﻤﺴﺘﻮى اﻟﻬﻴﻤﻮﺟﻠﻮﺑني ﰲ اﻟﺪم ،أو ﺣﺘﻰ اﻟﻄﻮل ،وﻻ اﻟﺬﻛﺎء ً أﻳﻀﺎ. ﻛﺎن ﻣﺠﻠﺲ دورﻫﺎم وﴍﻛﺔ إﻛﻮازن ﰲ ﻣﻨﺘﻬﻰ اﻟﻨﺠﺎح ﰲ ﺣﻤﻼﺗﻬﻤﺎ اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ،ﺳﻮاء ﻣﻦ ﺧﻼل ﺷﻐﻒ ﻻ ﺳﺒﻴﻞ ﻻﺣﺘﻮاﺋﻪ ﺣﻴﺎل ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻧﺘﻴﺠﺔ إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ أو ﺣﻤﺎﻗﺔ ِﴏْﻓﺔ )ﻻ أﻋﻠﻢ 153
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ﺣﻘﻴﻘﺔ أيﱟ ﻣﻨﻬﻤﺎ( ،ﺣﺘﻰ إﻧﻬﻤﺎ أﻓﺴﺪا »ﺗﺠﺮﺑﺘﻬﻤﺎ« ﺑﺸﻜﻞ ﻓﻌﲇ .ﻓﻘﺒﻞ اﺑﺘﻼع ﻛﺒﺴﻮﻟﺔ زﻳﺖ اﻟﺴﻤﻚ اﻷوﱃ ﻣﻦ ﻗِ ﺒَﻞ أيﱢ ﻃﻔﻞ ،ﻛﺎن املﻜﻤﱢ ﻞ »آي ﻛﻴﻮ« املﻌﺮوف واﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻛﻼﻫﻤﺎ ﻗﺪ ﺣﻈﻴﺎ ﺑﺪﻋﺎﻳﺔ واﺳﻌﺔ ﰲ اﻟﺼﺤﻒ املﺤﻠﻴﺔ ،وﰲ »ذا ﺟﺎردﻳﺎن« ،و»ذي أوﺑﺰرﻓﺮ« ،و»دﻳﲇ ﻣﻴﻞ« ،و»ذا ﺗﺎﻳﻤﺰ« ،و»اﻟﻘﻨﺎة اﻟﺮاﺑﻌﺔ« ،و»ﺑﻲ ﺑﻲ ﳼ« ،و»آي ﺗﻲ ﰲ« ،و»دﻳﲇ إﻛﺴﱪﻳﺲ«، و»دﻳﲇ ﻣريور« ،و»ذا ﺻﻦ« ،و»ﺟﻲ إم ﺗﻲ ﰲ« ،وﻣﺠﻠﺔ »وﻣﺎﻧﺰ أون« ،واﻟﻜﺜري ﻣﻦ وﺳﺎﺋﻞ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺴﺒﻘﺔ ﺟﻴﺪة1 . اﻹﻋﻼم اﻷﺧﺮى .ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ أﺣ ٌﺪ اﻻدﱢﻋﺎء أن أﻃﻔﺎﻟﻬﻢ ﻟﻢ ﱠ ً ﻳﺘﻠﻘﻮْا َ َ ﻟﺴﺖ ﻣُﺨﺘَ ٍّ وﻟﺴﺖ رﺋﻴﺲ ﻗﻄﺎع اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﰲ أﺣﺪ ﺼﺎ ﰲ ﻣﺠﺎل ﻋﻠﻢ اﻟﻨﻔﺲ اﻟﱰﺑﻮي، َ وﻟﺴﺖ املﺪﻳﺮ اﻟﻌﺎم ﻹﺣﺪى ﴍﻛﺎت ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻷﻗﺮاص اﻟﻌﺮﻳﻘﺔ ﰲ اﻟﺴﻮق اﻟﺘﻲ املﺠﺎﻟﺲ، ﺑﻠﻎ ﺣﺠﻢ أﻋﻤﺎﻟﻬﺎ ﻣﻼﻳني اﻟﺠﻨﻴﻬﺎت اﻻﺳﱰﻟﻴﻨﻴﺔ ،واﻟﺘﻲ ﺗُﺠﺮي ﻋﺪدًا ً ﻫﺎﺋﻼ ﻣﻦ »اﻟﺘﺠﺎرب«. ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻣﺘﺄﻛ ٌﺪ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ ﻣﻦ أﻧﻚ ﺗﺘﻔﻬﱠ ﻢ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ ﺟﻤﻴﻊ ﻫﺬه اﻻﻧﺘﻘﺎدات واملﺨﺎوف؛ ﻷن ﻫﺬا ﰲ ﻧﻬﺎﻳﺔ املﻄﺎف ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻢ ﺻﻮارﻳﺦ. ) (3دورﻫﺎم ﺗﺪاﻓﻊ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻬﺎ ُ ً ذﻫﺒﺖ إﱃ اﻷﺷﺨﺎص اﻟﻘﺎﺋﻤني ﻋﲆ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ، ﻗﺪر ﻣﻦ اﻟﱪاءة واﻟﺘﻔﺘﱡﺢ، ﺑﺎﻋﺘﺒﺎري ﺷﺨﺼﺎ ﻋﲆ ٍ وأوﺿﺤﺖ ﻟﻬﻢ أﻧﻬﻢ ﻗﺎﻣﻮا ﺑﺎﻷﺷﻴﺎء اﻟﺘﻲ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺿﻤﺎن أن ﺗُﺴﻔِ ﺮ ﺗﺠﺮﺑﺘﻬﻢ ﻋﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻻ ﻗﻴﻤﺔ ﻟﻬﺎ .ﻓﻬﺬا ﻫﻮ ﻣﺎ ﻛﺎن ﺳﻴﻔﻌﻠﻪ أي ﺷﺨﺺ ﰲ ﺳﻴﺎق أﻛﺎدﻳﻤﻲ ،وﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻫﺬه إﻻ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻋﲆ أي ﺣﺎل .ﻛﺎن ردﱡﻫﻢ ﺑﺴﻴ ً ﻄﺎ؛ ﻓﻘﺪ ﻗﺎل دﻳﻒ ﻓﻮرد ،ﻛﺒري ﻣﻔﺘﴚ املﺪارس ﰲ دورﻫﺎم ،واﻟﻌﻘﻞ املﺪﺑﱢﺮ وراء املﴩوع ﻟﺘﻮزﻳﻊ اﻟﻜﺒﺴﻮﻻت وﻗﻴﺎس اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ» :ﻟﻘﺪ ﻛﻨﺎ ﰲ ﻏﺎﻳﺔ اﻟﻮﺿﻮح ،ﻫﺬه ﻟﻴﺴﺖ ﺗﺠﺮﺑﺔ«. ُ ﺑﺪا ﻫﺬا ردٍّا ﻓﺎﺗ ًﺮا ﺑﻌﺾ اﻟﴚء .أﻫﺎﺗﻔﻬﻢ ﻟﻺﺷﺎرة إﱃ أﻧﻬﻢ ﻳُﺠﺮون ﺑﺤﺜًﺎ ﻣﺼﻤﱠ ﻤً ﺎ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﰲ ﻏﺎﻳﺔ اﻟﺴﻮء ،وﻓﺠﺄة ﻳﺼري ﻛﻞ ﳾء ﻋﲆ ﻣﺎ ﻳﺮام؛ ﻷن ﻫﺬه ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ،ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺔ ً »ﺗﺠﺮﺑﺔ« .ﻛﺎﻧﺖ ﺛﻤﺔ أﺳﺒﺎب أﺧﺮى ﻟﻼﻋﺘﻘﺎد ﺑﺄن ﻫﺬا ﻟﻢ ﻳﻜﻦ دﻓﺎﻋً ﺎ ﻣﻨﻄﻘﻴٍّﺎ ﻋﲆ اﻷﻣﺮ، ْ أﻃﻠﻘﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ راﺑﻄﺔ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﺗﺠﺮﺑﺔ .وأﻃﻠﻘﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺻﺤﻴﻔﺔ »دﻳﲇ ﻣﻴﻞ« اﻹﻃﻼق؛ ﻓﻘﺪ ﺗﺠﺮﺑﺔ .وﻗﺪﻣﺘﻬﺎ »اﻟﻘﻨﺎة اﻟﺮاﺑﻌﺔ« ،و»آي ﺗﻲ ﰲ« ،وﻛ ﱡﻞ ﻣَ ﻦ ﻛﺎن ﻳ َُﻐ ﱢ ﻄﻲ أﺧﺒﺎرﻫﺎ ،ﻋﲆ ﻧﺤﻮ ﰲ ﻏﺎﻳﺔ اﻟﻮﺿﻮح ،ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﺑﺤﺜًﺎ )ﻳﻤﻜﻨﻚ ﻣﺸﺎﻫﺪة ﻣﻘﺎﻃﻊ اﻟﻔﻴﺪﻳﻮ ﻋﲆ ﻣﻮﻗﻊ ٍ .(www.badscience.netاﻷﻛﺜﺮ أﻫﻤﻴﺔ ،أن اﻟﺒﻴﺎن اﻟﺼﺤﻔﻲ ملﺠﻠﺲ دورﻫﺎم ﻗﺪ أﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ »دراﺳﺔ« و»ﺗﺠﺮﺑﺔ« ،ﻣﺮا ًرا وﺗﻜﺮا ًرا 2 .ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻌﻄﻮن أﻃﻔﺎل املﺪارس ﺷﻴﺌًﺎ 154
ﻗﺮص ﻳﺤﻞ ﻣﺸﻜﻼت اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﱠ ﻣﻌﻘﺪة
وﻳﻘﻴﺴﻮن اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ .وﻛﺎن املﺼﻄﻠﺢ اﻟﺬي اﺳﺘﺨﺪﻣﻮه ﰲ اﻹﺷﺎرة إﱃ ذﻟﻚ »ﺗﺠﺮﺑﺔ« .وﻫﺎ ﻫﻢ اﻵن ﻳﻘﻮﻟﻮن إﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﺠﺮﺑﺔ. اﻧﺘﻘ ْﻠ ُﺖ إﱃ إﻛﻮازن ،اﻟﴩﻛﺔ املﺼﻨﱢﻌﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﺰال ﻳُﻜﺎل ﻟﻬﺎ اﻟﺜﻨﺎءُ ﰲ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺼﺤﻒ ﻻﺷﱰاﻛﻬﺎ ﰲ ﻫﺬه »اﻟﺘﺠﺎرب« اﻟﺘﻲ ﻛﺎدت ﺗﻀﻤﻦ — ﻣﻦ ﺧﻼل أوﺟﻪ اﻟﻘﺼﻮر املﻨﻬﺠﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻧﺎﻗﺸﻨﺎﻫﺎ ﺗﻮٍّا — ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻧﺘﺎﺋﺞ إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ زاﺋﻔﺔ .وﻗﺪ أوﺿﺢ آدم ﻛﻠﻴﻬﺮ ،اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬي ﻟﻠﴩﻛﺔ ،ﻫﺬا ﺑﺼﻮرة أﻛﱪ :ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه »ﻣﺒﺎدرة« .ﻟﻢ ﺗﻜﻦ »ﺗﺠﺮﺑﺔ« ،وﻟﻢ ﺗﻜﻦ »دراﺳﺔ«؛ ﻟﺬا ﻻ أﺳﺘﻄﻴﻊ أن أﻧﻘﺪﻫﺎ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻛﺬﻟﻚ ،ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﺗﺠﺎﻫﻞ ﺣﻘﻴﻘﺔ أن اﻟﺒﻴﺎن اﻟﺼﺤﻔﻲ ﻹﻛﻮازن ﻛﺎن ﻳﺘﺤﺪث ﻋﻦ ﺗﻨﺎول ﻛﺒﺴﻮﻻت وﻗﻴﺎس اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ،واﻟﻜﻠﻤﺔ اﻟﺘﻲ اﺳﺘﺨﺪَﻣَ ﺘْﻬﺎ اﻟﴩﻛﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻟﻺﺷﺎرة إﱃ ﻫﺬا اﻟﻨﺸﺎط ﻛﺎﻧﺖ» :ﺗﺠﺮﺑﺔ«. ﻛﺬﻟﻚ أﻃﻠﻘﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ د .ﻣﺎدﻟني ﺑﻮرﺗﻮود ،ﻣﺨﺘﺼﺔ ﻋﻠﻢ اﻟﻨﻔﺲ اﻟﱰﺑﻮي اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﻮد اﻟﺪراﺳﺔ» :ﺗﺠﺮﺑﺔ« )ﻣﺮﺗني ﰲ »دﻳﲇ ﻣﻴﻞ«( .وﻛﻞ ﻣﺎدة ﻣﻨﺸﻮرة ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺼﻔﻬﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺑﺤﺚ .ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻌﻄﻮن املﺸﺎرﻛني »س« وﻳﻘﻴﺴﻮن اﻟﺘﻐﻴري »ص« .ﻓﺄﻃﻠﻘﻮا ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺗﺠﺮﺑﺔ، وﻛﺎﻧﺖ ﺗﺠﺮﺑﺔ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻏﺒﻴﺔ .ﻟﻢ ﻳﺪﻫﺸﻨﻲ اﻟﻘﻮل ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ» :آه ،ﻟﻜﻦ ﻟﻴﺴﺖ ﻫﺬه ﺗﺠﺮﺑﺔ« ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره دﻓﺎﻋً ﺎ ﻣﻼﺋﻤً ﺎ ،أو ﺣﺘﻰ ﻧﺎﺿﺠً ﺎ ،ﻓﻠﻢ ﻳَﺒْ ُﺪ أﻧﻬﻢ ﻳﻌﺘﻘﺪون أن إﺟﺮاء ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻈﻬﺮ أن زﻳﻮت اﻟﺴﻤﻚ ﻣﻔﻴﺪة. ﻛﺎن أﻣ ًﺮا ﴐورﻳٍّﺎ ﺣﺘﻰ ،ﻛﻤﺎ أوﺿﺢ دﻳﻒ ﻓﻮرد أن اﻷدﻟﺔ ﺗُ ِ ِﻟﻨ َ َﺮ ﻣﻌً ﺎ. ) (4اﻷدﻟﺔ ﻋﲆ ﻓﺎﺋﺪة زﻳﺖ اﻟﺴﻤﻚ ً »أﺣﻤﺎﺿﺎ دﻫﻨﻴﺔ أﺳﺎﺳﻴﺔ« ،وﻫﻲ ﺗﺴﻤﱠ ﻰ »أﺳﺎﺳﻴﺔ« ﻷن اﻟﺠﺴﻢ ﻻ ﺗُﻌ ﱡﺪ زﻳﻮت أوﻣﻴﺠﺎ٣- ﻳﺼﻨﻌﻬﺎ )ﻋﲆ ﺧﻼف اﻟﺠﻠﻮﻛﻮز أو ﻓﻴﺘﺎﻣني د ،ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل(؛ ﻟﺬا ﻋﲆ املﺮء ﺗﻨﺎوﻟﻬﺎ. ﻳﻨﻄﺒﻖ ﻫﺬا اﻷﻣﺮ ﻋﲆ ﻛﺜري ﻣﻦ اﻟﻌﻨﺎﴏ؛ ﻣﺜﻞ اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﻟﻔﻴﺘﺎﻣﻴﻨﺎت ،ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل، ً ﻓﻀﻼ ﻋﻦ املﺘﻌﺔ وﻳُﻌَ ﱡﺪ ﻫﺬا واﺣﺪًا ﻣﻦ اﻷﺳﺒﺎب اﻟﻜﺜرية ﻟﴬورة اﺗﱢﺒﺎع ﻧﻈﺎم ﻏﺬاﺋﻲ ﻣﺘﻨﻮﱢع، ﻛﺴﺒﺐ آﺧﺮ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻷﺳﺒﺎب. ﺗﺘﻮاﻓﺮ ﻫﺬه اﻷﺣﻤﺎض ﰲ زﻳﻮت اﻷﺳﻤﺎك ،وﰲ زﻳﺖ زﻫﺮة اﻟﺮﺑﻴﻊ املﺴﺎﺋﻴﺔ — ﰲ ﺻﻮرة ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ً َ ﻧﻈﺮت إﱃ ﻣﺨﻄﻄﺎت اﻟﺘﺪﻓﻖ ﻗﻠﻴﻼ — وزﻳﺖ ﺑﺬرة اﻟﻜﺘﺎن ،وﻣﺼﺎدر أﺧﺮى .إذا اﻟﺒﻴﺎﻧﻴﺔ ﰲ أﺣﺪ ﻛﺘﺐ اﻟﻜﻴﻤﻴﺎء اﻟﺤﻴﻮﻳﺔ اﻟﺪراﺳﻴﺔ املﻘ ﱠﺮرة ،ﻓﺴﱰى أن ﺛﻤﺔ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ً وأﻳﻀﺎ ﰲ ﺑﻨﺎء ﻣﻦ اﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﺗﺆدﻳﻬﺎ ﻫﺬه اﻟﺠﺰﻳﺌﺎت ﰲ اﻟﺠﺴﺪ؛ إذ ﺗﺸﺎرك ﰲ ﺑﻨﺎء اﻷﻏﺸﻴﺔ، ﺑﻌﺾ اﻟﺠﺰﻳﺌﺎت اﻷﺧﺮى اﻟﺘﻲ ﺗﺸﺎرك ﰲ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻻﺗﺼﺎل ﺑني اﻟﺨﻼﻳﺎ ،ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل 155
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ﺧﻼل ﺣﺎﻻت اﻻﻟﺘﻬﺎﺑﺎت .ﻟﻬﺬا اﻟﺴﺒﺐ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺑﻌﺾ اﻷﺷﺨﺎص أﻧﻪ ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻣﻦ املﻔﻴﺪ ﺗﻨﺎوﻟﻬﺎ ﺑﻜﻤﻴﺎت أﻛﱪ. ً ﺗﺎرﻳﺨﺎ أﻧﺎ ﻣﻨﻔﺘﺢ ﻋﲆ اﻟﻔﻜﺮة ،ﻟﻜﻦ ﺛﻤﺔ أﺳﺒﺎﺑًﺎ وﺟﻴﻬﺔ ﻟﻠﺘﺸﻜﻚ ﰲ اﻷﻣﺮ؛ ﻷن ﺛﻤﺔ ً ﻃﻮﻳﻼ ﰲ ﻫﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ .ﻓﻔﻲ املﺎﴈ ،ﻗﺒﻞ ﻋﻘﻮد ﻣﻦ »ﺗﺠﺎرب« دورﻫﺎم ،ﺷﻬﺪ ﻣﺠﺎل ﺑﺤﻮث اﻷﺣﻤﺎض اﻟﺪﻫﻨﻴﺔ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﺣﺎﻻت ﺗﺰﻳﻴﻒ ،وﴎﻳﺔ ،ودﻋﺎوى ﻗﻀﺎﺋﻴﺔ ،وﻧﺘﺎﺋﺞ ﺳﻠﺒﻴﺔ ﺗ ﱠﻢ ً ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ اﻟﺘﻜﺘﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،وﻋﺮض اﻹﻋﻼم ﻟﻬﺎ ﻋﲆ ﻧﺤﻮ ﻛﺎذب ﻋﲆ ﻧﻄﺎق ﺿﺨﻢ، اﻷﻣﺜﻠﺔ املﺪﻫﺸﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﻷﺷﺨﺎص ﻳﺴﺘﻌﻴﻨﻮن ﺑﺎﻹﻋﻼم ﻟﺘﻘﺪﻳﻢ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺑﺤﻮث إﱃ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﺒﺎﴍة ،ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﻔﺎدي اﻟﺠﻬﺎت اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ .وﺳﻨﻌﻮد ملﻨﺎﻗﺸﺔ ﻫﺬا اﻟﺠﺎﻧﺐ ً ﻻﺣﻘﺎ. أُﺟﺮﻳﺖ ﺳﺖ ﺗﺠﺎرب — ُﻗ ْﻢ ﺑﺈﺣﺼﺎﺋﻬﺎ — ﺣﺘﻰ اﻵن ﻋﲆ زﻳﺖ اﻷﺳﻤﺎك ﰲ اﻷﻃﻔﺎل، ﻋﻠﻤً ﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺘﻢ إﺟﺮاء أيﱟ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﺘﺠﺎرب ﻋﲆ أﻃﻔﺎل »ﻋﺎدﻳني«؛ ﻓﻘﺪ أُﺟﺮﻳﺖ ﺟﻤﻴﻊ ً ﻣﺮﺿﺎ أو آﺧﺮ ،ﻣﺜﻞ ﻋﴪ اﻟﺘﺠﺎرب ﻋﲆ أﻃﻔﺎل ﻳﻨﺘﻤﻮن إﱃ ﻓﺌﺎت ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻤﻦ ﻳﻌﺎﻧﻮن اﻟﻘﺮاءة ،وﻗﺼﻮر اﻻﻧﺘﺒﺎه ،وﻓﺮط اﻟﺤﺮﻛﺔ ،إﻟﺦ .أﺳﻔﺮت ﺛﻼث ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﺠﺎرب ﻋﻦ ﺑﻌﺾ َ ﻗﺴﺖ ﻣﺎﺋﺔ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ،ﰲ ﺑﻌﺾ اﻷﺷﻴﺎء اﻟﻜﺜرية اﻟﺘﻲ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﻘﻴﺎﺳﻬﺎ )ﻟﻜﻦ ﺗﺬ ﱠﻛﺮ ،إذا ً ْ ﱠ وأﺳﻔﺮت ﻻﺣﻘﺎ(، ﻓﺴﻴﺘﺤﺴﻦ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻣﺼﺎدﻓﺔ ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺳﻨﺮى ﳾء ﰲ إﺣﺪى اﻟﺪراﺳﺎت، ﺛﻼث أﺧﺮى ﻋﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺳﻠﺒﻴﺔ .وﻗﺪ وُﺟﺪ — وﻫﻮ ﳾء ﻳﺪﻋﻮ ﻟﻠﺴﺨﺮﻳﺔ — أن املﺠﻤﻮﻋﺔ ْ ﺗﻨﺎوﻟﺖ زﻳﺖ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻨﺎول اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ ﻗﺪ أﺑْ َﻠ ْﺖ ﺑﻼءً أﻓﻀﻞ ﻣﻦ املﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﺘﻲ اﻟﺴﻤﻚ ﰲ ﺑﻌﺾ املﺘﻐريات اﻟﺘﻲ ﺟﺮى ﻗﻴﺎﺳﻬﺎ .ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺟﻤﻴﻊ ﻫﺬه اﻟﺘﺠﺎرب ﺟﻤﻴﻌً ﺎ ﱠ ﻣﻠﺨﺼﺔ ﻋﲆ اﻹﻧﱰﻧﺖ ﻋﲆ ﻣﻮﻗﻊ .www.badscience.net وﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ذﻟﻚ ،ﻳﻘﻮل آدم ﻛﻠﻴﻬﺮ ،اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬي ﻹﻛﻮازن» :ﺟﻤﻴﻊ ﺑﺤﻮﺛﻨﺎ، ﻈﻬﺮ أن ﺗﺮﻛﻴﺒﺔ »آي ﻛﻴﻮ« ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ٍّ ﺣﻘﺎ املﺴﺎﻫﻤﺔ ﰲ دﻋﻢ اﻷداء املﻨﺸﻮرة وﻏري املﻨﺸﻮرة ،ﺗُ ِ ﰲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺪراﳼ «.ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ. وﻟﻜﻲ ﻧﺄﺧﺬ ﻋﺒﺎرة ﻛﻬﺬه ﻋﲆ ﻣﺤﻤﻞ اﻟﺠﺪ ،ﺳﻴﺘﻮﺟﱠ ﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﻘﺮأ اﻟﺒﺤﺚ .ﻻ أﺗﱠ ِﻬﻢ أﺣﺪًا وﻟﻮ ﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺑﺄي اﺣﺘﻴﺎل ﺑﺤﺚ ،وﻋﲆ أي ﺣﺎل ،إذا ﺳﺎور أﺣﺪًا اﻟﺸ ﱡﻚ ﰲ وﺟﻮد اﺣﺘﻴﺎل ﺴﻬﻢ ﻗﺮاءة اﻟﺒﺤﺚ ﰲ اﻛﺘﺸﺎف ذﻟﻚ؛ ﻷﻧﻪ ﰲ ﺣﺎل إذا ﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن أو ﺗﺰﻳﻴﻒ ،ﻓﻠﻦ ﺗُ ِ ﻗﺪ زﻳﱠﻔﻮا ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺑﺤﻮﺛﻬﻢ ﺑﺄي ﻗﺪر ﻣﻦ اﻟﺪاﻓﻌﻴﺔ ،ﻓﺴﻴﻜﻮن ﻋﲆ املﺮء اﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﺨﺒري ﰲ اﻹﺣﺼﺎء ﰲ ﻣﺠﺎل اﻟﻄﺐ اﻟﴩﻋﻲ ،وﺗﻜﺮﻳﺲ اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﻟﻮﻗﺖ ،واﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ ﻗﺪ ٍْر ﻛﺒري ﻣﻦ املﻌﻠﻮﻣﺎت ﻻﻛﺘﺸﺎف اﻟﺘﺰﻳﻴﻒ .ﻟﻜﻨﻨﺎ ﰲ ﺣﺎﺟﺔ إﱃ ﻗﺮاءة اﻟﺒﺤﺚ املﻨﺸﻮر ﺑﻐﺮض إﺛﺒﺎت ﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﺘﻲ ﺟﺮى اﺳﺘﺨﻼﺻﻬﺎ ﻣﻦ ﻗِ ﺒَﻞ املﺸﺎرﻛني ﰲ اﻟﺒﺤﺚ ﺻﺤﻴﺤﺔ ،أو ﻣﺎ 156
ﻗﺮص ﻳﺤﻞ ﻣﺸﻜﻼت اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﱠ ﻣﻌﻘﺪة
إذا ﻛﺎن ﺛﻤﺔ ﻣﺸﻜﻼت ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ ﺗﺠﻌﻞ ﺗﻔﺴري اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻣﺎ ﻫﻮ إﻻ ﻧﺘﺎج ﺗﻔﻜري ﺗﻮﱠاق ،أو ﻋﺪم ﻛﻔﺎءة ،أو رﺑﻤﺎ ﻣﺠﺮد رأي ﺧﺎص ﻻ ﺗﺘﻔﻖ ﻣﻌﻪ. ﻛﺎن ﺑﻮل ﺑﺮوﻛﺎ ،ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل ،ﻋﺎﻟِﻢ ﺟﻤﺎﺟﻢ ﻓﺮﻧﺴﻴٍّﺎ ﻣﺸﻬﻮ ًرا ﰲ اﻟﻘﺮن اﻟﺘﺎﺳﻊ ﱢ اﻟﻔﺺ اﻷﻣﺎﻣﻲ ﰲ اﻟﺪﻣﺎغ املﺸﺎرك ﰲ ﻋﴩ أُﻃﻠِﻖ اﺳﻤﻪ ﻋﲆ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺑﺮوﻛﺎ ،اﻟﺠﺰء ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻮﻟﻴﺪ اﻟﻜﻼم )وﻫﻮ اﻟﺠﺰء اﻟﺬي ﻳُﺼﺎب ﺑﻌﻄﺐ ﺗﺎم ﻟﺪى ﻛﺜري ﻣﻦ ﺿﺤﺎﻳﺎ اﻟﺴﻜﺘﺔ اﻟﺪﻣﺎﻏﻴﺔ( .ﻣﻦ ﺑني اﻫﺘﻤﺎﻣﺎﺗﻪ اﻷﺧﺮى ،ﻛﺎن ﺑﺮوﻛﺎ ﻳﻘﻴﺲ ﺣﺠﻢ اﻷدﻣﻐﺔ ،وﻛﺎن دوﻣً ﺎ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺎﻻﻧﺰﻋﺎج اﻟﺸﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺣﻘﻴﻘﺔ أن اﻷدﻣﻐﺔ اﻷملﺎﻧﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ دوﻣً ﺎ أﺛﻘﻞ ﻣﻦ اﻷدﻣﻐﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺑﻤﻘﺪار ﻣﺎﺋﺔ ﺟﺮام؛ ﻟﺬا ﻗ ﱠﺮر أن ﻫﻨﺎك ﻋﻮاﻣﻞ أﺧﺮى ،ﻣﺜﻞ اﻟﻮزن اﻟﻜﲇ ﻟﻠﺠﺴﺪ ،ﻳﺠﺐ أﺧﺬﻫﺎ ﰲ اﻻﻋﺘﺒﺎر ً أﻳﻀﺎ ﻋﻨﺪ ﻗﻴﺎس ﺣﺠﻢ اﻟﺪﻣﺎغ .وﻗﺪ ﱠ ِﱪ ﺣﺠﻢ اﻷدﻣﻐﺔ ﻓﴪ ﻫﺬا اﻹﺟﺮاءُ ﺳﺒﺐَ ﻛ َ ِ ﻧﺤﻮ أﺷﻌﺮه ﺑﺎﻻرﺗﻴﺎح .ﻟﻜﻦ ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺟﻬﻮده اﻷملﺎﻧﻴﺔ ﻋﻦ ﺣﺠﻢ اﻷدﻣﻐﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻋﲆ ٍ اﻟﺒﺎرزة ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌ ﱠﻠﻖ ﺑﺒﻴﺎن اﻟﻜﻴﻔﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺰﻳﺪ ﺑﻬﺎ أدﻣﻐﺔ اﻟﺮﺟﺎل ﻋﻦ اﻟﻨﺴﺎء ،ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻢ ﻳ َُﻘﻢ ً ﻣﺼﺎدﻓﺔ أم ﻋﻤﺪًا ،ﻛﺎن اﻟﺘﻔﺴري اﻟﺬي ﻗﺪﱠﻣﻪ ﺑﺄيﱟ ﻣﻦ اﻟﺘﻌﺪﻳﻼت اﻟﻼزﻣﺔ .وﺳﻮاء أﻛﺎن اﻷﻣﺮ ً ﺿﻌﻴﻔﺎ. أﺟﺮى ﺷﻴﺰاري ﻟﻮﻣﱪوزو ،أﺣﺪ رواد ﻣﺠﺎل »ﻋﻠﻢ اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ اﻟﺤﻴﻮي« ﰲ اﻟﻘﺮن اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻧﺤﻮ ﻣﺸﺎﺑﻪ ،ﻣﺸريًا إﱃ ﻏﻴﺎب اﻟﺤﺴﺎﺳﻴﺔ ﺗﺠﺎه ﻋﴩ ،ﻋﺪدًا ﻣﻦ اﻟﺘﻌﺪﻳﻼت ﻏري املﺘﺴﻘﺔ ﻋﲆ ٍ ً اﻷﻟﻢ ﺑني املﺠﺮﻣني و»اﻷﺟﻨﺎس اﻷﻗﻞ« ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻋﻼﻣﺔ ﻋﲆ ﻃﺒﻴﻌﺘﻬﻢ اﻟﺒﺪاﺋﻴﺔ ،ﻟﻜﻨﻪ ﻳﺤﺪﱢد ً دﻟﻴﻼ ﻋﲆ اﻟﺸﺠﺎﻋﺔ واﻹﻗﺪام ﻟﺪى اﻷوروﺑﻴني .ﻳﻜﻤﻦ اﻟﺸﻴﻄﺎن اﻟﺼﻔﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﰲ اﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ،وﻟﻬﺬا اﻟﺴﺒﺐ ﻳﻘﺪﱢم اﻟﻌﻠﻤﺎء أﺳﺎﻟﻴﺐ إﺟﺮاء اﻟﺒﺤﺚ واﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﰲ ﺑﺤﻮث أﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ ،وﻟﻴﺲ ﰲ اﻟﺼﺤﻒ أو ﰲ اﻟﱪاﻣﺞ اﻟﺘﻠﻴﻔﺰﻳﻮﻧﻴﺔ ،وﻟﻬﺬا اﻟﺴﺒﺐ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻧﴩ اﻟﺒﺤﻮث اﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻴﺔ ﰲ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ وﺣﺪﻫﺎ. رﺑﻤﺎ ﺗَﺸﻌُ ﺮ ،ﺑﻌﺪ ﻫﺮاء »اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ« ،أﻧﻨﺎ ﻳﺠﺐ أن ﻧﻜﻮن ﺣَ ﺬِرﻳﻦ ﺣﻴﺎل ﻗﺒﻮل ﺗﻘﻴﻴﻢ دورﻫﺎم وإﻛﻮازن ﻟﺒﺤﻮﺛﻬﻤﺎ ،ﻟﻜﻦ اﻟﺸﻜﻮك ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺘﺴﺎورﻧﻲ ﺣﻴﺎل ﻣﺰاﻋﻢ اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴني اﻟﺠﺎدﱢﻳﻦ ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ )وﻛﺎﻧﻮا ﺳريﺣﱢ ﺒﻮن ﺑﻬﺬه اﻟﺸﻜﻮك ،وﺳﺄﻛﻮن ﻗﺎد ًرا ُ ﻋﲆ ﻗﺮاءة أدﻟﺔ اﻟﺒﺤﻮث اﻟﺘﻲ اﻋﺘﻤﺪوا ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ إﺟﺮاﺋﻬﺎ(ُ . ﻃﻠﺒﺖ ﻣﻦ إﻛﻮازن ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻛﻨﺖ ﻗﺪ دراﺳﺎﺗﻬﻢ اﻟﻌﴩﻳﻦ اﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ،وﻗﻴﻞ ﱄ إن ﻋﲇ ﱠ ﺗﻮﻗﻴﻊ اﺗﻔﺎق ﺣﻔﺎظ ﻋﲆ اﻟﴪﻳﺔ ﻟﻼﻃﻼع ﻋﻠﻴﻬﺎ ،وﻫﻮ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ اﺗﻔﺎق ﻟﻠﺤﻔﺎظ ﻋﲆ ﴎﻳﺔ أدﻟﺔ ﺑﺤﺜﻴﺔ ﻻدﱢﻋﺎءات روﱢج ﻟﻬﺎ ﻋﲆ ﻧﻄﺎق ْ ﻣﻀﺖ ،ﰲ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم وﻣﻦ ﻗِ ﺒَﻞ ﻣﻮﻇﻔﻲ ﻣﺠﻠﺲ دورﻫﺎم، واﺳﻊ ،ﺗﻌﻮد إﱃ ﺳﻨﻮات ﺣﻮل ﺟﺎﻧﺐ ﺧﻼﰲ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﰲ ﻣﺠﺎل اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ واﻟﺴﻠﻮك ،ﻳﺤﻈﻰ ﺑﺎﻫﺘﻤﺎم ﺑﺎﻟﻎ ﻣﻦ اﻟﻌﺎﻣﺔ، 157
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
وادﱢﻋﺎءات ﺣﻮل ﺗﺠﺎرب أ ُ ﺟﺮﻳﺖ — أﺳﺘﻤﻴﺤﻚ ﻋﺬ ًرا إذا ُ ْ ﻛﻨﺖ أﺗﺤﺪﱠث ﺑﻨﱪة ﻋﺎﻃﻔﻴﺔ ﻫﻨﺎ — ﻋﲆ أﻃﻔﺎﻟﻨﺎ ﰲ املﺪارس .وﻟﻜﻨﻨﻲ رﻓﻀﺖ3 . ﰲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ،ﻛﺎﻧﺖ ﺛﻤﺔ ﺗﻘﺎرﻳﺮ ﻋﻦ ﺗﺠﺎرب إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻋﲆ زﻳﻮت اﻷﺳﻤﺎك أُﺟﺮﻳﺖ ﰲ دورﻫﺎم ،ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام ﻣﻨﺘﺠﺎت إﻛﻮازن ﻧُﴩت ﰲ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺼﺤﻒ واملﺤﻄﺎت اﻟﺘﻠﻴﻔﺰﻳﻮﻧﻴﺔ؛ ﺣﻴﺜﻤﺎ و ﱠﻟﻴﺖ ﻧﻈﺮك ،وﻫﻲ ﺗﻘﺎرﻳﺮ ﺗﻌﻮد إﱃ ﻋﺎم ٢٠٠٢ﻋﲆ اﻷﻗﻞ .ﺑﺪا ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺛﻤﺔ ﺣﻔﻨﺔ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﺘﺠﺎرب ،ﰲ ﻣﻮاﻗﻊ ﻣﺘﻌﺪدة ،أﺟﺮاﻫﺎ اﻟﻌﺎﻣﻠﻮن ﰲ ﻣﺠﻠﺲ دورﻫﺎم ﻋﲆ أﻃﻔﺎل املﺪارس اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ﰲ دورﻫﺎم ،ﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺛﻤﺔ أيﱡ ﻋﻼﻣﺔ ﻷي ﳾء ﻣﻦ ذﻟﻚ ﰲ اﻷدﺑﻴﺎت اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ )ﺑﺨﻼف دراﺳﺔ واﺣﺪة أﺟﺮاﻫﺎ ﺑﺎﺣﺚ ﻣﻦ أﻛﺴﻔﻮرد ،أُﺟﺮﻳﺖ ﻋﲆ أﻃﻔﺎل ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻌﺎﻧﻮن ﻣﻦ اﺿﻄﺮاب اﻟﺘﻨﺎﺳﻖ اﻟﺤﺮﻛﻲ اﻟﻨﻤﺎﺋﻲ( .ﻛﺎﻧﺖ ﺛﻤﺔ ﺑﻴﺎﻧﺎت ﺻﺤﻔﻴﺔ ﺗﺘﺴﻢ ﺑﺤﻤﺎس ﺑﺎﻟﻎ أﺻﺪرﻫﺎ ﻣﺠﻠﺲ دورﻫﺎم ،ﺗﺘﺤﺪﱠث ﻋﻦ ﺗﺠﺎرب إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ،ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ .وﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎك ﻣﻘﺎﺑﻼت ﺻﺤﻔﻴﺔ أﺟﺮﺗْﻬﺎ ﻣﺎدﻟني ﺑﻮرﺗﻮود ،ﺗﺤﺪﱠﺛﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﰲ ﺣﻤﺎس ﺑﺎﻟﻎ ﻋﻦ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ )وﺗﺤﺪﺛﺖ ً أﻳﻀﺎ ﻋﻦ ﻛﻴﻒ أن زﻳﺖ اﻟﺴﻤﻚ ﻛﺎن ﻳ ﱢ ُﺤﺴﻦ ﻣﻦ ﻣﺸﻜﻼت اﻟﺒﴩة ﻟﺪى اﻷﻃﻔﺎل ،وﻣﺸﻜﻼت أﺧﺮى( ،ﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺛﻤﺔ أي دراﺳﺎت ﻣﻨﺸﻮرة. ُ ﺗﻮاﺻﻠﺖ ﻣﻊ دورﻫﺎم ،وأوﺻﻠﻮﻧﻲ ﺑﻤﺎدﻟني ﺑﻮرﺗﻮود ،اﻟﻌﻘﻞ اﻟﻌﻠﻤﻲ املﺪﺑﱢﺮ ﻟﻬﺬه اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﻀﺨﻤﺔ واملﺴﺘﻤﺮة .إﻧﻬﺎ ﺗَﻈﻬﺮ ﺑﺎﻧﺘﻈﺎم ﰲ اﻟﺘﻠﻴﻔﺰﻳﻮن وﺗﺘﺤﺪﱠث ﻋﻦ زﻳﻮت ً ﻣﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﻣﺼﻄﻠﺤﺎت ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻏري ﻣﻼﺋﻢ ﻣﺜﻞ » َ ﻃ َﺮﰲ« إﱃ ﺟﻤﻬﻮر اﻷﺳﻤﺎك، ﻏري ﻣﺘﺨﺼﺺ .ﻳﻘﻮل ﻣﻘﺪﻣﻮ اﻟﱪاﻣﺞ اﻟﺘﻠﻴﻔﺰﻳﻮﻧﻴﺔ» :ﻳﺒﺪو اﻷﻣﺮ ﻣﻌﻘﺪًا ،ﻟﻜﻦ اﻟﻌِ ﻠﻢ ﻳﻘﻮل …« ﺗﺒﺪو ﺑﻮرﺗﻮود ﰲ ﻏﺎﻳﺔ اﻟﺤﻤﺎﺳﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﺟﲇ ﱟ ﻋﻨﺪ اﻟﺤﺪﻳﺚ إﱃ اﻵﺑﺎء واﻟﺼﺤﻔﻴني، ً ﻛﺎﻣﻼ ﻟﻠﺮد ﻋﲆ رﺳﺎﺋﲇ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗُ ِﺠﺐْ ﻋﲆ ﻣﻜﺎملﺎﺗﻲ .واﺳﺘﻐﺮق املﻜﺘﺐ اﻟﺼﺤﻔﻲ أﺳﺒﻮﻋً ﺎ اﻹﻟﻜﱰوﻧﻴﺔ .ﻃﻠﺒﺖ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻲ أﺟ َﺮوْﻫﺎ ،أو ﻛﺎﻧﻮا ﻳُﺠ ُﺮوﻧﻬﺎ، ِ وﺑﺪت اﻟﺮدود ﻏري ﻣﺘﺴﻘﺔ ﻣﻊ اﻟﺘﻐﻄﻴﺔ اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ .ﺑﻞ ﺑﺪا أن إﺣﺪى اﻟﺘﺠﺎرب ،ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ،ﻏري ُ ﻃﻠﺒﺖ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ اﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ املﻨﻬﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﺠﺎرب اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﻮا ﻳُﺠ ُﺮوﻧﻬﺎ ،وﻧﺘﺎﺋﺞ ﻣﻮﺟﻮدة. ْ اﻛﺘﻤﻠﺖ ،ﻓﻘﺎﻟﻮا ﻟﻴﺲ ﻗﺒﻞ اﻟﻨﴩ. اﻟﺘﺠﺎرب اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ إﻛﻮازن وﻣﺠﻠﺲ دورﻫﺎم ﻗﺪ د ﱠرﺑﻮا ود ﱠﻟﻠﻮا ﻋﺪدًا ﺿﺨﻤً ﺎ ﻣﻦ اﻟﺼﺤﻔﻴني، وأﺷﺒﻌﻮﻫﻢ ﺑﺎملﻌﻠﻮﻣﺎت واﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ﻋﱪ اﻟﺴﻨﻮات ،ﻣﺎﻧﺤني إﻳﺎﻫﻢ اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﻟﻮﻗﺖ واﻟﺠﻬﺪ، وﺑﻘﺪْر ﻣﺎ أﺳﺘﻄﻴﻊ أن أرى ،ﺛﻤﺔ ﻓﺮق واﺣﺪ ﺑﻴﻨﻲ وﺑني أوﻟﺌﻚ اﻟﺼﺤﻔﻴني؛ َأﻻ وﻫﻮ أﻧﻪ، ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺎ ﻳﻜﺘﺒﻮن ،ﻳﺒﺪو أﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻮن إﻻ ً ﻗﻠﻴﻼ ﺟﺪٍّا ﻋﻦ ﺗﺼﻤﻴﻢ اﻟﺘﺠﺎرب ،ﺑﻴﻨﻤﺎ أﻧﺎ ﻗﻠﻴﻼ )وﻫﺎ أﻧﺖ ﺗﻌﺮف ً أﻋﺮف — ﺣﺴﻨًﺎ — أﻛﺜﺮ ً أﻳﻀﺎ(. 158
ﻗﺮص ﻳﺤﻞ ﻣﺸﻜﻼت اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﱠ ﻣﻌﻘﺪة
ﰲ ﻏﻀﻮن ذﻟﻚ ،ﻇﻠﻮا ﻳﺤﻴﻠﻮﻧﻨﻲ إﱃ ﻣﻮﻗﻊ ،durhamtrials.orgﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎن ﻳﺤﺘﻮي ﻋﲆ ﺑﻴﺎﻧﺎت ﻣﻔﻴﺪة .ﻛﺎن ﻣﻦ اﻟﻮاﺿﺢ أن املﻮﻗﻊ ﻗﺪ َﺧﺪَع اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﻟﺼﺤﻔﻴني واﻵﺑﺎء ﻗﺒﲇ، وﻫﻮ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﻜﺜري ﻣﻦ اﻟﻘﺼﺺ اﻹﺧﺒﺎرﻳﺔ وإﻋﻼﻧﺎت إﻛﻮازن .ﻟﻜﻦ ،ﻛﻤﺼﺪر ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻋﻦ »اﻟﺘﺠﺎرب« ،ﻳُﻌﺘﱪ ﻫﺬا املﻮﻗﻊ ً ﻣﺜﺎﻻ ﻧﻤﻮذﺟﻴٍّﺎ ﻷﺳﺒﺎب ﴐورة ﻧﴩ أي ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻗﺒﻞ ﻃﺮح أي ادﱢﻋﺎءات ﻣﺒﺎﻟﻎ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻦ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ .ﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ أن ﺗﺠﺪ ﺷﻴﺌًﺎ ذا أﻫﻤﻴﺔ ﻋﲆ املﻮﻗﻊ. ُ أﻟﻘﻴﺖ ﻧﻈﺮ ًة ﻋﲆ املﻮﻗﻊ ،ﻛﺎﻧﺖ ﺛﻤﺔ ﺑﻌﺾ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت املﺴﺘﻌﺎرة ﻣﻦ ﰲ املﺮة اﻷﺧرية اﻟﺘﻲ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺣﻘﺔ ﻣﻨﺸﻮرة ﰲ ﻣﻮﺿﻊ آﺧﺮ ﻣﻦ ﻗِ ﺒَﻞ ﺑﻌﺾ اﻟﺒﺎﺣﺜني ﻣﻦ أﻛﺴﻔﻮرد )ﺗﺼﺎدف أن أُﺟﺮﻳﺖ ﰲ دورﻫﺎم( ،ﻟﻜﻦ ،ﺑﺨﻼف ذﻟﻚ ،ﻻ ﻳﻮﺟﺪ أي أﺛﺮ ﻟﻠﺘﺠﺎرب اﻟﺘﻲ أُﺟﺮﻳﺖ ﰲ دورﻫﺎم ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ ﻛﻌﻨﴫ ﺿﺎﺑﻂ ،واﻟﺘﻲ ﻇﻠﺖ ﺗﻈﻬﺮ ﰲ اﻷﺧﺒﺎر .ﻛﺎﻧﺖ ﺛﻤﺔ رﺳﻮم ﺑﻴﺎﻧﻴﺔ ﻛﺜرية ﺗﺒﺪو ﻣﻌﻘﺪة ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺒﺪو أﻧﻬﺎ ﺗﺪور ﺣﻮل »ﺗﺠﺎرب« دورﻫﺎم اﻟﺨﺎﺻﺔ، اﻟﺘﻲ أُﺟﺮﻳﺖ ﰲ ﻏﻴﺎب ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ اﻟﻀﺎﺑﻄﺔ .ﻳﺒﺪو أن ﻫﺬه اﻟﺮﺳﻮم ﻛﺎﻧﺖ ً ﱡ ﻣﺼﺤﻮﺑﺔ ﺑﺮﺳﻮم ﺟﺮاﻓﻴﻚ ﺗﺒﺪو ﻋِ ﻠﻤﻴﺔ ﰲ ﻣﻈﻬﺮﻫﺎ ﻟﺘﻮﺿﻴﺤﻬﺎ ،ﻟﻜﻦ اﻟﺘﺤﺴﻨﺎت، ﺗﺸري إﱃ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺛﻤﺔ إﺣﺼﺎءات ﺗﻮﺿﺢ ﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺘﻐﻴريات ذات دﻻﻟﺔ إﺣﺼﺎﺋﻴٍّﺎ أم ﻻ. ﻳﻜﺎد ﻳﻜﻮن ﻣﻦ املﺴﺘﺤﻴﻞ اﻹﺷﺎرة إﱃ ﻛﻤﻴﺔ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟﻐﺎﺋﺒﺔ ﻋﻦ ﻫﺬا املﻮﻗﻊ ،وﻛﻴﻒ ﻳﺠﻌﻞ ذﻟﻚ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻮﺟﻮد ﻋﲆ املﻮﻗﻊ ﻻ ﻃﺎﺋﻞ ﻣﻨﻪ .وﻛﻤﺜﺎل ﻋﲆ ذﻟﻚ ،ﺛﻤﺔ »ﺗﺠﺮﺑﺔ« ُﴎ ْ دت ﻧﺘﺎﺋﺠﻬﺎ ﰲ ﺻﻮرة رﺳﻢ ﺑﻴﺎﻧﻲ ،ﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﰲ أي ﻣﻜﺎن ﺑﺎملﻮﻗﻊ ﻋﲆ اﻹﻃﻼق — َﻗﺪْر ﻣﺎ أرى — ذِ ﻛ ٌﺮ ﻟﻌﺪد اﻷﻃﻔﺎل اﻟﺬﻳﻦ أُﺟﺮﻳﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﺪراﺳﺔ .ﻳﺼﻌﺐ ﺗﺨﻴﱡﻞ ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ أﺳﺎﺳﻴﺔ أﺑﺴﻂ ﻣﻦ ذﻟﻚ .ﻟﻜﻦ ﻳﻤﻜﻨﻚ أن ﺗﺠﺪ اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﻟﺸﻬﺎدات اﻟﺸﺪﻳﺪة اﻟﺤﻤﺎﺳﺔ اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻣﻮﻗﻊ ﻷﺣﺪ ﻣﻌﺎﻟﺠﻲ اﻟﻄﺐ اﻟﺒﺪﻳﻞ ﻣﻤﻦ ﻳﺒﻴﻌﻮن ﻋﻼﺟﺎت ﺳﺤﺮﻳﺔ .ﻳﻘﻮل ﺗﻜﻦ ِﻟﺘُﻮﺟَ ﺪ ﻋﲆ ٍ أﺣﺪ اﻷﻃﻔﺎل» :ﻻ أﺣﺐ ﻣﺸﺎﻫﺪة اﻟﺘﻠﻴﻔﺰﻳﻮن اﻵن .أﺣﺐ ﻗﺮاءة اﻟﻜﺘﺐ ﻓﻘﻂ .أﻓﻀﻞ ﻣﻜﺎن ﰲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺄﴎه ﻫﻮ املﻜﺘﺒﺔ .أﺣﺒﻬﺎ ﺟﺪٍّا«. ﻛﻨﺖ أﺷﻌﺮ أن اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻳﺴﺘﺤﻘﻮن أن ﻳﻌﺮﻓﻮا ﻣﺎ ﺟﺮى ﰲ ﻫﺬه اﻟﺘﺠﺎرب .ورﺑﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻫﻲ أﻛﺜﺮ اﻟﺘﺠﺎرب اﻹﻛﻠﻴﻨﻴﻜﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻧُﴩت ﻋﲆ ﻧﻄﺎق واﺳﻊ ﺧﻼل اﻷﻋﻮام اﻟﻘﻠﻴﻠﺔ املﺎﺿﻴﺔ ،وﻛﺎﻧﺖ ﻣﺜﺎر اﻫﺘﻤﺎم ﻋﺎ ﱟم ﻛﺒري ،وﻛﺎﻧﺖ اﻟﺘﺠﺎرب ﺗُﺠﺮى ﻋﲆ اﻷﻃﻔﺎل ﻣﻦ ُ ﺑﻄﻠﺐ ﺑﻤﻮﺟﺐ ﻗﺎﻧﻮن ﺣﺮﻳﺔ ﺗﺪاول املﻌﻠﻮﻣﺎت ﻣﻦ ﺗﻘﺪﻣﺖ ﻗِ ﺒَﻞ ﻣﻮﻇﻔني ﺣﻜﻮﻣﻴني .ﻟﺬا ٍ أﺟﻞ املﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﺳﺘﺤﺘﺎج ملﻌﺮﻓﺘﻬﺎ ﺣﻮل إﺣﺪى اﻟﺘﺠﺎرب :ﻣﺎ ﺟﺮى ﰲ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔُ ،ﻫﻮﻳﺔ اﻷﻃﻔﺎل املﺸﺎرﻛني ،اﻟﻘﻴﺎﺳﺎت اﻟﺘﻲ ﺟﺮت ،إﻟﺦ .ﻛﻞ ﳾء ،ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ ،ﻣﻦ اﻹرﺷﺎدات 159
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
اﻟﻘﻴﺎﺳﻴﺔ واﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﰲ املﻌﺎﻳري املﻮﺣﺪة ﻟﻨﴩ اﻟﺘﺠﺎرب اﻟﺘﻲ ﺗﺼﻒ أﻓﻀﻞ املﻤﺎرﺳﺎت ﰲ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻟﺘﺠﺎرب اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ .و َر َﻓﺾ ﻣﺠﻠﺲ دورﻫﺎم ،ﻣﺘﻌ ﱢﻠﻠني ﺑﺎﻟﺘﻜﺎﻟﻴﻒ. ُ أﻗﻨﻌﺖ ﻗ ﱠﺮاء اﻟﻌﻤﻮد اﻟﺼﺤﻔﻲ ﺑﺄن ﻳﻄﻠﺒﻮا اﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ اﻟﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ املﻌﻠﻮﻣﺎت، ﻟﺬا ً ﻣﻜﻠﻔﺎ .اﺗﱡﻬﻤﻨﺎ ﺑﺈدارة »ﺣﻤﻠﺔ َﻛﻴْﺪﻳﺔ« ﻹﺷﺎﻋﺔ »اﻟﺬﻋﺮ« .وﺷﻜﺎﻧﻲ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﻄﻠﺐ أيﱞ ﻣﻨﱠﺎ ﺷﻴﺌًﺎ رﺋﻴﺲ املﺠﻠﺲ إﱃ ﺻﺤﻴﻔﺔ »ذا ﺟﺎردﻳﺎن« .وﻗﻴﻞ ﱄ ﰲ ﻧﻬﺎﻳﺔ املﻄﺎف إن أﺳﺌﻠﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ً ﺳﺎﻓﺮت ﻣﺴﺎﻓﺔ ً ٢٧٥ ُ ﺷﻤﺎﻻ إﱃ دورﻫﺎم ﺷﺨﺼﻴٍّﺎ .وواﺻﻞ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻴﻼ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻨﻬﺎ إذا ﻣﻦ اﻟﻘﺮاء ﻣﺎ ﺑﺪأﺗُﻪ ،ﻣﻄﺎﻟﺒني ﺑﺎﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ املﺰﻳﺪ ﻣﻦ املﻌﻠﻮﻣﺎت؛ ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻬﻢ إن ﻛﺜريًا ﻣﻦ املﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳُﺴﻤﺢ ﻟﻬﻢ ﺑﺎﻻﻃﻼع ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﻮﺟﻮدة ﻋﲆ أي ﺣﺎل. ﱡ ﺗﺤﺴﻦ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﰲ ﺻﻔﻮف أﺧريًا ،ﰲ ﻓﱪاﻳﺮ ،٢٠٠٨ﺑﻌﺪ اﻧﺨﻔﺎض ﻣﺤ ِﺒﻂ ﰲ ﻣﻌﺪﱠل اﻟﺸﻬﺎدة اﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ،أﻋﻠﻦ املﺠﻠﺲ ﻋﺪم وﺟﻮد أي ﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﻗﺒ ُﻞ ﻟﻘﻴﺎس ﻣﺴﺘﻮى اﻷداء ﰲ اﻻﺧﺘﺒﺎرات .وأدﻫﺸﻨﻲ ﻫﺬا .وﺣﺘﻰ أﻛﻮن ﰲ ﻣﻨﺘﻬﻰ اﻟﺪﻗﺔ ،ﻛﺎن ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻮه ،ردٍّا ﻋﲆ ﺳﺆال ً ﺳﺎﺑﻘﺎ ،ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﰲ ﻧﻴﺘﻨﺎ ﻣﻜﺘﻮب ﻣﻦ ﻣﺪﻳﺮ ﻣﺪرﺳﺔ ﻣﺘﻘﺎﻋﺪ ﺳﺎﺧﻂ ،ﻛﻤﺎ ﻳﲇ» :ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻗﻠﻨﺎ ﻗﻂ ،وﻟﻢ ﻳﻘﱰح ﻣﺠﻠﺲ املﻘﺎﻃﻌﺔ ﻗﻂ ،أن ﻳﺴﺘﺨﺪم املﺠﻠﺲ ﻫﺬه املﺒﺎدرة ﰲ اﺳﺘﺨﻼص اﺳﺘﻨﺘﺎﺟﺎت ﻋﻦ ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ أو ﻋﺪم ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ اﺳﺘﺨﺪام زﻳﺖ اﻟﺴﻤﻚ ﻟﺘﻌﺰﻳﺰ ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻻﺧﺘﺒﺎرات«. ً ﺗﻘﻠﻴﻼ ﻣﻦ اﻷﻣﺮ .ﰲ أن ﻳﻘﺎل إن ﻫﺬا ﻳﺘﻨﺎﻗﺾ ﻣﻊ ادﱢﻋﺎءاﺗﻬﻢ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻻ ﻳُﻌﺘﱪ إﻻ ﻣﻘﺎﻟﺔ ﰲ »دﻳﲇ ﻣﻴﻞ« ﺗﺮﺟﻊ إﱃ ٥ﺳﺒﺘﻤﱪ ،٢٠٠٦ﻋﻨﻮاﻧﻬﺎ »إﻃﻼق دراﺳﺔ ﻋﲆ زﻳﺖ اﻟﺴﻤﻚ ﻟﺘﺤﺴني درﺟﺎت اﻟﺸﻬﺎدة اﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ« ،ﻗﺎل دﻳﻒ ﻓﻮرد ،ﻛﺒري ﻣﻔﺘﴚ املﺪارس ﰲ املﺠﻠﺲ: »ﺳﻨﺴﺘﻄﻴﻊ ﺗﺘﺒﱡﻊ ﺗﻘﺪﱡم َﺳ ْري اﻟﺘﻼﻣﻴﺬ وﻗﻴﺎس ﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ إﻧﺠﺎزاﺗﻬﻢ أﻓﻀﻞ ﻣﻦ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ املﺘﻮﻗﻌﺔ ﻟﻬﻢ «.ﻗﺎﻟﺖ د .ﻣﺎدﻟني ﺑﻮرﺗﻮود ،ﻣُﺨﺘَﺼﺔ ﻋﻠﻢ اﻟﻨﻔﺲ اﻟﱰﺑﻮي اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﻮد ِ أﻇﻬﺮت اﻟﺘﺠﺎربُ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻻﻓﺘﺔ ،وأﻧﺎ واﺛﻘﺔ ﻣﻦ أﻧﻨﺎ ﺳﻨﺮى ﻓﻮاﺋﺪ »اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ«» :ﻟﻘﺪ ﻣﻠﺤﻮﻇﺔ ﰲ ﻫﺬه اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ً أﻳﻀﺎ«. ﻳﻨﺺ اﻟﺒﻴﺎن اﻟﺼﺤﻔﻲ ملﺠﻠﺲ ﻣﻘﺎﻃﻌﺔ دورﻫﺎم ﻣﻨﺬ ﺑﺪاﻳﺔ إﺟﺮاء »اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ« ﻋﲆ اﻵﺗﻲ» :ﺳﻴﻄﻠﻖ ﻛﺒﺎر املﺴﺌﻮﻟني اﻟﱰﺑﻮﻳني ﰲ ﻣﻘﺎﻃﻌﺔ دورﻫﺎم ﻣﺒﺎدرة ﻓﺮﻳﺪة ﻟﻠﻌﻮدة إﱃ املﺪرﺳﺔ اﻟﻴﻮم ،وﻫﻲ ﻣﺒﺎدرة ﻳﻌﺘﻘﺪون أﻧﻬﺎ ﻗﺪ ﺗﺴﻔﺮ ﻋﻦ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﻌﺪﻻت ﻗﻴﺎﺳﻴﺔ ﰲ اﻟﻨﺠﺎح ﰲ ﺷﻬﺎدات اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﺜﺎﻧﻮي ﰲ اﻟﺼﻴﻒ اﻟﻘﺎدم «.ﻳﺸري اﻟﺒﻴﺎن اﻟﺼﺤﻔﻲ إﱃ أن اﻷﻃﻔﺎل أﻗﺮاﺻﺎ »ﻟﻠﻨﻈﺮ ﻓﻴﻤﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻔﻮاﺋﺪ املﺜﺒﺘﺔ اﻟﺘﻲ ﱠ ﻳُﻌ َ ً ﺣﻘﻘﺘْﻬﺎ ﻟﻸﻃﻔﺎل واﻟﺸﺒﺎب ﰲ ﻄﻮْن ﺤﺴﻦ ﻣﻦ اﻷداء ﰲ اﻻﺧﺘﺒﺎرات ً ﺗﺠﺎرب ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗُ ﱢ أﻳﻀﺎ «.ﻛﺒري ﻣﻔﺘﴚ املﺪارس ﰲ املﺠﻠﺲ »ﻣﻘﺘﻨﻊ« ﺑﺄن ﻫﺬه اﻷﻗﺮاص »ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﺆﺛﺮ ﺗﺄﺛريًا ﻣﺒﺎﴍًا ﻋﲆ ﻧﺘﺎﺋﺠﻬﻢ ﰲ 160
ﻗﺮص ﻳﺤﻞ ﻣﺸﻜﻼت اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﱠ ﻣﻌﻘﺪة
اﻟﺸﻬﺎدة اﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ … وﺳﻮف ﺗﺴﺘﻤﺮ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻋﲆ ﻣﺴﺘﻮى املﻘﺎﻃﻌﺔ ﺣﺘﻰ ﻳ ِ ُﻜﻤﻞ اﻟﺘﻼﻣﻴﺬ اﺧﺘﺒﺎراﺗﻬﻢ ﰲ اﻟﺸﻬﺎدة اﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ﰲ ﻳﻮﻧﻴﻮ املﻘﺒﻞ ،واﻻﺧﺘﺒﺎر اﻷول ﻟﻔﺎﻋﻠﻴﺔ املﻜﻤﱢ ﻞ ﺳﻴﺠﺮي ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺆدﱡون اﻻﺧﺘﺒﺎرات اﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻴﺔ ﰲ دﻳﺴﻤﱪ اﻟﺤﺎﱄ «.وﻳﻘﻮل دﻳﻒ ﻓﻮرد ﰲ اﻟﺒﻴﺎن اﻟﺼﺤﻔﻲ ﺣﻮل اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﺠﺮﺑﺔ — ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻳُﻘﺎل ﻟﻨﺎ اﻵن — وﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻘﺼﻮدًا ﻣﻨﻬﺎ ﻋﲆ اﻹﻃﻼق ﺟﻤﻊ ﺑﻴﺎﻧﺎت ﺣﻮل ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻻﺧﺘﺒﺎرات» :ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺗﺘﺒﱡﻊ ﺗﻘﺪﱡم اﻟﺘﻼﻣﻴﺬ، ﻻﺣﻈﺖ ً ُ أﻳﻀﺎ ﰲ وﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﻗﻴﺎس ﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﻧﺘﺎﺋﺠﻬﻢ أﻓﻀﻞ ﻣﻦ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ املﺘﻮﻗﻌﺔ «.وﻗﺪ ﳾءٍ ﻣﻦ اﻟﺪﻫﺸﺔ أﻧﻬﻢ ﻋﺪﱠﻟﻮا اﻟﺒﻴﺎن اﻟﺼﺤﻔﻲ اﻷﺻﲇ ﻋﲆ ﻣﻮﻗﻊ دورﻫﺎم ،وﺣﺬﻓﻮا ﻛﻠﻤﺔ »ﺗﺠﺮﺑﺔ«. ملﺎذا ﻳُﻌ ﱡﺪ ﻛ ﱡﻞ ﻫﺬا ﻣﻬﻤٍّ ﺎ؟ ﺣﺴﻨًﺎً ، أوﻻ ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻗﻠﺖ ،ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ أﻛﺜﺮ اﻟﺘﺠﺎرب ُ وﺣﻘﻴﻘﺔ أﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ً ﻣﺜﺎﻻ ﰲ ﻣﻨﺘﻬﻰ اﻟﺤﻤﺎﻗﺔ ﺗﺠﻌﻠﻬﺎ ﺗﻘﻮﱢض اﻟﺘﻲ ُﻛﺘِﺐ ﻋﻨﻬﺎ ﰲ ذﻟﻚ اﻟﻌﺎم، َﻓﻬْ ﻢ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﺠﻮﻫﺮ ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻷدﻟﺔ واﻟﺒﺤﻮث .ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﻳﺪرك اﻟﻨﺎس أن ﻓﻬﻤﻬﻢ ﻗﺪ ﺗﻌ ﱠﺮض ﻟﻠﺨﻠﻞ ﻋﻦ ﻋﻤﺪ ،ﻓﺈن ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﺘﺠﺎرب ﺗﻘﻮﱢض إﻳﻤﺎن اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺎﻟﺒﺤﻮث ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺆدي ﱠإﻻ إﱃ ﺗﻘﻮﻳﺾ اﻟﺮﻏﺒﺔ ﰲ املﺸﺎرﻛﺔ ﰲ اﻟﺒﺤﻮث ،ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ،ﻣﻊ ﻣﻼﺣﻈﺔ أن ﺿﻢ املﺸﺎرﻛني ﰲ اﻟﺘﺠﺎرب أﻣ ٌﺮ ﺻﻌﺐ ﺑﻤﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﰲ أﻓﻀﻞ اﻷﺣﻮال. اﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻫﺬا أن ﻫﻨﺎك ً أﻳﻀﺎ ﺑﻌﺾ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﺷﺪﻳﺪة اﻷﻫﻤﻴﺔ ﰲ ﻫﺬا اﻟﺴﻴﺎق؛ ﻓﺎﻟﻨﺎس ﻳﺘﱪﱠﻋﻮن ﺑﺄﺟﺴﺎدﻫﻢ — وأﺟﺴﺎد أﻃﻔﺎﻟﻬﻢ — ﻟﻠﻤﺸﺎرﻛﺔ ﰲ اﻟﺘﺠﺎرب ،ﺑﻨﺎءً ﻋﲆ ﻣﻌﺮﻓﺘﻬﻢ ﺑﺄن اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺳﺘُﺴﺘﺨﺪم ﰲ ﺗﺤﺴني املﻌﺮﻓﺔ اﻟﻄﺒﻴﺔ واﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ،وﻳﺘﻮﻗﻌﻮن أن اﻟﺒﺤﻮث اﻟﺘﻲ ﺗُﺠﺮى ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺳﺘُﺠﺮى ﻋﲆ ﻧﺤﻮ ﻣﻨﺎﺳﺐ ،وﺳﺘﻜﻮن ﻣﻔﻴﺪة ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺘﻌﻤﱠ ﺪ، وأن اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺳﺘُﻨﴩ ﻛﺎﻣﻠﺔ ،ﺣﺘﻰ ﻳﺮاﻫﺎ اﻟﺠﻤﻴﻊ. ُ رأﻳﺖ ُﻛﺘﻴﱢﺒﺎت ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت اﻵﺑﺎء اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗُﻮ ﱠزع ﻟﻠﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﻤﴩوع دورﻫﺎم ،وﻟﻢ أﺟﺪ ﺑﻬﺎ أيﱠ ﻏﻤﻮض ﻋﲆ اﻹﻃﻼق ﰲ اﻟﱰوﻳﺞ ﻟﻠﻤﴩوع ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ﻣﴩوﻋً ﺎ ﺑﺤﺜﻴٍّﺎ ﻋﻠﻤﻴٍّﺎ .ﺗُﺴﺘﺨﺪم ﻛﻠﻤﺔ »دراﺳﺔ« ﺳﺒﻊ ﻋﴩة ﻣﺮة ﰲ واﺣﺪ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﻜﺘﻴﺒﺎت ،ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن ﺛﻤﺔ ﻓﺮﺻﺔ ﻗﻠﻴﻠﺔ أن ﺗُﺴﻔﺮ »اﻟﺪراﺳﺔ« )أو »اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ« ،أو »املﺒﺎدرة«( ﻋﻦ أي ﺑﻴﺎﻧﺎت ﻣﻔﻴﺪة ،ﻟﻸﺳﺒﺎب اﻟﺘﻲ ﻋﺮﺿﻨﺎﻫﺎ ،وﻋﲆ أي ﺣﺎل أُﻋﻠﻦ ﻋﻦ أن أﺛﺮ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻋﲆ ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻟﺸﻬﺎدة اﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ﻟﻦ ﻳُﻨﴩ. 4 ﻟﻬﺬه اﻷﺳﺒﺎب ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ — ﰲ رأﻳﻲ — ﻏري أﺧﻼﻗﻴﺔ .ﺳﻴﻜﻮن ﻟﺪﻳﻚ رأﻳﻚ اﻟﺨﺎص ،ﻟﻜﻦ ﻳﺼﻌﺐ ﺟﺪٍّا ﻓﻬﻢ أي ﺗﱪﻳﺮ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻘﺪﻳﻤﻪ ﻟﺤﺠﺐ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻫﺬه »اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ«؛ إذ إﻧﻬﺎ اﻧﺘﻬﺖ .ﻳﺠﺐ اﻟﺴﻤﺎح ﻟﻠﱰﺑﻮﻳني ،واﻟﺒﺎﺣﺜني اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴني ،واملﺪرﺳني ،واﻵﺑﺎء ،واﻟﻌﺎﻣﺔ، 161
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ﺑﺎﻻﻃﻼع ﻋﲆ أﺳﺎﻟﻴﺐ إﺟﺮاء اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ واﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ،واﺳﺘﺨﻼص ﻧﺘﺎﺋﺠﻬﻢ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺣﻮل أﻫﻤﻴﺘﻬﺎ ،ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎن ﺿﻌﻒ ﺗﺼﻤﻴﻤﻬﺎ .ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ ،ﻫﺬا ﻫﻮ املﻮﻗﻒ ﻧﻔﺴﻪ ﻛﻤﺎ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ﺣﻮل ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ ﻣﻀﺎدات اﻻﻛﺘﺌﺎب اﻟﺘﻲ ﺣُ ِﺠﺒﺖ ﻣﻦ ﻗِ ﺒَﻞ ﴍﻛﺎت اﻷدوﻳﺔ ،وﻳُﻌَ ﱡﺪ ً ﻣﺜﺎﻻ آﺧﺮ ﻳﻮﺿﺢ أوﺟﻪ اﻟﺸﺒﻪ ﺑني ﺻﻨﺎﻋﺎت اﻷﻗﺮاص ﻫﺬه ،ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺟﻬﻮد ﺻﻨﺎﻋﺔ ً »ﺑﺪﻳﻼ« ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺎ. اﻷﻗﺮاص املﻜﻤﱢ ﻠﺔ اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ اﻟﺤﺜﻴﺜﺔ ﰲ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ) (5اﻟﻘﻮة ﰲ اﻟﻘﺮص؟ ً ﻳﺠﺐ أن ﱢ ُ ﺷﻐﻮﻓﺎ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ ﻟﺴﺖ أوﺿﺢ ﺑﺠﻼءٍ أﻧﻨﻲ — وﱄ اﻟﺤﻖ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ ﰲ أن أﻗﻮل ﻫﺬا — ﱢ ﺗﺤﺴﻦ ﻧﺘﻴﺠﺔ اﺧﺘﺒﺎرات ذﻛﺎء اﻷﻃﻔﺎل أم ﻻ ،وأﻗﻮل ﺑﻤﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﻛﺒﺴﻮﻻت زﻳﺖ اﻟﺴﻤﻚ ً ﻣﺘﺨﺼﺼﺎ ﰲ ﺷﺌﻮن املﺴﺘﻬﻠﻚ ،أو ﻫﺬا ﻟﻌﺪدٍ ﻣﻦ اﻷﺳﺒﺎب .ﺑﺎدئ ذي ﺑﺪء ،أﻧﺎ ﻟﺴﺖ ﺻﺤﻔﻴٍّﺎ ﺧﺒريًا ﰲ أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺤﻴﺎة ،وﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ اﻟﻌﻮاﺋﺪ املﺎﻟﻴﺔ املﺠﺰﻳﺔ ﺑﻼ ﺣﺪود ،ﻻ ﻳﻌﻨﻴﻨﻲ ﻋﲆ اﻹﻃﻼق أن »أُﺳﺪِي ﻧﺼﺎﺋﺢ ﺻﺤﻴﺔ إﱃ اﻟﻘ ﱠﺮاء« )ﺣﺘﻰ أﻛﻮن أﻣﻴﻨًﺎ ،ﱢ أﻓﻀﻞ أن ﺗﻀﻊ اﻟﻌﻨﺎﻛﺐ ﺑﻴﻀﺎ ﻋﲆ ﺑﴩﺗﻲ ﻋﲆ أن أﻓﻌﻞ ذﻟﻚ( .ﻟﻜﻦ ً ً أﻳﻀﺎ ،إذا ﻓﻜﺮت ﰲ اﻷﻣﺮ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻋﻘﻼﻧﻴﺔ، ﻓﺮﺑﻤﺎ ﻟﻦ ﺗﻜﻮن أي ﻓﺎﺋﺪة ﻳﺠﻠﺒﻬﺎ زﻳﺖ اﻟﺴﻤﻚ ﻟﻸداء ﰲ املﺪرﺳﺔ ﻋﲆ ﻫﺬا اﻟﻘﺪْر ﻣﻦ اﻷﻫﻤﻴﺔ املﺒﺎﻟﻎ ﻓﻴﻬﺎ .ﻓﻼ ﻳﻮﺟﺪ ﻟﺪﻳﻨﺎ وﺑﺎءٌ ﻳﺘﻌ ﱠﻠﻖ ﺑﺎﻷﺷﺨﺎص اﻟﻨﺒﺎﺗﻴني اﻟﺒُﺪَﻧﺎء ،ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﱃ أن اﻟﺒﴩ ﻗﺪ أﻇﻬﺮوا ُﻗﺪْرة ﻋﲆ اﻟﺘﻨﻮع ﻗﺪْر ﺗﻨﻮع ﻋﺎداﺗﻬﻢ اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ ،ﻣﻦ أﻻﺳﻜﺎ إﱃ ﺻﺤﺮاء ﺳﻴﻨﺎء. ﻟﻜﻦ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ أي ﳾء آﺧﺮ ،ﻣﺨﺎﻃ ًﺮا ﺑﺄن أﺑﺪو ﻛﺄﻛﺜﺮ ﺷﺨﺺ ﻣﻤ ﱟﻞ ﺗﻌﺮﻓﻪ ،أﻛ ﱢﺮر ﻣﺮة أﺧﺮى :ﻟﻦ أﺑﺪأ ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ اﻟﺠﺰﻳﺌﺎت ،أو اﻷﻗﺮاص ،ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ٍّ ﺣﻼ ملﺜﻞ ﻫﺬه اﻷﻧﻮاع ﻣﻦ املﺸﻜﻼت .ﻻ أﺳﺘﻄﻴﻊ أن أﻣﻨﻊ ﻧﻔﴘ ﻣﻦ ﻣﻼﺣﻈﺔ أن اﻟﻜﺒﺴﻮﻻت اﻟﺘﻲ ﺗﺮوﱢج دورﻫﺎم ﻟﻬﺎ ﺗﺘﻜ ﱠﻠﻒ ٨٠ﺟﻨﻴﻬً ﺎ اﺳﱰﻟﻴﻨﻴٍّﺎ ﻟﻜﻞ ﻃﻔﻞ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﻨﻔﻖ ﻓﻘﻂ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻦ ٦٥ﺟﻨﻴﻬً ﺎ اﺳﱰﻟﻴﻨﻴٍّﺎ ﻟﻜﻞ ﻃﻔﻞ ﻳﻮﻣﻴٍّﺎ ﰲ اﻟﻮﺟﺒﺎت املﺪرﺳﻴﺔ .إذن ﻳﻤﻜﻦ اﻻﺑﺘﺪاء ﻣﻦ ﻫﻨﺎ .أو رﺑﻤﺎ ﻳﻤﻜﻦ ِ ﻓﻌﻠﺖ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﺤﺪ ﻣﻦ اﻟﺤﻤﻼت اﻹﻋﻼﻧﻴﺔ ﻟﻠﻮﺟﺒﺎت اﻟﴪﻳﻌﺔ املﻮﺟﱠ ﻬﺔ ﻟﻸﻃﻔﺎل ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻣﺆﺧ ًﺮا .رﺑﻤﺎ ﺗﻨﺎﻗﺶ اﻟﺘﺜﻘﻴﻒ واﻟﺘﻮﻋﻴﺔ ﺣﻮل اﻟﻐﺬاء واﻟﻌﺎدات اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﺟﻴﻤﻲ املﺮاوﻏﺔ أو ﻧﺤﻮ ﻃﻴﺐ ﺟﺪٍّا ،دون اﻟﻠﺠﻮء إﱃ أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ ِ أوﻟﻴﻔﺮ ﻣﺆﺧ ًﺮا ﻋﲆ ٍ اﻷﻗﺮاص اﻟﺴﺤﺮﻳﺔ. رﺑﻤﺎ ﺣﺘﻰ ﺗﺘﻨﺤﱠ ﻰ ﺟﺎﻧﺒًﺎ ﻋﻦ اﻟﺘﻬﻮﱡس ﺑﻤﻮﺿﻮع اﻟﻐﺬاء — ملﺮة واﺣﺪة ﻓﻘﻂ — وﺗُﻠﻘﻲ ﻧﻈﺮة ﻋﲆ ﻣﻬﺎرات اﻟﱰﺑﻴﺔ ،أو ﺗﻮﻇﻴﻒ املﺪرﺳني واﺳﺘﺒﻘﺎﺋﻬﻢ ،أو اﻹﻗﺼﺎء اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ،أو 162
ﻗﺮص ﻳﺤﻞ ﻣﺸﻜﻼت اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﱠ ﻣﻌﻘﺪة
ﺣﺠﻢ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺪراﳼ ،أو ﻋﺪم املﺴﺎواة اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،واﻟﻔﺠﻮة ﰲ ْ اﻟﺪﺧﻞ اﻵﺧﺬة ﰲ اﻟﺘﺰاﻳﺪ، ً ﻗﺼﺼﺎ ﻛﻬﺬه .ﻳﺒﺪو أو ﺑﺮاﻣﺞ اﻟﱰﺑﻴﺔ ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻗﻠﻨﺎ ﰲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ .ﻟﻜﻦ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم ﻻ ﺗﺮﻳﺪ اﻟﻌﻨﻮان »ﻗﺮص ﻳﺤﻞ املﺸﻜﻼت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ املﻌﻘﺪة« أﻗﺮب إﱃ ﻗﺼﺔ إﺧﺒﺎرﻳﺔ ﻣﻦ أي ﳾء ﻳﺘﻀﻤﱠ ﻦ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺗﺮﺑﻴﺔ ٍّ ﻣﻤﻼ. ﻳﺮﺟﻊ ﻫﺬا ﺟﺰﺋﻴٍّﺎ إﱃ ﺷﻌﻮر اﻟﺼﺤﻔﻴني ﺑﻘﻴﻤﺔ اﻷﺧﺒﺎر ،ﻟﻜﻦ اﻷﻣﺮ ﻳﺘﻌﻠﻖ ً أﻳﻀﺎ أﻟﺘﻖ ﻫﺎﺗﺸﻨﺰ »وآﺧﺮﻳﻦ« ،ﻣﺆﻟﻔﻲ دراﺳﺔ اﻟﱰﺑﻴﺔ ﺑﻜﻴﻔﻴﺔ اﻟﺪﻓﻊ ﺑﺎﻷﺧﺒﺎر إﱃ اﻟﺼﺪارة .ﻟﻢ ِ اﻟﺘﻲ ﺑﺪأ ﻫﺬا اﻟﻔﺼﻞ ﺑﻬﺎ — أﻧﺎ ﻋﲆ أﺗﻢ اﺳﺘﻌﺪاد أن ﻳُﻘﺎل ﱄ إﻧﻬﻢ ﻳﺴﻬﺮون ﰲ ﺳﻮﻫﻮ ﻫﺎوس ﺣﺘﻰ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺻﺒﺎﺣً ﺎ ﻛﻞ ﻟﻴﻠﺔ ،ﻳﺘﺒﺎدﻟﻮن أﺣﺎدﻳﺚ اﻟﻨﻤﻴﻤﺔ ﻣﻊ ﺻﺤﻔﻴﻲ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم املﺮﺋﻴﺔ واملﺴﻤﻮﻋﺔ أﺛﻨﺎء ﺗﻨﺎوﻟﻬﻢ اﻟﺸﺎﻣﺒﺎﻧﻴﺎ واﻟﻄﻌﺎم — ﻟﻜﻦ ﰲ واﻗﻊ اﻷﻣﺮ أﺷﻚ ﰲ أﻧﻬﻢ أﻛﺎدﻳﻤﻴﻮن ﻣﺘﻮاﺿﻌﻮن ﻫﺎدﺋﻮن .ﺗﻤﺘﻠﻚ اﻟﴩﻛﺎت اﻟﺨﺎﺻﺔ ،ﰲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ،ﻗﻮة ﻋﻼﻗﺎت ﻋﺎﻣﺔ ذات ﻣﻴﺰاﻧﻴﺎت ﻫﺎﺋﻠﺔ ،وﻣﻮﺿﻮﻋً ﺎ واﺣﺪًا ﺗﺮوﱢج ﻟﻪ ،ووﻗﺘًﺎ ﻟﱰﺳﻴﺦ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻣﻊ اﻟﺼﺤﻔﻴني املﻬﺘﻤﱢ ني ،وﻓﻬْ ﻤً ﺎ ﻣﺎ ِﻛ ًﺮا ﻟﺮﻏﺒﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻹﻋﻼم ،وآﻣﺎﻟﻨﺎ اﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ،وأﺣﻼم املﺴﺘﻬﻠﻜني. ﻟﻴﺴﺖ ﻗﺼﺔ زﻳﺖ اﻟﺴﻤﻚ ﻗﺼﺔ ﻓﺮﻳﺪة ﺑﺄي ﺣﺎل ﻣﻦ اﻷﺣﻮال؛ ﻓﺒﺼﻮرة ﻣﺘﻜﺮرة ،وﰲ ﺳﺒﺎق ﻟﺒﻴﻊ اﻷﻗﺮاص ،ﻳﺒﻴﻊ اﻷﺷﺨﺎص إﻃﺎ ًرا ﺗﻔﺴريﻳٍّﺎ أوﺳﻊ ،وﻣﺜﻠﻤﺎ أﺷﺎر ﺟﻮرج أوروﻳﻞ ٍ آن واﺣﺪ. ﻷول ﻣﺮة ،ﺗﻜﻤﻦ ﻋﺒﻘﺮﻳﺔ اﻹﻋﻼن اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﰲ ﺑﻴﻊ اﻟﺤﻞ »إﺿﺎﻓﺔ إﱃ« املﺸﻜﻠﺔ ﰲ ٍ ﻓﻌﻤﻠﺖ ﴍﻛﺎت اﻟﺪواء ﺑﺠﺪ ،ﻣﻦ ﺧﻼل ﺣﻤﻼﺗﻬﺎ اﻹﻋﻼﻧﻴﺔ املﻮﺟﻬﺔ ﻣﺒﺎﴍة ﻧﺤﻮ املﺴﺘﻬﻠﻚ وﻣﺎ ﺗﻤﺎرﺳﻪ ﻣﻦ ﺿﻐﻂ ،ﻟﻠﺪﻓﻊ ﺑ »ﻓﺮﺿﻴﺔ اﻟﺴريوﺗﻮﻧني« ﻟﻌﻼج اﻻﻛﺘﺌﺎب ،ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن اﻷدﻟﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻋﲆ ﻫﺬه اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻻ ﺗﺰال ﺗﺘﻀﺎءل أﻛﺜﺮ ﻓﺄﻛﺜﺮ ﺳﻨﻮﻳٍّﺎ ،وﺗﺮوﱢج ﺻﻨﺎﻋﺔ املﻜﻤﻼت اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ ،ﻟﺴﻮﻗﻬﺎ اﻟﺨﺎﺻﺔ ،ﻷوﺟﻪ اﻟﻘﺼﻮر ﰲ اﻟﻌﺎدات اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﺳﺒﺒًﺎ ً ﻗﺎﺑﻼ ﻟﻠﻌﻼج ﻟﻠﻤﺰاج اﻟﺴﻴﺊ )ﻋﻦ ﻧﻔﴘ ﻟﻴﺲ ﻟﺪيﱠ ﻋﻼج إﻋﺠﺎزي ﻟﺘﻘﺪﻳﻤﻪ ،وﻣﺮة ﺑﻌﺪ ﻣﺮة ً ﺗﺸﻮﻳﻘﺎ ،ورﺑﻤﺎ أﻛﺜﺮ ﻗﺎﺑﻠﻴﺔ أﻛ ﱢﺮر ،أﻋﺘﻘﺪ أن اﻷﺳﺒﺎب اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻬﺬه املﺸﻜﻼت ﺗﻌﺘﱪ أﻛﺜﺮ ﻟﻠﺘﺪﺧﻞ(. ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺼﺺ زﻳﺖ اﻟﺴﻤﻚ ﻫﺬه ً ﻣﺜﺎﻻ ﻛﻼﺳﻴﻜﻴٍّﺎ ﻟﻈﺎﻫﺮة ﻳُﺸﺎر إﻟﻴﻬﺎ ﻋﲆ ﻧﺤﻮ واﺳﻊ ﺑﻈﺎﻫﺮة »اﻟﺘﻄﺒﻴﺐ«؛ أي ﺑﺴﻂ ﻧﻄﺎق اﺧﺘﺼﺎص اﻟﻄﺐ اﻟﺤﻴﻮي إﱃ ﻣﺠﺎﻻت رﺑﻤﺎ ﻻ ﻳﻜﻮن ﻣﻔﻴﺪًا أو ﴐورﻳٍّﺎ اﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻤﺠﺎل اﻟﻄﺐ اﻟﺤﻴﻮي .ﰲ املﺎﴈ ،ﻛﺎن اﻷﻣﺮ ﻳُﺼﻮﱠر ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ﺷﻴﺌًﺎ ﻳﻔﺮﺿﻪ اﻷﻃﺒﺎء ﻋﲆ ﻋﺎ َﻟﻢ ﺳﻠﺒﻲ ﻻ ﺗﺮاوده أي ﺷﻜﻮك ،ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ﺗﻮﺳﻌً ﺎ ﰲ اﻹﻣﱪاﻃﻮرﻳﺔ اﻟﻄﺒﻴﺔ ،ﻟﻜﻦ ﰲ واﻗﻊ اﻷﻣﺮ ﻳﺒﺪو أن ﻗﺼﺺ اﻟﻄﺐ اﻟﺤﻴﻮي اﻻﺧﺘﺰاﻟﻴﺔ ﻫﺬه 163
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ﺗﺮوق ﻟﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌً ﺎ؛ ﻧﻈ ًﺮا ﻷن املﺸﻜﻼت املﻌﻘﺪة ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﺎ ﺗﻨﻄﻮي ﻋﲆ أﺳﺒﺎب ﰲ ﻏﺎﻳﺔ اﻟﺘﻌﻘﻴﺪ، ورﺑﻤﺎ ﺗﻜﻮن اﻟﺤﻠﻮل ﺷﺎﻗﺔ وﻏري ﻣُﺮﺿﻴﺔ. ﰲ أﻛﺜﺮ ﺻﻮرﻫﺎ ﻋﺪواﻧﻴﺔ ،و ُِﺻﻔﺖ ﻫﺬه اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ »اﺗﺠﺎ ًرا ﺑﺎملﺮض« .وﻳﻤﻜﻦ اﻟﻌﺜﻮر ﻋﲆ ﻫﺬه اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﰲ ﻋﺎ َﻟﻢ اﻟﻌﻼﺟﺎت اﻟﻮﻫﻤﻴﺔ — وﻳُﻌَ ﱡﺪ اﻟﻮﻋﻲ ﺑﻤﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﻌﻼﺟﺎت ﻣﺜﻞ إزاﻟﺔ اﻟﻐﺸﺎوة ﻋﻦ اﻟﻌﻴﻨني — ﻟﻜﻦ ﰲ ﴍﻛﺎت اﻟﺪواء اﻟﻜﱪى ﺗﻤﴤ اﻟﻘﺼﺔ ﻋﲆ اﻟﻨﺤﻮ اﻵﺗﻲ :ﺟﺮى ﺣﺼﺪ اﻟﺜﻤﺎر اﻟﺪاﻧﻴﺔ ﻟﻸﺑﺤﺎث اﻟﻄﺒﻴﺔ ﻛﻠﻬﺎ ،وﴎﻋﺎن ﻣﺎ اﺳﺘﻨﻔﺪت اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﺑﺄﴎﻫﺎ اﻟﻜﻴﺎﻧﺎت اﻟﺠﺰﻳﺌﻴﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة .ﻛﺎن ﻋﺪد اﻷﺑﺤﺎث اﻟﺠﺪﻳﺪة ﺧﻤﺴني ﺑﺤﺜًﺎ ﺳﻨﻮﻳٍّﺎ ﺧﻼل ﺗﺴﻌﻴﻨﻴﺎت اﻟﻘﺮن اﻟﻌﴩﻳﻦ ،ﻟﻜﻦ اﻧﺨﻔﺾ ﻫﺬا اﻟﺮﻗﻢ ﺣﺎﻟﻴٍّﺎ ﻟﻴﺒﻠﻎ ﻋﴩﻳﻦ ً ﻧﺴﺨﺎ .إن ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺪواء ﺗﻤﺮ ﺑﺄزﻣﺔ. ﺑﺤﺜًﺎ ﺳﻨﻮﻳٍّﺎ ،وﻛﺜري ﻣﻦ ﻫﺬه اﻷﺑﺤﺎث ﻟﻴﺲ إﻻ وﻷﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺠﺪ »ﻋﻼﺟﺎت ﺟﺪﻳﺪة« ﻟﻸﻣﺮاض اﻟﺘﻲ ﻧﻌﺎﻧﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ،ﺗﺨﱰع ﴍﻛﺎت ً ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻷﻗﺮاص ً »أﻣﺮاﺿﺎ ﺟﺪﻳﺪة« ﻟﻠﻌﻼﺟﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻮاﻓﺮ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ. ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ذﻟﻚ وﺗﺸﻤﻞ اﻷﻣﺮاض املﻔﻀﻠﺔ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ اﺿﻄﺮاب اﻟﻘﻠﻖ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ )اﺳﺘﺨﺪام ﺟﺪﻳﺪ ﻷدوﻳﺔ »إس إس آر إي«( ،اﺿﻄﺮاب اﻟﻮﻇﻴﻔﺔ اﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻟﺪى اﻹﻧﺎث )اﺳﺘﺨﺪام ﺟﺪﻳﺪ ﻟﻌﻘﺎر اﻟﻔﻴﺎﺟﺮا ﻟﺪى اﻟﻨﺴﺎء( ،ﻣﺘﻼزﻣﺔ ﺗﻨﺎول اﻟﻄﻌﺎم ً ﻟﻴﻼ )أدوﻳﺔ »إس إس آر إي« ﻣﺮة أﺧﺮى(، إﻟﺦ؛ ﻣﺸﻜﻼت ﺑﺎملﻌﻨﻰ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ رﺑﻤﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺎﻟﴬورة ﻣﺸﻜﻼت ﺗُﺤَ ﱡﻞ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻷﻗﺮاص ،ورﺑﻤﺎ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺼﻮﱡرﻫﺎ ﻋﲆ اﻟﻨﺤﻮ اﻷﻓﻀﻞ ﰲ إﻃﺎر ﻣﺼﻄﻠﺤﺎت اﻟﻄﺐ اﻟﺤﻴﻮي اﻻﺧﺘﺰاﻟﻴﺔ .ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ ،ﻳﻌﺘﱪ اﻟﻨﻈﺮ إﱃ إﻋﺎدة ﺗﺄﻃري اﻟﺬﻛﺎء ،وﻓﻘﺪان اﻟﺮﻏﺒﺔ اﻟﺠﻨﺴﻴﺔ، ً ً واﺳﺘﻐﻼﻻ ،وﺳﻠﺒًﺎ ﺟﻬﻼ ﻣُﻄ ِﺒ ًﻘﺎ، واﻟﺨﺠﻞ واﻹرﻫﺎق ،ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻣﺸﻜﻼت أﻗﺮاص ﻃﺒﻴﺔ، ﴏﻳﺤً ﺎ ﻟﻠﺘﻤﻜني. رﺑﻤﺎ ﺗﺪﻋﻢ ﻫﺬه اﻵﻟﻴﺎت اﻟﻄﺒﻴﺔ اﻟﺤﻴﻮﻳﺔ اﻟﺒﺪاﺋﻴﺔ ﻓﻮاﺋﺪ اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ املﺴﺘﻤﺪة ﻣﻦ ﺗﻨﺎول اﻷﻗﺮاص ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ً أﻳﻀﺎ ﻣُﻐﺮﻳﺔ ﻧﻈ ًﺮا ملﺎ ﺗﺴﺘﺒﻌﺪه .ﻓﻔﻲ اﻟﺘﻐﻄﻴﺔ اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ﺣﻮل إﻋﺎدة ﺗﺴﻮﻳﻖ اﻟﻔﻴﺎﺟﺮا ﻛﻌﻼج ﻟﻠﻨﺴﺎء ﰲ أواﺋﻞ اﻟﻌﻘﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻷﻟﻔﻴﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة ،واﺧﱰاع ﻣﺮض اﺿﻄﺮاب اﻟﻮﻇﻴﻔﺔ اﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻟﺪى اﻹﻧﺎث اﻟﺠﺪﻳﺪ ،ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل ،ﻟﻢ ﺗﻜﻦ اﻷﻗﺮاص وﺣﺪﻫﺎ ﻫﻲ اﻟﺘﻲ ِﺑﻴﻌﺖ ،ﺑﻞ اﻟﺘﻔﺴري ً أﻳﻀﺎ. ً ﻗﺼﺼﺎ ﻋﻦ أزواج ﻳﻤﺮون ﺑﻤﺸﻜﻼت ﰲ ﻋﻼﻗﺎﺗﻬﻢ ،ذﻫﺒﻮا ﺗﻌﺮض املﺠﻼت اﻟﻔﺎﺧﺮة إﱃ املﻤﺎرس اﻟﻌﺎم وﻟﻢ ﻳﻔﻬﻢ ﻣﺸﻜﻠﺘﻬﻢ )ﻷن ﻫﺬه ﻫﻲ اﻟﻔﻘﺮة اﻷوﱃ ﰲ أي ﻗﺼﺔ ﻃﺒﻴﺔ ﰲ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم( ،ﺛﻢ ذﻫﺒﻮا إﱃ املﺘﺨﺼﺺ ،ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﺴﺎﻋﺪﻫﻢ ً أﻳﻀﺎ ،ﺛﻢ ذﻫﺒﻮا إﱃ ﻋﻴﺎدة ﺧﺎﺻﺔ ،وأﺟ َﺮوا اﺧﺘﺒﺎرات دم ،وﻓﺤﻮﺻﺎت ﻋﲆ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت اﻹﻓﺮازات اﻟﻬﺮﻣﻮﻧﻴﺔ، 164
ﻗﺮص ﻳﺤﻞ ﻣﺸﻜﻼت اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﱠ ﻣﻌﻘﺪة
ً ﻣﺘﻤﺜﻼ ﰲ وﺗﺸﺨﻴﺼﺎت ﻏﺎﻣﻀﺔ ﺑﺎﻷﺷﻌﺔ ملﺴﺘﻮى ﺗﺪﻓﻖ اﻟﺪم ﰲ اﻟﺒﻈﺮ ،وﻓﻬﻤﻮا :ﻛﺎن اﻟﺤﻞ َ ﻧﺼﻒ اﻟﻘﺼﺔ ﻓﻘﻂ .ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺸﻜﻠﺔ آﻟﻴﺔ .ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺛﻤﺔ ذِ ْﻛ ٌﺮ ﻗﺮص ،ﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ذﻟﻚ إﻻ إﻻ ﻧﺎد ًرا ﻷيﱟ ﻣﻦ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻷﺧﺮى ،ﻣﻦ أﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺎﻹرﻫﺎق ﺟﺮاء ﻛﺜﺮة اﻟﻌﻤﻞ ،أو أﻧﻪ ﻛﺎن ﻣ َ ُﺮﻫ ًﻘﺎ ﻣﻦ ﻛﻮﻧﻪ أﺑًﺎ ﺟﺪﻳﺪًا ،وﻣﻮاﺟﻬﺘﻪ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﰲ اﻟﺘﻮاﻓﻖ ﻣﻊ ﺣﻘﻴﻘﺔ أن زوﺟﺘﻪ ﻗﺪ ﺻﺎرت اﻵن أ ﱠم أﻃﻔﺎﻟﻪ ،وﻟﻢ ﺗَﻌُ ﺪ املﺮأ َة املﺸﺎﻛﺴﺔ اﻟﺘﻲ اﺣﺘﻀﻨﻬﺎ وﻗﺒﱠﻠﻬﺎ ﻷول ﻣﺮة ﻋﲆ أرﺿﻴﺔ ﻣﺒﻨﻰ اﺗﺤﺎد اﻟﻄﻼب ﻋﲆ ﺻﻮت أﻏﻨﻴﺔ »أﻻ ﺗﺮﻏﺐ ﺑﻲ ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﻲ؟« ﻟﻔﺮﻳﻖ ﻫﻴﻮﻣﺎن ﻟﻴﺞ ﰲ ﻋﺎم .١٩٨٣ﻻ؛ ﻷﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﺮﻳﺪ أن ﻧﺘﺤﺪث ﻋﻦ ﻫﺬه املﻮﺿﻮﻋﺎت ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻻ ﻧﺮﻳﺪ أن ﻧﺘﺤﺪث ﻋﻦ ﻋﺪم املﺴﺎواة اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،أو ﺗﻔ ﱡﻜﻚ املﺠﺘﻤﻌﺎت املﺤﻠﻴﺔ ،أو اﻟﺘﻔﻜﻚ اﻷﴎي ،أو أﺛﺮ ﻋﺪم اﻟﻴﻘني اﻟﻮﻇﻴﻔﻲ ،أو اﻟﺘﻮﻗﻌﺎت املﺘﻐرية واﻷﻓﻜﺎر اﻟﻔﺮداﻧﻴﺔ ،أو أيﱟ ﻣﻦ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﺼﻌﺒﺔ املﻌﻘﺪة اﻷﺧﺮى اﻟﺘﻲ ﺗﻠﻌﺐ دو ًرا ﰲ اﻟﺘﻨﺎﻣﻲ اﻟﻈﺎﻫﺮ ﻟﻠﺴﻠﻮك املﻌﺎدي ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﰲ املﺪارس. ﻟﻜﻦ ﻓﻮق ﻫﺬا ﻛﻠﻪ ﻳﺠﺐ أن ﻧُﺜﻨِﻲ ﻋﲆ ﻋﺒﻘﺮﻳﺔ ﻣﴩوع زﻳﺖ اﻟﺴﻤﻚ اﻟﻀﺨﻢ ﻫﺬا، وﻛﻞ ﻣُﺨﺘَﺺ ﺗﻐﺬﻳﺔ ﻗﺪﱠم أﻗﺮاﺻﻪ ﰲ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم ،وﰲ املﺪارس؛ ﻧﻈ ًﺮا ﻷن اﻟﻘﺎﺋﻤني ﻋﲆ املﴩوع ،أﻛﺜﺮ ﻣﻦ أي ﺳﺒﺐ آﺧﺮ ،روﱠﺟﻮا ﻟﻸﻃﻔﺎل ،ﺧﻼل أﻛﺜﺮ أوﻗﺎت ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻮ ﱠﻟﺪ ً رﺳﺎﻟﺔ ﰲ ﻏﺎﻳﺔ اﻹﻗﻨﺎع واﻟﺠﺎذﺑﻴﺔ؛ َأﻻ وﻫﻲ أﻧﻚ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻟﺘﻨﺎول أﻗﺮاص ﻓﻴﻬﺎ اﻻﻧﻄﺒﺎﻋﺎت، ملﻤﺎرﺳﺔ ﺣﻴﺎة ﺻﺤﻴﺔ ﻋﺎدﻳﺔ ،وأن اﻟﻌﺎدات اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ وأﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺤﻴﺎة املﺘﻮازﻧﺔ ﻻ ﺗﻜﻔﻲ ً ﻗﺮﺻﺎ واﺣﺪًا ﻳﻤﻜﻨﻪ أن ﻳﻌﻮﱢض أي وﺟﻪ ﻣﻦ أوﺟﻪ اﻟﻘﺼﻮر ﰲ أي ﰲ ﺣ ﱢﺪ ذاﺗﻬﺎ ،وأن ﺟﺎﻧﺐ آﺧﺮ .ودﻓﻌﻮا ﺑﺮﺳﺎﻟﺘﻬﻢ ﺗﻠﻚ ﻣﺒﺎﴍ ًة إﱃ املﺪراس ،واﻟﻌﺎﺋﻼت ،وإﱃ ﻋﻘﻮل آﺑﺎﺋﻬﻢ َ اﻟﻘﻠِﻘني ،وﻧﻴﺘﻬﻢ ﺗﺘﻤﺜﱠﻞ ﰲ أن ﻋﲆ ﻛﻞ ﻃﻔﻞ أن ﻳﻔﻬﻢ أﻧﻪ ﺑﺤﺎﺟﺔ إﱃ ﺗﻨﺎول ﻋﺪة ﻛﺒﺴﻮﻻت ﻣﻠﻮﱠﻧﺔ ﻛﺒرية ﺑﺎﻫﻈﺔ اﻟﺜﻤﻦ ،ﻣﻊ ﴐورة ﺗﻨﺎول ﱟ ﺳﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﲆ ﺛﻼث ﺟﺮﻋﺎت ﻳﻮﻣﻴٍّﺎ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ُﺤﺴﻦ ِﺳ ٍ ﺳﻴ ﱢ ﻤﺎت ﺣﻴﻮﻳﺔ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻏري ﻣﻠﻤﻮﺳﺔ ،ﻛﺎﻟﱰﻛﻴﺰ ،واﻟﺴﻠﻮك ،واﻟﺬﻛﺎء. ﱢ ﻫﺬه ﻫﻲ اﻟﻔﺎﺋﺪة اﻟﻌﻈﻤﻰ ﰲ ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻷﻗﺮاص ،ﻣﻦ ﻛﻞ اﻟﺠﻮاﻧﺐ .ﻛﻨﺖ ﺳﺄﻓﻀﻞ أﻗﺮاص زﻳﺖ اﻟﺴﻤﻚ ﻋﲆ اﻟﺮﻳﺘﺎﻟني ،ﻟﻜﻦ أﻗﺮاص زﻳﺖ اﻟﺴﻤﻚ ﺗُﺴﻮﱠق ﻟﻜﻞ ﻃﻔﻞ ﰲ اﻟﺒﻼد، وﻻ ﺷﻚ ﰲ أﻧﻬﺎ ﻓﺎزت ﰲ اﻟﺴﺒﺎق .ﻳﺨﱪﻧﻲ اﻷﺻﺪﻗﺎء أن ﰲ ﺑﻌﺾ املﺪارس ﻳُﻌﺘﱪ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ إﻫﻤﺎل اﻟﻄﻔﻞ ﱠأﻻ ﻳﺸﱰي ﻫﺬه اﻟﻜﺒﺴﻮﻻت ،وأن أﺛﺮﻫﺎ ﻋﲆ ﻫﺬا اﻟﺠﻴﻞ ﻣﻦ أﻃﻔﺎل املﺪارس، اﻟﺬﻳﻦ َ ﻧﺸﺌُﻮا ﻋﲆ اﻷﻗﺮاص ،ﺳﻴﺴﺘﻤﺮ ﰲ اﻹﺗﻴﺎن ﺑﺜﻤﺎر ﻃﻴﺒﺔ ﻏﻨﻴﺔ ﻟﺠﻤﻴﻊ اﻟﺼﻨﺎﻋﺎت ،ﺑﻌﺪ وﻗﺖ ﻃﻮﻳﻞ ﻣﻦ ﻧﺴﻴﺎن ﻛﺒﺴﻮﻻت زﻳﺖ اﻟﺴﻤﻚ. 165
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
) (6اﻟﺘﻬﺪﺋﺔ :ﻋﻘﺪة ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺪواء ً ﻃﺮﻳﻘﺎ ﺗُﻌﺘﱪ ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺘﻐﻄﻴﺔ اﻹﺧﺒﺎرﻳﺔ ﻛﻮﺳﻴﻠﺔ ﻟﺰﻳﺎدة اﻟﻮﻋﻲ ﺑﺈﺣﺪى اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ ً ﻣﻌﺮوﻓﺎ )وﻫﻮ ﻃﺮﻳﻖ ﻳﻜﻤﻦ ً أﻳﻀﺎ وراء ﺗﻠﻚ اﻟﻘﺼﺺ اﻟﻔﺎرﻏﺔ ﻣﻦ املﺤﺘﻮى ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ »وﺟﺪ اﻟﻌﻠﻤﺎء املﻌﺎدﻟﺔ ﻟﺤﻞ …« اﻟﺘﻲ ﺳﻨﺮاﻫﺎ ﰲ ﻓﺼﻞ ﻻﺣﻖ( .ﺑﻞ إن ﴍﻛﺎت اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺗﺤﺴﺐ ﺷﻴﺌًﺎ ﻳُﺴﻤﱠ ﻰ »ﻣﻜﺎﻓِ ﺌﺎت اﻹﻋﻼن« اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻔﱰة اﻻﻧﺘﺸﺎر املﺠﺎﻧﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺼﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ ،وﺧﻼل ﺗﻠﻚ اﻟﻔﱰة اﻟﺘﻲ ﻳﺼﺪر ﻓﻴﻬﺎ املﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻷﺧﺒﺎر ﻋﲆ ﻳﺪ أﻋﺪاد أﻗ ﱠﻞ ﻣﻦ اﻟﺼﺤﻔﻴني ،ﻳﻜﻮن أﻣ ًﺮا ﺣﺘﻤﻴٍّﺎ أن ﻳﺮﺣﱢ ﺐ اﻟﺼﺤﻔﻴﻮن ﺑﺎﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ ﻫﺬه اﻟﻨﺴﺦ اﻟﻔﺎﺧﺮة املﻠﻮﱠﻧﺔ ﺑﻤﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﻄﺮق املﺨﺘﴫة .ﻛﺬﻟﻚ ﺗﺤﻤﻞ اﻷﺧﺒﺎر واﻟﻘﺼﺺ اﻟﺒﺎرزة املﻄﻮﱠﻟﺔ ﺣﻮل أﺣﺪ املﻨﺘﺠﺎت ً ﺛﻘﻼ أﻛﱪ ﰲ اﻟﺨﻴﺎل اﻟﻌﺎم أﻛﺜﺮ ﻣﻦ إﻋﻼن ﻣﺪﻓﻮع ،وﺗﺤﻈﻰ ﻋﲆ اﻷرﺟﺢ ﺑﻨﺴﺒﺔ ﻗﺮاءة أو ﻣﺸﺎﻫﺪة أﻛﺜﺮ. ﻟﻜﻦ ﺛﻤﺔ ﻓﺎﺋﺪة أﺧﺮى أﻗ ﱠﻞ وﺿﻮﺣً ﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﻐﻄﻴﺔ اﻟﺼﺤﻔﻴﺔ ملﻨﺘَﺞ ﻃﺒﻲ ﻏري ﺣﻘﻴﻘﻲ؛ ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ ﺗﺨﻀﻊ اﻻدﱢﻋﺎءات اﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻘﺪﻳﻤﻬﺎ ﰲ اﻹﻋﻼﻧﺎت وﻋﲆ ﻋﺒﻮات املﻜﻤﱢ ﻼت اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ و»املﻨﺘﺠﺎت ﺷﺒﻪ اﻟﻄﺒﻴﺔ« ﻟﻠﻮاﺋﺢ ﺗﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﻣﺤﻜﻤﺔ ،ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﻠﻮاﺋﺢ اﻟﺘﻲ ﺗﻐﻄﻲ اﻻدﱢﻋﺎءات اﻟﺘﻲ ﻳﻘﺪﻣﻬﺎ اﻟﺼﺤﻔﻴﻮن. ً ﺗﺸﻮﻳﻘﺎ ﰲ ﻣﺠﺎل اﻟﻌﻼج اﻟﺒﺪﻳﻞ. ﻳﻌﺘﱪ ﻫﺬا اﻟﺘﻘﺴﻴﻢ اﻟﺒﺎرع ﻟﻠﻌﻤﻞ أﺣﺪ أﻛﺜﺮ اﻟﺴﻤﺎت َ ﺳﻤﻌﺖ ﺑﻤﺰاﻋﻢ ﻓ ﱢﻜﺮ ﻟﻠﺤﻈﺔ ﰲ ﺟﻤﻴﻊ اﻷﺷﻴﺎء اﻟﺘﻲ ﻛﻨﺖ ﺗﻌﺘﻘﺪ أﻧﻬﺎ ﺻﺤﻴﺤﺔ ،أو ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﻣﻨﺘﻈﻤﺔ ﺣﻴﺎﻟﻬﺎ ،ﻋﻦ املﻜﻤﱢ ﻼت اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ املﺨﺘﻠﻔﺔ :اﻟﺠﻠﻮﻛﻮزاﻣني ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻌﺎﻟﺞ اﻟﺘﻬﺎب املﻔﺎﺻﻞ؛ ﻣﻀﺎدات اﻷﻛﺴﺪة ﺗﻘﻲ ﻣﻦ اﻟﴪﻃﺎن وأﻣﺮاض اﻟﻘﻠﺐ؛ زﻳﻮت اﻟﺴﻤﻚ أوﻣﻴﺠﺎ٣- ﱢ ﺗﺤﺴﻦ ﻣﻦ اﻟﺬﻛﺎء .ﻫﺬه املﺰاﻋﻢ ﺷﺎﺋﻌﺔ ﺟﺪٍّا ﺣﺎﻟﻴٍّﺎ ،وﺗﻤﺜﱢﻞ ﺟﺰءًا ﻣﻦ ﺛﻘﺎﻓﺘﻨﺎ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺗﻤﺜﱢﻞ ُ »أوراق اﻟﺤﻤﺎض اﻟﻌﻼجَ اﻟﻔﻌﺎل ﻟﻠﺴﻌﺎت ﻧﺒﺎت اﻟﻘﺮاص« ،ﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻧﺠﺪ ﻣﺰاﻋﻢ ﻛﻬﺬه إﻻ ﻧﺎد ًرا ،إن وﺟﺪت ﻋﲆ اﻹﻃﻼق ،ﻣﻜﺘﻮﺑﺔ ﺑﺼﻮرة واﺿﺤﺔ ﻋﲆ اﻟﻌﺒﻮات أو ﰲ املﻮاد اﻹﻋﻼﻧﻴﺔ. ً ﺗﺸﻮﻳﻘﺎ ﺑﻤﺠﺮد أن ﻳﺪرك املﺮء ﻫﺬا ،ﺗﺼﺒﺢ املﻜﻤﱢ ﻼت اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ املﻠﻮﱠﻧﺔ ﻣﻮﺿﻮﻋً ﺎ أﻛﺜﺮ ً ﻗﻠﻴﻼ؛ ﻓﺘﺠﺪ ﻛﺎﺗﺐ اﻟﻌﻤﻮد املﺘﺨﺼﺺ ﰲ اﻟﻌﻼج اﻟﺒﺪﻳﻞ ﻳﻄﺮح زﻋﻤً ﺎ ﻣﺒﺎ َﻟ ًﻐﺎ ﻓﻴﻪ وواﻫﻴًﺎ ﻋﻠﻤﻴٍّﺎ ﺑﺸﺄن اﻟﺠﻠﻮﻛﻮزاﻣنيً ، ﱢ ﺳﻴﺤﺴﻦ ﻣﻦ أﻟﻢ ﻣﻔﺎﺻﻞ اﻟﻘﺮاء ،وﺳﺘﻨﴩ ﴍﻛﺔ ﻗﺎﺋﻼ إﻧﻪ ﺗﺼﻨﻴﻊ اﻷﻗﺮاص ،ﰲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ،إﻋﻼﻧًﺎ ﰲ ﺻﻔﺤﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻋﻦ اﻟﺠﻠﻮﻛﻮزاﻣني ،ﻻ ﻳﺸري إﻻ إﱃ ﺟﺮﻋﺔ اﻟﺘﻨﺎول ،ورﺑﻤﺎ ﻳﻄﺮح زﻋﻤً ﺎ ﺗﺎﻓﻬً ﺎ ﻋﲆ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺒﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔً ، ﺑﺪﻻ 166
ﻗﺮص ﻳﺤﻞ ﻣﺸﻜﻼت اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﱠ ﻣﻌﻘﺪة
ﻣﻦ اﻟﻔﺎﻋﻠﻴﺔ اﻹﻛﻠﻴﻨﻴﻜﻴﺔ ،ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ »اﻟﺠﻠﻮﻛﻮزاﻣني ﻣﻜﻮﱢن ﻛﻴﻤﻴﺎﺋﻲ ﻣﻌﺮوف ﻣﻦ ﻣﻜﻮﻧﺎت اﻟﻐﴬوف«. ﰲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن ،ﻳﻜﻮن اﻟﺘﺪاﺧﻞ ﻣﺘﺸﺎﺑ ًﻜﺎ ﺑﻤﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﻟﻴﻜﻮن ﻣﺜريًا .ﻳﻤﻜﻦ اﻟﺘﻨﺒﺆ ﺑﺒﻌﺾ اﻷﻣﺜﻠﺔ .ﻳﻄﺮح إﻣﱪاﻃﻮر ﺻﻨﺎﻋﺔ أﻗﺮاص اﻟﻔﻴﺘﺎﻣني ﺑﺎﺗﺮﻳﻚ ﻫﻮﻟﻔﻮرد ،ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ ً ٍ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﺷﺪﻳﺪة املﺒﺎﻟﻐﺔ ﺷﻤﻠﺖ ﺟﻤﻴﻊ أﻧﻮاع املﻜﻤﱢ ﻼت اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ ﰲ ﻛﺘﺒﻪ ﱢﻋﺎءات املﺜﺎل ،اد ﺣﻮل »اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ املﺜﺎﻟﻴﺔ« ،ﻏري أن ﻫﺬه اﻻدﱢﻋﺎءات ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺗﻐﻴﺐ ﻋﻦ أﻏﻠﻔﺔ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ أﻗﺮاص اﻟﻔﻴﺘﺎﻣني »أوﺑﺘﻴﻤَ ﻢ ﻧﻴﻮﺗﺮﻳﺸﻦ« )واﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮض ً ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﺻﻮرة ﻓﻮﺗﻮﻏﺮاﻓﻴﺔ ﻟﻮﺟﻬﻪ(. ﺗُﻌﺘﱪ ﻛﺎﺗﺒﺔ ﻋﻤﻮد اﻟﺼﺤﺔ اﻟﺒﺪﻳﻠﺔ ﺳﻮزان ﻛﻼرك — اﻟﺘﻲ دﻓﻌﺖ ،ﺑني أﺷﻴﺎء أﺧﺮى، ً ﻣﺜﺎﻻ ﺑﺎر ًزا آﺧﺮ ﻋﲆ ﻫﺬا اﻟﺨﻂ اﻟﺮﻓﻴﻊ اﻟﺬي ﺑﺄن املﺎء ﻳﺤﺘﻮي ﻋﲆ ﺳﻌﺮات ﺣﺮارﻳﺔ — ﻗﺪ ﻳﺘﺨ ﱠ ﻄﺎه اﻟﺼﺤﻔﻴﻮن ﰲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن .ﻓﻘﺪ ﻛﺎن ﻟﻬﺎ ﻋﻤﻮد ﰲ »ﺻﻨﺪاي ﺗﺎﻳﻤﺰ« ،وﰲ ْ أوﺻﺖ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام »ﺟﺮازﻳﺎ« ،و»ذي أوﺑﺰرﻓﺮ« ﻟﺴﻨﻮات ﻋﺪﻳﺪة .وﻣﻦ ﺧﻼل ﻫﺬه اﻷﻋﻤﺪة ﻣﻨﺘﺠﺎت إﺣﺪى اﻟﴩﻛﺎت» ،ﻓﻴﻜﺘﻮرﻳﺎ ﻫﻴﻠﺚ« ،ﺑﺘﻜﺮار ﻻﻓﺖ؛ ﻓﻜﺎن ذﻟﻚ وﻓﻖ ﺗﻘﺪﻳﺮاﺗﻲ ﻳﺤﺪث ﺑﻤﻌﺪل ﻣﺮة ﺷﻬﺮﻳٍّﺎ ،ﺑﺼﻮرة ﻣﻨﺘﻈﻤﺔ ﻣﺜﻞ اﻟﺴﺎﻋﺔ .ﺗﻨﻔﻲ اﻟﺼﺤﻒ وﺟﻮد أي ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ،وﻛﺬﻟﻚ ﻫﻲ ،وﻻ أﻣﻠﻚ ﺳﺒﺒًﺎ واﺣﺪًا ﻟﻠﺘﺸﻜﻴﻚ ﰲ ذﻟﻚ .ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﻮم ﺑﻌﻤﻞ ْ ﺗﺮﻛﺖ ﺟﻤﻴﻊ وﻇﺎﺋﻔﻬﺎ ﰲ اﻟﺼﺤﻒ ﻣﺪﻓﻮع اﻷﺟﺮ ﻟﺼﺎﻟﺢ اﻟﴩﻛﺔ ﰲ املﺎﴈ ،وﻫﺎ ﻫﻲ ﻗﺪ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻤﻞ ﺑﻬﺎ ﻟﺘﺸﻐﻞ وﻇﻴﻔﺔ ﺑﺪوام ﻛﺎﻣﻞ ﰲ »ﻓﻴﻜﺘﻮرﻳﺎ ﻫﻴﻠﺚ«؛ ﺣﻴﺚ ﺗﻜﺘﺐ ﰲ ﻣﺠﻠﺘﻬﺎ اﻟﺨﺎﺻﺔ )إﻧﻪ ﻣﺸﻬﺪ ﻳﺬ ﱢﻛﺮ ﻋﲆ ﻧﺤﻮ ﻏﺮﻳﺐ ﺑﺎﻟﺘﺪﻓﻖ اﻟﺤﺮ املﻌﺮوف ﻟﻠﻤﻮﻇﻔني ﰲ أﻣﺮﻳﻜﺎ ﺑني ﻗﻄﺎع ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺪواء وﻣﺠﺎﻟﺲ إدارات اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﴍﻛﺎت اﻟﺪواء .ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ — وﰲ ذﻟﻚ ﻣﺨﺎﻃﺮة ﻣﻨﻲ ﺑﺎﻹﻓﺮاط ﰲ اﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﲆ اﻟﻔﻜﺮة — رﺑﻤﺎ ﻻﺣﻈﺖ أﻧﻨﻲ أﴎد اﻵن ﻗﺼﺔ ﺟﻤﻴﻊ ﺻﻨﺎﻋﺎت اﻟﺪواء ،ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام أﻣﺜﻠﺔ ﻣﻦ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم اﻟﺴﺎﺋﺪة، وﻫﻲ أﻣﺜﻠﺔ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻚ اﻟﻔﺼﻞ ﺑﻴﻨﻬﺎ(. ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺠﻤﻌﻴﺔ اﻟﺼﻴﺪﻻﻧﻴﺔ املﻠﻜﻴﺔ ﱢ ﺗﻌﱪ ﻋﻦ ﻗﻠﻘﻬﺎ ﺣﻴﺎل اﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺎت اﻟﺘﺴﻮﻳﻖ اﻟﺨﻔﻴﺔ ﻫﺬه ﰲ ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺪواء اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﻋﺎم ١٩٩١؛ إذ ﴏﱠﺣﺖ اﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﻗﺎﺋﻠﺔ» :ﻧﻈ ًﺮا ﱠ ﻣﻔﺼﻠﺔ إﻻ إذا ﺧﻀﻌﺖ ملﻨﻌﻬﺎ ﻣﻦ وﺿﻊ ﻣﻠﺼﻘﺎت ﻋﲆ املﻨﺘﺠﺎت ﺗﺘﻀﻤﱠ ﻦ ادﱢﻋﺎءات ﻃﺒﻴﺔ ﻹﺟﺮاءات اﻟﱰﺧﻴﺺ ،ﺗﻠﺠﺄ ﴍﻛﺎت اﻟﺘﺼﻨﻴﻊ واﻟﺘﺴﻮﻳﻖ إﱃ أﺳﺎﻟﻴﺐ ﻣﺜﻞ ﺗﺒﻨﱢﻲ املﺸﺎﻫري ﻟﻠﻤﻨﺘﺠﺎت واﻟﱰوﻳﺞ ﻟﻬﺎ ،وأدﺑﻴﺎت ﻣﻨﺘﺠﺎت ﻣﺠﺎﻧﻴﺔ ﻣﺰﻳﻔﺔ ﰲ ادﱢﻋﺎءاﺗﻬﺎ اﻟﻄﺒﻴﺔ ،وﺣﻤﻼت ْ أﻓﻀﺖ إﱃ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت ﺻﺤﻔﻴﺔ ﺗﺮوﻳﺠﻴﺔ ﻏري ﻧﻘﺪﻳﺔ ﰲ ﺻﺤﻒ وﻣﺠﻼت واﺳﻌﺔ ﺻﺤﻔﻴﺔ اﻻﻧﺘﺸﺎر«. 167
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ً ﻣﻌﺮوﻓﺎ ﺟﻴﺪًا ﻳُﻌﺪ اﻟﻮﻟﻮج إﱃ ﻋﺎﻟﻢ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم اﻟﺬي ﻻ ﻳﺨﻀﻊ ﻷي ﺿﻮاﺑﻂ أﻣ ًﺮا ﻛﻤﻴﺰة ﺳﻮﻗﻴﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ ﴍﻛﺔ إﻛﻮازن ،وﻫﻲ ﻣﻴﺰة ﻻ ﻳ ِﻜ ﱡﻠﻮن ﻣﻦ اﻟﺘﺸﺪﻳﺪ ﻋﲆ أﻫﻤﻴﺘﻬﺎ وإﻗﻨﺎع اﻵﺧﺮﻳﻦ ﺑﻬﺎ .ﻓﻔﻲ اﻟﺒﻴﺎن اﻟﺼﺤﻔﻲ اﻟﺬي أُﻋﻠِﻦ ﻓﻴﻪ ﻋﻦ اﺳﺘﺤﻮاذ ﴍﻛﺔ اﻟﺪواء ْ ْ أﻇﻬﺮت ﻓﻮاﺋﺪ ﻇﻬﺮت ﺗﻐﻄﻴﺔ اﻟﺒﺤﻮث اﻟﺘﻲ »ﺟﺎﻟﻨﻴﻜﺎ« ﻋﻠﻴﻬﺎ ،أﻋﻠﻨﺖ اﻟﴩﻛﺔ ﻗﺎﺋﻠﺔ» :ﻟﻘﺪ ﻣﻨﺘﺠﻨﺎ »آي ﻛﻴﻮ« ﻣﺮات ﻋﺪة ﰲ اﻟﺘﻠﻴﻔﺰﻳﻮن واﻹذاﻋﺔ اﻟﺤﻜﻮﻣﻴ َﱠني … وﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﻳﺮﺟﻊ اﻟﻔﻀﻞ إﻟﻴﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ واﺳﻊ ﻛﻌﺎﻣﻞ ﻣﺆﺛﺮ ﰲ اﻟﻨﻤﻮ اﻟﻬﺎﺋﻞ ﰲ ﻗﻄﺎع أوﻣﻴﺠﺎ ٣-ﰲ املﻤﻠﻜﺔ ً ً ﺻﺪﻗﺎ ،ﻛﻨﺖ ﱢ ﻣﻠﺼﻘﺎ ﻣﻜﺘﻮﺑًﺎ ﻋﻠﻴﻪ »ﺻﻨﺪوق ﻫﺮاء« أﻓﻀﻞ أن أرى املﺘﺤﺪة ﻣﻨﺬ ﻋﺎم «.٢٠٠٣ ﻋﲆ ﺟﻤﻴﻊ اﻷﻏﻠﻔﺔ واﻹﻋﻼﻧﺎت؛ ﺣﻴﺚ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻣﻨﺘﺠﻮ اﻟﻌﻼج اﻟﺒﺪﻳﻞ ﻃﺮح أي ادﱢﻋﺎءات ﻳﺮﻳﺪوﻧﻬﺎ ﺑﺤﺮﻳﺔً ، ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﺘﻐﻄﻴﺔ اﻟﺼﺤﻔﻴﺔ املﻀ ﱢﻠﻠﺔ؛ ﻷن اﻹﻋﻼﻧﺎت ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﺗُﻮﺻﻒ ﺑﺸﻜﻞ واﺿﺢ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻛﺬﻟﻚ. ) (7ﻋﺠﻼت اﻟﺰﻣﻦ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻻ ﺗﻜﻮن ﺗﺠﺎرب دورﻫﺎم ﻫﺬه ﻫﻲ املﺮة اﻷوﱃ اﻟﺘﻲ ﻳﺮى اﻟﻌﺎ َﻟﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺟﻬﺪًا اﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴٍّﺎ ﻛﻬﺬا ﰲ ﺗﺮوﻳﺞ ﻓﻮاﺋﺪ وﻣﻤﻴﺰات أﺣﺪ ﻣﻨﺘﺠﺎت املﻜﻤﱢ ﻼت اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻗﺼﺺ إﻋﻼﻣﻴﺔ ﻋﻦ ﺑﺤﻮث ﻻ ﻳﻤﻜﻦ اﻻﻃﻼع ﻋﻠﻴﻬﺎ .ﻛﺎن دﻳﻔﻴﺪ ﻫﻮروﺑﻦ ﻣﻠﻴﺎردﻳ ًﺮا ﱠ ﺣﻘﻖ ﺛﺮوﺗﻪ ﻣﻦ ﺻﻨﺎﻋﺔ ْ وﺑﻠﻐﺖ اﻟﺪواء ﰲ ﺛﻤﺎﻧﻴﻨﻴﺎت اﻟﻘﺮن اﻟﻌﴩﻳﻦ — أﺣﺪ أﻛﺜﺮ اﻟﺮﺟﺎل ﺛﺮاءً ﰲ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ — ْ ﻗﺎﻣﺖ ،ﻣﺜﻞ إﻛﻮازن ،ﻋﲆ أﺳﺎس ﻗﻴﻤﺔ إﻣﱪاﻃﻮرﻳﺔ املﻜﻤﱢ ﻼت اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ »إﻓﺎﻣﻮل« )اﻟﺘﻲ ً ْ ﺑﻠﻐﺖ ٥٥٠ﻣﻠﻴﻮن ﻗﻴﻤﺔ ﺗﺰوغ ﻟﻬﺎ اﻷﺑﺼﺎر؛ »اﻷﺣﻤﺎض اﻟﺪﻫﻨﻴﺔ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ«( املﻤﻠﻮﻛﺔ ﻟﻪ ْ ﻣﻀﺖ ﺟﻬﻮد ﴍﻛﺘﻪ ﻷﺑﻌ َﺪ ﻣﻦ أي ﳾء ﻳﻤﻜﻦ أن ﺟﻨﻴﻪ اﺳﱰﻟﻴﻨﻲ ﰲ ﻗﻤﺔ ﻣﺠﺪﻫﺎ .وﻗﺪ ﻳﺠﺪه املﺮء ﰲ ﻋﺎﻟﻢ إﻛﻮازن وﻣﺠﻠﺲ دورﻫﺎم. ﰲ ﻋﺎم ،١٩٨٤أُدﻳﻦ املﻮﻇﻔﻮن ﰲ ﴍﻛﺎت ﺗﻮزﻳﻊ »ﻫﻮروﺑﻦ« ﰲ اﻟﻮﻻﻳﺎت املﺘﺤﺪة ﻗﻀﺎﺋﻴٍّﺎ ﺑﺘﻬﻤﺔ ﺗﺰﻳﻴﻒ املﻜﻤﱢ ﻼت اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﺠﻬﺎ اﻟﴩﻛﺔ واﻟﱰوﻳﺞ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ دواءً؛ إذ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺤﺎوﻟﻮن اﻟﺘﺤﺎﻳﻞ ﻋﲆ اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﻟﻬﻴﺌﺔ اﻟﻐﺬاء واﻟﺪواء اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻤﻨﻌﻬﻢ ﻣﻦ ﻃﺮح ادﱢﻋﺎءات ﻻ أﺳﺎس ﻟﻬﺎ ﺣﻮل أﻗﺮاص املﻜﻤﱢ ﻼت اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ ﰲ اﻹﻋﻼﻧﺎت ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﺼﻤﻴﻢ ﺗﻐﻄﻴﺔ إﻋﻼﻣﻴﺔ ﺗﻌﺎﻣﻠﺖ ﻣﻊ اﻷﻗﺮاص ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ذات ﻓﻮاﺋﺪ ﻃﺒﻴﺔ ﻣﺜﺒﺘﺔ. ﺧﻼل ﻧﻈﺮ اﻟﻘﻀﻴﺔ ،ﻋُ ِﺮﺿﺖ اﻷوراق واملﺴﺘﻨﺪات ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ً دﻟﻴﻼ ﻋﲆ أن ﻫﻮروﺑﻦ ﻗﺎل ﰲ ﴏاﺣﺔ أﺷﻴﺎء ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ» :ﺑﺪاﻫﺔ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ اﻹﻋﻼن ﻋﻦ زﻳﺖ زﻫﺮة اﻟﺮﺑﻴﻊ املﺴﺎﺋﻴﺔ ﻟﻬﺬه اﻷﻏﺮاض ،ﻟﻜﻦ ﺑﺪاﻫﺔ ً أﻳﻀﺎ ﺛﻤﺔ ﻃﺮق ﻟﺘﻮﺻﻴﻞ املﻌﻠﻮﻣﺎت …« ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺬ ﱢﻛﺮات اﻟﴩﻛﺔ ﺗﺸري 168
ﻗﺮص ﻳﺤﻞ ﻣﺸﻜﻼت اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﱠ ﻣﻌﻘﺪة
إﱃ ﺧﻄﻂ ﺗﺮوﻳﺠﻴﺔ ﻣﻔﺼﻠﺔ؛ ﻣﺜﻞ زرع ﻣﻘﺎﻻت ﺣﻮل أﺑﺤﺎﺛﻬﻢ ﰲ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم ،واﺳﺘﺨﺪام ﺑﺎﺣﺜني ﻟﻄﺮح ادﱢﻋﺎءات ﻧﻴﺎﺑﺔ ﻋﻨﻬﻢ ،ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﱪاﻣﺞ اﻹذاﻋﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻀﻤﱠ ﻦ ﻣﺸﺎرﻛﺎت ﻫﺎﺗﻔﻴﺔ ﻣﻦ املﺴﺘﻤﻌني وﻣﺎ إﱃ ذﻟﻚ. ﰲ ﻋﺎم ،٢٠٠٣أُدﻳﻦ ﻛﺒري اﻟﺒﺎﺣﺜني ﻟﺪى ﻫﻮروﺑﻦ ،د .ﺟﻮران ﺟﻤﺎل ،ﻣﻦ ﻗﺒﻞ »ﺟﻲ إم ﳼ« ﺑﺘﻬﻤﺔ اﺧﺘﻼق ﺑﻴﺎﻧﺎت أﺑﺤﺎث ﺣﻮل اﻟﺘﺠﺎرب اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻗﺪ أﺟﺮاﻫﺎ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﻫﻮروﺑﻦ. ﻛﺎن ﺟﻤﺎل ﻗﺪ ُوﻋِﺪ ﺑﺎﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ ﻧﺴﺒﺔ ٠٫٥ﰲ املﺎﺋﺔ ﻣﻦ أرﺑﺎح املﻨﺘﺞ إذا ُ ﻃ ِﺮح ﰲ اﻟﺴﻮق ً ﻣﺴﺌﻮﻻ ،ﻏري أن ﻫﺬا اﻻﺗﻔﺎق املﺎﱄ ﻳُﻌﺘﱪ ﻏري ﻣﻌﺘﺎد ﻧﻮﻋً ﺎ ﻣﺎ؛ ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻞ )ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﻮروﺑﻦ ﺑﴫ املﺮء ﻳﺰوغ أﻣﺎم ﺣﺠﻢ اﻹﻏﺮاء(. ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻛﺎن اﻟﺤﺎل ﻣﻊ أﻗﺮاص زﻳﺖ اﻟﺴﻤﻚ ،ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻨﺘﺠﺎت ﻫﻮروﺑﻦ دوﻣً ﺎ ﺗﻈﻬﺮ ﰲ اﻷﺧﺒﺎر ،ﻟﻜﻦ ﻛﺎن ﻳﺼﻌﺐ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ ﺑﻴﺎﻧﺎت اﻟﺒﺤﻮث .وﰲ ﻋﺎم ،١٩٨٩ﻧﴩ ﻫﻮروﺑﻦ ً ﺗﺤﻠﻴﻼ ﻣﺎوراﺋﻴٍّﺎ ﻣﺸﻬﻮ ًرا ﻟﻠﺘﺠﺎرب ﰲ إﺣﺪى دورﻳﺎت اﻷﻣﺮاض اﻟﺠﻠﺪﻳﺔ اﻟﺘﻲ وﺟﺪت أن ﻫﺬا املﻨﺘﺞ اﻟﺮاﺋﺪ ،زﻳﺖ زﻫﺮة اﻟﺮﺑﻴﻊ املﺴﺎﺋﻴﺔ ،ﻓﻌﱠ ﺎل ﰲ ﻋﻼج اﻹﻛﺰﻳﻤﺎ .اﺳﺘﺒﻌﺪ ﻫﺬا اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ املﺎوراﺋﻲ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ اﻟﻜﺒرية املﻨﺸﻮرة املﺘﺎﺣﺔ )اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﻠﺒﻴﺔ( ،ﻟﻜﻨﻪ ﺷﻤﻞ دراﺳﺘَ ْني ﻫﻤﺎ اﻷﻗﺪم ،وﺳﺒﻊ دراﺳﺎت إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﺻﻐرية أُﺟﺮﻳﺖ ﺗﺤﺖ رﻋﺎﻳﺔ ﴍﻛﺘﻪ )ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه اﻟﺪراﺳﺎت ُ اﺳﺘﻄﻌﺖ اﻟﻌﺜﻮر ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﰲ ﻋﺎم .(٢٠٠٣ ﻻ ﺗﺰال ﻏري ﻣﺘﺎﺣﺔ ﰲ املﺮاﺟﻌﺔ اﻷﺧرية اﻟﺘﻲ ﰲ ﻋﺎم ،١٩٩٠رﻓﻀﺖ اﻟﺪورﻳﺔ ﻣﺮاﺟﻌﺔ ﺑﻴﺎﻧﺎت أﺟﺮاﻫﺎ اﺛﻨﺎن ﻣﻦ اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴني ﺑﻌﺪ أن ﱠ ﺗﺪﺧﻞ ﻣﺤﺎﻣﻮ ﻫﻮروﺑﻦ .وﰲ ﻋﺎم ،١٩٩٥ﺗﻌﺎﻗﺪت وزارة اﻟﺼﺤﺔ ﻋﲆ إﺟﺮاء ﺗﺤﻠﻴﻞ ﻣﺎوراﺋﻲ ﻣﻦ ﻗِ ﺒَﻞ أﺣﺪ اﻟﻌﻠﻤﺎء املﺘﺨﺼﺼني ﰲ ﻣﺠﺎل ﻋﻠﻢ اﻷﻣﺮاض .ﺷﻤﻞ ﻫﺬا اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﻋﴩ دراﺳﺎت ﻏري ﻣﻨﺸﻮرة أﺟﺮﺗْﻬﺎ اﻟﴩﻛﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﻮﱢق زﻳﺖ زﻫﺮة اﻟﺮﺑﻴﻊ املﺴﺎﺋﻴﺔ. ً َﺻ َ و َ ﻛﺎﻣﻼ اﻟﱪوﻓﻴﺴﻮر ﻫﻴﻮل وﻳﻠﻴﺎﻣﺰ ﺑﻌﺪ ﻋَ ْﻘﺪ ﻛﺎﻣﻞ ﰲ ﻣﻘﺎل ﻒ املﺸﻬ َﺪ اﻟﺬي ﺗﻼ ذﻟﻚ اﻓﺘﺘﺎﺣﻲ ﰲ دورﻳﺔ »ﺑﺮﻳﺘﺶ ﻣﻴﺪﻳﻜﺎل ﺟﻮرﻧﺎل« .ﺛﺎرت اﻟﴩﻛﺔ ﺟﺮاء ﺗﴪﻳﺐ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت، ْ وأﻟﺰﻣﺖ وزارة اﻟﺼﺤﺔ ﺟﻤﻴﻊ املﺆﻟﻔني واملﺤ ﱢﻜﻤني ﺑﺘﻮﻗﻴﻊ إﻗﺮارات ﻣﻜﺘﻮﺑﺔ ﻟﻄﻤﺄﻧﺘﻬﺎ ﺑﺸﺄن ﺻﺤﺔ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﺘﻲ ﺗﻮﺻﻠﻮا إﻟﻴﻬﺎ .وﻟﻢ ﻳُﺴﻤَ ﺢ ﻟﻠﺒﺎﺣﺜني اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴني ﺑﻨﴩ ﺗﻘﺮﻳﺮﻫﻢ .اﻟﻌﻼج اﻟﺒﺪﻳﻞ ،دواء اﻟﻨﺎس! ﻣﻨﺬ ذﻟﻚ اﻟﺤني ﱠ ﺗﺒني ﰲ إﺛﺮ ﻣﺮاﺟﻌﺔ أوﺳﻊ ﻏري ﻣﻨﺸﻮرة ،أن زﻳﺖ زﻫﺮة اﻟﺮﺑﻴﻊ املﺴﺎﺋﻴﺔ »ﻟﻴﺲ« ﻓﻌﱠ ًﺎﻻ ﰲ ﻋﻼج اﻹﻛﺰﻳﻤﺎ ،وأﻧﻪ َﻓ َﻘﺪ اﻟﱰﺧﻴﺺ اﻟﻄﺒﻲ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪاﻣﻪ .وﻻ ﻳﺰال ﻳُﺸﺎر إﱃ اﻟﻘﻀﻴﺔ ﻣﻦ ﻗِ ﺒَﻞ ﺷﺨﺼﻴﺎت ﻗﻴﺎدﻳﺔ ﰲ ﻣﺠﺎل اﻟﻄﺐ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﲆ اﻷدﻟﺔ ،ﻣﺜﻞ ﺳري إﻳﺎن ﺗﺸﺎملﺮز ،ﻣﺆﺳﺲ »آرﺗﴚ ﻛﻮﻛﺮﻳﻦ« ،ﻛﻤﺜﺎل ﻟﴩﻛﺔ دواء ﺗﺮﻓﺾ اﻹﻓﺼﺎح ﻋﻦ املﻌﻠﻮﻣﺎت ﺣﻮل اﻟﺘﺠﺎرب اﻹﻛﻠﻴﻨﻴﻜﻴﺔ ﻟﻸﻛﺎدﻳﻤﻴني اﻟﺮاﻏﺒني ﰲ اﺧﺘﺒﺎر ﺻﺤﺔ ﻣﺰاﻋﻤﻬﻢ. 169
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ﱢ املﺆﺳﺴﺔ ﻹﻛﻮازن، أﺷﻌﺮ أن ﻣﻦ واﺟﺒﻲ أن أذﻛﺮ أن دﻳﻔﻴﺪ ﻫﻮروﺑﻦ ﻫﻮ واﻟﺪ املﺪﻳﺮة ﻛﺎﺛﺮا ﻛﻠﻴﻬﺮ ،اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻟﻘﺒﻬﺎ اﻷﺻﲇ ﻫﻮروﺑﻦ ،وﻛﺎن زوﺟﻬﺎ واملﺪﻳﺮ املﺸﺎرك آدم ﻛﻠﻴﻬﺮ ﻗﺪ ذﻛﺮه ﺗﺤﺪﻳﺪًا ﰲ املﻘﺎﺑﻼت ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ﻣﺼﺪر ﺗﺄﺛري ﻛﺒري ﻋﲆ ﻣﻤﺎرﺳﺎﺗﻪ اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ .ﻻ أﺷري ﻫﻨﺎ إﱃ أن ﻣﻤﺎرﺳﺎﺗﻬﻤﺎ اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ واﺣﺪة ،ﻟﻜﻦ ﻣﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮي أن أوﺟﻪ اﻟﺸﺒﻪ — ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ اﻻﻃﻼع ﻋﻠﻴﻬﺎ ،وﻧﺘﺎﺋﺞ اﻟﺒﺤﻮث اﻟﺘﻲ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺑﻬﺎ املﻄﺎف ﺑﺘﻘﺪﻳﻤﻬﺎ ﻣﺒﺎﴍ ًة إﱃ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم — ﻣﺪﻫﺸﺔ. ﰲ ﻋﺎم ،٢٠٠٧ﻇﻬﺮت ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺷﻬﺎدة اﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻸﻃﻔﺎل ﰲ دورﻫﺎم ﰲ اﻟﻌﺎم اﻟﺬي أﺟ َﺮوْا ﻓﻴﻪ اﺧﺘﺒﺎر ﺗﻨﺎول زﻳﺖ اﻟﺴﻤﻚ .وﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه املﻨﻄﻘﺔ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻣﺪارس ﻻ ﱢ ﺗﺤﻘﻖ ﱠ ً ﻫﺎﺋﻼ ﻣﻦ اﻟﺠﻬﻮد واﻹﺳﻬﺎﻣﺎت اﻹﺿﺎﻓﻴﺔ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ اﻷﺷﻜﺎل .ﰲ وﺗﺘﻠﻘﻰ ﻛﻤٍّ ﺎ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻃﻴﺒﺔ، اﻟﻌﺎم اﻟﺴﺎﺑﻖ ،دون ﺗﻨﺎول زﻳﺖ اﻟﺴﻤﻚ ،ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ — ﻋﺪد اﻷﻃﻔﺎل اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺤﺼﻠﻮن ﻋﲆ ﺧﻤﺴﺔ ﺗﻘﺪﻳﺮات ﰲ ﺷﻬﺎدة اﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺗﱰاوح ﻣﻦ ﺟﻴﺪ ﺟﺪٍّا إﱃ ﻣﺘﻮﺳﻂ — ﻗﺪ ﱠ ﺗﺤﺴﻨﺖ ﺑﻨﺴﺒﺔ ٥٫٥ﰲ املﺎﺋﺔ .وﺑﻌﺪ ﺗﻨﺎول زﻳﺖ اﻟﺴﻤﻚ ،ﺗﺪﻫﻮر ﻣﻌﺪل اﻟﺘﺤﺴﻦ ﺑﺼﻮرة ﻣﻠﺤﻮﻇﺔ؛ إذ ﺻﺎر ﻣﻌﺪل اﻟﺘﺤﺴﻦ ٣٫٥ﰲ املﺎﺋﺔ ﻓﻘﻂ .ﻛﺎن ﻫﺬا ﰲ ﻣﻘﺎﺑﻞ زﻳﺎدة ﰲ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﱠ ﺷﻬﺎدة اﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﻨﺴﺒﺔ ٢ﰲ املﺎﺋﺔ ﻋﲆ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺒﻼد .رﺑﻤﺎ َ ﱡ ﺗﺤﺴﻨًﺎ ﺳﺘﺘﻮﻗﻊ ﻛﻨﺖ ً ﻫﺎﺋﻼ ﻣﻦ املﺴﺎﻋﺪات ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺗﻨﺨﻔﺾ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻌﺪﻻت اﻟﻨﺠﺎح ﺗﺘﻠﻘﻰ املﺪارس ﻓﻴﻬﺎ ﻛﻤٍّ ﺎ اﻹﺿﺎﻓﻴﺔ واﻻﺳﺘﺜﻤﺎر ،ورﺑﻤﺎ ﺗﺘﺬ ﱠﻛﺮ ً أﻳﻀﺎ — ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻗﻠﻨﺎ — أن ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﱠ ﺗﺘﺤﺴﻦ ﺳﻨﻮﻳٍّﺎ ﻋﲆ املﺴﺘﻮى اﻟﻘﻮﻣﻲ .إذا ﻛﺎن ﺛﻤﺔ أي دﻻﻟﺔ ﰲ اﻷﻣﺮ ﺑﺮﻣﺘﻪ ،ﺗﺒﺪو اﻷﻗﺮاص ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺘﺒﺎﻃﺆ ﰲ ﱡ ﺗﺤﺴﻦ اﻷداء. ً ﰲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ،ﺗﻌﺘﱪ زﻳﻮت اﻷﺳﻤﺎك ﺣﺎﻟﻴٍّﺎ أﻛﺜﺮ ﻣﻨﺘﺠﺎت اﻷﻏﺬﻳﺔ املﻜﻤﱢ ﻠﺔ ﺷﻌﺒﻴﺔ ﰲ املﻤﻠﻜﺔ املﺘﺤﺪة؛ إذ ﻳﺒﻠﻎ ﺣﺠﻢ املﺒﻴﻌﺎت اﻟﺴﻨﻮي ﻟﻬﺬا املﻨﺘﺞ وﺣﺪه ﻣﺎ ﻳﻘﺪﱠر ﺑﺄﻛﺜﺮ ﻣﻦ ١١٠ ﻣﻼﻳني ﺟﻨﻴﻪ اﺳﱰﻟﻴﻨﻲ ﺳﻨﻮﻳٍّﺎ .وﻗﺪ ﻗﺎﻣﺖ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻛﻠﻴﻬﺮ ﻣﺆﺧ ًﺮا ﺑﺒﻴﻊ إﻛﻮازن إﱃ ﴍﻛﺔ دواء ُﻔﺼﺢ ﻋﻨﻪ .إذا َ ﻛﱪى ،ﻧﻈري ﻣﺒﻠﻎ ﻟﻢ ﻳ َ ﻛﻨﺖ ﺗﻈﻦ أن ﻧﻘﺪي ﺣﺎ ﱞد أﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ،أدﻋﻮك ﻷن ﺗﻼﺣﻆ أﻧﻬﻢ ﻗﺪ اﻧﺘﴫوا. ﻫﻮاﻣﺶ ) (1ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ ،ﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ املﺒﺎﻟﻐﺔ ﰲ وﺻﻒ ﻣﺪى اﻟﺘﻀﺨﻢ اﻟﺬي وﺻﻞ إﻟﻴﻪ ِﺳريك ﺗﺠﺎرب زﻳﺖ اﻟﺴﻤﻚ ،ﻋﱪ اﻟﺴﻨﻮات اﻟﻌﺪﻳﺪة اﻟﺘﻲ أُﺟﺮﻳﺖ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻋﲆ ﻣﺪارﻫﺎ. ﻓﻘﺪ ﺻﺪﱠق اﻟﱪوﻓﻴﺴﻮر ﺳري روﺑﺮت وﻧﺴﺘﻮن ،ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺸﺎرب اﻷﻧﻴﻖ اﻟﺬي ﻗﺪﱠم ﻋﺪدًا ﻻ 170
ﻗﺮص ﻳﺤﻞ ﻣﺸﻜﻼت اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﱠ ﻣﻌﻘﺪة
ﻧﻬﺎﺋﻴٍّﺎ ﻣﻦ اﻟﱪاﻣﺞ »اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ« ﰲ ﻣﺤﻄﺔ »ﺑﻲ ﺑﻲ ﳼ« ،ﻋﲆ ﻣﻨﺘﺞ ﻣﻨﺎﻓﺲ ﻣﻦ ﻣﻨﺘﺠﺎت ﱡ ﺗﻮﻗﻔﻬﺎ؛ ﻟﺨﺮﻗﻬﺎ أوﻣﻴﺠﺎ ،٣-ﻣﻦ ﺧﻼل ﺣﻤﻠﺔ إﻋﻼﻧﻴﺔ ﻗﻀﺖ ﻫﻴﺌﺔ املﻌﺎﻳري اﻹﻋﻼﻧﻴﺔ ﺑﻮﺟﻮب ﻣﻌﺎﻳريﻫﺎ ﻟﻠﻤﺼﺪاﻗﻴﺔ واﻟﺜﺒﻮﺗﻴﺔ. ) (2ﻛﺪﻟﻴﻞ ﻋﲆ اﻟﺤﻤﺎﻗﺔ املﺪﻫﺸﺔ ملﺠﻠﺲ دورﻫﺎم ،ﺑﻠﻎ اﻷﻣﺮ ﺑﻬﻢ أن ﱠ ﻏريوا ﻣﻦ ﺻﻴﺎﻏﺔ ﻫﺬا اﻟﺒﻴﺎن اﻟﺼﺤﻔﻲ ﻋﲆ ﻣﻮﻗﻌﻬﻢ ،ﻛﻤﺎ ﻟﻮ أن ذﻟﻚ ﻗﺪ ﻳﻌﺎﻟِﺞ ﻋﻴﻮب اﻟﺘﺼﻤﻴﻢ اﻟﻜﺒرية. ﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﱠ وﻗ ُ ) (3ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أﻧﻚ ﻟﻦ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﺗﻌﺮف إذا ُ ﻌﺖ ﻋﲆ ذﻟﻚ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ أم ﻻ؛ إذ ﻟﻢ أﻛﻦ ﺳﺄﺻﺒﺢ ﻗﺎد ًرا ﻋﲆ إﺧﺒﺎرك. ) (4ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻻ ﻧﺰال ﻧﻨﺎﻗﺶ ﻣﻮﺿﻮع اﻷﺧﻼﻗﻴﺎت ،زﻋﻢ ﻣﺠﻠﺲ دورﻫﺎم أن إﻋﻄﺎء اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ ﻟﻨﺼﻒ اﻷﻃﻔﺎل ﺳﻴُﻌﺘﱪ ﰲ »ﺣ ﱢﺪ ذاﺗﻪ« أﻣ ًﺮا ﻏري أﺧﻼﻗﻲ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻌﺪ ً ﻣﺜﺎﻻ آﺧﺮ ﻋﲆ ﺳﻮء ﻓﻬ ٍﻢ أﺳﺎﳼ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺒﻬﻢ .ﻓﻨﺤﻦ ﻻ ﻧﻌﺮف إذا ﻛﺎﻧﺖ زﻳﻮت اﻷﺳﻤﺎك ﻣﻔﻴﺪة أم ﻻ .وﻛﺎن ذﻟﻚ ﺳﻴﺼﺒﺢ اﻟﻬﺪف ﻣﻦ وراء إﺟﺮاء ﺑﺤﺚ ﻧﻈﺮي ﻣﺎ ﰲ ﻫﺬا املﺠﺎل.
171
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺘﺎﺳﻊ
اﻟﱪوﻓﻴﺴﻮر ﺑﺎﺗﺮﻳﻚ ﻫﻮﻟﻔﻮرد
ﻣﻦ أﻳﻦ ﺗﺄﺗﻲ ﻫﺬه اﻷﻓﻜﺎر ﺟﻤﻴﻌً ﺎ ﻋﻦ اﻷﻗﺮاص ،وﻣُﺨﺘَﴢ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ ،وﴏﻋﺎت اﻟﺤﻤﻴﺎت اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ؟ ﻛﻴﻒ ﺗﻨﺸﺄ وﺗﻨﺘﴩ؟ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﻘﻮد ﺟﻴﻠﻴﺎن ﻣﺎﻛﻴﺚ اﻟﻜﺘﺎﺋﺐ املﴪﺣﻴﺔ ﰲ املﺸﻬﺪ، ً ﻧﻮﻋﻴﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ؛ ﻓﻬﻮ اﻟﻌﻨﴫ اﻷﻛﺎدﻳﻤﻲ اﻷﺳﺎﳼ ﰲ ﻣﺮﻛﺰ ﻳﻌﺘﱪ ﺑﺎﺗﺮﻳﻚ ﻫﻮﻟﻔﻮرد ً أﻫﻤﻴﺔ؛ »ﻣﻌﻬﺪ ﺣﺮﻛﺔ اﻻﺗﺠﺎه إﱃ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ اﻟﱪﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ،وﻣﺆﺳﺲ أﻛﺜﺮ ﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻬﺎ اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ املﺜﺎﻟﻴﺔ« .د ﱠرب ﻫﺬا املﻌﻬﺪ ﻣﻌﻈﻢ اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺼﻔﻮن أﻧﻔﺴﻬﻢ ﺑﺄﻧﻬﻢ »ﻣﻌﺎﻟﺠﻮ ﺗﻐﺬﻳﺔ« ﰲ املﻤﻠﻜﺔ املﺘﺤﺪة 1 .وﻳُﻌﺘﱪ ﻫﻮﻟﻔﻮرد — ﻣﻦ ﺑني وﺟﻮه ﻋﺪة — املﺼﺪر اﻷﺳﺎﳼ ﻷﻓﻜﺎرﻫﻢ ،وﻣﺼﺪر اﻹﻟﻬﺎم ملﻤﺎرﺳﺎﺗﻬﻢ اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ. ﻳُﻜﺎل اﻟﺜﻨﺎء ﻋﻠﻴﻪ ﰲ اﻟﺼﺤﻒ؛ ﺣﻴﺚ ﻳُﻘﺪﱠم ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ﺧﺒريًا أﻛﺎدﻳﻤﻴٍّﺎ .وﺗُﻌﺘﱪ ُﻛﺘُﺒﻪ ﻣﻦ ﺑني اﻟ ُﻜﺘُﺐ اﻷﻛﺜﺮ ﺑﻴﻌً ﺎ ،و َﻛﺘَﺐ أو ﺷﺎرك ﰲ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺣﻮاﱄ أرﺑﻌني ﻛﺘﺎﺑًﺎ ،وﺗُﺮﺟﻤﺖ ﻛﺘﺒﻪ إﱃ ﻋﴩﻳﻦ ﻟﻐﺔ ،و ِﺑﻴﻊ ﻣﻨﻬﺎ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻠﻴﻮن ﻧﺴﺨﺔ ﺣﻮل اﻟﻌﺎﻟﻢ ،ﻟﻠﻤﻤﺎرﺳني واﻟﻌﺎﻣﺔ .ﺗﺘﺴﻢ ﺑﻌﺾ أﻋﻤﺎﻟﻪ اﻷوﱃ ﺑﺎﻟﻐﻤﻮض اﻟﺴﺎﺣﺮ ،ﻳُﻘﺪﱢم أﺣﺪُﻫﺎ »أدوات ﺗﻐﻄﻴﺲ« ﻋﲆ ﻏﺮار »ﺑﻴﱰ اﻷزرق« ﻟﻠﻤﺴﺎﻋﺪة ﰲ ﺗﺸﺨﻴﺺ أوﺟﻪ اﻟﻘﺼﻮر اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ .أﻣﺎ اﻟﻜﺘﺐ اﻷﺣﺪث ،ﻓﻬﻲ ﻣﺘﺨﻤﺔ راق ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗُﻄﻠِﻖ ﻋﻠﻴﻪ »ﻫﻴﺌﺔ ﻣﺮﺟﻌﻴﺔ«؛ إذ ﺑﺎﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ،وﺗﻤﺜﱢﻞ ﰲ أﺳﻠﻮب ٍ ﺗﺘﻀﻤﱠ ﻦ ﻫﺬه اﻟﻜﺘﺐ ﺗﻠﻚ اﻷرﻗﺎم اﻟﻌﻠﻮﻳﺔ اﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﰲ اﻟﻨﺺ ،واﻟﻜﺜري ﻣﻦ املﺮاﺟﻊ اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ ﰲ ﻧﻬﺎﻳﺘﻬﺎ. ٍ ﺑﻨﺸﺎط ﺑﺎﻟﻎ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره رﺟ َﻞ ﻋِ ْﻠﻢ ،وﻛﺎن ﻗﺪ ﺻﺎر ﻣﺆﺧ ًﺮا أﺳﺘﺎذًا ﻳﺴﻮﱢق ﻫﻮﻟﻔﻮرد ﻧﻔﺴﻪ ً زاﺋ ًﺮا ﰲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺗﻴﺴﺎﻳﺪ )املﺰﻳﺪ ﻋﻦ ذﻟﻚ ﻻﺣﻘﺎ( .وﰲ أوﻗﺎت ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﻛﺎن ﻟﻪ ﺑﺮﻧﺎﻣﺠﻪ اﻟﺨﺎص ﰲ اﻟﺘﻠﻴﻔﺰﻳﻮن اﻟﺬي ﻳُﻌ َﺮض ﰲ أوﻗﺎت اﻟﻨﻬﺎر ،وﻻ ﻳﻜﺎد ﻳﻤﺮ أﺳﺒﻮع دون أن ﻳﻈﻬﺮ ﰲ ﻣﻜﺎن ﻣﺎ ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ إﺣﺪى اﻟﺘﻮﺻﻴﺎت ،أو آﺧِ ﺮ »ﺗﺠﺮﺑﺔ« ﻟﻪ ،أو »دراﺳﺔ«: ً ْ ﺟﺮت ﺗﻐﻄﻴﺔ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻣﺪرﺳﻴﺔ )ﰲ ﻏﻴﺎب ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺿﺎﺑﻄﺔ( ﻋﲆ ﻧﺤﻮ ﻏري ﻧﻘﺪي ﰲ ﻣﺜﻼ
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ﺣﻠﻘﺘني ﻣﻨﻔﺼﻠﺘني ﻣﺨﺼﺼﺘني ﻟﻬﺎ ﰲ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ »اﻟﻠﻴﻠﺔ ﻣﻊ ﺗﺮﻳﻔﻮر ﻣﺎﻛﺪوﻧﺎﻟﺪ« ،اﻟﱪﻧﺎﻣﺞ اﻻﺳﺘﻘﺼﺎﺋﻲ اﻟﺬي ﻳُﺬاع ﰲ أوﻗﺎت اﻟﺬروة ﰲ ﻣﺤﻄﺔ »آي ﺗﻲ ﰲ« ،وذﻟﻚ ﺟﻨﺒًﺎ إﱃ ﺟﻨﺐ ﻣﻊ ﻇﻬﻮره ﰲ ﺣﻠﻘﺎت أﺧﺮى ﰲ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ »ﻫﺬا اﻟﺼﺒﺎح« ،وﺑﺮﻧﺎﻣﺞ »إﻓﻄﺎر« ﻋﲆ ﻗﻨﺎة »ﺑﻲ ﺑﻲ ﳼ« ،وﺑﺮﻧﺎﻣﺞ »أﻓﻖ« ،وأﺧﺒﺎر »ﺑﻲ ﺑﻲ ﳼ« ،و»ﺟﻲ إم ﺗﻲ ﰲ« ،وﺑﺮﻧﺎﻣﺞ »ﻟﻨﺪن اﻟﻠﻴﻠﺔ« ﻋﲆ ﻗﻨﺎة »ﺳﻜﺎي ﻧﻴﻮز« ،وأﺧﺒﺎر »ﳼ ﺑﻲ إس« ﰲ أﻣﺮﻳﻜﺎ ،وﺑﺮﻧﺎﻣﺞ »اﻟﻌﺮض املﺘﺄﺧﺮ« ﰲ أﻳﺮﻟﻨﺪا ،وﻏريﻫﺎ اﻟﻜﺜري .وﺑﺤﺴﺐ املﺆﺳﺴﺔ اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ اﻟﱪﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ،ﻳﻌﺘﱪ اﻟﱪوﻓﻴﺴﻮر ﺑﺎﺗﺮﻳﻚ ﻫﻮﻟﻔﻮرد أﺣﺪ روادﻧﺎ اﻟﻔﻜﺮﻳني اﻟﻌﺎﻣﱢ ني؛ إﻧﻪ ﻟﻴﺲ رﺟﻞ ﻣﺒﻴﻌﺎت ﻷﻗﺮاص اﻟﻔﻴﺘﺎﻣﻴﻨﺎت ٌ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻻ ﻳﻌﻤﻞ ﰲ ﻣﺠﺎل املﻜﻤﱢ ﻼت اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ اﻟﺬي ﻳﺒﻠﻎ ﺣﺠﻤﻪ ٥٠ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر أﻣﺮﻳﻜﻲ — ً ﺗُﺬ َﻛﺮ ﱠإﻻ ﻧﺎد ًرا ﺟﺪٍّا ،إذا ذُﻛ ْ ﱢ ﻳﺠﺴﺪ أﺳﻠﻮﺑًﺎ ﻣﺜﺎﺑ ًﺮا وﻣﺜﺎﻟﻴٍّﺎ أﺻﻼ — ﺑﻞ أﻛﺎدﻳﻤﻲ ﻣﻠﻬَ ﻢ، ِﺮت ﰲ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻷدﻟﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔِ .ﻟﻨ َ َﺮ ﻣﻌﻴﺎر اﻹﻧﺠﺎز اﻟﻼزم ﺣﺘﻰ ﻳﻤﻨﺤﻚ اﻟﺼﺤﻔﻴﻮن ﻫﺬا املﺴﺘﻮى ﻣﻦ اﻟﺜﻘﺔ أﻣﺎم اﻷﻣﺔ. ) (1اﻹﻳﺪز ،واﻟﴪﻃﺎن ،وأﻗﺮاص اﻟﻔﻴﺘﺎﻣني ً ً ُ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻟﻠﻤﺮة اﻷوﱃ ﰲ إﺣﺪى املﻜﺘﺒﺎت ﰲ وﻳﻠﺰ .ﻛﺎﻧﺖ إﺟﺎزة ﻋﺎﺋﻠﻴﺔ، ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻋﺮﻓﺖ ﻫﻮﻟﻔﻮرد وﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﺪيﱠ أيﱡ ﳾء أﻛﺘﺐ ﻋﻨﻪ ،وﻛﺎن ﻋﺎﻣً ﺎ ﺟﺪﻳﺪًا .وﻣﺜﻞ املﻨﻘﺬ؛ إذ ﺑﻲ أﻣﺎم ﻧﺴﺨﺔ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺑﻪ »اﻟﻌﻬﺪ اﻟﺠﺪﻳﺪ ﰲ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ املﺜﺎﻟﻴﺔ« ،اﻟﻜﺘﺎب اﻷﻛﺜﺮ ﺑﻴﻌً ﺎ اﻟﺬي وﺻﻞ ﺣﺠﻢ ﻣﺒﻴﻌﺎﺗﻪ ُ ُ وأﺧﺬت أﺗﻔﻘﺪ اﻟﺼﻴﺪ اﻟﺜﻤني .ﰲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ اﻧﻘﻀﻀﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﰲ ﻧﻬﻢ، إﱃ ٥٠٠أﻟﻒ ﻧﺴﺨﺔ. ﱢ ُ وﺟﺪت ﻋﻨﻮاﻧًﺎ ﻷﺣﺪ اﻷﻗﺴﺎم ﰲ اﻟﻜﺘﺎب ﻳﻮﺿﺢ أن »اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻨﺎوﻟﻮن ﻓﻴﺘﺎﻣني ج ﻳﻌﻴﺸﻮن ﺑﺎﻟﴪﻃﺎن ﻟﻔﱰة أﻃﻮل أرﺑﻊ ﻣﺮات «.ﻳﺎ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﺎدة ﻣﻤﺘﺎزة! ُ ﺑﺤﺜﺖ ﻋﻦ ﻣﻮﺿﻮع اﻹﻳﺪز )ﻫﺬا ﻣﺎ أﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ »اﺧﺘﺒﺎر اﻹﻳﺪز«( .إﻟﻴﻚ ﻣﺎ وﺟﺪﺗﻪ ﰲ ﺻﻔﺤﺔ »» :٢٠٨إﻳﻪ زد ﺗﻲ« أول ﻋﻘﺎر ﻗﺎﺑﻞ ﻟﻠﻮﺻﻒ اﻟﻄﺒﻲ ﻟﻺﻳﺪز ،ﻳُﺤﺘﻤﻞ ﺗﺴﺒﱡﺒﻪ ﰲ أﴐار ،وﻳُﺜ ِﺒﺖ ﻳﻮﻣً ﺎ ﺑﻌﺪ ﻳﻮم ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ أﻗﻞ ﻣﻦ ﻓﻴﺘﺎﻣني ج «.ﰲ اﻟﻮاﻗﻊ ،إن اﻹﻳﺪز واﻟﴪﻃﺎن ً ﻣﺒﺎﻟﻐﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﺜﻞ ادﱢﻋﺎء ﻫﻮﻟﻔﻮرد، ﻣﺸﻜﻠﺘﺎن ﰲ ﻏﺎﻳﺔ اﻟﺨﻄﻮرة ،وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻘﺮأ املﺮء ادﱢﻋﺎءً رﺑﻤﺎ ﻳﻔﱰض أن ﻫﺬا اﻻدﱢﻋﺎء ﻗﺎﺋﻢ ﻋﲆ دراﺳﺔ ﻣﺎ ،رﺑﻤﺎ ﺟﺮى ﺧﻼﻟﻬﺎ إﻋﻄﺎء اﻷﺷﺨﺎص املﺼﺎﺑني ﺑﺎﻹﻳﺪز ﻓﻴﺘﺎﻣني ج .ﺛﻤﺔ رﻗﻢ ﻋﻠﻮي ﺻﻐري » «٢٣ﻳﺤﻴﻞ إﱃ ورﻗﺔ ﺑﺤﺜﻴﺔ ﻗﺪﱠﻣﻬﺎ ً ُ ﻧﺴﺨﺔ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﻮرﻗﺔ ﻋﲆ اﻹﻧﱰﻧﺖ. أﺧﺬت ﺷﺨﺺ اﺳﻤﻪ ﺟﺎرﻳﻮاﻻ .وﺑﺄﻧﻔﺎس ﻻﻫﺜﺔ ﻛﺎن أول ﳾء ﻻﺣﻈﺘُﻪ أن ﻫﺬه اﻟﻮرﻗﺔ ﻻ ﺗﺸري إﱃ »إﻳﻪ زد ﺗﻲ« .ﻓﻼ ﺗﻘﺎرن »إﻳﻪ زد ﺗﻲ« ﻣﻊ ﻓﻴﺘﺎﻣني ج ،وﻻ ﺗﺘﻀﻤﻦ أيﱠ ﺑﴩ؛ ﻣﺠﺮد ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻣﺨﺘﱪﻳﺔ ،ﺗﻔﺤﺺ ﺑﻌﺾ اﻟﺨﻼﻳﺎ 174
اﻟﱪوﻓﻴﺴﻮر ﺑﺎﺗﺮﻳﻚ ﻫﻮﻟﻔﻮرد
ﰲ وﻋﺎء ﻣﺨﺘﱪي .ﺟﺮى ﱡ رش ﺑﻌﺾ ﻓﻴﺘﺎﻣني ج ﻋﲆ ﻫﺬه اﻟﺨﻼﻳﺎ ،وﻗﻴﺎس ﺑﻌﺾ اﻷﺷﻴﺎء املﻌﻘﺪة؛ ﻣﺜﻞ »ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺧﻠﻴﺔ ﺳﻨﻜﺘﻴﺎ ﻋﻤﻼﻗﺔ« ،اﻟﺘﻲ ﺗﻐريت ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎن ﺛﻤﺔ اﻟﻜﺜري ﻣﻦ ﻓﻴﺘﺎﻣني ج ﻳﺴﺒﺢ ﰲ اﻟﻮﻋﺎء .ﺣﺴﻨًﺎ ﺟﺪٍّا ،ﻟﻜﻦ ﻫﺬه اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ املﺨﺘﱪﻳﺔ ﻻ ﺗﺪﻋﻢ ﺑﻮﺿﻮح ﺗﺎم ذﻟﻚ اﻟﺘﺄﻛﻴﺪ املﺒﺎﻟﻎ ﻓﻴﻪ ﺑﺄن »»إﻳﻪ زد ﺗﻲ« أول ﻋﻘﺎر ﻗﺎﺑﻞ ﻟﻠﻮﺻﻒ اﻟﻄﺒﻲ ﻟﻺﻳﺪز ،ﻳُﺤﺘﻤﻞ ﺗﺴﺒﱡﺒﻪ ﰲ أﴐار ،وﻳﺜﺒﺖ ﻳﻮﻣً ﺎ ﺑﻌﺪ ﻳﻮم ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ أﻗﻞ ﻣﻦ ﻓﻴﺘﺎﻣني ج «.ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ ،ﻳﺒﺪو أن ﻫﺬا ﻣﺜﺎل آﺧﺮ ﻋﲆ ذﻟﻚ اﻻﺳﺘﻘﺮاء اﻟﺴﺎذج ﻣﻦ ﺑﻴﺎﻧﺎت ﻣﺨﺘﱪﻳﺔ ﻣﺒﺪﺋﻴﺔ ﻟﻄﺮح زﻋﻢ ﺪرﻛﻪ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ﻋﻼﻣﺔ ﺗﻤﻴﺰ »ﻣُﺨﺘَﺺ إﻛﻠﻴﻨﻴﻜﻲ ﻳﺘﻌ ﱠﻠﻖ ﺑﺒﴩ ﺣﻘﻴﻘﻴني ،وﻫﻮ إﺟﺮاءٌ ﴏﻧﺎ ﻧ ُ ِ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ«. ً ﻟﻜﻦ اﻷﻣﺮ ازداد ﺗﺸﻮﻳﻘﺎ .أﴍت إﱃ ﻫﺬا ﻛﻠﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎرض ﰲ ﻣﻘﺎل ﰲ إﺣﺪى ً ﻣﺮﺳﻼ ﺧﻄﺎﺑًﺎ ﻳﺪاﻓﻊ ﻓﻴﻪ ﻋﻦ ورﻗﺘﻪ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ اﻟﺼﺤﻒ ،وﻇﻬﺮ د .راﻛﺴﻴﺖ ﺟﺎرﻳﻮاﻻ ﻧﻔﺴﻪ، ﺿﺪ اﻻﺗﻬﺎم ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺗﻤﺜﻞ »ﻋﻠﻤً ﺎ ً ً ً ﺳﺆاﻻ ﺳﺆاﻻ ﻣﺜريًا، زاﺋﻔﺎ« .وﻗﺪ أﺛﺎر ﻫﺬا ،ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱄ ﱠ، ﰲ اﻟﻘﻠﺐ ﻣﻦ ﻫﺬا املﻮﺿﻮع ﺣﻮل »اﻟﻬﻴﺌﺔ املﺮﺟﻌﻴﺔ« .ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ورﻗﺔ ﺟﺎرﻳﻮاﻻ ورﻗﺔ ﺟﻴﺪة ﺟﺪٍّا ،وﻟﻢ أ َ ُﻗﻞ أﺑﺪًا ﻏري ذﻟﻚ؛ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﻴﺲ ﺑﻌﺾ اﻟﺘﻐريات املﻌﻘﺪة ﻋﲆ ﻣﺴﺘﻮًى ﺑﻴﻮﻟﻮﺟﻲ أﺳﺎﳼ ﰲ ﺑﻌﺾ اﻟﺨﻼﻳﺎ ﰲ وﻋﺎء ﻣﺨﺘﱪي ﻋﲆ ﻃﺎوﻟﺔ ﻣﺨﺘﱪ ،ﻋﻨﺪ رش ﻛﻤﻴﺎت ﻛﺒرية ﻣﻦ ﻓﻴﺘﺎﻣني ج ﻋﻠﻴﻬﺎ .وﻋُ ِﺮﺿﺖ أﺳﺎﻟﻴﺐ إﺟﺮاء اﻟﺪراﺳﺔ واﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺑﺼﻮرة ﺗﺨﻠﻮ ﻣﻦ اﻷﺧﻄﺎء ﻣﻦ ﻗِ ﺒَﻞ د .ﺟﺎرﻳﻮاﻻ .ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻟﺪيﱠ أيﱡ ﺳﺒﺐ ﻟﻠﺘﺸﻜﻴﻚ ﰲ ﻋﺮﺿﻪ اﻟﻮاﺿﺢ ملﺎ ﻗﺎم ﺑﻪ. ﻟﻜﻦ أوﺟﻪ اﻟﻘﺼﻮر ﺗﺄﺗﻲ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﻔﺴري .ﻓﻠﻮ ﻛﺎن ﻫﻮﻟﻔﻮرد ﻗﺪ ﻗﺎل» :وﺟﺪ د. راﻛﺴﻴﺖ ﺟﺎرﻳﻮاﻻ أﻧﻪ إذا ُر ﱠش ﻓﻴﺘﺎﻣني ج ﻋﲆ اﻟﺨﻼﻳﺎ ﰲ وﻋﺎء ﻣﺨﺘﱪي ﻋﲆ ﻃﺎوﻟﺔ ﻣﺨﺘﱪ، ﻓﺴﻴﺒﺪو أن ذﻟﻚ ﻳﻐري ﻧﺸﺎط ﺑﻌﺾ املﻜﻮﻧﺎت« وأﺣﺎل إﱃ ورﻗﺔ ﺟﺎرﻳﻮاﻻ ،ﻟﻜﺎن ذﻟﻚ ﺣﺴﻨًﺎ، ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﻔﻌﻞ ذﻟﻚ ،ﺑﻞ ﻛﺘﺐ ﻳﻘﻮل»» :إﻳﻪ زد ﺗﻲ« أول ﻋﻘﺎر ﻗﺎﺑﻞ ﻟﻠﻮﺻﻒ اﻟﻄﺒﻲ ﻟﻺﻳﺪز، ﻳُﺤﺘﻤﻞ ﺗﺴﺒﱡﺒﻪ ﰲ أﴐار ،وﻳﺜﺒﺖ ﻳﻮﻣً ﺎ ﺑﻌﺪ ﻳﻮم ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ أﻗﻞ ﻣﻦ ﻓﻴﺘﺎﻣني ج «.إن اﻟﺒﺤﺚ ُﻈﻬﺮه — أي ﺗﻔﺴريك أﻧﺖ ﻟﻪ — ﻓﻬﻮ اﻟﻌﻠﻤﻲ ﳾء ،أﻣﺎ ﻣﺎ ﺗﺰﻋﻢ ﻣﻦ أن اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ ﻳ ِ ﳾء آﺧﺮ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ .ﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﺗﻔﺴري ﻫﻮﻟﻔﻮرد اﺳﺘﻘﺮاءً ﻣﻔﺮ ً ﻃﺎ ﻋﺒﺜﻴٍّﺎ. ﻛﻨﺖ أﻇﻦ أن ﺗﻠﻚ ﻫﻲ اﻟﻨﻘﻄﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﻳﻘﻮل ﻋﻨﺪﻫﺎ اﻟﻜﺜريون» :ﻧﻌﻢ ،ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ إﱃ اﻟﻮراء ،رﺑﻤﺎ ﻳﻜﻮن ﻫﺬا اﻟﺰﻋﻢ ﻗﺪ ﺻﻴﻎ ﻋﲆ ﻧﺤﻮ أﺧﺮق «.ﻟﻜﻦ اﻟﱪوﻓﻴﺴﻮر ﻫﻮﻟﻔﻮرد اﺗﺨﺬ ً ُ اﺟﺘﺰأت ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻣﻦ ﺳﻴﺎﻗﻪ )ﻟﻢ أﻓﻌﻞ ذﻟﻚ ،وﻳﻤﻜﻨﻚ ﻣﺨﺘﻠﻔﺎ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ؛ ﻓﻘﺪ زﻋﻢ أﻧﻨﻲ ﻗﺪ ﻣﺴﺎ ًرا ً ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﻋﲆ اﻹﻧﱰﻧﺖ( ،وزﻋﻢ أﻧﻪ ﻗﺪ ﺻﻮﱠب ﻛﺘﺎﺑﻪ )ﻳﻤﻜﻨﻚ اﻻﻃﻼع ﻋﲆ اﻟﺼﻔﺤﺔ 175
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
أن ﺗﻘﺮأ ﻋﻦ ﻫﺬا ﰲ ﻣﻼﺣﻈﺔ ﰲ ﻇﻬﺮ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﺬي ﺗﺤﻤﻠﻪ( ،وراح ﻳُﻠﻘِ ﻲ اﺗﻬﺎﻣﺎت ﻫﻨﺎ وﻫﻨﺎك ﺑﺄﻧﻨﻲ أﻧﺘﻘﺪه ﰲ ذﻟﻚ ﻷﻧﻨﻲ ﻣﺠﺮد أداة ﰲ ﻳﺪ ﴍﻛﺎت اﻟﺪواء اﻟﻜﱪى )ﻟﺴﺖ ﻛﺬﻟﻚ، ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ ،وﻟﻠﻐﺮاﺑﺔ إﻧﻨﻲ أﺣﺪ أﺷﺪ ﻣﻨﺘﻘﺪﻳﻬﺎ( .وأﺷﺎر ،ﻋﲆ ﻧﺤﻮ ﺣﺎﺳﻢ ،إﱃ أﻧﻨﻲ ﻗﺪ ر ﱠﻛ ُ ﺰت ﻋﲆ ﺧﻄﺄ ٍ ﺗﺎﻓﻪ ﻣﻌﺰول. ) (2ﻣﺮاﺟﻌﺔ ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ ﻏﺎﻣﻀﺔ ﺗﺘﻤﺜﱠﻞ املﺘﻌﺔ ﰲ ﻛﺘﺎﺑ ِﺔ أي ﻛﺘﺎب ﰲ اﻣﺘﻼك اﻟﻜﺎﺗﺐ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻛﺒرية ﻟﻴﻜﺘﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺎ ﺷﺎء. ﻟﺪيﱠ ﻫﻨﺎ ﻧﺴﺨﺘﻲ ﻣﻦ »اﻟﻌﻬﺪ اﻟﺠﺪﻳﺪ ﰲ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ املﺜﺎﻟﻴﺔ« .وﺑﺤﺴﺐ ﻣﻘﺘﻄﻒ ﻣﻦ ﺻﺤﻴﻔﺔ »ﺻﻨﺪاي ﺗﺎﻳﻤﺰ« ﻋﲆ اﻟﻐﻼف اﻷﻣﺎﻣﻲ ﻓﺈﻧﻪ» :اﻟﻜﺘﺎب اﻟﺬي ﻳﺠﺐ أن ﺗﻘﺮأه إذا َ ﻛﻨﺖ ﺗﻬﺘﻢ ﺑﺼﺤﺘﻚ «.ووﻓﻖ ﺻﺤﻴﻔﺔ »ذي إﻧﺪﺑﻨﺪﻧﺖ أون ﺻﻨﺪاي«» :ﻛﺘﺎب ﻻ ﻳﻘﺪر ﺑﺜﻤﻦ «.إﻟﺦ .ﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﻗﺮرت أن أراﺟﻊ ﻛﻞ ﻣﺮﺟﻊ ،ﻣﺜﻞ ﺷﺨﺺ ﻣﻬﻮوس ،واﻵن ﺳﺄﻛ ﱢﺮس اﻟﻨﺼﻒ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﻹﺻﺪار ﻧﺴﺨﺔ ﺗﺤﺘﻮي ﻋﲆ ﴍوح ﻟﻜﺘﺎب ﻫﻮﻟﻔﻮرد اﻷﻛﺎدﻳﻤﻲ املﻬﻢ. أﻣﺰح ﻓﻘﻂ. ﻫﻨﺎك ٥٥٨ﺻﻔﺤﺔ ﻣﻦ املﺼﻄﻠﺤﺎت اﻟﻔﻨﻴﺔ املﻘﻨﻌﺔ ﰲ ﻛﺘﺎب ﻫﻮﻟﻔﻮرد ،ﻣﺼﺤﻮﺑﺔ ﺑﻨﺼﺎﺋﺢ ﻣﻌﻘﺪة ﺣﻮل أي اﻷﻏﺬﻳﺔ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻨﺎوﻟﻬﺎ ،وأي أﻗﺮاص ﻳﺠﺐ ﴍاؤﻫﺎ )ﰲ ﻗﺴﻢ »املﺼﺎدر« ﻳﺘﻀﺢ أن اﻷﻗﺮاص اﻟﺘﻲ ﻳﻄﺮﺣﻬﺎ ﻫﻲ اﻷﻓﻀﻞ( .وﺣﺘﻰ ﻻ ﻧﻔﻘﺪ ﺻﻮاﺑﻨﺎ، ُ ﺣﴫت ﻓﺤﺼﻨﺎ ﻟﻼدﱢﻋﺎءات ﰲ اﻟﻜﺘﺎب ﻋﲆ ﻗﺴﻢ واﺣﺪ ﻣﻬﻢ ،اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺬي ﱢ ﻳﻔﴪ ملﺎذا ﻳﺠﺐ ﺗﻨﺎول املﻜﻤﻼت اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ .ﻗﺒﻞ أن ﻧﺒﺪأ ،ﻳﺠﺐ أن ﻧﻜﻮن ﰲ ﻣﻨﺘﻬﻰ اﻟﻮﺿﻮح :أﻧﺎ ﻣﻬﺘﻢ ﺑﺸﺄن اﻟﱪوﻓﻴﺴﻮر ﻫﻮﻟﻔﻮرد؛ ﻷﻧﻪ ﻳﻌ ﱢﻠﻢ ﻣُﺨﺘَﴢ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺎﻟﺠﻮن اﻷﻣﺔ ،وﻷﻧﻪ ُﻣﻨِﺢ درﺟﺔ اﻷﺳﺘﺎذﻳﺔ ﻣﻦ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺗﻴﺴﺎﻳﺪ ،ﻣﻊ وﺟﻮد ﺧﻄﻂ ﻟﻠﺘﺪرﻳﺲ ﻟﻠﻄﻼب واﻹﴍاف ﻋﲆ اﻟﺒﺤﻮث. وإذا ﻛﺎن اﻟﱪوﻓﻴﺴﻮر ﺑﺎﺗﺮﻳﻚ ﻫﻮﻟﻔﻮرد رﺟ َﻞ ﻋِ ْﻠﻢ ،إذن ﻳﺠﺐ أن ﻧﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻪ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ﻛﺬﻟﻚ ،ﺑﻤﻨﺘﻬﻰ اﻷﻣﺎﻧﺔ. ﱠ »املﻨﻘﺤﺔ ﻟﺬا ،ﺑﺎﻻﻧﺘﻘﺎل إﱃ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋﴩ ،ﺻﻔﺤﺔ ) ٩٧أﺳﺘﻌني ﺑﻄﺒﻌﺔ ٢٠٠٤ َ ﻛﻨﺖ ﺗﺮﻏﺐ ﰲ ﺗﺘﺒﻊ َﺳ ْري ﻋﻤﲇ واملﺤﺪﱠﺛﺔ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ« ،اﻟﺘﻲ أُﻋﻴﺪ ﻃﺒﻌﻬﺎ ﻋﺎم ،٢٠٠٧إذا ﱢ ﻳﻮﺿﺢ اﻟﺤﺎﺟﺔ إﱃ ﺗﻨﺎول اﻷﻗﺮاص. ﰲ املﻨﺰل( ،ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻧﺒﺪأ .ﺳﱰى أن ﻫﻮﻟﻔﻮرد رﺑﻤﺎ ﺗﻜﻮن ﻫﺬه ﻟﺤﻈﺔ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﻺﺷﺎرة إﱃ أن اﻟﱪوﻓﻴﺴﻮر ﺑﺎﺗﺮﻳﻚ ﻫﻮﻟﻔﻮرد ﻳﻤﺘﻠﻚ ﺣﺎﻟﻴٍّﺎ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻷﻗﺮاص اﻷﻛﺜﺮ ﺑﻴﻌً ﺎ ،ﺗﺒﻠﻎ ﻋﴩﻳﻦ ﻧﻮﻋً ﺎ ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ،ﺗﻌﺮض ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﺻﻮرة ﻓﻮﺗﻮﻏﺮاﻓﻴﺔ ﻟﻮﺟﻬﻪ اﻟﺒﺎﺳﻢ ﻋﲆ اﻷﻏﻠﻔﺔ .وﻫﺬه اﻷﻗﺮاص ﻣﺘﺎﺣﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﴍﻛﺔ »ﺑﻴﻮﻛري« 176
اﻟﱪوﻓﻴﺴﻮر ﺑﺎﺗﺮﻳﻚ ﻫﻮﻟﻔﻮرد
ﻟﻸﻗﺮاص ،وﻛﺎﻧﺖ ﻣﺠﻤﻮﻋﺘﻪ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻣﻦ اﻷﻗﺮاص ،اﻟﺘﻲ ﺳﺘﺠﺪﻫﺎ ﰲ ﻛﺘُﺒﻪ اﻷﻗﺪم ،ﺗﺒﺎع ﻣﻦ ﺧﻼل ﴍﻛﺔ »ﻫﺎﻳﺮ ﻧﻴﺘﴩ«2 . إن ﻫﺪﰲ ﻣﻦ ﺗﺄﻟﻴﻒ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﻫﻮ ﺗﻌﻠﻴﻢ اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺼﺤﻴﺢ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻓﺤﺺ اﻟﻌﻠﻢ ﺳﻴﴪك أن ﺗﺴﻤﻊ أن اﻻدﱢﻋﺎء اﻷول ﻋﲆ اﻟﺪوام اﻟﺬي ﻳﻄﺮﺣﻪ ﻫﻮﻟﻔﻮرد ،ﰲ اﻟﺰاﺋﻒ؛ ﻟﺬا ﱡ اﻟﻔﻘﺮة اﻷوﱃ ﻣﻦ ﻓﺼﻠﻪ اﻷﻫﻢ ،ﻫﻮ ﻣﺜﺎل ﻧﻤﻮذﺟﻲ ﻟﻈﺎﻫﺮة ﺻﺎدﻓﻨﺎﻫﺎ ً ﻗﺒﻼ؛ َأﻻ وﻫﻲ ﻈﻬﺮ أن »اﻧﺘﻘﺎء اﻷدﻟﺔ« ،أو اﻧﺘﻘﺎء اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ﺑﻤﺎ ﻳﺘﻼءم ﻣﻊ اﻟﺤﺎﻟﺔ .ﻓﻴﻘﻮل إن ﺛﻤﺔ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺗُ ِ ﻓﻴﺘﺎﻣني ج ﺳﻴﺤ ﱡﺪ ﻣﻦ ﺣﺎﻻت اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﱪد .ﻟﻜﻦ ﺛﻤﺔ ﻣﻌﻴﺎ ًرا ذﻫﺒﻴٍّﺎ ﻟﻠﻤﺮاﺟﻌﺔ املﻨﻬﺠﻴﺔ ﻣﻦ »ﻛﻮﻛﺮﻳﻦ« ﻳﺠﻤﻊ اﻷدﻟﺔ ﻣﻦ ﺗﺴﻊ وﻋﴩﻳﻦ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺣﻮل ﻫﺬا املﻮﺿﻮع ،ﺗﺸﻤﻞ ً ْ وﺧﻠﺼﺖ إﱃ ﻋﺪم وﺟﻮد أي دﻟﻴﻞ ﻋﲆ أن ﻓﻴﺘﺎﻣني ج ﻳﻘﻲ ﻣﻦ إﺟﻤﺎﻻ، ١١أﻟﻒ ﻣﺸﺎرك اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﻨﺰﻻت اﻟﱪد .ﻻ ﻳﻘﺪﱢم اﻟﱪوﻓﻴﺴﻮر ﻫﻮﻟﻔﻮرد ﻣﺮﺟﻌً ﺎ واﺣﺪًا ﻟﺘﺠﺮﺑﺘﻪ اﻟﻮﺣﻴﺪة ﻏري املﻌﺘﺎدة اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻨﺎﻗﺾ ﻣﻊ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺒﺤﻮث اﻟﺘﻲ ﺟﺮى ﺗﻠﺨﻴﺼﻬﺎ ﺑﺪﻗﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ »ﻛﻮﻛﺮﻳﻦ«، ﻟﻜﻦ ﻫﺬا ﻻ ﻳﻬﻢ؛ ﻓﻤﻬﻤﺎ ﻛﺎن ﻣﻦ أﻣﺮ ،وﻷن اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺗﺘﻌﺎرض ﻣﻊ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ املﺎوراﺋﻲ ،ﻳﻤ ِﻜﻨﱠﺎ أن ﻧﺮى ﺑﻮﺿﻮح أن اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺗﻨﺘﻘﻲ اﻷدﻟﺔ اﻧﺘﻘﺎءً. ُ ٍ ِ اﺧﺘﺒﺎرات اﻟﺪم ﻓﻴﻬﺎ أن أﻇﻬﺮت ﻟﺪراﺳﺔ ﻳﻘﺪﱢم ﻫﻮﻟﻔﻮرد ﻣﺮﺟﻌً ﺎ ،ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻣﺒﺎﴍة، ً ﺳﺒﻌﺔ ﻣﻦ ﺑني ﻋﴩة ﻣﺸﺎرﻛني ﻛﺎن ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻗﺼﻮر ﰲ ﻓﻴﺘﺎﻣني ب .وﺛﻤﺔ رﻗﻢ ﻋﻠﻮي ﻳﴚ ﺑﺴﻠﻄﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻣﻮﺛﻮﻗﺔ ﰲ اﻟﻨﺺ .وﺑﺎﻟﺮﺟﻮع إﱃ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻜﺘﺎب ،ﻧﺠﺪ أن ﻣﺮﺟﻌﻪ ﻟﻬﺬه اﻟﺪراﺳﺔ ﴍﻳﻂ ﻛﺎﺳﻴﺖ ﻛﺎن املﺴﺘﻬﻠﻚ ﻳﺸﱰﻳﻪ ﻣﻦ ﻣﻌﻬﺪ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ املﺜﺎﻟﻴﺔ )ﻳُﺴﻤﱠ ﻰ »ﺧﺮاﻓﺔ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻐﺬاﺋﻲ املﺘﻮازن«( .ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻧﺮى ﺗﻘﺮﻳ ًﺮا ﻳﺮﺟﻊ إﱃ ﺧﻤﺴﺔ وﻋﴩﻳﻦ ﻋﺎﻣً ﺎ ﻣﻦ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺑﻴﺘﻤﺎن اﻟﺘﻤﻮﻳﻨﻴﺔ )ﻣَ ﻦ؟( ﻣﺸريًا إﱃ ﺗﺎرﻳﺦ ﺧﺎﻃﺊ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺒﺪو ،وورﻗﺔ ﺑﺤﺜﻴﺔ ﺣﻮل ﻓﻴﺘﺎﻣني ب ،١٢و»ﺗﺠﺮﺑ ٍﺔ ﻣﺎ« دون وﺟﻮد ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺿﺎﺑﻄﺔ ﻣﺬﻛﻮرة ﰲ ﻛﺘﻴﺐ »آي أو إن« ﰲ ﻋﺎم ،١٩٨٧وﻫﻲ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻏري ﻣﻌﺮوﻓﺔ ﻋﲆ اﻹﻃﻼق ،ﺣﺘﻰ إﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﺿﻤﻦ ﺳﺠﻼت ٍّ ﺳﺠﻼ ﺑﻜﻞ ﳾء( .ﺛﻢ ﻫﻨﺎك ﻋﺒﺎرة ﺑﺎﻫﺘﺔ ﻣُﺸﺎر إﻟﻴﻬﺎ ﰲ املﻜﺘﺒﺔ اﻟﱪﻳﻄﺎﻧﻴﺔ )اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺘﻠﻚ ﻣﻘﺎل ﰲ ﻣﺠﻠﺔ »أوﺑﺘﻴﻤَ ﻢ ﻧﻴﻮﺗﺮﻳﺸﻦ ﻣﺠﺎزﻳﻦ« اﻟﺘﻲ ﻳﺼﺪرﻫﺎ ﻣﻌﻬﺪ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ املﺜﺎﻟﻴﺔ ،وزﻋ ٌﻢ ﻻ ﺧﻼف ﻋﻠﻴﻪ ﺗﺪﻋﻤﻪ ورﻗﺔ ﺑﺤﺜﻴﺔ ﺻﺤﻴﺤﺔ — ﻣﻔﺎدﻫﺎ أن أﺑﻨﺎء اﻷﻣﻬﺎت اﻟﻼﺋﻲ ﺗﻨﺎو ْﻟ َﻦ َ ﺣﻤﺾ اﻟﻔﻮﻟﻴﻚ ﺧﻼل ﻓﱰة اﻟﺤﻤﻞ ﻟﺪﻳﻬﻦ ﻳﻌﺎﻧﻮن ﻣﻦ ﺗﺸﻮﻫﺎت وﻻدة أﻗ ﱠﻞ ،وﻫﻲ ﺣﻘﻴﻘﺔ راﺳﺨﺔ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ ﻣﺸﺎر إﻟﻴﻬﺎ ﰲ إرﺷﺎدات وزارة اﻟﺼﺤﺔ — ﻷﻧﻪ ﻳﺠﺐ أن ﻳﻜﻮن ﺛﻤﺔ ﻗ ْﺪ ٌر — ً ﺿﺌﻴﻼ — ﻣﻦ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ املﻨﻄﻘﻴﺔ ﰲ اﻟﻜﻼم املﻨﻤﱠ ﻖ ﰲ ﻣﻜﺎن ﻣﺎ .ﻧﻌﻮد ﻣﺮة أﺧﺮى إﱃ وﻟﻮ ﻃﻔﻼ ﰲ املﺪرﺳﺔ ﱢ ً ٍ ﻳﺤﻘﻘﻮن دراﺳﺔ أُﺟﺮﻳﺖ ﻋﲆ ﺗﺴﻌني ﻗﻠﺐ اﻷﺣﺪاث .ﻳﺨﱪﻧﺎ اﻟﻜﺘﺎب ﻋﻦ 177
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ﻧﺘﺎﺋﺞ ﰲ اﺧﺘﺒﺎرات اﻟﺬﻛﺎء ﺑﻨﺴﺒﺔ ١٠ﰲ املﺎﺋﺔ أﻋﲆ ﺑﻌﺪ ﺗﻨﺎول ﺟﺮﻋﺔ ﻛﺒرية ﻣﻦ ﻗﺮص ﻣﺘﻌﺪد اﻟﻔﻴﺘﺎﻣﻴﻨﺎت ،دون وﺟﻮد أي ﻣﺮاﺟﻊ ﻟﻸﺳﻒ ،ﻗﺒﻞ أن ﻧﺄﺗﻲ إﱃ ﳾء ﻣﺜري ﺟﺪٍّا ٍّ ﺣﻘﺎ: ﻓﻘﺮة واﺣﺪة ﺗﺘﻀﻤﱠ ﻦ أرﺑﻌﺔ ﻣﺮاﺟﻊ. ﻳﺸري املﺮﺟﻊ اﻷول إﱃ دراﺳﺔ أﺟﺮاﻫﺎ د .آر ﻛﻴﻪ ﺗﺸﺎﻧﺪرا ،وﻫﻮ ﺑﺎﺣﺚ ﺳﻴﱢﺊ اﻟﺴﻤﻌﺔ ْ ﺗﻠﻄﺨﺖ ُﺳﻤْ ﻌﺔ اﻷﺑﺤﺎث اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻟﺘﻲ أﺟﺮاﻫﺎ وﺟﺮى اﻟﱰاﺟﻊ ﻋﻦ اﻹﺣﺎﻟﺔ إﻟﻴﻬﺎ ،وﻛﺎن ﻣﻮﺿﻮﻋً ﺎ ملﻘﺎﻻت ﻣﻬﻤﺔ ﺣﻮل اﻧﺘﺤﺎل اﻟﺒﺤﻮث ،ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻣﻘﺎل ﻛﺘﺒﻪ د .رﻳﺘﺸﺎرد ﺳﻤﻴﺚ ﰲ دورﻳﺔ »ﺑﺮﻳﺘﺶ ﻣﻴﺪﻳﻜﺎل ﺟﻮرﻧﺎل« ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮان »ﺑﺤﺚ ﰲ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ملﺆﻟﻒ ﻣﻨﺘﺤﻞ« .وﻫﻨﺎك ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ وﺛﺎﺋﻘﻲ اﺳﺘﻘﺼﺎﺋﻲ ﻛﺎﻣﻞ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﺔ أﺟﺰاء ﺣﻮل ﻣﺴﺎره املﻬﻨﻲ املﻀﻄﺮب ﻣﻦ إﻧﺘﺎج ﻣﺤﻄﺔ »ﳼ ﺑﻲ ﳼ« اﻟﻜﻨﺪﻳﺔ )ﻳﻤﻜﻦ ﻣﺸﺎﻫﺪة ﻫﺬا اﻟﻔﻴﻠﻢ ﻋﲆ اﻹﻧﱰﻧﺖ( ،وﰲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﱪﻧﺎﻣﺞ ﻛﺎن ،ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ اﻷوﺟﻪ ،ﻣﺨﺘﺒﺌًﺎ ﰲ اﻟﻬﻨﺪ .وﻫﻮ ﻳﻤﺘﻠﻚ ١٢٠ ﺣﺴﺎﺑًﺎ ﺑﻨﻜﻴٍّﺎ ﰲ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ املﻼذات اﻟﴬﻳﺒﻴﺔ ،ﻛﻤﺎ ﻗﺎم ،ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ،ﺑﺘﺴﺠﻴﻞ ﺑﺮاءة اﺧﱰاع املﺰﻳﺞ ﻣﺘﻌﺪﱢد اﻟﻔﻴﺘﺎﻣﻴﻨﺎت اﻟﺬي اﺑﺘﻜﺮه ،واﻟﺬي ﻳﺒﻴﻌﻪ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ﻣﻜﻤﱢ ًﻼ ﻏﺬاﺋﻴٍّﺎ »ﻗﺎﺋﻤً ﺎ ﻋﲆ أدﻟﺔ« ﻟﻜﺒﺎر اﻟﺴﻦ .و»اﻷدﻟﺔ« ﻣﺸﺘﻘﺔ ﺑﺼﻮرة ﻛﺒرية ﻣﻦ ﺗﺠﺎرﺑﻪ اﻹﻛﻠﻴﻨﻴﻜﻴﺔ. ْ ﻇﻬﺮت ﻣﻨﺬ ﻧﴩ ﺑﺎﺳﻢ اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻷﻣﻴﻨﺔ ،أﺳﻌﺪ ﺑﺘﻮﺿﻴﺢ أن ﻛﺜريًا ﻣﻦ ﻫﺬه اﻷﻣﻮر اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﱃ ﻟﻜﺘﺎب ﻫﻮﻟﻔﻮرد ،ﻟﻜﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﺛﻤﺔ أﺳﺌﻠﺔ ﺟﺪﻳﺔ ﺣﻮل ﺑﺤﻮث ﺗﺸﺎﻧﺪرا ﻟﻔﱰة ﻣﻦ اﻟﻮﻗﺖ ،وﻛﺎن اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﻮن املﺘﺨﺼﺼﻮن ﰲ ﻋﻠﻢ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ ﺣﺮﻳﺼني ﰲ اﻹﺷﺎرة إﻟﻴﻬﺎ؛ ً ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﻷن ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺑﺤﻮﺛﻪ ْ ﻧﺤﻮ ﻏري ﻣﻌﻘﻮل .ﰲ ﻋﺎم ،٢٠٠٢ﻛﺎن ﻗﺪ ﺑﺪت إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻋﲆ ٍ اﺳﺘﻘﺎل ﻣﻦ ﻣﻨﺼﺒﻪ اﻟﺠﺎﻣﻌﻲ ،وﻋﺠﺰ ﻋﻦ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﲆ اﻷﺳﺌﻠﺔ ﺣﻮل أوراﻗﻪ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ أو اﻹﻓﺼﺎح ﻋﻦ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺤﺪﱠاه رؤﺳﺎؤه .وﺟﺮى اﻟﺮﺟﻮع ﺗﻤﺎﻣً ﺎ ﻋﻦ اﻻﻋﱰاف ﺑﺎﻟﻮرﻗﺔ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺸري إﻟﻴﻬﺎ ﺑﺎﺗﺮﻳﻚ ﻫﻮﻟﻔﻮرد ﰲ ﻋﺎم .٢٠٠٥املﺮﺟﻊ اﻟﺘﺎﱄ ﰲ اﻟﻔﻘﺮة ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﻳﺤﻴﻞ إﱃ ﺑﺤﺚ آﺧﺮ ﻟﺘﺸﺎﻧﺪرا .ورﻗﺘﺎن ﻣﺘﺘﺎﻟﻴﺘﺎن أﻣ ٌﺮ ﻏري ﻣﻮﻓﻖ. ﻳُﺘْ ِﺒﻊ اﻟﱪوﻓﻴﺴﻮر ﻫﻮﻟﻔﻮرد ﻫﺬا ﺑﺈﺣﺎﻟﺔ إﱃ ورﻗﺔ ﺑﺤﺜﻴﺔ ﻧﻘﺪﻳﺔ ،زاﻋﻤً ﺎ أن ﺳﺒﻌً ﺎ وﺛﻼﺛني دراﺳﺔ ﻣﻦ ﺑني ﺛﻤﺎﻧﻲ وﺛﻼﺛني دراﺳﺔ ﺗﺒﺤﺚ ﰲ ﻓﻴﺘﺎﻣني ج )ﻣﺮة أﺧﺮى( ﱠ ﺗﻮﺻﻠﺖ إﱃ أن ﻓﻴﺘﺎﻣني ج ﻣﻔﻴﺪ ﰲ ﻋﻼج ﻧﺰﻻت اﻟﱪد )ﻻ »اﻟﻮﻗﺎﻳﺔ« ،ﻛﻤﺎ ﰲ اﻟﺰﻋﻢ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﰲ اﻟﻨﺺ(. ﻳﻌﺘﱪ ﻋﺪد ﺳﺒﻊ وﺛﻼﺛني دراﺳﺔ ﻣﻦ ﺑني ﺛﻤﺎﻧﻲ وﺛﻼﺛني ﻋﺪدًا ﺟﺬﱠاﺑًﺎ ،ﻟﻜﻦ املﺮاﺟﻌﺔ اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ً ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﻓﺎﺋﺪة ﻣﺤﺪودة اﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ ﻟﻜﻮﻛﺮﻳﻦ ﺣﻮل ﻣﻮﺿﻮع اﻟﺒﺤﺚ ﺗُﻈﻬﺮ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻣﺘﻀﺎرﺑﺔ، ﻋﻨﺪ ﺗﻨﺎول ﺟﺮﻋﺎت أﻛﱪ. ُ ﺑﺤﺜﺖ ﻣﻠﻴٍّﺎ ﰲ اﻟﻮرﻗﺔ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺤﻴﻞ إﻟﻴﻬﺎ اﻟﱪوﻓﻴﺴﻮر ﻫﻮﻟﻔﻮرد ﻟﺪﻋﻢ ﻫﺬا اﻻدﱢﻋﺎء ،ﻓﻮﺟﺪﺗُﻬﺎ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ إﻋﺎدة ﺗﺤﻠﻴﻞ ﺑﺄﺛﺮ رﺟﻌﻲ ملﺮاﺟﻌﺔ ﻧﻘﺪﻳﺔ ﻟﻌﺪد ﻣﻦ اﻟﺘﺠﺎرب، 178
اﻟﱪوﻓﻴﺴﻮر ﺑﺎﺗﺮﻳﻚ ﻫﻮﻟﻔﻮرد
ﻻ ﺗﺒﺤﺚ إﻻ ﰲ اﻟﺘﺠﺎرب اﻟﺘﻲ أُﺟﺮﻳﺖ ﻗﺒﻞ ﻋﺎم .١٩٧٥ﻳﺼﻒ ﻧﺎﴍو ﻫﻮﻟﻔﻮرد ﻫﺬه اﻟﻄﺒﻌﺔ ﱠ »ﻣﻨﻘﺤﺔ وﻣﺤﺪﱠﺛﺔ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ،وﺗﺸﻤﻞ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺑﻪ »اﻟﻌﻬﺪ اﻟﺠﺪﻳﺪ ﰲ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ املﺜﺎﻟﻴﺔ« ﺑﺄﻧﻬﺎ ُ ﺗﻮﺻﻠﺖ إﻟﻴﻪ اﻷﺑﺤﺎث املﺘﻘﺪﻣﺔ «.وﻗﺪ ﻧ ُ ْ ْ ﺑﻠﻐﺖ ﻓﻴﻪ ﺛﻼﺛني ﻋﺎﻣً ﺎ، ﴩت ﰲ اﻟﻌﺎم اﻟﺬي آﺧﺮ ﻣﺎ ﻟﻜﻦ ﻳﻈﻞ املﺮﺟﻊ اﻷﻛﱪ ﻟﻬﻮﻟﻔﻮرد ﻟﺰﻋﻤﻪ ﺣﻮل ﻓﻴﺘﺎﻣني ج وﻧﺰﻻت اﻟﱪد ﰲ ﻫﺬا اﻟﻔﺼﻞ ﻫﻮ ورﻗﺔ ﺑﺤﺜﻴﺔ ﻻ ﺗﺒﺤﺚ ﱠإﻻ اﻟﺘﺠﺎرب اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻮد إﱃ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ اﻟﻌﺎم اﻷول ﻣﻦ ﻋﻤﺮي .وﻣﻨﺬ ُ ﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﺗﻌ ﱠﻠ ُ ُ واﻟﺘﺤﻘﺖ ﻤﺖ أن أﺳري وأن أﺗﺤﺪﱠث، إﺟﺮاء ﻫﺬه املﺮاﺟﻌﺔ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ، ُ واﻧﻀﻤﻤﺖ إﱃ ﺛﻼث ﺟﺎﻣﻌﺎت ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﲆ ﺛﻼث ﺑﺎملﺪرﺳﺔ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻴﺔ ،واملﺪرﺳﺔ اﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ، ُ ُ وﴏت ﻛﺎﺗﺒًﺎ ﻟﻌﻤﻮد ﺻﺤﻔﻲ ﰲ ﺻﺤﻴﻔﺔ »ذا وﻋﻤﻠﺖ ﻃﺒﻴﺒًﺎ ﻟﺒﻀﻊ ﺳﻨﻮات، درﺟﺎت ﻋﻠﻤﻴﺔ، ً ُ ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب .ﻣﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮي، وﻛﺘﺒﺖ ﺑﻀﻊ ﻣﺌﺎت ﻣﻦ املﻘﺎﻻت، ﺟﺎردﻳﺎن«، ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ املﺒﺎﻟﻐﺔ اﻟﻘﻮل ﺑﺄن ﻋﺎم ١٩٧٥ﻳﻤﺜﱢﻞ ﻋﻤ ًﺮا ﺑﺄﻛﻤﻠﻪ ﻣﴣ .ﻓﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱄ ﱠ، ﻻ ﻳﻘﻊ ﻋﺎم ١٩٧٥ﰲ ﻧﻄﺎق اﻟﺬاﻛﺮة اﻟﺤﻴﺔ .آه ،وﻻ ﻳﺒﺪو ﺑﺎملﺮة أن اﻟﻮرﻗﺔ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺤﻴﻞ إﻟﻴﻬﺎ اﻟﱪوﻓﻴﺴﻮر ﻫﻮﻟﻔﻮرد ﺗﺸﻤﻞ ﺛﻤﺎﻧﻲ وﺛﻼﺛني ﺗﺠﺮﺑﺔ ،ﻓﻘﻂ أرﺑﻊ ﻋﴩة .ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ رﺟﻞ ﻳﻈﻞ ﻳﺘﺤﺪث ﻋﻦ ﻓﻴﺘﺎﻣني ج ،ﻻ ﻳﺒﺪو اﻟﱪوﻓﻴﺴﻮر ﻫﻮﻟﻔﻮرد ﻋﲆ ﻗﺪر ﻛﺒري ﻣﻦ ﻗﻠﻘﺎ ﺣﻴﺎل ﺟﺮﻋﺔ ﻓﻴﺘﺎﻣني ج اﻟﺘﻲ ﱠ ﻛﻨﺖ ً اﻹملﺎم ﺑﺄدﺑﻴﺎت اﻷﺑﺤﺎث املﻌﺎﴏة .إذا َ ﺗﺘﻠﻘﺎﻫﺎ، رﺑﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﻟﴩاء ﺑﻌﺾ أﻗﺮاص »إﻣﻴﻮن ﳼ« ﺿﻤﻦ ﻣﻨﺘﺠﺎت ﴍﻛﺔ »ﺑﻴﻮﻛري ﻫﻮﻟﻔﻮرد«، ﻗﺮﺻﺎ ،ﰲ زﺟﺎﺟﺔ ﺗﺤﻤﻞ ﺻﻮرﺗﻪ3 . ً ﻣﻘﺎﺑﻞ ٢٩٫٩٥ﺟﻨﻴﻬً ﺎ اﺳﱰﻟﻴﻨﻴٍّﺎ ﻟﻌﺪد ٢٤٠ ً ﻓ ْﻠ ِ إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ اﻟﺘﻲ أﺳﺘﻄﻴﻊ أن أﺟﺪﻫﺎ ﰲ ﻨﻮاﺻ ْﻞ .ﻳﻨﺘﻘﻲ ﻫﻮﻟﻔﻮرد اﻟﻮرﻗﺔ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ اﻷﻛﺜﺮ ً اﻧﺨﻔﺎﺿﺎ أدﺑﻴﺎت اﻟﺒﺤﻮث ﺣﻮل ﻓﻴﺘﺎﻣني ﻫ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ وﻗﺎﻳﺘﻪ ﻣﻦ اﻟﻨﻮﺑﺎت اﻟﻘﻠﺒﻴﺔ؛ إذ ﻳُﺤﺪِث ﺮاﺟﻊ اﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﺬﻛﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻨﺴﺒﺔ ٧٥ﰲ املﺎﺋﺔ ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻳﺰﻋﻢ .وﺣﺘﻰ أﻣﻨﺤﻚ ﻓﻜﺮ ًة ﻋﻦ ا َمل ِ ُ ﺑﺬﻟﺖ ﺟﻬﺪًا ﰲ اﻟﻌﻮدة إﱃ اﻟﻮراء ﰲ اﻟﺰﻣﺎن ﻷﺟﺪ أﺣﺪث ﻣﺮﺟﻊ ﺑﺤﺜﻲ ﻧﻘﺪي، ﻋﻨﻬﺎ ﺷﻴﺌًﺎ، ً ً ْ وﺗﺤﻠﻴﻼ ﻣﺮاﺟﻌﺔ ﺑﺤﺜﻴ ًﱠﺔ ﻧﻘﺪﻳﺔ ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ وﺻﻠﺖ إﻟﻴﻪ أدﺑﻴﺎت اﻟﺒﺤﻮث ﰲ ﻋﺎم :٢٠٠٣ ﻣﺜﻠﻤﺎ َ ُ ﻣﺎوراﺋﻴٍّﺎ ،ﺟُ ﻤﻌﺎ وﻧﴩا ﰲ دورﻳﺔ »ذا ﻻﻧﺴﺖ« ،اﻟﺘﻲ ﻗﻴ ْ ﱠﻤﺖ ﺟﻤﻴﻊ اﻷوراق اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ املﻨﺸﻮرة ً إﺟﻤﺎﻻ أيﱠ دﻟﻴﻞ ﻋﲆ أن ﻓﻴﺘﺎﻣني ﻫ ﻣﻔﻴﺪ .رﺑﻤﺎ ﺣﻮل املﻮﺿﻮع ﻣﻦ ﻋﻘﻮد ﺳﺎﺑﻘﺔ ،وﻟﻢ ﺗَ ِﺠﺪ ْ ﻟﻴﺴﺖ ﻓﻘﻂ ﻳﺜريك أن ﺗﻌﺮف أن اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ اﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ اﻟﻮﺣﻴﺪة اﻟﺘﻲ أﺣﺎل إﻟﻴﻬﺎ ﻫﻮﻟﻔﻮرد اﻷﺻﻐﺮ ﺣﺠﻤً ﺎ ،ﺑﻞ ً أﻳﻀﺎ اﻷﻗﴫ ﰲ ﻫﺬه املﺮاﺟﻌﺔ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ،ﺑﻬﺎﻣﺶ ﻛﺒري .ﻫﺬا ﻫﻮ اﻟﱪوﻓﻴﺴﻮر ﻫﻮﻟﻔﻮرد؛ ﻳﺮ ﱠوج ﻟﻪ ﻟﻠﺘﺪرﻳﺲ واﻹﴍاف ﰲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺗﻴﺴﺎﻳﺪ ،وﻳﺸ ﱢﻜﻞ اﻟﻌﻘﻮل اﻟﺸﺎﺑﺔ ،وﻳُﻌِ ﺪﱡﻫﺎ ﻟﻘﺴﻮة اﻟﺤﻴﺎة اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ. ٍ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ اﻻدﱢﻋﺎءات ﻏري اﻟﻌﺎدﻳﺔ ،دون وﺟﻮد أيﱢ ﻣﺮﺟﻊ ﻳﻤﴤ ﻫﻮﻟﻔﻮرد ﰲ ﻃﺮح ِ »أﻋﻂ ﻋﲆ اﻹﻃﻼق ﻳﺆﻳﺪﻫﺎ .ﻟﻦ ﻳﻨﻈﺮ اﻷﻃﻔﺎل املﺼﺎﺑﻮن ﺑﺎﻟﺘﻮﺣﱡ ﺪ إﻟﻴﻚ ﰲ ﻋﻴﻨﻴﻚ ،ﻟﻜﻦ 179
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ﻫﺆﻻء اﻷﻃﻔﺎل ﻓﻴﺘﺎﻣني أ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ وﺳﻴﻨﻈﺮون إﻟﻴﻚ ﻣﺒﺎﴍة «.ﻻ وﺟﻮد ﻷي ﻣَ ﺮاﺟﻊ .ﺛﻢ ﻳﻄﺮح أرﺑﻌﺔ ادﱢﻋﺎءات ﻣﺤﺪﱠدة ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﻔﻴﺘﺎﻣني ب ،زاﻋﻤً ﺎ أن »دراﺳﺎت« ﺗﺆﻛﺪ ﻣﺎ ﻳﺬﻫﺐ إﻟﻴﻪ ،ﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﻘﺪﱢم أي ﻣَ ﺮاﺟﻊ .أَﻋِ ُﺪ ﺑﺄﻧﻨﺎ ﺳﻨﺒﻠﻎ اﻟﺠﺰء املﻀﺤﻚ؛ ﻓﻬﻨﺎك أﻣﺜﻠﺔ أﺧﺮى ﺣﻮل ﻓﻴﺘﺎﻣني ج ،واﻹﺣﺎﻟﺔ ﻫﺬه املﺮة إﱃ ﺗﺸﺎﻧﺪرا )ﻣﺮة أﺧﺮى(. ً ﺑﺮﺗﻘﺎﻻ ﻻ ﻳﺤﺘﻮي أﺧريًا ،ﰲ ﺻﻔﺤﺔ ،١٠٤ﻳﻘﻮل اﻟﱪوﻓﻴﺴﻮر ﻫﻮﻟﻔﻮرد إن ﻫﻨﺎك اﻵن ﻋﲆ أي ﻓﻴﺘﺎﻣني ﻋﲆ اﻹﻃﻼق .وﻟﻌﻠﻬﺎ ﺧﺮاﻓﺔ ﺷﺎﺋﻌﺔ ﺑني ﻣَ ﻦ ﻳﺴﻤﻮن أﻧﻔﺴﻬﻢ ﻣُﺨﺘَﴢ ﺗﻐﺬﻳﺔ )ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻧﻮع آﺧﺮ( ،وﺑني أوﻟﺌﻚ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺒﻴﻌﻮن أﻗﺮاص املﻜﻤﱢ ﻼت اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ ،أن ً ﺗﻐﺬﻳﺔ .ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ ،ﻳﺮى ﻛﺜريون أن ﻃﻌﺎﻣﻨﺎ رﺑﻤﺎ ﻳﻜﻮن ﻃﻌﺎﻣﻨﺎ ﻳﺼري أﻗﻞ ﻓﺄﻗﻞ ً ً إﺟﻤﺎﻻ؛ ﻷﻧﻨﺎ ﻧﺄﻛﻞ ﻓﻮاﻛﻪ وﺧﴬاوات ﻃﺎزﺟﺔ وﻣﺠﻤﱠ ﺪة أﻛﺜﺮ ،وأﻏﺬﻳﺔ ﻣﻌ ﱠﻠﺒﺔ ﺗﻐﺬﻳﺔ أﻛﺜﺮ ﱠ َ أو ﻣﺠﻔﻔﺔ أﻛﺜﺮ؛ وﻟﺬا ﺗﺼﻞ ﻫﺬه اﻷﻏﺬﻳﺔ إﱃ املﺘﺎﺟﺮ ﺑﺼﻮرة أﴎع؛ وﻣِﻦ ﺛ ﱠﻢ ﺗﺤﺘﻮي ﻋﲆ ﻋﻨﺎﴏ ﻏﺬاﺋﻴﺔ أﻛﺜﺮ )ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن ذﻟﻚ ﻳﺘﻢ ﺑﺘﻜﻠﻔﺔ ﺑﻴﺌﻴﺔ ﻣﺮﺗﻔﻌﺔ ﺟﺪٍّا( .ﻟﻜﻦ ادﱢﻋﺎء ً ﺗﻄﺮﻓﺎ ﻣﻦ اﻷﺳﻠﻮب املﻌﺘﺎد .ﻓﻬﺬا اﻟﱪﺗﻘﺎل ﻫﻮﻟﻔﻮرد ﺣﻮل اﻟﻔﻴﺘﺎﻣني ﻳﻌﺘﱪ إﱃ ﺣ ﱟﺪ ﻣﺎ أﻛﺜﺮ ﺑﺮﺗﻘﺎﻻ ﻻ ﻳﺤﺘﻮي ﻋﲆ ﻓﻴﺘﺎﻣني ج!« 4 ً ً ﻏﺬاﺋﻴﺔ ،ﺑﻞ »ﻧﻌﻢ ،ﺑﻌﺾ املﺘﺎﺟﺮ ﺗﺒﻴﻊ ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ أﻗﻞ ﻓﻠﺘﺸﱰ اﻷﻗﺮاص إذن! ﳾء ﻣﺨﻴﻒ! ِ ﻟﻴﺲ ﻫﺬا اﻟﻔﺼﻞ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻨﻔﺼﻠﺔ؛ ﻓﻬﻨﺎك ﻣﻮﻗﻊ ﺑﺄﻛﻤﻠﻪ — ﻫﻮﻟﻔﻮردووﺗﺶ — ﻣﻜ ﱠﺮس وﴎد ﻣﻔﺼﻞ ﻟﻠﻤَ ﺮاﺟﻊ .ﺳﺘﺠﺪ ﻟﺒﺤﺚ ادﱢﻋﺎءاﺗﻪ ﺑﺘﻔﺼﻴﻞ ﻣﺬﻫﻞ ،وﰲ ﺟﻼء ﻳﺤﺒﺲ اﻷﻧﻔﺎسْ َ ، ﰲ املﻮﻗﻊ أﺧﻄﺎءً أﻛﺜﺮ ﻣﻜ ﱠﺮرة ﰲ وﺛﺎﺋﻖ ﻫﻮﻟﻔﻮرد اﻷﺧﺮى ،ﺣُ ﱢﻠﻠﺖ ﰲ ﺣﺬق وذﻛﺎء وﺗﺤﺬﻟﻖ ﻣﺨﻴﻒ ً ﻗﻠﻴﻼ .إن اﻻﻃﻼع ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺘﻌﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ. ) (3ﺑﺮوﻓﻴﺴﻮر؟ ﺛﻤﺔ أﻣﺮان ﺷﺎﺋﻘﺎن ﺟﺪٍّا ﻣﻨﺒﺜﻘﺎن ﻣﻦ إدراك ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﺤﻘﺎﺋﻖ؛ ً أوﻻ ،وﻋﲆ ﻧﺤﻮ ﻣﻬﻢ ،ﺑﻤﺎ أﻧﻨﻲ أﺣﺮص دوﻣً ﺎ ﻋﲆ اﻻﻧﺨﺮاط ﰲ ﻣﻨﺎﻗﺸﺎت ﻣﻊ أﺷﺨﺎص ﺣﻮل أﻓﻜﺎرﻫﻢ؛ ﻛﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ إﺟﺮاء ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ ﻣﻊ ﺷﺨﺺ ﻣﺜﻞ ﺑﺎﺗﺮﻳﻚ ﻫﻮﻟﻔﻮرد؟ ﻓﻬﻮ ﻳﺘﻬﻢ اﻵﺧﺮﻳﻦ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻻ »ﻳﺘﺎﺑﻌﻮن« أدﺑﻴﺎت اﻟﺒﺤﺚ .وﻛ ﱡﻞ ﻣَ ﻦ ﻳﺘﺸﻜﻚ ﰲ ﻗﻴﻤﺔ أﻗﺮاﺻﻪ ﻳُﻌﺘﱪ »ﻣﺘﻤﺴ ًﻜﺎ ﺑﺎﻟﻘﺪﻳﻢ«، أو أدا ًة ﰲ ﻳﺪ ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺪواء .وﻗﺪ ﻳُﻠﻐﻲ ادﱢﻋﺎءات وﻣﺮاﺟﻊ اﻟﺒﺤﻮث .ﻣﺎذا ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻔﻌﻞ املﺮء ،ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ إﱃ ﻋﺪم إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﻗﺮاءة أيﱟ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﰲ اﻟﺤﺎل؟ ﰲ أدب ﺟﻢﱟ ،وﰲ ﺣﺰم ً أﻳﻀﺎ، ُ »ﻟﺴﺖ ﻣﺘﺄﻛﺪًا ﺗﻤﺎﻣً ﺎ ﻣﻦ أﻧﻨﻲ أﺳﺘﻄﻴﻊ ﺳﺘﻜﻮن اﻹﺟﺎﺑﺔ اﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ اﻟﻮﺣﻴﺪة ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻫﻲ: ﻗﺒﻮل ﺗﻠﺨﻴﺼﻚ أو ﺗﻔﺴريك ﻟﺘﻠﻚ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت دون ﻣﺮاﺟﻌﺘﻬﺎ ﺑﻨﻔﴘ «.ورﺑﻤﺎ ﻟﻦ ﻳﺠﺮي ﻗﺒﻮل ﻫﺬا ﺗﻤﺎﻣً ﺎ. 180
اﻟﱪوﻓﻴﺴﻮر ﺑﺎﺗﺮﻳﻚ ﻫﻮﻟﻔﻮرد
ً ً ﺳﺎﺑﻘﺎ ﰲ أﻫﻤﻴﺔ .ﻛﺎن ﻗﺪ ﻋُ ﱢني ﻫﻮﻟﻔﻮرد — ﻣﺜﻠﻤﺎ أﴍت ﻟﻜﻦ اﻷﻣﺮ اﻟﺜﺎﻧﻲ أﻛﺜﺮ اﻗﺘﻀﺎب — »أﺳﺘﺎذًا« ﰲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺗﻴﺴﺎﻳﺪ ،وﻫﻮ اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻳ ُِﻠﻤﺢ إﻟﻴﻪ ﰲ ﻓﺨﺮ ﰲ ﺑﻴﺎﻧﺎﺗﻪ ﱠ ﺗﺘﻮﻗﻊ .ووﻓﻖ وﺛﺎﺋﻖ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺗﻴﺴﺎﻳﺪ — ﻫﻨﺎك ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻛﺒرية ﻣﻦ اﻟﺼﺤﻔﻴﺔ ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻗﺪ اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ،ﺣُ ِﺼﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻤﻮﺟﺐ ﻗﺎﻧﻮن ﺣﺮﻳﺔ ﺗﺪاول املﻌﻠﻮﻣﺎت ،ﻣﺘﻮاﻓﺮة ﻋﱪ اﻹﻧﱰﻧﺖ — ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺨﻄﺔ ا ُملﻌﻠﻨﺔ ﰲ ﺗﻌﻴﻴﻨﻪ أن ﻳﴩف اﻟﱪوﻓﻴﺴﻮر ﻫﻮﻟﻔﻮرد ﻋﲆ اﻷﺑﺤﺎث ،وﻳﺪ ﱢرس ﻣﻨﺎﻫﺞ دراﺳﻴﺔ ﰲ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ. ﻻ ﻳﺪﻫﺸﻨﻲ أن ﺛﻤﺔ روﱠاد أﻋﻤﺎل وﺧﱪاء — أﻓﺮادًا — ﻳﺒﻴﻌﻮن أﻗﺮاﺻﻬﻢ وأﻓﻜﺎرﻫﻢ ﰲ اﻟﺴﻮق املﻔﺘﻮﺣﺔ .ﻓﺄﻧﺎ أُﻛ ﱡِﻦ اﺣﱰاﻣً ﺎ وإﻋﺠﺎﺑًﺎ ﻹﴏارﻫﻢ ﻋﲆ ﻧﺤﻮ ﻏﺮﻳﺐ .ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻳﺪﻫﺸﻨﻲ أن اﻟﺠﺎﻣﻌﺎت ﻟﺪﻳﻬﺎ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ ﻣﻦ املﺴﺌﻮﻟﻴﺎت ،وﰲ ﻣﺠﺎل اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ ﺛﻤﺔ ﺧﻄﺮ ﻣﺤﺪﱠد؛ ﻓﺎﻟﺪرﺟﺎت اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﰲ املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ،ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ،ﺗﺘﺴﻢ ﺑﺎﻟﺸﻔﺎﻓﻴﺔ ﰲ ﻣﻨﺤﻬﺎ ،واﻟﺠﺎﻣﻌﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺪ ﱠرس ﻓﻴﻬﺎ ﺗﺘﺴﻢ ﺑﺎﻟﴪﻳﺔ واﻟﺨﺠﻞ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌ ﱠﻠﻖ ﺑﺎملﻨﺎﻫﺞ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﴪب أوراق اﻻﺧﺘﺒﺎرات ،ﻳﺘﻀﺢ أﻧﻬﻢ ﻳﻄﺮﺣﻮن أﺳﺌﻠﺔ ﺗُﺪ ﱠرس ﻓﻴﻬﺎ )رﺑﻤﺎ ﻷﻧﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﱠ ﺣﻮل »اﻟﺒﺨﺎر اﻟﻌﻔﻦ« ،ﻛﻤﺎ ﺣﺪث ﰲ ﻋﺎم ،(٢٠٠٨ﻟﻜﻦ ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﺗﺘﻄﺎﺑﻖ ﻫﺬه اﻟﺪرﺟﺎت املﻤﻨﻮﺣﺔ ﰲ أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﻌﻼج اﻟﺒﺪﻳﻞ ﻣﻊ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻜﺘﻮب ﻋﲆ ﻋﺒﻮاﺗﻬﺎ. ً ﺗﺸﻮﻳﻘﺎ؛ إذ ﻳَﺘﱠﺨِ ﺬ ﻋﻤ ُﻞ ﻫﺆﻻء »ﺻﻮرة« اﻟﻌِ ْﻠﻢ — وﻳﻌﺪ ﻣﴩوع ﻣُﺨﺘَﴢ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ أﻛﺜﺮ اﻟﻠﻐﺔ ،واﻷﻗﺮاص ،واﻟﻬﻴﺌﺔ اﻹﺣﺎﻟﻴﺔ — ﻃﺎرﺣً ﺎ ادﱢﻋﺎءات ﺗﻌﻜﺲ ﻋﲆ ﻧﺤﻮ ﺳﻄﺤﻲ اﻻدﱢﻋﺎءات اﻟﺘﻲ ﻳﻄﺮﺣﻬﺎ اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﻮن ﰲ ﻣﺠﺎل اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ؛ ﺣﻴﺚ ﻳﻮﺟﺪ اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﻟﻨﺸﺎط اﻟﻌﻠﻤﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ملﻤﺎرﺳﺘﻪ .ﻣﻦ وﻗﺖ إﱃ آﺧﺮ ،ﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﺛﻤﺔ أدﻟﺔ وﺟﻴﻬﺔ ﺗﺪﻋﻢ ﻫﺬه اﻻدﱢﻋﺎءات )ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أﻧﻨﻲ ﻻ أﺳﺘﻄﻴﻊ أن أﺗﺨﻴﱠﻞ اﻟﺠﺪوى ﻣﻦ ﱢ ﺗﻠﻘﻲ ﻧﺼﺎﺋﺢ ﺻﺤﻴﺔ ﻣﻦ ﺷﺨﺺ ﻻ ﻳﺼﻴﺐ إﻻ ﻋَ َﺮ ً ﺿﺎ( .ﻟﻜﻦ ﰲ واﻗﻊ اﻷﻣﺮ ﺗﺮﺟﻊ ﺟﺬور أﻋﻤﺎل »ﻣُﺨﺘَﴢ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ« ﰲ ﻛﺜري ﻣﻦ اﻷﺣﻴﺎن — ﻣﺜﻠﻤﺎ رأﻳﻨﺎ — إﱃ اﻟﻌﻼج اﻟﺒﺪﻳﻞ ﰲ اﻟﻌﴫ اﻟﺠﺪﻳﺪ ،وﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺸري أﺳﻠﻮب »راﻳﻜﻲ« اﻟﻌﻼﺟﻲ ﺑﺎﻟﻄﺎﻗﺔ اﻟﻜﻤﻴﺔ ﺑﺠﻼء ﻧﻮﻋً ﺎ ﻣﺎ إﱃ ﻣﺼﺪر ﻧﺸﺄﺗﻪ ،ارﺗﺪى ﻣُﺨﺘَ ﱡ ﺼﻮ ﻧﺤﻮ ﻣﻘﻨِﻊ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ،ﰲ ﻇﻞ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺳﻄﺤﻴﺔ ﺑﻄﺮق اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ ﻋﺒﺎءة اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﻌِ ﻠﻤﻴﺔ ﻋﲆ ٍ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻧﺼﺎﺋﺢ ﺣﻮل أﺳﺎﻟﻴﺐ ﺣﻴﺎة ﻣﻘﺒﻮﻟﺔ وﺑﻌﺾ املﺮاﺟﻊ اﻟﻘﻠﻴﻠﺔ ،ﺣﺘﻰ إن ﻣﻌﻈﻢ اﻟﻨﺎس ﻻ ﻳﻜﺎدون ﻳﻤﻴﺰون ﻃﺒﻴﻌﺔ املﺠﺎل .وﻋﻨﺪ املﺴﺎءﻟﺔ اﻟﺤﺜﻴﺜﺔ ،ﺳﻴُﻘ ﱡﺮ ﺑﻌﺾ ﻣُﺨﺘَﴢ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ ً ﺑﺪﻳﻼ« ،ﻟﻜﻦ اﺳﺘﺠﻮاب ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻠﻮردات ﺣﻮل ﺑﺄن أﺳﺎﻟﻴﺒﻬﻢ ﺗﻤﺜﻞ »ﻋﻼﺟً ﺎ ﻣﻜﻤﱢ ًﻼ أو ُﺪرج أﺳﺎﻟﻴﺐ ﻣُﺨﺘَﴢ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻋﻼﺟﺎت اﻟﻄﺐ اﻟﺒﺪﻳﻞ ،ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل ،ﻟﻢ ﻳ ِ أﺳﺎﻟﻴﺐ ﻋﻼج ﺑﺪﻳﻞ. 181
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ﻳَﺴﺘﺤﴬ ﻫﺬا اﻟﻘﺮب ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻌﻠﻤﻲ اﻷﻛﺎدﻳﻤﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﺗﻨﺎﻗﻀﺎت ﻛﺎﻓﻴﺔ؛ ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻦ املﻨﻄﻘﻲ اﻟﺘﺴﺎؤل ﻋﻤﺎ ﻗﺪ ﻳﺤﺪث ﰲ ﺗﻴﺴﺎﻳﺪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺒﺪأ اﻟﱪوﻓﻴﺴﻮر ﻫﻮﻟﻔﻮرد ﰲ املﺴﺎﻫﻤﺔ ﰲ ﺗﺸﻜﻴﻞ اﻟﻌﻘﻮل اﻟﺸﺎﺑﺔ .ﻻ ﻳﺴﻌﻨﺎ ﺳﻮى ﺗﺨﻴ ِﱡﻞ أﻛﺎدﻳﻤﻲ ﰲ إﺣﺪى اﻟﻘﺎﻋﺎت ﱟ »إﺟﻤﺎﻻ« ً ً ﻳﻌﻤﻞ ﺑﺪوام ﻛﺎﻣﻞ ﻳﺪ ﱢرس ﻟﻠﻄﻼب ﱠ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ اﻧﺘﻘﺎﺋﻬﺎ أن ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﻨﻈﺮ إﱃ اﻷدﻟﺔ ً اﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت املﺨﱪﻳﺔ املﺒﺪﺋﻴﺔ، اﻧﺘﻘﺎءً ،وأﻧﻬﻢ ﻟﻦ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮا إﺟﺮاء »اﺳﺘﻘﺮاء ﻣﻔﺮط« وأن »اﻹﺣﺎﻟﺔ« ﻳﺠﺐ أن ﺗﻜﻮن دﻗﻴﻘﺔ ،وﻳﺠﺐ أن ﺗﻌﻜﺲ ﻣﺤﺘﻮى اﻟﻮرﻗﺔ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺸري إﻟﻴﻬﺎ ،وﻛﻞ ﳾء آﺧﺮ رﺑﻤﺎ ﻳﺪ ﱢرﺳﻪ أيﱡ ﻗﺴﻢ أﻛﺎدﻳﻤﻲ ﺣﻮل اﻟﻌﻠﻢ واﻟﺼﺤﺔ .ﰲ ﻗﺎﻋﺔ أﺧﺮى، ﻫﻞ ﺳﻴﻜﻮن ﺑﺎﺗﺮﻳﻚ ﻫﻮﻟﻔﻮرد ﻣﻮﺟﻮدًا ،ﻳﺴﺘﻌﺮض اﻟﺬﺧرية اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺷﻬﺪﻧﺎﻫﺎ ﺗﻮٍّا؟ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻧﺴﺘﺨﻠﺺ إدرا ًﻛﺎ ﻣﺒﺎﴍًا ﻣﻦ ذﻟﻚ اﻟﺼﺪام ﻣﻦ ﺧﻼل ﻧﴩة أرﺳﻠﻬﺎ ﻫﻮﻟﻔﻮرد ٌ دراﺳﺔ أﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ ﻛﺒرية ﻟﻦ ﺗَ ِﺠﺪ أيﱠ دﻟﻴﻞ ﻋﲆ ﻣﺆﺧ ًﺮا .ﻋﲆ ﻧﺤﻮ دوري ،وﺣﺘﻤﻲ ،ﺳﺘُﻨﴩ ﱡ ﺗﺤﻘﻖ ﻓﺎﺋﺪة ﻣﻦ أﺣﺪ أﻗﺮاص ﺑﺎﺗﺮﻳﻚ ﺑﻴﻞ املﻔﻀﻠﺔ .وﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﺎ ﺳﻴﺼﺪر ﻋﻨﻪ ر ﱞد ﻣﺮﺗﺒﻚ وﻏﺎﺿﺐ ،وﻫﺬه اﻻﻧﺘﻘﺎدات ﻣﺆﺛﺮة ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ وراء اﻟﻜﻮاﻟﻴﺲ ،وﺗَﻈﻬَ ﺮ ٌ ﻧﺤﻮ دوري ﻧﺘﻒ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﲆ ٍ ﰲ ﻣﻘﺎﻻت اﻟﺼﺤﻒ ،ﻛﻤﺎ ﺗﱪز آﺛﺎر ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻘﻬﺎ املﻐﻠﻮط ﰲ املﻨﺎﻗﺸﺎت ﻣﻊ ﻣُﺨﺘَﴢ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ. ً ﺗﺤﻠﻴﻼ ﻣﺎوراﺋﻴٍّﺎ ﻟﻌﺪد ﰲ إﺣﺪى ﻫﺬه اﻟﻨﴩات ،ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل ،ﻫﺎﺟﻢ ﻫﻮﻟﻔﻮرد ﻣﻦ اﻟﺘﺠﺎرب املﻮزﻋﺔ ﻋﺸﻮاﺋﻴٍّﺎ اﻟﺘﻲ أ ُ ْ ﺟﺮﻳﺖ ﰲ وﺟﻮد ﻋﻨﺎﴏ ﺿﺎﺑﻄﺔ ﺣﻮل ﻣﻀﺎدات اﻷﻛﺴﺪة ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ﻣﺘﺤﻴ ًﺰا؛ ﻷﻧﻪ اﺳﺘﺜﻨﻰ ﺗﺠﺮﺑﺘني ﻗﺎل إﻧﻬﻤﺎ أﺳﻔﺮﺗﺎ ﻋﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ .ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ ،ﻟﻢ ﺗﻜﻮﻧﺎ ﺗﺠﺮﺑﺘني ،ﺑﻞ ﻣﺠﺮد اﺳﺘﻄﻼﻋني اﺳﺘﻘﺼﺎﺋﻴني؛ وﻟﺬا ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻦ املﻤﻜﻦ أﺑﺪًا إدراﺟﻬﻤﺎ ﰲ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ .ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻣﺎ ﻧﺤﻦ ﺑﺼﺪده ،ﻛﺎن ﺑﺎﺗﺮﻳﻚ ﻫﻮﻟﻔﻮرد ﻏﺎﺿﺒًﺎ ﺣﻴﺎل ﺗﺤﻠﻴﻞ ﻣﺎوراﺋﻲ ﺣﻮل دﻫﻮن أوﻣﻴﺠﺎ) ٣-ﻣﺜﻞ زﻳﻮت اﻷﺳﻤﺎك( ،ﺷﺎرك ﰲ ﻛﺘﺎﺑﺘﻪ ﻣﻊ اﻟﱪوﻓﻴﺴﻮرة ﻛﺎروﻟني ﺳﻤﺮﺑﻞ ،اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻐﻞ ﻣﻨﺼﺐ أﺳﺘﺎذ ورﺋﻴﺲ ﻗﺴﻢ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ ﰲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺗﻴﺴﺎﻳﺪ؛ ﺣﻴﺚ ﺗﺸﻐﻞ ً أﻳﻀﺎ ﻣﻨﺼﺐ اﻟﻌﻤﻴﺪ املﺴﺎﻋﺪ ﻟﺸﺌﻮن اﻟﺒﺤﻮث ،وﻟﻬﺎ ﺳﺠ ﱞﻞ ﻃﻮﻳﻞ ﻣﻦ اﻟﺒﺤﻮث اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ املﻨﺸﻮرة ﰲ ﻣﺠﺎل اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ. ﰲ ﻫﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ ،ﻳﺒﺪو ﻫﻮﻟﻔﻮرد ﻛﺄﻧﻪ ﻻ ﻳﻔﻬﻢ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ إﺣﺼﺎءات اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﰲ ﺑﻠﻮﺑﻮﺟﺮام ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻟﻮرﻗﺔ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ ،اﻟﺬي ﻟﻢ ﻳُﻈﻬﺮ أي ﻓﻮاﺋﺪ ﻋﲆ اﻹﻃﻼق ﻟﺰﻳﻮت اﻷﺳﻤﺎك5 . ِ وﰲ ﻏﻤﺮة ﺛﻮرة ﻋﺎرﻣﺔ ﻣﻤﺎ ﱠ ﻇﻦ أﻧﻪ اﻛﺘﺸﺎف ،ﻣﴣ اﻟﱪوﻓﻴﺴﻮر ﻫﻮﻟﻔﻮرد ﰲ اﺗﻬﺎم املﺆﻟﻔني ﺑﺄﻧﻬﻢ أدوات ﰲ ﻳﺪ ﴍﻛﺎت ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺪواء )رﺑﻤﺎ ﺗﻠﺤﻆ وﺟﻮد ﻧﻤﻂ ﻣﺎ ﰲ اﻟﺮد ﻋﲆ اﻻﻧﺘﻘﺎدات(؛ إذ ﻳﻘﻮل» :ﻣﺎ أراه ﻣﻀ ﱢﻠ ًﻼ ﻋﲆ ﻧﺤﻮ ﺧﺎص ﻫﻮ أن ﻫﺬا اﻻﻧﺤﺮاف اﻟﻮاﺿﺢ ﻟﻢ ﻳ َ ُﻨﺎﻗﺶ ﰲ اﻟﻮرﻗﺔ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻠﻨﻲ أﺷ ﱢﻜﻚ ﰲ ﻣﺪى ﻧﺰاﻫﺔ املﺆﻟﻔني واملﺠﻠﺔ «.ﺗﺬ ﱠﻛﺮ 182
اﻟﱪوﻓﻴﺴﻮر ﺑﺎﺗﺮﻳﻚ ﻫﻮﻟﻔﻮرد
أﻧﻪ ﻳﺘﺤﺪﱠث ﻫﻨﺎ ﻋﻦ أﺳﺘﺎذة اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ ﰲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺗﻴﺴﺎﻳﺪ واﻟﻌﻤﻴﺪ املﺴﺎﻋﺪ ﻟﺸﺌﻮن اﻟﺒﺤﻮث. ﺛﻢ ﺗﺘﺪﻫﻮر اﻷﻣﻮر أﻛﺜﺮ ﺣني ﻳﻘﻮل» :ﻟِﻨﺴﱪْ أﻏﻮار ذﻟﻚ ﻟﻠﺤﻈﺎت ﻣﻦ ﺧﻼل اﻋﺘﻤﺎر ﻗﺒﻌﺔ ْ ﺗﺠﺎوزت ﻣﺒﻴﻌﺎت اﻟﻌﻘﺎﻗري اﻟﺼﻴﺪﻻﻧﻴﺔ ٦٠٠ﻣﻠﻴﺎر »ﻧﻈﺮﻳﺔ املﺆاﻣﺮة« .ﰲ اﻷﺳﺒﻮع املﺎﴈ، دوﻻر أﻣﺮﻳﻜﻲ .وﻛﺎﻧﺖ أﻛﺜﺮ املﻨﺘﺠﺎت ﺑﻴﻌً ﺎ ﻫﻮ »ﻟﻴﺒﺘﻮر« ،أﺣﺪ ﻋﻘﺎﻗري اﻹﺳﺘﺎﺗني ﻟﺘﺨﻔﻴﺾ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻜﻮﻟﺴﱰول؛ إذ ﺣﻘﻖ ١٢٫٩ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر أﻣﺮﻳﻜﻲ …« ﻟﻨﻜﻦ واﺿﺤني :ﻻ ﺷﻚ ﰲ أن ﺛﻤﺔ ﻣﺸﻜﻼت ﺧﻄرية ﰲ ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺪواء — ﻳﺠﺐ أن أﻋﺮف ذﻟﻚ؛ إذ إﻧﻨﻲ أد ﱢرس ﻟﻄﻼب اﻟﻄﺐ واﻷﻃﺒﺎء ﺣﻮل ﻫﺬا املﻮﺿﻮع ،وأﻛﺘﺐ ﻋﻨﻪ ﺑﺼﻮرة ﻣﻨﺘﻈﻤﺔ ﰲ اﻟﺼﺤﻒ اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ،وﺳﺄﺣﺪﱢﺛﻚ ﻋﻦ ﴍور ﻫﺬه اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﰲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺘﺎﱄ — ﻟﻜﻦ ﺣ ﱠﻞ ﻫﺬه املﺸﻜﻠﺔ ﻻ ﻳﺘﻤﺜﱠﻞ ﰲ إﺟﺮاء ﺑﺤﻮث ردﻳﺌﺔ ،وﻻ ﻳﺘﻤﺜﱠﻞ ﰲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ أﻗﺮاص ﺑﺪﻳﻠﺔ أﺧﺮى ﻣﻦ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﻗﺮﻳﺒﺔ ﻣﻦ ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺪواء .ﻳﻜﻔﻲ ﻫﺬا. ﻛﻴﻒ ﻋُ ﱢني ﻫﻮﻟﻔﻮرد؟ دﻳﻔﻴﺪ ﻛﻮﻟﻜﻮﻫﺎون أﺳﺘﺎذ ﻣﺘﻘﺎﻋﺪ ﰲ ﻋﻠﻢ اﻟﻌﻘﺎﻗري ﰲ ﻛﻠﻴﺔ ﻟﻨﺪن اﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ ،وﻣﺴﺌﻮل ﻋﻦ ﻣﺪوﻧﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ أﺣﺪﺛﺖ ﺿﺠﺔ ﻫﺎﺋﻠﺔ ﻋﻨﻮاﻧﻬﺎ .http://www.dcscience.netﻣﻦ ﻣﻨﻄﻠﻖ ﺷﻌﻮره ﺑﺎﻟﻘﻠﻖ ،ﺣﺼﻞ ﻋﲆ »ﻣﱪرات« ﺗﻌﻴني اﻟﱪوﻓﻴﺴﻮر ﻫﻮﻟﻔﻮرد ،ﻣﺴﺘﻌﻴﻨًﺎ ﺑﻘﺎﻧﻮن ﺣﺮﻳﺔ ﺗﺪاول املﻌﻠﻮﻣﺎت ،وﻧﴩﻫﺎ ﻋﲆ اﻹﻧﱰﻧﺖ .ﺗﻮﺟﺪ ﺑﻌﺾ اﻻﺳﺘﻨﺘﺎﺟﺎت اﻟﺸﺎﺋﻘﺔ؛ أﻫﻤﻬﺎ أن ﺗﻴﺴﺎﻳﺪ ﺗﻘ ﱡﺮ ﺑﺄن ﻫﺬه ﻟﻴﺴﺖ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻌﺘﺎدة .وﺗﻤﴤ ﰲ اﻹﺷﺎرة إﱃ أن ﻫﻮﻟﻔﻮرد ﻫﻮ ﻣﺪﻳﺮ ﻗﺴﻢ اﻟﻐﺬاء ﰲ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺑﺮﻳﻦ ،اﻟﺘﻲ ﺳﺘﺘﱪﱠع ﺑﺎﻷﻣﻮال ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻣﻨﺤﺔ دﻛﺘﻮراه ،وأﻧﻪ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ املﺴﺎﻫﻤﺔ ﰲ ﻋﻴﺎدة اﻟﺘﻮﺣﱡ ﺪ ﰲ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ. ﻟﻦ أﺳﻬﺐ ﰲ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ اﻟﺴرية اﻟﺬاﺗﻴﺔ ﻟﻬﻮﻟﻔﻮرد — ﻷﻧﻨﻲ أرﻳﺪ أن ﻳﻈﻞ اﻫﺘﻤﺎﻣﻲ ﻣﻨﺼﺒٍّﺎ ﻋﲆ اﻟﻌﻠﻢ — ﻟﻜﻦ اﻟﺴرية اﻟﺬاﺗﻴﺔ اﻟﺘﻲ أرﺳﻠﻬﺎ إﱃ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺗﻴﺴﺎﻳﺪ ﺗﺼﻠﺢ ﻛﺒﺪاﻳﺔ ﺟﻴﺪة ﻟﺴرية ذاﺗﻴﺔ ﻣﻮﺟﺰة .ﺗﺸري اﻟﺴرية اﻟﺬاﺗﻴﺔ إﱃ أﻧﻪ ﻛﺎن ﻳﺪ ﱢرس ﻋﻠﻢ اﻟﻨﻔﺲ اﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻲ ﰲ ﻳﻮرك ﻣﻦ ﻋﺎم ١٩٧٣إﱃ ،١٩٧٦ﻗﺒﻞ أن ﻳﺪ ﱢرس ﰲ أﻣﺮﻳﻜﺎ ﺗﺤﺖ إﴍاف ﺑﺎﺣﺜ َ ْني اﺛﻨني ﰲ ﻣﺠﺎل اﻟﺼﺤﺔ اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﺘﻐﺬﻳﺔ )ﻛﺎرل ﻓﺎﻳﻔﺮ وآﺑﺮام ﻫﻮﻓﺮ( ،ﺛﻢ ﻋﺎد إﱃ املﻤﻠﻜﺔ املﺘﺤﺪة ﰲ ﻋﺎم ١٩٨٠ﻟﻌﻼج »ﻣﺮﴇ اﻟﺼﺤﺔ اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻄﺐ اﻟﻐﺬاﺋﻲ« .ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ ،ﻛﺎن ﻋﺎم ١٩٧٥ﻫﻮ أول ﻋﺎم ﺗﻤﻨﺢ ﻓﻴﻪ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻳﻮرك درﺟﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﰲ ﻋﻠﻢ اﻟﻨﻔﺲ .وﻗﺪ اﻟﺘﺤﻖ ﺑﻬﺎ ﻫﻮﻟﻔﻮرد ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ ﻣﻦ ﻋﺎم ١٩٧٦إﱃ ،١٩٧٩وﺑﻌﺪ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ درﺟﺔ ﺑﺘﻘﺪﻳﺮ ٢ : ٢ﺑﺪأ ﻣﺰاوﻟﺔ ﻣﻬﺎم أول ﻋﻤﻞ ﻟﻪ ﻛﻤﻨﺪوب ﻣﺒﻴﻌﺎت ﻟﺪى ﴍﻛﺔ أﻗﺮاص املﻜﻤﻼت اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ »ﻫﺎﻳﺮ ﻧﻴﺘﴩ« .وﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ أﻧﻪ ﻛﺎن ﻳﻌﺎﻟﺞ املﺮﴇ ﰲ ﻋﺎم ١٩٨٠؛ أي ﺑﻌﺪ ﻋﺎم ﻣﻦ ﺣﺼﻮﻟﻪ ﻋﲆ درﺟﺘﻪ اﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ اﻷوﱃ .ﻻ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﰲ ذﻟﻚ .أﺣﺎول ﻓﻘﻂ أن أﺳﺘﻮﺿﺢ ﻫﺬا اﻷﻣﺮ ﰲ ذﻫﻨﻲ. 183
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
أﻧﺸﺄ ﻣﻌﻬ َﺪ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ اﻟﺼﺤﻴﺔ ﰲ ﻋﺎم ،١٩٨٤وﻛﺎن ﻣﺪﻳ ًﺮا ﻟﻪ ﺣﺘﻰ ﻋﺎم .١٩٩٨ﻻ ﺑﺪ إذن أن اﻷﻣﺮ ﻛﺎن ﺑﻤﻨﺰﻟﺔ ملﺴﺔ ﻋﺮﻓﺎن ﻣﺆﺛﺮة وﻏري ﻣﺘﻮﻗﻌﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ ﺑﺎﺗﺮﻳﻚ ﰲ ﻋﺎم ١٩٩٥ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻣﻨﺤﻪ املﻌﻬﺪ دﺑﻠﻮﻣﺔ ﰲ اﻟﻌﻼج اﻟﻐﺬاﺋﻲ .وملﺎ ﻛﺎن ﻗﺪ ﺑﺪأ — ﻟﻜﻨﻪ ﻓﺸﻞ — ﰲ إﻛﻤﺎل درﺟﺔ املﺎﺟﺴﺘري ﰲ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ ﻣﻦ ﺟﺎﻣﻌﺔ َﴎي ﻗﺒﻞ ﻋﴩﻳﻦ ﻋﺎﻣً ﺎ ،ﱠ ﺗﺒﻘﺖ دﺑﻠﻮﻣﺔ ﻣﻌﻬﺪ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ املﺜﺎﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺣﺼﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﺆﺳﺴﺘﻪ ﻫﻲ ﱢ املﺆﻫﻞ اﻟﻮﺣﻴﺪ ﻟﺪﻳﻪ ﰲ ﻣﺠﺎل اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ. أﺳﺘﻄﻴﻊ أن أﺳﺘﻤﺮ ،ﻟﻜﻨﻨﻲ أﺟﺪ اﻷﻣﺮ ﻏري ﻣﻼﺋﻢ ،إﱃ ﺟﺎﻧﺐ أن ﻫﻨﺎك ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﻣﺮﻳﻌﺔ. ﺣﺴﻨًﺎ ،إﻟﻴﻚ ﺗﻔﺼﻴﻠﺔ أﺧﺮى ،ﻟﻜﻦ ﺳﻴﺘﻮﺟﺐ ﻋﻠﻴﻚ أن ﺗﻘﺮأ ﺑﻘﻴﺔ اﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﻋﲆ اﻹﻧﱰﻧﺖ: ﰲ ﻋﺎم ،١٩٨٦ﺑﺪأ ﰲ إﺟﺮاء ﺑﺤﻮث ﻋﲆ آﺛﺎر اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ ﻋﲆ اﻟﺬﻛﺎء ،ﻣﺸﺎر ًﻛﺎ ﰲ اﻟﺒﺤﺚ ﻣﻊ ﺟﻮﻳﻠﻴﻢ روﺑﺮﺗﺲ — ﻣﺪﻳﺮ ﻣﺪرﺳﺔ وﻃﺎﻟﺐ ﰲ ﻣﻌﻬﺪ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ املﺜﺎﻟﻴﺔ — وﺑﻠﻎ ﻫﺬا اﻟﺘﻌﺎون أَوْﺟَ ﻪ ﻣﻊ إﺟﺮاﺋﻬﻤﺎ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺑﺎﻟﺘﻮزﻳﻊ اﻟﻌﺸﻮاﺋﻲ ﱢ املﺤﺴﻨﺔ ﻋﲆ ﻧﺘﺎﺋﺞ اﺧﺘﺒﺎرات ﰲ وﺟﻮد ﻋﻨﺎﴏ ﺿﺎﺑﻄﺔ ﻻﺧﺘﺒﺎر آﺛﺎر اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ اﻟﺬﻛﺎء ﻟﺪى اﻷﻃﻔﺎل ،وﻫﻲ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻮﺿﻮع ﻓﻴﻠﻢ وﺛﺎﺋﻘﻲ ﺿﻤﻦ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﺣﻠﻘﺎت »ﻫﻮراﻳﺰون« وﻧ ُ ِﴩت ﰲ دورﻳﺔ »ذا ﻻﻧﺴﺖ« ﰲ ﻋﺎم .١٩٨٨ أﻣﺎﻣﻲ ﻫﺬه اﻟﻮرﻗﺔ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ املﻨﺸﻮرة ﰲ دورﻳﺔ »ذا ﻻﻧﺴﺖ« ،وﻻ ﻳﻮﺟﺪ اﺳﻢ ﻫﻮﻟﻔﻮرد ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ أي ﻣﻮﺿﻊ ،ﻻ ﻣﺆ ﱢﻟ ًﻔﺎ ،وﻻ ﺣﺘﻰ ﰲ ﺟﺰءٍ اﻟﺸﻜﺮ واﻟﺘﻘﺪﻳﺮ. ﻟِﻨﻌُ ْﺪ ﻣﺮة أﺧﺮى إﱃ ﻋِ ْﻠﻤﻪ ﺑﺄﻗﴡ ﴎﻋﺔ ﻣﻤﻜﻨﺔ .ﻫﻞ ﻛﺎن ﻣﻦ املﻤﻜﻦ أن ﺗﻜﺘﺸﻒ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺗﻴﺴﺎﻳﺪ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ أن ﺛﻤﺔ أﺳﺒﺎﺑًﺎ ﻟﻠﻘﻠﻖ ﺣﻴﺎل ﺑﺪء ﺑﺎﺗﺮﻳﻚ ﻫﻮﻟﻔﻮرد ﻟﻠﻤﺴﺎﺋﻞ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ، دون ﻧﴩ أيﱢ أدﻟﺔ ،ﻗﺒﻞ ﺗﻌﻴﻴﻨﻪ أﺳﺘﺎذًا زاﺋ ًﺮا؟ ﻧﻌﻢِ .ﻣﻦ ﺧﻼل ﻗﺮاءة اﻟﻨﴩات اﻹﻋﻼﻧﻴﺔ اﻟﺼﺎدرة ﻋﻦ ﴍﻛﺘﻪ» ،ﻫﻴﻠﺚ ﺑﺮودﻛﺘﺲ ﻓﻮر ﻻﻳﻒ« .ﻓﻤﻦ ﺑني اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻷﻗﺮاص ،ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل ،رﺑﻤﺎ اﻛﺘﺸﻔﻮا ﺗﺮوﻳﺠﻪ واﻋﺘﻤﺎده ﻗﻼدة »ﻛﻴﻮ ﻟﻴﻨﻚ« ،ﺑﺴﻌﺮ ﻻ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﲆ ٦٩٫٩٩ ﺟﻨﻴﻬً ﺎ اﺳﱰﻟﻴﻨﻴٍّﺎ .ﻛﺎن »ﻛﻴﻮ ﻟﻴﻨﻚ« ﺟﻬﺎ ًزا ﻳُﺒﺎع ﻟﻠﻮﻗﺎﻳﺔ ﻣﻦ اﻷﺷﻌﺎت اﻟﻜﻬﺮوﻣﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻴﺔ ﻏري املﺮﺋﻴﺔ اﻟﺮﻫﻴﺒﺔ ،اﻟﺘﻲ ﻳﺘﺤﺪﱠث ﻋﻨﻬﺎ ﻫﻮﻟﻔﻮرد ﰲ ﺣﻤﺎس ﺑﺎﻟﻎ ،وﻫﻮ ﺟﻬﺎز ﻳﻌﺎﻟﺞ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻷﻣﺮاض .ووﻓﻖ ﻛﺘﺎﻟﻮج ﻫﻮﻟﻔﻮرد: ﻻ ﻳﺤﺘﺎج اﻟﺠﻬﺎز إﱃ ﺑﻄﺎرﻳﺎت؛ إذ إﻧﻪ »ﻳﺴﺘﻤﺪ ﻃﺎﻗﺔ ﺗﺸﻐﻴﻠﻪ« ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣَ ﻦ ﻳﺮﺗﺪﻳﻪ؛ إذ ﻳﺠﺮي ﺗﻨﺸﻴﻂ اﻟﴩﻳﺤﺔ املﺘﻨﺎﻫﻴﺔ اﻟﺼﻐﺮ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﻠﻒ ﺗﻮﻟﻴﺪ ﻧﺤﺎﳼ ﻳﻠﺘﻘﻂ ﻣﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﻣﻦ اﻟﺘﻴﺎرات املﺘﻨﺎﻫﻴﺔ اﻟﺼﻐﺮ ﻣﻦ ﻗﻠﺒﻚ ﻟﺘﺸﻐﻴﻞ اﻟﻘﻼدة. 184
اﻟﱪوﻓﻴﺴﻮر ﺑﺎﺗﺮﻳﻚ ﻫﻮﻟﻔﻮرد
ﱢ ﻳﻮﺿﺢ املﺼﻨﱢﻌﻮن أن »ﻛﻴﻮ ﻟﻴﻨﻚ« ﺗﺼﻮﱢب »ﺗﺮددات اﻟﻄﺎﻗﺔ« ﻟﺪﻳﻚ .وﻗﺪ أُﺛﻨﻲ ﻋﲆ اﻟﺠﻬﺎز ﰲ ﺻﺤﻴﻔﺔ »ذا ﺗﺎﻳﻤﺰ« ،وﺻﺤﻴﻔﺔ »دﻳﲇ ﻣﻴﻞ« ،وﺑﺮﻧﺎﻣﺞ »ﻟﻨﺪن اﻟﻴﻮم« ﰲ ﻣﺤﻄﺔ »آي ﺗﻲ ﰲ« ،وﻳﺴﻬﻞ ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﺴﺒﺐ؛ ﻓﺎﻟﺠﻬﺎز ﻳﺒﺪو ﻣﺜﻞ ﺑﻄﺎﻗﺔ ذاﻛﺮة رﻗﻤﻴﺔ ﻟﻜﺎﻣريا ،ﺑﻪ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ أزرار اﺗﺼﺎل ﰲ ﻟﻮﺣﺔ اﻟﺪواﺋﺮ اﻟﻜﻬﺮﺑﻴﺔ ﰲ اﻟﻮاﺟﻬﺔ ،وﻣﻜﻮﱢن إﻟﻜﱰوﻧﻲ ﻋﺎﱄ اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﻳﺮ ﱠﻛﺐ ﱞ وﻣﻠﻒ ﻣﻦ اﻟﻨﺤﺎس ﻋﻨﺪ اﻟﺤﺎﻓﺔ. ﰲ املﺮﻛﺰ، ُ ُ ً ﰲ اﻟﺼﻴﻒ املﺎﴈ ،اﺷﱰﻳﺖ ﺟﻬﺎزا ﻛﻬﺬا وأﺧﺬﺗﻪ ﻣﻌﻲ إﱃ »ﻛﺎﻣﺐ دورﻛﺒﻮت« ،وﻫﻮ ﻣﻬﺮﺟﺎن ﺳﻨﻮي ﻟﻸﻃﻔﺎل املﺒﺘﻜِﺮﻳﻦ ﻳُﻌﻘﺪ — ﰲ ﳾء ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ اﻟﺘﻤﺎدي ﰲ ﻣﺰﺣﺔ — ٌ ﺑﻌﺾ ِﻣﻦ أﻛﺜﺮ ﰲ ﻣﻌﺴﻜﺮ ﻛﺸﺎﻓﺔ ﺧﺎرج دورﻛﻴﻨﺞ .ﻫﻨﺎ ،ﺗﺤﺖ أﺷﻌﺔ اﻟﺸﻤﺲ ،ﻓﺤﺺ ﱠ ﻣﺠﺴﺎت ﰲ اﻟﺠﻬﺎز، املﻬﺘﻤني ﺑﺎﻹﻟﻜﱰوﻧﻴﺎت اﻟﻄﻔﻮﻟﻴﺔ اﻟﺒﺴﻴﻄﺔ ﺟﻬﺎز »ﻛﻴﻮ ﻟﻴﻨﻚ« .أدﺧﻠﻨﺎ وﺣﺎوﻟﻨﺎ أن ﻧﺮﺻﺪ وﺟﻮد أيﱢ »ﺗﺮددات« ﺻﺎدرة ،ﻟﻜﻦ دون أن ﻳﺤﺎﻟﻔﻨﺎ أيﱡ ﺗﻮﻓﻴﻖ .ﺛﻢ ﻓﻌﻠﻨﺎ ﻣﺎ ﻳﻔﻌﻠﻪ أي ﻃﻔﻞ ﻣﺒﺘﻜﺮ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻘﺪﱠم إﻟﻴﻪ ﺟﻬﺎز ﻣﺜري؛ ﻓﺘﺤﻨﺎ اﻟﺠﻬﺎز .وﺑﺎﻟﺘﻨﻘﻴﺐ داﺧ َﻠﻪ ،ﻛﺎن أول ﳾءٍ وﺟﺪﻧﺎه ﻫﻮ ﻟﻮﺣﺔ اﻟﺪواﺋﺮ اﻟﻜﻬﺮﺑﻴﺔ .ﻟﻢ ﺗﻜﻦ اﻟﻠﻮﺣﺔ — وﻫﻮ ﻣﺎ ً ﻣﺘﺼﻠﺔ ﺑﺄيﱢ ﺣﺎل ﻣﻦ اﻷﺣﻮال ﺑﺎملﻠﻒ اﻟﻨﺤﺎﳼ؛ وﻣِﻦ ﺛ َ ﱠﻢ ﻻ ﻻﺣﻈﻨﺎه ﰲ ﻗﺪْر ﻣﻦ اﻹﺛﺎرة — ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ املﻠﻒ ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺟﺮى اﻟﺰﻋﻢ ﺑﺬﻟﻚ. ﻛﺎﻧﺖ اﻷزرار اﻟﻨﺤﺎﺳﻴﺔ اﻟﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﺗﺨﺮج ﻣﻨﻬﺎ ﺑﻌﺾ ﻣﺴﺎرات ﻟﻮﺣﺔ دواﺋﺮ ﻛﻬﺮﺑﻴﺔ ﻏﺮﻳﺒﺔ اﻟﺸﻜﻞ ،ﻟﻜﻦ ﻋﻨﺪ ﻓﺤﺼﻬﺎ ﻋﻦ ﻛﺜﺐ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻫﺬه اﻷزرار ﻣﺘﺼﻠﺔ ،ﺑﺄي ﺣﺎل ﻣﻦ اﻷﺣﻮال ،ﺑﺄي ﳾء ﻋﲆ اﻹﻃﻼق .ﻟ َﻚ أن ﺗﺴﻤﱢ ﻴَﻬﺎ أزرا ًرا »زﺧﺮﻓﻴﺔ« .وﻳﺠﺐ أن أذﻛﺮ ،ﺑﺎﺳﻢ اﻟﺪﻗﺔ ،أﻧﻨﻲ ﻻ أﻋﺮف إذا ﻛﺎن ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻲ أن أﻃﻠﻖ ﻋﲆ ﳾء »ﻟﻮﺣﺔ دواﺋﺮ ﻛﻬﺮﺑﻴﺔ« ﰲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﻓﻴﻪ أي »داﺋﺮة ﻛﻬﺮﺑﻴﺔ«. أﺧريًا ،ﻳﻮﺟﺪ ﻣﻜﻮﱢن إﻟﻜﱰوﻧﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﻣﺮ ﱠﻛﺐ ﻋﲆ اﻟﺴﻄﺢ ﻣﻠﺘﺤ ٌﻢ ﺑﻤﺮﻛﺰ اﻟﺠﻬﺎز ،ﻳﻈﻬﺮ ﺑﻮﺿﻮح ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻐﻄﺎء اﻟﺒﻼﺳﺘﻴﻜﻲ اﻟﺸﻔﺎف .ﻳﺒﺪو املﻜﻮن ﻣﺒﻬ ًﺮا ،ﻟﻜﻦ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺎﻫﻴﺘﻪ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﺘﺼﻞ ﺑﺄي ﳾء ﻋﲆ اﻹﻃﻼق .وﻗﺪ ﻛﺸﻒ اﻟﻔﺤﺺ ﻋﻦ ﻛﺜﺐ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻋﺪﺳﺔ ﻣﻜﱪة ،وﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﺠﺎرب ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام ﻋﺪاد ﻣﺘﻌﺪﱢد اﻷﻏﺮاض وﺟﻬﺎز ﻗﻴﺎس ذﺑﺬﺑﺎت، أن ﻫﺬا املﻜﻮﱢن ﰲ »ﻟﻮﺣﺔ اﻟﺪواﺋﺮ اﻟﻜﻬﺮﺑﻴﺔ« ﻟﻢ ﻳﻜﻦ إﻻ ﺟﻬﺎز ﻗﻴﺎس ﻣﻘﺎوﻣﺔ ﺻﻔﺮﻳﺔ ،وﻫﻮ ﺟﻬﺎز ﻗﻴﺎس ﻣﻘﺎوﻣﺔ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﻣﻘﺎوﻣﺔ؛ ﻣﺠﺮد ﻗﻄﻌﺔ ﺳﻠﻚ ﰲ ﺻﻨﺪوق ﺻﻐري .ﻳﺒﺪو ﻣﺜﻞ ﻣﻜﻮﱢن ﺑﻼ ﻓﺎﺋﺪة ،ﻟﻜﻨﻪ ﻣﻔﻴﺪ ٍّ ﺣﻘﺎ ﰲ ﺗﺠﺴري ﻓﺠﻮة ﺑني املﺴﺎرات املﺘﺠﺎورة ﰲ ﻟﻮﺣﺔ دواﺋﺮ ﻛﻬﺮﺑﻴﺔ )أﺷﻌﺮ أﻧﻨﻲ ﻳﺠﺐ أن أﻋﺘﺬر ملﻌﺮﻓﺔ ذﻟﻚ(. ً رﺧﻴﺼﺎ .ﻓﻴﺠﺐ أن ﻧﻔﱰض أن ﻫﺬا ﺟﻬﺎز ﻗﻴﺎس ﻣﻘﺎوﻣﺔ ﻓﺎﺋﻖ إن ﻫﺬا املﻜﻮﱢن ﻟﻴﺲ ﱠ اﻟﺠﻮدة ﻳﺮ ﱠﻛﺐ ﻋﲆ اﻟﺴﻄﺢ ،ﻣﺼﻨﻊ ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺘﺤﻤﻞ أﻗﴗ اﻟﻈﺮوف ،وﻣﺪرج ﺑﺸﻜﻞ ﺟﻴﺪ، 185
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ً ورق ﻋﲆ ﺑﻜﺮات ﺑﻄﻮل ﺳﺒﻊ وﻳُﻐﺬﱠى ﺑﻜﻤﻴﺎت ﺻﻐرية .ﺗُﺸﱰى ﻫﺬه اﻷﺟﻬﺰة ﻣﻠﻔﻮﻓﺔ ﰲ ٍ ﺑﻮﺻﺎت ،ﻛﻞ ﺑﻜﺮة ﺗﺤﺘﻮي ﻋﲆ ﺣﻮاﱄ ٥٠٠٠ﺟﻬﺎز ﻗﻴﺎس ﻣﻘﺎوﻣﺔ ،وﻳﻤﻜﻦ ﴍاء اﻟﺠﻬﺎز اﻟﻮاﺣﺪ ﻣﻘﺎﺑﻞ ٠٫٠٠٥ﺟﻨﻴﻪ اﺳﱰﻟﻴﻨﻲ .آﺳﻒ ،ﻛﻨﺖ ﻣﺘﻬ ﱢﻜﻤً ﺎ أﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ .إن أﺟﻬﺰة ﻗﻴﺎس املﻘﺎوﻣﺔ اﻟﺼﻔﺮﻳﺔ رﺧﻴﺼﺔ ﺟﺪٍّا .ﻫﺬه ﻫﻲ ﻗﻼدة »ﻛﻴﻮ ﻟﻴﻨﻚ« .ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﴍﻳﺤﺔ ﻣﺘﻨﺎﻫﻴﺔ اﻟﺼﻐﺮ .ﻣﺠﺮد ﻣﻠﻒ ﻏري ﻣﺘﺼﻞ ﺑﺄي ﳾء ،وﺟﻬﺎز ﻗﻴﺎس ﻣﻘﺎوﻣﺔ ﺻﻔﺮﻳﺔ ،ﻻ أﻳﻀﺎ6 . ﻳﺘﻜ ﱠﻠﻒ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺑﻨﺲ ،وﻏري ﻣﺘﺼﻞ ﺑﺄي ﳾء ً ﻟﻴﺴﺖ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺗﻴﺴﺎﻳﺪ إﻻ ﺟﺰءًا ﻣﻦ اﻟﻘﺼﺔ .وﻟﻌﻞ ﻣﻦ اﻷﺳﺒﺎب اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﰲ إﻇﻬﺎرﻧﺎ اﻫﺘﻤﺎﻣً ﺎ ﺑﺒﺎﺗﺮﻳﻚ ﻫﻮﻟﻔﻮرد ﻫﻮ ﺗﺄﺛريه املﺬﻫﻞ ﻋﲆ ﻣﺠﺘﻤﻊ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ ﰲ املﻤﻠﻜﺔ املﺘﺤﺪة .ﻣﺜﻠﻤﺎ ذﻛﺮت ،ﻓﺄﻧﺎ أُﻛ ﱡِﻦ اﺣﱰاﻣً ﺎ ً ُ ﻫﺎﺋﻼ ﻟﻸﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ أﻛﺘﺐ ﻋﻨﻬﻢ ﰲ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ،وأﺳﻌﺪ ﺑﻤﺪح ﻫﻮﻟﻔﻮرد ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻘﻮل ﺑﺄن ﻇﺎﻫﺮة اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻐﺰو ﺟﻤﻴﻊ ﺟﻮاﻧﺐ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم ﺗﺮﺟﻊ ﰲ ﺟﺎﻧﺐ ﻛﺒري ﻣﻨﻬﺎ إﻟﻴﻪ ،ﻣﻦ ﺧﻼل ﺧﺮﻳﺠﻲ ﻣﻌﻬﺪ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ املﺜﺎﻟﻴﺔ اﻟﻨﺎﺟﺢ ﺑﺼﻮرة ﻣﺬﻫﻠﺔ؛ ﺣﻴﺚ ﻻ ﻳﺰال ﻳﺪ ﱢرس .ﻟﻘﺪ د ﱠرب ﻫﺬا املﻌﻬﺪ اﻟﻐﺎﻟﺒﻴﺔ اﻟﻌﻈﻤﻰ ﻣﻤﻦ ﻳﺼﻔﻮن أﻧﻔﺴﻬﻢ ﺑﻤﻌﺎﻟﺠﻲ ﺗﻐﺬﻳﺔ ﰲ املﻤﻠﻜﺔ املﺘﺤﺪة ،ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻓﻴﻜﻲ إدﺟﺴﻮن ﻣﻦ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ »داﻳﺖ دﻛﺘﻮرز« ﻋﲆ »اﻟﻘﻨﺎة اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ« ،وإﻳﺎن ﻣﺎرﺑﺮ ،ﻣﺎﻟﻚ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻨﺘﺠﺎت »ﻓﻮود دﻛﺘﻮر« اﻟﻮاﺳﻌﺔ .وﻳﻀﻢ املﻌﻬﺪ املﺌﺎت ﻣﻦ اﻟﻄﻼب. ﻟﻘﺪ رأﻳﻨﺎ ﺑﻌﺾ اﻷﻣﺜﻠﺔ ملﺴﺘﻮى ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻫﻮﻟﻔﻮرد اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ .ﻓﻤﺎذا ﻳﺤﺪث ﰲ ﻣﻌﻬﺪه؟ رﺑﻤﺎ ﻧﺘﺴﺎءل ،ﻫﻞ ﱠ ﻳﺘﻠﻘﻰ ﻃﻼﺑﻪ ﺗﻌﻠﻴﻤﻬﻢ ﻋﲆ ﻧﻬﺞ اﻟﻄﺮق اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ ﱢ ملﺆﺳﺴﻪ؟ َ ً زرت املﻮﻗﻊ اﻟﺬي ﺷﺨﺼﺎ ﺧﺎرج داﺋﺮة املﻌﻬﺪ ،ﻳﺼﻌﺐ ﻣﻌﺮﻓﺔ ذﻟﻚ .وإذا ﺑﻮﺻﻔﻲ ﻳﺒﺪو ﻋﻠﻤﻴٍّﺎ ﰲ ﻣﻈﻬﺮه) www.ion.ac.uk ،واﻟﺬي ُﺳﺠﱢ ﻞ ﻗﺒﻞ إرﺳﺎء اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﻟﻮﺿﻊ ﻋﻨﺎوﻳﻦ اﻟﻨﻄﺎق ،(ac.ukﻟﻦ ﺗﺠﺪ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺑﺄﻛﺎدﻳﻤﻴني ﺿﻤﻦ اﻟﻌﺎﻣﻠني ﰲ املﻌﻬﺪ ،أو اﻟﱪاﻣﺞ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ اﻟﺠﺎرﻳﺔ ،ﻋﲆ اﻟﻨﺤﻮ اﻟﺬي ﺗﺠﺪه ،ﻟﻨ َ ُﻘﻞ ،ﰲ ﻣﻌﻬﺪ ﻋﻠﻮم اﻷﻋﺼﺎب املﻌﺮﻓﻴﺔ ﰲ ﻟﻨﺪن. ً وﻟﻦ ﺗﺠﺪ ً ُ ﻫﺎﺗﻔﺖ املﻜﺘﺐ اﻟﺼﺤﻔﻲ ذات ﻣﺮة ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺑﺎملﻄﺒﻮﻋﺎت اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ .وﻋﻨﺪﻣﺎ أﻳﻀﺎ ُ ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﲆ إﺣﺪى ﻫﺬه املﻄﺒﻮﻋﺎت ،أُﺣِ ُ أوﺿﺤﺖ ﻠﺖ إﱃ ﺑﻌﺾ ﻣﻘﺎﻻت املﺠﻼت ،ﺛﻢ ﻋﻨﺪﻣﺎ ً ُ ﺣﻘﻴﻘﺔ ،ذﻫﺐ املﺴﺌﻮل اﻟﺼﺤﻔﻲ ،ﺛﻢ ﻋﺎد ،وأﺧﱪﻧﻲ أن ﻣﻌﻬﺪ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ ﻛﻨﺖ أﻋﻨﻲ ﻣﺎذا املﺜﺎﻟﻴﺔ »ﻣﻌﻬﺪ أﺑﺤﺎث؛ ﻟﺬا ﻟﻴﺲ ﻟﺪﻳﻬﻢ وﻗﺖ ﻟﻨﴩ ﺑﺤﻮث أﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ وأﺷﻴﺎء ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻘﺒﻴﻞ«. روﻳﺪًا روﻳﺪًا ،وﻋﲆ ﻧﺤﻮ أﻛﱪ ﻣﻨﺬ رﺣﻴﻞ ﻫﻮﻟﻔﻮرد اﻟﺬي ﻛﺎن ﻣﺪﻳ ًﺮا ﻟﻪ )ﻋﻠﻤً ﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﻳﺰال ﻳﺪ ﱢرس ﻫﻨﺎك( ﻧﺠﺢ ﻣﻌﻬﺪ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ املﺜﺎﻟﻴﺔ ﰲ اﻛﺘﺴﺎب ﺑﻌﺾ اﻻﺣﱰام ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﻜﺘﺒﻪ ﰲ ﺟﻨﻮب ﻏﺮب ﻟﻨﺪن .وﻧﺠﺢ املﻌﻬﺪ ﰲ اﻋﺘﻤﺎد اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻤﻨﺤﻬﺎ ،ﻣﻦ ﻗِ ﺒَﻞ 186
اﻟﱪوﻓﻴﺴﻮر ﺑﺎﺗﺮﻳﻚ ﻫﻮﻟﻔﻮرد
ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻟﻮﺗﻦ ،وﻳﻌﺘﱪ املﻌﻬﺪ اﻵن »ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻣﺎﻧﺤﺔ ﻟﻠﺪرﺟﺎت اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ« .وﺑﺎﻟﺪراﺳﺔ ﻟﺴﻨﺔ َ وﺟﺪت ﻣَ ﻦ ﻳ َْﻘﺒﻠﻚ — أي ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻟﻮﺗﻦ — ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﺤﻮﱢل اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺔ اﻟﺘﻲ إﺿﺎﻓﻴﺔ ،إذا َ ﺣﺼﻠﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﻌﻬﺪ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ املﺜﺎﻟﻴﺔ إﱃ درﺟﺔ ﺑﻜﺎﻟﻮرﻳﻮس ﻋﻠﻮم ﻛﺎﻣﻠﺔ. ُ ﺷﻜﻜﺖ ،ﺧﻼل ﻣﺤﺎدﺛﺔ ﻋَ َﺮﺿﻴﺔ ﻣﻊ ﻣُﺨﺘَﴢ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ ،ﰲ ﻣﻌﺎﻳري ﻣﻌﻬﺪ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ إذا ُ املﺜﺎﻟﻴﺔ ،ﻓﺪاﺋﻤً ﺎ ﻣﺎ ﻳﺠﺮي إﺑﺮاز ﻫﺬا اﻻﻋﺘﻤﺎد؛ ﻟﺬا رﺑﻤﺎ ﻧﻠﻘﻲ ﻧﻈﺮة ﴎﻳﻌﺔ ﺟﺪٍّا ﻋﻠﻴﻪ .ﻛﺎﻧﺖ ْ وﺻﺎرت ﺗﺴﻤﻰ اﻵن ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻟﻮﺗﻦ — اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗُﺴﻤﱠ ﻰ ﻣﻦ ﻗﺒ ُﻞ ﻛﻠﻴﺔ ﻟﻮﺗﻦ ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻌﺎﱄ، ﺑﺪﻓﻮردﺷﺎﻳﺮ — ﻣﺤﻞ ﺗﻔﺘﻴﺶ ﺧﺎص ﻣﻦ ﻗِ ﺒَﻞ ﻫﻴﺌﺔ ﺿﻤﺎن ﺟﻮدة اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻌﺎﱄ ﰲ ﻋﺎم ،٢٠٠٥اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻤﻞ ﻣﻦ أﺟﻞ »ﺿﻤﺎن املﻌﺎﻳري اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ وﺟﻮدة اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻌﺎﱄ ﰲ املﻤﻠﻜﺔ املﺘﺤﺪة«. ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧ ُ ِﴩ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻫﻴﺌﺔ ﺿﻤﺎن اﻟﺠﻮدة ،ﻧﴩت ﺻﺤﻴﻔﺔ »ذا دﻳﲇ ﺗﻠﻴﺠﺮاف« ً ﻣﻘﺎﻻ ﻋﻦ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻟﻮﺗﻦ ﻋﻨﻮاﻧﻪ» :ﻫﻞ ﻫﺬه ﻫﻲ أﺳﻮأ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﰲ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ؟« اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻧﻌﻢ ،ﻋﲆ ﻣﺎ أﻇﻦ. ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻳﻬﻤﻨﺎ ﺑﺼﻮرة ﺧﺎﺻﺔ ﻫﻨﺎ ﻫﻮ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻲ ر ﱠﻛﺰ اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺑﻬﺎ ،ﻋﲆ ﻧﺤﻮ ﺧﺎص، ﻋﲆ اﻷﺳﻠﻮب املﺘﻬﻮﱢر واﻟﻌﺸﻮاﺋﻲ ﻟﻠﺠﺎﻣﻌﺔ ﰲ اﻋﺘﻤﺎد درﺟﺎت ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺧﺎرﺟﻴﺔ )ص،١٢ اﻟﻔﻘﺮة ٤٥وﻣﺎ ﺑﻌﺪﻫﺎ( .ﻓﻴﺸري اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﴏاﺣﺔ إﱃ أﻧﻪ — ِﻣﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﻓﺮﻳﻖ املﺮاﺟﻌﺔ — ﻻ ﻳﺠﺮي ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﺗﻠﺒﻴﺔ ﺗﻮﻗﻌﺎت ﻗﻮاﻋﺪ املﻤﺎرﺳﺔ ﻟﻀﻤﺎن اﻟﺠﻮدة واملﻌﺎﻳري اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ ﰲ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻌﺎﱄ ،ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌ ﱠﻠﻖ ﺑﺎﻋﺘﻤﺎد درﺟﺎت ﺗُﻤﻨﺢ ﻣﻦ ﻣﺆﺳﺴﺎت ﺧﺎرﺟﻴﺔ .وﰲ ﻣﻌﺮض ﻋﺮض ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ — ﻻ أﺣﺎول أن أﻗﺮأ ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ﻛﺜريًا — أردت أن ﺗ ﱠ َ ﻄﻠﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﲆ اﻹﻧﱰﻧﺖ ،أوﴆ، ﻳﻤﺘﻠﺊ اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺑﺎﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ املﺬﻫﻠﺔ .إذا ﻋﲆ ﻧﺤﻮ ﺧﺎص ،ﺑﺎﻻﻃﻼع ﻋﲆ اﻟﻔﻘﺮات ﻣﻦ ٤٥إﱃ .٥٢ ِ ﺗﻨﺎﻗﻠﺖ اﻷﺧﺒﺎر أن اﻟﱪوﻓﻴﺴﻮر ﰲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﻛﺎن ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﻋﲆ وﺷﻚ ﻃﺒﺎﻋﺘﻪ، ً ﻣﻌﻠﻼ ذﻟﻚ ﺑﻮﺟﻮد ﻋﻤﻠﻴﺔ إﻋﺎدة ﺗﻨﻈﻴﻢ وﻫﻴﻜﻠﺔ ﻫﻮﻟﻔﻮرد اﺳﺘﻘﺎل ﻣﻦ ﻣﻨﺼﺒﻪ ﻛﺄﺳﺘﺎذ زاﺋﺮ، ﰲ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ .ﻟﺪيﱠ وﻗﺖ ﻹﺿﺎﻓﺔ ﺟﻤﻠﺔ واﺣﺪة أﺧﺮى ،وﻫﻲ :ﻟﻦ ﻳﺘﻮﻗﻒ اﻷﻣﺮ ﻋﻨﺪ ذﻟﻚ .ﻓﻬﻮ ﻳﺒﺤﺚ اﻵن ﻋﻦ املﺼﺪاﻗﻴﺔ اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ ﰲ ﻣﻜﺎن آﺧﺮ .ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ أن ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ اﻟﻬﺎﺋﻠﺔ ﻫﺬه — ﺑﻞ اﻷﻛﺜﺮ أﻫﻤﻴﺔ ﻣﻦ أي ﳾء آﺧﺮ ،ﻫﺬه اﻟﻨﻮﻋﻴﺔ املﺪﻫﺸﺔ ﻣﻦ املﻌﺮﻓﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ — ﺗﺨﱰق اﻵن ،دون أي اﻧﺘﻘﺎد ،ودون اﻧﺘﺒﺎه ،ﻗﻠﺐ ﻧﻈﺎﻣﻨﺎ اﻷﻛﺎدﻳﻤﻲ ،ﺑﺴﺒﺐ ﺳﻌﻴﻨﺎ املﺤﻤﻮم ﻟﻠﻌﺜﻮر ﻋﲆ إﺟﺎﺑﺎت ﺳﻬﻠﺔ ﻟﻠﻤﺸﻜﻼت اﻟﻜﱪى ﻣﺜﻞ اﻟﺴﻤﻨﺔ ،وﺣﺎﺟﺘﻨﺎ اﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﻟﺤﻠﻮل ﴎﻳﻌﺔ ،وﻋﺪم ﻣﻤﺎﻧﻌﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﺎت ﰲ اﻟﻌﻤﻞ ﻣﻊ ﺷﺨﺼﻴﺎت ﻗﻴﺎدﻳﺔ ﰲ اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﻣﻦ 187
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ﺟﻤﻴﻊ املﺠﺎﻻت ،واﻟﺮﻏﺒﺔ املﺜرية ﻟﻺﻋﺠﺎب ﰲ ﻣﻨﺢ اﻟﻄﻼب ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪوﻧﻪ ،واملﺼﺪاﻗﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ املﺬﻫﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﱠ ﺣﻘﻘﺘْﻬﺎ ﻫﺬه اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ ﻏري اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ،ﰲ ﻋﺎ َﻟﻢ ﻳﺒﺪو أﻧﻪ ﻧﴘ أﻫﻤﻴﺔ ﺗﻘﻴﻴﻢ ﺟﻤﻴﻊ اﻻدﱢﻋﺎءات اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺗﻘﻴﻴﻤً ﺎ ﻧﻘﺪﻳٍّﺎ. ﺛﻤﺔ أﺳﺒﺎب أﺧﺮى ﻟﺘﱪﻳﺮ ﻣﺮور ﻫﺬه اﻷﻓﻜﺎر دون ﺑﺤﺚ؛ أﺣﺪﻫﺎ ﺣﺠﻢ اﻟﻌﻤﻞ. ﺳﻴﺘﺤﺪﱠث ﺑﺎﺗﺮﻳﻚ ﻫﻮﻟﻔﻮرد ،ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل ،ﻣﻦ وﻗﺖ ﻵﺧﺮ ﺣﻮل ﻗﻀﻴﺔ اﻷدﻟﺔ ،ﻟﻜﻦ ﰲ اﻟﻐﺎﻟﺐ — ﻫﻜﺬا ﻳﺒﺪو اﻷﻣﺮ ﱄ — ﻣﻦ ﺧﻼل إﻧﺘﺎج املﺰﻳﺪ واملﺰﻳﺪ ﻣﻦ املﻮاد اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﰲ ﻇﺎﻫﺮﻫﺎ ،ﻛﻤﻴﺔ ﺗﻜﻔﻲ ﻹﺑﻌﺎد ﻣﻨﺘﻘﺪﻳﻦ ﻛﺜريﻳﻦ ،رﺑﻤﺎ ،وﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻟﺘﻄﻤني اﻷﺗﺒﺎع ،ﻟﻜﻦ ﻛﻞ ﻣَ ﻦ ﻳﺠﺮؤ ﻋﲆ املﺴﺎءﻟﺔ واﻟﺘﺸﻜﻴﻚ ،ﻋﻠﻴﻪ أن ﻳﻜﻮن ﻣﺴﺘﻌﺪٍّا ﻟﻔﺤﺺ ﻛ ﱟﻢ ﻫﺎﺋﻞ ﻣﺤﺘﻤَ ﻞ ﻣﻦ ً وأﻳﻀﺎ ﻣﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺘﻪ اﻟﻜﺒرية ﻣﻦ اﻟﻌﺎﻣﻠني املﺪﻓﻮﻋﻲ اﻷﺟﺮ .أﻣ ٌﺮ ﰲ املﺤﺘﻮى ،ﻣﻦ ﻫﻮﻟﻔﻮرد، ﻏﺎﻳﺔ املﺘﻌﺔ. ً ﻫﻨﺎك أﻳﻀﺎ ﺷﻜﻮى ﻟﺠﻨﺔ ﺷﻜﺎوى اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﺿﺪي )ﻟﻢ ﻳﺘﻢ رﻓﻌﻬﺎ ،وﻻ ﺣﺘﻰ ﺗﻤﺮﻳﺮﻫﺎ إﱃ اﻟﺼﺤﻴﻔﺔ اﻟﺘﻲ أﻛﺘﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ( ،واﻟﺨﻄﺎﺑﺎت اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ املﻄﻮﱠﻟﺔ ،وادﱢﻋﺎءاﺗﻪ ﺑﺄن ﺻﺤﻴﻔﺔ »ذا ﺟﺎردﻳﺎن« ﻗﺪ ﺻﻮ ْ ﱠﺑﺖ ﻣﻘﺎﻻت ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﺘﻘﺪه )وﻫﻮ ﻣﺎ ﻟﻢ ﺗﻔﻌﻠﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﺷﺒﻪ ﻣﺆﻛﺪ( ،إﻟﺦ .ﻛﺬﻟﻚ ﻳﻜﺘﺐ ﺧﻄﺎﺑﺎت ﻃﻮﻳﻠﺔ ،ﺗُ َ ﺮﺳﻞ إﱃ ﻋﺪد ﻫﺎﺋﻞ ﻣﻦ اﻷﺷﺨﺎص، ﺗﺘﻬﻤﻨﻲ أﻧﺎ وآﺧﺮﻳﻦ ﻣﻤﻦ ﻳﻨﺘﻘﺪون ﻋﻤﻠﻪ ﺑﺄﺷﻴﺎء ﻣﺪﻫﺸﺔ ﺟﺪٍّا .وﺗَﻈﻬَ ﺮ ﻫﺬه اﻻدﱢﻋﺎءات ﰲ اﻟﻨﴩات اﻟﺘﻲ ﻳﺮﺳﻠﻬﺎ إﱃ ﻋﻤﻼء ﻣﺘﺠﺮ أﻗﺮاﺻﻪ ،وﰲ ﺧﻄﺎﺑﺎت إﱃ ﺟﻤﻌﻴﺎت ﺧريﻳﺔ ﺻﺤﻴﺔ ﻟﻢ أﺳﻤﻊ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ،وﰲ رﺳﺎﺋﻞ ﺑﺮﻳﺪ إﻟﻜﱰوﻧﻲ إﱃ اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴني ،وﰲ ﺻﻔﺤﺎت ﻫﺎﺋﻠﺔ ﻋﲆ اﻹﻧﱰﻧﺖ؛ آﻻف ﻻ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﻜﻠﻤﺎت ،ﺗﺪور ﰲ ﻣﻌﻈﻤﻬﺎ ﺣﻮل ادﻋﺎﺋﻪ املﺘﻜ ﱢﺮر وﻏري ُ ﴏت ﺑﺸﻜﻞ أو ﺑﺂﺧﺮ ﻣﺠﺮد أداة ﰲ ﻳﺪ ﴍﻛﺎت اﻟﺪواء اﻟﻜﱪى. املﺘﺴﻖ إﱃ ﺣ ﱟﺪ ﻣﺎ ﺑﺄﻧﻨﻲ ُ ُ ذﻛﺮت — أن ﺑﺎﺗﺮﻳﻚ ،اﻟﺬي ﺑﺎع ﻟﺴﺖ ﻛﺬﻟﻚ ،ﻟﻜﻨﻨﻲ أﻻﺣﻆ ﰲ ﳾء ﻣﻦ اﻟﴪور — ﻣﺜﻠﻤﺎ ﴍﻛﺔ ﺻﻨﺎﻋﺔ أﻗﺮاص اﻟﺪواء اﻟﺘﻲ ﻳﻤﺘﻠﻜﻬﺎ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻧﺼﻒ ﻣﻠﻴﻮن اﺳﱰﻟﻴﻨﻲ اﻟﻌﺎم املﺎﴈ، ﻳﻌﻤﻞ اﻵن ﻟﺼﺎﻟﺢ ﴍﻛﺔ »ﺑﻴﻮﻛري« ،اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺘﻠﻚ ﻓﻴﻬﺎ إﺣﺪى ﴍﻛﺎت اﻟﺪواء ٣٠ﰲ املﺎﺋﺔ ﻣﻨﻬﺎ. ﻟﺬﻟﻚ أﺗﺤﺪث إﻟﻴﻚ ﻣﺒﺎﴍة اﻵن ،أﻳﻬﺎ اﻟﱪوﻓﻴﺴﻮر ﺑﺎﺗﺮﻳﻚ ﻫﻮﻟﻔﻮرد :إذا اﺧﺘﻠﻔﻨﺎ ﺣﻮل أي ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻣﻦ ﻣﺴﺎﺋﻞ اﻷدﻟﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔً ، ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﻬﺮاءات ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ أن ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻷدوﻳﺔ ً وﺑﺪﻻ ﻣﻦ اﻻدﱢﻋﺎء ﰲ ﺗﺴﻌﻰ ﻟﻠﻨﻴﻞ ﻣﻨﻚ ،أو ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺷﻜﻮى ،أو إرﺳﺎل ﺧﻄﺎب ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ، اﺳﺘﺨﻔﺎف أن ﻫﺬه اﻟﺘﺴﺎؤﻻت ﻳﺠﺐ أن ﻳﺠﻴﺐ ﻋﻨﻬﺎ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺬي ﺗﺒﺎﻟﻎ أﻧﺖ ﰲ ﺗﻔﺴري ً ﻋﻤﻠﻪ اﻟﺼﺤﻴﺢ — ﻣﺜﻠﻤﺎ أﻇﻦ أﻧﻨﻲ ﻗﺪ ﺑﻴ ُ وﺑﺪﻻ ﻣﻦ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﺳﺆال ﻣﺨﺘﻠﻒ ﱠﻨﺖ — 188
اﻟﱪوﻓﻴﺴﻮر ﺑﺎﺗﺮﻳﻚ ﻫﻮﻟﻔﻮرد
ﻋﻦ اﻟﺴﺆال اﻟﺬي وﺟﱠ ﻬﺘُﻪ ،أو أي ﺷﻜﻞ آﺧﺮ ﻣﻦ أﺷﻜﺎل اﻻﺳﺘﻌﺮاض واملﺒﺎﻟﻐﺔ ،ﺳﺄرﺣﱢ ﺐ ﺑﺘﻮﺿﻴﺢ أﻛﺎدﻳﻤﻲ ،ﰲ ﺑﺴﺎﻃﺔ ووﺿﻮح. ً ﻫﺬه ﻟﻴﺴﺖ أﻣﻮ ًرا ﻣﻌﻘﺪة .ﻓﺈﻣﺎ أن ﻳﻜﻮن اﻧﺘﻘﺎء اﻷدﻟﺔ ﺣﻮل ﻓﻴﺘﺎﻣني ﻫً ، ﻣﻘﺒﻮﻻ ﻣﺜﻼ، ً ﻣﻌﻘﻮﻻ إﺟﺮاءُ اﺳﺘﻘﺮاء ﻣﻦ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت املﺨﱪﻳﺔ ﺣﻮل اﻟﺨﻼﻳﺎ ﰲ وﻋﺎء أو ﻻ .إﻣﺎ أن ﻳﻜﻮن ﻣﺨﱪي ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎدﱢﻋﺎء إﻛﻠﻴﻨﻴﻜﻲ ﺣﻮل اﻷﺷﺨﺎص املﺼﺎﺑني ﺑﺎﻹﻳﺪز ،أو ﻻ .إﻣﺎ أن َ ارﺗﻜﺒﺖ أﺧﻄﺎء ،رﺑﻤﺎ ﻳﻤﻜﻨُﻚ أن ﺗُﻘ ﱠﺮ اﻟﱪﺗﻘﺎل ﻳﺤﺘﻮي ﻋﲆ ﻓﻴﺘﺎﻣني ج ،أو ﻻ .وﻫﻜﺬا .ﺣﻴﺜﻤﺎ ً ُ ﻓﻌﻠﺖ وﺣﻘﻴﻘﺔ إﻧﻨﻲ ﺑﺬﻟﻚ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ،وﺗﺼﻮﱢﺑﻬﺎ .ﻋﻦ ﻧﻔﴘ ﺳﺄﻓﻌﻞ ذﻟﻚ دوﻣً ﺎ ﺑﻜﻞ ﴎور، ذﻟﻚ ﻣﺮات ﻛﺜرية ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ،ﰲ ﻋﺪﻳﺪ ﻣﻦ املﻮﺿﻮﻋﺎت ،وﻟﻢ أﺷﻌﺮ ﺑﻘﺪ ٍْر ﻛﺒري ﻣﻦ املﻬﺎﻧﺔ. أرﺣﱢ ﺐ ﺑﺄن ﻳﺘﺤﺪﱠى اﻵﺧﺮون أﻓﻜﺎري؛ إذ ﻳﺴﺎﻋﺪﻧﻲ ﻫﺬا ﻋﲆ ﺻﻘﻠﻬﺎ. ﻫﻮاﻣﺶ ) (1إن ﻣﺴﻤﱠ ﻴﺎت ﻋﲆ ﻏﺮار »ﻣُﺨﺘَﺺ ﺗﻐﺬﻳﺔ« و»ﻣﻌﺎﻟﺞ ﺑﺎﻟﺘﻐﺬﻳﺔ« و»اﺳﺘﺸﺎري ٌ ﻣﺼﻄﻠﺤﺎت ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﺎﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ،ﻋﲆ ﺧﻼف اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ اﻟﻌﻼﺟﻴﺔ« ،وﻏريﻫﺎ اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﻟﺘﻨﻮﻳﻌﺎت، َ »ﻣﻤﺮﺿﺔ« ،أو »ﻣُﺨﺘَﺺ ﺣﻤﻴﺎت ﻏﺬاﺋﻴﺔ« ،أو »ﻣُﺨﺘﺺ ﻋﻼج ﻃﺒﻴﻌﻲ«؛ ﻟﺬا ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أي ﺷﺨﺺ اﺳﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ .وﻟﺘﻮﺿﻴﺢ اﻷﻣﺮ ،ﺳﺄﻛ ﱢﺮر ﻣﺠﺪدًا :ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻌﻠﻦ أي ﺷﺨﺺ ﻧﻔﺴﻪ ﻣُﺨﺘَ ٍّ ﺼﺎ ﻏﺬاﺋﻴٍّﺎ .وﺑﻌﺪ ﻗﺮاءة ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ،ﺳﺘﻌﺮف ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺗﻘﻴﻴﻢ اﻷدﻟﺔ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ اﻵﺧﺮﻳﻦ؛ ﻟﺬا ،ﻋﲆ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺳﺒﺎرﺗﺎﻛﻮس ،أﻗﱰح أن ﺗُﻄﻠِﻖ ﻋﲆ ﻧﻔﺴﻚ ﻣُﺨﺘَﺺ ﺗﻐﺬﻳﺔ ً أﻳﻀﺎ، وﺳﻴﻜﻮن ﻋﲆ اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴني اﻟﻌﺎﻣﻠني ﰲ ﻣﺠﺎل اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻣﺠﺎل آﺧﺮ؛ ﻷن اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻟﻢ ﺗَﻌُ ﺪ ﺗﻌﱪ ﻋﻨﻬﻢ. ) (2ﺑﺎملﻨﺎﺳﺒﺔ ،ﻫﻮ ﻳﻌﻤﻞ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﴍﻛﺔ اﻷﻗﺮاص »ﺑﻴﻮﻛري« ﻛﺮﺋﻴﺲ ﻟﻘﻄﺎع اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ واﻟﻌﻠﻮم )رﺑﻤﺎ أﻛﻮن ﻗﺪ ذﻛﺮت أن اﻟﴩﻛﺔ ﻣﻤﻠﻮﻛﺔ ﺑﻨﺴﺒﺔ ٣٠ﰲ املﺎﺋﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﴍﻛﺔ »إﻟﺪر«( .ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ ،ﻗﴣ ﻫﻮﻟﻔﻮرد ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺑﺄﻛﻤﻠﻬﺎ ﻳﺒﻴﻊ اﻷﻗﺮاص ﻣﻦ أوﺟﻪ ﻛﺜرية. ﻓﻜﺎن أول ﻋﻤﻞ ﻟﻪ ﻋﻨﺪ رﺣﻴﻠﻪ ﻋﻦ ﻳﻮرك ﺑﺘﻘﺪﻳﺮ ٢ : ٢ﰲ ﻋﻠﻢ اﻟﻨﻔﺲ ﰲ ﺳﺒﻌﻴﻨﻴﺎت اﻟﻘﺮن اﻟﻌﴩﻳﻦ ﻫﻮ ﻣﻨﺪوب ﻣﺒﻴﻌﺎت أﻗﺮاص ﻓﻴﺘﺎﻣني ﻟﺪى ﴍﻛﺔ اﻷﻗﺮاص »ﻫﺎﻳﺮ ﻧﻴﺘﴩ« .وﻗﺪ ﺑﺎع آﺧﺮ ﴍﻛﺎت اﻷﻗﺮاص اﻟﺘﻲ ﻳﻤﻠﻜﻬﺎ» ،ﻫﻴﻠﺚ ﺑﺮوداﻛﺘﺲ ﻓﻮر ﻻﻳﻒ« ،ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻧﺼﻒ ﻣﻠﻴﻮن ﺟﻨﻴﻪ اﺳﱰﻟﻴﻨﻲ ﰲ ﻋﺎم ٢٠٠٧ﻟﴩﻛﺔ »ﺑﻴﻮﻛري« ،وﻳﻌﻤﻞ اﻵن ﻟﺼﺎﻟﺢ ﻫﺬه اﻟﴩﻛﺔ. ) (3ﻣﻦ اﻷﻫﻤﻴﺔ ﺑﻤﻜﺎن ﺗﺬ ﱡﻛﺮ اﻟﻔﺮق ﺑني »اﻟﻮﻗﺎﻳﺔ« ﻣﻦ ﻧﺰﻻت اﻟﱪد؛ ﺣﻴﺚ ﻟﻢ ﺗَ ِﺠﺪ ْ أﻇﻬﺮت املﺮاﺟﻌﺔ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ﻟﻜﻮﻛﺮﻳﻦ أيﱠ دﻟﻴﻞ ﻋﲆ وﺟﻮد ﻓﺎﺋﺪة ،و»ﻣﻌﺎﻟﺠﺘﻬﺎ«؛ ﺣﻴﺚ 189
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ﻣﺮاﺟﻌﺔ ﻛﻮﻛﺮﻳﻦ وﺟﻮ َد ﻓﺎﺋﺪة ﻣﺤﺪودة ﻋﻨﺪ ﺗﻨﺎول ﺟﺮﻋﺎت ﻛﺒرية ﺟﺪٍّا .ﻫﻨﺎك ﺣﺎﻻت — ﻛﻤﺎ ﻗﺪ ﺗﺘﺼﻮر — ﻳﺪﻣﺞ ﻫﻮﻟﻔﻮرد ﻓﻴﻬﺎ ﺑني اﻻﺛﻨﺘني ،وﻗﺎم ﻣﺆﺧ ًﺮا ،ﰲ ﻧﴩة ﻣﻮﺟﱠ ﻬﺔ إﱃ ﻋﻤﻼﺋﻪ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺸﱰون ﻣﻨﺘﺠﺎﺗﻪ ،ﺑﺪﻣﺞ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ رﺑﻤﺎ ﺗﺪﻫﺶ املﺆﻟﻔني اﻷﺻﻠﻴني أﻳﻤﺎ دﻫﺸﺔ .ﻓﻘﺪ أﺧﺬ ﻧﺴﺒﺔ اﻻﻧﺨﻔﺎض املﺘﻮاﺿﻌﺔ ﰲ ﻓﱰة اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﱪد ﻟﺪى اﻷﻃﻔﺎل اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻨﺎوﻟﻮن ﺟﺮﻋﺎت ﻣﺮﺗﻔﻌﺔ ﻣﻦ ﻓﻴﺘﺎﻣني ج ،واﻟﺘﻲ ﺗﺒﻠﻎ ١٣٫٦ﺑﺎملﺎﺋﺔ وزﻋﻢ ً ﻗﺎﺋﻼ: »ﺗﻌﺎدل ﻫﺬه اﻟﻨﺴﺒﺔ ﻓﱰة ﺗﺼﻞ إﱃ ﺷﻬﺮ أﻗﻞ ﰲ ﻋﺪد أﻳﺎم اﻹﺻﺎﺑﺔ »ﺑﺎﻟﱪد« ﺳﻨﻮﻳٍّﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ اﻟﻄﻔﻞ اﻟﻌﺎدي «.وﺣﺘﻰ ﻳﺼﺢﱠ ﻫﺬا اﻟﺰﻋﻢ ،ﻳﺠﺐ أن ﻳُﻌﺎﻧﻲ اﻟﻄﻔﻞ اﻟﻌﺎدي ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺎﺋﺘﻲ ﻳﻮم ﻣﻦ أﻋﺮاض اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﱪد ﺳﻨﻮﻳٍّﺎ .ووﻓﻖ املﺮاﺟﻌﺔ اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ،رﺑﻤﺎ ﱠ ﻳﺘﻮﻗﻊ اﻷﻃﻔﺎل ً ً اﻧﺨﻔﺎﺿﺎ ﻳﺒﻠﻎ أرﺑﻌﺔ أﻳﺎم ﰲ ﻋﺪد أﻳﺎم اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﱪد ﺳﻨﻮﻳٍّﺎ. ﻣﻌﺪﻻ ﰲ اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﱪد اﻷﻋﲆ ً أﺳﺘﻄﻴﻊ أن أﻣﴤ ﰲ ﻋﺮض ﺳﻠﺴﻠﺔ اﻷﺧﻄﺎء ﰲ ﻧﴩاﺗﻪ ،ﱠ ﻓﺎﺻﻼ ﺑني ﺗﻮﺿﻴﺢ ﻟﻜﻦ ﺛﻤﺔ ﺣﺪٍّا وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ وﺗﻨﻔري اﻟﻘﺎرئ. ُ ) (4أو ﱡد أن أدﻋﻮ اﻟﱪوﻓﻴﺴﻮر ﻫﻮﻟﻔﻮرد ﻷن ﻳﺮﺳﻞ ﱄ ﺑﺮﺗﻘﺎﻟﺔ ﺗﺒﺎع ﰲ املﺘﺠﺮ ﻻ ﺗﺤﺘﻮي ﻋﲆ ﻓﻴﺘﺎﻣني ج ،ﻋﲆ ﻋﻨﻮان اﻟﻨﺎﴍ. ً ﺗﻔﺼﻴﻼ ﻟﺴﻮء ﻓﻬﻤﻪ ﻣﺘﺎح ﻋﲆ اﻹﻧﱰﻧﺖ ،ﻟﻜﻦ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ ) (5ﺛﻤﺔ ﺗﻔﺴري أﻛﺜﺮ اﻟﺤﺎذﻗني واملﺠﺘﻬﺪﻳﻦ ،ﻳﺒﺪو أﻧﻪ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﺪﻫﺸﺔ ﻣﻦ أن دراﺳﺎت ﻋﺪﻳﺪة ﻻ ﺗﺘﻀﻤﱠ ﻦ ﻣَ ﻴﻼً ﻛﺒريًا ﺗﺠﺎه إﻇﻬﺎر ﻓﺎﺋﺪة ﻣﻦ ﺗﻨﺎول أﻗﺮاص زﻳﺖ اﻟﺴﻤﻚ ﻻ ﺗﱰاﻛﻢ ﻧﺘﺎﺋﺠﻬﺎ ﻣﻌً ﺎ ﺑﺤﻴﺚ ﺗﻈﻬﺮ ﻓﺎﺋﺪة ذات دﻻﻟﺔ إﺣﺼﺎﺋﻴٍّﺎ .وﻳﻌﺘﱪ ﻫﺬا ﰲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ — ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺗﻌﺮف — أﻣ ًﺮا ﺷﺎﺋﻌً ﺎ .ﺛﻤﺔ اﻧﺘﻘﺎدات ﻋﺪﻳﺪة أﺧﺮى ﺷﺎﺋﻘﺔ ﺟﺪٍّا ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻮﺟﻴﻬﻬﺎ إﱃ اﻟﻮرﻗﺔ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ ﺣﻮل أوﻣﻴﺠﺎ ،٣-ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺗﻮﺟﺪ دوﻣً ﺎ اﻧﺘﻘﺎدات ﻷي ورﻗﺔ ﺑﺤﺜﻴﺔ ،ﻟﻜﻦ ﻟﺴﻮء ﺣﻆ ﻫﺬه اﻟﻮرﻗﺔ ،ﻣﻦ ﻫﻮﻟﻔﻮرد ،أﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ واﺣﺪة ﻣﻨﻬﺎ. ُ ُ ﺗﻮﺻﻠﺖ إﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ .وﻗﺎﻣﻮا ﺗﻮاﺻﻠﺖ ﻣﻊ qlinkworld.co.ukملﻨﺎﻗﺸﺔ ﻣﺎ )(6 ً ﻟﻄﻔﺎ ﺑﺎﻻﺗﺼﺎل ﺑﺎملﺨﱰع ،اﻟﺬي أﺑﻠﻐﻨﻲ أﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮا دوﻣً ﺎ ﰲ ﻏﺎﻳﺔ اﻟﻮﺿﻮح أن »ﻛﻴﻮ ﻟﻴﻨﻚ« ﻻ ﺗﺴﺘﺨﺪم ﻣﻜﻮﱢﻧﺎت إﻟﻜﱰوﻧﻴﺔ »ﻋﲆ ﻧﺤﻮ إﻟﻜﱰوﻧﻲ ﺗﻘﻠﻴﺪي« .ﻳﺒﺪو أن ﻧﺸﺎط إﻋﺎدة ﺑﺮﻣﺠﺔ ﻧﻤﻂ اﻟﺘﺤﻜﻢ ﰲ اﻟﻄﺎﻗﺔ ﻳﺠﺮي ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻛﺮﻳﺴﺘﺎﻟﺔ ﻣﺴﺤﻮﻗﺔ ﰲ ﺻﻮرة دﻗﻴﻘﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﻣﺒ ﱠ ﻄﻨﺔ ﰲ اﻟﺮاﺗﻨﺞ .أﻋﺘﻘﺪ أن ذﻟﻚ ﻳﻌﻨﻲ أﻧﻬﺎ ﻗﻼدة ﻣﻦ اﻟﻜﺮﻳﺴﺘﺎل ﺗﻨﺘﻤﻲ إﱃ اﻟﻌﴫ اﻟﺠﺪﻳﺪ ،وﰲ ﻫﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ ﻛﺎن ﻋﻠﻴﻬﻢ أن ﻳﺬﻛﺮوا ﻫﺬا ﴏاﺣﺔ.
190
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﻌﺎﴍ
ﺳﻴﻘﺎﺿﻴﻚ اﻟﻄﺒﻴﺐ اﻵن
ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﺬا اﻟﻔﺼﻞ ﻣﻮﺟﻮدًا ﰲ اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷﺻﻠﻴﺔ ﻟﻬﺬا اﻟﻜﺘﺎب؛ وذﻟﻚ ﻷﻧﻪ ﻋﲆ ﻣﺪى ﺧﻤﺴﺔ ﻋﴩ ﺷﻬ ًﺮا ﺣﺘﻰ ﺳﺒﺘﻤﱪ ٢٠٠٨ﻛﺎن راﺋﺪ اﻷﻋﻤﺎل ﰲ ﻣﺠﺎل ﺻﻨﺎﻋﺔ أﻗﺮاص اﻟﻔﻴﺘﺎﻣني ﻣﺎﺗﻴﺎس راث ﻳﻘﺎﺿﻴﻨﻲ ﺷﺨﺼﻴٍّﺎ أﻧﺎ وﺻﺤﻴﻔﺔ »ذا ﺟﺎردﻳﺎن« ،ﺑﺘﻬﻤﺔ اﻟﺘﺸﻬري .ﻟﻢ ﱢ ﺗﺤﻘﻖ ﻫﺬه اﻻﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻧﺘﺼﺎ ًرا ﻣﺒﻴﻨًﺎ .ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻗﺪ ﻳﺘﺨﻴﻠﻪ ﻣُﺨﺘَ ﱡ ﺼﻮ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ ﻋﻠﻨًﺎ ﻣﻦ ﱠ أن أيﱠ ﻣﻨﺘﻘﺪ ﻟﻬﻢ ﻟﻴﺲ إﻻ أداة ﰲ ﻳﺪ ﴍﻛﺎت اﻟﺪواء اﻟﻜﱪى ،ﺳﻮف ﻳﻔﻌﻠﻮن ﺧريًا ﰲ اﻟﺨﻔﺎء إذا ﺗﺬﻛﺮوا أﻧﻨﻲ ،ﻣﺜﻞ ﻛﺜريﻳﻦ ﻏريي ﻳﻌﻤﻠﻮن ﰲ اﻟﻘﻄﺎع اﻟﻌﺎم ،ﻻ أﻣﻠﻚ ﺷﻘﺔ. ْ دﻓﻌﺖ ﺻﺤﻴﻔﺔ »ذا ﺟﺎردﻳﺎن« ﻛﺮﻣً ﺎ ﻣﻨﻬﺎ أﺗﻌﺎب املﺤﺎﻣني ،وﰲ ﺳﺒﺘﻤﱪ ٢٠٠٨ﺗﻨﺎزل راث ﻋﻦ ﻗﻀﻴﺘﻪ ،اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﺗﻜ ﱠﻠ ْ ﻔﺖ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٥٠٠أﻟﻒ ﺟﻨﻴﻪ اﺳﱰﻟﻴﻨﻲ .ﻛﺎن راث ﻗﺪ دﻓﻊ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ٢٢٠أﻟﻒ ﺟﻨﻴﻪ اﺳﱰﻟﻴﻨﻲ ،وﺳﺘﺄﺗﻲ ﺑﻘﻴﺔ اﻷﺗﻌﺎب ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻛﻤﺎ آﻣﻞ .أﻣﺎ أﻧﺎ ،ﻓﻠﻦ ﻳﻜﺎﻓﺌﻨﻲ أﺣﺪ ﻋﲆ اﻹﻃﻼق ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺳﻠﺴﻠﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﺎت اﻟﻼﻧﻬﺎﺋﻴﺔ ،واﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﻗﻀﻴﺘُﻪ ﺑﻌﺪ أوﻗﺎت اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ،أو اﻷﻳﺎم اﻟﺘﻲ ﻗﻀﻴﺘُﻬﺎ ﻣﻨﻜﺒٍّﺎ ﻋﲆ املﻮاﺋﺪ املﻜﺘﻈﺔ ﻋﻦ آﺧﺮﻫﺎ ﺑﺄوراق املﺤﻜﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﺞﱡ ﺑﺈﺣﺎﻻت ﺗﺮاﻓﻘﻴﺔ ﻻ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻟﻬﺎ. وﻟﻜﻦ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌ ﱠﻠﻖ ﺑﻬﺬه اﻟﻨﻘﻄﺔ اﻷﺧرية ،ﺛﻤﺔ ﻣﺼﺪر ارﺗﻴﺎح وﻋﺰاء ﺻﻐري ،وﺳﺄذﻛﺮه ُ ﴏت أﻋﺮف ﻋﻦ ﻣﺎﺗﻴﺎس راث اﻵن أﻛﺜﺮ ﻣﻦ أي ﺷﺨﺺ آﺧﺮ ﻋﲆ ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻌﱪة؛ ﻓﻘﺪ ﻗﻴﺪ اﻟﺤﻴﺎة .وﻫﺎ ﻫﻲ ﻣﻼﺣﻈﺎﺗﻲ ،وﻣَ ﺮاﺟﻌﻲ ،وأﻗﻮال اﻟﺸﻬﻮد ،اﻟﺘﻲ أﺿﻌﻬﺎ ﰲ ﺻﻨﺎدﻳﻖ ﰲ اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻟﺘﻲ أﺟﻠﺲ ﻓﻴﻬﺎ اﻵن ،ﺗﺼﻨﻊ ﻛﻮﻣﺔ ﻳﺒﻠﻎ ﻃﻮﻟﻬﺎ ﻃﻮل اﻟﺮﺟﻞ ﻧﻔﺴﻪ ،وﻣﺎ ﺳﺄﻛﺘﺒﻪ ﻫﻨﺎ ﻻ ﻳﻤﺜﻞ ﺳﻮى ﺟﺰء ﺿﺌﻴﻞ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﺼﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﻈﺮ َﻗ ﱠ ﺼﻬﺎ ﻋﻨﻪ .ﻳﺠﺐ أﻳﻀﺎ أن ﻫﺬا اﻟﻔﺼﻞ ﻣﺘﻮاﻓﺮ ﻣﺠﺎﻧًﺎ ﻋﲆ اﻹﻧﱰﻧﺖ ﻟﻜ ﱢﻞ ﻣَ ﻦ ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳ ﱠ أن أذﻛﺮ ً ﻄﻠﻊ ﻋﻠﻴﻪ. ﻳﺼﺤﺒﻨﺎ ﻣﺎﺗﻴﺎس راث ﻋﲆ ﻧﺤﻮ ﻓ ﱟ ﻆ ﺧﺎرج اﻹﻃﺎر ﺷﺒﻪ اﻷﻛﺎدﻳﻤﻲ املﺤﺪود ﻟﻬﺬا اﻟﻜﺘﺎب .ﰲ ﻣﻌﻈﻢ اﻷﺣﻴﺎن ﻛﻨﺎ ﻣﻬﺘﻤني ﺑﺎﻟﺘﺪاﻋﻴﺎت اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻟﻠﻌِ ْﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ،
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
واﻟﺤﻘﺎﺋﻖ املﻔﱪﻛﺔ ﰲ اﻟﺼﺤﻒ اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ،واملﻤﺎرﺳﺎت اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ املﺮﻳﺒﺔ ﰲ اﻟﺠﺎﻣﻌﺎت، واﻟﱰوﻳﺞ اﻷﺣﻤﻖ ﻷﻗﺮاص ،إﻟﺦ .ﻟﻜﻦ ﻣﺎذا ﻳﺤﺪث إذا أﺧﺬﻧﺎ ﻫﺬه اﻷﻻﻋﻴﺐ ،وﻫﺬه اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ﰲ ﺗﺴﻮﻳﻖ اﻷﻗﺮاص ،وزرﻋﻨﺎﻫﺎ ﺧﺎرج ﺳﻴﺎﻗﻨﺎ اﻟﻐﺮﺑﻲ املﻀﻤﺤﻞ ﰲ ﻣﻮﻗﻒ ﺗﺠﺮي ﻓﻴﻪ أﻣﻮر ﻣﻬﻤﺔ ٍّ ﺣﻘﺎ؟ ﰲ ﻋﺎ َﻟﻢ ﻣﺜﺎﱄ ،ﻟﻦ ﻳﻤﺜﻞ ﻫﺬا إﻻ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻓﻜﺮﻳﺔ. ﻳُﻌَ ﱡﺪ اﻹﻳﺪز ﺑﻌﻴﺪًا ﻛﻞ اﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﻛﻮﻧﻪ ﻗﺼﺔ ﻃﺮﻳﻔﺔ .ﻟﻘﺪ ﺗُﻮﰲ ﺧﻤﺴﺔ وﻋﴩون ﻣﻠﻴﻮن ﺷﺨﺺ ﺟ ﱠﺮاء اﻹﻳﺪز ،ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻼﻳني ﺷﺨﺺ ﰲ اﻟﻌﺎم املﺎﴈ وﺣﺪه ،وﺑﻠﻎ ﻋﺪد اﻟﻮﻓﻴﺎت ﺑني ُ املﺮض ٣٠٠أﻟﻒ ﺷﺨﺺ ﺳﻨﻮﻳٍّﺎ، اﻷﻃﻔﺎل ٥٠٠أﻟﻒ ﻃﻔﻞ .وﰲ ﺟﻨﻮب أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ،ﻳﻘﺘﻞ ً ﺷﺨﺼﺎ ﻛﻞ دﻗﻴﻘﺘني .ﺗﻀﻢ ﻫﺬه اﻟﺪوﻟﺔ ٦٫٣ وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺴﺎوي ﺛﻤﺎﻧﻤﺎﺋﺔ ﺷﺨﺺ ﻳﻮﻣﻴٍّﺎ ،أو ﻣﻼﻳني ﺷﺨﺺ ﻣﺼﺎﺑني ﺑﺎﻹﻳﺪز ،ﺑﻤﺎ ﰲ ذﻟﻚ ٣٠ﰲ املﺎﺋﺔ ﻣﻦ إﺟﻤﺎﱄ اﻟﻨﺴﺎء اﻟﺤﺒﻠﻴﺎت. وﻫﻨﺎك ١٫٢ﻣﻠﻴﻮن ﻃﻔﻞ ﻳﺘﻴﻢ ﻣﺼﺎب ﺑﺎﻹﻳﺪز ﺗﺤﺖ ﻋﻤﺮ اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ ﻋﴩة .واﻷﻛﺜﺮ ﻣَ ﺪْﻋﺎة ْ ﻇﻬﺮت ﻓﺠﺄة ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﻨﺎ ﻧﻘﻒ ﻣﻮﻗﻒ ﻟﻠﺸﻌﻮر ﺑﺎﻟﺼﺪﻣﺔ ﺑني ﻛﻞ ذﻟﻚ ﻫﻮ أن ﻫﺬه اﻟﻜﺎرﺛﺔ املﺘﻔﺮﺟني .ﻓﻔﻲ ﻋﺎم ،١٩٩٠ﻛﺎﻧﺖ ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺒﺎﻟﻐني املﺼﺎﺑني ﺑﺎﻹﻳﺪز ﰲ ﺟﻨﻮب أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺗﺒﻠﻎ ١ﰲ املﺎﺋﺔ ﻓﻘﻂ .وﺑﻌﺪ ﻋﴩ ﺳﻨﻮات ،ﻛﺎن ﻫﺬا اﻟﺮﻗﻢ ﻗﺪ ﻗﻔﺰ إﱃ ٢٥ﰲ املﺎﺋﺔ. ﻳﺼﻌﺐ اﺳﺘﺜﺎرة رد ﻓﻌﻞ ﺷﻌﻮري ﺗﺠﺎه اﻷرﻗﺎم املﺠ ﱠﺮدة ،ﻟﻜﻨﻨﻲ أﻇﻦ أﻧﻨﺎ ﺳﻨﺘﻔﻖ ﺣﻮل ﳾء واﺣﺪ .إذا ﻛﺎن ﻟﻨﺎ أن ﻧﻐﻮص ﰲ أﺣﺪ املﻮاﻗﻒ ﻳﻌﺞ ﺑﻤﺜﻞ ﻫﺬا اﻟﻜﻢ ﻣﻦ اﻟﻮﻓﻴﺎت، واﻟﺒﺆس ،واملﺮض ،ﻳﺠﺐ أن ﺗﺤﺮص ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﻋﲆ اﻟﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ أﻧﻚ ﺗﻌﺮف ﻣﺎ ﺗﺘﺤﺪﱠث ﻋﻨﻪ. وﻟﻸﺳﺒﺎب اﻟﺘﻲ ﺳﺘﻘﺮؤﻫﺎ ً ﺣﺎﻻ ،أﻇﻦ أن ﻣﺎﺗﻴﺎس راث ﻗﺪ ﻓﺎﺗَﻪ ﻫﺬا اﻷﻣﺮ. ﻫﺬا اﻟﺮﺟﻞ ﻫﻮ ﻣﺴﺌﻮﻟﻴﺘﻨﺎ ،وﻳﺠﺐ أن ﻧﻜﻮن واﺿﺤني ﺣﻴﺎل ﻫﺬا اﻷﻣﺮ .ﻛﺎن راث، اﻟﺬي وُﻟﺪ وﻧﺸﺄ ﰲ أملﺎﻧﻴﺎ ،رﺋﻴﺲ ﻗﺴﻢ ﺑﺤﻮث اﻟﻘﻠﺐ واﻷوﻋﻴﺔ اﻟﺪﻣﻮﻳﺔ ﰲ ﻣﻌﻬﺪ ﻟﻴﻨﻮس ﺑﻮﻟﻨﺞ ﰲ ﺑﺎﻟﻮ أﻟﺘﻮ ﰲ ﻛﺎﻟﻴﻔﻮرﻧﻴﺎ ،وﺣﺘﻰ آﻧﺬاك ﻛﺎن ﻳﻤﻴﻞ إﱃ ﻃﺮح ﺗﺨﻤﻴﻨﺎت ﻛﱪى؛ إذ ﻧﴩ ورﻗﺔ ﺑﺤﺜﻴﺔ ﰲ دورﻳﺔ »ﺟﻮرﻧﺎل أوف أورﺛﻮﻣﻮﻟﻴﻜﻴﻮﻟﺮ ﻣﻴﺪﻳﺴﻦ« ﰲ ﻋﺎم ١٩٩٢ﺑﻌﻨﻮان »ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻣﻮﺣﺪة ﺣﻮل ﻣﺮض اﻟﻘﻠﺐ واﻷوﻋﻴﺔ اﻟﺪﻣﻮﻳﺔ اﻟﺒﴩي ﺗﻘﻮد ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻘﻀﺎء ﻋﲆ ﻫﺬا املﺮض ﻛﺄﺣﺪ أﺳﺒﺎب اﻟﻮﻓﺎة ﺑني اﻟﺒﴩ« .ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ املﻮﺣﺪة ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﻓﻴﺘﺎﻣﻴﻨﺎت ﻋﺎﻟﻴﺔ اﻟﺠﺮﻋﺔ. ﰲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﱠ أﺳﺲ ﻗﺎﻋﺪة ﻗﻮﻳﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﺒﻴﻌﺎت ﰲ أوروﺑﺎ؛ إذ ﻛﺎن ﻳﺒﻴﻊ أﻗﺮاﺻﻪ ﻣﻦ ﺧﻼل أﺳﺎﻟﻴﺐ ﺳﺘﺒﺪو ﻟﻚ ﻣﺄﻟﻮﻓﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺎ ورد ﰲ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ،وإن ﻛﺎﻧﺖ أﺳﺎﻟﻴﺐ أﻛﺜﺮ ﺟﺮأ ًة ً ْ زﻋﻤﺖ إﻋﻼﻧﺎﺗﻪ أن » ٩٠ﰲ املﺎﺋﺔ ﻣﻦ ﻗﻠﻴﻼ؛ ﻓﻔﻲ املﻤﻠﻜﺔ املﺘﺤﺪة، 192
ﺳﻴﻘﺎﺿﻴﻚ اﻟﻄﺒﻴﺐ اﻵن
املﺮﴇ اﻟﺬﻳﻦ ﱠ ﻳﺘﻠﻘﻮن اﻟﻌﻼج اﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺋﻲ ملﺮض اﻟﴪﻃﺎن ﻳﻤﻮﺗﻮن ﰲ ﻏﻀﻮن ﺷﻬﻮر ﻣﻦ ْ وأﺷﺎرت إﱃ أن ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻼﻳني ﺣﻴﺎة ﻛﺎن ﻳﻤﻜﻦ إﻧﻘﺎذﻫﺎ إذا ﺗﻮﻗﻒ ﻣﺮﴇ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﻌﻼج«، اﻟﴪﻃﺎن ﻋﻦ اﻟﻌﻼج ﺑﺎﻟﻄﺐ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي .ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺪواء ﺗﱰك اﻟﻨﺎس ﻳﻤﻮﺗﻮن ﻋﻤﺪًا ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﻜﺎﺳﺐ ﻣﺎﻟﻴﺔ ،ﻣﺜﻠﻤﺎ أﺷﺎر .ﻓﻌﻼﺟﺎت اﻟﴪﻃﺎن ﻣﺎ ﻫﻲ إﻻ »ﻣﺮ ﱠﻛﺒﺎت ﺳﺎﻣﺔ ﻻ ﺗﺘﻀﻤﻦ أي ﻋﻼج ﻓﻌﱠ ﺎل ﻋﲆ اﻹﻃﻼق«. رﺑﻤﺎ ﻳﻜﻮن ﻗﺮار اﻟﺒﺪء ﰲ ﱢ ﻋﻼج ﻟﻠﴪﻃﺎن أﻛﺜﺮ اﻟﻘﺮارات ﺻﻌﻮﺑﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﺨﺬﻫﺎ ﺗﻠﻘﻲ ٍ أي ﻓﺮد أو ﻋﺎﺋﻠﺔ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻤﺜﻞ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻣﻮازﻧﺔ دﻗﻴﻘﺔ ﺑني ﻓﻮاﺋﺪ ﻣﺆﻛﺪة وآﺛﺎر ﺟﺎﻧﺒﻴﺔ ﻣﺆﻛﺪة ﺑﻨﻔﺲ اﻟﻘﺪْر ً أﻳﻀﺎ .رﺑﻤﺎ ﺗﻠﻌﺐ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻹﻋﻼﻧﺎت ﺑﻘﻮة ﺧﺎﺻﺔ ﻋﲆ وﺗﺮ ﺿﻤريك ْ ﻓﻘﺪت ﺷﻌﺮﻫﺎ ﻛ ﱠﻠﻪ ﻟﻠﺘ ﱢﻮ أﺛﻨﺎء ﺗﻠﻘﻲ اﻟﻌﻼج اﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺋﻲ ،ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل، إذا ﻛﺎﻧﺖ أﻣﱡ ﻚ ﻗﺪ ً ﻋﲆ أﻣﻞ اﻟﺒﻘﺎء ﺣﻴﱠﺔ ﻣﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﻛﻲ ﺗﺮى اﺑﻨﻚ ﻳﺘﺤﺪﱠث. ﻛﺎن ﺛﻤﺔ ﳾء ﻣﻦ اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ املﺤﺪودة ﰲ أوروﺑﺎ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻤﻮﻣً ﺎ ﰲ ﻗﺪْر ِﺿﻌْ ﻒ اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺎت اﻟﺘﻲ واﺟﻬﺘْﻬﺎ اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت اﻷﺧﺮى املﺬﻛﻮرة ﰲ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب .ﻟﻘﺪ ْ اﻧﺘﻘﺪت ﻫﻴﺌﺔ املﻌﺎﻳري اﻹﻋﻼﻧﻴﺔ أﺣﺪ إﻋﻼﻧﺎﺗﻪ ﰲ املﻤﻠﻜﺔ املﺘﺤﺪة ،ﻟﻜﻦ ﻛﺎن ذﻟﻚ ﻫﻮ أﻗﴡ ﻣﺎ وأﻣﺮت ﻣﺤﻜﻤﺔ ﰲ ﺑﺮﻟني راث ﺑﺄن ﱠ ْ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ اﻻدﱢﻋﺎء ﺑﺄن اﻟﻔﻴﺘﺎﻣﻴﻨﺎت ﻛﺎن ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﻓﻌﻠﻪ. اﻟﺘﻲ ﻳُﻨﺘﺠﻬﺎ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﻋﻼج اﻟﴪﻃﺎن ،أو ﻳﻮاﺟﻪ دﻓﻊ ﻏﺮاﻣﺔ ﻗﺪرﻫﺎ ٢٥٠أﻟﻒ ﻳﻮرو. ﻟﻜﻦ املﺒﻴﻌﺎت ﻛﺎﻧﺖ ﻗﻮﻳﺔ ،وﻻ ﻳﺰال ﻣﺎﺗﻴﺎس راث ﻳﺤﻈﻰ ﺑﺎﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ املﺆﻳﺪﻳﻦ ﰲ أوروﺑﺎ ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺳﱰى ً ﺣﺎﻻ .وﺟﺎء إﱃ ﺟﻨﻮب أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻣﺼﺤﻮﺑًﺎ ﺑﺎﻟﺜﻨﺎء ،واﻟﺜﻘﺔ ﰲ اﻟﺬات، واﻟﺜﺮوة اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻗﺪ راﻛﻤﻬﺎ ﻛﺮاﺋﺪ أﻋﻤﺎل ﰲ ﺻﻨﺎﻋﺔ أﻗﺮاص اﻟﻔﻴﺘﺎﻣني ﰲ أوروﺑﺎ وأﻣﺮﻳﻜﺎ، وﺑﺪأ ﰲ اﺣﺘﻼل ﺻﻔﺤﺎت إﻋﻼﻧﻴﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﰲ اﻟﺼﺤﻒ. أﻋﻠﻦ ً ﻗﺎﺋﻼ» :إن ﺣ ﱠﻞ وﺑﺎء اﻹﻳﺪز ﻫﻨﺎ «.ﻛﺎﻧﺖ اﻷدوﻳﺔ املﻀﺎدة ﻟﻠﻔريوﺳﺎت اﻟﻘﻬﻘﺮﻳﺔ ﺳﺎﻣﺔ ،وﺗﻤﺜﱢﻞ ﻣﺆاﻣﺮ ًة ﻟﻘﺘﻞ املﺮﴇ وﺟﻨْﻲ اﻷﻣﻮال .ووﻓﻖ أﺣﺪ ﻋﻨﺎوﻳﻦ إﻋﻼﻧﺎﺗﻪ» :أوﻗﻔﻮا اﻹﺑﺎدة اﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﺑﺎﻹﻳﺪز اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺎرﺳﻬﺎ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﴍﻛﺎت اﻟﺪواء اﻟﻜﱪى .ملﺎذا ﻳﺠﺐ أن ﻳﻈﻞ ﻣﻮاﻃﻨﻮ ﺟﻨﻮب أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻳﺘﺴﻤﱠ ﻤﻮن ﱠ ﺑﻌﻘﺎر »إﻳﻪ زد ﺗﻲ«؟ ﺛﻤﺔ ﺣ ﱞﻞ ﻃﺒﻴﻌﻲ ﻟﻺﻳﺪز«. وﺟﺎء ﻫﺬا اﻟﺤﻞ ﰲ ﺻﻮرة أﻗﺮاص ﻓﻴﺘﺎﻣني» .اﻟﻌﻼج ﺑﺄﻗﺮاص اﻟﻔﻴﺘﺎﻣﻴﻨﺎت املﺘﻌﺪدة أﻛﺜﺮ ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ ﻣﻦ أي دواء ﺳﺎم ﻟﻺﻳﺪز» «.ﻳﺤ ﱡﺪ اﻟﻌﻼج ﺑﺎﻷﻗﺮاص املﺘﻌﺪدة اﻟﻔﻴﺘﺎﻣﻴﻨﺎت ﻣﻦ ﺧﻄﺮ ﺗﻄﻮر ﻣﺮض اﻹﻳﺪز ﺑﻤﻌﺪل اﻟﻨﺼﻒ«. ﻛﺎﻧﺖ ﴍﻛﺔ راث ﺗﺪﻳﺮ ﻋﻴﺎدات ﺗﻌﻜﺲ ﻫﺬه اﻷﻓﻜﺎر ،وﰲ ﻋﺎم ٢٠٠٥ﻗ ﱠﺮر إﺟﺮاء ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻋﲆ ﻓﻴﺘﺎﻣﻴﻨﺎﺗﻪ ﰲ ﺑﻠﺪة ﺻﻐرية ﻗﺮﻳﺒﺔ ﻣﻦ ﻛﻴﺐ ﺗﺎون ﺗُﺴﻤﱠ ﻰ ﻛﺎﻳﻠﺘﺸﺎ ،وﻗﺪﱠم ﺗﺮﻛﻴﺒﺘَﻪ 193
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
اﻟﺨﺎﺻﺔ» ،ﻓﻴﺘﺎﺳﻞ« ،ﻷﺷﺨﺎص ﰲ ﻣﺮاﺣﻞ ﻣﺘﻘﺪﻣﺔ ﻣﻦ ﻣﺮض اﻹﻳﺪز .وﰲ ﻋﺎم ،٢٠٠٨ ْ ﺣﻜﻤﺖ ﻣﺤﻜﻤﺔ ﻛﻴﺐ ﺗﺎون اﻟﻌﻠﻴﺎ ﰲ ﺟﻨﻮب أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺑﻌﺪم ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻫﺬه اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ .وﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ َ ﻣﻦ أن راث ﻳﻘﻮل إﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﺘﻠﻘﻰ أيﱡ املﺸﺎرﻛني ﰲ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ اﻷدوﻳﺔ املﻀﺎدة ﻟﻠﻔريوﺳﺎت اﻟﻘﻬﻘﺮﻳﺔ ،ﻓﻘﺪ أدﱃ ﺑﻌﺾ اﻷﻗﺎرب ﺑﺸﻬﺎدات ﺗﻘﻮل إن أﻗﺮﺑﺎءﻫﻢ ﻗﺪ ﱠ ﺗﻠﻘﻮْا ﻫﺬه اﻷدوﻳﺔ، و ُ ﻃﻠﺐ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﺸﻜﻞ ﻓﻌﲇ اﻟﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ اﺳﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ. وﻟﻠﻔﺎﺟﻌﺔ ﻛﺎن ﻣﺎﺗﻴﺎس راث ﻗﺪ أﺧﺬ ﻫﺬه اﻷﻓﻜﺎر إﱃ املﻜﺎن اﻟﺼﺤﻴﺢ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ .ﻓﻘﺪ ﻛﺎن ً ﻣﻌﺮوﻓﺎ ﺑﻜﻮﻧﻪ أﺣﺪ »اﻟﻨﺎﻛﺮﻳﻦ ﻟﻮﺟﻮد ﺗﺎﺑﻮ ﻣﺒﻴﻜﻲ ،رﺋﻴﺲ ﺟﻨﻮب أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﰲ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ، ﻣﺮض اﻹﻳﺪز« ،وﻣﺎ أﺛﺎر اﻟﺮﻋﺐ اﻟﺪوﱄ أﻧﻪ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎن اﻟﻨﺎس ﻳﻤﻮﺗﻮن ﺑﻤﻌﺪل ﺷﺨﺺ ﻛﻞ ً ﻣﺼﺪاﻗﻴﺔ ودﻋﻤً ﺎ ﻻدﱢﻋﺎءات ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺻﻐرية ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺷﻄني دﻗﻴﻘﺘني ﰲ ﺑﻼده ،ﻣَ ﻨَﺢَ ﻫﻮ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺰﻋﻤﻮن ُ ﺑﺼﻮَر ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ أن ﻣﺮض اﻹﻳﺪز ﻏري ﻣﻮﺟﻮد ،وأن املﺮض ﻻ ﻳﺘﺴﺒﱠﺐ ﻓﻴﻪ ﻓريوس ﻧﻘﺺ املﻨﺎﻋﺔ اﻟﺒﴩي »إﺗﺶ آي ﰲ« ،وأن اﻟﻌﻼج ﺑﻤﻀﺎدات اﻟﻔريوﺳﺎت اﻟﻘﻬﻘﺮﻳﺔ ﻳﺴﻔﺮ ﻋﻦ أﴐار أﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﻳﻨﻔﻊ ،إﻟﺦ. ﰲ ﻓﱰات ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺧﻼل ذروة ﻣﺮض اﻹﻳﺪز ﰲ ﺟﻨﻮب أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ،ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺗﺪﻓﻊ ﺑﺄن ﻓريوس »إﺗﺶ آي ﰲ« ﻻ ﻳﻌﺘﱪ اﻟﺴﺒﺐ وراء ﻣﺮض اﻹﻳﺪز ،وأن اﻷدوﻳﺔ املﻀﺎدة ِ ورﻓﻀﺖ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ وﺿﻊ ﺑﺮاﻣﺞ ﻋﻼﺟﻴﺔ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ، ﻟﻠﻔريوﺳﺎت اﻟﻘﻬﻘﺮﻳﺔ ﻻ ﺗﻔﻴﺪ املﺮﴇ. ْ ْ رﻓﻀﺖ ﻗﺒﻮل ِﻣﻨَﺢ ﻧﻘﺪﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﺼﻨﺪوق ورﻓﻀﺖ ﻗﺒﻮل ﺗﱪﻋﺎت ﻣﺠﺎﻧﻴﺔ ﺑﺎﻷدوﻳﺔ ،ﻛﻤﺎ اﻟﻌﺎملﻲ ﻟﴩاء اﻷدوﻳﺔ. ﺗﻘﺪﱢر إﺣﺪى اﻟﺪراﺳﺎت أﻧﻪ ﰲ ﺣﺎل اﺳﺘﺨﺪام ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺟﻨﻮب أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻸدوﻳﺔ املﻀﺎدة ﻟﻠﻔريوﺳﺎت اﻟﻘﻬﻘﺮﻳﺔ ﻟﻠﻮﻗﺎﻳﺔ واﻟﻌﻼج ﺑﻨﻔﺲ املﻌﺪﻻت اﻟﺴﺎﺋﺪة ﰲ ﻣﻘﺎﻃﻌﺔ ﻛﻴﺐ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ )اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪ ِﱠت اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﰲ ﻫﺬا املﻮﺿﻮع( ،ﻟﻜﺎن ﻣﻦ املﻤﻜﻦ اﻟﺤﻴﻠﻮﻟﺔ دون ْ ﺑﻠﻐﺖ ﺣﻮاﱄ ١٧١أﻟﻒ إﺻﺎﺑﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﺑﻌﺪوى ﻓريوس »إﺗﺶ آي ﰲ« وﻋﺪد وﻗﻮع إﺻﺎﺑﺎت ٣٤٣أﻟﻒ ﺣﺎﻟﺔ وﻓﺎة ﺑني ﻋﺎﻣَ ﻲ ١٩٩٩و .٢٠٠٧وﺗﻘﺪﱢر دراﺳﺔ أﺧﺮى أن ﺑني ﻋﺎﻣَ ﻲ ٢٠٠٠ ْ ﺑﻠﻐﺖ ٣٣٠أﻟﻒ ﺣﺎﻟﺔ ،وﻓﻘﺪان ٢٫٢ﻣﻠﻴﻮن ﺷﺨﺺ و ٢٠٠٥ﻛﺎن ﺛﻤﺔ وﻓﻴﺎت ﻏري ﺣﺘﻤﻴﺔ ً ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﻣﻴﻼد ٣٥أﻟﻒ ﻃﻔﻞ ﻣﺼﺎب ﺑﺎﻟﻔريوس ﻟﺴﻨﻮات ﻣﻦ ﻣﻌﺪل ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ املﺤﺘﻤﻠﺔ، داع؛ ﺑﺴﺒﺐ ﻋﺪم ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ وﻗﺎﻳﺔ ﺑﺴﻴﻂ ورﺧﻴﺺ ﺿﺪ اﻧﺘﻘﺎل اﻟﻔريوس ﻣﻦ دون ٍ اﻷم ﻟﻠﻄﻔﻞ .وﻳﻤﻜﻦ أن ﻳَﺤُ ﱠﺪ ﻣﺎ ﺑني ﺟﺮﻋﺔ إﱃ ﺛﻼث ﺟﺮﻋﺎت ﻣﻦ ﱠ ﻋﻘﺎر »إﻳﻪ آر ﰲ« ﻣﻦ اﻧﺘﻘﺎل اﻟﻔريوس ﺑﺼﻮرة ﻫﺎﺋﻠﺔ ،ﺑﺘﻜﻠﻔﺔ زﻫﻴﺪة ﺟﺪٍّا .وﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ اﻟﺪواء ﻣﺘﻮاﻓ ًﺮا. ﻣﻦ املﺜري ﻟﻼﻫﺘﻤﺎم أن زﻣﻴﻞ ﻣﺎﺗﻴﺎس راث وﻣﺮءوﺳﻪ ،وﻫﻮ ﻣﺤﺎ ٍم ﺟﻨﻮب أﻓﺮﻳﻘﻲ ﻳُﺪﻋَ ﻰ أﻧﻄﻮﻧﻲ ﺑﺮﻳﻨﻚ ،ﻳﺮﺟﻊ اﻟﻔﻀﻞ إﻟﻴﻪ ﰲ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺗﺎﺑﻮ ﻣﺒﻴﻜﻲ ﺑﻜﺜري ﻣﻦ ﻫﺬه اﻷﻓﻜﺎر .ﻛﺎن 194
ﺳﻴﻘﺎﺿﻴﻚ اﻟﻄﺒﻴﺐ اﻵن
ﺑﺮﻳﻨﻚ ﻗﺪ ﻋﺜﺮ ﻋﲆ املﺎدة املﺘﻌ ﱢﻠﻘﺔ ﺑﻤﻮﺿﻮع »إﻧﻜﺎر ﻣﺮض اﻹﻳﺪز« ﰲ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﺘﺴﻌﻴﻨﻴﺎت ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﴩﻳﻦ ،وﺑﻌﺪ اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﻟﺒﺤﺚ واﻟﻘﺮاءة ،ﺻﺎر ﻣﻘﺘﻨﻌً ﺎ ﺑﺄن اﻷﻣﺮ ﻻ ﺑﺪ أﻧﻪ ﺻﺤﻴﺢ .وﰲ ﻋﺎم ،١٩٩٩ﻛﺘﺐ ً ﻣﻘﺎﻻ ﻋﻦ ﻋﻘﺎر »إﻳﻪ زد ﺗﻲ« ﰲ إﺣﺪى ﺻﺤﻒ ﺟﻮﻫﺎﻧﺴﱪج ﺑﻌﻨﻮان »دواء ﻣﻦ اﻟﺠﺤﻴﻢ« .أﺳﻔﺮ املﻘﺎل ﻋﻦ ﻧﻘﺎش ﻋﻠﻨﻲ ﻣﻊ ﻋﺎﻟِﻢ ﻓريوﺳﺎت ﺑﺎرز .ﺗﻮاﺻﻞ ً ﻣﺮﺳﻼ إﻟﻴﻪ ﻧ ُ َﺴ ًﺨﺎ ﻣﻦ اﻟﻨﻘﺎش اﻟﺬي دار ،و ُرﺣﱢ ﺐ ﺑﻪ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ﺧﺒريًا. ﺑﺮﻳﻨﻚ ﻣﻊ ﻣﺒﻴﻜﻲ، وﺗﻌﺘﱪ ﻫﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ ﺷﻬﺎدة ﺻﺎدﻣﺔ ﻋﲆ ﺧﻄﺮ اﻟﺮﻓﻊ ﻣﻦ ﺷﺄن اﻷﺷﺨﺎص املﺘﻬﻮﱢﺳني ﻣﻦ ﺧﻼل اﻻﻧﺨﺮاط ﻣﻌﻬﻢ ﰲ ﻧﻘﺎﺷﺎت. ﰲ ﺧﻄﺎب اﻟﺘﻐﻄﻴﺔ اﻷول اﻟﺬي أرﺳﻠﻪ ﻟﻄﻠﺐ اﻟﻌﻤﻞ ﻟﺪى ﻣﺎﺗﻴﺎس راث ،وﺻﻒ ﺑﺮﻳﻨﻚ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺄﻧﻪ »راﺋﺪ ﻣﻌﺎرﴈ وﺟﻮد ﻣﺮض اﻹﻳﺪز ﰲ ﺟﻨﻮب أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ،وﻣﻌﺮوف ﺑﻤﻘﺎﻻﺗﻲ اﻟﻜﺎﺷﻔﺔ ﻋﻦ ُﺳﻤﱢ ﻴﱠﺔ وﻋﺪم ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ أدوﻳﺔ اﻹﻳﺪز ،وﺑﻨﺸﺎﻃﻲ اﻟﺴﻴﺎﳼ ﰲ ﻫﺬا اﻟﺼﺪد ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﺟﻌﻞ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻣﺒﻴﻜﻲ ووزﻳﺮة اﻟﺼﺤﺔ د .ﺗﺸﺎﺑﺎﻻﻻ-ﻣﻴﺴﻤﺎﻧﺞ ﻳﺼﺪران اﻷواﻣﺮ ﺑﻤﻨﻊ ﺗﺪاول اﻟﺪواء ﰲ ﻋﺎم «.١٩٩٩ ﰲ ﻋﺎم ،٢٠٠٠ﻋُ ﻘﺪ ﻣﺆﺗﻤﺮ اﻹﻳﺪز اﻟﺪوﱄ ﺳﻴﱢﺊ اﻟﺴﻤﻌﺔ ﰲ درﺑﺎن .ﻛﺎن اﻟﻔﺮﻳﻖ اﻻﺳﺘﺸﺎري اﻟﺮﺋﺎﳼ ملﺒﻴﻜﻲ ﻣﺘﺨﻤً ﺎ ﺑﺼﻮرة ﻣﺴﺒﻘﺔ »ﺑﻤﻌﺎرﴈ ﻣﺮض اﻹﻳﺪز« ،وﻛﺎن ﻣﻦ ﺿﻤﻨﻬﻢ ﺑﻴﱰ دﻳﻮﺳﱪج ودﻳﻔﻴﺪ رازﻧﻴﻚ .ﰲ اﻟﻴﻮم اﻷول ،اﻗﱰح رازﻧﻴﻚ وﺟﻮب ﺣﻈﺮ ﺟﻤﻴﻊ اﺧﺘﺒﺎرات ﻓريوس »إﺗﺶ آي ﰲ« ﻣﻦ ﺣﻴﺚ املﺒﺪأ ،وﴐورة أن ﱠ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﺟﻨﻮب أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻋﻦ ﻓﺤﺺ إﻣﺪادات اﻟﺪﻣﺎء ﻻﻛﺘﺸﺎف وﺟﻮد ﻓريوس »إﺗﺶ آي ﰲ« ﻣﻦ ﻋﺪﻣﻪ؛ إذ ﻗﺎل» :ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﱄ ﺳﻠﻄﺔ ﺣﻈﺮ اﺧﺘﺒﺎرات أﺟﺴﺎم ﻓريوس »إﺗﺶ آي ﰲ« املﻀﺎدة … ﻟﻄﺒ ُ ﱠﻘﺖ ﻫﺬا اﻹﺟﺮاء ﻋﲆ ﻧﺤﻮ ﺷﺎﻣﻞ «.وﻋﻨﺪﻣﺎ أدﱃ اﻷﻃﺒﺎء اﻷﻓﺎرﻗﺔ ﺑﺸﻬﺎدﺗﻬﻢ ﺣﻮل اﻟﺘﻐﻴري اﻟﻬﺎﺋﻞ اﻟﺬي ﺗﺴﺒﱠﺐ ﻓﻴﻪ ﻣﺮض اﻹﻳﺪز ﰲ ﻋﻴﺎداﺗﻬﻢ وﻣﺴﺘﺸﻔﻴﺎﺗﻬﻢ ،ﻗﺎل رازﻧﻴﻚ إﻧﻪ ﻟﻢ ﻳ َﺮ »أي دﻟﻴﻞ« ﻋﲆ وﺟﻮد ﻛﺎرﺛﺔ ﺗﺘﻌ ﱠﻠﻖ ﺑﻤﺮض اﻹﻳﺪز .ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﺴﻤﻮﺣً ﺎ ﺑﺪﺧﻮل وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم، ﻟﻜﻦ ﻛﺎن ﺛﻤﺔ ﺻﺤﻔﻲ ﻣﻦ ﺻﺤﻴﻔﺔ »ﻓﻴﻠﻴﺪج ﻓﻮﻳﺲ« ﺣﺎﴐً ا .ﻗﺎل اﻟﺼﺤﻔﻲ إن ﺑﻴﱰ ً ﻋﺮﺿﺎ ﺗﻘﺪﻳﻤﻴٍّﺎ ﺑﻌﻴﺪًا ﻛﻞ اﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ اﻟﻮاﻗﻊ اﻟﻄﺒﻲ اﻷﻓﺮﻳﻘﻲ ،ﺣﺘﻰ إﻧﻪ دﻳﻮﺳﱪج »ﻗﺪﱠم ﺟﻌﻞ ﻛﺜريًا ﻣﻦ اﻷﻃﺒﺎء املﺤﻠﻴني ﻳﻬﺰون رءوﺳﻬﻢ ﰲ ﻋﺪم اﻗﺘﻨﺎع «.ﻟﻢ ﻳﻜﻦ اﻹﻳﺪز ﻫﻮ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻳﻮدي ﺑﺤﻴﺎة اﻟ ﱡﺮ ﱠ ﺿﻊ واﻷﻃﻔﺎل ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻛﺎن ﻣﻌﺎرﺿﻮ اﻹﻳﺪز ﻳﻘﻮﻟﻮن ،ﺑﻞ اﻟﻌﻼﺟﺎت املﻀﺎدة ﻟﻠﻔريوﺳﺎت اﻟﻘﻬﻘﺮﻳﺔ. ﻣﻘﺎرﻧًﺎ ﴏاع »ﻣﻌﺎرﴈ ﻣﺮض اﻹﻳﺪز« أرﺳﻞ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻣﺒﻴﻜﻲ ﺧﻄﺎﺑًﺎ إﱃ ﻗﺎدة اﻟﻌﺎ َﻟﻢ ِ ْ ووﺻﻔﺖ ﺻﺤﻴﻔﺔ »واﺷﻨﻄﻦ ﺑﻮﺳﺖ« ر ﱠد اﻟﻔﻌﻞ ﰲ ﺑﺎﻟﴫاع ﺿﺪ ﻧﻈﺎم اﻟﻔﺼﻞ اﻟﻌﻨﴫي. 195
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
اﻟﺒﻴﺖ اﻷﺑﻴﺾ ﻗﺎﺋﻠﺔ» :ﺷﻌﺮ ﺑﻌﺾ املﺴﺌﻮﻟني ﺑﺎﻟﺼﺪﻣﺔ اﻟﺒﺎﻟﻐﺔ ﻣﻦ ﻧﱪة وﺗﻮﻗﻴﺖ اﻟﺨﻄﺎب — ﺧﻼل اﻻﺳﺘﻌﺪادات اﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ ملﺆﺗﻤﺮ ﻳﻮﻟﻴﻮ ﰲ درﺑﺎن — ﺣﺘﻰ إن اﺛﻨني ﻣﻨﻬﻢ ﻋﲆ اﻷﻗﻞ، وﻓﻖ ﻣﺼﺎدر دﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ،ﺷﻌﺮا ﺑﻮﺟﻮب اﻟﺘﺄﻛﺪ ﻣﻤﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﺨﻄﺎب ﺣﻘﻴﻘﻴٍّﺎ أم ﻻ «.ﺧﺮج ﻣﺌﺎت ﻣﻦ املﺒﻌﻮﺛني ﻣﻦ ﺧﻄﺎب ﻣﺒﻴﻜﻲ ﻟﻠﻤﺆﺗﻤﺮ ﺷﺎﻋﺮﻳﻦ ﺑﺎﻻﺷﻤﺌﺰاز ،ﻟﻜﻦ ﻋﺪدًا أﻛﱪ ﻣﻨﻬﻢ وﺻﻔﻮا أﻧﻔﺴﻬﻢ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺸﻌﺮون ﺑﺎﻟﺤرية واﻻرﺗﺒﺎك .ﱠ ووﻗﻊ ٥٠٠٠ﺑﺎﺣﺚ وﻧﺎﺷﻂ ْ ْ واﻧﺘﻘﺪت ،ﻋﲆ ﻧﺤﻮ ﺧﺎص ،اﻻدﱢﻋﺎءات ﻧﺎﻗﺸﺖ ﺣﻮل اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻋﲆ إﻋﻼن درﺑﺎن ،وﻫﻮ وﺛﻴﻘﺔ ً اﻋﺘﺪاﻻ ﻣﻨﻬﺎ — ﻟ »ﻣﻌﺎرﴈ ﻣﺮض اﻹﻳﺪز« .وﻋﲆ وﺟﻪ واملﺨﺎوف — ﻋﲆ اﻷﻗﻞ اﻷﻛﺜﺮ اﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ،ﻧﺎﻗﺸﺖ اﻻﺗﻬﺎم ﺑﺄن اﻟﻨﺎس ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻤﻮﺗﻮن ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﺟﺮاء اﻟﻔﻘﺮ: إن اﻷدﻟﺔ ﻋﲆ أن ﻣﺮض اﻹﻳﺪز ﻳﺤﺪث ﺑﺴﺒﺐ ﻓريوس »إﺗﺶ آي ﰲ «١-أو ﻓريوس »إﺗﺶ آي ﰲ «٢-ﻗﺎﻃﻌﺔ ،وﺷﺎﻣﻠﺔ ،وﻏري ﻣﻠﺘﺒﺴﺔ … وﻣﺜﻠﻤﺎ ﻫﻮ اﻟﺤﺎل ﻣﻊ أي ﻋَ ﺪْوى ﻣﺰﻣﻨﺔ أﺧﺮى ،ﺗﻠﻌﺐ ﻋﻮاﻣﻞ ﻣﺸﱰﻛﺔ ﻣﺘﻌﺪدة دو ًرا ﰲ ﺗﺤﺪﻳﺪ درﺟﺔ ﺧﻄﻮرة املﺮض .ﻓﻴﻤﻴﻞ اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﻳُﻌﺎﻧﻮن ﻣﻦ ﺳﻮء اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ ،وﻳُﻌﺎﻧﻮن ً ﻋﺮﺿﺔ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻣﻦ أﻣﺮاض أﺧﺮى ،أو ﻳﻜﻮﻧﻮن ﻣﻦ ﻛﺒﺎر اﻟﺴﻦ ،ﻷن ﻳﻜﻮﻧﻮا أﻛﺜﺮ ﻟﻠﺘﻄﻮر اﻟﴪﻳﻊ ملﺮض اﻹﻳﺪز إﺛﺮ اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﻌﺪوى ﻓريوس »إﺗﺶ آي ﰲ« .ﻟﻜﻦ َ اﻷدﻟﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻋﲆ أن ﻓريوس »إﺗﺶ آي ﰲ« ﻻ ﻳُﻀﻌِ ﻒ أيﱞ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﻌﻮاﻣﻞ ﻫﻮ املﺘﺴﺒﱢﺐ اﻟﻮﺣﻴﺪ ﰲ ﻣﺮض اﻹﻳﺪز … وﻳﻤﻜﻦ اﻟﺤ ﱡﺪ ﻣﻦ اﻧﺘﻘﺎل املﺮض ﻣﻦ اﻷم إﱃ اﻟﻄﻔﻞ إﱃ اﻟﻨﺼﻒ أو أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻨﺎوُل ﺟﺮﻋﺎت ﻋﲆ ﻓﱰات ﻗﺼرية ﻣﻦ اﻷدوﻳﺔ املﻀﺎدة ﻟﻠﻔريوﺳﺎت … إن ﻣﺎ ﻳﻨﺠﺢ ﰲ إﺣﺪى اﻟﺪول رﺑﻤﺎ ﻻ ﻳﻜﻮن ﻣﻼﺋﻤً ﺎ ﰲ دوﻟﺔ أﺧﺮى .ﻟﻜﻦ ﻋﻨﺪ ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ املﺮض ،ﻳﺠﺐ أن ﻳﺪرك اﻟﺠﻤﻴﻊ ً أوﻻ أن ﻓريوس »إﺗﺶ آي ﰲ« ﻫﻮ اﻟﻌ ُﺪوﱡ .وﺳﺘﺆدي اﻟﺒﺤﻮث ،ﻻ اﻟﺨﺮاﻓﺎت ،إﱃ ﺗﻄﻮﻳﺮ ً ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ وأﻗﻞ ﺛﻤﻨًﺎ. ﻋﻼﺟﺎت أﻛﺜﺮ ْ رﻓﻀﺖ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺟﻨﻮب أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ،ﻣﻦ ﺣﻴﺚ املﺒﺪأ ،أن ﻟﻢ ﻳُﺠْ ِﺪ ﻫﺬا ﻧﻔﻌً ﺎ .ﻓﺤﺘﻰ ﻋﺎم ،٢٠٠٣ ﺗﻀﻊ ﺑﺮاﻣﺞ ﻋﻼﺟﻴﺔ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام أدوﻳﺔ ﻣﻀﺎدة ﻟﻠﻔريوﺳﺎت اﻟﻘﻬﻘﺮﻳﺔ ،وﺣﺘﻰ ﺣﻴﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺑﺮاﻣﺞ ﻛﻬﺬه ﺗﻮﺿﻊ ﰲ ﺣﻤﺎس ﻛﺒري .وﻟﻢ ﻳﻨﻘﺸﻊ ﻫﺬا اﻟﺠﻨﻮن إﻻ ﺑﻌﺪ ﺣﻤﻠﺔ ﻣﻜﺜﻔﺔ ْ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﻬﺎ املﻨﻈﻤﺎت املﺤﻠﻴﺔ ﻣﺜﻞ ﺣﻤﻠﺔ ﺗﻨﺸﻴﻂ اﻟﻌﻼج ،ﻟﻜﻦ ﺣﺘﻰ ﺑﻌﺪ ﺗﺼﻮﻳﺖ ﺣﻜﻮﻣﺔ املﺆﺗﻤﺮ اﻟﻮﻃﻨﻲ اﻷﻓﺮﻳﻘﻲ ﻟﺼﺎﻟﺢ اﻟﺴﻤﺎح ﺑﺘﻨﺎول اﻷدوﻳﺔ ،ﻛﺎﻧﺖ ﻻ ﺗﺰال ﺛﻤﺔ ﻣﻘﺎوﻣﺔ .وﰲ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﻋﺎم ،٢٠٠٥ﻛﺎن ٪٨٥ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﻣﻦ اﻷﺷﺨﺎص املﺼﺎﺑني ﺑﻔريوس »إﺗﺶ آي ﰲ« 196
ﺳﻴﻘﺎﺿﻴﻚ اﻟﻄﺒﻴﺐ اﻵن
ﻣﻤﻦ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺤﺘﺎﺟﻮن إﱃ أدوﻳﺔ ﻣﻀﺎدة ﻟﻠﻔريوﺳﺎت اﻟﻘﻬﻘﺮﻳﺔ ﻻ ﻳﺰاﻟﻮن ﻳﺮﻓﻀﻮﻧﻬﺎ .وﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه اﻟﻨﺴﺒﺔ ﺗﻌﺎدل ﺣﻮاﱄ ﻣﻠﻴﻮن ﺷﺨﺺ. ﻣﻀﺖ ﻫﺬه املﻘﺎوﻣﺔ ،ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ،أﺑﻌﺪ ﻏﻮ ًرا ﻣﻦ ﻣﻘﺎوﻣﺔ رﺟﻞ واﺣﺪ؛ إذْ ْ ْ أﺗﺖ ﻣﻌﻈﻤﻬﺎ ﻣﻦ وزﻳﺮة ﺻﺤﺔ ﻣﺒﻴﻜﻲ ،ﻣﺎﻧﺘﻮ ﺗﺸﺎﺑﺎﻻﻻ-ﻣﻴﺴﻤﺎﻧﺞ .ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻴﺴﻤﺎﻧﺞ ،ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻣﻌﺎرﺿﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﻟﻸدوﻳﺔ اﻟﻄﺒﻴﺔ ﻟﻌﻼج ﻓريوس »إﺗﺶ آي ﰲ« ،ﺗَﻈﻬَ ﺮ ﰲ ﴎور ﰲ اﻟﺘﻠﻴﻔﺰﻳﻮن ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻣﺨﺎﻃﺮﻫﺎ ،واﻟﺘﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﻗﻴﻤﺔ ﻓﻮاﺋﺪﻫﺎ ،وﺗﻨﻔﻌﻞ وﺗﺮاوغ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗُﺴﺄل ﻋﻦ ﻋﺪد اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﱠ ْ وأﻋﻠﻨﺖ ﰲ ﻋﺎم ٢٠٠٥أﻧﻬﺎ ﻟﻦ ﺗﺮﺿﺦ ﻟ »اﻟﻀﻐﻂ« ﻳﺘﻠﻘﻮْن ﻋﻼﺟً ﺎ ﻓﻌﱠ ًﺎﻻ. اﻟﻮاﻗﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻫﺪف ﻋﻼج ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻼﻳني ﻣﺮﻳﺾ ﺑﺎﻷدوﻳﺔ املﻀﺎدة ﻟﻠﻔريوﺳﺎت اﻟﻘﻬﻘﺮﻳﺔ ،وأن اﻟﻨﺎس ﺗﺠﺎﻫﻠﻮا أﻫﻤﻴﺔ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ ،وأﻧﻬﺎ ﺳﺘﻮاﺻﻞ ﺗﺤﺬﻳﺮ املﺮﴇ ﻣﻦ اﻵﺛﺎر اﻟﺠﺎﻧﺒﻴﺔ ﻟﻸدوﻳﺔ املﻀﺎدة ﻟﻠﻔريوﺳﺎت اﻟﻘﻬﻘﺮﻳﺔ ،ﻗﺎﺋﻠﺔ» :ﻟﻘﺪ ﺑُ ﱢﺮﺋﺖ ﺳﺎﺣﺘﻨﺎ ﰲ ﻫﺬا اﻟﺼﺪد. ﻓﻨﺤﻦ ﻣﺎ ﻧﺄﻛﻞ«. ْ أﺷﺎدت ﺗﺸﺎﺑﺎﻻﻻ-ﻣﻴﺴﻤﺎﻧﺞ ﻋﻠﻨًﺎ ﺑﻌﻤﻞ ﻫﺬه ﻋﺒﺎرة ﻣﺄﻟﻮﻓﺔ ﻋﲆ ﻧﺤﻮ ﻋﺠﻴﺐ .وﻗﺪ ْ ورﻓﻀﺖ أن ﺗﺴﺘﻘﴢ ﻃﺒﻴﻌﺔ أﻧﺸﻄﺘﻪ .وﻟﻌﻞ اﻷﻛﺜﺮ ﻣﺪﻋﺎ ًة ﻟﻠﴪور ﻣﻦ ﻣﺎﺗﻴﺎس راث، ﱠ ً ﻣﺠﻼت اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ ﴍﺳﺎ ﻟﻬﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ ﺑني ﻛﻞ ذﻟﻚ أن ﺗﺸﺎﺑﺎﻻﻻ-ﻣﻴﺴﻤﺎﻧﺞ ﺗُﻌَ ﱡﺪ ﻣﻨﺎﴏًا ْ ﺻﺎرت ﻣﺄﻟﻮﻓﺔ ﺟﺪٍّا ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ اﻟﻔﺎﺧﺮة اﻟﺘﻲ ﺗُﻘﺮأ ﰲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻷﺳﺒﻮع ،واﻟﺘﻲ ﻻ ﺑﺪ أﻧﻬﺎ ﻗﺪ إﻟﻴﻚ. وﺗﺸﻤﻞ اﻟﻌﻼﺟﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺪﻋﻤﻬﺎ ﻟﻌﻼج اﻹﻳﺪز اﻟﺸﻤﻨﺪر ،واﻟﺜﻮم ،واﻟﻠﻴﻤﻮن ،واﻟﺒﻄﺎﻃﺲ اﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ .وﻟﻌﻞ ﻣﻦ اﻻﺳﺘﺸﻬﺎدات املﺄﻟﻮﻓﺔ ﻧﻮﻋً ﺎ ﻣﺎ ،املﻨﻘﻮﻟﺔ ﻋﻦ وزﻳﺮة اﻟﺼﺤﺔ ﰲ دوﻟﺔ ﻳﻤﻮت ﻓﻴﻬﺎ ﺛﻤﺎﻧﻤﺎﺋﺔ ﺷﺨﺺ ﻳﻮﻣﻴٍّﺎ ﺟﺮاء ﻣﺮض اﻹﻳﺪز» :اﻟﺜﻮم اﻟﻄﺎزج وﻗﴩ اﻟﻠﻴﻤﻮن ﻻ ﻳﻤﻨﺤﺎﻧﻚ ﻓﻘﻂ وﺟﻬً ﺎ وﺑﴩة ﺟﻤﻴﻠني ،ﺑﻞ ﻳَ ِﻘﻴَﺎن ً أﻳﻀﺎ ﺿﺪ املﺮض «.وﻗﺪ وﺻﻒ ﻣﻤﺜﻠﻮ اﻟﺪول املﻨﺼﺔ املﺨﺼﺼﺔ ﻟﺠﻨﻮب أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﰲ املﺆﺗﻤﺮ اﻟﻌﺎملﻲ ﻟﻺﻳﺪز ﰲ ﻋﺎم ٢٠٠٦ﰲ ﺗﻮروﻧﺘﻮ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ »ﻛﺸﻚ ﺳﻠﻄﺔ«؛ ﻓﻘﺪ ﺗﺄ ﱠﻟ ْ ﻔﺖ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ اﻟﺜﻮم ،وﺑﻌﺾ وﺧ ْﴬاوات أﺧﺮى ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ .وأ ُ اﻟﺸﻤﻨﺪر ،واﻟﺒﻄﺎﻃﺲ اﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔَ ، ْ ﺿﻴﻔﺖ ﺑﻌﺾ ﺻﻨﺎدﻳﻖ ً ﻻﺣﻘﺎ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ — ﻛﻤﺎ ﻗﻴﻞ — ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻘﱰﺿﺔ ﰲ اﻟﻠﺤﻈﺎت اﻷدوﻳﺔ املﻀﺎدة ﻟﻠﻔريوﺳﺎت اﻷﺧرية ﻣﻦ ﻣﻤﺜﲇ اﻟﺪول اﻷﺧﺮى ﰲ املﺆﺗﻤﺮ. َ ﻳﺤﺐ ﻣﻌﺎﻟﺠﻮ اﻟﻄﺐ اﻟﺒﺪﻳﻞ اﻹﺷﺎرة إﱃ أن ﻋﻼﺟﺎﺗﻬﻢ وأﻓﻜﺎرﻫﻢ ﻟﻢ ﺗﺠْ ِﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺤﻮث ﻛﺎﻓﻴﺔ .وﻣﺜﻠﻤﺎ ﺗﻌﺮف اﻵن ،ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﺎ ﻳﻜﻮن ﻫﺬا ﻏري ﺻﺤﻴﺢ ،وﰲ ﺣﺎﻟﺔ َ اﻟﺨ ْﴬاوات املﻔﻀﻠﺔ ﻟﺪى وزﻳﺮة اﻟﺼﺤﺔ ،أ ُ ْ ْ أﺳﻔﺮت ﻋﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻌﻴﺪة ﻛﻞ اﻟﺒﻌﺪ ﺟﺮﻳﺖ ﺑﺤﻮث ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ، 197
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ْ ﻗﺪﻣﺖ ﻋﻦ ﻛﻮﻧﻬﺎ واﻋﺪة .وﻋﻨﺪ إﺟﺮاء ﻟﻘﺎء ﻣﻌﻬﺎ ﺣﻮل ﻫﺬا اﻷﻣﺮ ﰲ إذاﻋﺔ ﺟﻨﻮب أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ، ﺗﺸﺎﺑﺎﻻﻻ-ﻣﻴﺴﻤﺎﻧﺞ اﻹﺟﺎﺑﺎت اﻟﺘﻲ ﱠ ﻳﺘﻮﻗﻊ املﺮء ﺳﻤﺎﻋﻬﺎ ﰲ أيﱢ ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ ﰲ ﺣﻔﻞ ﻏﺪاء ﺷﻤﺎل ﻟﻨﺪن ﻋﻦ اﻟﻌﻼﺟﺎت اﻟﺒﺪﻳﻠﺔ. ﺌﻠﺖ ً ْ ُﺳ ْ أﺷﺎرت إﱃ أن ﻧﺒﺎﺗﻬﺎ أوﻻ ﻋﻦ اﻷﺑﺤﺎث اﻵﺗﻴﺔ ﻣﻦ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺳﺘﻠﻨﺒﻮش ،اﻟﺘﻲ املﻔﻀﻞ ،اﻟﺒﻄﺎﻃﺲ اﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ،رﺑﻤﺎ ﻳﻤﺜﱢﻞ ﺧﻄ ًﺮا ﺣﻘﻴﻘﻴٍّﺎ ﻟﻸﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻨﺎوﻟﻮن أدوﻳﺔ ﻟﻌﻼج اﻹﻳﺪز .وﻗﺪ أُوﻗِﻔﺖ إﺣﺪى اﻟﺘﺠﺎرب ﻋﲆ اﻟﺒﻄﺎﻃﺲ اﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﻟﻌﻼج ﻓريوس »إﺗﺶ آي ﰲ« ﻗﺒ َﻞ إﺗﻤﺎﻣﻬﺎ؛ ﻧﻈ ًﺮا ﻷن املﺮﴇ اﻟﺬﻳﻦ ﱠ ﺗﻠﻘﻮْا ﺧﻼﺻﺔ اﻟﻨﺒﺎت أﺻﻴﺒﻮا ﺑﺘﺜﺒﻴﻂ ﺣﺎ ﱟد ﰲ ﻧﺨﺎع اﻟﻌﻈﻢ ،واﻧﺨﻔﺎض ﰲ ﻋﺪد ﺧﻼﻳﺎ »ﳼ دي — «٤وﻫﻮ ﳾء ﺿﺎ ﱞر — ﺑﻌﺪ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ أﺳﺎﺑﻴﻊ .ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﱃ ذﻟﻚ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺟﺮى إﻋﻄﺎء اﻟﺨﻼﺻﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﺒﺎت ﻧﻔﺴﻪ إﱃ ﻗﻄﻂ ﻣﺼﺎﺑﺔ ْ اﺳﺘﺴﻠﻤﺖ أﻛﺜﺮ ملﺮض اﻹﻳﺪز اﻟﻘﻄﻄﻲ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ﺑﺼﻮرة ﺑﻔريوس ﻧﻘﺺ املﻨﺎﻋﺔ اﻟﻘﻄﻄﻴﺔ، أﴎع ﻣﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت اﻟﻘﻄﻂ اﻟﻀﺎﺑﻄﺔ اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﺘﻨﺎول اﻟﺨﻼﺻﺔ .ﻻ ﻳﺒﺪو أن اﻟﺒﻄﺎﻃﺲ اﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﺗُﻌﺘﱪ رﻫﺎﻧًﺎ ﺟﻴﺪًا ﻟﻠﺸﻔﺎء ﻣﻦ اﻹﻳﺪز. اﺧﺘﻠﻔﺖ ﺗﺸﺎﺑﺎﻻﻻ-ﻣﻴﺴﻤﺎﻧﺞ ﻣﻊ ذﻟﻚ؛ إذ ْ ْ رأت أن ﻋﲆ اﻟﺒﺎﺣﺜني أن ﻳﻌﻴﺪوا أﺑﺤﺎﺛﻬﻢ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ،و»ﻳﺒﺤﺜﻮا« ﺟﻴﺪًا .ملﺎذا؟ ﻷن اﻷﺷﺨﺎص املﺼﺎﺑني ﺑﻔريوس »إﺗﺶ آي ﰲ« اﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮا ْ ﱡ وﻃﺎﻟﺒﺖ ﺗﺤﺴﻨًﺎ ،وﻗﺎﻟﻮا ذﻟﻚ ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ. ﻳﺘﻨﺎوﻟﻮن اﻟﺒﻄﺎﻃﺲ اﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﻛﺎﻧﻮا ﻗﺪ أﻇﻬﺮوا ﺑﺄن ﺗﻌﺮف :إذا ﻗﺎل ﺷﺨﺺ إﻧﻪ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﺘﺤﺴﻦ ،ﻫﻞ ﻳﺠﺐ ﻣﻨﺎزﻋﺔ ذﻟﻚ ملﺠﺮد أن ﻫﺬا اﻟﺘﺤﺴﻦ ﻟﻢ ﻳَﺠْ ِﺮ إﺛﺒﺎﺗُﻪ ﻋﻠﻤﻴٍّﺎ؟ »ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻘﻮل ﺷﺨﺺ ﻣﺎ إﻧﻪ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺘﺤﺴﻦ ،ﻫﻞ ﻳﺠﺐ أن أﻗﻮل» :ﻻ ،ﻻ أﻇﻦ أﻧﻚ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺘﺤﺴﻦ«» ،ﻳﺠﺐ أن أﻗﻮم ﺑﺈﺟﺮاء ﺑﻌﺾ اﻷﺑﺤﺎث ﻋﻠﻴﻚ«؟!« وﻋﻨﺪ ﺳﺆاﻟﻬﺎ ﻋﻤﺎ إذا ﻛﺎن ﻳﺠﺐ أن ﻳﻜﻮن ﺛﻤﺔ أي أﺳﺎس ﻋﻠﻤﻲ ﻵراﺋﻬﺎ ،أﺟﺎﺑﺖ» :ﻋِ ﻠﻢ ﻣَ ﻦ؟« ٍ ﺳﺎﺣﺔ .ﻓﻬﺬه ﻗﺎرة اﺳﺘُﻐ ﱠﻠﺖ ﻋﲆ ﻧﺤﻮ ورﺑﻤﺎ ﻳﻜﻮن ﻫﻨﺎك دﻟﻴﻞ ،إن ﻟﻢ ﻳﻜﻦ إﺑﺮاءَ ﻣﺮﻳﻊ ﻣﻦ ﻗِ ﺒَﻞ اﻟﻌﺎ َﻟﻢ املﺘﻘﺪﱢم؛ ً أوﻻ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻐﺰو اﻻﺳﺘﻌﻤﺎري ،ﺛﻢ ﻣﻦ ﺧﻼل رأس املﺎل ً ﻋﺒﺜﻴﺔ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ ﰲ اﻟﻌﺎملﻲ .وﻻ ﺗﻌﺘﱪ ﻧﻈﺮﻳﺎت املﺆاﻣﺮة ﺣﻮل ﻣﺮض اﻹﻳﺪز واﻟﻄﺐ اﻟﻐﺮﺑﻲ ً ﻣﺘﻠﺒﺴﺔ ﺑﺈﺟﺮاء ﺗﺠﺎرب ﻋﲆ ﻫﺬا اﻟﺴﻴﺎق .وﻗﺪ ﺟﺮى ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺿﺒﻂ ﴍﻛﺎت ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺪواء ﻋﻘﺎﻗري ﰲ أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻤﻜﻨًﺎ ﻋﲆ اﻹﻃﻼق ﰲ أي ﻣﻜﺎن ﰲ اﻟﻌﺎ َﻟﻢ املﺘﻘﺪﱢم. وﻳﺘﺸ ﱠﻜﻚ ﻛﺜريون ﰲ أن اﻷﻓﺎرﻗﺔ اﻟﺴﻮد ﻳَﺒْﺪون أﻛﱪ ﺿﺤﺎﻳﺎ ﻣﺮض اﻹﻳﺪز ،وﻳﺸريون إﱃ ﺑﺮاﻣﺞ اﻟﺤﺮب اﻟﺒﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ اﻟﺘﻲ وﺿﻌﺘْﻬﺎ ﺣﻜﻮﻣﺎت ﻧﻈﺎم اﻟﻔﺼﻞ اﻟﻌﻨﴫي؛ وﻛﺎﻧﺖ ﺛﻤﺔ ﺷﻜﻮك ً أﻳﻀﺎ ﰲ أن اﻟﺨﻄﺎب اﻟﻌﻠﻤﻲ ﺣﻮل ﻓريوس »إﺗﺶ آي ﰲ«/اﻹﻳﺪز رﺑﻤﺎ ﻛﺎن أدا ًة؛ 198
ﺳﻴﻘﺎﺿﻴﻚ اﻟﻄﺒﻴﺐ اﻵن
ً اﺳﺘﻐﻼﻻ ﺣﻮل ﺣﺼﺎن ﻃﺮوادة اﺳﺘُﻐِ ﱠﻞ ﻟﻨﴩ أﺟﻨﺪات ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ واﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻏﺮﺑﻴﺔ أﻛﺜﺮ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻫﻲ ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺘﻬﺎ ﻣﺠﺮد ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻓﻘﺮ. وﻫﺬه ً أﻳﻀﺎ دول ﺟﺪﻳﺪة ،ﻳﻌﺘﱪ اﻻﺳﺘﻘﻼل واﻟﺤﻜﻢ اﻟﺬاﺗﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﻄﻮرات ﺣﺪﻳﺜﺔ، ﺼﺎرع ﻣﻦ أﺟﻞ أن ﺗَ ِﺠ َﺪ ﻣﻮْﻃﺊ ﻗﺪَم ﺗﺠﺎرﻳﺔ ُ وﻫﻮﻳﺔ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻟﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﻗﺮون ﻣﻦ وﺗُ ِ َ ﻣﺎض ﻛﺎن ﻳﺘﱠﺴﻢ ﺑﺎﻻﺳﺘﻘﻼل، ﺣﻠﻘﺔ اﻻﺳﺘﻌﻤﺎر .وﻳﻤﺜﻞ اﻟﻄﺐﱡ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي وﺻﻞ ﻣﻬﻤﺔ ﻣﻊ ٍ ٍ وﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﱃ ذﻟﻚ ،ﻛﺎﻧﺖ اﻷدوﻳﺔ املﻀﺎدة ﻟﻠﻔريوﺳﺎت اﻟﻘﻬﻘﺮﻳﺔ — ﻋﲆ ﻧﺤﻮ ﻏري ﴐوري؛ ْ ﺣﻘﻘﺖ ﻧﺠﺎﺣً ﺎ ﻧﺤﻮ ﻧﻬﻢ وﻋﺒﺜﻲ — ﺑﺎﻫﻈﺔ اﻟﺜﻤﻦ ،وﺣﺘﻰ ﻇﻬﻮر ﺗﺤﺮﻛﺎت ملﻘﺎوﻣﺔ ﻫﺬا ٍ ﺟﺰﺋﻴٍّﺎ ،ﻣُﻨﻊ اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﻷﻓﺎرﻗﺔ ﻣﻦ ﱢ ﺗﻠﻘﻲ اﻟﻌﻼج اﻟﻄﺒﻲ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺬﻟﻚ. ﻣﻦ اﻟﺴﻬﻞ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ أن ﻧﻌﺘ ﱠﺪ ﺑﺄﻧﻔﺴﻨﺎ ،وأن ﻧﻨﴗ أﻧﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌً ﺎ ﻟﻨﺎ ﺧﺼﺎﺋﺼﻨﺎ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ اﻟﻐﺮﻳﺒﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤُ ﻮل دون ﺗﻘﺒﱡﻞ ﺑﺮاﻣﺞ ﻣﻌﻘﻮﻟﺔ ﻟﻠﺼﺤﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﻣﻦ اﻷﻣﺜﻠﺔ ﻋﲆ ُﻈﻬﺮ أن ﺑﺮاﻣﺞ ﻫﺬا اﻟﺘﻄﻌﻴ ُﻢ ﱡ اﻟﺜﻼﺛﻲ .وﺛﻤﺔ أﺳﺎس وﺟﻴﻪ ﻣﻦ اﻷدﻟﺔ ،ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل ،ﻳ ِ ﺗﺒﺎدُل ا ِﻹﺑَﺮ ﺗﺤ ﱡﺪ ﻣﻦ اﻧﺘﺸﺎر ﻓريوس »إﺗﺶ آي ﰲ« ،ﻟﻜﻦ ﻫﺬه اﻻﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ ُرﻓِﻀﺖ ﻣﺮا ًرا وﺗﻜﺮا ًرا ﻟﺼﺎﻟﺢ اﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ »ﻓﻘﻂ ﻗﻞ ﻻ« .ﻓﺎﻟﺠﻤﻌﻴﺎت اﻟﺨريﻳﺔ اﻟﺘﻨﻤﻮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﻮﱢﻟﻬﺎ اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت املﺴﻴﺤﻴﺔ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺗﺮﻓﺾ اﻻﻧﺨﺮاط ﰲ أﻧﺸﻄﺔ ﺗﻨﻈﻴﻢ اﻟﻨﺴﻞ ،وأي اﻗﱰاح ﻳﺘﻌ ﱠﻠﻖ ﺑﺎﻹﺟﻬﺎض ،وﺣﺘﻰ ﰲ اﻟﺪول اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﻳﺸ ﱢﻜﻞ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺘﺤ ﱡﻜﻢ ﰲ اﻟﺨﺼﻮﺑﺔ اﻟﻔﺮق ﺑني اﻟﻨﺠﺎح واﻟﻔﺸﻞ ﰲ اﻟﺤﻴﺎة ،ﺗﻘﺎﺑَﻞ ﻫﺬه املﻮﺿﻮﻋﺎت ﺑﻨﻈﺮ ٍة و َِرﻋﺔ ﺑﺎردة .وﻫﺬه املﺒﺎدئ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﻏري اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﰲ ﻏﺎﻳﺔ اﻟﺮﺳﻮخ ،ﺣﺘﻰ إن » ِﺑﺒﻔﺎر« — وﻫﻲ ﺧﻄﺔ اﻟﻄﻮارئ اﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ أﴏﱠت ﻋﲆ أن ﻛﻞ ﻣَ ﻦ ﱠ ْ ﻳﺘﻠﻘﻰ أﻣﻮال املﻌﻮﻧﺔ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻟﻠﺤ ﱢﺪ ﻣﻦ اﻧﺘﺸﺎر ﻣﺮض اﻹﻳﺪز — اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻳﺠﺐ أن ﱢ ﱠ ﻳﻮﻗﻊ إﻗﺮا ًرا ﻳَﻌِ ُﺪ ﻓﻴﻪ ﺑﻮﺿﻮح ﺑﺄﻻ ﻳﻤﺎرس اﻟﺠﻨﺲ ﻣﻊ أيﱟ ﻣﻦ ﻣﺤﱰﰲ ﻣﻤﺎرﺳﺔ اﻟﺪﻋﺎرة. ﻳﺠﺐ أﻻ ﻧﺒﺪو ﻓﺎﻗﺪي اﻟﺤﺲ ﺣﻴﺎ َل ﻧﻈﺎ ِم اﻟﻘِ ﻴَﻢ املﺴﻴﺤﻴﺔ ،ﻟﻜﻦ ﻳﺒﺪو ﱄ أن ﻣﺨﺎﻟﻄﺔ ﻣﺤﱰﰲ ﻣﻤﺎرﺳﺔ اﻟﺪﻋﺎرة ﻳُﻌﺘﱪ ﺣﺠ َﺮ اﻷﺳﺎس ﰲ أي ﺳﻴﺎﺳﺔ ﻓﻌﱠ ﺎﻟﺔ ملﻜﺎﻓﺤﺔ ﻣﺮض اﻹﻳﺪز؛ ﻓﺎﻟﺠﻨﺲ اﻟﺬي ﻳُﻤﺎ َرس ﺗﺠﺎرﻳٍّﺎ داﺋﻤً ﺎ ﻣﺎ ﻳﻜﻮن »اﻟﻌﺎﻣﻞ اﻟﻨﺎﻗﻞ ﻟﻠﻤﺮض« ،ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻤﺜﱢﻞ ﻣﺤﱰﻓﻮ ً ﻏﻤﻮﺿﺎ ﻋﲆ املﺤﻚ. ﻣﻤﺎرﺳﺔ اﻟﺪﻋﺎرة ﻣﺼﺪر ﺧﻄﺮ ﻛﺒريًا ،ﻟﻜﻦ ﺛﻤﺔ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت أﺧﺮى أﻛﺜﺮ إذا ُ ﺿ ِﻤﻨﺖ اﻟﺤﻘﻮق اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻟﻠﻌﺎﻫﺮات ﺑﺤﻴﺚ ﻻ ﻳﺘﻌ ﱠﺮ ْ ﺿ َﻦ ﻟﻠﻌﻨﻒ واﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ،ﻓﻬﺬا ﻳﻬﻴﱢﺊ ﺗﻤﻜﻴﻨَﻬﻦ ﻟﻠﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺎﻻﺳﺘﺨﺪام اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻮاﻗﻲ اﻟﺬﻛﺮي ﻋﻨﺪ ﻣﻤﺎرﺳﺔ اﻟﺠﻨﺲ ،وﺑﺬﻟﻚ ﻳﻤﻜﻦ ﻣﻨﻊ اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﻔريوس »إﺗﺶ آي ﰲ« ﻣﻦ اﻻﻧﺘﺸﺎر ﰲ املﺠﺘﻤﻊ ﺑﺄﻛﻤﻠﻪ .ﻫﻨﺎ ﻳﻠﺘﻘﻲ اﻟﻌِ ْﻠﻢ ﻣﻊ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ .ﻟﻜﻦ رﺑﻤﺎ ﺣﺘﻰ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ أﺻﺪﻗﺎﺋﻚ وﺟرياﻧﻚ ،ﰲ أي ﺣﻲ ﻫﺎدئ ﺗﻘﻄﻨﻪ ،ﻳﻌﺘﱪ 199
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ً أﻫﻤﻴﺔ ﻣﻦ املﺒﺪأ اﻷﺧﻼﻗﻲ اﻟﺪاﻋﻲ إﱃ اﻻﻣﺘﻨﺎع ﻋﻦ ﻣﻤﺎرﺳﺔ اﻟﺠﻨﺲ وﺗﻌﺎﻃﻲ املﺨﺪرات أﻛﺜﺮ ً ﺣﻤﺎﻗﺔ ﻣﻦ ﺗﺎﺑﻮ اﻟﺒﴩ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻤﻮﺗﻮن ﺟﺮاء ﻣﺮض اﻹﻳﺪز ،ورﺑﻤﺎ ﺣﻴﻨﺌ ٍﺬ ﻻ ﻳﻌﺘﱪ ﻫﺆﻻء أﻗ ﱠﻞ ﻣﺒﻴﻜﻲ. إذن ﻛﺎن ﻫﺬا ﻫﻮ اﻟﺴﻴﺎق اﻟﺬي أﻗﺤﻢ راﺋ ُﺪ ﺻﻨﺎﻋﺔ أﻗﺮاص اﻟﻔﻴﺘﺎﻣني ﻣﺎﺗﻴﺎس راث َ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻴﻪ ،ﺑﺼﻮرة ﺑﺎرزة وﻣﻜ ﱢﻠﻔﺔ ،ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺜﺮوة اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻗﺪ راﻛﻤﻬﺎ ﰲ أوروﺑﺎ ٍّ ﻣﺴﺘﻐﻼ وﺟﻮد ﻣﺨﺎوف ﻣﻨﺎﻫﻀﺔ ﻟﻼﺳﺘﻌﻤﺎر دون أي ﻣﺠﺎل ﻟﻠﺴﺨﺮﻳﺔ ،ﻋﲆ وأﻣﺮﻳﻜﺎ، ً ْ ً وﺣﻘﻘﺖ أﻗﺮاﺻﺎ ﻣﺼﻨﱠﻌﺔ ﰲ ﻣﺼﻨﻊ ﰲ اﻟﺨﺎرج. رﺟﻼ أﺑﻴﺾ ﻳﻄﺮح اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أﻧﻪ ﻛﺎن ً ً دﻟﻴﻼ ﻋﲆ ﻫﺎﺋﻼ .وﺑﺪأ ﰲ ﺗﺮوﻳﺞ املﺮﴇ اﻷﻓﺮاد ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﻢ إﻋﻼﻧﺎﺗﻪ وﻋﻴﺎداﺗﻪ ﻧﺠﺎﺣً ﺎ ﱠ اﻟﻔﻮاﺋﺪ اﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﺘﺤﻘﻖ ﻣﻦ ﺗﻨﺎول أﻗﺮاص اﻟﻔﻴﺘﺎﻣني ،ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن أﺑﻄﺎل ﺑﻌﺾ ﻣﻦ أﺷﻬﺮ ﻗﺼﺺ ﻧﺠﺎﺣﻪ ﻗﺪ ﺗُﻮ ﱡُﻓﻮا ﰲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺟﺮاء اﻹﻳﺪز .وﻋﻨﺪ ﺳﺆاﻟﻬﺎ ﻋﻦ ٍ ْ أﺟﺎﺑﺖ وزﻳﺮة اﻟﺼﺤﺔ ﺗﺸﺎﺑﺎﻻﻻ-ﻣﻴﺴﻤﺎﻧﺞ ﻗﺎﺋﻠﺔ» :ﻻ ﻣﺮﴇ راث ﻣﻦ اﻟﻨﺠﻮم اﻟﺬﻳﻦ ﺗُﻮ ﱡُﻓﻮا، ﻛﻨﺖ أﺗﻨﺎول املﻀﺎدات اﻟﺤﻴﻮﻳﺔ ﺛﻢ ﺗُ ﱢ ﻮﻓ ُ ﻳﻌﻨﻲ ﺑﺎﻟﴬورة أﻧﻨﻲ إذا ُ ﻴﺖ ،أﻧﻨﻲ ﺗﻮﻓﻴﺖ ﺑﺴﺒﺐ املﻀﺎدات اﻟﺤﻴﻮﻳﺔ«. ُ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار اﻟﺘﺪﺧﻞ، ﻟﻴﺴﺖ وﺣﺪﻫﺎ ﰲ ﻣﻮﻗﻔﻬﺎ ذاك؛ ﻓﻘﺪ رﻓﺾ ﺳﺎﺳﺔ ﺟﻨﻮب أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ٍ وﻳﺪﱠﻋﻲ راث دﻋ َﻢ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻟﻪ ،ﻛﻤﺎ رﻓﺾ أرﻓ ُﻊ املﺴﺌﻮﻟني اﻟﺤﻜﻮﻣﻴني اﻟﻨﺄيَ ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ ﻋﻦ ْ ﻇﻬﺮت ﺗﺸﺎﺑﺎﻻﻻ-ﻣﻴﺴﻤﺎﻧﺞ ﰲ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم ﻟﺘﻘﻮل إن ﻋﻤﻠﻴﺎﺗﻪ أو ﻧﻘ َﺪ أﻧﺸﻄﺘﻪ .ﻓﻘﺪ ﻣﺆﺳﺴﺔ راث »ﻻ ﺗﻘﻮﱢض ﻣﻮﻗﻒ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ .وإن ﻛﺎن ﻟﻬﺎ أي ﺗﺄﺛري ﻋﻠﻴﻪ ،ﻓﻬﻮ ﺗﺄﺛري داﻋﻢ«. ﰲ ﻋﺎم ،٢٠٠٥وﺑﺪاﻓﻊ ﻣﻦ اﻟﺴﺨﻂ اﻟﺸﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﻋﺪم اﺗﺨﺎذ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ أي إﺟﺮاء، ﱠ وﻗ ْ ً ﻣﻤﺎرﺳﺎ ﻃﺒﻴٍّﺎ ﺑﺎر ًزا ﰲ ﺟﻨﻮب أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺧﻄﺎﺑًﺎ ﻣﻔﺘﻮﺣً ﺎ ﻣﻮﺟﱠ ﻬً ﺎ إﱃ ﻌﺖ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ١٩٩ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻟﺼﺤﻴﺔ ﰲ ﻛﻴﺐ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ،ﻣﻄﺎﻟﺒني ﺑﺎﺗﺨﺎذ إﺟﺮاءات ﺿ ﱠﺪ ﻣﺆﺳﺴﺔ راث .وﺟﺎء ﻧﺺ اﻟﺨﻄﺎب ﻛﺎﻵﺗﻲ» :ﺗﻐﻤﺮ ﻣﺮﺿﺎﻧﺎ ﺣﻤﻼت إﻋﻼﻧﻴﺔ ﺗﺸﺠﱢ ﻌﻬﻢ ﻋﲆ اﻟﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﺗﻨﺎول اﻷدوﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﻘﺬ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ .ﻟﻘﺪ ﻣ ﱠﺮ ﻛﺜري ﻣﻨﺎ ﺑﺘﺠﺎرب ﻣﻊ ﻣﺮﴇ ﻣﺼﺎﺑني ﺑﻔريوس »إﺗﺶ ْ ﺗﻌﺮﺿﺖ ﺻﺤﺘﻬﻢ ﻟﻠﺨﻄﺮ ﺟ ﱠﺮاء اﻟﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﺗﻨﺎول اﻷدوﻳﺔ املﻀﺎدة ﻟﻠﻔريوﺳﺎت آي ﰲ« اﻟﻘﻬﻘﺮﻳﺔ؛ ﻧﻈ ًﺮا ﻟﻸﻧﺸﻄﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺎرﺳﻬﺎ ﻫﺬه املﺆﺳﺴﺔ«. ْ ﻻﻗﺖ دﻋﻤً ﺎ ﻣﻦ ﺗﺘﻮاﺻﻞ إﻋﻼﻧﺎت راث دون ﺗﻮﻗﻒ .ﺑﻞ إﻧﻪ زﻋﻢ أن أﻧﺸﻄﺘﻪ ﻗﺪ ﻗِ ﺒَﻞ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺿﺨﻤﺔ ﻣﻦ اﻟ ﱡﺮﻋﺎة واﻟﻬﻴﺌﺎت اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ،ﺑﻤﺎ ﰲ ذﻟﻚ ﻣﻨﻈﻤﺔ اﻟﺼﺤﺔ اﻟﻌﺎملﻴﺔ، ْ أﺻﺪرت ﻫﺬه املﻨﻈﻤﺎت واﻟﻬﻴﺌﺎت واﻟﻴﻮﻧﻴﺴﻴﻒ ،وﺑﺮﻧﺎﻣﺞ اﻷﻣﻢ املﺘﺤﺪة ملﻜﺎﻓﺤﺔ اﻹﻳﺪز .وﻗﺪ 200
ﺳﻴﻘﺎﺿﻴﻚ اﻟﻄﺒﻴﺐ اﻵن
ﱠ ﻳﺘﺤﲆ ﺑﻮﻗﺎﺣﺔ ﺟﻤﻴﻌً ﺎ ﺑﻴﺎﻧﺎت ﺗﺴﺘﻨﻜﺮ ﰲ وﺿﻮح ادﱢﻋﺎءاﺗﻪ وأﻧﺸﻄﺘﻪ .ﻻ ﺷﻚ أن اﻟﺮﺟﻞ ﻣﺘﻨﺎﻫﻴﺔ. ﺗﻌﺞﱡ إﻋﻼﻧﺎﺗُﻪ ً ﱠ املﻔﺼﻠﺔ .ﺳﻴﻜﻮن ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ اﻟﺨﻄﺄ أﻳﻀﺎ ﺑﺎﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ املﺰاﻋﻢ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﱠ ﻧﺘﻘﴡ ﺑﻌﺾ ﻫﺬه ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺒﻨﺎ أن ﻧﻬﻤﻞ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﻌﻠﻤﻲ ﰲ ﻫﺬه اﻟﻘﺼﺔ؛ ﻟﺬا ﻳﺠﺐ أن املﺰاﻋﻢ إﱃ ﻣﻨﺘﻬﺎﻫﺎ ،ﺧﺎﺻﺔ ﺗﻠﻚ املﺰاﻋﻢ اﻟﺘﻲ ر ﱠﻛ ْ ﺰت ﻋﲆ إﺣﺪى دراﺳﺎت ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻫﺎرﻓﺮد ْ ٍ ﻇﻬﺮت أﺟﺰاءٌ ﻣﻨﻬﺎ ﰲ ﺻﻔﺤﺔ إﻋﻼﻧﻴﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ، ﰲ ﺗﻨﺰاﻧﻴﺎ .وﻗﺪ وﺻﻒ ﻫﺬه اﻟﺪراﺳﺔ ﰲ ﺻﺤﻴﻔﺘَ ْﻲ »ﻧﻴﻮﻳﻮرك ﺗﺎﻳﻤﺰ« و»ﻫرياﻟﺪ ﺗﺮﻳﺒﻴﻮن« .وﻳﺠﺐ أن أذﻛﺮ ﻫﻨﺎ أﻧﻪ ﻳﺸري إﱃ ﻫﺬه اﻹﻋﻼﻧﺎت املﺪﻓﻮﻋﺔ ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎن ﻗﺪ ﱠ ً ً إﺧﺒﺎرﻳﺔ ﺗُﺜﻨﻲ ﻋﲆ ﻋﻤﻠﻪ ﰲ اﻟﺼﺤﻒ ﺗﻐﻄﻴﺔ ﺗﻠﻘﻰ ﻧﻔﺴﻬﺎ .ﻋﲆ أي ﺣﺎل ،ﻓﻘﺪ أﻇﻬﺮ ﻫﺬا اﻟﺒﺤﺚ أن املﻜﻤﱢ ﻼت اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ املﺘﻌﺪدة اﻟﻔﻴﺘﺎﻣﻴﻨﺎت ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻜﻮن ﻣﻔﻴﺪة ﻟﻸﺷﺨﺎص املﺼﺎﺑني ﺑﻤﺮض اﻹﻳﺪز ﰲ اﻟﻌﺎ َﻟﻢ اﻟﻨﺎﻣﻲ .ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﰲ ﻫﺬه اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ،وﺛﻤﺔ أﺳﺒﺎب ﻛﺜرية ﻟﻼﻋﺘﻘﺎد ﺑﺄن اﻟﻔﻴﺘﺎﻣﻴﻨﺎت ﻗﺪ ﱢ ﺗﺤﻘﻖ ﺑﻌﺾ ﻷﺷﺨﺎص ﻣﺮﴇ وﻳﺘﻌﺮﺿﻮن ﻟﺴﻮء اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ ﺑﺼﻮرة ﻣﺘﻜ ﱢﺮرة. اﻟﻔﺎﺋﺪة ٍ ً أﴍك اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن ١٠٧٨اﻣﺮأة ﺣﺒﲆ ﻣﺼﺎﺑﺔ ﺑﻔريوس »إﺗﺶ آي ﰲ« وﻗﺎﻣﻮا ﺑﺘﻮزﻳﻌﻬﻦ ﻋﺸﻮاﺋﻴٍّﺎ ﻟﺘﻨﺎول إﻣﺎ ﻣﻜﻤﱢ ﻞ ﻏﺬاﺋﻲ ﻣﻦ اﻟﻔﻴﺘﺎﻣني أو ﻋﻼج وﻫﻤﻲ .ﻻﺣِ ْ ﻆ ﻣﺮ ًة أﺧﺮى ،إذا َ ﻛﻨﺖ ﺗﺮﻏﺐ ﰲ ذﻟﻚ ،أن ﻫﺬه ﺗﺠﺮﺑﺔ أﺧﺮى ﻛﺒرية ﻋﲆ اﻟﻔﻴﺘﺎﻣﻴﻨﺎت ،أ ُ ْ ﺟﺮﻳﺖ ﻋﲆ ﻧﺤﻮ ﺻﺤﻴﺢ، ً ﺗﻤﻮﻳﻼ ﺣﻜﻮﻣﻴٍّﺎ ،أﺟﺮاﻫﺎ ﻋﻠﻤﺎء ﻳﻨﺘﻤﻮن إﱃ اﻟﺘﻴﺎر اﻟﺮﺋﻴﴘ ﰲ اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ ،وﻫﻮ وﻣﻮﱢﻟﺖ ﻣﺎ ﻳُﺨﺎﻟِﻒ ﻣﺰاﻋﻢ ﻣُﺨﺘَﴢ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ ﻣﻦ أن ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﺪراﺳﺎت ﻏري ﻣﻮﺟﻮدة. ْ ﺟﺮت ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ اﻟﻨﺴﺎء ﻋﲆ ﻣﺪى ﻋﺪة أﻋﻮام ،وﰲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﺪراﺳﺔ ،ﺻﺎر ٢٥ﰲ املﺎﺋﺔ ً ﻣﻤﻦ ﻳﺘﻨﺎو ْﻟ َﻦ أﻗﺮاص اﻟﻔﻴﺘﺎﻣني ﰲ ﻏﺎﻳﺔ املﺮض أو َ ﻗﻀ ْ َ ني ﻧَﺤْ ﺒَﻬﻦ ،ﻣﻘﺎ َرﻧﺔ ﺑﻨﺴﺒﺔ ٣١ ﰲ املﺎﺋﺔ ﻣﻤﻦ ُﻛ ﱠﻦ ﻳﺘﻨﺎو ْﻟ َﻦ ﻋﻼﺟً ﺎ وﻫﻤﻴٍّﺎ .ﻛﺎﻧﺖ ﺛﻤﺔ ﻓﺎﺋﺪة ذات دﻻﻟﺔ إﺣﺼﺎﺋﻴﺔ ً أﻳﻀﺎ ﰲ ﻋﺪد ﺧﻼﻳﺎ »ﳼ دي ) «٤أﺣﺪ ﻣﻘﺎﻳﻴﺲ ﻧﺸﺎط »إﺗﺶ آي ﰲ«( واﻷﺣﻤﺎل اﻟﻔريوﺳﻴﺔ .ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﰲ ﻫﺬه اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ أي ﳾء ﻣﺜري ﺑﺄي ﺣﺎل ﻣﻦ اﻷﺣﻮال — وﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻣﻘﺎرﻧﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﻔﻮاﺋﺪ اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻺﺛﺒﺎت ﻟﻸدوﻳﺔ املﻀﺎدة ﻟﻠﻔريوﺳﺎت اﻟﻘﻬﻘﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻬﻢ ﰲ إﻧﻘﺎذ اﻟﺤﻴﺎة — ﱠ املﺤﺴﻦ ،أو أﻗﺮاص اﻟﻔﻴﺘﺎﻣني اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺮﺧﻴﺼﺔ ،ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗُﻈﻬﺮ أن اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻐﺬاﺋﻲ أن ﺗﻤﺜﻞ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺑﺴﻴﻄﺔ وﻏري ﻣﻜ ﱢﻠﻔﺔ ﻧﺴﺒﻴٍّﺎ ﻟﺘﺄﺟﻴﻞ اﻟﺤﺎﺟﺔ — ﻋﲆ ﻧﺤﻮ ﻃﻔﻴﻒ — إﱃ اﻟﺒﺪء ﰲ ﺗﻨﺎول ﻋﻼج ﻓريوس »إﺗﺶ آي ﰲ« ﻟﺪى ﺑﻌﺾ املﺮﴇ. أﻣﺎ ﺑني ﻳﺪَيْ راث ،ﻓﻘﺪ ﺗﺤﻮ ْ ﱠﻟﺖ ﻫﺬه اﻟﺪراﺳﺔ إﱃ دﻟﻴﻞ ﻋﲆ أن أﻗﺮاص اﻟﻔﻴﺘﺎﻣني ﺗﺘﻔﻮﱠق ﻋﲆ اﻷدوﻳﺔ ﰲ ﻋﻼج ﻓريوس »إﺗﺶ آي ﰲ«/اﻹﻳﺪز ،وأن اﻟﻌﻼﺟﺎت املﻀﺎدة ﻟﻠﻔريوﺳﺎت 201
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
اﻟﻘﻬﻘﺮﻳﺔ »ﺗُﻠﺤِ ﻖ دﻣﺎ ًرا ﺣﺎدٍّا ﺑﺠﻤﻴﻊ اﻟﺨﻼﻳﺎ ﰲ اﻟﺠﺴﻢ ،ﺑﻤﺎ ﰲ ذﻟﻚ ﺧﻼﻳﺎ اﻟﺪم اﻟﺒﻴﻀﺎء«. ﱢ ﺗﺤﺴﻦ ،ﺑﻞ ﺗﺆدﱢي إﱃ ﺗﻔﺎﻗﻢ اﻻﺿﻄﺮاﺑﺎت املﻨﺎﻋﻴﺔ واﻧﺘﺸﺎر وﺑﺎء واﻷﺳﻮأ أﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ »ﻻ اﻹﻳﺪز «.أُﺻﻴﺐ اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن ﻣﻦ ﻛﻠﻴﺔ ﻫﺎرﻓﺮد ﻟﻠﺼﺤﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺎﻟﻬﻠﻊ ،ﺣﺘﻰ إﻧﻬﻢ أﺻﺪروا ﱡ وﻳﻨﺼﻮن ﻓﻴﻪ ﻋﲆ ﻧﺤﻮ ﻏﺎﻳﺔ ﻣﻌً ﺎ ﺑﻴﺎﻧًﺎ ﺻﺤﻔﻴٍّﺎ ﻳﺆ ﱢﻛﺪون ﻓﻴﻪ ﻋﲆ دﻋﻤﻬﻢ ﻟﺘﻨﺎول اﻷدوﻳﺔ، ﰲ اﻟﻮﺿﻮح ،وﰲ ﺟﻼء ﻏري ﻣﻠﺘﺒﺲ ،ﻋﲆ أن ﻣﺎﺗﻴﺎس راث ﻗﺪ أﺳﺎء ﺗﻘﺪﻳﻢ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﺘﻲ ِ ﱠ وﻋﺠﺰت اﻟﺠﻬﺎت اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ﻋﻦ اﺗﺨﺎذ أي إﺟﺮاء. ﺗﻮﺻﻠﻮا إﻟﻴﻬﺎ. ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ ﻣَ ﻦ ﻫﻢ ﺧﺎرج ﻫﺬه اﻟﺪاﺋﺮة ،ﺗﻌﺘﱪ اﻟﻘﺼﺔ ﺑﺮﻣﺘﻬﺎ ﻣﺤري ًة وﻣﺮﻳﻌﺔ .ﻛﺎﻧﺖ ْ اﺳﺘﻨﻜﺮت إﻋﻼﻧﺎت راث ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ »ﻏري ﺻﺤﻴﺤﺔ وﻣﻀ ﱢﻠﻠﺔ« ،وﴏﱠ ح إﻳﺮﻳﻚ اﻷﻣﻢ املﺘﺤﺪة ﻗﺪ ﺟﻮﻣريي ،رﺋﻴﺲ ﻣﻜﺘﺐ ﻣﻨﻈﻤﺔ أﻃﺒﺎء ﺑﻼ ﺣﺪود ﰲ ﺟﻨﻮب أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ،وﻫﻮ رﺟﻞ ﻛﺎن راﺋﺪًا ﰲ ﻣﺠﺎل اﻟﻌﻼج ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام اﻷدوﻳﺔ املﻀﺎدة ﻟﻠﻔريوﺳﺎت اﻟﻘﻬﻘﺮﻳﺔ ﰲ ﺟﻨﻮب أﻓﺮﻳﻘﻴﺎً ، ﻗﺎﺋﻼ: »ﻫﺬا اﻟﺮﺟﻞ ﻳﻘﺘﻞ اﻟﻨﺎس ﻣﻦ ﺧﻼل اﺟﺘﺬاﺑﻬﻢ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻋﻼج ﻏري ﻣﻌﺮوف دون أي دﻟﻴﻞ ﻋﻠﻤﻲ «.ﻓﻘﺎﺿﺎه راث. ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﻨﻈﻤﺔ أﻃﺒﺎء ﺑﻼ ﺣﺪود وﺣﺪﻫﺎ اﻟﺘﻲ ﻻﺣﻘﻬﺎ راث ﻗﻀﺎﺋﻴٍّﺎ ،ﻓﻘﺪ أﻗﺎم دﻋﺎوى ْ اﻧﺘﻬﺖ ﺑﺎﻟﺘﻨﺎزل ﻋﻨﻬﺎ أو ﺧﺴﺎرﺗﻬﺎ ﺿﺪ أﺳﺘﺎذ ﰲ ﻣﺠﺎل أﺑﺤﺎث ﻗﻀﺎﺋﻴﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ وﻣﻜ ﱢﻠﻔﺔ اﻹﻳﺪز ،وﺿﺪ ﻣﻨﺘﻘﺪﻳﻦ ﻟﻪ ﰲ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم ،وآﺧﺮﻳﻦ. ً ﴍاﺳﺔ ﺿﺪ ﺣﻤﻠﺔ ﺗﻄﺒﻴﻖ اﻟﻌﻼج .ﻟﺴﻨﻮات ﻛﺜرية ،ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه ﻛﺎﻧﺖ ﺣﻤﻠﺘُﻪ اﻷﻛﺜﺮ املﻨﻈﻤﺔ ﻫﻲ املﻨﻈﻤﺔ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﰲ ﺟﻨﻮب أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ اﻟﺘﻲ ﺗُﻄﻠِﻖ ﺣﻤﻼت ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ ﺗﺸﻦ ﺣﺮﺑًﺎ ﻋﲆ أرﺑﻊ ﺟﺒﻬﺎت؛ ً ﱡ أوﻻ: اﻷدوﻳﺔ املﻀﺎدة ﻟﻠﻔريوﺳﺎت ﰲ ﺟﻨﻮب أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ،وﻛﺎﻧﺖ ﺗﻄﻠﻖ ﺣﻤﻼت ﺿﺪ ﺣﻜﻮﻣﺘﻬﺎ؛ ﰲ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻹﺟﺒﺎرﻫﺎ ﻋﲆ وﺿﻊ ﺑﺮاﻣﺞ ﻋﻼﺟﻴﺔ ﻟﻠﻤﻮاﻃﻨني. ﺛﺎﻧﻴًﺎ :ﺗﺤﺎرب ﺿﺪ ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺪواء ،اﻟﺘﻲ ﺗﺪﱠﻋﻲ أﻧﻬﺎ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻟﻔﺮض أﺳﻌﺎر ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻋﲆ ﻣﻨﺘﺠﺎﺗﻬﺎ ﰲ اﻟﺪول اﻟﻨﺎﻣﻴﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﻤﻮﻳﻞ اﻷﺑﺤﺎث وﺗﻄﻮﻳﺮ أدوﻳﺔ ﺟﺪﻳﺪة ،ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﱠ ﺗﺘﺤﻘﻖ أن ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺪواء — ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺳﻨﺮى — ﺗﻨﻔﻖ ،ﻣﻦ إﺟﻤﺎﱄ ٥٥٠ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر أﻣﺮﻳﻜﻲ ﻛﺄرﺑﺎح ﺳﻨﻮﻳﺔ ﻋﺎملﻴﺔ ﻟﻬﺎ ،ﻋﲆ اﻟﺪﻋﺎﻳﺔ واﻷﻋﻤﺎل اﻹدارﻳﺔ ﺿﻌﻒ ﻣﺎ ﺗﻨﻔﻘﻪ ﻋﲆ اﻟﺒﺤﻮث واﻟﺘﻄﻮﻳﺮ .ﺛﺎﻟﺜًﺎ :ﻫﺬه ﻣﻨ ﱠ ﻈﻤﺔ ﻣﺤﻠﻴﺔ ،ﺗﺘﺄ ﱠﻟﻒ ﰲ ﻣﻌﻈﻤﻬﺎ ﻣﻦ ﻧﺴﺎء ﺳﻮد ﻳﻨﺘﻤني إﱃ ﺑﻠﺪات ﺗﻘﻮم ﺑﺄﻋﻤﺎل ﻣﻬﻤﺔ ﰲ ﻣﺠﺎل اﻟﻮﻗﺎﻳﺔ واﻟﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام اﻟﻌﻼج ﻋﲆ أرض اﻟﻮاﻗﻊ ،ﻟﻀﻤﺎن ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﻨﺎس ﺑﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﺘﺎح ،وﻛﻴﻔﻴﺔ وﻗﺎﻳﺔ أﻧﻔﺴﻬﻢ .أﺧريًا :ﺗﺤﺎرب املﻨﻈﻤﺔ اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﻳُﺮوﱢﺟﻮن املﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﺴﻮﻗﻬﺎ ﻣﺎﺗﻴﺎس راث وأﻣﺜﺎﻟﻪ. أﺧﺬ راث ﻋﲆ ﻋﺎﺗﻘﻪ إﻃﻼق ﺣﻤﻠﺔ ﺿﺨﻤﺔ ﺿﺪ ﻫﺬه اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ؛ ﻓﻴﻘﻮم ﺑﺘﻮزﻳﻊ ﻣﻮاد إﻋﻼﻧﻴﺔ ﺿﺪﻫﺎ ،ﺗﻘﻮل إن »أدوﻳﺔ ﺣﻤﻠﺔ ﺗﻄﺒﻴﻖ اﻟﻌﻼج ﺗﻘﺘﻠﻚ «.و»أوﻗﻔﻮا اﻹﺑﺎدة اﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ 202
ﺳﻴﻘﺎﺿﻴﻚ اﻟﻄﺒﻴﺐ اﻵن
ﺑﺎﻹﻳﺪز اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺎرﺳﻬﺎ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﴍﻛﺎت اﻟﺪواء اﻟﻜﱪى «.زاﻋﻤً ﺎ — ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺳﺘﺤﺰر اﻵن — أن ﺛﻤﺔ ﻣﺆاﻣﺮة دوﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﴍﻛﺎت اﻟﺪواء ﺗﻬﺪف إﱃ إﻃﺎﻟﺔ أزﻣﺔ ﻣﺮض اﻹﻳﺪز ﻟﺼﺎﻟﺢ زﻳﺎدة أرﺑﺎﺣﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل إﻋﻄﺎء أدوﻳﺔ ﺗﺠﻌﻞ املﺮﴇ أﺳﻮأ ً ﺣﺎﻻ .وﻻ ﺑﺪ أن ﺣﻤﻠﺔ ﺗﻄﺒﻴﻖ اﻟﻌﻼج ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻳﻤﴤ ﻃﺮح املﺆاﻣﺮة ،ﺟﺰءٌ ﻣﻦ ﻫﺬه املﺆاﻣﺮة؛ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻨﺘﻘﺪ ﻣﺎﺗﻴﺎس ُ ﺣﻤﻠﺔ ﺗﻄﺒﻴﻖ اﻟﻌﻼج راث .وﻣﺜﻠﻤﺎ أﻛﺘﺐ ﻋﻦ ﺑﺎﺗﺮﻳﻚ ﻫﻮﻟﻔﻮرد أو ﺟﻴﻠﻴﺎن ﻣﺎﻛﻴﺚ ،ﺗﺆﻳﺪ ِ اﻟﻌﺎدات اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ واﻟﺘﻐﺬﻳﺔ اﻟﺠﻴﺪة .ﻟﻜﻦ ﰲ املﻮاد اﻟﱰوﻳﺠﻴﺔ ﻟﺮاث ،ﺗُﻌﺘﱪ اﻟﺤﻤﻠﺔ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ ِ أﻓﺼﺤﺖ اﻟﺤﻤﻠﺔ إﺣﺪى ﺟﺒﻬﺎت ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺪواء ،ﺑﻤﻨﺰﻟﺔ »ﺣﺼﺎن ﻃﺮوادة« و»ﻛﻠﺒًﺎ ﻫﺎﺋﺠً ﺎ«. ً ﻛﺎﻣﻼ ﻋﻦ ﻣﺼﺎدر ﺗﻤﻮﻳﻠﻬﺎ وأﻧﺸﻄﺘﻬﺎ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﺸﻒ ﻋﻦ وﺟﻮد ﻋﻼﻗﺔ ﻛﻬﺬه؛ إﻓﺼﺎﺣً ﺎ ً ﰲ ﺣني ﻟﻢ ﻳﻘﺪﱢم راث أي دﻟﻴﻞ ﻳﺸري إﱃ ﻋﻜﺲ ذﻟﻚ ،ﺑﻞ ﺧﴪ ﻗﻀﻴﺔ ﺣﻮل ﻫﺬا املﻮﺿﻮع، ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﺼﻤﺖ ،ﺑﻞ إﻧﻪ ﻳُﻘﺪﱢم ﺧﺴﺎرﺗﻪ ﻟﻬﺬه اﻟﻘﻀﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻧﴫًا أﺣﺮزه. ﱢ ﻣﺆﺳﺲ ﺣﻤﻠﺔ ﺗﻄﺒﻴﻖ اﻟﻌﻼج رﺟﻞ اﺳﻤﻪ زاﻛﻲ أﺣﻤﺪ ،وﻫﻮ أﻗﺮب ﳾء أﻋﺮﻓﻪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ ﻧﻤﻮذج اﻟﺒﻄﻞ .ﻫﻮ ﺟﻨﻮب أﻓﺮﻳﻘﻲ ﻣﻠﻮﱠن ،وﻓﻖ ﺗﺴﻤﻴﺔ ﻧﻈﺎم اﻟﻔﺼﻞ اﻟﻌﻨﴫي اﻟﺬي ﻧﺸﺄ ﰲ ﻇﻼﻟﻪ .ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎن ﰲ اﻟﺮاﺑﻌﺔ ﻋﴩة ،ﺣﺎول أن ﻳﺤﺮق ﻣﺪرﺳﺘَﻪ ،ورﺑﻤﺎ َ ﻛﻨﺖ ﺳﺘﻔﻌﻞ أﻧﺖ اﻟﴚء ذاﺗﻪ ﰲ ﻇﺮوف ﻣﺸﺎ ِﺑﻬﺔُ . ﻓﻘﺒﺾ ﻋﻠﻴﻪ ُ وﺳﺠﻦ ﰲ ﻇﻞ اﻟﻨﻈﺎم اﻷﺑﻴﺾ اﻟﻌﻨﻴﻒ اﻟﻮﺣﴚ ﰲ ﺟﻨﻮب أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ،ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻳﺘﻀﻤﱠ ﻨﻪ ذﻟﻚ .ﻫﻮ ﻣﺜﲇ اﻟﺠﻨﺲ ً أﻳﻀﺎ ،وﻣﺼﺎب ﺑﻔريوس »إﺗﺶ آي ﰲ« ،ورﻓﺾ أن ﻳﺘﻨﺎول اﻷدوﻳﺔ املﻀﺎدة ﻟﻠﻔريوﺳﺎت اﻟﻘﻬﻘﺮﻳﺔ ﺣﺘﻰ ْ ﺻﺎرت ﻣﺘﻮاﻓﺮة ﻋﲆ ﻧﻄﺎق واﺳﻊ ﻟﻜ ﱢﻞ ﻣَ ﻦ ﻫﻢ ﺗﺤﺖ ﻣﻈﻠﺔ ﻧﻈﺎم اﻟﺮﻋﺎﻳﺔ اﻟﺼﺤﻴﺔ اﻟﻌﺎم، ﺣﺘﻰ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎن ﻋﲆ وﺷﻚ املﻮت ﺟﺮاء ﻣﺮض اﻹﻳﺪز ،وﺣﺘﻰ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﻮﺷﺪ ﺑﺸﻜﻞ ﺷﺨﴢ أن ﻳُﻨﻘِ ﺬ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﻗِ ﺒَﻞ ﻧﻴﻠﺴﻮن ﻣﺎﻧﺪﻳﻼ ،أﺣﺪ املﻨﺎﴏﻳﻦ ﻟﻸدوﻳﺔ املﻀﺎدة ﻟﻠﻔريوﺳﺎت اﻟﻘﻬﻘﺮﻳﺔ وﻟﻨﺸﺎط أﺣﻤﺪ. واﻵن ،ﻧﺄﺗﻲ أﺧريًا إﱃ أﺣ ﱢ ﻂ ﻧﻘﻄﺔ ﺑﻜﻞ ﺗﺄﻛﻴﺪ ﰲ ﻫﺬه اﻟﻘﺼﺔ ﺑﺮﻣﺘﻬﺎ ،ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ ﺣﺮﻛﺔ ﻣﺎﺗﻴﺎس راث ،ﻟﻜﻦ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ ﺣﺮﻛﺔ اﻟﻌﻼج اﻟﺒﺪﻳﻞ ﺣﻮل اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻛﻠﻪ. ﰲ ﻋﺎم ،٢٠٠٧ﰲ ﻇﻞ ازدﻫﺎر ﻋﺎم ﺿﺨﻢ ،وﰲ ﺿﻮء ﺗﻐﻄﻴﺔ إﻋﻼﻣﻴﺔ ﻫﺎﺋﻠﺔ ،ﻗﺪﱠم املﻮﻇﻒ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻟﺪى راث ،أﻧﻄﻮﻧﻲ ﺑﺮﻳﻨﻚ ،ﺷﻜﻮى رﺳﻤﻴﺔ ﺿﺪ زاﻛﻲ أﺣﻤﺪ ،رﺋﻴﺲ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺣﻤﻠﺔ ﺗﻄﺒﻴﻖ اﻟﻌﻼج .وﻟﻠﻐﺮاﺑﺔ ،ﻓﻘﺪ ﺑﻌﺚ ﺑﺸﻜﻮاه إﱃ املﺤﻜﻤﺔ اﻟﺠﻨﺎﺋﻴﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﰲ ﻻﻫﺎي ،ﻣﺘﱠﻬﻤً ﺎ أﺣﻤﺪ ﺑﺎرﺗﻜﺎب ﺟﺮاﺋﻢ إﺑﺎدة ﺟﻤﺎﻋﻴﺔ ﻹﻃﻼﻗﻪ ﺣﻤﻼت ﻧﺎﺟﺤﺔ ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﲆ أدوﻳﺔ ﻋﻼج ﻓريوس »إﺗﺶ آي ﰲ« ملﻮاﻃﻨﻲ ﺟﻨﻮب أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ. ﻳﺼﻌﺐ ﺗﻔﺴري ﻣﺪى ﻧﻔﻮذ »ﻣﻌﺎرﴈ ﻣﺮض اﻹﻳﺪز« ﰲ ﺟﻨﻮب أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ .إن ﺑﺮﻳﻨﻚ ﻣﺤﺎ ٍم ،رﺟﻞ ﻳﻤﺘﻠﻚ ﺻﺪاﻗﺎت ﻣﻬﻤﺔ ،وﻧُﴩت اﺗﻬﺎﻣﺎﺗﻪ ﰲ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم اﻹﺧﺒﺎرﻳﺔ اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ 203
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
— وﰲ ﺑﻌﺾ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم اﻟﺼﺤﻔﻴﺔ املﺜﻠﻴﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ — ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻗﺼﺔ إﺧﺒﺎرﻳﺔ ﺟﺎدة. وﻻ أﻋﺘﻘﺪ أن أﻳٍّﺎ ﻣﻦ أوﻟﺌﻚ اﻟﺼﺤﻔﻴني اﻟﺬﻳﻦ ﻛﺘﺒﻮا ﻋﻦ ﻫﺬا املﻮﺿﻮع ﻗﺪ ﻗﺮءوا اﺗﻬﺎﻣﺎت ﺑﺮﻳﻨﻚ إﱃ ﻧﻬﺎﻳﺘﻬﺎ. ُ ﻓﻌﻠﺖ. وﻟﻜﻨﻨﻲ ً ً ُ اﻟﺼﻔﺤﺎت اﻟﺴﺒﻊ واﻟﺨﻤﺴﻮن اﻷوﱃ ﻣﺎدة ﻣﺄﻟﻮﻓﺔ ﺣﻮل ﻣﻨﺎﻫﻀﺔ اﻷدوﻳﺔ ﺗﻘﺪﱢم و»ﻣﻌﺎرﴈ ﻣﺮض اﻹﻳﺪز« ،ﻟﻜﻦ ﰲ اﻟﺼﻔﺤﺔ اﻟﺜﺎﻣﻨﺔ واﻟﺨﻤﺴني ،ﺗﺘﺪﻫﻮر اﻷﻣﻮر ﻛﺜريًا ﰲ وﺛﻴﻘﺔ »اﻻﺗﻬﺎم« ﻫﺬه ﻓﺠﺄ ًة ﻟﺘﺘﺤﻮل إﱃ ﳾء أﻛﺜﺮ ﺳﻮءًا وﺟﻨﻮﻧًﺎ؛ إذ ﻳﻘﱰح ﺑﺮﻳﻨﻚ ﻣﺎ ﻳﻌﺘﻘﺪ أﻧﻪ ﺳﻴﻜﻮن اﻟﻌﻘﺎب املﻼﺋﻢ ﻟﺰاﻛﻲ .وﻷﻧﻨﻲ ﻻ أرﻏﺐ ﰲ أن أُﺗﱠﻬﻢ ﺑﺘﺤﺮﻳﺮ اﻟﻨﺼﻮص اﻧﺘﻘﺎﺋﻴٍّﺎ، ﺳﺄﻋﺮض ﻫﻨﺎ ﻟﻚ ذﻟﻚ اﻟﺠﺰء ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ،دون أي ﺗﺪﺧﻞ ﺗﺤﺮﻳﺮي ،ﺑﺤﻴﺚ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﺗﺮى وﺗﺴﺘﺸﻌﺮ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﺑﻨﻔﺴﻚ: اﻟﻌﻘﻮﺑﺔ اﻟﺠﻨﺎﺋﻴﺔ املﻨﺎﺳﺒﺔ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ إﱃ ﺣﺠﻢ وﻓﺪاﺣﺔ ﺟﺮﻳﻤﺔ أﺣﻤﺪ وﺿﻠﻮﻋﻪ اﻟﺠﻨﺎﺋﻲ املﺒﺎﴍ اﻟﺸﺨﴢ ﰲ »وﻓﺎة آﻻف اﻷﺷﺨﺎص« ،ﺑﺤﺴﺐ ﻋﺒﺎراﺗﻪ ﻫﻮ ،أﺗﴩﱠف ﺑﺘﻘﺪﻳﻢ ﻫﺬه اﻟﺸﻜﻮى ﻣﻊ واﻓﺮ اﻻﺣﱰام ﺑﻮﺟﻮب ﻓﺮض املﺤﻜﻤﺔ اﻟﺠﻨﺎﺋﻴﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ أﻗﴡ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﺑﻤﻮﺟﺐ املﺎدة ) ١–٧٧ب( ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن روﻣﺎ اﻷﺳﺎﳼ ،ﺗﺤﺪﻳﺪًا ﺳﺠﻨﻪ إﱃ اﻷﺑﺪ ﰲ ﻗﻔﺺ أﺑﻴﺾ ﺻﻐري ﻣﻦ اﻟﺼﻠﺐ واﻟﺨﺮﺳﺎﻧﺔ ،ﻣﻊ إﺿﺎءة ﻣﺼﺒﺎح ﻓﻠﻮرﺳﻨﺖ ﺷﺪﻳﺪ ُﺨﺮﺟﻪ ﺳﺠﱠ ﺎﻧﻮه إﻻ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻳﻮﻣﻴٍّﺎ ﰲ ﺣﺪﻳﻘﺔ اﻹﺿﺎءة ﻃﻮال اﻟﻮﻗﺖ ملﺮاﻗﺒﺘﻪ ،وﻻ ﻳ ِ اﻟﺴﺠﻦ ﻟﺰراﻋﺔ َﺧ ْﴬاوات ﻏﻨﻴﺔ ﺑﺎملﻮاد اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ ،وﻳﺸﻤﻞ ذﻟﻚ اﻷوﻗﺎت اﻟﺘﻲ ﺗُﻤﻄﺮ ﻓﻴﻬﺎ .وﺣﺘﻰ ﻳﺴﺪﱢد دﻳﻨﻪ إﱃ املﺠﺘﻤﻊ ،ﻋﻠﻴﻪ ﺗﻨﺎول أدوﻳﺔ »إﻳﻪ آر ﰲ« اﻟﺘﻲ ﻳﺰﻋﻢ وﺟﻮدﻫﺎ ﻳﻮﻣﻴٍّﺎ ﺗﺤﺖ إﴍاف ﻃﺒﻲ ﻟﺼﻴﻖ ﺑﺠﺮﻋﺎت ﻃﺒﻴﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ،ﺻﺒﺎﺣً ﺎ، وﻇﻬ ًﺮاً ، وﻟﻴﻼ ،دون اﻧﻘﻄﺎع ،ﻟﻠﺤﻴﻠﻮﻟﺔ دون ﺗﻈﺎﻫﺮه ﺑﺎﻟﺨﻀﻮع ﻟﻠﺪواء ،ﺑﻞ ﻳُﺪﻓﻊ ﺑﺎﻟﺪواء ،إذا ﻟﺰم اﻷﻣﺮ ،ﻋﱪ ﻣَ ِﺮﻳﺌﻪ ﺑﻌﺪ ﻓﺘﺤِ ِﻪ ﺑﺎﻟﻘﻮة ﺑﺈﺻﺒﻊ ،أو — إذا ﻋﺾ اﻹﺻﺒﻊ ورﻛﻞ وﴏخ أﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ — ﻳ َ ُﺤﻘﻦ ﺑﺎﻟﺪواء ﰲ ذراﻋﻪ ﺑﻌﺪ ﺗﻘﻴﻴﺪه ﰲ ﺣﺪاﺟﺔ ﺑﻘﻴﻮد ﺣﻮل ﻛﻌﺒﻴﻪ ،وﻣﻌﺼﻤﻴﻪ ورﻗﺒﺘﻪ ،إﱃ أن ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ اﻟﺤﺮﻛﺔ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ ،ﺣﺘﻰ ﻳﺠﺮي اﻟﺘﺨﻠﺺ ﻧﻬﺎﺋﻴٍّﺎ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﺒﻼء اﻷﻛﺜﺮ ﴍٍّا وﻣﻘﺘًﺎ وﺧﺒﺜًﺎ، واﻟﺒﻌﻴﺪ ﻛﻞ اﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ اﻟﻮازع اﻷﺧﻼﻗﻲ ،اﻟﺬي ﺣ ﱠﻞ ﺑﺎﻟﺠﻨﺲ اﻟﺒﴩي ،اﻟﺬي أﺻﺎب وﺳﻤﱠ ﻢ ﻣﻮاﻃﻨﻲ ﺟﻨﻮب أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ،ﻣﻌﻈﻤﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﺴﻮد ،وﻣﻌﻈﻤﻬﻢ ﻓﻘﺮاء ،ﻃﻮال 204
ﺳﻴﻘﺎﺿﻴﻚ اﻟﻄﺒﻴﺐ اﻵن
ﻣﺎ ﻳﻘﺮب ﻣﻦ ﻋَ ْﻘﺪ ﻣﻦ اﻟﺰﻣﺎن اﻵن ،ﻣﻨﺬ اﻟﻴﻮم اﻟﺬي ﻇﻬﺮ ﻓﻴﻪ ﻫﻮ وﺣﻤﻠﺔ ﺗﻄﺒﻴﻖ اﻟﻌﻼج ﰲ املﺸﻬﺪ. وﻗﻊ ﰲ ﻛﻴﺐ ﺗﺎون ،ﺟﻨﻮب أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ،ﰲ اﻷول ﻣﻦ ﻳﻨﺎﻳﺮ .٢٠٠٧
أﻧﻄﻮﻧﻲ ﺑﺮﻳﻨﻚ وو ِ ُﺻﻔﺖ اﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﻣﻦ ﻗِ ﺒَﻞ ﻣﺆﺳﺴﺔ راث ﺑﺄﻧﻬﺎ »ﺻﺤﻴﺤﺔ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ وﻃﺎل اﻧﺘﻈﺎرﻫﺎ«. ﻫﺬه اﻟﻘﺼﺔ ﻻ ﺗﺪور ﺣﻮل ﻣﺎﺗﻴﺎس راث ،أو أﻧﻄﻮﻧﻲ ﺑﺮﻳﻨﻚ ،أو زاﻛﻲ أﺣﻤﺪ ،أو ﺣﺘﻰ ﺟﻨﻮب أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ،ﺑﻞ ﺗﺪور ﺣﻮل اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻋﻤﻞ اﻷﻓﻜﺎر ،وﻛﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻘﻮﱢض ﻫﺬه اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ .ﻳﻨﺘﻘﺪ اﻷﻃﺒﺎءُ أﻃﺒﺎء آﺧﺮﻳﻦ ،وﻳﻨﺘﻘﺪ اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﻮن أﻛﺎدﻳﻤﻴني آﺧﺮﻳﻦ ،وﻳﻨﺘﻘﺪ ُ اﻟﺴﺎﺳﺔ ﺳﺎﺳﺔ آﺧﺮﻳﻦ .ﻫﺬا ﳾء ﻋﺎدي وﺻﺤﻲ ،وﻫﻜﺬا ﺗﺘﻄﻮر اﻷﻓﻜﺎر .إن ﻣﺎﺗﻴﺎس راث ﻣﻌﺎﻟِﺞ ﺑﺎﻟﻄﺐ اﻟﺒﺪﻳﻞُ ، ﺻﻨِﻊ ﰲ أوروﺑﺎ ،وﻫﻮ ﻳﺸﺒﻪ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ أﺻﺤﺎب اﻟﴩﻛﺎت اﻟﱪﻳﻄﺎﻧﻴني اﻟﺬﻳﻦ رأﻳﻨﺎﻫﻢ ﰲ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب .إﻧﻪ ﻳﻨﺘﻤﻲ إﱃ ﻋﺎ َﻟﻤﻬﻢ. وﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ املﻮاﻗﻒ املﺘﻄﺮﻓﺔ ﰲ ﻫﺬه اﻟﻘﻀﻴﺔ ،ﻟﻢ ﻳﻬُ ﺐﱠ أيﱡ ﻣﻌﺎﻟﺞ ﺑﺎﻟﻄﺐ اﻟﺒﺪﻳﻞ أو ﻣُﺨﺘَﺺ ﺗﻐﺬﻳﺔ واﺣﺪ ،ﰲ أيﱢ ﻣﻜﺎن ﰲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ،ﻟﻴﻨﻘﺪ وﻟﻮ ﺟﺎﻧﺐ واﺣﺪ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ أﻧﺸﻄﺔ ﻣﺎﺗﻴﺎس راث وزﻣﻼﺋﻪ .ﰲ اﻟﻮاﻗﻊ ،إن اﻷﻣﺮ أﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﻳﻜﻮن ﻋﻦ ذﻟﻚ؛ ﻓﺎﻻﺣﺘﻔﺎء ﺑﺮاث ﻣﺴﺘﻤ ﱞﺮ ُ ﺟﻠﺴﺖ ﰲ دﻫﺸﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ وأﻧﺎ أﺷﺎﻫﺪ ﺷﺨﺼﻴﺎت ﺑﺎرزة ﰲ ﺣﺮﻛﺔ اﻟﻌﻼج ﺣﺘﻰ اﻟﻴﻮم .ﻟﻘﺪ ﺑﺎﻟﻄﺐ اﻟﺒﺪﻳﻞ ﰲ املﻤﻠﻜﺔ املﺘﺤﺪة ﺗُﺜﻨﻲ ﻋﲆ ﻣﺎﺗﻴﺎس راث ﰲ ﻣﺤﺎﴐة ﻋﺎﻣﺔ )ﻫﺬه املﺤﺎﴐة ﻣﺴﺠﱠ ﻠﺔ ﻟﺪيﱠ ﺑﺎﻟﻔﻴﺪﻳﻮ ،ﺣﺎل وﺟﻮد أي ﺷﻚ ﰲ ذﻟﻚ( .وﻻ ﺗﺰال ﻣﻨﻈﻤﺎت اﻟﺼﺤﺔ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻣﺴﺘﻤﺮة ﰲ اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ راث .وﺗﻮاﺻﻞ ﻧﴩات املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ اﻟﱰوﻳﺞ ﻷﻋﻤﺎﻟﻪ .ودُﻋﻴ َِﺖ اﻟﺠﻤﻌﻴﺔ اﻟﱪﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ُملﺨﺘَﴢ اﻟﻌﻼج ﺑﺎﻟﺘﻐﺬﻳﺔ ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻖ ﻣﻦ ﻗِ ﺒَﻞ املﺪوﱢﻧني ،ﻟﻜﻨﻬﺎ َر ِ ﻓﻀﺖ اﻟﺪﻋﻮة .ﻓﻤﻌﻈﻢ ﻫﺆﻻء ﻋﻨﺪ ﺗﺤﺪﱢي ادﱢﻋﺎءاﺗﻬﻢ ﺳﻮف ﻳﻠﺠَ ﺌُﻮن ِ ﻟﻠﻤﺮاء واﻟﻨﻔﺎق؛ ﻓﺘﺠﺪﻫﻢ ﻳﻘﻮﻟﻮن» :آه ،ﻻ أﻋﺮف ﻛﺜريًا ﻋﻦ اﻷﻣﺮ ٍّ ﺣﻘﺎ «.وﻟﻦ ﻳﺘﻘﺪم ﺷﺨﺺ واﺣﺪ إﱃ اﻷﻣﺎم وﻳﻨﺸﻖ ﻋﻦ اﻟﺼﻒ. 205
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ْ أﺛﺒﺘﺖ ﺣﺮﻛﺔ اﻟﻌﻼج اﻟﺒﺪﻳﻞ ﺑﺄﻛﻤﻠﻬﺎ أﻧﻬﺎ ﻏري ﻗﺎدرة ﺑﺼﻮرة ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ ،وﻋﲆ ﻟﻘﺪ ﻧﺤﻮ ﺷﺪﻳﺪ اﻟﺨﻄﻮرة ،ﻋﲆ ﻋﻤﻞ ﺗﻘﻴﻴﻢ ذاﺗﻲ ﻧﻘﺪي ،ﻟﺪرﺟﺔ أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺣﺘﻰ أن ﺗﺘﻘﺪﱠم ﻟﺘﻮﺟﻴﻪ أي ْ درج ﻋﴩات اﻵﻻف ﻣﻦ ﻧﻘﺪ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺜﻞ ﺣﺎﻟﺔ راث؛ وﰲ ﻫﺬا اﻹﻃﺎر أ ُ ِ املﻤﺎرﺳني ،واﻟ ُﻜﺘﱠﺎب ،واملﺪﻳﺮﻳﻦ ،وﻏري ذﻟﻚ املﺰﻳﺪ .ﻫﻜﺬا ﺗﻔﺴﺪ اﻷﻓﻜﺎر إﱃ أﻗﴡ ﺣﺪﱟ .ﰲ ﺧﺎﺗﻤﺔ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ،اﻟﺘﻲ ُﻛ ْ ﺘﺒﺖ ﻗﺒﻞ أن أﺗﻤ ﱠﻜﻦ ﻣﻦ إدراج ﻫﺬا اﻟﻔﺼﻞ ،ﺳﻮف أدﻓﻊ ﺑﺄن املﺨﺎﻃﺮ اﻟﻜﱪى اﻟﺘﻲ ﺗﺸ ﱢﻜﻠﻬﺎ اﻷﻣﻮر اﻟﺘﻲ ﻧﺎﻗﺸﻨﺎﻫﺎ ﻫﻲ ﻣﺨﺎﻃﺮ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ وﻓﻜﺮﻳﺔ. رﺑﻤﺎ أﻛﻮن ﻣﺨﻄﺌًﺎ.
206
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺤﺎدي ﻋﴩ
ﴍ؟ ﻫﻞ اﻟﻄﺐ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي ﱞ إذن ،ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ ﻫﻲ ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﻌﻼج اﻟﺒﺪﻳﻞ .ﻳﻄﺮح ﻣﻤﺎرﺳﻮه ﻣﺰاﻋﻤﻬﻢ ﻣﺒﺎﴍة ﻋﲆ اﻟﻌﺎﻣﺔ؛ ﻟﺬا ﻳﺤ َ ﻣﺎل ﺛﻘﺎﰲ أﻛﱪ ،وﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻮن ﺣِ ﻴَﻞ اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ َ ﻧﻔﺴﻬﺎ املﺴﺘﺨﺪَﻣﺔ ﻈﻮْن ﺑﺮأس ٍ ﰲ ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺪواء — ﻣﺜﻠﻤﺎ رأﻳﻨﺎ — ﺗُﻌﺘﱪ اﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺎﺗﻬﻢ وأﺧﻄﺎؤﻫﻢ أﻛﺜﺮ وﺿﻮﺣً ﺎ؛ ﻟﺬا ﻳﺼﻠﺤﻮن ﻛﺄداة ﺗﻌﻠﻴﻢ ﻣﻼﺋﻤﺔ .واﻵن ،ﻣﺮة أﺧﺮى ،ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﺮﻓﻊ ﺳﻘﻒ اﻟﻠﻌﺒﺔ. ﰲ ﻫﺬا اﻟﻔﺼﻞ ﺳﻴﻜﻮن ﻋﻠﻴﻚ أن ﺗﺘﺴﺎﻣﻰ ً أﻳﻀﺎ ﻋﻦ ﻧﺮﺟﺴﻴﺘﻚ؛ ﻓﻠﻦ ﻧﺘﺤﺪﱠث ﻋﻦ أن املﻤﺎرس اﻟﻌﺎم اﻟﺨﺎص ﺑﻚ ﻳﻜﻮن ﻣﺘﴪﻋً ﺎ ﰲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن ،أو أن ﻃﺒﻴﺒﻚ اﻻﺳﺘﺸﺎري ِ ﻛﺎن ﻓ ٍّ ﻈﺎ ﻣﻌﻚ .ﻟﻦ ﻧﺘﺤﺪث ﻋﻦ أن أﺣﺪًا ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻣﺎ أﻟ ﱠﻢ ﺑﺮﻛﺒﺘﻚ ،وﻟﻦ ﻧﻨﺎﻗﺶ ﺣﺘﻰ اﻟﻔﱰة اﻟﺘﻲ اﺳﺘﻐﺮﻗﻬﺎ أﺣ ُﺪ اﻷﻃﺒﺎء ﰲ إﺳﺎءة ﺗﺸﺨﻴﺺ ﻣﺮض اﻟﴪﻃﺎن ﻟﺪى ﺟﺪﱢك، داع ﻟﺸﻬﻮر ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻗﺒﻞ أن ﻳُﻤﻨَﻰ ﺑﻮﻓﺎة ﻣﺆملﺔ ،دﻣﻮﻳﺔ ﻣﻬﻴﻨﺔ ﻻ ﻳﺴﺘﺤﻘﻬﺎ ﰲ َ ﻟﻴﻌﺎﻧﻲ دون ٍ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺣﻴﺎة ﻣﻔﻌﻤﺔ ﺑﺎﻟﺠﺪ واﻟﺤﺐ. ﺗﺤﺪُث أﺷﻴﺎء ﻣﺮﻳﻌﺔ ﰲ اﻟﻄﺐ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺠﺮي اﻷﻣﻮر ﻋﲆ ﻣﺎ ﻳﺮام ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺗﺠﺮي ﻋﲆ ﻏري ذﻟﻚ .وﻳﺘﻔﻖ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻋﲆ أﻧﻨﺎ ﻳﺠﺐ أن ﻧﻌﻤﻞ ﻋﲆ اﻟﺘﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ اﻷﺧﻄﺎء ،وﻳﺘﻔﻖ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻋﲆ أن اﻷﻃﺒﺎء ﻳﻜﻮﻧﻮن ﰲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن ﰲ ﻣﻨﺘﻬﻰ اﻟﺴﻮء .إذا ﺟﺬﺑﻚ ﻫﺬا املﻮﺿﻮع ،ﻓﺈذن أﺷﺠﻌﻚ ﻋﲆ ﴍاء أﺣﺪ اﻟﻜﺘﺐ اﻟﻌﺪﻳﺪة ﺣﻮل اﻟﺤَ ﻮْﻛﻤﺔ اﻹﻛﻠﻴﻨﻴﻜﻴﺔ .رﺑﻤﺎ ﻳﻜﻮن اﻷﻃﺒﺎء ﰲ ﻣﻨﺘﻬﻰ اﻟﻔﻈﺎﻋﺔ ،ورﺑﻤﺎ ﺗﻜﻮن اﻷﺧﻄﺎء ﻗﺎﺗﻠﺔ ،ﻟﻜﻦ اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﻄﺐ اﻟﻘﺎﺋﻢ ْ ﻟﻴﺴﺖ ﻛﺬﻟﻚ .ﻓﻤﺎ ﻣﺪى ﺟﻮدة أداﺋﻬﺎ؟ ﻋﲆ اﻷدﻟﺔ ُ ﻗﻴﺎﺳﻬﺎ ﻫﻮ إﱃ أي ﺣ ﱟﺪ ﺗﻌﺘﻤﺪ املﻤﺎرﺳﺔ اﻟﻄﺒﻴﺔ ﻋﲆ اﻷدﻟﺔ. أﺣﺪ اﻷﺷﻴﺎء اﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ً ﺳﻬﻼ؛ ﻓﻮﻓﻖ ﺣﺎﻟﺔ املﻌﺮﻓﺔ اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ،ﺗﺘﻀﻤﱠ ﻦ ﺣﻮاﱄ ﻧﺴﺒﺔ ١٣ﰲ املﺎﺋﺔ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﻟﻴﺲ ﻫﺬا »اﻟﻌﻼﺟﺎت« ً أدﻟﺔ وﺟﻴﻬﺔ ،ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻮﺟﺪ ﻧﺴﺒﺔ ٢١ﰲ املﺎﺋﺔ أﺧﺮى ﻣﻦ املﺮﺟﺢ أن ﺗﻜﻮن ﻣﻔﻴﺪ ًة. ﻻ ﻳﺒﺪو ﻫﺬا واﻋﺪًا ،ﻟﻜﻦ ﻳﺒﺪو أن اﻟﻌﻼﺟﺎت اﻷﻛﺜﺮ ﺷﻴﻮﻋً ﺎ ﺗﻤﻴﻞ إﱃ اﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﲆ ﻗﺎﻋﺪة أدﻟﺔ
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
أﻓﻀﻞ .ﺛﻤﺔ ﻃﺮﻳﻘﺔ أﺧﺮى ﰲ اﻟﻘﻴﺎس ﺗﺘﻤﺜﱠﻞ ﰲ ﺑﺤﺚ ﺣﺠﻢ »اﻟﻨﺸﺎط« اﻟﻄﺒﻲ اﻟﺬي ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﲆ اﻷدﻟﺔ ،وﻓﺤﺺ ﻣﺮﴇ ﻣﺘﺘﺎﻟني ،ﰲ ﻋﻴﺎدة ﺧﺎرﺟﻴﺔ ﰲ أﺣﺪ املﺴﺘﺸﻔﻴﺎت ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل ،وﻓﺤﺺ ﺗﺸﺨﻴﺼﻬﻢ ،وأي اﻟﻌﻼﺟﺎت ﺟﺮى ﱢ ﺗﻠﻘﻴﻬﺎ ،ﺛﻢ اﻟﺒﺤﺚ ﻓﻴﻤﺎ إذا ﻛﺎن ﻗﺮار اﻟﻌﻼج ﻗﺎﺋﻤً ﺎ ﻋﲆ اﻷدﻟﺔ .ﺗﻄﺮح ﻫﺬه اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻮاﻗﻌﻴﺔ رﻗﻤً ﺎ ذا ﻣﻌﻨًﻰ أﻛﺜﺮ؛ وﻗﺪ أُﺟﺮﻳﺖ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﺧﻼل اﻟﺘﺴﻌﻴﻨﻴﺎت ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﴩﻳﻦ ،واﺗﻀﺢ ،ﺑﻨﺎءً ﻋﲆ اﻟﺘﺨﺼﺺ ،أن ﻣﺎ ﺑني ٥٠و ٨٠ﰲ املﺎﺋﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﺸﺎط اﻟﻄﺒﻲ ﻛﻠﻪ »ﻗﺎﺋﻢ ﻋﲆ اﻷدﻟﺔ« .ﻻ ﺗﺰال ﻫﺬه ﻧﺴﺒﺔ ﻏري ﻋﻈﻴﻤﺔ ،وإذا ﻛﺎن ﻟﺪﻳﻚ أيﱡ أﻓﻜﺎر ﻋﻦ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﺤﺴﻴﻨﻬﺎ ،رﺟﺎءً اﻛﺘﺐ ﻋﻨﻬﺎ1 . ﺛﻤﺔ ﻣﻘﻴﺎس آﺧﺮ ﺟﻴﺪ ﻳﺘﻤﺜﱠﻞ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺤﺪث ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻻ ﺗﺴري اﻷﻣﻮر ﻋﲆ ﻣﺎ ﻳﺮام .رﺑﻤﺎ ﺗُﻌﺘﱪ دورﻳﺔ »ﺑﺮﻳﺘﺶ ﻣﻴﺪﻳﻜﺎل ﺟﻮرﻧﺎل« أﻫﻢ اﻟﺪورﻳﺎت اﻟﻄﺒﻴﺔ ﰲ املﻤﻠﻜﺔ املﺘﺤﺪة ،وﻗﺪ ﻧَ ْ ﴩت ﻣﺆﺧ ًﺮا اﻷوراق اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ اﻟﺜﻼث اﻷﻛﺜﺮ اﻧﺘﺸﺎ ًرا ﻣﻦ أرﺷﻴﻔﻬﺎ ﻟﻌﺎم ،٢٠٠٥وﻓﻖ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻨﺖ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻘﻴﻴﻢ ﻻﺳﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ ﻣﻦ ﻗِ ﺒَﻞ ُ ﻣﺮاﺟﻌﺔ ﺗﻀﻤﱠ ْ اﻟﻘ ﱠﺮاء ،وﻋﺪد املﺮات اﻟﺘﻲ أُﺣِ ﻴﻞ إﻟﻴﻬﺎ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ أﺑﺤﺎث أﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ أﺧﺮى ،إﻟﺦ .وﺗﺘﻀﻤﱠ ﻦ ﻛ ﱡﻞ واﺣﺪة ﻣﻦ ﻫﺬه اﻷوراق اﻟﺜﻼث ﻧﻘﺪًا ﻛﻤﻮﺿﻮع رﺋﻴﴘ ﻟﻬﺎ. إﻣﺎ ﻟﺪواء ،أو ﴍﻛﺔ دواء ،أو ﻧﺸﺎط ﻃﺒﻲ ٍ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻧﺴﺘﻌﺮﺿﻬﺎ ﴎﻳﻌً ﺎ؛ ﺣﺘﻰ ﻳﻤﻜﻨﻚ أن ﺗﺮى ﺑﻨﻔﺴﻚ ﻣﺪى ارﺗﺒﺎط اﻷوراق ً ً أﻫﻤﻴﺔ ،ﺑﺎﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺗﻚ .ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻮرﻗﺔ أﻫﻤﻴﺔ املﺴﺘﻘﺎة ﻣﻦ أﻛﺜﺮ اﻟﺪورﻳﺎت اﻟﻄﺒﻴﺔ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ اﻷﻛﺜﺮ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﱠ ْ ﺣﻘ ْ أﻇﻬﺮت أن املﺮﴇ ﻗﺪ ﻘﺖ ﻣﺮﻛﺰ اﻟﺼﺪارة ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ دراﺳﺔ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺗﻌ ﱠﺮﺿﻮا ﻟﻨﺴﺒﺔ أﻋﲆ ﻣﻦ ﺧﻄﺮ اﻟﻨﻮﺑﺎت اﻟﻘﻠﺒﻴﺔ؛ إذ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺘﻨﺎوﻟﻮن أدوﻳﺔ روﻓﻴﻜﻮﻛﺴﻴﺐ )ﻓﻴﻮﻛﺲ( ،أو دﻛﻠﻮﻓﻴﻨﺎك ،أو أﻳﺒﻮﺑﺮوﻓني .وﺟﺎءت ﰲ املﺮﻛﺰ اﻟﺜﺎﻧﻲ ورﻗﺔ ﺑﺤﺜﻴﺔ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﺗﺤﻠﻴﻞ ﻣﺎوراﺋﻲ ﱠ ﻣﻮﺳﻊ ﺣﻮل ﺑﻴﺎﻧﺎت ﴍﻛﺎت اﻟﺪواء ،ﻟﻢ ﺗُﻈﻬﺮ أي دﻟﻴﻞ ﻋﲆ أن أدوﻳﺔ »إس ً وﺟﺪت ً ْ ﺿﻌﻴﻔﺎ ﻋﲆ دﻟﻴﻼ إس آر آي« املﻀﺎدة ﻟﻼﻛﺘﺌﺎب ﺗﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﻣﺨﺎﻃﺮ اﻻﻧﺘﺤﺎر ،إﻻ أﻧﻬﺎ ٌ زﻳﺎدة ﺧﻄﺮ إﻳﺬاء اﻟﺬات اﻟﻌﻤﺪي .ﰲ املﺮﻛﺰ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﺟﺎءت ﻣﺮاﺟﻌﺔ ﺑﺤﺜﻴﺔ ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ أﻇﻬﺮت »ارﺗﺒﺎ ً ﻃﺎ« ﺑني ﻣﺤﺎوﻻت اﻻﻧﺘﺤﺎر واﺳﺘﺨﺪام أدوﻳﺔ »إس إس آر آي« ،وﺳ ﱠﻠﻄﺖ اﻟﻀﻮء ﺑﺸﻜﻞ ﻧﻘﺪي ﻋﲆ ﺑﻌﺾ أوﺟﻪ اﻟﻘﺼﻮر وﻋﺪم اﻟﺪﻗﺔ ﰲ ﺑﻴﺎن ﺣﺎﻻت اﻻﻧﺘﺤﺎر ﰲ اﻟﺘﺠﺎرب اﻹﻛﻠﻴﻨﻴﻜﻴﺔ. ﻫﺬا ﺗﻘﻴﻴﻢ ذاﺗﻲ ﻧﻘﺪي ،وﻫﻮ ﺻﺤﻲ ﺟﺪٍّا ،ﻟﻜﻦ ﺳﺘﻼﺣﻆ ﺷﻴﺌًﺎ آﺧﺮ :ﺗﺪور ﻫﺬه َ ُ اﻟﺪراﺳﺎت ﺟﻤﻴﻌً ﺎ ﺣﻮل ﺳﻴﺎﻗﺎت ﺣَ ﺠَ ْ اﻷدﻟﺔ ﻓﻴﻬﺎ .ﻛﻴﻒ ﻳﺤﺪث ﴍﻛﺎت اﻟﺪواء ﺒﺖ أو ﺷﻮﱠﻫﺖ ﻫﺬا؟ 208
ﻫﻞ اﻟﻄﺐ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي ﴍﱞ ؟
) (1ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺪواء ُﺧ َﺪ ُع اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﻨﻨﺎﻗﺸﻬﺎ ﰲ ﻫﺬا اﻟﻔﺼﻞ رﺑﻤﺎ ﺗﻜﻮن أﻛﺜﺮ ﺗﻌﻘﻴﺪًا ﻣﻦ ﻣﻌﻈﻢ اﻷﺷﻴﺎء اﻟﻮاردة ﰲ اﻟﻜﺘﺎب؛ ﻷﻧﻨﺎ ﺳﻨﻘﺪﱢم اﻧﺘﻘﺎدات ﻓﻨﻴﺔ ﻟﻸدﺑﻴﺎت املﻬﻨﻴﺔ ﻟﻠﺼﻨﺎﻋﺔ .ﻣﻦ اﻷﻣﻮر املﺤﻤﻮدة أن ﴍﻛﺎت اﻟﺪواء ﻻ ﺗﻌﻠﻦ ﻋﻦ ﻣﻨﺘﺠﺎﺗﻬﺎ ﻣﺒﺎﴍ ًة ﻟﻠﻌﺎﻣﺔ ﰲ املﻤﻠﻜﺔ املﺘﺤﺪة — ﰲ أﻣﺮﻳﻜﺎ ﻳﺠﺪ املﺮء إﻋﻼﻧﺎت ﻋﻦ أﻗﺮاص اﻟﻘﻠﻖ ﻟﻠﻜﻼب — ﻟﺬا ﻧﺤ ﱢﻠﻞ ُ اﻟﺨﺪَع اﻟﺘﻲ ﻳﻤﺎرﺳﻮﻧﻬﺎ وﺿﻊ أﻓﻀﻞ ً ﻗﻠﻴﻼ ﻹﺛﺒﺎت ادﱢﻋﺎءاﺗﻬﻢ .وﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ أن ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻣﻊ اﻷﻃﺒﺎء ،وﻫﻮ ﺟﻤﻬﻮر ﰲ ٍ أوﻻ إﱃ ﺧﻠﻔﻴ ٍﺔ ﻣﺎ ﺣﻮل ﻛﻴﻔﻴﺔ ﻇﻬﻮر ﱠ ﻧﺸري ً ﻋﻘﺎر ﻣﺎ ﰲ اﻟﺴﻮق .ﻫﺬا أﻣﺮ ﺳﻴُﺪ ﱠرس ﻟﻚ ﰲ ً رﺋﻴﺴﺎ ﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﻌﺎ َﻟﻢ املﻮﺣﱠ ﺪة. املﺪرﺳﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ أُﺻﺒﺢ ﻳُﻌﺘﱪ ﻓﻬﻢ ﻫﺬه اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻣﻬﻤٍّ ﺎ ﻟﺴﺒﺐ واﺿﺢ ﺟﺪٍّا .ﻳﺒﺪو ﱄ أن اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﻷﻓﻜﺎر اﻟﻐﺮﻳﺒﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻤﺘﻠﻜﻬﺎ اﻟﻨﺎس ﺣﻴﺎل اﻟﻄﺐ ﺗﻌﻮد إﱃ ﴏاع ﻋﺎﻃﻔﻲ ﻣﻊ ﻓﻜﺮة وﺟﻮد ﺻﻨﺎﻋﺔ دواء ﻣﻦ اﻷﺳﺎس .ﻓﻤﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﻧﺘﻤﺎءاﺗﻨﺎ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ،ﻳﻌﺘﱪ اﻟﺠﻤﻴﻊ اﺷﱰاﻛﻴني ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻌ ﱠﻠﻖ اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﺮﻋﺎﻳﺔ اﻟﺼﺤﻴﺔ؛ ﻓﻨﺤﻦ ﺟﻤﻴﻌً ﺎ ﻧﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﻘﻠﻖ ﻣﻦ أن ﺗﻠﻌﺐ اﻷرﺑﺎح أيﱠ دور ﰲ ِﻣﻬَ ﻦ اﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ،ﻟﻜﻦ ذﻟﻚ اﻟﺸﻌﻮر ﻻ ﻳُﻔﴤ إﱃ ﳾء .إن ﴍﻛﺎت اﻟﺪواء اﻟﻜﱪى ﴍﱞ .أواﻓﻖ ﻋﲆ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﻜﺮة ،ﻟﻜﻦ ﻷن اﻟﻨﺎس ﻻ ﻳﻔﻬﻤﻮن ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ »ﻛﻴﻒ« ﺗﻜﻮن ﴍﻛﺎت اﻟﺪواء اﻟﻜﱪى ﴍٍّا ،ﻳﻨﺤﺮف ﻏﻀﺒﻬﻢ وﺳﺨﻄﻬﻢ ﺑﻌﻴﺪًا ﻋﻦ اﻟﻨﻘﺪ اﻟﺴﻠﻴﻢ — ﻛ َﺪوْرﻫﺎ ﰲ ﺗﺸﻮﻳﻪ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت، ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل ،أو ﺣﺠﺐ أدوﻳﺔ ﺗﻨﻘﺬ اﻟﺤﻴﺎة ﻣﻦ ﺑﺮاﺛﻦ ﻣﺮض اﻹﻳﺪز ﻋﻦ اﻟﻌﺎ َﻟﻢ اﻟﻨﺎﻣﻲ — وﻳُﻌَ ﱠﱪ ﻋﻦ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺧﻴﺎﻻت ﻃﻔﻮﻟﻴﺔ .ﺛﻤﺔ اﺳﺘﺪﻻل ﻣﻨﻄﻘﻲ ﻳﻘﻮل» :ﴍﻛﺎت اﻟﺜﻼﺛﻲ اﻟﺪواء اﻟﻜﱪى ﴍﱞ ؛ وﻣِﻦ ﺛ َ ﱠﻢ ﻓﺈن املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ﺗُﺠﺪِي ﻧﻔﻌً ﺎ ،ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺴﺒﱢﺐ اﻟﺘﻄﻌﻴ ُﻢ ﱡ اﻟﺘﻮﺣﱡ ﺪَ «.رﺑﻤﺎ ﻻ ﻳُﻌَ ﱡﺪ ﻫﺬا ﻣﻔﻴﺪًا. ُ ﺛﺎﻟﺚ أﻛﺜﺮ ﻧﺸﺎط ﻣﺮﺑﺢ ﺑﻌﺪ ﻧﺸﺎ َ َ ﻃ ِﻲ ﰲ املﻤﻠﻜﺔ املﺘﺤﺪة ،ﺻﺎرت ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺪواء اﻟﺘﻤﻮﻳﻞ واﻟﺴﻴﺎﺣﺔ؛ وﺗﻠﻚ اﻷﺧرية ﺗُﻌَ ﱡﺪ ﻣﻔﺎﺟﺄة إذا َ ﻛﻨﺖ ﺗﻌﻴﺶ ﻫﻨﺎ .ﻓﻨﺤﻦ ﻧﻨﻔﻖ ٧ﻣﻠﻴﺎرات اﺳﱰﻟﻴﻨﻲ ﺳﻨﻮﻳٍّﺎ ﻋﲆ اﻷدوﻳﺔ اﻟﺼﻴﺪﻻﻧﻴﺔ ،وﻳﺬﻫﺐ ٨٠ﰲ املﺎﺋﺔ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻌﺎﺋﺪ إﱃ اﻷدوﻳﺔ اﻟﺤﺎﺻﻠﺔ ﻋﲆ ﺑﺮاءات اﺧﱰاع ،وﻫﻲ أدوﻳﺔ أ ُ ْ ﻧﺘﺠﺖ ﰲ اﻟﺴﻨﻮات اﻟﻌﴩ اﻷﺧرية .وﺗﺒﻠﻎ ﻗﻴﻤﺔ اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﻋﺎملﻴٍّﺎ ﺣﻮاﱄ ١٥٠ﻣﻠﻴﺎر ﺟﻨﻴﻪ اﺳﱰﻟﻴﻨﻲ. ﻳﻨﺘﻤﻲ اﻟﻨﺎس إﱃ ﻣﺸﺎرب ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﻟﻜﻦ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﴩﻛﺎت ﺗﺴﺘﻬﺪف ﺗﻌﻈﻴﻢ أرﺑﺎﺣﻬﺎ، وﻫﻮ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺘﻮاﻓﻖ ﰲ اﻟﻐﺎﻟﺐ ﻣﻊ ﻓﻜﺮة رﻋﺎﻳﺔ اﻟﻨﺎس .ﻳﺄﺗﻲ ﻣﺜﺎل ﻣﺘﻄﺮف ﻋﲆ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل ذﻛﺮت ﻋﲆ ﻧﺤﻮ ﻋﺎﺑﺮ ،ﱢ ُ ﺗﻮﺿﺢ ﴍﻛﺎت اﻟﺪواء أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﻣﻨﺢ ﻣﺮض اﻹﻳﺪز .ﻣﺜﻠﻤﺎ 209
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ﺗﺮﺧﻴﺺ أدوﻳﺔ اﻹﻳﺪز ﻟﺪول اﻟﻌﺎ َﻟﻢ اﻟﻨﺎﻣﻲ؛ ﻧﻈ ًﺮا ﻻﺣﺘﻴﺎﺟﻬﺎ إﱃ املﺎل اﻟﻌﺎﺋﺪ ﻣﻦ املﺒﻴﻌﺎت ﻣﻦ أﺟﻞ أﻏﺮاض اﻟﺒﺤﻮث واﻟﺘﻄﻮﻳﺮ .ﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﻣﺒﻴﻌﺎت اﻟﴩﻛﺎت اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ اﻟﻜﱪى اﻟﺘﻲ ﻳﺒﻠﻎ ﺣﺠﻤﻬﺎ ٢٠٠ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر ،ﺗﻨﻔﻖ ﻫﺬه اﻟﴩﻛﺎت ﻣﺎ ﻻ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﲆ ١٤ﰲ املﺎﺋﺔ ﻓﻘﻂ ﻋﲆ ً ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻨﺴﺒﺔ ٣١ﰲ املﺎﺋﺔ ﻋﲆ اﻟﺘﺴﻮﻳﻖ واﻟﺠﻮاﻧﺐ اﻹدارﻳﺔ. اﻟﺒﺤﻮث واﻟﺘﻄﻮﻳﺮ، ً ﺗﺤﺪﱢد اﻟﴩﻛﺎت ً اﺳﺘﻐﻼﻻ .ﻓﺒﻤﺠﺮد ﻇﻬﻮر ﺑﻄﺮق ﻗﺪ ﺗﺮى ﻓﻴﻬﺎ أﻳﻀﺎ أﺳﻌﺎر ﻣﻨﺘﺠﺎﺗﻬﺎ ٍ اﻟﺪواء ﰲ اﻟﺴﻮق ،ﻳﻈﻞ اﻟﺪواء ﺧﺎﺿﻌً ﺎ ﻟﺤﻘﻮق »ﺑﺮاءة اﻻﺧﱰاع« ﻣﺪة ﻋﴩ ﺳﻨﻮات ،وﺗﺼﺒﺢ اﻟﴩﻛﺔ ﻫﻲ اﻟﺠﻬﺔ اﻟﻮﺣﻴﺪة املﺴﻤﻮح ﻟﻬﺎ ﺑﺼﻨﺎﻋﺔ اﻟﺪواء دون ﻏريﻫﺎ .ﻳُﻌﺘﱪ »ﻟﻮراﺗﺎدﻳﻦ«، اﻟﺬي ﺗﻨﺘﺠﻪ ﴍﻛﺔ ﴍﻳﻨﺞ-ﺑﻼو ،دواءً ﻓﻌﱠ ًﺎﻻ ﻣﻀﺎدٍّا ﻟﻠﻬﻴﺴﺘﺎﻣني ﻻ ﻳﺘﺴﺒﺐ ﰲ اﻷﺛﺮ اﻟﺠﺎﻧﺒﻲ املﺰﻋﺞ املﺘﻤﺜﻞ ﰲ اﻟﺨﻤﻮل اﻟﺬي ﺗﺘﺴﺒﱠﺐ ﻓﻴﻪ ﻣﻀﺎدات اﻟﻬﻴﺴﺘﺎﻣني .وﻗﺪ ﻇ ﱠﻞ ﻋﻼﺟً ﺎ ﻓﺮﻳﺪًا ﻟﻔﱰة ﻣﻦ اﻟﻮﻗﺖ ،وﻋﻠﻴﻪ َ ﻃ َﻠﺐٌ ﻣﺮﺗﻔﻊ .وﻗﺒﻞ أن ﺗﻨﺘﻬﻲ ﻓﱰة ﺑﺮاءة اﻻﺧﱰاعُ ،رﻓِﻊ ﺛﻤﻦ اﻟﺪواء ﺛﻼث ﻋﴩة ﻣﺮة ﺧﻼل ﺧﻤﺲ ﺳﻨﻮات ﻓﻘﻂ؛ ﺣﻴﺚ زاد اﻟﺴﻌﺮ ﺑﺄﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٥٠ﰲ املﺎﺋﺔ .رﺑﻤﺎ ﻳﻨﻈﺮ اﻟﺒﻌﺾ إﱃ ذﻟﻚ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ﺗﺮﺑﱡﺤً ﺎ. ﻟﻜﻦ ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺪواء ﰲ ﻣﺄزق ً أﻳﻀﺎ ﺣﺎﻟﻴٍّﺎ؛ ﻓﻘﺪ وﺻﻞ اﻟﻌﴫ اﻟﺬﻫﺒﻲ ﻟﻠﻄﺐ إﱃ ﻣﺤﻄﺔ ﱡ ﺗﻮﻗﻒ — ﻣﺜﻠﻤﺎ ذﻛﺮﻧﺎ — وﺗﻀﺎءل ﻋﺪد اﻷدوﻳﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة ،أو »اﻟﻜﻴﺎﻧﺎت اﻟﺠﺰﻳﺌﻴﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة«، املﺴﺠﱠ ﻠﺔ ﻣﻦ ﺧﻤﺴني دواءً ﺳﻨﻮﻳٍّﺎ ﰲ ﺗﺴﻌﻴﻨﻴﺎت اﻟﻘﺮن اﻟﻌﴩﻳﻦ إﱃ ﺣﻮاﱄ ﻋﴩﻳﻦ دواءً ﺣﺎﻟﻴٍّﺎ .ﰲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ،ﺗﺼﺎﻋﺪ ﻋﺪد »اﻷدوﻳﺔ املﻘ ﱠﻠﺪة« ،ﻟﻴﺸ ﱢﻜﻞ ﻧﺼﻒ ﻋﺪد اﻷدوﻳﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة ً إﺟﻤﺎﻻ. ً ﻋﺎﻣﻼ ﺣﺘﻤﻴٍّﺎ ﰲ اﻟﺴﻮق؛ وﻫﻲ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﻧ ُ َﺴﺦ ﻣﻦ اﻷدوﻳﺔ ﺗُﻌﺘﱪ اﻷدوﻳﺔ املﻘ ﱠﻠﺪة املﺘﻮاﻓﺮة ﰲ اﻟﺴﻮق ،ﺗُﺼﻨﱢﻌﻬﺎ ﴍﻛﺔ أﺧﺮى ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺑﻤﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﻟﺠﻌﻞ املﺼﻨﻊ اﻷﺻﲇ ً ﻫﺎﺋﻼ ﻹﻧﺘﺎﺟﻬﺎ، ﻗﺎد ًرا ﻋﲆ أن ﻳﺪﱠﻋﻲ ﻣﻠﻜﻴﺔ ﺑﺮاءة اﺧﱰاﻋﻬﺎ .ﺗﺘﻄ ﱠﻠﺐ ﻫﺬه اﻷدوﻳﺔ ﻣﺠﻬﻮدًا وﺗﺤﺘﺎج إﱃ اﺧﺘﺒﺎرﻫﺎ )ﻋﲆ ﻣﺸﺎرﻛني ﻣﻦ اﻟﺒﴩ ،ﰲ ﻇﻞ ﺟﻤﻴﻊ اﻷﺧﻄﺎر املﺼﺎﺣﺒﺔ( وﺗﺠﺮﺑﺘﻬﺎ ،وﺗﻄﻮﻳﺮﻫﺎ ،وﺗﺴﻮﻳﻘﻬﺎ ﻣﺜﻞ أي ﱠ ﱢ ﺗﺤﻘﻖ ﻫﺬه ﻋﻘﺎر ﺟﺪﻳﺪ .ﰲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن اﻷدوﻳﺔ ﻓﻮاﺋﺪ ﻣﺘﻮاﺿﻌﺔ )ﻧﻈﺎم ﺟﺮﻋﺎت ﻣﺮﻳﺢ أﻛﺜﺮ ،ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل( ،ﻟﻜﻦ ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺸﺎق اﻟﺬي ﻳﺘﺨ ﱠﻠﻠﻪ إﻧﺘﺎج ﻫﺬه اﻷدوﻳﺔ ،ﻻ ﺗﻤﺜﱢﻞ ﻫﺬه اﻷدوﻳﺔ ﻓﺘﺤً ﺎ ﻋﻠﻤﻴٍّﺎ ﻛﺒريًا ﰲ ﻣﺠﺎل اﻟﺼﺤﺔ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم ،ﺑﻞ ﻓﺘﺤً ﺎ ﰲ ﺟﻠﺐ اﻷﻣﻮال ﻓﻘﻂ .ﻣﻦ أﻳﻦ ﺗﺄﺗﻲ ﻛﻞ ﻫﺬه اﻷدوﻳﺔ؟
210
ﻫﻞ اﻟﻄﺐ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي ﴍﱞ ؟
) (1-1رﺣﻠﺔ ﱠ ﻋﻘﺎر ﺑﺎدئ ذي ﺑﺪء ،ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ وﺟﻮد ﻓﻜﺮة ﱠ ﻋﻘﺎر .ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺄﺗﻲ ذﻟﻚ ﻣﻦ أي ﻋﺪد ﻣﻦ اﻷﻣﺎﻛﻦ: ﺟﺰيء ﰲ ﻧﺒﺎت؛ أﺣﺪ املﺴﺘﻘﺒﻼت ﰲ اﻟﺠﺴﺪ اﻟﺘﻲ ﻳﻌﺘﻘﺪ املﺮء أن ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻪ ﺑﻨﺎء أﺣﺪ اﻟﺠﺰﻳﺌﺎت ﺳﻄﺢ ﻟﻠﺘﻮاﺻﻞ ﻣﻌﻪ؛ دواء ﻗﺪﻳﻢ ﺣﺎول املﺮء اﻟﺘﻼﻋﺐ ﻓﻴﻪ ﺑﺈدﺧﺎل ﺑﻌﺾ اﻟﺘﻌﺪﻳﻼت ﻹﻗﺎﻣﺔ ٍ ﻋﻠﻴﻪ ،إﻟﺦ .ﻫﺬا اﻟﺠﺰء ﻣﻦ اﻟﻘﺼﺔ ﺷﺎﺋﻖ ﺟﺪٍّا ،وأُوﴆ ﺑﺎﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ درﺟﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻓﻴﻪ. ﱢ ﺳﻴﺤﻘﻖ رﻳﺎد ًة ﰲ اﻟﺴﻮق ،ﻳُﺠﺮي ﻋﻠﻴﻪ اﺧﺘﺒﺎ ًرا ﻋﲆ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻌﺘﻘﺪ اﻟﺒﺎﺣﺚ أن ﻟﺪﻳﻪ ﺟﺰﻳﺌًﺎ اﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت؛ ﻟريى إذا ﻛﺎن ﺳﻴُﻔﻠﺢ ﰲ ﻋﻼج أيﱟ ﻣﻤﺎ ﻛﺎن ﻳﻈﻦ اﻟﺒﺎﺣﺚ أﻧﻪ ﻳﻌﺎﻟﺠﻪ )وﻟريى إذا ﻛﺎن ﻳﻘﺘﻞ ﺣﻴﻮاﻧﺎت اﻟﺘﺠﺎرب أم ﻻ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ(. ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﱢ ﻳﻨﻔﺬ اﻟﺒﺎﺣﺚ املﺮﺣﻠﺔ )أ( ،وﻫﻲ اﻟﺘﻮﺳﻊ ﺑﺎﻟﺪراﺳﺎت ﻟﺘﺸﻤﻞ اﻟﺒﴩَ ﻷول ﻣﺮة ﻟﺘُﺠ َﺮى ﻋﲆ ﻋﺪد ﺻﻐري ﻣﻦ اﻟﺸﺒﺎب اﻟﺸﺠﺎع ،اﻟﺬي ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﺎﻟﺼﺤﺔ ،وﻳﺤﺘﺎج إﱃ املﺎلً ، أوﻻ ً وأﻳﻀﺎ ﻟﻘﻴﺎس اﻷﺷﻴﺎء اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻣﺜﻞ ﻣﺪى ﴎﻋﺔ إﻓﺮاز ﻻﺧﺘﺒﺎر ﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﺪواء ﻳﻘﺘﻠﻬﻢ، ﴪ ﻋﲆ ﻣﺎ ﻳُﺮام ﻋﲆ اﻹﻃﻼق ﰲ اﺧﺘﺒﺎرات اﻟﺪواء ﻣﻦ اﻟﺠﺴﺪ )ﻫﺬه ﻫﻲ املﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗَ ِ ْ دواء »ﺗﻲ ﺟﻲ إن «١٤١٢ﰲ ﻋﺎم ٢٠٠٦؛ إذ ﺗﴬﱠ ر اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﻟﺸﺒﺎب ﻋﲆ ﻧﺤﻮ ﺑﺎﻟﻎ( .إذا ﻣﺨﺘﱪًا ﱠ ْ اﻟﻌﻘﺎر ﻋﲆ ﺑﻀﻊ ﻧﺠﺤﺖ ﻫﺬه املﺮﺣﻠﺔ ،ﻳﻨﺘﻘﻞ اﻟﺒﺎﺣﺚ إﱃ املﺮﺣﻠﺔ )ب( ﰲ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ، ِ ﻣﺌﺎت ﻣﻦ اﻷﺷﺨﺎص املﺼﺎﺑني ﺑﺎملﺮض ذي اﻟﺼﻠﺔ ،ﺑﺎﻋﺘﺒﺎر ذﻟﻚ »إﺛﺒﺎﺗًﺎ ﻟﺼﺤﺔ املﻔﻬﻮم«؛ ﻟﻠﺘﻮﺻﻞ ﻟﻠﺠﺮﻋﺔ املﺤﺪدة ،وﻟﻠﻨﻈﺮ ﻓﻴﻤﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﺪواء ﻓﻌﱠ ًﺎﻻ أم ﻻ .وﻻ ﺗﺘﻤﻜﻦ »اﻟﻜﺜري« ﻣﻦ اﻷدوﻳﺔ ﻣﻦ ﺗﺨ ﱢ ﻄﻲ ﻫﺬه املﺮﺣﻠﺔ ،وﻫﻮ أﻣ ٌﺮ ﻣَ ِﺸني ،ﺑﻤﺎ أن ﻫﺬا ﻻ ﻳُﻌﺘﱪ ﻣﴩوﻋً ﺎ ﻋﻠﻤﻴٍّﺎ ﰲ اﻟﺸﻬﺎدة اﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ؛ ﻓﺘﻘﺪﻳﻢ دواء ﺟﺪﻳﺪ ﻟﻠﺴﻮق ﻳﺘﻜ ﱠﻠﻒ ﺣﻮاﱄ ٥٠٠ﻣﻠﻴﻮن دوﻻر أﻣﺮﻳﻜﻲ ً إﺟﻤﺎﻻ. ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻳﻨﺘﻘﻞ اﻟﺒﺎﺣﺚ إﱃ املﺮﺣﻠﺔ )ﺟ( ،ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام اﻟﻌﻼج ﻋﲆ ﻣﺌﺎت أو آﻻف املﺮﴇ، املﻮ ﱠزﻋني ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺸﻮاﺋﻲ ،وﻻ ﻳﻌﺮﻓﻮن ﺑﺘﻨﺎوﻟﻬﻢ اﻟﺪواء ،ﻣﻊ ﻣﻘﺎرﻧﺔ أﺛﺮ اﻟﺪواء ﻣﻊ ﻋﻼج وﻫﻤﻲ ،أو ﻋﻼج ﺷﺒﻴﻪ ،وﺟﻤﻊ ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ﺣﻮل ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ وأﻣﺎن اﻟﺪواء .رﺑﻤﺎ ﻳﺤﺘﺎج اﻟﺒﺎﺣﺚ ﻹﺟﺮاء ﺑﻀﻊ اﺧﺘﺒﺎرات ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ ذﻟﻚ ،ﺛﻢ ﻳﺘﻘﺪﱠم ﺑﻄﻠﺐ ﺗﺮﺧﻴﺺ ﺑﻴﻊ اﻟﺪواء .وﺑﻌﺪ ﻇﻬﻮر اﻟﺪواء ﰲ اﻟﺴﻮق ،ﻳﺠﺐ إﺟﺮاء املﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﺠﺎرب ،وﺳﻴُﺠﺮي أﺷﺨﺎص آﺧﺮون ﱠ ﻋﲆ اﻷرﺟﺢ ﺗﺠﺎرب ودراﺳﺎت أﺧﺮى ﻋﲆ اﻟﺪواء ً املﺘﻮﻗﻊ أن ﻳﻈﻞ اﻟﺠﻤﻴﻊ أﻳﻀﺎ ،وﻣﻦ ﻣﻨﺘﺒﻬني ﺗﺤﺴﺒًﺎ ﻷي آﺛﺎر ﺟﺎﻧﺒﻴﺔ ﻟﻢ ﻳَﺠْ ِﺮ ﻣﻼﺣﻈﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒ ُﻞ ،ﻣﺸريﻳﻦ إﱃ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻵﺛﺎر ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام »ﻧﻈﺎم اﻟﺒﻄﺎﻗﺔ اﻟﺼﻔﺮاء« )ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ املﺮﴇ أن ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻮا ﻫﺬا اﻟﻨﻈﺎم ً أﻳﻀﺎ، ﺑﻞ أرﺟﻮ َك أن ﺗﻔﻌﻞ ذﻟﻚ .اﻟﻨﻈﺎم ﻣﺘﻮاﻓﺮ ﻋﲆ.(http://yellowcard.mhra.gov.uk : 211
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ﻳﺘﺨﺬ اﻷﻃﺒﺎء ﻗﺮاراﺗﻬﻢ املﻨﻄﻘﻴﺔ ﺣﻮل ﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺮﻳﺪون وﺻﻒ دواء ﺑﻨﺎءً ﻋﲆ ﻣﺪى ﺛﺒﻮت ﺟﻮدﺗﻪ أﺛﻨﺎء اﻟﺘﺠﺎرب ،وإﱃ أي ﻣﺪًى ﺗُﻌﺘﱪ اﻵﺛﺎر اﻟﺠﺎﻧﺒﻴﺔ ﺿﺎرة ،وﰲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن ﻳﺠﺮي اﻟﻨﻈﺮ إﱃ اﻟﺘﻜﻠﻔﺔ .وﰲ اﻟﺤﺎﻻت املﺜﺎﻟﻴﺔ ،ﺳﻮف ﻳﺤﺼﻞ اﻷﻃﺒﺎء ﻋﲆ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻬﻢ ﺣﻮل ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ اﻟﺪواء ﻣﻦ ﺧﻼل دراﺳﺎت ﻣﻨﺸﻮرة ﰲ ﻣﺠﻼت أﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ ﺗﺨﻀﻊ ملﺮاﺟﻌﺔ اﻷﻗﺮان ،أو ﻣﻦ ﻣﺼﺎدر أﺧﺮى ﻣﺜﻞ اﻟﻜﺘﺐ اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ املﻘ ﱠﺮرة وﻣﻘﺎﻻت املﺮاﺟﻌﺔ اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﰲ ﺣﺪ ذاﺗﻬﺎ ﻋﲆ ﺑﺤﻮث أوﻟﻴﺔ ﻣﺜﻞ اﻟﺘﺠﺎرب .وﰲ أﺳﻮأ اﻷﺣﻮال ،ﺳﻴﻌﺘﻤﺪ اﻷﻃﺒﺎء ﻋﲆ أﻛﺎذﻳﺐ ﻣﻨﺪوﺑﻲ ﻣﺒﻴﻌﺎت اﻟﺪواء واﻟﺨﱪة اﻟﺴﻤﺎﻋﻴﺔ. ﻏري أن ﺗﺠﺎرب اﻟﺪواء ﻣﻜ ﱢﻠﻔﺔ؛ ﻟﺬا ﻓﺈن ﻧﺴﺒﺔ ٩٠ﰲ املﺎﺋﺔ ﻣﻦ ﺗﺠﺎرب اﻟﺪواء اﻹﻛﻠﻴﻨﻴﻜﻴﺔ ،و ٧٠ﰲ املﺎﺋﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺠﺎرب اﻟﺘﻲ ﺗُﻨﴩ ﰲ املﺠﻼت اﻟﻄﺒﻴﺔ اﻟﻜﱪى ،ﻳﺘﻢ إﺟﺮاؤﻫﺎ أو ﺗﻤﻮﻳﻠﻬﺎ أو اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻗِ ﺒَﻞ ﴍﻛﺎت ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺪواء .ﻣﻦ اﻟﺴﻤﺎت اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻟﻠﻌﻠﻢ أن اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻳﺠﺐ أن ﺗﻜﻮن ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺘﻜﺮار ،ﻟﻜﻦ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﺛﻤﺔ ﻣﺆﺳﺴﺔ واﺣﺪة ﻓﻘﻂ ﺗﻤﻮﱢل اﻟﺘﺠﺎرب ،ﻓﻼ ﺗﺼﺒﺢ ﻫﺬه اﻟﺴﻤﺔ ﻣﻮﺟﻮدة. ﻳﺴﻬُ ﻞ إﻟﻘﺎء اﻟﻠﻮم ﻋﲆ ﴍﻛﺎت اﻟﺪواء — ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أﻧﻪ ﻳﺒﺪو ﱄ أن اﻟﺪول وﻣﻨﻈﻤﺎت املﺠﺘﻤﻊ املﺪﻧﻲ ﺗﺘﺤﻤﱠ ﻞ اﻟﻘﺪْر ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ اﻟﻠﻮم ﻫﻨﺎ ﻟﻌﺪم ﺗﻤﻮﻳﻞ ﺗﺠﺎرب اﻟﺪواء — ﻟﻜﻦ أﻳٍّﺎ ﻣﺎ ﻛﺎن املﻮﺿﻊ اﻟﺬي ﺗﺮﺳﻢ ﻋﻨﺪه ﺣَ ﺪﱠك اﻷﺧﻼﻗﻲ اﻟﻔﺎﺻﻞ ،ﻓﺈن املﺤﺼﻠﺔ اﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ أن ﴍﻛﺎت ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺪواء ﺗﻤﺘﻠﻚ ﻧﻔﻮذًا ً ﻫﺎﺋﻼ ﻋﲆ ﻣﺎ ﻳﺠﺮي ﺑﺤﺜﻪ ﻣﻦ أدوﻳﺔ ،وﻛﻴﻒ ﻳﺠﺮي ﺑﺤﺜﻬﺎ ،وﻛﻴﻒ ﻳﺠﺮي ﻧﴩ ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻟﺒﺤﻮث ،وﻛﻴﻒ ﻳﺠﺮي ﺗﺤﻠﻴﻞ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ،وﻛﻴﻒ ﻳﺠﺮي ﺗﻔﺴريﻫﺎ. ُ ﰲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن ﻗﺪ ﻻ ﺗﺒﺤﺚ ﻣﺠﺎﻻت ﻣﺤﺪﱠدة ﺑﺄﻛﻤﻠﻬﺎ؛ ﻧﻈ ًﺮا ﻟﻐﻴﺎب اﻟﺘﻤﻮﻳﻞ، وﻣﺼﺎﻟﺢ اﻟﴩﻛﺎت .وﺳﻴﺨﱪك ﻣُﺨﺘَ ﱡ ﺼﻮ املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ واملﺤﺘﺎﻟﻮن ﻣﻤﻦ ﻳﺒﻴﻌﻮن أﻗﺮاص ً ﻣﺜﺎﻻ ﺟﻴﺪًا ﻟﻬﺬه اﻟﻈﺎﻫﺮة .وﺗﻠﻚ إﻫﺎﻧﺔ أﺧﻼﻗﻴﺔ ﻟﻸﻣﺜﻠﺔ اﻟﻔﻴﺘﺎﻣني أن أﻗﺮاﺻﻬﻢ ﺗﻌﺘﱪ اﻷﻓﻀﻞ .ﻫﻨﺎك أﻣﺮاض ﺗﺼﻴﺐ ﻋﺪدًا ﻣﺤﺪودًا ﻣﻦ اﻟﻨﺎس؛ ﻣﺜﻞ ﻣﺮض ﺟﻨﻮن اﻟﺒﻘﺮ اﻟﺒﴩي وﻣﺮض وﻳﻠﺴﻮن ،ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻳﺜري اﻟﺼﺪﻣﺔ ٍّ ﺣﻘﺎ ﻫﻮ اﻷﻣﺮاض اﻟﺘﻲ ﺗُﻬﻤَ ﻞ ﻷﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻮﺟﺪ إﻻ ﰲ اﻟﻌﺎ َﻟﻢ اﻟﻨﺎﻣﻲ ،ﻣﺜﻞ ﻣﺮض ﺗﺸﺎﺟﺎس )اﻟﺬي ﻳﻬﺪﱢد ﺣﻴﺎة رﺑﻊ ﺳﻜﺎن أﻣﺮﻳﻜﺎ اﻟﻼﺗﻴﻨﻴﺔ( ،وداء املِ ﺜ ْ َﻘ ِﺒﻴﱠﺎت )اﻟﺬي ﻳﺴﺠﱢ ﻞ ٣٠٠أﻟﻒ ﺣﺎﻟﺔ ﺳﻨﻮﻳٍّﺎ ،وﻟﻜﻦ ﰲ أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ( .وﻳﻘﺪﱢر املﻨﺘﺪى اﻟﻌﺎملﻲ ﻟﻠﺒﺤﻮث اﻟﺼﺤﻴﺔ أن ﻣﺎ ﻻ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﲆ ١٠ﰲ املﺎﺋﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﺐء اﻟﺼﺤﻲ ﰲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﱠ ﻳﺘﻠﻘﻰ ٩٠ ﰲ املﺎﺋﺔ ﻣﻦ إﺟﻤﺎﱄ ﺗﻤﻮﻳﻞ اﻟﺒﺤﻮث اﻟﻄﺒﻴﺔ اﻟﺤﻴﻮﻳﺔ. ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﺎ ﺗﻜﻮن املﻌﻠﻮﻣﺎت ﻓﻘﻂ ﻫﻲ اﻟﻐﺎﺋﺒﺔ ،وﻟﻴﺲ ﻋﺪم ﺗﻮاﻓﺮ ﺟﺰيء ﺟﺪﻳﺪ ﻣﺪﻫﺶ. ﻓﻴُﻘﺪﱠر أن ﺗﺸﻨﱡﺞ اﻟﺤﻤﻞ ،ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل ،ﻳﺘﺴﺒﱠﺐ ﰲ ٥٠أﻟﻒ ﺣﺎﻟﺔ وﻓﺎة أﺛﻨﺎء ﻓﱰة اﻟﺤﻤﻞ 212
ﻫﻞ اﻟﻄﺐ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي ﴍﱞ ؟
ﺣﻮل اﻟﻌﺎ َﻟﻢ ﺳﻨﻮﻳٍّﺎ ،واﻟﻌﻼج اﻷﻓﻀﻞ إﱃ ﺣ ﱟﺪ ﺑﻌﻴﺪ ﻫﻮ ﻛﱪﻳﺘﺎت املﻐﻨﺴﻴﻮم اﻟﺮﺧﻴﺺ اﻟﺜﻤﻦ، اﻟﺬي ﻻ ﻳﺨﻀﻊ ﻷي ﺑﺮاءة اﺧﱰاع )وﻳﺠﺮي ﺗﻨﺎوﻟﻪ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻷوردة ﺑﺠﺮﻋﺎت ﻛﺒرية. ﺑﻌﺒﺎرة أﺧﺮى :ﻟﻴﺲ ﻣﻜﻤﱢ ًﻼ ﻣﻦ ﻣﻜﻤﻼت اﻟﻄﺐ اﻟﺒﺪﻳﻞ ،وﻟﻜﻦ ً أﻳﻀﺎ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﻣﻀﺎدات اﻟﺘﺸﻨﺠﺎت اﻟﺒﺎﻫﻈﺔ اﻟﺘﻲ اﺳﺘُ ْ ﺨﺪﻣﺖ ﻟﻌﻘﻮد ﻃﻮﻳﻠﺔ( .وﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ اﺳﺘﺨﺪام املﻐﻨﺴﻴﻮم ﻟﻌﻼج ﺗﺸﻨﱡﺞ اﻟﺤﻤﻞ ﻣﻨﺬ ﻋﺎم ،١٩٠٦ﻟﻢ ﻳ ﱠ ُﺮﺳﺦ وﺿﻌﻪ ﻛﺄﻓﻀﻞ ﻋﻼج ﱠإﻻ ﺑﻌﺪ ﻗﺮن ﰲ ﻋﺎم ،٢٠٠٢ﺑﻤﺴﺎﻋﺪة ﻣﻨﻈﻤﺔ اﻟﺼﺤﺔ اﻟﻌﺎملﻴﺔ؛ ﻧﻈ ًﺮا ﻟﻐﻴﺎب أي ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺗﺠﺎرﻳﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻤﺴﺄﻟﺔ اﻟﺒﺤﺚ؛ ﻓﻼ ﺗﻤﻠﻚ أي ﺟﻬﺔ ﺑﺮاءة اﺧﱰاع ﻟﻠﻤﻐﻨﺴﻴﻮم ،واﻟﻐﺎﻟﺒﻴﺔ اﻟﻌﻈﻤﻰ ﻣﻦ ﺣﺎﻻت ْ ﻗﻀﺖ ﻣﻼﻳني اﻟﻨﺴﺎء ﺟﺮاء اﻟﻮﻓﺎة ﺟﺮاء ﻣﺮض ﺗﺸﻨﱡﺞ اﻟﺤﻤﻞ ﺗﱰ ﱠﻛﺰ ﰲ اﻟﻌﺎ َﻟﻢ اﻟﻨﺎﻣﻲ .وﻗﺪ املﺮض ﻣﻨﺬ ﻋﺎم ،١٩٠٦وﻛﺎن ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻔﺎدي اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﻮﻓﻴﺎت. إﱃ ﺣ ﱟﺪ ﻣﺎ ﺗُﻌَ ﱡﺪ ﻫﺬه ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ وﺗﻨﻤﻮﻳﺔ ،ﻳﺠﺐ أن ﻧﱰك ﻣﻨﺎﻗﺸﺘﻬﺎ ﻟﻮﻗﺖ ﻻﺣﻖ ،وﻫﺎ ﻫﻮ وَﻋْ ﺪ ﻋﲇ ﱠ أن أُوﰲ ﺑﻪ :أﻧﺖ ﺗﺮﻳﺪ أن ﺗﺘﻤ ﱠﻜﻦ ﻣﻦ أﺧﺬ املﻬﺎرات اﻟﺘﻲ ﺗﻌ ﱠﻠﻤﺘُﻬﺎ ﺣﻮل ﺣﺠْ ﻢ اﻷدﻟﺔ واﻟﺘﺤﺮﻳﻔﺎت ﰲ اﻟﺒﺤﻮث ،وﺗﻔﻬﻢ ﻛﻴﻒ ﺗﺤ ﱢﺮف ﴍﻛﺎت ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺪواء اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت وﺗﺨﺪﻋﻚ .ﻛﻴﻒ ﺳﺘﺜﺒﺖ ﻫﺬا؟ ﺻﺤﻴﺢ أن ﺗﺠﺎرب ﴍﻛﺎت اﻟﺪواء ،ﺑﻮﺟﻪ ﻋﺎم، ﺗُﺴﻔِ ﺮ ﻋﲆ اﻷرﺟﺢ ﻋﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻟﻸدوﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺨﺘﱪﻫﺎ .ﻟﻜﻦ أن ﻳُﱰك اﻷﻣﺮ ﻋﻨﺪ ﻫﺬا اﻟﺤ ﱢﺪ دون ﺑﺤﺚ ،ﻓﺈن ذﻟﻚ ﻳُﻌﺘﱪ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ اﻟﺤﻤﺎﻗﺔ واﻟﱰاﺧﻲ اﻟﻔﻜﺮي. ﻣﺎ أ ُ ِ وﺷﻚ ﻋﲆ أن أﺧﱪك إﻳﺎه ﻫﻮ ﻣﺎ أد ﱢرﺳﻪ ﻟﻄﻼب ﻛﻠﻴﺔ اﻟﻄﺐ واﻷﻃﺒﺎء — ﻫﻨﺎ وﻫﻨﺎك ﻧﺤﻮ ﻃﻔﻮﱄ »ﻫﺮاء ﴍﻛﺎت اﻟﺪواء« .وﻫﺬا ،ﺑﺪوره ،ﻣﺎ — ﰲ ﻣﺤﺎﴐة أُﻃﻠ ُِﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋﲆ ٍ ﺗﻌﻠﻤﺘُﻪ ﰲ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﻄﺐ 2 ،وأﻋﺘﻘﺪ أن أﺳﻬﻞ اﻟﻄﺮق ﻋﲆ اﻟﺪوام ﻟﻔﻬﻢ املﻮﺿﻮع ﻫﻮ أن ﺗﻀﻊ ﻧﻔﺴﻚ ﻣﻮﺿﻊ ﺑﺎﺣﺚ ﰲ إﺣﺪى ﴍﻛﺎت اﻟﺪواء اﻟﻜﱪى. ﻟﺪﻳﻚ ُﻗﺮص ،ﺣﺴﻨًﺎ ،رﺑﻤﺎ ﻟﻴﺲ ﻋﲆ ﻗﺪر ﻛﺒري ﻣﻦ اﻟﻔﺎﻋﻠﻴﺔ ،ﻟﻜﻦ ﻣﻦ املﺤﺘﻤﻞ أن ﱢ ﻳﺤﻘﻖ ﻟﻚ أرﺑﺎﺣً ﺎ ﻃﺎﺋﻠﺔ .ﺗﺤﺘﺎج إﱃ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻧﺘﺎﺋﺞ إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ،ﻟﻜﻦ ﺟﻤﻬﻮرك ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﻣُﺨﺘَﴢ املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ،أو اﻟﺼﺤﻔﻴني ،أو اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﺑﻞ ﻣﻦ اﻷﻃﺒﺎء واﻷﻛﺎدﻳﻤﻴني؛ ﻟﺬا د ﱢرﺑﻮا ﻋﲆ اﻛﺘﺸﺎف ُ اﻟﺨﺪَع اﻟﻮاﺿﺤﺔ؛ ﻣﺜﻞ »ﻋﺪم ﺗﻌﻤﻴﺔ املﺸﺎرﻛني« ،أو »ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻮزﻳﻊ ﻋﺸﻮاﺋﻲ ﻏري ً ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ«؛ ﻟﺬا ﻳﺠﺐ أن ﺗﻜﻮن ُ ﺑﺮاﻋﺔ ﺑﻜﺜري ،وأﻛﺜﺮ ﺧﺒﺜًﺎ ،وﻟﻜﻦ اﻟﺨﺪَع اﻟﺘﻲ ﺳﺘﻤﺎرﺳﻬﺎ أﻛﺜﺮ ﰲ ﻏﺎﻳﺔ اﻟﻘﻮة واﻟﺘﺄﺛري ﰲ ﻛﻞ ﳾء. ﻣﺎذا ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻔﻌﻞ؟ ﺣﺴﻨًﺎً ، أوﻻ ﻳﻤﻜﻨﻚ أن ﺗُﺠﺮي اﻟﺪراﺳﺔ ﻋﲆ ﻓﺌﺎت ﻣﻌﺮوﻓﺔ ﺑﺘﺤﻘﻴﻖ ﻧﺘﺎﺋﺞ إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ. ﻳﺴﺘﺠﻴﺐ اﻷﺷﺨﺎص املﺨﺘﻠﻔﻮن ﺑﺼﻮرة ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ إﱃ اﻷدوﻳﺔ؛ ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﺎ ﻻ ﻳُﺮﺟﻰ أﻣ ٌﻞ ﻣﻦ 213
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ﻛﺒﺎر اﻟﺴﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻨﺎوﻟﻮن اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﻷدوﻳﺔ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻤﻴﻞ اﻟﺸﺒﺎب اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺎﻧﻮن ﻣﻦ ﱡ ﺗﺤﺴﻦ ﻋﲆ ﻧﺤﻮ أﻛﱪ؛ ﻟﺬا ،ﻻ ﺗﺠ ﱢﺮب دواءك ﱠإﻻ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻣﺮﺿﻴﺔ واﺣﺪة ﻓﻘﻂ إﱃ إﻇﻬﺎر ﻋﲆ املﺠﻤﻮﻋﺔ اﻷﺧرية .ﺳﻴﺠﻌﻞ ذﻟﻚ ﺑﺤﺜﻚ أﻗ ﱠﻞ ﻗﺎﺑﻠﻴﺔ ﰲ ﺗﻄﺒﻴﻘﻪ ﻋﲆ اﻷﺷﺨﺎص اﻟﻔﻌﻠﻴني اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺼﻒ ﻟﻬﻢ اﻷﻃﺒﺎء اﻷدوﻳﺔ ،ﻟﻜﻦً ، أﻣﻼ ،ﻟﻦ ﻳﻼﺣﻈﻮا ذﻟﻚ .وﻫﺬه ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺷﺎﺋﻌﺔ ﺟﺪٍّا ﻋﲆ ﻧﺤﻮ ﻻ ﻳﻜﺎد ﻳﺤﺘﺎج إﱃ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻣﺜﺎل. ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻳﻤﻜﻦ ﻣﻘﺎرﻧﺔ اﻟﺪواء ﺑﺪواء ﺿﺎﺑﻂ ﻻ ﻗﻴﻤﺔ ﻟﻪ .ﺳﻴﺪﻓﻊ اﻟﻜﺜريون ،ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل ،ﺑﺄﻧﻚ ﻳﺠﺐ أﻻ ﺗﻘﺎرن اﻟﺪواء »أﺑﺪًا« ﺑﻌﻼج وﻫﻤﻲ؛ ﻷن ذﻟﻚ ﻻ ﻳﺜﺒﺖ ﺷﻴﺌًﺎ ذا ﻗﻴﻤﺔ إﻛﻠﻴﻨﻴﻜﻴﺔ؛ ﻓﻔﻲ اﻟﻌﺎ َﻟﻢ اﻟﻮاﻗﻌﻲ ،ﻻ ﻳﺄﺑَﻪ أﺣ ٌﺪ إذا ﻛﺎن اﻟﺪواء أﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﻗﺮص ﺳﻜﺮي ،ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺄﺑﻬﻮن ﻟﻪ ﻓﻘﻂ ﻫﻮ ﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﺪواء اﻟﺠﺪﻳﺪ أﻓﻀﻞ ﻣﻦ أﻓﻀﻞ ﻋﻼج ﻣﺘﻮاﻓﺮ ﺣﺎﻟﻴٍّﺎ. َ أﻧﻔﻘﺖ ﻣﺌﺎت املﻼﻳني ﻣﻦ اﻟﺪوﻻرات ﺣﺘﻰ ﻳﻈﻬﺮ ﻫﺬا اﻟﺪواء ﰲ اﻟﺴﻮق ،إذن أَﺟْ ِﺮ ﻟﻜﻨﻚ َ اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﻟﺘﺠﺎرب اﻟﺘﻲ ﻳُﺴﺘﺨﺪم ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻼج وﻫﻤﻲ ﻛﻌﻨﴫ ﺿﺎﺑﻂ ،وأ ِﺛ ْﺮ ﺿﺠﱠ ﺔ ﻛﺒرية ﺣﻮﻟﻬﺎ؛ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻀﻤﻦ ﻋﻤﻠﻴٍّﺎ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻧﺘﺎﺋﺞ إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ .ﻣﺮة أﺧﺮى ،ﻫﺬا ﳾء ﻣﻌﺮوف ﺟﺪٍّا؛ ﻷن ﻣﻌﻈﻢ اﻷدوﻳﺔ ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ ﺳﺘُﻘﺎ َرن ﺑﻌﻼج وﻫﻤﻲ ﰲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﺎ ﻣﻦ ﻣﺮاﺣﻞ ﺗﻄﻮﻳﺮﻫﺎ ،وﻳﺤﺐ »ﻣﻨﺪوﺑﻮ ﻣﺒﻴﻌﺎت اﻷدوﻳﺔ« — اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﺗﻮ ﱢ ﻇﻔﻬﻢ ﴍﻛﺎت اﻟﺪواء اﻟﻜﱪى ﻟﺨﺪاع َ إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ اﻟﺮﺳﻮم اﻟﺒﻴﺎﻧﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ َﻟﺒْﺲ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺘﻲ اﻷﻃﺒﺎء )وﻳﺮﻓﺾ ﻛﺜريون ﻣﻘﺎﺑﻠﺘﻬﻢ( — ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗَ ْ ﺼﺪر ﻋﻦ دراﺳﺎت ﻛﻬﺬه. ً ﺗﻘﺎرن دواءك ﺑﺪواء آﺧﺮ ﻳُﻨﺘِﺠﻪ أﺣﺪ ﺛﻢ ﺗﺼري اﻷﻣﻮر أﻛﺜﺮ ﺗﺸﻮﻳﻘﺎ .إذا ﻛﺎن ﻋﻠﻴﻚ أن ِ املﻨﺎﻓﺴني — ﻟﺤﻔﻆ ﻣﺎء اﻟﻮﺟﻪ ،أو ﻷن ﺟﻬﺔ ﺗﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﺗﻄﻠﺐ ذﻟﻚ — ﻳﻤﻜﻨﻚ أن ﺗُﺠ ﱢﺮب ً ﺧﺪﻋﺔ ﺧﻔﻴﺔ ﺧﺒﻴﺜﺔ؛ ِ ُﻈﻬﺮ املﺮﴇ أﻋﻂ ﺟﺮﻋﺔ ﻏري ﻛﺎﻓﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺪواء املﻨﺎﻓﺲ ،ﺑﺤﻴﺚ ﻻ ﻳ ِ ً ً ﺗﺤﺴﻨًﺎ ﻣﻠﺤﻮﻇﺎ ،أو ِ ﱡ أﻋﻂ ﺟﺮﻋﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﺟﺪٍّا ﻣﻦ اﻟﺪواء املﻨﺎﻓﺲ ،ﺑﺤﻴﺚ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻨﺎوﻟﻮﻧﻪ ﻳﺸﻌﺮ املﺮﴇ ﺑﺂﺛﺎر ﺟﺎﻧﺒﻴﺔ ﻛﺜرية ،أو ِ أﻋﻂ اﻟﺪواء املﻨﺎﻓﺲ ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺨﺎﻃﺌﺔ )رﺑﻤﺎ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻔﻢ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺠﺐ ﺣﻘﻨﻪ ﰲ اﻷوردة ،ﻣﻊ اﻷﻣﻞ ﰲ ﱠأﻻ ﻳﻼﺣﻆ ﻣﻌﻈﻢ اﻟﻘﺮاء( ،أو ﻳﻤﻜﻦ زﻳﺎدة ﺟﺮﻋﺔ اﻟﺪواء املﻨﺎﻓﺲ ﺑﴪﻋﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ،ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺼﺎب املﺮﴇ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻨﺎوﻟﻮﻧﻪ ﺑﺄﻋﺮاض ﺟﺎﻧﺒﻴﺔ أﺳﻮأ .ﺳﻴﺘﻔﻮﱠق اﻟﺪواء اﻟﺬي ﺗﺠ ﱢﺮﺑﻪ ﻋﲆ اﻟﺪواء املﻨﺎﻓﺲ ﺑﺎملﻘﺎرﻧﺔ. رﺑﻤﺎ ﻻ ﺗﻌﺘﻘﺪ أن ﺛﻤﺔ ﺷﻴﺌًﺎ ﻋﲆ اﻹﻃﻼق ﻣﺜﻞ ذﻟﻚ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺤﺪث .إذا ﺗﺘﺒ َ ﱠﻌﺖ دراﺳﺎت أ ُ ِ ٍ ﻋﻄﻲ املﺮﴇ ﻓﻴﻬﺎ ﺟﺮﻋﺎت ﻣﺮﺗﻔﻌﺔ ﻣﻦ دواء املﺮاﺟﻊ ﰲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻜﺘﺎب ،ﻓﺴﺘﺠﺪ ﻗﺪﻳﻢ ﻣﻀﺎد ﻟﻠﺬﻫﺎن )ﺟﻌﻞ اﻟﺠﻴﻞ اﻟﺠﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻷدوﻳﺔ ﻳﺒﺪو ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎن أﻓﻀﻞ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻷﻋﺮاض اﻟﺠﺎﻧﺒﻴﺔ( ،ودراﺳﺎت ﺗُﺴﺘﺨﺪم ﻓﻴﻬﺎ ﺟﺮﻋﺎت ﻣﻦ أدوﻳﺔ »إس إس آر إﻳﻪ« 214
ﻫﻞ اﻟﻄﺐ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي ﴍﱞ ؟
املﻀﺎدة ﻟﻼﻛﺘﺌﺎب ،ﻗﺪ ﻳﺮاﻫﺎ اﻟﺒﻌﺾ ﻏري ﻣﻌﺘﺎدة ،ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ ذﻛﺮ ﺑﻀﻊ أﻣﺜﻠﺔ ﻓﻘﻂ .أﻋﺮف أﻧﻪ أﻣﺮ ﻻ ﻳُﺼﺪﱠق ﺑﻌﺾ اﻟﴚء. ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﺛﻤﺔ ﺧﺪﻋﺔ أﺧﺮى ﻳﻤﻜﻨﻚ ﻣﻤﺎرﺳﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻵﺛﺎر اﻟﺠﺎﻧﺒﻴﺔ ﺗﺘﻤﺜﱠﻞ ﰲ ﻋﺪم اﻟﺴﺆال ﻋﻨﻬﺎ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ؛ أو ﺑﺎﻷﺣﺮى — ﱠملﺎ ﻛﺎن ﻋﻠﻴﻚ أن ﺗﺘﺤﺮى اﻟﴪﻳﺔ ﰲ ﻫﺬا املﺠﺎل — ﻳﻤﻜﻨﻚ أن ﺗﻜﻮن ﺣﺬ ًرا ﺑﺸﺄن ﻃﺮﻳﻘﺔ اﻟﺴﺆال .إﻟﻴﻚ ً ﻣﺜﺎﻻ :ﺗﺴﺒﱢﺐ أدوﻳﺔ ﻣﻀﺎدات اﻻﻛﺘﺌﺎب »إس إس آر إﻳﻪ« آﺛﺎ ًرا ﺟﺎﻧﺒﻴﺔ ﺟﻨﺴﻴﺔ ﺑﺼﻮرة ﻣﺘﻜ ﱢﺮرة ﻧﻮﻋً ﺎ ﻣﺎ ،ﺑﻤﺎ ﰲ ذﻟﻚ ﻋﺪم اﻟﻘﺪرة إﱃ اﻟﻮﺻﻮل إﱃ ذروة اﻟﺸﻬﻮة اﻟﺠﻨﺴﻴﺔ .ﻳﺠﺐ أن ﻧﻜﻮن واﺿﺤني ﻫﻨﺎ )وأﻧﺎ أﺣﺎول أن أﺻﻴﻎ ﻫﺬا ﺑﺄﻛﱪ ﻗﺪْر ﻣﻤﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﺤﻴﺎد( :إﻧﻨﻲ أﺳﺘﻤﺘﻊ ٍّ »ﺣﻘﺎ« ﺑﺸﻌﻮر ذروة اﻟﺸﻬﻮة اﻟﺠﻨﺴﻴﺔ، ﻓﻬﺬا ﻣﻬ ﱞﻢ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱄ ﱠ ،وﻛﻞ ﳾء أ ُﻣ ﱡﺮ ﺑﻪ ﰲ ﻫﺬا اﻟﻌﺎ َﻟﻢ ﻳﺆ ﱢﻛﺪ ﱄ أن ﻫﺬا اﻟﺸﻌﻮر ﻣﻬ ﱞﻢ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ اﻵﺧﺮﻳﻦ ً ْ اﻧﺪﻟﻌﺖ ﺣﺮوب ،ﺑﺼﻮرة أﺳﺎﺳﻴﺔ ،ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﻮﺻﻮل إﱃ أﻳﻀﺎ .ﻓﻘﺪ ﺷﻌﻮر ذروة اﻟﺸﻬﻮة اﻟﺠﻨﺴﻴﺔ .وﺛﻤﺔ ﻋﻠﻤﺎء ﰲ ﻋﻠﻢ اﻟﻨﻔﺲ اﻟﺘﻄﻮري ﺳﻴﺤﺎوﻟﻮن إﻗﻨﺎﻋﻚ اﻟﺴﻌﻲ وراء ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﺸﻌﻮر ﺑﺄن اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻟﻠﻐﺔ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺑﺄﴎﻫﺎ ﻳﻘﻮدﻫﻤﺎ ،إﱃ ﺣﺪ ﻛﺒري، ُ ﺑﺬروة اﻟﺸﻬﻮة اﻟﺠﻨﺴﻴﺔ .وﻳﺒﺪو ﻓﻘﺪان ﻫﺬا اﻟﺸﻌﻮر ﻛﺄﺛﺮ ﺟﺎﻧﺒﻲ ﻣﻦ املﻬﻢ اﻟﺴﺆا ُل ﻋﻦ وﺟﻮده. ﻟﻜﻦ أﻇﻬﺮ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺪراﺳﺎت أن ﺷﻴﻮع ﻓﻘﺪان اﻟﺸﻌﻮر ﺑﺬروة اﻟﺸﻬﻮة اﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻟﺪى املﺮﴇ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻨﺎوﻟﻮن أدوﻳﺔ »إس إس آر آي« ﻳﱰاوح ﺑني ٢ﰲ املﺎﺋﺔ و ٧٣ﰲ املﺎﺋﺔ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﺑﺼﻮرة أﺳﺎﺳﻴﺔ ﻋﲆ ﻃﺮﻳﻘﺔ اﻟﺴﺆال :ﺳﺆال ﻋَ َﺮﴈ ،ﻣﻔﺘﻮح ﺣﻮل ﱠ ﺪرج ﻣﺮاﺟﻌﺔ ﺑﺤﺜﻴﺔ ﻧﻘﺪﻳﺔ اﻵﺛﺎر اﻟﺠﺎﻧﺒﻴﺔ ،ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل ،أو ﺳﺆال دﻗﻴﻖ ﻣﻔﺼﻞ .ﻟﻢ ﺗُ ِ أُ ْ ﺟﺮﻳﺖ ﻋﲆ ٣٠٠٠ﺷﺨﺺ ﻳﺘﻨﺎوﻟﻮن أدوﻳﺔ »إس إس آر آي« أيﱠ آﺛﺎر ﺟﺎﻧﺒﻴﺔ ﺟﻨﺴﻴﺔ ﰲ ﺟﺪول اﻵﺛﺎر اﻟﺠﺎﻧﺒﻴﺔ اﻟﺨﺎص ﺑﻬﺎ اﻟﺬي ﺷﻤﻞ ﺛﻼﺛﺔ وﻋﴩﻳﻦ أﺛ ًﺮا ﺟﺎﻧﺒﻴٍّﺎ .ﻛﺎن ﺛﻤﺔ أﻫﻤﻴﺔً ، ً وﻓﻘﺎ ﻟﻠﺒﺎﺣﺜني ،ﻣﻦ ﻓﻘﺪان اﻟﺸﻌﻮر ﺑﺬروة اﻟﺸﻬﻮة ﺛﻼﺛﺔ وﻋﴩون أﺛ ًﺮا ﺟﺎﻧﺒﻴٍّﺎ أﻛﺜﺮ أﺟﺪْﻫﺎ أﻛﺜﺮ أﻫﻤﻴﺔً. اﻟﺠﻨﺴﻴﺔ .وﻗﺪ ﻗﺮأﺗُﻬﺎ ﻛ ﱠﻠﻬﺎ وﻟﻢ ِ ﻟﻜﻦ ﻋﻮدة إﱃ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ .وﻫﺎ ﻫﻲ ﺧﺪﻋﺔ ﺟﻴﺪةً : ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﻧﺘﻴﺠﺔ واﻗﻌﻴﺔ ،ﻣﺜﻞ ً ﺳﻬﻮﻟﺔ ﰲ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻴﻬﺎ. املﻮت أو اﻷﻟﻢ ،ﻳﻤﻜﻦ دوﻣً ﺎ اﺳﺘﺨﺪام »ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺑﺪﻳﻠﺔ« ،ﺗُﻌَ ﺪ أﻛﺜﺮ ﻓﺈذا ﻛﺎن ﻣﻦ املﻔﱰض أن ﻳَﺤُ ﱠﺪ ﱠ اﻟﻌﻘﺎر ﻣﻦ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻜﻮﻟﺴﱰول ،وﻣِﻦ ﺛ َ ﱠﻢ ﻳﻤﻨﻊ ﺣﺎﻻت اﻟﻮﻓﺎة ﺑﺴﺒﺐ اﻷﻣﺮاض اﻟﻘﻠﺒﻴﺔ ،ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل ،ﻳﺠﺐ أﻻ ﻳﻘﻴﺲ اﻟﺒﺎﺣﺚ ﺣﺎﻻت اﻟﻮﻓﺎة ﺑﺴﺒﺐ اﻷﻣﺮاض اﻟﻘﻠﺒﻴﺔ ،ﺑﻞ ﻋﻠﻴﻪ أن ﻳﻘﻴﺲ ً ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻜﻮﻟﺴﱰول اﻟﺬي ُﺧ ﱢﻔﺾ .ﻓﻬﺬا أﺳﻬﻞ ﻛﺜريًا ﰲ ﺗﺤﻘﻴﻘﻪ ﻣﻦ ﻗﻴﺎس اﻧﺨﻔﺎض ﰲ ﺣﺎﻻت اﻟﻮﻓﺎة ﺑﺴﺒﺐ اﻷﻣﺮاض 215
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ً ً ﺗﻜﻠﻔﺔ ﺗﻜﻠﻔﺔ وأﴎع ﰲ إﺟﺮاﺋﻬﺎ؛ ﻟﺬا ﺳﺘﻜﻮن اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ أﻗﻞ اﻟﻘﻠﺒﻴﺔ ،وﺳﺘﻜﻮن اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ أﻗﻞ ً إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ .ﻧﺘﻴﺠﺔ راﺋﻌﺔ! و»أﻛﺜﺮ« َ َ ﺑﺬﻟﺖ ﻣﻦ ﺟﻬﻮد ﺣﺜﻴﺜﺔ ﻓﺮﻏﺖ ﻣﻦ إﺟﺮاء اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ،وﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ أﻣﺎ وﻗﺪ ً ُ ً ً ﺟﺎءت اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺳﻠﺒﻴﺔ .ﻣﺎذا ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻔﻌﻞ؟ ﺣﺴﻨﺎ ،إذا ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺠﺮﺑﺘﻚ ﺟﻴﺪة إﺟﻤﺎﻻ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ أﺳﻔﺮت ﻋﻦ ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ،ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺧﺪﻋﺔ ﻗﺪﻳﻤﺔ :ﻻ ﺗﺠﺬب اﻻﻧﺘﺒﺎه إﱃ أﴍ إﻟﻴﻬﺎ ﴎﻳﻌً ﺎ ﰲ اﻟﻨﺺ، اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت املﺨﻴﱢﺒﺔ ﻟﻶﻣﺎل ﻣﻦ ﺧﻼل إدراﺟﻬﺎ ﰲ رﺳﻢ ﺑﻴﺎﻧﻲْ ِ . ُ َ وﺗﺠﺎﻫ ْﻠﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﺗﻘﺪﻳﻢ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ )أﻧﺎ ﺑﺎرع ﰲ ﻫﺬا اﻷﻣﺮ ،ﺣﺘﻰ إﻧﻨﻲ أﺧﻴﻒ ﻧﻔﴘ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺘﺄﺗﱠﻰ ﻣﻦ ﻗﺮاءة اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﻟﺘﺠﺎرب ﺷﺪﻳﺪة اﻟﺮداءة(. ً ﺳﻠﺒﻴﺔ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ،ﻓﻼ ﺗﻨﴩﻫﺎ ﻋﲆ اﻹﻃﻼق ،أو اﻧﴩﻫﺎ وﻟﻜﻦ ﻓﻘﻂ أﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺑﻌﺪ ﻓﱰة ﺗﺄﺧري ﻃﻮﻳﻠﺔ .ﻫﺬا ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﻣﺎ ﻓﻌ َﻠﺘْﻪ ﴍﻛﺎت اﻟﺪواء ﺑﺎﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ﺣﻮل ﻣﻀﺎدات ْ أﺧﻔﺖ ﻫﺬه اﻟﴩﻛﺎت اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺸري إﱃ أﻧﻬﺎ ﻗﺪ اﻻﻛﺘﺌﺎب »إس إس آر آي«؛ ﻓﻘﺪ ﺗﻜﻮن ﺧﻄﺮة ،ووارت اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ﺑﺤﻴﺚ ﺗَﻈﻬَ ﺮ ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻻ ﺗُﺴﻔِ ﺮ ﻋﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ أﻓﻀﻞ ﻣﻦ ً ﺣﺎذﻗﺎ ٍّ اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ .إذا َ ﺣﻘﺎ ،وﻣﻌﻚ أﻣﻮال ﺗﺮﻳﺪ أن ﺗﻨﻔﻘﻬﺎ ﻋﻦ آﺧﺮﻫﺎ ،إذن ﻓﺒﻌﺪ ﻛﻨﺖ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت املﺨﻴﺒﺔ ،ﻳﻤﻜﻨﻚ إﺟﺮاء ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﺠﺎرب ﺑﻨﻔﺲ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ؛ ً أﻣﻼ ﰲ أن ﺗﺤﻘﻖ ﻧﺘﺎﺋﺞ إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ،ﺛﻢ ﺣﺎول أن ﺗﺠﻤﻊ ﻫﺬه اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ﺟﻤﻴﻌً ﺎ ﻣﻌً ﺎ ،ﺑﺤﻴﺚ ﺗﺨﺘﻔﻲ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ داﺧﻞ ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ املﺘﻮﺳﻄﺔ. أو ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻜﻮن ﰲ ﻏﺎﻳﺔ اﻟﺠﺪﻳﺔ ،وﺗﺒﺪأ ﰲ اﻟﺘﻼﻋﺐ ﺑﺎﻹﺣﺼﺎءات .ﻋﲆ ﻣﺪار ﺻﻔﺤﺘني ﺗﺎﻟﻴﺘني ﻓﻘﻂ ،ﺳﻴﺘﺤﻮل ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب إﱃ ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ أﻣﻮر ﻓﻨﻴﺔ ﰲ ﻏﺎﻳﺔ اﻟﺘﻌﻘﻴﺪ .أﺗﻔﻬﱠ ﻢ إذا َ ﻛﻨﺖ ﺗﺮﻳﺪ ﺗﺠﺎوز ﻫﺬا اﻟﺠﺰء ،ﻟﻜﻦ اﻋﻠ ْﻢ أﻧﻪ ﰲ ﻫﺬا اﻟﺠﺰء ﺗﺤﺪﻳﺪًا ﻳﻀﺤﻚ اﻷﻃﺒﺎء اﻟﺬﻳﻦ اﺷﱰوا ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﻋﲆ ﻣُﺨﺘَﴢ املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ .ﻓﻬﻨﺎ ﺗﻮﺟﺪ ُ اﻟﺨﺪَع اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ اﺳﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ ﰲ ﺗﺤﻠﻴﻠﻚ اﻹﺣﺼﺎﺋﻲ ﻟﻀﻤﺎن ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺗﺠﺮﺑﺘﻚ ﻧﺘﻴﺠﺔ إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ. ﺗﺠﺎﻫﻞ اﻟﱪوﺗﻮﻛﻮل ﺗﻤﺎﻣً ﺎ اﻓﱰض دوﻣً ﺎ أن أي ﻋﻼﻗﺔ ﺗﺒﺎدﻟﻴﺔ »ﺗُﺜ ِﺒﺖ« وﺟﻮد ﻋﻼﻗﺔ ﺳﺒﺒﻴﺔ .ﺿ ْﻊ ﺟﻤﻴﻊ ﺑﻴﺎﻧﺎﺗﻚ ﰲ ِ َ ﴍ — ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﻣﻬﻤﺔ — إﱃ أي ﻋﻼﻗﺔ ﺑني أي ﳾء ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺟﺪاول ﺣﺴﺎﺑﺎت وأ ِ ْ َ ﻗﺴﺖ ﻣﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﻣﻦ املﺘﻐريات، ُﺴﻬﻢ ﰲ دﻋﻢ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺗﺠﺮﺑﺘﻚ .إذا وﻛﻞ ﳾء إذا ﻛﺎن ﻫﺬا ﻳ ِ ﻓﺴﺘُﺴﻔِ ﺮ ﺑﻌﺾ اﻷﺷﻴﺎء ﺣﺘﻤً ﺎ ﻋﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺤﻆ اﻟﺒﺤﺖ. 216
ﻫﻞ اﻟﻄﺐ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي ﴍﱞ ؟
ﺗﻼﻋﺐ ﺑﺎﻟﺤﺪ اﻷدﻧﻰ ﻟﻠﻨﺘﺎﺋﺞ ﰲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺒﺪأ ﺗﺠﺮﺑﺔ ،ﻳُﺒﲇ أﻓﺮاد املﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﱠ ﻳﺘﻠﻘﻮْن اﻟﻌﻼج ﻣﺤﻞ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺑﻼءً أﻓﻀﻞ ﻣﻦ أﻓﺮاد املﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﺘﻲ ﱠ ﺗﺘﻠﻘﻰ اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ ﻣﻦ ﺑﺎب املﺼﺎدﻓﺔ ﻓﺪع اﻷﻣﺮ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ .أﻣﺎ ﻋﲆ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻵﺧﺮ ،ﻓﺈذا ﻛﺎﻧﺖ إﱃ ﺣ ﱟﺪ ﻛﺒري .إذا ﻛﺎن اﻷﻣﺮ ﻛﺬﻟﻚِ ، ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ ﺗُﺒﲇ ﺑﻼءً أﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻌﻼج ،ﻓﻌﻠﻴﻚ إذن ﺗﻌﺪﻳﻞ اﻟﺤ ﱢﺪ اﻷدﻧﻰ ﻟﻠﻨﺘﺎﺋﺞ املﻄﻠﻮﺑﺔ ﰲ ﺗﺤﻠﻴﻠﻚ. املﺘﴪﺑني ﺗﺠﺎﻫﻞ ﱢ ﻳﺘﴪﺑﻮن ﻣﻦ اﻟﺘﺠﺎرب أﺑ َﻠﻮْا إﺣﺼﺎﺋﻴٍّﺎ ﺑﻼءً ﺳﻴﺌًﺎ ﻋﲆ اﻷرﺟﺢ ،وﻳﻜﻮﻧﻮن اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﱠ أﻛﺜﺮ ً ﻣﻴﻼ ﺑﻜﺜري ﻟﻺﺻﺎﺑﺔ ﺑﺂﺛﺎر ﺟﺎﻧﺒﻴﺔ ﺟﺮاء ﻣﺎ ﺗﻨﺎوﻟﻮه أﺛﻨﺎء اﻟﺘﺠﺎرب .ﺳﻴﺠﻌﻞ ﻫﺆﻻء اﻟﺪواء ﻳﺒﺪو أﺳﻮأ؛ ﻟﺬا ﺗﺠﺎﻫﻠﻬﻢ ،وﻻ ﺗﺒﺬل أي ﻣﺠﻬﻮد ﰲ اﺟﺘﺬاﺑﻬﻢ ﻣﺮة أﺧﺮى ،وﻻ ﺗﺪرﺟﻬﻢ ﰲ ﺗﺤﻠﻴﻠﻚ اﻟﻨﻬﺎﺋﻲ. ﻫﺬﱢب اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻧﻈﺮ إﱃ اﻟﺮﺳﻮم اﻟﺒﻴﺎﻧﻴﺔ .ﺳﺘﻜﻮن ﺛﻤﺔ ﺑﻌﺾ »اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟﺸﺎردة« اﻟﺸﺎذة ،أو ﻧﻘﺎط ﺗﺒﻌﺪ ﻛﺜريًا ﻋﻦ اﻟﻨﻘﺎط اﻷﺧﺮى .إذا ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه اﻟﻨﻘﺎط ﺗﺠﻌﻞ اﻟﺪواء ﻳﺒﺪو ﺳﻴﺌًﺎ ،ﻓﻠﻴﺲ ﻋﻠﻴﻚ ﱠإﻻ اﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻨﻬﺎ .ﻟﻜﻦ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه اﻟﻨﻘﺎط ﺗﺠﻌﻞ اﻟﺪواء ﻳﺒﺪو ﺟﻴﺪًا ،ﺣﺘﻰ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺒﺪو ﻧﺘﺎﺋﺞ زاﺋﻔﺔ ،ﻓﺎﺗﺮﻛﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻫﻲ. اﻷﻓﻀﻞ ﺑني ﺧﻤﺴﺔ … ﻻ … ﺳﺒﻌﺔ … ﻻ … ﺗﺴﻌﺔ! إذا ﺻﺎر اﻟﻔﺮق ﺑني اﻟﺪواء واﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ ﻛﺒريًا ﺑﻤﻘﺪار أرﺑﻌﺔ أﺷﻬﺮ وﻧﺼﻒ اﻟﺸﻬﺮ ﺧﻼل ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺗﺴﺘﻐﺮق ﺳﺘﺔ أﺷﻬﺮ ،ﻓﺄوﻗ ِ ِﻒ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﰲ اﻟﺤﺎل واﺑﺪأ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﺔ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ؛ ﻓﺮﺑﻤﺎ ً َ واﺻﻠﺖ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ .ﻟﻜﻦ إذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﰲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﺴﺘﺔ إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ إذا ﺗﺼﺒﺢ اﻷﻣﻮر أﻗﻞ ُ أﺷﻬﺮ »ﺷﺒﻪ ﻣﻬﻤﺔ« ،ﻓﻘ ْﻢ ﺑﻤﺪ ﻓﱰة اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻟﺜﻼﺛﺔ أﺷﻬﺮ أﺧﺮى.
217
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ﻋﺬﱢب اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت إذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺳﻴﺌﺔ ،ﻓﻌُ ْﺪ إﱃ اﻟﻜﻤﺒﻴﻮﺗﺮ واﻧﻈﺮ إذا ﻛﺎن ﺳﻠﻮك أي ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻓﺮﻋﻴﺔ ً ﻣﺨﺘﻠﻔﺎ .رﺑﻤﺎ ﺗﺠﺪ أن اﻟﻌﻘﺎر ﻳُﺴﻔﺮ ﻋﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺟﻴﺪة ﺟﺪٍّا ﻣﻊ اﻟﻨﺴﺎء اﻟﺼﻴﻨﻴﺎت ﰲ اﻟﴩﻳﺤﺔ اﻟﻌﻤﺮﻳﺔ اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﺑني اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ واﻟﺨﻤﺴني واﻟﺤﺎدﻳﺔ واﻟﺴﺘني» .ﻋﺬﱢب اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت وﺳﻮف ﺗﻌﱰف ﺑﺄي ﳾء« ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻳﻘﻮﻟﻮن ﰲ ﺧﻠﻴﺞ ﺟﻮاﻧﺘﺎﻧﺎﻣﻮ. ﺟ ﱢﺮب ﺟﻤﻴﻊ اﻷزرار ﰲ ﺟﻬﺎز اﻟﻜﻤﺒﻴﻮﺗﺮ ﻳﺎﺋﺴﺎ ٍّ َ ً ﺧﻄﻄﺖ ﻟﻬﺎ ﻻ ﻳﺴﻔﺮ ﻋﻦ ﺣﻘﺎ ،وﻛﺎن ﺗﺤﻠﻴﻞ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻲ إذا ﻛﻨﺖ َ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﺘﻲ َ ﺣﺼﻠﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻛﻨﺖ ﺗﺮﻏﺐ ﺑﻬﺎ ،ﻓﻤﺎ ﻋﻠﻴﻚ إﻻ أن ﺗﺠ ﱢﺮب أرﻗﺎم اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﺘﻲ ﺧﻼل ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ واﺳﻌﺔ ﻣﻦ اﻻﺧﺘﺒﺎرات اﻹﺣﺼﺎﺋﻴﺔ اﻷﺧﺮى ،ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﻼﺋﻤﺔ ﻋﲆ اﻹﻃﻼق ،ﻋﺸﻮاﺋﻴٍّﺎ. وﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻨﺘﻬﻲ ،ﻓﺈن أﻫﻢ ﳾء ﻋﲆ اﻟﺪوام ،ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ،ﻫﻮ أن ﺗﻨﴩ ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺑﻔﻄﻨﺔ .إذا ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺠﺮﺑﺘﻚ ﺟﻴﺪة ،ﻓﺎﻧﴩﻫﺎ ﰲ أﻛﱪ ﻣﺠﻠﺔ ﻳﻤﻜﻨﻚ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻴﻬﺎ ،وإذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ً ً ﺳﻠﻴﻤﺔ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﺳﻴﻜﻮن ﺟﻠﻴٍّﺎ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ ،إذن ﻓﺎﻧﴩ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ،ﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﰲ ﻣﺠﻠﺔ ﻣﺠﻬﻮﻟﺔ )ﻣﻨﺸﻮرة ،وﻣﻜﺘﻮﺑﺔ وﻣﺤ ﱠﺮرة ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺪواء(؛ ﺗﺬ ﱠﻛﺮ ً واﺿﺤﺔ ﻷي ﺷﺨﺺ ﻳﻘﺮأ أن اﻟﺨﺪع اﻟﺘﻲ أﴍﻧﺎ إﻟﻴﻬﺎ ﻟﻠﺘ ﱢﻮ ﻻ ﺗُﺨﻔﻲ ﺷﻴﺌًﺎ ،وﺳﺘﻜﻮن ورﻗﺘﻚ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ ،وﻟﻜﻦ ﻓﻘﻂ إذا ﻗﺮأﻫﺎ ﺑﺎﻧﺘﺒﺎه ﺷﺪﻳﺪ؛ ﻟﺬا ﻣﻦ ﻣﺼﻠﺤﺘﻚ ﺿﻤﺎن ﱠأﻻ ﻳﻘﺮأ أﺣ ٌﺪ ﻣﺎ ﻳﺘﺠﺎوز املﻠﺨﺺ .أﺧريًا ،إذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺳﺘﺴﺒﱢﺐ ﺣﺮﺟً ﺎ ﺣﻘﻴﻘﻴٍّﺎْ ، ﻓﺄﺧﻔِ ﻬﺎ ﰲ اﻟﻄﺮق اﻟﺘﻲ ﱠ َ ﻧﻔ َ ﺬت ﺑﻬﺎ وأﴍ إﻟﻴﻬﺎ ﺑﻌﺒﺎرة »اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ« .ﻟﻦ ﻳﻌﺮف أﺣ ٌﺪ ﻣﻜﺎن ﻣﺎ ِ ْ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ،وﻟﻦ ﻳُﻼﺣَ ﻆ ذﻟﻚ إﻻ إذا ﺟﺎء أﺣﺪﻫﻢ ﻳُﻄﺎﻟﺒﻚ ﺑﺘﻘﺪﻳﻢ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ﻹﺟﺮاء ﻣﺮاﺟﻌﺔ ﻧﻘﺪﻳﺔ ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ .وﻟﻦ ﻳﺤﺪث ذﻟﻚ ﻗﺒﻞ ﻣﺮور ﻓﱰة ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻛﻤﺎ ﻧﺄﻣﻞ. ) (2-1ﻛﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن ﻫﺬا ﻣﻤﻜﻨًﺎ؟ ِ اﻧﺘﻬﺎﻛﺎت ﻋﻤﻠﻴ ِﺔ اﻟﺒﺤﺚ ﻷﺻﺪﻗﺎء ﻣﻦ ﺧﺎرج املﺠﺎﻟني اﻟﻄﺒﻲ واﻷﻛﺎدﻳﻤﻲ، ﻋﻨﺪﻣﺎ أﺷري إﱃ ﻳﺼﺎﺑﻮن ﺑﺪﻫﺸﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ،وﻳﺘﺴﺎءﻟﻮن» :ﻛﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن ﻫﺬا ﻣﻤﻜﻨًﺎ؟« ﺣﺴﻨًﺎ؛ ً أوﻻ: ﻳﻌﻮد ﻛﺜري ﻣﻦ اﻟﺒﺤﺚ اﻟﺴﻴﺊ إﱃ ﻋﺪم اﻟﻜﻔﺎءة .رﺑﻤﺎ ﺗﻌﻮد ﻛﺜري ﻣﻦ اﻷﺧﻄﺎء املﻨﻬﺠﻴﺔ 218
ﻫﻞ اﻟﻄﺐ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي ﴍﱞ ؟
املﺬﻛﻮرة أﻋﻼه إﱃ اﻟﺘﻔﻜري اﻟﺘﻮﱠاق ﺑﻘﺪْر ﻣﺎ ﻳﻌﻮد إﱃ اﻟﺘﺰﻳﻴﻒ .ﻟﻜﻦ ﻫﻞ ﻣﻦ املﻤﻜﻦ اﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ أي ﱟ ﻏﺶ؟ ﻋﲆ املﺴﺘﻮى اﻟﻔﺮدي ،ﻳﺼﻌﺐ ﻛﺜريًا إﺛﺒﺎت أن ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻣﺎ ﻗﺪ ُزﻳﱢﻔﺖ ﻋﻤﺪًا ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﻘﺪﻳﻢ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ املﻼﺋﻤﺔ ﻟﻠﺮﻋﺎة اﻟﻘﺎﺋﻤني ﻋﻠﻴﻬﺎ .د ُِرس ﻫﺬا اﻷﻣﺮ ﻛﺜريًا ﺟﺪٍّا ،ﺣﺘﻰ إﻧﻪ ﰲ ﻋﺎم ٢٠٠٣و ْ َﺟﺪت ﻣﺮاﺟﻌﺔ ﺑﺤﺜﻴﺔ ﻧﻘﺪﻳﺔ ﺛﻼﺛني دراﺳﺔ ﻣﻨﻔﺼﻠﺔ ﺗﺒﺤﺚ ﻓﻴﻤﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﰲ املﺠﻤﻮﻋﺎت املﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺠﺎرب ﻗﺪ أﺛﱠﺮ ﻋﲆ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ .ووُﺟﺪ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم أن اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻲ ﻣﻮﱠﻟﺘْﻬﺎ ﴍﻛﺔ دواء أﻛﺜﺮ ً ﻣﻴﻼ ﺑﻤﻘﺪار أرﺑﻊ ﻣﺮات ﻷن ﺗُﺴﻔﺮ ﻋﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﰲ ﺻﺎﻟﺢ اﻟﴩﻛﺔ ﻣﻦ اﻟﺪراﺳﺎت املﺴﺘﻘﻠﺔ. ً ٌ ﻗﺼﺔ ﰲ ﻏﺎﻳﺔ اﻟﻐﺮاﺑﺔ ﻣﺜﻞ ﻗﺼﺔ أﻟﻴﺲ ﰲ ﺑﻼد ﻣﺮاﺟﻌﺔ ﺑﺤﺜﻴﺔ ﻧﻘﺪﻳﺔ ﺗﻌﺮض اﻟﻌﺠﺎﺋﺐ؛ ﻓﻘﺪ ﻋُ ﺜِﺮ ﻋﲆ ﱟ ﺗﻘﺎرن أﻗﺮاص املﺴ ﱢﻜﻨﺎت ﻣﺜﻞ أﻳﺒﻮﺑﺮوﻓني، ﺳﺖ وﺧﻤﺴني ﺗﺠﺮﺑﺔ ِ ودﻳﻜﻠﻮﻓﻴﻨﺎك ،إﻟﺦ .ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﺎ ﻳﺒﺘﺪع اﻟﻨﺎس ﻧ ُ ً ﺴﺨﺎ ﺟﺪﻳﺪة ﻣﻦ ﻫﺬه اﻷدوﻳﺔ؛ ً أﻣﻼ ﰲ أن ﺗُﺴﻔﺮ ً ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ )أو أن َ ً ﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﱪاءة اﻻﺧﱰاع ﺗﺒﻘﻰ ﻋﻦ آﺛﺎر ﺟﺎﻧﺒﻴﺔ أﻗﻞ ،أو أن ﺗﻜﻮن أﻛﺜﺮ ً وﺗﺤﻘﻖ أرﺑﺎﺣً ﺎ( .ﰲ ﻛﻞ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻛﺎن اﻟﺪواء اﻟﺬي ﺗﺮﻋﺎه اﻟﴩﻛﺔ املﺼﻨﱢﻌﺔ ﱢ ﱢ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻳﺤﻘﻖ ً ﻣﺘﺴﺎوﻳﺔ ﻣﻊ اﻷدوﻳﺔ اﻷﺧﺮى ﰲ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ .وﻟﻢ ﻳُﺴﻔﺮ اﻟﺪواء املﺼﻨﱠﻊ وﻟﻮ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ أﻓﻀﻞ ،أو واﺣﺪة ،ﻋﻦ ﻧﺘﻴﺠﺔ أﺳﻮأ .ﻳﺘﺤﺪﱠث اﻟﻔﻼﺳﻔﺔ وﻋﻠﻤﺎء اﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ﻋﻦ »اﻟﺘﻌﺪي« :إذا ﻛﺎن »أ« أﻓﻀﻞ ﻣﻦ »ب« ،و»ب« أﻓﻀﻞ ﻣﻦ »ج«؛ ﻓﺈذن »ج« ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن أﻓﻀﻞ ﻣﻦ »أ«. ﱟ ْ ﻟﺴﺖ وﺧﻤﺴني ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻋﻦ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻛﺸﻔﺖ ﻫﺬه املﺮاﺟﻌﺔ اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ﺑﺼﻮرة أﻛﺜﺮ وﺿﻮﺣً ﺎ ،ﻟﻘﺪ ﰲ ﻏﺎﻳﺔ اﻟﻌﺒﺚ :أن ﻛﻞ دواء ﻣﻦ ﻫﺬه اﻷدوﻳﺔ أﻓﻀﻞ ﻣﻦ اﻷدوﻳﺔ اﻷﺧﺮى. ﻟﻜﻦ ﺛﻤﺔ ﻣﻔﺎﺟﺄة ﻗﺮﻳﺒﺔ .ﻣﻦ املﺪﻫﺶ أﻧﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗُﺒﺤَ ﺚ أوﺟﻪ اﻟﻘﺼﻮر املﻨﻬﺠﻴﺔ ﰲ اﻟﺪراﺳﺎت ،ﻳﺒﺪو أن اﻟﺘﺠﺎرب اﻟﺘﻲ ﺗﻤﻮﱢﻟﻬﺎ ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺪواء ﻳﺘﻀﺢ أﻧﻬﺎ ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ ﺗﺘﻀﻤﱠ ﻦ أﺳﺎﻟﻴﺐ ﺑﺤﺜﻴﺔ »أﻓﻀﻞ« ،ﰲ املﺘﻮﺳﻂ ،ﻣﻦ اﻟﺘﺠﺎرب املﺴﺘﻘﻠﺔ. ﻛﺎن أﻗﴡ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ إﻟﺼﺎﻗﻪ ﺑﴩﻛﺎت اﻟﺪواء أﺧﻄﺎء ﺗﺎﻓﻬﺔ ﺟﺪٍّا؛ أﺷﻴﺎء ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ ً ﺳﺎﺑﻘﺎ( ،أو ﻃﺮح اﺳﺘﺨﺪام ﺟﺮﻋﺎت ﻏري ﻛﺎﻓﻴﺔ ﻣﻦ دواء اﻟﴩﻛﺔ املﻨﺎﻓﺴﺔ )ﻣﺜﻠﻤﺎ ذﻛﺮﻧﺎ ادﱢﻋﺎءات ﰲ ﻗﺴﻢ اﻻﺳﺘﻨﺘﺎﺟﺎت ﻣﻦ اﻟﻮرﻗﺔ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ ﺗﺒﺎﻟﻎ ﰲ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻧﺘﻴﺠﺔ إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ .ﻟﻜﻦ ﻫﺬه اﻷﺧﻄﺎء ،ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ،ﻛﺎﻧﺖ أﺧﻄﺎءً واﺿﺤﺔ؛ ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻚ إﻻ ﻗﺮاءة اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻟﱰى أن اﻟﺒﺎﺣﺜني ﻗﺪ ً أﻋ َ ﺟﺮﻋﺔ ﻫﺎﺋﻠﺔ ﻣﻦ أﺣﺪ اﻷدوﻳﺔ املﺴ ﱢﻜﻨﺔ ،وﻳﺠﺐ دوﻣً ﺎ ﻗﺮاءة ﻗﺴﻢ اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ واﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻄﻮْا ﺗﻮﺻ ْ ﱠ ﻠﺖ إﻟﻴﻬﺎ؛ ﻷن ﺻﻔﺤﺎت املﻨﺎﻗﺸﺔ واﻻﺳﺘﻨﺘﺎج ﰲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻷي ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻟﺘﻘ ﱢﺮر أي ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻣﺜﻞ ﺻﻔﺤﺎت اﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎت ﰲ إﺣﺪى اﻟﺼﺤﻒ ،ﻻ ﻳﻌﺮف املﺮء اﻷﺧﺒﺎر ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ. 219
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ﻛﻴﻒ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ أن ﻧﻔﴪ إذن اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ اﻟﻮاﺿﺤﺔ ﻣﻦ أن اﻟﺘﺠﺎرب اﻟﺘﻲ ﺗﻤﻮﱢﻟﻬﺎ ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺪواء ﺗﺘﻤﻴﱠﺰ ﰲ ﻛﺜري ﻣﻦ اﻷﺣﻴﺎن ﺑﻬﺬا اﻟﻘﺪْر ﻣﻦ اﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ؟ ﻛﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻜﻮن ﺟﻤﻴﻊ اﻷدوﻳﺔ ﰲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ أﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ اﻷدوﻳﺔ اﻷﺧﺮى؟ رﺑﻤﺎ ﺗﺤﺪث املﺸﻜﻠﺔ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﺑﻌﺪ اﻻﻧﺘﻬﺎء ﻣﻦ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ. ) (3-1ﺗﺤﻴﱡﺰ اﻟﻨﴩ وﻃﻤﺲ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ً ﺷﺎﺋﻘﺎ ﺟﺪٍّا ،وﻇﺎﻫﺮ ًة إﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺟﺪٍّا .ﻟﻌﺪد ﻣﻦ اﻷﺳﺒﺎب ،ﺗُﻨﴩ ﻳُﻌَ ﺪ »ﺗﺤﻴﱡﺰ اﻟﻨﴩ« أﻣ ًﺮا اﻟﺘﺠﺎرب اﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻋﲆ اﻷرﺟﺢ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ اﻟﺘﺠﺎرب اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ .ﻳﺴﻬﻞ ﻓﻬﻢ ذﻟﻚ ﺑﺎﻟﺸﻜﻞ اﻟﻜﺎﰲ وﺿﻌﺖ ﻧﻔﺴﻚ ﰲ ﻣﻜﺎن اﻟﺒﺎﺣﺚً . َ أوﻻ :ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗُﺴﻔﺮ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻋﻦ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺳﻠﺒﻴﺔ ،ﻳﺒﺪو إذا ً ﻣﻀﻴﻌﺔ ﻟﻠﻮﻗﺖ .ﻓﻤﻦ اﻟﺴﻬﻞ إﻗﻨﺎع ﻧﻔﺴﻚ ﺑﺄﻧﻚ ﻟﻢ ﺗَ ِﺠﺪ ﺷﻴﺌًﺎ ،ﰲ اﻷﻣﺮ ﺑﺮﻣﺘﻪ ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎن اﻛﺘﺸﻔﺖ ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ ﻣﻔﻴﺪة ﺟﺪٍّا؛ وﻫﻲ أن اﻟﴚء اﻟﺬي َ َ ﻛﻨﺖ ﺗﺨﺘﱪه ﺣني أﻧﻚ ﰲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻗﺪ »ﻻ ﻳُﺠﺪي«. ً إن اﻛﺘﺸﺎف أن ﺷﻴﺌﺎ ﻣﺎ ﻻ ﻳُﺠﺪي ،ﺳﻮاء ﻋﻦ ﺻﻮاب أو ﻋﻦ ﺧﻄﺄ ،رﺑﻤﺎ ﻟﻦ ﻳﺠﻌﻠﻚ ﺗﻔﻮز ﺑﺠﺎﺋﺰة ﻧﻮﺑﻞ — ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﻋﺪاﻟﺔ ﰲ اﻟﻌﺎ َﻟﻢ — ﻟﺬا رﺑﻤﺎ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺎﻹﺣﺒﺎط ﺣﻴﺎل املﴩوع، أو ﺗﺠﻌﻞ اﻷوﻟﻮﻳﺔ ملﴩوﻋﺎت أﺧﺮى ﻋﲆ ﻛﺘﺎﺑﺔ وﺗﻘﺪﻳﻢ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ إﱃ ﻣﺠﻠﺔ أﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ؛ ﻟﺬا ﺗﻘﺒﻊ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ﺣﺘﻰ ﱠ ﺗﺘﻌﻔﻦ ﰲ اﻟﺪرج اﻟﺴﻔﲇ ملﻜﺘﺒﻚ ،وﺗﻤﺮ اﻟﺸﻬﻮر ،وﺗﺤﺼﻞ ﻋﲆ ﻣﻨﺤﺔ ﺟﺪﻳﺪة .ﱡ آن إﱃ آﺧﺮ ،ﻟﻜﻦ ﻳﻮم اﻹﺛﻨني ﻫﻮ اﻟﻴﻮم اﻟﺬي ﺗﻘﻀﻴﻪ ﻳﻘﺾ اﻟﺬﻧﺐ ﻣﻀﺠﻌﻚ ﻣﻦ ٍ ً ﺣﻘﻴﻘﺔ ،وﻫﻨﺎك اﺟﺘﻤﺎع اﻟﻘﺴﻢ ﻳﻮم ﰲ اﻟﻌﻴﺎدة؛ ﻟﺬا ﻓﺈن ﻳﻮم اﻟﺜﻼﺛﺎء ﻫﻮ ﺑﺪاﻳﺔ اﻷﺳﺒﻮع ﺑﺎل؛ اﻷرﺑﻌﺎء؛ ﻟﺬا ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺳﻮى ﻳﻮم اﻟﺨﻤﻴﺲ اﻟﺬي ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﺗﻔﻌﻞ ﻓﻴﻪ أي ﳾء ذي ٍ ﻷن اﻟﺠﻤﻌﺔ ﻫﻮ اﻟﻴﻮم اﻟﺬي ﺗﺪرس ﻓﻴﻪ ،وﻗﺒﻞ أن ﺗُﺪرك اﻷﻣﺮ ،ﻳﻜﻮن ﻗﺪ ﻣ ﱠﺮ ﻋﺎم ،وﺗﻘﺎﻋَ ﺪ ُ ْ ﻣﴩﻓﻚ ،وﻻ ﻳﻌﺮف املﴩف اﻟﺠﺪﻳﺪ ﺣﺘﻰ أن اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻗﺪ ﻧ ُ ﱢﻔ ْ ودﺧﻠﺖ ﺬت ﻣﻦ اﻷﺳﺎس، ﻃﻲ اﻟﻨﺴﻴﺎن ﻟﻸﺑﺪ ،وﻟﻢ ﺗُﻨﴩ .إذا َ ﻛﻨﺖ ﺗﺒﺘﺴﻢ إﻗﺮا ًرا ﺑﻤﺎ ﰲ ﻫﺬه ﺑﻴﺎﻧﺎت اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﱠ َ ﻓﺄﻧﺖ ﺷﺨﺺ ﺳﻴﱢﺊ ﺟﺪٍّا. اﻟﻔﻘﺮة، َ ﻋﻜﻔﺖ ﻋﲆ ﻛﺘﺎﺑﺔ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ،ﻓﻬﺬه ﻟﻴﺴﺖ أﺧﺒﺎ ًرا ﺟﺪﻳﺪة ﻋﲆ اﻹﻃﻼق. ﺣﺘﻰ إذا ﱠ رﺑﻤﺎ ﻟﻦ ﺗُﻨﴩ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﰲ ﻣﺠﻠﺔ ﻛﺒرية إﻻ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺿﺨﻤﺔ ﻋﲆ ﳾء ﻛﺎن اﻟﺠﻤﻴﻊ ً ً ﻓﻀﻼ ﺗﻘﻮﻳﻀﺎ؛ ﻟﺬا ﻳﻌﺘﻘﺪ أﻧﻪ ﺳﻴﻜﻮن ﻓﻌﱠ ًﺎﻻ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﺣﺘﻰ ﺟﺎءت ﺗﺠﺮﺑﺘﻚ اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ وﻗﻮﱠﺿﺘْﻪ ﻋﻦ أن ﻫﺬا ﻳﻤﺜﱢﻞ ﺳﺒﺒًﺎ وﺟﻴﻬً ﺎ ﻟﺌﻼ ﺗﻨﺰﻋﺞ؛ ﻓﺈن ﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ ً أﻳﻀﺎ أن اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺑﺄﻛﻤﻠﻬﺎ ﱠ ً ﻛﺎﻣﻼ ﻟﺮﻓﺾ اﻟﻮرﻗﺔ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ ﻣﻦ ﻗِ ﺒَﻞ ﺳﺘﺘﺄﺧﺮ ﺑﺸﻜﻞ ﺑﺎﻟﻎ؛ ﻓﻘﺪ ﻳﺴﺘﻐﺮق اﻷﻣﺮ ﻋﺎﻣً ﺎ 220
ﻫﻞ اﻟﻄﺐ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي ﴍﱞ ؟
املﺠﻼت املﺘﻜﺎﺳﻠﺔ املﺮاوﻏﺔ .ﻓﻔﻲ ﻛﻞ ﻣﺮة ﺗﺘﻘﺪﱠم إﱃ ﻣﺠﻠﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ رﺑﻤﺎ ﺗﻀﻄﺮ ﻹﻋﺎدة َ ﻛﻨﺖ ﺗﺴﺘﻬﺪف ﻧﴩ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﰲ ﻣﺠﻠﺔ ﺗﻨﺴﻴﻖ ا َملﺮاﺟﻊ )ﺳﺎﻋﺎت ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻞ املﻤﻞ( .إذا ﻣﺮﻣﻮﻗﺔ و ُر ِ ﻓﻀﺖ اﻟﻮرﻗﺔ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ ﺑﻀﻊ ﻣﺮات ،ﻓﻘﺪ ﻳﺴﺘﻐﺮق اﻷﻣﺮ ﺳﻨﻮات ﺣﺘﻰ ﺗَﻈﻬَ ﺮ اﻟﻮرﻗﺔ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ إﱃ اﻟﻨﻮر ،ﺣﺘﻰ إذا َ ﻛﻨﺖ ﻣ ُِﺠﺪٍّا ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺴﺎوي ﺳﻨﻮات ﻻ ﻳﻌﺮف اﻟﻨﺎس ﻓﻴﻬﺎ ﺷﻴﺌًﺎ ﻋﻦ ﺗﺠﺮﺑﺘﻚ. ﺗﺤﻴﱡﺰ اﻟﻨﴩ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺷﺎﺋﻌﺔ ،وﻳﻜﺜﺮ ﰲ ﺑﻌﺾ املﺠﺎﻻت ﻋﻦ ﻣﺠﺎﻻت أﺧﺮى .ﰲ ﻋﺎم ﱠ ْ ﻣﺠﻼت اﻟﻄﺐ أﺳﻔﺮت ﻧﺴﺒﺔ ١ﰲ املﺎﺋﺔ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺒﺤﻮث املﻨﺸﻮرة ﰲ ،١٩٩٥ ُ وأﺣﺪث رﻗﻢ أُﻋﻠِﻦ ﻋﻨﻪ ﻫﻮ ٥ﰲ املﺎﺋﺔ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺳﻠﺒﻴﺔ .وﻫﺬه ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺒﺪﻳﻞ ﻋﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺳﻠﺒﻴﺔ. ً ﻣﻨﺼﻔﺎ — ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻜﻮن ﻣﻨﺨﻔﻀﺔ ﺟﺪٍّا ،ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن اﻟﻨﺴﺒﺔ — ﺣﺘﻰ ﻳﻜﻮن املﺮء ٌ ْ ﻣﺮاﺟﻌﺔ ﺑﺤﺜﻴﺔ ﻧﻘﺪﻳﺔ ﰲ ﻋﺎم ١٩٩٨ﰲ ﻛﺎﻣﻞ أدﺑﻴﺎت اﻷﺑﺤﺎث ﺑﺤﺜﺖ أﺳﻮأ ﻣﻦ ذﻟﻚ .ﻓﻘﺪ ُ َ اﻟﻄﺒﻴﺔ اﻟﺼﻴﻨﻴﺔ ،وﻟﻢ ﺗ ِﺠﺪ أي ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺳﻠﺒﻴﺔ ﻣﻨﺸﻮرة .ﻻ ﳾء .ﻳﻤﻜﻦ اﻵن أن ﺗﺪرك ملﺎذا أﺳﺘﻌني ﺑﺎﻟﻄﺐ املﻜﻤﱢ ﻞ واﻟﺒﺪﻳﻞ ﻛﺄداة ﻣﻦ أدوات اﻟﺘﺪرﻳﺲ اﻟﺒﺴﻴﻄﺔ ﻟﻠﻄﺐ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﲆ اﻷدﻟﺔ. ً ﺻﻌﻮﺑﺔ ﰲ ﺗﻤﻴﻴﺰه ،وﻳﻤﻜﻨﻚ أن ﺗﺠﺪ إﺷﺎرةً ﻋﻤﻮﻣً ﺎ ،ﻳُﻌﺘﱪ ﺗﺄﺛري ﺗﺤﻴﱡﺰ اﻟﻨﻔﻮذ أﻛﺜﺮ ملﺎ إذا ﻛﺎن ﺛﻤﺔ ﺗﺤﻴﺰ ﻧﴩ ﰲ أﺣﺪ املﺠﺎﻻت ﻣﻦ ﺧﻼل ﻋﻤﻞ ﳾء ﻳﻨﻄﻮي ﻋﲆ ﺣﺬق ﻛﺒري ﻳُﺴﻤﱠ ﻰ اﻟﺮﺳﻢ اﻟﺒﻴﺎﻧﻲ اﻟﻘِ ﻤْ ﻌﻲ .وﻳﺘﻄ ﱠﻠﺐ ﻫﺬا ،ﻟﻔﱰة وﺟﻴﺰة ،اﻻﻧﺘﺒﺎه. إذا ﻛﺎﻧﺖ ﺛﻤﺔ ﺗﺠﺎربُ ﻛﺜرية ﺣﻮل أﺣﺪ املﻮﺿﻮﻋﺎت ،ﻓﺴﺘﺴﻔﺮ ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﺑﺎملﺼﺎدﻓﺔ ﱠ اﻟﺒﺤﺘﺔ ﻋﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ً ﻣﺘﺴﺎو ﻧﻮﻋً ﺎ ﺳﺘﺘﻮﻗﻊ أن ﺗﺠﺘﻤﻊ ﺟﻤﻴﻌً ﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻗﻠﻴﻼ ،ﻟﻜﻨﻚ ٍ ﻣﺎ ﺣﻮل اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ اﻟﺴﻠﻴﻤﺔ .وﺳﺘﺘﻮﻗﻊ ً أﻳﻀﺎ أن اﻟﺪراﺳﺎت املﻮﺳﻌﺔ ،اﻟﺘﻲ ﺗﻀﻢ ﻋﺪدًا أﻛﱪ ﻣﻦ املﺸﺎرﻛني ،وﺗﻨﻄﻮي ﻋﲆ أﺳﺎﻟﻴﺐ أﻓﻀﻞ ،ﺳﺘﺠﺘﻤﻊ ﺣﻮل اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ اﻟﺴﻠﻴﻤﺔ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﱠ ً ً وﺳﻠﺒﻴﺔ ﻋﲆ إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ املﺼﻐﺮة .ﺗﻨﺘﴩ اﻟﺪراﺳﺎت املﺼﻐﺮة ،ﰲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎن ،وﺗﻜﻮن اﻟﺪراﺳﺎت ً ﻣﺮﻳﻀﺎ ،ﻻ ﻏري اﻟﻌﺎدة ﻋﲆ ﻧﺤﻮ ﻋﺸﻮاﺋﻲ؛ ﻷﻧﻪ ﰲ دراﺳﺔ ﺗﻀﻢ ،ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل ،ﻋﴩﻳﻦ ﻳﺤﺘﺎج اﻟﺒﺎﺣﺚ ﱠإﻻ ﻟﺜﻼث ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻏﺮﻳﺒﺔ ﺑﺤﻴﺚ ﺗﺪﻓﻊ ﺑﺎﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻹﺟﻤﺎﻟﻴﺔ إﱃ اﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ. ً ً ﺑﺎرﻋﺔ ﻟﺒﻴﺎن ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻛﻬﺬه .ﻓﺘﻮﺿﻊ اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻳﻌﺘﱪ اﻟﺮﺳﻢ اﻟﺒﻴﺎﻧﻲ اﻟﻘﻤﻌﻲ )ﺑﻌﺒﺎرة أﺧﺮى :ﻣﺪى ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ اﻟﻌﻼج( ﻋﲆ املﺤﻮر اﻷﻓﻘﻲ ،ﻣﻦ اﻟﻴﺴﺎر إﱃ اﻟﻴﻤني ،ﺛﻢ ﻋﲆ املﺤﻮر اﻟﺮأﳼ )ﻣﻦ أﻋﲆ إﱃ أﺳﻔﻞ ،املﱰاﺗﺒﺎت اﻟﺤﺴﺎﺑﻴﺔ( ﻳﻮﺿﻊ ﻣﻘﻴﺎس ﺣﺠﻢ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ، أو ﻣﻘﻴﺎس آﺧﺮ ملﺪى ﱠ دﻗﺘﻬﺎ .إذا ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺛﻤﺔ ﺗﺤﻴﱡﺰ ﻧﴩ ،ﻳﺠﺐ أن ﻳﻈﻬﺮ ﻗِ ﻤْ ٌﻊ ﻣﻘﻠﻮب، ﺑﺤﻴﺚ ﺗﺘﺠﻤﱠ ﻊ ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻟﺘﺠﺎرب اﻟﻜﱪى اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ ﺟﻤﻴﻌً ﺎ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺣﻮل ﺑﻌﺾ ﰲ ﻗﻤﺔ اﻟﻘِ ﻤْ ﻊ، 221
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
٠
ﺧﻄﺄ ﻗﻴﺎﳼ
١
٢ ٤٠
٤
١
٠٫٢٥
٠٫٠٢٥
ﻧﺴﺒﺔ املﺨﺎﻃﺮة )ﻣﻌﺪل اﻟﻮﻓﻴﺎت( ﺷﻜﻞ 1-11
ﺛﻢ ﻣﻊ اﻟﻨﺰول أﺳﻔﻞ اﻟﻘِ ﻤْ ﻊ ،ﺗﻨﺘﴩ ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻟﺘﺠﺎرب اﻟﺼﻐرية ﻏري اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ ﺗﺪرﻳﺠﻴٍّﺎ إﱃ اﻟﻴﺴﺎر واﻟﻴﻤني ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺼﺒﺢ أﻗﻞ ﻓﺄﻗﻞ ً دﻗﺔ ﻋﲆ ﻧﺤﻮ ﺑﺎﻟﻎ ،إﻳﺠﺎﺑًﺎ وﺳﻠﺒًﺎ ﻋﲆ ﺣ ﱟﺪ ﺳﻮاء. ﻧﴩ ،ﻓﺴﺘﻨﺤﺮف اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ .ﻓﺘﺒﺪو ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻟﺘﺠﺎرب »اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ« أﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﺛﻤﺔ ﺗﺤﻴﱡ ُﺰ ٍ اﻟﺮدﻳﺌﺔ اﻟﺼﻐرية ﻏﺎﺋﺒﺔ؛ ﻷﻧﻪ ﻗﺪ ﺟﺮى ﺗﺠﺎﻫﻠُﻬﺎ — ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﺪى أﺣ ٍﺪ ﳾءٌ ﻟﻴﺨﴪه ﺑﱰك ﻫﺬه اﻟﺘﺠﺎرب اﻟﺮدﻳﺌﺔ اﻟﺼﻐرية ﻗﺎﺑﻌﺔ ﰲ اﻟﺪرج اﻟﺴﻔﲇ ﰲ املﻜﺘﺐ — وﻟﺬا ﻧُﴩت اﻟﺘﺠﺎرب اﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻓﻘﻂ .ﻟﻢ ﻳُﺜﺒَﺖ وﺟﻮد ﺗﺤﻴﺰ ﻧﴩ ﰲ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﻣﺠﺎﻻت اﻟﻄﺐ ﻓﺤﺴﺐ ،ﺑﻞ و ْ َﺟﺪت ٌ ورﻗﺔ ﺑﺤﺜﻴﺔ ً دﻟﻴﻼ ﻋﲆ وﺟﻮد ﺗﺤﻴﺰ ﻧﴩ ﰲ دراﺳﺎت ﺗﺤﻴﺰ اﻟﻨﴩ .وﻓﻴﻤﺎ ﻳﲇ اﻟﺮﺳﻢ اﻟﺒﻴﺎﻧﻲ اﻟﻘِ ﻤْ ﻌﻲ ﻟﺘﻠﻚ اﻟﻮرﻗﺔ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ ،واﻟﺬي ﻳُﺘﺪاول ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺰاح ﰲ ﻋﺎ َﻟﻢ اﻟﻄﺐ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﲆ اﻷدﻟﺔ. ﻟﻌﻞ أﺑﺮز ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺤﻴﺰ ﻧﴩ ﺻﺎرﺧﺔ ﻣﺆﺧ ًﺮا ﻛﺎﻧﺖ ﰲ ﻣﺠﺎل أدوﻳﺔ ﻣﻀﺎدات اﻻﻛﺘﺌﺎب ٌ »إس إس آر آي« ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﱠ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺗﺒني ﰲ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻷوراق اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ؛ ﻓﻘﺪ ﻧﴩ ً ورﻗﺔ ﺑﺤﺜﻴﺔ ﰲ دورﻳﺔ »ﻧﻴﻮ إﻧﺠﻼﻧﺪ ﺟﻮرﻧﺎل أوف ﻣﻴﺪﻳﺴﻦ« ﰲ ﺑﺪاﻳﺔ ﻋﺎم اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴني ُ ْ ْ ﺟﺮﻳﺖ ﻋﲆ أدوﻳﺔ »إس إس آر آي« اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗُﺴﺠﱠ ﻞ أدرﺟﺖ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺘﺠﺎرب اﻟﺘﻲ أ ٢٠٠٨ 222
ﻫﻞ اﻟﻄﺐ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي ﴍﱞ ؟
١٠٠
٢٠ ٣٠
١٠
٥
٢
١
٠٫٥
٠٫٢
١٠ ٠٫١
ﺣﺠﻢ اﻟﻌﻴﻨﺔ )ﻋﺪد اﻟﺪراﺳﺎت(
١٠٠٠
اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ املﻨﺸﻮرة ﺷﻜﻞ 2-11
رﺳﻤﻴٍّﺎ ﻟﺪى ﻫﻴﺌﺔ اﻷدوﻳﺔ واﻷﻏﺬﻳﺔ ،وﺑﺤﺜﻮا اﻟﺘﺠﺎرب َ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﰲ اﻷدﺑﻴﺎت اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﺔُ .ﻗﻴﱢﻤﺖ ﺳﺒﻊ وﺛﻼﺛﻮن دراﺳﺔ ﻣﻦ ﻗِ ﺒَﻞ ﻫﻴﺌﺔ اﻷدوﻳﺔ ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ؛ ﻣﻊ اﺳﺘﺜﻨﺎء وﺣﻴﺪ ،أن ﻛﻞ ً ﻣﻜﺘﻮﺑﺔ وﻣﻨﺸﻮرة ﻋﲆ ﻧﺤﻮ ﻣﻼﺋﻢ .ﰲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ،ﻟﻢ واﺣﺪة ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﺘﺠﺎرب ﻛﺎﻧﺖ ْ أﺳﻔﺮت ﻋﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺳﻠﺒﻴﺔ أو ﻏري ﻣﺆﻛﺪة ﻋﲆ اﻹﻃﻼق ،ﻓﻴﻤﺎ ﺗُﻨﴩ اﺛﻨﺘﺎن وﻋﴩون دراﺳﺔ ُﻛﺘﺒﺖ وﻧُﴩت إﺣﺪى ﻋﴩة دراﺳﺔ أﺧﺮى ﻋﲆ ﻧﺤﻮ أﺷﺎر إﱃ أﻧﻬﺎ ﻗﺪ أﺳﻔﺮت ﻋﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ. ﻫﺬه أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺻﻔﺎﻗﺔ؛ ﻓﺎﻷﻃﺒﺎء ﻳﺤﺘﺎﺟﻮن إﱃ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻳُﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ إذا ﻛﺎن ﻟﻬﻢ أن ﻳﺘﺨﺬوا ﻗﺮارات ﻣﻔﻴﺪة وآﻣﻨﺔ ﻋﻨﺪ وﺻﻒ اﻷدوﻳﺔ ملﺮﺿﺎﻫﻢ .وﻳُﻌﺘﱪ ﺣﺮﻣﺎﻧﻬﻢ ﻣﻦ ﻫﺬه املﻌﻠﻮﻣﺎت ،وﺧﺪاﻋﻬﻢ ،ﺟﺮﻳﻤﺔ أﺧﻼﻗﻴﺔ ﻛﱪى .ﻟﻮ ﻟﻢ أﻛﻦ ﺑﺼﺪد ﺗﺄﻟﻴﻒ ﻛﺘﺎب ﺧﻔﻴﻒ َ وﻓﻜِﻪ ﺣﻮل اﻟﻌﻠﻢ اﻵن ،ﻟﱰ ﱠدﻳْﺖ إﱃ زواﺑﻊ ﻋﺎرﻣﺔ ﻣﻦ اﻟﻐﻀﺐ. ) (4-1اﻟﻨﴩ املﻜ ﱠﺮر ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻔﻌﻞ ﴍﻛﺎت اﻟﺪواء ﺷﻴﺌًﺎ أﻓﻀﻞ ﻣﻦ إﻫﻤﺎل اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻔﺮ ﻋﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺳﻠﺒﻴﺔ؛ ﻓﻔﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن ،ﻋﻨﺪ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ ﻧﺘﺎﺋﺞ إﻳﺠﺎﺑﻴﺔً ، ﺑﺪﻻ ﻣﻦ اﻻﻛﺘﻔﺎء ﺑﻨﴩﻫﺎ ﱠ ﻣﺠﻼت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ،وﰲ ﺻﻮر ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﺣﺘﻰ ﻣﺮة واﺣﺪة ،ﻳﻨﴩون اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻣﺮات ﻋﺪة ،ﰲ 223
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ﺗﺒﺪو ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺛﻤﺔ ﺗﺠﺎرب إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻛﺜرية وﻣﺨﺘﻠﻔﺔ .وﻳﺴﻬﻞ ﻫﺬا ﻋﲆ وﺟﻪ اﻟﺨﺼﻮص إذا ﻛﺎن اﻟﺒﺎﺣﺚ ﻗﺪ أﺟﺮى ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻛﺒرية »ﻣﺘﻌﺪدة املﺮاﻛﺰ«؛ ﻷﻧﻪ ﻳﻜﻮن ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻪ أن ﻳﻨﴩ أﺟﺰاءً ﻣﺘﺪاﺧﻠﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﺮﻛﺰ ﺑﺼﻮرة ﻣﻨﻔﺼﻠﺔ ،أو وﻓﻖ ﻋﻤﻠﻴﺎت ﺗﺒﺪﻳﻞ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ .وﺗُﻌَ ﱡﺪ ﻫﺬه ً أﻳﻀﺎ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﰲ ﻏﺎﻳﺔ اﻟﺬﻛﺎء ﻻﺧﺘﻼق اﻷدﻟﺔ؛ ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﻘﺎرئ أن ﻳﻜﺘﺸﻔﻬﺎ. ﺟﺮى ﺑﺤﺚ اﺳﺘﻘﺼﺎﺋﻲ ﻛﻼﺳﻴﻜﻲ ﰲ ﻫﺬا املﺠﺎل ﻣﻦ ﻗِ ﺒَﻞ ﻃﺒﻴﺐ ﺗﺨﺪﻳﺮ ﺷﺪﻳﺪ اﻻﻧﺘﺒﺎه ﻣﻦ ﺟﺎﻣﻌﺔ أﻛﺴﻔﻮرد ﻳُﺪﻋﻰ ﻣﺎرﺗﻦ ﺗﺮاﻣﺮ ،ﻛﺎن ﻳﺒﺤﺚ ﻣﺪى ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ دواء ﻟﻠﻐﺜﻴﺎن ﻳُﺴﻤﻰ »أوﻧﺪاﻧﺴﱰون« ،وﻻﺣﻆ أن ﻛﺜريًا ﻣﻦ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ﰲ ﺗﺤﻠﻴﻞ ﻣﺎوراﺋﻲ ﻛﺎن ﻳُﺠﺮﻳﻪ ْ ﺑﺪت ﻣﻜ ﱠﺮرة. ﻓﻜﺎﻧﺖ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ اﻟﻜﺜري ﻣﻦ املﺮﴇ ﻗﺪ ُﻛ ْ ﺘﺒﺖ ﻋﺪة ﻣﺮات ،ﰲ ﺻﻮر ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻧﺴﺒﻴٍّﺎ ،ﰲ دراﺳﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻇﺎﻫﺮﻳٍّﺎ ،ﰲ ﻣﺠﻼت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ .وﻟﻌﻞ اﻷﻣﺮ اﻷﻛﺜﺮ أﻫﻤﻴﺔ أن ِ أﻇﻬﺮت اﻟﺪواء ﰲ ﺻﻮرة أﻓﻀﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﲆ اﻷرﺟﺢ ﻣﻜ ﱠﺮر ًة أﻛﺜﺮ ﻣﻦ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟﺘﻲ ً ً اﻟﺘﻲ أﻇﻬﺮﺗْﻪ أﻗ ﱠﻞ إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ،وإﺟﻤﺎﻻ أﻓﴣ ﻫﺬا إﱃ املﺒﺎﻟﻐﺔ ﺑﻤﻘﺪار ٢٣ﰲ املﺎﺋﺔ ﰲ ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ اﻟﺪواء. ) (5-1إﺧﻔﺎء اﻟﴬر ﻫﻜﺬا ﺗُﻘﺪﱢم ﴍﻛﺎت اﻟﺪواء اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ .ﻣﺎذا ﻋﻦ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻷﻛﺜﺮ إﻇﻼﻣً ﺎ اﻟﺬي ﺗُﻔﺮد ﻟﻪ اﻟﻌﻨﺎوﻳﻦ اﻹﺧﺒﺎرﻳﺔ اﻟﻼﻓﺘﺔ؛ ﺣﻴﺚ ﺗُﺨﻔﻲ ﴍﻛﺎت اﻟﺪواء اﻷﴐار اﻟﺨﻄرية؟ اﻵﺛﺎر اﻟﺠﺎﻧﺒﻴﺔ إﺣﺪى ﺣﻘﺎﺋﻖ اﻟﺤﻴﺎة؛ ﻳﺠﺐ اﻟﻘﺒﻮل ﺑﻬﺎ ،وإدارﺗﻬﺎ ﰲ ﺳﻴﺎق اﻟﻔﻮاﺋﺪ، ورﺻﺪﻫﺎ ﺑﺪﻗﺔ؛ ﻷن اﻵﺛﺎر ﻏري املﻘﺼﻮدة ﻟﻠﺘﺪﺧﻼت اﻟﻌﻼﺟﻴﺔ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻜﻮن ﰲ ﻏﺎﻳﺔ اﻟﺨﻄﻮرة .اﻟﻘﺼﺺ اﻹﺧﺒﺎرﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗَﻠﻔِ ﺖ اﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﻋﻨﺎوﻳﻦ اﻷﺧﺒﺎر ﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻤﻠﻴﺎت ﺧﺪاع ،أو ﺗﻐﻄﻴﺔ ،ﻟﻜﻦ ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻔﻮﻳﺖ ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ املﻬﻤﺔ ً أﻳﻀﺎ ﻷﺳﺒﺎب أﺧﺮى أﻛﺜﺮ ﺑﺮاء ًة ﺑﻜﺜري؛ ﻣﺜﻞ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ املﻌﺘﺎدة ﰲ اﻹﻫﻤﺎل اﻟﻌَ َﺮﴈ ﰲ ﺗﺤﻴﺰ اﻟﻨﴩ ،أو ﻷن اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ املﻘﻠﻘﺔ ﺗُ َ ﺨﻔﻰ ﻋﻦ اﻷﻧﻈﺎر ﰲ ﺧﻀﻢ ﺗﺰاﺣﻢ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت. ً ً ﺷﺎﺋﻘﺎ ﻟﺬﻟﻚ .ﻳﺼﺎب اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﻣﺜﺎﻻ ﺗُﻌﺘﱪ أدوﻳﺔ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﴐﺑﺎت اﻟﻘﻠﺐ ﻳﺼﺎﺑﻮن ﺑﻨﻮﺑﺎت ﻗﻠﺒﻴﺔ ﺑﻌﺪم اﻧﺘﻈﺎم ﰲ ﴐﺑﺎت اﻟﻘﻠﺐ ﻋﲆ ﻧﺤﻮ ﺷﺎﺋﻊ ﻧﻮﻋً ﺎ ﻣﺎ )ﻷن ً وأﻳﻀﺎ ﻳﻤﻮت ﻣﺜﻞ ﻫﺆﻻء أﺟﺰاءً ﻣﻦ ﺟﻬﺎز اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﲆ اﻟﻮﻗﺖ ﰲ اﻟﻘﻠﺐ ﺗﻜﻮن ﻗﺪ ﺗﻠﻔﺖ(، اﻷﺷﺨﺎص ﺑﺼﻮرة ﺷﺎﺋﻌﺔ ﺟﺮاء ﻋﺪم اﻧﺘﻈﺎم ﴐﺑﺎت اﻟﻘﻠﺐ .ﺗُﺴﺘﺨﺪم أدوﻳﺔ ﻋﻼج ﻋﺪم اﻧﺘﻈﺎم ﴐﺑﺎت اﻟﻘﻠﺐ ﰲ اﻟﻌﻼج واﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﴐﺑﺎت اﻟﻘﻠﺐ ﻏري املﻨﺘﻈﻤﺔ ﻟﺪى اﻷﺷﺨﺎص املﺼﺎﺑني ﺑﻬﺎ .وﻓ ﱠﻜﺮ اﻷﻃﺒﺎءِ :ﻟ َﻢ ﻻ ﻧﻌﻄﻲ ﻫﺬه اﻷدوﻳﺔ إﱃ ﻛ ﱢﻞ ﻣَ ﻦ أُﺻﻴﺐ ﺑﻨﻮﺑﺔ ﻗﻠﺒﻴﺔ؟ 224
ﻫﻞ اﻟﻄﺐ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي ﴍﱞ ؟
ْ ْ وﺑﺪت آﻣﻨﺔ ،وﻟﻢ ﻳﻜﻦ أﺣ ٌﺪ ﻳﻌﺮف وﻗﺘﻬﺎ أﻧﻬﺎ ﺳﺘﺰﻳﺪ ﺑﺪت ﻫﺬه اﻷدوﻳﺔ ﻣﻨﻄﻘﻴﺔ ﻋﲆ اﻟﻮرق، ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ ﻣﻦ ﻣﺨﺎﻃﺮ اﻟﻮﻓﺎة ﰲ ﻫﺬه اﻟﻔﺌﺔ؛ ﻷن ذﻟﻚ ﻟﻢ ﻳُﺜ ِﺒﺖ ﻣﻨﻄﻘﻴﺘﻪ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ )ﻛﻤﺎ اﻟﺤﺎل ﻣﻊ ﻣﻀﺎدات اﻷﻛﺴﺪة( .ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺘﺴﺒﱠﺐ ﰲ اﻟﻮﻓﺎة ،وﰲ ذروة اﺳﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ ﰲ ﺛﻤﺎﻧﻴﻨﻴﺎت اﻟﻘﺮن اﻟﻌﴩﻳﻦ ،ﺗﺴﺒﱠﺒﺖ أدوﻳﺔ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﴐﺑﺎت اﻟﻘﻠﺐ ﰲ ﺣﺎﻻت وﻓﺎة ﻣﻤﺎﺛﻠﺔ ﻟﻠﻌﺪد اﻹﺟﻤﺎﱄ ﻟﻸﻣﺮﻳﻜﻴني اﻟﺬﻳﻦ َ ﻗﻀﻮْا ﰲ ﺣﺮب ﻓﻴﺘﻨﺎم .ﻛﺎﻧﺖ املﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ ً ﻗﺎﺑﻌﺔ ،ﺑﺼﻮرة ﻣﺄﺳﺎوﻳﺔ ،ﰲ درج ﺳﻔﲇ ،ﻣﺜﻠﻤﺎ أوﺿﺢ املﺴﺎﻫﻤﺔ ﰲ ﺗﻔﺎدي ﻫﺬه اﻟﻜﺎرﺛﺔ ذﻟﻚ أﺣﺪ اﻟﺒﺎﺣﺜني ً ﻻﺣﻘﺎ: ﻋﻨﺪﻣﺎ أﺟﺮﻳﻨﺎ دراﺳﺘﻨﺎ ﰲ ﻋﺎم ١٩٨٠ﻛﻨﺎ ﻧﻈﻦ أن زﻳﺎدة ﻣﻌﺪﻻت اﻟﻮﻓﺎة … ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻤﺤﺾ املﺼﺎدﻓﺔ … وﺟﺮى اﻟﺘﺨﲇ ﻋﻦ ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﺪواء ﻷﺳﺒﺎب ﺗﺠﺎرﻳﺔ؛ ً ﻣﻄﻠﻘﺎ؛ وﻫﻲ ﺗﻌﺘﱪ اﻵن ً ﻣﺜﺎﻻ ﺟﻴﺪًا ﻟ »ﺗﺤﻴﺰ اﻟﻨﴩ«. ﻟﺬا ﻟﻢ ﺗُﻨﴩ ﻫﺬه اﻟﺪراﺳﺔ واﻟﻨﺘﺎﺋﺞ املﺸﺎر إﻟﻴﻬﺎ ﻫﻨﺎ … رﺑﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺘﻮﻓﺮ ﺗﺤﺬﻳ ًﺮا ﻣﺒﻜ ًﺮا ﻟﻠﻤﺘﺎﻋﺐ املﻘﺒﻠﺔ. إﻫﻤﺎﻻ وﺗﻔﻜريًا ﺗﻮ ً ً ﱠاﻗﺎ .ﻟﻜﻦ ﰲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن ﻳﺒﺪو أن اﻵﺛﺎر اﻟﺨﻄﺮة ﻣﻦ اﻷدوﻳﺔ ﻛﺎن ذﻟﻚ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﺘﻘﻠﻴﻞ ﻣﻨﻬﺎ أو — اﻷﺳﻮأ — ﻋﺪم ﻧﴩﻫﺎ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ .ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎك ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﻔﻀﺎﺋﺢ اﻟﻜﺒرية ﰲ ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺪواء ﻣﺆﺧ ًﺮا ،ﻳﺒﺪو ﻓﻴﻬﺎ أن اﻷدﻟﺔ ﻋﲆ اﻷﴐار اﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ﻋﻦ أدوﻳﺔ ﻣﺜﻞ ً ْ ﻃﻮﻳﻼ ﺣﺘﻰ ﻏﺎﺑﺖ .وﻟﻢ ﻳﺴﺘﻐﺮق اﻷﻣﺮ ﻓﻴﻮﻛﺲ وﻣﻀﺎدات اﻻﻛﺘﺌﺎب »إس إس آر آي« ﻗﺪ ُ ِ ﻇﻬﺮت اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ،وﻛﻞ ﻣَ ﻦ ﻳﺰﻋﻢ أن ﻫﺬه املﻮﺿﻮﻋﺎت ﻗﺪ أﺧﻔﻴ َْﺖ ﺗﺤﺖ ﺳﺠﺎدة اﻟﻄﺐ ﻟﻴﺲ ً ﺟﺎﻫﻼ .ﻓﻘﺪ ﺟﺮى ﺗﻨﺎول ﻫﺬه املﻮﺿﻮﻋﺎت — ﻛﻤﺎ ﺳﺘﺘﺬﻛﺮ — ﰲ اﻷوراق اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ اﻷﻋﲆ ﱠإﻻ ً ﺗﺼﻨﻴﻔﺎ ﰲ أرﺷﻴﻒ دورﻳﺔ »ﺑﺮﻳﺘﺶ ﻣﻴﺪﻳﻜﺎل ﺟﻮرﻧﺎل« .ﺗﺴﺘﺤﻖ ﻫﺬه اﻷوراق إﻟﻘﺎء ﻧﻈﺮة ً ﺗﻔﺼﻴﻼ. ﻧﺤﻮ أﻛﺜﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺮة أﺧﺮى ،ﻋﲆ ٍ ) (6-1ﻓﻴﻮﻛﺲ ﻛﺎن »ﻓﻴﻮﻛﺲ« ﻣﺴ ﱢﻜﻦ أ َﻟ ٍﻢ ﻃﻮﱠرﺗْﻪ ﴍﻛﺔ ِﻣﺮك ،واﻋﺘﻤﺪﺗْﻪ ﻫﻴﺌﺔ اﻟﻐﺬاء واﻟﺪواء اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﰲ ﻋﺎم .١٩٩٩ﻗﺪ ﺗﺘﺴﺒﱠﺐ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ املﺴﻜﻨﺎت ﰲ ﻣﺸﻜﻼت ﰲ املﻌﺪة — ُ اﻟﻘ َﺮح وﻏريﻫﺎ — وﻛﺎن اﻷﻣﻞ ﻣﻌﻘﻮدًا ﻋﲆ ﻫﺬا اﻟﺪواء اﻟﺠﺪﻳﺪ ﰲ ﱠأﻻ ﻳﺘﺴﺒﱠﺐ ﰲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻷﻋﺮاض اﻟﺠﺎﻧﺒﻴﺔ. ُﻓﺤِ ﺺ ذﻟﻚ ﰲ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺑﺎﺳﻢ »ﻓﻴﺠﻮر« ،ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﻘﺎرﻧﺔ »ﻓﻴﻮﻛﺲ« ﺑﺪواء آﺧﺮ أﻗﺪم، ﻫﻮ »ﻧﺎﺑﺮوﻛﺴني« ،وﻛﺎﻧﺖ اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺗُ ﱢ ﺒﴩ ﺑﺘﺤﻘﻴﻖ أرﺑﺎح ﻫﺎﺋﻠﺔ .ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺣﺎﺳﻤﺔ؛ ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ »ﻓﻴﻮﻛﺲ« أﻓﻀﻞ ً ﺣﺎﻻ ﰲ اﻟﺘﺨﻔﻴﻒ ﻣﻦ أﻋﺮاض ﻣﺮض اﻟﺘﻬﺎب املﻔﺎﺻﻞ 225
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
اﻟﺮوﻣﺎﺗﻮﻳﺪي ،ﻟﻜﻨﻪ ﱠ ﺧﻔﺾ ﺑﻤﻘﺪار اﻟﻨﺼﻒ ﻣﻦ ﺧﻄﺮ أﻋﺮاض اﻟﺠﻬﺎز اﻟﻬﻀﻤﻲ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ُﺟﺪت ً ﻛﺎن ﻳﻤﺜﱢﻞ أﻧﺒﺎءً ﻣﻤﺘﺎزة .وﻟﻜﻦ و ْ أﻳﻀﺎ زﻳﺎدة ﰲ ﺧﻄﺮ اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﻨﻮﺑﺎت اﻟﻘﻠﺐ. ﻟﻜﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧ ُ ْ ﴩت ﺗﺠﺮﺑﺔ »ﻓﻴﺠﻮر« ،ﻛﺎن ﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ ﻣﻼﺣﻈﺔ ﻣﺨﺎﻃﺮ أﻣﺮاض اﻟﻘﻠﺐ اﻟﻮﻋﺎﺋﻴﺔ ﻫﺬه .ﻛﺎن ﺛﻤﺔ »ﺗﺤﻠﻴﻞ ﱠ ﻣﺆﻗﺖ« ﻟﻨﻮﺑﺎت اﻟﻘﻠﺐ ُ واﻟﻘ َﺮح؛ ﺣﻴﺚ ُر ِﺻﺪت ﺣﺎﻻت اﻟﻘﺮﺣﺔ ﻟﻔﱰة أﻃﻮل ﻣﻦ ﺣﺎﻻت اﻟﻨﻮﺑﺎت اﻟﻘﻠﺒﻴﺔ .وﻟﻢ ﻳ َُﴩ إﱃ ذﻟﻚ ﰲ املﺠﻠﺔ ،ﻛﻤﺎ ﺑﻮﻟﻎ ﰲ ﻓﺎﺋﺪة »ﻓﻴﻮﻛﺲ« ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌ ﱠﻠﻖ ﺑﺎﻟﻘﺮﺣﺔ ،ﻣﻊ اﻟﺘﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ املﺨﺎﻃﺮ املﺘﺰاﻳﺪة ﻟﻠﻨﻮﺑﺎت اﻟﻘﻠﺒﻴﺔ .وﻋﻦ ذﻟﻚ ﺗﺤﺪ ْ ﻧﺤﻮ ﻏري ﻣﻌﺘﺎد ﱠﺛﺖ ﻣﻘﺎﻟﺔ اﻓﺘﺘﺎﺣﻴﺔ ﻋﻨﻴﻔﺔ وﺷﺪﻳﺪة اﻻﻧﺘﻘﺎد ﻋﲆ ٍ ً ﻗﺎﺋﻠﺔ» :ﻫﺬا اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﻮاﻫﻲ ﰲ ﺗﺼﻤﻴﻢ ﰲ دورﻳﺔ »ﻧﻴﻮ إﻧﺠﻼﻧﺪ ﺟﻮرﻧﺎل أوف ﻣﻴﺪﻳﺴﻦ« اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ … اﻟﺬي أﻓﴣ ﺣﺘﻤﻴٍّﺎ إﱃ ﺗﺤﺮﻳﻒ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ،ﻟﻢ ﻳ َ ُﻔﺼﺢ ﻋﻨﻪ ملﺤ ﱢﺮري أو ﻣﺆ ﱢﻟﻔﻲ ْ ﺣﺪﺛﺖ ﺛﻼث اﻟﺪراﺳﺔ اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴني «.ﻫﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه ﻣﺸﻜﻠﺔ؟ ﻧﻌﻢ ،ﻟﺴﺒﺐ وﺣﻴﺪ؛ أﻧﻪ ﻗﺪ إﺻﺎﺑﺎت إﺿﺎﻓﻴﺔ ﺑﺎﻟﻨﻮﺑﺔ اﻟﻘﻠﺒﻴﺔ ﰲ املﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻨﺎول »ﻓﻴﻮﻛﺲ« ﰲ اﻟﺸﻬﺮ اﻟﺬي ﺗﻼ ﱡ ﺗﻮﻗﻒ اﻟﺒﺎﺣﺜني ﻋﻦ اﻟﺮﺻﺪ واﻹﺣﺼﺎء ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻟﻢ ﺗﻘﻊ أي ﺣﺎﻻت إﺻﺎﺑﺔ ﰲ املﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻀﺎﺑﻄﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻨﺎول »ﻧﺎﺑﺮوﻛﺴني«. ﻈﻬﺮ ﻣﺬﻛﺮة داﺧﻠﻴﺔ ﺑﻌﺜﻬﺎ إدوارد ﺳﻜﻮﻟﻨﻚ ،ﻛﺒري اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻟﺪى اﻟﴩﻛﺔ ،أن اﻟﴩﻛﺔ ﺗُ ِ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﺮف ﻋﻦ ﺧﻄﺮ اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻷﻣﺮاض اﻟﻘﻠﺒﻴﺔ اﻟﻮﻋﺎﺋﻴﺔ ﻫﺬا )ورد ﻓﻴﻬﺎ» :ﻛﺎن ﻫﺬا أﻣ ًﺮا ﻣَ ﺸﻴﻨًﺎ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺎﻻت ﻗﻠﻴﻠﺔ ،وﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﺪث ﻣﻦ ﺧﻼل آﻟﻴﱠﺔ ﻛﻨﺎ ﻧﺨﴙ أﻧﻬﺎ ﻛﺬﻟﻚ«(. وﻟﻢ ﺗﺘﺄﺛﺮ دورﻳﺔ »ﻧﻴﻮ إﻧﺠﻼﻧﺪ ﺟﻮرﻧﺎل أوف ﻣﻴﺪﻳﺴﻦ« ﻛﺜريًا ،وﻧ َ ْ ﴩت ﻣﻘﺎ َﻟ ْني اﻓﺘﺘﺎﺣﻴ ْﱠني ﻧﻘﺪﻳ ْﱠني راﺋﻌَ ْني. ٌ أﺷﺨﺎص ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺒﺤﺜﻮن ﻟﻢ ﻳﻬﺘ ﱠﻢ ﺑﺎﻟﺰﻳﺎدة املﻘﻠﻘﺔ ﰲ اﻟﻨﻮﺑﺎت اﻟﻘﻠﺒﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﺣﻘﻴﻘﻲ إﻻ ﺑﻴﺎﻧﺎت ﻫﻴﺌﺔ اﻷدوﻳﺔ واﻷﻏﺬﻳﺔ ،وﻫﻮ ﳾء ﻻ ﻳﻤﻴﻞ اﻷﻃﺒﺎء — ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ — إﱃ ﻓﻌﻠﻪ؛ إذ إﻧﻬﻢ ﰲ أﻓﻀﻞ اﻷﺣﻮال ﻳﻘﺮءون املﻘﺎﻻت اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ املﻨﺸﻮرة ﰲ ﻣﺠﻼت ﻋﻠﻤﻴﺔ .وﰲ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻟﺘﻔﺴري اﻟﺨﻄﺮ اﻹﺿﺎﰲ املﺘﻮﺳﻂ ﻟﻠﻨﻮﺑﺎت اﻟﻘﻠﺒﻴﺔ اﻟﺬي »ﻗﺪ« ﻳﻈﻬﺮ ﰲ اﻟﻮرﻗﺔ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ اﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ ،اﻗﱰح املﺆ ﱢﻟﻔﻮن ﺷﻴﺌًﺎ اﺳﻤﻪ »ﻓﺮﺿﻴﺔ ﻧﺎﺑﺮوﻛﺴني«؛ ﻓﺄﺷﺎروا إﱃ أن »ﻓﻴﻮﻛﺲ« ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺘﺴﺒﱠﺐ ﰲ ﺣﺪوث ﻧﻮﺑﺎت ﻗﻠﺒﻴﺔ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎن »ﻧﺎﺑﺮوﻛﺴني« ﻳﻘِﻲ ﻣﻨﻬﺎ .وﻻ ﻳﻮﺟﺪ دﻟﻴﻞ وﻗﺎﺋﻲ ﻗﻮيﱞ ﺿﺪ اﻟﻨﻮﺑﺎت اﻟﻘﻠﺒﻴﺔ. ﻣﻘﻨﻊ ﻋﲆ أن »ﻧﺎﺑﺮوﻛﺴني« ﻟﻪ أﺛ ٌﺮ ﱞ أﺷﺎرت املﺬﻛﺮة اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ،اﻟﺘﻲ ﻧ ُ ْ ِ ﻮﻗﺸﺖ ﺑﺎﺳﺘﻔﺎﺿﺔ ﺧﻼل ﺗﻐﻄﻴﺔ اﻟﻘﻀﻴﺔ ،إﱃ أن اﻟﴩﻛﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﻘﻠﻖ ﰲ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ .وﻇﻬﺮ ﰲ ﻧﻬﺎﻳﺔ املﻄﺎف ﻣﺰﻳ ٌﺪ ﻣﻦ اﻷدﻟﺔ ﻋﲆ وﺳﺤِ ﺐ »ﻓﻴﻮﻛﺲ« ﻣﻦ اﻟﺴﻮق ﰲ ﻋﺎم ،٢٠٠٤ﱠ وﻗﻮع أﴐارُ ، ﻟﻜﻦ ﻣﺤﻠﻠني ﻣﻦ ﻫﻴﺌﺔ اﻷدوﻳﺔ 226
ﻫﻞ اﻟﻄﺐ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي ﴍﱞ ؟
واﻷﻏﺬﻳﺔ ﻗﺪﱠروا أﻧﻪ ﺗﺴﺒﱠﺐ ﰲ ﻧﻮﺑﺎت ﻗﻠﺒﻴﺔ ﺗَﺮاوَح ﻋﺪدﻫﺎ ﺑني ً ٨٨ أﻟﻔﺎ و ١٣٩أﻟﻒ ﺣﺎﻟﺔ، ﻗﺎﺗﻼ ،ﺧﻼل اﻟﺴﻨﻮات اﻟﺨﻤﺲ اﻟﺘﻲ ُ ﻛﺎن ٣٠إﱃ ٤٠ﰲ املﺎﺋﺔ ﻣﻨﻬﺎ ً ﻃ ِﺮح ﻓﻴﻬﺎ ﰲ اﻟﺴﻮق. ً ﻣﻮﺛﻮﻗﺎ ﻓﻴﻪ ،ﻟﻜﻦ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ إﱃ ﻧﻤﻂ ﻇﻬﻮر املﻌﻠﻮﻣﺎت، ﻳﺼﻌُ ﺐ اﻟﺘﺄﻛﺪ ﻣﻤﱠ ﺎ إذا ﻛﺎن ذﻟﻚ اﻟﺮﻗﻢ ﴎى ﺷﻌﻮ ٌر ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ،ﻋﲆ ﻧﻄﺎق واﺳﻊ ﺟﺪٍّا ،ﺑﺄن ٍّ ﻛﻼ ﻣﻦ ﻣﺮك وﻫﻴﺌﺔ اﻟﻐﺬاء واﻟﺪواء ْ وﻗﻌﺖ ﺧﻼل ﻛﺎن ﰲ اﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻬﻤﺎ ﻓﻌﻞ املﺰﻳﺪ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺘﺨﻔﻴﻒ ﻣﻦ ﺣِ ﺪﱠة اﻷﴐار اﻟﺘﻲ اﻟﺴﻨﻮات اﻟﻌﺪﻳﺪة اﻟﺘﻲ ُ ﻃ ِﺮح اﻟﺪواء ﻓﻴﻬﺎ ،ﺑﻌﺪ أن ﺗﺒﻴ ْ ﱠﻨﺖ ﻟﻬﻤﺎ املﺨﺎوف ﺣﻴﺎﻟﻬﺎ .إن اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ْ واﻗﱰﺣﺖ ﰲ ﻣﺠﺎل اﻟﻄﺐ ﻣﻬﻤﺔ؛ ﻓﻬﻲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺣﻴﺎة أو ﻣﻮت .وﻟﻢ ﺗُﻘِ ﱠﺮ ﻣﺮك ﺑﻤﺴﺌﻮﻟﻴﺘﻬﺎ، إﺟﺮاء ﺗﺴﻮﻳﺔ ﻣﻘﺎﺑﻞ ٤٫٨٥ﻣﻠﻴﺎرات دوﻻر أﻣﺮﻳﻜﻲ ﰲ اﻟﻮﻻﻳﺎت املﺘﺤﺪة. ) (7-1ﻣﻨﻊ املﺆ ﱢﻟﻔني ﻣﻦ ﻧﴩ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ﻳﺒﺪو ﻫﺬا ﻛ ﱡﻠﻪ ﰲ ﻣﻨﺘﻬﻰ اﻟﺴﻮء .أيﱡ ﺑﺎﺣﺜني ﻳﻘﻮﻣﻮن ﺑﺬﻟﻚ؟ وملﺎذا ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ وﻗﻔﻬﻢ؟ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻛﺎذﺑﻮن ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ .ﻟﻜﻦ ﺟﺮى ﱄ ﱡ ذراع اﻟﻜﺜريﻳﻦ أو اﻟﻀﻐﻂ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﻔﺼﺤﻮا ﻋﻦ املﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺘﺠﺎرب اﻟﺘﻲ أﺟ َﺮوْﻫﺎ ،املﻤﻮﱠﻟﺔ ﻣﻦ ﻗِ ﺒَﻞ ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺪواء. ْ رﻓﻌﺖ إﻟﻴﻚ ﻣﺜﺎ َﻟ ْني ﻣﺘﻄﺮﻓني ﻟﻈﺎﻫﺮة ﺷﺎﺋﻌﺔ ﻋﲆ ﻧﺤﻮ ﻣﺄﺳﺎوي :ﰲ ﻋﺎم ،٢٠٠٠ ﴍﻛﺔ أﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺷﻜﻮى ﺿﺪ اﻟﺒﺎﺣﺜني اﻟﺮﺋﻴﺴﻴني وﺟﺎﻣﻌﺎﺗﻬﻢ ﰲ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ملﻨﻊ ﻧﴩ دراﺳﺔ ْ وﺟﺪت أن املﻨﺘﺞ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ أﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﻋﲆ أﺣﺪ اﻟﻠﻘﺎﺣﺎت املﻀﺎدة ﻟﻔريوس »إﺗﺶ آي ﰲ« ِ ﺷﻌﺮت اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ .ﺷﻌﺮ اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن أن ﻋﻠﻴﻬﻢ وﺿﻊ اﻷوﻟﻮﻳﺔ ﻟﻠﻤﺮﴇ ﻋﲆ املﻨﺘﺞ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ اﻟﴩﻛﺔ ﺑﺨﻼف ذﻟﻚ .وﻧ ُ ِ ﴩت اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﰲ ذﻟﻚ اﻟﻌﺎم ﰲ ﺟﺮﻳﺪة اﻟﺠﻤﻌﻴﺔ اﻟﻄﺒﻴﺔ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ. ﰲ املﺜﺎل اﻟﺜﺎﻧﻲ ،ﻛﺎﻧﺖ ﻧﺎﻧﴘ أوﻟﻴﻔريي ،ﻣﺪﻳﺮة ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ اﻋﺘﻼﻻت اﻟﻬﻴﻤﻮﺟﻠﻮﺑني ﰲ ً ﺗﺠﺮﺑﺔ إﻛﻠﻴﻨﻴﻜﻴﺔ ﻋﲆ »دﻓﺮﻳﱪون« ،وﻫﻮ دواء ﻳُﺰﻳﻞ اﻟﺤﺪﻳﺪ اﻟﺰاﺋﺪ ﻣﻦ ﺗﻮروﻧﺘﻮ ،ﺗُﺠﺮي ْ وﺷﻌﺮت أﺟﺴﺎد املﺮﴇ اﻟﺬﻳﻦ ﺗﺜﻘﻞ أﺟﺴﺎدﻫﻢ ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺪ ﺑﻌﺪ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻴﺎت ﻧﻘﻞ اﻟﺪم. رأت أن ﻧ َِﺴﺐ ﺗﺮﻛﻴﺰ اﻟﺤﺪﻳﺪ ﰲ اﻟﻜﺒﺪ ْ ﺑﺎﻟﻘﻠﻖ ﻋﻨﺪﻣﺎ ْ ﻧﺤﻮ رديءٍ ﺑﺪت ﻣُﺘﺤ ﱠﻜﻤً ﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﲆ ٍ ً ﻣﺘﺨﻄﻴﺔ ﻋﺘﺒﺔ اﻷﻣﺎن ﻟﺰﻳﺎدة ﻣﺨﺎﻃﺮ ﺣﺪوث اﻷﻣﺮاض اﻟﻘﻠﺒﻴﺔ واﻟﻮﻓﺎة ﻟﺪى ﺑﻌﺾ املﺮﴇ، ٌ ُﴪع ﻣﻦ ﺗﻄﻮر املﺒﻜﺮة .وأﺷﺎرت دراﺳﺎت أﺧﺮى أﻛﺜﺮ ﺗﻮﺳﻌً ﺎ إﱃ أن اﻟﺪﻓﺮﻳﱪون رﺑﻤﺎ ﻳ ﱢ اﻟﺘﻠﻴﻒ اﻟﻜﺒﺪي. ْ ﻫﺪدت ﴍﻛﺔ اﻟﺪواء »أﺑﻮﺗﻜﺲ« أوﻟﻴﻔريي ﺑﺼﻮرة ﻣﺘﻜﺮرة وﺑﺸﻜﻞ ﻛﺘﺎﺑﻲ ،أﻧﻬﺎ إذا ْ ﻧﴩت ﻧﺘﺎﺋﺠﻬﺎ وﻣﺨﺎوﻓﻬﺎ ،ﻓﺴﻴﺘﺨﺬون إﺟﺮاءات ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺿﺪﻫﺎ .ﰲ ﺷﺠﺎﻋﺔ ﻫﺎﺋﻠﺔ — وﻳﺎ ْ ﻗﺪﻣﺖ أوﻟﻴﻔريي ﻧﺘﺎﺋﺠﻬﺎ ﰲ ﻋﺪة ﻟﻘﺎءات ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻟﻠﻌﺎر! ﰲ ﻏﻴﺎب أي دﻋﻢ ﻣﻦ ﺟﺎﻣﻌﺘﻬﺎ — 227
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
وﰲ ﻣﺠﻼت أﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ .ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺆﻣﻦ ﺑﺄن ﻣﻦ واﺟﺒﻬﺎ اﻹﻓﺼﺎح ﻋﻦ ﻣﺨﺎوﻓﻬﺎ ،ﺑﻘﻄﻊ اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ اﻟﻌﻮاﻗﺐ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﱰﺗﺐ ﻋﲆ ذﻟﻚ .ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﴐورﻳٍّﺎ ﻋﲆ اﻹﻃﻼق أن ﺗﻜﻮن ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻻﺗﺨﺎذ ذﻟﻚ اﻟﻘﺮار. ) (8-1اﻟﺤﻞ اﻟﺮﺧﻴﺺ اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟﺬي ﺳﻴﺤ ﱡﻞ ﺟﻤﻴﻊ املﺸﻜﻼت ﰲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻛﻠﻪ ﻟﻌﻞ ﻣﺎ ﻫﻮ اﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻲ ٍّ ﺣﻘﺎ أن ﺟﻤﻴﻊ ﻫﺬه املﺸﻜﻼت ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ — ﻃﻤﺲ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ، اﻧﺘﻘﺎء اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ،إﺧﻔﺎء اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ﻏري املﻔﻴﺪة ،وﻏري ذﻟﻚ — ﻛﺎن ﻳﻤﻜﻦ ﺣ ﱡﻠﻬﺎ ﺑﺼﻮرة ﻛﺒرية ﻣﻦ ﺧﻼل ﻋﻼج واﺣﺪ ﺑﺴﻴﻂ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻴﺘﻜ ﱠﻠﻒ أيﱠ ﳾء ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎِ :ﺳ ِﺠ ﱡﻞ ﺗﺠﺎرب إﻛﻠﻴﻨﻴﻜﻴﺔ، ﻋﺎم ،ﻣﺘﺎح ،وﻣﻄﺒﱠﻖ ﺑﺼﻮرة ﻓﻌﺎﻟﺔ .ﻫﻜﺬا ﻳﺠﺐ أن ﻳﺴري اﻷﻣﺮ .ﻟﻨﻔﱰض أﻧﻚ ﴍﻛﺔ دواء. ﻗﺒْﻞ أن ﺗﺒﺪأ ﺣﺘﻰ ﰲ دارﺳﺘﻚ ،ﺗﻨﴩ »اﻟﱪوﺗﻮﻛﻮل« اﻟﺨﺎص ﺑﻬﺎ؛ أيْ ﻗﺴﻢ اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ املﻄﺒﻘﺔ ﰲ اﻟﻮرﻗﺔ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ ،ﰲ دورﻳﺔ ﻋﺎﻣﺔ إﱃ ﺣ ﱟﺪ ﻣﺎ .ﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ أن اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮن اﻻﻃﻼع ﻋﲆ ﻣﺎ ﺳﺘﻔﻌﻠﻪ ﰲ ﺗﺠﺮﺑﺘﻚ ،وﻣﺎ ﺳﺘﻘﻴﺴﻪ ،وﻛﻴﻒ ،وﻋﲆ ﻋﺪد اﻷﺷﺨﺎص ،إﻟﺦ» ،ﻗﺒﻞ أن ﺗﺒﺪأ«. ﺳﻴﺠﺮي اﻟﻘﻀﺎء ﻋﲆ ﻣﺸﻜﻼت ﺗﺤﻴﺰ اﻟﻨﴩ ،واﻟﻨﴩ املﺘﻜ ﱢﺮر ،واﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟﺨﻔﻴﺔ ﻋﻦ اﻵﺛﺎر اﻟﺠﺎﻧﺒﻴﺔ — اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺒﱢﺐ ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﺣﺎﻻت وﻓﺎة وﻣﻌﺎﻧﺎة ﻏري ﴐورﻳﺔ — ﰲ اﻟﺤﺎل ،ﰲ ﴐﺑﺔ واﺣﺪة .إذا َ ﻗﻤﺖ ﺑﺘﺴﺠﻴﻞ ﺗﺠﺮﺑﺔ ،وأﺟﺮﻳﺘَﻬﺎ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻈﻬﺮ ﰲ املﻄﺒﻮﻋﺎت ،ﻓﺴﺘﱪز ﻣﺜﻞ إﺻﺒﻊ ﻣﺘﻘﺮح .ﺳﻴﻔﱰض اﻟﺠﻤﻴﻊ ،ﺑﺼﻮرة أﺳﺎﺳﻴﺔ ،أن ﻟﺪﻳﻚ ﺷﻴﺌًﺎ ﺗﺨﻔﻴﻪ؛ ﻷﻧﻪ رﺑﻤﺎ ﱠ ﺳﺠﻼت ﺗﺠﺎرب ﰲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺤﺎﱄ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻋﺒﺜﻴﺔ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ. ﻟﺪﻳﻚ ﻣﺎ ﺗﺨﻔﻴﻪ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ .ﻫﻨﺎك َﻛ ﱡﻢ ﻫﺬا اﻟﻌﺒﺚ ﻳﻈﻬﺮ واﺿﺤً ﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺧﺪﻋﺔ ﴍﻛﺎت اﻟﺪواء اﻷﺧرية وﻫﻲ» :ﺗﺤﺮﻳﻚ ً ْ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻟﺒﺤﺚ ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ ﺑﺪأت ﴍﻛﺘﺎ ﻣﺮك وﴍﻳﻨﺞ ﺑﻼو ﻗﺎﺋﻤَ ِﻲ املﺮﻣﻰ« .ﰲ ﻋﺎم ،٢٠٠٢ ِ ﺑﺪأت اﻟﴩﻛﺘﺎن ﺑﺎﻟﺘﴫﻳﺢ ﺑﺄﻧﻬﻤﺎ »إزﺗﻴﻤﺒﻲ« ،وﻫﻮ دواء ﻳﺤ ﱡﺪ ﻣﻦ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻜﻮﻟﺴﱰول. ﺳﺘﻘﻴﺴﺎن ﺷﻴﺌًﺎ واﺣﺪًا ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره اﺧﺘﺒﺎرﻫﻤﺎ اﻟﺮﺳﻤﻲ ملﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﺪواء ﻧﺎﺟﻌً ﺎ أم ﻻ ،ﻟﻜﻨﻬﻤﺎ ﻋﺎدﺗﺎ ﻟﺘﻌﻠﻨﺎ ،ﺑﻌﺪ ﻇﻬﻮر اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ،أﻧﻬﻤﺎ ﺳﺘﻘﻴﺴﺎن ﺷﻴﺌًﺎ آﺧﺮ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره اﻻﺧﺘﺒﺎر اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ً ﺑﺪﻻ ﻣﻦ اﻻﺧﺘﺒﺎر اﻷول .واﻛﺘُﺸﻒ اﻷﻣﺮ ،وﺗﻌ ﱠﺮﺿﺘﺎ ﻻﻧﺘﻘﺎدات ﻻذﻋﺔ ﻋﻠﻨًﺎ .ملﺎذا؟ ﻷﻧﻚ إذا ً َ إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﺑﺎملﺼﺎدﻓﺔ ﻗﺴﺖ اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﻷﺷﻴﺎء )ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻓﻌﻠﺘﺎ( ،رﺑﻤﺎ ﺗﺨﺮج ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻻ أﻛﺜﺮ .ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻚ اﻟﻌﺜﻮر ﻋﲆ اﻟﻔﺮﺿﻴﺔ املﺒﺪﺋﻴﺔ ﰲ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ؛ ﻓﻬﺬا ﻳﺼﻴﺐ ﺟﻤﻴﻊ اﻹﺣﺼﺎءات ﺑﺎﻟﺨﻠﻞ اﻟﻜﺎﻣﻞ. 228
ﻫﻞ اﻟﻄﺐ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي ﴍﱞ ؟
) (9-1اﻹﻋﻼﻧﺎت أﻗﺮاص »ﻛﻠﻮﻣﻴﻜﺎﻟﻢ« ﻫﻲ اﻟﻌﻼج اﻟﻮﺣﻴﺪ املﻌﺘﻤَ ﺪ ﻟﻌﻼج َﻗ َﻠﻖ اﻻﻧﻔﺼﺎل ﻟﺪى اﻟﻜﻼب. ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﺣﺎﻟﻴٍّﺎ إﻋﻼﻧﺎت دواء ﻣﻮﺟﱠ ﻬﺔ ﻣﺒﺎﴍ ًة إﱃ املﺴﺘﻬﻠﻚ ﰲ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ،وﻫﻮ أﻣ ٌﺮ ﻣَ ﺸني؛ ﻷن اﻹﻋﻼﻧﺎت ﰲ أﻣﺮﻳﻜﺎ ﻏﺮﻳﺒﺔ ٍّ ﺣﻘﺎ ،ﺧﺎﺻﺔ اﻹﻋﻼﻧﺎت اﻟﺘﻠﻴﻔﺰﻳﻮﻧﻴﺔ .ﺣﻴﺎﺗﻚ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﻓﻮﴇ، ﺳﺎﻗﺎك املﺘﻤﻠﻤﻠﺘﺎن/اﻟﺼﺪاع اﻟﻨﺼﻔﻲ/ﻧﺴﺒﺔ اﻟﻜﻮﻟﺴﱰول ﻏري املﺴﺘﻘﺮة ،ﻛﻞ ﳾء ﻳﺜري اﻟﺬﻋﺮ ،ﻻ ﻳﻮﺟﺪ أي ﻣﻨﻄﻖ ﰲ أي ﻣﻜﺎن .ﺛﻢ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺘﻨﺎول اﻟﻘﺮص اﻟﺼﺤﻴﺢ؛ ﻓﺠﺄ ًة ﺗﴤء اﻟﺸﺎﺷﺔ ﺑﻠﻮن أﺻﻔﺮ داﻓﺊ ،وﺗﻀﺤﻚ اﻟﺠﺪة ،وﻳﻀﺤﻚ اﻷﻃﻔﺎل ،وﻳﻬﺘﺰ ذﻳﻞ اﻟﻜﻠﺐ ،وﻳﻠﻌﺐ ﻃﻔﻞ ﻣﺜري ﻟﻠﻐﺜﻴﺎن ﺑﺨﺮﻃﻮم املﻴﺎه ﻋﲆ اﻟﻨﺠﻴﻞ ،وﻫﻮ ﻳﺼﻨﻊ ً ﻗﻮﺳﺎ ﻣﻦ املﻴﺎه إزاء اﻟﺸﻤﺲ ﻋﺎل ﻓﻴﻤﺎ ﺗﺼﺒﺢ ﺟﻤﻴﻊ ﻋﻼﻗﺎﺗﻚ ﻧﺎﺟﺤﺔ ﻓﺠﺄ ًة ﻣﺮة أﺧﺮى. اﻟﺒﺎزﻏﺔ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻀﺤﻚ ﺑﺼﻮت ٍ اﻟﺤﻴﺎة ﺟﻤﻴﻠﺔ. ﻳﻨﻘﺎد املﺮﴇ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ أﻛﱪ ﺑﻜﺜري ﻣﻦ اﻷﻃﺒﺎء وراء إﻋﻼﻧﺎت ﴍﻛﺎت اﻟﺪواء ،ﺣﺘﻰ إن ْ ارﺗﻔﻌﺖ ﻟﺘﺼﺒﺢ املﻮازﻧﺔ املﺨﺼﺼﺔ ﻟﻺﻋﻼﻧﺎت املﻮﺟﱠ ﻬﺔ ﻣﺒﺎﴍ ًة إﱃ املﺴﺘﻬﻠﻚ ﰲ أﻣﺮﻳﻜﺎ ﻗﺪ ْ ﺟﺮت دراﺳﺔ ﻫﺬه اﻹﻋﻼﻧﺎت ﻋﻦ ِﺿﻌْ ﻒ املﻮازﻧﺔ املﺨﺼﺼﺔ ملﺨﺎﻃﺒﺔ اﻷﻃﺒﺎء ﻣﺒﺎﴍة .وﻗﺪ ﱠ وﺗﺒني ﻣﺮا ًرا أﻧﻬﺎ ﺗﺰﻳﺪ ﻣﻦ إﻗﺒﺎل املﺮﴇ ﻋﲆ ﻛﺜﺐ ﻣﻦ ﻗِ ﺒَﻞ ﺑﺎﺣﺜني أﻛﺎدﻳﻤﻴني ﻃﺒﻴني، ً ﻓﻀﻼ ﻋﻦ وﺻﻒ اﻷﻃﺒﺎء ﻟﻬﺎ ﻛﻌﻼج ﻟﻬﻢ .ﺣﺘﻰ اﻹﻋﻼﻧﺎت اﻟﺘﻲ »ﺗﺮﻓﻊ اﻷدوﻳﺔ املﻌ َﻠﻦ ﻋﻨﻬﺎ، ً ﴏاﻣﺔ ﱠ ﺗﺒني أﻧﻬﺎ ﺗﻀﺎﻋﻒ ﺑﻤﺮض ﻣﺎ« ﺗﺤﺖ اﻟﻠﻮاﺋﺢ اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ اﻟﻜﻨﺪﻳﺔ اﻷﻛﺜﺮ اﻟﻮﻋﻲ ٍ اﻟﻄﻠﺐ ﻋﲆ ﻋﻘﺎر ﻣﺤﺪﱠد ﻟﻌﻼج ذﻟﻚ املﺮض. ﻟﻬﺬا اﻟﺴﺒﺐ ﺗﺤﺮص ﴍﻛﺎت اﻟﺪواء ﻋﲆ رﻋﺎﻳﺔ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت املﺮﴇ ،أو اﺳﺘﻐﻼل وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺣﻤﻼﺗﻬﺎ ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺷﻮﻫﺪ ﻣﺆﺧ ًﺮا ﰲ اﻟﻘﺼﺺ اﻹﺧﺒﺎرﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻐﻨﱠﻰ ﺑﺎﻟﺜﻨﺎء ﻋﲆ ﻋﻘﺎر »ﻫريﺳﺒﺘني« ﻟﻌﻼج ﴎﻃﺎن اﻟﺜﺪي ،أو أدوﻳﺔ أﻟﺰﻫﺎﻳﻤﺮ ذات اﻟﻔﺎﻋﻠﻴﺔ اﻟﻄﻔﻴﻔﺔ. ﺗﻄﺎﻟﺐ ﺟﻤﺎﻋﺎت اﻟﻀﻐﻂ ﻫﺬه ﰲ ﺻﺨﺐ ﻫﺎﺋﻞ ﰲ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم أن ﺗُﻤﻮﱠل أدوﻳﺔ ً أﺷﺨﺎﺻﺎ ﻋﲆ ﺻﻠﺔ ﺑﺠﻤﺎﻋﺎت اﻟﴩﻛﺎت ﻣﻦ ﻗِ ﺒَﻞ ﻫﻴﺌﺔ اﻟﺨﺪﻣﺎت اﻟﺼﺤﻴﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ .أﻋﺮف ً اﻟﻀﻐﻂ ﻫﺬه — أﻛﺎدﻳﻤﻴني — ﱠ ﴏاﺣﺔ وﺣﺎوﻟﻮا ﺗﻐﻴري ﻣﻮﻗﻔﻬﻢ ،دون ﻋﱪوا ﻋﻦ آراﺋﻬﻢ ﺗﺤﻘﻴﻖ أي ﻧﺠﺎح؛ ﻷﻧﻪ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﺣﻤﻠﺔ ﻣﺮض أﻟﺰﻫﺎﻳﻤﺮ اﻟﱪﻳﻄﺎﻧﻲ ﻋﲆ وﺟﻪ ﺧﺎصَ ،ﺧ َ ﻄ َﺮ ﻟﻜﺜريﻳﻦ أن ﻣﺜﻞ ﻫﺬه املﻄﺎﻟﺐ ﻛﺎﻧﺖ أُﺣﺎدﻳﱠﺔ اﻟﺠﺎﻧﺐ ﻧﻮﻋً ﺎ ﻣﺎ ،وﺧﻠﺺ املﻌﻬﺪ اﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﻠﺼﺤﺔ واﻟﺘﻤﻴﺰ اﻹﻛﻠﻴﻨﻴﻜﻲ إﱃ أﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺗﱪﻳﺮ دﻓﻊ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻷدوﻳﺔ أﻟﺰﻫﺎﻳﻤﺮ؛ ﺟﺰﺋﻴٍّﺎ 229
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ﻷن اﻷدﻟﺔ ﻋﲆ ﻓﺎﻋﻠﻴﺘﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺿﻌﻴﻔﺔ ،وﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺒﺤﺚ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﺒﺪﻳﻠﺔ ﻏري املﺆﻛﺪة ﻓﻘﻂ .واﻷدﻟﺔ ٍّ ﺣﻘﺎ ﺿﻌﻴﻔﺔ؛ ﻷن ﴍﻛﺎت اﻟﺪواء ﻟﻢ ﺗُﻔﻠِﺢ ﰲ إﺧﻀﺎع ﻋﻼﺟﺎﺗﻬﺎ ﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﺧﺘﺒﺎر ﺻﺎرﻣﺔ ﺑﻤﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﻋﲆ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﰲ اﻟﻌﺎ َﻟﻢ اﻟﻮاﻗﻌﻲ ،اﺧﺘﺒﺎرات ﺻﺎرﻣﺔ ﻟﻴﺲ ﻣﻀﻤﻮﻧًﺎ أن ﺗﺴﻔﺮ ﻋﻦ ﻧﺘﻴﺠﺔ إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ .ﻫﻞ ﺗﺘﺤﺪﱠى ﺟﻤﻌﻴﺔ أﻟﺰﻫﺎﻳﻤﺮ ﻣﺼﻨﱢﻌﻲ اﻟﺪواء ﻹﺟﺮاء ﺑﺤﻮث أﻓﻀﻞ؟ ﻫﻞ ﻳﻄﻮف أﻋﻀﺎؤﻫﺎ ﺣﺎﻣﻠني ﻻﻓﺘﺎت ﻛﺒرية ﺗﻨﺎﻫﺾ »اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﺒﺪﻳﻠﺔ ﰲ ﺑﺤﻮث ً ﺷﻔﺎﻓﻴﺔ«؟ ﻻ. اﻟﺪواء« ،ﻣﻄﺎﻟﺒني ﺑﺈﺟﺮاء »اﺧﺘﺒﺎرات أﻛﺜﺮ ﻳﺎ إﻟﻬﻲ! اﻟﻜﻞ أﴍار! ﻛﻴﻒ ِ آﻟﺖ اﻷﻣﻮر إﱃ ﻫﺬه اﻟﺪرﺟﺔ ﻣﻦ اﻟﺒﺸﺎﻋﺔ؟ ﻫﻮاﻣﺶ ُ دﻓﻌﺖ ﰲ ﻋﺪﻳﺪ ﻣﻦ املﻨﺎﺳﺒﺎت ﺑﺄن ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻌﻼﺟﺎت ﺣﻴﺜﻤﺎ ﻳﻜﻮن ﻫﻨﺎك أيﱡ ﻗﺪْر )(1 ً ﻣﻦ اﻟﺸﻚ ﻳﺠﺐ ﺗﻮزﻳﻌﻬﺎ ﻋﺸﻮاﺋﻴٍّﺎ ،ﻣﺘﻰ ﻛﺎن ذﻟﻚ ﻣﻤﻜﻨﺎ ،وﰲ ﻫﻴﺌﺔ اﻟﺨﺪﻣﺎت اﻟﺼﺤﻴﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ،ﻧﻌﺘﱪ ﰲ ﻣﻮﻗﻊ إداري ﻓﺮﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺑﺤﻴﺚ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺗﻴﺴري ذﻟﻚ، ﻛﻬﺪﻳﺔ إﱃ اﻟﻌﺎﻟﻢ .وﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻗﺪ ﻳُﻘﻠِﻘﻚ ﺣﻴﺎل ﺑﻌﺾ ﻗﺮاراﺗﻪ ،ﻃﺮح املﻌﻬﺪ اﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﻠﺼﺤﺔ واﻟﺘﻤﻴﺰ اﻹﻛﻠﻴﻨﻴﻜﻲ ً أﻳﻀﺎ اﻟﻔﻜﺮة اﻟﺬﻛﻴﺔ املﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺘﻮﺻﻴﺔ ﺑﺄن ﺑﻌﺾ اﻟﻌﻼﺟﺎت — ﻣﺘﻰ ﻛﺎن ﺛﻤﺔ ﺷﻚ ﺣﻮل ﻓﺎﺋﺪﺗﻬﺎ — ﻳﺠﺐ ﺗﻤﻮﻳﻠﻬﺎ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﻗِ ﺒَﻞ ﻫﻴﺌﺔ اﻟﺨﺪﻣﺎت اﻟﺼﺤﻴﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻋﻨﺪ ﺗﻘﺪﻳﻤﻬﺎ ﰲ ﺳﻴﺎق ﺗﺠﺮﺑﺔ )ﺣﻴﺚ ﻳﺠﺐ أن ﻳﺤﺼﻞ ﻋﲆ ﻣﻮاﻓﻘﺔ ﱡ ﻧﺼﻬﺎ» :ﻓﻘﻂ ﻋﻨﺪ إﺟﺮاء ﺑﺤﺚ«( .ﻳﺠﺮي اﻧﺘﻘﺎد املﻌﻬﺪ اﻟﻮﻃﻨﻲ ﺑﺼﻮرة ﻣﺘﻜﺮرة — ﻓﻬﻮ ﻛﻴﺎن ﺳﻴﺎﳼ ﻋﲆ أي ﺣﺎل — ﻧﻈ ًﺮا ﻟﻌﺪم ﺗﻮﺻﻴﺘﻪ ﺑﺄن ﻳﺬﻫﺐ ﺗﻤﻮﻳﻞ ﻫﻴﺌﺔ اﻟﺨﺪﻣﺎت َ املﻮاﻓﻘﺔ ﻋﲆ ﺗﻤﻮﻳﻞ أﺣﺪ اﻟﻌﻼﺟﺎت اﻟﺼﺤﻴﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ إﱃ اﻟﻌﻼﺟﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺒﺪو واﻋﺪة .ﻟﻜﻦ ٌ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻻ ﻳﻜﻮن ﻣﺆ ﱠﻛﺪًا ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﱢ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺧﻄرية ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻳﺤﻘﻖ ﻓﺎﺋﺪ ًة أﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﻳُﻮﻗِﻊ ﴐ ًرا ﱠ ﺗﺒني ﺑﺸﻜﻞ واﺿﺢ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺣﺎﻻت ﻣﺘﻌﺪدة اﺗﻀﺢ ﻓﻴﻬﺎ ﰲ ﻧﻬﺎﻳﺔ املﻄﺎف أن اﻟﻌﻼﺟﺎت اﻟﻮاﻋﺪة ﺗﺴﺒﱢﺐ ﴐ ًرا أﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﺗﺤﻘﻖ ﻓﺎﺋﺪة .وﻗﺪ ﻓﺸﻠﻨﺎ ﻋﲆ ﻣﺪى ﻋﻘﻮد ﰲ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ْ أﻇﻬﺮت اﻟﺸﻜﻮك املﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻔﻮاﺋﺪ اﻟﺴﺘريوﻳﺪات ﻟﻠﻤﺮﴇ املﺼﺎﺑني ﺑﺈﺻﺎﺑﺎت ﰲ اﻟﺪﻣﺎغ؛ ﻓﻘﺪ داع؛ ﻷﻧﻪ ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ ﺗﺠﺮﺑﺔ »ﻛﺮاش« أن ﻋﴩات اﻵﻻف ﻣﻦ اﻷﺷﺨﺎص ﻗﺪ ﺗُﻮ ﱡُﻓﻮا دون ٍ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻌﻼﺟﺎت املﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﺗﺴﺒﱢﺐ ﴐ ًرا أﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﱢ ﺗﺤﻘﻖ ﻧﻔﻌً ﺎ .ﰲ ﻣﺠﺎل اﻟﻄﺐ ،ﺗُﻨﻘِ ﺬ املﻌﻠﻮﻣﺎت أرواﺣً ﺎ. َ ) (2ﰲ ﻫﺬا املﻮﺿﻮع ،وﻣﺜﻞ ﻛﺜريﻳﻦ ﻣﻦ أﻃﺒﺎء ﺟﻴﲇ ،أدِ ﻳﻦ ﺑﺎﻟﻔﻀﻞ إﱃ اﻟﻜِﺘﺎب اﻷﻛﺎدﻳﻤﻲ اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻲ »ﻛﻴﻒ ﺗﻘﺮأ ورﻗﺔ ﺑﺤﺜﻴﺔ« ﻟﻠﱪوﻓﻴﺴﻮر ﺟﺮﻳﻨﻬﺎﻟﺞ ﰲ ﻛﻠﻴﺔ ﻟﻨﺪن 230
ﻫﻞ اﻟﻄﺐ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي ﴍﱞ ؟
اﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ .ﻳﺠﺐ أن ﻳﻜﻮن ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﺿﻤﻦ اﻟﻜﺘﺐ اﻷﻛﺜﺮ ﺑﻴﻌً ﺎ .ﻳﻌﺘﱪ ﻛﺘﺎب »اﺧﺘﺒﺎر ﻋﻤﻼ ﻋﺒﻘﺮﻳٍّﺎ ﻋﻈﻴﻤً ﺎ ً اﻟﻌﻼﺟﺎت« ﻹﻳﻤﻮﺟﻦ إﻳﻔﺎﻧﺰ ،وﻫﺎزل ﺛﻮرﻧﺘﻮن وإﻳﺎن ﺗﺸﺎملﺮز ً أﻳﻀﺎ، ﻣﻼﺋﻤً ﺎ ﻷي ﺟﻤﻬﻮر ﻋﺎدي ﻣﻦ اﻟﻘﺮاء ،وﻣﺘﺎﺣً ﺎ ﻟﻠﺘﺤﻤﻴﻞ املﺠﺎﻧﻲ ﻋﱪ اﻹﻧﱰﻧﺖ ﻋﲆ ﻣﻮﻗﻊ .www.jameslindlibrary.orgﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ اﻟﻘﺮاء اﻷﻛﺜﺮ اﻫﺘﻤﺎﻣً ﺎ ،أُوﴆ ﺑﻘﺮاءة ﻛﺘﺎب »اﻷﺧﻄﺎء املﻨﻬﺠﻴﺔ ﰲ اﻟﺒﺤﻮث اﻟﻄﺒﻴﺔ« ﻟﻴﻮرن آﻧﺪرﺳﻦ .وﻫﻮ ﻛﺘﺎب ﻃﻮﻳﻞ ﺟﺪٍّا ،ﻋﻨﻮاﻧﻪ اﻟﻔﺮﻋﻲ ﻫﻮ» :ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻏري ﻣﻜﺘﻤﻠﺔ«.
231
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋﴩ
ﺗﺮوج وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم ﻟﺴﻮء َﻓ ْﻬﻢ ﻛﻴﻒ ﱢ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻌﻠﻢ
ﻳﺠﺐ أن ﻧﻔﴪ ﻛﻞ ﻫﺬا ،وﻧﻘﺪﱢر ﻣﺪى ﺗﻐﻠﻐﻞ ﺣﺎﻻت ﺳﻮء اﻟﻔﻬﻢ وﺳﻮء اﻟﺘﻤﺜﻴﻞ ﰲ ﺛﻘﺎﻓﺘﻨﺎ. ً ٌ إذا ُ ﻣﻌﺮوف ﺑﺘﻔﻜﻴﻜﻲ ﻗﺼﺺ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم ﻣﻌﺮوﻓﺎ ﺑﺄي ﺣﺎل ﻣﻦ اﻷﺣﻮال ،ﻓﺄﻧﺎ ﻛﻨﺖ اﻟﺤﻤﻘﺎء ﺣﻮل اﻟﻌﻠﻢ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻤﺜﱢﻞ اﻟﻘﺴﻂ اﻷﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﻋﻤﲇ» ،ﻣﺠﻤﻞ أﻋﻤﺎﱄ« ،وأﺷﻌﺮ ﺑﺎﻟﺨﺠﻞ ً ﻗﻠﻴﻼ ﰲ أن أﻗﻮل إن ﻟﺪيﱠ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺧﻤﺴﻤﺎﺋﺔ ﻗﺼﺔ ﻟﻼﺧﺘﻴﺎر ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻛﻲ أ ُ ﱢ ﺑني ﻌﺘﱪ ﻫﺬا ﻧﻮﻋً ﺎ ﻣﻦ اﻟﻬﻮس. اﻷﻓﻜﺎر اﻟﺘﻲ أرﻣﻲ إﱃ ﻋﺮﺿﻬﺎ ﻫﻨﺎ .رﺑﻤﺎ ﺗَ ِ ﻟﻘﺪ ﻏ ﱠ ﻄﻴﻨﺎ اﻟﻜﺜري ﻣﻦ املﻮﺿﻮﻋﺎت ﰲ ﻣﻮاﺿﻊ أﺧﺮى؛ املﺴرية اﻹﻏﻮاﺋﻴﺔ ﻹﺿﻔﺎء اﻟﺼﻔﺔ اﻟﻄﺒﻴﺔ ﻋﲆ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ،اﻟﺨﻴﺎﻻت ﺣﻮل اﻷﻗﺮاص ،اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ واﻟﺰﻳﻒ ،واﻻدﱢﻋﺎءات اﻟﺼﺤﻴﺔ املﻀﺤﻜﺔ ﺣﻮل اﻟﻄﻌﺎم ،وﻫﻲ اﻻدﱢﻋﺎءات اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻮ ﱠرط ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺼﺤﻔﻴﻮن ﺷﺄﻧﻬﻢ ﺷﺄن ﻣُﺨﺘَﴢ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ .ﻟﻜﻨﻨﻲ أرﻳﺪ أن أر ﱢﻛﺰ ﻫﻨﺎ ﻋﲆ اﻟﻘﺼﺺ اﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﺪ ﱠﻟﻨﺎ ﻋﲆ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻳُﺪ َرك ﺑﻬﺎ اﻟﻌﻠﻢ ،واﻷﻧﻤﺎط املﺘﻜ ﱢﺮرة اﻟﺒﻨﺎﺋﻴﺔ اﻟﺘﻲ ُ ﺿ ﱢﻠﻠﻨﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ. ﺗﺘﻤﺜﱠﻞ ﻓﺮﺿﻴﺘﻲ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﰲ اﻵﺗﻲ :اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻤﺴﻜﻮن ﺑﺰﻣﺎم اﻷﻣﻮر ﰲ ً ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺿﺌﻴﻠﺔ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم ِﻣﻦ ﺧﺮﻳﺠﻲ ﻛﻠﻴﺎت اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻻ ﻳﻤﻠﻜﻮن إﻻ ﴎي ،ﰲ أﻋﻤﺎق أﻋﻤﺎﻗﻬﻢ ،رﺑﻤﺎ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ،وﻳﻔﺘﺨﺮون ﺑﺠﻬﻠﻬﻢ وﻛﺄﻧﻪ وﺳﺎم ﴍف! وﻋﲆ ﻧﺤﻮ ِ ﱢ ﻳﺒﻐﻀﻮن ﺣﻘﻴﻘﺔ أﻧﻬﻢ ﺣَ ﺮﻣﻮا أﻧﻔﺴﻬﻢ ﻣﻦ اﻻﻃﻼع ﻋﲆ اﻟﺘﻄﻮرات اﻷﻫﻢ ﰲ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻔﻜﺮ اﻟﻐﺮﺑﻲ ﰲ اﻟﻘﺮﻧني املﺎﺿﻴني ،ﻟﻜﻦ ﺛﻤﺔ ﻫﺠﻮﻣً ﺎ ﺿﻤﻨﻴٍّﺎ ﰲ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺘﻐﻄﻴﺎت اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ﻟﻸﻣﻮر اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ؛ ﻓﻤﻦ ﺧﻼل اﺧﺘﻴﺎرﻫﺎ ﻟﻠﻤﻮﺿﻮﻋﺎت ،وﻃﺮﻳﻘﺔ ﺗﻐﻄﻴﺘﻬﺎ ،ﺗﺨﻠﻖ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم ﻣﺎ ﻳﺸﺒﻪ ﻣﺤﺎﻛﺎ ًة ﺳﺎﺧﺮة ﻟﻠﻌﻠﻢ .وﻓﻖ ﻫﺬا اﻟﻨﻤﻮذج ،ﻳُﺼﻮﱠر اﻟﻌﻠﻢ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ﻋﺒﺎرات ﻻ أﺳﺎس ُ أﻧﻔﺴﻬﻢ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺼﺤﺔ ،وﻏري ﻣﻔﻬﻮﻣﺔ ،وﺗﻮﺟﻴﻬﻴﺔ ﺗﺼﺪر ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء ،اﻟﺬﻳﻦ ﻳُﻌَ ﺪﱡون ﻫﻢ
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ﱢ ﻣﺘﻌﺴﻔﺔ ﻏري ﻣﻨﺘﺨﺒﺔ ،ﺗﻨﻌَ ﻢ ﺑﺎﻟﻘﻮة ﻋﲆ اﻟﺼﻌﻴﺪ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ .إﻧﻬﻢ ﻣﻨﻔﺼﻠﻮن رﻣﻮز ﺳﻠﻄﺔ ﻋﻦ اﻟﻮاﻗﻊ؛ ﻓﻬﻢ ﻳﻘﻮﻣﻮن ﺑﺄﻋﻤﺎل إﻣﺎ ﻣﻀﺤﻜﺔ أو ﺧﻄﺮة ،وﻟﻜﻦ أﻳٍّﺎ ﻣﺎ ﻛﺎن اﻷﻣﺮ ،ﻓﺈن ﻛﻞ ٌ ﱠ ﺳﻴﺘﻐري ﴎﻳﻌً ﺎ ،واﻷﻛﺜﺮ ﻣﺜﺎ ًرا ﻟﻠﺴﺨﺮﻳﺔ أﻧﻪ ﺳﻴﻜﻮن وﻣﺘﻨﺎﻗﺾ ،ورﺑﻤﺎ ﳾء ﰲ اﻟﻌﻠﻢ واهٍ، »ﺻﻌﺐ اﻟﻔﻬﻢ« .وﺑﻌﺪ رﺳﻢ ﻫﺬه املﺤﺎﻛﺎة اﻟﺴﺎﺧﺮة ،ﻳﻬﺎﺟﻤﻬﺎ اﻟﻌﺎﻣﻠﻮن ﰲ ﻣﺠﺎل وﺳﺎﺋﻞ َ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻣﺎ ﻳﺪور اﻟﻌﻠﻢ ﺣﻮﻟﻪ. اﻹﻋﻼم ،ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻨﺘﻘﺪون ﺗﻨﺘﻤﻲ اﻟﻘﺼﺺ اﻹﺧﺒﺎرﻳﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم ﻟﻮاﺣﺪة ﻣﻦ ﺛﻼث ﻓﺌﺎت :اﻟﻘﺼﺺ املﻀﺤﻜﺔ ،وﻗﺼﺺ »اﻻﻛﺘﺸﺎﻓﺎت اﻟﻜﱪى« ،وﻗﺼﺺ »اﻟﺬﻋﺮ« .وﻛ ﱞﻞ ِﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﻘﺼﺺ ﻳﺸﻮﱢه اﻟﻌﻠﻢ وﻳﻘﻮﱢﺿﻪ ،ﻛ ﱞﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﻄﺮﻳﻘﺘﻬﺎ اﻟﺨﺎﺻﺔ .وﺳﻨﻌﺮض ﻟﻜ ﱟﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺎﻟﱰﺗﻴﺐ. ) (1اﻟﻘﺼﺺ املﻀﺤﻜﺔ :املﺎل ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻻ ﳾء َ ﻓﺄﻟﻖ ﺑﺠﻬﺎز اﻟﺘﻌﻘﻴﻢ املﻀﻐﻮط ،وﺗﺨ ﱠﻞ ﻋﻦ إذا أردت أن ﺗُﻨﴩ أﺑﺤﺎﺛﻚ ﰲ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼمِ ، املﺎﺻﺔ ،وﺗﺨ ﱠﻠﺺ ﻣﻦ ﻧﺴﺨﺔ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ »ﺳﺘﺎﺗﺎ« ،و ِﺑ ْﻊ روﺣﻚ إﱃ ﴍﻛﺔ ﻋﻼﻗﺎت ﻋﺎﻣﺔ. ﰲ ﺟﺎﻣﻌﺔ رﻳﺪﻳﻨﺞ ،ﻫﻨﺎك رﺟﻞ ﻳُﺪﻋﻰ د .ﻛﻴﻔﻦ واروﻳﻚ ،وﻛﺎن ﻣﺼﺪ ًرا ﻏﺰﻳ ًﺮا ﻟﻘﺼﺺ ً ﴍﻳﺤﺔ ﻣﻦ ﺑﻄﺎﻗﺔ ﻫﻮﻳﺔ ﻻ ﺳﻠﻜﻴﺔ ﰲ ذراﻋﻪ ،ﺛﻢ ﻳُﺮي ﻻﻓﺘﺔ ﻟﺒﻌﺾ اﻟﻮﻗﺖ .ﻓﺘﺠﺪه ﻳﻀﻊ اﻟﺼﺤﻔﻴني ﻛﻴﻒ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻓﺘﺢ اﻷﺑﻮاب ﰲ اﻟﻘﺴﻢ اﻟﺬي ﻳﻌﻤﻞ ﺑﻪ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ ،ﺛﻢ ﻳﴫﱢ ح ً ْ ﻫﺪﻓﺖ ﻗﺎﺋﻼ» :أﻧﺎ ﺳﺎﻳﺒﻮرج ،ﻣﺰﻳﺞٌ ﻣﻦ رﺟﻞ وآﻟﺔ« 1 ،وﺗﺘﺄﺛﱠﺮ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم ﺑﻪ أﻳﻤﺎ ﺗﺄﺛﱡﺮ. إﺣﺪى اﻟﻘﺼﺺ اﻹﺧﺒﺎرﻳﺔ املﻔﻀﻠﺔ ﺣﻮل أﺣﺪ ﺑﺤﻮﺛﻪ — ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗُﻨﴩ ﰲ أي ﻣﺠﻠﺔ أﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ ﻣﻦ أي ﻧﻮع ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ — إﱃ ﺑﻴﺎن أن ﻣﺸﺎﻫﺪة ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ »رﻳﺘﺸﺎرد وﺟﻮدي« ﱢ ﻧﺤﻮ أﻛﺜﺮ ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ ﻛﺜريًا ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ اﻷﺷﻴﺎء ﻳﺤﺴﻦ أداء اﻷﻃﻔﺎل ﰲ اﺧﺘﺒﺎرات اﻟﺬﻛﺎء ﻋﲆ ٍ اﻷﺧﺮى اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻮﻗﻊ املﺮء أن ﺗﺆدﱢي إﱃ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻛﻬﺬه؛ ﻣﺜﻞ ﺑﻌﺾ اﻟﺘﻤﺎرﻳﻦ ،أو ﴍب ﺑﻌﺾ اﻟﻘﻬﻮة. ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﺬا أﻣ ًﺮا ﻣﻀﺤ ًﻜﺎ ﻋﺎﺑ ًﺮا ،ﺑﻞ ﻗﺼﺔ إﺧﺒﺎرﻳﺔ ،وﻋﲆ ﺧﻼف ﻣﻌﻈﻢ اﻟﻘﺼﺺ ْ أﻓﻀﺖ إﱃ ﻇﻬﻮر ﻣﻘﺎﻟﺔ اﻓﺘﺘﺎﺣﻴﺔ ﰲ ﺻﺤﻴﻔﺔ »ذي إﻧﺪﺑﻨﺪﻧﺖ« .ﻟﺴﺖ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ، ﺑﺤﺎﺟﺔ إﱃ اﻟﺒﺤﺚ ﻣﻄﻮ ًﱠﻻ ﻟﻠﻌﺜﻮر ﻋﲆ املﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻷﻣﺜﻠﺔ؛ ﻓﺜﻤﺔ ﺧﻤﺴﻤﺎﺋﺔ ﻗﺼﺔ ﻟﻼﺧﺘﻴﺎر ﻣﻦ ُ ذﻛﺮت .ﻳﻘﻮل اﻟﻌﻠﻤﺎء» :اﻟﺨﻴﺎﻧﺔ أﻣ ٌﺮ ﺟﻴﻨﻲ «.وﻳﻘﻮل اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن» :اﻟﺤﺴﺎﺳﻴﺔ ﺑﻴﻨﻬﺎ ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻣﻦ اﻟﻜﻬﺮﺑﺎء ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ «.وﻳﻘﻮل أﺣﺪ ﻋﻠﻤﺎء اﻟﺒﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﻟﺘﻄﻮرﻳﺔ ﻣﻦ ﻛﻠﻴﺔ ﻟﻨﺪن ﻟﻼﻗﺘﺼﺎد: »ﰲ املﺴﺘﻘﺒﻞ ،ﺳﻴﻜﻮن ﻟﺠﻤﻴﻊ اﻟﺮﺟﺎل أﻋﻀﺎء ذﻛﺮﻳﺔ ﻛﺒرية اﻟﺤﺠﻢ«. 234
ﻛﻴﻒ ﺗﺮوﱢج وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم ﻟﺴﻮء َﻓﻬْ ﻢ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻌﻠﻢ
ٍ ﻣﻨﺎف ﻟﻠﻌﻘﻞ ،ﺗَﺘﱠﺨِ ﺬ ﻫﻴﺌﺔ اﻟﻌﻠﻢ ،وﺗﺒﻠﻎ ﻫﺬه ﻗﺼﺺ ﻓﺎرﻏﺔ ،ﻣﺠﺮد ﻣﻞء ﻓﺮاغ ً ﻣﻌﺎدﻟﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﴚء ﻣﺎ .ﻛﻢ ﻫﻢ ﻣﺠﺎﻧني ﻗﺼﺺ »وَﺟَ ﺪ« اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻓﻴﻬﺎ أﻧﻘﻰ ﺻﻮرﻫﺎ ﰲ ٍ َ اﺳﺘﻤﺘﻌﺖ ﻣﺆﺧ ًﺮا ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ املﺜﺎﻟﻴﺔ ﻟﺘﻨﺎول اﻵﻳﺲ ﻛﺮﻳﻢ أوﻟﺌﻚ اﻟﻌﻠﻤﺎء! رﺑﻤﺎ ﺗﻜﻮن ﻗﺪ ) ،(A × Tp × Tm/Ft × At + V × LT × Sp × W/Tt = 3d20أو ﺑﺎملﺴﻠﺴﻞ اﻟﺘﻠﻴﻔﺰﻳﻮﻧﻲ اﻟﻜﻮﻣﻴﺪي املﺜﺎﱄ ) ،C = 3d[(R × D) + V] × F/A + Sوﻓﻖ ﺻﺤﻴﻔﺔ ذا ﺗﻠﻴﺠﺮاف( ،أو اﻟﺒﻴﻀﺔ املﺴﻠﻮﻗﺔ املﺜﺎﻟﻴﺔ )دﻳﲇ ﻣﻴﻞ( ،أو اﻟﻨﻜﺘﺔ املﺜﺎﻟﻴﺔ )ذا ﺗﻠﻴﺠﺮاف ﻣﺮة أﺧﺮى( ،أو أﻛﺜﺮ اﻷﻳﺎم ﻛﺂﺑﺔ ﰲ اﻟﻌﺎم ) ،[W + (D − d)] × TQM × NAﰲ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺼﺤﻒ ﰲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ(. أﺳﺘﻄﻴﻊ أن أﺳﺘﻤﺮ ﰲ ذﻛﺮ اﻷﻣﺜﻠﺔ. ﻳﻜﺘﺐ ﻫﺬه اﻟﻘﺼﺺ ﻣﺮاﺳﻠﻮن ﻋِ ﻠﻤﻴﻮن ﺑﺼﻮرة داﺋﻤﺔ ،وﺗﻠﻴﻬﺎ ﺗﻌﻠﻴﻘﺎت ﻣﺤﻤﻮﻣﺔ — ﰲ ﻇﻞ إﺟﻤﺎع ﻋﺎم ﻋﻠﻴﻬﺎ — ﻣﻦ ﺧﺮﻳﺠﻲ ﻛﻠﻴﺎت اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺣﻮل ﻣﺪى ﺟﻤﻮح وﴍود ﻫﺆﻻء اﻟﻌﻠﻤﺎء؛ ﻷﻧﻪ ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻮر اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺮى اﻟﻌﻠﻤﺎء ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﻢ ﺣَ ﻤْ ﻘﻰ ﰲ ﻓﺮﺿﻴﺔ »املﺤﺎﻛﺎة« اﻟﺘﻲ أﻃﺮﺣﻬﺎ ،ﻫﺬا ﻫﻮ ﻣﺼﺪر ﺟﺎذﺑﻴﺔ ﻫﺬه اﻟﻘﺼﺺ؛ ﻓﻬﻲ ﺗﻠﻌﺐ ﻋﲆ أوﺗﺎر رؤﻳﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻌﻠﻢ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ﻏري ذي ﺻﻠﺔ؛ ﺷﻄ ً ﻄﺎ ﻋﻠﻤﻴٍّﺎ ﻻ ﻗﻴﻤﺔ ﻟﻪ. ﺗُﻄ َﺮح ﻫﺬه اﻟﻘﺼﺺ ً أﻳﻀﺎ ﻟﺠَ ﻨْﻲ اﻷﻣﻮال ،وﻟﻠﱰوﻳﺞ ﻟﻠﻤﻨﺘﺠﺎت ،وملﻞء ﺻﻔﺤﺎت اﻟﺼﺤﻒ دون ﺗﻜﻠﻔﺔ ،ﺑﺄدﻧﻰ ﺣ ﱟﺪ ﻣﻦ اﻟﺠﻬﺪ اﻟﺼﺤﻔﻲ .ﻟﻨﺄﺧﺬ ً ﺑﻌﻀﺎ ﻣﻦ أﺑﺮز اﻷﻣﺜﻠﺔ .ﻳُﻌَ ﱡﺪ د .ﻛﻠﻴﻒ آرﻧﺎل ﻣﻠﻚ ﻗﺼﺔ املﻌﺎدﻻت ،وﺗﺸﻤﻞ أﺣﺪث أﻋﻤﺎﻟﻪ ﻣﻌﺎدﻻت أﺳﻮأ ﻳﻮم ﰲ اﻟﻌﺎم، وأﻛﺜﺮ اﻷﻳﺎم ﺳﻌﺎدة ﰲ اﻟﻌﺎم ،وإﺟﺎزة ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻷﺳﺒﻮع اﻟﻄﻮﻳﻠﺔ املﺜﺎﻟﻴﺔ ،واﻟﻜﺜري واﻟﻜﺜري. وﺑﺤﺴﺐ ﻣﺤﻄﺔ »ﺑﻲ ﺑﻲ ﳼ« ،ﻓﻬﻮ »اﻟﱪوﻓﻴﺴﻮر آرﻧﺎل« ،وﻫﻮ ﻋﺎدة »د .ﻛﻠﻴﻒ آرﻧﺎل ﻣﻦ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻛﺎردﻳﻒ« .ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ ،ﻫﻮ راﺋﺪ أﻋﻤﺎل ﺧﺎﺻﺔ ﻳﻘﺪﱢم دورات ﰲ ﺑﻨﺎء اﻟﺜﻘﺔ وإدارة اﻟﻀﻐﻮط ،وﻣﺎ َرس اﻟﺘﺪرﻳﺲ ﺑﺪوام ﺟﺰﺋﻲ ﰲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻛﺎردﻳﻒ .ﻟﻜﻦ ﻳﺤﺮص املﻜﺘﺐ اﻟﺼﺤﻔﻲ ﻟﻠﺠﺎﻣﻌﺔ ﻋﲆ وﺿﻌﻪ ﰲ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻗﺼﺺ اﻟﻨﺠﺎح اﻟﺸﻬﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺻﺪﻫﺎ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم .ﻫﺬا ﻣﺒﻠﻎ ﻣﺎ وﺻﻠﻨﺎ إﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺗَ َﺮدﱟ. رﺑﻤﺎ ﺗﻀﻊ ً آﻣﺎﻻ ﺗﻮﱠاﻗﺔ ﻋﲆ ﻫﺬه املﻌﺎدﻻت ،رﺑﻤﺎ ﺗﻈﻦ أﻧﻬﺎ ﺗﺠﻌﻞ اﻟﻌﻠﻢ أﻛﺜﺮ »ﻓﺎﺋﺪ ًة« و»ﻣﺮﺣً ﺎ« ،ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺳﻴﻘﻰ اﻟﺮوك املﺴﻴﺤﻴﺔ .ﻟﻜﻦ ﻳﺠﺐ أن ﺗﻌﻠﻢ أن ﻣﺼﺪ َر ﻫﺬه املﻌﺎدﻻت ُ ﴍﻛﺎت اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ،اﻟﺘﻲ ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﺎ ﺗﻜﻮن ﻣﻬﻴﱠﺄ ًة ﺗﻤﺎﻣً ﺎ وﻣﺴﺘﻌﺪ ًة ﻷن ﻳﺮﺗﺒﻂ اﺳﻢ أﺣﺪ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﺑﻬﺎ .ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ ،إن ﴍﻛﺎت اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﻨﻔﺘﺤﺔ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ ﻋﲆ ﻋﻤﻼﺋﻬﺎ ﺑﺸﺄن ﻫﺬه املﻤﺎرﺳﺔ؛ إذ ﻳُﺸﺎر إﻟﻴﻬﺎ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ »ﺧﱪة ﻣﻜﺎﻓﺌﺔ إﻋﻼﻧﻴﺔ« ،ﻳﺠﺮي ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻧﴩ ﻗﺼﺔ »إﺧﺒﺎرﻳﺔ« ﻳﻤﻜﻦ رﺑﻄﻬﺎ ﺑﺎﺳﻢ أﺣﺪ اﻟﻌﻤﻼء. 235
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ﺻﺎرت ﻣﻌﺎدﻟﺔ ﻛﻠﻴﻒ آرﻧﺎل ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ أﺳﻮأ أﻳﺎم اﻟﻌﺎم ﺣﺪﺛًﺎ إﻋﻼﻣﻴٍّﺎ ﺳﻨﻮﻳٍّﺎ ﺛﺎﺑﺘًﺎَ ،رﻋَ ﺘْﻬﺎ ﴍﻛﺔ »ﺳﻜﺎي ﺗﺮاﻓﻞ« ،وﻇﻬﺮت ﰲ ﺷﻬﺮ ﻳﻨﺎﻳﺮ ،اﻟﻮﻗﺖ املﺜﺎﱄ ﻟﺤﺠﺰ إﺟﺎزة .أﻣﺎ ﻣﻌﺎدﻟﺘﻪ ﻟ »أﺳﻌﺪ أﻳﺎم اﻟﻌﺎم« ،ﻓﺘﻈﻬﺮ ﰲ ﻳﻮﻧﻴﻮ — ﱠ ﺗﻠﻘ ْﺖ ﺑﻌﺾ اﻷﺿﻮاء اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ً أﻳﻀﺎ ﰲ ﺻﺤﻴﻔﺘﻲ »ذا ﺗﻠﻴﺠﺮاف« و»ﻣﻴﻞ« ﰲ ﻋﺎم — ٢٠٠٨و َرﻋَ ﺘْﻬﺎ ﴍﻛﺔ »وول« ﻟﺼﻨﺎﻋﺔ اﻵﻳﺲ ﻛﺮﻳﻢ. ْ ورﻋﺖ ﴍﻛﺔ »ﺗﺴﻜﻮ« ﻣﻌﺎدﻟﺔ اﻟﱪوﻓﻴﺴﻮر ﻛﺎري ﻛﻮﺑﺮ ﻟﻮﺿﻊ ﻋﻼﻣﺎت ﻟﺘﻘﺪﻳﺮ اﻹﻧﺠﺎزات ﰲ ﻋﺎﻟﻢ اﻟﺮﻳﺎﺿﺔ .اﺑﺘﺪع د .ﻧﺎﺛﺎن إﻓﺮون — وﻫﻮ أﺳﺘﺎذ ﻋﻠﻢ اﻟﺒﴫﻳﺎت اﻹﻛﻠﻴﻨﻴﻜﻴﺔ ﰲ ﺟﺎﻣﻌﺔ َ ﻣﻌﺎدﻟﺔ أﺛﺮ ﺟﺎذﺑﻴﺔ اﻟﺠﻌﺔ ،وﻫﻲ املﻌﺎدﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺼﺒﺢ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ اﻟﺴﻴﺪات ﻣﺎﻧﺸﺴﱰ — ً ﺟﺎذﺑﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﺗﻨﺎول ﺑﻌﺾ اﻟﺠﻌﺔ ،وﻫﻲ ﻣﻌﺎدﻟﺔ ﻣﻮ ْ ﱠﻟﺖ إﻧﺘﺎﺟﻬﺎ ﴍﻛﺔ ﺗﺼﻨﻴﻊ املﻨﺘﺠﺎت أﻛﺜﺮ ْ وﺟﺮت رﻋﺎﻳﺔ ﻣﻌﺎدﻟﺔ ﴐﺑﺔ اﻟﺠﺰاء املﺜﺎﻟﻴﺔ ،اﻟﺘﻲ وﺿﻊ اﻟﺒﴫﻳﺔ »ﺑﻮش آﻧﺪ ﻟﻮﻣﺐ«؛ ﺗﺮﻛﻴﺒﺘﻬﺎ د .دﻳﻔﻴﺪ ﻟﻮﻳﺲ ﻣﻦ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻟﻴﻔﺮﺑﻮل ﺟﻮن ﻣﻮرز ،ﻣﻦ ﻗِ ﺒَﻞ ﴍﻛﺔ »ﻻدﺑﺮوﻛﺲ«؛ وﻣﻌﺎدﻟﺔ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ املﺜﺎﻟﻴﺔ ﻟﺠﺬب ﻫﺪاﻳﺎ اﻟﻜﺮﻳﺴﻤﺎس املﻄﻮﻳﺔ ﰲ أﺳﻄﻮاﻧﺎت ﻣﺰﻳﱠﻨﺔ ،اﻟﺘﻲ اﺑﺘﺪﻋﻬﺎ د .ﺑﻮل ﺳﺘﻴﻔﻨﺴﻮن ﻣﻦ ﺟﺎﻣﻌﺔ َﴎي ،ورﻋﺘْﻬﺎ ﴍﻛﺔ »ﺗﺴﻜﻮ«؛ وﻣﻌﺎدﻟﺔ اﻟﺸﺎﻃﺊ املﺜﺎﱄ ،اﻟﺘﻲ اﺑﺘﺪﻋﻬﺎ د .دﻳﻤﱰﻳﻮس ﺑﻮﻫﺎﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺟﺎﻣﻌﺔ َﴎي ،ورﻋﺘْﻬﺎ ﴍﻛﺔ »أوﺑﻮدو« ﻟﻠﺴﻔﺮ واﻟﺮﺣﻼت .ﻫﺆﻻء أﺷﺨﺎص ﻳﻨﺘﻤﻮن إﱃ ﺟﺎﻣﻌﺎت ﻣﺮﻣﻮﻗﺔ ،ﻳﻀﻌﻮن أﺳﻤﺎءﻫﻢ ﻋﲆ ﺧﱪة ﻣﻜﺎﻓﺌﺔ إﻋﻼﻧﻴﺔ ﻟﴩﻛﺎت اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ. أﻋﺮف ﻛﻴﻒ ﱠ ُ ﻛﺘﺒﺖ ﰲ اﻟﺼﺤﻴﻔﺔ ﻣﻨﺘﻘﺪًا ﻗﺼﺺ ﻳﺘﻠﻘﻰ د .آرﻧﺎل أﺟْ َﺮه؛ ﻷﻧﻨﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻣﻌﺎدﻻﺗﻪ اﻟﺘﻲ ﻻ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻟﻬﺎ ُﻗﺒَﻴْﻞ اﻟﻜﺮﻳﺴﻤﺎس ،أرﺳﻞ إﱄ ﱠ رﺳﺎﻟﺔ اﻟﱪﻳﺪ اﻹﻟﻜﱰوﻧﻲ اﻟﺴﺎﺣﺮة ﻫﺬه: ﻣﺘﺼﻼ ﺑﴩﻛﺔ »ووﻟﺰ« ،ﻟﻘﺪ ﱠ ً ﺗﻠﻘﻴ ُْﺖ ﺗﻮٍّا ﺷﻴ ًﻜﺎ ﻣﻨﻬﻢ. ﺑﺎﻹﺷﺎرة إﱃ ذﻛﺮك اﺳﻤﻲ ﻣﺮﺣﻰ وﺗﺤﻴﺎﺗﻲ ﰲ اﻟﻜﺮﻳﺴﻤﺎس .ﻛﻠﻴﻒ آرﻧﺎل. ﻟﻴﺴﺖ ﻫﺬه اﻟﻘﺼﺺ ﻓﻀﺎﺋﺢ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻓﻘﻂ ﺳﺨﻴﻔﺔ .إﻧﻬﺎ ﻗﺼﺺ ﻏري ﻣﻔﻴﺪة ﺑﻜﻞ ﺗﺄﻛﻴﺪ؛ ﱟ ﻓﻬﻲ ﻧﺸﺎ ٌ ﻣﺘﺨﻒ ﰲ ﺻﻮرة أﺧﺒﺎر .ﺗﻠﻌﺐ ﻫﺬه اﻟﻘﺼﺺ — ﻋﲆ ﻧﺤﻮ ﻫﺎزئ ط ﺗﺮوﻳﺠﻲ ﻧﻮﻋً ﺎ ﻣﺎ — ﻋﲆ ﺣﻘﻴﻘﺔ أن ﻣﻌﻈﻢ ﻣﺤ ﱢﺮري اﻷﺧﺒﺎر ﻟﻦ ﻳﺘﻌ ﱠﺮﻓﻮا ﻋﲆ ﻗﺼﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ إذا ﻛﺎﻧﺖ ً ﻋﺎرﻳﺔ ﻣﻦ أي زﺧﺎرف .ﻓﻬﺬه اﻟﻘﺼﺺ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﲆ ﻋﺪم ﺗﻮاﻓﺮ وﻗﺖ ٍ ﻛﺎف ﺗﺘﺨﺎﻳﻞ أﻣﺎﻣﻬﻢ ﻟﺪى اﻟﺼﺤﻔﻴني ﰲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﻻ ﺑ ﱠﺪ ﻓﻴﻪ أن ﻳﻤﻠﺌﻮا ﺻﻔﺤﺎت اﻟﺼﺤﻒ ﺑﻤﻮاد إﺧﺒﺎرﻳﺔ؛ ً ﻣﺜﺎﻻ إذ ﺗُﻜﺘَﺐ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت أﻛﺜﺮ ﺑﻌﺪد أﻗﻞ ﻣﻦ اﻟﺼﺤﻔﻴني .ﻳﻌﺘﱪ ﻫﺬا ،ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ، راﺋﻌً ﺎ ﻋﲆ ﻣﺎ أﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﺤﻔﻲ اﻻﺳﺘﻘﺼﺎﺋﻲ ﻧِﻚ دﻳﻔﻴﺰ »اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ اﻟﺼﺤﻔﻴﺔ املﻔﺮﻃﺔ«؛ 236
ﻛﻴﻒ ﺗﺮوﱢج وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم ﻟﺴﻮء َﻓﻬْ ﻢ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻌﻠﻢ
ﺑﻤﻌﻨﻰ إﻋﺎدة اﻹﻧﺘﺎج ﻏري اﻟﻨﻘﺪي ﻟﻠﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟﺼﺤﻔﻴﺔ ﰲ ﺻﻮرة ﻣﺤﺘﻮًى ،وﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﱠ ﻣﺼﻐﺮ ملﺸﻜﻠﺔ أﻛﱪ ﻛﺜريًا ﺗﻨﺴﺤﺐ ﻋﻤﻮﻣً ﺎ ﻋﲆ اﻟﺠﻮاﻧﺐ ﺗﻌﺘﱪ ﻫﺬه املﺴﺄﻟﺔ ﻣﺠﺮد ﻧﻤﻮذج أﻇﻬﺮت اﻟﺒﺤﻮث اﻟﺘﻲ أ ُ ْ ِ ﺟﺮﻳﺖ ﰲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻛﺎردﻳﻒ ﰲ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺘﺨﺼﺼﺎت اﻟﺼﺤﻔﻴﺔ .ﻓﻘﺪ ﻋﺎم ٢٠٠٧أن ٨٠ﰲ املﺎﺋﺔ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻘﺼﺺ اﻹﺧﺒﺎرﻳﺔ املﻌﺘﱪة ﻗﺪ »ﺑُﻨِﻴﺖ ﻛﻠﻴٍّﺎ ،أو ﺑﺼﻮرة رﺋﻴﺴﻴﺔ ،أو ﺟﺰﺋﻴٍّﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺼﺎدر ﺛﺎﻧﻮﻳﺔ ،ﱠ وﻓﺮﺗْﻬﺎ وﻛﺎﻻت اﻷﻧﺒﺎء وﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ«. ﻳﺪﻫﺸﻨﻲ أن ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻚ ﻗﺮاءة ﺑﻴﺎﻧﺎت ﺻﺤﻔﻴﺔ ﻋﲆ اﻹﻧﱰﻧﺖ ،دون دﻓﻊ ﻣﻘﺎﺑﻠﻬﺎ ﰲ ﻣﺤﻼت ﺑﻴﻊ اﻟﺼﺤﻒ. ) (2ﺳﻴﻜﻮن ﻟﺪى ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺮﺟﺎل أﻋﻀﺎء ذﻛﺮﻳﺔ ﻛﺒرية ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﺟﻤﻴﻌً ﺎ ﻫﺮاءات ﺣﻤﻘﺎء ﻣﻦ ﻣﺠﺎل اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻬﺬه اﻟﻘﺼﺺ أن ﺗﻜﻮن ﻟﻬﺎ ﻗﺪرة ﻫﺎﺋﻠﺔ ﻋﲆ اﻻﺧﱰاق؛ ﻓﻴﻤﻜﻦ أن ﺗﻮﺟﺪ ﻗﺼﺺ اﻷﻋﻀﺎء اﻟﺬﻛﺮﻳﺔ ﻫﺬه ﰲ ﻋﻨﻮان ﺻﺤﻴﻔﺔ »ﺻﻦ« ﻟﻘﺼﺔ إﺧﺒﺎرﻳﺔ ﺣﻮل »ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺗﻄﻮري« ﺛﻮري أﺻﺪره د .أوﻟﻴﻔﺮ ﻛﺎري ،وﻫﻮ ﻣﻨ ﱢ ﻈﺮ ﺗﻄﻮري ﻣﻦ ﻣﺮﻛﺰ أﺑﺤﺎث داروﻳﻦ ﰲ ﻛﻠﻴﺔ ﻟﻨﺪن ﻟﻼﻗﺘﺼﺎد .وﺗُﻌﺘﱪ اﻟﻘﺼﺔ ﻧﻤﻮذﺟً ﺎ ﻛﻼﺳﻴﻜﻴٍّﺎ ﻋﲆ ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﻘﺼﺺ. ﺑﺤﻠﻮل ﻋﺎم ،٣٠٠٠ﺳﻴﺒﻠﻎ ﻃﻮل اﻟﺮﺟﻞ اﻟﻌﺎدي ﻧﺤﻮ ١٩٥ﺳﻨﺘﻴﻤﱰًا ،وﺳﻴﻜﻮن ﻟﻮن ﺑﴩﺗﻪ ﺑﻠﻮن اﻟﻘﻬﻮة ،وﺳﻴﻌﻴﺶ ١٢٠ﻋﺎﻣً ﺎ ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺗﺘﻨﺒﺄ اﻟﺒﺤﻮث اﻟﺠﺪﻳﺪة. ُﴪ اﻟﺮﺟﺎل ﻛﺜريًا ﻋﻨﺪ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻻ ﺗﺘﻮﻗﻒ اﻷﺧﺒﺎر اﻟﻄﻴﺒﺔ ﻋﻨﺪ ﻫﺬا اﻟﺤ ﱢﺪ ﻓﻘﻂ .ﺳﻴ َ ﱡ أن أﻋﻀﺎءﻫﻢ اﻟﺬﻛﺮﻳﺔ ﺳﺘﻜﻮن أﻛﱪ ﺣﺠﻤً ﺎ ،وﺳﺘﻜﻮن أﺛﺪاء اﻟﻨﺴﺎء ﺟﺬاﺑﺔ أﻛﺜﺮ. ﻋُ ِﺮض ﻫﺬا ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره »ﺑﺤﺜًﺎ ﺟﺪﻳﺪًا« ﰲ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺼﺤﻒ اﻟﱪﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ .ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ، ً ﻛﺎن ﻣﺠﺮد ﻣﻘﺎل ﺧﻴﺎﱄ ﻣﻦ ﻣﻨ ﱢ ﻣﻘﺎﻻ ﻣﻘﻨﻌً ﺎ، ﻈﺮ ﺳﻴﺎﳼ ﰲ ﻛﻠﻴﺔ ﻟﻨﺪن ﻟﻼﻗﺘﺼﺎد .ﻫﻞ ﻛﺎن ﺣﺘﻰ وﻓﻖ ﻣﻨﻄﻘﻪ اﻟﺨﺎص؟ ﻻً ، أوﻻ :ﻳﺒﺪو أن د .أوﻟﻴﻔﺮ ﻛﺎري ﻳﻌﺘﻘﺪ أن اﻟﺘﻨﻘﻞ اﻟﺠﻐﺮاﰲ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ أﺷﻴﺎء ﺟﺪﻳﺪة ،وأن ﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﻟﺘﻨﻘﻞ ﺳﻴﺴﻔﺮ ﻋﻦ ﺑﴩ ﻟﻮﻧﻬﻢ ﺑﻠﻮن اﻟﻘﻬﻮة ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻮﺣﱠ ﺪ ﺧﻼل أﻟﻒ ﻋﺎم .رﺑﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﺬﻫﺐ أوﻟﻴﻔﺮ إﱃ اﻟﱪازﻳﻞ؛ ﺣﻴﺚ ﻳُﻨﺠﺐ اﻷﻓﺎرﻗﺔ اﻟﺴﻮد ،واﻷورﺑﻴﻮن ً أﻃﻔﺎﻻ ﻣﻌً ﺎ ﻣﻨﺬ ﻗﺮون ﻛﺜرية ،وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﺘﺤﻮﱠل ﻟﻮن اﻟﺒﻴﺾ ،واﻷﻣﺮﻳﻜﻴﻮن اﻷﺻﻠﻴﻮن ﺑﴩة اﻟﱪازﻳﻠﻴني إﱃ ﻟﻮن اﻟﻘﻬﻮة .ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ ،ﻻ ﻳﺰال ﻟﻮن ﺑﴩة اﻟﱪازﻳﻠﻴني ﻳﺸﻜﻞﱢ 237
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ً ﻃﻴﻔﺎ واﺳﻌً ﺎ ﻣﻦ ﺻﺒﻐﺔ اﻟﺒﴩة ،ﻣﻦ اﻷﺳﻮد إﱃ اﻟﺨﻤﺮي .وﺗُﻈﻬﺮ دراﺳﺎت ﺻﺒﻐﺔ اﻟﺒﴩة )اﻟﺘﻲ ﻳﺠﺮي ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻋﲆ ﻧﺤﻮ ﺧﺎص ﰲ اﻟﱪازﻳﻞ( أن ﺻﺒﻐﺔ اﻟﺒﴩة ﻻ ﺗﺘﻌ ﱠﻠﻖ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺒﺪو ﺑﺪرﺟﺔ اﻻرﺗﺒﺎط اﻟﻮراﺛﻲ ﺑﺎﻟﻌﻨﴫ اﻷﻓﺮﻳﻘﻲ ،وﺗﺸري إﱃ أن ﻟﻮن اﻟﺒﴩة رﺑﻤﺎ ﻳ ﱠ ُﺸﻔﺮ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻋﺪد ﺻﻐري ﻧﻮﻋً ﺎ ﻣﺎ ﻣﻦ اﻟﺠﻴﻨﺎت ،ورﺑﻤﺎ ﻻ ﻳﻤﺘﺰج ﰲ اﻟﻠﻮن ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻳﺸري أوﻟﻴﻔﺮ. ً ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺗﺸري إﱃ أن ﰲ ﻧﻬﺎﻳﺔ املﻄﺎف ،ﻣﻦ ﻣﺎذا ﻋﻦ أﻓﻜﺎره اﻷﺧﺮى؟ ﻟﻘﺪ وﺿﻊ ﺧﻼل ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻧﻘﺴﺎم اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ-اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﺣﺎدﱠة ﰲ املﺠﺘﻤﻊ ،ﺳﻴﻨﻘﺴﻢ اﻟﺒﴩ إﱃ َ ﺟﻨﺴ ْني، ﱠ وﺧﻼق؛ واﻵﺧﺮ ﻗﺼري، أﺣﺪﻫﻤﺎ ﻃﻮﻳﻞ ،ﻧﺤﻴﻒ ،ﻣﺘﻤﺎﺛﻞ ،ﻧﻈﻴﻒ ،ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﺎﻟﺼﺤﺔ ،ذﻛﻲ، وﻣﻤﺘﻠﺊ ،ﻏري ﻣﺘﻤﺎﺛﻞ ،ﻣﺘﺴﺦ ،ﻻ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﺎﻟﺼﺤﺔ ،وﻟﻴﺲ ذﻛﻴٍّﺎ ﻣﺜﻞ اﻟﺠﻨﺲ اﻷول .وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺸﺒﻪ ﻛﺜريًا ﺟﻨﺲ إﻟﻮي املﺤﺐ ﻟﻠﺴﻼم وﺟﻨﺲ املﻮرﻟﻮك املﺘﻮﺣﺶ ﰲ رواﻳﺔ إﺗﺶ ﺟﻲ وﻳﻠﺰ »آﻟﺔ اﻟﺰﻣﻦ«. رﺑﻤﺎ ﺗُﻌﺘﱪ ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻟﺘﻄﻮر إﺣﺪى أﻫﻢ ﺛﻼث أﻓﻜﺎر ﰲ ﻋﴫﻧﺎ ،وﻳﺒﺪو ﻣﻦ اﻟﻌﺎر ﻋﺪم ﻓﻬﻤﻬﺎ ﻓﻬﻤً ﺎ ﺻﺤﻴﺤً ﺎ .وﻗﺪ ُﻏ ﱢ ﻄﻴَﺖ ﻫﺬه املﺠﻤﻮﻋﺔ املﺜرية ﻟﻠﺴﺨﺮﻳﺔ ﻣﻦ اﻻدﱢﻋﺎءات ﰲ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺼﺤﻒ اﻟﱪﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻗﺼﺔ إﺧﺒﺎرﻳﺔ ،ﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﺨﻄﺮ ﻷيﱟ ﻣﻨﻬﺎ أن ﺗﺬﻛﺮ أن ﺗﻘﺴﻴﻢ اﻟﺒﴩ إﱃ أﺟﻨﺎس — ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﻛﺎري — ﻳﺘﻄ ﱠﻠﺐ ﻋﺎد ًة وﺟﻮد ﺿﻐﻮط ﻗﻮﻳﺔ، ﻣﺜﻞ اﻧﻘﺴﺎﻣﺎت ﺟﻐﺮاﻓﻴﺔ .ﻓﻘﺪ ﻛﺎن اﻟﺴﻜﺎن اﻷﺻﻠﻴﻮن ﰲ ﺗﺴﻤﺎﻧﻴﺎ ،ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل ،اﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮا ﻗﺪ اﻧﻌﺰﻟﻮا ﻋﻦ اﻟﻌﺎ َﻟﻢ ﻣﺪة ١٠آﻻف ﻋﺎم ،ﻻ ﻳﺰاﻟﻮن ﻗﺎدرﻳﻦ ﻋﲆ إﻧﺠﺎب أﻃﻔﺎل ﻣﻊ اﻟﺒﴩ اﻵﺧﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺧﺎرج ﺟﻨﺴﻬﻢ .وﻳُﻌﺘﱪ »اﻻﻧﺘﻮاع اﻟﺘﻤﺎﺛﲇ« ،وﻫﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻻﻧﻘﺴﺎم إﱃ أﺟﻨﺎس ﺑﺤﻴﺚ ﺗﻌﻴﺶ املﺠﻤﻮﻋﺘﺎن املﻨﻘﺴﻤﺘﺎن ﰲ ﻣﻮﻃﻦ واﺣﺪ ،ﻻ ﺗﻘﺴﻤﻬﻤﺎ ﺳﻮى ﻋﻮاﻣﻞ اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ — ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻳﺸري ﻛﺎري — أﻛﺜﺮ ﺣﺪ ًة .ﻓﻠﻔﱰة ،ﻟﻢ ﻳﻌﺘﻘﺪ اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء أن ﻫﺬا ﻗﺪ ﺣﺪث ﻋﲆ اﻹﻃﻼق .ﻓﻘﺪ ﻛﺎن ذﻟﻚ ﺳﻴﺘﻄ ﱠﻠﺐ أن ﺗﻜﻮن ﻫﺬه اﻻﻧﻘﺴﺎﻣﺎت ﻳﺒني أن اﻹﻧﺎث اﻟﻔﻘريات اﻟﺠﺬﱠاﺑﺎت واﻟﺮﺟﺎل َ ً ﻣﻄﻠﻘﺔ ،ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﱢ اﻟﻘﺒْﺤَ ﻰ اﻷﺛﺮﻳﺎء ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻤﺘﺰﺟﻮا ﺑﺼﻮرة ﻻﻓﺘﺔ ﰲ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻐﺮاﻣﻴﺔ ﺑﻴﻨﻬﻢ. أﺳﺘﻄﻴﻊ أن أﻣﴤ ﰲ ﻋﺮض اﻟﺒﻴﺎن اﻟﺼﺤﻔﻲ ،املﻮﺟﻮد ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ﻋﲆ ﻣﻮﻗﻊ www .badscience.netﻟﺘﻘﺮأه ﺑﺎﺳﺘﻤﺘﺎع .ﻟﻜﻦ ﻟﻴﺴﺖ املﺸﻜﻼت اﻟﺘﺎﻓﻬﺔ ﰲ ﻫﺬا املﻘﺎل ﻏري املﻬﻢ ﻫﻲ ﻟُﺐﱠ املﺴﺄﻟﺔ .ﻓﻠﻌ ﱠﻞ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻏﺮﻳﺐ أن اﻷﻣﺮ ﻗﺪ ﺗﺤﻮﱠل إﱃ ﻗﺼﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺗُﺴﺒَﻖ ﺑﻌﺒﺎرة »ﻳﻘﻮل اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن ﺣﺎﻟﻴٍّﺎ« ﰲ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم ﻛﻠﻬﺎ؛ ﺣﻴﺚ ﺗﺘﻘﺒﱠﻠﻬﺎ ﻣﺤﻄﺔ »ﺑﻲ ﺑﻲ ﳼ« ،وﺻﺤﻒ »ذا ﺗﻠﻴﺠﺮاف« و»ذا ﺻﻦ« و»ذا ﺳﻜﻮﺗﺴﻤﺎن« و»ﻣﱰو« ،وﻏري ذﻟﻚ اﻟﻜﺜري ﰲ ﺣﻤﺎﺳﺔ دون أي ﻧﻘﺪ. 238
ﻛﻴﻒ ﺗﺮوﱢج وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم ﻟﺴﻮء َﻓﻬْ ﻢ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻌﻠﻢ
ُ ﻟﺴﺖ ﰲ ﺣﺎﺟﺔ اﻵن إﱃ أن أﺧﱪك أن »اﻟﺒﺤﺚ« — أو »املﻘﺎل« ﻛﻴﻒ ﻳﺤﺪث ﻫﺬا؟ — ﻗﺪ ُﻣﻮﱢل ﻣﻦ ﻗِ ﺒَﻞ »ﺑﺮاﻓﻮ« ،وﻫﻲ »ﻗﻨﺎة ﺗﻠﻴﻔﺰﻳﻮﻧﻴﺔ رﺟﺎﻟﻴﺔ« ﺗﻘﺪﱢم ﺑﺮاﻣﺞ ﺗﺪور ﺣﻮل اﻟﺒﻜﻴﻨﻲ واﻟﺴﻴﺎرات اﻟﴪﻳﻌﺔ ،ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﺘﻔﻞ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮى اﻟﺤﺎدﻳﺔ واﻟﻌﴩﻳﻦ ﻟﺒﺪء ﺗﺸﻐﻴﻠﻬﺎ )ﺧﻼل أﺳﺒﻮع ﻇﻬﻮر ﻣﻘﺎل د .ﻛﺎري اﻟﻌﻠﻤﻲ املﻬﻢ ،ﻓﻘﻂ ﻹﻋﻄﺎﺋﻚ ملﺤﺔ ﻋﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﱪاﻣﺞ ﰲ اﻟﻘﻨﺎة ،ﻛﺎن ﻳﻤﻜﻦ ﻣﺸﺎﻫﺪة اﻟﻔﻴﻠﻢ اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻲ »إﻏﺮاءات«» ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﺘﺸﻒ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﴫف ﻳﻨﻮي ﻣﺼﺎدر َة ﻣﻤﺘﻠﻜﺎﺗﻬﻢ ،ﻳﻮاﺳﻮن أﻧﻔﺴﻬﻢ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﻦ ﻋﻤﱠ ﺎل املﺰارع أن ا َمل ْ ِ اﻻﻧﺨﺮاط ﰲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ املﻐﺎﻣﺮات اﻟﺠﻨﺴﻴﺔ اﻟﺠﺎﻣﺤﺔ «.رﺑﻤﺎ ﱢ ﻳﻔﴪ ﻫﺬا ﺑﺪرﺟﺔ ﻣﺎ اﻟﺰاوﻳﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑ »اﻷﺛﺪاء اﻟﺠﺬاﺑﺔ« ﰲ »ﺑﺤﺜﻪ اﻟﺠﺪﻳﺪ«(. ُ ﺗﺤﺪﺛﺖ إﱃ أﺻﺪﻗﺎء ﰲ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﺼﺤﻒ ،وإﱃ ﺻﺤﻔﻴني ﻋﻠﻤﻴني ﺣﻘﻴﻘﻴني أﺧﱪوﻧﻲ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﺧﺎﺿﻮا ﻣﻮاﺟﻬﺎت ﻣﻊ دﺳﻚ اﻷﺧﺒﺎر ﰲ ﺻﺤﻔﻬﻢ ،ﻣﺤﺎوﻟني ﺑﻴﺎن أن ذﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻗﺼﺔ إﺧﺒﺎرﻳﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ .ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﻮا رﻓﻀﻮا اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻋﻨﻬﺎ ،ﻟﻔﻌﻞ ذﻟﻚ ﺻﺤﻔﻲ آﺧﺮ — ﺳﺘﺠﺪ ﰲ اﻟﻐﺎﻟﺐ أن أﺳﻮأ اﻟﻘﺼﺺ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻛﺘﺒﻬﺎ ﻣﺮاﺳﻠﻮ اﻟﺴﻠﻊ اﻻﺳﺘﻬﻼﻛﻴﺔ ،أو ﺻﺤﻔﻴﻮ اﻷﺧﺒﺎر ﻏري املﺘﺨﺼﺼني — وإذا ﻛﺎن ﱄ أن أﻗﱰض ﻣﻔﻬﻮﻣً ﺎ ﻣﻦ ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻟﺘﻄﻮر ،ﺗﺘﻤﺜﻞ ﺿﻐﻮط اﻻﺧﺘﻴﺎر اﻟﺘﻲ ﺗﻮاﺟﻪ املﻮﻇﻔني ﰲ اﻟﺼﺤﻒ اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﰲ اﺧﺘﻴﺎر اﻟﺼﺤﻔﻴني اﻟﺬﻳﻦ ً »ﻗﺼﺼﺎ ﻋﻠﻤﻴﺔ«. ﻳﻜﺘﺒﻮن ﰲ إذﻋﺎن وﰲ ﴎﻋﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﻣﻘﺎﻻت ﺗﺠﺎرﻳﺔ ﻻ ﻗﻴﻤﺔ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ أﺣﺪ اﻷﺷﻴﺎء اﻟﺘﻲ ﺗﺒﻬﺮﻧﻲ أن د .ﻛﺎري أﻛﺎدﻳﻤﻲ ﺑﺤﻖ )ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أﻧﻪ ﻣﻨ ﱢ ﻈﺮ ﺳﻴﺎﳼ ،وﻟﻴﺲ ﻋﺎﻟِﻤً ﺎ( .ﻻ أﺳﻌﻰ إﱃ ﺗﺸﻮﻳﻪ ﻣﺴﺎره املﻬﻨﻲ ،ﻓﺄﻧﺎ ﻣﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ أﻧﻪ ﻗﺪ أﺟﺮى اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﻟﺒﺤﻮث املﺜرية ،ﻟﻜﻦ ﰲ ﺟﻤﻴﻊ اﻻﺣﺘﻤﺎﻻت ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻣﻤﺎ ﺳﻴﻔﻌﻠﻪ ﰲ ﻣﻬﻨﺘﻪ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره أﻛﺎدﻳﻤﻴٍّﺎ ﻣﺘﻤ ﱢﻜﻨًﺎ ﻧﺴﺒﻴٍّﺎ ﰲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ راﺳﻞ اﻟﺮاﺋﺪة ﻟﻠﺠﺎﻣﻌﺎت ﻣﺎ ﺳﻴﺴﻔﺮ ﻋﻦ ﻫﺬا اﻟﻘﺪر ﻣﻦ اﻟﺘﻐﻄﻴﺔ اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ — أو ﻳﺤﻈﻰ ﺑﺎﺧﱰاق ﺛﻘﺎﰲ ﻋﲆ ﻫﺬا اﻟﻨﺤﻮ — ﻣﺜﻞ ﻫﺬا املﻘﺎل اﻟﺴﺎذج ،املﺮﺑﺢ ،اﻟﺨﻴﺎﱄ ،اﻟﺨﺎﻃﺊ ،اﻟﺬي ﻻ ﱢ ِ أﻟﻴﺴﺖ اﻟﺤﻴﺎة ﻳﻔﴪ أيﱠ ﳾء ﻷي ﺷﺨﺺ. ﻏﺮﻳﺒﺔ؟ ُ ﻃﺮﻳﻘﺔ َ ري ﻣﺜﺎﻟﻴﺔ ،وﻓﻖ إﺣﺪى اﻟﺪراﺳﺎت ) (3ﺟﺴﻴﻜﺎ أﻟﺒﺎ ﻟﻬﺎ ﺳٍْ ﻫﺬا ﻋﻨﻮان ﻣﻦ ﺻﺤﻴﻔﺔ »ذا دﻳﲇ ﺗﻠﻴﺠﺮاف« ﺣﻮل ﻗﺼﺔ ﺗﻨﺎو َﻟﺘْﻬﺎ ﺷﺒﻜﺔ »ﻓﻮﻛﺲ ﻧﻴﻮز« ً ﻣﺼﺤﻮﺑﺔ ﺑﺼﻮرة ﻣﺠﺎزﻳﺔ اﻹﺧﺒﺎرﻳﺔ ،ﻻ أﻗ ﱠﻞ ﻣﻦ ذﻟﻚ ،وﰲ ﻛﻠﺘﺎ اﻟﺤﺎﻟﺘني ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻘﺼﺔ ﺷﺪﻳﺪة اﻟﺠﺎذﺑﻴﺔ ﻻﻣﺮأة ﺷﺪﻳﺪة اﻟﻔﺘﻨﺔ .ﻫﺬه ﻫﻲ اﻟﻘﺼﺔ املﻀﺤﻜﺔ اﻷﺧرية اﻟﺘﻲ ﺳﻨﺮوﻳﻬﺎ، وﻻ أروي ﻫﺬه اﻟﻘﺼﺔ إﻻ ﻷﻧﻬﺎ ﺗُﱪز ﻣﺠﻬﻮدًا ﺧﻔﻴٍّﺎ ﺷﺠﺎﻋً ﺎ ﺟﺪٍّا. 239
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
»وﻓﻖ ﻓﺮﻳﻖ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎء اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺎت ﰲ ﻛﺎﻣﱪﻳﺪج ،ﺗﻤﺘﻠﻚ ﺟﺴﻴﻜﺎ أﻟﺒﺎ ،املﻤﺜﻠﺔ اﻟﺴﻴﻨﻤﺎﺋﻴﺔ ،أﻛﺜﺮ ﻃﺮﻳﻘﺔ َﺳ ْري ﻣﺜرية ﺑﻜﻞ ﺗﺄﻛﻴﺪ «.ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه اﻟﺪراﺳﺔ املﻬﻤﺔ ﻣﻦ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻓﺮﻳﻖ — ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺒﺪو — ﻳﺮأﺳﻪ اﻟﱪوﻓﻴﺴﻮر رﻳﺘﺸﺎرد وﻳﱪ ﻣﻦ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻛﺎﻣﱪﻳﺪجُ . ﻛﻨﺖ ﰲ رأﻳﺖ اﻟﺪراﺳﺔ ﺗُ َ ً ُ ﻣﻄﺒﻮﻋﺔ أﺧريًا؛ إذ إﻧﻨﻲ ،ﺑﺎﺳﻢ اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ، ﻨﴩ ﻏﺎﻳﺔ اﻟﴪور ﻋﻨﺪﻣﺎ ُ ُ ﺗﻔﺎوﺿﺖ ﻣﻊ »ﻛﻼرﻳﻮن« — ﴍﻛﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺮاﻋﻴﺔ — ﻟﺒﻴﻊ ﺳﻤﻌﺘﻲ ﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﻣﻘﺎﺑﻞ إﺟﺮاء ﺑﺤﺚ ﻛﻬﺬا ،ﻗﺒﻞ ذﻟﻚ ﺑﺴﺘﺔ أﺷﻬﺮ ،وﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻣﺎ ﻫﻮ أﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻫﺪة اﻟﺰﻫﻮر ﺗﺘﻔﺘﱠﺢ. ﻫﺎ ﻫﻲ رﺳﺎﻟﺔ اﻟﱪﻳﺪ اﻹﻟﻜﱰوﻧﻲ اﻻﻓﺘﺘﺎﺣﻴﺔ ﻟﻬﻢ: ﻧﺤﻦ ﺑﺼﺪد إﺟﺮاء اﺳﺘﻄﻼع ﺣﻮل أﻛﺜﺮ ﻋﴩ ﻣﺸﻴﺎت إﺛﺎر ًة ﻋﻨﺪ املﺸﺎﻫري ﻟﺼﺎﻟﺢ ﻋﻤﻴﻠﻨﺎ ﴍﻛﺔ »ﻓﻴﻴﺖ« )ﻛﺮﻳﻢ إزاﻟﺔ اﻟﺸﻌﺮ( ،وﻧﻮ ﱡد أن ﻧﺪﻋﻢ اﺳﺘﻄﻼﻋﻨﺎ ﺑﻤﻌﺎدﻟﺔ ﻈﻬﺮ أي املﺸﺎﻫري ﺻﺎﺣﺐ أﻛﺜﺮ ﻃﺮق اﻟﺴري إﺛﺎر ًة ،ﻣﻊ وﺟﻮد ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﺧﺒري ﺗُ ِ ﺗﺪﻋﻢ املﻌﺎدﻟﺔ .وﻧﻮ ﱡد اﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ ﻣﺴﺎﻋﺪة ﻃﺒﻴﺐ ﻋﻠﻢ ﻧﻔﺲ أو ﻣﺘﺨﺼﺺ ﰲ ﱠ ﻳﺘﻮﺻﻞ ملﻌﺎدﻻت ﺗﺪﻋﻢ ﻧﺘﺎﺋﺠﻨﺎ؛ إذ إﻧﻨﺎ ﻧﺸﻌﺮ ﺑﺄن ﻣﺠﺎل ﻣﺸﺎﺑﻪ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ُﺪﱄ ﺑﺪﻟﻮه وﻣﻌﺎدﻟﺔ ﺗﺪﻋﻢ ﻧﺘﺎﺋﺠﻨﺎ ﺳﻮف ﻳﻤﻨﺢ اﻟﻘﺼﺔ ً ﺛﻘﻼ أﻛﱪ. وﺟﻮد ﺧﺒري ﻳ ِ أﺳﻔﺮ ﻫﺬا — ﻣﺜﻠﻤﺎ رأﻳﻨﺎ — ﻋﻦ ﻇﻬﻮرﻫﻢ ﰲ ﺻﻔﺤﺎت اﻷﺧﺒﺎر ﰲ ﺻﺤﻴﻔﺔ »ذا دﻳﲇ ﺗﻠﻴﺠﺮاف«. ً ُ ﻣﺘﺴﺎﺋﻼ» :ﻫﻞ ﺛﻤﺔ أي ﻋﻮاﻣﻞ ﺗﻮدﱡون أن ﺗﻜﻮن ﻣﻤﺜﱠﻠﺔ أﺟﺒﺖ ﻋﲆ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﰲ اﻟﺤﺎل، ﻋﲆ وﺟﻪ اﻟﺨﺼﻮص ﰲ املﻌﺎدﻟﺔ؟ رﺑﻤﺎ ﳾء ﻣﺜري؟« أﺟﺎﺑﺖ ﻛريﻳﻦ» :ﻣﺮﺣﺒًﺎ د .ﺑﻦ ،ﻧﻮ ﱡد ﰲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ أن ﺗﺸﻤﻞ ﻋﻮاﻣﻞ املﻌﺎدﻟﺔ ﻧﺴﺒﺔ ﻃﻮل اﻟﻔﺨﺬ إﱃ ﻃﻮل اﻟﺴﻤﺎﻧﺔ ،وﺷﻜﻞ اﻟﺴﺎق، وﻣﻈﻬﺮ اﻟﺒﴩة ،وﻫﺰة )أرﺟﺤﺔ( اﻷرداف … ﻫﻨﺎك أﺗﻌﺎب ٥٠٠ﺟﻨﻴﻪ اﺳﱰﻟﻴﻨﻲ ﺳﻨﺪﻓﻌﻬﺎ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺧﺪﻣﺎﺗﻚ«. ً ﻛﺎﻧﺖ ﺛﻤﺔ ﺑﻴﺎﻧﺎت اﺳﺘﻄﻼﻋﻴﺔ ً أﻳﻀﺎ؛ ﻓﻘﺪ أﺧﱪﺗْﻨﻲ ﻛريﻳﻦ ﻗﺎﺋﻠﺔ» :ﻟﻢ ﻧُﺠْ ِﺮ اﻻﺳﺘﻄﻼع ﺑﻌﺪُ ،ﻟﻜﻦ ﻧﻌﺮف اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﺘﻲ ﻧﺮﻳﺪ أن ﱢ ﻧﺤﻘﻘﻬﺎ «.ﻫﺬه ﻫﻲ اﻟﺮوح! »ﻧﺮﻳﺪ أن ﺗﻌﺘﲇ ﺑﻴﻮﻧﺴﻴﻪ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ،ﻳﻠﻴﻬﺎ اﻟﺸﻬريات اﻷﺧﺮﻳﺎت ﺻﺎﺣﺒﺎت اﻷرﺟﻞ اﻟﺮﻳﺎﻧﺔ ﻣﺜﻞ ﺟﻴﻪ-ﻟﻮ وﻛﺎﻳﲇ ،وأن ﺗﺄﺗﻲ اﻟﺸﻬريات ﻣﻦ أﻣﺜﺎل ﻛﻴﺖ ﻣﻮس وآﻣﻲ واﻳﻨﻬﺎوس ﰲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ؛ إذ ﻻ ﺗُﻌَ ﱡﺪ اﻷرﺟﻞ اﻟﻨﺤﻴﻔﺔ واﻟﺸﺎﺣﺒﺔ ﻏري ﱠ اﻟﺒﻀﺔ ﻣﺜري ًة ﻛﺎﻷرﺟﻞ اﻷﺧﺮى «.اﺗﻀﺢ أن اﻻﺳﺘﻄﻼع ﻛﺎن ﻋﺒﺎرة ُ رﻓﻀﺖ ﻋﺮﺿﻬﻢ اﻟﻜﺮﻳﻢ، ﻋﻦ رﺳﺎﻟﺔ ﺑﺮﻳﺪ إﻟﻜﱰوﻧﻲ داﺧﻠﻴﺔ أُرﺳﻠﺖ إﱃ ﻛ ﱢﻞ ﻣَ ﻦ ﰲ اﻟﴩﻛﺔ. 240
ﻛﻴﻒ ﺗﺮوﱢج وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم ﻟﺴﻮء َﻓﻬْ ﻢ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻌﻠﻢ
ُ واﻧﺘﻈﺮت .وﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﻨﺘﻈﺮ اﻟﱪوﻓﻴﺴﻮر رﻳﺘﺸﺎرد وﻳﱪ .وﻫﻮ ﻧﺎدم ﻋﲆ ذﻟﻚ اﻵن .ﻋﻨﺪﻣﺎ ً ُ ِ رﺳﺎﻟﺔ ﻋﱪ اﻟﱪﻳﺪ اﻹﻟﻜﱰوﻧﻲ ،واﺗﻀﺢ أن اﻷﻣﻮر أرﺳﻠﺖ إﻟﻴﻪ ﺧﺮﺟﺖ اﻟﻘﺼﺔ إﱃ اﻟﻨﻮر، ً ﻛﺎﻧﺖ أﻛﺜﺮ ﻋﺒﺜﻴﺔ ﻣﻤﺎ ﻛﺎن ﻻزﻣً ﺎ .وﺣﺘﻰ ﺑﻌﺪ ﻓﱪﻛﺔ اﻻﺳﺘﻄﻼع ،ﻛﺎن ﻋﻠﻴﻬﻢ إﻋﺎدة ﻓﱪﻛﺘﻪ: ﻟﻢ أﺻﺎدق ﻋﲆ ﻣﺎ ﺟﺎء ﰲ اﻟﺒﻴﺎن اﻟﺼﺤﻔﻲ ﻟﻜﻼرﻳﻮن ،وﻫﻮ ﺑﻴﺎن ﰲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ً وﺗﻀﻠﻴﻼ ﰲ اﻹﺷﺎرة إﱃ وﺟﻮد أي ﻣﺤﺎوﻻت ﺟﺎدة ﻗﺪ ﺑ ْ ُﺬﻟﺖ ﻳﺘﻀﻤﱠ ﻦ أﺧﻄﺎءً ﻹﺟﺮاء أي ﻋﻤﻠﻴﺎت ﺣﺴﺎﺑﻴﺔ ﺟﺎدﱠة .ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺛﻤﺔ »ﻓﺮﻳﻖ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎء اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺎت ْ ﻃﻠﺒﺖ ﻣﻨﻲ ﻛﻼرﻳﻮن املﺴﺎﻫﻤﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﺤﻠﻴﻞ ﺑﻴﺎﻧﺎت ﻣﻦ ﻛﺎﻣﱪﻳﺪج« .ﻟﻘﺪ اﺳﺘﻄﻼع آراء ﺛﻤﺎﻧﻤﺎﺋﺔ َرﺟُ ﻞ ُ ﻃﻠﺐ ﻣﻨﻬﻢ ﺗﺼﻨﻴﻒ ﻋﴩة ﻣﺸﺎﻫري وﻓﻖ »درﺟﺔ إﺛﺎرة ﻃﺮﻳﻘﺔ اﻟﺴري« .وﻟﻢ ِ ﺗﺄت ﺟﺴﻴﻜﺎ أﻟﺒﺎ ﰲ ﻗﻤﺔ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ،ﺑﻞ ﺟﺎءت ﰲ املﺮﺗﺒﺔ اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ. ﻫﻞ ﻫﺬه اﻟﻘﺼﺺ ﻋﲆ ﻫﺬا اﻟﻨﺤﻮ ﻣﻦ اﻟﺴﻮء؟ ﻫﻲ ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻗﺼﺺ ﺑﻼ ﻣﻌﻨًﻰ ،وﺗﻌﻜﺲ ً ﻗﺼﺼﺎ ﺗﺮوﻳﺠﻴﺔ ﰲ ﻣﺠﺎل اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻧﻮﻋً ﺎ ﻣﻦ اﻻزدراء ﻟﻠﻌﻠﻢ .إﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ إﻻ ﻟﻠﴩﻛﺎت اﻟﺘﻲ زرﻋﺘْﻬﺎ زرﻋً ﺎ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺪ ﱡل ﻋﲆ أن ﻫﺬه اﻟﴩﻛﺎت ﺗﻌﺮف ﺗﻤﺎﻣً ﺎ أﻳﻦ ﺗﻜﻤﻦ ً راﺋﺠﺔ ﰲ ﻧﻘﺎط ﺿﻌﻒ اﻟﺼﺤﻒ .وﻛﻤﺎ ﺳﻨﺮى ،ﺗُﻌﺘﱪ ﺑﻴﺎﻧﺎت اﻻﺳﺘﻄﻼﻋﺎت املﻔﱪﻛﺔ ﺗﺬﻛﺮ ًة وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم. ﺣﺼﻠﺖ ﴍﻛﺔ »ﻛﻼرﻳﻮن ﻛﻮﻣﻴﻮﻧﻴﻜﻴﺸﻨﺰ« ٍّ ْ ﺣﻘﺎ ﻋﲆ إﺟﺎﺑﺔ ﺛﻤﺎﻧﻤﺎﺋﺔ ﻣُﺴﺘﻄ َﻠ ٍﻊ وﻫﻞ ﻋﲆ اﺳﺘﻄﻼع اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ اﻹﻟﻜﱰوﻧﻴﺔ اﻟﺬي و ﱢزع داﺧﻠﻴٍّﺎ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺑﺤﺜﻬﻢ؛ ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻌﺮﻓﻮن ً ﻣﺴﺒﻘﺎ ،وﺣﻴﺚ ﺣ ﱠﻠ ْﺖ ﺟﺴﻴﻜﺎ أﻟﺒﺎ ﰲ املﺮﺗﺒﺔ اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ ،ﻟﻜﻦ اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺮﻳﺪوﻧﻬﺎ ُ ﺻﻌﱢ ﺪت ﻋﲆ ﻧﺤﻮ ﻏﺎﻣﺾ إﱃ املﺮﺗﺒﺔ اﻷوﱃ ﺑﻌﺪ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ؟ ﻧﻌﻢ ،رﺑﻤﺎ؛ ﻓﴩﻛﺔ »ﻛﻼرﻳﻮن« ﺟﺰءٌ ﻣﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ »دﺑﻠﻴﻮ ﺑﻲ ﺑﻲ« ،إﺣﺪى أﻛﱪ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت ﺧﺪﻣﺎت اﻻﺗﺼﺎﻻت ﰲ اﻟﻌﺎﻟﻢَ أﺟﻤﻊ .وﻫﻲ ﺗﻘﺪﱢم ﺧﺪﻣﺎت إﻋﻼﻧﻴﺔ ،وﻋﻼﻗﺎت ﻋﺎﻣﺔ ،وﺗﻜﻮﻳﻦ ﺷﺒﻜﺎت ﺿﻐﻂ ،وﻳﺒﻠﻎ ﺣﺠﻢ أﻋﻤﺎﻟﻬﺎ ﺳﺘﺔ ﻣﻠﻴﺎرات ﺟﻨﻴﻪ اﺳﱰﻟﻴﻨﻲ ،وﺗﻮ ﱢ ﻇﻒ ١٠٠أﻟﻒ ﺷﺨﺺ ﰲ ﻣﺎﺋﺔ دوﻟﺔ. ﺗﺪﻳﺮ ﻫﺬه اﻟﴩﻛﺎت ﺛﻘﺎﻓﺘﻨﺎ ،وﺗﻀﻔﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ أﺷﻴﺎء ﺗﺎﻓﻬﺔ ﻻ ﻗﻴﻤﺔ ﻟﻬﺎ. ) (4اﻹﺣﺼﺎءات ،واﻟﻌﻼﺟﺎت اﻹﻋﺠﺎزﻳﺔ ،واملﺨﺎوف اﻟﺨﻔﻴﺔ ﻛﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻔﺴري ﻋﺒﺚ اﻟﺘﻐﻄﻴﺔ اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ﻟﻸﻣﻮر اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ؟ ﻳُﻌﺘﱪ ﻧﻘﺺ اﻟﺨﱪة ﺟﺰءًا ً ﺗﺸﻮﻳﻘﺎ .ﻳﺘﻌ ﱠﻠﻖ ﻣﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﲆ ﻧﺼﻒ واﺣﺪًا ﻣﻦ اﻟﻘﺼﺔ ،ﻟﻜﻦ ﺛﻤﺔ ﻋﻨﺎﴏ أﺧﺮى أﻛﺜﺮ 241
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
اﻟﺘﻐﻄﻴﺔ اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ﻟﻸﻣﻮر اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﰲ أي ﺻﺤﻴﻔﺔ ﺑﺎﻷﻣﻮر اﻟﺼﺤﻴﺔ؛ ﻧﻈ ًﺮا ﻷن اﻟﻘﺼﺺ ٌ ﻗﺼﺺ ﺗﺘﺴﻢ ﺑﺪرﺟﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺤﻔﻴﺰ ،وﰲ اﻟﺘﻲ ﺗﺪور ﺣﻮل ﻣﺎ ﻗﺪ ﻳُﻮدِي ﺑﻨﺎ أو ﻳُﻌﺎﻟﺠﻨﺎ ُ ﻫﺬا املﺠﺎل ﱠ أﴍت ﺗﻮٍّا ﺑﺎﻗﺘﻀﺎب .ﻫﺬه ﻧﺤﻮ دراﻣﻲ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺗﻐري إﻳﻘﺎع اﻟﺒﺤﺚ ﻋﲆ ٍ ﺧﻠﻔﻴﺔ ﻣﻬﻤﺔ. ﻗﺒﻞ ﻋﺎم ،١٩٣٥ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻟﻸﻃﺒﺎء ﻗﻴﻤﺔ ﺑﺼﻮرة أﺳﺎﺳﻴﺔ؛ ﻓﻘﺪ ﻛﺎن ﻟﺪﻳﻨﺎ املﻮرﻓني ﻟﻠﺘﺨﻔﻴﻒ ﻣﻦ ﺣِ ﺪﱠة اﻷﻟﻢ — دواء ذو ﺟﺎذﺑﻴﺔ ﺳﻄﺤﻴﺔ ،ﻋﲆ اﻷﻗﻞ — وﻛﺎن ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻨﺎ إﺟﺮاء ﺟﺮاﺣﺎت ﻧﻈﻴﻔﺔ ﻧﻮﻋً ﺎ ﻣﺎ ،ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ اﺳﺘﺨﺪام ﺟﺮﻋﺎت ﻛﺒرية ﻣﻦ أدوﻳﺔ اﻟﺘﺨﺪﻳﺮ؛ ﻷﻧﻨﺎ ﻟﻢ ﻧﻜﻦ ﻗﺪ ﱠ ﺗﻮﺻﻠﻨﺎ ﻷدوﻳﺔ ﺗﺴﺘﻬﺪف إرﺧﺎء اﻟﻌﻀﻼت .ﺛﻢ ﻓﺠﺄ ًة ،ﺑني ﺣﻮاﱄ ﻋﺎﻣَ ﻲ ١٩٣٥ و ،١٩٧٥ﱠ ﺗﻤﺨﺾ اﻟﻌﻠﻢ ﻋﻦ َﺳﻴ ٍْﻞ ﻣﻨﺘﻈﻢ ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ ﻣﻦ اﻟﻌﻼﺟﺎت اﻹﻋﺠﺎزﻳﺔ .إذا أُﺻﻴﺐ املﺮء ً ﱡ وﻫﺰﻳﻼ ،ﻋﲆ ﻏﺮار ﺷﺎﻋﺮ ﺑﺎﻟﺴ ﱢﻞ ﰲ ﻋﴩﻳﻨﻴﺎت اﻟﻘﺮن اﻟﻌﴩﻳﻦ ،ﻛﺎن املﺮء ﻳﻤﻮت ﺷﺎﺣﺒًﺎ ُ روﻣﺎﻧﴘ .ﻟﻜﻦ إذا أﺻﻴﺐ املﺮء ﺑﻪ ﰲ ﺳﺒﻌﻴﻨﻴﺎت اﻟﻘﺮن اﻟﻌﴩﻳﻦ ،ﻛﺎن ﻳﻌﻴﺶ ﻋﲆ اﻷرﺟﺢ ﺣﺘﻰ ﻳﺒﻠﻎ ﻋﻤ ًﺮا ﻣﺪﻳﺪًا .رﺑﻤﺎ ﻛﺎن ﻋﲆ املﺮء ﺗﻨﺎول ﱠ ﻋﻘﺎ َريْ »رﻳﻔﺎﻣﺒﻴﺴني« و»إﻳﺴﻮﻧﻴﺎزد« ﻃﻮال ﺷﻬﻮر ﻣﺘﺘﺎﺑﻌﺔ ،وﻫﻤﺎ ﻟﻴﺴﺎ ﱠ ي ﻋﻘﺎرﻳﻦ ﻃﻴﺒني ،وﺳﺘُﺤﻴﻞ آﺛﺎرﻫﻤﺎ اﻟﺠﺎﻧﺒﻴﺔ ﻣﺤﺠ َﺮ ِ اﻟﻌﻴﻨني واﻟﺒﻮل إﱃ اﻟﻠﻮن اﻟﻮردي ،ﻟﻜﻦ إذا ﺳﺎر ﻛﻞ ﳾء ﻋﲆ ﻣﺎ ﻳﺮام ،ﻓﺴﺘﻌﻴﺶ ﻟﱰى اﺧﱰاﻋﺎت ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺼﻮرﻫﺎ ﺧﻼل ﻓﱰة ﻃﻔﻮﻟﺘﻚ. ﻟﻢ ﻳﻜﻦ اﻷﻣﺮ ﻣﻘﺘﴫًا ﻋﲆ اﻷدوﻳﺔ؛ ﻓﻘﺪ ﺣﺪث ﻛﻞ ﳾء ﻧﺮﺑﻂ ﺑﻴﻨﻪ وﺑني اﻟﻄﺐ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﰲ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﱰة ،وﻛﺎن َﺳﻴ ًْﻼ ﻣﻦ املﻌﺠﺰات ،ﻣﺜﻞ ﻣﺎﻛﻴﻨﺎت ﻏﺴﻴﻞ اﻟ ُﻜ َﲆ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻸﺷﺨﺎص ﺑﻤﻮاﺻﻠﺔ اﻟﺤﻴﺎة ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻓﻘﺪان ﻋﻀﻮﻳﻦ ﺣﻴﻮﻳني .وأﻋﺎدت ﻋﻤﻠﻴﺎت زرع ِ َ املﺤﻮﺳﺒَﺔ واﺳﺘﻄﺎﻋﺖ املﺎﺳﺤﺎت املﻘﻄﻌﻴﺔ اﻷﻋﻀﺎء اﻟﻨﺎس إﱃ اﻟﺤﻴﺎة ﻣﻦ ﺣُ ْﻜ ٍﻢ ﺑﺎﻹﻋﺪام. أن ﺗﻘﺪﱢم ﺻﻮ ًرا ﺛﻼﺛﻴﺔ اﻷﺑﻌﺎد ﻟﻸﺟﺰاء اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﰲ ﺟﺴﻢ اﻹﻧﺴﺎن اﻟﺤﻲ .وﺗﻘﺪ ْ ﱠﻣﺖ ﺟﺮاﺣﺎت ُ واﺧﱰع ﻛﻞ دواء ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳ َِﺮ َد ﺑﺨﺎﻃﺮك ﰲ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﱰة .وﻛﺎﻧﺖ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﻘﻠﺐ ﻛﺜريًا. ْ ﺑﺪأت ﰲ اﻹﻧﻌﺎش اﻟﻘﻠﺒﻲ )ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﻀﻐﻂ واﻟﺼﺪﻣﺎت اﻟﻜﻬﺮﺑﻴﺔ ﻹﻋﺎدة املﺮء إﱃ وﻋﻴﻪ( ﻗﺪ اﻵوﻧَﺔ ﻋﲆ أﺷﺪﻫﺎ. ﺗﻠﻚ ِ دﻋﻮﻧﺎ ﻻ َ ﻧﻨﺲ ﻣﺮض ﺷﻠﻞ اﻷﻃﻔﺎل .ﻳﺸ ﱡﻞ ﻫﺬا املﺮض اﻟﻌﻀﻼت ،وإذا أﺛﱠﺮ ﻋﲆ ﻋﻀﻼت َ ﺟﺪار اﻟﺼﺪر ،ﻓﻼ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﺘﻘﺎط اﻷﻧﻔﺎس وزﻓريﻫﺎ؛ وﻣِﻦ ﺛ ﱠﻢ ﻳﻤﻮت املﺮء .ﻳﺪﻓﻊ اﻷﻃﺒﺎء ﺑﺄﻧﻪ ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﺎ ﻳﱰاﺟﻊ اﻟﺸﻠﻞ اﻟﻨﺎﺗﺞ ﻋﻦ ﻣﺮض ﺷﻠﻞ اﻷﻃﻔﺎل ﺗﻠﻘﺎﺋﻴٍّﺎ .رﺑﻤﺎ ،إذا ﻛﺎن ﺑﺎﻹﻣﻜﺎن ﺟﻌﻞ ﻫﺆﻻء املﺮﴇ ﻳﻮاﺻﻠﻮن اﻟﺘﻨﻔﺲ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺎ ،ﻷﺳﺎﺑﻴﻊ ﻣﺘﻮاﺻﻠﺔ إذا ﺗﻄ ﱠﻠﺐ اﻷﻣﺮ ،ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﻨﻔﺲ اﻵﱄ ،ﻣﻦ ﺧﻼل ﺣﻘﻴﺒﺔ ﺗﻨﻔﺲ وﻗﻨﺎع ،رﺑﻤﺎ ﻳﺒﺪأ املﺮﴇ ﻣﻊ ﻣﺮور اﻟﻮﻗﺖ 242
ﻛﻴﻒ ﺗﺮوﱢج وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم ﻟﺴﻮء َﻓﻬْ ﻢ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻌﻠﻢ
ﰲ اﻟﺘﻨﻔﺲ ﺑﺼﻮرة ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻣﺮة أﺧﺮى .وﻗﺪ ﻛﺎﻧﻮا ﻋﲆ ﺣﻖ؛ ﻓﺎﻟﻨﺎس ﻳﻌﻮدون إﱃ اﻟﺤﻴﺎة، ْ وﻟﺪت وﺣﺪات اﻟﻌﻨﺎﻳﺔ املﺮﻛﺰة. ﺑﻤﻌﻨﻰ اﻟﻜﻠﻤﺔ ،ﻣﻦ املﻮت؛ وﻣِﻦ ﺛ َ ﱠﻢ إﱃ ﺟﺎﻧﺐ ﻫﺬه املﻌﺠﺰات اﻟﺘﻲ ﻻ ﺳﺒﻴﻞ إﱃ إﻧﻜﺎرﻫﺎ ،ﻛﻨﺎ ﻻ ﻧﺰال ﻧﺠﺪ ﺗﻠﻚ املﻌﺠﺰات اﻟﺪواﺋﻴﺔ اﻟﺒﺴﻴﻄﺔ ،املﺒﺎﴍة ،اﻟﺨﻔﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺰال وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم ﺗﺘﻮق إﻟﻴﻬﺎ ﰲ ﺣﻤﺎس ﺑﺎﻟﻎ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻋﻨﺎوﻳﻨﻬﺎ .ﻓﻔﻲ ﻋﺎم ،١٩٥٠ﻧﴩ رﻳﺘﺸﺎرد دول وأوﺳﺘﻦ ﺑﺮادﻓﻮرد ﻫﻴﻞ »دراﺳﺔ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ« ﻣﺒﺪﺋﻴﺔ — إذ ﻳﺠﺮي ﺟﻤﻊ ﺣﺎﻻت ﻷﺷﺨﺎص ﻳﻌﺎﻧﻮن ﻣﻦ ﻣﺮض ﻣﻌني، وﺟﻤﻊ أﺷﺨﺎص ﻣﻤﺎﺛﻠني ﻟﻴﺲ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻫﺬا املﺮض ،وﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻋﻮاﻣﻞ ﺧﻄﺮ أﺳﻠﻮب اﻟﺤﻴﺎة ْ ْ وﺑﺤﺜﺖ دراﺳﺔ أﻇﻬﺮت وﺟﻮد ﻋﻼﻗﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﺑني ﴎﻃﺎن اﻟﺮﺋﺔ واﻟﺘﺪﺧني. ﺑني املﺠﻤﻮﻋﺘني — اﻷﻃﺒﺎء اﻟﱪﻳﻄﺎﻧﻴني ﰲ ﻋﺎم ١٩٥٤ﰲ ﺣﺎﻻت ٤٠أﻟﻒ ﻃﺒﻴﺐ — ﻳﻌﺘﱪ اﻷﻃﺒﺎء ﻣﻮﺿﻮع دراﺳﺔ ﺟﻴﺪ؛ ﻧﻈ ًﺮا ﻷﻧﻬﻢ ﻣﻘﻴﱠﺪون ﰲ ﺳﺠ ﱢﻞ املﺠﻠﺲ اﻟﻄﺒﻲ اﻟﻌﺎم؛ ﻟﺬا ﻳﻤﻜﻦ اﻟﻌﺜﻮر ﻋﻠﻴﻬﻢ ً ﻻﺣﻘﺎ ﰲ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ — وأ ﱠﻛﺪت ﻧﺘﻴﺠﺔ اﻟﺪراﺳﺔ .ﻛﺎن دول ﻣﺠﺪدًا ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ملﺘﺎﺑﻌﺔ ﻣﺎ ﺣﺪث وﺑﺮادﻓﻮرد ﻫﻴﻞ ﻳﺘﺴﺎءﻻن إذا ﻣﺎ ﻛﺎن ﴎﻃﺎن اﻟﺮﺋﺔ ﻟﻪ ﺻﻠﺔ ﺑﺎﻟﺰﻓﺖ أو اﻟﻮﻗﻮد؛ ﻟﻜﻦ اﺗﻀﺢ أن اﻟﺘﺪﺧني ،ﻟﺪﻫﺸﺔ اﻟﺠﻤﻴﻊ ،ﻫﻮ اﻟﺴﺒﺐ ﰲ املﺮض ﰲ ٩٧ﰲ املﺎﺋﺔ ﻣﻦ اﻟﺤﺎﻻت .ﺳﺘﺠﺪ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﻫﺎﺋﻠﺔ ﺣﻮل املﻮﺿﻮع ﰲ اﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎت اﻟﺨﺘﺎﻣﻴﺔ2 . اﻧﺘﻬﻰ اﻟﻌﴫ اﻟﺬﻫﺒﻲ — ﻋﲆ ﻣﺎ ﰲ ﻫﺬا اﻟﻨﻤﻮذج رﺑﻤﺎ ﻣﻦ ﺗﺒﺴﻴﻂ وملﺤﺔ أﺳﻄﻮرﻳﺔ ﱠ ﺗﺘﻮﻗﻒ .ﻋﲆ اﻟﻌﻜﺲ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ، — ﰲ ﺳﺒﻌﻴﻨﻴﺎت اﻟﻘﺮن اﻟﻌﴩﻳﻦ .ﻟﻜﻦ اﻟﺒﺤﻮث اﻟﻄﺒﻴﺔ ﻟﻢ رﺑﻤﺎ ﺗﻘ ﱠﻠ ْ ﺼﺖ ﻓﺮص اﻟﻮﻓﺎة ﰲ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﻌﻤﺮ إﱃ اﻟﻨﺼﻒ ﻋﲆ ﻣﺪار اﻟﺜﻼﺛني ﻋﺎﻣً ﺎ املﺎﺿﻴﺔ ﻋﲆ اﻷرﺟﺢ ،ﻟﻜﻦ ﻫﺬا ﻻ ﻳﺮﺟﻊ إﱃ أيﱢ ﻓﺘﺢ ﻋﻠﻤﻲ ﻓﺮﻳﺪ دراﻣﻲ ،ﻳﺨﻄﻒ اﻷﺿﻮاء ﻣﻦ ﺧﻼل ﻋﻨﺎوﻳﻦ اﻷﺧﺒﺎر .إن اﻟﺒﺤﺚ اﻷﻛﺎدﻳﻤﻲ اﻟﻄﺒﻲ ﻳﺘﻘﺪم اﻟﻴﻮم ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺼﻌﻮد اﻟﺘﺪرﻳﺠﻲ ﻟﻠﺘﻄﻮرات اﻟﺼﻐرية املﱰاﻛﻤﺔ ،ﰲ ﻓﻬﻤﻨﺎ ﻟﻠﺪواء ،وأﺧﻄﺎره وﻓﻮاﺋﺪه ،وأﻓﻀﻞ املﻤﺎرﺳﺎت ﰲ وﺻﻔﻪ ،وﺗﻄﻮﻳﺮ اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺠﺮاﺣﻴﺔ املﺠﻬﻮﻟﺔ ،وﺗﺤﺪﻳﺪ ﻋﻮاﻣﻞ اﻟﺨﻄﺮ اﻟﺒﺴﻴﻄﺔ ،وﺗﺠﻨﺒﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺑﺮاﻣﺞ اﻟﺼﺤﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ )ﻣﺜﻞ ﺣﻤﻠﺔ »ﺧﻤﺲ ﺣﺼﺺ ﻣﻦ اﻟﻔﺎﻛﻬﺔ واﻟﺨﴬاوات ﻳﻮﻣﻴٍّﺎ«( وﻫﻲ ﺑﺮاﻣﺞ ﻳﺼﻌﺐ اﻟﺘﺤﻘﻖ ﻣﻨﻬﺎ ﰲ ﺣ ﱢﺪ ذاﺗﻬﺎ. ﻫﺬه ﻫﻲ املﺸﻜﻠﺔ اﻟﻜﱪى ﻣﻊ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺤﺎول ﺗﻐﻄﻴﺔ اﻟﺒﺤﻮث اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ ً إﺟﻤﺎﻻ اﻟﻄﺒﻴﺔ ﻫﺬه اﻷﻳﺎم .ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻚ اﺧﺘﺰال ﻫﺬه اﻟﺨﻄﻮات اﻟﱰاﻛﻤﻴﺔ اﻟﺼﻐرية — اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻬﻢ إﺳﻬﺎﻣً ﺎ ﻛﺒريًا ﰲ ﺗﺤﺴني اﻟﺼﺤﺔ — ﰲ اﻟﻨﻤﻮذج »اﻹﻋﺠﺎزي اﻟﻌﻼﺟﻲ اﻟﺨﻔﻲ املﺜري ﻟﻠﺬﻋﺮ« اﻟﻘﺎﺋﻢ ً ﺳﻠﻔﺎ. ﻧﺤﻮ ﺳﻴﱢﺊ وﻫﺰﻳﻞ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﺳﺄﻣﴤ ﻷﺑﻌ َﺪ ِﻣﻦ ذﻟﻚ ،وأﺟﺎدل ﺑﺄن اﻟﻌﻠﻢ ﻧﻔﺴﻪ ﻳﻌﻤﻞ ﻋﲆ ٍ ﻛﻘﺼﺔ إﺧﺒﺎرﻳﺔ؛ ﻓﺎﻟﻌﻠﻢ ﰲ ﺣ ﱢﺪ ذاﺗﻪ ﻳﻌﺘﱪ ﻣﻮﺿﻮﻋً ﺎ ﻟﻘﺴﻢ »املﻮﺿﻮﻋﺎت املﻄﻮﱠﻟﺔ«؛ ﻷﻧﻪ ﻻ 243
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ً ﻋﻼﻣﺔ ﰲ ﻋﴫﻫﺎ .إن اﻟﻌﻠﻢ ﻳﺘﻘﺪﱠم ﻣﻦ ﻳﺘﻘﺪﱠم ﺑﻜﻞ ﻋﺎم ﻣﻦ ﺧﻼل اﻛﺘﺸﺎﻓﺎت ﻣﻔﺎﺟﺌﺔ ﺗﻌﺪ ﺧﻼل املﻮﺿﻮﻋﺎت واﻟﻨﻈﺮﻳﺎت اﻵﺧﺬة ﰲ اﻟﻈﻬﻮر ﺗﺪرﻳﺠﻴٍّﺎ ،ﻳﺪﻋﻤﻬﺎ ﺣﺰﻣﺔ ﻣﻦ اﻷدﻟﺔ ﻣﻦ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﻨﻈﻢ املﻌﺮﻓﻴﺔ املﺨﺘﻠﻔﺔ ﰲ ﻋﺪد ﻣﻦ املﺴﺘﻮﻳﺎت اﻟﺘﻔﺴريﻳﺔ املﺨﺘﻠﻔﺔ .ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ذﻟﻚ ،ﺗﺒﻘﻰ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم ﻣﻬﻮوﺳﺔ ﺑ »اﻻﻛﺘﺸﺎﻓﺎت اﻟﻜﱪى اﻟﺠﺪﻳﺪة«. ﻣﻦ املﻔﻬﻮم ﺗﻤﺎﻣً ﺎ أن اﻟﺼﺤﻒ ﻳﺠﺐ أن ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺄن وﻇﻴﻔﺘﻬﺎ أن ﺗﻜﺘﺐ ﻋﻦ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت ﺟﺪﻳﺪة ،ﻟﻜﻦ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﺛﻤﺔ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺗﺴﺘﺤﻖ اﻟﻈﻬﻮر ﰲ اﻷﺧﺒﺎر ،ﻓﻐﺎﻟﺒًﺎ ﻣﺎ ﻗﺪ ﻳﺮﺟﻊ ذﻟﻚ إﱃ اﻷﺳﺒﺎب ﻧﻔﺴﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻨﻲ أن اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺧﺎﻃﺌﺔ ﻋﲆ اﻷرﺟﺢ .ﺑﻌﺒﺎرة أﺧﺮى :ﻳﺠﺐ ً أن ﺗﻜﻮن اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺟﺪﻳﺪة ،وﻏري ﻣﺘﻮﻗﻌﺔ ،وﻳﺠﺐ أن ﱢ ﺳﺎﺑﻘﺎ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﺗﻐري ﻣﺎ ﻛﻨﺎ ﻧﻌﺘﻘﺪه ﻳﻌﻨﻲ أن اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﻳﺠﺐ أن ﺗﻜﻮن ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ واﺣﺪة ﻓﺮﻳﺪة ﺗﺘﻨﺎﻗﺾ ﻣﻊ َﻗﺪْر ﻫﺎﺋﻞ ﻣﻦ اﻷدﻟﺔ اﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻴﺔ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ. أﻧﺠﺰ اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺮاﺋﻊ ،ﻗﺎم ﺑﺠﺰء ﻛﺒري ﻣﻨﻪ أﻛﺎدﻳﻤﻲ ﻳﻮﻧﺎﻧﻲ ﻳُﺴﻤﱠ ﻰ ﺟﻮن ً ﻻﺣﻘﺎ أن ﻗﺪ ًرا ﻛﺒريًا ﻣﻦ اﻟﺒﺤﻮث اﻟﺠﺪﻳﺪة آﻳﻮاﻧﻴﺪﻳﺲ ،اﻟﺬي أﻇﻬﺮ ﻛﻴﻒ وملﺎذا ﺳﻴﺘﻀﺢ ذات اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻏري املﺘﻮﻗﻌﺔ ﻏري ﺻﺤﻴﺢ .ﻫﺬا ﻣﻬ ﱞﻢ ﺟﺪٍّا ﰲ ﺗﻄﺒﻴﻖ اﻟﺒﺤﻮث اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﰲ ﻣﺠﺎل اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻴﻮﻣﻲ ،ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل ﰲ ﻣﺠﺎل اﻟﻄﺐ ،وأﺷﻚ ﰲ أن ﻣﻌﻈﻢ اﻟﻨﺎس ﻳﻔﻬﻤﻮن ذﻟﻚ ً ﺑﺪاﻫﺔ؛ ﻓﺴﻴﻜﻮن ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ ﻋﺪم اﻟﺤﻜﻤﺔ أن ﻳﺨﺎﻃﺮ املﺮء ﺑﺤﻴﺎﺗﻪ ﺑﻨﺎءً ﻋﲆ أﺣﺪ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ﱠ املﺘﻮﻗﻌﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻨﺎﻗﺾ ﻛﻠﻴ ًﱠﺔ ﻣﻊ ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻷﺷﻴﺎء. ﻏري ً إﺟﻤﺎﻻ ،ﺗﺮوﱢج ﻗﺼﺺ »اﻻﻛﺘﺸﺎﻓﺎت اﻟﻜﱪى« ﻫﺬه ﻟﻔﻜﺮة أن اﻟﻌﻠﻢ — ﺑﻞ اﻟﺮؤﻳﺔ اﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻴﺔ اﻟﻌﺎملﻴﺔ ﺑﺄﴎﻫﺎ — ﻳﺪور ﺣﻮل ﺑﻴﺎﻧﺎت واﻫﻴﺔ ،ﺟﺪﻳﺪة ،ﺧﻼﻓﻴﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ،وﺣﻮل اﻛﺘﺸﺎﻓﺎت ﻛﱪى ﻣﺪﻫﺸﺔ .وﺗﺪﻋﻢ ﻫﺬه اﻟﺮؤﻳﺔ أﺣﺪ ﻧﻤﺎذج املﺤﺎﻛﺎة اﻟﺴﺎﺧﺮة اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻟﺪى ً ً ﻣﻐﺮﻗﺎ ﰲ اﻟﻔﻨﻴﺎت ﻏري ﻓﻔﻀﻼ ﻋﻦ ﻛﻮﻧﻪ ﺧﺮﻳﺠﻲ ﻛﻠﻴﺎت اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺣﻮل اﻟﻌﻠﻢ؛ املﻬﻤﺔ ،ﻓﺈن اﻟﻌﻠﻢ ﻣﺆﻗﺖ ،وﻣﺘﻐري ،وﻗﺎﺑﻞ ﻟﻠﻤﺮاﺟﻌﺔ اﻟﺬاﺗﻴﺔ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار ،ﻣﺜﻞ ﴏﻋﺔ ﻋﺎﺑﺮة. وﻣﻦ ﺛﻢ ﺗﻌﺘﱪ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻳﻤﴤ اﻟﻨﻘﺎش ،ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻼﺳﺘﺒﻌﺎد. ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺼﺢ ذﻟﻚ ﰲ املﺠﺎﻻت اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ املﺘﻨﻮﻋﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة ﺗﻤﺎﻣً ﺎ ،ﻳﺠﺪر ﺑﻨﺎ أن ﻧﻀﻊ ﰲ أذﻫﺎﻧﻨﺎ أن أرﺷﻤﻴﺪس ﻛﺎن ﻋﲆ ﺻﻮاب ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺴﺒﺐ ﻃﻔﻮ اﻷﺷﻴﺎء ملﺪة َ أﻟﻔ ْﻲ ﻋﺎم. ﻛﺬﻟﻚ أدرك أرﺷﻤﻴﺪس ملﺎذا ﺗﻌﻤﻞ اﻟﺮواﻓﻊ ،ورﺑﻤﺎ ﺗﻈﻞ ﻓﻴﺰﻳﺎء ﻧﻴﻮﺗﻦ ﺻﺤﻴﺤﺔ ﺣﻮل ﺳﻠﻮك ﻛﺮات اﻟﺒﻠﻴﺎردو إﱃ اﻷﺑﺪ 3 .ﻟﻜﻦ ﻫﺬا اﻻﻧﻄﺒﺎع ﺣﻮل ﻗﺎﺑﻠﻴﺔ اﻟﻌﻠﻢ ﻟﻠﺘﻐﻴري ﺗﺴ ﱠﻠﻞ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺎ إﱃ اﻻﻓﱰاﺿﺎت اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ .ﻓﺄيﱡ ﳾءٍ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻨﻪ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ﺑﻼ ﻗﻴﻤﺔ. 244
ﻛﻴﻒ ﺗﺮوﱢج وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم ﻟﺴﻮء َﻓﻬْ ﻢ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻌﻠﻢ
ﻟﻜﻦ ﻛﻞ ﻫﺬا أﻗﺮب ﻟﻠﻌﺪم .ﻳﺠﺐ أن ﻧﻨﻈﺮ اﻵن ﰲ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺗﻐﻄﻴﺔ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم ﻟﻠﻌﻠﻢ، ً ُ ِ ﺑﺤﺚ اﻟﻄﺮق أﻫﻤﻴﺔ »أﻇﻬﺮت اﻟﺒﺤﻮث« ،واﻷﻛﺜﺮ وﻧﺴﺘﺨﻠﺺ املﻌﺎﻧﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ وراء ﻋﺒﺎرة اﻟﺘﻲ ﺗﴘء وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم ﺑﻬﺎ ﺗﻤﺜﻴ َﻞ وﻓﻬْ َﻢ اﻹﺣﺼﺎءات ﺑﺼﻮرة ﻣﺘﻜ ﱢﺮرة وروﺗﻴﻨﻴﺔ. ِ أﻇﻬﺮت اﻟﺒﺤﻮث … )(5 ﺗﻜﻤﻦ املﺸﻜﻠﺔ اﻟﻜﱪى ﰲ اﻟﻘﺼﺺ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﰲ أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺘﻀﻤﱠ ﻦ أي أدﻟﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻋﲆ اﻹﻃﻼق ﻋﲆ ﻧﺤﻮ روﺗﻴﻨﻲ .ملﺎذا؟ ﻷن اﻟﺼﺤﻒ ﺗﻌﺘﻘﺪ أن اﻟﻘﺎرئ ﻟﻦ ﻳﻔﻬﻢ »اﻟﺠﺰء اﻟﻌﻠﻤﻲ«؛ ﻟﺬا ﻓﺠﻤﻴﻊ اﻟﻘﺼﺺ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻀﻤﱠ ﻦ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻳﺠﺐ اﻟﺘﺨﻔﻴﻒ ﻣﻦ اﻟﺠﺮﻋﺔ اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻓﻴﻬﺎ ،ﰲ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻣﺴﺘﻤﻴﺘﺔ ﻻﺟﺘﺬاب وإﴍاك اﻟﺠﻬﻼء ،اﻟﺬﻳﻦ ﻟﻴﺲ ﻟﺪﻳﻬﻢ أي اﻫﺘﻤﺎم ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﻋﲆ أي ﺣﺎل )رﺑﻤﺎ ﻷن اﻟﺼﺤﻔﻴني ﻳﻌﺘﻘﺪون أن ﻫﺬا أﻣ ٌﺮ ﻃﻴﱢﺐ ﻟﻠﻘﺎرئ؛ وﻣِﻦ ﺛ َ ﱠﻢ ﻳﺠﺐ دﻣﻘﺮﻃﺔ اﻟﻌﻠﻢ(. ﻣﻦ ﺑﻌﺾ اﻟﺠﻮاﻧﺐ ،ﺗُﻌﺘﱪ ﻫﺬه دواﻓ َﻊ ﻣﺜري ًة ﻟﻺﻋﺠﺎب ،ﻟﻜﻦ ﺛﻤﺔ ﺣﺎﻻت ﻋﺪم اﺗﺴﺎق ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻻ ﻳﺴﻌﻨﻲ ﱠإﻻ أن أُﻻﺣﻈﻬﺎ .ﻻ ﻳ ﱢ ُﺨﻔﻒ أﺣ ٌﺪ ﻣﻦ اﻟﺠﺮﻋﺔ اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﰲ ﺻﻔﺤﺎت اﻷﺧﺒﺎر املﺎﻟﻴﺔ .وﻻ أﻛﺎد أﻓﻬﻢ ﻣﻌﻈﻢ ﻣﺎ ﰲ اﻟﻘﺴﻢ اﻟﺮﻳﺎﴈ .ﰲ اﻟﺼﻔﺤﺎت اﻷدﺑﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﻧﺰﻋﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺼﺤﻒ ،ﻫﻨﺎك ﺧﻤﺲ ﻣﻘﺎﻻت ﰲ ﺻﻔﺤﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ أﺟﺪﻫﺎ ﺷﺪﻳﺪة اﻟﻐﻤﻮض ،وﻫﻲ َ اﺳﺘﻄﻌﺖ أن ﺗﻘﻨﻊ ﻋﺪدًا أﻛﱪ ﻣﻦ اﻟﺮواﺋﻴني اﻟﺮوس ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻓﻴﻬﺎ، اﻟﺼﻔﺤﺎت اﻟﺘﻲ ﻛﻠﻤﺎ اﻋﺘﻘﺪ اﻵﺧﺮون أﻧﻚ أﻛﺜﺮ ً ﺣﺬﻗﺎ .ﻻ أﺷﻜﻮ ﻣﻦ ذﻟﻚ ،ﺑﻞ أﺷﻌﺮ ﺑﺎﻟﺤﺴﺪ. إذا ُﻗﺪﱢﻣﺖ ﻧﺘﺎﺋﺞ أﺣﺪ اﻟﺒﺤﻮث إﻟﻴﻚ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ،دون إﺧﺒﺎرك ﺑﻤﺎ ﺟﺮى ﻗﻴﺎﺳﻪ ،وﻛﻴﻒ، َ ﱠ ﻓﺄﻧﺖ ﺗﺄﺧﺬ ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻟﺒﺎﺣﺜني ﻋﲆ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ﺗﻮﺻﻞ إﻟﻴﻪ اﻟﺒﺤﺚ — أي اﻟﺪﻟﻴﻞ — إذن وﻣﺎ ً ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﻋﺪم اﻻﻃﻼع اﻟﻜﺎﻣﻞ ﻋﲆ ﻋﻤﻠﻴﺔ إﺟﺮاء اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ .وﺛﻤﺔ ﻣﺜﺎل ﺑﺴﻴﻂ اﻟﻈﺎﻫﺮﻳﺔ، ﻳﻔﴪ املﺸﻜﻼت املﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﻬﺬا اﻷﻣﺮ ﻋﲆ أﻓﻀﻞ ﻧﺤﻮ. ِ »أﻇﻬﺮت اﻟﺒﺤﻮث أن اﻷﻃﻔﺎل اﻟﺴﻮد ﰲ أﻣﺮﻳﻜﺎ ﻳﻤﻴﻠﻮن إﱃ ﻗﺎرن ﺑني اﻟﻌﺒﺎرﺗني: ِ ً ِ و»أﻇﻬﺮت اﻟﺒﺤﻮث أن أداءٍ أﻗ ﱠﻞ ﺟﻮدة ﰲ اﺧﺘﺒﺎرات ﺣﺎﺻﻞ اﻟﺬﻛﺎء ﻣﻦ اﻷﻃﻔﺎل اﻟﺒﻴﺾ«. اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺴﻮد أﻗ ﱡﻞ ذﻛﺎءً ﻣﻦ اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺒﻴﺾ «.ﺗﺨﱪك اﻟﻌﺒﺎرة اﻷوﱃ ﺑﻤﺎ ﱠ ﺗﻮﺻﻞ إﻟﻴﻪ اﻟﺒﺤﺚ؛ اﻟﺪﻟﻴﻞ .أﻣﺎ اﻟﻌﺒﺎرة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻓﺘﺘﻀﻤﻦ اﻟﻔﺮﺿﻴﺔ؛ أي ﺗﻔﺴري أﺣﺪﻫﻢ ﻟﻠﺪﻟﻴﻞ؛ ﺷﺨﺺ — وﺳﺘﻮاﻓﻘﻨﻲ ﻋﲆ ﻫﺬا — ﻻ ﻳﻌﺮف اﻟﻜﺜري ﻋﻦ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑني اﺧﺘﺒﺎرات ﺣﺎﺻﻞ اﻟﺬﻛﺎء واﻟﺬﻛﺎء. 245
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ﻣﻊ اﻟﻌﻠﻢ ،ﻣﺜﻠﻤﺎ رأﻳﻨﺎ ﻣﺮا ًرا ،ﻳﻜﻤﻦ اﻟﺸﻴﻄﺎن ﰲ اﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ،وﰲ أي ورﻗﺔ ﺑﺤﺜﻴﺔ ﻳﻮﺟﺪ ﺗﺼﻤﻴﻢ ﰲ ﻏﺎﻳﺔ اﻟﻮﺿﻮح؛ ﻓﻠﺪﻳﻚ ﻗﺴﻢ اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ واﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ،وﻟﺤﻤﺔ اﻟﺒﺤﺚ ،وﻫﻮ اﻟﻘﺴﻢ اﻟﺬي ﻳﻌﺮض ﻓﻴﻪ ﻣﺎ ﺟﺮى ﺗﻨﻔﻴﺬه ،وﻣﺎ ﺟﺮى ﻗﻴﺎﺳﻪ ،ﺛﻢ ﻫﻨﺎك ﻗﺴﻢ اﻻﺳﺘﻨﺘﺎﺟﺎت، املﻨﻔﺼﻞ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ ،اﻟﺬي ﺗُﻌﺮض ﻓﻴﻪ اﻻﻧﻄﺒﺎﻋﺎت ،وﺗُﻌﻘﺪ ﻋﻼﻗﺔ رﺑﻂ ﺑني اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﺘﻲ ﺟﺮى اﻟﺘﻮﺻﻞ إﻟﻴﻬﺎ ﻣﻊ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﺗﻮﺻﻞ إﻟﻴﻬﺎ اﻵﺧﺮون ﻟﺮؤﻳﺔ ﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺟﻤﻴﻌً ﺎ ﻣﺘﻮاﻓﻘﺔ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ ،وذﻟﻚ ﰲ إﻃﺎر ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻣﺤﺪدة .ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﻮﺛﻮق ﰲ أن ْ ﱠ أﺳﻔﺮت ﻋﻨﻬﺎ ﺗﺠﺎرﺑﻬﻢ؛ إذ إﻧﻬﻢ اﺳﺘﻨﺘﺎج ُﻣ ْﺮ ٍض ﺣﻮل اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻮﺻﻞ اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن إﱃ ٍ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻧﻮن ﺷﺪﻳﺪي اﻟﺤﻤﺎس ﺣﻴﺎ َل إﺣﺪى اﻟﻨﻈﺮﻳﺎت؛ وﻣِﻦ ﺛ َ ﱠﻢ ﺗﻜﻮن ﺑﺤﺎﺟﺔ إﱃ اﻟﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﺻﺤﺔ ﺗﺠﺎرﺑﻬﻢ ﻟﺘﻜﻮﻳﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﺧﺎﺻﺔ .وﻳﺘﻄ ﱠﻠﺐ ﻫﺬا أن ﺗﺪور اﻟﺘﻘﺎرﻳﺮ اﻹﺧﺒﺎرﻳﺔ ﺣﻮل ﺑﺤﻮث ﻣﻨﺸﻮرة ﻳﻤﻜﻦ ،ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ،ﻗﺮاءﺗﻬﺎ ﰲ ﻣﻮﺿﻊ ﻣﺎ .وﻫﺬا ﻫﻮ اﻟﺴﺒﺐ ً أﻳﻀﺎ ﰲ ً ﱠ ﻛﺎﻣﻠﺔ — وإﺟﺮاء ﻣﺮاﺟﻌﺔ ﺑﺤﺜﻴﺔ ﻧﻘﺪﻳﺔ ﻣﻦ ﻗِ ﺒَﻞ أي ﺷﺨﺺ ﰲ اﻟﻌﺎﻟﻢ أن ﻧﴩ اﻟﺒﺤﻮث ً أﻫﻤﻴﺔ ﻣﻦ »ﻣﺮاﺟﻌﺔ اﻷﻗﺮان« ،ﺗﻠﻚ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﻘﺮأ اﻟﻮرﻗﺔ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ — أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺗُﺮاﺟﻊ املﻘﺎﻻت اﻟﺼﺤﻔﻴﺔ اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ ﴎﻳﻌً ﺎ ﻣﻦ ﻗِ ﺒَﻞ ﺣﻔﻨﺔ ﻣﻦ اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴني اﻟﻌﺎﻣﻠني ﰲ املﺠﺎل ،اﻟﺬﻳﻦ ﻳُﻔﺘﱢﺸﻮن ﻋﻦ اﻷﺧﻄﺎء اﻟﻜﱪى وﻣﺎ إﱃ ذﻟﻚ. ﱠ املﻔﻀﻠﺔ ﻟﺪﻳﻬﻢ ،ﻫﻨﺎك اﻋﺘﻤﺎد ﻣﻔﺮط ﻻﻓﺖ ﻣﻦ ﻗِ ﺒَﻞ اﻟﺼﺤﻒ ﰲ إﻃﺎر ﻗﺼﺺ اﻟﺬﻋﺮ ﻋﲆ اﻟﺒﺤﻮث اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗُ َ ﻨﴩ ﻋﲆ اﻹﻃﻼق .وﻳﻨﻄﺒﻖ ﻫﺬا اﻷﻣﺮ ﻋﲆ ﺟﻤﻴﻊ ﻋﻨﺎوﻳﻦ اﻷﺧﺒﺎر اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻛ ﱢﻠﻬﺎ ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ ﺣﻮل ﺑﺤﻮث اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ اﻟﺠﺪﻳﺪة ،ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل. ﻛﺎن أﺣﺪ املﺼﺎدر اﻟﺘﻲ ﻳُﺸﺎر إﻟﻴﻬﺎ ﺑﺼﻮرة ﻣﻨﺘﻈﻤﺔ — د .آرﺛﺮ ﻛﺮﻳﺠﺰﻣﺎن — ﻗﺪ ﻃﺮح ادﱢﻋﺎءات واﺳﻌﺔ اﻻﻧﺘﺸﺎر ﺣﻮل وﺟﻮد أدﻟﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﺣﻮل اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ ﻣﻨﺬ ﻋﺎم ﱢ ﺑﺴﺖ ﺳﻨﻮات .ﺑﺎملﺜﻞ، ،٢٠٠٢ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﻨﴩ ﺑﺤﻮﺛﻪ ﰲ ﻣﺠﻠﺔ أﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ ﺣﺘﻰ اﻟﻴﻮم ،ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ِ أﻓﻀﺖ ادﱢﻋﺎءات ﺑﺤﺚ »اﻟﺒﻄﺎﻃﺲ املﻌﺪﻟﺔ وراﺛﻴٍّﺎ« ﻟﻠﺪﻛﺘﻮر أرﺑﺎد ﺑﻮﺳﺘﺎي ﺑﺄن اﻟﺒﻄﺎﻃﺲ املﻌﺪﻟﺔ وراﺛﻴٍّﺎ ﺗُﺴﺒﱢﺐ اﻟﴪﻃﺎن ﻟﺪى اﻟﻔﱤان ،إﱃ ﻋﻨﺎوﻳﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ »أﻏﺬﻳﺔ ﻣﺮﻋﺒﺔ« ملﺪة ﻋﺎم ﻛﺎﻣﻞ ﻗﺒﻞ ﻧﴩ اﻟﺒﺤﺚ ﰲ ﻧﻬﺎﻳﺔ املﻄﺎف ،وﻗﺮاءﺗﻪ وﺗﻘﻴﻴﻤﻪ ﻋﲆ ﻧﺤﻮ ﻣﻔﻴﺪ .وﻋﲆ اﻟﻨﻘﻴﺾ ﻣﻦ ﺗﺨ ﱡﺮﺻﺎت وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم ،ﻟﻢ ﻳﺪﻋﻢ ﺑﺤﺜﻪ اﻟﻔﺮﺿﻴﺔ اﻟﻘﺎﺋﻠﺔ ﺑﺄن اﻷﻏﺬﻳﺔ املﻌﺪﻟﺔ وراﺛﻴٍّﺎ ﺿﺎرة ﺑﺎﻟﺼﺤﺔ )ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﻫﺬا أن ذﻟﻚ ﳾء ﻃﻴﺐ ﺑﺎﻟﴬورة ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺳﻨﺮى ً ﻻﺣﻘﺎ(. ﺑﻤﺠﺮد إدراك اﻟﻔﺮق ﺑني اﻟﺪﻟﻴﻞ واﻟﻔﺮﺿﻴﺔ ،ﻳﺒﺪأ املﺮء ﰲ ﻣﻼﺣﻈﺔ ﻛﻴﻒ ﻳﻜﻮن ﻣﻦ اﻟﻨﺎدر ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ أن ﺗﺘﻤ ﱠﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﻌﺜﻮر ﻋﲆ ﻣﺎ ﻛﺸﻒ ﻋﻨﻪ أيﱡ ﺑﺤﺚ ٍّ ﺣﻘﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻘﻮل اﻟﺼﺤﻔﻴﻮن »أﻇﻬﺮت اﻟﺒﺤﻮث«. 246
ﻛﻴﻒ ﺗﺮوﱢج وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم ﻟﺴﻮء َﻓﻬْ ﻢ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻌﻠﻢ
ﰲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن ،ﻳﺘﻀﺢ أن اﻟﺼﺤﻔﻴني أﻧﻔﺴﻬﻢ ﻻ ﻳﺪرﻛﻮن ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ اﻟﻔﺮق اﻟﺠﲇ ً ﺑني اﻟﺪﻟﻴﻞ واﻟﻔﺮﺿﻴﺔ .ﻓﻘﺪ ﻏ ﱠ ْ أﻇﻬﺮت ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻄ ْﺖ ﺻﺤﻴﻔﺔ »ذا ﺗﺎﻳﻤﺰ« ،ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل، أن وﺟﻮد أﺷﻘﺎء أﺻﻐﺮ ﺳﻨٍّﺎ ﻣﺮﺗﺒﻂ ﺑﻮﻗﻮع ﺣﺎﻻت أﻗﻞ ﻣﻦ ﺗﺼ ﱡﻠﺐ اﻷﻧﺴﺠﺔ املﺘﻌﺪد .ﻳﺤﺪث ﺗﺼ ﱡﻠﺐ اﻷﻧﺴﺠﺔ املﺘﻌﺪد ﺑﺴﺒﺐ ﻫﺠﻮم اﻟﺠﻬﺎز املﻨﺎﻋﻲ ﻋﲆ اﻟﺠﺴﻢ» .وﻓﻖ اﻟﺪراﺳﺔ ،ﻳﺤﺪث ﻫﺬا ﻋﲆ اﻷرﺟﺢ إذا ﻟﻢ ﻳﺘﻌ ﱠﺮض ﻃﻔﻞ ﰲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﻣﻦ ﻣﺮاﺣﻞ اﻟﻨﻤﻮ ﻟﻺﺻﺎﺑﺔ ﺑﺄي أﻣﺮاض ﻣﻌﺪﻳﺔ ﻣﻦ أﺷﻘﺎﺋﻪ اﻷﺻﻐﺮ ﺳﻨٍّﺎ «.ﻫﺬا ﻣﺎ ﻧﴩﺗﻪ ﺻﺤﻴﻔﺔ »ذا ﺗﺎﻳﻤﺰ«. ﻟﻜﻦ ﻫﺬا ﺧﻄﺄ .ﺗﻠﻚ ﻫﻲ »اﻟﻔﺮﺿﻴﱠﺔ اﻟﺼﺤﱢ ﻴﱠﺔ«؛ أي اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ،اﻹﻃﺎر اﻟﺬي رﺑﻤﺎ ﻳﺘﻮاﻓﻖ اﻟﺪﻟﻴﻞ ﻣﻌﻪ ،ﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ ﻫﺬا ﻣﺎ أﻇﻬﺮﺗْﻪ اﻟﺪراﺳﺔ؛ ﻓﻜ ﱡﻞ ﻣﺎ وﺟﺪﺗْﻪ اﻟﺪراﺳﺔ ﻓﻘﻂ أن وﺟﻮد ﴩ اﻟﺪراﺳﺔ أﺷﻘﺎء أﺻﻐﺮ ﺳﻨٍّﺎ ﺑﺪا ﻋﲆ ﻧﺤﻮ ﻣﺎ واﻗﻴًﺎ ﺿﺪ ﺗﺼﻠﺐ اﻷﻧﺴﺠﺔ املﺘﻌﺪد .ﻟﻢ ﺗُ ِ ِ إﱃ اﻵﻟﻴﺔ املﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﰲ ذﻟﻚ ،وﻟﻢ ﺗﺘﻤ ﱠﻜﻦ ﻣﻦ اﻹﺷﺎرة إﱃ ﺳﺒﺐ وﺟﻮد ﻋﻼﻗﺔ ،ﻣﺜﻞ ﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﱠ ﺗﺤﻘﻘﺖ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻌ ﱡﺮض أﻛﺜﺮ ﻟﻺﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻷﻣﺮاض .ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺠﺮد ﻣﻼﺣﻈﺔ. ْ ﺧﻠﻄﺖ ﺻﺤﻴﻔﺔ »ذا ﺗﺎﻳﻤﺰ« ﺑني اﻟﺪﻟﻴﻞ واﻟﻔﺮﺿﻴﺔ ،وأﺷﻌﺮ ﺑﴪور ﺑﺎﻟﻎ ﻟﺤﺼﻮﱄ ﻋﲆ ﻟﻘﺪ ذﻟﻚ اﻟﺼﻴﺪ اﻟﺜﻤني. ﻛﻴﻒ ﺗﺘﺤﺎﻳﻞ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم ﻋﲆ ﻋﺪم ﻗﺪرﺗﻬﺎ ﻋﲆ ﺗﻘﺪﻳﻢ اﻷدﻟﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ؟ ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﺎ ﺗﺴﺘﻌني وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم ﺑﺸﺨﺼﻴﺎت راﺋﺪة ﰲ ﻣﺠﺎﻟﻬﺎ ،وﻫﻮ املﻨﺎﻗﺾ املﻮﺿﻮﻋﻲ ﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﻌﻠﻢ ،ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎن أوﻟﺌﻚ ﻛﻬﻨﺔ ،أو ﺳﺎﺳﺔ ،أو آﺑﺎء» .ﻗﺎل اﻟﻌﻠﻤﺎء اﻟﻴﻮم … ﻛﺸﻒ اﻟﻌﻠﻤﺎء … ﺣﺬﱠر اﻟﻌﻠﻤﺎء« ،وإذا أرادوا أن ﻳﺤﻘﻘﻮا ﺗﻮازﻧًﺎ ،ﻓﺴﺘﺠﺪ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم ﺗﻘﺪﱢم ﻋﺎﻟِﻤَ ْني َ ﱠ ﻳﺘﺠﲆ ﰲ ﻣﺨﺘﻠﻔ ْني ﰲ اﻟﺮأي ،وإن ﻛﺎن دون ﺗﱪﻳﺮ ﻫﺬا اﻻﺧﺘﻼف )وﻫﻮ أﺳﻠﻮب ﻳﻤﻜﻦ أن أﺧﻄﺮ ﺻﻮره ﰲ اﻟﺨﺮاﻓﺔ اﻟﻘﺎﺋﻠﺔ ﺑﺄن اﻟﻌﻠﻤﺎء »ﻣﻨﻘﺴﻤﻮن« ﺣﻮل أﻣﺎن اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ(. »ﺳﻴﻜﺸﻒ« أﺣﺪ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻋﻦ ﳾء ،ﺛﻢ »ﺳﻴﻌﺎرض« آﺧ ُﺮ ﻫﺬا اﻟﻜﺸﻒ .ﳾء أﺷﺒﻪ ﺑﻔﺮﺳﺎن اﻟﺠﻴﺪاي. ﺗﻨﻄﻮي اﻟﺘﻐﻄﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻀﻤﱠ ﻦ ﺷﺨﺼﻴﺎت راﺋﺪة ﰲ ﻣﺠﺎﻟﻬﺎ ﻋﲆ ﻣﺨﺎﻃﺮة ،ﰲ ﻏﻴﺎب اﻟﺪﻟﻴﻞ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ؛ ﻷن ﻫﺬا ﻳﱰك اﻟﺒﺎب ﻣﻔﺘﻮﺣً ﺎ ﻋﲆ ﻣﴫاﻋَ ﻴْﻪ ﻟﺪﺧﻮل ﺷﺨﺼﻴﺎت ﻣﺸﻜﻮك ﰲ ﻣﺼﺪاﻗﻴﺘﻬﺎ دون دﻋﻮة .ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺟﻴﻠﻴﺎن ﻣﺎﻛﻴﺚ وآﻧﺪرو وﻳﻜﻔﻴﻠﺪ واﻟﺒﻘﻴﺔ اﻟﺘﻐﻠﻐﻞ أﻛﺜﺮ وأﻛﺜﺮ ﰲ ﺑﻴﺌﺔ ﺗُﻌﺘﱪ ﺳﻠﻄﺘﻬﻢ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻓﻴﻬﺎ أﻣ ًﺮا ﻣﺴ ﱠﻠﻤً ﺎ ﺑﻪ؛ ﻧﻈ ًﺮا ﻷن ﻣﻨﻄﻘﻬﻢ وأدﻟﺘﻬﻢ ﻧﺎد ًرا ﻣﺎ ﺗُﺨﺘﱪ ﻋﻠﻨًﺎ. َﺨﺘﺰل ﻇﻬﻮ ُر اﻷﺳﻮأ أﻧﻪ ﺣﻴﺜﻤﺎ ﻳﻮﺟﺪ ﺧﻼف ﺣﻮل ﻣﺎ ﺗُﻈﻬﺮه اﻷدﻟﺔ اﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻴﺔ ،ﻳ ِ َ املﻨﺎﻗﺸﺔ إﱃ ﻣﺒﺎراة ﰲ اﻻﺗﻬﺎﻣﺎت املﺘﺒﺎدﻟﺔ؛ ﻷن ادﱢﻋﺎءً اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت اﻟﺮاﺋﺪة ﰲ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم 247
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ﻣﺜﻞ »اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ ﻳﺴﺒﱢﺐ اﻟﺘﻮﺣﺪ« )أو ﻻ( ،ﻳُﻨ ْ َﻘﺪ ﻓﻘﻂ ﰲ إﻃﺎر ﻃﺒﻴﻌﺔ »ﺷﺨﺼﻴﺔ« ﻣَ ﻦ ﻳﻄﺮح اﻻدﱢﻋﺎء ،وﻟﻴﺲ اﻟﺪﻟﻴﻞ اﻟﺬي ﻳﻤﻜﻨﻪ ﺗﻘﺪﻳﻤﻪ .ﻻ ﺣﺎﺟﺔ إﱃ ذﻟﻚ ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺳﻨﺮى؛ ﻷن اﻟﻨﺎس ﻟﻴﺴﻮا أﻏﺒﻴﺎء ،وﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﺎ ﻳﺴﻬﻞ ﻓﻬﻢ اﻟﺪﻟﻴﻞ ﺟﺪٍّا. ُﺮﺳﺦ ﻫﺬا اﻷﺳﻠﻮب ً ﻳ ﱢ أﻳﻀﺎ ﻣﻦ ﻧﻤﻮذج املﺤﺎﻛﺎة اﻟﺴﺎﺧﺮة ﻟﺪى ﺧﺮﻳﺠﻲ ﻛﻠﻴﺎت اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ،وﻫﻮ اﻟﻨﻤﻮذج اﻟﺬي ﻳﺘﻮاﻓﺮ ﻟﺪﻳﻨﺎ اﻵن ﺟﻤﻴﻊ ﻣﻜﻮﻧﺎﺗﻪ ،واملﺘﻤﺜﻠﺔ ﰲ أن اﻟﻌﻠﻢ ﻳﺘﻤﺤﻮر ﺣﻮل ﻋﺒﺎرات ﺣﻘﺎﺋﻘﻴﺔ ﻻ أﺳﺎس ﻟﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺼﺤﺔ ،ﻣﺘﻐرية ،ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ ﺻﺎدرة ﻋﻦ رﻣﻮز ﺳﻠﻄﺔ ﻣﺘﻌﺴﻔﺔ ﻏري ﻣﻨﺘﺨﺒﺔ .ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺒﺪأ ﻫﺬه اﻟﺮﻣﻮز ﰲ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺣﻮل ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت ﺧﻄرية ﻣﺜﻞ اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ ،ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﻤﺮء أن ﻳﻼﺣﻆ أن ﻫﺬا ﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻌﺘﻘﺪ اﻟﻌﺎﻣﻠﻮن ﰲ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم أﻧﻪ ﺟﻮﻫﺮ اﻟﻌﻠﻢ .ﻣﺤﻄﺘﻨﺎ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﰲ رﺣﻠﺘﻨﺎ ﺳﺘﻜﻮن اﻹﺣﺼﺎﺋﻴﺎت ﺣﺘﻤً ﺎ؛ إذ أوﻻ أن ﻧﺤﻴﺪ ً ﻣﺠﺎﻻ ﻳﺘﺴﺒﱠﺐ ﰲ ﻣﺸﻜﻼت ﻓﺮﻳﺪة ﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم .ﻟﻜﻦ ﻋﻠﻴﻨﺎ ً ً ﻗﻠﻴﻼ ﻳُﻌَ ﱡﺪ ﻫﺬا ﻋﻦ ُ ﺻﻠﺐ املﻨﺎﻗﺸﺔ. ﻫﻮاﻣﺶ ) (1أ َ ُ ﻋﺪت ﺻﻴﺎﻏﺔ ﻫﺬه اﻟﻌﺒﺎرة ،وﻫﻲ ﻟﻴﺴﺖ دﻗﻴﻘﺔ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ. ) (2ﻣﻦ ﺑﻌﺾ املﻨﺎﺣﻲ ،رﺑﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺠﺐ أن ﻳﺸ ﱢﻜﻞ ذﻟﻚ ﻣﻔﺎﺟﺄ ًة .ﻛﺎن اﻷملﺎن ﻗﺪ رﺻﺪوا وﺟﻮد زﻳﺎدة ﰲ ﻣﻌﺪﻻت اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﴪﻃﺎن ﰲ ﻋﴩﻳﻨﻴﺎت اﻟﻘﺮن اﻟﻌﴩﻳﻦ ،ﻟﻜﻨﻬﻢ رأَوْا — ﺑﺼﻮرة ﻣﻨﻄﻘﻴﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ — أن ذﻟﻚ رﺑﻤﺎ ﻳﺮﺟﻊ إﱃ اﻟﺘﻌ ﱡﺮض إﱃ اﻟﻐﺎز اﻟﺴﺎم ﺧﻼل اﻟﺤﺮب اﻟﻌﺎملﻴﺔ اﻷوﱃ .وﰲ ﺛﻼﺛﻴﻨﻴﺎت اﻟﻘﺮن اﻟﻌﴩﻳﻦ ،ﺻﺎر ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻣﺨﺎﻃﺮ ﱡ اﻟﺴﻤﱢ ﻴﺔ ﰲ اﻟﺒﻴﺌﺔ املﺤﻴﻄﺔ ﻣﻠﻤﺤً ﺎ ﻣﻬﻤٍّ ﺎ ﻟﻠﻤﴩوع اﻟﻨﺎزي ﻟﺒﻨﺎء ﻋِ ْﺮق ﻣﺘﻔﻮق ﻣﻦ ﺧﻼل »اﻟﺼﺤﺔ اﻟﻌِ ْﺮﻗﻴﺔ«. ﻧﴩ ﺑﺎﺣﺜﺎن — ﺷﺎﻳﺮر وﺷﻮﻧﻴﺠﺮ — دراﺳﺔ اﻟﺤﺎﻟﺔ املﻘﺎرﻧﺔ ﺧﺎﺻﺘﻬﻤﺎ ﰲ ﻋﺎم ،١٩٤٣ ﻈﻬﺮ وﺟﻮد ﻋﻼﻗﺔ ﺑني اﻟﺘﺪﺧني وﴎﻃﺎن اﻟﺮﺋﺔ ﻗﺒﻞ أيﱢ ﺑﺎﺣﺜني آﺧﺮﻳﻦ ﰲ أيﱢ ﻣﻜﺎن اﻟﺘﻲ ﺗُ ِ ُﴩ إﱃ ﻫﺬه اﻟﻮرﻗﺔ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ ﰲ ورﻗﺔ دول وﺑﺮادﻓﻮرد ﻫﻴﻞ آﺧﺮ ﺑﺤﻮاﱄ ﻋَ ْﻘﺪ ﻛﺎﻣﻞ .ﻟﻢ ﻳ َ ْ َ راﺟﻌﺖ ﻣﴪد املﺮاﺟﻊ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ،ﻓﺴﺘﺠﺪ أﻧﻬﺎ ﻟﻢ اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﺔ املﻨﺸﻮرة ﻋﺎم ،١٩٥٠وإذا ﺗُﺬ َﻛﺮ إﻻ أرﺑﻊ ﻣﺮات ﻓﻘﻂ ﰲ ﺳﺘﻴﻨﻴﺎت اﻟﻘﺮن اﻟﻌﴩﻳﻦ ،وﻣﺮة واﺣﺪة ﰲ ﺳﺒﻌﻴﻨﻴﺎت اﻟﻘﺮن اﻟﻌﴩﻳﻦ ،ﺛﻢ ﻟﻢ ﺗُﺬﻛﺮ ﻣﺮة أﺧﺮى ﺣﺘﻰ ﻋﺎم ،١٩٨٨ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺗﻘﺪﻳﻤﻬﺎ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻗﻴﱢﻤﺔ .رﺑﻤﺎ ﻳﺪﻓﻊ اﻟﺒﻌﺾ ﺑﺄن ﻫﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ ﱢ ﻌﺠﺐ ﺗﺒني ﻣﺨﺎﻃﺮ اﺳﺘﺒﻌﺎد املﺼﺎدر اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗُ ِ اﻟﺒﺎﺣﺚ .ﱠ ﻟﻜﻦ اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ واﻟﻄﺒﻲ اﻟﻨﺎزي ﻛﺎن ﻣﻘﻴﱠﺪًا ﺑﻔﻈﺎﺋﻊ اﻟﻘﺘْﻞ اﻟﺠﻤﺎﻋﻲ ﺑﺪم ﺑﺎرد، 248
ﻛﻴﻒ ﺗﺮوﱢج وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم ﻟﺴﻮء َﻓﻬْ ﻢ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻌﻠﻢ
واﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎت املﺘﺸﺪﱢدة اﻟﻐﺮﻳﺒﺔ ﻟﻠﻨﺎزﻳﺔُ . وﻏ ﱠﺾ اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﻫﺬه اﻟﻮرﻗﺔ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ ﻋﻤﻮﻣً ﺎ، ﻟﺴﺒﺐ وﺟﻴﻪ؛ ﻓﻘﺪ ﻛﺎن اﻷﻃﺒﺎء ﻣﺸﺎرﻛني ﻧﺸﻄني ﰲ املﴩوع اﻟﻨﺎزي ،واﻧﻀﻤﻮا إﱃ ﺣﺰب ﻫﺘﻠﺮ ،اﻟﺤﺰب اﻻﺷﱰاﻛﻲ اﻟﻘﻮﻣﻲ ،ﺑﺄﻋﺪاد أﻛﱪ ﻣﻦ أي ﻣﻬﻨﺔ أﺧﺮى )ﻛﺎن ٤٥ﰲ املﺎﺋﺔ ﻣﻨﻬﻢ أﻋﻀﺎءً ﰲ اﻟﺤﺰب ،ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻨﺴﺒﺔ ٢٠ﰲ املﺎﺋﺔ ﻣﻦ املﺪرﺳني(. ً ﻛﺎن ﺿﻤﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء اﻷملﺎن املﺸﺎرﻛني ﰲ ﻣﴩوع اﻟﺘﺪﺧني ﻣﻨ ﱢ وأﻳﻀﺎ ﻈﺮو ﺳﻼﻻت، ﺑﺎﺣﺜﻮن ﻣﻬﺘﻤﻮن ﺑﻘﺎﺑﻠﻴﺔ ﺗﻮارث ﺻﻔﺎت ﱠ اﻟﻀﻌْ ﻒ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺸﺄ ﻋﻦ ﺗﺪﺧني اﻟﺘﺒﻎ ،وﻣﺴﺄﻟﺔ ﻣﺎ َ اﻟﺒﺤﻮث إذا ﻛﺎن اﻷﺷﺨﺎص ﻗﺪ »ﻳﺘﺪﻫﻮرون« ﺟ ﱠﺮاء اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻌﻴﺸﻮن ﻓﻴﻬﺎ .ﻛﺎن ﻳﻘﻮد ﺣﻮل اﻟﺘﺪﺧني ﻛﺎرل آﺳﺘﻞ ،اﻟﺬي ﺳﺎﻫﻢ ﰲ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﻋﻤﻠﻴﺔ »اﻟﻘﺘﻞ اﻟﺮﺣﻴﻢ« اﻟﺘﻲ أﻓﻀﺖ إﱃ ﻗﺘﻞ ٢٠٠أﻟﻒ ﺷﺨﺺ ﻣﻌﺎق ﻋﻘﻠﻴٍّﺎ وﺟﺴﺪﻳٍّﺎ ،وﺳﺎﻫﻢ ﰲ »اﻟﺤﻞ اﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﻟﻠﻤﺴﺄﻟﺔ اﻟﻴﻬﻮدﻳﺔ« ً رﺋﻴﺴﺎ ملﻜﺘﺐ اﻟﺸﺌﻮن اﻟﻌﺮﻗﻴﺔ. ﺑﻮﺻﻔﻪ ُ ) (3أﻗِ ﱡﺮ ﰲ ﴎور ﺑﺎﺳﺘﻌﺎرة ﻫﺬه اﻷﻣﺜﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﱪوﻓﻴﺴﻮر اﻟﺮاﺋﻊ ﻟﻮﻳﺲ ووﻟﱪت.
249
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻋﴩ
أﻣﻮرا ﻏﺒﻴﺔ ﺼﺪق اﻷذﻛﻴﺎء ﳌﺎذا ُﻳ ﱢ ً اﻟﻐﺮض اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻣﻦ اﻷﺳﻠﻮب اﻟﻌﻠﻤﻲ ﻫﻮ ﺿﻤﺎن أﻻ ﻳُﻀ ﱠﻠﻞ املﺮءُ ﻣﻦ ﻗِ ﺒَﻞ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺑﺎﻻﻋﺘﻘﺎد ﺑﺄﻧﻪ ﻳﻌﺮف ﺷﻴﺌًﺎ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻪ ﰲ واﻗﻊ اﻷﻣﺮ. روﺑﺮت ﺑﺮﻳﺴﻴﺞ» ،اﻟ ﱢﺰن وﻓﻦ ﺻﻴﺎﻧﺔ اﻟﺪراﺟﺎت اﻟﺒﺨﺎرﻳﺔ« ملﺎذا ﺗﻮﺟﺪ ﻟﺪﻳﻨﺎ إﺣﺼﺎءات؟ ملﺎذا ﻧﻘﻴﺲ اﻷﺷﻴﺎء؟ وملﺎذا ﻧَﻌُ ﺪﱡ؟ إذا ﻛﺎن ﻟﻸﺳﻠﻮب اﻟﻌﻠﻤﻲ أي ﺳﻠﻄﺔ — أو »ﻗﻴﻤﺔ« ﻣﺜﻠﻤﺎ ﱢ أﻓﻀﻞ أن أﻋﺘﱪﻫﺎ — ﻓﺈن ﻣَ َﺮ ﱠد ذﻟﻚ أن اﻷﺳﻠﻮب اﻟﻌﻠﻤﻲ ﻳﻤﺜﱢﻞ أﺳﻠﻮﺑًﺎ ﻣﻨﻬﺠﻴٍّﺎ؛ إﻻ أن ذﻟﻚ ﻳُﻌَ ﱡﺪ أﻣ ًﺮا ﻗﻴﱢﻤً ﺎ؛ ﻓﻘﻂ ﻷن اﻟﺒﺪاﺋﻞ اﻷﺧﺮى ﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﻣﻀ ﱢﻠﻠﺔ. َ ً ﺷﺌﺖ — ﻧﺴﺘﻌني ﺣﺪﺳﺎ ،إذا ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﻔ ﱢﻜﺮ ﰲ اﻷﺷﻴﺎء ﺑﺼﻮرة ﻏري رﺳﻤﻴﺔ — ﺳ ﱢﻢ ذﻟﻚ ﺑﺎﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗُﺒ ﱢَﺴﻂ املﺸﻜﻼت ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﻔﺎﻋﻠﻴﺔ .وﻗﺪ و ﱢ ُﺻﻒ اﻟﻜﺜري ﻣﻦ ﻫﺬه اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ املﺨﺘﴫة ﺑﺸﻜﻞ ﺟﻴﺪ ﰲ ﻣﺠﺎل ﻳُﺴﻤﻰ »اﻻﺳﺘﺪﻻل« ،وﻫﻲ ﻃﺮق ﻓﻌﱠ ﺎﻟﺔ ﻟﻠﻤﻌﺮﻓﺔ ﰲ ﻛﺜري ﻣﻦ اﻟﺤﺎﻻت. ﻻ ﻳﺄﺗﻲ ﻫﺬا اﻟﺘﺒﺴﻴﻂ دون ﺗﻜﻠﻔﺔ — ﻣﻌﺘﻘﺪات ﺧﺎﻃﺌﺔ — ﻷن ﺛﻤﺔ ﻣَ ﻮاﻃﻦ ﺿﻌﻒ ﱡ اﻟﺘﺤﻘﻖ ﻣﻦ ﺻﺤﺔ اﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﻫﺬه ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ اﺳﺘﻐﻼﻟﻪ .وﻻ ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ ﰲ اﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺎت ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻫﺬا ﻛﺜريًا ﻋﻦ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﺴﺘﻐﻞ ﺑﻬﺎ اﻟﺮﺳﻮم اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ املﺨﺘﴫة ﰲ ﻧﻈﺎﻣﻨﺎ اﻹدراﻛﻲ؛ ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﺗﺼري اﻷﺷﻴﺎء أﻛﺜﺮ ﺑﻌﺪًا ،ﺗﺒﺪو أﺻﻐﺮ ،وﻗﺪ ﻳﺨﺪﻋﻨﺎ »املﻨﻈﻮر« ﺑﺤﻴﺚ ﻧﺮى ﺛﻼﺛﺔ أﺑﻌﺎد ﻓﻴﻤﺎ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺳﻮى ﺑُﻌﺪﻳﻦ ﻓﻘﻂ ،ﻣﻦ ﺧﻼل اﺳﺘﻐﻼل ﻫﺬه اﻻﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﺨﺪﻣﻬﺎ أداﺗﻨﺎ اﻹدراﻛﻴﺔ ﻟﻠﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻖ .وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻌ ﱠﺮض ﻧﻈﺎﻣﻨﺎ ﱡ ﻟﻠﺘﺤﻘﻖ ﻣﻦ ﺻﺤﺔ اﻟﺤﻘﺎﺋﻖ — ﻟﻠﺨﺪاع ،ﺣﻴﻨﺌﺬٍ ،وﻣﺜﻞ رؤﻳﺔ املﻌﺮﰲ — اﻟﺬي ﻳُﻌَ ﱡﺪ أداﺗﻨﺎ ﻋﻤﻖ ﰲ رﺳﻢ ﻣﺴ ﱠ ﱠ ﻧﺘﻮﺻﻞ إﱃ اﺳﺘﻨﺘﺎﺟﺎت ﺧﺎﻃﺌﺔ ﺣﻮل اﻷﺷﻴﺎء املﺠﺮدة .ﻓﺮﺑﻤﺎ ﻧﺨﻄﺊ ﻄﺢ،
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ﰲ ﺗﺤﺪﻳﺪ اﻟﺘﻘ ﱡﻠﺒﺎت اﻟﻌﺎدﻳﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ أﻧﻤﺎ ً ﻃﺎ ذات ﻣﻌﻨًﻰ ،ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل ،أو ﻧﺤﺪﱢد ﻋﻼﻗﺔ ﺳﺒﺒﻴﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻻ ﺗﻮﺟﺪ أي ﻋﻼﻗﺔ ﺳﺒﺒﻴﺔ ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ. ُ ﻫﺬه ُﺧ َﺪ ٌع إدراﻛﻴﺔ ﻣﺸﺎﺑﻬﺔ ُ ﻟﻠﺨﺪَع اﻟﺒﴫﻳﺔ .وﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﺧﺪَﻋً ﺎ ﱢ ﻣﺤرية ﻟﻠﻌﻘﻞ ﺑﻨﻔﺲ َ اﻟﻘﺪْر ،وﻫﻲ ﺗﻘﻊ ﰲ ﺟﻮﻫﺮ ﺳﺒﺐ ﻣﻤﺎرﺳﺘﻨﺎ ﻟﻠﻌﻠﻢً ، ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺑﻨﺎء ﻣﻌﺘﻘﺪاﺗﻨﺎ ﻋﲆ اﻟﺤﺪس اﻟﺬي ﻳ َ ُﺴﺘﻘﻰ ﻣﻦ »ﻣﻠﺨﺺ« ﻣﻮﺿﻮع ﻳُﻜﺘﺴﺐ ﻣﻦ ﺧﻼل وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم اﻟﻌﺎﻣﺔ؛ ﻧﻈ ًﺮا ﻷن اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻻ ﻳﻮﻓﺮ ﻟﻚ ﺑﻴﺎﻧﺎت ﻣﺠﺪوﻟﺔ ﺑﻌﻨﺎﻳ ٍﺔ وﻧﻈﺎ ٍم ﺣﻮل اﻟﺘﺪﺧﻼت اﻟﻌﻼﺟﻴﺔ واﻟﻨﺘﺎﺋﺞً . ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ذﻟﻚ ،ﻳﻘﺪﱢم ﻟﻚ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﻴﺎﻧﺎت ﻋﺸﻮاﺋﻴﺔ ﺗﺪرﻳﺠﻴﺔ ﺑﻜﻤﻴﺎت ﺿﺌﻴﻠﺔ ﺧﻼل ﻓﱰة زﻣﻨﻴﺔ، وﻟﻌﻞ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﺑﻨﺎء ﻓﻬﻢ واﺳﻊ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ ﻣﻦ ﺧﻼل ذﻛﺮى اﻟﺨﱪات اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺳﻴﻜﻮن أﺷﺒﻪ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ إﱃ ﺳﻘﻒ ﻛﻨﻴﺴﺔ ﺳﻴﺴﺘني ﻣﻦ ﺧﻼل أﻧﺒﻮب ﻃﻮﻳﻞ ،رﻓﻴﻊ ،ﻛﺮﺗﻮﻧﻲ .ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﻤﺮء ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﺗﺬ ﱡﻛﺮ اﻷﺟﺰاء املﻔﺮدة اﻟﺘﻲ ملﺤﻬﺎ ﻫﻨﺎ وﻫﻨﺎك ،ﻟﻜﻦ دون وﺟﻮد ﻧﻈﺎم أو ﻧﻤﻮذج، ﻟﻦ ﻳﻤﻜﻨﻪ أﺑﺪًا ﺗﻘﻴﻴﻢ اﻟﺼﻮرة اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ. ﻟﻨﺒﺪأ. ) (1اﻟﻌﺸﻮاﺋﻴﺔ ً أﺷﻜﺎﻻ ﰲ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻧﺎ ﺑﴩًا ،ﻧﻤﺘﻠﻚ ﻗﺪرة ﻓﻄﺮﻳﺔ ﻛﺎﻣﻨﺔ ﻋﲆ ﺻﻨﻊ ﳾء ﻣﻦ ﻻ ﳾء؛ ﻓﻨﺮى أﺷﺨﺎص ﰲ اﻟﻘﻤﺮ؛ وﻳﻘﺘﻨﻊ املﻘﺎﻣﺮون ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻳﻤﺘﻠﻜﻮن »ﺣ ٍّ ً ﱡ ﻣﺘﻮاﺻﻼ«؛ ﻈﺎ اﻟﺴﺤُ ﺐ ،ووﺟﻮ َه ٍ ﱢ ً ﻧﺸﻐﻠﻪ ﰲ اﻻﺗﺠﺎه اﻟﻌﻜﴘ، ﺗﺴﺠﻴﻼ ملﻮﺳﻴﻘﻰ ﻫﻴﻔﻲ ﻣﻴﺘﺎل ﰲ ﻏﺎﻳﺔ املﺮح ،ﺛﻢ وﻧﺘﻨﺎول وﻧﺴﻤﻊ رﺳﺎﺋﻞ ﺧﻔﻴﱠﺔ ﺣﻮل اﻟﺸﻴﻄﺎن .وﻗﺪرﺗﻨﺎ ﺗﻠﻚ ﻋﲆ ﺗﺤﺪﻳﺪ اﻷﻧﻤﺎط ﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﻤ ﱢﻜﻨﻨﺎ ﱠ ﻣﻔﺮﻃﺔ، ﻣﻦ ﻓﻬﻢ اﻟﻌﺎ َﻟﻢ ،ﻟﻜﻦ ﰲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن ،ﰲ ﺧﻀﻢ ﺷﻐﻔﻨﺎ، ﻧﺘﺤﲆ ﺑﺤﺴﺎﺳﻴﺔ ِ واﺳﺘﻬﺘﺎر ،وﻧﺮى أﻧﻤﺎ ً ﻃﺎ ﻋﲆ ﻧﺤﻮ ﺧﺎﻃﺊ ﻓﻴﻤﺎ ﻻ ﺗﻮﺟﺪ أي أﻧﻤﺎط. َ أردت أن ﺗﺪرس ﻇﺎﻫﺮة ﻣﺎ ،ﻳﻜﻮن ﻣﻦ املﻔﻴﺪ ﰲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن ﰲ اﻟﻌﻠﻢ ،إذا اﺧﺘﺰاﻟﻬﺎ إﱃ أﺑﺴﻂ ﺻﻮرﻫﺎ وأﻛﺜﺮﻫﺎ ﺗﺤ ﱡﻜﻤً ﺎ .ﻫﻨﺎك اﻋﺘﻘﺎد ﺳﺎﺋﺪ ﺑني اﻷﻧﻤﺎط اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ أن اﻟﺮﻳﺎﺿﻴني ،ﻣﺜﻞ املﻘﺎﻣﺮﻳﻦ )اﻟﻠﻬﻢ إﻻ أن ﺣﺎﻟﺔ ﻫﺆﻻء أﻛﺜﺮ ﻗﺎﺑﻠﻴﺔ ﻟﻠﺘﺼﺪﻳﻖ( ،ﻳﺤ َ ﻈﻮْن »ﺑﺤ ﱟ ُﺮﺟﻊ اﻟﻨﺎس ذﻟﻚ إﱃ اﻟﺜﻘﺔ ،أو »اﻟﺘﻔﻮق ﰲ رﻳﺎﺿﺔ ﻣﺎ« ،أو »اﻹﺣﻤﺎء«، ﻆ ﻣﺘﻮاﺻﻞ« .ﻳ ِ أو أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ذﻟﻚ ،وﺑﻴﻨﻤﺎ ﻗﺪ ﻳﺘﻮاﻓﺮ اﻟﺤﻆ ﰲ ﺑﻌﺾ اﻷﻟﻌﺎب ،ﺑﺤﺚ ﻋﻠﻤﺎء اﻹﺣﺼﺎء ﰲ ﻣﻮاﺿﻊ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﺣﻴﺚ ادﱠﻋﻰ اﻟﻨﺎس وﺟﻮد اﻟﺤﻆ ،وﻟﻢ ﻳﺠﺪوا أي ﻋﻼﻗﺔ ﺑني — ِﻟﻨ َ ُﻘ ْﻞ — ﴐب اﻟﻜﺮة ﰲ إﺣﺪى اﻟﺤﻔﺮ ،ﺛﻢ ﴐﺑﻬﺎ ﻣﺮة أﺧﺮى داﺧﻞ اﻟﺤﻔﺮة اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ. 252
ملﺎذا ﻳُﺼﺪﱢق اﻷذﻛﻴﺎء أﻣﻮ ًرا ﻏﺒﻴﺔ
وﻧﻈ ًﺮا ﻷن »اﻟﻔﻮز املﺘﻮاﺻﻞ« اﻋﺘﻘﺎد ﺳﺎﺋﺪ ،ﻳُﻌﺘﱪ ﻫﺬا ﻧﻤﻮذﺟً ﺎ ﻣﻤﺘﺎ ًزا ﻟﺒﺤﺚ ﻛﻴﻔﻴﺔ إدراﻛﻨﺎ ﻟﺴﻠﺴﻠﺔ ﻣﺘﺘﺎﺑﻌﺔ ﻋﺸﻮاﺋﻴﺔ ﻣﻦ اﻷﺣﺪاث .وﻗﺪ اﻋﺘﻤﺪ ﻋﲆ ﻫﺬا اﻷﺳﻠﻮب ﻋﺎﻟِﻢ أﻣﺮﻳﻜﻲ ﰲ ﻋﻠﻢ اﻟﻨﻔﺲ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻳُﺪﻋَ ﻰ ﺗﻮﻣﺎس ﺟﻴﻠﻮﻓﻴﺘﺶ ﰲ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻛﻼﺳﻴﻜﻴﺔ .ﻓﻘﺪ أﺧﺬ ً ﻋﻴﻨﺔ ﻣﻦ َ ً ﱢ ﻣﻮﺿﺤً ﺎ أﻧﻬﻤﺎ ﺣﺮﰲ ْ Xو،O ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﺘﺘﺎﺑﻌﺔ ﻋﺸﻮاﺋﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﺤﺒﱢﻲ ﻛﺮة اﻟﺴﻠﺔ وﻋﺮض ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻳﻤﺜﻼن اﻷﻫﺪاف املﺤ َﺮزة واﻟﻀﺎﺋﻌﺔ ﻷﺣﺪ اﻟﻼﻋﺒني ،ﺛﻢ ﺳﺄﻟﻬﻢ ﻋﻤﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺘﺴﻠﺴﻼت ﻗﺪ ْ أﻇﻬﺮت »ﻧﻤﻂ ﺗﺴﺠﻴﻞ ﻣﺘﻮاﺻﻞ«. ً ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﺘﺘﺎﺑﻌﺔ ﻋﺸﻮاﺋﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺤﺮوف ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ .رﺑﻤﺎ ﺗﻌﺘﻘﺪ أن ﺳﻠﺴﻠﺔ إﻟﻴﻚ اﻷﺣﺮف ﻫﺬه ﻗﺪ ُو ﱢﻟﺪت ﻣﻦ ﺧﻼل ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻴﺎت ﻗﺬف اﻟﻌﻤﻠﺔ: OXXXOXXXOXXOOOXOOXXOO
ﻛﺎن املﺸﺎرﻛﻮن ﰲ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻣﻘﺘﻨﻌني ﺑﺄن ﺳﻠﺴﻠﺔ اﻷﺣﺮف املﺘﺘﺎﺑﻌﺔ ﻫﺬه ﺗﻤﺜﱢﻞ »ﻧﻤﻂ ﺗﺼﻮﻳﺐ ﻣﺘﻮاﺻﻞ« أو »ﺣ ٍّ ً َ ﻧﻈﺮت ﻣﺠﺪدًا: ﻣﺘﻮاﺻﻼ« ،وﻳﺴﻬﻞ ﻫﻨﺎ ﺗﻔﺴري اﻟﺴﺒﺐ ،إذا ﻈﺎ ْ أﺻﺎﺑﺖ ﺳﺖ رﻣﻴﺎت ﻣﻦ ﺑني اﻟﺮﻣﻴﺎت اﻟﺜﻤﺎﻧﻲ اﻷوﱃ اﻟﻬﺪف .ﻻ ،اﻧﺘﻈﺮ :ﻟﻘﺪ أﺻﺎﺑﺖ ﻟﻘﺪ َ اﻟﻬﺪف .ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن ﻫﺬا ﻋﺸﻮاﺋﻴٍّﺎ ﺛﻤﺎﻧﻲ رﻣﻴﺎت ﻣﻦ ﺑني اﻟﺮﻣﻴﺎت اﻹﺣﺪى ﻋﴩة اﻷوﱃ … ُ ﻈﻬﺮ ﻫﺬه اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ املﺒﺘﻜﺮة ﻣﺪى ﻣﺎ ﻧﺘﺴﻢ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺳﻮءٍ ﰲ ﺗﺤﺪﻳﺪ املﺘﻮاﻟﻴﺎت اﻟﻌﺸﻮاﺋﻴﺔ ﺗ ِ ﻋﲆ ﻧﺤﻮ ﺻﺤﻴﺢ .ﻓﻨﺤﻦ ﻧﺨﻄﺊ ﺣﻴﺎل ﻣﺎ ﻳﺠﺐ أن ﺗﺒﺪو ﻋﻠﻴﻪ ﻫﺬه املﺘﻮاﻟﻴﺎت؛ إذ ﱠ ﻧﺘﻮﻗﻊ ﻗ ْﺪ ًرا ً ﺑﺎﻟﻐﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﻨﺎوب؛ ﻟﺬا ﺗﺒﺪو املﺘﻮاﻟﻴﺎت اﻟﻌﺸﻮاﺋﻴﺔ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ إﱃ درﺟﺔ ﻣﺎ ﻣﺘﻜﺘﻠﺔ وﻣﻨﻈﻤﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺎﻟﻎ .ﻓﺘﺨﻤﻴﻨﺎﺗﻨﺎ اﻟﺤﺪﺳﻴﺔ ﺣﻮل أﺑﺴﻂ املﻼﺣﻈﺎت ﺟﻤﻴﻌً ﺎ — أﻻ وﻫﻲ ﺗﻤﻴﻴﺰ ﻧﻤﻂ ﻣﺎ ﻣﻦ ﻣﺠﺮد ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻋﺸﻮاﺋﻴﺔ ﻣﻦ اﻷﺷﻴﺎء اﻟﻘﺎﺑﻌﺔ ﰲ اﻟﺨﻠﻔﻴﺔ — ﻗﺎﴏ ٌة إﱃ ﺣ ﱟﺪ ﺑﻌﻴﺪ. ﻫﺬا ﻫﻮ اﻟﺪرس اﻷول ﻟﻨﺎ ﰲ أﻫﻤﻴﺔ اﺳﺘﺨﺪام اﻹﺣﺼﺎءات ً ﺑﺪﻻ ﻣﻦ اﻟﺤﺪس .ﻳﻌﺘﱪ ﻫﺬا ُ ﻣﺜﺎﻻ ﻣﻤﺘﺎ ًزا ملﺪى ﻗﻮة اﻟﺘﺸﺎﺑﻬﺎت ﺑني ﻫﺬه ُ أﻳﻀﺎ ً ً واﻟﺨﺪَع اﻟﺒﴫﻳﺔ اﻟﺘﻲ اﻟﺨﺪَع اﻹدراﻛﻴﺔ ﻧﺤﻈﻰ ﺑﺪراﻳﺔ أﻛﺜﺮ ﺑﻬﺎ .ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﻤﺮء أن ﻳﺤﺪﱢق ﰲ ﺧﺪاع ﺑﴫي أﻧﱠﻰ ﺷﺎء ،وأن ﻳﺘﺤﺪث أو ﻳﻔ ﱢﻜﺮ ﻓﻴﻪ ،ﻟﻜﻦ ﺳﻴﻈﻞ ﺛﻤﺔ ﳾء »ﺧﻄﺄ« .ﺑﺎملﺜﻞ ،ﻳﻤﻜﻦ اﻟﻨﻈﺮ ﻣﻠﻴٍّﺎ ﰲ املﺘﻮاﻟﻴﺔ اﻟﻌﺸﻮاﺋﻴﺔ ﻋﺎﻟﻴﻪ ﻛﻴﻔﻤﺎ ﺷﺌﺖ ،ﻟﻜﻦ ﺳﺘﻈﻞ ﺗﺒﺪو ﻣﺘﻜﺘﻠﺔ وﻣﻨﻈﻤﺔ ،ﰲ ﺗﻌﺎرض واﺿﺢ ﻣﻊ ﻣﺎ ﺗﻌﺮﻓﻪ اﻵن. 253
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
) (2اﻟﻨﻜﻮص إﱃ املﺘﻮﺳﻂ ﻟﻘﺪ ﺗﻨﺎوﻟﻨﺎ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ اﻟﻨﻜﻮص إﱃ املﺘﻮﺳﻂ ﻋﻨﺪ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ؛ إﻧﻬﺎ ﺗﻠﻚ اﻟﻈﺎﻫﺮة اﻟﺘﻲ ﺗﻤﻴﻞ اﻷﺷﻴﺎء ﺑﻤﻘﺘﻀﺎﻫﺎ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺒﻠﻎ أﻗﺼﺎﻫﺎ ،إﱃ اﻻﺳﺘﻘﺮار ﻋﻨﺪ املﻨﺘﺼﻒ، أو »ﺗﻨﻜﺺ إﱃ املﺘﻮﺳﻂ«. وﻗﺪ رأﻳﻨﺎ ﻫﺬا ﻣﺼﺤﻮﺑًﺎ ﺑﺎﻹﺷﺎرة إﱃ ﺷﺆم اﻟﻈﻬﻮر ﰲ ﻣﺠﻠﺔ »ﺳﺒﻮرﺗﺲ إﻟﺴﱰﻳﺘﻴﺪ« )وﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺑﺮوس ﻓﻮرﺳﺎﻳﺚ »ﺑﻼي ﻳﻮر ﻛﺎردس راﻳﺖ«( ،وﻟﻜﻨﻨﺎ ً أﻳﻀﺎ ﻃﺒﱠﻘﻨﺎ املﻔﻬﻮم ﱡ ﺗﺤﺴﻦ ﺻﺤﺔ اﻟﻨﺎس؛ ﻓﻘﺪ ﻧﺎﻗﺸﻨﺎ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﲆ املﻮﺿﻮع اﻟﺬي ﻧﺘﺤﺪث ﻋﻨﻪ؛ َأﻻ وﻫﻮ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻛﻴﻒ أن اﻟﻨﺎس ﺳﻴﺘﺤﺮﻛﻮن ﻟﻔﻌﻞ ﳾء ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺒﻠﻎ أ َﻟ ُﻢ اﻟﻈﻬﺮ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻣﺒﻠﻐﻪ — رﺑﻤﺎ زﻳﺎرة ﱡ ﺗﺤﺴﻦ ﺣﺎﻟﺔ ﻇﻬﻮرﻫﻢ ﻣﻌﺎﻟِﺞ ﻣﺘﺨﺼﺺ ﰲ املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ — وﻛﻴﻒ أﻧﻪ ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﱠ ُﺮﺟﻌﻮن اﻟﻔﻀﻞ ﰲ ﻋﲆ أي ﺣﺎل )ﻷﻧﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺒﻠﻎ اﻷﺷﻴﺎء أﺳﻮأ ﺣﺎﻻﺗﻬﺎ، ﺗﺘﺤﺴﻦ ﻋﻤﻮﻣً ﺎ( ،ﻳ ِ ذﻟﻚ اﻟﺘﺤﺴﻦ إﱃ اﻟﻌﻼج اﻟﺬي ﱠ ﺗﻠﻘﻮْه. ﻳﺤﺪث ﺷﻴﺌﺎن ﻣﻨﻔﺼﻼن ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﻘﻊ ﺿﺤﻴﺔ ﻫﺬا اﻟﻔﺸﻞ اﻟﺤﺪﳼ؛ ً أوﻻ :ﻓﺸﻠﻨﺎ ﰲ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻧﻤﻂ اﻟﻨﻜﻮص إﱃ املﺘﻮﺳﻂ ﻋﲆ اﻟﻨﺤﻮ اﻟﺼﺤﻴﺢ .ﺛﺎﻧﻴًﺎ :ﻗ ﱠﺮرﻧﺎ ﺑﻨﺎءً ﻋﲆ ذﻟﻚ أﻧﻪ ﻻ ﺑﺪ أن ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﺎ ﻗﺪ »ﺗﺴﺒﱠﺐ« ﰲ ﻇﻬﻮر ﻫﺬا اﻟﻨﻤﻂ اﻟﻮﻫﻤﻲ ،ﻛﻌﻼج ﻣﻦ ﻋﻼﺟﺎت املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ﻋﲆ وﺟﻪ اﻟﺘﺤﺪﻳﺪ .ﻳﺨﺘﻠﻂ اﻟﻨﻜﻮص اﻟﺒﺴﻴﻂ ﻣﻊ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺴﺒﺒﻴﺔ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻗﺪ ﻳُﻌَ ﺪ ﺷﻴﺌًﺎ ﻃﺒﻴﻌﻴٍّﺎ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ اﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت ﻣﺜﻞ اﻟﺒﴩ ،اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻧﺠﺎﺣﻬﻢ ﰲ اﻟﻌﺎ َﻟﻢ 254
ملﺎذا ﻳُﺼﺪﱢق اﻷذﻛﻴﺎء أﻣﻮ ًرا ﻏﺒﻴﺔ
ﻋﲆ ُ اﻟﻘﺪْرة ﻋﲆ ﺗﺤﺪﻳﺪ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺴﺒﺒﻴﺔ ﺑﴪﻋﺔ وﻋﲆ ﻧﺤﻮ ﺣﺪﳼ .ﻓﻨﺤﻦ ﻧﺘﻤﻴﱠﺰ ﻓِ ﻄﺮﻳٍّﺎ ﺑﺎﻟﺤﺴﺎﺳﻴﺔ املﻔﺮﻃﺔ ﺣﻴﺎل اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺴﺒﺒﻴﺔ. ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺎﻗﺸﻨﺎ املﻮﺿﻮع ً ُ اﻋﺘﻤﺪت ﻟﺪرﺟﺔ ﻣﺎ ﻋﲆ ﺣﺴﻦ ﻧﻴﺘﻚ ،وﻋﲆ اﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ أﻧﻪ ﻗﺒﻼ، ِﻣﻦ ﺧﻼل ﺧﱪﺗﻚ اﻟﺬاﺗﻴﺔ ﻗﺪ ﺗﺘﻔﻖ ﰲ أن ﻫﺬا اﻟﺘﻔﺴري ﻣﻨﻄﻘﻲ .ﻟﻜﻦ أُﺛ ِﺒﺘﺖ ﻫﺬه اﻟﻈﺎﻫﺮة ﻧﺤﻮ ﻣﺒﺘﻜﺮ؛ ﺣﻴﺚ ﺟﺮى اﻟﺘﺤﻜﻢ ﰲ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﺠﺮﺑﺔ أﺧﺮى ﺑ ﱢُﺴﻄﺖ ﺗﺪرﻳﺠﻴٍّﺎ ﻋﲆ ٍ املﺘﻐريات ،ﻟﻜﻦ ﻛﺎن املﺸﺎرﻛﻮن ﻻ ﻳﺰاﻟﻮن ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮن رؤﻳﺔ أﻧﻤﺎط وﻋﻼﻗﺎت ﺳﺒﺒﻴﺔ ،ﻓﻴﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﻨﺎك أيﱞ ﻣﻦ ذﻟﻚ. ﻟﻌﺐ املﺸﺎرﻛﻮن ﰲ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ دور ﻣﺪرس ﻳﺤﺎول ﺟﻌﻞ أﺣﺪ اﻷﻃﻔﺎل ﻳﺼﻞ ﰲ ﻣﻮﻋﺪه إﱃ املﺪرﺳﺔ ﰲ اﻟﺴﺎﻋﺔ ٨ : ٣٠ﺻﺒﺎﺣً ﺎ .ﺟﻠﺲ ﻛﻞ ﻣﺸﺎرك إﱃ ﺟﻬﺎز ﻛﻤﺒﻴﻮﺗﺮ اﺗﻀﺢ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ أﻧﻪ ﰲ ﻛﻞ ﻳﻮم — ملﺪة ﺧﻤﺴﺔ ﻋﴩ ﻳﻮﻣً ﺎ ﻣﺘﺼﻠﺔ — ﺳﻴﺼﻞ اﻟﻄﻔﻞ املﻔﱰض ﰲ وﻗﺖ ﺑني ٨ : ٢٠و ٨ : ٤٠ﺻﺒﺎﺣً ﺎ ،ﻟﻜﻦ دون ﻣﻌﺮﻓﺔ املﺸﺎرﻛني ،ﻛﺎﻧﺖ أوﻗﺎت اﻟﻮﺻﻮل ً ﻣﺴﺒﻘﺎ ﻗﺒﻞ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ .ﻟﻜﻦ ُﺳﻤﺢ ﻟﻠﻤﺸﺎرﻛني ﺟﻤﻴﻌً ﺎ ﺑﺎﺗﺨﺎذ ﻋﺸﻮاﺋﻴﺔ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ ،وﺣﺪﱢدت إﺟﺮاءات ﻋﻘﺎﺑﻴﺔ ﻟﻠﺘﺄﺧري ،وﻣﻨْﺢ ﻣﻜﺎﻓﺂت ﻋﲆ اﻻﻟﺘﺰام ﺑﺎملﻮاﻋﻴﺪ ،ﰲ أيﱢ ﺗﺮﺗﻴﺐ ﺗﺒﺎدﱄ ﻳﺮﻏﺐ ﻓﻴﻪ املﺸﺎرﻛﻮن .ﻋﻨﺪﻣﺎ ُ ﻃﻠﺐ ﻣﻦ املﺸﺎرﻛني ﰲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺗﻘﻴﻴﻢ اﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺘﻬﻢ ،ﺧﻠﺺ ٧٠ﰲ ً ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺜﻮاب ﰲ ﺟﻌﻞ اﻟﻄﻔﻞ ﻳﻠﺘﺰم ﺑﺎملﻮاﻋﻴﺪ. املﺎﺋﺔ ﻣﻨﻬﻢ إﱃ أن اﻟﻌﻘﺎب ﻛﺎن أﻛﺜﺮ ﻛﺎن ﻫﺆﻻء املﺸﺎرﻛﻮن ﻣﻘﺘﻨﻌني ﺑﺄن أﺳﻠﻮﺑﻬﻢ ﻛﺎن ﻟﻪ ﺗﺄﺛري ﻋﲆ اﻟﺘﺰام اﻟﻄﻔﻞ ﺑﺎملﻮاﻋﻴﺪ، ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن ﻣﻮﻋﺪ وﺻﻮل اﻟﻄﻔﻞ ﻛﺎن ﻋﺸﻮاﺋﻴٍّﺎ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ ،وﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻤﺜﻞ إﻻ ﻧﻤﻮذﺟً ﺎ »ﻟﻠﻨﻜﻮص إﱃ املﺘﻮﺳﻂ« .ﻋﲆ اﻟﻨﺤﻮ ذاﺗﻪ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﱠ ﺗﺒني أن املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ﻟﻢ ﺗُﺤﺪِث أيﱠ ﱡ ﺗﺤﺴﻦ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ ،ﻛﺎن املﺸﺎرﻛﻮن ﻻ ﻳﺰاﻟﻮن ﻣﻘﺘﻨﻌني ﺑﺄن ﻟﻬﺎ ﺗﺄﺛريًا ﻣﻔﻴﺪًا ﻋﲆ ﺻﺤﺘﻬﻢ. اﻟﺨﻼﺻﺔ: ) (١ﻧﺮى أﻧﻤﺎ ً ﻃﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﺳﻮى ﺿﻮﺿﺎء ﻋﺸﻮاﺋﻴﺔ ﻏري ﻣﻨﺘﻈﻤﺔ. ) (٢ﻧﺮﺻﺪ وﺟﻮد ﻋﻼﻗﺎت ﺳﺒﺒﻴﺔ ﺣﻴﺜﻤﺎ ﻻ ﺗﻮﺟﺪ أي ﻋﻼﻗﺔ. ﻫﺬان ﺳﺒﺒﺎن وﺟﻴﻬﺎن ﺟﺪٍّا ﻟﻘﻴﺎس اﻷﺷﻴﺎء ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺷﻜﻠﻴﺔ .وﻻ ﻳﻤﺜﻞ ﻫﺬا أﺧﺒﺎ ًرا ﺳﺎ ﱠرة ﻟﻠﺤﺪس .ﻫﻞ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺼﺒﺢ اﻷﻣﺮ أﻛﺜﺮ ﺳﻮءًا؟ 255
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
) (3اﻟﺘﺤﻴﱡﺰ ﻟﻠﻨﺘﺎﺋﺞ اﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻳﺘﻤﺜﱠﻞ اﻟﺨﻄﺄ اﻟﻔﺮﻳﺪ واﻟﺪاﺋﻢ ﰲ ﻃﺮﻳﻘﺔ اﻟﻔﻬﻢ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﰲ ﺗﺄﺛﱡﺮﻫﺎ وﺗﺤﻔﻴﺰﻫﺎ ﺑﺎﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ. ﻓﺮاﻧﺴﻴﺲ ﺑﻴﻜﻮن ﺗﺼري اﻷﻣﻮر أﻛﺜﺮ ﺳﻮءًا ،ﻓﻴﺒﺪو أﻧﻨﺎ ﻗﺪ ﺻﺎر ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻣَ ﻴْﻞ ﻓِ ﻄﺮي ﻟﻠﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺗﻘﻴﻴﻢ اﻷدﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺆ ﱢﻛﺪ ﻓﺮﺿﻴﺔ ﻣﺤﺪدة ،واﻹﻓﺮاط ﰲ ﻫﺬا اﻟﺘﻘﻴﻴﻢ .وﰲ ﻣﺤﺎوﻟﺘﻨﺎ ﻟﻠﺘﺨ ﱡﻠﺺ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﻈﺎﻫﺮة ﻣﻦ املﺠﺎل اﻟﺨﻼﰲ ﻟﻠﻄﺐ املﻜﻤﱢ ﻞ واﻟﺒﺪﻳﻞ — أو اﻟﺬﻋﺮ ﻣﻦ اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﺳﻴﺘﺠﻪ إﻟﻴﻪ ﻣﺴﺎر اﻟﺤﺪﻳﺚ — ﻧﺤﻦ ﻣﺤﻈﻮﻇﻮن؛ ﻷن ﻟﺪﻳﻨﺎ ﺗﺠﺎرب ﻣﺒﺴﻄﺔ أﻛﺜﺮ ﱢ ﺗﻮﺿﺢ املﻘﺼﺪ اﻟﻌﺎم. ﺗﺨﻴﱠﻞ ﻣﺎﺋﺪ ًة ﻋﻠﻴﻬﺎ أرﺑﻊ ﺑﻄﺎﻗﺎت ،ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﺤﺮﻓﺎن »أ« و»ب« ،واﻟﺮﻗﻤﺎن » «٢و».«٣ ٌ ﺣﺮف ﰲ أﺣﺪ اﻟﺠﻮاﻧﺐ ،ورﻗ ٌﻢ ﻋﲆ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻵﺧﺮ .ﺗﺘﻤﺜﱠﻞ املﻬﻤﺔ ﻫﻨﺎ ﰲ ﻋﲆ ﻛﻞ ﺑﻄﺎﻗﺔ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺒﻄﺎﻗﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻀﻤﱠ ﻦ ً ﺣﺮﻓﺎ ﻣﺘﺤ ﱢﺮ ًﻛﺎ ﰲ أﺣﺪ اﻟﺠﻮاﻧﺐ ﺗﺘﻀﻤﱠ ﻦ رﻗﻤً ﺎ زوﺟﻴٍّﺎ ﻋﲆ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻵﺧﺮ .أيﱡ ﺑﻄﺎﻗﺘني ﺳﺘﻘﻠﺒﻬﻤﺎ؟ ﻳﺨﺘﺎر اﻟﺠﻤﻴﻊ اﻟﺒﻄﺎﻗﺔ »أ«، ﺑﺪاﻫﺔ ،ﻟﻜﻦ ﻣﺜﻞ ﻛﺜري ﻣﻦ اﻟﻨﺎس — إﻻ إذا أ َ ً َ ﺟﱪت ﻧﻔﺴﻚ ﻋﲆ اﻟﺘﻔﻜري ﻣﻠﻴٍّﺎ ﰲ اﻷﻣﺮ — رﺑﻤﺎ ﺳﺘﺨﺘﺎر أن ﺗﻘﻠﺐ اﻟﺒﻄﺎﻗﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻀﻤﱠ ﻦ رﻗﻢ »ً «٢ أﻳﻀﺎ .ﻳﺮﺟﻊ ﻫﺬا إﱃ أن ﻫﺎﺗني اﻟﺒﻄﺎﻗﺘني ﻫﻤﺎ اﻟﺒﻄﺎﻗﺘﺎن اﻟﻠﺘﺎن ﺳﺘﺴﻔﺮان ﻋﻦ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت »ﻣﺘﺴﻘﺔ« ﻣﻊ اﻟﻔﺮﺿﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻣﻦ املﻔﱰض أﻧﻚ ﺗﺨﺘﱪﻫﺎ .ﻟﻜﻦ ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ أن اﻟﺒﻄﺎﻗﺘني اﻟﻠﺘني ﻳﺠﺐ أن ﺗﻘﻠﺒﻬﻤﺎ ﻫﻤﺎ اﻟﺒﻄﺎﻗﺔ »أ« واﻟﺒﻄﺎﻗﺔ »«٣؛ ﻧﻈ ًﺮا ﻷن وﺟﻮد ﺣﺮف ﻣﺘﺤﺮك ﻋﲆ ﻇﻬﺮ اﻟﺒﻄﺎﻗﺔ » «٢ﻟﻦ ﻳﺨﱪك ﺑﺄي ﳾء ﺣﻮل »ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺒﻄﺎﻗﺎت« ،ﺑﻞ ﺳﻴﺆﻛﺪ ﻓﻘﻂ ﻋﲆ ﻣﺎ ﰲ »ﺑﻌﺾ اﻟﺒﻄﺎﻗﺎت« ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺳﻴﺪﺣﺾ وﺟﻮد ﺣﺮف ﻣﺘﺤﺮك ﰲ ﻇﻬﺮ اﻟﺒﻄﺎﻗﺔ » «٣ﻓﺮﺿﻴﺘﻚ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ .ﻳﺒني ﻫﺬا اﻻﺧﺘﺒﺎر اﻟﻌﻘﲇ املﺘﻮاﺿﻊ ﻣﻴﻠﻨﺎ ،ﰲ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺗﻔﻜريﻧﺎ اﻟﺤﺪﺳﻴﺔ اﻟﻄﻠﻴﻘﺔ ،إﱃ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ً ﻓﺮﺿﻴﺔ ﻣﺎ ،وﻳﺜﺒﺖ اﻟﻈﺎﻫﺮة ﰲ ﻣﻮﻗﻒ ﻳﻨﻄﻮي ﻋﲆ ﻗِ ﻴَﻢ ﻣﺤﺎﻳﺪة. ﺗﺆﻛﺪ ﺟﺮى إﺛﺒﺎت ﻫﺬا اﻟﺘﺤﻴﺰ ﻧﻔﺴﻪ ﰲ اﻟﺴﻌﻲ وراء ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﺗﺄﻛﻴﺪﻳﺔ ﰲ ﺗﺠﺎرب أﻛﺜﺮ ﺗﻌﻘﻴﺪًا ﰲ ﻣﺠﺎل ﻋﻠﻢ اﻟﻨﻔﺲ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ .ﻋﻨﺪ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻣﺎ إذا ﻛﺎن أﺣﺪ اﻷﺷﺨﺎص ً أﺳﺌﻠﺔ »ﻣﻨﻔﺘﺤً ﺎ اﺟﺘﻤﺎﻋﻴٍّﺎ« ،ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل ،ﺳﻴﺴﺄل اﻟﻜﺜري ﻣﻦ املﺸﺎرﻛني ﰲ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ َ اﻟﻔﺮﺿﻴﺔ )»ﻫﻞ ﺗﺤﺐ اﻟﺬﻫﺎب إﱃ اﻟﺤﻔﻼت؟«( ً ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺳﺘﺆﻛﺪ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞُ اﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻟﻬﺎ دﺣﻀﻬﺎ. 256
ملﺎذا ﻳُﺼﺪﱢق اﻷذﻛﻴﺎء أﻣﻮ ًرا ﻏﺒﻴﺔ
ً ﻣﻤﺎﺛﻼ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺴﺘﺪﻋﻲ املﻌﻠﻮﻣﺎت ﻣﻦ ذاﻛﺮﺗﻨﺎ .ﻓﻔﻲ إﺣﺪى اﻟﺘﺠﺎرب، ﻈﻬﺮ ﺗﺤﻴ ًﺰا ﻧُ ِ ً ﻗﺼﺔ ﻣﻮﺟﺰ ًة ﺣﻮل اﻣﺮأة ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻤﺜﱢﻞ أﻧﻤﺎ ً ﻃﺎ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺎت ﻳﻘﺮأ املﺸﺎرﻛﻮن آن واﺣﺪ ،ﺛﻢ ﺟﺮى ﺗﻘﺴﻴﻤﻬﻢ إﱃ ﻣﺠﻤﻮﻋﺘنيُ . ﻃﻠﺐ ﻣﻦ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ املﻨﻐﻠﻘﺔ واملﻨﻔﺘﺤﺔ ﰲ ٍ َ أﻣﻴﻨﺔ ﻣﻜﺘﺒ ٍﺔ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ إﺣﺪى املﺠﻤﻮﻋﺘني اﻟﺘﻔﻜري ﻓﻴﻤﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ املﺮأة ﺗﺼﻠﺢ ﻟﻠﻌﻤﻞ ً وﻛﻴﻠﺔ ﻋﻘﺎرﻳﺔ .و ُ ُ ﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﻃﻠﺐ ﻣﻦ املﺠﻤﻮﻋﺔ اﻷﺧﺮى اﻟﺘﻔﻜري ﻓﻴﻤﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺼﻠﺢ ﻟﻠﻌﻤﻞ املﺠﻤﻮﻋﺘني ﺗﻘﺪﻳﻢ أﻣﺜﻠﺔ ﻋﲆ ﺳﻠﻮﻛﻬﺎ اﻻﻧﻔﺘﺎﺣﻲ واﻻﻧﻐﻼﻗﻲ .ﺗﺬ ﱠﻛ َﺮ أﻓﺮاد املﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﺘﻲ ً َ ُ أﻣﺜﻠﺔ أﻛﺜﺮ ﻋﲆ اﻟﺴﻠﻮك اﻻﻧﻐﻼﻗﻲ، أﻣﻴﻨﺔ ﻣﻜﺘﺒﺔ ﻃﻠﺐ ﻣﻨﻬﺎ اﻟﺘﻔﻜري ﰲ ﺻﻼﺣﻴﺘﻬﺎ ﻟﻠﻌﻤﻞ ً ﺑﻴﻨﻤﺎ ذﻛﺮ أﻓﺮاد املﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﺘﻲ ُ وﻛﻴﻠﺔ ﻋﻘﺎرﻳﺔ ﻃﻠﺐ ﻣﻨﻬﺎ اﻟﺘﻔﻜري ﰲ ﺻﻼﺣﻴﺘﻬﺎ ﻟﻠﻌﻤﻞ ً أﻣﺜﻠﺔ أﻛﺜﺮ ﻋﲆ ﺳﻠﻮﻛﻬﺎ اﻻﻧﻔﺘﺎﺣﻲ. ﺗﻠﻚ ﻧﺰﻋﺔ ﺧﻄرية؛ ﻷﻧﻪ إذا ﺟﺮى ﺗﻮﺟﻴﻪ أﺳﺌﻠﺔ ﺗﺆﻛﺪ اﻟﻔﺮﺿﻴﺔ املﻮﺿﻮﻋﺔ ﻓﻘﻂ، ﻓﺴﻴﺠﺮي ﻋﲆ اﻷرﺟﺢ ذﻛﺮ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﺗﺆ ﱢﻛﺪ اﻟﻔﺮﺿﻴﺔ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻌﻄﻲ اﻧﻄﺒﺎﻋً ﺎ ً زاﺋﻔﺎ ﺑﺘﺄﻛﻴﺪ اﻟﻔﺮﺿﻴﺔ .وﻳﻌﻨﻲ ﻫﺬا ً أﻳﻀﺎ — ﻋﻨﺪ ﺗﻮﺳﻴﻊ ﻣﺠﺎل اﻟﺘﻔﻜري — أن اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻮﺟﱢ ﻬﻮن اﻷﺳﺌﻠﺔ ﻟﻬﻢ ﺗﻤﻴﱡﺰ وﺳﺒﻖ ﰲ ﻣﺠﺎل اﻟﺨﻄﺎب اﻟﻌﺎم. ﻟﺬا ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻧﻀﻴﻒ إﱃ ﻗﺎﺋﻤﺘﻨﺎ املﻤﺘﺪة ُ ﻟﻠﺨﺪَع اﻹدراﻛﻴﺔ ،واﻟﺘﺤﻴﺰات ،وﺣﺎﻻت ﺿﻌﻒ اﻟﺤﺪس ،اﻵﺗﻲ: ) (٣ﻧﺒﺎﻟﻎ ﰲ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﻗﻴﻤﺔ املﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺘﺄﻛﻴﺪﻳﺔ ﻷي ﻓﺮﺿﻴﺔ ﻣﺤﺪدة. ) (٤ﻧﺴﻌﻰ إﱃ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﺗﺄﻛﻴﺪﻳﺔ ﻷي ﻓﺮﺿﻴﺔ ﻣﺤﺪدة. ) (4اﻟﺘﺤﻴﱡﺰ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﻌﺘﻘﺪاﺗﻨﺎ املﺴﺒﻘﺔ ً ُ ْ ﺟﺎﻟﺖ أي ﻣﻼﺣﻈﺔ أو ﻓﻜﺮة ﺟﺪﻳﺪة ﺑﺨﺎﻃﺮي، ذﻫﺒﻴﺔ ،ﻣﺘﻰ اﺗﺒﻌﺖ ﻗﺎﻋﺪ ًة ﺗﺘﻌﺎرض ﻣﻊ ﻧﺘﺎﺋﺠﻲ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻓﺈﻧﻨﻲ أدوﱢن املﻼﺣﻈﺔ أو اﻟﻔﻜﺮة دون ﺗﺮدﱡد وﰲ ُ وﺟﺪت ﻣﻦ واﻗﻊ اﻟﺨﱪة أن ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﺤﻘﺎﺋﻖ واﻷﻓﻜﺎر ﻛﺎﻧﺖ أﻛﺜﺮ اﻟﺤﺎل؛ إذ ً ﻣﻴﻼ ﺑﻜﺜري ﻟﻠﻬﺮوب ﴎﻳﻌً ﺎ ﻣﻦ اﻟﺬاﻛﺮة ﻣﻦ اﻷﻓﻜﺎر اﻷﺛرية. ﺗﺸﺎرﻟﺰ داروﻳﻦ
257
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ً ﻫﺬا ﻫﻮ ﺧﻠﻞ اﻟﺘﻔﻜري اﻟﺬي ﻳﻌﺮﻓﻪ اﻟﺠﻤﻴﻊ ،وﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﺎن أﻗﻞ ُ ﺗﺸﻮﻳﻘﺎ — اﻟﺨﺪَع اﻹدراﻛﻴﺔ ﺣﻴﺚ إﻧﻪ ﺑﺪﻳﻬﻲ — ﻓﻘﺪ ﺟﺮى إﺛﺒﺎﺗﻪ ﰲ ﺗﺠﺎرب ﻗﺮﻳﺒﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ أﻧﻚ ﻗﺪ ﺗﺠﺪﻫﺎ، ً ﻣﺰﻋﺠﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ. ﻣﺜﻠﻤﺎ أﺟﺪﻫﺎ أﻧﺎ، ﻳﻨﺒﺜﻖ اﻟﺪﻟﻴﻞ اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻲ ﻋﲆ ﺗﺤﻴﱡﺰ اﻷﺷﺨﺎص ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﻌﺘﻘﺪاﺗﻬﻢ املﺴﺒﻘﺔ ﻣﻦ دراﺳﺔ ﺗﺒﺤﺚ ﰲ املﻌﺘﻘﺪات ﺣﻮل ﻋﻘﻮﺑﺔ اﻹﻋﺪام .ﺟﺮى إﴍاك ﻋﺪد ﻛﺒري ﻣﻦ املﺆﻳﺪﻳﻦ واملﻌﺎرﺿني ﻷﺣﻜﺎم اﻹﻋﺪام .وﻋُ ﺮض ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺟﻤﻴﻌً ﺎ دﻟﻴﻼن ﻋﲆ اﻷﺛﺮ اﻟﺮادع ﻟﻌﻘﻮﺑﺔ اﻹﻋﺪام؛ أﺣﺪﻫﻤﺎ ﻳﺪﻋﻢ وﺟﻮد أﺛﺮ رادع ،واﻵﺧﺮ ﻳﻨﻔﻲ ذﻟﻚ. ﻛﺎن اﻟﺪﻟﻴﻼن اﻟﻠﺬان ﺟﺮى ﻋﺮﺿﻬﻤﺎ ﻋﲆ املﺸﺎرﻛني ﻛﺎﻵﺗﻲ: • •
ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑني ﻣﻌﺪﻻت اﻟﻘﺘﻞ ﰲ وﻻﻳﺔ أﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻗﺒﻞ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻋﻘﻮﺑﺔ اﻹﻋﺪام وﺑﻌﺪﻫﺎ. ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑني ﻣﻌﺪﻻت اﻟﻘﺘﻞ ﰲ وﻻﻳﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻳﻄﺒﱢﻖ ﻋﻘﻮﺑﺔ اﻹﻋﺪام وﺑﻌﻀﻬﺎ ﻻ ﻳﻄﺒﱢﻘﻬﺎ.
ﻟﻜﻦ ﺛﻤﺔ ﺗﻔﺼﻴﻠﺔ ﻣﺎﻛﺮة ﺟﺪٍّا ﻫﻨﺎ .ﺟﺮى ﺗﻘﺴﻴﻢ املﺆﻳﺪﻳﻦ واملﻌﺎرﺿني ﻟﻌﻘﻮﺑﺔ اﻹﻋﺪام إﱃ ً إﺟﻤﺎﻻ ،ﺗﻌﺰﻳﺰ آراء ﻧﺼﻒ املﺆﻳﺪﻳﻦ واملﻌﺎرﺿني ﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﻣﺠﻤﻮﻋﺘني أﺻﻐﺮ؛ ﻟﺬا ﺟﺮى، اﻹﻋﺪام ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟﻘﺒﻠﻴﺔ/اﻟﺒﻌﺪﻳﺔ ،ﰲ ﻣﻘﺎﺑﻞ دﺣﻀﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺑﻴﺎﻧﺎت املﻘﺎرﻧﺔ ﺑني اﻟﻮﻻﻳﺎت ،واﻟﻌﻜﺲ. ﻋﻨﺪ ﺳﺆاﻟﻬﻢ ﻋﻦ اﻟﺪﻟﻴﻞ ،ﻛﺸﻒ املﺸﺎرﻛﻮن ﰲ ٍ ﺛﻘﺔ ﻋﻦ أوﺟﻪ اﻟﻘﺼﻮر ﰲ أﺳﺎﻟﻴﺐ إﺟﺮاء اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺆ ﱢﻛﺪ ﻋﻜﺲ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺳﺎﺋﺪ ﰲ رؤﻳﺘﻬﻢ املﺴﺒﻘﺔ ،ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻗ ﱠﻠﻠﻮا ﻣﻦ أﻫﻤﻴﺔ أوﺟﻪ اﻟﻘﺼﻮر ﰲ اﻟﺒﺤﺚ اﻟﺬي دﻋﻢ رؤﻳﺘﻬﻢ .ﻓﻘﺪ ﺗﻌﻤﱠ ﺪ ﻧﺼﻒ املﺆﻳﺪﻳﻦ ﻟﻌﻘﻮﺑﺔ اﻹﻋﺪام ،ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل ،اﻧﺘﻘﺎء أوﺟﻪ اﻟﻘﺼﻮر ﰲ ﻓﻜﺮة ﺑﻴﺎﻧﺎت املﻘﺎرﻧﺔ ﺑني اﻟﻮﻻﻳﺎت ،ﺑﻨﺎءً ﻋﲆ أﺳﺲ ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ؛ إذ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ ﻫﻲ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺨﺎﻟﻒ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮﻫﻢ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻧﻮا ﺳﻌﺪاء ﺑﺎﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟﻘﺒﻠﻴﺔ/اﻟﺒﻌﺪﻳﺔ .ﻟﻜﻦ ﻗ ﱠﻠﻞ اﻟﻨﺼﻒ اﻵﺧﺮ ﻣﻦ املﺆﻳﺪﻳﻦ ﻟﻌﻘﻮﺑﺔ اﻹﻋﺪام ﻣﻦ أﻫﻤﻴﺔ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟﻘﺒﻠﻴﺔ/اﻟﺒﻌﺪﻳﺔ؛ إذ إن ﰲ ﺣﺎﻟﺘﻬﻢ ﻋُ ﺮﺿﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟﻘﺒﻠﻴﺔ/اﻟﺒﻌﺪﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺨﺎﻟﻒ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮﻫﻢ ،وﺑﻴﺎﻧﺎت املﻘﺎرﻧﺔ ﺑني اﻟﻮﻻﻳﺎت اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺪﻋﻤﻬﺎ. ﺑﻌﺒﺎرة أﺧﺮى أﻛﺜﺮ ﺑﺴﺎﻃﺔ ،ﻟﻢ ﻳَﺠْ ِﺮ اﻟﺘﻨﺒﺆ ﺑﺘﺼﺪﻳﻖ املﺸﺎرﻛني ﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟﺒﺤﺚ ﺑﻨﺎءً ﻋﲆ ﺗﻘﻴﻴﻢ ﻣﻮﺿﻮﻋﻲ ﻟﻸﺳﻠﻮب املﻨﻬﺠﻲ املﺘﱠﺒﻊ ﰲ اﻟﺒﺤﺚ ،ﺑﻞ ﺑﻨﺎءً ﻋﲆ ﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺗﺪﻋﻢ وﺟﻬﺎت ﻧﻈﺮﻫﻢ املﺴﺒﻘﺔ .وﺗﺒﻠﻎ ﻫﺬه اﻟﻈﺎﻫﺮة ذروﺗﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﻣﻌﺎﻟﺠﻲ اﻟﻄﺐ اﻟﺒﺪﻳﻞ 258
ملﺎذا ﻳُﺼﺪﱢق اﻷذﻛﻴﺎء أﻣﻮ ًرا ﻏﺒﻴﺔ
— أو ﻣﺮوﱢﺟﻲ املﺨﺎوف املﻘﻠﻘﺔ — اﻟﺬي ﻳﺆﻳﺪون اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت دون أي ﻣﺴﺎءﻟﺔ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺒﺤﺜﻮن ﺑﺘﺪﻗﻴﻖ ﺑﺎﻟﻎ ﻛﻞ دراﺳﺔ ﻛﺒرية ،أ ُ ْ ﺟﺮﻳﺖ ﺑﻌﻨﺎﻳﺔ ﺣﻮل املﻮﺿﻮع ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺤﺜًﺎ ﻋﻦ أي ﻫﻔﻮة ﺻﻐرية ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ أن ﺗﻤ ﱢﻜﻨﻬﻢ ﻣﻦ اﺳﺘﺒﻌﺎدﻫﺎ ً ﻛﻠﻴﺔ. ﻟﻬﺬا ،ﻣﺮ ًة أﺧﺮى ،ﻣﻦ اﻟﴬوري ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ أن ﺗﻜﻮن ﻟﺪﻳﻨﺎ اﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺎت واﺿﺤﺔ ﻣﺘﻮاﻓﺮة ﱢ ﺑﻐﺾ اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ اﻻﺳﺘﻨﺘﺎﺟﺎت ،وﻫﻨﺎ ﺗﻜﻤﻦ ﻧﻘﻄﺔ ﻗﻮة اﻟﻌﻠﻢ اﻟﻜﱪى .ﰲ ﻟﺘﻘﻴﻴﻢ اﻷدﻟﺔ، ﻣﺮاﺟﻌﺔ ﺑﺤﺜﻴﺔ ﻧﻘﺪﻳﺔ ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ ﻟﻸدﺑﻴﺎت اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ،ﺳﻴﺸري اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن ﰲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن إﱃ ﺟﻮدة ﻗﺴﻢ »اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ« ﰲ إﺣﺪى اﻟﺪراﺳﺎت دون ﺗﻔﻜري أو ﻧﻘﺎش — ﺑﻌﺒﺎرة أﺧﺮى :دون اﻟﻨﻈﺮ إﱃ ﻗﺴﻢ »اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ« — ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻪ اﻟﺘﺄﺛري ﻋﲆ ﺗﻘﻴﻴﻤﻬﻢ .ﺑﺎملﺜﻞ ،ﰲ ﻣﺠﺎل اﻟﺒﺤﻮث اﻟﻄﺒﻴﺔ ﻫﻨﺎك ﺗﺮاﺗﺒﻴﺔ ﰲ اﻷدﻟﺔ؛ إذ ﺗُﻌﺘﱪ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ اﻟﺘﻲ أ ُ ً ْ أﻫﻤﻴﺔ ﻣﻦ ﺑﻴﺎﻧﺎت ﺟﺮﻳﺖ ﺟﻴﺪًا أﻛﺜﺮ اﻻﺳﺘﻄﻼﻋﺎت ﰲ ﻣﻌﻈﻢ اﻟﺴﻴﺎﻗﺎت ،وﻫﻜﺬا. وﻫﻜﺬا ﻳﻤﻜﻦ اﻹﺿﺎﻓﺔ إﱃ ﻗﺎﺋﻤﺘﻨﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻤﻞ اﻻﺳﺘﺒﺼﺎرات اﻟﺠﺪﻳﺪة ﺣﻮل أوﺟﻪ اﻟﻘﺼﻮر ﰲ اﻟﺤﺪس اﻵﺗﻲ: ٌ ﻋﺮﺿﺔ ﻟﻠﺘﺤﻴﺰ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﻌﺘﻘﺪاﺗﻨﺎ املﺴﺒﻘﺔ. ) (٥ﺗﻘﻴﻴﻤﻨﺎ ﻟﺠﻮدة اﻷدﻟﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة ) (5اﻹﺗﺎﺣﺔ ﻌني أﻧﻤﺎ ً ﻧﺤﻦ ﻧﻘﴤ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﻧ ُ ﱢ ﻃﺎ ،وﻧﻨﺘﻘﻲ اﻷﺷﻴﺎء اﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ واﻟﺸﺎﺋﻘﺔ .أﻧﺖ ﻻ ﺗﻬﺪر اﻟﺠﻬﺪ اﻹدراﻛﻲ ،ﰲ ﻛﻞ ﻣﺮة ﺗﺪﺧﻞ إﱃ املﻨﺰل ،ﻟﺘﻼﺣﻆ وﺗﺤ ﱢﻠﻞ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺨﻮاص اﻟﻜﺜرية ﰲ َ ﻓﺄﻧﺖ ﺗﻼﺣﻆ اﻟﻨﺎﻓﺬة املﻜﺴﻮرة واﻟﺘﻠﻴﻔﺰﻳﻮن املﻔﻘﻮد. اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﻜﺜﻴﻔﺔ ﺑﴫﻳٍّﺎ ﰲ املﻄﺒﺦ. ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺼﺒﺢ املﻌﻠﻮﻣﺎت أﻛﺜﺮ »ﺗﻮاﻓ ًﺮا« ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻳُﻄﻠﻖ ﻋﲆ ذﻟﻚ ﻋﻠﻤﺎء اﻟﻨﻔﺲ ،ﺗﺼﺒﺢ ﻧﺤﻮ ﻻ ﻳﺘﻮاﻓﻖ ﻣﻊ أﻫﻤﻴﺘﻬﺎ .ﻫﻨﺎك ﻋﺪة ﻃﺮق ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺤﺪث ﻫﺬا ﺑﻬﺎ ،وﻳﻤﻜﻨﻚ ﺑﺎرز ًة ﻋﲆ ٍ ِ ﺑﺤﺜﺖ اﻟﻈﺎﻫﺮة. اﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ ﻓﻜﺮة ﻋﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺑﻌﺾ اﻟﺘﺠﺎرب اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ اﻟﺸﻬرية اﻟﺘﻲ ٌ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺑﺄﺳﻤﺎء ذﻛﻮر وإﻧﺎث، ﰲ إﺣﺪى ﻫﺬه اﻟﺘﺠﺎرب ،ﺗُﻠﻴﺖ ﻋﲆ ﻣﺴﺎﻣﻊ املﺸﺎرﻛني ﻣﺘﺴﺎو ،ﺛﻢ ُ ﻃﻠﺐ ﻣﻨﻬﻢ ﰲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ أن ﻳﺬﻛﺮوا إذا ﻣﺎ ﻛﺎن ﺛﻤﺔ رﺟﺎل أو ﻧﺴﺎء أﻛﺜﺮ ﻋﺪدﻫﻢ ٍ ﰲ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ .ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﺮﺟﺎل ﰲ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻳﺤﻤﻠﻮن أﺳﻤﺎءً ﻣﺜﻞ روﻧﺎﻟﺪ رﻳﺠﺎن ،وﺗﻜﻮن أﺳﻤﺎء اﻟﻨﺴﺎء ﻏري ﻣﻌﺮوﻓﺔ ،ﻛﺎن املﺸﺎرﻛﻮن ﻳﻤﻴﻠﻮن إﱃ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﺑﺄن ﻋﺪد اﻟﺮﺟﺎل أﻛﺜﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﺴﺎء ،واﻟﻌﻜﺲ. 259
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ﻳﻨﺠﺬب اﻧﺘﺒﺎﻫﻨﺎ دوﻣً ﺎ إﱃ اﻷﺷﻴﺎء اﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ واﻟﺸﺎﺋﻘﺔ ،وإذا ﻛﺎن ﻟﺪﻳﻚ ﻣﺎ ﺗﺒﻴﻊ، ﻳﺼري ﻣﻨﻄﻘﻴٍّﺎ أن ﺗﻮﺟﱢ ﻪ اﻧﺘﺒﺎه املﺸﱰﻳﻦ إﱃ أﻛﺜﺮ اﻟﺴﻤﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺮﻳﺪﻫﻢ أن ﻳﻼﺣﻈﻮﻫﺎ. ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻔﻮز ﰲ ﻣﺎﻛﻴﻨﺔ اﻟﻘﻤﺎر ،ﻳﺼﺪر ﻋﻨﻬﺎ ﺻﻮت ﻣﺜري »ﻛﺮﺗﺸﻨﻚ – ﻛﺮﺗﺸﻨﻚ« ﰲ ﻛﻞ ﻣﺮة ﺗﺨﺮج ﻣﻨﻬﺎ ﻋُ ﻤﻠﺔ ،ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻛ ﱡﻞ ﻣَ ﻦ ﰲ اﻟﺤﺎﻧﺔ أن ﻳﺴﻤﻌﻬﺎ ،ﻟﻜﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺨﴪ، ﻻ ﻳﺼﺪر ﻋﻨﻬﺎ أي ﺻﻮت ﻳﺠﺬب اﻻﻧﺘﺒﺎه إﻟﻴﻬﺎ .ﺑﺎملﺜﻞ ،ﺗﺒﺬل ﴍﻛﺎت اﻟﻴﺎﻧﺼﻴﺐ أﻗﴡ ﻣﺎ ﰲ وﺳﻌﻬﺎ ﻟﺘﺴﻠﻴﻂ اﻟﻀﻮء ﻋﲆ اﻟﻔﺎﺋﺰﻳﻦ ﰲ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم ،ﻟﻜﻦ ﻟﺴﻨﺎ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻷن ﻧﺬﻛﺮ أﻧﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺨﴪ اﻟﻴﺎﻧﺼﻴﺐ ،ﻻ ﻳﺠﺮي اﻻﺣﺘﻔﺎء ﺑﺎﻟﻨﺘﻴﺠﺔ اﻟﺘﻲ ﺣﻘﻘﺘَﻬﺎ أﻣﺎم ﻋﺪﺳﺎت اﻟﻜﺎﻣريات. ﺗُﻌﺘﱪ ﻗﺼﺺ اﻟﻨﺠﺎح اﻟﻌَ َﺮﺿﻴﺔ ﺣﻮل اﻟﻄﺐ املﻜﻤﱢ ﻞ واﻟﺒﺪﻳﻞ — وﻗﺼﺺ اﻟﻔﺸﻞ املﺄﺳﺎوﻳﺔ ﺣﻮل اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ — ﻣﻀ ﱢﻠﻠﺔ إﱃ ﺣ ﱟﺪ ﻏري ﻣﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ ﺣﺠﻤﻬﺎ ،ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﻷن اﻟﺴﻴﺎق اﻹﺣﺼﺎﺋﻲ ﻏري ﻣﻮﺟﻮد ،ﻟﻜﻦ ﺑﺴﺒﺐ ﺣﺠﻢ »اﻹﺗﺎﺣﺔ املﺮﺗﻔﻊ« ﻟﻬﺎ؛ ﻓﻬﺬه اﻟﻘﺼﺺ ﺗﺘﺴﻢ ﺑﺎملﺒﺎﻟﻐﺔ اﻟﺸﺪﻳﺪة ،وﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﻤﺸﺎﻋﺮ ﻗﻮﻳﺔ ،وﺗﻤﻴﻞ إﱃ اﺳﺘﺨﺪام اﻟﺨﻴﺎل ً ﻗﺼﺼﺎ ﻣﺠﺮدة .وأﻳٍّﺎ ﻛﺎن ﻣﺎ ﺗﻔﻌﻠﻪ اﻟﺒﴫي اﻟﺰاﻋﻖ .إﻧﻬﺎ ﻗﺼﺺ ﻣﺎدﻳﺔ ﻻ ﺗُﻨﴗ ،أﻛﺜﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﱠ ﺗﺘﻤﺨﺾ ﻋﻨﻬﺎ ﻫﺬه اﻹﺣﺼﺎءات إﻻ ﺑﺈﺣﺼﺎءات املﺨﺎﻃﺮة أو اﻟﺘﻌﺎﰲ ،ﻟﻦ ﺗﺘﺴﻢ اﻷرﻗﺎم اﻟﺘﻲ ﻣﻨﺨﻔﺾ دوﻣً ﺎ ،ﺑﺨﻼف اﻟﻌﻼﺟﺎت اﻹﻋﺠﺎزﻳﺔ ،وﻗﺼﺺ اﻟﺬﻋﺮ، ﻧﻔﴘ ﻋﻦ ﻣﺴﺘﻮى إﺗﺎﺣﺔ ٍ ﱟ واﻵﺑﺎء املﻜﻠﻮﻣني. ﺑﺴﺒﺐ »اﻹﺗﺎﺣﺔ« ،وﺗﺄﺛﱡﺮﻧﺎ ﺑﺎملﺒﺎﻟﻐﺎت اﻟﺪراﻣﻴﺔ ،ﻳﺨﴙ اﻟﻨﺎس أﺳﻤﺎك اﻟﻘﺮش ﻋﲆ اﻟﺸﻮاﻃﺊ ،أو رﻛﻮب اﻷراﺟﻴﺢ ﻋﲆ رﺻﻴﻒ املﻴﻨﺎء ،أﻛﺜﺮ ﻣﻦ اﻟﺴﻔﺮ إﱃ ﻓﻠﻮرﻳﺪا ﺑﺎﻟﻄﺎﺋﺮة، أو اﻟﻘﻴﺎدة إﱃ اﻟﺴﺎﺣﻞ .وﺗﱪز ﻫﺬه اﻟﻈﺎﻫﺮة أﻛﺜﺮ ﰲ أﻧﻤﺎط اﻟﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ اﻟﺘﺪﺧني ﻟﺪى ٌ أﺷﺨﺎص ﻋﻘﻼﻧﻴﻮن ،ﺳﻴﺘﺤ ﱠﻠﻮْن ﺟﻤﻴﻌً ﺎ اﻷﻃﺒﺎء .ﻓﺴﻮف ﻳﺘﺨﻴﻞ املﺮء أﻧﻪ ﺑﻤﺎ أن اﻷﻃﺒﺎء ﰲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺎملﻨﻄﻖ وﻳﺘﻮﻗﻔﻮن ﻋﻦ اﻟﺘﺪﺧني ﺑﻤﺠﺮد ﻗﺮاءة اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺸري إﱃ وﺟﻮد ﻋﻼﻗﺔ وﻃﻴﺪة ﺑﺸﻜﻞ ﻏري ﻋﺎدي ﺑني اﻟﺴﺠﺎﺋﺮ وﴎﻃﺎن اﻟﺮﺋﺔ .ﻓﻬﺆﻻء رﺟﺎل اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻲ ،ﻋﲆ أي ﺣﺎل ،اﻟﻘﺎدرون ﻳﻮﻣﻴٍّﺎ ﻋﲆ ﺗﺮﺟﻤﺔ اﻹﺣﺼﺎءات اﻟﺒﺎردة إﱃ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻣﻔﻴﺪة وﻗﻠﻮب ﺑﴩﻳﺔ ﻧﺎﺑﻀﺔ. ﻟﻜﻦ ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ ،ﻣﻦ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ،ﻳﻤﻴﻞ اﻷﻃﺒﺎء اﻟﻌﺎﻣﻠﻮن ﰲ ﺗﺨﺼﺼﺎت ﻣﺜﻞ ﻃﺐ اﻟﺼﺪر واﻷورام — ﺣﻴﺚ ﺷﻬﺪ ﻫﺆﻻء ﻣﺮﴇ ﻳﻤﻮﺗﻮن ﺟ ﱠﺮاء ﴎﻃﺎن اﻟﺮﺋﺔ ﺑﺄم أﻋﻴﻨﻬﻢ — ﺑﺼﻮرة ﻣﻄﺮدة ﻋﲆ اﻷرﺟﺢ إﱃ اﻟﺘﺨﲇ ﻋﻦ ﻋﺎدة اﻟﺘﺪﺧني أﻛﺜﺮ ﻣﻦ زﻣﻼﺋﻬﻢ ﰲ اﻟﺘﺨﺼﺼﺎت اﻷﺧﺮى ،اﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺘﻌﺮﺿﻮن إﱃ املﺆﺛﺮات اﻟﺸﻌﻮرﻳﺔ اﻵﻧﻴﺔ واملﺒﺎﻟﻐﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌ ﱠﻠﻖ ﺑﺎﻵﺛﺎر املﱰﺗﺒﺔ ﻋﲆ اﻟﺘﺪﺧني. 260
ملﺎذا ﻳُﺼﺪﱢق اﻷذﻛﻴﺎء أﻣﻮ ًرا ﻏﺒﻴﺔ
) (6املﺆﺛﺮات اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻳﺄﺗﻲ ﰲ ذﻳﻞ ﺟﻮﻟﺘﻨﺎ اﻟﺨﺎﻃﻔﺔ ﻟﻠﻤﺴﺎﺋﻞ ﻏري اﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ اﻟﺨﻠ ُﻞ اﻷﻛﺜﺮ ﺑﺮو ًزا وﺑﺪاﻫﺔ .ﻳﺒﺪو ﻫﺬا اﻟﺨﻠﻞ أﺑﺮز ﻣﻦ أن ﻳُﺬﻛﺮ ،ﻟﻜﻦ ﻳﺒﺪو أن ﻗِ ﻴَﻤﻨﺎ ﺗُ ﱠ ﺮﺳﺦ اﺟﺘﻤﺎﻋﻴٍّﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻹذﻋﺎن واﻟﺼﺤﺒﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻜﻮن ﰲ رﻓﻘﺘﻨﺎ .ﻧﺤﻦ ﻧﺘﻌ ﱠﺮض ﻟﻠﻤﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﺗُ ﱢ ﺮﺳﺦ ﻣﻌﺘﻘﺪاﺗﻨﺎ اﻧﺘﻘﺎﺋﻴٍّﺎ، وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳُﻌﺰى ﰲ ﺟﺰءٍ ﻣﻨﻪ إﱃ أﻧﻨﺎ ﻧﻌ ﱢﺮض أﻧﻔﺴﻨﺎ إﱃ »ﻣﻮاﻗﻒ« ﺗﺘﺄ ﱠﻛﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﻠﻚ املﻌﺘﻘﺪات ً أﺳﺌﻠﺔ ﺳﺘﻘﺪﱢم — ﺑﻄﺒﻴﻌﺘﻬﺎ ،وﻟﻸﺳﺒﺎب اﻟﺘﻲ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺒﺪو ،وﰲ ﺟﺰء آﺧﺮ إﱃ أﻧﻨﺎ ﻧﻄﺮح ذﻛﺮﻧﺎﻫﺎ ﻋﺎﻟﻴﻪ — إﺟﺎﺑﺎت ﺗﺆﻛﺪﻫﺎ ،وﰲ ﺟﺰء آﺧﺮ إﱃ أﻧﻨﺎ ﻧﻌﺮض أﻧﻔﺴﻨﺎ ﺑﺸﻜﻞ اﻧﺘﻘﺎﺋﻲ ﻟ »أﺷﺨﺎص« ﻳﺮﺳﺨﻮن ﻣﻌﺘﻘﺪاﺗﻨﺎ. ً ﺷﺨﺼﺎ ذا ﻳﺴﻬﻞ ﻧﺴﻴﺎن اﻟﺘﺄﺛري اﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻲ ﻟﻺذﻋﺎن .ﻻ ﺷﻚ ﰲ أﻧﻚ ﺗﻈﻦ ﻧﻔﺴﻚ ﻋﻘﻠﻴﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ،وﺗﻌﺮف ﻣﺎذا ﺗﻌﺘﻘﺪ .وﻟﺴﻮف أﺷري إﱃ أن اﻻﻋﺘﻘﺎدات ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻛﺎن ﻳﺆﻣﻦ ﺑﻬﺎ املﺸﺎرﻛﻮن ﰲ ﺗﺠﺎرب آش ﺣﻮل اﻹذﻋﺎن اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ .ﻓﻘﺪ ﺟﺮى وﺿﻊ ﻫﺆﻻء املﺸﺎرﻛني ﱟ ﺻﻒ ﻣﻦ املﻤﺜﻠني اﻟﺬﻳﻦ ﻗﺪﱠﻣﻮا أﻧﻔﺴﻬﻢ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﻢ ﻣﺸﺎرﻛني زﻣﻼء ﰲ ﰲ أﺣﺪ أﻃﺮاف اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ،ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮا ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ ﻣﺘﻌﺎوﻧني ﻣﻊ اﻟﻘﺎﺋﻤني ﻋﲆ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ .ﺟﺮى رﻓﻊ ﺑﻄﺎﻗﺎت إﱃ أﻋﲆ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺧﻂ واﺣﺪ ،ﺛﻢ ﺑﻄﺎﻗﺔ أﺧﺮى ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺛﻼﺛﺔ ﺧﻄﻮط ﺑﺄﻃﻮال ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ، ﺳﺖ ﺑﻮﺻﺎت ،ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺑﻮﺻﺎت ،وﻋﴩ ﺑﻮﺻﺎت. أﻋﻠﻦ ﻛ ﱞﻞ ﰲ َدوْره أي ﺧ ﱟ ﻂ ﰲ اﻟﺒﻄﺎﻗﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻛﺎن ﺑﻨﻔﺲ ﻃﻮل اﻟﺨﻂ ﰲ اﻟﺒﻄﺎﻗﺔ اﻷوﱃ .وﻟﻌﺪد ﺳﺘﺔ أزواج ﻣﻦ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ ﻋﴩ زوﺟً ﺎ ﻣﻦ اﻟﺒﻄﺎﻗﺎت أﺟﺎب املﻤﺜﻠﻮن املﺘﻌﺎوﻧﻮن ً ً ﺻﺤﻴﺤﺔ ،ﻟﻜﻦ ﻛﺎﻧﺖ إﺟﺎﺑﺎﺗﻬﻢ ﻟﻠﺒﻄﺎﻗﺎت اﻻﺛﻨﺘﻲ ﻋﴩة إﺟﺎﺑﺔ ﻣﻊ اﻟﻘﺎﺋﻤني ﻋﲆ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ً ﺧﺎﻃﺌﺔ .ﰲ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺤﺎﻻت إﻻ رﺑﻌﻬﺎ ،اﺗﻔﻖ املﺸﺎرﻛﻮن ﰲ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻣﻊ املﻤﺜﻠني ﰲ اﻷﺧﺮى إﺟﺎﺑﺔ أو أﻛﺜﺮ ﻏري ﺻﺤﻴﺤﺔ ،ﰲ ﺗﻌﺎرض ﴏﻳﺢ ﻣﻊ اﻷدﻟﺔ اﻟﻮاﺿﺤﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻮﺻﻠﻮا إﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺣﻮاﺳﻬﻢ. ً ﻳُﻌﺘﱪ ﻫﺬا ً ﻣﺘﻄﺮﻓﺎ ﻟﻺذﻋﺎن ،ﻟﻜﻦ ﻫﺬه اﻟﻈﺎﻫﺮة ﰲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎن ﺣﻮﻟﻨﺎ .إن »اﻟﺘﻌﺰﻳﺰ ﻣﺜﺎﻻ ً راﺳﺨﺎ ،ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺠﻤﺎﻋﻲ« ﻫﻮ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻳﺼري أﺣﺪ اﻻدﱢﻋﺎءات اﻋﺘﻘﺎدًا اﻟﺘﺄﻛﻴﺪ املﺘﻜ ﱢﺮر ﻣﻦ ﻗِ ﺒَﻞ أﻋﻀﺎء ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﺎ .وﻻ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻫﺬه اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻋﲆ ﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻻدﱢﻋﺎء ﻗﺪ ﺟﺮى ﺑﺤﺜﻪ ﺟﻴﺪًا ،أو ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺪﻋﻤﻪ ﺑﻴﺎﻧﺎت ﺗﺠﺮﻳﺒﻴﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﺑﻤﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﻟﻀﻤﺎن اﻻﻋﺘﻘﺎد ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﻗِ ﺒَﻞ أﺷﺨﺎص ﻋﻘﻼﻧﻴني. ﻳﻔﻴﺪ اﻟﺘﻌﺰﻳﺰ اﻟﺠﻤﺎﻋﻲ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒري ﰲ ﺗﻔﺴري ﻛﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻤﺮﻳﺮ املﻌﺘﻘﺪات اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻋﱪ املﺠﺘﻤﻌﺎت ﻣﻦ ﺟﻴﻞ إﱃ ﺟﻴﻞ ،وﻳﻔﴪ ً أﻳﻀﺎ ﻛﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﺤﻞ اﻟﺸﻬﺎدات داﺧﻞ 261
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ﺟﻤﺎﻋﺎت املﻌﺎﻟﺠني ،وﻋﻠﻤﺎء اﻟﻨﻔﺲ ،واملﺸﺎﻫري ،وﻋﻠﻤﺎء اﻟﻼﻫﻮت ،واﻟﺴﺎﺳﺔ ،وﻣﻘﺪﻣﻲ اﻟﱪاﻣﺞ اﻟﺤﻮارﻳﺔ ،إﻟﺦ ،ﻣﺤ ﱠﻞ اﻷدﻟﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ وﺗﺼﺒﺢ أﻛﺜﺮ ﻗﻮ ًة ﻣﻨﻬﺎ. ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻻ ﻳﻜﺘﺴﺐ اﻟﻨﺎس أي أدوات ﻟﻠﺤﻜﻢ ﻋﲆ اﻷﻣﻮر ،وﻻ ﻳﺘﱠﺒﻌﻮن إﻻ آﻣﺎﻟﻬﻢ ﻓﻘﻂ ،ﺗُﺒﺬر ﺑﺬور اﻟﺘﻼﻋﺐ اﻟﺴﻴﺎﳼ. ﺳﺘﻴﻔﻦ ﺟﺎي ﺟﻮﻟﺪ ﻫﻨﺎك ﻣﺠﺎﻻت ﻛﺜرية ﻟﻠﺘﺤﻴﺰ أ ُ ْ ﺟﺮﻳﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺤﻮث ﺟﻴﺪة .ﻧﺤﻦ ﻧﻤﻠﻚ آراءً ﺗﺒﻠﻎ ﻋﻨﺎن اﻟﺴﻤﺎء ﺣﻮل أﻧﻔﺴﻨﺎ ﺑﻤﺎ ﻻ ﻳﺘﻮاﻓﻖ ﻣﻊ أوﺿﺎﻋﻨﺎ ،وﻫﻮ أﻣﺮ ﻃﻴﺐ .ﻓﺘﻌﺘﻘﺪ أﻏﻠﺒﻴﺔ ﻛﺒرية ﻣﻦ اﻟﻌﺎﻣﺔ أﻧﻬﺎ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻌﺪاﻟﺔ ﰲ اﻟﺤﻜﻢ ﻋﲆ اﻷﻣﻮر ،وأﻧﻬﺎ أﻗﻞ ﺗﺤﻴ ًﺰا ،وأﻛﺜﺮ ذﻛﺎءً، وأﻛﺜﺮ ﻣﻬﺎر ًة ﰲ اﻟﻘﻴﺎدة ﻣﻦ اﻟﺸﺨﺺ اﻟﻌﺎدي ،ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن ﻧﺼﻔﻨﺎ ﻓﻘﻂ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ رﺑﻤﺎ ﻳﻜﻮن أﻓﻀﻞ ﻣﻦ اﻟﺸﺨﺺ املﺘﻮﺳﻂ 1 .ﻳُﻈﻬﺮ ﻣﻌﻈﻤﻨﺎ ﺷﻴﺌًﺎ ﻳُﻄ َﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ »اﻟﺘﺤﻴﺰ اﻹﺳﻨﺎدي«؛ ﻓﻨﻌﺘﻘﺪ أن ﻧﺠﺎﺣﺎﺗﻨﺎ ﺗﺮﺟﻊ إﱃ ﻣﻠﻜﺎﺗﻨﺎ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ،ﻓﻴﻤﺎ ﺗﺮﺟﻊ إﺧﻔﺎﻗﺎﺗﻨﺎ إﱃ ﻋﻮاﻣﻞ ﺧﺎرﺟﻴﺔ .أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ اﻵﺧﺮﻳﻦ ،ﻓﻨﻌﺘﻘﺪ أن ﻧﺠﺎﺣﺎﺗﻬﻢ ﺗﺮﺟﻊ إﱃ اﻟﺤﻆ ،ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺮﺟﻊ ﻓﺸﻠﻬﻢ إﱃ أوﺟﻪ ﻗﺼﻮر ﻟﺪﻳﻬﻢ .وﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻧﻜﻮن ﺟﻤﻴﻌً ﺎ ﺻﺎﺋﺒني. أﺧريًا ،ﻧﺴﺘﺨﺪم اﻟﺴﻴﺎق واﻟﺘﻮﻗﻌﺎت ﰲ ﺗﺤﻴﻴﺰ ﺗﻘﻴﻴﻤﻨﺎ ﻷﺣﺪ املﻮاﻗﻒ؛ ﻷن ﻫﺬه اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ، ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ ،ﻫﻲ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﻮﺣﻴﺪة اﻟﺘﻲ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﺘﻔﻜري ﺑﻬﺎ .ﻓﺸﻠﺖ ﺑﺤﻮث اﻟﺬﻛﺎء اﻻﺻﻄﻨﺎﻋﻲ ﰲ اﻟﺘﻮﺻﻞ إﱃ أي ﳾء ﺣﺘﻰ اﻵن ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺎ ﻳُﻄ َﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ »ﻣﺸﻜﻠﺔ اﻹﻃﺎر«. ﻓﻴﻤﻜﻦ ﺗﺰوﻳﺪ اﻟﻜﻤﺒﻴﻮﺗﺮ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ املﻌﻠﻮﻣﺎت ،وﺗﻘﺪﻳﻢ ﺟﻤﻴﻊ املﻌﻠﻮﻣﺎت املﺘﻮاﻓﺮة ﰲ اﻟﻌﺎ َﻟﻢ ﻟﻪ ،ﻟﻜﻦ ﺑﻤﺠﺮد ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻣﺸﻜﻠﺔ واﻗﻌﻴﺔ ﻟﻪ — ﺟﻤﻠﺔ ﻳﻔﻬﻤﻬﺎ وﻳﺴﺘﺠﻴﺐ ﻟﻬﺎ ،ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل — ﺗُﺒﲇ أﺟﻬﺰة اﻟﻜﻤﺒﻴﻮﺗﺮ ﺑﻼءً أﺳﻮأ ﻣﻤﺎ ﻧﺘﻮﻗﻊ؛ ﻷﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻌﺮف أي ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﺗﺘﻌ ﱠﻠﻖ ﺑﺎملﺴﺄﻟﺔ .وﻫﺬا أﻣﺮ ﻳ َْﱪَع اﻟﺒﴩ ﻓﻴﻪ أﻳﻤﺎ ﺑﺮاﻋﺔ — ﺗﺮﺷﻴﺢ املﻌﻠﻮﻣﺎت ﻏري ذات اﻟﺼﻠﺔ — ﻟﻜﻦ ﺗﻠﻚ املﻬﺎرة ﺗﺄﺗﻲ ﻋﲆ ﺣﺴﺎب ﺗﺤﻴﺰ إﺳﻨﺎدي ﻏري ﻣﺘﻨﺎﺳﻖ ﻟﺒﻌﺾ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟﺴﻴﺎﻗﻴﺔ دون ﻏريﻫﺎ. ﻧﺤﻦ ﻧﻤﻴﻞ إﱃ اﻻﻓﱰاض ،ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل ،ﺑﺄن اﻟﺨﺼﺎﺋﺺ اﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﺗﺘﻼﻗﻰ؛ أﻳﻀﺎ ،واﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺒﺪون ﻟُ َ ﻓﺎﻷﺷﺨﺎص اﻟﺠﺬاﺑﻮن ﻳﺠﺐ أن ﻳﻜﻮﻧﻮا ﻃﻴﺒني ً ﻄﻔﺎء، رﺑﻤﺎ ﻳﻜﻮﻧﻮن أذﻛﻴﺎء وﻣ ﱠ ﻄﻠﻌني ً أﻳﻀﺎ .ﺣﺘﻰ ﻫﺬا ﺟﺮى إﺛﺒﺎﺗﻪ ﺗﺠﺮﻳﺒﻴٍّﺎ؛ ﻓﺎملﻘﺎﻻت املﺘﻤﺎﺛﻠﺔ املﻜﺘﻮﺑﺔ ﺑﺨﻂ ﻳﺪ واﺿﺢ ﺗﺴﺠﱢ ﻞ درﺟﺎت أﻋﲆ ﻣﻦ املﻘﺎﻻت ﻏري املﻨﻈﻤﺔ ،وﻳﺠﺮي ﺗﺼﻨﻴﻒ 262
ملﺎذا ﻳُﺼﺪﱢق اﻷذﻛﻴﺎء أﻣﻮ ًرا ﻏﺒﻴﺔ
ً ً إﻧﺼﺎﻓﺎ ﻣﻦ ﻋﺪواﻧﻴﺔ وأﻗﻞ ﺳﻠﻮك اﻟﻔﺮق اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺗﺪي زﻳٍّﺎ أﺳﻮد ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ أﻛﺜﺮ اﻟﻔﺮق اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺗﺪي اﻟﺰي اﻷﺑﻴﺾ. َ ﺣﺎوﻟﺖ ،ﻓﺈﻧﻪ ﰲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن ﺗﻜﻮن اﻷﺷﻴﺎء ﻣﻀﺎد ًة ﻟﻠﺒﺪﻳﻬﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﺑﺎﻟﻎ، وﻣﻬﻤﺎ ً ً ﺷﺨﺼﺎ ﰲ ﻏﺮﻓﺔ .ﻣﺎ اﺣﺘﻤﺎل اﺣﺘﻔﺎل اﺛﻨني ﺧﺎﺻﺔ ﰲ اﻟﻌﻠﻢ .ﺗﺨﻴﱠﻞ وﺟﻮد ﺛﻼﺛﺔ وﻋﴩﻳﻦ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﻌﻴﺪ ﻣﻴﻼدﻫﻤﺎ ﰲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ذاﺗﻪ؟ واﺣﺪ ﻣﻦ اﺛﻨني2 . ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻌ ﱠﻠﻖ اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﺘﻔﻜري ﰲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻚ ،ﺗﺘﻮاﻓﺮ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻷدوات .ﺗُﻌﺘﱪ ً ﺧﺎﺻﺔ ﰲ املﺠﺎل اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ،ﻣﺜﻞ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻣﺎ املﺸﺎﻋﺮ اﻟﺤﺪﺳﻴﺔ ﻗﻴﱢﻤﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ ﻛﻞ ﳾء، إذا ﻛﺎﻧﺖ ﺻﺪﻳﻘﺘﻚ ﺗﺨﻮﻧﻚ ،أو ﻣﺎ إذا ﻛﺎن أﺣﺪ ﴍﻛﺎء اﻟﻌﻤﻞ ﻣﺤ ﱠﻞ ﺛﻘﺔ .ﻟﻜﻦ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ اﻷﻣﻮر اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ ،أو ﺗﻘﻴﻴﻢ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺴﺒﺒﻴﺔ ،ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﺎ ﺗﻜﻮن املﺸﺎﻋﺮ اﻟﺤﺪﺳﻴﺔ ﺧﺎﻃﺌﺔ ً ْ ﻃﺮﻗﺎ ﺳﻬﻠﺔ ﻟﺤﻞ املﺸﻜﻼت ﺑﺮزت ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ؛ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﲆ ُﺳﺒﻞ ﻣﺨﺘﴫة املﻌﺮﻓﻴﺔ املﻌﻘﺪة ﺑﴪﻋﺔ ،ﻟﻜﻦ ﻋﲆ ﺣﺴﺎب اﻧﻌﺪام اﻟﺪﻗﺔ ،وﺣﺪوث آﺛﺎر ﻋﻜﺴﻴﺔ ،واﻟﺤﺴﺎﺳﻴﺔ املﻔﺮﻃﺔ. ﻟﻴﺲ ﻣﻦ اﻷﻣﺎن أن ﻧﺪع ﻣﺸﺎﻋﺮﻧﺎ اﻟﺤﺪﺳﻴﺔ وﺗﺤﻴﺰاﺗﻨﺎ ﺗﻤﴤ دون اﻟﺘﺤﻘﻖ ﻣﻨﻬﺎ واﺧﺘﺒﺎرﻫﺎ .ﻓﻤﻦ ﺻﺎﻟﺤﻨﺎ أن ﻧﻨﻘﺪ أوﺟﻪ اﻟﻘﺼﻮر ﻫﺬه ﰲ اﻟﺘﻔﻜري اﻟﺤﺪﳼ ﺣﻴﺜﻤﺎ أﻣﻜﻦ، ْ ﻧﺸﺄت ﻋﲆ وﺟﻪ اﻟﺨﺼﻮص ﰲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ أوﺟﻪ اﻟﻘﺼﻮر واﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ واﻹﺣﺼﺎﺋﻴﺔ ﻫﺬه .وﺗﻄﺒﻴﻖ ﻫﺬه اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ﺑﺮوﻳﱠﺔ ﻫﻮ أﻓﻀﻞ أﺳﻠﺤﺘﻨﺎ ﺿﺪ ﻫﺬه اﻟﻬﻨﺎت ،وﻳﻜﻤﻦ اﻟﺘﺤﺪي، رﺑﻤﺎ ،ﰲ ﻣﻌﺮﻓﺔ أي أدوات ﺗُﺴﺘﺨﺪم ﰲ أي ﻣﺠﺎل؛ ﻷن ﻣﺤﺎوﻟﺔ اﻟﺘﴫف ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻣﺘﺴﺎوﻳًﺎ ﰲ ﺳﺨﺎﻓﺘﻪ ﻣﻊ اﻟﺴري وراء املﺸﺎﻋﺮ ﺣﻴﺎل اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﻊ ﴍﻳﻚ ﺣﻴﺎﺗﻚ ﻳﻌﺘﱪ أﻣ ًﺮا ِ اﻟﺤﺪﺳﻴﺔ ﺣﻴﺎل اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺴﺒﺒﻴﺔ. ﻟﻨ َﺮ اﻵن ﻛﻴﻒ ﻳﺘﻌﺎﻣﻞ اﻟﺼﺤﻔﻴﻮن ﻣﻊ اﻹﺣﺼﺎءات. ﻫﻮاﻣﺶ ) (1أﺷﻌﺮ ﺑﻔﻀﻮل ﺣﻘﻴﻘﻲ ملﻌﺮﻓﺔ ﻛﻢ ﺳﺘﺴﺘﻐﺮق ﻣﻦ اﻟﻮﻗﺖ ﺣﺘﻰ ﺗﻌﺜﺮ ﻋﲆ ﺷﺨﺺ ﻳﻤﻜﻨﻪ إﺧﺒﺎرك اﻟﻔﺮق ﺑني »اﻟﻘﻴﻤﺔ اﻟﻮﺳﻂ« ،و»ﻣﺘﻮﺳﻂ اﻟﻘﻴﻤﺔ« ،و»اﻟﻘﻴﻤﺔ اﻷﻛﺜﺮ ﺗﻜﺮا ًرا«، ﻣﻦ ﻣﻮﺿﻌﻚ اﻟﺬي ﺗﺸﻐﻠﻪ اﻵن. ً ) (2إذا ﻛﺎن ﻫﺬا ﻳُﺴﻬﻢ ﰲ ﺟﻌﻞ ﻫﺬا اﻷﻣﺮ ﻳﺒﺪو أﻛﺜﺮ ﻣﻨﻄﻘﻴﺔ ً ﻗﻠﻴﻼ ،ﺗﺬ ﱠﻛﺮ أﻧﻚ ﺗﺤﺘﺎج َ ً ﺷﺨﺼﺎ ،ﺗﺰداد اﻻﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ﺗﺎرﻳﺨ ْني .ﻓﻔﻲ وﺟﻮد ﺳﺒﻌﺔ وأرﺑﻌني ﻓﻘﻂ إﱃ ﺗﻄﺎﺑﻖ »أي« ً ﺷﺨﺼﺎ ﻟﺘﺒﻠﻎ ،٠٫٩٥وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻜﺎﻓﺊ ﺗﺴﻊ ﻋﴩة ﻣﺮة ﻣﻦ ﻋﴩﻳﻦ ﻣﺮة )ﺳﺒﻌﺔ وﺧﻤﺴﻮن 263
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ً ﺷﺨﺼﺎ ﻓﺘﺼري اﻟﻨﺴﺒﺔ !(٠٫٩٩٩ﻳﺘﺨﻄﻰ ﻫﺬا ﺣﺪود ﻓﺘﺼﺒﺢ اﻟﻨﺴﺒﺔ ،٠٫٩٩ﺳﺒﻌﻮن ﺣﺪﺳﻚ؛ إذ ﻳﺒﺪو ﻟﻚ ﻣﻦ اﻟﻨﻈﺮة اﻷوﱃ أن اﻷﻣﺮ ﻏري ﻣﻨﻄﻘﻲ ﺑﻜﻞ ﺗﺄﻛﻴﺪ.
264
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺮاﺑﻊ ﻋﴩ
اﻹﺣﺼﺎءات اﻟﺮدﻳﺌﺔ
َ ﴏت اﻵن ﺗﻘﺪﱢر ﻗﻴﻤﺔ اﻹﺣﺼﺎءات — ﻓﻮاﺋﺪ وﻣﺨﺎﻃﺮ املﺸﺎﻋﺮ اﻟﺤﺪﺳﻴﺔ — ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ أﻣﺎ وﻗﺪ أن ﻧﺒﺤﺚ ﻛﻴﻒ ﻳُﺴﺎء اﺳﺘﺨﺪام وﻓﻬﻢ ﻫﺬه اﻷرﻗﺎم واﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺤﺴﺎﺑﻴﺔ ﻣﺮا ًرا .وﺳﻮف ﺗﺄﺗﻲ أﻣﺜﻠﺘﻨﺎ اﻷوﱃ ﻣﻦ ﻋﺎ َﻟﻢ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ،ﻟﻜﻦ ﻣﺼﺪر اﻟﺮﻋﺐ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻳﺘﻤﺜﱠﻞ ﰲ أن اﻟﺼﺤﻔﻴني ﻟﻴﺴﻮا وﺣﺪﻫﻢ ﻣَ ﻦ ﻳﺮﺗﻜﺒﻮن أﺧﻄﺎءً ﺟﻮﻫﺮﻳﺔ ﰲ اﻟﺘﻔﻜري. ﻓﺎﻷرﻗﺎم ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺳﻨﺮى ،ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ أن ﺗﺪﻣﱢ ﺮ ﺣﻴﻮات. ) (1اﻹﺣﺼﺎﺋﻴﺔ اﻟﻜﱪى ﺗﺤﺐ اﻟﺼﺤﻒ اﻷرﻗﺎم اﻟﻜﺒرية واﻟﻌﻨﺎوﻳﻦ اﻟﺨﺎﻃﻔﺔ ﻟﻸﺑﺼﺎر؛ ﻟﺬا ﺗﺤﺘﺎج إﱃ ﻋﻼﺟﺎت ً ﻛﺎﻓﻴﺔ ﻟﻬﺎ إﻋﺠﺎزﻳﺔ وﻣﺼﺎدر ذﻋﺮ ﺧﻔﻴﺔ ،وﻻ ﺗﻌﺘﱪ اﻟﺘﺤﻮﻻت اﻟﺼﻐرية ﰲ ﻧﺴﺐ اﻟﺨﻄﻮرة ﻋﲆ اﻹﻃﻼق ﻟﱰوﻳﺞ ﻋﺪد اﻟﻘﺮاء ﻟﺪى املﻌﻠﻨني )ﻷن ﻫﺬا ﻫﻮ اﻟﻨﻤﻮذج اﻟﺘﺠﺎري اﻟﺴﺎﺋﺪ(. ُ ً وﺗﻀﻠﻴﻼ ﻟﻺﺷﺎرة إﱃ أي اﻟﺼﺤﻒ أﻛﺜ َﺮ اﻟﻄﺮق ﻣﻴﻠﻮدراﻣﻴﺔ وﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻫﺬه اﻟﻐﺎﻳﺔ ،ﺗﻨﺘﻘﻲ زﻳﺎدة إﺣﺼﺎﺋﻴﺔ ﰲ ﻋﻮاﻣﻞ اﻟﺨﻄﺮ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳُﺴﻤﱠ ﻰ »اﻟﺰﻳﺎدة اﻟﻨﺴﺒﻴﺔ ﻟﻠﺨﻄﻮرة«. ِﻟﻨ َ ُﻘ ْﻞ إن ﻧﺴﺒﺔ ﺧﻄﺮ اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﻨﻮﺑﺔ ﻗﻠﺒﻴﺔ ﰲ اﻟﺨﻤﺴﻴﻨﻴﺎت ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺮ ﺗﺮﺗﻔﻊ ﺑﻨﺴﺒﺔ ٥٠ﰲ املﺎﺋﺔ إذا ﻛﺎن ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻜﻮﻟﺴﱰول ﻣﺮﺗﻔﻌً ﺎ .ﻳﺒﺪو ﻫﺬا ﺳﻴﺌًﺎ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ .ﻟﻜﻦ إذا ﻗﻠﻨﺎ إن ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺨﻄﻮرة اﻟﺰاﺋﺪة ﰲ اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﻨﻮﺑﺔ ﻗﻠﺒﻴﺔ إذا ﻛﺎن ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻜﻮﻟﺴﱰول ﻣﺮﺗﻔﻌً ﺎ ﻻ ﺗﺰﻳﺪ ﻋﲆ ٢ﰲ املﺎﺋﺔ ،ﻳﺒﺪو ﻫﺬا أﻣ ًﺮا ﻻ ﺑﺄس ﺑﻪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱄ ﱠ .ﻟﻜﻦ ﺗﻈﻞ ﺗﻠﻚ ﻫﻲ اﻷرﻗﺎم )اﻻﻓﱰاﺿﻴﺔ( ﻧﻔﺴﻬﺎ .ﻟﻨﺠﺮب ﻫﺬا .ﻣﻦ ﺑني ﻣﺎﺋﺔ رﺟﻞ ﰲ اﻟﺨﻤﺴﻴﻨﻴﺎت ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻫﻢ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻣﺴﺘﻮًى ﻋﺎديﱞ ﻣﻦ اﻟﻜﻮﻟﺴﱰول ،ﺳﻴﻜﻮن ﻣﻦ املﺘﻮﻗﻊ أن ﻳُﺼﺎب أرﺑﻌﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﻨﻮﺑﺔ ﻗﻠﺒﻴﺔ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻣﻦ ﺑني ﻣﺎﺋﺔ رﺟﻞ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻣﺴﺘﻮًى ﻣﺮﺗﻔﻊ ﻣﻦ اﻟﻜﻮﻟﺴﱰول ،ﺳﻴﻜﻮن ﻣﻦ املﺘﻮﻗﻊ أن
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ﻳﺼﺎب ﺳﺘﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﻨﻮﺑﺔ ﻗﻠﺒﻴﺔ .ﺗﻤﺜﱢﻞ ﻫﺬه اﻟﻨﺴﺒﺔ ﻧﻮﺑﺘَ ْني ﻗﻠﺒﻴﱠﺘني إﺿﺎﻓﻴﺘني ﻟﻜﻞ ﻣﺎﺋﺔ ﺷﺨﺺ .وﻳُﻄﻠﻖ ﻋﲆ ﻫﺬه اﻟﻨﺴﺐ »املﻌﺪﻻت اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ«. املﻌﺪﻻت اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻣﻔﻬﻮﻣﺔ دون ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﻔﺴري؛ ﻷﻧﻪ ً ﺑﺪﻻ ﻣﻦ اﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ً ﺑﺎﻻﺣﺘﻤﺎﻻت ،أو اﻟﻨﺴﺐ املﺌﻮﻳﺔ ،أو أي ﳾء آﺧﺮ أﻛﺜﺮ ً ﺻﻌﻮﺑﺔ ً ﻗﻠﻴﻼ ،ﺗﺴﺘﻌني ﻓﻨﻴﺔ أو املﻌﺪﻻت اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﺑﺄرﻗﺎم ﻣﻠﻤﻮﺳﺔ ،ﺗﻤﺎﻣً ﺎ ﻣﺜﻞ اﻷرﻗﺎم اﻟﻌﺎدﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﺨﺪﻣﻬﺎ ﻳﻮﻣﻴٍّﺎ ﻓﻘﺪت ً َ ﻟﻠﺘﺄﻛﺪ ﻣﻤﺎ إذا َ ﻃﻔﻼ ﰲ رﺣﻠﺔ ﺗُﴩف ﻋﻠﻴﻬﺎ ،أو ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﲆ ﺑﺎﻗﻲ ﻧﻘﻮدك ﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﺑﺸﻜﻞ ﺻﺤﻴﺢ ﰲ أﺣﺪ املﺘﺎﺟﺮ .وﻗﺪ دﻓﻊ اﻟﻜﺜريون ﺑﺄﻧﻨﺎ ﻗﺪ ﺗﻄﻮﱠرﻧﺎ ﺑﺤﻴﺚ ﴏﻧﺎ ﻧﻌﻘﻞ وﻧﺠﺮي اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺤﺴﺎﺑﻴﺔ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام اﻷرﻗﺎم املﻠﻤﻮﺳﺔ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه ،وﻟﻴﺲ اﻻﺣﺘﻤﺎﻻت؛ ﻟﺬا ً ﺑﺪﻳﻬﻴﺔ؛ ﻓﺎﻷرﻗﺎم اﻟﺒﺴﻴﻄﺔ ﺑﺴﻴﻄﺔ. ﻧﺠﺪﻫﺎ أﻛﺜﺮ ً ﺗﺤﻤﻞ اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﻷﺧﺮى ﻟﻮﺻﻒ اﻟﺰﻳﺎدة ﰲ ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺨﻄﻮرة أﺳﻤﺎءً أﻳﻀﺎ .ﻓﻤﻦ ﻣﺜﺎﻟﻨﺎ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ﰲ ﻇﻞ ﻣﺴﺘﻮًى ﻣﺮﺗﻔﻊ ﻣﻦ اﻟﻜﻮﻟﺴﱰول ،ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﺒﻠﻎ اﻟﺰﻳﺎدة ﰲ ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺨﻄﺮ ٥٠ﰲ املﺎﺋﺔ )اﻟﺰﻳﺎدة اﻟﻨﺴﺒﻴﺔ ﻟﻠﺨﻄﺮ( ،أو ﻧﺴﺒﺔ زﻳﺎدة ﺗﺒﻠﻎ ٢ﰲ املﺎﺋﺔ ﰲ ﻣﻌﺪﻻت اﻟﺨﻄﺮ )اﻟﺰﻳﺎدة املﻄﻠﻘﺔ ﻟﻠﺨﻄﺮ( ،أو — ﻷﻛﻮن ﰲ ﻣﻨﺘﻬﻰ اﻟﻮﺿﻮح — اﻟﻨﺴﺒﺔ اﻟﺴﻬﻠﺔ ،اﻷﻛﺜﺮ إﻓﺎد ًة ،ﻧﻮﺑﺘﺎن ﻗﻠﺒﻴﺘﺎن زاﺋﺪﺗﺎن ﻟﻜﻞ ﻣﺎﺋﺔ رﺟﻞ؛ أي املﻌﺪل اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ. ً ﻗﺎﺑﻠﻴﺔ ﻟﻠﻔﻬﻢ ،ﺗﺘﻀﻤﱠ ﻦ املﻌﺪﻻت اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ً ً أﻳﻀﺎ ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﻛﻮﻧﻬﺎ أﻛﺜﺮ اﻟﺨﻴﺎرات ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت أﻛﺜﺮ ﻣﻦ »اﻟﺰﻳﺎدة اﻟﻨﺴﺒﻴﺔ ﻟﻠﺨﻄﺮ« املﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﻣﻦ ﻗِ ﺒَﻞ اﻟﺼﺤﻔﻴني .ﻣﺆﺧ ًﺮا ،ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل ،ﻗﻴﻞ ﻟﻨﺎ إن اﻟﻠﺤﻢ اﻷﺣﻤﺮ ﻳﺘﺴﺒﱠﺐ ﰲ ﴎﻃﺎن املﻌﺪة ،وﻳﺰﻳﺪ اﻷﻳﺒﻮﺑﺮوﻓني ﻣﻦ ً َ ﻣﻌﺮﻓﺔ. ﺗﺎﺑﻌﺖ اﻟﺘﻘﺎرﻳﺮ اﻹﺧﺒﺎرﻳﺔ ،ﻟﻦ ﺗﺰداد ﻣﺨﺎﻃﺮ اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﻨﻮﺑﺎت اﻟﻘﻠﺒﻴﺔ ،ﻟﻜﻦ إذا اﺳﺘﻤﻊ ﻟﻬﺬا اﻟﺤﻮار ،ﺣﻮل ﴎﻃﺎن املﻌﺪة ،ﻣﻦ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ »ﺗﻮداي« ﻋﲆ ﻣﺤﻄﺔ »رادﻳﻮ :«٤ »ﻣﺎذا ﻳﻌﻨﻲ ﺧﻄﺮ أﻛﱪ ﻳﺎ ﺑﺮوﻓﻴﺴﻮرة ﺑﻨﺠﺎم؟« »ﺧﻄ ًﺮا ﺛﺎﻟﺜًﺎ أﻋﲆ» «.ﻳﺒﺪو ﻫﺬا ﻣﺮﻳﻌً ﺎ، ﺧﻄﺮ ﺛﺎﻟﺚ أﻋﲆ ،ﻛﻴﻒ ﻳُﱰﺟَ ﻢ ﻫﺬا إﱃ اﻷرﻗﺎم ﻫﻨﺎ؟« »ﻓﺮق … ﻳﺼﻞ إﱃ ﺣﻮاﱄ ﻋﴩﻳﻦ ً ﺷﺨﺼﺎ ﺳﻨﻮﻳٍّﺎ» «.إذن ﻻ ﻳﺰال رﻗﻤً ﺎ ﺻﻐريًا؟« »ﺣﺴﻨًﺎ … ﻟﻜﻞ ١٠آﻻف ﺷﺨﺺ …« ﻳﺼﻌﺐ اﻟﺘﻌﺒري ﻋﻦ ﻫﺬه اﻷﻣﻮر إذا ﺧﺮج املﺮء ﻋﻦ إﻃﺎر اﻟﺼﻴﻐﺔ اﻷﺑﺴﻂ .اﻟﱪوﻓﻴﺴﻮرة ﺷﻴﻼ ﺑﻨﺠﺎم ﻫﻲ ﻣﺪﻳﺮة ﻣﺮﻛﺰ »إم آر ﳼ« ﻟﻠﺘﻐﺬﻳﺔ ﺑﻘﺴﻢ اﻟﻮﻗﺎﻳﺔ واﻟﺘﻌﺎﻳﺶ ﻣﻊ وﺑﺎء اﻟﴪﻃﺎن ﰲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻛﺎﻣﱪﻳﺪج ،وﺗﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻫﺬه اﻷرﻗﺎم ﻛﺠﺰء ﻣﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻋﻤﻠﻬﺎ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ وﺣﺪﻫﺎ ﰲ ﻫﺬا اﻟﺘﻠﻌﺜﻢ )اﻟﺬي ﻳُﻠﺘﻤﺲ ﻟﻪ اﻟﻌﺬر ﺗﻤﺎﻣً ﺎ( ﰲ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ إذاﻋﻲ ﻋﲆ اﻟﻬﻮاء؛ ﻓﺜﻤﺔ دراﺳﺎت ﻋﲆ اﻷﻃﺒﺎء ،واﻟﻠﺠﺎن املﻜ ﱠﻠﻔﺔ اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﺴﻠﻄﺎت اﻟﺼﺤﻴﺔ املﺤﻠﻴﺔ ،وأﻋﻀﺎء ﻣﻬﻨﺔ املﺤﺎﻣﺎة ،ﺗﺸري إﱃ أن اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻔﴪون وﻳﺪﻳﺮون املﺨﺎﻃﺮ ﻛﺠﺰء ﻣﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ 266
اﻹﺣﺼﺎءات اﻟﺮدﻳﺌﺔ
ﻋﻤﻠﻬﻢ ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﺎ ﻳﺠﺪون ﺻﻌﻮﺑﺎت ﺑﺎﻟﻐﺔ ﰲ اﻟﺘﻌﺒري ﻋﻤﺎ ﻳﻘﺼﺪون ﰲ اﻟﺤﺎل .ﻳﻤﻴﻞ ﻫﺆﻻء ً أﻳﻀﺎ ﻋﲆ اﻷرﺟﺢ إﱃ اﺗﺨﺎذ اﻟﻘﺮار اﻟﺴﻠﻴﻢ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺠﺮي ﺗﻘﺪﻳﻢ املﻌﻠﻮﻣﺎت ﺣﻮل ﻣﺼﺎدر اﻟﺨﻄﺮ ﰲ ﺻﻮرة ﻣﻌﺪﻻت ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ،وﻟﻴﺲ ﰲ ﺻﻮرة اﺣﺘﻤﺎﻻت أو ﻧﺴﺐ ﻣﺌﻮﻳﺔ. ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ ﻣﺴ ﱢﻜﻨﺎت اﻷﻟﻢ واﻟﻨﻮﺑﺎت اﻟﻘﻠﺒﻴﺔ — وﻫﻮ ﻣﻮﺿﻮع آﺧﺮ ﻣﻦ املﻮﺿﻮﻋﺎت ِ أﻓﻀﺖ اﻟﺤﺎﺟﺔ املﻠِﺤﱠ ﺔ ﻻﺧﺘﻴﺎر أﻛﱪ رﻗﻢ ﻣﻤﻜﻦ إﱃ أن اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺼﺪر اﻟﺼﻔﺤﺎت اﻷوﱃ — ِ اﻋﺘﻤﺪت ﺗﺼﺒﺢ أرﻗﺎم اﻹﺣﺼﺎءات ﻏري دﻗﻴﻘﺔ ﻋﲆ اﻹﻃﻼق ،ﰲ اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﻟﺼﺤﻒ .ﻓﻘﺪ اﻟﺘﻘﺎرﻳﺮ اﻹﺧﺒﺎرﻳﺔ ﻋﲆ دراﺳﺔ ﺟﺮى ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻣﻼﺣﻈﺔ املﺸﺎرﻛني ﻓﻴﻬﺎ ملﺪة ﺗﺰﻳﺪ ﻋﲆ أرﺑﻊ ﺳﻨﻮات ،وأﺷﺎرت اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ،ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام املﻌﺪﻻت اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ،إﱃ ﱡ ﺗﻮﻗﻊ ﻧﻮﺑﺔ ﻗﻠﺒﻴﺔ زاﺋﺪة ﻟﻜﻞ ١٠٠٥أﺷﺨﺎص ﻳﺘﻨﺎوﻟﻮن اﻷﻳﺒﻮﺑﺮوﻓني .أو ﻣﺜﻠﻤﺎ أﺷﺎرت »دﻳﲇ ﻣﻴﻞ« ﰲ ﻣﻘﺎﻟﺔ ﺑﻌﻨﻮان ِ »ﻛﺸﻔﺖ اﻟﺒﺤﻮث اﻟﱪﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻋﻦ أن املﺮﴇ »ﻛﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ ﻷﻗﺮاص اﻟﺼﺪاع أن ﺗﻘﺘﻠﻚ«: اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻨﺎوﻟﻮن اﻷﻳﺒﻮﺑﺮوﻓني ﻟﻌﻼج اﻟﺘﻬﺎب املﻔﺎﺻﻞ ﻳﻮاﺟﻬﻮن زﻳﺎدة ﰲ ﺧﻄﺮ اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﻨﻮﺑﺔ ﻗﻠﺒﻴﺔ ﺗﺼﻞ إﱃ ٢٤ﰲ املﺎﺋﺔ «.أﺷﻌﺮ ﺑﺎﻟﺨﻮف. ﻳﻜﺎد ﻳﻜﻮن اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻗﺪ أﺷﺎر إﱃ اﻟﺰﻳﺎدات اﻟﻨﺴﺒﻴﺔ ﻟﻠﺨﻄﺮ؛ ﱠ ﻓﻌﻘﺎر »دﻳﻜﻠﻮﻓﻴﻨﺎك« ﻣﻦ ﻣﺨﺎﻃﺮ اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﻨﻮﺑﺔ اﻟﻘﻠﺒﻴﺔ ﺑﻨﺴﺒﺔ ٥٥ﰲ املﺎﺋﺔ ،و»اﻷﻳﺒﻮﺑﺮوﻓني« ﺑﻨﺴﺒﺔ ٢٤ﰲ املﺎﺋﺔ. ﻟﻢ ﻳ ُِﴩ ﻣﻦ ﺑني ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺼﺤﻒ إﱃ املﻌﺪﻻت اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﺳﻮى ﺻﺤﻴﻔﺘَ ْﻲ »ذا دﻳﲇ ﺗﻠﻴﺠﺮاف« و»إﻳﻔﻨﻴﻨﺞ ﺳﺘﺎﻧﺪرد« :ﻧﻮﺑﺔ ﻗﻠﺒﻴﺔ إﺿﺎﻓﻴﺔ ﻟﺪى ١٠٠٥أﺷﺨﺎص ﻳﺘﻨﺎوﻟﻮن اﻷﻳﺒﻮﺑﺮوﻓني. ْ ﺣﺎوﻟﺖ ﺻﺤﻴﻔﺔ »دﻳﲇ ﻣريور« — وﻓﺸﻠﺖ — اﻹﺷﺎرة إﱃ أن واﺣﺪًا ﰲ ﻏﻀﻮن ذﻟﻚ، ﺿﻤﻦ ١٠٠٥أﺷﺨﺎص ﻳﺘﻨﺎوﻟﻮن اﻷﻳﺒﻮﺑﺮوﻓني »ﺳﻴﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﻗﺼﻮر اﻟﻘﻠﺐ ﻋﲆ ﻣﺪى اﻟﻌﺎم ِ ً ﺷﺨﺼﺎ واﺣﺪًا وﺻﺎرت اﻟﻨﺴﺒﺔ اﻵن اﻟﺘﺎﱄ «.ﻻ ،ﻫﺬه ﻧﻮﺑﺔ ﻗﻠﺒﻴﺔ وﻟﻴﺴﺖ ﻗﺼﻮ ًرا ﰲ اﻟﻘﻠﺐ، »إﺿﺎﻓﻴٍّﺎ« ﻣﻦ ،١٠٠٥ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﱃ اﻟﻨﻮﺑﺎت اﻟﻘﻠﺒﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺼﺎب ﺑﻬﺎ املﺮء ﻋﲆ أي ﺣﺎل. ٌ أوراق ﺑﺤﺜﻴﺔ أﺧﺮى ﻋﺪﻳﺪ ٌة اﻟﺨﻄﺄ َ ﻧﻔﺴﻪ. وﻗﺪ ﻛ ﱠﺮرت ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﺎ ﻳﻜﻤﻦ اﻟﺨﻄﺄ ﰲ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟﺼﺤﻔﻴﺔ ،ورﺑﻤﺎ ﻳﻜﻮن اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﻮن أﻧﻔﺴﻬﻢ ﻣﺨﻄﺌني ﻗﺪْر ﺧﻄﺄ اﻵﺧﺮﻳﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻌ ﱠﻠﻖ اﻷﻣﺮ ﺑﺎملﺒﺎﻟﻐﺔ اﻟﺪراﻣﻴﺔ ﰲ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺑﺤﻮﺛﻬﻢ )ﺛﻤﺔ إرﺷﺎدات ﻣﻤﺘﺎزة ﻷﻓﻀﻞ ﺳﺒﻞ املﻤﺎرﺳﺔ ﻣﻦ اﻟﺠﻤﻌﻴﺔ املﻠﻜﻴﺔ ﺣﻮل ﻧﻘﻞ اﻷﺑﺤﺎث واﻟﺘﻌﺒري ﻋﻨﻬﺎ ،إذا َ ﻛﻨﺖ ﻣﻬﺘﻤٍّ ﺎ( .ﻟﻜﻦ إذا ﻛﺎن ﺛﻤﺔ أي ﺷﺨﺺ ﰲ ﻣﻮﻗﻊ ﺳﻠﻄﺔ ﻳﻘﺮأ ﻫﺬا ،ﻓﻬﺎ ﻫﻲ املﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺘﻲ أو ﱡد أن أﺣﺼﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ أي ﺻﺤﻴﻔﺔ ،ملﺴﺎﻋﺪﺗﻲ ﰲ اﺗﺨﺎذ ﻗﺮارات ﺣﻴﺎل ً )ﻣﺜﻼ ،رﺟﺎل ﰲ ﺻﺤﺘﻲ ،ﻋﻨﺪ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺑﺤﺚ ﻋﻦ أﺣﺪ املﺨﺎﻃﺮ؛ أرﻳﺪ أن أﻋﺮف ﻋﻤﱠ ﻦ ﺗﺘﺤﺪث ً )ﻣﺜﻼ ،أرﺑﻌﺔ رﺟﺎل ﻣﻦ اﻟﺨﻤﺴﻴﻨﻴﺎت ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻫﻢ( ،أرﻳﺪ أن أﻋﺮف ﻣﺎ اﻟﺤﺪ اﻷدﻧﻰ ﻟﻠﺨﻄﺮ 267
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ﺑني ﻣﺎﺋﺔ ﺳﻴﺼﺎﺑﻮن ﺑﻨﻮﺑﺔ ﻗﻠﺒﻴﺔ ﻋﲆ ﻣﺪى ﻋﴩ ﺳﻨﻮات( ،وأرﻳﺪ أن أﻋﺮف ﻗﺪْر اﻟﺰﻳﺎدة ﰲ ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺨﻄﻮرة ،ﰲ ﺻﻮرة ﻣﻌﺪل ﻃﺒﻴﻌﻲ )رﺟﻼن إﺿﺎﻓﻴﺎن ﻣﻦ ﺑني ﻣﺎﺋﺔ ﺳﻴﺼﺎﺑﺎن ﺑﻨﻮﺑﺔ ﻗﻠﺒﻴﺔ ﺧﻼل ﻋﴩ ﺳﻨﻮات( .أرﻳﺪ أن أﻋﺮف ً أﻳﻀﺎ اﻟﺴﺒﺐ ﰲ زﻳﺎدة ﻣﻌﺪﻻت اﻟﺨﻄﺮ، ﻗﺮص ﺻﺪاع ﻋَ َﺮﴈ أو إﻧﺎء ﻳﻮﻣﻲ ﻣﲇء ﺑﻌﻼﺟﺎت ﻣﺴﻜﻨﺔ ﻵﻻم املﻔﺎﺻﻞ .ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺳﺄﻓﻜﺮ ﻣﺮة أﺧﺮى ﰲ ﻗﺮاءة اﻟﺼﺤﻒً ، ﺑﺪﻻ ﻣﻦ املﺪوﻧﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﻜﺘﺒﻬﺎ أﺷﺨﺎص ﻳﻔﻬﻤﻮن ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﺒﺤﻮث ،واﻟﺬﻳﻦ ﻳﺸريون إﱃ اﻷوراق اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ اﻷﺻﻠﻴﺔ ﻟﻠﺮﺟﻮع إﻟﻴﻬﺎ ،ﺑﺤﻴﺚ ﱠ أﺗﺤﻘﻖ ﻣﻦ ﻣﻠﺨﺺ اﻟﺒﺤﻮث ﻋﻨﺪﻣﺎ أرﻏﺐ ﰲ ذﻟﻚ. أﺳﺘﻄﻴﻊ أن ﻗﺒﻞ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺎﺋﺔ ﻋﺎم ،ﻗﺎل إﺗﺶ ﺟﻲ وﻳﻠﺰ إن اﻟﺘﻔﻜري اﻹﺣﺼﺎﺋﻲ ﺳﻴﺼري ذات ﻳﻮم ﻣﻬﻤٍّ ﺎ ﺑﻘﺪْر أﻫﻤﻴﺔ اﻟﻘﺪرة ﻋﲆ اﻟﻘﺮاءة واﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﰲ املﺠﺘﻤﻊ اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ .ﻻ أﺗﻔﻖ ﻣﻊ ذﻟﻚ؛ ﻓﺎﻟﺘﻔﻜري اﻻﺣﺘﻤﺎﱄ ﺻﻌﺐ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ اﻟﺠﻤﻴﻊ ،ﻟﻜﻦ ﻳﻔﻬﻢ اﻟﺠﻤﻴﻊ اﻷرﻗﺎم اﻟﻌﺎدﻳﺔ .ﻟﻬﺬا اﻟﺴﺒﺐ ﺗُﻌﺘﱪ »املﻌﺪﻻت اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ« اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ املﻨﻄﻘﻴﺔ اﻟﻮﺣﻴﺪة ﻟﻠﺘﻌﺒري ﻋﻦ اﻟﺨﻄﺮ. ) (2اﺧﺘﻴﺎر اﻷرﻗﺎم ﰲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن ،ﻳﺘﺠﺎوز ﺳﻮء ﺗﻘﺪﻳﻢ اﻷرﻗﺎم اﻟﻮاﻗ َﻊ ﺑﻜﺜري ،ﺣﺘﻰ إﻧﻚ ﻻ ﺗﻤﻠﻚ إﻻ اﻓﱰاض ﻛﺬب ﻫﺬه اﻷرﻗﺎم .ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﺎ ﺗﺒﺪو ﻫﺬه املﻮاﻗﻒ ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻀﻤﱠ ﻦ ﺟﺎﻧﺒًﺎ أﺧﻼﻗﻴٍّﺎ؛ أدوﻳﺔ، إﺟﻬﺎض ،وﻣﺎ إﱃ ذﻟﻚ .وﻣﻊ اﻻﺧﺘﻴﺎر اﻟﺪﻗﻴﻖ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﻟﻸرﻗﺎم ،ﻓﻴﻤﺎ ﻗﺪ ﻳﻌﺘﱪه اﻟﺒﻌﺾ ﺗﻼﻋﺒًﺎ ﻏري أﺧﻼﻗﻲ ﺑﺎﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻣﺂرب ﺷﺨﺼﻴﺔ ،ﻳﻤﻜﻦ أﺣﻴﺎﻧًﺎ ﱄ ﱡ ﻋﻨﻖ اﻷرﻗﺎم ﱢ ﻟﺘﻌﱪ ﻋﻦ أي ﳾء ﺗﺮﻳﺪه. ﻛﺎﻧﺖ ﺻﺤﻴﻔﺔ »ذي إﻧﺪﺑﻨﺪﻧﺖ« ﺗﺆﻳﺪ ﺗﻘﻨني ﺗﻌﺎﻃﻲ ﻣﺨﺪر ُ اﻟﻘﻨﱠﺐ ﻟﺴﻨﻮات ﻃﻮﻳﻠﺔ، ْ ﻗﺮرت أن ﱢ ﺗﻐري ﻣﻦ ﻣﻮﻗﻔﻬﺎ .ﻛﺎن أﺣﺪ اﻟﺨﻴﺎرات املﺘﺎﺣﺔ ﻟﻬﺎ ﻳﺘﻤﺜﱠﻞ ﻟﻜﻦ ﰲ ﻣﺎرس ،٢٠٠٧ ً ﺗﺤﻮﻻ ﰲ اﻟﺮأي ،أو إﻋﺎدة ﻧﻈﺮ ﰲ املﺴﺎﺋﻞ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ. ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﰲ ﺗﻔﺴري ﻫﺬا ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ً وﻟﻜﻦ ً ﻣﺰﺧﺮﻓﺎ ﺑﻌﺒﺎرات ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ذﻟﻚ ،ﺟﺎء ﻣﻘﺎ ُل ﻋَ ْﺮ ِض اﻟﺼﺤﻴﻔﺔ ﻟﻮﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮﻫﺎ ﱢ املﺘﻌﺼﺒﻮن اﻟﺠﺒﻨﺎء ﻋﻨﺪ اﻟﺘﺤﻮل ﻣﻦ ﺗﺄﻳﻴﺪ املﻤﺎرﺳﺎت اﻟﻴﻮﺟﻴﻨﻴﺔ إﱃ ﻣﻨﻌﻬﺎ — ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ — وﻛﺎن اﻟﻌﺮض ﻣﱪﱠ ًرا ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻐﻴري ﺧﻴﺎﱄ زاﺋﻒ ﰲ ﺣﻘﺎﺋﻖ اﻷﻣﻮر .وﻛﺎﻧﺖ ﻋﺒﺎرة ُ »اﻟﻘﻨﱠﺐ-اﻋﺘﺬار« ﻫﻲ ﻋﻨﻮان ﻣﻘﺎﻟﻬﻢ اﻟﺒﺎرز اﻟﺬي ﺗﺼﺪﱠر اﻟﺼﻔﺤﺔ اﻷوﱃ. ﺣﻤﻠﺔ ﻟﻮﻗﻒ ﺗﺠﺮﻳﻢ ﺗﻌﺎﻃﻲ ُ ً ْ اﻟﻘﻨﱠﺐ .ﻓﻘﻂ أﻃﻠﻘﺖ ﻫﺬه اﻟﺼﺤﻴﻔﺔ ﰲ ﻋﺎم ،١٩٩٧ ﻟﻮ ﻛﻨﺎ ﻗﺪ ﻋﻠﻤﻨﺎ آﻧﺬاك ملﺎ اﺳﺘﻄﻌﻨﺎ أن ﻧﻜﺸﻒ ﻋﻨﻪ اﻟﻴﻮم … ﻳﻠﺰم أﻋﺪادًا ﻗﻴﺎﺳﻴﺔ 268
اﻹﺣﺼﺎءات اﻟﺮدﻳﺌﺔ
ﺗﻠﻘﻲ ﻋﻼج ﺟ ﱠﺮاء ﺗﺪﺧني اﻟﺴﻜﺎﻧﻚ ،وﻫﻮ أﺣﺪ أﻧﻮاع ﻧﺒﺎت ُ ﻣﻦ املﺮاﻫﻘني ﱢ اﻟﻘﻨﱠﺐ اﻟﻌﺎﱄ اﻟﻔﺎﻋﻠﻴﺔ اﻷﻗﻮى ﺑﻤﻘﺪار ﺧﻤﺲ وﻋﴩﻳﻦ ﻣﺮة ﻣﻦ اﻟﺮاﺗﻨﺞ اﻟﺬي ﻛﺎن ﻳُﺒﺎع ﻣﻨﺬ ﻋَ ْﻘﺪ ﻣﴣ.
ﻣﺘﻮﺳﻂ اﻟﻔﺎﻋﻠﻴﺔ )ﻧﺴﺒﺔ ﻣﺮﻛﺐ ﺗﱰاﻫﺎﻳﺪروﻛﺎﻧﺎﺑﻴﺪﻳﻨﻮل(
٢٠ ١٨ ١٦ ١٤ ١٢ ١٠ ٨ ٦ ٤ ٢ ٠ ١٩٧٥ ١٩٧٦ ١٩٧٧ ١٩٧٨ ١٩٧٩ ١٩٨٠ ١٩٨١ ١٩٨٢ ١٩٨٣ ١٩٨٤ ١٩٨٥ ١٩٨٦ ١٩٨٧ ١٩٨٨ ١٩٨٩ اﻟﻌﺎم راﺗﻨﺞ أﻋﺸﺎب
ﺷﻜﻞ :1-14ﻣﺘﻮﺳﻂ اﻟﻔﺎﻋﻠﻴﺔ )ﻧﺴﺒﺔ ﻣﺮﻛﺐ ﺗﱰاﻫﺎﻳﺪروﻛﺎﻧﺎﺑﻴﺪﻳﻨﻮل( ملﻨﺘﺠﺎت اﻟﻘﻨﺐ اﻟﺘﻲ ﺟﺮى اﺧﺘﺒﺎرﻫﺎ ﰲ املﻤﻠﻜﺔ املﺘﺤﺪة )املﺨﺘﱪ اﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺋﻲ اﻟﺤﻜﻮﻣﻲ.(١٩٨٩–١٩٧٥ ،
ﻳُﻘﺎل ﻟﻨﺎ ﻣﺮﺗني ﰲ ﻫﺬه اﻟﻘﺼﺔ إن ُ اﻟﻘﻨﱠﺐ أﻗﻮى ﰲ ﻣﻔﻌﻮﻟﻪ ﺑﻤﻘﺪار ﺧﻤﺲ وﻋﴩﻳﻦ ﻣﺮة ﻣﻤﺎ ﻛﺎن ﻗﺒﻞ ﻋﻘﺪ ﻣﴣ .أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ ﻣﺤﺮرة اﻟﺼﺤﻴﻔﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ روزي ﺑﻮﻳﻜﻮت، ﰲ اﺳﺘﺪراﻛﻬﺎ املﻴﻠﻮدراﻣﻲ ،ﻛﺎن اﻟﺴﻜﺎﻧﻚ »أﻗﻮى ﺑﻤﻘﺪار ﺛﻼﺛني ﻣﺮة« .ﰲ إﺣﺪى املﻘﺎﻻت ِ أﺣﺎﻟﺖ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﺟﺮى اﻟﺘﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ أﻫﻤﻴﺔ ﻣﻮﺿﻮع اﻟﻔﺎﻋﻠﻴﺔ ﺑﺎﻗﺘﻀﺎب إﱃ »ﻳﻤﻜﻦ« ،ﺑﻞ اﻟﺼﺤﻴﻔﺔ إﱃ ﻣَ ﺮاﺟﻊ ﰲ ﻣﻌﺮض ذﻛﺮ أرﻗﺎﻣﻬﺎ» .ﺗﻘﻮل ﻫﻴﺌﺔ ﺧﺪﻣﺎت اﻟﻄﺐ اﻟﴩﻋﻲ إن ﰲ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﺘﺴﻌﻴﻨﻴﺎت ﺳﺘﺤﺘﻮي ﻧﺒﺎﺗﺎت ُ اﻟﻘﻨﱠﺐ ﻋﲆ ﺣﻮاﱄ ١ﰲ املﺎﺋﺔ ﻣﻦ ﺗﱰاﻫﺎﻳﺪروﻛﺎﻧﺎﺑﻴﺪﻳﻨﻮل 269
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
املﻐري ﻟﻠﻨﺸﺎط اﻟﻌﻘﲇ ،ﻟﻜﻦ ﻗﺪ ﺗﺤﺘﻮي ﻧﺒﺎﺗﺎت ُ )ﺗﻲ إﺗﺶ ﳼ( ،املﺮ ﱠﻛﺐ اﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺋﻲ ﱢ اﻟﻘﻨﱠﺐ اﻵن ﻋﲆ ﻧﺴﺒﺔ ﺗﺼﻞ إﱃ ٢٥ﰲ املﺎﺋﺔ ﻣﻨﻪ«. ﻟﻴﺲ ﻫﺬا إﻻ ﻣﺤﺾ ﺧﻴﺎل. ﻓﺒﻴﺎﻧﺎت ﻫﻴﺌﺔ ﺧﺪﻣﺎت اﻟﻄﺐ اﻟﴩﻋﻲ ﻣﺘﺎﺣﺔ أﻣﺎﻣﻲ اﻵن ،واﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻣﻦ وﻛﺎﻟﺔ املﺨﺘﱪ اﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺋﻲ اﻟﺤﻜﻮﻣﻲ ،وﺑﺮﻧﺎﻣﺞ اﻷﻣﻢ املﺘﺤﺪة ملﻜﺎﻓﺤﺔ املﺨﺪرات ،وﻣﺮﻛﺰ رﺻﺪ املﺨﺪرات وإدﻣﺎن املﺨﺪرات اﻟﺘﺎﺑﻊ ﻟﻼﺗﺤﺎد اﻷوروﺑﻲ .ﺳﺄﻃﻠﻌﻚ ﻋﲆ ﻫﺬه اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت؛ ﻷﻧﻨﻲ أﻋﺘﻘﺪ أن اﻟﻨﺎس ﻗﺎدرون ﺗﻤﺎﻣً ﺎ ﻋﲆ اﺗﺨﺎذ ﻗﺮاراﺗﻬﻢ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌ ﱠﻠﻖ ﺑﺎملﺴﺎﺋﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻷﺧﻼﻗﻴﺔ املﻬﻤﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻘﺪﱠم ﻟﻬﻢ اﻟﺤﻘﺎﺋﻖ.
ﻣﺘﻮﺳﻂ اﻟﻔﺎﻋﻠﻴﺔ )ﻧﺴﺒﺔ ﻣﺮﻛﺐ ﺗﱰاﻫﺎﻳﺪروﻛﺎﻧﺎﺑﻴﺪﻳﻨﻮل(
١٩٩٥ ١٩٩٦ ١٩٩٧ ١٩٩٨ ١٩٩٩ ٢٠٠٠ ٢٠٠١ ٢٠٠٢
٢٠ ١٨ ١٦ ١٤ ١٢ ١٠ ٨ ٦ ٤ ٢ ٠
اﻟﻌﺎم ﺳﻨﺴﻤﻴﻼ أﻋﺸﺎب ﻣﺴﺘﻮردة راﺗﻨﺞ ﺷﻜﻞ :2-14ﻣﺘﻮﺳﻂ اﻟﻔﺎﻋﻠﻴﺔ )ﻧﺴﺒﺔ ﻣﺮﻛﺐ ﺗﱰاﻫﺎﻳﺪروﻛﺎﻧﺎﺑﻴﺪﻳﻨﻮل( ملﻨﺘﺠﺎت اﻟﻘﻨﺐ اﻟﺘﻲ ﺟﺮى اﺧﺘﺒﺎرﻫﺎ ﰲ املﻤﻠﻜﺔ املﺘﺤﺪة )ﺧﺪﻣﺔ اﻟﻄﺐ اﻟﴩﻋﻲ.(٢٠٠٢–١٩٩٥ ،
270
اﻹﺣﺼﺎءات اﻟﺮدﻳﺌﺔ
ﺗﻌﻮد اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت املﺴﺘﻘﺎة ﻣﻦ وﻛﺎﻟﺔ املﺨﺘﱪ اﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺋﻲ اﻟﺤﻜﻮﻣﻲ ملﺎ ﺑني ﻋﺎﻣﻲ ١٩٧٥ و .١٩٨٩ﻳﺸﺘﻤﻞ راﺗﻨﺞ اﻟﻘﻨﺐ ﻋﲆ ﻧﺴﺒﺔ ﺗﱰاوح ﺑني ٦و ١٠ﰲ املﺎﺋﺔ ﻣﻦ ﻣﺮﻛﺐ ﺗﱰاﻫﺎﻳﺪروﻛﺎﻧﺎﺑﻴﺪﻳﻨﻮل ،وﻣﻜﻮﻧﺎت ﻋﺸﺒﻴﺔ ﺑني ٤و ٦ﰲ املﺎﺋﺔ .ﻻ ﻳﻮﺟﺪ اﺗﺠﺎه واﺿﺢ. ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﺗﺘﻮﱃ ﻫﻴﺌﺔ ﺧﺪﻣﺎت اﻟﻄﺐ اﻟﴩﻋﻲ زﻣﺎم ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻘﺪﻳﻢ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ،ﻣُﺼﺪِرة ً ﻈﻬﺮ ﺗﻐﻴريًا ﻛﺒريًا ﰲ ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ اﻟﺮاﺗﻨﺞ ،ﻓﻴﻤﺎ ﺗﺘﻀﺎﻋﻒ ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ اﻹﻧﺘﺎج أرﻗﺎﻣً ﺎ أﻛﺜﺮ ﺣﺪاﺛﺔ ،ﻻ ﺗُ ِ املﺤﲇ ﻟﻠﻘﻨﺐ اﻟﻌﺸﺒﻲ املﺰروع داﺧﻞ املﻨﺎزل ﻣﻦ ٦ﰲ املﺎﺋﺔ إﱃ ١٢أو ١٤ﰲ املﺎﺋﺔ )ﺑﻴﺎﻧﺎت اﻷﻋﻮام ٢٠٠٥–٢٠٠٣ﰲ ﺟﺪول أﺳﻔﻞ املﺮاﺟﻊ(. اﻻﺗﺠﺎه اﻟﺼﻌﻮدي ﻟﻔﺎﻋﻠﻴﺔ اﻟﻘﻨﺐ ﺗﺪرﻳﺠﻲ ،وﻫﻮ أﻣ ٌﺮ ﻏري ﻣﺪﻫﺶ ﻋﲆ اﻹﻃﻼق، وﺗﺤ ﱢﺮﻛﻪ ﺑﺼﻮرة ﻛﺒرية اﻹﺗﺎﺣﺔ املﺘﺰاﻳﺪة ملﻨﺘﺠﺎت اﻟﻘﻨﺐ اﻟﻌﺸﺒﻴﺔ املﺤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺠﺮي زراﻋﺘﻬﺎ داﺧﻞ املﻨﺎزل ﺑﺼﻮرة ﻣﻜﺜﻔﺔ. ً ﺧﻤﺴﺎ وﻋﴩﻳﻦ ﻣﺮة« ،ﺗﺬ ﱠﻛﺮ .ﻣﺮا ًرا وﺗﻜﺮا ًرا ،وﰲ اﻟﺼﻔﺤﺔ اﻷوﱃ. »أﻗﻮى ﻣﺘﻮﺳﻂ ﻣﺤﺘﻮى ﻣﺮﻛﺐ »ﺗﻲ إﺗﺶ ﳼ« ﰲ ﻣﻨﺘﺠﺎت اﻟﻘﻨﺐ اﻟﺘﻲ ﺻﻮدرت ﰲ املﻤﻠﻜﺔ املﺘﺤﺪة )ﻫﻴﺌﺔ ﺧﺪﻣﺎت اﻟﻄﺐ اﻟﴩﻋﻲ.(٢٠٠٢–١٩٩٥ ، اﻟﻌﺎم
اﻟﺴﻨﺴﻤﻴﻼ )(٪
اﻟﺮاﺗﻨﺞ )(٪
اﻷﻋﺸﺎب »اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ« املﺴﺘﻮردة )(٪
١٩٩٥
٥٫٨
ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﺑﻴﺎﻧﺎت
٣٫٩
١٩٩٦
٨
ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﺑﻴﺎﻧﺎت
٥
١٩٩٧
٩٫٤
ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﺑﻴﺎﻧﺎت
٤
١٩٩٨
١٠٫٥
٦٫١
٣٫٩
١٩٩٩
١٠٫٦
٤٫٤
٥
٢٠٠٠
١٢٫٢
٤٫٢
٨٫٥
٢٠٠١
١٢٫٣
٦٫٧
ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﺑﻴﺎﻧﺎت
٢٠٠٢
١٢٫٣
٣٫٢
ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﺑﻴﺎﻧﺎت
٢٠٠٣
١٢
٤٫٦
ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﺑﻴﺎﻧﺎت
٢٠٠٤
١٢٫٧
١٫٦
ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﺑﻴﺎﻧﺎت
٢٠٠٥
١٤٫٢
٦٫٦
ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﺑﻴﺎﻧﺎت
271
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
إذا ﻛﻨﺖ ﰲ ﻣﺰاج ﻻﻧﺘﻘﺎد أﺳﻠﻮب ﺗﻔﻜري ﺻﺤﻴﻔﺔ »ذي إﻧﺪﺑﻨﺪﻧﺖ« اﻷﺧﻼﻗﻲ واﻟﺴﻴﺎﳼ، ً ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﺗﻼﻋﺒﻬﺎ اﻟﻮاﺿﺢ وا َملﺸني ،ﻳﻤﻜﻦ اﻟﺪﻓﻊ ﺑﺄن اﻟﺰراﻋﺔ اﻟﻜﺜﻴﻔﺔ داﺧﻞ املﻨﺎزل ﻷﺣﺪ اﻟﻨﺒﺎﺗﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻨﻤﻮ ﺑﺼﻮرة راﺋﻌﺔ ﺧﺎرج املﻨﺎزل إﻧﻤﺎ ﻳﻤﺜﻞ ردﱠة ﻓﻌﻞ ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﻘﻨﺐ ﻋﲆ ﻋﺪم ﻣﴩوﻋﻴﺔ زراﻋﺔ املﻨﺘﺞ ﻧﻔﺴﻬﺎ .ﻓﻤﻦ اﻟﺨﻄﺮ اﺳﺘرياد اﻟﻘﻨﺐ ﺑﻜﻤﻴﺎت ﻛﺒرية .وﻣﻦ ً ﻣﺘﻠﺒﺴﺎ ﺑﺰراﻋﺔ ﺣﻘﻞ ﻛﺎﻣﻞ ﻣﻨﻪ؛ ﻟﺬا ﻳﺼﺒﺢ أﻛﺜ َﺮ اﻟﺨﻄﺮ إﻟﻘﺎء اﻟﻘﺒﺾ ﻋﲆ أﺣﺪ اﻷﺷﺨﺎص ُ ً زراﻋﺔ اﻟﻘﻨﺐ ﺑﻜﺜﺎﻓﺔ داﺧﻞ املﻨﺎزل ،ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻋﻘﺎرﻳﺔ ﺑﺎﻫﻈﺔ ،وإن ﻛﺎن ﻣﻨﻄﻘﻴﺔ ﻣﺨﺪر أﻛﺜﺮ ﺗﺮﻛﻴ ًﺰا .ﻓﺎملﺨﺪرات اﻷﻛﺜﺮ ﺗﺮﻛﻴ ًﺰا ،ﻋﲆ أي ﺣﺎل ،ﺗﻌﺘﱪ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﻹﻧﺘﺎج ٍ ﻟﻌﺪم ﻣﴩوﻋﻴﺔ إﻧﺘﺎﺟﻬﺎ .ﻓﻼ ﻳﻤﻜﻦ ﴍاء أوراق اﻟﻜﺎﻛﺎو ﰲ ﺑﻴﻜﺎم ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﴍاء ﻛﻮﻛﺎﻳني. ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﺗﻮﺟﺪ ﻣﻨﺘﺠﺎت ُﻗﻨﱠﺐ ذات ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ اﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﰲ ﺑﻌﺾ أﺟﺰاء اﻟﺴﻮق اﻟﱪﻳﻄﺎﻧﻴﺔ اﻟﻴﻮم ،ﻟﻜﻦ ﻫﻜﺬا ﻛﺎن اﻷﻣﺮ دوﻣً ﺎ .وﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﲆ رﻗﻤﻬﺎ املﺜري ﻟﻠﺬﻋﺮ ،ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﻮﺳﻊ ﺻﺤﻴﻔﺔ »ذي إﻧﺪﺑﻨﺪﻧﺖ« إﻻ ﻣﻘﺎرﻧﺔ »أﺳﻮأ« أﻧﻮاع ُ اﻟﻘﻨﱠﺐ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗُﻨﺘﺞ ﰲ املﺎﴈ ﻣﻊ »أﻓﻀﻞ« اﻷﻧﻮاع اﻟﺘﻲ ﺗُﻨﺘﺞ اﻟﻴﻮم .ﻣﻦ اﻟﻌﺒﺚ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﴚء ﻛﻬﺬا ،وﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﱃ ذﻟﻚ ﻛﺎن ﻳﻤﻜﻦ ﻓﱪﻛﺔ اﻟﻜﺘﺐ ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﺛﻼﺛني ﻋﺎﻣً ﺎ إذا َ ﻛﻨﺖ ﺗﺮﻏﺐ ﰲ ذﻟﻚ؛ ﻓﺄرﻗﺎم اﻟﻌﻴﻨﺎت اﻟﻔﺮدﻳﺔ ﻣﺘﺎﺣﺔ ،وﰲ ﻋﺎم ١٩٧٥ﻛﺎن أﻗﻞ ﻧﻮع ﻣﻦ أﻧﻮاع اﻟﻘﻨﺐ اﻟﻌﺸﺒﻲ اﻟﺬي ﺟﺮى ﺗﺤﻠﻴﻠﻪ ﻳﺤﺘﻮي ﻋﲆ ﻣﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﲆ ٠٫٢ﰲ املﺎﺋﺔ ﻣﻦ »ﺗﻲ إﺗﺶ ﳼ« ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﰲ ﻋﺎم ً ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ ﺗﺒﻠﻎ ١٢ﰲ املﺎﺋﺔ. ١٩٧٨ﻛﺎﻧﺖ ﻧﺴﺒﺔ »ﺗﻲ إﺗﺶ ﳼ« ﰲ أﻛﺜﺮ أﻧﻮاع اﻟﻘﻨﺐ اﻟﻌﺸﺒﻲ وﺑﻤﻮﺟﺐ ﻫﺬه اﻷرﻗﺎم ،ﻳﻜﻮن اﻟﻘﻨﺐ اﻟﻌﺸﺒﻲ ﰲ ﻏﻀﻮن ﺛﻼث ﺳﻨﻮات ﻓﻘﻂ ﻗﺪ ﺻﺎر »أﻛﺜﺮ ً ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ ﺑﻤﻘﺪار ﺳﺘني ﻣﺮة«. وﻫﺬا اﻟﺬﻋﺮ ﻟﻴﺲ ﺟﺪﻳﺪًا؛ ﻓﻔﻲ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻨﻴﺎت ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﴩﻳﻦ ،ﺧﻼل »ﺣﺮب« روﻧﺎﻟﺪ رﻳﺠﺎن »ﻋﲆ املﺨﺪرات« وﺣﻤﻠﺔ زاﻣﻮ »ﻓﻘﻂ ﻗﻞ ﻻ« ﰲ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﺣﻠﻘﺎت »ﺟﺮاﻧﺞ ﻫﻴﻞ« ،ﻛﺎن اﻟﻨﺎﺷﻄﻮن اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﻮن ﰲ ﻣﺠﺎل اﻟﺤﻤﻼت ﻳﺰﻋﻤﻮن أن اﻟﻘﻨﺐ أﻛﺜﺮ ً ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ ﺑﻤﻘﺪار أرﺑﻊ ﻋﴩة ﻣﺮة ﻣﻤﺎ ﻛﺎن ﻋﻠﻴﻪ ﰲ ﻋﺎم .١٩٧٠وﻫﺬا ﻳﺪﻓﻌﻨﺎ ﻟﻠﺘﻔﻜري ﰲ أﻧﻪ إذا ﻛﺎن أﻗﻮى ﺑﺄرﺑﻊ ﻋﴩة ﻣﺮة ﰲ ﻋﺎم ١٩٨٦ﻣﻤﱠ ﺎ ﻛﺎن ﻋﻠﻴﻪ ﰲ ﻋﺎم ،١٩٧٠وأﻧﻪ أﻗﻮى ً ﺧﻤﺴﺎ وﻋﴩﻳﻦ ﻣﺮة اﻟﻴﻮم ﻣﻤﱠ ﺎ ﻛﺎن ﻋﻠﻴﻪ ﰲ ﺑﺪاﻳﺔ ﺗﺴﻌﻴﻨﻴﺎت اﻟﻘﺮن اﻟﻌﴩﻳﻦ ،ﻓﻬﻞ ﻳﻌﻨﻲ ذﻟﻚ أﻧﻪ أﻗﻮى اﻵن ﺑﻤﻘﺪار ٣٥٠ﻣﺮة ﻣﻤﺎ ﻛﺎن ﻋﻠﻴﻪ ﰲ ﻋﺎم١٩٧٠؟ ﻻ ﻳﻤﺜﱢﻞ ﻫﺬا ﺣﺘﻰ ﻗﻄﻌﺔ ﻛﺮﻳﺴﺘﺎل ﰲ أ َ ِﺻﻴﺺ ﻧﺒﺎت .ﻫﺬا ﻣﺴﺘﺤﻴﻞ؛ ﻓﻤﺜﻞ ﻫﺬا اﻟﻘﺪر ﻣﻦ اﻟﻔﺎﻋﻠﻴﺔ ﻛﺎن ﻳﺘﻄ ﱠﻠﺐ وﺟﻮد ﻛﻤﻴﺔ أﻛﱪ ﻣﻦ »ﺗﻲ إﺗﺶ ﳼ« ﰲ اﻟﻨﺒﺎت ﻣﻦ اﻟﺤﺠﻢ 272
اﻹﺣﺼﺎءات اﻟﺮدﻳﺌﺔ
اﻹﺟﻤﺎﱄ ﻟﻠﺤﻴﺰ اﻟﺬي ﻳﺸﻐﻠﻪ اﻟﻨﺒﺎت ﻧﻔﺴﻪ .ﻛﻤﺎ ﻛﺎن ﻳﺘﻄ ﱠﻠﺐ ﺗﻜﺜﻴﻒ املﺎدة ﰲ ﺻﻮرة ﺑﻼزﻣﺎ ﺟﻠﻮوﻧﺎت ﻛﻮارﻛﺎت ﺷﺪﻳﺪة اﻟﻜﺜﺎﻓﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﻨﺐ .ﺑﺎهلل ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻻ ﻳﺨﱪ أﺣ ٌﺪ ﺻﺤﻴﻔﺔ »ذي إﻧﺪﺑﻨﺪﻧﺖ« أن ﺷﻴﺌًﺎ ﻛﻬﺬا ﻣﻤﻜﻦ. ) (3اﻟﻜﻮﻛﺎﻳني ﻳﻐﻤﺮ املﻼﻋﺐ املﺪرﺳﻴﺔ ً ﺗﺸﻮﻳﻘﺎ ،ﻣﻦ ﺧﻼل ﻧﺤﻦ اﻵن ﺟﺎﻫﺰون ﻟﻼﻧﺘﻘﺎل إﱃ ﺑﻌﺾ املﻮﺿﻮﻋﺎت اﻹﺣﺼﺎﺋﻴﺔ اﻷﻛﺜﺮ ﻗﺼﺔ ﻣﻦ ﻣﺠﺎل ﻳﺘﺴﻢ ﺑﺎملﺸﺎﻋﺮ اﻟﻔﻴﺎﺿﺔ ،وﻫﻮ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﻣﻘﺎل ﰲ ﺻﺤﻴﻔﺔ »ذا ﺗﺎﻳﻤﺰ« ﻧُﴩ ﰲ ﻣﺎرس ٢٠٠٦ﺑﻌﻨﻮان» :اﻟﻜﻮﻛﺎﻳني ﻳﻐﻤﺮ املﻼﻋﺐ املﺪرﺳﻴﺔ« .وﻛﺎن اﻟﻌﻨﻮان اﻟﻔﺮﻋﻲ ﻟﻠﻤﻘﺎل ﻳﻘﻮل» :اﺳﺘﺨﺪام اﻷﻃﻔﺎل ﻋﻼﺟﺎت اﻹدﻣﺎن ﻳﺘﻀﺎﻋﻒ ﺧﻼل ﻋﺎم «.ﻫﻞ ﻛﺎن ذﻟﻚ ﺻﺤﻴﺤً ﺎ؟ َ ﻗﺮأت اﻟﺒﻴﺎن اﻟﺼﺤﻔﻲ ﻟﻼﺳﺘﻄﻼع اﻟﺤﻜﻮﻣﻲ اﻟﺬي ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻘﺼﺔ ،ﺗﺠﺪ أﻧﻪ إذا ﻳﺸري إﱃ »ﻋﺪم وﺟﻮد أي ﺗﻐﻴري ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ ﰲ أﻧﻤﺎط اﺳﺘﺨﺪام اﻷدوﻳﺔ ،أو ﴍب اﻟﻜﺤﻮﻟﻴﺎت ،أو ﱠ وﻳﺘﻠﻘﻰ اﻟﺼﺤﻔﻴﻮن اﻟﺘﺪﺧني ﻣﻨﺬ ﻋﺎم «.٢٠٠٠ﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ذﻟﻚ إﻻ ﺑﻴﺎﻧًﺎ ﺻﺤﻔﻴٍّﺎ ﺣﻜﻮﻣﻴٍّﺎ، املﺎل ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺗﻘﴢ اﻷﻣﻮر؛ ﻓﺮﺑﻤﺎ ﻛﺎن اﻟﺒﻴﺎن اﻟﺼﺤﻔﻲ ﻳﺨﻔﻲ ﺷﻴﺌًﺎ ،ﻟﻠﺘﻐﻄﻴﺔ ﻋﲆ إﺧﻔﺎﻗﺎت َ ﻧﴩت ﺻﺤﻴﻔﺔ »ذا ﺗﻠﻴﺠﺮاف« ً ْ ﻗﺼﺔ »ﺗﻀﺎﻋﻒ ﺗﻌﺎﻃﻲ أﻳﻀﺎ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﰲ ﻣﺠﺎﻻت أﺧﺮى. ْ ﻓﻌﻠﺖ ﺻﺤﻴﻔﺔ »ﻣريور« .ﻫﻞ وﺟﺪ اﻟﺼﺤﻔﻴﻮن اﻟﺨﱪ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﺨﻔﻴٍّﺎ اﻟﻜﻮﻛﺎﻳني« ،وﻫﻜﺬا داﺧﻞ اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ؟ ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﺤﻤﻴﻞ اﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻣﻦ اﻹﻧﱰﻧﺖ ،وﻫﻲ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ اﺳﺘﻄﻼع ﻳﺸﻤﻞ ٩آﻻف ﻃﻔﻞ ،ﺑني أﺣﺪ ﻋﴩ وﺧﻤﺴﺔ ﻋﴩ ﻋﺎﻣً ﺎ ،ﰲ ٣٠٥ﻣﺪارس .أﺷﺎر املﻠﺨﺺ اﻟﺬي ﻳﺄﺗﻲ ﰲ ﺛﻼث ﺻﻔﺤﺎت ،ﻣﺮة أﺧﺮى ،إﱃ ﻋﺪم وﺟﻮد أي ﺗﻐﻴري ﰲ اﻧﺘﺸﺎر اﺳﺘﺨﺪام املﻮاد املﺨﺪرة. َ ﻗﺮأت اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ،ﻓﺴﺘﺠﺪ ﺟﺪاول ﺑﻴﺎﻧﺎت أوﻟﻴﺔ .ﻋﻨﺪ ﺳﺆال اﻷﻃﻔﺎل ﻋﻤﺎ إذا وإذا ٌ ﻛﺎﻧﻮا ﻗﺪ ﺗﻌﺎ َ ﻧﺴﺒﺔ ﺑﻠﻐﺖ ١ﰲ املﺎﺋﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﻨﻌﻢ ﰲ ﻃﻮا اﻟﻜﻮﻛﺎﻳني ﰲ اﻟﻌﺎم املﺎﴈ ،أﺟﺎﺑﺖ ،٢٠٠٤وﻧﺴﺒﺔ ﺑﻠﻐﺖ ٢ﰲ املﺎﺋﺔ ﺑﻨﻌﻢ ﰲ .٢٠٠٥ إذن ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺼﺤﻒ ﻋﲆ ﺣﻖ :ﺗﻀﺎﻋﻒ ﻣﻌﺪل اﻟﺘﻌﺎﻃﻲ! ﻻ .ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺟﻤﻴﻊ اﻷرﻗﺎم اﻟﺘﻲ ُﻗﺪ ْ ﱢﻣﺖ ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ إﻣﺎ ١ﰲ املﺎﺋﺔ أو ٢ﰲ املﺎﺋﺔ ،وﺟﺮى ﺗﻘﺮﻳﺒﻬﺎ ﺟﻤﻴﻌً ﺎ إﱃ ﻗﻴﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ. ﻳﻘﺪﱢم املﻮﻇﻔﻮن اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﻮن ﻣﺴﺎﻋﺪة ﻫﺎﺋﻠﺔ ﻋﻨﺪ ﻣُﻬﺎﺗﻔﺘﻬﻢ .ﻛﺎﻧﺖ اﻷرﻗﺎم اﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ١٫٤ﰲ املﺎﺋﺔ ﰲ ﻋﺎم ،٢٠٠٤و ١٫٩ﰲ املﺎﺋﺔ ﰲ ﻋﺎم ،٢٠٠٥وﻟﻴﺲ ١أو ٢ﰲ املﺎﺋﺔ .إذن ،ﻟﻢ 273
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ﻳﺘﻀﺎﻋﻒ ﺗﻌﺎﻃﻲ اﻟﻜﻮﻛﺎﻳني ﻋﲆ اﻹﻃﻼق .ﻟﻜﻦ ﻛﺎن اﻟﻨﺎس ﻻ ﻳﺰاﻟﻮن ﻣﺘﺤﻤﺴني ﻟﻠﺪﻓﺎع ﻋﻦ ﻫﺬه اﻟﻘﺼﺔ :ﻟﻘﺪ زاد ﺗﻌﺎﻃﻲ اﻟﻜﻮﻛﺎﻳني ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﳾء ،أﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ؟ ﻻ .ﻣﺎ ﻟﺪﻳﻨﺎ اﻵن ﻫﻮ زﻳﺎدة ﻧﺴﺒﻴﺔ ﻟﻠﺨﻄﺮ ﺗﺒﻠﻎ ٣٥٫٧ﰲ املﺎﺋﺔ ،أو زﻳﺎدة ﻣﻄﻠﻘﺔ ﻟﻠﺨﻄﺮ ﺗﺒﻠﻎ ٠٫٥ﰲ املﺎﺋﺔ .وﺑﺎﺳﺘﺨﺪام اﻷرﻗﺎم اﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ،ﻣﻦ ﺑني ٩آﻻف ﻃﻔﻞ ،ﻳﻮﺟﺪ ﻟﺪﻳﻨﺎ زﻳﺎدة ﻗﺪرﻫﺎ ﺣﻮاﱄ ﺧﻤﺴﺔ وأرﺑﻌني ً ﻃﻔﻼ ﰲ ﻋﺪد اﻷﻃﻔﺎل اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺠﻴﺒﻮن ﺑﻨﻌﻢ ﻋﲆ ﺳﺆال َ ﺗﻌﺎﻃﻴﺖ اﻟﻜﻮﻛﺎﻳني اﻟﻌﺎم املﺎﴈ؟« »ﻫﻞ ﰲ ﻇﻞ زﻳﺎدة ﺻﻐرية ﻛﻬﺬه ،ﻳﺠﺐ أن ﻳﺘﺴﺎءل املﺮء :ﻫﻞ ﻫﺬه اﻟﺰﻳﺎدة ُ ذات دﻻﻟﺔ ِ وأﺗﺖ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﺑﻨﻌﻢ ،ﻫﻲ ﻛﺬﻟﻚ ،ﻣﻦ ﺣﻴﺚ إﻧﻚ إﺣﺼﺎﺋﻴٍّﺎ؟ ﻟﻘﺪ أُﺟﺮﻳﺖ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺤﺴﺎﺑﻴﺔ، ﺗﺤﺼﻞ ﻋﲆ ﻗﻴﻤﺔ اﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ أﻗﻞ ﻣﻦ .٠٫٠٥ﻣﺎذا ﻳﻌﻨﻲ ﺗﻌﺒري »ذو دﻻﻟﺔ إﺣﺼﺎﺋﻴٍّﺎ«؟ ﻻ َ ﺣﺼﻠﺖ ﻳﺸري ﻫﺬا اﻟﺘﻌﺒري إﻻ إﱃ إﺣﺪى ﻃﺮق اﻟﺘﻌﺒري ﻋﻦ اﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ أن ﺗﻜﻮن اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ اﻟﺘﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺗﺮﺟﻊ إﱃ املﺼﺎدﻓﺔ املﺤﻀﺔ .ﻓﻔﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن ،رﺑﻤﺎ ﺗﺤﺼﻞ ﻋﲆ »ﺻﻮرة« ﻋﻨﺪ إﻟﻘﺎء ﻋُ ﻤﻠﺔ ﺧﻤﺲ ﻣﺮات ﻣﺘﺘﺎﻟﻴﺔ ،ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام ﻋُ ﻤﻠﺔ ﻋﺎدﻳﺔ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ ،ﺧﺎﺻﺔ إذا ﻇﻞ إﻟﻘﺎء اﻟﻌُ ﻤﻠﺔ ً ً دورﻗﺎ ﺑﻪ ٩٨٠ﺑﻠﻴﺔ زرﻗﺎء ،وﻋﴩﻳﻦ ﺑﻠﻴﺔ ﺣﻤﺮاء، ﻃﻮﻳﻼ ﺑﻤﺎ ﻳﻜﻔﻲ .ﺗﺼﻮﱠر ﻳﺠﺮي وﻗﺘًﺎ ﻣﺨﺘﻠﻄﺔ ﺟﻤﻴﻌً ﺎ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺑﺒﻌﺾ .ﺑني اﻟﺤني واﻵﺧﺮ — وإن ﻛﺎن ذﻟﻚ ﻳﺤﺪث ﻧﺎد ًرا — ﻋﻨﺪ اﻟﺘﻘﺎط ﺑﻠﻴﺔ ﻣﻊ ﺗﻌﺼﻴﺐ اﻟﻌﻴﻨني ،رﺑﻤﺎ ﺗﺴﺤﺐ ﺛﻼث ﺑﻠﻴﺎت ﺣﻤﺮاء ﻣﺘﺘﺎﻟﻴﺔ ،ﻓﻘﻂ ﺑﻤﺤﺾ املﺼﺎدﻓﺔ .ﺗﺒﻠﻎ اﻟﻘﻴﻤﺔ اﻟﻔﺎﺻﻠﺔ املﻌﻴﺎرﻳﺔ ﻟﻠﺪﻻﻟﺔ اﻹﺣﺼﺎﺋﻴﺔ ﻗﻴﻤﺔ اﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ﺗﺴﺎوي ،٠٫٠٥ َ أﺟﺮﻳﺖ ﻫﺬه اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻣﺎﺋﺔ ﻣﺮة ،ﻓﺴﺄﺗﻮﻗﻊ أن وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳُﻌﺪ ﻣﺠﺮد ﻃﺮﻳﻘﺔ أﺧﺮى ﻟﻘﻮل» :إذا أﺣﺼﻞ ﻋﲆ ﺧﻤﺲ ﻧﺘﺎﺋﺞ إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻏري ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﰲ ﺧﻤﺲ ﺣﺎﻻت ،ﻓﻘﻂ ﺑﻤﺤﺾ املﺼﺎدﻓﺔ«. ﺑﺎﻟﻌﻮدة ﻣﺮة أﺧﺮى إﱃ ﻣﺜﺎﻟﻨﺎ اﻟﻮاﻗﻌﻲ ﻟﻸﻃﻔﺎل ﰲ املﻠﻌﺐ ،دﻋﻨﺎ ﻧﺘﺨﻴﻞ ﻋﺪم وﺟﻮد أي ﱠ ﺗﺘﺤﺼﻞ ﻋﲆ ﻓﺮق ﰲ ﺗﻌﺎﻃﻲ اﻟﻜﻮﻛﺎﻳني ،ﻟﻜﻦ ﻣﻊ إﺟﺮاء اﻻﺳﺘﻄﻼع ﻧﻔﺴﻪ ﻣﺎﺋﺔ ﻣﺮة ،رﺑﻤﺎ ﻓﺮق ﻣﺜﻞ اﻟﻔﺮق اﻟﺬي رأﻳﻨﺎه ﻫﻨﺎ ،ﻓﻘﻂ ﺑﻤﺤﺾ املﺼﺎدﻓﺔ ،ﻓﻘﻂ ﻷﻧﻪ ﺗﺼﺎدف ﻋﺸﻮاﺋﻴٍّﺎ أﻧﻚ ً ً َ ﻛﻤﻴﺔ أﻛﱪ ﻣﻦ اﻟﻜﻮﻛﺎﻳني ﰲ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ .ﻟﻜﻦ ﺗﺘﻮﻗﻊ أﻃﻔﺎﻻ أﻛﺜﺮ ﻛﺎﻧﻮا ﻗﺪ ﺗﻨﺎوﻟﻮا اﻧﺘﻘﻴﺖ أن ﻳﺤﺪث ﻫﺬا أﻗﻞ ﻣﻦ ﺧﻤﺲ ﻣﺮات ﻣﻦ ﺑني املﺎﺋﺔ ﻣﺮة اﻟﺘﻲ أﺟﺮﻳﺖ ﻓﻴﻬﺎ اﻻﺳﺘﻄﻼع. وﻫﻜﺬا ﺗﻜﻮن ﻟﺪﻳﻨﺎ زﻳﺎدة ﰲ ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺨﻄﻮرة ﺗﺒﻠﻎ ٣٥٫٧ﰲ املﺎﺋﺔ ،وﻫﻲ ﻗﻴﻤﺔ ﺗﺒﺪو ﰲ ﻇﺎﻫﺮﻫﺎ ذات دﻻﻟﺔ إﺣﺼﺎﺋﻴٍّﺎ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻻ ﺗﺰال ﻗﻴﻤﺔ ﻣﻨﻌﺰﻟﺔ .وﻹﺟﺮاء ﻋﻤﻠﻴﺔ »ﺗﻨﻘﻴﺐ ﻋﻦ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت« ،ﻳُﻌﺘﱪ اﺳﺘﺨﻼص اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ﻣﻦ ﺳﻴﺎﻗﻬﺎ ﰲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻮاﻗﻌﻲ ،واﻟﻘﻮل ﺑﺄﻧﻬﺎ ذات ً ﻣﻀﻠﻼ .ﻓﺎﻻﺧﺘﺒﺎر اﻹﺣﺼﺎﺋﻲ ﻟﻸﻫﻤﻴﺔ ﻳﻔﱰض أن ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت دﻻﻟﺔ إﺣﺼﺎﺋﻴﺔ ،أﻣ ًﺮا املﺮﺟﻌﻴﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ،ﻟﻜﻦ ﻫﻨﺎ »ﺗﺘﺠﻤﱠ ﻊ« اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻳﻘﻮل اﻹﺣﺼﺎﺋﻴﻮن .ﻫﺬه ﻟﻴﺴﺖ 274
اﻹﺣﺼﺎءات اﻟﺮدﻳﺌﺔ
ً أﻃﻔﺎﻻ ﺣﻘﻴﻘﻴني ،ﰲ ٣٠٥ﻣﺪارس .ﻳﺨﺮﺟﻮن ﻣﻌً ﺎ ،وﻳﻘ ﱢﻠﺪ ﺑﻴﺎﻧﺎت ﻣﺮﺟﻌﻴﺔ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﻤﺜﱢﻞ ً ﺑﻌﻀﺎ ،وﻳﺸﱰون املﺨﺪرات أﺣﺪﻫﻢ ﻣﻦ اﻵﺧﺮ ،وﻫﻨﺎك ﻧﻮﺑﺎت ﺟﻨﻮن ،وأﻣﺮاض، ﺑﻌﻀﻬﻢ وﺗﻔﺎﻋﻼت اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ. ﱢ ً ﻛﺎن ﻣﻦ املﻤﻜﻦ أن ﺗﻤﺜﻞ اﻟﺰﻳﺎدة املﺘﻤﺜﻠﺔ ﰲ ﺗﻨﺎول ﺧﻤﺴﺔ وأرﺑﻌني ﻃﻔﻼ ﻟﻠﻜﻮﻛﺎﻳني وﺑﺎءً ﺟﻤﺎﻋﻴٍّﺎ ﻟﺘﻌﺎﻃﻲ اﻟﻜﻮﻛﺎﻳني ﰲ ﻣﺪرﺳﺔ واﺣﺪة ،أو ﺑﻀﻊ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت ﻣﺆ ﱠﻟﻔﺔ ﻣﻦ ﻋﴩات ﱠ ﻣﺼﻐﺮ ،ﰲ ﺣﻔﻨﺔ ﻣﻦ املﺪارس .أو اﻷﻃﻔﺎل ﰲ ﺑﻀﻊ ﻣﺪارس ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ،أو أوﺑﺌﺔ ﻋﲆ ﻧﻄﺎق ً ﻃﻔﻼ ﻳﺠﻠﺒﻮن وﻳﺴﺘﻬﻠﻜﻮن اﻟﻜﻮﻛﺎﻳني ﺑﻤﻌﺰل ﻋﻦ أﺻﺪﻗﺎﺋﻬﻢ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﺧﻤﺴﺔ وأرﺑﻌﻮن ﻳﺒﺪو أﻣ ًﺮا ﻏري ﻣﺤﺘﻤﻞ إﱃ ﺣ ﱟﺪ ﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱄ ﱠ. ً دﻻﻟﺔ إﺣﺼﺎﺋﻴٍّﺎ ﻛﺜريًا .ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺰﻳﺎدة إن ﻫﺬا ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ أن ﻳﺠﻌﻞ زﻳﺎدﺗﻨﺎ أﻗﻞ اﻟﺼﻐرية اﻟﺒﺎﻟﻐﺔ ٠٫٥ﰲ املﺎﺋﺔ ذات دﻻﻟﺔ إﺣﺼﺎﺋﻴﺔ؛ ﻷﻧﻬﺎ ﺟﺎءت ﻣﻦ ﻋﻴﻨﺔ ﻛﺒرية ﺑﻠﻐﺖ ٩ آﻻف وﺣﺪة ﺑﻴﺎﻧﺎت — ﻣﺜﻞ إﻟﻘﺎء ﻋُ ﻤﻠﺔ ﻣﻌﺪﻧﻴﺔ ٩آﻻف ﻣﺮة — وﻟﻌﻞ اﻟﴚء اﻟﺬي ﻳﻌﺮﻓﻪ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ ﺑﺸﺄن ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﺪراﺳﺎت ،أن اﻟﻌﻴﱢﻨﺎت اﻷﻛﱪ ﺣﺠﻤً ﺎ ﺗﻌﻨﻲ أن اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ً دﻻﻟﺔ إﺣﺼﺎﺋﻴٍّﺎ .ﻟﻜﻦ إذا ﻟﻢ ﺗﻜﻦ وﺣﺪات اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت املﺮﺟﻌﻴﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ،إذن رﺑﻤﺎ ﺗﻜﻮن أﻛﺜﺮ ﻳﺠﺐ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﺎ ،ﻣﻦ ﺑﻌﺾ اﻟﺠﻮاﻧﺐ ،ﻛﻌﻴﻨﺔ أﺻﻐﺮ ،ﺑﺤﻴﺚ ﺗﺼري اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ أﻗﻞ دﻻﻟﺔ إﺣﺼﺎﺋﻴٍّﺎ .وﻣﺜﻠﻤﺎ ﻳﻘﻮل اﻹﺣﺼﺎﺋﻴﻮن ،ﻳﺠﺐ »ﺿﺒﻂ ﻗﻴﻤﺔ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ﻟﺘﺄﺧﺬ ﰲ اﻻﻋﺘﺒﺎر ﺗﻜﺘﱡﻞ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت «.وﻳﺠﺮي ﻫﺬا ﻣﻦ ﺧﻼل إﺟﺮاء ﻋﻤﻠﻴﺎت ﺣﺴﺎﺑﻴﺔ ﰲ ﻏﺎﻳﺔ املﻬﺎرة ﺗﺆﻟﻢ رءوس اﻟﺠﻤﻴﻊ .ﻛﻞ ﻣﺎ ﺗﺤﺘﺎج إﱃ ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ ﻫﻮ أن أﺳﺒﺎب »ﺿﺒﻂ ﻗﻴﻤﺔ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ﻟﺘﺄﺧﺬ ﰲ اﻻﻋﺘﺒﺎر ﺗﻜﺘﱡﻞ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت« ﺟﻠﻴﺔ ،وواﺿﺤﺔ ،وﺳﻬﻠﺔ ،ﻣﺜﻠﻤﺎ رأﻳﻨﺎ ﺗﻮٍّا )ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻫﻮ اﻟﺤﺎل ﻣﻊ ﻛﺜري ﻣﻦ اﻷدوات ،ﺗُﻌﺘﱪ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺘﻰ ﻳﺠﺐ اﺳﺘﺨﺪام أداة إﺣﺼﺎﺋﻴﺔ ﻣﺎ ﻣﻬﺎر ًة ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ وﻋﲆ ﻧﻔﺲ اﻟﻘﺪْر ﻣﻦ اﻷﻫﻤﻴﺔ ﻟﻔﻬﻢ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺑﻨﺎء ﻣﺜﻞ ﻫﺬه املﻬﺎرة( .ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺠﺮي »ﺿﺒﻂ ﻗﻴﻤﺔ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ﻟﺘﺄﺧﺬ ﰲ اﻻﻋﺘﺒﺎر ﺗﻜﺘﱡﻞ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت« ،إﻧﻤﺎ ﺗُﻘﻠﺺ ﺑﺼﻮرة ﻫﺎﺋﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺪﻻﻟﺔ ْ اﻧﺨﻔﻀﺖ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ اﻹﺣﺼﺎﺋﻴﺔ ﻟﻠﻨﺘﺎﺋﺞ .ﻫﻞ ﺳﺘﺴﺘﻤﺮ اﻟﺰﻳﺎدة ﰲ ﺗﻌﺎﻃﻲ اﻟﻜﻮﻛﺎﻳني ،اﻟﺘﻲ ﱢ »اﻟﻀﻌْ ﻒ« إﱃ » «٣٥٫٧ﰲ املﺎﺋﺔ؟ ﻣﻦ ﻻ؛ ﻷن ﺛﻤﺔ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻧﻬﺎﺋﻴﺔ ﻣﻊ ﻫﺬه اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت؛ ﻫﻨﺎك اﻟﻜﺜري ﺟﺪٍّا ﻣﻨﻬﺎ ﻟﻼﻧﺘﻘﺎء ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ. ﻓﻬﻨﺎك اﻟﻌﴩات ﻣﻦ وﺣﺪات اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ﰲ اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ،ﺣﻮل املﺬﻳﺒﺎت ،واﻟﺴﺠﺎﺋﺮ ،واﻟﻜﻴﺘﺎﻣني، واﻟﻘﻨﺐ ،إﻟﺦ .وﻣﻦ املﻤﺎرﺳﺎت املﺘﻌﺎرف ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ ﻣﺠﺎل اﻟﺒﺤﻮث أﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﻌﱰف ﺑﺄن اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ذات دﻻﻟﺔ إﺣﺼﺎﺋﻴﺔ إﻻ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻬﺎ ﻗﻴﻤﺔ اﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ﺗﺒﻠﻎ ٠٫٠٥أو أﻗﻞ .ﻟﻜﻦ ﻣﺜﻠﻤﺎ ذﻛﺮﻧﺎ، ٍ ٌ ﺧﻤﺲ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺗُﺠﺮﻳﻬﺎ ،ﺳﺘﺴﻔﺮ ﻓﺈن ﻗﻴﻤﺔ اﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ﺗﺒﻠﻎ ٠٫٠٥ﺗﻌﻨﻲ أﻧﻪ ﻟﻜﻞ ﻣﺎﺋﺔ ﻋﻤﻠﻴ ِﺔ 275
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﺑﺎملﺼﺎدﻓﺔ اﻟﺒﺤﺘﺔ ﻓﻘﻂ .ﻣﻦ ﺧﻼل ﻫﺬا اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ،ﻛﺎن ﻳﻤﻜﻦ ﻋﻘﺪ ُ ﺑﻌﻀﻬﺎ زﻳﺎدات ﰲ اﻟﺘﻌﺎﻃﻲ ،ﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺧﻼل املﺼﺎدﻓﺔ ﻋﴩات املﻘﺎرﻧﺎت ،وﻛﺎن ﺳﻴُﻈﻬﺮ اﻟﺒﺤﺘﺔ ﻓﻘﻂ ،ورﺑﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ إﺣﺼﺎﺋﻴﺔ ﺗﻌﺎﻃﻲ اﻟﻜﻮﻛﺎﻳني إﺣﺪاﻫﺎ .إذا ﺟﺮى إﻟﻘﺎء زوج ﻣﻦ اﻟﻨﺮد ﻋﺪد ﻣﺮات ٍ ﻛﺎف ،ﻓﺴﻴﻈﻬﺮ ﻟﻚ رﻗﻢ ﺳﺘﺔ ﰲ ﻛﻼ اﻟﻨﺮدﻳﻦ ﺛﻼث ﻣﺮات ﻣﺘﺘﺎﻟﻴﺔ ﰲ ﻛﺜري ﻣﻦ املﺮات .ﻟﻬﺬا اﻟﺴﺒﺐ ﻳُﺠﺮي اﻹﺣﺼﺎﺋﻴﻮن ﻋﻤﻠﻴﺔ »ﺿﺒﻂ ﻗﻴﻤﺔ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ﻟﺘﺄﺧﺬ ﰲ اﻻﻋﺘﺒﺎر ﻣﻘﺎرﻧﺎت ﻣﺘﻌﺪدة«؛ أي ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺿﺒﻂ ﻗﻴﻤﺔ »إﻟﻘﺎء ﻗﻄﻊ اﻟﻨﺮد« ﻣﺮات ﻛﺜرية .ﺗﻌﺘﱪ ﻫﺬه اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ،ﻣﺜﻞ ﺿﺒﻂ ﻗﻴﻤﺔ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ﻟﺘﺄﺧﺬ ﰲ اﻻﻋﺘﺒﺎر ﺗﻜﺘﻞ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ،ﺷﺪﻳﺪ َة اﻟﻘﺴﻮة ﻋﲆ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ،وﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﺎ ﺗﻘ ﱢﻠﺺ ﻋﲆ ﻧﺤﻮ ﺑﺎﻟﻎ ﻣﻦ أﻫﻤﻴﺔ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ. ﺗُﻌﺘﱪ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻧﺘﻘﺎء اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺧﻄرية … ﻛﺎن ﺑﺎﻹﻣﻜﺎن اﻟﻘﻮل — ﰲ ﻇﻞ ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﻘﻴﻤﺔ اﻻﺳﻤﻴﺔ ،دون ﻣﻌﺮﻓﺔ أي ﳾء ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻋﻤﻞ اﻹﺣﺼﺎءات — إن ﻫﺬا اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ اﻟﺤﻜﻮﻣﻲ أﻇﻬﺮ زﻳﺎد ًة ﻛﺒرية ﺗﺼﻞ إﱃ ٣٥٫٧ﰲ املﺎﺋﺔ ﰲ ﺗﻌﺎﻃﻲ اﻟﻜﻮﻛﺎﻳني .ﻟﻜﻦ ﺧﱪاء اﻹﺣﺼﺎء اﻟﺬﻳﻦ ﻗﺎﻣﻮا ﺑﺘﺠﻤﻴﻊ ﻫﺬا اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﻛﺎﻧﻮا ﻋﲆ دراﻳﺔ ﺑﺘﻜﺘﻞ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ،وﻃﺮﻳﻘﺔ ﺿﺒﻂ ﺑﻮﻧﻔريوﻧﻲ ﻷﺧﺬ ﻋﻤﻠﻴﺎت املﻘﺎرﻧﺔ املﺘﻌﺪدة ﰲ اﻻﻋﺘﺒﺎر .إﻧﻬﻢ ﻟﻴﺴﻮا أﻏﺒﻴﺎء ،وﻫﻢ ﻳﻘﻮﻣﻮن ﺑﺈﺟﺮاء اﻹﺣﺼﺎءات ﻛﺠﺰء ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻬﻢ. ً اﻓﱰاﺿﺎ ،ذﻛﺮوا ﺑﺸﻜﻞ ﻏﺎﻳﺔ ﰲ اﻟﻮﺿﻮح ﰲ ﻣﻠﺨﺼﻬﻢ ،وﰲ ﺑﻴﺎﻧﻬﻢ ﻟﺬﻟﻚ اﻟﺴﺒﺐ، اﻟﺼﺤﻔﻲ ،وﰲ اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ اﻟﻜﺎﻣﻞ ،أﻧﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﺠﺪوا أي ﺗﻐﻴري ﰲ اﻹﺣﺼﺎءات ﻣﻦ ﻋﺎم ٢٠٠٤إﱃ ﻋﺎم .٢٠٠٥ﻟﻜﻦ اﻟﺼﺤﻔﻴني ﻟﻢ ﻳﺮﻏﺒﻮا ﰲ ﺗﺼﺪﻳﻖ ذﻟﻚ ،وﺣﺎوﻟﻮا إﻋﺎدة ﺗﻔﺴري اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ ،وراﺣﻮا ﱢ ﻳﻨﻘﺒﻮن ﻋﻦ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ﺗﻨﻘﻴﺒًﺎ ،وﻛﺎﻧﻮا ﻳﻈﻨﻮن أﻧﻬﻢ وﺟﺪوا أﺧﺒﺎ ًرا ﻗﻴﱢﻤﺔ. ً اﺗﺠﺎﻫﺎ ﺗﺪرﻳﺠﻴٍّﺎ ،ﻟﻜﻨﻪ ﻓﺘﺤﻮﱠﻟﺖ اﻟﺰﻳﺎدة ﻣﻦ ٠٫٥ﰲ املﺎﺋﺔ — وﻫﻮ رﻗﻢ رﺑﻤﺎ ﻛﺎن ﻳﻤﺜﻞ رﺑﻤﺎ ﻛﺎن ﻻ ﻳﻤﺜﻞ إﻻ ﻣﺤﺾ ﻣﺼﺎدﻓﺔ — إﱃ ﻗﺼﺔ ﰲ ﺻﺪر اﻟﺼﻔﺤﺔ اﻷوﱃ ﰲ ﺻﺤﻴﻔﺔ »ذا ﺗﺎﻳﻤﺰ« ﺣﻮل ﺗﻀﺎﻋُ ﻒ ﻣﻌﺪل ﺗﻌﺎﻃﻲ اﻟﻜﻮﻛﺎﻳني .رﺑﻤﺎ ﻻ ﺗﺜﻖ ﺑﺎﻟﺒﻴﺎن اﻟﺼﺤﻔﻲ ،ﻟﻜﻨﻚ إذا ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﻌﺮف ﻛﺜريًا ﻋﻦ اﻷرﻗﺎم ،ﻓﺈﻧﻚ ﺗﺨﺎﻃﺮ ﻣﺨﺎﻃﺮة ﻛﺒرية ﻋﻨﺪﻣﺎ ﱢ ﺗﻨﻘﺐ ﺗﻨﻘﻴﺒًﺎ ﻋﻦ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ﰲ إﺣﺪى اﻟﺪراﺳﺎت ﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻗﺼﺔ ﺻﺤﻔﻴﺔ. ) (4ﺣﺴﻨًﺎ ،ﻟﻨﻌﺪ إﱃ ﻗﺼﺔ ﺳﻬﻠﺔ ﻫﻨﺎك ً أﻳﻀﺎ ﺑﻌﺾ اﻟﻄﺮق اﻟﺒﺴﻴﻄﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﻟﺘﻘﺪﻳﻢ إﺣﺼﺎءات ﻣﺜرية ﻟﻠﺴﺨﺮﻳﺔ ،وﻫﻨﺎك ﱠ ﻣﻔﻀﻼن ﺷﺎﺋﻌﺎن؛ َأﻻ وﻫﻤﺎ اﺧﺘﻴﺎر ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻏري ﻋﺎدﻳﺔ ﻛﻌﻴﻨﺔ ،وﺗﻮﺟﻴﻪ ﺳﺆال ﻣﺜﺎﻻن ُﺨﱪ أﺣﺪُﻫﻢ اﻷﻣريَ ﺗﺸﺎرﻟﺰ ﺳﺨﻴﻒ إﻟﻴﻬﻢِ .ﻟﻨ َ ُﻘ ْﻞ إن ﺳﺒﻌني ﰲ املﺎﺋﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﺴﺎء ﻳ ُِﺮد َْن أن ﻳ ِ 276
اﻹﺣﺼﺎءات اﻟﺮدﻳﺌﺔ
ﱠ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ اﻟﺘﺪﺧﻞ ﰲ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻌﺎﻣﺔ .آه ،اﻧﺘﻈﺮ ٧٠ ،ﰲ املﺎﺋﺔ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻨﺴﺎء أن ﱠ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ اﻟﺘﺪﺧﻞ ﰲ ُﺨﱪ أﺣﺪﻫﻢ اﻷﻣري ﺗﺸﺎرﻟﺰ أن »اﻟﻼﺋﻲ ﻳﺰرن ﻣﻮﻗﻌﻲ« ﻳ ُِﺮدْن أن ﻳ ِ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻌﺎﻣﺔ .ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻚ أن ﺗَﺮى إﱃ أﻳﻦ ﻧﺤﻦ ﻣﺎﺿﻮن .وﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ،ﰲ اﺳﺘﻄﻼﻋﺎت اﻟﺮأي، إذا ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه اﻻﺳﺘﻄﻼﻋﺎت ﻃﻮﻋﻴﺔ ،ﻓﺜﻤﺔ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﱠ ﻰ »ﺗﺤﻴﺰ اﻻﺧﺘﻴﺎر«؛ إذ ﻟﻦ ﻳﺠﺮي ﺗﺴﺠﻴﻞ آراء أﺣﺪ ﱠإﻻ اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ أﺧﺬوا ﻋﲆ ﻋﺎﺗﻘﻬﻢ ﻋﻨﺎء ﺗﻌﺒﺌﺔ ﻧﻤﻮذج اﻻﺳﺘﻄﻼع ﻓﻘﻂ. ﺛﻤﺔ ﻣﺜﺎل راﺋﻊ ﻋﲆ ﻫﺬا ﰲ ﺻﺤﻴﻔﺔ »ذا ﺗﻠﻴﺠﺮاف« ﰲ اﻷﻳﺎم اﻷﺧرية ﻣﻦ ﻋﺎم ٢٠٠٧؛ ﻛﺎن ﻋﻨﻮان املﻘﺎل» :اﻷﻃﺒﺎء ﻳﺮﻓﻀﻮن إﺟﺮاء ﻋﻤﻠﻴﺎت إﺟﻬﺎض ﰲ ﻋﻴﺎداﺗﻬﻢ .أﻃﺒﺎء اﻟﻌﺎﺋﻼت ﻳﻬﺪدون ﺑﺜﻮرة ﺿﺪ ﺧﻄﻂ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻟﻠﺴﻤﺎح ﻟﻬﻢ ﺑﺈﺟﺮاء ﻋﻤﻠﻴﺎت إﺟﻬﺎض ﰲ ْ ﻛﺸﻔﺖ ﻋﻦ ذﻟﻚ ﺻﺤﻴﻔﺔ »ذا ﺗﻠﻴﺠﺮاف«« .ﺛﻮرة؟ »ﻻ ﻳﺮﻏﺐ أرﺑﻌﺔ ﻣﻦ ﺑني ﻋﻴﺎداﺗﻬﻢ، ﺧﻤﺴﺔ أﻃﺒﺎء ﻣﻤﺎرﺳني ﻋﺎﻣﱢ ني ﰲ إﺟﺮاء ﻋﻤﻠﻴﺎت إﺟﻬﺎض ،ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ اﺧﺘﺒﺎر اﻟﻔﻜﺮة ﰲ إﻃﺎر ﺧﻄﻂ ﻫﻴﺌﺔ اﻟﺨﺪﻣﺎت اﻟﺼﺤﻴﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ اﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻴﺔ ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻛﺸﻒ أﺣﺪ اﺳﺘﻄﻼﻋﺎت اﻟﺮأي«. ﻣﻦ أﻳﻦ ْ أﺗﺖ ﻫﺬه اﻷرﻗﺎم؟ اﺳﺘﻄﻼع رأي ﻣﻨﻬﺠﻲ ﻟﺠﻤﻴﻊ أﻃﺒﺎء املﻤﺎرﺳﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻣﻊ ﱢ ﺗﻘﻔﻲ أﺛﺮ ﻣَ ﻦ ﻻ ﻳﺴﺘﺠﻴﺐ إﱃ اﻻﺳﺘﻄﻼع ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻜﺜﻒ؟ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﻬﺎﺗﻔﺘﻬﻢ ﰲ أﻣﺎﻛﻦ ﻋﻤﻠﻬﻢ؟ اﺳﺘﻄﻼع رأي ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﱪﻳﺪ ،ﻋﲆ اﻷﻗﻞ؟ ﻻ .ﻟﻘﺪ ﺟﺮى اﻻﺳﺘﻄﻼع ﻋﱪ اﻹﻧﱰﻧﺖ ﻋﲆ أﺣﺪ ﻣﻮاﻗﻊ اﻟﺪردﺷﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻷﻃﺒﺎء ،واﻟﺬي ﻧﴩ ﻫﺬه اﻟﻘﺼﺔ اﻹﺧﺒﺎرﻳﺔ املﻬﻤﺔ .ﻫﺎ ﻫﻮ اﻟﺴﺆال ،واﻟﺨﻴﺎرات املﺘﺎﺣﺔ: ﻳﺠﺐ ﻋﲆ أﻃﺒﺎء املﻤﺎرﺳﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ إﺟﺮاء ﺟﺮاﺣﺎت إﺟﻬﺎض ﰲ ﻋﻴﺎداﺗﻬﻢ. أواﻓﻖ ﺑﺸﺪة ،أواﻓﻖ ،ﻻ أﻋﺮف ،ﻻ أواﻓﻖ ،أﻋﺎرض ﺑﺸﺪة. ﻳﺠﺐ أن ﻧﻜﻮن ﰲ ﻏﺎﻳﺔ اﻟﻮﺿﻮح :ﻻ أﻓﻬﻢ ﺷﺨﺼﻴٍّﺎ ﻫﺬا اﻟﺴﺆال ﺑﺸﻜﻞ ﺗﺎم؛ ﻫﻞ »ﻳﺠﺐ« ﺗﻠﻚ ﺗﻌﻨﻲ »ﻳﺠﺐ« اﻟﺘﻲ اﻋﺘﺪﻧﺎﻫﺎ؟ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﰲ »ﻳﻨﺒﻐﻲ«؟ وﰲ أي ﻇﺮوف؟ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻮﻓري املﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﺪرﻳﺐ واﻟﻮﻗﺖ واملﺎل؟ ﻣﻦ ﺧﻼل وﺿﻊ ﻧﻈﻢ إﺿﺎﻓﻴﺔ ملﻮاﺟﻬﺔ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ؟ وﺗﺬ ﱠﻛ ْﺮ ،ﻫﺬا ﻣﻮﻗﻊ ﻳﺬﻫﺐ إﻟﻴﻪ اﻷﻃﺒﺎء — ﺑﺎرﻛﻬﻢ ﷲ — ﻟﻠﺘﺒﺎﻛﻲ .ﻫﻞ ﻳﻘﻮﻟﻮن ﻻ؛ ﻓﻘﻂ ﻷﻧﻬﻢ ﻳﺘﺬﻣﺮون ﻣﻦ أﻋﺒﺎء اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺰاﺋﺪ واﻧﺨﻔﺎض اﻟﺮوح املﻌﻨﻮﻳﺔ؟ اﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ذﻟﻚ ،ﻣﺎذا ﺗﻌﻨﻲ ﻛﻠﻤﺔ »إﺟﻬﺎض« ﻫﻨﺎ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ؟ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ إﱃ اﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎت ﰲ ﻣﻨﺘﺪى اﻟﺪردﺷﺔ ،أﺳﺘﻄﻴﻊ أن أﺧﱪك أن اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﻷﻃﺒﺎء ﺑﺪا أﻧﻬﻢ ﻳﻌﺘﻘﺪون أن ﻛﻠﻤﺔ 277
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
اﻹﺟﻬﺎض ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺪور ﺣﻮل ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻹﺟﻬﺎض اﻟﺠﺮاﺣﻴﺔ ،ﻻ ُ اﻟﻘ ْﺮص اﻵﻣﻦ ﻧﺴﺒﻴٍّﺎ اﻟﺬي ﻳﺠﺮي ﺗﻨﺎوﻟﻪ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻔﻢ ﻹﻧﻬﺎء اﻟﺤﻤﻞ .ﻟﻴﺲ اﻷﻃﺒﺎء ﻋﲆ ﻫﺬا اﻟﻘﺪْر ﻣﻦ اﻟﺬﻛﺎء ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺗﺮى .ﻫﺬه ﺑﻌﺾ املﻘﺘﻄﻔﺎت ﻣﻦ اﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎت: ﻫﺬه ﻓﻜﺮة ﻋﺒﺜﻴﺔ؛ ﻛﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ ﻷﻃﺒﺎء املﻤﺎرﺳﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ إﺟﺮاء ﻋﻤﻠﻴﺎت إﺟﻬﺎض ﰲ ﻋﻴﺎداﺗﻬﻢ اﻟﺨﺎﺻﺔ؟ ﻣﺎذا ﻟﻮ ﺣﺪث أﺣﺪ املﻀﺎﻋﻔﺎت اﻟﻜﱪى ﻣﺜﻞ ﺛﻘﺐ ﺟﺪار اﻟﺮﺣﻢ واملﻌﺪة؟ ﻋﻴﺎدات أﻃﺒﺎء املﻤﺎرﺳﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻫﻲ اﻷﻣﺎﻛﻦ املﺜﺎﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻮﺟﺪ ﻓﻴﻬﺎ اﻻﺿﻄﺮاﺑﺎت ا ُملﻌﺪﻳﺔ .وﻓﻜﺮة إﺟﺮاء أي ﻧﻮع ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﻌﻘﻴﻢ ﺑﻬﺎ ﻳﺘﻀﻤﱠ ﻦ أي ﻋﻀﻮ ﻣﻦ أﻋﻀﺎء اﻟﺠﻬﺎز اﻟﻬﻀﻤﻲ ﺗﻌﺘﱪ ﻓﻜﺮة ﺑﻐﻴﻀﺔ. اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﻮﺣﻴﺪة اﻟﺘﻲ ﺗُﺠﺮى ﺑﻬﺎ أو ﻳﺠﺐ أن ﺗُﺠﺮى ﺑﻬﺎ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت ﰲ ﺣﺎل ﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻴﺎدات أﻃﺒﺎء املﻤﺎرﺳﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﻬﺎ وﺣﺪة ﻋﻨﺎﻳﺔ ﺟﺮاﺣﻴﺔ ﻧﻬﺎرﻳﺔ ﻳﻌﻤﻞ ﺑﻬﺎ ﻃﺎﻗﻢ ﻣﻦ اﻟﻌﺎﻣﻠني ﻣﺪ ﱠرب ﺑﺸﻜﻞ ﺟﻴﺪ ،ﺑﻌﺒﺎرة أﺧﺮى :ﻃﺎﻗﻢ ﻏﺮﻓﺔ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت ،ﻃﺒﻴﺐ ﺗﺨﺪﻳﺮ ،وﻃﺒﻴﺐ أﻣﺮاض ﻧﺴﺎء … ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺟﺮاﺣﻴﺔ دون ﻣﺨﺎﻃﺮ ،وﻣﻦ املﻔﱰض أﻧﻨﺎ ﺳﻨﺨﻀﻊ ﻟﺘﺪرﻳﺐ ﺟﺮاﺣﻲ ﻷﻃﺒﺎء أﻣﺮاض اﻟﻨﺴﺎء ﻣﻦ أﺟﻞ أداء املﻬﺎم. ﻋ ﱠﻢ ﻧﺘﺤﺪث ﺟﻤﻴﻌً ﺎ؟ دﻋﻮﻧﺎ ﺟﻤﻴﻌً ﺎ ﻧُﺠْ ِﺮ ﻋﻤﻠﻴﺎت إﺟﻬﺎض ﰲ ﻋﻴﺎداﺗﻨﺎ ،وﻏﺮف ﻣﻌﻴﺸﺘﻨﺎ ،وﻣﻄﺎﺑﺨﻨﺎ ،وﻣﺮاﺋﺒﻨﺎ ،وﻣﺘﺎﺟﺮﻧﺎ اﻟﺼﻐرية ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺗﻌﺮﻓﻮن ،ﺗﻤﺎﻣً ﺎ ﻣﺜﻞ اﻷﻳﺎم اﻟﺨﻮاﱄ. وﻫﺎ ﻫﻮ ﻣﻘﺘﻄﻔﻲ املﻔﻀﻞ: أﻋﺘﻘﺪ أن اﻟﺴﺆال ﻗﺪ ﺟﺮت ﺻﻴﺎﻏﺘﻪ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺳﻴﺌﺔ ،وآﻣُﻞ ﱠأﻻ ﻳﻨﴩ ﻣﻮﻗﻊ اﻷﻃﺒﺎء ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻫﺬا اﻻﺳﺘﻄﻼع ﰲ ﺻﺤﻴﻔﺔ »ذا دﻳﲇ ﺗﻠﻴﺠﺮاف«.
278
اﻹﺣﺼﺎءات اﻟﺮدﻳﺌﺔ
) (5ﻫﺰﻳﻤﺘﻚ ﺳﻴﻜﻮن ﻣﻦ اﻟﺨﻄﺄ اﻓﱰاض أن أﺷﻜﺎل اﻟﺴﻬﻮ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺎوﻟﻨﺎﻫﺎ ﺣﺘﻰ اﻵن ﺗﻘﺘﴫ ﻋﲆ ً واﻗﻌﻴﺔ ﻳﺄﺗﻲ اﻟﻄﺒﻘﺎت اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﻦ املﺠﺘﻤﻊ ،ﻣﺜﻞ اﻷﻃﺒﺎء واﻟﺼﺤﻔﻴني .ﻓﺒﻌﺾ أﻛﺜﺮ اﻷﻣﺜﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﻄﺒﻘﺎت اﻟﻌﻠﻴﺎ ﰲ املﺠﺘﻤﻊ. ﰲ ﻋﺎم ،٢٠٠٦ﺑﻌﺪ إﺻﺪار ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺣﻜﻮﻣﻲ ﻛﺒري ،أﺷﺎرت وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم إﱃ أن ً ﺷﺨﺼﺎ ﻟﺪﻳﻪ ﻣﺸﻜﻼت ﻧﻔﺴﻴﺔ ﻳﺮﺗﻜﺐ ﺟﺮﻳﻤﺔ َﻗﺘْﻞ أﺳﺒﻮﻋﻴٍّﺎ .ﻳﺠﺐ أن ﻳﻘﻮم املﻌﺎﻟﺠﻮن اﻟﻨﻔﺴﻴﻮن ﺑ َﺪوْر أﻛﱪ ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺗﺨﱪﻧﺎ اﻟﺼﺤﻒ ،وﻳﻤﻨﻌﻮا ارﺗﻜﺎب املﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﺠﺮاﺋﻢ. ﺳﻴﺘﻔﻖ ﺟﻤﻴﻌﻨﺎ — أﻧﺎ ﻣﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ذﻟﻚ — ﻋﲆ ﴐورة اﺗﺨﺎذ أي إﺟﺮاء ﻣﻌﻘﻮل ﻟﺘﺤﺴني ﻋﻤﻠﻴﺔ إدارة املﺨﺎﻃﺮ واﻟﻌﻨﻒ ،وداﺋﻤً ﺎ ﻣﺎ ﻳﻜﻮن اﻟﻮﻗﺖ ﻣﻨﺎﺳﺒًﺎ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ أن ﻳَﺠْ ِﺮي ﻧﻘﺎش ﻋﺎم ﺣﻮل أﺧﻼﻗﻴﺎت اﺣﺘﺠﺎز املﺮﴇ اﻟﻨﻔﺴﻴني )ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أﻧﻨﻲ أود ،ﺑﺎﺳﻢ اﻹﻧﺼﺎف ،أن ً ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ ﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻻﺣﺘﺠﺎز اﻟﻮﻗﺎﺋﻲ ﻟﻜﻞ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت املﺮﴇ اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﺸ ﱢﻜﻞ ﺧﻄ ًﺮا أرى ً أﻳﻀﺎ؛ ﻣﺜﻞ ﻣﺪﻣﻨﻲ املﴩوﺑﺎت اﻟﻜﺤﻮﻟﻴﺔ ،واﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻤﺎرﺳﻮن اﻟﻌﻨﻒ املﺘﻜﺮر، واﻟﺬﻳﻦ أﺳﺎءوا ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ املﻮﻇﻔني ﰲ ﻣﺮﻛﺰ اﻟﻌﻤﻞ ،إﻟﺦ(. ﻟﻜﻦ اﻻﻧﺨﺮاط ﰲ ﻫﺬه املﻨﺎﻗﺸﺔ ﻳﺘﻄ ﱠﻠﺐ ﻓﻬﻢ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺤﺴﺎﺑﻴﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﱡ ﻟﺘﻮﻗﻊ أﺣﺪاث ﺷﺪﻳﺪة اﻟﻨﱡﺪْرة .ﻟﻨﺄﺧﺬ ً ﻣﺜﺎﻻ واﺿﺤً ﺎ ﺟﺪٍّا ،وﻧﺒﺤﺚ ﰲ اﺧﺘﺒﺎر ﻓريوس »إﺗﺶ آي ﰲ« .أي ﺳﻤﺎت ﻧﻘﻴﺴﻬﺎ ﰲ أي إﺟﺮاء ﺗﺸﺨﻴﴢ ﻧﻘﻮم ﺑﻪ ﺑﻐﺮض اﻟﺤﻜﻢ ﻋﲆ ﻣﺪى ﺟﺪوى ﻫﺬا اﻹﺟﺮاء؟ ﺳﻴﻘﻮل اﻹﺣﺼﺎﺋﻴﻮن إن اﺧﺘﺒﺎر اﻟﺪم ﻟﻔريوس »إﺗﺶ آي ﰲ« ﻳﺤﻈﻰ ﺑ »ﺣﺴﺎﺳﻴﺔ« ً ﻋﺎﻟﻴﺔ ﺟﺪٍّا ،ﺗﺒﻠﻎ ،٠٫٩٩٩وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻌﻨﻲ أﻧﻚ إذا َ ﺣﺎﻣﻼ ﻟﻠﻔريوس ،ﻓﺴﺘﻜﻮن ﺛﻤﺔ ﻓﺮﺻﺔ ﻛﻨﺖ ﺑﻨﺴﺒﺔ ٩٩٫٩ﰲ املﺎﺋﺔ أن ﺗﺄﺗﻲ ﻧﺘﻴﺠﺔ اﻻﺧﺘﺒﺎر إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ .ﺳﻴﻘﻮل اﻹﺣﺼﺎﺋﻴﻮن ً أﻳﻀﺎ إن اﻻﺧﺘﺒﺎر ﻳﺤﻈﻰ ﺑ »ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ« ﻋﺎﻟﻴﺔ ﺗﺒﻠﻎ ٠٫٩٩٩٩؛ ﻟﺬا إذا َ ﻛﻨﺖ ﻏري ﻣﺼﺎب ﺑﺎﻟﻔريوس، ﻓﻬﻨﺎك ﻓﺮﺻﺔ ﺑﻨﺴﺒﺔ ٩٩٫٩٩ﰲ املﺎﺋﺔ أن ﻧﺘﻴﺠﺔ اﻻﺧﺘﺒﺎر ﺳﺘﻜﻮن ﺳﻠﺒﻴﺔ .ﻳﺎ ﻟﻪ ﻣﻦ اﺧﺘﺒﺎر دم ﻣﺪﻫﺶ! 1 َ ﻧﻈﺮت إﱃ اﻻﺧﺘﺒﺎر ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻮر اﻟﺸﺨﺺ اﻟﺬي ﻳُﺠ َﺮى ﻋﻠﻴﻪ ،ﺗﺼري اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت ﻟﻜﻦ إذا اﻟﺤﺴﺎﺑﻴﺔ ﻣﻨﺎﻗِ ﻀﺔ ﻟﻠﺒﺪﻳﻬﻴﺎت ﺑﻌﺾ اﻟﴚء؛ ﻧﻈ ًﺮا ﻷن املﻌﻨﻰ ،أو اﻟﻘﻴﻤﺔ اﻟﺘﻨﺒﱡﺌِﻴﺔ ،ﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﱠ ﺗﺘﻐري ﰲ املﻮاﻗﻒ املﺨﺘﻠﻔﺔ ،اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻳﺜري اﻻﺧﺘﺒﺎر اﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ أو اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻷﺣﺪ اﻷﻓﺮاد، اﻻﺳﺘﻐﺮاب ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﲆ ﻣﺪى ﻧُﺪْرة ﺣﺪوث اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺤﺎول اﻻﺧﺘﺒﺎر أن ﻳﻜﺘﺸﻔﻬﺎ. ﻓﻜﻠﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺤﺎﻟﺔ أﻛﺜﺮ ﻧﺪر ًة ﰲ اﻟﻌﻴﻨﺔ ،ﺻﺎرت ﻧﺘﻴﺠﺔ اﻻﺧﺘﺒﺎر أﺳﻮأ ،ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن اﻻﺧﺘﺒﺎر ﻫﻮ ﻫﻮ. 279
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ﻳﺴﻬﻞ ﻓﻬﻢ ﻫﺬا أﻛﺜﺮ ﻣﻊ اﻷرﻗﺎم املﺤﺪدةِ .ﻟﻨ َ ُﻘ ْﻞ إن ﻣﻌﺪل اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﻔريوس »إﺗﺶ آي ﰲ« ﺑني اﻟﺮﺟﺎل املﻌﺮﺿني ﻟﺨﻄﺮ اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﻪ ﺑﺪرﺟﺔ ﻣﺮﺗﻔﻌﺔ ﰲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻳﺒﻠﻎ ١٫٥ ﰲ املﺎﺋﺔ .ﻧﻄﺒﱢﻖ اﺧﺘﺒﺎرﻧﺎ اﻟﺮاﺋﻊ ﻟﻠﺪم ﻋﲆ ١٠آﻻف ﺷﺨﺺ ﻣﻦ ﻫﺆﻻء اﻟﺮﺟﺎل ،وﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﱡ ً إﺟﻤﺎﻻ؛ ﺣﻴﺚ ﺳﺘﻤﺜﱢﻞ ١٥٠ﻧﺘﻴﺠﺔ إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺗﻮﻗﻊ ﻧﺘﺎﺋﺞ إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻋﺪدﻫﺎ ١٥١ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ اﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻟﻠﺮﺟﺎل املﺼﺎﺑني ﺑﻔريوس »إﺗﺶ آي ﰲ« ،اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺤﺼﻠﻮن ﻋﲆ ﻧﺘﺎﺋﺞ إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﰲ اﺧﺘﺒﺎر اﻟﺪم ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺳﺘﻤﺜﱢﻞ اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ املﺘﺒﻘﻴﺔ اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ اﻟﻮﺣﻴﺪة ﻏري اﻟﺼﺤﻴﺤﺔ اﻟﺘﻲ اﺳﺘﻄﻌﻨﺎ أن ﱠ ﻧﺘﻮﻗﻊ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻋﻴﻨﺔ ﺗﻀﻢ ١٠آﻻف رﺟﻞ، ﺟﺎءت ﻧﺘﻴﺠﺔ اﺧﺘﺒﺎر ﻓريوس »إﺗﺶ آي ﰲ« ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺳﻠﺒﻴﺔ ،واﻟﺬﻳﻦ ﺟﺮى إﺧﻀﺎﻋﻬﻢ ﻻﺧﺘﺒﺎر َ ﺣﺼﻠﺖ ﻋﲆ ﻧﺘﻴﺠﺔ اﺧﺘﺒﺎر دم إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻟﻔريوس ﺧﺎﻃﺊ ﺿﻤﻦ ١٠آﻻف ﺣﺎﻟﺔ؛ ﻟﺬا ،إذا َ ﻓﺘﺤﺖ ﻫﺬه اﻟﻈﺮوف ﺗﺒﻠﻎ اﺣﺘﻤﺎﻻت اﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ ﻧﺘﻴﺠﺔ إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﺑﺤﻖ ﰲ »إﺗﺶ آي ﰲ«، اﺧﺘﺒﺎر »إﺗﺶ آي ﰲ« ١٥٠ﻣﻦ ﺑني .١٥١إﻧﻪ اﺧﺘﺒﺎر ﺗﻨﺒﱡﺌِﻲ إﱃ ﺣ ﱟﺪ ﻛﺒري. ﻟﻨﺴﺘﺨﺪم اﻵن اﻻﺧﺘﺒﺎر ﻧﻔﺴﻪ ﺣﻴﺚ ﺗﺒﻠﻎ ﻣﻌﺪﻻت اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﻔريوس »إﺗﺶ آي ﰲ« ﰲ اﻟﻌﻴﻨﺔ واﺣﺪًا ﻣﻦ ﺑني ١٠آﻻف .إذا أﺟﺮﻳﻨﺎ اﺧﺘﺒﺎرات ﻋﲆ ١٠آﻻف ﺷﺨﺺ ،ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ أن ً إﺟﻤﺎﻻ؛ إﺣﺪاﻫﻤﺎ ﻣﻦ اﻟﺸﺨﺺ ﻧﺘﻮﻗﻊ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ ﻧﺘﻴﺠﺘني إﻳﺠﺎﺑﻴﺘني ﰲ اﺧﺘﺒﺎر اﻟﺪم اﻟﺬي أﺳﻔﺮ اﺧﺘﺒﺎر اﻟﺪم ﻋﻦ ﻧﺘﻴﺠﺔ إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻟﻔريوس »إﺗﺶ آي ﰲ« ﻟﺪﻳﻪ ،واﻷﺧﺮى ﻫﻲ اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ اﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻏري اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ اﻟﺘﻲ اﺳﺘﻄﻌﻨﺎ أن ﻧﺘﻮﻗﻌﻬﺎ ،ﻣﺮة أﺧﺮى ،ﻣﻦ إﺧﻀﺎع ١٠ آﻻف ﺷﺨﺺ ﻏري ﻣﺼﺎﺑني ﺑﻔريوس »إﺗﺶ آي ﰲ« ،ﻻﺧﺘﺒﺎر ﻳﺨﻄﺊ ﻣﺮ ًة ﻛﻞ ١٠آﻻف ﺣﺎﻟﺔ. ﻓﺠﺄ ًة ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮن ﻣﻌﺪل ﺣﺪوث ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ ﰲ ﻏﺎﻳﺔ اﻟﻨﺪرة ،ﻳﺼري ﺣﺘﻰ اﺧﺘﺒﺎر اﻟﺪم اﻟﺮاﺋﻊ ﰲ اﻟﺤﺎﻻت اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻏري ﻣﻔﻴﺪ ﻋﲆ اﻟﺪوام .ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ اﻟﺮﺟﻠني اﻟﻠﺬﻳﻦ أﺳﻔﺮت ﻧﺘﺎﺋﺞ اﺧﺘﺒﺎر اﻟﺪم ﻟﻔريوس »إﺗﺶ آي ﰲ« ﻟﺪﻳﻬﻤﺎ ﻋﻦ ﻧﺘﻴﺠﺔ إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ،ﰲ ﻫﺬه اﻟﻌﻴﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺑﻬﺎ إﻻ ﺣﺎﻟﺔ واﺣﺪة ﻣﺼﺎﺑﺔ ﺑﻔريوس »إﺗﺶ آي ﰲ« ﻣﻦ ﺑني ١٠آﻻف ﺣﺎﻟﺔ ،ﻳﺒﻠﻎ اﺣﺘﻤﺎل إﺻﺎﺑﺔ أﺣﺪﻫﻤﺎ ﺑﻔريوس »إﺗﺶ آي ﰲ« ٍّ ﺣﻘﺎ .٥٠ : ٥٠ ُ أﻓﻀﻞ أداة ﺗﻨﺒﱡﺌِﻴﺔ ﻟﺤﺎﻻت اﻟﻌﻨﻒ اﻟﻨﻔﴘ »ﺣﺴﺎﺳﻴﺔ« ﻟﻨﻨﺘﻘﻞ اﻵن إﱃ اﻟﻌﻨﻒ .ﺗﺒﻠﻎ ِ ً ﺻﻌﻮﺑﺔ أن ﺗﺴﻔﺮ اﻻﺧﺘﺒﺎرات ،٠٫٧٥و»درﺟﺔ اﻟﺨﺼﻮﺻﻴﺔ« ﺗﺒﻠﻎ .٠٫٧٥ﻳﺼﺒﺢ اﻷﻣﺮ أﻛﺜﺮ ﻋﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ دﻗﻴﻘﺔ ﻋﻨﺪ اﻟﺘﻨﺒﺆ ﺑﺤﺪوث ﺣﺎﻻت ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻋﻨﺪ اﻟﺒﴩ ،ﻣﻊ اﻟﻌﻘﻮل اﻟﺒﴩﻳﺔ واﻟﺤﻴﺎة اﻟﺒﴩﻳﺔ املﺘﻐريةِ .ﻟﻨ َ ُﻘ ْﻞ إن ٥ﰲ املﺎﺋﺔ ﻣﻦ املﺮﴇ اﻟﺬﻳﻦ ﻳُﻌ َﺮﺿﻮن ﻋﲆ ﻓﺮﻳﻖ اﻟﺼﺤﺔ اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ املﺠﺘﻤﻌﻴﺔ ﺳﻴﺸﺎرﻛﻮن ﰲ ﺣﺪث ﻳﻨﻄﻮي ﻋﲆ ﻋﻨﻒ ﰲ أﺣﺪ اﻷﻋﻮام .ﺑﺘﻄﺒﻴﻖ 280
اﻹﺣﺼﺎءات اﻟﺮدﻳﺌﺔ
اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺤﺴﺎﺑﻴﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻓﻌﻠﻨﺎ ﰲ اﺧﺘﺒﺎرات ﻓريوس »إﺗﺶ آي ﰲ« ،ﺳﺘﺴﻔﺮ اﻷداة اﻟﺘﻨﺒﱡﺌِﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺒﻠﻎ ﺣﺴﺎﺳﻴﺘﻬﺎ » «٠٫٧٥ﻋﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺧﺎﻃﺌﺔ ﰲ ﺳﺖ وﺛﻤﺎﻧني ﻣﺮة ﻣﻦ ﺑني ﻣﺎﺋﺔ ﻣﺮة .أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ ﺣﺎﻻت اﻟﻌﻨﻒ اﻟﺸﺪﻳﺪ ،اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻊ ﺑﻨﺴﺒﺔ ١ﰲ املﺎﺋﺔ ﺳﻨﻮﻳٍّﺎ، ﻓﺴﻴﺴﻔﺮ اﺳﺘﺨﺪام أﻓﻀﻞ أدواﺗﻨﺎ اﻟﺘﻨﺒﱡﺌِﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺒﻠﻎ ﺣﺴﺎﺳﻴﺘﻬﺎ » ،«٠٫٧٥ﻋﻦ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻏري دﻗﻴﻖ ﻟﻠﻤﺘﺴﺒﱢﺐ املﺤﺘﻤﻞ ﻻرﺗﻜﺎب اﻟﻌﻨﻒ ﺳﺒﻌً ﺎ وﺗﺴﻌني ﻣﺮة ﻣﻦ ﺑني ﻣﺎﺋﺔ ﻣﺮة .ﻫﻞ ً ﺷﺨﺼﺎ وﻗﺎﺋﻴٍّﺎ ﻟﻠﺤﻴﻠﻮﻟﺔ دون وﻗﻮع ﺛﻼث ﺣﺎﻻت ﻋﻨﻒ؟ وﻫﻞ ﺳﺘﺤﺘﺠﺰ ﺳﺒﻌﺔ وﺗﺴﻌني ﺳﺘﻄﺒﻖ ﺗﻠﻚ اﻟﻘﺎﻋﺪة ﻋﲆ ﻣﺪﻣﻨﻲ اﻟﻜﺤﻮﻟﻴﺎت واﻷﻧﻤﺎط املﺘﻨﻮﻋﺔ اﻟﺴﻴﺌﺔ املﻌﺎدﻳﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ً أﻳﻀﺎ؟ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ اﻟﻘﺘﻞ ،ﺗﻠﻚ اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ اﻟﺸﺪﻳﺪة اﻟﻨﺪْرة ﻣﺤﻞ اﻟﺒﺤﺚ ﰲ ﻫﺬا اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ،اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻄ ﱠﻠﺐ اﺗﺨﺎذ إﺟﺮاءات أﻛﺜﺮ ،واﻟﺘﻲ ﺗﻘﻊ ﺑﻤﻌﺪل ﺣﺎﻟﺔ ﺿﻤﻦ ١٠آﻻف ﺣﺎﻟﺔ ﺳﻨﻮﻳٍّﺎ ﺑني املﺮﴇ املﺼﺎﺑني ﺑﺎﻷﻣﺮاض اﻟﺬﻫﺎﻧﻴﺔ ،ﺗﺒﻠﻎ ﻣﻌﺪﻻت اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻏري اﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﺣﺪٍّا ﻣﺮﺗﻔﻌً ﺎ ،ﻟﺪرﺟﺔ أن أﻓﻀﻞ اﺧﺘﺒﺎر ﺗﻨﺒﱡﺌﻲ ﻟﻬﺎ ﻻ ﻳﻌﺘﱪ ذا ﻓﺎﺋﺪة ﻋﲆ اﻹﻃﻼق. ﻫﺬه ﻟﻴﺴﺖ دﻋﻮ ًة ﻟﻠﻘﻨﻮط .ﻫﻨﺎك أﺷﻴﺎء ﻳﻤﻜﻦ ﻓﻌﻠُﻬﺎ ،وﻳﻤﻜﻨﻚ دوﻣً ﺎ ﻣﺤﺎوﻟﺔ اﻟﺤﺪ ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﻔﻌﲇ ﻟﻠﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﺨﺎﻃﺌﺔ ﻋﲆ ﻧﺤﻮ ﺻﺎرخ ،ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ »ﺟﺮﻳﻤﺔ واﺣﺪة أﺳﺒﻮﻋﻴٍّﺎ« ﺗﻤﺜﱢﻞ ً ﻓﺸﻼ واﺿﺤً ﺎ ﻷي ﻧﻈﺎم؛ إذ إن ﺑﺎﻟﻌﻮدة إﱃ اﻟﺘﺎرﻳﺦ، ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﺤﻠﻴﻞ املﺎﴈ ،ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺤﺪث ﺳﻴﺒﺪو ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎن ﻳﺆدﱢي ﺣﺘﻤﻴٍّﺎ إﱃ اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﺴﻴﺌﺔ اﻟﻮﺣﻴﺪة اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺒ َ ﱠﺄت ﺑﻬﺎ .ﻻ أﻗﺪﱢم ﻟﻚ ﻫﻨﺎ إﻻ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺤﺴﺎﺑﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗُﺠ َﺮى ﻋﲆ اﻟﺤﺎﻻت اﻟﻨﺎدرة .أﻣﺎ ﻣﺎ ﺗﻔﻌﻠﻪ ﺑﻨﺘﺎﺋﺞ ﻫﺬه اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺤﺴﺎﺑﻴﺔ ،ﻓﻬﻮ أﻣﺮ ﻳﺮﺟﻊ إﻟﻴﻚ. ) (6ﺗﻘﻴﻴﺪ ﺣﺮﻛﺘﻚ ﰲ ﻋﺎم ١٩٩٩ﺣﻮﻛﻤﺖ املﺤﺎﻣﻴﺔ ﺳﺎﱄ ﻛﻼرك ﻟﻘﺘﻠﻬﺎ ﻃﻔ َﻠﻴْﻬﺎ .ﻛﺎن ﻣﻌﻈﻢ اﻟﻨﺎس ﻋﲆ دراﻳﺔ ﺑﺄن ﺛﻤﺔ ﺧﻄﺄ ً إﺣﺼﺎﺋﻴٍّﺎ ﰲ ﺣﺠﺔ اﻻدﱢﻋﺎء ،ﻟﻜﻦ ﻛﺎن ﺛﻤﺔ ﻗﻠﻴﻠﻮن ﻳﻌﺮﻓﻮن اﻟﻘﺼﺔ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ، أو املﺪى املﺪﻫﺶ ﻟﻠﺠﻬﻞ اﻹﺣﺼﺎﺋﻲ اﻟﺬي ﻻزم اﻟﻘﻀﻴﺔ. أﺛﻨﺎء ﻣﺤﺎﻛﻤﺘﻬﺎ ،اﺳﺘُﺪﻋﻲ اﻟﱪوﻓﻴﺴﻮر اﻟﺴري روي ﻣﻴﺪو — وﻫﻮ ﺧﺒري ﰲ ﻣﺠﺎل ﺣﺎﻻت ﻋﻨﻒ اﻵﺑﺎء ﺿﺪ أﻃﻔﺎﻟﻬﻢ — ﻟﻺدﻻء ﺑﺸﻬﺎدة ﺧﺒري .أﺷﺎر ﻣﻴﺪو ﰲ ﻋﺒﺎرة ﺷﻬرية إﱃ ﻧﺴﺒﺔ »واﺣﺪ ﻣﻦ ﺑني ﺛﻼﺛﺔ وﺳﺒﻌني ﻣﻠﻴﻮﻧًﺎ« ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻧﺴﺒﺔ اﺣﺘﻤﺎل وﻓﺎة ﻃﻔﻠني ﻣﻦ اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺟﺮاء ﻣﺘﻼزﻣﺔ املﻮت املﻔﺎﺟﺊ ﻟﻠ ﱡﺮ ﱠ ﺿﻊ. 281
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ﻛﺎن ﻫﺬا اﻟﺪﻟﻴﻞ ﻳﻤﺜﻞ إﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﻛﱪى ﻟﺴﺒﺒني ﻣﺨﺘﻠﻔني ﺗﻤﺎﻣً ﺎ؛ أﺣﺪﻫﻤﺎ ﺳﻬﻞ اﻟﻔﻬﻢ، واﻵﺧﺮ ﺷﺪﻳﺪ اﻟﺼﻌﻮﺑﺔ ﰲ اﺳﺘﻴﻌﺎﺑﻪ .وﻷن ﻟﺪﻳﻚ ﻣﻦ اﻟﻘﺪرة ﻋﲆ اﻟﱰﻛﻴﺰ ﻣﺎ ﻳﻜﻔﻲ ملﺘﺎﺑﻌﺔ ﻣﺎ ﰲ اﻟﺼﻔﺤﺘني اﻟﺘﺎﻟﻴﺘني ،ﺳﻴﻨﺘﻬﻲ ﺑﻚ املﻄﺎف ﻋﻨﺪ اﻟﻔﺮاغ ﻣﻦ ﻗﺮاءﺗﻬﻤﺎ ﺑﺄن ﺗﺼﺒﺢ أﻛﺜﺮ ذﻛﺎءً ﻣﻦ اﻟﱪوﻓﻴﺴﻮر ﺳري روي ،وﻗﺎﴈ ﻣﺤﺎﻛﻤﺔ ﺳﺎﱄ ﻛﻼرك ،وﻓﺮﻳﻖ دﻓﺎﻋﻬﺎ ،وﻗﻀﺎة ﻣﺤﻜﻤﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ،وﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺼﺤﻔﻴني واملﻌ ﱢﻠﻘني اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴني اﻟﺬي ﺗﻨﺎوﻟﻮا اﻟﻘﻀﻴﺔ. ﺳﻨﻌﺮض اﻟﺴﺒﺐ اﻟﺴﻬﻞ ً أوﻻ. ) (1-6املﻐﺎﻟﻄﺔ اﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﻳﻌﺪ رﻗﻢ »واﺣﺪ ﻣﻦ ﺑني ﺛﻼﺛﺔ وﺳﺒﻌني ﻣﻠﻴﻮﻧًﺎ« ﻣﺮﻳﺒًﺎ وﻏري ﻣﺤﺪﱠد ﰲ ذاﺗﻪ ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻳﻘﺘﻨﻊ اﻟﺠﻤﻴﻊ اﻵن .ﺟﺮى ﺣﺴﺎب ﻫﺬه اﻻﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ﰲ ﺻﻮرة ﻣﻌﺎدﻟﺔ ﻧ َ ﱡ ﺼﻬﺎ ،٨٥٤٣ × ٨٥٤٣ :ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ اﺣﺘﻤﺎﻻت وﻗﻮع ﺣﺎﻟﺘَ ْﻲ إﺻﺎﺑﺔ ﺑﻤﺘﻼزﻣﺔ املﻮت املﻔﺎﺟﺊ ﻟﻠ ﱡﺮﺿﻊ ﰲ ﻫﺬه اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ اﻟﻮاﺣﺪة ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻛ ﱞﻞ ﻋﻦ اﻷﺧﺮى .ﻳﺒﺪو ﻫﺬا ﺧﻄﺄ ً ﻣﻦ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ،وﻻ ﻳﺨﻔﻰ ﻫﺬا ﻋﲆ أﺣﺪ. رﺑﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺛﻤﺔ ﻋﻮاﻣﻞ ﺑﻴﺌﻴﺔ أو ﺟﻴﻨﻴﺔ ﺗﻠﻌﺐ دو ًرا ،وﻫﻲ ﻋﻮاﻣﻞ رﺑﻤﺎ ﻛﺎن اﻟﻄﻔﻼن ﻛﻼﻫﻤﺎ ﻳﺸﱰﻛﺎن ﻓﻴﻬﺎ .ﻟﻜﻦ َ اﻧﺲ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ اﻟﴪور اﻟﺬي ﺗﺸﻌﺮ ﺑﻪ ﺑﺴﺒﺐ اﺳﺘﻴﻌﺎﺑﻚ ﻫﺬه اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ. ﻓﺤﺘﻰ إذا َﻗ ِﺒ ْﻠﻨﺎ أن اﺣﺘﻤﺎل وﻗﻮع ﺣﺎﻟﺘَ ْﻲ ﻣﺘﻼزﻣﺔ املﻮت املﻔﺎﺟﺊ ﻟﻠ ﱡﺮﺿﻊ ﰲ ﻋﺎﺋﻠﺔ واﺣﺪة أﻛﺜﺮ ﻣﻦ واﺣﺪ ﻣﻦ ﺑني ﺛﻼﺛﺔ وﺳﺒﻌني ﻣﻠﻴﻮن ﺣﺎﻟﺔ — ُﻗ ْﻞ ،واﺣﺪ ﻣﻦ ﺑني ١٠آﻻف ﺣﺎﻟﺔ — ﻳﻈﻞ أي رﻗﻢ ﻋﲆ ﻫﺬه اﻟﺸﺎﻛﻠﺔ ﻣﺜريًا ﻟﻠﺸﻚ ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺳﻨﺮى اﻵن. ) (2-6ﻣﻐﺎﻟﻄﺔ اﻻدﱢﻋﺎء اﻟﺴﺆال اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﰲ ﻫﺬه اﻟﻘﻀﻴﺔ ﻫﻮ :ﻣﺎذا ﻧﻔﻌﻞ ﺑﻬﺬا اﻟﺮﻗﻢ ﻏري اﻟﻮاﻗﻌﻲ؟ أﺷﺎرت اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﻟﺘﻘﺎرﻳﺮ اﻟﺼﺤﻔﻴﺔ آﻧﺬاك إﱃ أن واﺣﺪًا ﻣﻦ ﺑني ﺛﻼﺛﺔ وﺳﺒﻌني ﻣﻠﻴﻮﻧًﺎ ﻳﻤﺜﻞ اﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ً أن ﺣﺎﻟﺘَ ْﻲ وﻓﺎة َ ﻣﺼﺎدﻓﺔ؛ ﺑﻌﺒﺎرة أﺧﺮى :اﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ أﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻏري ﻃﻔﲇ ْ ﺳﺎﱄ ﻛﻼرك ﻛﺎﻧﺘﺎ ﻣﺬﻧﺒﺔ .ﺑﺪا ﻛﺜري ﻣﻤﻦ ﻛﺎﻧﻮا ﺟﺰءًا ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻘﺎﴈ ﻣﻘﺘﻨﻌني ﺑﻬﺬه اﻟﺮؤﻳﺔ ،وﻻ ﺷﻚ ﰲ أن املﻐﺎﻟﻄﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﺠﺮي ﺗﻜﺮارﻫﺎ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار ﺗﻌْ َﻠﻖ ﰲ اﻟﺬﻫﻦ .ﻟﻜﻦ ﺗﻌﺘﱪ ﻫﺬه اﻟﻘﻀﻴﺔ ً ﻣﺜﺎﻻ ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺗﻔﻜري ﻗﺎﴏة ﻣﻌﺮوﻓﺔ وﻣﻮﺛﱠﻘﺔ ﺟﻴﺪًا ﺗُﻌﺮف ﺑﺎﺳﻢ »ﻣﻐﺎﻟﻄﺔ اﻻدﱢﻋﺎء«. ﻟﻘﺪ ﻣﺎت رﺿﻴﻌﺎن ﰲ ﻋﺎﺋﻠﺔ واﺣﺪة ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳُﻌﺘﱪ ﰲ ﺣﺪ ذاﺗﻪ أﻣ ًﺮا ﺷﺪﻳﺪ اﻟﻨﺪرة. وﺑﻤﺠﺮد وﻗﻮع ﻫﺬا اﻟﺤﺪث ،ﺗﺤﺘﺎج ﻫﻴﺌﺔ املﺤﻠﻔني إﱃ املﻮازﻧﺔ ﺑني ﺗﻔﺴريﻳﻦ ﻣﺘﻨﺎﻓﺴني 282
اﻹﺣﺼﺎءات اﻟﺮدﻳﺌﺔ
ملﻮت اﻟﺮﺿﻴﻌني؛ ﺣﺎﻟﺘﺎ إﺻﺎﺑﺔ ﺑﻤﺘﻼزﻣﺔ ﻣﻮت اﻟ ﱡﺮﺿﻊ املﻔﺎﺟﺊ أم ﺟﺮﻳﻤﺘﺎ ﻗﺘﻞ .ﰲ اﻟﻈﺮوف اﻟﻌﺎدﻳﺔ — ﻗﺒﻞ أن ﻳﻤﻮت أي ُر ﱠ ﺿﻊ — ﻻ ﻳﻌﺘﱪ وﻗﻮع إﺻﺎﺑﺘني ﺑﻤﺘﻼزﻣﺔ املﻮت املﻔﺎﺟﺊ ً ﻣﺤﺘﻤﻼ ﻋﲆ اﻹﻃﻼق ،وﻫﻜﺬا اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ اﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ وﻗﻮع ﺟﺮﻳﻤﺘَ ْﻲ ﻗﺘﻞ. ﻟﻠﺮﺿﻊ أﻣ ًﺮا ﻟﻜﻦ ﺑﻤﺎ أن اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﻨﺎدرة ملﻮت رﺿﻴﻌني ﰲ ﻋﺎﺋﻠﺔ واﺣﺪة ﻗﺪ ﺣﺪﺛﺖ ،ﻳﺼﺒﺢ اﻟﺘﻔﺴريان — ﺟﺮﻳﻤﺘﺎ ﻗﺘﻞ أو إﺻﺎﺑﺘﺎن ﺑﻤﺘﻼزﻣﺔ املﻮت املﻔﺎﺟﺊ ﻟﻠﺮﺿﻊ — ﻣﺤﺘﻤَ َﻠ ْني ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ .إذا أردْﻧﺎ ٍّ ﺣﻘﺎ أن ﻧﺴﺘﺨﺪم اﻹﺣﺼﺎءات ،ﻓﺴﻨﺤﺘﺎج إﱃ ﻣﻌﺮﻓﺔ أﻳﻬﻤﺎ »أﻛﺜﺮ« ﻧﺪر ًة ﻧﺴﺒﻴٍّﺎ ،ﺣﺎﻟﺘﺎ ﻣﺘﻼزﻣﺔ املﻮت املﻔﺎﺟﺊ ﻟﻠﺮﺿﻊ أم ﺟﺮﻳﻤﺘﺎ اﻟﻘﺘﻞ .ﺣﺎول اﻟﻨﺎس ﺣﺴﺎب املﺨﺎﻃﺮ اﻟﻨﺴﺒﻴﺔ ﻟﻬﺎﺗني اﻟﺤﺎﻟﺘني ،وﺗﻘﻮل إﺣﺪى اﻷوراق اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ إن اﻟﻨﺴﺒﺔ ﺗﺼﻞ إﱃ ﺣﻮاﱄ ١ : ٢ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺣﺎﻟﺘَ ْﻲ ﻣﺘﻼزﻣﺔ املﻮت املﻔﺎﺟﺊ ﻟﻠﺮﺿﻊ. ً ﻓﺎرﻗﺎ »ﺟﻮﻫﺮﻳٍّﺎ« ﰲ ﻣﻐﺎﻟﻄﺔ اﻻدﱢﻋﺎء ﻟﻢ ﻳﻨﺘﺒﻪ إﻟﻴﻪ أﺣ ٌﺪ آﻧﺬاك — ﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﺬا ً ﻗِ ﺒَﻞ ﻛ ﱢﻞ ﻣَ ﻦ ﻛﺎن ﰲ املﺤﻜﻤﺔ — ﻓﺤﺴﺐ ،ﺑﻞ ﻟﻢ ﻳﻨﺘﺒﻪ إﻟﻴﻪ أﺣ ٌﺪ أﻳﻀﺎ أﺛﻨﺎء اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف، وﻫﻲ املﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﻲ اﻗﱰح ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻘﻀﺎة أن ً ﺑﺪﻻ ﻣﻦ »واﺣﺪ ﻣﻦ ﺑني ﺛﻼﺛﺔ وﺳﺒﻌني ﻣﻠﻴﻮﻧًﺎ«، ﻛﺎن ﻋﲆ ﻣﻴﺪو ﻗﻮل »ﻧﺎدر ﺟﺪٍّا« .أدرك اﻟﻘﻀﺎة أوﺟﻪ اﻟﻘﺼﻮر ﰲ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺤﺴﺎﺑﻴﺔ اﻟﺘﻲ ً ﺳﺎﺑﻘﺎ، أﺟﺮاﻫﺎ ﻟﻠﺘﻮﺻﻞ ﻟﻬﺬا اﻟﺮﻗﻢ؛ أي املﻐﺎﻟﻄﺔ اﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ،املﺸﻜﻠﺔ اﻟﺴﻬﻠﺔ اﻟﺘﻲ أﴍﻧﺎ إﻟﻴﻬﺎ ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮا ﻻ ﻳﺰاﻟﻮن ﻳﺘﻘﺒﱠﻠﻮن ﻫﺬا اﻟﺮﻗﻢ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ﱢ ﻳﺮﺳﺦ »ﻟﻨﻘﻄﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﺟﺪٍّا؛ أﻻ وﻫﻲ ﻧﺪرة ﺣﺪوث إﺻﺎﺑﺘني ﺑﻤﺘﻼزﻣﺔ املﻮت املﻔﺎﺟﺊ ﻟﻠ ﱡﺮﺿﻊ«. ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ذﻟﻚ — ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺗﺪرك اﻵن — ﺻﺤﻴﺤً ﺎ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ؛ ﻓﻠﻢ ﺗﻜﻦ ﻧﺪرة ﺣﺪوث إﺻﺎﺑﺘني ﺑﻤﺘﻼزﻣﺔ املﻮت املﻔﺎﺟﺊ ﻟﻠ ﱡﺮﺿﻊ ذات ﺻﻠﺔ ﺑﺎﻷﻣﺮ؛ ﻷن ﺣﺪوث ﺣﺎﻟﺘَﻲ َﻗﺘْﻞ ﻧﺎدر ً أﻳﻀﺎ. ٌ ْ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻗﻀﺎﺋﻴﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﰲ ﺗﻌﻴني اﻟﻔﺮق ﰲ اﻟﻜﻴﻔﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ اﺳﺘﺨﺪام اﻟﺮﻗﻢ ﻓﺸﻠﺖ ﻟﻘﺪ اﻹﺣﺼﺎﺋﻲ ﺑﻬﺎ .ﻓﺸﻠﺖ ﻣﺮﺗني. َ أﺣﻤﻖ ،وﺟﺮى اﻟﺘﺸﻬري ﺑﻪ )رﺑﻤﺎ ﻳﻘﻮل اﻟﺒﻌﺾ إن ﻫﺬه اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻗﺪ ﺗﻔﺎﻗﻤﺖ ﻛﺎن ﻣﻴﺪو ﺑﻔﻌﻞ ﺣﻤﻼت اﺿﻄﻬﺎد أﻃﺒﺎء اﻷﻃﻔﺎل اﻟﻌﺎﻣﻠني ﰲ ﻣﺠﺎل اﻧﺘﻬﺎﻛﺎت ﺣﻘﻮق اﻟﻄﻔﻞ( ،ﻟﻜﻦ ﱡ وﺗﻮﻗﻊ املﺸﻜﻼت ﰲ ﺗﻔﺴريه ﻟﺮﻗﻤﻪ اﻹﺣﺼﺎﺋﻲ إذا ﻛﺎن ﺻﺤﻴﺤً ﺎ أن ﻣﻴﺪو ﻛﺎن ﻋﻠﻴﻪ ﺗﺤﺪﻳﺪ اﻟﺬي ﺗﻘﺪم ﺑﻪ ،ﻓﺈذن ﻛﺎن ﻋﲆ اﻷﻃﺮاف اﻷﺧﺮى ﰲ اﻟﻘﻀﻴﺔ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺬﻟﻚ ً أﻳﻀﺎ؛ ﻓﻤﺎ ﻣﻦ ﻃﺒﻴﺐ أﻃﻔﺎل ﻳﺘﺤﻤﱠ ﻞ ﻣﺴﺌﻮﻟﻴﺔ ﻓﺮﻳﺪة ﻣﻦ ﻧﻮﻋﻬﺎ ﺑﺄن ﻳﻜﻮن ﻣﺎﻫ ًﺮا ﺣﺴﺎﺑﻴٍّﺎ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺤﺎ ٍم، ﻗﺎض ،أو ﺻﺤﻔﻲ ،أو ﻋﻀﻮ ﰲ ﻫﻴﺌﺔ ﻣﺤﻠﻔني ،أو ﻣﻮﻇﻒ ﰲ ﻣﺤﻜﻤﺔ .وﺗﻌﺘﱪ ﻣﻐﺎﻟﻄﺔ أو ٍ ً ﻣﺴﺄﻟﺔ ﰲ ﻏﺎﻳﺔ اﻷﻫﻤﻴﺔ ﰲ ﺣﺎل ﺗﻘﺪﻳﻢ أدﻟﺔ ﺗﺤﻠﻴﻞ اﻟﺤﻤﺾ اﻟﻨﻮوي ،ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ اﻻدﱢﻋﺎء املﺜﺎل؛ ﺣﻴﺚ ﻳﻌﺘﻤﺪ اﻟﺘﻔﺴري ﻛﺜريًا ﻋﲆ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت رﻳﺎﺿﻴﺔ وﺳﻴﺎﻗﻴﺔ ﱠ ﻣﻌﻘﺪة .وﻛﻞ ﻣَ ﻦ 283
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ً ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﺳﻴﺘﻌﺎﻣﻞ ﰲ اﻷرﻗﺎم ،وﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻬﺎ ،وﻳﻔﻜﺮ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ،وﻳﻘﻨﻊ اﻵﺧﺮﻳﻦ ﺑﻬﺎ، ﺗﻘﻴﻴﺪ اﻵﺧﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ،ﻳﺘﺤﻤﻞ ﻣﺴﺌﻮﻟﻴﺔ ً أﻳﻀﺎ ﰲ ﻓﻬﻤﻬﺎ .إن ﻛﻞ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺘُﻪ ﻫﻮ ﻗﺮاءة ﻛﺘﺎب ﻋﻠﻤﻲ ﻣﺸﻬﻮر ﻋﻦ اﻷرﻗﺎم ،وﻳﻤﻜﻨﻚ أن ﺗﺮى أن اﻷﻣﺮ ﻻ ﻳﻜﺎد ﻳﻜﻮن ﻋﲆ ﻫﺬه اﻟﺪرﺟﺔ ﻣﻦ اﻟﺼﻌﻮﺑﺔ. ) (7ﺧﴪان اﻟﻴﺎﻧﺼﻴﺐ أﺗﻌﺮﻓﻮن؟ ﺣﺪث ﱄ ﳾء ﻣﺪﻫﺶ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ اﻟﻠﻴﻠﺔ .ﻛﻨﺖ آﺗﻴًﺎ إﱃ ﻫﻨﺎ ،ﰲ ﻃﺮﻳﻘﻲ ُ ُ رأﻳﺖ ﺳﻴﺎر ًة وأﺗﻴﺖ ﻋﱪ ﺑﺎﺣﺔ اﻻﻧﺘﻈﺎر .ﻟﻦ ﺗﺼﺪﻗﻮا ﻣﺎ ﺣﺪث. ﻹﻟﻘﺎء املﺤﺎﴐة، ﺗﺤﻤﻞ ﻟﻮﺣﺘُﻬﺎ املﻌﺪﻧﻴﺔ رﻗﻢ .ARW 357ﻫﻞ ﺗﺘﺨﻴﻠﻮن ذﻟﻚ؟ ﻣﻦ ﺑني ﻣﻼﻳني اﻟﻠﻮﺣﺎت املﻌﺪﻧﻴﺔ ﰲ اﻟﻮﻻﻳﺔ ،ﻛﻢ ﻛﺎن اﺣﺘﻤﺎل رؤﻳﺘﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻠﻮﺣﺔ ﺗﺤﺪﻳﺪًا اﻟﻠﻴﻠﺔ؟ أﻣﺮ ﻣﺪﻫﺶ … رﻳﺘﺸﺎرد ﻓﺎﻳﻨﻤﺎن ٌ ﻣﻤﺮﺿﺔ ﺗُﺪﻋﻰ ﻟﻮﺳﻴﺎ دي ﺑﺮك ﻣﻦ املﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن املﺮء ﺗﻌﻴﺲ اﻟﺤﻆ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ؛ ﻓﻘﺪ ﻇ ﱠﻠﺖ ﰲ اﻟﺴﺠﻦ ﻣﺪة ﺳﺖ ﺳﻨﻮات ﰲ ﻫﻮﻟﻨﺪا ،ﺑﺘﻬﻤﺔ ارﺗﻜﺎب ﺳﺒﻊ ﺟﺮاﺋﻢ ﻗﺘﻞ وﺛﻼث ﻣﺤﺎوﻻت ﻗﺘﻞ أﺧﺮى .ﻛﺎن ﺟﻮﻫﺮ ﺗﻮﺟﻴﻪ اﻻﺗﻬﺎم إﻟﻴﻬﺎ ﰲ اﻟﻘﻀﻴﺔ ﻫﻮ وﻓﺎة ﻋﺪد ﻛﺒري ﻣﻦ اﻷﺷﺨﺎص أﺛﻨﺎء ﻧﻮﺑﺘﻬﺎ ،وﻛﺎن ذﻟﻚ ،ﺑﺼﻮرة ﺟﻮﻫﺮﻳﺔ ،ﰲ ﻇﻞ أدﻟﺔ ﻋَ َﺮﺿﻴﺔ ﺿﻌﻴﻔﺔ ﺟﺪٍّا ﺿﺪﻫﺎ .ﻟﻢ ْ ْ وأﻓﻀﺖ ﻣﺤﺎﻛﻤﺘﻬﺎ إﱃ واﺳﺘﻤﺮت ﰲ اﻹﴏار ﻋﲆ ﺑﺮاءﺗﻬﺎ، ﺗﻌﱰف ﻗﻂ ﺑﺎرﺗﻜﺎﺑﻬﺎ أي ﺟُ ْﺮم، ﻧﴩ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺻﻐرية ﻣﻦ اﻷﺑﺤﺎث اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﰲ أدﺑﻴﺎت اﻹﺣﺼﺎء. ً ﻛﺎن اﻟﺤُ ﻜﻢ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﺑﺼﻮرة ﻛﺒرية ﻋﲆ رﻗﻢ »واﺣﺪ ﻣﻦ ﺑني ٣٤٢ﻣﻠﻴﻮﻧﺎ« .ﺣﺘﻰ إذا وﺟﺪﻧﺎ أﺧﻄﺎءً ﰲ ﻫﺬا اﻟﺮﻗﻢ — وﺻﺪﱢﻗﻨﻲ ﺳﻨﺠﺪ — ﻣﺜﻠﻤﺎ ﰲ ﻗﺼﺘﻨﺎ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ،ﻓﺴﻴﻈﻞ ﻫﺬا اﻟﺮﻗﻢ اﻹﺣﺼﺎﺋﻲ ﻏري ذي ﺻﻠﺔ إﱃ درﺟﺔ ﻛﺒرية؛ وذﻟﻚ ﻷن اﻷﻣﺮ اﻟﺸﺎﺋﻖ — ﻣﺜﻠﻤﺎ رأﻳﻨﺎ ﻣﺮا ًرا وﺗﻜﺮا ًرا — ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻹﺣﺼﺎﺋﻴﺎت ﻟﻴﺲ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺤﺴﺎﺑﻴﺔ املﻌﻘﺪة ،ﺑﻞ ﻣﺎ ﺗﻌﻨﻴﻪ ﻫﺬه اﻷرﻗﺎم. َ ً ﺛﻤﺔ درس ﻣﻬ ﱞﻢ أﻳﻀﺎ ﻫﻨﺎ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ أن ﻧﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻨﻪ ﺟﻤﻴﻌً ﺎ؛ أﻻ وﻫﻮ أن اﻷﺷﻴﺎء ﻏري املﺤﺘﻤﻠﺔ ﺗﺤﺪث .ﻓﺄﺣﺪ اﻷﺷﺨﺎص ﻳﻔﻮز ﺑﺠﺎﺋﺰة اﻟﻴﺎﻧﺼﻴﺐ أﺳﺒﻮﻋﻴٍّﺎ ،وﻳﺼﻌﻖ اﻟﱪق اﻷﻃﻔﺎل .ﻳﺼﺒﺢ اﻷﻣﺮ ﰲ ﻏﺎﻳﺔ اﻟﻐﺮاﺑﺔ واﻹدﻫﺎش ﻓﻘﻂ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺤﺪث أﻣﺮ ﻣﺤﺪﱠد وﻏري ﻣﺴﺒﻘﺎ2 «. ً َ ﻣﺤﺘﻤﻞ ﺟﺪٍّا ﺟﺪٍّا »إذا َ ﺗﻮﻗﻌﺖ ﺣﺪوث ﻫﺬا اﻟﴚء ﺗﺤﺪﻳﺪًا ﻛﻨﺖ ﻗﺪ 284
اﻹﺣﺼﺎءات اﻟﺮدﻳﺌﺔ
إﻟﻴﻚ ﻫﺬا اﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﻤﺜﻴﲇ. ﺗﺨﻴﱠﻞ أﻧﻨﻲ أﻗﻒ ﻗﺮب إﺳﻄﺒﻞ ﺧﺸﺒﻲ ﻛﺒري أﺣﻤﻞ ﺑﻨﺪﻗﻴﺔ آﻟﻴﺔ ﺿﺨﻤﺔ ،أﺿﻊ ﻋِ ﺼﺎﺑﺔً ﻋﲆ ﻋﻴﻨﻲ ،ووﺳﻂ ﺿﺤﻜﺎت ﻣﺠﻨﻮﻧﺔ أُﻃﻠ ُِﻖ اﻵﻻف واﻵﻻف ﻣﻦ اﻟﺮﺻﺎﺻﺎت ﰲ ﺟﺎﻧﺐ اﻹﺳﻄﺒﻞ ،ﺛﻢ أُﺳﻘِ ﻂ اﻟﺒﻨﺪﻗﻴﺔ ،وأﺳري إﱃ اﻟﺤﺎﺋﻂ ،وأﺗﻔﺤﱠ ﺼﻪ ﻋﻦ ﻛﺜﺐ ﻟﺒﻌﺾ اﻟﻮﻗﺖ ،ذارﻋً ﺎ املﻜﺎن ﺟﻴﺌﺔ وذﻫﺎﺑًﺎ .أﺟﺪ ﻣﻮﺿﻌً ﺎ ﺑﻪ ﺛﻘﻮب رﺻﺎﺻﺎت ﺛﻼث ﻗﺮﻳﺒﺔ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ، ﻓﺄرﺳﻢ ﻋﻼﻣﺔ ﺗﺼﻮﻳﺐ ﺣﻮﻟﻬﺎ ،ﻣﻌﻠﻨًﺎ ﰲ ﻓﺨﺮ أﻧﻨﻲ را ٍم ﺑﺎرع. أﻋﺘﻘﺪ أﻧﻚ ﻻ ﺗﺘﻔﻖ ﻣﻊ ﻛ ﱟﻞ ﻣﻦ أﺳﺎﻟﻴﺒﻲ واﺳﺘﻨﺘﺎﺟﺎﺗﻲ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ ﻫﺬا اﻻﺳﺘﺪﻻل. ﻋﲆ أن ﻫﺬا ﻫﻮ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﻣﺎ ﺣﺪث ﰲ ﻗﻀﻴﺔ ﻟﻮﺳﻴﺎ؛ ﻓﻘﺪ وﺟﺪ املﺪﱠﻋﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﻮن ﺳﺒﻌﺔ ً ﻗﺘﲆَ ، ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ واﺣﺪ ،ﰲ ﻣﺪﻳﻨﺔ واﺣﺪة ،ﰲ دوﻟﺔ ﻗﻀﻮْا أﺛﻨﺎء ﻧﻮﺑﺔ إﺣﺪى املﻤﺮﺿﺎت ،ﰲ واﺣﺪة ،ﰲ اﻟﻌﺎ َﻟﻢ ،ﺛﻢ رﺳﻤﻮا ﻋﻼﻣﺔ ﺗﺼﻮﻳﺐ ﺣﻮﻟﻬﻢ. ﻳﻜﴪ ﻫﺬا املﺜﺎل ﻗﺎﻋﺪ ًة أﺳﺎﺳﻴﺔ ﰲ أي ﺑﺤﺚ ﻳﺘﻀﻤﱠ ﻦ إﺟﺮاء إﺣﺼﺎءات؛ َأﻻ وﻫﻲ ﻋﺪم إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ إﻳﺠﺎد اﻟﻔﺮﺿﻴﺔ ﰲ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ .ﻓﻘﺒﻞ أن ﺗﺒﺪأ اﻟﻌﻤﻞ ﻋﲆ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ﻣﻦ ﺧﻼل اﻷداة اﻹﺣﺼﺎﺋﻴﺔ املﺴﺘﺨﺪَﻣﺔ ،ﻳﺠﺐ أن ﺗﻜﻮن ﺛﻤﺔ ﻓﺮﺿﻴﺔ ﻣﺤﺪدة ﻻﺧﺘﺒﺎرﻫﺎ .أﻣﺎ إذا ﺟﺎءت اﻟﻔﺮﺿﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﺤﻠﻴﻞ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ،ﻓﻠﻦ ﻳﻜﻮن ﺛﻤﺔ ﻣﻌﻨًﻰ ﰲ ﺗﺤﻠﻴﻞ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﺮة أﺧﺮى ﻟﺘﺄﻛﻴﺪﻫﺎ. ﱠ ﺗُﻌﺘﱪ ﻫﺬه املﺴﺄﻟﺔ ﺻﻮرة ﻣﻦ ﺻﻮر املﻨﻄﻖ اﻟﺪاﺋﺮي اﻟﻔﻠﺴﻔﻲ اﻟﺮﻳﺎﴈ املﻌﻘﺪ ،ﱠ ﻟﻜﻦ ﻫﻨﺎك ً أﻳﻀﺎ ﺻﻮ ًرا أﺧﺮى ﻣﺎدﻳﺔ ﺟﺪٍّا ﻟﻠﻤﻨﻄﻖ اﻟﺪاﺋﺮي ﰲ ﻫﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ .ﻓﻔﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺟﻤﻊ ﱢ ﻟريوْا ﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧﻮا ﺳﻴﻌﺜﺮون ﻋﲆ املﺰﻳﺪ ﻣﻦ املﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ،ﻗﺼﺪ املﺤﻘﻘﻮن اﻟﻌﻨﺎﺑﺮ َ َ ﺣﺎﻻت اﻟﻮﻓﺎة املﺮﻳﺒﺔ .ﻟﻜﻦ ﻛﺎن ﺟﻤﻴﻊ ﻣَ ﻦ ﻃﻠﺐ ﻣﻨﻬﻢ أن ﻳﺘﺬ ﱠﻛﺮوا وﻗﻮع أي »ﺣﻮادث ﻣﺮﻳﺒﺔ« ﻳﻌﻠﻤﻮن أن ﻫﺬا اﻟﺴﺆال ﻣﻮﺟﱠ ﻪ إﻟﻴﻬﻢ؛ ﻷن ﻟﻮﺳﻴﺎ ﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﱠ ﺳﻔﺎﺣﺔ .ﻛﺎن ﺛﻤﺔ ﺧﻄﺮ ً ﻣﱰادﻓﺔ ﻣﻊ ﻋﺒﺎرة »ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻮﺳﻴﺎ ﻣﻮﺟﻮدة«، ﻛﺒري ﰲ أن ﺗﺼري ﻋﺒﺎر ُة »ﺣﺎدﺛﺔ ﻣﺮﻳﺒﺔ« وﻟﻢ ﺗﺪﺧﻞ ﺑﻌﺾ ﺣﺎﻻت اﻟﻮﻓﺎة املﻔﺎﺟﺌﺔ اﻟﺘﻲ وﻗﻌﺖ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻟﻮﺳﻴﺎ ﻣﻮﺟﻮدة ﰲ ﺣﺎل ﻣﺮﻳﺒﺔ؛ ﻷن ﻟﻮﺳﻴﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﻮﺟﻮدة. اﻟﺤﺴﺎﺑﺎت ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﺤﺎل؛ ﻓﻬﻲ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺄي ٍ ﺗﺼري اﻷﻣﻮر أﻛﺜﺮ ﺳﻮءًا؛ ﻓﻘﺪ ﻗﺎل أﺣﺪ ﻣﻮﻇﻔﻲ املﺴﺘﺸﻔﻰُ » : ﻃﻠِﺐ ﻣﻨﺎ أن ﻧﻀﻊ ً ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺑﺎﻷﺣﺪاث اﻟﺘﻲ وﻗﻌﺖ ﺧﻼل ﻧﻮﺑﺎت ﻋﻤﻞ ﻟﻮﺳﻴﺎ أو ﺑﻌﺪ وﻗﺖ ﻗﺼري ﻣﻨﻬﺎ «.ﻋﲆ ﻫﺬا اﻟﻨﺤﻮ ،ﺟﺮى اﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻷﻧﻤﺎط؛ ﻟﺬا ﺑﺪا ﻣﺮﺟﱠ ﺤً ﺎ أﻛﺜﺮ أن املﺤﻘﻘني ﺳﻴﺠﺪون ً ﻗﺎﺑﻌﺔ املﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺣﺎﻻت اﻟﻮﻓﺎة املﺮﻳﺒﺔ ﰲ ﻓﱰات ﻧﻮﺑﺎت ﻟﻮﺳﻴﺎ .ﰲ ﻏﻀﻮن ذﻟﻚ ،ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻮﺳﻴﺎ ﰲ اﻟﺴﺠﻦ اﻧﺘﻈﺎ ًرا ملﺤﺎﻛﻤﺘﻬﺎ. 285
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ﻫﺬه أﺷﻴﺎء ﺗﺤﺪث ﰲ اﻟﻜﻮاﺑﻴﺲ ﻓﻘﻂ. ﰲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ،ﺟﺮى ﺗﺠﺎﻫﻞ َﻗﺪْر ﺿﺨﻢ ﻣﻦ املﻌﻠﻮﻣﺎت اﻹﺣﺼﺎﺋﻴﺔ املﱰاﺑﻄﺔ .ﻓﻔﻲ اﻟﺴﻨﻮات اﻟﺜﻼث ﻗﺒﻞ أن ﺗﻌﻤﻞ ﻟﻮﺳﻴﺎ ﰲ اﻟﻌﻨﱪ ﻣﺤﻞ اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ،ﻛﺎن ﺛﻤﺔ ﺳﺒﻊ ﺣﺎﻻت وﻓﺎة. ْ ﻋﻤﻠﺖ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﰲ اﻟﻌﻨﱪ ،ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎك ﺳﺖ ﺣﺎﻻت وﻓﺎة .إﻟﻴﻚ وﰲ اﻟﺴﻨﻮات اﻟﺜﻼث اﻟﺘﻲ ﻓﻜﺮ ًة ﺗﺠﻮل ﺑﺨﺎﻃﺮي :ﻳﺒﺪو ﻏﺮﻳﺒًﺎ أن ﻣﻌﺪل ﺣﺎﻻت اﻟﻮﻓﺎة »ﻳﻨﺨﻔﺾ« ﰲ ﻋﻨﱪ ﰲ اﻟﻠﺤﻈﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺼﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﱠ ﺳﻔﺎﺣﺔ ﰲ ﻧﻮﺑﺔ اﻧﻐﻤﺎس ﰲ اﻟﻘﺘﻞ .إذا ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻮﺳﻴﺎ ﻗﺪ ﻗﺘﻠﺘﻬﻢ ﺟﻤﻴﻌً ﺎ ،ﻓﻼ ﺑﺪ إذن أﻧﻪ ﻟﻢ ﺗﻮﺟﺪ أي ﺣﺎﻟﺔ وﻓﺎة ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﰲ اﻟﻌﻨﱪ ﻋﲆ اﻹﻃﻼق ﺧﻼل اﻟﺴﻨﻮات اﻟﺜﻼث ْ ﻋﻤﻠﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﻫﻨﺎك. اﻟﺘﻲ ْ ﻓﻌﻠﺖ ﻟﻮﺳﻴﺎ ﻣﺜﻠﻤﺎ آه ،ﻟﻜﻦ ﻋﲆ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻵﺧﺮ ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻛﺸﻒ اﻻدﱢﻋﺎء ﰲ ﻣﺤﺎﻛﻤﺘﻬﺎ، ﻳﺤﺪث ﰲ ﻟﻌﺒﺔ اﻟﺘﺎروت .ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺗﺒﺪو ﻟﻮﺳﻴﺎ ﻏﺮﻳﺒﺔ اﻷﻃﻮار ً ﻗﻠﻴﻼ ﰲ ﺧﻮاﻃﺮﻫﺎ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺎل؛ ﻟﺬا رﺑﻤﺎ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﻤﺎ ﺗﺪوﱢﻧﻬﺎ ﰲ ﻣﻔﻜﺮﺗﻬﺎ اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ،واﻟﺘﻲ ُﻗﺮﺋﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻘﺘﻄﻔﺎت ﺑﺼﻮت ٍ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﻪ ً ﻓﻌﻼ. إﺻﺪار ِه رﻗﻤَ ُﻪ اﻹﺣﺼﺎﺋﻲ اﻹﻟﺰاﻣﻲ، ﻟﻜﻦ أﻏﺮب اﻷﺷﻴﺎء ﺑﻜﻞ ﺗﺄﻛﻴﺪ ﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﲇ :ﰲ ِ اﻟﺴﻄﺤﻲ ،ﻋﲆ ﻏﺮار أرﻗﺎم ﻣﻴﺪو — اﻟﺬي ﻛﺎن ﰲ ﻫﺬه املﺮة »واﺣﺪًا ﻣﻦ ﺑني ٣٤٢ﻣﻠﻴﻮﻧًﺎ« — ارﺗﻜﺐ اﻹﺣﺼﺎﺋﻲ املﻜ ﱠﻠﻒ ﻣﻦ ﻗِ ﺒَﻞ اﻻدﱢﻋﺎء ﺧﻄﺄ ً رﻳﺎﺿﻴٍّﺎ ،ﺑﺪاﺋﻴٍّﺎ ،ﺑﺴﻴ ً ﻄﺎ .ﻟﻘﺪ ﻣﺰج اﻹﺣﺼﺎﺋﻲ ﺑني ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻻﺧﺘﺒﺎرات اﻹﺣﺼﺎﺋﻴﺔ اﻟﻔﺮدﻳﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﻀﺎﻋﻔﺔ اﻟﻘِ ﻴَﻢ اﻻﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ، أو اﻟﺘﻌﺒري اﻟﺮﻳﺎﴈ ﻟﻼﺣﺘﻤﺎل ،أو اﻟﺪﻻﻟﺔ اﻹﺣﺼﺎﺋﻴﺔ .ﻳُﺠﺮي ﻫﺬه اﻟﺠﺰﺋﻴﺔ اﻟﺨﱪاء اﻟﻌِ ﻠﻤﻴﻮن املﺘﻬﻮﺳﻮن ،وﻫﻲ اﻟﺠﺰﺋﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﻴﺤﺬﻓﻬﺎ اﻟﻨﺎﴍ ،ﻟﻜﻨﻨﻲ أﻧﻮي أن أﻛﺘﺒﻬﺎ ﻋﲆ أي ﺣﺎل؛ ﻳﺠﺮي ﴐب اﻟﻘﻴﻢ اﻻﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ﻣﻌً ﺎ ﻓﻘﻂ ،ﺑﻞ ﻳﺠﺮي ﺻﻴﺎﻏﺘﻬﺎ ﻣﻌً ﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل أداة ﻓﻼ ِ ﺑﺎرﻋﺔ ،رﺑﻤﺎ ﻣﺜﻞ »أﺳﻠﻮب ﻓﻴﴩ ﻟﺪﻣﺞ اﻟﻘﻴﻢ اﻻﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ املﺴﺘﻘﻠﺔ«. إذا َ ﻗﻤﺖ ﺑﴬب ﻗﻴﻢ اﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ﻣﻌً ﺎ ،ﻓﴪﻋﺎن ﻣﺎ ﺗﺒﺪو اﻷﺣﺪاث ﻏري اﻟﻀﺎرة واملﺤﺘﻤَ ﻠﺔ ً َ ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ ،ﻛ ﱞﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻳﻨﻄﻮي ﻋﲆ ﻋﻤﻠﺖ ﰲ ﻋﴩﻳﻦ ﻣﺴﺘﺒﻌَ ﺪ ًة ﺑﺸﻜﻞ ﺧﻔﻲِ .ﻟﻨ َ ُﻘ ْﻞ إﻧﻚ ﻧﻤﻂ ﻣﻦ اﻟﺤﻮادث ﻏري اﻟﻀﺎرةُ :ﻗ ْﻞ ﻗﻴﻤﺔ اﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ = .٠٫٥إذا ﺟﺮى ﴐب ﺗﻠﻚ اﻟﻘﻴﻢ ْ ﻇﻬﺮت ﺑﻤﺤﺾ املﺼﺎدﻓﺔ — اﻻﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ﻏري اﻟﻀﺎرة ﻣﻌً ﺎ — وﻫﻲ ﻗﻴﻢ ﻧﺎﺗﺠﺔ ﻋﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻓﺴﻴﻨﺘﻬﻲ ﺑﻚ املﻄﺎف ﺑﻘﻴﻤﺔ اﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ﻧﻬﺎﺋﻴﺔ ﺗﺒﻠﻎ ٠٫٥أُس ﻋﴩﻳﻦ ،وﻫﻲ ﻗﻴﻤﺔ اﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ > ،٠٫٠٠٠٠٠١وﻫﻲ ﻗﻴﻤﺔ ﰲ ﻏﺎﻳﺔ اﻟﺪﻻﻟﺔ اﻹﺣﺼﺎﺋﻴﺔ اﻟﻘﺼﻮى .ﰲ ﻇﻞ ﻫﺬا اﻟﺨﻄﺄ َ ﻋﻤﻠﺖ ﰲ ﻣﺴﺘﺸﻔﻴﺎت ﻛﺜرية ،ﺗﺼﺒﺢ ﻣﺸﺘﺒﻬً ﺎ ﺑﻪ ﻋﲆ ﻧﺤﻮ اﻟﺮﻳﺎﴈ ،وﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﻨﻄﻘﻪ ،إذا 286
اﻹﺣﺼﺎءات اﻟﺮدﻳﺌﺔ
ً ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ؟ ﺑﺎهلل ﻋﻠﻴﻚ ﻻ ﺗﺨﱪ اﻟﴩﻃﺔ اﻟﻬﻮﻟﻨﺪﻳﺔ إذا َ َ ﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﻋﻤﻠﺖ ﰲ ﻋﴩﻳﻦ آﱄ .ﻫﻞ َ ﻓﻌﻠﺖ ذﻟﻚ. ﻫﻮاﻣﺶ ) (1اﻷرﻗﺎم املﺘﻮاﻓﺮة ﻫﻨﺎ ﺗﻘﺮﻳﺒﻴﺔ ،وﻫﻲ ﻣﺴﺘﻘﺎة ﻣﻦ ﻛﺘﺎب ﺟريد ﺟﻴﺠﺮﻧﺰر اﻟﺮاﺋﻊ »ﺣﺴﺎب املﺨﺎﻃﺮ«. ) (2ﻛﺎن ﺟﻴﻤﺲ راﻧﺪي ،اﻟﺴﺎﺣﺮ وداﺣﺾ ادﱢﻋﺎءات اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ ﻣﻌﺘﺎدًا ﻋﲆ اﻻﺳﺘﻴﻘﺎظ ﻛﻞ ﺻﺒﺎح وﻛﺘﺎﺑﺔ اﻟﻌﺒﺎرة اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﻋﲆ ﺑﻄﺎﻗﺔ ﻳﻀﻌﻬﺎ ﰲ ﺟﻴﺒﻪ» :أﻧﺎ ﺟﻴﻤﺲ ﱡ ﺗﺤﺴﺒًﺎ ﻷن ﻳﻤﻮت ،ﻣﺜﻠﻤﺎ أوﺿﺢ راﻧﺪي ،ﺳﺄﻣﻮت اﻟﻴﻮم «.ﻳﻠﻴﻬﺎ اﻟﺘﺎرﻳﺦ وﺗﻮﻗﻴﻌﻪ؛ وذﻟﻚ ﻣﺆﺧ ًﺮا ،ﺑﺴﺒﺐ ﺣﺎدث ﻏري ﻣﺘﻮﻗﻊ ﻋﲆ اﻹﻃﻼق ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﺣﺪث ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ.
287
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺨﺎﻣﺲ ﻋﴩ
اﳌﺨﺎوف اﻟﺼﺤﻴﺔ ﰲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﺑﺤﺜﻨﺎ ﺣﺎﻻت ﻓﺮدﻳﺔ .رﺑﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺻﺎدﻣﺔ ،وﻣﻦ ﺑﻌﺾ اﻟﺠﻮاﻧﺐ ﻋﺒﺜﻴﺔ، ﻟﻜﻦ ﻣﺪى اﻟﴬر اﻟﺬي ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﺘﺴﺒﱠﺐ ﻓﻴﻪ ﻣﺤﺪود .رأﻳﻨﺎ ﺗﻮٍّا ،ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺜﺎل ﻧﺼﻴﺤﺔ د .ﺳﺒﻮك ﻟﻶﺑﺎء ﺣﻮل اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ أن ﻳﻨﺎم ﺑﻬﺎ اﻷﻃﻔﺎل اﻟ ﱡﺮﺿﻊ ،أﻧﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺠﺮي اﺗﺒﺎع ﻣﺸﻮرﺗﻚ ﻣﻦ ﻗِ ﺒَﻞ ﻋﺪد ﻛﺒري ﺟﺪٍّا ﻣﻦ اﻷﺷﺨﺎص ،ﻳﻤﻜﻨﻚ أن ﺗﺘﺴﺒﱠﺐ ﰲ ﴐر ﺑﺎﻟﻎ إذا َ ﻛﻨﺖ ﻣﺨﻄﺌًﺎ ،ﺣﺘﻰ ﰲ ﻇﻞ ﺗﻮاﻓﺮ أﻓﻀﻞ اﻟﻨﻮاﻳﺎ؛ ﻷن آﺛﺎ َر أﻗ ﱢﻞ اﻟﺘﻌﺪﻳﻼت ﰲ ﻣﺼﺪر اﻟﺨﻄﺮ ﺗﺘﻌﺎﻇﻢ ﺑﻔﻀﻞ ﺣﺠﻢ املﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﺘﻲ ﱢ ﺗﻐري ﻣﻦ ﺳﻠﻮﻛﻬﺎ. ﻟﻬﺬا اﻟﺴﺒﺐ ﻳﺘﺤﻤﱠ ﻞ اﻟﺼﺤﻔﻴﻮن ﻣﺴﺌﻮﻟﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ،وﻟﻬﺬا اﻟﺴﺒﺐ ً أﻳﻀﺎ ﺳﻨﻜ ﱢﺮس اﻟﻔﺼﻞ اﻷﺧري ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت وراء ﻗﺼﺘَ ْﻲ ﻣﺨﺎوف ﺗﻮﺿﻴﺤﻴﺘني ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ: ﺧﺪﻳﻌﺔ ﻣﺴﺤﺎت اﻟﻌﻨﻘﻮدﻳﺎت اﻟﺬﻫﺒﻴﺔ املﻘﺎوﻣﺔ ﻟﻠﻤﻴﺜﻴﺴﻠني )إم آر إس إﻳﻪ( ،واﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ .ﻟﻜﻦ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ اﻟﺤﺎل دوﻣً ﺎ ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺗﻌﺮف ،ﻧﺘﺤﺪﱠث ﻋﻤﺎ ﻫﻮ أﻛﺜﺮ ﺑﻜﺜري ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﻘﺼﺘني ،وﺳﺘﻜﻮن ﺛﻤﺔ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت ﺟﺎﻧﺒﻴﺔ ﻛﺜرية أﺛﻨﺎء املﻨﺎﻗﺸﺔ. ) (1ﺧﺪﻳﻌﺔ »إم آر إس إﻳﻪ« اﻟﻜﱪى ﺛﻤﺔ ﻃﺮق ﻛﺜرية ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻀ ﱢﻠﻞ ﺑﻬﺎ اﻟﺼﺤﻔﻴﻮن اﻟﻘ ﱠﺮاء ﻋﻨﺪ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﻬﺴﺘريﻳﺎ ﻋﻠﻤﻴﺔ .ﻓﻴﻤﻜﻨﻬﻢ اﻧﺘﻘﺎء اﻷدﻟﺔ اﻧﺘﻘﺎءً ،أو اﻟﺘﻼﻋﺐ ﺑﺎﻹﺣﺼﺎءات ،وﻳﻤﻜﻨﻬﻢ وﺿﻊ ِ واملﺸﺎﻋﺮ ﰲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﻣﻊ اﻟﻌﺒﺎرات اﻟﺒﺎردة اﻟﺠﺎﻓﺔ ﻋﲆ ﻟﺴﺎن رﻣﻮز اﻟﺴﻠﻄﺔ .ﻛﺎﻧﺖ ُﺧﺪَع »إم آر إس إﻳﻪ« ﰲ ﻋﺎم ٢٠٠٥أﻗﺮب ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ إﱃ »اﺧﺘﻼق اﻷﺷﻴﺎء« ﻣﻦ أي ﳾء ﺻﺎدﻓﺘُﻪ ﺣﺘﻰ اﻵن.
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
اﻛﺘﺸﻔﺖ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻳﺠﺮي ﻟﻠﻤﺮة اﻷوﱃ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﱠ ﺗﻠﻘ ُ ُ ﻴﺖ ﻣﻜﺎملﺔ ﻫﺎﺗﻔﻴﺔ ﻣﻦ أﺣﺪ اﻷﺻﺪﻗﺎء ُ ﺣﺼﻠﺖ ﻟﺘﻮﱢي ﻋﲆ وﻇﻴﻔﺔ ﻋﺎﻣﻞ ﻳﻌﻤﻞ ﺻﺤﻔﻴٍّﺎ اﺳﺘﻘﺼﺎﺋﻴٍّﺎ ﰲ اﻟﺘﻠﻴﻔﺰﻳﻮن ،ﻗﺎل ﻓﻴﻬﺎ» :ﻟﻘﺪ املﻘﺎوﻣﺔ ﻟﻠﻤﻴﺜﻴﺴﻠني ﻧﻈﺎﻓﺔ ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﲆ ﺑﻌﺾ ﻣﺴﺤﺎت ﻣﻦ ﺑﻜﺘريﻳﺎ اﻟﻌﻨﻘﻮدﻳﺎت اﻟﺬﻫﺒﻴﺔ ِ املﻘﺎوﻣﺔ ﻟﻠﻤﻀﺎدات اﻟﺤﻴﻮﻳﺔ« ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ملﻘﺎﱄ املﻄﻮﱠل »ﻓﻀﻴﺤﺔ ﺑﻜﺘريﻳﺎ املﺴﺘﺸﻔﻴﺎت اﻟﻌﻔﻨﺔ ِ ﺗﺆت ﻧﺘﺎﺋﺞ إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ .ﻣﺎ اﻟﺨﻄﺄ ﻓﻴﻤﺎ أﻓﻌﻞ؟« ﺑﻴ ُ ﺟﻤﻴﻌً ﺎ ﻟﻢ ِ ﱠﻨﺖ ﻟﻪ ،وأﻧﺎ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﺘﻘﺪﻳﻢ املﻘﺎوﻣﺔ ﻟﻠﻤﻴﺜﻴﺴﻠني ﻻ ﺗﻌﻴﺶ ﺟﻴﺪًا ﻋﲆ املﺴﺎﻋﺪة ﻟﻪ ،أن ﺑﻜﺘريﻳﺎ اﻟﻌﻨﻘﻮدﻳﺎت اﻟﺬﻫﺒﻴﺔ ِ اﻟﻨﻮاﻓﺬ وﻣﻘﺎﺑﺾ اﻷﺑﻮاب .ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻘﺼﺺ اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻗﺪ رآﻫﺎ ﰲ أﻣﺎﻛﻦ أﺧﺮى إﻣﺎ ﻣﻔﱪَﻛﺔ أو ﻣﻔﱪَﻛﺔ .ﺑﻌﺪ ﻋﴩ دﻗﺎﺋﻖ ﻫﺎﺗﻔﻨﻲ ﻣﺠﺪدًا ،ﰲ اﻧﺘﺼﺎر؛ ﻓﻘﺪ ﺗﺤﺪﱠث إﱃ إﺣﺪى اﻟﺼﺤﻔﻴﺎت املﺘﺨﺼﺼﺎت ﰲ ﻣﺠﺎل اﻟﺸﺌﻮن اﻟﺼﺤﻴﺔ ﻣﻦ إﺣﺪى ﺻﺤﻒ اﻹﺛﺎرة املﻌﺮوﻓﺔ ،وأﺧﱪﺗْ ُﻪ أي ﻣﺨﺘﱪ ﻳﺴﺘﻌني ﺑﻪ ﻋﲆ وﺟﻪ اﻟﺘﺤﺪﻳﺪ» :املﺨﺘﱪ اﻟﺬي ﻳﻘﺪﱢم ﻧﺘﺎﺋﺞ إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ دوﻣً ﺎ «.ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ ﻫﻲ اﻟﻜﻠﻤﺎت اﻟﺘﻲ اﺳﺘﺨﺪﻣَ ﺘْﻬﺎ ،واﺗﻀﺢ أﻧﻪ ﴍﻛﺔ »ﻛﻴﻤﺴﻮل ﻛﻮﻧﺴﻠﺘﻨﺞ« اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﰲ َ ﻧﻮرﺛﺎﻧﺘﺲ ،اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻳﺪﻳﺮﻫﺎ رﺟﻞ ﻳُﺪﻋَ ﻰ د .ﻛﺮﻳﺴﺘﻮﻓﺮ ﻣﺎﻟﻴﺰوﻓﻴﺘﺶ .إذا َ ﺷﻬﺪت ﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﻓﻀﻴﺤﺔ ﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﺧﺘﺒﺎر ﻣﺴﺤﺎت ﺑﻜﺘريﻳﺎ »إم آر إس إﻳﻪ« إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ،ﻓﻼ ﺷﻚ أﻧﻬﺎ ﺟﺎءت ﻣﻦ ﻫﺬا املﺨﺘﱪ .ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﻣﺼﺪرﻫﺎ ﻫﺬا املﺨﺘﱪ. ْ ﺳﻘﻄﺖ ﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻬﻢ َﺷﻌَ ﺮ ﻋﻠﻤﺎء اﻷﺣﻴﺎء اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ ﰲ ﻣﺴﺘﺸﻔﻴﺎت ﻋﺪﻳﺪة ﺑﺎﻟﺤرية ﻋﻨﺪﻣﺎ ً ﺿﺤﻴﺔ ﻟﻬﺬه اﻟﻘﺼﺺ ،ﻓﺄﺧﺬوا ﻣﺴﺤﺎت ﻣﻦ اﻷﺳﻄﺢ ﻧﻔﺴﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﺟﺮى ﺗﻨﻈﻴﻔﻬﺎ ،وأرﺳﻠﻮﻫﺎ إﱃ ﻣﺨﺘﱪات ﻋﺎدﻳﺔ ﻣﻌﺮوﻓﺔ ،ﺑﻤﺎ ﰲ ذﻟﻚ ﻣﺨﺘﱪاﺗﻬﻢ ،ﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﺴﻔﺮ اﺧﺘﺒﺎر املﺴﺤﺎت ﻋﻦ ً ﺧﻼﻓﺎ ﻟﻨﺘﺎﺋﺞ »ﻛﻴﻤﺴﻮل« .وﻗﺪ ﻧ ُ ْ ﴩت ورﻗﺔ ﺑﺤﺜﻴﺔ أﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ ﻣﻦ ﻗِ ﺒَﻞ ﻋﻠﻤﺎء ﻧﻤﻮ أي ﺑﻜﺘريﻳﺎ، ﺑﺎرزﻳﻦ ﰲ اﻷﺣﻴﺎء اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ وﺻﻔﻮا ﻓﻴﻬﺎ ﻫﺬه اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﰲ أﺣﺪ املﺴﺘﺸﻔﻴﺎت — ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ ﻛﻠﻴﺔ ﻟﻨﺪن اﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ — ﰲ ﻣﺠﻠﺔ أﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ ﺗﺨﻀﻊ ملﺮاﺟﻌﺔ اﻷﻗﺮان ،وﺟﺮى ﺗﺠﺎﻫﻠﻬﺎ ﻋﲆ ﻧﺤﻮ ﺻﺎرخ ﻣﻦ ﻗِ ﺒَﻞ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﰲ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم. َﻗﺒْﻞ أن ﻧﻤﴤَ ﻷﺑﻌ َﺪ ﻣﻦ ذﻟﻚ ،ﻳﺠﺐ أن ﱢ ﻧﻮﺿﺢ أﻣ ًﺮا واﺣﺪًا ،وﻫﻮ أﻣ ٌﺮ ﻣﺘﻌ ﱢﻠﻖ ﺑﻬﺬا اﻟﻘِ ْﺴﻢ ﻛﻠﻪ ﺣﻮل املﺨﺎوف اﻟﺼﺤﻴﺔ؛ َأﻻ وﻫﻮ أن ﻣﻦ املﻨﻄﻘﻲ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ اﻟﻘﻠﻖ ﺣﻴﺎل املﺨﺎﻃﺮ ﱡ واﻟﺘﺤﻘﻖ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﻌﻨﺎﻳﺔ .ﻓﻼ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﻮﺛﻮق ﰲ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻟﺼﺤﻴﺔ ،وﰲ ﻫﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﺼﺤﻴﺔ، ﺗﺤﺪﻳﺪًا ،ﻻ ﻳﻌﺘﱪ اﻟﻜﺜري ﻣﻦ املﺴﺘﺸﻔﻴﺎت ﻧﻈﻴﻔﺔ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺗﺤﺐ ﻫﻲ أن ﺗﺰﻋﻢ .وﻳﻮﺟﺪ ﰲ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﺑﻜﺘريﻳﺎ »إم آر إس إﻳﻪ« أﻛﺜﺮ ﻣﻦ دول ﻛﺜرية أﺧﺮى ،ورﺑﻤﺎ ﻳﺮﺟﻊ ذﻟﻚ إﱃ أي ﻋﺪد ﻣﻦ اﻷﺳﺒﺎب ،ﺑﻤﺎ ﰲ ذﻟﻚ إﺟﺮاءات اﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﻣﻦ اﻹﺻﺎﺑﺔ ،واﻟﻨﻈﺎﻓﺔ ،وأﻧﻤﺎط وﺻﻒ ً ارﺗﺠﺎﻻ دون ﺗﻔﻜري ﻣﺴﺒﻖ(. اﻟﺪواء ،أو أﺷﻴﺎء أﺧﺮى ﻟﻢ ﻧﻔﻜﺮ ﺑﻬﺎ ﺑﻌ ُﺪ )أﺗﺤﺪث ﻫﻨﺎ 290
املﺨﺎوف اﻟﺼﺤﻴﺔ
ﻟﻜﻨﻨﺎ ﻧﺒﺤﺚ ﰲ ﻗﻀﻴﺔ أﺣﺪ املﺨﺘﱪات اﻟﺨﺎﺻﺔ ،ﻳﻌﻘﺪ اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﻟﺼﻔﻘﺎت ﻣﻊ ً ﻗﺼﺼﺎ اﺳﺘﻘﺼﺎﺋﻴﺔ ﺣﻮل ﻣﺴﺤﺎت »إم آر إس ﺻﺤﻔﻴني اﺳﺘﻘﺼﺎﺋﻴني ﴎﻳني ﻳﻜﺘﺒﻮن إﻳﻪ« ،وﻳﺒﺪو أﻧﻪ ﻳﻘﺪﱢم ﻧﺘﺎﺋﺞ إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻛﺜرية ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺮﻳﻊ. ﻗ ﱠﺮ ُ رت أن أُﻫﺎﺗِﻒ د .ﻛﺮﻳﺴﺘﻮﻓﺮ ﻣﺎﻟﻴﺰوﻓﻴﺘﺶ ﻷﺳﺄﻟﻪ ﻋﻤﺎ إذا ﻛﺎن ﻟﺪﻳﻪ أدﻧﻰ ﻓﻜﺮة ملﺎذا ﺗﻈﻬﺮ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻛﻬﺬه. ﻗﺎل إﻧﻪ ﻻ ﻳﻌﺮف ،وأﺷﺎر إﱃ أن ﻋﻠﻤﺎء اﻷﺣﻴﺎء اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ ﰲ املﺴﺘﺸﻔﻰ رﺑﻤﺎ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺄﺧﺬون املﺴﺤﺎت ﻣﻦ اﻷﻣﺎﻛﻦ اﻟﺨﺎﻃﺌﺔ ﰲ اﻷوﻗﺎت ﻏري املﻨﺎﺳﺒﺔ .وأﺷﺎر إﱃ أﻧﻬﻢ رﺑﻤﺎ ﻛﺎﻧﻮا ُ ﺳﺄﻟﺖ ملﺎذا ﻛﺎﻧﺖ ﺻﺤﻒ اﻹﺛﺎرة ﺗﺨﺘﺎر ﻣﺨﺘﱪه دوﻣً ﺎ ﻻ ﻳﺘﻤﺘﻌﻮن ﺑﺎﻟﻜﻔﺎءة ﰲ اﻟﻐﺎﻟﺐ. ً ﻣﻘﺎﻻ ،ﺑﻤﺎ ﰲ ذﻟﻚ ﻗﺼﺔ ﻻ ﺗُﻨﴗ ﺑﻌﻨﻮان »ﻣﻤﺴﺤﺔ )ﻓﻘﺪ ﻧُﴩ ﺣﺘﻰ اﻵن ﺣﻮاﱄ ﻋﴩﻳﻦ املﻮت« ﻧ ُ ْ ﴩت ﰲ ﺻﺪر اﻟﺼﻔﺤﺔ اﻷوﱃ ﰲ ﺻﺤﻴﻔﺔ »ﺻﻨﺪاي ﻣريور«(؟ وﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﺪﻳﻪ أدﻧﻰ ُ ﺳﺄﻟﺖ ملﺎذا ﻗﺎل ﻋﺪد ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎء اﻷﺣﻴﺎء اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ إﻧﻪ رﻓﺾ أن ﻳ ِ ُﻔﺼﺢ ﻋﻦ اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ﻓﻜﺮة. املﺘﺒﻌﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ،ﰲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﻛﺎﻧﻮا ﻻ ﻳﺮﻳﺪون ﻓﻴﻪ إﻻ اﺳﺘﻨﺴﺎخ أﺳﺎﻟﻴﺒﻪ ﰲ ﻣﺨﺘﱪاﺗﻬﻢ ﻟﻔﻬﻢ اﻟﻔﺮق ﺑﻴﻨﻬﺎ؟ ﻓﻘﺎل إﻧﻪ أﺧﱪﻫﻢ ﺑﻜﻞ ﳾء )أﻋﺘﻘﺪ أﻧﻪ ،ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ إﱃ اﻟﻮراء ،ﻛﺎن ﰲ ﻏﺎﻳﺔ اﻻرﺗﺒﺎك آﻧﺬاك ،ﺣﺘﻰ إﻧﻪ اﻋﺘﻘﺪ أن ذﻟﻚ ﻛﺎن ﺣﻘﻴﻘﻴٍّﺎ( .وأﺧﻄﺄ ً أﻳﻀﺎ ﰲ ﻧﻄﻖ أﺳﻤﺎء ﺑﻌﺾ أﻧﻮاع اﻟﺒﻜﺘريﻳﺎ اﻟﺸﺎﺋﻌﺔ ﺟﺪٍّا. ُ ﺳﺄﻟﺖ د .ﻣﺎﻟﻴﺰوﻓﻴﺘﺶ ﻋﻦ ﻣﺆﻫﻼﺗﻪ .ﻻ أﺣﺐ أن أﻧﻘﺪ ﻋﻤﻞ أﺣﺪ ﻋﻨﺪ ﻫﺬه اﻟﻨﻘﻄﺔ ً اﻷﺷﺨﺎص ﺑﻨﺎءً ﻋﲆ ﻣَ ﻦ ﻳﻜﻮن ،ﻟﻜﻦ ﻛﺎن ﻫﺬا ﺳﺆاﻻ ﻻ ﻏﺒﺎر ﻋﻠﻴﻪ ﰲ ﺗﻠﻚ اﻟﻈﺮوف .ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺒﺪو ﻋﱪ اﻟﻬﺎﺗﻒ — ﺣﺘﻰ أﻛﻮن ﰲ ﻏﺎﻳﺔ املﺒﺎﴍة — ً رﺟﻼ ﻳﻤﻠﻚ اﻟﻘﺪرة اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻹدارة ﻣﺨﺘﱪ أﺣﻴﺎء دﻗﻴﻘﺔ ﱠ ﻣﻌﻘﺪ. أﺧﱪﻧﻲ أﻧﻪ ﺣﺎﺻﻞ ﻋﲆ درﺟﺔ اﻟﺒﻜﺎﻟﻮرﻳﻮس ﻣﻦ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻟﺴﱰ .ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ ﻛﺎﻧﺖ ْ أﻃﻠﻘﺖ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺪرﺟﺔ ﻣﻦ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻟﺴﱰ اﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻴﺔ .أﺧﱪﻧﻲ أﻧﻪ ﻳﺤﻤﻞ درﺟﺔ اﻟﺪﻛﺘﻮراه .وﻗﺪ ﺻﺤﻴﻔﺔ »ﻧﻴﻮز أوف ذا وورﻟﺪ«» :د .ﻛﺮﻳﺴﺘﻮﻓﺮ ﻣﺎﻟﻴﺰوﻓﻴﺘﺶ ﱠ املﻮﻗﺮ املﺘﺨﺼﺺ ﰲ ﺑﻜﺘريﻳﺎ ْ وأﻃﻠﻘﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺻﺤﻴﻔﺔ »ذا ﺻﻦ«» :أﻓﻀﻞ ﺧﺒري ﰲ ﺑﻜﺘريﻳﺎ »إم آر إس »إم آر إس إﻳﻪ««. إﻳﻪ« ﰲ املﻤﻠﻜﺔ املﺘﺤﺪة« و»ﻋﺎﻟﻢ اﻷﺣﻴﺎء اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ ﻛﺮﻳﺴﺘﻮﻓﺮ ﻣﺎﻟﻴﺰوﻓﻴﺘﺶ «.وأﺛُﻨﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎملﺜﻞ ﰲ ﺻﺤﻴﻔﺔ »إﻳﻔﻨﻴﻨﺞ ﺳﺘﺎﻧﺪرد« و»دﻳﲇ ﻣريور« .وﺑﻨﺎءً ﻋﲆ ﺣﺪْس ﺑﺪﻳﻬﻲ راودﻧﻲ، ً وﺟﱠ ُ ﺳﺆاﻻ ﺻﻌﺒًﺎ .اﺗﻔﻖ ﻣﻌﻲ أن درﺟﺘﻪ ﻛﺎﻧﺖ »درﺟﺔ دﻛﺘﻮراه ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ املﺮاﺳﻠﺔ ﻬﺖ ﻟﻪ ﻏري ﻣﻌﱰف ﺑﻬﺎ« ﺣﺼﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ أﻣﺮﻳﻜﺎ .واﺗﻔﻖ ﻣﻌﻲ أن درﺟﺔ اﻟﺪﻛﺘﻮراه اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ً ﻣﻌﱰﻓﺎ ﺑﻬﺎ ﰲ املﻤﻠﻜﺔ املﺘﺤﺪة .ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻟﺪﻳﻪ أي ﻣﺆﻫﻼت ﰲ ﻋﻠﻢ اﻷﺣﻴﺎء ﻳﺤﻤﻠﻬﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ 291
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ ،وﻟﻢ ﱠ ﻳﺘﻠﻖ أيﱠ ﺗﺪرﻳﺐ )ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻗﻴﻞ ﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﻟﺼﺤﻔﻴني ﻣﺮا ًرا وﺗﻜﺮا ًرا ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﻋﻠﻤﺎء ﻣﺤﱰﻓني ﰲ اﻷﺣﻴﺎء اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ( .ﻛﺎن ﺟﺬﱠاﺑًﺎ وﺑﺎﻋﺜًﺎ ﻋﲆ اﻟﴪور ﻋﻨﺪ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﻌﻪ، ً وﻣﺘﻠﻬﻔﺎ ﻹرﺿﺎء وإﺳﻌﺎد اﻵﺧﺮﻳﻦ .ﻣﺎذا ﻛﺎن ﻳﻔﻌﻞ ﰲ ذﻟﻚ املﺨﺘﱪ؟ ﺛﻤﺔ ﻃﺮق ﻛﺜرية ﻟﻠﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑني ﻧﻮع ﻣﻦ اﻟﺒﻜﺘريﻳﺎ وﻧﻮع آﺧﺮ ،وﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﻌ ﱡﻠﻢ ﺑﻌﺾ اﻟﺤِ ﻴَﻞ ﰲ املﻨﺰل ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام ﻣﻴﻜﺮوﺳﻜﻮب ﻟﻌﺒﺔ رﺧﻴﺺ؛ رﺑﻤﺎ ﺗﻨﻈﺮ إﱃ اﻟﺒﻜﺘريﻳﺎ ،ﻟﱰى ﺷﻜﻠﻬﺎ ،أو ﻟﱰى أي ﻧﻮع ﻣﻦ اﻟﺼﺒﻐﺎت واﻷﻟﻮان اﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺔ ﺗﻜﺘﺴﺒﻬﺎ .ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﺗﺮى أي اﻷﺷﻜﺎل واﻷﻟﻮان ﺗﻜﺘﺴﺒﻬﺎ ﻣﺴﺘﻌﻤﺮات اﻟﺒﻜﺘريﻳﺎ أﺛﻨﺎء ﻧﻤﻮﻫﺎ ﰲ »أوﺳﺎط اﺳﺘﻨﺒﺎت« ﰲ ﻃﺒﻖ زﺟﺎﺟﻲ ،وﻳﻤﻜﻦ رؤﻳﺔ ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﺛﻤﺔ أﺷﻴﺎء ﻣﺤﺪدة ﰲ أوﺳﺎط اﻻﺳﺘﻨﺒﺎت ﺗﺆﺛﺮ ﻋﲆ ﻧﻤﻮﻫﺎ )ﻣﺜﻞ وﺟﻮد ﻣﻀﺎدات ﺣﻴﻮﻳﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ،أو أﻧﻮاع ﻣﺤﺪدة ﻣﻦ املﻐﺬﻳﺎت( ،أو ﻳﻤﻜﻨﻚ أن ﺗُﺠﺮي ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﺴﺠﻴﻞ ﺑﺼﻤﺔ ﺟﻴﻨﻴﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ .ﻟﻴﺴﺖ ﻫﺬه إﻻ أﻣﺜﻠﺔ ﻗﻠﻴﻠﺔ. ُ ﺗﺤﺪﺛﺖ إﱃ د .ﺑﻴﱰ وﻳﻠﺴﻮن ،وﻫﻮ ﻋﺎ ِﻟ ٌﻢ ﰲ اﻷﺣﻴﺎء اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ ﰲ ﻛﻠﻴﺔ ﻟﻨﺪن اﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ ﻛﺎن ﻗﺪ ﺣﺎول اﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ ﺑﻌﺾ املﻌﻠﻮﻣﺎت ﻣﻦ د .ﻣﺎﻟﻴﺰوﻓﻴﺘﺶ ﺣﻮل اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺘﻲ املﻘﺎوﻣﺔ ﻟﻠﻤﻴﺜﻴﺴﻠني ،ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﱠ ﻳﺘﻠﻖ ﻳﺘﱠ ِﺒﻌﻬﺎ ﰲ ﺗﺤﺪﻳﺪ وﺟﻮد ﺑﻜﺘريﻳﺎ اﻟﻌﻨﻘﻮدﻳﺎت اﻟﺬﻫﺒﻴﺔ ِ إﻻ ﻧﺼﻒ ﻗﺼﺺ ﻣﺸﻮﺷﺔ وﻣﺤرية .ﺣﺎول اﺳﺘﺨﺪام أﺟﺰاء ﻣﻦ أوﺳﺎط اﻻﺳﺘﻨﺒﺎت اﻟﺘﻲ ﻛﺎن د .ﻣﺎﻟﻴﺰوﻓﻴﺘﺶ ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻬﺎ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﺑﺪا أن د .ﻣﺎﻟﻴﺰوﻓﻴﺘﺶ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻠﺘﻔﺮﻗﺔ ﺑني املﻘﺎوﻣﺔ ﻟﻠﻤﻴﺜﻴﺴﻠني واﻷﻧﻮاع اﻷﺧﺮى ﻣﻦ اﻟﺒﻜﺘريﻳﺎ ،ﻟﻜﻦ ذﻟﻚ ﺑﻜﺘريﻳﺎ اﻟﻌﻨﻘﻮدﻳﺎت اﻟﺬﻫﺒﻴﺔ ِ أﺳﻔﺮ ﻋﻦ ﻧﻤﻮ أﺷﻴﺎء أﺧﺮى ﻛﺜرية ﺑﻨﻔﺲ اﻟﺪرﺟﺔ ﻣﻦ اﻟﺠﻮدة .ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﺑﺪأ اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن ﰲ ﻣﺤﺎوﻟﺔ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ أﻃﺒﺎق ﻣﻦ د .ﻣﺎﻟﻴﺰوﻓﻴﺘﺶ ،اﻟﺘﻲ زﻋﻢ أﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﺘﻮي ﻋﲆ املﻘﺎوﻣﺔ ﻟﻠﻤﻴﺜﻴﺴﻠني .وﻟﻜﻨﻪ رﻓﺾ .وﻋﺮف اﻟﺼﺤﻔﻴﻮن ﺑﺬﻟﻚ. ﺑﻜﺘريﻳﺎ اﻟﻌﻨﻘﻮدﻳﺎت اﻟﺬﻫﺒﻴﺔ ِ ُ وﺗﺤﺪﺛﺖ إﱃ ﻋﻠﻤﺎء اﻷﺣﻴﺎء اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ اﻟﺬﻳﻦ وﰲ ﻧﻬﺎﻳﺔ املﻄﺎف ،أﻃﻠﻖ ﴎاح ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ أﻃﺒﺎق. اﺧﺘﱪوﻫﺎ. ﰲ ﱟ ﺳﺖ ﻣﻦ اﻷﻃﺒﺎق اﻟﺜﻤﺎﻧﻴﺔ؛ ﺣﻴﺚ ﻛﺎن د .ﻣﺎﻟﻴﺰوﻓﻴﺘﺶ ﻳﻌﺘﻘﺪ أﻧﻪ اﻛﺘﺸﻒ وﺟﻮد ْ )ﺧﻀﻌﺖ ﺑﻜﺘريﻳﺎ »إم آر إس إﻳﻪ« ،ﻟﻢ ﻳﺠﺪ املﺨﺘﱪ أيﱠ أﻧﻮاع ﻣﻦ اﻟﺒﻜﺘريﻳﺎ ﻋﲆ اﻹﻃﻼق ﻫﺬه اﻷﻃﺒﺎق إﱃ ﻋﻤﻠﻴﺎت ﺗﺤﻠﻴﻞ ﻣﻴﻜﺮوﺑﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ دﻗﻴﻘﺔ وﴍﻋﻴﺔ ،ﺑﻤﺎ ﰲ ذﻟﻚ ﺗﺤﻠﻴﻞ »ﺑﻲ ﳼ آر« )ﺗﻔﺎﻋﻞ اﻟﺒﻮﻟﻴﻤريﻳﺰ املﺘﺴﻠﺴﻞ( ،اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ املﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﰲ »اﻟﺒﺼﻤﺔ اﻟﻮراﺛﻴﺔ«(. ﰲ اﺛﻨني ﻣﻦ اﻷﻃﺒﺎق ﻛﺎﻧﺖ ﺛﻤﺔ ﺑﻜﺘريﻳﺎ »إم آر إس إﻳﻪ« ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﺘﻤﻲ إﱃ ﺳﻼﻟﺔ ﺷﺪﻳﺪة اﻟﻨﺪرة .ﻳﻤﺘﻠﻚ ﻋﻠﻤﺎء اﻷﺣﻴﺎء اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ ﻣﻜﺘﺒﺎت ﻫﺎﺋﻠﺔ ﺗﺘﻀﻤﱠ ﻦ اﻟﺘﻜﻮﻳﻦ اﻟﺠﻴﻨﻲ ﻷﻧﻮاع ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ اﻟﻜﺎﺋﻨﺎت املﻌﺪﻳﺔ ،ﺗُﺴﺘﺨﺪم ﰲ إﺟﺮاء اﺳﺘﻄﻼﻋﺎت ﺣﻮل ﻛﻴﻔﻴﺔ اﻧﺘﻘﺎل اﻷﻣﺮاض 292
املﺨﺎوف اﻟﺼﺤﻴﺔ
املﺨﺘﻠﻔﺔ ﺣﻮل اﻟﻌﺎﻟﻢ .وﻣﻦ ﺧﻼل اﺳﺘﺨﺪام ﺑﻨﻮك املﻌﻠﻮﻣﺎت ﻫﺬه ،ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻧﺮى ،ﻋﲆ ْ اﻧﺘﻘﻠﺖ إﺣﺪى ﺳﻼﻻت ﻓريوس ﺷﻠﻞ اﻷﻃﻔﺎل ﻣﻦ ﻣﻘﺎﻃﻌﺔ ﻛﺎﻧﻮ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل ،ﻛﻴﻒ ﺷﻤﺎل ﻧﻴﺠريﻳﺎ ،إﺛﺮ املﺨﺎوف اﻟﺘﻲ اﻧﺘﴩت ﻣﻦ اﺳﺘﺨﺪام املﺼﻞ املﻀﺎد ﻟﻪ ،ﻟﺘﻮدِي ﺑﺤﻴﺎة أﺷﺨﺎص ﻋﲆ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻵﺧﺮ ﻣﻦ اﻟﻌﺎ َﻟﻢ )ﺳﻴﺄﺗﻲ ذﻛﺮ ذﻟﻚ ً ﻻﺣﻘﺎ(. ﻳﺠﺮ اﻛﺘﺸﺎف ﺑﻜﺘريﻳﺎ »إم آر إس إﻳﻪ« ﻟﺪى أيﱢ ﻣﺮﻳﺾ ﰲ املﻤﻠﻜﺔ املﺘﺤﺪة ،وﻟﻢ ﻟﻢ ِ ﻳﺠﺮ اﻛﺘﺸﺎﻓﻬﺎ إﻻ ﺑﺼﻮرة ﻧﺎدرة ﰲ أﺳﱰاﻟﻴﺎ .وﻫﻨﺎك ﻓﺮﺻﺔ ﻣﺤﺪودة »ﺟﺪٍّا« ﻟﻮﺟﻮد ﺟﺎﻣﺢ ِ ﻟﻬﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﺒﻜﺘريﻳﺎ ﰲ املﻤﻠﻜﺔ املﺘﺤﺪة .ﻋﲆ اﻷرﺟﺢ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ وﺟﻮد اﻟﺒﻜﺘريﻳﺎ إﻻ ﺟ ﱠﺮاء وﺟﻮد ﻣﻠﻮﱢث ﻣﺎ ،ﻣﻦ أﺛﺮ اﻟﻨﺸﺎط اﻹﻋﻼﻣﻲ اﻟﺬي ﻗﺎم ﺑﻪ ﻣﺨﺘﱪ »ﻛﻴﻤﺴﻮل« ﻣﻦ أﺟﻞ ﺻﺤﻒ اﻹﺛﺎرة اﻷﺳﱰاﻟﻴﺔ .ﰲ اﻷﻃﺒﺎق اﻟﺴﺘﺔ اﻷﺧﺮى؛ ﺣﻴﺚ ﻛﺎن ﻣﺎﻟﻴﺰوﻓﻴﺘﺶ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺑﻮﺟﻮد ﺑﻜﺘريﻳﺎ »إم آر إس إﻳﻪ« ،ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻮﺟﺪ ﰲ اﻷﻏﻠﺐ اﻷﻋﻢ إﻻ اﻟﺒﻜﺘريﻳﺎ اﻟﻌﺼﻮﻳﺔ ،وﻫﻲ ﻧﻮع ً ﻣﺨﺘﻠﻔﺎ ﻣﻦ اﻟﺒﻜﺘريﻳﺎ .ﺗﺒﺪو ﺑﻜﺘريﻳﺎ »إم آر إس إﻳﻪ« ﻣﺜﻞ ﻛﺮة ،ﻓﻴﻤﺎ ﺷﺎﺋﻊ ﺟﺪٍّا وإن ﻛﺎن ﺗﺒﺪو اﻟﺒﻜﺘريﻳﺎ اﻟﻌﺼﻮﻳﺔ ﻣﺜﻞ ﻗﻀﻴﺐ .وﻳﻤﻜﻦ ﺗﻤﻴﻴﺰ اﻟﻔﺮق ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل اﺳﺘﺨﺪام ﻣﻴﻜﺮوﺳﻜﻮب ﱢ ﻳﻜﱪ ﻣﺎﺋﺔ ﻣﺮة — ﺳﻮف ﺗﺆدي »ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ إدﻳﻮ ﻟﻠﻤﻴﻜﺮوﺳﻜﻮﺑﺎت اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ« َ ﻣﻦ إﻧﺘﺎج ﴍﻛﺔ ،Toys’Я’Usﻣﻘﺎﺑﻞ ٩٫٩٩ﺟﻨﻴﻬﺎت اﺳﱰﻟﻴﻨﻴﱠﺔ ،املﻬﻤﺔ ﻋﲆ أﻛﻤﻞ وﺟﻪ )إذا َ اﺷﱰﻳﺖ أﺣﺪ ﻫﺬه املﻴﻜﺮوﺳﻜﻮﺑﺎت ،دون أن ﺗﺨﺠﻞ ﻣﻦ ذﻟﻚ ،أﻧﺼﺤﻚ ﺑﺄن ﺗﻨﻈﺮ إﱃ ﻣﻨﻴﱢﻚ. إﻧﻬﺎ ﻟﺤﻈﺔ ﰲ ﻏﺎﻳﺔ اﻟﻌﻤﻖ(. ﻳﻤﻜﻦ أن ﻧﻐﻔﺮ ﻟﻠﺼﺤﻔﻴني ﻋﺪم ﻣﺘﺎﺑﻌﺘﻬﻢ اﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ،رﺑﻤﺎ ﻳﻤﻜﻦ أن ﱢ ﻣﺤﻘﻘني ﺻﺤﻔﻴني ،ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ إﺧﺒﺎرﻫﻢ ﻣﺮا ًرا وﺗﻜﺮا ًرا — ﻣﻦ ﻧﺴﺎﻣﺤﻬﻢ ﻋﲆ ﻛﻮﻧﻬﻢ ﻗِ ﺒَﻞ ﻋﻠﻤﺎء ﰲ اﻷﺣﻴﺎء اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ ﻋﺎدﻳني ﺗﻤﺎﻣً ﺎ ،ﻻ ﻛﺎﺋﻨﺎت ﻓﻀﺎﺋﻴﺔ — أن ﻧﺘﺎﺋﺞ »ﻛﻴﻤﺴﻮل« ﻏري ﻣﺤﺘﻤﻠﺔ ،ورﺑﻤﺎ ﻣﺴﺘﺤﻴﻠﺔ .ﻟﻜﻦ ﻫﻞ ﻛﺎن ﺛﻤﺔ أي ﳾء آﺧﺮ ،ﳾء ﻣﻠﻤﻮس أﻛﺜﺮ ،ﻛﺎن ﱠ املﻔﻀﻞ ﻳﻘﺪﱢم ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻏري دﻗﻴﻘﺔ؟ ﺳﻴﻮﺣﻲ ﻟﻬﺆﻻء اﻟﺼﺤﻔﻴني ﺑﺄن ﻣﺨﺘﱪﻫﻢ رﺑﻤﺎ ﻧﻌﻢ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ زاروا ﻣﺨﺘﱪ ﻣﺎﻟﻴﺰوﻓﻴﺘﺶ ،اﻟﺬي ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﺪﻳﻪ أي اﻋﺘﻤﺎد ﻣﻤﺎ ﻛﺎن ﺳﻴﺘﻮﻗﻊ املﺮء وﺟﻮده ﰲ أي ﻣﺨﺘﱪ ﻋﺎدي .ﻓﻔﻲ ﻣﺮة واﺣﺪة ﻓﻘﻂ ُﺳ ِﻤﺢ ملﻔﺘﺶ ﻗﻄﺎع اﻷﺣﻴﺎء اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ اﻟﺤﻜﻮﻣﻲ ﺑﺘﻔﺘﻴﺶ املﺨﺘﱪ .وﻳﺼﻒ اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ اﻟﺬي ﺗﺮﺗﱠﺐ ﻋﲆ ﻫﺬه اﻟﺰﻳﺎرة ﻣﺨﺘﱪ »ﻛﻴﻤﺴﻮل« ﺑﺄﻧﻪ »ﻣﺒﻨًﻰ ﺧﺸﺒﻲ ،ﻣﻦ ﻃﺎﺑﻖ واﺣﺪ ،ﻗﺎﺋﻢ ﺑﺬاﺗﻪ ،ﺗﺒﻠﻎ ﻣﺴﺎﺣﺔ اﻟﺤﺪﻳﻘﺔ اﻟﺨﻠﻔﻴﺔ ﻓﻴﻪ ٦أﻣﺘﺎر × ﻣﱰﻳﻦ «.ﻛﺎن ﻫﺬا اﻟﻮﺻﻒ ﻳﻨﻄﺒﻖ ﻋﲆ ﺳﻘﻴﻔﺔ ﺣﺪﻳﻘﺔ .وﻳﻤﴤ اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﻟﻴﺼﻒ »املﻘﺎﻋﺪ ذات اﻟﺠﻮدة املﻨﺰﻟﻴﺔ اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ )ﻟﻴﺲ وﻓﻖ ﻣﻌﺎﻳري ﻣﺨﺘﱪات اﻷﺣﻴﺎء اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ( «.ﻛﺎن ﻫﺬا اﻟﻮﺻﻒ ﻳﻨﻄﺒﻖ ﻋﲆ ﺳﻘﻴﻔﺔ ﺣﺪﻳﻘﺔ ﺑﻬﺎ ﺗﺠﻬﻴﺰات ﻣﻄﺒﺨﻴﺔ. 293
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
وﻳﺠﺐ أن ﻧﺬﻛﺮ ً أﻳﻀﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎرض أن ﻣﺎﻟﻴﺰوﻓﻴﺘﺶ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﺪﻳﻪ ﻣﺼﺎﻟﺢ ﺗﺠﺎرﻳﺔ؛ »ﻫﻞ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﻘﻠﻖ ﻣﻦ وﺟﻮد ﺑﻜﺘريﻳﺎ »إم آر إس إﻳﻪ«؟ اﻟﻬﺪﻳﺔ املﺜﺎﻟﻴﺔ ﻟﺼﺪﻳﻖ أو أﺣﺪ اﻷﻗﺮﺑﺎء ﰲ ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ .أ َ ِرﻫﻢ ﻛﻢ ﺗﻬﺘﻢ ﻛﺜريًا ﺑﺼﺤﺘﻬﻢ ﻣﻦ ﺧﻼل إﻋﻄﺎﺋﻬﻢ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ ﻛﻮﻣﺒﺎﻛﺖ املﻀﺎدة ﻟﻠﻤﻴﻜﺮوﺑﺎت .ﻣﻊ ﺿﻤﺎن ﺧﺮوﺟﻬﻢ ﻣﻦ املﺴﺘﺸﻔﻰ ﰲ ﻛﺎﻣﻞ ﻋﺎﻓﻴﺘﻬﻢ «.واﺗﻀﺢ أن ﻣﻌﻈﻢ اﻷرﺑﺎح اﻟﺘﻲ ﱠ ﺣﻘﻘﻬﺎ ﻣﺨﺘﱪ »ﻛﻴﻤﺴﻮل« ﺟﺎءت ﻣﻦ ﺑﻴﻊ ﻣُﻨﺘﺠﺎت ﻣﻄﻬﱢ ﺮة ﻟﺒﻜﺘريﻳﺎ »إم آر إس إﻳﻪ« ،ﻣَ ﺼﺤﻮﺑﺔ ﰲ اﻟﻐﺎﻟﺐ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام ﻣﻮاد ﺗﺮوﻳﺠﻴﺔ ﻏﺮﻳﺒﺔ. ﻛﻴﻒ اﺳﺘﺠﺎﺑﺖ اﻟﺼﺤﻒ ﻟﻠﻤﺨﺎوف اﻟﺘﻲ أﺛﺎرﻫﺎ ﻣُﺨﺘَ ﱡ ﺼﻮن ﻛﺒﺎر ﰲ ﻣﺠﺎل اﻷﺣﻴﺎء اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ ﰲ ﺟﻤﻴﻊ أﻧﺤﺎء اﻟﺒﻼد ،ﻣﻦ أن ﻫﺬا اﻟﺮﺟﻞ ﻛﺎن ﻳﻘﺪﱢم ﻧﺘﺎﺋﺞ زاﺋﻔﺔ؟ ﰲ ﻳﻮﻟﻴﻮ ،٢٠٠٤ ﴢ اﻷﺣﻴﺎء اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴ ْﱠني اﻻﺛﻨني ﺑﺎﻟﺘﻔﺘﻴﺶ ﺑﻌﺪ ﻳﻮﻣني ﻣﻦ ﺳﻤﺎح ﻣﺎﻟﻴﺰوﻓﻴﺘﺶ ُملﺨﺘَ ﱠ ِ ً ْ ﻣﻘﺎﻻ ﻣﻄﻮ ًﱠﻻ ﺷﺪﻳﺪ اﻻﻧﺘﻘﺎد ﻧﴩت ﺻﺤﻴﻔﺔ »ﺻﻨﺪاي ﻣريور« ﻋﲆ ﺳﻘﻴﻔﺔ اﻟﺤﺪﻳﻘﺔ ﻋﻨﺪه، ﻋﻨﻬﻤﺎ؛ »اﺗﱡﻬﻢ وزﻳﺮ اﻟﺼﺤﺔ ﺟﻮن رﻳﺪ اﻟﻠﻴﻠﺔ املﺎﺿﻴﺔ ﺑﻤﺤﺎوﻟﺔ ﺗﻜﻤﻴﻢ ﻓﻢ ﺧﺒري ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ اﻟﺮاﺋﺪ ﰲ ﺑﻜﺘريﻳﺎ »إم آر إس إﻳﻪ« اﻟﻘﺎﺗﻠﺔ «.إن ﺧﺒري ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ اﻟﺮاﺋﺪ ،اﻟﺬي ﻻ ﻳﻤﺘﻠﻚ أي ﻣﺆﻫﻼت ﰲ ﻣﺠﺎل اﻷﺣﻴﺎء اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ ،ﻳُﺠﺮي ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻻﺧﺘﺒﺎر ﰲ ﺳﻘﻴﻔﺔ ﰲ اﻟﺤﺪﻳﻘﺔ ،وﻳُﺨﻄﺊ ﰲ ﻧﻄﻖ أﺳﻤﺎء أﻧﻮاع اﻟﺒﻜﺘريﻳﺎ اﻟﺸﺎﺋﻌﺔ ،وﻻ ﻳﻔﻬﻢ ﺑﻮﺿﻮح ﺑﺎﻟﻎ اﻟﺠﻮاﻧﺐ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻌﻠﻢ ً ِ ﻗﺎﺋﻠﺔ» :ﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﻟﻠﺪﻛﺘﻮر ﻛﺮﻳﺲ ﻣﺎﻟﻴﺰوﻓﻴﺘﺶ واﺳﺘﻜﻤﻠﺖ اﻟﺼﺤﻴﻔﺔ ﻧﻘﺪﻫﺎ اﻷﺣﻴﺎء اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ. اﻟﺴﺒﻖ ﰲ اﺑﺘﻜﺎر أﺳﻠﻮب ﺟﺪﻳﺪ ﰲ اﺧﺘﺒﺎر ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت ﺑﻜﺘريﻳﺎ »إم آر إس إﻳﻪ« وأﻧﻮاع أﺧﺮى ﻣﻦ اﻟﺒﻜﺘريﻳﺎ «.وﻗﺎل د .ﻣﺎﻟﻴﺰوﻓﻴﺘﺶ» :ﺳﺄﻟﻮﻧﻲ أﺳﺌﻠﺔ ﻛﺜرية ﻋﻦ اﻹﺟﺮاءات اﻟﺘﻲ أﺗﺒﻌﻬﺎ، وﻋﻦ ﺧﻠﻔﻴﺘﻲ اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ «.وﻗﺎل ﺗﻮﻧﻲ ﻓﻴﻠﺪ ،رﺋﻴﺲ ﻣﺠﻠﺲ إدارة ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ دﻋﻢ »إم آر إس إﻳﻪ« اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ،اﻟﺬي ﻛﺎن ﻳﻨﻈﺮ ﺑﺸﻜﻞ ﺣﺘﻤﻲ إﱃ د .ﻣﺎﻟﻴﺰوﻓﻴﺘﺶ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ً ﺑﻄﻼ ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻛﺎن ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻴﻪ ﻛﺜريون ﻣﻤﻦ ﻋﺎﻧَﻮْا ﻋﲆ أﻳﺪي ﻫﺬه اﻟﺠﺮاﺛﻴﻢ» :ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻳﺎﺋﺴﺔ ﻟﻠﺘﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ َﻗﺪْره وإﺳﻜﺎﺗﻪ«. وﻧﺠﺢ املﻘﺎل اﻻﻓﺘﺘﺎﺣﻲ املﺼﺎﺣِ ﺐ ﰲ ﺻﺤﻴﻔﺔ »ﺻﻨﺪاي ﻣريور« ﻧﺠﺎﺣً ﺎ ﺑﺎﻫ ًﺮا ﰲ ﺣﺒﻚ ﺛﻼث ﻗﺼﺺ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻛﻼﺳﻴﻜﻴﺔ ﻣﺰﻳﱠﻔﺔ ﺧﺎﻟﺪة ﻣﻌً ﺎ ﰲ ﺻﻮرة ﻣﺪﻳﺢ ﻣﺆﺛﱢﺮ: ﻳﺒﺪو أن ﻛﺎﺷﻔﻲ اﻟﻔﺴﺎد ﻳﻜﺸﻔﻮن ﻋﻦ أﺳﻮأ ﻣﺎ ﰲ ﻫﺬه اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ. ﻣﺘﻔﺎن. ﻣﺎ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻟﻠﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻃﺒﻴﺐ ٍ ً أوﻻ :أﺛﺎر ﺧﺒري اﻷﻏﺬﻳﺔ »املﺮﻳﻌﺔ« أرﺑﺎد ﺑﻮﺳﺘﺎي ﻏﻀﺐ ﺣﺰب اﻟﻌﻤﺎل اﻟﻬﺎﺋﻞ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺠ ﱠﺮأ ﻋﲆ دق ﻧﺎﻗﻮس اﻟﺨﻄﺮ ﺣﻴﺎل املﺤﺎﺻﻴﻞ املﻌﺪﱠﻟﺔ وراﺛﻴٍّﺎ .ﺛﻢ ﻋﺎﻧَﻰ 294
املﺨﺎوف اﻟﺼﺤﻴﺔ
د .أﻧﺪرو وﻳﻜﻔﻴﻠﺪ ﻣﻦ املﺼري ذاﺗﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ أﺷﺎر إﱃ وﺟﻮد ﻋﻼﻗﺔ ﺑني ﻟﻘﺎح اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ اﻟﺬي ﻳﺠﺮي ﺗﻠﻘﻴﻪ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺣﻘﻨﺔ ﻟﻘﺎح اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ وﻣﺮض اﻟﺘﻮﺣﺪ .واﻵن ﺟﺎء اﻟﺪور ﻋﲆ د .ﻛﺮﻳﺲ ﻣﺎﻟﻴﺰوﻓﻴﺘﺶ ،اﻟﺬي ﻛﺸﻒ ﻋﻠﻨًﺎ ﻋﻦ وﺟﻮد ﻣﻌﺪﻻت ﻣﺮﺗﻔﻌﺔ ﺑﺼﻮرة ﻣﺰﻋﺠﺔ ﻣﻦ ﺑﻜﺘريﻳﺎ »إم آر إس إﻳﻪ« ﰲ ﻣﺴﺘﺸﻔﻴﺎت ﻫﻴﺌﺔ اﻟﺨﺪﻣﺎت اﻟﺼﺤﻴﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ. ﻳﺠﺐ أن ﻳﺤﺼﻞ د .ﻛﺮﻳﺲ ﻣﺎﻟﻴﺰوﻓﻴﺘﺶ ﻋﲆ ﻣﻴﺪاﻟﻴﺔ ﻧﻈري ﻋﻤﻠﻪً . ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ذﻟﻚ ،ﻳُﴫﱠ ح ﻟﺼﺤﻴﻔﺔ »ﺻﻨﺪاي ﻣريور« ﻛﻴﻒ أرﺳﻞ وزﻳﺮ اﻟﺼﺤﺔ ﺟﻮن رﻳﺪ اﺛﻨني ﻣﻦ ﻛﺒﺎر املﺴﺘﺸﺎرﻳﻦ ﰲ اﻟﻮزارة إﱃ ﻣﻨﺰﻟﻪ »ﻹﺳﻜﺎﺗﻪ«. ْ ﻧﴩت ﺻﺤﻴﻔﺔ »إﻳﻔﻨﻴﻨﺞ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺻﺤﻴﻔﺔ »ﺻﻨﺪاي ﻣريور« وﺣﺪﻫﺎ ﰲ ذﻟﻚ ،ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ً ﻣﻘﺎﻻ ﻳﻘﻮم ﻋﲆ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻣﺎﻟﻴﺰوﻓﻴﺘﺶ )ﺑﻌﻨﻮان» :ﺟﺮاﺛﻴﻢ ﻗﺎﺗﻠﺔ ﻣﻨﺘﴩة ﻋﲆ ﻧﻄﺎق ﺳﺘﺎﻧﺪرد« واﺳﻊ ﰲ دراﺳﺔ ﻣﺮﻋﺒﺔ ﻋﻦ املﺴﺘﺸﻔﻴﺎت«( ،ﻛﺘﺐ ﻣﺴﺘﺸﺎران ﻛﺒريان ﰲ ﻣﺠﺎل اﻷﺣﻴﺎء اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ ﻣﻦ ﻛﻠﻴﺔ ﻟﻨﺪن اﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ؛ د .ﺟﻴﻒ رﻳﺪﺟﻮاي ود .ﺑﻴﱰ وﻳﻠﺴﻮن ،إﱃ اﻟﺼﺤﻴﻔﺔ ﻣﺸريَﻳْﻦ إﱃ املﺸﻜﻼت ﰲ أﺳﺎﻟﻴﺐ ﻣﺎﻟﻴﺰوﻓﻴﺘﺶ .وﻟﻢ ﺗﻌﺒﺄ ﺻﺤﻴﻔﺔ »إﻳﻔﻨﻴﻨﺞ ﺳﺘﺎﻧﺪرد« ﺑﺎﻟﺮد. ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺑﺸﻬﺮﻳﻦ ﻧﴩت اﻟﺼﺤﻴﻔﺔ ً ﻣﻘﺎﻻ آﺧﺮ ﺑﺎﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﲆ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻣﺎﻟﻴﺰوﻓﻴﺘﺶ املﺰﻳﻔﺔ. أرﺳﻠﺖ د .ﻓﺎﻧﻴﺎ ﺟﺎﻧﺖ — وﻫﻲ ﻣﺴﺘﺸﺎرة ً ْ أﻳﻀﺎ ﰲ ﻣﺠﺎل اﻷﺣﻴﺎء اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ وﰲ ﻫﺬه املﺮة ْ وﺗﻔﻀﻠﺖ ﺻﺤﻴﻔﺔ »إﻳﻔﻨﻴﻨﺞ ﺳﺘﺎﻧﺪرد« ﻫﺬه ﰲ ﻛﻠﻴﺔ ﻟﻨﺪن اﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ — ردٍّا إﱃ اﻟﺼﺤﻴﻔﺔ. املﺮة ﺑﺎﻟﺮد: ﻧﻠﺘﺰم ﺑﺎﻟﺪﻗﺔ واﻟﻨﺰاﻫﺔ ﰲ ﻣﻘﺎﻻﺗﻨﺎ .ﻟﻘﺪ أُﺟﺮي اﻟﺒﺤﺚ ﺑﻮاﺳﻄﺔ ﺷﺨﺺ ﻛﻒء ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام أوﺳﺎط اﺧﺘﺒﺎر ﺣﺪﻳﺜﺔ .إن ﻛﺮﻳﺲ ﻣﺎﻟﻴﺰوﻓﻴﺘﺶ … ﺧﺒري أﺣﻴﺎء دﻗﻴﻘﺔ ﻣﺪ ﱠرب ﺗﻤﺎﻣً ﺎ ،وﻳﻤﻠﻚ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ ﻋﴩ ﻋﺎﻣً ﺎ ﻣﻦ اﻟﺨﱪة … وﻧﺤﻦ ﻧﻌﺘﻘﺪ أن أوﺳﺎط ً ﻧﻮع ﻣَ َﺮﴈ ﻣﻦ ﺑﻜﺘريﻳﺎ اﻻﺧﺘﺒﺎر املﺴﺘﺨﺪَﻣﺔ … ﻛﺎﻧﺖ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﻟﻠﻜﺸﻒ ﻋﻦ وﺟﻮد ٍ »إم آر إس إﻳﻪ«. ﻣﺎ ﺗﺮاه ﻫﻨﺎ ﻫﻮ ﺻﺤﻔﻲ ﰲ ﺻﺤﻴﻔﺔ ﻣﻦ ﺻﺤﻒ اﻹﺛﺎرة ﻳﺨﱪ ﻗﺴﻤً ﺎ ﻳﻀﻢ ﺧﱪاء ﰲ ﺑﺤﻮث اﻷﺣﻴﺎء اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ ﻋﲆ ﻣﺴﺘﻮًى ﻋﺎملﻲ أﻧﻬﻢ ﻣﺨﻄﺌﻮن ﺑﺸﺄن اﻷﺣﻴﺎء اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ .ﻟﻌﻞ ﻫﺬا ﻣﺜﺎل ﱠ املﻔﻀﻠﺔ ﻟﺪيﱠ » ،ﻏري ﻣﺎﻫﺮ وﻏري راﺋﻊ ﻟﻈﺎﻫﺮة أﺷري إﻟﻴﻬﺎ ﰲ واﺣﺪ ﻣﻦ ﺑﺤﻮث ﻋﻠﻢ اﻟﻨﻔﺲ واع ﺑﻬﺬا :ﻛﻴﻒ ﺗﻔﴤ اﻟﺼﻌﻮﺑﺎت ﰲ إدراك اﻟﻜﻔﺎءة اﻟﺬاﺗﻴﺔ إﱃ ﺗﻘﻴﻴﻤﺎت ذاﺗﻴﺔ ﻣﺒﺎﻟﻎ ٍ 295
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ﻓﻴﻬﺎ؟« َ ملﺆﻟﻔﻴْﻪ ﺟﺎﺳﺘﻦ ﻛﺮوﺟﺮ ودﻳﻔﻴﺪ داﻧﻴﻨﺞ .ﻻﺣﻆ اﻟﺒﺎﺣﺜﺎن أن اﻷﺷﺨﺎص ﻏري اﻷﻛﻔﺎء ﻳﻌﺎﻧﻮن ﻣﻦ ﻋﺐء ﻣﺰدوج؛ ﻓﻼ ﻳﻘﺘﴫ اﻷﻣﺮ ﻋﲆ ﻛﻮﻧﻬﻢ ﻏري أﻛﻔﺎء ﻓﻘﻂ ،ﺑﻞ رﺑﻤﺎ ﻳﻔﺘﻘﺮون ﻟﻠﻜﻔﺎءة ﻋﲆ ﻧﺤﻮ ﻻ ﻳﻤ ﱢﻜﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺗﺤﻠﻴﻞ ﻋﺪم ﻛﻔﺎءﺗﻬﻢ؛ وذﻟﻚ ﻧﻈ ًﺮا ﻷن املﻬﺎرات اﻟﺘﻲ ﱢ ﺗﺆﺳﺲ ﻟﻠﻘﺪرة ﻋﲆ »اﺗﺨﺎذ« ﻗﺮار ﺻﺤﻴﺢ ﻫﻲ املﻬﺎرات ﻧﻔﺴﻬﺎ اﻟﻼزﻣﺔ »ﻹدراك« ﺣﻜﻢ ﺳﻠﻴﻢ. ً ﻈﻬﺮ اﺳﺘﻄﻼﻋﺎت اﻟﺮأي ﻣﺮا ًرا وﺗﻜﺮا ًرا أن اﻟﻐﺎﻟﺒﻴﺔ اﻟﻌﻈﻤﻰ ﻣﺜﻠﻤﺎ ذُﻛﺮ ﺳﺎﺑﻘﺎ ،ﺗُ ِ ﻣﻨﺎ ﻳﻌﺘﱪون أﻧﻔﺴﻬﻢ ﻓﻮق املﺘﻮﺳﻂ ﰲ ﻣﻬﺎرات ﻣﺘﻌﺪدة ،ﺑﻤﺎ ﰲ ذﻟﻚ ﻣﻬﺎرات اﻟﻘﻴﺎدة، واﻟﺘﻮاﺻﻞ ﻣﻊ اﻵﺧﺮﻳﻦ ،واﻟﺘﻌﺒري ﻋﻦ أﻧﻔﺴﻨﺎ .ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﱃ ذﻟﻚ ،ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ْ وﺟﺪت ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ أن اﻟﻘﺮاء اﻟﺬﻳﻦ ﺗﻨﻘﺼﻬﻢ ﻣﻬﺎرة اﻟﻘﺮاءة أﻗﻞ ﻗﺪر ًة ﻋﲆ ﺗﻘﻴﻴﻢ ﻗﺪرﺗﻬﻢ ﻗﺪ ً اﻟﺬاﺗﻴﺔ ﻋﲆ ﻓﻬﻢ اﻟﻨﺼﻮص ،وأن ﻗﺎﺋﺪي اﻟﺴﻴﺎرات اﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺠﻴﺪون اﻟﻘﻴﺎدة أﻗﻞ ﻗﺪرة ﻋﲆ ﱡ ﺗﻮﻗﻊ أداﺋﻬﻢ اﻟﺬاﺗﻲ ﻋﻨﺪ إﺟﺮاء اﺧﺘﺒﺎر زﻣﻦ ر ﱢد اﻟﻔﻌﻞ ،واﻟﻄﻼب أﺻﺤﺎب اﻷداء اﻟﺪراﳼ اﻟﺴﻴﱢﺊ أﺳﻮأ ﰲ ﱡ ﺗﻮﻗﻊ أداﺋﻬﻢ ﰲ اﻻﺧﺘﺒﺎرات ،واﻷﻛﺜﺮ ﻣَ ﺪْﻋﺎة ﻟﻠﺼﺪﻣﺔ أن ﱢ اﻟﺼﺒْﻴﺔ ﻏري املﺆﻫﻠني اﺟﺘﻤﺎﻋﻴٍّﺎ ﻻ ﻳﺸﻌﺮون ﱠ »ﺑﺰﻻﺗﻬﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ« املﺘﻜﺮرة. ﺟﻤﻊ ﻛﺮوﺟﺮ وداﻧﻴﻨﺞ ﻫﺬه اﻷدﻟﺔ ﻣﻌً ﺎ ،ﻟﻜﻨﻬﻤﺎ أﺟﺮﻳﺎ ً أﻳﻀﺎ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺠﺎرب اﻟﺠﺪﻳﺪة ﺑﻨﻔﺴﻴﻬﻤﺎ ،ﺑﺎﺣﺜ َ ْني املﻬﺎرات ﰲ ﻣﺠﺎﻻت ﻣﺜﻞ اﻟﺪﻋﺎﺑﺔ واﻟﺘﻔﻜري اﻟﻌﻘﻼﻧﻲ .وﻛﺎﻧﺖ ﻧﺘﺎﺋﺠﻬﻤﺎ َ ذات ﺟﺎﻧﺒ َْني :ﻛﺎن اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ أﺑ َﻠﻮْا ﺑﻼءً ﺳﻴﺌًﺎ ﰲ اﻻﺧﺘﺒﺎرات ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺄﻗﺮاﻧﻬﻢ ﻏريَ واﻋني ﺑﻌﺪم ﻛﻔﺎءﺗﻬﻢ ،ﻟﻜﻦ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﱃ ذﻟﻚ ،ﻛﺎﻧﻮا أﻗ ﱠﻞ ﻗﺪر ًة ً أﻳﻀﺎ ﻋﲆ إدراك ﻛﻔﺎءة »اﻵﺧﺮﻳﻦ«؛ ﻷن ﻫﺬاً ، أﻳﻀﺎ ،ﻛﺎن ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﲆ »إدراك« ﻫﺬه املﻬﺎرة ،أو ﻣﻌﺮﻓﺔ وﺟﻮدﻫﺎ. ﻟﻴﺲ ﻫﺬا املﺜﺎل إﻻ ﻣﻮﺿﻮﻋً ﺎ ﺟﺎﻧﺒﻴٍّﺎ ﻣﻦ ﻋﻠﻢ اﻟﻨﻔﺲ اﻟﻌﺎم .ﻫﻨﺎك ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ أﻛﺜﺮ ﻋﻤﻮﻣﻴﺔ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﻃﺮﺣﻬﺎ ﻫﻨﺎ .ﻳﺘﻤ ﱠﻠﻖ اﻟﺼﺤﻔﻴﻮن أﻧﻔﺴﻬﻢ ﺑﺼﻮرة ﻣﺘﻜ ﱢﺮرة ﻣﻦ ﺧﻼل ﺑﺄﴎﻫﺎ ﻗﺪ اﻟﺘﻮﻫﻢ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻳﻜﺸﻔﻮن اﻟﻨﻘﺎب ﻋﻦ ﻣﺆاﻣﺮات ﻫﺎﺋﻠﺔ ،وأن املﺆﺳﺴﺔ اﻟﻄﺒﻴﺔ ْ ِ اﺗﱠ ْ ﺤﺪت ﻟﻄﻤﺲ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻣﺮﻳﻌﺔ .ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ ،أﻋﺘﻘﺪ أن اﻷﻃﺒﺎء ﰲ املﻤﻠﻜﺔ املﺘﺤﺪة اﻟﺒﺎﻟﻎ ﻋﺪدﻫﻢ ١٥٠أﻟﻒ ﻃﺒﻴﺐ ،ﻻ ﻳﻜﺎدون ﻳﺘﻔﻘﻮن ﻣﻊ ﻋﻼﺟﺎت اﻟﺨﻂ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻟﻀﻐﻂ اﻟﺪم املﺮﺗﻔﻊ ،ﻟﻜﻦ أﻳٍّﺎ ﻣﺎ ﻛﺎن اﻷﻣﺮ؛ ﻛﺎن ﻫﺬا اﻟﻮﻫﻢ ﻫﻮ ﺑﻨﻴﺔ ﻗﺼﺔ اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ ،وﻗﺼﺔ ً ً ﻣﻤﺎﺛﻼ ﺑﺎﻟﻌﻈﻤﺔ إﺣﺴﺎﺳﺎ ﻣﺴﺤﺎت ﺑﻜﺘريﻳﺎ »إم آر إس إﻳﻪ« ،وﻗﺼﺺ أﺧﺮى ﻛﺜرية ،ﻋﲆ أن ﻛﺎن وراء اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﻷﻣﺜﻠﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ اﻟﺘﻲ ذﻛﺮﻧﺎﻫﺎ ً ﻗﺒﻼ ﰲ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ،واﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻳﺨﻠﺺ اﻟﺼﺤﻔﻲ ﻓﻴﻬﺎ إﱃ أﻧﻪ ﻳﻌﺮف أﻛﺜﺮ ﻣﻦ اﻵﺧﺮﻳﻦ ،ﺑﻤﺎ ﰲ ذﻟﻚ ﻗﺼﺔ »ﺗﻀﺎﻋﻒ ﻣﻌﺪل ﺗﻌﺎﻃﻲ اﻟﻜﻮﻛﺎﻳني ﰲ ﻣﻼﻋﺐ اﻷﻃﻔﺎل«. 296
املﺨﺎوف اﻟﺼﺤﻴﺔ
اﻟﻨﺴﺒﺔ املﺌﻮﻳﺔ
١٠٠ ٩٠ ٨٠ ٧٠ ٦٠ ٥٠ ٤٠ ٣٠ ٢٠ ١٠ ٠ اﻟﺮﺑﻊ اﻷﻋﲆ اﻟﺮﺑﻊ اﻟﺜﺎﻟﺚ اﻟﺮﺑﻊ اﻟﺜﺎﻧﻲ اﻟﺮﺑﻊ اﻷدﻧﻰ اﻟﻘﺪرة ا ُملﺪر َﻛﺔ ﻧﺘﻴﺠﺔ اﻻﺧﺘﺒﺎر ا ُملﺪر َﻛﺔ ﻧﺘﻴﺠﺔ اﻻﺧﺘﺒﺎر اﻟﻔﻌﻠﻴﺔ
ﺷﻜﻞ :1-15اﻟﻘﺪرة ا ُملﺪ َر َﻛﺔ ﻋﲆ اﻟﺘﻔﻜري واﻷداء ﰲ اﻻﺧﺘﺒﺎرات ﻛﺪا ﱠﻟﺔ ﻟﻸداء اﻟﻔﻌﲇ ﰲ اﻻﺧﺘﺒﺎرات.
ﻛﺜريًا ﻣﺎ ﺳﻴﺸري اﻟﺼﺤﻔﻴﻮن إﱃ ﱠ ﻋﻘﺎر »ﺛﺎﻟﻴﺪوﻣﺎﻳﺪ« ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎن ﻫﺬا ﻫﻮ اﻧﺘﺼﺎر اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ اﻻﺳﺘﻘﺼﺎﺋﻴﺔ اﻷﻋﻈﻢ ﻋﲆ اﻟﺪوام ﰲ ﻣﺠﺎل اﻟﻄﺐ؛ ﺣﻴﺚ ﻛﺸﻒ اﻟﺼﺤﻔﻴﻮن ﰲ ﺷﺠﺎﻋﺔ ﻋﻦ ﻣﺨﺎﻃﺮ اﺳﺘﺨﺪام اﻟﻌﻘﺎر ﰲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻟﻼﻣﺒﺎﻻة اﻟﻄﺒﻴﺔ .ﻳُﺜﺎر ﻫﺬا املﻮﺿﻮع ﰲ ﻛﻞ ﻣﺮة ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ أُﻟﻘﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺤﺎﴐ ًة ﺣﻮل ﺟﺮاﺋﻢ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم ﰲ ﻣﺠﺎل اﻟﻌﻠﻢ .وﻟﻬﺬا ﱢ ﺳﺄوﺿﺢ اﻟﻘﺼﺔ ﺑﴚء ﻣﻦ اﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﻫﻨﺎ؛ ﻷﻧﻪ ﰲ واﻗﻊ اﻷﻣﺮ — وﻫﻮ أﻣﺮ ﻣﺤﺰن اﻟﺴﺒﺐ ُ ٍّ ً ﺣﻘﺎ — ﻟﻢ ِ ﻣﻄﻠﻘﺎ. ﺳﺎﻋﺔ ﻫﺬا اﻻﻧﺘﺼﺎر اﻟﻌﻈﻴﻢ ﺗﺄت ﰲ ﻋﺎم ،١٩٥٧وُﻟﺪ ﻃﻔﻞ ﺑﻼ أذﻧني ﻟﺰوﺟﺔ أﺣﺪ املﻮﻇﻔني ﰲ ﺟﺮوﻧﻨﺘﺎل؛ ﴍﻛﺔ اﻟﺪواء اﻷملﺎﻧﻴﺔ .ﻛﺎن املﻮﻇﻒ ﻗﺪ أﺣﴬ ﻣﻌﻪ دواء اﻟﴩﻛﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪ املﻀﺎد ﻟﻠﻐﺜﻴﺎن إﱃ املﻨﺰل ﻟﺰوﺟﺘﻪ ﻟﺘﺠﺮﺑﺘﻪ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻻ ﺗﺰال ﺣﺒﲆ ،ﻗﺒﻞ ﻋﺎم ﻛﺎﻣﻞ ﻣﻦ ﻃﺮﺣﻪ ﰲ اﻟﺴﻮق .ﻳُﻌﺘﱪ
297
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ﱢ ﻫﺬا ً ﻣﻮﺿﺤً ﺎ ملﺪى اﻟﺘﴪع اﻟﺬي ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻴﻪ اﻷﻣﻮر ،وﻣﺪى ﺻﻌﻮﺑﺔ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻧﻤﻂ ﻣﻌني ﻣﺜﺎﻻ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺣﺪث وﺣﻴﺪ. ُ ﻃ ِﺮح اﻟﺪواء ﰲ اﻟﺴﻮق ،وﺑني ﻋﺎﻣﻲ ١٩٥٨و ١٩٦٢وُﻟﺪ ﺣﻮاﱄ ١٠آﻻف ﻃﻔﻞ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺣﺎﻻت ﺗﺸﻮﱡه ﺣﺎدة ،ﻋﱪ اﻟﻌﺎ َﻟﻢ ْ ﺑﺄﴎه ،ﺟ ﱠﺮاء ﻫﺬا اﻟﺪواء ﻧﻔﺴﻪ» ،ﺛﺎﻟﻴﺪوﻣﺎﻳﺪ« .وﻧﻈ ًﺮا ﻟﻌﺪم وﺟﻮد أي رﺻﺪ ﻣﺮﻛﺰي ﻟﺤﺎﻻت اﻟﺘﺸﻮه أو اﻵﺛﺎر اﻟﻌﻜﺴﻴﺔ ،ﻟﻢ ﻳَﺠْ ِﺮ اﻻﻧﺘﺒﺎه إﱃ ﻫﺬا اﻟﻨﻤﻂ. ﱠ َ ﻧﺎﻗﻮس اﻟﺨﻄﺮ ﻟﻠﻤﺮة اﻷوﱃ ﰲ دق ﻃﺒﻴﺐ ﻧﺴﺎء وﺗﻮﻟﻴﺪ أﺳﱰاﱄ ﻳُﺪﻋﻰ وﻳﻠﻴﺎم ﻣﺎﻛﱪاﻳﺪ ﻣﺠﻠﺔ ﻃﺒﻴﺔ؛ ﺣﻴﺚ ﻧﴩ ﺧﻄﺎﺑًﺎ ﰲ دورﻳﺔ »ذا ﻻﻧﺴﺖ« ﰲ دﻳﺴﻤﱪ .١٩٦١ﻛﺎن ﻫﺬا اﻟﻄﺒﻴﺐ ﻣﺴﺌﻮﻻ ﻋﻦ وﺣﺪة ﺗﻮﻟﻴﺪ ﻛﱪى ،وﻓﺤﺺ ﻋﺪدًا ﻛﺒريًا ﻣﻦ اﻟﺤﺎﻻت ،وﻛﺎن ﻳُﻨﻈﺮ إﻟﻴﻪ ﻋﻦ ﱟ ً ﺣﻖ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ً ﺑﻄﻼ — ﺣﺼﻞ ﻋﲆ وﺳﺎم اﻹﻣﱪاﻃﻮرﻳﺔ اﻟﱪﻳﻄﺎﻧﻴﺔ — ﻟﻜﻦ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ اﻷﺧﺬ ﰲ اﻻﻋﺘﺒﺎر أن ﻣﺎ ﺟﻌﻠﻪ ﰲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﻟﻮﺿﻊ اﻟﺠﻴﺪ اﻟﺬي ﺳﻤﺢ ﻟﻪ ﺑﺘﺤﺪﻳﺪ اﻟﻨﻤﻂ ﻓﻘﻂ أﻧﻪ ﻛﺎن ﻗﺪ وﺻﻒ ﻛﻤﻴﺎت ﻛﺒرية ﻣﻦ اﻟﺪواء ،دون ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺨﺎﻃﺮه ،ملﺮﺿﺎه 1 .وﰲ وﻗﺖ ﻧﴩ ﺧﻄﺎﺑﻪ ،ﻛﺎن ﻃﺒﻴﺐُ أﻃﻔﺎل أملﺎﻧﻲ ﻗﺪ ﻻﺣﻆ ﻧﻤ ً ﻄﺎ ﻣﺸﺎﺑﻬً ﺎ ،وﻛﺎﻧﺖ ﻧﺘﺎﺋﺞ دراﺳﺘﻪ ﻗﺪ ﻧ ُ ِﴩ ْت ﰲ ﺻﺤﻴﻔﺔ أملﺎﻧﻴﺔ ﺗﺼﺪر ﻳﻮم اﻷﺣﺪ ﻗﺒﻞ ذﻟﻚ ﺑﺄﺳﺎﺑﻴﻊ ﻗﻠﻴﻠﺔ. ُ ﺣﻤﻼت اﻟﺼﻴﺪﻟﺔ اﻻﺣﱰاﺳﻴﺔ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻣﺒﺎﴍة ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎُ ،ﺳﺤﺐ اﻟﺪواء ﻣﻦ اﻟﺴﻮق ،وﺑﺪأت ﻋﲆ أﺷﺪﻫﺎ ،ﻣﻊ و ْ َﺿﻊ ﺧﻄﻂ ﻧﴩ إﺧﻄﺎرات ﻃﺒﻴﺔ ﺣﻮل اﻟﻌﺎ َﻟﻢ ،ﻣﻬﻤﺎ َ ﻛﻨﺖ ﺗﻌﺘﻘﺪ ﰲ ﻋﺪم َ ﺟﺪوى ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻹﺟﺮاءات .إذا َ ﺷﻌﺮت ﺑﺄﺛﺮ ﻋﻜﴘ ﺟﺮاء ﺗﻨﺎول أﺣﺪ ﻛﻨﺖ ﺗﺸﻚ ﰲ أﻧﻚ اﻷدوﻳﺔ ،ﻛﺄﺣﺪ أﻓﺮاد اﻟﺠﻤﻬﻮر ،أرى أن ﻣﻦ واﺟﺒﻚ ﺗﻌﺒﺌﺔ ﺑﻄﺎﻗﺔ ﺻﻔﺮاء ﻣﻦ ﻋﲆ اﻹﻧﱰﻧﺖ ﻣﻦ ﻣﻮﻗﻊ .yellowcard.mhra.gov.ukﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أي ﺷﺨﺺ ﻋﻤﻞ ذﻟﻚ .ﻳﻤﻜﻦ ﺟﻤﻊ ﻫﺬه اﻟﺘﻘﺎرﻳﺮ ورﺻﺪ ﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻋﻼﻣﺔ ﺗﺤﺬﻳﺮﻳﺔ ﻣﺒﻜﺮة ،وﻫﻲ ﺗُﻌَ ﺪ ﺟﺰءًا ﻣﻦ ﻧﻈﺎم اﻟﺮﺻﺪ اﻟﻌﻤﲇ ،ﻏري املﺜﺎﱄ ،ﻟﺮﺻﺪ املﺸﻜﻼت اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻮب اﻟﻌﻼﺟﺎت املﺨﺘﻠﻔﺔ. ﻟ ْﻢ وﻻ ﻳﺸﺎرك أي ﺻﺤﻔﻴني ﰲ ﻫﺬه اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ .ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ ،ﻳﻜﺘﺐ ﻓﻴﻠﻴﺐ ﻧﺎﻳﺘﲇ — وﻫﻮ أﺣﺪ آﺑﺎء اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ اﻻﺳﺘﻘﺼﺎﺋﻴﺔ ﺿﻤﻦ ﻓﺮﻳﻖ »ﺑﺼرية« اﻷﺳﻄﻮري ﰲ ﺻﺤﻴﻔﺔ »ﺻﻨﺪاي ﺗﺎﻳﻤﺰ« ،وﻫﻮ اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺬي ارﺗﺒﻂ اﺳﻤﻪ ﺑﺎﻟﺘﻐﻄﻴﺔ اﻟﺒﻄﻮﻟﻴﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻌﻘﺎر »ﺛﺎﻟﻴﺪوﻣﺎﻳﺪ« — ﻋﲆ ﻧﺤﻮ ﻣﺤﺪﱠد ﰲ ﺳريﺗﻪ اﻟﺬاﺗﻴﺔ ،ﻋﻦ ﺷﻌﻮره ﺑﺎﻟﻌﺎر ﺣﻴﺎل ﻋﺪم ﺗﻐﻄﻴﺔ ﻗﻀﻴﺔ ﻋﻘﺎر »ﺛﺎﻟﻴﺪوﻣﺎﻳﺪ« ﻗﺒﻞ ذﻟﻚ .ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻐﻄﻮن املﻮﺿﻮع اﻟﺴﻴﺎﳼ اﻟﺨﺎص ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﻳﻀﺎت ﺟﻴﺪًا )وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻤﺜﻞ »ﻣﺠﻤﻞ« أﻋﻤﺎل اﻟﺼﺤﻔﻴني ﻋﲆ أي ﺣﺎل( ،ﻟﻜﻦ ﺣﺘﻰ ﻫﺬا املﻮﺿﻮع ﺟﺮت ﺗﻐﻄﻴﺘﻪ ﰲ وﻗﺖ ﻣﺘﺄﺧﺮ ﺟﺪٍّا ﻣﻦ اﻟﻴﻮم؛ ﻧﻈ ًﺮا ﻟﻠﺘﻬﺪﻳﺪات اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ اﻟﺒﺸﻌﺔ ﻣﻦ ﴍﻛﺔ ﺟﺮوﻧﻨﺘﺎل ﻋﲆ ﻣﺪى أواﺧﺮ ﻋﻘﺪ اﻟﺴﺘﻴﻨﻴﺎت وأواﺋﻞ ﻋﻘﺪ اﻟﺴﺒﻌﻴﻨﻴﺎت ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﴩﻳﻦ. 298
املﺨﺎوف اﻟﺼﺤﻴﺔ
ﻟﻢ ﻳﻜﺸﻒ اﻟﺼﺤﻔﻴﻮن املﺘﺨﺼﺼﻮن ﰲ اﻟﺸﺌﻮن اﻟﻄﺒﻴﺔ ،ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻤﺎ ﻗﺪ ﻳﺤﺎوﻟﻮن إﺧﺒﺎرك ﺑﻪ ،ﺑﻜﻞ ﺗﺄﻛﻴﺪ ﻋﻦ ﻣﺨﺎﻃﺮ اﻟﺜﺎﻟﻴﺪوﻣﺎﻳﺪ ،وﻣﻦ أوﺟﻪ ﻛﺜرية ﻳﺼﻌﺐ ﺗﺼﻮﱡر ﻋﺎ َﻟ ٍﻢ ً ﻗﺼﺼﺎ ﺗﻨﻄﻮي ﻋﲆ ﺧﺪﻳﻌﺔ ﺑﻜﺘريﻳﺎ »إم آر إس إﻳﻪ« ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﻓﻴﻪ ﺷﺨﺼﻴﺎت ﺗﻨﴩ املﻔﱪﻛﺔ ،اﻻﻧﺨﺮا َ ط ﻋﲆ ﻧﺤﻮ ﻣﻔﻴﺪ ﰲ رﺻﺪ وإدارة اﻟﺴﻼﻣﺔ اﻟﺪواﺋﻴﺔ ﻟﻠﻌﻘﺎر ،ﻳﺴﺎﻋﺪﻫﻢ ﺑﻤﻬﺎرة ﻓﺎﺋﻘﺔ ،رﺑﻤﺎ» ،ﺧﱪاء راﺋﺪون« ﻣﻦ ﺳﻘﺎﺋﻒ ﺣﺪاﺋﻘﻬﻢ. ﻟﻌﻞ ﻣﺎ ﺗﻜﺸﻔﻪ ﱄ ﻗﺼﺔ »إم آر إس إﻳﻪ« ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﱃ ﺷﻌﻮر ﺑﺎﻟﻎ ﺑﺎملﻌﺎﻧﺎة وﺷﻌﻮر ﻓﺮوﳼ ﺑﺎﻟﻌﻈﻤﺔ ،ﻫﻮ املﺤﺎﻛﺎة اﻟﺴﺎﺧﺮة ﻧﻔﺴﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﺷﻬﺪﻧﺎﻫﺎ ﰲ ﻣﺮاﺟﻌﺔ ﺑﺤﺜﻴﺔ ﻧﻘﺪﻳﺔ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻟﻨﺎ ﻟﻠﻘﺼﺺ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻟﻔﺎرﻏﺔ .ﻓﻴﺨﻠﺺ ﺧﺮﻳﺠﻮ ﻛﻠﻴﺎت اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﰲ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم ،رﺑﻤﺎ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻠﻖ ﺷﻌﻮرﻫﻢ ﺑﺎﻹﻫﺎﻧﺔ اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﺟﺮاء ﻣﺪى ﻣﺎ ﻳﻮاﺟﻬﻮﻧﻪ ﻣﻦ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﰲ اﻟﻌﻠﻢ ،إﱃ أن اﻟﻌﻠﻢ ﻟﻴﺲ إﻻ اﻋﺘﺒﺎ ً ﻃﺎ ،وﻫﺮاءً ﻣﻔﱪ ًﻛﺎ ،ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ اﻟﺠﻤﻴﻊ .ﻓﻴﻤﻜﻦ اﻧﺘﻘﺎء أي ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻣﻦ أي ﻣﻜﺎن ﺗﺮﻏﺐ ﻓﻴﻪ ،وإذا ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﺎﺳﺐ أﺟﻨﺪﺗﻚ ،إذن ﻓﻘﺪ وﺟﺪﺗَﻬﺎ؛ َ ﺗﻮﺻﻠﺖ إﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻛﻠﻤﺎﺗﻬﻢ املﺎﻛﺮة؛ ﻧﻈ ًﺮا وﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻨﺘﺰع ﻣﻨﻚ أﺣﺪ اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ اﻟﺘﻲ ﻷن اﻷﻣﺮ ﻟﻴﺲ إﻻ ﻣﺠﺮد ﻟﻌﺐ ،وﻻ ﻳﻌﺘﻤﺪ إﻻ ﻋﲆ ﻣَ ﻦ ﺗﺴﺄل ،وﻻ ﻳﻮﺟﺪ أي ﳾء ﻓﻴﻪ ﻳﻌﻨﻲ أي ﳾء ،وﻻ ﻳﻤﻜﻨﻚ اﺳﺘﻴﻌﺎب اﻟﻜﻠﻤﺎت اﻟﻄﻮﻳﻠﺔ؛ وﻣِﻦ ﺛَﻢﱠ ،ﺑﺼﻮرة أﺳﺎﺳﻴﺔ ،رﺑﻤﺎ» ،ﻻ ﻳﻔﻬﻤﻬﺎ اﻟﻌﻠﻤﺎء ً أﻳﻀﺎ«. ) (2ﺧﺎﺗﻤﺔ ً ً ﻟﻄﻴﻔﺎ ،ﴎﻋﺎن ﻣﺎ اﺗﻀﺢ ﻣﻨﺬ ﻣﻜﺎملﺘﻲ اﻟﻬﺎﺗﻔﻴﺔ اﻷوﱃ ﻣﻊ رﺟﻼ ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أﻧﻪ ﻛﺎن ﻛﺮﻳﺲ ﻣﺎﻟﻴﺰوﻓﻴﺘﺶ أﻧﻪ ﻳﻔﺘﻘﺮ ﻟﻠﻤﻌﺮﻓﺔ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻹﺟﺮاء ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ وﻟﻮ ﻋﺎدﻳﺔ ﺣﻮل ﻋﻠﻢ اﻷﺣﻴﺎء اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ .وﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻤﺎ ﻗﺪ ﻳﺒﺪو ﰲ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﻧﱪة اﺳﺘﻌﻼء ،ﻓﺈﻧﻨﻲ أﺷﻌﺮ ﺑﺘﻌﺎﻃﻒ ﺣﻘﻴﻘﻲ ﻣﻌﻪ ،ﻛﺸﺨﺼﻴﺔ ﻋﲆ ﻏﺮار واﻟﱰ ﻣﻴﺘﻲ .ﻟﻘﺪ زﻋﻢ ﺗﻘﺪﻳﻢ اﺳﺘﺸﺎرات إﱃ ﻛ ﱟﻞ ﻣﻦ »ﻛﻮﺳﻮرث-ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻲ ،وﺑﻮﻳﻨﺞ إﻳﺮﻛﺮاﻓﺖ ،وﺑﺮﻳﺘﻴﺶ إﻳﺮواﻳﺰ ،وﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ إﻳﺮواﻳﺰ، وﻣﻮﻧﺎرك إﻳﺮواﻳﺰ ،وﺑﺮﻣﻨﺠﻬﺎم ﻳﻮروﺑﻴﺎن إﻳﺮواﻳﺰ« .وﺑﻌﺪ اﻻﺗﺼﺎل ﺑﻜ ﱟﻞ ﻣﻦ ﺑﺮﻳﺘﻴﺶ ُ ﺗﻮﻗﻔﺖ ﻋﻦ اﻻﺗﺼﺎل ﺑﻬﺬه إﻳﺮواﻳﺰ وﺑﻮﻳﻨﺞ ،اﻟﻠﺘني ﻻ ﺗﻤﺘﻠﻜﺎن أي ﺳﺠﻞ ﺑﺄي ﺗﻌﺎﻣﻼت ﻣﻌﻪ، ﱠ املﻔﺼﻠﺔ »ﻷﺳﺎﻟﻴﺒﻪ اﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻴﺔ«، اﻟﴩﻛﺎت .ﻛﺎن ﻳﺮﺳﻞ ﺗﻌﻠﻴﻘﺎت ﻏﺎﻣﻀﺔ ردٍّا ﻋﲆ اﻻﻧﺘﻘﺎدات ﻛﻴﻔﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ.
299
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ﻋﺰﻳﺰي ﺑﻦ ﻛﻤﻘﺘﻄﻒ: ُ ﻟﺴﺖ »أﺷﻌﺮ ﺑﺎﻟﺪﻫﺸﺔ ،ﻟﻜﻦ ﰲ ﻇﻞ ﻣﻌﺮﻓﺘﻲ ﻣﺎ أﻋﺮف وﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺎ أﻗﺼﺪ ،ﻓﺄﻧﺎ ً ﻣﻨﺪﻫﺸﺎ«. ﺷﻜ ًﺮا ﻛﺮﻳﺲ ﺗﻨﺘﺎﺑﻨﻲ ﻣﺸﺎﻋﺮ ﻗﻮﻳﺔ ﺣﻴﺎل ﻫﺬه اﻟﻘﺼﺔ .ﻻ أُﻟﻘﻲ ﺑﺎﻟﻼﺋﻤﺔ ﻋﲆ ﻛﺮﻳﺲ ،ﻓﺄﻧﺎ ﻣﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ أن ً واﺿﺤﺔ ﻷي ﺷﺨﺺ ﺗﺤﺪث إﻟﻴﻪ ،ﺑﻘﻄﻊ اﻟﻨﻈﺮ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻟﺨﱪﺗﻪ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺘﺼﺒﺢ ﻋﻦ ﺧﻠﻔﻴﺘﻪ املﻌﺮﻓﻴﺔ ،وﰲ رأﻳﻲ أن وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم ﻫﻲ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻋﻠﻴﻬﺎ أن ﺗﻌﺮف أﻛﺜﺮ ﻣﻦ أي ﻃﺮف آﺧﺮ ،ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﻜﺎﺗﺒﻬﺎ اﻟﻬﺎﺋﻠﺔ ،وﺳﻼﺳﻞ اﻷواﻣﺮ واملﺴﺌﻮﻟﻴﺎت ،واﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻟﺘﺤﺮﻳﺮﻳﺔ؛ ﻻ رﺟﻞ ﻗﺎﺑﻊ ﰲ ﺳﻘﻴﻔﺔ ﰲ ﺣﺪﻳﻘﺘﻪ اﻟﺨﻠﻔﻴﺔ ،ﻣﺤﺎط ﺑﺘﺠﻬﻴﺰات ﻣﻄﺒﺨﻴﺔ وﻣﻌﺪات ﻣﺨﺘﱪﻳﺔ ﻛﺎن ﺑﺎﻟﻜﺎد ﻳﻔﻬﻢ وﻇﻴﻔﺘﻬﺎ ،ﻛﺎن ﻳﺸﱰي اﻟﻘﺮوض اﻟﺒﻨﻜﻴﺔ وﻳﺠﺎﻫﺪ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺳﺪادﻫﺎ ،ﰲ ﺗﺠﻤﱡ ﻊ ﺳﻜﻨﻲ ﺣﴬي ﺻﻐري ﺧﺎرج ﻧﻮرﺛﺎﻣﺒﺘﻮن. ُ ﻛﺘﺒﺖ ﻋﻨﻪ ،وﻣﺎ ﻗﻴﻞ ﻋﻨﻪ ﺑﻌﺪ اﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ اﻟﻘﺼﺔ. ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻛﺮﻳﺲ ﺳﻌﻴﺪًا ﺑﻤﺎ ُ وﻛﻨﺖ أﺷﻌﺮ ،ﺑﻜﻞ ﻗﻀﻴﻨﺎ ﺑﻌﺾ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﺘﺤﺪﱠث ﻋﱪ اﻟﻬﺎﺗﻒ؛ ﺣﻴﺚ ﻛﺎن ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﻐﻀﺐ ً أﻣﺎﻧﺔ ،ﺑﺎﻟﺬﻧﺐ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ .ﻛﺎن ﻳﺸﻌﺮ أن ﻣﺎ ﻛﺎن ﻳﺤﺪث ﻟﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻨﺼﻔﺎ .وأوﺿﺢ أﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺴ َﻊ أﺑﺪًا إﱃ أن ﻳﻜﻮن ﺧﺒريًا ﰲ ﺑﻜﺘريﻳﺎ »إم آر إس إﻳﻪ« ،ﻟﻜﻦ ﺑﻌﺪ ﻧﴩ اﻟﻘﺼﺔ اﻷوﱃ ﻇﻞ ﱠ ﺗﻀﺨﻢ ﻛﻞ ﳾء .رﺑﻤﺎ ارﺗﻜﺐ ﺑﻌﺾ اﻷﺧﻄﺎء ،ﻟﻜﻨﻪ اﻟﺼﺤﻔﻴﻮن ﻳﻜﺘﺒﻮن ﻋﻦ املﻮﺿﻮع ،ﺛﻢ ﻟﻢ ﻳ ُِﺮد إﻻ ﺗﻘﺪﻳﻢ املﺴﺎﻋﺪة. ﻣﺎت ﻛﺮﻳﺲ ﻣﺎﻟﻴﺰوﻓﻴﺘﺶ ﰲ ﺣﺎدث ﺳﻴﺎرة ﺑﻌﺪ ﻓﻘﺪان اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﲆ ﺳﻴﺎرﺗﻪ ﻗﺮب ﻧﻮرﺛﺎﻣﺒﺘﻮن ﺑﻌﺪ وﻗﺖ ﻗﺼري ﻣﻦ ﻧﴩ ﻗﺼﺺ »إم آر إس إﻳﻪ« .وﻛﺎن ﻣﺪﻳﻨًﺎ ﺣﺘﻰ أذﻧَﻴْﻪ. ﻫﻮاﻣﺶ ) (1أُدﻳﻦ وﻳﻠﻴﺎم ﻣﺎﻛﱪاﻳﺪ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﺑﺴﻨﻮات ،ﰲ واﻗﻌﺔ ﻣﺆﺳﻔﺔ ،ﺑﺘﻬﻤﺔ اﻧﺘﺤﺎل أﺣﺪ اﻷﺑﺤﺎث ،وﺗﺰﻳﻴﻒ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ،وﺟﺮى رﻓﻌﻪ ﻣﻦ ﺳﺠﻞ ﻣﻤﺎرﳼ املﻬﻨﺔ ﰲ ﻋﺎم ،١٩٩٣وإن ﻛﺎن ﻗﺪ أُﻋﻴﺪ ﺗﺴﺠﻴﻠﻪ ﻣﺮة أﺧﺮى ً ﻻﺣﻘﺎ. 300
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺴﺎدس ﻋﴩ
ﺧﺪﻳﻌﺔ اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ ﰲ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم
ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻀﺎﺋﺢ ﻣﺴﺤﺔ »إم آر إس إﻳﻪ« ﺧﺪﻳﻌﺔ ﺑﺴﻴﻄﺔ ،ﻣﺤﺪﱠدة ،وﺟﻤﺎﻋﻴﺔ .أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ ،ﻓﺎﻷﻣﺮ أﻛﱪ ﻛﺜريًا؛ ﻓﻬﻮ املﺜﺎل اﻟﻨﻤﻮذﺟﻲ ﻟﻠﻤﺨﺎوف اﻟﺼﺤﻴﺔ ،اﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ ﻗﻴﺎس املﺨﺎوف اﻷﺧﺮى وﻓﻬﻤﻬﺎ ﻋﲆ أﺳﺎﺳﻪ .ﺗﺘﻀﻤﱠ ﻦ ﺧﺪﻳﻌﺔ اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ ﻛﻞ ﻋﻨﴫ ،وﻛﻞ ﺷﺎﺋﻌﺔ ،وﻛﻞ ﺣﻴﻠﺔ ،وﻛﻞ ﻣﻠﻤﺢ ﻣﻦ ﻣﻼﻣﺢ اﻟﻬﺴﺘريﻳﺎ وﻋﺪم اﻟﻜﻔﺎءة واﻟﻔﺴﺎد، ﻋﲆ املﺴﺘﻮﻳني املﻨﻈﻮﻣﻲ واﻟﻔﺮدي .وﺣﺘﻰ اﻵن ﻻ أﺟﺮؤ ﺣﺘﻰ ﻋﲆ ذﻛﺮ اﻟﺨﺪﻳﻌﺔ ﺑﺎﻻﺳﻢ إﻻ ﺑﻘﺪر ﻛﺒري ﻣﻦ اﻟﻘﻠﻖ واﻟﺨﻮف؛ ﻟﺴﺒﺒني ﰲ ﻏﺎﻳﺔ اﻟﺒﺴﺎﻃﺔ: ٌ أوﻻ :ﻋﻨﺪ أدﻧﻰ إﺷﺎرة ملﻨﺎﻗﺸﺔ ﺣﻮل املﻮﺿﻮع ،ﺳﻴﻈﻞ ﺟﻴﺶ ﻣﻦ ﻣﻨ ﱢ ً ﻈﻤﻲ اﻟﺤﻤﻼت و ُﻛﺘﱠﺎب اﻷﻋﻤﺪة اﻟﺼﺤﻔﻴﺔ ،ﺣﺘﻰ ﰲ ﻋﺎم ،٢٠٠٨ﻳﻄﺮﻗﻮن أﺑﻮاب املﺤ ﱢﺮرﻳﻦ ﻣﻄﺎﻟﺒني ﺑﺎﻟﺤﻖ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﺔ ر ﱟد ﻣﻄﻮﱠل ،وﻣﻀ ﱢﻠﻞ ،وﻋﺎﻃﻔﻲ ﺑﺎﺳﻢ »اﻟﺘﻮازن« .وداﺋﻤً ﺎ ﻣﺎ ﺗُﻠﺒﱠﻰ ﻣﻄﺎﻟﺒﻬﻢ دون اﺳﺘﺜﻨﺎء. اﻟﺴﺒﺐ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻗﺪ ﻳﻜﻮن أﻗﻞ أﻫﻤﻴﺔ ﻣﻤﺎ ﻳﺒﺪو ﻟﻠﻮﻫﻠﺔ اﻷوﱃ؛ وﻫﻮ أن أﻧﺪرو وﻳﻜﻔﻴﻠﺪ، اﻟﻄﺒﻴﺐ اﻟﺬي ﻳﻌﺘﻘﺪ اﻟﻜﺜريون أﻧﻪ ﰲ ﻗﻠﺐ أﺣﺪاث اﻟﻘﺼﺔ ،ﻳَﻤﺜُﻞ ﺣﺎﻟﻴٍّﺎ أﻣﺎم املﺠﻠﺲ اﻟﻄﺒﻲ اﻟﻌﺎم ﺑﺘُﻬَ ﻢ ﺳﻮء اﻟﺴﻠﻮك املﻬﻨﻲ ،وﺑني اﻧﺘﻬﺎﺋﻲ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺑﺔ اﻟﻜﺘﺎب وﻗﺮاءﺗﻚ ﻟﻪ ،رﺑﻤﺎ ﺳﻴﺼﺪر ﺣﻜﻢ املﺠﻠﺲ. ً وﺻﺪﻗﺎ ،ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أﻧﻨﻲ أﻓﱰض ﻟﻴﺲ ﻟﺪيﱠ أدﻧﻰ ﻓﻜﺮة ﻣﺎذا ﺳﻴﻜﻮن ﻫﺬا اﻟﺤﻜﻢ، أﻧﻨﻲ أﺷﻌﺮ ﺑﺎﻟﴪور ﻣﻦ أن املﺠﻠﺲ ﻳﺒﺤﺚ أﺷﻴﺎء ﻛﻬﺬه ﻋﻤﻮﻣً ﺎ ،ﻓﺈن ﻗﻀﻴﺔ ﻣﺜﻞ ﻗﻀﻴﺘﻪ ﺗُﻌَ ﱡﺪ ﻏري ذات ﻗﻴﻤﺔ ﰲ املﺠﻠﺲ اﻟﻄﺒﻲ اﻟﻌﺎم .وﻻ أﻫﺘﻢ ﻛﺜريًا ﺑﻤﺎ إذا ﻛﺎن ﻋَ ﻤَ ُﻞ أﺣ ِﺪ اﻷﻓﺮاد ﻣﺤ ﱠﻞ ﺷﻚ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ :ﻓﻼ ﻳﻤﻜﻦ إﻟﻘﺎء املﺴﺌﻮﻟﻴﺔ ﻋﻦ املﺨﺎوف ﺣﻴﺎل اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ ﻋﲆ ﺷﺨﺺ واﺣﺪ ،ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم ﺗﺤﺎول اﻵن اﻟﺪﻓﻊ ﺑﺄن اﻷﻣﺮ ﻛﺬﻟﻚ ﺣﺘﻤً ﺎ.
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ﺗُ َﻠﻘﻰ اﻟﻼﺋﻤﺔ ً ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻋﲆ ﻣﺌﺎت اﻟﺼﺤﻔﻴني ،و ُﻛﺘﱠﺎب اﻷﻋﻤﺪة ،واملﺤﺮرﻳﻦ، ﻧﺤﻮ ﻧﻔﻌﻲ ،ﻏري ﻋﻘﻼﻧﻲ ،وﻋﻤﺪي، واملﺴﺌﻮﻟني اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳني ،اﻟﺬﻳﻦ دﻓﻌﻮا ﺑﻬﺬه اﻟﻘﺼﺔ ﻋﲆ ٍ إﱃ َ ﺻﺪْر اﻟﺼﻔﺤﺎت اﻷوﱃ ﻃﻮال ﺗﺴﻊ ﺳﻨﻮات ﻣﺘﺼﻠﺔ .وﻣﺜﻠﻤﺎ ﺳﻨﺮى ،أﻓﺮط ﻫﺆﻻء ﰲ ً اﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ دراﺳﺔ واﺣﺪة ﻋﻦ ﳾء ﻋﺒﺜﻲ ،ﻣﻊ ﺗﺠﺎﻫﻞ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟﺘﺄﻛﻴﺪﻳﺔ، اﻻﺳﺘﻘﺮاء وﺟﻤﻴﻊ اﻟﺘﻔﻨﻴﺪات اﻟﻼﺣﻘﺔ ﰲ ﻣﺜﺎﺑﺮة ﻣﺪﻫﺸﺔ .ﻓﻘﺪ اﺳﺘﺸﻬﺪوا ﺑ »ﺧﱪاء« ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﻢ ﻣﺼﺎدر ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ً ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺗﻔﺴري اﻷﻣﻮر اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ،وﺗﺠﺎﻫﻠﻮا اﻟﺴﻴﺎق اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ، ﱠ وﻧﺼﺒﻮا ﺑُ َﻠﻬﺎء ﻟﺘﻐﻄﻴﺔ اﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ،وروﱠﺟﻮا ﻟﻘﺼﺺ ﻋﺎﻃﻔﻴﺔ ﻣﻦ آﺑﺎء ﺿﺪ أﻛﺎدﻳﻤﻴني ﻣﻤ ﱢﻠني )ﻗﺎﻣﻮا ﺑﺘﻠﻄﻴﺦ ﺳﻤﻌﺘﻬﻢ( ،وﻟﻌﻞ اﻷﻛﺜﺮ ﻏﺮاﺑﺔ ﰲ اﻷﻣﺮ ﻛﻠﻪ ،أﻧﻬﻢ ﰲ ﺑﻌﺾ اﻟﺤﺎﻻت اﺧﺘﻠﻘﻮا ً اﺧﺘﻼﻗﺎ. اﻷﻣﻮر واﻵن ﻫﻢ ﻳﺰﻋﻤﻮن أن ﺑﺤﺚ وﻳﻜﻔﻴﻠﺪ اﻷﺻﲇ املﻨﺸﻮر ﰲ ﻋﺎم ١٩٩٨ﺟﺮى »دﺣﻀﻪ« )ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﰲ اﻟﺒﺤﺚ أي ﳾء ﻣﺜري ﻋﲆ اﻹﻃﻼق ﰲ املﻘﺎم اﻷول( ،وﺳﻴﻤﻜﻨﻚ املﺸﺎﻫﺪة ﻫﺬا ﻛﺎﻣﻼ ﺑﺮﺟﻞ واﺣﺪ .أﻧﺎ ﻃﺒﻴﺐ ً ً أﻳﻀﺎ ،وﻻ أﺗﺼﻮﱠر اﻟﻌﺎم أﺛﻨﺎء ﻣﺤﺎوﻟﺘﻬﻢ إﻟﺼﺎق اﻟﺨﻮف ﻟﻠﺤﻈﺔ واﺣﺪة أﻧﻨﻲ أﺳﺘﻄﻴﻊ أن أﺗﻘﺪﱠم وأﻛﺘﺐ ﻗﺼﺔ إﺧﺒﺎرﻳﺔ ﺗﺴﺘﻤﺮ ﺗﺴﻌﺔ أﻋﻮام اﻋﺘﻤﺎدًا ﻋﲆ ﻧﺰوة ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺮﺟﻊ إﱃ ﻋَ ﻤَ ﻰ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم — وﻋﺪم رﻏﺒﺘﻬﺎ ﰲ ﺗﺤﻤﱡ ﻞ ﻣﺴﺌﻮﻟﻴﺘﻬﺎ — ﺣﺘﻰ إﻧﻬﺎ ﺳﺘﺴﺘﻤﺮ ﺑﺎرﺗﻜﺎب اﻟﺠﺮاﺋﻢ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﰲ املﺴﺘﻘﺒﻞ .ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻔﻌﻠﻪ ﺣﻴﺎل ذﻟﻚ؛ ﻟﺬا ﻗﺪ ﻳﺠﺪر ﺑﻨﺎ اﻻﻧﺘﺒﺎه اﻵن. وﻟﺘﺬﻛري أﻧﻔﺴﻨﺎ ،إﻟﻴﻚ اﻟﻘﺼﺔ اﻹﺧﺒﺎرﻳﺔ ﺣﻮل اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻧ ُ ْ ﴩت ﰲ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ اﻹﺧﺒﺎرﻳﺔ اﻟﱪﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﻋﺎم ١٩٩٨وﻣﺎ ﺗﻼه: • •
• •
•
ﻳﺰداد ﻣﺮض اﻟﺘﻮﺣﱡ ﺪ ﺷﻴﻮﻋً ﺎ ﺷﻴﺌًﺎ ﻓﺸﻴﺌًﺎ ،ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻋﺪم ﻣﻌﺮﻓﺔ أﺣﺪ ﺳﺒﺐ ذﻟﻚ. ً أﺟﺮى ﻃﺒﻴﺐ ﻳُﺪﻋﻰ أﻧﺪرو وﻳﻜﻔﻴﻠﺪ ﺑﺤﺜﺎ ﻋﻠﻤﻴٍّﺎ ﻳﺒني اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑني ﺣﻘﻨﺔ اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ وﻣﺮض اﻟﺘﻮﺣﺪ. ﻣﻨﺬ ذﻟﻚ اﻟﺤني ،أُﺟﺮﻳﺖ اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﻟﺒﺤﻮث اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺆ ﱢﻛﺪ وﺟﻮد ﻫﺬه اﻟﻌﻼﻗﺔ. ﺛﻤﺔ دﻟﻴﻞ ﻋﲆ أن ﺣﻘﻦ اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﻔﺮدﻳﺔ رﺑﻤﺎ ﺗﻜﻮن أﻛﺜﺮ أﻣﻨًﺎ ،ﻟﻜﻦ اﻷﻃﺒﺎء اﻟﺤﻜﻮﻣﻴني وأوﻟﺌﻚ اﻟﺬﻳﻦ ﱠ ﻳﺘﻠﻘﻮْن أﺟﻮرﻫﻢ ﻣﻦ ﴍﻛﺎت ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺪواء ﺣ ﱡ ﻄﻮا ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﻣﻦ َﻗﺪْر ﻫﺬه املﺰاﻋﻢ. رﺑﻤﺎ ﻟﻢ ﻳ ِ ُﻌﻂ ﺗﻮﻧﻲ ﺑﻠري اﺑﻨَﻪ اﻟﺼﻐري ﻫﺬا اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ. 302
ﺧﺪﻳﻌﺔ اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ ﰲ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم • •
اﻟﺤﺼﺒﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﺿﺎرة ﺑﺪرﺟﺔ ﻛﺒرية. ً أﻳﻀﺎ ﻟﻢ ﻳ َِﻖ اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒري ﻋﲆ أي ﺣﺎل.
ٌ ﻣﻨﺼﻒ ﻧﻮﻋً ﺎ ﻣﺎ .ﻓﺎﻟﺰﻋﻢ اﻷﺳﺎﳼ ﰲ ﻛﻞ واﺣﺪة ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﻨﻘﺎط ﻛﺎن إﻣﺎ أﻋﺘﻘﺪ أن ﻫﺬا ﻣﻀ ﱢﻠ ًﻼ أو ﻏري ﺻﺤﻴﺢ ﻋﲆ اﻹﻃﻼق ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺳﻨﺮى. ) (1املﺨﺎوف ﻣﻦ اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ ﰲ ﺳﻴﺎﻗﻬﺎ ﻗﺒﻞ أن ﻧﺒﺪأ ،ﻳﺠﺪر ﺑﻨﺎ اﻟﺘﻤﻬﱡ ﻞ ﻟﻠﺤﻈﺔ ﻟﻨﻨﻈﺮ ﰲ املﺨﺎوف ﻣﻦ اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ ﺣﻮل اﻟﻌﺎ َﻟﻢ؛ إذ إﻧﻨﻲ َﺠﺮي ﺑﻬﺎ اﺧﺘﺰال ﻫﺬه املﺨﺎوف ،وﻛﻴﻒ ﺗُﺮوﱢج ﻫﺬه أﺷﻌﺮ ﺑﺪﻫﺸﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﻣﻦ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻳ ِ ﻧﺤﻮ ﺳﻴﺊ ﰲ دول ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ .ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﻣﺨﺎوف ﻣﻦ اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ املﺨﺎوف ﻟﻨﻔﺴﻬﺎ ﻋﲆ ٍ واﻟﺘﻮﺣﺪ ،ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل ،ﺑﺸﻜﻞ ﻓﻌﲇ ﺧﺎرج ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ،وﻻ ﺣﺘﻰ ﰲ أوروﺑﺎ وأﻣﺮﻳﻜﺎ. ﻟﻜﻦ ﻋﲆ ﻣﺪى ﻋَ ْﻘﺪ اﻟﺘﺴﻌﻴﻨﻴﺎت ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﴩﻳﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﰲ ﻗﺒﻀﺔ ﺧﻮف ﻣﻦ أن اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ ﺿﺪ اﻟﺘﻬﺎب اﻟﻜﺒﺪ »ب« ﻛﺎن ﻳﺘﺴﺒﱠﺐ ﰲ ﺗﺼ ﱡﻠﺐ اﻷﻧﺴﺠﺔ املﺘﻌﺪد )ﻟﻦ ﻳﺪﻫﺸﻨﻲ اﻷﻣﺮ ﻟﻮ ُ ﻛﻨﺖ أول ﻣَ ﻦ ﻳﺨﱪك ﺑﺬﻟﻚ(. ﰲ اﻟﻮﻻﻳﺎت املﺘﺤﺪة ،ﻛﺎن اﻟﺨﻮف اﻷﻛﱪ إزاء اﻟﺘﻄﻌﻴﻤﺎت ﻳﺘﻌ ﱠﻠﻖ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام ﺗﻄﻌﻴﻢ وﻗﺎﺋﻲ ﻳُﺴﻤﻰ »ﺛﻴﻮﻣﺮﺳﺎل« ،ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن ﺗﻠﻚ املﺨﺎوف ﻟﻢ ﺗﻨﺘﴩ ﻫﻨﺎ ،ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﱟ اﺳﺘﺨﺪام اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﻮاﻗﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﰲ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ .وﰲ ﺳﺒﻌﻴﻨﻴﺎت اﻟﻘﺮن اﻟﻌﴩﻳﻦ — إذ إن املﺎﴈ دوﻟﺔ أﺧﺮى ً أﻳﻀﺎ — ﻛﺎن ﺛﻤﺔ ﻣﺨﺎوف واﺳﻌﺔ اﻟﻨﻄﺎق ﰲ املﻤﻠﻜﺔ املﺘﺤﺪة ،ﻣﺮة أﺧﺮى ﺣ ﱠﺮﻛﻬﺎ ﻃﺒﻴﺐ واﺣﺪ ،ﻣﻦ أن اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ ﺿﺪ اﻟﺴﻌﺎل اﻟﺪﻳﻜﻲ ﻳﺘﺴﺒﱠﺐ ﰲ أﴐار ﻋﺼﺒﻴﺔ. ﺑﺎﻟﻌﻮدة إﱃ اﻟﻮراء أﻛﺜﺮ ،ﻛﺎﻧﺖ ﺛﻤﺔ ﺣﺮﻛﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﻣﻨﺎﻫﻀﺔ ﻻﺳﺘﺨﺪام ﺗﻄﻌﻴﻢ اﻟﺠﺪري ﰲ ﻟﺴﱰ ﺣﺘﻰ ﺛﻼﺛﻴﻨﻴﺎت اﻟﻘﺮن اﻟﻌﴩﻳﻦ ،ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻓﻮاﺋﺪه اﻟﻮاﺿﺤﺔ ،وﰲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ ﺗﻌﻮد املﺸﺎﻋﺮ املﻨﺎﻫﻀﺔ ﻟﻠﺘﻄﻌﻴﻢ إﱃ ﺑﺪاﻳﺎﺗﻪ اﻷوﱃ؛ ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎن ﺟﻴﻤﺲ ﺟﻮرﻳﻦ ﻳﺪرس ً )ﻣﻜﺘﺸﻔﺎ أﻧﻪ ﻣﺮﺗﺒﻂ ﺑﻤﻌﺪﻻت وﻓﻴﺎت أﻗﻞ ﻣﻦ ﻣﻌﺪﻻت اﻟﻮﻓﻴﺎت ﺟﺮاء اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ ﺿﺪ اﻟﺠﺪري املﺮض( ،ﺟﺮى اﻟﻨﻈﺮ إﱃ اﻷرﻗﺎم اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ واﻷﻓﻜﺎر اﻹﺣﺼﺎﺋﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﺪﱠم ﺑﻬﺎ ﺑﺸ ﱟﻚ ﻛﺒري. ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ ،ﻇﻞ اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ ﺿﺪ اﻟﺠﺪري ﻏري ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ ﰲ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﺣﺘﻰ ﻋﺎم 1 .١٧٦٩ ﺣﺘﻰ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺪﱠم إدوارد ﺟﻴﻨﺮ اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻷﻛﺜﺮ أﻣﺎﻧًﺎ ﻟﻠﻮﻗﺎﻳﺔ ﺿﺪ ﻣﺮض اﻟﺠﺪري ﰲ ﻣﻄﻠﻊ اﻟﻘﺮن اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﴩ ،ﻋﺎرﺿﺘﻪ اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﰲ ﻟﻨﺪن ﻣﻌﺎرﺿﺔ ﺷﺪﻳﺪة. 303
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
وﰲ ﻣﻘﺎل ﻣﻨﺸﻮر ﰲ ﻣﺠﻠﺔ »ﺳﺎﻳﻨﺘﻴﻔﻴﻚ أﻣﺮﻳﻜﺎن« ﰲ ﻋﺎم ١٨٨٨ﻳﻤﻜﻨﻚ أن ﺗﺠﺪ اﻟﺪﻓﻮع ﻧﻔﺴﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﺰال ﻣﻨﻈﻤﻮ اﻟﺤﻤﻼت املﻨﺎﻫﻀﺔ اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺠﺪد ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻮﻧﻬﺎ اﻟﻴﻮم: ﱠ ﺗﺒني ﻧﺠﺎح ﺣﻤﻼت ﻣﻨﺎﻫﴤ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻟﺒﺤﻮث اﻟﺘﻲ أُﺟﺮﻳﺖ ﰲ زﻳﻮرخ ،ﺑﺴﻮﻳﴪا؛ ﺣﻴﺚ ﺟﺮى ﻋﲆ ﻣﺪى ﻋﺪة ﺳﻨﻮات ،ﺣﺘﻰ ﻋﺎم ،١٨٨٣ﺳﻦ ﻗﺎﻧﻮن ﺗﻄﻌﻴﻢ إﺟﺒﺎري ،وﺗﺤﻘﻘﺖ اﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ ﻣﻦ ﻣﺮض اﻟﺠﺪري، وﻟﻢ ﺗﻘﻊ ﺣﺎﻟﺔ إﺻﺎﺑﺔ واﺣﺪة ﰲ ﻋﺎم .١٨٨٢واﻧﺘﻬﺰ ﻣﻨﻈﻤﻮ ﺣﻤﻼت ﻣﻨﺎﻫﻀﺔ اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ ﻓﺮﺻﺔ ﻧﴩ ﻫﺬه اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﰲ اﻟﻌﺎم اﻟﺘﺎﱄ واﺳﺘﻐﻠﻮﻫﺎ ﰲ ﺣﻤﻼت ﺗﻨﺎدي ﺑﻌﺪم ﴐورة وﺟﻮد ﻗﻮاﻧني ﻛﻬﺬه ،وﻳﺒﺪو أﻧﻬﻢ ﻛﺎن ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻣﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﻣﻦ اﻟﺘﺄﺛري ﻣﺎ أﻓﴣ إﱃ إﻟﻐﺎء اﻟﻘﺎﻧﻮن .أﻇﻬﺮت ﻣﻌﺪﻻت اﻟﻮﻓﺎة ﰲ ذﻟﻚ اﻟﻌﺎم ) (١٨٨٣أﻧﻪ ﻟﻜﻞ أﻟﻒ ﺣﺎﻟﺔ وﻓﺎة ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺎﻟﺘﺎن ﻣﻨﻬﺎ ﻳﺘﺴﺒﺐ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﻣﺮض اﻟﺠﺪري؛ وﰲ ﻋﺎم ١٨٨٤ﻛﺎن ﺛﻤﺔ ﺛﻼث ﺣﺎﻻت وﻓﺎة؛ وﰲ ﻋﺎم ،١٨٨٥ﺑﻠﻎ ﻋﺪد اﻟﻮﻓﻴﺎت ،١٧وﰲ اﻟﺮﺑﻊ اﻷول ﻣﻦ ﻋﺎم ٨٥ ،١٨٨٦ﺣﺎﻟﺔ. ﰲ ﻏﻀﻮن ذﻟﻚ ،ﻛﺎن ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﻣﻨﻈﻤﺔ اﻟﺼﺤﺔ اﻟﻌﺎملﻴﺔ اﻟﻨﺎﺟﺢ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﰲ اﻟﻘﻀﺎء ﻋﲆ ﻣﺮض ﺷﻠﻞ اﻷﻃﻔﺎل ﻋﺎملﻴٍّﺎ ﻳﺴﺘﻬﺪف اﻟﻘﻀﺎء ﻋﲆ املﺮض اﻟﻘﺎﺗﻞ ﻧﻬﺎﺋﻴٍّﺎ ﻣﻦ ﻋﲆ وﺟﻪ اﻷرض ﺑﺤﻠﻮل اﻟﻌﺎم اﻟﺤﺎﱄ — وﻫﻮ ﻣﺼري ﻻﻗﺎه ﻓريوس اﻟﺠﺪري ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ،اﻟﻠﻬﻢ إﻻ أﻧﻮاﻋً ﺎ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻣﻨﻪ — ﺣﺘﻰ زﻋﻢ ﻋﺪ ٌد ﻣﻦ اﻷﺋﻤﺔ املﺤﻠﻴني ﰲ ﻣﻘﺎﻃﻌﺔ ﺻﻐرية ﺗُﺴﻤﻰ ﻛﺎﻧﻮ ﰲ ﺷﻤﺎل ﻧﻴﺠريﻳﺎ أن اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ ﻛﺎن ﺟﺰءًا ﻣﻦ ﻣﺨﻄﻂ أﻣﺮﻳﻜﻲ ﻟﻨﴩ ﻣﺮض اﻹﻳﺪز واﻟﻌﻘﻢ ﰲ اﻟﻌﺎ َﻟﻢ اﻹﺳﻼﻣﻲ ،وﻧ ﱠ ﻈﻤﻮا ﺣﻤﻠﺔ ﻣﻘﺎﻃﻌﺔ اﻧﺘﴩت ﴎﻳﻌً ﺎ ﰲ ﺧﻤﺲ وﻻﻳﺎت أﺧﺮى ﰲ اﻟﺒﻼد .وﺗﻼ ذﻟﻚ ﱢ ﺗﻔﴚ ﻣﺮض ﺷﻠﻞ اﻷﻃﻔﺎل ﺑﻤﻌﺪﻻت ﻛﺒرية ﰲ ﻧﻴﺠريﻳﺎ واﻟﺪول املﺤﻴﻄﺔ ،وﻣﺎ ﻳﺪﻋﻮ ﻟﻸﺳﻒ أﻧﻪ ﻗﺪ اﻧﺘﴩ ﻷﺑﻌﺪ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻛﺜريًا؛ ﻓﻘﺪ ﱠ ﺗﻔﴙ املﺮض ﰲ اﻟﻴﻤﻦ وإﻧﺪوﻧﻴﺴﻴﺎ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﺗﺴﺒﱠﺐ ﰲ ﺣﺎﻻت ﺷﻠﻞ ﻃﻮال اﻟﺤﻴﺎة ﻟﺪى اﻷﻃﻔﺎل ،وأﻇﻬﺮت ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ املﺨﱪﻳﺔ ﻟﻠﺸﻔﺮة اﻟﺠﻴﻨﻴﺔ أن ﺣﺎﻻت اﻟﺘﻔﴚ ﻫﺬه ﻛﺎن ﺳﺒﺒﻬﺎ ﻧﻔﺲ ﺳﻼﻟﺔ ﻓريوس ﺷﻠﻞ اﻷﻃﻔﺎل اﻟﻘﺎدﻣﺔ ﻣﻦ ﻛﺎﻧﻮ. ﻋﲆ أي ﺣﺎل ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻗﺪ ﻳﺘﻔﻖ زوﺟﺎن ﻋﴫﻳﺎن ﻟﺪﻳﻬﻤﺎ أﻃﻔﺎل ،ﻳﻨﺘﻤﻴﺎن إﱃ اﻟﻄﺒﻘﺔ املﺘﻮﺳﻄﺔ وﻳﻌﻴﺸﺎن ﰲ ﺷﻤﺎل ﻟﻨﺪن ،وﻣﺘﺨﺮﺟﺎن ﻣﻦ إﺣﺪى ﻛﻠﻴﺎت اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ، وﻳﺘﻔﺎدﻳﺎن اﺳﺘﺨﺪام اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ ،ﻟﻴﺲ ﻣﻌﻨﻰ أن اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ ﻗﺪ ﻗﴣ ﻋﲆ ﻣﺮض ﺷﻠﻞ 304
ﺧﺪﻳﻌﺔ اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ ﰲ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم
ً اﻷﻃﻔﺎل ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ — وﻫﻮ ﻣﺮض ﻳﻮﻫﻦ اﻟﺠﺴﺪ ﻛﺎن ﻣﺘﻮ ﱢ دوﻟﺔ ﺣﺘﻰ — ١٩٨٨ ﻃﻨًﺎ ﰲ ١٢٥ أن ﻳﻜﻮن ﺑﺎﻟﴬورة ﻋﻼﺟً ﺎ ﺟﻴﺪًا. ﻳﺴﻬﻢ ﺗﻨﻮع وﻋﺰﻟﺔ ﻣﺨﺎوف ﻣﻨﺎﻫﻀﺔ اﺳﺘﺨﺪام اﻟﺘﻄﻌﻴﻤﺎت ﰲ ﺑﻴﺎن اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻜﺲ ﺑﻬﺎ املﺨﺎوف اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ املﺤﻠﻴﺔ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ إﺟﺮاء ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻘﻴﻴﻢ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻟﺒﻴﺎﻧﺎت املﺨﺎﻃﺮ؛ إذ إﻧﻪ ﰲ ﺣﺎل إذا ﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ ﺿﺪ اﻻﻟﺘﻬﺎب اﻟﻜﺒﺪي »ب« ،أو اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ ،أو ﺷﻠﻞ اﻷﻃﻔﺎل ﺧﻄ ًﺮا ﰲ إﺣﺪى اﻟﺪول ،ﻳﺠﺐ أن ﻳﻜﻮن ﺧﻄ ًﺮا ﺑﺎﻟﻘﺪر ﻧﻔﺴﻪ ﰲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎن ﻋﲆ ﻇﻬﺮ اﻟﻜﻮﻛﺐ ،وإذا ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه املﺨﺎوف ﻣﺒﻨﻴﺔ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻋﲆ اﻷدﻟﺔ، ﺧﺎﺻﺔ ﰲ ﻋﴫ اﻻﻧﺘﺸﺎر اﻟﴪﻳﻊ ﻟﻠﻤﻌﻠﻮﻣﺎت ،ﻓﺴﺘﺘﻮﻗﻊ أن ﱢ ﻳﻌﱪ اﻟﺼﺤﻔﻴﻮن ﻋﻦ املﺨﺎوف ﻧﻔﺴﻬﺎ ﰲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎن .وﻟﻜﻦ ذﻟﻚ ﻻ ﻳﺤﺪث. ) (2أﻧﺪرو وﻳﻜﻔﻴﻠﺪ وورﻗﺘﻪ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ املﻨﺸﻮرة ﰲ دورﻳﺔ »ذا ﻻﻧﺴﺖ« ﰲ ﻓﱪاﻳﺮ ،١٩٩٨ﻧﴩت ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺒﺎﺣﺜني واﻷﻃﺒﺎء ﺑﻘﻴﺎدة ﺟ ﱠﺮاح ﻳُﺪﻋﻰ أﻧﺪرو ً ورﻗﺔ ﺑﺤﺜﻴﺔ ﰲ دورﻳﺔ »ذا ﻻﻧﺴﺖ« ﺗُﻌﺘﱪ وﻳﻜﻔﻴﻠﺪ ﻣﻦ املﺴﺘﺸﻔﻰ املﺠﺎﻧﻲ املﻠﻜﻲ ﰲ ﻟﻨﺪن اﻵن إﺣﺪى أﻛﺜﺮ اﻷوراق اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ اﻟﺘﻲ أُﳼء ﻓﻬﻤﻬﺎ وﻧﴩﻫﺎ ﰲ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺒﺤﻮث اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ. ﻣﻦ ﺑﻌﺾ اﻟﺠﻮاﻧﺐ ،ﻻ ﻳﻮﺟﺪ أي ﳾء ﰲ ﺻﺎﻟﺢ اﻟﻮرﻗﺔ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ؛ ﻓﻬﻲ ﻣﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﲆ ﻧﺤﻮ ﺳﻴﱢﺊ ،وﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﺑﻬﺎ ﻋﺒﺎرة واﺿﺤﺔ ﺗﻨﺺ ﻋﲆ ﻓﺮﺿﻴﺘﻬﺎ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ،أو اﺳﺘﻨﺘﺎﺟﺎﺗﻬﺎ ﰲ ﻛﻨﺖ ﺗﺮﻏﺐ ﰲ ذﻟﻚ( .وﺟﺮى ُ واﻗﻊ اﻷﻣﺮ )ﻳﻤﻜﻨﻚ أن ﺗﻘﺮأﻫﺎ ﻣﺠﺎﻧًﺎ ﻋﲆ اﻹﻧﱰﻧﺖ إذا َ ﻧﻘﻀﻬﺎ ﺟﺰﺋﻴٍّﺎ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ. ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻮرﻗﺔ ﺗﺼﻒ ﺣﺎﻟﺔ اﺛﻨﻲ ﻋﴩ ً ﻃﻔﻼ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻣﺸﻜﻼت ﰲ املﻌﺪة وﻣﺸﻜﻼت ْ وذﻛﺮت أن آﺑﺎء أو أﻃﺒﺎء ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﻫﺆﻻء اﻷﻃﻔﺎل ﺳﻠﻮﻛﻴﺔ )ﻣﻌﻈﻤﻬﻢ ﻣﺼﺎﺑﻮن ﺑﺎﻟﺘﻮﺣﺪ(، ْ ﺑﺪأت ﰲ ﻏﻀﻮن أﻳﺎم ﻣﻦ ﺗﻄﻌﻴﻤﻪ ﺑﻤﺼﻞ اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻌﺘﻘﺪون أن ﻣﺸﻜﻼت ﻃﻔﻠﻬﻢ ﻗﺪ أﺷﺎرت اﻟﻮرﻗﺔ ً ِ أﻳﻀﺎ إﱃ اﺧﺘﺒﺎرات دم ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ،واﺧﺘﺒﺎرات ﻋﲆ ﻋﻴﻨﺎت ﻣﻦ اﻷﻧﺴﺠﺔ اﻟﺜﻼﺛﻲ. ﻣﺄﺧﻮذة ﻣﻦ اﻷﻃﻔﺎل .ﻛﺎﻧﺖ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺗﺤﻠﻴﻞ ﻫﺬه اﻟﻌﻴﻨﺎت ﻏري ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﰲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻣﻦ ﻃﻔﻞ إﱃ آﺧﺮ. ً ﻃﻔﻼ ،أﺣﻴﻠﻮا ﺑﺎﻟﺘﺘﺎﺑﻊ إﱃ ﻗﺴﻢ أﻣﺮاض اﻟﺠﻬﺎز اﻟﻬﻀﻤﻲ ﺟﺮى ﻓﺤﺺ ١٢ ﱢ املﺘﺄﺻﻞ ﻣﻊ ﻓﻘﺪان ﻟﻸﻃﻔﺎل ﻳﺼﺎﺣﺒﻬﻢ ﺗﺎرﻳﺦ ﻃﺒﻲ ﻣﻦ اﺿﻄﺮاب اﻟﻨﻤﻮ املﻬﺎرات املﻜﺘﺴﺒﺔ وأﻋﺮاض ﻣﺸﻜﻼت ﻫﻀﻤﻴﺔ )إﺳﻬﺎل ،آﻻم ﰲ اﻟﺒﻄﻦ ،اﻧﺘﻔﺎخ، ﻋﴪ ﻫﻀﻢ(. 305
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
… ﰲ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ أﻃﻔﺎل ،ﺟﺮى اﻟﺮﺑﻂ ﺑني ﻇﻬﻮر املﺸﻜﻼت اﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺔ ،ﺳﻮاء ﻣﻦ ﺧﻼل اﻵﺑﺎء أو ﻃﺒﻴﺐ اﻟﻄﻔﻞ ،وﺑني اﺳﺘﺨﺪام ﺗﻄﻌﻴﻢ اﻟﺤﺼﺒﺔ ،واﻟﻨﻜﺎف، واﻟﺤﺼﺒﺔ اﻷملﺎﻧﻴﺔ … ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﻫﺆﻻء اﻷﻃﻔﺎل اﻟﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﻛﺎن ﻣﺘﻮﺳﻂ اﻟﻔﱰة ﻣﻨﺬ اﻟﺘﻌﺮض ﻟﻠﻔريوس إﱃ ﻇﻬﻮر أول ﻋﺮض ﺳﻠﻮﻛﻲ ٦٫٣أﻳﺎم )ﺗﱰاوح ﻫﺬه اﻟﻔﱰة ﺑني ١و ١٤ﻳﻮﻣً ﺎ(. ﻣﺎذا ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺨﱪك ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻷوراق اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ ﻋﻦ وﺟﻮد ﻋﻼﻗﺔ ﺑني ﳾء ﺷﺎﺋﻊ ﻣﺜﻞ اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ ،وﳾء ﺷﺎﺋﻊ ﻣﺜﻞ اﻟﺘﻮﺣﺪ؟ ﻻ ﳾء ﺣﻘﻴﻘﺔ ،ﺳﻮاء ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌ ﱠﻠﻖ ﺑﺎﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ أو اﻟﺘﻮﺣﺪ .ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻫﺬه اﻟﻮرﻗﺔ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ إﻻ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﺛﻨﺘﻲ ﻋﴩة ﻗﺼﺔ إﻛﻠﻴﻨﻴﻜﻴﺔ ﻏري ﻣﺆﻛﺪة ،وﻫﻮ ﻧﻮع ﻣﻦ اﻷوراق اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ ﻳُﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ »ﺳﻠﺴﻠﺔ ﺣﺎﻻت«. وﺳﻠﺴﻠﺔ اﻟﺤﺎﻻت ،ﺑﻄﺒﻴﻌﺘﻬﺎ ،ﻻ ﱢ ﺗﺒني ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑني ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻌ ﱡﺮض ﻷﺣﺪ املﺆﺛﺮات ﱠ وﻧﺘﻴﺠﺔ ﻣﺎ ﺑﺄي ﻗﻮة .ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻌِ ِﻦ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺑﺒﻌﺾ اﻷﻃﻔﺎل اﻟﺬي ﺗﻠﻘﻮا اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ وﺑﻌﺾ اﻷﻃﻔﺎل اﻟﺬﻳﻦ ﻟﻢ ﱠ ﻳﺘﻠﻘﻮا ﻫﺬا اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ ،ﺛﻢ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻌﺪﻻت اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﻤﺮض اﻟﺘﻮﺣﺪ ﺑني املﺠﻤﻮﻋﺘني )ﻛﺎﻧﺖ ﰲ ﻫﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ ﺳﺘﺼﺒﺢ »دراﺳﺔ ﺣﺸﺪﻳﺔ«( .ﻛﺬﻟﻚ ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻌِ ِﻦ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺑﺒﻌﺾ اﻷﻃﻔﺎل املﺼﺎﺑني ﺑﺎﻟﺘﻮﺣﺪ ،وﺑﻌﺾ اﻷﻃﻔﺎل ﻏري املﺼﺎﺑني ﺑﻪ ،ﺛﻢ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻌﺪﻻت اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ ﺑني املﺠﻤﻮﻋﺘني )وﻣِﻦ ﺛ َ ﱠﻢ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺘﺼﺒﺢ »دراﺳﺔ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ«(. ﻫﻞ ﻳﻤﻜﻦ ﻷي ﳾء آﺧﺮ أن ﻳﻔﴪ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻈﺎﻫﺮة ﺑني اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ ،وﻣﺸﻜﻼت املﻌﺪة ،واﻟﺘﻮﺣﺪ ﻋﻨﺪ ﻫﺆﻻء اﻷﻃﻔﺎل اﻟﺜﻤﺎﻧﻴﺔ؟ ً أوﻻ :ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن ﺣﺪوث ﻫﺬه اﻷﺷﻴﺎء ً ً ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ ﻣﺘﺨﺼﺼﺎ ﰲ ﻣﻌً ﺎ ﻳﺒﺪو أﻣ ًﺮا ﻧﺎد ًرا ،ﻛﺎن املﺮﻛﺰ اﻟﺬي أُﺟﺮﻳﺖ ﻓﻴﻪ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻣﺮﻛ ًﺰا ﺟﺎﻣﻌﻲ ،وﻟﻢ ﻳَﺠْ ِﺮ إﺣﺎﻟﺔ اﻷﻃﻔﺎل إﱃ ﻫﻨﺎك إﻻ ﻷن ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻣﺸﻜﻼت ﰲ املﻌﺪة وﻣﺸﻜﻼت ﺳﻠﻮﻛﻴﺔ )ﻳﺠﺮي ﺑﺤﺚ ﻇﺮوف ﻫﺬه اﻹﺣﺎﻻت ﺣﺎﻟﻴٍّﺎ ﻣﻦ ﻗِ ﺒَﻞ املﺠﻠﺲ اﻟﻄﺒﻲ اﻟﻌﺎم ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺳﻨﺮى(. ﻣﻦ ﺑني أﻣﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﺗﻀﻢ املﻼﻳني ﻣﻦ اﻟﺴﻜﺎن ،إذا اﺟﺘﻤﻊ ﺑﻌﺾ اﻷﻃﻔﺎل ﻣﻤﱠ ﻦ ﺗﻌﺮﺿﻮا ملﺰﻳﺞ ﻣﻦ اﻷﺷﻴﺎء اﻟﺸﺎﺋﻌﺔ ﻧﻮﻋً ﺎ ﻣﺎ )اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ ،اﻟﺘﻮﺣﺪ ،ﻣﺸﻜﻼت ﰲ اﻟﺒﻄﻦ( ﻣﻌً ﺎ ﰲ ﻣﻜﺎن واﺣﺪ ،ﻣﻜﺎن ﻳﻤﺜﻞ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ »وﺟﻬﺔ« ﻟﻠﻤﺼﺎﺑني ﺑﻬﺬه اﻷﺷﻴﺎء ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه اﻟﻌﻴﺎدة، ﻳﺠﺐ أﻻ ﻧﻨﺒﻬﺮ ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﺤﺎل .ﺳﻮف ﺗﺘﺬ ﱠﻛﺮ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ ﺣﺎﻟﺔ املﻤﺮﺿﺔ اﻟﻬﻮﻟﻨﺪﻳﺔ ﺳﻴﺌﺔ اﻟﺤﻆ ﻟﻮﺳﻴﺎ دي ﺑريك )وﰲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ ﻣﻦ ﻗﺮاءة اﻟﺘﻘﺎرﻳﺮ اﻹﺧﺒﺎرﻳﺔ ﺣﻮل اﻟﻔﺎﺋﺰﻳﻦ ﺑﺠﻮاﺋﺰ اﻟﻴﺎﻧﺼﻴﺐ( أن ﻣﺰاﺋﺞ ﻏري ﻣﺤﺘﻤﻠﺔ ﻣﻦ اﻷﺣﺪاث ﺳﺘﻘﻊ دوﻣً ﺎ ،ﰲ ﻣﻜﺎن ﻣﺎ ،ﺑﻤﺤﺾ اﻟﺼﺪﻓﺔ اﻟﺒﺤﺘﺔ .وﺗﺴﻠﻴﻂ اﻟﻀﻮء ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻌﺪ وﻗﻮﻋﻬﺎ ﻻ ﻳﺨﱪﻧﺎ ﺑﺄي ﳾء ﻋﲆ اﻹﻃﻼق. 306
ﺧﺪﻳﻌﺔ اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ ﰲ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم
ﺳﺘﺒﺪأ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻘﺼﺺ ﺣﻮل اﻟﻌﻼج واﻟﺨﻄﺮ ﺑﺄﻓﻜﺎر ﺣﺪﺳﻴﺔ إﻛﻠﻴﻨﻴﻜﻴﺔ ﻣﺘﻮاﺿﻌﺔ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﻘﺼﺺ ،ﻏري أن اﻷﻓﻜﺎر اﻟﺤﺪﺳﻴﺔ ،دون وﺟﻮد ﻣﺎ ﻳﺪﻋﻤﻬﺎ ،ﻻ ﺗﺴﺘﺤﻖ ﻧﴩﻫﺎ ﺑﺼﻮرة ﻋﺎﻣﺔ .ﻋﻨﺪ ﻧﴩ ﻫﺬه اﻟﻮرﻗﺔ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ ،ﻋُ ﻘِ ﺪ ﻣﺆﺗﻤﺮ ﺻﺤﻔﻲ ﰲ املﺴﺘﺸﻔﻰ املﺠﺎﻧﻲ املﻠﻜﻲ، وﻟﺪﻫﺸﺔ اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﻷﻃﺒﺎء اﻹﻛﻠﻴﻨﻴﻜﻴني واﻷﻛﺎدﻳﻤﻴني اﻵﺧﺮﻳﻦ ﻣﻤﻦ ﺣﴬوا املﺆﺗﻤﺮ ،أﻋﻠﻦ أﻧﺪرو وﻳﻜﻔﻴﻠﺪ أﻧﻪ ﻳﻌﺘﻘﺪ أن ﻣﻦ اﻟﺤﻜﻤﺔ اﺳﺘﺨﺪام ﺗﻄﻌﻴﻤﺎت ﻣﻔﺮدة ً ﺑﺪﻻ ﻣﻦ اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ .ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺠﺪر ﺑﺄﺣﺪ أن ﻳﻨﺪﻫﺶ .ﻓﻜﺎن ﻗﺪ ﺻﺪر ﺑﻴﺎن إﺧﺒﺎري ﻣﺼﻮﱠر ﻣﻦ ﻗِ ﺒَﻞ املﺴﺘﺸﻔﻰ ،دﻋﺎ ﻓﻴﻪ وﻳﻜﻔﻴﻠﺪ إﱃ اﻟﴚء ﻧﻔﺴﻪ. ﻳﺤﻖ ﻟﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌً ﺎ أن ﻧﺴﺘﻌني ﺑﺄﻓﻜﺎرﻧﺎ اﻟﺤﺪﺳﻴﺔ اﻹﻛﻠﻴﻨﻴﻜﻴﺔ ،ﻛﺄﻓﺮاد ،ﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻮﺟﺪ أي ﳾء ﰲ ﻫﺬه اﻟﺪراﺳﺔ اﻟﺘﻲ أُﺟﺮﻳﺖ ﻋﲆ اﺛﻨﻲ ﻋﴩ ً ﻃﻔﻼ ،أو ﰲ أي ﺑﺤﺚ ﻣﻨﺸﻮر آﺧﺮ ،ﻳﺸري إﱃ أن إﻋﻄﺎء ﺗﻄﻌﻴﻤﺎت ﻓﺮدﻳﺔ ﺳﻴﻜﻮن أﻛﺜﺮ أﻣﺎﻧًﺎ .وﻣﺜﻠﻤﺎ اﺗﻔﻖ ،ﺗﻮﺟﺪ أﺳﺒﺎب وﺟﻴﻬﺔ ﻟﻼﻋﺘﻘﺎد ﺑﺄن ﱢ ﺗﻠﻘﻲ اﻟﺘﻄﻌﻴﻤﺎت ﺑﺼﻮرة ﻣﻨﻔﺼﻠﺔ ﻗﺪ ﻳُﻔﴤ إﱃ أﴐار أﻛﺜﺮ :ﺗﺤﺘﺎج ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ إﱃ زﻳﺎرة ﻃﺒﻴﺐ املﻤﺎرﺳﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺳﺖ ﻣﺮات ،ﱢ وﺗﻠﻘﻲ ﺳﺖ ﺣﻘﻦ ﻛﺮﻳﻬﺔ، ً ﻣﺮﻳﻀﺎ، وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻞ ﻫﻨﺎك ﻋﺪدًا أﻛﱪ ﻣﻦ اﻟﺰﻳﺎرات ﻟﻠﻄﺒﻴﺐ ﻳﺠﺮي ﺗﻔﻮﻳﺘﻬﺎ .ﻓﺮﺑﻤﺎ ﺗﻜﻮن َ ﻧﺴﻴﺖ أي اﻟﺘﻄﻌﻴﻤﺎت ورﺑﻤﺎ ﺗﻜﻮن ﰲ ﻋﻄﻠﺔ ،ورﺑﻤﺎ ﺗﻨﺘﻘﻞ ﻣﻦ ﻣﻨﺰل إﱃ آﺧﺮ ،ورﺑﻤﺎ ﺗﻠﻘﻴﺘَﻬﺎ ،ورﺑﻤﺎ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻚ ﻓﻬﻢ ﻓﺎﺋﺪة ﱢ ﺗﻠﻘﻲ ﺗﻄﻌﻴﻢ ﺿﺪ اﻟﺤﺼﺒﺔ اﻷملﺎﻧﻴﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ اﻟﺼﺒﻴﺔ ،أو اﻟﻨﻜﺎف ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ اﻟﻔﺘﻴﺎت ،أو رﺑﻤﺎ ﺗﻜﻮﻧني أﻣٍّ ﺎ وﺣﻴﺪة ﻋﺎﻣﻠﺔ ﻟﺪﻳﻚِ ﻃﻔﻼن وﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻟﺪﻳﻚِ وﻗﺖ ﻟﺰﻳﺎرة اﻟﻄﺒﻴﺐ. ً َ اﻧﺘﻈﺮت أﻳﻀﺎ ،ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ،ﻳﻈﻞ اﻷﻃﻔﺎل ﻓﱰة أﻃﻮل ﻛﺜريًا ﻣﻌﺮﺿني ﻟﻺﺻﺎﺑﺔ ،ﺧﺎﺻﺔ إذا ﻣﺪة ﺳﻨﺔ ﺑني ﺣﻘﻨﺘني ،ﻣﺜﻠﻤﺎ أوﴅ وﻳﻜﻔﻴﻠﺪ ،ﻫﻜﺬا ﻓﺠﺄة .واملﻔﺎرﻗﺔ أﻧﻪ ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن ﻣﻌﻈﻢ أﺳﺒﺎب ﺣﺪوث اﻟﺘﻮﺣﺪ ﺗﻈﻞ ﻏري واﺿﺤﺔ ،ﻳُﻌﺘﱪ أﺣﺪ اﻷﺳﺒﺎب اﻟﻘﻠﻴﻠﺔ املﺤﺪﱠدة ﺟﻴﺪًا ﻟﻺﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﺘﻮﺣﺪ ﻋﺪوى اﻟﺤﺼﺒﺔ اﻷملﺎﻧﻴﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻻ ﻳﺰال اﻟﻄﻔﻞ ﰲ رﺣﻢ أﻣﻪ. ) (3اﻟﻘﺼﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ وراء اﻟﻮرﻗﺔ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ ً ﺗﻔﺼﻴﻼ؛ أُﺛريت ﺑﻌﺾ اﻷﺳﺌﻠﺔ املﻘﻠﻘﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﻣﻨﺬ ذﻟﻚ اﻟﺤني .ﻟﻦ ﻧﺴﺘﻌﺮض ﻫﺬه اﻷﺳﺌﻠﺔ ﻷﻧﻨﻲ ﻻ أﺟﺪ اﻟﻘﺼﺺ »اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ« ﺷﺎﺋﻘﺔ ﻟﺪرﺟﺔ ﺗﺠﻌﻠﻨﻲ أﻛﺘﺐ ﻋﻨﻬﺎ ،وﻷﻧﻨﻲ ﻻ أرﻏﺐ ﰲ أن ﻳﻜﻮن ﻫﺬا اﻟﺠﺎﻧﺐ ﻣﻦ اﻟﻘﺼﺔ — ً ﺑﺪﻻ ﻣﻦ اﻹﺷﺎرة إﱃ اﻷدﻟﺔ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ — اﻟﺴﺒﺐ ﻓﻴﻤﺎ ﱠ ﺗﺘﻮﺻﻞ إﻟﻴﻪ ﻣﻦ اﺳﺘﻨﺘﺎﺟﺎت ﺧﺎﺻﺔ ﺣﻮل ﻣﺨﺎﻃﺮ اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ واﻟﺘﻮﺣﺪ .ﻏري أن ﺛﻤﺔ أﺷﻴﺎء ﻧ ُ ْ ﴩت ﰲ ﻋﺎم ٢٠٠٤ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺠﺎﻫﻠﻬﺎ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ ،ﺑﻤﺎ ﰲ ذﻟﻚ ادﱢﻋﺎءات ﺗﻀﺎ ُرب املﺼﺎﻟﺢ 307
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
املﺘﻌﺪدة ،واملﺼﺎدر ﻏري املﻌﻠﻨﺔ ﻟﻠﺘﺤﻴﺰ ﰲ ﺿﻢ املﺸﺎرﻛني ﰲ اﻟﺒﺤﺚ ،واﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻏري املﻌﻠﻨﺔ ،وﻣﺸﻜﻼت اﻟﻨﺰاﻫﺔ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﰲ إﺟﺮاء اﻻﺧﺘﺒﺎرات .ﺟﺮى اﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﻫﺬه اﻷﺷﻴﺎء ﺑﺼﻮرة ﻛﺒرية ﻣﻦ ﻗِ ﺒَﻞ ﺻﺤﻔﻲ اﺳﺘﻘﺼﺎﺋﻲ ﻋﻨﻴﺪ ﻣﻦ ﺻﺤﻴﻔﺔ »ﺻﻨﺪاي ﺗﺎﻳﻤﺰ« ﻳُﺪﻋﻰ ﱠ ﻳﺘﻮﱃ املﺠﻠﺲ اﻟﻄﺒﻲ اﻟﻌﺎم ﺑﺮاﻳﻦ دﻳﺮ ،وﻫﻲ أﻣﻮر ﺗﺸ ﱢﻜﻞ اﻵن ﺟﺰءًا ﻣﻦ اﻻدﱢﻋﺎءات اﻟﺘﻲ اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻓﻴﻬﺎ. ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل ،ﻳﺠﺮي اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻓﻴﻤﺎ إذا ﻛﺎن وﻳﻜﻔﻴﻠﺪ ﻗﺪ أﺧﻔﻰ ﻋﻦ ﻣﺤ ﱢﺮر دورﻳﺔ »ذا ﻻﻧﺴﺖ« ﺿﻠﻮﻋﻪ ﰲ اﺳﺘﺼﺪار ﺑﺮاءة اﺧﱰاع ﱠ ﻟﻌﻘﺎر ﺗﻄﻌﻴﻢ ﺟﺪﻳﺪ .وﻟﻌﻞ اﻷﻛﺜﺮ إﺛﺎرة ﻟﻠﻘﻠﻖ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻫﻲ املﺨﺎوف ﺣﻴﺎل اﻟﺠﻬﺔ اﻟﺘﻲ ﺟﺎء ﻣﻨﻬﺎ اﻷﻃﻔﺎل اﻻﺛﻨﺎ ﻋﴩ ﰲ دراﺳﺔ املﺴﺘﺸﻔﻰ املﺠﺎﻧﻲ املﻠﻜﻲ اﻟﺘﻲ أ ُ ْ ﺟﺮﻳﺖ ﻋﺎم .١٩٩٨ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ ﱠ ﻧﺼﺖ اﻟﻮرﻗﺔ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ ﻋﲆ أن اﻷﻃﻔﺎل ﻗﺪ ﺟﺮت إﺣﺎﻟﺘﻬﻢ ﺑﺎﻟﺘﺘﺎﺑﻊ إﱃ إﺣﺪى اﻟﻌﻴﺎدات ،ﻛﺎن وﻳﻜﻔﻴﻠﺪ ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ ﻗﺪ ﱠ ً ﻣﺒﻠﻐﺎ ﻗﺪره ٥٠أﻟﻒ ﺟﻨﻴﻪ اﺳﱰﻟﻴﻨﻲ ﻣﻦ أﻣﻮال املﻌﻮﻧﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﻗِ ﺒَﻞ ﺗﻠﻘﻰ ﴍﻛﺔ ﻣﺤﺎﻣني ﻹﺟﺮاء ﺑﺤﺚ ﻋﲆ أﻃﻔﺎل ﻛﺎن آﺑﺎؤﻫﻢ ﻳﺴﺘﻌﺪﱡون ﻟﺮﻓﻊ ﻗﻀﻴﺔ ﺿﺪ اﺳﺘﺨﺪام ً ﺗﺤﻘﻴﻘﺎ ﺣﻮل املﺼﺪر اﻟﺬي ﺟﺮت اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ ،وﻻ ﻳﺰال املﺠﻠﺲ اﻟﻄﺒﻲ اﻟﻌﺎم ﻳﺠﺮي اﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﺎملﺮﴇ ﻣﻨﻪ؛ إذ ﻳﺒﺪو أن اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﻟﺤﺎﻻت اﻟﺘﻲ ﺟﺮى ﺗﺤﻮﻳﻠﻬﺎ إﱃ وﻳﻜﻔﻴﻠﺪ ً ً ﺷﺨﺼﺎ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ إﺛﺒﺎت وﺟﻮد ﻋﻼﻗﺔ ﺑني اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ ﺧﺼﻮﺻﺎ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ﺟﺎءت إﻟﻴﻪ ً واﻟﺘﻮﺣﺪ ،ﺳﻮاء ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ رﺳﻤﻴﺔ أم ﻏري رﺳﻤﻴﺔ ،وﻛﺎن ﻣﻨﺨﺮﻃﺎ ﰲ ﻗﻀﻴﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ .ﻫﺎ ﻫﻲ ﻣﺸﻜﻠﺔ اﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﺗﻌﻮد ﻣﺮة أﺧﺮى ،وﺗﺤﺖ ﻫﺬه اﻟﻈﺮوف ،ﺳﺘﻜﻮن ﺣﻘﻴﻘﺔ أن ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ »ﻓﻘﻂ« ً ﻃﻔﻼ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻌﺘﻘﺪون أن املﺸﻜﻼت ﻟﺪى أﻃﻔﺎﻟﻬﻢ ﺳﺒﺒﻬﺎ ﻣﻦ ﺑني آﺑﺎء أو أﻃﺒﺎء اﺛﻨﻲ ﻋﴩ اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ أﻣ ًﺮا ﻏري ﻣﺜري ،إذا ﻛﺎن ﻳﻌﻨﻲ أي ﳾء ﻋﲆ اﻹﻃﻼق. ﻣﻦ ﺑني اﻷﻃﻔﺎل اﻻﺛﻨﻲ ﻋﴩ ﰲ اﻟﻮرﻗﺔ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔَ ، ﻗﺎﴇ أﺣﺪ ﻋﴩ ﻣﻨﻬﻢ ﴍﻛﺎت دواء ﻳﻘﺎض أي ﴍﻛﺔ أﻣﺮﻳﻜﻴٍّﺎ( ،وﻛﺎن ﻋﴩة ﻣﻨﻬﻢ ﻗﺪ ﱠ ﺗﻠﻘﻮْا )ﻛﺎن اﻟﻄﻔﻞ اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟﺬي ﻟﻢ ِ ً أﻣﻮاﻻ ﻛﻤﻌﻮﻧﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻘﺎﴈ ﰲ ﻣﺴﺄﻟﺔ اﺳﺘﺨﺪام اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻗﺒﻞ ﻧﴩ اﻟﻮرﻗﺔ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ ﰲ ﻋﺎم .١٩٩٨ﱠ وﺗﻠﻘﻰ وﻳﻜﻔﻴﻠﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﰲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ٤٣٥٦٤٣ﺟﻨﻴﻬً ﺎ اﺳﱰﻟﻴﻨﻴٍّﺎ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﱃ أﺗﻌﺎب ﻣﻦ أﻣﻮال املﻌﻮﻧﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻟ َﺪوْره ﰲ اﻟﻘﻀﻴﺔ ﺿﺪ اﺳﺘﺨﺪام اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ. أُ ْ ﺟﺮﻳﺖ ﻋﻤﻠﻴﺎت ﻓﺤﺺ إﻛﻠﻴﻨﻴﻜﻴﺔ ﺗﺪﺧﻠﻴﺔ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ — ﻣﺜﻞ اﻟﺒﺰل اﻟﻘﻄﻨﻲ وﺗﻨﻈري اﻟﻘﻮﻟﻮن — ﻋﲆ اﻷﻃﻔﺎل ،وﻫﻲ ﻋﻤﻠﻴﺎت ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻄ ﱠﻠﺐ إﺟﺎز ًة ﻣﻦ ﻟﺠﻨﺔ أﺧﻼﻗﻴﺎت املﻬﻨﺔ. وﻛﺎن ﻗﺪ ﺟﺮت ﻃﻤﺄﻧﺔ ﻟﺠﻨﺔ أﺧﻼﻗﻴﺎت املﻬﻨﺔ أن اﻹﺟﺮاءات اﻟﺘﻲ أ ُ ِ ﺧﻀﻊ إﻟﻴﻬﺎ اﻷﻃﻔﺎل ﻛﺎﻧﺖ 308
ﺧﺪﻳﻌﺔ اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ ﰲ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم
ﱢ ً وﻳﺤﻘﻖ املﺠﻠﺲ ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ إﻛﻠﻴﻨﻴﻜﻴٍّﺎ ،ﺑﻌﺒﺎرة أﺧﺮى ،ﰲ ﺻﺎﻟﺢ اﻟﺮﻋﺎﻳﺔ اﻹﻛﻠﻴﻨﻴﻜﻴﺔ ﻟﻸﻃﻔﺎل. اﻟﻄﺒﻲ اﻟﻌﺎم ﺣﺎﻟﻴٍّﺎ ﻓﻴﻤﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه اﻹﺟﺮاءات ﺗﺘﻌﺎرض ﻣﻊ املﺼﻠﺤﺔ اﻹﻛﻠﻴﻨﻴﻜﻴﺔ ﻟﻸﻃﻔﺎل ،وﺟﺮى ﺗﻨﻔﻴﺬﻫﺎ ﻓﻘﻂ ﻷﻏﺮاض ﺑﺤﺜﻴﺔ. ﺗﺘﻀﻤﱠ ﻦ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺒﺰل اﻟﻘﻄﻨﻲ وﺿﻊ إﺑﺮة ﰲ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﻌﻤﻮد اﻟﻔﻘﺮي ﻻﺳﺘﺨﻼص ﺑﻌﺾ ﻣﻦ ﺳﺎﺋﻞ اﻟﻨﺨﺎع اﻟﺸﻮﻛﻲ ،ﻓﻴﻤﺎ ﺗﺘﻀﻤﱠ ﻦ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻨﻈري اﻟﻘﻮﻟﻮن ﺗﺜﺒﻴﺖ ﻛﺎﻣريا ﻣﺮﻧﺔ ٍ ً وﺻﻮﻻ إﱃ اﻷﻣﻌﺎء ﻋﲆ أﻧﺒﻮب ﻃﻮﻳﻞ .ﺗﻨﻄﻮي وﻣﺼﺪر ﺿﻮءٍ ﰲ ﻓﺘﺤﺔ اﻟﴩج ،ﻋﱪ املﺴﺘﻘﻴﻢ، ِ ُ ﻛﻠﺘﺎ اﻟﻌﻤﻠﻴﺘني ﻋﲆ ﻣﺨﺎﻃﺮة ،وﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺑﺸﺪة أﺿري أﺣﺪ اﻷﻃﻔﺎل اﻟﺬﻳﻦ ﺧﻀﻌﻮا ﻟﻠﻔﺤﺺ ﺗﻮﺳ ٍﻊ ملﴩوع اﻟﺒﺤﺚ ﺣﻮل اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ ﺧﻼل ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻨﻈري ﻗﻮﻟﻮنُ ، ﻛﺠﺰء ﻣﻦ ﱡ وﻫﺮع ﺑﻪ إﱃ وﺣﺪة اﻟﺮﻋﺎﻳﺔ املﺮ ﱠﻛﺰة ﰲ ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ ﺷﺎرع أورﻣﻮﻧﺪ اﻟﻜﺒري ﺑﻌﺪ ﺣﺪوث ﺛﻘﻮب ﰲ ﻣﻌﺪﺗﻪ ﰲ اﺛﻨﻲ ﻋﴩ ﻣﻮﺿﻌً ﺎ .ﻋﺎﻧَﻰ اﻟﻄﻔ ُﻞ ﻣﻦ ﻓﺸﻞ ﻋﻀﻮي ﻣﺘﻌﺪد ،ﺑﻤﺎ ﰲ ذﻟﻚ ﻣﺸﻜﻼت ﰲ اﻟ ُﻜﻠﻴﺘني واﻟﻜﺒﺪ ،وأﴐار ﰲ اﻟﺠﻬﺎز اﻟﻌﺼﺒﻲ ،ﱠ وﺗﻠﻘﻰ ٤٨٢٣٠٠ﺟﻨﻴﻪ اﺳﱰﻟﻴﻨﻲ ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ .ﻫﺬه اﻷﺷﻴﺎء ﺗﺤﺪث ،وﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻣَ ﻦ ﺗُ َﻠﻘﻰ اﻟﻼﺋﻤﺔ ﻋﻠﻴﻪ ،وﻻ أﻗﺼﺪ ﱠإﻻ اﻹﺷﺎرة إﱃ أﺳﺒﺎب ﴐور ِة ﱢ ﺗﻮﺧﻲ اﻟﺤﺬر ﻋﻨﺪ إﺟﺮاء ﻋﻤﻠﻴﺎت ﻓﺤﺺ. ﰲ ﻏﻀﻮن ذﻟﻚ ،ﰲ ﻋﺎم ١٩٩٧ﻛﺎن أﺣﺪ ﻃﻼب درﺟﺔ اﻟﺪﻛﺘﻮراه اﻟﺸﺒﺎب ﻳُﺪﻋﻰ ﻧﻴﻚ ﺷﺎدوﻳﻚ ﻳﺒﺪأ ﻣﺴريﺗﻪ املﻬﻨﻴﺔ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ ﰲ ﻣﻌﻤﻞ أﻧﺪرو وﻳﻜﻔﻴﻠﺪ ،ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ »ﺑﻲ ﳼ آر« )اﻟﺘﻲ ﺗُﺴﺘﺨﺪم ﻛﺠﺰء ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻴﺔ أﺧﺬ ﺑﺼﻤﺔ اﻟﺤﻤﺾ اﻟﻨﻮوي اﻟﻮراﺛﻴﺔ( ﻟﻠﺒﺤﺚ ﻋﻦ وﺟﻮد آﺛﺎر ﻣﻮاد ﺟﻴﻨﻴﺔ ﻟﻠﺤﺼﺒﺔ ﰲ أﻣﻌﺎء ﻫﺆﻻء اﻷﻃﻔﺎل اﻻﺛﻨﻲ ﻋﴩ؛ إذ ﻛﺎن ذﻟﻚ ً ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﰲ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﻣﻠﻤﺤً ﺎ أﺳﺎﺳﻴٍّﺎ ﻣﻦ ﻧﻈﺮﻳﺔ وﻳﻜﻔﻴﻠﺪ .ﰲ ﻋﺎم ،٢٠٠٤أﺟﺮى ﺷﺎدوﻳﻚ »دﺳﺒﺎﺗﺸﺰ« ﻋﲆ اﻟﻘﻨﺎة اﻟﺮاﺑﻌﺔ ،وﰲ ﻋﺎم ٢٠٠٧ﻗﺪﱠم ً دﻟﻴﻼ ﰲ إﺣﺪى اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺣﻮل اﻟﺘﻄﻌﻴﻤﺎت ،ﻣﺸريًا إﱃ ﻏﻴﺎب أي أﺣﻤﺎض ﻧﻮوﻳﺔ رﻳﺒﻴﺔ ﻟﻠﺤﺼﺒﺔ ﰲ ﻫﺬه اﻟﻌﻴﻨﺎت. ﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳَﺠْ ِﺮ ﻧﴩ ﻫﺬه اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ املﻬﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻌﺎرض ﻣﻊ ﻧﻈﺮﻳﺔ املﴩف ﻋﻠﻴﻪ ذي اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﻟﻜﺎرﻳﺰﻣﻴﺔ. أﺳﺘﻄﻴﻊ أن أﺳﺘﻤﺮ ﰲ ﴎد اﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ. ﻟﻢ ﻳﻜﻦ أﺣ ٌﺪ ﻳﻌﻠﻢ أي ﳾء ﻋﻦ ذﻟﻚ ﰲ ﻋﺎم .١٩٩٨ﻋﲆ أي ﺣﺎل ،ﻻ ﻳُﻌﺘﱪ اﻷﻣﺮ ﻣﻬﻤٍّ ﺎ؛ إذ إن املﺄﺳﺎة اﻟﻜﱪى ﰲ ﺧﺪﻳﻌﺔ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم ﻋﻦ اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ ﺗﺘﻤﺜﱠﻞ ﰲ اﻧﺘﻬﺎﺋﻬﺎ ﺑﺎﻹﻋﻼن ﻋﻦ ﻫﺬه اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ،ﰲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﻛﺎن ﻳﺠﺐ إﻧﻬﺎؤﻫﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻘﻴﻴﻢ ﺣﺬرة وﻣﺘﻮازﻧﺔ ﻟﻸدﻟﺔ آﻧﺬاك .اﻵن ،ﺳﱰى املﺮاﺳﻠني اﻹﺧﺒﺎرﻳني — ﺑﻤﺎ ﰲ ذﻟﻚ »ﺑﻲ ﺑﻲ ﳼ« — ﻳﻘﻮﻟﻮن أﺷﻴﺎء ﻏﺒﻴﺔ ﻣﺜﻞ» :ﺟﺮى دﺣﺾ ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻟﺒﺤﺚ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ «.ﻏري ﺻﺤﻴﺢ .ﻟﻢ ﻳﱪﱢر 309
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
اﻟﺒﺤﺚ أﺑﺪًا اﻟﺘﻔﺴري املﻀﺤﻚ املﺒﺎﻟﻎ ﻓﻴﻪ ﰲ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم .وﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم ﻗﺪ اﻧﺘﺒﻬﺖ ،ملﺎ ﻇﻬﺮ اﻟﺬﻋﺮ ﻣﻦ اﻷﺳﺎس. ) (4اﻟﺘﻐﻄﻴﺔ اﻟﺼﺤﻔﻴﺔ ﺗﺒﺪأ ﻟﻌﻞ أﻛﺜﺮ ﻣﺎ ﻳﺜري اﻟﺪﻫﺸﺔ ﰲ ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻟﺬﻋﺮ ﺣﻴﺎل اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ — وﻫﻮ أﻣﺮ ﻳُﻨﴗ ﻏﺎﻟﺒًﺎ — أن اﻷﻣﺮ ﺑﺮﻣﺘﻪ ﻟﻢ ﻳﺒﺪأ ﰲ ﻋﺎم .١٩٩٨ﻟﻘﺪ ﻏ ﱠ ﻄ ْﺖ ﺻﺤﻴﻔﺘﺎ »ذا ﺟﺎردﻳﺎن« و»ذي إﻧﺪﺑﻨﺪﻧﺖ« املﺆﺗﻤﺮ اﻟﺼﺤﻔﻲ ﰲ ﺻﺪر ﺻﻔﺤﺘَﻴْﻬﻤﺎ اﻷوﻟﻴ َْني ،ﻟﻜﻦ ﺻﺤﻴﻔﺔ »ذا ﺻﻦ« ﺗﺠﺎﻫﻠﺖ اﻷﻣﺮ ﺑﺮﻣﱠ ﺘﻪ ،ﻓﻴﻤﺎ وارت ﺻﺤﻴﻔﺔ »دﻳﲇ ﻣﻴﻞ« — اﻟﺼﺤﻴﻔﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﴩ املﺨﺎوف اﻟﺼﺤﻴﺔ — ﺗﻐﻄﻴﺘﻬﺎ ﺣﻮل املﺴﺄﻟﺔ ﰲ اﻟﺼﻔﺤﺎت اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ .ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻐﻄﻴﺔ اﻟﻘﺼﺔ ﻋﻤﻮﻣً ﺎ ﺗُﻜﺘﺐ ﻣﻦ ﻗِ ﺒَﻞ ﺻﺤﻔﻴني ﻣﺘﺨﺼﺼني ﰲ اﻟﺸﺌﻮن اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ واﻟﺼﺤﻴﺔ ،وﻛﺎﻧﻮا ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻗﺎدرﻳﻦ ﻋﲆ املﻮازﻧﺔ ﺑني املﺨﺎﻃﺮ واﻟﻔﻮاﺋﺪ .ﻛﺎن ﻋﺮض اﻟﻘﺼﺔ ﺑﺎﻫﺘًﺎ ﻧﻮﻋً ﺎ ﻣﺎ. ﰲ ﻋﺎم ،٢٠٠١ﺑﺪأ ﻣﻌﺪل اﻟﺬﻋﺮ ﰲ اﻛﺘﺴﺎب زﺧﻢ؛ ﻓﻘﺪ ﻧﴩ وﻳﻜﻔﻴﻠﺪ ورﻗﺔ ﺑﺤﺜﻴﺔ ﻧﻘﺪﻳﺔ ﰲ ﻣﺠﻠﺔ ﻣﺠﻬﻮﻟﺔ ،ﻣﺸ ﱢﻜ ًﻜﺎ ﰲ أﻣﺎن ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ ،دون ﺗﻘﺪﻳﻢ أي دﻟﻴﻞ ﺟﺪﻳﺪ. وﰲ ﻣﺎرس ﻧﴩ ﺑﺤﺜًﺎ ﺗﺠﺮﻳﺒﻴٍّﺎ ﺟﺪﻳﺪًا ﺑﺎﻟﺘﻌﺎون ﻣﻊ ﺑﺎﺣﺜني ﻳﺎﺑﺎﻧﻴني )ورﻗﺔ ﻛﺎواﺷﻴﻤﺎ(، ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام ﺑﻴﺎﻧﺎت »ﺑﻲ ﳼ آر« ﻹﺛﺒﺎت وﺟﻮد ﻓريوس اﻟﺤﺼﺒﺔ ﰲ ﺧﻼﻳﺎ اﻟﺪم اﻟﺒﻴﻀﺎء ﻟﻸﻃﻔﺎل اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺎﻧﻮن ﻣﻦ ﻣﺸﻜﻼت املﻌﺪة واﻟﺘﻮﺣﺪ .ﻛﺎﻧﺖ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻫﺬه اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺑﺼﻮرة ﱠ ﺗﻮﺻﻞ إﻟﻴﻬﺎ ﻧﻴﻚ ﺷﺎدوﻳﻚ ﰲ ﻣﻌﺎﻣﻞ وﻳﻜﻔﻴﻠﺪ .وﻇﻞ ﺑﺤﺚ أﺳﺎﺳﻴﺔ ﻋﻜﺲ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﺘﻲ ً ْ ْ أﻇﻬﺮت ﻋﺪم ﺻﺤﺔ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ )وﻇﻬﺮت ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ورﻗﺔ ﺑﺤﺜﻴﺔ ﻣﺠﻬﻮﻻ ﺷﺎدوﻳﻚ ﰲ ورﻗﺔ ﻛﺎواﺷﻴﻤﺎ ،ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم ﻗﺪ ﺗﺠﺎﻫﻠﺖ ﻫﺬا اﻟﺘﻄﻮر ،وﻳﺒﺪو أن وﻳﻜﻔﻴﻠﺪ ﻗﺪ ﱠ ﻛﻒ ﻋﻦ ﺗﻘﺪﻳﻢ اﻟﺪﻋﻢ ﻟﻠﺪراﺳﺔ(. ﺑﺪأت اﻷﻣﻮر ﰲ اﻟﺘﺪﻫﻮر ،ﻓﺒﺪأ ﻣﻨ ﱢ ﻈﻤﻮ ﺣﻤﻼت ﻣﻨﺎﻫﻀﺔ اﻟﺘﻄﻌﻴﻤﺎت ﰲ ﺗﻔﻌﻴﻞ آﻟﺘﻬﻢ اﻟﺪﻋﺎﺋﻴﺔ اﻟﺠﺒﺎرة واملﺘﻨﺎﻏﻤﺔ ﺿﺪ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻏري ﻣﻨﻈﻤﺔ ﻣﻦ اﻷﻃﺒﺎء املﺴﺘﻘﻠني ﻣﻦ ﺟﻬﺎت ﻣﺘﻨﺎﻓﺮة ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ .و ُ ﻃ ْ ً ﻗﺼﺼﺎ ﻋﺎﻃﻔﻴﺔ ﻳﺘﻠﻮﻫﺎ آﺑﺎء ﻣﻜﻠﻮﻣﻮن ﰲ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻗﺼﺺ ﻳﺘﻠﻮﻫﺎ ﺮﺣﺖ أﻏﺒﻴﺎء ﻋﺠﺎﺋﺰ ﻳﺮﺗﺪون ﴎاوﻳﻞ ﻣﻀ ﱠﻠﻌﺔ ،ﻟﻢ ﱠ ﻳﺘﻠﻘﻮْا أي ﺗﺪرﻳﺐ إﻋﻼﻣﻲ ،وﻳﺘﺤﺪﺛﻮن ﻋﻦ َ أردت ﻳﻮﻣً ﺎ أن ﺗﺮى أي دﻟﻴﻞ ﻳﻨﻔﻲ وﺟﻮد ﻣﺆاﻣﺮة ﻃﺒﻴﺔ ﴍﻳﺮة، ﺑﻴﺎﻧﺎت ﻋﻠﻤﻴﺔ .إذا َ ﻓﻠﺴﺖ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻟﻠﻨﻈﺮ ﻷﺑﻌﺪ ﻣﻦ ﺳﻴﻞ اﻷﻃﺒﺎء واﻷﻛﺎدﻳﻤﻴني اﻟﻨﺎﺋني ﺑﺠﺎﻧﺒﻬﻢ ﻋﻦ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ، واﻧﺨﺮاﻃﻬﻢ اﻟﺘﺪرﻳﺠﻲ ﻣﻊ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم ﺧﻼل ﻫﺬا اﻟﻮﻗﺖ .وﻟﻢ ﺗﻔﺸﻞ اﻟﻜﻠﻴﺔ املﻠﻜﻴﺔ ﻷﻃﺒﺎء ﻧﺠﺤﺖ ً ْ أﻳﻀﺎ — ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ املﻤﺎرﺳﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﰲ اﻟﺘﺤﺪث ﺑﻮﺿﻮح ﻋﻦ اﻷدﻟﺔ ﻓﺤﺴﺐ ،ﺑﻞ 310
ﺧﺪﻳﻌﺔ اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ ﰲ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم
ﺑﻄﻮﻟﻴﺔ — ﰲ اﻟﺘﻨﻘﻴﺐ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ أﻃﺒﺎء املﻤﺎرﺳﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ املﻨﺎﻫﻀني ﻻﺳﺘﺨﺪام اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ ﻟﺘﻘﺪﻳﻤﻬﻢ إﱃ اﻟﺼﺤﻔﻴني ﻋﻨﺪ ﻣﻬﺎﺗﻔﺘﻬﻢ ﻃﻠﺒًﺎ ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﲆ ﺗﴫﻳﺤﺎت. ﺑﺪأت اﻟﻘﺼﺔ ﰲ اﻛﺘﺴﺎب زﺧﻢ ،وﻫﻮ ،رﺑﻤﺎ ،ﻣﺎ ﺟﺎء ﻣﺘﻼزﻣً ﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒري ﻣﻊ اﻟﺮﻏﺒﺔ اﻷوﺳﻊ ﻟﺒﻌﺾ اﻟﺼﺤﻒ واﻟﺸﺨﺼﻴﺎت ﰲ اﻟﻬﺠﻮم وﺣﺴﺐ ﻋﲆ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ واﻟﺨﺪﻣﺔ اﻟﺼﺤﻴﺔ. ﻓﻘﺪ ﺻﺎر اﻟﺘﻌﺒري ﻋﻦ ﻣﻮﻗﻒ ﺣﻴﺎل اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ ﺟﺰءًا ﻣﻦ اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻟﺘﺤﺮﻳﺮﻳﺔ ﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﻟﺼﺤﻒ ،وﻛﺎن ذﻟﻚ املﻮﻗﻒ ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﺎ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﺸﺎﺋﻌﺎت اﻟﺪاﺋﺮة ﺣﻮل اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت اﻹدارﻳﺔ اﻟﻜﱪى اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻗﺪ أُﺻﻴﺐ ﺑﻌﺾ أﻓﺮاد ﻋﺎﺋﻼﺗﻬﻢ ﺑﻤﺮض اﻟﺘﻮﺣﺪ .ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه ﻫﻲ اﻟﻘﺼﺔ املﺜﺎﻟﻴﺔ ،ﰲ ﻇﻞ وﺟﻮد ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻛﺎرﻳﺰﻣﻴﺔ ﺗﺤﺎرب اﻟﻨﻈﺎم ،وﻫﻲ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺷﺒﻴﻬﺔ ﺑﺠﺎﻟﻴﻠﻴﻮ .ﻛﺎﻧﺖ ﺛﻤﺔ ﻋﻨﺎﴏ ﺧﻄﺮ ،وﻋﻨﺎﴏ أﺣﺪاث ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻣﺄﺳﺎوﻳﺔ ﻣﺮﻳﻌﺔ ،وﺑﺎﻟﻄﺒﻊ، ﻣﺴﺄﻟﺔ املﺴﺌﻮﻟﻴﺔ .ﻋﲆ ﻣَ ﻦ ﺗﻘﻊ ﻣﺴﺌﻮﻟﻴﺔ اﻟﺘﻮﺣﺪ؟ ﻛﺎن ﰲ ﺧﻠﻔﻴﺔ اﻟﻘﺼﺔ ﻫﺬا اﻟﺘﺸﺨﻴﺺ اﻟﺠﺪﻳﺪ ﻏري اﻟﻌﺎدي ،ﻣﺮض أﺻﺎب اﻟﺼﺒﻴﺔ اﻟﺼﻐﺎر وﺑﺪا ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎن ﻇﻬﺮ ﻓﺠﺄة دون ﺳﺎﺑﻖ إﻧﺬار ،ودون أي ﺗﻔﺴري. ) (5اﻟﺘﻮﺣﺪ ﻣﺎ زﻟﻨﺎ ﻻ ﻧﻌﺮف ﺳﺒﺐ اﻟﺘﻮﺣﺪ .ﻳُﻌﺘﱪ وﺟﻮد ﺗﺎرﻳﺦ ﻣﺮﴈ ﻧﻔﴘ ﰲ اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ،واﻟﻮﻻدة املﺒﻜﺮة ،ووﻗﻮع ﻣﺸﻜﻼت ﻋﻨﺪ اﻟﻮﻻدة ،واﻟﻮﻻدة املﻘﻌﺪﻳﺔ ،ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﻋﻮاﻣﻞ ﺧﻄﺮ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻋﻮاﻣﻞ ﺑﺴﻴﻄﺔ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻌﻨﻲ أﻧﻬﺎ ﺷﺎﺋﻘﺔ ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻮر ﺑﺤﺜﻲ ،ﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﻔﴪ أيﱞ ﻣﻨﻬﺎ اﻟﺤﺎﻟﺔ ﻟﺪى ﺷﺨﺺ ﻣﺤﺪﱠد .ﻓﻬﻜﺬا ﻫﻮ اﻟﻮﺿﻊ ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﻊ ﻋﻮاﻣﻞ اﻟﺨﻄﺮ .ﻳﺼﺎب اﻟﺼﺒﻴﺎن ﺑﺎملﺮض أﻛﺜﺮ ﻣﻦ اﻟﻔﺘﻴﺎت ،وﻳﺘﻮاﺻﻞ ﻇﻬﻮر ﺣﺎﻻت اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﻤﺮض اﻟﺘﻮﺣﺪ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳُﻌﺰى ﻟﺘﺤﺴﻦ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﺸﺨﻴﺺ — إذ ﺻﺎر املﺮﴇ اﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮا ﻳ ﱠ ﱡ ُﺸﺨﺼﻮن ﰲ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﺟﺰﺋﻴٍّﺎ ﱠ ﻛﺄﺷﺨﺎص »ﻏري أﺳﻮﻳﺎء ﻋﻘﻠﻴٍّﺎ« أو »ﻓﺼﺎﻣﻴني« ﻳﺸﺨﺼﻮن اﻵن ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﻢ ﻣﺼﺎﺑني ﺑﻤﺮض »اﻟﺘﻮﺣﺪ« — ﻟﻜﻦ رﺑﻤﺎ ﻳﺮﺟﻊ اﻷﻣﺮ ً أﻳﻀﺎ إﱃ ﻋﻮاﻣﻞ أﺧﺮى ﻻ ﺗﺰال ﻏري ﻣﻔﻬﻮﻣﺔ .وﰲ ﻇﻞ ْ ﻇﻬﺮت ﻗﺼﺔ اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ. ﻓﺮاغ اﻟﻼﻳﻘني ﻫﺬا، ﻛﺎن ﺛﻤﺔ ﳾء ﺟﺬاب ﻋﲆ ﻧﺤﻮ ﻏﺮﻳﺐ ً أﻳﻀﺎ ﺣﻴﺎل اﻟﺘﻮﺣﺪ ﻛﻔﻜﺮة ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ اﻟﺼﺤﻔﻴني واملﻌ ﱢﻠﻘني اﻵﺧﺮﻳﻦ .ﻓﻤﻦ ﺑني أﺷﻴﺎء أﺧﺮى ،ﻳُﻌﺘﱪ اﻟﺘﻮﺣﺪ اﺿﻄﺮاﺑًﺎ ﻟﻐﻮﻳٍّﺎ، ﺣﺴﺎﺳﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ اﻟ ُﻜﺘﱠﺎب ،ﻟﻜﻨﻪ ﻳﻌﺘﱪ ً ً أﻳﻀﺎ ﻣﻮﺿﻮﻋً ﺎ ﻣﻤﺘﻌً ﺎ وﻫﻮ ﻣﺎ ﻗﺪ ﻳﻠﻤﺲ وﺗ ًﺮا ﻋﲆ اﻟﺼﻌﻴﺪ اﻟﻔﻠﺴﻔﻲ ﻟﻠﺘﻔﻜري ﻓﻴﻪ؛ ﻷن أوﺟﻪ اﻟﻘﺼﻮر ﰲ اﻟﺘﻔﻜري اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﻈﻬﺮ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻷﺷﺨﺎص املﺼﺎﺑني ﺑﺎﻟﺘﻮﺣﺪ ﺗﻤﻨﺤﻨﺎ ﺳﺒﺒًﺎ ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻣﻌﺎﻳريﻧﺎ وأﻋﺮاﻓﻨﺎ 311
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ .وﺻﺎرت اﻟﻜﺘﺐ ﺣﻮل اﻟﺘﻮﺣﺪ واﻟﻨﻈﺮة اﻟﺘﻮﺣﺪﻳﺔ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ ﻣﻦ أﻛﺜﺮ اﻟﻜﺘﺐ ﻣﺒﻴﻌً ﺎ. ﻫﺎ ﻫﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﻜﻠﻤﺎت اﻟﺤﻜﻴﻤﺔ ﻣﻘﺪﱠﻣﺔ إﻟﻴﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌً ﺎ ﻣﻦ ﻟﻮك ﺟﺎﻛﺴﻮن ،ذي اﻟﺜﻼﺛﺔ ﻋﴩ ﻋﺎﻣً ﺎ واملﺼﺎب ﺑﻤﺘﻼزﻣﺔ أﺳﱪﺟﺮ ،واﻟﺬي أ ﱠﻟﻒ ﻛﺘﺎﺑًﺎ ﻳﻘﺪﱢم ﻓﻴﻪ اﻟﻨﺼﺎﺋﺢ إﱃ املﺮاﻫﻘني املﺼﺎﺑني ﺑﻤﺮض اﻟﺘﻮﺣﺪ )ﺑﻌﻨﻮان» :املﺴﻮخ ،واﻷذﻛﻴﺎء املﻨﻌﺰﻟﻮن اﺟﺘﻤﺎﻋﻴٍّﺎ ،وﻣﺘﻼزﻣﺔ أﺳﱪﺟﺮ«( .ﻫﺬا املﻘﺘﻄﻒ ﻣﻦ اﻟﺠﺰء اﻟﺬي ﻳﺘﺤﺪث ﻓﻴﻪ ﻋﻦ املﻮاﻋﺪة: ُ »ﻟﺴﺖ إذا ﺗﺴﺎءﻟﺖ اﻟﻔﺘﺎة ﻋﻦ ﳾء ﻣﺜﻞ »ﻫﻞ ﺗﺒﺪو ﻣﺆﺧﺮﺗﻲ ﻛﺒرية؟« أو ﺣﺘﻰ ﻣﺘﺄﻛﺪة ﻣﻤﺎ إذا ﻛﺎن ﻫﺬا اﻟﻔﺴﺘﺎن ﻳﻌﺠﺒﻨﻲ« ،ﻳُﺴﻤﻰ ﻫﺬا »اﻟﺴﻌﻲ وراء اﻹﻃﺮاء«. ﻫﺬه أﻣﻮر ﻳﺼﻌﺐ ﻓﻬﻤﻬﺎ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ،ﻟﻜﻦ ﻳُﻘﺎل ﱄ إن ً ﺑﺪﻻ ﻣﻦ أن ﻳﻜﻮن املﺮء ﰲ ﻏﺎﻳﺔ اﻟﴫاﺣﺔ وﻳﻘﻮل ﻟﻬﺬه اﻟﻔﺘﺎة إن ﻣﺆﺧﺮﺗﻬﺎ ﺗﺒﺪو ﻛﺒرية ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ،ﻳﻜﻮن ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ اﻷدب أﻛﺜﺮ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﺑﴚء ﻣﺜﻞ» :ﻻ ﺗﻜﻮﻧﻲ ﺳﺨﻴﻔﺔ ،إﻧﻚ ﺗﺒﺪﻳﻦ راﺋﻌﺔ«. ً َ ﺳﺆاﻻ ﻣﺰﻋﺠً ﺎ وﺗﻄﺮﻳﻬﺎ ﰲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ. أﻧﺖ ﻻ ﺗﻜﺬب ،ﺑﻞ أﻧﺖ ﺗﺘﻔﺎدى ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﻛﻦ ﻣﻘﺘﺼﺪًا ﰲ ذﻛﺮ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ! ﺗُ ﱠ ﺸﺨﺺ أﻋﺪاد ﻣﺘﺰاﻳﺪة ﻣﻦ اﻷﺷﺨﺎص ﺑﻤﺘﻼزﻣﺔ أﺳﱪﺟﺮ ،أو اﺿﻄﺮاب ﻃﻴﻒ اﻟﺘﻮﺣﺪ، ْ وﺻﺎرت ﺷﺨﺼﻴﺎت اﻷﻃﻔﺎل أو اﻟﺒﺎﻟﻐني اﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮا رﺑﻤﺎ ﻳُﻌﺘﱪون »ﻏﺮﻳﺒﻲ اﻷﻃﻮار« ﺗُﺼﻨﱠﻒ ﻃﺒﻴٍّﺎ ﻋﲆ ﻧﺤﻮ ﻣﺘﻜ ﱢﺮر ﻣﻦ ﺧﻼل اﻹﺷﺎرة إﱃ أن ﻟﺪﻳﻬﻢ »ﺳﻤﺎت ﻣﺘﻼزﻣﺔ أﺳﱪﺟﺮ«. اﺗﺨﺬ ﺗﻨﺎﻣﻲ ﺗﺼﻨﻴﻒ اﻟﺘﻮﺣﺪ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ً ﻓﺌﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺸﺨﻴﺺ ﻏري اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ أﺑﻌﺎدًا ﻣﺸﺎﺑﻬﺔ ﻟﺘﺸﺨﻴﺺ ﻣﺘﻼزﻣﺔ »ﻋﴪ اﻟﻘﺮاءة اﻟﻄﻔﻴﻒ« — رﺑﻤﺎ ﺗﻜﻮن ﻟﺪﻳﻚ آراؤك اﻟﺨﺎﺻﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻣﻔﻴﺪة أم ﻻ — واﻻﻧﺘﺸﺎر اﻟﻮاﺳﻊ ﻟﻬﺬا اﻟﺘﺸﺨﻴﺺ ﺟﻌﻠﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌً ﺎ ﻧﺸﻌﺮ ﺑﺄﻧﻨﺎ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ املﺸﺎرﻛﺔ ﰲ أﻋﺠﻮﺑﺔ وﻏﻤﻮض اﻟﺘﻮﺣﺪ ،ﻛ ﱞﻞ ﻋﲆ أﺳﺎس ﻋﻼﻗﺔ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺑﺎملﺨﺎوف ﺣﻴﺎل اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ. ً ﺷﺎﻣﻼ ﰲ اﻟﻨﻤﻮ ،وﻣﻌﻈﻢ اﻷﺷﺨﺎص ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ،ﱠإﻻ إذا ﻛﺎن اﻟﺘﻮﺣﺪ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ اﺿﻄﺮاﺑًﺎ املﺼﺎﺑني ﺑﺎﻟﺘﻮﺣﺪ ﻻ ﻳﻜﺘﺒﻮن ُﻛﺘﺒًﺎ ﻏﺮﻳﺒﺔ اﻷﻃﻮار ﻋﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮﻫﻢ اﻟﻐﺮﻳﺒﺔ ﺣﻮل اﻟﻌﺎ َﻟﻢ اﻟﺘﻲ ﺗﻜﺸﻒ ﻟﻨﺎ اﻟﻜﺜري ﻋﻦ أﻋﺮاﻓﻨﺎ وﻣﻌﺎﻳريﻧﺎ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺑﺄﺳﻠﻮب ﴎدي ﺑﺴﻴﻂ وﻃﺒﻴﻌﻲ ﻧﺤﻮ ﺳﺎﺣﺮ .ﺑﺎملﺜﻞ ،ﻻ ﻳﻤﺘﻠﻚ ﻣﻌﻈﻢ اﻷﺷﺨﺎص املﺼﺎﺑني ﺑﺎﻟﺘﻮﺣﺪ ﻣﻬﺎرات اﻟﻈﻬﻮر ﻋﲆ ٍ اﻹﻋﻼﻣﻲ اﻟﺘﻲ اﺳﺘﻤﺘﻌﺖ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم ﻛﺜريًا ﺑﺪﻋﻤﻬﺎ وﺗﺮوﻳﺠﻬﺎ ﰲ أﻓﻼﻣﻬﺎ اﻟﻮﺛﺎﺋﻘﻴﺔ »ﻣﺪﻫﺸﺎ ٍّ ً ﺣﻘﺎ« ﰲ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺤﺴﺎﺑﻴﺔ اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ،أو اﻟﻌﺰف ﻋﲆ اﻟﺮدﻳﺌﺔ ،ﻣﺜﻞ أن ﻳﻜﻮن املﺮء اﻟﺒﻴﺎﻧﻮ وﻓﻖ ﻣﻌﺎﻳري اﻟﻌﺰف املﺘﻌﺎرف ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻊ اﻟﺘﺤﺪﻳﻖ ﰲ ﺣرية ﰲ اﻷﻓﻖ اﻟﻘﺮﻳﺐ. 312
ﺧﺪﻳﻌﺔ اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ ﰲ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم
وﻟﻌﻞ ﺣﻘﻴﻘﺔ أن ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻷﺷﻴﺎء ﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺘﺒﺎدر إﱃ أذﻫﺎن ﻣﻌﻈﻢ اﻟﻨﺎس ﻋﻨﺪ ورود ﻛﻠﻤﺔ »اﻟﺘﻮﺣﺪ« إﱃ ﻋﻘﻮﻟﻬﻢ ﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻠﻬﺎ ﺷﻬﺎد ًة ﻋﲆ إﺿﻔﺎء اﻟﻄﺎﺑﻊ اﻟﺨﺮاﰲ و»اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ« املﺘﻨﺎﻗﻀﺔ ﻋﲆ ﺗﺸﺨﻴﺺ اﻟﺘﻮﺣﺪ .ﻳﻘﻮل ﻣﺎﻳﻚ ﻓﻴﺘﺰﺑﺎﺗﺮﻳﻚ ،وﻫﻮ ﻃﺒﻴﺐ ﻣﻤﺎرﺳﺔ ﻋﺎﻣﺔ ،ﻟﻪ اﺑﻦ ﻣﺼﺎب ﺑﺎﻟﺘﻮﺣﺪ ،إن ﺛﻤﺔ ﺳﺆاﻟني ﺣﻮل املﻮﺿﻮع ﺳﻴﺠﻌﻼﻧﻪ ﻳﺮﻳﺪ ﺻﻔﻌﻚ؛ اﻷول» :ﻫﻞ ﺗﻌﺘﻘﺪ أن ﺳﺒﺐ اﻟﺘﻮﺣﺪ اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ؟« واﻵﺧﺮ» :ﻫﻞ ﻟﺪى اﺑﻨﻚ أي ﻣﻬﺎرات ﺧﺎﺻﺔ؟« ) (6ﻟﻴﻮ ﺑﻠري ﻟﻜﻦ ﺗﻤﺜ ﱠ ِ ﻠﺖ اﻟﻜﺎرﺛﺔ اﻟﺼﺤﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻜﱪى ﰲ ﻃﻔﻞ رﺿﻴﻊ ﺻﻐري ﺟﻤﻴﻞ اﺳﻤﻪ ﻟﻴﻮ .ﰲ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺑﻠري إذا ﻣﺎ ﻛﺎن اﺑﻨﻬﻢ اﻟﺮﺿﻴﻊ ﻗﺪ ﱠ ُ دﻳﺴﻤﱪ ُ ،٢٠٠١ﺳ ْ ﺗﻠﻘﻰ اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ، ﺌﻠﺖ ﻓﺮﻓﻀﻮا اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻦ اﻟﺴﺆال .ﻛﺎن ﻣﻌﻈﻢ اﻟﺴﺎﺳﺔ اﻵﺧﺮﻳﻦ ﻳﺴﻌﺪون ﺑﺘﻮﺿﻴﺢ ﻣﺎ إذا ﻛﺎن أﻃﻔﺎﻟﻬﻢ ﻗﺪ ﱠ ﺗﻠﻘﻮا اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ أم ﻻ ،ﻟﻜﻦ ﻳﻤﻜﻨﻚ أن ﺗﺘﺼﻮﱠر ﻛﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺼﺪﱢق اﻟﻨﺎس أن ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺑﻠري ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﻧﻮع اﻟﻌﺎﺋﻼت اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗُﻄﻌﱢ ﻢ أﺑﻨﺎءﻫﺎ ،ﺧﺎﺻﺔ ﰲ ﻇﻞ ﺣﺪﻳﺚ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻋﻦ »اﻟﺤﺼﺎﻧﺔ اﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ« ،وﻗﻠﻘﻬﻢ ﻣﻦ أﻧﻬﻢ رﺑﻤﺎ ﻛﺎﻧﻮا ﻳُﻄﻌﱢ ﻤﻮن اﺑﻨﻬﻢ ،وﻳﻌ ﱢﺮﺿﻮﻧﻪ ﻟﻠﺨﻄﺮ، ﺣﺘﻰ ﻳﺼﺒﺢ ﺑﻘﻴﺔ أﻓﺮاد اﻟﺸﻌﺐ أﻛﺜﺮ أﻣﻨًﺎ. ِ ﻧﺤﻮ ﺧﺎص ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻈﻬﻮر املﻜﺜﱠﻒ ﻷﻗﺮب ﺻﺪﻳﻘﺎت ﺷريي ﺛﺎرت املﺨﺎوف ﻋﲆ ٍ ﺑﻠري وﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻬﺎ .ﻛﺎﻧﺖ ﻛﺎرول ﻛﺎﺑﻠﻦ ﺧﺒرية ﺗﻨﺘﻤﻲ إﱃ اﻟﻌﴫ اﻟﺠﺪﻳﺪ ،و»ﻣﺪ ﱢرﺑﺔ ﺣﻴﺎة«، ً ﻋﻘﻮﺑﺔ و»ﺷﺨﺼﻴﺔ اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ« ،ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن ﺻﺪﻳﻘﻬﺎ ،ﺑﻴﱰ ﻓﻮﺳﱰ ،ﻛﺎن ﻣﺰ ﱢو ًرا ﻳﻘﴤ ﰲ اﻟﺴﺠﻦ .ﻛﺎن ﻓﻮﺳﱰ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺑﻠري ﰲ إﺟﺮاء ﺻﻔﻘﺎﺗﻬﺎ اﻟﻌﻘﺎرﻳﺔ ،وﻳﻘﻮل أﻳﻀﺎ إن ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺑﻠري اﺻﻄﺤﺒﺖ ﻟﻴﻮ إﱃ ﻣﻌﺎﻟِﺞ ﻳﻨﺘﻤﻲ إﱃ اﻟﻌﴫ اﻟﺠﺪﻳﺪ ،ﻫﻮ ﺟﺎك ﺗﻤﺒﻞ ،اﻟﺬي ﻋﺮض اﻟﻌﻼج ﻣﻦ ﺧﻼل ﺣﺮﻛﺔ اﻟﺒﻨﺪول اﻟﻜﺮﻳﺴﺘﺎﱄ ،واملﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ،واﻷﻋﺸﺎب ،واﻟﻌﻼج ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺨﻄﻮ داﺧﻞ دواﺋﺮ اﻟﺤﺠﺮ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺟﻊ إﱃ اﻟﻌﴫ اﻟﺤﺠﺮي اﻟﺤﺪﻳﺚ ﰲ ﺣﺪﻳﻘﺘﻪ اﻟﺨﻠﻔﻴﺔ. ُ ٍ درﺟﺔ ﻳﻤﻜﻦ أن أرى ﰲ ﻣﺰاﻋﻢ ﻓﻮﺳﱰ أيﱠ ﻣﺼﺪاﻗﻴﺔ ﺷﺨﺼﻴٍّﺎ، ﻟﺴﺖ أﻋﺮف إﱃ أي ﻟﻜﻦ أﺛﺮ ذﻟﻚ ﻋﲆ املﺨﺎوف ﺣﻴﺎل اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ ﺗﻤﺜﱠﻞ ﰲ اﻧﺘﺸﺎرﻫﺎ ﻋﲆ ﻧﻄﺎق واﺳﻊ ﰲ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم ﰲ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ .ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻨﺎ إن رﺋﻴﺲ وزراء املﻤﻠﻜﺔ املﺘﺤﺪة واﻓﻖ ﻋﲆ أرﺟﺤﺔ ً ﺑﻨﺪوﻻ ﻛﺮﻳﺴﺘﺎﻟﻴٍّﺎ ﻓﻮق رأس اﺑﻨﻪ ﻟﻮﻗﺎﻳﺘﻪ )وﻣِﻦ ﺛ َ ﱠﻢ زﻣﻼﺋﻪ ﰲ اﻟﻔﺼﻞ ،ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ( ﺗﻤﺒﻞ 313
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ﻣﻦ اﻟﺤﺼﺒﺔ ،واﻟﻨﻜﺎف ،واﻟﺤﺼﺒﺔ اﻷملﺎﻧﻴﺔ ،وأن ﺗﻮﻧﻲ ﺳﻤﺢ ﻟﺸريي ﺑﺈﻋﻄﺎء ﺗﻤﺒﻞ ﺑﻌﺾ ﺧﺼﻼت ﻣﻦ ﺷﻌﺮه وﺑﻌﺾ ﻗﺼﺎﺻﺎت أﻇﺎﻓﺮه ،اﻟﺘﻲ اﺣﺘﻔﻆ ﺑﻬﺎ ﺗﻤﺒﻞ ﰲ ﺑﺮﻃﻤﺎﻧﺎت ﺗﺤﺘﻮي ﻋﲆ ﻛﺤﻮل .وﻗﺎل إﻧﻪ ﻛﺎن ﻳﺤﺘﺎج ﻓﻘﻂ إﱃ أرﺟﺤﺔ ﺑﻨﺪوﻟﻪ ﻓﻮق اﻟﱪﻃﻤﺎن ملﻌﺮﻓﺔ ً ﻣﺮﻳﻀﺎ. ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺸﻌﺮ واﻷﻇﺎﻓﺮ ﻋﻔﻴٍّﺎ أم ﺑﻌﺾ اﻷﺷﻴﺎء ﺻﺤﻴﺤﺔ ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ .ﻓﺒﺎﺳﺘﺨﺪام اﻟﺒﻨﺪول اﻟﻜﺮﻳﺴﺘﺎﱄ ﻫﺬا ،زﻋﻢ ﺗﻤﺒﻞ ﻗﺪرﺗﻪ ﻋﲆ ﺗﺴﺨري ﻃﺎﻗﺔ ﻣﻦ أﺟﺴﺎم ﺳﻤﺎوﻳﺔ .وﻛﺎن ﻳﺒﻴﻊ ﻋﻼﺟﺎت ﺗﺤﻤﻞ أﺳﻤﺎءً ﻣﺜﻞ ﱠ املﻔﻀﻞ ﻟﺪيﱠ ، »اﻟﺬاﻛﺮة اﻟﱪﻛﺎﻧﻴﺔ«» ،اﻟﺰﺑﺪ اﻟﻨﺘﻦ«» ،ﻋﴢ اﻟﻘﺮد«» ،ﺳﺎق املﻮزة« ،واﻟﻌﻼج ُ َ ً »ﺳﻔﻨﻜﱰ« .ﻛﺎن ً ْ دوﻗﺔ ﻳﻮرك ﻣﻘﺪﱢﻣﺔ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﻛﺘﺒﺖ رﺟﻼ ذا ﻋﻼﻗﺎت واﺳﻌﺔ ،ﻓﻘﺪ أﻳﻀﺎ »املﻌﺎﻟﺞ :أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﻌﻼج اﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﻟﺠﺎك ﺗﻤﺒﻞ« )ﻛﺘﺎب ﰲ ﻏﺎﻳﺔ اﻟﺴﺨﺎﻓﺔ( .وﻗﺪ ﴏﱠ ح ﻟﺼﺤﻴﻔﺔ »دﻳﲇ ﻣﻴﻞ« ﺑﺄن اﻷﻃﻔﺎل اﻟ ﱡﺮﺿﻊ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺮﺿﻌﻮن ﻣﻦ أﺛﺪاء أﻣﻬﺎﺗﻬﻢ ﻣﻨﺬ ﻟﺤﻈﺔ ً أﻳﻀﺎ ﻋﻼﺟً ﺎ ﻣﺜﻠﻴٍّﺎ ً ﻣﻨﺎﻋﺔ ﺿﺪ ﺟﻤﻴﻊ اﻷﻣﺮاض ،ﺑﻞ إﻧﻪ ﺑﺎع ً ﺑﺪﻳﻼ ﻟﺤﻘﻨﺔ ﻣﻴﻼدﻫﻢ ﻳﻜﺘﺴﺒﻮن اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ. »أُﺧﱪ ﻣﺮﻳﻀﺎﺗﻲ اﻟﺤﺒﻠﻴﺎت أﻧﻪ ﻋﻨﺪ وﻻدة اﻟﻄﻔﻞ ﻳﺠﺐ أن ﻳﻀﻌﻦ أﺛﺪاءﻫﻦ ﰲ اﻟﴪي .ﻋﺎد ًة ﻣﺎ ﻳﺴﺘﻐﺮق اﻷﻣﺮ أﻓﻮاه أﻃﻔﺎﻟﻬﻦ ﺣﺘﻰ ﻳﺨﺘﻔﻲ اﻟﻨﺒﺾ ﰲ اﻟﺤﺒﻞ ﱡ ﱢ ﺣﻮاﱄ ٣٠دﻗﻴﻘﺔ .ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺬﻟﻚ ،ﻳﻨﻘﻠﻦ اﻟﺠﻬﺎز املﻨﺎﻋﻲ ﻟﻸم إﱃ اﻟﻄﻔﻞ، اﻟﺬي ﺳﻴﺘﻮاﻓﺮ ﻟﺪﻳﻪ ﺟﻬﺎز ﻣﻨﺎﻋﻲ ﻳﻌﻤﻞ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺎﻣﻞ؛ وﻣِﻦ ﺛ َ ﱠﻢ ﻟﻦ ﻳﺤﺘﺎج إﱃ أي ﺗﻄﻌﻴﻢ« … وﻗﺪ رﻓﺾ اﻟﺴﻴﺪ ﺗﻤﺒﻞ ﺑﺎﻷﻣﺲ اﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﲆ ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻗﺪ أﺳﺪى ً ﻧﺼﻴﺤﺔ إﱃ اﻟﺴﻴﺪة ﺑﻠري ﱠ ﺑﺄﻻ ﺗُﻄﻌﱢ ﻢ رﺿﻴﻌﻬﺎ ﻟﻴﻮ .ﻟﻜﻨﻪ ﻗﺎل» :إذا اﺗﱠﺒﻌَ ِﺖ اﻟﻨﺴﺎء ﻧﺼﻴﺤﺘﻲ ،ﻟﻦ ﻳﺤﺘﺎج أﻃﻔﺎﻟﻬﻦ إﱃ ﺣﻘﻦ اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ2 «. ﺻﺤﻴﻔﺔ »دﻳﲇ ﻣﻴﻞ« ٢٦ ،دﻳﺴﻤﱪ ٢٠٠١ ﻛﺎﻧﺖ ﺷريي ﺑﻠري ﺗﺪاوم ً أﻳﻀﺎ ﻋﲆ زﻳﺎرة واﻟﺪة ﻛﺎرول ،ﺳﻴﻠﻔﻴﺎ ﻛﺎﺑﻠﻦ ،وﻫﻲ ﺧﺒرية ﻋﻼج ً روﺣﻲ .وﻧ َ ْ ﻗﺎﺋﻠﺔ» :ﻛﺎﻧﺖ ﺛﻤﺔ ﻓﱰة ﻧﺸﺎط ﻋﲆ وﺟﻪ اﻟﺨﺼﻮص ﴩت ﺻﺤﻴﻔﺔ »دﻳﲇ ﻣﻴﻞ« ﰲ اﻟﺼﻴﻒ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﻴﻠﻔﻴﺎ ﺗﺬﻫﺐ إﱃ ﺷريي أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺮﺗني أو ﺛﻼث ﻣﺮات أﺳﺒﻮﻋﻴٍّﺎ، ﻣﻊ اﺗﺼﺎل ﺷﺒﻪ ﻳﻮﻣﻲ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ .وﻛﺎﻧﺖ ﺛﻤﺔ ﻓﱰات ﺑﻠﻎ ﻋﺪد ﺻﻔﺤﺎت اﻟﻔﺎﻛﺴﺎت اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺷريي ﺗﺮﺳﻠﻬﺎ ﻋﴩ ﺻﻔﺤﺎت «.ﻛﺎﻧﺖ ﺳﻴﻠﻔﻴﺎ — إﱃ ﺟﺎﻧﺐ ﻛﺜري ﻣﻦ ﻣﻌﺎﻟِﺠﻲ اﻟﻄﺐ ً ً ﴍﺳﺔ ﻻﺳﺘﺨﺪام اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ )ﻧﺼﺢ أﻛﺜ ُﺮ ﻣﻨﺎﻫﻀﺔ اﻟﺒﺪﻳﻞ ،إن ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻌﻈﻤﻬﻢ — 314
ﺧﺪﻳﻌﺔ اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ ﰲ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم
ﻣﻦ ﻧﺼﻒ ﻣﻌﺎﻟﺠﻲ اﻟﻄﺐ اﻟﺒﺪﻳﻞ ﰲ أﺣﺪ اﺳﺘﻄﻼﻋﺎت اﻟﺮأي ﺑﺸﻜﻞ ﺻﺎرم ﺑﻌﺪم اﺳﺘﺨﺪام اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ( .وﻛﺘﺒﺖ ﺻﺤﻴﻔﺔ »ذا دﻳﲇ ﺗﻠﻴﺠﺮاف« ﻗﺎﺋﻠﺔ: ﻧﻨﺘﻘﻞ إﱃ ﻣﺎ ﻗﺪ ﻳُﻌﺘﱪ ﻣﻮﺿﻮﻋً ﺎ ﺳﻴﺎﺳﻴٍّﺎ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ؛ أﻻ وﻫﻮ ﻣﻮﺿﻮع اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ .أﺑﺪت ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺑﻠري ﺗﺄﻳﻴﺪًا ﻋﻠﻨﻴٍّﺎ ﻻﺳﺘﺨﺪام اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ ،ﺛﻢ ﺗﺴﺒﱠﺒﻮا ﰲ ﻏﻀﺐ ﺑﺴﺒﺐ رﻓﻀﻬﻢ اﻟﺘﴫﻳﺢ ﺑﻤﺎ إذا ﻛﺎن ﻗﺪ ﺟﺮى ﺗﻄﻌﻴﻢ رﺿﻴﻌﻬﻢ ﻟﻴﻮ أم ﻻ .ﻻ ﺗﱰدد ﺳﻴﻠﻔﻴﺎ ﻛﺎﺑﻠﻦ ﰲ اﻹدﻻء ﺑﺮأﻳﻬﺎ؛ إذ ﺗﻘﻮل» :أﻧﺎ ﺿﺪ اﺳﺘﺨﺪاﻣﻪ .أﺷﻌﺮ ﺑﺎﻟﺼﺪﻣﺔ إزاء إﻋﻄﺎء ﺟﺮﻋﺎت ﻛﺒرية ﻣﻨﻪ ﻷﻃﻔﺎل ﺻﻐﺎر .ﻟﻌﻞ ﻣﻨﺎط اﻷﻣﺮ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌ ﱠﻠﻖ ﺑﻬﺬه اﻷدوﻳﺔ ﻫﻮ املﺎدة ﱡ اﻟﺴﻤﱢ ﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻀﻌﻮن اﻟﺘﻄﻌﻴﻤﺎت ﻓﻴﻬﺎ .ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ ﻃﻔﻞ ﺻﻐري ،ﻳُﻌﺘﱪ اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ أﻣ ًﺮا ﻣﺜريًا ﻟﻠﺴﺨﺮﻳﺔ. ﻻ ﺷﻚ ﰲ أن اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ ﻳﺴﺒﱢﺐ اﻟﺘﻮﺣﺪ .وﺟﻤﻴﻊ اﻷدﻟﺔ املﻘﺪﻣﺔ ﻹﻧﻜﺎر ذﻟﻚ ،اﻵﺗﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﺪرﺳﺔ اﻟﻄﺐ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ،ﻣﺤﻞ ﺷﻚ؛ ﻷن املﻨﻄﻖ واﻟﺘﻔﻜري اﻟﺴﻠﻴﻢ ﺳﻴﺪﻻﻧﻚ ﺣﺘﻤً ﺎ ﻻ ﺑﺪ إﱃ أن ﺛﻤﺔ ﻣﺎدة ﺳﻤﻴﺔ ﰲ اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ .أﻻ ﺗﻌﺘﻘﺪ أن ذﻟﻚ ﺳﻴﺆﺛﺮ ﻋﲆ ﻃﻔﻞ ﺻﻐري؟ ﻫﻞ ﺳﺘﺴﻤﺢ ﺑﺬﻟﻚ؟ ﻻ ،ﻟﻴﺲ ﻛﺜريًا ،ﻟﻴﺲ ﴎﻳﻌً ﺎ، ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام اﻟﱰﻛﻴﺒﺔ اﻟﺨﺎﻃﺌﺔ«. ﻧُﴩ ً أﻳﻀﺎ — ﻻ ﺷﻚ ﻛﺠﺰء ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﺸﻬري رﺧﻴﺼﺔ — أن ﺷريي ﺑﻠري وﻛﺎرول ﻛﺎﺑﻠﻦ ﺷﺠﻌﺘﺎ رﺋﻴﺲ اﻟﻮزراء ﻋﲆ أن ﻳﺠﻌﻞ ﺳﻴﻠﻔﻴﺎ »ﺗﻄﻔﺊ وﺗﺴﺘﺸري اﻟﻀﻮء ،اﻟﺬي ﻛﺎن ﻳُﻌﺘﻘﺪ ﻣﻦ ﻗِ ﺒَﻞ ﺳﻴﻠﻔﻴﺎ ﰲ ﻛﻮﻧﻪ ﻛﻴﺎﻧًﺎ ﺳﻤﺎوﻳٍّﺎ أو إﻟﻬً ﺎ ،ﻣﻦ ﺧﻼل اﺳﺘﺨﺪام ﺑﻨﺪوﻟﻬﺎ« ﻟﻴﻘﺮر ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﺧﻮض اﻟﺤﺮب ﻋﲆ اﻟﻌﺮاق آﻣﻨًﺎ .وﺑﻴﻨﻤﺎ ﻻ ﻧﺰال ﻧﻨﺎﻗﺶ املﻮﺿﻮع ،ﰲ دﻳﺴﻤﱪ ،٢٠٠١أﺷﺎرت ﺻﺤﻴﻔﺔ »ذا ﺗﺎﻳﻤﺰ« إﱃ ﻋﻄﻠﺔ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺑﻠري ﰲ ﺗﻤﺎزﻛﺎل ،ﺑﺎملﻜﺴﻴﻚ؛ ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻔﺮﻛﻮن اﻟﻔﻮاﻛﻪ واﻟﻄني ﻓﻮق أﺟﺴﺎد ﺑﻌﻀﻬﻢ اﻟﺒﻌﺾ داﺧﻞ ﻫﺮم ﻛﺒري ﻋﲆ اﻟﺸﺎﻃﺊ، ﺛﻢ ﻳﴫﺧﻮن ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻤﺎرﺳﻮن ﻃﻘﺲ اﻻﻧﺒﻌﺎث اﻟﺠﺪﻳﺪ؛ أﺣﺪ ﻃﻘﻮس اﻟﻌﴫ اﻟﺠﺪﻳﺪ. ﺛﻢ ﺗﻤﻨﱠﻮْا ﱡ ﺗﺤﻘﻖ اﻟﺴﻼم ﰲ اﻟﻌﺎﻟﻢ. ﻻ أﻗﻮل إﻧﻨﻲ ﻣﻘﺘﻨﻊ ﺑﻜﻞ ﻫﺬا .ﻻ أﻗﻮل ﱠإﻻ أن ﻫﺬا ﻫﻮ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻳﻔ ﱢﻜﺮ اﻟﻨﺎس ﻓﻴﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ رﻓﻀﺖ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺑﻠري أن ﻳﻮﺿﺤﻮا ﻋﻠﻨًﺎ ﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧﻮا ﻗﺪ أﻋ َ ﻄﻮْا رﺿﻴﻌﻬﻢ اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ ً ً ﺣﺪﺳﺎ ﻣﻦ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺣَ ﺪَب وﺻﻮب .ﻟﻴﺲ ﻫﺬا ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ أﺑﻮاب اﻟﺠﺤﻴﻢ ﺟﺎﻧﺒﻲ ،ﻓﻘﺪ أﺷﺎرت ﻧﺴﺒﺔ اﺛﻨﺘني وﺛﻼﺛني ﰲ املﺎﺋﺔ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻘﺼﺺ اﻹﺧﺒﺎرﻳﺔ املﻜﺘﻮﺑﺔ ﰲ ذﻟﻚ اﻟﻌﺎم ﺣﻮل اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ إﱃ ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻟﻴﻮ ﺑﻠري ﻗﺪ ﱠ ﺗﻠﻘﻰ اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ أم ﻻ )ﺣﺘﻰ 315
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
أﻧﺪرو وﻳﻜﻔﻴﻠﺪ أﺷري إﻟﻴﻪ ﰲ ٢٥ﰲ املﺎﺋﺔ ﻓﻘﻂ ﻣﻨﻬﺎ( ،وﻛﺎن ذﻟﻚ ﻫﻮ أﺣﺪ أﻛﺜﺮ اﻟﺤﻘﺎﺋﻖ اﻟﺘﻲ اﻟﺘﺼﻘﺖ ﺑﺎﻷذﻫﺎن ﺑﺸﺄن اﻟﻘﺼﺔ ﰲ اﻻﺳﺘﻄﻼﻋﺎت اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ؛ ﻓﻘﺪ ﻛﺎن اﻟﻌﺎﻣﺔ — وﻫﻮ ﺗﻠﻘﻲ ﻟﻴﻮ ﺑﻠري اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ﱢ أﻣﺮ ﻣﻔﻬﻮم ﺗﻤﺎﻣً ﺎ — ﻳﻨﻈﺮون إﱃ ﱢ ﻣﺆﴍًا ﻋﲆ ﺛﻘﺔ رﺋﻴﺲ ﴎا ،إذا ﻟﻢ ﻳﻜﻦ اﻟﻮزراء ﰲ اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ ،وﻟﻢ ﻳﺴﺘﻮﻋﺐ ﻛﺜريون ﻟ َﻢ ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﻳﻜﻮن اﻷﻣﺮ ٍّ ﻣﻮﺿﻮﻋً ﺎ ﻳﺴﺘﺤﻖ اﻻﻫﺘﻤﺎم ﻣﻦ اﻷﺳﺎس. ﰲ ﻏﻀﻮن ذﻟﻚ ،أﺷﺎرت ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺑﻠري إﱃ ﺣﻖ ﻃﻔﻠﻬﺎ ﰲ اﻟﺨﺼﻮﺻﻴﺔ ،اﻟﺬي رأوا أﻧﻪ أﻛﺜﺮ أﻫﻤﻴﺔ ﻣﻦ أزﻣﺔ ﺻﺤﻴﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻧﺎﺷﺌﺔ .وﻣﻦ املﺪﻫﺶ اﻵن أن ﺷريي ﺑﻠري ﻗ ﱠﺮرت ،ﰲ ﺧﻄﻮة ﺗﺴﻮﻳﻘﻴﺔ ﻟﺴريﺗﻬﺎ اﻟﺬاﺗﻴﺔ املﺮﺑﺤﺔ ،اﻟﺘﺨﲇ ﻋﻦ ذﻟﻚ املﺒﺪأ اﻟﺬي ﻛﺎن ﰲ ﻏﺎﻳﺔ اﻷﻫﻤﻴﺔ ﰲ ذﻟﻚ ِ ﺗﻜﺘﻒ ﺷريي ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺑﺎﺳﺘﻔﺎﺿﺔ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻬﺎ اﻟﺬي ُروﱢج ﻟﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻜﺜﱠﻒ ﻋﻦ اﻟﻮﻗﺖ ،وﻟﻢ ﻣ ﱠﺮة اﻟﺠﻤﺎع املﺤﺪﱠدة اﻟﺘﻲ أﻓﻀﺖ إﱃ اﻟﺤﻤﻞ ﰲ ﻟﻴﻮ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﺘﺒﺖ ً أﻳﻀﺎ ﻋﻤﺎ إذا ﻛﺎن ﻗﺪ ﱠ ﺗﻠﻘﻰ اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ )ﺗﻘﻮل ﻧﻌﻢ ،ﻟﻜﻦ ﻳﺒﺪو أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺸري ﰲ وﺿﻮح إﱃ ﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺘﻄﻌﻴﻤﺎت ﻗﺪ أ ُ ً ﻋﻄﻴﺖ ﻟﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻨﻔﺮد ،ﺑﻞ ﻟﻢ ﺗﻮﺿﺢ ً ْ ﺻﺪﻗﺎ ،ﻟﻢ أَﻋُ ﺪ ﻣﻬﺘﻤٍّ ﺎ أﻳﻀﺎ ﻣﺘﻰ ﺟﺮى ﺣﻘﻨﻪ. ﺑﻤﺎ ﻳﻘﻮﻟﻪ ﻫﺆﻻء اﻷﺷﺨﺎص(.
١٥٠٠
٥٠٠
ﻋﺪد اﻟﻘﺼﺺ
١٠٠٠
٠ ٢٠٠٦
٢٠٠٥
٢٠٠٣ ٢٠٠٤
٢٠٠٢
٢٠٠١
٢٠٠٠
١٩٩٩
١٩٩٨
١٩٩٧
١٩٩٦
اﻟﻌﺎم ﺷﻜﻞ :1-16اﻟﻘﺼﺺ اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ﺣﻮل اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ ﰲ اﻟﺼﺤﻒ اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ.
316
ﺧﺪﻳﻌﺔ اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ ﰲ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم
ً ﱡ وﺗﻠﺼ ً ﺼﺎ ،ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه اﻟﻮاﻗﻌﺔ اﺑﺘﺬاﻻ ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن ﻛﻞ ذﻟﻚ ﻗﺪ ﻳﺒﺪو ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﻴﻚ أﺳﺎﺳﻴﺔ ﰲ ﺗﻐﻄﻴﺔ اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ .ﻛﺎن ﻋﺎم ٢٠٠٢ﻫﻮ ﻋﺎم ﻟﻴﻮ ﺑﻠري ﺑﺎﻣﺘﻴﺎز ،وﻋﺎم رﺣﻴﻞ وﻳﻜﻔﻴﻠﺪ ﻋﻦ املﺴﺘﺸﻔﻰ املﺠﺎﻧﻲ املﻠﻜﻲ ،وﻛﺎن ﻳﻤﺜﱢﻞ ذروة اﻟﺘﻐﻄﻴﺔ اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ﻟﻠﻤﻮﺿﻮع، ﺑﻬﺎﻣﺶ ﻛﺒري ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ. ) (7ﻣﺎذا ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻀﻤﱠ ﻦ ﻫﺬه اﻟﻘﺼﺺ؟ ِ أﻓﻀﺖ املﺨﺎوف ﺣﻴﺎل اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ إﱃ َﺧ ْﻠﻖ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﻣﺤﺪودة اﻟﻨﻄﺎق ﰲ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻹﻋﻼﻣﻲ؛ ﻟﺬا ﺛﻤﺔ ﻗﺪ ٌر ﻛﺒري ﻣﻌﺮوف ﻋﻦ اﻟﺘﻐﻄﻴﺔ .ﰲ ﻋﺎم ،٢٠٠٣ﻧَﴩ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺒﺤﻮث ً ورﻗﺔ ﺑﺤﺜﻴﺔ ﺣﻮل دور وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم ﰲ ﻓﻬﻢ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻌﻠﻢ ،وﻫﻲ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ورﻗﺔ اﺳﺘﻘﺖ ﻋَ ﻴﱢﻨﺔ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻘﺼﺺ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﰲ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم اﻟﻜﱪى ﰲ اﻟﻔﱰة ﻣﻦ ﻳﻨﺎﻳﺮ إﱃ ﺳﺒﺘﻤﱪ ،٢٠٠٢وﻫﻮ اﻟﻌﺎم اﻟﺬي ﺷﻬﺪ ذروة ﺗﻐﻄﻴﺔ املﺨﺎوف ﺣﻮل اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ .ﻛﺎﻧﺖ ﻧﺴﺒﺔ ﻋﴩة ﰲ املﺎﺋﺔ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻘﺼﺺ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺗﺪور ﺣﻮل اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ ،وﻛﺎن ﻣﻮﺿﻮع اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ ً أﻳﻀﺎ أﻛﺜﺮ املﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﰲ اﻷﻏﻠﺐ ٍ ﺧﻄﺎﺑﺎت إﱃ اﻟﺼﺤﻒ )إذن ﻛﺎن اﻟﻘﺮاء ﻣﺘﺎﺑﻌني ﻟﻠﻤﻮﺿﻮع ﻋﲆ ﺗﺴﺘﺪﻋﻲ إرﺳﺎل اﻟﻘﺮاء ﻧﺤﻮ واﺿﺢ( ،وﻛﺎن أﻛﺜ َﺮ املﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﰲ اﻷﻏﻠﺐ اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻳُﻜﺘﺐ ﻋﻨﻬﺎ ﰲ ﻣﻘﺎﻻت ٍ اﻟﺮأي أو املﻘﺎﻻت اﻻﻓﺘﺘﺎﺣﻴﺔ ،وأﺳﻔﺮ ﻋﻦ ﻧﴩ أﻃﻮل املﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﺼﺤﻔﻴﺔ ﻋﲆ اﻟﺪوام. ﻟﻘﺪ ﻛﺎن اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ أﻛﱪ املﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺣﻈﻴﺖ ﺑﺄﻗﴡ ﺗﻐﻄﻴﺔ ﻋﲆ ﻣﺪى ﺳﻨﻮات. ُ ﻛﺎﻧﺖ املﻘﺎﻻت ﺣﻮل اﻷﻏﺬﻳﺔ املﻌﺪﱠﻟﺔ وراﺛﻴٍّﺎ ،أو ﻋﻦ اﻻﺳﺘﻨﺴﺎخ ،ﺗﻜﺘﺐ ﻋﲆ اﻷرﺟﺢ ﻣﻦ ﻗِ ﺒَﻞ ﺻﺤﻔﻴني ﻋﻠﻤﻴني ﻣﺘﺨﺼﺼني ،ﻟﻜﻦ ﻛﺎن ﻳﺠﺮي ﺗﻨﺤﻴﺔ ﻫﺆﻻء اﻟﺼﺤﻔﻴني ﺑﺼﻮرة ﻛﺒرية ﰲ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ؛ إذ ﻛﺎن ﻳﻐﻄﻲ ﺛﻤﺎﻧني ﰲ املﺎﺋﺔ ﻣﻦ أﻫﻢ اﻟﻘﺼﺺ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﰲ اﻟﻌﺎم ﺻﺤﻔﻴﻮن ﻏري ﻣﺘﺨﺼﺼني .وﻓﺠﺄ ًة ،ﴏﻧﺎ ﱠ ﻧﺘﻠﻘﻰ ﺗﻌﻠﻴﻘﺎت وﻧﺼﺎﺋﺢ ﺣﻮل أﻣﻮر ﱠ ﻣﻌﻘﺪة ﰲ ﻣﺠﺎل ﻋﻠﻢ املﻨﺎﻋﺔ وﻋﻠﻢ اﻷوﺑﺌﺔ ﻣﻦ أﺷﺨﺎص ﻛﺎن ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺨﱪوﻧﻨﺎ ﺑﻪ ً ْ ﻓﻜﺘﺒﺖ ﻛ ﱞﻞ ﻃﺮﻳﻔﺎ ﺣﺪث ملﺮﺑﱢﻴﺔ أﺟﻨﺒﻴﺔ وﻫﻲ ﰲ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ إﱃ ﺣﻔﻞ ﻋﺸﺎء. ﰲ اﻷﻏﻠﺐ ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﻦ ﻧﺎﻳﺠﻴﻼ ﻻوﺳﻮن ،وﻟﻴﺒﻲ ﺑريﻓﺰ ،وﺳﻮزان ﻣﻮر ،وﻟﻴﻨﺪا ﱄ-ﺑﻮﺗﺮ ،وﻛﺎرول ﻓﻮردرﻣﺎن — وﻫﻲ أﻣﺜﻠﺔ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻓﻘﻂ — ﻋﻦ ﻣﺨﺎوﻓﻬﻦ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻋﲆ ﻏري أﺳﺎس ﺣﻴﺎل اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ، ً ﻣﻌﺮوﻓﺎ ﻋﻦ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻧﺎﻓﺨﺎت ﰲ أﺑﻮاق اﻟﺪﻋﺎﻳﺔ ﺑﺼﻮت ﻣﺮﺗﻔﻊ .ﰲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ،ﺻﺎر اﻟﻀﻐﻂ املﻨﺎﻫِ ﻀﺔ ﻻﺳﺘﺨﺪام اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ اﺳﺘﻬﺪاف اﻟﺼﺤﻔﻴني ﻏري املﺘﺨﺼﺼني ﻣﺘﻰ 317
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ﻛﺎن ذﻟﻚ ﻣﻤﻜﻨًﺎ؛ ﺣﻴﺚ ﻳﻤﺪﱡوﻧﻬﻢ ﺑﺎﻟﻘﺼﺺ اﻹﺧﺒﺎرﻳﺔ ،ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﺠﻨﱠﺒﻮن ﺑﺸﻜﻞ ﻋﻤﲇ املﺮاﺳﻠني املﺘﺨﺼﺼني ﰲ اﻟﺸﺌﻮن اﻟﺼﺤﻴﺔ أو اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ. ﻫﺬا ﻧﻤﻂ ﺟﺮى رﺻﺪُه ﻣﻦ ﻗﺒ ُﻞ .إذا ﻛﺎن ﺛﻤﺔ ﳾء أﺛﱠﺮ ﺗﺄﺛريًا ﺳﻠﺒﻴٍّﺎ ﻋﲆ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻮاﺻﻞ ﺑني اﻟﻌﻠﻤﺎء ،واﻟﺼﺤﻔﻴني ،واﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻓﻬﻮ ﺣﻘﻴﻘﺔ أن اﻟﺼﺤﻔﻴني املﺘﺨﺼﺼني ﰲ اﻟﺸﺌﻮن اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﻻ ﻳﻐ ﱡ ﻄﻮن اﻷﺧﺒﺎر اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻟﻜﱪى .ﻓﻤﻦ ﺧﻼل اﺣﺘﺴﺎء اﻟﴩاب ﻣﻊ اﻟﺼﺤﻔﻴني املﺘﺨﺼﺼني ﰲ اﻟﺸﺌﻮن اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ،أﻋﺮف ذﻟﻚ ﻣﻌﻈﻢ اﻟﻮﻗﺖ ،ﻻ ﻳﺘﺄ ﱠﻛﺪ أﺣ ٌﺪ ﻣﻦ ﺻﺤﺔ ﻫﺬه اﻟﻘﺼﺺ اﻟﻜﱪى اﻟﺘﻲ ﻳﻜﺘﺒﻮﻧﻬﺎ وﻟﻮ ﺑﻤﺮاﺟﻌﺔ ﴎﻳﻌﺔ. ﻣﺮة أﺧﺮى ،ﻻ أﺗﺤﺪﱠث ﻋﻦ ﻋﻤﻮﻣﻴﺎت ﻫﻨﺎ .ﺧﻼل اﻟﻴﻮﻣني املﻬﻤﱠ ني اﻟﻠﺬﻳﻦ ﺗﻠﻴﺎ ﻧﴩ ﺗﺠﺮ ﻛﺘﺎﺑﺔ »ﻣﻘﺎل إﺧﺒﺎري ﻗﺼﺔ »اﻷﻏﺬﻳﺔ املﺮﻳﻌﺔ« املﻌﺪﱠﻟﺔ وراﺛﻴٍّﺎ ﰲ ﻓﱪاﻳﺮ ،١٩٩٩ﻟﻢ ِ واﺣﺪ« ،أو ﻣﻘﺎل رأي ،أو ﻣﻘﺎل اﻓﺘﺘﺎﺣﻲ ﺣﻮل املﻮﺿﻮع ﻣﻦ ﻗِ ﺒَﻞ ﺻﺤﻔﻲ ﻣﺘﺨﺼﺺ ﰲ اﻟﺸﺌﻮن اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ .ﻛﺎن أي ﻣﺮاﺳﻞ ﻋﻠﻤﻲ ﻳُﺨﱪ رﺋﻴﺲ ﺗﺤﺮﻳﺮه أﻧﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻘﺪﱢم أﺣﺪ اﻷﺷﺨﺎص ﻧﺘﺎﺋﺠﻪ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺣﻮل ﺗﺴﺒﱡﺐ اﻟﺒﻄﺎﻃﺲ املﻌﺪﻟﺔ وراﺛﻴٍّﺎ ﰲ ﻣﺮض اﻟﴪﻃﺎن ﻟﺪى اﻟﺠﺮذان ،ﻣﺜﻠﻤﺎ أﺷﺎر أرﺑﺎد ﺑﻮﺳﺘﺎي ﰲ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ »وورﻟﺪ إن أﻛﺸﻦ« ﰲ ﻣﺤﻄﺔ »آي ﺗﻲ ﰲ« ً ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺗﻘﺪﻳﻤﻬﺎ ﰲ ﻣﺠﻠﺔ أﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ ،إذن ﻓﻼ ﺑﺪ أن ﺛﻤﺔ أﻣ ًﺮا ﻣﺮﻳﺒًﺎ ﻳﺤﺪث .ﻧ ُ ْ ﴩت ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺑﻮﺳﺘﺎي أﺧريًا ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﺑﻌﺎم — ﺑﻌﺪ ﻓﱰة ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺑﺤﻴﺚ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ أﺣﺪ اﻟﺘﻌﻠﻴﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ؛ إذ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ أﺣ ٌﺪ ﻳﻌﺮف ﻣﺎذا ﻓﻌﻞ ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ — وﻋﻨﺪﻣﺎ ﺟﺮى اﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﻛﻞ ﳾء ﰲ ﻣﻄﺒﻮﻋﺔ ﻣﺤﱰﻣﺔ ،ﻟﻢ ﺗﺘﻀﻤﱠ ﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ أي ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﺗﱪﱢر املﺨﺎوف اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ. ﺗﱰﺗﱠﺐ ﻋﲆ ﻋﻤﻠﻴﺔ إزاﺣﺔ املﺮاﺳﻠني املﺘﺨﺼﺼني ﺟﺎﻧﺒًﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺼﺒﺢ اﻟﻌﻠﻢ ﻣﻮﺿﻮع أﺧﺒﺎر اﻟﺼﻔﺤﺔ اﻷوﱃ ،وﻋﺪم اﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﻛﻤﺼﺪر ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﺧﻼل ﻫﺬه اﻟﻔﱰات؛ ﱠ ﻧﺘﺎﺋﺞُ ﻣﺘﻮﻗﻌﺔ .ﻟﻘﺪ اﻋﺘﺎد اﻟﺼﺤﻔﻴﻮن اﻻﺳﺘﻤﺎع ﺑﺂذان ﻧﺎﻗﺪة إﱃ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟﺼﺤﻔﻴﺔ ﻣﻦ املﺴﺌﻮﻟني اﻟﺼﺤﻔﻴني ،واﻟﺴﺎﺳﺔ ،وﻣﺴﺌﻮﱄ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳني ،وﻣﺴﺌﻮﱄ املﺒﻴﻌﺎت، ُﻈﻬﺮون ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم ﺷ ٍّﻜﺎ وﺟﻤﺎﻋﺎت املﺼﺎﻟﺢ ،واملﺸﺎﻫري ،وﻣﺮوﱢﺟﻲ اﻹﺷﺎﻋﺎت واﻟﻨﻤﺎﺋﻢ ،وﻳ ِ ﻃﺒﻴﻌﻴٍّﺎ ﺻﺤﻴٍّﺎ إزاء ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻌﻮن .ﻟﻜﻦ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻌﻠﻢ ،ﻻ ﻳﻤﺘﻠﻚ اﻟﺼﺤﻔﻴﻮن املﻬﺎرات اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺘﻘﻴﻴﻢ دﻟﻴﻞ ﻋﻠﻤﻲ ﺗﻘﻴﻴﻤً ﺎ ﻧﻘﺪﻳٍّﺎ ﺑﻨﺎءً ﻋﲆ ﻣﻤﻴﺰاﺗﻪ وﻋﻴﻮﺑﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻮﺿﻮﻋﻲ .ﰲ أﻓﻀﻞ ﱡ اﻟﺘﺤﻘﻖ ﻣﻦ ﺻﺤﺔ أدﻟﺔ ﻫﺆﻻء »اﻟﺨﱪاء« ﻣﻦ ﺧﻼل ُﻫﻮﻳﱠﺘﻬﻢ ﻛﺄﺷﺨﺎص، اﻷﺣﻮال ،ﺳﻴﺠﺮي أو رﺑﻤﺎ ﻣَ ﻦ ﻋﻤﻠﻮا ﻟﺼﺎﻟﺤﻪ .ﻳﻌﺘﻘﺪ اﻟﺼﺤﻔﻴﻮن — وﻛﺜريٌ ﻣﻦ ﻣﻨ ﱢ ﻈﻤﻲ اﻟﺤﻤﻼت اﻟﺪﻋﺎﺋﻴﺔ — أن ﻫﺬا ﻫﻮ ﻓﺤﻮى اﻟﺘﻘﻴﻴﻢ اﻟﻨﻘﺪي ﻹﺣﺪى اﻷﻃﺮوﺣﺎت اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ،وﻳﺒﺪون ﻓﺨﻮرﻳﻦ ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ ﺣني ﻳﻘﻮﻣﻮن ﺑﺬﻟﻚ. 318
ﺧﺪﻳﻌﺔ اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ ﰲ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم
ﻳﺠﺮي اﻟﺘﺨ ﱡﻠﺺ ﻣﻦ املﺤﺘﻮى اﻟﻌﻠﻤﻲ ﻟﻠﻘﺼﺺ — اﻷدﻟﺔ اﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻴﺔ اﻟﻔﻌﻠﻴﺔ — وإﺣﻼل ﻋﺒﺎرات ﺗﻮﺟﻴﻬﻴﺔ ﻣﺤﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺷﺨﺼﻴﺎت ﺗﺘﻤﺘﱠﻊ ﺑﺴﻤﻌﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻣﻦ ﻛﻼ ﺟﺎﻧﺒ َِﻲ املﻨﺎﻇﺮة ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳُﺴﻬﻢ ﰲ ﺗﺮﺳﻴﺦ ﺷﻌﻮر ﺟﺎﻣﺢ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﻃﻴﺔ اﻟﻨﺼﺎﺋﺢ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ إﱃ ﺣ ﱟﺪ ﻣﺎ ،واﻋﺘﻤﺎدﻫﺎ ﻋﲆ دور اﺟﺘﻤﺎﻋﻲ — »اﻟﺨﺒري« — أﻛﺜﺮ ِﻣﻦ اﻋﺘﻤﺎدﻫﺎ ﻋﲆ أدﻟﺔ ﺗﺠﺮﻳﺒﻴﺔ واﺿﺤﺔ وﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﻔﻬﻢ ﰲ اﻟﺤﺎل .وﻟﻌﻞ اﻷﻛﺜﺮ ﺳﻮءًا ﻣﻦ ﻫﺬا أن ﻋﻨﺎﴏ أﺧﺮى ﺗﱪز إﱃ واﺟﻬﺔ اﻟﻨﻘﺎش :ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ،رﻓﺾ ﺗﻮﻧﻲ ﺑﻠري اﻟﺘﴫﻳﺢ ﺑﻤﺎ إذا ﻛﺎن رﺿﻴﻌﻪ ﻗﺪ ﱠ ﺗﻠﻘﻰ ﺗﻄﻌﻴﻤً ﺎ ،اﻟﻘﺼﺺ اﻟﺨﺮاﻓﻴﺔ ،ﻋﺎﻟِﻢ »ﻣﻨﺸﻖ« ﺗُﺴ ﱠﻠﻂ ﻋﻠﻴﻪ اﻷﺿﻮاء ،واﻟﺘﻮﺳﻼت اﻟﻌﺎﻃﻔﻴﺔ ﻣﻦ اﻵﺑﺎء. أيﱡ ﻓﺮ ٍد ﻋﺎﻗﻞ ﻣﻦ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻳﺠﺮي ﺗﻮﺟﻴﻬﻪ ﺑﻤﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﻘﺼﺔ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ اﻟﺠﺬاﺑﺔ املﻘﻨِﻌﺔ، ﺳﻴﻜﻮن ﻟﻪ اﻟﺤﻖ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ ﰲ اﻟﻨﻈﺮ إﱃ أي ﺧﺒري ﻳﺰﻋﻢ أن اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ آﻣ ٌﻦ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره َ أﺧﺮق ووﻗﺤً ﺎ ،ﺧﺎﺻﺔ إذا ﻛﺎن ﻫﺬا اﻟﺰﻋﻢ ﻗﺪ ﺟﺎء ﰲ ﻏﻴﺎب أي دﻟﻴﻞ ﻳﺪﻋﻤﻪ. ُ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻘﺼﺔ ﺟﺬﱠاﺑﺔ ً أﻳﻀﺎ؛ ﻓﻤﺜﻞ ﻗﺼﺔ اﻷﻏﺬﻳﺔ املﻌﺪﻟﺔ وراﺛﻴٍّﺎْ ، ﻗﺼﺔ اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ ﺑﺪت ً ﻣﺘﻼﺋﻤﺔ ﻧﻮﻋً ﺎ ﻣﺎ ﻣﻊ ﻧﻤﻮذج أﺧﻼﻗﻲ ﺑﺴﻴﻂ ،وﻫﻮ ﻧﻤﻮذج أﺗﻔﻬﱠ ﻤﻪ ﺷﺨﺼﻴٍّﺎ ﻣﻔﺎدُه: اﻟﺜﻼﺛﻲ َ ﻣﺮاوﻏﺔ ﰲ اﻟﻐﺎﻟﺐ ،وﻻ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﻮﺛﻮق ﰲ اﻟﺴﺎﺳﺔ .ﱠ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻜﻦ اﻟﴩﻛﺎت اﻟﻜﱪى ِ ً أﻓﻜﺎرك اﻟﺤﺪﺳﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﺗﻘﻊ ﰲ اﻹﻃﺎر اﻟﺼﺤﻴﺢ ﺗُﻌَ ﺪ ﻣﺴﺄﻟﺔ ذات أﻫﻤﻴﺔ. ﻋﻦ ﻧﻔﴘ ،أﺷﻚ ﻛﺜريًا ﰲ ﴍﻛﺎت اﻷدوﻳﺔ؛ ﻟﻴﺲ ﻷﻧﻨﻲ أﻋﺘﻘﺪ أن ﺟﻤﻴﻊ اﻷدوﻳﺔ ردﻳﺌﺔ ،ﻟﻜﻦ ُ ْ ٍ رأﻳﺖ ﻣﻮادﻫﺎ اﻟﱰوﻳﺠﻴﺔ ﺗﴘء ﺑﻴﺎﻧﺎت ﻟﻴﺴﺖ ﰲ ﺻﺎﻟﺤﻬﺎ ،وﻷﻧﻨﻲ أﺧﻔﺖ ﻷﻧﻨﻲ أﻋﺮف أﻧﻬﺎ ً ﺗﻤﺜﻴﻞ اﻟﻌﻠﻢ .وﻟﻠﻤﺼﺎدﻓﺔ ً ﺑﺎﻟﻐﺔ ﺣﻴﺎل اﻷﻏﺬﻳﺔ املﻌﺪﱠﻟﺔ وراﺛﻴٍّﺎ؛ ﻟﻴﺲ أﻳﻀﺎ أن ﻟﺪيﱠ ﺷﻜﻮ ًﻛﺎ ﺑﺴﺒﺐ أي أوﺟﻪ ﻗﺼﻮر ﻛﺎﻣﻨﺔ ﰲ اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ،وﻟﻴﺲ ﻷﻧﻨﻲ أﻋﺘﻘﺪ أﻧﻬﺎ ﻋﲆ درﺟﺔ ﻓﺮﻳﺪة ﻣﻦ اﻟﺨﻄﻮرة .ﻓﻔﻲ ﻣﻮﺿﻊ ﻣﺎ ﺑني اﻟﺠﻤﻊ ﺑني اﻟﺠﻴﻨﺎت ﻣﻦ أﺟﻞ إﻧﺘﺎج ﻣﻨﺘﺠﺎت ﺳﺘﻌﺎﻟﺞ ﻣﺮض اﻟﻬﻴﻤﻮﻓﻴﻠﻴﺎ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ،وإﻧﺘﺎج ﺟﻴﻨﺎت ﻟﻌﻼج ﻣﻘﺎوﻣﺔ املﻀﺎدات اﻟﺤﻴﻮﻳﺔ ﻋﲆ ﻧﻄﺎق واﺳﻊ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ آﺧﺮ ،ﻳﻮﺟﺪ ﻣﺴﺎ ٌر وﺳ ٌ ﻂ ﻣﻌﻘﻮ ٌل ﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻌﺪﻳﻞ اﻟﻮراﺛﻲ ،ﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﳾء ﻻﻓﺖ ﺑﺸﺪة أو ﺧﻄﺮ ﻓﺮﻳﺪ ﻣﻦ ﻧﻮﻋﻪ ﺣﻴﺎل ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻌﺪﻳﻞ اﻟﻮراﺛﻲ ﻛﺘﻘﻨﻴﺔ. ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ذﻟﻚ ،ﻣﺎ زاﻟﺖ ﻟﺪيﱠ ﺷﻜﻮك ﺑﺎﻟﻐﺔ ﺣﻴﺎل ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻌﺪﻳﻞ اﻟﻮراﺛﻲ ﻷﺳﺒﺎب ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻬﺎ ﻋﲆ اﻹﻃﻼق ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ؛ وذﻟﻚ ﻷﻧﻬﺎ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ أﺳﻔﺮت ﻋﻦ ﻧﻮع ﺧﻄري ﻣﻦ اﻧﺘﻘﺎل اﻟﺴﻠﻄﺔ ﰲ ﻣﺠﺎل اﻟﺰراﻋﺔ ،وﺗُﻌﺘﱪ »اﻟﺒﺬور املﻨﻬﻴﺔ« ،اﻟﺘﻲ ﺗﻤﻮت ﰲ ﻧﻬﺎﻳﺔ املﻮﺳﻢ، إﺣﺪى اﻟﻄﺮق اﻟﺘﻲ ﺗﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻋﺘﻤﺎدﻳﺔ املﺰارﻋني ،ﻋﲆ املﺴﺘﻮى اﻟﻘﻮﻣﻲ وﰲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻨﺎﻣﻲ 319
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ﻋﲆ ﺣ ﱟﺪ ﺳﻮاء ،وﰲ اﻟﻮﻗﺖ ذاﺗﻪ ﺗﻀﻊ إﻣﺪادات اﻟﻐﺬاء اﻟﻌﺎملﻲ ﰲ أﻳﺪي اﻟﴩﻛﺎت املﺘﻌﺪدة ً أردت أن ﺗﺴﺘﻘﴢ أﻛﺜﺮ ،ﺗُﻌﺘﱪ ﻣﻮﻧﺴﺎﻧﺘﻮ ً َ ﴍﻛﺔ ﰲ ﻏﺎﻳﺔ اﻟﺸﻨﺎﻋﺔ أﻳﻀﺎ اﻟﺠﻨﺴﻴﺎت .إذا ْ ﺻﻨﻌﺖ ﻣُﺒﻴﺪ اﻟﻌﺎﻣﻞ اﻟﱪﺗﻘﺎﱄ ﺧﻼل ﺣﺮب ﻓﻴﺘﻨﺎم ،ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل(. )ﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﻋﻨﺪ رﺻﺪ اﻟﺤﻤﻼت اﻟﻌﻤﻴﺎء ،املﺤﻤﻮﻣﺔ ،اﻟﺨﺮﻗﺎء ﺿﺪ اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ واﻷﻏﺬﻳﺔ املﻌﺪﱠﻟﺔ وراﺛﻴٍّﺎ — وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻌﻜﺲ ﺳﻠﺴﻠﺔ اﻷﻓﻜﺎر اﻟﻄﻔﻮﻟﻴﺔ اﻟﻘﺎﺋﻠﺔ ﺑﺄن »املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ ﺗﻨﺠﺢ؛ ﻷن اﻵﺛﺎر اﻟﺠﺎﻧﺒﻴﺔ ﻟﻌﻘﺎر ﻓﻴﻮﻛﺲ ﺗَﺘَ َﺴ ﱠﱰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﴍﻛﺔ ﻣﺮك« — ﻳﺴﻬُ ﻞ اﻹﺣﺴﺎس ﺑﺸﻌﻮر ﻋﻤﻴﻖ ﺑﻀﻴﺎع اﻟﻔﺮص اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ،وأن ﻏﻀﺒﻨﺎ اﻟﻌﺎرم ﺣﻴﺎل املﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﺘﻨﻤﻮﻳﺔ ،ودور اﻟﺜﺮوات ﰲ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ ،وﺳﻮء ﻣﻤﺎرﺳﺎت اﻟﴩﻛﺎت اﻟﻜﱪى اﻟﴫﻳﺤﺔ ،ﻳﺠﺮي ﺗﻐﻴري ﻣﺴﺎره ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺎ ﺑﻌﻴﺪًا ﻋﻦ أي ﻏﺎﻳﺔ ﺻﺤﻴﺤﺔ وﻣﻔﻴﺪة ،وﰲ اﺗﺠﺎه ﺧﻴﺎﻻت ﻃﻔﻮﻟﻴﺔ ﺧﺮاﻓﻴﺔ .وﻳﺒﺪو ﻛﻨﺖ ﺗﻬﺘﻢ ٍّ َ ﱄ أﻧﻚ إذا َ ﻓﺄﻧﺖ ﺗُﻬﺪِر وﻗﺘﻚ ﻣﻊ ﺣﻘﺎ ﺑﺎﻟﴩﻛﺎت اﻟﻜﱪى ،واﻟﺒﻴﺌﺔ واﻟﺼﺤﺔ ،إذن اﻟﻬَ ﺬِرﻳﻦ أﻣﺜﺎل ﺑﻮﺳﺘﺎي ووﻳﻜﻔﻴﻠﺪ. ﺗﻮاﺟﻪ اﻟﺘﻐﻄﻴﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻣﺰﻳﺪًا ﻣﻦ اﻟﺘﻌﻄﻴﻞ واﻹﻋﺎﻗﺔ ،ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ،ﻣﻦ ﺧﻼل ﺣﻘﻴﻘﺔ أن ً إﻫﺎﻧﺔ ﻟﻸذﻛﻴﺎء، املﻮﺿﻮع ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن ﺻﻌﺐ اﻟﻔﻬﻢ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ .ﻗﺪ ﻳﺒﺪو ﻫﺬا ﰲ ﺣﺪ ذاﺗﻪ ﻣﺜﻞ اﻟﺼﺤﻔﻴني ،اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﺨﻴﱠﻠﻮن أﻧﻔﺴﻬﻢ ﻗﺎدرﻳﻦ ﻋﲆ ﻓﻬﻢ ﻣﻌﻈﻢ اﻷﺷﻴﺎء ،ﻟﻜﻦ ﻛﺎن ﺛﻤﺔ أﻳﻀﺎ ﰲ ﻣﻌﺪﻻت ﱡ ﺗﺴﺎ ُرع ً ﺗﻌﻘﺪ اﻷﻣﻮر ﻣﺆﺧ ًﺮا .ﻓﻘﺒﻞ ﺧﻤﺴني ﻋﺎﻣً ﺎ ،ﻛﺎن ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻚ أن ﺗﺼﻴﻎ ً ﻛﺎﻣﻼ ﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻋﻤﻞ ﺟﻬﺎز رادﻳﻮ »إﻳﻪ إم« ﻋﲆ ﻇﻬﺮ ﻓﻮﻃﺔ ﻣﺎﺋﺪة ،ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺗﻔﺴريًا ﱠ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻣﺪرﺳﻴﺔ ﺑﺴﻴﻄﺔ ،وﺗﺼﻤﻴﻢ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ رادﻳﻮ ﻻﺳﻠﻜﻲ ﺑﻤﻜﺸﺎف ِﺑﻠﻮري ﰲ اﻟﻔﺼﻞ ﻛﺬﻟﻚ اﻟﺬي ﰲ ﺳﻴﺎرﺗﻚ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ .وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎن أﺑﻮاك ﰲ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺸﺒﺎب ،ﻛﺎﻧﺎ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﺎن إﺻﻼح ﺳﻴﺎرﺗﻬﻤﺎ ﺑﻨﻔﺴﻴﻬﻤﺎ ،وﻛﺎﻧﺎ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﺎن َﻓﻬْ ﻢ اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻟﻜﺎﻣﻨﺔ وراء ﻣﻌﻈﻢ اﻷﺟﻬﺰة اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺼﺎدﻓﻮﻧﻬﺎ ،ﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ اﻷﻣﺮ ﻛﺬﻟﻚ اﻟﻴﻮم .ﻓﺤﺘﻰ ً ً ﺑﺎﻟﻐﺔ ﰲ ﺗﻔﺴري ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻋﻤﻞ ﻫﺎﺗﻔﻪ ﺻﻌﻮﺑﺔ أﻛﺜﺮ اﻷﺷﺨﺎص ﺧﱪة ﺑﺎﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺳﻴﺠﺪ ِ اﻛﺘﺴﺒﺖ اﻷﺟﻬﺰة اﻟﻨﻘﺎل؛ ﻷن اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺻﺎرت أﻛﺜﺮ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﰲ ﻓﻬﻤﻬﺎ وﺗﻔﺴريﻫﺎ ،وﻟﻘﺪ اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﻧﻮﻋً ﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﻌﻘﻴﺪ واﻟﻐﻤﻮض ﻳﺸﺒﻪ »اﻟﺼﻨﺪوق اﻷﺳﻮد« ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻗﺪ ﻳﺒﺪو أﻣ ًﺮا ً ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﻛﻮﻧﻪ ﻣﺪﻣﱢ ًﺮا ﻓﻜﺮﻳٍّﺎ .ﻟﻘﺪ ﺑُﺬ ِ ِرت اﻟﺒﺬور. ﻣﺸﺌﻮﻣً ﺎ ﻟﻜﻦ ﻳﺠﺐ أن ﻧﻌﻮد إﱃ املﻮﺿﻮع اﻷﺳﺎﳼ .إذا ﻛﺎن ﺛﻤﺔ َﻗﺪْر ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻢ ،إذن ﻓﻤﺎ اﻟﺬي »ﻧُﴩ« ﰲ ﺟﻤﻴﻊ ﻫﺬه اﻟﻘﺼﺺ املﻄﻮﱠﻟﺔ ﻋﻦ اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ؟ ﺑﺎﻟﻌﻮدة إﱃ ﺑﻴﺎﻧﺎت ﻋﺎم ٢٠٠٢املﺴﺘﻘﺎة ﻣﻦ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺒﺤﻮث اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﻟﻢ ﻳﺬﻛﺮ أﻧﺪرو وﻳﻜﻔﻴﻠﺪ إﻻ 320
ﺧﺪﻳﻌﺔ اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ ﰲ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم
رﺑﻊ اﻟﺒﺎﺣﺜني ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺒﺪو ﻏﺮﻳﺒًﺎ ،ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ إﱃ أﻧﻪ ﻛﺎن ﻳﻤﺜﱢﻞ اﻟﺮﻛﻦ اﻷﺳﺎﳼ ﰲ اﻟﻘﺼﺔ. َ وﺧ َﻠﻖ ﻫﺬا اﻧﻄﺒﺎﻋً ﺎ ﺧﺎﻃﺌًﺎ ﺑﺄن ﺛﻤﺔ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻛﺒرية ﻣﻦ اﻵراء اﻟﻄﺒﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﺸ ﱠﻜﻚ ﰲ اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ ،وﻟﻴﺲ ﻣﺠﺮد ﻋﺎﻟِﻢ واﺣﺪ »ﻣﻨﺸﻖ« .أﺷﺎر أﻗ ﱡﻞ ﻣﻦ ﺛُﻠﺚ اﻟﺘﻘﺎرﻳﺮ ذات اﻟﺤﺠﻢ اﻟﻜﺒري إﱃ اﻷدﻟﺔ اﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻴﺔ اﻟﺪاﻣﻐﺔ اﻟﻘﺎﺋﻠﺔ ﺑﺄن اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ آﻣﻦ ،وﻟﻢ ﺗُ ِﴩ إﻻ ﻧﺴﺒﺔ ﺑﻠﻐﺖ ١١ﰲ املﺎﺋﺔ ﻓﻘﻂ إﱃ اﻋﺘﺒﺎر اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ آﻣﻨًﺎ ﰲ اﻟﺪول اﻟﺘﺴﻌني اﻷﺧﺮى اﻟﺘﻲ ﻳُﺴﺘﺨﺪم ﻓﻴﻬﺎ. ﻛﺎن ﻣﻦ اﻟﻨﺎدر اﻟﻌﺜﻮر ﻋﲆ ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ ﻣﺴﺘﻔﻴﻀﺔ ﺣﻮل اﻷدﻟﺔ ﻋﲆ اﻟﺪوام؛ إذ اﻋﺘُ ِﱪ ْت ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ ﻛﻬﺬه ﰲ ﻏﺎﻳﺔ اﻟﺘﻌﻘﻴﺪ ،وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎن اﻷﻃﺒﺎء ﻳﺤﺎوﻟﻮن ﺗﻔﺴريﻫﺎ ﻛﺎن ﻳﺠﺮي إﺳﻜﺎﺗﻬﻢ داﺋﻤً ﺎ ،أو اﻷﺳﻮأ ،ﻛﺎن ﻳﺠﺮي اﺧﺘﺰال ﺗﻔﺴرياﺗﻬﻢ ﰲ ﺻﻮرة ﻋﺒﺎرات ﺑﺎﻫﺘﺔ ﻣﻔﺎدﻫﺎ أن »اﻟﻌﻠﻢ ﻗﺪ أﺛﺒﺖ« ﻋﺪم وﺟﻮد أي ﳾء ﻟﻠﻘﻠﻖ ﺣﻴﺎﻟﻪ .ﻛﺎن ﻳﺠﺮي وﺿﻊ وﺟﻬﺔ اﻟﻨﻈﺮ اﻟﻘﺎﴏة ﻫﺬه ﰲ ﻣﻘﺎﺑﻞ املﺨﺎوف اﻟﻌﺎﻃﻔﻴﺔ ﻟﺪى اﻵﺑﺎء املﻜﻠﻮﻣني. ﻣﻊ اﻧﻘﻀﺎء ﻋﺎم ،٢٠٠٢ﺻﺎرت اﻷﻣﻮر ﻏﺮﻳﺒﺔ ٍّ ْ ﺟﻌﻠﺖ ﺑﻌﺾ اﻟﺼﺤﻒ، ﺣﻘﺎ؛ ﻓﻘﺪ ﻣﺜﻞ ﺻﺤﻴﻔﺘﻲ »دﻳﲇ ﻣﻴﻞ« و»ذا دﻳﲇ ﺗﻠﻴﺠﺮاف« ،اﻟﺘﻄﻌﻴ َﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ ﻣﺤﻮر ﺣﻤﻠﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ً ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣﻮﺳﻌﺔ ،وﺑﻠﻐﺖ ﻣﺒﺎرﻛﺔ وﻳﻜﻔﻴﻠﺪ ﻧﻮﻋً ﺎ ﻣﻦ اﻟﱰوﻳﺞ املﺤﻤﻮم .ﻓﺄَﺟْ ﺮت ﻟﻮرﻳﻦ ﻓﺮﻳﺰر ﺣﴫﻳﺔ ﻣﻌﻪ ﻧ ُ ْ ﴩت ﰲ ﺻﺤﻴﻔﺔ »ذا دﻳﲇ ﺗﻠﻴﺠﺮاف« و ُِﺻﻒ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره »ﻧﺼريًا ﻟﻠﻤﺮﴇ ً ْ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ املﻘﺎﻻت وﻛﺘﺒﺖ ﻓﺮﻳﺰر اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺸﻌﺮون ﺑﺄن ﻣﺨﺎوﻓﻬﻢ ﻗﺪ ﺟﺮى ﺗﺠﺎﻫﻠﻬﺎ«. ﱠ )وﺗﻠﻘ ْﺖ ﻣﻜﺎﻓﺄﺗﻬﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺣﺼﻠﺖ ﻋﲆ ﺟﺎﺋﺰة ﻛﺎﺗﺒﺔ املﺸﺎ ِﺑﻬﺔ ﻋﲆ ﻣﺪى اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ اﻟﺸﺌﻮن اﻟﺼﺤﻴﺔ ﻟﻠﺼﺤﺎﻓﺔ اﻟﱪﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻟﻌﺎم ،٢٠٠٢وﻫﻲ ﺟﺎﺋﺰة ﻻ أﺗﻮﻗﻊ أن ﱠ أﺗﻠﻘﺎﻫﺎ ﺷﺨﺼﻴٍّﺎ(. ﱠﻣﺖ ﺟﻮﺳﺘني ﺑﻴﻜﺎردي ً ﻗﺪ ْ ﻣﻘﺎﻻ ﻣﺼ ﱠﻮ ًرا ﻣﺒﻬ ًﺮا ﻋﻦ وﻳﻜﻔﻴﻠﺪ ،وﻣﻨﺰﻟﻪ ،وﻋﺎﺋﻠﺘﻪ ﰲ ﻣﺠﻠﺔ »ﺗﻠﻴﺠﺮاف« اﻟﺼﺎدرة ﻳﻮم اﻟﺴﺒﺖ .ﻓﺘﺨﱪﻧﺎ أن آﻧﺪي »ﺑﻄﻞ وﺳﻴﻢ ،ﻻﻣﻊ اﻟﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ ﻋﺎﺋﻼت اﻷﻃﻔﺎل املﺘﻮﺣﺪﻳﻦ «.ﻛﻴﻒ ﺗﺒﺪو ﻋﺎﺋﻠﺘﻪ؟ »ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺗﺪﻋﻮ إﱃ اﻹﻋﺠﺎب ،ﻧﺎﺑﻀﺔ ْ زرﻋﺖ أﺟﻬﺰة ﱡ ﺗﻨﺼﺖ ﺑﺎﻟﺤﻴﺎة ،اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻌﺪ ﺑﻤﺼﺎدﻗﺘﻬﺎ ،ﰲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﻗﻮًى ﺧﻔﻴﺔ ﱠ ْ ﺳﺠﻼت املﺮﴇ اﻟﺼﺤﻴﺔ ﰲ ﻋﻤﻠﻴﺎت ﺳﻄﻮ »ﻏري ﻣﻔﻬﻮﻣﺔ ﻇﺎﻫﺮﻳٍّﺎ« «.إﻧﻬﺎ ﺗﺨﺘﻠﻖ وﴎﻗﺖ ﺧﻴﺎﻻت — وأﻗﺴﻢ ﻟﻚ إﻧﻨﻲ ﻻ أﺧﺘﻠﻖ أﻳٍّﺎ ﻣﻦ ﻫﺬا — ﺣﻮل ﺻﻮرة ﻫﻮﻟﻴﻮودﻳﺔ ﻟﴫاع وﻳﻜﻔﻴﻠﺪ اﻟﺒﻄﻮﱄ ،ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻌﺐ راﺳﻞ ﻛﺮو دور اﻟﺒﻄﻮﻟﺔ »أﻣﺎم ﺟﻮﻟﻴﺎ روﺑﺮﺗﺲ اﻟﺘﻲ ﺗﻠﻌﺐ دور أ ﱟم وﺣﻴﺪة ِﻣﻘﺪاﻣﺔ ﺗﻨﺎﺿﻞ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﻌﺪاﻟﺔ ﻟﻄﻔﻠﻬﺎ«. 321
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
) (8اﻷدﻟﺔ ﻋﲆ أﻣﺎن اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ إذن ﻣﺎ اﻷدﻟﺔ ﻋﲆ أﻣﺎن اﺳﺘﺨﺪام اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ؟ ﺛﻤﺔ ﻋﺪ ٌد ﻣﻦ اﻟﻄﺮق ﻟﺒﺤﺚ اﻷدﻟﺔ ﻋﲆ أﻣﺎن ﱡ ﺗﺪﺧﻞ ﻋﻼﺟﻲ ﱠ ﻣﻌني ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﲆ ﻣﻘﺪار اﻻﻧﺘﺒﺎه اﻟﺬي ﻳﺠﺐ أن ﺗﻮﻟﻴﻪ ﻟﻪ .ﺗﺘﻤﺜﱠﻞ أﺑﺴﻂ اﻟﻄﺮق ﰲ اﻧﺘﻘﺎء إﺣﺪى اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت ً ﻣﺴﺘﺴﺎﻏﺎ ذات اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ واﻟﺜﻘﻞ ،رﺑﻤﺎ ﻳﻜﻮن ﻃﺒﻴﺒًﺎ ،ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن ذﻟﻚ ﻻ ﻳﺒﺪو )ﰲ اﺳﺘﻄﻼﻋﺎت اﻟﺮأي ﻳﻘﻮل ا ُملﺴﺘﻄ َﻠﻌﻮن إﻧﻬﻢ ﻳﺜﻘﻮن ﰲ اﻷﻃﺒﺎء أﻛﺜﺮ ﻣﻦ أي ﺷﺨﺺ آﺧﺮ ،وﰲ اﻟﺼﺤﻔﻴني أﻗﻞ ﻣﻦ أي ﺷﺨﺺ آﺧﺮ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﱢ ﻳﺒني وﺟﻪ اﻟﻘﺼﻮر ﰲ ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻻﺳﺘﻄﻼﻋﺎت(. ﻳﻤﻜﻦ ً أﻳﻀﺎ اﻧﺘﻘﺎء ﺷﺨﺼﻴﺔ أﺧﺮى أﻛﺜﺮ ﺗﺄﺛريًا دون ﺗﺪﻗﻴﻖ ،إذا ﻛﺎﻧﺖ ﺛﻤﺔ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺗﻨﺎﺳﺒﻚ .ﻛﺎن ﻣﻌﻬﺪ اﻟﻄﺐ ،واﻟﻜﻠﻴﺎت املﻠﻜﻴﺔ ،وﻫﻴﺌﺔ اﻟﺨﺪﻣﺎت اﻟﺼﺤﻴﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ،وﻏري ذﻟﻚ ﱠ املﺆﺳﺴﺎت ،ﻗﺪ أﻳﱠﺪوا اﺳﺘﺨﺪام اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ ،ﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ذﻟﻚ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺒﺪو ﻛﺎﻓﻴًﺎ ﻣﻦ ﺑﺤﻴﺚ ﻳﻜﻮن ﻣُﻘﻨِﻌً ﺎ .ﻳﻤﻜﻨﻚ أن ﺗﻘﺪﱢم ﺑﻌﺾ املﻌﻠﻮﻣﺎت :ﺟﺎءت اﻟﻌﺒﺎرة اﻵﺗﻴﺔ ﰲ ﺻﺪارة ﻣﻮﻗﻊ ﻫﻴﺌﺔ اﻟﺨﺪﻣﺎت اﻟﺼﺤﻴﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ » :mmrthefacts.nhs.ukاﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ آﻣﻦ« )ﺣﺮﻓﻴٍّﺎ( .ﱠ ووﻓﺮ املﻮﻗﻊ ﻟﻠﻘﺎرئ إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ اﻟﺒﺤﺚ ﺗﻔﺼﻴﻠﻴٍّﺎ ﰲ اﻟﺪراﺳﺎت املﻔﺮدة 3 .ﻟﻜﻦ ﻟﻢ أﻳﻀﺎ إﻻ ً ﻳُﻔﻠﺢ ﻫﺬا ً ﻗﻠﻴﻼ ﰲ وﻗﻒ املﺪﱢ ،ﻓﺒﻤﺠﺮد اﻧﺘﺸﺎر إﺣﺪى املﺨﺎوف اﻟﺼﺤﻴﺔ ،رﺑﻤﺎ ﻳﺒﺪو إﻗﺮار ﺑﺎﻟﺬﻧﺐ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺠﺬب اﻻﻧﺘﺒﺎه أﻛﺜﺮ إﱃ ﻣﺼﺪر املﺨﺎوف. ﻛﻞ ﺗﻔﻨﻴﺪ ﺑﻤﻨﺰﻟﺔ ٍ ﺗﺄﺗﻲ ﺗﻘﺎرﻳﺮ »ﻛﻮﻛﺮﻳﻦ ﻛﻮﻻﺑﻮرﻳﺸﻦ« ﺧﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ اﻷﺧﻄﺎء ،وﻗﺪ ﻗﺎم املﴩوع ﺑﺈﺟﺮاء ﻣﺮاﺟﻌﺔ ﺑﺤﺜﻴﺔ ﻧﻘﺪﻳﺔ ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ ﺣﻮل أدﺑﻴﺎت اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲَ ، وﺧ َﻠ ِ ﺼﺖ املﺮاﺟﻌﺔ إﱃ ﻋﺪم وﺟﻮد دﻟﻴﻞ ﻋﲆ ﻋﺪم أﻣﺎن اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ )ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻋﺪم ﻇﻬﻮر املﺮاﺟﻌﺔ إﻻ ﰲ ُ َ ٍ ﻣﺮاﺟﻌﺔ ﻟﻠﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ وﺳﺎﺋﻞ ﻋﻤﻠﻴﺔ املﺮاﺟﻌﺔ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ ﻋﺎم .(٢٠٠٥أﺟﺮت ﻫﺬه اﻹﻋﻼم ﻗﺪ ﺗﺠﺎﻫﻠﺘْﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻤﻨﻬﺞ .ﻋﻼ َم ﻳﺪل ذﻟﻚ؟ إذا أردﻧﺎ أن ﻧﺤﺘﻔﻆ ﺑﺎﻷرض اﻟﺼﻠﺒﺔ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ املﺮﺗﻔﻌﺔ اﻟﺘﻲ ﻧﻘﻒ ﻋﻠﻴﻬﺎ؛ ﻓﺜﻤﺔ أﺷﻴﺎء ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻧﺤﺘﺎج إﱃ ﻓﻬﻤﻬﺎ ﺑﺸﺄن اﻷدﻟﺔ؛ ً أوﻻ :ﻻ ﺗﻮﺟﺪ دراﺳﺔ واﺣﺪة ﻗﺎﻃﻌﺔ ﺗﺜﺒﺖ أن اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ آﻣﻦ )ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن اﻷدﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮل إﻧﻪ ﺧﻄري ﻛﺎﻧﺖ ﻏري ﻣﻘﻨﻌﺔ ﻋﲆ ً ٌ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺿﺎﺑﻄﺔ وﺗﻮزﻳﻌً ﺎ ﻋﺸﻮاﺋﻴٍّﺎ. ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺗﺘﻀﻤﱠ ﻦ اﻹﻃﻼق( .ﻓﻼ ﺗﻮﺟﺪ ،ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل، ﺑﻞ ﻳُﻌﺮض ﻋﻠﻴﻨﺎً ، ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ذﻟﻚ ،ﻣﺴﺘﻨﻘﻊ ﺿﺨﻢ ﻣﻦ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ،ﻣﻦ ﻋﺪة دراﺳﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ، ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﺗﺘﻀﻤﱠ ﻦ ﻋﻴﻮﺑًﺎ ﰲ ﻃﺮاﺋﻘﻬﺎ اﻟﺨﺎﺻﺔ املﺘﱠﺒَﻌﺔ ﰲ اﻟﺒﺤﺚ ﻷﺳﺒﺎب ﺗﺘﻌ ﱠﻠﻖ ﺑﺎﻟﺘﻜﻠﻔﺔ، واﻟﻜﻔﺎءة ،إﻟﺦ .ﺛﻤﺔ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺷﺎﺋﻌﺔ ﰲ اﺳﺘﺨﺪام اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﰲ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻦ أﺳﺌﻠﺔ 322
ﺧﺪﻳﻌﺔ اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ ﰲ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم
ﻗﺪﻳﻤﺔ ،ﻫﻲ أن ﻫﺬه اﻷوراق اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ وﻣﺠﻤﻮﻋﺎت اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت رﺑﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻀﻤﱠ ﻦ اﻟﻜﺜري ﻣﻦ ﻧﺤﻮ ﻳﺘﺴﻢ ﺑﺎﻟﻜﻔﺎءة اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﻟﻺﺟﺎﺑﺔ ﻋﻦ اﻷﺳﺌﻠﺔ املﻌﻠﻮﻣﺎت املﻔﻴﺪة ،اﻟﺘﻲ ﺟﺮى ﺟﻤﻌﻬﺎ ﻋﲆ ٍ اﻟﺘﻲ ﻛﺎن اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن ﻣﻬﺘﻤﱢ ني ﺑﻬﺎ ﰲ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺜﺎﻟﻴﺔ ﻟﺘﻠﺒﻴﺔ ﺣﺎﺟﺎﺗﻚ ،ﻫﻲ رﺑﻤﺎ ﺑﻴﺎﻧﺎت ﺟﻴﺪة ﻓﻘﻂ. ً أﺟﺮى ﺳﻤﻴﺚ وآﺧﺮون ،ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل ،ﺷﻴﺌﺎ أﻃﻠﻘﻮا ﻋﻠﻴﻪ دراﺳﺔ »ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ«، ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام ﻗﺎﻋﺪة ﺑﻴﺎﻧﺎت ﺑﺤﻮث أﻃﺒﺎء املﻤﺎرﺳﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ .ﻳُﻌﺘﱪ ﻫﺬا ﻧﻮﻋً ﺎ ﺷﺎﺋﻌً ﺎ ﻣﻦ اﻟﺪراﺳﺎت ،ﻳﺠﺮي ﻓﻴﻪ أﺧﺬ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻷﺷﺨﺎص املﺼﺎﺑني ﺑﺎملﺮض اﻟﺬي ﺗﺒﺤﺜﻪ )اﻟﺘﻮﺣﺪ( ،وﻣﺠﻤﻮﻋﺔ أﺧﺮى ﻣﻦ اﻷﺷﺨﺎص ﻏري املﺼﺎﺑني ﺑﻪ ،ﺛﻢ ﺗﺒﺤﺚ إذا ﻣﺎ ﻛﺎن ﺛﻤﺔ أيﱡ اﺧﺘﻼف ﰲ ﺣﺠﻢ ﺗﻌ ﱡﺮض ﻛﻞ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻟﻠﴚء اﻟﺬي ﺗﻌﺘﻘﺪ أﻧﻪ رﺑﻤﺎ ﻳﺴﺒﱢﺐ املﺮض )اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ(. ﻛﻨﺖ ﺗﻬﺘﻢ ﺑﻤﻌﺮﻓﺔ اﻟﺠﻬﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻤﱠ ْ إذا َ ﻠﺖ ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ اﻟﺪراﺳﺔ — وآﻣُﻞ أن ﺗﻜﻮن ﻗﺪ َ أﺻﺒﺤﺖ أﻛﺜﺮ ﺗﻄﻮ ًرا ﻓﻜﺮﻳٍّﺎ ﻣﻦ ذﻟﻚ اﻵن — ﻓﻬﻲ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺒﺤﻮث اﻟﻄﺒﻴﺔ .ﻓﻘﺪ وﺟﺪ اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن ﺣﻮاﱄ ١٣٠٠ﺷﺨﺺ ﻣﺼﺎب ﺑﺎﻟﺘﻮﺣﺪ ،ﺛﻢ اﺳﺘﻌﺎﻧﻮا ﺑﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻷﺷﺨﺎص »ﻛﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺿﺎﺑﻄﺔ«؛ ﻋﻴﱢﻨﺔ ﻋﺸﻮاﺋﻴﺔ ﻣﻦ أﺷﺨﺎص ﻏري ﻣﺼﺎﺑني ﺑﺎﻟﺘﻮﺣﺪ ،ﰲ ﻧﻔﺲ اﻟﻌﻤﺮ، وﻣﻦ ﻧﻔﺲ اﻟﺠﻨﺲ ،واملﻬﻨﺔ .ﺛﻢ ﻧﻈﺮ اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن إﱃ ﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ أﻛﺜﺮ ﺷﻴﻮﻋً ﺎ ﺑني اﻷﺷﺨﺎص املﺼﺎﺑني ﺑﺎﻟﺘﻮﺣﺪ ،أم ﻟﺪى املﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻀﺎﺑﻄﺔ ،وﻟﻢ ﻳﺠﺪوا أيﱠ ﻓﺮق ﺑني ً ُ ﻣﺮاﺟﻌﺔ ﺑﺤﺜﻴﺔ ﻧﻘﺪﻳﺔ ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ ﻟﺪراﺳﺎت ﻣﺸﺎﺑﻬﺔ أﻧﻔﺴﻬﻢ املﺠﻤﻮﻋﺘني .أﺟﺮى اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن ﰲ اﻟﻮﻻﻳﺎت املﺘﺤﺪة وﰲ اﻟﺪول اﻻﺳﻜﻨﺪﻧﺎﻓﻴﺔ ،وﻣﺮة أﺧﺮى ،ﻣﻦ ﺧﻼل ﺟﻤﻊ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ،ﻟﻢ ﻳﺠﺪوا أيﱠ ﻋﻼﻗﺔ ﺑني اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ واﻟﺘﻮﺣﺪ. ﻫﻨﺎك ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﰲ ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﺒﺤﻮث ،ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ،وﻫﻲ ﻣﺎ آﻣُﻞ أن ﺗﻼﺣﻈﻬﺎ: ﱠ »ﻳﺘﻠﻘﻰ« ﻣﻌﻈﻢ اﻟﻨﺎس اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ؛ ﻟﺬا رﺑﻤﺎ ﻳﻜﻮن اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﺗﺒﺤﺜﻬﻢ و»ﻟﻢ« ﱠ ﻳﺘﻠﻘﻮا اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ ﻏريَ ﻋﺎدﻳني ﻣﻦ أوﺟﻪ أﺧﺮى — رﺑﻤﺎ رﻓﺾ آﺑﺎؤﻫﻢ اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ ﻷﺳﺒﺎب أﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ أو ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ،أو ﻟﺪى اﻟﻄﻔﻞ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺻﺤﻴﺔ ﻋﻀﻮﻳﺔ ﻗﺎﺋﻤﺔ — ورﺑﻤﺎ ﺗﺘﻌ ﱠﻠﻖ ﺗﻠﻚ اﻟﻌﻮاﻣﻞ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘﻮﺣﺪ .ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎك اﻟﻜﺜري ﻣﻤﺎ ﻳﻤﻜﻨﻚ ﻋﻤﻠﻪ ﰲ إﻃﺎر ﺗﺼﻤﻴﻢ اﻟﺪراﺳﺔ ﺣﻴﺎل ﻫﺬا »املﺘﻐري املﺤري« املﺤﺘﻤﻞ؛ ﻷﻧﻪ ﻣﻦ ﻏري املﺤﺘﻤﻞ — ﻣﺜﻠﻤﺎ ذﻛﺮﻧﺎ — أن ﺗُﺠﺮي دراﺳﺔ ﺗﺘﻀﻤﱠ ﻦ ﺗﻮزﻳﻌً ﺎ ﻋﺸﻮاﺋﻴٍّﺎ وﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺿﺎﺑﻄﺔ ﻻ ﺗﻌﻄﻲ اﻷﻃﻔﺎل ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺘﻄﻌﻴﻤﺎت ﻋﲆ ﻧﺤﻮ ﻋﺸﻮاﺋﻲ؛ إذ إﻧﻚ ﺑﺬﻟﻚ ﺗُﻠﻘﻲ ﺑﺎﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﰲ ﺑﻮﺗﻘﺔ واﺣﺪة ﻣﻊ ﺑﻘﻴﺔ املﻌﻠﻮﻣﺎت ،ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﻮﺻﻮل إﱃ ﺣﻜﻤﻚ اﻟﺨﺎص .وﻣﺜﻠﻤﺎ اﺗﻔﻖ ،ﻣﴣ ﺳﻤﻴﺚ وآﺧﺮون ﺑﻌﻴﺪًا ﻟﻀﻤﺎن أن 323
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
َ املﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻀﺎﺑﻄﺔ اﻟﺘﻲ اﺳﺘﻌﺎﻧﻮا ﺑﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﱢ ﺷﺌﺖ ،ﻳﻤﻜﻨﻚ أن ﺗﻘﺮأ اﻟﻮرﻗﺔ ﻣﻌﱪة .إذا اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ وﺗﻘ ﱢﺮر ﻣﺎ إذا َ ﻛﻨﺖ ﺗﺘﻔﻖ ﻣﻊ ذﻟﻚ أم ﻻ. إذن ﻛﺎﻧﺖ دراﺳﺔ »ﺳﻤﻴﺚ« دراﺳﺔ »ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ«؛ ﺣﻴﺚ ﺗﺠﺮي ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑني ﱠ ﱠ ﺗﺘﺤﻘﻖ ،وﻳﺠﺮي اﻟﺒﺤﺚ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﰲ ﻣﺪى ﺗﺘﺤﻘﻖ ﻟﺪﻳﻬﻤﺎ اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ أو ﻻ ﻣﺠﻤﻮﻋﺘني ﺷﻴﻮع اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎملﺮض ﰲ ﻛﻞ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ .ﰲ اﻟﺪﻧﻤﺎرك ،ﻗﺎم ﻣﺎدﺳﻦ وآﺧﺮون ﺑﺪراﺳﺔ ﻋﻜﺴﻴﺔ ،ﺗُﺴﻤﱠ ﻰ »دراﺳﺔ ﺣﺸﺪﻳﺔ« .ﰲ ﻫﺬه اﻟﺪراﺳﺔ ﺗﺠﺮي ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﺠﻤﻮﻋﺘني ﻣﺼﺎﺑﺘني ﺑﺎملﺮض أو ﻻ ،ﻣﻦ أﺟﻞ ﺑﺤﺚ ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﺛﻤﺔ أي ﺗﻐﻴري ﰲ اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ اﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ .ﰲ ﻫﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ ﺗﺤﺪﻳﺪًا ،ﺗُﺸ ﱠﻜﻞ ﻣﺠﻤﻮﻋﺘﺎن ،ﱠ ﺗﻠﻘﻰ أﻓﺮادﻫﻤﺎ اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ أو ﻻ ،ﺛﻢ ﻳﺠﺮي اﻟﺘﺄﻛﺪ ً ﻻﺣﻘﺎ ً ﻣﺨﺘﻠﻔﺎ ﺑﺄي ﺣﺎل ﻣﻦ اﻷﺣﻮال ﺑني املﺠﻤﻮﻋﺘني. ﻣﻤﺎ إذا ﻛﺎن ﻣﻌﺪل اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﺘﻮﺣﺪ ْ وﺷﻤﻠﺖ ﺟﻤﻴﻊ اﻷﻃﻔﺎل اﻟﺬﻳﻦ وُﻟﺪوا ﰲ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه اﻟﺪراﺳﺔ ﻛﺒرية — ﻛﺒرية ﺟﺪٍّا — اﻟﺪﻧﻤﺎرك ﺑني ﻳﻨﺎﻳﺮ ١٩٩١ودﻳﺴﻤﱪ .١٩٩٨ﰲ اﻟﺪﻧﻤﺎرك ﺛﻤﺔ ﻧﻈﺎم ﻳﺘﻀﻤﱠ ﻦ أرﻗﺎم ُﻫﻮﻳﱠﺔ ﱠ ﺑﺴﺠﻼت اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ واملﻌﻠﻮﻣﺎت املﺘﻮاﻓﺮة ﺣﻮل ﺗﺸﺨﻴﺺ اﻟﺘﻮﺣﺪ، ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻣﻤﻴﺰة ،ﺗﺘﺼﻞ وﻫﻮ ﻣﺎ ﺟﻌﻞ ﺑﺎﻹﻣﻜﺎن ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﺣﺎﻟﺔ ﺟﻤﻴﻊ اﻷﻃﻔﺎل املﺸﺎرﻛني ﰲ اﻟﺪراﺳﺔ ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ .ﻛﺎن ﻫﺬا ﺗﻠﻘﻮا اﻟﺘﻄﻌﻴﻤﺎت ،و ٩٦٦٤٨ﻟﻢ ﱠ ﻃﻔﻼ ﻗﺪ ﱠ ً ﻳﺘﻠﻘﻮْﻫﺎ. إﻧﺠﺎ ًزا ﺑﺎﻫ ًﺮا؛ إذ ﻛﺎن ﺛﻤﺔ ٤٤٠٦٥٥ وﻟﻢ ﺗُﺴﻔِ ﺮ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻋﻦ وﺟﻮد أي ﻓﺮق ﺑني اﻷﻃﻔﺎل املﻄﻌﱠ ﻤني وﻏري املﻄﻌﱠ ﻤني ،ﺳﻮاء ﰲ ﻣﻌﺪﻻت اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﺘﻮﺣﺪ أو اﺿﻄﺮاﺑﺎت ﻃﻴﻒ اﻟﺘﻮﺣﺪ ،ﻛﻤﺎ ﻟﻢ ﺗُﺴﻔِ ﺮ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻋﻦ وﺟﻮد ارﺗﺒﺎط ﺑني اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﺘﻮﺣﺪ واﻟﻌﻤﺮ ﻋﻨﺪ ﱢ ﺗﻠﻘﻲ اﻟﺘﻄﻌﻴﻤﺎت. اﺳﺘﺠﺎب ﻣﻨ ﱢ ﻈﻤﻮ اﻟﺤﻤﻼت املﻨﺎﻫﻀﺔ ﻻﺳﺘﺨﺪام اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ إﱃ ﻫﺬه اﻟﺪراﺳﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻘﻮل ﺑﺄن ﻋﺪدًا ﺻﻐريًا ﻓﻘﻂ ﻣﻦ اﻷﻃﻔﺎل ﻳﺘﴬﱠ ر ﺟﺮاء اﻟﺘﻄﻌﻴﻤﺎت ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻻ ً ﻣﺘﻮاﻓﻘﺎ ﻣﻊ ادﱢﻋﺎءاﺗﻬﻢ ﺑﺄن اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ ﻣﺴﺌﻮل ﻋﻦ اﻟﻄﻔﺮة اﻟﻬﺎﺋﻠﺔ ﰲ ﺗﺸﺨﻴﺺ ﻳﺒﺪو اﻟﺘﻮﺣﺪ .ﻋﲆ أي ﺣﺎل ،إذا ﺗﺴﺒﱠﺐ أﺣﺪ اﻟﺘﻄﻌﻴﻤﺎت ﰲ ﴐر ﻟﻌﺪد ﺻﻐري ﺟﺪٍّا ﻣﻦ اﻷﺷﺨﺎص، ً ً ﻣﺨﺘﻠﻔﺎ ﻋﻦ أي ﺗﺪﺧﻞ ﻋﻼﺟﻲ آﺧﺮ )أو أي ﻣﺪﻫﺸﺎ؛ إذ ﻟﻦ ﻳﻜﻮن اﻷﻣﺮ ﻓﻠﻦ ﻳﻜﻮن ﻫﺬا ﻧﺸﺎط إﻧﺴﺎﻧﻲ ،وﻫﻮ أﻣﺮ ﻣﺤﻞ ﺟﺪل( ،وﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻟﻦ ﻳﻜﻮن ﺛﻤﺔ أي ﻗﺼﺔ. ﻛﻤﺎ ﻣﻊ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺪراﺳﺎت ،ﻫﻨﺎك ﻣﺸﻜﻼت ﻣﻊ ﻫﺬه اﻟﺪراﺳﺔ اﻟﻀﺨﻤﺔ .ﺗﻨﺘﻬﻲ ﺳﺠﻼت ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ اﻟﺘﺸﺨﻴﺺ ) ٣١دﻳﺴﻤﱪ (١٩٩٩ﺑﻌﺪ اﻟﻴﻮم اﻷﺧري ﻣﻦ ﺗﺎرﻳﺦ اﻻﻧﻀﻤﺎم إﱃ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﺪراﺳﺔ؛ ﻟﺬا ،ﻧﻈ ًﺮا ﻷن اﻟﺘﻮﺣﺪ ﺗﺘﻢ اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﻪ ﺑﻌﺪ ﻋﻤﺮ ﻋﺎم واﺣﺪ ،ﻟﻦ ﻳﻜﻮن ﻣﻦ املﺤﺘﻤﻞ أن ﻳُﻈﻬﺮ اﻷﻃﻔﺎل اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻮﻟﺪون ً ﻻﺣﻘﺎ ﰲ املﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ أي أﻋﺮاض ﻟﻠﺘﻮﺣﺪ ﻣﻊ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻓﱰة املﺘﺎﺑﻌﺔ .وﻟﻜﻦ ﺟﺮى ﺗﺴﻠﻴﻂ اﻟﻀﻮء ﻋﲆ ﻫﺬا ﰲ اﻟﺪراﺳﺔ ،وﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻚ أن 324
ﺧﺪﻳﻌﺔ اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ ﰲ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم
ﺗﻘ ﱢﺮر ﻣﺎ إذا َ ﻛﻨﺖ ﺗﻌﺘﻘﺪ أن ﻫﺬا ﺳﻴﻘﻮﱢض اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻹﺟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻟﻬﺎ أم ﻻ .ﻻ أﻋﺘﻘﺪ أن ﰲ ﻫﺬا ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻛﺒرية .ﻫﺬا رأﻳﻲ ،وأﻋﺘﻘﺪ أﻧﻚ رﺑﻤﺎ ﺗﻮاﻓﻖ ﻋﲆ أن اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺧﺮﻗﺎء .ﻓﻘﺪ أُﺟﺮﻳﺖ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻋﲆ أي ﺣﺎل ﻣﻦ ﻳﻨﺎﻳﺮ .١٩٩١ ﻫﺬا ﻫﻮ ﻧﻮع اﻷدﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﺘﺠﺪﻫﺎ ﰲ ﻣﺮاﺟﻌﺔ ﻛﻮﻛﺮﻳﻦ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ ،اﻟﺘﻲ و ْ َﺟﺪت ،ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﺷﺪﻳﺪة ،أن »اﻷدﻟﺔ املﺘﻮاﻓﺮة ﺣﻮل أﻣﺎن وﻓﺎﻋﻠﻴﺔ اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ ﺗﺪﻋﻢ ﺳﻴﺎﺳﺎت اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺠﻤﺎﻋﻲ اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ اﻟﻬﺎدﻓﺔ إﱃ اﻟﻘﻀﺎء ﻋﲆ اﻟﺤﺼﺒﺔ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ ﺑﻐﺮض ﺗﻘﻠﻴﺺ ﻣﻌﺪﻻت اﻧﺘﺸﺎر املﺮض واﻟﻮﻓﻴﺎت املﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﻨﻜﺎف واﻟﺤﺼﺒﺔ اﻷملﺎﻧﻴﺔ«. ﻨﺖ ﻣﺮاﺟﻌﺔ ﻛﻮﻛﺮﻳﻦ ً ﺗﻀﻤﱠ ْ أﻳﻀﺎ اﻧﺘﻘﺎدات ﻣﺘﻌﺪﱢدة ﻟﻸدﻟﺔ اﻟﺘﻲ راﺟﻌَ ﺘْﻬﺎ ،واﻟﺘﻲ، ً ﻓﺮﺻﺔ ﻟﻠﺰﻋﻢ ﺑﺄن ﺛﻤﺔ ﻧﻮﻋً ﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﻠﻔﻴﻖ .ﻛﺎﻧﺖ املﺮاﺟﻌﺔ ﻟﻠﻐﺮاﺑﺔ ،اﻧﺘﻬﺰﻫﺎ ﻣﻌ ﱢﻠﻘﻮن ﻛﺜريون اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ ﺗﺴري ﰲ اﺗﺠﺎه اﻟﺘﻮﺻﻞ إﱃ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻣﻔﺎدﻫﺎ أن اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ ﻳﻤﺜﱢﻞ َ ﻗﺮأت املﺤﺘﻮى ،ﻟﻜﻦ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ،ﻓﺠﺄ ًةَ ،ﺧ َﻠ ِ ﺼﺖ املﺮاﺟﻌﺔ إﱃ ﺧﻄ ًﺮا ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻳﺰﻋﻤﻮن ،إذا اﺳﺘﻨﺘﺎج ﻣﻄﻤﱧ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺮﺟﻊ ﺑﻼ ﺷﻚ إﱃ ﺿﻐﻂ ﺳﻴﺎﳼ ﺧﻔﻲ. ْ ﻏﻀﺒﺖ ﻣﻴﻼﻧﻲ ﻓﻴﻠﻴﺒﺲ اﻟﺼﺤﻔﻴﺔ ﰲ »دﻳﲇ ﻣﻴﻞ« ،وﻫﻲ إﺣﺪى رواد ﺣﺮﻛﺔ ﻣﻨﺎﻫﻀﺔ ُ َ ِ املﺮاﺟﻌﺔ أن ﻣﺎ ﻻ ﻳﻘﻞ »ذﻛﺮت اﻛﺘﺸﻔﺘْﻪ: اﻟﺘﻄﻌﻴﻤﺎت ،ﻏﻀﺒًﺎ ﻋﺎرﻣً ﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺎ ﻇﻨﱠﺖ أﻧﻬﺎ ﻋﻦ ﺗﺴﻊ دراﺳﺎت ﻣﻦ ﺑني أﺷﻬﺮ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻲ اﺳﺘُ ْ ﺨﺪﻣﺖ ﺿﺪ أﻧﺪرو وﻳﻜﻔﻴﻠﺪ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ْ ذﻛﺮت ذﻟﻚ .وأﻧﺎ ﻣﻨﺪﻫﺶ أﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺬﻛﺮ ﻳُﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺑﻨﺎﺋﻬﺎ «.ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ذﻟﻚ .ﻓﻤﺮاﺟﻌﺎت ﻛﻮﻛﺮﻳﻦ »ﺗﻬﺪف« إﱃ ﻧﻘﺪ اﻷوراق اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ. )» (9اﻷدﻟﺔ« اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﰲ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم وﻟﻜﻦ ﻛﺎن ﻟﺪى اﻟﺼﺤﻒ ﰲ ﻋﺎم ٢٠٠٢ﻣﺎ ﻫﻮ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺠﺮد آﺑﺎء ﻳﻌﺘﴫﻫﻢ اﻟﻘﻠﻖ .ﻛﺎن ﺛﻤﺔ ﻗﺪر ﻳﺴري ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﻣﻦ املﻌﺮﻓﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺑﻤﺎ ﻛﺎن ﻳﺠﻌﻞ اﻷﻣﻮر ﺗﻤﴤ؛ ﺳﺘﺘﺬ ﱠﻛﺮ ﺻﻮر اﻟﻔريوﺳﺎت وﺟﺪران املﻌﺪة اﻟﺘﻲ اﻟﺘُ ْ ﻘﻄﺖ ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻟﻜﻤﺒﻴﻮﺗﺮ ،رﺑﻤﺎ ،وﻗﺼﺺ ﻋﻦ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ املﺨﱪﻳﺔ .ملﺎذا ﻟﻢ أذﻛﺮ ﺗﻠﻚ اﻷﺷﻴﺎء؟ ﻟﺴﺒﺐ واﺣﺪ؛ َأﻻ وﻫﻮ أن ﻫﺬه اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ املﻬﻤﺔ ﻛﺎن ﻳﺠﺮي ﻧﴩﻫﺎ ﰲ اﻟﺼﺤﻒ واملﺠﻼت ،وﰲ املﻘﺎﺑﻼت ،ﺑﻞ ﰲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎن ﻓﻴﻤﺎ ﻋﺪا املﺠﻼت اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﻗﺮاءﺗﻬﺎ ﻓﻴﻬﺎ وﺗﻘﻴﻴﻤﻬﺎ ﺑﻌﻨﺎﻳﺔ .ﻓﻔﻲ ﻣﺎﻳﻮ ،ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل» ،ﻛﺸﻒ« وﻳﻜﻔﻴﻠﺪ »ﺣﴫﻳٍّﺎ« أن »أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٩٥ﰲ املﺎﺋﺔ ﻣﻦ أوﻟﺌﻚ اﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺤﻤﻠﻮن اﻟﻔريوس ﰲ ﻣﻌﺪﺗﻬﻢ ﱠ ﺗﻠﻘﻮا اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره املﺼﺪر اﻟﻮﺣﻴﺪ املﻮﺛﱠﻖ ملﺮض اﻟﺤﺼﺒﺔ «.ﻻ ﻳﺒﺪو أن وﻳﻜﻔﻴﻠﺪ ﻗﺪ 325
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ﻛﺸﻒ ﻋﻦ ﻫﺬا ﰲ ﻣﺠﻠﺔ أﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ ﺗﺨﻀﻊ ملﺮاﺟﻌﺔ اﻷﻗﺮان ،وﻟﻜﻦ ﰲ ﻣﻠﺤﻖ ﻣﻠﻮﱠن ﻳﺼﺪر ﰲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻷﺳﺒﻮع. ﺑﺪأ أﺷﺨﺎص آﺧﺮون ﰲ اﻟﻈﻬﻮر ﰲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎن ،زاﻋﻤني اﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﱠ ﻣﺠﻼت أﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ ﺧﺎﺿﻌﺔ ملﺮاﺟﻌﺔ اﻷﻗﺮان .ﻧُﻮﱢه ﻋﻦ ﺑﺤﺚ ﻣﺎ ،ﻟﻜﻦ دون ﻧﴩ ﺑﺤﻮﺛﻬﻢ ﰲ ﻷﺣﺪ اﻟﺼﻴﺎدﻟﺔ ﰲ ﺳﻨﺪرﻻﻧﺪ ﻳُﺪﻋﻰ اﻟﺴﻴﺪ ﺑﻮل ﺷﺎﺗﻮك ﰲ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ »ﺗﻮداي« ،وﰲ ﺻﺤﻒ ﻗﻮﻣﻴﺔ ﻋﺪﻳﺪة ،ﻗﻴﻞ ﻓﻴﻬﺎ إﻧﻪ ﱠ ﺗﻮﺻﻞ إﱃ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻓﺮﻋﻴﺔ ﻣﻤﻴﺰة ﻣﻦ اﻷﻃﻔﺎل اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺎﻧﻮن ﻣﻦ اﻟﺘﻮﺣﺪ اﻟﻨﺎﺷﺊ ﻋﻦ اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ .إن اﻟﺴﻴﺪ ﺷﺎﺗﻮك ﻧ َ ِﺸ ٌ ﻂ ﺟﺪٍّا ﰲ ﻣﻮاﻗﻊ ﻣﻨﺎﻫﻀﺔ ﱠ ﻳﺘﻮﺻﻞ ﺑﻌ ُﺪ إﱃ ﻧﴩ ﺑﺤﺜﻪ املﻬﻢ ﻫﺬا ﺑﻌﺪ اﻹﻋﻼن اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ ﻋﱪ اﻹﻧﱰﻧﺖ ،ﻟﻜﻦ ﻳﺒﺪو أﻧﻪ ﻟﻢ ﻋﻨﻪ ﺑﺴﻨﻮات ،ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺗﻮﺻﻴﺔ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺒﺤﻮث اﻟﻄﺒﻴﺔ ﰲ ﻋﺎم ٢٠٠٢ﺑﴬورة »ﻧﴩ ﻫﺬا اﻟﺒﺤﺚ واﻟﺘﻘﺪﱡم إﱃ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺒﺤﻮث اﻟﻄﺒﻴﺔ ﺑﺄﻃﺮوﺣﺎت إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ«. ﰲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ،ﻛﺎن د .آرﺛﺮ ﻛﺮﻳﺠﺰﻣﺎن ،وﻫﻮ اﺳﺘﺸﺎري أﻃﻔﺎل ﻣﺘﺨﺼﺺ ﰲ اﻷﻣﺮاض اﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ ﻳﻌﻤﻞ ﰲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻧﻴﻮﻳﻮرك ،ﻳﻘﻮل ﰲ ﺟﻠﺴﺎت اﺳﺘﻤﺎع ﰲ واﺷﻨﻄﻦ إﻧﻪ ﱠ ﺗﻮﺻﻞ إﱃ ﺟﻤﻴﻊ أﻧﻮاع اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﺸﺎﺋﻘﺔ ﰲ أﻣﻌﺎء اﻷﻃﻔﺎل املﺘﻮﺣﺪﻳﻦ ،ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام املﻨﺎﻇري. وﻗﺪ ُﺳ ﱢﻠ ِ ﻄﺖ اﻷﺿﻮاء ﻋﲆ ﻫﺬا ﻛﺜريًا ﰲ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم .وﻫﺎ ﻫﻮ ﻣﻘﺘﻄﻒ ﻣﻦ ﺻﺤﻴﻔﺔ »ذا دﻳﲇ ﺗﻠﻴﺠﺮاف«: ﻧﴩ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﰲ أﻣﺮﻳﻜﺎ أول اﻟﺒﺤﻮث املﺴﺘﻘﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺪﻋﻢ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﱠ ﺗﻮﺻﻞ إﻟﻴﻬﺎ د .أﻧﺪرو وﻳﻜﻔﻴﻠﺪ .ﻳُﻌﺘﱪ اﻛﺘﺸﺎف د .ﻛﺮﻳﺠﺰﻣﺎن ﻣﻬﻤٍّ ﺎ؛ إذ إﻧﻪ ﻧﺤﻮ ﻣﺴﺘﻘﻞ اﻻﺳﺘﻨﺘﺎج اﻟﺬي ﱠ ﺗﻮﺻﻞ إﻟﻴﻪ د .وﻳﻜﻔﻴﻠﺪ ﻣﻦ وﺟﻮد ﻣﺰﻳﺞ ﻳﺪﻋﻢ ﻋﲆ ٍ ﻏري ﻣﺤﺪﱠد وﻣﺪﻣﱢ ﺮ ﻣﻦ أﻣﺮاض املﻌﺪة واملﺦ ﻳﺆﺛﺮ ﻋﲆ اﻷﻃﻔﺎل اﻟﺼﻐﺎر ،وﻫﻮ زﻋﻢ اﺳﺘﺒﻌ َﺪﺗْﻪ وزارة اﻟﺼﺤﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره »ﻋﻠﻤً ﺎ ً زاﺋﻔﺎ«. ﰲ ﺣﺪود ﻣﻌﺮﻓﺘﻲ — وأﻧﺎ أﺗﻤﻴﺰ ﺑﺎﻟﱪاﻋﺔ اﻟﺸﺪﻳﺪة ﰲ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻫﺬه اﻷﺷﻴﺎء — ﻟﻢ ﻳَﺠْ ِﺮ ﱠ ﺗﻮﺻﻞ إﻟﻴﻬﺎ ﻛﺮﻳﺠﺰﻣﺎن ،واﻟﺘﻲ ﺗﺪﻋﻢ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻧﴩ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة اﻟﺘﻲ ﺑﺤﻮث أﻧﺪرو وﻳﻜﻔﻴﻠﺪ ،ﻋﲆ اﻹﻃﻼق ﰲ أي ﻣﺠﻠﺔ أﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ؛ ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ أي أﺛﺮ ﻟﻬﺬه اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﰲ ﻣﻮﻗﻊ »ﺑﺒﻤﻴﺪ« ،وﻫﻮ املﴪد اﻟﺬي ﻳﻀﻢ ﺟﻤﻴﻊ املﻘﺎﻻت اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ اﻟﻄﺒﻴﺔ ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ. ﰲ ﺣﺎل إذا ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻮﻋﺐ ﺳﺒﺐ أﻫﻤﻴﺔ ﻫﺬا ،دﻋﻨﻲ إذن أوﺿﺢ اﻷﻣﺮ ﻣﺮة أﺧﺮى .إذا َ زرت ﻣﺒﺎﻧﻲ اﻟﺠﻤﻌﻴﺔ املﻠﻜﻴﺔ ﰲ ﻟﻨﺪن ،ﻓﺴﱰى ﺷﻌﺎرﻫﺎ ﻳﻘﻮل ﰲ ﻓﺨﺮ» :ﻻ ﺗﺮﻛﻦ إﱃ رأي أﺣﺪ «.ﻣﺎ أﺣﺐﱡ أن أﺗﺼﻮﱠر أن ﻫﺬا ﻳﺸري إﻟﻴﻪ ،ﺑﻄﺮﻳﻘﺘﻲ املﻤﻠﺔ اﻟﻐﺮﻳﺒﺔ ،ﻫﻮ أﻫﻤﻴﺔ ﻧﴩ 326
ﺧﺪﻳﻌﺔ اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ ﰲ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم
أوراق ﺑﺤﺜﻴﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺳﻠﻴﻤﺔ إذا َ ﻛﻨﺖ ﺗﺮﻳﺪ أن ﻳﻠﺘﻔﺖ اﻟﻨﺎس إﱃ ﻋﻤﻠﻚ .ﻻ ﻳﺰال د .آرﺛﺮ ﱠ ﺗﻮﺻﻞ إﱃ اﻷدﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺑﻂ ﺑني اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ ﻛﺮﻳﺠﺰﻣﺎن ﻳﺰﻋﻢ ﻟﺴﻨﻮات اﻵن أﻧﻪ واﻟﺘﻮﺣﺪ وأﻣﺮاض املﻌﺪة .وإذ إﻧﻪ ﻟﻢ ﻳَﻨﴩ ﻧﺘﺎﺋﺠﻪ ،ﻓﺒﻮﺳﻌﻪ اﻻﺳﺘﻤﺮار ﰲ اﻟﺰﻋﻢ ﺑﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻳﺸﺎء؛ ﻷﻧﻪ ﺣﺘﻰ ﻧﺮى ﻣﺎ ﻓﻌﻞ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ،ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ أن ﻧﺮى أوﺟﻪ اﻟﻘﺼﻮر اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﻜﻤﻦ ﻳﻨﺘﻖ املﺸﺎرﻛني ﰲ اﻟﺒﺤﺚ ﺟﻴﺪًا .رﺑﻤﺎ ﻗﺎس أﺷﻴﺎء ﻏري ﰲ اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺘﻲ اﺗﺒﻌﻬﺎ .رﺑﻤﺎ ﻟﻢ ِ ﺻﺤﻴﺤﺔ .إذا ﻟﻢ ﻳﻜﺘﺐ ﻣﺎ ﻓﻌﻞ ﺑﺼﻮرة رﺳﻤﻴﺔ ،ﻓﻠﻦ ﻧﻌﺮف أﺑﺪًا؛ ﻷن ﻫﺬا ﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻔﻌﻠﻪ اﻟﻌﻠﻤﺎء :ﻳﻜﺘﺒﻮن اﻟﺒﺤﻮث ،وﻳﺤﻠﻠﻮﻧﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻳﺘﺄﻛﺪوا ﻣﻤﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﻧﺘﺎﺋﺠﻬﻢ ﺳﻠﻴﻤﺔ أم ﻻ. ﱠ ﻣﺠﻼت أﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ إﺧﻔﺎﻗﺎت ﻛﺮﻳﺠﺰﻣﺎن وآﺧﺮﻳﻦ ﰲ ﻧﴩ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺑﺤﻮﺛﻬﻢ ﰲ ً َ ٍ ﻣﻨﻔﺼﻠﺔ .ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ ،ﻻ ﻳﺰال اﻷﻣﺮ ﻳﺤﺪث ﺑﻌﺪ ﺣﻮادث ﺧﺎﺿﻌﺔ ملﺮاﺟﻌﺔ اﻷﻗﺮان ﻣﺮور ﺳﻨﻮات .ﻓﻔﻲ ﻋﺎم ،٢٠٠٦ﺣﺪث اﻟﴚء ﻧﻔﺴﻪ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ ﻣﺮة أﺧﺮى .ﻓﻘﺪ ﻛﺘﺒﺖ ﺻﺤﻴﻔﺔ »ذا دﻳﲇ ﺗﻠﻴﺠﺮاف« ﻗﺎﺋﻠﺔ» :اﻟﻌﻠﻤﺎء اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﻮن ﻳﻌﻀﺪون اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑني اﻟﺘﻮﺣﺪ واﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ «.وﻧﴩت »دﻳﲇ ﻣﻴﻞ« ﺧﱪًا ﻳﻘﻮل» :اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻳﺨﺸﻮن وﺟﻮد ﻋﻼﻗﺔ ﺑني اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ ً ْ ﻗﺎﺋﻠﺔ» :دراﺳﺔ أﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﴏﺧﺖ ﺻﺤﻴﻔﺔ »ذا ﺗﺎﻳﻤﺰ« ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺑﻴﻮم اﻟﺜﻼﺛﻲ واﻟﺘﻮﺣﺪ «.ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺪﻋﻢ ﻣﺰاﻋﻢ وﺟﻮد ﻋﻼﻗﺔ ﺑني اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ واﻟﺘﻮﺣﺪ«. أي ﺑﻴﺎﻧﺎت ﺟﺪﻳﺪة ﻣﺨﻴﻔﺔ ﻫﺬه؟ ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺼﺺ املﺨﺎوف ﻫﺬه ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﲆ ﻋﺮض ﺗﻘﺪﻳﻤﻲ ﻋﲆ ﻣﻠﺼﻖ ﻛﺒري ،ﰲ ﻣﺆﺗﻤﺮ ﻛﺎن ﺳﻴﻨﻌﻘﺪ ،ﻋﲆ ﺑﺤﺚ ﻟﻢ ﻳﻜﺘﻤﻞ ﺑﻌﺪ ،ﻣﻦ ﻗِ ﺒَﻞ رﺟﻞ ﻟﻪ ﺗﺎرﻳﺦ ﺳﺎﺑﻖ ﰲ اﻹﻋﻼن ﻋﻦ ﺑﺤﻮث ﻻ ﺗﻈﻬﺮ أﺑﺪًا ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌ ُﺪ ﰲ أي ﻣﺠﻠﺔ أﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ. ﰲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ،وﻫﻮ أﻣﺮ ﻣﺜري ﻟﻠﺪﻫﺸﺔ ،ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺑﺄرﺑﻊ ﺳﻨﻮات ،ﻛﺎن ﻣَ ﻦ ﻗﺎم ﺑﺬﻟﻚ ﻫﻮ د .آرﺛﺮ ﻛﺮﻳﺠﺰﻣﺎن ﻣﺮة أﺧﺮى .ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻘﺼﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻫﺬه املﺮة :ﻓﻘﺪ اﻛﺘﺸﻒ ﻣﺎدة ﺟﻴﻨﻴﺔ )آر إن إﻳﻪ( ﻣﻦ ﺧﻼل إﺣﺪى ﺳﻼﻻت اﻟﺤﺼﺒﺔ اﻟﺘﻲ ﺗُﺤﻘﻦ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ ﰲ ﺑﻌﺾ اﻟﻌﻴﻨﺎت املﺄﺧﻮذة ﻣﻦ اﻷﻣﻌﺎء ﻣﻦ أﻃﻔﺎل ﻣﺼﺎﺑني ﺑﺎﻟﺘﻮﺣﺪ وﻟﺪﻳﻬﻢ ﻣﺸﻜﻼت ﰲ اﻷﻣﻌﺎء .إذا ﻛﺎن ﻫﺬا ﺻﺤﻴﺤً ﺎ ،ﻓﻼ ﺑﺪ أﻧﻪ ﻛﺎن ﺳﻴﺘﻼءم ﻣﻊ ﻧﻈﺮﻳﺔ وﻳﻜﻔﻴﻠﺪ ،اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺤﻠﻮل ﻋﺎم ٢٠٠٦ ﰲ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ ﻟﻠﺘﺪاﻋﻲ .رﺑﻤﺎ ﻧﺬﻛﺮ ً أﻳﻀﺎ أن وﻳﻜﻔﻴﻠﺪ وﻛﺮﻳﺠﺰﻣﺎن ﻃﺒﻴﺒﺎن ﻳﻌﻤﻼن ﻣﻌً ﺎ ﰲ »ﺛﻮﺗﻔﻮل ﻫﺎوس« ،وﻫﻲ ﻋﻴﺎدة ﺗﻮﺣﺪ ﺧﺎﺻﺔ ﰲ اﻟﻮﻻﻳﺎت املﺘﺤﺪة اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺗﻘﺪﱢم ﻋﻼﺟﺎت ﻏري ﻣﺄﻟﻮﻓﺔ ﻻﺿﻄﺮاﺑﺎت اﻟﻨﻤﻮ. ﱢ ﻣﻀﺖ ﺻﺤﻴﻔﺔ »ذا دﻳﲇ ﺗﻠﻴﺠﺮاف« ﻟﺘﻮﺿﺢ أن أﺣﺪث ﻣﺰاﻋﻢ ﻛﺮﻳﺠﺰﻣﺎن ﻏري املﻨﺸﻮرة ﻳﺴﺘﻨﺴﺦ ﺑﺤﺜ َ ْني ﻣﺸﺎﺑﻬني ﻳﺮﺟﻊ أﺣﺪﻫﻤﺎ إﱃ ﻋﺎم ١٩٩٨أﺟﺮاه د .أﻧﺪرو وﻳﻜﻔﻴﻠﺪ ،واﻵﺧﺮ ﻳﺮﺟﻊ إﱃ ٢٠٠٢ﻟﻠﱪوﻓﻴﺴﻮر ﺟﻮن أوﻟريي .ﻛﺎن ﻫﺬا — وﻫﻮ أﻗﻞ ﻣﺎ ﻳﻘﺎل ﻋﻦ اﻷﻣﺮ — 327
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ﻳﻤﺜﻞ ﺗﺸﻮﻳﻬً ﺎ ﻟﻠﺤﻘﺎﺋﻖ .ﻓﻼ ﺗﻮﺟﺪ ﺑﺤﻮث ﺗﺮﺟﻊ إﱃ ﻋﺎم ١٩٩٨أﺟﺮاﻫﺎ وﻳﻜﻔﻴﻠﺪ ﺗﺘﻼءم ﻣﻊ ادﱢﻋﺎء ﺻﺤﻴﻔﺔ »ذا ﺗﻠﻴﺠﺮاف« ،ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﰲ »ﺑﺒﻤﻴﺪ« ﺣﻴﺚ ﻳﻤﻜﻦ أن أﺟﺪﻫﺎ .أﻋﺘﻘﺪ أن اﻟﺼﺤﻴﻔﺔ ﺧﻠﻄﺖ ﺑني اﻟﺒﺤﺚ املﺸﺎر إﻟﻴﻪ واﻟﻮرﻗﺔ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ ﺳﻴﺌﺔ اﻟﺴﻤﻌﺔ املﻨﺸﻮرة ﰲ دورﻳﺔ »ذا ﻻﻧﺴﺖ« ﺣﻮل اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ ،اﻟﺘﻲ ﺑﺤﻠﻮل ﻋﺎم ٢٠٠٤ﻛﺎن ﻗﺪ ﺟﺮى ﻧﻘﻀﻬﺎ ﺟﺰﺋﻴٍّﺎ. ْ ﻟﻜﻦ ﻫﻨﺎك ورﻗﺘﺎن ﺑﺤﺜﻴﱠﺘﺎن ﺗﺸريان إﱃ اﻟﻌﺜﻮر ﻋﲆ آﺛﺎر ملﺎدة ﺟﻴﻨﻴﱠﺔ ﻣﻦ اﻟﺤﺼﺒﺔ ﰲ اﻷﻃﻔﺎل .ﱠ ً ﺗﻐﻄﻴﺔ إﻋﻼﻣﻴﺔ ﻫﺎﺋﻠﺔ ﻋﲆ ﻣﺪى ﻧﺼﻒ ﻋَ ْﻘﺪ، وﺗﻠﻘ ْﺖ ﻫﺎﺗﺎن اﻟﻮرﻗﺘﺎن اﻟﺒﺤﺜﻴﺘﺎن ً َ اﻟﺼﻤﺖ ﺑﺸﺄن اﻷدﻟﺔ املﻨﺸﻮرة اﻟﺘﻲ ﺗﺸري ﻣﻠﺘﺰﻣﺔ وﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻇ ﱠﻠ ْﺖ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم ﺗﻮﺻ ْ إﱃ ﻋﺪم ﺻﺤﺔ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﱠ ﻠﺖ إﻟﻴﻬﺎ اﻟﻮرﻗﺘﺎن ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺳﻨﺮى اﻵن. ﻛﺎﻧﺖ إﺣﺪى ﻫﺎﺗني اﻟﻮرﻗﺘني ﻣﻦ ﺗﺄﻟﻴﻒ ﻛﺎواﺷﻴﻤﺎ وآﺧﺮﻳﻦ ،ﰲ ﻋﺎم ،٢٠٠٢وﺗﺘﻀﻤﱠ ﻦ اﺳﻢ وﻳﻜﻔﻴﻠﺪ ﻛﺄﺣﺪ ﻣﺆ ﱢﻟﻔﻴﻬﺎ ،و ُزﻋِﻢ ﻓﻴﻬﺎ وﺟﻮد ﻣﺎدة ﺟﻴﻨﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﺼﻞ اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ ﺿﺪ اﻟﺤﺼﺒﺔ ﰲ اﻟﺨﻼﻳﺎ اﻟﺪﻣﻮﻳﺔ .ﺗﺨﻴﱢﻢ ﻇﻼ ٌل ﻣﻦ اﻟﺸﻚ ﻋﲆ ﻫﺬا اﻻدﱢﻋﺎء ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺤﺎوﻻت ﺗﻜﺮار اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ،وﻣﻦ ﺧﻼل ﺷﻬﺎدة ﻧﻴﻚ ﺷﺎدوﻳﻚ ،ﻃﺎﻟﺐ اﻟﺪﻛﺘﻮراه اﻟﺬي أﴍﻧﺎ إﱃ ﺑﺤﻮﺛﻪ ً ﺳﺎﺑﻘﺎ .ﺣﺘﻰ أﻧﺪرو وﻳﻜﻔﻴﻠﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻢ ﻳَﻌُ ﺪ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﲆ ﻫﺬه اﻟﻮرﻗﺔ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ. اﻟﻮرﻗﺔ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺗﺮﺟﻊ إﱃ أوﻟريي ﻣﻦ ﻋﺎم ،٢٠٠٢وﺗﺘﻀﻤﱠ ﻦ وﻳﻜﻔﻴﻠﺪ ً أﻳﻀﺎ ْ أﺳﻔﺮت ﻋﻦ ٍ أدﻟﺔ ﻋﲆ وﺟﻮد ﺟﺰﻳﺌﺎت »آر إن إﻳﻪ« ﰲ ﻋﻴﻨﺎت اﻷﻧﺴﺠﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره أﺣﺪ ﻣﺆ ﱢﻟﻔﻴﻬﺎ. املﺄﺧﻮذة ﻣﻦ اﻷﻃﻔﺎل .وأﻇﻬﺮ ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﺠﺎرب اﻟﻼﺣﻘﺔ ،ﻣﺮة أﺧﺮى ،ﻣﺼﺪر اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ اﻟﺰاﺋﻔﺔ ،وﰲ ﻋﺎم ،٢٠٠٤ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﱪوﻓﻴﺴﻮر ﺳﺘﻴﻔﻦ ﺑﺎﺳﺘﻦ ﻳﺒﺤﺚ اﻷدﻟﺔ ﰲ ُﺮض ﻟﻪ — ﺧﻼل إﺣﺪى اﻟﺰﻳﺎرات ﻗﻀﻴﺔ املﻌﻮﻧﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ،أوﺿﺢ ﻛﻴﻒ أﺛﺒﺖ ﻋﲆ ﻧﺤﻮ ﻣ ٍ ملﺨﺘﱪ أوﻟريي — أن ﻫﺬه اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ زاﺋﻔﺔ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺘﻠﻮث وﻋﺪم اﺗﺒﺎع اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ﻛﺎف .ﻓﺄوﺿﺢً ، اﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻴﺔ ﻋﲆ ﻧﺤﻮ ٍ أوﻻ ،ﻋﺪم وﺟﻮد أي »ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت ﺿﺎﺑﻄﺔ« ﻟﻠﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﱠ ﻳﺘﻘﴡ اﻟﺒﺎﺣﺚ آﺛﺎ ًرا ﺻﺤﺔ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ )ﻳُﻌﺘﱪ اﻟﺘﻠﻮث ﻣﺼﺪر ﺧﻄﺮ ﻛﺒري ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻃﻔﻴﻔﺔ ﻟﻠﻤﻮاد اﻟﺠﻴﻨﻴﺔ؛ ﻟﺬا ﻳﺴﺘﺨﺪم اﻟﺒﺎﺣﺚ ﻋﻴﻨﺎت »ﺧﺎﻟﻴﺔ« ﻋﲆ وﺟﻪ اﻟﻌﻤﻮم ﻟﻀﻤﺎن اﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ ﻣﻮاد ﺟﻴﻨﻴﺔ ﺧﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ أي أﻣﺮاض( ،ﻛﻤﺎ وﺟﺪ ﻣﺸﻜﻼت ﻣﻌﺎﻳﺮة ﰲ املﺎﻛﻴﻨﺎت ﱠ ﺳﺠﻼت ﺗﺪوﻳﻦ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ،وﻣﺎ ﻫﻮ أﺳﻮأ ﻣﻦ ذﻟﻚ. املﺴﺘﺨﺪَﻣﺔ ﰲ إﺟﺮاء اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ،وﻣﺸﻜﻼت ﰲ ٍ اﺳﺘﻔﺎﺿﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﰲ إﺣﺪى اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ املﻨﻈﻮرة أﻣﺎم إﺣﺪى املﺤﺎﻛﻢ وﻗﺪ أﺷﺎر إﱃ ﻛ ﱢﻞ ﻫﺬا ﰲ ً ﻛﺎﻣﻼ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺣﻮل اﻟﺘﻮﺣﺪ وﻋﻘﺎﻗري اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ ﰲ ﻋﺎم .٢٠٠٦ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﻗﺮاءة ﺗﻔﺴريه ﻋﲆ اﻹﻧﱰﻧﺖ .وﻟﺪﻫﺸﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﺄﺑﻪ أي ﺻﺤﻔﻲ ﰲ املﻤﻠﻜﺔ املﺘﺤﺪة ﺑﺎﻹﺷﺎرة إﱃ ﻫﺬا اﻟﺘﻔﺴري. 328
ﺧﺪﻳﻌﺔ اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ ﰲ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم
ﱠ ً ٍ ﺗﻐﻄﻴﺔ إﻋﻼﻣﻴﺔ واﺳﻌﺔ ﻋﻼﻗﺔ ﺗﻠﻘ ْﺖ ﻫﺎﺗﺎن اﻟﻮرﻗﺘﺎن اﻟﺒﺤﺜﻴﺘﺎن اﻟﻠﺘﺎن ﺗﺰﻋﻤﺎن وﺟﻮ َد ﰲ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺣﺪث ﻣﻊ ادﱢﻋﺎءات ﻛﺮﻳﺠﺰﻣﺎن. ) (10ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺨﱪوك ﺑﻪ ﰲ ﻋﺪد ﻣﺎﻳﻮ ٢٠٠٦ﻣﻦ دورﻳﺔ »ﺟﻮرﻧﺎل أوف ﻣﻴﺪﻳﻜﺎل ﻓﺎﻳﺮوﻟﻮﺟﻲ« ﻛﺎﻧﺖ ﺛﻤﺔ دراﺳﺔ ﻣﺸﺎﺑﻬﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﻟﻠﺪراﺳﺔ اﻟﺘﻲ أﺷﺎر إﻟﻴﻬﺎ ﻛﺮﻳﺠﺰﻣﺎن ،ﱠإﻻ أن ﻫﺬه ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﻧ ُ ْ ﴩت ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ ،ﻣﻦ ﺗﺄﻟﻴﻒ أﻓﺰال وآﺧﺮﻳﻦ .ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺪراﺳﺔ ﺗﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺟﺰﻳﺌﺎت »آر إن إﻳﻪ« ﻟﻠﺤﺼﺒﺔ ﰲ اﻷﻃﻔﺎل املﺼﺎﺑني ﺑﺎﻟﺘﻮﺣﺪ اﻟﻨﻜﻮﴆ ﺑﻌﺪ ﱢ ﺗﻠﻘﻲ اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺸﺒﻪ ﻛﺜريًا ْ واﺳﺘﺨﺪﻣﺖ أدوات ﰲ ﻏﺎﻳﺔ اﻟﻔﺎﻋﻠﻴﺔ ،ﺣﺘﻰ إﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ دراﺳﺔ ﻛﺮﻳﺠﺰﻣﺎن ﻏري املﻨﺸﻮرة، ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺟﺰﻳﺌﺎت »آر إن إﻳﻪ« ﻟﻠﺤﺼﺒﺔ ﻋﲆ درﺟﺔ ﻣﻦ اﻟﺪﻗﺔ ﺗﺼﻞ إﱃ ﺗﺤﺪﻳﺪ أﻋﺪاد ﻧﺴﺦ اﻟﺠﻴﻨﺎت املﻔﺮدة .ﻟﻢ ﺗَ ِﺠ ِﺪ اﻟﺪراﺳﺔ أيﱠ ﻋﺎﻣﻞ ﺗﺄﺛري ﻟﻠﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ ﰲ ﻇﻬﻮر ﺟﺰﻳﺌﺎت »آر إن إﻳﻪ« ﰲ ﺳﻼﻻت اﻟﺤﺼﺒﺔ املﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﰲ اﻟﺘﻄﻌﻴﻤﺎت اﻟﺴﺤﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺠﺮي ﺗﻠﻘﻴﻬﺎ. ً رﺑﻤﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﻫﺬه اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﻏري املﺨﻴﻔﺔِ ، ﺗﺠﺎﻫﻼ ﺗﺎﻣٍّ ﺎ ﻣﻦ ﻗِ ﺒَﻞ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ. ﻻﻗﺖ اﻟﺪراﺳﺔ ً و ﱠملﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺪراﺳﺔ ﻗﺪ ﻧ ُ ْ ﻛﺎﻣﻠﺔ ،أﺳﺘﻄﻴﻊ أن أﻗﺮأﻫﺎ ،وﺗﺤﺪﻳﺪ أوﺟﻪ اﻟﻘﺼﻮر ﴩت ﻓﻴﻬﺎ ،وأﺷﻌﺮ ﺑﺴﻌﺎدة ﺑﺎﻟﻐﺔ ﰲ ﻋﻤﻞ ذﻟﻚ؛ إذ إن اﻟﻌﻠﻢ ﻳﺪور ﺣﻮل ﻧﻘﺪ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت واﻷﺳﺎﻟﻴﺐ املﻨﺸﻮرة ﻋﻠﻨًﺎ ،وﻟﻴﺲ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟﺼﺤﻔﻴﺔ اﻟﻮﻫﻤﻴﺔ .وﰲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻮاﻗﻌﻲ ﺗﺘﻀﻤﱠ ﻦ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺪراﺳﺎت ﺑﻌﺾ أوﺟﻪ اﻟﻘﺼﻮر ،ﺑﺪرﺟﺔ أﻛﱪ أو أﻗﻞ .وﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﺎ ﺗﻜﻮن أوﺟﻪ اﻟﻘﺼﻮر ﻫﺬه ﻋﻤﻠﻴﺔ؛ ﻓﻬﻨﺎ ،ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل ،ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن اﻟﻌﺜﻮر ﻋﲆ اﻷﻧﺴﺠﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﻮا ﺳﻴﺴﺘﺨﺪﻣﻮﻧﻬﺎ ﺑﺼﻮرة ﻣﺜﺎﻟﻴﺔ ﰲ ﺗﺠﺮﺑﺘﻬﻢ؛ ﻷﻧﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﺘﻤﻜﻨﻮا ﻣﻦ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ ﻣﻮاﻓﻘﺔ ﻟﺠﻨﺔ أﺧﻼﻗﻴﺎت املﻬﻨﺔ ﻟﻠﻘﻴﺎم ﺑﺈﺟﺮاءات ﻃﺒﻴﺔ ﱡ ﺗﺪﺧﻠﻴﺔ ﻣﺜﻞ اﻟﺒﺰل اﻟﻘﻄﻨﻲ ،وأ َ ْﺧﺬ ﻋﻴﻨﺎت أﻧﺴﺠﺔ ﻣﻦ املﻌﺪة ﻣﻦ اﻷﻃﻔﺎل )ﻧﺠﺢ وﻳﻜﻔﻴﻠﺪ ﰲ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﻌﻴﻨﺎت ،وﻟﻜﻦ ﻳﺠﺐ أن ﻧﺘﺬ ﱠﻛﺮ أﻧﻪ ﻳﺨﻀﻊ ﺣﺎﻟﻴٍّﺎ ﻟﺠﻠﺴﺔ اﺳﺘﻤﺎع ﻣﻦ ﻟﺠﻨﺔ اﻟﺴﻠﻮك املﻬﻨﻲ ﺑﺎملﺠﻠﺲ اﻟﻄﺒﻲ اﻟﻌﺎم ﺣﻮل املﻮﺿﻮع(. ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻛﺎن ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻬﻢ اﻗﱰاض ﺑﻌﺾ اﻟﻌﻴﻨﺎت املﻮﺟﻮدة ،ﻣﻦ أﻃﻔﺎل ﻗﻴﻞ إﻧﻬﻢ ﺗﴬﱠ روا ﺟﺮاء ﱢ َ ﻓﻜﺮت ﰲ ذﻟﻚ .ﻳﺸريون ﰲ اﻟﻮرﻗﺔ ﺗﻠﻘﻲ اﻟﺘﻄﻌﻴﻤﺎت ،أﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ؟ رﺑﻤﺎ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ إﱃ أﻧﻬﻢ ﺣﺎوﻟﻮا ﺳﺆال اﻟﺒﺎﺣﺜني املﻨﺎﻫﻀني ﻻﺳﺘﺨﺪام اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ — إذا ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﺬا اﺻﻄﻼﺣً ﺎ ﻏري ﻣﻨﺼﻒ — ﻋﻤﺎ إذا ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮن اﻗﱰاض ﺑﻌﺾ ﻋﻴﻨﺎت اﻷﻧﺴﺠﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻮﻧﻬﺎ ِﻟﻴ ُﺠﺮوا ﺑﺤﻮﺛﻬﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،إﻻ أﻧﻬﻢ ﻗﻮﺑﻠﻮا ﺑﺎﻟﺘﺠﺎﻫﻞ4 . 329
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ﺗﺠﺮ اﻹﺷﺎرة إﱃ ﺗﺠﺮﺑﺔ أﻓﺰال وآﺧﺮﻳﻦ ﰲ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم ،ﰲ أي وﺳﻴﻠﺔ ﻋﲆ ﻟﻢ ِ اﻹﻃﻼق ،ﻓﻴﻤﺎ ﻋﺪا ﻋﻤﻮدي اﻟﺼﺤﻔﻲ. ُ ﻟﻴﺴﺖ ﻫﺬه ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻨﻌﺰﻟﺔ؛ ﻓﻘﺪ ﻧ ْ ﴩت ورﻗﺔ ﺑﺤﺜﻴﺔ ﻛﱪى أﺧﺮى ﰲ اﻟﺪورﻳﺔ اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ ً اﻟﺮاﺋﺪة »ﺑﻴﺪﻳﺎﺗﺮﻳﻜﺲ« ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺑﺸﻬﻮر ﻗﻠﻴﻠﺔ — اﺳﺘﻜﻤﺎﻻ ﻟﺤﻠﻘﺔ اﻟﺼﻤﺖ اﻹﻋﻼﻣﻲ — ْ أﺳﻔﺮت ﻋﻨﻬﺎ ﺗﺠﺮﺑﺘﺎ ﻛﺎواﺷﻴﻤﺎ أﺷﺎرت ﻣﺮة أﺧﺮى ﺑﻘﻮة ﺑﺎﻟﻐﺔ إﱃ أن اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻷوﱃ اﻟﺘﻲ وأوﻟريي ﻏري ﺻﺤﻴﺤﺔ ،وﻻ ﺗﻤﺜﱢﻞ إﻻ ﻧﺘﺎﺋﺞ إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻏري ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ .اﺳﺘﻨﺴﺦ دي ﺳﻮزا وآﺧﺮون ﰲ ﺗﺠﺮﺑﺘﻬﻢ اﻟﺘﺠﺎرب اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻋﲆ ﻧﺤﻮ ﺑﺎﻟﻎ اﻟﺪﻗﺔ ،وﺑﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺤﺮص ﻣﻦ ﺑﻌﺾ اﻟﺠﻮاﻧﺐ .وﻟﻌﻞ أﻫﻢ ﻣﺎ ﰲ اﻷﻣﺮ أن اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻗﺪ ﱠ ﺗﻘﻔ ْﺖ أﺛﺮ اﻟﻄﺮق املﺤﺘﻤﻠﺔ اﻟﺘﻲ رﺑﻤﺎ ﱡ وﺗﻮﺻ ْ أد ْ ﱠ ﻠﺖ إﱃ ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ املﺪﻫﺸﺔ. ﻟﺘﺤﻘﻖ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻏري اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ، ﱠت ﺗُﻌﺘﱪ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻏري اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ أﻣ ًﺮا ﺷﺎﺋﻌً ﺎ ﰲ ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ »ﺑﻲ ﳼ آر«؛ إذ إﻧﻬﺎ ﺗﻌﻤﻞ ﻣﻦ ﺧﻼل اﺳﺘﺨﺪام إﻧﺰﻳﻤﺎت ﻻﺳﺘﻨﺴﺎخ ﺟﺰﻳﺌﺎت »آر إن إﻳﻪ«؛ ﻟﺬا ﻳﺒﺪأ اﻟﺒﺎﺣﺚ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام ﻛﻤﻴﺔ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻣﻦ اﻹﻧﺰﻳﻤﺎت ﰲ اﻟﻌَ ﻴﱢﻨﺔ ،اﻟﺘﻲ ﻳﺠﺮي ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ »ﺗﻜﺒريﻫﺎ« ،وﻧﺴﺨﻬﺎ ﻣﺮة ﺑﻌﺪ ﻣﺮة ،ﺣﺘﻰ ﻳﺘﻮاﻓﺮ ﻣﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﻟﻠﻘﻴﺎس وإﺟﺮاء اﻟﺘﺠﺎرب ﻋﻠﻴﻪ .ﺑﺎﻟﺒﺪء ﺑﺠﺰيء واﺣﺪ ﻣﻦ املﺎدة اﻟﺠﻴﻨﻴﺔ ،ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ »ﺑﻲ ﳼ آر« ﺗﻮﻟﻴﺪ ١٠٠ﻣﻠﻴﺎر ﺟﺰيء ﻣﺸﺎﺑﻪ ﰲ ﻓﱰة وﺟﻴﺰة ﺟﺪٍّا؛ وﻧﻈ ًﺮا ﻟﺬﻟﻚ ،ﺗﻌﺘﱪ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺠﺮي ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ »ﺑﻲ ﳼ آر« ﰲ ﻏﺎﻳﺔ اﻟﺤﺴﺎﺳﻴﺔ ﺗﺠﺎه اﻟﺘﻠﻮث — ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻗﺪ ﻳُﺨﱪك أﺷﺨﺎص ﺑﺮﻳﺌﻮن ﻛﺜريون ﻳﺮزﺣﻮن ﺗﺤﺖ ﻗﻴﻮد اﻟﺴﺠﻦ — ﻟﺬا ﻋﲆ اﻟﺒﺎﺣﺚ أن ﻳﻜﻮن ﰲ ﻏﺎﻳﺔ اﻟﺤﺬر ،وﺗﻨﻈﻴﻒ اﻵﺛﺎر املﺘﺨ ﱢﻠﻔﺔ ﻋﻨﺪ اﻻﻧﺘﻘﺎل ﻣﻦ ﺧﻄﻮة إﱃ أﺧﺮى. ﻓﻀﻼ ﻋﻦ إﺛﺎرة املﺨﺎوف ﺣﻴﺎل اﻟﺘﻠﻮث ،وﺟﺪ دي ﺳﻮزا ً ً أﻳﻀﺎ أن أﺳﻠﻮب أوﻟريي رﺑﻤﺎ ﻛﺎن ﻗﺪ ﱠ ﺿﺨﻢ دون ﻗﺼﺪ ﻣﻦ اﻷﺟﺰاء ﻏري املﻘﺼﻮدة ﻣﻦ ﺟﺰﻳﺌﺎت »آر إن إﻳﻪ«. ﻟﻨﻜﻦ واﺿﺤني :ﻻ ﻳُﻌﺘﱪ أيﱞ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻧﻘﺪًا ﻣﻮﺟﱠ ﻬً ﺎ ﻟﺒﺎﺣﺜني أﻓﺮاد .ﻓﺎﻟﺘﻘﻨﻴﺎت ﺗﺘﻄﻮﱠر، وﰲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻜﺮار اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ،وﻻ ﺗﻌﺘﱪ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺟﻤﻴﻌً ﺎ ﻋﻤﻠﻴﺔ )ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن ﺷﻬﺎدة ﺑﺎﺳﺘﻦ ﺗﺸري إﱃ أن ﻣﻌﺎﻳري ﻣﺨﺘﱪ أوﻟريي ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺤﻞ إﺷﻜﺎل( .ﻟﻜﻦ املﺜري ﻟﻠﺪﻫﺸﺔ أن وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم ﴎﻋﺎن ﻣﺎ ﺗﻨﺎوﻟﺖ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت املﺨﻴﻔﺔ اﻷﺻﻠﻴﺔ ﺗﻔﺼﻴﻠﻴٍّﺎ ،ﺛﻢ ﺗﺠﺎﻫﻠﺖ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت املﻄﻤْ ﺌِﻨﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة .ﻓﻘﺪ ﺟﺮى ﺗﺠﺎﻫﻞ ﻫﺬه اﻟﺪراﺳﺔ اﻟﺘﻲ أﺟﺮاﻫﺎ دي ﺳﻮزا ،ﻣﺜﻞ ﺗﺠﺮﺑﺔ أﻓﺰال ﻗﺒﻠﻬﺎ ،ﺑﺎﻹﺟﻤﺎع ﻣﻦ ﻗِ ﺒَﻞ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم .وﺟﺮت ﺗﻐﻄﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺔ ،وﻓﻖ ﺗﻘﺪﻳﺮي ،ﰲ ﻋﻤﻮدي اﻟﺼﺤﻔﻲ ،وﰲ ﻣﻘﺎﻟﺔ ﻧﴩﺗْﻬﺎ وﻛﺎﻟﺔ روﻳﱰز ﻟﻢ ﻳﻠﺘﻔﺖ إﻟﻴﻬﺎ أﺣﺪ ،وﰲ ﺗﻌﻠﻴﻖ ﰲ ﻣﺪوﻧﺔ ﺻﺪﻳﻖ اﻟﺒﺎﺣﺜﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ )وﻫﻲ املﺪوﻧﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪﱠث ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻦ ﻣﺪى اﻓﺘﺨﺎره ﺑﺼﺪﻳﻘﺘﻪ( .وﻟﻢ ﺗﺠﺮ اﻹﺷﺎرة إﱃ اﻟﺪراﺳﺔ ﰲ أي ﻣﻜﺎن آﺧﺮ5 . ِ 330
ﺧﺪﻳﻌﺔ اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ ﰲ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم
ﻳﻤﻜﻨﻚ أن ﺗﻘﻮل ،ﻋﲆ ﻧﺤﻮ ﻣﻨﻄﻘﻲ ﺟﺪٍّا ،إن ﻫﺬا أﻣﺮ ﻣﺘﻮﻗﻊ ﺟﺪٍّا؛ ﻓﺎﻟﺼﺤﻒ ﺗﻨﴩ ً ﺷﺎﺋﻘﺎ ﻟﺪرﺟﺔ ﻛﺒرية أن ﻳﺨﺮج ﺑﺤﺚ ﻳﺸري إﱃ أن ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﺎ آﻣﻦ. اﻷﺧﺒﺎر ،وﻻ ﻳﻌﺘﱪ أﻣ ًﺮا ﻟﻜﻨﻨﻲ ُ ﻛﻨﺖ ﺳﺄدﻓﻊ — رﺑﻤﺎ ﻋﲆ ﻧﺤﻮ ﻳﻨﻄﻮي ﻋﲆ ﻣﺮاء — ﺑﺄن وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم ﺗﺘﺤﻤﱠ ﻞ ً وأﻳﻀﺎ ﻣﺴﺌﻮﻟﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﰲ ﻫﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ؛ ﻷﻧﻬﺎ ﻃﺎﻟﺒﺖ ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ إﺟﺮاء »ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺒﺤﻮث«، ْ ﺗﺠﺎﻫﻠﺖ ﻓﻴﻪ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻟﺒﺤﻮث ﻣﻨﺸﻮرة ،ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ﻷﻧﻬﺎ »ﰲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ« اﻟﺬي وﻣُﺠﺮاة ﻋﲆ ﻧﺤﻮ ﺻﺤﻴﺢ ،ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺪﻋﻢ ﺑﺤﻤﺎس ﺑﺎﻟﻎ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻣﺨﻴﻔﺔ ﻣﻦ دراﺳﺔ ﻏري ﻣﻨﺸﻮرة ﻣﻦ ﺗﺄﻟﻴﻒ ﻛﺮﻳﺠﺰﻣﺎن ،وﻫﻮ رﺟﻞ ﻟﺪﻳﻪ ﺗﺎرﻳﺦ ﰲ ﻃﺮح ادﱢﻋﺎءات ﻣﺨﻴﻔﺔ ﺗﻈﻞ ﻏري ﻣﻨﺸﻮرة. ﻟﻴﺲ اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻨﻌﺰﻟﺔ ﰲ ﻫﺬا املﻘﺎم .رﺑﻤﺎ ﺗﺘﺬ ﱠﻛﺮ اﻟﻘﺼﺺ املﺨﻴﻔﺔ ﺣﻮل ﺣﺸﻮات اﻟﺰﺋﺒﻖ ﺧﻼل اﻟﻌﻘﺪﻳﻦ اﻟﺴﺎﺑﻘني؛ ﺗﻠﻚ اﻟﻘﺼﺺ اﻟﺘﻲ ﺗَﻈﻬَ ﺮ ﻛ ﱠﻞ ﺑﻀﻌﺔ أﻋﻮام، ﺗﺼﺎﺣﺒﻬﺎ ﻋﺎد ًة ﻗﺼﺔ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺗﺪور ﺣﻮل ﺗﻼﳾ اﻹرﻫﺎق ،واﻟﺪوار ،وﺻﺪاع اﻟﺮأس ﺑﻌﺪ اﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ اﻟﺤﺸﻮات ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻃﺒﻴﺐ أﺳﻨﺎن ذي ﺑﺼرية وﺑُﻌْ ﺪ ﻧﻈﺮ .وﺗُﺨﺘﺘﻢ ﻫﺬه ﱠ ﺗﺘﺴﱰ اﻟﻘﺼﺺ ،ﻋﲆ ﻧﺤﻮ ﺗﻘﻠﻴﺪي ،ﺑﺈﺷﺎرة إﱃ أن ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﻼج اﻷﺳﻨﺎن اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ رﺑﻤﺎ ﻋﲆ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻟﺰﺋﺒﻖ ،وﻣﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺈﺟﺮاء املﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺒﺤﻮث ﺣﻮل ﺳﻼﻣﺘﻪ. ﻧُ ْ ﴩت أوﱃ اﻟﺘﺠﺎرب واﺳﻌﺔ اﻟﻨﻄﺎق ذات اﻟﺘﻮزﻳﻊ اﻟﻌﺸﻮاﺋﻲ واﻟﺘﻲ ﺗﺘﻀﻤﱠ ﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت ﺿﺎﺑﻄﺔ ﺣﻮل ﺳﻼﻣﺔ ﺣﺸﻮات اﻟﺰﺋﺒﻖ ﻣﺆﺧ ًﺮا ،وإذا َ ﻛﻨﺖ ﺗﻨﺘﻈﺮ اﻻﻃﻼع ﻋﲆ ﻫﺬه اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﺘﻲ ﻳﻨﺘﻈﺮﻫﺎ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﰲ ﺷﻐﻒ ﺑﺎﻟﻎ ،واﻟﺘﻲ ﻳﻄﻠﺒﻬﺎ اﻟﺼﺤﻔﻴﻮن ﺷﺨﺼﻴٍّﺎ ﰲ ﻋﺪد ﻻ ﻳُﺤﴡ ﻣﻦ اﻟﺼﺤﻒ ،ﻓﻠﻦ ﻳﺤﺎﻟﻔﻚ اﻟﺤﻆ؛ ﻷﻧﻚ ﻟﻦ ﺗﺠﺪﻫﺎ ﻣﻨﺸﻮرة ﰲ أي ﻣﻜﺎن .ﺛﻤﺔ دراﺳﺔ ﻋﲆ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ١٠٠٠ﻃﻔﻞ ،أُﺟﺮي ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺣﺸﻮ أﺳﻨﺎن ﺑﻌﺾ اﻷﻃﻔﺎل ﺑﺤﺸﻮات اﻟﺰﺋﺒﻖ ،ﻓﻴﻤﺎ ﺗ ﱠﻢ ﺣﺸﻮ أﺳﻨﺎن اﻟﺒﻌﺾ اﻵﺧﺮ ﺑﺤﺸﻮات ﺧﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺰﺋﺒﻖ ،وﻫﻲ دراﺳﺔ ﺗﻘﻴﺲ وﻇﺎﺋﻒ اﻟ ُﻜ َﲆ ،وﻧﺘﺎﺋﺞ ﺗﻄﻮﱡر وﻇﺎﺋﻒ اﻟﺠﻬﺎز اﻟﻌﺼﺒﻲ ﻣﺜﻞ اﻟﺬاﻛﺮة ،واﻟﺘﻨﺎﺳﻖ اﻟﻌﺼﺒﻲ-اﻟﻌﻀﲇ، واﻟﺘﻮﺻﻴﻞ اﻟﻌﺼﺒﻲ ،وﻧﺘﺎﺋﺞ اﺧﺘﺒﺎرات اﻟﺬﻛﺎء ،إﻟﺦ ،ﻋﲆ ﻣﺪى ﺳﻨﻮات ﻋﺪﻳﺪة .أ ُ ِ ﺟﺮﻳﺖ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻋﲆ ﻧﺤﻮ ﺟﻴﺪ ،وﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺛﻤﺔ اﺧﺘﻼﻓﺎت ﺟﻮﻫﺮﻳﺔ ﺑني املﺠﻤﻮﻋﺘني .وﻫﺬه ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺗﺴﺘﺄﻫﻞ ﻣﻌﺮﻓﺘﻬﺎ إذا ﻛﺎن ﻗﺪ ﺳﺒﻖ ﻟﻚ أن أ ُ ْ ﺛريت ﻣﺨﺎوﻓﻚ ﻣﻦ ﻗِ ﺒَﻞ اﻟﺘﻘﺎرﻳﺮ اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ﺣﻮل ﺣﺸﻮات اﻟﺰﺋﺒﻖ ،وﺑﺎهلل َ ﻛﻨﺖ ﺳﺘﺼﺎب ﺑﺎﻟﺬﻋﺮ. ﻋﺮض ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ »ﺑﺎﻧﻮراﻣﺎ« ﻓﻴﻠﻤً ﺎ وﺛﺎﺋﻘﻴٍّﺎ ﺻﺎدﻣً ﺎ ﻋﲆ ﻧﺤﻮ ﺧﺎص ﰲ ﻋﺎم ١٩٩٤ ﺑﻌﻨﻮان »اﻟﺴﻢ ﰲ ﻓﻤﻚ« .ﺗﻀﻤﱠ ﻦ املﺸﻬﺪ اﻻﻓﺘﺘﺎﺣﻲ ﺻﻮ ًرا دراﻣﻴﺔ ﻟﺮﺟﺎل ﻳﺮﺗﺪون ﻣﻼﺑﺲ واﻗﻴﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ وﻳﺪﺣﺮﺟﻮن ﺑﺮاﻣﻴﻞ ﻣﻦ اﻟﺰﺋﺒﻖ .ﻻ أﻗﺪم ﻟﻚ ﻫﻨﺎ رأﻳًﺎ ﻧﻬﺎﺋﻴٍّﺎ ﺣﺎﺳﻤً ﺎ ﺣﻮل 331
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
اﻟﺰﺋﺒﻖ .ﻟﻜﻨﻨﻲ أﻋﺘﻘﺪ أﻧﻨﺎ ﻣﻦ املﻤﻜﻦ أن ﻧﻔﱰض ﺑﻼ ﻗﻠﻖ ﻋﺪم وﺟﻮد ﻓﻴﻠﻢ وﺛﺎﺋﻘﻲ ﰲ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ »ﺑﺎﻧﻮراﻣﺎ« ﻳﺠﺮي إﻋﺪاده ﻳﻐﻄﻲ ﺑﻴﺎﻧﺎت اﻟﺒﺤﻮث اﻟﺠﺪﻳﺪة اﻟﺼﺎدﻣﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺸري إﱃ أن ﺣﺸﻮات اﻟﺰﺋﺒﻖ رﺑﻤﺎ ﻻ ﺗﻜﻮن ﺿﺎرة ﻋﲆ اﻹﻃﻼق. ﻣﻦ ﺑﻌﺾ اﻟﺠﻮاﻧﺐ ،ﻳُﻌﺘﱪ ﻫﺬا ﻧﻤﻮذﺟً ﺎ إﺿﺎﻓﻴٍّﺎ ﱢ ﻳﺒني ﻣﺪى ﻋﺪم إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ اﻟﻮﺛﻮق ﰲ اﻷﻓﻜﺎر اﻟﺤﺪﺳﻴﺔ ﻋﻨﺪ ﺗﻘﻴﻴﻢ ﻣﺨﺎﻃﺮ ﻣﺜﻞ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﺗُﺼﺎﺣﺐ اﺳﺘﺨﺪام ﻟﻘﺎح ﻣﺎ؛ ﻓﻼ ﻳُﻌﺘﱪ ً اﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ ﻗﺎﴏة ﻓﺤﺴﺐ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﲆ اﻷﻓﻜﺎر اﻟﺤﺪﺳﻴﺔ اﻟﺘﻘﻴﻴﻢ اﻟﺤﺴﺎﺑﻲ ،ﻟﺘﻘﻴﻴﻢ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻳﻨﺪر ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ أن ﻳﺠﻤﻊ ﺷﺨﺺ واﺣﺪ ﺑﻴﺎﻧﺎت ﻣﻔﻴﺪة ﺣﻮﻟﻬﺎ ﺧﻼل رﺣﻠﺘﻪ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﰲ اﻟﺤﻴﺎة ،ﺑﻞ ﺗﻌﺘﱪ املﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﱠ ﺗﺘﻠﻘﺎﻫﺎ ﻣﻦ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم ﺣﻮل ﻋﻤﻮم اﻟﺴﻜﺎن ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻣﻐﻠﻮﻃﺔ ﻋﲆ ﻧﺤﻮ ﺳﺎﺧﺮ ،وﺷﻨﻴﻊ ،وﻣﺸني .إذن ﰲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ِ ﺣﻘﻘﺖ املﺆﺳﺴﺔ اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ اﻹﺧﺒﺎرﻳﺔ اﻟﱪﻳﻄﺎﻧﻴﺔ؟ ﻛﻞ ﻫﺬا ،ﻣﺎذا ) (11اﻷﻣﺮاض اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﺗﻌﻮد ً ﻣﺪﻫﺸﺎ أن ﻣﻌﺪﻻت اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ ﻗﺪ اﻧﺨﻔﻀﺖ ،ﻣﻦ ٩٢ﰲ املﺎﺋﺔ ﻻ ﻳﻜﺎد ﻳﻜﻮن اﻷﻣﺮ ﰲ ﻋﺎم ١٩٩٦إﱃ ٧٣ﰲ املﺎﺋﺔ ﺣﺎﻟﻴٍّﺎ .وﰲ ﺑﻌﺾ أﺟﺰاء ﻟﻨﺪن ،اﻧﺨﻔﺾ املﻌﺪل إﱃ ٦٠ﰲ وأﻇﻬﺮت اﻷرﻗﺎم ﰲ ﻋﺎﻣَ ْﻲ ٢٠٠٥-٢٠٠٤أن ﰲ وﻳﺴﺘﻤﻨﺴﱰ وﺣﺪﻫﺎ ﻟﻢ ﱠ ِ ﻳﺘﻠﻖ إﻻ ٣٨ املﺎﺋﺔ، ﰲ املﺎﺋﺔ ﻣﻦ اﻷﻃﻔﺎل ﻛﻠﺘﺎ اﻟﺤﻘﻨﺘني ﺑﺒﻠﻮﻏﻬﻢ ﺳﻦ ﺧﻤﺴﺔ أﻋﻮام6 . ﻳﺼﻌﺐ ﺗﺼﻮﱡر ﻣﺎ ﻳﺤ ﱢﺮك ﻛﻞ ﻫﺬا ،إذا ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺣﻤﻠﺔ إﻋﻼﻣﻴﺔ ﻣﻨﺎﻫﻀﺔ ﻟﻠﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ ﺷﺪﻳﺪة اﻟﻨﺠﺎح وﰲ ﻏﺎﻳﺔ اﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ،وﻫﻲ ﺣﻤﻠﺔ رو ْ ﱠﺟﺖ ملﺸﺎﻋﺮ وﻫﺴﺘريﻳﺎ ﺿﺪ اﻷدﻟﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ؛ ﻷن اﻟﻨﺎس ﻳﺴﺘﻤﻌﻮن إﱃ اﻟﺼﺤﻔﻴني ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﺟﺮى إﺛﺒﺎﺗﻪ ﻣﺮا ًرا وﺗﻜﺮا ًرا ،وﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﰲ ﻧﻮﻋﻴﺔ اﻟﻘﺼﺺ اﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﻌﺮﺿﻬﺎ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب. ﺑﺤﺜﺖ دراﺳﺔ ﻧ ُ ْ ْ ﴩت ﻋﺎم ٢٠٠٥ﰲ دورﻳﺔ »ﻣﻴﺪﻳﻜﺎل ﺟﻮرﻧﺎل أوف أﺳﱰاﻟﻴﺎ« ْ ووﺟﺪت أن ﺧﻼل ذروة اﻟﺘﻐﻄﻴﺔ اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ﻟﺤﻤﻠﺔ ﻛﺎﻳﲇ ﺣﺠﻮزات أﺷﻌﺔ ﻓﺤﺺ اﻟﺜﺪي، ﻣﻴﻨﻮج ﺣﻮل ﴎﻃﺎن اﻟﺜﺪي ،ارﺗﻔﻊ ﻣﻌﺪل اﻟﺤﺠﻮزات ﺑﻨﺴﺒﺔ ٤٠ﰲ املﺎﺋﺔ .ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺰﻳﺎدة ﺑني اﻟﻨﺴﺎء اﻟﻼﺋﻲ ﻟﻢ ﻳﺠﺮﻳﻦ ﻋﻤﻠﻴﺎت ﻓﺤﺺ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﰲ اﻟﴩﻳﺤﺔ اﻟﻌﻤﺮﻳﺔ اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﺑني أرﺑﻌني إﱃ ﺗﺴﻌﺔ وﺳﺘني ﻋﺎﻣً ﺎ ﺗﺒﻠﻎ ١٠١ﰲ املﺎﺋﺔ .ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه اﻟﺰﻳﺎدات ﻏري ﻣﺴﺒﻮﻗﺔ. ﻣﺮاﺟﻌﺔ ﺑﺤﺜﻴﺔ ﻧﻘﺪﻳﺔ أ ُ ٌ ً ُ ْ أﻣﺜﻠﺔ دون ﻏريﻫﺎ؛ ﻓﻘﺪ و ْ ﺟﺮﻳﺖ ﻣﻦ ﻗِ ﺒَﻞ َﺟﺪت وﻟﺴﺖ أﻧﺘﻘﻲ َ ﺧﻤﺲ دراﺳﺎت ﺗﺒﺤﺚ اﺳﺘﺨﺪام ﺗﺪﺧﻼت ﻋﻼﺟﻴﺔ ﺻﺤﻴﺔ ﻣﺤﺪﱠدة »ﻛﻮﻛﺮﻳﻦ ﻛﻮﻻﺑﻮرﻳﺸﻦ« 332
ﺧﺪﻳﻌﺔ اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ ﰲ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم
ﻗﺒﻞ وﺑﻌﺪ اﻟﺘﻐﻄﻴﺔ اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ﻟﻘﺼﺺ ﻣﺤﺪﱠدة ،ووﺟﺪ ﻛ ﱞﻞ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﺪراﺳﺎت أن اﻟﺪﻋﺎﻳﺔ اﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام أﻛﱪ ،واﻟﺘﻐﻄﻴﺔ اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام أﻗﻞ. ﻻ ﻳﻘﺘﴫ اﻷﻣﺮ ﻋﲆ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻘﻂ؛ ﻓﺎملﻤﺎرﺳﺔ اﻟﻄﺒﻴﺔ ﺗﺘﺄﺛﺮ ﺑﺎﻹﻋﻼم ً أﻳﻀﺎ ،واﻷﻣﺮ ْ أﻇﻬﺮت ورﻗﺔ ﺑﺤﺜﻴﺔ ﻣﺜرية ﻣﻦ دورﻳﺔ »ﻧﻴﻮ إﻧﺠﻼﻧﺪ ﺟﻮرﻧﺎل ذاﺗﻪ ﻣﻊ اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴني .ﻓﻘﺪ أوف ﻣﻴﺪﻳﺴﻦ« ﰲ ﻋﺎم ١٩٩١أﻧﻪ ﻟﻮ ﺟﺮت ﺗﻐﻄﻴﺔ دراﺳﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺻﺤﻴﻔﺔ »ﻧﻴﻮﻳﻮرك ﺗﺎﻳﻤﺰ« ،ﻓﺴﻴﻜﻮن ﻫﻨﺎك اﺣﺘﻤﺎل أﻛﱪ ﻛﺜريًا أن ﻳﺠﺮي اﻻﺳﺘﺸﻬﺎد ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﻗِ ﺒَﻞ اﻷوراق ً ﻣﺒﻠﻐﺎ ﻛﻬﺬا ،رﺑﻤﺎ ﺗﺘﻐﺎﴇ ﻋﻦ ﻫﺬه اﻟﺪراﺳﺔ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ. اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ اﻷﺧﺮى .ﺑﺒﻠﻮﻏﻚ ﻫﻞ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺘﻐﻄﻴﺔ ﰲ ﺻﺤﻴﻔﺔ »ﻧﻴﻮﻳﻮرك ﺗﺎﻳﻤﺰ« ﻋﻼﻣﺔ ﺑﺪﻳﻠﺔ ﻋﲆ أﻫﻤﻴﺔ اﻟﺒﺤﺚ؟ وﻓﺮﱠ ً ُ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺿﺎﺑﻄﺔ ملﻘﺎرﻧﺔ ﻧﺘﺎﺋﺠﻬﻢ ﻋﲆ أﺳﺎﺳﻬﺎ؛ ﻓﻌﲆ ﻣﺪى ﺛﻼﺛﺔ ﺷﻬﻮر، اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻟﻠﺒﺎﺣﺜني أﴐب ﻋﺪد ﻛﺒري ﻣﻦ اﻟﻌﺎﻣﻠني ﰲ اﻟﺼﺤﻴﻔﺔ ،وﺑﻴﻨﻤﺎ أﺻﺪر اﻟﺼﺤﻔﻴﻮن »ﻧﺴﺨﺔ ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ«، ً ﻗﺼﺼﺎ ﺣﻮل اﻟﺒﺤﻮث اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ، ﻳﺠﺮ ﻃﺒﻊ ﻫﺬه اﻟﻨﺴﺨﺔ ﻗﻂ .ﻓﻘﺪ ﻛﺘﺐ اﻟﺼﺤﻔﻴﻮن ﻟﻢ ِ ﺑﺎﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﲆ املﻌﺎﻳري ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻟﻠﺤﻜﻢ ﻋﲆ أﻫﻤﻴﺔ املﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﺘﻲ ﻃﺎملﺎ اﺳﺘﺨﺪﻣﻮﻫﺎ دوﻣً ﺎ، ﻟﻜﻦ اﻟﺒﺤﻮث اﻟﺘﻲ ﻛﺘﺒﻮا ﻋﻨﻬﺎ ﰲ ﻣﻘﺎﻻت ﻟﻢ ﺗ َﺮ اﻟﻨﻮر ﻗﻂ ﻟﻢ ﺗﺸﻬﺪ أي زﻳﺎدة ﰲ اﻻﻗﺘﺒﺎس ﻣﻨﻬﺎ أو اﻹﺣﺎﻟﺔ إﻟﻴﻬﺎ. ﺗﺘﴪب إﻟﻴﻨﺎ ﻳﻘﺮأ اﻟﻨﺎس اﻟﺼﺤﻒ ،وﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﳾء ﻧﻌﺘﻘﺪ أﻧﻨﺎ ﻧﻌﺮﻓﻪ، ﱠ ﻣﻔﺎﻫﻴﻤﻬﺎ وأﻓﻜﺎرﻫﺎ ،وﻧﻌﺘﻘﺪ ﰲ ﺻﺤﺘﻬﺎ ،وﻧﺘﴫﱠف ﺑﻨﺎءً ﻋﻠﻴﻬﺎ ،وﻣﺎ ﻳﺠﻌﻞ اﻷﻣﺮ أﻛﺜﺮ َ ً ﻋﻤﻠﻴﺔ اﺳﺘﻘﺮاء ﻣﺄﺳﺎوﻳﺔ أن ﻣﺤﺘﻮاﻫﺎ ﻳﻜﻮن ﻗﺎﴏًا وﻣﻌﻴﺒًﺎ ﺑﺼﻮرة داﺋﻤﺔ .ﻫﻞ أُﺟﺮي ً اﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ اﻷﻣﺜﻠﺔ املﺘﻄﺮﻓﺔ ﰲ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب؟ رﺑﻤﺎ ﻻ .ﻓﻔﻲ ﻋﺎم ٢٠٠٨ﻧﴩ ﻏري ﻣﻨﺼﻔﺔ ﺟﺎري ﺷﻮﻳﺘﺰر — وﻫﻮ ﺻﺤﻔﻲ ﺳﺎﺑﻖ ﻳﻌﻤﻞ ﺣﺎﻟﻴٍّﺎ ﰲ ﻣﺠﺎل اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻜﻤﻴﺔ اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ً ﺗﺤﻠﻴﻼ ﻟﺨﻤﺴﻤﺎﺋﺔ ﻣﻘﺎل ﰲ ﻣﺠﺎل اﻟﺼﺤﺔ ﺗﻐﻄﻲ ﻋﻼﺟﺎت وردت ﰲ ﺻﺤﻒ رﺋﻴﺴﻴﺔ ﰲ — َﺠﺮ ﺗﺼﻨﻴﻒ إﻻ ٣٥ﰲ املﺎﺋﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﺼﺺ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻣُﺮﺿﻴﺔ ﻓﻴﻤﺎ اﻟﻮﻻﻳﺎت املﺘﺤﺪة .ﻟﻢ ﻳ ِ ﻳﺘﻌ ﱠﻠﻖ ﺑﻤﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﺼﺤﻔﻲ ﻗﺪ »ﺗﻨﺎول أﺳﻠﻮب اﻟﺪراﺳﺔ وﺟﻮدة اﻷدﻟﺔ« )ﻷﻧﻪ ﰲ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺷﻬﺪﻧﺎ ﻣﺮا ًرا وﺗﻜﺮا ًرا ﰲ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ،ﻳﺪور اﻟﻌﻠﻢ ﺣﻮل ﻋﺒﺎرات ﺗﻨﻄﻮي ﻋﲆ ﺣﻘﺎﺋﻖ ﻣﻄﻠﻘﺔ ﻣﺼﺪرﻫﺎ ﺷﺨﺼﻴﺎت ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﺴﻠﻄﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﱡ ﺗﻌﺴﻔﻴﺔ ﺗﺮﺗﺪي ﻣﻌﺎﻃﻒ ً وﺻﻔﺎ واﺿﺤً ﺎ ﻟﻠﺪراﺳﺎت ،واﻷﺳﺒﺎب اﻟﺘﻲ ﺗﻜﻤﻦ وراء اﺳﺘﺨﻼص اﻟﻨﺎس ﺑﻴﻀﺎء ،وﻟﻴﺲ ﱢ اﺳﺘﻨﺘﺎﺟﺎت ﻣﻨﻬﺎ( .ﻟﻢ ﺗﻐ ﱢ املﺘﺤﻘﻘﺔ ﻣﻦ ﻂ إﻻ ٢٨ﰲ املﺎﺋﺔ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻔﻮاﺋ َﺪ اﺳﺘﺨﺪام اﻟﻌﻼﺟﺎت ﺑﺼﻮرة واﻓﻴﺔ ،ﻓﻴﻤﺎ ﻟﻢ ﺗﻘﺪﱢم ﺗﻐﻄﻴﺔ واﻓﻴﺔ ﻟﻸﴐار املﺤﺘﻤﻠﺔ ﺳﻮى ِ ﻓﺸﻠﺖ املﻘﺎﻻت ﺑﺼﻮرة ﺛﺎﺑﺘﺔ ﰲ ﺗﻘﺪﻳﻢ أي ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻛﻤﻴﺔ ﻧﺴﺒﺔ ٣٣ﰲ املﺎﺋﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻘﻂ. 333
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ﻣﻔﻀﻠﺔ ً ﱢ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ذﻟﻚ اﺳﺘﺨﺪام ﻋﺒﺎرات ﻏري ﻣﻔﻴﺪة ﻣﻔﻴﺪة ﰲ ﻋﺒﺎرات ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻣﻄﻠﻘﺔ، ﺗﺠﺬب اﻷﻧﻈﺎر؛ ﻣﺜﻞ » ٥٠ﰲ املﺎﺋﺔ أﻋﲆ«. ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ ،ﻛﺎﻧﺖ ﺛﻤﺔ اﺳﺘﻄﻼﻋﺎت رأي ﻛﻤﻴﺔ ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ ﺣﻮل دﻗﺔ اﻟﺘﻐﻄﻴﺔ اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ اﻟﺼﺤﻴﺔ ﰲ ﻛﻨﺪا ،وأﺳﱰاﻟﻴﺎ ،وأﻣﺮﻳﻜﺎ — أﺣﺎول أن أﺑﺘﻌﺪ ﰲ ﺣﺪﻳﺜﻲ ﻋﻦ املﻤﻠﻜﺔ املﺘﺤﺪة — وﻛﺎﻧﺖ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻋﻤﻮﻣً ﺎ ﻏري ﻣﺜرية ﻋﲆ اﻹﻃﻼق .ﻳﺒﺪو ﱄ أن ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺘﻐﻄﻴﺔ اﻟﺼﺤﻴﺔ ﰲ املﻤﻠﻜﺔ املﺘﺤﺪة رﺑﻤﺎ ﺗﻤﺜﱢﻞ ﻗﻀﻴﺔ ﺻﺤﻴﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﺧﻄرية. ﻟﻜﻦ ﻳﺰداد ﻣﻌﺪل اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﻤﺮﺿني ﻣﻦ اﻷﻣﺮاض اﻟﺜﻼﺛﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺠﺮي اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ ﺿﺪﻫﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ ﺑﺼﻮرة ﻫﺎﺋﻠﺔ .ﻓﻨﺤﻦ ﻧﻤﺘﻠﻚ أﻋﲆ ﻣﻌﺪﻻت إﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﺤﺼﺒﺔ ﰲ إﻧﺠﻠﱰا ووﻳﻠﺰ ﻣﻨﺬ ﺑﺪء ﺗﻄﺒﻴﻖ أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﻋﲆ املﺮض ﻋﺎم ،١٩٩٥ﻣﻊ وﻗﻮع إﺻﺎﺑﺎت أﻏﻠﺒﻬﺎ ﺑني أﻃﻔﺎل ﻟﻢ ﻳﻜﻮﻧﻮا ﻗﺪ ﱠ ﺗﻠﻘﻮْا ﺗﻄﻌﻴﻤً ﺎ ﻣﻼﺋﻤً ﺎ؛ ﻓﻘﺪ ﺟﺮى اﻹﻋﻼن ﻋﻦ ٩٧١ ﱢ ﺑﺘﻔﴚ اﻷﻣﺮاض ﻟﻔﱰات ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻟﺪى ﺣﺎﻟﺔ إﺻﺎﺑﺔ ﻣﺆﻛﺪة ﰲ ﻋﺎم ) ٢٠٠٧ﻣﻌﻈﻤﻬﺎ ﻣﺮﺗﺒﻂ ً اﻧﺨﻔﺎﺿﺎ ﺗﺎرﻳﺨﻴٍّﺎ( ،ﺑﻌﺪ أن ﺟﻤﺎﻋﺎت ﻣﺘﻨﻘﻠﺔ ودﻳﻨﻴﺔ ،ﺷﻬﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻌﺪل ﺗﻠﻘﻲ اﻟﺘﻄﻌﻴﻤﺎت ﻛﺎﻧﺖ ٧٤٠ﺣﺎﻟﺔ ﻓﻘﻂ ﰲ ﻋﺎم ) ٢٠٠٦وﺣﺎﻟﺔ اﻟﻮﻓﺎة اﻷوﱃ ﻣﻨﺬ ﻋﺎم .(١٩٩٢وﻗﺪ وﻗﻊ ﺛﻼﺛﺔ وﺳﺒﻌﻮن ﰲ املﺎﺋﺔ ﻣﻦ اﻟﺤﺎﻻت ﰲ اﻟﺠﻨﻮب اﻟﴩﻗﻲ ،وﻛﺎن ﻣﻌﻈﻤﻬﺎ ﰲ ﻟﻨﺪن. ﺑﺪأ ﻣﻌﺪل اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﻨﻜﺎف ﰲ اﻟﺼﻌﻮد ﻣﺠﺪدًا ﰲ ﻋﺎم ،١٩٩٩ﺑﻌﺪ ﺳﻨﻮات ﻋﺪﻳﺪة ﻣﻦ وﻗﻮع ﺣﺎﻻت ﻣﺤﺪودة ﻟﻢ ﺗﺘﺠﺎوز املﺎﺋﺔ؛ ﻓﺒﺤﻠﻮل ﻋﺎم ،٢٠٠٥ﻛﺎن اﻟﻨﻜﺎف ﻗﺪ وﺻﻞ إﱃ ﻣﺮﺗﺒﺔ اﻟﻮﺑﺎء ﰲ املﻤﻠﻜﺔ املﺘﺤﺪة ،ﰲ ﻇﻞ وﺻﻮل إﺧﻄﺎرات اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﻬﺎ إﱃ ٥آﻻف إﺧﻄﺎر ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ ﰲ ﺷﻬﺮ ﻳﻨﺎﻳﺮ ﻓﻘﻂ. ﻳﺤﺐ اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻨ ﱢ ﻈﻤﻮن ﺣﻤﻼت ﺿﺪ اﺳﺘﺨﺪام اﻟﺘﻄﻌﻴﻤﺎت اﻟﺘﻈﺎﻫﺮ ﺑﺄن اﻟﺘﻄﻌﻴﻤﺎت ﻏري ﻣﺆﺛﺮة ﻛﺜريًا ،وأن اﻷﻣﺮاض اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻲ ﺿﺪﻫﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺧﻄرية ﻟﻠﺪرﺟﺔ ﺟﱪ أﺣﺪًا ﻋﲆ ﺗﻄﻌﻴﻢ ﻃﻔﻠﻪ ،ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻻ أﻋﺘﻘﺪ ﺑﻨﻔﺲ اﻟﻘﺪر ﻋﲆ أي ﺣﺎل .ﻻ أرﻳﺪ أن أ ُ ِ ً ﻓﻤﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟﺤﺎﻟﺔ ﻏري املﺤﺘﻤﻠﺔ ﻻرﺗﺒﺎط اﻟﺘﻮﺣﺪ أن أﺣﺪًا ﻳﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻦ املﻌﻠﻮﻣﺎت املﻀ ﱢﻠﻠﺔ. ﺑﺎﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ ،ﺗﻌﺘﱪ املﺨﺎﻃﺮ اﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ﻋﻦ اﻟﺤﺼﺒﺔ ،ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺿﺂﻟﺘﻬﺎ ،ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ وﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﻘﻴﺎس .أﺟﺮى ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺑﻴﻜﺎم ﻋﻦ ﺳﻴﺎﺳﺎت اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ ،اﻟﺬي ﻧُﴩ ﺑﻌﺪ وﻗﺖ ﻗﺼري ﻣﻦ ﻇﻬﻮر اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ ،اﺳﺘﻄﻼﻋً ﺎ ﺣﻮل اﻹﺻﺎﺑﺔ ﻣﺆﺧ ًﺮا ﺑﺎﻟﺤﺼﺒﺔ ﰲ اﻟﺪول اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ، وﻗﺪﱠر أﻧﻪ ﻟﻜﻞ ١٠٠٠ﺣﺎﻟﺔ ﺟﺮى اﻹﺧﻄﺎر ﺑﻬﺎ ،ﺗﻘﻊ ٠٫٢ﺣﺎﻟﺔ وﻓﺎة ،وﺗﺪﺧﻞ ﻋﴩ ﺣﺎﻻت املﺴﺘﺸﻔﻰ ،وﺗﻈﻬﺮ ﻋﴩ ﺣﺎﻻت ﻣﻀﺎﻋﻔﺎت ﰲ اﻟﺠﻬﺎز اﻟﻌﺼﺒﻲ ،وأرﺑﻌﻮن ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻀﺎﻋﻔﺎت ْ ﰲ اﻟﺠﻬﺎز اﻟﺘﻨﻔﴘ .وﺗﺄ ﱠﻛ ْ وﻗﻌﺖ ﻋﲆ ﺪت ﺻﺤﺔ ﻫﺬه اﻟﺘﻘﺪﻳﺮات ﻣﻦ ﺧﻼل أوﺑﺌﺔ ﺣﺪﻳﺜﺔ 334
ﺧﺪﻳﻌﺔ اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ ﰲ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم
ﻣﻌﺎرض ﻣﻦ ﻧﻄﺎق ﺿﻴﻖ ﰲ ﻫﻮﻟﻨﺪا )ﰲ ﻋﺎم :١٩٩٩وﻗﻌﺖ ٢٣٠٠ﺣﺎﻟﺔ إﺻﺎﺑﺔ ﰲ ﻣﺠﺘﻤﻊ ِ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ ﻟﻠﺘﻄﻌﻴﻢ ،وﺛﻼث ﺣﺎﻻت وﻓﺎة( ،وأﻳﺮﻟﻨﺪا )ﰲ ﻋﺎم :٢٠٠٠وﻗﻌﺖ ١٢٠٠ ﺣﺎﻟﺔ إﺻﺎﺑﺔ ،وﺛﻼث ﺣﺎﻻت وﻓﺎة( ،وإﻳﻄﺎﻟﻴﺎ )ﰲ ﻋﺎم :٢٠٠٢وﻗﻌﺖ ﺛﻼث ﺣﺎﻻت وﻓﺎة(. ﺟﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ أن اﻟﻜﺜري ﻣﻦ ﺣﺎﻻت اﻟﻮﻓﺎة ﻫﺬه ﺣﺪﺛﺖ ﻷﻃﻔﺎل ﻛﺎﻧﻮا ﻓﻴﻤﺎ ﺳﺒﻖ ﻳﺘﻤﺘﻌﻮن ﺑﺼﺤﺔ ﺟﻴﺪة ،ﰲ دول ﻣﺘﻘﺪﻣﺔ ،ﺗﻤﺘﻠﻚ ﻧﻈ َﻢ رﻋﺎﻳ ٍﺔ ﺻﺤﻴﺔ ﺟﻴﺪة. ً ﻗﺎﺗﻼ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻣﺮض ﻣﻘﻴﺖ ﺗﱰﺗﱠﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن اﻟﻨﻜﺎف ﻧﺎد ًرا ﻣﺎ ﻳﻜﻮن ﻣﻀﺎﻋﻔﺎت ﻣﻘﻴﺘﺔ )ﺑﻤﺎ ﰲ ذﻟﻚ اﻻﻟﺘﻬﺎب اﻟﺴﺤﺎﺋﻲ ،واﻟﺘﻬﺎب اﻟﺒﻨﻜﺮﻳﺎس ،واﻟﻌﻘﻢ( .ﺻﺎرت ﻣﺘﻼزﻣﺔ اﻟﺤﺼﺒﺔ اﻷملﺎﻧﻴﺔ اﻟﺨﻠﻘﻴﺔ ﻧﺎدر ًة ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺘﺰاﻳﺪ ﻣﻨﺬ ﻇﻬﻮر اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺘﺴﺒﱠﺐ ﰲ إﻋﺎﻗﺎت ﺑﺎﻟﻐﺔ ،ﺑﻤﺎ ﰲ ذﻟﻚ اﻟﺼﻤﻢ ،واﻟﺘﻮﺣﺪ ،واﻟﻌﻤﻰ ،واﻹﻋﺎﻗﺔ اﻟﺬﻫﻨﻴﺔ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﺑﴬر ﺧﻼل ﻓﱰة اﻟﺤﻤﻞ اﻷوﱃ. ﻳﻨﺸﺄ ﻋﻦ إﺻﺎﺑﺔ اﻟﺠﻨني ٍ اﻟﴚء اﻵﺧﺮ اﻟﺬي ﺳﺘﺴﻤﻊ ﻋﻨﻪ ﻛﺜريًا ﻫﻮ أن اﻟﺘﻄﻌﻴﻤﺎت ﻻ ﺗﺼﻨﻊ ً ﻓﺎرﻗﺎ ﻛﺒريًا ﻋﲆ أي ﱠ املﺘﻮﻗﻊ ﺗﺮﺟﻊ إﱃ ﺗﻄﻮرات ﺣﺎل؛ ﻷن ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺘﻄﻮرات ﰲ ﻣﺠﺎل اﻟﺼﺤﺔ وﻣﺘﻮﺳﻂ اﻟﻌﻤﺮ ﰲ اﻟﺼﺤﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ِﻟ َ ً ﺷﺨﺼﺎ ﻣﻬﺘﻤٍّ ﺎ اﻫﺘﻤﺎﻣً ﺎ ﻄﻴْﻒ واﺳﻊ ﻣﻦ اﻷﺳﺒﺎب اﻷﺧﺮى .ﺑﺎﻋﺘﺒﺎري ٍّ ﺧﺎﺻﺎ ﺑﻌﻠﻢ اﻷوﺑﺌﺔ واﻟﺼﺤﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،أﺟﺪ ﻫﺬا اﻟﻄﺮح ﺟﺬﱠاﺑًﺎ ،وﻻ ﺷﻚ ﻋﲆ اﻹﻃﻼق أن ﺣﺎﻻت اﻟﻮﻓﺎة ﻣﻦ ﻣﺮض اﻟﺤﺼﺒﺔ ﺑﺪأت ﰲ اﻻﻧﺨﻔﺎض اﻟﺸﺪﻳﺪ ﻋﲆ ﻣﺪار اﻟﻘﺮن املﺎﴈ ً ﻓﻀﻼ ﻋﻦ اﻷﺳﺒﺎب اﻟﻄﺒﻴﺔ ،ﻣﺜﻞ ﺑﺄﻛﻤﻠﻪ ﻟﺸﺘﱠﻰ أﻧﻮاع اﻷﺳﺒﺎب ،ﻛﺜريٌ ﻣﻨﻬﺎ اﺟﺘﻤﺎﻋﻲ وﺳﻴﺎﳼ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ اﻟﻔﻀﲆ ،وﺗﺰاﻳﺪ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ رﻋﺎﻳﺔ ﻃﺒﻴﺔ ﺟﻴﺪة ،واملﻀﺎدات اﻟﺤﻴﻮﻳﺔ ،واﻷوﺿﺎع ﱡ وﺗﺤﺴﻦ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻨﻈﺎﻓﺔ ،إﻟﺦ. املﻌﻴﺸﻴﺔ اﻷﻗﻞ ازدﺣﺎﻣً ﺎ، ﱠ ْ املﺘﻮﻗﻊ ﺧﻼل اﻟﻘﺮن املﺎﴈ ،وﻳﺴﻬﻞ ﻧﺴﻴﺎن ﻛﻴﻒ ارﺗﻔﻌﺖ ﻣﻌﺪﻻت ﻣﺘﻮﺳﻂ اﻟﻌﻤﺮ ً ﻫﺎﺋﻼ .ﻓﻔﻲ ﻋﺎم ،١٩٠١ﻛﺎن ﻣﻦ املﺘﻮﻗﻊ أن ﻳﻌﻴﺶ اﻟﺬﻛﻮر املﻮﻟﻮدون ﰲ ﻛﺎن ﻫﺬا اﻟﺘﻐﻴري املﻤﻠﻜﺔ املﺘﺤﺪة ﺣﺘﻰ ﻋﻤﺮ ﺧﻤﺴﺔ وأرﺑﻌني ﻋﺎﻣً ﺎ ،واﻹﻧﺎث ﺣﺘﻰ ﺗﺴﻌﺔ وأرﺑﻌني ﻋﺎﻣً ﺎ )اﻧﻈﺮ ﱠ املﺘﻮﻗﻊ ﻋﻨﺪ املﻴﻼد ﻗﺪ ارﺗﻔﻊ إﱃ اﻟﺸﻜﻞ .(2-16وﺑﺤﻠﻮل ﻋﺎم ،٢٠٠٤ﻛﺎن ﻣﺘﻮﺳﻂ اﻟﻌﻤﺮ ﺳﺒﻌﺔ وﺳﺒﻌني ﻋﺎﻣً ﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ اﻟﺮﺟﺎل ،وواﺣﺪ وﺛﻤﺎﻧني ﻋﺎﻣً ﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ اﻟﻨﺴﺎء )ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻣﻦ أن ﻛﺜريًا ﻣﻦ اﻟﺘﻐﻴري ﻳﺮﺟﻊ إﱃ اﻧﺨﻔﺎض ﻣﻌﺪﻻت وﻓﻴﺎت اﻷﻃﻔﺎل(. إذن ﻧﺤﻦ ﻧﻌﻴﺶ ﻟﻔﱰة أﻃﻮل ،وﻻ ﺗُﻌﺘﱪ اﻟﺘﻄﻌﻴﻤﺎت ﻫﻲ اﻟﺴﺒﺐ اﻟﻮﺣﻴﺪ ﰲ ﻣﻨﺘﻬﻰ ْ اﻧﺨﻔﻀﺖ ﻣﻌﺪﻻت اﻟﻮﺿﻮح ﰲ ذﻟﻚ .وﻣﺎ ﻣﻦ ﺗﻐﻴري وﺣﻴﺪ ﻳُﻌﺘﱪ اﻟﺴﺒﺐ ﰲ ذﻟﻚ .ﻟﻘﺪ اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﺤﺼﺒﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﺿﺨﻢ ﺧﻼل اﻟﻘﺮن املﻨﻘﴤ ،ﻟﻜﻦ ﺳﻴﻜﻮن ﻋﻠﻴﻚ أن ﺗﺠﺘﻬﺪ ﻛﺜريًا ُﻈﻬﺮ )اﻟﺸﻜﻞ (3-16 ﰲ إﻗﻨﺎع ﻧﻔﺴﻚ ﺑﺄن اﻟﺘﻄﻌﻴﻤﺎت ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻬﺎ أي ﺗﺄﺛري ﻋﲆ ذﻟﻚ .ﻳ ِ ﻣﻌﺪﻻت اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﺤﺼﺒﺔ ﻣﻦ ﻋﺎم ١٩٥٠ﺣﺘﻰ ﻋﺎم ٢٠٠٠ﰲ اﻟﻮﻻﻳﺎت املﺘﺤﺪة. 335
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ﻋﺪد اﻟﺴﻨﻮات
٢٠٢١
٢٠٠١
١٩٨١
١٩٦١ اﻟﻌﺎم
١٩٤١
١٩٢١
٩٠ ٨٠ ٧٠ ٦٠ ٥٠ ٤٠ ٣٠ ٢٠ ١٠ ٠ ١٩٠١
ذﻛﻮر إﻧﺎث ﺷﻜﻞ :2-16ﻣﺘﻮﺳﻂ اﻟﻌﻤﺮ املﺘﻮﻗﻊ ﻋﻨﺪ املﻴﻼد ﰲ املﻤﻠﻜﺔ املﺘﺤﺪة.
ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ أوﻟﺌﻚ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻈﻨﻮن أن اﻟﺘﻄﻌﻴﻤﺎت املﻨﻔﺼﻠﺔ ملﻜﻮﻧﺎت اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ ﻓﻜﺮة ﺟﻴﺪة ،ﺳﺘﻼﺣﻆ أن ﻫﺬه اﻟﺘﻄﻌﻴﻤﺎت ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺘﻮاﻓﺮة ﻣﻨﺬ ﺳﺒﻌﻴﻨﻴﺎت اﻟﻘﺮن اﻟﻌﴩﻳﻦ، ﻟﻜﻦ أي ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺗﻄﻌﻴﻢ ﻣﺸﱰك — واﻟﱪﻧﺎﻣﺞ املﺸﱰك ﻹﻋﻄﺎء اﻟﺘﻄﻌﻴﻤﺎت اﻟﺜﻼﺛﺔ ﺟﻤﻴﻌً ﺎ ﻣﺮة واﺣﺪة ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻫﻮ اﻟﺤﺎل ﻣﻊ اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ — ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﺸﻜﻞ واﺿﺢ ﻧﻮﻋً ﺎ ﻣﺎ ﺑﺤﺪوث ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻻﻧﺨﻔﺎض )ﺑﻞ وﻧﻬﺎﺋﻲ ﻧﻮﻋً ﺎ ﻣﺎ( ﰲ ﻣﻌﺪﻻت اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﺤﺼﺒﺔ )اﻧﻈﺮ اﻟﺸﻜﻞ .(4-16 ﻳﻨﻄﺒﻖ اﻷﻣﺮ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﲆ اﻟﻨ ﱡ َﻜﺎف )اﻧﻈﺮ اﻟﺸﻜﻞ .(5-16 ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻧﺘﺤﺪﱠث ﻋﻦ اﻟﻨ ﱡ َﻜﺎف ،دﻋﻨﺎ ﻻ َ ﻧﻨﺲ اﻟﻮﺑﺎء اﻟﺬي اﺑﺘُﻠﻴﻨﺎ ﺑﻪ ﰲ ﻋﺎم ،٢٠٠٥ﺣني ﻋﺎود أﺣﺪ اﻷﻣﺮاض اﻟﻈﻬﻮر — ﻛﺎن ﻛﺜري ﻣﻦ اﻷﻃﺒﺎء اﻟﺸﺒﺎب ﺳﻴﺠﺎﻫﺪون ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺘﻌﺮف ﺑﻴﺎﻧﻲ ﻟﺤﺎﻻت اﻟﻨﱡﻜﺎف ﻣﻦ ﻣﻘﺎل دورﻳﺔ »ﺑﺮﻳﺘﺶ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻘﻂ .ﰲ )اﻟﺸﻜﻞ (6-16رﺳﻢ ﱞ ﻣﻴﺪﻳﻜﺎل ﺟﻮرﻧﺎل« اﻟﺬي ﺣ ﱠﻠﻞ ﱢ ﺗﻔﴚ املﺮض. 336
ﺧﺪﻳﻌﺔ اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ ﰲ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم
٢٠٠٠
١٩٩٠
١٩٨٠
١٩٧٠
١٩٦٠
ﻋﺪد اﻟﺤﺎﻻت )ﺑﺎﻵﻻف(
ﻣﺼﻞ اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ املﺮﺧﺺ
٩٠٠ ٨٠٠ ٧٠٠ ٦٠٠ ٥٠٠ ٤٠٠ ٣٠٠ ٢٠٠ ١٠٠ ٠ ١٩٥٠
اﻟﻌﺎم ﺷﻜﻞ :3-16اﻟﺤﺼﺒﺔ – اﻟﻮﻻﻳﺎت املﺘﺤﺪة.٢٠٠٠–١٩٥٠ ،
ﻛﺎﻧﺖ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺤﺎﻻت املﺆ ﱠﻛﺪة ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ ﺧﻼل ﻓﱰة ﱢ ﺗﻔﴚ املﺮض ﻟﺪى أﺷﺨﺎص ﺗﱰاوح أﻋﻤﺎرﻫﻢ ﺑني ﺧﻤﺴﺔ ﻋﴩ وأرﺑﻌﺔ وﻋﴩﻳﻦ ﻋﺎﻣً ﺎ ،وﻛﺎﻧﺖ ﻧﺴﺒﺔ ﻻ ﺗﺰﻳﺪ ﻋﲆ ٣٫٣ﻗﺪ ﱠ ﺗﻠﻘﺖ اﻟﺠﺮﻋﺘني اﻟﻜﺎﻣﻠﺘني ملﺼﻞ اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ .ملﺎذا أﺛﱠﺮ ﻫﺬا ﻋﲆ ﻫﺆﻻء اﻷﺷﺨﺎص؟ ﺑﺴﺒﺐ وﺟﻮد ﻧﻘﺺ ﻋﺎملﻲ ﰲ املﺼﻞ ﰲ أواﺋﻞ ﺗﺴﻌﻴﻨﻴﺎت اﻟﻘﺮن اﻟﻌﴩﻳﻦ. ً ﻣﺮﺿﺎ ﺑﻼ أﴐار .ﻟﻴﺲ ﻟﺪيﱠ أدﻧﻰ رﻏﺒﺔ ﰲ إﺧﺎﻓﺔ أﺣﺪ — وﻣﺜﻠﻤﺎ اﻟﻨﱡﻜﺎف ﻟﻴﺲ ُ ُ ﱡ ﻟﺴﺖ ﻣﻬﺘﻤٍّ ﺎ إﻻ ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺗﺨﺼﻚ؛ ذﻛﺮت ،ﻣﻌﺘﻘﺪاﺗﻚ وﻗﺮاراﺗﻚ ﺣﻮل اﻟﺘﻄﻌﻴﻤﺎت ﻫﻲ أﻣﻮر اﻟﺘﻲ ﺟﺮى ﺗﻀﻠﻴﻠُﻚ ﺑﻬﺎ ﻋﲆ ﻫﺬا اﻟﻨﺤﻮ املﺪﻫﺶ — ﻟﻜﻦ ﻗﺒﻞ ﻇﻬﻮر اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ ،ﻛﺎن اﻟﻨﱡﻜﺎف أﻛﺜﺮ أﺳﺒﺎب اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻻﻟﺘﻬﺎب اﻟﺴﺤﺎﺋﻲ اﻟﻔريوﳼ ﺷﻴﻮﻋً ﺎ ،وأﺣﺪ أﻫﻢ اﻷﺳﺒﺎب ﰲ ﻓﻘﺪان اﻟﺴﻤﻊ ﻟﺪى اﻷﻃﻔﺎل .وﺗﻈﻬﺮ اﻟﺪراﺳﺎت ﺣﻮل اﻟﺒﺰل اﻟﻘﻄﻨﻲ أن ﺣﻮاﱄ ﻧﺼﻒ إﺟﻤﺎﱄ ﺣﺎﻻت اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﻨﱡﻜﺎف ﺗﺘﻀﻤﱠ ﻦ اﻟﺘﺄﺛري ﻋﲆ اﻟﺠﻬﺎز اﻟﻌﺼﺒﻲ املﺮﻛﺰي .ﻛﺬﻟﻚ ﻳﻌﺪ اﻟﺘﻬﺎب اﻟﺨﺼﻴﺘني اﻟﺴﺤﺎﺋﻲ ﺷﺎﺋﻌً ﺎ ،وﻣﺆ ًملﺎ إﱃ ﺣ ﱟﺪ ﺑﻌﻴﺪ ،وﻳﺤﺪث ﰲ ٢٠ﰲ املﺎﺋﺔ ﻣﻦ ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺮﺟﺎل اﻟﺒﺎﻟﻐني املﺼﺎﺑني ﺑﺎﻟﻨﻜﺎف .وﺳﻴﺼﺎب ﺣﻮاﱄ ﻧﺼﻒ ﻫﺆﻻء ﺑﻀﻤﻮر اﻟﺨﺼﻴﺘني، ﻋﺎد ًة ﰲ ﺧﺼﻴﺔ واﺣﺪة ﻓﻘﻂ ،ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﺑني ١٥إﱃ ٣٠ﰲ املﺎﺋﺔ ﻣﻦ املﺮﴇ املﺼﺎﺑني ﺳﻮف 337
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ﺗﻄﻌﻴﻢ اﻟﺤﺼﺒﺔ
١٠٠ اﻟﺘﻐﻄﻴﺔ اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ﻟﻠﺘﻄﻌﻴﻢ )ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ املﺌﻮﻳﺔ(
٦٠ ٤٠ ٢٠
ﺣﻤﻠﺔ اﻟﺤﺼﺒﺔ واﻟﻨﻜﺎف اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ
٠ ٢٠٠٠
١٩٩٠
٦٠٠ ٤٠٠ ٢٠٠ ١٩٨٠ اﻟﻌﺎم
١٩٧٠
١٩٦٠
اﻹﺧﻄﺎرات )ﺑﺎﻵﻻف(
٨٠
٨٠٠
٠ ١٩٥٠
اﻹﺧﻄﺎرات اﻟﺘﻐﻄﻴﺔ اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ﻟﻠﺘﻄﻌﻴﻢ ﺷﻜﻞ 4-16
ﻳﺼﺎﺑﻮن ﺑﻨُﻜﺎف اﻟﺨﺼﻴﺘني اﻟﺴﺤﺎﺋﻲ ﰲ ﻛﻠﺘﺎ اﻟﺨﺼﻴﺘني ،وﻣﻦ ﺑني ﻫﺆﻻء ،ﺳﺘﻨﺨﻔﺾ ﺧﺼﻮﺑﺔ ١٣ﰲ املﺎﺋﺔ ﻣﻨﻬﻢ. أﻓﺼﻞ ﻫﺬا ﻣﻦ أﺟﻞ ﻣﺼﻠﺤﺔ اﻟﻘﺎرئ اﻟﻌﺎدي ﻓﻘﻂ؛ ﻓﺒﺤﻠﻮل اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﱠ ُ ﻟﺴﺖ ﱢ ﺗﻔﴙ ﻓﻴﻪ املﺮض ﰲ ﻋﺎم ،٢٠٠٥ﻛﺎن اﻷﻃﺒﺎء اﻟﺸﺒﺎب ﰲ ﺣﺎﺟﺔ إﱃ ﺗﺬﻛريﻫﻢ ﺑﺄﻋﺮاض وﻋﻼﻣﺎت ﻣﺮض اﻟﻨﻜﺎف؛ إذ ﻛﺎن املﺮض ﻏري ﻣﺄﻟﻮف ﺧﻼل ﺧﱪﺗﻬﻢ اﻟﺘﺪرﻳﺒﻴﺔ واﻹﻛﻠﻴﻨﻴﻜﻴﺔ .ﻛﺎن اﻟﻨﺎس ﻗﺪ ُ ﻧﺴﻮا ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻫﺬه اﻷﻣﺮاض ،وﰲ ذﻟﻚ املﻘﺎم ﺗﻌﺘﱪ اﻟﺘﻄﻌﻴﻤﺎت ﺿﺤﻴﺔ ﻧﺠﺎﺣﻬﺎ، ﻣﺜﻠﻤﺎ رأﻳﻨﺎ ﰲ املﻘﺘﻄﻒ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻣﻦ ﻣﺠﻠﺔ »ﺳﺎﻳﻨﺘﻴﻔﻴﻚ أﻣﺮﻳﻜﺎن« ﰲ ﻋﺎم ،١٨٨٨ﻗﺒﻞ ﺧﻤﺴﺔ أﺟﻴﺎل ﺳﺎﺑﻘﺔ )راﺟﻊ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺮاﺑﻊ ﻋﴩ(. ﻣﺘﻰ اﺻﻄﺤﺒﻨﺎ ً ﻃﻔﻼ ﻟﻠﺘﻄﻌﻴﻢ ،ﻧﻌﺮف أﻧﻨﺎ ﻧُﻘِ ﻴﻢ ﺗﻮازﻧًﺎ ﺑني اﻟﻔﻮاﺋﺪ واملﻀﺎر ،ﻛﻤﺎ ﻫﻮ اﻟﺤﺎل ﻣﻊ أي ﺗﺪﺧﻞ ﻋﻼﺟﻲ ﻃﺒﻲ .ﻻ أﻋﺘﻘﺪ أن اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ ﻋﲆ ﻫﺬه اﻟﺪرﺟﺔ ﻣﻦ اﻷﻫﻤﻴﺔ. وﺣﺘﻰ إذا ﻛﺎن اﻟﺘﻬﺎب اﻟﺨﺼﻴﺘني اﻟﺴﺤﺎﺋﻲ واﻟﻌﻘﻢ واﻟﺼﻤﻢ واملﻮت وﺑﻘﻴﺔ اﻷﻣﺮاض اﻷﺧﺮى آﺛﺎ ًرا ﻏري ﺳﺎ ﱠرة ،ﻓﻠﻦ ﺗﺴﻘﻂ اﻟﺴﻤﺎء ﺑﺪون اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ .ﻟﻜﻦ ﻋﻨﺪ اﻟﻨﻈﺮ إﱃ ﻛﻞ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﻋﲆ ﺣِ َﺪةٍ ،ﻻ ﺗﻌﺘﱪ اﻟﻜﺜري ﻣﻦ ﻋﻮاﻣﻞ اﻟﺨﻄﺮ املﻨﻔﺮدة ﻣﻬﻤﺔ ً أﻳﻀﺎ ،وﻫﻮ 338
ﺧﺪﻳﻌﺔ اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ ﰲ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم
١٢٥٠
اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ املﺴﺘﺨﺪم
١٠٠٠ ٧٥٠ ٥٠٠ ٢٥٠
اﻟﺘﻘﺎرﻳﺮ املﺨﺘﱪﻳﺔ وﻣﻌﺪﻻت اﺳﺘﺸﺎرة ﻃﺒﻴﺐ املﻤﺎرﺳﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ
١٥٠٠
٠ ١٩٦٠ ١٩٦٥ ١٩٧٠ ١٩٧٥ ١٩٨٠ ١٩٨٥ ١٩٩٠ ١٩٩٥ اﻟﻌﺎم اﻹﺧﻄﺎرات ﻣﻌﺪﻻت اﺳﺘﺸﺎرة ﻃﺒﻴﺐ املﻤﺎرﺳﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻜﻞ ١٠٠أﻟﻒ ﻧﺴﻤﺔ ﺷﻜﻞ :5-16ﺣﺎﻻت اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﻨ ﱡ َﻜﺎف وﻋﺪد اﻟﺤﺎﻻت املﺆﻛﺪة اﻟﺘﻲ أ ُ ِ ﺧﻄﺮ ﺑﻬﺎ ﻣﺮﻛﺰ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ اﻷﻣﺮاض اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻼﻧﺘﻘﺎل.١٩٩٥–١٩٦٢ ،
ﻣﺎ ﻻ ﻳﻌﺘﱪ ﺳﺒﺒًﺎ ﻟﻠﺘﺨﲇ ﻋﻦ ﻛﻞ أﻣﻞ ﰲ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻋﻤﻞ ﳾء ﺑﺴﻴﻂ ،وﻣﻨﻄﻘﻲ ،وﻣﻨﺎﺳﺐ ﺣﻴﺎﻟﻬﺎ؛ ﻣﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺻﺤﺔ اﻷﻣﺔ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﱃ ﺟﻤﻴﻊ اﻷﺷﻴﺎء اﻷﺧﺮى اﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻟﻐﺎﻳﺔ ذاﺗﻬﺎ. ﻳُﻌﺘﱪ اﻷﻣﺮ ً أﻳﻀﺎ ﻣﺴﺄﻟﺔ اﺗﺴﺎق .ﻓﺮﻏﻢ ﻣﺎ ﰲ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﻣﺨﺎﻃﺮة ﺑﺈﺣﺪاث ذﻋﺮ ﻋﺎم، أﺷﻌﺮ أن ﻣﻦ واﺟﺒﻲ أن أﺷري إﱃ أﻧﻪ إذا ﻛﺎن اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ ﻻ ﻳﺰال ﻳﺨﻴﻔﻚ ،ﻓﺈذن ﻳﺠﺐ أن ﻳﺨﻴﻔﻚ ً أﻳﻀﺎ ﻛﻞ ﳾء ﰲ ﻣﺠﺎل اﻟﻄﺐ ،ﺑﻞ واﻟﻜﺜري ﻣﻦ ﻋﻮاﻣﻞ اﻟﺨﻄﺮ اﻟﺘﻲ ﻳﻨﻄﻮي ً ﻫﺎﺋﻼ ﻣﻦ اﻷﺷﻴﺎء ﺟﺮى ﻋﻠﻴﻬﺎ أﺳﻠﻮب اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺼﺎدﻓﻬﺎ؛ إذ إن ﺛﻤﺔ ﻋﺪدًا ﺑﺤﺜﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻏري ﻣ َ ُﺘﻘﻦ ،ﺑﻤﺴﺘﻮًى أﻗﻞ ﻛﺜريًا ﻣﻦ اﻟﻴﻘني ﺣﻴﺎل ﻣﺴﺘﻮى اﻷﻣﺎن ﻓﻴﻬﺎ .ﻳﻈﻞ َ اﻟﺴﺆال :ملﺎذا َ أردت أن ﺗﻔﻌﻞ ﻛﻨﺖ ﺗﺴ ﱢﻠﻂ ﺗﺮﻛﻴﺰك ﺑﻬﺬا اﻟﺸﻜﻞ ﻋﲆ اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ؟ إذا ﺷﻴﺌًﺎ ﺣﻴﺎل ﻫﺬه املﺸﻜﻠﺔً ، ﻓﺒﺪﻻ ﻣﻦ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺣﻤﻠﺔ ﺗﺘﻤﺤﻮر ﺣﻮل ﻗﻀﻴﺔ واﺣﺪة ﻋﻦ اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ ً اﻟﺜﻼﺛﻲ ،رﺑﻤﺎ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻮ ﱢ ﺣﻤﻠﺔ ﻟﻮﺿﻊ ﻇﻒ ﻃﺎﻗﺎﺗﻚ ﻋﲆ ﻧﺤﻮ أﻛﺜﺮ ﻧﻔﻌً ﺎ .ﻳﻤﻜﻨﻚ أن ﺗُﻄﻠِﻖ ﻧﻈﺎم ﻣﺮاﻗﺒﺔ آﱄ ﺛﺎﺑﺖ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت ﺑﻴﺎﻧﺎت اﻟﺴﺠﻼت اﻟﺼﺤﻴﺔ املﺘﻮاﻓﺮة ﻟﺪى ﻫﻴﺌﺔ 339
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
اﻟﺤﺎﻻت املﺆﻛﺪة
٢٥٠٠
٧٥٠٠
٢٠٠٠
٦٠٠٠
١٥٠٠
٤٥٠٠
١٠٠٠
٣٠٠٠
٥٠٠
١٥٠٠
٠
١٢٣٤١٢٣٤١٢٣٤١٢٣٤١٢٣٤١٢٣٤١٢٣٤١٢٣٤١٢٣٤١٢٣٤
اﻹﺧﻄﺎرات
٣٠٠٠
٩٠٠٠
٠
١٩٩٥ ١٩٩٦ ١٩٩٧ ١٩٩٨ ١٩٩٩ ٢٠٠٠ ٢٠٠١ ٢٠٠٢ ٢٠٠٣ ٢٠٠٤
اﻟﻌﺎم اﻟﺘﻘﺎرﻳﺮ املﺆﻛﺪة اﻹﺧﻄﺎرات ﺷﻜﻞ 6-16
اﻟﺨﺪﻣﺎت اﻟﺼﺤﻴﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻻﻛﺘﺸﺎف أي ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺳﻠﺒﻴﺔ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺄي ﺗﺪﺧﻼت ﻋﻼﺟﻴﺔ ،ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل ،وﻟﺴﻮف أﺷﻌﺮ ﺑﺎﻟﺮﻏﺒﺔ ﰲ أن أﻧﻀﻢ إﻟﻴﻚ ﰲ ﻣﺴﺎﻋﻴﻚ. ﻧﻮاح ﻛﺜرية ﻻ ﻳﺪور اﻷﻣﺮ ﺣﻮل إدارة اﻟﺨﻄﺮ ،أو املﺮاﻗﺒﺔ ،ﺑﻞ ﺣﻮل اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ، ﻟﻜﻦ ﻣﻦ ٍ ﻧﺤﻮ واﻟﻘﺼﺺ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ،واﻷﴐار اﻟﺒﴩﻳﺔ اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ .وﻛﻤﺎ أن اﻟﺘﻮﺣﺪ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺜرية ﻋﲆ ٍ ﺧﺎص ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ اﻟﺼﺤﻔﻴني ،وﰲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﻴﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌً ﺎ ،ﻳُﻌﺘﱪ اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺟﺬاﺑﺔ ﺑﻨﻔﺲ اﻟﻘﺪر ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ﻣﺤﻮر ﻣﺨﺎوﻓﻨﺎ .ﻓﺎﻟﺘﻄﻌﻴﻢ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﻋﺎم ﻳﺘﻌﺎرض ﻣﻊ اﻷﻓﻜﺎر اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ املﺘﻌ ﱢﻠﻘﺔ »ﺑﺎﻟﺮﻋﺎﻳﺔ اﻟﻔﺮدﻳﺔ« ،وﻫﻮ ﻣﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ،وﻳﺘﻀﻤﱠ ﻦ اﺳﺘﺨﺪام إﺑﺮ ﺗﺨﱰق أﺟﺴﺎم اﻷﻃﻔﺎل ،وﻳﻘﺪﱢم اﻟﻔﺮﺻﺔ ﻹﻟﻘﺎء اﻟﻼﺋﻤﺔ ﻋﲆ ﺷﺨﺺ ﻣﺎ ،أو ﳾء ﻣﺎ، ﻟﻠﺘﺴﺒﺐ ﰲ ﻣﺄﺳﺎة ﻣﺮﻳﻌﺔ. وﻛﻤﺎ أن أﺳﺒﺎب ﻫﺬه املﺨﺎوف ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﺴﻢ ﺑﺎﻟﻌﺎﻃﻔﻴﺔ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ أي ﳾء آﺧﺮ، ﻫﻜﺬا اﻷﻣﺮ ً أﻳﻀﺎ ﻣﻊ اﻟﴬر .ﻓﺂﺑﺎء اﻷﻃﻔﺎل املﺼﺎﺑني ﺑﺎﻟﺘﻮﺣﺪ ﻳﺠﺘﺎﺣﻬﻢ ﺷﻌﻮر ﺑﺎﻟﺬﻧﺐ، واﻟﺸﻚ ،واﻹداﻧﺔ اﻟﻼﻧﻬﺎﺋﻴﺔ ﻟﻠﺬات ﺣﻴﺎل ﻓﻜﺮة أﻧﻬﻢ أﻧﻔﺴﻬﻢ ﻣﺴﺌﻮﻟﻮن ﻋﻦ إﻳﻘﺎع اﻟﴬر 340
ﺧﺪﻳﻌﺔ اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ ﰲ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم
ﻋﲆ أﻃﻔﺎﻟﻬﻢ .وﻗﺪ أﻇﻬﺮ ﻋﺪد ﻫﺎﺋﻞ ﻣﻦ اﻟﺪراﺳﺎت ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻹﺣﺴﺎس ﺑﺎﻟﻔﺠﻴﻌﺔ، ﻟﻜﻦ ﻣﻊ اﻗﱰاﺑﻲ ﺟﺪٍّا ﻣﻦ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻜﺘﺎب ،ﻻ أرﻏﺐ ﰲ ﻋﺮض املﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻷوراق اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ. ﺛﻤﺔ ﻣﻘﺘﻄﻒ أﺟﺪه — ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أﻧﻬﺎ ﻗﺪ ﺗﺘﺬﻣﱠ ﺮ ﻣﻦ اﺳﺘﺸﻬﺎدي ﺑﻪ — ﻣﺆﺛ ًﺮا ْ ﻇﻬﺮت ﻣﻊ اﺑﻨﻬﺎ وﻣﺰﻋﺠً ﺎ ﻋﲆ ﺣ ﱟﺪ ﺳﻮاء .ﻳﺮﺟﻊ ﻫﺬا املﻘﺘﻄﻒ إﱃ ﻛﺎرﻳﻦ ﺑﺮوﴎ ،اﻟﺘﻲ راﻳﺎن املﺼﺎب ﺑﺎﻟﺘﻮﺣﺪ ﰲ ﺑﻴﺎن أﻧﺪرو وﻳﻜﻔﻴﻠﺪ اﻹﺧﺒﺎري املﺼﻮﱠر اﻟﺬي أﺻﺪره املﺴﺘﺸﻔﻰ املﺠﺎﻧﻲ املﻠﻜﻲ ﰲ ﻋﺎم .١٩٩٨ﺗﻘﻮل ﻛﺎرﻳﻦ» :أيﱡ أ ﱟم ﻟﺪﻳﻬﺎ ﻃﻔﻞ ﺗﺮﻳﺪه أن ﻳﻜﻮن ﻃﺒﻴﻌﻴٍّﺎ … وﻣﻦ املﺄﺳﺎوي أن ﺗﺠﺪ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ أن ﻃﻔﻠﻬﺎ ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻣﺼﺎﺑًﺎ ﺟﻴﻨﻴٍّﺎ ﺑﺎﻟﺘﻮﺣﺪ .وأن َ واﻓﻘﺖ ﻋﲆ ﻓﻌﻞ ذﻟﻚ ﺑﻪ … ﻓﻬﺬا ﺗﻜﺘﺸﻒ أن ذﻟﻚ ﻗﺪ ﺣﺪث ﺟ ﱠﺮاء ﻣﺼﻞ ﺗﻄﻌﻴﻢ ،وأﻧﻚ ﳾء ﻣﺪﻣﺮ«. ﻫﻮاﻣﺶ ) (1ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ازدراء اﻹﺣﺼﺎءات ﰲ ﻣﺠﺎل ﺑﺤﻮث اﻟﺮﻋﺎﻳﺔ اﻟﺼﺤﻴﺔ ﻏﺮﻳﺒًﺎ ﰲ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ. ﻓﻘﺪ ﻻﺣﻆ إﺟﻨﺎز ﺳﻴﻤﻠﻔﺎﻳﺰ ﰲ ﻋﺎم ١٨٤٧أن املﺮﴇ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻤﻮﺗﻮن ﺑﻤﻌﺪﻻت أﻋﲆ ﺑﻜﺜري ﰲ ً ﻣﺴﺌﻮﻻ ﻋﻨﻪ ﻃﻼب اﻟﻄﺐ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ اﻟﻌﻨﱪ اﻟﺬي ﻛﺎن ﻃﻼب اﻟﻘﺒﺎﻟﺔ ﻋﻨﱪ اﻟﻮﻻدة اﻟﺬي ﻛﺎن ﻣﺴﺌﻮﻟني ﻋﻨﻪ )ﻛﺎن ذﻟﻚ ﰲ اﻟﻔﱰة اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻄﻼب ﻳﺠﻤﻌﻮن اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت واملﻌﻠﻮﻣﺎت ﰲ املﺴﺘﺸﻔﻴﺎت( .ﻛﺎن ﻣﻮﻗﻨًﺎ أن ذﻟﻚ ﻛﺎن ﻳﺮﺟﻊ إﱃ أن ﻃﻼب اﻟﻄﺐ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺤﻤﻠﻮن ﺷﻴﺌًﺎ ﻋﻔﻨًﺎ ﻣﻦ اﻟﺠﺜﺚ ﰲ ﻏﺮﻓﺔ اﻟﺘﴩﻳﺢ؛ ﻟﺬا وﺿﻊ ﻧﻈﺎﻣً ﺎ ﻟﻐﺴﻞ اﻷﻳﺪي ﺟﻴﺪًا ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام اﻟﺠري املﻌﺎ َﻟﺞ وﺗﻮﺻﻞ ﻟﺒﻌﺾ اﻷرﻗﺎم ﱢ ﱠ ﺗﻮﺿﺢ ﻓﻮاﺋﺪ ذﻟﻚ .واﻧﺨﻔﻀﺖ ﻣﻌﺪﻻت اﻟﻮﻓﺎة ،ﻟﻜﻦ ﰲ ﺑﺎﻟﻜﻠﻮر، ﻋﴫ ﻃﺒﻲ ﻛﺎن ﻳﺤﺘﻔﻲ ﺑ »اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ« أﻛﺜﺮ ﻣﻦ اﻷدﻟﺔ اﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻴﺔ اﻟﻮاﻗﻌﻴﺔ ،ﺟﺮى ﺗﺠﺎﻫﻞ اﻹﺟﺮاء ﻣﻦ اﻷﺳﺎس ،ﺣﺘﻰ ﺟﺎء ﻟﻮﻳﺲ ﺑﺎﺳﺘري وأﻛﺪ ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻟﺠﺮاﺛﻴﻢ .ﻣﺎت ﺳﻴﻤﻠﻔﺎﻳﺰ وﺣﻴﺪًا ﰲ ﻣﺼﺤﺔ ﻟﻸﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ،وﻟﻢ ﺗﺴﻤﻊ ﱠإﻻ ﻋﻦ ﺑﺎﺳﺘري. ) (2ﻫﺎ ﻫﻮ ﺟﺎك ﻳﺘﺤﺪﱠث ﻋﻦ اﻟﺘﺸﻨﱡﺞ» :ﻟﺴﻨﻮات ﻋﺎﻧﻰ أﺷﺨﺎص ﻛﺜريون ﻣﻦ اﻟﺘﺸﻨﱡﺞ. ُ اﻛﺘﺸﻔﺖ أن ﻫﺬا ﻳﺮﺟﻊ إﱃ ﺣﻘﻴﻘﺔ أن اﻟﺠﺴﻢ ﻻ ﻣﻦ ﺧﻼل أرﺟﺤﺔ اﻟﺒﻨﺪول اﻟﻜﺮﻳﺴﺘﺎﱄ، ﻳﻤﺘﺺ ﻋﻨﴫ »ﺳﻜﺎﻧﺪﻳﻮم« اﻟﺬي ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﻌﻤﻠﻴﺔ اﻣﺘﺼﺎص ﻓﻮﺳﻔﺎت املﻐﻨﺴﻴﻮم وﻳﺘﺤﻜﻢ ﻓﻴﻬﺎ «.وﻫﺎ ﻫﻮ ﻳﺘﺤﺪﱠث ﻋﻦ اﻟﺸﻜﺎوى اﻟﺼﺤﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ» :ﺑﻨﺎءً ﻋﲆ ﺧﱪﺗﻲ ﰲ أﺳﻠﻮب أرﺟﺤﺔ ُ ﻻﺣﻈﺖ أن اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﻣﺮﺿﺎي ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻌﺎﻧﻮن ﻣﻦ ﻗﺼﻮر ﺷﺪﻳﺪ ﰲ اﻟﺒﻨﺪول اﻟﻜﺮﻳﺴﺘﺎﱄ، ﻋﻨﴫ اﻟﻜﺮﺑﻮن ﰲ أﺟﺴﺎﻣﻬﻢ .ﺗﺒﺪو اﻟﺴﻬﻮﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﺑﻬﺎ اﻟﻨﺎس ﻫﺬه اﻷﻳﺎم ﻣﻦ ﱡ ﺗﻘﺼﻒ ً واﺿﺤﺔ أﻳﻤﺎ وﺿﻮح ﻟﻠﻌني املﺪ ﱠرﺑﺔ ﻋﲆ ﻣﻼﺣﻈﺔ ذﻟﻚ«. اﻟﺸﻌﺮ وﻛﺴﻮر اﻟﻌﻈﺎم 341
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
) (3ﱠ ﻳﺘﻮﻗﻒ اﻗﺘﻨﺎﻋﻚ ﺑﺘﴫﻳﺢ وزارة اﻟﺼﺤﺔ ﺑﺄن »اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ آﻣﻦ« أم ﻻ ،ﻋﲆ ﺗﺤﺪﻳﺪك ملﻌﻨﻰ ﻛﻠﻤﺔ »آﻣﻦ« .ﻫﻞ اﻟﻄريان آﻣﻦ؟ ﻫﻞ ﻏﺴﺎﻟﺔ املﻼﺑﺲ آﻣﻨﺔ؟ ﻋﻼ َم ﺗﺠﻠﺲ؟ ﻫﻞ ذﻟﻚ اﻟﴚء اﻟﺬي ﺗﺠﻠﺲ ﻋﻠﻴﻪ آﻣﻦ؟ ﻳﻤﻜﻨﻚ أن ﺗﻤﴤ ﰲ اﻟﺘﻔﻜري ﰲ ﻓﻜﺮة اﻷﻣﺎن ﻋﲆ ﻫﺬا اﻟﻨﺤﻮ اﻟﻔﻠﺴﻔﻲ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻗﺪ ﻳﺠﻌﻞ أي ﳾء ﻟﻴﺲ آﻣﻨًﺎ ﺑﻨﺴﺒﺔ ﻣﺎﺋﺔ ﰲ املﺎﺋﺔ — وﻫﻮ أﻣﺮ ﺳﻴﻔﻜﺮ ﻓﻴﻪ ﻛﺜريون ﻋﲆ ﻫﺬا اﻟﻨﺤﻮ — ﻟﻜﻨﻚ ﰲ ﻫﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ ﺳﺘﻜﻮن ﻣُﻨﱪﻳًﺎ ﰲ ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ ﺣﻮل ﺗﻌﺮﻳﻒ ﻋﺒﺜﻲ وﻏري ﺷﺎﺋﻊ ﻟﻠﻜﻠﻤﺔ. )» (4دُﻋِ ْ ﻴﺖ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت اﻟﺒﺎﺣﺜني اﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮا إﻣﺎ ﻳﻤﻠﻜﻮن اﻟﻮﺻﻮل ﻟﻌﻴﻨﺎت ﺗﻮﺣﺪ أﺻﻠﻴﺔ أو ﻗﺎﻣﻮا ﺑﻔﺤﺺ ﻫﺬه اﻟﻌﻴﻨﺎت ً ﻻﺣﻘﺎ ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ وﺟﻮد ﻓريوس اﻟﺤﺼﺒﺔ ،ﻟﻠﻤﺸﺎرﻛﺔ ﰲ اﻟﺪراﺳﺔ ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﺠﻴﺒﻮا اﻟﺪﻋﻮة .ﺑﺎملﺜﻞ ،ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ ﻋﻴﻨﺎت إﻛﻠﻴﻨﻴﻜﻴﺔ ﻟﺤﺎﻻت ﺗﻮﺣﺪ ﻣﻦ ﻫﺆﻻء اﻟﺒﺎﺣﺜني ﻹﺟﺮاء ﺑﺤﻮث ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ«. ) (5ﰲ ﻋﺎم ،٢٠٠٨وﺑﻴﻨﻤﺎ ُ ﻛﻨﺖ ﻋﲆ وﺷﻚ أن أﻓﺮغ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﻫﺬا اﻟﻔﺼﻞ ،ﺗﻨﺎزل ﺑﻌﺾ اﻟﺼﺤﻔﻴني — ﺑﺼﻮرة إﻋﺠﺎزﻳﺔ — وﻗﺎﻣﻮا ﺑﺘﻐﻄﻴﺔ إﺣﺪى اﻟﺘﺠﺎرب اﻟﺘﻲ ﺗﻨﻄﻮي ﻋﲆ اﺳﺘﺨﺪام ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ »ﺑﻲ ﳼ آر« اﻟﺘﻲ أﺳﻔﺮت ﻋﻦ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺳﻠﺒﻴﺔ .ﺟﺮى ﻧﴩ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺑﺼﻮر ٍة َ ﻃ ِ ﻤﺴﺖ اﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ اﻟﺘﻔﻨﻴﺪ اﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﻟﻔﺮﺿﻴﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑني اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ واﻟﺘﻮﺣﺪ ﺑﺮﻣﺘﻬﺎ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺒﺎﻟﻐﺔ ﻃﻔﻮﻟﻴﺔ ،وﻟﻢ ﺗﺴﻬﻢ ﰲ ﻣﺴﺎﻋﺪة أﺣﺪ ُ ﻟﺴﺖ ﻣﻤﱠ ﻦ ﻳﺼﻌﺐ إرﺿﺎؤﻫﻢ. ﻋﲆ ﻓﻬﻢ ﳾء. ) (6وﻟﻴﺲ ١١٫٧ﰲ املﺎﺋﺔ ﻣﺜﻠﻤﺎ زﻋﻤﺖ ﺻﺤﻴﻔﺘﺎ »دﻳﲇ ﺗﻠﻴﺠﺮاف« و»دﻳﲇ ﻣﻴﻞ« ﰲ ﻓﱪاﻳﺮ وﻳﻮﻧﻴﻮ .٢٠٠٦
342
أﻓﻜﺎر إﺿﺎﻓﻴﺔ
أﺳﺘﻄﻴﻊ أن أﺳﺘﻤﺮ ﰲ ذﻛﺮ اﻷﻣﺜﻠﺔ .ﺑﻴﻨﻤﺎ أﻋﻜﻒ ﻋﲆ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﻫﺬا اﻟﺠﺰء ﰲ ﻣﺎﻳﻮ ،٢٠٠٨ ﻻ ﺗﺰال وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم ﱢ ﺗﺮﺳﺦ ﺻﻮرة »ﻋﻼج إﻋﺠﺎزي« )أﻗﺘﺒﺲ ﻫﻨﺎ( ﻳﺼﺪﱢق ﻋﲆ ﻓﺎﻋﻠﻴﺘﻪ أﺣ ُﺪ املﺸﺎﻫري ﻟﻌﻼج ﻋﴪ اﻟﻘﺮاءة ،وﻫﻮ ﻋﻼج اﺑﺘﺪﻋﻪ ﻣﻠﻴﻮﻧري وأﺣﺪ رواد اﻷﻋﻤﺎل ﰲ ﻣﺠﺎل اﻟﻄﻼء ،ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ اﻷدﻟﺔ اﻟﻮاﻫﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺪﻋﻢ ﺗﺄﺛريه ،وﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺗﻌ ﱡﺮض اﻟﻌﻤﻼء اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻮﻧﻪ ﻟﺨﻄﺮ ﻓﻘﺪان أﻣﻮاﻟﻬﻢ ﻋﲆ أي ﺣﺎل؛ ﻷن اﻟﴩﻛﺔ املﻨﺘﺠﺔ ﻟﻪ ﻳﺒﺪو أن ﱠ ﻟﺘﺘﻮﱃ إدارﺗﻬﺎ وﺗﺪﻓﻊ دﻳﻮﻧﻬﺎ؛ وﺗﻤﺘﻠﺊ ﺻﻔﺤﺎت اﻟﺠﺮاﺋﺪ ﴍﻛﺔ أﺧﺮى ﺳﺘﺴﺘﺤﻮذ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻵن ﺑﻘﺼﺔ ﻣﺪﻫﺸﺔ ﺣﻮل إﺻﺒﻊ »ﻋﺎد إﱃ اﻟﻨﻤﻮ ﻣﺠﺪدًا« ﻣﻦ ﺧﻼل اﺳﺘﺨﺪام »ﻏﺒﺎر ﺑﻴﻜﴘ« وﻫﻮ اﺳﻢ ﻟﻪ و َْﻗﻊ ﻋﻠﻤﻲ ﺧﺎص )أﻗﺘﺒﺲ ﻣﺮة أﺧﺮى( ،ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ وﺟﻮد ﻫﺬا اﻟﺰﻋﻢ ﻣﻨﺬ ﺛﻼث ﺳﻨﻮات اﻵن ،دون أن ﻳﻨﴩ ﰲ أي دورﻳﺔ أﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ ،وأن أﻃﺮاف اﻷﺻﺎﺑﻊ املﻘﻄﻮﻋﺔ ﺗﻌﻮد ﻣﺮة أﺧﺮى إﱃ اﻟﻨﻤﻮ ﻣﺠﺪدًا ﻣﻦ ﺗﻠﻘﺎء ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻋﲆ أي ﺣﺎل .وﻳﺠﺮي اﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ املﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﻓﻀﺎﺋﺢ »اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟﺨﻔﻴﺔ« ﻣﻦ ﺧﺰاﺋﻦ أﴎار ﴍﻛﺔ اﻟﺪواء اﻟﻜﱪى ﺷﻬﺮﻳٍّﺎ، وﻻ ﻳﺰال املﺤﺘﺎﻟﻮن وأﺻﺤﺎب اﻷﻃﻮار اﻟﻐﺮﻳﺒﺔ ﻳﻮاﺻﻠﻮن اﺳﺘﻌﺮاض أﻧﻔﺴﻬﻢ ﻋﲆ ﺷﺎﺷﺎت اﻟﺘﻠﻴﻔﺰﻳﻮن ﻣﻘﺘﺒﺴني دراﺳﺎت ﺧﻴﺎﻟﻴﺔ وﺳﻂ اﺳﺘﺤﺴﺎن ﻋﺎم ﻟﻬﺎ؛ وﺳﻴﻜﻮن ﺛﻤﺔ ﻣﺨﺎوف ﺻﺤﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪة دوﻣً ﺎ؛ إذ ﻳﺠﺮي ﺗﺮوﻳﺠﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﺟﻴﺪ ﺟﺪٍّا ،وﺗﺠﻌﻞ اﻟﺼﺤﻔﻴني ﻳﺸﻌﺮون أﻧﻬﻢ ﻋﲆ ﻗﻴﺪ اﻟﺤﻴﺎة. ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ أي ﺷﺨﺺ ﻳﺸﻌﺮ أن أﻓﻜﺎره ﻗﺪ واﺟﻬﺖ ﺗﺤﺪﻳًﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب، أو ﻣَ ﻦ ﺗَﺴﺒﱠﺐ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﰲ إﻏﻀﺎﺑﻪ — أﻗﺼﺪ اﻷﺷﺨﺎص املﺸﺎر إﻟﻴﻬﻢ ﰲ اﻟﻜﺘﺎب ،ﻓﻴﻤﺎ أﻧﺖ ﺗﻔﻮز ٍّ أﻧﺖ ﺗﻔﻮزَ . أﻓﱰض — ﺳﺄﻗﻮل اﻵﺗﻲَ : ﺣﻘﺎ .آﻣُﻞ أن ﺗﻜﻮن ﺛﻤﺔ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻣﺘﺎﺣﺔ أﻣﺎﻣﻚ ﻹﻋﺎدة اﻟﻨﻈﺮ ،ﻟﺘﻐﻴري ﻣﻮﻗﻔﻚ ﰲ ﺿﻮء ﻣﺎ ﻗﺪ ﻳﻤﺜﱢﻞ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﺟﺪﻳﺪة )ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺳﺄﻓﻌﻞ ﰲ ﺳﻌﺎدة ،إذا ﻛﺎن ﺛﻤﺔ أيﱡ ﻓﺮﺻﺔ ﻟﺘﺤﺪﻳﺚ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب( .ﻟﻜﻨﻚ ﻟﻦ ﺗﺤﺘﺎج إﱃ ذﻟﻚ؛ ﻷﻧﻚ،
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻧﻌﺮف ،ﺗﻤﺘﻠﻚ ﺳﻴﻄﺮة ﺷﺒﻪ ﺷﺎﻣﻠﺔ ،ﻣﺘﻤﺜﻠﺔ ﰲ املﺴﺎﺣﺎت املﺨﺼﺼﺔ ﻟﻚ ﰲ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺼﺤﻒ واملﺠﻼت ﰲ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ،واﻟﺘﻐﻄﻴﺎت ﰲ اﻟﺼﻔﺤﺎت اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﺣﻮل ﻗﺼﺺ املﺨﺎوف اﻟﺼﺤﻴﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻚ .إﻧﻚ ﺗﺘﺼﻨﱠﻊ ُﺧﻴَﻼء ﻣَ ﻦ ﻫﻢ ﰲ ﺧﺎرج داﺋﺮة امل ﱠ ﻄﻠِﻌني ﻋﲆ اﻷﻣﻮر ،ﻋﲆ ﻧﺤﻮ ﻏﺮﻳﺐ ،وأﻧﺖ ﺟﺎﻟﺲ ﻋﲆ أرﻳﻜﺔ ﺑﺮاﻣﺞ اﻟﺘﻠﻴﻔﺰﻳﻮن اﻟﻨﻬﺎرﻳﺔ .وﺗﻜﺘﺴﺐ أﻓﻜﺎ ُرك — ﻋﲆ ً ﻣﻌﻘﻮﻟﻴﺔ ﺳﻄﺤﻴﺔ ﻫﺎﺋﻠﺔ ،وﻳﻤﻜﻦ اﻟﺘﻌﺒري ﻋﻨﻬﺎ ﰲ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻤﺎ ﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ َزﻳْﻒ — ﴎﻋﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ،وﻳﺠﺮي ﺗﻜﺮارﻫﺎ ﻋﲆ ﻧﺤﻮ ﻻ ﻧﻬﺎﺋﻲ ،وﻳﺼﺪﱢﻗﻬﺎ أﺷﺨﺎص ﻛﺜريون ﺟﺪٍّا ﺑﻤﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻣﻌﻴﺸﺔ رﻏﺪة ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ واﻣﺘﻼك ﺗﺄﺛري ﺛﻘﺎﰲ ﻋﻈﻴﻢَ . أﻧﺖ ﺗﻔﻮز. ﻟﻴﺴﺖ املﺸﻜﻠﺔ ﰲ اﻟﻘﺼﺺ اﻟﻔﺮدﻳﺔ اﻟﺪراﻣﻴﺔ َﻗﺪْر ﻣﺎ ﻫﻲ ﰲ ﺗﻜﺮار اﻟﻘﺼﺺ اﻟﺼﻐرية اﻟﻐﺒﻴﺔ املﻤﻠﺔ اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ .ﻟﻦ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﻫﺬا؛ وﻣِﻦ ﺛ َ ﱠﻢ ﺳﺄُﳼء اﻵن اﺳﺘﺨﺪام ﻣﻮﻗﻌﻲ ﻷﺧﱪك ،ﰲ إﻳﺠﺎز ﺷﺪﻳﺪ ،ﻣﺎ أﻋﺘﻘﺪ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ أﻧﻪ ﺧﻄﺄ ،وﺑﻌﺾ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﻋﻤﻠﻪ ﻹﺻﻼﺣﻪ. ﻻ ﻳﺠﺮي ﺗﺪرﻳﺲ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ اﻷدﻟﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ وﺗﻔﺴريﻫﺎ ﰲ املﺪارس ،ﻛﻤﺎ ﻻ ﻳﺠﺮي ﺗﺪرﻳﺲ أﺳﺎﺳﻴﺎت اﻟﻄﺐ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﲆ اﻷدﻟﺔ ،وﻋﻠﻢ اﻷوﺑﺌﺔ؛ ﻋﲆ أن ﻫﺬه اﻷﺷﻴﺎء ﻫﻲ املﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻐﻞ أذﻫﺎن اﻟﻨﺎس أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻏريﻫﺎ .ﻟﻴﺴﺖ ﻫﺬه املﻼﺣﻈﺔ ﺗﺨ ﱡﺮ ً ﺻﺎ ﻋﻘﻴﻤً ﺎ .ﺳﺘﺘﺬ ﱠﻛﺮ أن ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﻗﺪ ﺑﺪأ ﺑﺎﻹﺷﺎرة إﱃ ﻋﺪم وﺟﻮد أي ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻌﺮوﺿﺔ ﺣﻮل اﻟﻄﺐ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﲆ اﻷدﻟﺔ ﰲ ﻣﺘﺤﻒ ﻟﻨﺪن ﻟﻠﻌﻠﻮم. ُﻈﻬﺮ اﺳﺘﻄﻼ ٌع ﻟﻠﺮأي اﻣﺘ ﱠﺪ ﻃﻮال ﺧﻤﺴﺔ ﻋﻘﻮد ﺣﻮل اﻟﺘﻐﻄﻴﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﰲ ﻓﱰة ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﻳ ِ اﻟﺤﺮب ﰲ املﻤﻠﻜﺔ املﺘﺤﺪة ﻣﻦ ﻗِ ﺒَﻞ املﺆﺳﺴﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ — وﻫﺬا اﻻﺳﺘﻄﻼع ﻫﻮ آﺧﺮ ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ أﺿﻴﻔﻬﺎ ﰲ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب — أن ﰲ ﺧﻤﺴﻴﻨﻴﺎت اﻟﻘﺮن اﻟﻌﴩﻳﻦ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺘﻐﻄﻴﺔ اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ﺗﺪور ﺣﻮل اﻷﻣﻮر اﻟﻬﻨﺪﺳﻴﺔ واﻻﺧﱰاﻋﺎت ،ﻟﻜﻦ ﺑﺤﻠﻮل اﻟﺘﺴﻌﻴﻨﻴﺎت ﻛﺎن ﻛﻞ ﳾء ﻗﺪ ﱠ ﺗﻐري. ﻓﺎﻟﺘﻐﻄﻴﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺗﻤﻴﻞ ﺣﺎﻟﻴٍّﺎ إﱃ اﺳﺘﻘﺎء ﻣﺎدﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﻋﺎ َﻟﻢ اﻟﻄﺐ ،وﺗﺪور اﻟﻘﺼﺺ اﻟﺘﻲ ﻮردﻫﺎ ﺣﻮل ﻣﺎ ﺳﻮف ﻳﺘﺴﺒﱠﺐ ﰲ ﻗﺘﻠﻚ وﻣﺎ ﺳﻴﻨﻘﺬ ﺣﻴﺎﺗﻚ .رﺑﻤﺎ ﻳُﻌﺘﱪ ﻫﺬا ﻧﻮﻋً ﺎ ﻣﻦ ﺗُ ِ اﻟﻨﺮﺟﺴﻴﺔ ،أو اﻟﺨﻮف ،ﻟﻜﻦ ﻋﻠﻢ اﻟﺼﺤﺔ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﻟﻠﻨﺎس ،وﰲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﻧﺤﺘﺎج إﻟﻴﻪ أﺷﺪ اﻟﺤﺎﺟﺔ ،ﻳﺠﺮي ﺗﺸﻮﻳﻪ ﻗﺪرﺗﻨﺎ ﻋﲆ اﻟﺘﻔﻜري ﰲ املﻮﺿﻮع ﰲ ﺣﻤﺎس ﺑﺎﻟﻎ ﻣﻦ ﻗِ ﺒَﻞ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم ،وﻣﺠﻤﻮﻋﺎت املﺼﺎﻟﺢ ﻣﻦ اﻟﴩﻛﺎت ،وﰲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ ،املﺤﺘﺎﻟني. ً ﻗﻀﻴﺔ ﺷﺪﻳﺪة اﻷﻫﻤﻴﺔ ﻣﻦ ﻗﻀﺎﻳﺎ اﻟﺼﺤﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ، دون ﻣﻼﺣﻈﺔ أﺣﺪ ،ﺻﺎر اﻟﻬُ ﺮاء وﻷﺳﺒﺎب ﺗﺘﺠﺎوز ﻛﺜريًا اﻟﻬﺴﺘريﻳﺎ اﻟﻮاﺿﺤﺔ ﻟﻠﻌﻴﺎن ﺣﻮل اﻷﴐار املﺒﺎﴍة ،ﻣﺜﻞ ﻣﺄﺳﺎة اﻟﺤﺼﺒﺔ اﻟﻌﺠﻴﺒﺔ ،أو ﻗﻀﻴﺔ ﻣﻼرﻳﺎ ﻏري ﴐورﻳﺔ ﻷﺣﺪ ﻣُﺨﺘَﴢ املﻌﺎﻟﺠﺔ املﺜﻠﻴﺔ .وﻳﺤﺮص ُ ذﻛﺮت ﰲ ﻣﻼﺣﻈﺎﺗﻨﺎ ﻣﻦ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﻄﺐ — ﻋﲆ اﻟﻌﻤﻞ »ﺑﺎﻻﺷﱰاك اﻷﻃﺒﺎء ﺣﺎﻟﻴٍّﺎ — ﻣﺜﻠﻤﺎ 344
أﻓﻜﺎر إﺿﺎﻓﻴﺔ
ﻣﻊ املﺮﴇ ﻧﺤﻮ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺻﺤﻴﺔ ﻣﺜﺎﻟﻴﺔ «.ﻓﻴﻨﺎﻗﺶ اﻷﻃﺒﺎء اﻷدﻟﺔ اﻹﻛﻠﻴﻨﻴﻜﻴﺔ ﻣﻊ ﻣﺮﺿﺎﻫﻢ ،ﺑﺤﻴﺚ ﻳﻤﻜﻨﻬﻢ اﺗﺨﺎذ ﻗﺮاراﺗﻬﻢ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺣﻮل ﻃﺮق ﻋﻼﺟﻬﻢ. ﻻ أﺗﺤﺪث ﻋﻤﻮﻣً ﺎ أو أﻛﺘﺐ ﻋﻦ ﻛﻮن املﺮء ﻃﺒﻴﺒًﺎ — ﻓﻬﺬا أﻣﺮ ﻳﺘﺴﻢ ﺑﺎﻟﻌﺎﻃﻔﻴﺔ واملﻠﻞ اﻟﺸﺪﻳﺪﻳﻦ ،وﻻ أﻣﻠﻚ أي رﻏﺒﺔ ﰲ إﻟﻘﺎء ﻣﺤﺎﴐات ﻣﻦ ﻣﻮﻗﻊ ﺳﻠﻄﺔ — ﻟﻜﻦ ﻋﻨﺪ اﻟﻌﻤﻞ ﰲ ﻫﻴﺌﺔ اﻟﺨﺪﻣﺎت اﻟﺼﺤﻴﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ،ﻳﻠﺘﻘﻲ املﺮء ﺑﻤﺮﴇ ﻣﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻷﻧﻤﺎط ،ﺑﺄﻋﺪاد ﺿﺨﻤﺔ ،وﻳﻨﺎﻗﺸﻮن ﺑﻌﺾ أﻛﺜﺮ املﻮﺿﻮﻋﺎت أﻫﻤﻴﺔ ﰲ ﺣﻴﻮاﺗﻬﻢ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻳﻌ ﱢﻠﻤﻨﻲ داﺋﻤً ﺎ ﺷﻴﺌًﺎ واﺣﺪًا؛ أﻻ وﻫﻮ أن اﻟﻨﺎس ﻟﻴﺴﻮا أﻏﺒﻴﺎء .ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﺠﻤﻴﻊ أن ﻳﻔﻬﻢ أي ﳾء ،ﻃﺎملﺎ ﻳﺠﺮي ﺗﻔﺴريه ﻋﲆ ﻧﺤﻮ واﺿﺢ ،ﺑﻞ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻫﺬا ،إذا ﻛﺎن ﻟﺪﻳﻬﻢ اﻻﻫﺘﻤﺎم .إن ﻣﺎ ﻳﺤﺪﱢد ﻣﺪى اﺳﺘﻴﻌﺎب أي ﺟﻤﻬﻮر ﻟﻴﺲ َﻗﺪْر املﻌﺮﻓﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ املﺘﻮاﻓﺮة ﻟﺪﻳﻬﻢ ،ﺑﻞ اﻟﺤﺎﻓﺰﻳﺔ .وﻣﻦ ً ﻣﺮﺿﺎ ﻣﺎ ،واﻟﺬﻳﻦ ﻋﻠﻴﻬﻢ اﺗﺨﺎذ ﻗﺮار ﻣﻬﻢ ﺣﻴﺎل املﻤﻜﻦ أن ﻳﻤﺘﻠﻚ املﺮﴇ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺎﻧﻮن ً ﺣﻘﻴﻘﺔ. ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻋﻼﺟﻬﻢ ،ﺣﺎﻓﺰﻳ ًﱠﺔ ﻣﺮﺗﻔﻌﺔ ﺟﺪٍّا ﻟﻜﻦ اﻟﺼﺤﻔﻴني وﺗﺠﺎر اﻟﻌﻼﺟﺎت اﻹﻋﺠﺎزﻳﺔ ﻳﺴﻄﻮن ﻋﲆ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﺗﺨﺎذ اﻟﻘﺮار املﺸﱰﻛﺔ ﺑﺠ ﱟﺪ وﻣﺜﺎﺑﺮة ،ﺧﻄﻮة ﺧﻄﻮة ،ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻮﺟﻴﻪ اﻧﺘﻘﺎدات ﻣﻄﻮﱠﻟﺔ وﻏري ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻫﺬهِ ، املﺮاﺟﻌﺔ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ املﻨﻬﺠﻴﺔ )ﻧﻈ ًﺮا ﻷﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﺤﺒﻮن ﻧﺘﺎﺋﺞ دراﺳﺔ واﺣﺪة ﻓﻘﻂ(، ً اﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ﺑﻴﺎﻧﺎت اﻷوﻋﻴﺔ املﺨﺘﱪﻳﺔ ﻏري املﺆﻛﺪة ،وﻣُﺤ ﱢﺮﻓني ﻣﻌﻨﻰ ُﺠﺮﻳﻦ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﺳﺘﻘﺮاء ﻣ ِ اﻟﺘﺠﺎرب وﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ،وﻣُﻘﻮﱢﺿني ﺑﺸﻜﻞ ﺣَ ﺬِر وﺟﻤﺎﻋﻲ ﻓﻬﻢ اﻷﻣﺔ ﻟﻔﻜﺮة ﻣﻌﻨﻰ وﺟﻮد أدﻟﺔ ﺗﺪﻋﻢ أيﱠ ﻧﺸﺎط إﻧﺴﺎﻧﻲ .وﰲ ﻫﺬا املﻘﺎم ﻳﻌﺘﱪ ﻫﺆﻻء ،ﻣﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮيُ ،ﻣﺘﱠﻬﻤني ﺑﺠﺮﻳﻤﺔ ﻻ ﺗُﻐﺘﻔﺮ. ﺳﺘﻼﺣﻆ ،ﻣﺜﻠﻤﺎ آﻣُﻞ ،أﻧﻨﻲ ﻣﻬﺘ ﱞﻢ أﻛﺜﺮ ﺑﺎﻟﺘﺄﺛري اﻟﺜﻘﺎﰲ ﻟﻸﻣﻮر اﻟﻌﺒﺜﻴﺔ — إﺿﻔﺎء اﻟﺼﺒﻐﺔ اﻟﻄﺒﻴﺔ ﻋﲆ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ،وﺗﻘﻮﻳﺾ املﻌﻨﻰ — وﻋﻤﻮﻣً ﺎ أُﻟﻘﻲ ﺑﺎﻟﻼﺋﻤﺔ ﻋﲆ اﻟﻨﱡﻈﻢ أﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ أُﻟﻘﻴﻬﺎ ﻋﲆ ﺷﺨﻮص ﺑﻌﻴﻨﻬﻢ .وﺑﻴﻨﻤﺎ أﺧﻮض ﰲ ﺧﻠﻔﻴﺔ ﺑﻌﺾ اﻷﻓﺮاد ،ﻓﺈن اﻟﻬﺪف ﻣﻦ ذﻟﻚ إﱃ ﺣﺪ ﻛﺒري ﻫﻮ ﺑﻴﺎن إﱃ أي ﻣﺪًى ُﺷﻮﱢﻫﻮا ﰲ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم ،اﻟﺘﻲ ﺗﺒﺬل ﻗﺼﺎرى ﺟﻬﺪﻫﺎ ﻟﺘﻘﺪﻳﻢ ﺷﺨﺼﻴﺎﺗﻬﺎ املﻔﻀﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﺴﻠﻄﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﺷﺨﺼﻴﺎت ﱢ ﺗﻌﱪ ﻋﻦ آراء ﺷﺎﺋﻌﺔ ﰲ املﺠﺘﻤﻊ .ﻻ ﻳﺪﻫﺸﻨﻲ وﺟﻮد رواد أﻋﻤﺎل أﻓﺮاد ،ﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﻌﺠﺒﻨﻲ أن ﺗﺄﺧﺬ ً أﺷﺨﺎﺻﺎ ﻳﻤﺘﻠﻜﻮن وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم أﻃﺮوﺣﺎﺗﻬﻢ ﻋﲆ ﻣﺤﻤﻞ اﻟﺼﺤﺔ .وﻻ ﻳﺪﻫﺸﻨﻲ أن ﺛﻤﺔ أﻓﻜﺎ ًرا ﻏﺮﻳﺒﺔ ﻋﻦ اﻟﻄﺐ ،أو ﻳﺮوﱢﺟﻮن ﻟﻬﺬه اﻷﻓﻜﺎر .ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻌﺠﺒﻨﻲ ﻋﲆ اﻹﻃﻼق ﺑﺼﻮرة ﻫﺎﺋﻠﺔ ،وﺷﺪﻳﺪة ،وﻏري ﺧﻔﻴﺔ ،ﻫﻮ ﺑﺪء إﺣﺪى اﻟﺠﺎﻣﻌﺎت ﰲ ﻃﺮح دورات دراﺳﻴﺔ ﰲ اﻟﻌﻠﻮم ملﻨﺢ درﺟﺎت ﻋﻠﻤﻴﺔ ﰲ ﻫﺬه اﻷﻓﻜﺎر .ﻻ أُﻟﻘﻲ ﺑﺎﻟﻼﺋﻤﺔ ﻋﲆ اﻟﺼﺤﻔﻴني اﻷﻓﺮاد )ﰲ اﻷﻏﻠﺐ 345
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
اﻷﻋﻢ( ،ﻟﻜﻨﻨﻲ أُﻟﻘﻲ ﺑﺎﻟﻼﺋﻤﺔ ﻋﲆ ﻧ ُ ُ ﻈﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻣﻦ املﺤ ﱢﺮرﻳﻦ ،واﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺸﱰون ً ﺻﺤﻔﺎ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﻗِ ﻴَﻢ ﻳُﻘ ﱠﺮون ﺑﺎزدراﺋﻬﻢ ﻟﻬﺎ .وﺗﺤﺪﻳﺪًا ،ﻻ أُﻟﻘﻲ ﺑﺎﻟﻼﺋﻤﺔ ﻋﲆ أﻧﺪرو وﻳﻜﻔﻴﻠﺪ ﰲ املﺨﺎوف ﺣﻴﺎل اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ )ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻗﻴﺎﻣﻪ ﺑﺄﺷﻴﺎء ﻳﺴﺘﺤﻖ اﻟﻠﻮم ﻋﻠﻴﻬﺎ(، ً ﴪع وﻻ أﺟﺪ اﻷﻣﺮ ﻣﻘﺒﻮﻻ ﻋﲆ اﻹﻃﻼق — دﻋﻨﺎ ﻧ َ ُﻜﻦ ﰲ ﻏﺎﻳﺔ اﻟﻮﺿﻮح ﻣﺮة أﺧﺮى — أن ﺗُ ﱢ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم اﻵن ﻣﻦ وﺗرية إﻟﻘﺎء املﺴﺌﻮﻟﻴﺔ اﻟﺤﴫﻳﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻴﻤﺎ ارﺗﻜﺒﻮه ﻣﻦ ﺟﺮاﺋﻢ ،ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻬﺬه اﻟﻔﻀﻴﺤﺔ. ﺑﺎملﺜﻞ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻗﺪ أذﻛﺮ ﺑﻌﺾ اﻟﻘﺼﺺ ﺣﻮل ﻋﻤﻼء ﻣﻌﺎﻟِﺠﻲ اﻟﻄﺐ اﻟﺒﺪﻳﻞ اﻟﺬﻳﻦ ﺗُﻮ ﱡُﻓﻮا ﻣﻦ ﻏري ﴐورة ،ﻳﺒﺪو ﱄ أن اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﻳ َُﻘ ﱢﺮرون اﻟﺬﻫﺎب إﱃ ﻣﻌﺎﻟِﺠﻲ اﻟﻄﺐ اﻟﺒﺪﻳﻞ )ﻓﻴﻤﺎ ﻋﺪا ﻣُﺨﺘَﴢ اﻟﻌﻼج ﺑﺎﻟﺘﻐﺬﻳﺔ ،اﻟﺬﻳﻦ ﻋﻤﻠﻮا ِﺑ ِﺠ ﱟﺪ »ﺧﺎﻟﺺ« ﻹرﺑﺎك اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﱰوﻳﺞ ﻷﻧﻔﺴﻬﻢ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﻢ ﻣﻤﺎرﺳني ﻟﻠﻄﺐ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﲆ اﻷدﻟﺔ( ﻳﺘﺨﺬون ﻫﺬا اﻟﻘﺮار ﺑﺄﻋني ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ،أو ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ،ﻧﺼﻒ ﻣﻐﻤﻀني .ﻣﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮي ،ﻻ ﻳُﻌﺘﱪ ﻫﺬا َ ﻣﻮﻗﻒ اﺳﺘﻐﻼل ﻣﻦ رﺟﺎل اﻷﻋﻤﺎل ﻟﻸﺷﺨﺎص اﻷﻛﺜﺮ ﻫﺸﺎﺷﺔ ﰲ املﺠﺘﻤﻊ ،ﻟﻜﻨﻪ — ﻣﺜﻠﻤﺎ أﻇﻞ أﻗﻮل — أﻛﺜﺮ ﺗﻌﻘﻴﺪًا ﻣﻦ ذﻟﻚ ً ﻗﻠﻴﻼ .ﻧﺤﻦ ﻧﺤﺐ ﻫﺬه اﻷﺷﻴﺎء ،وﻧﺤﺒﻬﺎ ﻷﺳﺒﺎب ﻣﺜرية، ﻗﺪ ﻧﻘﴤ املﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻮﻗﺖ ﰲ اﻟﺘﻔﻜري واﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻨﻬﺎ. ﻳﺘﺤﺪﱠث اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﻮن واﻷﻃﺒﺎء ﻋﻦ »ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ اﻟﻔﺮﺻﺔ«؛ اﻷﺷﻴﺎء اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻚ ً ﻣﺸﻐﻮﻻ ﺑﻌﻤﻞ ﳾء أﻗﻞ ﻓﺎﺋﺪ ًة .ﰲ رأﻳﻲ ،ﻳﺘﻤﺜﱠﻞ اﻟﺘﺼﻮر ﻋﻤﻠﻬﺎ ،ﻟﻜﻨﻚ ﻟﻢ ﺗﻔﻌﻞ؛ ﻷﻧﻚ ﻛﻨﺖ اﻷﻣﺜﻞ ﻟﻔﻬﻢ اﻟﴬر اﻷﻛﱪ اﻟﺬي ﻳﺸ ﱢﻜﻠﻪ ﻓﻴﻀﺎن اﻟﻬُ ﺮاء اﻟﺬي ﺷﻬﺪﻧﺎه ﺣﺘﻰ اﻵن ﰲ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﻓﻴﻤﺎ ﻳُﺴﻤﱠ ﻰ »ﺗﻜﻠﻔﺔ اﻟﻔﺮﺻﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻬﺮاء«. ﻟﻘﺪ ﺻﺎر ﻟﺪﻳﻨﺎ إﱃ ﺣ ﱟﺪ ﻣﺎ ٌ ﻫﻮس ﺟﻤﺎﻋﻲ ﺑﻬﺬه اﻟﻬﺮاءات اﻟﻔﺮدﻳﺔ اﻟﻌﺒﺜﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻜﺎد ﻳﻮﺟﺪ ﻣﺎ ﻳﺪﻋﻤﻬﺎ ﺳﻮى أدﻟﺔ واﻫﻴﺔ ﰲ اﻟﺤَ ِﻤﻴﱠﺎت اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ؛ ﻣﺎ ﻳﴫف اﻧﺘﺒﺎﻫﻨﺎ ﻋﻦ ﻧﺼﺎﺋﺢ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ اﻟﺼﺤﻴﺔ اﻟﺒﺴﻴﻄﺔ ،ﱠ ﻟﻜﻦ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ذﻟﻚ — ﻣﺜﻠﻤﺎ رأﻳﻨﺎ — أﻧﻪ ﻳﴫف ﻧﺎﻇ َﺮﻳْﻨﺎ ﻋﻦ ﻋﻮاﻣﻞ اﻟﺨﻄﻮرة املﻬﻤﺔ اﻷﺧﺮى ﰲ أﺳﻠﻮب اﻟﺤﻴﺎة ،وﻫﻲ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﺘﻲ ﺗُﻔﴤ إﱃ ﺻﺤﺔ ﻣﱰدﻳﺔ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﱰوﻳﺞ ﻟﻬﺎ ،أو ﺗﺴﻠﻴﻌﻬﺎ. وﻗﻊ اﻷﻃﺒﺎء ،ﺑﺎملﺜﻞ ،ﰲ أ َ ْﴎ اﻟﻨﺠﺎح اﻟﺘﺠﺎري ملﻌﺎﻟﺠﻲ اﻟﻄﺐ اﻟﺒﺪﻳﻞ .ﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﺑﺎﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻬﻢ اﻟﺘﻌ ﱡﻠﻢ ﻣﻦ أﻓﻀﻞ اﻟﺒﺤﻮث اﻟﺘﻲ أُﺟﺮﻳﺖ ﻋﲆ أﺛﺮ اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ ،ورد اﻟﻔﻌﻞ إزاء املﻌﻨﻰ ﰲ اﻟﻌﻼج ،وﺗﻄﺒﻴﻖ ذﻟﻚ ﻋﲆ املﻤﺎرﺳﺔ اﻹﻛﻠﻴﻨﻴﻜﻴﺔ اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ،ﺑﻤﺎ ﻳﺆدي إﱃ ﺗﻌﺰﻳﺰ أﻳﻀﺎ ،ﻟﻜﻦ ً اﻟﻌﻼﺟﺎت اﻟﺘﻲ ﺗُﻌَ ﺪ ﻫﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻓﻌﱠ ﺎﻟﺔ ً ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ذﻟﻚ ،ﺛﻤﺔ ﴏﻋﺔ ﻣﻨﺘﴩة ﺑني ﻋﺪد ﻫﺎﺋﻞ ﻣﻦ اﻷﻃﺒﺎء ﺗﺘﻤﺜﱠﻞ ﰲ اﻹﻓﺮاط ﰲ اﻟﺨﻴﺎﻻت اﻟﻄﻔﻮﻟﻴﺔ ﺣﻴﺎل اﻷﻗﺮاص اﻟﺴﺤﺮﻳﺔ، 346
أﻓﻜﺎر إﺿﺎﻓﻴﺔ
أو ﺟﻠﺴﺎت اﻟﺘﺪﻟﻴﻚ ،أو اﻹﺑﺮ .وﻻ ﺗُﻌﺘﱪ ﻫﺬه رؤﻳﺔ ﺗﻘﺪﻣﻴﺔ ،أو ﺷﺎﻣﻠﺔ ،وﻻ ﺗُﺠﺪي ﻧﻔﻌً ﺎ ﻣﺒﺎن ﻣﺘﻬﺎﻟﻜﺔ .ﺗﺘﻄ ﱠﻠﺐ ﻫﺬه اﻟﺮؤﻳﺔ ﺣﻴﺎل اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻏري اﻟﻌﻼﺟﻴﺔ ﻟﻼﺳﺘﺸﺎرات ﱢ املﺘﴪﻋﺔ ﰲ ٍ ً أﻳﻀﺎ ،ﺑﺼﻮرة داﺋﻤﺔ ،اﻟﻜﺬب ﻋﲆ املﺮﴇ .ﻓﻤﺜﻠﻤﺎ ﺗﺸري ﻣﺠﻠﺔ »ذي إﻳﻜﻮﻧﻮﻣﻴﺴﺖ«» :ﺗﺘﻤﺜﱠﻞ ﱠ ﺗﺘﺨﲆ ﻋﻨﻪ ﻛﻲ ﺗﺤﺼﻞ ﻋﻠﻴﻪ«. اﻟﺘﻜﻠﻔﺔ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻟﻠﴚء ﻓﻴﻤﺎ ﻋﲆ ﻧﻄﺎق أوﺳﻊ ،ﻳﻐﻀﺐ ﻛﺜري ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﺣﻴﺎل ﴍور ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺪواء ،وﻳﺸﻌﺮون ﺑﺎﻟﻘﻠﻖ ﺣﻴﺎل َدوْر اﻟﺮﺑﺢ ﰲ اﻟﺮﻋﺎﻳﺔ اﻟﺼﺤﻴﺔ ،إﻻ ﱠ أن أﻳٍّﺎ ﻣﻦ ﻫﺬا ﻟﻴﺲ ﺳﻮى أﻓﻜﺎر ﺣﺪﺳﻴﺔ ﻏري ﻣﺤﺪدة اﻟﺸﻜﻞ وﻏري ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﻘﻴﺎس؛ ﻟﺬا ﻳﺠﺮي ﺗﴫﻳﻒ — إﻫﺪار — اﻟﻄﺎﻗﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﻘﻴﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺒﺜﻖ ﻋﻦ ﻫﺬا اﻟﻐﻀﺐ اﻟﻌﺎرم ﻋﱪ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت ﻃﻔﻮﻟﻴﺔ ،ﻣﺜﻞ اﻟﺨﻮاص اﻹﻋﺠﺎزﻳﺔ ﻷﻗﺮاص اﻟﻔﻴﺘﺎﻣني ،أو ﴍور اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ .ﻓﻠﻴﺲ ﻣﻌﻨﻰ أن اﻟﴩﻛﺎت اﻟﻜﱪى ﻗﺪ ﺗﺘﴫﱠف ﻋﲆ ﻧﺤﻮ ﺳﻴﱢﺊ أن اﻷﻗﺮاص اﻟﺴﻜﺮﻳﺔ ﺗﻨﺠﺢ ﺑﺼﻮرة أﻓﻀﻞ ﻣﻦ اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ ،ﻛﻤﺎ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ أن اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ ﻳﺴﺒﱢﺐ اﻟﺘﻮﺣﺪ .ﻓﺄﻳٍّﺎ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻳﺤﺎول ﺗﺠﺎر اﻷﻗﺮاص اﻷﺛﺮﻳﺎء إﺧﺒﺎرك ﺑﻪ ،ﻣﻦ ﺧﻼل ﻧﻈﺮﻳﺎﺗﻬﻢ اﻟﺘﺂﻣﺮﻳﺔ ﺣﻮل ﺑﻨﺎء اﻟﻌﻼﻣﺎت ُ »ﺗﺨﺎف« ﴍﻛﺎت اﻟﺪواء اﻟﻜﱪى ﻣﻦ ﺻﻨﺎﻋﺔ أﻗﺮاص املﻜﻤﻼت اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ ،ﺑﻞ اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ ،ﻻ إن ﺻﻨﺎﻋﺔ أﻗﺮاص املﻜﻤﻼت اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ ﻫﻲ ﻣَ ﻦ ﺗﺨﺎف .ﺑﺎملﺜﻞ ،ﻻ ﺗﺨﺎف ﴍﻛﺎت اﻟﺪواء اﻟﻜﱪى ﻋﲆ أرﺑﺎﺣﻬﺎ؛ ﻷن اﻟﺮأي اﻟﻌﺎم ﻗﺪ اﻧﻘﻠﺐ ﻋﲆ اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ .إذا ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه اﻟﴩﻛﺎت ﻳﺴﺎورﻫﺎ أي ﺷﻌﻮر ،ﻓﻬﻮ ﺷﻌﻮر ﺑﺄن اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﺘﻬﻮﱢﺳﻮن ﺑﺎﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ؛ وﻣِﻦ ﺛ َ ﱠﻢ اﻧﴫف ﺗﺮﻛﻴﺰﻫﻢ ﻋﻦ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ اﻷﻛﺜﺮ ﺗﻌﻘﻴﺪًا ﺑﻜﺜري املﺘﺼﻠﺔ ﺑﺼﻨﺎﻋﺔ اﻟﺪواء وﺗﻨﻈﻴﻢ ﻣﻤﺎرﺳﺎﺗﻬﺎ ﻏري املﻼﺋﻢ. وﺣﺘﻰ ﻧﺨﻮض ﰲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻹدارة ﴍور ﴍﻛﺎت اﻟﺪواء اﻟﻜﱪى ﺑﺸﻜﻞ ذي ﻣﻌﻨًﻰ ،ﻧﺤﺘﺎج إﱃ َﻓﻬْ ﻢ اﻟﻘﻠﻴﻞ ﻋﻦ ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻷدﻟﺔ ،ﺣﻴﻨﻬﺎ ﻓﻘﻂ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ أن ﻧﺪرك ملﺎذا ﺗُﻌﺘﱪ اﻟﺸﻔﺎﻓﻴﺔ أﻣ ًﺮا ﰲ ﻏﺎﻳﺔ اﻷﻫﻤﻴﺔ ﰲ ﻣﺠﺎل اﻟﺒﺤﻮث اﻟﺪواﺋﻴﺔ ،ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل ،أو ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ً ﺣﻠﻮﻻ ﺟﺪﻳﺪة ﺗﺘﱠﺴﻢ ﺑﺎﻟﺨﻴﺎل. ﻃﺮﻳﻘﺔ إﻧﺠﺎح ذﻟﻚ ،أو ﻧﺒﺘﺪع ِ ﺧﺬﻟﺖ ﻟﻜﻦ اﻟﺘﻜﻠﻔﺔ اﻟﻌﻈﻤﻰ ﻟﻠﻔﺮﺻﺔ ﺗﺘﺄﺗﱠﻰ ،ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ،ﻣﻦ ﺧﻼل وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم ،اﻟﺘﻲ اﻟﻌﻠﻢ ﺑﺼﻮرة ﻣﺪﻫﺸﺔ ،ﻣﻦ ﺧﻼل ﻋﺮض اﻷﺷﻴﺎء ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎﻃﺊ ،وﺗﺨﻔﻴﻒ اﻟﺠﺮﻋﺔ اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ. ﱢ ﺗﺤﺴﻦ أي ﺟﺮﻋﺔ ﺗﺪرﻳﺒﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﺼﺺ ﻏري اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ ﻋﲆ اﻹﻃﻼق؛ إذ إن اﻟﺼﺤﻒ ﻟﻦ ﺗﻀﻢ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻣﺮاﺳﻠني ﻣﺘﺨﺼﺼني ﰲ اﻟﺸﺌﻮن اﻟﺼﺤﻴﺔ واﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻳﻔﻬﻤﻮن اﻷﻣﻮر اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ. ً ﻗﺼﺼﺎ وﺳﻴﺠﻨﱢﺐ املﺤ ﱢﺮرون دوﻣً ﺎ — ﻋﲆ ﻧﺤﻮ اﺳﺘﻐﻼﱄ — ﻫﺆﻻء املﺮاﺳﻠني ،وﻳﻮزﻋﻮن ً ﻗﺼﺼﺎ ﻏﺒﻴﺔ ﻋﲆ اﻟﺼﺤﻔﻴني ﻏري املﺘﺨﺼﺼني؛ وذﻟﻚ ﻟﺴﺒﺐ ﺑﺴﻴﻂ؛ َأﻻ وﻫﻮ أﻧﻬﻢ ﻳﺮﻳﺪون 347
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ﻏﺒﻴﺔ .ﻓﺎﻟﻌﻠﻢ ﻳﺘﺠﺎوز أ ُ ُﻓﻘﻬﻢ اﻟﻔﻜﺮي؛ ﻟﺬا ﻳﻔﱰﺿﻮن إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ اﺧﺘﻼق اﻟﻌﻠﻢ ﻋﲆ أي ﺣﺎل. وﰲ ﻋﴫ ﻳﺤﺮص اﻹﻋﻼم اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي ﻛﻞ اﻟﺤﺮص ﻋﲆ اﺳﺘﻤﺮاره ،ﺗُﻘﻮﱠض ﻣﺰاﻋ ُﻢ اﻹﻋﻼم إﱃ ﺣ ﱟﺪ ﻣﺎ ﺑﻜﻮﻧﻪ اﻟﺤﺎرس اﻟﻬُ ﻤﺎم ﻟﻠﻤﻌﻠﻮﻣﺎت ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺤﺘﻮى ﻛﻞ ﻋﻤﻮد ﺻﺤﻔﻲ أو ﺗﻌﻠﻴﻖ ﰲ ﻣﺪوﻧﺔ ﻛﺘﺒﺘُﻪ. وﻟﺠﻤﻴﻊ اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴني واﻟﻌﻠﻤﺎء ﻣﻦ ﻛﻞ اﻷﻃﻴﺎف ،أﻗﻮل اﻵﺗﻲ :ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻚ أﺑﺪًا ﻣﻨﻊ اﻟﺼﺤﻒ ﻣﻦ ﻧﴩ اﻟﻬُ ﺮاء ،ﻟﻜﻦ ﻳﻤﻜﻨﻚ إﺿﺎﻓﺔ رؤﻳﺘﻚ إﱃ ﻫﺬا املﺰﻳﺞِ . راﺳ ْﻞ ﻗﺴﻢ املﻮﺿﻮﻋﺎت املﻄﻮﻟﺔ ﻋﱪ اﻟﱪﻳﺪ اﻹﻟﻜﱰوﻧﻲ .ﻫﺎﺗ ْ ِﻒ ﻗﺴﻢ اﻷﺧﺒﺎر اﻟﺼﺤﻴﺔ )ﻳﻤﻜﻨﻚ أن ﺗﺠﺪ رﻗﻢ ﻣﻜﺘﺐ ً ﻣﻘﺎﻻ ﻋﻦ ﳾء ﺷﺎﺋﻖ ﺗﺤﻮﻳﻞ املﻜﺎملﺎت ﰲ ﺻﻔﺤﺔ ﺑﺮﻳﺪ اﻟﻘﺮاء ﰲ أي ﺻﺤﻴﻔﺔ( ،وﻗﺪﱢم إﻟﻴﻬﻢ أﻳﻀﺎ أن ﺗُﺬﻋﻦ ﻟﻠﻘﻮاﻋﺪ ﱠ ﰲ ﻣﺠﺎﻟﻚ ،ﺳﻴﺨﺬﻟﻮﻧﻚ ،ﺣﺎول ﻣﺠﺪدًا .ﻳﻤﻜﻨﻚ ً ﺑﺄﻻ ﺗﻜﺘﺐ ﺑﻴﺎﻧﺎت ﺻﺤﻔﻴﺔ ﻏﺒﻴﺔ )ﺛﻤﺔ ﻗﻮاﻋﺪ إرﺷﺎدﻳﺔ ﱠ ﻣﻮﺳﻌﺔ ﻟﻠﺘﻮاﺻﻞ ﻣﻊ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم ﻋﱪ اﻹﻧﱰﻧﺖ(، وﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻮﺿﻴﺤﻚ ﻣﺎ اﻟﺘﺼﻮر اﻟﺬي ﺗﺘﻀﻤﻨﻪ ﻣﻨﺎﻗﺸﺎﺗﻚ ،وﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺑﻴﺎﻧﺎت َ ﺷﻌﺮت أن أﻋﻤﺎﻟﻚ — أو ﺣﺘﻰ ﻣﺠﺎل املﺨﺎﻃﺮ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ »ﻣﻌﺪﻻت ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ« ،إﻟﺦ .وإذا ُ ﺗﺨﺼﺼﻚ — ﻗﺪ ﺟﺮى ﺗﺸﻮﻳﻬﻬﺎ ،ﻓﺘﻘﺪﱠم ﺑﺸﻜﻮاك ،اﻛﺘﺐْ إﱃ املﺤ ﱢﺮر ،إﱃ اﻟﺼﺤﻔﻲ ،إﱃ ﺻﻔﺤﺔ ﺑﺮﻳﺪ اﻟﻘﺮاء ،إﱃ ﻣﺤ ﱢﺮر اﻟﻘﺮاء ،إﱃ ﻟﺠﻨﺔ اﻟﺸﻜﺎوى اﻟﺼﺤﻔﻴﺔ؛ اﻧﴩ ﺑﻴﺎﻧًﺎ ﺻﺤﻔﻴٍّﺎ ﱢ ﺗﺒني ﻓﻴﻪ أﺳﺒﺎب ﺳﺨﻒ اﻟﻘﺼﺔ املﻨﺸﻮرة ،واﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﻣﻜﺘﺒﻚ اﻟﺼﺤﻔﻲ إﺛﺎرة اﻟﺒﻠﺒﻠﺔ ﺣﻮل اﻟﺼﺤﻴﻔﺔ أو املﺤﻄﺔ اﻟﺘﻠﻴﻔﺰﻳﻮﻧﻴﺔ ،واﺳﺘﺨ ِﺪ ْم ﻟﻘﺒﻚ )ﳾء ﻣﺤﺮج أن ﻳﻜﻮن ﻣﻦ اﻟﺴﻬﻞ واﻋﺮ ْ ض ﻋﻠﻴﻬﻢ أن ﺗﻜﺘﺐ ﺷﻴﺌًﺎ ﺑﻨﻔﺴﻚ. ﻫﻜﺬا ﺗﺮك اﻧﻄﺒﺎع ﻣﺆﺛﺮ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ(ِ ، وﻟﻌﻞ ﻛﱪى املﺸﻜﻼت ﰲ ذﻟﻚ ﻋﲆ اﻟﺪوام ﻫﻲ ﺗﺨﻔﻴﻒ اﻟﺠﺮﻋﺔ اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ .ﻓﻜﻞ ﳾء ﰲ اﻹﻋﻼم ﻳُﺠ ﱠﺮد ﻣﻦ أي ﺟﻮﻫﺮ ﻋﻠﻤﻲ ،ﰲ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻳﺎﺋﺴﺔ ﻹﻏﻮاء ﺟﻤﻬﻮر وﻫﻤﻲ ﻏري ﻣﻬﺘﻢ. وﻟِ َﻢ ﻳﺠﺐ أن ﻳﻬﺘﻤﻮا؟ ﻳﺠﺮي ﺗﺠﺎﻫﻞ اﻟﻌﻠﻤﺎء املﺘﻘﻮﻗﻌني ،اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ درﺳﻮا اﻟﻜﻴﻤﻴﺎء َ ﻳﺸﻐﻠﻮن اﻵن ﻣﻨﺎﺻﺐ اﻹدارة اﻟﻮﺳﻄﻰ ﰲ ووﻟﻮرﺛﺲ ،وﻻ ﻳﺤﺼﻠﻮن ﻋﲆ اﻟﺤﻴﻮﻳﺔ ﻟﻜﻨﻬﻢ أي َﻗﺪْر ﻣﻦ اﻟﺘﺤﻔﻴﺰ ،وﻣﻨﺒﻮذون .ﺛﻤﺔ أﺷﺨﺎص أذﻛﻴﺎء ﰲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎن ﰲ ﺣﺎﺟﺔ إﱃ اﻟﺘﺤﻔﻴﺰ؛ ﻟﻠﺤﻔﺎظ ﻋﲆ ﺣﻴﻮﻳﺔ ﻣﻌﺮﻓﺘﻬﻢ وﺷﻐﻔﻬﻢ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ،وﻳﺄﺗﻲ ﺗﺠﺎﻫﻠﻬﻢ ﻋﲆ ﺣﺴﺎب ﺗﻜﻠﻔﺔ ﺧﻄرية ِ ﻓﺸﻠﺖ املﺆﺳﺴﺎت ﰲ ﻫﺬا املﻘﺎم .ﻛﺎﻧﺖ ﺟﻤﺎﻋﺔ »اﻧﺨﺮاط اﻟﻌﺎﻣﺔ ﰲ اﻟﻌﻠﻢ« ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ .وﻗﺪ ا ُمل ْﱰَﻓﺔ واملﻤﻮﱠﻟﺔ ﺟﻴﺪًا أﺳﻮأ ﻣﻦ أن ﻳُﻘﺎل ﻋﻨﻬﺎ ﻋﺪﻳﻤﺔ اﻟﻨﻔﻊ؛ ﻷﻧﻬﺎ ﻫﻲ ً أﻳﻀﺎ ﻣﺘﻬﻮﱢﺳﺔ ﺑﺘﻮﺻﻴﻞ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ إﱃ اﻟﺠﻤﻴﻊ ،وﻧﺎد ًرا ﻣﺎ ﺗﻘﺪﱢم ﻣﺤﺘﻮًى ﱢ ﻣﺤﻔ ًﺰا ﻟﻸﺷﺨﺎص املﻬﺘﻤﱢ ني ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ. ً أﻧﺖ اﻵن ﻻ ﺗﺤﺘﺎج إﱃ ﻫﺆﻻء اﻷﺷﺨﺎص .أ َ ِ ﻣﺪوﻧﺔ .ﻟﻦ ﻳﻬﺘﻢ اﻟﺠﻤﻴﻊ ،ﻟﻜﻦ ﺳﻴﻬﺘﻢ ﻧﺸﺊ اﻟﺒﻌﺾ ،وﺳﻴﻌﺜﺮون ﻋﲆ ﻋﻤﻠﻚ .ﻓﺎﻟﻘﺪرة ﻋﲆ اﻻ ﱢ ﻃﻼع املﺒﺎﴍ ﻋﲆ اﻟﺨﱪة املﺘﺨﺼﺼﺔ 348
أﻓﻜﺎر إﺿﺎﻓﻴﺔ
ﻫﻲ املﺴﺘﻘﺒﻞ .وﻣﺜﻠﻤﺎ ﺗﻌﺮف ،ﻟﻴﺲ اﻟﻌﻠﻢ ﺻﻌﺒًﺎ — ﻓﺎﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﻮن ﺣﻮل اﻟﻌﺎ َﻟﻢ ﻳﴩﺣﻮن أﻓﻜﺎ ًرا ﰲ ﻏﺎﻳﺔ اﻟﺘﻌﻘﻴﺪ ﻷﺷﺨﺎص ﺟﻬﻼء ﰲ اﻟﺜﺎﻣﻨﺔ ﻋﴩة ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻫﻢ ﻛﻞ ﺳﺒﺘﻤﱪ — ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺤﺘﺎﺟﻪ اﻷﻣﺮ اﻟﺘﺤﻔﻴﺰ .أﻗﺪﱢم ﻟﻚ اﻟﺘﺴﺠﻴﻞ اﻟﺼﻮﺗﻲ ﻋﲆ اﻹﻧﱰﻧﺖ ﻟﻠﻤﻨﻈﻤﺔ اﻷوروﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﺤﻮث اﻟﻨﻮوﻳﺔ )ﺳرين( ،واﻟﺬي ﻳﻀﻢ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﺤﺎﴐات »اﻟﻌﻠﻢ ﰲ املﺪﻳﻨﺔ« ﰲ ﺻﻮرة ﻣﻠﻔﺎت »إم ﺑﻲ ﺛﺮي« ،وﻣﺪوﻧﺎت ﻟﻸﺳﺎﺗﺬة اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴني ،وﻣﻘﺎﻻت ﺑﺤﺜﻴﺔ ﰲ ﻣﺠﻼت أﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ املﺼﺪر ﻣﻘﺪﱠﻣﺔ ﻣﻦ ﻣﻜﺘﺒﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﻣﺤﻔﻮﻇﺎت ﻓﻴﺪﻳﻮ ﻋﲆ اﻹﻧﱰﻧﺖ ملﺤﺎﴐات ﻣﺸﻬﻮرة ،واﻟﻨﺴﺦ املﺠﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﺠﻠﺔ »ﺳﺠﻨﻴﻔﻴﻜﺎﻧﺲ« اﻟﺘﻲ ﺗُﺼﺪرﻫﺎ اﻟﺠﻤﻌﻴﺔ اﻹﺣﺼﺎﺋﻴﺔ املﻠﻜﻴﺔ ،واﻟﻜﺜري واﻟﻜﺜري ،ﻛﻞ ذﻟﻚ ﻣﺘﻮاﻓﺮ ،ﰲ اﻧﺘﻈﺎر ا ﱢ ﻃﻼﻋﻚ ﻋﻠﻴﻪ .ﻟﻴﺴﺖ ﻫﻨﺎك ﱠ َ ﺗﺘﺤﻘﻖ ﻟﻚ ﻣﻦ وراء ذﻟﻚ ،ﻟﻜﻨﻚ َ ﺳﻠﻜﺖ ﻫﺬا املﺴﺎر. ﻛﻨﺖ ﺗﻌﺮف ذﻟﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ أرﺑﺎح ﻣﺎدﻳﺔ ﺳﺘﻘﻮم ﺑﻬﺬا ﻷﻧﻚ ﺗﻌﺮف أن املﻌﺮﻓﺔ ﳾء ﺟﻤﻴﻞ ،وﻷﻧﻪ إذا ﺷﺎرﻛﻚ ﻣﺎﺋﺔ ﺷﺨﺺ ﻓﻘﻂ ﺷﻐﻔﻚ؛ ﻓﻬﺬا ٍ ﻛﺎف.
349
ﻗﺮاءات إﺿﺎﻓﻴﺔ وﺷﻜﺮ وﺗﻘﺪﻳﺮ
ُ ﺑﺬﻟﺖ ﻗﺼﺎرى ﺟﻬﺪي ﻛﻲ أﺟﻌﻞ ﻫﺬه املﺮاﺟﻊ ﰲ أدﻧﻰ ﺣ ﱟﺪ ﻟﻬﺎ؛ إذ ﻣﻦ ا ُملﻔﱰض ﻟﻘﺪ أن ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﺗﺮﻓﻴﻬﻲ ،وﻟﻴﺲ ﻛﺘﺎﺑًﺎ أﻛﺎدﻳﻤﻴٍّﺎ .وﻟﻌﻞ اﻷﻛﺜﺮ إﻓﺎد ًة ﻣﻦ املﺮاﺟﻊ — ﻣﺜﻠﻤﺎ آﻣُﻞ — املﻮاد اﻟﻜﺜرية اﻹﺿﺎﻓﻴﺔ املﺘﻮاﻓﺮة ﻋﲆ ﻣﻮﻗﻊ ،www.badscience.netﺑﻤﺎ ﰲ ذﻟﻚ اﻟﻘﺮاءات واﻟﻔﻴﺪﻳﻮﻫﺎت ا ُمل َ ﻮﴅ ﺑﻬﺎ ،وﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﺼﺺ اﻹﺧﺒﺎرﻳﺔ اﻟﺸﺎﺋﻘﺔ ،واملﺮاﺟﻊ املﺤﺪﺛﺔ ،واﻷﻧﺸﻄﺔ املﻮﺟﻬﺔ ﻷﻃﻔﺎل املﺪارس ،وﻣﻨﺘﺪًى ﻧﻘﺎﳾ ،وﻛﻞ ﳾء ﻛﺘﺒﺘُﻪ )ﻓﻴﻤﺎ ﻋﺪا ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ( ،وﺑﻌﺾ اﻟﻨﺼﺎﺋﺢ ﺣﻮل اﻟﻨﺸﺎط اﻟﺴﻴﺎﳼ ،ورواﺑﻂ ﻟﻠﻘﻮاﻋﺪ اﻹرﺷﺎدﻳﺔ ﻟﻠﻨﴩ اﻟﻌﻠﻤﻲ ﻟﻠﺼﺤﻔﻴني واﻷﻛﺎدﻳﻤﻴني ،وﻣﺎ ﻫﻮ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ذﻟﻚ .ﺳﺄﺣﺎول دوﻣً ﺎ أن أﺿﻴﻒ إﱃ املﻮﻗﻊ ﻣﻊ ﻣﺮور اﻟﻮﻗﺖ. ﺣﻘﺎ ،وﺳﺄﺳﺘﺨﺪم ﻣﺎ ﱠ ﺗﱪُز ﺑﻌﺾ اﻟﻜﺘﺐ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻛﺘﺒًﺎ ﻣﻤﺘﺎز ًة ٍّ ﺗﺒﻘﻰ ﻟﺪيﱠ ﻣﻦ ﺣﱪ ﰲ إرﺷﺎدك إﻟﻴﻬﺎ .ﻟﻦ ﺗﻬﺪر وﻗﺘﻚ ﰲ ﻗﺮاءﺗﻬﺎ. ﻳﺪور ﻛﺘﺎب »اﺧﺘﺒﺎر اﻟﻌﻼﺟﺎت« ﻣﻦ ﺗﺄﻟﻴﻒ ﻛ ﱟﻞ ﻣﻦ إﻳﻤﻮﺟﻦ إﻳﻔﺎﻧﺰ ،وﻫﺎزل ﺛﻮرﻧﺘﻮن، ً ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻟﻠﻌﺎﻣﺔ ﻣﻦ وإﻳﺎن ﺗﺸﺎملﺮز ،ﺣﻮل اﻟﻄﺐ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﲆ اﻷدﻟﺔ ،وﺗ ﱠﻢ ﺗﺄﻟﻴﻔﻪ ﻗِ ﺒَﻞ أﻛﺎدﻳﻤﻴ ْﱠني اﺛﻨني وأﺣﺪ املﺮﴇ .ﻳﺘﻮاﻓﺮ اﻟﻜﺘﺎب ً أﻳﻀﺎ ﻟﻠﺘﺤﻤﻴﻞ املﺠﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﻣﻮﻗﻊ .www.jameslindlibrary.orgﻳﻌﺘﱪ ﻛﺘﺎب »ﻛﻴﻒ ﺗﻘﺮأ ورﻗﺔ ﺑﺤﺜﻴﺔ« ﻟﻠﱪوﻓﻴﺴﻮر ﱠ املﺠﻼت ﺟﺮﻳﻨﻬﺎﻟﺞ ﻫﻮ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻄﺒﻲ املﻘ ﱠﺮر دراﺳﻴٍّﺎ ﻋﻦ ﺗﻘﻴﻴﻢ املﻘﺎﻻت املﻨﺸﻮرة ﰲ اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ ﺗﻘﻴﻴﻤً ﺎ ﻧﻘﺪﻳٍّﺎ .اﻟﻜﺘﺎب ﺳﻬﻞ اﻟﻘﺮاءة ،وﻗﺼري ،وﻛﺎن ﺳﻴﺼﺒﺢ أﺣﺪ أﻛﺜﺮ اﻟﻜﺘﺐ ﺑﻴﻌً ﺎ ﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﺎﻫﻆ اﻟﺜﻤﻦ أﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ.
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ﻳﺸﱰك ﻛﺘﺎب »اﻟﻼﻋﻘﻼﻧﻴﺔ« ﻟﺴﺘﻴﻮرات َﺳﺬرﻻﻧﺪ ،وﻛﺘﺎب »ﻛﻴﻒ ﻧﻌﺮف ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ« ﻟﺘﻮﻣﺎس ﺟﻴﻠﻮﻓﻴﺘﺶ ،ﰲ ﻛﻮﻧﻬﻤﺎ ﻳﻐﻄﻴﺎن ﺟﻮاﻧﺐ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ اﻟﺒﺤﻮث اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﰲ ﻣﺠﺎل ﻋﻠﻢ اﻟﻨﻔﺲ واﻟﻌﻠﻮم ﺣﻮل اﻟﺴﻠﻮك ﻏري اﻟﻌﻘﻼﻧﻲ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺘﻨﺎول ﻛﺘﺎب »ﺣﺴﺎب املﺨﺎﻃﺮ« ﻟﺠريد ﺟﻴﺠﺮﻧﺰر املﺸﻜﻼت ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻮر رﻳﺎﴈ أﻛﺜﺮ. ﻳُﻌَ ﱡﺪ ﻛﺘﺎب »املﻌﻨﻰ ،واﻟﻄﺐ ،و»ﺗﺄﺛري اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ«« ﻟﺪاﻧﻴﺎل ﻣﻮرﻣﺎن ﻛﺘﺎﺑًﺎ ﻣﻤﺘﺎ ًزا، ُ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻧﴩه ﺗﺤﺖ اﺳﻢ ﻧﺎﴍ أﻛﺎدﻳﻤﻲ. وﻳﺠﺐ ﱠأﻻ ﺗﺜﻨﻴﻚ ﻋﻦ ﻗﺮاءﺗﻪ ْ ﻇﻬﺮت ﻓﺠﺄة ﺧﻼل ﺛﻤﺔ ﻋﺪد ﻻ ﻧﻬﺎﺋﻲ ﻣﻦ املﺪوﻧﺎت اﻵن أ ﱠﻟﻔﻬﺎ أﺷﺨﺎص ذوو ﻋﻘﻠﻴﺔ ﻣﺘﺸﺎﺑﻬﺔ اﻟﺴﻨﻮات اﻟﻘﻠﻴﻠﺔ املﺎﺿﻴﺔ — ﻟﴪوري اﻟﻌﻈﻴﻢ — ﻋﲆ ﺷﺎﺷﺔ اﻟﻜﻤﺒﻴﻮﺗﺮ ﻟﺪيﱠ .ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﺎ ﺗﻐ ﱢ ﻄﻲ ﻫﺬه املﺪوﻧﺎت اﻷﺧﺒﺎر اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ أﻓﻀﻞ ﻣﻦ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ،وﺗﺘﺠﻤﱠ ﻊ اﻷﺧﺒﺎر اﻟﺠﺪﻳﺪة اﻟﺘﻲ ﻳﻨﴩﻫﺎ ﺑﻌﺾ أﻛﺜﺮ اﻟﺰﻣﻼء ً ﻟﻄﻔﺎ ﻋﲆ ﻣﻮﻗﻊ .http://badscienceblogs.net/ أﺳﺘﻤﺘﻊ ﺑﺎﻻﺧﺘﻼف ﻣﻊ اﻟﻜﺜري ﻣﻦ ﻫﺬه املﺪوﻧﺎت — ﰲ ﺧﺒﺚ — ﺣﻮل أﺷﻴﺎء ﻛﺜرية ﺟﺪٍّا. ُ وأﺧريًا ،ﻳﺘﻤﺜﱠﻞ أﻫﻢ ﻣﺮﺟﻊ ﻋﲆ اﻟﺪوام ﰲ اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﺗﻌ ﱠﻠ ُ وﻟﻘﻴﺖ ﻤﺖ ﻋﲆ أﻳﺪﻳﻬﻢ، ﻣﻨﻬﻢ اﻟﺘﺸﺠﻴﻊ ،واﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ،واﻟﺘﺄﺛري ،واﻟﺘﺤﺪي ،واﻹﴍاف ،واملﻌﺎ َرﺿﺔ ،واﻟﺪﻋﻢ ،وأﻫﻢ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻛﻠﻪ اﻟﺘﺴﻠﻴﺔ .ﻫﺆﻻء اﻷﺷﺨﺎص ﻫﻢ )ﻣﺘﻐﺎﺿﻴًﺎ ﻋﻦ اﻟﻜﺜري ﺟﺪٍّا ﻣﻨﻬﻢ ،وذاﻛ ًﺮا إﻳﺎﻫﻢ ﺑﺄﻗﻞ ﻗﺪر ﻣﻦ اﻟﱰﺗﻴﺐ( :إﻳﻤﻴﲇ وﻳﻠﺴﻮن ،إﻳﺎن ﺳﺎﻣﺒﻞ ،ﺟﻴﻤﺲ راﻧﺪرﺳﻮن ،أﻟﻮك دﺟﺎ ،ﻣﺎري ﺑرين ،ﻣﺎﻳﻚ ﺑﺮك ،إﻳﺎن ﻛﺎﺗﺰ ،ﻣﻴﺘﺰي آﻧﺠﻞ ،روﺑﺮت ﻻﳼ ،ﻛﺮﻳﺲ إﻟﻴﻮت ،رﻳﺘﺸﻞ ﺑﻴﻮﻛﺎﻧﺎن، وآﻻن راﺳﱪدﺟﺮ ،ﺑﺎت ﻛﺎﻓﺎﻧﺎ ،ﻣﺪوﱢﻧﻮ ﻣﻮﻗﻊ badscienceا ُملﻠﻬَ ﻤﻮن ،وﻛﻞ ﻣَ ﻦ أَرﺳﻞ إﱄ ﱠ ﻓﻜﺮة ﺻﻐرية ﺗﺘﻌ ﱠﻠﻖ ﺑﺄي ﻗﺼﺔ ﻋﲆ ﻋﻨﻮان ﺑﺮﻳﺪي اﻹﻟﻜﱰوﻧﻲ ،ben@badscience.netإﻳﺎن ﺗﺸﺎملﺮز ،ﻟﻮرن دﻳﻨﻲ ،ﺳﺎﻳﻤﻮن وﻳﺴﲇ ،ﻛﺎروﻟني رﻳﺘﺸﻤﻮﻧﺪ ،ﺟﻮن ﺷﺘﺎﻳﻦ ،ﺟﻴﻢ ﻫﻮﺑﻜﻨﺰ، دﻳﻔﻴﺪ ﻛﻮﻫﻮن ،ﻛﺎﺛﺮﻳﻦ ﻛﻮﻟﻴﻨﺰ ،ﻣﺎﺛﻴﻮ ﻫﻮﺗﻮف ،ﺟﻮن ﻣﻮرﻳﺎرﺗﻲ ،أﻟﻴﻜﺲ ﻟﻮﻣﺎس ،آﻧﺪي ﻟﻮﻳﺲ ،ﺗﺮﻳﺸﺎ ﺟﺮﻳﻨﻬﺎﻟﺞ ،ﺟﻴﻤﺒﻲ ،ﺷﺒﺎملﺎن ،ﻫﻮﻟﻔﻮرد ووﺗﺶ ،ﴍﻛﺔ ﺑﻮزﻳﺘﻴﻒ إﻧﱰﻧﺖ، ﺟﻮن ،ﻟﻴﺰ ﺑﺎرات ،ﺑﺎﺗﺮﻳﻚ ﻣﺎﺛﻴﻮز ،إﻳﺎن ﺑﺮاون ،ﻣﺎﻳﻚ ﺟﺎي ،ﻟﻮﻳﺰ ﺑﺮﺗﻮن ،ﺟﻮن ﻛﻴﻨﺞ، ﺳﻴﺴﻴﲇ ﻣﺎرﺳﺘﻮن ،ﺳﺘﻴﻒ روﻟﺰ ،ﻫﻴﺘﻲ ،ﻣﺎرك ﺑﻠﻜﻨﺠﺘﻮن ،ﺟﻴﻨﺠﺎ ﺗﻮﻟﻮك ،ﻛﺎﺛﻲ ﻓﻼور، أﻣﻲ ،أﺑﻲ ،رﻳﺞ ،ﺟﻮش ،راف ،آﱄ ،واﻟﺮاﺋﻌﺔ أﻣﺎﻧﺪا ﺑﺎملﺮ.
352
اﳌﺮاﺟﻊ
املﺎدة:اﻟﻔﺼﻞ اﻷول Daily Mirror (4 January 2003). http://www.bbc.co.uk/wales/southeast/sites/mind/pages/hopi.shtml. Seely DR, Quigley SM, Langman AW. Ear candles—efficacy and safety. Laryngoscope (October 1996); 106 (10): 1226–9. Green EC, Honwana A. Indigenous healing of war-affected children in Africa. IK Notes No. 10. Knowledge and Learning Center Africa Region, World Bank Washington (1999), available: http://www.africaaction.org/docs99/viol9907.htm.
املﻌﺎﻟﺠﺔ املِ ﺜﻠﻴﺔ:اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺮاﺑﻊ Marshall T. Reducing unnecessary consultation—a case of NNNT? Bandolier (1997); 44 (4): 1–3. MacManus MP, Matthews JP, Wada M, Wirth A, Worotniuk V, Ball DL. Unexpected long-term survival after low-dose palliative radiotherapy for non-small cell lung cancer. Cancer (1 March 2006); 106 (5): 1110–16.
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ Majeed AW et al. Randomised, prospective, single-blind comparison of laparoscopic versus small-incision cholecystectomy. Lancet (13 April 1996); 347 (9007): 989–94. Schulz KF, Chalmers I, Hayes RJ, Altman DG. Empirical evidence of bias: Dimensions of methodological quality associated with estimates of treatment effects in controlled trials. JAMA (1995); 273: 408–12. Ernst E, White AR. Acupuncture for back pain: a meta-analysis of randomised controlled trials. Arch Int Med (1998); 158: 2235–41. A systematic review of placebo-controlled clinical trials. Arch Surg. 1998 Nov; 133 (11): 1187–90. Van Helmont JB. Oriatrike, or Physick Refined: The Common Errors Therein Refuted and the Whole are Reformed and Rectified. Lodowick-Loyd (1662): 526. Available at http://www.jameslindlibrary.org. Khan KS, Daya S, Jadad AR. The importance of quality of primary studies in producing unbiased systematic reviews. Arch Intern Med (1996), 156: 661–6; Moher D, Pham B, Jones A et al. Does quality of reports of randomised trials affect estimates of intervention efficacy reported in metaanalyses? Lancet (1998); 352: 609–13. Ernst E, Pittler MH. Re-analysis of previous meta-analysis of clinical trials of homeopathy. J Clin Epi (2000); 53 (11): 1188. Shang A, Huwiler-Müntener K, Nartey L, Jüni P, Dörig S, Sterne JA, Pewsner D, Egger M. Are the clinical effects of homoeopathy placebo effects? Comparative study of placebo-controlled trials of homoeopathy and allopathy. Lancet (27 August–2 September 2005); 366 (9487): 726– 32. Tallon D, Chard J, Dieppe P. Relation between agendas of the research community and the research consumer. Lancet (2000); 355: 2037–40. BBC Radio 4 Case Notes (19 July 2005).
354
املﺮاﺟﻊ
ﺗﺄﺛري اﻟﻌﻼج اﻟﻮﻫﻤﻲ:اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺨﺎﻣﺲ The placebo in medicine. Med Press (18 June 1890): 642. Beecher HK. The powerful placebo. JAMA (24 December 1955); 159 (17): 1602–6. Skrabanek P, McCormick J. Follies and Fallacies in Medicine. Tarragon Press (1989). Moerman DE. General medical effectiveness and human biology: placebo effects in the treatment of ulcer disease. Med Anth Quarterly (August 1983); 14; 4: 3–16. De Craen AJ, Moerman DE, Heisterkamp SH, Tytgat GN, Tijssen JG, Kleijnen J. Placebo effect in the treatment of duodenal ulcer. Br J Clin Pharmacol (December 1999); 48 (6): 853–60. Blackwell B, Bloomfield SS, Buncher CR. Demonstration to medical students of placebo responses and non-drug factors. Lancet (10 June 1972); 1 (7763): 1279–82. Schapira K, McClelland HA, Griffiths NR, Newell DJ. Study on the effects of tablet colour in the treatment of anxiety states. BMJ (23 May 1970); 1 (5707): 446–9. De Craen AJ, Roos PJ, Leonard de Vries A, Kleijnen J. Effect of colour of drugs: systematic review of perceived effect of drugs and of their effectiveness. BMJ (21–28 December 1996); 313 (7072): 1624–6. Hussain MZ, Ahad A. Tablet colour in anxiety states. BMJ (22 August 1970); 3 (5720): 466. Grenfell RF, Briggs AH, Holland WC. Double blind study of the treatment of hypertension. JAMA (1961) 176: 124–8; De Craen AJM, Tijssen JGP, de Gans J, Kleijnen J. Placebo effect in the acute treatment of migraine: subcutaneous placebos are better than oral placebos. J Neur (2000) 247: 183–8; Gracely RH, Dubner R, McGrath PA.
355
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ Fentanyl reduces the intensity but not the unpleasantness of painful tooth pulp sensations. Science (23 March 1979); 203 (4386): 1261–3. Kaptchuk TJ, Stason WB, Davis RB, Legedza AR, Schnyer RN, Kerr CE, Stone DA, Nam BH, Kirsch I, Goldman RH. Sham device v inert pill: randomised controlled trial of two placebo treatments. BMJ (18 February 2006); 332 (7538): 391–7. Branthwaite A, Cooper P. Analgesic effects of branding in treatment of headaches. BMJ (Clin Res ed) (1981); 282: 1576–8. Waber et al. Commercial features of placebo and therapeutic efficacy. JAMA (2008); 299: 1016-17. Ginoa F. Do we listen to advice just because we paid for it? The impact of advice cost on its use. Organizational Behavior and Human Decision Processes 2008, Article in Press (published online 25 April 2008). http://dx.doi.org/10.1016/j.obhdp.2008.03.001. Montgomery GH, Kirsch I. Mechanisms of placebo pain reduction: an empirical investigation. Psych Science (1996) 7: 174–6. Cobb LA, Thomas GI, Dillard DH, Merendino KA, Bruce RA. An evaluation of internal mammary artery ligation by a double-blind technic. N Eng J Med (28 May 1959); 260 (22): 1115–18. Linde C, Gadler F, Kappenberger L, Rydén L. Placebo effect of pacemaker implantation in obstructive hypertrophic cardiomyopathy. PIC Study Group. Am J Cardiol (15 March 1999); 83 (6): 903–7. Johnson AG. Surgery as a placebo. Lancet (22 October 1994); 344 (8930): 1140–2. Crum AJ, Langer EJ. Mind-set matters: exercise and the placebo effect. Psych Science (February 2007); 18 (2): 165–71. Gryll SL, Katahn M. Situational factors contributing to the placebos effect. Psychopharmacology (Berl) (1978); 57: 253–61.
356
املﺮاﺟﻊ Gracely RH, Dubner R, Deeter WR, Wolskee PJ. Clinicians’ expectations influence placebo analgesia. Lancet (5 January 1985); 1 (8419): 43. Thomas KB. General practice consultations: is there any point in being positive? BMJ (Clin Res ed) (9 May 1987); 294 (6581): 1200–2. Tallis R. Hippocratic Oaths: Medicine and its Discontents. Atlantic (2004). Lévi-Strauss C. The sorcerer and his magic. In Structural Anthropology (trans Jacobson C, Schoef BG). Basic Books (1963). Park LC, Covi L. Nonblind placebo trial: an exploration of neurotic patients’ responses to placebo when its inert content is disclosed. Arch Gen Psych (April 1965); 12: 36–45. Wolf S. Effects of suggestion and conditioning on the action of chemical agents in human subjects; the pharmacology of placebos. J Clin Invest (January 1950); 29 (1): 100–9. De la Fuente-Fernández R, Ruth TJ, Sossi V, Schulzer M, Calne DB, Stoessl AJ. Expectation and dopamine release: mechanism of the placebo effect in Parkinson’s disease. Science (10 August 2001); 293 (5532): 1164–6. Zubieta JK, Bueller JA, Jackson LR, Scott DJ, Xu Y, Koeppe RA, Nichols TE, Stohler CS. Placebo effects mediated by endogenous opioid activity on mu-opioid receptors. J Neur (24 August 2005); 25 (34): 7754–62. Ader R, Cohen N. Behaviorally conditioned immunosuppression. Psychosom Med (July-August 1975); 37 (4): 333–40. Goebel MU, Trebst AE, Steiner J, Xie YF, Exton MS, Frede S, Canbay AE, Michel MC, Heemann U, Schedlowski M. Behavioral conditioning of immunosuppression is possible in humans. FASEB J (December 2002); 16 (14): 1869–73. Buske-Kirschbaum A, Kirschbaum C, Stierle H, Lehnert H, Hellhammer D. Conditioned increase of natural killer cell activity (NKCA) in humans. Psychosom Med (March-April 1992); 54 (2): 123–32.
357
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ Goodwin JS, Goodwin JM, Vogel AV. Knowledge and use of placebos by house officers and nurses. Ann Intern Med (July 1979); 91 (1): 106– 10. Meaning, Medicine and the ‘Placebo Effect’ by Moerman DE, Cambridge University Press 2002, P. 34, summarising secondary references to five further studies. Moerman DE, Harrington A. Making space for the placebo effect in pain medicine. Sem in Pain Med (March 2005); 3 (1 Spec issue): 2–6. Walsh BT, Seidman SN, Sysko R, Gould M. Placebo response in studies of major depression: variable, substantial, and growing. JAMA (10 April 2002); 287 (14): 1840–7. Ernst E, Schmidt K. Aspects of MMR. BMJ (2002); 325: 597.
ﻫﺮاء اﻟﺴﺎﻋﺔ:اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺴﺎدس Harry G. Frankfurt, On Bullshit. Princeton University Press (2005) http:// press.princeton.edu/video/frankfurt. http://www.nutraingredientsusa.com/news/ng.asp?n=85087. Alpha-Tocopherol Beta-Carotene Cancer Prevention Study Group. The effect of vitamin E and beta carotene on the incidence of lung and other cancers in male smokers. New Eng J Med (1994); 330: 1029–35. Thornquist MD, Omenn GS, Goodman GE, Grizzle JE, Rosenstock L, Barnhart S, Anderson GL, Hammar S, Balmes J, Cherniack M. Statistical design and monitoring of the Carotene and Retinol Efficacy Trial (CARET). Control Clin Trials (1993); 14: 308–24; Omenn GS, Goodman GE, Thornquist MD, Balmes J, Cullen MR, Glass A, et al. Effects of a combination of beta carotene and vitamin A on lung cancer and cardiovascular disease. N Engl J Med (1996); 334: 1150–5. http://jnci.oxfordjournals.org/cgi/ ijlink?linkType=ABST&journalCode=nejm&resid=334/18/1150.
358
املﺮاﺟﻊ Vivekananthan DP et al. Use of antioxidant vitamins for the prevention of cardiovascular disease: meta-analysis of randomised trials. Lancet (2003); 361: 2017–23 http://www.thelancet.com/journals/ lancet/article/PIIS0140673603136379/abstract. Caraballoso M, Sacristan M, Serra C, Bonfill X. Drugs for preventing lung cancer in healthy people. Cochrane Database of Systematic Reviews (2003); 2. Bjelakovic G, Nikolova D, Gluud LL, Simonetti RG, Gluud C. Antioxidant supplements for prevention of mortality in healthy participants and patients with various diseases. Cochrane Database of Systematic Reviews (2008); 2. Chalmers I. Invalid health information is potentially lethal. BMJ (2001); 322 (7292): 998. John M. Connor Kluwer, Global Pricefixing: Our Customers Are the Enemy. Springer (2001). Available online: http://books.google.co.uk/books? id=7M8n4UN23WsC. David Michaels (ed.) Doubt is Their Product: How Industry’s Assault on Science Threatens Your Health. Oxford University Press (2008).
ﺟﻴﻠﻴﺎن ﻣﺎﻛﻴﺚ. د:اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺴﺎﺑﻊ Ann Anderson, Snake Oil, Hustlers and Hambones: The American Medicine Show. McFarland (2005). Commencement Speech from Caltech 1974, also in Richard Feynman. Surely You’re Joking, Mr. Feynman!: Adventures of a Curious Character. WW Norton (1985). Clayton College of Natural Health website: http://www.ccnh.edu/about/programs/tuition.aspx.
359
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ﱠ ﻣﻌﻘﺪة ﻗﺮص ﻳﺤﻞ ﻣﺸﻜﻼت اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ:اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻣﻦ Hutchings J, Bywater T, Daley D, Gardner F, Whitaker C, Jones K, Eames C, Edwards RT. Parenting intervention in Sure Start services for children at risk of developing conduct disorder: pragmatic randomised controlled trial. BMJ (2007); 334: 678. Edwards RT, Ó Céilleachair A, Bywater T, Hughes DA, Hutchings J. Parenting programme for parents of children at risk of developing conduct disorder: cost effectiveness analysis. BMJ (2007); 334: 682. Richardson AJ, Montgomery P. The Oxford-Durham study: a randomized, controlled trial of dietary supplementation with fatty acids in children with developmental coordination disorder. Pediatrics (2005); 115 (5): 1360–6. Moynihan R, Doran E, Henry D Disease mongering is now part of the global health debate. PLoS Med (2008); 5 (5): e106. doi:10.1371/journal. pmed.0050106 A good place to start your reading on diseasemongering. Williams HC. Evening primrose oil for atopic dermatitis. BMJ (2003); 327: 1358-9. ‘The four markets dominating EU supplements’ http://www.nutraingredients-usa.com/news/ng.asp?n=85087; “Galenica assumes control of Equazen Nutraceuticals based in the UK”. Press release. http://www.galenica.com/Galenica/en/archive/ media/releases/2006_12_04_21398644_meldung.php.
اﻟﱪوﻓﻴﺴﻮر ﺑﺎﺗﺮﻳﻚ ﻫﻮﻟﻔﻮرد:اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺘﺎﺳﻊ Professor Holford did not change the main text in the book chapter. He added some text to the note at the back, in a small font, referencing some other papers where people did actually, at least, tip both
360
املﺮاﺟﻊ AZT and vitamin C onto cells in a dish (this changes nothing), and a demand for more research, none of which, I note, he has offered to fund from his own extensive corporate involvement in this $50 billion sector. He is, after all, Head of Science and Education at the food supplement pill company BioCare, which sells a vitamin C pill in tubs with his face on. To be fair, he did however once deliver my favourite line from five years of writing in this area: ‘Perhaps Goldacre, who purports to be the campaigner for evidence-based medicine, could provide some evidence that high-dose vitamin C has no effect against HIV AIDS.’ Douglas RM, Hemilä H, Chalker E, Treacy B. Vitamin C for preventing and treating the common cold. Cochrane Database of Systematic Reviews (1998); 1. Date of last update: 14 May 2007 (Cochrane reviews are constantly updated, and all previous versions are available, so you can see what they said at various times in the past too). Smith R. Investigating the previous studies of a fraudulent author. BMJ (2005); 331: 288–291; Hamblin T. The Secret Life of Dr Chandra. BMJ (2006); 332: 369. The documentary on Dr Chandra can be watched online at: http://www .cbc.ca/national/news/chandra/. Hemilä H, Herman ZS. Vitamin C and the common cold: a retrospective analysis of Chalmers’ review. J Am Coll Nutr (April 1995); 14 (2): 116– 23. Vivekananthan DP et al. Use of antioxidant vitamins for the prevention of cardiovascular disease: meta-analysis of randomised trials. Lancet (2003); 361: 2017–23. http://www.qaa.ac.uk/reviews/reports/institutional/Luton1105/ RG162UniLuton.pdf.
361
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ
ﺳﻴﻘﺎﺿﻴﻚ اﻟﻄﺒﻴﺐ اﻵن:اﻟﻔﺼﻞ اﻟﻌﺎﴍ Nattrass N. Estimating the lost benefits of antiretroviral drug use in South Africa. African Affairs (2008); 107 (427): 157–76. Chigwedere P, Seage GR, Gruskin S, Lee TH, Essex M. Estimating the lost benefits of antiretroviral drug use in South Africa. Journal of Acquired Immune Deficiency Syndromes (1 December 2008); 49 (4): 410–15. http://www.villagevoice.com/2000-07-04/news/debating-theobvious/.
ﻫﻞ اﻟﻄﺐ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي ﴍ؟:اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺤﺎدي ﻋﴩ http://clinicalevidence.bmj.com/ceweb/about/knowledge.jsp. The classic general medicine reference for this is Ellis J, Mulligan I, Rowe J, Sackett DL. Inpatient general medicine is evidence based. ATeam, Nuffield Department of Clinical Medicine. Lancet (12 August 1995); 346 (8972): 407–10. There have been numerous copycat studies in various specialities, and rather than list them here, an excellent review of them is maintained at http://www.shef.ac.uk/scharr/ ir/percent.html. Mayor S. Audit identifies the most read BMJ research papers. BMJ (2007); 334: 554-5; Hippisley-Cox J, Coupland C. Risk of myocardial infarction in patients taking cyclo-oxygenase-2 inhibitors or conventional non-steroidal anti-inflammatory drugs: population based nested case-control analysis. BMJ (2005); 330: 1366; Gunnell J, Saperia J, Ashby D. Selective serotonin reuptake inhibitors (SSRIs) and suicide in adults: meta-analysis of drug company data from placebo controlled, randomised controlled trials submitted to the MHRA’s
362
املﺮاﺟﻊ safety review. BMJ (2005); 330: 385; Fergusson D et al. Association between suicide attempts and selective serotonin reuptake inhibitors: systematic review of randomised controlled trials. BMJ (2005); 330: 396. Iribarne A. Orphan diseases and adoptive initiatives. JAMA (2003); 290: 116; Francisco A. Drug development for neglected diseases. Lancet (2002); 360: 1102. Safer DJ. Design and reporting modifications in industry-sponsored comparative psychopharmacology trials. J Nerv Ment Dis (2002); 190: 583–92. Modell et al. (1997); Montejo-Gonzalez et al. (1997); Zajecka et al. (1999); Preskorn (1997): in Safer, ibid. Pocock SJ. When (not) to stop a clinical trial for benefit. JAMA (2005); 294: 2228–30. Lexchin J, Bero LA, Djulbegovic B, Clark O. Pharmaceutical industry sponsorship and research outcome and quality. BMJ (2003) 326: 1167–70. Rochon PA, Gurwitz JH, Simms RW, Fortin PR, Felson DT, Minaker KL, Chalmers TC. A study of manufacturer-supported trials of nonsteroidal anti-inflammatory drugs in the treatment of arthritis. Arch Intern Med. (24 January 1994); 154 (2): 157–63. Lexchin J, Bero LA, Djulbegovic B, Clark O. Pharmaceutical industry sponsorship and research outcome and quality: systematic review. BMJ (31 May 2003); 326 (7400): 1167–70. Schmidt K, Pittler MH, Ernst E. Bias in alternative medicine is still rife but is diminishing. BMJ (3 November 2001); 323 (7320): 1071. Vickers A, Goyal N, Harland R, Rees R. Do certain countries produce only positive results? A systematic review of controlled trials. Control Clin Trials (April 1998); 19 (2): 159–66.
363
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ Dubben H, Beck-Bornholdt H. Systematic review of publication bias in studies on publication bias. BMJ (2005); 331: 433-4. Turner EH, Matthews AM, Linardatos E, Tell RA, Rosenthal R. Selective publication of antidepressant trials and its influence on apparent efficacy. N Eng J Med (17 January 2008); 358 (3): 252–60. Tramer MR, Reynolds DJM, Moore RA, McQuay, H J. Impact of covert duplicate publication on meta-analysis: a case study. BMJ (1997) 315: 635–40. Cowley AJ et al. Int Journ Card (1993) 40: 161–6. Audit identifies the most read BMJ research papers. BMJ (17 March 2007); 334: 554-5. Scolnick EM. Email communication to Deborah Shapiro, Alise Reicin and Alan Nies re: Vigor. 9 March 2000. http://www.vioxxdocuments.com/ Documents/Krumholz_Vioxx/Scolnick2000.pdf. Curfman GD, Morrissey S, Drazen JM. Expression of concern reaffirmed. NEJM (16 March 2006); 354 (11):1193. Gottlieb S. Firm tried to block report on failure of AIDS vaccine. BMJ (2000); 321: 1173. Nathan D, Weatherall D. Academia and industry: lessons from the unfortunate events in Toronto. Lancet; 353; 9155: 771-2. Gilbody et al. Benefits and harms of direct to consumer advertising: a systematic review. Qual Saf Health Care (2005); 14: 246–50. http://qshc.bmj.com/cgi/content/full/14/4/246.
ﻛﻴﻒ ﺗﺮوﱢج وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم ﻟﺴﻮء َﻓﻬْ ﻢ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻌﻠﻢ:اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋﴩ Davies N. Flat Earth News. Chatto & Windus (2008). Proctor RN. Schairer and Schöniger’s forgotten tobacco epidemiology and the Nazi quest for racial purity. Int. J. Epidemiol 30: 31–4.
364
املﺮاﺟﻊ Ioannidis JPA. Why most published research findings are false. PLoS Med (2005) 2 (8): e124.
ملﺎذا ﻳُﺼﺪﱢق اﻷذﻛﻴﺎء أﻣﻮ ًرا ﻏﺒﻴﺔ:اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻋﴩ Gilovich T, Vallone R, Tversky, A. The hot hand in basketball: on the misperception of random sequences. Cog Psych (1985); 17: 295–314. Schaffner PE. Specious learning about reward and punishment. J Pers Soc Psych (June 1985); 48 (6): 1377–86. Snyder M, Cantor N. Testing hypotheses about other people: the use of historical knowledge, J Exp Soc Psych (1979); 15: 330–42. Lord CG, Ross L, Lepper MR. Biased assimilation and attitude polarisation: the effects of prior theories on subsequently considered evidence. J Pers Soc Psyc (1979); 37: 2098–109. Tversky A, Kahneman D. Availability: a heuristic for judging frequency and probability. Cog Psych (1973), 5: 207–32. Asch SE. Opinions and social pressure. Sci Am (1955); 193: 31–5. Frank MG, Gilovich T. The dark side of self- and social-perception: black uniforms and aggression in professional sports. J Pers Soc Psych (January 1988); 54 (1): 74–85. The experiments in this chapter, and many more, can be found in Irrationality by Stuart Sutherland and How We Know What Isn’t So by Thomas Gilovich.
اﻹﺣﺼﺎءات اﻟﺮدﻳﺌﺔ:اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺮاﺑﻊ ﻋﴩ Gigerenzer G. Reckoning with Risk. Penguin (2003). Butterworth et al. Statistics: what seems natural? Science (4 May 2001): 853.
365
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ Hoffrage U, Lindsey S, Hertwig R, Gigerenzer G. Communicating statistical information. Science (22 December 2000); 290 (5500): 2261-2. Hoffrage U, Gigerenzer G. Using natural frequencies to improve diagnostic inferences. Acad Med (1998); 73: 538–40. Gigerenzer G. Adaptive Thinking: Rationality in the Real World. Oxford University Press (2000). Szmukler G. Risk assessment: ‘numbers’ and ‘values’. Psych Bull (2003) 27: 205–7. www.qurl.com/lucia.
املﺨﺎوف اﻟﺼﺤﻴﺔ:اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺨﺎﻣﺲ ﻋﴩ Manning N, Wilson AP, Ridgway GL. Isolation of MRSA from communal areas in a teaching hospital. J Hosp Infect (March 2004); 56 (3): 2501. Kruger J, Dunning D. Unskilled and unaware of it: how difficulties in recognizing one’s own incompetence lead to inflated self-assessments’. J Pers Soc Psych (1999); 77; 6: 121–34. Brynner R, Stephens TD. Dark Remedy: The Impact of Thalidomide and its Revival as a Vital Medicine. Perseus Books (2001). Excerpted in Pilger J (ed.). Tell me no Lies. Cape (2004). Thalidomide hero found guilty of scientific fraud. New Scientist (27 February 1993).
ﺧﺪﻳﻌﺔ اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ ﰲ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم:اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺴﺎدس ﻋﴩ Wakefield AJ, Murch SH, Anthony A et al. Ileallymphoid-nodular hyperplasia, non-specific colitis, and pervasive developmental disorder in children. Lancet (1998); 351 (9103): 637–41.
366
املﺮاﺟﻊ E.g. Chess S. Autism in children with congenital rubella. J Autism Child Schizophr (January–March 1971); 1 (1): 33–47. http://briandeer.com/wakefield/vaccinepatent.htm. No jabs, no school says labour MP. http://news.bbc.co.uk/1/hi/health/ 7392510.stm. Schmidt K, Ernst E, Andrews. Survey shows that some homoeopaths and chiropractors advise against MMR. BMJ (14 September 2002); 325 (7364): 597. Hargreaves I, Lewis J, Speers T. Towards a better map: science, the public and the media, Economic and Social Research Council (2003). http://www.esrc.ac.uk/ESRCInfoCentre/Images/Mapdocfinal_ tcm6–5505.pdf. Boyce T. Health, Risk and News: The MMR Vaccine and the Media. Peter Lang Publishing Inc. (2007). Durant J, Lindsey N. GM foods and the media. Select Committee on Science and Technology, Third Report, Appendix 5. www.publications.parliament.uk/pa/ld199900/ldselect/ldsctech/ 38/3810.htm. Smeeth L, Cook C, Fombonne E, Heavey L, Rodrigues LC, Smith PG et al. MMR vaccination and pervasive developmental disorders: a casecontrol study. Lancet (2004); 364 (9438): 963–9. Madsen KM, Hviid A, Vestergaard M, Schendel D, Wohlfahrt J, Thorsen P et al. A population-based study of measles, mumps, and rubella vaccination and autism. N Eng J Med (2002); 347 (19): 1477–82. http://www.telegraph.co.uk/news/main.jhtml?xml=/news/2002/06/ 23/nmmr23.xml. Afzal MA, Ozoemena LC, O’Hare A et al. Absence of detectable measles virus genome sequence in blood of autistic children who have had
367
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺰاﺋﻒ their MMR vaccination during the routine childhood immunization schedule of UK. J Med Virology (2006); 78; 5: 623–30. D’Souza, Y, et al. No evidence of persisting measles virus in peripheral blood mononuclear cells from children with autism spectrum disorder. Pediatrics (4 October 2006); 118: 1664–75. http://www.westminsterpct.nhs.uk/news/mmr0405.htm; Pearce et al. Factors associated with uptake of measles, mumps, and rubella vaccine (MMR) and use of single antigen vaccines in a contemporary UK cohort: prospective cohort study. BMJ (2008); 336 (7647): 754. Chapman S et al. Med J Aust. (5 September 2005); 183 (5): 247–50. Grilli R et al. Cochrane Database of Systematic Reviews (2001); 4: CD000389. Phillips DP et al. N Engl J Med (1991); 325: 1180–3. Schwitzer. G PLoS Med (2008); 5 (5): e95. HPA. Confirmed measles mumps and rubella cases in 2007: England and Wales. Health Protection Report (2008); accessed 9 April 2008; 2 (8). http://www.hpa.org.uk/hpr/archives/2008/hpr0808.pdf. Fitzpatrick M. MMR: risk, choice, chance. Brit Med Bulletin (2004); 69: 143– 53. Gupta RK, Best J, MacMahon E. Mumps and the UK epidemic. BMJ (14 May 2005); 330: 1132–5.
أﻓﻜﺎر إﺿﺎﻓﻴﺔ http://www.economist.com/research/Economics/alphabetic.cfm?letter= O.
368