تركت تلك القراءات وذهبت إلى المكتبة واشتريت رواية «أوالد حارتنا» لنجيب محفوظ ،كانت قد صدرت منها طبعة حديثة عن دار الشروق بعد سنوات من المنع ،ذهبت إلى درس القرآن وأنا أحمل في يدي تلك الرواية ،وكانت تلك هي المرة األولى التي أجهر فيها بميولي في القراءة المخالفة لما يقرأون ،فما كان من زمالء الحلقة إال علي أحدهم أن نهروني ألنني اشتريت رواية لهذا األديب الكافر ،ومال ّ وأخبرني أن هناك كتاب ًا ألحد شيوخ السعودية صدر حديث ًا يتحدث عن الكتب التي حذر منها العلماء ،وكان يحمل في يده أحد تلك األجزاء. أعطاني الكتاب وكان بعنوان «كتب حذر منها العلماء» لكي أقرأه وأنقذ نفسي من تلك الضالالت ،كعادتي نظرت في الفهرس أوالً ،فصدمت عندما وجدت أن أحد كتب الشيخ محمد الغزالي قد ُوضع ضمن تلك الكتب التي «حذر منها العلماء» ،كتاب (هموم داعية) .لقد تعدّ ى األمر مجرد الروايات والقصص وصارت حتى الكتب الدينية محل نقد ،هذا الدين يصلح وهذا الدين ال يصلح .لكن أي علماء هؤالء من أعطوا أنفسهم الحق في تحديد من يصلح ومن ال يصلح من العلماء؟ وفي تلك اللحظة بدأ السلفيون يتداخلون على خطوط حياتي بجوار اإلخوان.
Twitter: @ketab_n
112