الحسن شاهدي المعسول مصدر للرحلات السوسية

Page 1

‫الحسن شاهدي‪ :‬المعسول مصدر للرحالت السوسية‬

‫‪http://www.minculture.gov.ma/index.php?option=com_content&view=article&id=916‬‬ ‫‪:hassan-chahidi-maasoul-essai&catid=51:etude-et-essais&Itemid=153‬‬ ‫ال يمكن النظر لتآليف المرحوم محمد المختار السوسي إال في إطار حركة التعريف بالمناطق المغربية المختلفة ثقافة‬ ‫وحضارة ‪ ،‬وجغرافية ‪ ،‬وتاريخا ‪ ،‬وأدبا ‪ ...‬تلك الحركة التي نشطت في النصف األول من القرن العشرين ؛ فلقد أشرت في‬ ‫بحوث سابقة (‪ ) 1‬إلى أهمية هذه التآليف التي أرخت لمناطق وأقاليم معينة من المغرب كمراكش وآسفي والصويرة والرباط ‪،‬‬ ‫وسال ‪ ،‬ومكناس ‪ ،‬وفاس ‪ ،‬وقبيلة بني زروال ‪ ،‬وتطوان‪...‬‬ ‫وجل الباحثين يؤكدون على هذه األهمية للكتابة اإلقليمية في التعريف بما تختض به الجهات في المجاالت العلمية والثقافية‬ ‫المختلفة ‪ .‬يقول األستاذ عباس الجراري‪{ :‬كلما قسم نطاق اإلقليم في الدراسة إلى بيآت صغيرة كانت دراسة اإلقليم مكتملة‬ ‫ومستوفاة ‪ ،‬وهذا ما يجعلني أحبذ األبحاث والتواريخ التي ألفت وتؤلف ‪ ،‬ولو بطزيقة قديمة ‪ ،‬عن مدن كمراكش ‪ ،‬وسوس ‪،‬‬ ‫وتطوان ‪ ،‬والرباط ‪ ،‬وفاس ‪ ، ...‬فإنه من مجموع هذه الكتابات يمكن تهييئ المادة التي قد تساعد على استخراج الصورة‬ ‫الحقيقية للمغرب سواء في تاريخه السياسي أو الفكري }(‪) .2‬‬ ‫والمختار السوسي نفسه كان مقتنعا بأن الكشف عن التراث الوطني ‪ ،‬والتعريف بأعالمه ‪ ،‬والوقوف على مجاالت اإلبداع‬ ‫واالبتكار فيه ‪ ،‬ال يمكن أن يتم ذلك دفعة واحدة وبطريقة مجملة ‪ ،‬بل {ال يمكن أن يتكون تكونا تاما إال من التواريخ الخاصة‬ ‫لكل حاضرة من تلك الحواضر ‪ ،‬ولكل بادية من البوادي } (‪ . )3‬لذا يحذر مما يمكن أن تفهم به هذه الكتابات على أنها نوع‬ ‫من النعرات الصيقة ‪ ،‬أو من العنصرية الممقوتة التي فشل المستعمر ـ من قبل ـ بكل وسائله في نشرها بين القبائل وتركيزها‬ ‫في النفوس والضرب على وترها {لجعل المغرب أشالء ممزقة } (‪) . 4‬‬ ‫فالتأريخ لألقاليم إذن واضح الهدف ‪ ،‬بين المقصد ‪ ،‬يسعى لوضع لبنات صرح الثقافة الوطنية ‪ ،‬وإبراز جوانبها ‪ ،‬وإحياء ما‬ ‫اندثر أوتنوسي منها ؛ فهذه التآليف كما يرى المختار السوسي ـ {سيتكئ عليها الذين سيتصدرون للتاريخ العام المستوعب في‬ ‫العلم العربي المغربي غدا }(‪) . 5‬‬ ‫ومن هذا المنطلق ؛ فكتبه الكثيرة عن سوس ‪ ،‬والتي تربو على السبعين كتابا (‪ )6‬تسد فراغا كبيرا كان يستشعره الباحث في‬ ‫تاريخ هذه المنطقة ‪ .‬يفول في مقدمة كتابه المعسول‪ { :‬وأنا ال أزعم في هذا الكتاب إال أنه مجموعة مهيأة لمن يستقي منها غدا‬ ‫ما يريد ‪ ،‬ولذلك أحرص على ذكر العادات وطرائف األخبار ‪ ،‬والنكات األدبية ‪ ،‬والقوافي }(‪ )7‬؛ يتعلق األمر إذن بموسوعة‬ ‫شاملة ال تهمل أي شيء من تاريخ اإلقليم ‪ ،‬وتراثه ‪،‬وثقافته ‪ ،‬ومالمحه الفــكرية والعلــمية واألدبــية ؛ إذ ال سبيل لكتابة تاريخ‬ ‫وطني دون استجالء عناصر هذا التاريخ في األقـــــاليم والجهات ‪ ،‬ومحمد داود أيضا حين أقبل على كتابة تاريخ تــطوان كان‬ ‫مدركا صعوبة كتابة التاريخ العام للمغرب قبل التوفــــــــر على المعــلومات واألخبار والوثائق التي يزخر بها تراث األقـــاليم‬ ‫المختلفة (‪) .8‬‬ ‫ومع ذلك ؛ فانكباب المختار الســـوسي على هذا المشروع ‪ ،‬وانشغاله به دون سواه في الكتابة والتأليف ‪ ،‬ربما أملته عوامــــل‬ ‫متعددة في مقدمتها تعلقه بمسفط رأسه ‪ ،‬وسعيه للرفع من شأنه وإبراز مآثره كما يبدو مما عبر عنه وقد أشرف على االنتهاء‬ ‫من موسوعته المعسول (‪) . 9‬‬ ‫ولعل الهدف من التأليف هو الذي رسم طريقته وحدد منهجه ‪ ،‬فكتابات السوسي ال تتغيى االنتقاء واالختيار ‪ ،‬بل تسعى إلـــــى‬ ‫جمع األخبار والنصوص والوثائق في السياسة واالجتماع والثقافة واألدب { فمهمته األولى هي توفير المادة الخام ‪ ،‬أما عملية‬ ‫التحويل والصياغة ومناقشة األفكار فيرى أنها تأتي في المراحل القادمة ؛ ومن هنا نصادف أخبار الفقهاء واألدباء والصوفية‬ ‫واألولياء }(‪) . 11‬‬ ‫وهكذا أدرك أن هذا الهدف ال يمكن تحقيقه إال بإعمال الرحلة والتجوال للقاء العلماء ‪ ،‬وزيارة مراكز العلم والثفافة والتصوف‬ ‫‪ ،‬كالمــــدارس والمكتبات والــزوايا ‪ ،‬فبدا المعسول وكأنه رحلة تتالحق مراحلها ومشاهدها لتنتظم القطر السوسي بكـــــامله ‪،‬‬ ‫حواضره وبواديه ‪ ،‬فجل مصادر مواده ( من أفواه الرجال ) كما يعلن في أكثر من مرة ‪ ،‬فالنفس الرحلي باد في كل ما أثبته‬ ‫في هذا الكتاب من تراجم أعالم ‪ ،‬وأخبار ‪ ،‬وقضايا ‪ ...‬وهو نفسه يعده سبب الرحلة ونتيجة لها ‪ ،‬ويعتبره أوفى تآليـــــــفه في‬ ‫االستجابة لتطلعات القارئ الباحث وتساؤالته ‪ ،‬كما يعبر عن ذلك في آخر رحــــلته ((من الخمراء إلى إيلغ )) بقوله‪ { :‬وبعد‬ ‫فإنني وفيت بما كنت وعدت به رفاقي في تقييد هذه الرحلة ‪ ،‬فـإن كان القارئ ال يرى فيها ما يراه في الرحالت فلينتظر حتى‬ ‫يطالعه ما أمامه من الذيل الطويل الذي سيكتب فيه بحول هللا ما لم يجمع قبل اليوم في كتاب } (‪ ،)11‬ويقصد بالذيل الطويل‬ ‫كتاب المعسول ا لذي يقع في عشرين جزءا ‪.‬‬ ‫ويذكر في مناسبات كثيرة أن ما يؤرقه ويقض مضجعه عجزه عن الوصول إلى النصوص والوثائق والمعلومات التي تعينه‬ ‫على تقديم صورة واضحة المعالم والسمات لهذه المنطقة ‪ ،‬لذا فاهتمامه األول ينصب على ما كتبه السوسيون من مخطوطات‬ ‫وما دونوه من رحالت وفهارس وكنانيش ‪ ،‬وما عداه من كتابات غيرهم يؤخذ على سبيل االستئناس والمقارنة والتوضــــيح ‪،‬‬ ‫يقول ملمجا إلى األهداف التي يسعى إليها في رحــــالته ‪ ،‬والمناهج التي يتبعها في تحقيق هذه األهــــــــداف في تآليفه عامة‬ ‫والمعسول على الخصوص‪ { :‬وعادتي في رحالتي تتبع المخطوطات من مؤلفات السوسيين فأصفها وصفا شافيا ‪ ،‬وأمـــــــا‬ ‫المخطوطات من غيرهم فال أعيرها أهمية كبرى ما لم تكن من النوادر أو من الغريب وجودها في سوس ‪ ،‬كما أتتبع دفات‬


‫الكتب حيث يألف السوسيون ‪ ،‬من قديم ‪ ،‬كتابة التاريخ و للوقائع والوفيات ‪ ،‬وكم جمعت من المجاميع من دفات الدفـــــاتر‬ ‫والكتب العادية من هذه الفوائد ‪ ،‬ثم أنظم ذلك في سلك الرحلة } (‪)12‬‬ ‫وإذا كان المختار السوسي انجذب إلى آفاق إقليمه ‪ ،‬وتنقل في حواضره وبواديه ألسباب سياسية وعلمية في مرحلة التأليف‬ ‫واإلنتاج والعطاء ‪ ،‬فإنه في مرحلة الطلب والتحصيل كان مالزما لحلقات شيوخ العلم واألدب في أهم حواضر الشـــــــمال‬ ‫المغربي ‪ ،‬فدرس بمراكش خمس سنوات ‪ ،‬وبفاس أربع سنوات ‪ ،‬وبالرباط سنة ‪ ،‬فتكوينه العلمي تم في المغرب وعلى يد‬ ‫علمائه الذين ظل معتزا باألخذ عنهم ‪ ،‬دائم الحنين إلى مجالسهم العلمية ‪ ،‬ذاكرا القضايا والموضوعات والمناقشات المثارة‬ ‫في هذه المجالس ‪)13( .‬‬ ‫ومن الشيوخ واإلخوان بفاس ‪ ،‬الذين تردد ذكرهم في تآليفه‪ :‬موالي الصديق العلوي ‪ ،‬ومحمد العابد الفاسي ‪ ،‬وعبد الواحد‬ ‫الفاسي ‪ ،‬وابنه عالل الفاسي ‪ ،‬وإبراهيم الكتاني ‪ ،‬وعبد العزيز بن إدريس‪...‬‬ ‫ومن مدينة مكناس يخص بالذكر علمين بارزين فيتحدث عنهما بشاعرية متميزة‪ ،‬مما يبرز مكانتهما عنده‪ ،‬وهما‪ :‬عبد الرحمن‬ ‫ابن زيدان ‪ ،‬والتهامي المعروفي ‪ .‬يقول عن األول‪{ :‬وأهوى أن أجـــــــالس مرة أخرى أستاذنا الكبير العالمة ابن زيدان في‬ ‫خزانته ‪ ،‬وأنا وهو منفردان ‪ ،‬فيفتح لي خزانتين‪ :‬خزانة كتبه التي أغرق فيها وازداد إمعانا في الغرق كالنحلة في خابية العسل‬ ‫‪ ،‬وخزانة قلبه التي ال يفتحها إال لبعض تالميذه األخصاء ‪ ،‬فأرى منه ما قل أن يراه غيري من أفكار وانتقادات ‪ ،‬وأبحاث‬ ‫حول شخصيات مغربية ال تصدر إال من مثله الذي ال يتكلم إالعن إنصاف ‪ ،‬ثم ال يتهيب أحدا }(‪) . 14‬‬ ‫وبالرباط يحن إلى مجالس شيوخه من بينهم‪ :‬المدني بن الحسني الرباطي ‪ ،‬والقاضي السائح الرباطي ‪ ،‬والعــــــالمة محمد بن‬ ‫العربي العلوي ‪ ،‬ويستعرض ذكرياته مع اإلخوان العلماء واألدباء من مثل العالمة التطواني السلوي الذي كان متجره بالرباط‬ ‫مجلسا يلتقي فيه المختار بثلة من األدباء كاألساتذة عبد هللا الجراري ‪ ،‬ومصطفى بن مبارك ‪ ،‬ومصطفى الغربي ‪ ،‬وابن عثمان‬ ‫المراكشي‪...‬‬ ‫أما مراكش {حيث الفؤاد ال يزال ثاويا ‪ ،‬حيث مناهل الصفا عذبة الموارد ‪ ،‬يردها هناك كل وارد ‪ ،‬حيث اإلخوان األســـــاتذة‬ ‫}(‪ ، )15‬فيذكر ثلة منهم من نحو‪ :‬عبد القادر المسفيوي ‪ ،‬ومحمد بن عبد الرزاق ‪ ،‬وأحمد المنجرة ‪ ،‬وعبــد هللا بن إبـــــراهيم‬ ‫‪ ،‬وعبد القادر بن حسن ‪ ،‬وعلي بن المعلم ‪ ،‬ومحمد الكانوني ‪...‬‬ ‫وإذا كانت كتب المختار السوسي جميعها ‪ ،‬من خالل االستطرادات ‪ ،‬والتراجم ‪ ،‬والمقارنات ‪ ،‬وتذكر الفوائد والطرائف تفيدنا‬ ‫في الـتعرف على الكثير من رحالته للحواضر الشمالية الكبرى زمن الطلب والتحصيل فإن الذي يحسن لفت النظر إليه ‪ ،‬هو‬ ‫أن صاحب المعسول يمكن اعتباره من أهم الرحــالين الذين دونوا رحالتهم بالمغرب في النصف األول من القرن العشرين ‪،‬‬ ‫فأفادونا بمالحظاتهم وانطباعاتهم ومشاهداتهم عن األماكن التي كانت مسرح هذه الرحالت ؛ فبفضل ما دونه ازددنا مـــــعرفة‬ ‫بمنطقة سوس من حيث جغرافيتها ‪ ،‬وتاريخها ‪ ،‬وفضاؤها العلمي واألدبي والصوفي ‪ ،...‬وهكذا تعرف له ثماني رحالت جاب‬ ‫فيها إقليم سوس كله بحواضره وبواديه‪،‬ومدارسه وزواياه وخزائنه ‪ ،‬ومواسمه وأسواقه‪ ،‬واختلط أثناءها بســـكانه على اختالف‬ ‫مشاربهم ومستوياتهم ‪ ،‬وجالس العلماء واألدباء والمتصوغة والفقهاء والقراء ‪، ...‬‬ ‫ويضم كتاب خالل جزولة(‪ )16‬خمسا من هذه الرحالت‪ ،‬وهى كلها منطلقة من إيلغ مسقط رأسه ومعتقله كذلك والرحالت هي‬ ‫كما يلي ‪:‬‬ ‫األولى‪ :‬من إيلغ إلى تارودانت ‪ ،‬استغرقت شهر ربيع الثاني عام ‪ 1361‬هــ‬ ‫الثانية‪ :‬من إيلغ إلى ماسة ‪ ،‬من تاسع ذي القعدة إلى فاتح شهر ذي الحجة عام ‪ 1361‬هـ‬ ‫الثالثة‪ :‬من إيلغ إلى تامانارت وسكتانة من مفتتح شوال إلى الثامن والعشرين من ذي القعدة‬ ‫عام ‪ 1362‬هـ‬ ‫الرابعة‪ :‬من إيلغ إلى تزنيت ‪ ،‬فأكادير ‪ ،‬فتارودانت من خامس شوال عام ‪ 1363‬إلى تاسع محرم عام‬ ‫‪1364‬هـ‬ ‫الخامسة‪ :‬من إيلغ إلى فاس ‪ ،‬فمراكش ‪ ،‬فالبيضاء ‪ ،‬فالرباط ‪ ،‬من المحرم إلى العاشر من رجب عام ‪ 1362‬هـ‬ ‫‪6‬ـ رحلته {من الحمراء إلى إيلغ } قام بها في شهر جمادى األولى عام‪1354‬هـ ‪ 1937 /‬م وحررها ببلده إيلغ ‪ .‬أما الباعث‬ ‫على الرحلة فهو صوفي كما يذكر في فاتحتها قائال‪ { :‬والحافز إلى هذه الرحلة أصالة هو حضور موسم الفقراء الذي يقام دائما‬ ‫في شهر غشت الفالحي منذ أقامه الوالد ألتباعه من نحو ‪ 1313‬هـ‪ 1895 /‬م ‪ ،‬فلم يزل مستمرا إلى اآلن }(‪ ، )17‬حقق هـــذه‬ ‫الرحلة أخيرا ابن أخيه المرحوم عبد هللا الدرقاوي‪ ،‬ونشرت ضمن الكتاب الجماعي المهدى إلى المرحوم المنوني تحت عنوان‬ ‫{التاريخ والفقه }(‪ )18‬وتحتل الرحلة الصفحات ‪ 269‬ـ ‪313‬‬ ‫‪7‬ـ ‪ 11‬ـ هناك رحالت أربع يذكرها في ذيل له على الجزء الثاني من اإللغيات (‪ ، )19‬وهي كما وردت في الذيل ‪:‬‬

‫{حججت سنة ‪ 1365‬هـفي الوفد الرسمي بتعيين مجمد الخامس رحمه هللا ‪.‬‬ ‫ـ حللت ا لبيضاء وقت األزمة بأوالدي ‪ ،‬حيث بقيت إلى أن اعتقلت مع المعتقلين إلى الصحراء حيث بقيت سنة‬ ‫ونصفا ‪ ،‬ولي في ذلك مؤلف‪.‬‬ ‫ـ كنت زرت تونس كعضو في جمعية الحرمين الشريفين ‪1367‬هـ‬ ‫ـ كما كنت رئيس وفد مغربي في المؤتمر اإلسالمي مختتم ‪1381‬هـ ‪ ،‬ثم اعتمرت وزرت القدس ودمشق ‪} .‬‬


‫وبإلقاء نظرة على هذه الرحالت التي أشار إليها هو نفسه ‪ ،‬نتبين أنها تختلف من حيث النوع والباعث ؛ فهناك رحلة حجازية‬ ‫‪ ،‬وثانية داخلية ‪ ،‬وثالثة مغاربية ‪ ،‬ورابعة مشرقية ‪ .‬لكن الرحالة لم يشر إلى أنه دونها وسجل وقائعها والراجح أانه حررها ‪،‬‬ ‫أو قيد فوائدها ‪ ،‬لما نعرفه من حرصه الشديد على التدوين والتأليف ‪.‬‬ ‫‪11‬ـ وهناك رحلة أخرى بعنوان {أصفى الموارد في تهذيب نظم الرحلة الحجازية للشيخ الوالد } قام بها والده إلى الحجاز‬ ‫سنة ‪1315‬هـ ‪ ،‬سجلها نظما ‪ ،‬لكن ابنه المختار أخرجها بعد أن نقحها ‪ ،‬وصوب أخطاءها التظمية والمعنوية ‪ ،‬ومأل ثغراتـها ‪،‬‬ ‫ووضع عنوانها ‪ ،‬فاستحق بذلك أن ينسب إليه تدوينها على األقل ‪ .‬يقول في مقدمتها مبينا ما قام به وهو يعدها للنشر‪ { :‬رأيت‬ ‫تلك النسخة ربما ألم بها أيضا مسخ النساخ زيادة على عدم تنقيحها أوال ‪ ،‬فجاء بعض أبياتها في شكل ال يمت إلى النظم بسبب‬ ‫‪ ،‬فأخذتني الغيرة ‪ ،‬فظهر لي أن أخطها بيدي ‪،‬وأن أنقح منها بعض أبيات محافظا على األلفاظ ما أمكن ‪ ،‬وأما روحها فهو‬ ‫القطب الذي ال يتزحزح ‪ ،‬على أنني ربما أتم موضوعا قد طرقه ‪ ،‬ثم لم يستتم منه المعنى المراد ‪ ،‬بل يتركه مقتضبا ‪ ،‬وربما‬ ‫تكلم أيضا في مقام كالما بكيفية ال تناسب الصناعة فأحوله إلى كيفية أخرى أمس بالصناعة ‪ ،‬وربما آتي من جديد بذكر حادثة‬ ‫كما هي عادته في مقامات أخرى ‪ ،‬وبذلك كله صار للرحلة رواء يدخلها في عديد الرحالت وهذا كله في الحقيقة قد أنشأها‬ ‫نشئا جديدا }(‪) . 21‬‬ ‫ومن خالل ما أثبتناه من رحالت ‪ ،‬يتبين أن للمختار السوسي تراثا رحليا هاما ‪ ،‬فال يحضر مجلسا إال وصفه ‪ ،‬وال يــــــدخل‬ ‫مدينة إال وسارع إلى التعرف على أعالمها ‪ ،‬واألخذ عن شيوخها ‪ ،‬ومساجلة شعرائها ‪ ،‬ومراسلة كتابها ‪ ،‬ومناظرة علمائها ‪،‬‬ ‫واستجازتهم ‪ ...‬فبدت رحالته بذلك أشبه بالفهارس والكنانيش ‪.‬‬ ‫وهناك أمر يستحق الوقوف عنده والتنويه به ‪ ،‬باعتباره تطورا مهمافي التوجه الرحلي بالمغرب ‪ ،‬ذلك أن معظم الرحــــالت‬ ‫التي أشرنا إليها لم يتم خارج المغرب بعكس ما كان سابقا ؛ فـلقد تنبهت في دراسة سابقة ( ‪ )21‬إلى غياب الرحالت الداخلية‬ ‫بالمغرب في العهود األولى لكون اإلقبال آنذاك كان منصبا على تدوين الرحالت التي ترتاد اآلفـــاق والبــــلدان البعيدة ‪ ،‬أمــا‬ ‫الرحالت داخل المغرب فلم تدون إال من قبل الوافدين غليه من غير المغاربة ‪ ،‬وكان ال بد من طرح التساؤل حينئذ عن أسباب‬ ‫عزوف أصحاب الرحالت الداخلية عن تدوين مالحظاتهم ومشاهداتهم بالرغم من كثرة تنقالتهم وزياراتهم لمواقع ومــــــراكز‬ ‫علمية وصوفية في البادية والحاضرة ‪ ،‬وبدا لي من المقارنة والتتبع أن غياب هذه النصوص يكمن في انتفاء عنصر الغرابة‬ ‫والمفاجأة فيها ‪ ،‬فاألخبار والحــــكايات التي كانت تلقى االهتمام وتترك أثرا لدى السامعين هي التي تتعلق بالبـــلدان البـــعيدة‬ ‫واألماكن النائية ‪ ،‬فرحلة ابن بطوطة لو لم تتحدث عن غرائب وعجائب البلدان القاصية لما كانت لها آنذاك تلك الشهرة في‬ ‫األوساط الرسمية والشعبية على السواء ‪.‬‬ ‫ونظرة سريعة على كتاب {المصادر العربية لتاريخ المغرب }(‪ )22‬للمرحوم العالمة المنوني نتبين هذه الندرة للرحالت‬ ‫الداخلية في العهود السابقة ‪ ،‬إذ ال نظفر طيلة التاريخ الفكري واألدبي بالمغرب ـ قبل القرن العشرين ـ إال بنحو عشر رحالت‬ ‫داخلية بينما كان القرن العشرون زاخرا بهذا النوع من الرحالت ‪ ،‬فأكثر أعالمه (‪ )23‬ـ ومنهم المختار السوسي ـ معظم‬ ‫رحالتهم المدونة تصف مناطق من المغرب بمسالكه ومدنه وأحواله التاريحية والسياسية واالجتماعية والثقافية ‪...‬‬ ‫والرحالت التي ساقها المختار السوسي في {المعسول} للرحالين السوسيين ـ في األعصر المختلفة ـ ضمن تراجم األعالم‬ ‫واالستطرادات والتعقيبات ‪ ،‬تتباين في توجهاتها وبواعثها وأهدافها ‪،‬وتتنوع في التناول واألسلوب والمنهج ‪ ،‬وتختلف في‬ ‫الحجم طوال وقصرا ‪ ,‬وهكذا يمكن تصنيفها حسب الوجهة والقصد إلى ما يلي ‪:‬‬ ‫‪1‬ـ رحالت حجازية‪ :‬وتستهدف أداء فريضة الحج ‪ ،‬والوقوف على أهم المراكز العلمية واألماكن المفدسة صدورا وورودا‬ ‫‪ ،‬وهذا النوع يفترض أنه كثير ‪ ،‬فمعظم المترجمين في المعسول موصوفون بالحاج ولكن ال يسلك في عداد الرحالة إال من‬ ‫عرف بمدوناته في هذا الباب ‪،‬‬ ‫‪2‬ـ رحالت سياحية وزيارية‪ :‬وهي رحالت تتغيى التربية السلوكية ‪ ،‬وزيارة الصلحاء أحياء وأمواتا ؛ والسياحة الزمة‬ ‫للصوفي ‪ ،‬فابن عجيبة يرى أنه {ال بد للفقير من السياحة في بدايته}(‪ )24‬وصاحب المعسول يستعمل المصطلح بهذا المعنى‬ ‫الصوفي (‪ ، )25‬كما أن الزيارة تعد من بواعث إعمال الرحلة لدى المتصوفة فـ {زيارة أرباب التقى مرهم يبري } كما جاء‬ ‫في مطلع رائية إبراهيم التازي (‪) . 26‬‬ ‫وهكذا فالحاج الحسن التملي يسيح في سوس لتلقين الورد ‪ ،‬والشيخ إبراهيم البصير يأمر الفقراء بالسياحة إلرشاد النا س‬ ‫وتوجيههم‪.‬‬ ‫‪3‬ـ رحالت داخلية‪ :‬تنقل أ صحابها بين المراكز العلمية للطلب والتحصيل ‪،‬ولألخذ عن الشيوح‪ ،‬واالستفادة من خزائن‬

‫الكتب ‪.‬‬ ‫‪4‬ـ رحالت سياسية‪ :‬وهي التي رحل أصحابها لبواعث وأهداف سياسية ‪ ،‬وما رحالت المختار السوسي نفسه (‪ ، )27‬أو‬ ‫رحلة أحمد الهبة لمراكش (‪)28‬إال نموذج لهذا النوع من الرحالت ‪.‬‬ ‫وبالرغم من أننا سنقتصر هنا على الرحالت دون غيرها ‪ ،‬يجدر بنا ـ قبل ذلك ـ أن نشير إلى أن تراجم المعسول حافلة‬ ‫بالفهارس والكنانيش واإلجازات والنقول عن رحالت الوافدين علىاإلقليم السوسي (‪). 29‬‬ ‫ويحسن أن نشير إلى أنه ليس باستطاعتنا ـ في هذا المقام ـ التوسع في دراسة كل ما بأيدينا من الرحالت التي يتضمنها‬ ‫المعسول‪ :‬بالوقوف على مضامينها وأشكالها ‪ ،‬والمقارنة بينها وبين غيرها ‪ ،‬واستخالص نتائجها ‪ ،‬لذا نكتفي بوضع مسرد‬


‫لعناوينها ‪ ،‬واإلحالة إلى مظانها في المعسول ‪ ،‬آملين العودة إليها ـ بعون هللا ـ للدراسة والتحليل ‪ ،‬وفيما يلي ثبت بهذه‬ ‫الرحالت ‪:‬‬ ‫ثبت برحالت المعسول‬ ‫أوال‪ :‬الرحالت الحجازية ؛ ونتوفر منها على اربع عشرة رحلة مدونة ‪ ،‬لخص المؤلف البعض منها ‪ ،‬وأرشد إلى مظان‬ ‫البعض اآلخر وأماكنه في خزانات العائالت السوسية ‪ ،‬وهي كاآلتي ‪:‬‬ ‫‪1‬ـ رحلة الحاج علي الدرقاوي اإللغي ‪ ،‬نشرت بتنقيح وتهذيب من طرف ولده المختار السوسي تحت عنوان { أصفى الموارد‬

‫‪ ،‬في تهذيب نظم الرحلة الحجازية للشيخ الوالد} ‪ ،‬مطبعة النجاح ‪ ،‬البيضاء ‪. 1961‬‬ ‫ذكرها المرحوم محمد المنوني في كتابه المصادر العربية لتاريخ المغرب ‪117 : 2‬‬ ‫المعسول ‪ 317 :4 . 218 ،191 ،184 :1‬ـ ‪67 :12 . 311‬‬ ‫‪2‬ـ رحلة الحسين اإلفراني ‪ .‬المعسول ‪26 :4‬‬ ‫‪3‬ـ رحلتا أحمد اليزيدي ؛ األولى مع أبي الحسن التيمكديشي سنة ‪ 1293‬هـ ‪ ،‬والثانية مع محمد بلقاسم اليزيدي سنة ‪1317‬‬

‫هـ‪.‬‬ ‫المعسول ‪264 ، 263 : 5‬‬ ‫‪4‬ـ رحلة محمد بن أحمد اليزيدي ‪ ،‬السابق الذكر ‪ ،‬صحبة شيخه أبي الحسن اإللغي في وفد للحجاج‬

‫السوسيين ‪ ،‬توجهوا‬

‫بحرا من الصويرة إلى الحرمين الشريفين‪.‬‬ ‫المعسول ‪271 : 5‬‬ ‫‪5‬ـ رحلة محمد الكلولي الحاحي ‪ ،‬توفي بعد شهر من عودته منها ‪ ،‬وهو يلقي دروسه المعتادة بمدرسته ‪ ،‬وذلك في السادس‬ ‫من رجب سنة ‪ 1326‬هـ‬ ‫المعسول ‪288 : 5‬‬ ‫‪6‬ـ رحلة محمد بن بلقاسم اليزيدي ‪ ،‬قام بها في جمع من أهل سوس سنة ‪ 1317‬هـ ‪ ،‬يضم ابن عمه الحاج أحمد بن محمد‬ ‫اليزيدي المذكور ‪ ،‬ومحمد أو الشلح ‪ ،‬والحاج إبراهيم اإليغشاني ‪ ،‬وآخرين ‪ .‬ذكر ولده للمؤلف أن أباه الرحالة كتب هذه‬ ‫الرحلة فقيد بها ما جمعه من فوائد ‪ ،‬لكن تلف بعضها فضاع بذلك أثر قيم كما يقول المختار السوسي ‪ .‬المعسول ‪274 : 5‬‬ ‫‪7‬ـ رحلة أحمد بن بلقاسم الكرسيفي ‪ ،‬انطلق معه في هذه السفرة الحجازية كثبر من العلماء السوسيين ‪ ،‬في التاسع من جمادى‬ ‫األول سنة ‪ 1196‬هـ ‪ ،‬وتوفي قبل العودة إلى مسقط رأسه سنة ‪ 1198‬هـ وكان من مرافقيه العالمة محمد بن عبد الســـــــالم‬ ‫الناصري في حجته األولى ‪ .‬ويذكر المختار السوسي أن الرحالت الحجية من أهم أهدافها مجالسة العلماء وتدوين الفوائد يقول‬ ‫عن الكرسيفي‪{ :‬ثم إن لصاخب الترجمة وأضرابه أغراضا أخرى علمية يقضونها فيمثلون في األرهر والحـــــرمين بين يدي‬ ‫المشاهير من العلماء الكبــار فيأخذون ويستجيزون ويتأنون في رجـــوعهم ‪ ،‬فقد يمضون هناك سنتين فأكثر ‪ ،‬وهذا ما فعـــله‬ ‫المترجم ـ الكرسيفي ـ فحين فضى نهمته ركب البحر وفيه قضي عليه في السفينة كما نقلته عن األستاذ اإليكراري ‪} .‬‬ ‫المعسول ‪ 16 :6‬ـ ‪17‬‬ ‫‪8‬ـ رحلة العالمة أحمد بن عبد الرحمن الجيشتمي ( ت ‪ 1327‬هـ ) ‪ ،‬أعمل الرحلة إلى الحجاز بحرا في جمع { من تالميذه‬ ‫يتدارسون العلم على العادة ‪ ،‬والغالب أن تكون الدراسة في علوم المناسك وفي الرقائق ‪ } ...‬ولقد مدد إقامته في الحرمين بعد‬ ‫الحج إلى أن تأتى له الحج كذلك في السنة الموالية ‪ ،‬فظفر باألخذ عن العلماء هناك‬ ‫المعسول ‪ 83 : 6‬ـ ‪87‬‬ ‫‪9‬ـ رحلة سعيد بن عبد الرحمن األزاريفيإلى الحجاز ‪ ،‬فصاحبه في وجهته الرحالة الحضيكي المشهور حيث قصدا معا علماء‬ ‫الحرمين ومصر ‪ ،‬ذكر الحضيكي أن األزاريفي توفي في رجوعه من الحج بالمغرب األوسط من أثر ا لبرد والثلج وذلك سنة‬ ‫‪ 1154‬هـ‪ .‬ولعل أسرته تتوفر على بعض ما دونه في هذه الرحلة ‪ ،‬ففي المجموعة األزاريفية إجازة للرحالة من محمد السندي‬ ‫في ثالث صفحات مؤرخة بسنة‪ 1153‬هـ‬ ‫‪10‬ـ رحلة أحمد بن عبد هللا الصوابي ‪ ،‬خرج في وجهته الحجازية رفقة شيخه الحاج داود سنة ‪ 1311‬هـ حيث يــــذكر في‬ ‫رحلته أنه وشيخه أبحرا من الصويرة ضمن جماعة من حجاج سوس ‪ ،‬فانتظر الجميع بمرسى طنجة ليكتمل جمع الحجاج ‪،‬‬ ‫ولما نزلوا بالينبوع توجهوا للمدينة المنورة ثم عادوا لإلبحار من الينبوع إلى جدة لتأدية المناسك في مكة ‪ ،‬وبعد االنتهاء من‬ ‫أعمال الحج أبحروا من جدة إلى الصويرة ‪ .‬اكتفى المؤلف بنقل فقرات من هذه الرحلة تجنبا للتطويل ‪.‬‬ ‫المعسول ‪ 111 : 8‬ـ ‪111‬‬ ‫‪11‬ـ رحلة محمد بن محمد التامراوي ( ت ‪ 1285‬هـ ) كان مشهورا في بلده ‪ ،‬قبل الرحلة ‪ ،‬بتضلعه في الفــقه والنـــوازل‬ ‫وبالتآليف الكثيرة ‪ ،‬حمل معه من رحلته كتبا كثيرة وإجازات بخط المشارقة ‪ ،‬أثبت المختار السوسي نص الرحلة في معسوله‬ ‫من نسخة بخط نجل صاخب الرحلة ‪ .‬ذكرت في المصادر العربية لتاريخ المغرب ‪116 :2‬‬ ‫المعسول ‪ 197 : 8‬ـ ‪214‬‬


‫‪12‬ـ رحلة إبراهيم بن محمد التزركيني العيني ‪ ،‬خرج من بلده سنة ‪ 1198‬في هذه الرحلة الحجارية ‪ ،‬مبحرا من الصويرة‬ ‫مع جمع الحجاج نحو الحرمين ‪ ،‬توقف الوفد في كل من جربة واألسكندرية ‪ ،‬قدم صاحب المعسول هذه الرحلة بقوله‪ { :‬كانت‬ ‫له رحلته المخطوطة ‪ ،‬وهي من كبريات الرحالت الحجازية السوسية ‪ ،‬حذا فيها حذو ما صنعه الشيخ الناصري والعـــــياشي‬ ‫وأبي مدين الدرعي ثم الروداني وأبي العباس أحوزي في رحالتهم المشهورات } ‪ .‬لخص ابن مسعود هذه الرحلة ‪ ،‬وما ورد‬ ‫في المعسول هو تلخيص الملخص ‪ ،‬لكن الملخص ال يتعدى مشاهدات الرحالة بمصر ‪ ،‬إال أن المختار السوسي وقف بعد ذلك‬ ‫على النص الكامل للرحلة التي وصفها بأنها كبيرة الحجم ‪ .‬ذكرت في المصادر للمرحوم المنوني ‪231 :1‬‬ ‫المعسول ‪ 283 : 13‬ـ ‪311‬‬ ‫‪13‬ـ رحلة أحمد بن عبد هللا ابن ييبورك الذي حج بيت هللا الحرام مرات عديدة كان آخرها عام ‪ 1136‬هـ حيث توفـــــي‬ ‫بمصر ودفن بتربة الشيخ خليل صاحب المختصر ‪ ،‬له رحلة مدونة عن حجته التي توفي فيها ‪ ،‬تحت يد صاحب المعسول‬ ‫طرف منها كان نوى تلخيصه لكنه لم يفعل مخافة التطويل ‪ ،‬واعدا بطبع الرحلة قريبا ‪ .‬ونظن أن األجل عاجله قبل الوفاء‬ ‫بوعده ‪.‬‬ ‫المعسول ‪ 281 : 14‬ـ ‪282‬‬ ‫‪14‬ـ رحلة الحاج عابد البوشراوي ( ت ‪1351‬هـ) رحل للمشرق عام ‪ 1311‬هـ في ركب كبير من صلحاء هشتوكة فأبحروا‬ ‫من الصويرة إلى طنجة ومنها إلى جدة ‪ ،‬وقد قاسى الجميع أهوال البحر ومشاقه كما بين فيما دونه عن هذه الرحلة الموجودة‬ ‫عند أسرته ‪ ،‬وإن لم يتيسر لصاحب المعسول االطالع عليها ‪ .‬المعسول ‪ 295 : 17‬ـ ‪313‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬الرحالت الداخلية ‪:‬‬

‫‪15‬ـ رحلة أحمد الهيبة إلى مراكش ‪ ،‬فيها وصف ألهم المنازل والمراحل من تزنيت إلى مراكش‪.‬‬ ‫المعسول ‪ 126 :4 ، 367 :3 :‬ـ ‪131‬‬ ‫‪16‬ـ رحلة محمد بن أحمد المانوزي ‪ ،‬قام بها بعد عام ‪ 1345‬هـ زار خاللها مدن فاس ومراكش ومكناس والرباط والبيضاء‬ ‫وغيرها فجالس العلماء وساجل األدباء من أمثال ابن زيدان ‪،‬وأحمد سكيرج ‪،‬وأحمد بن قاسم الزياني ‪ ...‬عثر عليها المختار‬ ‫السوسي بعد أن كانت في عدادالمفقود ‪ ،‬يطلق عليها األستاذ المنوني { المذكرات } ‪ .‬يرجع إلى المصادر ‪ 281 :2‬ـ ‪282‬‬ ‫المعسول ‪ 416 :3‬ـ ‪417‬‬ ‫‪17‬ـ رحلة محمد بن العربي األدوزي (ت ‪ 1323‬هـ) ‪ ،‬توجه فيها إلى مراكش في وفد كبير على رأسه الشيخ محمد بن‬ ‫الحسن التمكيدشي إلصالح ما فسد بين مريده محمد الكنتافي والسلطان الحسن األول ‪ .‬دون األدوزي هذه الرحلة في رجز‬ ‫طويل نقل المختار السوسي جزءا منه في وصف المراحل والمشاهد واألعالم‪ .‬للرحالة نفسه شرح على هذا الرجز ‪ /‬الرحلة‬ ‫إال أنه لم يكمله ‪.‬‬ ‫المعسول ‪ 152 : 5‬ـ ‪159‬‬ ‫‪18‬ـ رحلة محمد بن صالح القاضي الفاللي ( ت ‪ 1269‬هـ)وهي رحلة واسعة استوعبت شمال المغرب وجنوبه ‪ ،‬وكانت‬ ‫رجلته إلى الشمال سنة ‪ 1171‬هـ في رفقة أحمد بن عبد العزيز السجلماسي ‪ ،‬والرحلة مهمة في وصف الحركة التعليمية‬ ‫آنذاك في الحواضر والبوادي الشمالية بالمغرب كفاس ومكناس وتادلة ‪...‬‬

‫ونلتقي في آخر الرحلة بوصف مهم للظروف الطبيعية واالجتماعية في الساقية الحمراء‪.‬‬ ‫المعسول ‪ 32 :6‬ـ ‪43‬‬ ‫‪19‬ـرحلة محمد بن أبي بكر األزاريفي( ولد عام ‪ 1322‬هـ ) ‪ ،‬وهي شبه فهرس سرد فيه مراحل حياته ‪ ،‬فتحدث عن شيوخه‬ ‫وما درس عليهم من علوم وكتب ‪ ،‬وما منحوه من إجازات ‪ ...‬في المراكز البدوية والحضرية بشمال المغرب مثل بني حسن‬ ‫ووادي بهت وتيفلت وفاس والبيضاء والرباط ‪ ...‬لخص المــــختار السوسي بعض ما كتب به إليه الرحالة من أخبار هـــذه‬ ‫الرحلة في المعسول ‪ ،‬ولألزاريفي كذلك رحلة إلى إفريقيا السوداء بعنوان { أزهار البساتين في التجول في السوادين } لم‬ ‫تكن مطبوعة آنذاك ‪.‬‬ ‫المعسول ‪ 17 : 8‬ـ ‪24‬‬ ‫ثـالـثا‪ :‬رحالت في اإلقليم السوسي‬ ‫‪20‬ـ رحلة محمد بن أحمد المانوزي العلمية إلى هشتوكة قبلت سنة ‪ 1345‬هـ ‪ ،‬حيث تنقل بين مراكز العلم ومدارسه ‪،‬‬

‫كمدارس إداومحمد ‪ ،‬وتيمكيدش ‪ ،‬وتامساوت‪...‬‬ ‫المعسول ‪ 273 : 3‬ـ ‪3367‬‬ ‫‪21‬ـ رحلة إبراهيم بن مبارك البصير الركائببي ‪ ،‬قام بهذه الرحلة ذات البواعث واألهداف الصوفية والعلمية في بدايات القرن‬

‫الرابع الهجري ‪ ،‬تجول خاللها في المراكز العلمية شمال المغرب وجنوبه ‪.‬‬ ‫المعسول ‪ 118 : 12‬ـ ‪156‬‬ ‫‪22‬ـ رحلة الشاعر الحسن البونعماني ( ولد عام ‪ 1327‬هـ) في بالد جزولة ‪ ،‬ولـــقد كانت أخبار هذه الرحلة وفوائــدها من‬ ‫مصادر المعسول ‪ ،‬لذلك نوه بها صاحبه قائال‪ { :‬رجع إلينا البونعماني قسار يسرد علينا مما رآه في ديار الجشتميين والتمليين‬ ‫وأمثالهم ‪ ،‬ويعرض علي من مقيداته ما وقفت إزاءه مشدوها ‪ ...‬فكانت جلساتي معه إذ ذاك دزوسا ابتدائية عن تاريخ جزولة‬


‫‪ ...‬وقد جمع األديب مواد كثيرة لرحلته ‪ ،‬ونظم ترتيبها ‪ ،‬ولكن شغلته شواغل عن كتابتها إلى اآلن ‪ ،‬ومواده هي بعينها ما‬ ‫سخا لنا بها جزاه هللا خيرا ‪ ،‬فضممناها إلى ما أدركناه بجهودنا فمثل بين القارئ ما مثل في هذا الكتاب وفي غيره }‬ ‫المعسول ‪157 : 13‬‬ ‫الـهـوامــش‬ ‫‪1‬ـ انظر شاهدي ‪ ،‬مجلة دعوة الحق س ‪ 21‬ع ‪ 2‬ـ ‪ 3‬ربيع الثاني ‪ 1399‬هـ مارس‪ 1979‬م‬ ‫ص ‪ 87‬ـ ‪92‬‬ ‫س‪ 22‬ع‪ 4‬شعبان ‪ /‬رمضان ‪ 1411‬هـ يونيو ‪/‬يوليوز‪ 1981‬ص‪ 81‬ـ ‪88‬‬ ‫‪2‬ـ األدب المغربي لألستاذ عباس الجراري ‪،‬ط ‪. 2‬المعارف الرباط رجب ‪ / 1412‬ماي ‪ 1982‬ص ‪8‬‬ ‫‪3‬ـ سوس العالمة للمختار السوسي ط‪ 2‬بنشرة ‪ .‬البيضاء ‪ 1414‬هـ ‪1984 /‬‬ ‫‪4‬ـ نفسه ص ب‬ ‫‪5‬ـ نفسه‬ ‫‪6‬ـ مقال عبد هللا الدرقاوي ضمن كتاب زهرة اآلس المهدى لألستاذ الجراري ‪.‬دار المناهل ‪ ،‬الرباط ‪، 1997‬‬

‫‪2: 725‬‬ ‫‪7‬ـ المعسول للمختار السوسي ‪ .‬ط ‪ .‬النجاح ‪ ،‬البيضاء ‪ 1961‬المقدمة ‪ ،‬وأيضا مقال األستاذ المحمدي في ندوة‬ ‫المختار السوسي ‪ ،‬ط ‪ .‬النجاح ‪ 1987‬ص ‪84‬‬ ‫‪8‬ـ تاريخ تطوان لمجمد داود ‪ ،‬ط ‪.‬كريماديس ‪ ،‬تطوان ‪25 :1‬‬ ‫‪9‬ـ المعسول ‪284 :21‬‬ ‫‪10‬ـ شاهدي ‪ ،‬دعوة الحق س ‪ 21‬ع‪ 2‬ـ ‪ 3‬ص ‪991‬‬ ‫‪11‬ـ نص الرحلة المحقق ضمن كتاب التاريخ والفقه المهدى للمرحوم المنوني نشر كلية آداب الرباط ‪ 1423‬هـ ‪2112 /‬‬ ‫ص ‪312‬‬ ‫‪12‬ـ اإللغيات للمختار السوسي ‪ ،‬ط ‪ .‬النجاح البيضاء ‪1382‬هـ ‪ 1962 /‬م ‪75 : 3‬‬ ‫‪13‬ـ نفسه ‪ 128 :2‬ـ ‪ 225 ، 131‬ـ‪ 219 :3 ، 231‬ـ ‪213‬‬ ‫‪14‬ـ نفسه ‪129 :2‬‬ ‫‪15‬ـ نفسه ‪151 :2‬‬ ‫‪16‬ـ خالل جزولة ‪ ،‬المطبعة المهدية ‪ ،‬تطوان أربعة أجزاء ‪.‬وانظر كتاب التاريخ والفقه ص ‪ 269‬ـ‪271‬‬ ‫‪17‬ـ التاريخ والفقه ص ‪ 269‬ـ ‪313‬‬ ‫‪18‬ـ يرجع إلى تحليل الرحلة لألستاذ الحاتمي ضمن أعمال الملتقى الدولي الثالث لألدب اإلسالمي ‪ ،‬مطبعة‬ ‫النجاح الجديدة ‪ .‬البيضاء ‪ 2114‬ص ‪ 475‬ـ ‪484‬‬ ‫‪19‬ـ اإللغيات ‪232 :2‬‬ ‫‪20‬ـ أصفى الموارد للشيخ علي الدرقاوي إعداد نحله المختار السوسي ‪ ،‬ط ‪ .‬النجاح ‪ ،‬البيضاء ‪ 1381‬ه‬ ‫‪0961‬م ص ‪3‬‬ ‫‪21‬ـ أدب الرحلة بالمغرب ‪ ،‬الحسن شاهدي ‪ ،‬عكاظ ‪ .‬الرباط ‪ 1991‬م ‪318: 2 ،‬‬ ‫‪22‬ـ من منشورات كلية آداب الرباط ‪ 1983‬ـ ‪2112‬‬

‫‪23‬ـ من هؤالء أحمد سكيرج ‪ ،‬ومحمد بوجندار ‪ ،‬وعبد هللا الجراري‪...‬‬ ‫‪24‬ـ انظر الفتوحات اإلالهية البن عجيبة ‪ ،‬القاهرة ‪ 1983‬ص‪ ، 214‬أدب الرحلة بالمغرب ‪ 1666‬زهرة‬ ‫اآلس ‪614 :2‬‬ ‫‪25‬ـ انظر مثال ‪41 : 17 ، 77 ، 1269‬‬ ‫‪26‬ـ ثبت البلوي ‪ ،‬دراسة وتحقيق د ‪ .‬العمراني ‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي ‪1413‬هـ ‪ 1983 /‬ص ‪329‬‬ ‫‪27‬ـ اإللغيات ‪218 :3‬‬ ‫‪28‬ـ المعسول ‪126 :4 ، 367 :3‬‬ ‫‪29‬ـ نفسه ‪ ،‬انظر مثال ‪:18 ، 317 ، 14 :17 ، 284 :14 ، 284 ، 136111 ، 5 :12 ، 51 :8 ، 114 :5 ، 215 :2‬‬ ‫‪147 ::19 ، 65‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.