نفسي :ماذا بخصوص هذا الملف الذي يلوح به إخوان القرية في
وجه اآلخر؟ وعدت بذاكرتي للوراء وتلمست تركيبتي النفسية عندما كنت ضمن أفراد تلك الجماعة ،وجدت نفسي حينها أصنف الناس صنفين ،إما عميل ألمن الدولة ،أو علماني يدحض الدين ويرفضه،
تلك تصنيفات اإلخوان لآلخر في قريتي ،ذلك أني كنت أعتقد في
قرارة نفسي أنني أحارب من أجل نصرة دين الله أو ما أفهمني اإلخوان
أنه كذلك ،وطالما أننا في دولة مسلمة فلن يقف ضدي سوى هؤالء. *
*
*
في أوقات عدة كنا نطلق تلك الكلمة هكذا جزاف ًا ،حتى وإن لم نكن
نطلقها جزاف ًا ،حتى وإن كان هذا الرجل أو ذاك عمي ً ال ألمن الدولة ،هل
نسي هذا الشاب اإلخواني ما حدث ألخيه؟ وكيف كان مجبر ًا على
فعلته؟ هل نعاقب الناس على فعل ال يد لهم فيه؟
تذكرت عمر عبد الرحمن وتحوله عن وجهته لما القاه من إهانة
وتعذيب .تذكرت أحد شيوخ السلفية في قريتي والذي ظل في المعتقل لسنوات ثالث وتوفيت والدته ولم يحضر جنازتها وعانت أسرته من
الجوع والفقر لغياب عائلها ،وبعد سنوات ثالث خرج من المعتقل
فأشاع اإلخوان في القرية أنه عميل ألمن الدولة ،فلما سألت أحد إال إذا وقع على ورقة تفيد بأنه وافق على التعامل معهم ،وبالتالي هو من المؤكد عميل لألمن .قياس غريب من اإلخوان لفترة مظلمة من
تاريخ مصر لم يكن أحدنا يأمن فيها على نفسه ،غير أن هذا القياس
138
Twitter: @ketab_n
مسئولي اإلخوان في قريتي ،قال لي إن أمن الدولة ال يبرئ معتق ً ال