حزب المؤتمر الوطني التحادي منظمة الشباب التحادي اللجنة التحضيرية
مشروع المقرر التوجيهي
مدخل
ينعق د الم ؤتمر ال وطني ...........لمنظم ة الش باب التح ادي ف ي س ياق يع رف تح ولت تاريخي ة نوعية مما سيجعل م ن ه ذا الم ؤتمر لحظ ة اساس ية لش باب منظمتن ا لس تنهاض عقله م الجمع ي ف ي ق راءة الوض ع الراه ن و تش خيص طبيع ة المرحل ة بأبعاده ا السياس ية و القتص ادية و الجتماعي ة و الثقافي ة ، انطلقا من مرجعيتنا الشتراكية و الديمقراطية و باعتماد مبدأ التحليل الملموس للواقع الملم وس م ن اج ل فهم عميق و كلي و شمولي لهذا الواقع المتغير و المتحرك باس تمرار .فق د ع بر الش هيد عم ر بنجل ون ع ن انتظارات الشباب فقال " :الشباب بطبيعته ،كان أميا أو مثقفا ،يرف ض التعقي د و الغم وض و اللت واء ،و يطمح إل ى الوض وح و إل ى فك رة ش املة و منس جمة ،فك رة ل ت برر الواق ع و الخف اق ،و إنم ا تع بر ع ن الواقع ،و عن الحلول الضرورية من اجل تغييره .انه متعطش إلى النسجام الفكري ،و يبحث عنه"
كما ان الم ؤتمر ال وطني ه و فرص ة لق راءة تجربتن ا النض الية كمنظم ة و كش باب حزب ي ،خاص ة ف ي ظ ل الدينامية التي يعرفه ا حزبن ا الم ؤتمر ال وطني التح ادي بع د م ؤتمره .........و بع د العلن ع ن تأس يس فيدرالية اليسار الديمقراطي ،قراءة نقدية موضوعية من اجل تجاوز المعيق ات و توض يح المه ام الساس ية المطروح ة علين ا كش باب ،مه ام تنظيمي ة و نض الية تجعلن ا ف ي قل ب معرك ة النض ال م ن اج ل التغيي ر الديمقراطي . ان الغرض الساسي من هذه الورقة هو فتح النقاش من اجل الجابة عن سؤالين أساسيين:
(1
ما هي قراءتنا للوضع الراهن في سياقاته الدولية و القليمية و الوطنية ؟
(2
ما هي المهام التي تنتظرنا؟
.Iالوضعية الراهنة: ان تشخيص و فهم الوضع الوطني يفرض ربطه الجدلي بمحيطه القليمي و الدولي ،فالتطورات السياسية و القتصادية و الجتماعي ة ال تي عرفه ا الع الم و ال تي ه ي محص لة اس تمرار اف رازات التط ور المت وحش للعولم ة الرأس مالية و نت ائجه الم دمرة للنس ان و الطبيع ة م ن خلل تركي ز ال ثروة و ف رض اختي ارات سياس ية و اقتص ادية و اجتماعي ة و ثقافي ة عل ى دول المحي ط تخ دم مص الح الرأس مال و ف رض س يادة قي م السوق على جميع القيم النسانية. لقد عاش الع الم تح ولت تاريخي ة ش كلت تغيي را عميق ا ف ي المف اهيم و العق ائد و ف ي البني ات الجتماعي ة و القتصادية و كل مضامين الحياة النسانية .فسقوط جدار برلين شكل لحظ ة تح ول فق د مع ه الع الم ت وازنه لفائدة قطب واحد و اهتزت اركانه السياس ية و القتص ادية و الجتماعي ة ،وم ع انهي ار التح اد الس وفياتي تفردت الولي ات المتح دة المريكي ة ف ي قي ادة الع الم و الهيمن ة علي ه عس كريا و اقتص اديا ع بر المؤسس ات
الدولية و خاصة البنك الدولي و صندوق النقد الدولي و منظم ة التج ارة العالمي ة ،و ف رض الس يطرة عل ى الدول و الشعوب المستضعفة و التحكم في مراكز القرار لخدمة مصالح الشركات المتعددة الجنسيات . لقد تم تدويل النظام القتصادي النيوليبرالي المتوحش عبر تعميم مبادئ و قيم الس وق ،والتج ارة الح رة و النفتاح القتصادي و انتق ال الس لع و رؤوس الم وال و ت م توحي د اس واق النت اج و الس تهلك و الت دخل في السياسات القتصادية للدول ع بر المؤسس ات المالي ة الدولي ة ال تي تف رض املءات اقتص ادية ف ي غي ر مصلحة الشعوب و ذلك تحت سيف القروض القاسية الشروط ،ك ل ذل ك لتحقي ق مص الح مجموع ات غني ة بالغرب و قوى الكومبرادور المتحالفة معها داخليا على حساب الشعوب . كما ان العالم عرف ث ورة ف ي التق دم العلم ي و التكنول وجي و العلم ي انه ا ث ورة المعرف ة ال تي اص بحت اهم مصدر من مصادر الثروة و اساسا محوريا من اسس السلطة ...... ه ذا الوض ع السياس ي و القتص ادي ك انت ل ه اث ار اجتماعي ة و ثقافي ة و بيئي ة خطي رة تمظهراته ا الفق ر و المجاعات و الرتفاع المهول لمعدلت البطالة خاصة في اوس اط الش باب و تفكي ك الرواب ط الجتماعي ة و نمو النزعة الفردانية و انهيار منظومة القيم وتدمير للطبيعة و النسان. انها تناقضات تتفاعل بين عناصر البنية القتصادية و الجتماعية للرأسمالية في اوج توحش ها .ف ائض ف ي النت اج و ال تراكم و بالمقاب ل اتس اع دائرة الفق ر و الحرم ان و الس تبعاد الجتم اعي .واق ع تظه ر نت ائجه بشكل اكثر حدة على الطبقة العاملة مع ظه ور انم اط غي ر اعتيادي ة ف ي علق ات الش غل وإض فاء الهشاش ة المتزايدة على قوة العمل و عدم احترام معايير و شروط العمل اللئق و ضرب الح ق ف ي ممارس ة العم ل النق ابي ،فالمخ اطر القتص ادية و الجتماعي ة القائم ة ف ي ع الم الش غل تتك اثر و الض مانات ض د المخ اطر المقابلة لها تتناقص.
لقد اصبح العالم يعرف تفاوتات طبقية حادة تمت د ج ذورها ف ي البني ات القتص ادية و الجتماعي ة و تح افظ عليه ا المؤسس ات السياس ية و القانوني ة و تزي د م ن ح دتها كم ا ان وس ائل العلم و مؤسس ات التنش ئة الجتماعية تلعب دورا اساسيا في تشكيل وعي الناس و نمط تفكيرهم و تثبيت السيطرة الطبقية. في السنوات الخيرة برزت قوى اقتصادية صاعدة و بدا تن امي مراك ز ق رار جدي دة ف ي اس يا كم ا ع رف النظ ام الرأس مالي ازم ة غي ر مس بوقة م ن حي ث ح دتها وآثاره ا ،ب دأت م ن الولي ات المتح دة المريكي ة و انتقلت ال ى اوروب ا و ب اقي ال دول بس بب ازم ة في ض النت اج و تن امي المب ادلت اللمادي ة مم ا انت ج ازم ة اجتماعية خانقة ادت الى مزيد من التفقير و ضرب المكتسبات الجتماعية ح تى ف ي ال دول ال تي ك ان ينع م فيه ا مواطنوه ا بح د ادن ى م ن الس تقرار الجتم اعي )اليون ان ،اس بانيا (....و ه و م ا خ رج الحرك ات الحتجاجي ة للش ارع للحتج اج عل ى جش ع الرأس مال .انه ا مؤش رات اص طدام توس ع النت اج بتنظيم ه الجتماعي و علقات النتاج الجتماعية. و قد عرف محيطنا العربي و المغاربي في سياق مسايرة التح ولت الدولي ة ث ورات سياس ية ض د النظم ة الس تبدادية المت واطئة م ع المبريالي ة و مطالب ة بالحري ة و الكرام ة و ،لك ن ه ذه الث ورات انته ت بهيمن ة القوى الصولية التي لها امتداد ف ي المجتم ع بس بب توظيفه ا النته ازي لل دين و اس تغلت ه ذه النتفاض ات من اجل احكام السيطرة عل ى الس لطة السياس ية ع بر اللي ات الديمقراطي ة لقام ة انظم ة اك ثر اس تبدادية و شمولية .حدث ذلك في ظل ضعف و تشرذم اليسار و الق وى الديمقراطي ة عام ة و تراج ع فعله ا و ض بابية رؤيتها السياسية و تحالف بعضها مع القوى المحافظة. ان استحضارنا لهذا السياق العام بأبعاده الدولية و القليمية ال ذي ي ؤثر حتم ا ف ي التط ور الت اريخي لبلدن ا هدفه التحليل الموضوعي و النسقي للوضعية السياسية و القتصادية و الجتماعية و الثقافية التي يعرفه ا المغرب.
الوضع الراهن بالمغرب:
لع ل اه م م ا مي ز المش هد السياس ي ال وطني الح راك الش عبي ال ذي ق ادته حرك ة 20ف براير للمطالب ة بالديمقراطية و الكرامة و العدالة الجتماعية و هي مطالب تشكل امتدادا للتراكم النضالي للشعب المغربي و قواه الحية .فقد عبر شباب الحركة بشكل واع و مسؤول عن طموحات الشعب المغربي ف ي العي ش ف ي فضاء الحري ة و الديمقراطي ة م ن خلل مطل ب المراجع ة الش املة للدس تور و اس قاط الس تبداد و الفس اد و تحس ين الوض اع الجتماعي ة كم ا ان حرك ة 20ف براير خلق ت رج ة و دينامكي ة ف ي المش هد السياس ي و كس رت ح اجز الخ وف ل دى فئات عريض ة وفتح ت فض اءات جدي دة للنق اش العم ومي .لك ن التقيي م الموض وعي لحرك ة 20ف براير ي بين ان النظ ام بالض افة ال ى ك ل اش كال القم ع اس تطاع اللتف اف عل ى مطالبها باتخاذ مجموعة من المبادرات و القرارات في مقدمتها خط اب 09م ارس ال ذي اعل ن م ن خلل ه ع ن اص لحات دس تورية و ت م تش كيل لجن ة استش ارية رافقته ا الي ة سياس ية انس حب منه ا حزبن ا الم ؤتمر الوطني التحادي بمعية حزب الطليعة الديمقراطي الشتراكي و الكونفدرالية الديمقراطية للشغل بسبب ما عرفته اللجنة من اقصاء لوجه ات النظ ر م ن خلل منهجي ة الع داد للدس تور و مض مونه كم ا ق رر حزبن ا بالضافة الى مجموعة من القوى الديمقراطية الخرى مقاطعة الستفتاء على دستور فاتح يولي وز 2011 الذي اظهر م ن خلل حملت ه و ممارس ات ي وم الق تراع علي ه الطبيع ة الس تبدادية للدول ة و ت واطئ الق وى المحافظة و بعض الق وى المحس وبة عل ى الص ف ال ديمقراطي ض دا عل ى ارادة الجم اهير ،بالض افة ال ى استغلل المساجد و الزواي ا و وس ائل العلم و بع ض منظم ات المجتم ع الم دني للتروي ج لدس تور يك رس ف ي عمق ه الملكي ة الحاكم ة المهيمن ة عل ى ب اقي المؤسس ات م ع تع ديلت بس يطة ل م تم س ج وهر الس لطة الملكية و لم ترسم فصل واضحا بين السلط. لك ن قص ور حرك ة 20ف براير ف ي تحقي ق اه دافها و ض مان اس تمراريتها يع ود ك ذلك لس باب ابرزه ا م ا عاشته الحركة من تناقضات داخلية بي ن مكوناته ا و اختلف اله داف و الس تراتيجيات و اختلف عمي ق ح تى ف ي تحدي د مط الب الحرك ة و س قفها بي ن م ن ي دعو ال ى الملكي ة البرلماني ة و م ن يه دف ال ى دول ة الخلفة و البعض الخر يتحدث عن اسقاط النظام او ع ن مس ايرة ارادة الجم اهير الش عبية .ك ل ه ذا جع ل
م ن الحرك ة غي ر ق ادرة عل ى تع بئة ك ل الفئات و التج اوب م ع انتظ ارات الطبق ات الش عبية المهمش ة ذات المط الب الجتماعي ة و جعله ا غي ر ق ادرة عل ى ت وفير ش روط اس تمراريتها و تحقي ق ال تراكم الكم ي و النوعي. هذا بالضافة الى عدم قدرة احزاب اليسار الداعمة لحركة 20فبراير عل ى بن اء جبه ة ديمقراطي ة واس عة في مواجهة المشروع المخزني و القوى المتحالفة معه .و هو ما يدعونا الى طرح اشكالية ضعف اليس ار و تش تته و ع دم وض وح رؤيت ه السياس ية و عج زه ع ن تحقي ق اه دافه ف ي بن اء المجتم ع الح داثي و الدول ة الديمقراطية و غيابه عن الفعل المي داني و تحقي ق الث ر السياس ي و وعج زه ع ن خل ق المت داد الط بيعي . فالقراءة الموضوعية لميزان القوى السياسي وطبيعة الطراف الفاعلة فيه تفرز ما يلي:
-1
المخزن و الحزاب الدائرة في فلكه و ال تي تعم ل عل ى تميي ع المش هد السياس ي و بلقنت ه وتب ادل لعب الدوار و تسويق تعددية زائفة و تزوير النتخابات و قمع الحريات من اجل الستمرار ف ي التحكم و الستبداد و التسلط و رعاية الفساد و تتبيث البنيات القتصادية والجتماعية و السياسية و القانوني ة القائم ة بآلي ات و ادوات متع ددة منه ا العن ف و قم ع الحري ات و اس تغلل وس ائل العلم و مؤسس ات التنش ئة الجتماعي ة واس تغلل ال دين و مؤسس اته و ك ل وس ائل الدعاي ة اليديولوجية.
-2
الصولية الدينية و التي تجتم ع بمختل ف تلوينه ا ف ي مش ترك اي ديولوجي واح د :الش مولية ال تي تغلف الستبداد البشري بالمقدس الديني او ما يمكن ان نسميه الدولة الثيوقراطية و قد نجحت ه ذه التنظيم ات الص ولية ف ي تحقي ق امت داد حقيق ي ف ي المجتم ع ع بر التض ليل الفك ري و الس تغلل النته ازي لل دين و "أبلس ة" الخ ر واس تغلل ض عف الف ق التق دمي الواض ح ،لت وجيه تطلع ات الشباب على الخصوص نحو آفاق ظلمية.
-3
اليسار الديمقراطي المستقل وعلى رأس ه فيدرالي ة اليس ار ال ديمقراطي بالض افة ال ى ح زب النه ج الديمقراطي و بعض التيارات الخرى ،يسار يعمل دون تنسيق او حتى محاول ة البح ث ع ن الح د الدن ى المش ترك ب ل اك ثر م ن ذل ك تي ارات تتص ارع فيم ا بينه ا ح ول المواق ع التنظيمي ة ف ي الطارات الجماهيرية،يسار يع اني الجم ود ف ي التفكي ر و الس اليب ف ي واق ع متغي ر و تتغي ر مع ه ظ روف و آلي ات الص راع ،يس ار يرف ع الش عارات الثوري ة الحالم ة الرنان ة ويص وغ المواق ف و البرام ج المبني ة عل ى التحلي ل المج رد دون ان يعطيه ا مض مونا و م دلول ملموس ا يس تطيع م ن خلله تعبئة الجماهير. يتضح ان المشترك بين المخزن و القوى الصولية هو الستبداد و التحكم و المحافظ ة و اع ادة انت اج
انظم ة حك م ش مولية م ع الحف اظ عل ى نف س البني ات القتص ادية و الجتماعي ة م ع مع اداة ك ل فك ر تق دمي عقلني نقدي فهما وجهان لعملة واحدة ،لذا وجب علينا كشباب يساري مناضل ان نساهم في اع ادة بن اء اليس ار الق وي الواض ح اي ديولوجيا و الق وي تنظيمي ا و بن اء الجبه ة الديمقراطي ة الموس عة م ن اج ل اع ادة الت وازن للمجتم ع و مواجه ة ك ل اش كال المحافظ ة و الص ولية و النض ال م ن اج ل البن اء ال ديمقراطي . فنقدنا لليسار الذي ننتمي اليها فكريا و تنظيميا ليس نقدا من اجل النقد او جلدا مجاني للذات بل هو انطلقا م ن قناعتن ا بأهمي ة الفك ر النق دي و تق ويم المس ار الت اريخي لحرك ة اليس ار ب المغرب للخ روج م ن حال ة النحب اس ال ذي يعيش ه ف ي علقت ه ب ذاته وعلقت ه ب المجتمع ،م ع ك ل م ا يتطلب ه ذل ك م ن اجته اد فك ري و احداث للقطائع مع بعض التجارب السابقة.
ان الخلصة الساسية في هذا المحور اننا امام دولة ل تمتلك الوعي الت اريخي لتس توعب مطلب التغيي ر كض رورة وطني ة تاريخي ة موض وعية لن بني ة تفكيره ا السياس ي تقليداني ة محافظة رغم ترويجه ا لواجه ة حداثي ة بت واطئ م ع بع ض النخ ب السياس ية ال تي اخ تزلت العمل السياسي في الولء للدولة .هذه البنية السياسية التي هي في الواقع انعك اس)ج دلي
ولي س حتم ي( لبني ات اقتص ادية و اجتماعي ة تقليدي ة و هجين ة و مركب ة ،فالكتل ة الطبقي ة الحاكمة ليست وليدة صيرورة تطور على مستوى البنية القتصادية و العلقات الجتماعية فقد احتلت موقعها الجتماعي من خلل الريع و الفساد و المتيازات و نه ب الم ال الع ام و يقتصر نشاطها القتصادي على المضاربات العقاري ة و التج ارة ع وض توظي ف الرس اميل في التصنيع وقد تحالفت مع الرأسمال الجنبي من اجل استغلل اكبر للعم ال و المهمش ين من ابناء الوطن و بأشكال في بعض الحي ان م ا قب ل رأس مالية ان ه نم ط النت اج المغرب ي الذي ل يتسم ببنية مجتمع اقطاعي خالص و ل ببني ة مجتم ع رأس مالي ،نم ط انت اج مرك ب س مته الساس ية الخض وع للرأس مال الجن بي م ن خلل المؤسس ات المالي ة الدولي ة و الشركات المتعددة الجنسيات و هو ما يظه ر م ن خلل طبيع ة الس تثمارات العمومي ة ال تي في اغلبها غير منتجة و ل تلبي حاجات المجتمع بل تخدم مصالح فئة معينة بالساس.
الوضع القتصادي و الجتماعي ان تحليل و تشخيص الواقع القتصادي بالمغرب و ارتباطا بسياقه الدولي و القليمي يبين انه يعاني ازم ة بنيوية تتجلى في: .1
اقتصاد متخلف تتحكم في بنياته سيادة الطابع المخزني للدولة و ارتباط الثروة بالسلطة و التمل ص الضريبي و سيادة الرشوة و الفساد الداري و سوء تدبير المال العام و انتشار التهريب.
.2
التبعي ة التجاري ة و التكنولوجي ة و التمويلي ة و تبعي ة الق رار السياس ي و القتص ادي لمراك ز الرأسمال
.3
اقتصاد هش و غير متنوع مرتب ط ش ديد الرتب اط بالتقلب ات المناخي ة مم ا يجع ل وتي رة نم وه غي ر قارة و متقلبة و هو ما يؤدي الى انعدام القدرة التوقعية و امكانية التخطيط على المستوى البعي د و المتوسط
.4
ضعف الناتج الداخلي الخام غير الفلحي و ضعف الستثمارات الخاصة في ظ ل الزم ة العالمي ة و غي اب النجاع ة القتص ادية للس تثمارات العمومي ة و النق ص الح اد ف ي ميكانيزم ات التموي ل بسبب محدودية "المداخيل"
.5
عج ز المي زان التج اري يحق ق ارقام ا قياس ية و ذل ك بس بب ض عف النتاجي ة و التنافس ية وتف اقم العجز التجاري مع البلدان التي ابرم معها المغرب اتفاقيات للتبادل الحر.
.6
ارتفاع المديونية الداخلية و الخارجية لتصل الى اكثر من 550مليار درهم سنة 2014
.7
تراجع حجم الحتياطات من العملة الجنبية
ان ه ذه الختللت ال تي يعانيه ا القتص اد المغرب ي ه ي اختللت بنيوي ة وهيكلي ة و ليس ت ظرفي ة وه ي نتيج ة حتمي ة للختي ارات اللش عبية و اللديمقراطي ة للنظ ام و الحكوم ات ال تي تع اقبت عل ى خ دمته و على تنفيذ املءات المؤسسات المالية الدولية و ه و م ا ادى ال ى تف اقم الزم ة الجتماعي ة وتف اقم ح دة الف وارق الطبقي ة و المجالي ة و النوعي ة ) الم رأة/الرج ل( كج زء م ن الزم ة البنيوي ة الش املة وتخل ي الدولة تدريجيا عن أدوارها الجتماعية ) الخدمات العمومية( والتوزيعية ،التي تعتبر مبررات و جودها. توجه كرسته الحكومة الحالية ال تي تعم ل جاه دة عل ى ارض اء النظ ام م ن خلل ف رض ق رارات انفرادي ة تحم ل علم ة ايديوسياس ية نيوليبرالي ة واض حة )اص لح ص ناديق التقاع د ،ص ندوق المقاص ة، الصحة (.....
الوضع الجتماعي: التربية و التعليم :بعد التقرير الش هير لس نة 1995م ن ط رف البن ك ال دولي ،وال ذي ص نف المغ رب م ن بين الدول المنحدرة والمتخلفة في مي دان التعلي م ،و ال ذي ج اء ف ي أعق اب فش ل مش اريع الص لح الس ابقة ال تي عج زت ع ن تحقي ق ح تى المب ادئ الول ى المتف ق عليه ا مب دئيا ،وه ي التعمي م والتعري ب والتوحي د والمغرب ة؛ ب ادرت الدول ة إل ى تش كيل لجن ة ملكي ة كلف ت بص ياغة الميث اق ال وطني للتربي ة والتك وين س نة 1999وال ذي ج اء ف ي لحظ ة خاص ة دولي ا و وطني ا رافع ا العدي د م ن الش عارات م ن بينه ا ''الش راكة'' والنفتاح على العالم السوسيو اقتصادي ،وبأن ''التعليم مسؤولية الجميع''. ل م يس تطع الص لح التعليم ي الجدي د ،المبل ور ف ي الميث اق ال وطني للتربي ة والتك وين ،أن يتج اوز ك ل السباب و المعوقات التي تعتمل في الجس د التعليم ي تاريخي ا بالض افة إل ى تح ديات الحاض ر و المس تقبل الكثر تعقيدا،رغم الطابع الش به إيج ابي للميث اق كن ص ،ول م يس تطع الجاب ة ع ن الك ثير م ن الش كاليات العالقة و من الوراش و التحديات على أرض الواقع،ل يقتصر فقط على مستوى المنظوم ة التعليمي ة،بل يتع داه ال ى ب اقي المنظوم ات و المؤسس ات المجتمعي ة الخ رى)السياس ية و القتص ادية والثقافي ة و المجالي ة (...ذل ك أن التعلي م ج زء ل يتج زء م ن ه ذا الك ل المجتمع ي ،يتفاع ل مع ه بنيوي ا ووظيفي ا،سلبا وإيجابا .و بسبب عدم وجود إرادة سياسية حقيقية وكامل ة وج ريئة ل دى الدول ة .إل أن ه بع د فش ل المرحل ة الولى م ن الميث اق ،و ب برودة دم ه ادئ اع ترف الجمي ع بإخف اق الميث اق ال وطني ،و دون الوق وف عل ى الس باب الحقيقي ة لك ل النكس ارات والتع ثرات ال تي عرفته ا مش اريع الص لح ،س يجد قط اع التربي ة والتكوين نفسه مجددا أمام برنامج استعجالي ترتكز منهجيته على ثقافة القصاء والمنظور الحادي متمثل بعدم إشراك الطر التعليمية والفاعلين التربويين والفرقاء الجتماعيين في صياغة المشروع ،بل لم يطلب منه ا ح تى بع د الص ياغة قراءت ه ،الق راءة التربوي ة والمعرفي ة المطلوب ة بغاي ة المس اهمة ف ي بن ائه وتبني ه والنخراط في تنفي ذه ،وذل ك باعتم اد مقارب ة ش مولية محمول ة عل ى أكت اف مش روع مجتمع ي م ن جه ة، والش راك الواس ع لك ل مكون ات المجتم ع ف ي بل ورة برنام ج وطن ي لص لح المدرس ة الوطني ة العمومي ة
،ح تى ل ننك رر نف س التج ارب و نض يع الف رص التاريخي ة للص لح ،فك ل اص لح ل يستحض ر المشروع المجتمعي للمغرب ول يندرج ضمن الصلح الشامل ،سيكون مآله الفشل. و مناس بة ه ذا الق ول ،ه و أن البرنام ج الس تعجالي ل م يك ن ي ترجم ل جزءي ا و ل كلي ا الميث اق ال وطني للتربي ة و التك وين ،و م ن أه م تجلي ات ه ذا البرنام ج الش رعنة التعس فية لك ل الت دابير المالي ة والداري ة الموجه ة للتض ييق عل ى مجاني ة التعلي م وتعزي ز خوصص ته.. .و ض رب مب دأ تك افؤ الف رص ف ي وس ط المتعلمين وتكريس انتقاء الطلبة الحاصلين على الباكلوريا في التسجيل بالجامعة كما هو الشأن حاليا ف ي كلي ات الط ب والص يدلة وط ب الس نان والعل وم والتقني ات وك ذا العدي د م ن مؤسس ات تك وين الط ر ذات الستقطاب المحدود .ويعتبر هذا الجراء في حد ذاته تبخيس ا لبع ض ش واهد الباكالوري ا ال تي يف ترض ف ي حامليه ا الحص ول عل ى مع دلت ك بيرة للول وج لبع ض الكلي ات و المعاه د وبالت الي تص ريحا ض منيا بع دم العتراف بها خصوصا تلك التي تمنحها ثانويات التعليم العمومي. كم ا تض من ه ذا المش روع إح داث ص ندوق ال دعم المدرس ي ال ذي ق د تس اهم في ه فعالي ات المجتمع من جماعات محلية وشركات ومق اولت وأولي اء التلمي ذ والطلب ة .ويق ر ك ذلك المش روع برس وم التسجيل في الجامعة ... ولع ل جمي ع المقارب ات لمش اريع إص لح المدرس ة ل م تض عنا أم ام برنام ج اس تعجالي ،ب ل أم ام مخط ط استراتيجي ممنهج لعادة بناء المنظومة بكاملها بناء جديدا ،على السس والمقدمات الكفيل ة بتف ويت قط اع التربية والتكوين عبر النهوض بالعرض التربوي الخصوصي بغية التخفي ف م ن العبء الم الي للدول ة ف ي تمويل المنظومة،والتخلي ع ن التربي ة والتعلي م كح ق أساس ي وج وهري م ن حق وق المواطن ة؛ الم ر ال ذي تسعى من ورائه الجهات الوص ية إل ى خل ق مجموع ات مالي ة جدي دة وص اعدة للهيمن ة عل ى قط اع التربي ة والتك وين والس تثمار في ه بـ أدوات الدول ة وب دعم منه ا ف ي كاف ة المج الت ) العق ار ،تف ويت المؤسس ات العمومية القائمة ،وتجهيزاتها وأطرها التربوية،العفاءات الضريبية(.
إن ه ذا النه ج المعل ن س ابقا م ا ه و حقيق ة إل ض رب حقيق ي للمدرس ة الوطني ة العمومي ة وتعمي ق للف وارق الجتماعية والتربوية الحاصلة في المجتمع ،وال ذي أدى حقيق ة إل ى انكس ارات وت وترات اجتماعي ة ،وه ذه الرؤي ة النس قية تع د ترجم ة عملي ة للتف اق الط ار بي ن الحكوم ة والتعلي م الخصوص ي ي وم 8م اي س نة 2007بقصر المؤتمرات بالصخيرات تحت إشراف الوزير الول السابق إدريس جطو... وقد شكل موضوع الموارد البشرية عنصرا مركزيا في بناء نسق البرنامج الستعجالي الذي حكمه منط ق مقاولتي ،تدبيري ،تقني ،هاجسه إداري محض وم الي ف ي اله دف وه و الم ر ال ذي يعن ي ال تراجع الكل ي عن نظام الوظيفة العمومية والق وانين المنظم ة له ا ،ولع ل خط ورة ه ذا الق تراح تكم ن ف ي نق ل المنظوم ة التربوي ة م ن مج ال إل ى آخ ر مغ اير تمام ا ،إن ه مج ال المقاول ة ال ذي يختل ف موض وعها ع ن موض وع المدرسة والمدرس أل هو المجتمع، هك ذا اخت ار البرنام ج الس تعجالي إثق ال كاه ل الش غيلة التعليمي ة وتحميله ا ف اتورة وتكلف ة تنفي ذه.وه و م ا يتن اقض كلي ة م ع مض امين الن دوة الدولي ة لليونيس كو ومنظم ة العم ل الدولي ة 1966ح ول ظ روف عم ل المدرسين ،ولعل جميع الهواجس المقاولتية المتحكمة انعكست سلبا على المر دودية والجودة.. أما بخصوص وضعية نساء ورجال التعليم فق د ت م إثق ال ك اهلهم بس اعات جدي دة ،مكن ت الدول ة م ن ت وفير مناص ب ش غل عدي دة ف ي الس لك التعليمي ة الثلث ..ض دا عل ى مب دأ ج ودة التعلم ات وتحص يل المتعلمين(ات) ،كما أن طريقة التشغيل أصبحت بالعقدة ف ي إط ار الجه ة ،مم ا يعت بر تراجع ا خطي را ع ن الحق في الشغل القار وضربا للتوظيف في إطار الوظيفة العمومية وتكريسا لص فة المس تخدم ف ي الجامع ة والثانوية والمدرسة. لذا فإن مشروع البرنامج الستعجالي ضرب ممنهج للمدرسة الوطنية العمومية في العم ق ،وتض ييق عل ى المجانية و ضرب لمبدإ تكافؤ الفرص و التخلص التدريجي من تعمي م التعلي م ،وتطوي ق للم درس وتح ويله
إلى أداة منفعلة متحكم فيها إداريا ،ولعل هذه اختيارات غير تربوية ترمي إلى القصاء حتى لفئات واس عة من التلميذ الحاصلين على الباكالوريا والذين لهم الحق في متابعة الدراسات الجامعية … وإذا كان التعلي م الع الي ببلدن ا ق د ع رف ع دة مراح ل من ذ بداي ة الس تقلل :مرحل ة التأس يس ومرحل ة التكوين ،فحقق فيهما بعضا من مهامه في تك وين الط ر والتقلي ص م ن المي ة ،ف إنه ف ي مرحلت ه الثالث ة المحمولة على ش عار :الجامع ة ق اطرة التنمي ة الجتماعي ة والقتص ادية ،ل م يع رف إل تكريس ا للتك وين التقليدي النظري وتفاقم ا ف ي الختللت نتيج ة ع دة عوام ل أهمه ا :غي اب اس تراتيجية واض حة وهادف ة للرف ع م ن مس توى التعلي م الع الي وت أهيله ليحت ل مك انته ف ي التنمي ة الجتماعي ة والقتص ادية ،وغي اب الس تقللية الكامل ة ع ن المرك ز ناهي ك ع ن ض عف الميزاني ات المرص ودة ،وغي اب الحكام ة الجي دة ف ي الت دبير بالجامع ة ومؤسس ات تك وين الط ر العلي ا ،وض عف البني ات التحتي ة والتجهي زات الساس ية ، وتبخي س التكوين ات ببع ض المؤسس ات الجامعي ة بالمقارن ة م ع بع ض الم دارس العلي ا الجامعي ة أو بع ض مؤسسات تكوين الطر العليا ،بالضافة إلى ض عف ج ودة التك وين والتأهي ل ،وض عف البح ات العلمي ة وانفصال الجامعة عن محيطها السوسيواقتصادي والصناعي وانعدام ثقة المحيط في البح اث العلمي ة ول و كانت جادة ،وفشل ما يسمى بالكليات المتعددة الختصاصات في تحقيق الهداف المتوخ اة منه ا ،زي ادة على ظاهرة الكتظاظ الذي أصبحت تعاني منها مجموعة ك بيرة م ن الكلي ات وعل ى رأس ها كلي ات العل وم القانونية ،ف ي مقاب ل الخص اص المه ول ف ي الس اتذة الب احثين ،والنق ص المه ول ف ي الحي اء والمط اعم الجامعية وضعف منح الطلبة ... وأمام فشل كل من الميثاق الوطني للتربية والتك وين وق انون 01/00وك ذا البرنام ج الس تعجالي ف ي إصلح حقيقي للتعليم العالي والبحث ،فإننا الن في حاجة ملح ة إل ى إص لح ج امعي ج ذري يق وم عل ى أسس جديدة تختلف عما هو سائد من حيث الرؤية والتصور والهداف والمضمون والليات الشـــــغـل :يشكل العمل محور حياة الفراد و هو معيار اساسي لتحديد مدى نجاح او فشل السياس ات القتصادية في سياقها الوطني و في س ياق العولم ة و ق د ش هد ع الم الش غل تح ولت س ريعة و عميق ة م ع
التحرير القتصادي مثلت تقلبات اصابت العمال مباشرة و كانت نتائجها المباشرة هشاش ة العم ل .فالع الم باس ره الي وم يش هد عج زا متزاي دا ف ي العم ل اللئق و بالمقاب ل تتزاي د الش كال المتع ددة للقص اء خاص ة بالنسبة للشباب :البطالة ،الشغل الناقص ،غي اب الحماي ة الجتماعي ة ،ض رب الحق وق و الق وانين و ع دم المساواة بين الجنسين و الستغلل المفرط للعمال .و قد تم تقعي د و تقني ن ه ذه الش كال غي ر النمطي ة م ن الشغل من خلل العقود المحددة المدة و العمل الجزئي و علقات المناولة ال تي اص بحت قواع د قانوني ة و مؤسسة للشغل الهش. بالنس بة للمغ رب فواق ع س وق الش غل يع رف اختلل ف ي مي زان الق وى بي ن ق وة العم ل و الرأس مال لف ائدة الخير كما ان نسبة النمو الهشة و الضعيفة و باقي الختللت البنيوية للقتصاد المغربي و تملص الدولة من دوره ا ف ي ت وفي مناص ب الش غل خاص ة و ان القطاع ات الجتماعي ة الس تراتيجية تع رف خصاص ا مهول ادى كل ذلك الى نسبة مرتفعة من البطالة في اوساط الشباب و خاصة حاملي الشواهد :نس بة بطال ة الفئة العمرية بين 15و 24س نة تص ل ال ى 19.3ف ي الم ائة و م ن 25ال ى 34س نة 13.2ف ي الم ائة كم ا ان نس بة بطال ة ح املي الش واهد المتوس طة 15.1ف ي الم ائة بينم ا تص ل النس بة ال ى 19ف ي الم ائة بالنسبة لحملة الشواهد العليا مؤشر آخر يتعلق بطول مدة البطالة فم دة البطال ة لك ثر م ن 12ش هرا تمث ل 64في المائة .الملح ظ ان المع ل المتوس ط للبطال ة ف ي المغ رب يخف ي تفاوت ات ك بيرة حس ب الجن س و النوع و مستوى التعليم و تفاوتات مجالية كذلك كما انه يخفي نسبة مهمة من الشغل الناقص او ما يمك ن ان تسميه بطالة مقنعة . يعرف كذلك سوق الشغل بالمغرب عجزا كبيرا في العمل اللئق ،فالعمل المأجور الي وم ل يض من اج ورا تحقق حتى الح د الدن ى المعيش ي ،كم ا ان جش ع الباطرون ا و تواط ؤ الحكوم ة يتج اوز ك ل التش ريعات و الق وانين المنظم ة لعلق ات الش غل الفردي ة و الجماعي ة و عل ى رأس ها مدون ة الش غل و م ن تجلي ات ذل ك ض رب الح ق ف ي التنظي م النق ابي و نزي ف الط رد التعس في و غي اب الحماي ة الجتماعي ة وع دم اح ترام معايير الصحة و السلمة المهنية للوقاية م ن ح وادث الش غل و الم راض المهني ة و ع دم اح ترام ض وابط
مدة العمل و الراحة و الس اعات الض افية كم ا ان طبيع ة العم ل س واء بالقط اع الع ام او الخ اص ل ت وفر امكاني ة التمت ع بمس ار مهن ي و امكاني ات اكتس اب الم ؤهلت و المحافظ ة عليه ا بفض ل وس ائل مج ددة و بفضل التكوين المستمر الذي يضمن الحفاظ على المؤهلت و تطويرها. الصحة :تعاني المنظومة الصحية بالمغرب مظاهر اختلل و عجز بنيوية ،فالمغرب يحتل مراكز مت أخرة ف ي ت وفير التط بيب و العلج للم واطنين و المؤش رات و الرق ام تؤك د ذل ك ،فنس بة الوفي ات لق ل م ن 5 سنوات بالنسبة لكل 1000ولدة تصل الى 38و نسبة وفيات المهات اثناء الولدة مازالت مرتفع ة كم ا ان ول وج الخ دمات الص حية الجي دة يظ ل مح دودا ومتفاوت ا م ن حي ث التوزي ع الجغراف ي ف ي المج الين الحض ري والق روي و بي ن الجه ات :أق ل م ن س رير واح د ،تحدي دا 0.9س رير ،يخخص ص لل ف نس مة، مقارنة مع ما يوجد في تونس التي توفر 2.2سرير للف نسمة ،و 7أس رة لك ل أل ف مري ض ف ي العدي د من الدول المتقدمة .كما أن 45في المائة من
من الطر الطبية تتركز في جهتي الرباط والدار البيضاء
فقط ،وما يزيد عن ربع سكان القرى يبتعدون على القل بعشرة كيلومترات عن أول مركز صحي وتتفاقم الوضعية الصحية بسبب عوامل خارجية أخرى كالمية ،العيش في سكن غير لئق ،البطالة ،ندرة ف رص الشغل هذا بالضافة إلى الميز على أساس الجنس .ويعاني قطاع الصحة ك ذلك عج زا مه ول ف ي الم وارد البشرية ،باعتبار أن 6اطباء لكل 10.000مواطن مقارن ة ب 14كمع دل ع المي ،و 8.9مم رض لك ل 10.000نسمة في القطاع الع ام .ان الوض ع الص حي الي وم ب المغرب ه و التجل ي الواض ح لتخل ي الدول ة عن تقديم الخدمة العمومية مع ما تعانيه المستشفيات العمومية من اهمال و ت دني للخ دمات الص حية و ف ي ظل محدودية انظمة التغطية الصحية التي تستثني اكثر من 30في المائة من المغاربة و الختللت ال تي يعرفه ا نظ ام المس اعدة الطبي ة عل ى مس توى الت دبير وظه ور مؤش رات الص عوبات التمويلي ة لض مان استمراريته. وإضافة لما رصدناه من اختللت في جل المجالت الحيوي ة لتط ور أي مجتم ع ديمقراط ي حقيق ي ،نج د المش هد الثق افي ببلدن ا راكن ا ف ي بيت ه الزج اجي ،غي ر ق ادر عل ى بل ورة رؤي ة ج ريئة تس اهم ف ي تن وير
المجتم ع وتق ف ض د أش كال التهجي ن و التنمي ط الممنه ج .وهك ذا ت م تحيي د المؤسس ات الثقافي ة وتوجيهه ا لخدمة تصورات الطبق ة الحاكم ة ،وإض عاف ق وة المثق ف المغرب ي م ن خلل تش تيت انتب اهه أو احت وائه داخل تصوراتها اليديولوجية ...
ان ه ذه المؤش رات و العناص ر ت دل عل ى ان الوض ع الجتم اعي ب المغرب يع رف ازم ة تته دد التماس ك المجتمعي ،و قد تؤدي ال ى النفج ار ف ي اي ة لحظ ة خاص ة ،م ع الج راءات و الق رارات ال تي ج اءت به ا الحكومة الحالية فيم ا يتعل ق بالزي ادات المتتالي ة ف ي الس عار و ض رب الق درة الش رائية للم واطنين و قم ع الحتجاجات السلمية و النفراد باتخاذ القرارات .فالزمة الجتماعية التي يعيشها المغرب عمقت الفوارق المجالية و الطبقية و جعلت شبابنا يواجه مغامرة ركوب قوارب الم وت بحث ا ع ن حي اة افض ل او اختي ار التطرف الديني الذي يصرف فيه يأسه ،لنه فقد الحساس بالنتماء للوطن ،فالوطن ليس فق ط جغرافي ا و حدود بل حقوق ومواطنة وعيش كريم أيضا. ان هذا الوضع بك ل تجلي اته و قض اياه و س ياقاته الدقيق ة و المركب ة السياس ية و القتص ادية و الجتماعي ة والثقافية بأبعاده الدولية و القليمية و الوطنية يطرح سؤال ما العمـــــــــــل ؟
.IIمهام منظمة الشباب التحادي إن الزمة ال تي يعرفه ا المغ رب اص بحت تحم ل ص بغة ش بيبية بحك م البني ة الديمغرافي ة لبل دنا ،فالش باب اليوم هو اول من يع اني تجلي ات الف وارق ف ي بع دها الطبق ي و ك ذلك ف ي بع دها العم ودي الجيل ي "توزي ع الثروة و الموارد بين الجيال" .كما ان التحولت الجتماعية العميق ة دون مرافق ة ف ي مج ال القي م انتج ت مظاهر انحراف اخلقي و قيمي ويتجلى ذلك في ارتفاع معدلت الجريمة و تعاطي المخ درات و ال دعارة و غيرها من الفات الجتماعية في اوساط الشباب .ونحن حينم ا نتح دث ع ن الش باب فإنن ا نستحض ر ان ه ليس كتلة متجانسة ول طبقة اجتماعية وليس له بنية اقتص ادية خاص ة ب ه ،إن ه فئة عمري ة تختل ف مواق ع
مكوناتها في البنية القتصادية و التنظيم الجتماعي فهي شريحة اجتماعية مستقلة من غير ان تكون طبق ة اجتماعية ،لكنها اليوم امام تناقض اساسي م ن تناقض ات النظ ام الرأس مالي المت وحش غي ر محص ور ف ي الصراع الطبق ي ان ه خط ر ت دمير الطبيع ة و اس تنزاف الم وارد الطبيعي ة و تهدي د الوج ود البش ري بس بب التلوث و غيرها من مظاهر الختلل في التوزيع بين الجيال. لقد اكد المؤتمر الوطني الثامن للحزب ومن خلل بيانه العام ان معركتنا الساسية هي اقرار الديمقراطية الحقيقية وتحقيق العدالة الجتماعية ،و المدخل الحقيقي للتغيير الديمقراطي يبدأ بإقرار دستور يق ر نظام ا ديمقراطيا يؤسس لملكية برلمانية يتم فيها النتقال من مجتم ع الدول ة إل ى دول ة المجتم ع يس ود فيه ا المل ك ول يحكم ،ويضع حدا لكل أشكال رعاية الفساد ونهب المال العام وخيرات البلد والريع بشتى أشكاله .ان الديمقراطية التي نناضل من اجل تحقيقها لها شروط و اسس ل يمكن ان تتحقق إل بتوفرها :
ض مان الحق وق المدني ة و السياس ية و القتص ادية و الجتماعي ة و الثقافي ة و البيئي ة و ض مان الحريات الفردية و العامة لكل المواطنين دون تمييز
السيادة للشعب و هو المصدر الوحيد للسلطة
فصل السلط فصل حقيقيا و متوازنا
مؤسسات تمثيلية ذات صلحيات حقيقية تنبثق عن انتخابات حرة و نزيهة
لكن الديمقراطية تبقى ناقصة و مشوهة اذا لم تتحق ق الس س المادي ة و الجتماعي ة لبنائه ا وم ن هن ا ي اتي نضالنا الطبقي من اجل العدالة الجتماعية او ما يمكن ان نسميه بالفق الشتراكي ،ان ه النض ال م ن اج ل تغيي ر م وازين الق وى لف ائدة الك ادحين و المهمش ين وتحقي ق التوزي ع الع ادل لل ثروة و ض مان الحق وق القتصادية و الجتماعية والثقافية والبيئية للمواطنين. ونضالنا هذا يجب ان يكون على كافة مستويات الصراع :
الصراع اليديولوجي :ل يمكن ان نبني مشروعا مجتمعيا اساسه قيم الحداثة و الفكر العقلني و النقدي و التقدمي في بيئة تسود فيها ثقافة تقليدية ميتافيزيقية ،عقلي ة قدري ة ،وانتش ار المي ة و الجه ل و نم ط تفكي ر يتنافى و حركة التاريخ ،مجتمع تهيمن عليه الفك ار الص ولية و ال وعي المزي ف ،واق ع يجع ل مس اهمة الجماهير في النضال من اجل البناء الديمقراطي أمرا بعي د المن ال ،لن التط ور العف وي لحرك ة الجم اهير لن يقود إل في اتجاه الخضوع للبنيات السياسية و المادي ة القائم ة و اع ادة انت اج انظم ة حك م ش مولية .ل ذا وجب علينا كمناضلين ننتمي لليسار بمضاعفة المجهود على المستوى اليديولوجي من اجل تنزيل الوعي الصحيح و خلق صدمات الوعي بعيدا عن الستنساخ . الص راع القتص ادي /الجتم اعي :وه و المس توى ال ذي يقتض ي الرتب اط بالطبق ة العامل ة و الحرك ات الحتجاجي ة المطلبي ة و الحرك ات الجتماعي ة و تعبئته ا م ن اج ل خ وض الص راع الطبق ي م ن موقع ا الجتماعي بوعي سياسي ليس فقط من اجل الخبز بمعناه المادي و لكن ايضا من اجل الخبز السياس ي بم ا يعنيه من ديمقراطية حرية و كرامة انسانية، الصراع السياسي :ويقتضي منا توض يح مش روعنا السياس ي وربط ه ب المعيش الي ومي للم واطنين بعي دا عن شعارات " التياسر" و الجمود العقدي و الوصفات الجاهزة ،وربط النظرية بالواقع و بل ورة ذل ك ف ي تنظيمات حزبية وطنية ومحلية قادرة على تعبئة الجماهير صاحبة المصلحة ف ي التغيي ر ،وبن اء التحالف ات الممكنة ،للنخراط في النضال الديمقراطي. لقد حس م حزبن ا الم ؤتمر ال وطني التح ادي من ذ الم ؤتمر الس تثنائي س نة 1975ف ي ه ويته و مرجعيت ه الفكرية و السياسية كح زب اش تراكي و ديمقراط ي يتبن ى الش تراكية كمنهجي ة ف ي التحلي ل وكأه داف و غاي ات انس انية ،وتبن ى اس تراتيجية النض ال ال ديمقراطي كرؤي ة متكامل ة و ش املة لتحدي د آلي ات خ وض الصراع م ن خلل النض ال الجم اهيري الفعل ي و الملم وس بك ل ابع اده و تجلي اته و النض ال المؤسس اتي كشكل من اشكال التدبير الديمقراطي و الحضاري للصراع.
هذا هو الطار العام من حيث الهداف و الستراتيجية الذي يجب ان نناض ل م ن داخل ه كمنظم ة الش باب التحادي وه و م ا يف رض علين ا التس لح ب الفكر و ال وعي التح رري ال ديمقراطي و التك وين الي ديولوجي وبناء الداة التنظيمية القوية والعمل النضالي الفعلي و الميداني ف ي ك ل الواجه ات الجماهيري ة ) الحرك ة الطلبية ،الحركة التلميذية ،الشباب العامل ،الواجهة الجمعوية(...وتعميق النقاش حول قضايا الشباب من اجل التأس يس لق وة اقتراحي ة تع زز رؤي ة الح زب ف ي ه ذا المج ال ،و تقوي ة التنس يق م ع منظم ات ش بابية اخرى وطنية و دولية خاصة ش بيبات فيدرالي ة اليس ار ال ديمقراطي .مه ام تتطل ب ص ياغة برنام ج عمل ي بعيد عن مجرد التمني قابل للتحقيق و التقويم يقوم على ثلثة محاور اساسية :
التكوين :
تعميق تمثل الشباب لمرجعية الحزب و أدبياته الفكرية و السياسية و سياقاتها التاريخية . تمكي ن الش باب الحزب ي م ن ادوات التحلي ل ال ديالكتيكي الت اريخي و النق دي لفه م و تمث ل واقعه م ومحيطهم في سياقاته و ابعاده المختلفة توحيد تصورات المناضلين الشباب ورؤاهم في مختلف قضايا الشأن السياسي تقوية قدرات الشباب من أجل تأهيلهم للقيام بمهامهم التنظيمية و التأطيرية و النضالية -تكوين اطر حزبية للمستقبل
التنظيم :
-
توسيع الرقعة التنظيمية للمنظمة وتفعيل هياكلها محليا و جهويا
-
عقلنة عمل الفروع و أدائها و ابداع اشكال تنظيمية جديدة قادرة على استيعاب حاجيات الشباب
-
التواصل: مواكبة التطور الحاصل في هذا المجال و استغلل كل المكانيات و الفضاءات المتاح ة للتواص ل مع الشباب
-
التواصل الداخلي
-
توثيق كل النشطة اصدار دراسات و ابحاث حول قضايا الشباب
-
بناء علقات داخلية و خارجية مع التنظيمات الديمقراطية التقدمية
إن المؤتمر الوطني لمنظمة الشباب التحادي ه و محط ة للنق اش ح ول المه ام الساس ية لش باب الح زب و ترتيب الولويات في اتجاه الفعل الواعي وذلك من خلل رؤي ة نس قية تعت بر الش بيبة قطاع ا حزبي ا يس اهم ف ي انج از اه داف الح زب و اس تراتيجيته النض الية ب الموازاة م ع ك ونه فض اء نض اليا للش باب يناض لون داخله م ن اج ل الديمقراطي ة كمب ادئ و قي م وتربي ة تؤس س للح ق ف ي الختلف و اح ترام الخ ر و حري ة العقل ،و من اجل العدالة الجتماعية و التوزيع العادل للثروة بين الم واطنين و بي ن الجي ال ،و ه و ك ذلك فضاء للتعبير عن انشغالتهم و مطالبهم و قضاياهم كفئة لها خصوصيتها.