60 نشرة الهجرة القسرية

Page 1

‫العدد ‪60‬‬

‫مارس‪/‬آذار ‪2019‬‬

‫التَّعليم‪:‬‬

‫الحاجات والحقوق والوصول‬ ‫إليه يف أوضاع التَّهجري‬

‫باإلضافة إىل مقاالت حول‪:‬‬ ‫األقلمة واملواثيق العاملية‬


‫نرشة الهجرة القرسية‬

‫توفر نرشة الهجرة القرسية املنرب لتمكني‬ ‫تبادل الخربات العملية واملعلومات واألفكار‬ ‫بني الباحثني والالجئني والنَّازحني داخلياً‬ ‫والذين يعملون معهم‪ .‬وت َ‬ ‫ُنش باللغات‬ ‫العربية واإلنجليزية والفرنسية واإلسبانية‬ ‫وتصدر عن مركز دراسات الالجئني يف فسم‬ ‫اإلمناء الدويل يف جامعة أكسفورد‪.‬‬

‫أرسة النَّرشة‬

‫ماريون كولديري وجيني بيبلز‬ ‫(ا ُملح ِّررتان)‬ ‫مورين شونفيلد‬ ‫(مساعدة الشؤون املالية والرتويج)‬ ‫شارون إليس (مساعدة)‬

‫نرشة الهجرة القرسية‬ ‫‪Refugee Studies Centre‬‬ ‫‪Oxford Department of International‬‬ ‫‪Development, University of Oxford‬‬ ‫‪3 Mansfield Road,‬‬ ‫‪Oxford OX1 3TB, UK‬‬

‫‪fmr@qeh.ox.ac.uk‬‬ ‫سكايب‪fmreview :‬‬ ‫هاتف‪+44 (0)1865 281700 :‬‬

‫‪www.fmreview.org/ar‬‬

‫إخالء املسؤولية‬

‫ال تعكس اآلراء الواردة يف أعداد النرشة بالرضورة‬ ‫آراء أرسة تحرير النرشة أو آراء مركز دراسات‬ ‫الالجئني يف جامعة أكسفورد أو آراء املنظامت‬ ‫التي ينتمي إليها بعض كتاب هذه املقاالت‪.‬‬

‫حقوق الطبع‪:‬‬

‫نرشة الهجرة القرسية مفتوحة املصدر‪ .‬ملعلومات‬ ‫أكرث حول حقوق الطبع‪ ،‬انقر الرابط التايل‪:‬‬ ‫‪www.fmreview.org/ar/copyright‬‬

‫‪ISSN 1460-9819‬‬

‫التصميم‪:‬‬

‫‪Art24‬‬ ‫‪www.art24.co.uk‬‬

‫طباعة‪:‬‬

‫‪Oxuniprint‬‬ ‫‪www.oxuniprint.co.uk‬‬

‫كلمة أرسة التحرير‬

‫يتبوأ التَّعليم مكانة مهمة يف حياتنا‪ ،‬فهو عنرص رئييس يف تطورنا ووركن أسايس لفهمنا ومحور تحقيقنا إلنجازاتنا‬ ‫املهجرين الثالث والعرشين ممن شاركوا بتأليف‬ ‫الشخصية واملهنية يف الحياة‪ .‬والتَّعليم‪ ،‬كام وصفه أحد الطلبة َّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫هجرين من الجئني ونازحني يف‬ ‫مل‬ ‫ا‬ ‫ماليني‬ ‫أن‬ ‫«أساس من أساسات رصح الحياة «‪ .‬إ َّال‬ ‫إحدى مقاالت هذا العدد‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫ٌ‬ ‫أوقات األزمات يُح َرمون من التعليم ألشهر بل قد متتد لسنوات‪ ،‬ويحمل ذلك االنقطاع أثراً ضاراً بهم وأرسهم‬ ‫ومجتمعاتهم عىل املدى القريب والبعيد‪.‬‬ ‫ويف هذا العدد من نرشة الهجرة القرسية‪ ،‬يطرح مؤلفو املقاالت من شتى أنحاء العامل نقاشاً حول أفضل سبل‬ ‫متكني الوصول إىل التَّعليم النَّوعي ذي الجودة يف بيئات الطوارئ ويف سياقات إعادة التوطني وطلب اللجوء‪ .‬وقد‬ ‫جاء هؤالء املؤلفون ممثلني للحكومات والجهات املانحة الدولية واملنظامت غري الحكومية وهيئات األمم املتحدة‬ ‫واالتحاد الدويل لجمعيات الصليب األحمر والهالل األحمر والجامعات األكادميية واملرشوعات التعليمية املحلية‬ ‫إضافة إىل ممثلني عن رشكة للمحاماة‪ .‬بل قد م َّر بعض هؤالء املؤلفني بتجربة التَّع ُّلم والتعليم يف النُّزوح وعانوا من‬ ‫تحدياتها‪.‬‬ ‫املجلة الكاملة متاحة عىل الرابط التايل ‪ www.fmreview.org/ar/education-displacement‬إضافة إىل‬ ‫خالصة أرسة التحرير التي ُتقدِّم عرضاً رسيعاً لنطاق هذا العدد وما يتضمن من موضوعات والنقاط األساسية‬ ‫التي يتصدى لها‪ .‬وهناك أيضاً خالصة ُتقدِّم قامئة قابلة للتمدد تضم محتويات العدد ومعه رمز التعرف اآليل ‪QR‬‬ ‫وروابط الويب الخاصة باملقاالت املنفردة‪ ،‬عل ًام َّأن جميع املقاالت متاحة بنسقي ‪ PDF‬و ‪ HTML‬إضافة إىل‬ ‫بودكاست نسخة املقاالت اإلنجليزية‪.‬‬ ‫سوف يتاح هذا العدد من نرشة الهجرة القرسية باللغات اإلنجليزية والعربية واإلسبانية والفرنسية‪ .‬يرجى تعميمه‬ ‫عىل أوسع نطاق‪ .‬ويف حالة رغبتكم بالحصول عىل نسخ من اإلصدار املطبوع لهذا العدد‪ ،‬يرجى مراسلتنا عىل‬ ‫الربيد اإللكرتوين ‪.fmr@qeh.ox.ac.uk‬‬ ‫نتقدم بخالص الشكر إىل ٍّ‬ ‫كل من مارينا أنسيلمي (ريت إنرتناشيونال) وأنطوين نوالن (منظمة إنقاذ الطفل‬ ‫الدولية) وجيسيكا أودي (منظمة إنقاذ الطفل‪-‬اململكة املتحدة) ملساعدتهام كمستشارين للموضوع الرئييس‪ ،‬كام‬ ‫نتقدم بالشكر الجزيل لآلتية أسامئهم عىل دعمهم لهذا العدد‪ :‬ديب العطاء والهيئة اليسوعية لخدمة الالجئني‪،‬‬ ‫وأوكسفام آبيس‪ ،‬وريت إنرتناشيونال‪ ،‬وجامعة ساذرن هامبشري والوكالة السويرسية للتنمية والتعاون‪ ،‬وشعبة‬ ‫التَّعليم‪ /‬املفوضية السامية لألمم املتحدة لشؤون الالجئني‪ُ .‬ند ِرج يف القامئة اآلتية أسامء املانحني الحاليني والحديثني‬ ‫لنرشة الهجرة القرسية‪.‬‬ ‫األعداد القادمة‪ :‬انظر الغالف الخلفي للحصول عىل مزيد من املعلومات‪.‬‬ ‫ماريون كولدري وجيني بيبلز‬ ‫املح ِّررتان‪ ،‬نرشة الهجرة القرسية‬

‫شكراً لكل املانحني الحاليني والسابقني‬

‫نتقدم بالشكر للمتربعني واملانحني الحاليني والسابقني عىل دعمهم لنا‪.‬‬

‫• ‪ADRA International • Danish Refugee Council‬‬ ‫‪Dubai Cares • ESRC-AHRC • Global Program on Forced‬‬ ‫‪Displacement of the World Bank Group • Government of the‬‬ ‫‪Principality of Liechtenstein • ICRC • IDMC • International‬‬ ‫• ‪Rescue Committee • IOM • Jesuit Refugee Service‬‬ ‫• ‪Luxembourg Ministry of Foreign Affairs • Mercy Corps‬‬ ‫• ‪Mohammed Abu-Risha • Open Society Foundations‬‬ ‫‪Oxfam • Oxfam IBIS • Regional Development and Protection‬‬ ‫‪Programme for the Middle East • RET International‬‬

‫‪Southern New Hampshire University • Swiss Agency‬‬ ‫‪for Development and Cooperation • Swiss Federal‬‬ ‫• ‪Department of Foreign Affairs • UNHCR • UNOCHA‬‬ ‫‪Wellcome Trust • Women’s Refugee Commission‬‬

‫نتقدم بالشكر أيضاً لكل من دعم إنتاج نرشة الهجرة‬ ‫القرسية ونرشها من خالل تربعاتهم الفردية‪.‬‬ ‫‪www.fmreview.org/ar/online-giving‬‬


‫نرشة الهجرة القرسية‬

‫‪www.fmreview.org/ar/education-displacement • 60‬‬

‫التَّعليم‪ :‬الحاجات والحقوق والوصول إليه يف أوضاع التَّهجري‬

‫‪ 4‬‬

‫تصدير‪ :‬التَّعليم‪ -‬حتمية إنسانية وتنموية‬

‫‪ 5‬‬

‫الشعور بالسالم الكايف للتَّع ُّلم يف منطقة ال ِّنزاع‬

‫‪ 8‬‬

‫منو الطفولة املبكرة والدعم النَّفيس‪-‬االجتامعي يف سوريا‬

‫مانويل بيسلري‬

‫بيثان ماكيفوي‬

‫فاطمة ُّ‬ ‫خضور‬

‫‪ 43‬الوصول إىل التَّعليم والتقدم فيه يف اململكة املتحدة‬ ‫كاثرين غالدويل‬

‫‪ 47‬التَّع ُّلم يف إعادة التوطني‬ ‫مروة بلغازي‬

‫‪ 5 0‬ثغرات التَّعليم املدريس لالجئني السوريني يف تركيا‬ ‫ميليسا هاوبر‪-‬أوزير‬

‫‪ 5 2‬تعليم األطفال غري املصحوبني ببالغني يف مآوي الواليات املتحدة‬ ‫األمريكية‬

‫‪ 11‬املساواة يف الجندر يف التَّعليم يف حاالت الطوارئ‬

‫كاييل ديبولد وكريي إيڨان وإميييل هورننغ‬

‫‪ 13‬كرس حاجز الصمت‪ :‬اإلرغام عىل الجنس واإلساءة الجنسية يف التعليم‬ ‫ما بعد ال ّنزاع‬

‫محمد دوايل وأوتشان ليوموي وعبد الله آدن وأوكيلو أويات وآريت داغاين‬ ‫وعبد القادر أبيكار‬

‫‪ 15‬تعزيز الن ُ​ُّظم التعليمية الستجابات قطاع التعليم بعيدة األمد‬

‫أزليم إيردين‬

‫‪ 1 9‬األردن‪ :‬سياسة التَّعليم يف مرحلة انتقالية‬

‫ريم شموط وأوليفري فانديكاستيل‬

‫‪ 2 1‬تطبيق نظرية التَّعلم يف رسم معامل ‘التَّع ُّلم الجيد’ يف أوضاع الطوارئ‪:‬‬ ‫خربة من داداب‪ ،‬كينيا‬

‫هناء آدم الغايل وإميا غصن‬

‫إفرسن وإلسا ُأسرتغارد‬ ‫إيفا ِ‬

‫صويف براي‪-‬واتكينز‬

‫ثيا اليس ومارشيلو فيوال‬

‫جويل تشينريي‬

‫أليسون كروبار ومارينا ل‪.‬أنسيلمي‬

‫‪ 2 5‬مساحات صديقة للطفل‪ :‬تعزيز دورها يف تحسني نتاجات التَّع ُّلم‬ ‫غورفيندر سينغ وتشارلوت توكتيش‬

‫‪ 2 7‬تعليم الالجئني يف اليونان‪ :‬إدماج أم فصل؟‬

‫جرجس سيموبولوس وأنطونيوس أليكساندريديس‬

‫‪ 56‬املعلمون يف التَّهجري‪ :‬التَّعلم من دروس داداب‬ ‫‪ 59‬عاملة األطفال واملواظبة يف املدرسة يف تركيا‬

‫‪ 61‬التعاون القطاعي البيني لتعليم الالجئني األفغان يف إيران‬ ‫‪ 6 5‬التَّع ُّلم املتَّصل‪ :‬مستقبل التَّع ُّليم العايل؟‬ ‫‪ 6 7‬التَّعلم املتَّصل‪ :‬تقييم لالجئني‬

‫موييز دوشيامي ويوجيني مانريافاشا وكالينغا مبونينشويت‬

‫‪ 6 8‬أهمية الوصول إىل التَّع ُّليم واعتامده‪ :‬تعلم الدروس من حدود‬ ‫تايلندة مع ميامنار‬ ‫ماري بوريك وميغان إيرفينغ‬

‫‪ 30‬مدارس الشارع والحافلة املدرسية‪ :‬توفري التَّعليم غري الرسمي يف فرنسا‬

‫‪ 71‬تحسني بيئات التَّع ُّلم يف حاالت الطوارئ من خالل املشاركة‬ ‫املجتمعية‬

‫‪ 3 1‬محو أم َّية البالغني‪ :‬مك َّون أسايس يف مبادرة اإلطار الشامل لالستجابة‬ ‫لالجئني‬

‫‪ 7 4‬القياس املجدي للتعلم يف أوضاع الطوارئ‪ :‬الدروس من أوغندا‬ ‫نيكهي ديسا وأليسون كروبار وكالي ويسرتوب‬

‫‪ 34‬دراسة مختلف خيارات املناهج الدراسية لالجئني الفلسطينيني‬

‫نادين العلمي‬

‫ماريا هاغان‬

‫ماسيمو النتشويت‬

‫جو كيليس‬

‫‪ 3 6‬األطفال الالجئون الذين يعانون من إعاقة التواصل يف رواندا‪ :‬توفري‬ ‫الخدمات التعليمية التي يحتاجون إليها‬ ‫هيلني باريت‪ ،‬وجويل مارشال‪ ،‬وجولييت غولدبارت‬

‫‪ 3 9‬سياسة الهجرة يف اململكة املتحدة‪ :‬قيود مفروضة عىل حق طالبي‬ ‫اللجوء يف الدراسة‬ ‫هيلني بارون‬

‫‪“ 4 1‬التَّعليم قوام الحياة ورسها”‪ :‬أهمية التَّعليم من منظور ا ُملتع ِّلمني‬ ‫ا ُملهجَّ رين‬

‫زينة بايل‬

‫‪ 76‬أدلة للتعليم يف حاالت الطوارئ‪ :‬من يقرر وملاذا يهمنا ذلك‬

‫مقاالت عامة‬

‫‪ 7 8‬التوطني املحيل‪ :‬نحن محبطون ال أغبياء‬ ‫ليستوفيل إيفاي أوسني‬

‫‪ 79‬تنفيذ املواثيق العاملية‪ :‬أهمية انتهاج مقاربة املجتمع ُ‬ ‫الك ِّل‬ ‫متارا دوميشيلجي وكارولينا غوتاردو‬

‫‪ 83‬أخبار عن مركز دراسات الالجئني‬

‫طالب يف دورات مبادرة التَّع ُّلم املفتوح (‪ )OLIve‬ومدرب تقنية املعلومات‬ ‫واملديرة‬

‫لدينا سؤال نوجهه لك‪...‬‬

‫ليس مبقدور نرشة الهجرة القرسية أن تنرش أعدادها إال بعد تأمني‬ ‫التمويل الخارجي الكايف‪ .‬فإذا ما كنت تستفيد من قراءة نرشة الهجرة‬ ‫القرسية‪ ،‬هل ميكن لك أن تتربع بيشء لدعم نرش األعداد القادمة؟‬ ‫ملعلومات أكرث‪ ،‬يرجى زيارة صفحة الدعم عىل الرابط التايل‬ ‫‪ bit.ly/Support-FMR-AR‬فلو منحنا ‪ 10‬باملائة من جمهور الق َّراء‬ ‫خمسني دوالراً لكل واحد منهم‪ ،‬فذلك ميكنه أن ُي ِّول عدداً كام ًال‪.‬‬

‫صورة الغالف‪:‬‬

‫هؤالء األطفال النَّازحني‬ ‫يتابعون دراستهم اآلن يف‬ ‫جمهورية الكونغو الدميقراطية‬ ‫بعد انقطاع عنها بسبب ال ِّنزاع‪.‬‬ ‫© املفوضية السامية لألمم املتحدة‬ ‫لشؤون الالجئني‪/‬برايان سوكول‬


‫‪4‬‬

‫التَّعليم‪ :‬الحاجات والحقوق والوصول إليه يف أوضاع التَّهجري‬

‫‪4‬‬

‫‪www.fmreview.org/ar/education-displacement‬‬

‫نرشة الهجرة القرسية ‪60‬‬ ‫مارس‪/‬آذار ‪2019‬‬

‫تصدير‪ :‬التَّعليم‪ -‬حتمية إنسانية وتنموية‬ ‫مانويل بيسلري‬

‫منــذ أمــد بعيــد‪ ،‬واملانحــون واملجتمــع الــدويل يغفلــون‬ ‫التعليــم يف االســتجابة اإلنســانية‪ .‬وال ُتســتثنَى مــن هــذا‬ ‫ســويرسا‪ .‬فقــد اِع ِتيــ َد أن تكــون الصــدارة عنــد الطــوارئ‬ ‫فعــدَّ هدف ـاً‬ ‫للغــذاء واملــاء والصحــة واملــأوى‪ ،‬أ َّمــا التعليــم ُ‬ ‫بعيــد األمــد تعالجــه الحكومــات الوطنيــة وهيئــات التنميــة‬ ‫يف أيِّ أزمــة فــو َر انقضائهــا‪.‬‬ ‫لكننــا ك َّنــا يف ذلــك مخطئــن‪ .‬فــا كان مــا فعلنــاه إال تجاه ًال‬ ‫ال ِّتجــاه فكــر األرس إىل َّ‬ ‫أن تعليــم أطفالهــم ‪-‬الــذي هــو يف‬ ‫ً‬ ‫الغالــب انقطــع أو غــر موجــود أصـا‪ -‬حاجــة أ َّول َّيــة بعــد‬ ‫أن هُ ِّجــروا‪ .‬ومل نــد ِر درايــة كافيــة َّ‬ ‫ـم لحيــاة‬ ‫أن التعليــم داعـ ٌ‬ ‫الفــرد ووقــا ٌيئ لــه يف ال ِّنزاعــات واألزمــات‪ .‬وقــد بخســنا حــقَّ‬ ‫أثــر التعليــم يف التعايــش الســلمي وأســأنا تقديــر العواقــب‬ ‫االجتامعيــة واالقتصاديــة لغيــاب التعليــم يف أثنــاء التَّهجــر‬ ‫بالبلــدان املضيفــة واألصليــة‪.‬‬ ‫ولكــن مــن حســن الحــظ َّ‬ ‫تحســنت‬ ‫أن الحــال اليــو َم قــد َّ‬ ‫كثــراً‪ ،‬إذ تتزايــد منــذ مؤمتــر القمــة العاملــي للعمــل‬ ‫اإلنســاين عــا َم ‪ 2016‬الدرايــة بالواجــب اإلنســاين الــذي‬ ‫ُيح ِّتــم تحقيــق الوصــول إىل التعليــم يف األزمــات‪ .‬عــى َّ‬ ‫أن‬ ‫َ‬ ‫ممــن مل‬ ‫‪ 52‬باملئــة مــن ‪69‬‬ ‫مليــون َّ‬ ‫مهجــ ٍر يف العــامل هــم َّ‬ ‫يبلغــوا ســنَّ الثامنــة عــرة‪ .‬وتطــول مــدة أزمــات التَّهجــر‬ ‫شــيئاً فشــيئاً وهــي يف الغالــب تؤثــر يف جــزء ال ُيســتهَان‬ ‫منــوه وتنميــة‬ ‫بــه مــن الوقــت الــذي يقضيــه الطفــل يف ُّ‬ ‫قدراتــه واســتعداده حتَّــى يصــر بالغــاً‪ .‬وال ُير َفــع حــقُّ‬ ‫التعليــم الجيــد بســبب األزمــات والتَّهجــر‪ .‬فالحكومــات‬ ‫الوطنيــة واملنظــات الدوليــة واملنظــات غــر الحكوميــة‬ ‫واملشــاركون يف ال ِّن ـزاع ونحــن يف الهيئــات املانحــة يتح َّتــم‬ ‫علينــا جميعـاً واجــب حاميــة حــقِّ التعليــم مــن غــر نظـ ٍر‬ ‫إىل األحــوال‪ .‬ويجــب أن يتســنَّى لألطفــال الذهــاب إىل‬ ‫املدرســة والتَّعلــم يف بيئــة أمينــة‪ .‬ويجــب أن يتــاح لهــم‬ ‫تنميــة قدراتهــم حــقَّ التنميــة‪ ،‬ســوا ٌء كانــوا يعيشــون يف‬ ‫مخيــم لالجئــن أو يف مســتوطنة مؤقتــة أو يف مدينــة أو‬ ‫ٍ‬ ‫مــا زالــوا ينتقلــون مــن مــكان إىل آخــر‪ .‬فالتعليــم ‪-‬وهــو‬ ‫حـ ٌّ‬ ‫ـق منصــوص عليــه يف اتفاقيــة حقــوق الطفــل‪ -‬مســؤولية‬ ‫مشــركة‪.‬‬ ‫وعنــد ســويرسا َّ‬ ‫أس اآلســاس يف رصح تنميــة‬ ‫أن التعليــم هــو ُّ‬ ‫الفــرد والتنميــة االجتامعيــة والتنميــة االقتصاديــة وركــنٌ‬

‫مــن أركان القيــم اإلنســانية كالتســامح واالحــرام والكرامــة‬ ‫واملســاواة‪ .‬وعــى ذلــك فالتعليــم األســايس وتطويــر‬ ‫الكفــاءات املهنيــة هــا مجــاالن ذوا أ ْولَو َّيــة يف تعاوننــا‬ ‫الــدويل‪ .‬ولذلــك ضاعفنــا دعمنــا املــايل ضعفــن لهذيــن‬ ‫املجالــن يف املــدة الواقعــة بــن عــام ‪ 2017‬و‪ .2020‬ونــرت‬ ‫الوكالــة الســويرسية للتنميــة والتعــاون يف عــام ‪2017‬‬ ‫أ َّول إســراتيجية تعليــم فيهــا إلرشــاد ســويرسا يف التزامهــا‬ ‫الثنــايئ واملتعــدد األطــراف يف هــذا القطــاع‪َّ .‬‬ ‫وإن زيــادة‬ ‫َ‬ ‫دعــم التعليــم يف األحــوال املتأ ِّزمــة َّ‬ ‫الهشــة لَهــي أ ْولو َّيــة‬ ‫إســراتيجية يف ســويرسا ففــي هــذه األحــوال أكــر أوجــه‬ ‫انعــدام املســاواة واالســتضعاف‪ ،‬والتعليــم فيهــا يســاعد‬ ‫وصـ ْو ُن‬ ‫عــى بنــاء مجتمعــات أشــمل وأعــدل وأكــر ســاماً‪َ .‬‬ ‫حــقِّ التعليــم عنــد الطــوارئ واألزمــات التــي يطــول أمدهــا‬ ‫والتَّهجــر هــو جــزء مــن مســؤولية ســويرسا اإلنســانية‬ ‫وجانــب رضوريٌّ جــداً مــن جوانــب حاميــة األطفــال‬ ‫وتأمي ِلهــم خــراً يف املســتقبل‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫رضوري‬ ‫إن هــذا العــدد مــن نــرة الهجــرة القرسيــة لعــددٌ‬ ‫ٌ‬ ‫يئــهُ‬ ‫حســن اســتذكار الــذي هــو يف‬ ‫َ‬ ‫أصــاب الوقــت َم ِج ‪ .‬و َي ُ‬ ‫املهجرون مــن الذهاب إىل‬ ‫خطـ ٍر حــن ُي َنــع األوالد والبنــات َّ‬ ‫ـت التَّهجــر فيــه مل يســبق لــه مثيــل‬ ‫املدرســة‪ ،‬وذلــك يف وقـ ٍ‬ ‫وتــزداد فيــه األعــال العدائيــة والنزاعــات طويلــة األمــد‪.‬‬ ‫ثــم َّ‬ ‫إن التعليــم أعظــم ُس ـ ُبلِ النجــاة مــن د َّوامتــي الفقــر‬ ‫والضعــف‪ ،‬وال وجــود للتنميــة املســتدامة مــن غــره‪ .‬ويف‬ ‫املهجريــن قــدرات هائلة للمســاهمة يف‬ ‫جيــل الشــباب مــن َّ‬ ‫املجتمــع‪ .‬ومــع ذلــك فــا بــدَّ مــن التـزام دويل أكــر لدعــم‬ ‫البلــدان التــي تــزداد فيهــا التحــركات السـ َّ‬ ‫ـكانية‪ .‬فخمســة‬ ‫ومثانــون باملئــة مــن الالجئــن القاطنــن يف البلــدان النَّاميــة‬ ‫املجهــدة ِمــن قبـ ُ‬ ‫ـل بســبب نظــم تعليميــة وضعتهــا وتبــذل‬ ‫ْ‬ ‫فيهــا مــوار َد فــوق مــا لديهــا منهــا‪ .‬وعلينــا أن منــدَّ يــد‬ ‫املهجــرون‬ ‫العــون لهــذه البلــدان بغيــة أن يصــل األطفــال َّ‬ ‫فيهــا إىل املــدارس املحليــة‪ .‬وال بــد لنــا من ْ‬ ‫أن ندعــم وزارات‬ ‫َّ‬ ‫الرتبيــة الوطنيــة واملعلمــن واآلبــاء ح َّتــى يتعلــم األطفــال‬ ‫نمــون‬ ‫َّ‬ ‫املهجــرون وأطفــال املجتمعــات املضيفــة جميع ـاً و َي ُ‬ ‫أن نجــد حلــوالً‬ ‫يف بيئــة أمينــة مالمئــة لهــم‪ .‬وعلينــا أيض ـاً ْ‬ ‫خ َّالقــة لألطفــال والشــباب الذيــن تخ َّلفــوا عــن التع ُّلــم‬ ‫فن ِّ‬ ‫ُمكنهــم مــن إدراك مــا فاتهــم‪ .‬ويحتــاج كل ذلــك إىل عملٍ‬ ‫تشــرك فيــه الجمعيــات اإلنســانية والتنمويــة واملنظــات‬ ‫غــر الحكوميــة والــوكاالت الثنائيــة واملتعــددة األطــراف‬


‫نرشة الهجرة القرسية ‪60‬‬

‫التَّعليم‪ :‬الحاجات والحقوق والوصول إليه يف أوضاع التَّهجري‬

‫مارس‪/‬آذار ‪2019‬‬

‫‪5‬‬

‫‪www.fmreview.org/ar/education-displacement‬‬

‫مانويل بيسلري‬ ‫سفري‪ ،‬ورئيس هيئة املساعدات السويرسية‪ ،‬ونائب مدير الوكالة‬ ‫السويرسية للتنمية والتعاون‬ ‫ملعلومات حول املساعدات اإلنسانية التي تقدمها الوكالة‪:‬‬

‫والقطــاع الخــاص‪ .‬وتدعــو ســويرسا البلــدان واألطــراف‬ ‫األخــرى إىل أن تحــذوا حذوهــا يف تقديــم التعليــم عــى‬ ‫غــره حــن وضــع السياســات العامــة ومتويلــه وتحويــل‬ ‫األقــوال إىل أفعــال حيــث ينبغــي الفعـ ُ‬ ‫ـل‪ .‬فتوفــر التعليــم‬ ‫املهجريــن إمنــا هــو اســتجابة فوريــة ‪bit.ly/SDC-Humanitarian-Aid‬‬ ‫لألطفــال والشــباب َّ‬ ‫للطــوارئ وطريقــة مجديــة إليجــاد حلــول دامئــة يف أحــوال‬ ‫للتواصل مع شبكة التعليم يف الوكالة السويرسية للتنمية‬ ‫التَّهجــر التــي يطــول أمدهــا‪.‬‬ ‫والتعاون‪education@eda.admin.ch :‬‬

‫الشعور بالسالم الكايف للتَّع ُّلم يف منطقة ال ِّنزاع‬

‫بيثان ماكيفوي‬

‫يكتسب بناء الحس الداخيل لدى الفرد باألمان مع تعليم مهارات املسايرة والبقاء عىل استعداد للمخاطر‬ ‫الكبرية الخارجية أهمية كربى ال بد من مراعاتها إذا أريد لربامج الدعم النفيس‪-‬االجتامعي يف أفغانستان‬ ‫أن تقدم ‘مساحة آمنة’ ُت ِّكن األطفال من التَّع ُّلم يف بيئة ترتفع فيها وترية االنفالت األمني‪.‬‬ ‫برامـج الرعايـ ِة النفسـي ِة االجتامعيـ ِة‬ ‫ـب‬ ‫كثيراً مـا َتن َْص ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫التقليديـة على الحـوادث التـي وقعـت يف املـايض‪ ،‬وتجري‬ ‫خطـر بهـا على حيـاة َمـن فيهـا‪ .‬ولكـنْ يف‬ ‫يف أماكـن ال‬ ‫َ‬ ‫األزمـات التـي تطـول مدَّ تهـا مثـل أزمـة أفغانسـتان ال‬ ‫أرض بهـم مـن ُ‬ ‫يواجـه األطفـال رضراً نفسـياً َّ‬ ‫قبـل فحسـب‬ ‫َّ‬ ‫بـل هـم يف خـوف وتو ُّتر مسـتم َّرين‪ .‬فنرى أنه على برامج‬ ‫الرعايـة النفسـية االجتامعيـة يف مثـل هـذه األحـوال ْ‬ ‫أن‬ ‫ـب جهـد إمنـاء‬ ‫تسـلك مقاربـة مختلفـة إذ يجـب أن َين َْص َّ‬ ‫الشـعور باألمـان على توسـيع إدراك األطفـال الخطـ َر‬ ‫ا ُملحت َمـل والتو ُّت َـر‪ ،‬وتعلي ِمهـم مهـارات فرديـة ملواجهتهما‬ ‫وإشـعا ِرهم باألمـان مـن خلال اللعـب والتعبير اإلبداعـي‬ ‫ومتاريـن تعزيـز الثقـة‪.‬‬ ‫نازح‬ ‫ويوجـد يف أفغانسـتان ٌ‬ ‫نحـو من ‪ 767‬ألفـاً و‪ 600‬طفل ٍ‬ ‫داخليـاً مـن ج َّراء النـزاع فيها‪َّ 1.‬‬ ‫وإن تحقيق اسـتمرار التعليم‬ ‫ألمـر ال بدَّ منه لتوفير الروتين والتنظيم ومتكني‬ ‫نـزاع مـا ٌ‬ ‫يف ٍ‬ ‫األطفـال مـن الوصـول إىل غاياتهـم بعيـدة األمـد وتخفيـض‬ ‫معـدَّ الت التسرب الدائـم مـن التعليـم‪ .‬ويو ِّفـر املجلـس‬ ‫التعليـم آلالف األطفال النازحين داخلياً‬ ‫الرنويجـي لالجئين‬ ‫َ‬ ‫لكـن املجلـس قـد‬ ‫يف أفغانسـتان مـن رشق ِّيهـا إىل غرب ِّيهـا‪َّ ،‬‬ ‫وجـد أ َّنـه ازداد تع ُّرض األطفـال للعنف ا ُمل َر ِّوع يف السـنوات‬ ‫األخيرة حتَّـى إ َّنـه ازداد أمامهـم تحـدي اندماجهـم يف بيئة‬ ‫‪2‬‬ ‫جديـدة وإبقـاء ِه َم ِمهـم عالية مـن أجـل التعليم‪.‬‬

‫وكانـت االسـتجابة على ذلـك منـذ شـهر ديسـمرب‪/‬كانون األول يف‬ ‫عـام ‪َّ 2017‬أن الفـرع األفغـاين مـن املجلـس الرنويجـي لالجئين ما‬ ‫َّ‬ ‫انفـك ُيجـ ِري برنامجـاً تكميلياً ُيد َّرس يف صفوف املـدارس األفغانية‬ ‫يف البلاد كلهـا ملعالجـة الحاجـات النفسـية االجتامعيـة لألطفـال‬ ‫الذيـن ُأ ِ ِّ‬ ‫ضوا نفسـياً مـن جـ َّراء النـزاع‪ .‬وقـد وضـع هـذا الربنامـج‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫املجلـس الرنويجي لالجئني‬ ‫حسـن‪-‬‬ ‫ُ‬ ‫الـذي اسـمه برنامـج التعلم امل َّ‬‫وجامعـ ُة ترومسـو الرنوج َّيـة يف عـام ‪ ،2007‬وقـد ُجـ ِّر َب أ َّو َل أمـره‬ ‫الطلاب على تعيين‬ ‫يف أوغنـدا ثـم فلسـطني‪ .‬ويسـاعد الربنامـج‬ ‫َ‬ ‫اسـتجاباتهم ملـا يقعـون فيـه مـن تو ُّتـر ومتييزهـا‪ ،‬وعلى تع ُّلـم‬ ‫أسـاليب ُيهدِّئون بها أنفسـهم ويشـعرون باألمان‪ ،‬وعىل ْأن يكونوا‬ ‫ٍ‬ ‫لصح ِتهـم‪ْ ،‬‬ ‫وأن يقـدروا على التحدث‬ ‫ف َّعالين يف أثنـاء اسـتعادتهم َّ‬ ‫مـع املعلمين ومـع أرسهم َّ‬ ‫عما يف حياتهم من مشـكالت‪ .‬ويهدف‬ ‫الربنامـج أيضـاً إىل بنـاء القـدرة على مقاومـة الظـروف الصعبـة‬ ‫وإرجـاع البهجـة إىل النفـس يف املـدارس‪ ،‬وذلـك بتعزيـز تعـاون‬ ‫ـن حـال الطلاب‪.‬‬ ‫املعلمين وأوليـاء األمـور يف دعـم ُح ْس ِ‬

‫َت ْع ِي ُني التَّو ُّتر ُّ‬ ‫ان و ْمت ِييزُهُ َم‬ ‫والشعُ و ِر باأل َم ِ‬

‫كثيراً مـا ُيلـ َوى عُ نُـق شـعور املـرء باألمـان حين يقـع لـه حـادث‬ ‫يهـدِّد حياتـه‪ ،‬وميكـن أن يشـعر النَّاجـون مـن ذلـك بال َه َلـع مـن‬ ‫وتنصب أسـاليب عالج‬ ‫أهـون صـوت أو يشء يذ ِّكرهـم بالحـادث‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫الضرر النفسي على رضورة إعـادة بناء الشـعور باألمـان من أجل‬ ‫ْأن يسـتعيد الفـرد السـيطرة على اسـتجابة جسـمه الفيزيولوجية‬ ‫ألحـداث الصدمـة النفسـية‪ .‬وكثيراً مـا ُي َح ُّ‬ ‫ـث الناجـون عىل فصل‬

‫‪5‬‬


‫‪6‬‬

‫‪6‬‬

‫التَّعليم‪ :‬الحاجات والحقوق والوصول إليه يف أوضاع التَّهجري‬ ‫‪www.fmreview.org/ar/education-displacement‬‬

‫نرشة الهجرة القرسية ‪60‬‬ ‫مارس‪/‬آذار ‪2019‬‬ ‫املجلس الرنويجي لالجئني‪ ،‬أفغانستان‬

‫أطفال ميارسون متارين الشد واالرتخاء للعضالت لالسرتخاء‪ .‬برنامج التَّع ُّلم األفضل‪ ،‬أفغانستان‪.‬‬

‫هـد َد للحياة هو مامرسـة التامريـن حين يوقظهـم ً‬ ‫ليلا انفجـار مـا (بشرطِ أال‬ ‫املـايض مـن الحـارض‪ ،‬وعلى إدراك َّأن الحـادث ا ُمل ِّ‬ ‫ُّ‬ ‫َّ‬ ‫يف املـايض وأ َّنهـم يف الوقـت الحـارض آمنون‪ .‬ويع ِّلـم برنامج التعلم يكونـوا يف خطـر مبـارش) وبذلك شـعروا أن باسـتطاعتهم البقاء‬ ‫الطلاب تعيين مصـادر ردود ِفعلهـم على التو ُّتـر واألثـر هادئين ولـو كان يف منطقـة قريبـة منهـم ٌ‬ ‫حسـن‬ ‫قتـال‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ا ُمل َّ‬ ‫َّ‬ ‫الـذي يرتكـه يف الجسـم‪ ،‬ثم يتعلمـون متارين مهدِّئـة للنفس ومنها‬ ‫عينـي وأفكـر يف‬ ‫متاريـن التن ُّفـس الطويـل وشـ ِّد العضلات وإرخائها والتوازن وشـ ِّد “أحـب متريـن املـكان اآلمـن‪ .‬ففيـه أغمـض‬ ‫َّ‬ ‫حصـة و ُيح ُّثـون مـكان هـادئ آمـن‪ .‬مـكان جميـل‪ ...‬يـا لِروعتـه‪”.‬‬ ‫الجسـم‪ .‬وميـارس األطفـال هـذه التامريـن يف كل َّ‬ ‫على مامرسـتها يف البيـت مـع أوليـاء أمورهـم‪ .‬وتسـاعد التامريـن‬ ‫ـل َح َيا ِة ِّ‬ ‫األطفـال على السـيطرة على مـا َيعـ ِر ُض لهـم مـن أعـراض وعلى َج ْع ُ‬ ‫َ‬ ‫الط ْف ِل آ ِمنَة‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫حسـن أنَّ‬ ‫تو ُّترهم‪.‬‬ ‫ل ِ‬ ‫وحـظ يف املرحلـة التجريبيـة مـن برنامـج التعلـم امل َّ‬ ‫َّ‬ ‫الحصـة إال أنهـم كانـوا يف‬ ‫األطفـال شـعروا باألمـان يف أثنـاء َّ‬ ‫ولكـنْ ال تـزال املخاطـر التـي لهـا صلـه بالنـزاع يف أفغانسـتان حـاالت مخيفـة خـارج الصـف الـدرايس‪ .‬إذ يواجـه األطفـال‬ ‫تؤثـر يف األطفـال ولـو نزحـوا إىل محافظـات أكثر أمنـاً‪ .‬فمـن وهـم آتـون إىل املدرسـة احتمال ْأن ُي َ‬ ‫خط ُفـوا أو ْأن يجـدوا‬ ‫املألـوف اسـتمرار سماع األطفال أصـوات الصواريـخ أو إطالق أنفسـهم وسـط اشـتباكات مسـ َّلحة أو انفجـارات أو ألغـام أو‬ ‫النـار حيـث ينزحـون يف بيئتهـم الجديـدة‪ ،‬وإخبارهـم يف ْأن يضايقهـم النـاس أو ْأن يتع َّرضـوا لحـوادث املـرور‪ .‬ول ُو ِح َ‬ ‫ـظ‬ ‫ظـروف كهـذه أ َّنهـم يف أمـان ميكـن أن ُي ِ َّ‬ ‫ضر بهـم يف الحقيقـة أيضـاً ارتفـاع يف حـاالت اإلسـاءة املنزليـة وعاملـة األطفـال‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ف ُيرتَكـون الحتمال خطـر تع ُّرضهـم لضر ٍر نفسي يف حـادث وإخبـار األطفـال أنهـم آمنـون مـع أن مخاطـر كثيرة تعرتضهم‬ ‫آخـر‪ ،‬أو إجبارهـم على االنتقـال مـرة أخـرى‪ .‬ومـن التامريـن على الـدوام قـد يضعفهـم ويرتكهـم غير مسـتع ِّدين ملواجهتها‪.‬‬ ‫املتقـدم ذكرهـا متريـن اسـمه ‘املـكان اآلمـن’ يسـاعد األطفـال ولذلـك‪ُ ،‬أضيفـت يف املرحلـة الثانيـة مـن تطوير برنامـج التع ُّلم‬ ‫حص ٌـة جديـدة تسـاعد األطفـال على ْأن يدركـوا‬ ‫حسـن َّ‬ ‫على تصـ ُّور مـكانٍ حقيقـي أو ُمتخ َّيـل يشـعرون فيـه باألمـان؛ ا ُمل َّ‬ ‫ْ‬ ‫وبذلـك يختبرون الشـعور باألمـان حتَّـى يصير جـزءاً منهـم‪ .‬املخاطـر يف مناطقهـم وأن يع ِّينـوا تدابير تحفـظ لهـم أمنهـم‪،‬‬ ‫وتهـدف مثـل هـذه التامريـن إىل مسـاعدة الطلاب على طرد ومثـال ذلـك املشي يف مجموعـات إىل املدرسـة أو تعـ ُّرف طرق‬ ‫املنامـات املفزعـة أو الذكريـات املعكـرة صفـ َو حياتهـم‪ ،‬وليس بديلـة إليهـا‪ .‬و ُي ُّ‬ ‫حـث األطفـال على رسـم خرائـط ملناطقهـم‬ ‫ِّ‬ ‫هـذا فحسـب‪ ،‬بـل أيضاً األصوات املؤملة لنفوسـهم أو شـائعات ومناقشـة املخاطـر املحتملـة فيهـا؛ وهـذا مبعونـة املعلـم‪،‬‬ ‫ُسـ ِم ُعوها أو حـوادث َشـ ِهدُ وها‪ .‬ولقـد ُح َّ‬ ‫ـث األطفـال على فيتع َّرفـون طرقـاً تبقيهـم يف أمـان‪.‬‬


‫نرشة الهجرة القرسية ‪60‬‬

‫التَّعليم‪ :‬الحاجات والحقوق والوصول إليه يف أوضاع التَّهجري‬

‫مارس‪/‬آذار ‪2019‬‬

‫‪7‬‬

‫‪www.fmreview.org/ar/education-displacement‬‬

‫ملشـكالت حقيقـة وبين‬ ‫الجمـع‪ ،‬بين الحلـول العمليـة‬ ‫فهـذا‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫إستراتيج َّيات مواجهـة األثـر االنفعـايل‪ ،‬سـاع َد على زيـادة شـعور‬ ‫بالحصـة‬ ‫األطفـال باألمـان‪ .‬وانتفـع يف الوقـت نفسـه املع ِّلمـون‬ ‫َّ‬ ‫فهـي تعينهـم على فهم املخاطـر التـي يواجهها الطالـب خصوصا‪ً،‬‬ ‫ومعرفـة الطـرق املختلفـة التـي ميكـن للمع ِّلمني مسـاندة الطالب‬ ‫بهـا‪ .‬وزادت أيضـاً ثقـة األطفال باالسـتعانة بالبالغني على املخاطر‬ ‫املحتملـة يف مناطقهـم‪ .‬ومـع ذلـك تحتـاج الحصـص إىل مزيـ ِد‬ ‫تقييـم لتحديـد قـدرة إستراتيجيات تخفيـف األخطـار املحتملـة‬ ‫ٍ‬ ‫وإج َرا ُؤ ُه‬ ‫على اإلتيـان بالنتيجـة املطلوبـة‪.‬‬ ‫أَ َث ُر َ‬ ‫الب َنا َم ِج ْ‬ ‫حسـن يف أيِّ مـكانٍ ممكنـاً‪،‬‬ ‫يـكاد يكـون إجـرا ُء برنامـج التع ُّلـم ا ُمل َّ‬ ‫حتَّـى لـو كان نقـل الصفـوف مـن مكانهـا إىل مـكان آخـ َر رضورياً‬ ‫ان بال َّل ِع ِب‬ ‫َج ْل ُب األ َم ِ‬ ‫يصعـب على كثير مـن األطفـال يف أفغانسـتان إيجـاد مـكان ال بسـبب املشـكالت األمنيـة‪ ،‬إذ إمنـاء الشـعور باألمـان مركـوز يف‬ ‫خطـر فيـه عىل حياتهـم ومكان مناسـب لهم‪ ،‬أحدهما أو كليهام‪ .‬الثقـة داخـل املجموعـة ال يف املـكان الـذي هي فيه‪3.‬ويـدل تقييم‬ ‫انخفاض يف نسـبة‬ ‫حسـن إىل مسـاعدة األطفال عىل أن الربنامـج‪ ،‬حتـى يـوم كتابـة هـذه املقالـة‪ ،‬على‬ ‫ٍ‬ ‫ولذلـك َع َمـ َد برنامج التع ُّلم ا ُمل َّ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َّ‬ ‫يشـعروا بأمـانٍ غير مركـوز يف املـكان الذي هـم فيـه‪ .‬واتبعت كل املنامـات املفزعـة واالنفعـاالت املؤملـة للنفـس وال ِعللِ الجسـم َّية‪،‬‬ ‫حسـن منطاً واحداً َّ‬ ‫كل أسـبوع وعلى زيـاد ٍة يف الرغبـة يف الذهـاب إىل املدرسـة وقضاء مـا ُيك َّلف‬ ‫َّ‬ ‫حصـة من حصـص برنامج التع ُّلم ا ُمل َّ‬ ‫نشـأ يف األطفـال األلفـة وقابليـة التن ُّبـؤ‪ ،‬وكانـت التامريـن مـن وظائـف بيتية‪ ،‬ويدل أيضاً على زيادة الشـعور باألمان‪ ،‬ولعلَّ‬ ‫لكي َت َ‬ ‫واأللعـاب اإلبداعيـة جـزءاً أساسـياً من هـذا الروتني األسـبوعي‪ .‬هـذا األخير أعظـم شـأناً مـن ِّ‬ ‫كل ما سـبق‪ .‬وقـال مثانية وسـبعون‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫حسـن إنَّ‬ ‫باملئـة مـن األطفـال الذيـن شـاركوا يف برنامـج التعلم امل َّ‬ ‫دخـل خوفهـم قـد َّ‬ ‫قـل بسـبب املجموعـة التـي هـم فيهـا يف الربنامـج‪.‬‬ ‫ذلـك َّأن‬ ‫َ‬ ‫اللعـب أمـ ٌر جوهـريٌّ يف تنميـة الطفـل ثـم إ َّنـه ُي ِ‬ ‫فيـه الشـعور باألمـان و ُيقـ ِّوي هذا الشـعور‪ .‬وهو إىل ذلك يسـاعد ووجـد الطلاب يف الربنامـج املـكان الـذي يريحهـم ويرخـي بالهـم‬ ‫األطفـال على معالجـة انفعـاالت النفـس والتعبير عنهـا معالجـ ًة ويؤ ِّمنهـم‪ ،‬فقالـوا إنهـم يشـعرون بالشيء نفسـه يف بيوتهـم يف أيِّ‬ ‫وتعبيراً موزونين‪ ،‬وميكـن للعـب أيضـاً ْأن يزيـد مـن احرتامهـم وقت كان مبامرسـة متارين الربنامج‪ ،‬سـوا ٌء مارسـها كل واحد منهم‬ ‫نفسـهم‪ .‬ومـع ذلـك ففـرص لعـب األطفال يف أفغانسـتان هـي إ َّما على ِح َد ِتـه أو مـع أصدقائـه وأرسته‪.‬‬ ‫معدومـة وإ َّمـا قليلة‪ ،‬وال ُيسـتثنَى من هذا املدارس‪َّ .‬‬ ‫وإن أسـاليب‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫َّ‬ ‫التدريـس يف الربنامـج لَ َت ِم ُ‬ ‫حسـن يف أفغانسـتان أنْ‬ ‫يـل إىل األسـاليب التقليديـة‪ ،‬فينقـل لقـد تطلـب إجـراء برنامـج التعلـم امل َّ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ونغيره ونعدِّلـه عدَّة مـرات لجعله مالمئا‪ ،‬ومـا زلنا يف طور‬ ‫املع ِّلـم املعرفـة إىل الطلاب وهـم ُيد ِّونون مالحظاتهـم‪ .‬وقد غلب نحـ ِّوره ِّ‬ ‫على املع ِّلمين يف الربنامـج أ َّول أمره كثرة الكالم‪ ،‬فكانـوا ِّ‬ ‫خير ُسـ ُبلِ‬ ‫يوضحون تنميـة ُخ َطـطِ ِح َص ِصـ ِه‪ ،‬وتدريـب املعلمين‪ ،‬والنَّظـر يف ِ‬ ‫َ‬ ‫لألطفـال مـا يف الربنامـج مـن مفاهيـم‪ ،‬وهـذا ُي ِّضـقُ على األطفال إرشاك أوليـاء األمـور واملجتمـع الـذي هـم فيـه‪ .‬ولسـوف تسـتم ُّر‬ ‫فص ُحـون فيهام َّ‬ ‫عما يف نفوسـهم‪ .‬فتط َّور الحاجـة إىل تحويـره وتغييره وتعديلـه ومتتينـه ليصمـد أمـام أمن‬ ‫الزمـان واملـكان اللـذان ُي ِ‬ ‫ُ‬ ‫حصـة فيـه‪ .‬أفغانسـتان املتردِّي‪.‬‬ ‫الربنامـج وبتطـ ُّوره صـارت األلعـاب جـزءاً مـن كل َّ‬ ‫وكان لهـذا غرضـان‪ :‬األول منهما إراحـة الطلاب واملعلمني وتزييد‬ ‫الثقـة والشـعور باألمـان يف املجموعـة التـي هـم فيهـا‪ .‬واآلخـر أن بيثان ماكيفوي ‪bethan.mcevoy@nrc.no‬‬ ‫الصدر‪ .‬وملَّـا كانت خدمات مستشار تعليمي‪ ،‬املجلس الرنويجي لالجئني‪ ،‬أفغانستان‬ ‫الحصة منرشحـي َّ‬ ‫يخـرج األطفـال مـن َّ‬ ‫الدعـم وشـبكاته قليلـة حيـث يوجد األطفـال ‪-‬ومن ذلك َّ‬ ‫أن ُسـ ُبل ‪www.nrc.no‬‬ ‫بـكل صـوره ض ِّيقـة َّ‬ ‫الوصـول إىل اإلرشـاد النفسي ِّ‬ ‫كل الضيق‪ -‬كان‬ ‫‪ .1‬ابتدا ًء بسبتمرب‪/‬أيلول ‪2018‬‬ ‫َّ‬ ‫مـن املهـم أ َّنـه إن أصـاب األطفـال انفعـاالت شـديدة أو تذكـروا ‪NRC (2018) Education in Emergencies; Children in Distress. A Child .2‬‬ ‫ـب ‪Protection Risk Analysis for NRC Afghanistan’s Education Programme‬‬ ‫ذه ُ‬ ‫املـؤمل مـن الذكريـات يف َّ‬ ‫الحصـة‪ُ ،‬يع َمـدُ إىل اللعـب فهـو ُي ِ‬ ‫(تحليل مخاطر الحامية لألطفال يف برنامج املجلس الرنويجي لالجئني للتعليم يف‬ ‫املشـاعر غير املريحة‪.‬‬ ‫أفغانستان) ‪bit.ly/NRC-eie-afghanistan-2018‬‬ ‫الصـف والروابـط الوثيقـة بين أفـراد املجموعـة‪ .‬وقـد‬ ‫البـال يف َّ‬ ‫قـال املع ِّلمـون كـم اسـتمتعوا وهم يـرون طالبهم يضحكـون وكم‬ ‫زاد ذلـك مـن ثقتهـم بأنفسـهم مـن حيـث هـم مع ِّلمـون‪ .‬وب َّينت‬ ‫التقاريـر َّأن شـعور األطفـال باألمان قـد زاد‪َّ ،‬‬ ‫وأن األطفـال قادرون‬ ‫على اإلفصـاح َّ‬ ‫عما يف نفوسـهم و ُم َعا ُنـون على ضبطـه‪ ،‬ف َمن كان‬ ‫الحصـة‬ ‫ـص َّ‬ ‫الحصـة وهـو َي ِق ُّ‬ ‫منهـم يبكي يف َّ‬ ‫قصـة‪ ،‬كان يف نهايـة َّ‬ ‫يضحـك ويبتسـم بعـد ْأن يشترك يف لعبة مـن األلعـاب الجامعية‪.‬‬

‫دخ َل ْ‬ ‫حصـ ٍة تحـ ُّو ٌل ظاهـ ٌر‬ ‫ـت األلعـاب يف كل َّ‬ ‫ويحـدث منـذ أن ُأ ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫يف الطلاب واملعلمين‪ ،‬ونخُّـص هـذا مبسـتوى الضحـك وهـدوء‬

‫‪ .3‬ملزيد من املعلومات حول برنامج التَّع ُّلم األفضل يف املجلس الرنويجي لالجئني‪ ،‬يرجى‬ ‫االتصال بـ ‪.sonia.gomez@nrc.no‬‬

‫‪7‬‬


‫‪8‬‬

‫التَّعليم‪ :‬الحاجات والحقوق والوصول إليه يف أوضاع التَّهجري‬

‫‪8‬‬

‫نرشة الهجرة القرسية ‪60‬‬ ‫مارس‪/‬آذار ‪2019‬‬

‫‪www.fmreview.org/ar/education-displacement‬‬

‫منو الطفولة املبكرة والدعم النَّفيس‪-‬االجتامعي يف سوريا‬ ‫فاطمة ُّ‬ ‫خضور‬

‫ال غنى عن إقامة برامج منو الطفولة املبكرة وتقديم الدعم النَّفيس‪-‬االجتامعي لتلك املرحلة لتلبية‬ ‫الحاجات املتغرية واالستجابة للتحديات الناشئة‪.‬‬ ‫منـذ بدايـة األزمـة السـورية‪ ،‬وجـد النَّازحـون داخليـاً مـن كل‬ ‫أنحـاء سـوريا يف منطقـة السـلمية يف محافظـة حماة الرشقيـة‬ ‫ملاذاً آمنـاً لتـزداد بذلـك نسـبة السـكان فيهـا إىل ‪ 40‬باملائـة‬ ‫ليصبـح املجمـوع الكيل للسـكان ‪ 300‬ألف نسـمة‪ .‬ويعاين كثري‬ ‫مـن النازحين مبـن فيهـم األطفـال من صدمـات حـادّة‪ ،‬لدرجة‬ ‫َّأن الفاعلين اإلنسـانيني يف مدينـة السـلمية مبـن فيهـم جمعية‬ ‫الهلال األحمـر العـريب السـوري وشـبكة آغـا خـان للتنميـة‬ ‫أدركـوا بعـد إرسـالهم ل ِف َ‬ ‫ـرق الدعـم النَّفيس‪-‬االجتامعـي أ ّنهـم‬ ‫الصحـة العقل َّية‪.‬‬ ‫غير مسـتعدين للتعامـل مع ضخامـة حاجات ِّ‬ ‫ولذلـك‪ ،‬طـ ّورت شـبكة آغـا خـان للتنميـة خطـة استراتيجية‬ ‫لتقديـم الدعـم النفيس‪-‬االجتامعـي الشـامل يف منطقـة‬ ‫السـلمية باسـتخدام مقاربـات مسـتدامة قامئـة على املجتمـع‬ ‫املحلي تتعلـق بالصحـة العقليـة والدعـم النَّفيس‪-‬االجتامعـي‪.‬‬ ‫وباإلضافـة إىل املنـارصة والتوعية حول الصحـة العقلية والدعم‬ ‫النَّفيس‪-‬االجتامعـي يف بيئـات النِّـزاع وتعزيـز القـدرات فيما‬ ‫الصحـة العقل َّيـة‪،‬‬ ‫يتعلـق باملهـارات وعـدد العاملين يف مجـال ِّ‬ ‫تضمنـت الخطـة أيضـاً عنـارص للحاميـة ُص ِّم َمـت خصيصـاً‬ ‫وتضمـن ذلـك توفير املسـاحات الصديقـة غير‬ ‫لألطفـال‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الرسـم ّية ودعـم األطفـال على تطوير آليـات مسـايرة الظروف‬ ‫باإلضافـة إىل تنفيـذ األنشـطة التـي تسـاعد البالغين على فهم‬ ‫منـاء أطفالهـم مـن النواحـي النفسـ ّية واالجتامع ّيـة واملعرف ّيـة‬ ‫والحرك ّيـة واللغو ّيـة‪.‬‬

‫غير قادريـن على إدارة الضغوطـات الناجمـة عـن التصـدّ ي‬ ‫للصدمـات التـي تعـرض لهـا أطفالهم‪ ،‬عدا عـن التو ّتـرات التي‬ ‫يواجهونهـا هـم أنفسـهم ونتيجـة لذلـك أصبـح أولئـك األطفال‬ ‫أكثر عرضـة لإلهمال واالسـتضعاف‪.‬‬ ‫وباسـتهداف كل مـن أوليـاء األمـور وأطفالهـم حتـى عمـر‬ ‫الثامنـة‪ ،‬يسـعى برنامـج أنـا وطفلي يف األزمـات إىل إدخـال‬ ‫مفهومـات النماء يف مراحـل الطفولـة املبكـرة وتعليـم طـرق‬ ‫تقديـم الدعـم النَّفيس‪-‬االجتامعـي لألطفال‪ .‬كام ّقـدم املرشوع‬ ‫فرصـ ًة لتيسير عالقات أفضـل بني النَّازحني داخليـ ًا واملجتمعات‬ ‫املضيفـة ومتكينهـم من الجلـوس معاً ملناقشـة التحديـات التي‬ ‫يواجهونهـا يف التكيـف مـع أوضاعهـم الجديـدة‪ ،‬وذلـك يف‬ ‫مسـاحات آمنـة إىل جانـب األشـخاص الذيـن ميكنهـم التعامـل‬ ‫معهم ‪.‬‬

‫وتع ّلـم أوليـاء األمـور عـدّ ة جوانـب مثـل أهميـة منـ ّو الطفـل‬ ‫ومنائـه املبكـر ومنـاء العقل وطـ ُرق ‘التَّع ُّلـم الفعـال’ وخصائص‬ ‫الطفولـة املبكـرة وفوائـد مشـاركة أوليـاء األمـور والدعـم‬ ‫النَّفيس‪-‬االجتامعـي لـكل مـن اآلبـاء واألمهـات واألطفـال‬ ‫ومهـارات التواصـل الفعـال لـدى األطفـال ومفهـوم التأديـب‬ ‫اإليجايب‪ .‬ويف الوقت نفسـه‪ُ ،‬س ّـجل األطفال يف النَّشـاطات ذات‬ ‫ـب إىل األطفال تأليـف القصص‬ ‫الصلـة‪ .‬فعىل سـبيل املثـال‪ُ ،‬ط ِل َ‬ ‫ومشـاركتها مـع والديهم كوسـيلة تسـاعد األطفال على التعبري‬ ‫عـن أنفسـهم ّ‬ ‫ومتكـن أوليـاء األمور مـن فهم ما يـدور يف عقول‬ ‫أنا وطفيل يف األزمات‬ ‫أطفالهـم‪ .‬ومـن األنشـطة األخـرى كانـت ‘شـجرة السلامة’‬ ‫يعـدّ برنامـج أنـا وطفلي يف األزمـات أحـد العنـارص األساسـية إذ كتـب األطفـال أسماء مـن يثقـون بهـم مـن أفـراد العائلـة‬ ‫للخطـة االستراتيج ّية‪ ،‬إذ يدمـج الدعـم النَّفيس‪-‬االجتامعـي كأغصـان للشـجرة وبذلك يسـاعدون أولياء األمـور عىل التع ّرف‬ ‫مـع الربامـج الراسـخة املختصـة يف النماء يف مرحلـة الطفولـة على األشـخاص الذيـن ُيشـ ِعرون أطفالهـم بأمـان أكثر‪.‬‬ ‫املبكـرة والتابعـة لشـبكة آغا خـان للتنميـة‪ُ .‬وأنشـئَ برنامج أنا‬ ‫وطفلي يف األزمـات يف بدايـة األمـر لتقديـم جلسـات تربويـة التك ّيف من أجل االستدامة بعيدة األمد‬ ‫يتعين النظـر باسـتدامة املرشوع عىل‬ ‫ميكـن فيهـا لـكل مـن النازحين داخليـاً وأوليـاء األمـور مـن بازديـاد عـدد املشـاركني‪ّ ،‬‬ ‫املجتمـع املضيـف أن يجتمعوا معاً يف مسـاحات صديقة وآمنة األمـد البعيد‪ ،‬واستشـار مديـرو املرشوع املعايري الدنيا للشـبكة‬ ‫ليتناقشـوا خرباتهـم يف مختلـف الصدمـات (مبـا فيهـا املـوت العامليـة لـوكاالت التعليـم يف حـاالت الطـوارئ‪ 1،‬إذ كان اثنـان‬ ‫والفقـد والحـزن والصدمـة والتحديات التـي يواجهونها يف أثناء منهـم ذوا صلـة خاصـة بربنامـج أنـا وطفلي يف األزمـات‪ :‬دمـج‬ ‫تربيتهـم ألطفالهـم يف البيئـات املشـحونة بالتو ّتـرات)‪ .‬وأصبـح املسـاعدات الطارئـة مـع التعـايف املبكـر وتشـجيع مبـادرات‬ ‫مـن الواضـح مـن خالل تلـك الجلسـات ّأن أوليـاء األمـور كانوا التعليـم بقيـادة املجتمع املحلي‪ .‬ونتيجة لذلـك‪ ،‬ا ّتجه املرشوع‬


‫نرشة الهجرة القرسية ‪60‬‬

‫التَّعليم‪ :‬الحاجات والحقوق والوصول إليه يف أوضاع التَّهجري‬

‫مارس‪/‬آذار ‪2019‬‬

‫‪9‬‬

‫‪www.fmreview.org/ar/education-displacement‬‬

‫نحـو رابطـات اآلبـاء واملعلمين‬ ‫املدرسـية كوسـيلة للتنفيـذ‪ .‬وعـن‬ ‫طريـق ذلـك‪ ،‬وصـل املشروع للمزيد‬ ‫مـن أوليـاء األمـور واألطفـال مـن كل‬ ‫مـن النَّازحين داخليـاً واملجتمعـات‬ ‫املضيفـة ّ‬ ‫مما عمل عىل زيـادة الوعي‬ ‫حـول النماء يف مراحـل الطفولـة‬ ‫املبكـرة وإسـهامات الدعـم النَّفسي‪-‬‬ ‫االجتامعـي يف حيـاة األطفـال‪ .‬غير‬ ‫إ ّنـه كان هنالـك عـدد مـن التحديات‬ ‫املرتبطـة بذلـك‪.‬‬

‫مؤسسة آغا خان‪ ،‬سوريا‬

‫أوالً‪ ،‬مل ميتلـك بعـض أوليـاء األمـور‬ ‫املهـارات الالزمـة لنقـل املعلومـات‬ ‫املشـمولة يف املـواد التدريبيـة‬ ‫وخاصـة املفهومـات الخاصـة‬ ‫بالتعليـم‪ .‬وباإلضافـة إىل ذلـك‪ ،‬مل‬ ‫يسيـن بالتدريـب‬ ‫يلتـزم جميـع ا ُمل ِّ‬ ‫التطوعـي بـدون حافز مـايل‪ .‬وثانيا‪ً،‬‬ ‫عقـد ا ُمل َي ّسرون جلسـات برنامج أنا‬ ‫وطفلي يف األزمـات يف املـدارس إ َّال‬ ‫أ َّنـه مل تكـن جميع املـدارس لتمتلك‬ ‫املسـتلزمات الرضوريـة مثـل جهـاز‬ ‫العـرض والكهربـاء والتدفئـة‪ .‬وثالثاً‪،‬‬ ‫قدّ مـت املـواد التدريبيـة خصائـص‬ ‫جلسة للقراءة مع األطفال ألولياء األمور وأطفالهم‪.‬‬ ‫الطفولـة املبكـرة لـكل األعمار‬ ‫وصـوالً إىل سـن الثامنـة‪ ،‬غير ّ‬ ‫إن أوليـاء األمـور لألطفـال يف ومنـذ تأسيسـه‪ ،‬واجـه املشروع تحديـات رئيسـية أخـرى مبـا‬ ‫الفئـة العمريـة (‪ )12–6‬وجـدوا النقاشـات حـول منـاء دماغ فيهـا غيـاب مشـاركة اآلبـاء‪ .‬ويعـود ذلـك لعـدّ ة عوامـل منهـا‬ ‫االقتنـاع ّ‬ ‫بـأن العنايـة بالطفل هـي من مسـؤوليات األم وحدها‬ ‫الرضيـع أمـراً غير ذي صلـة باهتامماتهـم‪.‬‬ ‫والغيـاب املـادي لآلبـاء إذ يقاتـل كثير منهـم يف الحـرب التـي‬ ‫وتبعـاً لذلـك‪ُ ،‬ب ِّس َ‬ ‫ـط محتـوى املشروع ودُ ِّر َب ا ُمل َي ِّسرون قتـل فيهـا كثير مـن اآلبـاء وأيضـاً بسـبب الضغـط املتزايد عىل‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫على إيصـال املواضيـع املتعلقـة بالفئـة العمريـة ‪ 12–6‬الرجـال للعمـل نظـرا لتدهـور الوضع املـايل‪ .‬وقدّ مت جلسـات‬ ‫يسين‬ ‫بينما اسـتُه ِد َفت حاجـات األطفـال األصغـر سـناً مـن خلال برنامـج أنـا وطفلي يف األزمات عـن طريق أزواج مـن ا ُمل ِّ‬ ‫وانصـب املزيد املتزوجين وذلك لتشـجيع أوليـاء األمور عىل املشـاركة كأزواج‪،‬‬ ‫مبـادرات مختلفـة لشـبكة آغا خـان للتنمية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫مـن الرتكيـز على اسـتخدام النَّشـاطات التفاعليـة مـن أجـل بيـد أن غيـاب مشـاركة اآلبـاء مـا زال مسـتمراً‪ .‬ففـي الفترة ما‬ ‫تقديـم الدعـم النَّفيس‪-‬االجتامعـي لكل من األطفـال وأولياء بين عامـي ‪ 2014‬و ‪ ،2018‬شـارك ألفـان و ‪ 216‬مـن أوليـاء‬ ‫األمـور‪ .‬وسـاعد املشروع أوليـاء األمور عىل تعزيـز معرفتهم األمـور‪ ،‬مل يـزد عـدد اآلبـاء الذكـور منهـم عىل ‪ 131‬شـخصاً‪.‬‬ ‫بالنماء يف مراحـل الطفولـة املبكرة وأهمية الدعـم النَّفيس‪-‬‬ ‫االجتامعـي وكيفيـة وضـع املفاهيم املتعلقة بهما يف موضع التح ّرك نحو التعايف‬ ‫التنفيـذ مثـل السماح للطفـل بالبـكاء إذا مـا كان حزينـاً مـع انخفـاض حـدّ ة النـزاع املسـ ّلح خلال عـام ‪ ،2018‬أصبـح‬ ‫وبنـاء قنـوات تواصـل مـع أطفالهـم مثـل اسـتخدام ُطـ ُرق ُي َ‬ ‫نظـ ُر إىل اسـم املشروع ‘أنـا وطفلي يف األزمـات’ على أ ّنـه‬ ‫مرتبـط مبرحلـة سـابقة وصعبـة للغايـة مـن األزمـة‪ .‬وبالتـايل‪،‬‬ ‫التأديـب اإليجـايب‪.‬‬

‫‪9‬‬


‫‪10‬‬

‫‪10‬‬

‫التَّعليم‪ :‬الحاجات والحقوق والوصول إليه يف أوضاع التَّهجري‬ ‫‪www.fmreview.org/ar/education-displacement‬‬

‫نرشة الهجرة القرسية ‪60‬‬ ‫مارس‪/‬آذار ‪2019‬‬

‫ممن اسـتخدموا‬ ‫ُأعيـ َد النظـر مبحتـوى برنامـج أنـا وطفلي يف األزمـات بغيـة خلال النظـر إىل تجـارب الفاعلني حـول العامل ّ‬ ‫تكييفـه مـع مرحلـة التعـايف (رغم أ ّنـه يجب أن ال ننسى أ ّنه ما الحوافـز الغذائيـة أو النقديـة ّأن هـذا النهـج جديـر باالعتبـار‪.‬‬ ‫زال ّمثـة حاجـة جد ّيـة لتقديـم الدعـم النَّفيس‪-‬االجتامعي لكل‬ ‫وح ِّو َل ومـن الخيـارات األخـرى التـي ميكن استكشـافها هي اسـتخدام‬ ‫مـن النَّازحني داخليـ ًا والعائديـن واملجتمعات املضيفـة) ُ‬ ‫ّ‬ ‫املشروع إىل برنامـج القـراءة مـع األطفـال‪.‬‬ ‫التكنولوجيـا النقالـة والتطبيقـات لتيسير وصـول أوليـاء‬ ‫األمـور إىل منتجـات النماء يف مراحـل الطفولـة املبكـرة‪ .‬فكما‬ ‫ويهـدف مشروع القـراءة مـع األطفـال إىل زيـادة وعـي أوليـاء ُذكـ َر سـابقاً‪ ،‬ال يقـدر الكثير مـن أوليـاء األمـور وخاصـة اآلبـاء‬ ‫األمـور حـول دور القـراءة يف تطويـر املهـارات اللغويـة للطفل حضـور الجلسـات بسـبب التزامـات العمـل‪ .‬لـذا ميكـن لتوفري‬ ‫وأهميـة توطيـد عـادات القـراءة كجـزء مـن الروتين اليومـي املنصـات املتحركـة أو اسـتخدام تلـك األكثر شـيوعاً مثل واتس‬ ‫لألطفـال‪ ،‬كما يغطـي مواضيـع متعلقـة بالدعـم النفسي‪ -‬آب وفيسـبوك أن يسـهم يف تحسين التغطيـة والوصـول‪ .‬فعىل‬ ‫االجتامعـي لـكل مـن أوليـاء األمـور واألطفـال مبـا يف ذلـك سـبيل املثـال‪ :‬ميكـن للتطبيقـات املجانيـة أن توفـر فيديوهات‬ ‫التأديـب اإليجـايب‪ .‬ويو ّفـر املشروع ‪ 15‬كتابـاً قصصيـاً ألوليـاء التع ّلـم ورسـائل التوعيـة ومجموعـات فعالـة للنقاشـات‪،‬‬ ‫األمـور ميكنهـم اسـتعارتها وقراءتهـا ألطفالهـم أو مـع أطفالهم كما تتيـح صفحـات الفيسـبوك لكـوادر الربنامـج فرصـة نشر‬ ‫يف البيـت‪.‬‬ ‫املواضيـع وتسـمح للقـ ّراء مناقشـة القضايـا وإثارة التسـاؤالت‪،‬‬ ‫وعىل الواتس آب‪ ،‬ميكن إرسـال رسـائل التوعيـة إىل مجموعات‬ ‫كما يسـاعد املشروع أوليـاء األمـور على تحضير أطفالهـم املشـاركني الذيـن ميكنهـم متريرهـا إىل غريهـم كما ميكـن‬ ‫للمدرسـة نفسـياً مـن خلال روزنامـة أنـا مسـتعد للمدرسـة االتفـاق مـع مـزودي الخدمـات املتنقلـة املحليين على إرسـال‬ ‫زج كل مـن أولياء األمور رسـائل نص ّيـة حـول النماء يف مراحـل الطفولـة املبكـرة لتصـل‬ ‫والتـي يصدرهـا املشروع باإلضافة إىل ّ‬ ‫واملعلمين واألطفـال يف النَّشـاطات التفاعليـة خلال األسـبوع إىل كل مـن يعيـش يف منطقـة محـددة‪( .‬تسـتخدم مؤسسـة‬ ‫األول مـن املدرسـة لكي يشـعر األطفـال باألمـان ولِيألفـوا كل آغـا خـان باألصـل الرسـائل النص ّيـة كجـزء مـن حملتهـا حـول‬ ‫مـن البيئـات الجديدة واملعلمين‪ .‬ويف الفرتة ما بين مارس‪/‬آذار التوعيـة الصح ّيـة‪ ).‬وميكـن ملثل هذه املبـادرات أن تجد تطبيقاً‬ ‫ً‬ ‫و أغسـطس‪/‬آب مـن عـام ‪ ,2018‬شـارك ‪375‬‬ ‫طفلا و‪ 323‬مـن جيـداً يف السـياق السـوريّ ‪ ،‬نظـراً المتلاك عـدد كبير من األرس‬ ‫ّ‬ ‫أوليـاء األمـور يف برنامـج القـراءة مـع األطفـال على الرغـم من لألجهـزة النقالـة‪.‬‬ ‫بقـاء مشـاركة اآلبـاء منخفضـة‪.‬‬ ‫كما تعمـل شـبكة آغـا خـان للتنميـة حاليـاً مـع الحكومـة‬ ‫التحديات و الخيارات‬ ‫والفاعلين غير الحكوميين لتأسـيس إطـار عمل وطنـي لتنمية‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ملحـا‪ .‬إذ إن معـدالت الطفولـة املبكـرة‪ .‬ويعـود نجـاح برامـج الدعـم النَّفسي‪-‬‬ ‫كان ضمان الحضـور املسـتمر تحديـا ّ‬ ‫حضـور كل مـن أوليـاء األمـور وا ُمل َي ّسيـن يف‬ ‫برنامجـي أنـا االجتامعـي لألطفـال يف منطقـة السـلمية خلال األزمـة إىل‬ ‫َ‬ ‫وطفلي يف األزمـات والقـراءة مـع األطفـال مل تكن ثابتـة‪ .‬وليك حقيقـة ّأن برامـج النماء يف مراحـل الطفولـة املبكـرة كانـت‬ ‫تتحسـن املشـاركة يف‬ ‫الربنامجين يف السـياقات التـي تضاءلـت راسـخة يف هـذه املنطقـة قبـل األزمـة‪ .‬فبالنسـبة للمجتمعـات‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫فيهـا مـوارد النـاس املاليـة‪ ،‬يـوىص بشـدّ ة بتقديـم الحوافـز‪ .‬املعرضـة للنِّـزاع وما يتبعه مـن التحديات التـي تتعلق بالصحة‬ ‫وميكـن لنـوع الحافـز ا ُمل َقـدَم أن ُيسـتخدَم جنبـاً إىل جنـب مع العقليـة‪ ،‬ميكـن لربامـج النماء يف مراحـل الطفولـة املبكرة عىل‬ ‫الربامـج اإلنسـانية األخـرى كما ميكـن أن تكـون قامئـة على األقـل أن توفـر البنيـة التحتيـة التـي ميكـن لربامـج الصحـة‬ ‫الحاجـات ومالمئـة للسـياق سـواء أكانـت نقـداً أو قسـائم أو العقليـة والدعـم النّفيس‪-‬االجتامعـي أن تبنـي عليهـا الحقـاً‪،‬‬ ‫مـواد غذائيـة أو غير غذائيـة (مثيـل أدوات الغسـيل ومواجهة وذلـك مـن أجـل التخفيـف مـن اضطرابـات الصحـة العقل ّيـة‬ ‫الشـتاء) أو سلال صديقـة للطفـل (تشـمل عىل كتـب قصص ّية ومواجهتهـا مبـا يشـمل بدايـة الصدمـات الحـادة‪.‬‬ ‫ومكمالت غذائية)‪ .‬إذ َّ‬ ‫إن تقديم‬ ‫ومالبـس داخلية وزي مـدريس‬ ‫ّ‬ ‫الحوافـز منـذ بدايـة املشروع (بـدالً مـن منتصـف الطريـق) فاطمة ُّ‬ ‫خضور ‪fatima.khaddour89@gmail.com‬‬ ‫مسؤولة املرشوعات‪ ،‬مؤسسة آغا خان‪ ،‬سوريا ‪www.akdn.org‬‬ ‫سـوف يسـاعد على ضمان تقديـم الدعـم النَّفيس‪-‬االجتامعـي‬ ‫والنماء يف مراحـل الطفولـة املبكرة من الـوالدة وحتى الطفولة ‪ .1‬تذكر املعايري الدنيا للشكة العاملية لوكاالت التعليم يف حاالت الطوارئ املستوى األدىن‬ ‫لجودة التعليم والوصول إليه يف حاالت الطوارئ من خالل التعايف وعرض أفضل املامرسات‬ ‫ومـا بعدهـا‪ .‬ومـع َّأن شـبكة آغـا خـان للتنميـة يف سـوريا مل‬ ‫يف تلبية الحقوق التعليمية وحاجات املتأثرين بالكوارث واألزمات‪.‬‬ ‫تطبـق النهـج القائـم على الحوافـز غير أ ّنـه يبـدو جليـاً مـن ‪www.ineesite.org/ar/minimum-standards-ar‬‬


‫نرشة الهجرة القرسية ‪60‬‬

‫التَّعليم‪ :‬الحاجات والحقوق والوصول إليه يف أوضاع التَّهجري‬

‫مارس‪/‬آذار ‪2019‬‬

‫‪11‬‬

‫‪www.fmreview.org/ar/education-displacement‬‬

‫املساواة يف الجندر يف التَّعليم يف حاالت الطوارئ‬

‫إفرسن وإلسا ُأسرتغارد‬ ‫إيفا ِ‬

‫ُت ِّ ُ‬ ‫بي الدالئل َّأن املقاربة املراعية للفروق يف الجندر تخ ِّفف األخطار املحتملة التي تحيط بالفتيات والفتيان‬ ‫يف األزمات والتَّهجري‪.‬‬

‫حصل‬ ‫نجـزَت كثــر مــن األعــال الجليلــة يف جميــع العــامل لــي ُت ِّ‬ ‫ُأ ِ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫الفتيــات والفتيــان حقهــم يف التعليــم‪ .‬إال أن األزمــة حــن تحدث‬ ‫أوعندمــا َت ُحـ ُّ‬ ‫ـل كارثــة أو يضطـ ُّر النــاس إىل الفـرار مــن بيوتهــم‬ ‫تتعــرض تلــك األعــال الجليلــة للخطــر‪ .‬ويصعــب الحصــول عىل‬ ‫املهجريــن‪،‬‬ ‫البيانــات اإلحصائيــة لِ َمــن يصــل إىل التعليــم مــن َّ‬ ‫واملعلومــات اإلحصائيــة املصنَّفــة عــى حســب الجنــدر نـ ٌ‬ ‫ـادرة‬ ‫عزيــزة املنــال‪ .‬ففــي جنــوب الســودان‪ ،‬مثــ ًا‪ ،‬التــي َّ‬ ‫تــررت‬ ‫ســنوات كثــرات مــن الحــرب والنِّــزاع العنيــف والتَّهجــر‪،‬‬ ‫ُق ـ ِّد َر فيهــا َّأن نســبة ‪ 75‬باملئــة مــن الفتيــات غــر متســجالت‬ ‫ـر حــاالت الطــوارئ ديناميــات‬ ‫يف التعليــم األســايس‪ 1.‬وقــد ُتغـ ِّ‬ ‫الجنــدر الحاليــة حيــث تكــون‪ ،‬وتؤثــر يف الفتيــان والفتيــات‬ ‫تأثـراً مختلفـاً‪ ،‬ولكــنَّ ال ِّنـزاع يعــزز غالبـاً املع ِّوقــات عــن التعليم‬ ‫التــي يغلــب عليهــا تعزيــز الفــوارق يف الجنــدر‪ .‬وقــد ع َّي َنـ ْ‬ ‫ـت‬ ‫شــيئاً مــن هــذه املع ِّوقــات دالئـ ٌـل يف برنامــج التعليــم يف حــاالت‬ ‫الطــوارئ الــذي وضعتــه منظمــة أوكســفام (‪،)Oxfam IBIS‬‬ ‫وهــو برنامــج قائــم عــى إطــار عمــلٍ ُتح َّل ُ‬ ‫ــل فيــه مع ِّوقــات‬ ‫املســاواة يف الجنــدر وتعالــج‪ 2،‬ومــن هــذه املع ِّوقــات مــا يــي‪:‬‬

‫التنميــط الجنــدري وبخــس تعليــم الفتيــات ح َّقــه‪ :‬جــرت‬ ‫العــادة عــى ْأن يكــون الرجــال هــم ا ُمل ِعيلــون‪ ،‬أ َّمــا النســاء‬ ‫فأ َّمهــات وزوجــات ولذلــك عُ ــدَّ تعليمهــنَّ َّ‬ ‫أقــل أهميــة مــن‬ ‫ً‬ ‫يتحســن تدريج ـا مــن حيــث‬ ‫تعليــم الرجــال‪ .‬ومــع َّأن الحــال َّ‬ ‫رفــع درجــة املســاواة يف الجنــدر يف التعليــم‪ ،‬فقــد نفقــد أحيانـاً‬ ‫يف األزمــات والتَّهجــر َّ‬ ‫ــن يف األحــوال‬ ‫تحس ٍ‬ ‫كل مــا تح َّقــق مــن ُّ‬ ‫َ‬ ‫ـب جهــود االســتجابة‬ ‫نصـ ُّ‬ ‫املســتقرة؛ ففــي األزمــات والتَّهجــر ت َ‬ ‫عــى مجــاالت أخــرى‪ ،‬أي يصعــب تحقيــق تقديــم التعليــم عــى‬ ‫غــره مــن املجــاالت‪ .‬وحــن يــؤىت بالتعليــم يف حــاالت الطــوارئ‬ ‫يصعــب غالبـاً إيجــاد املــوارد التــي ُت ِعـ ُن عــى دميومــة الجهــود‬ ‫واملبــادرات التــي غايتهــا رفــع درجــة املســاواة يف الجنــدر التــي‬ ‫تجريهــا الــدول واملنظــات غــر الحكوميــة‪.‬‬ ‫التنميــط الجنــدري والعوامــل االقتصاديــة‪ :‬يغلــب عــى األرس‬ ‫الفقــرة عــاد ًة ْأن تقـ ِّدم تعليــم الفتيــان عــى تعليــم الفتيــات‪،‬‬ ‫ح َّتــى إ َّنهــا يف ال ِّنزاعــات يقـ ُّ‬ ‫ـل احتــال دعمهــا تعليمهــنَّ ‪ .‬وحني‬ ‫ـر الفتيــان والفتيــات عــى تــرك مدارســهم‬ ‫ُت َّ‬ ‫هجــر األرس قــد ُيجـ َ‬ ‫أو قــد يرتكونهــا ح َّتــى يعيلــوا أنفســهم أو أرسهــم فيخرجــون‬

‫إىل العمــل أو ُي َجــ ُّرون إىل ال ِبغــاء‪ ،‬أو يختــار الوالــدون‬ ‫والوالــدات لبناتهــم زوجـاً يف ســنٍّ مب ِّكــرة‪ .‬وقــد ب َّينــت دراســة‬ ‫حديثــة أجريــت يف مدينــة نيــال يف جنــوب الســودان ‪-‬وهــي‬ ‫مدينــة تقــع بالقــرب مــن مناطــق يحــدث فيهــا بعـ ُ‬ ‫ـض أكــر‬ ‫املعــارك قســو ًة يف ســنوات النــزاع الخمــس‪َّ -‬أن يف املدينــة‬ ‫اليــو َم معــدَّ ٌل مــن أعــى معــدَّالت الــزواج ا ُملب ِّكــر يف العــامل‪،‬‬ ‫إذ ‪ 71‬باملئــة مــن فتياتهــا قــد تز َّوجــن قبــل ْأن يبلغــن ســنَّ‬ ‫الثامنــة عــرة‪ ،‬وهــذا املعــدَّ ل أعــى بكثــر مــن املعــدَّ ل الــذي‬ ‫‪3‬‬ ‫كان يف البــاد قبــل ال ِّن ـزاع وهــو ‪ 45‬باملئــة‪.‬‬ ‫العنــف واألمــان‪ :‬تتعــرض الفتيــات والفتيــان‪ ،‬وخاصــ ًة‬ ‫الفتيــات‪ ،‬إىل احتــال خطــر التحــ ُّرش الجنــي والعنــف يف‬ ‫املــدارس ويف الطريــق إليهــا‪ ،‬وال ســ َّيام يف األزمــات‪ .‬ويزيــد‬ ‫احتــال الخطــر هــذا يف أحــوال ال ِّنـزاع‪ ،‬ســوا ٌء يف ذلــك ُطـ َّ‬ ‫ـا ُب‬ ‫املــدارس واألَ ْع ـدَا ُد الكبــرة للمقطــوع عليهــم ُس ـ ُبل الوصــول‬ ‫إىل التعليــم‪ .‬مــن ذلــك عــى ســبيل املثــال َّأن عنــد أكــر‬ ‫نــاس املجتمــع يف نيــال الذيــن ُأج ِر َيــت معهــم مقابــات َّأن‬ ‫النســاء والفتيــات يحيــط بهــنَّ َخ َطـ ُر العنــف الجنــي شــديدٌ ‪.‬‬ ‫وعندهــم أيضـاً َّأن هــذه املخاطــر زادت مــن جـ َّراء األزمــة إىل‬ ‫درجــة صــارت النســاء والفتيــات فيهــا ال تســتطعن الخــروج‬ ‫مــن بيوتهــنَّ لوحدهــنَّ أو الذهــاب إىل املدرســة مــن غــر‬ ‫مخاطــر‪.‬‬

‫الرتويج للمساواة يف الجندر‬

‫صحيــح َّأن مقاربــات تحقيق املســاواة يف الجنــدر يف التعليم يف‬ ‫ـي جوهر َّيـاً‪،‬‬ ‫ـي هـ َ‬ ‫حــاالت الطــوارئ ويف الحــاالت املســتقرة هـ َ‬ ‫لكــنْ ال بــدَّ مــن جهــود منــارصة لــي ُتــد ِر َج كل الجهــات‬ ‫الفاعلــة ضمــن حــاالت الطــوارئ مراعــاة الفــروق يف الجنــدر‬ ‫يف برامجهــم التعليميــة‪ ،‬ولــي تو ِّفــر الســلطات واملانحــون مــا‬ ‫ُّ‬ ‫التدخــات عــى‬ ‫ُيح َتــاج إليــه مــن متويــل‪ .‬ويجــب ْأن ُتب َنــى‬ ‫تحليــلٍ عــى أســاس الجنــدر أ َّو ٍّيل ملــا ترتكــه األزمــة مــن أثـ ٍر يف‬ ‫األطفــال والشــباب ذكورهــم وإناثهــم‪ ،‬وعــى تعيــن املخاطــر‬ ‫املحــدَّ دة التــي يتعرضــون لهــا وأيِّ مع ِّوقــات تحــول بينهــم‬ ‫ـم ْأن تنظــر الجهــات الفاعلــة‪،‬‬ ‫وبــن التعليــم واألمــان‪ 4.‬واملهـ ِّ‬ ‫ومــن بينهــا الســلطات املحليــة والدوليــة واملنظــات الدوليــة‬ ‫ُّ‬ ‫التدخــات اآلتيــة‪:‬‬ ‫وغــر الحكوميــة‪ ،‬مل َّي ـاً يف‬

‫‪11‬‬


‫‪12‬‬

‫‪12‬‬

‫التَّعليم‪ :‬الحاجات والحقوق والوصول إليه يف أوضاع التَّهجري‬ ‫‪www.fmreview.org/ar/education-displacement‬‬

‫تغيــر التنميــط الجنــدري‪ :‬ينبغــي للتدخــات التَّعليميــة‬ ‫تتضمــن‬ ‫هجــرة ْأن‬ ‫يف املجتمعــات املتأثــرة باألزمــات أو ا ُمل َّ‬ ‫َّ‬ ‫تحســيس أوليــاء األمــور أهميــ َة التعليــم للفتيــان والفتيــات‬ ‫عــى الســواء يف األزمــات‪ْ ،‬‬ ‫وأن ُيــ ُروا ُســ ُبل حاميــة التعليــم‬ ‫أطفالَهــم وأ َّنــه يرفــع درجــة املســاواة يف الجنــدر‪ ،‬وأ َّنــه أيض ـاً‬ ‫اســتثامر يف مســتقبل أحســن تكــر فيــه املســاواة يف الجنــدر‪.‬‬ ‫ولتحقيــق املســاواة يف الوصــول إىل التعليــم ينبغــي للمع ِّلمــن‬ ‫أن ُيد َّربــوا عــى ُسـ ُبل رفــع درجــة املســاواة يف الجنــدر واألمــان‬ ‫يف الصفــوف املدرســية‪ ،‬وينبغــي إرشاك املع ِّلــات ل َي ُكــنَّ قــدو ًة‬ ‫صالحــة ومنــارصات لتعليــم الفتيــات‪ .‬مثــال ذلــك أ َّنــه يف برنامــج‬ ‫ـر ع ألطفــال مــن جنــوب الســودان تقــع أعامرهــم‬ ‫للتَّعلــم املـ َّ‬ ‫بــن ‪ 12‬و‪ 18‬ســنة ومل َّ‬ ‫يتمكنــوا مــن ُ‬ ‫قبــل مــن ْأن يصلــوا إىل‬ ‫التعليــم بســبب األزمــة‪ ،‬كانــت املع ِّلــات فيــه منــارصات بشــدَّ ة‬ ‫لتســجيل اإلنــاث وإلجــراء أنشــطة تســاعد البنــات عــى ْأن‬ ‫يســتم َّر تعليمهــنَّ ‪ ،‬ولتوفــر مجموعــة أدوات النظافــة الشــخصية‬ ‫‪5‬‬ ‫أ َّيــام الحيــض ودورات ميــاه مخصصــة لهــنَّ ‪.‬‬

‫نرشة الهجرة القرسية ‪60‬‬ ‫مارس‪/‬آذار ‪2019‬‬

‫االجتامعــي لألطفــال املتأثريــن بالعنــف الجنــدري أو بالتوتــر‬ ‫الــذي لــه صلــه بالنِّــزاع‪ .‬وميكــن للربامــج املراعيــة لحساســية‬ ‫النزاعــات أيضـاً ْأن ُتق ِّلــل العنــف الجنــدري‪ .‬ولكــنْ لــن يحــدث‬ ‫كل ذلــك إال بــإرشاك اإلدارات املدرســية وجمعيــات أوليــاء‬ ‫األمــور واملع ِّلمــن‪ ،‬وبتوعيــة أوليــاء األمــور واملجتمعــات املحليــة‬ ‫وإنشــاء أنظمــة حاميــة وآليــات إبــاغ عــن االنتهــاكات ووضــع‬ ‫مد َّونــات لقواعــد ســلوك املع ِّلمــن وموظفــي املــدارس‪ .‬ففــي‬ ‫املــرع يف جنــوب الســودان‪ ،‬مثــ ًا‪ ،‬كانــت‬ ‫برنامــج التَّعلــم‬ ‫َّ‬ ‫صلــة أوليــاء األمــور باملع َّلمــن َح َر َســاً يف الصفــوف املدرســية‬ ‫َي َنـ ُـع الشــباب مــن ْأن يكونــوا فاعــي االعتــداءات االنتقاميــة أو‬ ‫ضحايــا تلــك االعتــداءات‪.‬‬ ‫ُيض َّيــق يف األزمــات عــى املســاواة يف الجنــدر‪ .‬إال َّأن توفــر‬ ‫التعليــم املراعــي للفــروق يف الجنــدر يف حــاالت الطــوارئ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫مجديــة لحاميــة الفتيــان والفتيــات عــى الســواء‬ ‫طريقــة‬ ‫ُ‬ ‫مــن املخاطــر الشــديدة‪ ،‬وإلتاحــة فــ َر ٍص لهــم يصوغــون بهــا‬ ‫مســتقبلهم مــن جديــد‪.‬‬

‫معالجــة املع ِّوقــات االقتصاديــة‪ :‬يوجــد طــرق مختلفة ملســاعدة‬ ‫املهجــرة عــى إرســال أطفالهــا إىل‬ ‫األرس املتأثــرة بالنـزاع أو األرس َّ‬ ‫املدرســة حتَّــى لــو كانــت يف حــال ق َّلــت فيهــا ُســ ُبل عيشــها مستشارة‬ ‫أو َدخْ ِل َهــا مــن ج ـ َّراء حــاالت الطــوارئ‪ .‬وقــد يكــون مــن هــذه‬ ‫ُ‬ ‫باملجــان (مــع إدراك إلسا أسرتغارد ‪eos@oxfamibis.dk‬‬ ‫الطــرق توفــر وجبــات طعــام مدرســية َّ‬ ‫َّأن انعــدام األمــن الغــذايئ يؤثــر يف النســاء والفتيــات خاص ـ ًة)‪ ،‬مستشارة تعليم رئيسية يف منظمة أوكسفام إيبس‬ ‫باملجــان‪ ،‬وتيســر الوصــول إىل برامــج ‪https://oxfamibis.org/educationglobal‬‬ ‫وتوفــر مــواد التَّعلــم َّ‬ ‫القــروض الصغــرى‪ .‬وهــذا الدعــم ذو أهميــة خاص ـ ً‬ ‫ـباب‬ ‫ـ‬ ‫للش‬ ‫ة‬ ‫‪UNESCO (2018) Global Initiative on Out of School Children: South . 1‬‬ ‫واملراهقــن الذيــن قــد يضطـ ُّرون إىل إعالــة أنفســهم يف األزمــات ‪Sudan Country Study‬‬ ‫وقــد يحتاجــون إىل دعــم اقتصــادي مــع تدريــب يكســبهم (املبادرة العاملية لألطفال الواقعني خارج اإلطار املدريس‪ :‬دراسة ُقط ِريَّة لجنوب السودان)‬ ‫‪bit.ly/UNESCO-SouthSudan-2018‬‬ ‫املهــارات وعــونٍ عــى تهيئــة ُسـ ُبل عيــش كريــم‪ .‬وقــد الحظــت‬ ‫‪Oxfam IBIS (2017) Education and Gender Equality Concept Paper .2‬‬ ‫فتيــات مراهقــات مــن اللــوايت أجريــت مقابــات معهــنَّ يف (التعليم واملساواة يف الجندر) ‪bit.ly/OxfamIBIS-education-gender-2017‬‬ ‫وأرشن ‪Oxfam (2019) Born to Be Married. Addressing child, early and forced .3‬‬ ‫َ‬ ‫دراســة نيــال َّأن الفقــر معـ ِّوق لتعليــم الفتيــات خاصـ ًة‪،‬‬ ‫‪marriage in Nyal, South Sudan, Oxfam Research Report‬‬ ‫إىل َّأن الحوافــز املاليــة قــد ُت ِعــن الفتيــات عــى بقائهــنَّ يف‬ ‫(ولدن للزواج‪ .‬التصدي للزواج القرسي واملبكر وزواج األطفال يف نيال يف جنوب السودان)‬ ‫املدرســة‪ .‬و ُت ِّ‬ ‫بــن تقييــات برنامــج تعليــم فتيــات جنــوب ‪bit.ly/Oxfam-Born-to-be-Married-2019‬‬ ‫ُ‬ ‫عط َيتهــا الفتيــات ‪See INEE (2010) Gender Equality in and Through through Education: .4‬‬ ‫الســودان َّأن التحويــات النقديــة التــي أ ِ‬ ‫‪INEE Pocket Guide to Gender,‬‬ ‫مبــارشة إلعانتهــنَّ عــى الوصــول إىل التعليــم وتخفيــف الفقــر‬ ‫(املساواة بني الجنسني يف التعليم وخالل مراحله وتحقيق املساواة من خالل التعليم‪:‬‬ ‫يف بيوتهــنَّ ويف املجتمــع الــذي هــنَّ فيــه قــد ســاعدتهنَّ عــى دليل الجيب للجندر من آيني) وذلك املرجع يُفنِّد الحجة التي يذكرها البعض من َّأن‬ ‫وحســنت مــن مواظبتهــنَّ عليهــا‪ .‬التعليم املستجيب للجندر يف حاالت الطوارئ من الرفاهيات وميكن تأجيله ملرحلة الحقة‪.‬‬ ‫البقــاء يف املدرســة مــد ًة أطــول َّ‬ ‫إفرسن ‪evaiversen.consult@gmail.com‬‬ ‫إيفا ِ‬

‫إذهــاب العنــف وتحقيــق األمــان‪ :‬ينبغــي ا ِّتخــاذ تدابــر‬ ‫مخصوصــة ملكافحــة العنــف والتحــرش الجندر َّيــان يف داخــل‬ ‫املدرســة وخارجهــا‪ ،‬ومــن هــذه التدابــر تأمــن الطــرق التــي‬ ‫يســلكها الطــاب للذهــاب إىل املدرســة وفصــل مراحيــض‬ ‫الفتيــات مــن مراحيــض الفتيــان وتوفــر الدعــم النفســاين‬

‫(املساواة بني الجنسني يف التعليم وخالل مراحله وتحقيق املساواة من خالل التعليم‪:‬‬ ‫دليل الجيب للجندر من آيني) ‪bit.ly/INEE-EiE-Pocket-Guide-gender-AR‬‬ ‫‪Nicholson S (2018) Evaluation of Oxfam’s Accelerated Education .5‬‬ ‫‪Programme in Greater Ganyliel, South Sudan 2014–2018 Against Global‬‬ ‫‪Best Practice‬‬ ‫رسع يف غالينييل الكربى‪ ،‬جنوب السودان ‪2018-2014‬‬ ‫(تقييم برنامج أوكسفام للتعليم ا ُمل َّ‬ ‫عىل ضوء املامرسة العاملية الفضىل) ‪bit.ly/OxfamIBIS-ALP-SouthSudan-2018‬‬


‫نرشة الهجرة القرسية ‪60‬‬

‫التَّعليم‪ :‬الحاجات والحقوق والوصول إليه يف أوضاع التَّهجري‬

‫مارس‪/‬آذار ‪2019‬‬

‫‪13‬‬

‫‪www.fmreview.org/ar/education-displacement‬‬

‫كرس حاجز الصمت‪ :‬اإلرغام عىل الجنس واإلساءة الجنسية يف التعليم ما بعد ال ّنزاع‬

‫صويف براي‪-‬واتكينز‬

‫ُت ِّ‬ ‫وضح التحارب يف جمهورية أفريقيا الوسطى َّأن الجهود العاملية التي ترمي إىل رفع أعداد األطفال‬ ‫امللتحقني يف املدرسة خاصة يف املناطق املتأثرة بال ِّنزاع وفيام يخص األطفال النَّازحني يجب َّأن تبذل مزيداً‬ ‫من االهتامم لناحيتي السالمة واملساءلة‪.‬‬ ‫حــال التعليــم يف كثــر مــن البلــدان التــي تصيبهــا الحــروب‬ ‫ٌ‬ ‫رديئــة مــن قبــل ْأن يندلــع النِّــزاع يف تلــك البلــدان‪ ،‬فــرى‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫فيهــا نقصــا يف املــواد واملــوارد وملئــا للصفــوف الدراســية‬ ‫الســعة ورداء ًة يف جــودة التدريــس‪ .‬ولَســوف يزيــد‬ ‫فــوق َّ‬ ‫ال ِّن ـزاعُ الحـ َ‬ ‫ـال ســوءاً ف ُيص ـدِّع التعليــم املحــدود أص ـ ًا أو ُقـ ْ‬ ‫ـل‬ ‫فربــا ُن ِه َبــت املــدارس أو تـ َّ‬ ‫ـررت أو شــغلها نــازح‪،‬‬ ‫فســدُ ه‪َّ .‬‬ ‫ُي ِ‬ ‫ِّ‬ ‫ُّ‬ ‫وربــا فـ َّر املعلمــون أو أصيبــوا بــرر أو قتلــوا‪ ،‬وكل هــذا يف‬ ‫َّ‬ ‫ظـ ِّ‬ ‫ـل عنــف مــزداد ونظــام ُدوَلٍ مختــل وظيف َّي ـاً‪ .‬وبــن هــذا‬ ‫وذاك نــرى َّأن مصاعــب إعــادة التعليــم إىل مقامــه يف بلــدان‬ ‫كهــذه عظيمـ ٌـة‪.‬‬ ‫أضــف إىل ذلــك َّأن تأمــن األطفــال حيــث يوجــد التعليــم‬ ‫مــا زال أمــراً صعبــاً‪ ،‬إذ ُيقا ِبــل األطفــال مخاطــر متعــددة‪،‬‬ ‫مثــل الطــرق الخطــرة التــي يســلكونها ليذهبــوا إىل املدرســة‪،‬‬ ‫وازديــاد احتــال تع ُّرضهــم للعنــف البــدين والجنــي‬ ‫والجنــدري مــن جامعــات مســلحة أو مــن أنــاس يف املجتمــع‬ ‫الــذي يعيــش األطفــال فيــه‪ ،‬ولعنــف األقــران يف داخــل‬ ‫املدرســة‪ .‬فــا بــدَّ مــن ْأن ُي َ‬ ‫نظــر يف هــذه املســائل مل َّيــاً يف‬ ‫الســياق الــذي تحــدث فيــه كلــه‪ ،‬ذلــك الســياق الــذي يقبــل‬ ‫املجتمــع فيــه العقوبــة البدنيــة وكثــراً مــا ُي ـ َرى فيــه تع ـ ُّرض‬ ‫النســاء والبنــات للعنــف الجنــي أمــراً طبيعيــاً‪.‬‬

‫َم ْسأ َل ٌة َم ْكتُو َم ٌة‬

‫مــن صــور العنــف واإلســاءة التــي تصيــب األطفــال يف املدارس‬ ‫أيضــاً ويبقــى فعلهــا مكتومــاً االنتهــاك واإلكــراه الجنســيان‬ ‫اللــذان يرتكبهــا فــرد أو أكــر مــن الهيئــة التعليميــة‪ .‬فهنــاك‬ ‫‘الجنــس مثــن العالمــات’ أو ‘العالمــات املنقولة جنسـ َّياً’‬ ‫عبــارة ِّ‬ ‫كــا يقولهــا األطفــال يف كثــر مــن األماكــن‪ ،‬وهــي تشــر إىل‬ ‫املع ِّلمــن الذيــن يطلبــون إىل األطفــال أن يفعلــوا أفعــاالً‬ ‫ـام واجبــة أص ـ ًا عــى املعلمــن‪ ،‬ومــن ذلــك‬ ‫جنس ـ َّية مثن ـاً ملهـ ٍ‬ ‫تصحيــح الوظائــف البيتيــة أو منــح األطفــال العالمــات التــي‬ ‫ــب يف بعــض األحيــان‬ ‫يحتاجــون إليهــا لــي يتف َّوقــوا‪ .‬و ُيط َل ُ‬ ‫مــن األطفــال املــال مثن ـاً لهــذه املهــام التدريســية األساســية‪،‬‬ ‫ـب منهــم أشــياء أخــرى‬ ‫فــإن مل يقــدروا عــى دفــع املــال ُي ْط َلـ ُ‬ ‫ـل محـ َّ‬ ‫َت ُحـ َّ‬ ‫ـل إســهاماتهم املال َّيــة أال وهــي الخدمــات الجنسـ َّية‪.‬‬

‫ومــا انف َّكــت منظمــة طفــل الحــرب الخري َّيــة يف اململكــة املتحــدة‬ ‫(‪ )War Child UK‬منــذ عــام ‪ 2016‬تدعــم األطفــال يف بانغــي‬ ‫بجمهوريــة أفريقيــا الوســطى‪ ،‬يف حملــة عــى رضوب اإلســاءة‬ ‫هــذه التــي تحــدث يف املــدارس‪ .‬وأجــرت جامعــة مــن األطفــال‬ ‫ـروع منــارص للشــاب‬ ‫بحث ـاً هــم أصحابــه وذلــك مــن خــال مـ ٍ‬ ‫اســمه فويسـ ُـمور (‪ ،1)VoiceMore‬وكانــت ع ِّينــة هــذا البحــث‬ ‫تالميــذ مــن عــرة مــدارس حكوميــة مختلفــة‪ ،‬فوجــد أصحــاب‬ ‫البحــث َّأن كثـراً مــن األطفــال الذيــن أبلغــوا عــن حــوادث مــن‬ ‫هــذا النــوع‪ ،‬شــاع ْأن هُ ـدِّدوا ُوأ ِصي ُبــوا بســو ٍء وتركــوا املدرســة‬ ‫نتيجـ ًة لإلبالغ‪2.‬و ُتظ ِهــر نتيجــة البحــث تقاريــر أخــرى عــن حاالت‬ ‫وس ـ ِئ َل‬ ‫اإلســاءة الجنســية وفســاد األنظمــة املدرس ـ َّية يف أفريقيا‪ُ 3.‬‬ ‫أطفــال يف ليبرييــا عــا َم ‪ 2015‬يف برنامــج يــو ريبــورت‬ ‫(‪( )U-Report‬أنــت ُتب ِلــغ) الــذي تجريــه منظمــة األمــم املتحدة‬ ‫ـاف‬ ‫للطفولــة (اليونيســف) هنــاك ســؤاالً مل ُيتَّفــق عــى جــواب شـ ٍ‬ ‫لــه بعــد أال وهــو‪ :‬مــا هــي أكــر مخاوفكــم؟ فأجــاب ‪ 86‬باملائــة‬ ‫الجنــس مثــن العالمــات أكــر مخاوفنا‪4.‬ونــرت جامعــة‬ ‫منهــم‪ِّ :‬‬ ‫ماســريخت الهولند َّيــة يف عــام ‪ 2017‬تقريــراً عــن التعليــم‬ ‫يف جمهوريــة أفريقيــا الوســطى َو َص َ‬ ‫ــف اســتعامل الهيئــات‬ ‫َّ‬ ‫التعليميــة العنــف واإلكــراه والفســاد يف املــدارس بأنــه واســع‬ ‫ُ ‪5‬‬ ‫اصــل‪.‬‬ ‫االنتشــار هنــاك ُم َت َو ِ‬

‫ومــع أ َّنــه يوجــد حــاالت ُأب ِلـ َ‬ ‫ـغ عنهــا هنــا وهنــاك فقــد بقــي‬ ‫ً‬ ‫هــذا النــوع مــن اإلســاءة ُمغ َفـا يف النقاشــات التــي دارت حــول‬ ‫ــب يف املــدارس وحولهــا‪.‬‬ ‫أنــواع العنــف األخــرى التــي ُتر َت َك ُ‬ ‫قــرَ ِف هــذه الجرائــم ْأن يفلتــوا مــن العقــاب يف‬ ‫وميكــن ُمل ِ‬ ‫أغلــب الحــاالت يف األماكــن التــي تفتقــر إىل أنظمــة الحاميــة‬ ‫التــي تضعهــا الدولــة واملجتمــع‪ ،‬ومــن هــذه األماكــن جمهوريــة‬ ‫أفريقيــا الوســطى‪ .‬وقــد ســاعدت مبــادرات كمبــادرة إعــان‬ ‫املــدارس اآلمنــة‪ 6‬عــى وضــع معايــر ومبــادئ توجيهيــة لحاميــة‬ ‫التعليــم يف املناطــق املتأثــرة بالنِّــزاع‪ ،‬مثــل الهجــات عــى‬ ‫املــدارس‪ ،‬ولكــنَّ هــذه املعايــر واملبــادئ التوجيهيــة ال تشــمل‬ ‫مــا تقـ َّدم ذكــره مــن املســائل املحـ َّددة التــي لهــا صلــة بالحاميــة‬ ‫والتــي ميكــن أن يتَّســع انتشــارها داخــل املــدارس بســبب ال ِّنـزاع‪.‬‬ ‫والعوامــل التــي تــؤدي إىل هــذه الحــال وتزيدهــا ســوءاً كثــر ٌة‪،‬‬ ‫ومنهــا مــا يــي‪:‬‬

‫‪13‬‬


‫‪14‬‬

‫التَّعليم‪ :‬الحاجات والحقوق والوصول إليه يف أوضاع التَّهجري‬

‫‪14‬‬

‫نرشة الهجرة القرسية ‪60‬‬ ‫مارس‪/‬آذار ‪2019‬‬

‫‪www.fmreview.org/ar/education-displacement‬‬

‫قلــة املــال واملــوارد التــي ينبغــي ْأن ُتســتث َمر يف املــدارس ويف قطــاع االقتصــاد غــر الرســمي ليكســبوا مــا تطلبــه املدرســة مــن‬ ‫تدريــب املع ِّلمــن لتحســن جــودة التعليــم وتأمــن أمكنــة مــال‪ .‬ويــؤدِّي اســتمرار اإلســاءة والفســاد يف األنظمــة املدرس ـ َّية‬ ‫وجــوده‬ ‫ـاض يف مع ـدَّالت متابعــة الطــاب‬ ‫عــى املــدى الطويــل إىل انخفـ ٍ‬ ‫دراســتهم‪ ،‬و ُيـ ُّ‬ ‫ـر النجــاح الــدرايس ألجيــال مــن األطفــال‪ ،‬ويقلــل‬ ‫غيــاب أنظمــة إنفــاذ مد َّونــة قواعــد الســلوك واإلبــاغ عــن مــن فــرص التنميــة االقتصاديــة يف البــاد‪.‬‬ ‫كرسهــا‬ ‫“ال ُبــدَّ لنــا مــن ْأن ُن ِيـ َ‬ ‫ـط عــن هــذه املســائل حجــاب الكتــان‬ ‫ْ‬ ‫غياب الن ُ​ُّظم القضائية الف َّعالة ملحاسبة الجناة‬ ‫وأن نفعــل مــا يجلــب األمــل يف تغيــر َح َســ ٍن يف الغد‪....‬فــإن‬ ‫َ‬ ‫اليــوم كان مســتقبل بلدنــا أفضــل‪”.‬‬ ‫عملنــا بعضنــا مــع بعــض‬ ‫َ‬ ‫فويســمور‪.‬‬ ‫ـات الدول ـ ِة كقــدرة وزارات الرتبيــة ســتيفاين (‪ 16‬عامــاً) مشــركة يف برنامــج‬ ‫محدوديــة ُقــد َر ُة مؤسسـ ِ‬ ‫ُ‬ ‫والتعليــم عــى مراقبــة املــدارس وضبطهــا‬

‫إِ َم َ‬ ‫َّوص َي ُ‬ ‫ات‬ ‫اب ال ِكت َْم ِن‪ :‬الت ِ‬ ‫اط ُة ِح َج ِ‬

‫َض ْعـ ُ‬ ‫ـم حوكمــة املــدارس وغيــاب إرشاك أوليــاء األمــور األمــن أو ًال‪ :‬تعهَّــدت بلــدان كثــرة بزيــادة مواظبــة الطــاب‬ ‫ـف ُن ُظـ ِ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫فيهــا ملعالجــة املســألة ومكافحــة الفســاد ومحاســبة مــن عــى املــدارس فيهــا زيــادة كبــرة يف األعــوام األخــرة‪ ،‬وجــاء‬ ‫ذلــك يف معظمــه بســبب أهــداف التنميــة املســتدامة وغريهــا‬ ‫ُيج ـ ِر ُم مــن املع ِّلمــن‬ ‫‪7‬‬ ‫مــن املبــادرات الدوليــة كالحملــة العامليــة مــن أجــل التعليــم‬ ‫ُّ‬ ‫تأخر دفع أجور املع ِّلمني أو عدم دفعها‬ ‫ومبــادرة التعليــم ال ميكــن أن ينتظــر‪ 8.‬لكــنْ يجــب أال ُيغ َفــل أمــر‬ ‫األمــن واملســاءلة يف حملــة زيــادة أعــداد الطــاب هــذه‪ ،‬ويجــب‬ ‫ُّ‬ ‫انتشــار ظاهــرة‬ ‫وجــه النَّظــر أكــر إىل تحقيــق أمــن املــدارس لينهــل األطفــال‬ ‫يحــل فيهــا أوليــاء األمــور غــر املؤهلــن أن ُي َّ‬ ‫َّ‬ ‫محــل املع ِّلمــن‬ ‫العلــم منهــا‪.‬‬ ‫قبول ثقافة العنف والفساد وعدُّ ها أمراً طبيعياً‬ ‫غيــاب قــوة األطفــال ومركزهــم القانون َّيــان أمــام البالغــن‪،‬‬ ‫الس َ‬ ‫ــلطة كالهيئــات‬ ‫ونخــص ذلــك ِبَــن هــم يف مراكــز ُّ‬ ‫التعليميــة‪.‬‬

‫األثر والعواقب‬

‫َّإن األثــر الــذي ترتكــه هــذه املشــكالت يف األطفــال وتعليمهــم‬ ‫ــب إليــه‬ ‫يــم‪َ .‬ف َمــن ُط ِل َ‬ ‫وأرسهــم ومجتمعاتهــم وبلدانهــم لَ َع ِظ ٌ‬ ‫منهــم دفــع مــال أو خدمــات جنســية الغالــب ْأن يســتجيب بــألَّ‬ ‫يواظــب عــى املدرســة أو ْأن يرتكهــا إذ يــرى يف هــذا وقايــة لــه‪،‬‬ ‫مــع َّأن رغبتــه يف التع ُّلــم شــديدة‪ .‬أ َّمــا الذيــن أكرهــوا جنســ َّياً‬ ‫ـص بذلــك البنــات هاهنــا‪ ،‬فآثــار هــذه اإلســاءة‬ ‫أو أجــروا‪ ،‬ونخـ ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫عظيمــة‪ ،‬ومــن‬ ‫الجنســية والنفســية يف عافيتهــنَّ النفســان َّية‬ ‫الح َبــل واألم ـراض املنقولــة جنس ـ َّياً والوصــم‬ ‫هــذه اآلثــار أيض ـاً َ‬ ‫االجتامعــي الخطــر‪ ،‬وهــذا األخــر حــن تعــرف نظرياتهــنَّ األم ـ َر‬ ‫أو حــن يعرفــه املجتمــع الــذي يعشــن فيــه‪.‬‬

‫تعظيــم املســاءلة‪ :‬ينبغــي ْأن يحاســب أي فــرد مــن أفــراد‬ ‫الهيئــات التعليم َّيــة يرتكــب إســاءة عــى مــا ارتكبــه‪ .‬ويعنــي‬ ‫ــم تكفــي املــدارس حاجتهــا مــن مراقبــة املع ِّلمــن‬ ‫غيــاب ُن ُظ ٍ‬ ‫ِّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫وضبطهــم أن ُيف ِلــت املعلمــون الجنــاة مــن العقــاب يف كثــر‬ ‫مــن األماكــن‪ .‬وال بـ َّد للحكومــات مــن ْأن ُت ِّ‬ ‫عظــم اهتاممهــا بهــذه‬ ‫املســألة ْ‬ ‫وأن توصــل رســالة إىل املــدارس وهيئاتهــا التعليميــة‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫الجهات‬ ‫فحواهــا ْأن ال تســامح ال َب َّتــة يف أمــر َمــن ُبلــغ عنهــم عنــد ِّ‬ ‫املختصــة أ َّنهــم ارتكبــوا إســاءات جنســية ولَســوف يعاقبــون‬ ‫َّ‬ ‫بأشــ َّد العقوبــات‪.‬‬ ‫ـب أفعــال‬ ‫طــرق اإلبــاغ عــن اإلســاءة والفســاد‪ :‬ال َّراجـ ُـح ْأن ُترت َكـ َ‬ ‫الفســاد واإلســاءة يف املــدارس يف الخفــاء‪ .‬ويصعــب عــى األطفــال‬ ‫فص ُحــوا عنهــا‪ ،‬وال يعرفــون إىل ذلــك ســبي ًال‪ ،‬وهــذا‬ ‫كثــراً ْأن ُي ِ‬ ‫َ‬ ‫ســبب تــرك األطفــال مدارســهم يف الغالــب حــن ُيطلــب منهــم‬ ‫املــال أو الخدمــات الجنسـ َّية‪ .‬إذن ينبغــي لــكل مدرســة ْأن يكــون‬ ‫عمــن‬ ‫فيهــا نظــام مناســب لألطفــال ٌ‬ ‫قائــم يتيــح لهــم اإلبــاغ َّ‬ ‫يطلــب منهــم دفــع املــال أو الخدمــات الجنس ـ َّية‪.‬‬

‫ويــؤدِّي الفســاد يف املــدارس أيضـاً إىل ضيــق عيــش األرس بزيــادة رفــع الوعــي‪ :‬ال يــدرك كثــر مــن األطفــال حقوقهــم أو َّأن هــذه‬ ‫ٌ‬ ‫أفعــال غــر قانونيــة‪ .‬وقــد تجــد يف بعــض املــدارس‬ ‫العــبء املــايل عليهــم وعــى مقدمــي ال ِّرعايــة واألطفــال أنفســهم األفعــال‬ ‫َّ‬ ‫ـب إليهــم العمــل يف أعــال احتــال خطرهــا كبــر يف مد َّونــات قواعــد الســلوك‪ ،‬لكــن الهيئــات التعليميــة يف املــدارس‬ ‫الذيــن ُيط َلـ ُ‬


‫نرشة الهجرة القرسية ‪60‬‬

‫التَّعليم‪ :‬الحاجات والحقوق والوصول إليه يف أوضاع التَّهجري‬

‫مارس‪/‬آذار ‪2019‬‬

‫ال ّتبــن للطــاب وال للمجتمــع مــا ينبغــي لهــا أن ُتب ِّينــه‪ .‬ويجــب‬ ‫ـن للهيئــة‬ ‫عــى كل مدرســة أن يكــون لهــا بروتوكــوالت ُمع َّرفــة ُتبـ ِّ‬ ‫التعليميــة والطــاب كيــف ينبغــي لســلوكهم أن يكــون‪ .‬وينبغــي‬ ‫أيضــاً للمــدارس أن تســاعد عــى إعــام األطفــال والبالغــن‬ ‫اتفاقيــة حقــوق الطفــل ومــا فيهــا مــن حاميــة وضامنــات يف مــا‬ ‫لــه صلــة بالتعليــم وبالحاميــة مــن اإلســاءة‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫“إن اإلســاءة إىل األطفــال يف املدرســة غــر مقبولــة البتَّ ــة ولــو‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫كانــت إىل طفــل واحــد‪ .‬ويجــب علينــا أن ن ْن ِشــأ ثقافــة الصــدق‬ ‫واألمانــة وننرشهــا‪ ”.‬جــن (‪ 17‬عامــاً) مشــركة يف برنامــج‬ ‫فويســمور‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫صويف براي‪-‬واتكينز ‪sophieb@warchild.org.uk‬‬ ‫مستشارة يف شؤون منارصة الشباب ومشاركتهم‪ ،‬منظمة طفل‬ ‫الحرب‪ -‬اململكة املتحدة‪www.warchild.org.uk ،‬‬ ‫‪ .1‬قدمنا الدعم للشباب يف مرحلة تخطيطهم لبحوثهم وأعدادهم لها‪ ،‬وتضمن دعمنا‬ ‫توضيح طريقة التعامل مع األطفال اآلخرين وما ينبغي فعله إذا مل يشعر األطفال‬ ‫باالرتياح وكيفية ضامن توفري الرسية يف التعامل معهم‪ .‬ووضع األطفال منظومة مدوَّنة‬ ‫لتسجيل املعلومات دون ذكر األسامء واتَّفقنا عىل الخطوات التي يجب اتِّخاذها يف حالة‬ ‫ذكر املستجيب أ َّنه وقع عليه أثر شخيص أو يف حالة أفصح عن أمر ما‪.‬‬

‫‪15‬‬

‫‪www.fmreview.org/ar/education-displacement‬‬ ‫‪War Child (2016) Combatting Corruption and Abuse in Schools .2‬‬ ‫(التصدي للفساد واإلساءة يف املدارس) ‪bit.ly/WarChildUK-VoiceMore‬‬ ‫‪UNICEF/Plan/ActionAid/SCF Sweden (2010) Too often in silence: .3‬‬ ‫‪a report on school-based violence in West and Central Africa‬‬ ‫;‪www.unicef.org/wcaro/VAC_Report_english.pdf‬‬ ‫(غالباً ما يسود الصمت‪ :‬تقرير حول العنف يف املدرس يف غرب أفريقيا ووسطها)‬ ‫‪Plan (2013) A girl’s right to learn without fear: Working to end gender‬‬‫‪based violence at school‬‬ ‫(حق الفتاة يف التعلم دون خوف‪ :‬العمل عىل إنهاء العنف القائم عىل الجندر يف املدرسة)‬ ‫‪bit.ly/Plan-LearnWithoutFear-2013‬‬ ‫‪UNICEF U-Report Liberia (2015) ‘Success Story: U-Report Liberia .4‬‬ ‫’‪exposes Sex 4 Grades in school‬‬ ‫(قصة نجاح‪ /‬يو ريبورت يف ليبرييا يفضح مامرسة الجنس مقابل العالمات يف املدرسة)‬ ‫‪https://ureport.in/story/194/‬‬ ‫‪Maastricht University (2017) The Child’s Right to Education in the .5‬‬ ‫‪Central African Republic‬‬ ‫(حق الطفل يف التعليم يف جمهورية أفريقيا الوسطى)‬ ‫‪bit.ly/MaastrichtUniv-EducationCAR-2017‬‬ ‫‪ .6‬جاء إعالن املدارس اآلمنة نتاجاً لسلسلة من التشاورات التي قادتها الرنويج واألرجنتني‬ ‫يف عام ‪ 2015‬لتقدم الفرصة للدول للتعبري عن دعمها السيايس العريض لحامية التَّعليم‬ ‫وضامن استمراره يف ال ِّنزاع املس َّلح‪.‬‬ ‫‪www.protectingeducation.org/guidelines/support‬‬ ‫‪www.campaignforeducation.org .7‬‬ ‫‪www.educationcannotwait.org .8‬‬

‫تعزيز الن ُ​ُّظم التعليمية الستجابات قطاع التعليم بعيدة األمد‬

‫ثيا اليس ومارشيلو فيوال‬

‫ُبي تنفيذ الربامج يف ٍّ‬ ‫ي ِّ‬ ‫كل من جمهورية الكونغو الدميقراطية ونيجرييا إمكانية وضع لبنات البناء األساسية‬ ‫التي ترتكز إليها التحسينات بعيدة األمد يف املراحل املبكرة من االستجابة لحاالت الطوارئ حتى يف أكرث‬ ‫السياقات تحدياً‪.‬‬

‫بـــن عامـــي ‪ 2016‬و‪ ،2017‬دعمـــت منظمـــة طفـــل الشـــارع‬ ‫(‪ )Street Child‬ورشيكتهـــا إ ِبنـــ ِزر مينيســـري إنرتناشـــيونال‬ ‫قطـــاع التعليـــم الثانـــوي يف مخيـــم لوســـيندا لالجئـــن يف‬ ‫رشقـــي جمهوريـــة الكونغـــو‬ ‫مقاطعـــة كيفـــو الجنوبيـــة‬ ‫َّ‬ ‫ـئ بورون ــدي‪ 1.‬فق ــد‬ ‫الدميقراطي ــة حي ــث يعي ــش ‪ 32‬أل ــف الج ـ ٍ‬ ‫ت ـ َّ‬ ‫ـج في ــه األطف ــال الالجئ ــون‬ ‫ـرر النظ ــام امل ــدريس ال ــذي ُأد ِم ـ َ‬ ‫‪2‬‬ ‫مـــن ســـنوات نتيجـــة اإلهـــال وعـــدم كفايـــة االســـتثامر‬ ‫وكانـــت املـــدارس ُمعـــدَّ ًة إعـــداداً ســـيئاً الســـتقبال ســـبعة‬ ‫طالـــب‬ ‫آالف طالـــب الجـــئ (ومنهـــم أكـــر مـــن ألـــف و‪200‬‬ ‫ٍ‬ ‫يف املرحل ــة الثانوي ــة) ب ــدؤوا يصل ــون يف ش ــهر يونيو‪/‬حزيــران‬ ‫مـــدارس ثانويـــة‬ ‫فســـو ِرعَ إىل إقامـــة عـــدة‬ ‫َ‬ ‫مـــن عـــام ‪ُ .2015‬‬ ‫جدي ــدة يف مب ــانٍ ُمس ــتأج َرة أو ُمش ــر َكة الس ــتيعاب الط ــاب‪،‬‬ ‫وكان أفـــراد الهيئـــات التعليميـــة الذيـــن ُو ِّظفـــوا يف أكرثهـــم‬ ‫غـــر مؤهلـــن‪.‬‬

‫وإضافة إىل التدريب واملوارد التي و َّفرتها منظمة طفل الشارع‬ ‫وإ ِبن ِزر مينيسرتي إنرتناشيونال َّ‬ ‫الشيكتان لتلبية حاجات التعليم‬ ‫ُ‬ ‫وحدة‬ ‫الطارئة وا ُملستعج َلة‪ ،‬ومنها توزيع األزيــاء املدرسية امل َّ‬ ‫ومواد التعليم والقرطاسية واملــوارد الرتفيهية‪ ،‬وتحسني البنية‬ ‫التحتية‪ ،‬وتدريب املع ِّلمني عىل موضوعات لها صلة وثيقة بالحال‬ ‫مثل البيداغوجيا املراعية للفروق يف الجندر وعلم نفس الطفل‬ ‫والتخطيط للطوارئ‪ .‬وإضافة إىل ذلك‪َ ،‬ض َّم الدعم الذي تقدِّماه‬ ‫َناص ُمستعا َر ًة من منوذج من مناذج تعزيز ُن ُظم التعليم بعيد‬ ‫ع ِ َ‬ ‫األمد يقوده املجتمع املحيل‪ .‬ويهدف ذلك النموذج بعيد األمد‬ ‫الذي وضعته الرشيكتان واستغرق تطويره أكرث من عقد من الزمن‬ ‫يف بيئة ليس فيها الجئون يف مقاطعة كيفو الجنوبية يهدف إىل‬ ‫تحسني االكتفاء الذايت ببناء املنشآت والقدرات واملهارات لتمكني‬ ‫حسنوا يف كل‬ ‫املع ِّلمني واملديرين وأولياء األمور من ْأن َّ‬ ‫يتحسنوا و ُي ِّ‬ ‫مدرسة عىل حدة من غري املساعدة الحكومية‪.‬‬

‫‪15‬‬


‫‪16‬‬

‫‪16‬‬

‫التَّعليم‪ :‬الحاجات والحقوق والوصول إليه يف أوضاع التَّهجري‬

‫نرشة الهجرة القرسية ‪60‬‬ ‫مارس‪/‬آذار ‪2019‬‬

‫‪www.fmreview.org/ar/education-displacement‬‬

‫عنارص بناء القدرات بعيد األمد‬

‫صب االنتباه‬ ‫أ َّول عنرص ا ُّت ِخ َذ يف املقاربة بعيد األمد هذه هو ُّ‬ ‫عىل بناء الكفاءات الرتبوية الجوهرية‪ ،‬ومنها إدارة الصفوف‬ ‫املدرسية وتقييم الطالب والتع ُّلم الدائر حول الطفل واالنضباط‬ ‫الحسن‪ ،‬لتعويض نقص املؤهالت والخربات يف الهيئات التعليمية‬ ‫الحالية والجديدة جميعاً ورفع معيار التدريس ك ِّله رفعاً‬ ‫جامعي‬ ‫يب‬ ‫مستداماً‪ .‬ويشتمل هذا العنرص عىل ِ‬ ‫ٍّ‬ ‫أنش َط َة َتد ِر ٍ‬ ‫ِّ‬ ‫ويليها َسن َُة إرشــا ٍد يف املدرسة يرشف عليها مد ِّربو معلمني‬ ‫متخصصون من إ ِبن ِزر مينيسرتي إنرتناشيونال‪ .‬وأظهر هذا‬ ‫الدعم املستمر يف الصفوف املدرسية‪ ،‬يف حاالت التنمية بعيدة‬ ‫األمد يف كيفو الجنوبية وغريها‪ ،‬نتائج ممتازة يف تحسني معارف‬ ‫املع ِّلمني ومهاراتهم ويف إزالة املامرسات السيئة املتواصل فعلها‬ ‫مثل غياب تخطيط الدروس‪ ،‬وأساليب تدريس غري تشاركية‪،‬‬ ‫واستخدام ُم َمنهَج للعقوبة البدنية‪.‬‬

‫مستديم عىل قدرات إدارة‬ ‫أ َّما العنرص الثاين فهو انصباب انتبا ٍه‬ ‫ٌ‬ ‫املدارس من حيث التمويل واإلدارة وأصول التعليم‪ ،‬بالعمل مع‬ ‫املديرين ولجان أولياء األمور إلنشاء ُن ُظم إدار ٍة للمدارس متينة‬ ‫وقوية‪ .‬وتجمع هذه املقاربة أيضاً جلسات التدريب الجامعي‬ ‫مع رصد األداء يف املدرسة لتعزيز التع ُّلم واملامرسات الجيدة‪.‬‬ ‫ولهذه املقاربة ٌ‬ ‫خاص ٌة يف مخيم لوسيندا وهي فرصة إنشاء‬ ‫قوة َّ‬ ‫لجان أولياء األمور (التي ما كانت من قبل يف أيٍّ من املدارس)‬ ‫تضم ممثالت اإلناث وأفراداً من الالجئني هناك‪.‬‬ ‫التي ُّ‬

‫كلها‪ .‬وقد ُألِّ َف ْت لجان أولياء األمور يف كل املدارس‪ ،‬ويداوم أكرث‬ ‫أعضائها عىل االجتامع معاً ويسهمون إسهاماً مجدياً يف صنع‬ ‫قرارات إدارة املدرسة‪ .‬وحقق ثلثا مرشوعات املدارس ربحاً‬ ‫استُث ِمر يش ٌء منه يف تحسني البنية التحتية ويف املواد التعليمية‪.‬‬ ‫وذكرت ُّ‬ ‫تغياً حسناً من حيث إدماج الالجئني‬ ‫كل املــدارس ُّ‬ ‫وتعاونهم‪ ،‬وهذان عىل مستوى الطالب ولجان أولياء األمور‪.‬‬

‫رسع‬ ‫تعزيز النظام التعليمي بالتع ُّلم ا ُمل َّ‬

‫برنامج‬ ‫منذ يناير‪/‬كانون الثاين ‪ ،2018‬تنفذ منظمة طفل الشارع‬ ‫َ‬ ‫رس ٍع مت ِّوله منظمة األمم املتحدة لألمومة والطفولة‬ ‫تع ُّل ٍم ُم َّ‬ ‫رشقي شاميلِّ‬ ‫(اليونيسف) من أجل خمسة آالف و‪ 700‬طفلٍ يف‬ ‫ِّ‬ ‫نيجرييا أكرثهم نازحون‪ .‬وقد ج َّر ال ِّنزاع يف الواليات الشاملية‬ ‫الرشقية التَّهجري وانعدام األمــان‪ ،‬وكان األثر الذي تركاه يف‬ ‫التعليم األسايس ُمد ِّمراً‪ 3‬وكام هو الحال يف جمهورية الكونغو‬ ‫الدميقراطية‪ ،‬كان النظام املدريس مترضراً قبل اندالع العنف‬ ‫بسبب عقو ٍد من اإلهامل وضعف االستثامر‪ ،‬وانعكس ذلك‬ ‫عىل جاهزيته التي أضحت ضعيفة غري قادرة عىل التعامل مع‬ ‫ونحو من ثالثة‬ ‫التحدي الذي يفرضه التَّهجري واسع النطاق‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫ماليني من األطفال النَّازحني ومن أطفال املجتمع املضيف هم‬ ‫خارج النظام املدريس‪ ،‬و‪ 57‬باملئة من مدارس والية بورنو مغلقة‬ ‫و‪ 42‬باملئة من الصفوف املدرسية ُيج َلس فيها ‪ 80‬طف ًال عىل‬ ‫األقل‪.‬‬ ‫املرسع‬ ‫وإذ قد كان برنامج التع ُّلم‬ ‫َّ‬ ‫هذا مينح األولوية لتلبية حاجات‬ ‫التعليم الطارئة عىل غريها بتوفري‬ ‫مــســاعــدات التعليم يف حــاالت‬ ‫الطوارئ (ومنها توزيع مواد التعليم‬ ‫والتع ُّلم‪ ،‬وإصالح الصفوف املدرسية‪،‬‬ ‫وتدريب املع ِّلمني)‪ ،‬فهو أيضاً قد‬ ‫ُو ِض َع ليعزز الن ُ​ُظم التعليمية يف األمد‬ ‫الطويل‪.‬‬

‫مايك تيني‬

‫أ َّما العنرص الثالث فهو تقديم املرشوعات املد َّرة للدخل القامئة‬ ‫يف املدارس و ُي ِدي ُرها املع ِّلمون والطالب وأولياء األمور معاً‪.‬‬ ‫وتحتفظ املدارس بالدخل‪ ،‬وتويص منظمة طفل الشارع هذه‬ ‫املدارس ْ‬ ‫بأن ُتن ِفق من الربح ‪ 20‬باملئة عىل املوارد‪ ،‬ومنها مواد‬ ‫َ‬ ‫التعليم أو ِمنَح الطالب الدراسية‪ ،‬عىل حسب مقتىض أ ْول ِو َّياتها‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫وأن ُت ِعي َد ما يبقى من الربح إىل االستثامر يف تطوير املرشوع‬ ‫َّ‬ ‫وتنميته‪ ،‬وال سيم أ َّول أمره‪ .‬وقد أثبتت هذه املقاربة‪ ،‬يف األماكن‬ ‫التي تجري فيها التنمية بعيدة األمد‪َّ ،‬أن فيها طريقة مجدية يف‬ ‫جلب موارد إضافية للمدرسة‪ ،‬ويف إرشاك عدد أكرب من أولياء‬ ‫األمور يف أنشطتها‪ ،‬ويف زيادة مهارات الطالب يف مجال تنظيم والعنرص األول الذي يسهم يف تحقيق‬ ‫املرشوعات وتوسيع معرفتهم لألعامل التجارية وخربتهم فيها‪ .‬هذا الهدف هو التصميم املبتكر‬ ‫نشئَت يف‬ ‫لستِّني مرك َز تع ُّل ٍم مؤقتاً ُأ ِ‬ ‫ُّ‬ ‫التدخل تظهر والية بورنو ويويب وآدمــاوة‪ .‬ففي‬ ‫عام من انتهاء‬ ‫وبدأت هذه العنارص الثالثة بعد ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫نتائج أ َّول َّية واعدة إذ َتدُ ُّل مشاهدات املع ِّلمني وتقييامتهم هذه املراكز أرضية خرسانية قوية‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫وجدران منخفضة ميكن تعليتها حني‬ ‫تحس ٍن بار ٍز يف الكفاءات األساسية واملامرسات‬ ‫الذاتية عىل ُّ‬ ‫وسطح دعاماته متينة‪،‬‬ ‫يف الصفوف املدرسية وعىل من ِّو الثقة بالنفس‪ .‬وأظهرت إدارة تتوفر املوارد‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫تحسناً مستداماً‪َّ ،‬‬ ‫السجالت والحسابات وجداول والغاية من ذلك ْأن ُتح َّول هذه‬ ‫املدارس ُّ‬ ‫وأن ِّ‬ ‫ُ‬ ‫رس يف املستقبل إىل مبانٍ‬ ‫التعليم الزمنية وسجالت الطالب تستخدَم اليوم يف املدارس املراكز ب ُي ٍ‬


‫نرشة الهجرة القرسية ‪60‬‬ ‫مارس‪/‬آذار ‪2019‬‬

‫التَّعليم‪ :‬الحاجات والحقوق والوصول إليه يف أوضاع التَّهجري‬

‫‪17‬‬

‫‪www.fmreview.org/ar/education-displacement‬‬

‫دامئة بكلفة قليلة‪ .‬وقد ُب ِن َي ْت كثري من مراكز التع ُّلم املؤقتة‬ ‫هذه عىل أرض مدارس موجودة وذلك سيجعل منها صفوفاً‬ ‫نشئَت مراكز التع ُّلم‬ ‫مدرسية دامئة‪ .‬أ َّما يف األماكن القاصية‪ ،‬فقد ُأ ِ‬ ‫املؤقت فيها مجتمعات محلية ليس فيها بنية تحتية مدرسية‪،‬‬ ‫وهذا يعني رضور َة تح ُّول مراكز التع ُّلم املؤقتة إىل مراكز تع ُّلم‬ ‫دامئة يف األمد املتوسط لغياب برنامج شامل لبناء املدارس عىل‬ ‫املستوى الوطني‪ .‬وما َب ِر َح ْت لجان تعليم املجتمعات املحلية‬ ‫ُّ‬ ‫وتحض منظمة طفل الشارع‬ ‫ُت َؤ َّل ُف إلدارة مراكز التع ُّلم املؤقتة‪،‬‬ ‫وسلطات التعليم النيجريية حظاً مشرتكاً عىل جعل مراكز التعلمُّ‬ ‫املؤقتة كلها عىل منوذج واحد‪ .‬وسيشتمل ذلك عىل إنشاء آلية‬ ‫لتح ُّول تلك املراكز إىل منشآت دامئة‪ ،‬ولالعرتاف الرسمي بلجان‬ ‫تعليم املجتمعات املحلية‪ ،‬وجعل مراكز التع ُّلم املؤقتة أه ًال ثم َّ‬ ‫َّ‬ ‫الحض املستدام والتعاون الوثيق مع الدولة وسلطات‬ ‫إن‬ ‫لتل ِّقي الدعم الحكومي كام تتل َّقاه نظرياتها يف القطاع الرسمي‪ .‬الحكومة الفدرالية هو جزء ال يتجزأ من مقاربة منظمة طفل‬ ‫رشقي نيجرييا إذ تدعم منظمة طفل الشارع‬ ‫الشارع يف شام ِّيل‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫الحكومة لوضع‬ ‫أ َّما العنرص الثاين فهو توجيه االنتباه إىل إيجاد قدرات تدريسية ‪ ،‬بعض ِّويتها يف اتحاد املنظامت غري الحكومية‪ُ ،‬‬ ‫جديدة يف املجتمعات املحلية التي ال تحظى بخدمات كافية‪ .‬مناهج رسمية وطنية للتعليم يف حاالت الطوارئ‪ُ ،‬مد َر ٌج فيها‬ ‫وأصعب الصعاب التي يواجهها النظام التعليمي يف شام ِّيل مهارات الحياة األساسية مع مهارات الحساب والقراءة والكتابة‪،‬‬ ‫مسارات واضحة إلعادة دمج األطفال الذين تلقوا‬ ‫نيجرييا هي توظيف املع ِّلمني املؤهلني للمدارس الريفية‪ .‬و ُمح ِّدد ٌَة‬ ‫ٍ‬ ‫وقد َّ‬ ‫وظفت منظمة طفل الشارع بالتعاون مع لجان تعليم التعليم يف وضع الطوارئ إىل املسار العام للتعليم‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ِّ‬ ‫املجتمعات املحلية ‪ 120‬معلام من معلمي املجتمعات املحلية‬ ‫املتط ِّوعني‪ ،‬إذ ُت ِّكن هذه املقاربة املع ِّلمني الذين فيهم الحد دروس مستفادة من برامج التعليم يف وضع الطوارئ‬ ‫األدىن من املؤهالت‪ ،‬املندمجني عموماً يف املجتمعات املحلية‪ ،‬ال شك يف َّأن جمهورية الكونغو الدميقراطية ومنطقة الشامل‬ ‫من اكتساب املهارات والخربات من خالل الحصول عىل فرصة الرشقي من نيجرييا تواجهان تحديات وقيود خاصة بهام‪ ،‬إ َّال َّأن‬ ‫التدريس باللغة املناسبة يف مجتمعاتهم املحلية القاصية‪ .‬وتزور‬ ‫بانتظام مع ِّلمي املجتمعات املحلية‬ ‫الهيئات التعليمية الحكومية‬ ‫ٍ‬ ‫املتط ِّوعني زيارات إرشادية لتحفيزهم ومساعدتهم‪ ،‬وتعمل‬ ‫منظمة طفل الشارع من قرب مع سلطات التعليم النيجريية‬ ‫لوضع آلية بها ميكن ملع ِّلمي املجتمعات املحلية املتط ِّوعني ْأن‬ ‫يقدموا طلبات إىل مجلس تسجيل املع ِّلمني النيجريي ليحصلوا‬ ‫عىل تصديق رسمي يجيز لهم التعليم يف املرحلة االبتدائية‪.‬‬ ‫ويتيح لهم ذلك التصديق الرسمي أن يكونوا موظفني دامئني يف‬ ‫القطاع الرسمي‪ ،‬فيمهد الطريق بذلك إىل زيادة عدد املعلمني‬ ‫املؤهلني يف األماكن التي يصعب الوصول إليها‪.‬‬

‫مركز مؤقت للتعلم يف مخيم لوسيندا لالجئني‪ ،‬جمهورية الكونغو الدميقراطية‪ُ ،‬بنِي بطريقة تُسهِّل تحويله إىل بناء دائم بتكلفة بسيطة‪.‬‬

‫‪17‬‬


‫‪18‬‬

‫‪18‬‬

‫التَّعليم‪ :‬الحاجات والحقوق والوصول إليه يف أوضاع التَّهجري‬

‫مارس‪/‬آذار ‪2019‬‬

‫‪www.fmreview.org/ar/education-displacement‬‬

‫هناك دروساً ميكن تعلمها من خربة وضع برامج تعليم الطوارئ‬ ‫يف هذين املوقعني‪.‬‬ ‫فأول‪ ،‬يربهن مثال جمهورية الكونغو الدميقراطية عىل َّأن‬ ‫تدخل التعليم يف حاالت الطوارئ ميكن استخدامه لتعميق‬ ‫الكفاءات واملهارات التعليمية الجوهرية وتوسيعها إىل درجة‬ ‫تتجاوز املطلوب منها للوفاء بالحاجات التعليمية الطارئة‪،‬‬ ‫رس وبتكلفة‬ ‫ويربهن أيضاً عىل َّأن مقاربة كهذه ميكن دمجها ِب ُي ٍ‬ ‫مقبولة وإن كان ذلك يف التدخالت قريبة األمد‪ .‬أما يف األماكن‬ ‫التي ُيعزَى فيها انخفاض قدرات املعلمني ومهاراتهم إىل وجود‬ ‫ضعف عام يف املنظومة التَّعليمية‪ ،‬فتشري دراسات الحالة تلك‬ ‫أ َّنه حتى التدخالت يف املراحل املبكرة إمنا هي فرصة ُيعتَمد‬ ‫عليها بالتصدي لكامل نطاق مهارات املعلمني األساسية املتعلقة‬ ‫ببيداغوجيا التعليم ومهارات إدارة القاعة الصفية‪.‬‬

‫نرشة الهجرة القرسية ‪60‬‬

‫األمد‪ ،‬يف حال نيجرييا وغريها‪ ،‬ولو أ َّنه ما زال هناك مزيد عملٍ‬ ‫ينبغي فعله ليك تؤ ِّيد الحكومة الن َُّمو َذ َج و َت َض َع آليات تقودها‬ ‫املجتمعات املحلية أو مت ِّولها الحكومة لدعم التح ُّول‪ .‬و ُيحت َمل‬ ‫للتعاون مع سلطات الدولة أن يبقى موجوداً يف أحوال أكرث من‬ ‫احتامل بقائه يف أحوال أخرى‪ ،‬ولكنْ ينبغي يف األحوال جميعاً‬ ‫الرئييس‬ ‫الستجابات التعليم يف حاالت الطوارئ ْأن ُتق ِّد َم الدور‬ ‫َّ‬ ‫للمجتمعات املحلية عىل غريه‪ ،‬وكذلك رضورة العمل بتعاون‬ ‫ُمح َك ٍم مع الجهات الفاعلة األخرى يف مجال العمل اإلنساين‪.‬‬ ‫ص أَ َم ِد أكرث ما يرد إىل التعليم يف حاالت الطوارئ‬ ‫لكنْ يبقى ِق َ ُ‬ ‫من متويلٍ تحدِّياً رئيس َّياً‪ ،‬وينبغي َّأل ينقطع ُّ‬ ‫حض املانحني عىل‬ ‫االنتقال إىل متويل متعدد السنوات يسري التح ِّول ليناسب الحال‪.‬‬ ‫ومن األهداف الجوهرية لتدخالت كهذه معالجة عقبة انعدام‬ ‫االستدامة‪ ،‬ولو معالجة جزئية‪ ،‬التي ج َّرها التمويل ذو األمد‬ ‫القصري‪ .‬وتعالج التدخالت هذا بجملة أمور من بينها تعزيز‬ ‫االستفادة من املتط ِّوعني‪ ،‬وبناء املهارات والقدرات يف قلب‬ ‫وجهنا انتباهنا‪ ،‬يف‬ ‫املدارس وإيجاد حلول ُمد َّرة للدخل‪ .‬وقد َّ‬ ‫نيجرييا حيث ُّ‬ ‫تدخل الحكومة إلنجاح التدخالت هو احتامل‬ ‫ِّ‬ ‫واقعي‪ ،‬إىل أنشطة مثل توظيف املعلمني وإنشاء الصفوف‬ ‫يح للسلطات املحلية ْأن ُتن ِّميها يف‬ ‫املدرسية بأسلوب ُي ِت ُ‬ ‫رج ُح أن‬ ‫املستقبل‪ .‬أ َّما يف جمهورية الكونغو الدميقراطية حيث َي ِ‬ ‫نص ُّب‬ ‫تبقى الحكومة ضعيفة يف األمدين القريب واملتوسط‪ ،‬ف َي َ‬ ‫انتباهنا أص ًال عىل تقوية املجتمعات املحلية يف املدارس وحولها‬ ‫لزيادة مواردها وتحسني معايري اإلدارة والتدريس تحسيناً ال‬ ‫يزول أثره‪.‬‬

‫وثانياً‪ ،‬يربهن ِم َث ُال جمهورية الكونغو الدميقراطية و ِم َث ُال نيجرييا‬ ‫عىل ْأن ال مكان لعبارة هذا سا ِب ٌق أوانه يف حاالت الطوارئ‬ ‫عند إعادة تأهيل إدارة املدارس الضعيفة ومشارك ِة املجتمع‬ ‫ني يقودها املجتمع املحيل‬ ‫املحيل غري املجدية‪ ،‬بإقامة مناذج متك ٍ‬ ‫نص ُّب عىل االكتفاء الذايت‪ .‬وقد يجلب مثل ذلك التح ُّول‬ ‫و َت َ‬ ‫للمدرسة فوائد مستدامة‪ .‬وال يقل أهمية عن هذه الجهود‬ ‫بناء الهياكل مثل جمعيات أوليات األمور ولجان إدارة املدرسة‬ ‫لكنَّها تتطلب إىل التقوية والتعزيز ليس من خالل التدريب‬ ‫والتوجيه املستمرين فحسب‪ ،‬بل من خالل الوصول إىل التمويل‬ ‫أيضاًن خاصة من خالل مرشوعات توليد الدخل املستدامة‪.‬‬ ‫ويأيت تعاون أولياء األمور واملع ِّلمني املجدي مبز َّي ٍة إضافي ٍة وهي‬ ‫تغذية التعاون وإزالة الحواجز التي بني املهجرين واملجتمعات ثيا اليس ‪thea@street-child.co.uk‬‬ ‫َّ‬ ‫املضيفة‪ ،‬و َرتْقُ َخرقٍ َحرج وهو غياب الدعم الحكومي القوي رئيسة الربامج يف منطقة البحريات الكربى‪ ،‬منظمة طفل الشارع‬ ‫ْ‬ ‫ٍِ‬ ‫(‪)Street Child‬‬ ‫وفرضها‪.‬‬ ‫الحكومي‬ ‫التعليم‬ ‫جودة‬ ‫معايري‬ ‫وغياب إجراء‬ ‫‪www.street-child.co.uk/democratic-republic-of‬‬‫الس ُبل التي ُيعالِ ُج بها‬ ‫وثالثاً‪ُ ،‬تقدِّم حالة نيجرييا مثاالً ب ِّيناً يف ُّ‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬ ‫التدخل يف حاالت الطوارئ تحدياً مزمناً هو قلة املعلمني يف‬ ‫املناطق النائية التي يصعب الوصول إليها‪ْ .‬‬ ‫وإن َو َض َع ْت‬ ‫الحكومة النيجريية‪ ،‬وهذا ما يذهب إليه َّ‬ ‫ً‬ ‫الظنُّ ‪ ،‬آلية لترسيع‬ ‫تح ُّول مع ِّلمي املجتمعات املحلية املتط ِّوعني إىل املدارس‬ ‫ٌ‬ ‫فائدة للنظام التعليمي‪ ،‬وال س َّيام ملدارس‬ ‫الرسمية‪ ،‬ففي ذلك‬ ‫ٌ‬ ‫عظيم شأنه ألصحاب املصلحة‬ ‫رشقي نيجرييا‪ ،‬وفوز‬ ‫شام ِّيل‬ ‫ٌ‬ ‫ِّ‬ ‫ُّ‬ ‫املعنيني اللذين حضوا عىل هذه اآللية‪.‬‬ ‫وأخرياً‪ ،‬للنموذج الذي ُت َح ُال فيه البنية التحتية من مؤقتة إىل‬ ‫ٌ‬ ‫مقاربة قد تدعو‬ ‫دامئة الذي ُج ِّر َب أ َّول ما ُج ِّر َب يف نيجرييا‬ ‫إىل اإلعجاب مستقب ًال يف معالجة ثغرات البنية التحتية بعيد‬

‫‪congo‬‬

‫مارشيلو فيوال ‪marcello@street-child.co.uk‬‬ ‫مدير الربامج‪ ،‬منظمة طفل الشارع (‪)Street Child‬‬ ‫يف نيجرييا ‪www.street-child.co.uk/nigeria‬‬ ‫‪ .1‬أقامت منظمة األطفال يف األزمات (‪ )Children in Crisis‬يف جمهورية الكونغو‬ ‫الدميقراطية رشاكة مع إ ِبن ِزر مينيسرتي إنرتناشيونال يف عام ‪ 2007‬وعملتا بني عامي ‪2016‬‬ ‫و‪ 2017‬ما ُنب ِّينه يف هذه املقالة‪ .‬وقد اندمجت منظمة األطفال يف األزمات يف بداية عام‬ ‫‪ 2018‬مبنظمة طفل الشارع‪.‬‬ ‫‪Children in Crisis (2015) Baseline evaluation study .2‬‬ ‫(دراسة تقييم لخط األساس)‬ ‫‪ACAPS (2017) Joint Education Needs Assessment: Northeast Nigeria .3‬‬ ‫(تقييم مشرتك للحاجات‪ :‬شامل رشقي نيجرييا)‬ ‫‪bit.ly/ACAPS-Education-Needs-NENigeria-2017‬‬


‫نرشة الهجرة القرسية ‪60‬‬

‫التَّعليم‪ :‬الحاجات والحقوق والوصول إليه يف أوضاع التَّهجري‬

‫مارس‪/‬آذار ‪2019‬‬

‫‪19‬‬

‫‪www.fmreview.org/ar/education-displacement‬‬

‫األردن‪ :‬سياسة التَّعليم يف مرحلة انتقالية‬ ‫جويل تشينريي‬

‫مع تح ُّول قطاع التعليم يف األردن من استجابة إنسانية إىل استجابة تنموية‪ ،‬من شأن غياب التخطيط‬ ‫لعملية االنتقال املناسب أن يُع ِّرض للخطر بعض مجموعات املتع ِّلمني‪.‬‬

‫حــن ينظــر الناظــر يف خــر ُطــ ِرقِ االنتقــال مــن مرحلــة‬ ‫االســتجابة اإلنســانية إىل مرحلــة االســتجابة اإلمنائيــة فالغالــب‬ ‫آخ ـ َر لهــا‪ .‬فمــع َّأن قطــاع‬ ‫أ َّنــه يــرى أ َّول األمــر أنهــا طريــق ال ِ‬ ‫التَّعليــم قــد أصــدر مبــادئ توجيهيــة توجــز أســلوب وضــع‬ ‫‪1‬‬ ‫الخطــط االنتقال َّيــة وإعدادهــا يف “األحــوال املتأ ِّزمــة والصعبــة”‪،‬‬ ‫ففــي كثــر مــن الحــاالت يبقــى أمــر تعــاون أصحــاب املصلحــة‬ ‫املعنيــن يف القطــاع بعضهــم مــع بعــض (ومنهــم َمــن يف‬ ‫الحكومــة واملانحــون واملتخصصــون املحل ُّيــون والدوليــون)‬ ‫وقدرتهــم جميعــاً عــى تشــخيص الــرورات ُّ‬ ‫والطــرق ا ُمل َ‬ ‫ثــى‬ ‫واملوافقــة عليهــا لشــ ِّقها إىل مــا هــو أحســن‪ ،‬يبقــى كل ذلــك‬ ‫تحديـاً ينتــج عنــه إغفــال بعــض العنــارص األساســية لهــذه املـ َّدة‬ ‫االنتقاليــة‪.‬‬ ‫ففــي األردن كانــت املقاربــة الرئيســية التــي ا َّتب َعهــا قطــاع‬ ‫التَّعليــم يف أ َّول األمــر مبني ـاً عــى خطــة حســنة التدبــر إطــار‬ ‫تغــر هــذا األســاس وصــارت‬ ‫عملهــا إنســاين أ َّمــا اليــوم فقــد َّ‬ ‫نص َّبـ ٍة عــى اإلمنــاء‪ .‬ووضعــت وزارة‬ ‫املقاربــة مبنيــة عــى خطــة ُم َ‬ ‫الرتبيــة والتعليــم الخطــة األول َّيــة (أي الفصــل الــذي يتحــ َّدث‬ ‫عــن الرتبيــة والتعليــم يف خطــة االســتجابة األردنيــة لألزمــة‬ ‫الســورية‪ )2‬بالتعــاون مــع رشكا َء وطنيــن ودوليــن يعملــون‬ ‫لخــر اإلنســان‪ .‬أ َّمــا الخطــة الجديــدة (أي الخطــة اإلس ـراتيجية‬ ‫لــوزارة الرتبيــة والتعليــم ‪ 3)2022–2018‬فقــد أعدَّتهــا الــوزارة ومل‬ ‫تشــاور يف أمرهــا الجهــات الفاعلــة األخــرى إال قليـ ًا‪ .‬وإذ قد كان‬ ‫االنتقــال مــن الخطــة األوىل إىل الخطــة الثانيــة ُفجائ َّي ـاً مقارنــة‬ ‫بغــره‪ ،‬فلــم َ‬ ‫يــول مــا يحــدث يف الفــرة بــن ُ‬ ‫الخ َّطتــن ‪-‬التــي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫نعيــش بهــا اليــو َم‪ -‬اهتاممــا كافيــا‪ .‬وكــذا أحــوال الــرورات‬ ‫ــي‪ ،‬ولكــنْ مل يجــئ يف‬ ‫ــي ِه َ‬ ‫التــي ُأبــر َزت يف الخطــة األوىل ف ِه َ‬ ‫الخطــة الجديــدة ُســ ُبل اســتمرار معالجتهــا‪.‬‬ ‫أضــف إىل ذلــك اختــاف وثيق َتــي َّ‬ ‫الخطتــن يف تعريــف بعــض‬ ‫ْ‬ ‫االصطالحــات األساســية‪ .‬مثــال ذلــك أن جــاء يف تعريــف‬ ‫املجموعــة املســتهدفة يف الفصــل الــذي يتح ـ َّدث عــن التعليــم‬ ‫يف خطــة االســتجابة األردنيــة لألزمــة الســورية َّأن املقصــود‬ ‫بهــذه املجموعــة هــم ‘األطفــال واملراهقــون والشــباب’ يف‬ ‫الغالــب‪َّ .‬‬ ‫فلــا بــدأت املســاعدات اإلنســانية كان الســبب يف‬ ‫ّ‬ ‫ذلــك اســتعداد األطفــال كلهــم لدخــول نظــام التعليــم الحكومــي‬

‫ســوا ٌء يف املــدارس الحكوميــة ومعاهــد التدريــب املهنــي‬ ‫وجامعــات التعليــم العــايل ومعاهــده وكل َّياتــه؛ وهكــذا تصــر‬ ‫وزارة الرتبيــة والتعليــم قامئــة عــى أمــور األطفــال جميعـاً‪ .‬ولكــن‬ ‫مــع طــول مـ َّدة األزمــة وتغـ ُّـر أولو َّيــات التَّعليــم وسياســاتهام يف‬ ‫ـح مــن الخطابــات َّأن نطــاق املجموعــة املســتهدفة‬ ‫البــاد‪َ ،‬و َضـ َ‬ ‫قــد ضــاق فمــن األطفــال عمومـاً إىل تالميــذ املــدارس خصوصـا؛ً‬ ‫أي ليــس فيهــا إال األطفــال املق َّيــدة أســاؤهم مــن ُ‬ ‫قبــل يف‬ ‫ويتضمــن هــذا النظــام التعليــم‬ ‫نظــام وزارة الرتبيــة والتعليــم‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫النظامــي والتعليــم غــر النظامــي والتعليــم العــايل ومســاراً مــن‬ ‫مســارات التعليــم املهنــي‪ ،‬أ َّمــا التعليــم غــر النظامــي ومســارات‬ ‫التعليــم املهنــي األخــرى فتقــع خــارج هــذا النظــام‪.‬‬

‫الفئات املستضعفة‬

‫ـارج النظــام أال إ َّنهــم أكــر‬ ‫ولذلــك فهــؤالء األطفــال الذيــن هــم خـ َ‬ ‫األطفــال عرضــة لــأذى‪ .‬بحيــث تقــع هــذه التدخــات يف فئتــن‪،‬‬ ‫ـارج النظــام ألســباب مثــل‬ ‫تضــم األوىل األطفــال الذيــن هــم خـ َ‬ ‫فقــر أرسهــم (وهــذا قــد يــأيت بعاملــة األطفــال والــزواج املب ِّكــر)‪.‬‬ ‫َ‬ ‫اهقــون وتشــتمل عــى األردنيــن‬ ‫والغالــب يف هــذه الفئــة املر‬ ‫املســتضعفني‪ ،‬وكان أمــر رضورات هــذه الفئــة مــن األمــور التــي‬ ‫أوالهــا قطــاع التَّعليــم اهتامم ـاً خاص ـاً إال أ َّنــه اليــو َم ال يوليهــا‬ ‫مثــل ذلــك االهتــام‪ .‬ويف الوقــت نفســه مل يتَّضــح شــأن تضمــن‬ ‫الخطــة اإلســراتيجية لــوزارة الرتبيــة والتعليــم (أو أي قطــاع‬ ‫آخــر أو وزارة تنفيذيــة أخــرى) مســؤولية هــذه الفئــة‪ .‬فهــؤالء‬ ‫املراهقــون هــم يف خطــر خــروج أمرهــم أجمعــن مــن الربنامــج‬ ‫تتحمــل وزارة أخــرى مســؤوليتهم مــن‬ ‫الوطنــي ال َّلهــم إال أن َّ‬ ‫فورهــا‪ .‬ولع َّلهــا تكــون وزارة التنميــة االجتامعيــة ولــو مل يكــن‬ ‫أمــر قدرتهــا عــى معالجــة هــذه الــرورات اإلضافيــة معلوم ـاً‪.‬‬ ‫وهــذا يــرك هــؤالء األطفــال بــن خطــر االبتعــاد عــن خيــارات‬ ‫التعليــم ك ّلهــا والحاميــة الضعيفــة‪.‬‬ ‫وأ َّمــا الفئــة الثانيــة‪ ،‬فتضــم األطفــال امللتحقــن برامــج التعليــم‬ ‫غــر النظامــي ا ُملص َّدقــة‪ .‬فلهــؤالء اليــو َم خيــاران معتمــدان يف‬ ‫البــاد‪ :‬خيــار ملَــن بلــغ ســنَّ التاســعة إىل َمــن بلــغ ســنَّ الثانيــة‬ ‫عــرة وخيــار لــأوالد ملَــن بلــغ منهــم ســنَّ الثالثــة عــرة إىل‬ ‫َمــن بلــغ ســنَّ الثامنــة عــرة وللبنــات ملَــن بلغــت منهــنَّ ســنَّ‬ ‫الثالثــة عــرة إىل مــن بلغــت ســنَّ العرشيــن‪ .‬وقــد ُأ ِخـ َذ بهذيــن‬

‫‪19‬‬


‫‪20‬‬

‫‪20‬‬

‫التَّعليم‪ :‬الحاجات والحقوق والوصول إليه يف أوضاع التَّهجري‬ ‫‪www.fmreview.org/ar/education-displacement‬‬

‫نرشة الهجرة القرسية ‪60‬‬ ‫مارس‪/‬آذار ‪2019‬‬

‫الخياريــن غــر النظاميــن علــ ًا يف خطــة االســتجابة األردنيــة أفضــل تنظي ـ ًا يضمــن أن يشــمل التمويــل جميــع الــرورات‬ ‫لألزمــة الســورية ولكــنْ ملَّــا مل يكــن لــوزارة الرتبيــة والتعليــم ويعالجهــا يف مــدد زمنيــة تجــري يف وقــت واحــد‪.‬‬ ‫القــدرة عــى إجــراء الربنامجــن أحدهــا أو كالهــا‪ُ ،‬أســ ِن َد‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫همة؟‬ ‫م‬ ‫ة‬ ‫االنتقالي‬ ‫العمل‬ ‫ر‬ ‫ط‬ ‫أ‬ ‫مل‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ذلــك إىل رشكاء القطــاع خارجــه‪ .‬ومــع َّأن رضورات هــذه الفئــة‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫قــد ُذ ِكــ َرت يف خطــة االســتجابة الجديــدة فــإن عجــز الخطــة تــدوم أزمــات التَّهجــر زمن ـا طوي ـا ‪-‬كــا هــي الحــال يف األردن‬ ‫اإلســراتيجية لــوزارة الرتبيــة والتعليــم يف هــذا الشــأن يعنــي َّأن وهــو بلــد متوســط الدَّخــل مــن الرشيحــة الدنيــا حكومتــه قويــة‬ ‫طريــق وعــ ٍر‬ ‫هــذه الــرورات ليســت يف ضمــن أولو َّياتهــا‪ .‬ثــم َّإن التالميــذ يف مقتــدرة‪ -‬واالســتجابة لهــذه األزمــات هــي يف‬ ‫ٍ‬ ‫هذيــن الربنامجــن ممنوعــون مــن حضــور الصفــوف الدراســية سياســياً ويــرد إليهــا متويــل دويل أكــر‪ .‬وإذ يــزداد االعــراف‬ ‫التــي هــي أعــى مــن صفوفهــم والتــي ال بــ َّد منهــا إلكــال الــدويل بأهميــة االنتقــال مــن مرحلــة االســتجابة اإلنســانية إىل‬ ‫التعليــم العــايل ونيــل شــهاداته ا ُملص َّدقــة‪ .‬فكفــاءة هذيــن مرحلــة االســتجابة اإلمنائيــة‪ ،‬فتبقــى املبــادئ التوجيهيــة وأطــر‬ ‫الربنامجــن وموافقتهــا لــرورات األطفــال يف حالنــا اليــو َم إمنــا العمــل الدوليــة يف هــذا الشــأن يجــول حولهــا التأويــل والنظــر‬ ‫هــي محــل نقــاش‪ ،‬وكــذا قدرتهــا عــى إضــاءة مســلك يوصــل يف أمرهــا عــى حســب قرائــن األحــوال‪ ،‬ذلــك ويعتمــد ا ِّتباعهــا‬ ‫إىل التعليــم النظامــي‪ .‬وإذ مل يكــن يف الخطــة اإلســراتيجية عــى اســتمرار متويــل مجموعــة مــن الجهــات الفاعلــة التــي هــي‬ ‫لــوزارة الرتبيــة والتعليــم تصويــب االنتبــاه إىل إعــادة النظــر يف خــر مــن تعالــج الــرورات املختلفــة‪ .‬ويف حــال األردن اليــو َم‬ ‫أطــر عمــل سياســة تدريــب الالجئــن املهنــي‪ ،‬فــا مســالك أمــام تجاهــد الهيئــات التــي متــس حيــاة املواطــن اليوميــة يف الدفــاع‬ ‫املراهقــن غــر املق َّيديــن يف املــدارس إال القليــل‪ .‬ولــو كانــت عــن معالجــة رضورات التعليــم إىل أن يتحقــق إصــاح شــامل‪.‬‬ ‫الفــرة بــن َّ‬ ‫الخطتــن محــددة وأحســن تدبــراً لســمح ذلــك‬ ‫وبعــدُ‬ ‫‪ ،‬فتحقيــق التغيــر الشــامل أمــر بطــيء أمــده طويــل‪.‬‬ ‫بالوصــول يف وزارة الرتبيــة والتعليــم إىل قــدرة تكفيهــا معالجــة‬ ‫واملســتضعفون مــن األطفــال هــم يف حاجــة اليــو َم إىل املســاعدة‬ ‫الــرورات التعليميــة لهــذه الفئــة‪.‬‬ ‫وإال فلــن يفــادوا مطلق ـاً مــن الدخــول يف نظــام التعليــم‪ .‬فــا‬ ‫ُ‬ ‫الرئيــي للخدمــات التــي تــأيت بهــا خطــة االســتجابة داعــي ألن تكــون االســتجابة اإلنســانية واالســتجابة اإلمنائيــة‬ ‫اآلخــذ‬ ‫ُّ‬ ‫األردنيــة لألزمــة الســورية هــم األطفــال أنفســهم‪ ،‬أ َّمــا مــا يــأيت اســتجابتني اثنتــن؛ فبالتخطيــط الجامعــي املنظــم ميكــن توقــع‬ ‫نتائــج ُيتَّفــق عــى أ َّنهــا ســتعالج الــرورات اإلنســانية‪ ،‬ويف‬ ‫مــن الخطــة اإلســراتيجية لــوزارة الرتبيــة والتعليــم ف ِلــوزارة‬ ‫َ‬ ‫الرتبيــة والتعليــم نفســها‪ ،‬ســوا ٌء الخدمــات ال ِت ْقن َّيــة واملال َّيــة‪ .‬الوقــت نفســه‪ ،‬ســتقلل مــن خطــر اســتضعاف النــاس واألنظمــة‪.‬‬ ‫وشــارك مانحــو قطــاع التَّعليــم الرئيســ ُّيون بعضهــم بعضــاً وينبغــي لتلــك القطاعــات التــي تحقــق االنتقــال اإلنســاين‬ ‫باتفاقيــة متويــل مشــرك لجمــع جملــة مــن املــال يدعمــون بهــا اإلمنــايئ النظــر فيــا يــي تأم ـ ًا واعتبــاراً‪:‬‬ ‫ميزانيــة وزارة الرتبيــة والتعليــم دعـ ًا مبــارشاً ح َّتــى ُتن ِّفــذ َّ‬ ‫خطتها‬ ‫ففــي هــذا هيــكل يــؤدي وظيفتــه بــا غمــوض مــع مــرور‬ ‫اإلســراتيجية‪ .‬فقــد جــاء يف خطــة االســتجابة األردنيــة لألزمــة‬ ‫الوقــت فيعالــج بشــمولٍ املســائل املع َّقــدة املحو َّيــة يف حــال‬ ‫حصــة مــن األمــوال الــواردة‬ ‫الســورية َّأن الــوزارة مل تتس ـ َّلم إال َّ‬ ‫يتضمــن أهداف ـاً‬ ‫طــال أمدهــا‪ .‬وينبغــي ألي إطــار عمــل أن َّ‬ ‫إىل البــاد اســتجاب ًة ألزمــة الالجئــن‪ ،‬هــذا مــن جهــة‪ ،‬ومــن جهــة‬ ‫وطنيــة منهــا متوســطة األجــل ومنهــا طويلــة األجــل ميكــن‬ ‫أخــرى ُتســتث َمر أمــوال اتفاقيــة التمويــل املشــرك مبــارش ًة يف‬ ‫متويلهــا بالوســائل نفســها‪.‬‬ ‫شــؤون الحكومــة والخدمــات‪ .‬وهــذا لِــوزارة الرتبيــة والتعليــم‬ ‫متويـ ٌـل يســهل التعامــل معــه وميكــن معرفــة خطواتــه مق َّدم ـاً‬ ‫ينبغــي ألطــر العمــل أن توضــع بالتشــاور مــع طائفــة‬ ‫ناســب الــوزارة إال أ َّنــه قــد ال يناســب رضورات‬ ‫وهــو ‪-‬ال ريـ َ‬ ‫ـب‪ُ -‬ي ِ‬ ‫ـر التشــاور‬ ‫واســعة مــن أصحــاب املصلحــة املعنيــن وال ُيقتـ َ‬ ‫األطفــال‪ .‬وأتــت مقاربــة اتفاقيــة التمويــل املشــرك ‪-‬التــي أملــت‬ ‫عــى الــوزارات واملانحــن‪ ،‬فعــى ســبيل املثــال‪ :‬مشــاورة َمــن‬ ‫برامــج فعاليــة املعونــة عليــه أكــر مــا فيــه‪ -‬مناســبة متامــاً‬ ‫وردت عليــه املســاعدات والعاملــون يف التَّعليــم‪ ،‬ومنهــم َمــن‬ ‫لبعــض أج ـزاء االســتجابة طويلــة األمــد يف األردن‪ ،‬مثــال ذلــك‪:‬‬ ‫يعمــل يف املنظــات غــر الحكوميــة الوطنــي منهــا والــدويل‪.‬‬ ‫التخطيــط للتعليــم القطاعــي الشــامل وتدريــب املعلمــن وإدارة‬ ‫ينبغــي التفاقيــات أدوار الجهــات الفاعلــة ومســؤولياتها‬ ‫البيانــات‪ .‬ولكــن با ِّتبــاع تلــك املقاربــة‪ ،‬يبتعــد التمويــل والرتكيــز‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫أن تكــون واضح ـا ب ِّينــة‪ ،‬وأن تتضمــن خطط ـا وأط ـرا زمنيــة‬ ‫عــن الــرورات الواقعــة خــارج النظــام املــدريس الرســمي‪ .‬ثــم‬ ‫لنقــل االســتجابات إىل قطاعــات أخــرى أو وزارات أخــرى‪،‬‬ ‫َّإن تراكــب الخطــة اإلســراتيجية لــوزارة الرتبيــة والتعليــم وخطــة‬ ‫االســتجابة األردنيــة لألزمــة الســورية ُيظ ِهــر الحاجــة إىل مقاربــة‬


‫نرشة الهجرة القرسية ‪60‬‬

‫التَّعليم‪ :‬الحاجات والحقوق والوصول إليه يف أوضاع التَّهجري‬

‫مارس‪/‬آذار ‪2019‬‬

‫‪21‬‬

‫‪www.fmreview.org/ar/education-displacement‬‬

‫وهــذا يف الــرورات التــي ليــس لخطــة القطــاع اإلمنائيــة جويل تشينريي ‪julie.danielle.chinnery@nrc.no‬‬ ‫متخصصة يف مجال التعليم‪ ،‬املجلس الرنويجي لالجئني‪ ،‬مكتب‬ ‫أن تعالجهــا‪.‬‬ ‫األردن‪www.nrc.no .‬‬ ‫خصــص مــا يكفــي الــوزارات‬ ‫ينبغــي للخطــط اإلنســانية أن ُت ِّ‬ ‫التنفيذيــة مــن الوقــت واملــوارد لتعــزز قدرتهــا عــى معالجــة‬ ‫اآلراء الواردة يف هذا املقال آراء الكاتبة وال تعكس بالرضورة آراء‬ ‫كل الرضوريــات املحــددة يف الخطــة اإلمنائيــة‪.‬‬ ‫املجلس الرنويجي لالجئني‪.‬‬ ‫نمــى قــدرات رشكاء الحكومــة تنميــة تكفيهــم‬ ‫ينبغــي أن ُت َّ‬ ‫‪ .1‬منظمة األمم املتحدة للرتبية والعلوم والثقافة (‪ )2016‬أدلة إعداد الخطة االنتقالية‬ ‫االنتقاليــة‬ ‫املقاربــة‬ ‫يف‬ ‫وذلــك‬ ‫األمــد‪،‬‬ ‫الطويلــة‬ ‫يف األزمــات‬ ‫للتعليم‬ ‫ومقاربــة التعــايف‪ ،‬واملقاربــات اإلمنائيــة أيضــاً‪.‬‬ ‫‪bit.ly/UNESCO-transitional-education-ar‬‬

‫ينبغــي لــكل االســتجابات‪ ،‬ســوا ٌء اإلنســانية واالنتقاليــة‬ ‫واإلمنائيــة‪ ،‬أن ُتر َبــط مبقاربــة مشــركة‪ ،‬أن ال رضر وال رضار‪.‬‬

‫‪Ministry of Planning and International Cooperation Jordan Response .2‬‬ ‫‪ Plan for the Syria Crisis 2018–2020 www.jrpsc.org‬‬ ‫‪ .3‬وزارة الرتبية والتعليم األردنية (‪ )2018‬الخطة اإلسرتاتيجية لوزارة الرتبية والتعليم‬ ‫(‪bit.ly/EducationStrategicPlan-Jordan-2018-22-AR )2022–2018‬‬

‫تطبيق نظرية التَّعلم يف رسم معامل ‘التَّع ُّلم الجيد’ يف أوضاع الطوارئ‪ :‬خربة من‬ ‫داداب‪ ،‬كينيا‬ ‫أليسون كروبار ومارينا ل‪.‬أنسيلمي‬

‫يظهر من تطبيق إحدى نظريات التّعلم بأثر رجعي عىل برنامج للتعليم غري النظامي للشباب َّأن نظريات‬ ‫التّعلم ميكن استخدامها لتقييم التَّعليم يف بيئة متنوعة من برامج التعليم يف أوضاع الطوارئ َّ‬ ‫وأن إدخال‬ ‫تلك النظريات يف أثناء وضع الربامج قد يكون له دور يف ضامن الجودة وعالقة التعليم بحاجات املتعلمني‪.‬‬ ‫ن ــادراً م ــا يتس ـنّى للهيئ ــات اإلنس ــانية واملانح ــن فرص ــة التّأم ــل‬ ‫جديــاً بكيف ّي ــة وماه ّي ــة التع ّل ــم ال ــذي يحص ــل نتيج ــة لتقدي ــم‬ ‫التعلي ــم يف ح ــاالت الط ــوارئ‪ .‬غ ــر ّإن غي ــاب القاع ــدة النظري ــة‬ ‫قـــد يق ّلـــل مـــن فعاليـــة الربنامـــج يف دعـــم قـــدرة املتعلمـــن‬ ‫عـــى إحـــداث تغـــر اجتامعـــي إيجـــايب والســـعي لتحقيـــق‬ ‫التطلع ــات الحرفي ــة واملهني ــة‪.‬‬ ‫لذلـــك‪ ،‬طبقنـــا نظريـــة تع ّلـــم بأثـــر رجعـــي عـــى إحـــدى‬ ‫املرشوعــات التــي ســبق تنفيذهــا مســتهدفة الشــباب يف مخيــم‬ ‫داداب لالجئ ــن يف كيني ــا‪ .‬ك ــا أطل ــق صن ــدوق تعلي ــم الالجئ ــن‬ ‫الـــدويل يف عـــام ‪ 2012‬مـــروع بنـــاء قـــدرات الشـــباب مـــن‬ ‫هجري ــن األق ــل‬ ‫أج ــل التغي ــر االجتامع ــي لتمك ــن الش ــباب ا ُمل َّ‬ ‫حظـــاً يف الفئـــة العمريـــة ‪ 24–14‬عامـــاً وزيـــادة مشـــاركتهم‬ ‫االجتامعيـــة مـــن خـــال املشـــاركة الفعالـــة يف املرشوعـــات‬ ‫واملب ــادرات بقي ــادة املجتم ــع املح ــي والت ــي ر ّك ــزت يف البداي ــة‬ ‫‪1‬‬ ‫عـــى حقـــوق األطفـــال يف التعليـــم‪.‬‬

‫وحـــر املشـــاركون يف الربنامـــج خمســـة أيـــام مـــن التدريـــب‬ ‫خ ــال الع ــام األول تبعته ــم ثالث ــة إىل خمس ــة أي ــام لتجمي ــع‬ ‫مـــا تع َّلمـــوه يف األيـــام الســـابقة وذلـــك خـــال العـــام الثـــاين‬ ‫مـــع إتاحـــة الفـــرص املســـتجدة للممثلـــن ا ُملختَاريـــن مـــن‬ ‫الشـــباب لتطويـــر القيـــادة وأدوار املعلمـــن األقـــران ضمـــن‬ ‫مجموعاتهـــم الخاصـــة ومجتمعاتهـــم املحليـــة‪ .‬وتض ّمـــن‬ ‫الربنام ــج املوضوع ــات التالي ــة‪ :‬تنمي ــة املجتم ــع القامئ ــة ع ــى‬ ‫األصـــول‪ 2‬ومهـــارات فـــض النـــزاع والـــراكات بـــن الشـــباب‬ ‫والبالغ ــن‪ .‬وكج ــزء م ــن منه ــاج تنمي ــة املجتم ــع القامئ ــة ع ــى‬ ‫األص ــول‪ ،‬ح ــدد املتعلم ــون الحاج ــات واملش ــكالت الت ــي تؤث ــر‬ ‫يف مجتمعاتهـــم املحليـــة باإلضافـــة إىل األصـــول املجتمعيـــة‬ ‫املتاح ــة به ــدف تطوي ــر برام ــج املجتم ــع املح ــي لتك ــون ق ــادرة‬ ‫ع ــى التصــدّي للمش ــاكل املح ــددة‪ .‬وم ــن ث ـ َّـم‪ ،‬ين ــر الش ــباب‬ ‫منه ــاج التدري ــب ألقرانه ــم ُم َو ِّظ ِف ــنَ بذل ــك مقارب ــة املعلم ــن‬ ‫األقــران م ــا ي ــؤدي يف النهاي ــة إىل تصمي ــم مرشوع ــات التغي ــر‬

‫‪21‬‬


‫‪22‬‬

‫التَّعليم‪ :‬الحاجات والحقوق والوصول إليه يف أوضاع التَّهجري‬

‫‪22‬‬

‫‪www.fmreview.org/ar/education-displacement‬‬

‫نرشة الهجرة القرسية ‪60‬‬ ‫مارس‪/‬آذار ‪2019‬‬

‫االجتامع ــي والتخطي ــط له ــا وتنفيذه ــا يف مجتمعاته ــم بدع ــم اللغ ــة اإلنجليزي ــة‪ .‬وبذل ــك‪ ،‬يتع ّل ــق التع ّل ــم اإلجــرايئ مبجمل ــه‬ ‫وتوجيـــه مـــن املوظفـــن امليدانيـــن ملنظمـــة ريـــت الدوليـــة‪ .‬بتشـــجيع الشـــباب عـــى املشـــاركة يف مجتمعاتهـــم املحليـــة‬ ‫ال ّتخـــاذ أدوار فيهـــا كاملخططـــن والقـــادة‪.‬‬

‫التَّعلم الجيد‬

‫تش ــتمل نظري ــة ‘التع ّل ــم الجي ــد’ ملاي ــكل نيوم ــان ع ــى ع ــدد‬ ‫م ــن جوان ــب التع ّل ــم املختلف ــة مب ــا فيه ــا‪ :‬اإلجــرايئ والتواص ـ ّ‬ ‫ـي‬ ‫واالنفعـــايل والتفســـري والجوهـــري والنّقـــدي والســـيايس‬ ‫والعاطفـــي واألخالقـــي‪ .‬وح ّللنـــا مـــروع ريـــت ونتائجـــه يف‬ ‫ضـــوء كل مـــن هـــذه الجوانـــب كـــا ربطنـــا نظريـــة أنـــواع‬ ‫التع ّل ــم ب ــكل م ــن كيف ّي ــة تع ّل ــم املتعلم ــن الش ــباب فعل ّي ـاً م ــن‬ ‫خـــال املـــروع وأي ال َّثغـــرات ظهـــرت يف تع ّلمهـــم‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫التع ّلـــم اإلجـــرايئ‪ :‬يركـــز هـــذا الجانـــب عـــى املحتـــوى‬ ‫القائـــم عـــى املهـــارات ويتم ّثـــل يف هـــذه الحالـــة بتعليـــم‬ ‫هجري ــن كيفي ــة كتاب ــة مقرتح ــات قص ــرة وتطوي ــر‬ ‫الش ــباب ا ُمل َّ‬ ‫خطـــط النَّشـــاطات وإجـــراء الرصـــد والتقييـــم واإلبـــاغ عـــن‬ ‫النَّشـــاطات ونتائجهـــا والتواصـــل مـــع اآلخريـــن باســـتخدام‬

‫التع ّل ــم التواص ــي واالنفع ــايل والعاطف ــي‪ :‬يعتم ــد ه ــذا الن ــوع‬ ‫م ــن التع ّل ــم ع ــى العالق ــات والس ــلوك االجتامع ــي (يف حال ــة‬ ‫ّ‬ ‫التواصـــي) وعـــى كيفيـــة تفســـر املتعلمـــن لألمـــور‬ ‫التع ّلـــم‬ ‫ّ‬ ‫وترصفهـــم بن ــا ًء عـــى عواطفه ــم (يف حالـــة التعل ــم االنفع ــايل‬ ‫ّ‬ ‫والعاطفـــي)‪ .‬ويف داداب‪ ،‬غالبـــاً مـــا يعـــري الضعـــف متثيـــل‬ ‫الش ــباب يف مناص ــب القي ــادة املجتمعي ــة ذل ــك ّأن كب ــار الس ــن‬ ‫ه ــم م ــن يأخ ــذون ه ــذه األدوار ع ــادة‪ .‬لذل ــك‪ُ ،‬يع َن ــى ه ــذا‬ ‫الجان ــب م ــن التع ّل ــم بتطوي ــر مه ــارات القي ــادة ل ــدى الش ــباب‬ ‫وإرشاكهـــم يف مجتمعاتهـــم ومتكينهـــم مـــن أن يصبحـــوا أكـــر‬ ‫مهـــارة يف متثيـــل أنفســـهم واآلخريـــن أمـــام أعضـــاء املجتمـــع‬ ‫األك ــر س ــناً خاص ــة الذي ــن يش ــغلون مراك ــز الس ــلطة والش ــباب‬ ‫اآلخريـــن ومجتمـــع املخيـــم بأوســـعه‪ .‬وســـاعدت هـــذه‬ ‫النقاشـــات التـــي شـــ ّكلت جـــزءاً مـــن التدريـــب يف تحـــدّي‬

‫ريت إنرتناشيونال‬

‫يس التعليمي‪ ،‬داداب‪.‬‬ ‫شباب وشابات من الالجئني يشاركون يف النقاش مع ا ُمل ِّ‬


‫نرشة الهجرة القرسية ‪60‬‬

‫التَّعليم‪ :‬الحاجات والحقوق والوصول إليه يف أوضاع التَّهجري‬

‫مارس‪/‬آذار ‪2019‬‬

‫ـجعت املتعلم ــن‬ ‫التص ــورات املغلوط ــة ح ــول الش ــباب ك ــا ش ـ ّ‬ ‫ع ــى تقدي ــر آراء غريه ــم م ــن أعض ــاء املجتم ــع املح ــي‪ .‬وم ــع‬ ‫ذل ــك‪ ،‬كان م ــن الصع ــب تحدي ــد األدل ــة ع ــن التع ّل ــم االنفع ــايل‬ ‫والعاطفـــي‪.‬‬ ‫التع ّلـــم التفســـري‪ :‬يتعلـــق هـــذا الجانـــب بالوعـــي بالـــذات‪:‬‬ ‫أي فهـــم املـــرء لنفســـه يف العـــامل وكيـــف يتصـــ ّوره اآلخـــرون‪.‬‬ ‫وبالنســـبة للشـــباب يف داداب‪ ،‬يتع ّلـــق هـــذا الجانـــب أيضـــاً‬ ‫بكســـب مزيـــد مـــن الفهـــم َّ‬ ‫عـــا ميكنهـــم فعلـــه كالجئـــن‬ ‫ش ــباب ضم ــن املنظوم ــات الت ــي يعيش ــون فيه ــا ل ــي يس ــاعدوا‬ ‫يف إحـــداث التغيـــر االجتامعـــي وخاصـــة عـــى ضـــوء أمنـــاط‬ ‫االعتـــاد ا ُمل َ‬ ‫عـــرَف بهـــا بـــن الالجئـــن ومـــزودي الخدمـــات‪.‬‬ ‫ويب ــدأ تدري ــب م ــروع تنمي ــة املجتم ــع القامئ ــة ع ــى األص ــول‬ ‫بتحدي ــد األص ــول الفردي ــة ومناقش ــة نق ــاط الق ــوة والضع ــف‬ ‫يتوســـع باتجـــاه املجموعـــة واملجتمـــع‬ ‫الشـــخصية ومـــن َث َّ‬ ‫ـــم ّ‬ ‫املحـــي‪.‬‬

‫‪23‬‬

‫‪www.fmreview.org/ar/education-displacement‬‬

‫ـرب األطف ــال يف س ــياقات ح ــاالت‬ ‫األســـباب الجذري ــة وراء ت ـ ّ‬ ‫الط ــوارئ‪ .‬وب ــدالً م ــن ذل ــك‪ ،‬رك ــزت ع ــى تش ــجيع األطف ــال‬ ‫الذيـــن كانـــوا يف وقـــت مـــا غـــر قادريـــن عـــى االلتحـــاق يف‬ ‫ً‬ ‫فمثـــا‪ ،‬مل يبحـــث املتعلمـــون بعـــن‬ ‫املدرســـة للعـــودة إليهـــا‪.‬‬ ‫ناق ــدة الظ ــروف الت ــي يضط ــر األطف ــال إىل مغ ــادرة املدرس ــة‬ ‫باألص ــل وال أس ــباب ع ــدم ق ــدرة نظ ــام امل ــدارس القامئ ــة ع ــى‬ ‫املحافظــة عــى األطفــال املســتضعفني واالســتجابة إىل حاجاتهــم‬ ‫املح ــددة م ــا يوح ــي بأ ّنه ــم اعتم ــدوا ع ــى األف ــكار املس ــبقة‬ ‫ملعالج ــة ه ــذه املش ــاكل ب ــدالً م ــن معالجته ــا باالنفت ــاح ع ــى‬ ‫تج ــارب اآلخري ــن أو الفه ــم الدقي ــق لعالق ــات ال ِق ــوى يف حي ــاة‬ ‫األخري ــن‪.‬‬ ‫التَّعل ــم الس ــيايس‪ :‬يرتب ــط الجان ــب الس ــيايس ‘للتَّع ُّل ــم الجي ــد’‬ ‫بج ــزء م ــن عملي ــة فه ــم الس ــلطة يف املجتم ــع وق ــدرة أعض ــاء‬ ‫املجتم ــع ع ــى اتخ ــاذ اإلج ـراءات‪ .‬غ ــر إ ّن ــه يب ــدو م ــن الواض ــح‬ ‫ّأن ك ًال مـــن التع ّلـــم الســـيايس والتع ّلـــم النقـــدي محـــدودان‬ ‫بالقي ــود الت ــي تفرضه ــا حال ــة املتعلم ــن كالجئ ــن‪ .‬فع ــى س ــبيل‬ ‫املث ــال‪ ،‬بالرغ ــم م ــن تعبئ ــة املتعلم ــن للمجتم ــع املح ــي ح ــول‬ ‫قضي ــة انخف ــاض مع ــدالت إبق ــاء األطف ــال يف امل ــدارس‪ ،‬اقت ــر‬ ‫تناوله ــم للقضي ــة ع ــى مس ــتوى العائل ــة واألفــراد ب ــدالً م ــن‬ ‫العـــودة إىل النظـــام الســـيايس يف داداب أو غيـــاب التواصـــل‬ ‫ب ــن التموي ــل اإلنس ــاين واإلمن ــايئ يف قط ــاع التعلي ــم‪4.‬ومل يؤم ــن‬ ‫الشـــباب الالجئـــون املشـــاركون باملـــروع بأ ّنهـــم قـــادرون‬ ‫كالجئـــن عـــى تغيـــر الن ُ​ُّظـــم وبـــدالً مـــن ذلـــك ر ّكـــزوا عـــى‬ ‫القضاي ــا األك ــر إلحاحــاً ضم ــن نط ــاق س ــيطرتهم‪ .‬ولعل ــه م ــن‬ ‫املج ــدي ملخطط ــي الربام ــج أن يدرس ــوا أك ــر الح ــدود النظامي ــة‬ ‫والذاتي ــة الت ــي تحــ ّد م ــن ق ــدرة املتعلم ــن ع ــى التعام ــل م ــع‬ ‫العن ــارص الحاس ــمة والسياس ــية يف إع ــداد الربام ــج‪.‬‬

‫ـم‬ ‫التَّعل ــم الجوه ــري‪ُ :‬ي َع ـ َّرف التع ّل ــم الجوه ــري أ ّن ــه عملي ــة َفه ـ ِ‬ ‫م ــا يصف ــه نيوم ــان “باألهمي ــة الرمزي ــة والقيم ّي ــة والجامل ّي ــة‬ ‫تأص ــل يف األش ــخاص واألش ــياء واألح ــداث”‪ :‬ويع ـ ّد‬ ‫وغريه ــا م ــا ّ‬ ‫ه ــذا التقدي ــر مه ـ ً‬ ‫ـا نظــراً للتوتــرات القامئ ــة ب ــن املجتمع ــات‬ ‫املتنوعـــة يف داداب‪ ،‬إذ كان املتعلمـــون قـــادرون عـــى تحديـــد‬ ‫التغي ــر يف املخي ــات وأهمي ــة عمله ــم يف مجتمعاته ــم لتحقي ــق‬ ‫ه ــذه التغي ـرات خصوص ـاً م ــن خ ــال م ــروع تنمي ــة املجتم ــع‬ ‫القامئ ــة ع ــى األص ــول باعتب ــاره أح ــد أوج ــه التع ّل ــم الجوه ــري‪.‬‬ ‫وم ــع أ ّنن ــا وجدن ــا بع ــض األدل ــة الت ــي تثب ــت تقدي ــر املتعلم ــن‬ ‫لألشـــخاص يف مجتمعاتهـــم م ّمـــن ال يشـــبهونهم واتخاذهـــم‬ ‫دور الوســـطاء خصوصـــاً يف حـــاالت الخالفـــات بـــن الشـــباب‬ ‫اآلخري ــن‪ ،‬كان م ــن الصع ــب تب ـ ّـن الكث ــر م ــن األدل ــة ح ــول‬ ‫التع ّل ــم الجوه ــري يف الربنام ــج‪.‬‬ ‫التع ّل ــم األخالق ــي‪ :‬يرك ــز ه ــذا الجان ــب ع ــى أس ــئلة الص ــواب‬ ‫والخطـــأ‪ :‬أي كيـــف يصـــدر املتعلمـــون األحـــكام ويق ّيمـــون‬ ‫التع ّلـــم النقـــدي‪ :‬يعـــود هـــذا الجانـــب إىل كيفيـــة فهـــم األوضـــاع‪ .‬ويف هـــذه الحالـــة‪ ،‬كيـــف يصـــل املتعلمـــون إىل‬ ‫املتعلم ــن لعالق ــات الق ــوى‪ .‬فمن ــذ بداي ــة الربنام ــج‪ ،‬عولِ َج ــت اســـتنتاجاتهم الخاصـــة بشـــأن التهميـــش والنزاعـــات ضمـــن‬ ‫دينامي ــات ال ِق ــوى يف املخي ــات الت ــي ع ــاد ًة م ــا ُيس ــتثنَى فيه ــا املجتم ــع‪ ،‬وبش ــأن التع ــاون ع ــر الجمعي ــات الش ــبابية وداخله ــا‪.‬‬ ‫الش ــباب م ــن صناع ــة القــرار ع ــن طري ــق تش ــجيع العالق ــات وكان ــت األدل ــة ع ــى التع ّل ــم األخالق ــي واضح ــة يف املرشوع ــات‬ ‫ب ــن الش ــباب والبالغ ــن م ــن خ ــال التدري ــب ومجموع ــة م ــن التـــي يقودهـــا الشـــباب إذ شـــدّد املشـــاركون عـــى أهميـــة‬ ‫األنش ــطة املح ــددة مث ــل منتدي ــات الش ــباب والبالغ ــن‪ .‬وم ــن التعلي ــم وتجن ــب املخ ــدرات والحاج ــة إىل ف ــض النزاع ــات ب ــن‬ ‫أجـــل تطويـــر صـــوت املجتمـــع ومتهيـــد الطريـــق للعـــودة إىل املجموعـــات وبـــن األفـــراد‪.‬‬ ‫ـج َع الش ــباب ع ــى النظ ــر إىل أنفس ــهم ع ــى‬ ‫الوط ــن نهائيــاً ُش ـ ِّ‬ ‫أ ّنه ــم ق ــادة الح ــارض واملس ــتقبل‪ .‬وع ــى الرغ ــم م ــن تكري ــس التوصيات‬ ‫مشـــاريع العمـــل االجتامعـــي التـــي ُأ ِس َســـت عـــن طريـــق مل يبـــدأ مـــروع بنـــاء قـــدرات الشـــباب مـــن أجـــل التغيـــر‬ ‫الشـــباب ا ُمل َد َّربـــن لزيـــادة الوصـــول إىل التعليـــم‪ ،‬مل تعالـــج االجتامعـــي بتطبيـــق أبعـــاد التع ّلـــم وفـــق نظريـــة نيومـــان‬

‫‪23‬‬


‫‪24‬‬

‫‪24‬‬

‫التَّعليم‪ :‬الحاجات والحقوق والوصول إليه يف أوضاع التَّهجري‬ ‫‪www.fmreview.org/ar/education-displacement‬‬

‫وبالت ــايل يعــ ّد ه ــذا التقيي ــم مترينــاً أكادمييــاً رجع ــي األث ــر‪ .‬إال‬ ‫أ ّن ــه ميك ــن بتطبي ــق ه ــذه النظري ــة يف مرحل ــة التخطي ــط أن‬ ‫يصبـــح املخططـــون قادريـــن عـــى التفكـــر بعمـــق بالعنـــارص‬ ‫املختلف ــة الت ــي تش ــكل ‘التَّع ُّل ــم الجي ــد’ وكي ــف ميك ــن بذل ــك‬ ‫للربنامـــج أن يحقـــق املزيـــد مـــن أهدافـــه‪.‬‬ ‫وبغ ــض النظ ــر ع ـ ّـا إذا ُط ِّب َق ــت نظري ــة التع ّل ــم قب ــل تصمي ــم‬ ‫املـــروع أو ال‪ ،‬يبقـــى مـــن الواضـــح أ ّنـــه بالنســـبة لالجئـــن‬ ‫ّ‬ ‫فـــإن القيـــود املفروضـــة عـــى الحركـــة‬ ‫الشـــباب يف داداب‬ ‫باإلضاف ــة إىل غي ــاب التَّعلي ــم النَّوع ــي املتوف ــر من ــذ الطفول ــة‬ ‫وحتـــى البلـــوغ إىل جانـــب غيـــاب الفـــرص التنمويـــة كلهـــا‬ ‫عوام ــل س ــتؤثر ع ــى أي ح ــال مب ــدى إمكاني ــة التطوي ــر الكام ــل‬ ‫ألبع ــاد التع ّل ــم السياس ــية والنقدي ــة حس ــب نظري ــة نيوم ــان‪.‬‬ ‫بي ــد ًّأن تكــرار ه ــذا الن ــوع م ــن الدراس ــة يف الس ــياقات الت ــي‬ ‫يتمتـــع فيهـــا الالجئـــون بفـــرص أكـــر للوصـــول إىل كل مـــن‬ ‫التعلي ــم والتوظي ــف ومزاي ــا املجتم ــع املضي ــف ق ــد مي ّك ــن م ــن‬ ‫إجــراء تقيي ــم أكمـــل ملـــدى تأث ــر الس ــياقات الهيكليـــة ع ــى‬ ‫‘التَّع ُّل ــم الجي ــد’ ك ــا عُ ــ ِّر َف يف نظريـــة نيوم ــان‪.‬‬

‫نرشة الهجرة القرسية ‪60‬‬ ‫مارس‪/‬آذار ‪2019‬‬

‫وال بــد مــن إج ـراء دراســة أخــرى لفهــم كيفيــة حــدوث التع ّلــم‬ ‫االنفعــايل والعاطفــي يف كل مــن التعليــم يف حــاالت الطــوارئ‬ ‫وتعليــم الالجئــن‪ .‬وعــى الرغــم مــن ّأن هذيــن الجانبــن أقــل‬ ‫ـي مــن الجوانــب األخــرى لنظريــة التع ّلــم‬ ‫قابليــة للقيــاس الكمـ ّ‬ ‫لصاحبهــا نيومــان‪ ،‬فيمكــن لتحقيقهــا أن يزيــد مــن فعاليــة‬ ‫الربامــج التعليميــة وخاصــة يف التعليــم املراعــي لظــروف النـزاع‪.‬‬ ‫ومــن املهــم أيضــاً أن تصبــح أصــوات املزاولــن واملتعلمــن‬ ‫واملعلمــن وغريهــم مــن العاملــن يف التعليــم يف أوضــاع الطــوارئ‬ ‫روافــد مرثيــة للنظريــة التــي تشــكل برامجهــم التعليميــة‬ ‫واألهــداف التــي يســعون إىل تحقيقهــا‪.‬‬ ‫تغــر حــاالت الطــوارئ وتبــدّل بيئــات التع ّلــم ينبغــي‬ ‫ومــع ّ‬ ‫للربامــج التعليميــة أن تتكيــف أيض ـاً‪ .‬و ُتظهــر هــذه الدراســة ّأن‬ ‫‘التع ّلــم الجيــد’ ميكــن أن يحــدث يف أوضــاع الطــوارئ كــا ميكــن‬ ‫أن يكــون جــزءاً مــن عمليــة إمنــاء متثيــل األفـراد واملجتمــع وذلــك‬ ‫املهمشــن ويف أفضــل الحــاالت العمــل‬ ‫إلظهــار صــوت الشــباب َّ‬ ‫إزاء تغيــر الن ُ​ُّظــم املحليــة والوطنيــة والدوليــة التــي تــؤدي إىل‬ ‫التهميــش‪.‬‬

‫وينبثــق عــن هــذا التمريــن مجموعــة توصيــات أهمهــا أليسون كروبار ‪akrupar@savechildren.org‬‬ ‫التشــجيع عــى زيــادة تطبيــق نظريــات التع ّلــم يف أثنــاء متخصصة رئيسية‪ ،‬بحوث التَّع ُّلم‪ ،‬منظمة إنقاذ الطفل‬ ‫تدريــب املزاولــن وتطويــر برامــج التَّعليــم ســواء أكانــت )‪(Save the Children‬‬ ‫رســمية أم غــر رســمية‪ .‬ونحــن نــدرك أ ّنــه ال ميكــن للمنظــات ‪www.SavetheChildren.org‬‬ ‫غــر الحكوميــة إعطــاء األولويــة دامئـاً لكيفيــة حــدوث التع ّلــم‬ ‫يف برامجهــا نظـراً لــكل مــن القيــود الزمنيــة والعزلــة وغريهــا مارينا ل‪ .‬أنسيلمي ‪m.anselme@theret.org‬‬ ‫مــن التحديــات الســائدة يف البيئــات املتأثــرة بالطــوارئ‪ ،‬ولكننــا رئيسة املسؤولني الفنيني‪ ،‬منظمة ريت إنرتناشيونال‬ ‫نقــرح أ ّنــه ينبغــي للمنظــات غــر الحكوميــة أن تبنــي قــدرة ‪www.theRET.org‬‬ ‫داخليــة متخصصــة بالتعليــم أو أن تعمــل مــع مختــي التعليم‬ ‫‪ .1‬بعد السنة األوىل املركزة عىل التعليم من املرشوع‪ ،‬ير ِّكز الشباب عىل قضايا أخرى مبا‬ ‫لتطويــر الربامــج وتنفيذهــا ومراقبتهــا وتقييمهــا وخاصــة عــن فيها بناء السالم وخفض وترية النزاع ومنع العنف القائم عىل الجندر‪.‬‬ ‫طريــق ترجمــة الجوانــب الرئيســية ملثــل هــذه النظريــات إىل ‪Kretsmann J P and McKnight J L (1993) ‘Introduction’ in Kretsmann .2‬‬ ‫‪J P and McKnight J L (Eds) Building communities from the inside out:‬‬ ‫مــؤرشات أداء قابلــة للقيــاس حتــى يف ســياقات الطــوارئ‪.‬‬ ‫‪A path toward finding and mobilizing a community’s assets, Institute for‬‬

‫ونــويص بــأن يقــدم املانحــون مهمــة داعمــة لزيــادة فعاليــة‬ ‫الربامــج مــن خــال االســتثامر الواضــح بتطبيــق نظريــات‬ ‫التع ّلــم‪ .‬وميكــن أن ينعكــس ذلــك يف معايــر تقييــم املانحــن‬ ‫ورصــد األمــوال الخاصــة كــا ميكــن للامنحــن أن ينظمــوا‬ ‫ويرعــوا املناســبات ومجموعــات العمــل التــي يجتمــع فيهــا‬ ‫كل مــن املزاولــن واملانحــن وغريهــم مــن أصحــاب املصلحــة‬ ‫الرئيســيني ملناقشــة وتعريــف اإلرشــادات التوجيهيــة وخارطــة‬ ‫الطريــق واملقاربــات مــن أجــل دمــج نظريــة التع ّلــم يف‬ ‫أثنــاء تصميــم برامــج التعليــم يف حــاالت الطــوارئ وتنفيذهــا‬ ‫وتقييمهــا‪.‬‬

‫‪Policy Research, Northwestern University.‬‬ ‫(بناء املجتمعات املحلية من الداخل إىل الخارج‪ :‬مسار نحو العثور عىل أصول املجتمع‬ ‫املحيل وحشده)‬ ‫‪Newman M (2010) ‘Calling transformative learning into question: Some .3‬‬ ‫‪mutinous thoughts’, Adult Education Quarterly, 62, 1:36–55‬‬ ‫(إثارة التساؤالت حول التعلم التحوييل‪ :‬بعض األفكار املتمردة)‬ ‫جاءت نظريته استكامالً للدليل اإلرشادي التعليمي للشبكة العاملية لوكاالت التعليم يف‬ ‫حاالت الطوارئ املراعي للنزاعات املرتبط بتأسيس “هوية‪/‬هويات إيجابية جديدة يف‬ ‫املجتمع املحيل” وحشد املوارد‪ .‬لالطالع عىل رشحها وأدواتها توجه إىل الرابط التايل‬ ‫‪www.ineesite.org/en/conflict-sensitive-education‬‬ ‫‪ .4‬ليست حلقة التمويل القادمة التي متتد سنة واحدة فقط مناسبة للتخطيط‬ ‫لالستجابات الشاملة واملستدامة وتنفيذها تلبية لحاجات الالجئني التعليمية‪ .‬فالربامج‬ ‫متيل إىل االعتامد عىل املانحني بدالً من حاجات املتعلمني‪.‬‬


‫نرشة الهجرة القرسية ‪60‬‬

‫التَّعليم‪ :‬الحاجات والحقوق والوصول إليه يف أوضاع التَّهجري‬

‫مارس‪/‬آذار ‪2019‬‬

‫‪25‬‬

‫‪www.fmreview.org/ar/education-displacement‬‬

‫مساحات صديقة للطفل‪ :‬تعزيز دورها يف تحسني نتاجات التَّع ُّلم‬ ‫غورفيندر سينغ وتشارلوت توكتيش‬

‫ميكن من خالل توفري الدعم النَّفيس‪-‬االجتامعي لألطفال من خالل مساحات صديقة للطفل تحسني‬ ‫نتاجات التعلم لألطفال‪ ،‬إ َّال َّأن ذلك يتطلب زيادة التوطني املحيل للمقاربات املبنية عىل الرشاكة‬ ‫واملستجيبة للجندر وتعزيز عملتي الرصد والتقييم‪.‬‬ ‫يرتبط الرفاه النفيس‪-‬االجتامعي لألطفال مبارش ًة بقدرتهم عىل‬ ‫التع ّلم‪ .‬ويف سياقات ال ِّنزاع واألزمات اإلنسانية‪ ،‬ميكن للمساحات‬ ‫الصديقة للطفل أن تعزز الرفاه النفيس‪-‬االجتامعي كام تق ّدم‬ ‫لألطفال مساحات آمنة للتع ّلم‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬أظهرت األبحاث‬ ‫وجود تباين كبري بني تلك املساحات من حيث جودتها ومالءمتها‬ ‫وف ّعاليتها ودميومتها‪1.‬فغالباً ما ُت َن ّف ُذ لفرتات طويلة دون إلغائها‬ ‫تدريجياً أو تحويلها إىل أشكال مستدامة ومالمئة‪ .‬وإضافة لذلك‪،‬‬ ‫ميكن لتلك املساحات أن تتحول بسهولة إىل أماكن يكون هدفها‬ ‫الوحيد لعب الكرة والرسم بدالً من التفكري ملياً بالدعم النَّفيس‪-‬‬ ‫االجتامعي ا ُمل َر َّكز والقائم عىل األبحاث‪ .‬كام ميكن استبعاد‬ ‫أصحاب املصلحة املعنيني من التخطيط مثل املعلمني املحليني‬ ‫ومديري املدارس وأولياء األمور وقادة املجتمع املحيل مام يؤدي‬ ‫إىل إضعاف العالقة بني املساحات الصديقة للطفل وتحسني‬ ‫نتاجات التَّعلم‪.‬‬

‫ومع َّأن املساحات الصديقة للطفل ال ُتعدُّ ح ًال شام ًال‪ ،‬فبمقدورها‬ ‫أن تكون أدوات مه ّمة للنهوض بنتاجات التَّع ُّلم‪ ،‬إذ ّإن الخربات‬ ‫التي اكتسبتها جمعيات الصليب األحمر والهالل األحمر يف‬ ‫السياقات الخاصة لكل بلد تسلط الضوء عىل عد ٍد من الدروس‬ ‫ا ُملستَفادة التي تؤ ّكد الحاجة إىل مقاربات محلية قامئة عىل‬ ‫الرشاكة تستند بدورها إىل القدرات املوجودة وتق ّدم لألطفال‬ ‫مساحات آمنة‪ .‬ومي ّكن ذلك األطفال من بناء صموهم وقدرتهم‬ ‫عىل مقاومة الظروف كام يوفر لهم ما يكفي من االستقرار‬ ‫ليتم ّكنوا من الرتكيز عىل التعليم خالل األزمات اإلنسانية‪.‬‬

‫اليمن‬

‫منذ عام ‪ ،2015‬أجرب االنفالت األمني وعدم االستقرار يف اليمن‬ ‫‪ 2.8‬مليوناً من املدنيني تقريباً عىل الفرار من ديارهم‪ ،‬وكانت‬ ‫تبعات ال ِّنزاع صعبة خاصة عىل األطفال‪ .‬إذ يروي املتطوعون‬ ‫املحليون َّأن ّ‬ ‫الطلب يف اليمن يشعرون باالنقطاع عن املدرسة‬ ‫وأ ّنهم غري متح ّمسني لالستمرار يف تعليمهم‪ .‬فاألطفال مسحوقون‬ ‫تحت وطأة ال ِّنزاع وال يشعرون باألمان يف أثناء سامعهم أصوات‬ ‫القنابل والطائرات الحربية‪ .‬كام أ ّنهم يتعرضون لخطر القتل‬ ‫وهم يف طريقهم إىل املدرسة وكثري من أولياء األمور يفضلون‬ ‫إبقاء أطفالهم يف البيت‪.‬‬

‫ترسب ما ال يقل عن نصف‬ ‫ومنذ تصاعد ال ِّنزاع يف عام ‪ّ ،2015‬‬ ‫مليون طفل من املدرسة‪ .‬وعالوة عىل ذلك‪ّ ،‬مثة نقص حاد يف‬ ‫أعداد املعلمني كام ال ميكن استخدام ‪ 2500‬مدرسة تقريباً إما‬ ‫أل ّنها ُد ِّم َرت بفعل الحرب أو نظراً الستخدامها لغايات عسكرية‬ ‫للمه ََّجرين‪ .‬كام دفع ُّ‬ ‫تعذر الوصول إىل التعليم‬ ‫أو َكدور إيواء ُ‬ ‫كل من األطفال والعائالت إىل بدائل خطرة مبا فيها زواج األطفال‬ ‫وعاملة األطفال وتجنيدهم كمقاتلني‪.‬‬ ‫ويف محاولة ملعالجة غياب فرص الوصول إىل التعليم‪ ،‬بدأت‬ ‫جمعية الهالل األحمر بتقييم الحاجات بالتشاور مع وزارة‬ ‫ثم‪ُ ،‬د ِّر َب ‪ 118‬متطوعاً من الهالل األحمر‬ ‫الرتبية والتعليم‪ .‬ومن ّ‬ ‫و‪ 133‬معل ًام من أربعني مدرسة عىل توفري الدعم النَّفيس‪-‬‬ ‫االجتامعي‪ ،‬كام ُط ِّو َرت مساحات صديقة للطفل يف كل واحدة‬ ‫من هذه املدارس ُبغية توفري مكان يتمكن فيه الفتيات والفتيان‬ ‫من الوصول إىل الدعم النَّفيس‪-‬االجتامعي واللعب وتع ّلم‬ ‫مهارات الحامية كالوصول إىل املساعدة والحصول عىل الحامية‬ ‫كام ُيد َّر ُس فيها مواضيع تتعلق بحقوق الطفل والحيلولة دون‬ ‫ينصب الرتكيز‬ ‫زواج األطفال‪ .‬ويف املساحات الصديقة للطفل‪،‬‬ ‫ُّ‬ ‫عىل التعليم عن طريق األقران وذلك نظراً إلميان كل من‬ ‫املدارس وجمعية الهالل األحمر ّ‬ ‫بأن النشاطات التي يقودها‬ ‫الشباب هي أفضل طريقة ملضاعفة األثر‪ .‬فعىل سبيل املثال‪،‬‬ ‫يرتأس األطفال يف املساحات الصديقة للطفل اجتامعات املدرسة‬ ‫ويقيمون املرسحيات لتسليط الضوء عىل قضايا الحامية والدعم‬ ‫النفيس‪-‬االجتامعي‪ .‬وباإلضافة إىل ذلك‪ ،‬عقد املتطوعون جلسات‬ ‫للدعم النَّفيس‪-‬االجتامعي لألطفال من مختلف الفئات العمر ّية‪.‬‬ ‫إذ أمكن الوصول إىل ما يقرب خمسة آالف من الفتيات والفتيان‬ ‫(و‪ 350‬من البالغني) من خالل املرشوع الذي بدأ يف عام ‪2016‬‬ ‫وما زال مستم ّراً حتى اليوم‪.‬‬

‫كينيا‬

‫يعيش املهاجرون والالجئون م ّمن يقطنون يف التجمعات غري‬ ‫الرسمية يف مراكز كينيا الحرضية حياة صعبة ورمبا يكون‬ ‫األطفال خصوصاً هم أكرث املتأثرين بذلك‪ ،‬إذ يعيشون يف ظروف‬ ‫فقرية ومكتظة ويكافحون من أجل الوصول إىل املدرسة كام‬ ‫يضط ُّر بعضهم إىل العمل باإلضافة إىل أ ّنهم يواجهون خطر‬

‫‪25‬‬


‫‪26‬‬

‫‪26‬‬

‫التَّعليم‪ :‬الحاجات والحقوق والوصول إليه يف أوضاع التَّهجري‬ ‫‪www.fmreview.org/ar/education-displacement‬‬

‫العنف القائم عىل الجندر باستمرار‪ .‬واستجاب ًة لذلك‪ ،‬تشاركت‬ ‫جمعية الصليب األحمر الكيني مع ‪ 30‬مدرسة من أجل‬ ‫تنظيم مساحات صديقة للطفل داخل املدارس حيث يتم ّكن‬ ‫فيها الفتيات والفتيان يف الفئة العمرية ما بني ‪ 14–11‬عاماً‬ ‫من تع ّلم مهارات جديدة والتخطيط لألنشطة االجتامعية كام‬ ‫ميكنهم الوصول إىل الدعم النَّفيس‪-‬االجتامعي الذي يقدمه ‪40‬‬ ‫متطوعاً تقريباً من الصليب األحمر‪ .‬ويجدر بالذكر ّأن املتطوعني‬ ‫مستشارون محرتفون م ّمن يديرون أنشطة ُمص ّمم ًة لتعزيز كل‬ ‫من تقدير الذات والوعي بال ّذات والثقة‪ .‬كام يقدمون لألطفال‬ ‫أشخاصاً يتحدثون إليهم ويعرضون النصيحة واملساعدة الالزمة‬ ‫من أجل الوصول إىل الحامية والصحة والخدمات االجتامعية‬ ‫من خالل املنظامت املحلية غري الحكومية‪ .‬إذ أمكن الوصول إىل‬ ‫ما يزيد عن ثالثة آالف طفل سنوياً من خالل هذه الرشاكات‬ ‫مع املدارس‪.‬‬ ‫و ُي َك ِّمل املتطوعون الشباب عمل املستشارين عن طريق التشارك‬ ‫باملعارف واملهارات وذلك من خالل ورشات العمل واألنشطة‬ ‫املدرسية مثل إرشاد ما بعد املدرسة الذي يساعد األطفال عىل‬ ‫أن يصبحوا أكرث أمناً وأكرث قدرة عىل مقاومة الظروف‪ .‬كام يعمل‬ ‫املتطوعون بوصفهم حلقة وصل بني جمعية الصليب األحمر‬ ‫واملدارس وأولياء األمور ويشتمل ذلك عىل تنظيم االجتامعات‬ ‫املدرسية مع أولياء األمور وغريهم من مقدمي الرعاية من‬ ‫أجل املساعدة عىل إرشاكهم يف العثور عىل طرق لتحسني تع ّلم‬ ‫األطفال ورفاههم النفيس‪-‬االجتامعي‪.‬‬

‫أسئلة حول املساحات الصديقة للطفل‬

‫نرشة الهجرة القرسية ‪60‬‬ ‫مارس‪/‬آذار ‪2019‬‬

‫تفتقد عنارص نفسية‪-‬اجتامعية مهمة وال تعرتف بكامل‬ ‫حاجات األطفال وبالتايل ميكن أن ُتس ِه َم يف تكريس التمييز‬ ‫ويتعي تحليل الجندر‬ ‫وعدم املساواة يف السلطة بني الجنسني‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫لكل من املرشوعات التعليمية والنفسية‪-‬االجتامعية يف أثناء‬ ‫مرح َلتَي التخطيط والتقييم إذا ما ُأري َد معالجة هذه املشكلة‪.‬‬ ‫وط ّور االتحاد الدويل لجمعيات الصليب األحمر والهالل‬ ‫األحمر بالرشاكة مع املنظمة الدولية للرؤية العاملية مجموعة‬ ‫أدوات جديدة للمساحات الصديقة للطفل وذلك باالستناد‬ ‫إىل سلسلة من التقييامت التي ُأجريت عن طريق منظمة‬ ‫الرؤية العاملية ومراجعة االتحاد الدويل لجمعيات الصليب‬ ‫األحمر والهالل األحمر عن الدروس ا ُملستفادَة يف تنفيذ‬ ‫املساحات الصديقة للطفل يف برامج الطوارئ‪2.‬كام نرش‬ ‫االتحاد الدويل لجمعيات الصليب األحمر والهالل األحمر‬ ‫دراسة جديدة تتناول الحاجة إىل تحسني حامية األطفال‬ ‫غري املصحوبني ببالغني واملنفصلني عن ذويهم من العنف‬ ‫الجنيس والعنف القائم عىل الجندر يف املناطق التي يصعب‬ ‫الوصول إليها‪3.‬وتعزّز هذه النتائج رضورة ضامن الرفاه‬ ‫النفيس‪-‬االجتامعي لألطفال من أجل متكينهم من الوصول‬ ‫إىل الخدمات األساسية مبا يشمل الحامية والتَّعليم‪ .‬إذ يتيح‬ ‫تعزيز الرفاه النفيس‪-‬االجتامعي لألطفال من خالل استخدام‬ ‫املساحات الصديقة للطفل فرصة قضاء الوقت بالتع ُّلم‬ ‫تواج ُههُم‬ ‫وكسب املهارات الرضورية إلدارة التحديات التي ِ‬ ‫من أجل تحقيق نتائج تعليمية أفضل يف البيئات اإلنسانية مبا‬ ‫يف ذلك أوضاع التَّهجري‪.‬‬

‫يبقى األثر امللموس ودميومة مثل هذه املرشوعات موضع‬ ‫تساؤل‪ .‬إذ تتضمن العوائق التي تحول دون قياس التدخالت مستشار رئييس يف قسم حامية األطفال العاملي‬ ‫غياب التخطيط يف بداية بناء التقييم للمرشوع ومحدودية‬ ‫املوارد املالية داخل املرشوع وشح املحرتفني املحليني ممن تشارلوت توكتيش ‪charlotte.tocchio@ifrc.org‬‬ ‫لديهم خربة يف مجال إجراء التقييم باإلضافة إىل الوقت الالزم منسق عاملي للتعليم اإلنساين‬ ‫لذلك والحركة املستمرة للمشاركني داخل وخارج املرشوعات‬ ‫فض ًال عن الوضع األمني غري املتو ّقع يف العديد من املواقع االتحاد الدويل لجمعيات الصليب األحمر والهالل األحمر‬ ‫التي يصعب الوصول إليها‪ .‬وإضافة لذلك‪ّ ،‬‬ ‫فإن العالقة بني ‪www.ifrc.org‬‬ ‫الرفاه النفيس‪-‬االجتامعي ونتائج التع ّلم بني األطفال يف‬ ‫‪World Vision (2015) Evaluation of Child Friendly Spaces .1‬‬ ‫البيئات اإلنسانية ما زالت مبنية عىل املالحظة العامة وتحتاج (تقييم املساحات الصديقة للطفل) ‪bit.ly/WVI-CFS-2015‬‬ ‫‪ .2‬مجموعة األدوات متاحة عىل الرابط التايل ‪;bit.ly/IFRC-WVI-CFS-toolkit‬‬ ‫إىل مزيد من التمحيص‪.‬‬ ‫ويعدّ غياب الربامج املراعية للنوع االجتامعي من املشاكل‬ ‫التي تعاين منها كثري من املساحات الصديقة للطفل‪ .‬فمن‬ ‫واقع خربتنا‪ ،‬غالباً ما ُيعا َم ُل األطفال و ُي َ‬ ‫نظ ُر إليهم من خالل‬ ‫مقاربة ال تراعي مبا يكفي الجندر‪ .‬وينجم عن ذلك مرشوعات‬

‫غورفيندر سينغ ‪gurvinder.singh@ifrc.org‬‬

‫تقرير الدروس املستفادة متاح من خالل الرابط ‪bit.ly/IFRC-CFS-Lessons-2017‬‬ ‫‪IFRC (2018) Alone and Unsafe: Children, migration and sexual and .3‬‬ ‫‪gender-based violence‬‬ ‫(وحيدون وال يشعرون باألمان‪ :‬األطفال والهجرة والعنف الجنيس والعنف القائم عىل‬ ‫الجندر) ‪bit.ly/IFRC-Alone-unsafe-2018‬‬


‫نرشة الهجرة القرسية ‪60‬‬

‫التَّعليم‪ :‬الحاجات والحقوق والوصول إليه يف أوضاع التَّهجري‬

‫مارس‪/‬آذار ‪2019‬‬

‫‪27‬‬

‫‪www.fmreview.org/ar/education-displacement‬‬

‫تعليم الالجئني يف اليونان‪ :‬إدماج أم فصل؟‬

‫جرجس سيموبولوس وأنطونيوس أليكساندريديس‬

‫تبع إغالق ‘ممر البلقان’ يف ربيع عام ‪ 2016‬أن علق قرابة ‪ 21‬ألف طفل يف اليونان‪ .‬ومع َّأن سياسات‬ ‫أوجدت لدمج أولئك األطفال يف املنظومة التَّعليمية اليونانية‪ ،‬فقد أدت تلك السياسات إىل فصل‬ ‫التعليم ِ‬ ‫بعض الطالب‪.‬‬ ‫يف مــارس‪/‬آذار مــن عــام ‪ُ ،2016‬ك ِّلفــت وزارة التعليــم يف اليونــان‬ ‫بوضــع خطــة إلدمــاج األطفــال الالجئــن يف النظــام التعليمــي‪.‬‬ ‫وقــد اقرتحــت الخيــارات الثالثــة التاليــة‪:‬‬ ‫إدمــاج جميــع الطــاب الالجئــن يف املــدارس العامــة‪،‬‬ ‫وتقديــم الدعــم لهــم تبعــاً لإلطــار املؤســي القائــم مــن‬ ‫أجــل الطــاب الذيــن هــم مــن أرس مهاجــرة‪.‬‬

‫والثانويــة القريبــة‪ ،‬وتكــون مواعيــد التدريــس بهــا مــا‬ ‫بــن الســاعة ‪14:00‬إىل الســاعة ‪ ،18:00‬أي بعــد انتهــاء‬ ‫اليــوم الــدرايس العــادي‬

‫إدمــاج األطفــال الالجئــن الذيــن يعيشــون يف املواقــع‬ ‫الحرضيــة يف الصفــوف الصباحيــة العاديــة باملــدارس‬ ‫املحليــة‪ ،‬مــع تقديــم صفــوف االســتقبال للدعــم الــازم‬ ‫لهــم‬

‫إنشــاء هيــاكل تعليميــة خاصــة داخــل مراكــز اســتقبال‬ ‫كان الهــدف املنشــود مــن ذلــك هــو أن ينتقــل الطــاب‬ ‫الالجئــن‬ ‫نهائي ـاً مــن مرافــق االســتقبال الخاصــة بتعليــم الالجئــن إىل‬ ‫تطوير ‘نظام التجسري’ بني الخيارين األولني‬ ‫صفــوف االســتقبال باملــدارس العامــة‪ ،‬ســواء عنــد انتقــال‬ ‫عائالتهــم مــن مراكــز االســتقبال إىل املســاكن الحرضيــة التــي‬ ‫وقــد كان مــن املتوقــع أن تكــون الســلطات اليونانيــة قــد تديرهــا املفوضيــة الســامية لألمــم املتحــدة لشــؤون الالجئــن‬ ‫اســتفادت مــن الخــرة التــي اكتســبتها عــى مــدار أكــر مــن ‪ 25‬أم بعــد إمتــام الطــاب عام ـاً دراســياً يف تلــك املرافــق‪.‬‬ ‫عام ـاً يف إدمــاج الطــاب املهاجريــن‪ ،‬مبــا يف ذلــك وضــع آليــات‬ ‫للدعــم مثــل صفــوف االســتقبال‪ ،‬واالســتفادة أيضـاً مــن الخــرة التحديات يف املامرسة العملية‬ ‫واملهــارات التــي اكتســبها املعلمــون مــن التدريــس يف بيئــات لقــد بــدا واضح ـاً للعيــان َّأن هنــاك عــدداً ال بــأس بــه مــن‬ ‫متعــددة اللغــات‪ .‬وقــد أمكــن االســتفادة مــن هــذه الخــرة يف املشــاكل امللحــة التــي واجهــت تنفيــذ هــذه املرافــق يف‬ ‫دعــم التكامــل واإلدمــاج والتفاعــل بــن الثقافــات وتعزيزهــا‪ .‬الســنة األوىل‪ .‬فقــد أنشــأت الخطــة نظامـاً غــر مــرن للســكان‬ ‫وبالفعــل‪ ،‬أقـ َّرت نســبة كبــرة مــن املعلمــن وجامعــات التضامن املتنقلــن‪ .‬فعــى ســبيل املثــال‪ُ ،‬ك ِّلــف املعلمــون (وكان يعمــل‬ ‫ومجتمعــات النشــطاء بهــذه التجربــة وأ َّيـدَت االلتحــاق الفــوري معظمهــم معلمــن ُب ـدَالء بنظــام الــدوام الجــزيئ) بالتدريــس‬ ‫يف بعــض مرافــق االســتقبال الخاصــة بتعليــم الالجئــن‪،‬‬ ‫لجميــع الطــاب الالجئــن باملــدارس العامــة بــا اســتثناء‪.‬‬ ‫إال أ َّنهــم مل يتمكنــوا مــن مواصلــة تعليــم الطــاب الذيــن‬ ‫ومــع ذلــك‪ ،‬فقــد اختــارت وزارة التعليــم التــي لهــا الســلطة انتقلــوا بعــد ذلــك مــن بعــض مراكــز االســتقبال إىل مراكــز‬ ‫النهائيــة يف اتخــاذ القـرار اتبــاع نظــام الصفــوف املســائية داخــل أخــرى ذات ظــروف معيشــية أفضــل‪.‬‬ ‫ثــم إنشــاء مدرســة منفصلــة لفئــة‬ ‫املــدارس العامــة‪ ،‬ومــن ّ‬ ‫معينــة مــن الطــاب‪ .‬وقــد ُس ـ ّمي العــام الــدرايس ‪ 2017/2016‬وظهــرت كثــر مــن ردود الفعــل الســلبية تجــاه تخطيــط‬ ‫مبرحلــة مــا قبــل اإلدمــاج أو ‘املرحلــة االنتقاليــة’ واتســم مبــا مرافــق اســتقبال تعليــم الالجئــن وإدارتهــا رغــم تناقــض‬ ‫أســباب ردود الفعــل تلــك‪ .‬فمــن ناحيــة‪ ،‬أ ّيــد جــزء مــن‬ ‫يــي‪:‬‬ ‫املجتمــع التعليمــي اإلدمــاج الكامــل للطــاب الالجئــن يف‬ ‫تطويــر برامــج التعليــم قبــل املــدريس داخــل مراكــز املــدارس العامــة الرســمية دون اســتثناء‪ ،‬مــع إلقــاء الضــوء‬ ‫االســتقبال‬ ‫عــى املخاطــر التــي شــعروا أنهــا قــد تنشــأ عــن وضــع نظــام‬ ‫إنشــاء مرافــق االســتقبال الخاصــة بتعليــم الالجئــن مــن مــواز‪ .‬ومــن ناحي ـ ٍة أخــرى‪ ،‬أعــرب بعــض أوليــاء األمــور عــن‬ ‫أجــل األطفــال الذيــن يعيشــون يف مراكــز االســتقبال‪ 1،‬مواقــف تنــم عــن كراهيــة األجانــب وهــددوا باالســتحواذ‬ ‫ويرتكــز عمــل هــذه املرافــق يف املــدارس االبتدائيــة عــى املــدارس (وبعضهــم فعــل ذلــك بالفعــل)‪.‬‬

‫‪27‬‬


‫‪28‬‬

‫‪28‬‬

‫التَّعليم‪ :‬الحاجات والحقوق والوصول إليه يف أوضاع التَّهجري‬ ‫‪www.fmreview.org/ar/education-displacement‬‬

‫نرشة الهجرة القرسية ‪60‬‬ ‫مارس‪/‬آذار ‪2019‬‬

‫ومــع َّأن الهــدف مــن إنشــاء تلــك املرافــق كان يتمثــل يف خفــض‬ ‫التوتــرات التــي قــد تنشــأ حــال إدمــاج الطــاب الالجئــن يف‬ ‫برنامــج الصفــوف الصباحيــة‪ ،‬فقــد وقعــت حــوادث عديــدة‬ ‫اتســم بعضهــا بالعنــف‪ .‬وباملقابــل‪ ،‬فقــد ُاد ِمــج الطــاب‬ ‫الالجئــون الذيــن يعيشــون يف البيئــات الحرضيــة بســهولة‬ ‫يف صفــوف االســتقبال ويف برنامــج الصفــوف الصباحيــة‪ ،‬دون‬ ‫أي حادثــة ذات أهميــة تذكــر‪ ،‬كــا كان الحــال مــع الطــاب‬ ‫املهاجريــن قبلهــم‪ .‬ثــم َّإن اختيــار املــدارس املنفصلــة بــدالً مــن‬ ‫أن يفيــد يف الحــد مــن ردود فعــل رهــاب األجانــب قــاد إىل‬ ‫اســتهداف املــدارس التــي اســتضافت مرافــق اســتقبال تعليــم‬ ‫الالجئــن وســاهم يف وســم مجتمــع الالجئــن‪.‬‬

‫‘صديقــة لالجئــن’ و ‘أخــرى معاديــة لالجئــن’‪ .‬وقــد ُط ِلــب‬ ‫إىل مديــري املــدارس واملديريــن اإلقليميــن للتعليــم (رؤســاء‬ ‫الهيئــات اإلداريــة اإلقليميــة) املوافقــة رســمياً عــى إنشــاء‬ ‫أحــد مرافــق االســتقبال الخاصــة بتعليــم الالجئــن‪ ،‬وأن يقــدم‬ ‫األمــن العــام لــوزارة التعليــم مقرتح ـاً للقبــول النهــايئ‪ .‬وقــد‬ ‫ُأسـ ِند إىل مديــري املــدارس ســلطة تقديــر عــدم قدرة املدرســة‬ ‫عــى قبــول األعــداد الكبــرة مــن الطــاب‪ ،‬وهــو مــا ُي َعــد عيبـاً‬ ‫رئيســياً يف نظــام املوافقــة غــر الرســمية هــذا؛ مــا أدى يف‬ ‫العامــن الدراســيني ‪ 2017/2016‬و‪ 2018/2017‬إىل وضــع‬ ‫قوائــم انتظــار (امتــدت يف بعــض األحيــان إىل شــهور طويلــة)‬ ‫قبــل تحديــد املدرســة التــي ســيلتحق بهــا الطــاب الالجئــون‪.‬‬

‫وعليــه‪ ،‬عــاىن املعلمــون يف تلــك املرافــق كث ـراً يف ســبيل إنشــاء‬ ‫إطــار عــام ابتــدايئ للوضــع الطبيعــي للمدرســة‪ .‬وقــد انعكســت‬ ‫مامرســات الحيــاة املنعزلــة التــي نشــأت يف مراكــز االســتقبال‬ ‫يف صــورة تجربــة مدرســية ال تعــر عــن الوضــع الطبيعــي‪.‬‬ ‫واســتطاع األطفــال املندمجــون يف برنامــج الصفــوف الصباحيــة‬ ‫املنتظمــة املشــاركة يف املامرســات املدرســية املعتــادة‪ ،‬أي القدرة‬ ‫عــى التعــاون والتفاعــل‪ .‬وعــى الرغــم مــن تقديــم مرافــق‬ ‫االســتقبال لشــهادات حضــور‪ ،‬فقــد قدمــت املــدارس الرســمية‬ ‫للطــاب شــهادات تخــرج؛ لتيســر انتقــال الطــاب مــن صــف‬ ‫درايس إىل آخــر‪ ،‬فضــ ًا عــن انتقالهــم مــن املرحلــة االبتدائيــة‬ ‫إىل الثانويــة‪.‬‬

‫وعــى الرغــم مــن الترشيعــات التــي تؤكــد عــى قانونيــة‬ ‫تســجيل الطــاب الذيــن ليــس بحوزتهــم وثائــق كاملــة‬ ‫(بغــض النظــر عــن الوضــع القانــوين ألرسهــم يف اليونــان)‪،‬‬ ‫فــإن التحــاق األطفــال الذيــن يعيشــون يف املناطــق التــي‬ ‫ُيســ َمح لهــم فيهــا بحضــور برنامــج الصفــوف الصباحيــة‬ ‫كان معقــداً أو غــر مضمــون يف كثــر مــن الحــاالت‪ .‬فعــي‬ ‫ســبيل املثــال‪ ،‬يتلقــى الطــاب الذيــن يحــرون الصفــوف‬ ‫الصباحيــة الدعــم يف صفــوف االســتقبال ملــدة ‪ 15‬ســاعة‬ ‫أســبوعياً‪ ،‬وباقــي الوقــت يحــرون يف الصفــوف النظاميــة‬ ‫باملدرســة‪ ،‬وذلــك بهــدف االنتقــال تدريجي ـاً نحــو االندمــاج‬ ‫الكامــل يف الصفــوف النظاميــة يف غضــون عــام أو عامــن‪.‬‬ ‫ومــع ذلــك‪ ،‬فــإن عــدداً كبــراً مــن الطــاب الالجئــن يف الواقــع‬ ‫العمــي ال يلتحقــون إال بصفــوف االســتقبال‪ ،‬وقــررت بعــض‬ ‫املــدارس عــدم تشــجيع األطفــال عــى عــدم حضــور الصفــوف‬ ‫النظاميــة‪ ،‬عــى الرغــم مــن أنهــم مســجلون رســمياً فيهــا‪ .‬ويف‬ ‫كثــر مــن الحــاالت‪ ،‬أدى ذلــك إىل تحويــل صفــوف االســتقبال‬ ‫هــذه إىل نظــام منفصــل يشــبه مرافــق االســتقبال الخاصــة‬ ‫بتعليــم الالجئــن‪.‬‬

‫أمــا عــن اإلنجــازات التعليميــة للطــاب يف مرافــق االســتقبال‬ ‫الخاصــة بتعليــم الالجئــن فقــد كانــت محــدود ًة للغايــة‪،‬‬ ‫فبــدون التفاعــل مــع املجتمــع الناطــق باللغــة اليونانيــة مل‬ ‫يتمكنــوا مــن تطويــر مهاراتهــم اللغويــة؛ مــا أدى إىل انخفــاض‬ ‫الدافــع لــدى الطــاب وزيــادة تكلــم عامــة النــاس عنهــم بســوء‬ ‫عــى اعتبــار أ َّنهــم مجــرد أنــاس ‘يف مرحلــة العبــور إىل بلــد آخر’‪.‬‬ ‫وقــد أبــدى املعلمــون يف املــدارس التــي اســتضافت الصفــوف‬ ‫املســائية ملرافــق االســتقبال الخاصــة بتعليــم الالجئــن وبرنامــج‬ ‫الفــرة الصباحيــة للطــاب دعمهــم لفكــرة أن األطفــال الذيــن‬ ‫حصلــوا عــى‬ ‫حــروا الصفــوف النظاميــة مبــا فيهــم الذيــن مل َي ُ‬ ‫دعــم خــاص قــد درســوا وتعلمــوا قــدراً أكــر مــن الطــاب‬ ‫الذيــن يحــرون يف مرافــق االســتقبال الخاصــة بتعليــم الالجئــن‬ ‫خــال الفــرة نفســها‪.‬‬

‫مفاهيم مغلوطة وما يحدث يف الواقع‬

‫اســتند تطويــر مرافــق االســتقبال الخاصــة بتعليــم الالجئــن‬ ‫إىل عــدد مــن املفهومــات املغلوطــة‪ ،‬لعــل أولهــا هــو أن مــا‬ ‫كان ُيضطلــع بــه كان أم ـراً غــر مســبوق إل ح ـ ٍد مــا‪ ،‬وهــو‬ ‫صعوبــة التعامــل مــع هــذا العــدد الكبــر مــن الطــاب‪،‬‬ ‫وأن إدماجهــم يف برنامــج الصفــوف الصباحيــة مــن شــأنه أن‬ ‫ُيولِّــد ردود فعــل ســلبية خطــرة‪ ،‬وأن هــذه املجموعــة مــن‬ ‫بيئة صديقة أم معادية لالجئني؟‬ ‫ـات تختلــف كليـاً عــن املهاجريــن الذيــن‬ ‫األطفــال متتلــك سـ ٍ‬ ‫نشــئت بهــا مرافــق االســتقبال َســبق إدماجهــم يف النظــام التعليمــي اليونــاين‪ .‬ويكمــن ثــاين‬ ‫اســتند اختيــار املــدارس التــي ُأ ِ‬ ‫ً‬ ‫الخاصــة بتعليــم الالجئــن إىل نظــام الطلــب واملوافقــة غــر املفهومــات املغلوطــة يف أنــه نظـرا ألن هــؤالء الطــاب كانــوا‬ ‫الرســميني الــذي يصنــف بعــض املــدارس باعتبارهــا ‘صديقــة خــارج املدرســة لعــدة ســنوات وبعضهــم مل يلتحــق بهــا‬


‫نرشة الهجرة القرسية ‪60‬‬

‫التَّعليم‪ :‬الحاجات والحقوق والوصول إليه يف أوضاع التَّهجري‬

‫مارس‪/‬آذار ‪2019‬‬

‫أساسـاً‪ ،‬فإنهــم بحاجــة إىل ‘ســنة متهيديــة’ واحــدة عــى األقــل‬ ‫قبــل أن يتســنى إدماجهــم يف برنامــج الصفــوف الصباحيــة‬ ‫العاديــة‪ .‬أمــا ثالــث املفهومــات املغلوطــة فهــو االقتنــاع‬ ‫بــأن ُأ َس هــؤالء األطفــال ترفــض فكــرة االندمــاج يف اليونــان‪،‬‬ ‫وأن كونهــم يف مرحلــة انتقاليــة ويعيشــون يف ظــروف غــر‬ ‫مســتقرة ميثــل عائق ـاً أمــام إدمــاج أطفالهــم يف املــدارس‪.‬‬ ‫وباســتثناء عــدم االســتقرار املتعلــق بالظــروف املعيشــية‪،‬‬ ‫واملشــكلة الحقيقيــة املتمثلــة يف االكتظــاظ املفــرط للطــاب‬ ‫يف بعــض املــدارس يف وســط أثينــا‪ ،‬فــا ُي َعــد أيُّ مــن هــذه‬ ‫املفهومــات املغلوطــة ُمسـ َّوغاً‪ .‬وميثــل عــدد الطــاب الالجئــن‬ ‫نســبة مئويــة ضئيلــة مــن الطــاب املهاجريــن الذيــن يبلــغ‬ ‫عددهــم ‪ 150‬ألــف طالــب مهاجــر (مبــن فيهــم الالجئــون)‬ ‫ُأد ِمجــوا يف املــدارس العامــة منــذ عــام ‪ ،1995‬ومل يكــن مــن‬ ‫الــروري وضــع إطــار تعليمــي خاصــاً بهــم‪ .‬فقــد ُأد ِمــج‬ ‫آالف الطــاب مــن ســوريا ومــر وأفغانســتان والعــراق‬ ‫وباكســتان يف املــدارس اليونانيــة منــذ عــام ‪ ،2000‬دون وجــود‬ ‫إطــار خــاص لتعليمهــم‪ .‬وعــاوة عــى ذلــك‪ ،‬فــإن معظــم‬ ‫مراكــز االســتقبال‪( ،‬باســتثناء املراكــز الكبــرة مثــل إليونــاس‬ ‫أو ســكاراماغاس) قدمــت للصفــوف املســائية التابعــة ملرافــق‬ ‫االســتقبال الخاصــة بتعليــم الالجئــن بحــوايل ‪ 40‬إىل ‪100‬‬ ‫طالــب خــال العــام الــدرايس ‪ ،2017/2016‬وهــو رقــم كان‬ ‫ميكــن اســتيعابه بســهولة يف صفــوف االســتقبال الصباحيــة‬ ‫التــي تديرهــا املــدارس القريبــة‪.‬‬

‫التوصيات‬

‫مــن أجــل إبطــال هــذا التمييــز والتعامــل مــع ‘جيــل الضيــاع’‬ ‫مــن الطــاب يف البلــدان املضيفــة لالجئــن‪ ،‬يجــب تلبيــة الحــد‬ ‫األدىن مــن الــروط التاليــة‪:‬‬ ‫ال ينبغــي إنشــاء مرافــق االســتقبال الخاصــة بتعليــم‬ ‫الالجئــن إال يف الحــاالت التــي ال يوجــد فيهــا بديــل (كــا‬ ‫الحــال بالنســبة ملراكــز االســتقبال الكبــرة التــي ال ميكــن‬ ‫اســتيعاب طالبهــا باملــدارس املحليــة) ويكــون ذلــك الحــل‬ ‫لفــرة زمنيــة قصــرة لحــن نقــل هــؤالء الطــاب إىل‬ ‫املــدارس الصباحيــة‪.‬‬ ‫إنشــاء عــدد أكــر مــن صفــوف االســتقبال الصباحيــة التي‬ ‫تعمــل يف مواعيــد املــدارس العامــة‪ ،‬مــع رضورة تزويدهــا‬ ‫باملعلمــن والباحثــن االجتامعيــن ملســاعدة الطــاب عــى‬ ‫االندمــاج (وعــى الرغــم مــن زيــادة هــذه الصفــوف يف‬ ‫الســنة الدراســية ‪ ،2019/2018‬فــا زال هنــاك حاجــة‬ ‫ماســة إىل زيــادة أخــرى)‪.‬‬

‫‪29‬‬

‫‪www.fmreview.org/ar/education-displacement‬‬

‫توفــر الدعــم املؤســي للمــدارس واملعلمــن‪ ،‬مــن خــال‬ ‫التدريــب وتوفــر املرتجمــن الشــفهيني الذيــن يتحدثــون‬ ‫اللغــات األم لألطفــال‪.‬‬ ‫إزالــة العوائــق أمــام االلتحــاق باملــدارس الثانويــة العليــا‬ ‫والتعليــم العــايل بالنســبة للطــاب الذيــن ليــس بحوزتهــم‬ ‫وثائــق تثبــت هويتهــم‪ ،‬واعتــاد ذلــك عــى أنهــا سياســة‬ ‫موحــدة‬ ‫إدمــاج األطفــال يف ســن مــا قبــل املدرســة يف التعليــم العــام‬ ‫قبــل املــدريس‬ ‫ضــان االنتقــال التدريجــي للطــاب مــن صفوف االســتقبال‬ ‫إىل الصفــوف النظامية‬ ‫جرجس سيموبولوس ‪giorgosimopoulos@gmail.com2‬‬

‫باحث يف مرحلة ما بعد الدكتوراه يف التعليم العابر للثقافات‪،‬‬ ‫جامعة ثيسيالي ‪http://www.ece.uth.gr/main‬‬

‫أنطونيوس أليكساندريديس‬

‫‪antoniosalexandridis86@gmail.com‬‬

‫مرشح لنيل درجة الدكتوراه يف علم اإلنسان‪ ،‬جامعة فريجي‪،‬‬ ‫أمسرتدام‬ ‫‪https://fsw.vu.nl/en/departments/social-and‬‬‫‪cultural-anthropology‬‬ ‫‪ .1‬جميع مراكز االستقبال يف اليونان (باستثناء موقع واحد يف أثينا) تقع خارج املناطق‬ ‫الحرضية‪.‬‬ ‫‪ .2‬بني جزء من هذه املقالة عىل بحث مل ي َ‬ ‫ُنش أجري ضمن دراسة الباحث يف مرحلة ما‬ ‫بعد الدكتوراه مبوجب منحة دراسة من مؤسسة املنح للدولة اليونانية من خالل مرشوع‬ ‫‘متكني باحثي ما بعد الدكتوراه’ كجزء من برنامج ‘تطوير املوارد البرشية والتعليم والتعلم‬ ‫مدى الحياة’ الذي ميوله بالتشارك الصندوق االجتامعي األورويب والدولة اليونانية‪.‬‬

‫املدونة الصوتية لنرشة الهجرة القرسية‬ ‫جميع مقاالت هذا العدد متاحة عىل البودكاست‬ ‫(باللغة اإلنجليزية) يف موقع نرشة الهجرة القرسية‪.‬‬ ‫للوصول إىل املدونة الصوتية لنرشة الهجرة القرسية‬ ‫(مرتبة حسب األعداد)‪ ،‬يرجى زيارة املوقع التايل‬ ‫‪ https://podcasts.ox.ac.uk/series‬ثم البحث عن‬ ‫”‪ “forced migration review‬املدونة‬ ‫متاحة أيضاً عىل ‪.iTtunesU‬‬

‫‪29‬‬


‫‪30‬‬

‫التَّعليم‪ :‬الحاجات والحقوق والوصول إليه يف أوضاع التَّهجري‬

‫‪30‬‬

‫نرشة الهجرة القرسية ‪60‬‬ ‫مارس‪/‬آذار ‪2019‬‬

‫‪www.fmreview.org/ar/education-displacement‬‬

‫مدارس الشارع والحافلة املدرسية‪ :‬توفري التَّعليم غري‬ ‫الرسمي يف فرنسا‬

‫ماريا هاغان‬

‫عقب الدمار الذي شهدته غابات كاليه يف عام ‪ ،2016‬ع ّممت‬ ‫الحكومة الفرنسية تنفيذ سياسة عدم التسامح تجاه املخيامت‬ ‫التي تبعها إزالة الرشطة وفرق ‘التنظيف’ املمنهجة للتجمعات‬ ‫غري الرسمية‪ .‬ومس ِّوغ ذلك أن لدى فرنسا مؤسسات تكفل‬ ‫استضافة املهاجرين طاملا أ ّنهم يقبلون االلتحاق مبنظومة اللجوء‬ ‫لسبب أو آلخر فذلك‬ ‫الرسمي‪ .‬أ ّما الذين ال يلتحقون باملنظومة‬ ‫ٍ‬ ‫يعني بالنسبة لهم مزيداً من اإلقصاء‪ .‬ومع انتهاج هذه السياسة‬ ‫ال تق ّوض السلطات الفرنسية الوصول إىل سبل املعيشة األساسية‬ ‫فحسب‪ ،‬بل إ ّنها تقوض الوصول إىل التعليم وغريه من الخدمات‬ ‫األساسية التي كان املتطوعون يقدمونها يف التجمعات غري الرسمية‪.‬‬ ‫وال ُتقدِّم فرنسا لطالبي اللجوء برامج تعلم اللغة الفرنسية رسمياً‬ ‫ما مل ُينَحوا صفة الالجئ‪ ،‬مع َّأن البدء بتوفري الدروس يف مرحلة‬ ‫مبكرة من عملية اللجوء له دور ال يقترص عىل تسهيل دمج الذين‬ ‫ُق ِب َلت طلباتهم فحسب‪ ،‬بل من شأنه أيضاً أن يزودهم مبهارات‬ ‫ق ّيمة كام يقدم لهم السلوان يخفف عنهم قلقهم خالل أشهر‬

‫فوتورو بريغ‬

‫يف وجه تزايد محدودية وصول طالبي اللجوء واملهاجرين يف فرنسا للتمدرس‪،‬‬ ‫ظهرت مبادرات للمتطوعني لتوفري التعليم غري الرسمي الذي ميثل رضورة‬ ‫كبرية لهذه الفئة من األشخاص‪.‬‬

‫االنتظار‪ .‬وينظر طالبو اللجوء‬ ‫للتعليم عىل أ ّنه محرك دافع‬ ‫نحو التغيري الذي مي ّكنهم من‬ ‫تحسني نوعية حياتهم والتنافس يف سوق العمل وغري ذلك من‬ ‫فرص‪ .‬أي مبعنى آخر‪ ،‬باعتباره رضورياً لحياة جديدة يف مجتمع‬ ‫يسة من‬ ‫جديد‪ .‬ويدعو كثري من الناس إىل توفري مساحات ُم َّ‬ ‫الضيافة يف فرنسا خالية من الرشوط أو االلتزامات لِتمنَح طالبي‬ ‫اللجوء الوقت الالزم للراحة والتفكري ملياً بخططهم املستقبلية‪.‬‬ ‫ويع ّد تقديم التعليم طريقة مثالية لتيسري ذلك‪.‬‬ ‫ورغم الظروف الصعبة‪ ،‬هناك عدد من املبادرات املجتمعية التي‬ ‫تقدم التعليم غري الرسمي‪ .‬ففي كل مساء يف متام الساعة السادسة‬ ‫والنصف‪ ،‬يجتمع كل من املهاجرون وطالبو اللجوء يف ميدان‬ ‫ستالينجراد يف شاميل رشق باريس‪ .‬وهناك‪ ،‬يقسمون أنفسهم إىل‬ ‫ثالث مجموعات تبعاً ملهارتهم يف اللغة الفرنسية ويجلسون عىل‬ ‫الدرج املؤدي إىل الساحة العامة‪ .‬وينضم لهم ثالثة معلمني من‬ ‫مكتب التعليم والتدريب املهني للمهاجرين‪،‬‬ ‫وهو من املنظامت التطوعية املحلية‪ 1،‬و يعمل‬ ‫كل منهم عىل تعليم أحد املستويات الثالثة‪.‬‬ ‫حضون األقالم و األلواح البيضاء ويبدؤون‬ ‫و ُي ِ‬ ‫بــاألحــرف األبجدية واملــفــردات و الجمل‬ ‫األساسية أو القواعد للمتعلمني من املستويات‬ ‫األكرث تقدّماً‪.‬‬ ‫ويف أثناء ذلك‪ ،‬يسعى مرشوع حافلة املدرسة‬ ‫يف كاليه إىل تقديم التعليم األسايس للشباب‬ ‫الذين يعيشون خارج اإلطار الرسمي‪َ .‬ففي كل‬ ‫يوم‪ ،‬تقود الحافلة الصفراء املكونة من طابقني‬ ‫إىل موقع يف كاليه أو جراند سينت يبعد مسافة‬ ‫قصرية عن املناطق الحرجية التي يقطنها الناس‬ ‫مت ّ‬ ‫وح ِّو َل الجزء‬ ‫َستين قدر ما أمكنهم ذلك‪ُ .‬‬ ‫العلوي من الحافلة إىل قاعة دراسية مع غرفة‬ ‫أصغر ميكن فيها عقد جلسات ملجموعات‬ ‫‪2‬‬

‫فوتورو بريغ‬

‫حافلة معلومات الالجئني‪ ،‬وهي مبادرة متنقلة جديدة يف كاليه‪ ،‬تقدم خدمة االتصال بالواي فاي واملعلومات القانونية ومرافق لشحن‬ ‫الهواتف املحمولة‪www.refugeeinfobus.com .‬‬


‫نرشة الهجرة القرسية ‪60‬‬ ‫مارس‪/‬آذار ‪2019‬‬

‫التَّعليم‪ :‬الحاجات والحقوق والوصول إليه يف أوضاع التَّهجري‬

‫‪31‬‬

‫‪www.fmreview.org/ar/education-displacement‬‬

‫الجدُ د يف التع ّلم واملتطوعني يف التعليم كام يتصدى ملشكلة تجريم‬ ‫مص ّغرة‪ .‬أ ّما الجزء األسفل فهو منطقة ترفيهية مخصصة للعب ُ‬ ‫ً‬ ‫هجرين ُمظ ِهرا بذلك منوذج استقبال إنساين‪.‬‬ ‫والعزف عىل اآلالت املوسيق ّية‪ .‬ويرى كثري من األشخاص يف هذه ا ُمل َّ‬ ‫املدرسة املتنقلة إحدى املساحات اآلمنة القليلة التي ميكن التع ّلم‬ ‫فيها‪ .‬ويف معظم األيام‪ ،‬تكون الحافلة مزدحمة باملتعلمني املتلهفني ماريا هاغان ‪mhh35@cam.ac.uk‬‬ ‫خصوصاً يف الشتاء إذ تعد إحدى املساحات القليلة التي تقدم طالبة يف مرحلة الدكتوراه‪ ،‬قسم الجغرافيا‪ ،‬جامعة كامربدج‪.‬‬ ‫‪www.geog.cam.ac.uk‬‬ ‫املأوى‪ .‬ويذهب مرشوع حافلة املدرسة إىل أبعد من مجرد تقديم‬ ‫ما يلزم من التعليم غري الرسمي‪ ،‬إذ ُيظ ِهر املرشوع رغبة القادمني ‪https://baamasso.org/en/ .1‬‬ ‫ُ‬ ‫‪www.schoolbusproject.org .2‬‬

‫محو أم َّية البالغني‪ :‬مك َّون أسايس يف مبادرة اإلطار الشامل لالستجابة لالجئني‬

‫ماسيمو النتشويت‬

‫تتعاظم الحاجات ملحو األمية بني الجئي أوغندا وإثيوبيا‪ ،‬ومع َّأن كال البلدين من الدول التي ُتن َّفذ بها‬ ‫مبادرة اإلطار الشامل لالستجابة لالجئني تجريبياً ومع َّأن ذلك يعني التزامهام بتشجيع محو األمية‪ ،‬ما زال‬ ‫الدعم ضعيفاً جداً ملحو أمية البالغني الوظيفيني‪.‬‬ ‫يصبــح األشــخاص ا ُمله َّجــرون مــن ديارهــم أكــر عرضــة للخطــر تنفيــذ الدعــم لربامــج محــو األميــة الوظيفيــة لــدى البالغــن مــن‬ ‫إذا كانــوا ال يســتطيعون القــراءة وال الكتابــة‪ .‬لذلــك‪ُ ،‬يعــ ّد الالجئــن مخيبــاً لآلمــال‪.‬‬ ‫تعليــم البالغــن و َمحــو األم ّيــة الوظيفيــة لديهــم –أي القــدرة‬ ‫عــى تطبيــق مهــارات الق ـراءة والكتابــة والعمليــات الحســاب ّية ففــي أوغنــدا‪ ،‬يقــدم املجلــس الفنلنــدي لالجئــن الدعــم‬ ‫الخطيــة يف متطلبــات الحيــاة اليوم ّيــة– أم ـراً حاس ـ ًا بالنســبة والتيســر لــكل مــن برامــج محــو األميــة الوظيفيــة لــدى البالغــن‬ ‫لالجئــن مــن أجــل متكينهــم مــن إدراك حقوقهــم يف كل مــن ومجموعــات تع ّلــم اللغــة اإلنجليزيــة يف تجمعــات الالجئــن‬ ‫التعليــم واإلمنــاء واملشــاركة الف ّعالــة‪ .‬ويشــ ّدد كل مــن اإلطــار ومخيامتهــم منــذ عــام ‪ 1997‬ولكنهــا املنظمــة غــر الحكوميــة‬ ‫الشــامل لالســتجابة لالجئــن واالتفاقــات العامليــة بشــأن الالجئــن الوحيــدة التــي تفعــل ذلــك فيــا عــدا هيئــة األمــم املتحــدة‬ ‫هجريــن عــى للمــرأة التــي بــدأت مؤخـراً بتنفيــذ برامــج محــو األميــة للنســاء‬ ‫والهجــرة عــى رضورة العثــور عــى طــرق تســاعد ا ُمل َّ‬ ‫الوصــول إىل ُف ـ َرص العمــل وكســب الدخــل والتــي مــن أجلهــا مــن جنــوب الســودان يف أربــع مقاطعــات يف املنطقــة الشــالية‪.‬‬ ‫ُيعــ ّد محــو األم ّيــة الوظيفيــة لــدى البالغــن أمــراً رضور ّيــاً‪ .‬إ َّال ويف التجمعــات التــي ال تعمــل فيهــا برامــج محــو األميــة‬ ‫أ َّنــه ح ّتــى مــع تشــجيع محــو األميــة الوظيفيــة لــدى البالغــن الوظيفيــة لــدى البالغــن فثمــة القليــل مــن املنظــات غــر‬ ‫يف ســياقات الالجئــن والنازحــن داخليــاً وإدراجهــا يف خطــط الحكوميــة التــي تديــر عــدداً قليـ ًا مــن مجموعــات التع ّلــم (مــن‬ ‫االســتجابة الوطنيــة‪ ،‬فهــي مــا زالــت تفتقــر إىل التمويــل أو ال أجــل اســتكامل أنشــطتها الروتين ّيــة)‪ .‬ومل تخصــص املفوضيــة‬ ‫الســامية لألمــم املتحــدة لشــؤون الالجئــن يف أوغنــدا أي أمــوال‬ ‫تحصــل إال عــى قــدر يســر منــه‪.‬‬ ‫مــن أجــل محــو األميــة الوظيفيــة لــدى البالغــن يف املوازنــة التــي‬ ‫وتســتضيف أوغنــدا وإثيوبيــا أكــر عــدد مــن الســكان الالجئــن وضعتهــا للتعليــم‪ ،‬ومل تخصــص الحكومــة األوغنديــة أي متويــات‬ ‫يف أفريقيــا‪ .‬ويــأيت أغلــب هــؤالء الالجئــن مــن جنــوب الســودان ملحــو األميــة لــدى البالغــن يف األعــوام الخمســة املاضيــة‪.‬‬ ‫التــي ال يتجــاوز فيهــا املعــدل العــام ملحــو األميــة ‪ 27‬باملائــة‪.‬‬ ‫و ُي َعــدُّ ِكال البلديــن رائديــن يف التزامهــا باإلطــار الشــامل ويف أثيوبيــا‪ ،‬أجــرى املجلــس الفنلنــدي لالجئــن مؤخ ـراً تقيي ـ ًا‬ ‫لالســتجابة لالجئــن كــا يتبنــى كل مــن البلديــن سياســات للحاجــات يف منطقــة جامبيــا التــي تســتضيف الالجئــن مــن‬ ‫ســارية خاصــة بالالجئــن تــروج للتعليــم مــن أجــل البالغــن‪ ،‬جنــوب الســودان‪ .‬وتشــر النتائــج التــي توصلنــا إليهــا إىل أ ّنــه‬ ‫ففــي حالــة أوغنــدا ّمثــة اســراتيجية الحاميــة والحلــول حتــى ســبتمرب‪/‬أيلول عــام ‪ 2018‬مل ُي َن ّف ُ‬ ‫ــذ ســوى مرشوعــن‬ ‫املســتدامة لألعــوام ‪ 2020–2016‬ويف أثيوبيــا ّمثــة اســراتيجية صغرييــن ملحــو األميــة الوظيفيــة لــدى البالغــن‪ ،‬وال يصــل‬ ‫تعليــم الالجئــن لألعــوام ‪ .2018–2015‬ومــع ذلــك‪ ،‬كان واقــع املرشوعــان حالي ـاً إال لعــدة مئــات مــن املتعلمــن عــى الرغــم‬

‫‪31‬‬


‫‪32‬‬

‫‪32‬‬

‫التَّعليم‪ :‬الحاجات والحقوق والوصول إليه يف أوضاع التَّهجري‬

‫نرشة الهجرة القرسية ‪60‬‬ ‫مارس‪/‬آذار ‪2019‬‬

‫‪www.fmreview.org/ar/education-displacement‬‬

‫مــن الهــدف الطمــوح الــذي يعــد بإلحــاق ‪ 25‬ألــف مــن البالغــن‬ ‫كــا حددتــه اســراتيجية أثيوبيــا لتعليــم الالجئــن‪.‬‬

‫تنفيذ محو األمية الوظيفية لدى البالغني يف أوغندا‬

‫هناك حاجة ملحة لربامج محو األمية الوظيفية لدى البالغني بني‬ ‫الالجئني من جنوب السودان وتشتمل عىل اللغة اإلنجليزية التي‬ ‫تعد لغة التواصل مع املسؤولني الحكوميني ومزودي الخدمات‬ ‫االجتامعية واألوغنديني فض ًال عن استخدامها يف الدراسة والتفاعل‬ ‫يف األسواق‪ .‬وخالل األعوام ‪ 2017-2015‬حرض تسعة آالف متعلم‬ ‫يف أوغندا من الالجئني واملجتمعات املضيفة دورات محو األمية‬ ‫الوظيفية لدى البالغني التي يقدمها املجلس الفنلندي لالجئني‬ ‫بلغتهم األم (‪ 68‬باملائة من املتعلمني) واللغة اإلنجليزية الوظيفية‬ ‫(‪ 32‬باملائة)‪.‬‬ ‫وتشتمل حلقة التع ّلم عىل مستو َيني‪ :‬األسايس ويستمر ملدة أحد‬ ‫عرش شهراً‬ ‫واملتوسط ويستمر ملدة خمسة أشهر‪ .‬ويلتحق يف كل‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫مجموعة تعلم ما ال يزيد عن ‪ 30‬متعلام بتيسري من أحد مدريب‬ ‫املجتمع املحيل‪ .‬كام تحظى القدرات الوظيفية عىل التأكيد خالل‬ ‫حلقة التع ّلم التي تشتمل عىل املهارات األساسية التي يحتاج إليها‬ ‫الالجئون ليك يكونوا فاعلني يف مجتمعاتهم وليعملوا بثقة وفعالية‬ ‫واستقاللية أكرب‪ .‬وتشتمل املوضوعات املطروحة عىل كل من صحة‬ ‫األم والطفل والتغذية والنظافة الشخصية واإلصحاح واملامرسات‬ ‫الزراعية الصديقة للبيئة ومحو األمية املالية يف املعامالت‬ ‫ُنس َخت‬ ‫واملدخرات واملساواة يف الجندر والحقوق والواجبات‪ .‬واست ِ‬ ‫مواد القراءة بأكرث اللغات انتشاراً يف املستوطنات كام تأسست‬ ‫املكتبات املتنقلة لتوزيع الكتب عىل املتعلمني ليامرسوا املهارات‬ ‫التي اكتسبوها ويحافظوا عليها‪.‬‬ ‫ويف نهاية كل مسار‪ ،‬تقيم االختبارات الخطية مهارات املتعلمني يف‬ ‫القراءة والكتابة والحساب وقدرتهم عىل تكييف املهارات املطلوبة‬ ‫مع الحياة اليومية‪ ،‬يف حني تلتقط أداة رصد نوعية ُتدعى مسارات‬ ‫التمكني املعلومات حول إحساس املتعلمني بالتمكني واالعتامد‬ ‫عىل الذات‪ .‬فعىل سبيل املثال‪ ،‬أصبح بعض املتعلمني أقل اعتامداً‬ ‫عىل غريهم وثبت ذلك من خالل قدرتهم الجديدة عىل استخدام‬ ‫الهواتف املحمولة باستقاللية إلجراء املكاملات وإرسال النصوص‬ ‫وإجراء بعض العمليات الحسابية البسيطة‪ .‬وأشار آخرون إىل‬ ‫قدرتهم عىل التأكد من أسامئهم يف قوائم التوزيع والتحقق مام‬ ‫إذا حصلوا فع ًال عىل الغذاء واملواد غري الغذائية املكفولة لهم‪ .‬كام‬ ‫لوح َظ ّأن أولياء األمور خاصة منهم األمهات قادرون عىل دعم‬ ‫ِ‬ ‫أطفالهم أو تحفيزهم يف أقل تقدير ألداء واجباتهم البيتية ورصد‬ ‫تقدمهم يف املدرسة باإلضافة إىل قدرتهم عىل اتباع الوصفات‬ ‫الطبية املكتوبة‪.‬‬

‫ويف عام ‪ ،2017‬بدأ املجلس الفنلندي لالجئني بإطالق ثالث‬ ‫مجموعات تجريبية للتعلم يف ثالثة تجمعات تشتمل عىل‬ ‫كيانغوايل وكياكا وناكيفايل مع توفري مناهج مفصلة حسب ما يالئم‬ ‫كل منطقة‪ .‬وتستمر الدورات التدريبية ملدة ستة أشهر وتقدم‬ ‫مناهج وظيفية مصممة خصيصاً مبا يخدم املصلحة األساسية‬ ‫لكل مجموعة تع ّلم مثل تربية الدواجن أو تأسيس مجموعة‬ ‫للمدخرات والقروض‪ .‬وبطبيعة الحال‪ ،‬تظهر موضوعات محو‬ ‫األمية من نشاطات كسب الرزق التي يشارك بها املتدربون‪.‬‬

‫املامرسات الج ّيدة والتحديات املتبق ّية‬

‫ثبت أ َّنه من املفيد أن يكون للربنامج حضور قوي ضمن مجتمعات‬ ‫املتعلمني‪ ،‬إذ تقع املكاتب والكوادر يف داخل التجمعات أو بالقرب‬ ‫منها كام تستخدم بنية القيادة املحلية إلرشاك مجتمعاتهم من‬ ‫الالجئني واملضيفني وللبحث عن أعضاء املجتمع املحيل واختيارهم‬ ‫كموجهني وميرسين ُمحت َملني للذين ُي َعدُّ تقديم التدريب عايل‬ ‫ّ‬ ‫الجودة لهم أمراً مه ًام‪ .‬ويستجيب الربنامج إىل الطلبات والحاجات‬ ‫وباألخص تلك املتعلقة بسياق الالجئني‪ ،‬وغالباً ما يقرتح املتعلمون‬ ‫مبارشة املوضوعات واملحاور‪ ،‬وكان من الواضح َّأن الجمع بني محو‬ ‫األمية ودورات تعليم اللغة مع التدريب عىل مهارات كسب الرزق‬ ‫يقدِّم للمتعلمني حافزاً أكرب‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬ما زالت بعض التحديات قامئة‪ .‬فرغم استخدام أداة‬ ‫مسارات التمكني للرصد‪ ،‬مل ينتج عنها تسجيل أثر الربنامج أو‬ ‫توثيقه مبا يكفي‪ ،‬وذلك يعني الحاجة إىل بذل مزيد من الجهود‬ ‫وتعزيز املهارات واألدوات املتاحة بني يدي فريق الرصد والتقييم‬ ‫والتَّع ُّلم‪ .‬ومل يصبح الربنامج بعد شام ًال‪ ،‬وبفضل بعض اإلجراءات‬ ‫الخاصة املتخذة (مثل تجيع األمهات الشابات عىل حضور الدروس‬ ‫مع أطفالهن) أصبحت املشاركة النسوية متثل أغلبية املتعلمني‪،‬‬ ‫إ َّال َّأن مشاركة ذوي اإلعاقة من الجنسني ما زالت ضعيفة‪ .‬ولذلك‪،‬‬ ‫ال بد من إجراء تقييامت للحاجات الخاصة ورمبا يجري تلك‬ ‫التقييامت ذوو اإلعاقة ذاتهم بهدف إنشاء بيئات تع ِّلم صديقة‬ ‫ميكن إليها املتعلمون ذوو الحاجات التعليمية الخاصة‪.‬‬

‫وهناك تحد آخر ذلك يتمثل يف استقطاب الالجئني من ذوي‬ ‫املستوى التعليمي املطلوب ليصبحوا ُمد ِّرسني‪ .‬ففي أغلب األحيان‪،‬‬ ‫يستقيل املد ِّرسون املهرة ليحصلوا عىل فرص عمل أفضل يف مكان‬ ‫آخر‪ ،‬ومن جهة أخرى يعني تنقل الالجئني والدوران الوظيفني‬ ‫ثم‬ ‫الحتمي أن عىل الربنامج متابعة تحديد ميرسين جدد ومن َّ‬ ‫تعليمهم وإرشادهم‪ .‬ثم هناك مشكلة اللغات املتعددة التي يتكلم‬ ‫بها املقيمون يف التجمعات‪ ،‬فمن غري املجدي تعليم الدورات بكل‬ ‫اللغات من جهة‪ ،‬وحتى لو اختريت لغة واحدة للتعليم فهي بحد‬ ‫ذاته أمر إشكايل َّ‬ ‫ألن اختيار لغة عرقية بدالً من أخرى قد يثري‬ ‫تعليم محو األمية الوظيفي للبالغني يف أوغندا‪.‬‬


‫نرشة الهجرة القرسية ‪60‬‬ ‫مارس‪/‬آذار ‪2019‬‬

‫املجلس الفنلندي لالجئني‪ /‬آن هاينونني‬

‫التَّعليم‪ :‬الحاجات والحقوق والوصول إليه يف أوضاع التَّهجري‬ ‫‪www.fmreview.org/ar/education-displacement‬‬

‫‪33‬‬

‫‪33‬‬


‫‪34‬‬

‫التَّعليم‪ :‬الحاجات والحقوق والوصول إليه يف أوضاع التَّهجري‬

‫‪34‬‬

‫نرشة الهجرة القرسية ‪60‬‬ ‫مارس‪/‬آذار ‪2019‬‬

‫‪www.fmreview.org/ar/education-displacement‬‬

‫التوترات بني املجموعات‪ .‬إ َّال َّأن ذلك يختلف عن طريقة معالجة تسلط الضوء عىل إمكانات تلك التدخالت‪ .‬ومبزيد من التنقيح‬ ‫املواد املقروءة‪ ،‬فقد ثبت جدوى طباعتها بأكرب عدد ممكن من والتنسيق مع منظامت املتخصصة بتعليم البالغني والتآزر مع‬ ‫اللغات حتى لو مل ُتقدَّم الدروس بها جميعاً‪.‬‬ ‫برامج سبل كسب الرزق‪ ،‬ميكن لهذا النموذج أن يكون ذا أثر‬ ‫املهجرين وإنتاجيتهم ودخلهم‬ ‫أكرب عىل تحسني مهارات األشخاص َّ‬ ‫ال ميكن للمشاركة الفعالة أن تحدث يف مبادرة اإلطار الشامل وبالتايل مساعدتهم والحد من استضعافهم وتعزيز فرصهم‪.‬‬ ‫لالستجابة لالجئني يف البلدان الريادية مثل أوغندا إذا استمر‬ ‫تجاهل رضورة وصول الالجئني إىل نطاق أفضل وأوسع للخدمات ماسيمو النتشويت‬ ‫التعليمية‪ .‬إال ّ‬ ‫أن خربة املجلس الفنلندي لالجئني يف تقديم تعليم ‪massimo.lanciotti@refugeecouncil.fi‬‬ ‫البالغني وخدمات محو األمية الوظيفية وتشجيعها عىل مدار مستشار خاص‪ ،‬القسم الدويل‪ ،‬املجلس الفنلندي لالجئني‬ ‫السنوات العرشين املاضية من خالل مقاربة موجهة نحو التنمية ‪ www.refugeecouncil.fi‬‬

‫دراسة مختلف خيارات املناهج الدراسية لالجئني الفلسطينيني‬

‫جو كيليس‬

‫تكتسب خيارات املناهج الدراسية أهمية يف البلدان التي تستضيف أعداداً كبرية من الالجئني ملددة‬ ‫ُمط َّولة من الزمن‪.‬‬ ‫كثـــر مـــن األحيـــان تغيـــب مســـألة نوعيـــة التعليـــم‬ ‫يف‬ ‫ٍ‬ ‫الـــذي يتلقـــاه الالجئـــون عـــن املناقشـــات الدائـــرة حـــول‬ ‫أهميـــة التعليـــم‪ ،‬وذلـــك خطـــأ كبـــر‪ ،‬إذ َّ‬ ‫إن خيـــارات‬ ‫املناه ــج الدراس ــية والكت ــب الدراس ــية الت ــي تنق ــل ه ــذه‬ ‫الخي ــارات تعك ــس رؤي ــة املجتم ــع‪ :‬أي الش ــخصيات الت ــي‬ ‫ُتـــد َرج يف تلـــك املناهـــج وأيهـــا ال ُتـــد َرج وكيفيـــة متثيـــل‬ ‫هـــذه الشـــخصيات‪.‬‬

‫االســـتمرار يف اســـتخدام هـــذه املـــوارد بـــدالً مـــن إنشـــاء‬ ‫َّ‬ ‫فـــإن اســـتخدام‬ ‫مـــوارد جديـــدة‪ .‬وباإلضافـــة إىل ذلـــك‪،‬‬ ‫املناه ــج الدراس ــية للدول ــة املضيف ــة يف املرحل ــة االبتدائي ــة‬ ‫يعنـــي َّ‬ ‫أن الطـــاب ميكنهـــم بســـهولة مواصلـــة دراســـتهم‬ ‫يف املـــدارس الثانويـــة التابعـــة للدولـــة املضيفـــة‪ .‬وأخـــرا‪ً،‬‬ ‫ســـهلت املواءمـــة مـــع املناهـــج الدراســـية للـــدول منـــح‬ ‫شـــهادات لنتائـــج التعلـــم يف هـــذه الـــدول واعتامدهـــا‪.‬‬

‫و ّمث ــة نزاع ــات تح ــدث من ــذ ف ــرة طويل ــة ح ــول املناه ــج‬ ‫الدراســـية التـــي ُتـــد َّرس لالجئـــن الفلســـطينيني‪ 1‬الذيـــن‬ ‫يتعلمـــون يف املـــدارس التـــي تديرهـــا األمـــم املتحـــدة‪.‬‬ ‫فبعـــد التهجـــر الفلســـطيني يف عـــام ‪ ،1948‬اســـتوعبت‬ ‫املـــدارس العامـــة والخاصـــة واملـــدراس التـــي يديرهـــا‬ ‫متطوعـــون الفلســـطينيني يف أماكـــن منفاهـــم‪ .‬ويف بعـــض‬ ‫وســـعت بعـــض املـــدارس القامئـــة قدرتهـــا‬ ‫الحـــاالت‪َّ ،‬‬ ‫لتســتوعب الطــاب الالجئــن‪ ،‬بينــا ُب ِن َيــت مــدارس أخــرى‬ ‫ـم فالظه ــور التدريج ــي للم ــدارس والتموي ــل‬ ‫له ــم‪ .‬وم ــن ث ـ ّ‬ ‫غـــر الـــكايف للتعليـــم يعنـــي أن مقدمـــي الخدمـــات‬ ‫يعتم ــدون اعت ــاداً كب ــراً عـــى م ــوارد التعلي ــم القامئ ــة‪،‬‬ ‫مب ــا يف ذل ــك املناه ــج الدراس ــية والكت ــب املدرس ــية للدول ــة‬ ‫املضيفـــة‪ .‬وعندمـــا اســـتلمت وكالـــة األمـــم املتحـــدة‬ ‫إلغاث ــة وتش ــغيل الالجئ ــن الفلس ــطينيني يف ال ــرق األدىن‬ ‫(األون ــروا) امل ــدارس يف مايو‪/‬أي ــار ‪ ،1950‬كان م ــن املالئ ــم‬ ‫واألكـــر فعاليـــة مـــن حيـــث التكلفـــة واملمكـــن سياســـياً‬

‫وق ــد دفع ــت أهمي ــة ح ــق الالجئ ــن يف الع ــودة ممث ــي‬ ‫األمـــم املتحـــدة والـــدول العربيـــة إىل “التوصيـــة بشـــدة”‬ ‫بتدريـــس جغرافيـــا فلســـطني وتاريخهـــا ليـــس فقـــط يف‬ ‫مـــدارس األونـــروا ولكـــن أيضـــاً يف املـــدارس الحكوميـــة‬ ‫والخاصـــة التـــي تقبـــل األطفـــال الفلســـطينيني‪ 2.‬لكـــن يف‬ ‫الس ــنوات الت ــي تل ــت ذل ــك‪ ،‬واجه ــت األون ــروا الكث ــر م ــن‬ ‫التحديـــات يف تنفيـــذ هـــذه السياســـات‪.‬‬ ‫وظهـــر أحـــد أبـــرز التحديـــات التـــي واجهـــت األونـــروا‬ ‫يف عـــام ‪ 1967‬عقـــب احتـــال إرسائيـــل للضفـــة الغربيـــة‬ ‫وقطـــاع غـــزة مبـــارش ًة‪ .‬ففـــي غضـــون أســـابيع مـــن‬ ‫االحت ــال‪ ،‬حاول ــت الس ــلطات اإلرسائيلي ــة تغي ــر املناه ــج‬ ‫بدعـــوى‬ ‫​​‬ ‫املســـتخدمة يف األرايض الفلســـطينية املحتلـــة‬ ‫َّ‬ ‫أن املناهـــج الدراســـية تشـــجع الكراهيـــة وتحـــرض عـــى‬ ‫العن ــف‪ .‬ودُ ِعي ــت اليونس ــكو إىل إجــراء مراجع ــة للكت ــب‬ ‫املدرســـية املســـتخدمة يف مـــدارس األونـــروا مـــن أجـــل‬


‫نرشة الهجرة القرسية ‪60‬‬

‫التَّعليم‪ :‬الحاجات والحقوق والوصول إليه يف أوضاع التَّهجري‬

‫مارس‪/‬آذار ‪2019‬‬

‫تقيي ــم م ــدى مالءمته ــا‪ .‬وق ــد كان ــت عملي ــة اتخ ــاذ الق ـرار‬ ‫مضنيـــة‪ .‬فمـــن ناحيـــة‪ ،‬أقـــرت لجنـــة املراجعـــة بأهميـــة‬ ‫مناقشـــة التاريـــخ بحريـــة‪ ،‬وكذلـــك حـــق املهجريـــن يف‬ ‫التعبـــر عـــن الفـــزع أو اليـــأس‪ .‬ومـــن ناحيـــة أخـــرى‪،‬‬ ‫كانـــت اللجنـــة قلقـــة مـــن تعـــرض الطـــاب الالجئـــن‬ ‫ألك ــر م ــن مج ــرد الش ــعور باإلحب ــاط والي ــأس والرغب ــة يف‬ ‫االنتقـــام‪.‬‬ ‫ويف ختـــام املراجعـــة‪ ،‬أوصـــت اللجنـــة بـــرورة وقـــف‬ ‫بضع ــة كت ــب‪ ،‬وتعدي ــل البع ــض اآلخ ــر‪ ،‬أم ــا بقي ــة الكت ــب‬ ‫فتظـــل مســـتخدم ًة كـــا كانـــت‪ .‬ولكـــنَّ الحكومـــات‬ ‫العربيـــة وإرسائيـــل أبديـــا موقفـــاً متعنتـــاً تجـــاه ذلـــك‪.‬‬ ‫فع ــى س ــبيل املث ــال‪ ،‬رفض ـ ْ‬ ‫ـت الحكوم ــة الس ــورية التع ــاون‬ ‫م ــع اللجن ــة‪ ،‬معت ــرة أن مراجع ــة كتبه ــا الدراس ــية ُي َع ــد‬ ‫انتهـــاكاً للســـياد ٍة الســـورية‪ .‬ويف بدايـــة األمـــر تعاونـــت‬ ‫األردن وم ــر غ ــر إنه ــا يف وق ــت الح ــق رفض ــا انتق ــاد‬ ‫الكتـــب الدراســـية لألســـباب نفســـها تقريبـــاً‪ .‬واعرتضـــت‬ ‫إرسائي ــل كذل ــك ع ــى النتائ ــج زاعمــ ًة أن املراجع ــة كان ــت‬ ‫متس ــاهلة أك ــر م ــن ال ــازم وحظ ــرت الكت ــب املدرس ــية‬ ‫لطـــرف واحـــد‪.‬‬ ‫التـــي تعتربهـــا غـــر مناســـبة‬ ‫ٍ‬

‫‪35‬‬

‫‪www.fmreview.org/ar/education-displacement‬‬

‫‪ ،2017‬اتهمـــت الســـلطة الفلســـطينية األونـــروا بالرقابـــة‬ ‫وهـــددت بتعليـــق العالقـــات مـــع الوكالـــة‪ .‬ومؤخـــراً‪ ،‬يف‬ ‫ع ــام ‪ ،2018‬س ــحبت الحكوم ــة األمريكي ــة ‪ -‬أك ــر مم ــول‬ ‫لألونـــروا ‪ -‬متويلهـــا‪ ،‬مكـــررة االدعـــاءات اإلرسائيليـــة بـــأن‬ ‫م ــدارس األون ــروا ت ــروج ملع ــاداة الس ــامية‪ ،‬وه ــي مزاع ــم‬ ‫تنفيه ــا الوكال ــة‪ .‬وع ــى الرغ ــم م ــن تدخ ــل جه ــات أخ ــرى‬ ‫لتعوي ــض بع ــض النق ــص (ع ــى األق ــل مؤقت ـاً)‪ ،‬ف ــإن ه ــذه‬ ‫األزمـــة األخـــرة ال تـــزال ُتعـــ ِّرض تعليـــم مـــا يزيـــد عـــن‬ ‫نص ــف ملي ــون الج ــئ فلس ــطيني للخط ــر‪.‬‬

‫ويف أثنـــاء ذلـــك كلـــه حظيـــت وجهـــات نظـــر الالجئـــن‬ ‫حـــول التعليـــم الـــذي يتلقونـــه بالتهميـــش‪ .‬وينبغـــي أن‬ ‫نضـــع يف أذهاننـــا َّ‬ ‫أن األطفـــال الالجئـــن يتعلمـــون مـــا‬ ‫يعايشـــونه‪ .‬فبالنســـبة للفلســـطينيني‪ ،‬كـــا هـــو الحـــال‬ ‫ـر م ــن الالجئ ــن اآلخري ــن‪ ،‬ف ــإن ذل ــك يعن ــي‬ ‫بالنس ــبة لكث ـ ٍ‬ ‫أنه ــم يدرس ــون االنته ــاكات القامئ ــة واملس ــتمرة لحقوقه ــم‪.‬‬ ‫ويج ــب ع ــى م ــن يش ــاركون يف تحم ــل املس ــؤولية ع ــن‬ ‫تعلي ــم الالجئ ــن ‪ -‬س ــواء كان ــوا دوالً مضيف ــة أم منظ ــات‬ ‫متع ــددة األط ـراف أو دوالً مانح ــة ‪ -‬أن يضع ــوا يف االعتب ــار‬ ‫أن ــه عندم ــا يتجاه ــل محت ــوى التعلي ــم ه ــذه الحقائ ــق‪،‬‬ ‫تصب ــح امل ــدارس أق ــل صل ــة وق ــد تصب ــح نتائ ــج التعلي ــم‬ ‫وق ــد كان تأث ــر ه ــذه االعرتاض ــات يف الط ــاب كب ــراً‪ .‬فف ــي منقوص ــة‪ ،‬م ــا ي ــر بالجمي ــع‪.‬‬ ‫غ ــزة‪ ،‬ب ــدأ ط ــاب األون ــروا الع ــام ال ــدرايس ‪1968–1967‬‬ ‫مـــع عـــدم وجـــود كتـــب مدرســـية تقريبـــاً‪ ،‬بينـــا ُحـــ ِرم جو كيليس ‪jo.kelcey@nyu.edu‬‬ ‫الط ــاب يف الضف ــة الغربي ــة م ــن ثل ــث الكت ــب املدرس ــية مرشح لنيل درجة الدكتوراه‪ ،‬جامعة نيويورك ‪www.nyu.edu‬‬ ‫املطلوب ــة نتيج ــة للحظ ــر اإلرسائي ــي‪ .‬وباإلضاف ــة إىل ذل ــك‪،‬‬ ‫نشئَت وكالة األمم املتحدة لغوث وتشغيل الالجئني الفلسطينيني يف الرشق األدىن‬ ‫‪ُ .1‬أ ِ‬ ‫أثـــر النقـــص والتأخـــر يف تلقـــي املـــواد التعليميـــة عـــى (األونروا) بعد ال ِّنزاع العريب‪-‬اإلرسائييل عام ‪ .1948‬وف َّر إثر ذلك النزاع أكرث من ‪ 900‬ألف‬ ‫املـــدارس يف األردن وســـوريا‪ .‬وملعالجـــة ذلـــك‪ ،‬طبعـــت فلسطيني بعد طردهم وتلمسوا اللجوء يف األردن ولبنان وسوريا يف حني نزح بعضهم‬ ‫األونـــروا عـــى نفقتهـــا الخاصـــة ماليـــن الصفحـــات مـــن اآلخر إىل الضفة الغربية وقطاع غزة‪ .‬ومع َّأن موجات أخرى للنزوح حدثت يف أوقات‬ ‫هجرين يف عام ‪ 1948‬وذريتهم وهؤالء من‬ ‫الحقة‪ ،‬مل يكتسب صفة اللجوء سوى ا ُمل َّ‬ ‫مذكـــرات التدريـــس املســـتندة إىل الكتـــب الدراســـية‪ ،‬تحدد تفويض وكالة األمم املتحدة لغوث وتشغيل الالجئني الفلسطينيني يف الرشق األدىن‬ ‫ولكنهـــا اســـتبعدت الفقـــرات النصيـــة التـــي اعتربتهـــا (األونروا) التي تأسست من أجلهم‪ .‬وعىل العموم‪ ،‬يُقصَ د مبصطلح ‘الالجئني الفلسطينيني’‬ ‫اللجنـــة مثـــرة للمشـــكالت‪ .‬ومـــع ذلـــك‪ ،‬اعتـــرت يف هذه املقالة ما يرتبط بوكالة األمم املتحدة لغوث وتشغيل الالجئني الفلسطينيني‬ ‫يف الرشق األدىن (األونروا)‪ .‬انظر العدد ‪ 26‬من نرشة الهجرة القرسية (‪‘ )2006‬التَّرشد‬ ‫ً‬ ‫الحكومـــات العربيـــة ذلـــك شـــكال مـــن أشـــكال الرقابـــة الفلسطيني‪ :‬قضية منفصلة؟’ ‪www.fmreview.org/ar/falastin‬‬ ‫‪UNESCO (1952) ‘Report of the working party convened by UNESCO .2‬‬ ‫وحظـــرت عـــى األونـــروا توزيـــع مذكـــرات التدريـــس‪.‬‬ ‫وال تــزال الخالف ــات تع ــوق سياس ــات املناه ــج الدراس ــية‬ ‫لألونــروا‪ .‬وقــد أدى إدخــال املناهــج الدراســية الفلســطينية‬ ‫يف أوائـــل العقـــد األول مـــن القـــرن الواحـــد والعرشيـــن‬ ‫وتطبيقهــا يف مــدارس األونــروا إىل إعــادة إشــعال االتهامــات‬ ‫م ــن جان ــب إرسائي ــل واملانح ــن الغربي ــن البارزي ــن ب ــأن‬ ‫الالجئ ــن يتعلم ــون الكراهي ــة والعن ــف يف مدارس ــهم‪ ،‬ع ــى‬ ‫الرغـــم مـــن أن النتائـــج كانـــت عكـــس ذلـــك‪3.‬ويف عـــام‬

‫–‪to make recommendations on the possible development of the UNRWA‬‬ ‫’‪UNESCO Education Programme for Palestine Refugees in the Near East‬‬ ‫(تقرير مجموعة العمل التي عقدتها منظمة األمم املتحدة للتعليم والعلوم والثقافة‬ ‫(يونيسكو) إلصدار التوصيات بشأن التطوير املمكن لربنامج التعليم املشرتك بني األونروا‬ ‫واليونيسكو لالجئني الفلسطينيني يف الرشق األدىن)‬ ‫‪http://unesdoc.unesco.org/images/0017/001785/178569eb.pdf‬‬ ‫‪Brown N (2001) ‘Democracy, history and the contest over the .3‬‬ ‫‪Palestinian curriculum’, prepared for the Adam Institute‬‬ ‫(الدميقراطية والتاريخ والتنافس عىل املنهاج الدرايس الفلسطيني)‬ ‫‪http://lllp.iugaza.edu.ps/Files_Uploads/635063694488064181.pdf‬‬

‫‪35‬‬


‫‪36‬‬

‫‪36‬‬

‫التَّعليم‪ :‬الحاجات والحقوق والوصول إليه يف أوضاع التَّهجري‬ ‫‪www.fmreview.org/ar/education-displacement‬‬

‫نرشة الهجرة القرسية ‪60‬‬ ‫مارس‪/‬آذار ‪2019‬‬

‫األطفال الالجئون الذين يعانون من إعاقة التواصل يف رواندا‪ :‬توفري الخدمات‬ ‫التعليمية التي يحتاجون إليها‬ ‫هيلني باريت‪ ،‬وجويل مارشال‪ ،‬وجولييت غولدبارت‬

‫تهدف األبحاث التي ُأجريت يف رواندا إىل التوصل إىل أدلة دامغة الستخدامها يف تحسني الوصول إىل‬ ‫الخدمات التعليمية الشاملة لألطفال الالجئني الذين يعانون من إعاقة التواصل‪.‬‬ ‫شــر مصطلــح ‘إعاقــة التواصــل’ إىل مجموعــة العوائــق التــي‬ ‫ُي ِ‬ ‫تحــول دون املشــاركة يف املجتمــع‪ ،‬وهــي عوائــق يعــاين منهــا‬ ‫األشــخاص الذيــن يواجهــون صعوبــة يف فهــم غريهــم أو يف أن‬ ‫يفهمهــم غريهــم عنــد التواصــل‪ .‬وعــى الرغــم مــن الطبيعــة‬ ‫الشــاملة لتطــور الطفولــة املبكــرة والسياســات التعليميــة‬ ‫لحكومــة روانــدا (وكذلــك سياســات املنظــات اإلنســانية التــي‬ ‫تدعــم السياســات الحكوميــة)‪َّ ،‬‬ ‫فــإن تطبيــق ‘التعليــم النوعــي‬ ‫املنصــف والشــامل’ (الهــدف ‪ 4‬مــن أهــداف التنميــة املســتدامة)‬ ‫لألطفــال الذيــن يعانــون مــن إعاقــة التواصــل مــا زال ميثــل‬ ‫تحديــاً‪ ،‬فضــ ًا عــن اســتبعاد كثــر مــن األطفــال مــن النظــام معالجة الثغرات يف األدلة‬ ‫مــن أجــل معالجــة قلــة األدلــة القويــة املتعلقــة بهــذا املوضــوع‪،‬‬ ‫التعليمــي يف ســنٍّ مبكــرة‪.‬‬ ‫نجــري أبحاثــاً يف اثنــن مــن املخيــات الكونغوليــة ومخيــم‬ ‫تحظــى روانــدا بأســاس راســخ للتَّعليــم وخدمــات تطــور الطفولــة بورونــدي واحــد يف روانــدا‪ ،‬وكل مخيــم مــن هــذه املخيــات‬ ‫املبكــرة املقدمــة لألطفــال الالجئــن مــن جمهوريــة الكونغــو يف مرحلــة مختلفــة (مرحلــة مــا بعــد حالــة الطــوارئ‪ ،‬ومرحلــة‬ ‫الدميقراطيــة وبورونــدي‪ .‬إال أن هنــاك كثــر مــن املخــاوف بشــأن حالــة الطــوارئ املمتــدة‪ ،‬ومرحلــة حالــة الطــوارئ‪ ،‬عــى‬ ‫مســتوى إتاحــة الوصــول إىل هــذه الخدمــات لألطفــال الذيــن الرتتيــب) مــن مراحــل االســتجابة اإلنســانية‪ 2.‬وتســتخدم هــذه‬ ‫يعانــون مــن إعاقــات وعائالتهــم‪ ،‬إذ ُي َعــدُّ الالجئــون الذيــن الدراســة متعــددة األســاليب بيانــات مســتمدة مــن قاعــدة‬ ‫يعانــون مــن إعاقــات مــن أكــر الفئــات إقصــا ًء واســتضعافاً بيانــات املفوضيــة الســامية لألمــم املتحــدة لشــؤون الالجئــن‬ ‫يف العــامل‪ ،‬ومــن املعــروف َّأن ا ُملح ـ َّدد منهــم أقــل مــن األعــداد حــول إعاقــة التواصــل يف روانــدا‪ ،‬وتحلــل السياســات واإلرشــادات‬ ‫ـم‪ ،‬ال يصــل إليهــم الدعــم اإلنســاين الــذي التوجيهيــة التــي تتعلــق بتســجيل الالجئــن وتطــور الطفولــة‬ ‫الحقيقيــة لهــم‪ ،‬ومــن َثـ َ‬ ‫ً‬ ‫يحتاجــون إليــه‪ 1.‬أمــا الفئــات املحــددة منهــم فغالب ـا مــا تكــون املبكــرة وتوفــر الخدمــات التعليميــة‪ ،‬وتنظــر كذلــك يف البيانــات‬ ‫الفئــات التــي تعــاين مــن أوجــه قصــور فيزيولوجيــة ظاهــرة النوعيــة املجمعــة مــن صانعــي السياســات ومــزودي الخدمــات‬ ‫للعيــان أو ُمت َعــارف عليهــا‪ .‬وغالبـاً ال ُيلت َفــت إىل األشــخاص الذيــن وأفــراد املجتمــع واملســتفيدين مــن الخدمــات‪ .‬وتهــدف هــذه‬ ‫يعانــون مــن‬ ‫تحديــات أقــل ظهــوراً‪ ،‬مثــل إعاقــة التواصــل أو الدراســة إىل عــدة أهــداف‪ ،‬أوالً‪ :‬فهــم األســباب التــي تقــف‬ ‫ٍ‬ ‫اإلعاقــة العقليــة‪ ،‬ويــزداد إقصاؤهــم رســوخاً عند عــدم تحديدهم وراء ضعــف تحديــد حــاالت إعاقــة التواصــل‪ .‬وثاني ـاً‪ ،‬النظــر يف‬ ‫وعــدم تســجيل حاجاتهــم يف مجــاالت الرعايــة الصحيــة والتعليــم حاجــات ورغبــات مقدمــي الرعايــة لألطفــال الالجئــن (بــن ســن‬ ‫والحاميــة‪.‬‬ ‫‪ 12-2‬عامـاً) الذيــن يعانــون مــن إعاقــة التواصــل والعقبــات التــي‬ ‫يواجههــا مقدمــو الرعايــة يف ضــان تحديــد حاجــات األطفــال‬ ‫وليســت إعاقــة التواصــل فئــة واحــدة بــل يتفــرع عنهــا أنــواع والوصــول إىل الخدمــات املقدمــة لهــم‪.‬‬ ‫مختلفــة مــن التحديــات قــد توجــد بصــور ٍة مســتقلة أو تكــون‬ ‫جــزءاً مــن ظــروف و‪/‬أو إعاقــات صحيــة أخــرى‪ .‬وغالبـاً مــا ُي َ‬ ‫نظــر وأظهــر تحليــل قاعــدة البيانــات ‪ ProGres‬التابعــة للمفوضيــة‬ ‫ُ‬ ‫إىل إعاقــات التواصــل عــى أنهــا ناتجــة عــن قصــور وظيفــي الســامية لألمــم املتحــدة لشــؤون الالجئــن‪ ،‬كان قــد أجــ ِرى يف‬ ‫ســمعي‪ ،‬وهــذا الفهــم الخاطــئ ناتــج عــن اســتخدام مصطلــح ســبتمرب‪/‬أيلول ‪َّ 2017‬أن نســبة ال تتعــدى ‪ 0.01‬باملائــة مــن‬ ‫‘اإلعاقــة الســمعية والكالميــة’ يف قطــاع العمــل اإلنســاين‪ .‬فهــذا الالجئــن املوجوديــن يف روانــدا مســجلون حاليــاً عــى ضمــن‬ ‫املصطلــح يجمــع وجهــي القصــور الوظيفــي تحــت إعاقــة واحــدة‬ ‫ويــؤدي إىل عــدم متييــز األشــخاص الذيــن يعانــون مــن أنــواع‬ ‫أخــرى مــن إعاقــة التواصــل وحاجاتهــم‪ ،‬مثــل التلعثــم والفهــم‬ ‫املحــدود للغــة املنطوقــة أو اللغــة بوجـ ٍه عــام‪ ،‬أو الذيــن يعانــون‬ ‫مــن أمــراض مثــل املالريــا الدماغيــة أو الســكتة الدماغيــة أو‬ ‫إصابــات الــرأس‪ ،‬وهــؤالء قــد يكونــون قادريــن عــى الســمع إال‬ ‫أنهــم يجــدون صعوبــة يف التعبــر عــن أنفســهم أو فهــم اآلخريــن‬ ‫أو كالهــا‪.‬‬


‫نرشة الهجرة القرسية ‪60‬‬

‫التَّعليم‪ :‬الحاجات والحقوق والوصول إليه يف أوضاع التَّهجري‬

‫مارس‪/‬آذار ‪2019‬‬

‫مــن يعــاين مــن ‘قصــور وظيفي‪/‬إعاقــة يف التحــدث’‪َّ ،‬‬ ‫وأن‬ ‫‪ 10‬أشــخاص فقــط مــن أصــل ‪ 55‬ألــف طفــل الجــئ تقريب ـاً‬ ‫ـجلون عــى أ َّنهــم مــن ذوي‬ ‫دون ســن ‪ 12‬عام ـاً يف روانــدا ُمسـ َّ‬ ‫الحاجــات التعليميــة الخاصــة‪ .‬ومــع ذلــك‪ ،‬تشــر األبحــاث‬ ‫إىل أن نســبة ‪ 15‬باملائــة مــن أي مجموعــة مــن الســكان قــد‬ ‫تعــاين مــن إعاقــة‪ 3‬وقــد تكــون نســبة انتشــار اإلعاقــة مرشــحة‬ ‫لالرتفــاع عنــد الحديــث عــن الالجئــن‪ ،‬فقــد يعــاين بعضهــم‬ ‫مــن إعاقــات مرتبطــة بصدمــات نفســية‪ ،‬مــن بينهــا إعاقــة‬ ‫التواصــل‪ .‬ويتضــح مــن هــذا التحليــل املبــديئ َّأن التقدي ـرات‬ ‫أقــل مــن الواقــع بخصــوص معــدل انتشــار إعاقــة التواصــل‬ ‫ومــا يرتبــط بهــا مــن حاجــات بــن الالجئــن يف روانــدا‪.‬‬

‫‪37‬‬

‫‪www.fmreview.org/ar/education-displacement‬‬

‫مــن قصــور الســمع الوظيفــي (مثــل تعليــم لغــة اإلشــارة)‬ ‫واســتبعاد الخدمــات التــي ُتل ِّبــي الحاجــات األخــرى‪.‬‬

‫ومبــا َّأن حاجــات األطفــال الذيــن يعانــون مــن إعاقــة يف تواصــل‬ ‫ليســت محــددة بعــد‪ ،‬فــا عجــب يف الضعــف الشــديد الــذي‬ ‫يعــري تلبيــة حاجاتهــم يف البيئــة التعليميــة‪ ،‬يف الوقــت الــذي‬ ‫تركــز فيــه خدمــات اإلعاقــات يف املخيــات يف روانــدا مبدئي ـاً‬ ‫عــى التأهيــل الحــريك وتوفــر األجهــزة املســاعدة للذيــن‬ ‫ـجع أوليــاء‬ ‫ـي‪ .‬و ُيشـ َّ‬ ‫يعانــون مــن قصــور وظيفــي حــريك وحـ ِّ‬ ‫أمــور األطفــال ذوي اإلعاقــات عــى إرســال أطفالهــم إىل مركــز‬ ‫تطــور الطفولــة املبكــرة أو املدرســة‪ ،‬غــر َّإن املعلمــن يشــعرون‬ ‫بعــدم االســتعداد لدعــم هــؤالء األطفــال‪ ،‬ويفيــد رشكاء التعليــم‬ ‫وقــد أظهــر التحليــل املبــديئ لبيانــات املقابــات ومجموعــة َّأن معارفهــم ومهاراتهــم داخــل منظامتهــم ضئيلــة لدرجــة أ َّنهم‬ ‫الرتكيــز َّأن مفهــوم إعاقــة التواصــل ُي َســاء فهمــه عــى جميــع ال يســتطيعون تدريــب املعلمــن عــى املامرســات الدامجــة‪.‬‬ ‫املســتويات‪ ،‬بــدءاً باملســتفيدين مــن الخدمــات وصــوالً إىل‬ ‫ً‬ ‫صانعــي السياســات‪ .‬فــا يســمح نظــام تســجيل الحاجــات وقــد تلقــى بعــض املعلمــن تدريب ـا عــى لغــة اإلشــارة‪ ،‬لكــنَّ‬ ‫الخاصــة التابــع ملفوضيــة األمــم املتحــدة لشــئون الالجئــن ذلــك التدريــب كان متقطعــاً وغالبــاً مــا افتقــر إىل الدعــم‬ ‫بتســجيل إعاقــة التواصــل إال تحــت تصنيــف ‘القصــور املســتمر‪ ،‬مــا أدى إىل محاولــة املعلمــن مواصلــة تعلــم لغــة‬ ‫الوظيفي‪/‬اإلعاقــة يف التحــدث’ و‘القصــور الوظيفــي يف اإلشــارة لوحدهــم‪ .‬وعندمــا يغــادر املعلمــون تظــل ثغــرة‬ ‫الســمع’‪ .‬وهنــا توجــد عــدة نقــاط التبــاس‪ ،‬أولهــا‪ :‬االســتخدام املهــارات قامئــة‪ .‬إضافــة إىل ذلــك‪ ،‬غالبــاً مــا يعتقــد مقدمــو‬ ‫املتبــادل لكلمتــي ‘القصــور الوظيفــي’ و‘اإلعاقــة’‪ 4،‬وثانيهــا الخدمــات عــى جميــع املســتويات أن لغــة اإلشــارة هــي‬ ‫صاحــب حــاالت أخــرى مــن العــاج الشــايف لــكل مــن يعانــون مــن إعاقــة يف التواصــل‪،‬‬ ‫َّأن إعاقــة التواصــل غالبــاً مــا ُت ِ‬ ‫َّ‬ ‫القصــور الوظيفــي و‪/‬أو غريهــا مــن أوضــاع صحيــة‪ .‬ويف أغلــب وهــو افــراض خطــر ألن لغــة اإلشــارة معقــدة ويجــب أن‬ ‫األحيــان‪ ،‬ال ُيو ّثــق ســوى قصــور وظيفــي واحــد أو القصــور ُتــد َّرس بانتظــام مــع إرشاك العائــات واملجتمعــات ومقدمــي‬ ‫األكــر ظهــوراً‪ ،‬أمــا مــا يرتبــط بهــا مــن إعاقــات وحاجــات الخدمــات يف هــذا األمــر‪ .‬وقــد تتطلــب أيضــاً قــدراً كبــراً‬ ‫فرديــة فــا ُيو َّثــق‪.‬‬ ‫مــن التكيــف بالنســبة لألشــخاص ذوي الفهــم املحــدود‪ .‬ومــع‬ ‫ذلــك‪ ،‬هنــاك القليــل مــن األدلــة بشــأن معرفــة أو اســتخدام أي‬ ‫وتقــع عــى عاتــق جامعــي البيانــات يف أثنــاء التســجيل‪ /‬وســائل مــن وســائل دعــم التواصــل بخــاف لغــة اإلشــارة‪ ،‬مثــل‬ ‫التدقيــق املبــديئ مســؤولية تحديــد مــا إذا كان الشــخص يجــب املقاربــات القامئــة عــى الصــور أو الرمــوز التــي تدعــم الفهــم‬ ‫أن ُي َحــال لتقييــم الحاجــات الخاصــة‪ ،‬فقــد متر حاجــات الالجئ وقــد توفــر وســيلة بديلــة للتواصل‪،‬لتســهيل إتاحــة التَّعليــم‬ ‫دون اإلبــاغ عنهــا إذا مل يتواصــل جامــع البيانــات معــه مبارشة‪ .‬ودعــم الوصــول إليــه‪.‬‬ ‫وهــذا مــا يحــدث بصفـ ٍة خاصــة يف الحــاالت التــي تلقــى درجة‬ ‫كبــرة مــن النبــذ‪ ،‬مثــل اإلعاقــة العقليــة (التــي غالبـاً مــا تــؤدي التعلم العادي واملنفصل‬ ‫إىل إعاقــة يف تواصــل)‪ .‬ومعظــم األطفــال الذيــن يعانــون مــن رغم تزايد األدلة حول جدوى تكلفة التعليم الدامج من حيث‬ ‫ســجلهم الشــخص البالــغ املرافــق لهــم التكلفة وما يرتتب عليه من نتائج اجتامعية وتعليمية أفضل‬ ‫إعاقــة يف التواصــل ُي ِّ‬ ‫أرسل عددٌ من‬ ‫وقــد ال ُيب َّلــغ عــن حاجاتهــم أو يســجلها‪ .‬وتشــر البيانــات إىل لبعض األطفال من ذوي اإلعاقة وأقرانهم‪ ،‬فقد ِ‬ ‫َّأن األطفــال الذيــن يعانــون مــن قصــور وظيفــي ســمعي وال األطفال الذين يعانون من إعاقات عقلية متوسطة‪/‬خفيفة‬ ‫ســيام األطفــال الذيــن ال ميكنهــم التحــدث هــم أكــر األشــخاص مرتبطة بإعاقة التواصل وكذلك األطفال من ذوي القصور‬ ‫ـجل‪ .‬ويســهم ذلــك يف حــدوث الوظيفي السمعي إىل مراكز‪/‬مدارس داخلية خاصة خارج‬ ‫الذيــن ُتح ـدَد حاجاتهــم و ُتسـ َّ‬ ‫الفهــم الخاطــئ بــأن إعاقــة التواصــل مرتبطــة بقصــور الســمع املخيامت‪ .‬ويحظى ذلك الخيار بتقدير أولياء األمور ألنهم‬ ‫ـم فقــد ُيسـ ِهم ذلــك أيضـاً يف الرتكيــز كاملعلمون يعتقدون أ َّنه الطريقة الوحيدة لتعليم أطفالهم‪ .‬إ َّال‬ ‫الوظيفــي وحــده‪ ،‬ومــن َثـ ّ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫صممــة خصيص ـا ملــن يعانــون‬ ‫عــى الخدمــات املتخصصــة امل َّ‬

‫‪37‬‬


‫‪38‬‬

‫‪38‬‬

‫التَّعليم‪ :‬الحاجات والحقوق والوصول إليه يف أوضاع التَّهجري‬

‫نرشة الهجرة القرسية ‪60‬‬ ‫مارس‪/‬آذار ‪2019‬‬

‫‪www.fmreview.org/ar/education-displacement‬‬

‫أن التكلفة املرتبطة بإرسال األطفال من ذوي إعاقة التواصل إىل ونحن نتطلع إىل إكامل دراستنا وصياغة توصيات لتحسني الوصول‬ ‫مواقع تعليم خاصة منفصلة مرتفعة تتجاوز االعتبارات املالية‪.‬‬ ‫إىل خدمات تطور الطفولة املبكرة الدامجة والخدمات التعليمية‬ ‫لألطفال الالجئني الذين يعانون من إعاقة التواصل يف رواندا؛ ما‬ ‫و ُيف ِيد أولياء األمور ولجان اإلعاقة‪ 5‬يف املخيامت بوجود عدد من يضمن عدم إغفال أي طفل‪.‬‬ ‫الصعوبات‪ ،‬منها العزلة التي يعاين منها األطفال عند عودتهم‬ ‫للمنزل يف العطالت املدرسية‪ ،‬إذ تستمر معاناة أولياء األمور يف هيلني باريت ‪helen.l.barrett@stu.mmu.ac.uk‬‬ ‫التواصل مع أطفالهم‪ ،‬وليس لدى أولئك األطفال سوى عدد قليل مستشارة اإلعاقة والدمج االجتامعي‪ ،‬وطالبة يف مستوى‬ ‫من األصدقاء‪ ،‬إن وجد‪ ،‬خارج بيئتهم املدرسية‪ .‬وإن كان ّمثة يشء الدكتوراه‪ ،‬جامعة مانشسرت مرتوبوليتان‪/‬جامعة رواندا‬ ‫ميكن قوله فهو َّأن األطفال قد أصبحوا أكرث عزلة من ذي قبل بعد‬ ‫إرسالهم إىل املراكز‪/‬املدارس الداخلية الخاصة املنفصلة‪ ،‬وأصبح جويل مارشال ‪J.E.Marshall@mmu.ac.uk‬‬ ‫املجتمع ينظر إليهم عىل أنهم ‘مختلفون’ ألنهم مل يعودوا جزءاً معيدة يف إعاقة التواصل والتنمية‪ ،‬جامعة مانشسرت مرتوبوليتان‬ ‫منه‪ .‬أ َّما األطفال ذوي إعاقة التواصل القوية أو الشديدة املرتبط ًة‬ ‫بإعاقات أخرى يف الغالب‪ ،‬ف ُيستب َعدون من املراكز املتخصصة جولييت غولدبارت ‪J.Goldbart@mmu.ac.uk‬‬ ‫ومدارس التعليم العادية املحلية عىل ح ٍد سواء‪ .‬ومن املفارقات أستاذة إعاقات النمو‪ ،‬جامعة مانشسرت مرتوبوليتان‬ ‫َّ‬ ‫أن األطفال من ذوي اإلعاقة يف التواصل املتوسطة أو الخفيفة فقد ‪www2.mmu.ac.uk/health-psychology-and-‬‬ ‫يكونوا األكرث قدرة عىل االندماج يف بيئة تطور الطفولة املبكرة ‪communities‬‬ ‫وجه‬ ‫ثم فمن املحتمل أن ُي َّ‬ ‫أو املدارس العادية الدامجة‪ ،‬ومن ّ‬ ‫‪ .1‬انظر العدد ‪ 35‬من نرشة الهجرة القرسية (‪ )2010‬حول اإلعاقة والنُّزوح‬ ‫ً‬ ‫رصف األموال املستخدمة حاليا إلرسال عدد قليل من األطفال ‪www.fmreview.org/ar/disability‬‬ ‫الذين يعانون من إعاقة التواصل املتوسطة أو الخفيفة إىل مدارس ‪.2‬تتقدم الكاتبات بالشكر الجزيل لكل من املفوضية السامية لألمم املتحدة لشؤون‬ ‫متخصصة يف تدريب فرق بأكملها من املوظفني ودعمهم وكثري الالجئني يف رواندا (خاص ًة ماتشتيلت دب فريس وناثايل بوسني وآنا‪-‬كاثرينا رايزر‬ ‫ٍ‬ ‫وجاكسون نداغيجيامنا وصويف مويسينزا وكالودين موكاغاتاري) وجميع الرشكاء ا ُملن ِّفذين‬ ‫من األطفال يف املخيامت واملدارس ومراكز تطوير الطفولة املبكرة والالجئني عىل مساهمتهم يف هذا البحث‪.‬‬ ‫العادية يف املجتمعات املضيفة‪ ،‬وتوفري املوارد اإلضافية املطلوبة ‪ .3‬منظمة الصحة العاملية والبنك الدويل (‪ )2011‬موجز التقرير العاملي حول اإلعاقة‬ ‫‪bit.ly/WorldReportDisability2011Ar . 4‬‬ ‫إلتاحة املقررات الدراسية لألطفال‪.‬‬ ‫القصور الوظيفي هو الظرف الفعيل أما اإلعاقة فهي املرور بتجربة املحدودية الوظيفية‬

‫العمل جنباً إىل جنب إليجاد الحلول‬

‫ّمثة إقرار متزايد من املجتمعات ومقدمي الخدمات ومقدمي‬ ‫الرعاية لألطفال الذين يعانون من إعاقة التواصل بالطبيعة‬ ‫اإلقصائية لعملية التسجيل الحالية وكذلك خدمات التعليم‬ ‫وتطوير الطفولة املبكرة‪ ،‬ويطلبون توفري خدمات قادرة عىل تلبية‬ ‫حاجاتهم بطريقة أفضل‪ .‬وتتضمن تلك الطلبات ما ييل‪:‬‬ ‫وضع برنامج توعية مجتمعية لتعزيز التغري السلويك‪.‬‬ ‫تدريب مقدمي الرعاية ومقدمي الخدمات عىل كيفية‬ ‫التواصل مع األطفال باستخدام مختلف الوسائل‪.‬‬ ‫تدريب املعلمني ورشكاء التعليم وتطوير مهاراتهم عىل التعليم‬ ‫الدامج ومنهجيات التدريس الدامج‪ ،‬باإلضافة إىل توفري الدعم‬ ‫املستمر من الخرباء يف مجايل التعليم الدامج وإعاقة التواصل‪.‬‬

‫وليك تستجيب تلك الخدمات لحاجات العائالت التي تعيل‬ ‫األطفال ذوي إعاقة التواصل‪ ،‬فمن الرضوري أن تكون أصوات تلك‬ ‫العائالت مسموعة وأن ُي َّكنوا من املشاركة يف التخطيط للخدمات‪.‬‬

‫َّ‬ ‫الناتجة عن تفاعل الظرف الفعيل مع البيئة االجتامعية واملادية والشخص ذي اإلعاقة‪.‬‬ ‫‪ .5‬لكل مخيم لجنة لإلعاقة لها ممثلها يف كل حي من أحياء املخ َّيم‪ .‬ومن بني أعضائها أمني‬ ‫الرس التنفيذي للجنة اإلعاقة‪.‬‬

‫العدد ‪ 35‬من نرشة الهجرة القرسية‪ ،‬يوليو‪/‬متوز ‪2010‬‬

‫اإلعاقة والنُّزوح‬

‫ُت ِّبي املقاالت السبع وعرشين املنطوية‬ ‫تحت املوضوع الرئييس لذلك العدد‬ ‫من نرشة الهجرة القرسية سبب‬ ‫املهجرين‬ ‫حاجة ذوي اإلعاقة َّ‬ ‫لالنتباه الخاص وتسلط الضوء‬ ‫عىل املبادرات ا ُملت َّّخذة يف هذا‬ ‫اإلطار (محلياً وعاملياً) لتغيري‬ ‫التفكري واملامرسات مبا يفيد‬ ‫إظهار استضعافهم واالعرتاف‬ ‫بهم وإيصال أصواتهم وتحقيق‬ ‫الشمولية الدامجة يف االستجابات‪.‬‬ ‫‪www.fmreview.org/ar/disability‬‬

‫العدد ‪35‬‬

‫متوز‪/‬يوليو ‪2010‬‬

‫ا إلعا‬ ‫قة و ا لنزوح‬ ‫إ‬ ‫ضافة‪ :‬مقالة خاصة‬ ‫حول الربازيل وم‬ ‫إتاحة ال‬ ‫واتخاذ قراوصول‪ ،‬والحركة‪ ،‬والصحة اإل قاالت أخرى حول‪:‬‬ ‫ر‬ ‫الطبيعية‪ .‬ات العودة القرسية‪ ،‬وال نجابية يف دارفور‪،‬‬ ‫حامية يف الكوارث‬

‫الن‬

‫شرة للتوزيع ا‬

‫جملاني فقط‬


‫نرشة الهجرة القرسية ‪60‬‬

‫التَّعليم‪ :‬الحاجات والحقوق والوصول إليه يف أوضاع التَّهجري‬

‫مارس‪/‬آذار ‪2019‬‬

‫‪39‬‬

‫‪www.fmreview.org/ar/education-displacement‬‬

‫سياسة الهجرة يف اململكة املتحدة‪ :‬قيود مفروضة عىل حق طالبي اللجوء يف‬ ‫الدراسة‬ ‫هيلني بارون‬

‫أدت التغريات التي طرأت عىل ترشيعات الهجرة يف اململكة املتحدة إىل فرض قيود عىل حق كثري من‬ ‫طالبي اللجوء يف الدراسة‪.‬‬ ‫أدخــل قانــون الهجــرة لعــام ‪ 2016‬نظامــاً جديــداً ‘لكفالــة‬ ‫موســ َعاً بذلــك‬ ‫الهجــرة’ إىل حيــز النفــاذ‪ 1‬يف اململكــة املتحــدة؛ ِّ‬ ‫صالحيــات وزيــر خارجيــة امللكــة املتحــدة (‘وزارة الخارجيــة’) يف‬ ‫فــرض قيــو ٍد عــى طالبــي اللجــوء‪ ،‬مبــا يف ذلــك حقهم يف الدراســة‪.‬‬ ‫وبينــا كان قانــون عــام ‪ 2016‬يف مرحلــة الصياغــة‪ ،‬د َّلــت جميــع‬ ‫املــؤرشات عــى َّأن تطبيــق هــذا القيــد عــى الدراســة ســيكون‬ ‫أم ـراً اســتثنائياً‪ .‬ويتضــح أيض ـاً مــن النقاشــات الربملانيــة الدائــرة‬ ‫حــول متريــر مــروع القانــون َّأن صالحيــات تقييــد الدراســة مل‬ ‫يكــن الهــدف منهــا إال اســتخدامها يف الحــاالت النــادرة ألغ ـراض‬ ‫محــددة‪.‬‬

‫الجامعــة إذ كانــت تأمــل أن تبنــي عــى مؤهالتهــا املتميــزة يف‬ ‫املرحلــة الثانويــة لــي تصبــح عَالِ َمــة‪ .‬أمــا مصطفــى فقــد أراد‬ ‫تحســن مهاراتــه يف اللغــة اإلنجليزيــة ليتمكــن مــن دراســة فــن‬ ‫الرســم التوضيحــي يف الجامعــة فــور حصولــه عــى صفــة الجــئ‬ ‫وأن يضيــف إىل خرباتــه التــي اكتســبها مــن عــدد مــن املعــارض‬ ‫واملســابقات التــي شــارك فيهــا مــن قبــل‪ .‬وكان عـ ّ‬ ‫ي‪ ،‬وهــو أحــد‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫ضحايــا االتجــار‪ ،‬يتطلــع إىل دراســة القانــون والعلــوم الشط َّية يف‬ ‫الجامعــة مــن أجــل إنشــاء منظمــة ملكافحــة االتجــار ومســاعدة‬ ‫مــن وقعــوا ضحيــة االتجــار مثلــه‪ .‬كــا تشــجعت مــاري‪ ،‬وهــي‬ ‫مــن ضحايــا االتجــار أيضـاً‪ ،‬عــى االلتحــاق مبســاقات دراســية يف‬ ‫الجامعــة حــول الثقــة بالنفــس والتغذيــة الصحيــة واســتيعاب‬ ‫القلــق كجــزء مــن عالجهــا ويف الوقــت نفســه كانــت عــى قامئــة‬ ‫االنتظــار للحصــول عــى املشــورة بشــأن حالتهــا‪ .‬أمــا كيــت‪،‬‬ ‫وهــي أم شــابة‪ ،‬فقــد رغبــت يف حضــور دورة ‪( ESOL‬اللغــة‬ ‫اإلنجليزيــة لغــر الناطقــن بهــا) ُتقـدِّم مرافــق لرعايــة األطفــال‪.‬‬ ‫وأرادت أن تتعلــم اللغــة اإلنجليزيــة لتكــون قــادرة عــى رعايــة‬ ‫ابنتهــا رعايـ ًة أفضــل وأن تتمكــن مــن التنقــل بســهولة أكــر بــن‬ ‫املحــات والحافــات واألطبــاء واملحامــن وتكويــن صداقــات مــع‬ ‫غريهــا مــن أوليــاء األمــور‪.‬‬

‫ومــع ذلــك‪ ،‬عندمــا دخلــت األحــكام املتعلقــة بهــذا القانــون حيــز‬ ‫النفــاذ يف يناير‪/‬كانــون الثــاين ‪ ،2018‬وجــدت الجمعيــات الخرييــة‬ ‫ومختصــو اللجــوء َّأن فــرض القيــود عــى الدراســة كان أمــراً‬ ‫واســع االنتشــار‪ .‬ويكشــف رد وزارة الداخليــة عــى طلــب يتعلــق‬ ‫بحريــة تقديــم املعلومــات أنــه يف الفــرة مــا بــن ‪ 15‬ينايــر‪/‬‬ ‫كانــون الثــاين و‪ 31‬مايو‪/‬أيــار ‪ُ ،2018‬م ِنــع ‪ 12‬ألف ـاً و‪ 642‬شــخصاً‬ ‫(‪ 24‬باملائــة) مــن الدراســة مــن أصــل ‪ 53‬ألفــاً و‪ 901‬شــخصاً‬ ‫قدمـ ْ‬ ‫ـت لهــم وزارة الداخليــة منــاذج الكفالــة الخاصــة بالهجــرة‬ ‫(وثيقــة تحــدد رشوط كفالــة هجــرة الشــخص)‪ .‬و ُتظ ِهــر قصــص آثار فرض القيود عىل الدراسة‬ ‫بعــض األفـراد الذيــن ســاعدهم مكتبنــا للمحامــاة خــال األشــهر عندمــا ُطــ ِرح ســؤال يف الربملــان يف أبريل‪/‬نيســان ‪ 2018‬عــن‬ ‫أهــداف فــرض قيــود عــى الدراســة وعــدد مــن ُط ِّبــق عليهــم‬ ‫الثامنيــة املاضيــة مجموعــة متنوعــة مــن التجــارب‪.‬‬ ‫هــذه القيــود‪ ،‬أجــاب وزيــر الهجــرة بأنــه ميكــن لألفـراد مناقشــة‬ ‫األهداف واآلمال‬ ‫التعديــات املمكنــة لــروط الكفالــة الخاصــة بهــم مــع مختــص‬ ‫‪2‬‬ ‫وصــل ُك ٌّل مــن رشيــف وهــري وفــاروق إىل اململكــة املتحــدة قضايــا اللجــوء يف وزارة الداخليــة التــي يراجعونهــا عــى الــدوام‪.‬‬ ‫وكانــوا قارصيــن غــر مصحوبــن ببالغــن ثــم التحقوا باملدرســة ثم إال أنــه بعــد دخــول النظــام الجديــد حيــز التنفيــذ‪ُ ،‬أب ِلــغ كل‬ ‫بالجامعــة‪ .‬ومبــا أ َّنهــم وصلــوا إىل ســن التخـ ُّرج يف نظــام الرعايــة‪ ،‬فــرد مــن األفــراد الذيــن تتحــدث عنهــم هــذه املقالــة بأ َّنــه‬ ‫أصبحــوا مؤهلــن للحصــول عــى‬ ‫دعــم مــن الدولــة يتضمــن مــا عــاد لهــم حــقٌّ يف الدراســة يف اململكــة املتحــدة‪ ،‬بينــا مل‬ ‫ٍ‬ ‫بــدل معيشــة وإقامــة توفرهــا لهــم الســلطة املحليــة رشيطــة ُيســأل أي منهــم عــن خططــه للدراســة أو مــا إذا كان ملتحق ـاً‬ ‫أن يكونــوا عــى مقاعــد الدراســة وأن يواصلــوا الدراســة حتــى بالفعــل بالدراســة يف ذلــك الوقــت‪ .‬ومل يوضــح أحــد ماهيــة‬ ‫ســن ‪ 21‬عام ـاً‪ .‬وقــد حصلــت جوزيــه التــي جــاءت إىل اململكــة القيــد املفــروض عــى الدراســة أو أســباب التغيــر‪ .‬واملشــكلة‬ ‫املتحــدة مــع والدتهــا وشــقيقها عــى منحــة دراســية لطالبــي َّأن مخالفــة رشوط كفالــة الهجــرة أمــر خطــر‪ ،‬فــإذا اســتمر‬ ‫حجــ ًة‬ ‫اللجــوء أتاحــت لهــا فرصــة دراســة العلــوم الطبيــة الحيويــة يف الطالــب بالدراســة‪ ،‬قــد ُيت َ​َّخــذ مــن ‘مخالفتهــم’ تلــك َّ‬

‫‪39‬‬


‫‪40‬‬

‫التَّعليم‪ :‬الحاجات والحقوق والوصول إليه يف أوضاع التَّهجري‬

‫‪40‬‬

‫‪www.fmreview.org/ar/education-displacement‬‬

‫ضدهــم يف مطالبهــم بشــأن اللجــوء‪ .‬ومل يــدرك كثــر مــن‬ ‫النــاس َّأن هــذا القيــد قــد ُط ِّبــق عليهــم حتــى رصــده باحــث‬ ‫اجتامعــي أو أحــد املتخصصــن بــإدارة قضايــا لجوئهــم‪ .‬ومــن‬ ‫حــاول طلــب إجــراء أي تغيــرات عــى هــذا الوضــع فقــد‬ ‫ُط ِلــب إليــه تقديــم طلباتــه خطي ـاً عــن طريــق محاميــه‪ .‬إال‬ ‫َّأن هــذه الطلبــات التــي أرســلها املمثلــون القانونيــون لطالبــي‬ ‫اللجــوء قوبلــت بالتجاهــل‪ .‬أمــا مــن واقــع خربتنــا‪ ،‬فقــد كانــت‬ ‫الطريقــة الوحيــدة لرفــع هــذه القيــود هــي تهديــد وزارة‬ ‫الداخليــة باتخــاذ إجـراءات قضائيــة إذا مل ُتر َفــع هــذه القيــود‪.‬‬ ‫إال أن ذلــك مل يكــن يف كثـ ٍر مــن الحــاالت كافيـاً‪ ،‬واضطررنــا إىل‬ ‫متابعــة اإلج ـراءات القضائيــة‪.‬‬ ‫لقــد كان وضــع رشيــف وهــري وفــاروق حرجـاً‪ ،‬فقــد أصبحــوا‬ ‫بــن خياريــن أحالهــا مــر‪ ،‬فإمــا التوقــف عــن الدراســة ومــن‬ ‫ـم فقــدان الدعــم املقــدم لهــم مــن الســلطات املحليــة (مبــا‬ ‫َثـ َّ‬ ‫يف ذلــك اإلقامــة) أو االســتمرار يف الدراســة‪ ،‬مــع مــا يتضمنــه‬ ‫مــن احتامليــة مخالفتهــم لــروط الكفالــة الخاصــة بهــم‪ .‬أمــا‬ ‫مــاري فقــد كانــت يف غايــة القلــق مــن أن الــدورات الدراســية‬ ‫التــي التحقــت بهــا كجــزء مــن عالجهــا ميكــن اعتبارهــا مــن‬ ‫‘الدراســة’‪ .‬واضطــر مصطفــى وكيــت لالنســحاب مــن دورات‬ ‫تعليــم اللغــة اإلنجليزيــة لغــر الناطقــن بهــا‪ ،‬يف حــن ســحبت‬ ‫الجامعــة عــرض الدراســة الــذي حصــل عليــه ٌ‬ ‫كل مــن جــوزي‬ ‫وع ـ ّ‬ ‫ي‪.‬‬

‫نرشة الهجرة القرسية ‪60‬‬ ‫مارس‪/‬آذار ‪2019‬‬

‫وقــد قدمــت وزارة الداخليــة أيضــاً عمليــة لتحديــد الذيــن‬ ‫خضعــوا خطــأً إىل القيــد املانــع للدراســة وإرســال منــاذج‬ ‫ُأ ِ‬ ‫جديــدة لكفالــة الهجــرة ليــس بهــا قيــود عــى الدراســة لهــؤالء‬ ‫األفــراد‪ .‬وبحلــول نهايــة ذلــك الشــهر‪ ،‬رفــع مكتــب وزارة‬ ‫الداخليــة القيــود املفروضــة عــى الدراســة مــن أربعــة آالف‬ ‫و‪ 709‬شــخصاً‪ ،‬تــاركاً عــى األرجــح ســبعة آالف و‪ 933‬شــخصاً‬ ‫مــا زالــوا خاضعــن لقيــود الدراســة وذلــك يف نهايــة مايو‪/‬أيــار‬ ‫‪ .2018‬ويف الوقــت الحــايل‪ُ ،‬يش ـرَط موافقــة أحــد كبــار ممثــي‬ ‫وزارة الداخليــة إلعــال رشط الكفالــة‪ .‬كــا ُو ِجهــت رســالة‬ ‫إىل املنظــات غــر الحكوميــة لتمكينهــا مــن تشــجيع األفــراد‬ ‫الذيــن قــد يكــون لديهــم مخــاوف مــن االتصــال مبكتــب وزارة‬ ‫الداخليــة لطلــب إج ـراء تغيــر يف رشوط كفالتهــم‪ .‬ومــع ذلــك‪،‬‬ ‫ورغــم هــذه التدابــر‪ ،‬مــا زالــت هنــاك إحــاالت تصلنــا بشــأن‬ ‫خضعــوا خطــأً دون ُمس ـ ِّوغ للقيــود املفروضــة‬ ‫األف ـراد الذيــن ُأ ِ‬ ‫عــى الدراســة‪.‬‬

‫وتوضــح املعركــة املتعلقــة بقيــود الدراســة كيــف ميكــن إســاءة‬ ‫اســتخدام الصالحيــات القانونيــة املمنوحــة لغــرض خــاص‬ ‫ومحــدود عــى يــد حكومــة ُت َص ِّعــب سياســاتها كثــراً مــن‬ ‫حيــاة األشــخاص الذيــن ال يتمتعــون بصفــة قانونيــة يف اململكــة‬ ‫املتحــدة‪ .‬وهنــا يتَّضــح الــدور الحيــوي للجمعيــات الخرييــة‬ ‫ورجــال السياســة ووســائل اإلعــام والعاملــن يف مجــال الدعــم‬ ‫يف رصــد كيفيــة تطبيــق هــذه الصالحيــات التنفيذيــة مــن أجــل‬ ‫منــع القيــود غــر ا ُملس ـ َّوغ لهــا وغــر العقالنيــة عــى حقــوق‬ ‫ووفقــاً لسياســة وزارة الداخليــة الخاصــة بكفالــة الهجــرة‪ ،‬األفــراد وحرياتهــم‪.‬‬ ‫يجــب أن تحقــق القيــود الهــدف املــروع املتمثــل يف الحفــاظ‬ ‫عــى إمكانيــة االتصــال باألفــراد أثنــاء معالجــة طلبــات هيلني بارون ‪HelenS@Duncanlewis.com‬‬ ‫لجوئهــم والحــد مــن مخاطــر هربهــم‪ .‬إ َّال أ َّنــه مــن الصعــب باحثة للحاالت‪ ،‬مكتب دانكان لويس للمحاماة‬ ‫تصــور وضــع يفــرض قيــداً عــى الدراســة ثــم يقــال عنــه َّ‬ ‫إن ‪www.duncanlewis.co.uk‬‬ ‫لــه هدفــاً مرشوعــاً‪ .‬ويف الواقــع‪ ،‬عنــد الطعــن يف اإلجــراءات‬ ‫‪ .1‬كفالة الهجرة هي صفة مؤقتة ُتنَح لألفراد من غري الحاصلني عىل إذن بالبقاء (مثل‬ ‫الفضائيــة أو الــرد عــى املراســات قبــل بــد اتخــاذ اإلج ـراءات طالبي اللجوء)‪ .‬ويسمح لهم هذا اإلذن الخاضع لبعض الرشوط البقاء يف اململكة املتحدة‬ ‫القانونيــة‪ ،‬أقــرت وزارة الداخليــة يف كل حالــة برفــع القيــد مــع واإلقامة يف املجتمع املحيل (غالباً ما يُق َّيدون يف عنوان َّ‬ ‫معي) يف أثناء السري بإجراءات‬ ‫طلباتهم أو طعوناتهم‪ .‬وجميع طالبي اللجوء يف اململكة املتحدة ممن مل يُحتّجزوا‬ ‫عــدم تقديــم أي أســباب لفرضــه يف املقــام األول‪.‬‬ ‫موجودون حالياً تحت مظلة كفالة الهجرة‪.‬‬

‫تعديل عىل السياسة‬

‫يف ‪ 8‬مايو‪/‬أيــار ‪ ،2018‬عقــب سلســلة مــن الطعــون القضائيــة‬ ‫الناجحــة‪ ،‬واهتــام وســائل اإلعــام وتدخــل أعضــاء الربملــان‪،‬‬ ‫عدَّ لَــت وزارة الداخليــة سياســتها وأجــرت تعديــات كبــرة‬ ‫عــى القســم املتعلــق بالقيــود املفروضــة عــى الدراســة‪.‬‬ ‫وتوفــر السياســة الجديــدة مزيــداً مــن اإلرشــادات حــول مــن‬ ‫يخضــع لقيــود الدراســة وتوضــح أنــه يف معظــم الحــاالت‬ ‫يجــب الســاح لطالبــي اللجــوء بالدراســة‪.‬‬

‫‪ .2‬جميع األسامء الواردة يف هذه املقالة مستعارة حفاظاً عىل خصوصيتهم‪.‬‬

‫هل لديك اهتامم يف كتابة مقالة لنرشة الهجرة القرسية؟‬ ‫نرحب باملقاالت حول أي جانب من جوانب الهجرة القرسية‬ ‫املعارصة‪ .‬يرجى االسرتشاد بقواعد الكتابة للمؤلفني عىل الرابط‬ ‫‪ www.fmreview.org/ar/writing-fmr‬وتواصل معنا‪.‬‬


‫نرشة الهجرة القرسية ‪60‬‬

‫التَّعليم‪ :‬الحاجات والحقوق والوصول إليه يف أوضاع التَّهجري‬

‫مارس‪/‬آذار ‪2019‬‬

‫‪41‬‬

‫‪www.fmreview.org/ar/education-displacement‬‬

‫هجرين‬ ‫“التَّعليم قوام الحياة ورسها”‪ :‬أهمية التَّعليم من منظور ا ُملتع ِّلمني ا ُمل َّ‬ ‫طالب يف دورات مبادرة التَّع ُّلم املفتوح (‪ )OLIve‬ومدرب تقنية املعلومات واملديرة‬

‫طالب ملتحقون يف دورة تدريبية ضمن مبادرة التَّع ُّلم املفتوح يف جامعة رشق لندن يتشاركون بتجاربهم‬ ‫هجرين‪ .‬وتأيت الدورة التدريبية التحضريية للوصول إىل‬ ‫حول الوصول إىل التَّعليم بصفتهم متع ِّلمني ُم َّ‬ ‫الجامعة مصممة خصيصاً لالجئني وطالبي اللجوء يف اململكة املتحدة‪.‬‬ ‫التعليـم حـقٌّ أسـايس مـن حقـوق اإلنسـان وينبغـي أن ُي َي َّسر لنـا‬ ‫ولـكل إنسـانٍ ‪ -‬الوصـول إليـه مـن غير نظـ ٍر إىل أننـا قـد هُ ِّجرنـا‪.‬‬‫املهجريـن قرساً بضـع مع ِّوقات تحـول بيننا‬ ‫فأمامنـا نحـن الطلاب َّ‬ ‫وبين الدخـول يف التعليـم العـايل باململكـة املتحـدة‪ ،‬ومـن هـذه‬ ‫املع ِّوقـات مـا ييل‪:‬‬

‫باملجـان‪ .‬وكثري مـن الجامعات متشـدِّدة يف الذي‬ ‫هـذه الـدورات َّ‬ ‫تقبـل بـه مـن إثباتـات إحسـان اللغـة اإلنجليزيـة‪ ،‬فهـي تطلـب‬ ‫وثيقـة اجتيـاز اختبـار اإليلتـس ولـو كان بني يـدي الطالب وثيقة‬ ‫حصل مـن اإليلتـس‪ .‬ومثن‬ ‫أخـرى تثبـت تحصيلـه ملـا يشـابه مـا ُي َّ‬ ‫الدخـول يف هـذا االختبـار غـالٍ وقـد يبلـغ طـول مـدة انتظـار‬ ‫دخـول اختبار الكالم بضعة أسـابيع‪ .‬والغالـب أن َّ‬ ‫َ‬ ‫يتعذر‬ ‫الطالـب‬ ‫التحضير الختبـار اإليلتـس ودفـع مثـن الدخـول فيـه يف اإلطـار‬ ‫الزمنـي املحـدد بعد الحصول عىل مكان مناسـب للدراسـة وعىل‬ ‫منحـة دراسـية أو على متويل للدراسـة‪.‬‬

‫وضـع الهجـرة‪ :‬صحيـح َّأن لطالبـي اللجـوء الحـقَّ يف الدراسـة‬ ‫باململكـة املتحـدة مـا دامـت حاالتهـم هـي يف قيـد النظـر فيهـا‪،‬‬ ‫ولكـنْ ليـس هـذا الحـق مبشـهور وترغـب كثير مـن الجامعـات‬ ‫واملؤسسـات التعلميـة عـن ْأن تقبلنـا‪ .‬وكثيراً مـا نتَّصـل بهـا‬ ‫السـتعالمها ح َّقنـا يف الدراسـة ف ُيع ِل ُمنـا الـ َّرادُّون علينـا أن ال معرفة الصدمـة النفسـية واملجاهـدة املسـتمرة مـن أجـل حيـاة كرمية‪:‬‬ ‫يسـبب الضرر النفسـاين ‪-‬الـذي تـأيت بـه النجـاة مـن الحـرب‬ ‫لهـم بح ِّقنـا يف الدراسـة فيرصفوننـا‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫اب الك ْر ِب التَّايل‬ ‫ثم خوض غمار اللجوء‪ -‬اض ِطـر َ‬ ‫والنِّـزاع والعنـف َّ‬ ‫ُّ‬ ‫الحـق يف الوصـول إىل التمويـل‪ :‬ليـس طالبـو اللجـوء و َمـن ُأ ِذ َن لل َّر ْضـح ويسـبب القلـق واالكتئـاب وغير ذلـك مـن الصعوبـات‬ ‫ً‬ ‫ـص ذلـك مـن قدرتنا عىل‬ ‫لهـم يف البقـاء مؤقتـا مؤهَّ لين السـتقراض القـروض الطالب َّيـة مـن التـي لهـا صلـة بالصحـة العقليـة‪ .‬و ُين ِق ُ‬ ‫الحكومـة وال ألي منـط آخـر لـه صلـة مبـ ِّد الطلاب باملـال‪ ،‬ومـن االلتـزام بعمليـة طلـب اللجـوء وبدراسـتنا‪ .‬ونحـن يف حاجـة إىل‬ ‫ذلـك املَ ُ‬ ‫شـد ٍة وللمنح الدراسـية ولنفقات دعـم إضـايف ومعلومـات إضافيـة تعيننـا على ذلـك مـن دون أن‬ ‫املخصـص ملَن هم يف َّ‬ ‫ـال َّ‬ ‫ً‬ ‫السـفر‪ .‬أ َّمـا املمنوحـون صفـة الالجـئ فمدُّ هـم باملـال محـدود يسـبب لنـا مزيـدا مـن القلـق واإلقصاء‪.‬‬ ‫ويعتمـد على طول املدَّة التـي يقضونها يف اململكـة املتحدة وعىل‬ ‫َ‬ ‫طلاب إال ملـن املهـارات األكادمييـة والثقافـة‪ :‬صحيـح َّأن كثيراً منَّـا كانـوا‬ ‫متويـل‬ ‫أعامرهـم وعلى مسـتواهم التعليمـي‪ .‬فلا‬ ‫ٍ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫يرغـب يف الدراسـة مبرحلـة أعلى مـن املرحلـة التـي درس فيهـا يدرسـون مـن قبـل يف الجامعـة ولكـنَّ مـا تتطلـع إليـه جامعات‬ ‫مـن قبـل ولكـن َّ‬ ‫ألن يف طريـق تعـ ُّرف مؤهالتنـا العلمية السـابقة اململكـة املتحـدة مختلـف ويف البلد ثقافة مل نألفهـا‪ .‬ثم َّإن كوننا‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫غير قادريـن على التعبير عم يعتلـج يف صدورنا من أفـكار بلغة‬ ‫عقبـات فقـد ُن ْض َطـ ُّر إىل إعـادة الدراسـة يف مراحـل أنهيناهـا‪.‬‬ ‫إنجليزيـة صحيحـة أكادمي َّيـة قـد يعنـي أن ُيه ِّون الناس من شـأن‬ ‫االعتراف باملؤهلات العلميـة السـابقة‪ :‬ليـس لكثري منَّا سـبيل إىل فهمنـا ومهاراتنـا‪ .‬ولقد اعرتض النِّـزاع والعنف والحـرب والتَّهجري‬ ‫كشـوف عالماتنـا و َمن عنده نسـخة من كشـف عالماتـه ففي مثن املسـار التعليمـي لـكل واحـد منَّـا‪ .‬ويف تعليمنـا ثغـرات يصعـب‬ ‫ترجمتـه وتصديقـه مـا ال ُي َط ُ‬ ‫ـاق‪ .‬وينبغـي للجامعـات أن تكـون رقعهـا ومـن أجلهـا نحتـاج إىل دعـم إضـايف‪ ،‬ولكـنْ ليسـت هذه‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫همة‪.‬‬ ‫أكثر قـدر ًة على تع ُّرف مـا تع َّلمه سـابقا الطالب الالجئـون وطالبو الخـروق أمـارة عجـ ٍز أو سـقوط َّ‬ ‫اللجـوء وتصديقه رسـمياً‪.‬‬ ‫ً‬ ‫قلـة الدعـم واإلقصـاء‪ :‬كثيرا مـا نجاهـد لنصـل إىل خدمـات‬ ‫الصحـة النفسـية ورعايـة األطفـال ولنحصـل على معلومـات‬ ‫رشوط إتقـان اللغـة اإلنجليزيـة‪ :‬لكي يكـون لنـا مقعـد درايس يف ِّ‬ ‫نبي إحسـاننا اللغة اإلنجليزية‪ .‬واملقاعد َّ‬ ‫عما لنـا مـن حقـوق‪ .‬ونحـن ُن ْن َق ُ‬ ‫ـل إىل مسـاكنَ تقـع يف مناطـقَ‬ ‫جامعـة مـا‪ُ ،‬يط َل ُب منَّا أن ِّ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫الدراسـية يف دورات تع ُّلـم اللغـة اإلنجليزيـة لغير الناطقين بهـا ليـس فيهـا فـرص تعليميـة‪ ،‬وال مـال كافيـا لنـا لنسـافر إىل حيث‬ ‫ودورات التحضير الختبـار اللغـة اإلنجليزيـة الـدويل؛ أي اإليلتـس توجـد الـدورات التعليميـة‪ .‬أ َّمـا الذيـن ُت ْر َف ُ‬ ‫ـض طلبـات لجوئهـم‬ ‫(‪ )IELTS‬محـدود عددهـا وال يتـاح لطالبـي اللجـوء الدخـول يف فتنتهـي بهـم الحـال إىل فقـدان املسـاكن واملنافع جمعـاء‪ .‬أال إنه‬

‫‪41‬‬


‫‪42‬‬

‫التَّعليم‪ :‬الحاجات والحقوق والوصول إليه يف أوضاع التَّهجري‬

‫‪42‬‬

‫‪www.fmreview.org/ar/education-displacement‬‬

‫ملـن املسـتحيل يف واقع األمر الدراسـة وتحسين الحال مع ِش َّـدات‬ ‫كهذه‪.‬‬ ‫صعوبـة الحصـول على املعلومات‪ :‬تتـاح لنا بعض الفـرص (ومنها‬ ‫املنـح الدراسـية الوافـرة لطالبـي اللجـوء)‪ ،‬ولكنْ مـع ذلك يصعب‬ ‫الحصـول على معلومات عـن الخدمات وعن فـرص التمويل وعن‬ ‫السياسـات واملامرسـات يف التعليـم العـايل‪ .‬وقد عُ ـ ِر َض عىل بعضنا‬ ‫نتسـجل فل َّبينا الدعوة‬ ‫مقاعد دراسـية يف الجامعات و ُد ِعينا إىل أن َّ‬ ‫ولكـن حين وصلنـا إىل هنـاك قيـل لنـا إنـه ال ميكـن أن نبـدأ َّ‬ ‫ألن‬ ‫حالنـا ال تجيـز لنـا الحصـول عىل التمويـل الطاليب‪.‬‬ ‫املتغيرة دومـ ًا أمـ َر‬ ‫املتغيرة‪ :‬تجعـل السياسـات‬ ‫السياسـات‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫معرفـة حقوقنـا يف التعليـم أكثر صعوبـة ويعنـي ذلـك َّأن كثيراً‬ ‫ـع بعضنـا مـن‬ ‫مـن املؤسسـات التعليميـة راغبـة عـن دعمنـا‪ .‬و ُم ِن َ‬ ‫الدراسـة يف عـام ‪ 2017‬بسـبب القيـد الـذي وضـع عىل غير هُ دىً‬ ‫واشتراط الدراسـة بالحصـول على كفالـة الهجـرة‪ 1.‬ومـع َّأن تلـك‬ ‫القـرارات ُأ ْسـ ِق َط ْت رسـمياً مـن بعـدُ ‪-‬وذلـك على بضعـة أشـهر‪-‬‬ ‫فقـد ط َّولـت املـدة بين الحـارض وبين آخـر مـرة جلسـنا فيها عىل‬ ‫مقاعـد الدراسـة َّ‬ ‫وأرضت أكثر بثقتنـا بأنفسـنا‪.‬‬

‫املبادرات والتوصيات‬

‫نرشة الهجرة القرسية ‪60‬‬ ‫مارس‪/‬آذار ‪2019‬‬

‫يتم َّكنـوا مـن االعتماد على أنفسـهم‪ ،‬وذلـك بتعليمهـم املهـارات‬ ‫الرضوريـة ْ‬ ‫تحسـناً ُيـ َرى أثـره يف‬ ‫ألن تحقـق لهـم يف نهايـة األمـر ُّ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫تنميتهـم التعليمية والشـخصية‪ .‬وته ِّيئ هذه الدورة أيضا مسـاحة‬ ‫للمهجريـن قرساً‬ ‫للمجالـس االجتامعيـة ولدعـم النـد لنـدِّه وهـذا‬ ‫َّ‬ ‫الذيـن هـم يف الغالـب يشـعرون بالعزلـة‪ .‬ولكـن لربنامـج هـذه‬ ‫ضعـف‪ ،‬ومـن أضعفهـا غيـاب التمويـل املخصـص‬ ‫الـدورة وجـوه‬ ‫ٍ‬ ‫للسـفر والتنقـل‪ ،‬وانعـدام الوصـول إىل رعايـة األطفـال‪ ،‬والفـرص‬ ‫املحـدودة التـي تسـنح للطلاب بعـد انتهـاء الـدورة‪َّ .‬‬ ‫وألن فرصـة‬ ‫كفرصـة هـذه الـدورة ق َّلما تسـنح يف اململكـة املتحدة كلهـا‪ ،‬ترى‬ ‫بعـض الطلاب يسـافرون قاطعين مسـافات طويلـة ليحرضوهـا‬ ‫وآتين مـن مناطـق بعيـدة مثـل برمنغهـام وسـوانزي ومانشستر‪.‬‬ ‫نحـن نستحسـن برامـج عمـل املنـح الدراسـية التي وضعتهـا كثري‬ ‫مـن الجامعـات‪ ،‬إال أ َّنهـا يف حاجـة إىل تنسـيق أفضـل وإىل تيسير‬ ‫سـيام َ‬ ‫داخل املؤسسـات‬ ‫الحصـول على املعلومات املتعلقة بها وال َّ‬ ‫التـي تتيحهـا‪ .‬ومـن الضروري أيضـاً زيـادة فـرص املنـح الدراسـية‬ ‫يف طـول البلاد وعرضهـا وتوسـيع نطاقهـا لتشـمل عـدداً أكبر من‬ ‫الـدورات التعليميـة والجامعـات‪ ،‬وينبغـي أن ُتدعَـم مـن الدولـة‬ ‫ومـن الجامعـات الخاصـة أيضاً‪.‬‬ ‫ومـع ذلك كلـه فاملنح الدراسـية وحدها ال تحل املسـائل جميعها‪.‬‬ ‫ونحـن نريـد أن َّ‬ ‫نحـث الجامعـات األخـرى ‪-‬وال سـ َّيام تلـك التـي‬ ‫امـج لتيسير الوصـول إىل التعليـم‬ ‫يف خـارج لنـدن‪ -‬على وضـع بر َ‬ ‫امج تسـبق الدخـول يف الجامعات بغية إحسـان‬ ‫بعـد انقطـاع‪ ،‬وبر َ‬ ‫اللغـة اإلنجليزيـة األكادمييـة واملهـارات األكادمييـة التـي يحتـاج‬ ‫امـج تأسيسـية للطلاب التَّاركين‬ ‫إليهـا الطالـب يف الجامعـة‪ ،‬وبر َ‬ ‫مناهـج غير مناهـج اململكـة املتحـدة‪،‬‬ ‫مدارسـهم‪ ،‬ال َّدارسين‬ ‫َ‬ ‫ـب لهم جرساً على الهوة بني‬ ‫ال َّراغبين بنيـل شـهادة جامعيـة‪َ ،‬تن ُْص ُ‬ ‫مـا تو َّقفـوا عنـده مـن ُ‬ ‫قبـل يف دراسـتهم وبين جامعـات اململكـة‬ ‫ً‬ ‫املهجرين قسرا من الرسـوم وإعطائهم‬ ‫املتحـدة‪ .‬وذلـك مع إعفـاء َّ‬ ‫امج‬ ‫ثـم َّإن بر َ‬ ‫مبالـغ إضافيـة لدفـع أجور السـفر ومـواد الدراسـة‪َّ .‬‬ ‫التعليـم القائـم على املجتمعـات املحليـة يف خـارج مؤسسـات‬ ‫ٌ‬ ‫حسـن املهـارات التـي نحتاج‬ ‫التعليـم الرسـمي‬ ‫مهمـة أيضـاً فهي ُت ِّ‬ ‫إليهـا لنـدرس ونعمـل يف اململكـة املتحـدة‪ ،‬وميكـن لهـذه الربامـج‬ ‫كذلـك أن تسـاعدنا عىل جعـل املجتمعات املحليـة التي نحن فيها‬ ‫داعمـ ًة لنـا وهـو مـا يخفـف مـن شـعورنا باإلقصاء‪.‬‬

‫ال ُّ‬ ‫رشقـي لنـدن منـذ شـهر أبريل‪/‬نيسـان مـن عـام‬ ‫تنفـك جامعـة ِّ‬ ‫‪ 2017‬تعـرض على الالجئين وطالبـي اللجـوء الراغبني باالسـتعداد‬ ‫للدراسـات الجامعيـة دور ًة تعليميـة ُي ِّولهـا برنامـج إيراسـموس‬ ‫ـس تـدوم مـدَّة عرشة أسـابيع وتعقـد يف عطلة األسـبوع‪ .‬ويدير‬ ‫ب َل ْ‬ ‫الـدورة هيئـة تعليميـة أساسـية ومعهـم متطوعـون ممتلئـون‬ ‫رشقـي لنـدن ومـن هيئتهـا‬ ‫حامسـ ًا‪ ،‬وهـم مـن طلاب جامعـة‬ ‫ِّ‬ ‫التعليميـة ومـن زمالئهـم يف املؤسسـات األخرى والجهـات الفاعلة‬ ‫يف املجتمـع املحلي‪ .‬وتقـدم دورة مبـادرة التعليـم املفتـوح هـذه‬ ‫(‪ )OLIve‬محـارضات أكادمي َّيـة ودروسـ ًا يف اللغـة اإلنجليزيـة ويف‬ ‫املهـارات األكادمي َّيـة والكتابـة األكادمي َّيـة ويف معرفـة تكنولوجيـا‬ ‫املعلومـات ويف الكتابـة اإلبداعيـة ويف التصويـر الفوتوغـرايف وغري‬ ‫ومما ُتقدِّمـه الـدورة أيضـاً‬ ‫ذلـك مـن ورش العمـل والـدروس‪َّ .‬‬ ‫املشـورة للطلاب يف التخطيـط ملسـالكهم التعليميـة‪ ،‬كاختيـار‬ ‫الجامعـات والكل َّيـات والتخصصـات فيهـا‪ ،‬وإيجاد املنح الدراسـية‬ ‫واملسـاعدة ‪-‬مـن أ َّول األمـر إىل آخره‪ -‬عىل تقديـم الطلبات لنيلها‪.‬‬ ‫ومـن الجوانـب املهمـة لهذه الـدورة َّأن الطالب أنفسـهم يدخلون‬ ‫‪2‬‬ ‫َّ‬ ‫إىل مؤسسـات التعليـم العـايل فيو ِّفر لهم ذلك فـرص االجتامع مبن ومـع أن النـاس يف مؤسسـة املـادة ‪ )Article 26( 26‬وشـبكة‬ ‫لهـم أحـوال تشـابه أحوالهـم فيتبادلـون املعلومات عن شـؤونهم‪ .‬العمـل َّ‬ ‫الطلايب مـن أجـل تحسين حيـاة الالجئين (‪Student‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫‪ )Action for Refugees‬يبذلـون جهـدا عظيما يف سـبيل تيسير‬ ‫ولهـذه الـدورة ‪-‬التـي هـي أ َّول دورة مـن حيث نوعهـا يف اململكة الحصـول على املعلومـات املتعلقـة بالحقـوق والفـرص‪ ،‬ينبغـي‬ ‫يسر ذلـك أكثر مـن خلال الدعـم اآليت مـن الدولـة ملَـن يف‬ ‫املتحـدة‪ -‬القـدرة عىل دعـم الوافدين حديثـاً يف أ َّول أمرهم إىل أن أن ُي َّ‬


‫نرشة الهجرة القرسية ‪60‬‬ ‫مارس‪/‬آذار ‪2019‬‬

‫التَّعليم‪ :‬الحاجات والحقوق والوصول إليه يف أوضاع التَّهجري‬

‫‪43‬‬

‫‪www.fmreview.org/ar/education-displacement‬‬

‫يسير الوصول إليها طالب يف دورات مبادرة التَّع ُّلم املفتوح (‪ )OLIve‬ومدرب تقنية‬ ‫طـور طلـب اللجوء‪ .‬ونحن نو ُّد وسـيلة سـالكة ٌ‬ ‫‪3‬‬ ‫تو ِّفـر معلومـات يف عـدد من اللغـات عن النظـام التعليمي وطرق املعلومات واملدير‬ ‫التسـجيل فيـه وحقـوق الطلاب ومـا يتو َّفـر لهـم من دعـم‪ .‬ونو ُّد‬ ‫كذلـك أن نـرى إقامـة مراكز املشـورة التعليمية حيـث نجد الدعم إزرائيل إيزينوو ‪I.Esenowo@uel.ac.uk‬‬ ‫مدرب يف تقنية املعلومات‬ ‫ونحصـل على كل املعلومـات املتقـدم ذكرهـا‪.‬‬ ‫خاصـ ًة املعوقـات املاليـة‪،‬‬ ‫هنـاك بعـض ا ُملع ِّوقـات التـي نواجههـا َّ‬ ‫ومـع أ َّنهـا تخـص اململكـة املتحـدة‪ ،‬فمعظمهـا ميكـن أن ينطبـق مديرة دورة مبادرة التعليم املفتوح (‪ )OLIve‬ومحارض‪ ،‬كلية‬ ‫يف كل سـياقات البلـدان املسـتضيفة لالجئين‪ .‬ومـن الضروري أن كاس للتَّعليم واملجتمعات املحلية‪.‬‬ ‫املهجريـن‬ ‫وسـع نطـاق وجهـة النظـر إىل العقبـات التـي تعترض َّ‬ ‫ُي َّ‬ ‫قسراً ومنهـم أصحـاب املصلحـة املعن ُّيـون جميعـاً وكذلـك نطـاق دورة مبادرة التعليم املفتوح (‪ ،)OLIve‬جامعة رشقي لندن‬ ‫تقييمهـا‪ .‬فذلـك يسـاعد اململكـة املتحـدة وغريهـا مـن البلـدان ‪www.uel.ac.uk/research/olive‬‬ ‫حسـن‬ ‫املسـتضيفة على وضـع إستراتيجيات وسياسـات أفضـل ُت ِّ‬ ‫‪ .1‬انظر مقالة بارون يف هذا العدد‪.‬‬ ‫مـن واقـع تيسير وصـول َّ‬ ‫املهجريـن إىل التعليم يف جميـع مراحله‪ .2 .‬انظر مرشوع ‪Article 26 http://article26.hkf.org.uk‬و شبكة ‪Student Action‬‬ ‫أسـاس مـن أساسـات رصح الحيـاة‪( for Refugees .‬الطالب يتحركون من أجل الالجئني) ‪www.star-network.org.uk‬‬ ‫فإننـا نؤمـن بـأن التعليـم‬ ‫ٌ‬ ‫وهـو ينفعنـا وحدَانـاً ولكـنْ لـه أثر حسـنٌ فيمـن حولنـا‪ .‬و ُتحصل ‪ .3‬سوزان رازاوي‪ ،‬وإليزابيث‪ ،‬وسينايت‪ ،‬وجامالتو‪ ،‬ونزار أحمد‪ ،‬وفريناندو تشاثفرياغ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫وماجد الدين‪ ،‬وراجموندا كوريت‪ ،‬ومحمد عيل جلوح‪ ،‬وإليزابيث ك‪ .‬جونسون‪ ،‬وفاطمة‬ ‫بالتعليـم العـايل الدراية و ُت َ‬ ‫كتسـب املهارات واملؤهِّ لات التي تأتينا إليجاه‪ ،‬وب يو‪ ،‬وغريماي‪ ،‬وتاالتو ستيال برينارد‪ ،‬وهاتيتيش مادانا‪ ،‬وكليوف بينغول‪ ،‬وسعود‬ ‫أمان‪ ،‬وعدنان بايسا‪ ،‬ومحمود رسسك‪ ،‬ويونس سورييني‪ ،‬ومحمد بابار ويوسف فرح إميان‪.‬‬ ‫بالوظائـف والحيـاة التـي هـي أحسـن‪.‬‬ ‫آورا لونازما ‪A.Lounasmaa@uel.ac.uk‬‬

‫الوصول إىل التَّعليم والتقدم فيه يف اململكة املتحدة‬ ‫كاثرين غالدويل‬

‫ُتظ ِهر األبحاث َّأن هناك عوائق كبرية تواجه األطفال الالجئني وطالبي اللجوء منهم ممن يصلون اململكة‬ ‫املتحدة وتتمثل تلك العوائق يف قبولهم يف املدرسة وتقدمهم يف الدراسة‪ .‬ومبقدور الحكومة املركزية‬ ‫والسلطات املحلية واملدارس والكليات واملهنيني الرتبويني أن يتخذوا خطوات للمساعدة يف ضامن حصول‬ ‫هؤالء األطفال عىل التعليم املناسب يف الوقت املناسب‪.‬‬ ‫عــى الرغــم مــن اإلرشــادات القانونيــة التــي تنــص عــى وجــوب يزيــد عــن ثالثــة أشــهر للحصــول عــى املقاعــد الدراســية يف‬ ‫إلحــاق األطفــال املشــمولني بالرعايــة يف انجلــرا يف التعليــم املدرســة أو الجامعــة‪.‬‬ ‫خــال ‪ 20‬يومـاً دراســياً مــن شــملهم يف الرعايــة‪ 1،‬تشــر األبحــاث‬ ‫الصــادرة عــن شــبكة دعــم الالجئــن ومنظمــة األمــم املتحــدة عوائق تحول دون الوصول‬ ‫لألمومــة والطفولــة (اليونيســف) يف اململكــة املتحــدة‪ 2‬إىل َّأن عــى املســتوى الن ُ​ُظمــي‪ّ ،‬‬ ‫يتأخــر الوصــول إىل التعليــم لعــدّة‬ ‫أ َّي ـاً مــن مناطــق إنجل ـرا التســعة باإلضافــة إىل إســكتلندا وويلــز أســباب منهــا‪ :‬طــول قوائــم االنتظــار‪ ،‬خاصــة يف إســكتلندا ملــن‬ ‫وإيرلنــدا الشــالية مل تحقــق هــذا الهــدف لــكل األطفــال غــر هــم يف ســن السادســة عــر أو أكــر ويحتاجــون إىل مســارات‬ ‫املصحوبــن ببالغــن مــن طالبــي اللجــوء واملشــمولني يف رعايــة تع ّلــم اللغــة اإلنجليزيــة كلغــة أجنبيــة‪ ،‬باإلضافــة إىل تعقيــد‬ ‫الســلطة املحلية‪3.‬وباإلضافــة إىل ذلــك‪ ،‬غالب ـاً مــا يعــاين األطفــال طلبــات االلتحــاق عــر اإلنرتنــت التــي ال يســتطيع أفـراد العائلــة‬ ‫مــن طالبــي اللجــوء م ّمــن وصلــوا ضمــن عائالتهــم مــن إيجــاد مــن ذوي املهــارات املتدنيــة يف القــراءة والكتابــة وتكنولوجيــا‬ ‫املقاعــد الدراســية برسعــة‪ .‬وتحصــل معظــم التأخـرات امللموســة املعلومــات تصفحهــا‪ ،‬عــدا عــن التحديــات التــي يواجههــا‬ ‫يف كل مــن التعليــم الثانــوي والتعليــم اإلضــايف‪ ،‬ففــي إحــدى الواصلــون يف منتصــف العــام الــدرايس لضــان مقاعــد الدراســة‬ ‫املــرات ّ‬ ‫اضطــر ربــع األطفــال يف منطقــة واحــدة لالنتظــار ملــا برسعــة‪.‬‬

‫‪43‬‬


‫‪44‬‬

‫‪44‬‬

‫التَّعليم‪ :‬الحاجات والحقوق والوصول إليه يف أوضاع التَّهجري‬

‫نرشة الهجرة القرسية ‪60‬‬ ‫مارس‪/‬آذار ‪2019‬‬

‫‪www.fmreview.org/ar/education-displacement‬‬

‫املفوضية السامية لألمم املتحدة لشؤون الالجئني‪ /‬هاوارد دايفز‬

‫على مسـتوى املدرسـة‪ ،‬يتأخـر االلتحـاق بالتعليـم بسـبب يف مناطـق اململكـة املتحـدة مـع عـدد أقـل مـن القارصيـن غري‬ ‫ثالثـة عوامـل رئيسـ ّية‪ .‬أوالً‪ّ ،‬مثـة عـزوف مـن جانـب املـدارس املصحوبين ببالغين‪ .‬وبالرغـم مـن عـدم توافـر بيانـات قويـة‬ ‫العليـا خوفـاً مـن أن بشـأن أثـر الخطـة عىل الوصول إىل فـرص التعليـم‪ ،‬أبلغ األطفال‬ ‫عـن إلحـاق الطلاب يف املراحـل الثانويـة ُ‬ ‫يؤثـروا سـلباً يف األداء العـام للمدرسـة يف االمتحانـات الوطنيـة‪ 4‬والباحثون االجتامعيون عن التأخريات إما بسـبب عدم انتسـاب‬ ‫إذ ّإن أغلبيـة املـدارس‬ ‫األطفـال إىل املدرسـة يف‬ ‫واملتخصصين يف مجـال‬ ‫أثنـاء انتظارهـم للتوزيـع‬ ‫أو ّ‬ ‫ممـن استشيروا‬ ‫ألن عمليـة توزيـع‬ ‫التعليـم ّ‬ ‫يف البحـث مل يكونـوا على‬ ‫األطفـال تجـري بـدون‬ ‫درايـة ّ‬ ‫بـأن املـدارس قـد‬ ‫تنسـيب إىل التعليـم يف‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُتقـدّم طلبـا السـتثناء نتائـج‬ ‫املناطـق املسـتق ِبلة املؤ ّمنة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫الطلاب الناطقين باللغـة‬ ‫ثالثـا‪ ،‬مـن بين كل األطفـال‬ ‫اإلنجليزيـة كلغـة ثانيـة‬ ‫الذيـن خضعـوا للمقابلات‪،‬‬ ‫ممـن وصلـوا خلال فترة‬ ‫أبلـغ أولئـك الذيـن‬ ‫االمتحانـات الدراسـية مـن‬ ‫خضعـوا لتقييمات العمـر‬ ‫النتائـج العامـة للمدرسـة‪.‬‬ ‫املسـتمرة عـن إبقائهـم‬ ‫ثانيـاً‪ّ ،‬مثـة نقـص يف األماكن‬ ‫خـارج املدرسـة حتـى‬ ‫ُ‬ ‫املتاحـة برسعـة لألطفـال‬ ‫تث َبـت صفتهـم كقارصيـن‪.‬‬ ‫مـن ذوي الحاجـات‬ ‫بيـد ّأن املامرسـات حـول‬ ‫التعليم ّيـة الخاصـة مما‬ ‫تقييمات العمـر تختلـف‪،‬‬ ‫يؤثـر خصوصاً على األطفال‬ ‫فبعـض السـلطات املحليـة‬ ‫مـن ذوي الحاجـات‬ ‫تعامـل األطفـال على أنهـم‬ ‫الشـديدة الذيـن ُأعيـ َد‬ ‫الفئـة العمرية التـي ميكنها‬ ‫توطينهـم مـن خلال خطـة‬ ‫الحضـور حتـى يثبت عكس‬ ‫ذلك‪ ،‬بينما يعامل اآلخرون‬ ‫إعـادة توطين األشـخاص الجئة معاد توطينها تتلقى دع ًام إضافياً يف مجال تقنية املعلومات يف مدرسة ثانوية تدرس بها كطالبة‪.‬‬ ‫السـوريني املسـتضعفني‪.‬‬ ‫أولئـك الذيـن قـد يكونـون‬ ‫أ ّمـا العامـل الثالـث ا ُملسـ ّبب بالتأخير فيختـص بإنجلترا‪ ،‬حيـث بالغين بهـذه الطريقـة حتـى يثبت أنهـم أطفـال‪ ،‬إذ اضطر نحو‬ ‫يجـب على السـلطات املحليـة أن تقـ ّدم طلبـاً إىل وزيـر التعليم مـا يقـل عـن الربـع بقليل مـن األطفال غير املصحوبين ببالغني‬ ‫ممـن خضعـوا للمقابلات إىل االنتظـار‬ ‫لتوجيـه إحـدى األكادمييات بقبـول األطفال املشـمولني بالرعاية‪ .‬مـن طالبـي اللجـوء ّ‬ ‫خبر‬ ‫ونظـراً أل ّنـه اعتباراً مـن يناير‪/‬كانون الثاين لعـام ‪ 2018‬كانت ‪ 72‬مـن أجـل املقاعـد الدراسـية يف املدرسـة أو الجامعـة كما ُأ ِ َ‬ ‫باملائـة مـن املـدارس الثانويـة و‪ 27‬باملائة من املدارس األساسـية بعضهـم أ ّنهـم غير مؤهلين نتيجـة لعمليـة تقييـم العمـر‪ .‬ويف‬ ‫ـل ذلـك يف نهايـة املطـاف و ُق ِب َ‬ ‫بط َ‬ ‫ـل الشـباب‬ ‫يف إنجلترا أكادمييـات‪ 5،‬مي ّثـل هـذا الشرط تحديـاً كبيراً للكثير جميـع األحـوال‪ُ ،‬أ ِ‬ ‫مـن السـلطات املحل ّيـة التي تحـاول إلحاق مثل أولئـك األطفال‪ .‬يف املـدارس أو الجامعـات ولكـن بعدمـا فاتتهـم عـدة أشـهر‬ ‫مـن التعليـم‪ .‬وتعـ ّد قضيـة تقييمات العمـر معقدة‪ ،‬فقد أشـار‬ ‫على مسـتوى السـياق‪ ،‬يحـدد البحـث ثالثـة عوائـق رئيسـية املعلمـون والباحثـون االجتامعيـون واملزاولـون إىل التحديـات‬ ‫تحـول دون الوصـول إىل التعليـم‪ .‬أوالً‪ ،‬تفيـد أعـداد كبيرة مـن التـي يواجهونهـا للموازنـة بين حقـوق األطفـال والحاجـة إىل‬ ‫‪6‬‬ ‫ُ‬ ‫حيـث الحاميـة الكافيـة يف املـدارس‪.‬‬ ‫األطفـال والعائلات بأ َّنهـم مـا زالـوا يف مسـاكن مؤقتـة‬ ‫ينزلـون حـال وصولهـم يف اململكة املتحدة ملدة سـتة أشـهر (من‬ ‫املفترض أن تكـون ملـدة أقصاهـا ثالثـة أسـابيع)‪ .‬وخلال هـذا العوائق التي تحول دون االزدهار بالتعليم‬ ‫الوقـت‪ ،‬ال يلتحـق األطفـال بالعـادة باملدرسـة لتجنـب االنقطاع على املسـتوى الن ُ​ُظمـي‪ ،‬تتأثـر قـدرة األطفـال مـن الالجئين‬ ‫عـن التعليـم حـال انتقالهـم وبالتـايل يفقدون جـزءاً أساسـ ّياً من وطالبـي اللجـوء على االزدهـار يف التعليـم تأ ّثـراً سـلبياً ويعـود‬ ‫تعليمهـم‪ .‬وثانيـاً‪ ،‬اسـتُح ِد َثت مؤخـراً الخطة الوطنيـة للنقل من ذلـك أساسـاَ إىل إلحاقهـم يف سـياق أكادميـي ال ُي َي ّسر التقـدم‬ ‫أجـل األطفـال غير املصحوبين ببالغين وتنـص على توزيعهـم املالئـم يف التعليـم‪ .‬فبالنسـبة للكثير مـن األطفـال‪ ،‬يعنـي ذلـك‬


‫نرشة الهجرة القرسية ‪60‬‬ ‫مارس‪/‬آذار ‪2019‬‬

‫التَّعليم‪ :‬الحاجات والحقوق والوصول إليه يف أوضاع التَّهجري‬

‫‪45‬‬

‫‪www.fmreview.org/ar/education-displacement‬‬

‫الوصـول إىل اململكـة املتحـدة يف املرحلـة الثانويـة العليـا ثالثـة أيـام مـن التع ّلـم املبـارش كل أسـبوع يف مختلـف املـواد‬ ‫واالنتسـاب إىل برامـج االمتحـان الوطنـي يف مدرسـة عامـة الدراسـية باإلضافـة إىل تعليـم اللغـة اإلنجليزيـة‪.‬‬ ‫حيـث ال ميكنهـم تحقيـق نتائـج ذات معنـى بسـبب تـدين‬ ‫مهاراتهـم اللغويـة وانقطاعاتهـم عـن التَّعليـم‪ .‬وبالنسـبة على املسـتوى النُظمـي‪ ،‬ميكـن السـتخدام املدفوعـات املاليـة‬ ‫آلخريـن‪ ،‬يعنـي ذلـك الوصـول يف نفـس العمـر (‪ )16–14‬مـع اإلضافيـة التـي تتل ّقاهـا املـدارس لدعـم األطفـال املشـمولني‬ ‫االضطـرار لاللتحـاق مبسـارات تع ّلـم اللغـة اإلنجليزيـة كلغـة بالرعايـة بصورة إبداعية أن يسـاعد يف توفير حلول مؤقتة‪ .‬ففي‬ ‫أجنبيـة وبالتـايل الحصول على فرصة ضئيلة لتحقيـق قدراتهم كرويـدن عىل سـبيل املثـال‪ ،‬اسـتُخ ِد َم صنـدوق أقسـاط التالميذ‬ ‫األكادمييـة الكاملـة‪ .‬غير إ ّنـه يوجـد كثير مـن األمثلـة البـارزة (بـدل لـكل فـرد) تاريخيـاً للدفـع مقابـل الـدروس الخصوص ّيـة‬ ‫جمـع لبنـاء برنامـج توفري أكثر متان ًة‬ ‫على املامرسـات الجيـدة مبـا يف ذلـك‪ :‬توفير فرص الدراسـة يف لتع ّلـم اللغـة ولكنـه اآلن ُي ّ‬ ‫ّ‬ ‫املدرسـة مقابـل عـدد محـدود مـن املؤهلات الوطنيـة أكثر وقائـم على املجموعات‪ .‬كما وجد بحثنـا أن معدالت املشـاركة‬ ‫مـن املعتـاد اتخاذهـا‪ ،‬مـع توفير الدعـم املتكامـل يف اللغـة والتفـاين للسـلطات املحليـة الفرديـة أو كـوادر املدرسـة أو‬ ‫اإلنجليزيـة أو توفير برنامج اللغة اإلنجليزيـة كلغة أجنبية بها الجامعـة ُتحـ ِد ُث فرقـاً كبيراً بالنسـبة لألطفـال األفـراد‪.‬‬ ‫بـدوام كامـل على مسـتوى الجامعـة باإلضافـة إىل الرياضيات‬ ‫املتكاملـة وتكنولوجيـا املعلومـات وغريها من املواد الدراسـية على مسـتوى املدرسـة‪ّ ،‬‬ ‫فـإن تحسين أخالقيـات الرتحيـب‬ ‫مما يقـدّ م مسـار تقـدّ م واضـح‪ .‬ومـع ذلـك‪ ،‬غالبـاً مـا توجـد بالالجئين وطالبـي اللجـوء مـن األطفـال على مسـتوى املدرسـة‬ ‫هـذه األمثلـة يف املـدن الكبيرة التـي لديهـا أعـداد كبيرة مـن ُي َ‬ ‫ً‬ ‫عاملا يزيـد من قبـول طلبـات االلتحاق‪ ،‬كام‬ ‫نظـر لـه باعتبـاره‬ ‫ُيعـ ّد التنسـيق املتين مـع كل مـن منـارصي القطـاع التطوعـي‬ ‫الجـدُ د مـن األطفـال الالجئين وطالبـي اللجـوء‪.‬‬ ‫الواصلين ُ‬ ‫ً‬ ‫وموظفـي الدعـم عاملا مهام للمسـاعدة عىل مواجهـة العوائق‬ ‫ً‬ ‫على مسـتوى املدرسـة‪ّ ،‬‬ ‫فمثلا‪ ،‬أوضـح كثير من‬ ‫فـإن قـدرة هـؤالء األطفـال على التـي تحـول دون الوصـول إىل التعليـم‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫مواصلـة التعليـم واالزدهـار به تأثرت سـلبا بعـدم كفاية دعم الشـباب أن محاوالتهـم لاللتحاق يف املدرسـة الثانوية أو التعليم‬ ‫اللغـة اإلنجليزيـة كلغـة إضافيـة يف بعـض املـدارس باإلضافـة اإلضـايف بـاءت بالفشـل‪ ،‬لكـنَّ االجتامعـات التـي َص ُح َبـت ذلـك‬ ‫إىل التحديـات يف تشـخيص وتلبيـة حاجـات األطفـال مـن مـع كـوادر املدرسـة أو الجامعـة أو أحـد املنارصيـن أو مقدمـي‬ ‫الخاصـة حين دمجهـم يف برامـج الدعـم أسـهمت يف ضامنهـم الحصـول على مقاعـد دراسـية يف‬ ‫ذوي االحتياجـات التعليميـة‬ ‫ّ‬ ‫التنمـر والقضايـا النهاية‪.‬‬ ‫اللغـة اإلنجليزيـة كلغـة إضافيـة‪ ،‬عـدا عـن ُّ‬ ‫االجتامعيـة وغيـاب الوعـي بين بعـض املعلمين وغريهـم من‬ ‫الكـوادر بشـأن القضايا األوسـع التي تؤثر يف األطفـال الالجئني االزدهار يف التعليم‬ ‫وتتضمـن العوامـل السـياق ّية األكبر نطاقـاً أظهـر البحـث إمكانيـة تيسير قـدرة األطفـال الالجئين وطالبي‬ ‫وطالبـي اللجـوء‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫اضطرابـات الصحـة العقليـة وخاصـة تلـك املرتبطـة بتجـارب اللجـوء على االزدهـار يف التعليـم عـن طريـق سـتة عوامـل‬ ‫سـابقة املتعلقـة بعملية طلـب اللجوء إذ ميكـن أن يؤدي ذلك رئيسـية‪:‬‬ ‫إىل زيـادة معـدالت الغيـاب واإلقصـاء والفقـر املرتبـط خاصـة‬ ‫وجـود شـخص بالـغ ملتـزم يقـ ّدم الرعايـة والدعـم لألطفال‬ ‫بعـدم القـدرة على توفير املصـادر التعليميـة واملشـاركة يف‬ ‫على مـدى الفترة الزمنيـة الطويلـة (ويظهـر ّأن ذلـك أمـر‬ ‫الرحلات املدرسـية والتنقـل مـن وإىل املدرسـة باإلضافـة إىل‬ ‫مهـم وخاصـة لألطفـال غير املصحوبين ببالغين)‬ ‫العيـش يف مسـاكن غير مسـتق ّرة‪.‬‬ ‫إتاحـة الفرصـة للمشـاركة يف برامـج التعليـم التـي تك ّيـف‬ ‫التوفري املؤ ّقت وتحسني الوصول‬ ‫كل مـن املحتـوى واملقـررات الدراسـية مبـا يالئـم حاجاتهـم‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫طـ ّورت كثير مـن السـلطات املحليـة برنامجـا إبداعيـا لتوفير‬ ‫ويعين على تلبيتهـا‬ ‫التعليـم بصـورة مؤقتـة لـكل مـن األطفـال غير املصحوبين‬ ‫توافـر برامـج أساسـية للرعايـة الرعويـة ودعـم الصحـة‬ ‫ممـن ينتظرون‬ ‫ببالغين مـن طالبـي اللجـوء وا ُملعـاد توطينهم ّ‬ ‫العقليـة داخـل بيئـة املدرسـة (إذ يعـ ّد ذلـك ً‬ ‫مهما للغايـة‬ ‫أس َسـت املدرسـة‬ ‫مقاعـد الدراسـة‪ .‬فعلى سـبيل املثـال‪ّ ،‬‬ ‫نظـراً لطـول قوائـم االنتظار وعـدم إمكانية وصـول كثري من‬ ‫االفرتاضيـة‪ 7‬التابعـة لسـلطة كرويـدن املحل ّيـة برنامجـاً لتوفير‬ ‫األشـخاص إىل خدمـات االستشـارة ودعـم الصحـة العقليـة‬ ‫التعليـم املؤقـت لألطفـال غير املصحوبين ببالغني مـن طالبي‬ ‫خـارج إطـار املدرسـة)‬ ‫اللجـوء‪ .‬ويقـدّ م الربنامـج القائـم يف مدرسـة محليـة ثانويـة‬

‫‪45‬‬


‫‪46‬‬

‫‪46‬‬

‫التَّعليم‪ :‬الحاجات والحقوق والوصول إليه يف أوضاع التَّهجري‬ ‫‪www.fmreview.org/ar/education-displacement‬‬

‫نرشة الهجرة القرسية ‪60‬‬ ‫مارس‪/‬آذار ‪2019‬‬

‫الشراكات بين املـدارس أو الجامعـات ومنظمات القطـاع وباإلضافة إىل ذلك‪ ،‬يجب عىل السلطات املحلية أن‪:‬‬ ‫التطوعـي املتخصصـة التـي ميكنهـا تيسير توفير املشـورة‬ ‫تطـ ّور اإلرشــادات األوليــة بشــأن املقــررات الدراســية املالمئــة‬ ‫امليدانيـة واإلرشـاد والدعـم‬ ‫واملامرســات الجيــدة مــن أجــل برامــج توفــر التعليــم املؤقت‬ ‫املقاربـات املبتكـرة لدعـم األقران داخـل املدرسـة أو الجامعة‬ ‫لألطفــال غــر املصحوبــن ببالغــن مــن طالبــي اللجــوء‪.‬‬ ‫مبـا يف ذلـك خطـط األصدقـاء ورفـع الوعـي بشـأن الهجـرة‬ ‫تقديــم التدريــب املتخصــص بشــأن الحاجــات التعليميــة‬ ‫القرسيـة على مسـتوى املدرسـة‬ ‫لألطفــال غــر املصحوبــن ببالغــن مــن طالبــي اللجــوء‬ ‫توفير التدريـب على تلبيـة الحاجـات التعليميـة لألطفـال‬ ‫للعاملــن الرئيســيني مبــن فيهــم (الباحثــن االجتامعيــن‬ ‫الالجئين وطالبـي اللجـوء لـكل املعلمين وكـوادر املـدارس أو‬ ‫واملستشــارين الشــخصيني بشــأن تــرك مؤسســات الرعايــة)‬ ‫الجامعـات كجـزء مـن اإلمنـاء املهنـي املسـتمر‪.‬‬ ‫عندمــا يتوقــف عمــل فــرق األطفــال غــر املصحوبــن ببالغــن‬ ‫مــن طالبــي اللجــوء‪.‬‬ ‫ويقـدّم بحثنـا التوصيـات التاليـة لصانعـي السياسـات لـدى‬ ‫الحكومـة املركزيـة يف اململكـة املتحـدة‪:‬‬ ‫ويجب عىل املدارس والجامعات أن‪:‬‬ ‫اإلقـرار بأ ّنـه ينبغـي لكل األطفال مبـن فيهم طالبـي اللجوء يف‬ ‫تضمــن تدريــب جميــع املعلمــن يف جميــع املســتويات‬ ‫املسـاكن املؤقتة تل ّقـي التعليم‬ ‫عــى دعــم وتلبيــة الحاجــات التعليميــة لألطفــال الالجئــن‬ ‫تشـجيع مكتـب معايري التعليـم وخدمات األطفـال ومهاراتهم‬ ‫وطالبــي اللجــوء كجــزة مــن تطورهــم املهنــي املســتمر‪.‬‬ ‫وعلى وجـه الخصوص مفتّش املـدراس التي تديرهـا الحكومة‬ ‫النظــر يف تنفيــذ التدخــات مثــل خطــط دعــم األقــران‬ ‫على النظـر واإلشـارة يف زيـارات التفتيـش التـي يجرونهـا‬ ‫والــراكات بــن الخــراء والجمعيــات الخرييــة الخارجيــة‬ ‫إىل العمـل الـذي قدمتـه املـدارس مـن أجـل تلبيـة حاجـات‬ ‫املعنيــة بالالجئــن الشــباب‪.‬‬ ‫األطفـال الالجئين وطالبـي اللجـوء‪.‬‬ ‫مراجعـة وتبسـيط العملية التـي ميكن لوزير الرتبيـة والتعليم كاثرين غالدويل‬ ‫مـن خاللها توجيـه األكادمييات بقبـول التالميذ‬ ‫‪cgladwell@refugeesupportnetwork.org‬‬ ‫تقديـم معلومـات أفضـل وأوضـح للمـدارس بشـأن الواصلين مديرة شبكة دعم الالجئني‬ ‫الجـدُ د مـن الناطقين باللغـة اإلنجليزيـة كلغـة إضافيـة يف ‪www.refugeesupportnetwork.org‬‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫املدارس‬ ‫أن‬ ‫ضمان‬ ‫ذلـك‬ ‫ويشـمل‬ ‫ليـا‪،‬‬ ‫الع‬ ‫الثانويـة‬ ‫املسـتويات‬ ‫ُ‬ ‫‪Department for Education (2014, updated 2018) Promoting the .1‬‬ ‫على درايـة باألحكام التي متكنهم من اسـتثناء هـؤالء األطفال ‪education of looked-after children‬‬ ‫(تشجيع التعليم لألطفال متلقي الرعاية)‬ ‫مـن ملفـات النتائـج الخاصـة بهم‪.‬‬ ‫‪bit.ly/Looked-after-children-education-UK-2018‬‬ ‫زيـادة عدد سـاعات الربامـج ا ُمل َم ّولة واملتاحة للغـة اإلنجليزية ‪UNICEF UK and Refugee Support Network (2018) Education for .2‬‬ ‫‪Refugee and Asylum Seeking Children: Access and Equality in England,‬‬ ‫للناطقين بغريها ملـن يندرجون تحت الفئـة العمرية ‪.18–16‬‬ ‫‪Scotland and Wales‬‬ ‫(تعليم أطفال الالجئني وطالبي اللجوء‪ :‬الوصول إىل التَّعليم واملساواة يف ذلك الحق يف‬ ‫ضمان ّأن التدريـب ا ُمل َقـدّم إىل القـادة ا ُملح َت َم ُـل تعيينهـم‬ ‫إنجلرتا وأسكوتلندا وويلز)‬ ‫لقسـم الصحـة العقليـة يف املـدارس (مناصـب تشـجعت كل ‪bit.ly/UNICEF-RNN-Access-to-Education-2018‬‬ ‫املـدارس على اسـتحداثها مؤخـراً) ستشـمل على محتـوى ‪ .3‬يف اململكة املتحدة‪ ،‬يوضع األطفال طالبي اللجوء غري املصحوبني ببالغني يف رعاية‬ ‫السلطة املحلية‪ .‬وكل طفل يقيض يف رعاية سلطته املحلية أكرث من ‪ 24‬ساعة يُع َرف باسم‬ ‫يتعلـق بدعـم األطفـال الالجئين وطالبـي اللجـوء‪.‬‬ ‫الطفل متلقي الرعاية‪ .‬وغالباً ما يشار إىل األطفال متلقي الراعية باألطفال يف الرعاية‪.‬‬ ‫كــا ينبغــي لــكل مــن صانعــي السياســات يف الحكومــة‬ ‫املركزيــة والســلطات املحليــة الســعي لبنــاء وزيــادة الوعــي‬ ‫بشــأن املامرســات الجيــدة املوجــودة يف جميــع أنحــاء إنجلــرا‬ ‫وإســكتلندا وويلــز عــن طريــق تحســن شــبكة العمــل وفــرص‬ ‫تبــادل املعلومــات للمتخصصــن يف مجــال توفــر التعليــم‬ ‫لألطفــال الالجئــن وطالبــي اللجــوء‪.‬‬

‫‪ .4‬يف اململكة املتحدة‪ ،‬تُعتَمد االختبارات الوطنية املحددة لتحصيل التالميذ كواحدة من‬ ‫عدة عوامل تدخل يف االعتبار لتصنيف فئات املدارس يف الجداول الدورية املنشورة‪.‬‬ ‫‪National Audit Office (2018) Converting maintained schools to .5‬‬ ‫‪academies bit.ly/NationalAuditOffice-academies-2018‬‬ ‫(تحويل املدارس يف الرب الربيطاين إىل مؤسسات أكادميية)‬ ‫‪ .6‬انظر بسلر‪ ،‬د‪‘ )2016( .‬تقييامت السن النفسية يف اململكة املتحدة’‪ ،‬نرشة الهجرة‬ ‫القرسية‪ ،‬العدد ‪www.fmreview.org/ar/busler 52‬‬ ‫‪‘ .7‬املدرسة االفرتاضية’ مصطلح تستخدمه السلطات املحلية لتوفري دعم التعليم لجميع‬ ‫األطفال الذين ترعاهم‪.‬‬


‫نرشة الهجرة القرسية ‪60‬‬

‫التَّعليم‪ :‬الحاجات والحقوق والوصول إليه يف أوضاع التَّهجري‬

‫مارس‪/‬آذار ‪2019‬‬

‫‪47‬‬

‫‪www.fmreview.org/ar/education-displacement‬‬

‫التَّع ُّلم يف إعادة التوطني‬ ‫مروة بلغازي‬

‫للتَّعليم مكانة محورية لدى حياة العائالت املعاد توطينها وال غنى عن توفري الدعم للوالدين واألطفال يف‬ ‫مساعيهم للتعرف عىل املنظومة التَّعليمية واالندماج بها‪.‬‬ ‫ليحــر ص َّفـاً منفصـ ًا ُتع َّلـ ُـم فيــه اللغــة اإلنجليزيــة لغـ ًة إضافيــة‪.‬‬ ‫ولــذا أعددنــا الجتامعــات مــع أوليــاء األمــور لنســاعدهم عــى‬ ‫ــم رضورة دعــم أطفالهــم يف مرحلــة انتقاليــة ُيــدُّ ون فيهــا‬ ‫َف ْه ِ‬ ‫برضوراتهــم اإلضافيــة فيندمجــون يف نهايــة األمــر باألطفــال‬ ‫اآلخريــن‪ .‬ومــع ذلــك‪ ،‬فــا يســتخدمه أهــل االختصــاص يف هــذه‬ ‫املناقشــات مــن اختصــارات أوائليــة ومفــردات قــد يبــدو ألوليــاء‬ ‫األمــور غريب ـاً بعيــداً مــن الفهــم وهــذا أمــر فيــه رضر‪ .‬ولكــنْ‬ ‫ميكــن أن تســاعدهم َّ‬ ‫املنظــات الداعمــة لهــم بتفســر مــا يــرد‬ ‫مــن اصطالحــات تبــدو يف الظاهــر أ َّنهــا معقــدة وغريهــا تفسـراً‬ ‫واضح ـاً ال يالمســه غمــوض‪.‬‬

‫بــن أوليــاء األمــور يل أنــا وزمــايئ‪ ،‬نحــن املزاولــن يف‬ ‫حــن ُي ِّ‬ ‫شــعبة دعــم إعــادة توطــن الالجئــن‪ ،‬ســبب إتيانهــم بأرسهــم‬ ‫إىل اململكــة املتحــدة يقــول أكرثهــم‪ :‬أطفالنــا‪ .‬وإ َّنــا لَنعلــم ذلــك‪،‬‬ ‫فبعـ ٌ‬ ‫ـض مــن أ َّول األســئلة التــي يســألها أوليــاء أمــو ِر األرس املعــاد‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫توطينهــا حديثـا وأطفالهــم هــي عــن املــدارس‪ .‬فيســأل األطفــال‪:‬‬ ‫متــى تبــدأ املدرســة؟ ويف أيِّ صـ ٍّ‬ ‫ـف نــدرس؟ أ َّمــا أوليــاء األمــور‬ ‫فمثــال مــا يســألون عنــه‪ :‬كــم تبعــد املدرســة عــن بيتنــا الجديــد؟‬ ‫وهــل يف املدرســة َمــن ينطــق بلغتنــا؟ ومل يكــن ألكــر األطفــال‬ ‫الذيــن نســاندهم بيئــة تعليميــة داعمــة بعــد ْأن هُ ِّجــروا‪ .‬فقــد‬ ‫التنمــر عــى التالميــذ الســوريني واإلســاءة إليهــم شــائعان‬ ‫ُروِيَ َّأن ُّ‬ ‫مألوفــان يف مــدارس لبنــان واألردن‪ ،‬ولــذا يــأيت األطفــال وأوليــاء‬ ‫أمورهــم ويف أذهانهــم اف ـراض ســو ٍء يف املعلمــن وتخ ـ ُّوف مــن تلقي ال َّثناء والدعم‬ ‫كثــراً مــا يثــر أوليــاء األمــور ســؤاالً يتعلــق بالطريقــة املثــى‬ ‫العقوبــات البدنيــة التــي يعاقبــون بهــا تالميذهــم‪.‬‬ ‫لتتبــع التقــدم الــذي يحــرزه أطفالهــم يف التعليــم‪ .‬فمــن أوليــاء‬ ‫ـرب ميعــاده ملــن ُحــقَّ لهــم دخــول األمــور َمــن اعتــاد يف بلــده ْأن ُيك ِّلــف املعلمــون التالميــذ وظائـ َ‬ ‫وبعــد‪ ،‬فاالجتــاع الــذي ُيـ َ‬ ‫ـف‬ ‫ً‬ ‫املدرســة‪ ،‬أي أ َّول لقــاء بــن األرس وممثــي املدرســة‪ ،‬هــو عــاد بيتيـة كل يــوم‪ ،‬فـراه يشــتيك يف اململكــة املتحــدة نــدرة تكليــف‬ ‫العالقــة بــن األرسة والنظــام التعليمــي يف اململكــة املتحــدة‪ .‬املعلمــن تالميذهــم الوظائــف البيتيــة‪ .‬لكــنَّ نظــام املكافــأة‬ ‫ففــي هــذا االجتــاع يطــرح أوليــاء األمــور مــا يشــاؤون مــن ونظــام التقويــم ميكنهــا أن يســاعدا أوليــاء األمــور عــى تت ُّبــع‬ ‫األســئلة ويفصحــون عــن همومهــم فيــا قــد يكــون ألطفالهــم تقــدم أطفالهــم والنظــر إىل ذلــك مــن كــذا زاويــة‪ .‬مثــال ذلــك‬ ‫مــن تح ـدٍّ‪ .‬ومــن الــروري أن يكــون يف هــذا االجتــاع م ـزاول إعطــاء املعلمــن النجــوم الالصقــة وشــهادات التقديــر ملــن‬ ‫بــن َّأن نا ِئلهــا ُمعــ ٌن غــره‬ ‫لــه لغتــان يتك َّلــم بهــا حتَّــى يفهــم أوليــاء األمــور كيــف يســتحقها مــن التالميــذ‪ ،‬إذ هــي ُت ِّ‬ ‫املوحــدة ُمحـ ِـرَ ٌم إ َّيــاه وهكــذا‪.‬‬ ‫تعمــل املدرســة عملهــا‪ .‬ومــن ذلــك األزيــاء املدرســية َّ‬ ‫فأ ُّيهــا املطلــوب ومــن أيــن يجلبونهــا؟ واملناهــج التــي ُتــد َّرس‬ ‫يف املدرســة‪ ،‬ومواعيــد الحافــات واألماكــن التــي ُت ِقـ ُّـل األطفــال أضــف إىل ذلــك الفائــدة مــن مجالــس أوليــاء األمــور املســائية‬ ‫منهــا وتوصلهــم إليهــا‪ ،‬والعطــل املدرســ َّية‪ ،‬والقوانــن الجاريــة التــي يحرضهــا معهــم أطفالهــم‪ ،‬ففيهــا يســتمعون إىل آراء‬ ‫والتنمــر والعنــف‪ .‬و ُيع ـ َرض يف اللقــاء األ َّول أيض ـاً املعلمــن باألطفــال‪ ،‬ال س ـ َّيام يف مرحلــة التعليــم الثانــوي‪ ،‬فهــذه‬ ‫عــى الغيــاب‬ ‫ُّ‬ ‫مهمــة فهــي متــس الوقــت الــذي ميضيــه املجالــس هــي مناســبة مــن املناســبات القليلــة التــي يتــاح‬ ‫تفاصيــل يســرة ولكــنْ َّ‬ ‫األطفــال يف املدرســة‪ ،‬وذلــك‪ ،‬مث ـ ًا‪ ،‬بجولــة يف املدرســة بقيــادة ألوليــاء األمــور فيهــا ِّ‬ ‫االطــاع عــى كتــب أطفالهــم املدرســية‬ ‫دليــل ُيـ ِري أوليــاء األمــور واألطفــال الصفــوف الدراســية ومطعــم ومحتــوى دروســهم‪ .‬هــذا‪ ،‬و ُيثنَــى عــى األطفــال أمــام أعــن‬ ‫أوليــاء أمورهــم‪ ،‬ثــم يــرد إىل علــم أوليــاء األمــور تفاصيــل أخــرى‬ ‫املدرســة ومــا فيــه مــن صنــوف الطعــام‪.‬‬ ‫وســ ُبل ِّ‬ ‫بــث الثقــة يف نفوســهم يف‬ ‫يف مســتوى تقــدم أطفالهــم ُ‬ ‫ستحســن استحســاناً شــديداً أن يكــون يف‬ ‫املوحــد ودخلهــا ُيعا َمــل البيــت‪ .‬ومجــدداً‪ُ ،‬ي‬ ‫ومتــى مــا تز َّيــا طفــل بــزيِّ املدرســة َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫معاملــة أيّ طفــل آخ ـ َر فيهــا‪ .‬فــرى كث ـراً مــن األطفــال وأوليــاء هــذه املجالــس واالجتامعــات مــزاول لــه لغتــان يتكلــم بهــا‪.‬‬ ‫األمــور مضطربــون مــن َّأن األطفــال ‘قــد ُي َ‬ ‫نظــر إليهــم عــى ثــم َّإن بعــض أوليــاء األمــور ال يفهمــون اللغــة اإلنجليزيــة إال‬ ‫ً‬ ‫ـاح لهــم مــن أمــور تختلــف قليــا‪ ،‬ف ُيســتص َعب عليهــم فهــم وظائــف أطفالهــم البيتيــة‪،‬‬ ‫أ َّنهــم غربــاء’ ومبعــث ذلــك مــا ُي َتـ ُ‬ ‫عـ َّ‬ ‫ُ‬ ‫ـاح لغريهــم‪ ،‬فالواحــد منهــم ُيخ ـ َرج مــن الصــف املعتــاد وإذ قــد كان األمــر كذلــك‪ ،‬فهــذه االجتامعــات باملعلمــن تج ـ ِّو ُد‬ ‫ـا ُي َتـ ُ‬

‫‪47‬‬


‫‪48‬‬

‫‪48‬‬

‫التَّعليم‪ :‬الحاجات والحقوق والوصول إليه يف أوضاع التَّهجري‬ ‫‪www.fmreview.org/ar/education-displacement‬‬

‫نرشة الهجرة القرسية ‪60‬‬ ‫مارس‪/‬آذار ‪2019‬‬

‫املفوضية السامية لألمم املتحدة لشؤون الالجئني‪ ،‬حلب‬

‫طفل عمره ثالثة من مدينة حلب‪/‬سوريا أعيد توطينه مؤخراً يرسم رسمة يف الحضانة التي بدأ الدوام فيها يف لندن‪.‬‬

‫إدراك العاملــن يف الدَّ عــم لــرورات األطفــال و ُتري ِهــم الطــرق قلــوب أوليــاء األمــور فأطفالهــم قــادرون يف األزمــات عــى التعبــر‬ ‫املناســبة ملســاندتهم‪ ،‬ومــن تلــك الطــرق أنديــة الوظائــف عـ َّ‬ ‫ـا يف نفوســهم‪.‬‬ ‫البيتيــة؛ وهــي مجالــس يجتمــع فيهــا بعــد املدرســة التالميـ ُـذ‬ ‫َ‬ ‫ـدُ‬ ‫و َمــن يقــوم عــى ِدراســتهم وشــؤونهم لــي يــؤدُّوا وظائفهــم ومــن املامرســات الحســنة يف املــدارس ت ْز ِويـ األطفــال حزمــة مــن‬ ‫البيتيــة أحســن تأديــة‪ ،‬ومــن الطــرق أيضــاً اإلرشــا ُد وغريهــا املــوارد البرص َّيــة تعينهــم عــى التعبــر عــن انفعــاالت نفوســهم‬ ‫َّ‬ ‫مــا ميكــن أن تقــوم بــه املنظــات الدوليــة واملحليــة التــي و ُتــو ِر ُد يف أوقــات التع ُّلــم واالندمــاج قواعــد يف صــو ٍر أو رمــوز‪.‬‬ ‫تعــن الالجئــن وطالبــي اللجــوء يف تعليمهــم‪.‬‬ ‫ومــن الطــرق األخــرى التــي تعــن التالميــذ يف أداء املعنــى‪،‬‬ ‫عــى مــا يرونــه مــن صعوبــة لغويــة‪ْ ،‬أن ُيجــا َز لهــم اســتعامل‬ ‫إعطاء األطفال صوت يعربون به عن أنفسهم‬ ‫القواميــس أو ْأن يوضــع بــن أيديهــم حواســيب ُل َويح َّيــة موصولــة‬ ‫َّ‬ ‫بالشــابكة فيســتعملون مــا فيهــا مــن أدوات للرتجمــة أو أنْ‬ ‫ينبغــي يف اجتامعــات املقبولــن ومجالــس أوليــاء األمــور‬ ‫املســائية ْأن ُي َعــا َر األطفــال آذانـاً صاغيــة ف ُيســت َم ُع إىل مــا يدور يوضــع لهــم س ـ ُّبورات بيـ ُ‬ ‫ـض يرســمون فيهــا إجاباتهــم بتفصيــل‬ ‫يف أذهانهــم مــا وجــدوه مــن قبـ ُ‬ ‫ـل يف تع ُّلمهــم‪ ،‬وينبغــي أيضـاً أو باإلجــال مــن غــر تفصيــل (فــإذا أخطــؤوا وهــم يرســمونها‬ ‫أن يلتقــوا‪ ،‬مــن بدايــة األمــر‪ِ ،‬بَــن ســيكون لهــم شــأن فيهــم‬ ‫صححوهــا مــن فورهــم فــا ُي ـرَك أثــر ألخطائهــم)‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫إن املــدارس أماكــن جيــدة ل ُي َب َّ‬ ‫يوميــاً يف املدرســة‪ .‬ثــم َّ‬ ‫ــث يف‬ ‫ُّ‬ ‫َّ‬ ‫أطفــال املجتمــع املضيــف تل ُّبــس إحســاس رفــاق صفوفهــم ليــس مــن املغــاالة يف يشء أن نقــول إن اســتمرار تعلــم األطفــال‬ ‫الجــدد‪ ،‬وليكــون لهــم يــدٌ يف جعــل املدرســة محيط ـاً ترحيبي ـاً لغتهــم ألمــ ٌر عظيــم األهميــة‪ .‬فبهــذا يحافظــون عــى تــراث‬ ‫ُي َهـ ُّـم فيــه بقضــاء حاجــات الغــر‪ .‬ومــن األشــياء اليســر أمرهــا أ َّمتهــم وعــى إدراكهــم هويتهــم‪ ،‬و َي ِص ُلـ َ‬ ‫ـون بالحــارض مــا تع َّلمــوه‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫والعظيــم أثرهــا أن يكــون للتلميــذ رفيــق يؤنســه وقـ َ‬ ‫ـت الغــداء يف مــا ســبق مــن ِســ ِني دراســتهم‪ ،‬و ُيبقــون ســبيل اتصالهــم‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫يف املدرســة أو يلعــب معــه‬ ‫وقــت ال َّلعــب‪ ،‬أو يف أحســن بآبائهــم وأمهاتهــم مفتوحــا‪ .‬وقــد الحظنــا هاهنــا أن األطفــال‬ ‫ُّ‬ ‫ْ‬ ‫األحــوال تعريفــه َمــن ينطــق بلغتــه يف الهيئــة التعليميــة مــا إن رشعــوا يذهبــون إىل املدرســة ح َّتــى يأ َبــون التكلــم بلغــة‬ ‫ــر لــه االتصــال بنظرائــه‪ .‬وبهــذا تطمــن َمنْب ِتهــم‪ ،‬أو يطلبــون إىل والِديهــم َّأل يتكلمــوا معهــم بهــا‪ .‬وإمنــا‬ ‫باملدرســة فهــذا ُي َي ِّ ُ‬


‫نرشة الهجرة القرسية ‪60‬‬

‫التَّعليم‪ :‬الحاجات والحقوق والوصول إليه يف أوضاع التَّهجري‬

‫مارس‪/‬آذار ‪2019‬‬

‫‪49‬‬

‫‪www.fmreview.org/ar/education-displacement‬‬

‫يرتبــط هــذا باســتحيائهم مــن عنــر يف هويتهــم يحــول بينهــم‬ ‫وبــن رفــاق ص ِّفهــم‪ ،‬أو أ َّنــه ليــس إال تكـراراً ملــا يجــيء يف قواعــد‬ ‫صـ ِّ‬ ‫ـف تع ُّلــم اللغــة اإلنجليزيــة‪ .‬ولقــد ســاندنا أوليــاء األمــور يف‬ ‫هــذا فعرضنــا عليهــم تســجيل أطفالهــم يف صفــوف يحرضونهــا يف‬ ‫عطلــة األســبوع و ُيع َّل ُمـ َ‬ ‫ـون فيهــا لغــة َمن َب ِتهــم‪ .‬ونقــول هاهنــا إنــه‬ ‫ً‬ ‫ُّ‬ ‫ينبغــي للمعلمــن‪ ،‬مــا اســتطاعوا ســبيال‪ ،‬أن يحثــوا التالميــذ عــى‬ ‫التك ُّلــم بلغتهــم األوىل والكتابــة بحروفهــا حــن يتحدثــون عـ َّ‬ ‫ـا‬ ‫ُي ْســأَ ُلون و ُي ِجي ُبــون‪ .‬فــإن كان هنــاك مع ِّلــم مســاعد لــه لغتــان‬ ‫ـر الرتجمــة لــي‬ ‫يتك َّلــم بهــا أو تلميــذ كذلــك‪ ،‬ينبغــي أن ُت َيـ َّ َ‬ ‫يخــوض الطفــل يف املحادثــة ّ‬ ‫كل الخــوض‪.‬‬

‫القهــوة بعــد ْأن يجلبــوا أطفالهــم إىل املدرســة إمنــا هــي فرصــة‬ ‫ليتع ـ َّرف بعضهــم بعض ـاً‪ .‬فيســاعد هــذا عــى تخفيــف العزلــة‬ ‫التــي يعيشــها بعضهــم‪ ،‬ويصــل املجتمعــات بعضهــا ببعــض‬ ‫ويتيــح ألوليــاء األمــور ْأن يتحادثــوا يف املتشــابه َّ‬ ‫مــا ميــ ُّرون‬ ‫بــه ْ‬ ‫وأن يتع َّرفــوا املدرســة وهيئتهــا التعليميــة‪ .‬وتــد ِّرس بعــض‬ ‫دروس اللغــة اإلنجليزيــة لغــر الناطقــن‬ ‫املــدارس أوليــاء األمــور‬ ‫َ‬ ‫بهــا‪ .‬فيكــون ‪-‬يف هــذه الحــال‪ -‬دار العلــم عنــد أوليــاء األمــور‬ ‫مألوف ـاً‪ ،‬وإذ قــد كانــوا معروفــن يف املدرســة‪ ،‬فــا حاجــة بهــم‬ ‫إىل ْأن ُيق َّيمــوا وميلــؤوا اســتامرات ح َّتــى يثبتــوا أهل َّيتهــم‪ .‬ولعـ َّ‬ ‫ـل‬ ‫الــدروس يف مــدارس أطفالهــم أنســب إىل جــداول مواعيدهــم‪.‬‬

‫ويف مدرســة ســاوثفيلدز بجنــويب الناحيــة الغربيــة مــن لنــدن لنــا‬ ‫أســو ٌة‪ ،‬ففيهــا يــرى املــرء كيــف تنــارص مدرسـ ٌـة تعــدُّ د منابــت‬ ‫تالميذهــا‪ 1‬إذ يبلــغ مجمــوع التالميــذ األجنب ِّيــن فيهــا ‪ 150‬تلميــذاً‬ ‫جــاؤوا مــن خــارج البــاد ودخلــوا يف النظــام املــدريس اإلنجليــزي‪،‬‬ ‫ومنهــم املهاجــرون والالجئــون وطالبــو اللجــو ِء والقــارصون غــر‬ ‫املصحوبــن بذويهــم‪ .‬وفيهــا يتك َّلــم ‪-‬جامعيــاً‪ -‬األطفــال ا ُملعــاد‬ ‫توطينهــم حديث ـاً مبــا يرونــه يف االنتقــال مــن بيئــة تعليميــة إىل‬ ‫ــص لهــم يف املدرســة مســاحة بطولهــا وعرضهــا‬ ‫خص ُ‬ ‫أخــرى‪ .‬و ُت َّ‬ ‫ـس كل واحــد منهــم ‪-‬بقيــاس حالــه بحــال غــره‪ -‬أنَّ‬ ‫حيــث يحـ ُّ‬ ‫حالــه ليســت غريبـ ًة وإمنــا الــذي يجــري معــه يجــري مــع غــره‪.‬‬ ‫وكل مع ِّلــم يع ِّلمهــم ُمع ـ َّر ٌف مــا يعــرض لهــم مــن حيــث اللغــة‬ ‫واختــاف أســاليب التَّعلــم‪ .‬ويف املدرســة متط ِّوعــون يرشــدون‬ ‫التالميــذ ويعينونهــم عــى تع ُّلــم اللغــة اإلنجليزيــة وعــى مــا‬ ‫يتع َّلمونــه خــارج املدرســة أيضـاً وعــى وضــع خطــط ملســتقبلهم‬ ‫ـن مختلفــة وعــن مســالك التعليــم‬ ‫فيع ِّرفونهــم معلومــات عــن مهـ ٍ‬ ‫العــايل فيســاعدهم ذلــك عــى اختيــار مســالكهم‪.‬‬

‫أخـراً‪ ،‬املــدارس أماكــن أمينــة تتع َّلــم فيهــا النســاء أشــياء جديــدة‬ ‫ويجــدن فيهــا فــرص عمــل جديــدة‪ .‬وتســتطيع املنظــات‬ ‫دخــل يف علمهــنَّ‬ ‫الداعمــة ألوليــاء األمــور ْأن تســاعدهنَّ بــأن ُت ِ‬ ‫ٌ‬ ‫َّأن صربهَّــن وانتظامهــنَّ يف رعايــة أطفالهــنَّ لهــي مهــارة مبتغــاة‬ ‫يف مجــايل التعليــم ورعايــة األطفــال‪ .‬مثــال ذلــك َّأن مؤسســة‬ ‫مــروع املرشديــن املنفرديــن الخرييــة (‪Single Homeless‬‬ ‫‪ )Project‬ســعت لِالجئ َتــن يف وظيفــة تجــول يف املجــال املــدريس‪،‬‬ ‫فــاألوىل مرشفــة غــدا ٍء يف مدرســة ابتدائيــة واألخــرى معلمــة‬ ‫مســاعدة‪ ،‬وهاتــان أ َّول وظيفتــن لهــا بأجــ ٍر مــذ اســتق َّرتا يف‬ ‫‪2‬‬ ‫اململكــة املتحــدة‪.‬‬

‫ٌ‬ ‫عريض‬ ‫ني‬ ‫املدرسة ٌ‬ ‫منبع للتمك ِ‬

‫املهجريــن ُج َّ‬ ‫ــل ِه َم ِم ِهــم إىل تربيــة‬ ‫و ُيصــ ِّوب أوليــاء األمــور َّ‬ ‫ً‬ ‫أطفالهــم وتعليمهــم‪ ،‬غــر أ َّنهــم َّربــا ُأ ِ ُّ‬ ‫ضوا نفســانيا أو رأوا مــن‬ ‫ويتوجســون‬ ‫قبـ ُـل ســوءاً يف املــدارس أو َّإنــا ُتخا ِمرهــم مخــاوف‬ ‫َّ‬ ‫ســوءاً يف تعليــم أطفالهــم حيــث أعيــد توطينهــم‪ .‬ولــذا ينبغــي‬ ‫إرشــاد أوليــاء األمــور يف املرحلــة التــي يع َّرفــون فيهــا النظــا َم‬ ‫املــدريس وينبغــي أن تبقــى آراء األطفــال املحــور الــذي تــدور‬ ‫حولــه هــذه املرحلــة‪ .‬فكــا َّأن مســرة األطفــال يف املدرســة‬ ‫تســاعدهم عــى تف ُّتــح عقولهــم وإنشــاء روابــط متينــة بينهــم‬ ‫وبــن نظرائهــم وبــن مــا يــدور يف الدنيــا حولهــم‪ ،‬تأخــذ نفــوس‬ ‫أوليــاء األمــور أيض ـاً يف النــزوع إىل طلــب العلــم وتح ُّثهــم عــى‬ ‫االرتقــاء بذاتهــم إىل معــايل املراتــب‪.‬‬

‫لِــدُ ْور العلــم أيضـاً ْأن ُت ِّكــن أفـراد أرس األطفــال وال سـ َّيام النســاء‪.‬‬ ‫وإذ قــد كانــت النســاء هــنَّ مقدمــات الرعايــة ُ‬ ‫األ ْولَيــات يف األرس‬ ‫الالجئــة التــي ندعمهــا‪ ،‬فهــنَّ ُمتل ِّبسـ ٌ‬ ‫ـات ‪-‬مــن أ َّول األمــر إىل آخره‪-‬‬ ‫بإعــداد أطفالهــنَّ لذهابهــم إىل املدرســة والعــودة منهــا وجــدُّ‬ ‫ـدركات ملــا يتعلمونــه‪ ،‬فرتاهــنَّ يتت َّبعــن أحوالهــم يف املدرســة‬ ‫مـ‬ ‫ٍ‬ ‫ويســألن املعلمــن عــن آرائهــم يف أطفالهــنَّ و َيحـ َ‬ ‫ـرن مجالــس مروة بلغازي ‪Marwa.belghazi@gmail.com‬‬ ‫أوليــاء األمــور‪ .‬وهــذا لهــنَّ دافــع مــن أكــر الدوافــع إىل تع ُّلــم مديرة الفريق‪ ،‬دعم إعادة توطني الالجئني‪ ،‬مرشوع املرشدين‬ ‫الســن املســتوعبون معلومــات أكــر املنفردين (‪)Single Homeless Project‬‬ ‫اللغــة اإلنجليزيــة‪ .‬أ َّمــا صغــار ِّ‬ ‫مـ َّ‬ ‫ـا يســتوعب غريهــم وا ُملك ُّبــون عــى بيئــة ال ُيتك َّلــم فيهــا إال ‪www.shp.org.uk/welcoming-refugees‬‬ ‫باللغــة اإلنجليزيــة فهــم يتمتَّعــون بتعليــم ذويهــم مــا يتعلمونــه‪.‬‬ ‫‪www.southfieldsacademy.com .1‬‬ ‫وللمــدارس آثــار حســنة ترتكهــا يف األرس غــر تلــك التــي ترتكهــا‬ ‫فيهــا بتعليــم أطفالهــا‪ .‬مثـ ًا‪ :‬ملَّــة أوليــاء األمــور الصباحيــة لــرب‬

‫‪ .2‬انظر أيضاً بلغازي م‪‘ )2018( .‬دعم الالجئني املعاد توطينهم مؤخراً يف اململكة املتحدة’‬ ‫نرشة الهجرة القرسية‪ ،‬العدد ‪www.fmreview.org/ar/economies/belghazi 58‬‬

‫‪49‬‬


‫‪50‬‬

‫التَّعليم‪ :‬الحاجات والحقوق والوصول إليه يف أوضاع التَّهجري‬

‫‪50‬‬

‫نرشة الهجرة القرسية ‪60‬‬ ‫مارس‪/‬آذار ‪2019‬‬

‫‪www.fmreview.org/ar/education-displacement‬‬

‫ثغرات التَّعليم املدريس لالجئني السوريني يف تركيا‬

‫ميليسا هاوبر‪-‬أوزير‬

‫عىل تركيا‪ ،‬كام عىل املجتمع الدويل بأكمله‪ ،‬أن تتصدى للثغرات القامئة يف توفري الخدمات التعليمية‬ ‫لتمكني الالجئني السوريني من الوصول إىل فرص التع ُّلم املالمئة‪.‬‬ ‫املهجرون السوريون عبور الحدود الجنوبية الرشقية‬ ‫عندما بدأ َّ‬ ‫لرتكيا يف عام ‪ ،2011‬مل يكن لدى تركيا إطار متامسك للهجرة أو‬ ‫اللجوء‪ .‬ومنذ ذلك الحني‪ُ ،‬و ِضعت عدة سياسات لسد الثغرات يف‬ ‫الخدمات املقدمة للعدد املتزايد باستمرار من الالجئني السوريني‬ ‫الذين يبلغ عددهم اآلن ‪ 3.6‬ماليني‪ ،‬لكنَّ هذه السياسات كانت‬ ‫رضة لسوء التفسري وكثرياً ما كانت تتغري‪ .‬وقد كانت تركيا مضيفاً‬ ‫عُ َ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫كرميا‪ ،‬يظهر ذلك أوال من خالل انتهاج سياسة الحدود املفتوحة‪،‬‬ ‫ُث َّم اعتباراً من عام ‪ 2014‬وما بعده‪ ،‬يظهر هذا الكرم يف الضيافة‬ ‫من خالل إعطاء صفة ‘الحامية املؤقتة’ للسوريني‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬ ‫استند إطار سياسة تركيا إىل افرتاض َّأن غالبية السوريني سيعودون‬ ‫قريباً إىل ديارهم‪ ،‬ومل ُي َنب ذلك اإلطار مبا يستجيب للتحديات التي مراكز التعليم املؤقتة‬ ‫نشئت مراكز التعليم املؤقتة يف ‪ 25‬مخي ًام لالجئني‬ ‫يفرضها التَّهجري ا ُملط َّول‪.‬‬ ‫يف بداية األمر‪ُ ،‬أ ِ‬ ‫عىل طول الحدود بني تركيا وسوريا‪ ،‬وأقيمت كذلك يف مجتمعات‬ ‫ونتيج ًة لذلك‪ ،‬رغم التمويل السخي واالهتامم ا ُملر َكز الذي أولته بها أعدادٌ كبرية من الالجئني‪ .‬وقد قدمت هذه املراكز تعلي ًام‬ ‫الحكومة الرتكية‪ ،‬وأواله املجتمع الدويل بدرجة أقل‪ ،‬يعيش كث ٌري مدرسياً يعتمد عىل املقررات الدراسية الوطنية السورية التي‬ ‫ممن يتمتعون بصفة الحامية املؤقتة يف حالة من عدم االستقرار‪،‬‬ ‫وقد أصبح الوصول إىل التعليم والعمل شغلهم الشاغل‪ .‬ومع َّأن‬ ‫تركيا ال تنظر إىل السوريني يف األساس عىل أنهم الجئون‪ ،‬فهي‬ ‫تتحمل التزامات واضحة باعتبارها دولة عضو يف األمم املتحدة‬ ‫ودولة موقعة عىل ترشيعات حقوق اإلنسان لتوفري تعليم عال‬ ‫الجودة ميكن الوصول إليه ملن يعيشون تحت حاميتها‪ .‬ومع‬ ‫ذلك‪ ،‬فتغيري تلك الترشيعات باستمرار والتنفيذ غري املتناسق عىل‬ ‫املستوى املحيل يجعل توفري التعليم هذا شديد الصعوبة يف الواقع‬ ‫العميل‪.‬‬

‫املفوضية السامية لألمم املتحدة لشؤون الالجئني‪/‬إميرا غوريل‬

‫طفلتان الجئتان سوريتان يف تركيا تؤديان واجباتهام الدراسية‪.‬‬


‫نرشة الهجرة القرسية ‪60‬‬

‫التَّعليم‪ :‬الحاجات والحقوق والوصول إليه يف أوضاع التَّهجري‬

‫مارس‪/‬آذار ‪2019‬‬

‫‪51‬‬

‫‪www.fmreview.org/ar/education-displacement‬‬

‫سن أصغر بكثري‬ ‫ُتد َّرس باللغة العربية ثم أضيف إليها بعد ذلك دروس اللغة الرتكية أو لتخفيف العبء املايل للعائلة‪ ،‬و ُيز َوجن يف ٍ‬ ‫َ‬ ‫زوجات‬ ‫والتاريخ الرتيك‪ .‬ويف مراكز التعليم املؤقتة هذه التي غال ًبا ما متولها من الحد األدىن القانوين لسن ‪ 18‬سنة‪ ،‬وغالباً ما ُيتخذن‬ ‫ٍ‬ ‫منظامت غري حكومية يعمل معلمون سوريون متطوعون‪ ،‬قليل إضافيات خالل مراسم الزواج الديني غري القانوين الذي يجعلهن‬ ‫منهم لديه مؤهالت مهنية ويعملون مقابل رواتب ضعيفة‪.‬‬ ‫عرضة لإليذاء وال يعطيهن أي حقوق زوجية قانونية‪.‬‬

‫وقد أدى ضعف تدريب املعلمني‪ ،‬وعدم ثبات التمويل‪ ،‬وعدم استيعاب التنوع يف النظام املدريس‬

‫إصدار السلطة للشهادات املدرسية‪ ،‬واالفتقار الواسع إلرشاف‬ ‫أي سلطة تركية عىل مراكز التعليم املؤقتة إىل حدوث مخاوف‬ ‫بشأن جودة التعليم الذي تقدمه هذه املراكز وحول الخيارات‬ ‫املستقبلية للطالب‪ .‬ومع مرور الوقت‪ ،‬انتقلت الغالبية العظمى‬ ‫من السوريني إىل املجتمعات الرتكية بسبب االكتظاظ وفرص‬ ‫العمل املحدودة يف املخيامت‪ ،‬لكن مل تكن هناك أعداد كافية من‬ ‫مراكز التعليم املؤقتة يف املناطق التي كانت يف أمس الحاجة إىل‬ ‫هذه املراكز‪ .‬وهذه املخاوف التي تفاقمت نتيجة استمرار النزاع يف‬ ‫سوريا وتهجري مواطنيها دفعت الحكومة الرتكية إىل اإلعالن يف عام‬ ‫‪ 2016‬عن أن مراكز التعليم املؤقتة ستُغ َلق تدريجياً أو ستتحول‬ ‫إىل مدارس حكومية متكاملة بهدف نقل جميع األطفال السوريني‬ ‫إىل املدارس املتوسطة الرتكية بحلول عام ‪.2020‬‬

‫وقد واجهت كث ٌري من املدارس الرتكية مشكلة االكتظاظ والقيود‬ ‫املفروضة عىل املوارد حتى قبل ال ِّنزاع يف سوريا‪ ،‬وهي تعمل‬ ‫جاهد ًة اآلن الستيعاب األعداد اإلضافية من الطالب‪ .‬ويلتحق‬ ‫باملدارس يف تركيا حالياً ‪ 60‬باملائة فقط من األطفال السوريني‪ ،‬وهو‬ ‫ما ُي َعد تحسناً ملموساً عن السنوات السابقة ولكنه تحسنٌ ضئيل‬ ‫مقارن ًة مبعدالت التعليم شبه العاملية لهذا الجيل يف سوريا ما قبل‬ ‫الحرب واملعدل بني األطفال األتراك املولودين يف تركيا‪ 1.‬وأفادت‬ ‫هجرة َّأن مديري املدارس يرفضون تسجيل‬ ‫كث ٌري من العائالت ا ُمل َّ‬ ‫أطفالهم باملدرسة أو يطالبون بدفع رسوم للتسجيل‪ .‬ويف حال‬ ‫تسجيل األطفال بنجاح‪ ،‬يتعني عىل أولياء األمور عاد ًة دفع تكاليف‬ ‫املواصالت ويتعني عليهم رشاء الزي الرسمي واللوازم املدرسية مبا‬ ‫يف ذلك دفاتر املالحظات والقرطاسية وحتى الكتب الدراسية‪ ،‬وهو‬ ‫ما ُي َعد معانا ًة كبرية للعائالت التي تعيش عىل املساعدات النقدية‬ ‫املحدودة والعمل غري الرسمي‪.‬‬ ‫ويواجه الطالب املراهقون الذين ابتعد كث ٌري منهم عن املدرسة‬ ‫تحديات خاصة‪ ،‬وال يلتحق باملدرسة سوى ‪ 20‬باملائة‬ ‫لعدة سنوات‬ ‫ٍ‬ ‫من طالب املرحلة العليا من التعليم الثانوي‪ .‬فآليات التأقلم القامئة‬ ‫عىل التمييز بني الجنسني‪ ،‬نتيجة التهجري عىل املدى البعيد‪ ،‬تقلل‬ ‫جب كث ٌري من الفتيان املراهقني عىل‬ ‫من مواظبة األوالد والبنات‪ .‬و ُي َ‬ ‫العمل للمساعدة يف دعم أرسهم‪ ،‬وغالباً ما يكون هذا العمل يف‬ ‫جب الفتيات عىل‬ ‫ظروف استغاللية ذات أجور منخفضة جداً‪ .‬و ُت َ‬ ‫البقاء يف املنزل بسبب املخاوف من العنف القائم عىل الجندر‬

‫حتى عام ‪ ،2014‬كانت تركيا تفتقر إىل وجود سياسة شاملة للهجرة‬ ‫تحدد بوضوح رشوط األهلية واإلجراءات الخاصة باللجوء؛ وقد‬ ‫ُف ِّوض تحديد صفة اللجوء وإدارتها إىل حكومات املقاطعات؛ ما‬ ‫أفسح املجال للتفسري والتنفيذ غري املتناسقني‪ .‬وباإلضافة إىل ذلك‪،‬‬ ‫أسهمت املقاربات القمعية تاريخياً إزاء جامعات األقليات يف إرساء‬ ‫مدريس يركز عىل الثقافة الوطنية واللغة ويتبنى عاد ًة مقاربة‬ ‫نظا ٍم‬ ‫ٍ‬ ‫‘إ َّما أن تغرق أو أن تسبح’ الستيعاب القادمني الجدد‪ .‬والنظام‬ ‫ً‬ ‫أيضا شديد املركزية‪ ،‬وال ُيس َمح للمدارس واملناطق بتغيري املقررات‬ ‫وبدعم من متويل من منظمة األمم املتحدة لألمومة‬ ‫الدراسية‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫والطفولة (اليونيسف)ومبساعدة مراكز اللغة الرتكية ومعهد يونس‬ ‫إمرة‪ ،‬تعمل وزارة الرتبية الوطنية عىل تطوير املناهج الدراسية‬ ‫للطالب الذين يتعلمون اللغة الرتكية باعتبارها لغ ًة ثانية‪ ،‬وكذلك‬ ‫تصميم تدريب ذي صلة مبعلمي هذه اللغة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ستستغرق‬ ‫هذه املبادرات بعض الوقت للوصول إىل جميع الصفوف الدراسية‪،‬‬ ‫ويف غضون ذلك لن يحصل األطفال عىل الدعم الذي يحتاجون‬ ‫إليه‪ .‬وحتى مع التعليم املالئم‪ ،‬يحتاج األطفال املهاجرون إىل‬ ‫عدة سنوات لبناء اللغة االجتامعية واألكادميية املطلوبة ملواكبة‬ ‫نظرائهم الناطقني األصليني بلغة البلد‪.‬‬ ‫ومام يثري القلق َّأن تقرير كفايات املعلمني يف وزارة الرتبية والتعليم‬ ‫وإسرتاتيجيتها مل تأت حتى عىل ذكر وجود الذين يتعلمون اللغة‬ ‫الرتكية باعتبارها لغ ًة ثانية يف النظام املدريس أو رضورة تعزيز‬ ‫إدماجهم‪ .‬وباإلضافة إىل ذلك‪ ،‬يشري االستبيان غري الرسمي للمقررات‬ ‫التعليمية للمعلمني يف كثري من الجامعات الكبرية يف تركيا إىل َّأن‬ ‫املعلمني املتدربني يتلقون تعلي ًام محدوداً للغاية يف مجال تدريس‬ ‫اللغة الثانية‪ .‬ويتلقى الطالب السوريون الذين يلتحقون باملدارس‬ ‫القليل من الدعم يف اكتساب اللغة الرتكية ويف تعويض املوارد‬ ‫املفقودة ويف مواجهة التحديات النفسية واالجتامعية املرتبطة‬ ‫بالنزاع والتهجري والتكيف الثقايف‪ 2.‬ونتيج ًة لذلك‪ ،‬أصبح الدمج‬ ‫االجتامعي والتحصيل األكادميي محدودين بينام ارتفعت معدالت‬ ‫الترسب‪ .‬فعىل سبيل املثال‪ ،‬أخربين أحد مديري املدارس االبتدائية‬ ‫أنه من بني ‪ 700‬طالب سوري يف املدرسة‪ ،‬ال يتلقى منهم سوى‬ ‫‪ 40‬طالباً اللغة الرتكية باعتبارها لغة ثانية‪ .‬وهناك سبعة ‘سبعة‬ ‫مرتجمني’ سوريني يقدمون الدعم داخل الصفوف الدراسية لألطفال‬ ‫الباقني إ َّال َّأن أربعة منهم ال يتحدثون اللغة الرتكية‪ .‬ووفقاً ملدير‬ ‫املدرسة‪ ،‬فهذا الوضع ال يختلف عن أوضاع معظم مدارس املنطقة‪.‬‬

‫‪51‬‬


‫‪52‬‬

‫‪52‬‬

‫التَّعليم‪ :‬الحاجات والحقوق والوصول إليه يف أوضاع التَّهجري‬

‫نرشة الهجرة القرسية ‪60‬‬ ‫مارس‪/‬آذار ‪2019‬‬

‫‪www.fmreview.org/ar/education-displacement‬‬

‫عب كث ٌري من املعلمني يف املدارس الحكومية برصاح ًة عن إحباطهم‬ ‫ُي ِّ‬ ‫إزاء تحديات تعليم الطالب السوريني‪ .‬فعىل سبيل املثال‪ّ ،‬مثة‬ ‫مجموعات كبرية عىل الفيسبوك ُأ ِعدَت لتبادل األدوات التعليمية‬ ‫والوظائف الشاغرة ولتعزيز التفاعل االجتامعي َت ُعج بالشكاوى‬ ‫املتعلقة بقدرات الطالب الالجئني وسلوكهم‪ .‬ومع َّأن كثرياً من‬ ‫أعضاء هذه املجموعات يدافعون عن الطالب السوريني‪ ،‬فمن‬ ‫الواضح َّأن هناك ضعفاً يف فهم املعلمني للتحديات التي يواجهها‬ ‫الطالب؛ مام يشري إىل عدم كفاية الدعم اإلداري واملعارف املتعلقة‬ ‫بالعمل مع األطفال الالجئني‪ .‬وسيكون من املفيد إعداد دراسة‬ ‫واسعة النطاق تتناول ماهية التطوير املهني أو التوجيهات‬ ‫الرسمية أو تعديالت املقررات الدراسية أو غريها من أوجه الدعم‬ ‫الذي تلقاه املعلمون وماهية التحديات التي يواجهونها‪ ،‬فهذا من‬ ‫شأنه أن يكون مفيداً يف تقييم املقاربة الحالية ولفت االنتباه إىل ميليسا هاوبر‪-‬أوزير ‪mhauberr@masonlive.gmu.edu‬‬ ‫مرشحة لنيل درجة الدكتوراه‪ ،‬جامعة جورج ماسون‬ ‫التحسينات املطلوبة‪.‬‬

‫مبراكز مكثفة ومنفصلة لتعليم اإلنجليزية ملدة تصل إىل أربعة‬ ‫فصول دراسية قبل االنتقال إىل املدارس الحكومية‪ ،‬بينام يف مناطق‬ ‫كثرية يف الواليات املتحدة يحرض متعلمو اللغة اإلنجليزية دروساً‬ ‫منفصلة معينة داخل املــدارس الحكومية ويدعمهم معلمون‬ ‫ُمد َّربون عىل تلبية حاجاتهم‪ .‬وتتضمن الخيارات األخرى من‬ ‫رسع أو برامج التجسري‪ ،‬مثل‬ ‫النامذج التعليمية منوذج التعليم ا ُمل َّ‬ ‫نشئت يف السودان وأفغانستان ملساعدة األطفال‬ ‫تلك الربامج التي ُأ ِ‬ ‫املهجرين يف االستعداد للتحديات اللغوية واملعرفية والنفسية‬ ‫االجتامعية يف املدرسة‪ .‬ومن أجل منع ظهور ‘جيل الضياع’ من‬ ‫الشباب السوري واستمرار صعوبات التامسك االجتامعي‪ ،‬يجب‬ ‫عىل تركيا أن تختار بعناية مقاربة مناسبة وأن تنفذها بانتظام‪.‬‬

‫وتتطلب معالجة ثغرات توفري التعليم جهوداً وطنية مستمرة لرسم‬ ‫سياسات شاملة وتنفيذها‪ ،‬مبا يف ذلك السياسات املتعلقة بالتطوير‬ ‫املهني للمدرسني وتصميم املقررات الدراسية‪ .‬وسيتطلب هذا‬ ‫العمل املكثف زيادة الدعم املايل وتبادل الخربات يف مجال التعليم‬ ‫املتعدد الثقافات واملتعدد اللغات من جانب املجتمع الدويل‪.‬‬ ‫وميكن النظر يف كثري من النامذج التعليمية الشائعة املستخدمة يف‬ ‫مكان آخر‪ .‬فعىل سبيل املثال‪ ،‬يلتحق األطفال الالجئون يف أسرتاليا‬

‫‪https://cehd.gmu.edu/centers/cie‬‬

‫‪UN Women (2018) Needs Assessment of Syrian Women and Girls Under .1‬‬ ‫‪Temporary Protection Status in Turkey‬‬ ‫(تقييم حاجات النِّساء والفتيات السوريات ضمن صفة الحامية املؤقتة يف تركيا)‬ ‫‪bit.ly/UNWomen-Syrian-women-girls-Turkey-2018‬‬ ‫‪Aydin H and Kaya Y (2017) ‘The Educational Needs of and Barriers .2‬‬ ‫‪Faced by Syrian Refugee Students in Turkey: A Qualitative Case Study’,‬‬ ‫‪Intercultural Education 1–18‬‬ ‫(الحاجات التعليمية للطالب السوريني الالجئني والعوائق التي يواجهونها يف تركيا‪ :‬دراسة‬ ‫حالة نوعية) ‪https://doi.org/10.1080/14675986.2017.1336373‬‬

‫تعليم األطفال غري املصحوبني ببالغني يف مآوي الواليات املتحدة األمريكية‬

‫كاييل ديبولد وكريي إيڨان وإميييل هورننغ‬

‫يجب عىل الخدمات التعليمية املقدمة لألطفال غري املصحوبني ببالغني يف املأوي التي متولها الحكومة‬ ‫يف الواليات املتحدة األمريكية أن تخضع لتدقيق ومتحيص لتلبية قدر أكرب من حاجات األطفال املتنوعة‬ ‫والوفاء باملعايري االتحادية للتعليم العام‪.‬‬ ‫منـذ عـام ‪ ،2014‬وصـل أكثر مـن ‪ 250‬ألـف طفـل مـن األطفـال‬ ‫غير املصحوبين ببالغين إىل الحـدود الجنوبيـة الغربيـة للواليـات‬ ‫املتحـدة بحثـاً عـن الحامية‪1.‬وعنـد وصـول هـؤالء األطفـال غير‬ ‫املصحوبين ببالغين‪ ،‬يوضعـون يف رعايـة مكتـب إعـادة توطين‬ ‫الالجئين التابـع لـوزارة الصحـة والخدمـات اإلنسـانية األمريكيـة‬ ‫ثُـم َّ ينقلـون إىل مرافـق اإليـواء التـي متولهـا الحكومة‪ .‬وقـد تعاقد‬ ‫مكتـب إعـادة توطين الالجئين التابـع لـوزارة الصحـة والخدمات‬ ‫اإلنسـانية األمريكيـة مـع مرافـق اإليـواء لتزويـد األطفـال غير الرشوط التعليمية يف دور اإليواء‬ ‫الصحيـة الطبيـة يحـق لجميـع األطفـال يف الواليـات املتحـدة األمريكيـة بغـض‬ ‫املصحوبين ببالغين‬ ‫ٍ‬ ‫بخدمـات منهـا الرعايـة ِّ‬ ‫والعقل َّيـة وإدارة الحـاالت والرتفيـه وتقديـم الربامـج التعليميـة‪ .‬النظـر عـن صفتهـم يف الهجـرة‪ ،‬الحصـول على التعليـم االبتـدايئ‬

‫ومبـا أنـه ال ُيسـ َمح لألطفـال غير املصحوبين ببالغين االلتحـاق‬ ‫املبـارش بنظام املـدارس الحكومية يف أثناء إقامتهـم يف دور اإليواء‪،‬‬ ‫فيجـب أن ُيقـدَّم لألطفـال يف دور اإليـواء التعليـم املـدريس الـذي‬ ‫يزودهـم باملعـارف واملهـارات الرضوريـة لالنتقـال إىل املدرسـة‬ ‫املحليـة‪ 2‬وعندمـا يغـادرون دار اإليـواء للدخـول يف رعايـة أحـد‬ ‫مقدمـي الرعايـة الذيـن خضعـوا للتدقيـق‪.‬‬


‫نرشة الهجرة القرسية ‪60‬‬

‫التَّعليم‪ :‬الحاجات والحقوق والوصول إليه يف أوضاع التَّهجري‬

‫مارس‪/‬آذار ‪2019‬‬

‫العـام والثانـوي املجـاين‪ .‬وهنـاك إرشـادات توجيهيـة معينة تحدد‬ ‫الحـد األدىن مـن املعايير والخدمـات التعليميـة لألطفـال غير‬ ‫حتجـزون يف دور اإليـواء‪ .‬وقـد ك َّيف‬ ‫املصحوبين ببالغين الذيـن ُي َ‬ ‫مكتـب إعـادة توطين الالجئين التابـع لـوزارة الصحـة والخدمات‬ ‫اإلنسـانية هذه اإلرشـادات التوجيهية لتالئم سياسـات وإجراءات‬ ‫برنامجـه لألطفـال غير املصحوبين ببالغني ( ُي َشـار إليه هنا باسـم‬ ‫دليـل مكتـب إعـادة توطين الالجئين)‪ 3.‬ووفقـاً لدليـل مكتـب‬ ‫إعـادة توطين الالجئين‪ ،‬فيجـب أن تقـدم مرافـق اإليـواء الدامئة‪:‬‬ ‫ً‬ ‫تقييـــا أوليـــاً للتعليـــم يف غضـــون ‪ 72‬ســـاعة مـــن قبـــول‬ ‫الطفـــل لتحديـــد مســـتوى الطفـــل يف التطـــور األكادميـــي‬ ‫والقـــراءة والكتابـــة والحســـاب والقـــدرة اللغويـــة‪.‬‬ ‫الخدمـــات التعليميـــة مـــع ســـت ســـاعات مـــن التعليـــم‬ ‫يوميــاً‪ ،‬م ــن االثن ــن إىل الجمع ــة‪ُ ،‬تقــ َّدم يف بيئ ــة دراس ــية‬ ‫منظم ــة‪ ،‬ع ــى م ــدار الع ــام التقومي ــي‬ ‫التدريـــس يف املجـــاالت الدراســـية األكادمييـــة األساســـية‬ ‫مب ــا يف ذل ــك العل ــوم والدراس ــات االجتامعي ــة والرياضي ــات‬ ‫والقـــراءة والكتابـــة والرتبيـــة البدنيـــة وتطويـــر اللغـــة‬ ‫اإلنجليزيـــة‬ ‫التقارير األكادميية ومالحظات التقدم لكل طالب‬ ‫امل ــواد التعليمي ــة والدراس ــية الت ــي تعك ــس تن ــوع األطف ــال‬ ‫واملراعي ــة لالختالف ــات‬ ‫املـــواد بجميـــع اللغـــات األصليـــة املمثلـــة يف املِر َفـــق‬ ‫التعليمـــي‬

‫‪53‬‬

‫‪www.fmreview.org/ar/education-displacement‬‬

‫الدعـــم مـــن منطقـــة املدرســـة املحليـــة تعنـــي َّأن الربامـــج‬ ‫التعليمي ــة تختل ــف باخت ــاف دور اإلي ــواء‪ .‬ونظــراً ملحدودي ــة‬ ‫املســـاعدة التـــي يقدمهـــا مكتـــب إعـــادة توطـــن الالجئـــن‬ ‫التاب ــع ل ــوزارة الصح ــة والخدم ــات اإلنس ــانية‪ ،‬يعم ــل ع ــددٌ‬ ‫كبــر مــن دور اإليــواء بجــد إليجــاد الوقــت واملــوارد الالزمــة‬ ‫لتطويـــر املناهـــج الكافيـــة وتنفيـــذ الخدمـــات التعليميـــة‬ ‫اإلبداعي ــة‪.‬‬ ‫وغالبـــاً مـــا تكـــون دور اإليـــواء محـــدودة يف الحيـــز املـــادي‬ ‫املتـــاح لهـــا ويجـــب أن تتكيـــف لتوفـــر التعليـــم لجميـــع‬ ‫األطف ــال‪ .‬وتتعام ــل بع ــض دور اإلي ــواء م ــع ه ــذه القضي ــة‬ ‫عـــن طريـــق تنظيـــم التعليـــم إىل دوريـــات؛ ومـــع ذلـــك‪،‬‬ ‫فالعث ــور ع ــى معلم ــن للعم ــل لوق ــت أط ــول م ــن الي ــوم‬ ‫ميكـــن أن يكـــون أمـــراً مضنيـــاً‪ .‬وقـــد تزيـــد دور اإليـــواء‬ ‫أيضـــاً مـــن نســـبة الطـــاب إىل املعلمـــن الســـتيعاب املزيـــد‬ ‫م ــن الط ــاب‪ .‬وم ــن القــرارات الت ــي يتخذه ــا املعلم ــون يف‬ ‫دور اإليـــواء تصنيـــف الطـــاب حســـب الســـن أو التطـــور‬ ‫األكادميـــي والقـــدرة اللغويـــة‪ ،‬وكال الخيـــاران يشـــكالن‬ ‫تحديـــات للتدريـــس يف الصفـــوف الدراســـية‪.‬‬ ‫وقــد ال يتــاح معلــم مؤهــل دامئ ـاً إلكــال التقييــم التعليمــي‬ ‫املبـــديئ؛ مـــا يعنـــي أنـــه قـــد يدخـــل يف عمليـــة التقييـــم‬ ‫موظـــف أقـــل تدريبـــاً‪ .‬وعندمـــا تكـــون هنـــاك وظائـــف‬ ‫شـــاغرة يف التدريـــس‪ ،‬فـــإن املرشـــحني الذيـــن ال يســـتوفون‬ ‫جمي ــع املعاي ــر املثالي ــة (أن يك ــون مجي ــداً للغت ــن ومعتم ــداً‬ ‫يف تعليـــم متعلمـــي اللغـــة اإلنجليزيـــة‪ ،‬ولديـــه معرفـــة‬ ‫باألطفـــال غـــر املصحوبـــن ببالغـــن) قـــد ُيعـــ َرض عليهـــم‬ ‫وظائـــف لســـد الفجـــوة يف الخدمـــات التعليميـــة املقدمـــة‬ ‫لألطفـــال‪.‬‬

‫املناهــج الدراســية التــي تشــتمل عــى التعليــم التعويــي‪،‬‬ ‫والتدريـــس بعـــد الـــدوام املـــدريس‪ ،‬وفـــرص التقـــدم‬ ‫األكادمي ــي‪ ،‬مث ــل املش ــاريع الخاص ــة والدراس ــات املس ــتقلة‬ ‫والـــدورات التحضرييـــة الختبـــار تطويـــر التعليـــم العـــام‬ ‫ويشـــكل تطويـــر املقـــررات الدراســـية لتلبيـــة االحتياجـــات‬ ‫الـــذي يقـــدم شـــهادة تعـــادل شـــهادة التعليـــم الثانـــوي‬ ‫التعليميـــة املتنوعـــة لألطفـــال غـــر املصحوبـــن ببالغـــن يف‬ ‫دور اإليـــواء تحديـــاً دامئـــاً‪ .‬فوفقـــاً لدليـــل مكتـــب إعـــادة‬ ‫املامرسات والتحديات‬ ‫توطـــن الالجئـــن‪ ،‬يجـــب أن يســـتند محتـــوى املقـــررات‬ ‫يدي ــر مكت ــب إع ــادة توط ــن الالجئ ــن التاب ــع ل ــوزارة الصح ــة الدراس ــية إىل املعاي ــر التعليمي ــة املحلي ــة‪ ،‬وأن يك ــون متس ــقاً‬ ‫والخدم ــات اإلنس ــانية حاليــاً أك ــر م ــن ‪ 100‬دار إي ــواء دائ ــم مـــع متوســـط مـــدة اإلقامـــة يف هـــذا املرفـــق وأن ُيص َمـــم‬ ‫يف ‪ 17‬واليـــة وتختلـــف ســـعة هـــذه الـــدور بـــدءاً مـــن ‪ 30‬وفقــاً ملس ــتوى كل طف ــل وقدرت ــه ع ــى ح ــدة‪ .‬وم ــع ذل ــك‪،‬‬ ‫ً‬ ‫طفـــا إىل أكـــر مـــن ‪ 400‬طفـــل‪ .‬ويف حـــن َّأن دور اإليـــواء تســـتضيف الصفـــوف الدراســـية الطـــاب مـــن مختلـــف‬ ‫ه ــذه يج ــب أن متتث ــل للح ــد األدىن م ــن ال ــروط التعليمي ــة األع ــار والخلفي ــات التعليمي ــة الذي ــن يدخل ــون إىل الرعاي ــة‬ ‫الت ــي وضعه ــا دلي ــل مكت ــب إع ــادة توط ــن الالجئ ــن‪ ،‬ف ــإن ويخرج ــون منه ــا يف أوق ــات مختلف ــة‪ .‬وغالب ـاً م ــا ُتق ِّي ــد ه ــذه‬ ‫ع ــدداً م ــن العوام ــل م ــن بينه ــا الحج ــم الفع ــي للمرف ــق‪ ،‬العوام ــل‪ ،‬مقرتن ــة بالقضاي ــا الس ــلوكية واملس ــتويات املتقلب ــة‬ ‫وخـــرات املوظفـــن‪ ،‬وغيـــاب منهـــج موحـــد وقـــدر مـــن م ــن االهت ــام بالتعلي ــم واالس ــتجابات للصدم ــات النفس ــية‪،‬‬

‫‪53‬‬


‫‪54‬‬

‫‪54‬‬

‫التَّعليم‪ :‬الحاجات والحقوق والوصول إليه يف أوضاع التَّهجري‬

‫نرشة الهجرة القرسية ‪60‬‬ ‫مارس‪/‬آذار ‪2019‬‬

‫‪www.fmreview.org/ar/education-displacement‬‬

‫قـــدرة املعلمـــن عـــى إعـــداد الطـــاب عـــى نحـــو مالئـــم مدخل إىل مدراس دور اإليواء‬

‫لدخ ــول نظ ــام درايس مح ــي بع ــد خروجه ــم م ــن الرعاي ــة‪.‬‬ ‫وميك ــن أن مت ــر احتياج ــات الط ــاب الفردي ــة بس ــهولة دون‬ ‫ع ــاج‪ .‬وق ــد ُيك ــرر الط ــاب الذي ــن يبق ــون يف ف ــرة رعاي ــة‬ ‫أط ــول م ــن متوس ــط م ــدة اإلقام ــة دراس ــة املق ــرر ال ــدرايس‬ ‫نفس ــه إذا مل يتمك ــن موظف ــو دار اإلي ــواء م ــن ترتي ــب ف ــرص‬ ‫تعليمي ــة جدي ــدة له ــم؛ األم ــر ال ــذي ُيعــ ِّرض بع ــض الط ــاب‬ ‫لخط ــر االنعــزال أو إضاع ــة فرص ــة التق ــدم التعليم ــي‪.‬‬

‫يـــأيت األطفـــال غـــر املصحوبـــن ببالغـــن مـــن مجموعـــة‬ ‫متنوع ــة م ــن الخلفي ــات التعليمي ــة‪ ،‬ومعظمه ــم غ ــر معت ــاد‬ ‫عـــى املعايـــر واملامرســـات التعليميـــة يف الواليـــات املتحـــدة‬ ‫األمريكيـــة‪ .‬وقـــد تختلـــف بيئـــة القاعـــة الدراســـية عـــن أي‬ ‫يشء مـــر بـــه الطالـــب مـــن قبـــل‪ ،‬خاصـــ ًة إذا مل يلتحقـــوا‬ ‫باملدرســـة بانتظـــام يف املـــايض أو إذا كانـــت مدرســـتهم يف‬ ‫بلده ــم األص ــي مح ــدودة امل ــوارد للغاي ــة‪ .‬ويج ــب أن يس ــاعد‬ ‫معلمـــو دور اإليـــواء الطـــاب عـــى فهـــم القواعـــد الخاصـــة‬ ‫باملـــدارس األمريكيـــة ومعايريهـــا ومامرســـاتها وتوقعاتهـــا‪.‬‬ ‫فالطـــاب الذيـــن ال يعرفـــون كيفيـــة التـــرف املالئـــم قـــد‬ ‫ُيصنّفـــوا تصنيفـــاً ســـلبياً و ُيطـــ َردوا مـــن قاعـــة الدراســـة‬ ‫مبجـــرد انتقالهـــم إىل مدرســـة محليـــة‪ .‬لذلـــك‪ ،‬مـــن املهـــم‬ ‫تعلي ــم الس ــلوك اإليج ــايب من ــذ البداي ــة‪ .‬وق ــد يك ــون تقدي ــم‬ ‫توجيهـــات فرديـــة أو جامعيـــة للصفـــوف الدراســـية بقيـــادة‬ ‫مســـاعد املعلـــم أو غـــره مـــن كـــوادر الدعـــم تتـــم خـــارج‬ ‫الص ــف ال ــدرايس الرئي ــي أمــراً مفي ــداً يف الرتحي ــب بالط ــاب‬ ‫الج ــدد ومس ــاعدتهم ع ــى التكي ــف م ــع تجن ــب الس ــيناريو‬ ‫الـــذي يحصـــل فيـــه الطـــاب عـــى التوجيـــه نفســـه عـــدة‬ ‫مــرات‪ ،‬م ــع وص ــول أطف ــال ج ــدد ع ــدة مــرات يف كل م ــرة‬ ‫يف األس ــبوع‪ .‬ك ــا ن ــويص أن يدم ــج املعلم ــون مه ــارات الحي ــاة‬ ‫اليومي ــة واملعاي ــر االجتامعي ــة األمريكي ــة يف تعليمه ــم‪ ،‬إذ إن ــه‬ ‫م ــن املمك ــن أن يك ــون الط ــاب مل يطلع ــوا يف الس ــابق ع ــى‬ ‫هـــذه املعلومـــات‪.‬‬

‫ومبــا َّأن دور اإليــواء مرافــق متعاقــد عليهــا فيدرالي ـاً وتحصــل‬ ‫عـــى منـــح ماليـــة‪ ،‬فيجـــب أن تلتـــزم بالقوانـــن واملعايـــر‬ ‫الفيدراليـــة املصممـــة لحاميـــة الطـــاب ذوي اإلعاقـــة‪ ،‬أو‬ ‫ذوي االحتياجـــات الخاصـــة أو مهـــارات اللغـــة اإلنجليزيـــة‬ ‫املحــدودة‪ ،‬وأن تأخــذ يف االعتبــار عوامــل أخــرى مثــل ال ِع ـ ْرق‬ ‫والجن ــدر والعم ــر‪ .‬وم ــع َّأن معظ ــم األطف ــال غ ــر املصحوب ــن‬ ‫ببالغ ــن الذي ــن يصل ــون إىل الح ــدود الجنوبي ــة الغربي ــة ه ــم‬ ‫م ــن الناطق ــن باللغ ــة اإلس ــبانية‪ ،‬فبعضه ــم يتح ــدث لغ ــات‬ ‫الس ــكان األصلي ــن يف املاي ــا‪ ،‬والبع ــض اآلخ ــر ي ــأيت م ــن دول‬ ‫مث ــل غيني ــا وغان ــا والهن ــد وبنغ ــادش؛ م ــا ي ــؤدي إىل تن ــوع‬ ‫الصف ــوف الدراس ــية لغوي ـاً‪ .‬ق ــد يك ــون م ــن الصع ــب تحدي ــد‬ ‫موقـــع املرتجمـــن الشـــفهيني واملـــواد ذات الصلـــة ثقافيـــاً‬ ‫للغ ــات األق ــل اس ــتخداماً؛ م ــا يعي ــق وص ــول الط ــاب‪ .‬ع ــاو ًة‬ ‫ع ــى ذل ــك‪ ،‬ع ــى الرغ ــم م ــن أن القان ــون الفي ــدرايل يحم ــي‬ ‫حقـــوق األفـــراد ذوي اإلعاقـــة‪ ،‬ال يخضـــع الطـــاب يف دور‬ ‫اإلي ــواء للتش ــخيص املناس ــب بس ــبب محدودي ــة الوص ــول إىل‬ ‫املق ِّي ِمـــن املؤهلـــن واملعتمديـــن‪ .‬وبـــدون تشـــخيص دقيـــق التقييم والتعلم‬ ‫والوصـــول إىل خدمـــات الدعـــم الرضوريـــة‪ ،‬قـــد يواجـــه يجـــب أن تركـــز تقييـــات الطـــاب يف املـــأوى عـــى نقـــاط‬ ‫الق ــوة والق ــدرات ل ــدى الطال ــب بلغت ــه األم ب ــدالً م ــن إلق ــاء‬ ‫الط ــاب ذوي اإلعاق ــة صعوب ــة يف التعل ــم‪.‬‬ ‫الضـــوء عـــى الثغـــرات املعرفيـــة أو غيـــاب مهـــارات اللغـــة‬ ‫وأخــراً‪ ،‬نظـراً ألن الربامــج التعليميــة يف دور اإليــواء ال تتلقــى اإلنجليزيـــة‪ .‬ويجـــب تصميـــم هـــذه التقييـــات بعنايـــة‬ ‫ً‬ ‫عـــاد ًة‬ ‫متويـــا حكوميـــاً أو محليـــاً وليســـت ُمطالَبـــة قانونـــاً لتتضمـــن جميـــع املعلومـــات الرضوريـــة‪ .‬ونـــويص أن ُيجـــ ِري‬ ‫بااللتـــزام باملعايـــر والتوجيهـــات التعليميـــة الحكوميـــة‪ ،‬التقييـــات معلـــم مؤهـــل لديـــه مـــا يلـــزم مـــن املـــوارد‬ ‫فالدولـــة ال تشـــارك يف مراقبـــة هـــذه الربامـــج‪ .‬وبـــدالً مـــن والتدريـــب لـــي ُتحـــدَّ د حاجـــات الطـــاب بطريقـــة مالمئـــة‪.‬‬ ‫ذل ــك‪ُ ،‬يجــ ِري مكت ــب إع ــادة توط ــن الالجئ ــن الح ــد األدىن وق ــد يك ــون م ــن ال ــروري وج ــود مرتج ــم ش ــفهي لتقيي ــم‬ ‫مـــن عمليـــة الرقابـــة‪ .‬وال يشـــارك الطـــاب يف التقييـــات بع ــض الط ــاب تقيي ـ ً‬ ‫ـا صحيحــاً‪ .‬وباإلضاف ــة إىل ذل ــك‪ ،‬يج ــب‬ ‫املعياري ــة ع ــى املس ــتوى الوطن ــي أو ع ــى مس ــتوى الوالي ــة أن تتجن ــب دور اإلي ــواء تقدي ــم إرش ــادات ذاتي ــة م ــا مل يكم ــل‬ ‫ومل توضـــع معايـــر أو نقـــاط مرجعيـــة موحـــدة لهـــذه الطالـــب املقـــررات الدراســـية للـــأوى أو يكـــون متقدمـــاً‬ ‫الربامـــج‪.‬‬ ‫نصـــح بربامـــج التعلـــم عـــن‬ ‫أكادمييـــاً‪ .‬ويف هـــذه الحـــاالت‪ُ ،‬ي َ‬ ‫بع ــد الت ــي تس ــمح للط ــاب بالحص ــول ع ــى ق ــروض التعلي ــم‬ ‫ورغـــم هـــذه التحديـــات‪ ،‬فنحـــن نقـــدم عـــدة توصيـــات الثان ــوي ب ــرط أن ي ــرف ع ــى ه ــذا املق ــرر ال ــدرايس معل ــم‬ ‫وف ــرص لتش ــجيع نج ــاح الط ــاب‪ ،‬س ــواء يف م ــدارس اإلي ــواء يف املـــأوى‪ .‬أمـــا الطـــاب الذيـــن لديهـــم مهـــارات محـــدودة‬ ‫أو عندمـــا ينتقلـــون إىل املـــدارس املحليـــة‪.‬‬ ‫يف اللغـــة اإلنجليزيـــة أو معرفـــة القـــراءة والكتابـــة‪ ،‬فيمكـــن‬


‫نرشة الهجرة القرسية ‪60‬‬

‫التَّعليم‪ :‬الحاجات والحقوق والوصول إليه يف أوضاع التَّهجري‬

‫مارس‪/‬آذار ‪2019‬‬

‫‪55‬‬

‫‪www.fmreview.org/ar/education-displacement‬‬

‫ملنصــات تعلــم اللغــات عــر اإلنرتنــت وأدوات التعلــم الصوتيــة ش ــفويون لألوصي ــاء مقدم ــي الرعاي ــة الذي ــن ال يتقن ــون اللغ ــة‬ ‫تعزيـــز مـــا يتعلمونـــه يف القاعـــات الدراســـية‪.‬‬ ‫اإلنجليزي ــة حت ــى يتمكن ــوا م ــن املش ــاركة بفاعلي ــة يف تعلي ــم‬ ‫األطفـــال‪ .‬وأخـــراً‪ ،‬نـــويص بـــأن يواصـــل املعلمـــون ومقدمـــو‬ ‫الرشاكات‬ ‫الخدمـــات اآلخـــرون البحـــث عـــن اســـراتيجيات جديـــدة‬ ‫بحثـــت بعـــض دور اإليـــواء إقامـــة رشاكات مـــع مناطـــق لتحقيـــق نتائـــج ناجحـــة وأن يدعـــوا إىل املعاملـــة العادلـــة‬ ‫امل ــدارس املحلي ــة للمس ــاعدة يف توف ــر الخدم ــات التعليمي ــة لجميـــع األطفـــال غـــر املصحوبـــن ببالغـــن يف مجتمعاتهـــم‪.‬‬ ‫لألطف ــال غ ــر املصحوب ــن ببالغ ــن‪ 4.‬وميك ــن له ــذه الــراكات‬ ‫توســـيع نطـــاق الوصـــول إىل املعلمـــن املؤهلـــن‪ ،‬وخدمـــات كاييل ديبولد ‪KDiebold@usccb.org‬‬ ‫التعليــم الخاصــة واملق ِّي ِمــن ذوي الخــرة يف مجــال االحتياجــات متخصصة يف خدمات األطفال‪ ،‬دائرة خدمات الهجرة والالجئني‪،‬‬ ‫التعليميـــة واإلعاقـــات‪ .‬وقـــد توفـــر الـــراكات مـــع مناطـــق مؤمتر الواليات املتحدة األمريكية للمطارنة الكاثوليك‪.‬‬ ‫املـــدارس للطـــاب الذيـــن يقيمـــون لفـــرة طويلـــة يف املـــأوى ‪www.usccb.org/about/migration-and-refugee-‬‬ ‫حســـنة وفرصـــة ‪services‬‬ ‫إمكانيـــة الوصـــول إىل املقـــررات الدراســـية ا ُمل َّ‬ ‫الحصـــول عـــى قـــرض مقابـــل الصفـــوف التـــي يجتازونهـــا‪.‬‬ ‫وهـــذا يزيـــد مـــن احتامليـــة إكاملهـــم ملتطلبـــات املقـــررات كريي إيڨان ‪kerri.evans@bc.edu‬‬ ‫الدراســـية الثانويـــة قبـــل أن يبلغـــوا الحـــد األقـــى للســـن مرشح لنيل درجة الدكتوراه‪ ،‬كلية بوسطن الجامعية للعمل‬ ‫املحـــدد للحصـــول عـــى شـــهادة املرحلـــة الثانويـــة (ســـن ‪ 21‬االجتامعي ‪www.bc.edu/socialwork‬‬ ‫يف معظ ــم الوالي ــات األمريكي ــة)‪ .‬وق ــد تزي ــد الــراكات م ــع‬ ‫مناطـــق املـــدارس املحليـــة أيضـــاً عمليـــة املراقبـــة العامـــة إميييل هورننغ ‪emilyehornung@gmail.com‬‬ ‫للربمجـــة التعليميـــة يف دور اإليـــواء واملســـاعدة يف ضـــان مستشارة متخصصة يف السلوك‪/‬معالجة متنقلة‪ ،‬دائرة بنسلفانيا‬ ‫توافقهـــا مـــع رشوط الدولـــة‪ .‬ونظـــراً ألن مناطـــق املـــدارس لالستشارات ومتعاقدة مستقلة‪ ،‬منظمة خدمة الهجرة والالجئني‬ ‫املحليـــة ليســـت ملزمـــة بتعليـــم الطـــاب يف دور اإليـــواء وال اللوثرية‪www.lirs.org .‬‬ ‫تتلق ــى متوي ـ ً‬ ‫ـا م ــن الدول ــة للقي ــام بذل ــك‪ ،‬فنح ــن ن ــويص ب ــأن‬ ‫يق ــدم مكت ــب إع ــادة توط ــن الالجئ ــن التاب ــع ل ــوزارة الصح ــة جميع اآلراء الواردة يف هذه املقالة تعرب عن آراء املؤلفني‬ ‫والخدمـــات اإلنســـانية الدعـــم املـــايل لتعزيـــز هـــذا التعـــاون وحدهم وال تعكس بالرضورة آراء أو مواقف دائرة خدمات‬ ‫الهجرة والالجئني‪ ،‬أو مؤمتر الواليات املتحدة األمريكية للمطارنة‬ ‫والحفـــاظ عليـــه‪.‬‬ ‫الكاثوليك وال منظمة خدمة الهجرة والالجئني اللوثرية‪.‬‬

‫املناطق التَّعليمية للمدارس املحلية‬

‫يج ــب ع ــى جمي ــع املتخصص ــن املش ــاركني يف تعلي ــم األطف ــال‬ ‫غ ــر املصحوب ــن ببالغ ــن أن يدافع ــوا ع ــن االلتح ــاق الرسي ــع‬ ‫والعـــادل للطـــاب باملـــدارس املحليـــة مبجـــرد تركهـــم لـــدور‬ ‫اإليـــواء‪ .‬ومبجـــرد التحـــاق الطـــاب بهـــذه املـــدارس نـــويص‬ ‫بتوجيههـــم وتقييمهـــم مـــن أجـــل توزيعهـــم عـــى الصفـــوف‬ ‫الدراســـية عـــى نحـــ ٍو صحيـــح وتحديـــد خدمـــات الدعـــم‬ ‫الرضوريـــة لهـــم‪ .‬وميكـــن للمعلمـــن يف دور اإليـــواء دﻋم‬ ‫تل ــك الجه ــود بإرس ــال س ــجالت تعليمي ــة مفصل ــة وتوصي ــات‬ ‫بخدم ــات معين ــة أو خط ــة تعلي ــم مخصص ــة ل ــكل ف ــرد م ــع‬ ‫األطف ــال عندم ــا يغ ــادرون امل ــأوى‪ .‬ويج ــب توجي ــه مقدم ــي‬ ‫الرعاي ــة إلحض ــار ه ــذه األوراق عن ــد تس ــجيل الطف ــل وتوجي ــه‬ ‫املعلـــم بإحضارهـــا يف اليـــوم األول للطفـــل يف املدرســـة‪.‬‬ ‫وباإلضافـــة إىل ذلـــك‪ ،‬يجـــب أن تلتـــزم املـــدارس باإلرشـــادات‬ ‫الص ــادرة ع ــن مكت ــب الحق ــوق املدني ــة التاب ــع ل ــوزارة التعلي ــم‬ ‫األمريكيــة‪ 5،‬وأن تضمــن ترجمــة املســتندات‪ ،‬و ُيو َّفــر مرتجمــون‬

‫‪ .1‬يُعدُّ الطفل غري مصحوب ببالغني إذا كان دون الثامنة عرشة من عمره ووصل الحدود‬ ‫األمريكية دون صفة هجرة مرشوعة أو والد أو ويص قانوين لتقديم الرعاية والحامية‬ ‫املادية له‪.‬‬ ‫‪ .2‬ويف الواليات املتحدة األمريكية‪ ،‬تُصنَّف املدارس الحكومية ضمن مناطق تعليمية‬ ‫تديرها مجالس املدارس‪ .‬وكل منطقة تعليمية مستقلة عن غريها ولها غايتها املستقلة‬ ‫وتعمل مبوجب اإلرشادات التوجيهية للحكومة االتحادية األمريكية وإرشادات حكومة‬ ‫الوالية ومجلس املدارس املحيل التابعة له‪.‬‬ ‫‪Office of Refugee Resettlement (2015) ORR Guide: Children Entering the .3‬‬ ‫‪United States Unaccompanied‬‬ ‫(دليل مكتب إعادة توطني الالجئني لألطفال الداخلني إىل الواليات املتحدة األمريكية دون‬ ‫مرافقني بالغني) ‪bit.ly/ORRguide-UAC-2015‬‬ ‫‪Ho S (2018) ‘US school districts weigh duty to youth migrant shelters’ .4‬‬ ‫(املناطق التعليمية للمدارس األمريكية تنظر يف واجبها تجاه مآوي املهاجرين اليافعني)‬ ‫‪bit.ly/BostonNews-US-schools-districts-shelters‬‬ ‫‪US Department of Education (2018) Schools’ Civil Rights Obligations to .5‬‬ ‫‪English Learner Students and Limited English Proficient Parents‬‬ ‫(التزامات املدارس من منظور حقوق اإلنسان تجاه الطالب املتع ِّلمني وأولياء األمور‬ ‫محدودي القدرة يف اللغة اإلنجليزية)‬ ‫‪www2.ed.gov/about/offices/list/ocr/ellresources‬‬

‫‪55‬‬


‫‪56‬‬

‫‪56‬‬

‫التَّعليم‪ :‬الحاجات والحقوق والوصول إليه يف أوضاع التَّهجري‬

‫نرشة الهجرة القرسية ‪60‬‬ ‫مارس‪/‬آذار ‪2019‬‬

‫‪www.fmreview.org/ar/education-displacement‬‬

‫املعلمون يف التَّهجري‪ :‬التَّعلم من دروس داداب‬

‫محمد دوايل وأوتشان ليوموي وعبد الله آدن وأوكيلو أويات وآريت داغاين وعبد القادر أبيكار‬

‫ما زال املعلمون الالجئون يؤمنون رغم التحديات بإمكانات التعليم يف تحويل حياة املتعلمني الالجئني‬ ‫ومجتمعاتهم‪ .‬وال بد من السامع ألصوات هؤالء املعلمني والنظر يف حاجاتهم عند توفري التعليم لالجئني‬ ‫إذا ما أريد تحسني الوصول إىل التعليم والحصول عىل النتائج املرجوة‪.‬‬ ‫تسـتضيف مخيمات داداب لالجئين يف شمال رشق كينيـا‬ ‫وهـي مخيمات كانـت قـد اف ُت ِتحـت يف عـام ‪ 1991‬لالجئين‬‫الفاريـن مـن الحـرب األهليـة يف الصومـال‪ -‬حـوايل ‪225.000‬‬ ‫شـخص‪ .‬ومـن بين الالجئين يف هـذه املخيمات يوجـد ‪58‬‬ ‫باملائـة منهـم دون سـن الثامنـة عشرة‪ ،‬يعمـل على تقديـم‬ ‫الخدمـات التعليميـة لهـم ‪ 35‬مركز رياض أطفال و‪ 35‬مدرسـة‬ ‫ابتدائيـة وسـت مـدارس ثانويـة كلهـا موجـودة يف املخيمات‬ ‫ً‬ ‫فضلا‬ ‫وتديرهـا املنظمات غير الحكوميـة أو القطـاع الخـاص‪،‬‬ ‫عـن املـدارس القرآنية التـي يديرها املجتمـع املحيل‪1.‬وقد أدى‬ ‫تـردي جـودة املـدارس التـي تديرهـا املنظامت غير الحكومية‬ ‫يف السـنوات األخيرة إىل زيـادة عـدد املـدارس الخاصـة التـي‬ ‫تتقـاىض مـا يعـادل ‪ 15‬دوالراً أمريكياً يف الشـهر نظري االلتحاق‬ ‫باملـدارس االبتدائيـة و‪ 30‬دوالراً نظير االلتحـاق باملـدارس‬ ‫الثانويـة‪ .‬ومـع ذلـك فهـذه الرسـوم ال يطيـق تحملهـا معظـم‬ ‫املهجـرة يف مخيمات داداب التـي تعتمـد على‬ ‫العائلات‬ ‫َّ‬ ‫املسـاعدات اإلنسـانية‪.‬‬

‫تدريسـهم عىل الحفـظ واالختبار بدالً مـن التعلم القائم عىل‬ ‫البحـث؛ مما يضعـف القدرة على اإلبـداع والتفكير النقدي‬ ‫لـدى الطلاب‪ .‬كما َّأن الطلاب الذيـن يعانـون مـن نقـص‬ ‫املعرفـة أو صعوبـات يف التعلـم أو مشـكالت سـلوكية (قـد‬ ‫تكـون قامئـة على الصدمـة يف األسـاس) ال ُيقـدَم لهـم الدعم‬ ‫الـكايف؛ ويسـهم ذلك يف زيـادة معدالت التغيب عن املدرسـة‬ ‫والتسرب منهـا‪ .‬ويفتقـر املعلمون إىل املناهج الدراسـية ذات‬ ‫الصلـة بثقافتهـم ويفتقـرون كذلـك إىل التدريـب على كيفية‬ ‫تطبيـق مصادر املناهج الدراسـية وطـرق التدريس وتعديلها‪.‬‬ ‫وغالبـاً مـا تكـون املصـادر املتاحـة غير كافيـة لدعـم هـذه‬

‫تدريب املعلمني ومصادرهم‬

‫مـن بين العوامـل التـي تؤثـر يف جـودة املـدارس التـي تديرها‬ ‫املنظمات غير الحكوميـة بصفـ ٍة خاصة نقـص التطويـر الالزم‬ ‫للمعلمين الالجئين (أي املعلمين الذيـن هـم أنفسـهم مـن‬ ‫الالجئين)‪ ،‬وهـم يشـكلون غالبيـة معلمـي املـدارس االبتدائية‬ ‫والثانويـة يف مخيمات داداب‪ .‬وغالبـاً مـا يضطـر هـؤالء‬ ‫املعلمـون – الذيـن تبلـغ نسـبة الحاصلين منهـم على مؤهـل‬ ‫تعليـم ثانـوي ‪ 72‬باملائـة‪ -‬إىل االعتماد عىل تجربتهـم الخاصة‬ ‫يف التعليـم املـدريس يف توجيـه طـرق تدريسـهم وإدارتهـم‬ ‫للفصـول الدراسـية‪ .‬وتتوفـر أمامهـم القليـل مـن الفـرص‬ ‫ً‬ ‫فضلا عـن أنـه يقتصر على السياسـات التنظيميـة‬ ‫للتدريـب‬ ‫ُ‬ ‫رجـع‬ ‫للمنظمـة غير الحكوميـة التـي تديـر املدرسـة‪ .‬وت ِّ‬ ‫املنظمات غير الحكوميـة السـبب يف عـدم تنظيـم التدريـب‬ ‫كاف من املعلمين الالجئني إىل عدم‬ ‫الرسـمي أو توظيـف عـدد ٍ‬ ‫كفايـة التمويـل‪.‬‬ ‫وتتمثـل إحـدى النتائـج البـارزة املرتتبـة على عـدم كفايـة‬ ‫تدريـب املعلمين يف اعتماد املعلمين اعتماداً كبيراً يف طـرق‬ ‫مدرسة هورمو الـأساسية يف مخيم اداب أيفو يستضيف أكرث من ألفي طالب من الالجئني‪.‬‬


‫نرشة الهجرة القرسية ‪60‬‬

‫التَّعليم‪ :‬الحاجات والحقوق والوصول إليه يف أوضاع التَّهجري‬

‫مارس‪/‬آذار ‪2019‬‬

‫‪57‬‬

‫‪www.fmreview.org/ar/education-displacement‬‬

‫األعـداد مـن املتعلمين واملعلمين؛ مـا يؤثـر يف جـودة التعليم‬ ‫وتحصيـل الطالب‪.‬‬

‫االكتظاظ‬

‫القاعـات الدراسـية يف مخيمات داداب مكتظـة جـداً بالطلاب‪،‬‬ ‫إذ تسـتوعب مـن ‪ 80‬إىل ‪ 100‬طالـب‪ .‬وهـذا العـدد الكبير يؤثـر يف‬ ‫الطـرق التـي ُيقـدِّم بهـا املعلمـون عمليـة التعليـم اليوميـة بالتواصل‬ ‫اللفظـي وغير اللفظـي‪ ،‬ويقلـل كذلـك مـن الفـرص املتاحـة أمـام‬ ‫املعلمين لتقديـم تعليـم متميـز واسـتيعاب الطلاب على اختلاف‬ ‫قدراتهـم‪ .‬واسـتناداً إىل تجربتنـا يف التدريـس يف مخيمات داداب‪،‬‬ ‫فقـد كان للصفـوف الدراسـية املكتظـة التـي يتنافـس فيهـا الطلاب‬ ‫على أماكـن الجلـوس القليلـة دو ٌر يف زيادة حاالت النـزاع بني الطالب‬ ‫وسـوء السـلوك‪ .‬وغالبـاً مـا يقضي املعلمـون يف مخيمات داداب وقتاً‬ ‫كبيراً نسـبياً يف تسـوية النزاعـات بين الطلاب؛ مما يقلل مـن الوقت‬ ‫ثـم ينظر املعلمـون غري املدربين يف بعض‬ ‫املخصـص للتدريـس‪ .‬ومـن ّ‬ ‫األحيـان إىل العقوبـة البدنية عىل أنها وسـيل ًة للحفـاظ عىل االنضباط‪.‬‬ ‫وأوضـح أحـد املعلمين الالجئين املعنيين باألمر أنـه “هنـا يف داداب‪،‬‬ ‫غالباً ما ُي َشـار إىل العصا املسـتخدمة للعقاب باسـم املعلم املسـاعد”‪.‬‬

‫وميكن أن يكون السـتخدام العقوبة البدنية عواقب نفسـية اجتامعية‬ ‫سـلبية على املتعلمين‪ ،‬وميكـن أن يعيـد مـر ًة أخـرى هياكل السـلطة‬ ‫الحاليـة وأوجـه عـدم املسـاواة‪ ،‬وهـذا يعني ضمنـاً أن املشـاكل ميكن‬ ‫حلهـا بالقـوة والخضـوع للسـلطة‪ .‬وقد َر ْ‬ ‫بطـت دراسـات مختلفة من‬ ‫جميـع أنحـاء العـامل العقوبـة البدنيـة بتغيـب الطلاب عـن املدرسـة‬ ‫وترسبهـم منهـا؛ إذ إن الطلاب أصبحوا ينظرون إىل املدرسـة عىل أنها‬ ‫بيئـة غير وديـة‪ ،‬وميكن أن تكـون هذه العقوبـة البدنية ضـارة بصف ٍة‬ ‫خاصـة على الطلاب الالجئين الذيـن تعرضـوا لصدمـة أو شـاهدوا‬ ‫عائالتهـم وأصدقائهـم يف حالـة صدمة‪.‬‬

‫ظروف العمل غري املستقرة‬

‫غالبـاً مـا يكـون املعلمـون الالجئـون ممـن كانـوا متفوقين يف صـف‬ ‫تخرجهـم يف املدرسـة الثانويـة‪ ،‬ولديهـم القـدرة على التحـدث‬ ‫بلغـات متعـددة والعمـل مبنزلـة جسر بني املنظمات غير الحكومية‬ ‫تحديـات عديدة‪،‬‬ ‫ومجتمعـات الالجئين‪ .‬ومـع ذلـك‪ ،‬فإنهـم يواجهون‬ ‫ٍ‬ ‫مـن بينهـا عدم التنسـيق بني السـلطات التعليمية وسـلطات تسـجيل‬ ‫الالجئين‪ ،‬والعقبـات التـي تحـول دون الحصول عىل االعتماد والعمل‬ ‫معلمين‪ ،‬والعـداء ضدهم‪ ،‬واالسـتبعاد مـن نقابـات املعلمني‪2‬باإلضافة‬ ‫إىل َّأن الظـروف العمليـة يف غايـة الصعوبـة؛ إذ ينتقـل املعلمـون‬ ‫الالجئـون أحيانـاً ملسـافات طويلـة داخـل مخيمهم أو خارجـه للعمل‬ ‫يف فصـول دراسـية ذات أعـدا ٍد كبيرة من الطلاب ال ُيقدّم لهـا الدعم‬ ‫الكايف‪.‬‬

‫املفوضية السامية لألمم املتحدة لشؤون الالجئني‪/‬أسد الله نرص الله‬

‫ال يتلقـى معظـم املعلمـون ا ُمله ََّجـرون يف كينيا التدريـب وال يحصلون‬ ‫على الرتخيـص ملزاولـة املهنـة‪ً .‬‬ ‫ونظـراً َّ‬ ‫ألن الالجئين ليـس لهـم الحـق‬ ‫َ‬ ‫يف العمـل يف كينيـا‪ ،‬فـإن املعلمين الالجئين الذيـن ُيطلـق عليهـم‬ ‫‘العاملـون بحوافـز’ ُي َّ‬ ‫وظفـون و ُتد َفـع لهـم أجـور منخفضـة ثابتـة‪،‬‬ ‫وعـادة مـا تكون نسـب ًة ضئيلة مام يحصـل عليه املواطـن الكيني عند‬ ‫العمـل يف الوظيفـة ذاتهـا‪ 3،‬أمـا املكافـأة فتظـل كام هي بغـض النظر‬ ‫عما إذا كانـوا حاصلين على مؤهالت بعـد املرحلة الثانويـة أم ال‪ .‬وال‬ ‫ُيسـ َمح للمعلمين ا ُمله ََّجريـن بأكثر مـن أجـر الحوافـز و ُتط َّبـق عليهم‬ ‫عقوبـة إذا شـاركوا يف أعمال إضافيـة مدفوعـة األجـر‪ .‬وقـد أدى هذا‬ ‫التفـاوت بين املعلمين الالجئين واملعلمين غير الالجئين إىل ضعـف‬ ‫رغبـة املهنيين املتعلمين مـن الالجئين يف العمـل بهـذه الوظيفـة وال‬ ‫سـيام النسـاء اللايت يبحنث عن عمل أقـل إرهاقاً نظراً ملسـؤولياتهن يف‬ ‫رعايـة يف املنـزل‪ .‬وتتفـاوض املفوضية السـامية لألمم املتحدة لشـؤون‬ ‫الالجئين على أجـور معلمـي الالجئين مع الحكومـة الكينيـة‪ ،‬غري إ َّنه‬ ‫مـن املتوقـع أن يكتفـي املعلمون الالجئـون بهذا الحافـز املدفوع ألن‬ ‫صفتهـم كالجئين متنحهم الحق يف املسـاعدة باملأوى واألمـور العينية‪.‬‬ ‫و ِمـن َث ّـم َّ‬ ‫فـإن املعلمين الالجئين أكثر عرضـة للفصـل مـن املعلمين‬ ‫الكينيين وذلـك يف حـاالت نقـص التمويـل وخفـض الرتبـة والتغافـل‬ ‫يف عمليـات التوظيـف والتمييـز على أسـاس الصفـة القانونية واألصل‬

‫‪57‬‬


‫‪58‬‬

‫التَّعليم‪ :‬الحاجات والحقوق والوصول إليه يف أوضاع التَّهجري‬

‫‪58‬‬

‫نرشة الهجرة القرسية ‪60‬‬ ‫مارس‪/‬آذار ‪2019‬‬

‫‪www.fmreview.org/ar/education-displacement‬‬

‫العرقـي‪ .‬فعلى سـبيل املثـال‪ ،‬يف أماكـن أخـرى يف كينيـا اسـتُبدل‬ ‫بصـور ٍة مفاجئـة مؤخـراً باملعلمين ومديـري املـدارس مـن الالجئني‬ ‫‪4‬‬ ‫معلمـون كينيـون بنـا ًء على طلـب السـلطات الكينية‪.‬‬

‫نظـراً ألن الالجئين أنفسـهم ‪-‬قبـل الجميـع‪ -‬هـم أكرب املسـتفيدين‬ ‫مـن هـذا اإلصالح‪ .‬وبـدون هذا اإلصلاح سـتُق َّوض الجهـود الرامية‬ ‫إىل النهـوض بتعليـم الالجئين بصور ٍة كبرية بسـبب عدم املشـاركة؛‬ ‫مما يعـزز فكـرة أن الالجئني هـم أفرادٌ سـلبيون يحكمهـم مجتمع‬ ‫املسـاعدات اإلنسـانية‪ ،‬وليسـوا أفـرداً لهـم رأي يف كيفيـة تنظيـم‬ ‫حياتهـم‪.‬‬

‫وال ُي َ‬ ‫ؤخـذ بـرأي املعلمين الالجئين عـاد ًة يف املشـاورات املتعلقـة‬ ‫بالتعليـم والتعلم يف املدرسـة أو رشوط العمـل وأحكامه أو تطبيق‬ ‫املنهـاج الـدرايس‪ .‬وتـؤدي هـذه املامرسـات إىل تقويـض مهنيـة‬ ‫بوجـه عـام ومديـري املـدارس بصفـ ٍة خاصـة‪.‬‬ ‫الالجئين املعلمين ٍ‬ ‫علاو ًة على ذلـك‪ ،‬ال يـزال املعلمـون الالجئـون يواجهـون تحديات‬ ‫اجتامعيـة واقتصاديـة وسياسـية كونهم الجئـون‪ .‬ويتعرضون لخطر‬ ‫العنـف واالبتـزاز مـن الرشطـة وغريهـم من املسـؤولني املسـلحني‪.‬‬ ‫وقـد يضطـرون إىل التغيـب عـن العمـل مـن أجـل رعايـة مريـض‬ ‫أو بسـبب حالـة وفـاة أحـد أفـراد األرسة‪ ،‬وهـو واقـع متكـرر يف‬ ‫مخيمات الالجئين نظـراً لتكـرر حـوادث انـدالع الحرائـق وتفشي‬ ‫العنـف واألمـراض املعديـة‪ .‬ومـع كل هـذا‪ ،‬قـد يجـدون أ ّنـه مـن‬ ‫الصعـب الحصـول على الدعـم املتـاح عـاد ًة للموظفين الوطنيين‬ ‫والدوليين‪.‬‬

‫آريت داغاين ‪arte2007@my.yorku.ca‬‬

‫نحو اإلصالح‬

‫عبد القادر أبيكار ‪abikar14@my.yorku.ca‬‬

‫محمد دوايل ‪Mohamed_Duale@edu.yorku.ca‬‬

‫طالب يف مرحلة الدكتوراه‬

‫أوتشان ليوموي ‪anepo@my.yorku.ca‬‬ ‫عبد الله آدن ‪capture@my.yorku.ca‬‬ ‫أوكيلو أويات ‪omo01@my.yorku.ca‬‬

‫يوجـد تناقـض متأصـل يف تنظيـم التعليـم‪ ،‬األمـر الـذي يتطلـب‬ ‫تخطيطـاً كبيراً ومسـتداماً حـول وضـع نهـج ينبـع مـن التفكير يف طالب يف مرحلة املاجستري يف الرتبية من خالل مرشوع التعليم‬ ‫حالـة الطـوارئ‪ ،‬أال وهـو افتراض َّأن التهجير سـيكون قصير األجل العايل بال حدود لالجئني‪ ،‬ومعلمون الجئون يعملون حالياً يف‬ ‫مخيامت داداب‬ ‫ومؤقتـاً‪ .‬ومـن أجـل تحسين نوعيـة تعليـم الالجئين وشـموليته‬ ‫ينبغـي على املمولني وأصحاب املصلحة املعنيني يف املجال اإلنسـاين كلية الرتبية‪ ،‬جامعة يورك‪ ،‬كندا ‪https://edu.yorku.ca‬‬ ‫االسـتثامر يف تدريـب املعلمين الالجئين وخفض أعـداد الطالب يف‬ ‫‪UNHCR (2017) Operational Update: Dadaab, Kenya .1‬‬ ‫الفصـول‪ ،‬وزيـادة فـرص الوصـول إىل مصـادر املناهـج الدراسـية‪( .‬تحديث عمليايت‪ :‬داداب‪ ،‬كينيا) ‪bit.ly/UNHCR-Dadaab-October-2018‬‬ ‫ـرس املنظمات غير الحكوميـة مبـدأ التكافـؤ يف ‪Sesnan B, Allemano E, Ndugga H and Said, S (2013) Educators in .2‬‬ ‫وينبغـي أن ُت ِ‬ ‫األجـور بين املعلمني مـن أبناء البلـد واملعلمني الالجئين من حملة ‪Exile: The Role and Status of Refugee Teachers London: Commonwealth‬‬ ‫‪Secretariat, p. 3.‬‬ ‫املؤهلات الجامعيـة؛ وهـذا مـن شـأنه أن يسـاعد على اسـتبقاء (إكوداريون يف املنفى‪ :‬دور املعلمني الالجئني وصفتهم)‬ ‫الخبرات ودعـم التطويـر املهنـي العـام للمعلمين يف املخيمات ال ‪Kamau C and Fox J (2013) The Dadaab Dilemma: A Study on Livelihood .3‬‬ ‫‪Activities and Opportunities for Dadaab Refugees, Danish Refugee Council,‬‬ ‫سـيام عـن طريـق إرشـاد املعلمين املبتدئين وغير املدربين‪.‬‬ ‫وقـد سـعى املعلمـون الالجئـون على الـدوام إىل التغيير‪ 5،‬وأقـر‬ ‫الفاعلـون اإلنسـانيون يف املجـال اإلنسـاين بضرورة إصلاح تعليـم‬ ‫الالجئين‪ 6،‬ويتماىش مقرتحنـا لإلصلاح مـع وجهـات النظـر تلـك‪.‬‬ ‫وينبغـي إجـراء املراجعـات املنهجيـة اإلقليميـة من خالل التشـاور‬ ‫مـع أصحـاب املصلحـة املعنيين الرئيسـيني‪ ،‬وال سـيام املعلمين‬ ‫الالجئين والطلاب وأوليـاء األمـور وقـادة املجتمـع املحلي‬ ‫واملنظمات غير الحكوميـة واملانحين والسـلطات التعليميـة‬ ‫الوطنيـة واألكادمييين للنظـر يف إجـراء إصلاح جوهـري وطويـل‬ ‫األجـل يف تعليـم الالجئين‪ .‬ويجـب أن يكـون لالجئين‪ ،‬وال سـيام‬ ‫املعلمين منهم‪ ،‬مشـارك ًة ف ّعالة يف تخطيط تعليـم الالجئني وتوفريه‬

‫‪p. 18‬‬ ‫(معضلة داداب‪ :‬دراسة حول نشاطات سبل كسب الرزق وفرصه لالجئني يف مخيم‬ ‫داداب) ‪bit.ly/DRC-Dadaab-livelihoods-2013‬‬ ‫‪Ebru TV Kenya (17th January 2018) ‘Refugee Teachers Ask President .4‬‬ ‫’‪Uhuru For Help‬‬ ‫(املعلمون الالجئون يطلبون املساعدة من الرئيس أوهورو)‬ ‫‪https://www.youtube.com/watch?v=R55NzyiaZsw‬‬ ‫‪IRIN (2013) Education disrupted by teachers’ strike in Kenya’s Dadaab .5‬‬ ‫‪refugee camp‬‬ ‫(تعطيل التعليم بسبب إرضاء املعلمني يف مخيم دادب لالجئني يف كينيا)‬ ‫‪bit.ly/IRIN-Dadaab-teachers-strike-2013‬‬ ‫‪UNHCR (2016) Missing Out: Refugee Education in Crisis .6‬‬ ‫(األمر املفقود‪ :‬تعليم الالجئني يف حالة أزمة)‬ ‫‪bit.ly/UNESCO-refugee-education-2016‬‬


‫نرشة الهجرة القرسية ‪60‬‬

‫التَّعليم‪ :‬الحاجات والحقوق والوصول إليه يف أوضاع التَّهجري‬

‫مارس‪/‬آذار ‪2019‬‬

‫‪59‬‬

‫‪www.fmreview.org/ar/education-displacement‬‬

‫عاملة األطفال واملواظبة يف املدرسة يف تركيا‬ ‫أزليم إيردين‬

‫للمه ََّجرين تبعات غري مقصودة تؤثر يف تقويض الجهود املبذولة يف توفري‬ ‫قد يكون لتشجيع االكتفاء الذايت ُ‬ ‫التعليم لجميع األطفال السوريني‪.‬‬ ‫‪ 95‬تلميـذاً ُقب ْيـل نهايـة العام الـدرايس‪ .‬ومن بني هـؤالء التاركني‬ ‫مدرسـتهم ثالثـة فقـط هم مـن ُن ِق ُل ْوا رسـمياً إىل مدرسـة أخرى‪،‬‬ ‫أ َّمـا اآلخـرون فمنهـم َمـن رشع يعمـل يف املتاجـر املحليـة أو يف‬ ‫أماكـن عمـل أخـرى ليسـاعدوا ُأ َسهُ ـم ومنهـم َمـن صـار يتعلم‬ ‫صنعـة بـدوام جزيئ‪.‬‬

‫مفهـوم ‘االكتفـاء الـذايت’ يف تركيـا إمنـا هو جـزء جوهـري مقبول‬ ‫عنـد العمـوم مـن مقاربـة البلاد يف إيـواء الالجئني السـوريني‪ ،‬إذ‬ ‫يـرى األتـراك والسـوريون َّأن َّ‬ ‫امـرئ يقـدر على بـدء حيـاة‬ ‫كل‬ ‫ٍ‬ ‫جديـدة بالكـ ِّد أو بإقامـة مرشوعـات تجاريـة أو صناعيـة‪ .‬ومـع‬ ‫ذلـك‪ ،‬فمقاربـة االكتفـاء الـذايت تلـك فيهـا مخاطرة أل َّنهـا تبخس‬ ‫التعليـم ح َّقـه أمـام العمـل وتعـزز يف ذهـن السـوريني صغارهم‬ ‫وكبارهـم التصديـق َّ‬ ‫حسـن معيشـتهم برسعـة وفيما يلي يوجـز رب عمـل تـريك يعمـل لـه الجئان صغيران ما‬ ‫بـأن التعليـم لـن ُي ِّ‬ ‫فهـو لذلـك أضعـف رتبـة مـن تحصيـل املـران للعمل‪.‬‬ ‫يعتقـد املجتمـع التريك والسـوري مـن أفكار‪:‬‬ ‫ثـم َّإن عـدد األطفـال السـوريني العاملين غير مقدَّ ر حـق قدره‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫كاف للنفقة عىل‬ ‫فلما عجز الوالدون والوالدات عن كسـب مـال ٍ‬ ‫أنفسـهم وعيالهـم‪ ،‬التمسـوا خيـارات لزيـادة دخلهـم ومن هذه‬ ‫َ‬ ‫العمـل‪ .‬وهـذه الحـال ُتعـ ِّرض‬ ‫الخيـارات أن يطلبـوا إىل أطفالهـم‬ ‫تعليـم األوالد املـدريس للضيـاع َّ‬ ‫ألن املجتمـع السـوري والتريك‬ ‫كالهما ذو بنيـة ذكوريـة يعتقـد الناس فيهما أ َّنـه ينبغي ملعييل‬ ‫األرسة أن يكونـوا ذكورهـا‪ .‬على َّأن املواطنين األتـراك املوظفين‬ ‫وغريهـم يدعمـون عاملـة األطفـال والسـبب يف ذلـك انتشـار‬ ‫اعتقـاد عنـد العموم وهـو َّأن األطفال السـوريني إن بدؤوا العمل‬ ‫صغـاراً وأكسـبهم ذلـك املهـارة فلـن يقـف يف املسـتقبل بينهـم‬ ‫وبين العمـل حائـل‪ .‬لكـن مـن الطريـف َّأن املواطنين األتـراك ال‬ ‫َ‬ ‫العمـل خشـية مخالفتهـم لقانـون عاملـة‬ ‫يطلبـون إىل أوالدهـم‬ ‫األطفـال التريك الـذي يحظـر عمل األطفـال الذين مل يكملوا سـنَّ‬ ‫الثالثـة عشرة‪ .‬فـإذن كيـف ُيسـ َمح لألطفـال السـوريني بالعمل؟‬

‫وقائع ومضمونات‬

‫قـد زرت ‪ 15‬مدرسـة حكوميـة و‪ 25‬مركـز تعليم مؤقتاً ومدرسـة‬ ‫سـورية وذلـك يف أثنـاء عمـل ميـداين يف منطقة وسـط األناضول‬ ‫يف العـام الـدرايس ‪ 2016–2015‬والتقيـت هنـاك مئـات األطفال‬ ‫السـوريني م ِّمـن مل يكملـوا سـنَّ الثالثـة عشرة‪ .‬وقبـل أن أبـدأ‬ ‫عملي امليـداين حصلت عىل إحصـاءات لعدد الالجئني السـوريني‬ ‫املواظبين على املدرسـة‪ .‬وجـاء حينئـ ٍذ يف تلـك اإلحصـاءات‬ ‫الرسـمية َّأن يف كل مدرسـة بضعـة تالميـذ سـوريني ال غير‪ .‬لكـن‬ ‫كان يف املـدارس الحكوميـة يف الحقيقـة تالميـذ عددهم أكرب من‬ ‫العـدد ا ُملق َّيـد يف اإلحصـاءات‪ .‬ومثـال ذلـك أنـه ُذ ِكـ َر يف مدرسـة‬ ‫مـن املـدارس التـي زرتهـا َّأن عـدد التالميـذ السـوريني فيهـا ‪39‬‬ ‫تلميـذاً إال أ َّنهـم كانـوا ‪ 134‬تلميذاً‪ .‬على َّأن عددهم انخفض إىل‬

‫“ ُاع ِّلـم طفلين سـوريني الصنعـة‪ .‬بلـغ األول مـن عمـره ‪ 11‬سـنة‬ ‫واآلخـر ‪ 12‬سـنة‪ .‬أعجبنـي رحامن فسـألت كبار السـن يف أرسته‪:‬‬ ‫أعندكـم صبـي آخـر ُي ِج ُّـد يف عملـه كما ُي ِج ُّـد رحامن؟ فـكان أن‬ ‫أخـذت هـذا الصغير‪ ...‬أسـاعدهم مـا اسـتطعت بتهيئـة فـرص‬ ‫عمـل لهـم‪ .‬فهـم ال يذهبـون إىل املدرسـة‪ .‬وأع ِّلمهـم بعضـ ًا مـن‬ ‫املهـارات ليكسـبوا لقمـة عيشـهم يف املسـتقبل‪َ .‬ه ْبهُ ما مواظ َب ْي‬ ‫على املدرسـة فكـم سـنة سـيقضيان فيهـا؟ َّ‬ ‫لعلهـا عرش سـنوات‪.‬‬ ‫ومـاذا سـيفعالن بعـد ذلـك؟ لن يجدا ً‬ ‫عملا‪ .‬فال بدَّ لهما من أن‬ ‫َّ‬ ‫يتعلما االعتماد على نفسـيهام دون حاجـة إىل الغير‪”.‬‬ ‫بحسـن الحيلـة فيختـارون مـن‬ ‫تتَّخـذ األرس السـورية قراراتهـا ُ‬ ‫أطفالهـم أ ّيهم يدرسـون وأ ّيهـم يعملون‪ .‬خذ ً‬ ‫مثلا الالجئ أحمد‬ ‫وهـو تلميـذ اختارتـه أرستـه ليـدرس يف املدرسـة فهُـم يفتقـرون‬ ‫إىل َمـن هـو ناطـق باللغـة الرتكيـة يسـاعدهم على شـؤونهم‬ ‫كتحديـد مواعيـد املستشـفى والتقـدم لفـرص العمل‪ ،‬أ َّمـا أخوه‬ ‫فيعمـل مـع أبيـه‪ .‬وتتَّخـذ األرسة السـورية هـذه القـرارات بنـا ًء‬ ‫على ُقـدْ رات أطفالهـا الدراسـية وجنسـهم‪ .‬ففـي حالتنـا هـذه‪،‬‬ ‫يذهـب أحمـد إىل املدرسـة أل َّنـه ُيظ ِهـر قابليـة ذهنيـة لتع ُّلـم‬ ‫اللغـة الرتكيـة أكثر مـن أخوته‪ .‬ومـع ذلك َ‬ ‫فتر ُك أحمد مدرسـته‬ ‫أمـر محتمـل وقوعـه بعـد أن تصل مهارتـه اللغوية إىل مسـتوى‬ ‫يكفيـه مسـاعدة أرستـه على ظروفهـم االجتامعيـة‪ .‬ويؤثـر‬ ‫تصويـب فكـر األرس السـورية واملجتمـع املحلي إىل االكتفـاء‬ ‫الـذايت يف إدراك التالميـذ أنفسـهم قيمـة املدرسـة والتَّعليـم‪.‬‬ ‫صحيـح َّأن بعـض التالميـذ الالجئين قالـوا يل إ َّنهـم يـرون يف‬ ‫التَّعليـم أ َّنـه يسـاعدهم على االندمـاج يف املجتمـع ويبنـي لهم‬ ‫مسـتقب ًال أكثر إرشاقـ ًا‪ ،‬ولكـنْ كثيراً منهـم ال يـرون يف التَّعليـم‬ ‫حسـناً ملعيشـتهم‪.‬‬ ‫ُم ِّ‬

‫‪59‬‬


‫‪60‬‬

‫‪60‬‬

‫التَّعليم‪ :‬الحاجات والحقوق والوصول إليه يف أوضاع التَّهجري‬ ‫‪www.fmreview.org/ar/education-displacement‬‬

‫نرشة الهجرة القرسية ‪60‬‬ ‫مارس‪/‬آذار ‪2019‬‬

‫لن يكون ألولياء أمورهم خيار يرسلون أطفالهم إليه إال خيار‬ ‫سياسات تعليم الالجئني‬ ‫يعرتض املعلمون عىل عاملة األطفال اعرتاضاً شديداً إال أ َّنهم ال املدرسة‪”.‬‬ ‫يعرفون إىل معالجة مشكالته سبي ًال‪ .‬وهم يدركون األسباب التي‬ ‫فهم يف البالد لالكتفاء تعمل السلطات الرتبوية الرتكية بج ٍّد إلنقاص معدالت ترك املدرسة‬ ‫هي أساس تلك املشكالت كالفقر وسوء ٍ‬ ‫متحريين يف توجيه االنتقاد ألولياء األمور وذلك بالتعليم املهني البديل ولكنَّ هذا املنهاج يف الحقيقة يزيد‬ ‫الذايت ولذلك تراهم ِّ‬ ‫عب عن تلك الحرية‪:‬‬ ‫من حجة رضورة الحوار الجاري بشأن األهمية الشديدة ملهارات‬ ‫السوريني‪ .‬وفيام ييل مع ِّلم ُي ِّ‬ ‫اليد العاملة‪ .‬وعىل الرغم من إنفاذ قانون عاملة األطفال من حني‬ ‫“لا ينبغي لألطفال العمل وهم يدرسون‪ .‬لكنَّ هم يحتاجون إىل إىل آخر‪ ،‬فالظاهر َّأن املشكالت مستمرة ما دام ذوو التأثري والنفوذ‬ ‫إعانة أرسهم‪... .‬كثري منهم َههُ نا سعيدون ُّ‬ ‫بتعلم اللغة الرتكية‪ .‬من الناس يف املجتمع املحيل يدعمون عاملة األطفال يف سبيل‬ ‫وأولياء أمورهم سعيدون أيض ًا َّ‬ ‫ألنهم يرون َّأن أطفالهم بذلك تعزيز االكتفاء الذايت‪.‬‬ ‫سيجدون فرص عمل أفضل أو سيعينونهم حني يحتاجون إىل‬ ‫ُّ‬ ‫بذنب أحيان ًا فحني ُنع ِّلم هؤالء أزليم إيردين ‪ozlemerden@ymail.com‬‬ ‫والحق َّأنني أشعر‬ ‫مرتجمني‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫باحث سابق‪ ،‬املركز الدويل للتَّعليم والتنمية والبحوث‪ ،‬جامعة‬ ‫األطفال اللغة الرتكية يجدون ألنفسهم عمال برسعة‪”.‬‬ ‫إنديانا‪ ،‬ويعمل حالياً مساعداً للرئيس التنفيذي‪ ،‬بعثة فولربات‬ ‫يربط معلمو املدارس ومديروها عمل األطفال السوريني غري الرتكية‪ ،‬أنقرة ‪https://fulbright.org.tr‬‬ ‫القانوين بعيوب سياسة االلتحاق باملدارس واملواظبة عليها يف‬ ‫تركيا‪ .‬إذ يرد فيها أ َّنه ُيس َمح للتالميذ السوريني الذين ليس لهم مجموعة أدوات مجموعة التَّعليم العاملية‬ ‫بطاقة حامية مؤقتة االلتحاق باملدرسة عىل رشط تقديم طلب‬ ‫استصدار بطاقة إثبات الهوية حني يبدؤون دوامهم‪ .‬ولكن من مجموعة التَّعليم العاملية (‪ )Global Education Cluster‬منتدى‬ ‫َّ‬ ‫رسمي مفتوح أسسته اللجنة الدامئة املشرتكة بني الهيئات لغايات‬ ‫دون تلك البطاقة ال ُتق َّيد تفاصيل التالميذ رسمياً‪ ،‬فإن انتقل التنسيق والتعاون حول التَّعليم يف األزمات اإلنسانية‪ .‬ومي ِّثل ملتقى‬ ‫تلميذ من مدرسة إىل أخرى أو ترك مدرسته فلن يكون عند للمنظامت غري الحكومية وهيئات األمم املتحدة واملؤسسات‬ ‫السلطات علم باالنتقال وال بالرتك وال بتوقيتهام‪ .‬و ُيق ِّيد كثري من األكادميية وغريهم من الرشكاء ساعني نحو تحقيق هدف مشرتك‬ ‫املعلمني أسامء األطفال السوريني باليد يف سجل الصف الدرايس‪ .‬يتمثل يف ضامن تقديم خدمات التعليم للفئات املتأثرة باألزمات‬ ‫أن قوانني الحضور الصارمة يف تركيا ال تنطبق اإلنسانية بطريقة عادلة وحسنة التنسيق وميكن التنبؤ بها‪.‬‬ ‫أضف إىل ذلك َّ‬ ‫عىل التالميذ السوريني‪ .‬فلذلك تواجه املدارس صعوبات هائلة وتقدم مجموعة األدوات قوالب وأدوات وإرشادات توجيهية‬ ‫للكوادر العاملة يف تنسيق مجموعة التَّعليم يف امليدان‪.‬‬ ‫يف تتبع حضور التالميذ السوريني ومواظبتهم عىل املدرسة‪.‬‬ ‫وفيام ييل قول مدير مدرسة حكومية يف تلك املشكالت‪:‬‬ ‫“نعرف أن بعض األطفال وال سيام األوالد يرتكون املدرسة ليك‬ ‫يعملوا‪ .‬وأولياء أمورهم يرسلونهم إىل بعض أماكن العمل‬ ‫َّ‬ ‫ليتعلموا صنعة من الصنعات‪ .‬فال يخفى عليك أنهم يحتاجون‬ ‫إىل املال‪ .‬حاولت إقناع أولياء األمور بأن يرسلوا أطفالهم إىل‬ ‫املدرسة‪ .‬والظاهر َّأنهم ما اقتنعوا حني تحدثت إليهم إال ألنهم‬ ‫يخشون السلطات‪ ،‬ولكنَّ هم يفعلون ما يشاؤون يف نهاية املطاف‪.‬‬ ‫صادفت من زمن قريب يف دكان َّ‬ ‫الحلق طف ًال من األطفال‬ ‫التاركني مدرستهم‪ .‬ويا له من مسكني‪ ،‬فهو يعمل هناك ومل يبلغ‬ ‫رب عمله أن يرسله إىل إحدى‬ ‫من العمر إال تسع سنوات‪ .‬سألت َّ‬ ‫نوبتي املدرسة عىل األقل‪ .‬فقال يل أول األمر‪ :‬ال رضورة له إىل‬ ‫املدرسة‪ ،‬وهو يحتاج إىل اكتساب املهارات‪ .‬وبعد حديث دار‬ ‫بيننا وافق عىل إرسال الطفل إىل املدرسة يف الوردية املسائية‪.‬‬ ‫إن استطعنا تتبع هؤالء التالميذ [بنظام بطاقة إثبات الهوية]‬

‫ومع َّأن مجموعة األدوات قابلة للتكيف حسب مختلف‬ ‫السياقات‪ ،‬فهي تضمن أدوات ومستندات ُتقدِّم طريقة‬ ‫لتوحيد العمل يف مجموعة التَّعليم ويف القضايا التي تتشارك‬ ‫فيها السياقات‪ .‬وال تأيت أدوات مجموعة األدوات املذكورة وال‬ ‫إرشاداتها التوجيهية أو مصادرها محصورة يف شكل مستندات‬ ‫حول التعليم العام يف حاالت الطوارئ بل ينصب تركيزها‬ ‫األكرب عىل عمل املجموعة والقضايا التي تخص التنسيق‪.‬‬

‫وتخضع مجموعة األدوات إىل التحديث املستمر مبا‬ ‫ينسجم مع أفضل املامرسات واألدوات التي ُط ِّورت حديثاً‪.‬‬ ‫ومجموعة األدوات متاحة باللغة اإلنجليزية‪ ،‬وسوف تتاح‬ ‫الرتجمة إىل اللغتني الفرنسية والعربية يف وقت الحق‪.‬‬ ‫وتعتمد مجموعة التعليم العاملية عىل التغذية الراجعة‬ ‫التي تقدمها فرق التنسيق ال ُقط ِر َّية بهدف تحسني‬ ‫مجموعة األدوات‪ .‬ملزيد من املعلومات حول مجموعة‬ ‫األدوات والوصول إليها‪http://bit.ly/GEC-Toolkit :‬‬ ‫ملزيد من املعلومات‪ ،‬يرجى االتصال‪:‬‬ ‫‪.help.edcluster@humanitarianresponse.info‬‬


‫نرشة الهجرة القرسية ‪60‬‬

‫التَّعليم‪ :‬الحاجات والحقوق والوصول إليه يف أوضاع التَّهجري‬

‫مارس‪/‬آذار ‪2019‬‬

‫‪61‬‬

‫‪www.fmreview.org/ar/education-displacement‬‬

‫التعاون القطاعي البيني لتعليم الالجئني األفغان يف إيران ‬ ‫ريم شموط وأوليفري فانديكاستيل‬

‫يف مرسـوم صـدر مؤخـراً‪ ،‬أزالـت إيران عائقاً قانونياً أمـام األطفال الالجئني غري الحاملني للوثائق الرسـمية‪،‬‬ ‫مـا يسـمح لهـم الذهـاب إىل املدرسـة‪ .‬إ َّال َّأن مثـة عوائـق أخـرى مـا زالـت قامئـة‪ .‬وتثري إحـدى املنظامت‬ ‫غير الحكوميـة النقـاش حـول حاالت النجـاح والتحديـات القامئة أمام تبنـي مقاربة قطاعيـة بينية لكرس‬ ‫تلـك العوائق‪.‬‬ ‫هجر‪،‬‬ ‫تسـتضيف إيـران أكثر مـن ثالثـة ماليين ونصـف أفغـاين ُم َّ‬ ‫هجـ ٍر منهـم بوضعيـة الالجـئ بحكـم الواقع‬ ‫يتمتـع ‪ 951‬ألـف ُم ّ‬ ‫مـن خلال خطـة أمايـش‪ 1‬التـي متكنهـم مـن العيـش والتنقـل‬ ‫داخـل املقاطعة املسـجلني بهـا‪ ،‬ويحمل ‪ 620‬ألفـاً منهم جوازات‬ ‫سـفر بتأشيرات مؤقتـة‪ ،‬باإلضافـة إىل مـا بين مليـون ونصـف‬ ‫إىل مليونين مـن األفغـان الذيـن ليـس بحوزتهـم وثائـق رسـمية‬ ‫ويعيشـون يف إيـران دون وضـع قانوين‪ .‬وتعد هـذه الفئة األخرية‬ ‫هـي األكثر ضعفاً؛ إذ ال يحـق لها قانوناً الحصـول عىل الخدمات‬ ‫األساسية‪.‬‬

‫وقـد ظلـت الحكومـة اإليرانيـة دامئـاً متنـح األطفـال الالجئين‬ ‫الذيـن بحوزتهـم وثائق رسـمية إمكانية االلتحـاق بنظام التعليم‬ ‫العـام‪ ،‬أمـا األطفـال الذيـن ليـس بحوزتهـم وثائـق رسـمية فلـم‬ ‫وقت قريـب‪ .‬ويف مايو‪/‬أيار‬ ‫يتمتعـوا بذلـك االمتياز نفسـه حتـى ٍ‬ ‫مـن عـام ‪ ،2015‬صـدر مرسـوم جديـد بفتـح البـاب أمـام جميع‬ ‫األطفـال األفغـان الذيـن ال يحملـون وثائـق رسـمية للتسـجيل‬ ‫باملـدارس‪ .‬وميكـن لعائالتهـم اآلن التقـدم بطلـب للحصـول‬ ‫على ‘البطاقـة الزرقـاء’‪ ،‬وهـي بطاقـة لألغـراض التعليميـة تيرس‬ ‫تسـجيل أبنائهـم يف املـدارس‪ .‬ويتمتـع حاملـو البطاقـات الزرقاء‬ ‫وأرسهـم أيضـاً بالحاميـة مـن إعادتهـم إىل أفغانسـتان مـا دام‬ ‫الطفـل ملتحقـاً باملدرسـة‪.‬‬

‫فكثير مـن األرس‬ ‫و ُي َعـدُّ العائـق املـايل أيضـاً مـن األهميـة مبـكان‬ ‫ٌ‬ ‫غير قـادرة عـن تحمـل تكاليـف التعليـم (مثـل الـزي املـدريس‬ ‫والقرطاسـية والفحوصـات الطبية)‪ .‬ويتفاقـم الوضع أكرث إذا كانت‬ ‫املدرسـة بعيـدة واحتـاج األطفـال إىل اسـتخدام وسـيلة مواصالت‪.‬‬ ‫ومـع َّأن البحـوث التـي أجريـت حديثـاً ُتظ ِهـر أن للتعليـم أولوية‬ ‫لـدى أوليـاء األمـور األفغـان‪ ،‬فـإن بعضهـم ليـس مبقـدوره تحمـل‬ ‫وكثير مـن األطفـال يشـتغلون بأعمال أو ال يحصلون إال‬ ‫تكلفتـه‪ٌ .‬‬ ‫على التعليـم غري الرسـمي األقـل تكلفـ ًة ولكنهم ال يحصلـون منه‬ ‫على شـهادة رسـمية متكنهـم مـن اسـتكامل دراسـتهم‪ً .‬‬ ‫فضلا عن‬ ‫ذلـك‪ ،‬يزيـد إعـادة توقيع العقوبـات األمريكيـة ضد إيـران مؤخراً‬ ‫مـن تفاقـم التحديـات املاليـة بالنسـبة للأرس األكرث اسـتضعافاً‪.‬‬ ‫وباإلضافـة إىل ذلـك‪ ،‬مع َّأن املرسـوم أتاح لألطفـال فرصة الحصول‬ ‫صعـب عليهـم مواصلـة تعليمهـم حتـى‬ ‫على التعليـم االبتـدايئ‪َ ،‬ي ُ‬ ‫املرحلـة الثانويـة‪ .‬أمـا مـن حالفهـم الحـظ يف مواصلـة تعليمهـم‬ ‫فالخيـارات أمامهـم قليلـة‪ .‬فالتعليـم العـايل ال يتـاح إال ملن يحمل‬ ‫جـوازات سـفر ذات تأشيرة دخـول‪ ،‬وفـرص التدريـب املهني تكاد‬ ‫تكـون محـدودة‪ ،‬وريـادة األعمال وامللكيـة التجاريـة الصغيرة‬ ‫فغالبـاً مـا ُتن َّفـذ تحـت مظلـة االقتصـاد غري الرسـمي‪.‬‬

‫وأخيراً‪َّ ،‬‬ ‫فـإن كثيراً مـن الالجئين إمـا أنهـم يعيشـون يف مناطـق‬ ‫يصعـب الوصـول إليهـا أو أنهـم ال يحملـون وثائـق رسـمية أو‬ ‫وي ِّثـل ذلـك التغيير يف السياسـة العامة إنجازاً ً‬ ‫مهما فيام يتعلق كالهما؛ مما ُيص ِّعـب الوصـول إليهـم‪ .‬ومـع ذلـك‪ ،‬أتـاح مرسـوم‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫بتعليـم الالجئين يف إيـران؛إذ ارتفـع عـدد الطلاب امللتحقين التعليـم فرصـة أمـام الفاعلين يف مجـال العمـل اإلنسـاين لتحديـد‬ ‫باملـدارس ارتفاعـاً ملحوظـاً‪ .‬إ ّال َّأن ذلـك املرسـوم مل ُيـ ِزل سـوى‬ ‫كثير مـن هـذه األرس والوصـول إليهـا‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫العوائـق القانونية‪/‬عوائـق طلـب املسـتندات الثبوتيـة التـي‬ ‫تعترض سـبيل التعليـم‪ ،‬بينما بقيـت العوائق األخـرى كام هي‪ .‬االستجابة الك ِّلية‬ ‫كان واضحـاً مـن البدايـة َّأن األمـر ال يتعلـق مبجـرد دعـم األرس‬ ‫وقـد فـرض املرسـوم ضغطـاً إضافيـاً على نظـام التعليـم العـام للحصـول على البطاقـة الزرقـاء وتسـجيل أطفالهـم يف املـدارس‪،‬‬ ‫املثقـل فعليـاً باألعبـاء؛ نتيجـة وجـود صفـوف دراسـية مكتظـة وإمنـا كانـت هنـاك رضورة إىل اسـتجابة ُك ِّل َّيـة‪ .‬و ِمـن َث َّـم فـإن‬ ‫بالطلاب مـع نقـص املـواد والوسـائل التعليمية‪ .‬وكان االسـتثامر املسـاعدة التـي قدمهـا املجلـس الرنويجـي لالجئين جمعـت يف‬ ‫ً‬ ‫مكونـات عمليـة وعينيـة وتدريبيـة مختلفـة‪ .‬إذ إن معظم‬ ‫ضئيلا‪ ،‬ووفقـاً ملـا جـاء يف التقاريـر طياتهـا‬ ‫يف البنيـة التحتيـة للمـدارس‬ ‫ٍ‬ ‫اإلعالميـة َّ‬ ‫فـإن ‪ 30‬باملائـة مـن املـدارس يف حالة مرتديـة وتحتاج املـدارس مختلطـة‪ ،‬أي يحرضهـا األطفـال األفغـان واإليرانيون عىل‬ ‫‪2‬‬ ‫إىل إعـادة بنـاء أو ترميـم‪.‬‬ ‫حـ ٍد سـواء‪ .‬وقـد أخـذت فـرق اإليـواء لدينـا على عاتقهـا تقييـم‬

‫‪61‬‬


‫‪62‬‬

‫‪62‬‬

‫التَّعليم‪ :‬الحاجات والحقوق والوصول إليه يف أوضاع التَّهجري‬

‫نرشة الهجرة القرسية ‪60‬‬ ‫مارس‪/‬آذار ‪2019‬‬

‫‪www.fmreview.org/ar/education-displacement‬‬

‫الحالـة املاديـة للمبـاين املدرسـية وإجـراء اإلصالحـات الالزمـة‬ ‫لجعـل بيئـة التعلـم أكثر أمانـاً وأكثر إمتاعـاً‪ .‬وقـد عُ ِن َيـت فـرق‬ ‫امليـاه واإلصحـاح والنظافـة الشـخصية بتجديـد املرافـق القامئـة‬ ‫أو بنـاء الجديـد منهـا مثـل أماكـن غسـل اليديـن ودورات امليـاه‬ ‫واملشـارب‪ .‬وقدمـت تلـك الفـرق كذلـك مجموعـة أدوات النظافة‬ ‫الشـخصية‪ ،‬وقدمـت تدريبـاً على تعزيـز النظافـة الشـخصية‬ ‫ألوليـاء األمـور واألطفـال اإليرانيني واألفغـان عىل ح ٍد سـواء‪ .‬وكان‬ ‫كبير يف َج ْمع هذيـن املجت َمعني‬ ‫للمشـاركة يف ذلـك التدريـب أثـ ٌر ٌ‬ ‫مهـم لكليهما‪ .‬ويف الوقـت نفسـه‪ ،‬قدمـت وحـدة‬ ‫معـاً يف نشـاط ٍ‬ ‫املعلومـات واملشـورة واملسـاعدة القانونيـة التابعة لنـا إىل كل من‬ ‫معلومـات حول‬ ‫يقابلونـه مـن األرس التـي ال تحمـل وثائق رسـمية‬ ‫ٍ‬ ‫كيفيـة الحصـول على البطاقـة الزرقاء‪ .‬وقـدَّم فريق الوحـدة أيضاً‬ ‫مسـاعد ًة نقدية ميكن اسـتخدامها للحصول عىل الوثائق الرسـمية‬ ‫التـي متكنهـم مـن االلتحـاق باملـدارس أو دفعهـا مبـارش ًة لسـداد‬ ‫جميـع التكاليـف الخاصـة بالتعليم‪ .‬أمـا فرق التعليـم فقد قيمت‬ ‫حاجـات املـدارس‪ ،‬ووفـرت األدوات الالزمـة مثـل مقاعـد الجلوس‬ ‫واملكتبـات واللـوازم التعليميـة‪ .‬وقـدم فريـق التعليم أيضـاً الدعم‬ ‫ملديريـة التعليـم لتقديـم دورات تدريبيـة على املهـارات الحياتية‬ ‫ألوليـاء األمـور واملعلمين األفغـان واإليرانيين‪.‬‬

‫تجريبـي أجرينـاه يف عـام ‪ ،2016‬بالتعـاون مـع املفوضية السـامية‬ ‫لألمـم املتحدة لشـؤون الالجئني َّأن إرشاك أوليـاء األمور يف صفوف‬ ‫تعلـم القـراءة والكتابة والحسـاب مـع أبنائهم يعني زيـادة تقدير‬ ‫كثير من‬ ‫أوليـاء األمـور لقيمـة التعليـم‪ .‬فعلى سـبيل املثـال‪َّ ،‬‬ ‫غير ٌ‬ ‫أوليـاء األمـور الذيـن عارضـوا إرسـال بناتهـم إىل املـدارس آراءهـم‬ ‫ومواقفهـم إزاء تعليـم الفتيـات‪.‬‬

‫العنارص الرئيسية يف هذه املقاربة‬

‫أشـار تقييـم أجراه خبري استشـاري من الخارج مؤخـراً إىل العنارص‬ ‫‪3‬‬ ‫التاليـة التي أسـهمت يف نجاح هـذه املقاربة‪.‬‬ ‫الهيـكل التنظيمـي الالمركـزي‪ :‬إن االبتعـاد عـن طريقـة العمـل‬ ‫املركزيـة (التـي َيسـتند إليهـا اتخـاذ القـرار يف املكتـب القطري يف‬ ‫الغالـب) مـن خلال تعيين كبـار مديـري الربامـج وفـرق الربامـج‬ ‫املتخصصـة لـكل واحـدة مـن الكفاءات األساسـية وفـرق الدعم يف‬ ‫كل مكتـب مـن مكاتـب املناطـق جغرافيـة أتـاح لنـا الرتكيـز على‬ ‫تنفيـذ املشـاريع اإلقليميـة عاليـة الجـودة‪ ،‬مبـا يف ذلـك الزيـارات‬ ‫امليدانيـة املتكـررة‪ .‬وسـمح ذلك الهيـكل بإمكانية التوسـع األرسع‬ ‫عنـد الضرورة ليشـمل مقاطعـات أخـرى ال ُتل َّبـى بهـا حاجـات‬ ‫التعليـم‪ .‬ويقـدم كبـار املختصين يف كل كفاءة أساسـية املقيمني يف‬ ‫طهـران الدعـم ملختلـف فـرق املناطـق من أجـل تنفيذ املشـاريع‪.‬‬ ‫ويسـاعد متخصصـو الربامـج يف تصميم املشـاريع‪ ،‬وطرح املسـائل‬ ‫املهمـة الفنيـة واملرتبطـة بالسياسـات‪ ،‬وكذلـك توفير التدريـب‬ ‫ملوظفـي التنفيـذ‪ .‬وتتضمن مسـؤولية املختصني كذلـك التوجيهات‬ ‫االستراتيجية والجـودة الفنيـة للربنامـج املنفـذ على املسـتوى‬ ‫ال ُقط ِري‪.‬‬

‫وقـد َتعا َو َّنـا أيضـاً مـع منظمـة حكوميـة‪ ،‬أال وهـي منظمـة حركة‬ ‫لحـق األطفـال الذيـن يحتاجون‬ ‫محـو األميـة‪ .‬ويف هـذه املنظمـة ُأ ِ‬ ‫إىل برامـج تعليميـة معجلـة ‪ -‬صفـوف ‘اسـتدراكية’ لتعلـم القراءة‬ ‫والكتابة والحسـاب (يصحبهـا دورات يف املهارات الحياتية) التابعة‬ ‫للمنظمـة ثـم ُسـ ِمح لهم بااللتحـاق باملدارس الرسـمية باملسـتوى‬ ‫الـذي يناسـب أعامرهـم بحيـث ميكنهـم الجلـوس مـع أطفـال يف‬ ‫الفئـة العمريـة ذاتهـا‪ .‬وأصبـح ذلـك الربنامـج اآلن مفتوحـاً أمـام‬ ‫تركيـز الجهـود واملـوارد يف عـدد محـدود مـن املواقـع الجغرافية‪:‬‬ ‫األطفـال الذيـن ليـس بحوزتهـم وثائـق رسـمي ٍة أيضاً‪.‬‬ ‫لقـد أتـاح لنـا الرتكيـز منـذ البدايـة على مقاطعتين فقـط – قـم‬ ‫ويتمثـل هدفنـا يف تطبيـق مقاربـة شـامل ومتكامـل يتنـاول وكرمـان –مـن إحـداث فـرق للعـدد الكبير مـن السـكان األفغـان‬ ‫الوحـدة األرسيـة ككل مـن أجـل جعـل البيئـة املنزليـة مالمئـة الذيـن يعيشـون هنـاك‪ .‬كما أتاحـت الزيـارات املتكـررة ألصحاب‬ ‫للتعلـم والتنميـة اإلدراكيـة مثل املدرسـة‪ .‬ويعني تطبيـق املقاربة املصلحـة يف مجـال التعليـم ومكتب شـؤون الوافديـن واملهاجرين‬ ‫املتكاملـة تلبيـة حاجـات بيئـة التعلـم ككل؛ فتوفير الخدمـات األجانب‪( 4‬سـواء عىل املسـتوى املركزي يف طهران أم عىل مسـتوى‬ ‫األساسـية مثـل املـأوى والصحـة والوثائـق الرسـمية املدنية وسـبل املقاطعـات يف مناطـق العمليـات) بنـاء عالقـات فعالـة‪ .‬وقد أدى‬ ‫العيـش كلهـا جـزء مـن هـذه الحاجـات بلا سـيام الحاميـة‪ ،‬وكل ذلـك الرتكيـز يف الجهـود كذلـك إىل تيسير قيـاس أثـر الربنامـج‬ ‫ذلـك مـن أجـل مسـاعدة األرس قـدر اإلمـكان على إرسـال أبنائهـا التجريبـي واالسرتشـاد بالـدروس املسـتفادة قبـل توسـيع نطـاق‬ ‫إىل املدرسـة ومواصلـة التعليـم بهـا‪ .‬فعىل سـبيل املثـال‪ ،‬قد يؤدي الربنامـج جغرافيـاً‪.‬‬ ‫إعانـة إحـدى األرس عىل تأمني فرص ًة لكسـب الـرزق ألحد البالغني‬ ‫ُ‬ ‫شـجع الفـرق الفنية‬ ‫بهـا إىل ضمان عـدم اضطـرار الطفـل يف هـذه األرسة على العمل‪ .‬املقاربـة املتكاملـة املشتركة بني القطاعات‪ :‬ت ّ‬ ‫وكذلـك قـد تعنـي مسـاعدة إحـدى األرس على تصويـب وضعهـا (التـي تغطـي جميع الكفاءات األساسـية واملهام الشـاملة) عىل أن‬ ‫القانـوين يف البلـد متكين البالغين يف هـذه األرسة مـن الوصـول تعمـل قدر املسـتطاع يف صـورة فريق واحد متكامـل‪ .‬فهذه الفرق‬ ‫إىل عـدد أكبر مـن الوظائـف‪ .‬وباإلضافـة إىل ذلـك‪ ،‬أظهـر مرشوع تشترك يف تقييـم الحاجـات وتنفيذهـا ورصدهـا‪ .‬ومـن املحبـذ‬


‫نرشة الهجرة القرسية ‪60‬‬

‫التَّعليم‪ :‬الحاجات والحقوق والوصول إليه يف أوضاع التَّهجري‬

‫مارس‪/‬آذار ‪2019‬‬

‫‪63‬‬

‫‪www.fmreview.org/ar/education-displacement‬‬

‫فانديكاستيل ‪NRC /‬‬

‫أطفال أفغان يف إيران يشاركون يف درس حول ‘تعليم ثقافة السالم من خالل الفن’ بدعم من املجلس الرنويجي لالجئني‪.‬‬

‫أيضـاً تبـادل املعـارف والخبرات واالتصـاالت والوثائـق بين فـرق‬ ‫املناطـق الجغرافيـة‪ .‬وعُ ِرفـت هـذه املقاربـة على أنهـا ‘مشتركة‬ ‫بين القطاعـات’‪ ،‬أي العمـل الجـاري بين القطاعات الفنيـة‪ .‬وهي‬ ‫تختلـف عـن املقاربـة ‘متعـددة القطاعـات’ التي قـد تنطوي عىل‬ ‫انفصـال عمليـة وضـع الربامـج عـن آليـة تنفيذها‪.‬‬

‫إحـدى هـذه الطرائـق بعـض الشروط ‪ -‬مثـل تقسـيم املدفوعات‬ ‫على أقسـاط‪ ،‬عىل أن ُتسـ َّدد الدفعـة الثانية بعد إثبات التسـجيل‬ ‫يف املدرسـة‪ .‬وهنـاك طريقـة أخـرى قيد النظـر وهي إعطـاء النقد‬ ‫يف أماكـن التسـجيل يف املـدارس ومسـاعدة األرس يف إجـراءات‬ ‫االلتحـاق‪ .‬وسـ ُين ّفذ برنامـج تجريبـي لتحديد أنجح السـبل للميض‬ ‫قدمـاً يف ذلك‪.‬‬

‫االهتمام‪ .‬أولهما يتمثـل يف َّأن تلبيـة الحاجـة امللحـة إىل أماكـن‬ ‫دراسـية إضافيـة يتطلـب كسـب تأييـد أكبر لـدى املانحين‬ ‫واملجتمـع الـدويل لدعـم وزارة التعليـم يف مسـعاها السـتيعاب‬ ‫جميـع األطفـال‪.‬‬

‫ال يـزال هنـاك الكثير مـن العوائـق التـي مل ُتعالَـج‪ .‬فتلـك املقاربة‬ ‫املشتركة بين القطاعـات قـد تكـون أكثر فعاليـة‪ ،‬إ َّال أ َّنـه نظـراً‬ ‫لنقـص التمويـل فـإن قدرتنـا عىل توسـيع أماكن التعلـم محدودة‪.‬‬ ‫ويتمثـل التحـدي الرئيسي الـذي يواجهـه قطـاع التعليـم يف‬ ‫التكاليـف املرتبطة بالتوسـع يف املدارس أو إنشـاء مدارس جديدة‪.‬‬ ‫وباإلضافـة إىل ذلـك‪ ،‬ال تـزال األرس نفسـها تواجـه عوائـق ماليـة‪،‬‬ ‫ويعتمـد الكثير منهـا على أبنائهـا إلدرار الدخـل‪.‬‬

‫ماذا ميكن أن نفعل أفضل من ذلك؟‬ ‫أشـار التقييـم الخارجـي لربامجنـا إىل مجالين رئيسـيني يسترعيان ما التحديات التي ال تزال قامئة؟‬

‫أمـا املجـال الثـاين‪ ،‬فيتعلـق بكيفية اسـتخدام املخصصـات النقدية‬ ‫لتحسين الوصـول إىل التعليم واالسـتمرار فيه‪ .‬وتقـدم عملية رصد‬ ‫املخصصـات النقديـة بعض األدلـة واإلثباتات التي تفيـد َّ‬ ‫بأن األرس‬ ‫تسـتخدم ذلـك املخصـص النقـدي يف التعليـم‪ ،‬ومـع ذلـك تشير‬ ‫عمليـة الرصـد إىل أنـه يلـزم املزيـد مـن األدلـة واإلثباتـات للتأكـد‬ ‫مما إذا كانـت األمـوال ُتن َفـق على التعليم مبـا يتفق مـع املقاربة‬ ‫املتكاملـة‪ .‬ونحـن ننظـر حاليـاً يف االسـتخدام املحـدد لألمـوال‬ ‫دخل‬ ‫النقديـة يف برامـج التعليم ومناقشـة الطرائق املمكنـة‪ .‬وقد ُت ِ‬

‫ومـع َّأن التطـورات يف السياسـة العامـة ميكـن أن تـؤدي إىل تغير‬ ‫كبير‪ ،‬فإنـه يجـب أن يصاحبهـا استراتيجية للتنفيـذ‪ .‬وال ُيرتَجـم‬ ‫التغيير يف السياسـة العامـة عىل الفـور إىل نتائج‪ :‬فهـو ال يعني َّأن‬ ‫علم تام بجميـع حقوقها وكيفيـة املطالبة‬ ‫األرس قـد أصبحـت على ٍ‬ ‫بهـا‪ .‬ويجـب على أصحاب املصلحـة يف مجال التعليـم أن يعتمدوا‬

‫‪63‬‬


‫‪64‬‬

‫التَّعليم‪ :‬الحاجات والحقوق والوصول إليه يف أوضاع التَّهجري‬

‫‪64‬‬

‫‪www.fmreview.org/ar/education-displacement‬‬

‫نرشة الهجرة القرسية ‪60‬‬ ‫مارس‪/‬آذار ‪2019‬‬

‫أوليفري فانديكاستيل ‪olivier.vandecasteele@nrc.no‬‬

‫مقاربـة ممنهجـة ومسـتدامة مـن أجـل ضمان التنفيـذ الفعـال‬ ‫للتغريات الرئيسـية يف السياسـات‪ .‬وميكن تيسير ذلك بالقدرة عىل املدير ال ُقطري‬ ‫القيـام مبزيد مـن التخطيـط والتحليل املتعمقني لآلليـات املتعلقة‬ ‫بااللتحـاق باملـدارس والتسـجيل بهـا مـن أجـل فهـم أدق ملواطـن املجلس الرنويجي لالجئني‬ ‫‪www.nrc.no/countries/middle-east/iran/‬‬ ‫الثغـرات وكيفيـة معالجتها‪.‬‬ ‫ورغـم الجهـود الكبيرة التي بذلتهـا حكومة إيران‪ ،‬تظـل الحاجات‬ ‫التعليميـة كبيرة‪ .‬لذلـك مـن الضروري توسـيع نطـاق املسـاعدة‬ ‫اإلنسـانية‪ ،‬وال بدمـن اتبـاع مقاربـة تنمويـة أطـول ً‬ ‫أجلا ‪-‬يف حالة‬ ‫التهجير الطويـل األمـد هـذه‪ -‬مـع توفير التمويـل اللازم‪ .‬ويف‬ ‫الوقـت ذاتـه‪ ،‬ينبغـي إبراز حـاالت التقـدم مثل تلـك التي تحدث‬ ‫يف إيـران مـن أجـل تشـجيع البلـدان املضيفـة األخرى علي اعتامد‬ ‫سياسـات مامثلـة تسـاعد على ضمان الحـق يف التعليـم األسـايس‬ ‫للجميع ‪.‬‬ ‫ريم شموط ‪reem.shammout@nrc.no‬‬

‫متخصصة يف مجال التعليم‬

‫‪ .1‬يف عام ‪ ،2003‬أدخلت إيران نظاماً جديداً عُ ِر َف باألمايش (كلمة فارسية تعني الدعم‬ ‫اللوجستي أو اإلعداد) لتسجيل جميع املواطنني األفغان يف إيران‪ .‬ومل تكن الغالبية‬ ‫الساحقة من األفغان الواصلني إىل إيران قد تسجلوا للحصول عىل بطاقة األمايش‪ .‬أ َّما من‬ ‫يحمل تلك البطاقة‪ ،‬ف ُيمنَح الحامية وفقاً للمستحقات التي تنص عليها اتفاقية الالجئني‬ ‫لعام ‪ 1951‬إ َّال أ َّنه عليهم تجديد صفتهم كالجئني مرة كل ‪ 18-12‬شهراً‪.‬‬ ‫‪Tehran Times (26 July 2018) . 2‬‬ ‫(صحيفة طهران تاميز) ‪bit.ly/TehranTimes-schools‬‬ ‫‪Talbot C (2018) External Evaluation of NRC’s Education Programme .3‬‬ ‫‪in Iran (funded by European Civil Protection and Humanitarian Aid‬‬ ‫)‪Operations.‬‬ ‫(تقييم خارجي لربنامج التعليم الخاص باملجلس الرنويجي للالجئني يف إيران (بتمويل من‬ ‫قسم العمليات األوروبية للحامية املدنية واملساعدات اإلنسانية))‬ ‫‪ .4‬الكيان الحكومي الرئييس املسؤول عن قضايا الالجئني ولرشيك الرئييس للمنظامت‬ ‫الدولية غري الحكومية واإلنسانية‪.‬‬

‫تقرر رصد التَّعليم العاملي ‪2019‬‬

‫الهجرة والتَّ هجري والتَّ عليم‪ :‬بناء الجسور ال إقامة األسيجة‬ ‫عىل الرغم من َّأن التقرير العاملي لرصد‬ ‫التعليم لعام ‪ 2019‬يتطرق لجميع أنواع‬ ‫التحركات السكانية‪ ،‬ما زال التقرير‬ ‫يركز عىل طالبي اللجوء والالجئني‬ ‫عىل أ َّنهم األكرث تعرضاً لخطر فقدان‬ ‫تعليمهم‪ .‬فمع توقيع إعالن نيويورك‬ ‫من أجل الالجئني واملهاجرين يف‬ ‫سبتمرب‪/‬أيلول عام ‪ ،2016‬أبدت‬ ‫البلدان التزامها بضامن التحاق‬ ‫كل األطفال الالجئني باملدارس‬ ‫خالل ثالثة أشهر من وصولهم‬ ‫إىل البلد املضيف‪ ،‬وعىل مدار‬ ‫العامني التاليني ضاع ما يُقدّر مبليار ونصف من‬ ‫أيام الالجئني املدرسية‪ ،‬يف حني يواجه األطفال من طالبي اللجوء‬ ‫يف مراكز االحتجاز يف بلدان مثل أسرتاليا واملجر وإندونيسيا‬ ‫وماليزيا واملكسيك اإلقصاء الجزيئ أو الكامل من فرص التعليم‪.‬‬ ‫ويدعو التقرير صانعي السياسات إىل َشمل املهاجرين‬ ‫وا ُمله ََّجرين قرساً من األطفال والشباب يف املنظومة التَّعليمية‬ ‫املحلية بالكامل باإلضافة إىل تكييف هذه املنظومة مبا يتوافق‬ ‫لحة إىل برنامج‬ ‫مع حاجات الواصلني ُ‬ ‫الجدُ د إذ ّمثة حاجة ُم ّ‬ ‫املرسع من أجل تعويض اآلثار الناجمة عن االنقطاع‬ ‫التَّعلم َّ‬ ‫عن التعليم‪ .‬وال بد أيضاً من دعم املعلمني من أجل التصدّي‬

‫ملجموعة واسعة من التحديات التي ال تتعلق بطالبهم فحسب‬ ‫بل بظروف العمل أيضاً‪ .‬وينبغي االعرتاف مبؤهالت الالجئني‬ ‫العلمية وتعليمهم السابق لتجنب ضياع اإلمكانات‪.‬‬ ‫كام يقدّم التقرير موجزاً عن السامت الرئيسية للجهود املشجعة‬ ‫التي بذلتها البلدان مبا فيها الدول ذات املوارد املحدودة من أجل‬ ‫دمج الالجئني يف املنظومة التَّعليمية الوطنية‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يبني‬ ‫التقرير ّأن ما ي ّ‬ ‫ُغطى حالياً من التكلفة العاملية املخصصة لتعليم‬ ‫وأن البلدان املستضيفة تتط ّلب أيضاً‬ ‫الالجئني ال يتعدّى الثلث َّ‬ ‫الدعم املايل الدويل الذي يسمح لها بردم الفجوة بني املساعدات‬ ‫اإلنسانية قصرية األمد واملعونات اإلمنائية بعيدة األمد‪.‬‬ ‫ويذ ّكر التقرير صانعي السياسات بالقدرة التي ميتلكها‬ ‫التعليم التي تساعد املجتمعات عىل إدارة الفرص والتحديات‬ ‫الناجمة عن الهجرة والتَّهجري وذلك من خالل التصدّي‬ ‫للتعصب وتعزيز التامسك االجتامعي عن طريق املناهج‬ ‫الدراسية التي تحرتم التاريخ املايض والتن ّوع الحايل ومن خالل‬ ‫االعرتاف مبساهامت املهاجرين والالجئني وتعزيز االنفتاح‬ ‫نحو وجهات النظر املتعددة وتشجيع املقاربات النقد ّية‪.‬‬ ‫ميكنكم الوصول إىل التقرير الكامل واملعلومات حول‬ ‫احتفاالت االنطالقة العاملية واملناقشات من خالل الرابط‬ ‫‪.http://gem-report-2019.unesco.org‬‬


‫نرشة الهجرة القرسية ‪60‬‬

‫التَّعليم‪ :‬الحاجات والحقوق والوصول إليه يف أوضاع التَّهجري‬

‫مارس‪/‬آذار ‪2019‬‬

‫‪www.fmreview.org/ar/education-displacement‬‬

‫تستعني برامج التَّعلم املت َِّصل‬ ‫بالتكنولوجيا الرقم ّية لِربط‬ ‫املتعلمني بكل من املوضوعات‬ ‫والدورات التدريبية املعتمدة‬ ‫ذات املنفعة كام تربطهم بأقرانهم سواء محل ًيا أو عامل ًيا وبشبكة‬ ‫واملوجهني‬ ‫اإلنرتنت والخطاب العاملي وث ّلة من املعلمني املتدربني‬ ‫ّ‬ ‫وا ُمل َي ّسين‪ .‬وغال ًبا ما ينطوي التع ّلم ا ُملت ِّصل عىل التع ّلم ا ُملد َمج‬ ‫حيث يتعلم الطالب من خالل وسائط اإلعالم اإللكرتونية‬ ‫ولكنّهم يُدعمون يف الوقت نفسه من خالل التعليم املبارش‪.‬‬ ‫وتتش َكل منظمة ا ّتحاد التع ّلم ا ُملتَّصل يف األزمات من ‪23‬‬ ‫عض ًوا مبا فيها الجامعات واملنظامت غري الحكومية واملنظامت‬ ‫الدولية ومقدمي الخدمات التعليمية كام يتشارك يف قيادتها‬ ‫كل من املفوضية السامية لألمم املتحدة لشؤون الالجئني ومركز‬ ‫إنزون التابع لجامعة جنيف‪ .‬وتهدف إىل تعزيز توفري تعليم‬ ‫عالِ الجودة ودعمه يف سياقات ال ِّنزاع واألزمات والتَّهجري من‬ ‫خالل التع ّلم ا ُملت ِّصل‪ .‬و ُتر ّكز منظمة ا ّتحاد التّعلم املتّصل عىل‬ ‫التشارك باملعارف والخربات واألد ّلة كام تش ّدد عىل تطوير‬

‫املامرسات الجيدة وضامن املساءلة للطالب ومجتمعاتهم بُغ َية‬ ‫تعزيز االعتامد عىل الذات والقدرة عىل مقاومة الظروف‪.‬‬

‫‪65‬‬

‫ففي عام ‪ ،2017‬نرشت منظمة ا ّتحاد التّعلم املتّصل دليل‬ ‫ُفصل مجموعة مامرسات‬ ‫اإلرشادات التوجيهية للجودة الذي ي ِّ‬ ‫واعدة ودروس مستفادة يف أربع محاور رئيس ّية هي‪:‬‬ ‫الوصول إىل التعليم العايل وتصميم مسار التع ّلم وبيداغوجيا‬ ‫التع ّلم املتّصل والدعم األكادميي‪ .‬ويتناول دليل اإلرشادات‬ ‫التوجيهية ً‬ ‫كل من املحاور السابقة فيام يتع ّلق بتقديم التَّعلم‬ ‫املتّصل يف حاالت الطوارئ واألزمات وذلك بتقديم أمثلة‬ ‫ملموسة من برامج أعضاء منظمة ا ّتحاد التع ّلم املتّصل‪.‬‬ ‫وتنوي منظمة ا ّتحاد التّعلم املتّصل إصدار نسخة رقمية من‬ ‫دليل اإلرشادات التوجيهية يف أواخر عام ‪ 2019‬إذ سيحتوي‬ ‫عىل وظيفة إضافية تتيح للمنظامت تحميل محتواها الخاص‪.‬‬ ‫ميكنك الوصول إىل دليل اإلرشادات التوجيهية وغريه من اإلصدارات‬ ‫عىل الرابط التايل‬ ‫‪.www.connectedlearning4refugees.org/publications‬‬

‫التَّع ُّلم املتَّصل‪ :‬مستقبل التَّع ُّليم العايل؟‬ ‫هناء آدم الغايل وإميا غصن‬

‫ينبغي ملؤسسات التَّع ُّليم العايل يف لبنان أن تراعي قدرة التَّع ُّلم ا ُملتَّصل يف تحسني الوصول إىل التَّعليم‬ ‫العايل لشباب الالجئني وأفراد املجتمع املضيف‪.‬‬

‫يستضيف لبنان نحو ‪ 1.1‬مليوناً من الالجئني السوريني كثري منهم‬ ‫من الشباب م ّمن هم يف سن الجامعة ويكافحون من أجل إكامل‬ ‫تعليمهم يف وضع التَّهجري‪ 1.‬ومع ذلك‪ ،‬يتم ّكن بعض السوريني‬ ‫الشباب من الوصول إىل التعليم العايل‪ :‬إذ بلغ عدد الشباب‬ ‫امللتحقني مبؤسسات التعليم العايل سبعة آالف و‪ 315‬طالباً يف‬ ‫العام الدرايس ‪ 2018-2017‬يف لبنان بزيادة قدرها ‪ 20‬باملائة منذ‬ ‫العام الدرايس ‪ .2015-2014‬وترجع تلك الزيادة لعدة أسباب‬ ‫منها زيادة توافر املنح الدراسية باإلضافة إىل توا ّفر وسائط بديلة‬ ‫للتعليم من بينها التعليم ا ُملتَّصل‪ .‬ويشري ‘التعليم املتَّصل’ إىل‬ ‫تعليم الطالب باستخدام تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت التي‬ ‫تسمح للتعليم أن يكون أكرث مرونة إذ ال يصبح محصوراً بزمان وال‬ ‫مكان محددة عىل عكس التَّعليم العايل التقليدي‪ 2.‬كام مت ّكن هذه‬ ‫الطريقة التعليم ليكون أكرث تفاعل ّية وتساعد عىل توفري الوصول‬ ‫إىل التعليم لعدد أكرب من الطالب يف أجزاء مختلفة من العامل‬ ‫‪3‬‬ ‫بتكلفة منخفضة‪.‬‬

‫وذلك للوصول إىل الالجئني السوريني والطالب الذين يعيشون‬ ‫يف األجزاء النائية من لبنان ويف الخارج باإلضافة إىل تقديم بعض‬ ‫املقررات عىل اإلنرتنت بالكامل‪ .‬و ُتظ ِهر املعلومات التي ُج ِم َعت‬ ‫مؤخراً عن التعليم ا ُملتَّصل يف لبنان أن مؤسسات التعليم العايل‬ ‫عادة ما تستخدم ثالثة أنواع من التعليم ا ُملتَّصل مبا فيها التعليم‬ ‫ا ُملد َمج والتعليم عرب اإلنرتنت بالكامل والتجسري الذي يركز‬ ‫عىل تعليم اللغة‪4.‬وميكن أن تتضمن طرق التعليم االفرتاضية‬ ‫املستخدمة للتفاعل اآلين بني ا ُمل َو ّجه والطالب مثل مؤمترات‬ ‫الفيديو أو املحادثات املبارشة عرب اإلنرتنت أو التفاعل غري اآلين‬ ‫مثل النرش يف منتديات املناقشة أو التع ّلم من خالل املحارضات‬ ‫سجلة بالفيديو‪ .‬كام يسهم استخدام وسائل التواصل االجتامعية‬ ‫ا ُمل َّ‬ ‫وغريها من املنصات عىل اإلنرتنت بتسهيل التفاعل غري الرسمي‬ ‫بني الطالب وأقرانهم والطالب وموجهيهم مام يعمل عىل تكملة‬ ‫الرسمي‪.‬‬ ‫تع ّلمهم‬ ‫ّ‬

‫العوائق التي تحول دون التعليم ا ُملتّصل‬

‫وتستفيد الجامعات اللبنانية أص ًال من التعليم ا ُمل َي َّس عىل اإلنرتنت ُتع ّد برامج التعليم ا ُملتَّصل جديدة بالنسبة للبنان‪ ،‬لذا ظهرت‬ ‫يف مقرراتها التعليمية‪ ،‬لكنَّها بدأت بالتوجه نحو التعليم ‘ا ُملد َمج’ مجموعة من العوائق الهيكيلية والرتبوية والفنية التي تحول دون‬ ‫الذي ُيعنَى بالدمج بني التعليم التقليدي والتعليم عىل اإلنرتنت تطبيقها‪.‬‬

‫‪65‬‬


‫‪66‬‬

‫‪66‬‬

‫التَّعليم‪ :‬الحاجات والحقوق والوصول إليه يف أوضاع التَّهجري‬

‫نرشة الهجرة القرسية ‪60‬‬ ‫مارس‪/‬آذار ‪2019‬‬

‫‪www.fmreview.org/ar/education-displacement‬‬

‫وتتم ّثــل ُأوىل العوائــق الهيكليــة بعــدم وجــود سياســات الفرص‬

‫تعــرف بالتعليــم عــر اإلنرتنــت يف لبنــان حتــى اآلن‪.‬‬ ‫إال ّأن وزارة الرتبيــة والتعليــم العــايل أصــدرت مــروع‬ ‫قانــون يف مايو‪/‬أيــار مــن عــام ‪ 2016‬يهــدف إىل تحديــد‬ ‫رشوط وإجــراءات تقديــم برامــج التعليــم العــايل الرســمي‬ ‫مــن خــال طــرق غــر تقليد ّيــة مبــا فيهــا التعليــم ا ُملتَّصــل‪.‬‬ ‫ويعكــس مــروع القانــون هــذا إرصار الــوزارة عــى رضورة‬ ‫املحافظــة عــى الجــودة يف التعليــم عــر اإلنرتنــت كــا يحــدد‬ ‫رشوط معينــة مبــا فيهــا فريــق ضــان الجــودة ألي منظمــة‬ ‫أو مؤسســة تنــوي تقديــم برامــج التعليــم غــر التقليديــة‪.‬‬

‫ُت َقـدَّم كثــر مــن الربامــج وخاصــة تلــك التــي توفرهــا املنظــات‬ ‫غــر الحكوميــة املحليــة والوطنيــة والدوليــة مجان ـاً أو بتكلفــة‬ ‫منخفضــة جــداً‪ .‬ويف أثنــاء ذلــك‪ ،‬تبــدو املهــارات التــي توفرهــا‬ ‫املؤسســات التعليميــة يف لبنــان والتــي تقــدم برامجــاً أكــر‬ ‫تقليد ّيــة منفصلــة عــن متطلبــات ســوق العمــل اليــوم‪ .‬كــا‬ ‫يتجاهــل بنــد حجــم واحــد يناســب الجميــع االســتخدام املتزايــد‬ ‫ـي‪ .‬وتبع ـاً لذلــك‪ ،‬مثــة حاجــة‬ ‫للتكنولوجيــا ومنــو االقتصــاد الرقمـ ّ‬ ‫لتعزيــز التوعيــة إىل جانــب املزيــد مــن التعــاون الــدويل مــن‬ ‫أجــل العمــل عــى وضــع سياســات تعليميــة محليــة أكــر مرونــة‬ ‫ميكنهــا اســتيعاب التطــورات االقتصاديــة مــن خــال التحســينات‬ ‫والتعديــات يف التعليــم العــايل‪ .‬ونقــرح أن تكــون الجهــود‬ ‫التعاونيــة بقيــادة وزارة الرتبيــة والتعليــم العــايل بالتعــاون‬ ‫مــع مؤسســات التعليــم العــايل املحليــة والدوليــة وغريهــا مــن‬ ‫املنظــات الدوليــة ذات الخــرة املناســبة إذ ُت َعـ ّد ُفـ َرص التعليــم‬ ‫ا ُملت َِّصــل أدوات تقــدّم فرصــة التع ّلــم خصوصــاً ألولئــك الذيــن‬ ‫يعانــون مــن أجــل الوصــول إىل التعليــم التقليــدي ســواء مــن‬ ‫الالجئــن أو الشــباب مــن البلــدان ا ُملســتضيفة‪.‬‬

‫ومــن العوائــق الهيكليــة األخــرى محدوديــة الوعــي والنظــرة‬ ‫الســلبية الشــعبية تجــاه التع ّلــم عــر اإلنرتنــت‪ .‬وغالب ـاً مــا‬ ‫يعنــي قصــور الوعــي ّأن النــاس يشـ ّ‬ ‫ـكون بفائــدة وأثــر برامــج‬ ‫التعليــم ا ُملتَّصــل إذ يؤمــن العديــد مــن النــاس أنــه ميكــن‬ ‫للتكنولوجيــا أن تكــون مفيــدة باعتبارهــا أداة داعمــة لتعزيــز‬ ‫التع ّلــم والتعليــم وليــس كوســيلة أساســية وحرص ّيــة لتقديــم‬ ‫التعليــم‪ .‬ومتتــدّ املقاومــة الثقافيــة إىل مجتمعــات الالجئــن‬ ‫الســوريني أيضــاً‪ ،‬فعــى ســبيل املثــال‪ ،‬ترفــض الالجئــات‬ ‫ً‬ ‫الســور ّيات الظهــور عــى الكامــرا يف مؤمتـرات الفيديــو نظـرا هناء آدم الغايل ‪ha58@aub.edu.lb‬‬ ‫َّ‬ ‫مديرة الربامج‪ ،‬برنامج البحوث يف سياسات التعليم والشباب‬ ‫ألن هــذه املامرســة غــر مقبولــة ثقاف ّي ـاً‪.‬‬ ‫(‪ ،)EYPR‬معهد عصام فارس‪ ،‬الجامعة األمريكية يف بريوت‬ ‫باإلضافــة إىل ذلــك‪ ،‬ظهــرت عوائــق تعليميــة أيض ـاً تشــتمل ‪https://website.aub.edu.lb/ifi/Pages/index.aspx‬‬ ‫عــى التحديــات التــي تس ـ ّببت بهــا البريوقراط ّيــة املؤسس ـ ّية‬ ‫والتــي تــؤدي إىل تأخــر الحصــول عــى املــوارد فض ـ ً‬ ‫ا عــن إميا غصن ‪emma.ghosn@mail.utoronto.ca‬‬ ‫محدوديــة االســتقاللية يف تصميــم برامــج التعليــم ا ُملت ِّصــل مرشحة لنيل درجة الدكتوراه‪ ،‬جامعة تورنتو‬ ‫وتقدميهــا‪ .‬كــا متتلــك الهيئــة التدريســية مهــارات محــدودة ‪www.utoronto.ca‬‬ ‫يف تدريــس مقــررات التعليــم ا ُملت َِّصــل فضــ ًا عــن أنهــم‬ ‫‪El-Ghali H A, Berjaoui R and McKnight J (2017) Higher Education .1‬‬ ‫يكافحــون مــن أجــل دعــم طالبهــم عــر اإلنرتنــت‪ .‬ونتيجــة ‪and Syrian Refugee Students: The Case of Lebanon (Policies, Practices, and‬‬ ‫لذلــك‪ ،‬ال يــزال العديــد مــن أعضــاء هيئــة التدريــس )‪Perspectives‬‬ ‫يفضلــون التعليــم وجهــاً لوجــه عــى تدريــس املقــررات (التعليم العايل والطالب السوريون الالجئون‪ :‬حالة لبنان (السياسات واملامرسات‬ ‫واملنظورات)) ‪bit.ly/UNESCO-HE-Arab-region-2017‬‬ ‫عــر اإلنرتنــت‪ .‬ومــع َّ‬ ‫أن كثــرا ً مــن الطــاب مــا مل يكــن ‪UNHCR (2014) Roundtable Report on Connected Higher Learning .2‬‬ ‫جميعهــم ميتلكــون هواتــف ذكيــة إال ّ‬ ‫أن بعضهــم يفتقــرون ‪Programmes for Refugees‬‬ ‫إىل مهــارات تكنولوجيــا املعلومــات واالتصــاالت الالزمــة مــن (تقرير الطاولة املستديرة حول برامج التعلم العايل املتصل لالجئني)‬ ‫‪bit.ly/UNHCR-Connected-Learning-2014‬‬ ‫ً‬ ‫أجــل متابعــة مثــل هــذه املقــررات‪ .‬ويعــدّ التقييــم عائق ـا ‪Gladwell C, Hollow D, Robinson A, Norman B, Bowerman E, Mitchell .3‬‬ ‫آخـراً‪ ،‬إذ تفتقــر الكثــر مــن املؤسســات إىل وســائل معتمــدة ‪J, Floremont F and Hutchinson P (2016) Higher education for refugees‬‬ ‫‪in low-resource environments: landscape review, Jigsaw Consult, United‬‬ ‫لتقييــم التعليــم ا ُملت َِّصــل‪.‬‬ ‫‪( Kingdom‬التعليم العايل لالجئني يف البيئات التي تعاين من شح من املوارد‪ :‬مراجعة‬ ‫وأخــراً‪ ،‬متثــل العوائــق التكنولوجيــة مثــل االتصــال البطــيء‬ ‫باإلنرتنــت وإمــدادات الكهربــاء غــر املوثــوق فيهــا ونقــص‬ ‫املعــدات إحباطــاً كبــراً لــكل مــن القــادة وأعضــاء الهيئــة‬ ‫التدريســية والطــاب املشــاركني يف برامــج التعليــم ا ُملت َِّصــل‪.‬‬

‫املشهد العام) ‪bit.ly/JigsawConsult-HE-refugees-2016‬‬ ‫‪El-Ghali H and Ghosn E (2019) ‘Connected Learning in Lebanon’, .4‬‬ ‫‪Issam Fares Institute at the American University of Beirut and UNHCR‬‬ ‫‪( Lebanon‬التَّع ُّلم املتصل يف لبنان)‬


‫نرشة الهجرة القرسية ‪60‬‬

‫التَّعليم‪ :‬الحاجات والحقوق والوصول إليه يف أوضاع التَّهجري‬

‫مارس‪/‬آذار ‪2019‬‬

‫‪67‬‬

‫‪www.fmreview.org/ar/education-displacement‬‬

‫التَّعلم املتَّصل‪ :‬تقييم لالجئني‬

‫موييز دوشيامي ويوجيني مانريافاشا وكالينغا مبونينشويت‬

‫يُقدِّم التَّع ُّلم املتَّصل الفرصة لتوسيع إمكانية الوصول إىل التَّعليم العايل لالجئني مبا يعود بالفائدة عىل ُك ٍّل‬ ‫من األفراد واملجتمعات‪.‬‬ ‫منذ عام ‪ ،2013‬دأبت منظمة كبلر غري الحكومية وجامعة ساذرن لالجئني‪ .‬وبنا ًء عىل الربنامج املشرتك بني منظمة كبلر وجامعة‬ ‫نيو هامبشاير عىل توفري برنامج بكالوريوس تعتمده الواليات ساذرن نيو هامبرش يف رواندا نقدم التوصيات التالية‪:‬‬ ‫املتحدة األمريكية لكل من الالجئني والرعايا الروانديني‪ .‬واف ُت ِت َح‬ ‫املوقع األول يف كيغايل يف عام ‪ ،2013‬تبعه موقع ثان يف عام جعل التعليم العايل أكرث شمولية‪ :‬ينبغي للربامج أن تظهر التزاماً‬ ‫‪2015‬يف مخيم كيزيبا لالجئني يف غريب رواندا‪ .‬ويتدرج الطالب قوياً لضامن وصول النِّساء واملستضعفني من مجتمعي املضيفني‬ ‫برنامج‬ ‫يف منوذج ‘مختلط’ يجمع ما بني التَّع ُّلم عرب اإلنرتنت من منهاج والالجئني‪ .‬فعىل سبيل املثال‪ ،‬يف مخيم كيزيبا‪ ،‬يقدم‬ ‫ٌ‬ ‫جامعة ساذرن نيو هامبرش والتعليم املبارشة وجهاً لوجه بالدعم للقيادة النِّسائية دروساً متهيدية تدعم املتقدمات اإلناث يف تحسني‬ ‫األكادميي الذي تقدمه كبلر‪.‬‬ ‫مهاراتهنّ وتشجعهنّ لالتحاق بربنامج البكالوريوس‪ّ .‬إن مثل هذه‬ ‫التدخالت إىل جانب النهج القائم عىل العدالة لقبول طلبات‬ ‫هجرين مثلنا ممن تخ ّرجوا من جامعة ساذرن االلتحاق حققت التوازن التام بنسبة ‪ 50:50‬بني الجنسني من‬ ‫وبالنسبة للطالب ا ُمل َّ‬ ‫نيو هامبرش بالتعاون مع منظمة كبلر يف كيزيبا‪ ،‬فإن االلتحاق الطلبة يف كال الحر َمني الجامع َيني‪ .‬ويجدر القول ّأن برامج التعلمّ‬ ‫بالجامعة ليس مجرد سبيل يؤدي بنا إىل األمل والكرامة وحسب‪ ،‬املتصل تتمتّع بفرصة أكرب لتكون أكرث شمولية من معظم برامج‬ ‫بل ميكنه أيضاً أن يرتك أثراً إيجابياً عىل مجتمعاتنا‪ .‬فعندما يحصل املنح التقليدية‪ :‬فمث ًال‪ ،‬يف عام ‪ 2017‬بلغت نسبة املستفيدات‬ ‫أحدنا عىل وظيفة ما‪ ،‬فإنه يدعم بذلك عائالته واآلخرين ليعتمدوا اإلناث من منحة مبادرة آلربت آينشتاين األكادميية األملانية لالجئني‬ ‫عىل أنفسهم‪ .‬ومع التقدم الحايل يف مجال التكنولوجيا فثمة واملفوضية السامية لألمم املتحدة لشؤون الالجئني يف رواندا ‪31‬‬ ‫‪1‬‬ ‫فرصة عظيمة للهيئات اإلنسانية للعمل عىل توسيع فرص الوصول باملائة فلم تزد عىل تلك النسبة‪.‬‬

‫أليكس بويس‬

‫طالب وطالبات ملتحقون يف برنامج كيبلر كيزيبا‪ ،‬رواندا‪.‬‬

‫‪67‬‬


‫‪68‬‬

‫‪68‬‬

‫التَّعليم‪ :‬الحاجات والحقوق والوصول إليه يف أوضاع التَّهجري‬ ‫‪www.fmreview.org/ar/education-displacement‬‬

‫نرشة الهجرة القرسية ‪60‬‬ ‫مارس‪/‬آذار ‪2019‬‬

‫منح درجات جامعية معتمدة‪ :‬يحصل الطلبة الذين يستكملون‬ ‫برنامج كبلر وجامعة ساذرن نيو هامبرش عىل درجة البكالوريوس‬ ‫التي تعتمدها الواليات املتحدة األمريكية‪ .‬ويضمن اعتامد الواليات‬ ‫املتحدة األمريكية االعرتاف بالشهادة الجامعية يف كثري من البلدان‬ ‫كام مي ّكن الطلبة من مواصلة تعليمهم‪ .‬فإذا مل متنح الربامج درجة‬ ‫معتمدة سيكون من الصعب عىل الطلبة أن يتنافسوا يف أسواق موييز دوشيامي ‪dumoise07@gmail.com‬‬ ‫العمل املحلية والعاملية‪.‬‬ ‫يوجيني موكاندايزينجا ‪eugeniesnhu1995@gmail.com‬‬ ‫مراعاة نتائج التوظيف‪ :‬يركز الربنامج عىل مهارات االستعداد‬ ‫للعمل وبشكل خاص عىل تطوير مهارات استخدام الربامج املتداولة كالينغا مبونينشويت ‪mbonyinshutijeremie@gmail.com‬‬ ‫واألدوات املهنية املتاحة عىل اإلنرتنت‪ .‬ففي برنامج كيزيبا‪ ،‬يتعني‬ ‫عىل الطلبة استكامل برامج التدريب إما مع الرشكات يف رواندا متخرجون يف جامعة ساذرن نيو هامبرش‪ ،‬من خالل برنامج كبلر‬ ‫أو لصالح رشكات عاملية من خالل العمل عن بعد وذلك من أجل يف كيزيبا ‪www.kepler.org/kepler-kiziba‬‬ ‫كسب الخربة واملهارات املهنية‪ .‬كام يكسبون بذلك كفاءات مهنية ‪https://gem.snhu.edu/‬‬ ‫محددة تتعلق بالتواصل والقيادة والعمل الجامعي‪ .‬إذ يعمل‬ ‫‪ .1‬ميثل برنامج دايف الخاص باملفوضية السامية لألمم املتحدة لشؤون الالجئني واحداً من‬ ‫فريق إدارة الوظائف يف كبلر عىل بناء العالقات مع أصحاب العمل برنامجي منحات دراسية يف رواندا مخصصان لالجئني‪.‬‬ ‫املحليني كام يساعد الطلبة عىل إيجاد الوظائف الشاغرة والتقدّم ‪UNHCR (2018) The Other One Per Cent – Refugee Students in Higher‬‬ ‫لها‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬يحصل ‪ 90‬باملائة من الطلبة عىل وظائف ‪Education: DAFI Annual Report 2017‬‬ ‫(اآلخر لكل سنت‪ -‬الطالب الالجئون يف التعليم العايل‪ :‬التقرير السنوي ملبادرة ألربت‬ ‫بدوام كامل خالل ستة أشهر من تخرجهم‪ .‬وبالطبع‪ُ ،‬يع ّد توظيف أينشتاين األكادميية األملانية لالجئني ‪)2017‬‬ ‫الالجئني يف رواندا أكرث سهولة منه يف الدول األخرى‪ ،‬إذ يتمتع ‪bit.ly/DAFI-AnnualReport-2017‬‬ ‫الالجئون فيها بحرية الحركة وحق العمل يف القطاع الرسمي‪ .‬ومع‬

‫ذلك‪ ،‬ينبغي للربامج يف البلدان املستضيفة التي ال يتمتّع الالجئون‬ ‫فيها مبثل هذه الحقوق أن مت ّكن الطلبة من تطوير مهارات العمل‬ ‫املستقل سواء عرب اإلنرتنت أو العمل عن بعد أو أن ميكنهم ذلك‬ ‫من إيجاد فرص عمل يف بلدانهم األصلية‪.‬‬

‫أهمية الوصول إىل التَّع ُّليم واعتامده‪ :‬تعلم الدروس من حدود تايلندة مع‬ ‫ميامنار‬ ‫ماري بوريك وميغان إيرفينغ‬

‫هجرة عىل حدود تايلندة وميامنار مشكلة‪ ،‬فقد تلقى أعداد كبري من‬ ‫ليس تقديم التعليم للمجمتعات ا ُمل َّ‬ ‫األطفال دعم التعليم األسايس‪ ،‬إ َّال َّأن توفري التعليم املعتمد ما زال تحدياً قامئا‪ً.‬‬ ‫يسـوو يف غـر ِّيب تايالنـد هـي َم ْو ِط ُـن‬ ‫جامعـة نظـ ٍر إىل مركزهـم القانـوين أو نقـص وثائقهـم الرسـمية أو عدمها‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫املنطقـة املحيطـة ِ ِب ُ‬ ‫صعـب والواقع أنَّ‬ ‫َّ‬ ‫كبير ٍة مـن الالجئين وغريهـم مـن املهاجريـن الفا ِّريـن مـن النِّـزاع ومـع ذلـك‪َّ ،‬‬ ‫تبين أن تحقيق هذه السياسـة أم ٌر‬ ‫ٌ‬ ‫والقمـع السـيايس والصعوبـة االقتصاديـة يف ميامنـار (وال يقيمـون أكثر األطفـال املهاجريـن غير مواظبين على املـدارس التايالندية‪.‬‬ ‫يف مخ َّيمات الالجئين)‪ .‬وكان يف تسـعين َّيات القـرن العرشيـن‬ ‫مـدارس غير رسـمية مبادرات توفري التعليم ا ُملع َت َمد‬ ‫املهجريـن ينشـئون‬ ‫ْأن رشع املع ِّلمـون مـن َّ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ٌ‬ ‫سـموها مراكـز تعليـم املهاجريـن‪ .‬وبقيت هـذه املراكز عـددا من نشـأ على مم ِّر السـنني تعاون مفيدٌ بين جامعة تعليـم املهاجرين‬ ‫َّ‬ ‫ثم جـاء عام وبين ممثلي الحكومـة التايالنديـة؛ وعندهـم وعنـد الجهـات‬ ‫السـنني مهـددة باإلغلاق مـن الحكومـة التايالنديـة‪َّ .‬‬ ‫نـام َّأن توفير التعليـم املعرتف به رسـمياً‬ ‫‪ 2006‬وجـاءت معـه سياسـ ُة توفير التعليـم للجميـع التـي سـنَّتها الفاعلـة املختلفـة إدراك ٍ‬ ‫فغير ْت مـن العالقـة الديناميك َّيـة بينهـا وبين املع ِّلمني‪ .‬لألطفـال رضورة‪ ،‬ومـن ذلك كشـوف عالمات قابلـة للنَّقل إىل نظم‬ ‫الحكومـة َّ‬ ‫وقـد كان املـراد مـن سياسـة توفير التعليـم للجميـع فتـح أبـواب تعليميـة أخـرى ُتع ِّبدُ الطرق إىل التعليم العـايل‪َّ .‬‬ ‫وألن مراك َز تعليم‬ ‫املؤسسـات التعليميـة التايالنديـة أمـام األطفـال جميعـاً مـن غير املهاجريـن غير معترف بهـا قانونـاً على أ َّنهـا مؤسسـات تعليمية‬


‫نرشة الهجرة القرسية ‪60‬‬

‫التَّعليم‪ :‬الحاجات والحقوق والوصول إليه يف أوضاع التَّهجري‬

‫مارس‪/‬آذار ‪2019‬‬

‫وليـس لكثير مـن املع ِّلمين أوراق اعتماد للتَّعليـم الرسـمي‪ ،‬فلا‬ ‫يتـاح اليـو َم التعليـم املعترف بـه رسـمياً إال مـن طريـق الن ُ​ُّظـم‬ ‫الحكوميـة (سـوا ٌء يف تايالنـد أو ميامنـار) التـي ال يصـل إليهـا مـن‬ ‫هـؤالء األطفـال إال القليـل‪.‬‬ ‫ويوجـد اليـو َم عـدد مـن املبـادرات الجاريـة إلصلاح هـذه الحال‪،‬‬ ‫يسر نقـل الطالب من مراكـز تعليـم املهاجرين إىل‬ ‫ومنهـا بر ُ‬ ‫امـج ُت ِّ‬ ‫ً‬ ‫مـدارس حكومـة تايالنـد امللك َّيـة أو ‪-‬بدال من ذلك‪ -‬إىل مؤسسـات‬ ‫التعليـم الرسـمي يف ميامنار‪ .‬فأ َّمـا أ َّول الخيارين فعىل مراكز تعليم‬ ‫املهاجريـن كلهـا تعليم اللغة التايالنديـة ْ‬ ‫وإن كان يف ذلك صعوبة؛‬ ‫ذلـك َّأن املـدارس تعتمـد َّ‬ ‫كل االعتماد على املانحين وال يصـل‬ ‫ُّ‬ ‫ْ‬ ‫يتسـجلوا يف‬ ‫إليهـا مـال مـن الحكومـة‪ .‬و ُيحـث األطفـال على أن‬ ‫َّ‬ ‫تعليم غري نظامي اسـمه كور سـور نـور (‪،)Kor Sor Nor‬‬ ‫ِ‬ ‫برنامـج ٍ‬ ‫وهـو برنامـج يـدوم ثلاث سـنوات يسـتدرك الطفـل فيه مـا فاته‪،‬‬ ‫وهـذا الربنامـج ُأ ْحـ ِد َث يف األصل للطلاب التايالنديين الذين غاب‬ ‫التعليـم عنهـم لكنَّه اليـو َم مفتوح للطالب املهاجريـن ُيع َّرفون فيه‬ ‫شـيئاً بعـد يش ٍء اللغـة التايالنديـة واملناهج التي تـد َّرس يف تايالند‪.‬‬ ‫ويـدرس األطفـال‪ ،‬الذيـن هـم يف عمـر أطفـال املرحلـة االبتدائية‪،‬‬ ‫يف برنامـج كـور سـور نور مبراكـز تعليم املهاجريـن ويداومون عىل‬ ‫زيـارة مـدارس كور سـور نـور التايالنديـة وقد يؤول أمرهـم إىل ْأن‬ ‫ينتقلـوا إىل النظـام املـدريس التايلنـدي الرسـمي (بشرطِ ْأن ُي ِت ُّمـوا‬ ‫الربنامـج)‪ .‬أ َّمـا األطفـال الذين هم أسـنُّ من أولئك فيذهبون رأسـاً‬ ‫إىل مـدارس كـور سـور نـور إال أ َّنهـم يحتاجـون قبـل ذلـك إىل ْأن‬ ‫حسـنوا إملامهم باللغـة التايالندية‪.‬‬ ‫ُي ِّ‬

‫‪69‬‬

‫‪www.fmreview.org/ar/education-displacement‬‬

‫تعليـم العمال البورميين املهاجريـن التابعـة للمنظمات األهليـة‬ ‫والفـرع التايلنـدي مـن منظمـة التعليـم يف العـامل وغريهـم مـن‬ ‫أصحـاب املصلحـة يف قطـاع التعليـم قـد أحدثـوا يف عـام ‪2016‬‬ ‫سـموه إطـار جـودة التعليـم والقصـد منـه أن يكـون أدا ًة‬ ‫مـا َّ‬ ‫تقييـم تسـاعد على تحقيـق معايـرة التعليـم وتجويـده يف شـبكة‬ ‫مراكـز تعليـم املهاجريـن املتن ِّوعـة‪ ،‬وبذلـك ُتج َعـل املـدارس أكثر‬ ‫مجـارا ًة للمعايير الرتبويـة التايالندية‪ .‬وإذ قد كانـت وزارة الرتبية‬ ‫وحـد مراكـز تعليـم املهاجريـن‬ ‫والتعليـم التايالنديـة تريـد ْأن ُت َّ‬ ‫تحـت مظلـة منظمـة واحـدة ْ‬ ‫ُ‬ ‫وأن تسـتع َمل فيهـا أدوات تقييـم‬ ‫التعليـم التـي تضعهـا الحكوميـة التايالندية‪ ،‬فهي مـع ذلك مل تزلْ‬ ‫تتق َّبـل التنـ ُّوع املوجـود يف مراكـز تعليـم املهاجريـن مع اسـتعامل‬ ‫إطـار جـودة التعليـم يف الوقـت نفسـه‪.‬‬

‫التحدِّيات‬

‫بين منهـج الحكوميـة التايالنديـة جمعـاً‬ ‫مفهـوم سـببه‪ -‬بين‬‫ُي ِّ‬ ‫ٌ‬ ‫نقيضين يف التعامـل مـع جامعة تعليـم املهاجرين‪ .‬فهـي من جهة‬ ‫متسـك عـن جعـل مراكـز تعليـم املهاجريـن مـدارس رسـمية وعن‬ ‫منـح مع ِّلمـي تلـك املراكـز الحقَّ القانـوين يف التدريـس‪ .‬ومن جهة‬ ‫أخـرى أعطـت وزارة الرتبية والتعليم املع ِّلمين املهاجرين بطاقات‬ ‫هو َّيـة وكانـت وسـيطاً بينهـم وبني مسـؤويل الهجـرة فح َمتهم من‬ ‫َّ‬ ‫التحيـل‪ .‬هـذا‪ ،‬وتبـذل الـوزارة جهـداً إلعلام أوليـاء األمـور ِخ َيـا َر‬ ‫ً‬ ‫ْأن يرسـلوا أطفالهـم إىل املـدارس التايالنديـة‪ .‬أخيرا‪ ،‬وحتَّـى لـو‬ ‫كانـت مراكـز تعليـم املهاجرين ُتـد ِّرس املناهـج امليامناريـة بتزا ُي ٍد‪،‬‬ ‫فقـد أبـدت وزارة الرتبيـة والتعليـم اسـتعداداً لالشـتغال معهـم‬ ‫تيسر برنامج التعليم األسـايس‬ ‫والظاهـر َّأن لهـا نظـرة إيجابيـة إىل ُّ‬ ‫غير النظامـي وإىل قـدرة الطلاب املهاجريـن عىل دخـول املدارس‬ ‫توسـط مسـؤولو وزارة الرتبيـة والتعليـم بين‬ ‫امليامناريـة‪ .‬وقـد َّ‬ ‫جامعـة تعليـم املهاجريـن وبين سـلطات الهجـرة وقـوات األمـن‬ ‫التايالنديـة‪ ،‬فصـار لألطفـال املهاجريـن املولوديـن يف تايالنـد ْأن‬ ‫يتسـ َّلموا بطاقـة هويـة مدَّتهـا ‪ 10‬سـنوات تحقـق لهـم حاميـة‬ ‫عظيمـة تـدوم مـدَّة أطول‪.‬‬

‫وقـد وضعـت وزارة الرتبيـة والتعليـم امليامنار َّيـة يف السـنوات‬ ‫األخيرة برنامجـ ًا يشـبه ذاك ‪-‬واسـمه برنامـج التعليم األسـايس غري‬ ‫موسـعاً‬ ‫النظامـي‪ -‬وكان هـذا جـزءاً مـن إصالحها‬ ‫َ‬ ‫التعليـم إصالحاً َّ‬ ‫ْ‬ ‫نطاقـه‪ .‬ويسـتطيع اليـو َم األطفـال املهاجـرون أن يحضروا دروس‬ ‫برنامـج التعليـم األسـايس غير النظامـي امليامنـاري ْ‬ ‫وأن يدخلـوا يف‬ ‫يسـوو‪ .‬و ُيسـ َمح للطالب‬ ‫امتحاناتـه يف مراكـز تعليـم املهاجريـن ِ ِب ُ‬ ‫أيضـاً أن يدخلـوا يف االمتحانـات العا َّمـة امليامناريـة ‪-‬يف املراحـل‬ ‫التعليميـة املختلفـة‪ -‬مبراكـز تعليـم املهاجريـن‪ .‬ويف برنامجـي صحيـح َّأن املبـادرات املذكـورة آنفـاً فتحـت ُسـ ُب ًال جديـدة أمـام‬ ‫تايالنـد وميامنـار كليهما فائـدة جليلـة أال وهي شـهادات دراسـية املهاجريـن الشـباب تتيح لهـم الدخول يف النظـام التعليمي هنا أو‬ ‫هنـاك‪ ،‬لكـن ال هـذه الحكومـة وال تلك توفر الدعم املـايل‪ .‬وإيجاد‬ ‫معترف بها رسـمياً‪.‬‬ ‫املـوارد املاليـة والبرشيـة الرضوريـة مـن املتربعين واملنظامت غري‬ ‫واجـب‬ ‫واجـب مراكـز تعليـم املهاجريـن‪ ،‬وهـو‬ ‫ات مـن عندهـا لتيسير الحكوميـة هـو‬ ‫ُ‬ ‫وقـد جـاءت جاليـة املهاجريـن مببـادر ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫الوصـول إىل التعليـم املعترف بـه‪ .‬مـن ذلك عىل سـبيل املثـال‪َّ ،‬أن عظيـم ح َّقـاً يف بيئـة أصبـح توفري املال فيهـا إلبقاء أبواب املدرسـة‬ ‫مراكـز تعليـم املهاجريـن واملنظمات األهلية تعاونـت عىل توحيد مفتوحـة أمـراً صعبـاً وتـزداد صعوبته‪.‬‬ ‫االمتحانـات لصفـوف مدرسـية مع َّينـة‪ ،‬فتتيـح هـي واالمتحانـات‬ ‫يسـوو عقبـات أخـرى‪.‬‬ ‫العامـة امليامناريـة للطلاب الحصـول على شـهادات تجيـز لهـم ويـأيت أمـام جامعـة تعليـم املهاجريـن يف ِم ُ‬ ‫االنتقـال إىل املـدارس امليامناريـة‪ .‬أضف إىل ذلـك َّأن النَّاس يف لجنة فلا يندمـج األطفـال املهاجرون يف نظـم التعليم الرسـمي بالبلدان‬

‫‪69‬‬


‫‪70‬‬

‫‪70‬‬

‫التَّعليم‪ :‬الحاجات والحقوق والوصول إليه يف أوضاع التَّهجري‬

‫نرشة الهجرة القرسية ‪60‬‬ ‫مارس‪/‬آذار ‪2019‬‬

‫‪www.fmreview.org/ar/education-displacement‬‬

‫مركز بوسوه للتعلم‬

‫أحد اليافعني يتقدم الختبار اللغة التايلندية يف بوسوه‪ ،‬وهو مركز لتعلم الالجئني يقدم برنامجاً نشطاً للتعلم االستدرايك (برنامج كور سور نور)‪.‬‬

‫املسـتضيفة دومـاً بسـهولة‪ ،‬وذلـك ألسـباب ثقافيـة أو َّ‬ ‫ألن أرسهـم‬ ‫كثيراً مـا تنتقـل مـن مـكان إىل آخـر مـن أجـل العمـل‪ .‬وتسـمح‬ ‫الحكوميـة التايالنديـة ملراكـز تعليـم املهاجرين بيش ٍء مـن الحرية‬ ‫لتديـر شـؤونها ولكـنْ ال تسـمح لهـا بالوصول إىل مجـرى االعرتاف‬ ‫الرسـمي إال ً‬ ‫قليلا‪ .‬والغالـب يف بلـ ٍد يكثر فيـه تغيير القوانين‬ ‫ْأن ُيعـ َّوق نجـاح املبـادرات الجديـدة فيـه مبع ِّوقـات بريوقراطيـة‬ ‫ممـن ليس‬ ‫ولوجسـتية وماليـة‪ .‬وإن كان أوليـاء األمـور املهاجـرون َّ‬ ‫معهـم وثائـق رسـمية‪ ،‬فالغالـب ْأن يتخ َّوفوا من تسـجيل أطفالهم‬ ‫يف املـدارس التايالنديـة‪ .‬ثـم َّإن البطالـة ُتح ِّمـل وحـدة األرسة عبئاً‬ ‫اقتصاديـاً ً‬ ‫ثقيلا‪ ،‬فترى كثيراً من الشـباب يرتكون املدرسـة ليعملوا‬ ‫ً‬ ‫مـن دون إذن قانـوين‪ .‬وأخيرا‪ ،‬ليـس لِلمعلمين ولِ وليـاء األمـور‬ ‫ولِألطفـال امليامنار ِّيين جميعـ ًا الغايـات نفسـها‪ ،‬ولذلـك إن تحدَّثنا‬ ‫عـن فتـح املسـالك إىل التعليـم املعترف بـه رسـمياً فلا ً‬ ‫حلا يليق‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫بجميعهم ‪.‬‬ ‫ولكـنْ كان لنـا أن ننجـز أكثر مما أنجزنـا‪ .‬إذ ميكـن للحكومـة‬ ‫التايالنديـة أن تذهـب أبعـد َّ‬ ‫مما ذهبـت إليـه فتنصـب الجسـور‬ ‫هل ما يجري اليو َم تح ُّو ٌل يف الفكر واملامرسة إىل الذي بين جامعـة تعليـم املهاجريـن وبني نظـام التعليم الرسـمي وذلك‬ ‫هو أحسن؟‬ ‫على أسـاس اإلنجـازات الحسـنة لنظـام مراكـز تعليـم املهاجريـن‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫على الرغـم مـن العقبـات فما خ ِ َبتْـه جامعـة تعليـم املهاجريـن غير الرسـمي مثـل إطار جـودة التعليـم‪ .‬هـذا‪ ،‬وللهجـرة والتَّهجري‬ ‫رشقـي آسـيا تداعيـات وعواقـب إقليميـة‪ ،‬فإن‬ ‫ِ ِب ُ‬ ‫يسـوو ُيظ ِهـر َّأن فرص تيسير ُسـ ُبل الوصـول إىل التعليم املعرتف القسري يف جنـويب ِّ‬

‫بـه رسـمياً موجـودة‪ .‬فحين تعمـل الحكومـات وجامعـات تعليـم‬ ‫حسـنا‪.‬‬ ‫املهاجريـن يـداً بيـ ٍد ميكـن ِ‬ ‫لخ َيـاري التعليـم والحاميـة أن ُي َّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫فقـد أحدثـت سياسـة توفري التعليـم للجميع تحـوال عظيام يف فكر‬ ‫املسـؤولني الحكوميين التايالنديين ومامرسـاتهم‪ .‬ومـع َّأن مراكـز‬ ‫يسـوو غري قـادرة عىل توفري تعليـم معرتف به‬ ‫تعليـم املهاجريـن ِ ِب ُ‬ ‫رسـمياً‪ ،‬فقـد ُسـ ِم َح لهـا بتوفير التعليـم األسـايس ‪-‬ودعـم األطفال‬ ‫وحاميتهـم‪ -‬وأكثر مـن ذلك‪ ،‬فعىل سـبيل املثال‪ ،‬أ َّنها ُت ِعدُّ الشـباب‬ ‫للدخـول يف االمتحانـات العامـة امليامناريـة أو يف امتحـان شـهادة‬ ‫ِّ‬ ‫األقـل‪-‬‬ ‫التعليـم العـام املعترف بهـا دوليـاً التـي قـد تسـمح ‪-‬يف‬ ‫نجـ َز مـن خلال‬ ‫لنائلهـا بالدخـول يف الجامعـة‪ .‬وكـم مـن إنجـا ٍز ُأ ِ‬ ‫تق ُّب ِـل‬ ‫سر وتعاون املعلمين واملنظامت غير الحكومية‬ ‫الواقـع وال ُي ِ‬ ‫ِ‬ ‫والحكومة‪.‬‬


‫نرشة الهجرة القرسية ‪60‬‬ ‫مارس‪/‬آذار ‪2019‬‬

‫التَّعليم‪ :‬الحاجات والحقوق والوصول إليه يف أوضاع التَّهجري‬

‫‪71‬‬

‫‪www.fmreview.org/ar/education-displacement‬‬

‫تعليـم‬ ‫رشقـي آسـيا (آسـيان) إطـا َر‬ ‫وضعـت رابطـة أمـم جنـويب‬ ‫ِّ‬ ‫ٍ‬ ‫يشـمل َّ‬ ‫كل أممهـا غايتـه دعـم املركـز القانـوين ملراكـز تعليـم‬ ‫املهجريـن ونقـل السـجالت الدراسـية وتصديـق خبرة املعلمين‪،‬‬ ‫جلـب ذلـك املنفعة ملَـن يبنون االقتصاد اإلقليمـي و َمن هاجروا أو‬ ‫هُ ِّجـروا قسراً‪ .‬وميكـن للجهـات الفاعلـة يف املجتمـع املـدين ‪-‬وهم‬ ‫املع ِّلمـون يف حالتنـا هـذه‪ْ -‬أن تـؤدي دوراً عظيـم األثـر يف وضـع‬ ‫املعايير واآلليـات لبلـوغ تلـك الغايـات‪ ،‬ومـن ذلـك وضـع برنامج‬ ‫آسـيان لشـهادة التعليـم العام حتَّى ُيسـتبدَل بالربنامج املسـتعمل‬ ‫اليـوم (وهـو برنامج شـهادة التعليم العـام الذي وضعتـه الواليات ماري بوريك ‪marypurkey@gmail.com‬‬ ‫منسقة‪ ،‬مرشوع التَّعليم يف ماي سوت‬ ‫املتحـدة األمريكيـة وط َّورتـه)‪.‬‬

‫مـن زمـن قريـب انخفـاض حـاد ‪-‬ومـا زال‪ -‬يف متويل مراكـز تعليم‬ ‫املهاجريـن عنـد الحـدود؛ ذلـك َّأن املنظمات غير الحكوميـة‬ ‫والحكومـات املانحـة قد ق َّللـت التمويل‪ ،‬ورمبا كان السـبب إعطاء‬ ‫املاسـة ا ُملدر َكـة يف ميامنـار وغريهـا‪ .‬وتشـعر‬ ‫األ ْولَو َّيـة للحاجـات َّ‬ ‫َّ‬ ‫يسـوو بأنهـا مهجـورة‪ .‬فليـس تعليـم‬ ‫جامعـة تعليـم املهاجريـن ِ ِب ُ‬ ‫الالجئين وغريهـم مـن املهاجريـن يتط َّلـب االعتراف برضورتـه‬ ‫فحسـب‪ ،‬بـل يتط َّلـب اعرتافـاً برضورتـه واسـتثامراً‪.‬‬

‫‪https://maesot.ubishops.ca‬‬

‫َ‬ ‫التمويـل إن‬ ‫بقـي أمـ ٌر ال يجـوز إغفالـه‪ ،‬وهـو َّأن على الحكومـة‬ ‫ُأ ِري َد لسياسـات مثل سياسـة توفير التعليم للجميـع أو للمبادرات ميغان إيرفينغ ‪meg.g.irving@gmail.com‬‬ ‫العابـرة للحـدود ْأن ُتن َّفـذ أحسـن تنفيذ‪ ،‬وحتـى ال تبقى الوظائف مديرة اإلدارة‪ ،‬مركز بارامي للتعلم‪ ،‬ماي سوت‬ ‫ال ِقواميـة معتمـد ًة عىل املنظمات الدولية يف متويلهـا‪ .‬ولقد حدث ‪www.facebook.com/parami.learningcentre‬‬

‫تحسني بيئات التَّع ُّلم يف حاالت الطوارئ من خالل املشاركة املجتمعية‬ ‫زينة بايل‬

‫تنظر مجموعة أدوات تخص التعليم يف حاالت الطوارئ ط َّورتها منظمة إنقاذ الطفل يف إمكانية تحسني‬ ‫البيئات التَّع ُّلم َّية من خالل املشاركة املجتمعية‪ .‬وساهم إطالق مجموعة األدوات عىل أساس تجريبي يف‬ ‫سوريا وأوغندا يف تسليط الضوء عىل بعض نواحي التَّوتر والتناقضات التي تتضمنها عملية توفري التعليم‬ ‫يف البيئات اإلنسانية‪.‬‬ ‫تسـتخدم مجموعة أدوات معاً لتحسين بيئـات التَّعلم (‪ )ILET‬قائـم على الحقـوق‪ .‬وبذلـك‪ ،‬يصبـح دور منظمـة إنقـاذ الطفل‬ ‫التقييمات لتحسين بيئـات التَّعلم‪ 1‬يف السـياقات اإلنسـانية من (‪ )Save the Children‬مـن الناحيـة املثاليـة دور ا ُمل َي ِّسر أو‬ ‫خلال مشـاركة املجتمع املحلي‪ .‬وتهدف إىل االسـتجابة لرضورة ا ُمل َح ِّفـز للتغيري‪.‬‬ ‫زيادة وتحسين األدلة املتعلقة باملامرسـات الناجحـة يف التعليم‬ ‫يف حـاالت الطـوارئ‪ .‬كما تضع إطار عمـل التع ّلـم الجيد‪ 2‬الذي وتتعلـق الخطوتـان األوىل والثانيـة مـن العمليـة خامسـية‬ ‫تعتمـده منظمـة إنقـاذ الطفـل (‪ )Save the Children‬موضـع الخطـوات ملشروع معـاً لتحسين بيئـات التع ّلـم بتصميـم‬ ‫التنفيـذ مـن خلال تحويـل األسـس الخمسـة التـي تحددهـا الربامـج وتطويـر املقرتحـات والتنسـيق والتدريـب وغالبـاً مـا‬ ‫بوصفهـا أساسـاً لرفـاه كل األطفـال وتعليمهـم إىل أسـئلة قابلـة ُت َن َّفـذ عـن طريـق كـوادر الربنامـج‪ .‬أ ّمـا الخطـوة الثالثـة فتمثل‬ ‫للقيـاس وكم ّيـة وقابلـة للتنفيـذ‪ .‬وتشـتمل تلك األسـس عىل كل بدايـة املشـاركة مـع املجتمعـات‪ .‬وتعنـى هـذه الخطـوة‬ ‫مـن الحاميـة العاطفيـة والنفسـية‪-‬االجتامعية والحاميـة املادية بجمـع البيانـات عـن طريـق كـوادر الربنامـج مـن خمسـة‬ ‫والتعليـم والتع ّلـم وأوليـاء األمـور واملجتمـع املحلي وقيـادة مصـادر تشـتمل على املعلمين وأوليـاء األمـور واألطفـال‬ ‫املدرسـة وإدارتهـا‪ .‬و ُتطـ َر ُح هـذه األسـئلة على ٍّ‬ ‫كل مـن الطالب ومديـري املدرسـة أو قامئـة املراجعـة املدرسـية باإلضافـة إىل‬ ‫ّ‬ ‫واملعلمين وأوليـاء األمـور لتحديـد طـرق تحسين بيئـة التعلـم‪ .‬املالحظـة الصف ّيـة‪ .‬وتقـ ّدم منصـة إدارة البيانـات القامئـة على‬ ‫ّ‬ ‫وتتجلى القيمـة املضافـة ملشروع معـاً لتحسين بيئـات التعلـم الويـب خدمـات جمـع البيانـات يف وقتهـا الحقيقـي وتخزينهـا‬ ‫ً‬ ‫يف تزويـد املجتمعـات‬ ‫املدرسـية باألدلـة القامئـة على البيانـات ومعالجتهـا كما تنتـج كال مـن البيانـات املرئ ّيـة والتقارير اآللية‬ ‫ّ‬ ‫ودعـم جهودهـا يف منـارصة تحسين املـدارس ضمن إطـار عمل التـي ّ‬ ‫تلخـص نقـاط القـوة والضعـف للمدرسـة أو ملسـاحة‬

‫‪71‬‬


‫‪72‬‬

‫‪72‬‬

‫التَّعليم‪ :‬الحاجات والحقوق والوصول إليه يف أوضاع التَّهجري‬ ‫‪www.fmreview.org/ar/education-displacement‬‬

‫التع ّلـم املؤقتـة مبـا يتعلـق بإطـار عمـل التع ّلـم الجيـد‪ .‬وتعنـى‬ ‫الخطـوة الرابعـة مبشـاركة هـذه النتائـج البسـيطة ا ُملر ّمـزة‬ ‫باأللـوان مـع املجتمعـات على شـكل بطاقـات نتائـج املدرسـة‬ ‫ـجل املدرسـة عنـد كل واحـد مـن ُ‬ ‫األسـس الخمسـة التـي‬ ‫إذ ُت َس َ‬ ‫طبقتهـا فيما يتعلـق بإطـار عمـل التعليـم الجيـد‪ .‬وتشـتمل‬ ‫الخطـوة الخامسـة على انتخـاب فريـق لتحسين املدرسـة‬ ‫يتألـف مـن البالغين واألطفـال مـن املجتمـع املحلي للعمـل‬ ‫على تصميـم خطـة تسـتند إىل نتائج التقييم لتحسين املدرسـة‬ ‫ومتابعـة تنفيـذ الخطـة مبسـاعدة منحـة صغيرة‪.‬‬ ‫وج ِّر َبـت مجموعـة األدوات يف الفترة مـا بين عامـي ‪2017‬‬ ‫ُ‬ ‫و‪ 2018‬يف عشرة مـن املـدارس ومسـاحات التع ّلـم املؤقتـة‬ ‫ويتـو ّزع خمـس منهـا يف كل مـن مقاطعـة أدجومـاين يف أوغندا‬ ‫وشمال غـرب سـوريا كما حرضهـا بالتتـايل الالجئـون األطفـال‬ ‫مـن أوغنـدا وجنـوب السـودان واألطفـال السـوريون املحليـون‬ ‫وا ُمله َّجـرون داخليـاً‪ .‬واسـتُخ ِد َمت الـدروس املسـتفادة خلال‬ ‫عمليـة تنفيـذ الربامـج التجريبيـة إلفـادة تطويـر مشروع معـاً‬ ‫لتحسين بيئـات التع ّلـم ونقـل املعـارف بين البلديـن‪.‬‬

‫نرشة الهجرة القرسية ‪60‬‬ ‫مارس‪/‬آذار ‪2019‬‬

‫عبر املعلمـون وأوليـاء‬ ‫حشـد الحلـول املحليـة‪ :‬على العمـوم‪ّ ،‬‬ ‫األمـور عـن اعتقادهم َّ‬ ‫بأن األولوية يف تحسين املدرسـة غالباً ما‬ ‫تتم ّثـل ببنـاء املزيـد مـن البنيـة التحتيـة وتوفري الوقـود وزيادة‬ ‫رواتـب املعلمين‪ .‬ومـع االعتراف بأهميـة هـذه الحاجـات‪،‬‬ ‫يهـدف مشروع معـاً لتحسين بيئـات التع ّلـم إىل توسـيع‬ ‫النقـاش حـول بيئـات التع ّلـم الجيـد ليشـمل على مكونـات‬ ‫‘لينـة’ تتم ّثـل بأنشـطة ميكـن تنفيذهـا ضمـن موازنـة محدودة‬ ‫وميكنهـا تحسين رفاهيـة األطفـال واملعلمين ومهاراتهـم أو‬ ‫تعمـل على زيـادة مشـاركة أوليـاء األمـور‪ .‬ونتيجة لذلـك‪ ،‬تابع‬ ‫املشـاركون تحديـد حلـول محليـة منخفضـة التكلفـة بعضهـا‬ ‫احتـاج إىل الدعـم البسـيط مـن منظمـة إنقـاذ الطفـل (‪Save‬‬ ‫‪ )the Children‬وبعضهـا مل يكـن بحاجـة للدعـم‪ .‬ففي أوغندا‪،‬‬ ‫اشـتملت تلـك األنشـطة على تطـوع أوليـاء األمـور يف تنظيـف‬ ‫مجمـع املدرسـة وتحسين مرافـق اللعـب لفتـح البـاب أمـام‬ ‫األنشـطة الرتفيهيـة لألطفـال‪.‬‬

‫كما ظهـرت اسـتنتاجات أخـرى مثيرة لالهتمام مـن الربامـج‬ ‫التجريبيـة مبـا يف ذلـك‪:‬‬ ‫املسـاءلة‪ :‬إذ أوضـح تنفيـذ العمليـة نفسـها يف كل مـن أوغنـدا‬ ‫وسـوريا بعـض القواسـم املشتركة املدهشـة‪ .‬فعلى سـبيل‬ ‫املثـال‪ ،‬عندمـا عـادت كـوادر الربنامـج إىل املجتمعات املدرسـية‬ ‫ملشـاركة النتائـج‪ ،‬كان مـن الواضـح َّأن النـاس يف كل من أوغندا‬ ‫وسـوريا مل يصدقـوا َّأن كـوادر الربنامج سـيعودون‪ .‬وذلك مؤرش‬ ‫على وجـود اتجـاه أوسـع يف قطـاع املعونـة إذ نـادراً مـا ُتقـ َدم‬ ‫التغذيـة الراجعـة لنتائـج التقييمات‪ .‬ومما أسـهم يف إنجـاح‬ ‫مشـاركة النتائـج يف هـذه الحالـة حماس كـوادر الربنامـج حول‬ ‫كفـاءة منصـة إدارة البيانـات وإنتاجهـا لبطاقـات نتائـج آليـة‬ ‫سـهلة الفهـم‪ .‬واكتسـبت جلسـات التغذيـة الراجعـة أهميـة‬ ‫خاصـة إذ َّ‬ ‫مكنـت مـن التحقـق مـن صحـة النتائـج‪ .‬وإضافـة‬ ‫لذلـك‪ ،‬نظـراً لتنـوع مجموعـة املسـتجيبني للدراسـة‪ ،‬ال ميكـن‬ ‫أن ُتعـزَى النتائـج إىل مجموعـة واحـدة فقـط مـن املسـتجيبني‪.‬‬ ‫وأخيراً‪ ،‬بالرغـم مـن أن كـوادر الربنامـج هـي مـن تديـر تحليل‬ ‫البيانـات‪ ،‬كان لجلسـات التغذيـة الراجعـة وهيكلـة النتائـج‬ ‫املتعلقـة بإطـار العمـل الشـامل للتع ّلـم الجيـد دور يف تعزيـز‬ ‫املسـاءلة‪ ،‬إذ متثـل املجتمعـات املدرسـية دوراً فعاالً يف مسـاءلة‬ ‫منظمـة إنقـاذ الطفـل (‪ )Save the Children‬إىل جانـب‬ ‫مقدمـي الخدمـات التعليم ّيـة تبعـاً ألعلى املعايير لضمان‬ ‫تقدميهـم لبيئـة تعليـم جيـدة وشـاملة‪.‬‬

‫مُع ِّلمة تستخدم مستلزمات التعليم يف مدرستها األولية‪َ ،‬تجَ ُّمع بيديبيدي لالجئني‪ ،‬شاميل أوغندا‪.‬‬


‫نرشة الهجرة القرسية ‪60‬‬

‫التَّعليم‪ :‬الحاجات والحقوق والوصول إليه يف أوضاع التَّهجري‬

‫مارس‪/‬آذار ‪2019‬‬

‫‪73‬‬

‫‪www.fmreview.org/ar/education-displacement‬‬

‫اسـتثامر الوقـت‪ :‬شـ ّكك البعـض مبالءمـة مشروع معاً لتحسين‬ ‫بيئـات التع ّلـم يف حـاالت الطـوارئ نظـراً لطـول املـدة الالزمـة‬ ‫لتنفيـذ املشروع بالكامـل‪ ،‬إذ ميكـن أن يحتـاج إىل شـهرين عىل‬ ‫األقـل حتـى تبـدأ التحسـينات امللموسـة بالظهـور‪ .‬ومـع ذلـك‪،‬‬ ‫ُي ِّكـن التحليـل اآلين الـذي تقدمـه منصـة إدارة البيانـات كوادر‬ ‫الربنامـج مـن تقديم التغذيـة الراجعة مبـارشة للمجتمعات مام‬ ‫ُيعـ ّد تحـوالً رسيعـاً باملقارنـة مـع معـدل الوقـت الـذي تحتاجه‬ ‫التقييمات األخـرى الـذي قـد يصـل إىل بضعـة أسـابيع‪ .‬إ َّال َّأن‬ ‫آخريـن اعرتفـوا َّ‬ ‫بـأن توفير التع ّلـم الجيـد مبشـاركة املجتمـع‬ ‫املحلي يتطلـب تخصيـص املـوارد والوقـت‪ .‬وقـال معلـم آخـر‬ ‫يف أوغنـدا‪” :‬هـذا ليـس مضيعـة للوقـت‪ .‬بـل هـو إرشاك النّاس‬ ‫معضالت أكرب نطاقاً‬ ‫يف التخطيـط»‪.‬‬ ‫تسـبب تنفيـذ الربنامجين التجريب َيين بظهـور عـدد مـن‬ ‫االسـتدامة‪ :‬شـعر املعلمـون يف أوغنـدا َّأن أثـر مشروع معـاً املعضلات األوسـع نطاقـ ًا املتأصلـة يف عمليتـي املسـاعدة‬ ‫لتحسين بيئـات التع ّلـم سـيدوم إىل مـا بعـد انتهائـه باعتبـاره واإلمنـاء والتـي بالتأكيـد ال ينفـرد بهـا هـذا املشروع‪:‬‬

‫مسـتنداً إىل التعبئـة املجتمعيـة كما اع ُت ِمـ َد إطـار العمـل‬ ‫مـن أجـل التع ّلـم الجيـد كإطـار نظـري مسـاعد ويُعـدُّ اإلملـام‬ ‫بـه متكينيـاً‪ .‬وحين ُسـ ِئ َل املعلمـون عـن ردة فعلهـم فيما لـو‬ ‫مل تعـد منظمـة إنقـاذ الطفـل (‪ )Save the Children‬قـادرة‬ ‫على تقديـم الدعـم‪ ،‬أكـدت اسـتجاباتهم املتكـررة إحساسـهم‬ ‫القـوي باملسـؤولية واالسـتعداد لتعبئـة أوليـاء األمـور ومعاونـة‬ ‫غريهـم مـن الجهـات الفاعلـة‪ .‬فقـد كانـت قدرتهم على تنظيم‬ ‫أنفسـهم ومنـارصة حقـوق األطفـال واضحـة مـن خلال األمثلة‬ ‫التـي قدموهـا كتقديـم الطلبـات ملكتـب التعليـم يف املقاطعـة‬ ‫واالرتجـال يف أوقـات النـدرة‪.‬‬

‫ّ‬ ‫مـن‬ ‫ينصـب تركيـز مشروع معـاً لتحسين‬ ‫املحلي إىل العاملـي‪ُّ :‬‬ ‫ّ‬ ‫بيئـات التعلـم على امللكيـة املحليـة والحلـول محليـة املنشـأ‪.‬‬ ‫وإىل جانـب ذلـك‪ ،‬يـأيت االفتراض الضمنـي َّ‬ ‫بـأن إطـار عمـل‬ ‫التع ّلـم الجيـد الذي يعتمـد عليه املرشوع قابـل للتطبيق يف كل‬ ‫إن التناقـض الكامـن يف ذلك يصبـح واضحاً‬ ‫بيئـات التع ّلـم‪ .‬غير َّ‬ ‫حين تتعـارض الحلـول املحلية مـع كل من إطار العمـل العاملي‬ ‫والقيـم التـي تتمسـك بهـا منظمـة إنقـاذ الطفـل (‪Save the‬‬ ‫‪ .)Children‬ويعكـس هـذا التوتـر املعضالت املشتركة ا ُمل َ‬ ‫عتَف‬ ‫بهـا يف األدبيـات املتعلقـة بالتنميـة التشـاركية‪ .‬وبدافـع مـن‬ ‫االعتبـارات العمليـة والرباغامتيـة‪ ،‬غالبـاً مـا تتعـاون املنظمات‬ ‫اإلنسـانية مـع الجهـات الفاعلـة التـي تؤيـد ً‬ ‫قيما ال تتطابـق‬ ‫بالكامـل مـع قيمهـا‪ .‬ويف مواجهـة ال ُه ِو َّيـات املحليـة والعامليـة‬ ‫املتنافسـة‪ 3،‬تخاطـر املنظمات الدوليـة غير الحكوميـة بإدامـة‬ ‫املامرسـات التميزيـة تحـت ذريعة ‘الحساسـية الثقافيـة’‪ .‬ويعدُّ‬ ‫االعتراف َّ‬ ‫بـأن افرتاضـات املنظمـة ونظـم القيـم الخـاص بهـا‬ ‫ُ‬ ‫واألطـر املعيارية ليسـت باملحايـدة وال بالعامليـة الخطوة األوىل‬ ‫ُ‬ ‫نحـو معالجـة التوتـرات املحلية–العامليـة املح َت َملـة‪.‬‬ ‫املفوضية السامية لألمم املتحدة لشؤون الالجئني‪/‬ديفيد أزيا‬

‫إدارة التوقعـات‪ :‬يقـوم مشروع معـاً لتحسين بيئـات التع ّلـم‬ ‫على مجموعـة مـن األركان األساسـية أولهـا االقتنـاع بحاجـة‬ ‫املجتمعـات إىل الوصـول إىل املعلومـات املتاحـة وسـهلة الفهـم‬ ‫بحيـث تكـون آن ّيـة وموثوقـة مـن أجـل متكينهـا مـن املطالبـة‬ ‫بحقوقهـم ومامرسـة العمـل الجامعـي إزاء تحسين بيئـات‬ ‫التع ّلـم ومسـاءلة مقدمـي الخدمـات‪ .‬بيـد َّأن بعـض املشـاركني‬ ‫عـدة مناطـق ميكـن أن يكـون فيهـا للمعـارف آثار‬ ‫يشيرون إىل ّ‬ ‫تعيـق التمكين‪ .‬فعلى سـبيل املثـال‪ ،‬أشـار أحـد املعلمين إىل‬

‫‪73‬‬


‫‪74‬‬

‫‪74‬‬

‫التَّعليم‪ :‬الحاجات والحقوق والوصول إليه يف أوضاع التَّهجري‬

‫نرشة الهجرة القرسية ‪60‬‬ ‫مارس‪/‬آذار ‪2019‬‬

‫‪www.fmreview.org/ar/education-displacement‬‬

‫أ َّنـه بالرغـم مـن األثـر اإليجـايب الـذي تركتـه زيـادة املعارف يف‬ ‫مامرسـاته التعليميـة‪ ،‬فقـد تركتـه يشـعر بالقلـق‪“ :‬أتسـاءل مـا‬ ‫إذ كان ينبغـي لألطفـال عـدم دخـول القاعـة الدراسـية نظـراً‬ ‫ُ‬ ‫أدركت‬ ‫لحالتهـا السـيئة‪ .‬إذ سأفشـل مـا مل ُت َح َّسـن حالتهـا‪ .‬لقـد‬ ‫أ ّنـه مثـة الكثير مـن األشـياء التـي يتحتّـم فعلهـا‪ ”.‬لذلـك‪ ،‬تعـ ّد‬ ‫إدارة التوقعـات أمـراً مهما للغايـة إىل جانـب التأكيـد على ّأن‬ ‫بيئـات التع ّلـم ميكـن تحسـينها تدريجيـاً بخطـوات صغيرة‪.‬‬

‫يهـدف مشروع معاً لتحسين بيئـات التع ّلم إىل إنعـاش إمكانية‬ ‫أن تكـون التنميـة التشـاركية تحوليـة وتوفير الدعـم واألدلـة‬ ‫للمجتمعـات املحليـة لتمكينهـا مـن تأكيـد حقوقهـا ومحاسـبة‬ ‫أصحـاب السـلطة مبـن فيهـم منظمـة إنقـاذ الطفـل (‪Save the‬‬ ‫‪ )Children‬كما تهـدف إىل إحـداث تغري اجتامعي أوسـع بدءاً‬ ‫باملدرسة‪.‬‬

‫زينة بايل ‪zeina.sh.bali@gmail.com‬‬ ‫مشـاركة الطفـل‪ :‬تشير النتائـج يف أوغنـدا إىل َّأن برامج مرشوع مستشارة تربوية‪ ،‬ريد بارنا‪/‬منظمة إنقاذ الطفل‪،‬‬ ‫معـاً لتحسين بيئـات التع ّلم تتطلب اسـتخدام املزيـد من اللغة )‪ (Save the Children‬الرنويج‪www.reddbarna.no .‬‬ ‫الصديقـة للطفـل وآليـات املعلومـات مـن أجل تعزيز مشـاركة‬ ‫‪bit.ly/ILETpackage .1‬‬ ‫الطفـل‪ .‬فبالنسـبة لألطفـال ممـن شـاركوا فثمـة خطـر أن ‪ .2‬ملزيد من املعلومات‪ ،‬انظر وثيقة تأطري التعليم يف حاالت الطوارئ الخاصة مبنظمة‬ ‫ُتنتَقـى مشـاركتهم للتعبير عـن حاجـات البالغين أو غريهم من إنقاذ الطفل ‪Save the Children‬‬ ‫األطفـال مما يعـزز البنـى املوجـودة والقامئـة عىل عـدم تكافؤ ‪bit.ly/SavetheChildren-EiE-Framing-2017‬‬ ‫ُ‬ ‫‪Kloster M O (2018) ‘Why it Hurts – Save the Children Norway and .3‬‬ ‫ال ِقـوى واالمتيـازات‪ .‬فعلى سـبيل املثـال‪ ،‬حين ُسـ ِئ َل األطفـال ‪the Dilemmas of ‘Going Global’’, Forum for Development Studies Vol‬‬ ‫مبـارشة ّ‬ ‫عما يريـدون تغييره يف مدارسـهم‪ ،‬ذكـر عـدة طلاب ‪46:1: 22-1‬‬ ‫يف مـدارس مختلفـة رضورة بنـاء غرفـة أكبر وأفضـل تجهيـزا ً (ملاذا يتسبب ذلك باألمل‪ -‬منظمة إنقاذ الطفل (‪ )Save the Children‬يف الرنويج‬ ‫ومعضالت التوجه نحو العاملية) ‪bit.ly/Kloster-SCF-Going-Global-2018‬‬ ‫للمعلمين‪.‬‬

‫القياس املجدي للتعلم يف أوضاع الطوارئ‪ :‬الدروس من أوغندا‬

‫نيكهي ديسا وأليسون كروبار وكالي ويسرتوب‬

‫هجرين‪.‬‬ ‫أداة تقييم جديدة تهدف إىل توفري فهم رسيع شمويل لحاجات املتع ِّلمني ا ُمل َّ‬ ‫تركــز عمليــات تقييــم التعليــم يف حــاالت الطــوارئ حاليــاً‬ ‫عــى إمكانيــة الوصــول إىل التعليــم وتهــدف إىل فهــم‬ ‫خــرة املعلمــن ومؤهالتهــم بــدالً مــن دراســة تجــارب‬ ‫األطفــال وتعلمهــم عــن كثــب‪ 1.‬وعــاو ًة عــى ذلــك‪ُ ،‬ين َعــى‬ ‫عــى عمليــات التقييــم الدوليــة والوطنيــة طــول مدتهــا‬ ‫وبأ َّنهــا تتطلــب موظفــن لجمــع البيانــات مدربــن تدريبــاً‬ ‫عاليــاً وغالبــاً ال يكــون موظفــو جمــع البيانــات متاحــن‬ ‫ثــم يعنــي االفتقــار إىل‬ ‫يف أعقــاب التهجــر مبــارشة‪ .‬ومــن ّ‬ ‫إج ـراء عمليــات تقييــم صارمــة وعمليــة يف برمجــة التعليــم‬ ‫يف حــاالت الطــوارئ محدوديــة املعلومــات حــول الثغــرات‬ ‫القامئــة يف تعلــم األطفــال وتأثــر برامــج التعليــم يف حــاالت‬ ‫الطــوارئ‪.‬‬

‫أعامرهــم بــن ‪ 4‬ســنوات إىل ‪ 12‬ســنة يف أربعــة مجــاالت‬ ‫هــي‪ :‬معرفــة القــراءة والكتابــة‪ ،‬والحســاب‪ ،‬والتعلــم‬ ‫االجتامعــي واالنفعــايل‪ ،‬واألداء التنفيــذي‪ 3.‬ويتضمــن‬ ‫التقييــم الشــامل لنتائــج التعلــم والتطويــر أيضــاً أســئل ًة‬ ‫تتعلــق بالخصائــص الدميوغرافيــة واألرسيــة‪ ،‬والحالــة‬ ‫‪4‬‬ ‫االجتامعيــة واالقتصاديــة‪ ،‬وبيئــة التعلــم املنــزيل‪ ،‬واإلعاقــة‪.‬‬

‫ويف عــام ‪ُ ،2018‬و ِضــع التقييــم الشــامل لنتائــج التعلــم‬ ‫والتطويــر موضــع التجريــب يف ‪ 32‬مركــزاً ومدرســة‬ ‫تعليميــة تديرهــا منظمــة إنقــاذ الطفــل ‪(Save the‬‬ ‫‪ )Children‬ومنظمــة وينــدل إنرتناشــونال أوغنــدا‬ ‫(‪ )Windle International Uganda‬يف مســتوطنتي‬ ‫رواموانجــا وكيانجــوايل لالجئــن يف غــرب أوغنــدا‪ .‬ونظــراً‬ ‫وص ِّمــم التقييــم الشــامل لنتائــج التعلــم والتطويــر لتدفــق الالجئــن مــن جمهوريــة الكونغــو الدميقراطيــة‬ ‫ُ‬ ‫(‪ )HALDO‬لســد هــذه الثغــرات املعرفية‪2.‬فهــو ّ‬ ‫ميكــن يف اآلونــة األخــرة لــكال التجمعــن الســكانيني والخلفيــات‬ ‫املزاولــن مــن فهــم حاجــات املتعلمــن الذيــن تــراوح اللغويــة املتنوعــة ألولئــك الالجئــن (إذ ُو ِجــد أن هنــاك ‪24‬‬


‫نرشة الهجرة القرسية ‪60‬‬

‫التَّعليم‪ :‬الحاجات والحقوق والوصول إليه يف أوضاع التَّهجري‬

‫مارس‪/‬آذار ‪2019‬‬

‫لغــة أم)‪ ،‬وجــدت املــدارس أن اســتيعاب املتعلمــن ميثــل‬ ‫تحديــاً كبــراً‪.‬‬

‫التحديات التي تواجه التنفيذ‬

‫لقــد وجدنــا َّأن التقييــم الشــامل لنتائــج التعلــم والتطويــر‬ ‫قــدَّ م قياس ـاً صحيح ـاً وموثوق ـاً للمجــاالت املختلفــة لتعلــم‬ ‫األطفــال وتطورهــم يف هــذه التجمعــات الســكانية‪ .‬ويف‬ ‫هــذه املقالــة‪ ،‬نركــز عــى ثالثــة تحديــات حدثــت أثنــاء‬ ‫التجربــة وتتعلــق بتطبيقهــا العمــي‪.‬‬

‫اللغــة‪ :‬يف النقــاش الــذي أجرينــاه مــع منظمــي املجتمــع‪،‬‬ ‫وجدنــا َّأن اللغــة اإلنجليزيــة‪ ،‬واللغــة الســواحيلية‪ ،‬ولغــة‬ ‫كينيابوشــا ‪ /‬كينياروانــدا هــي أكــر اللغــات مالءمــة للتقييــم‪.‬‬ ‫وذلــك تطلــب أن يتحــدث غالبيــة ا ُملق ِّيمــن اللغــات الثــاث‬ ‫بطالقــة َّ‬ ‫ـمة حســب اللغــة‪ .‬باإلضافــة‬ ‫ألن املــدارس غــر مقسـ ّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫إىل ذلــك‪َ ،‬و َجــد املق ِّيمــون أن الرتجمــة الســواحيلية مل‬ ‫تســتخدم لغــة مالمئــة لألطفــال‪ ،‬لــذا فبــدالً مــن الســاح‬ ‫للمق ِّي ِمــن بإعــادة صياغــة األســئلة أثنــاء التقييــات‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫اضطررنــا إىل مراجعــة صياغــة جميــع عنــارص التقييــات يف‬ ‫أثنــاء التدريــب لضــان االتســاق واســتخدام املصطلحــات‬ ‫املالمئــة‪ .‬وانطالق ًــا مــن اإلقـرار بالتنــوع اللغــوي‪ ،‬يجــب عــى‬ ‫الذيــن يجــرون التقييــات يف املســتقبل إجــراء تخطيــط‬ ‫لغــوي أكــر شــموالً قبــل ترجمــة األداة‪ ،‬وإنشــاء إطــار‬ ‫ألخــذ العينــات يعتمــد عــى اللغــات املنطوقــة‪ ،‬وإرشاك‬ ‫ا ُملق ِّي ِمــن الذيــن يتحدثــون اللغــات بطالقــة‪ ،‬والتوصيــة بــأن‬ ‫يعمــل املرتجمــون مــع أف ـراد املجتمــع إلدمــاج لغــة مالمئــة‬ ‫لألطفــال‪.‬‬

‫‪75‬‬

‫‪www.fmreview.org/ar/education-displacement‬‬

‫للميسيــن‪ :‬يتمثــل أحــد أهــداف التقييــم‬ ‫التغذيــة الراجعــة‬ ‫ِّ‬ ‫الشــامل لنتائــج التعلــم والتطويــر يف تزويــد املعلمــن‬ ‫جمعــة عــن ثغ ـرات تعلــم األطفــال‬ ‫وامليرسيــن مبعلومــات ُم َّ‬ ‫الذيــن يعملــون معهــم‪ ،‬وقــد أكــدت التجربــة أهميــة ذلــك‪.‬‬ ‫ومــن طــرق دعــم تقديــم التغذيــة الراجعة هــذه ربــط نتائج‬ ‫التقييــم مبحتــوى تعليمــي ُم َعــد خصيص ـاً لضــان مصاحبــة‬ ‫تقييــم حاجــات التعلــم والتطويــر املحــددة بتعليــات‬ ‫واضحــة حــول املــواد التعليميــة املناســبة املطلوبــة مــن أجــل‬ ‫معالجتهــا‪.‬‬ ‫ويتضمــن التحســن املســتمر للتقييــم الشــامل للتعليــم‬ ‫والتطويــر وضــع إرشــادات توجيهيــة حــول كيفيــة تكييــف‬ ‫التقييــم الشــامل لنتائــج التعلــم والتطويــر وترجمتــه عــى‬ ‫نحـ ٍو أفضــل وتحســن تدريــب ا ُملق ِّيمــن بحيــث ميكــن نــر‬ ‫األداة برسعــة يف البدايــة املبكــرة للتهجــر‪ .‬ومــن خــال إجـراء‬ ‫املزيــد مــن االختبــارات والتحليــل‪ ،‬ســوف نســتخدم نتائــج‬ ‫التقييــم الشــامل لنتائــج التعلــم والتطويــر يف إرشــاد توصياتنا‬ ‫املقدمــة للمعلمــن وامليرسيــن الذيــن يعملــون مــع األطفــال‬ ‫يف حــاالت التهجــر القــري لضــان تلبيــة التعليــم املقــدَّ م‬ ‫الحتياجــات األطفــال تلبي ـ ًة ف ّعالــة‪.‬‬ ‫نيكهي ديسا ‪ndsa@savechildren.org‬‬

‫املدير‪ ،‬البحث والتقييم والتَّع ُّلم‬

‫أليسون كروبار ‪akrupar@savechildren.org‬‬

‫متخصصة رئيسية‪ ،‬بحوث التَّع ُّلم‬

‫كالي ويسرتوب ‪cwestrope@savechildren.org‬‬

‫تدريــب ا ُملق ِّيمــن‪ :‬أجرينــا تجربــة عــى منــوذج ‘التدريــب متخصصة رئيسية‪ ،‬بحوث التَّع ُّلم‬ ‫للمق ِّيــم’ ميكــن اســتخدامه يف برامــج التعليــم يف‬ ‫الرسيــع ُ‬ ‫حــاالت الطــوارئ املحــدودة الوقــت واملــوارد‪ .‬وقــد أبــرزت ‪ Save the Children‬منظمة إنقاذ الطفل‬ ‫هــذه التجربــة يف أوغنــدا التحديــات التــي تواجــه هــذا ‪www.savethechildren.org‬‬ ‫النمــوذج‪ .‬ومــن الجديــر بالذكــر َّأن النتائــج املرتتبــة عــى‬ ‫‪ .1‬ملزيد من املعلومات حول ‘التَّعلم الجيد’ يف التَّهجري‪ ،‬انظر كروبار وأنسيليم يف هذا‬ ‫نــر هــذا النمــوذج التدريبــي ميكــن أن تــؤدي إىل اإلرضار العدد‪.‬‬ ‫مبصداقيــة تقييــم ا ُملق ِّيمــن؛ إذ قــد ال يكــون هنــاك وقــت ‪ .2‬ملزيد من املعلومات حول التقييم الشامل لنتائج التعلم والتطوير (‪ ،)HALDO‬ميكن‬ ‫كاف لوضــع فهــم متســق للتقييــم واســتخدامه‪ .‬وقــد التواصل من خالل الربيد اإللكرتوين ‪.learningassessment@savechildren.org‬‬ ‫ٍ‬ ‫‪ .3‬محو األمية تقيس املفردات وتحديد األحرف ودقة القراءة ومهارة االستيعاب‪ .‬بينام‬ ‫ســاعدتنا هــذه التجربــة يف تحديــد األســئلة التــي يواجــه تقيس مهارة الحساب العد وتحديد األرقام ومهاريت الجمع والطرح ومسائل الكلامت‪ .‬أ َّما‬ ‫ـت زمني التعلم االجتامعي واالنفعايل (‪ )SEL‬فيقيس املفهوم الذايت والتقمص العاطفي‪ .‬وتقيس‬ ‫فيهــا ا ُملق ِّيمــون صعوبــة ‪ -‬مثــل املهــام املحــددة بوقـ ٍ‬ ‫والبت يف االســتجابات املناســبة وغري املناســبة ألســئلة التعلم القدرة الوظيفية التنفيذية الذاكرة قصرية املدى والذاكرة العاملة من خالل طرح األسئلة‬ ‫حول سلسالت األرقام‪.‬‬ ‫االجتامعــي والعاطفــي‪ -‬مــا يتيــح لنــا تعديــل تدريــب ‪ .4‬يتضمن التقييم الشامل لنتائج التعلم والتطوير (‪ )HALDO‬ثالثة أسئلة حول اإلعاقة‬ ‫للمق ِّي ِمــن فيــا عىل ضوء املجموعة امليرسة ملجموعة واشنطن حل القدرات الوظيفية‬ ‫ا ُملق ِّيــم الرسيــع مــن أجــل دعــم فهــم أفضــل ُ‬ ‫‪bit.ly/WG-SS-2017‬‬ ‫يتعلــق بهــذه املناطــق وكيفيــة تقييــم االســتجابات‪.‬‬

‫‪75‬‬


‫‪76‬‬

‫التَّعليم‪ :‬الحاجات والحقوق والوصول إليه يف أوضاع التَّهجري‬

‫‪76‬‬

‫نرشة الهجرة القرسية ‪60‬‬ ‫مارس‪/‬آذار ‪2019‬‬

‫‪www.fmreview.org/ar/education-displacement‬‬

‫أدلة للتعليم يف حاالت الطوارئ‪ :‬من يقرر وملاذا يهمنا ذلك‬ ‫نادين العلمي‬

‫يشري تحليل مقرتحات متويل البحوث التعليمية املقدمة إىل مؤسسة ديب العطاء‪ ،‬وهي من الجهات‬ ‫العاملية املمولة للتعليم‪ ،‬إىل غياب مقلق ملدخالت الجهات الفاعلة املحلية واملستخدمني النهائيني يف‬ ‫جميع خطوات العملية‪.‬‬ ‫القمـة العاملي‬ ‫تعهَّـدت مؤسسـة ديب العطـاء اإلنسـانية‪ 1‬يف مؤمتـر َّ‬ ‫الحصة املالية‬ ‫للعمـل اإلنسـاين يف إسـطنبول يف عـام ‪ 2016‬بزيـادة َّ‬ ‫التـي تدعـم بهـا برامـج التعليـم يف حـاالت الطـوارئ (‪ )EiE‬لتصل‬ ‫إىل ‪ 33‬باملئـة مـن محفظتهـا املاليـة‪ ،‬وستسـتثمر نسـبة ‪ 10‬باملئـة‬ ‫مـن هـذه الزيـادة يف توسـيع األدلـة التـي لها صلـة بتلـك الربامج‪.‬‬ ‫موجهـاً للبحـث اسـمه‬ ‫ثـم َّ‬ ‫خصصنـا يف السـنة نفسـها غالفـاً ماليـاً َّ‬ ‫ـب‬ ‫نص ُّ‬ ‫الدليـل للتعليـم يف حـاالت الطـوارئ (‪ .)E-Cubed‬و َي َ‬ ‫هـذا املـال ا ُمل َمـ ِّول للبحـث‪ ،‬وقيمتـه اإلجامليـة ‪ 10‬ماليين دوالر‬ ‫أمريكي ُتن َفـقُ على خمـس سـنوات‪ ،‬عىل جمـع األدلة لكي توضع‬ ‫ٌ‬ ‫مجديـة يف برامـج التعليـم يف‬ ‫إستراتيجيات اسـتجابة واسـتعداد‬ ‫حاالت الطـوارئ‪.‬‬

‫األزمـات الحصـول عليهـا ومعـ َّد ٌة مـن أجلهـم وتشـمل أفكارهـم‬ ‫َّ‬ ‫نسـتدل بحاجاتهـم وأسـئلتهم على‬ ‫جميعـاً‪ .‬وهـو مـا يعنـي ْأن‬ ‫برامجنـا التعليميـة ال ْأن توضـع الربامـج التعليميـة يف بلـدان‬ ‫الشمال فنسـتوردها مـن هنـاك‪.‬‬

‫ومن أجل أن تصل مؤسسة ديب العطاء إىل َمن ُيد ِرك ما ينقص‬ ‫الدليل‪ ،‬اشرتكت مع الشبكة املشرتكة لهيئات التعليم يف حاالت‬ ‫الطوارئ (‪ )INEE‬يف تدبري التمويل وإدارته‪ .‬والشبكة املشرتكة‬ ‫لهيئات التعليم يف حاالت الطوارئ هي شبكة دولية يعمل فيها‬ ‫‪ 15‬ألف فرد من هيئات األمم املتحدة واملنظامت غري الحكومية‬ ‫والسكان املترضرين‪،‬‬ ‫واملانحني والحكومات والجامعات واملدارس ُّ‬ ‫يعملون معاً بغية أن يصل كل الناس إىل ح ِّقهم يف التعليم الجيد‬ ‫ولقـد وجدنـا أنفسـنا‪ ،‬طيلة مدة إعـداد الدليـل للتعليم يف حاالت يف حاالت الطوارئ ويف مرحلة التعايف بعد انتهاء األزمات‪ ،‬ويجعل‬ ‫الطـوارئ وا ِّتصالنـا بزمالئنـا ممـويل البحـوث‪ ،‬أننـا مبـا نفعلـه ِّ‬ ‫نبي كل هذا من الشبكة املشرتكة لهيئات التعليم يف حاالت الطوارئ‬ ‫كيـف يكـون ُممـ ِّول الدليـل للتعليم يف حـاالت الطـوارئ‪ .‬إذن فام املكان الطبيعي املناسب للدليل (‪.)E-Cubed‬‬ ‫الـدور الـذي ينبغـي للامنحين تأديتـه‪ ،‬وهـو يف إمكانهـم‪ ،‬يف حين‬ ‫أننـا نو ِّفـر املـال اللازم ملعالجـة الثغـرات يف الدليـل للتعليـم يف غياب إدماج الجهات الفاعلة املحل َّية‬ ‫حـاالت الطـوارئ؟ نريـد ْأن نشـارك املانحين تأ ُّمالتنـا األول َّية بغية ُو ِض َع الدليل للتعليم يف حاالت الطوارئ لتوفري املنافع العامة‬ ‫إدارة حديـث حـول مـا ميكننـا فعلـه معـاً لكي نجمـع األدلـة مـن العاملية‪ 2‬من أجل قطاع التعليم يف حاالت الطوارئ عموماً‪ .‬وإذ قد‬ ‫عي مؤسسة ديب العطاء وال الشبكة املشرتكة‬ ‫أجـل ْأن نفيـد تعليـم األطفـال والشـباب أعظـم إفـادة يف أوضـاع كان األمر كذلك‪ ،‬فلم ُت ِّ‬ ‫ً‬ ‫توجها إىل موضوع ما أو بقعة‬ ‫األزمات‪.‬‬ ‫لهيئات التعليم يف حاالت الطوارئ ُّ‬ ‫جغرافية ما يف كل دعوة إىل تقديم املرشوعات‪ ،‬ويف ذلك اعرتاف‬ ‫عي ثغرات إجراء الدليل يف الواقع هم‬ ‫وجـاء التـزام مؤسسـة ديب العطـاء بتمويـل الدليـل للتعليـم يف َّأن أفضل َمن ميكنه ْأن ُي ِّ‬ ‫حـاالت الطـوارئ اسـتجاب ًة السـتمرار نقـص متويـل التعليـم يف املوجودون حيث ينبغي للدليل أن ُيج َرى‪ .‬ولكنْ أظهر استعراض‬ ‫حـاالت الطـوارئ مـن الحكومـات والجهـات الفاعلـة يف مجـال عروض متويل الدليل للتعليم يف حاالت الطوارئ أ َّنه ما زالت أغلب‬ ‫السـواء‪ .‬ومن أجل تحسين حال االسـتثامر يف األجوبة التي تبدأ أسئلتها ‘مباذا’ ‘وكيف’ غري ُمستمدَّة من حلول‬ ‫العمل اإلنسـاين عىل َّ‬ ‫توجـه املـوارد املحدودة محلية‪ .‬ومثال ذلك أ َّنه حني كنَّا نستعرض العروض التي وردت إلينا‬ ‫التعليـم يف حـاالت الطـوارئ وتحقيـق ْأن َّ‬ ‫ً‬ ‫أصلا إىل منـاذج قامئـة عىل فهـم محدد ملا يجدي عملـه يف التعليم يف ثاين دعوات تقديم املرشوعات لتمويل الدليل للتعليم يف حاالت‬ ‫يف حـاالت الطـوارئ‪ ،‬فال َّبـد لنا من ْأن نسـتثمر يف تنمية مجموعة الطوارئ‪ ،‬الحظنا َّأن أكرث مرشوعات البحوث كانت يف التعلمُّ‬ ‫مـن األدلـة تأخـذ ُن ُجوعَ تلـك النامذج ثـم ننرش هـذه األدلة‪ .‬ومع االجتامعي واالنفعايل (‪ )SEL‬يف حاالت الطوارئ‪ 3.‬وحني ح َّللنا هذه‬ ‫ذلـك‪ ،‬فليـس متويـل الدليـل للتعليـم يف حـاالت الطـوارئ كافيـاً املرشوعات الحظنا أن أكرثها كان يخترب تنفيذ مقاربات التع ُّلم‬ ‫وحـده‪ .‬وعلينـا أن نح ِّقـق لألدلـة التـي من ِّولهـا ْأن تصـل إىل َي ِد َمن االجتامعي واالنفعايل املوسومة ‪-‬أي متلكها هيئات‪ -‬التي وضعتها‬ ‫يسـتحقونها ْ‬ ‫وأن تسـتعملها الجهـات الفاعلـة يف التعليم يف حاالت جهات فاعلة يف بلدان مرتفعة الدخل وليس فيها حاالت طوارئ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫الطـوارئ اسـتعامال ف َّعـاال و ُيتَّخـذ يف شـأنها القـرارات الصحيحـة‪ .‬لجهات فاعلة تعمل يف حاالت الطوارئ‪ .‬وكثريا ما كانت إسهامات‬ ‫يسير على النـاس واملؤسسـات حيث املستخدمني النهائيني املقصودين مفقود ًة يف كل مرحلة من مراحل‬ ‫وهـذا يعنـي متويـل‬ ‫ٍ‬ ‫بحـوث ٌ‬


‫نرشة الهجرة القرسية ‪60‬‬

‫التَّعليم‪ :‬الحاجات والحقوق والوصول إليه يف أوضاع التَّهجري‬

‫مارس‪/‬آذار ‪2019‬‬

‫مرشوعات البحوث‪ ،‬ومثال ذلك اختيار النموذج املراد اختباره‪،‬‬ ‫املبني عليها‪ ،‬ونرش نتائج‬ ‫وصياغة مسائل البحث واالفرتاضات‬ ‫ُّ‬ ‫البحث‪ .‬وهذا الذي الحظناه خطري‪ ،‬وال س َّيام بالنَّظر إىل االهتامم‬ ‫الشديد الذي شدَّه البحث يف التع ُّلم االجتامعي واالنفعايل للتعليم‬ ‫يف حاالت الطوارئ (‪ )SEL‬من املمولِّني والباحثني يف السنوات‬ ‫األخرية‪.‬‬

‫‪77‬‬

‫‪www.fmreview.org/ar/education-displacement‬‬

‫وقـد اختـارت مؤسسـة ديب العطـاء ْأن تتَّخذ من الشـبكة الدَّولية‬ ‫للتعليـم يف حـاالت الطـوارئ رشيـكاً مـن أجـل تدبير الدليـل‬ ‫للتعليـم يف حـاالت الطـوارئ وإدارتـه‪ ،‬وال سـ َّيام بعـد ْأن تعهَّدت‬ ‫الشـبكة بتنويـع أعضائهـا واسـتعامل مقاربـات تعاونيـة معهـم‬ ‫لتسـتمع إىل كل مـا يـدور يف أذهانهـم مـن آراء‪ .‬ولقـد أصبحـت‬ ‫الشـبكة ال َّدوليـة للتعليـم يف حـاالت الطـوارئ منـذ ْأن ُأ ِّسسـت‬ ‫أدوات‬ ‫يف عـام ‪ 2000‬مـورداً أساسـياً للمزاولين الباحثين عـن‬ ‫ٍ‬ ‫لتنفيـذ مـا يضعونـه مـن برامـج للتعليـم يف حـاالت الطـوارئ‬ ‫وعـن اإلرشـاد فيهـا‪ .‬وإذ نعترف َّ‬ ‫بـأن الشـبكة ال َّدوليـة للتعليـم‬ ‫يف حـاالت الطـوارئ معهـود إليهـا يف الدعـوة إىل االجتامعات ويف‬ ‫أن تكـون منبراً محايـداً لقطـاع التعليـم يف حاالت الطـوارئ‪ ،‬نرى‬ ‫َّأن لهـا القـدرة على أن تكـون جوهـ َر كل الجهـود املبذولـة يف‬ ‫جمـع أدلـة قطاع التعليم يف حـاالت الطوارئ وترتيبهـا وأن تكون‬ ‫السـاعني يف‬ ‫صلـة الوصـل بين أصحـاب املصلحـة املعنيين جميعاً َّ‬ ‫املسـعى نفسـه‪.‬‬

‫ود َّلت مجموعة قوية من األدلة جاءت من بلدان مرتفعة الدخل‬ ‫وليس فيها حاالت طوارئ عىل َّأن برامج التع ُّلم االجتامعي‬ ‫حسن حصائل األطفال األكادميية واالجتامعية‬ ‫واالنفعايل ُت ِّ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫واالنفعالية والسلوكية‪ .‬ثم ت ِّبي الدراسات الناشئة أنه ميكن ملهارات‬ ‫التع ُّلم االجتامعي واالنفعايل ْأن تكون أدوات رضورية لبناء قدرة‬ ‫األطفال والشباب املتأثرين باألزمات عىل التحمل‪ .‬إذن فقد يكون‬ ‫يف دراسة مقاربات دمج التع ُّلم االجتامعي واالنفعايل بالتعليم‬ ‫عظيم‪ .‬ولكنْ إن كان ا ُملستَخ ِدم النهايئ‬ ‫يف حاالت الطوارئ خ ٌري‬ ‫ٌ‬ ‫املقصود غري موجود يف أي مرحلة من مراحل إعداد البحث ف َمن‬ ‫اب عنها وألننـا مم ِّولـون لبحـوث التعليـم يف حـاالت الطـوارئ نحتـاج‬ ‫هم املَ ْوف ُّيون حاجاتهم إذاً؟ وملن هي األسئلة التي س ُي َج ُ‬ ‫إىل إدراك القـوة التـي بين أيدينـا واألثـر الـذي ميكـن لربامجنـا‬ ‫يف نهاية األمر؟‬ ‫التعليميـة وقراراتنـا التمويليـة ْأن ترتكـه يف مجـال البحـث يف‬ ‫رجى منه التعليـم يف حـاالت الطـوارئ‪ .‬ولـذا علينـا أن نولِّـد مقاربـات‬ ‫وللبحث يف التعليم يف حاالت الطوارئ ْأن يو ِّفر إرشاداً ُي َ‬ ‫خري عظيم للجهات الفاعلة يف األماكن التي فيها حاالت الطوارئ‪ ،‬التمويـل يف مؤسسـتنا مـن رحـم املشـورة والدميوقراطيـة ففـي‬ ‫ٌ‬ ‫ضـم ألصـوات الجميـع‬ ‫واسـتجابة لضرورات قطـاع التعليم‬ ‫إذ ُي ِّكنها من استعامل املوارد خري استعامل ومن وضع النامذج هـذا ٌّ‬ ‫حسن حال األطفال والشباب املتأثرين باألزمات‪ .‬ولكنْ إن مل يف حـاالت الطـوارئ عمومـا‪ً.‬‬ ‫التي ُت ِّ‬ ‫نستمع إىل املزاولني املحليني ونضع ما يقولونه يف قلب البحث بكل‬ ‫مراحله فلن يحدث املتقدم ذكره إذ يفقد البحث الذي من ِّوله َغ َر َض ُه نادين العلمي ‪Nadeen.alalami@dubaicares.ae‬‬ ‫من غري مساهامت الجهات الفاعلة املحلية‪ .‬ونجد أننا بدالً من أن محللة للبحوث‪ ،‬ديب العطاء ‪www.dubaicares.ae/ar‬‬ ‫نستقيص ما يجدي عمله يف الواقع يف التعليم يف حاالت الطوارئ‪،‬‬ ‫‪ .1‬منظمة خريية تعمل عىل تحسني وصول األطفال إىل التعليم ذي الجودة العالية يف‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫نفرض أفكارنا فرضا فيام نراه نحن مجديا عمله يف التعليم يف البلدان النَّامية‪.‬‬ ‫حاالت الطوارئ‪ .‬فال ب َّد لنا من ْ‬ ‫أن نتَّخذ إجراءات من أجل دعم ‪( Good Public Good .2‬الصالح العام العاملي) مصدر أو سلعة مفتوحة املصدر‬ ‫توسيع مجموعة الدالئل التي غايتها فهم األفكار ال فرضها‪ ،‬ومن ومتاحة للجميع وال يقتيض استخدام الفرد لها الحد من إتاحتها للغري‪.‬‬ ‫‪ .3‬ميكن تعريف التع ُّلم االجتامعي واالنفعايل للتعليم (‪ )SEL‬عىل أ َّنه «عملية اكتساب‬ ‫أجل تحقيق دعمنا مقاربات البحوث التي فيها متكني وبناء ب ِّينان ال ِق َيم االجتامعية والوجدانية والكفايات واملعارف واملهارات الرضورية للتعلم والعمل‬ ‫الفعال والرفاه والنجاح يف الحياة‪bit.ly/INEE-PSS-SEL-2016 ».‬‬ ‫لقدرة الجهات الفاعلة املحلية عىل إقامة برامج تعليمية‪.‬‬

‫تو ّفر الشبكة العاملية لوكاالت التعليم يف حاالت الطوارئ املصادر‬ ‫والدعم الالزمني لألعضاء إلنجاز عملهم يف التَّعليم يف حاالت‬ ‫الطوارئ‪ .‬ويبني ك َت ِّيب الحد األدىن ملعايري التعليم الصادر عن‬ ‫الشبكة العاملية لوكاالت التعليم يف حاالت الطوارئ الحد األدىن‬ ‫ملستوى جودة التعليم وإمكانية الوصول إليه يف حاالت الطوارئ‬

‫علم أن ُ‬ ‫مبا يشمل التَّأهُّ ب واالستجابة والتعايف ً‬ ‫الكت ّيب متاح بعدة‬ ‫لغات‪.‬‬ ‫‪www.ineesite.org/ar/minimum-standards-ar‬‬ ‫كام يحتوي موقع الشبكة متعدد اللغات عىل مجموعة واسعة‬ ‫من األدوات واملوارد العملية والصديقة ملجال التعليم ومنها‬ ‫رسد التعليم يف‬ ‫مجموعة أدوات التعليم يف حاالت الطوارئ وم َ‬ ‫حاالت الطوارئ وقاعدة بيانات قابلة للبحث ميكن لألعضاء‬ ‫تحميل املصادر إليها ومدونة وقامئة وظائف ومنتديات تفاعلية‪.‬‬ ‫‪www.ineesite.org/ar‬‬

‫‪77‬‬


‫مقاالت عامة‬

‫‪78 78‬‬

‫نرشة الهجرة القرسية ‪60‬‬ ‫مارس‪/‬آذار ‪2019‬‬

‫‪www.fmreview.org/ar/education-displacement‬‬

‫التوطني املحيل‪ :‬نحن محبطون ال أغبياء‬

‫ليستوفيل إيفاي أوسني‬

‫تقدم الصفقة الكربى وعوداً كثرية لكنَّ الضعف األسايس الذي يعرتي الثقة يف املنظومة الدولية يعيق من‬ ‫بناء القدرات املحلية‪.‬‬ ‫أعمل يف مركز الصحة املجتمعية والتنمية الدولية ‪CHAD‬‬ ‫‪(Centre for Community Health and Development‬‬ ‫‪ ،)International‬وهي منظمة غري حكومية محلية يف شامل رشق‬ ‫نيجرييا‪ .‬و ِمن َث ّم فإنني أعمل عن كثب مع املجتمع الدويل‪ُ ،‬وأس ِهم‬ ‫يف مجموعة من املبادرات املحلية والعاملية‪ ،‬وأشارك بفاعلية يف‬ ‫االستجابات املتعلقة بالحامية والحوكمة هنا يف نيجرييا (التي كث ٌري لذلك أريد منك أن تتخيل ما قد تشعر به عند تتلقي التعليق‬ ‫منها يدعمها رشكا ٌء دوليون)‪.‬‬ ‫التايل‪ ،‬وهو تعليق تلقيناه من أحد املانحني هذا العام‪:‬‬

‫إن مبقدورنا تعلم املزيد! نحن ال ندعي الكامل‪ .‬فقد تلقى كثري‬ ‫منا تعليمه يف بلد يفتقر إىل القيادة املسؤولة وبدون إتاحة الكثري‬ ‫من املعلومات والفرص‪ .‬لكنني أيضاً أعرف مجتمعي جيداً وأعمل‬ ‫بجد ألكون جزءاً يف إحداث التغيري الذي نريد رؤيته يف مجتمعنا‪.‬‬

‫“مع أن إسرتاتيجياتكم واعدة إال َّأن احتياجات بناء القدرات‬ ‫لديكم تشكل مصدر قل ٍق كبري ٍ لنا‪ ،‬ولكننا نشكر لكم عىل الرد عىل‬ ‫الدعوة إىل تقديم املقرتحات‪ .‬ونتمنى لكم التوفيق يف مساعيكم‬ ‫املستقبلية‪”.‬‬

‫وكنت أتابع جدول أعامل التوطني املحيل وقد شجعني إطالق‬ ‫الصفقة الكربى‪ 1‬وااللتزامات التي قدمها املانحون لدعم املنظامت‬ ‫املحلية غري الحكومية مثل منظمتي التي أعمل بها‪ .‬أعلم َّأن‬ ‫الصفقة الكربى تويص بتخصيص ‪ 25‬باملائة من التمويل اإلنساين‬ ‫العاملي ملنظامت مثل مركز الصحة املجتمعية والتنمية الدولية‬ ‫وغريها من الجهات املحلية العاملة يف االستجابة اإلنسانية‪ .‬لكنني يا له من أم ٌر مثري للسخرية! فهذا هو سبب مراسلتي لكم يف‬ ‫كلام حاولت التعامل مع املانحني واملجتمع العاملي‪ ،‬شعرت بأن املقام األول‪.‬‬ ‫هناك من يريدين أن أشعر بأنني غبي‪.‬‬ ‫وليست تلك املرة األوىل التي نتلقى فيها رفضاً عىل أساس أننا‬ ‫لكنني وزماليئ وكثري من الفاعلني املحليني اآلخرين عىل ح ٍد سواء طلبنا املساعدة يف بناء قدراتنا مع طلب متويل للمرشوعات يف‬ ‫لسنا أغبياء‪ .‬ففي الواقع نحن نعرف كيف ندير األمور‪ .‬واحزر ماذ؟ الوقت نفسه‪ .‬ونحن نتساءل اآلن عام إذا كان ميكن للامنحني أن‬ ‫يقرتحوا علينا أن نكذب فيام يتعلق‬ ‫بنقاط ضعفنا املؤسسية‪ .‬فلرمبا أمكننا‬ ‫ذلك من الوصول ألبوابهم‪.‬‬

‫منظمة مركز تنمية الصحة واملجتمع الدولية (تشاد إنرتناشيونال)‬

‫لكنَّ صدقنا يعني أننا ما زلنا مضطرين‬ ‫للدخول يف رشاكــة مع األمــم املتحدة‬ ‫ومع املنظامت غري الحكومية الدولية‬ ‫التي تجعلنا نخضع لعمليات الفحص‬ ‫املتعلقة بالعناية الواجبة لتقرر َّأن‬ ‫‘قدراتنا ضعيفة’ ‪.‬كنا نعرف بالفعل‬ ‫أنهم سيطلبون ذلك (كام أخربناكم يف‬ ‫مقرتحنا)‪ .‬وبعد ذلــك‪ ،‬نتلقى تدريباً‬ ‫أولياً يف ورش عمل تركز عىل موضوعات‬ ‫أستطيع استيعابها بسهولة أنا وزماليئ‬ ‫الشباب من خالل قراءة وثيقة إلكرتونية‬ ‫‪ PDF‬أو مواد مرجعية عىل اإلنرتنت‪ .‬وال‬ ‫نتلقى أي توجيه‪ ،‬أو حتى تدريب‪ .‬فض ًال‬


‫نرشة الهجرة القرسية ‪60‬‬

‫مقاالت عامة‬

‫مارس‪/‬آذار ‪2019‬‬

‫‪www.fmreview.org/ar/education-displacement‬‬

‫ونحن نحثكم عىل أن تنتهجوا نهجاً أكرث ثقة قلي ًال وأقل جموداً من‬ ‫أجل التعامل بفعالية مع الفاعلني املحليني‪ .‬وأن يكون ذلك النهج‬ ‫أكرث تفتحاً وأقل رصامة تجاه أوجه قصورنا وأكرث اهتامماً مبا يحتاج‬ ‫إليه الفاعلون املحليون الذين يعملون بجد وإخالص مثل مركز‬ ‫الصحة املجتمعية والتنمية الدولية (‪.)CHAD‬‬

‫عن أنه ال توجد التزامات طويلة األمد حيال ذلك التدريب‪ .‬وبعد‬ ‫ذلك يتعني علينا قضاء أيام بعيداً عن برامجنا من أجل استضافة‬ ‫أشخاص ُيج ُرون فحوصات عشوائية إلخبارنا مبا نعرفه بالفعل‪،‬‬ ‫وهو أننا ما زلنا ال منتلك القدرات املناسبة‪ .‬لكننا ال منلك عصاً‬ ‫سحرية‪ .‬فبدون دعم ملموس‪ ،‬أي الدعم بالخربات والتمويل املرن‬ ‫واالستثامرات الرأساملية (التي باملناسبة قدمتموها إىل املنظامت‬ ‫الدولية غري الحكومية)‪ ،‬فإنه بدون ذلك الدعم ال ميكننا وضع ال أريد أن أكون جزءاً من موجة جديدة من الشباب الذين خاب‬ ‫نظامنا موضع التنفيذ‪.‬‬ ‫أملهم‪ .‬فأنا أريد االستمرار يف توجيه مجتمعي نحو مستقبلٍ أفضل‬ ‫لتحقيق أقىص استفادة من النوايا الحسنة للمجتمع الدويل من‬ ‫وما انفكت إجراءات فحص العناية الواجبة غري املنتهية هذه أجل احتضان التقدم التكنولوجي بالكامل‪ .‬فإنني ‪ -‬مثل غريي من‬ ‫(فقد خضعنا لثالثة منها يف األشهر االثني عرش املاضية وحدها) الفاعلني املحليني – ميكنني أن أكون قوة ضارب ًة يف التغيري‪ .‬لذا‪،‬‬ ‫تصورنا نحن واملنظامت غري الحكومية األخرى يف صورة سلبية؛ استفيدوا من هذه القوة؛ فهي غري قوة مستثمرة ونقية ومفعمة‬ ‫من خالل إلقاء الضوء عىل قدراتنا املحدودة كمربر لتوجيه األموال باألمل والعزم‪.‬‬ ‫إىل املنظامت الدولية غري الحكومية بدالً منا‪ .‬لكن من يحاسب‬ ‫أوسن ليستوفيل إيفاي ‪usen.listowell@chadintl.org‬‬ ‫الرشكاء الدوليني؟‬ ‫مدير الربامج يف مركز الصحة املجتمعية والتنمية الدولية (تشاد‬ ‫واضح بالنسبة لنا؛ فالصفقة الكربى إنرتناشيونال) ‪www.chadintl.org‬‬ ‫وباإلضافة إىل ذلك‪ ،‬فاألمر غري‬ ‫ٍ‬ ‫الوطنيني‬ ‫الرشكاء‬ ‫من‬ ‫لكل‬ ‫متويلية‬ ‫نوافذ‬ ‫من املفرتض أنها تعني فتح‬ ‫‪www.agendaforhumanity.org/initiatives/3861 .1‬‬ ‫والدوليني ومع ذلك فام زال املانحون يبدون استغرابهم عندما‬ ‫نطلب الفرصة إلدارة تعزيز قدراتنا مبساعدة خرباء من الخارج‬ ‫جديرين بالثقة‪.‬‬

‫تنفيذ املواثيق العاملية‪ :‬أهمية انتهاج مقاربة املجتمع ُ‬ ‫الك ِّل‬

‫متارا دوميشيلجي وكارولينا غوتاردو‬

‫نسقاً من خالل انتهاج مقاربة املجتمع ُ‬ ‫الك ِّل للدفع‬ ‫يجب عىل املجتمع العاملي أن يتخذ إجرا ًء حاس ًام و ُم َّ‬ ‫قدماً بعملية التنفيذ الفعال الثنني من املواثيق العاملية‪.‬‬

‫امليثـاق العاملـي بشـأن الالجئين وامليثـاق العاملـي للهجـرة اآلمنـة‬ ‫ُ ِّ ‪1‬‬ ‫واملنظمـة والنظاميـة كالهما يتبعـان ‘مقاربـة املجتمـع الـكل’‬ ‫التـي تقـدم فرصـاً مثينـة إلدخـال املشـاركة والقيـادة الحقيقيتين‬ ‫لالجئين واملهاجريـن وأفـراد املجتمعـات املضيفـة ضمـن بنيـة‬ ‫تحتيـة ُت َقـام مـن أجـل تنفيـذ العقديـن ومتابعتهما ومراجعتهام‪.‬‬ ‫وينطبـق ذلـك على سـياقي العمليـات والسياسـات يف املجـاالت‬ ‫املحليـة والوطنيـة واإلقليميـة والعامليـة‪.‬‬

‫املـرأة والشـباب وغريهـم مـن الذيـن يواجهـون عوائـق جسـيمة‬ ‫يف املشـاركة) يف عمليـة التخطيـط ومناقشـة السياسـات وتقديـم‬ ‫املقرتحـات دون خـوف مـن مغبـة التعـرض للتمييـز أو التدخـل‬ ‫السـيايس أو االحتجـاز أو الرتحيـل أو املخاطـرة مبطالبهم بالحامية‪.‬‬ ‫وسـيكون من شـأن ترسـيخ الظـروف املواتية لتمتين االعتامد عىل‬ ‫الـذات مثـل الوصـول إىل حقـوق العمـل وعيـش الحيـاة الكرميـة‬ ‫والدخـول إىل أسـواق العمـل والنظـام العـديل دعـم أصـوات‬ ‫خاص ًة‬ ‫الالجئين واملهاجريـن وتعظيمهـا وتعزيز قدرات األشـخاص َّ‬ ‫منهـم الواقعـون ضمـن ظـروف االسـتضعاف‪.‬‬

‫وال بـد لتحقيـق تلـك املقاربـة مـن إرشاك جميع الجهـات الفاعلة‬ ‫يف إيجـاد بيئـات متكين آمنـة وشـاملة ومسـتدامة‪ .‬ويتطلـب ذلك‬ ‫التمسـك بااللتزامـات القامئـة تجـاه جميـع الفئـات العمريـة وتـأيت املسـاعي نحـو انتهـاج مقاربـة املجتمـع ُ‬ ‫الـك ِّل ضمـن‬ ‫والجنـدر والتنـوع وتبنـي التدابير الالزمـة لدعـم املنظمات التـي النـداءات األوسـع نطاقـاً ا ُملطالِ َبـة بتحسين مسـتوى املشـاركة بني‬ ‫يقودهـا الالجئـون واملهاجـرون (مبـا فيهـا املنظامت التـي تقودها األمـم املتحـدة وغريهـا مـن الجهـات الفاعلـة‪ .‬ويف ذلـك اإلطـار‪،‬‬

‫‪79‬‬

‫‪79‬‬


‫مقاالت عامة‬

‫‪80 80‬‬

‫‪www.fmreview.org/ar/education-displacement‬‬

‫تتبين األهميـة القصـوى التـي تسـم تعزيـز التعـاون والتنسـيق‬ ‫فيما بين القيـادات املخ َّولـة والهيئـات املسـؤولة ضمـن منظومـة‬ ‫األمـم املتحـدة وغريهـا ملـا لهـا مـن دور فاعـل يف تنفيـذ املواثيـق‬ ‫وضمان التكامليـة فيما بـن عملياتهـا‪ 2.‬كما َّأن مقاربـة املجتمـع‬ ‫ُ‬ ‫الـك ِّل تتصـور مقاربـة ‘تتضمـن الحكومـة بأكملها’ مبـا فيها املدن‬ ‫والسـلطات البلديـة املتوليـة للأدوار األساسـية املبـارشة‪.‬‬ ‫ورغـم الرتحيـب الـذي لقيتـه هـذه املقاربـة‪ ،‬مـا زال مـن غير‬ ‫الواضـح متامـاً طريقـة تطبيقهـا خاصـة مـع ظهـور مزيـج مـن‬ ‫الفـرص والتحديـات‪ .‬ومثـال ذلـك رضورة ضمان الحفـاظ على‬ ‫الشـخصية اإلنسـانية والقياديـة لحاميـة الالجئين يف حـاالت تعدد‬ ‫الجهـات الفاعلـة مبـا فيهـا الجهـات التـي ال تتضمـن تفويضاتهـا‬ ‫أمـور الحاميـة والعمـل اإلنسـاين‪ .‬وال يقـل أهميـة عـن ذلـك‬ ‫اسـتمرار إرشاك املهاجريـن والالجئين والفاعلين يف املجتمع املدين‬ ‫يف مناقشـة كيفيـة تنفيـذ املقاربـة‪.‬‬

‫التنفيذ واملتابعة واملراجعة‬

‫امليثـاق العاملـي بشـأن الالجئين ميثـل التبنـي الحاسـم للميثـاق‬ ‫العاملـي بشـأن الالجئني رصخـة هاتفة بتحسين اسـتجابة املجتمع‬ ‫العاملـي برمتـه ألوضـاع الالجئين وبالتشـارك باملسـؤولية عىل قدر‬ ‫أكبر مـن العدالـة بين مختلف الجهـات الفاعلـة‪ .‬ومـع َّأن امليثاق‬ ‫العاملـي بشـأن الالجئين جاء أساسـاً اسـتجابة للتحديـات العظيمة‬ ‫وطبيعـة األوضـاع ا ُملط َّولـة‪ ،‬ميكـن تطبيقـه على أوضـاع الالجئين‬ ‫على العمـوم‪ ،‬بـل إ َّنه يشير إىل ترابط العالقات بين مختلف أنواع‬ ‫سـن إدارة‬ ‫التَّهجير والعوامـل التـي ال بـد مـن مراعاتهـا لضمان ُح ِ‬ ‫االسـتجابات وتعزيـز الحاميـة‪ .‬ويتضمـن امليثـاق العاملـي بشـأن‬ ‫الالجئين اإلطـار العـام الشـامل لالسـتجابة لالجئين الـذي ُن ِّفـ َذ‬ ‫تدريجيـاً يف عـدد مـن السـياقات ال ُقط ِر َّيـة ودون اإلقليمية‪3.‬وتو َّلد‬ ‫عـن تطبيقـه مبـادرات إيجابيـة تضمـن مختلف الجهـات الفاعلة‪،‬‬ ‫وميكـن لتلـك املبـادرات أن تثري التنفيـذ األعـم نطاقـاً للميثـاق‪.‬‬ ‫وتتضمـن تبنـي اإلعالنـات دون اإلقليميـة املرتبطـة بخطط العمل‬ ‫الوطنيـة مبشـاركة البلـدان ا ُملصـدِّرة للمهاجريـن والالجئين ودول‬ ‫العبـور ودول املقصـد بدعـم متويلي متعـد السـنوات ومسـاعدة‬ ‫فنيـة‪ ،‬كما َّأن هنـاك مبـادرات أخـرى على املسـتوى ا ُلقطـ ِريِّ‬ ‫وضمـن بعـض القطاعـات املحـددة مثـل إقـرار قوانين اللجـوء‬ ‫الوطنيـة وتضمين األطفـال الالجئين واملعلمين الالجئين ضمـن‬ ‫منظومـات املـدارس الوطنيـة‪ .‬وباملثـل‪ ،‬أشـارت عمليـات التنفيـذ‬ ‫األوليـة املحـدودة للمبـادرات إىل نواح تتطلب مزيـداً من التطوير‬ ‫مثـل ضامن اإلرشاك النشـط واملت َِّسـق للجهـات الفاعلة يف املجتمع‬ ‫املـدين‪ .‬ومنـذ تبنـي إعلان نيويـورك عـام ‪ 2016‬حـول الالجئين‬ ‫واملهاجريـن‪ ،‬حدثـت عـدة تطـورات كبيرة يف مجـال التمويل من‬ ‫بينهـا تأسـيس البنـك الـدويل لصنـدوق دعـم مببلـغ مليـاري دوالر‬

‫نرشة الهجرة القرسية ‪60‬‬ ‫مارس‪/‬آذار ‪2019‬‬

‫أمريكي لدعـم البلـدان منخفضـة الدخـل التـي تسـتضيف أعداداً‬ ‫هائلـة مـن الالجئين‪ ،‬والهـدف مـن ذلك الدعـم توفري اسـتثامرات‬ ‫على املـدى املتوسـط والبعيـد ملعالجـة آثـار التَّهجير الواقعة عىل‬ ‫مجتمعـي املضيفين والالجئني‪ .‬وتعتمـد معايري األهلية لالسـتفادة‬ ‫مـن دعـم الصنـدوق على مـدى حيـازة البلـدان املعنية ملـا يكفي‬ ‫مـن إطـار عمـل خـاص بحاميـة الالجئين وخطـة عمـل مناسـبة‬ ‫لذلـك مبـا فيهـا احتامليـة إدخـال إصالحـات عىل السياسـات‪.‬‬ ‫وسـوف ُيع َقـد اجتماع منتـدى الالجئين العاملـي مـرة كل أربـع‬ ‫سـنوات متقاطعـاً مـع منتديـات املراجعـة املرحليـة للمسـتوى‬ ‫الـوزاري‪ .‬وسـوف يركـز أول اجتماع للمنتـدى (ديسـمرب‪/‬كانون‬ ‫األول ‪ )2019‬على إعلان التعهـدات يف دعـم أهـداف امليثـاق‬ ‫العاملـي بشـأن الالجئين وتشـجيع املبـادرات متعـددة الفاعلين‬ ‫واملبـادرات املتزاوجـة وعرض املامرسـات اإليجابيـة وتبادلها إلثراء‬ ‫التعهـدات املسـتقبلية وتوفير تحديثـات حـول تطويـر اآلليـات‬ ‫مثـل مـا يرتبـط منهـا بقيـاس األثـر واملـؤرشات‪ ،‬ودعـم قـدرات‬ ‫طلـب اللجـوء والشـبكة األكادمييـة املقرتحة ضمن امليثـاق العاملي‬ ‫بشـأن الالجئين‪ .‬وال بـد ألوىل تلـك املنتديـات أن تكـون مبنزلـة‬ ‫‘إثبـات بصحـة املفهـوم’ لتعزيـز التشـارك باملسـؤولية وبصحـة‬ ‫مقاربـة الشراكات متعـددة األطراف التـي تضع الالجئين يف مركز‬ ‫النقـاش‪ ،‬فكالهما عنصران مهمان يف إنجـاح تنفيذ امليثـاق‪ .‬ومع‬ ‫َّأن املنتـدى سـيقوم على مـا يبـدو على أسـاس جنيـف‪ ،‬فلا بـد‬ ‫مـن توجيـه التنفيـذ على املسـتويني املحلي والوطنـي وال بـد من‬ ‫متتين حـس امللكيـة اإلقليميـة لـه‪ .‬وميكـن أهـم عنصر يف تحقيق‬ ‫ذلـك الغـرض يف إيجاد خطط العمـل الوطنية والبيئـات التمكينية‬ ‫الالزمـة للمبـادرات متعـددة الجهـات‪.‬‬ ‫امليثـاق العاملي بشـأن الهجـرة‪ :‬جاء امليثاق العاملـي للهجرة اآلمنة‬ ‫واملنظمـة والنظاميـة ليكون الصك العاملـي األول الهادف إىل توفري‬ ‫األطـر العامـة املشتركة وبنـاء املبـادئ التـي تغطـي جميـع أبعـاد‬ ‫الهجـرة الدوليـة‪ ،‬ومـن هنـا يأيت تبنـي امليثـاق ليكون إنجـازاً رائداً‬ ‫يف التعـاون الـدويل‪ .‬فامليثـاق يعيـد التأكيد على االلتـزام بالقانون‬ ‫الـدويل ويعيـد الرتكيـز على أ َّنـه ال بـد مـن التمسـك بحقـوق‬ ‫املهاجريـن اإلنسـانية بغـض النظـر عـن وضعهـم وموقعهـم‪ ،‬كما‬ ‫يركـز على أهميـة محـاذاة تنفيـذ امليثـاق مـع جـدول أعمال‬ ‫أهـداف التنميـة املسـتدامة‪.‬‬ ‫وال بـد مـن أن يلقـى تنفيـذه ً‬ ‫دعما من آليـات عدة أهمهـا اآللية‬ ‫التـي أنشـأتها مؤخـراً شـبكة األمـم املتحـدة حـول الهجـرة التـي‬ ‫تضـم لجنتهـا التنفيذيـة عـدداً متنوعـاً مـن هيئات األمـم املتحدة‬ ‫ومنظمـة األمـم املتحـدة للهجـرة (املنظمـة الدولية للهجـرة) التي‬ ‫متثـل دور األمانـة العامـة لهـا‪ .‬ومـن خلال اختصاصهـا املحـدد‬


‫نرشة الهجرة القرسية ‪60‬‬

‫مقاالت عامة‬

‫مارس‪/‬آذار ‪2019‬‬

‫“بضمان تقديـم الدعـم للـدول األعضـاء على أسـاس فعـال‬ ‫وموقـوت وضمـن نظـام حسـن التنسـيق”‪ ،‬سـوف ترفـع اللجنـة‬ ‫تقاريرهـا مـرة كل سـنتني إىل األمين العـام لألمم املتحدة‪ .‬وسـوف‬ ‫يكـون لهـا ‘آليـة لبنـاء القـدرات’ تتضمـن محـوراً رئيسـياً (تيسير‬ ‫عالقـات الرتابـط بين البلـدان والشركاء املنفذيـن واملمولين)‬ ‫وصنـدوق متويـل مبـديئ ومنبر لتبـادل املعـارف ُي ِّكـن مختلـف‬ ‫أصحـاب املصلحـة املعنيين مـن املسـاهمة مبواردهـم الفنيـة‬ ‫واملاليـة والبرشيـة‪ .‬ويبـدو َّأن الشـبكة سـيكون لها قـدرات جيدة‪،‬‬ ‫إ َّال َّأن فعاليتهـا تعتمـد على مـدى تخطـي أهـم التحديـات مثـل‬ ‫ضمان التمويـل الـكايف ومواجهـة انعـدام الثقة بني هيئـات األمم‬ ‫املتحـدة واإلرشاك الحقيقـي ألصحـاب املصلحـة املعنيين اآلخرين‬ ‫(مبـن فيهـم املهاجـرون واملجتمـع املـدين) وال بـد أيضاً مـن تجاوز‬ ‫نطـاق عمـل سـلفها مجموعـة الهجـرة العامليـة ونتائجهـا‪ .‬أما عن‬ ‫منجزاتهـا‪ ،‬فسـتكون رهنـاً بااللتزامـات السياسـية وفعاليـة بينتهـا‬ ‫وهيكليتهـا‪ .‬ومـن الضروري أيضاً أن ُتطـ ِّور منظمة األمـم املتحدة‬ ‫للهجـرة (املنظمة الدوليـة للهجرة) بصفتها األمانة العامة للشـبكة‬ ‫مقاربـة فعاليـة قويـة تكـون حقـوق اإلنسـان يف صلـب ركائزهـا‪.‬‬ ‫وسـوف تقـود الـدول متابعـة امليثـاق العاملـي للهجـرة اآلمنـة‬ ‫واملنظمـة والنظاميـة ومراجعتـه مـن خلال املنتـدى الـدويل‬ ‫ملراجعـة الهجـرة‪ .‬وسـوف ُتع َقـد الجلسـات التشـاورية يف عـام‬ ‫‪ 2019‬حـول مناهـج امليثـاق وعملياتـه‪ ،‬ثـم سـوف ُيع َقـد املنتدى‬ ‫مـرة كل أربـع سـنوات ابتـدا ًء مـن عـام ‪ .2022‬إ َّال َّأن هـذا املنوال‬ ‫املحـدود محبـط وقـد يـؤدي إىل املخاطـرة بالزخـم الكبيرة وقـد‬ ‫يؤثـر يف املجتمعـات مـن الـدول وغريهـا مـن الجهـات الفاعليـة‪،‬‬ ‫لكـنَّ هنـاك أمـراً مشـجعاً وهـو َّأن املراجعـات اإلقليميـة املرحلية‬ ‫بقيـادة األمـم املتحـدة سـوف ُتع َقـد أيضاً مـن عـام ‪( 2020‬إضافة‬ ‫إىل غريهـا مـن الفعاليـات)‪ 4.‬وسـيكون االختبـار الحقيقـي يف‬ ‫درجـة مواءمـة التزامـات امليثاق العاملـي للهجرة اآلمنـة واملنظمة‬ ‫والنظاميـة حسـب متطلبـات املسـتويني الوطنـي واإلقليمـي َّ‬ ‫ألن‬ ‫ذلـك مـا ُيعـ َّول عليـه نجـاح تلـك اآلليـات مـن عدمـه‪.‬‬ ‫وقـد و َّلد امليثاق العاملـي للهجرة اآلمنة واملنظمـة والنظامية زخ ًام‬

‫‪www.fmreview.org/ar/education-displacement‬‬

‫احتجـاز األطفـال يف سـياق الهجـرة الدوليـة‪ .‬وهنـاك جهـود ُتب َذل‬ ‫بالفعـل يف املكسـيك وتايلنـدا واإلكـوادور مـن خلال التعـاون بني‬ ‫الحكومـات واملجتمـع املـدين‪ 5.‬ومـن تلـك الجهـود مذكـرة تفاهم‬ ‫يف يناير‪/‬كانـون الثـاين ‪ 2019‬وقعتهـا حكومـة مملكـة تايالنـد‬ ‫إليقـاف احتجـاز األطفـال يف مراكـز احتجـاز الهجرة واملشـاركة يف‬ ‫عمليـة استكشـاف بدائـل االحتجـاز‪ .‬ويعالـج امليثـاق أيضـاً قضية‬ ‫املهاجريـن يف أوضاع االسـتضعاف وإبداء االلتزامـات التي تتضمن‬ ‫مراجعـة السياسـات واملامرسـات املعنية وإدخـال التدابري الخاصة‬ ‫لألطفـال يف أوضـاع االسـتضعاف باسـتخدام مقاربـة مسـتجيبة‬ ‫للجنـدر والرتويـج للسياسـات والشراكات املحوريـة وتيسير‬ ‫الوصـول إىل املنظومـة العدليـة والتقييمات الفرديـة‪.‬‬ ‫وأهـم مـا يف األمـر َّأن امليثـاق العاملـي للهجـرة اآلمنـة واملنظمـة‬ ‫والنظاميـة يعـو الـدول إىل تأسـيس جهودهـا على خطـط التنفيذ‬ ‫الوطنيـة أو إنشـاء تلـك الخطـط إن مل تكـن موجـودة‪ .‬وتخطـط‬ ‫بعـض حكومـات دول أمريـكا الالتينيـة مثـل كوسـتاريكا ملراجعـة‬ ‫الترشيعـات القامئـة على ضـوء امليثـاق العاملـي للهجـرة اآلمنـة‬ ‫واملنظمـة والنظاميـة بينما بـدأت كوريـا الجنوبيـة بإصـدار دليل‬ ‫جديـد ُيح ِّلـل أوجـه القصور التـي تعتري قانونها ومامرسـتها عىل‬ ‫ضـوء امليثـاق العاملـي للهجـرة اآلمنـة واملنظمـة والنظاميـة‪ .‬أ َّمـا‬ ‫بنغالديـش‪ ،‬فتسـعى إىل تطبيـق تنفيـذ ُمك ِّمـل للميثاقين وتطـور‬ ‫إستراتيجية وطنيـة لفعـل ذلك‪ .‬ويف السـلفادور‪ ،‬ربطـت الحكومة‬ ‫تنفيـذ امليثـاق العاملي للهجرة اآلمنة واملنظمـة والنظامية بالتنفيذ‬ ‫الرسـمي ألهـداف التنميـة املسـتدامة وتعمـل على تبنـي مقاربة‬ ‫املجتمـع ُ‬ ‫الـك ِّل‪ .‬فذلـك إمنـا هـو تقـدم ملحـوظ وواعـد ال بـد من‬ ‫نشره عبر الحـدود الوطنيـة والقا ِّرية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫حائلا دون‬ ‫ومـن ناحيـة املعوقـات املحتملـة التـي قـد تقـف‬ ‫تطبيـق تلـك الجهـود وغريهـا مـن املبـادرات الواعـدة فتتضمـن‬ ‫غيـاب التكامليـة بين امليثاقين ودرجـة توافـر اإلرادة السياسـية‬ ‫وااللتزامـات املحـددة التـي قطعتهـا الـدول األعضـاء عىل أنفسـها‬ ‫إضافـة إىل مـدى فعاليـة تطبيـق مقاربـة املجتمـع ُ‬ ‫الـك ِّل‪.‬‬

‫أوليـاً قويـاً يف نـواح محـددة يتضـح فيهـا جليـاً إمكانيـة إحـداث امليثاقان يف منطقة آسيا‪-‬املحيط الهادئ‬

‫التغيير يف حيـاة املهاجريـن‪ .‬ويتضمـن ذلـك االعرتاف الخـاص َّ‬ ‫بأن‬ ‫التغير املناخـي والكـوارث الطبيعيـة والتدهـور البيئـي قـد تقـود‬ ‫إىل التَّهجير‪ ،‬كما َّ‬ ‫حث امليثـاق عىل اقرتاح مسـارات جديدة ودعم‬ ‫األشـخاص املتأثريـن بالتهجير املسـتحث باملنـاخ‪ .‬وتعمـل الـدول‬ ‫األعضـاء وهيئـات األمـم املتحـدة واملجتمـع الـدويل حاليـاً على‬ ‫التخطيـط للمبـادرات املشتركة يف ذلـك املجـال‪ .‬وهنـاك مجـاالت‬ ‫أخـرى تتعلـق بااللتـزام بانتهاج مقاربة مبنية عىل حقوق اإلنسـان‬ ‫ثـم العمـل على إنهـاء مامرسـة‬ ‫إزاء احتجـاز املهاجريـن ومـن َّ‬

‫لقـد شـاركت كثير مـن الـدول والجهـات الفاعلة يف منطقة آسـيا‪-‬‬ ‫املحيـط الهـادئ عىل الدوام يف إعداد ٍّ‬ ‫كل مـن امليثاقني اللذين لقيا‬ ‫تبنيـاً شـبه كامـل مـن تلـك الـدول‪ .‬وهنـا‪ ،‬متثـل مسـألة التكاملية‬ ‫بين امليثاقين أمـراً مقلقـاً عبر دول منطقـة آسـيا‪-‬املحيط الهـادئ‬ ‫َّ‬ ‫ألن املنطقـة مـا زالـت ُتن ِتـج عىل الدوام وتسـتضيف أعـداداً كبرية‬ ‫مـن الالجئين (مبـن فيهـم الالجئـون الواقعـون يف أوضـاع ُمط َّولة)‬ ‫كما أ َّنهـا تشـهد وجـود أعـداد كبيرة مـن املهاجريـن الدوليين‬ ‫(معظمهـم يف االتجـاه مـن دول الجنـوب إىل دول الجنوب) تفوق‬

‫‪81‬‬

‫‪81‬‬


‫مقاالت عامة‬

‫‪82 82‬‬

‫نرشة الهجرة القرسية ‪60‬‬ ‫مارس‪/‬آذار ‪2019‬‬

‫‪www.fmreview.org/ar/education-displacement‬‬

‫أعـداد نظرائهـم يف أي منطقـة أخـرى مـن العـامل‪ .‬وتنتشر ظاهرة‬ ‫الهجـرة املختلطـة وغالبـاً مـا يعـاين الالجئـون وطالبـو اللجـوء‬ ‫واملهاجـرون غير املصطحبين لوثائـق رسـمية مـن أوضـاع يف غاية‬ ‫الخطـورة وقـد يواجهون عوائق كبرية ومشتركة يف سـبيل الوصول‬ ‫إىل حقوقهـم‪ً ،‬‬ ‫علما َّأن عدداً من دول منطقة آسـيا‪-‬املحيط الهادئ‬ ‫ليسـت أعضـاء يف اتفاقيـة الالجئين وال يوجـد إطـار عـام إقليمـي‬ ‫شـامل حـول حاميـة الالجئين يف املنطقـة‪ .‬واملنطقـة أيضـاً تتأثـر‬ ‫كثيراً بالكـوارث الطبيعية املسـتحثة باملنـاخ والتدهـور البيئي وما‬ ‫يتبعهـا مـن تهجري للسـكان‪.‬‬

‫ويف ذلـك اإلطـار‪ ،‬لـدى املجتمـع املـدين مبـا يضمـه مـن الجئين‬ ‫ومهاجريـن ومجتمعـات مضيفـة القـدرة على جلـب خبرات‬ ‫حيويـة وتجـارب مهمـة سـتكون ذات أهميـة كبيرة يف منطقـة‬ ‫آسـيا‪-‬املحيط الهـادئ وغريهـا‪.‬‬

‫متارا دوميشيلجي ‪tdomicelj@actforpeace.org.au‬‬ ‫قائدة منارصة حامية الالجئني اإلقليمية‪ ،‬منظمة العمل من‬ ‫أجل السالم ‪(Act for Peace) www.actforpeace.org.au‬‬ ‫ورئيسة مجموعة عمل الحامية اإلقليمية وضابطة االرتباط‪،‬‬ ‫امليثاق العاملي بشأن الالجئني‪ ،‬شبكة حقوق الالجئني يف منطقة‬ ‫وضمـن هـذا السـياق الـذي ال يخلـو مـن تحديـات‪ ،‬ظهـر عـدد آسيا‪-‬املحيط الهادئ‪.‬‬ ‫مـن املبـادرات الواعـدة متعـددة األطـراف خلال األعـوام العشر‬ ‫السـابقة على املسـتويات املحليـة والوطنيـة ودون اإلقليميـة كارولينا غوتاردو ‪carolina.gottardo@jrs.org.au‬‬ ‫واإلقليميـة‪ .‬وتتضمـن تطويـر بنيـة تحتيـة للقوانين والسياسـات مديرة‪ ،‬املنظمة اليسوعية لخدمة الالجئني‪ -‬أسرتاليا‬ ‫املحليـة لحاميـة الالجئين وبدائـل الحتجـاز الهجـرة يف البلـدان ‪ www.jrs.org.au‬ورئيسة مجموعة عمل املرأة والجندر‬ ‫سـواء أكانـت طرفـاً يف اتفاقيـة لالجئين أم ال وجاءت تلـك الجهود والتنوع‪ ،‬عضوة يف مجلس اإلدارة وضابطة ارتباط‪ ،‬العقد العاملي‬ ‫بتعـاون مسـتدام عابـر للقطاعـات إضافـة إىل تطويـر إطـار عـام للهجرة‪https://aprrn.info .‬‬ ‫دون إقليمـي ملواجهـة اإلتجـار باألشـخاص مـن خالل عـدة آليات‬ ‫‪ .1‬يشري امليثاق العاملي بشأن الالجئني إىل ‘مقاربة متعددة من ناحية الرشكاء وأصحاب‬ ‫منهـا إنشـاء خطـط وطنيـة متكاملـة تقـوم على التعـاون الدويل‪ .‬املصلحة املعنيني بها’ ونستخدم مصطلح ‘مقاربة املجتمع ُ‬ ‫الك ِّل’ مبا أ َّنه يشتمل عىل كال‬ ‫ومـن جهـة أخـرى‪ ،‬كان للتعـاون بين منظمات املجتمـع املـدين امليثاقني‪ .‬وينبثق مفهوم املقاربة من إعالن نيويورك حول الالجئني واملهاجرين‪.‬‬ ‫دور أسـايس يف تعزيـز ظهور شـبكة حقوق الالجئني ملنطقة آسـيا‪ .2 -‬انظر عىل سبيل املثال ‪UNHCR (2019) Joint Letter from IOM and UNHCR‬‬ ‫‪on the Collaboration Between the two Organizations, 25 January 2019‬‬ ‫املحيـط الهـادئ اشـتملت على ما يزيد على ‪ 350‬عضـوا ً من قادة (رسالة مشرتكة من املنظمة الدولية للهجرة واملفوضية السامية لألمم املتحدة لشؤون‬ ‫الالجئين واملنظمات األهليـة واملنظمات غير الحكوميـة الوطنية الالجئني حول التعاون بني املنظمتني)‬ ‫واملنظمات القامئـة على العقيـدة واملنارصيـن والباحثين مـن ‪www.refworld.org/docid/5c519a614.html 28‬‬ ‫لح َقت مبادرة اإلطار الشامل لالستجابة لالجئني بإعالن نيويورك حول الالجئني‬ ‫‪ُ .3‬أ ِ‬ ‫دولـة مـن العاملين على تطويـر حقـوق الالجئين وغريهـم مـن واملهاجرين الذي ُت ُبن َِّي يف عام ‪ .2016‬ميكن الحصول عىل تحديثات عملياتية عىل الرابط‬ ‫التايل ‪.www.globalcrrf.org‬‬ ‫هجريـن‪.‬‬ ‫ا ُمل َّ‬

‫وإذا مـا ُن ِّفـذ امليثاقـان بفعاليـة‪ ،‬فسـوف ميكنهما تقديـم فوائـد‬ ‫مسـتدامة تعـود بالخير على الالجئين واملهاجريـن ومضيفيهـم‬ ‫واملجتمـع العاملـي بـأرسه‪ .‬ومـن آليات ضمان ذلك تعزيـز القيادة‬ ‫اإلقليميـة القامئـة وزخمهـا مـن خلال توفير املصـادر وإدخـال‬ ‫جهـات فاعلـة جديـدة وتحسين مسـتوى التشـارك باملسـؤوليات‪.‬‬

‫‪ .4‬من املقرر أن تعقدها اللجان االقتصادية اإلقليمية لألمم املتحدة أو العمليات‬ ‫التشاورية اإلقليمية واملنتدى الدويل ملراجعة الهجرة ضمن عملية متناوبة تحدث مرة كل‬ ‫سنتني بدءاً من عام ‪.2020‬‬ ‫‪ .5‬يتوىل تحالف االحتجاز الدويل قيادة معظم تلك الجهود كام يف املكسيك‪ ،‬عىل سبيل‬ ‫املثال‪ ،‬حيث يعمل التحالف مع الحكومة عىل رسم خارطة الطريق نحو إنهاء احتجاز‬ ‫الهجرة لألطفال‪ .‬ويجري العمل أيضاً عىل النطاق العابر لدول املناطق إضافة إىل تأسيس‬ ‫منرب لتعلم النظراء‪https://idcoalition.org .‬‬

‫املجلس االستشاري الدويل لنرشة الهجرة القرسية‬

‫يشارك أعضاء املجلس االستشاري الدويل يف نرشة الهجرة القرسية بصفتهم الشخصية وال ميثلون بالرضورة املؤسسات واملنظامت التي ينتمون إليها‪.‬‬ ‫‪Kathrine Starup‬‬

‫‪Khalid Koser‬‬

‫‪Eva Espinar‬‬

‫‪Emilie Wiinblad Mathez‬‬

‫‪Erin Mooney‬‬

‫‪Matthew Gibney‬‬

‫‪Danish Refugee Council‬‬ ‫‪UNHCR‬‬

‫‪Richard Williams‬‬

‫‪Independent consultant‬‬

‫‪GCERF‬‬

‫‪UN Protection Capacity/‬‬ ‫‪ProCap‬‬

‫‪Steven Muncy‬‬

‫‪Community and Family‬‬ ‫‪Services International‬‬

‫‪University of Alicante‬‬ ‫‪Refugee Studies Centre‬‬

‫‪Rachel Hastie‬‬ ‫‪Oxfam‬‬

‫‪Lucy W Kiama‬‬ ‫‪HIAS Kenya‬‬

‫‪Lina Abirafeh‬‬

‫‪Lebanese American‬‬ ‫‪University‬‬

‫‪Nina M Birkeland‬‬

‫‪Norwegian Refugee‬‬ ‫‪Council‬‬

‫‪Jeff Crisp‬‬

‫‪Independent consultant‬‬


‫نرشة الهجرة القرسية ‪60‬‬

‫أخبار عن مركز دراسات الالجئني‬

‫مارس‪/‬آذار ‪2019‬‬

‫‪www.fmreview.org/ar/education-displacement‬‬

‫املنشورات‬

‫تقدم اإلحاطة البحثية بعنوان ‪ Refugees as Providers of‬املتحدة و‪ )2‬الالجئون الحرضيون‪ .‬لالستامع إىل املدونات الصوتية‪:‬‬ ‫‪‘( Protection and Assistance‬الالجئون بصفتهم مقدمني ‪bit.ly/RSC-podcasts‬‬ ‫للحامية واملساعدة’) كتبها كل من أليكساندر بيتس‪ ،‬وكايت‬ ‫بينكوك وإيفان إيستون‪-‬كاالبريا وصفاً بقصة طال إهاملها حول وتتضمن ما ييل‪:‬‬ ‫ما قدمه الالجئون من تعبئة وحشد يف بناء املنظامت األهلية • ظاهرة العبور بني القوميات وزيارات العودة والبيت‬ ‫القامئة عىل املجتمع املحيل أو الشبكات غري الرسمية لتقديم‬ ‫واملقتنيات‪ :‬جيل ثان من خلفية الجئة‬ ‫خدمة الحامية االجتامعية (انظر أيضاً املوضوع ا ُملص َّغر الذي يضم‬ ‫الربوفيسورة أليس بلوتش (جامعة مانشسرت)‬ ‫ست مقاالت حول هذا املوضوع يف العدد ‪ 58‬من نرشة الهجرة‬ ‫القرسية ‪ .)www.fmreview.org/ar/economies‬أما اإلحاطة • الالجئون وسوق العمل يف اململكة املتحدة‪:‬‬ ‫البحثية الثانية بعنوان ‘االعتامد عىل الذات وأوغندا منوذجاً‪ :‬هل‬ ‫د‪ .‬كارلوس فارغاس‪-‬سيلفا ود‪ .‬إيزابيل رويز (جامعة أكسفورد)‬ ‫ُيكتَب لذلك النموذج النجاح؟’ بقلم أليكساندر بيتس وإمياين‬ ‫تشارا وناوهيكو أوماتا وإوليفر ستريك فتعرض األبحاث (التي • بناء املدن الدامجة‪ :‬دروس ناشئة من تبادل املعارف مع‬ ‫مدن اململكة املتحدة جاكلني بروهيد (جامعة أكسفورد)‬ ‫أجراها برنامج اقتصاد الالجئني يف مركز دراسات الالجئني) الخاصة‬ ‫بإسرتاتيجية االعتامد عىل الذات يف أوغندا لالجئني التي ُينَح‬ ‫الالجئون مبوجبها الحق يف العمل وحرية الحركة‪ .‬ويرافق اإلحاطة الفعاليات‬ ‫تقريراً كام ًال بعنوان ‪ Refugee Economics in Uganda?:‬محارضة إليزابيث كولسون السنوية ‪2019‬‬ ‫‪What Difference Does the Self-Reliance Model Make‬‬ ‫‪ 5‬يونيو‪/‬حزيران ‪2019‬‬ ‫‪(.‬اقتصادات الالجئني يف اوغندا‪ :‬ما الفرق الذي يحدثه منوذج‬ ‫الساعة ‪ ،17:00‬قاعة الندوات ‪ ،3‬قسم التنمية الدولية‪ ،‬جامعة‬ ‫االعتامد عىل الذات؟)‬ ‫أكسفورد‪.‬‬ ‫ورقــة عمل جديدة بعنوان ‪ Seeking informal asylum:‬سوف يقدم محارضة إليزابيث كولسون السنوية ملركز دراسات‬ ‫‪ the case of Central Americans in the United States‬الالجئني بيرت ريفيلد‪ ،‬بروفيسور علم اإلنسان يف جامعة شامل‬ ‫(السعي وراء طلب اللجوء غري الرسمي‪ :‬حالة بلدان أمريكا كاروالينا يف تشابيل هيل‪ .‬وتتخذ املحارضة اسمها تيمناً بربوفيسورة‬ ‫الوسطى يف الواليات املتحدة األمريكية) بقلم أنجيال رميوس علم اإلنسان املعروفة إليزابيث كولسون‪ .‬مزيد من التفاصيل متاح‬ ‫(خريجة يف برنامج ماجستري العلوم يف دراسات الالجئني والهجرة عىل الرابط التايل ‪.www.rsc.ox.ac.uk/colson2019‬‬ ‫القرسية) وتستخدم ورقة العمل مثال مواطني دول أمريكا‬ ‫الوسطى من املثلث الشاميل ألمريكا الوسطى ممن يعيشون يف للحصول عىل تنبيهات بتلك الفعاليات وغريها مام ينفذه مركز‬ ‫الويل لتوضيح القرارات التي يتخذها الالجئون يف االمتناع عن دراسات الالجئني‪ ،‬يرجى االشرتاك بخدمة التنبيهات اإللكرتونية‬ ‫التقدم بطلب اللجوء مفضلني بدالً من ذلك الصفة غري النظامية‪ .‬ملركز دراسات الالجئني‪:‬‬ ‫وتذهب ورقة العمل إىل َّأن كثرياً من الالجئني يفضلون ‘اللجوء غري ‪www.rsc.ox.ac.uk/forms/general/connect‬‬ ‫النظامي’ عىل الدخول يف منظومة اللجوء الرسمية‪.‬‬ ‫وتلك الدراسات متاحة إضافة إىل منشورات أخرى صادرة عن مركز‬ ‫دراسات الالجئني عىل الرابط التايل‬ ‫‪.www.rsc.ox.ac.uk/publications‬‬

‫املدونة الصوتية (بودكاست)‬

‫يتيح مركز دراسات الالجئني عىل اإلنرتنت املدونات الصوتية‬ ‫باللغة اإلنجليزية لسلسلة الندوات العامة التي أطلقها املركز‬ ‫مؤخراً حول موضوعات تتعلق بكل من ‪ )1‬الالجئون يف اململكة‬

‫املدرسة الصيفية الدولية يف الهجرة القرسية‬

‫‪ 19–7‬يوليو‪/‬متوز ‪ ،2019‬أكسفورد‬ ‫تعزز املدرسة الصيفية الدولية ملركز دراسات الالجئني الحوار بني‬ ‫األكادمييني واملزاولني وصانعي السياسات العاملني يف تحسني وضع‬ ‫هجرين قرساً‪ .‬وتقدم الدوررة خري ما تقدمه‬ ‫الالجئني وغريهم من ا ُمل َّ‬ ‫جامعة أكسفورد يف التميز األكادميي با ّتباع منهج محفز وتشاريك‬ ‫للتعلم الناقد والتأمل‪ .‬للتفاصيل‪:‬‬ ‫‪www.rsc.ox.ac.uk/summer-school‬‬

‫‪83‬‬

‫‪83‬‬


َّ ‫ وصول رسيع إىل املواضيع الرئيسية‬:‫ملخص أرسة التحرير‬

Issue 609 March 201

Issue 60

March 2019

Education: rights and access needs,

in displacement

ts ds, righ ent on: nee m feature theme Educati ss in displace s. tent of the relevant article con the e w of s to the an overvie , with link and as’cc provides Education briefing encies e 60 on plus articles on:

Localisation and the Global Compacts

uty

and Dep tor issu emerg rian Aid introduces This Edi in FMR cation in d of Swiss Humanita peration, ation in published ing edu t and Coo articles Prioritis Manuel Bessler, Hea elopmen of neglect of educity (Bessler). for Dev

َّ ‫أطلقـت نشرة الهجـرة القرسيـة العـا َم املـايض منتجـاً جديداً اسـمه‬ ‫ وهو‬.‫ملخـص أرسة التحريـر‬ ‫مزجي ملقـاالت العدد الذي يأيت معه عىل حسـب‬ ‫تركيب‬ ‫ فيـه‬A4 ‫أربـع قياسـها‬ ٌ ٌ ‫ُك َت ِّيٌـب صفحاتـه‬ ٌّ ُ ‫ وما نأمله هو أن ُيسـتَخدَم هـذا‬.)‫موضـوع العـدد الرئيسي (مـع الروابـط التي لها صلـة‬ ‫الكت ِّي ُب‬ .‫وجز وتوسـيع املدارك‬ َ ‫للتحضيـض والبيـان ا ُمل‬

des dor mun ncy t a t the deca national com Ambassa the Swiss Age the mos , and not – kly abou of inter is one of objective rities of and the Director king fran ducation aspects of our lives lopment prio donors by spea onse by longer-term, deve counter to the ective role of the issue important lopment, our a rian resp runs deve and prot onal ss of humanita was considered however, this our pers vital to our ustaining greater awarene lose n cies; ding and ment the life-s h Educatio people emergen understan s and to fulfil is now muc , if young during ssional crisis, gside term priority families themselve crisis. There and profe life. In times of ed, alon the long and t displaced during conflict in the short and oaches are need government has throughou of displaced ths s ns ise. Swis millio tive appr mon education is at stake, both however, le miss out on ents. The others to do likew ative, crea h this how muc ation. Collabor ational commitm calls on young peopeducation, and and oper ation of out on educfinancial and or years g to them and their ties, ort for educ nt m socie significa its financial supp ress the In many is damagin well as to their as term. increased how to add varied. families, shor t and long ing ess and ation are many and ical learn from both in the educ ges to acc and phys Watkins), authors issue 60, Challen to access to qualityeducation systemsstate (Bessler; Bray te how In FMR deba ity ict, iers the world by confl dy been in a poorict. ss to qual The barr around because affected enable acce cy out of use or used as have alrea effects of confl countries better to both in emergen and oses ents will e schools by the henvironm be amplified ict can leav for military purp tages (Sing education in resettlement of confl and her shor pered d, used which may ical impacts settings s to teac destroye contexts. The phys aged or conflict also lead ss schools is ham both asylum ence sent been dam ons; to acce ors repre ase in viol aard). donors, they have displaced pers dren’s ability ral incre These auth international by wellen-Osterg ins). Chil ol and a gene nts, tions, shelters hosocial tkins; Ivers ent organisa BrayWatk scho governme psyc to yWa ntal hio; ren’s neys nal rnme Tocc s (Bra ntial elem non-gove erous jour the school gate nt impact on child safe is an esse Internatio Red ide e by dang cies, the feel help prov tan, UN agen of Red Cross and , to and insid have a significa . The need to s ide way n outs learn Afghanis discuss can also , academia Federatio voy). In ability to ber of articles cial Conflict Societies cts and a ins; McE ting their , psychoso ability a num Crescent ; BrayWatk ical risks ation proje of the authors being, affec to learn and their e h-Tocchio very real phys of safety and gee able local educ e And som ian Refu ed in being of security (Sing face sens weg lies onal Nor legal firm. selves experienc e pers their fami tify een the this sens and children’s ren and n to iden tion betw have them es of learning where child can help buildma. A collabora ing schoolchildre also taught to leng laced. ming the chal are with s and trau of Tromsø is help es. Children while disp program ories and ationy teaching with stres .org/educ techniqu matic memand discussing to cope Universit calming .fmreview ss this with trau play and the Visit www acce Council and to learning them to cope encouraging promising, ment to de magazine of stress are help s full inclu ngs e’, displace the pilot . feeli ents spac voy) lts of r elem briefing, les (in English, a ‘safe The resu anywhere (McE levels Editors’ visualise ces of stress. Othe st idual artic French). high ically safe. and indiv ng daily sour for keeping phys implemented almo a discusses the ish and s ding amo be email Arabic, Span inside Syri strategie rating s), inclu me can s, please .uk. program author working persons (IDP onded by integ mes, ed copie and the For print at fmr@qeh.ox.ac n resp le by an program displaced rs An artic lopment n Foundatio internally host the Edito among Aga Kha childhood deve both IDP and y Peebles ur). The for of trauma and Jenn their early nting sessions (Khaddo rs Couldrey ort into children ew Edito pare g supp Marion Revi idin cial ation psychoso r focus on prov view.org Forced Migr www.fmre with a majo ox.ac.uk review qeh. @fm 00 fmr@ 65 2817 +44 (0)18

E

‫هـذه اإلحاطـة متاحـة على اإلنرتنـت وميكـن تعميمهـا أو طباعتهـا لتوزيعهـا يف االجتامعـات‬ ‫ من‬58 ‫ وهنـاك إحاطـة ألرسة التحريـر أيضـاً (باللغـة اإلنجليزيـة) للعـدد‬.‫والـورش وللشركاء‬ 59 ‫ الحقـوق يف العمل والوصول إليـه‘ والعدد‬:‫نشرة الهجـرة القرسيـة بعنـوان ’ االقتصادات‬ ‫بعنـوان ’عشرون عامـاً على املبـادئ التوجيهيـة بشـأن النـزوح الداخلي‘ عسى أن يكون يف‬ .‫ذلـك مصـدر دعـم لكـم ولعملكم‬

:‫املوضوعات الرئيسية القادمة‬

)‫ ُ(أغ ِل َق مجال تسليم املقاالت‬2019 ‫حزيران‬/‫ مقرر نرشه يف يونيو‬،61 ‫• األخالق – العدد‬ )www.fmreview.org/ar/return ‫ (انظر‬2019 ‫ترشين األول‬/‫ مقرر نرشه يف أكتوبر‬،62 ‫• العودة – العدد‬

‫أحب ْأن ُيع َل َم الدعوات الجديدة إىل املشاركة باملقاالت وآخر األعداد يرجى منه االشرتاك بخدمة تنبيهات الربيد اإللكرتوين التي نرسلها‬ َّ ‫و َمن‬ www.fmreview.org/ar/request/alerts .‫من حني إىل آخر‬ :‫ وهي‬.ً‫ فصاعدا‬2020 ‫تنظر أرسة التحرير يف أمر املوضوعات اآلتية لتُض ِّمنها يف أعداد نرشة الهجرة القرسية من عام‬

‫التوطني • حامية غري مصدَّ ق عليها – غري املو ِّقعني • اال ِّتجار والتَّهريب • التَّهجري الحرضي‬ ‫تحديد صفة الالجئ • الصحة العقلية والدعم النفيس االجتامعي • الجندر‬ ‫مبوضوع من هذه املوضوعات‬ ‫يب أيضاً بالهيئات واملانحني املهت ِّمني خاص ًة‬ ُ ‫ و ُن ِه‬.‫ويا ح َّبذا ِمن مرسلٍ تعليقات وتعقيبات عىل هذه املوضوعات‬ ٍ ‫ فإ َّما ْأن َي ِر َد إىل نرشة الهجرة القرسية وإ َّما ْأن يكون بتعاونٍ عىل مرشوع‬،ً‫أو أكرث إىل النظر يف إمكان دعم عد ٍد من نرشة الهجرة القرسية ماليا‬ ِّ ‫أوسع من ذلك (وإ َّما بطلب التمويل) فيه ُتعزِّز نرشة الهجرة القرسية النرش و ُت‬ .‫عظم األثر‬ ‫ آالف دوالر أمرييك حتَّى يخرج العدد باللغات‬110/‫ ألف جنيه إسرتليني‬84 ‫نفقة كل عدد من أعداد نرشة الهجرة القرسية عىل التقريب‬ ‫ وعروض التمويل كام ًال كان أو جزئياً هي يف االستحسان‬،ً‫ والرواتب املرتبطة بها هي من النفقة أيضا‬،‫اإلنجليزية والعربية واإلسبانية والفرنسية‬ .‫عندنا سواء‬ ٌ ‫تعاون بيننا نحن َمن ُنخ ِر ُجها وأنتم يا َمن تكتبون فيها وتشاركونها مع الغري‬ ‫ فنرشة الهجرة القرسية هي‬.‫يرجى مراسلة أرسة التحرير للمناقشة‬ !‫ شكراً لكم‬.‫ وعىس ْأن تبقوا باحثني عن طرقٍ لتمويل نرشة الهجرة القرسية لتبقى سائرة عىل ما هي عليه‬.‫وتر ِّوجونها ومت ِّولونها‬ ‫ماريون كولدري وجيني بيبلز‬ ‫املحررتان املشاركتان يف نرشة الهجرة القرسية‬

fmr@qeh.ox.ac.uk +44(0)1865 281700

‫مقاالت ثاقبة و ُمل ِهمة وثرية باملعلومات‬... ‫ واحــدة من أفضل مصادر نرش املعلومات حــول هذه‬... ‫املوضوعات يف كل مكان يف العامل‬ www.fmreview.org/ar/education-displacement

:‫كلامت ثناء وصلتنا‬

‫ متنوعة بوجهات النظر فيها‬،‫رائعة مبحتواها‬... ‫دقيقة لكنَّها حساسة‬...

‫النرشة للتوزيع املجاين فقط‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.