جريدة الصحوة (154)

Page 1

‫ّ‬ ‫‪ CIA‬تدير العمليات في سوريا‪ ..‬والسعودية توقع الشيكات!‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﻧﺴﻴﺔ‬ ‫‪www.assahwa.net‬‬

‫احلكومة التون�سية‬ ‫ت�سابق انفجار «ثورة‬ ‫البطالة»‬

‫‪7‬‬

‫السنة الرابعة ‪-‬العدد ‪ - 154‬من األربعاء ‪ 27‬جانفي إىل الثالثاء ‪ 2‬فيفري ‪ - 2016‬الثمن ‪ 800‬مليم‬

‫ٌ‬ ‫تونس‪ :‬جمر تحت الرماد‪ ...‬وخوف‬ ‫من انتقال «العدوى»‬ ‫آمال التونسيني يف الشارع مجددا‬ ‫اقتصاد‬

‫د‪ .‬صالح الدين الداودي لـ « الصحوة»‪:‬‬

‫‪8‬‬

‫‪8‬‬

‫برنامجي العميل هو الئحة مهماتية‬ ‫مستعجلة وإسرتاتيجية إلنقاذ‬ ‫أمن تونس والتونسيني‬ ‫وإسقاط نظام اإلرهاب‬ ‫‪19‬‬

‫‪ 2016‬سنة سداد القروض‪،‬‬ ‫وال معافاة قبل ‪2017‬‬

‫مجتمع‬

‫‪12‬‬

‫الملف االجتمايع‬ ‫واألزمة يف تونس‬ ‫حصاد عربي‬ ‫“ناشيونال إنترست”‪:‬‬

‫‪10‬‬

‫ا‬

‫السعودية يه‬ ‫وجهة تنظيم‬ ‫الدولة بعد سوريا والعراق‬ ‫حصاد دولي‬ ‫الصين ـ إيران‪:‬‬

‫عالقة عابرة‬ ‫للتقلبات الدولية‬

‫‪21‬‬

‫‪23‬‬

‫‪ 2015‬عام قياسي لتعاقدات‬ ‫الالعبين المحترفين‬

‫‪17‬‬


‫‪2‬‬

‫حديث الصحوة‬

‫األربعاء ‪ 27‬جانفي ‪2016‬‬

‫إطــاللـــة‬

‫رصخة المستضعفني‪..2‬‬ ‫هل وصلت الرسالة‪..‬؟‬ ‫ك ّر وف ّر وحرائق وغاز مسيل وضحايا بالعرشات‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫ومسكنات‪!..‬‬ ‫ووعود حكومية وخطابات جوفاء‬ ‫وعىل الضفة األخرى رصاخ وعويل وقصف‬ ‫سيايس وإعالمي ّ‬ ‫مركز واتهامات‪!..‬‬ ‫عاشت تونس منذ أيام عىل وقع احتجاجات‬ ‫شعبية عارمة انطلقت شعلتها من والية القرصين‬ ‫ورسعان ما امتدت كالنار يف الهشيم إىل باقي‬ ‫الواليات الداخلية وصوال إىل العاصمة‪..‬‬ ‫واملفارقة العجيبة أنّ هذه اله ّبة الشعبية‬ ‫تندلع مجددا يف شهر جانفي‪ ..‬وهذا الشهر‬ ‫عُ رف يف تونس بشهر األزمات والثورات‬ ‫واالحتجاجات دون منازع‪ .‬ففيه انطلقت‬ ‫الثورة التونسية ضد االستعامر الفرنيس‪،‬‬ ‫وفيه أيضا اشتعلت أحداث ساقية سيدي‬ ‫يوسف سنة ‪ .1958‬كام أنه سجل انتفاضات‬ ‫عدة ومنها أحداث الخميس األسود سنة ‪1978‬‬ ‫‪ ،‬إضافة ألحداث قفصة سنة ‪ 1980‬وانتفاضة‬ ‫الخبز سنة ‪ ،1984‬وثورة الكرامة سنة ‪،2011‬‬ ‫واليوم يرضب شباب تونس موعدا جديدا مع‬ ‫االحتجاجات التي انطلقت شعلتها قبل أسبوع‬ ‫وال أحد يعرف إىل أين قد تصل‪.‬‬ ‫ً‬ ‫نزل التونسيون إىل الشوارع مجددا‪ ،‬مصممني عىل‬ ‫إيصال صوتهم وتبليغ رسالتهم ووضع النقاط‬ ‫عىل الحروف‪ ،‬فالدميقراطية‪ ،‬بحد ذاتها‪ ،‬وحريات‬ ‫التعبري والتظاهر‪ ،‬ال معنى لها من دون حق العمل‪،‬‬ ‫فبدون عمل تصبح كل هذه الحريات مهدّدة وال‬ ‫معنى لها بحد ذاتها‪.‬‬ ‫ها هي تونس‪ ،‬إذن‪ ،‬تعود إىل نقطة البداية ‪..‬وها‬ ‫هو الدرس التونيس الجديد يعطي إشارات ملهمة‬ ‫بأنه مهام بلغ اإلنهاك بجمهور الثورة‪ ،‬فإنه يبقى‬ ‫وفي ًا للقيم التي ثار من أجلها‪ ،‬وذاكر ًا للتضحيات‬ ‫واألمثان التي دفعها‪ ،‬وماضي ًا عىل طريق النضال‪،‬‬ ‫من أجل انتزاعها كاملة‪.‬‬ ‫وكام أعطت تونس الدرس األول يف الثورة‪ ،‬ها هي‬ ‫تقدم الدرس الثاين يف‪ :‬كيف تدافع الثورات عن‬ ‫ذاتها ضد محاوالت إغراقها يف أوهام االستقرار‬ ‫الكاذب والشعارات‪.‬‬ ‫فهل وصلت الرسالة وهل استخلصت الحكومة‬ ‫ترص عىل املكابرة واللعب‬ ‫الدرس‪ ،‬أم ال زالت‬ ‫ّ‬ ‫بالكلامت‪..‬؟؟؟‬ ‫الصحوة‬

‫‪ 6‬أشهر ‪ 25:‬دينارا‬ ‫‪ 12‬شهرا ‪ 40:‬دينارا‬ ‫للمؤسسات ‪:‬‬ ‫‪ 6‬أشهر ‪ 35 :‬دينارا‬ ‫‪ 12‬شهرا ‪ 60 :‬دينارا‬ ‫االشرتاكات التشجيعية ‪:‬‬ ‫غري محدد‬

‫ال غنى عن التعقل يف تون�س‬ ‫م��ا يحدث يف تونس هذه األيام‪ ،‬كش��ف حجم التف��اوت البيّن يف التقدير الش��خصي ملن يتصدّرون‬ ‫املش��هد السياسي‪ ،‬فنجد أن الرئيس الس��ابق د‪ .‬منصف املرزوقي‪ ،‬الذي لم يهضم الهزيمة االنتخابية‬ ‫إىل اآلن‪ ،‬وم��ن حق��ه ذلك على كل حال‪ ،‬يخلط بني الوضع التونس��ي والعربي‪ ،‬يف توليفة ال تتس��ق مع‬ ‫رجل سياسي له طموح مشروع يف العودة إىل سدة الرئاسة‪ّ ،‬‬ ‫إذ هاجم اإلمارات يف سياق يبدو غريب ًا‬ ‫للغاية‪ ،‬يف الوقت الذي كان من املتوجب عليه أن يتجنب خس��ران أكثر من حليف محتمل‪ ،‬ويف املقلب‬ ‫اآلخر نجد الش��يخ عبد الفتاح مورو الذي اعترب االحتجاج الداخلي التونس��ي مش��روع‪ ،‬على شرط أن‬ ‫يقدر قيمة األمن والسلم الوطنيني‪ ،‬ويف آخر تصريح له قال أن الوترية قد ّ‬ ‫خفت قياس ًا مع بدايتها ‪..‬‬ ‫وما بني املرزوقي ومورو‪ ،‬مل‬ ‫ينجح الرئيس التونيس الباجي‬ ‫قايد السبيس يف اختالق خطاب‬ ‫سيايس‪ ،‬ينحو إىل تهدئة الشباب‬ ‫الظافر بشهائد جامع ّية‪ ،‬ومحسوب‬ ‫عىل التيار املثقف التونيس‪ ،‬إذ اندرج‬ ‫يف مساق عويص النتائج‪ ،‬ملّا أعترب‬ ‫ما يحدث مد ّبر ًا من الخارج‪ ،‬وانخرط‬ ‫يف النفخ يف خطاب أقل ما ميكن‬ ‫وصفه بـ “البريوسرتييك” الخايل‬ ‫من أي نربة تستدرج الشباب إىل‬ ‫الهدوء وفهم مرامي أي حركة‬ ‫احتجاجية يف وضع ال يساعد‬ ‫عىل الحفاظ عىل تقوميها الدائم‬ ‫واملستمر ‪.‬‬ ‫الرئيس السبيس رجل مح ّنك وليس‬ ‫دخيل عىل العمل السيايس‪ ،‬أو قادم‬ ‫من تكنوقراط ّية تنظري ّية‪ ،‬حتى‬ ‫تنطيل عليه حسابات الكلمة يف ع ّز‬ ‫االحتجاج ومشاعر الغضب‪ ،‬ورمبا‬ ‫واستناد ًا إىل خربته‪ ،‬يق ّفي خطابه‬ ‫األخري‪ ،‬بخطاب آخر يركز عىل تفهمه للغضب الشبايب‪ ،‬ووضعه يف إطار وفق ُسلم ّية تجانبها العناية‪ ،‬قد تفيض إىل خطر مؤسسايت ميس‬ ‫بصميم التكوين الدستوري للدولة‪ ،‬بحيث ال ميكن – عطف ًا عىل ما‬ ‫عاطفي يخاطب يف املحتجني قلوبهم وعقولهم يف آن مع ًا ‪.‬‬ ‫سيجري – لو تواصل الشد والجذب بني الحكومة واملحتجني‪ ،‬إىل تالحم‬ ‫فوضويّ يغذيه الرصاع العريب‪ ،‬ويفتح له مسارب تأيت عىل األخرض‬ ‫واليابس‪ ،‬نتج ّنب قدر اإلمكان وصفها بـ “الحرب األهل ّية” ملا هو معروف‬ ‫تحتاج تونس إىل بصريتني اثنتني‪ ،‬إحداها‬ ‫تقع على عاتق النظام فيما تنصرف الثانيّة عن شباب تونس من تقدير مثني لقيمة السلم االجتامعي املهدّد يف أي‬ ‫لحظة بالتش ّقق واالنهيار ‪.‬‬ ‫إىل الشباب الغاضب‬ ‫تحتاج تونس إىل بصريتني اثنتني‪ ،‬إحداها تقع عىل عاتق النظام بإيجاد‬ ‫وسائل بديلة إلخراج الشباب من دائرة العطالة‪ ،‬إىل خلق مناصب عمل‬ ‫وبالعودة إىل ترصيح الشيخ عبد الفتاح مورو‪ ،‬يبدو هذا الرجل وتوفري فرص أكرب‪ ،‬وحظوظ أوسع وأشمل‪ ،‬ثم يليه عىل سبيل الرضورة‪،‬‬ ‫القريب من حركة النهضة‪ ،‬متفه ً‬ ‫ام وقادر ًا عىل احتواء ما يحدث يف االنتحاء عن الفوق ّية الذميمة يف عالج ما يحدث ‪ .‬فيام تنرصف البصرية‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫تونس‪ ،‬وأكرث حصافة من غريه إىل اآلن‪ ،‬بالقدر الذي ال يدخر يف الثان ّية إىل الشباب الغاضب‪ ،‬تقوم عىل تقدير املوقف جيدا وبأكرث من‬ ‫أنفس الشباب العاطل عن العمل مشاعر غضب إضاف ّية‪ ،‬قد تتوالد وجهة وإدراك وطني‪ ،‬مع اليقني التام بأن تونس ليست منعزلة عن‬ ‫وتتناسل تبع ًا ألي خطاب رئايس ال يعمل عىل التخفيف من وترية محيطها العريب من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى لن تسلم التجربة مرتني‬ ‫املطالب‪ ،‬عرب عزلها عن طرق االحتجاج وما رافقها من أعامل تخريب بالرضورة‪ ،‬من كل ما سيلحق من خلط متعمد‪ ،‬يقذف بالبلد إىل املجهول‪،‬‬ ‫وهذا ما ال نرجوه لتونس العزيزة ‪.‬‬ ‫ونهب للممتلكات الشخص ّية‪.‬‬ ‫ضيف حمزة ضيف‬ ‫تونس ال تحتمل أكرث مام يحدث لها‪ ،‬ألن التجارب الثور ّية متى تم نسخها‬

‫ق�صا�صة اال�شرتاك ال�سنوي‬

‫االسم واللقب‪................................................................................................ :‬‬ ‫العنوان ‪........................................................................................................ :‬‬ ‫الهاتف ‪..........................................................................................................:‬‬ ‫كيفية الدفع‪ :‬تحويل أو صك بنكــي ‬

‫ ‬

‫حوالة بريديــة‬

‫‪Adresse e-mail: essahwa.tunisie@gmail.com‬‬

‫الحساب البنيك‪ 08001000631053028835 :‬البنك العريب الدويل ـ فرع نهج الجزيرة ـ تونس‬ ‫وميكن االشرتاك مبارشة يف مقر الجريدة بـ ‪ 35‬شارع املنصف باي تونس‬

‫تصدر عن دار الصحوة للطباعة والنشر واالعالم‬

‫املدير املسؤول ورئيس التحرير‪:‬‬ ‫عبد الحفيظ بن حامد‬ ‫العنوان‪ 35 :‬شارع املنصف باي تونس‬ ‫الهاتف والفاكس‪71.247.246 :‬‬ ‫الربيد االلكرتوين‪:‬‬ ‫‪essahwa.tunisie@gmail.com‬‬

‫الطباعة‪ :‬دار التونسية ‪ -‬برئ القصعة‬

‫اآلراء الواردة باملقاالت ال تعبرّ إال عن وجهة نظر أصحابها‬


‫األربعاء ‪ 27‬جانفي ‪2016‬‬

‫كلمة حرة‬

‫ً‬ ‫وزيرا‬ ‫من تل �أبيب �إىل اخلارجية التون�سية‬

‫ال يري��د ه��ذا املقال أن يعود إىل التاريخ البعيد للتونس��يني يف عالقتهم بالقضية الفلس��طينية‪ ،‬ودعمه��م لها من دون أي‬ ‫حس��ابات سياس��ية‪ ،‬أو انتماءات أيديولوجية وعقدية ضيقة‪ ،‬وما ترتب عنه من عداء مطلق للكيان املسمى «إسرائيل»‪،‬‬ ‫فذلك أمر فصّلنا القول فيه يف مؤ ّلف منش��ور حول اإلس�لام والعروبة والتونس��ة‪ .‬ولكن‪ ،‬نبتغي‪ ،‬هذه املرّة‪ ،‬الوقوف عند‬ ‫حيثيات االخرتاق الخطري للمؤسس��ات القيادية والس��يادية للدولة التونس��ية من «تيار التطبيع التونس��ي» مع الكيان‬ ‫الصهيوني الذي تدرّج يف التسرّب إىل أن بلغ أعلى املناصب يف الدولة‪.‬‬ ‫أثريت املسألة مجدد ًا عىل خلفية تعيني خميس الجيهناوي وزير ًا للخارجية‬ ‫التونسية يف حكومة الحبيب الصيد‪ ،‬ضمن تحوير (تعديل) وزاري‪ ،‬نال مبوجبه‬ ‫ثقة الربملان التونيس يوم ‪ 11‬جانفي الجاري‪ .‬وقد بات معلوم ًا أن الوزير املذكور‬ ‫كلّف مبهام رئيس مكتب رعاية مصالح الجمهورية التونسية يف ت ّل أبيب‪ ،‬طبقا‬ ‫لألمر عدد ‪ 621‬لسنة ‪ 1996‬املنشور يف جريدة الرائد الرسمي للبالد التونسية‪،‬‬ ‫عدد ‪ 32‬املؤرخ يف ‪ 19‬أفريل ‪ ،1996‬وذلك قبل أن يتد ّرج يف املراتب العليا لوزارة‬ ‫الخارجية‪ ،‬إىل أن بلغ مرتبة كاتب دولة سنة ‪ 2011‬ووزير ًا مستشار ًا دبلوماسي ًا‬ ‫لدى رئيس الجمهورية‪ ،‬الباجي قائد السبيس‪ ،‬بعد انتخابات ‪ 21‬ديسمرب ‪.2014‬‬ ‫وقدجاء هذا التعيني الذي مبوجبه أقيمت عالقات دبلوماسية بني الدولة التونسية‪،‬‬ ‫زمن حكم بن عيل‪ ،‬والدولة العربية‪ ،‬ضمن سياقات مؤمتر مدريد واتفاقية أوسلو‬ ‫املخ ّيبة لآلمال العربية يف اسرتجاع األرض املسلوبة‪ ،‬أو إقامة دولة فلسطينية‪ ،‬عىل‬ ‫قاعدة األرض مقابل السالم التي انتهت إىل ضدّها‪ ،‬أي التنازل عن األرض مقابل‬ ‫السالم‪ .‬وبدأ هذا املسار منذ سبتمرب سنة ‪ ،1993‬عندما صافح وزير الخارجية‬ ‫التونيس‪ ،‬الحبيب بن يحيى‪ ،‬وزير الخارجية الصهيوين‪ ،‬شمعون برييز‪ ،‬إثر لقاء‬ ‫جمعهام يف واشنطن‪ ،‬مقدمة لالعرتاف املتبادل بني الدولتني الذي انطلق سنة‬ ‫‪ ،1994‬ووصفه برييز بأنه إنجاز من الدرجة األوىل‪ ،‬معترب ًا أن «تونس موطئ قدم‬ ‫مهم جدا للدبلوماسية اإلرسائيلية يف شامل أفريقيا»‪ .‬وقد عرفت السنتان التي‬

‫"تيار التطبيع التونسي" مع الكيان الصهيوني‬ ‫تدرّج يف التسرّب إىل أن بلغ أعلى املناصب يف‬ ‫الدولة‬ ‫توىل فيهام الوزير التونيس الجديد للخارجية‪ ،‬خميس الجيهناوي‪ ،‬مكتب رعاية‬ ‫املصالح التونسية ‪« -‬اإلرسائيلية» مد ًا ملحوظ ًا يف العالقة بني الحكومة التونسية‬ ‫والدولة الصهيونية‪ .‬ولكن هذه العالقات تراجعت‪ ،‬ووصلت إىل ح ّد التجميد‪،‬‬ ‫بسقوط برييز وحزب العمل وصعود نتنياهو وحزبه‪ ،‬لتنتعش من جديد بدعوة‬ ‫الرئيس التونيس بن عيل رئيس الوزراء الصهيوين أرييل شارون‪ ،‬رمز الجرمية‬ ‫والقتل‪ ،‬لحضور القمة العاملية ملجتمع املعلومات يف تونس سنة ‪ ،2005‬بعد أن‬ ‫سبقتها عودة االتصاالت يف لقاء الهاي بني وزير الخارجية التونيس‪ ،‬عبد الباقي‬ ‫الهرمايس ونظريه الصهيوين سيلفان شالوم‪ ،‬الذي زار تونس‪ ،‬ونزل بطائرته يف‬ ‫جزيرة جربة‪ ،‬ونظمت له السلطات التونسية زيارة ملسقط رأسه يف مدينة الحامة‬ ‫يف الجنوب التونيس التي تحتوي مزار ًا يهودي ًا‪ .‬وتال ذلك فتح خط جوي مبارش‬ ‫بني تل أبيب وجزيرة جربة‪ ،‬لنقل اليهود الصهاينة لزيارة املعبد اليهودي املعروف‬ ‫بالغريبة‪ ،‬كام فتحت السلطات التونسية األبواب عىل مرصاعيها أمام املؤمترين‬ ‫الصهاينة‪ ،‬للمشاركة يف املؤمترات الكشفية والعلمية والطبية والتاريخية‪ ،‬بعد أن‬ ‫مهد الطريق إىل ذلك أساتذة جامعيون يؤمنون بالتطبيع‪ ،‬وزاروا «إرسائيل» يف‬ ‫مناسبات كثرية‪ ،‬كانوا ينتمون إىل الحزب الشيوعي التونيس الذي يحمل‪ ،‬اليوم‪،‬‬ ‫مسميات جديدة‪ ،‬يصفهم الرأي العام الوطني التونيس بأنهم مط ّبعون وعمالء‬ ‫ومدافعون عن كيان عنرصي محت ّل لألرض‪ ،‬وقاتل لألطفال واألبرياء من النساء‬ ‫والرجال‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ويقرأ املهتمون بالشأن السيايس التونيس يف تعيني الجيهناوي وزيرا للخارجية‬ ‫استجابة لتدخل أجنبي يف الشأن التونيس‪ ،‬واختيار ًا شخصي ًا من رئيس‬ ‫الجمهورية الذي ّ‬ ‫ميكنه الدستور من تعيني وزيري الدفاع والخارجية‪ ،‬بعد التشاور‬ ‫مع رئيس الحكومة‪ .‬ولكن دالالت التعيني‪ ،‬هذه امل ّرة‪ ،‬تشري‪ ،‬بكل وضوح‪ ،‬إىل أن‬ ‫الرئيس الباجي قائد السبيس يريد أن يستثمر يف عالقات وزيره القدمية باللوبيات‬ ‫اليهودية والصهيونية يف السياسة الخارجية لتونس التي ترجع بالنظر إىل قرص‬ ‫قرطاج‪ ،‬وليس إىل قرص القصبة‪ ،‬فالرئيس التونيس مل يكن يرى حرجا يف‬ ‫الجلوس إىل مسؤولني ووزراء صهاينة‪ ،‬منذ توىل وزارة الخارجية التونسية‪ ،‬يف‬ ‫عهد الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة‪ ،‬بني سنتي ‪ 1981‬و‪ ،1986‬فقد شهدت تلك‬ ‫الفرتة‪ ،‬وتحديدا يف أكتوبر من سنة ‪ ،1985‬العدوان الصهيوين عىل حامم الشط‬ ‫يف الضاحية الجنوبية للعاصمة التونسية‪ ،‬يف محاولة لتصفية قيادة منظمة‬ ‫التحرير الفلسطينية‪ ،‬ونتج عن ذلك العدوان سقوط شهداء فلسطينيني وتونسيني‬ ‫امتزجت دماؤهم‪ ،‬وتوىل قائد السبيس امللف يف مجلس األمن‪ ،‬ومل ير مانعا آنذاك‬ ‫من الجلوس مع مندوب الدولة العربية‪ ،‬يف وقتٍ كانت الوفود العربية تغادر قاعة‬ ‫االجتامعات‪ ،‬عندما يتكلّم ممثل «إرسائيل»‪ ،‬ليفاوضه حول التعويضات التي أق ّرها‬

‫مجلس األمن لتونس‪ ،‬بعد قبول التغايض عن حقوق الفلسطينيني الذين يصنفهم‬ ‫األمريكيون و»اإلرسائيليون» إرهابيني يجوز قتلهم‪.‬‬ ‫كان القبول بالجيهناوي وزير ًا للخارجية يف الحكومة التونسية أمر ًا ثقي ًال ومحرجاً‬ ‫ومؤمل ًا ومثري ًا للجدل يف الربملان التونيس‪ ،‬ذي األغلبية اإلسالمية النهضوية‪ ،‬بعد‬ ‫تفتت كتلة حزب نداء تونس ذي األغلبية يف االنتخابات الترشيعية التي جرت يوم‬ ‫‪ 26‬أكتوبر ‪ .2014‬ويبدو أن تصويت قلّة قليلة جدا من النهضويني ضد هذا الوزير‪،‬‬ ‫وعدم منحه الثقة‪ ،‬وبالتايل الخروج عن االنضباط الحزيب‪ّ ،‬‬ ‫يدل عىل أن األمر كان‬ ‫مح ّل خالف داخل كتلة حركة النهضة ما بني مدافع عن الخيارات الرباغامتية‬ ‫لقيادة الحركة التي قبلت وزير ًا مط ّبع ًا مع الكيان الصهيوين‪ ،‬يف إطار تحسني‬ ‫التموقع داخل الحكومة‪ ،‬ويف املشهد السيايس الوطني‪ ،‬والعاملي الذي أُبلغت‬ ‫مراكز قراره بهذا الخيار االسرتاتيجي لإلسالميني التونسيني‪ ،‬عىل حساب املبادئ‬ ‫األساسية وااللتزام التاريخي تجاه أم القضايا‪ ،‬ومجموعة صغرية مازالت تعطي‬ ‫للقضايا الكربى‪ ،‬مثل القضية الفلسطينية‪ ،‬حمولة رمزية املقدّسات اإلسالمية‬ ‫املكانة التي تليق بها يف بورصة السياسة ولعبتها التي ال تخلو من سقوط‬ ‫قيمي‪ .‬أما بقية مكونات االئتالف الحكومي من أشالء حزيب نداء تونس وآفاق‬ ‫تونس واالتحاد الوطني الح ّر‪ ،‬فال يبدو أن وجود وزير له عالقات مع «إرسائيل»‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫يشكل عائق ًا يف التعامل معه‪ ،‬وال يرون يف األمر‬ ‫واشتغل فيها‪ ،‬يحرجهم‪ ،‬أو‬ ‫خطر ًا عىل دولة ذات سيادة‪ .‬وعىل عكس هذا التوجه‪ ،‬كان صوت املعارضات‬ ‫العروبية‪ ،‬وحتى اليسارية‪ ،‬عالي ًا يف مجلس نواب الشعب ض ّد هذا االخرتاق‬

‫كان القبول بالجيهناوي وزير ًا للخارجية أمر ًا‬ ‫ً‬ ‫ثقيال ومحرج ًا ومؤمل ًا ومثري ًا للجدل يف الربملان‬ ‫التونسي‬ ‫منتخب من املفرتض أن‬ ‫مجلس‬ ‫املدوي‪ ،‬ما اعتربه بعضهم وصمة عار يف تاريخ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫مي ّثل اإلرادة الشعبية‪ ،‬ويعبرّ عنها‪ .‬هذه اإلرادة التي تعترب القضية الفلسطينية‬ ‫قضية وطنية تونسية وقضية قومية عربية وقضية إسالمية وإنسانية‪ ،‬وقد‬ ‫سالت دماء تونسيني كرث من أجلها يف فلسطني‪ ،‬ويف لبنان‪ ،‬ويف مختلف‬ ‫جبهات القتال التقليدية‪ ،‬وكذلك يف تونس‪ .‬ولطاملا يقع تذكري الطبقة السياسية‬ ‫يف تونس بأن الشارع التونيس كان يرفع شعار «الشعب يريد تحرير فلسطني»‬ ‫بالتوازي مع رفعه شعار «الشعب يريد إسقاط النظام» إ ّبان ثورة ‪ 17‬ديسمرب‪.‬‬ ‫إال أن هذه الطبقة‪ ،‬وخصوص ًا املجموعات الحاكمة‪ ،‬رسعان ما رضبت بالرشعية‬ ‫الشعبية عرض الحائط‪ ،‬وانساقت وراء بعض يوتوبيات السياسة‪ ،‬من أن الدخول‬ ‫إىل األسواق الدولية السياسية واالقتصادية واملالية واالستمرارية يف الحكم هو‬ ‫رهني االعرتاف بدولة الكيان الصهيوين‪ ،‬واالرتباط باللوبيات اليهودية املنترشة‬ ‫يف كل أصقاع الدنيا‪ ،‬السيام يف الواليات املتحدة األمريكية وأوروبا املتحكمة يف‬ ‫القرار السيايس‪ ،‬متناسني‪ ،‬برسعة‪ ،‬أن هذه الخيارات مل تحم أسالفهم من حكام‬ ‫تونس ومرص يف شهر جانفي من سنة ‪ 2011‬ملّا أفل نجمهم‪ ،‬وحلّت ساعة اإللقاء‬ ‫بهم يف مزابل التاريخ‪ ،‬فلم ينفعهم تطبيعهم مع دولة االحتالل الغاصبة لألرض‪،‬‬ ‫واملدمرة لإلنسان‪ ،‬كام ّ‬ ‫تدل عىل ذلك شواهد التاريخ والجغرافيا‪ ،‬أو االعرتاف بها‬ ‫ً‬ ‫واالحتامء بلوبياتها النافذة‪ ،‬بديال عن الرشعية الشعبية‪ ،‬الحامي الحقيقي للحكام‬ ‫عند حلول لحظات الشدّة واألمل‪.‬‬ ‫سالم لبيض‬

‫‪3‬‬ ‫ريـاح النّوى‬ ‫هُ َنـالِ َك َخلْ َف َ‬ ‫باب َ‬ ‫الكلِماَ ِ‬ ‫ت َت ْق َب ُع‬ ‫ض ِ‬ ‫لألمانيِ َن َوا ِف ُذ ُت ِط ُّل عىل شرُ ْ َف ِة‬ ‫و َ‬ ‫الروح‬ ‫ُّ‬ ‫َت َتعَ َّرى ُك ُّل ُم ْف َردَا ِت َك‬ ‫و َت ْح َت ِ‬ ‫ضنُ َس ِخنيَ عَ برَ َا ِت َك‬ ‫فيِ َل َظى ُّ‬ ‫ـع‬ ‫الظ ُنونِ َت َت َف ّج ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫صد َُح‬ ‫الحيرْ َانِ بالش َجا ت ْ‬ ‫َكال ُبلْ ُب ِل َ‬ ‫أو َه ِ‬ ‫ام َك ُتـ َر ِّج ُع‬ ‫َ‬ ‫صدَى ْ‬ ‫َ‬ ‫و َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫نْ‬ ‫ال م َسام ٍع لش ْد ِوك َيط َر ُب‬ ‫و َ‬ ‫ص ْو ِت َك يمَ ْ ــد َُح‬ ‫ال لِ َش ِج ِّي َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫أح َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ال ِم َك‬ ‫ـار‬ ‫ث‬ ‫آ‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫ق‬ ‫ت‬ ‫َ ْ‬ ‫اب ُخ َّل ٍب َتلْهَ ُث‬ ‫َو َر َ‬ ‫اء سرَ َ ٍ‬ ‫َ‬ ‫ــع‪..‬‬ ‫و أ َبدًا ال تهْ َج ُ‬ ‫َيـا ُّأيهَ ـا َّ‬ ‫الشـا ِر ُد يف َب ْيدَا ِء َ‬ ‫الغ َرا ِم‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ــاح الن َوى‬ ‫َتلْ َف ُحك ِر َي ُ‬ ‫ُتلْ ِقي ِب َك يف َغ َيا َب ِ‬ ‫األو َهــا ِم‬ ‫ات ْ‬ ‫الحنِيــــنُ‬ ‫ُيــ َرا ِود َُك َ‬ ‫ص ْد ِر َ‬ ‫الق ِ‬ ‫صيـ ِد‬ ‫َفلِ َم َت ْج ُث ُم عَ لىَ َ‬ ‫كالكا ُبوس ؟‬ ‫الج ِم َ‬ ‫يل وهْ َو‬ ‫الحلْ َم َ‬ ‫و لِ َم َت ْخ ُن ُق ُ‬

‫َجنِيـــنُ ؟‬ ‫َ‬ ‫عَ ْي َن‬ ‫ـــاك َميِّهَ َتــــانِ‬ ‫ص ْو َب ال َّردَى‬ ‫ُت ْب ِحــ َرانِ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ض َّد َت َّيا ِر ال َّندَى ت ْجدِفـــانِ‬ ‫ــوى‪..‬‬ ‫ُث َّم َت ُغ َ‬ ‫وصـانِ فيِ َب ْح ِر َ‬ ‫الج َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َت َو ُّج َسـك أ ال فاخل ْع‪ ‬‬ ‫َما َبينْ َ َم َف ِ‬ ‫الس َنــاء‬ ‫ـاص ِل َّ‬ ‫َ‬ ‫َب ْو َح َ‬ ‫ْر‬ ‫ز‬ ‫فا‬ ‫ل‬ ‫ب‬ ‫ــا‬ ‫َ عْ‬ ‫ـك َس َن ِ‬ ‫الصهْ َباء‬ ‫وح َك َوهِ َ‬ ‫ام َنحْ ُر َ‬ ‫يج َّ‬ ‫ْ‬ ‫الخ َرافيِ ِّ‬ ‫س ِن ِّي ال ِع ْش ِق ُ‬ ‫ُمعَ َّت َق ًة ِمنْ ِ‬ ‫و ا ْن ُف ْ‬ ‫ار‬ ‫ض عَ نْ َح ْر ِف َك ُغ َب َ‬ ‫ِ‬ ‫الكبرْ ِيــــاء‪..‬‬ ‫ِمنْ َن ْب ِ‬ ‫ض َك ال َّنا ِز ِ‬ ‫ف‬ ‫َ‬ ‫َف ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫اغ ِز ْل َه ْم َسك قصيدًا‬ ‫للو َطــن‬ ‫عَ َب َ‬ ‫ــاء ًة َ‬ ‫ِ‬ ‫يع امل َِحــن‬ ‫ُت َد ِّث ُر ُه ِمنْ َ‬ ‫صق ِ‬ ‫َ‬ ‫وح‬ ‫الر ِ‬ ‫فالقصي ُد َم ْع َب ُد ُّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫نٌ‬ ‫ُ‬ ‫الوتـر‬ ‫و َ‬ ‫األمل ل ْح َجنني َ‬ ‫يف ْ‬ ‫األف ِئ َد ِة يَهْ ِمي َكا َمل َطـر‬ ‫يل َجد َْب َ‬ ‫ُي ِز ُ‬ ‫الكـدَر‬ ‫الو َطـن‬ ‫ُي ْن ِب ُت ِع ْش َق َ‬ ‫ــوب الز َّمـن‬ ‫صا ِرعُ ُخ ُط‬ ‫ُي َ‬ ‫َ‬ ‫َفإ َ‬ ‫ال َم َي ُط ُ‬ ‫الصدُو ُد ؟‬ ‫ول ِب َك ُّ‬ ‫ِمنْ ُذ ّل ُ‬ ‫الق ُيو ِد َت َح َّر ْر‪ ‬‬ ‫و ِمنْ ْ‬ ‫أش َجـا ِن َك َت َطهَّ ـ ْر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الح ْرف فاعْ ُبـ ْر‪ُّ..‬‬ ‫َد ْر ًبا إلىَ َم َل ُكوت َ‬ ‫محمّـــد الخـذري‬


‫‪4‬‬

‫األربعاء ‪ 27‬جانفي ‪2016‬‬

‫الملف‬

‫ثورة تون�س املحبطة تنتف�ض‪ :‬املعركة �ضد الف�ساد‬

‫تتعاىل أعمدة الدخان يف العديد من ساحات‬ ‫امل��دن يف غ��رب تون��س‪ ،‬ويتجمه��ر اآلالف م��ن‬ ‫الشباب الغاضبني يف امليادين مواجهني عناصر‬ ‫أمنية تطلق الغاز املسيل للدموع‪.‬‬

‫هو مشهد يعيد إىل األذهان األيام الشاقة للثورة التونسية يف‬ ‫ديسمرب العام ‪ ،2010‬وسط مخاوف عميقة من انفالت الوضع‬ ‫مندسة تريد استغالل‬ ‫األمني يف مواجهة اإلرهاب‪ ،‬ومن أطراف‬ ‫ّ‬ ‫الغضب الشعبي للقيام بأعامل إجرامية‪.‬‬

‫هل هي بوادر ثورة أخرى يف تونس؟‬

‫«كال‪ ،‬ليست ثورة جديدة‪ ،‬هي محاولة لتحقيق أهداف الثورة»‪،‬‬ ‫يقول نرصي (‪ 29‬عام ًا)‪ ،‬خريج حقوق‪ ،‬وهو أحد شباب مدينة‬ ‫القرصين التي كانت مهد الثورة التونسية‪ ،‬وأكرث املدن التي‬ ‫قدمت ضحايا يف األيام األخرية لنظام زين العابدين بن عيل‪.‬‬ ‫يضيف نرصي‪« :‬لقد ثرنا عىل الفساد والظلم‪ ،‬وقدمنا صدورنا‬ ‫للرصاص‪ ،‬وأطحنا النظام الفاسد‪ ،‬فإذا بالفساد يتضاعف‪ ،‬وإذا‬ ‫بوجوه الفساد التي نعرفها تستعيد دورها»‪ ،‬قبل أن يضيف «لقد‬ ‫عادوا‪ ...‬ولذلك عدنا إىل الشارع»‪.‬‬ ‫عاد الشباب الغاضبون إىل الشارع مدفوعني مبشاعر إحباط‬ ‫عميق وخيبة مدمرة‪ ،‬حتى أن كثريين منهم كانوا مستعدين‬ ‫لقتل أنفسهم انتحار ًا‪ ،‬بسبب ما يسمونه من «غلبة الفساد‬ ‫وخيانة النخبة» عىل «مشاعر التغيري»‪.‬‬ ‫االحتجاجات األخرية‪ ،‬التي ذهب ضحيتها شاب يف التاسعة‬

‫والعرشين من العمر‪ ،‬انطلقت يف مدينة القرصين‪ ،‬وشهدت‬ ‫بدءا مبحاوالت‬ ‫يف ما بعد مظاهر تعيد التذكري بأيام الثورة‪ً ،‬‬ ‫لالنتحار الجامعي من فوق مبنى املحافظة‪ ،‬عىل طريقة الشهيد‬ ‫محمد البوعزيزي‪ ،‬وأعامل يائسة أخرى‪.‬‬

‫«الحضائر»‪ ..‬شرارة الغضب‬

‫االحتجاجات مل تندلع هذه املرة بسبب البطالة وانسداد اآلفاق‪،‬‬ ‫بل بسبب ما يسميه الشباب «التالعب يف قوائم تسميات انتداب‬ ‫عامل الحضائر»‪ ،‬أي اعتامد الرشوة واملحسوبية والعالقات‬ ‫الخاصة لتثبيت املسجلني يف قوائم «الحضائر» ليصبحوا‬ ‫موظفني حكوميني‪.‬‬ ‫و«الحضائر» هي صيغة تشغيل هشة يف املؤسسات الحكومية‬ ‫بأقل من األجر الشهري األدىن املضمون بالقانون‪ ،‬وتعتمدها‬ ‫الدولة التونسية منذ نظام بن عيل‪ ،‬كحل مؤقت المتصاص‬ ‫غضب الشباب العاطل من العمل‪ ،‬وخصوصا من متخ ّرجي‬ ‫الجامعات‪ ،‬واتسع نطاقها بعد الثورة كثريا‪ ،‬يف ظل غياب كامل‬ ‫ملرشوع تنموي يف املناطق الفقرية يف غرب تونس‪.‬‬

‫وعالوة عىل ذلك‪ ،‬فإنّ مثة قناعة‪ ،‬لها ما يربرها‪ ،‬يف هذه املناطق‬ ‫الفقرية‪ ،‬بأن منظومة الرشوة واملحسوبية قد عادت أقوى مام‬ ‫كانت عليه قبل الثورة‪ ،‬وأحيانا بنفس األشخاص واألسامء‪ ،‬وأن‬ ‫دولة ما بعد الثورة عاجزة أو متواطئة مع الفساد‪.‬‬ ‫ويف املقابل‪ ،‬فإنّ النخبة السياسية تبدو منشغلة مبسائل‬ ‫هامشية‪ .‬وعىل هذا األساس‪ ،‬كان الشباب يشاهد كيف يتفرغ‬ ‫اإلعالم منذ نصف عام لتفاصيل عراك زعامات حزب «نداء تونس»‬ ‫بعد فوزه بأكرب عدد من مقاعد مجلس النواب‪ ،‬وتفاصيل الفساد‬ ‫السيايس الذي يختلط بالفساد املايل‪ ،‬فيام وضعه يزداد سوء ًا‪.‬‬ ‫وأما الحكومات املتعاقبة منذ الثورة‪ ،‬فلم تتجاوز مرحلة ترصيف‬ ‫ّ‬ ‫األعامل‪ ،‬يف ظل غياب «مرشوع مارشال» وطني يليق مبا بعد‬ ‫الثورة‪ ،‬وانتشار وتضاعف الفساد واملحسوبية وغياب املحاسبة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫منظم»‬ ‫«فساد‬ ‫املرسمني للعمل يف الوظيفة‬ ‫واىل جانب مسألة التالعب بقامئة‬ ‫ّ‬ ‫الحكومية‪ ،‬كان هناك سخط يف مدينة القرصين بسبب تحويل‬ ‫وجهة عدد من «الدراجات الهوائية» املخصصة للتالميذ الفقراء‬ ‫إىل مسؤولني محليني‪ ،‬وتفيش الفساد يف مسائل حكومية‬ ‫أخرى كثرية‪ ،‬يف إطار ما يسميه الناشطون الحقوقيون «الفساد‬ ‫املنظم»‪ ،‬ومثة اعتقاد راسخ لدى الشباب أن مساعدات حكومية‬ ‫ودولية كثرية توجه إليهم‪ ،‬ولكنها تذهب اىل املسؤولني املحليني‬ ‫وحلفائهم من املتنفذين‪« ،‬بطريقة أسوأ مام كان يحدث يف‬ ‫زمن بن عيل»‪ ،‬بحسب ما يقول نرصي‪ ،‬الذي يوضح أن «بعض‬ ‫هذه املساعدات تظهر للبيع يف األسواق املوازية بعد بضعة أيام‬

‫من وصولها»‪ .‬ويضاف إىل ذلك أن مسألة التوظيف يف قوائم‬ ‫«الحضائر» ارتبطت بالفساد‪ ،‬ومثة موىت وموظفون يف الدولة‬ ‫ومواطنون يف املهجر يحصلون شهريا عىل أجور باسم تشغيل‬ ‫الشباب العاطل من العمل‪.‬‬ ‫فضائح كهذه‪ ،‬انفجرت يف وجه كل الحكومات املتعاقبة بعد‬ ‫الثورة‪ ،‬ولكن أحد ًا مل يواجه هذا الفساد بطريقة جدّية‪.‬‬ ‫الخالصة أن مثاين حكومات تعاقبت عىل تونس ما بعد الثورة‬ ‫لتتوافق كلها عىل ترحيل املشكلة‪.‬‬ ‫«‪ ...‬ولذلك عدنا»‬ ‫كانت مسألة التالعب بالتسميات يف الوظيفة الحكومية رشارة‬ ‫إطالق نار غضب مكتوم منذ خمسة أعوام بسبب مشاعر الخيبة‬ ‫واإلحباط‪ .‬يقول املحتجون‪« :‬لقد أسقطنا رأس النظام‪ ،‬لكن‬ ‫جثته ما تزال حية‪ ...‬ولذلك عدنا»‪.‬‬ ‫مثة عالمات كثرية عىل تكرار ما حدث قبل هروب بن عيل‬ ‫وانهيار نظامه‪ ،‬لكن مع فوارق واضحة تستحق االهتامم‪ ،‬فقد‬ ‫تطور خطاب الشباب الغاضب من إطاحة النظام‪ ،‬إىل مواجهة‬ ‫الفساد الذي ميثل جسم النظام أو «الدولة العميقة» كام يسميها‬

‫البعض‪ ،‬كام أن وزارة الداخلية أصبحت تساند مطالب املحتجني‬ ‫وحقهم يف التظاهر السلمي‪.‬‬ ‫ويف هذا اإلطار‪ ،‬قال مسؤول رفيع املستوى يف وزارة الداخلية‪:‬‬ ‫«نأمل تفادي استدراج عنارص األمن إىل املواجهات العنيفة مع‬ ‫الشباب ومحارصة العنارص املخربة»‪.‬‬ ‫ويقول ناشطون حقوقيني إن نقابات األمن‪ ،‬التي تنظم منذ‬ ‫قرابة أسبوع اعتصامات احتجاجية متواصلة أمام املقار األمنية‬ ‫للمطالبة بتحسني أجور عنارص األمن وظروف عملهم‪ ،‬ال ترغب‬ ‫يف أية مواجهة قد تنتهي بإصابات أو قتىل ألنها تطلب مساندة‬ ‫الرأي العام ملطالبها‪ ،‬وهو ما يفرس ارتفاع اإلصابات وسط‬ ‫عنارص األمن ‪..‬‬

‫وعي شبابي‪ ..‬ومندسّون!‬

‫ال أحد يستطيع أن يتكهّن باآلفاق التي ستبلغها التظاهرات‬ ‫األخرية‪ ،‬بالرغم من كونها بال رأس وال قائد وال حزب أو ال توجه‬ ‫سياسي ًا واضح ًا لها‪ ،‬متاما مثل بدايات ثورة ديسمرب ‪،2010‬‬ ‫ولكنها تعرف طريقها جيدا‪ :‬مقاومة الفساد واملحسوبية‬ ‫واإلفالت من العقاب‪.‬‬ ‫وال بد من اإلشارة اىل تطور وعي الشباب بعد خمس سنوات‬

‫إنه فشل للنخــبة الســياسية إزاء‬ ‫املطالب الحقيــقية للوطن‬ ‫عىل الثورة األوىل‪ ،‬فصار يتحدث عن الشفافية يف الحكم‪،‬‬ ‫ومحاسبة املسؤولني عن الفساد‪ ،‬والحكم الرشيد‪ ،‬وثروات‬ ‫الجهات (املناطق)‪ ،‬العدالة الجبائية (الرضائب)‪ ،‬وهي عبارات‬ ‫يكررها شباب بعضهم مل يحصل حتى عىل شهادة الثانوية‬ ‫العامة‪ ،‬لكنهم يدركون جيد ًا أن املسألة تتعلق مبعركة شعبية‬ ‫ضد الحكم الفاسد‪ ،‬أيا كان الحزب الذي يقف وراءه بعد انتخابات‬ ‫رشعية ونزيهة‪ ،‬وأن السياسيني كلهم متشابهون‪« :‬يعدوننا‬ ‫بالجنة ثم يحتفظون بها ألنفسهم وألهاليهم وأصدقائهم‬ ‫ونبقى نحن يف الجحيم»‪ ،‬كام قال ناشط حقوقي يف مدينة‬ ‫الكاف التي انضم بعض شبابها إىل حركات االحتجاج‪.‬‬ ‫بقي يشء وحيد يتحدث عنه الجميع‪ ،‬وال أحد يقدر عىل إعطائه‬ ‫معنى‪ ،‬وهو ظهور أشخاص مشبوهني يوزعون مبالغ مالية‬ ‫عىل مندسني يف تظاهرات الغضب‪.‬‬ ‫ويقول رئيس جمعية «أمل للتضامن والتنمية» يف القرصين‬ ‫السيد محمد الطاهر الخرضاوي إنه شاهد أشخاص ًا مشبوهني‬ ‫يستقلون سيارات ويوزعون أمواال عىل بعض الشباب املشاركني‬ ‫يف التظاهرات‪ ،‬يف مقابل أعامل عنف وإجرام تستهدف‬ ‫املمتلكات العامة والخاصة‪.‬‬ ‫ويف هذا اإلطار‪ ،‬يتساءل ناشط من مدينة القرصين ممن‬ ‫اقتحموا مقر الوالية (املحافظة) وأجربوا الوايل عىل املغادرة‪:‬‬ ‫«ما مصلحة العاطلني من العمل‪ ،‬واملطالبني بالتشغيل والتنمية‪،‬‬ ‫يف إتالف وثائق الدولة أو تدمري ممتلكاتها؟»‪ ،‬قبل أن يضيف‬ ‫«ما حدث يف ثورة ديسمرب ‪ 2010‬يكرر نفسه‪ ،‬فبعد عزل أحد‬ ‫املسؤولني املحليني‪ ،‬قرروا تشويه ثورتنا عىل فسادهم بدس‬ ‫عنارص إجرامية»‪.‬‬ ‫يف هذه األثناء‪ ،‬تحبس تونس كلها أنفاسها يف انتظار اآليت‪،‬‬ ‫فالجميع يعلم أن الغضب بلغ مداه‪ ،‬وأن شباب ًا ال يرتدد يف إحراق‬ ‫نفسه قد يقدم عىل أي يشء آخر أكرث فداحة يف ظل مخاوف‬ ‫جدية من أن تستغل الخاليا اإلرهابية املرتبصة بالبالد مثل هذا‬ ‫الوضع الهش لتنفيذ أكرث أعاملها اإلجرامية عنفا‪.‬‬ ‫«إنه فشل للنخــبة الســياسية إزاء املطالب الحقيــقية‬ ‫للوطن‪ .‬اآلن نــتذكر أن الثورة مل تكن ضــد بن نظام بن عيل‪،‬‬ ‫بل ضد عقلية الفساد يف النظام‪ ،‬وهي كامنة فينا»‪ ،‬يقول‬ ‫أحد الشــباب الذين نقلوا االحتجاج إىل شارع بــورقيــبة‪،‬‬ ‫قــبالة وزارة الداخلــية‪ ،‬رمز السلطة يف تــونس والعامل‬ ‫العــريب‪ .‬قبل أن يضــيف‪« :‬لقد عادوا إىل الفساد‪ ...‬فهــا قد‬ ‫عدنا إىل الشارع»‪..‬‬ ‫كمال الشارني‬


‫األربعاء ‪ 27‬جانفي ‪2016‬‬

‫‪5‬‬

‫الملف‬

‫ثورة تون�س يف مهب الريح‬ ‫أفصح��ت انتخاب��ات الرئاس��ة‬ ‫األخرية يف تونس ع��ن رغبة غالبية‬ ‫التونس��يني بإغالق مس��ار الفوضى‬ ‫أم��ام تدافع��ات الث��ورة‪ .‬تل��ك كان��ت‬ ‫رسالة انتخابات الرئيس باجي قايد‬ ‫السبس��ي‪ ،‬الحكيم اله��ادئ‪ ،‬القادم‬ ‫م��ن أدغ��ال س��حيقة يف جغرافي��ا‬ ‫السياس��ة التونس��ية‪ ،‬وق��د اجت��از‬ ‫مطباتها بتؤدة املتفائل يف الحياة ويف‬ ‫السياسة‪.‬‬ ‫السعي إىل حقن النفس الثوري يف أوصال‬ ‫بنيات الدولة واملجتمع التونس ّيني‪ ،‬ومبصل‬ ‫إصالحي تدريجي ومتصاعد املفعول‪ ،‬بدا هو‬ ‫أسبقية الرئيس‪ ،‬وقد استعان عىل ذلك بض ّم‬ ‫حزب «النهضة» إىل حكومة الحبيب الصيد‪ .‬لكن‬ ‫لغم اإلرهاب د ّوى يف تونس مزلز ًال كل بنيات‬ ‫البالد‪ ،‬وفرض نفسه أولوية حياتية مصريية‪،‬‬ ‫تتوارى خلفها تحديات النهوض الدميوقراطي‬ ‫واالقتصادي واالجتامعي للبالد‪ .‬وهي التحديات‬ ‫نفسها التي ميثل النجاح فيها تجفيف ًا ملنابع‬ ‫اإلرهاب ومتنيع ًا للبالد ضده‪.‬‬ ‫الفعل اإلرهايب وتهديده املستم ّر لتونس‬ ‫فاقم من أزمات البالد‪ ،‬خاصة منها األزمة‬ ‫االقتصادية‪ .‬اإلرهاب تس ّبب يف نفور االستثامر‬ ‫ووسع نكبة القطاع‬ ‫الداخيل والخارجي وأطال‬ ‫ّ‬ ‫السياحي‪ .‬تونس بلد موارده الطبيعية ضعيفة‪.‬‬ ‫بلد يعتمد عىل موارده البرشية (أساس ًا يف‬ ‫الخدمات) يف تحريك الدواليب االقتصادية ومن‬ ‫ضمنها التشجيع عىل االستثامر السياحي‪ .‬يف‬ ‫مثل هذه الهشاشة االقتصادية‪ ،‬اإلرهاب يكون‬ ‫مدمر‪.‬‬ ‫له مفعول ّ‬

‫هشاشة الوضع السيايس‪ ،‬ومك ّونه الحزيب‬ ‫أساس ًا‪ ،‬املتولد عن الثورة‪ ،‬ال تساعد عىل متنيع‬ ‫املؤسسات يف مواجهة كوابح التقدم وال تح ّد‬ ‫من تجاذبات أهواء وميول األشخاص والفئات‬ ‫والنخب‪ ،‬التي فتحت الثورة شهيتها للتموقع‬ ‫يف معابر التقرير‪ .‬الفعل السيايس يف تونس‬ ‫اليوم يؤطره أزيد من مئة حزب‪ .‬هذا العدد الذي‬ ‫يصعب إحصاؤه يؤطر حوايل ‪ 11‬مليون نسمة‬ ‫ساكنة تونس‪ ،‬بحسب اإلحصاء الرسمي‪.‬‬ ‫االنتخابات الترشيعية األخرية أفرزت ‪ 18‬حزباً‬ ‫ممث ًال يف الربملان فقط‪ .‬من «نداء تونس» الذي‬ ‫يتمثل بـ ‪ 69‬مقعد ًا إىل «الحركة الدميوقراطية‬ ‫االشرتاكية» التي ميثلها نائب واحد هو أمينها‬

‫العام أحمد الخصخويص‪ .‬عل ً‬ ‫ام أن حزبني‬ ‫عريقني يف التاريخ الحزيب التونيس بقيا‬ ‫خارج الربملان هام حزب «املسار» (سابق ًا حزب‬ ‫«التجديد» الذي هو الحزب الشيوعي) وحزب‬ ‫«التكتل» الذي يرأسه مصطفى بن جعفر‬ ‫رئيس «املجلس الوطني التأسييس» (الربملان‬ ‫االنتقايل)‪ .‬إنها فورة‪ ،‬رمبا تخمة‪ ،‬لكنها‪ ،‬يف‬ ‫قراءة إيجابية لها‪ ،‬تعرب عن ثقة يف النفس‬ ‫وعن إرصار عىل مامرسة واجب وحق املشاركة‬ ‫يف الحياة العامة‪ .‬ثقة وحقوق وواجبات كانت‬ ‫من املحظورات خالل سنوات بن عيل‪ .‬وال‬ ‫تربم من ذلك‪ ،‬ألن األحزاب الفاعلة ال تتجاوز‬ ‫العرشة‪ ،‬والباقي يؤثث مجال التعبري السيايس‪،‬‬ ‫والداروينية السياسية كفيلة برتشيق وترشيد‬ ‫الجسم واملشهد الحزيب الحق ًا‪ ،‬رمبا ملا بعد‬ ‫االنتخابات املحلية املتوقعة نهاية هذه السنة‪.‬‬ ‫اليوم‪ ،‬تحتاج تونس إىل تثبيت استقرارها‬ ‫السيايس أو ًال‪ ،‬عرب توافق وطني عىل قواعد‬ ‫عمل سياسية تح ّد من النزوعات الحزبوية‬ ‫املتشنجة‪ ،‬املصاحبة عادة لسلوكيات فرقاء‬ ‫الثورة‪ ،‬يف تنازعهم حقوق تأليف الثورة‪ .‬أزمة‬ ‫«نداء تونس» (االستقاالت النوعية املهمة‬ ‫والعددية الوازنة التي انتهت إليها رصاعات‬ ‫النفوذ داخله)‪ ،‬وهو الحزب الذي فاز مرشحه‬

‫الوضع مفتوح على التدهور‪،‬‬ ‫إذا لم تتضافر جهود كل الفاعلني‬ ‫لسنّ سياسية إنقاذ وطنية‬ ‫يشرتك فيها الجميع‬

‫السيد الباجي قايد السبيس بالرئاسة وتحصل‬ ‫عىل رتبة الحزب األول يف مجلس نواب الشعب‪،‬‬ ‫مست الحكومة يف فعاليتها (كانت‬ ‫تلك األزمة‪ّ ،‬‬ ‫رسعت من إجراء التعديل‬ ‫من بني العوامل التي ّ‬ ‫الوزاري األخري)‪ .‬وهي محتملة التأثري عىل‬ ‫مجلس النواب‪ .‬يضاف إليها الرصاع بني األحزاب‬ ‫املشكلة لـ «الجبهة الشعبية»‪ ،‬وإعالن املنصف‬ ‫املرزوقي (الرئيس السابق) استعداده لتأسيس‬ ‫حزب جديد‪ ،‬وهذه أزمات هي عينات من غليان‬ ‫يعرتي الوضع الحزيب‪ ،‬ومؤرش دال عىل رخاوة‬ ‫البنى الحزبية وقابليتها لالهتزاز وللمزيد من‬ ‫التفتيت‪ .‬هذا االرتجاج الحزيب‪ ،‬يفاقم من‬ ‫الشعور بهشاشة الوضع العام للبالد وبسوء‬

‫تدبريه‪ .‬عدا عن كونه يفرض عىل الحياة العامة‬ ‫جداالت وانشغاالت واحتقانات جانبية ال تساعد‬ ‫الفاعلني واملؤسسات لالنكباب عىل مراكمة‬ ‫اإلنجازات وتقليص العجز بني املطلوب التنموي‬ ‫وبني املتحقق العميل‪.‬‬ ‫بعد خمس سنوات عىل الثورة‪ ،‬يحق لتونس أن‬ ‫تقول عن نفسها إنها ماضية يف مسار ثورتها‪،‬‬ ‫برغم كل املطبات واالرتجاجات وكل االرتباكات‪.‬‬ ‫وبإرصارها ذاك حصلت أربع من مؤسساتها‬ ‫اإلنتاجية والنقابية واملهنية والحقوقية عىل‬ ‫جائزة «نوبل» للسالم‪ ،‬إسناد ًا معنوي ًا دولي ًا‬ ‫لها‪ ،‬ودع ً‬ ‫ام إلشعاعها عربي ًا‪ .‬سالحها يف هذا‬ ‫اإلرصار عىل صون وهج شعلة الثورة‪ ،‬هي هذه‬ ‫الدميوقراطية التي تح ّرض وتؤهل كل تونيس‬ ‫ملامرسة سلطة املواطنة‪ ،‬مزاوج ًا بني الدفاع عن‬ ‫حقوقه الفردية والفئوية وبني دفاعه عن حقوق‬ ‫الوطن‪ .‬الثورة التي أينع انتصارها بدماء املئات‬ ‫من الشهداء (رسمي ًا ‪ 319‬شهيد ًا وشهيدة) هي‬ ‫قيد إنتاج ثقافة املواطنة ومق ّومات سلطتها‪.‬‬ ‫سلطة املواطنة تلك هي اآلن يف مراحل تشكلها‬ ‫التاريخية األوىل‪ ،‬وتتجلىّ يف شحنات التعبري‬ ‫القوية السارية يف كل الجهات وكل الطبقات‪،‬‬ ‫مبا فيها الطبقات الصوتية‪ .‬شالالت الكالم‬ ‫وشالالت اآلراء تع ّم كل البالد وحيثام ميكن‬ ‫الحديث‪ .‬البالد التي ك ّمم االستبداد أفواهها‬ ‫لعقود‪ .‬باتت مدمنة عىل الكالم‪ ،‬وعىل النقاش‬ ‫والجدال والتعبري عن الرأي وعىل االعرتاض‪ ،‬يف‬ ‫املقاهي ويف البارات ويف األحزاب والنقابات‬ ‫واملنتديات الثقافية‪ ،‬ويومي ًا يف وسائل اإلعالم‬ ‫السمعية البرصية واملكتوبة‪ .‬الربامج الحوارية‬ ‫تكاد تكون يومي ًا ويف كل القنوات التلفزيونية‬ ‫واإلذاعية العمومية والخاصة‪ .‬ال أقل من‬ ‫عرش قنوات مفتوحة عىل النقاش العام يف‬ ‫كل قضايا املجتمع‪ ،‬ويف مقدّمتها القضايا‬ ‫السياسية املتولدة من «تنزيل» الثورة إىل‬ ‫ملموسات الحياة التونسية‪.‬‬ ‫لكن طموحات الثورة تفرملها الوقائع العنيدة‬ ‫لوهن االقتصاد التونيس‪ ،‬ومردّه يف أول‬ ‫عوامله انعدام االستقرار األمني‪ ،‬بسبب مخاطر‬ ‫اإلرهاب املحدقة بالبالد‪ .‬ميزانية الدفاع لهذه‬ ‫السنة بلغت ‪ 15‬يف املئة مقابل ‪ 2‬يف املئة فقط‬ ‫للقطاع الفالحي‪ .‬وهن اقتصادي مردّه أيض ًا‬ ‫هشاشة الوضع السيايس‪ ،‬والذي مل ينتج‬ ‫مقومات سلم اجتامعي تح ّد من تأجج املعارضة‬ ‫وتخفف من الضغط النقايب‪ ،‬وتنتج مناخ ًا‬ ‫ويؤمن مردوديته‬ ‫اجتامعي ًا حاضن ًا لالستثامر‬ ‫ّ‬

‫وينعش الدورة االقتصادية التونسية‪ .‬عالوة‬ ‫عىل عوامل ال تساعد النهوض االقتصادي من‬ ‫نوع كوابح قانونية موروثة مل يتم تنقيحها أو‬ ‫إلغاؤها أو حتى قوانني حديثة كقانون «الح ّد‬ ‫من التصدير»‪ ،‬والذي أربك تسويق املنتوجات‬ ‫الفالحية‪ ،‬ما نتج عنه فائض يف إنتاج البيض‬ ‫والطامطم والحليب والتمر‪ ،‬ال تستوعبه السوق‬ ‫الداخلية وببساطة ُيرمى يف األنهار أو ُيطمر‪.‬‬ ‫لنتأمل يف بعض مؤرشات هول األزمة‬ ‫االقتصادية وتبعاتها االجتامعية‪:‬‬ ‫نسبة النمو االقتصادي لن تتجاوز ‪ 0,5‬يف املئة‪،‬‬ ‫هذا إذا مل تصل إىل أدىن منها كام هي متوقعة‬ ‫سلف ًا‪ .‬حوايل ‪ 20‬يف املئة نسبة البطالة‪ .‬من‬ ‫أصل ‪ 570‬فندق ًا يف تونس‪ 270 ،‬منها أقفلت‬ ‫أبوابها‪ .‬ثالثة مصارف عىل وشك إعالن إفالسها‪.‬‬ ‫املصحات الخاصة‬ ‫حوايل ‪ 50‬يف املئة من‬ ‫ّ‬ ‫أعلنت إفالسها‪ .‬نحو ‪ 60‬يف املئة من االقتصاد‬ ‫الوطني التونيس هو اقتصاد غري مهيكل أو‬ ‫موا ٍز متفلّت من القيود التجارية والرضيبية‪،‬‬ ‫ومنطق الرتضية السياسية مينع مواجهته‪،‬‬ ‫ألنه مستودع جمهور حزب «النهضة»‪ .‬ضعف‬ ‫الدولة وأدوات مراقبتها ال ّ‬ ‫ميكنها من مطاردة‬ ‫تتحصل عليه الدولة من‬ ‫الته ّرب الرضيبي‪ .‬ما‬ ‫ّ‬ ‫الرضيبة عىل الدخل يؤديه ‪ 92‬يف املئة من‬ ‫األجراء (االقتطاع من األجر) و‪ 8‬يف املئة فقط‬ ‫هي ما تؤديه املقاوالت‪ .‬الخطوط التونسية تنئ‬ ‫من تراكم العجز الذي ينتج عن توظيف حوايل‬ ‫‪ 9000‬موظف لتشغيل ‪ 30‬طائرة‪ ،‬وألنها من‬ ‫ينكب‬ ‫املؤسسات الوطنية االسرتاتيجية مل‬ ‫ّ‬ ‫املقرر السيايس بعد عىل استصدار القرار يف‬ ‫شأنها‪.‬‬ ‫ومع ضعف املوارد الطبيعية وانعدام الحامس‬ ‫يف الطاقة البرشية وانحباس االستثامر‬ ‫األجنبي‪ ،‬ومع تع ّقد الحصول عىل مساعدات‬ ‫دولية أو من أصدقاء‪ ،‬حتى الديبلوماسية‬ ‫التونسية تعثرّ ت وبقيت يف حدود ترصيف‬ ‫العاديات‪ ،‬بسبب تغيري الوزراء سبع مرات يف‬ ‫خمس سنوات‪ .‬الوضع مفتوح عىل التدهور‪،‬‬ ‫إذا مل تتضافر جهود كل الفاعلني لسنّ سياسية‬ ‫انقاذ وطنية يشرتك فيها الجميع‪ ،‬أو ًال بوعي‬ ‫املخاطر‪ ،‬وثاني ًا باالستعداد ملواجهتها بكل‬ ‫التضحيات املطلوبة‪ ،‬وثالث العوامل شحذ طاقة‬ ‫اإلبداع يف ابتكار الحلول لجزئيات املشكالت‬ ‫قبل كلياتها‪.‬‬ ‫طالع السعود األطلسي‬


‫‪6‬‬

‫األربعاء ‪ 27‬جانفي ‪2016‬‬

‫وطني‬

‫االئتالف من �أجل احلريات يطلق �صيحة فزع‬

‫أجم��ع االئتالف املدني من أجل الحريات الفردية‬ ‫يف تون��س‪ ،‬عل��ى أن وض��ع الحق��وق‪ ،‬خاص��ة‬ ‫االقتصادية واالجتماعية وكذلك وضع الحريات‬ ‫عموم ًا لم يشهد تغيري ًا ملموس ًا بتونس‪.‬‬

‫وقد شهدت سنة ‪« 2015‬ردّة خطرية وهجمة رشسة عىل الحريات‬ ‫تحديد ًا الفردية منها‪ ،‬وذلك يف ُّ‬ ‫تنكر واضح لقيم املواطنة واملساواة‪،‬‬ ‫التي أرس�تها الثورة وملختلف املبادئ التي ك ّرسها الدستور»‪ ،‬بحسب‬ ‫البيان املوحد الذي أصدرته حواىل ثالثني منظمة وجمعية‪.‬‬ ‫ويف ترصيح صحفي اعتربت أمل يعقويب ممثلة الش�بكة األورو‬ ‫متوس�طية لحقوق اإلنس�ان‪ ،‬بأنه «ال شك أن الدس�تور ‪ 27‬جانفي‬ ‫‪ 2014‬ق�د أعط�ى دفع ًا قوي ًا للمس�ار االنتقايل الذي تعيش�ه تونس‬ ‫باعتب�اره تض ّمن عدد ًا هام ًا من الحقوق والحريات املتعلقة مبختلف‬ ‫الخاصة‪ .‬كما أن نجاح العملية االنتخابية‬ ‫العامة أو‬ ‫املجاالت س�واء‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫من حيث دميقراطيتها وش�فافيتها‪ ،‬قد فت�ح باب األمل يف انطالق‬ ‫اإلصالحات الجذرية إلنفاذ الدستور»‪.‬‬ ‫لك�ن رأت يعقويب أن «مج� ّرد التكريس الدس�توري لالئحة هامة‬ ‫من الحقوق والحريات ال يكفي وحده لتمتع التونسيات والتونسيني‬ ‫بها‪ ،‬طاملا مل تصحبه إرادة سياس�ية وترشيعي�ة وجزائية تقود أو ًال‬ ‫خاصة تلك التي اعتمدها‬ ‫إىل مالءمة كافة الترشيعات مع الدّستور‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫النظ�ام الس�ابق لقم�ع الحريات والتنكي�ل بخصوم�ه ومعارضيه‪.‬‬ ‫وتقود ثاني ًا إىل الكف عن انتهاك تلك الحقوق ومحاس�بة مقرتفيها‬ ‫واملسؤولني عنها يف سبيل إرساء دولة القانون»‪.‬‬ ‫وأضاف�ت‪« :‬االنتهاكات املتك�ررة واملمنهجة للحقوق األساس�ية‬ ‫ت�ارة تحت غطاء مكافحة اإلرهاب وطور ًا تحت راية حامية األخالق‬ ‫الحمي�دة‪ ،‬يعيدن�ا إىل ما عرفت�ه تونس زم�ن الديكتاتورية من ه ّوة‬ ‫س�حيقة بني الن�ص والخطاب وبني الفعل وواقع حقوق اإلنس�ان‪،‬‬ ‫فقد شهدت س�نة ‪ 2015‬اعتداءات كثرية عىل حريات الرأي والتعبري‬

‫والنشر والضمير‪ ،‬ومساس� ًا ّ‬ ‫متكرر ًا بحرم�ة املس�كن واملعطيات‬ ‫الش�خصية‪ ،‬إضاف�ة إىل تع�دّد أش�كال رضب الحق�وق الجنس�ية‬ ‫والجسدية‪ ،‬فض ًال عن تواصل مختلف صنوف التعذيب يف إفالت تام‬ ‫من العقاب واملساءلة» ‪.‬‬ ‫وق�د أص�در االئتلاف مجموعة م�ن التوصي�ات بش�كل مطالب‬ ‫موجهة إىل السلطات املعنية أبرزها دعوة لوزاريت العدل والداخلية‪،‬‬ ‫من أجل وضع سياس�ات أمنية واضحة‪ ،‬وكذلك دعوة لوزارة الصحة‬ ‫م�ن أجل وضع ح�د للفحوصات الرشجية والعذري�ة‪ ،‬ثم مطلب آخر‬ ‫ملجلس نواب الش�عب لسن مبادرة ترشيعية يف إطار تنزيل الدستور‬ ‫ملالمئة القوانني مع مبادئ الدستور‪.‬‬ ‫واالئتالف امل�دين من أجل الحريات الفردية هو ائتالف غري رس�مي‬ ‫ملنظمات وجمعيات املجتمع امل�دين يف تونس‪ ،‬تم إنش�اؤه بناء عىل‬ ‫مبادرات جامعية تالقت حول قضية مشرتكة وهي الدفاع عن الحريات‬ ‫املعرتف بها والتي كفلها الدستور التونيس يف ‪ 27‬جانفي ‪.2014‬‬ ‫وبحس�ب البحث الذي قام به االئتالف‪ ،‬فقد س�جلت س�نة ‪2015‬‬ ‫ّ‬ ‫وتضخ�م االنتهاكات املتع�ددة للحقوق‪ ،‬حيث تجس�دت يف‬ ‫ارتف�اع‬ ‫االعتقاالت التعس�فية‪ ،‬واالعت�داءات الصادرة عن ق�وات األمن التي‬ ‫متثل�ت برضب املتظاهري�ن العاطلني عن العمل بتاري�خ ‪ 25‬أكتوبر‬ ‫‪ 2015‬إضافة إىل إيقاف تلميذة من مدينة الكاف وإس�اءة معاملتها‬ ‫ج�زاء تظاهره�ا ضد تدمري التراث التاريخ�ي للمدين�ة بتاريخ ‪17‬‬ ‫ديس�مرب ‪ ،2015‬وإطلاق حمل�ة املداهمات الليلية العش�وائ ّية يف‬ ‫األحياء السكنية «الساخنة»‪ ،‬كام متت إدانة ستة من شباب القريوان‬ ‫بتهمة املثلية والحكم عليهم بالس�جن والنفي بناء عىل الفصل ‪230‬‬ ‫من املجلة الجزائية‪.‬‬ ‫ويف الس�ياق نفس�ه أفاد ناظم الوساليت‪ ،‬أمني مال جمعية دمج‬ ‫للعدالة و املساواة بأن «مختلف هذه االنتهاكات مل تقف عند هذا الحد‬ ‫حيث ش�هد الرأي العام التونيس م�رة أخرى صدور خطاب الكراهية‬

‫املوجه ضد املناضالت النس�ويات وأصح�اب الفكر الحر‪ ،‬مثل حادثة‬ ‫آمال ڤرامي»‪.‬‬ ‫وأوضح أنها «س�لوكات تذكرنا مبا ش�هدته البلاد من توتر للجو‬ ‫العام الذي س�بق عنف ًا دموي ًا ال يق ّل خط�ورة يف الوقت الحايل عن‬ ‫باقي االنتهاكات املس� ّلطة ضد حقوق اإلنس�ان والحريات الفردية‪،‬‬ ‫وهي اعت�داءات بإمكانها أن تع ّبد الطريق أم�ام عودة نظام الخوف‬ ‫نتيجة لتعدد مظاهر التطرف»‪.‬‬ ‫واعترب الوسلايت أنه «من أجل ضامن املامرس�ة الفعلية لجميع‬ ‫الحق�وق والحري�ات املكفول�ة دس�توري ًا‪ ،‬بناء عىل املس�اواة وعدم‬ ‫التميي�ز عىل أس�اس املول�د والجن�س واملي�والت الجنس�ية والرأي‬ ‫والوضعي�ة االجتامعية أو الصحي�ة أو غريها‪ ،‬ف�إن االئتالف املدين‬ ‫باختالف مكوناته عازم عىل حشد إمكانياته وقدراته بقوة والتحرك‬ ‫دون ه�وادة‪ ،‬بغاي�ة مراجع�ة قوانني النظ�ام الس�ابق والعمل عىل‬ ‫مالءمتها للحقوق والحريات املضمنة بالدستور التونيس‪ ،‬واملراجعة‬ ‫العاجلة ألسس املجلة الجزائية إضافة إىل مجلة اإلجراءات الجزائية‪،‬‬ ‫وف�ق مبادئ دول�ة القانون وحريات األف�راد‪ ،‬وأخير ًا إيقاف العمل‬ ‫بالقوانني الزجرية حتى نفاذ اإلصالحات الالزمة»‪.‬‬ ‫هدى الطرابلسي‬

‫رّ‬ ‫مهددة يف تون�س‬ ‫الثوة ال�شباب ّية ّ‬

‫م��ا بع��د الث��ورة‪ ،‬وعلى غ�ير الع��ادة‪،‬‬ ‫عرف ش��باب وأطفال تونس��يون املوت‬ ‫اإلرادي بطرق ش��تّى‪ ،‬حرق ًا أو صعق ًا‬ ‫بالكهرباء‪ ،‬أو شنقا بالحبال أو غرقا يف‬ ‫البح��ر‪ ،‬وال يمرّ يوم من دون تس��جيل‬ ‫حال��ة من هذا النوع‪ .‬ق��د يكون األمر‪،‬‬ ‫يف ظاه��ره‪ ،‬تقلي��دا ملفجّ��ر الث��ورة‬ ‫التونسية‪ ،‬املرحوم محمد بوعزيزي‪،‬‬ ‫أو يعود إىل أسباب أعمق بكثري‪ .‬وعلى‬ ‫الرغ��م من ه��ذا الخطر املح��دق‪ ،‬إال أن‬ ‫الحكومات املتعاقبة وجدت نفس��ها‬ ‫عاج��زة‪ ،‬أو لم تهتم بما في��ه الكفاية‪،‬‬ ‫إليجاد الحلول الكفيلة بإنقاذ الثروة فقط‪ ،‬فهناك ما يفوق ‪ 300‬ألف ش�اب غارق يف داء واالس�تفادة من تعميق أسبابها‪ .‬فاملخلوع بن عيل‬ ‫ً‬ ‫رجلا مثقف ًا‪ ،‬أو صاحب مرشوع بناء دولة‪،‬‬ ‫الش��بابية امله��ددة‪ ،‬فأي��ن تكمن هذه املخ�درات‪ ،‬وما يف�وق عدد ضحايا حوادث السير‪ ،‬مل يكن‬ ‫يخت�ارون امل�وت إرادي ًا حرق ًا وش�نقا‪ .‬ه�ذا الوضع كان ك ّل ه ّمه السيطرة عىل مفاصل الدولة‪ ،‬بقبضة‬ ‫الحلول‪ ،‬ومن بيده تنفيذها؟‬ ‫ال ّ‬ ‫ش�ك أن وض�ع الش�باب يف تون�س يف أحل�ك‬ ‫حاالت�ه‪ ،‬ويف أعلى تجل ّي�ات خطورت�ه‪ ،‬فداع�ش‬ ‫اإلرهابية أصبحت قبلة حميدة‪ 5500 ،‬شاب تونيس‬ ‫يقاتل معه�ا‪ ،‬يذبحون األبرياء أينما وقعت عليهم‬ ‫أياديهم‪ ،‬بأبش�ع م�ا ميتلكون من مواه�ب يف فنّ‬ ‫القت�ل‪ .‬وس�تة آالف ش�اب منعتهم الس�لطات من‬ ‫االلتحاق بهذا التنظيم يف س�ورية‪ ،‬وهم اآلن قنابل‬ ‫موقوت�ة داخ�ل تونس‪ .‬وعشرات يراوحون ما بني‬ ‫ليبي�ا وتون�س‪ ،‬يتعلمون فن�ون القت�ال والتفجري‪،‬‬ ‫وعرشات يس�كنون الجبال‪ ،‬يغ�درون باألبرياء من‬ ‫الرعاة‪ ،‬والفقراء‪ ،‬يسلبونهم طعامهم وما ميلكون‪.‬‬ ‫ومئ�ات يركب�ون البح�ر‪ ،‬هرب� ًا م�ن خصاصته�م‬ ‫وحرمانهم وفقدان كرامتهم‪ ،‬وغالب ًا ما ينتهون إىل‬ ‫أن تأكلهم األسامك‪ ،‬وال تعود جثثهم أبد ًا‪ .‬وليس هذا‬

‫الخطري الذي يعيش�ه ش�باب تونس ال بد وأن يعترب‬ ‫أولوية األوليات يف بلد تنخر جوانبه املافيات املال ّية‬ ‫والسياس ّية التابعة للثورة املضادّة‪ ،‬مستغلّة إعالمها‬ ‫الق�ويّ املحترف لإليح�اء ب�أنّ الثورة هي الس�بب‬ ‫الوحيد واألوحد لهذه الظاهرة الخطرية‪.‬‬ ‫األسباب كثرية لهذه الظاهرة‪ ،‬إال أنّ سببني اثنني‬ ‫اشترك فيهما أغلب ه�ؤالء الش�باب‪ ،‬العطالة عن‬ ‫والتصحر الثقايف‪ .‬وما ستكون عليه تفاعالت‬ ‫العمل‬ ‫ّ‬ ‫الكيمياء م�ا بني خليط من ق ّوة الش�باب واندفاعه‬ ‫زائد ًا الفقر والحاجة واإلحساس باالغرتاب وفقدان‬ ‫الهو ّية وتقدير الذات؟ حت ً‬ ‫ام‪ ،‬لن تكون سوى ما عليه‬ ‫الوضع اآلن‪.‬‬ ‫والحقيق�ة أن الثورة مل تكن الس�بب يف نش�وء‬ ‫هذه الظاه�رة‪ ،‬بل كان لها (أي الث�ورة) الفضل يف‬ ‫كشف حقيقةٍ‪ ،‬لطاملا حاول النظام القديم طمسها‪.‬‬

‫من حدي�د‪ ،‬ومل تك�ن بطانته أفضل من�ه‪ ،‬فجمعت‬ ‫ك ّل االنتهازيني‪ ،‬منهم من آثر الس�يطرة عىل مقاليد‬ ‫املؤسس�ات‪ ،‬ومنه�م من آث�ر رسقة أموال الش�عب‬ ‫وتفقيره‪ .‬وعمل ه�ذا ّ‬ ‫املرك�ب االنته�ازي القابض‬ ‫عىل الس�لطة عىل عزل الش�عب وتهميشه‪ ،‬ورضب‬ ‫ثقافت�ه وهويت�ه‪ ،‬وأوج�د جيال منكسر الخواطر‪،‬‬ ‫مهزوز ًا نفسيا‪ ،‬فاقد ًا كل أمل‪ ،‬ميا ًال للعنف واالنتقام‪،‬‬ ‫فج�اءت الث�ورة لتكسر كل حواجز الخ�وف وآالت‬ ‫القم�ع التي كانت تقف حائ ًال دون إظهار الحقيقة‪،‬‬ ‫الحقيق�ة التي يتآكل فيها الش�باب‪ ،‬ويقتل وميوت‬ ‫إرادي� ًا‪ ،‬من دون غاي�ة تذكر‪ ،‬بعيد ًا ع�ن كل أمل يف‬ ‫حلول رسيعة وواضحة‪ ،‬تتكاتف من أجلها كل قوى‬ ‫الدولة والشعب‪.‬‬ ‫والحل�ول‪ ،‬إذا أردن�ا‪ ،‬ال ب ّد وأن ت ّتج�ه مبارشة إىل‬ ‫إيجاد مواطن الشغل لك ّل الشباب‪ ،‬وإىل دعم الخطاب‬

‫الروحي الذي يعيد الثقة للنفس‪ ،‬واإلحساس بقيمة‬ ‫الذات‪ .‬العمل سيو ّفر لكل شاب موقع قدم ثابتا عىل‬ ‫أرض البالد التونسية‪ ،‬وسيعيد إليه فكرة االنتامء إىل‬ ‫الوطن‪ .‬العمل سيعطل تلك الطاقة الشبابية الهائلة‬ ‫سيوجهها إىل الخلق‪ ،‬وربمّ ا إىل‬ ‫امل ّتجهة إىل العنف‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫اإلبداع‪ .‬ودعم الخط�اب الروحي والنفيس ال ب ّد وأن‬ ‫مي�ر‪ ،‬أوال‪ ،‬من بواب�ة اإلعالم الذي ال ب�دّ وأن يتحلىّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ولو بالقدر األدىن من املسؤولية‪ ،‬وعدم بث خطابات‬ ‫العنف‪ ،‬والفرق�ة‪ ،‬والتنابز‪ ،‬واإلقص�اء والعنرصية‪،‬‬ ‫املدم�رة‪.‬‬ ‫والس�جاالت األيديولوجي�ة الحاق�دة‬ ‫ّ‬ ‫وثاني� ًا‪ ،‬العمل على فتح كل قنوات الح�وار املعتدل‬ ‫والتس�امحي‪ ،‬منه�ا املس�اجد‪ ،‬وتش�جيع الحديث‬ ‫الديني الوس�طي املعت�دل‪ ،‬والدع�وات إىل التعايش‬ ‫الس�لمي بني ك ّل األطراف‪ ،‬يف ظل العدل واملس�اواة‬ ‫وتكافؤ الفرص‪.‬‬ ‫ومن ينفد هذه الحلول العاجلة حتام هي الدولة‪،‬‬ ‫إال أن الدول�ة التونس�ية ما بعد الث�ورة بقيت رهينة‬ ‫عنرصي�ن‪ .‬األول‪ ،‬الرصاع األيديولوجي لنخب منبتة‬ ‫عن املجتمع وال تدرك حقيقته‪ .‬والثاين‪ ،‬اتحاد الشغل‬ ‫الذي هو الحاكم الفعيل للمؤسسات‪ ،‬وهو الذي منع‬ ‫التش�غيل بآليتني‪ .‬األوىل‪ ،‬منع التش�غيل يف اتجاه‬ ‫إثارة االحتجاجات واإلرضاب�ات للزيادة يف األجور‪.‬‬ ‫والثاين‪ ،‬رضب اإلنتاج وتخفيضه إىل أقل مستويات‬ ‫ممكن�ة‪ ،‬ما أوهن الدول�ة فالتجأت إىل االس�تدانة‪،‬‬ ‫ورمبا اإلفالس‪ ،‬إذا استمر هذا النهج‪.‬‬ ‫وش�بح إفلاس الدول�ة أصب�ح يل�وح م�ن بعيد‪،‬‬ ‫خصوص� ًا بع�د أن ق�ال محاف�ظ البن�ك املرك�زي إن‬ ‫االقتص�اد يف حال�ة انكماش‪ ،‬وهو ما س�يزيد من‬ ‫التأكيد عىل أن الرثوة الشبابية مهددة حقا‪.‬‬ ‫محجوب أحمد قاهري‬


‫األربعاء ‪ 27‬جانفي ‪2016‬‬

‫وطني‬

‫الحكومة التونسية تسابق انفجار «ثورة البطالة»‬ ‫حاول��ت الحكومة التونس��ية الس��يطرة‬ ‫على األم��ور والحيلولة دون ح��دوث انفجار‬ ‫ش��عبي جدي��د‪ ،‬حني أعلن��ت ع��ن حزمة من‬ ‫الق��رارات ملصلح��ة محافظ��ة القصري��ن‬ ‫(غ��رب تونس) واملحافظ��ات املحاذية املعنية‬ ‫بـ»التميي��ز اإليجاب��ي»‪ ،‬وفق�� ًا ملا ج��اء يف بيان‬ ‫جلسة وزارية ترأسها وزير املالية التونسي‬ ‫س��ليم شاكر‪( ،‬األس��بوع املاضي)‪ ،‬عوض ًا عن‬ ‫رئي��س الحكوم��ة الحبي��ب الصي��د ال��ذي‬ ‫شارك يف منتدى دافوس يف سويسرا‪.‬‬

‫وعاش�ت محافظة القرصين طوال أربع�ة أيام عىل وقع‬ ‫احتجاجات واس�عة ش�ارك فيها عرشات الش�بان العاطلني‬ ‫م�ن العم�ل‪ ،‬وذلك بعد انتحار ش�اب عقب حذف اس�مه من‬ ‫قامئة أعدتها السلطات املحلية لتوظيف الشباب العاطل من‬ ‫العمل يف مش�هد يذكر بانطالقة الثورة التونسية يف كانون‬ ‫الث�اين ‪ .2011‬وامتدت االحتجاجات إىل مناطق متعددة من‬ ‫القرصين‪ ،‬وقام العرشات من الشبان بحرق اإلطارات لقطع‬ ‫الطرق وإلقاء الحج�ارة عىل قوات األمن التي لجأت لتفريق‬ ‫املحتجني باستعامل الغاز املسيل للدموع والهراوات‪.‬‬ ‫واتخذت الحكومة التونس�ية عدد ًا من االجراءات العاجلة‬ ‫الت�ي تهتم بالجانب االجتامعي لس�كان محافظة القرصين‬ ‫واملحافظات الواقعة على الحدود بني تونس والجزائر ومن‬ ‫أبرزه�ا توظيف ‪ 5000‬عاطل من العم�ل مع إعطاء األولوية‬ ‫ألصحاب الش�هادات العليا وانتداب ‪ 1400‬عامل يف أش�غال‬ ‫تابع�ة للدولة‪ .‬كذلك تكفلت وزارة التش�غيل باملس�اعدة يف‬ ‫إنش�اء ‪ 500‬مشروع صغري ممول من بن�ك حكومي بكلفة‬ ‫إجاملية تصل إىل ‪ 10‬ماليني دينار‪.‬‬ ‫وتعهدت الحكومة بتحويل صبغة األرايض املشتركة إىل‬ ‫أراض خاصة لتسهيل استغاللها يف الزراعة‪ ،‬ووعدت شبان‬ ‫ٍ‬ ‫هذه املناطق بتدريبهم وتكوينهم ليك ترشكهم يف مشاريع‬ ‫البنية التحتية املخصصة ملحافظاتهم‪ ،‬هذا إىل جانب توفري‬ ‫‪ 1000‬مسكن للعائالت الفقرية‪.‬‬ ‫وقد علّق املتحدث الرسمي باسم الحكومة التونسية‪ ،‬خالد‬ ‫ش�وكات عىل أحداث القرصين‪ ،‬مؤكد ًا أن «الحكومة تحرتم‬ ‫حقوق الش�بان املحتجني يف التعبري عن مواقفهم بطريقة‬ ‫س�لمية يف كنف القانون والحفاظ عىل سلامة املمتلكات‬ ‫العامة والخاصة ومل تكن فيها نزعة تخريبية»‪.‬‬ ‫وأش�ار ش�وكات إىل أن الحكوم�ة اتخ�ذت إج�راءات‬ ‫خصوصية عاجلة تتعلق أساس� ًا بالجان�ب االجتامعي عرب‬ ‫توس�يع قوائم التوظيف للفئات املهمش�ة وانتداب الش�باب‬ ‫الذين ينتسبون إىل عائالت فقرية‪ ،‬مضيف ًا أنه «جرى تكليف‬ ‫خلية ملتابعة تنفيذ اإلجراءات الخاصة بهذه املحافظة»‪ .‬وتعد‬ ‫محافظ�ة القرصي�ن إحدى أفق�ر املناطق يف تون�س‪ ،‬وقد‬ ‫ش�هدت مرار ًا منذ «ثورة ‪ »2011‬احتجاجات عاد ًة ما تتحول‬ ‫إىل مواجهات مع الرشطة‪ .‬رئي�س الجمهورية الباجي قائد‬ ‫السبيس أرجع هذه االحتجاجات إىل الوضعية الصعبة التي‬ ‫ورثته�ا هذه الحكوم�ة والتي تضمنت ‪ 700‬أل�ف عاطل من‬ ‫العم�ل‪ ،‬من بينهم ‪ 250‬ألف ًا من أصحاب الش�هادات العلمية‪،‬‬ ‫معترب ًا أن االحتجاجات يف والية القرصين وجهات عدة هي‬ ‫مرشوعة ويكفلها الدستور وتحرتمها الحكومة‪.‬‬

‫أح�داث القرصين مثلت مادة دس�مة لألحزاب ومنظامت‬ ‫املجتم�ع امل�دين الت�ي تفاعلت معها عبر إص�دار البالغات‬ ‫والبيانات الرس�مية‪ ،‬حيث س�اند الناش�ط السيايس املقرب‬ ‫من «حركة النهضة» رض�وان املصمودي الربملان والحكومة‬ ‫ورئيس الجمهورية ضد ما سماها «عملي�ات التخريب يف‬ ‫القرصين»‪ ،‬معترب ًا «أن من يقوم بهذا هم مندس�ون ينتمون‬ ‫إىل جهات مشبوهة»‪.‬‬ ‫ورجح املصم�ودي أن تكون ه�ذه االحتجاجات «محاولة‬ ‫لالنقلاب على الدميوقراطي�ة لخدم�ة مشروع «داعش»‬ ‫ومشروع أع�داء تون�س وأع�داء الدميقراط ّي�ة يف الداخل‬ ‫والخارج» بحسب رأيه‪.‬‬ ‫إال أن موق�ف النائ�ب ع�ن حرك�ة النهض�ة ولي�د البناين‬ ‫ال�ذي ميثل هذه املحافظ�ة يختلف متام ًا ع�ن موقف زميله‬ ‫يف الح�زب‪ ،‬إذ ه�دد باالعتص�ام م�ع أبناء القرصي�ن داخل‬ ‫مق�ر املحافظ�ة لتحقي�ق املطال�ب‪ ،‬وذل�ك يف ص�ورة عدم‬ ‫تحرك الس�لطة التونس�ية بجدية‪ .‬واعترب البناين أن الوضع‬ ‫يف القرصي�ن ين�ذر بعواق�ب وخيمة إذا مل يتحم�ل الربملان‬ ‫والحكومة مسؤوليتهام‪.‬‬ ‫وح ّم�ل ح�زب «تون�س اإلرادة» ال�ذي يتزعم�ه رئي�س‬ ‫الجمهوري�ة الس�ابق‪ ،‬منص�ف املرزوقي‪ ،‬االئتلاف الحاكم‬

‫«مس�ؤوليته أمام الوع�ود التي قدمه�ا إب�ان االنتخابات»‪،‬‬ ‫ويعتبر أن سياس�اته «اتجه�ت لح�د اآلن وجه�ة خاطئ�ة‬ ‫ومعاكسة لتطلعات الفئات الضعيفة والجهات املهمشة»‪.‬‬ ‫واعترب يف بيان أصدره حول أحداث القرصين «أن االئتالف‬ ‫الحاكم الحايل وحكومته املش�لولة مسؤوالن عن استرشاء‬ ‫األزم�ة وتعميقه�ا‪ ،‬يف ظ�ل األولوي�ات املعكوس�ة لدي�ه‬ ‫والتعيينات الفاسدة»‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫تكتف األحزاب بالتفاعل مع مطالب املحتجني‪ ،‬بل سجل‬ ‫ومل‬ ‫«اتحاد الشغل» (املنظمة النقابية األكرب يف تونس) موقفه من‬ ‫األحداث‪ ،‬حيث اعترب األمني العام لالتحاد حسين العبايس أن‬ ‫ما يحدث يف املناطق الداخلية هذه األيام هو نتيجة منتظرة بعد‬ ‫خمس س�نوات من الثورة من دون التقدم يف ملفات التشغيل‬ ‫والتنمية‪ ،‬مشدد ًا عىل رضورة مراجعة امللفات الكربى‪.‬‬ ‫وس�بق للعبايس أن حذر من أزمة سياس�ية محتملة قد‬ ‫تندل�ع خالل الفرتة املقبل�ة‪ ،‬داعي ًا إىل الرت ّف�ع عن املصالح‬ ‫الحزبي�ة الضيق�ة من أجل اس�تكامل املس�ار الدميقراطي‬ ‫االنتقايل‪ .‬وش�دد عىل أهمية دور االتح�اد «يف إنجاح هذا‬ ‫املس�ار» باعتب�اره القوة املدني�ة واالجتامعي�ة األوىل يف‬ ‫تونس‪.‬‬ ‫حسام بن مخلوف‬

‫رئيس حزب تونسي يرفض مغادرة مبنى التلفزيون الرسمي‬ ‫أعلن الهاش�مي الحامدي‪ ،‬رئيس حزب تيار املحبة واملرش�ح‬ ‫الرئ�ايس الس�ابق وصاح�ب قناة «املس�تقلة» على صفحته‬ ‫عىل «فيس�بوك» دخوله اعتصام ًا مفتوح ًا يف مقر التلفزيون‬ ‫الرسمي التونيس‪.‬‬ ‫وي�أيت هذا االعتصام عىل خلفية دعوة الهاش�مي الحامدي‬ ‫للمش�اركة يف برنام�ج س�يايس ح�واري ح�ول التح�ركات‬ ‫االحتجاجية يف تونس ث ّم الرتاجع عن هذه الدعوة وإلغائها‪.‬‬ ‫وق�ال الحامدي إن اعتصامه جاء ليطال�ب بحق «حزب تيار‬ ‫املحب�ة يف التعبري ع�ن رأي الجامهري الش�عبية التي انتخبته‪،‬‬ ‫والت�ي أعطته حضورا يف الربملان واملركز الرابع يف االنتخابات‬ ‫الرئاس�ية»‪ .‬ومل يصدر التلفزيون الرسمي التونيس أي موقف‬

‫حول االعتصام الذي رشع به الحامدي‪.‬‬ ‫يف املقاب�ل‪ ،‬الق�ى التصرف اس�تنكارا م�ن العاملين يف‬ ‫التلفزيون التونيس ومن اإلعالميني التونس�يني الذين اعتربوا‬ ‫ما قام به الهاشمي عملية اقتحام للتلفزيون طالب ًا استضافته‬ ‫عىل الهواء مبارشة لبث رسالة ألنصاره‪.‬‬ ‫وطلب اإلعالمي وليد أحمد الفرشييش من النيابة العمومية‬ ‫التدخل‪ ،‬كام قال اإلعالم�ي وليد الزريبي العامل يف التلفزيون‬ ‫التونسي إن «الحام�دي يتج ّول يف مكات�ب التلفزيون بدعوة‬ ‫املطالبة بتوجيه رسالة إىل أنصاره‪ ،‬وقد حصلت مشادات بينه‬ ‫وبني بعض العاملني يف مقر التلفزيون»‪.‬‬ ‫م‪ .‬معمري‬

‫‪7‬‬ ‫الصيد‪ :‬الحديث عن انتخابات مبكرة في‬ ‫تونس «خط أحمر»‬

‫قال رئيس الحكومة التونسية‪ ،‬الحبيب الصيد‪ ،‬إن الحديث عن انتخابات ّ‬ ‫مبكرة «خط‬ ‫أحمر»‪ ،‬متهام بعض األحزاب «املتطرفة» بتأزيم الوضع يف البالد‪ ،‬بينام مل يس�تبعد‬ ‫رئيس «حركة النهضة»‪ ،‬الشيخ راشد الغنويش‪ ،‬وجود «جهات أجنبية» تسعى إلثارة‬ ‫الفوىض‪ ،‬يف وقت أش�ارت فيه بع�ض املصادر إىل إيقاف أش�خاص ينتمون لحزب‬ ‫«التحرير» اإلسلامي يوزعون منشورات تحرض عىل العنف يف مناطق متعددة من‬ ‫البالد‪.‬‬ ‫واعتبر الصي�د‪ ،‬يف لقاء بث�ه التلفزيون الحكوم�ي وقناة «نس�مة» الخاصة‪ ،‬أن‬ ‫«أطرافا غري سياس ّية» تحاول استغالل احتجاجات العاطلني عن العمل التي انترشت‬ ‫يف مناطق مختلفة من البالد لتأجيج األوضاع وللقيام بأعامل تخريب ّية‪.‬‬ ‫لكن�ه أش�ار‪ ،‬يف ذات الس�ياق‪ ،‬إىل وج�ود بع�ض «العصابات ّ‬ ‫املنظم�ة واألحزاب‬ ‫املتط ّرف�ة» التي تحاول تأزي�م الوضع بهدف توتري األج�واء‪ ،‬إىل جانب أحزاب أخرى‬ ‫تدع�و إىل تنظيم انتخابات ّ‬ ‫مبكرة‪ ،‬مضيف�ا‪« :‬ال ميكن العودة إىل الوراء واالنتخابات‬ ‫السابقة ألوانها خط أحمر»‪.‬‬

‫وكان الرئي�س الس�ابق‪ ،‬منصف املرزوقي‪ ،‬دعا إىل تنظي�م «مؤمتر وطني لإلنقاذ‬ ‫يشارك فيه الجميع‪ ،‬وميكن طرح كل الفرضيات مبا فيها انتخابات ترشيعية مبكرة»‪،‬‬ ‫مشريا إىل أن االئتالف الحاكم «فشل يف حل جميع املشكالت وال مستقبل له»‪.‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬اعترب الصيد أن االحتجاجات الحالية التي تشهدها البالد تعود إىل‬ ‫رغب�ة كل العاطلني عن العمل يف الحصول عىل عمل يف الوقت ذاته‪ ،‬مشيرا إىل أن‬ ‫الربنامج التنموي للحكومة يتضمن تشغيل العاطلني عن العمل عىل مراحل‪ ،‬كام أكد‬ ‫أن الحكومة بدأت إعادة إطالق املشاريع املتعرثة واملجمدة يف الجهات املهمشة والتي‬ ‫قال إنها تقدر باملاليني‪ .‬ويفرتض أن يجري الصيد سلس�لة من اللقاءات مع رؤس�اء‬ ‫االحزاب السياسية ومنظامت املجتمع املدين للتشاور حول الوضع القائم يف البالد‪.‬‬ ‫وتش�هد تونس احتجاجات واس�عة يقودها عاطلون عن العمل‪ ،‬اندلعت يف والية‬ ‫القرصي�ن إثر «انتحار» الش�اب رضا اليحياوي بعد حرمانه م�ن العمل‪ ،‬وامتدت إىل‬ ‫أغلب مناطق البالد وتخللتها أعامل عنف كثرية ومواجهات بني قوات األمن واملحتجني‬ ‫أسفرت عن مقتل شخصني وجرح العرشات من الطرفني‪.‬‬ ‫وأش�ارت مصادر إعالمية إىل أن قوات األمن متكنت‪ ،‬الس�بت‪ ،‬من إيقاف عدد من‬ ‫األش�خاص يف حي «التضامن» القريب من العاصمة ويف والية «الساحلية»‪ ،‬كانوا‬ ‫بصدد توزيع مناشير لحزب «التحرير» اإلسالمي تحرض عىل ارتكاب أعامل العنف‬ ‫والفوىض‪ .‬لكن عضو املكتب اإلعالمي لحزب التحرير‪ ،‬محمد ياسني بن صميدة‪ ،‬أكد‬ ‫يف ترصيحات صحافية أنّ األش�خاص الذين تم إيقافهم كانوا يوزعون بيانا للحزب‬ ‫يتضمن تأييدا لتحركات الش�باب العاطل عن العمل‪ ،‬مع الدعوة للحفاظ عىل الطابع‬ ‫السيايس لهذه التحركات وعدم تحولها إىل أعامل عنف وفوىض‪.‬‬ ‫من جانب آخر‪ ،‬مل يس�تبعد رئيس حركة النهضة‪ ،‬الش�يخ راش�د الغنويش‪ ،‬وجود‬ ‫«جهات أجنبية» (مل يحددها) تسعى إىل إثارة الفوىض يف تونس‪ ،‬منبها اىل خطورة‬ ‫استغالل اإلرهابيني لالحتجاجات القامئة يف البالد‪.‬‬ ‫ودع�ا رئيس الحكومة الس�ابق‪ ،‬حمادي الجبايل‪« ،‬األطراف السياس�ية الصادقة‬ ‫والفاعلني االجتامعيني والش�خصيات الوطنية‪ ،‬مهام كانت مشاربهم واتجاهاتهم‪،‬‬ ‫اىل االجتامع من أجل إنقاذ تونس وثورتها وذلك بأي شكل يرتضونه يف ما بينهم‪ :‬إما‬ ‫يف مؤمتر أو لقاء أو حوار وطني»‪.‬‬ ‫وطال�ب يف بي�ان‪ ،‬نرشه عل صفحته الرئيس�ية يف موقع «فيس�بوك»‪ ،‬باالبتعاد‬ ‫عن «الحس�ابات الشخصية أو السياس�ية الضيقة للخروج بربنامج عميل يحل أزمة‬ ‫البالد‪ ،‬وعىل رأسها أولوية املطالب االجتامعية وكذلك إنقاذ االقتصاد التونيس واملالية‬ ‫العامة املتدهورة عرب برنامج يضبط بجدول زمني محدد عىل املدى القصري واملتوسط‬ ‫‪ ،‬ويكون هذا االتفاق قابال للتطبيق الفوري وملزما سياسيا وأدبيا للجميع»‪.‬‬ ‫واعترب أن ما تش�هده تونس «من مطال�ب واحتجاجات رشعية تثبت عجز النخبة‬ ‫السياس�ية بجميع أطيافها عن استيعاب رسائل الشباب املعطل والطبقات املهمشة‬ ‫والضعيفة والجهات املحرومة منذ عقود»‪.‬‬ ‫وأكد أن التعامل األمني والتعيينات االعتباطية واملحسوبية لن تحل املشاكل القامئة‬ ‫يف البلاد‪ ،‬داعيا إىل «الحرص عىل املحافظة عىل س�لمية هذه التحركات املرشوعة‪،‬‬ ‫حت�ى ال تك�ون مط ّية ملن يري�د أن ييسء إليه�ا أو يوجهها لغايات سياس�ية ضيقة‬ ‫وتوظيف ايديولوجي عقيم»‪.‬‬ ‫حسن سلمان‬


‫‪8‬‬

‫األربعاء ‪ 27‬جانفي ‪2016‬‬

‫وطني‬

‫آمال التونسيّين في الشارع مجدداً‬ ‫عادت االحتجاجات يف تونس لتتصدر مشهد‬ ‫األحداث على الساحة العربية من جديد‪ ،‬وتعيد‬ ‫إىل األذه��ان ث��ورة ‪ 14‬جانف��ي ع��ام ‪ .2011‬لم تتغري‬ ‫الدواف��ع‪ ،‬وأبرزه��ا الش��غل والكرام��ة‪ .‬انطلق��ت‬ ‫االحتجاج��ات يف محافظ��ة القصرين عقب موت‬ ‫الش��اب رض��ا اليحي��اوي (‪ 26‬عام�� ًا) يف ‪ 16‬جانفي‪،‬‬ ‫إث��ر تعرّض��ه لصعق��ة كهربائية جرّاء تس�� ّلقه‬ ‫عمود كهرباء رفض�� ًا لألوضاع القائمة يف بالده‪.‬‬ ‫ل��م يكن مجرد ح��ادث‪ ،‬فق��د أقدم عل��ى االنتحار‬ ‫بسبب استثنائه من االنتدابات يف وزارة الرتبية‪.‬‬ ‫ومل يكن رضا اليحياوي الش�اب األول الذي أقدم عىل االنتحار بعد‬ ‫محم�د البوعزيزي‪ .‬فعىل مدى الس�نوات الخمس الت�ي تلت الثورة‪،‬‬ ‫اختار العديد من الش�باب التونيس امل�وت اإلرادي‪ .‬وال يكاد مي ّر يوم‬ ‫م�ن دون نشر أخب�ار يف الصحف التونس�ية عن إقدام ش�اب عىل‬ ‫االنتح�ار‪ .‬رمبا تختلف األس�اليب لكن األس�باب متش�ابهة‪ ،‬أبرزها‬ ‫الفق�ر والبطال�ة التي يعاين منها نحو ‪ 700‬ألف ش�اب (خالل العام‬ ‫املايض)‪ ،‬يف مقابل ‪ 490‬ألف ًا خالل عام ‪ .2010‬وساهم انتحار رضا‬ ‫اليحياوي يف تأجيج الشارع التونيس انطالق ًا من القرصين‪ ،‬لتشهد‬ ‫املنطقة احتجاج ًا كبري ًا أدّى إىل مواجهات بني األهايل ورجال األمن‪.‬‬ ‫أح�داث القرصي�ن دفعت بالحكوم�ة التونس�ية إىل عقد مجلس‬ ‫وزاري ي�وم األربع�اء امل�ايض‪ ،‬وق�د أعلن الناطق الرس�مي باس�م‬ ‫الحكوم�ة خالد ش�وكات مجموعة من القرارات‪ ،‬من بينها تش�غيل‬ ‫خمس�ة آالف عاطل عن العمل‪ ،‬وتكوين لجنة ملتابعة الفساد وإعداد‬ ‫برام�ج تنموية تنفذ خالل عام ‪ ،2016‬م�ن دون أن ينجح يف إخامد‬ ‫االحتجاجات التي توسعت لتشمل مدن كثرية يف مختلف محافظات‬ ‫البالد التونسية‪ ،‬عىل غرار سيدي بوزيد وتوزر وباجة وجندوبة‪ ،‬أي‬ ‫غالبية املناطق الفقرية التي تغيب فيها املش�اريع التنموية‪ ،‬وتشهد‬ ‫نسبة بطالة مرتفعة‪.‬‬ ‫تج�در اإلش�ارة إىل أن محافظ�ة القرصين تحت�ل املرتبة األخرية‬

‫ضم�ن مؤرشات قي�اس التنمية للوالي�ات يف تون�س‪ ،‬ويبلغ معدل‬ ‫البطال�ة فيها ‪ 23‬يف املائ�ة‪ .‬ويوجد يف القرصين ‪ 28‬ألف عاطل عن‬ ‫العمل‪ ،‬من بينهم ‪ 9‬آالف ش�اب يحملون شهادة عليا‪ ،‬بحسب النائب‬ ‫عن املنطقة يف الربملان وليد البناين‪.‬‬ ‫وبلغت نس�بة البطالة يف تونس‪ ،‬يف آخر إحصاء صدر عن املعهد‬ ‫الوطن�ي لإلحص�اء ع�ام ‪ ،2015‬نحو ‪ 15‬يف املائ�ة يف مقابل ‪15.2‬‬ ‫يف املائة عام ‪ ،2014‬لتس�جل تراجع ًا بنحو ‪ 20.2‬نقطة‪ .‬كذلك‪ ،‬ب ّينت‬ ‫اإلحصائيات أن نس�بة البطال�ة بلغت يف نهاية الع�ام املايض نحو‬ ‫‪ 22.5‬يف املائ�ة لدى النس�اء‪ ،‬و‪ 12.4‬يف املائة ل�دى الرجال‪ .‬وبلغت‬ ‫نس�بة البطالة بني أصح�اب الش�هادات العلي�ا ‪ 21.4‬يف املائة لدى‬ ‫الذك�ور‪ ،‬و‪ 41.1‬يف املائة لدى اإلناث‪ ،‬لرتتفع هذه النس�بة من ‪28.6‬‬ ‫يف املائة يف الثلث الثاين من العام ‪ ، 2015‬إىل ‪ 32‬يف املائة يف الثلث‬ ‫الثالث من العام نفسه‪.‬‬ ‫ه�ذه االحصائي�ات تكش�ف ارتفاع نس�بة البطالة بني الش�باب‪،‬‬ ‫وخصوص ًا خريجي التعليم العايل الذين نظموا تح ّركات احتجاجية‬ ‫عدة عىل مدى السنوات الخمس املاضية‪ .‬ويشري حاتم الرشيف (‪35‬‬ ‫عام ًا)‪ ،‬الذي تخرج قبل مثاين س�نوات من كلية اآلداب‪ ،‬إىل أنه سئم‬ ‫العمل يف البناء وقطاعات أخرى لتأمني قوته اليومي‪ ،‬هو الذي شارك‬ ‫يف مناظرات عدة النتداب أس�اتذة م�ن دون أن ينجح‪ .‬يطالب‪ ،‬حاله‬ ‫ح�ال غريه م�ن آالف الخريجني‪ ،‬بح ّقه يف العم�ل‪ ،‬منتقد ًا الحكومة‬ ‫التي رفعت سن التقاعد‪.‬‬ ‫م�ن جهت�ه‪ ،‬يق�ول جه�اد ماج�ري (‪ 37‬عام� ًا) إن�ه ش�ارك يف‬ ‫االحتجاجات تعبير ًا عن رفضه الظلم الذي يتع ّرض له الش�باب من‬ ‫تهميش وبطالة‪ ،‬مشير ًا إىل عودة املحسوبية والرشوة يف عمليات‬ ‫االنتداب‪ ،‬وخصوص ًا وأن العديد ممن هم أصغر منه س�ن ًا انتدبوا يف‬ ‫وظائ�ف عىل الرغم من إعالن الحكومة أكرث من مرة تعيني القدامى‬ ‫خالل عمليات االنتداب‪.‬‬ ‫إىل ذلك‪ ،‬يشري الباحث االجتامعي ومدير املرصد الوطني للشباب‪،‬‬ ‫محمد الجوييل‪ ،‬إىل أنه كان للش�باب بعد الث�ورة وجهات مختلفة‪،‬‬ ‫وه�ي الهجرة الرسي�ة والحرق احتجاج� ًا عىل األوضاع املهمش�ة‪،‬‬

‫على الرغم من أن الثورة جعلتهم يأملون بتحسين أوضاعهم‪ ،‬قبل‬ ‫أن يكتش�فوا أن التغيري ما زال بعيد ًا بس�بب الصعوبات السياس�ية‬ ‫واالقتصادية‪ .‬ويشري إىل أن عام ‪ 2015‬مل يكن مختلف ًا عن السنوات‬ ‫الت�ي س�بقته يف ما يتعل�ق باإلنج�ازات املحققة لصالح الش�باب‪.‬‬ ‫ويش�دد عىل رضورة وضع برنامج وطني تحت شعار «التطوع من‬ ‫أجل التنمية» بهدف إدماج الش�باب يف مش�اريع تنموية يف مقابل‬ ‫بدل مادي‪.‬‬ ‫مطلب آخر نادى به العاطلون عن العمل أكرث من م ّرة‪ ،‬وخصوصاً‬ ‫ٌ‬ ‫خريجي التعليم العايل‪ ،‬وهو إس�ناد منح�ة بطالة تصل قيمتها إىل‬ ‫‪ 250‬د‪ .‬شهري ًا للحد من أزمة البطالة‪ .‬ويشري أمني عام اتحاد أصحاب‬ ‫الش�هادات العليا العاطلني عن العمل‪ ،‬س�امل العي�اري إىل «رضورة‬ ‫تأس�يس صندوق وطني للتعويض عن البطال�ة‪ ،‬يتوىل تقديم املنح‬ ‫ملستحقيها ودعم مشاريع حاميل الشهادات العليا الشباب»‪ .‬يضيف‬ ‫أن االتحاد «يتمس�ك مبطلب إعطاء طالبي العمل املس�تحقني ِمنح ًا‬ ‫واضح�ة وثابتة‪ ،‬ضم�ن برامج صن�دوق البطالة»‪ .‬فيما كان وزير‬ ‫التش�غيل والتكوي�ن زياد العذاري قد أش�ار إىل صعوب�ة األمر‪ ،‬وقد‬ ‫أوقفت املنحة يف وقت س�ابق بهدف تشجيع الشباب عىل االنخراط‬ ‫يف سوق الشغل‪.‬‬ ‫مريم الناصري‬

‫تونس‪ٌ :‬‬ ‫جمر تحت الرماد‪ ...‬وخوف من انتقال «العدوى»‬

‫مقابل الحزم الذي أبدته باتخاذها‬ ‫إج��راءات أمني��ة فوري��ة‪ ،‬ل��م تعل��ن‬ ‫الحكوم��ة التونس��ية أي إج��راءات‬ ‫س��ريعة يف غ�ير ه��ذا املج��ال‪ .‬ورأى‬ ‫محللون أن تصريحات أقطاب الحكم‬ ‫ج��اءت مخيبة لآلم��ال‪ ،‬و«ل��و كانت‬ ‫الحكوم��ة تملك حل��و ً‬ ‫ال»‪ ،‬لطرحتها‬ ‫قبل اندالع االحتجاجات‪.‬‬

‫بع�د أيام ع�دة من املواجه�ات بين املتظاهرين‬ ‫وعنارص الرشطة‪ ،‬التي أعلنت الس�لطات عىل إثرها‬ ‫حظر تجوال لييل ملدة غري محددة‪ ،‬س�اد أمس هدوء‬ ‫نسبي العديد من املدن والبلدات التونسية‪ ،‬وذلك بعد‬ ‫اعتقال مئات املحتجين الذين تحدوا حظر التجوال‪،‬‬ ‫ليبقى جمر االحتجاجات م ّتقد ًا تحت الرماد‪ ،‬مع خلو‬ ‫خط�اب أركان الحكم م�ن أي إجراءات جدية بش�أن‬ ‫املطالب االجتامعية‪.‬‬ ‫وكانت التح�ركات االحتجاجية ق�د تواصلت‪ ،‬يف‬ ‫بع�ض املدن واألحياء التونس�ية‪ ،‬رغم حظر التجوال‬ ‫الليلي ال�ذي أعلنت�ه وزارة الداخلي�ة ي�وم الجمعة‬ ‫امل�ايض‪ ،‬حي�ث أقدم�ت مجموعة من الش�باب‪ ،‬يف‬ ‫وق�ت متأخ�ر مس�اء الجمع�ة‪ ،‬عىل ح�رق عجالت‬ ‫ح�ي التضامن‪ ،‬أكرب‬ ‫مطاطية وقط�ع الطرقات يف‬ ‫ّ‬ ‫األحياء الشعبية يف تونس العاصمة‪ ،‬قبل أن تتدخل‬ ‫قوات األمن‪ ،‬مدعومة مبروحيات عسكرية‪ ،‬لتقتحم‬ ‫الحي وتفرق املحتجني وتوقف بعضهم‪ .‬ويف الوقت‬ ‫ّ‬ ‫نفسه‪ ،‬شهدت أيض ًا مناطق عدة من العاصمة قطع ًا‬ ‫للطرقات باإلطارات املش�تعلة ومناوشات مع قوات‬ ‫األم�ن التي انترشت يف مختلف أحياء العاصمة‪ ،‬يف‬ ‫ظل تحليق مكثف للطوافات العسكرية‪.‬‬

‫وأعلن�ت وزارة الداخلي�ة‬ ‫التونس�ية توقيف ‪ 423‬شخص ًا‬ ‫على خلفي�ة االضطراب�ات‬ ‫الت�ي تش�هدها البلاد‪ ،‬متهمة‬ ‫املوقوفين بـ«الت�ورط يف‬ ‫أعمال عن�ف وش�غب ونه�ب‪،‬‬ ‫يف كاف�ة الواليات‪ ،‬من�ذ بداية‬ ‫االحتجاج�ات»‪ .‬وأف�اد املكل�ف‬ ‫الش�ؤون القانوني�ة والعالق�ة‬ ‫م�ع اإلعلام يف ال�وزارة‪ ،‬وليد‬ ‫اللوقين�ي‪ ،‬ع�ن «تس�جيل ‪109‬‬ ‫إصاب�ات يف صف�وف عن�ارص‬ ‫األم�ن والح�رس» يف األي�ام‬ ‫القليل�ة املاضي�ة‪ .‬ويف مدينة القرصين‪ ،‬يف وس�ط‬ ‫البلاد الفقري‪ ،‬حي�ث انطلقت الحرك�ة االحتجاجية‬ ‫عىل التهميش االجتامع�ي والفقر‪ ،‬بدت الحياة يوم‬ ‫األول م�ن أمس وكأنها ع�ادت إىل طبيعتها‪ ،‬بعد أن‬ ‫نظم سكان وش�بان شاركوا يف االحتجاجات حملة‬ ‫لتنظي�ف الش�وارع م�ن مخلف�ات قط�ع الطرقات‬ ‫والصدامات مع قوى األمن‪.‬‬ ‫وكان رئي�س الوزراء التونيس‪ ،‬الحبيب الصيد‪ ،‬قد‬ ‫دعا التونسيني يوم السبت املايض إىل «الصرب»‪ ،‬بعد‬ ‫أس�بوع من االحتجاجات االجتامعية غري املسبوقة‬ ‫منذ ث�ورة ‪ ،2011‬وذلك من دون أن يعلن أي إجراءات‬ ‫ملموسة للتصدي ملشاكل البطالة والفساد‪ .‬بل ّ‬ ‫حض‬ ‫الصي�د مواطنيه على «اإلدراك أن هناك صعوبات»‪،‬‬ ‫مضيف� ًا أن «الحل�ول موج�ودة‪ ،‬لكنن�ا نحت�اج إىل‬ ‫التحلي بالصبر والتف�اؤل»‪ .‬واتهم الصي�د أطراف ًا‬ ‫«هدامة» بالوق�وف وراء تأجيج الوض�ع يف البالد‪،‬‬

‫وقال‪« :‬سنهزم هذه التيارات التي تريد تغيري النظام‬ ‫يف البالد وفرض نظامها من خالل استغالل تحركات‬ ‫الشباب»‪.‬‬ ‫ويف مقابل الحزم الذي أبدت�ه باتخاذها إجراءات‬ ‫أمنية فورية‪ ،‬مل تعلن الحكومة التونسية أي إجراءات‬ ‫رسيعة يف غري هذا املجال‪ .‬ورأى املحلل الس�يايس‪،‬‬ ‫س�ليم الخراط‪ ،‬أن ترصيحات أقط�اب الحكم جاءت‬ ‫مخيب�ة لآلم�ال‪ ،‬قائ ًال إن�ه «مل يفاجأ» بع�دم إعالن‬ ‫أي إج�راءات‪ ،‬وإنه «لو كانت الحكوم�ة متلك حلو ًال‬ ‫لطرحها‪ ،‬لفعلت قبل اندالع األزمة»‪ .‬ورأى الخراط أن‬ ‫الصيد «كان بإمكانه اتخاذ إجراءات غري مكلفة» ضد‬ ‫الفساد‪ ،‬غري أنه «فوت فرصة إعطاء إشارة إيجابية»‪.‬‬ ‫ومل يفل�ح يف تغيري هذه الصورة ل�دى الكثريين‬ ‫قول الوزير املكلف العالقات مع املجتمع املدين‪ ،‬كامل‬ ‫الجن�دويب‪ ،‬إن رئي�س ال�وزراء لن يتأخ�ر يف إعالن‬ ‫تدابري من أجل «الش�باب والتوظيف وتويل األوضاع‬ ‫الصعب�ة»‪ ،‬خاص�ة أن الصي�د كان ق�د أعل�ن‪ ،‬ي�وم‬

‫الجمعة املايض‪ ،‬أنه ال ميلك «عص ًا س�حرية» لتأمني‬ ‫الوظائف للجميع يف الوقت نفسه‪ .‬وذلك فيام دعت‬ ‫أحزاب االئتالف الحاكم إىل تنظيم ندوة وطنية حول‬ ‫التشغيل يف أقرب وقت‪ ،‬مؤكدة «مرشوعية مطالب‬ ‫الجه�ات املحروم�ة‪ ،‬وتعهدها العمل م�ع الحكومة‬ ‫ومجلس نواب الش�عب الستئصال آفة الفساد ورفع‬ ‫القي�ود اإلداري�ة ومراجع�ة القوانين والترشيعات‬ ‫املعرقل�ة لالس�تثامر الداخلي والخارج�ي»‪ .‬ودعت‬ ‫أحزاب االئتلاف الحكومة إلعادة ترتي�ب أولوياتها‪،‬‬ ‫وإق�رار إجراءات عاجل�ة ذات مردودية مبارشة عىل‬ ‫التشغيل‪ .‬ويف الوقت نفسه‪ ،‬أدانت األحزاب املذكورة‬ ‫«أعمال العنف والتخري�ب التي ش�هدتها عديد من‬ ‫املناطق يف البالد»‪.‬‬ ‫م�ن جهته‪ ،‬دع�ا الرئي�س املصري‪ ،‬عب�د الفتاح‬ ‫الس�ييس‪ ،‬التونس�يني إىل «ع�دم إضاع�ة بلده�م»‬ ‫ورضورة تفه�م صعوب�ة األوض�اع االقتصادية يف‬ ‫العامل أجمع‪ .‬وقال السييس يف خطابه يف أكادميية‬ ‫الرشطة يوم األول من أمس‪« :‬أنا ال أتدخل يف الشأن‬ ‫الداخلي ألش�قائنا يف تون�س‪ ،‬لك�ن أق�ول لهم إن‬ ‫الظروف االقتصادية صعبة جد ًا يف كل العامل‪( ،‬فـ)‬ ‫حافظوا عىل بلدكم»‪.‬‬ ‫وأىت كالم الس�ييس يف ظ�ل خش�ية البع�ض‪،‬‬ ‫و«تف�اؤل» البع�ض اآلخ�ر‪ ،‬بانتق�ال «ع�دوى»‬ ‫االحتجاج�ات يف تون�س إىل أقطار عربي�ة أخرى‪.‬‬ ‫وأمس شهدت املغرب ظاهرة آلالف املعلمني املتدربني‬ ‫وأرسه�م‪ ،‬يف ش�وارع العاصم�ة الرب�اط‪ ،‬وذل�ك‬ ‫احتجاج ًا عىل خطط حكومية لخفض الوظائف يف‬ ‫قطاع التعليم‪ ،‬متحدّين حظر ًا رسمي ًا للتظاهرات‪.‬‬ ‫(وكاالت)‬


‫األربعاء ‪ 27‬جانفي ‪2016‬‬

‫حوادث‬

‫منزل بورقيبة‪ :‬تخدير الحريفات وتصويرهن‬ ‫في وضعيات إباحية‬ ‫تفي�د وقائ�ع قضي�ة الحال‬ ‫والتي تعهدت بها فرقة الرشطة‬ ‫العدلي�ة مبن�زل بورقيب�ة أن�ه‬ ‫على أثر تق�دم امرأة بش�كاية‬ ‫مفاده�ا أنه�ا تعرض�ت اىل‬ ‫التهديد واالبتزاز من قبل حالقة‬ ‫وكه�ل بس�بب فيدي�و إباح�ي‬ ‫بحوزتها‪ ‬كان�ت التقطت�ه لها‪،‬‬ ‫يذكر أن ه�ذه املرأة صدمت مبا‬ ‫رأته لكونه�ا مل تكن عىل علم‪ ‬‬ ‫مبا وقع وأنها تعرفت عىل هذه‬ ‫املرأة بكونها حالقة وكانت عادة‬ ‫ما ترتدد على محلها‪ ‬ورمبا ما‬ ‫ح�دث كان تح�ت تأثير مخدر‬ ‫ومل تع مبا حصل له�ا‪ ،‬وتم إلقاء القبض عىل الحالقة‬ ‫وه�ذا الكه�ل الذي ظه�ر يف الرشيط ال�ذي تم حجزه‬ ‫وبإج�راء املعينات تبني أن هذا الرشيط صور يف منزل‬ ‫ه�ذه الحالقة الكائن بقرب من محله�ا‪ ،‬يذكر وأنه بعد‬

‫رأس الجبل‪ :‬القبض عىل أب‬ ‫تحرش بابنتيه القارصتني‬ ‫ألقى أع�وان فرق�ة الرشط�ة العدلية ب�رأس الجبل‬ ‫القب�ض على كه�ل يف العقد الراب�ع م�ن العمر بعد‬ ‫تحصنه بالفرار لتورطه يف التحرش الجنيس بابنتيه‬ ‫القارصتين‪ .‬وحس�ب املعطيات ح�ول املوضوع فإن‬ ‫أم البنتين تقدم�ت بش�كاية إىل وكال�ة الجمهورية‬ ‫وبإحالتها عىل فرقة الرشطة العدلية أفادت أن ابنتيها‬

‫‪9‬‬ ‫سيدي بوزيد‪ :‬عائلة تقايض طبيبة مختصة‬ ‫تقدمت إحدى العائالت بجهة سيدي بوزيد مؤخرا بقضية ضد طبيبة مختصة‬ ‫يف أمراض النس�اء والتوليد بعد أن أوهمت ابنتها بأنها حامل منذ فرتة وقامت‬ ‫بتمكينها من دفرت ملراقبة الجنني وبعض األدوية األخرى الخاصة بالحوامل‪ .‬إال‬ ‫أن الفت�اة ومع مرور حوايل ‪ 8 ‬أش�هر وبعد قيامها بفحوصات طبية تبني أنها‬ ‫ليست حامال مام تس�بب يف تدهور حالتها الصحية وخاصة النفسية وفق ما‬ ‫رصحت ب�ه العائلة‪ .‬وقد طالبت العائلة من كافة الس�لط املعنية برضورة تتبع‬ ‫هذه الطبيبة ومحاس�بتها عىل كل ما من ش�أنه أن يخلف أرضارا سواء صحية‬ ‫أو نفسية البنتهم‪.‬‬

‫اس�تكامل األبحاث ت�م إحالتهما عىل أنظ�ار النيابة‬ ‫العمومية وتعهد قايض التحقيق بالبحث‪ ‬يف املوضوع‬ ‫هذا وبعد السماع أذن بإصدار بطاقة اإليداع بالسجن‬ ‫يف حق الحالقة والكهل ملواصلة البحث معهام ‪.‬‬

‫حجز مجموعة من القطع األثرية واللوحات التشكيلية‬ ‫تفوق قيمتها ‪ 4‬مليارات‬ ‫متكن�ت االدارة الفرعي�ة للقضاي�ا االجرامي�ة بالقرجاين‬ ‫م�ن حجز مجموعة م�ن القط�ع األثرية الثمين�ة التي يعود‬ ‫بعضها اىل العهدين العثماين والعبايس وعدد من اللوحات‬ ‫التشكيلية قدرت قيمتها بأكرث من ‪ 4‬ماليني دينار‪.‬‬ ‫وانطل�ق البح�ث يف هذه القضية حس�ب م�ا رصح رئيس‬ ‫االدارة الفرعي�ة للقضايا االجرامية بالقرجاين عبد القادر بن‬ ‫فرح�ات عىل أثر ورود معلومات مفاده�ا تعرض أحد املنازل‬ ‫مبنطقة س�يدي بوس�عيد إىل رسقة لوحات فنية تش�كيلية‬ ‫يعود أغلبها إىل الفنان التشكييل الراحل عامر فرحات‪.‬‬ ‫ووفق خرباء من وزارة الثقافة واملحافظة عىل الرتاث تقدر‬ ‫قيمة اللوحات التش�كيلية مببالغ ترتاوح بني ‪ 200‬ألف دينار‬ ‫و‪ 300‬ألف دينار حس�ب تأكيد بن فرحات الذي شدد عىل أنها‬ ‫لوح�ات فنية مثين�ة توثق ألهم املراحل التي عاش�تها تونس‬ ‫بعد االستقالل‪.‬‬ ‫وأضاف املصدر ذاته أن التحريات األمنية أفضت اىل حرص‬

‫الش�بهة يف عدد م�ن األنفار الذين اعرتفوا بالتهم املنس�وبة‬ ‫إليهم‪ ‬وأق�روا بالتفريط يف جزء من التح�ف الثمينة لصالح‬ ‫أشخاص تستهويهم تجارة القطع األثرية عىل حد تعبريه‪.‬‬

‫صفاقس‪ :‬وفاة مسرتابة المرأة تونسية يف ليبيا‬ ‫ذات ‪ 6‬و‪ 8‬سنوات أكدتا تعرضهام يف العديد من املرات‬ ‫اىل تح�رش من ط�رف والدهام وقد تحص�ن بالفرار‬ ‫ونصب كمني محكم لهذا األب املستهرت والقبض عليه‬ ‫من قبل إحدى الدوريات وبتشديد الخناق عليه اعرتف‬ ‫مب�ا نس�ب إليه من أفع�ال لدى باح�ث البداية‪ .‬ومتت‬ ‫إحالت�ه م�ن أجل جرميت�ي التحرش واالعت�داء بفعل‬ ‫الفاحشة‪ .‬‬

‫لقي�ت امرأة تونس�ية أصيل�ة معتمدية الصخرية م�ن والية صفاقس‬ ‫حتفها بالعاصمة الليبية طرابلس يف ظروف مسرتابة وغامضة‪.‬‬ ‫الهالك�ة م�ن مواليد ‪ 1990‬وقد توفيت منذ ‪ 20‬ديس�مرب ‪ ،2015‬وقال‬ ‫ش�قيقها أن هناك بعض األنباء تتحدث عن قتله�ا بعيار ناري أطلقه‬ ‫زوجها‪.‬‬ ‫وينتظر أن تصل جثة الهالكة إىل مسقط رأسها بالصخرية ليتم نقلها‬ ‫إىل قس�م الطبيب الرشعي باملستش�فى الجامع�ي بصفاقس إلجراء‬ ‫التحالي�ل الالزمة ملعرفة أس�باب لوف�اة‪ ،‬مع التأكيد على أنه تم فتح‬ ‫تحقيق عديل يف الغرض‪.‬‬

‫طفل ‪ 15‬سنة يلقى حتفه طعنا بالسكين على يد صديقه‬ ‫ج�دت مبفترق النقرة قرص س�عيد جرمية بش�عة راح ضحيتها طفل ال يتجاوز س�نه الـ‪ 15‬س�نة على يد صديقه‬ ‫الذي‪ ‬يقربه سنا أثر شجار نشب‪ ‬بينهام ‪.‬‬ ‫وحس�ب تفاصيل الواقعة‪ ‬التي رواها ش�هود عيان فقد أقدم الجاين القارص عىل قتل صديقه طعنا بالس�كني عىل‬ ‫مستوى الرقبة يف طريق العام أمام أعني املارة ليرتكه يتخبط يف دمائه إىل أن فارق الحياة‪.‬‬ ‫وقد تويف الضحية عىل عني املكان يف حني قامت عائلة الجاين بتسليم ابنها وماتزال األبحاث جارية ملعرفة دوافع‬ ‫الجرمية البشعة‪.‬‬


‫‪10‬‬

‫األربعاء ‪ 27‬جانفي ‪2016‬‬

‫مجتمع‬

‫امللف االجتماعي والأزمة يف تون�س‬

‫ربما كان من املفارقات الغريبة أن يكون ش��هر جانفي هو األكثر ارتباطا باالنتفاضات والتحركات االجتماعية طوال التاريخ السياس��ي لتونس‬ ‫م��ا بع��د االس��تقالل‪ .‬منذ تحركات ‪ 25‬جانفي ‪ 1978‬ثم أحداث الخب��ز يف جانفي ‪ 1984‬ومرورا بالثورة التي أطاحت نظ��ام بن علي جانفي ‪ 2014‬وحتى‬ ‫األحداث املس��تجدة أخري ًا (جانفي ‪ ،)2016‬وكان الخيط الناظم بني كل هذه التحركات خلفيتها االجتماعية‪ ،‬س��واء احتجاج ًا على زيادة األس��عار أو‬ ‫مطالبة بالتشغيل‪ ،‬أو رفضا للسياسات الحكومية العاجزة عن حل املشكالت الحادة التي يعانيها املواطن التونسي‪.‬‬ ‫غري أن ما ميي�ز االحتجاجات الجديدة أنها‬ ‫ت�أيت يف س�ياق س�يايس ووطن�ي مختلف‬ ‫ع�ن س�ابقاتها‪ ،‬من حي�ث أنها تحص�ل بعد‬ ‫الث�ورة التي اندلعت هي نفس�ها عىل خلفية‬ ‫اجتامعي�ة‪ ،‬وضد حال�ة االنغالق الس�يايس‬ ‫يف ظ�ل حكم بن علي‪ .‬وأن محاولة ترشيح‬ ‫الواق�ع االجتامعي الذي أفىض إىل التحركات‬ ‫األخرية ميكن أن نالح�ظ‪ ،‬من خالله‪ ،‬أن هذه‬ ‫االحتجاج�ات كش�فت عن عج�ز الحكومات‬ ‫املتتالية بعد الثورة عن إيجاد حل جذري ألزمة‬ ‫التش�غيل الحادة التي تشهدها البالد‪ ،‬يف ظل‬ ‫تراجع االستثامر‪ ،‬وتقلص نسبة النمو بشكل‬ ‫يثير القل�ق‪ .‬وإذا كان�ت الجه�ات الرس�مية‬ ‫حاول�ت إيج�اد تربي�رات لفش�لها يف رس�م‬ ‫خطط واعدة‪ ،‬متنح األمل للفئات الش�بابية‪،‬‬ ‫وخصوص� ًا من حاميل الش�هادات العليا يف‬ ‫الحص�ول عىل موطن ش�غل‪ ،‬فاألكيد أن هذه‬ ‫التحركات تكتس�ب مرشوعيته�ا من عوامل‬

‫الوضع االجتماعي‬ ‫يلقي بظالل قاتمة على‬ ‫املشهد‪ ،‬وقد يصبح‬ ‫ً‬ ‫مدخال لتقويض كل‬ ‫املنجز السياسي‬ ‫متع�ددة‪ ،‬فاملناط�ق الداخلي�ة املهمش�ة التي‬ ‫انطلقت منها التحركات ما زالت‪ ،‬وعىل الرغم‬ ‫من مرور خمس س�نوات عىل الثورة‪ ،‬تعاين‬ ‫غي�اب تنمية فعلية وحلول جذرية ملش�كالت‬ ‫الفق�ر والتهمي�ش والبطالة‪ ،‬كما أن األزمة‬ ‫الحقيقي�ة تكمن يف الفس�اد املت�وارث الذي‬ ‫ما زال ينخ�ر البريوقراطية الرس�مية‪ ،‬والتي‬ ‫اس�تمرت متارس باملنطق والعقلية نفسيهام‬ ‫اللذ ْي�ن كان�ا زمن حك�م االس�تبداد‪ ،‬وهو ما‬ ‫ً‬ ‫بداية‪ ،‬إصالح�ا عميق� ًا يف أجهزة‬ ‫يقتضي‪،‬‬ ‫الحك�م واإلدارة ومحارب�ة انتش�ار الرش�وة‬ ‫والفساد وإرساء منظومة الحكم الرشيد‪.‬‬

‫يمثل املشهد االجتماعي‬ ‫يف تونس ما بعد الثورة‪،‬‬ ‫وخصوص ًا مشكلة‬ ‫البطالة‪ ،‬القضية‬ ‫املركزية التي ينبغي‬ ‫العمل على حلها‬

‫وم�ن ناحي�ة أخ�رى‪ ،‬إن توجي�ه االته�ام‬ ‫لجه�ات معين�ة بإث�ارة الف�وىض ال تكف�ي‪،‬‬ ‫وحدها‪ ،‬لتفسير ما جرى‪ ،‬ف�إذا كانت بعض‬ ‫ح�االت النه�ب والس�لب وقطع الط�رق تثري‬ ‫أكثر من س�ؤال حول م�ن يح ّركه�ا‪ ،‬ويدفع‬ ‫نحوه�ا‪ ،‬ف�إن الوض�ع االجتامع�ي املتفجر‬ ‫قاب�ل بطبيعت�ه لالش�تعال‪ ،‬وه�و م�ا ظلت‬ ‫الحكوم�ة املنتخب�ة تتل�كأ يف التعام�ل معه‬ ‫مب�ا يقتضيه من جدية‪ .‬ومب�ا أن التقاطعات‬ ‫بين الس�يايس واالجتامع�ي مما ال يخفى‬ ‫يف املش�هد التونيس‪ ،‬مبعن�ى أن حالة الرتدد‬ ‫وغي�اب اإلرادة الت�ي متي�ز األداء الحكوم�ي‬ ‫راكمت املش�كالت‪ ،‬ومل تس�ع إىل حلها‪ .‬كام‬ ‫أن س�عي بعض جهات املعارضة إىل توظيف‬ ‫األح�داث سياس�ي ًا‪ ،‬والدف�ع نح�و إطاح�ة‬ ‫الحكوم�ة الحالية‪ ،‬ال ميثل حلا بقدر ما هو‬ ‫خل�ط للأوراق‪ ،‬واس�تغالل للظ�رف‪ ،‬ولحالة‬ ‫األزم�ة االجتامعي�ة‪ ،‬ألن املش�كالت الحالية‬ ‫أكبر م�ن أن تتمك�ن أي حكومة م�ن حلها‪،‬‬ ‫وبص�ورة عاجلة وبش�كل نه�ايئ‪ .‬فاملطلوب‬ ‫بداي�ة فتح ح�وار وطني جدي‪ ،‬تش�ارك فيه‬ ‫جمي�ع األطراف السياس�ية واالجتامعية من‬ ‫ٍ‬ ‫مقرتحات واقعي ٍة وقابل ٍة للتحقق‪،‬‬ ‫أجل وضع‬

‫ضمن إمكان�ات الدولة‪ ،‬بعيد ًا عن الش�عارات‬ ‫واألداء الفوضوي يف الشارع‪.‬‬ ‫ميثل املش�هد االجتامعي يف تونس ما بعد‬ ‫الثورة‪ ،‬وخصوص ًا مش�كلة البطالة‪ ،‬القضية‬ ‫املركزية التي ينبغي العمل عىل حلها‪ ،‬وهو ما‬ ‫يبدو أن الحكومة الحالية عاجزة عن التعامل‬ ‫معها مبا تقتضيه م�ن حرص‪ ،‬خصوص ًا يف‬ ‫م�ا يتعلق بتعيني املس�ؤولني عىل املس�توى‬ ‫املحيل من معتمدين ووالة (س�بب األزمة يف‬ ‫القرصين حالة فس�اد وسوء ترصف من أحد‬ ‫املسؤولني املحليني)‪ .‬وثاني ًا‪ ،‬التوقف عن إقرار‬ ‫حلول مس�تعجلة‪ ،‬هدفها تسكني األزمة أكرث‬ ‫مام هو العم�ل عىل حلها جذري ًا عرب االبتعاد‬ ‫عن آليات التش�غيل الهش‪ ،‬وغري املنتج‪ .‬ثالث ًا‪،‬‬ ‫مصارحة الش�عب حول األزمات التي متر بها‬ ‫الدول�ة يف املج�ال االقتص�ادي‪ ،‬ومحدودي�ة‬ ‫قدرتها عىل التوظيف‪ .‬رابع ًا‪ ،‬محاربة الفساد‬ ‫املسترشي‪ ،‬خصوص ًا يف قطاع رجال األعامل‬ ‫قروض ضخمة من البنوك‪،‬‬ ‫ممن استفادوا من‬ ‫ٍ‬ ‫من دون س�عي فعيل اىل إرجاعها‪ ،‬فالتنمية‬ ‫ال ميك�ن أن تتحقق بصورة مفاجئة‪ ،‬بقدر ما‬ ‫ه�ي نتاج سيرورة من العم�ل املتواصل‪ ،‬يف‬ ‫ظل الشفافية والحكم الرشيد‪.‬‬

‫وعلى الرغم من أن خطاب الرئيس الباجي‬ ‫ً‬ ‫مفعما‬ ‫الس�بيس‪ ،‬ج�اء مطمئن�ا للش�ارع‪،‬‬ ‫بالوع�ود‪ ،‬ف�إن أس�لوب املعالج�ة لألزم�ة‬ ‫الحالية تقتيض مأسس�ة الحوار االجتامعي‬ ‫والس�يايس يف البلاد‪ ،‬حتى تتمك�ن جميع‬ ‫األطراف من املش�اركة يف إبداع حلول ممكنة‬ ‫للمش�كالت املزمن�ة للدولة التونس�ية‪ ،‬والتي‬ ‫توارثتها منذ عهود االستبداد‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫متكنت تونس من قطع خطوات فعلية‬ ‫لقد‬ ‫يف املجال الس�يايس‪ ،‬عرب إقرار دستور جديد‬ ‫ومحاولة بناء نظام سيايس أكرث دميقراطية‬ ‫وتعددي�ة‪ ،‬غير أن الوض�ع االجتامعي يلقي‬ ‫بظالل قامتة عىل املش�هد‪ ،‬وقد يصبح مدخ ً‬ ‫ال‬ ‫لتقويض كل املنجز الس�يايس‪ ،‬خصوص ًا يف‬ ‫ظل رغب�ة قوى دولية وامت�دادات محلية لها‬ ‫بتقويض املس�ار الس�يايس الحايل‪ ،‬وإعادة‬ ‫البلاد إىل مرب�ع االس�تبداد‪ ،‬أو إدخالها نفق‬ ‫الف�وىض‪ .‬الوض�ع الح�ايل لحظ�ة فارق�ة‬ ‫يف تاري�خ تونس الس�يايس‪ ،‬حي�ث يتطلب‬ ‫جه�د ًا مضاعف� ًا وإجامع� ًا وطني� ًا ملج�اوزة‬ ‫األزمة‪ ،‬والدف�ع نحو التقدم بخط�وات ثابتة‬ ‫يف اتج�اه مزيد من الدميقراطية السياس�ية‬ ‫واإلصالح االجتامعي‪ ،‬وحل مشكالت البطالة‬ ‫والتهمي�ش والتفاوت بني الجهات‪ ،‬ومحاربة‬ ‫لوبي�ات الفس�اد‪ ،‬وتحقي�ق الح�د األدىن من‬ ‫العيش الكريم لغالبي�ة املواطنني‪ ،‬يف بلد ثار‬ ‫شعبه يوم ًا رافع ًا ش�عار «شغل حرية كرامة‬ ‫وطنية»‪.‬‬ ‫سمير حمدي‬

‫النقابات التون�سية تنتقد �سيا�سة احلكومة يف ت�سكني االحتجاجات‬ ‫انتق��دت النقاب��ات العمالي��ة واملهتم��ون‬ ‫بالش��أن االقتص��ادي يف تون��س‪ ،‬الخمي��س‬ ‫املاض��ي‪ ،‬الق��رارات الت��ي اتخذته��ا الحكومة‬ ‫لتطويق االحتجاجات الش��عبية يف عدد من‬ ‫املحافظات املنتفضة‪.‬‬

‫واعتبر األمني الع�ام التحاد عامل تونس‪ ،‬إسماعيل الس�حباين‪،‬‬ ‫أن ق�رارات الحكومة ال تدل عىل جدي�ة يف التعاطي مع ملف التنمية‬ ‫والتش�غيل يف الجهات الداخلي�ة‪ ،‬واصفا إياها بالق�رارات االرتجالية‬ ‫واملترسعة‪ .‬وقال الس�حباين‪ ،‬يف ترصيح صحفي‪ :‬إن حكومة الصيد‬ ‫تعيد استنساخ األخطاء التي وقعت فيها الحكومات السابقة بالذهاب‬ ‫إىل املس�كنات دون معالج�ة أصل ال�داء يف املحافظ�ات األقل تنمية‪،‬‬ ‫مشيرا إىل أن ما وعدت به الحكومة بتشغيل ‪ 5‬آالف عاطل من العمل‬

‫لن يتحقق بس�بب عجز ميزانية الدولة عن خلق وظائف جديدة‪ ،‬وهو‬ ‫ما يهدد بانتفاضات شعبية أخرى‪.‬‬ ‫وأعل�ن مجلس الوزراء انتداب ‪ 5‬آالف عاطل من العمل ضمن اآلليات‬ ‫املعتم�دة يف برامج التش�غيل‪ ،‬باإلضاف�ة إىل انت�داب ‪ 1410‬عاطلني‬ ‫من العمل‪ ،‬كام تبنى البن�ك التونيس للتضامن ‪ 500‬مرشوع لتمويله‪،‬‬ ‫بكلفة إجاملية تصل إىل ‪ 6‬ماليني دينار‪ ،‬أي ما يعادل ‪ 3‬ماليني دوالر‪.‬‬ ‫كما وعدت الحكومة تخصي�ص ‪ 75‬ملي�ون دوالر للعناية بالطرقات‬ ‫والجسور باملنطقة‪ ،‬وبناء ألف مسكن اجتامعي‪.‬‬ ‫ب�دوره‪ ،‬أكد األمني العام املس�اعد لالتح�اد العام التونيس للش�غل‬ ‫س�امي الطاهري‪ ،‬أن معالجة البطالة وضعف التنمية يف املحافظات‬ ‫الداخلية يحت�اج إىل ضبط برامج حكومية دقيقة وتوفري اإلمكانيات‬ ‫املالية الالزمة لتحقيق الوعود‪ ،‬معتربا أن مس�ارعة الحكومة باإلعالن‬

‫ع�ن قرار انتداب ‪ 5‬آالف عاطل س�يغرق الحكومة يف مزيد من التداين‬ ‫الخارجي لتوفري نفقات أجور املوظفني‪.‬‬ ‫وتوق�ع الطاهري أن تتوس�ع رقع�ة املطالب لتمت�د إىل محافظات‬ ‫أخرى‪ ،‬مشيرا إىل أن الحكومة ستجد نفس�ها مضطرة إىل تلبية جل‬ ‫هذه املطالب حتى وإن كان ذلك عىل حساب توازناتها املالية‪.‬‬ ‫وكان صن�دوق النق�د الدويل ق�د ن ّبه تونس‪ ،‬يف م�اي املايض‪ ،‬إىل‬ ‫رضورة وق�ف نزي�ف التش�غيل يف القط�اع الع�ام‪ ،‬منتقدا سياس�ة‬ ‫الحكوم�ة بتوجيه الديون الخارجية نحو س�داد األجور عىل حس�اب‬ ‫التنمية‪ ،‬واصفا كتلة الرواتب يف تونس باألرفع يف العامل‪.‬‬ ‫ويقدّر خبراء االقتصاد الوظائف التي تفوق االحتياجات الحقيقية‬ ‫للدولة بنحو ‪ 100‬ألف وظيفة‪.‬‬ ‫ف‪ .‬سليم‬


‫األربعاء ‪ 27‬جانفي ‪2016‬‬

‫مجتمع‬

‫‪ 21‬جانفي‪ :‬اليوم العالمي للعناق‬

‫تحتف�ل بلدان العامل يوم ‪ 21‬جانفي ‪ 2015‬باليوم العاملي‬ ‫للعناق أو “هاغ داي” الذي جرى االحتفال به منذ سبعينات‬ ‫القرن املايض‪.‬‬ ‫وكان “كيفن زبورين” أول من أسس لهذا التقليد العاملي‬ ‫بع�د أن الح�ظ أن الفرتة املمتدة م�ن بداية الس�نة امليالدية‬ ‫إىل غاي�ة االحتفال بعي�د الحب يف‪ 14‬فيف�ري فرتة تعرف‬ ‫انخف�اض العالق�ات العاطفي�ة ومنذ ذلك الحني تأسس�ت‬ ‫فكرة االحتفال باليوم العاملي للعناق‪ .‬وقد أوضحت دراس�ة أمريكية أن للعناق فوائد كثرية فهو يس�اعد عىل‬ ‫انتظام رضبات القلب‪ ،‬واعتدال ضغط الدم‪ ،‬كام أنه يخفف من اإلحباط ويحث عىل االسرتخاء‪.‬‬ ‫وأوضحت الدراس�ة أن الس�بب يف ذلك يعود إىل قيام املخ بإفراز هرمون “أوكسيتوسني” الذي يساهم يف‬ ‫شعور املرء باألمان‪ ،‬حيث تكفي ‪ 7‬دقائق من العناق لإلحساس بنشوة السعادة‪.‬‬

‫منتدى الحقوق االقتصادية واالجتماعية" يطالب‬ ‫بـ"جبهة إنقاذ"‬ ‫دع�ا املنت�دى التونسي للحق�وق االقتصادي�ة‬ ‫واالجتامعي�ة كل مكون�ات املجتم�ع امل�دين والقوى‬ ‫السياسية واالجتامعية اىل جبهة إنقاذ تتبنى املطالب‬ ‫االجتامعية املرشوعة بتنمية عادلة وبالحد من الفساد‬ ‫وبتجس�يد مجم�ل املب�ادئ والحقوق الت�ي تضمنها‬ ‫الدستور وذلك عىل خلفية احتجاجات القرصين‪.‬‬ ‫كما طال�ب املنت�دى التحال�ف الحكوم�ي يف هذا‬

‫الص�دد بتبني برنام�ج إمنايئ عاج�ل للجهات األكرث‬ ‫فق�را وبإح�داث إصالح�ات جبائية جريئ�ة للحد من‬ ‫الحيف االجتامعي وضامن توزيع أعدل للرثوة‪.‬‬ ‫وأكد املنت�دى دعمه للحق يف الش�غل الذي يطالب‬ ‫به ش�باب الجهة وكل الجهات املهمش�ة ومس�اندته‬ ‫لكل تحركاتهم الس�لمية دفاعا عن حقوقهم وحقوق‬ ‫جهاته�م يف التنمي�ة والنهوض االجتامع�ي محذرا‬ ‫الحكوم�ة من خطورة االس�تمرار يف تجاهل مطالب‬ ‫املعطلين واملهمشين والفق�راء بع�د م�رور خمس‬ ‫سنوات من ثورة الحرية والكرامة‪.‬‬ ‫كما أعلن رفضه للع�ودة اىل الحل�ول األمنية التي‬ ‫أك�دت عىل امتداد فرتة حكم النظام الس�ابق فش�لها‬ ‫وعدم تناسبها مع دولة القانون ودستور الجمهورية‬ ‫الثانية الذي يضمن الحق يف العمل والتعليم والصحة‬ ‫والحق يف التظاهر السلمي‪.‬‬

‫آالف األرس ينهشها الفقر والربد ومعاناة ال تنتهي!‬ ‫صور كثرية هزت صفح�ات التواصل االجتامعي‬ ‫منه�ا م�ا يصور تالمي�ذ وس�كانا بأحذي�ة مهرتئة‬ ‫وس�ط الربد‪ ..‬وغريها تنقل تفاصي�ل حياة رثة يف‬ ‫منازل متش�ققة م�ع أغطية مهرتئ�ة‪ ..‬وحاالت من‬ ‫الفقر الكبري الذي يتزامن مع حالة الربد التي تتطلب‬ ‫مصاريف م�ن الطاق�ة الكهربائية أو‬ ‫أدوات التدفئ�ة التقليدية مثل الكانون‬ ‫وما يتطلب م�ن فحم أو جهاز التدفئة‬ ‫الذي يعتمد قواري�ر الغاز والتي تعترب‬ ‫تكلفة اشتعالها أيضا مكلفة للعائالت‬ ‫وحس�ب دراس�ة ملرك�ز الدراس�ات‬ ‫االقتصادي�ة واالجتامعي�ة بالتع�اون‬ ‫م�ع جامع�ة تونس‪ ،‬توس�عت نس�ب‬ ‫الفقر يف تونس خالل السنوات األربع‬ ‫األخيرة لتصل حوايل مليوين تونيس‬ ‫أي ما يعادل ‪ 30‬باملائة من التونسيني‪.‬‬ ‫الس�يد سليم س�عد الله رئيس منظمة الدفاع عن‬ ‫املستهلك أكد أن للربد تكاليفه وميزانيته التي تتجاوز‬ ‫ميزاني�ة األيام العادية م�ن مصاريف الغ�از والغاز‬ ‫األزرق والفح�م والكهرباء إضافة إىل س�عي ربات‬ ‫البيوت إىل إعداد وجبات س�اخنة ومغذية‪ ..‬وهو ما‬ ‫ميثل ثقلا إضافيا يف ميزاني�ات العائالت محدودة‬ ‫الدخل‪ ،‬ال س�يام مع تدهور املقدرة الرشائية ووجود‬ ‫عائالت بدون مداخيل‪.‬‬ ‫وأش�ار إىل اعت�زام منظمة الدفاع عن املس�تهلك‬ ‫القي�ام بلق�اء مع وزي�ر التجارة قصد اإلش�ارة إىل‬ ‫املناطق التي تشكو من نقص يف الغاز والغاز األزرق‬ ‫وغريها من النقائص التي توجد خاصة يف املناطق‬ ‫األكرث معان�اة من الفقر والبرد والتقلبات املناخية‬ ‫يف جندوبة والكاف وسليانة والقرصين‪.‬‬ ‫وأكدت منظمة الدفاع عن املستهلك رضورة توفري‬

‫إع‬

‫املواد الغذائي�ة‪ ..‬ووضع مخزونات يف الجهات التي‬ ‫قد تغلق طرقاتها بسبب األمطار والثلوج‪.‬‬ ‫وق�ال إن فاتورة البرد تزيد عن التكلف�ة العادية‬ ‫للمصاري�ف اليومي�ة‪ ،‬خاص�ة أن املق�درة الرشائية‬ ‫متده�ورة‪ ..‬وأنه ال بد من إيجاد حلول ملن مداخيلهم‬

‫منعدمة‪ ،‬والتدخل يف املناطق املحرومة‪.‬‬ ‫وتشير دراسة تم إنجازها يف ‪ 2010‬حول توزيع‬ ‫استهالك التونيس أن ‪ 29.3٪‬من إنفاق الفرد الواحد‬ ‫مخص�ص لألكل والشرب‪ 244٪ ،‬من مع�دل إنفاق‬ ‫الفرد موجه إىل الس�كن واس�تهالك الكهرباء واملاء‬ ‫(فواتري) أي أن إنفاق األكل والس�كن يلتهم أكرث من‬ ‫نصف ميزانية التونيس ثم تتوزع باقي النسب تباعا‬ ‫على النقل الذي يلتهم ‪ 9٪‬م�ن إنفاق التونيس تليه‬ ‫الصحة وم�واد النظافة بـ‪ 8.8٪‬ث�م اللباس بـ‪8.6٪‬‬ ‫ث�م التأثيث واملواد الكهرو منزلية بـ‪ 4.5٪‬ووس�ائل‬ ‫التقني�ات الحديث�ة من ج�وال وإعالمي�ة‪ ..‬بـ‪5.4٪‬‬ ‫و‪ 2.4٪‬للتعليم والتثقيف والرتفيه ‪. .1.4٪‬‬ ‫وتبقى مس�ألة الفق�ر املتزامن مع برد الش�تاء ‪..‬‬ ‫وحرم�ان مناط�ق عديدة م�ن أبس�ط املقومات يف‬ ‫حاج�ة إىل عمل ج�دي من كل األط�راف التي برزت‬ ‫سياسيا ووطنيا من خالل وعود انتخابية‪.‬‬

‫داد ‪ :‬إ‪ .‬الورفلي‬

‫‪11‬‬

‫�صحة املواطن يف خطر‪:‬‬ ‫الطب الرعواين‪ ...‬ينت�شر!‬

‫أم��ام ه��ذه الرغب��ة امللح��ة م��ن قب��ل‬ ‫الكثريين للعودة إىل التداوي باألعش��اب‬ ‫هروبا من مضاعفات األدوية الكيميائية‬ ‫اس��تغل ع��دد كب�ير م��ن الذي��ن يدع��ون‬ ‫يف العل��م معرف��ة ويدع��ون قدرته��م‬ ‫عل��ى امل��داواة باألعش��اب‪ .‬بالرتوي��ج على‬ ‫أنه��م ق��ادرون عل��ى امل��داواة باألعش��اب‬ ‫وممارسة ما يعرف بالطب النبوي‪.‬‬ ‫وللخروج من صفة مامرسة الطب الرعواين الذي‬ ‫ال يعتمد عىل أسس وقواعد علمية واضحة‪ ،‬اختارت‬ ‫هذه الفئة صفة الراقي الرشعي أو املعالج باألعشاب‬ ‫أو الطبيب الروحاين‪ ...‬هذه املهن الجديدة استقطبت‬ ‫ع�ددا ال ب�أس ب�ه ويع�دون بالعشرات‪ .‬وأصبحوا‬ ‫يعمل�ون يف العل�ن ويش�هرون أنش�طتهم على‬ ‫القنوات التلفزية والجرائد بع�د أن كانوا قبل الثورة‬ ‫قلة قليل�ة‪ .‬واملتأمل يف الومضات اإلش�هارية يجد‬ ‫فيها نوعا من التحيل عىل املشاهد باعتامد أساليب‬ ‫إغرائي�ة كثرية من ذلك مثلا التنصيص عىل أن من‬ ‫مي�ارس الطب الرعواين قد نجح يف معالجة العديد‬ ‫م�ن األمراض املس�تعصية ونج�ح يف القضاء عىل‬ ‫عدة أم�راض كان يعاين منها امل�رىض كالبوصفري‬ ‫والفدة والبهاق والس�كري وضغط الدم وغريها من‬ ‫األمراض املزمنة‪ .‬مث�ل هذه العبارات تجلب الحرفاء‬ ‫وتجعله�م ينق�ادون دون قي�د أو رشط نحو هؤالء‬ ‫املعالجين الروحانيني أو باألعش�اب أو بغريها من‬ ‫الوس�ائل الت�ي تب�دو يف ظاهرها آمن�ة‪ .‬والنتيجة‬ ‫تكون كارثية ويذهب ضحيتها العديد من األشخاص‬ ‫الذين يفقدون حياتهم لسبب من األسباب‪.‬‬ ‫أكد املكلف باإلعالم بوزارة الصحة شكري النفطي‬ ‫أن ال�وزارة كانت دامئ�ا يف حالة حرب مع مثل هذه‬ ‫الظواه�ر االجتامعي�ة‪ .‬وأضاف أن ع�ددا من الناس‬ ‫لديه�م حال�ة التباس أو خل�ط بني الط�ب البديل أو‬ ‫الطب الصين�ي والطب املثيل الذي ميارس�ه طبيب‬ ‫مختص ولديه كف�اءة يف الطب املثيل وقد بلغ عدد‬

‫األطب�اء املختصين يف ه�ذا املجال ح�وايل ‪1000‬‬ ‫طبي�ب وبين الط�ب الرع�واين القائم على تناول‬ ‫األعش�اب من غري وصفة طبية‪ .‬ويف اإلطار نفسه‬ ‫أك�د الدكتور طه زي�ن العابدين طبي�ب متفقد عام‬ ‫بوزارة الصحة أن الوزارة تحارب منذ سنوات ظاهرة‬ ‫الط�ب الرعواين وتعتربها م�ن األعامل املحرمة من‬ ‫قبل القانون وتعترب جرمية‪ .‬والوزارة ال تعرتف بأي‬ ‫نش�اط طبي أو أي شخص ميارس مهنة الطب غري‬ ‫مرس�م بعامدة األطب�اء دون ذلك كل فعل طبي غري‬ ‫املتع�ارف علي�ه يعترب م�ن املخالف�ات التي يخضع‬ ‫فاعلها للمسائالت القانونية‪.‬‬ ‫وتتدخل الوزارة عن�د إبالغها بأي تجاوزات حيث‬ ‫تق�وم بالبحث وإعلام وزارة التج�ارة إن كان األمر‬ ‫موك�وال لها ليتم حج�ز البضاعة التي تس�ببت يف‬ ‫املخاط�ر‪ .‬ويف حالة الوف�اة مثلام ح�دث مع املرأة‬ ‫التي توفيت عىل يد الراقي الرشعي يف والية مدنني‬ ‫تت�وىل وزارة الداخلي�ة فتح بح�ث وتحقيق ملعرفة‬ ‫مالبسات الحادثة‪.‬‬ ‫م�ن جهته�ا بينت الس�يدة ألف�ة بوزي�د الكاتبة‬ ‫العامة للجمعية التونسية إلرشاد املستهلك وترشيد‬ ‫االس�تهالك أن الط�ب الرع�واين يف تون�س ع�رف‬ ‫انتشارا واسعا خاصة بعد الثورة حيث كرثت دكاكني‬ ‫املختصني يف التداوي خاصة باألعش�اب واإلشكال‬ ‫ال يكمن يف نوعية العش�ب املس�تعمل بل يف طرق‬ ‫اس�تعاملها من قبل الكثري من الن�اس اليشء الذي‬ ‫أدى اىل وفاة فتاة تناولت بعض األعش�اب للتداوي‬ ‫من «الروماتيزم»‪.‬‬

‫‪ 57‬حالة ذهبت ضحية اإلتجار بالبرش يف تونس منذ سنة ‪2012‬‬

‫أفادت رئيس�ة بعث�ة املنظم�ة الدولي�ة للهجرة‬ ‫بتون�س لورين�ا الندو خلال الن�دوة الدولية حول‬ ‫مكافحة اإلتجار باألش�خاص تب�ادل التجارب بني‬ ‫تونس وأوروبا بأن عدد ضحايا اإلتجار بالبرش يف‬ ‫تونس منذ سنة ‪ 2012‬بلغ ‪ 57‬حالة تم استغاللهم‬ ‫باألساس يف الدعارة واألشغال الشاقة‪.‬‬ ‫وبّي�نّ وزي�ر العدل عم�ر منصور خلال الندوة‬ ‫امللتئمة بب�ادرة من وزارة الع�دل واملنظمة الدولية‬ ‫للهجرة ومجلس أوروبا أن مرشوع قانون أسايس‬ ‫يتعلق مبنع اإلتجار باألشخاص ومكافحته كانت‬ ‫أعدته ال�وزارة‪ ‬قد متت إحالته على مجلس نواب‬ ‫الشعب وينتظر عرضه قريبا عىل الجلسة العامة‪.‬‬ ‫وأوض�ح أن ه�ذا املشروع ال�ذي ص�ادق عليه‬

‫املجل�س الوزاري املنعقد يوم ‪ 6‬م�اي ‪ 2015‬يرتكز‬ ‫أساسا عىل الحامية واملتابعة والرشاكة مستعرضا‬ ‫مختل�ف الجهود املبذولة عىل املس�تويني الوطني‬ ‫والدويل عىل درب التصدي اىل هذه الجرمية ويف‬ ‫مقدمته�ا املواثيق والربتوك�والت الدولية املعتمدة‬ ‫يف هذا املجال‪.‬‬

‫إعالن عن تأسيس االتحاد الوطني لتالمذة تونس‬

‫ت�م خالل ن�دوة صحفي�ة عقدت بتون�س اإلعالن عن تأس�يس‬ ‫االتح�اد الوطني لتالمذة تونس وأفاد األمني العام لالتحاد الوطني‬ ‫لتالمذة تون�س أمري الجديدي أن هذه املنظم�ة النقابية تهدف اىل‬ ‫الدف�اع ع�ن األوضاع املادي�ة واألدبي�ة للتالميذ داخل املؤسس�ات‬ ‫اإلعدادية والثانوية‪ .‬ودعا املكلف بتنظيم املؤمتر التأسييس رياض‬ ‫ج�راد التالميذ اىل االنخ�راط صلب االتحاد الذي يعد حس�ب قوله‬ ‫املنظم�ة التلمذية األوىل من نوعه�ا يف تونس معلنا االنطالق يف‬ ‫تركيز مكاتب جهوية لالتحاد داخل كل اإلعداديات واملعاهد الثانوية‬ ‫بالجمهورية بهدف تنظيم املؤمتر التأسييس قبل نهاية سنة ‪.2017‬‬


‫‪12‬‬

‫األربعاء ‪ 27‬جانفي ‪2016‬‬

‫اقتصاد‬

‫‪� 2016‬سنة �سداد القرو�ض‪ ،‬وال معافاة قبل ‪2017‬‬

‫كانت س��نة ‪ 2015‬س��نة صعبة على جميع‬ ‫املس��تويات‪ ،‬ارتفع��ت فيها نس��بة التضخم‪،‬‬ ‫وش��هدت تون��س تراجع��ا يف مؤش��رات‬ ‫التصنيف السيادية ولجأت فيها الدولة إىل‬ ‫االقرتاض يف أكثر من مناس��بة ولدى أكثر‬ ‫من جهة دولية‪.‬‬

‫ويؤك�د خبراء أنّ االقتص�اد التونسي يتطلب وقت�ا طويال‬ ‫للتع�ايف م�ن ه�ذه األزمة‪ ،‬متوقعين أن تكون س�نة ‪2016‬‬ ‫صعبة أيضا عىل أكرث من مستوى‪.‬‬ ‫وبالع�ودة إىل أبرز املحطات االقتصادية س�نة ‪ 2015‬نجد أنّ‬ ‫تون�س تحصلت (أو و ّقعت اتفاق�ات للحصول) عىل ما يزيد‬ ‫ع�ن ‪ 15‬قرضا م�ن جهات مختلفة أبرزه�ا االتحاد األورويب‬ ‫واملفوضي�ة األوروبي�ة والبن�ك العامل�ي والوكال�ة اليابانية‬ ‫للتعاون الدويل وأملانيا وإيطاليا واململكة العربية السعودية‪.‬‬ ‫فخالل ال ّنصف األول من س�نة ‪ 2015‬فحسب حصلت تونس‬ ‫على قرض من أملاني�ا بقيمة ‪ 99,9‬ملي�ون أورو منها ‪26,9‬‬ ‫ملي�ون أورو يف ش�كل هب�ة إلنج�از مش�اريع يف مجاالت‬ ‫التمويالت الصغرى وبعث املشاريع واملياه والطاقة والتشغيل‬ ‫والتنمية الجهوية‪ .‬وأق�رض البنك العاملي تونس ‪ 100‬مليون‬ ‫دوالر (حواىل ‪ 193,2‬مليون دينار) لتنفيذ مرشوع حكومي‬ ‫يهدف إىل دعم املؤسس�ات املتوس�طة والصغرى ومتناهية‬ ‫الصغر‪ ،‬كام صادق مجلس نواب الشعب عىل مرشوع قانون‬ ‫يتعلق مبذكرة تفاهم واتفاقية قرض تم توقيعهام بني تونس‬ ‫واالتح�اد األورويب ي�وم ‪ 29‬أوت ‪ 2014‬وتبلغ قيمة القرض‬ ‫ال�ذي يتميز برشوط ميرسة ومدة س�داد تصل إىل ‪ 15‬س�نة‬ ‫‪ 300‬ملي�ون أورو (حواىل ‪ 650‬مليون دينار) ويندرج ضمن‬ ‫آلي�ة الدعم املايل الكيل بهدف توفري الحاجيات االس�تثنائية‬ ‫من التمويل الخارجي يف مس�توى مي�زان الدفوعات لفائدة‬ ‫دول الج�وار‪ ،‬ث� ّم ص�ادق على مرشوعي قانونين لتعصري‬ ‫املؤسس�ات الرتبوي�ة يتعلق األول بقرض مس�ند م�ن البنك‬ ‫األورويب لالس�تثامر بقيمة نح�و ‪ 70‬ملي�ون أورو والثاين‬ ‫بقرض من املؤسسة األملانية للقروض من أجل اإلعامر بنحو‬ ‫‪ 45‬مليون أورو‪.‬‬ ‫وخلال الفرتة ذاتها أعل�ن البنك العاملي ع�ن تخصيص نحو‬ ‫‪ 4‬ملي�ارات دوالر لفائ�دة اإلصالح�ات الت�ي أطلقتها تونس‬ ‫على املدى الطويل عىل غرار النظام البنيك وتحسين مناخ‬ ‫األعامل وإحداث مواطن الش�غل وإصالح االدارة‪ .‬ويف أفريل‬ ‫امل�ايض ص�ادق مجلس نواب الش�عب عىل مشروع قانون‬ ‫يتعلق بتمويل ياب�اين من الوكالة الياباني�ة للتعاون الدويل‬ ‫بقيم�ة ‪ 075,38‬ملي�ون ي�ان ياباين أي ح�وايل ‪ 600‬مليون‬ ‫دين�ار إلنج�از محط�ة إنت�اج الكهرب�اء برادس‪ ،‬كما وافق‬ ‫االتح�اد األورويب يف الفترة ذاتها على رصف ‪ 100‬مليون‬ ‫أورو (م�ا يع�ادل ‪ 350,210‬مليون دينار) يف ش�كل قروض‬ ‫لفائدة تونس ملس�اعدتها عىل تجاوز التحديات االقتصادية‪،‬‬ ‫ومنحت املفوضي�ة األوروبية تونس هب�ة بقيمة ‪ 63‬مليون‬ ‫أورو (ح�وايل ‪ 135‬ملي�ون دينار) لتمويل إصالحات تش�مل‬ ‫القط�اع القض�ايئ والقط�اع الس�معي البصري ومرشوع‬ ‫إنجاز املرحلة الثانية من تهيئة األحياء الش�عبية‪ ،‬فيام تعتزم‬ ‫الحكومة اإليطالية تحويل جزء من ديون تونس لدى إيطاليا‬ ‫مب�ا قيمت�ه ‪ 25‬مليون أورو (ح�واىل ‪ 53‬ملي�ون دينار) إىل‬

‫مش�اريع اس�تثامرية تنموي�ة‪ .‬ويف س�بتمرب امل�ايض قدم‬ ‫ً‬ ‫قرضا لتونس بقيمة‬ ‫البنك األورويب إلعادة اإلعامر والتنمية‬ ‫‪ 20‬ملي�ون ي�ورو للمس�اهمة يف متوي�ل مشروع إلصالح‬ ‫بحرية بنزرت‪ .‬ويف مطلع ديس�مرب املايض بادرت املفوضية‬ ‫األوروبية برصف قرض بقيمة ‪ 100‬مليون أورو لتونس وفق‬ ‫م�ا أعلنت عنه س�فرية االتحاد األورويب بتون�س لورا باييزا‬ ‫عىل هام�ش توقيع اتفاق هبة موجه�ة لتمويل برامج دعم‬ ‫القطاع الثقايف واتفاق الرشاكة‪ .‬كام وقعت تونس واململكة‬ ‫العربية الس�عودية يوم ‪ 22‬ديسمرب ‪ 2015‬يف الرياض عىل‬ ‫اتفاقيت�ي قرض بقيم�ة ‪ 659‬مليون دين�ار لتمويل مرشوع‬ ‫محطة توليد الكهرب�اء باملرناقية بالعاصمة‪ .‬وقد وقع وزير‬ ‫املالية س�ليم ش�اكر االتفاقي�ة األوىل مع رئي�س الصندوق‬ ‫الس�عودي للتنمية ووزير املالية الس�عودي بقيمة ‪ 259‬م د‪.‬‬

‫االقتصاد التونيس لن يتعاىف إىل غاية ‪ 2017‬ألنّ هذه السنة‬ ‫هي سنة تسديد قروض ضخمة متخلدة بذمة تونس‪ .‬وأشار‬ ‫س�عيدان إىل أنّ الوضع االقتصادي التونيس «دخل ألول مرة‬ ‫يف تاريخه خالل سنة ‪ 2015‬يف مرحلة االنكامش‪ ،‬حيث تم‬ ‫تس�جيل أقل نسبة منو مام نتج عنه عدم خلق مواطن شغل‬ ‫جديدة وارتفاع نسبة البطالة» موضحا أن وضعية االنكامش‬ ‫االقتص�ادي ال تخل�ق ث�روة جديدة بل تس�اهم يف خس�ارة‬ ‫الثروة املوج�ودة واس�تنزافها‪ .‬وقال س�عيدان إن تونس قد‬ ‫تضطر س�نة ‪ 2017‬إىل طلب إعادة جدولة ديونها الخارجية‬ ‫من املؤسسات املالية والجهات املانحة معتربا أن ذلك سيكون‬ ‫س�ابقة أوىل يف تاريخ تونس منذ االس�تقالل‪ .‬ويف قراءته‬ ‫لقانون املالية لس�نة ‪ 2016‬أوضح س�عيدان أن نسبة ‪% 45‬‬ ‫م�ن امليزانية العام�ة للدولة مخصصة لألج�ور يف الوظيفة‬

‫فيام وقع االتفاقية الثانية مع ممثل البنك اإلسالمي للتنمية‬ ‫بقيمة ‪ 400‬م د‪ ،‬سيتم ضخها يف نفس املرشوع‪.‬‬ ‫وكان وزي�ر املالية س�ليم ش�اكر أعل�ن أن احتياجات تونس‬ ‫م�ن التمويل األجنب�ي يف ‪ 2016‬س�تكون ‪ 3.6‬مليار دوالر‪.‬‬ ‫وأضاف أن تونس ستعود للسوق املالية من جديد عام ‪2016‬‬ ‫وس�تصدر س�ندات بقيمة تصل إىل مليار دوالر يف جانفي‬ ‫أو فيف�ري ‪ 2016‬عىل أقىص تقدير كام أش�ار إىل أنّ تونس‬ ‫س�تبدأ مطل�ع ‪ 2016‬مفاوض�ات مع صن�دوق النقد الدويل‬ ‫لالتفاق عىل برنامج متويل جديد قد يصل إىل ملياري دوالر‪.‬‬ ‫وكان صن�دوق النقد الدويل أق�رض تونس يف ‪ 2015‬حوايل‬ ‫‪ 1.6‬ملي�ار دوالر ضمن اتفاق التزمت تونس مبوجبه بإجراء‬ ‫سلس�لة إصالحات اقتصادية‪ .‬وم�ن املتوقع أن تصدر تونس‬ ‫أيضا صكوكا إسلامية كانت مربمجة س�ابقا قبل تأجيلها‪،‬‬ ‫بقيمة مليار دينار يف النصف األول من ‪. 2016‬‬ ‫ويف السياق ذاته ّ‬ ‫أكد الخبري االقتصادي عز الدين سعيدان أن‬

‫العمومية فيام خصصت ‪ % 37‬من امليزانية للنفقات األخرى‬ ‫من بينها تس�ديد الد ْين العمومي وصن�دوق التعويض‪ ،‬وهو‬ ‫م�ا يعن�ي أن ‪ % 18‬فقط س�تخصص للتنمية واالس�تثامر‪،‬‬ ‫مما يعني عدم الخروج من األزم�ة االقتصادية الراهنة‪ ،‬ألن‬ ‫االستثامر هو الطريق الوحيدة إلنقاذ االقتصاد‪.‬‬ ‫واعتبر الخبري االقتص�ادي الصادق جبنون أ ّن�ه من املرجح‬ ‫أن تلج�أ الدول�ة إىل قانون مالي�ة تكمييل نظ�را إىل ضعف‬ ‫االس�تثامر والركود االقتصادي الذي وصل مرحلة االنكامش‬ ‫نتيجة نس�ب النمو الس�لبية خاص�ة يف القط�اع الفالحي‪،‬‬ ‫إضافة إىل تواصل أزمة السياحة والضعف الهيكيل للصناعة‬ ‫التونس�ية‪ّ .‬‬ ‫وأك�د جبن�ون أنّ «الدولة تعاين م�ن ضغوطات‬ ‫كبيرة أهمه�ا مطالبته�ا بتس�ديد ‪ 8‬ملي�ارات دوالر كديون‬ ‫متخلدة بذمتها سنة ‪ ،2016‬وهو ما يجعل تحقيق نسبة منو‬ ‫تق�در بـ ‪ 2,5‬باملائة خالل س�نة ‪( ،2016‬كام جاء يف قانون‬ ‫املالية) غري واردة‪ .‬‬

‫مفاوضات تونسية صينية إلحداث مرشوع يف إحدى مناطق التنمية الجهوية‬ ‫أعل�ن خليل العبيدي املدير العام لوكالة النهوض باالس�تثامر الخارج�ي‪ ،‬خالل ندوة صحفية عىل هامش زيارة‬ ‫يجريها وفد من مجموعة صينية عمومية متخصصة يف تركيب العربات السيارة إىل تونس‪ ،‬أن تونس قطعت‬ ‫أش�واطا متقدم�ة يف مفاوضات تجريه�ا مع املجموعة الصيني�ة لبعث مرشوع للنقل املج�دد بإحدى مناطق‬ ‫التنمية الجهوية‪ .‬وأضاف العبيدي أن الرشكة الصينية التي يبلغ رقم معامالتها نحو ‪ 20‬مليارا ستبعث املرشوع‬ ‫بالرشاكة مع القطاع الخاص ويتضمن مكونني أساس�يني‪ .‬وتابع خليل العبيدي أن املفاوضات ش�هدت تقدما‬ ‫مع الصينيني حول املك ّون األول املتعلق بأحداث وحدة لرتكيب الحافالت املقتصدة للطاقة ‪.‬وأوضح املس�ؤول أن‬ ‫املرشوع املذكور يتنزل يف إطار املخطط الجديد الذي أرسته وكالة النهوض باالستثامر الخارجي من أجل دعم‬ ‫تدفق االستثامرات األجنبية يف تونس‪.‬‬


‫األربعاء ‪ 27‬جانفي ‪2016‬‬

‫اقتصاد‬

‫خطة تونسية لكبح ارتفاع أسعار السلع‬

‫الصني وإيران ترفعان التبادل التجاري‬ ‫إىل ‪ 600‬مليار دوالر‬ ‫وصل الرئيس الصيني‪ ،‬يش جني بينغ‪ ،‬الس�بت‪ ،‬إىل‬ ‫العاصم�ة اإليرانية طهران عىل رأس وفد س�يايس‬ ‫واقتصادي رفيع املس�توى‪ .‬وبع�د لقائه الثنايئ مع‬ ‫نظيره اإلي�راين‪ ،‬حس�ن روح�اين‪ ،‬و ّق�ع الطرفان‬ ‫على ‪ 17‬اتفاقية تعاون مشترك تش�مل ع�دد ًا من‬ ‫القطاعات واملجاالت‪.‬‬ ‫وقال الرئيس�ان عقب جلس�ة املباحثات الثنائية‪ ،‬إن‬ ‫بلديهما اتفقا عىل توس�يع العالق�ات االقتصادية‬ ‫والسياس�ية بينهام‪ ،‬ووصفا ذلك بأنه‬ ‫موسم جديد يف العالقات الثنائية بني‬ ‫البلدين‪.‬‬ ‫إىل ذل�ك‪ ،‬ق�ال روح�اين يف مؤمت�ر‬ ‫صح�ايف م�ع يش أذاع�ه التلفزي�ون‬ ‫الحكوم�ي اإلي�راين‪" :‬نح�ن س�عداء‬ ‫بزي�ارة الرئيس يش إىل إيران بعد رفع‬ ‫العقوبات‪ ..‬اتفقت إيران والصني عىل‬ ‫زيادة التب�ادل التجاري إىل ‪ 600‬مليار‬ ‫دوالر يف السنوات العرش املقبلة"‪.‬‬ ‫وكان�ت الصين واح�دة م�ن الق�وى‬ ‫العاملية الس�ت التي تفاوضت من أجل‬ ‫إنج�از اتف�اق تاريخ�ي مع إي�ران يف‬ ‫جويلية قلّصت طه�ران مبقتضاه برنامجها النووي‬ ‫املتنازع عليه وكس�بت إزال�ة العقوبات التي فرضت‬ ‫عليها عزلة دولية يف املقابل‪.‬‬ ‫ووق�ع وزراء االقتص�اد والتنمي�ة يف البلدي�ن عىل‬ ‫اتفاقي�ة "الحزام االقتصادي" لطريق الحرير‪ ،‬والتي‬ ‫تهدف يف ش�ق منها إىل إيجاد طريق حرير بحري‪،‬‬ ‫فض ًال عن توقيع هيئت�ي الطاقة الذرية لدى البلدين‬ ‫على اتفاقي�ة أخ�رى لتطوي�ر التع�اون يف مجال‬ ‫الطاقة النووية السلمية‪.‬‬ ‫كام وق�ع الطرفان عىل اتفاقي�ة حقوقية قضائية‪،‬‬ ‫واتفاقي�ة أخرى علمي�ة تكنولوجي�ا‪ ،‬وأخرى تتعلق‬ ‫بالبيئة‪ ،‬وكلها اتفاقي�ات تهدف لتبادل الخربات بني‬ ‫البلدين‪.‬‬ ‫وحرض وزراء التجارة يف البلدين جلسة االتفاقيات‬

‫ه�ذه‪ ،‬حي�ث وقع�ا على اتفاقي�ات أخ�رى تتعل�ق‬ ‫بالقطاع�ات التجاري�ة والصناعي�ة واملعدني�ة‪،‬‬ ‫باإلضاف�ة التفاقيات ترتبط بقط�اع النقل‪ ،‬منها ما‬ ‫يتعل�ق بتأمني امل�وارد املالية واإلرشاف عىل إنش�اء‬ ‫خط القطارات الرسيع بني العاصمة طهران ومدينة‬ ‫مشهد الواقعة شامل رشقي البالد‪.‬‬ ‫واتف�ق الطرف�ان على تطوي�ر العمل املشترك بني‬ ‫غرف التجارة لدى البلدين‪ ،‬وتعزيز فرص االس�تثامر‬

‫بينهام‪ ،‬والسماح لالس�تثامرات الصينية بالدخول‬ ‫إليران بشكل واسع‪ ،‬فضال عن توقيع اتفاقية ترتبط‬ ‫بتطوير التعاون مع الصني يف منطقة قش�م الحرة‬ ‫الواقع�ة جنويب إي�ران‪ ،‬والسماح باملقابل لطهران‬ ‫بالحضور بش�كل فاعل يف منطقة بايلوت غوانجو‬ ‫الصينية‪ ،‬وهي منطقة حرة أيضا‪.‬‬ ‫وتحص�ل الصين على نصي�ب ‪ 25%‬م�ن التجارة‬ ‫اإليراني�ة‪ ،‬كما أن ‪ 50%‬من منتج�ات النفط والغاز‬ ‫اإلي�راين تحص�ل عليه�ا بكين‪ ،‬وقد تج�اوز حجم‬ ‫التب�ادل التجاري بني البلدين مع�دل ‪ 50‬مليار دوالر‬ ‫يف ع�ام ‪ ،2014‬وذل�ك بع�د أن كان يبل�غ قب�ل عقد‬ ‫م�ن هذا التاريخ ‪ 500‬مليون دوالر‪ ،‬بحس�ب بيانات‬ ‫رسمية‪.‬‬ ‫وكاالت‬

‫«أوكسفام»‪ :‬أثرياء العالم ‪ % 1‬ويملكون أكرث من الباقني‬ ‫فاقت الرثوات التي راكمها واحد يف املئة هم أثرى‬ ‫أثري�اء العامل يف العام املايض‪ ،‬م�ا ميلكه الـ ‪99‬‬ ‫يف املئة الباقون‪ ،‬وفق ما أفادت‪ ،‬األسبوع املايض‪،‬‬ ‫منظمة «أوكسفام» الربيطان ّية غري الحكوم ّية‪.‬‬ ‫وبعن�وان «اقتص�اد يف خدم�ة واح�د يف املئة»‪،‬‬ ‫جاء يف تقرير املنظمة أنَّ «الفارق بني املجموعة‬ ‫تعمق بش�كل كبري‬ ‫األكرث‬ ‫ً‬ ‫ث�راء وباقي الس�كان‪ّ ،‬‬

‫خالل االثني عرش شهر ًا املاضية»‪.‬‬ ‫وأشار التقرير إىل أنَّ «أوكسفام تكهّنت بأنَّ واحداً‬ ‫يف املئة سيملكون أكرث من باقي سكان العامل يف‬ ‫الع�ام ‪ .2016‬لكن ذلك تح ّقق يف ‪ ،2015‬قبل عام‬ ‫مماَّ كان متوقع ًا»‪.‬‬ ‫ويف مث�ال عن ا ّتس�اع الفارق‪ ،‬قال�ت املنظمة إنَّ‬ ‫«‪ 62‬شخص ًا ميلكون ما يساوي ما ميلكه النصف‬ ‫األشد فقر ًا من سكان العامل»‪ ،‬يف حني كان «هذا‬ ‫الرقم ‪ 388‬قبل خمس سنوات»‪.‬‬ ‫ودعت املنظمة املش�اركني يف منت�دى «دافوس»‬

‫‪13‬‬

‫إىل التح ّرك ملواجهة هذا الوضع‪.‬‬ ‫وقال مانون اوبري املكلّف مسائل العدالة الجبائية‬ ‫والفوارق لدى «أوكسفام»‪ ،‬يف بيان‪« :‬ال ميكننا أن‬ ‫نستم ّر يف ترك ماليني األشخاص يعانون الجوع‪،‬‬ ‫يف حني تتكدّس املوارد التي ميكن أن تس�اعدهم‬ ‫بني أيدي بعض األشخاص يف أعىل السلّم»‪.‬‬ ‫وبحس�ب «أوكس�فام»‪ ،‬فإ ّن�ه «منذ بداي�ة القرن‬ ‫الحادي والعرشين‪ ،‬حصل النصف األش�دّ‬ ‫فق�ر ًا من البرش ّية على أق ّل من واحد يف‬ ‫املئة من الزيادة الجملية للرثوات العامل ّية‪،‬‬ ‫ثراء‬ ‫يف حني أنَّ الواحد يف املئة من األكرث ً‬ ‫تقاسموا نصف هذه الزيادة»‪.‬‬ ‫وملواجه�ة ا ّتس�اع الف�وارق‪ ،‬دع�ت‬ ‫«أوكس�فام»‪ ،‬خصوص ًا‪ ،‬إىل إنهاء «عرص‬ ‫ً‬ ‫مشيرة إىل أنَّ ‪ 9‬من‬ ‫الجنات الرضيب ّية»‪،‬‬ ‫مؤسس�ات توجد «ضم�ن الرشكاء‬ ‫عرش‬ ‫ّ‬ ‫االستراتيج ّيني» للمنت�دى االقتص�ادي‬ ‫العاملي «لديها وجود يف جنة رضيبية واحدة عىل‬ ‫األقل»‪.‬‬ ‫وقال�ت املدي�رة العام�ة ل�ـ «أوكس�فام»‪ ،‬وين�ي‬ ‫بيانيما‪« :‬علينا مطالب�ة الحكوم�ات والرشكات‬ ‫والنخ�ب االقتصاد ّية الح�ارضة يف دافوس حتى‬ ‫تتع ّهد بإنهاء عرص الجنات الرضيب ّية التي تفاقم‬ ‫الفوارق العامل ّية ومتنع مئات ماليني األش�خاص‬ ‫من الخروج من الفقر»‪.‬‬ ‫(أ ف ب)‬

‫كش�ف وزير التجارة التونيس محسن حسن‪،‬‬ ‫عن خطة جديدة س�تعمل الوزارة عىل تنفيذها‬ ‫لكب�ح أس�عار امل�واد االس�تهالكية وخف�ض‬ ‫التضخم يف أسعار املستهلكني‪.‬‬ ‫وقال حسن‪ ،‬يف ترصيحات صحافية األسبوع‬ ‫امل�ايض إن الحد من ارتفاع األس�عار س�يكون‬ ‫يف ص�دارة أولوي�ات ال�وزارة‪ ،‬موضح�ا أن‬ ‫ّ‬ ‫التحكم يف تطور األس�عار ستكون عرب‬ ‫أدوات‬ ‫تكثي�ف وتنويع جهود الرقابة االقتصادية‪ ،‬إىل‬ ‫جانب اإلعداد املس�بق للمواس�م االس�تهالكية‬ ‫واسترشاف تطورات العرض والطلب‪.‬‬ ‫وتعد املحافظة عىل القدرة الرشائية للتونسيني‬ ‫من اإلش�كاليات الكربى الت�ي تعرتض الوزراء‬ ‫الذين تداولوا عىل وزارة التجارة‪.‬‬ ‫وباإلضاف�ة إىل ارتفاع نس�بة التضخم نتيجة‬ ‫الظ�رف االقتصادي الصعب الذي متر به البالد‪،‬‬ ‫تش�هد األس�واق التونس�ية حالة من االنفالت‬ ‫أدت إىل عجز مصال�ح الرقابة االقتصادية عن‬ ‫أداء مهامها‪.‬‬ ‫وتتك�رر بصف�ة مس�تمرة مح�اوالت االعتداء‬ ‫عىل فرق الرقاب�ة داخل األس�واق أثناء أدائهم‬ ‫ملهامهم‪ ،‬وه�و ما جع�ل وزارة التجارة تطالب‬ ‫بتعزيز مجهودات فرقها بأعوان األمن‪.‬‬ ‫وتستقر نسبة التضخم‪ ،‬حسب بيانات رسمية‬ ‫أعل�ن عنه�ا املعه�د الوطن�ي لإلحص�اء نهاية‬ ‫شهر ديسمرب املايض‪ ،‬يف حدود ‪ 4.1%‬مقابل‬ ‫‪ 5.6%‬خالل الفرتة ذاتها من عام ‪ ،2014‬وهي‬ ‫نس�بة وصفها الخبراء باملقبول�ة مقارنة مبا‬ ‫كانت عليه سابقا‪.‬‬ ‫وأش�ار وزير التجارة إىل أن الوزارة س�تحرص‬ ‫أيض�ا عىل زيادة من�و الص�ادرات‪ ،‬عرب تدعيم‬ ‫نفاذ املنتجات التونسية نحو األسواق الواعدة‪،‬‬ ‫وخاص�ة األفريقي�ة‪ ،‬وتطوي�ر االتفاقي�ات‬ ‫املنظمة للتبادل التج�اري مع عديد من البلدان‬

‫عىل غرار الجزائر‪.‬‬ ‫وباإلضاف�ة إىل مه�ام التحك�م يف الس�وق‬ ‫واألسعار‪ ،‬ينتظر وزي َر التجارة ٌ‬ ‫ملف مستعجل‬ ‫ترى دوائر القرار امل�ايل العاملي أن إنهاءه مهم‬ ‫ج�دا لتون�س وه�و املفاوض�ات م�ع االتحاد‬ ‫األورويب بشأن اتفاق شامل للتبادل التجاري‪.‬‬ ‫وتشدد األحزاب املعارضة واملنظامت الصناعية‬ ‫والفالحي�ة (الزراعية) على رضورة أن تكون‬ ‫املفاوضات مع االتحاد األورويب مس�تندة إىل‬ ‫جملة من املبادئ‪ ،‬أهمها رضورة تكافؤ الفرص‬ ‫ومستوى القدرة التنافسية لبعض القطاعات‪،‬‬ ‫إىل جان�ب رضورة تفعي�ل مب�دأ حري�ة تنقل‬ ‫األش�خاص واالعتراف املتب�ادل بالكف�اءات‬ ‫والش�هادات لتيسير نفاذ الخدمات التونسية‬ ‫إىل الفضاء األورويب‪.‬‬ ‫ودخل�ت تونس منذ جوان امل�ايض يف مرحلة‬ ‫جديدة م�ن املفاوضات مع االتح�اد األورويب‬ ‫لتفعيل قرار حصول تونس عىل مرتبة الرشيك‬ ‫املتق�دم‪ ،‬غير أن رك�ود االقتص�اد وتراج�ع‬ ‫امل�ؤرشات جعال الحكوم�ة عاجزة ع�ن اتخاذ‬ ‫قرارات جريئة بشأن هذا امللف‪.‬‬ ‫ف‪ .‬سليم‬

‫رسم المخططات العامة‪ :‬تونس تتبنى تجربة‬ ‫فرنسا يف االسترشاف‬ ‫وق�ع املعهد التونيس للدراس�ات االستراتيجية‬ ‫اتفاق رشاك�ة مع املفوضي�ة الفرنس�ية العامة‬ ‫للدراسات االستراتيجية وستمكن هذه الرشاكة‬ ‫من االس�تئناس بتجربة الحكومة الفرنسية يف‬ ‫رسم سياساتها التنموية واالقتصادية العامة‪ .‬‬ ‫وأك�د حات�م ب�ن س�امل مدي�ر املعه�د التونيس‬ ‫للدراس�ات االس�ترشافية خلال ن�دوة فكري�ة‬ ‫عقدت بالضاحية الشمالية للعاصمة وبحضور‬ ‫ج�ون بيس�انس فاري املف�وض العام لسياس�ة‬ ‫فرنس�ا االستراتيجية أن توقيع ه�ذه االتفاقية‬ ‫م�ع الجان�ب الفرنيس ت�أيت يف إط�ار محاولة‬ ‫اإلحاط�ة بالتج�ارب الدولية واإلقليمي�ة والفكر‬ ‫االستراتيجي واالس�ترشايف ل�دى الحكوم�ة‬ ‫الفرنس�ية مشيرا إىل وجود مدرستني عامليتني‬ ‫وهام املدرسة الفرنسية واملدرسة األمريكية‪ .‬‬ ‫وأض�اف ب�ن س�امل‪« :‬الي�وم اخرتن�ا العمل مع‬ ‫املقاربة الفرنسية يف مجال االسترشاف والتنمية‬ ‫ملا له�ذه التجربة م�ن نتائج إيجابي�ة وإنجازات‬ ‫ملموسة بخصوص التقديرات املستقبلية وأثرها‬ ‫الطيب عىل االقتصاد والتنمية يف باريس ‪.‬‬ ‫وأوضح بن س�امل أن ه�ذه الرشاكة التونس�ية‪-‬‬ ‫الفرنسية س�تمكننا من فهم الطرق التي تتبعها‬ ‫اإلدارة الفرنس�ية يف التخطي�ط ووضع الربامج‬ ‫التنموي�ة قصيرة وطويلة امل�دى والوقوف عن‬ ‫قرب على كيفية تعامل باري�س مع املخططات‬ ‫واملش�اريع العامة مش�ددا عىل رضورة تأسيس‬ ‫برنامج ومش�اريع تونسية متوازنة تكون مبنية‬ ‫عىل خط�ط ش�بيهة باملقاربات الفرنس�ية التي‬ ‫أثبتت فاعليتها يف تنفيذ السياس�ات الحكومية‬ ‫مضيفا «لألسف ال يجود يف تونس كفاءات ذات‬ ‫خبرة عالية يف مجال الدراس�ات االس�ترشافية‬

‫وهوما يعيق تنفيذ السياسات الحكومية العامة‬ ‫بالنجاعة املطلوبة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ويه�دف ه�ذا االتف�اق املوق�ع بين مؤسس�تي‬ ‫االسترشاف التونسية والفرنسية إىل االستئناس‬ ‫بتج�ارب الحكوم�ات الفرنس�ية يف مج�االت‬ ‫التدريب والتكوين لخلق ك�وادر وطنية مختصة‬ ‫يف مجال االسترشاف‪.‬‬ ‫وأوض�ح بن س�امل أن الدراس�ات االستراتيجية‬ ‫واالس�ترشافية رضورة ألي دول�ة تري�د أن‬ ‫تضع نفس�ها يف مصاف ال�دول املتقدمة وهذه‬ ‫الدراسات تساعد الحكومة لتكوين رؤية واضحة‬ ‫بعي�دا ع�ن مقارب�ات األح�زاب ويج�ب إعط�اء‬ ‫الفرص�ة للخرباء واملختصين لوضع مخططات‬ ‫متكاملة وذات مقاربة علمي�ة وتقنية بعيدا عن‬ ‫مزايدات السياسيني‪.‬‬ ‫م�ن جهت�ه ق�ال ج�ون بيس�انس ف�اري وه�و‬ ‫املفوض العام لسياسة فرنس�ا االسرتاتيجية أن‬ ‫املخططات الفرنس�ية أثبتت جدارتها يف فرنس�ا‬ ‫ملا لها من بعد اس�ترشايف دقيق مشيرا إىل «أن‬ ‫تحقيق االستقرار الس�يايس والرقي االجتامعي‬ ‫والتط�ور االقتصادي يف تون�س مرتبط بالعمل‬ ‫عىل القض�اء عىل املركزي�ة واالعتن�اء بالتنمية‬ ‫الجهوية‪.‬‬


‫‪14‬‬

‫األربعاء ‪ 27‬جانفي ‪2016‬‬

‫إسالميات‬

‫إعداد ‪ :‬أبو آالء‬

‫جهاد النفس‬ ‫(منزلة املُلك)‬

‫النعام َك ُي َق ّويني َو َل ْم ْ‬ ‫ِ‬ ‫أخ ُل ِمنْ ِن ْع ِم َك ِم ْن ُذ َخ َل ْق َتني‪َ ،‬فأ ْن َت َربيّ َو َس ّيدي َو َم ْفزَعي َو َملْجأي َوالحا ِف ْظ‬ ‫إلهي ِذ ْك ُر عَ وا ِئ ِد َك يؤ ِن ُسني َوال َّرجا ُء‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫وح َّت ْم َت‬ ‫حيم بيِ واملُ َت َك ِّف ُل ِب ِرزْقي َويف قضا ِئ َك َوقد َْر ِت َك ُك ُّل ما أنا في ِه‪ ،‬فلْ َي ُكنْ يا َس ِّيدي َو َم ْوالي فيم ق َض ْي َت َوق َّد ْر َت َ‬ ‫يل َوال ّذ ُّ‬ ‫اب عَ ّني َوال َّر َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َت ْع ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الجال ِل َو ْ‬ ‫ماّ‬ ‫االكرا ِم ِعن َدْ‬ ‫نيّ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫نْ‬ ‫ُ‬ ‫جيل َخاليص م أنا فيه َجميعه َوالعافية يل فإ ال أجِ ُد ل َدف ِع ذلك أحد غيرْ َك َوال أعْ تم ُد فيه إِال عَ ليك فك يا ذا َ‬ ‫َ‬ ‫وإستكا َنتي َو َ‬ ‫داع د َ‬ ‫صلىّ‬ ‫َعاك يا أ ْر َح ْم ال ّراحمنيَ َو َ‬ ‫ض ْعف ُر ْكني‪َ ،‬و ْ‬ ‫ُح ْسنَ َظ ّني ِب َك َو َرجايئ َل َك‪َ ،‬وا ْر َح ْم َتضرَ ُّ عي ْ‬ ‫أم ُننْ ِبذلِ َك عَ ليَ َّ َوعَ ىل ُك ِّل ٍ‬ ‫اللّ ُه عَ ىل ُم َح َّم ٍد َوآلِ ِه‪.‬‬

‫ومضات إيمانية‬

‫مقام امللك‪:‬‬

‫‪ - 321‬الهدف من اللذائذ‬

‫إن من املعلوم أن الحق املتعال جعل الشهوات يف وجود العبد ملصالح ( أرقى)‪ ،‬تتجاوز مصلحة التلذذ املجرد‪ ،‬والذي بالغ فيه‬ ‫العباد حتى نسوا (الهدف) الذي ال يتحقق غالب ًا إال يف ضمن تلك اللذة‪ ،‬التي جعلها الحق (تحريك ًا) للعباد نحو ذلك الهدف‬ ‫‪..‬وقد ورد فيام َذ َكره اإلمام الصادق (ع) للمفضل ما يؤيد ذلك‪ ،‬وذلك بالقول‪ { :‬أن الجوع يقتيض الطعم الذي به حياة البدن‬ ‫وقوامه‪ ،‬والكرى يقتيض النوم الذي فيه راحة بدنه وإجامم قواه‪ ،‬والشبق يقتيض الجامع الذي فيه دوام النسل وبقاءه} ‪..‬ثم‬ ‫يذكر (ع) أن الهدف من وراء الشهوات مام ال يحرك عامة الخلـق فيقول‪ { :‬ولو كان إمنا يتحرك للجامع بالرغبة يف الولد‪ ،‬كان‬ ‫غري بعيد أن يفرت عنه حتى يقل النسل أو ينقطـع‪ ،‬فإن من الناس من ال يرغب يف الولد وال يحفل به }‪..‬وبناء عىل ما ذكر‬ ‫كله‪ ،‬فإن عىل العبد امللتفت أن ال ينىس الهدف من هذه اللذائذ التي جعلت طريق ًا لتحقق تلـك األهداف‪ ،‬وإن تحققت اللذائذ‬ ‫تبعا لذلك من دون قصد صاحبها ‪.‬‬

‫األنس باهلل‬ ‫شرائط تبادل املحبّة‪:‬‬ ‫الشرط األوّل‪ :‬الطاعة‬ ‫قال الله تعاىل يف كتابه املجيد‪ُ :‬‬ ‫﴿ق ْل إِن ُكن ُت ْم ُت ِح ُّبونَ اللّهَ‬ ‫َ‬ ‫َفا َّت ِب ُعونيِ ُي ْح ِب ْب ُك ُم اللّ ُه َو َي ْغ ِف ْر َل ُك ْم ُذ ُنو َب ُك ْم َواللّ ُه غ ُفو ٌر َّر ِحي ٌم﴾‪،‬‬ ‫الصا ِد َق (ع) َي ُق ُ‬ ‫صاهُ"‪،‬‬ ‫"ما أَ َح َّب الله َمنْ عَ َ‬ ‫ويف الخرب عَ نِ َّ‬ ‫ول‪َ :‬‬ ‫ُث َّم تمَ َ َّث َل‪:‬‬ ‫ه***ه َذا ُم َح ٌ‬ ‫َ‬ ‫يع‬ ‫َت ْع يِص الإْ ِ َلهَ َوأَ ْن َت ُت ْظ ِه ُر ُح َّب‬ ‫ال فيِ ا ْل ِفعَ ا ِل َب ِد ُ‬ ‫يع‬ ‫صا ِدق ًا لأَ َ َط ْع َتهُ***إِنَّ ا ْل ُم ِح َّب لِ َمنْ ُي ِح ُّب ُم ِط ُ‬ ‫َل ْو َكانَ ُح ُّب َك َ‬ ‫لىَ‬ ‫هذا‪ ،‬واملعصية يف مقام ادّعاء املح ّبة قد تؤدّي إ ِ عدم ال ّرغبة‬ ‫يف لقاء الحبيب‪ ،‬ولذا يقول بعض أعاظم علامء تزكية النفس‬ ‫مخاطب ًا النفس البرشية‪" :‬يا نفس‪ ،‬كيف تح ّبني لقاء الله وأنت‬ ‫تعصينه؟! فلو عصيت آدم ّي ًا ما اشتهيت أن تلقينه‪ ...‬فإ ّياك‬ ‫ومالزمة هوى الشيطان‪ ،‬ومجانبة رىض الرحامن‪ ،‬فإ ّنه يرصع‬ ‫الرجال‪ ،‬ويقطع اآلجال‪ ،‬ويزيل النعم‪ ،‬ويطيل الندم"‪.‬‬ ‫الرشط الثاين‪ :‬التح ُّبب إِلىَ‬ ‫ِّ‬ ‫كل من يعيش يف كنف املحبوب‬ ‫أحب امرأ ًة‪ ،‬تراه ُي ْك ِر ُم أهلها‪،‬‬ ‫فال ّرجل م ّنا يف هذه الحياة الدُّنيا إذا َّ‬ ‫وك ّل من ُّ‬ ‫طبيعي ومرغوب يف مقام‬ ‫ميت إليها بصلةٍ‪ ،‬وهذا أم ٌر‬ ‫ٌّ‬ ‫َ‬ ‫التعبري عن املح ّبة الحقيقية‪ ،‬ويروى أنَّ نب ّينا مح ّمد (ص) كان‬ ‫الس ِّيدة خديجة (ع) ح ّتى بعد وفاتها‪،‬‬ ‫يهت ّم بإكرام صديقات َّ‬

‫فكان يرسل لهنّ ما ُيهدى إليه باستمرار‪ ،‬وكان يذبح الشاة‬ ‫حبيب‪.‬‬ ‫فيف ّرقها عليهنَّ ‪ ،‬وليس ذلك إِلاَّ ألنّ حبيب الحبيب‬ ‫ٌ‬ ‫وهذا الرشط يقتيض امتداد مح ّبة السالك لر ِّبه ومعبوده إِلىَ َمنْ‬ ‫النبي (ص) وأهل بيته (ع)‪.‬‬ ‫نصبهم الله هدا ًة عىل الطريق‪ ،‬وهم‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وبهذا الرشط متت ّد املح ّبة إِلىَ ك ّل مؤمن يسري يف طريق الحقّ‬ ‫وإنْ كان بعيد ًا عنه نسب ًا‪ ،‬وبالتايل يبغض ك ّل من يسري يف‬ ‫ّ‬ ‫خط الباطل وإنْ كان أقرب األقرباء‪ ،‬قال تعاىل‪﴿ :‬لاَ َت ِج ُد َق ْو ًما‬ ‫لآْ‬ ‫ُي ْؤ ِم ُنونَ ِبال َّل ِه َوا ْل َي ْو ِم ا ِخ ِر يُوَادُّ ونَ َمنْ َحا َّد ال َّلهَ َو َر ُسو َل ُه َو َل ْو‬ ‫ُ‬ ‫َكا ُنوا آ َباءهُ ْم أَ ْو أَ ْب َناءهُ ْم أَ ْو إ ِ ْخ َوا َنهُ ْم أَ ْو عَ ِ‬ ‫ش َ‬ ‫ري َتهُ ْم أ ْو َل ِئ َك َك َت َب فيِ‬ ‫وح ِّم ْن ُه َو ُيد ِ‬ ‫ْخ ُلهُ ْم َج َّناتٍ َت ْج ِري ِمن‬ ‫ُق ُلو ِب ِه ُم الإْ ِ َ‬ ‫ميانَ َوأَ َّي َدهُ م ِب ُر ٍ‬ ‫َت ْح ِتهَ ا الأْ َ ْنهَ ا ُر َخالِدِينَ ِفيهَ ا َرضيِ َ ال َّل ُه عَ ْنهُ ْم﴾ ﴿أُ ْو َل ِئ َك ِحز ُْب ال َّل ِه‬ ‫أَلاَ إِنَّ ِحز َْب ال َّل ِه هُ ُم ا ْل ُم ْفلِ ُحونَ ﴾‪.‬‬

‫العدل اإللهي ‪ :‬الدليل على العدل اإللهي‏‬

‫ذكرنا أن العدل اإللهي يعترب مصداقا من‬ ‫مصاديق الحكمة اإللهية‪ ،‬وفقا ألحد‬ ‫التفاسري‪ ،‬ووفقا لتفسري آخر فإن العدل‬ ‫هو الحكمة اإللهية نفسها‪ .‬وبطبيعة الحال‬ ‫يكون الدليل إلثبات العدل هو الدليل نفسه‬ ‫الذي يثبت الحكمة اإللهية‪ ،‬وتوضيح ذلك‪:‬‬ ‫إن الله تعاىل ميتلك أسمى مراتب القدرة‬ ‫واإلختيار‪ ،‬وإنه قادر عىل أن يفعل أي عمل‬ ‫ممكن الوجود أو ال يفعله‪ ،‬دون أن يخضع‬ ‫لتأثري أية قوة تجربه وتقهره‪ ،‬ولكن الله‬ ‫تعاىل ال يفعل كل ما يقدر عليه من أفعال‪ ،‬بل‬ ‫إمنا يفعل الذي يريده‪.‬‬ ‫إن إرادته تعاىل ليست عابثة جزافية‪ ،‬بل إنه‬

‫‪ ..‬يتبع‬

‫تعاىل ال يريد إال ما يتناسب وما تقتضيه إطالقا‪ ،‬ومبا أن الله تعاىل هو الكامل‬ ‫صفاته الكاملية‪ ،‬وإذا مل تقتض صفاته املحض‪ ،‬فإرادته باألصالة إمنا تتعلق بجهة‬ ‫الكاملية فعال ما‪ ،‬فال يصدر منه ذلك الفعل كامل املخلوقات وخريها‪ ،‬وإذا لزم من وجود‬ ‫مخلوق حدوث بعض الرشور والنقائص يف‬ ‫العامل‪ ،‬فإن جهة الرش هذه مقصودة بالتبع‪،‬‬ ‫مبعنى أن هذا الرش مبا أنه ال ينفك عن الخري‬ ‫الغالب‪ ،‬لذلك تتعلق اإلرادة بهذا الرش تبعا‬ ‫لتعلق اإلرادة بالخري الغالب أصالة‪.‬‬ ‫إذن فمقتىض الصفات اإللهية الكاملية أن‬ ‫يخلق العامل بصورة يتوفر يف مجموعه‬ ‫الكامل الغالب‪ ،‬والخري املمكن الحصول‪ ،‬ومن‬ ‫هنا تثبت صفة الحكمة للّه تعاىل‪.‬‬ ‫‪ ..‬يتبع‬

‫تدور أعامل اإلنسان يف مقام املُلك والظاهر عىل‬ ‫األمور املادية السبعة وهي "األذن والعني واللسان‬ ‫والبطن والفرج واليد والرجل"‪.‬‬ ‫وهذه األمور السبعة تتجاذبها جنود الرحامن وزمر‬ ‫الشيطان‪ ،‬من خالل قوى الوهم من جهة والعقل‬ ‫والرشع من جهة أخرى‪ ،‬فإن غلب الوهم تسلط‬ ‫الشيطان وجنوده عىل هذه املرتبة وصارت ظلامنية‪،‬‬ ‫وإن غلب العقل والرشع تسلطت جنود الرحامن‬ ‫وهجرتها جنود الشيطان وصارت نورانية‪ .‬وعىل‬ ‫النفس أن تجاهد حتى تطرد جنود الشيطان وتجعل‬ ‫هذا املقام بأبعاده السبعة مؤمترة بأمر الخالق تعاىل‪.‬‬ ‫كيف يكون جهاد النفس يف هذه املرتبة؟‬ ‫إن جهاد النفس يف هذه املرتبة له مراحله التي مير بها‪:‬‬ ‫املرحلة األوىل التفكر‪:‬‬ ‫إن أول رشط من رشوط مجاهدة النفس والسري باتجاه‬ ‫الحق تعاىل هو التفكر‪ .‬والتفكر هو أن يرتك اإلنسان‬ ‫شيئ ًا من وقته ليجلس مع نفسه ويخاطبها خطاب ًا‬ ‫وجداني ًا‪ ،‬وينبهها إىل املوىل الكريم الذي خلقه يف هذه‬ ‫الدنيا ووفر له كل أسباب الراحة ووهبه جس ً‬ ‫ام صحيح ًا‬ ‫وقوى سليمة لها إمكانات ومنافع وآثار تحيرّ العقول‬ ‫وتبهر األنظار‪ ،‬هذا اإلله الذي رعاه وهيأ له ووسع عليه‬ ‫وأعطاه وأنعم عليه وشمله بعطفه ورحمته وأرسل له‬

‫إن أول شرط من شروط مجاهدة النفس‬ ‫والسري باتجاه الحق تعاىل هو التفكر‬ ‫األنبياء وأنزل إليه الكتب والرساالت وأرشده ودعاه‬ ‫إىل الهدى وعرفه طريق السعادة‪ ...‬هذا املوىل ماذا‬ ‫يستحق منا؟ وكيف يكون تعاطينا مع هذه النعم؟ هل‬ ‫أن وجود جميع هذه النعم هو فقط إلشباع الشهوات‬ ‫واالنغامس يف حياة حيوانية ال يتميز فيها اإلنسان‬ ‫عن الحيوانات؟! أم أن هناك هدف ًا وغاية أخرى؟‪ .‬هل‬ ‫أن األنبياء الكرام واألولياء العظام والحكامء الكبار‬ ‫أعداء لإلنسانية عندما حذروا‬ ‫وعلامء كل أمة‪ ،‬كانوا‬ ‫ً‬ ‫الناس من االنغامس يف الشهوات الحيوانية والغرق‬ ‫يف هذه الدنيا البالية؟ هل أنهم كانوا ال يعرفون هدف‬ ‫اإلنسان وطريقه ومسريته فضلوا كام ضللنا نحن‬ ‫املساكني املنغمسني يف الشهوات؟!‬ ‫لو وقف اإلنسان مع نفسه وقفة صدق ولو للحظة‬ ‫واحدة لعرف أن الهدف من هذه النعم هو يشء آخر‪،‬‬ ‫وأن الهدف من هذا الخلق أسمى وأعظم وأن هذه‬ ‫الحياة الحيوانية ليست هي الغاية بحد ذاتها‪ ،‬وأن عىل‬ ‫اإلنسان العاقل أن يفكر بنفسه وأن يرتحم عىل حاله‬ ‫ويشفق عىل نفسه املسكينة ‪..‬‬ ‫إذن فادع ربك بعجز وترضع واسأله أن يعينك عىل أداء‬ ‫واجباتك والقيام بوظائفك‪ ،‬فيشكل هذا التوفيق أساس‬ ‫العالقة بينك وبني الله سبحانه وتعاىل‪ ،‬ليأخذ بيدك بعد‬ ‫ذلك ويرفعك إىل منزلة أرفع من منازل املجاهدة‪.‬‬ ‫‪ ..‬يتبع‬


‫األربعاء ‪ 27‬جانفي ‪2016‬‬

‫مدارات‬

‫‪15‬‬

‫ملاذا ف�شلت املحاور البديلة عن الوحدة احلقيقية؟‬

‫الحديث عن التحالفات ومشاريع‬ ‫الوح��دة يف العامل�ين العرب��ي‬ ‫واالسالمي قديم ـ جديد‪ ،‬لم يتوقف‬ ‫منذ س��قوط الدولة العثمانية قبل‬ ‫أق��ل من ق��رن‪ .‬فما من أم��ة متقاربة‬ ‫يف الدي��ن والثقافة واللغة والتاريخ‬ ‫إال وتتعط��ش ش��عوبها للوح��دة‬ ‫والتق��ارب‪ ،‬وتعتقد أن الحدود بينها‬ ‫مصطنعة وغري ذات شأن‪‬.‬‬

‫ومنذ الحرب العاملية الثانية س�عت الحكومات‬ ‫العربية التي «تحررت» ش�عوبها من االس�تعامر‬ ‫لتحقي�ق يشء من التق�ارب‪ ،‬تارة باس�م الوحدة‬ ‫وأخ�رى بعن�وان التحال�ف وثالث�ة تحت ش�عار‬ ‫التعاون‪ .‬كانت «الجامعة العربية» املرشوع االول‬ ‫ال�ذي انطل�ق كتحالف بني ال�دول العربي�ة‪ .‬وقد‬ ‫اس�تمر وجوده حت�ى اآلن‪ ،‬ولكنه أصبح جس�دا‬ ‫كبريا بدون روح فاعلة‪ .‬مع ذلك بقيت دول عربية‬ ‫كربى تبحث ع�ن بدائل لذلك املرشوع نظرا لغياب‬ ‫دوره�ا الفاعل يف املس�ار العريب أو االسلامي‪.‬‬ ‫فالعراق‪ ،‬وهو البلد العريب الذي ال يقل يف قدراته‬ ‫البرشية واالقتصادية كثريا عن مرص‪ ،‬كان يبحث‬ ‫ع�ن دور‪ ،‬بينما تم إقصاؤه أكرث م�ن نصف قرن‬ ‫عن موق�ع الص�دارة يف العمل العريب املشترك‪،‬‬ ‫ليس لسبب طائفي فحسب‪ ،‬بل العتبارات أخرى‪.‬‬ ‫فلم يس�مح لعراق نوري الس�عيد وال عراق صدام‬ ‫حسني بأن ميسك بزمام االمة العربية يوما‪ ،‬أو أن‬ ‫يلع�ب دورا محوريا فيها‪ ،‬ولذل�ك اتجه للدول غري‬ ‫العربية للتحالف معها‪ .‬ففي منتصف الخمسينات‬ ‫اتجه العراق لالنضواء يف ما س�مي وقتها «حلف‬ ‫بغداد» أو «منظمة املعاهدة املركزية ‪ »CENTO‬مع‬ ‫كل من باكس�تان وإيران وتركيا‪ .‬ولكنه مل يتحول‬ ‫اىل تحالف حقيقي‪ ،‬وانتهى نهائيا بسقوط حكم‬ ‫الشاه يف ‪ .1979‬ومع تحسس الدول الغربية من‬ ‫الخطاب الث�وري الذي تزعمته مرص س�عت دول‬ ‫أخ�رى للبحث ع�ن أطروحات وحدوي�ة تحميها‬ ‫وتحافظ عىل مصالحها‪.‬‬ ‫مع ذلك اس�تمر البحث عن تحالفات واتحادات‬ ‫توفر استقرارا أمنيا وسياسيا واقتصاديا ملجموعة‬ ‫الدول العربية التي تبعرثت شؤونها خصوصا مع‬

‫غياب االرضيات املناسبة‬ ‫للتحالف من عوامل فشل التجارب‬ ‫املذكورة‬ ‫تعدد القوى الخارجية الت�ي كانت تحتل أراضيها‬ ‫أو تهيم�ن عليها‪ .‬ذلك التبعثر يؤكد حالة الضياع‬ ‫الفكري وغياب الش�عور باالنتامء خصوصا بني‬ ‫النخ�ب املثقفة التي تنكرت النتامئها االسلامي‪.‬‬ ‫كان هن�اك تي�ار االخوان املس�لمني ال�ذي تزامن‬ ‫تأسيسه مع بداية مرحلة ضياع االنتامء (‪)1928‬‬ ‫وس�قوط «الدولة االسلامية»‪ ،‬ولكن�ه عاىن من‬ ‫أمور عديدة‪ :‬أولها أنه أصبح مستهدفا من القوى‬ ‫التي عملت إلس�قاط «الدولة االسالمية»‪ ،‬ثانيها‪:‬‬ ‫أن مشروع االخ�وان كان ضبابيا‪ ،‬فلا هو اتجاه‬ ‫ثوري يس�عى للوصول اىل الحك�م‪ ،‬وال هو دعوة‬ ‫روحية وأخالقية فحسب‪.‬‬ ‫بريطاني�ا الت�ي كانت ق�د بدأت مس�ارها نحو‬ ‫االنح�دار بع�د أن بلغت ال�ذروة ما بين الحربني‬ ‫العامليتني‪ ،‬ش�جعت مشروع الجامع�ة العربية‪،‬‬ ‫ألن العدي�د من دول املنطق�ة كان تحت هيمنتها‪.‬‬

‫ولك�ن رسعان ما اصطدم بالواقع املتغري الذي بدأ‬ ‫مبرحلة النضال الوطني للتحرر من االستعامر‪.‬‬ ‫ويف ذروة الح�رب الباردة وصع�ود جامل عبد‬ ‫الن�ارص اىل حكم مصر ارتفعت راي�ة «القومية‬ ‫العربية» التي هي أس�اس «الوحدة العربية» التي‬ ‫تبنتها تيارات فكرية أهمها تيار القوميني العرب‬ ‫وح�زب البع�ث‪ .‬ولكن الصراع عىل النف�وذ بني‬ ‫السعودية ومرص حال دون تحقق وحدة حقيقية‪،‬‬ ‫بل حدث�ت حرب «ب�اردة» بني الطرفين كان لها‬

‫ثالث�ة مصادي�ق‪ :‬أوله�ا الصراع بين «العروبة‬ ‫الثوري�ة» بزعام�ة مصر و «االسلام املحافظ»‬ ‫بقيادة الس�عودية‪ ،‬بلغت ذروتها يف حرب اليمن‬ ‫مطلع الس�تينات ثانيها‪ :‬حالة استقطاب شديدة‬ ‫يف الع�امل الع�ريب م�ن الخلي�ج اىل املحيط بني‬ ‫املحس�وبني على التي�ارات التقدمي�ة الداعم�ة‬ ‫للمشروع العرويب املرصي والتي�ارات املحافظة‬ ‫املحسوبة عىل الس�عودية‪ .‬ثالثها‪ :‬انقسام العامل‬ ‫الع�ريب يف تحالفات�ه الخارجي�ة اىل فريقين‪:‬‬ ‫االول محس�وب عىل االتحاد السوفييتي والثاين‬ ‫عىل الغرب خصوصا الواليات املتحدة االمريكية‪.‬‬ ‫الس�عودية واجه�ت مشروع الجامع�ة العربية‬ ‫الخاضع�ة للهيمن�ة املرصي�ة بط�رح مشروع‬ ‫«الجامعة االسلامية» الذي انبثقت عنه «منظمة‬ ‫املؤمت�ر االسلامي» يف الع�ام ‪1969‬م بالرب�اط‬ ‫باململكة املغربية وكان ذلك رد ًا عىل حريق املسجد‬ ‫األقىص يف القدس املحتلة‪.‬‬ ‫ه�ذه املنظمة التي مىض عىل تأسيس�ها قرابة‬ ‫النص�ف قرن‪ ،‬مل تلع�ب دورا كبريا يف املس�ارين‬ ‫العريب أو االسالمي‪ ،‬وبقيت محسوبة ضمن دائرة‬ ‫النفوذ السعودي حتى اآلن‪ .‬وقبل بضع سنوات تم‬ ‫تغيري اسمها اىل «منظمة التعاون االسالمي»‪.‬‬ ‫االم�ر املؤك�د أن ضع�ف أداء كل م�ن الجامعة‬ ‫العربي�ة ومنظم�ة التع�اون االسلامي‪ ،‬وتباين‬ ‫مواق�ف ال�دول االعض�اء إزاء القضاي�ا املهم�ة‬ ‫خصوص�ا قضية فلس�طني دفع ال�دول االخرى‬ ‫للبح�ث ع�ن تحالف�ات أخ�رى‪ ،‬ومنها م�ا عرف‬ ‫بـ«جبهة الصمود والتصدي»‪ .‬هذه الجبهة تعترب‬

‫وبرغ�م وجوه التعاون املتع�ددة بني دوله‪ ،‬فإن‬ ‫حلفا ضم كال من ليبيا‪ ،‬س�وريا‪ ،‬العراق‪ ،‬الجزائر‪،‬‬ ‫منظمة التحرير الفلس�طينية وجمهورية اليمن تش�كيله يف االس�اس يعترب إجراء أمنيا للحفاظ‬ ‫الدميقراطية الشعبية‪ .‬أُسست يف نوفمرب ‪1977‬‬ ‫بن�اء عىل دع�وة الزعي�م الليبي معم�ر القذايف‬ ‫للوقوف ضد املخططات اإلرسائيلية يف املنطقة‪ ،‬كلما غيبت القضية عن االهتمام‬ ‫يف أعق�اب إعالن الرئي�س املرصي محم�د أنور توسعت دائرة الشتات وتضاءلت‬ ‫فرص التقارب‬ ‫السادات يف ‪ 9‬نوفمرب ‪ 1977‬أمام مجلس الشعب‬ ‫املصري اس�تعداده للتوج�ه إىل «إرسائيل»‪ .‬ومل‬ ‫يسجل لهذا التحالف نصيب من النجاح‪ ،‬فلم تدم‬ ‫عىل أنظمة الخليج من رياح التغيري التي انطلقت‬ ‫م�ن إي�ران‪ .‬وميك�ن الق�ول أن ه�ذا املجلس هو‬ ‫االطول عم�را واالكرث فعال من بقي�ة التحالفات‪،‬‬ ‫ولكن�ه مل يتحول اىل مرشوع وح�دوي حقيقي‪.‬‬ ‫وحتى عندما طرحت السعودية مرشوع «االتحاد‬ ‫الخليجي» مل تواف�ق عليه إال البحرين‪ ،‬وعارضته‬ ‫علن�ا بقي�ة الدول خصوصا س�لطنة عمان التي‬ ‫هددت باالنسحاب إن تحول اىل اتحاد‪.‬‬ ‫وال تختلف مش�اريع التحالف يف غريب العامل‬ ‫الع�ريب عام يف رشق�ه‪ .‬فاالتحاد املغ�اريب الذي‬ ‫ت�م تش�كيله يف ‪ 1989‬تالىش متام�ا ومل يعد له‬ ‫أث�ر‪ .‬فف�ي فيف�ري ‪ 1989‬أعلن مبدين�ة مراكش‬ ‫املغربية عن قيام اتحاد املغرب العريب مبش�اركة‬ ‫خم�س دول هي‪ :‬املغرب والجزائ�ر وتونس وليبيا‬ ‫وموريتانيا‪ .‬ولك�ن ذلك املشروع واجه اعرتاض‬ ‫األمازيغ عىل تس�ميته باالتح�اد العريب وأن ذلك‬ ‫إقص�اء لهم‪ ،‬وبالتايل قدم وزي�ر خارجية املغرب‬ ‫سعد الدين العثامين ‪ 2012‬طلبا لتغيري اسم اتحاد‬ ‫املغرب العريب إىل االتحاد املغاريب أو اتحاد املغرب‬ ‫الكبري‪ .‬موريتانيا أيدت ذلك‪ ،‬لكنه رفض من طرف‬ ‫حكام ليبيا وتونس والجزائر الذين أبدوا تش�بثهم‬ ‫بالتس�مية العربية‪ .‬غري أن االتحاد بقي هامش�يا‬ ‫ومل يحق�ق الكثير لدول�ه‪ ،‬وال يأخ�ذه أح�د يف‬ ‫حس�ابه‪ .‬وقبيل الحرب عىل اليمن طرح مرشوع‬ ‫التحال�ف ال�ذي يض�م عشر دول وافق�ت على‬ ‫املشاركة يف شن الحرب عىل اليمن‪ ،‬إال أن بعضها‬ ‫راية االقصى هي القادرة على لم مل يش�ارك فيه‪ .‬وأخريا تحركت الس�عودية مجددا‬ ‫الشمل بعد هذا الشتات والضياع مبرشوع جديد تحت مسمى «التحالف االسالمي‬ ‫ض�د االرهاب» بع�د تصاعد االنتق�ادات لها بدعم‬ ‫بعض املجموعات املس�لحة يف سوريا‪ .‬والواضح‬ ‫طويلا‪ ،‬وبالت�ايل مل تصمد ومل تتص�دّ ‪ ،‬ألنها ما أن االعالن عن هذا التحالف مل يكن مدروسا‪ ،‬االمر‬ ‫لبثت أن انهارت عقب اندالع الثورة اإلسالمية يف الذي دفع بعض الدول التي ذكرت ضمن املنضوين‬ ‫إيران وقرار الرئيس العراقي صدام حسين ش�ن فيه اعرتاضها عليه‪.‬‬ ‫يف غي�اب مرشوع وحدوي يضم ش�تات أمة‬ ‫الحرب عليها يف سبتمرب ‪ .1980‬وألن «إرسائيل»‬ ‫أرادت إثب�ات أن جبهة الصمود والتصدي أضعف العرب واملسلمني ستس�تمر الحاجة للتحالفات‬ ‫من أن تصمد أو تتصدى‪ ،‬فقد تعمدت اللجوء إىل خصوصا يف عامل هيمنت عليه تحالفات الدول‬ ‫التصعيد العسكري من جانب واحد وأقدمت‪ ،‬يف القوي�ة كاالتح�اد االورويب ال�ذي تش�ارك فيه‬ ‫جوان ‪ ،1981‬عىل رضب املفاعل النووي العراقي الش�عوب والحكوم�ات معا‪ .‬وميك�ن القول أن‬ ‫إلح�راج العراق‪ ،‬ثم راحت تضغط عس�كريا عىل غياب االرضيات املناس�بة للتحال�ف من عوامل‬ ‫جن�وب لبن�ان إلح�راج س�وريا‪ .‬كان واضحا أن فش�ل التج�ارب املذكورة‪ .‬كام ميك�ن الزعم بأن‬ ‫مش�اريع التحال�ف أو الوح�دة بين الحكومات قضي�ة فلس�طني ه�ي االكثر جذب�ا لالهتامم‬ ‫العربي�ة مل تكن موفقة‪ ،‬فما أن يعلن عن واحد والقبول بتحالف الدول العربية واالسلامية يف‬ ‫منها حتى يبدأ تهافته وس�قوطه‪ .‬ولذلك‪ ،‬فربغم مرشوع يتصل بحقوق االم�ة وكرامتها‪ .‬وكلام‬ ‫وج�ود الجامعة العربية‪ ،‬س�عت ال�دول االعضاء غيب�ت القضي�ة ع�ن االهتمام توس�عت دائرة‬ ‫لتش�كيل التحالفات والجبهات االخ�رى للتعبري الشتات وتضاءلت فرص التقارب‪ .‬مطلوب إعادة‬ ‫عن اختالفات سياسية بني حكامها‪ ،‬أما الشعوب الحيوي�ة ملشروع تحري�ر فلس�طني واعتباره‬ ‫فال تؤخذ آراؤها يف هذه القضايا‪ .‬وكان النتصار محوري�ا ل�دى حكوم�ات ال�دول االسلامية‬ ‫الثورة االسلامية يف إيران يف العام ‪ 1979‬دور وش�عوبها ليمكن االنطالق مجددا يف مرشوع‬ ‫يف تكري�س التوجه�ات االمنية ل�دى حكومات وح�دوي حقيقي يتجاوز املس�اعي غري الجادة‬ ‫املنطقة نظرا لخش�يتها من وص�ول رياح الثورة الت�ي م�ا إن تنطل�ق حتى مت�وت‪ .‬راية االقىص‬ ‫اىل أراضيه�ا‪ .‬ويف خض�م الح�رب العراقي�ة ـ ه�ي الق�ادرة عىل مل الش�مل بعد هذا الش�تات‬ ‫االيرانية تم تشكيل مجلس التعاون الخليجي يف والضياع‪.‬‬ ‫د‪ .‬سعيد الشهابي‬ ‫‪.1981‬‬


‫‪16‬‬

‫رياضة‬

‫األربعاء ‪ 27‬جانفي ‪2016‬‬

‫لجنة التحكيم بالكنفيدرالية االفريقية تقدم اعتذاراتها‬ ‫لبعثة تونس في كيغالي‬ ‫عُ قد االثنني بكيغايل االجتامع الفني الخاص مبباراة الثالثاء التي ستجمع بني تونس والنيجر لحساب الجولة األخرية للدور‬ ‫األول من منافسات املجموعة الثالثة لبطولة افريقيا لألمم لالعبني املحليني املقامة حاليا برواندا‪.‬‬ ‫وحرض االجتامع ممثلون عن منتخبي تونس والنيجر وممثلون عن لجان الكنفيديرالية االفريقية «الكاف»‪.‬‬ ‫وحرص خالل هذا االجتامع ممثل لجنة التحكيم باالتحاد االفريقي لكرة القدم واملنس�ق العام ملباراة تونس ونيجرييا التي‬ ‫دارت الجمع�ة املاضي�ة يف إطار الجولة الثانية عىل تقدي�م اعتذاراتهم لبعثة تونس عىل الخطأ الف�ادح الذي ارتكبه الحكم‬ ‫البوتسواين بوندو حني ألغى يف الدقيقة ‪ 44‬هدفا رشعيا أمضاه أحمد العكاييش يف مرمى نيجرييا‪.‬‬ ‫واعرتف الحكم بوندو بنفس�ه بهذا الخطأ الفادح الذي ارتكبه يف حق نس�ور قرطاج وكان س�ببا يف خروجهم متعادلني‬ ‫هدف لهدف (‪.)1 – 1‬‬

‫سحب قرعة الدورة ‪ 34‬لبطولة االندية العربية للطائرة‬

‫تم مبقر االتحاد العريب للكرة الطائرة بالبحرين بحضور ممثل النجم الساحيل الفريق املنظم‬ ‫منعم بن عيل س�حب قرعة الدورة ‪ 34‬للبطولة العربية ألندية الكرة الطائرة التي ستستضيفها‬ ‫مدينة سوس�ة التونسية الش�هر القادم خالل الفرتة من ‪ 17‬إىل ‪ 29‬فيفري مبشاركة ‪ 20‬ناديا‬ ‫تم توزيعها عىل أربع مجموعات ‪ -‬املجموعة األوىل‪ :‬النجم الساحيل (الفريق املنظم)‪ ،‬الجيش‬ ‫القطري‪ ،‬أهيل طرابلس الليبي‪ ،‬والسيب العامين وسموحة املرصي‪.‬‬ ‫ املجموعة الثانية‪ :‬النادي الصفاقيس التونيس ‪-‬الزمالك املرصي ‪ -‬األهيل السعودي‪ ،‬صحار‬‫العامين واألنوار اللبناين ‪.‬‬ ‫‪ -‬املجموعة الثالثة ‪:‬النرص البحريني‪ ،‬الريان القطري‪ ،‬س�نجل الفلسطيني‪ ،‬الزهراء اللبناين‬‫ووادي موىس االردين‪،‬‬ ‫ املجموعة الرابعة‪ :‬غاز الجنوب العراقي‪ ،‬الس�ويحيل الليبي‪ ،‬الصداقة الفلس�طيني‪ ،‬شباب‬‫الحسين األردين واالتحاد الس�عودي ‪ .‬وتجدر االصارة أن الدورة ستش�هد غي�اب بطل الدورة‬ ‫املاضية األهيل البحريني والوصيف الجيش املرصي‪.‬‬

‫نب عرفة الالعب األكرث سحرا بالدوري الفرنيس‬ ‫تص�در الفرنيس حاتم بن عرفة‪ ،‬العب وس�ط‬ ‫فري�ق ني�س‪ ،‬اس�تطالع رأي لصحيفة فرنس�ية‬ ‫ش�هرية ع�ن الالع�ب االكثر مه�ارة يف الدوري‬ ‫الفرنسي لك�رة الق�دم متقدما على نجوم يف‬ ‫حجم الفرنيس وس�ام ب�ن يدر‪ ،‬مهاج�م تولوز‪،‬‬ ‫والس�ويدي زالت�ان ابراهيموفيت�ش ‪ ،‬مهاج�م‬ ‫باريس س�ان جريمان‪ ،‬وااليطايل ماركو فريايت‪،‬‬ ‫نجم وسط فريق العاصمة الفرنسية‪.‬‬ ‫وأظه�رت امل�ؤرشات االولية لنتيجة اس�تطالع‬ ‫الرأي الذي أجرته مجلة فرانس فوتبول الفرنسية‬ ‫تف�وق كاس�ح للنج�م الفرنسي ذو االص�ول‬ ‫التونسية بن عرفة بنس�بة ‪ 41%‬يف املركز االول‬ ‫وبفارق كبير عن أقرب مطارديه وس�ام بن يدر‬ ‫ال�ذي ح�ل يف املرك�ز الث�اين بنس�بة ‪ 16%‬م�ن‬ ‫االص�وات‪ ،‬بينام جاء االيط�ايل فريايت يف املركز‬ ‫الثال�ث بنس�بة ‪ 12%‬من االص�وات متقدما عىل‬ ‫زميل�ه العملاق الس�ويدي ابراهيموفيتش الذي‬ ‫اكتفى باملركز الرابع بنسبة ‪ 10%‬من االصوات‪.‬‬ ‫وكان ب�ن عرف�ة ق�د س�بق أن تف�وق على‬ ‫االرجنتيني ليونيل مييس والربازييل نيامر‪ ،‬نجام‬ ‫برش�لونة االس�باين‪ ،‬يف اس�تفتاء عن الالعبني‬ ‫االكثر مراوغ�ة واالفض�ل يف امله�ارات الفردية‬ ‫العالية محققا ‪ 77‬مراوغة بينام حقق مييس ‪76‬‬ ‫مراوغة فيام اكتفى نيامر ب‪ 65‬مراوغة‪.‬‬ ‫و ُيعتبر بن عرفة (‪ 27‬عام�ا)‪ ،‬واحد من أفضل‬ ‫الالعبين أصح�اب األص�ول العربي�ة يف أوروبا‬ ‫خالل آخر ‪ 10‬مواسم كمستوى فني مميز والتألق‬

‫يف الدوري اإلنجليزي والفرنيس بشكل أكرث من‬ ‫رائع بالرغم من سقوط الالعب يف أكرث من تعرث‬ ‫سواء بسبب اإلصابات أو أمور أخرى‪.‬‬ ‫بن عرفة من الجي�ل التاريخي لنادي أوليمبيك‬ ‫لي�ون الفرنسي وال�ذي حص�د بطول�ة الدوري‬ ‫الفرنيس لس�بع سنوات متتالية وكان نصيب بن‬ ‫عرف�ة منهم ‪ 4‬بطوالت بجانب ‪ 3‬بطوالت للكأس‬ ‫وحت�ى بعد رحيله لنادي مارس�يليا العريق نجح‬ ‫يف حص�د لق�ب ال�دوري الفرنسي م�ع النادي‬ ‫الجن�ويب كام حص�د بطولتي ال�كأس مع نفس‬ ‫الفري�ق أي أن الفرتة من ع�ام ‪ 2005‬حتى ‪2010‬‬ ‫كانت فترة توهج وتألق لنب عرف�ة عىل الجانب‬ ‫املحيل يف فرنسا‪.‬‬ ‫وبع�د االنتش�ار والتوهج املحلي يف الدوري‬ ‫الفرنسي جاءت مرحل�ة اللع�ب يف أكرب دوري‬ ‫يف الع�امل وه�و الربميريليج حي�ث انتقل لنادي‬ ‫نيوكاس�ل يونايتد بعد مش�اكل كبرية بينه وبني‬ ‫إدارة ن�ادي مارس�يليا ويف النهاي�ة وصل األمر‬ ‫إلمتام التعاقد عىل س�بيل اإلعارة لجيوش املدينة‬ ‫يف موس�م ‪ 2010-2011‬ونج�ح يف أول مباراة‬ ‫بإثب�ات نفس�ه لجمهور الفريق بتس�جيله هدف‬ ‫ولك�ن نايجي�ل دي يون�ج كرس أحالم�ه رسيعا‬ ‫بتدخ�ل عني�ف أدى لكرس قدم بن غرف�ة وغيابه‬ ‫لنهاية املوسم ولكن إدارة نيوكاسل تعاقدت معه‬ ‫بشكل نهايئ ملدة ‪ 4‬سنوات خالل هذا املوسم‪.‬‬ ‫عاد حاتم بن عرفة صاحب األصول التونس�ية‬ ‫للمالعب من جديد يف بداية موسم ‪2011-2012‬‬

‫ونج�ح يف رس�م الس�عادة عىل وجه مش�جعي‬ ‫نيوكاس�ل يونايتد بتس�جيله العديد من األهداف‬ ‫الرائعة والتاريخية مع نيوكاس�ل ملدة ‪ 3‬مواس�م‬ ‫ولك�ن مش�اكل ومش�ادات مع مدرب نيوكاس�ل‬ ‫يف هذا الوقت أالن ب�اردو الذي أرص عىل وضعه‬ ‫عىل دكة البدالء ومتت إعارة بن عرفة لنادي هال‬ ‫س�يتي ولكن ق�ام بن عرفة بالرحي�ل عن إنجلرتا‬ ‫يف ترصف غريب وق�رر عدم العودة ليقوم نادي‬ ‫نيوكاس�ل بفس�خ عقده بس�بب ترصفاته الغري‬ ‫مسئولة‪.‬‬ ‫قرر بن عرفة العودة للعب يف فرنسا من جديد‬ ‫وتعاقد مع نادي نيس يف بداية عام ‪ 2015‬ولكن‬ ‫ت�م تفعيل التعاق�د يف بداية املوس�م الحايل ألن‬ ‫الناس يف فرنس�ا تثق به جي�د ًا ويقوموا بالحكم‬ ‫علي�ه من خالل ش�خصه وأداءه يف امللعب وليس‬ ‫فيام تقول الصحافة عنه مثلام حدث يف إنجلرتا‪،‬‬ ‫حصل بن عرفة عىل الراحة النفس�ية فتوهج من‬ ‫جديد وعاد س�حره ومهاراته وأهداف املميزة يف‬ ‫امللعب مع نيس خالل املوسم الحايل‪.‬‬

‫تأجيل كل األنشطة‬ ‫الرياضية في تونس‬ ‫لدواعي أمنية‬ ‫أعلنت وزارة الرياضة التونسية ظهر‬ ‫االثنني أ ّنه تق ّرر تأجيل جميع األنشطة‬ ‫الرياضي�ة يف مختل�ف االختصاصات‬ ‫واألصناف واملربمجة خالل أيام الثالثاء‬ ‫واألربعاء والخميس والجمعة ‪ 26‬و‪27‬‬ ‫و‪ 28‬و‪ 29‬جانف�ي ‪ 2016‬إىل موع�د‬ ‫الحق‪ ،‬وذلك لدواع أمنية‪.‬‬ ‫وتبع�ا له�ذا الق�رار‪ ،‬ف�إن مباريات‬ ‫ال�دور ‪ 32‬لبطول�ة كأس تونس والتي‬ ‫كانت مق�ررة ليوم الثالث�اء قد تأجلت‬ ‫ملوعد آخر‪.‬‬ ‫وي�أيت ه�ذا التأجيل بس�بب أحداث‬ ‫العنف والش�غب والنهب التي عاشتها‬ ‫البالد التونسية يف الفرتة األخرية مام‬ ‫جع�ل وزارة الداخلية تعل�ن عن حظر‬ ‫التج�وال يف كام�ل الجمهوري�ة منذ‬ ‫يوم الجمعة املايض بداية من الساعة‬ ‫الثامنة ليال اىل الخامسة صباحا وهذا‬ ‫الحرض م�ا يزال س�اري املفع�ول اىل‬ ‫اآلن‪.‬‬

‫محرز ينال الكرة الذهبية الجزائرية‬

‫ت ّوج املهاجم الدويل الجزائري لنادي ليستر س�يتي‪ ،‬رياض محرز‪ ،‬بالكرة الذهبية الجزائرية يف نس�ختها الخامس�ة عرشة‪ ،‬حيث تفوق رياض عىل زمالئه يف‬ ‫املنتخب ياسني براهيمي العب بورتو‪ ،‬وسفيان فيغويل العب فالنسيا‪ ،‬وإسالم سليامين هداف لشبونة‪ ،‬وهالل سوداين مهاجم دينامو زغرب‪ ،‬وكذلك فوزي غالم‬ ‫مدافع نادي نابويل‪ .‬ونال محرز البالغ من العمر ‪ 24‬سنة‪ ،‬أغلبية أصوات اإلعالميني ومدريب النوادي املحرتفة والالعبني الجزائريني الذين شاركوا يف عملية اختيار‬ ‫أحسن العب جزائري لسنة ‪ ،2015‬رفقة املشرتكني يف موقع جريدة الهداف الجزائرية التي ابتكرت جائزة الكرة الذهبية قبل ‪ 15‬سنة‪ .‬ولعل تألق محرز يف الدوري‬ ‫اإلنجليزي هذا املوس�م أرخى بأثره اإليجايب عىل الجائزة‪ ،‬حيث كانت األش�هر الس�تة التي لعبها رياض مع ليسرت سيتي كافية لجعله أحسن العب جزائري للفرتة‬ ‫الحالية‪ ،‬إذ أحرز ‪ 13‬هدفا مع ليسرت سيتي مقابل ‪ 8‬متريرات حاسمة‪ ،‬وأضحى محل اهتامم أكرب النوادي األوروبية‪.‬‬ ‫وشارك يف حفل تتويج رياض محرز بالكرة الذهبية الجزائرية نجم املنتخب املرصي سابق ًا واألهيل محمد أبو تريكة الذي سلم رياض الكرة الذهبية الجزائرية‪.‬‬


‫األربعاء ‪ 27‬جانفي ‪2016‬‬

‫رياضة‬

‫‪ 2015‬عام قيايس لتعاقدات الالعبني المحرتفني‬

‫كان ع�ام ‪ 2015‬قياس�ي ًا م�ن حي�ث اإلنفاق على التعاقدات مع‬ ‫ّ‬ ‫تحطم رقم العام املايض‬ ‫الالعبني املحرتفني يف رياضة كرة القدم‪ ،‬إذ‬ ‫بع�د أن وصل إىل أربعة باليني دوالر و‪ 18‬مليون دوالر (‪ 3.83‬بليون‬ ‫يورو)‪ ،‬وذلك بحس�ب تقرير ص�ادر عن االتحاد ال�دويل لكرة القدم‬ ‫(فيفا) الخميس‪.‬‬

‫وأشار تقرير نظام مطابقة االنتقاالت الـ «يت إم إس» الذي يقدّم‬ ‫نظرة شاملة وشفافة لعمليات انتقال الالعبني دولي ًا من خالل جمع‬ ‫املعلوم�ات ح�ول االنتق�االت الدولية بش�كل مبارش م�ن االتحادات‬ ‫الوطني�ة األعض�اء يف «فيف�ا»‪ ،‬إىل حصول ‪ 13558‬عملي�ة انتقال‬ ‫الع�ام املايض‪ .‬وميثل ذلك مقارنة بعام ‪ 2014‬زيادة بنس�بة ‪ 3.1‬يف‬ ‫املئة‪ ،‬وهذا رقم قيايس جديد‪ ،‬أما عىل مس�توى اإلنفاق فتم تسجيل‬

‫أربعة باليني دوالر و‪ 18‬مليون دوالر بنسبة زيادة تبلغ ‪ 2.6‬يف املئة‬ ‫مقارنة بعام ‪ ،2014‬و‪ 44.2‬يف املئة مقارنة مع ‪.2011‬‬ ‫وكش�ف التقرير أن أندي�ة القارة األوروبية ما زال�ت األكرث إنفاق ًا‬ ‫يف س�وق االنتقاالت‪ ،‬لكن منذ ‪ 2011‬برز عنرص جديد متمثل بأندية‬ ‫القارة اآلسيوية التي أنفقت يف ‪ 2015‬مبلغ ‪ 321‬مليون دوالر (‪249‬‬ ‫ملي�ون يورو)‪ ،‬أي أكرث بثالث مرات م�ن أندية أمريكا الجنوبية‪ ،‬التي‬ ‫وص�ل حجم إنفاقه�ا إىل ‪ 98‬مليون دوالر (‪ 89‬ملي�ون يورو) العام‬ ‫امل�ايض‪ .‬ويشير التقرير إىل أن حجم إنفاق األندي�ة الصينية ارتفع‬ ‫‪ 65.4‬يف املئ�ة بين عام�ي ‪ 2014‬و‪ ،2015‬ليصب�ح ‪ 168.3‬ملي�ون‬ ‫دوالر (‪ 154.3‬مليون يورو)‪ ،‬بعد أن كان ‪ 101.8‬مليون دوالر (‪93.3‬‬ ‫ملي�ون يورو) الع�ام املايض‪ ،‬فيام أنفق�ت األندي�ة اإلماراتية ‪90.1‬‬ ‫ملي�ون دوالر (‪ 82.6‬ملي�ون ي�ورو)‪ ،‬أي أكرث ب�ـ ‪ 80.6‬يف املئة من‬ ‫العام املايض‪.‬‬ ‫ً‬ ‫يف حين‪ ،‬تبقى األندي�ة اإلنكليزي�ة األكرث إنفاقا على اإلطالق‪،‬‬ ‫بعدما وصلت أرقامه�ا إىل بليون و‪ 262‬دوالر (‪ 1.157‬بليون يورو)‬ ‫يف ‪ 2015‬امل�ايض‪ ،‬أي أكرث ب�ـ‪ 8‬يف املئة من عام ‪ ،2014‬فيام تحتل‬ ‫إسبانيا املركز الثاين بـ‪ 602‬مليون دوالر (‪ 552‬مليون يورو)‪ ،‬بعدما‬ ‫تراجع إنفاقها بنس�بة ‪ 13.9‬يف املئة مقارنة مع العام املايض‪ ،‬فيام‬ ‫ارتفع حجم إنفاق فرنس�ا بنس�بة ‪ 42.5‬يف املئ�ة‪ ،‬ليصل إىل ‪317.2‬‬ ‫بليون دوالر (‪ 290.8‬بليون يورو)‪.‬‬ ‫(أ‪.‬ف‪.‬ب)‬

‫«ريال مدريد» األغنى يف العالم‪ ..‬و«برشلونة» الثاين‬ ‫دخل «برشلونة» اإلسباين يف دائرة أندية حققت إيرادات أكرث من ‪500‬‬ ‫مليون يورو يف املوس�م ‪ 2014‬ـ ‪ ،2015‬بحس�ب دراس�ة سنوية ملكتب‬ ‫ديلويت ت ّم نرشها األسبوع املايض‪ .‬ويأيت «برشلونة» مع مبلغ ‪560.8‬‬ ‫مليون يورو خلف غرميه الكبري جاره «ريال مدريد» (‪ 577‬مليون يورو)‪،‬‬ ‫ال�ذي يهيم�ن عىل الرتتي�ب منذ أحد عشر عام ًا‪ .‬وتراجع «مانشستر‬ ‫يونايتد» اإلنكليزي إىل املركز الثالث (‪ 519.5‬مليون يورو)‪ ،‬أمام «باريس‬ ‫سان جرمان» الفرنيس (‪ 480.8‬مليون يورو)‪ ،‬الذي تقدّم مرتبة واحدة‪،‬‬ ‫و «بايرن ميونيخ» االملاين (‪ 474‬مليون يورو)‪ ،‬الهابط مركزين‪.‬‬ ‫وقال دان جون�ز مدير القطاع الريايض يف مكتب التحليل املايل‪« :‬هذه‬ ‫ّ‬ ‫تتخطى فيها ثالثة أندية حاجز ‪ 500‬مليون يورو»‪.‬‬ ‫أول مرة‬ ‫ويف املجموع‪ ،‬راكمت األندية الـ‪ 20‬األغنى يف العامل ‪ 6.6‬مليارات دوالر‬ ‫يف املوسم املايض‪ ،‬بانخفاض بلغ ‪ 8%‬عن املوسم الذي سبقه‪.‬‬ ‫وحقق «برش�لونة»‪ ،‬رابع املوس�م املايض‪ ،‬ثالثي�ة دوري أبطال أوروبا‬ ‫والدوري والكأس يف إسبانيا‪.‬‬ ‫وعلق دان جونز‪« :‬هذه النجاحات ارتدت عىل الخطة املالية‪ .‬أبطال أوروبا‬ ‫انتزعوا املركز الثاين من مانشستر يونايتد بفضل إيرادات متزايدة عىل‬ ‫مختل�ف االصعدة‪ :‬فواتير املالعب‪ ،‬فواتري النق�ل التلفزيوين والفواتري‬ ‫التجارية»‪ .‬ويأمل رئيس «برش�لونة» جوسيب ماريا بارتوميو أن تكون‬ ‫هذه مجرد بداية‪ .‬يف مقابلة مع «فايننش�ال تاميز» الشهر الفائت‪ ،‬أكد‬ ‫نيته جعل الفريق الكاتالوين أول ناد يتخطى حاجز مليار يورو إيرادات‬ ‫س�نوية م�ع حل�ول الع�ام ‪ .2021‬وإذا كان ناديان إس�بانيان يتصدّران‬ ‫الرتتيب‪ ،‬تظهر قوة الدوري اإلنكليزي مع تواجد تس�عة أندية بني الـ‪20‬‬ ‫االوائل‪ ،‬و‪ 17‬بني الـ‪ 30‬األوائل‪ .‬ويقع «مانشستر سيتي» و «أرسنال»‬ ‫و «تش�ليس» و «ليفربول» بني العرشة األوائ�ل إىل جانب «يوفنتوس»‬ ‫اإليط�ايل‪ .‬ومن املتوقع أن تزداد صالب�ة األندية اإلنكليزية مع قرب بدء‬ ‫نفاذ العقد الخيايل الجديد لحقوق النقل التلفزيوين للدوري (‪ 2.3‬مليار‬ ‫سنوي ًا)‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وبحسب ديلويت‪ ،‬ميتلك «مانشسرت يونايتد» الذي دفع غاليا مثن غيابه‬ ‫عن دوري أبطال أوروبا يف املوسم ‪ 2013‬ـ ‪ ،2014‬فرص ًا قوية يف إنزال‬ ‫«ري�ال مدريد» عن عرش�ه يف التصنيف املقبل يف الع�ام ‪ .2017‬وحلل‬

‫دان جون�ز «عودت�ه اىل‬ ‫دوري أبطال أوروبا وبدء‬ ‫نف�اذ العديد من رشاكاته‬ ‫التجارية الهامة س�تعزز‬ ‫قدراته املالية يف املوسم‬ ‫‪ 2015‬ـ ‪ .2016‬وم�ع‬ ‫إيرادات متوقعة بقيمة ‪ 500‬مليون اسرتليني (نحو ‪ 650‬مليون يورو)‪،‬‬ ‫ل�ن يكون مفاجئ� ًا رؤية يونايتد على قمة الرتتي�ب ألول مرة يف اثني‬ ‫عرش عام ًا»‪ .‬وهنا ترتيب األندية الـ‪ 20‬األغنى يف املوسم ‪ 2014‬ـ ‪2015‬‬ ‫بحسب ديلويت‪:‬‬ ‫‪1‬ـ «ريال مدريد» اإلسباين‪ 577 :‬مليون يورو‪.‬‬ ‫‪2‬ـ «برشلونة» اإلسباين‪.)+2( 560.8 :‬‬ ‫‪3‬ـ «مانشسرت يونايتد» اإلنكليزي‪.)-1( 519.5 :‬‬ ‫‪4‬ـ «باريس سان جرمان» الفرنيس‪.)+1( 480.8 :‬‬ ‫‪5‬ـ «بايرن ميونيخ» االملاين‪.)-2( 474 :‬‬ ‫‪6‬ـ «مانشسرت سيتي» اإلنكليزي‪.463.5 :‬‬ ‫‪7‬ـ «ارسنال» اإلنكليزي‪.)+1( 435.5 :‬‬ ‫‪8‬ـ «تشليس» اإلنكليزي‪.)-1( 420 :‬‬ ‫‪9‬ـ «ليفربول» اإلنكليزي‪.391.8 :‬‬ ‫‪10‬ـ «يوفنتوس» اإليطايل‪.323.9 :‬‬ ‫‪11‬ـ «بوروسيا دورمتوند» االملاين‪.280.6 :‬‬ ‫‪12‬ـ «توتنهام» اإلنكليزي‪.)+1( 257.5 :‬‬ ‫‪13‬ـ «شالكه» االملاين‪.)+1( 219.7 :‬‬ ‫‪14‬ـ «ميالن» اإليطايل‪.)-2( 199.1 :‬‬ ‫‪15‬ـ «اتلتيكو مدريد» اإلسباين‪.187.1 :‬‬ ‫‪16‬ـ «روما» اإليطايل‪.)+8( 184.4 :‬‬ ‫‪17‬ـ «نيوكاسل يونايتد» اإلنكليزي‪.)+2( 169.3 :‬‬ ‫‪18‬ـ «إيفرتون» اإلنكليزي‪.)+2( 165.1 :‬‬ ‫‪19‬ـ «إنرت» اإليطايل‪.)-2( 164.8 :‬‬ ‫‪20‬ـ «وست هام يونايتد» اإلنكليزي‪.160.9 :‬‬ ‫(أ ف ب)‬

‫زيدان يدافع عن بزنيمة‪ :‬فرنسا ال يمكنها االستغناء عنه‬ ‫مل يرتدد أسطورة كرة القدم الفرنسية‪ ،‬زين الدين زيدان‪ ،‬مدرب نادي ريال مدريد اإلسباين يف حامية العبه‪ ،‬وهداف فريقه كريم بنزمية‪ ،‬عندما قال‬ ‫بأن املنتخب الفرنيس ال ميكنه بأي حال من األحوال االستغناء عن العب يف قيمة وحجم بنزمية‪.‬‬ ‫وقال زيدان «فرنسا ال تستطيع أن تفعل شيئ ًا من دون االعتامد عىل العب مثل بنزمية‪ ،‬فعندما نتابع إحصاءات هذا الالعب‪ ،‬وعندما ترى ما يفعله‬ ‫عىل أرض امللعب‪ ،‬من الواضح أنك ال تريد بكل تأكيد االستغناء عن العب كرة قدم يف هذا املستوى»‪.‬‬ ‫وتابع «زيزو»‪« :‬عىل أية حال‪ ،‬أنا هنا يف مدريد‪ ،‬ال ميكنني االستغناء عن خدماته بهذه السهولة‪ ،‬فالعب مثل كريم‪ ،‬وإىل جانب عرشات األهداف التي‬ ‫يسجلها‪ ،‬فإنه يفرض عليك اإلعجاب مبا يقدمه عىل جميع املستويات خاصة عىل مستوى التجاوب مع زمالئه ومساندته لكل الخطوط يف الفريق»‪.‬‬ ‫زيدان الذي يشرتك كذلك مع كريم بنزمية يف أصوله الجزائرية‪ ،‬أكد بأنه من الجنون االستغناء عن العب يحمل هذه الخصال وأكد بأن «ما يقوم به‬ ‫اليوم مع ريال مدريد ليس يف متناول كل العب»‪.‬‬

‫‪17‬‬ ‫الشيخ سلمان قد يعرض عىل‬ ‫اإلنجلزيي سكودامور منصبا بالفيفا‬

‫قال الش�يخ س�لامن بن إبراهيم آل خلفية املرش�ح النتخابات‬ ‫رئاس�ة االتحاد ال�دويل لكرة القدم (الفيفا) إن�ه يود أن يتوىل‬ ‫ريتشارد س�كودامور املدير التنفيذي للدوري االنجليزي املمتاز‬ ‫منصب األمني العام للفيفا إذا فاز باالنتخابات الشهر املقبل‪.‬‬ ‫وأشار الش�يخ سلامن رئيس االتحاد اآلس�يوي واملرشح بقوة‬ ‫لرئاس�ة الفيفا إىل أنه يريد انضامم أليكس فريغس�ون املدرب‬ ‫الس�ابق ملانشستر يونايتد إىل مجلس املستش�ارين الذي يود‬ ‫تأسيسه‪.‬‬ ‫وتج�رى ه�ذه االنتخاب�ات بع�د أس�وأ فضيحة فس�اد رضبت‬ ‫الفيف�ا يف تاريخ�ه البال�غ ‪ 111‬عاما يف ماي امل�ايض وإلقاء‬ ‫القبض عىل عدد من مس�ؤوليه بواس�طة السلطات األمريكية‬ ‫والسويرسية‪.‬‬ ‫وس�اهم سكودامور ‪ -‬الذي قد يعرض عليه إدارة العمل اليومي‬ ‫للفيفا وفقا لعرض الش�يخ سلامن ‪ -‬يف تطوير الدوري املمتاز‬ ‫وتحويله إىل أغنى بطولة محلية لكرة القدم وأكرثها شعبية‪.‬‬ ‫وق�اد فريغس�ون يونايتد للس�يطرة على ال�دوري االنجليزي‬ ‫وإحراز ‪ 13‬لقبا يف عقدين اثنني من الزمان‪.‬‬ ‫وقال الشيخ سلامن يف مقابلة مع شبكة (سكاي سبورتس)‪:‬‬ ‫"ريتش�ارد ال ي�زال ي�ؤدي عمال رائع�ا يف ال�دوري اإلنجليزي‬ ‫املمتاز ويف النهاية علينا اختيار (شخص) عىل استعداد لتقبل‬ ‫املنصب وتحمل مسؤولياته"‪.‬‬ ‫وبس�ؤاله عن إمكانية وجود فريغس�ون وس�كودامور ضمن‬ ‫مجلس املستش�ارين أجاب رئيس االتحاد اآلس�يوي‪" :‬بالتأكيد‬ ‫فهما ميل�كان الخبرة والش�خصية والجمي�ع يحرتمهما‬ ‫ويحرتمون عملهام"‪.‬‬ ‫وأض�اف رئيس االتح�اد البحريني الس�ابق‪" :‬هناك أش�خاص‬ ‫يف جمي�ع أنح�اء الع�امل أث�ق يف أن بوس�عهم تقدي�م نفس‬ ‫املساهامت"‪.‬‬ ‫والش�يخ س�لامن ‪ -‬ال�ذي يحظ�ى مبس�اندة كبرية من آس�يا‬ ‫ومرجح�ة من إفريقي�ا بعد أن وق�ع االتح�ادان القاريان عىل‬ ‫مذكرة تفاهم ‪ -‬ضمن خمس�ة أشخاص ترشحوا لخالفة سيب‬ ‫بالت�ر املوقوف يف منص�ب رئيس الفيف�ا يف االنتخابات التي‬ ‫ستقام يوم ‪ 26‬فرباير شباط‪.‬‬ ‫واملرش�حون اآلخ�رون هم األمري علي بن الحسين وجريوم‬ ‫ش�امبني املس�ؤول الس�ابق يف الفيفا ورجل األعامل الجنوب‬ ‫افريق�ي طوكيو سيكس�ويل والس�ويرسي جي�اين إنفانتينو‬ ‫األمني العام لالتحاد األورويب‪.‬‬ ‫وتس�ببت فضيح�ة الفس�اد يف الفيف�ا يف توجي�ه الوالي�ات‬ ‫املتحدة االتهام إىل ‪ 41‬شخصا ومؤسسة رياضية بينام عوقب‬ ‫الشهر املايض بالتر وميش�يل بالتيني رئيس االتحاد األورويب‬ ‫باإليقاف مثاين سنوات‪.‬‬


‫‪18‬‬

‫األربعاء ‪ 27‬جانفي ‪2016‬‬

‫غليان المناطق المحرومة‬ ‫في تونس‪ :‬احتجاجات‬ ‫القصرين نموذج ًا‬ ‫تُن��ذر حال��ة االحتق��ان االجتماع��ي الت��ي‬ ‫تعيشها املناطق املحرومة يف الشمال والوسط‬ ‫والجنوب الغربي لتونس عموم ًا‪ ،‬بعودة الغضب‬ ‫الش��عبي إىل الش��ارع التونس��ي‪ ،‬والذي بدأت‬ ‫معامل��ه يف االحتجاجات التي ش��هدتها مدينة‬ ‫القصرين وسط غرب تونس‪ ،‬يف األيام األخرية‪،‬‬ ‫بس��بب الوضع االجتماع��ي املرتدي ال��ذي دفع‬ ‫بعدد من الش��باب اليائس لالحتجاج بطريقة‬ ‫أدت إىل م��وت أحده��م‪ ،‬قب��ل أن يع��ود اله��دوء‬ ‫النسبي إىل القصرين‪ ،‬األربعاء‪.‬‬

‫وعرف�ت االحتجاجات التي ش�هدتها القرصين وم�دن قريبة منه ًا‪،‬‬ ‫تصاع�د ًا مفاجئ ًا‪ ،‬عك�س حالة االحتقان االجتامعي التي تعيش�ها‬ ‫املناط�ق املحرومة‪ ،‬وأعادت إىل األذهان مش�اهد أواخر العام ‪2010‬‬ ‫عندما اندلعت الثورة التونس�ية ووصلت ذروته�ا يف هذه املناطق‪.‬‬ ‫وقامت االحتجاجات بعد أن لقي ش�اب عاطل عن العمل حتفه‪ ،‬إثر‬ ‫س�عيه لالحتجاج عىل إقصائه من قامئ�ة املوعودين بوظيفة مثل‬

‫زمالئه الحاصلني عىل ش�هادات‪ .‬فقام الش�اب بالصعود إىل عمود‬ ‫كهربايئ‪ ،‬فاحرتق كام احرتق محمد البوعزيزي‪ ،‬بعد خمس سنوات‬ ‫من الثورة التي ال تبدو أنها غيرّ ت شيئ ًا يف وضع تلك املنطقة‪.‬‬ ‫وتبعت ذلك احتجاجات عىل الرغم من إقالة نائب املحافظ املس�ؤول‬ ‫عن امللف‪ ،‬فحاول شابان االحتجاج بطريقة مامثلة‪ ،‬وسقط أحدهام‬ ‫من أعىل جدار ل ُينقل مصاب ًا إىل املستش�فى‪ .‬ورسعان ما ع ّم غضب‬ ‫الش�باب واألهايل أرجاء مدينة القرصي�ن‪ ،‬ودخلوا يف مواجهة مع‬ ‫األمن‪ .‬وأعلن املدير العام للصحة يف القرصين عبدالغني الش�عباين‬ ‫أنه تم تس�جيل ‪ 20‬إصابة يف صفوف املواطنني وصفها بالطفيفة‪،‬‬ ‫أغلبها حاالت اختناق بالغاز املس�يل للدم�وع‪ ،‬إضافة إىل ‪ 3‬إصابات‬ ‫بج�روح يف صفوف األمنيني والعس�كريني‪ ،‬ج�راء املواجهات يف‬ ‫والية القرصين التي اس�تمرت لثالثة أيام‪ .‬وقال الش�عباين‪ ،‬لوكالة‬ ‫األنب�اء التونس�ية‪ ،‬إن املصابني ومن بينهم الش�ابان الل�ذان حاوال‬ ‫االنتحار الثالثاء‪ ،‬تلقوا اإلسعافات وغادر عدد منهم املستشفى‪.‬‬ ‫ويف األثناء‪ ،‬احتج مواطنون أمام مقر وزارة الداخلية يف العاصمة‬ ‫تونس‪ ،‬دع ً‬ ‫ام ألهايل القرصين‪ ،‬ورفعوا شعارات ضد الحكومة‪ .‬غري‬ ‫أن االحتجاج�ات امتدت إىل مدن أخرى‪ ،‬فقد حصلت مواجهات بني‬ ‫القوات األمني�ة ومحتجني يف مدينتي تال�ة وفريانة من محافظة‬ ‫القرصين‪ ،‬متام ًا كام حصل أيام اندالع الثورة وإن برتتيب مغاير بني‬ ‫املدن‪.‬‬ ‫وغير بعي�د عن القرصين‪ ،‬ش�هد اإلرضاب عن الطع�ام الذي ينفذه‬ ‫معتصمو الرتبي�ة يف قفصة من حاميل الش�هادات الجامعية منذ‬ ‫ً‬ ‫مهما‪ ،‬إذ التحق أولياء املرضبني ملس�اندة أبنائهم‬ ‫‪ 16‬يوم� ًا‪ ،‬تطور ًا‬ ‫املطالبني بتوفري فرص عمل‪ ،‬وخرجوا معهم يف مسرية احتجاجية‬ ‫باتجاه مقر املحافظة‪ .‬وقالت تقارير إعالمية إنه تم تسجيل تدهور‬ ‫مس�تمر يف الحالة الصحية للمرضبني ع�ن الطعام‪ ،‬و ُنقل بعضهم‬ ‫إىل املستش�فى إلس�عافهم‪ .‬وح�اول املحاف�ظ إقناعه�م بالرتاجع‬ ‫ع�ن اإلرضاب املتواص�ل من�ذ أكثر من أس�بوعني‪ ،‬على الرغم من‬ ‫اعتصاماتهم املتكررة منذ حواىل سنتني‪.‬‬ ‫وبالتوازي قام ش�باب يف مدينة املكن�ايس وبوز ّيان يف محافظة‬ ‫س�يدي بوزيد‪ ،‬مس�اء الثالثاء‪ ،‬بقطع الطريق عرب إشعال اإلطارات‬ ‫املطاطية للمطالبة بالتنمية وتوفري فرص العمل‪.‬‬ ‫هكذا يبدو املش�هد العام يف هذه املدن التي بدأت تفقد صربها‪ ،‬بعد‬

‫البقية في الصفحة ‪27‬‬

‫قضايا ساخنة‬

‫�أ�سئلة الثورة التون�سية‪:‬‬ ‫عينة «الق�صرين»‬

‫فيما تمر تونس بالذكرى الخامسة النطالق‬ ‫ثورته��ا‪ ،‬يع��ود الس��ؤال بإلحاح ع��ن حصيلة هذا‬ ‫الحراك االستثنائي الذي هز أركان النظام وامتد‬ ‫كالن��ار يف الهش��يم يف كامل املنطق��ة العربية‪.‬‬ ‫فماذا حقق��ت الث��ورة للمنتفضني الذي��ن طالبوا‬ ‫بالتشغيل والحرية والكرامة‪ ،‬وما هي التحوالت‬ ‫التي أحدثتها بينما ارتدادات بلدان الجوار أعادت‬ ‫بش��كل دموي االعتبار للسياسات األمنية؟ وما‬ ‫هي م��آالت الحراك‪ ،‬وهل انحس��ر الزخ��م وتبدد‬ ‫الحل��م وتراجع التس��يس عل��ى مذبح م��ا يعتربه‬ ‫العدي��د م��ن املالحظ�ين تس��وية فوقي��ة أبرمت‬ ‫ب�ين جزء م��ن الح��رس القدي��م وح��زب النهضة‬ ‫اإلسالمي الذي قايض ش��راكته الهامشية يف‬ ‫السلطة بمصالحة مع الدولة العميقة؟‬

‫ال ش�ك أنّ االدّعاء اليوم بإمكانية تقديم إجابات قطعية عن كل هذه‬ ‫األس�ئلة ال معنى له‪ .‬ليس فقط ألن اس�ترشاف نتائج موجة الصدمة‬ ‫التي أحدثته�ا الثورة يف تونس واملنطقة العربي�ة بأكملها يحتاج إىل‬ ‫مس�افة تاريخية ال تقاس بخمس س�نوات‪ ،‬ولكن وأيض�ا‪ ،‬ألن األبعاد‬ ‫اإلقليمي�ة لالضطرابات الت�ي تحكم املنطقة مفتوح�ة عىل احتامالت‬ ‫متعددة‪ ..‬ال تستثني مزيدا من «الرببرية»‪.‬‬ ‫وحتى ال نضيع يف التحاليل الجيوستراتيجية التي كثريا ما تختزل‬ ‫الصراع الج�اري يف نزاع مب�ارش وعرب ال�وكالء بني الق�وى العاملية‬ ‫ورديفاتها اإلقليمية‪ ،‬يقيص أي اعتبار للقوى االجتامعية الداخلية‪ ،‬فإنّ‬ ‫التوقف عىل بعض من الديناميات املحلية من شأنه أن ييضء بعضا من‬ ‫تعقيدات املشهد وينري حقيقة املد والجزر الذي يحكمه‪.‬‬ ‫رصد الديناميات‪ :‬القرصين مثا ًال‬ ‫لع�ل والية القرصين‪ ،‬الواقعة يف الوس�ط الغ�ريب عىل الحدود مع‬ ‫الجزائ�ر عىل بعد ‪ 290‬كلم من العاصمة‪ ،‬هي إحدى الس�احات املحلية‬

‫آليات التهميش التي حكمت أداء دولة ما بعد‬ ‫االستقالل غابت فيها لعقود الدولة االجتماعية‬ ‫وحضرت فيها بقوة الدولة األمنية‬ ‫الجديرة باالهتامم للوقوف عىل ذلك‪ .‬لعبت «قرصين مدينة الش�هداء»‬ ‫كام أطلق عليها إبان س�قوط بن عيل‪ ،‬والتي ش�هدت س�نة ‪ 1912‬أول‬ ‫انتفاض�ة ضد االس�تعامر الفرنيس‪ ،‬دورا محوري�ا يف الحراك الثوري‬ ‫منذ خمس سنوات‪ ،‬ليس فحسب ألنها شكلت الحاضنة الثانية للثورة‪،‬‬ ‫مفكك�ة من َث ّم الحصار الذي كان نظام ب�ن عيل قد رضبه عىل والية‬ ‫س�يدي بوزيد‪ ،‬موطئ قدم الث�ورة األول‪ ،‬يف محاولة منه لخنقها‪ ،‬بل‬ ‫كذل�ك ألنّ القرصين‪ ،‬على الرغم من عدد ش�هدائها وجرحاها‪ ،‬واآللة‬ ‫القمعية الهائلة التي حش�دت إلس�كاتها‪ ،‬فقد انخرط ش�باب ونس�اء‬ ‫أحيائها الشعبية يف الحراك ومكنوا الثورة من العبور إىل والية تونس‬ ‫الكربى‪.‬‬ ‫قبل الثورة‪ ،‬مل يكن حال القرصين يختلف يف جوهره عن حال سيدي‬ ‫بوزيد‪ :‬نسب منو اقتصادي ضعيفة‪ ،‬تهميش سيايس واجتامعي‪ ،‬بطالة‬ ‫شبابية مستفحلة‪ ،‬ضعف فادح يف االستثامر العمومي والخاص‪ ،‬بنى‬ ‫تحتية غائبة ومهرتئة‪ ،‬أراض فالحية «اشرتاكية» مل تتكفل الدولة بعناء‬ ‫تقس�يمها عىل مالكيها م�ن الفالحني الصغار‪ ،‬وال ميكن االس�تفادة‬ ‫منها‪ ،‬عالوة عىل سياسات ضبط ورقابة سلطوية قوامها ردع األغلبية‬ ‫واالس�تقواء بأقلية عرب شبكات املحسوبية والفس�اد‪ .‬أضف إىل ذلك‪،‬‬ ‫تجارة تهريب منظمة بحكم موقع القرصين الحدودي‪ ،‬عامدها تواطؤ‬ ‫أمن�ي‪ ،‬تدر األموال الطائلة عىل العائلة الحاكمة واملقربني منها وتتيح‬ ‫الفتات لبعض الفقراء واملهمشني‪.‬‬ ‫ماذا تغري بعد خمس س�نوات ش�هدت تعاقبا للعديد من الحكومات‬ ‫وتبني الدس�تور وانتخاب أول برملان بشكل دميوقراطي الخ‪...‬؟ بعض‬ ‫اإلجاب�ات تقدمه�ا دراس�ة ميدانية سوس�يولوجية حديث�ة متت يف‬ ‫القرصين‪ ،‬تناولت عينة واس�عة من السكان من أبناء املجتمع األصيل‪،‬‬ ‫تناولت خصائصهم االجتامعية واالقتصادية ومتثالتهم للوضع األمني‬ ‫يف منطقته�م باعتبار انتش�ار مجموعات س�لفية جهادية مس�لحة‬

‫يف الجب�ال املحاذي�ة للوالية وانتظ�ام هجامتها عىل ق�وى األمن‪ .‬لن‬ ‫أستعرض هنا كل نتائجها‪ ،‬بل سأكتفي بتقديم بعض املؤرشات‪ ،‬وأولها‬ ‫يتعلق باس�تمرار الهشاشة والعطب‪ ،‬باعتبارها السمة األساسية التي‬ ‫متيز س�واد الس�كان يف القرصين‪ .‬ففي هذه الوالية‪ ،‬وعىل الرغم من‬ ‫كل ما يحىك عن نس�ب التعليم العالية يف تونس‪ ،‬ال زال أكرث من ثلث‬ ‫الس�كان يرزح تحت األمية‪ ،‬وال زال االنقطاع املبكر عن التعليم يعصف‬ ‫بنصفهم مسجال نسبة هي األعىل يف البالد‪ .‬وعىل ذلك‪ ،‬فنصف سكان‬ ‫القرصين غري عاملني‪ ،‬بينام يندرج عمل ‪ 20‬يف املئة ممن يعمل منهم‬ ‫يف إط�ار غير مرخص به‪ ،‬كما أن قراب�ة ثلثي الس�كان ال يتمتعون‬ ‫راض عن الخدمات الصحية‬ ‫بنظام التأمينات االجتامعية‪ ،‬وأغلبهم غري ٍ‬ ‫والتعليمي�ة واإلدارية يف الوالية‪ .‬والقطاع العام هو املش�غل األضعف‬ ‫يف الوالية‪ ،‬وهو ما يعكس استمرار غياب بدائل اجتامعية واقتصادية‬ ‫تنموي�ة عمومي�ة ميكنه�ا أن تقطع م�ع وضعية الفق�ر والتهميش‬ ‫للس�كان وتحقق انتظاراتهم التي صدحوا بها ذات ديس�مرب‪ /‬جانفي‬ ‫‪ ،2011‬ومات من أجلها الكثريون يف القرصين‪.‬‬ ‫األمن أم األمان؟‬ ‫اس�تمرار العط�ب والتهميش يف القرصين وغياب فرص التش�غيل‬ ‫للس�واد األعظم من الش�باب أبقى عىل ما يس�مى بـ «تجارة الحد» أو‬ ‫التهريب‪ ،‬كمالذ أخري للعيش واالرتزاق لفئات واس�عة منهم‪ .‬لكن يبدو‬ ‫أن هذا املالذ األخري نفس�ه ق�د أضحى صعب املنال‪ ،‬وش�ديد الخطورة‬ ‫ملن هم األكرث تهميش�ا وفقر ًا‪ ،‬بفعل الحاجز الذي أقامته الجزائر عىل‬ ‫جانبها من الحدود‪ ،‬وأيضا لتدهور الوضع األمني يف الوالية من الجانب‬ ‫التونسي‪ ،‬وما راف�ق ذلك من اس�تحكام املقاربة األمني�ة وحدها يف‬ ‫مواجهة املجموعات الجهادية املس�لحة‪ ،‬من دون اس�تناد إىل معالجة‬ ‫ش�املة للوضع تقوم عىل إرشاك املواطنني يف الق�رار املتعلق باألمن‬ ‫والحدود يأخذ باالعتبار مطالبهم وأولوياتهم‪.‬‬ ‫هل تعني هذه الصورة القامتة أن القرصين قد رجعت إىل املربع األول‬ ‫يف أت�ون غياب البدائل االجتامعية وعودة س�طوة األولويات األمنية؟‬ ‫آلي�ات التهمي�ش التي حكم�ت أداء دولة ما بعد االس�تقالل يف تونس‬ ‫يف عالقته�ا مع مناطق عديدة‪ ،‬غابت فيها لعق�ود الدولة االجتامعية‬ ‫وحرضت فيها بقوة الدول�ة األمنية‪ ،‬وهي ال زالت فاعلة يف القرصين‬ ‫كما يف غريها من «الهوامش»‪ ،‬بعد خمس س�نوات عىل س�قوط بن‬ ‫عيل‪ .‬وال ش�ك أيضا أنّ تواتر الهجامت السلفية الجهادية قد لعب دورا‬ ‫يف تقليص مساحات الفعل ألجل تقويض هذه الوضعية‪.‬‬ ‫لكن وعىل الرغم من ذلك‪ ،‬فام زالت رشوط العمل من أجل تغيري هذا‬ ‫الوضع أحس�ن مام كانت عليه قبل سقوط بن عيل‪ .‬مرد هذا التحسن‬ ‫كما تفيد به الدراس�ة يف القرصين يعود إىل س�ببني‪ ،‬األول أ ّنه ومع‬ ‫وجود الش�عور املتدين لس�كانها باألمان‪ ،‬فإنّ أغلبهم ال زال غري قابل‬ ‫بع�د للتخيل عن حريته مقابل أمنه‪ ،‬عىل اعتب�ار أن أكرثهم يعتقد أنه‬ ‫من رشوط تحسني عالقة املواطن باألمن هو إرساء منظومة ملكافحة‬ ‫الفس�اد وترس�يخ احرتام حقوق االنس�ان‪ .‬أما الس�بب الثاين فريجع‬ ‫الىٍ اعتقاد س�ائد يف القرصين ال يختزل األم�ن يف التصدي لإلرهاب‬ ‫والجرمية فقط‪ ،‬بل ينظر له ضمن مقاربة شاملة تدمج كذلك املقومات‬ ‫االجتامعية واالقتصادية الضامنة لشعور املواطن باألمان‪.‬‬ ‫ناش�طون عدي�دون يف املجتم�ع املدين املحلي والوطني م�ا زالوا‬ ‫يراهنون ويعملون حتى ال ترجع القرصين إىل املربع األول‪ .‬من بينهم‬ ‫«املنتدى التونيس للحقوق االقتصادية واالجتامعية» الذي تقدم مؤخرا‬ ‫باس�م والية القرصين مبل�ف الىٍ الهيئة العليا للعدالة االنتقالية لطلب‬ ‫منح القرصين صفة «املنطقة الضحية» عىل خلفية تعرضها للتهميش‬ ‫ّ‬ ‫س�تمكن ألول مرة م�ن إدراج‬ ‫واإلقص�اء املمنه�ج قبل الث�ورة‪ .‬خطوة‬ ‫املسألة االقتصادية واالجتامعية يف مسار العدالة االنتقالية‪.‬‬ ‫ألفة لملوم‬


‫‪19‬‬

‫حوارات‬

‫األربعاء ‪ 27‬جانفي ‪2016‬‬

‫حوار‪ :‬منذر رشيط‬

‫الفيلسوف الشاب‪ ،‬د‪ .‬صالح الدني الداودي لـ " الصحوة"‪:‬‬

‫برناجمي العملي هو الئحة ّ‬ ‫مهمات ّية م�ستعجلة و�إ�سرتاتيجية‬ ‫لإنقاذ �أمن تون�س والتون�سيني و�إ�سقاط نظام الإرهاب‬

‫نظرية الكذب الح‬ ‫قي‬ ‫قي‬ ‫نج‬ ‫ده‬ ‫و‬ ‫ص‬ ‫فة‬ ‫ق‬ ‫ري‬ ‫بة‬ ‫أل‬ ‫مرا‬ ‫ض‬ ‫إع‬ ‫الميينا‬

‫منذ اندالع ثورة ‪ 17‬ديس��مرب ‪ ،2010‬برز للعيان ليش��كل أحد أيقون��ات هذه الثورة‪،‬‬ ‫املفكر الفيلس��وف الش��اب د‪.‬ص�لاح الدين ال��داودي ‪ .‬عن الحراك الش��بابي املتواصل هذه األي��ام يف أقاليم‬ ‫الثورة يف البالد التونس��ية واملهدد بمخططات إرهابية‪ ،‬والذي يش��كل (أي الحراك) أحد قياداته‪ ،‬تحدث‬ ‫د‪ .‬الداودي لجريدتنا الصحوة‪.‬‬ ‫أم��س الثالث��اء‪ ،‬أحي��ا النقابي��ون وكل‬ ‫املناضل�ين الصادق�ين الذك��رى الثامن��ة‬ ‫والثالثني ألحداث جانف��ي ‪ ،1978‬عندما أعلن‬ ‫اإلتح��اد الع��ام التونس��ي للش��غل اإلض��راب‬ ‫الع��ام وخرج��ت الق��وى النقابي��ة مدعم��ة‬ ‫بالجماه�ير العمالي��ة يف مظاه��رات جاب��ت‬ ‫مختلف أنحاء البالد‪..‬كيف استحضرت هذا‬ ‫الح��دث ؟ وكيف تربط��ه بث��ورة الكرامة ‪17‬‬ ‫ديسمرب ‪..2010‬؟‬

‫اس�تحرضت ما استحرضين أس�ابيع قبل ذكرى ‪ 17‬ديسمرب يف‬ ‫ش�كل الئحة مهماّ ت ّية مس�تعجلة وإستراتيجية إلنقاذ أمن تونس‬ ‫والتونسيني وإسقاط نظام اإلرهاب‪.‬‬ ‫كان�ت بني�ة مض�ادة أو رؤية مقاوم�ة من أجل أرضية س�يادية‬ ‫ملحارب�ة حاكم ّي�ة اإلرهاب مر ّت َب�ة عىل عنوان أوح�د أو عىل هدف‬ ‫إستراتيجي ش�امل وهو إخراج تونس من محور أصدقاء “داعش”‬ ‫بالداخ�ل والخ�ارج‪ ،‬وال داخ�ل وال خ�ارج يف املُعو َل�م‪ ،‬وهو محور‬ ‫اإلره�اب األطلسي الصهيو‪ -‬وه�ايب ووكالئه يف املنطق�ة الذين‬ ‫يغرقونن�ا يف جرامئه�م تح�ت كل رايات اإلره�اب وأجنحة وخاليا‬ ‫س�وداء أخرى بأقل وأكرث درجة‪ .‬هذا املحور اإلرهايب بدأ يس�تحكم‬ ‫أكرث فأكرث‪.‬‬ ‫ه�ي رؤي�ة للط�رح والتش�اور والضغ�ط والتج�اوز والتعدي�ل‬ ‫والدم�ج واالخت�زال والتفصي�ل واالجت�زاء أيضا‪ .‬وه�ي تنظر قدر‬ ‫املس�تطاع يف عني الش�بكات واألبنية واألبيئة واملناخات والعوامل‬ ‫والدواف�ع واألدوات ّ‬ ‫مركزة يف رباعية الوقائ�ع والوظائف واملواقع‬ ‫واملواقف عىل املستويات املؤسس�اتية األساسية األربع أي األمنية‬ ‫والديبلوماسية واإلعالمية واإلسترشافية اإلسرتاتيجية‪.‬‬ ‫هو تقدي�ر لن يزعج س�وى صديق “داعش” واملوس�اد املتغطي‬ ‫بث�ورة كاذبة أُجهِض�ت يف ال ّرح�م و َيحلم يف نف�س الوقت حلمه‬ ‫األحمق بأن ينال الترّ ايض والتبجيل من عصابات إجرامية مسلّحة‪.‬‬

‫ما هي أهم بنود هذه الالئحة ؟‬

‫هي الئحة تتضمن نقاطا واضحة ومفصلة نجد من أهم بنودها‪:‬‬ ‫التش�اور الثن�ايئ والثاليث م�ع الجزائ�ر ومرص‪ ،‬وبع�د ذلك مع‬ ‫بلدان الجوار الجنويب الليبي حفاظا عىل أمن تونس اإلستراتيجي‬ ‫ومنطق�ة املغ�رب الع�ريب ويف ح�دود التنس�يق اإلس�تخبارايت‬ ‫والتسليحي املفصول بالكامل عن مسارات التدمري األطليس ‪-‬الذي‬ ‫يج�ري بتع�اون خليجي عثماين‪ -‬وع�ن مس�ارات املتورطني يف‬ ‫اإلرهاب عىل اعتبار أن االنتداب الثاين أخذ طريقه إىل ليبيا وس ُينتج‬ ‫مقاومة من ناحية وتقسيام من ناحية أخرى‪.‬‬ ‫لقمة خامسية أو سداسية أو أكرث تجمع تونس والجزائر‬ ‫واإلعداد َّ‬ ‫موحد‬ ‫ومرص ومايل وتشاد… إلخ‪ .‬ومن مثة اإلعالن عن هيكل عمل ّ‬ ‫موحدة لضب�ط قواعد تعامل مع اإلخ�وة الليبيني والوطن‬ ‫بخط�ط ّ‬ ‫ّ‬ ‫الليبي الشقيق وتجنبنا هذه القمة التنازع فيام بيننا كدول ‪-‬مبا يف‬ ‫ذل�ك ما ال ُي َتو ّقع بيننا‪ -‬وتضمن أن ال تكون ليبيا نفس�ها طرفا يف‬ ‫كل توتر أو نزاع أو اقتتال‪ .‬وإرس�ال فريق عمل أمني‪ ،‬أيضا سيايس‬ ‫ديبلومايس وبرملاين إىل س�وريا وبعث خلية وطنية ملراقبة شؤون‬ ‫الحكم من داخل أو من خارج املؤسس�ات الدستورية‪ ،‬مدعام ببعث‬

‫مجلس السيادة العليا للشؤون الداخلية والخارجية‪.‬‬ ‫تنقية مواقع القرار األمني وإخضاع كل القطاعات األمنية لنص‬ ‫تطبيقي خاص واس�تثنايئ ملحق بقانون اإلره�اب بعنوان قانون‬ ‫مكافحة الجرائم اإلرهابية العظمى لحاميل السلاح والسياس�يني‬ ‫ورجال األعامل‪.‬‬ ‫وتس�خري الفض�اءات اإلعالمي�ة العمومية للمقاوم�ة والتعبئة‬ ‫والتحلي�ل العمليايت واملتابع�ة امليدانية والقضائي�ة مبا يف ذلك ما‬ ‫يهمن�ا خ�ارج حدودن�ا وتحويل هيئة اإلعلام التعديلي�ة إىل هيئة‬ ‫اس�تثنائية إنقاذية تخطط وتس�هر عىل التنفيذ‪ .‬وهو ما من شأنه‬ ‫تأس�يس إعالم ثق�ايف لتحطيم أص�ول التكفري العرق�ي واملذهبي‬ ‫الطائفي زائد أصول التفكري االستعامري العنرصي والصهيوين‪.‬‬ ‫س�يكون ذلك ال ش�ك اختبارا لكل األطراف واستعدادا لكل املراحل‬

‫يف السياسة العربية مثلي األعلى‬ ‫حزب اهلل اللبناني املقاوم األرفع على‬ ‫اإلطالق‬ ‫القادمة‪.‬‬

‫والبالد تعيش هذه األجواء العصيبة‪ ،‬ماذا‬ ‫تخلد م��ن معاني تحملها ذكرى ‪ 17‬ديس��مرب‬ ‫‪ 2010‬؟‬

‫‪ 17‬ديسمرب يف ضامئرنا‪ ،‬سنعود إىل أحالمنا بعد إنهاء الكوابيس‬ ‫بالعمل عىل ملمح برنامج كهذا‪:‬‬ ‫إس�قاط التبعي�ة‪ ،‬التح� ّرر الوطن�ي الش�امل واإلمن�اء الع�ادل‬ ‫كإسرتاتيجية استعادة وإستنئاف ُنوجزها يف النقاط التالية‪:‬‬ ‫‪ 1‬األمن اإلستراتيجي‪ :‬وذلك يعني الخروج مام ك ّنا عىل الدوام‬‫نس� ّميه حلف اإلرهاب حتى أخذ اس�مه الرس�مي‪ .‬وإنه�اء الوجود‬ ‫والتدخل الصهيوين يف مؤسس�ات الدول�ة‪ .‬وكذلك إنهاء العمل مع‬ ‫الناتو يف املغرب العريب والعمل عىل أمن إسرتاتيجي مغاريب عريب‪.‬‬ ‫وأيضا إنهاء العمل مع الناتو الرشق أوسطي الذي تريده تركيا‪.‬‬ ‫مبا يعن�ي ذلك من الخروج من تحالف�ات أمن الخليج املتصهني‪.‬‬ ‫والشروع يف التخطيط العشري لركائز األمن الصح�ي والغذايئ‬ ‫والطاقي‪.‬‬ ‫‪ 2‬العدال�ة املشتركية التوزيعية‪ :‬وذلك من خلال إنهاء اقتصاد‬‫الفساد واالحتالل املايل والوصاية عىل املقدّرات والتخطيط الفعيل‬ ‫للخي�ارات اإلستراتيجية الوطني�ة القتص�اد االكتف�اء التدريج�ي‬ ‫واإلمناء الذايت املحيل والجهوي واالغتناء الوطني الداخيل بالرشاكة‬ ‫السيادية والتعاون املشرتك واالستغناء الوطني املستديم عن التبعية‬ ‫للخارج‪.‬‬ ‫‪ 3‬االس�تقالل الحض�اري‪ :‬وذل�ك عبر التعاون العلم�ي والفني‬‫والتكنولوجي الج�اد واملثمر والديكولونيايل م�ع الدول التي أثبتت‬ ‫جدارتها يف الجوار ويف آسيا وإفريقيا وأمريكا الجنوبية‪.‬‬ ‫‪ 4‬الالّمركزية السياس�ية والحكم االستشاري الدميقراطي‪ :‬من‬‫خلال الرشوع يف التخطيط ملرشوع س�يايس ُينهي حكم املرتزقة‬

‫والعمالء ويؤس�س لجمهورية ثالثة تؤسس له إنتفاضة شعبية ما‬ ‫بعد إستعامرية واعية وخالية من رشوط اإلستعامر‪.‬‬

‫هن��اك إدان��ة متج��ددة لل��دور املري��ب الذي‬ ‫تلعبه وسائل اإلعالم املحلية وحتى العربية‬ ‫يف سياق هذه األحداث‪ .‬كيف تصف غموض‬ ‫هذا األداء اإلعالمي يف مواجهة هذه املصائر‬ ‫والحراكات الشعبية والوطنية ؟‬

‫يف كتاب�ه «املثقف�ون املزيف�ون» يتح�دث املفك�ر واألكادمي�ي‬ ‫الفرنيس باس�كال بونيفاس عن نظرية الكذب الحقيقي‪ .‬يقول إن‬ ‫«األخط�ر م�ن أولئك الذين ينخدع�ون‪ ،‬هم أولئك الذي�ن يخدعون»‪.‬‬ ‫يقسمهم إىل فريقني «املزيفون» و«املرتزقة»‪ .‬بينام يعمد املزيفون‬ ‫إىل اتخاذ وس�ائل وحجج هم أنفس�هم ال يؤمنون بها لدعم قضايا‬ ‫يؤمنون به�ا‪ ،‬فإن املرتزقة ال يؤمن�ون بالقضايا وال حتى بالحجج‬ ‫والوس�ائل الت�ي يقدمونه�ا‪ .‬مع الوقت يص�دق املرتزق�ة كذباتهم‬ ‫ويتقمصون شخصية املصلح عىل عكس املزيفني الذين يتعايشون‬ ‫بسالم مع كذباتهم الصغرية من وجهة نظرهم إال أن خطرهم يكمن‬ ‫يف أنهم يهيئون الطريق للدمياغوجيني مام يرض بالدميوقراطية‪.‬‬ ‫ال�ذي يجمع الفريقين‪ ،‬هو خرقه�م لألمانة الفكرية م�ن دون أن‬ ‫يعبؤوا بذلك‪.‬هذا الحال الذي يفككه باسكال بونيفاس نجده وصفة‬ ‫قريبة ألمراض إعالميينا‬

‫وإىل جانب الفيلسوف باسكال بونيفاس‪،‬‬ ‫كي��ف يمي��ل الباح��ث الفلس��في د ص�لاح‬ ‫الداودي ؟‬

‫ميواليت التي نحتها من نفيس يف السياس�ة املحلية واالقليمية‬ ‫والعاملي�ة إلح�ق ث�م إلحق ثم إلح�ق الرجال ث�م الرجال ث�م الرجال‬ ‫الصادق�ون ثم الصادق�ون ثم الصادق�ون الرشفاء ث�م الرشفاء ثم‬ ‫الرشفاء وال يكرب يف عيني أحد ممن ال يستحق‪.‬‬ ‫يف السياس�ة العربي�ة مثيل األعىل ح�زب الله اللبن�اين املقاوم‬ ‫األرف�ع عىل اإلطالق وهو أمر واضح ومعلن ورشف ال يناله أي كان‬ ‫ومن ال يعجبه فليرشب من البحر‪.‬‬

‫ل��و تذك��ر قراءن��ا يف جري��دة «الصح��وة»‬ ‫بالقس��م ال��ذي أعلنته ي��وم األربع��اء الفارط‬ ‫وأن��ت ممن يق��ودون املس�يرة الش��بابية التي‬ ‫وقفت أمام وزارة الداخلية ؟‬

‫أقس�م بالله العيل العظيم ثقة يف الله وحده س�يأيت اليوم الذي‬ ‫يحاسب فيه املجرمون القتلة والنهَ ابون‪ ،‬املرتزقة والعمالء‪.‬‬ ‫هو آخر ما قلته لجمع من أنصار املجرمني أمام الصحافة واألمن‬ ‫أمام الداخلية يوم األربعاء وسأجعل منه قسمي البعيد العميق حتى‬ ‫إحقاق الحق ألهل الحق‪.‬‬


‫‪20‬‬

‫األربعاء ‪ 27‬جانفي ‪2016‬‬

‫‪ CIA‬تدير العمليات يف سوريا‪ ...‬والسعودية‬ ‫توقع الشيكات!‬ ‫ّ‬ ‫السعودية تدفع األموال والواليات املتحدة تدير بها بعض حروبها‪ .‬هذه املعادلة ليست جديدة‪،‬‬

‫ون ّفذت منذ عرشات الس�نني يف أنغوال وأفغانس�تان ونيكاراغوا‪ ...‬وأخري ًا يف س�وريا‪ .‬الجديد‬ ‫معلومات «موثوقة» تظهر كيف متس�ك «يس آي إي» بزمام أمور التس�ليح والتمويل وتوزيع‬ ‫املهامت عىل الحلفاء وقيادة العمليات املعادية للنظام يف سوريا‪.‬‬ ‫َ‬ ‫منذ بداية الحرب السورية وضعت اإلدارة األمريكية برنامجني معلنني‪ :‬األ ّول يرعاه البنتاغون‪،‬‬ ‫ويه�دف إىل «تدري�ب وتجهي�ز معارض�ة معتدل�ة ملواجهة داع�ش»‪ .‬والث�اين تدي�ره «وكالة‬ ‫االس�تخبارات املركزية» (يس آي إي)‪ .‬مل يس�تطع أحد إخفاء فش�ل برنام�ج البنتاغون بإعداد‬ ‫«مقاتلني معتدلني يحاربون داعش»‪ ،‬فنعاه املسؤولون واإلعالم‪ ،‬وأوقف رسمي ًا العام املايض‪.‬‬ ‫تامة‪ ،‬وج ّل ما رش�ح عنه بعض‬ ‫لك�ن برنام�ج «يس آي إي» أحيط منذ البداية برسية ش�به ّ‬ ‫املعلومات الرس�مية التي تقول إن هدفه «تدريب مقاتيل املعارضة وتقديم الدعم االستش�اري‬ ‫غري املس� ّلح لهم»‪ ،‬وإن ض ّباطه يعملون «يف مناط�ق حدودية يف األردن وتركيا»‪ .‬لكن الرئيس‬ ‫«رسي ًا» تحوي�ل هدف الربنامج إىل «تس�ليح مقاتيل‬ ‫األميريك ب�اراك أوباما ق ّرر ع�ام ‪ّ ٢٠١٣‬‬ ‫ً‬ ‫املعارضة إضافة إىل تدريبهم»‪ ،‬عىل أن يكون هذا السلاح موجها ضد الجيش الس�وري‪ .‬بعض‬ ‫س�مي‬ ‫وس�ائل اإلعالم األمريكية نرشت بع�ض املعلومات عن برنامج «يس آي إي» حينها وما ّ‬ ‫«مرك�ز العمليات العس�كرية» (غرفة «موك») ومرك�زه عماّ ن و«تع�اون يس آي إي مع أجهزة‬ ‫إقليمية أخرى» إلدارة عمليات املعارضة عىل الجبهة الجنوبية‪.‬‬ ‫لكن مقال صحيفة «ذي نيويورك‬ ‫تاميز» قبل يومني تض ّمن معلومات‬ ‫تنشر للم� ّرة األوىل ح�ول متويل‬ ‫الس�عودية لربنام�ج «يس آي إي»‬ ‫منذ نش�أته ولعب الواليات املتحدة‬ ‫دور قائ�د العملي�ات الفعلي عىل‬ ‫األرايض السورية‪.‬‬ ‫«من�ذ لحظ�ة انطالق�ه‪ ،‬حص�ل‬ ‫برنام�ج يس آي إي ال�ذي ُس� ّمي‬ ‫‪ Timber Sycamore‬أي خش�ب‬ ‫ش�جر الج ّميز‪ ،‬عىل الدعم الس�عودي» أجمع املس�ؤولون األمريكيون الحاليون والسابقون من‬ ‫الذين اس�تجوبتهم الصحيفة برشط عدم الكش�ف عن أسامئهم‪« .‬كانت الوكالة تعلم بأن لديها‬ ‫رشيك ًا مستع ّد ًا للدعم» يشري املقال‪ .‬اململكة لعبت‪ ،‬كاملعتاد دور «املو ّقع عىل الشيكات» بنسبة‬ ‫متويل فاقت بأشواط مساهامت ك ّل من قطر وتركيا يف الربنامج‪ ،‬ورغم التكتم األمرييك عىل‬ ‫الرقم الدقيق للمبالغ السعودية قدّرها بعض املسؤولني بـ«بضعة مليارات الدوالرات»‪.‬‬ ‫املقال (بتوقيع مارك مازيتي ومات أپوزو) يضع الدعم السعودي لعمليات وكالة االستخبارات‬ ‫ّ‬ ‫ويذكر بسلسلة الحروب‬ ‫األمريكية يف س�وريا بخانة «التعاون املس�تمر منذ عرشات الس�نني»‬ ‫الت�ي خاضته�ا «يس آي إي» بأم�وال س�عودية م�ن دون أن يك�ون هناك بالضرورة مصلحة‬ ‫س�عودية مبارشة من تل�ك الحروب‪ .‬املقال ّ‬ ‫ذكر بفصول متويل الس�عودية لح�روب أمريكا يف‬ ‫أنغوال وأفغانس�تان ونيكاراغوا وغريها وصو ًال إىل س�وريا‪ .‬يف س�وريا‪ ،‬وحت�ى قبل موافقة‬ ‫أوباما رسمي ًا عىل «املهمة التسليحية» قامت «يس آي إي» عام ‪ ٢٠١٢‬بـ«ترتيب صفقات سالح‬ ‫للسعودية بقيادة بندر بن سلطان استخباراتي ًا حينها‪ ،‬كان أبرزها صفقة ضخمة مع كرواتيا»‪،‬‬ ‫يكشف املقال‪ .‬لكن مقال «ذي تاميز» يبينّ أيض ًا كيف أن واشنطن تؤدي دور القائد الفعيل يف‬ ‫جزء أس�ايس ومبارش من الحرب امليدانية يف س�وريا‪ ،‬بينام يلعب اآلخرون (السعودية‪ ،‬قطر‪،‬‬ ‫تركيا) دور «بنوك التمويل»‪.‬‬ ‫املقال يشري إىل أنه منذ بداية عام ‪ ،٢٠١٢‬وعىل مدى أكرث من سنة‪ ،‬شاهد األمريكيون «تد ّفق‬ ‫املال والسالح الخفيف والثقيل من قطر والسعودية وغريها من دول الخليج عرب الحدود الرتكية‬ ‫إىل املقاتلني املعارضني يف س�وريا»‪ ،‬وقد أبدى بعض املسؤولني األمريكيني حينها «قلقهم من‬ ‫رسي‬ ‫وصول املال والسالح إىل مجموعات مرتبطة بالقاعدة»‪ .‬يف أواخر عام ‪ ٢٠١٢‬عقد اجتامع ّ‬ ‫قرب البحر امليت يف األردن‪ ،‬بني مدير االس�تخبارات األمريكية يف ذلك الوقت ديفيد بيرتايوس‬ ‫ومس�ؤولني اس�تخباراتيني من دول خليجي�ة‪ ،‬ويف االجتامع تكلّم بيرتاي�وس مع الحارضين‬ ‫بـ«لهجة قاسية جد ًا» و«أ ّنبهم» لـ«عدم تنسيق إرسال السالح يف ما بينهم أو مع ض ّباط يس‬ ‫آي إي يف األردن وتركيا»‪ ،‬ينقل املقال عن مسؤو َلني رفيعني سابقني‪ .‬وبعد أشهر قليلة عىل ذلك‬ ‫االجتامع عدّل أوباما رسمي ًا مهمة «يس آي إي» ليضاف إليها «تزويد السالح ملقاتيل املعارضة‬ ‫السورية»‪ .‬ومنذ ذلك الحني‪ ،‬يرشح املقال‪ ،‬باتت «يس آي إي» هي «التي تقود عمليات التدريب‪،‬‬ ‫بينام تقوم االس�تخبارات الس�عودية واإلدارة العامة لالس�تخبارات بتوفري األموال والسالح»‪.‬‬ ‫الوكالة كانت ترشف عىل كل يشء عملي ًا‪ ،‬حتى إنها كانت تؤدي دور الوسيط أحيان ًا بني الدول‬ ‫الت�ي تنضوي تحت إمرته�ا‪ ،‬كأن تح ّل مث ًال مس�ألة تأخري دفع األموال الس�عودية لألردن البلد‬ ‫املضيف لغرفة العمليات‪ ...‬مقال «نيويورك تاميز» يلفت إىل أن «التحالف بني السعودية ووكالة‬ ‫االستخبارات األمريكية ما زال قوي ًا» وأن العالقات بني «وزير الداخلية السعودي محمد بن نايف‬ ‫ومدير االستخبارات األمريكية جون أو برينان ال تزال وثيقة منذ كان برينان مدير محطة الوكالة‬ ‫يف الرياض خالل التسعينيات»‪.‬‬ ‫«الس�عوديون واألمريكي�ون يعلمون بأن�ه ال غنى ألحدهام عن اآلخر» يف مث�ل هذه املراحل‬ ‫والظروف‪ ،‬يقول رئيس لجنة االس�تخبارات الس�ابق يف الكونغرس مايك روجرز‪ ،‬فيام يخلص‬ ‫كاتب�ا املق�ال إىل أن «التحالف األمرييك ــ الس�عودي سيس�تمر عامئ ًا عىل بح�ر من األموال‬ ‫السعودية وعىل مصالح خاصة مشرتكة بني الطرفني»‪.‬‬ ‫( صباح أيوب‪ /‬األخبار)‬

‫حصاد‬

‫عربي‬

‫‪ 5‬سنوات عىل «ثورة يناير»‪:‬‬

‫تأرجح بني االنتصار واالنكسار‬ ‫بعد خمس�ة أع�وام عىل «ث�ورة ‪ 25‬يناي�ر»‪ ،‬بات‬ ‫ذل�ك الي�وم ال�ذي دخل�ت مرص م�ن بوابت�ه مرحلة‬ ‫التح� ّوالت التاريخي�ة يف الوط�ن الع�ريب‪ ،‬ذك�رى‬ ‫تحمل للمرصيني خصوص ًا‪ ،‬والعرب عموم ًا‪ ،‬مشاعر‬ ‫متناقض�ة‪ ،‬تتأرجح بني األمل الذي حمله ثوار مرص‬ ‫ب�ـ «العي�ش‪ ،‬والحري�ة‪ ،‬والعدال�ة‬ ‫االجتامعية‪ ،‬والكرامة اإلنسانية»‪،‬‬ ‫والقل�ق عىل املس�تقبل‪ ،‬يف خضم‬ ‫«ث�ورة مض�ادة» مل تع�د تقتصر‬ ‫عىل رم�وز النظام القديم العائدين‬ ‫بقوة اىل املش�هد العام‪ ،‬أو الجهات‬ ‫الخارجي�ة التي عملت منذ اللحظة‬ ‫األوىل على إجه�اض الح�راك‬ ‫الث�وري‪ ...‬بل باتت تش�مل جهات‬ ‫شاركت نفسها يف الثورة‪ ،‬وسعت‬ ‫اىل احتكاره�ا باس�م الدين يف ما‬ ‫بعد‪ ،‬وأخرى أشد رشاسة‪ ،‬التقطت‬ ‫لحظة التحوالت الكربى يف الوطن‬ ‫العريب لتخرج من جحور اإلرهاب‪.‬‬ ‫وبحل�ول الذك�رى الخامس�ة‬ ‫لـ«ثورة ‪ 25‬يناير»‪ ،‬يبدو املش�هد املرصي س�وريالي ًا‬ ‫بامتي�از‪ :‬ث�وار صنعوا التاري�خ قبل خمس�ة أعوام‬ ‫يحاولون استيعاب تجربة السنوات الخمس املاضية‪،‬‬ ‫بكل آمالها وانتصاراتها وانكس�اراتها‪« .‬فلول» نظام‬ ‫أس�قطته الثورة خالل ‪ 18‬يوم ًا يع�ودون اىل تصدّر‬ ‫املش�هد الس�يايس‪ .‬نظ�ام جديد اس�تند اىل رشعية‬ ‫ث�وريت «‪ 25‬يناير» و «‪ 30‬يونيو» يعي�د إنتاج نظام‬ ‫قدي�م خ�رج ض�ده املرصي�ون بق� ّوة اىل امليادي�ن‬ ‫والش�وارع يف مثل ه�ذا اليوم‪ ...‬وفئ�ات اجتامعية‬

‫نبذت الثورة أو يف أفضل األحوال نأت بنفسها عنها!‬ ‫وعلى وق�ع إج�راءات أمني�ة مش�ددة اتخذته�ا‬ ‫السلطات املرصية يف الشوارع وامليادين تحسب ًا ألي‬ ‫أعامل عنف يف ذكرى «الث�ورة»‪ ،‬التي تصادف ايض ًا‬ ‫«عي�د الرشط�ة»‪ ،‬أط�ل الرئيس املرصي عب�د الفتاح‬

‫الس�ييس يف خطاب تلفزيوين اعتبر فيه أن مرص‬ ‫تحول�ت خلال أق�ل من عامين من وط�ن لجامعة‬ ‫إىل وط�ن للجميع‪ ،‬مؤكدا أن ث�ورة ‪ 30‬يونيو جاءت‬ ‫لتصحيح مسار ‪ 25‬يناير‪.‬‬ ‫ورأى السييس أن «ما شاب تلك الثورة (‪ 25‬يناير)‬ ‫من انحراف عن مس�ارها مل يكن من أبنائها األوفياء‬ ‫بل نتاج ًا خالص ًا ملن حاولوا أن ينس�بوها ألنفس�هم‬ ‫وأن يس�تغلوا الزخ�م ال�ذي أحدثت�ه لتحقي�ق مآرب‬ ‫شخصية»‪.‬‬

‫منظمة العفو الدولية تندد بـ«أزمة حقوق انسان ضخمة»‬ ‫يف مرص بعد خمس سنوات عىل الثورة‬ ‫أك�دت منظمة العف�و الدولي�ة أن مرص تعاين م�ن «أزمة‬ ‫حقوق إنس�ان ضخم�ة» بعد خمس س�نوات عىل ث�ورة ‪25‬‬ ‫جانفي‪/‬يناير ‪ 2011‬التي أس�قطت حس�ني مب�ارك‪ .‬وقالت‬ ‫املنظم�ة يف بي�ان أصدرته الجمعة «بعد خمس س�نوات من‬ ‫التظاهرات الكبرية التي أسقطت حسني مبارك وباتت تعرف‬ ‫باس�م ثورة ‪ 25‬يناير‪ ،‬تع�اين مرص من أزمة حقوق‬ ‫إنسان ضخمة»‪.‬‬ ‫وقال نائب رئيس برنامج الرشق االوسط وشامل‬ ‫إفريقيا يف منظمة العفو الدولية س�عيد بومدوحة‬ ‫يف التقرير أنه بعد خمس سنوات من إطاحة مبارك‬ ‫«أوص�دت االبواب فعليا أم�ام اآلمال الت�ي انعقدت‬ ‫على ثورة ‪ 25‬جانفي‪/‬يناي�ر إلطالق عهد جديد من‬ ‫االصالحات واحرتام حقوق االنسان»‪.‬‬ ‫وأض�اف أن املرصيين يش�هدون يف الوق�ت‬ ‫الراهن «العودة اىل الدولة البوليس�ية»‪ ،‬مشيرا اىل‬ ‫أن «متظاهرين س�لميني وسياس�يني وصحافيني‬ ‫يدفع�ون مث�ن حمل�ة بلا ه�وادة ض�د املعارض�ة‬ ‫املرشوعة‪ ،‬تقوم بها الحكومة والقوى االمنية»‪.‬‬ ‫وأش�ار اىل توقي�ف «عشرات اآلالف» واىل أن الس�جون‬ ‫تزدحم بسجناء «فوق طاقتها»‪.‬‬ ‫وقال�ت منظمة العفو الدولية أنه «تم توقيف قرابة ‪ 12‬ألف‬ ‫شخص باسم محاربة االرهاب خالل العام ‪ 2015‬وحده‪ ،‬بينهم‬ ‫متظاهرون ونشطاء مناهضون للحكومة وصحافيون»‪.‬‬ ‫وتتخ�ذ انته�اكات حق�وق االنس�ان يف مصر‪ ،‬بحس�ب‬ ‫املنظم�ة‪ ،‬أش�كاال ع�دة بينه�ا «الحمل�ة على املدافعني عن‬ ‫حقوق االنس�ان وعىل املنظامت غري الحكومية قبل الذكرى‬ ‫الخامسة» النطالق الثورة عىل مبارك‪.‬‬

‫وأش�ارت اىل «تقارير كثيرة تتحدث عن «تعذيب وس�وء‬ ‫معامل�ة للس�جناء» واىل «محاكامت غير عادلة عىل نطاق‬ ‫واس�ع أدت اىل ص�دور مئات م�ن أحكام االع�دام فضال عن‬ ‫توقي�ف الكثريي�ن م�ن دون توجي�ه اتهام�ات رس�مية لهم‬ ‫وبعضهم لسنوات عدة»‪.‬‬

‫وبني مظاهر أزمة حقوق االنس�ان صدور «قوانني قمعية‬ ‫منه�ا قانون التظاهر» يف نهاية الع�ام ‪ 2013‬الذي يقيد حق‬ ‫التظاه�ر الس�لمي و«قان�ون ملكافح�ة االرهاب ص�در العام‬ ‫امل�ايض يعط�ي رئيس الدول�ة صالحيات كبيرة ال ينبغي أن‬ ‫يتمتع بها عادة إال عند فرض حالة الطوارئ يف البالد»‪..‬‬ ‫ويقول محلل�ون أن الث�ورة املرصية «ص�ودرت» وانتهت‪،‬‬ ‫متوقفني عند حمالت القمع املتشددة التي تقوم بها السلطات‬ ‫برئاسة الرئيس عبد الفتاح السييس‪.‬‬


‫األربعاء ‪ 27‬جانفي ‪2016‬‬

‫بوتفليقة «يحل» جهاز‬ ‫المخابرات ويضع حدا‬ ‫ألسطورة دامت ‪ 60‬عاما‬ ‫قال��ت تقاري��ر إعالمي��ة جزائري��ة إن الرئيس‬ ‫عبد العزيز بوتفليقة وقع مرس��وما‏رئاسيا حل‬ ‫بموجبه دائ��رة االس��تعالم واألم��ن (املخابرات)‪،‬‬ ‫كما عني اللواء‏املتقاعد بشري طرطاق‪ ،‬الذي كان‬ ‫يقود الجهاز‪ ،‬وزيرا للدولة مكلفا بتنسيق‏عمل‬ ‫األجهزة األمنية لدى الرئاس��ة‪ ،‬ليضع الرئيس‬ ‫بذلك حدا ألسطورة جهاز‏املخابرات التي دامت‬ ‫قرابة الـ‪ 60‬عاما!‏‬

‫حصاد‬

‫عربي‬

‫“ناشيونال إنرتست”‪ :‬السعودية يه وجهة‬ ‫تنظيم الدولة بعد سوريا والعراق‬

‫يبدو أن «الدولة اإلسلامية» قد ص�ارت تعمل يف مواجهة حائط صد‪.‬‬ ‫هناك مجموعة كبرية من التحالفات الوطنية التي تشكلت بهدف هزمية‬ ‫«الدولة اإلسالمية»‪ ،‬ما سيجعل التنظيم غري قادر عىل العمل عىل نطاق‬ ‫واسع كام كان يفعل خالل السنوات املاضية‪ ،‬وسوف تتم اإلطاحة به من‬ ‫املناطق التي قام بالس�يطرة عليها‪ .‬هذا االنحدار رمبا يستغرق سنوات أو‬ ‫حتى عقود‪ ،‬ولكنه سوف يضمحل يف النهاية‪.‬‬ ‫ولكن عىل الرغم من أن «الدولة اإلسلامية» قد تس�تنزف مواردها مع‬ ‫ضغ�وط املجتمع الدويل‪ ،‬فإن أعضاء التنظيم لن يختفوا يف الوقت الذي‬ ‫يفقد فيه التنظي�م زخمه‪ .‬وتتألف «الدولة اإلسلامية» إىل حد كبري من‬ ‫املقاتلني األجانب الذين ميتلكون روابط محدودة مع البلدان التي يقاتلون‬ ‫فيها‪ ،‬ويف حال وجود فرصة إلعادة التوطني‪ ،‬فإن أحد البلدان التي متثل‬ ‫فرص�ة واعدة هي اململك�ة العربية الس�عودية‪ .‬مع تفاق�م االضطرابات‬ ‫الداخلية‪ ،‬وزيادة خطر عدم االستقرار االقتصادي نتيجة انخفاض أسعار‬ ‫النفط‪ ،‬إضافة إىل التوتر مع جريانها‪ ،‬فإن بيت آل سعود قد صار عرضة‬ ‫للتمرد‪ ،‬وسوف يكون موقعا مثاليا للجهاديني الباحثني عن نقطة التقاء‬ ‫جديدة‪ .‬م�ع فقدان «الدولة اإلسلامية» للزخم‪ ،‬وكونه�ا عرضة لفقدان‬ ‫األرايض‪ ،‬فإن الس�عودية تواجه خطر أن تصبح األرض القادمة لإلرهاب‬ ‫يف املنطقة‪.‬‬

‫عوامل الخطر الداخلية‬

‫وذكرت صحف ومواق�ع إخبارية جزائرية أن الرئيس بوتفليقة‬ ‫و ّقع مرسوما‏أنشأ مبوجبه مديرية األجهزة األمنية التي تأيت عىل‬ ‫أنقاض ما كان يعرف‏باسم «مديرية االستعالم واألمن»‪ ،‬التسمية‬ ‫التي اعتمدت كبديل للمخابرات‏العسكرية التي أطلقت عىل الجهاز‬ ‫بعد االس�تقالل‪ ،‬علام أن جهاز االستخبارات‏ظهر سنة ‪ ،1958‬أي‬ ‫قبل االس�تقالل‪ .‬وكان يس�مى آنذاك «وزارة التسليح‏واالتصاالت‬ ‫العامة»‪ ،‬وأسس�ه الراحل عبد الحفيظ بوص�وف يف املغرب لدعم‬ ‫‏الثورة‪ .‬وأش�ارت اىل أن املديرية التي تم تأسيسها ألحقت برئاسة‬ ‫الجمهورية‪ ،‬ومس�تقلة‏بش�كل نهايئ ع�ن وزارة الدفاع‪ ،‬وتتفرع‬ ‫عنه�ا عدة مديري�ات فرعية‪ ،‬وأن‏مهمتها س�تكون تنس�يق عمل‬ ‫األجه�زة األمني�ة من درك ورشطة وجيش عىل‏مس�توى رئاس�ة‬ ‫الجمهورية‪ .‬وهو املشروع الذي طاملا حلم به الرئيس عبد‏العزيز‬ ‫بوتفليقة منذ وصوله اىل الس�لطة‪ ،‬ويأيت أيضا يف إطار سلسلة‬ ‫‏التغيريات واإلقاالت التي عرفها الجهاز منذ ‪ ،2013‬والتي س�ميت‬ ‫حس�ب‏الرواية الرس�مية «إعادة هيكلة»‪ ،‬بينما رأى فيها بعض‬ ‫املراقبين واملعارضين‏عملية إضع�اف وتفكي�ك مربمجة لجهاز‬ ‫املخابرات‪ ،‬التي كانت الخطوة ما قبل‏األخرية لحله هي إقالة قائده‬ ‫الفريق محمد مدين‪ ،‬املعروف باس�م «الجرنال‏توفيق»‪ ،‬الذي كان‬ ‫أسطورة ال تقل عن أسطورة جهاز املخابرات ‏‪.‬‬ ‫جدير بالذكر أن جهاز االستخبارات الجزائري تأسس يف املغرب‬ ‫‏س�نة ‪ 1958‬عىل يد الراحل عبد الحفيظ بوصوف‪ .‬ومنذ تأسيسه‬ ‫استطاع‏الجهاز‪ ،‬الذي كان يسمى آنذاك وزارة التسليح واالتصاالت‬ ‫العام�ة‪ ،‬أن ينرش‏الرهبة والخوف‪ ،‬وتواصل األمر بعد االس�تقالل‬ ‫عندم�ا تأسس�ت املخاب�رات‏العس�كرية‪ ،‬التي كان ذك�ر الحرفني‬ ‫األولني من اس�مها باللغة الفرنسية كفيال‏بنرش الرعب والخوف‪،‬‬ ‫وكان يقوده�ا آن�ذاك الراح�ل قاصدي مرباح‪ .‬ونس�جت‏حكايات‬ ‫كثرية عن الجهاز ورجاله غري العاديني‪ ،‬بعضها حقيقية وبعضها‬ ‫من‏وحي الخيال‪ .‬لكن املخابرات بقيت ذلك الش�بح الذي يشعر به‬ ‫الجميع‪ ،‬حتى‏وإن مل يروه‪ .‬وتعززت هذه الصورة خالل الفرتة التي‬ ‫توىل فيها الفريق مدين‏قيادة الجهاز‪ ،‬من سنة ‪ 1990‬اىل ‪.2015‬‬ ‫فعدم ظهور الجرنال توفيق يف‏املناس�بات الرس�مية‪ ،‬وعدم نرش‬ ‫صوره يف وس�ائل اإلعالم قرابة رب�ع قرن‪،‬‏جعل الجهاز يعزز تلك‬ ‫الصورة التي تنرش الرهبة والرعب يف النفوس‪.‬‏‬ ‫على جانب آخر فإن الرئيس بوتفليقة‪ ،‬منذ الس�نوات األوىل‬ ‫لحكمه‪ ،‬كان يريد تأس�يس ما عرف آنذاك‏بوزارة األمن القومي‪،‬‬ ‫وكان يري�د أن يعين عىل رأس�ها وزي�ر الداخلية‏األس�بق‪ ،‬نور‬ ‫الدي�ن يزيد زره�وين‪ .‬لكن املرشوع رفضه جهاز االس�تخبارات‬ ‫وقائده الجرنال توفيق‪ ،‬وكذلك قائد أركان الجيش‏السابق محمد‬ ‫العامري‪.‬‬ ‫(القدس العربي)‬

‫‪21‬‬

‫لطامل�ا واجه�ت اململك�ة العربي�ة الس�عودية تحدي�ات دميوغرافي�ة‬ ‫واجتامعية واقتصادية فريدة من نوعها‪ .‬من إجاميل عدد سكانها البالغ‬ ‫‪ 28‬مليون نسمة‪ ،‬فإن املهاجرين يشكلون حوايل ثلث عدد السكان‪ ،‬وأكرث‬ ‫من ثالثة أرباع القوى العاملة‪ .‬ما يقرب من س�بعني يف املائة من سكان‬ ‫البالد هم تحت سن الثالثني عاما‪ .‬وضمن هذه الفئة العمرية‪ ،‬فإن نسبة‬ ‫البطالة تقارب ‪ .30%‬املواطنون وغري املواطنني عىل حد س�واء يعيشون‬ ‫يف ظل النس�خة الوهابية من الرشيعة اإلسلامية الت�ي متليها العائلة‬ ‫املالك�ة والقيادة الدينية من العلماء‪ .‬ويف حني أن هناك بعض الضغوط‬ ‫داخ�ل اململكة من أجل التحدي�ث‪ ،‬فإن املحافظني يدعون باس�تمرار إىل‬ ‫زيادة الصالبة يف مامرسة الطقوس الدينية‪ ،‬مام تسبب يف خالف داخل‬ ‫العائلة املالكة وداخل الشعب السعودي ككل‪.‬‬ ‫الصعود األخري للملك «سلامن» إىل العرش يف مطلع العام املايض قد‬ ‫أس�هم يف سكب الزيت عىل النار‪ ،‬حيث دخلت السياسة الداخلية لألرسة‬ ‫الحاكمة يف مرحلة أخرى من عدم اليقني‪ ،‬مام فتح الباب أمام الجامعات‬ ‫اإلرهابية التي قد تستفيد من حالة عدم االستقرار‪.‬‬ ‫تعاين اململكة العربية الس�عودية أيضا اهت�زازا كبريا يف أكرب مصادر‬ ‫دخلها‪ ،‬حي�ث تعتمد يف ‪ 80%‬من إيرادات موازنته�ا العامة عىل النفط‪.‬‬ ‫اململكة العربية السعودية قد تأثرت بشكل كبري يف سقوط أسعار النفط‪،‬‬ ‫م�ا جعلها تعاين عج�زا تاريخيا‪ .‬تعتمد اململكة العربية الس�عودية أيضا‬ ‫عىل التدفق املس�تمر للرثوة النفطية من أجل متويل الوظائف الحكومية‬ ‫ذات الروات�ب العالي�ة‪ .‬ولكن مع الهبوط الرسيع يف أس�عار النفط‪ ،‬فإن‬ ‫الس�عودية قد تفقد قدرتها عىل الحفاظ عىل ش�عبيتها من خالل توفري‬ ‫فرص العم�ل‪ .‬بالتأكيد فإن الرثوة الكبرية الت�ي متتلكها اململكة العربية‬ ‫الس�عودية س�وف تس�اعدها يف البقاء عىل قيد الحي�اة ومواجهة عدم‬ ‫االس�تقرار‪ ،‬ولك�ن أزم�ة النفط هي مج�رد إضافة للقامئ�ة املتزايدة من‬ ‫املشكالت التي تعاين منها البالد‪.‬‬ ‫ه�ذه الظروف ال تش�جع فقط املنظمات اإلرهابية يك ت�رى اململكة‬ ‫كهدف رئييس‪ ،‬ولكنها أيضا تخلق بيئة أن تش�تعل خاللها نار التمرد بني‬ ‫صفوف الشباب والعاطلني عن العمل‪.‬‬

‫تاريخ من التمرد‬

‫منذ سمحت اململكة العربية السعودية للواليات املتحدة بتأسيس قواعد‬ ‫دامئة عىل أراضيها يف عام ‪ ،1990‬فقد واجهت اعرتاضات من املحافظني‬ ‫الذي�ن كانوا يعارضون عىل نحو متزايد أي ن�وع من العالقات الودية مع‬ ‫العامل الغريب‪ .‬وقد نظر غالة املحافظني باس�تمرار إىل هذه العالقة عىل‬ ‫أنها نقطة خالف مع النظام الس�عودي‪ .‬وقد كان «أس�امة بن الدن» أحد‬ ‫ه�ؤالء‪ ،‬وقد كان تنظيم القاعدة مس�ؤوال عن معظم الهجامت اإلرهابية‬ ‫التي وقعت داخل حدود اململكة‪.‬‬ ‫وق�د فرضت اململكة العربية الس�عودية مؤخرا حملة ضد التمرد داخل‬ ‫حدودها يف إطار تجديد جهودها يف مكافحة اإلرهاب‪ ،‬بينام تحاول يف‬ ‫الوقت نفس�ه مواجهة التهديدات املس�تقبلية عن طريق جعل القتال يف‬ ‫الخارج جرمية يعاقب عليها الس�عوديون‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن هذه اإلجراءات‬ ‫قد تكون قليلة‪ ،‬أو أنها جاءت بعد فوات األوان‪.‬‬ ‫ومل يك�ن موقف اململكة العربية الس�عودية دامئا به�ذه الرصامة يف‬ ‫التعامل مع فكرة القتال يف الخارج‪ .‬يف الواقع‪ ،‬كان هناك وقت شجعت‬

‫خالله الحكومة الس�عودية ش�بابها للذهاب إىل الخ�ارج لدعم إخوانهم‬ ‫املس�لمني‪ ،‬س�واء يف العراق أو أفغانستان أو الشيش�ان‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فقد‬ ‫أدركت الحكومة السعودية إن هذه االسرتاتيجية قد أتت بنتائج عكسية‪،‬‬ ‫وبخاصة عندما عاد املقاتلون الس�عوديون وقاموا بش�ن هجامت داخل‬ ‫الديار باس�تخدام املهارات التي اكتسبوها يف الوقت الذي كانوا يقاتلون‬ ‫خالله يف الخارج‪.‬‬ ‫اململكة العربية الس�عودية حاليا هي واحدة من أكرب مصادر املقاتلني‬ ‫األجان�ب يف الع�راق وس�وريا‪ ،‬م�ع م�ا يزيد ع�ن ‪ 2000‬م�ن املواطنني‬ ‫الس�عوديني منضمني ضمن صفوف «الدولة اإلسلامية» ‪ ،‬كام أنها تعد‬ ‫املوطن األكرب يف العامل ملؤيدي «الدولة اإلسالمية» عىل تويرت‪ .‬يف اآلونة‬ ‫األخرية‪ ،‬قامت اململكة باتخاذ إجراءات مشددة ضد املقاتلني األجانب‪ ،‬من‬ ‫املحتمل أن تكون اس�تجابة إىل مخاوف محتمل�ة حول عودة الجهاديني‬ ‫إىل ديارهم‪ ،‬وجلب الحرب إىل عتبة اململكة العربية السعودية‪ ،‬كام حدث‬ ‫يف املايض‪ .‬وهو اعرتاف ضمني أن اململكة العربية السعودية معرضة أن‬ ‫تكون هدفا لإلرهاب‪.‬‬

‫مرشح مثالي‬

‫باإلضافة إىل الضغوط الداخلية بسبب تفيش البطالة‪ ،‬واألعداد الكبرية‬ ‫م�ن املهاجرين يف البالد وانخفاض أس�عار النفط‪ ،‬ف�إن اململكة العربية‬ ‫الس�عودية تواجه تحدي�ات من مصادر خارجية كذلك‪ .‬مش�اركة اململكة‬ ‫العربية الس�عودية يف اليمن تستنزف بشكل مطرد مواردها االقتصادية‬ ‫ورأسمالها الس�يايس‪ .‬كام ينظر إىل االتفاق الن�ووي اإليراين باعتباره‬ ‫عالمة عىل الضعف بالنسبة إىل السعودية واملجتمعات السنية‪ ،‬التي طاملا‬ ‫سعت إىل احتواء جريانها من الشيعة‪ .‬قامت «الدولة اإلسالمية» بالفعل‬ ‫باس�تهداف اململك�ة العربية الس�عودية بدع�وى عالقاتها م�ع الواليات‬ ‫املتحدة‪ ،‬قد ردت الحكومة بإلقاء القبض عىل ما يقرب من مائة ش�خص‬ ‫خالل عام ‪ 2015‬وحده يشتبه يف عالقتهم بـ«الدولة اإلسالمية»‪.‬‬ ‫نق�اط الضع�ف املتصورة هذه ع�ن الحكومة الس�عودية توف�ر مادة‬ ‫مثالية للمتمردين الس�اعني للبحث عن عدو مشترك‪ .‬وس�وف يس�عى‬ ‫تنظيم «الدولة اإلسالمية» الغتنام هذه الفرصة يف حال تم الضغط عليه‬ ‫للخروج من معاقله الحالية‪.‬‬ ‫ولكن ملاذا اململكة العربية الس�عودية عىل وج�ه التحديد‪ ،‬يف حني أن‬ ‫املقاتلني األجانب يف س�وريا والعراق يأتون من جميع أنحاء العامل‪ ،‬كام‬ ‫يوجد معاقل متعددة لدعم «الدولة اإلسالمية» أبرزها ليبيا وكذلك مواقع‬ ‫أخرى متعددة يف جميع أنحاء منطقة الرشق األوسط وشامل أفريقيا؟‬ ‫تتمي�ز اململكة العربية الس�عودية أن لديها القدرة على أن متثل عدوا‬ ‫موحدا‪ ،‬مع ما يكفي من العالقات مع الغرب إللقاء اللوم عليها‪ ،‬يف حني‬ ‫ال متتلك نفس االس�تقرار الذي متلكه معظ�م الدول الغربية يف مواجهة‬ ‫حركات التمرد‪ .‬كام أنها توفر منبعا خصبا للتوظيف‪ ،‬وبخاصة مع ارتفاع‬ ‫معدالت البطالة يف صفوف شبابها‪ ،‬ويف الوقت نفسه فإنه توفر ميدانا‬ ‫خصام للتوعية ونرش األنش�طة مع وجود عدد كبري من املهاجرين‪ .‬كام‬ ‫أن الحكومة السعودية نفسها مشتتة بني العمليات العسكرية يف اليمن‬ ‫واملس�اندة العسكرية يف س�وريا‪ ،‬يف الوقت الذي يعاين فيه اقتصادها‬ ‫بسبب انخفاض أسعار النفط‪.‬‬ ‫تبدو اململكة العربية السعودية محصورة بني املطرقة والسندان‪ ،‬ففي‬ ‫الوقت الذي تواجه فيه مخاطر زيادة االنتقادات إذا اندفعت نحو التحديث‪،‬‬ ‫فإنه�ا تواجه مخاطر الغضب الش�عبي إذا اندفعت نح�و الوهابية األكرث‬ ‫رصامة‪ .‬كذلك فإن اململكة العربية الس�عودية هي موطن الثنني من أكرث‬ ‫املواقع اإلسالمية قدسية‪ ،‬مكة املكرمة واملدينة املنورة‪ ،‬مام يجعلها نقطة‬ ‫تجمع طبيعية‪ .‬كل هذه العوامل تجعل اململكة العربية الس�عودية موقعا‬ ‫مثاليا للتمرد‪ ،‬وتشير إىل أن اململكة العربية السعودية سوف تعاين من‬ ‫عواقب وخيمة حني يتم اس�تنزاف «الدولة اإلسالمية»‪ ،‬وبعرثة مقاتليها‬ ‫خارج العراق وسوريا‪.‬‬


‫‪22‬‬

‫األربعاء ‪ 27‬جانفي ‪2016‬‬

‫تسونامي المقاطعة يرضب إرسائيل ولبيد يؤكد‬ ‫ً‬ ‫أن وضع الدولة العربية دوليا وصل إىل الحضيض‬ ‫القومي يف تل أبيب‪ ،‬قال رئيس حزب‬ ‫يف كلمت�ه أمام مؤمتر مركز أبح�اث األمن‬ ‫ّ‬ ‫(ي�ش عتيد) ووزير املالية الس�ابق‪ ،‬النائب يائري لبي�د إنّ وضع إرسائيل عىل الحلبة‬ ‫الدول ّية مل يصل ولو م ّر ٍة واحد ٍة إىل الحضيض‪ ،‬كام هو عليه اآلن‪ ،‬الف ًتا إىل أنّ عزلة‬ ‫يوما بعد يوم‪ ،‬وحكومة بنيامني نتنياهو ال تفعل ش�ي ًئا لوقف هذه‬ ‫إرسائي�ل ت�زداد ً‬ ‫الحملة‪ ،‬التي اعتربها تهديدًا إسرتاتيج ًيا‪ ،‬عىل ح ّد تعبريه‪.‬‬ ‫وكش�فت صحيفة (يديعوت أحرونوت)‪ ،‬الخميس‪ ،‬النقاب عن أنّ أعضاء منظمة‬ ‫املقاطعة العامل ّية (‪ )BDS‬أفشلوا املحارضة التي كان ُيلقيها رئيس جهاز األمن ال ّعام‬ ‫األس�بق‪ ،‬عامي أيال�ون‪ ،‬يف جامعة يف لندن‪ ،‬حيث ّ‬ ‫حطموا أب�واب القاعة‪ ،‬وأقاموا‬ ‫الضج�ة‪ ،‬وطالبوا مبحاكمة أيالون بتهم ارتكاب جرائ�م حرب‪ .‬وأيالون هو صاحب‬ ‫ّ‬ ‫املقول�ة املش�هورة‪ :‬لقد قتل�ت فلس�طينيني‪ ،‬أكرث مماّ حماس قام�ت بقتل يهود‬ ‫وعقب رئيس الشاباك األسبق عىل ما جرى يف الجامعة قائ ًال إنّ هؤالء‬ ‫وإرسائيليني‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫املتطرفين ل�ن يردع�وه‬ ‫ع�ن مواصل�ة النش�اط‬ ‫م�ن أج�ل إحلال السلام‬ ‫اإلرسائيليين‬ ‫بين‬ ‫والفلس�طينيني‪ ،‬على ح ّد‬ ‫تعبريه‪.‬‬ ‫تصل‪ ،‬توجه‬ ‫يف سياق ُم ّ‬ ‫أطباء بريطاني�ون التحاد‬ ‫نقاب�ات األطب�اء العامل�ي‬ ‫بطلب طرد نقاب�ة األطباء‬ ‫اإلرسائيليين م�ن ه�ذا‬ ‫ّ‬ ‫العاملي‪ ،‬بحسب ما ذكر موقع (‪ )WALLA‬اإلخباريّ ‪-‬اإلرسائييل‪ .‬ولفت املوقع‬ ‫التجمع‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫إىل أنّ لجنة العلوم والتكنولوجيا التابعة للكنيست اإلرسائي ّ‬ ‫نقاشا‬ ‫يل أجرت األربعاء‬ ‫ح�ول املقاطعة األكادمي ّية الدول ّية املفروضة عىل املؤسس�ات األكادمي ّية والعلم ّية‬ ‫اإلرسائيل ّية تحدث فيه ممثل نقابة األطباء اإلرسائييل الدكتور زئيف فيلدمان‪.‬‬ ‫ً‬ ‫مس�لطا على رقبة األطب�اء والعلامء‬ ‫وق�ال فيلدم�ان‪ :‬ال يزال س�يف املقاطعة‬ ‫مح�دق ونرشت الصحف الطبي�ة الربيطانية مقاالت‬ ‫اإلرسائيليين‪ ،‬نحن يف خط ٍر‬ ‫ٍ‬ ‫متثل إدارات تحريرها تتضمن الكثري من االهانات لألطباء والطب اإلرسائييل بدعوى‬ ‫أ ّنهم يقومون بتعذيب املرىض الفلسطينيني‪ ،‬عىل ح ّد تعبريه‪.‬‬ ‫عىل صل ٍة مبا سلف‪ ،‬أزالت شبكة “مركتور” التجار ّية األكرب يف سلوفانيا‪ ،‬والتي‬ ‫متتلك الحكومة جز ًء من أسهمها‪ ،‬كل املنتجات اإلرسائيلية عن الرفوف‪ ،‬ومن ضمنها‬ ‫األفوكادو‪ ،‬والبوميل والتمور‪ ،‬وذلك استجابة لضغوط حركة املقاطعة “‪ .”BDS‬ويف‬ ‫أعقاب ذلك‪ ،‬أشار تقرير نرشته صحيفة “يديعوت أحرونوت” العرب ّية‪ ،‬إىل استدعاء‬ ‫س�فرية سلوفانيا يف إرسائيل هذا األسبوع إىل وزارة الخارجية اإلرسائيل ّية‪ ،‬إلجراء‬ ‫محادث�ات بهذا الش�أن‪ .‬وبحس�ب الصحيفة‪ ،‬فإنّ كب�ار املس�ؤولني يف الخارجية‬ ‫اإلرسائيل ّية أوضحوا لس�فرية س�لوفانيا أنّ إرسائيل تنظر بخط�ورة إىل ما حصل‪.‬‬ ‫وتوقعت الصحيفة وصول سفري إرسائيل يف سلوفانيا‪ ،‬شموئيل مريوم‪ ،‬إىل هناك‬ ‫قري ًب�ا‪ ،‬لطرح القضية أمام وزارة الخارجية الس�لوفانية‪ ،‬وأمام ش�بكة “مركتور”‪.‬‬ ‫ولفت�ت الصحيفة إىل أن�ه يف عام ‪ ،2014‬جرت محاول�ة ملقاطعة “الكريبفروت”‪،‬‬ ‫إال أنّ ضغوط وزارة الخارجية يف تل أبيب وأصدقاء إلرسائيل يف س�لوفانيا جعلت‬ ‫الشبكة تجدد تسويقها‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ويأيت هذا اإلجراء‪ ،‬بعد يومني من تبني وزراء خارجية االتحاد األورويب‪ ،‬االثنني‬ ‫امل�ايض‪ ،‬لصيغ�ة موقف تتعه�د بتطبيق متواص�ل وكامل وفعيل لقان�ون االتحاد‬ ‫األورويب املوج�ود عىل منتجات املس�توطنات‪ ،‬مبا ال يش�كل مقاطع�ة إلرسائيل‪،‬‬ ‫مبعنى مواصلة مقاطعة منتجات املستوطنات اإلرسائيل ّية يف رفض وإدانة واضحة‬ ‫ملشاريع االستيطان يف أرايض السلطة الفلسطين ّية املحتلّة‪.‬‬ ‫وهاج�م رئيس ال�وزراء اإلرسائي ّ‬ ‫يب‪ ،‬واصف ًا‬ ‫يل‪ ،‬بنيامين نتنياهو‪ ،‬الق�رار األورو ّ‬ ‫ّ‬ ‫إي�اه بـاملنافق ويمُ ثل ازدواجي�ة يف املعايري‪ ،‬و ُيركز على إرسائيل وليس عىل ‪200‬‬ ‫يب قرر‬ ‫ن�زاع آخر يف العامل‪ ،‬بحس�ب تعبيره‪ .‬ولفت نتنياهو إىل أنّ االتح�اد األورو ّ‬ ‫وس�م إرسائيل فقط وغري مستعد للتسليم بحقيقة أنّ أوروبا تسم الجانب املُهاجم‬ ‫باألعامل اإلرهابية‪.‬‬ ‫بأنّ‬ ‫يف املقابل‪ ،‬ادعى نتنياهو اقتصاد إرسائيل قوي وسيصمد أمام هذه الخطوة‪،‬‬ ‫ومن سيترضر منها هم سكان الضفة الذين يعملون يف املعامل اإلرسائيلية‪ .‬وخ ُلص‬ ‫يب إىل الخجل من هذا القرار‪ .‬وكانت اللجنة التنفيذية‬ ‫إىل القول‪ :‬أدعو االتحاد األورو ّ‬ ‫لح�زب العمال الربيطاين قد ق�ررت يف اجتامع عقد األس�بوع امل�ايض مقاطعة‬ ‫رشكة ‪ G4S‬الربيطانية للخدمات األمنية‪ ،‬بسبب توفريها خدمات أمنية يف سجون‬ ‫االحتلال التي تضم فلس�طينيني معتقلين إداريني دون محاكم�ة أو تهم بعينها‪،‬‬ ‫ويخضعون للتعذيب‪ ،‬كام أفادت صحيفة (يديعوت أحرونوت)‪.‬‬ ‫وكانت هذه الرشكة العمالقة التي تنشط يف أكرث من ‪ 110‬دول‪ ،‬قد زودت خدمات‬ ‫الحراس�ة ملؤمتر الحزب الذي عقد يف مدينة برايتون جنوب بريطانيا يف س�بتمرب‬ ‫املايض‪ .‬ويعني القرار أنّ ثاين أكرب حزب يف بريطانيا وهو حزب املعارضة الرئيسية‪،‬‬ ‫و ُيش ّكل حكومة الظل‪ ،‬لن يستعني بخدمات هذه الرشكة‪( .‬رأي اليوم)‬

‫حصاد‬

‫دولي‬

‫‪ ..2015‬العام األدفأ عىل اإلطالق‬ ‫مل يكن الع�ام ‪ 2015‬األدفأ يف التاريخ فحس�ب‪ ،‬بل إ ّنه‬ ‫ت�رك عالم�ات على أنَّ ارتفاع درج�ات الحرارة س�يصيب‬ ‫الكوكب خالل القرن املقبل‪.‬‬ ‫وأعلن�ت ٌّ‬ ‫كل م�ن وكال�ة الطيران والفض�اء األمريكية‬ ‫«ناس�ا»‪ ،‬واإلدارة الوطني�ة للمحيط�ات والطق�س «نوا»‪،‬‬ ‫األس�بوع امل�ايض‪ ،‬أنَّ الع�ام ‪ 2015‬كان األدف�أ يف تاريخ‬ ‫العامل منذ البدء يف تس�جيل البيانات قبل ‪ 136‬عام ًا‪ ،‬فيام‬ ‫ّ‬ ‫س�ببا‬ ‫يؤكد الخرباء أنَّ االحتباس الحراري وظاهرة النينو‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫هذا االرتفاع يف درجات الحرارة‪ .‬وبحسب بيانات نرشتها‬ ‫«ناس�ا» و «نوا»‪ ،‬فإنَّ العام ‪ 2015‬تف� ّوق عىل العام الذي‬ ‫س�بقه بـ‪ 0.29‬درجة مئوية‪ .‬وتق�ول «نوا» إنَّ الزيادة بني‬ ‫العامين ‪ 2014‬و‪ 2015‬يف درج�ة ح�رارة س�طح البح�ر‬ ‫واألرض‪ّ ،‬‬ ‫شكلت الفارق األعىل بني عامني قياسيا‪.‬‬ ‫وتو ّقع بيرت ستوت‪ ،‬من «مركز هاديل» ألبحاث األرصاد‪،‬‬ ‫أن يك�ون الع�ام ‪ 2016‬دافئ ًا أيض ًا‪« ،‬ويرتب�ط ذلك بالتأثري‬ ‫اإلنساين عىل املناخ‪ ،‬عن طريق انبعاثات الغاز التي دفعتنا‬ ‫إىل فئة جديدة‪ .‬أصبحنا أدفأ من قبل‪ ،‬ويس�تمر اآلن تأثري‬ ‫النينيو يف املحيط اله�ادي»‪ .‬وي ّتفق خرباء أمريكيون عىل‬ ‫س�جلتها‬ ‫الرئيس�ية‪ ،‬لألرقام القياس�ية التي‬ ‫أنَّ األس�باب‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫درجات الحرارة يف العام ‪ ،2015‬هي االتجاه الطويل املدى‬ ‫الرتف�اع ح�رارة األرض‪ ،‬والذي ينتج أساس�ا م�ن احرتاق‬ ‫الوقود الحفري‪ ،‬مصحوب ًا بظاهرة النينو املناخ ّية‪.‬‬ ‫وتق�ول مديرة مركز عل�وم املناخ يف جامعة تكس�اس‬ ‫للتقني�ة‪ ،‬كاثرين هايهو‪« :‬ما ش�هدناه خالل العام املايض‬ ‫‪ ،2015‬هو ا ّتجاه طويل املدى من التغيرّ املناخي‪ ،‬مصحوب ًا‬ ‫بطفرة غري مسبوقة يف ظاهرة النينو»‪.‬‬ ‫وكان الع�ام ‪ 2015‬هو الع�ام الوحيد الكامل‪ ،‬الذي كرس‬ ‫حاج�ز درجة واحدة مئوية فوق مس�تويات ما قبل الثورة‬

‫الصناع ّية‪ ،‬وهو مؤشرّ رئييس عىل ارتفاع حرارة األرض‪.‬‬ ‫وح�دث أغلب االرتف�اع يف الح�رارة خالل ال�ـ‪ 35‬عام ًا‬ ‫املاضية‪ ،‬بحس�ب «ناس�ا»‪ ،‬بينما كانت األع�وام الـ‪ 15‬أو‬ ‫ال�ـ‪ 16‬األدفأ على اإلطالق‪ ،‬هي األع�وام التي تل�ت العام‬ ‫‪ .2001‬ووفق�ا ل�ـ «ن�وا»‪ ،‬ف�إنَّ ‪ 2015‬كان الع�ام الرابع‪،‬‬ ‫يس�جل درجة حرارة عامل ّية سنوية قياسية خالل هذا‬ ‫الذي‬ ‫ّ‬ ‫القرن‪.‬‬ ‫وش�هدت مناطق عديدة من العامل من�اذج مناخ ّية غري‬ ‫اعتيادي�ة خالل ‪ ،2015‬والتي يعتق�د الخرباء أ ّنها تتامىش‬ ‫مع تو ّقعاتهم النعكاس�ات ارتفاع حرارة األرض‪ .‬ومن بني‬ ‫تل�ك الظواه�ر‪ ،‬جفاف ش�ديد يف مناطق أفريقي�ا والهند‬ ‫وباكس�تان‪ ،‬بينام رضبت الفيضانات مناطق واس�عة من‬ ‫أوروبا‪ ،‬ثم الواليات املتحدة يف أواخر ذلك العام‪.‬‬ ‫كام كان يس�ود اعتقاد لدى كثري م�ن علامء املناخ‪ ،‬بأنَّ‬ ‫ارتفاع درجة حرارة األرض يبدو متوقف ًا عند املستوى الذي‬ ‫كان علي�ه العام ‪ ،1998‬لكنّ األرقام األخيرة ّ‬ ‫تؤكد أنَّ هذا‬ ‫التوقف قد انتهى‪( .‬وكاالت)‬

‫القضاء االيراين‪ :‬أدلة عىل ضلوع العدو يف حادث السفارة السعودية‬ ‫أكد املتحدث باس�م الس�لطة القضائية االيرانية‪ ،‬غالم حسني‬ ‫محس�ني اجئي‪ ،‬أن�ه مثة أدل�ة تثبت ضل�وع الع�دو يف حادث‬ ‫الهجوم عىل السفارة السعودية بطهران‪.‬‬ ‫وق�ال محس�ني اجئ�ي يف ترصي�ح للصحفيين االح�د‪ ،‬أن‬ ‫املجموع�ة الثانية من االفراد املعتقلين يف هذا الصدد متهمون‬ ‫بأنه�م ه�م الذين أنش�أوا خالي�ا‪ ،‬أو أن الع�دو قد ان�دس بينهم‬ ‫ومتكن عرب استغاللهم من دفعهم إلحراق السفارة (السعودية)‬

‫والدخول اليها‪.‬‬ ‫وأض�اف‪ ،‬مث�ة هنال�ك أدل�ة بضلوع الع�دو يف ه�ذا الحادث‬ ‫باستغالله عنارص ساذجة وجعلهم أداة بيده ولكن ال ميكن اآلن‬ ‫إصدار أحكام مسبقة بهذا الصدد‪.‬‬ ‫وتابع املتحدث باسم الس�لطة القضائية‪ ،‬هنالك شخص كان‬ ‫قب�ل نح�و ‪ 10‬أع�وام عضوا ناش�طا يف تنظيم “مكت�ب تعزيز‬ ‫الوح�دة” يف إحدى جامعات شمال البالد وال�ذي تم طرده من‬ ‫الجامعة لبعض مامرس�اته وأمىض بعض ال�دروس الحوزوية‬ ‫وفق أس�لوب الدراس�ة عن بعد‪ ،‬ضالع يف قضية الس�فارة وقد‬ ‫أصدر بعض االيعازات‪.‬‬ ‫وقال‪ ،‬ال ميكن الحكم يف الوقت الحارض عن دوافعه وكيفية‬ ‫ارتباطات�ه وم�ع م�ن كان عىل اتص�ال وه�ل أن التخريب الذي‬ ‫حصل كان من جانبه أم أفراد آخرين‪ ،‬حيث تقوم الجهات املعنية‬ ‫اآلن بالحصول عىل املعلومات الالزمة من هؤالء االفراد وس�يتم‬ ‫الكش�ف عن أبعاد القضية بجهود نيابة طهران والجهاز االمني‬ ‫وقوات الرشطة‪( .‬وكاالت)‬

‫بارزاين‪ :‬حان الوقت إلعادة رسم حدود الرشق األوسط‬ ‫قال رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاين إن اتفاقية سايكس بيكو فشلت‬ ‫والرشق األوسط بات بحاجة التفاق دويل جديد ميهد الطريق إلقامة دولة كردية‪.‬‬ ‫ويف مقابل�ة مع صحيف�ة «الغارديان» الربيطانية أعرب ب�ارزاين عن اعتقاده بأن‬ ‫ق�ادة العامل أدركوا يف قرارة أنفس�هم أن حقبة س�ايكس بيكو انتهت‪ ،‬وس�واء قالوا‬ ‫ذل�ك وقبلوا ب�ه أو مل يفعلوا هذه هي الحقيق�ة عىل أرض الواقع‪ .‬ب�ارزاين أضاف أن‬ ‫بقاء الوضع القائم سيؤدي إىل املزيد من التفكك والدمار اإلقليمي معترب ًا أنه من غري‬ ‫املنطقي االس�تمرار واإلرصار عىل تكرار التجرب�ة الخاطئة ملدة مئة عام والتي مل تؤد‬ ‫إىل أي م�كان‪ .‬رئيس إقليم كردس�تان العراق قال «إن العراق مقس�م اليوم وال نتحمل‬ ‫مس�ؤولية ذلك فقد فعلنا ما بوس�عنا لبقائه موحد ًا لكن الثقافة املوجودة يف العراق‬ ‫ليس�ت ثقافة تعايش» مضيف ًا «إذا مل نتمكن من العيش مع ًا علينا أن نعيش مع بدائل‬ ‫أخرى‪ .‬بارزاين أكد أن إقليم كردستان ال يشكل تهديد ًا ألي من جريانه نافي ًا أن يكون ناقش مع األتراك مسألة رفضهم أو قبولهم‬ ‫بإقامة دولة كردية لكنه أعرب عن اعتقاده أنهم «لن يعارضوا ذلك» مضيف ًا «هذا حقنا الوطني‪ .‬نحن ال نشكل تهديد ًا ألحد لكننا‬ ‫ال نحتاج إذن ًا ملامرسة حقوقنا»‪.‬‬


‫األربعاء ‪ 27‬جانفي ‪2016‬‬

‫دولي‬

‫حصاد‬

‫‪23‬‬

‫الصني ـ إيران‪ :‬عالقة عابرة للتقلبات الدولية‬

‫عالقة استراتيجية متت�د عىل ‪ 25‬س�نة‪ ،‬وتبادل‬ ‫تج�اري يتجاوز ‪ 600‬ملي�ار دوالر خالل الس�نوات‬ ‫العشر املقبل�ة‪ ،‬هام أبرز ما نتج م�ن زيارة الرئيس‬ ‫الصين�ي إلي�ران‪ ،‬إضاف�ة إىل اتفاق�ات أخرى عىل‬ ‫مستويات مختلفة‬ ‫ّ‬ ‫دش�نت زي�ارة الرئي�س الصيني يش جين بينغ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫إليران عه�دا جديدا من التعاون بين البلدين‪ ،‬وأتت‬ ‫تتويج ًا لعهد س�ابق من التعاون‪ ،‬أش�ار إليه املرشد‬ ‫األعلى آية الل�ه عيل خامنئ�ي‪ ،‬مؤك�د ًا أن إيران لن‬ ‫تنىس أبد ًا للصني التعاون خالل فرتة العقوبات‪.‬‬ ‫وإىل جان�ب ك�ون يش أول رئي�س صين�ي يزور‬ ‫إي�ران منذ ‪ 14‬عام ًا‪ ،‬فقد ش�كلت زيارت�ه ــ برفقة‬ ‫ثالث�ة ن�واب لرئي�س ال�وزراء وس�تة وزراء ووف�د‬ ‫اقتص�ادي كبري ـ�ـ فرص�ة لتوقي�ع اتفاقات عىل‬ ‫زيادة التب�ادل التجاري ليتج�اوز ‪ 600‬مليار دوالر‪،‬‬ ‫خلال الس�نوات العشر املقبلة‪ ،‬إضاف�ة إىل إعالن‬ ‫إحي�اء طريق الحرير التج�اري القديم‪ ،‬والعمل عىل‬ ‫إقامة عالقات استراتيجية بني البلدين لـ‪ 25‬سنة‪،‬‬

‫أُعلن�ت خطوطه�ا العريض�ة يف بيان مشترك مع‬ ‫الرئيس اإليراين حسن روحاين‪.‬‬ ‫وفيما ش�غل االقتص�اد الح ّي�ز األكبر م�ن‬ ‫الترصيح�ات الت�ي تناول�ت التع�اون بين البلدين‪،‬‬ ‫رصح روح�اين‪ ،‬كذل�ك‪ ،‬ب�أن البلدي�ن اتفق�ا على‬ ‫ّ‬ ‫التعاون عن كثب لح ّل قضية «اإلرهاب والتطرف يف‬ ‫العراق وسوريا وأفغانس�تان واليمن»‪ .‬ولطاملا نأت‬ ‫الصني بنفس�ها عن النزاعات يف الرشق األوس�ط‪،‬‬ ‫لك�ن املحللني ي�رون أن املنطقة باتت أساس�ية يف‬ ‫االستراتيجية التنموية السياس�ية الخارجية‪ ،‬التي‬ ‫اقرتحه�ا يش والت�ي تحمل عن�وان «ح�زام طريق‬ ‫الحري�ر االقتص�ادي»‪ ،‬وتطم�ح إىل إحي�اء طري�ق‬ ‫الحرير القديم‪.‬‬ ‫ويف ه�ذا اإلط�ار‪ ،‬دع�ا املرش�د آي�ة الل�ه علي‬ ‫خامنئي‪ ،‬إىل إقام�ة عالقات اقتصادية وأمنية أوثق‬ ‫مع الصني‪ ،‬مشير ًا إىل أن إيران مل تثق ّ‬ ‫قط بالغرب‪.‬‬ ‫وق�ال للرئي�س الصين�ي إن بالده ترغ�ب يف تعزيز‬ ‫العالق�ات م�ع «دول أكثر اس�تقال ًال»‪ ،‬مضيف� ًا أن‬

‫ظريف للرياض‪ :‬المواجهة ليست يف مصلحتكم!‬ ‫ردت طه�ران‪ ،‬على التصعي�د الس�عودي املتواصل‬ ‫تجاهها بالرغم من الوس�اطات الدولي�ة املتعددة التي‬ ‫أعربت عن رغبتها باملس�اعدة على التهدئة‪ ،‬وذلك من‬ ‫خالل تحذير وزي�ر خارجيتها محمد جواد ظريف بأن‬ ‫على الري�اض أن ت�درك أن املواجهة م�ع الجمهورية‬ ‫اإلسلامية «ليس�ت يف مصلحته�ا»‪ ،‬ومخاطب� ًا‬ ‫الس�عوديني من بوابة األزمة الس�ورية‪ ،‬مؤكد ًا «عزم»‬ ‫إيران على تنفيذ خطة النقاط األرب�ع التي اقرتحتها‬ ‫من أجل سوريا‪.‬‬ ‫يف ه�ذا الوق�ت‪ ،‬ن�دد املرش�د األعلى للجمهورية‬ ‫اإلسالمية السيد عيل خامنئي‪ ،‬للمرة األوىل‪ ،‬بالهجوم‬ ‫الذي تعرضت له الس�فارة الس�عودية يف طه�ران رد ًا‬ ‫عىل إعدام الرياض للشيخ منر النمر‪ ،‬وكذلك القنصلية‬ ‫الس�عودية يف مش�هد‪ ،‬معترب ًا أن ه�ذا الهجوم «أرض‬ ‫بإيران واإلسالم»‪.‬‬ ‫وخالل مش�اركته يف منتدى «دافوس»‪ ،‬جدد وزير‬ ‫الخارجية االيراين موقف بالده الرافض للحل العسكري‬ ‫يف س�وريا معترب ًا أنه «غري ممك�ن»‪ ،‬ومؤكد ًا الحاجة‬ ‫إىل «حل سيايس‪ ،‬إذ إن هناك إمكانات النتخابات حرة‬ ‫ونزيهة‪ ،‬وايض ًا إلصالحات دستورية»‪.‬‬ ‫وأم�ام املش�اركني يف املنت�دى‪ ،‬وم�ن بينه�م وزير‬ ‫الخارجية السعودي عادل الجبري‪ّ ،‬‬ ‫ذكر ظريف بالنقاط‬ ‫األربع للخطة التي اقرتحتها طهران من أجل س�وريا‪،‬‬ ‫متحدث� ًا ع�ن «وق�فٍ إلطلاق الن�ار وحكوم�ة وحدة‬ ‫وطني�ة وإصالحات دس�تورية وانتخابات انطالق ًا من‬ ‫هذا الدس�تور الجدي�د‪ .‬نحن عازمون على تنفيذ هذه‬ ‫العملية»‪.‬‬ ‫وبالرغ�م من تأكي�ده أن تحديد م�ن ينبغي أن ميثل‬ ‫قوى «املعارضة» الس�ورية يف محادثات السالم «أمر‬ ‫يع�ود إىل مبعوث األمم املتحدة»‪ ،‬إال أنه ش�دد عىل أن‬ ‫وف�د املعارضة «ينبغي أال يض�م أعضاء ثالث جامعات‬ ‫معرتف به�ا دوليا باعتبارها جامع�ات إرهابية‪ ،‬وهي‬ ‫تنظيم الدولة اإلسلامية والقاع�دة وجبهة النرصة»‪،‬‬ ‫الفت� ًا إىل أن «عشرة أعض�اء مس�جلني» يف القاعدة‬ ‫حضروا اجتماع الري�اض لتش�كيل وف�د املعارض�ة‬ ‫ملحادثات جنيف‪.‬‬ ‫وحول مصري الرئيس الس�وري بش�ار األس�د‪ ،‬جدد‬ ‫ظريف املوقف اإليراين الرافض لوضع رشوط مسبقة‬ ‫ً‬ ‫قائلا إنه «ال ميكننا تحديد نتيجة‬ ‫قبل بدء املحادثات‪،‬‬ ‫هذه العملية السياسية قبل أن تبدأ‪ .‬ال يدخل املرء قاعة‬ ‫التفاوض والنتيجة محسومة بالفعل»‪.‬‬ ‫ووجه ظريف تحذير ًا ضمني ًا يف كلمته اىل السعودية‪،‬‬ ‫معرب ًا عن اعتقاده أنه «ينبغي عىل جرياننا السعوديني‬ ‫أن يفهموا أن املواجهة ليست يف مصلحة أحد»‪.‬‬

‫وأضاف «ليس هناك س�بب للقل�ق‪ ،‬أصدقايئ‪ .‬إيران‬ ‫هن�ا للعمل معكم‪ .‬إيران ال تريد اس�تبعاد أحد من هذه‬ ‫املنطقة»‪.‬‬ ‫وكان وزير الخارجية السعودي قد اتهم ايران بإثارة‬ ‫«الفنت واالضطرابات» يف الرشق االوسط‪ ،‬يف موقف‬ ‫تصعيدي جديد للرياض تزامن مع زيارة لرئيس الوزراء‬ ‫الباكستاين نواز رشيف للمنطقة يف محاولة للتهدئة‪.‬‬ ‫كما اعترب الجبير يف مقالة يف صحيف�ة «نيويورك‬ ‫تاميز» األمريكية أنه «من الصعب عىل إيران أن تتغري»‪.‬‬ ‫من جه�ة اخرى‪ ،‬ن�دد ظريف مبشروع العقوبات‬ ‫األمريكي�ة الجدي�دة الت�ي تس�تهدف برنام�ج طهران‬ ‫للصواريخ البالستية‪ ،‬مستبعد ًا إمكانية حصول تطور‬ ‫يف العالقات الديبلوماسية بني بالده والواليات املتحدة‪.‬‬

‫ووضع ظريف العقوبات الجديدة يف إطار «اإلدمان‬ ‫األمرييك عىل مامرس�ة سياسة اإلخضاع والضغط»‪،‬‬ ‫مؤك�د ًا أن برنامج بالده البالس�تي هو جزء «من حقنا‬ ‫يف الدفاع عن أنفسنا»‪ ،‬ومعترب ًا فرص إعادة العالقات‬ ‫الديبلوماسية مع واشنطن «بعيدة جد ًا»‪.‬‬ ‫إىل ذل�ك‪ ،‬دان املرش�د األعلى إلي�ران الس�يد علي‬ ‫خامنئ�ي‪ ،‬للم�رة األوىل‪ ،‬الهج�وم ال�ذي اس�تهدف‬ ‫يف الث�اين م�ن جانفي امل�ايض الس�فارة والقنصلية‬ ‫السعوديتني يف طهران ومشهد‪.‬‬ ‫وق�ال خامنئي إن�ه «مثلام ح�دث يف الهجوم عىل‬ ‫الس�فارة الربيطانية قبله‪ ،‬كان هذا الهجوم ضد البالد‬ ‫وضد اإلسلام»‪ ،‬مؤک�د ًا يف الوقت ذات�ه انه «ال یمکن‬ ‫التعرض للش�باب املؤمن والث�وري‪ ،‬واتهامه بالتطرف‬ ‫تحت ذرائع محددة»‪.‬‬ ‫يف املقاب�ل‪ ،‬أش�اد خامنئي بعملي�ة احتجاز عرشة‬ ‫بحارة أمريكيني من قبل «الحرس الثوري اإليراين» قبل‬ ‫أيام من دخول االتفاق النووي حيز التنفيذ‪.‬‬ ‫وق�ال خامنئي «مل تتح يل الفرصة لتوجيه الش�كر‬ ‫لجنود الحرس الثوري‪ .‬ما فعلوه يف الخليج الفاريس‬ ‫كان صائب ًا»‪ ،‬مضيف ًا أنه «يجب عىل السيايس أن يفعل‬ ‫الشيء ذات�ه‪ ،‬ويتصدى لألع�داء بكل ق�وة إذا تخطوا‬ ‫الحدود يف أي مكان»‪.‬‬ ‫(وكاالت)‬

‫األمريكيني «ليس�وا أمناء» يف الحرب عىل اإلرهاب‬ ‫يف املنطقة‪ .‬وفيام أشار إىل أن «اإليرانيني مل يثقوا‬ ‫ّ‬ ‫قط بالغرب»‪ ،‬أوضح أنه لهذا السبب «تسعى طهران‬ ‫إىل عالقات مع دول أكرث استقال ًال (مثل الصني)»‪.‬‬ ‫ولفت إىل أن «إيران ه�ي أكرث بلد ميكن االعتامد‬ ‫عليه يف املنطقة للحصول عىل الطاقة‪ ،‬ألن األجانب‬ ‫لن ميكنهم أبد ًا التأثري بسياس�تها يف هذا الش�أن»‪.‬‬ ‫وأش�ار خامنئ�ي إىل أن إيران لن تنسى أبد ًا للصني‬ ‫التعاون خالل فرتة العقوبات‪.‬‬ ‫م�ن جهت�ه‪ ،‬ق�ال يش إن «الصداق�ة الصيني�ة‬ ‫اإليرانية‪ ،‬صم�دت أمام التقلب�ات الدولية»‪ ،‬مضيف ًا‬ ‫أن «طريق الحرير» ميكن أن يتح ّول إىل رمز للسالم‬ ‫والتقدم‪ .‬وأشار إىل أن بعض القوى العظمى تسعى‬ ‫إىل احتكار كل يشء وإرساء قانون الغاب «إما معي‬ ‫أو ض�دي»‪ ،‬موضح ًا يف الوقت ذاته‪ ،‬أن االقتصادات‬ ‫الحديثة سحبت البساط من تحت أقدام االحتكارات‪،‬‬ ‫أجواء مناس�بة لتوجهات الدول املستقلة‪.‬‬ ‫وأوجدت‬ ‫ً‬ ‫ودعا الرئيس الصين�ي إىل تعزيز التعاون مع إيران‬

‫يف مواجهة اإلرهاب وعىل كافة األصعدة‪..‬‬ ‫وو ّق�ع البل�دان ‪ 17‬اتفاق� ًا بينها اتفاق�ات تتعلق‬ ‫بإحي�اء طريق الحري�ر التجاري القدي�م‪ ،‬والتعاون‬ ‫يف مج�ال الطاقة النووية الس�لمية‪ ،‬وال س�يام أن‬ ‫أكثر من ثلث التج�ارة اإليرانية يج�ري مع الصني‪،‬‬ ‫وف�ق ما أفادت به وس�ائل اإلعلام اإليرانية‪ .‬كذلك‪،‬‬ ‫تعتمد الصني كثري ًا عىل اس�ترياد الطاقة من الرشق‬ ‫األوس�ط‪ ،‬حيث ُتعَ � ّد أكرب مس�تورد للنفط اإليراين‬ ‫الذي خضع لسنوات للعقوبات االقتصادية األمريكية‬ ‫واألوروبية‪ ،‬بسبب برنامج طهران النووي‪.‬‬ ‫(وكاالت)‬

‫موسكو تسخر من «دعابة» تقرير بريطاين‬

‫ح�ذرت موس�كو م�ن تداعي�ات على العالق�ات‬ ‫الروس�ية – الربيطاني�ة‪ ،‬بعد نرش لن�دن تقرير ًا عن‬ ‫نتائج «تحقيق عام» يف وفاة ألكس�ندر ليتفينينكو‬ ‫العمي�ل الس�ابق ألجه�زة االس�تخبارات الروس�ية‬ ‫املع�ارض للرئيس فالدميري بوتني‪ ،‬عام ‪ .2006‬واتهم‬ ‫التقري�ر االس�تخبارات الروس�ية بـ «تنفي�ذ عملية‬ ‫اغتيال ليتفينينكو باس�تخدام م�ادة بولونيوم ‪210‬‬ ‫املش�عة‪ ،‬بأمر من بوتني» الذي طالبت أرملة املعارض‬ ‫الرويس مارينا بفرض عقوبات عليه وعىل روسيا‪.‬‬ ‫وس�خر الكرملني من نتائج التحقي�ق الربيطاين‬ ‫باعتباره «دعابة قد تعكس روح الفكاهة الربيطانية‬ ‫الجميلة‪ ،‬خصوص ًا أنه يس�تند إىل بيانات رسية من‬ ‫أجهزة خاصة مل تكش�ف‪ ،‬لذا نقول إن هذه النتائج ال‬ ‫تهمنا»‪ .‬وش�ددت وزارة الخارجية الروس�ية عىل أن‬ ‫التقرير «مس� ّيس جد ًا وغري ش�فاف»‪ ،‬وأسفت ألنه‬ ‫«س ُيلقي بظالل عىل العالقات الثنائية»‪.‬‬ ‫وأعلنت الناطقة باس�م الوزارة ماريا زاخاروفا أن‬ ‫موس�كو تحتاج إىل مزيد من الوقت لدرس مضمون‬ ‫الوثيقة التي «نش�كك يف موضوعيته�ا ألن احتامل‬ ‫تقدي�م تقري�ر غير منح�از كان مس�تبعد ًا باعتبار‬ ‫التحقيق مس� ّيس من�ذ البداية ويفتقد الش�فافية»‪.‬‬ ‫وأضاف�ت‪« :‬واض�ح أن ق�رار لن�دن إيق�اف التحقيق‬ ‫الجنايئ الرسمي يف القضية وإطالق جلسات عامة‬ ‫ن ِفذ لتحقيق أهداف سياسية بحتة»‪.‬‬ ‫واس�تدعت الحكومة الربيطانية السفري الرويس‬ ‫يف لندن ألكسندر ياكوفينكو‪ ،‬لتسليمه عىل األرجح‬ ‫نس�خة من التقري�ر‪ ،‬يف حني وص�ف مكتب رئيس‬ ‫الوزراء الربيطاين ديفيد كامرون االستنتاجات حول‬ ‫تورط الدولة الروسية يف الجرمية بأنها «مقلقة جد ًا‬ ‫رغم أنها ليس�ت مفاجئة»‪ .‬لكنه ش�دد على «درس‬ ‫الخطوات املس�تقبلية بدقة‪ ،‬بسبب رضورة مواصلة‬ ‫التع�اون م�ع روس�يا يف محارب�ة تنظي�م داع�ش‬ ‫اإلرهايب»‪ ،‬عل ً‬ ‫ام أن العالقات بني البلدين س�اءت منذ‬ ‫أزمة ضم روسيا لش�به جزيرة القرم جنوب أوكرانيا‬ ‫عام ‪ ،2014‬وتأييد موس�كو الرئيس الس�وري بشار‬ ‫األسد‪ .‬وكان رئيس لجنة التحقيق القايض الربيطاين‬ ‫روب�رت أوف�ن قدم نس�ختني م�ن التقري�ر‪ ،‬األوىل‬ ‫رسي�ة‪ ،‬إىل أعضاء الحكومة وتتضم�ن أدلة وفرتها‬ ‫االستخبارات الربيطانية»‪ ،‬والثانية مخصصة للنرش‬ ‫تخلو من وثائق أو أدلة‪ ،‬وتتضمن اس�تنتاجات عامة‬ ‫للقايض‪ .‬وح ّمل التقرير العميالن السابقان لألجهزة‬ ‫الروس�ية الخاص�ة أندري�ه لوغوف�وي ودمييتري‬ ‫كوفتون مس�ؤولية اغتيال ليتفينينكو عرب تسميمه‬ ‫مبادة بولونيوم ‪ 210‬املش�عة التي وضعاها يف كوب‬

‫شاي رشبه خالل لقائهم يف مقهى فندق «ميلينيوم»‬ ‫يف لندن‪.‬‬ ‫وأورد التقرير‪« :‬األكيد أن لوغوفوي وكوفتون علِام‬ ‫باس�تخدام مادة س�امة بنية قتل ليتفينينكو»‪ ،‬لكن‬ ‫«يستبعد معرفتهام بطبيعة املادة أو تأثريها»‪.‬‬ ‫وأع�رب الق�ايض الربيط�اين ع�ن اعتق�اده بأن‬ ‫لوغوف�وي وكوفت�ون «عملا بتكليف م�ن آخرين‪،‬‬ ‫وترصفا بأمر منجهاز األمن الفيديرايل الرويس‪ ،‬مع‬ ‫احتامل تنفيذ العملية مبوافقة نيكوالي باتروشيف‬ ‫ال�ذي رأس الجه�از حينه�ا (وهو س�كرتري مجلس‬ ‫األمن القومي الرويس حالي ًا)‪ ،‬ومبعرفة من الرئيس‬ ‫الرويس فالدميري بوتني»‪.‬‬ ‫يف املقاب�ل‪ ،‬اعرتف أوفن ب�أن القضاء الربيطاين‬ ‫عاجز عن تأكيد نقل املادة السامة من روسيا‪ ،‬بسبب‬ ‫عدم توافر أدلة مقنعة يف هذا الشأن‪.‬‬ ‫وسبق أن أعلنت الس�لطات الربيطانية أنها عرثت‬ ‫عىل آثار «بولونيوم – ‪ »210‬يف جس�م ليتفينينكو‪،‬‬ ‫وكذلك يف مقتنيات زميليه لوغوفوي‪ ،‬النائب الحايل‬ ‫يف مجل�س الدوم�ا‪ ،‬وكوفتون الذي تف�رغ لألعامل‬ ‫التجارية‪ .‬ورفضت موسكو مرات عدة خالل السنوات‬ ‫املاضي�ة‪ ،‬تس�ليم لوغوف�وي وكوفت�ون إىل لن�دن‬ ‫الستجوابهام‪.‬‬ ‫وأعلنت وزيرة الداخلي�ة الربيطانية ترييزا ماي أن‬ ‫الخزانة الربيطانية ستفرض عقوبات عىل لوغوفوي‬ ‫وكوفت�ون تش�مل تجمي�د أرصدتهما يف املصارف‬ ‫الربيطاني�ة‪ ،‬وإص�دار مذكرات دولي�ة باحتجازهام‪.‬‬ ‫ووصف لوغوفوي االتهامات الربيطانية املوجهة إليه‬ ‫بأنها «مثرية للس�خرية‪ ،‬ومحاولة تعيس�ة من لندن‬ ‫الس�تخدام هيكل عظمي يف صندوق موىت لتحقيق‬ ‫طموحاتهاالسياسية»‪.‬‬ ‫يف املقاب�ل‪ ،‬طالب�ت مارين�ا ليتفينينك�و أرمل�ة‬ ‫املعارض الرويس لندن بفرض «عقوبات» عىل روسيا‬ ‫ورئيس�ها فالدميري بوتني‪ .‬وقالت أمام الصحافيني‪:‬‬ ‫«أطالب بفرض عقوب�ات اقتصادية محددة األهداف‬ ‫وحظر سفر خصوص ًا عىل باتروشيف وبوتني»‪.‬‬ ‫(الحياة)‬


‫‪24‬‬

‫األربعاء ‪ 27‬جانفي ‪2016‬‬

‫المنبر‬

‫�إتقوا الله يف تون�س يا �أحرار ووطنيي تون�س‬

‫ألن��ه ثب��ت بالدلي��ل ال��ذي ال يقب��ل الدح��ض‪،‬‬ ‫وبالحج��ة الت��ي ال يمك��ن رده��ا‪ ،‬أن ش��عبنا‬ ‫بمؤسس��اته وأحزاب��ه وجمعياته عل��ى كثرتها‪،‬‬ ‫يجهل��ون أبجدي��ات الث��ورة‪ ،‬وقد أس��قطت عليهم‬ ‫إس��قاطا ق��وى غربي��ة ضحك��ت علين��ا‪ ،‬وال تزال‬ ‫تم��ارس نف��س األس��لوب يف الخ��داع واملغالطة‪،‬‬ ‫وهي أصل معضلتنا‪.‬‬

‫نع�م‪ ،‬أقولها بكل م�رارة وأس�ف‪ ،‬أن مرشوع الثورة ق�د خرج عن‬ ‫نطاق�ه‪ ،‬منذ أن كش�ف الغ�رب ودول العاملة له‪ ،‬مس�اندتهم للربيع‬ ‫العريب‪ ،‬وإيذانهم بانطالقه من تونس‪ ،‬وصدق الشعب بدعاية أعدائه‪،‬‬ ‫الذين كانوا قبل حني يقفون اىل جانب النظام الدكتاتوري‪ ،‬ويقدمون‬ ‫له القروض واملساعدات‪ ،‬ليزداد تسلطا ومتكنا من رقاب الشعب‪.‬‬ ‫ورسع�ة انخراط فئات من الش�عب‪ ،‬مل تكن بدافع مصلحته‪ ،‬وإمنا‬ ‫كان من أجل غايات‪ ،‬هي أبعد ما تكون عن قيم الثورة‪ ،‬واس�تغلها من‬ ‫استغل أبشع ما يكون اإلستغالل‪.‬‬ ‫هذه اإلنتفاضة الشعبية التي أرادها الغرب أن تقع لغاية يف نفسه‪،‬‬ ‫ولوال تلك الغاية ملا س�مح بتناميه�ا برسعة‪ ،‬ولقمعها بالطاغية الذي‬ ‫تلطخت يداه بدماء الش�غالني‪ ،‬يف أحداث‪ 26‬جانفي ‪ ،1978‬وبأحداث‬ ‫الخبز ‪ 3‬جانفي ‪1984‬التي اشرتك فيهام بنفسه‪ ،‬وهو الذي لن تقنعنا‬ ‫رواية هروبه من القرص‪ ،‬بل يقنعنا يقينا‪ ،‬أنه وقع إخراجه بالقوة من‬ ‫قرطاج إىل املطار‪.‬‬ ‫وه�ي عقدة ث�ورة ‪ 14‬جانف�ي ‪ 2011‬التي بوركت غربي�ا‪ ،‬ورعيت‬ ‫خليجي�ا يف يوم وليلة‪ ،‬بال س�ابق مؤرش‪ ،‬ال عالم�ة دالة عىل إمكان‬ ‫حصوله�ا‪ ،‬ومن املضحك اإلعتق�اد بأن بضعة آالف م�ن املتظاهرين‪،‬‬ ‫الواقفين أم�ام وزارة الداخلية‪ ،‬ال يتجاوزون العرشي�ن ألف مواطن‪،‬‬ ‫كانوا السبب يف خروج بن عيل وعائلته من قرص قرطاج‪.‬‬ ‫الثورة أيه�ا العقالء الكرام‪ ،‬مجموعة قي�م رفيعة عالية املضامني‪،‬‬ ‫أساس�ها التضحية ونكران الذات‪ ،‬والذوبان يف املصلحة العامة‪ ،‬التي‬ ‫هي مصلحة البالد والش�عب بأرسه‪ ،‬وهذا ما ه�و مفقود يف ثورتنا‪،‬‬ ‫حي�ث مل نرى بعد س�قوط النظام البائ�د‪ ،‬غري األنانية وح�ب الذات‪،‬‬ ‫والس�عي اىل اإلغتنام الشخيص‪ ،‬وقد انخرطت مختلف فئات الشعب‬ ‫يف إرضابات واضطرابات‪ ،‬ش�لت إقتصاد البالد‪ ،‬وجعلته يتدحرج إىل‬ ‫أدىن مستويات منوه‪.‬‬ ‫وثبت أيضا أن أحزابنا التي حكمت ليس لها أي دراية سياس�ية‪ ،‬وال‬ ‫إرادة قوية قادرة عىل تغيري مسار البالد وخروجه من وجهة التبعية‪،‬‬ ‫وتنفيذ أوامر فرنسا‪ ،‬ورغبات أمريكا‪ ،‬وبقية الغرب املتصهني‪ ،‬وارتكبت‬ ‫أخطاء أدت اىل تكرار أحداث الشغب‪ ،‬وكانت القرصين أوىل رشارتها‪،‬‬

‫وتبعتها واليات أخرى‪ ،‬يف نسق مل يراع شيئا من أمن ومصلحة البالد‪،‬‬ ‫وهي تنوء بأثقال جسيمة‪ ،‬مل يلتفت إليها أبناء الوطن‪ ،‬الذين نزلوا اىل‬ ‫الش�ارع‪ ،‬وانخرطوا يف أعامل‪ ،‬ال تدل عىل وعي بالواقع الذي تعيشه‬ ‫تونس‪.‬‬ ‫أن تنخرط فئات من الشعب يف أعامل شغب وحرق ونهب واعتداء‬ ‫على الق�وى االمنية وه�ي جزء ال يتج�زأ من ش�عبنا‪ ،‬متغافلني عن‬ ‫خطر االره�اب الذي رضبنا وأوجعنا أكرث من م�رة‪ ،‬أليس هذا مدعاة‬ ‫للق�ول بأننا دخلن�ا نفقا آخر‪ ،‬ي�ؤرش اىل تدخل خارج�ي يعمل عىل‬ ‫تثبيت خياراته السياس�ية يف البالد‪ ،‬وقد تردد أن اإلمارات تريد إزاحة‬ ‫حزب سيايس من السلطة وتوريطه‪ ،‬وهنا أتوجه بالسؤال اىل هؤالء‬ ‫الذين يرقصون رقصة الديكة املذبوحة من أجل إلغاء اتفاقية سياحية‬ ‫وثقافية مع إيران االسلامية‪ ،‬كان أج�دى بكم أن تبحثوا عن املتورط‬ ‫الحقيقي يف بث الفوىض بالبالد‪ ،‬وإرباك مسرية الدولة‪ ،‬وهي ال تزال‬ ‫يف مهد عرص جديد‪ .‬‬ ‫أعمال العنف وح�رق املمتلكات العامة‪ ،‬الت�ي تعرضت لها عدد من‬ ‫املق�رات يف عدد من الواليات‪ ،‬أثبتت أننا ال زلنا بعيدين عن قيم املدنية‬ ‫والدميقراطية‪ ،‬وفهم أبس�ط أبجديات الثورة‪ ،‬م�ع أنني ال ألوم هؤالء‬ ‫عىل ما أقدموا عليه‪ ،‬ألنهم وصلوا اىل طريق مسدود‪ ،‬من التسويفات‬ ‫باإلصلاح والتش�غيل‪ ،‬ومعالج�ة امللف�ات االقتصادي�ة‪ ،‬والرتبوي�ة‪،‬‬ ‫والصحية‪ ،‬واملالية العالقة‪.‬‬ ‫وهنا أتس�اءل فيما إذا كان�ت الجملة التي أطلقها الش�يخ راش�د‬ ‫الغنويش‪ ،‬من أن تونس تطري بجناحني جناح للنداء‪ ،‬وجناح للنهضة‪،‬‬ ‫راميا بقية املكونات السياسية خارج حركة الطريان‪ ،‬التي مل نراها يف‬ ‫فض�اء الواقع التونيس‪ ،‬هي من بين الدوافع التي حركت الجامهري‪،‬‬

‫تعالوا لن�سقط احلكومة ونخ ّرب البلد‪! ‬‬

‫وض��ع الحكوم��ة التونس��ية الحالي��ة‪ ،‬وحكومات ما بع��د الث��ورة‪ّ ،‬‬ ‫ذكرني‬ ‫باملوقف الهزلي الذي تحدّث عن��ه «بهجت األباصريي» (عادل إمام) وهو يحدّث‬ ‫معلمّته «ابله» (س��هري البابلي)‪ ،‬يف مس��رحية مدرس��ة املشاغبني‪« :‬شفتيني‬ ‫وأنا ميّت‪ ..‬أجنّن وأنا ميّت»‪.‬‬

‫حديث األباصريي ينطبق متام ًا عىل حكومات ما بعد الثورة‪ ،‬فأيّ واحدة منها مل تولد م ّيتة لظروف نشأتها‪،‬‬ ‫مؤسس�ات م ّيتة‪ ،‬مزّقها‬ ‫ولطبيع�ة تركيبتها‪ ،‬ولخيب�ة وزرائها يف تقديرهم ملفهوم الدولة؟ مل نر منها س�وى‬ ‫ّ‬ ‫«التوافق» املغش�وش‪ ،‬وحاد بها عن طريق الدميقراطية الح ّقة‪ ،‬حتى إن ال أحد يف وس�عه أن يجاملها أو حتى‬ ‫يساندها‪ .‬ولكن‪ ،‬أيجوز أن نسقط هذه الكيانات «امل ّيته» «واليل بتجنن» يف مقابل أن يكون الثمن تخريب البلد‪،‬‬ ‫واالنعراج نحو مس�تنقع سورية أو اليمن أو ليبيا‪ ،‬ال قدّر الله‪ .‬منذ اندالع الثورة‪ ،‬أي منذ خمس سنوات‪ ،‬تعاقبت‬ ‫س�بع حكومات‪ ،‬باعتبار التحويرات الوزارية الجزئية‪ ،‬عىل إدارة شؤون الدولة التونسية‪ ،‬أي مبعدل حكومة كل‬ ‫سبعة أشهر تقريبا‪ ،‬وكانت جلّها بنكهة «جنائزية» شعبوية‪ ،‬ال تقدّم شيئ ًا للمواطن املطحون‪ ،‬وال للدميقراطية‬ ‫الحقة‪ .‬مل تحقق هذه الحكومات املتعاقبة أي إنجاز ُيذكر‪ ،‬ال لفائدة «أهل الثورة»‪ ،‬وال لصالح «أهل الثورة املضادة»‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫تش�غل العاطلين عن العم�ل‪ ،‬ومل تحقق كرام�ة املطحونني‪ ،‬والفقراء واملس�اكني‪ .‬كل إنجازه�ا كان توافق ًا‬ ‫مل‬ ‫مغشوش ًا‪ ،‬مل يراع رشوط الدميقراطية‪ ،‬وال العدل‪ ،‬فحرم الناس من اختبار األحزاب التي اختارها‪ ،‬فاختلط الحابل‬ ‫أما حكومة الحبيب الصيد األوىل‬ ‫بالناب�ل‪ ،‬والصديق بالعدو‪ ،‬يف‬ ‫مرسح كبري مل تكن الدولة عنوانه‪ ،‬وال مبتغاه‪ّ .‬‬ ‫ٍ‬ ‫فكانت عاقر ًا‪ ،‬والثانية‪ ،‬ما بعد التحوير الوزاري أخري ًا‪ ،‬ليست سوى قنبلة موقوتة‪ ،‬ملوت شامل قادم‪ ،‬وجب علينا‬ ‫التحضري لفصوله املكلفة‪ ،‬فاألوىل‪ ،‬حققت منجز ْين مؤملني‪ ،‬نسبة منو مل تتجاوز الصفر‪ ،‬وبقيت خلفه عاجزة‪،‬‬ ‫وظهور وزراء غريبي األطوار‪ ،‬مثل وزراء الصحة والرتبية والش�ؤون الدينية‪ ،‬فبدل تطوير مجاالت اهتامماتهم‬ ‫الوزارية‪ ،‬توجهوا لالصطدام مبنظوريهم‪ ،‬واختالق معارك ال تليق بوزراء‪ ،‬فعزلوا من عزلوا وأوقفوا من أوقفوا‪،‬‬ ‫من دون أي إنجاز يحس�ب لهم داخل وزاراتهم‪ .‬والثانية‪ ،‬هي حكومة النزاعات املس�بقة‪ ،‬التابعة لش�قوق حزب‬ ‫النداء‪ ،‬التي تتقاتل فيام بينها للفوز بالحكم‪ ،‬ولو عىل جس�د الوطن وس�قوط الدولة‪ ،‬بدء ًا بالحكومة‪ ،‬ويبدو أن‬

‫للتعبير عن نفاد صربهم‪ ،‬وه�م يرون آماله�م وطموحاتهم‪ ،‬ال تزال‬ ‫غائب�ة عن ركب االس�تحقاقات‪ ،‬الت�ي كانوا يأملونها م�ن الحكومة‪،‬‬ ‫ال جدي�د عىل أرض واقع املناطق املهمش�ة‪ ،‬فضلا عن كون الحزبني‬ ‫الحاكمني‪ ،‬ليس لهام جناحان حتى تطري تونس بهام‪.‬‬ ‫وبقطع النظر عن ما قيل وما سيقال مستقبال‪ ،‬ألننا وصلنا ببالدنا‬ ‫إىل ش�فري الس�قوط يف هاوية‪ ،‬ولس�نا يف وضع البحث عن أخطاء‬ ‫السياسيني‪ ،‬ألنها لن تصل إىل الحد الكاريث‪ ،‬فباإلمكان تدارك ما فات‬ ‫من بطئ إصالحات‪ ،‬بالعمل الجدي والبعد عن التآمر فيام بني مكوناتنا‬ ‫السياس�ية والفكرية‪ ،‬وإنهاء أعامل التحريض مبيثاق وطني‪ ،‬يريس‬ ‫من جديد قيم الحرية وحدودها‪ ،‬بحيث يس�مح بتعايش الجميع‪ ،‬يف‬ ‫كنف القانون الذي يصنع باحرتامه‪ ،‬أرضية التعايش الس�لمي وتثبت‬ ‫ثقافة الوعي يف العقول‪.‬‬ ‫لن يخرجنا من هذه اإلضطرابات سوى الصدق مع الوطن والتضحية‬ ‫م�ن أجله بح�ق وليس مجرد كالم يس�وق إعالميا‪ ،‬ألن املش�اكل التي‬ ‫خرجنا بها من نظام دكتاتوري منغمس يف الفساد‪ ،‬ليست بسيطة أو‬ ‫هينة‪ ،‬حتى ننىس آثارها أو نتخلص منها برسعة‪ ،‬خصوصا واإلرهاب‬ ‫التكفريي يتهددنا أمنيا واقتصاديا‪ ،‬ويعمل عىل إيجاد قاعدة انطالق‪،‬‬ ‫يتم�دد منه�ا اىل مناطق اختبائ�ه‪ ،‬وهو يتحني أي فرصة تس�نح له‪،‬‬ ‫وهذه األحداث بإمكانه استغاللها لو استفحل أمرها‪ .‬‬ ‫وأحمد الله أن الس�ياح اإليرانيني مل يدخل�وا تونس يف هذه األيام‪،‬‬ ‫واال لتصاع�دت صيح�ات التحري�ض ‪ ‬م�ن أبواقها(رابط�ة وقف املد‬ ‫الشيعي لنب حس�انة‪ /‬صحيفة الصدى االلكرتونية لراشد الخياري‪/‬‬ ‫تي�ار املحب�ة للحامدي‪ /‬وق�ف الزحف االي�راين) التي بات�ت معلومة‬ ‫األش�خاص والنوايا والتموي�ل‪ ،‬لتوريط اإليرانيين بالوباء الداعيش‬ ‫املتأص�ل يف أنفس‪ ،‬أصبح�ت إمكانية عالجها‪ ،‬ولحاقه�ا ببقية أبناء‬

‫اتقوا اهلل يا أهل الشقاق والنفاق من‬ ‫غد‪ ،‬تكشف فيه أوراق بهتانكم‬ ‫الش�عب‪ ،‬خدمة للبالد ميؤوس منها‪ ،‬ولن ترتدع بغري القانون‪ ،‬لو يجد‬ ‫مجاال لإلحرتام والتطبيق‪.‬‬ ‫فاتق�وا الله ي�ا أهل الش�قاق والنفاق من غد‪ ،‬تكش�ف في�ه أوراق‬ ‫بهتانكم‪ ،‬وتدوس�كم أق�دام الوطنيني الحقيقيين يف تونس‪ ،‬ألنكم‬ ‫لستم سوى عالمة سوء يف بالدنا‪ .‬‬ ‫محمد بن عمر‬

‫االس�تقالة األوىل ألحد الوزراء تحت الدرس‪،‬‬ ‫بعد أن رفض الحبيب الصيد قبولها بدءا‪.‬‬ ‫كل هذا الفش�ل الدائم يف إنجاز الحكومات‬ ‫املتعاقب�ة‪ ،‬خصوص� ًا الفش�ل املتوق�ع م�ن‬ ‫الحكوم�ة «املنقح�ة» الجدي�دة‪ ،‬ال يعطين�ا‬ ‫رشع ّي�ة االنخ�راط يف إس�قاطها‪ ،‬والتخلّص‬ ‫منها‪ ،‬ألنه ال بديل لنا عنها يف تونس‪ ،‬لثالثة أسباب عىل األقل‪ .‬األول‪ ،‬إن هذه النخبة السياسية ليست قادرة عىل‬ ‫صنع ما هو أفضل‪ ،‬وقد فش�لت خالل خمس س�نوات كاملة يف تحقيق أي اس�تقرار‪ ،‬فأغلبها انتهازي مصلحي‬ ‫ش�وفيني‪ .‬والثاين‪ ،‬إن هذا التوافق املغش�وش‪ ،‬الذي ينظر له املنظرون‪ ،‬ال يصنع الدميقراطية الحقة‪ ،‬وإمنا يبيح‬ ‫فنّ املخاتلة واملهادنة‪ ،‬ويبيح تجاوز الدس�تور‪ ،‬وهو ما يحصل كل يوم‪ .‬الس�بب الثالث‪ ،‬أن أي فراغ يف الس�لطة‬ ‫التنفيذي�ة ق�د يفتح الباب إىل التقاتل واالحرتاب بني األخوة‪ ،‬أبناء الوطن الواحد‪ ،‬وهو ما يفتح األبواب إىل تكرار‬ ‫جرمية سقوط سورية واليمن وليبيا‪ ،‬فقد ثبت فعلي ًا بأن رشائح كبرية من التونسيني ترفض التعايش والتسامح‪،‬‬ ‫ب�ل وتدعو إىل الف�وىض والعنف‪ .‬الدعوة إىل اإلبقاء عىل هذه الحكومة ال يعني مس�اندتها واإلبقاء عىل ما هي‬ ‫عليه‪ ،‬ولكن مس�اندتها إىل أن يعي الساس�ة أن هناك دس�تور يجب أن يط ّبق كام هو‪ ،‬وهناك قانون البد أن يعمل‬ ‫ويقتص من املارقني عليه‪ .‬فالدستور يبيح‪ ،‬ورمبا يفرض عىل األحزاب الفائزة تشكيل حكومتها‪ ،‬وإعطائها فرصة‬ ‫تطبيق برامجها‪ ،‬ومحاس�بتها ش�عبيا تحت طائلة صندوق االقرتاع‪ ،‬وال غري صندوق االقتراع‪ .‬والقانون ال ب ّد أن‬ ‫يطبق بحذافريه عىل كل الذين ينرشون الفرقة‪ ،‬ويدعون إىل االستئصال والتقاتل‪ ،‬وإىل تقسيم تونس إىل جهات‪،‬‬ ‫وقبائل‪ .‬بهذا فقط ستعود البوصلة إىل االتجاه الصحيح‪ ،‬إىل حيث الحرية والدميقراطية الحقة‪ ،‬بدال من الدعوات‬ ‫املش�بوهة باس�م التوافق‪ .‬فقط هل تعي قيادات اتحاد الش�غل أن عليها أن تتخذ منزلة واضحة مام يجري‪ ،‬فهي‬ ‫منظمة شغلية محايدة أو أنها طرف سيايس‪ ،‬سيغلّب طرف ًا عىل طرف‪ ،‬كام فعل‪ ،‬وكام نال جائزة نوبل؟‬ ‫محجوب قاهري‬


‫األربعاء ‪ 27‬جانفي ‪2016‬‬

‫تحت المجهر‬

‫‪25‬‬

‫الفو�ضى امل�ستدامة‪� ..‬أو بني ْ‬ ‫�صربي اجلرنال دمب�سي والوزير لودريان “الإ�سرتاتيجيي”!‬ ‫ّ‬ ‫“إن الش��رق األوس��ط برمّت��ه‪ ،‬ه��و‬ ‫حاليا يف أزمة‪ ،‬وربما مُعرّض للخطر‪:‬‬ ‫فوض��ى دائم��ة وحري��ق ش��امل‪ ..‬نحن‬ ‫ّ‬ ‫نح��ل مش��اكل املنطق��ة ولك��ن‬ ‫ل��ن‬ ‫باس��تطاعتنا املس��اعدة عل��ى بل��ورة‬ ‫بعضه��ا‪ ،‬وتمك�ين الفاعل�ين املحلي�ين‬ ‫م��ن التص��دّي إليه��ا تدريجي��ا‪ ..‬ه��ذه‬ ‫قناعتي!!“ وزير الدفاع الفرنسي‪ ،‬جون‬ ‫إيف لودريان‪.‬‬

‫وش�خوصها‪ ،‬منها ما يخاض بالوكالة‪ ،‬وأخرى تدور‬ ‫رحاه�ا باملناول�ة‪ ،‬وبعضه�ا يت ّم اس�تكامال لجوالت‬ ‫ح�روب الكوندور املس�تدمية‪ ،‬لتلتق�ي جميعها‪ ،‬عند‬ ‫قاس�م الدمار الذايت بطعم ورائحة املس�لخ الطائفي‬ ‫أو اإلثني من مرشق الوطن حتى مغربه‪ ،‬رس�م وزير‬ ‫الدف�اع الفرنسي‪ ،‬لوحة دامي�ة غاي�ة يف القتامة‪،‬‬ ‫واسترشف صورة قيامية ومصريا مفزعا‪ ،‬بقوله دون‬ ‫موارب�ة‪ ،‬أو تح ّفظ دبلومايس‪“ :‬إنّ الرشق األوس�ط‬ ‫برمت�ه‪ ،‬هو حالي�ا يف أزمة‪ ،‬ورمبا ُمع� ّرض للخطر‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫فوىض دامئ�ة وحريق ش�امل‪ ..‬وال ميكن اس�تبعاد‬ ‫الفرضيات األكرث سوداوية “!‬ ‫ّ‬ ‫رشق أوس�ط تتحلّل في�ه الدول وتتش�ظى وحيث‬ ‫“تعيش ‪ 4‬دول حروبا أهلية‪ :‬العراق وسوريا واليمن”‪،‬‬ ‫التي يضيف إليها ليبي�ا‪“ ،‬عىل أن نأخذ بعني االعتبار‬ ‫التوتر الذي يش�هده ك ّل من لبن�ان واألردن والبحرين‬ ‫ومرص وتونس‪ ،‬بعضه ألس�باب داخلية وآخر متعلّق‬ ‫مبحاذاتها جغرافيا لساحات حرب‪ ،‬فضال عن تنامي‬ ‫التط ّرف واإلرهاب الجهادي‪ ،‬النزاع الطائفي والتنافس‬ ‫بني العربية الس�عودية‪ ،‬زعيمة العامل السني‪ ،‬وايران‬ ‫الفارس�ية والشيعية‪ ،‬دون نسيان الرصاع اإلرسائييل‬ ‫الفلس�طيني حيث ح�ل الدولتني ين�أى أكرث فأكرث‪”.‬‬

‫ألقى وزي�ر الدفاع الفرنيس‪ ،‬ج�ون إيف لودريان‪،‬‬ ‫‪ ،Jean-Yves Le Drian‬يف ”جامع�ة الس�وربون‪،‬‬ ‫‪ ،“ Sorbonne La‬مح�ارضة عىل غاي�ة من األهمية‪،‬‬ ‫م�ن حي�ث املقارب�ات والتداعي�ات‪ ،‬حمل�ت عنوان�ا‬ ‫ّ‬ ‫تشكل مالمح اإلسرتاتيجيات‬ ‫مش�بعا بالدالالت‪ ،‬وقد‬ ‫الفرنسية وسياس�اتها الخارجية للسنوات القادمة‪:‬‬ ‫“التحديات الكربى االستراتيجية لس�نة ‪Les ،2016‬‬ ‫‪”.Grands Enjeux Stratégiques de 2016‬‬ ‫اس�ته ّل وزير الدف�اع الفرنيس مداخلت�ه باإلقرار‬ ‫بأن فرنسا تقف “يف منعطف إسرتاتيجي تاريخي”‪،‬‬ ‫يض�ع حدّا للمرحلة األوىل التي ّ‬ ‫متخضت عنها نهاية‬ ‫الحرب الباردة‪ ،‬موضحا أن فرنسا “بتقديرها لطبيعة‬ ‫املخاطر الت�ي تتهدّده�ا وإدراكه�ا للتح ّوالت‬ ‫الجس�ام الت�ي يعيش�ها العامل‪ ،‬تس�تطيع أن‬ ‫تواجهها وأن تس�تع ّد للمس�تقبل‪ ،‬مبا يضمن‬ ‫لها الحفاظ عىل املكانة التي تستحقها”!‬ ‫ُمفتتح�ا محارضت�ه باملخاطر األب�رز التي‬ ‫ّ‬ ‫تشكل خطرا عىل بالده‪ .‬وزير الدفاع الفرنيس‬ ‫ّ‬ ‫ذكر بترصيح للرئيس فرانسوا هوالند‪،‬جاء فيه‬ ‫“أن بالده لها عدو واحد هو تنظيم داعش”‪ ،‬ثم‬ ‫أوىص برضورة أن ال يقع إغفال باقي العوامل‬ ‫األخ�رى الت�ي تته�دّد األم�ن األورويب‪ ،‬الذي‬ ‫يعيش هو اآلخر “مفرتقا وتحديات” أبرزها‪:‬‬ ‫– “مشكلة تد ّفق الالجئني والحدود واملقاربات‬ ‫أس�س عليه�ا اإلتح�اد‪ ،‬كبروز‬ ‫األمني�ة الت�ي ّ‬ ‫“اإلره�اب العس�كر‪،‬ي‪Terrorisme Militari�،‬‬ ‫‪ ”sé‬ال�ذي مي ّثل قطيعة مع املعه�ود من اإلرهاب‬ ‫كذلك الذي متارس�ه الجامعات ” ذات التطلعات‬ ‫الجهادية”‪ ،‬صاحبة األيديولوجيا املتوحشة‪،‬‬ ‫– وروسيا القوة النووية التي تتسلّح بشكل‬ ‫الفت‪،‬‬ ‫– وانتشار القدرات العسكرية عالية القدرة‪،‬‬ ‫يف مقاب�ل نهاي�ة عصر الهيمن�ة الغربي�ة‬ ‫التقنية والعسكرية املطلقة التي عقبت حرب‬ ‫الخليج األوىل وانهيار اإلتحاد الس�وفييتي”‪.‬‬ ‫لودريان أش�ار أيضا إىل خطر الحرب السيبريية التي إىل ذل�ك يؤك�د الوزي�ر الفرنسي‪ ،‬يف محارضت�ه‪،‬‬ ‫تس�تغلّها القوى املنافس�ة أو الجامعات أو الكيانات عىل العوام�ل البنيوية كاالنفج�ار الدميوغرايف يف‬ ‫“غري الحكومية”‪ ،‬لتحدث أرضارا جسيمة‪ ،‬مستشهدا مقاب�ل ركود اقتصادي وغنب س�يايس يع ّمقه غياب‬ ‫الدميقراطية والحرمان من أبسط الحقوق األساسية‬ ‫مام يخلق أزمة كربى‪..‬‬ ‫بني صربيْ الجنرال دمبسي والوزير‬ ‫مستش�هدا باملس�تنقع األفغ�اين‪ ،‬ومس�تحرضا‬ ‫لودريان “اإلسرتاتيجييْن”‪ ،‬تتشظى دروس�ه‪ ،‬دعا وزير الدف�اع الفرنيس‪ ،‬إىل عدم القيام‬ ‫ّ‬ ‫أوطان وتتآكل بقايا وحدة وطنية‬ ‫بتدخلات خارجي�ة سياس�ية أو عس�كرية‪ ،‬دون‬ ‫وتُستنزف األطراف جميعها‬ ‫”موافق�ة املجتمع�ات املحلي�ة‪L’aval des sociétés ،‬‬ ‫ّ‬ ‫‪ ،“locale‬مؤكدا عىل رضورة ”التدخل بحذر من خالل‬ ‫دعم الرشكاء األمنيني اإلقليميني والتشجيع املستم ّر‬ ‫مبا تع ّرضت له “ش�بكة كهرباء أوكرانيا أو ما أصاب لل�ردود والفاعلني اإلقليميني‪Les Réponses et Les ،‬‬ ‫الربنامج النووي اإلي�راين”‪ ،‬حتى بات من الرضوري ‪ ،”Acteurs Régionaux‬فبعد مخاض تجربة ‪ 15‬عاما‬ ‫الحدي�ث ع�ن “األمن الس�يبريي كج�زء ال يتجزأ من يف أفغانس�تان‪ ،‬صار لزاما أن نعل�م “أنه ال ميكن أن‬ ‫يس�تم ّر أي يشء بش�كل دائم‪ ،‬دون املشاركة الفعلية‬ ‫منظومة األمن القومي”‪.‬‬ ‫يف تش�خيصه للوضع الذي مت ّر به�ا املنطقة وما للمجتمعات املحلية“!‬ ‫مشيرا إىل ليبيا بشكل اإليحاء ّ‬ ‫املبطن‪ ،‬مل يستبعد‬ ‫تش�ظي وحروب بعضها كامن وبعضها‬ ‫تش�هده من‬ ‫ّ‬ ‫اآلخر ُمس�تعر‪ ،‬بعناوين مختلفة باختالف الساحات وزير الدفاع الفرنيس دعام عسكريا يف حال تشكيل‬

‫حكومة وحدة وطنية‪ ،‬موضحا أنّ دور فرنسا “ليس‬ ‫ّ‬ ‫تتدخل عس�كريا”‪ ،‬يف ك ّل املس�ارح والبلدان التي‬ ‫أن‬ ‫تعيش أزمات‪ ،‬لكنها ميكن أن تضطلع بدور “مساعدة‬ ‫الحكومات الساعية إىل تأمني استقرارها واملحافظة‬ ‫على مؤسس�اتها”‪ ،‬مب�ا يف ذل�ك “مؤازرته�ا يف‬ ‫املجاالت األمنية”! عمال بهذه املقاربة اإلسرتاتيجية‪،‬‬ ‫يكش�ف الوزير الفرنيس أنّ فرنس�ا ضاعفت ‪ 3‬مرات‬ ‫مساعدتها “للدميقراطية التونس�ية الناشئة” حيث‬ ‫“التزمت بتدريب فرق العمليات الخاصة التونس�ية”‪،‬‬ ‫مجدّدا التأكي�د عىل الدعم الجوي الذي قدّمه سلاح‬ ‫الج�و الفرنيس للق�وات العراقية‪ ،‬بطلب م�ن بغداد‪،‬‬ ‫وليس من العراق‪ ،‬ملن ّ‬ ‫أرص‬ ‫يفك ش�فرة الخطاب‪ ،‬كام ّ‬ ‫لودريان عىل التذكري!‬ ‫متأس�يا برئي�س أركان الجي�وش األمريكي�ة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫الجنرال مارت�ن دمبسي‪ ،Martin Dempsey،‬الذي‬ ‫س�بق أن صك‪ ،‬يف كلمة ألقاه�ا من عىل منت حاملة‬ ‫الطائرات الفرنسية ش�ارل ديغول‪ ،‬مصطلح “الصرب‬ ‫االستراتيجي‪ ،”Strategic Patience ،‬موصي�ا‬ ‫باعتامده كاستراتيجية ناجع�ة يف مواجهة تنظيم‬ ‫داعش بدل “الخي�ار الخطأ بتكثيف رضبات التحالف‬ ‫مسلحي داعش‪،‬‬ ‫الدويل الجوية عىل مواقع ومق ّرات‬ ‫ّ‬

‫دع�ا ج�ون اي�ف ودري�ان‪ ،‬ه�و اآلخ�ر‪ ،‬إىل التحّل�يّ‬ ‫ب”الصرب االسرتاتيجي‪“Patience Stratégique ،‬‬ ‫ولنئ تذ ّرع الجنرال األمرييك يومها لتربير صربه‬ ‫الزمن�ي الرضوري‬ ‫اإلستراتيجي‪ ،‬يومه�ا‪ ،‬ب”الح ّيز‬ ‫ّ‬ ‫لتجمي�ع كاف�ة املعلوم�ات الالّزم�ة بش�أن األهداف‬ ‫املحتمل�ة حتى تكون الغارات أكثر دق ّـة ونجاعة!”‪،‬‬ ‫و”مبس�توى جاهزية الجيش العراقي التي انتقدها‪،‬‬ ‫ومبدى رغبة الحكومة العراقية يف تحقيق املصالحة‬ ‫مع الس�كان العرب الس ّنة الذين يشعرون بالتهميش‬ ‫ويتوجس�ون خيفة من القوات العراقية التي يهيمن‬ ‫ّ‬ ‫عليها الش�يعة”‪ ،‬فإنّ مقاربة وزي�ر الدفاع الفرنيس‬ ‫للصبر اإلستراتيجي مختلفة‪ ،‬مفهوم�ا وتربيرا‪ .‬إذ‬ ‫يع ّرف�ه عىل أنه “ايج�اد منطقة توازن وس�طى بني‬ ‫بريوقراطي�ة وبطء ردود أفعال املؤسس�ات الوطنية‬ ‫والهيئات واملنظامت الدولية‪ ،‬واس�تعجال الرأي العام‬ ‫–الرشع�ي يف مواجه�ة فظاعة الحاالت اإلنس�انية‬ ‫ّ‬ ‫التدخ�ل لح� ّل النزاع�ات‪ .‬صبر‬ ‫وصعوبته�ا‪ ”-‬يف‬ ‫استراتيجي ميكن م�ن بل�ورة استراتيجية “دامئة‬

‫تس�تبق ردود األعداء املحتملة وتتعامل مع التط ّورات‬ ‫واملتغريات مهام كانت طبيعتها”‪ ،‬ليبس�ط أكرث قائال‬ ‫يف وض�وح ودون موارب�ة‪“ :‬نحن لن نح ّل مش�اكل‬ ‫املنطق�ة ولك�ن باس�تطاعتنا املس�اعدة على بلورة‬ ‫بعضه�ا ومتكني الفاعلني املحليني من التصدّي إليها‬ ‫تدريجي�ا‪ ،‬هذه قناعت�ي!” مل ينكر لودري�ان أيضا أن‬

‫يُستجار باملستعمر ليعود يف ثوب‬ ‫حامي الحمى والديار ورجل اإلطفاء‬ ‫اإلرهاب “اإلسالمي”‪ ،‬سيظ ّل “خطرا مستدميا ‪Me� ،‬‬ ‫‪ ،“ nace Durable‬رغ�م م�ا “يح ّققه التحالف الدويل‬ ‫بقي�ادة الوالي�ات املتحدة من نجاح�ات يف مواجهة‬ ‫تنظي�م داعش”‪ ،‬مح� ّذرا من مغب�ة االكتفاء وحرص‬ ‫الحرب ضد وحش “الهيدرا الجهادية ‪L’hydre jiha� ،‬‬ ‫‪ ”diste‬يف سوريا والعراق‪ ،‬نظرا لإلحتامل القوي “أن‬ ‫تظهر له رأس‪ ،‬أو رؤوس يف أماكن أخرى”!‬ ‫مل يفت جان ايف لو دريان‪ ،‬أن ينعى “نهاية الهيمنة‬ ‫العس�كرية الغربية املطلقة”‪ ،‬التي عقب�ت انهيار ما‬ ‫كان ُيعرف سابقا باالتحاد السوفييتي‪،‬‬ ‫ُمشدّدا عىل صعود قوى منافسة‪ ،‬عىل‬ ‫دفة القيادة العاملية ك”الصني وروسيا‬ ‫والهند”‪ ،‬وتنامي ما سّم�اّ ه “التحديات‬ ‫اإلرهابية”!‬ ‫ال إش�ارة واح�دة ع�ن املس�ؤولية‬ ‫التاريخي�ة أقل�ه يف الوض�ع التي آلت‬ ‫إلي�ه ليبي�ا‪ ،‬وال حدي�ث وال حتى مج ّرد‬ ‫إش�ارة له�ذا “الربيع الع�ريب” وال إىل‬ ‫مخرجاته‪ ،‬وال مج ّرد إيحاء باملقاربات‬ ‫الجدي�دة والسياس�ات اإلستراتيجية‬ ‫الفرنس�ية‪ ،‬التي تستحرض “التحوالت‬ ‫والتسوناميات الكربى” التي ُيراد لنا أن‬ ‫نتغ ّنى بها يف “انتش�اء ثوري”! فقط‬ ‫تكراره ل”نبوءة” عامل الوكالة املركزية‬ ‫األمريكية لإلستخبارات الذي تو ّقع أن‬ ‫“تنتهي موجة اإلرهاب اإلسالمي عىل‬ ‫املس�توى العاملي بحدود العام ‪!!2030‬‬ ‫“‪ ،‬وترجيحه أن يظ ّل “مستدميا”!‬ ‫اآلن وق�د علمن�ا أيضا بنبأ تش�كيل‬ ‫“حكوم�ة وح�دة وطني�ة” يف ليبي�ا‪،‬‬ ‫فه�ل تو ّف�ر “رشعي�ة ه�ذه الس�لطة‬ ‫الجديدة” ما يس ّميه لودريان “موافقة‬ ‫املجتمع�ات املحلي�ة” الت�ي قد تس�تند إليها فرنس�ا‬ ‫ّ‬ ‫للتدخ�ل العس�كري من جدي�د‪ ،‬ما دام‬ ‫واألوروبي�ون‬ ‫البعبع يو ّفر الذرائع واملس ّوغات أين ح ّل؟!‬ ‫بين صربيْ الجنرال دامبسي والوزي�ر لودريان‬ ‫“اإلستراتيجيينْ ”‪ ،‬تتش�ظى أوط�ان وتت�آكل بقايا‬ ‫وحدة وطنية و ُتستنزف األطراف جميعها‪ ،‬و ُيستجار‬ ‫باملستعمر ليعود يف ثوب حامي الحمى والديار ورجل‬ ‫اإلطف�اء‪ ،‬يف تفعي�ل وتنفي�ذ ممنهج إلستراتيجية‬ ‫ع ّرابها هرني كيس�ينجر‪ ،Henry Kissinger،‬تقيض‬ ‫يس�ميه املؤ ّلف‬ ‫تطبيقي ملا‬ ‫بهزمية الطرفني‪ ،‬ومترين‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫العس�كري اإلستراتيجي‪ ،‬إدوارد لتفاك‪Edward N. ،‬‬ ‫‪“ ، Luttwak‬ال ّنفور من الطرفني” أو”املأزق املستدام‪،‬‬ ‫‪ ،“Prolonged Stalemate‬وعلي�ه فاملبتغ�ى لي�س إالّ‬ ‫اس�تطالة للحرب ال حس�مها‪ ،‬ما دام املراد أالّ ”يهدف‬ ‫إىل تغيير ديناميك ّي�ة الحرب األهل ّي�ة الكربى“‪ ،‬كام‬ ‫نصح الس�يناتور الجمهوري املعروف ب�وب كوركر‪،‬‬ ‫‪ ،Bob Corker‬ذات جلسة نواب !‬ ‫نبيل نايلي‬


‫‪26‬‬

‫األربعاء ‪ 27‬جانفي ‪2016‬‬

‫مع هبوط أسعار النفط هل سيتحول‬ ‫العرب الى عمالة في شرق آسيا؟‬

‫بانوراما‬

‫ماذا عن تون�س بعد رفع العقوبات‬ ‫الإقت�صادية عن �إيران الإ�سالمية؟‬ ‫فه��م الغ��رب إي��ران كيان��ا وإمكانيات‬ ‫وطموح��ا‪ ،‬وبق��ي س��رب األنظم��ة‬ ‫العربي��ة‪ ،‬يغرد يف فضاء بعيد عن الفهم‬ ‫متوجسا وهما‪ ،‬أطالت إطالقه مملكة‬ ‫آل س��عود‪ ،‬بواس��طة أدوات رخيص��ة‪،‬‬ ‫باعت نفسها إلدارة ماكينتها الدعائية‪،‬‬ ‫ال تتورع يف اختالق األكاذيب وصناعة‬ ‫البهت��ان‪ ،‬تش��كيكا يف إي��ران عقي��دة‬ ‫ونوايا‪ ،‬فعش��ش يف عقول‪ ،‬لم تستطع‬ ‫التميي��ز ب�ين ما هو ح��ق عما ه��و باطل‪،‬‬ ‫رغم أنها منخرطة يف عالم السياس��ة‬ ‫وقيادة الجماهري‪.‬‬

‫أم��ام الهب��وط الخطري ألس��عار النفط ال��ذي وصل‬ ‫سعره اىل أقل من ‪ 30‬دوالرا وهناك توقعات إقتصادية‬ ‫ترى أن سعره قد يهبط حتى اىل عشرة دوالرات بدال‬ ‫م��ن مائة وعش��رة دوالرات خ�لال الس��نة املاضية‪،‬‬ ‫وأمام الحقيقة املرة األخرى أن هذه االسعار املتدنية‬ ‫ال تفي حتى بالقيم��ة املدفوعة يف عملية االنتاج أي‬ ‫أن قيم��ة أو مصروف��ات االنت��اج وتكلفت��ه أعل��ى من‬ ‫أس��عار بيعه وهو ما ي��ؤدي اىل البحث عن وجود من‬ ‫يقبله كصدقة‪.‬‬

‫لق�د خرب الغرب إيران اإلسلامية‪ ،‬فوج�د أنها منضبطة يف‬ ‫التزاماته�ا ومواقفها‪ ،‬منذ إعالنها األول بأنها اختارت اإلسلام‬ ‫نظ�ام حك�م له�ا‪ ،‬ومنها ع�رف الفرق بين اإلسلام املحمدي‬ ‫الوس�طي‪ ،‬ال�ذي تبنت�ه إي�ران‪ ،‬واإلسلام الظالم�ي الدم�وي‬

‫وأدوات‪.‬‬ ‫هذه الحركات الخبيثة‪ ،‬من شأنها أن تفسد األجواء املجتمعية‬ ‫يف بالدن�ا‪ ،‬وتيسء إىل دول�ة تكنّ لنا اإلحترام والتقدير‪ ،‬وقد‬ ‫أبدت إس�تعدادها الصادق للوق�وف اىل جانبنا‪ ،‬بدون الرشوط‬ ‫الت�ي يفرضها علينا ع�ادة دول الغ�رب وبنوكه‪ ،‬فهل س�تبادر‬ ‫حكومتنا إىل إعامل العقل‪ ،‬واملبادرة إىل إقامة تعاون اقتصادي‬ ‫متكافئ مع إيران اإلسلامية؟ أم أننا س�نبقى نتوهم صيحات‬ ‫الباط�ل‪ ،‬التي علا إيقاعها‪ ،‬تخويفا من نظ�ام أثبت عىل مدى‬ ‫‪ 36‬س�نة‪ ،‬زيف وكذب طوابري التحريض عليه‪ ،‬لتس�تمر عجلة‬ ‫اقتصادن�ا‪ ،‬يف اس�تجداء الق�روض واملس�اعدات‪ ،‬والغرق يف‬ ‫مستنقع التبعية التي يريدنا الغرب البقاء فيه‪ ،‬والذي لن تزيدنا‬ ‫سوى جمودا وبطئا لحركتنا اإلقتصادية؟‬ ‫بإم�كان تون�س وإيران اإلسلامية أن تتعاون�ا يف مجاالت‬ ‫اقتصادية عدة‪ ،‬تشهد فيه شقيقتنا يف اإلسالم تقدما معلوما‪،‬‬ ‫كمج�ال صناع�ة الس�يارات‪ ،‬والصناع�ات البرتوكياموي�ة‪،‬‬ ‫ومجاالت صناعة األدوية‪ ،‬وإيران أصبحت من بني الدول القالئل‬

‫فق�دت البالد العربي�ة املنتجة للنفط ما بني ‪ 70‬يف املائ�ة اىل ‪ 80‬من دخلها مام‬ ‫أدى ببعض هذه الدول اىل إيقاف كل املش�اريع التنموية وإيقاف مشاريع البنية‬ ‫التحتية بل إنها أصبحت تقرتض من السوق السوداء بفوائد كبرية وحتى ال تثري‬ ‫الرأي العام عليها يك تندفع مرتبات موظفيها الذين هم يشكلون يف واقع االمر‬ ‫عبئ�ا عىل الخزينة العام�ة لهذه البالد إذا ما نظرن�ا اىل أن املوظفني أو العاملني‬ ‫يف القطاع العام يتجاوز ‪ 70‬يف املائة من االيدي العاملة يف هذه الدول وأن هذه‬ ‫الدول ال تستطيع يف واقع االمر إجراء أية تعديالت ترشيعية يف مجال الحد من‬ ‫املوظفني العموميني الذين هم يسترزقون ويعيش�ون عىل أموال الدولة دون أن‬ ‫يشاركوا يف االنتاج‪.‬‬

‫الدول العربية املنتجة للنفط ليست فقط يف تحدي‬ ‫كبري بل إنها مهددة باإلفالس‬ ‫الدول العربية املنتجة للنفط ليست فقط يف تحدي كبري بل إنها مهددة باإلفالس‬ ‫وبعضها بدأ يف رفع سعر املحروقات التي تباع أو تستهلك يف هذه البالد والبعض‬ ‫اآلخ�ر بدأ يف التفكري يف التخلص من العاملة االجنبية والبعض اآلخر بدأ يدرس‬ ‫حقيقة مش�كلة املواجهة مع الش�عب يف حال رفع الرضائب أو رفع االسعار مبا‬ ‫فيها أس�عار املواد التمويني�ة مثل الخبز‪ ..‬الخ أو تقلي�ص املوظفني أو العاملني‬ ‫بالدولة مام حدى بها اىل االقرتاض من وعن طريق الس�وق الس�وداء وهو عادة‬ ‫ما يتم هذا االقرتاض مع أثرياء أو بنوك خاصة أو بنوك يف أعايل البحار مام قد‬ ‫يدفع بهذه الدول التي تطمع يف ارتفاع االسعار وعودتها اىل سابق وضعها اىل‬ ‫نتائج سلبية تؤدي اىل دمار املستقبل االقتصادي‪.‬‬ ‫كن�ت بأحد املؤمت�رات االقتصادية ع�ام ‪ 2012‬بإحدى ال�دول النفطية حيث‬ ‫تحدث أحد خرباء االقتصاد منتقدا السياسية االقتصادية لدول الخليج والدول‬ ‫النفطي�ة العربي�ة الت�ي ليس لديه�ا أي إنتاج باس�تثناء النفط قائلا عاملوا‬ ‫عاملكم املهاجرين من الهند وغريها من دول رشق آسيا بالحسنة ألنه ستأيت‬ ‫عليكم أيام س�وداء س�وف تلج�ؤون بعدها للعم�ل بهذه الدول وس�يكونون‬ ‫أسيادكم عاملكم اآلن‪.‬‬ ‫اآلن أصبحت أفكر فيام قاله هذا الخبري االقتصادي وتس�أل فعال ما هو مستقبل‬ ‫ه�ذه الدول التي ليس�ت فقط فقدت أكرت من ‪ 70‬باملائة م�ن اقتصادها أو دخلها‬ ‫ب�ل إنها تعي�ش حالة حروب ومع�ارك حقيقية ووهمية واقتت�ال وتنازع ومعه‬ ‫بدأت التس�ابق عىل التس�ليح ومن ثم ترتاكم عىل هذه الدول الديون اتجاه الدول‬ ‫الصناعية‪.‬‬ ‫ه�ل وقعت هذه ال�دول يف مرحلة املحظور وب�دأ العد العكيس للرج�وع للبغال‬ ‫والحمري إن وجدت أما االبل فقد تم أكلها وميل الكروش بها مند مدة طويلة‪!..‬‬ ‫د‪ .‬الهادي شلوف‬

‫الفوض�وي اإلره�ايب التكفيري‪ ،‬الذي يظلل مملك�ة الحجاز‪ ،‬الت�ي تصنع أدوي�ة حيوية‪ ،‬ومض�ادة للرسطان�ات واألمراض‬ ‫ولوال النفط والغ�از الذي تختزنه صحراء الجزي�رة العربية‪ ،‬ملا املس�تعصية‪ ،‬التي ظلت حكرا عىل الغرب‪ ،‬يبيعها الينا بأس�عار‬ ‫مرتفعة جدا‪ ،‬ال يقدر عليها أغلب س�كان العامل‪ ،‬بس�بب الفقر‪،‬‬ ‫كان لحكمها أدىن اعتبار‪.‬‬ ‫إذا أزي�ح م�ن وجه أنظمة العامل ش�بح التع�رض للعقوبات دون أن أنسى قدرة إيران عىل صناعات بناء الس�فن التجارية‬ ‫اإلقتصادية‪ ،‬حال التعامل م�ع إيران إقتصاديا‪ ،‬ومل يبقى مربر وناقالت النفط‪ ،‬واآلالت الزراعية والزراعة البيولوجية املتطورة‪،‬‬ ‫يتعذر به معتذر‪ ،‬خصوصا تلك الدول التي تعترب نفسها إسالمية ومج�االت املعامر‪ ،‬والبناء املتطور الحديث‪ ،‬وتكنولوجيا النانو‪،‬‬ ‫املب�دأ‪ ،‬وأخصها تلك الت�ي تعاين من أزم�ات اقتصادية خانقة‪ ،‬واإلستفادة من العلوم الذرية يف صناعة الكهرباء‪ ،‬الذي يعاين‬ ‫وتون�س إحداها‪ ،‬ف�وق ما يتهددها من إره�اب يتاخم حدودها التونسيون اليوم من إرتفاع تكاليف إستهالكه‪ ،‬مبا ال طاقة لهم‬ ‫به‪.‬‬ ‫الرشقي�ة‪ ،‬ومل يب�ق س�وى أن تبادر‬ ‫الي�وم رفع�ت الياب�ان إج�راءات‬ ‫إىل عقد صفقات اقتصادية‪ ،‬تساعد‬ ‫على النه�وض باقتصادن�ا‪ ،‬ال�ذي بإمكان تونس وإيران اإلسالمية الحظر نهائيا عن إيران اإلسلامية‪،‬‬ ‫يشهد حالة من الركود عدت يف أدىن أن تتعاونا يف مجاالت اقتصادية عدة تعبيرا منه�ا على ني�ة ج�ادة يف‬ ‫تع�اون إقتص�ادي‪ ،‬يع�ود بالفائدة‬ ‫مستوياته‪.‬‬ ‫على البلدي�ن‪ ،‬يف خض�م الس�باق‬ ‫ال�دول األوروبية ب�دأت قبل تنفيذ‬ ‫بن�ود اإلتفاق النووي‪ ،‬س�باقا لعقد صفقات م�ع اإلقتصاديني املتصاعد وتريته بني الدول األوروبية‪ ،‬من أجل دخول يف رشاكة‬ ‫اإليرانيين‪ ،‬فتوافدت وفود فرنس�ية وأملاني�ة وبريطانية‪ ،‬لتبدأ اقتصادية مع إيران‪.‬‬ ‫فه�ل أن اليابان وأوروبا أكرث حاجة منا اىل تعاون اقتصادي‬ ‫مفاوضات إعادة مياه التب�ادل اإلقتصادي بينها إىل مجاريها‪،‬‬ ‫يف مش�هد تتصاع�د وتريت�ه يوما بعد ي�وم‪ ،‬وبلدانن�ا تتفرج م�ع إيران؟ بحي�ث أن اقتصادنا قائم بذات�ه‪ ،‬وال يحتاج اىل من‬ ‫عىل األح�داث كأنها غري معنية باألم�ر‪ ،‬أو أن اقتصادنا يعيش يقيمه‪ ،‬وهو املنبطح أرضا يكاد يلفظ أنفاس�ه‪ ،‬أم أن سياساتنا‬ ‫ازده�ارا‪ ،‬يغني عن أي مب�ادرة يف اتجاه إيران‪ ،‬أو أنه أفضل من ال تزال ماضية يف نهج التبعية‪ ،‬وهذه املرة التبعية لدول العاملة‬ ‫الصهيو أمريكية؟‬ ‫إقتصاديات الدول األوروبية اآلنفة الذكر‪.‬‬ ‫املسيرة االقتصادي�ة العاملي�ة يف مج�ال تنافسي كبير‪،‬‬ ‫من اليسء جدا يف تونس‪ ،‬أن يشهد رعاة البالد من سياسيني‬ ‫واقتصاديين‪ ،‬ظهور خفافيش الظلام يف مجتمعنا ‪ -‬لتزيده واألنظمة الذكية هي التي تحس�ن ق�راءة العرض والطلب فيه‪،‬‬ ‫إرب�اكا‪ -‬وهي تخف�ق بأكاذيبه�ا‪ ،‬وتسيء بدعاياته�ا إليران مراع�اة لقيمه�ا مبادئه�ا‪ ،‬وم�ن اتس�مت سياس�اته بالحمق‬ ‫االسالمية‪ ،‬ولحرية املعتقد يف بالدنا‪ ،‬مسوقة أراجيف ال أساس والتوه�م‪ ،‬فلن يك�ون ضمن القافل�ة‪ ،‬متاما كام قال ش�اعرنا‬ ‫لها من الصحة‪ ،‬من املؤسف والعار عىل حكامنا اليوم‪ ،‬أن يبقوا الكبري أبو القاسم الشايب‪:‬‬ ‫ومن يتهيب صعود الجبال‪ ‬يعش أبد الدهر بني الحفر ‪ ‬‬ ‫مكتويف األيدي‪ ،‬أمام تنامي ظاهرة تشويه املواطنني املسلمني‬ ‫‪ ‬محمد بن عمر‬ ‫الش�يعة‪ ،‬وهم عىل يقني تام من مصادرها‪ ،‬أشخاصا ومتويال‬


‫‪27‬‬

‫بانوراما‬

‫األربعاء ‪ 27‬جانفي ‪2016‬‬

‫درو�س �إيرانية للحكام العرب‬ ‫بع��د الب��دء بتطبي��ق رف��ع العقوب��ات الغربي��ة على‬ ‫إي��ران يف الس��ادس عش��ر م��ن الش��هر الج��اري بعد‬ ‫أكثر من عش��ر س��نوات من املفاوضات الصعبة حول‬ ‫الربنامج النووي االيراني ال بد من اس��تلهام العرب وأخذ‬ ‫ال��دروس م��ن التجرب��ة اإليرانية وخصوص��ا من قبل‬ ‫الح��كام الع��رب الخليجي�ين لعله��م يتعظ��ون من تلك‬ ‫التجربة ويقيمون سياس��اتهم ويضعون اسرتاتيجية‬ ‫جديدة تحافظ على مصالح ش��عوبهم وتنشر السلم‬ ‫واألمن الضروريني لتحقيق الرخاء والتطور لشعوبهم‬ ‫وبلدانهم‪.‬‬ ‫الدرس األول‪ :‬استقالل‬ ‫القرار وعدم التبعية‪.‬‬

‫يجب االستناد اىل الدعم الشعبي للحاكم‬ ‫وع�دم الس�عي اىل الحصول على الدعم‬ ‫األجنب�ي للمحافظة عىل ك�ريس الحكم‪.‬‬ ‫إذ ي�ؤدي الدعم األجنبي اىل تبعية الحاكم‬ ‫للقوى األجنبية ومتس�كه بها مام يجعله‬ ‫أداة طيع�ة لها لتنفي�ذ مخططاتها والتي‬ ‫تتعارض مع مصالح الش�عب وتؤدي اىل‬ ‫القطيعة بين الحاكم واملحكوم‪ .‬إن العامل‬ ‫يحرتم األقوياء وال مجال ألن يحرتم التابع‬ ‫من سيده‪ .‬لقد متسكت إيران باستقاللية‬ ‫قرارها وأجربت الغرب عىل احرتامها رغم‬ ‫عداوته لها وعدم تبعيتها له‪.‬‬

‫الدرس الثاني‪ :‬الثقة‬ ‫بالنفس وااليمان بحتمية‬ ‫االنتصار‪.‬‬

‫من حق إيران استخدام الطاقة النووية‬ ‫من أجل التقدم العلمي ككل الدول األخرى‬ ‫التي دخلت مجال الطاقة النووية من أجل‬ ‫تطورها العلم�ي والتكنولوج�ي‪ .‬لقد أكد‬ ‫مرش�د الجمهوري�ة اإلسلامية االيرانية‬ ‫عيل خامنئي يف خطبته يوم الجمعة يف‬ ‫مس�جد طهران بتاريخ ‪ 17‬جويلية ‪2015‬‬ ‫بأن إيران ال تس�عى إلنتاج القنبلة النووية‬ ‫وأن�ه قد أصدر فتوى بتحريم ذلك قبل عدة‬ ‫سنوات‪ .‬كام أكد وزير الخارجية األمرييك‬ ‫جون كريي أمام لجنة السياسة الخارجية‬ ‫يف الكونج�رس األمريكي بتاري�خ ‪23‬‬ ‫جويلية‪ 2015‬بأن إي�ران كانت قادرة عىل‬ ‫إنتاج القنبلة النووية قبل س�نتني ولكنها‬ ‫مل تفع�ل ذلك‪ .‬إن ما يخي�ف بعض القوى‬ ‫السياس�ية الغربية هو وصول الش�عوب‬

‫العربي�ة واإلسلامية اىل مرحلة متقدمة‬ ‫يف العلوم والتكنولوجيا تجعل فك ارتباط‬ ‫األنظمة العربية واإلسلامية تحت ضغط‬ ‫شعوبها بالقوى الغربية أمرا ال مفر منه‪.‬‬ ‫لذا ف�ان بقاء العرب واملس�لمني يف حالة‬ ‫تخلف علمي واالبتعاد عن تأسيس أنظمة‬ ‫حك�م حديث�ة تجع�ل للمواط�ن الع�ريب‬ ‫واملسلم يف أي مكان يتواجد فيه دورا يف‬ ‫مؤسس�ات اتخاذ القرار أمرا غري مرغوبا‬ ‫به من قبل تلك القوى الغربية‪.‬‬ ‫لقد أثبت الش�عب اإليراين قدرة خارقة‬ ‫عىل تحمل الصع�اب ومواجه�ة األزمات‬ ‫متس�لحا بالثقة بالنفس وعدالة القضية‬ ‫الت�ي يخوض رصاع�ات ضارية من أجلها‬ ‫وقد اس�تحق النرص عن ج�دارة فهنيئا له‬ ‫بنصره الذي يج�ب أن ال يقاوم من حكام‬ ‫الع�رب الخليجيين ب�ل يج�ب أن يك�ون‬ ‫ملهما له�م لتغيير مسيرتهم ووض�ع‬ ‫األس�س الصحيح�ة لتط�ور ش�عوبهم‬ ‫وإخراج املنطقة من األزمات التي خلقوها‬ ‫بأنفسهم‪.‬‬

‫الدرس الثالث‪ :‬تداول‬ ‫السلطة بالطرق‬ ‫السلمية‪.‬‬

‫يف صي�ف ع�ام ‪ 2013‬أصب�ح حس�ن‬ ‫روح�اين رئيس�ا إلي�ران بع�د نجاحه يف‬ ‫االنتخاب�ات وحصول�ه على الرشعي�ة‬ ‫من الش�عب اإلي�راين‪ .‬مل يتمك�ن الرئيس‬ ‫اإلي�راين الس�ابق محم�ود أحم�دي نجاد‬ ‫الحص�ول على والي�ة رئاس�ية ثالثة ألن‬ ‫الدس�تور اإلي�راين مينعه من ذل�ك‪ .‬أي إن‬ ‫ما يطبق يف ال�دول الدميقراطية الحديثة‬ ‫م�ن ع�دم إمكانية بقاء رئي�س الدولة يف‬ ‫الحك�م ألكرث من واليتني متتاليتني يطبق‬

‫أيضا يف إي�ران‪ ،‬عىل عكس ما يجري يف‬ ‫الدول العربية ملكي�ة كانت أم جمهورية‪.‬‬ ‫حي�ث ال وجود يف إي�ران لرئيس تاريخي‬ ‫واىل األبد‪ .‬اما الرؤس�اء العرب فيتشبثون‬ ‫بكرايس حكمهم طوال حياتهم مع حاالت‬ ‫اس�تثنائية ن�ادرة‪ .‬أم�ا األنظم�ة امللكي�ة‬ ‫العربي�ة التي تجثم عىل صدور ش�عوبها‬ ‫فهل تجرؤ عىل القيام باستفتاءات شعبية‬ ‫ألخذ الرشعية من شعوبها؟‬

‫الدرس الرابع‪ :‬الثبات‬ ‫يف املواقف وعدم امليل مع‬ ‫الرياح يف أوقات العواصف‬ ‫السياسية التي تهب على‬ ‫منطقة الشرق األوسط‪.‬‬

‫على الرغ�م م�ن الليون�ة الت�ي أبداها‬ ‫الوف�د اإليراين من أجل إنجاح مفاوضاته‬ ‫مع الغ�رب إال أن مواقف إيران الثابتة من‬ ‫فلس�طني مل تتغير وينطب�ق ذل�ك أيضا‬ ‫على مس�اندتها لحلفائه�ا يف س�ورية‬ ‫والع�راق ولبن�ان والبحري�ن واليم�ن‪ .‬إن‬ ‫جميع الضغوط السياس�ية واالقتصادية‬ ‫واملقاطعة الغربية والحروب البرتولية مل‬ ‫تجعل إيران تغري م�ن بوصلتها وتنحرف‬ ‫ع�ن الطريق الذي رس�مته لنفس�ها منذ‬ ‫قيام الث�ورة اإلسلامية ع�ام ‪ .1979‬أما‬ ‫أنظمة الحكم يف الدول العربية الخليجية‬ ‫فه�ي غري منس�جمة يف سياس�اتها مع‬ ‫نفس�ها أوال ومع دول الج�وار ثانيا ومع‬ ‫املجتم�ع ال�دويل ثالث�ا‪ .‬تختل�ف ال�دول‬

‫بقية مقال ‪:‬غليان المناطق المحرومة في تونس‪ :‬احتجاجات القصرين نموذج ًا!‬ ‫انتظ�ار دام خمس س�نوات‪ ،‬وعىل الرغم من أنه مش�هد اعتاد عليه‬ ‫التونسيون‪ ،‬خصوص ًا من ِقبل الشباب العاطل عن العمل‪ ،‬إال أن األمر‬ ‫يب�دو مغاير ًا هذه املرة‪ ،‬إذ تتزايد خطورته وتنبئ بتطورات أكرب إذا مل‬ ‫تفلح الحكومة رسيع ًا يف إيصال رس�ائل إيجابية حقيقية إىل هذه‬ ‫املدن اليائسة‪.‬‬ ‫ُيذك�ر أن القرصي�ن وحده�ا يوجد فيه�ا ‪ 28‬ألف عاطل ع�ن العمل‪،‬‬ ‫م�ن بينهم ‪ 9‬آالف ش�اب يحملون ش�هادة عليا‪ ،‬وفق تأكي�د النائب‬ ‫يف الربمل�ان ع�ن املنطقة وليد البناين‪ ،‬الذي عق�د مع زمالئه ممثيل‬ ‫املنطقة يف مجلس النواب جلس�ة طارئة م�ع رئيس املجلس محمد‬ ‫الن�ارص‪ ،‬ت ّم خاللها االتفاق عىل زيارة وفد من النواب الس�بت املقبل‬ ‫إىل القرصين‪ ،‬لالجتامع باألهايل وتحديد املشاكل والبحث عن حلول‬ ‫له�ا‪ .‬ويب�دو أن اجتامع ًا ثاني ًا س� ُيعقد مع رئي�س الحكومة الحبيب‬ ‫الصيد‪ ،‬لبحث توفري فرص عمل بشكل رسيع‪.‬‬ ‫مخصصة‬ ‫وأعل�ن الن�ارص كذلك عن اس�تدعاء الصيد لجلس�ة عامة‬ ‫ّ‬

‫العربية الخليجية عىل الحدود فيام بينها‬ ‫وعىل املوقف من االخوان املسلمني الذين‬ ‫يج�دون الدع�م والتأيي�د من قط�ر بينام‬ ‫تضعه�م االم�ارات العربي�ة على قامئة‬ ‫اإلرهاب‪ ،‬أما السعودية فيتذبذب موقفها‬ ‫يف دعمه�م ت�ارة ووضعهم على قامئة‬ ‫اإلرهاب تارة أخرى‪ .‬دعمت الدول العربية‬ ‫الخليجية الرئيس العراقي الس�ابق صدام‬ ‫حسين يف الحرب العراقي�ة االيرانية ثم‬ ‫تآم�رت لإلطاحة بنظامه بعد ذلك‪ .‬تحاول‬ ‫الس�عودية إس�قاط النظام السوري منذ‬ ‫خمس س�نوات بع�د أن تحالفت معه أيام‬ ‫الرئيس الس�وري الس�ابق حافظ األس�د‬ ‫ضد العراق بعد احتالل�ه للكويت‪ .‬تحارب‬ ‫الس�عودية الحوثيين والرئي�س اليمن�ي‬ ‫الس�ابق عيل عبدالله صال�ح منذ حوايل‬ ‫س�نة بعدما كانوا حلفائها يف الس�ابق‪.‬‬ ‫كما حاولت الس�عودية إيج�اد بديل عن‬ ‫أمريكا بالتحول نحو فرنس�ا والباكستان‬ ‫وروس�يا عندم�ا غضب�ت م�ن الرئي�س‬ ‫األمرييك ب�اراك أوباما النتقاده لنظامها‬ ‫وعدم االستجابة لطلباتها‪ .‬أي أن سياسة‬ ‫ال�دول العربي�ة الخليجية ال تس�تند عىل‬ ‫أرضية أيديولوجية ثابتة وإمنا ترتكز عىل‬ ‫تثبي�ت أنظم�ة حكمه�م ورشاء الوالءات‬ ‫بالبرتودوالر‪.‬‬ ‫ال�درس الخامس‪ :‬التوج�ه نحو التطور‬ ‫العلمي والصناعي والسري نحو الحداثة‪.‬‬ ‫إن م�ن أه�داف الث�ورة اإلسلامية يف‬

‫إي�ران رك�ب قط�ار الحداث�ة والنه�وض‬ ‫العلم�ي والتكنولوجي للوصول بالش�عب‬ ‫اإليراين اىل مصاف الشعوب املتطورة يف‬ ‫كل املجاالت وذل�ك باالعتامد عىل النفس‪.‬‬ ‫حتى ال�دول الغربية تش�هد برسعة النمو‬ ‫العلمي اإليراين الذي أدخل ايران اىل مجال‬ ‫الفضاء وطور من علوم الطب والهندسة‪،‬‬ ‫كام مل تنىس إيران م�ن تطوير صناعتها‬ ‫العسكرية الدفاعية لدرء الخطر الخارجي‬ ‫عنه�ا‪ .‬لق�د ش�ملت املع�دات العس�كرية‬ ‫اإليرانية صناعة الصواريخ التي يبلغ مداها‬ ‫‪ 300‬كيلومرتا وقام�ت بصناعة الطائرات‬ ‫ب�دون طيار كما حققت إنج�ازات هائلة‬ ‫يف علم الطب ونرشت آالف الكتب العلمية‬ ‫يف مختلف املج�االت‪ .‬إن النهضة العلمية‬ ‫التي يصاحبه�ا التط�ور الصناعي الكبري‬ ‫يف إي�ران رغم الظروف الصعبة يس�تحق‬ ‫االعجاب والتقدير ويشير اىل تقدم إيران‬ ‫نح�و الحداثة بينام تسير ال�دول العربية‬ ‫الخليجية فكريا اىل الخلف رغم تنافسهم‬ ‫يف إقام�ة األبراج العالي�ة باالعتامد عىل‬ ‫املهندسني األجانب وتفاخرهم بذلك‪.‬‬ ‫ال يعيب أنظمة الحكم الخليجية العربية‬ ‫أن تعرتف بأخطائها وتتخىل عن السياسات‬ ‫التي تلحق الرضر بها وبشعوبها وشعوب‬ ‫املنطقة‪ ،‬لكن االستمرار يف النهج الخاطئ‬ ‫س�يقودها حتما اىل طري�ق الهاوي�ة‬ ‫واالندثار‪.‬‬ ‫د‪ .‬فوزي ناجي‪.‬‬

‫الصفحة ‪18‬‬

‫للنظ�ر يف برنامج الحكومة بخصوص معالجة البطالة يف صفوف‬ ‫أصح�اب الش�هادات العلي�ا‪ .‬غري أن ه�ذه القرارات تب�دو غريبة يف‬ ‫صياغته�ا واإلعلان عنها‪ ،‬فمش�اكل القرصين‪ ،‬واملناط�ق املامثلة‪،‬‬ ‫معروف�ة للجمي�ع‪ ،‬وهي الت�ي كانت وراء ان�دالع الث�ورة‪ ،‬وبحثتها‬ ‫الحكومات املتعاقبة منذ خمس س�نوات‪ ،‬وح� ّذرت أطراف كثرية من‬ ‫عودتها‪ ،‬ون ّبهت إىل أن صرب الناس هناك لن يكون أبدي ًا وسينفذ‪.‬‬ ‫ومل تنج�ح الحكومات املتعاقبة يف تغيري األوضاع ولو نس�بي ًا‪ ،‬وإن‬ ‫كانت تلك الحكومات مؤقتة واس�تثنائية وال متلك القدرة عىل وضع‬ ‫برامج استراتيجية بإمكانها تغيري الوضع جذري ًا‪ ،‬وفق قولها‪ ،‬لكن‬ ‫الحكوم�ة الحالي�ة دامئة‪ ،‬وب�دأت عملها منذ أكرث م�ن عام‪ ،‬ولكنها‬ ‫فشلت أيض ًا كسابقاتها يف تحويل اليأس إىل أمل‪ ،‬وصياغة خطاب‬ ‫مش�جع وبرام�ج قادرة عىل تغيير جزء من الحي�اة الصعبة هناك‪،‬‬ ‫خصوص� ًا يف هذه الفرتة من العام‪ ،‬حيث تش�تد البرودة إىل درجة‬ ‫ال تط�اق‪ ،‬وتتزاي�د معاناة األهايل بعد قطع الطرق�ات جراء األمطار‬

‫والثلوج‪.‬‬ ‫وعىل الرغ�م من أن هذه املناطق هي خط الدف�اع األول أمام الخطر‬ ‫اإلره�ايب املتنامي يف جب�ل الش�عانبي‪ ،‬إال أنها مل َ‬ ‫تح�ظ بأي لفتة‬ ‫حقيقية لتغيري أوضاعها‪ ،‬وبقيت مفتقدة ألبس�ط مق ّومات العيش‬ ‫البس�يط‪ .‬غري أن هذه املناطق بقيت صامدة من�ذ عقود‪ ،‬ولكن يبدو‬ ‫ترص عىل‬ ‫أن أهلها بدأوا يفقدون الصرب من املامرسة السياسية التي ّ‬ ‫إرس�ال رسائل س�لبية متتالية إىل التونس�يني وتفقدهم الثقة يف‬ ‫الطبقة السياسية عموم ًا والحكومة خصوص ًا‪ .‬فمع الخالفات التي‬ ‫تس�يطر عىل املش�هد يف حزب «نداء تونس»‪ ،‬الذي وعد الناس بحل‬ ‫مش�اكلهم ووصل إىل الحكم نتيجة لذلك‪ ،‬تتضاءل آمال التونس�يني‬ ‫بحل مش�اكلهم ويعود الواقع اليومي ليفرض نفس�ه‪ ،‬وهو ما ينذر‬ ‫بعودة الغضب إىل الشارع‪ ،‬الذي تربز مخاوف من أن يكون أكرب مام‬ ‫شهدته أيام الثورة األوىل‪.‬‬ ‫وليد التليلي‬


‫‪28‬‬

‫ثقافة‬

‫األربعاء ‪ 27‬جانفي ‪2016‬‬

‫القتل الرتايث بأدوات الحداثة‬ ‫ل��م تتوقف املطالب��ات الفكرية ع��ن الدعوة‬ ‫إىل تأصي��ل كل حدي��ث وجدي��د يف ت��راث‬ ‫ربر‬ ‫املنطق��ة‪ ،‬باعتب��ار كل جدي��د يج��ب أن ي ّ‬ ‫بأصول تدعمه يف ال�تراث‪ .‬وبالتالي‪،‬‬ ‫نفس��ه‬ ‫ٍ‬ ‫اعتقد أصحاب هذه املطالبات أن هذا التأصيل‬ ‫يجع��ل املجتمع��ات العربي��ة أكث��ر قابلي��ة‬ ‫الس��تقبال الجديد‪ ،‬مفرتضني أن مجتمعاتنا‬ ‫ترف��ض الجدي��د‪ ،‬م��ن حي��ث املب��دأ‪ ،‬وترغ��ب‬ ‫دائم�� ًا يف اإلبقاء على تخ ّلفه��ا‪ .‬واألمثلة على‬ ‫ذلك أكثر م��ن أن تحصى‪ ،‬ليس أولها تأصيل‬ ‫الديمقراطي��ة بالش��ورى‪ ،‬بوص��ف األخ�يرة‬ ‫م��ن أص��ول الديمقراطي��ة‪ ،‬م��رور ًا بأس��لمة‬ ‫العلوم‪ ،‬وص��و ً‬ ‫ال إىل البنوك اإلس�لامية التي‬ ‫تق��وم بكل ما تق��وم ب��ه البن��وك العادية من‬ ‫عمليات مالية‪ ،‬وال تفعل ش��يئ ًا س��وى تبديل‬ ‫أسماء العمليات املالية‪ ،‬لتعطي للفائدة املالية‬ ‫شرعية إسالمية شكلية‪.‬‬ ‫تذه�ب مطالب�ات التأصيل‪ ،‬اليوم‪ ،‬إىل أقصى حاالت التطرف‬ ‫م�ع القوى اإلرهابية الس�لفية الجهادية املغلق�ة‪ ،‬والتي ال تقبل‬ ‫بالتأصي�ل‪ ،‬فهذه بدع� ٌة ال ميك�ن أن يحتملها الفك�ر التكفريي‬ ‫املغل�ق الذي يطالب بإعادتنا إىل العيش يف الزمن األول‪ ،‬بأدوات‬ ‫الزمن األول‪ ،‬زمن الرس�الة األول‪ ،‬ليس عرب النموذج التسامحي‬ ‫األول الذي ولد يف س�ياقه اإلسالم‪ ،‬حس�ب الروايات اإلسالمية‬ ‫التوح�ش» وعرب «فق�ه اإلرعاب»‪ ،‬أي‬ ‫الس�ائدة‪ ،‬بل عبر «إدارة‬ ‫ّ‬ ‫اس�تخدام الوس�ائل الفكري�ة الرتهيبي�ة ألردأ عص�ور تاري�خ‬ ‫املنطقة‪ ،‬للوصول إىل ما تعتربه الرواية التاريخية الدينية «الزمن‬ ‫الراش�دي» بوصف�ه الزم�ن األفض�ل واألكرث إرشاق� ًا يف تاريخ‬ ‫اإلسالم‪.‬‬

‫ّ‬ ‫شكل عدم تفكيك التاريخ الثقيل‬ ‫الذي نرزح تحته أحد األسباب‬ ‫الرئيسية لإلخفاق يف املنطقة‬ ‫تح� ّول التأصيل املطلوب لدمج الجديد يف ت�راث املنطقة‪ ،‬مع‬ ‫تردّي النقاش الثقايف من س�يئ إىل أس�وأ‪ ،‬م�ن تأصيل الجديد‬ ‫يف التراث إىل العي�ش‪ ،‬وف�ق وصفة الس�لف الصال�ح يف أردأ‬ ‫صوره�ا‪ .‬وإذا كان التأصي�ل يه�دف‪ ،‬يف س�ياقه الس�ابق‪ ،‬إىل‬ ‫رف�ض حالة الضعف والتبعية‪ ،‬بوصف األفض�ل ممكن تاريخي ًا‪،‬‬ ‫كام تق�ول التجربة التاريخي�ة للمنطقة‪ .‬فإنها أسس�ت اعتامد‬

‫املايض‪ ،‬بوصفه املرجعي�ة املعيارية ملا ميكن أن تذهب باتجاهه‬ ‫املجتمع�ات العربية من حداث�ة‪ .‬وبهذا‪ ،‬بات امل�ايض يرقد‪ ،‬بكل‬ ‫ثقله‪ ،‬عىل الح�ارض العريب‪ ،‬ويهدد مس�تقبله بالدمار‪ ،‬وهو ما‬ ‫عمل عىل ج ّر املنطقة إىل الوراء‪ ،‬بدل أن تسير إىل األمام بداللة‬ ‫املايض‪ ،‬ألن املايض‪ ،‬ببس�اطة‪ ،‬ليس الوس�يلة املناس�بة لولوج‬ ‫املس�تقبل‪ ،‬فعندما تكون الذروة التاريخية موجودة يف املايض‪،‬‬ ‫ف�إن املس�تقبل ال معنى له‪ ،‬إن�ه صورة ممس�وخة عن املايض‪،‬‬ ‫يف أحسن حاالته‪ .‬فاملايض‪ ،‬حس�ب هذه الطريقة يف التفكري‪،‬‬ ‫ه�و ذروة التجربة األكرث إرشاق ًا يف التاريخ العريب‪ .‬والتمس�ك‬ ‫بهذه التجربة بوصفها مرجعية مطلقة يعكس إمكانية تجاوزه‬ ‫يف املس�تقبل‪ ،‬هي اللحظة التي يجب التمس�ك بها‪ ،‬والتدليل من‬ ‫خالله�ا على قدرة املس�لمني عىل إنج�از تاريخ مجي�د‪ ،‬فالذي‬ ‫جعله�م‪ ،‬يف امل�ايض‪ ،‬يصنعون ه�ذا املجد‪ ،‬هو نفس�ه يجعلهم‬ ‫قادرين عىل صناعته مجدد ًا‪.‬‬ ‫بذل�ك‪ ،‬يتم الوقوع يف أرس مرجعية املايض‪ ،‬ويصبح املطلوب‬ ‫ليس اإلجابة عن أس�ئلة الحارض واملس�تقبل‪ ،‬بق�در اإلجابة عن‬ ‫أس�ئلة املايض‪ .‬وس�ؤال ش�كيب أرسلان‪ :‬ملاذا تأخر املسلمون‬ ‫وملاذا تقدم غريهم؟ يحمل االفرتاض الذي يجعل للتاريخ العريب‬ ‫ثق ً‬ ‫ال ال ميكن تجاوزه‪ .‬فاملس�لمون كانوا قد تقدموا عىل غريهم‪،‬‬ ‫وكان غريه�م متأخر ًا عنهم‪ .‬وعند طرح الس�ؤال بهذه الطريقة‪،‬‬ ‫يصب�ح املطلوب البحث يف املايض ع�ن رس التقدم الذي افتقده‬ ‫املس�لمون‪ ،‬إن الوض�ع املقل�وب الذي أفرزه تاري�خ العامل وضع‬ ‫ش�اذ‪ ،‬وغير طبيعي‪ ،‬والطبيع�ي أن تعود الص�ورة إىل ما كانت‬ ‫عليه قبل أربعة عرش قرن ًا‪ .‬وكيف يكون ذلك؟ يكون بالبحث عن‬ ‫األس�باب التي تقدّم بها العرب يف ذلك الوقت‪ ،‬وتصبح اإلجابات‬ ‫موج�ودة يف امل�ايض‪ ،‬ال يف املس�تقبل‪ ،‬ولي�س يف البحث عن‬ ‫األسباب التي تقدمت بها الدول األخرى يف العرص الحديث‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫شكل عدم تفكيك التاريخ الثقيل الذي نرزح تحته أحد األسباب‬ ‫الرئيس�ية لإلخفاق يف املنطقة‪ ،‬عىل قاع�دة أن حلول املايض ال‬ ‫تحل إشكاليات الحارض‪ ،‬وأن استريادها إىل الحارض‪ ،‬هو استرياد‬ ‫ال يختلف كثري ًا عن االس�ترياد من الغرب‪ .‬يكون االس�ترياد عىل‬ ‫نوعني‪ ،‬استرياد عرب الجغرافيا بنقل أفكار وسلع من بلد إىل بلدٍ‪،‬‬ ‫ال يتامثالن يف القيم والتطور واملشكالت‪ .‬واالسترياد عرب الزمن‬ ‫باس�ترياد أف�كار وقيم وحل�ول ال تنتمي إىل الزم�ن الراهن‪ ،‬وال‬ ‫تجيب عن مش�كالته‪ ،‬إمنا‪ ،‬عىل العكس‪ ،‬تع ّمق جراحه‪ ،‬وتجعله‬ ‫ي�دور يف حلقة مفرغة‪ .‬وهذا ما نج�ده يف العالقة املتأزمة مع‬ ‫الغرب‪ ،‬فالعريب ال يستطيع أن يرى صورته الحقيقية‪ ،‬من خالل‬ ‫ّ‬ ‫مرشفة عىل اإلطالق‪ .‬لذلك‪ ،‬هذه‬ ‫الواقع القائم‪ ،‬وهي صورة غري‬ ‫الصورة تعويض معنوي عماّ يعاين منه العريب يف واقع الحال‪،‬‬ ‫ُيس�اهم يف تكريس حال�ة الضعف والتبعية الت�ي يعاين منها‪،‬‬ ‫فيجد العريب نفسه بني ذروتني‪ ،‬لكنه يقبع بني هاتني الذروتني‬ ‫يف قعر الوادي‪ ،‬ذروة الحداثة والتقدم الغريب التي ال يس�تطيع‬ ‫الوصول إليها‪ ،‬وذروة التاريخ اإلسالمي التي ال ميكن استعادتها‬

‫بصفته�ا صورة معنوية له‪ .‬ولبعد هاتني الذروتني‪ ،‬والس�تمرار‬ ‫ابتعادهام‪ ،‬يجد العريب نفسه يعيد إنتاج إخفاقاته‪ ،‬يف كل مرة‪،‬‬ ‫بصورة أعمق من السابق‪.‬‬

‫يتم توظيف أحدث التقنيات‬ ‫من أجل ترويج أسوأ أنواع الفكر‬ ‫التكفريي‬ ‫الي�وم‪ ،‬تجي�ب االتجاهات األكثر تطرف ًا عىل س�ؤال التقدم‪،‬‬ ‫بأن املس�لمني يعانون م�ن حالة الضعف واله�وان‪ ،‬ألنهم تخلوا‬ ‫ع�ن دينهم‪ ،‬وال ميكن إع�ادة االعتبار له�م‪ ،‬إال بعودتهم للعيش‬ ‫وفق تعاليم دينهم‪ ،‬ف�ـ»ال حاكمية إال لله»‪ ،‬وألن الله توقف عن‬ ‫التنزي�ل من�ذ وفاة النبي محم�د‪ ،‬فهم من يقوم�ون بتنفيذ هذه‬ ‫«الحاكمي�ة»‪ ،‬وذلك بف�رض حصار كامل على املجتمع بالقوة‪،‬‬ ‫منوذج�ه الحك�م الطالب�اين يف أفغانس�تان‪ ،‬وحك�م «الدول�ة‬ ‫اإلسلامية» يف ظل الخليفة أبو بكر البغدادي‪ .‬وإدخال املجتمع‬ ‫يف حاله طقس�ية يف غاي�ة التخلّف‪ .‬واملفارق�ة أن هذه الحالة‬ ‫الطقس�ية املتخلف�ة‪ ،‬تتم حاميته�ا بأكرث وس�ائل القتل حداثة‪،‬‬ ‫ويت�م توظيف أحدث التقنيات من أجل ترويج أس�وأ أنواع الفكر‬ ‫التكفريي‪ ،‬وهو ذروة االنفصام‪ ،‬بني حقيقة ما نعيش وحقيقة‬ ‫ما ندّعي أننا نعيش�ه‪ .‬إن من�وذج «الدولة اإلسلامية» كام نراه‬ ‫الي�وم‪ ،‬لي�س إجابة تاريخي�ة ماضية على واق�ع حديث‪ ،‬عىل‬ ‫العكس‪ ،‬إنه حالة حداثية جد ًا‪ ،‬تس�تخدم وسائل الحداثة نفسها‬ ‫لتكريس س�لط ٍة متخلف ٍة ذات طابع أخطبوطي‪ ،‬مغلّفة سلطتها‬ ‫الدموي�ة بنص�وص تاريخية‪ ،‬تب�دو وكأنها تك ّرر من�وذج الدين‬ ‫األمث�ل‪ ،‬يف وقت متثل أس�وأ أنواع الس�لطات‪ ،‬متوس�لة النص‬ ‫الديني ومناذجه الفقهية البائس�ة‪ .‬فه�ي تريدين أن أريب ذقني‬ ‫وأحف شاريب‪ ،‬وأمتنع عن لبس البنطال‪ ،‬بوصفه مخالف ًا للباس‬ ‫الرشع�ي‪ ،‬يف الوقت الذي تقتلني برش�اش حدي�ث من صناعة‬ ‫الكفار‪ ،‬بفتوى حمقاء‪ ،‬لفقيه أحمق‪ ،‬عاش يف زمن املغول‪.‬‬

‫سمير الزبن‬

‫حلقة متجدّدة من جسور اإلبداع بالمركب الثقافي المنستير‬

‫يعيش على ايقاعه المركب‬ ‫الثقافي بالمنستير‬

‫معرض "شفشاون المغربية بعيون عربية"‬ ‫يحتض�ن املرك�ب الثقايف باملنس�تري‬ ‫بالتع�اون مع اتح�اد املصوري�ن العرب‬ ‫فرع تونس يف الفرتة املمتدة من ‪ 23‬إىل‬ ‫‪ 29‬جانف�ي‪ 2016‬باملرك�ب الثق�ايف‬ ‫باملنستري‪،‬معرض‬ ‫«شفشاون املغربية بعيون عربية»‬ ‫يش�ارك يف ه�ذا املع�رض ع�دد م�ن‬ ‫الفنانين الفوتوغرافني من اإلمارات صالح األس�تاذ ‪ ،‬من تونس عمر عباده‬ ‫حرزالل�ه م�ن املغرب عبد الرحامن الكارح و محس�ن تبات م�ن الجزائر رفيق‬ ‫كحايل و بشير فورار من فلس�طني ع�ادل هنا ومن مرص ن�دى محروس و‬ ‫ج�ورج ماه�ر‪ .‬علما وانّ املندوبية الجهوي�ة للثقافة باملنس�تري ترشف عىل‬ ‫انتظام املعرض الذي افتتحته مندوبة الثقافة بالجهة‪.‬‬

‫أ‪/‬س‬

‫لمسة وفاء للمبدعين السابقين ‪،‬‬ ‫شهادات في السّير وقراءات شعريّة‬ ‫يف بادرة من املركب الثقايف باملنستري وبالتعاون مع هيئة الصالون األديب الهادي النعامن تعيش « روسبينا «مساء يوم السبت ‪ 30‬جانفي‬ ‫‪ 2016‬عىل وقع حلقة متجدّدة من جس�ور اإلبداع وذلك بنفس الفضاء الثقايف س�الف الذكر وتحمل‬ ‫ّ‬ ‫املحطات األدب ّية ‪ ،‬حيث نقرأ يف حدود الثالثة مس�اء افتتاح معرض تش�كييل‬ ‫فقرات اللقاء الرثيّ عديد‬ ‫للثنايئ ‪ :‬الفنانة ‪ /‬أسامء الربقاوي بعنوان « فسيفساء وألوان» رفقة الرسام ‪ :‬كامل الوساليت بعنوان‬ ‫« ايجاز» ‪ ،‬ث ّم تنطلق الجلسة األوىل وهي عبارة عن ملسة وفاء للكاتب واملربيّ املرحوم ‪ :‬محمد محسن‬ ‫الب�واب وباملناس�بة يقدّم ك ّل من الس�ادة والس� ّيدة ‪ :‬صربية البواب ‪ ،‬أحمد ون�اس ‪ ،‬وتوفيق بن صالح‬ ‫شهادات للذكرى ‪ ،‬إثرها يتقدّم القاص والروايئ ‪ :‬محمد الجاليص للحديث عن مسريته اإلبداعية الغزيرة‬ ‫أما الجلس�ة الثانية فتحمل بني طياتها لقاء وقراءات ش�عرية مع الصحفي والشاعر‪ :‬جالل‬ ‫بالعطاء ‪ّ .‬‬ ‫باباي ث ّم ميت ّد بهاء الجلسة مبداخلة لألستاذ املرسحي ‪ :‬الحبيب القرديل بعنوان ‪ »:‬اسهام الفنون األدبية‬ ‫يف الفن املرسحي « وبحثا عن اإلضافة يدعو القامئون عىل تنظيم هذا اللقاء األديب كل من الشاعرين‬ ‫‪ :‬الحبيب الهاممي وراضية الهلويل ضمن « أزواج مبدعون» لتالوة ما تيسرّ من قصائد من مجاميعهم الشعر ّية وييل النقاش تكريم ضيوف‬ ‫املركب الثقايف ونادي الهادي النعامن باملنستري‪.‬‬

‫أبو سيف‬


‫األربعاء ‪ 27‬جانفي ‪2016‬‬

‫‪29‬‬

‫ثقافة‬

‫أحمد فريعة يطلق المنتدى التونيس للمعرفة والتنمية البرشية‬

‫ب�ارش املنتدى التونسي للمعرفة والتنمي�ة البرشية‬ ‫الذي يرأسه الوزير األسبق أحمد فريعة نشاطه وذلك إثر‬ ‫حصوله مؤخرا عىل الرتخيص‪.‬‬ ‫يف اجتامع عق�ده وحرضته ش�خصيات وطنية من‬ ‫مختلف املشارب العلمية واملعرفية والفكرية أكد فريعة‬ ‫عىل أهمية ه�ذا املولود الجدي�د ودوره يف دفع التنمية‬ ‫واملعرفة والثقافة يف بالدنا‪.‬‬ ‫وشدد فريعة خالل هذا اللقاء عىل أن املنتدى سيلعب‬ ‫دورا مهما على صعي�د مل الش�مل وإطالق مب�ادرات‬ ‫وأفكار يف جميع املجاالت من أجل اس�تنباط مش�اريع‬ ‫تنموية يف مختلف الجهات واملس�اعدة عىل فتح اآلفاق‬ ‫أمام الشباب‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وأك�د الس�يد أحمد فريعة أن إطالق ه�ذا املنتدى يأيت‬ ‫انطالق�ا من قناعة راس�خة بأن رفع التحدي�ات الهامة‬

‫والخطيرة املطروحة على مختلف األصع�دة وخاصة‬ ‫التش�غيل أفضل وأقرص طريق له هو حس�ن اس�تثامر‬

‫املعرف�ة مشيرا اىل أن الغاية م�ن هذا املنت�دى تجميع‬ ‫واستنفار الطاقات التونس�ية املؤمنة بهذا التميش من‬

‫أجل مساعدة العاطلني عن العمل ودفع التنمية الجهوية‪.‬‬ ‫وأض�اف «س�نثبت عرب ه�ذا التمشي أن�ه باإلمكان‬ ‫اعتامد املعرفة كوسيلة من أجل التنمية والتقدم والبناء‬ ‫يف جميع الحقول العلمية والفكرية واالقتصادية‪.‬‬ ‫وتاب�ع «لقد ت�م اعتامد ه�ذا النموذج م�ن قبل عديد‬ ‫البلدان وق�د أثبت نجاحه يف إح�داث إصالحات عميقة‬ ‫عىل مستوى البحث العلمي والتعليم العايل وبعث آليات‬ ‫للتجديد واالبتكار» مشريا اىل أن األمثلة عىل ذلك عديدة‬ ‫عىل غرار فنلندا وكوريا الجنوبية‪.‬‬ ‫وأوض�ح أن هذا التميش يأيت تكريس�ا لثقافة البناء‬ ‫والعم�ل مؤك�دا أن املرحل�ة تحت�اج الي�وم إىل توحي�د‬ ‫الصف�وف والتكات�ف واالنخ�راط يف ه�ذه الثقاف�ة‬ ‫وروح الب�ذل والعطاء بدال من االنش�غال يف التجاذبات‬ ‫واملناكفات السياسية التي ال فائدة ترجى من ورائها‬

‫أريج الغـرام‬

‫قفصة‪ :‬الحوض المنجمي يحتفي بالفن المغاربي‬ ‫انطلق�ت فعاليات ال�دورة الثالثة‬ ‫ملهرج�ان الح�وض املنجم�ي تحت‬ ‫ش�عار «الح�وض املنجم�ي أرض‬ ‫اللقاء املغ�اريب» ومتتد هذه الدورة‬ ‫عىل ‪ 3‬أي�ام وتنتظم أنش�طتها يف‬ ‫امل�دن املنجمي�ة األربع�ة املتل�وي‬ ‫والردي�ف وأم العرائ�س واملظيل�ة‪.‬‬ ‫ففي مدينة املتل�وي يكون االفتتاح‬ ‫مبع�رض «مغاربي�ون يف الذاكرة»‬ ‫ث�م تق�دم جمل�ة م�ن الع�روض‬

‫الفنية والتنشيطية مبشاركة فرقة‬ ‫حم�ودة آيت س�عد الجزائرية للراي‬ ‫وضم�ن فعالي�ات املهرج�ان بهذه‬ ‫املنطق�ة هن�اك ملتقى متوس�طي‬ ‫للتراث الطبيع�ي والحض�اري‬ ‫للحوض املنجمي وأمس�ية شعرية‬ ‫مغاربي�ة أم�ا يف مدين�ة الردي�ف‬ ‫فتق�ام الخيم�ة املغاربي�ة للفن�ون‬ ‫التش�كيلية ومع�رض فسيفس�اء‬ ‫«ذاكرة مدينة الرديف ‪ 110‬سنة من‬

‫يف مشهد فلكي مذهل‪ 6 :‬كواكب تيضء‬ ‫سماء تونس‬

‫تش�هد سماء تونس ظاه�رة فلكية‬ ‫تقتضي الرص�د واملتابع�ة تتمث�ل‬ ‫يف‪ ‬اقتران أكرث م�ن ‪ 5‬كواكب ببعضها‬ ‫واقرتابها من بعضها البعض وبحس�ب‬ ‫وضعي�ة األرض لكواك�ب املجموع�ة‬ ‫الشمسية‪.‬‬

‫أف�اد مؤط�ر علم�ي مبدين�ة العلوم‬ ‫أن ‪ ‬تقتيض متابعتها ورصدها من طرف‬ ‫املصور الفليك كام ميكن رؤيتها بالعني‬ ‫املج ّردة من طرف املواطنني‪.‬‬ ‫أوضح الخبري الفليك هشام بن يحي‬ ‫أن هذه الظاهرة ليست نادرة وتحدث كل‬ ‫خمس س�نوات تقريبا حيث تم رصدها‬ ‫عام ‪ 2010‬و‪.2005‬‬ ‫ومتت�د ه�ذه الظاهرة عىل ش�هرين‬ ‫(جانف�ي وفيف�ري) واقتراب ه�ذه‬ ‫الكواك�ب الت�ي ميك�ن مش�اهدتها يف‬ ‫سماء تونس بالعني املجردة يف مشهد‬ ‫فليك مذهل ورائع الجامل‪« .‬‬

‫اصدارات‬ ‫«العنف واإلسالم» لألديب الشاعر‬ ‫أدونيس‬

‫الفوتوغرافيا» وجملة من العروض‬ ‫املوسيقية واملرسحية والتنشيطية‬ ‫التونس�ية واملغاربي�ة فيما يق�ام‬ ‫مبدين�ة أم العرائ�س محف�ل ترايث‬ ‫وأمسية للش�عر الش�عبي املغاريب‬ ‫وعروض تنشيطية متنوعة ويقام‬ ‫مبدين�ة املظيل�ة مع�رض ص�ور‬ ‫فوتوغرافية قدمية بعنوان «ذاكرة»‬ ‫وأمس�ية ش�عرية مغاربية وعرض‬ ‫راي وعروض موسيقية متنوعة‪.‬‬

‫الج َوى َي ْ‬ ‫ش ُكـو ُ‬ ‫الفـؤا ُد‬ ‫َح َّر َ‬ ‫ْ‬ ‫َمـــ ِديـــدَا ‪َ ++‬و ال ِفك ُر‬ ‫اك َ‬ ‫ْ‬ ‫أض َحى فيِ َه َو ِ‬ ‫شـ ِريـدَا‬ ‫َق َسماً ِب ِع ْ‬ ‫ش ٍق يف َق ِ‬ ‫صي ِدي‬ ‫َق ْد َث َوى ‪َ ++‬ح ْرفيِ ُي َ‬ ‫ـغ ِّر ُد يف‬ ‫ـوى َت ْغـــ ِريــدَا‬ ‫ال َّن َ‬

‫سنية مبارك‪ :‬وزارة الثقافة تسعى الى‬ ‫تركيز أقطاب ثقافية في الجهات‬ ‫أكدت وزيرة الثقافة واملحافظة عىل‬ ‫الرتاث س�نية مبارك أن الوزارة تس�عى‬ ‫اىل تركيز أقط�اب ثقافية يف مختلف‬ ‫الجهات وذلك عىل هامش يوم درايس‬ ‫ح�ول اإلعلام الجه�وي يف مواجهة‬ ‫ش�ح مصادر الخبر نظمت�ه باملركب‬ ‫الثقايف محم�د الجمويس بصفاقس‪.‬‬ ‫وأوضح�ت أن هذه األقط�اب الثقافية‬ ‫ه�ي مش�اريع كبرى س�تنفذ على‬ ‫امل�دى املتوس�ط والبعيد ومن ش�أنها‬ ‫تعزيز البني�ة التحتية من خالل توفري‬ ‫املسارح وقاعات السينام ودور الثقافة‬ ‫وتجهيزها‪.‬‬

‫عن منش�ورات «لوسوي» يف باريس صدر كتاب جديد للشاعر السوري‬ ‫أدوني�س‪ ،‬بعنوان «العنف واإلسلام»‪ ،‬اخترص أدونيس كتابه ليربز مواقفه‬ ‫من ظاه�رة «العنف الديني» الناتجة حس�به عن «تس�يس الدين وتقديس‬ ‫السياس�ة» وه�و ما اعتربه مبثاب�ة «الخراب الكبير يف العامل الع�ريب حاليا»‪ .‬وتوق�ف عند قضايا‬ ‫ش�ائكة تش�غل العرب اليوم مثل الدين‪ ،‬التطرف‪ ،‬إخفاق الربيع العريب‪ ،‬امل�رأة‪ ،‬التزام املثقف‪ ،‬وقضية‬ ‫الش�عر يف زمن التدهور‪ ،‬وما يسميه جهنمية الثقافة العربية‪ .‬يحظى كتاب أدونيس حاليا‪ ،‬باهتامم‬ ‫كبير يف أوس�اط املثقفني واإلعالميني يف فرنس�ا‪ ،‬إذ جاء مبارشة عقب التفجيرات اإلرهابية التي‬ ‫اس�تهدفت العاصمة الفرنس�ية باريس منذ فرتة قصرية ‪ .‬وقامت دار «لوسوي» التي اعتربت الكتاب‬ ‫بأنه «مقابالت مع الشاعر تسمح مبزيد من التفكري الجريء»‪ ،‬بنرش نسخة من الكتاب قابلة للتحميل‬ ‫املجاين لتسهيل نرش الكتاب بشكل واسع‪ .‬وحسب أدونيس‪ ،‬فإنه ال يوجد حاليا دولة عربية متكنت من‬ ‫بلوغ مرحلة «الفصل بني الدين والسياسة» موضحا أن املرأة هي الضحية األوىل لهذا الخلط بني الدين‬ ‫والسياس�ة‪ .‬ويعتقد أدونيس أن «داعش» عبارة عن «استمرار رهيب» يف التاريخ اإلسالمي‪ ،‬لكنه أبدى‬ ‫تفاؤال بخصوص إمكانية «ظهور وعي يف العامل العريب اليوم‪ ،‬يؤدي إىل التخلص من هذه األفكار‪.‬‬

‫وأبرزت س�نية مبارك ح�رص الوزارة‬ ‫عىل تكريس المركزي�ة الفعل الثقايف‬ ‫والعم�ل عىل إب�رام رشاكة مع املجتمع‬ ‫املدين لتنويع األنشطة الثقافية حسب‬ ‫خصوصية كل جهة‪.‬‬

‫كتاب «ثورة تونس»‬ ‫لمعز العبيدي‬ ‫أىت الكتاب يف ش�كل قص�ة حاولت‬ ‫كش�ف ما خفي من األحداث املتعاضدة‬ ‫واملتش�ابكة التي ساهمت‪ ،‬حسب رؤية‬ ‫املؤلف‪ ،‬يف إبراز صورة « زعيم نرجيس‬ ‫»و س�لبي و«جاس�وس انتهازي» مل تكن له غاي�ة وهدف البناء‪.‬‬ ‫فالثورة التي يروي أطوارها الخفية املعز العبيدي هي ثورة املايض‬ ‫البعي�د والقري�ب والحارض معا‪ .‬الكتاب ال يخل�و من بعد توثيقي‬ ‫وتأريخي لحقبات مفصلية يف تاريخ تونس املعارص‪ ،‬ويعرب عن‬ ‫وجهة نظر الكاتب الذي كان طرفا مش�اركا يف األحداث وشاهدا‬ ‫عىل» املالحم والبطوالت ‪...‬وعىل الخيانات ومؤامرات الجواسيس‬ ‫واغتي�االت البولييس الس�يايس واألح�داث الغامضة وكيف وقع‬ ‫تزيي�ف التاري�خ املعارص ويص� ّور العبيدي بجرأة قم�ع الحريات‬ ‫السياسية يف عهدي بورقيبة وبن عيل‪.‬‬

‫الحـ ُر َ‬ ‫وف‬ ‫َر ْو ُح املُ َنى َح َّف ُ‬ ‫يــجــا ‪َ ++‬و َ‬ ‫القلْ ُب َي ْر َغ ُب‬ ‫َو ِه‬ ‫َ‬ ‫صـالِ َم ِزيـدَا‬ ‫يف ال ِو َ‬ ‫َ‬ ‫ش ِغ َف ُ‬ ‫ـحبِّـهَ ـا‬ ‫الفـؤا ُد ِب ُ‬ ‫ـع‬ ‫ـمـــــا ‪َ ++‬ر ْج ُ‬ ‫ـر ِّن َ‬ ‫ُمـ َت َ‬ ‫الحـ ِنـيــنِ َيـ ِزيـــ ُد ُه‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫تنــهِيــــدَا‬ ‫يـك أَ َمــــانيِ َ‬ ‫ـت ِف ِ‬ ‫َغ َّن ْي ُ‬ ‫ــــاق ‪ ++‬كيَ ْ َي ْر َح َ‬ ‫ـل‬ ‫الع َّش‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ال َّل ْي ُ‬ ‫الحـ ِزيــنُ َبـ ِعيـــدَا‬ ‫ـل َ‬ ‫َ‬ ‫ش َّيد ُ‬ ‫الو َفــا ِء‬ ‫ْت صرَ ْ ًحا يف َ‬ ‫َو ِ‬ ‫س ْم ُت َنهْ َج‬ ‫طيــدَا ‪َ ++‬و َر َ‬ ‫ِ‬ ‫ني َق ِ‬ ‫ــاش ِق َ‬ ‫ـصيــدَا‬ ‫الع‬ ‫َ‬ ‫ت ُ‬ ‫ِمنْ ُم ْق َل َت ْي ِ‬ ‫ـك أ َن ْر ِ‬ ‫ظلْ َم َة‬ ‫َ‬ ‫ُمهْ َج ِتي ‪َ ++‬و غـ ِدي َبــدَا‬ ‫ـرا ُي ِ‬ ‫ـط ُّل َجـــ ِديــــدَا‬ ‫َف ْج ً‬ ‫ـو ِ‬ ‫ت‬ ‫اك َت َع َّط َر ْ‬ ‫ِب َش َذا َه َ‬ ‫أ ْن َ‬ ‫ـفــــاسيِ ‪ُ ++‬ي ْ‬ ‫ض ِ‬ ‫ـحي‬ ‫ُف َ‬ ‫ـؤا ِدي ِبال ِّل َ‬ ‫س ِعيـــدَا‬ ‫ـقـــا ِء َ‬ ‫ام ِ‬ ‫ـر ِ‬ ‫ـك‬ ‫َهــ َذا أ ِر ُ‬ ‫يـج َغ َ‬ ‫س ُيضيِ ُء‬ ‫ــج ‪َ ++‬‬ ‫املُ َت َ‬ ‫ــو ِّه ِ‬ ‫دَ ْر ًبـا يف الهُ َيـا ِم َفـــ ِريــدَا‬ ‫ـر َّن ُم ال ِو ْجـ َدانُ ِع ْ‬ ‫ش ًقـا‬ ‫َيـ َت َ‬ ‫َ‬ ‫سـ ً‬ ‫ال ‪َ ++‬ل ْح ًنـا ُيـخ َّلـ ُد يف‬ ‫ُم ْر َ‬ ‫َ‬ ‫الصـدُو ِر ن ِ‬ ‫ـشيــــدَا‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬

‫مُحمّـــد الخِــــذري‬


‫‪30‬‬

‫األربعاء ‪ 27‬جانفي ‪2016‬‬

‫منوعات‬

‫الفاكهة المجففة‪ :‬فوائد بالجملة‬ ‫تجفي�ف الفواك�ه م�ن أقدم الطرق التي يتم اس�تخدامها من أجل حفظ الطعام وتخزينه إىل مواس�م أخرى‪ ،‬وكان�ت املجتمعات القدمية تقوم بتجفي�ف الفواكه من خالل‬ ‫تعريضها ألش�عة الش�مس‪ ،‬أما اآلن فص�ارت عملية التجفيف تتم صناعي ًا يف أف�ران كبرية‪ ،‬وتتم إضافة امل�واد الحافظة واأللوان واملنكهات للفواك�ه‪ ،‬بهدف إطالة عمرها‬ ‫االفرتايض (التخزين) وجعلها أكرث جاذبية للعني‪.‬‬ ‫متتاز الفواكه املجففة باحتوائها عىل تركيز مرتفع من السكر ّ‬ ‫ميكنها من توفري الطاقة الفورية وبخاصة قبل القيام بنشاط بدين أو يف حال انخفاض مخزون السكر يف‬ ‫الجسم‪ .‬كام أن الفواكه املجففة غنية باأللياف الغذائية التي تساعد يف عالج حاالت اإلمساك وتساهم يف الحفاظ عىل نشاط معوي سليم‪ ،‬وعند تناولها بصورة مدروسة‬ ‫ميكنها أن تكون وجبة خفيفة ومغذية الحتوائها عىل معادن عدة منها‪ :‬الفوس�فات‪ ،‬البوتاس�يوم‪ ،‬الكالس�يوم‪ ،‬املاغنيزيوم‪ ،‬فيتامني ‪ A‬و‪ ،B‬الحديد‪ .‬وأكدت دراس�ات أن‬ ‫للفواكه املجففة فائدة أكرث من الفواكه الطازجة يف بعض األحيان‪ ،‬فهي تحتوي عىل فيتامينات عدة وبنسبة عالية جد ًا‪ ،‬وفيها الكثري من الكالسيوم الذي يق ّوي العظام‪،‬‬ ‫وتحتوي عىل األلياف التي تساعد عىل تنقية األمعاء‪ ،‬كذلك هي مفيدة ملن لديهم ضعف يف النظر باإلضافة إىل أنها تخفض مستوى الكولستريول يف الدم‪.‬‬

‫كوكب جديد في المجموعة‬ ‫الشمسية‬

‫حالق روسي يقص شعر زبائنه في أماكن ال تتوقعها‬ ‫ح� ّول حالق رويس عمله إىل تجربة مثيرة من خالل التجول‬ ‫عىل دراجته النارية حول العامل وقص شعر الزبائن يف أماكن‬ ‫غريبة وغري متوقعة‪.‬‬

‫ب�دأت القصة عندم�ا أعلن “موت�و باربر” نيته القي�ام برحلة‬ ‫حول العامل وترك خلفه زوجته وابنته البالغة من العمر خمس‬ ‫سنوات يف مدينة كراسنويارسك‪.‬‬ ‫وكان�ت خط�ة ديني�س تقتضي بتموي�ل الرحلة ع�ن طريق‬ ‫مامرس�ة مهنته األساس�ية يف قص ش�عر الزبائن عىل طول‬ ‫الطري�ق‪ .‬وأثبت�ت ه�ذه الطريق�ة فعاليته�ا حت�ى اآلن‪ ،‬حيث‬

‫اس�تطاع أن يحص�ل على الطع�ام والوقود وبع�ض التجارب‬ ‫املثرية مقابل قصات الشعر للزبائن‪.‬‬ ‫ويقول أحد أصدقاء دينيس إنه يعش�ق الس�فر وحالقة الشعر‬ ‫والدراج�ات الناري�ة وأراد أن يجمع ش�غفه بهذه األش�ياء من‬ ‫خالل رحلة ال تنىس حول العامل بحس�ب ما ذكر موقع أوديتي‬ ‫سنرتال‪.‬‬ ‫ويظه�ر ديني�س يف الصور التي التقطها خالل س�فرياته يف‬ ‫كل م�ن الصين ومنغولي�ا وكوري�ا الجنوبي�ة والفلبني‪ ،‬وهو‬ ‫يقص ش�عر زبائنه يف أماكن ال تص�دق مثل فوهات الرباكني‬ ‫والش�واطئ والصحارى وحتى أثناء القفز من الطائرة باملظلة‬ ‫عىل ارتفاع ‪ 1000‬قدم‪.‬‬ ‫إال أن أصعب قصة عمل عليها دينيس كانت تحت املاء للغطاس‬ ‫الكازخي فاس�ييل كالش�ينكوف‪ ،‬واس�تغرقت عملية الحالقة‬ ‫ساعة كاملة أسفل بحر سولو يف الفلبني‪.‬‬ ‫ومع بقاء ‪ 5‬س�نوات عىل نهاية هذه الرحلة امللحمية‪ ،‬من غري‬ ‫املع�روف بعد ما هي املناط�ق التي س�يختار دينيس أن يقص‬ ‫ش�عر زبائنه فيها‪ ،‬لكن من املؤكد أنه س�يخرج بأفكار غريبة‬ ‫كاملعتاد‪.‬‬

‫كش�ف باحثون فلكيون يف «معه�د كاليفورنيا للتكنولوجيا» أنّ لديهم‬ ‫أدل�ة قوي�ة عىل وجود كوكب جدي�د عىل تخوم املجموعة الشمس�ية‪،‬‬ ‫يفوق األرض حج ً‬ ‫ام بعرش مرات‪ .‬أُطلق عىل الكوكب اس�م «ناين»‪ ،‬ومل‬ ‫رجح أن يكون ش�بيه ًا بكوكبي‬ ‫تتحقق رؤيته عىل نحو مبارش‪ ،‬إال أ ّنه ُي ّ‬ ‫أورانوس ونبتون‪.‬‬ ‫وذك�ر موقع «س�كاي نيوز»‬ ‫أنّ الباحثين ي�رون أ ّن�ه ق�د‬ ‫يحت�اج إىل ‪ 20‬أل�ف س�نة‬ ‫ل ُيكم�ل دورة واح�دة ح�ول‬ ‫الشمس‪ .‬هكذا‪ ،‬يفقد «بلوتو»‬ ‫لقب�ه كأبع�د كوك�ب يف‬ ‫ورجح‬ ‫املجموعة الشمس�ية‪ّ .‬‬ ‫الربوفيس�ور مايك براون من‬ ‫«معه�د كاليفورني�ا» أن يكون الكوكب الجديد حقيقي� ًا حتى وإن ُرصد‬ ‫اس�تناد ًا إىل معطيات ومس�ارات الحركة يف الفضاء‪ ،‬إذ ًا‪ ،‬للم ّرة األوىل‬ ‫منذ ‪ 150‬عام ًا‪ ،‬يكشف «ناين» أنّ عدد الكواكب املوجودة يف املجموعة‬ ‫الشمسية مل يكتمل بعد‪.‬‬

‫موهبة شاب يمني أذهلت العالم‬

‫خشي غضب زوجته… فربح ‪ 528‬مليون دوالر‬ ‫ف�از زوج�ان أمريكي�ان‪ ،‬م�ن والي�ة‬ ‫تينييس‪ ،‬بجائزة كبرى لليانصيب تصل‬ ‫قيمتها إىل ‪ 528‬مليون دوالر‪.‬‬ ‫وذكر موق�ع “ذا تينيس�يان” أن كال من‬ ‫جون وليزا روبنس�ون‪ ،‬قدم�ا واحدة من‬ ‫التذاك�ر الثالث�ة الفائ�زة يف املس�ابقة‪،‬‬ ‫والتي اقتناها روبنس�ون من أحد متاجر‬ ‫الوالية‪.‬‬ ‫وقال روبنسون إنه كان عائدا إىل البيت‪،‬‬ ‫األربعاء امل�ايض‪ ،‬فطلبت منه زوجته أن‬ ‫يقتني قس�يمة اليانصي�ب‪ ،‬لكنه مل يكن‬ ‫يرغ�ب يف رشائها يف بادئ األمر قبل أن‬ ‫يس�تجيب لـ”أمرها” ويتوق�ف عند أحد‬

‫املتاج�ر خوفا من غضبها كام‬ ‫قال‪.‬‬ ‫وانتاب�ت الزوج�ة حال�ة م�ن‬ ‫الفرح العارم حني علمت بنيل‬ ‫الجائ�زة الكبرى ودخلت يف‬ ‫حالة رصاخ هسيرتي‪.‬‬ ‫وأكد الزوجان أنهام سيعودان‬ ‫إىل عملهما املعت�اد‪ ،‬اإلثنين‬ ‫املقب�ل‪ ،‬قائلين إنهما غير‬ ‫قادري�ن على املك�وث داخ�ل‬ ‫البيت‪ ،‬دون فعل أي يشء‪ ،‬وإن‬ ‫كان بحوزتهام مال وفري‪.‬‬ ‫ويعت�زم الزوج�ان االس�تعانة بالجائزة‬

‫لدفع أقس�اط الدراس�ة لبناتهام‪ ،‬فضال‬ ‫ع�ن تقدي�م مس�اعدة مالية ألف�راد من‬ ‫العائلة‪.‬‬

‫قالت مجلة “غرائب وعجائب”‬ ‫إن الش�اب اليمن�ي صلاح‬ ‫بيضان ميتل�ك موهبة مذهل‬ ‫يف “موازن�ة األحج�ار ورص‬ ‫مختلف األشياء”‪.‬‬ ‫وأضاف�ت أن صلاح ميتل�ك‬ ‫موهب�ة خارق�ة يف‪“ :‬رص‬ ‫األحجار فوق بعضها بطريقة‬ ‫مذهلة ال تصدق”‪ .‬ونبهت إىل أن الش�اب اليمني هو الثاين عىل مس�توى‬ ‫الع�امل يف ه�ذه الطريقة بعد ش�اب بريطاين من أصول مغاربية اس�مه‬ ‫“يون�س‪ .″‬ولفت�ت إىل أن ه�ذا النوع م�ن التحدي تحتاج إىل ق�وة تركيز‬ ‫وحضور ذهني وتدريب شاق يف الدقة والتوازن‪.‬‬ ‫وأشارت املجلة إىل أن صالح محمد بيضان من محافظة شبوة باليمن‪.‬‬

‫طوفان مدمر قد يلتهم الكرة األرضية بعد ‪ 60‬سنة‬ ‫تنب�أ علامء وكال�ة الفضاء األمريكي�ة «ناس�ا» ببداية طوفان‬ ‫ش�امل عىل الكرة األرضية بعد ‪ 60‬سنة من اآلن‪ ،‬سيدمر العديد‬ ‫من عواصم الدول األوروبية والعاصمة اليابانية طوكيو‪ .‬ووفق‬ ‫هذه التنبؤات سيرتفع مس�توى املياه يف البداية ما ال يقل عن‬ ‫‪2‬م مام سيس�بب غرق أعداد كبرية م�ن البرش‪ ،‬كام بينت‬ ‫حس�ابات علماء «ناس�ا» أنه بع�د مضي ‪ 1000‬عام لن‬ ‫تبقى على الكرة األرضية يابس�ة‪ ،‬مام س�يضطر الناس‬ ‫إىل اإلقام�ة فوق سالس�ل الجب�ال واملرتفع�ات‪ ،‬وهؤالء‬ ‫سيواجهون تغريات مناخية ومشاكل يف اإلنتاج الزراعي‬ ‫وبالتايل الجوع‪.‬‬ ‫وتبين املعلوم�ات الت�ي جمعته�ا األقمار االصطناعية‬ ‫لوكالة «ناس�ا» أن مستوى املياه يرتفع حالي ًا مبقدار ‪1.9‬‬ ‫ملم سنويا‪ ،‬مع العلم أن تقرير لجنة األمم املتحدة الخاصة‬ ‫بالتغريات املناخية عام ‪ 2012‬يشير إىل أن مستوى املياه‬ ‫يف املحيط�ات يرتف�ع مبق�دار ‪ 3.2‬ملم س�نوي ًا‪ .‬وكانت‬ ‫وكال�ة «ناس�ا» أعلنت مؤخر ًا ع�ن افتت�اح «مكتب نهاية‬

‫الع�امل» املتخص�ص يف رصد حرك�ة الكواكب م�ن أجل حامية‬ ‫الك�رة األرضية من أي طارئ‪ ،‬وذلك يف أعقاب القلق الذي س�اد‬ ‫الع�امل خالل العام املايض ‪ 2015‬عندما اقرتب كويكب من الكرة‬ ‫األرضي�ة مه�دد ًا سلامة البرشي�ة‪ .‬وأعلنت «ناس�ا» عن خطة‬

‫جديدة للتأكد من أن هذه التوقعات ميكن التصدي لها‪ ،‬وأطلقت‬ ‫ً‬ ‫قسما جديد ًا يس�مى «مكتب تنس�يق الدف�اع الكوكب�ي» الذي‬ ‫انترش بني العلامء باس�م «مكتب نهاية العامل» ليكون مسؤوالً‬ ‫ع�ن مراقبة جميع الكويكبات التي تقع بالقرب من كوكبنا‪ ،‬من‬ ‫أجل أن يكون للبرشية فرص�ة ملواجهة ومحاربة الصخور‬ ‫الفضائية التي تتجه صوبنا‪.‬‬ ‫وقالت صحيف�ة «داييل مريور» الربيطانية قبل أس�ابيع‬ ‫إن وكالة «ناسا» تدافع عن األرض ضد الكويكبات املدمرة‪،‬‬ ‫بع�د أن رص�دت أكرث من ‪ 10‬آالف جس�م غري�ب قريب من‬ ‫األرض‪ ،‬والت�ي ُيطل�ق عليها كويكبات نهاي�ة العامل‪ ،‬حيث‬ ‫يتم اكتشاف ما يقرب من ‪ 1500‬جسم كل عام‪.‬‬ ‫وقال «جون غرونس�فيلد» املدير املساعد لعلوم اإلدارة يف‬ ‫الوكالة أن كش�ف الكويكبات وتتبع مسارها هو أمر جدي‬ ‫ويعد من مهامت «ناسا» للدفاع عن كوكبنا‪.‬‬ ‫ويقول الخرباء إن الكويكبات الصغرية غري املكتشفة تقدر‬ ‫باملاليني وبعض منها عىل مسار تصادمي مع األرض‪.‬‬


‫‪31‬‬

‫كشكول‬

‫األربعاء ‪ 27‬جانفي ‪2016‬‬

‫حقائق غريبة‬ ‫ّ‬ ‫*إن ا ّلذين يستخدمون اليد اليمنى يعيشون أطول من أولئك‬ ‫ا ّلذين يستخدمون اليد اليرسى بـتسع سنوات‬ ‫*هناك أنواع من الضفادع من املمكن أن تتج ّمد ح ّتى تصبح‬ ‫صلبة ولكن دون أن متوت‪ ،‬وتس�تطيع إكمال حياتها بعد أن‬ ‫تذوب‪.‬‬ ‫* ال يستطيع الدّجاج البلع إذا كان مقلوباً‬ ‫*تسقط ال ّنملة عىل جانبها األمين دوم ًا عندما تتس ّمم‬ ‫*ت ّم إثبات أنّ الضحك هو أحد طرق خسارة الوزن‬ ‫*مي�وت تقريب ًا ‪ 2500‬ش�خص ًا أعرس س�نو ّي ًا بس�بب آالتٍ‬ ‫صنعت للّذين يستخدمون اليد اليمنى‬ ‫ُ‬ ‫* م�ن املمك�ن أن يغرق الحمار يف ال ّرم�ال املتح ّركة بينام‬ ‫يستطيع البغل ال ّنجاة منها‬ ‫* مخرتع املقص هو ليوناردو دافنيش‬ ‫* يعترب اللوز نوع ًا من أنواع الخوخ‬ ‫*يبتعد القمر عن األرض مبقدار سنتيمرتين تقريب ًا‬ ‫*يف ك ّل سنة ينبض القلب ‪ 100‬ألف م ّرة يف اليوم‬ ‫* املالك األ ّول لرشكة مالبورو للسجائر توفيّ نتيجة إصابته‬ ‫برسطان ال ّرئة‬ ‫*تقتل القردة سنو ّي ًا اناس ًا أكرث مماّ تقتله حوادث الطائرات‬ ‫*ثلثي عمل ّيات االختطاف يف العامل تت ّم يف كولومبيا‬ ‫* الكوك�ب الوحي�د ا ّل�ذي ال توج�د حلقة حول�ه هو كوكب‬ ‫األرض‬ ‫*كانت الكوكاكوال تحتوي عىل مادة الكوكايني عندما بدأت‬ ‫*حجم العينني هو نفس�ه عند الوالدة ال يتغيرّ أبد ًا‪ ،‬بينام ال‬ ‫يتو ّقف األنف عن النم ّو أبد ًا‬ ‫* أطول زمن لطريان الدّجاجة هو ‪ 13‬ثانية‬ ‫*يقوم ال ّنمل بزراعة محاصيل ململكته‪ ،‬وهو يقوم بذلك قبل‬ ‫اإلنسان بسنواتٍ عديدة‬ ‫*مقاب�ل ك ّل صفح� ٍة عاد ّي�ة عىل اإلنرتنت توج�د حوايل ‪5‬‬ ‫صفحات إباح ّية‬ ‫*تفسد الجرذان ثلث محاصيل العامل ك ّل عام‬ ‫*عندما تعطس فإنّ كافة أجهزة جس�مك تتو ّقف عن العمل‬ ‫ح ّتى قلبك‬ ‫*كندا‪ :‬هي كلمة هند ّية األصل‪ ،‬وتعني «القرية الكبرية»‬ ‫*يبلغ معدّل عمر اليعسوب ‪ 24‬ساعة‬ ‫الصاعق�ة ح�رارة تفوق تل�ك املوجودة عىل س�طح‬ ‫*تو ّل�د ّ‬ ‫ّ‬ ‫الشمس‬ ‫ً‬ ‫*يوج�د يف والي�ة أوهاي�و األمريك ّية قانونا مينع إمس�اك‬ ‫الفرئان دون رخصة صيد‬ ‫*من بني ملياري إنس�ان يوجد شخص واحد فقط سيعيش‬ ‫ليبلغ عمره ‪ 116‬أو أكرب‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫* من املستحيل أن تتمكن يوما من لعق مرفقك‪-‬كوعك‬ ‫الصين بأق ّل من‬ ‫*يعي�ش أكرث من ‪ 200‬مليون إنس�ان يف ّ‬ ‫دوالر واحد يف اليوم‬ ‫*يبلغ عدد حروف أبجد ّية هاواي ‪ 13‬حرف ًافقط‬

‫ال�سوديكو‬

‫متى يعلنون‬ ‫وفاة العرب‬

‫مواعظ يف �سطور‪:‬‬

‫كاريكاتري‬

‫القلب ال�سليم‬

‫إن إتي�ان املوىل بالقلب الس�ليم‪ ،‬يعد أمنية األمنيات وغاي�ة الطاعات‪..‬والذي‬ ‫مي ّيز القلب وهو مركز (امليل) عن الفكر وهو مركز (اإلدراك) عن الجسد وهو آلة‬ ‫(التنفيذ)‪ :‬أن القلب ميثل مركز ًا للتفاعل الذي ينقدح منه االنجذاب الش�ديد نحو‬ ‫ما هو مطلوب ومحبوب‪ ،‬س�واء كان حق�ا أو باطال‪..‬فال الفكر وال البدن يقاوم‬ ‫ ع�ادة ‪ -‬رغبة القلب فيام تحقق منه امليل الش�ديد‪..‬ولذا نرى هذا التفاين نحو‬‫املراد عند من يشتد ميلهم إليه‪ ،‬وال ينفع فيهم يشء من املواعظ والوصايا حتى‬ ‫الص�ادرة من رب العاملني‪..‬وقد ورد عن اإلم�ام الصادق (ع) يف ذيل قوله تعاىل‬ ‫(وس�قاهم ربهم رشابا طهورا)‪( :‬يطهرهم عن كل يشء سوى الله‪..‬إذ ال طاهر‬ ‫من تدنس بيشء من األكوان إال الله)‪.‬‬

‫طرائف‬

‫وقف أعرايب معوج الفم أمام أحد الوالة فألقى عليه قصيدة يف الثناء‬ ‫عليه التامس� ًا ملكافأة‪ ,‬ولكن الوايل مل يعطه شيئ ًا وسأله ‪ :‬ما بال فمك معوج ًا‪,‬‬ ‫فرد الشاعر ‪ :‬لعله عقوبة من الله لكرثة الثناء بالباطل عىل بعض الناس ‪.‬‬ ‫الجصاص عىل ابن له قد م�ات ولده ‪ ،‬فبىك ! وق�ال‪ :‬كفالك الله‬ ‫دخ�ل اب�ن‬ ‫ّ‬ ‫بني محن�ة هاروت وماروت‪ .‬فقيل له‪ :‬وما ه�اروت وماروت ؟ فقال‪ :‬لعن‬ ‫ي�ا ّ‬ ‫الله النس�يان ‪ ،‬إمنا أردت يأجوج ومأجوج ! قيل‪ :‬وما يأجوج ومأجوج ؟ قال‪:‬‬ ‫فطال�وت وجال�وت ! قيل ل�ه‪ :‬لعلك تريد منك�ر ًا ونكريا ؟ قال‪ :‬والل�ه ما أردت‬ ‫غريهام‪...‬‬ ‫كان رجل يف دار بأجرة و كان خش�ب السقف قدمي ًا بالي ًا فكان يتفرقع كثري ًا‬ ‫فلما جاء صاحب الدار يطالبه األجرة قال له ‪ :‬أصلح هذا الس�قف فإنه يتفرقع‬ ‫قال‪ :‬ال تخاف و ال بأس عليك فإنه يسبح الله فقال له ‪ :‬أخىش أن تدركه الخشية‬ ‫فيسجد‪.‬‬

‫ق�صة وعربة‬

‫ق�صة امللك والعجوز‬

‫ً‬ ‫واقفا مبالبس‬ ‫حارس�ا عج�وزًا‬ ‫رج�ع امللك إىل قرصه يف ليلة ش�ديدة الربودة‪ ،‬لريى‬ ‫ً‬ ‫رقيقة‪ .‬اقرتب منه امللك وسأله‪ :‬أال تشعر بالربد‪.‬‬ ‫قال الحارس‪ :‬بىل ولك ّني ال أمتلك لباس�ا دافئا فال مناص‬ ‫التحمل‪.‬‬ ‫يل من‬ ‫ّ‬ ‫فقال له امللك‪ :‬سأدخل القرص اآلن وأطلب من أحد خدمي‬ ‫أن يأتيك بلباس دافئ‪.‬‬ ‫ف�رح الح�ارس بوعد امللك‪ ،‬ولكن م�ا أن دخل امللك قرصه‬ ‫حتى انشغل و نيس وعده‪.‬‬ ‫يف الصب�اح وج�دوا الحارس العجوز و ق�د فارق الحياة‬ ‫أتحمل الربد كل ليلة صامدًا‬ ‫وإىل جانبه ورقة كتب عليها بخط مرتجف «أ ّيها امللك‪ ،‬كنت‬ ‫ّ‬ ‫لعلمي انه خياري الوحيد ولكن وعدك يل باملالبس الدافئة سلب م ّني ق ّويت وقتلني»‬ ‫العبرة‪ :‬وعودك لآلخرين قد تعني لهم أكرث مام تتص ّور‪ .‬فال تخلف وعدًا ألنك ال تدري‬ ‫ما تهدم بذلك‬

‫أحاول منذ الطفولة رسم بال ٍد‬ ‫تسمى مجازا بالد العرب‬ ‫تسامحني إن كرست زجاج القمر‪...‬‬ ‫حب‬ ‫وتشكرين إن كتبت قصيدة ٍ‬ ‫وتسمح يل أن أمارس فعل الهوى‬ ‫ككل العصافري فوق الشجر‪...‬‬ ‫أحاول رسم بال ٍد‬ ‫تعلمني أن أكون عىل مستوى العشق‬ ‫دوما‬ ‫فأفرش تحتك ‪ ،‬صيفا ‪ ،‬عباءة حبي‬ ‫وأعرص ثوبك عند هطول املطر‪...‬‬ ‫أحاول رسم بالدٍ‪...‬‬ ‫لها برملانٌ من الياسمني‪.‬‬ ‫وشعب رقيق من الياسمني‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫تنام حاممئها فوق رأيس‪.‬‬ ‫وتبيك مآذنها يف عيوين‪.‬‬ ‫أحاول رسم بال ٍد تكون صديقة شعري‪.‬‬ ‫وال تتدخل بيني وبني ظنوين‪.‬‬ ‫وال يتجول فيها العساكر فوق جبيني‪.‬‬ ‫أحاول رسم بالدٍ‪...‬‬ ‫تكافئني إن كتبت قصيدة شع ٍر‬ ‫وتصفح عني ‪ ،‬إذا فاض نهر جنوين‬ ‫حب‪...‬‬ ‫أحاول رسم مدينة ٍ‬ ‫تكون محرر ًة من جميع العقد‪...‬‬ ‫فاليذبحون األنوثة فيها‪...‬واليقمعون‬ ‫الجسد‪...‬‬ ‫رحلت جنوبا‪...‬رحلت شامال‪...‬‬ ‫والفائده‪...‬‬ ‫فقهوة كل املقاهي ‪ ،‬لها نكه ٌة واحده‪...‬‬ ‫وكل النساء لهن إذا ما تعرين‬ ‫رائح ٌة واحده‪...‬‬ ‫وكل رجال القبيلة الميضغون الطعام‬ ‫ويلتهمون النساء بثاني ٍة واحده‪.‬‬ ‫أحاول منذ البدايات‪...‬‬ ‫أن الأكون شبيها بأي أحد‪...‬‬ ‫رفضت الكالم املعلب دوما‪.‬‬ ‫رفضت عبادة أي وثن‪...‬‬ ‫أحاول إحراق كل النصوص التي أرتديها‪.‬‬ ‫رب‪،‬‬ ‫فبعض القصائد ق ٌ‬ ‫وبعض اللغات كفن‪.‬‬ ‫وواعدت آخر أنثى‪...‬‬ ‫ولكنني جئت بعد مرور الزمن‪...‬‬ ‫أحاول أن أتربأ من مفردايت‬ ‫ومن لعنة املبتدا والخرب‪...‬‬ ‫وأنفض عني غباري‪.‬‬ ‫وأغسل وجهي مباء املطر‪...‬‬ ‫أحاول من سلطة الرمل أن أستقيل‪...‬‬ ‫ٌ‬ ‫قريش‪...‬‬ ‫وداعا‬ ‫كليب‪...‬‬ ‫وداعا‬ ‫ٌ‬ ‫وداعا مرض‪...‬‬ ‫نزار قباني‬ ‫احلل‬


‫‪32‬‬

‫األربعاء ‪ 27‬جانفي ‪2016‬‬

‫األخيرة‬

‫بكاء الربيع العربي‬

‫ُ‬ ‫تراتيل صمتكَ تستبيحُ‬ ‫البوحَ قهراً‬ ‫يف بقايا من بالدٍ‬ ‫تزرفُ األشواقَِشعراً‬ ‫سطور قد تموتُ‬ ‫يف‬ ‫ٍ‬ ‫زحام الشوكِ تبكي‬ ‫يف‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫الشريان‬ ‫تصلبُ‬ ‫تنهرُ َ‬ ‫كل أوتار الفؤادِ‬ ‫تصفعُ الكلماتَ‬ ‫تُدمي َ‬ ‫كل أوراقِي وتبكي‬ ‫َ‬ ‫مناضل يف عروقي‬ ‫يا‬ ‫إنها األغصان تمطرُ‬ ‫بانهيار يف بالدٍ‬ ‫ٍ‬ ‫تشنقُ الشوقَ‬ ‫العذاب‬ ‫وتسطرُ كل أشكال‬ ‫ِ‬ ‫يا وبال الشهدِ‬ ‫َ‬ ‫الخلجان‬ ‫إني أعصرُ‬ ‫أذرف يف دمائي‬ ‫شعب‬ ‫صمتَ‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫أعانق األوطان يتلو‬ ‫جيوش‬ ‫يوم من‬ ‫ٍ‬ ‫خوفَ ٍ‬ ‫تمطرُ الغدرَ سهاماً‬ ‫ثور ُة األوطان تشكو‬ ‫يف حيا ٍء قد يموتُ‬ ‫ربيع‬ ‫يف‬ ‫ٍ‬ ‫النازحني‬ ‫صار بحر ًا من دماءِ‬ ‫ِ‬ ‫وطن‬ ‫نحو‬ ‫ٍ‬ ‫قد تهادي‬ ‫ثياب‬ ‫قد تجرد من‬ ‫ٍ‬ ‫بباب‬ ‫رب‬ ‫تُسقط الِك َ‬ ‫ٍ‬ ‫نادي أذنابَ العروبةِ‬

‫َ‬ ‫تصون ما تبقي‬ ‫كي‬ ‫َ‬ ‫كي تُزمل ما تفشي‬ ‫عويل‬ ‫من‬ ‫ٍ‬ ‫أو ( سورّيا)‬ ‫كي تدثرَ خوفَ بنتٍ‬ ‫تمضغ النار حنين ًا‬ ‫الرافدين‬ ‫لبالدِ‬ ‫ِ‬ ‫يا مناضل يف عروقي‬ ‫إنها األوطان تنزفُ‬ ‫والربيعُ بات صيف ًا‬ ‫يحرق األوتارَ طمع ًا‬ ‫الدين‬ ‫يف صالح‬ ‫ِ‬ ‫أمل‬ ‫يسرق بعض ٍ‬ ‫يف قلوب ال تبالي بانتهاكٍ‬ ‫يف عروقي‬ ‫أو تغطي بعض عورات النسا ِء‬ ‫ُجرح‬ ‫أو تداوي قهرَ‬ ‫ٍ‬ ‫يف صبايا أو وليدٍ‬ ‫يا مناضل يف عروقي‬ ‫إنها الثورات تبكي‬ ‫والقصائد يف جروحي‬ ‫َ‬ ‫الجميل‬ ‫تنشد الحلمَ‬ ‫تصطفيكَ‬ ‫كي تناجي‬ ‫وطن قد تدغدغ‬ ‫صوت‬ ‫ٍ‬ ‫لهيب يحتويك‬ ‫يف‬ ‫ٍ‬ ‫العُرب عودي‬ ‫بالد‬ ‫يا‬ ‫ِ‬ ‫قبل أن يأتي الرحيلْ‬ ‫علي عبد المنعم مبروك‪-‬‬ ‫مصر‬

‫ال جديد‬ ‫ال جديد‪..‬‬ ‫والفساد الثورجي دائم‬ ‫يزيد‪..‬‬ ‫أسبق العالم بصوتي‬ ‫صارخ ًا‪..‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫قائال بالصوت مهال يا‬ ‫بليد‪..‬‬ ‫ال جديد‪..‬‬ ‫انبئوني يا فلول‬ ‫الثورجيه‪..‬‬ ‫واخربوني يا رموز‬ ‫البلطجيه‪..‬‬ ‫هل جنينا خري من‬ ‫ثورتكم‪..‬‬ ‫والبلد هل صار بالفعل‬ ‫سعيد‪..‬‬ ‫ال‪..‬ورب الكون كال‪..‬‬ ‫ال جديد‪..‬‬ ‫أيها االثوار عُبّاد املصالح‪..‬‬ ‫أيها االشرار أرباب‬ ‫الفضائح‪..‬‬ ‫أيها االوباش‪ ،‬واالوغاد‪،‬‬ ‫صنّاع املجازر واملذابح‪..‬‬ ‫أخبــــــــروني‪ .‬ما هو‬ ‫الشيء الجديد!!‬ ‫ال جديد‪..‬‬ ‫غري أن االرض يحكمها‬ ‫عبيد‪..‬‬ ‫استلذوا الرق يف كنف‬ ‫العقيد‪..‬‬

‫أدوات ًا بهلوانيه سخيفه‪..‬‬ ‫وقياداتُ هالميه‬ ‫ضعيفه‪...‬‬ ‫يأمر القائد ونفعل ما‬ ‫يريد‪..‬‬ ‫ال جديد‪..‬‬ ‫أيها السائل عنا ال جديد‪..‬‬ ‫هكذا نحن وهذا حالنا‪..‬‬ ‫صرخ الكهل وصاح‬ ‫أطفالنا‪..‬‬ ‫كل منهم ضاق ذرع ًا من‬ ‫همومه‪..‬‬ ‫واستعاروا الذل يف ظل‬ ‫حكومه‪..‬‬ ‫لم تزل يا صاح تذبح‬ ‫شعبها‪..‬‬ ‫عبث ًا من هالوريد اىل‬ ‫الوريد‪..‬‬ ‫ال جديد‪..‬‬ ‫والفساد الثورجي دائم‬ ‫يزيد‪..‬‬ ‫أسبق العالم بصوتي‬ ‫ً‬ ‫قائال‪..‬‬ ‫ارحلـــــــــــــــــــــــــوا‪..‬يا‬ ‫قوم من أرضي بعيد‪..‬‬ ‫ارحلوا‪ ..‬جميعكم ‪ ...‬هذا‬ ‫هو الحل الوحيد‪..‬‬ ‫مصعب االعذل المرادي ‪-‬‬ ‫اليمن‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.