الفكر التربوي عند الشاطبي

Page 1

‫كليــة الـدعوة وأصــول‬

‫المملكة العربية السعودية‬ ‫الدين‬

‫قسم التربية‬

‫وزارة التعليم العالي‬ ‫‪/‬ماجستير مسائي‬

‫المستوى "‬

‫الجامعة اللسلمية بالمدينة المنورة‬ ‫الثالث " شعبة )‪(2‬‬

‫مادة )) تاريخ التربية اللسلمية ((‬ ‫إشراف فضيلة اللستاذ ‪ .‬الدكتور ‪ /‬عيد بن حججّي ج الجهني‬ ‫حفظه ا‬

‫مقدمه الطالب‪ /‬أيمن بن حبيب الرحمن بن عبد ا حبيب‬

‫)) تكليف فصلي ((‬ ‫•‬

‫الفكر التربوي عند المام الشاطبي "رحمه ا"‪.‬‬

‫الربعاء ‪ 08/02/1435‬هـ‬


‫) المستخلص (‬ ‫عنوان البحث ‪ :‬الفكر التربوي عند المام الشاطبي "رحمه ا"‪.‬‬ ‫الباحث ‪ :‬أيمن بن حبيب الرحمن بن عبد ا حبيب‪.‬‬ ‫الجامعة ‪ :‬الجامعة اللسلمية بالمدينة المنورة – كلية الدعوة وأصول الدين‬ ‫– قسم التربية‪.‬‬ ‫واجب فصلي لمتطلبات مادة‪ /‬تاريخ التربية اللسلمية – للفصل الدرالسي الول‬ ‫– للعام ‪1435‬هـ‪.‬‬ ‫يتناول البحث من خلل تاريخ التربيــة اللســلمية الوقــوف علــى الراء‬ ‫والفكار التربوية لحدى الشخصيات التربوية التي أثــرت المجــال الــتربوي مــن‬ ‫خلل مسيرتها العلمية ‪ ،‬ومنهم المام الشــاطبي "رحمــه اــ" ‪ ،‬والــذي يعتــبر‬ ‫رائدا من رواد مدرلسة الصل ح اللسلمي في الشمال الفريقي خاصة والعالم‬ ‫اللسلمي عامة‪.‬‬ ‫ويهدف البحث إلى إبراز الجوانب التربوية لدى المام الشاطبي "رحمه‬ ‫ا" ومدى ترابطها بالفكر اللسلمي‪.‬‬ ‫واعتمد الباحث على المنه ج الوصفي التحليلي هو أنسب المناه ج البحثية‬ ‫لتحقيق هدف البحث ‪ ,‬كون هذا المنه ج يعتمد على درالسة الظاهرة كما توجد‬ ‫في الواقع ‪ ،‬مع ارتباطها بالناحية التاريخية ‪.‬‬

‫‪2‬‬


‫وقد تناولت الدرالسة في الفصل الول لسيرة الشاطبي وحياته العلمية ‪،‬‬ ‫وفي الفصل الثاني مقاصد التربية اللســلمية لــديه ‪ ،‬أجّمــا الفصــل الثــالث تنــاول‬ ‫ميــادين التربيــة اللســلمية عنــد الشــاطبي ‪ ،‬ومــن ثــم ُأختتــم البحــث بالنتائــ ج‬ ‫والتوصيات والمراجع‪.‬‬

‫المقدمة ‪:‬‬ ‫إن الحمد لله ‪ ،‬نحمده ‪ ،‬ونستعينه ونستغفره ونتــوب إليــه ‪ ،‬ونعــوذ بــالله‬ ‫من شرور أنفسنا ومن لسيئات أعمالنا ‪ ،‬من يهده ا فل مضل له‪ ،‬ومــن يضــلل‬ ‫فل هادي له‪ ،‬وأشهد أن ل إله إل ا وحده ل شريك له وأشهد أن محمدا عبده‬ ‫ورلسوله‪.‬‬ ‫أما بعد ‪:‬‬ ‫فهذا بحث ‪ ،‬عن )الفكر التربوي للمام الصولي المحقق أبي إلسحاق‬ ‫إبراهيم بن مولسى الشاطبي "رحمه ا"( ‪ ،‬والذي يعتبر رائدا من رواد مدرلسة‬ ‫الصل ح اللسلمي في الشمال الفريقي خاصة والعالم اللسلمي عامة‪ ،‬عمل‬ ‫على نشر اللسلم الصحيح ‪ ،‬ومحاربة البدع ‪ ،‬والخرافات ‪ ،‬والشعوذة بأنواعها‬ ‫وأشكالها ‪.‬‬ ‫وما هذا البحث إل لتسليط الضوء على هذه الشخصية وكشف الفكر‬ ‫التربوي فيها‪.‬‬ ‫وقد قام الباحث بتقسيم البحث إلى فصل تمهيدي و ثلثة فصول أخرى على‬ ‫النحو التالي ‪:‬‬ ‫الفصل التمهيدي ‪:‬‬

‫‪3‬‬


‫أول ‪ : ً :‬أهمية البحث ‪.‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬مشكلة البحث ‪.‬‬ ‫ثالثا ‪ :‬منه ج البحث ‪.‬‬ ‫رابعا ‪ :‬الدرالسات السابقة ‪.‬‬ ‫خامسا ‪ :‬مصطلحات البحث ‪.‬‬ ‫الفصل الول ‪ :‬لسيرته وحياته العلمية ‪ ،‬وفيه لستة مباحث ‪.‬‬ ‫المبحث الول ‪ :‬السمه ونسبه وشهرته ‪.‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬نشأته وتعليمه ‪.‬‬ ‫المبحث الثالث ‪ :‬شيوخه وتلميذه ‪.‬‬ ‫المبحث الرابع ‪ :‬ثقافته وجهوده العلمية ‪.‬‬ ‫المبحث الخامس ‪ :‬شخصيته وصفاته الخلقية ‪.‬‬ ‫المبحث السادس ‪ :‬وفاته وثناء العلماء عليه ‪.‬‬ ‫الفصل الثاني ‪ :‬مقاصد التربية اللسلمية عند المام الشاطبي ‪ ،‬وفيه ثلثة‬ ‫مباحث‪.‬‬ ‫المبحث الول ‪ :‬التربية ومقاصد الشريعة ‪.‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬بعض التطبيقات التربوية على مقاصد الشريعة‬ ‫اللسلمية ‪.‬‬ ‫المبحث الثالث ‪ :‬أهداف التربية اللسلمية ‪.‬‬ ‫الفصل الثالث ‪ :‬ميادين التربية اللسلمية عند المام الشاطبي‪ ،‬وفيه أربعة‬ ‫مباحث ‪0‬‬ ‫المبحث الول ‪ :‬التربية اليمانية ‪.‬‬

‫‪4‬‬


‫المبحث الثاني ‪ :‬التربية العقلية ‪.‬‬ ‫المبحث الثالث ‪ :‬التربية المهنية والجتماعية ‪.‬‬ ‫المبحث الرابع ‪ :‬التربية الخلقية والجمالية ‪.‬‬ ‫• النتائ ج والتوصيات ‪.‬‬ ‫• المصادر والمراجع ‪.‬‬ ‫وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ‪ ،‬والصلة والسلم على أشرف‬ ‫الخلق أجمعين لسيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ‪.‬‬

‫‪5‬‬


‫الفصل التمهيدي ‪:‬‬ ‫مشكلة البحث وأهميته ‪:‬‬ ‫أول ‪ : ً :‬أهمية البحث ‪:‬‬ ‫مما يعجّزر أهمجّية البحث أن المام الشاطبي "رحمه ا" مارس التعليم‬ ‫في دور الطالب ودور الصاحب ودور المعلم في فترات حياته ‪ ،‬مما أعطى‬ ‫فكره التربوي أهمية وخاصة في جانب أصول التربية اللسلمية ‪.‬‬ ‫لذا تكمن أهمية البحث في النقاط التالية ‪:‬‬ ‫أن المام الشاطبي احتل مكانة بارزة في أبحاث الدارلسين وخاصة‬

‫‪-‬‬

‫المحققين لفكرة ودوره الصلحي ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫أن الشاطبي يعتبر علما من أعلم التربية والتعليم ‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫أنه يعتبر رائدا في تجديد وتشكيل العقلية اللسلمية ‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫أن فكر الشاطبي يحتوي على جوانب أصيلة تعكس الرو ح اللسلمية في‬ ‫المحافظة على الثوابت ومحاربة ومقاومة البدع والخرافات ‪.‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬مشكلة البحث ‪:‬‬ ‫يمكن بلورة مشكلة البحث في التساؤل التالي ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫ما مقاصد التربية اللسلمية عند المام الشاطبي ؟ وما تطبيقاتها ؟‬

‫‪-2‬‬

‫ما نظرته في ميادين التربية ؟‬

‫‪6‬‬


‫ثالثا ‪ :‬منه ج البحث ‪:‬‬ ‫أما منه ج البحث الذي الستخدمه الباحث في هذه الدرالسة فهو المنه ج‬ ‫الوصفي التحليلي وذلك لجمع آراء المام الشاطبي التربوية من خلل‬ ‫النصوص والستخراج الفكار التربوية منها ‪.‬‬ ‫رابعا ‪ :‬الدرالسات السابقة ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫" نظرية التربية عند الشاطبي"‪ -‬درالسة تحليلية لكتاب الموافقات‪ -‬وهو‬ ‫بحث تكميلي لنيل درجة الماجستير من كلية التربية بجامعة أم القرى من‬ ‫إعداد – جويبر ماطر نجم الثبيتي إشراف الدكتور بشير التوم ‪ .‬وتحدثت‬ ‫الرلسالة عن ماهية التربية عند الشاطبي وموضوعها وصلتها بالعلوم‬ ‫الخرى ثم عن مبادئ التربية وألسسها ثم عجّرج بعدها إلى نظريات التربية‬ ‫وأهداف التربية وولسائلها‪.‬‬

‫‪-2‬‬

‫عصر المام الشاطبي ‪.‬لـ أ‪.‬د أبو القالسم لسعد ا ‪.‬‬

‫‪-3‬‬

‫أصالة المام الشاطبي في المغرب جذريا وثقافيا ‪ .‬أ‪ .‬عبد الرحمن‬ ‫الجيللي ‪.‬‬

‫‪-4‬‬

‫موافقات أبي إلسحاق الشاطبي والستمرارية تأثيرها في مؤلفات العصر‬ ‫الحديث ‪ .‬الشيخ ‪ .‬محمد المنوي ‪.‬‬

‫‪-5‬‬

‫مشروعية اليثار في الشريعة اللسلمية وضوابطه عند المام الشاطبي‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬محمد لسعيد رمضان البوطي ‪.‬‬

‫‪-6‬‬

‫نظرات في فقه الدعوة عند المام الشاطبي ‪ .‬أ‪.‬د بلقالسم لوينس ‪.‬‬

‫‪7‬‬


‫‪-7‬‬

‫موقف المام الشاطبي من النحراف في مجالي الجتهاد والتقليد ‪ :‬أ‪.‬د‪.‬‬ ‫محمد أبو الجفان ‪.‬‬

‫‪-8‬‬

‫مقاومة أبي إلسحاق للبدع ‪ :‬الشيخ محمد المختار السلمي ‪.‬‬

‫‪-9‬‬

‫الشاطبي وفكره الصولي بين البداع والتباع ‪ .‬أ‪.‬د عبد الحميد العلمي‬ ‫)دبلوم الدرالسات العليا في الدرالسات اللسلمية‪،‬كلية الداب‬ ‫بفاس‪،‬المغرب( ‪.‬‬

‫‪ -10‬المام الشاطبي عقيدته وموقفه من البدع وأهلها ‪ :‬رلسالة علمية "ماجستير"‬ ‫لـ عبد الرحمن آدم علي ‪ ،‬مطبوع‪ ،‬مكتبة الرشد ‪ ،‬الرياض ‪ ،‬شركة الرياض‬ ‫للنشر والتوزيع ‪1418 .‬هـ – ‪1998‬م ‪.‬‬

‫‪ " -11‬المام الشاطبي والخصائص العامة لفكره " الباحث ‪ :‬تميم الحواني ‪.‬‬ ‫مجلة دار الحديث الحسنية المغربية نشر البحث في العددين ‪. 14 ،13‬‬ ‫‪ " -12‬الفقيه الصولي المفتي إبراهيم أبو إلسحاق الشاطبي " بحث لللستاذ‬ ‫عبد القادر العافية ‪ ،‬مجلة دعوة الحق – الرباط – المملكة المغربية ‪،‬‬ ‫العدد )‪ (297‬لسنة ‪1413‬هـ – ‪1993‬م ‪.‬‬ ‫‪ " -13‬التربية عند الشاطبي " لـ أ‪.‬د‪ .‬يولسف القرضاوي – نشر في حولية كلية‬ ‫الشريعة والدرالسات اللسلمية بجامعة قطر ‪ ،‬العدد التالسع ‪1412 ،‬هـ –‬ ‫‪1991‬م ‪.‬‬ ‫‪ " -14‬الفكر التربوي عند المام الشاطبي " مقالة لـ أ‪.‬د محمد الدلسوقي ‪.‬‬ ‫مجلة المنهل ‪ ،‬العدد )‪1416 (526‬هـ – ‪1995‬م ‪.‬‬ ‫‪ " -15‬الشاطبي مجدد العقلية اللسلمية " لـ الزبير مهداد – مقالة مجلة العالم‬ ‫العدد )‪1421 ، (19‬هـ ‪.‬‬

‫‪8‬‬


‫‪ " -16‬الشاطبي وآراء تربوية متجددة " لـ الزبير مهداد – مقالة في مجلة‬ ‫الفيصل ‪ ،‬العدد )‪1418 ، (251‬هـ – ‪1997‬م ‪.‬‬ ‫‪ " -17‬منه ج التربية والتعليم عند الشاطبي " مقالة لـ عبد الجليل بادو ‪،‬‬ ‫منشورة في مجلة المربي – تطوان – المملكة المغربية – العدد )‪، (4‬‬ ‫‪1994‬م ‪.‬‬

‫خامسا ‪ :‬حدود البحث ‪:‬‬ ‫حدود موضوعية ‪ :‬تناول الكتب والمواضيع والمجالت العلمية والتربوية للمام‬ ‫الشاطبي "رحمه ا"‪.‬‬

‫لسادلسا ‪ :‬التعريف ببعض المصطلحات ‪:‬‬ ‫الفكر التربوي ‪ :‬هو التصور المتكامل لفلسفة التربية وأصولها وألسسها‬

‫‪-‬‬

‫)‪(1‬‬

‫وغايتها وأهدافها ‪.‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫الفصل الول ‪ :‬لسيرته وحياته العلمية ‪:‬‬ ‫المبحث الول ‪ :‬السمه ونسبه وشهرته ‪:‬‬

‫‪1‬‬

‫)( الاجاجي ‪ ،‬حسن بن علي بن حسن ) ‪1408‬هـ – ‪1988‬م ( الفكر التبوي عند ابن القيم ‪ ،‬دار حافظ للنشر‬ ‫والتوزيع ‪ ،‬جدة ‪ ،‬ص ‪. 24‬‬

‫‪2‬‬

‫)( من أهم مصادر ترج ة الشاطب ‪ :‬برنامج الاري ‪ :‬ص ‪ – 122 – 116‬وهو تلميذ ‪ ،‬وهو من أقدم من ترجم له‬ ‫‪ ،‬ونيل البتهاج للتنبكت ‪ :‬ص ‪ ، 46‬وشاجرة النور الزكي ة للخلوف ‪ :‬ص ‪ . 231‬ومقدم ة د‪.‬ممد أبو الجفان لكتاب‬ ‫الفادات والنشادات ‪ ،‬ص ‪ 53 – 11‬ولكتاب فتاوى المام الشاطب )‪ ، (96-29‬وكتاب نظري ة القاصد عند المام‬ ‫الشاطب لـ د‪ .‬أحد الريسون )‪ (107-79‬وكتاب الشاطب ومقاصد الشريع ة لمادي العبيدي )‪ ، (116-11‬وكتاب‬ ‫المام الشاطب ‪ :‬عقيدته وموقفه من البدع وأهلها لعبد الرحن آدم علي ‪ ، (86-15) .‬ومل ة الوافقات العدد الول )ذو‬ ‫الاج ة ‪1412‬هـ( ‪ ،‬ص ‪ .379-91‬وقد شل )‪ (16‬باثاً عن الشاطب وكتاب الوافقات ‪ ،‬والل ة يصدرها العهد الوطن‬ ‫العال لصول الدين بالزائر ‪.‬‬

‫‪9‬‬


‫هو أبو إلسحاق إبراهيم بن مولسى بن محمد اللخمي ‪ ،‬الغرناطي ‪ ،‬المعروف‬ ‫بالشاطبي ‪ ،‬وقد جعله محمـد مخلـوف مـن الطبقـة السادلسـة عشـرة مـن طبقـات‬ ‫)‪(1‬‬

‫الفقهاء المالكية بفرع الندلس ‪.‬‬ ‫واتفق المترجمون له على أنه نشأ بغرناطة وتوفي بها ‪ ،‬ولكــن مــوطن آبــائه‬ ‫كان مدينة شاطبة ‪ ،‬فقد لجأت ألسرته إلى غرناطة لما لسقطت هذه المدينة بيد ملــك‬ ‫" أراقون " اللسباني الذي غزاها لســنة ‪ 1239‬م ‪ .‬وتقــع شــاطبة الــتي ينتســب إليهــا‬ ‫شيخنا بشرق الندلس على شاطئ البحر البيض بمقاطعة " بلنسية " وكانت تعرف‬ ‫)‪(2‬‬

‫بصنع الورق ‪.‬‬

‫ولدته ‪:‬‬ ‫ل أحد من المترجمين له الستطاع أن يحدد تاريخا مضبوطا لولدته ‪،‬‬ ‫فالتنبكتي الذي ُيعجّد مرجعا أصليا في ترجمته ‪ ،‬يصجّر ح بأنه لم يقف على تاريخ‬ ‫)‪(3‬‬

‫لمولده ‪.‬‬ ‫والستنت ج محمد أبو الجفان في مقدمته لفتاوى الشاطبي التي جمعها‬ ‫وحققها أن ولدته كانت قبل لسنة ‪ 720‬هـ ‪ ،‬وأخذه إلى هذا اللستنتاج أن وفاة‬ ‫ألسبق شيوخه أبي جعفر أحمد الزيات كانت لسنة ‪ 728‬هـ ‪ ،‬على معنى أنه عند‬ ‫)‪(4‬‬

‫وفاة هذا الشيخ لبد أن يكون الشاطبي يافعا ‪ ،‬في مقتبل الشباب ‪.‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬نشأته وتعليمه ‪:‬‬

‫‪1‬‬

‫)( العبيدي ‪ ،‬حادي ‪1412 ،‬هـ – ‪1992‬م ‪ ،‬الشاطب ومقاصد الشريع ة ‪ ،‬دار قتيب ة ‪ ،‬بيوت ‪ ،‬دمشق ‪ ،‬ط ‪، 1‬‬ ‫ص ‪. 11‬‬

‫‪2‬‬

‫)( الرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 11‬‬

‫‪3‬‬

‫)( التنبكت ‪ ،‬أحد بابا السودان ‪ 1329 ،‬هـ ‪ ،‬نيل البتهاج بتطريز الديباج ‪ ،‬مكتب ة السعادة ‪ ،‬مصر ‪ ،‬ص ‪. 46‬‬

‫‪4‬‬

‫)( أبو الجفان ‪ ،‬ممد ‪1421 ،‬هـ – ‪ 2001‬م ‪ ،‬فتاوى المام الشاطب ‪ ،‬ط ‪ ، 4‬مكتب ة العبيكان ‪ ،‬ص ‪. 44‬‬

‫‪10‬‬


‫نشأ الشاطبي وترعرع في غرناطة ‪ ،‬فقد تحدث مترجموه عن شيوخه‬ ‫الغرناطيين والوافدين عليها ‪ ،‬وعن نشاطه العلمي بها ‪ ،‬ولم يشيروا إلى مكان‬ ‫آخر عاش به أو رحلة قام بها‬

‫)‪(1‬‬

‫‪ ،‬كما أنه لم يذكر أحد أنه غادر الندلس للح ج‬

‫أو طلب العلم بالمشرق على عادة مواطنيه ‪ ،‬ول نجد تعليل ‪ ً :‬لهذا إل أن تكون‬ ‫تلك اللسباب العادية من فقر أو مرض هي التي حالت بينه وبين ذلك ‪.‬‬ ‫ومهما يكن من أمر فإن ألسرته تبدو متواضعة ‪ ،‬لم ينبغ منها أحد غيره‬

‫)‪(2‬‬

‫‪ ،‬وقد خاض ميدان طلب العلم منذ حداثة لسنه ‪ ،‬وكان انكبابه على الدرالسة ل‬ ‫يقتصر على فن دون فن‪،‬ول ينحصر في علم دون آخر‪ " .‬لم أزل منذ فتق‬ ‫للفهم عقلي ووجه شطر العلم طلبي أنظر في عقلياته وشرعياته‪ ،‬أصوله‬ ‫وفروعه‪ ،‬لم اقتصر فيه على علم دون علم‪ ،‬ول أفردت عن أنواعه نوعا دون‬ ‫)‪(3‬‬

‫آخر" ‪.‬‬ ‫وكان يرى أن إحدى طرقه لكتساب العلم هي ‪ " :‬أخذه عن أهله‬ ‫)‪(4‬‬

‫المحققين به على الكمال والتمام " ‪.‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬شيوخه وتلميذه ‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( فتاوى المام الشاطب ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 44‬‬

‫‪2‬‬

‫)( الشاطب ومقاصد الشريع ة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 13‬‬

‫‪3‬‬

‫)( العتصام ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 1/24‬‬

‫‪4‬‬

‫)( الرجع السابق ‪. 1/64 ،‬‬

‫‪11‬‬


‫)‪(1‬‬

‫أول ‪ : ً :‬شيوخه في غرناطة ‪:‬‬ ‫أبو عبد ا محمد بن علي بن أحمد بن الفخار الخولني البيري )‪754‬هـ(‬

‫‪-‬‬

‫يقول عنه تلميذه ابن الخطيب ‪ " :‬المام المجمع على إمامته في فن‬ ‫العربية المفتو ح عليه من ا تعالى فيها حفظا واطلعا واضطلعا ونقل ‪ً :‬‬ ‫وتوجيها ‪ ،‬بما ل مطمع فيه لسواه " ‪.‬‬ ‫أبو جعفر أحمد بن آدم الشقوري ‪ :‬الفقيه النحوي الفرضي الذي كان‬

‫‪-‬‬

‫يدرس بغرناطة " كتاب لسيبويه " ‪.‬‬ ‫أبو لسعيد فرج بن قالسم بن أحمد بن لب التغلبي )ت ‪ (782‬مفتي غرناطة‬

‫‪-‬‬

‫وخطيب جامعها والمدرس بمدرلستها النصرية ‪.‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫ثانيا ‪ :‬شيوخه الوافدون ‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫أبو القالسم محمد بن أحمد الشريف الحسني السبتي ‪ ،‬قاضي الجماعة‬ ‫المتوفى بغرناطة لسنة ‪760‬هـ ‪ .‬رئيس العلوم اللسانية وشار ح مقصورة‬ ‫حازم القرطاجني ‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫أبو عبد ا محمد بن أحمد الشريف التلمساني ‪ ،‬أعلم أهل وقته وإمام‬ ‫المالكية في زمانه ‪ ،‬توفي في ‪ 771‬هـ ‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫أبو عبد ا المقري المتوفى لسنة ‪ 759‬هـ ‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫شمس الدين أبو عبد ا محمد بن أحمد بن مرزوق الخطيب التلمساني)ت‬ ‫‪. (781‬‬

‫‪1‬‬

‫)( فتاوى المام الشاطب ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪ 46‬باختصار ‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫)( اليزان ‪ ،‬ممد حسي ‪1421 ،‬هـ ‪ ،‬تذيب الوافقات ف أصول الفقه ‪ ،‬دار ابن الوزي للنشر والتوزيع ‪ ،‬الدمام ‪،‬‬ ‫السعودي ة ‪ ،‬ص ‪. 13 – 12‬‬

‫‪12‬‬


‫ثالثا ‪ :‬تلميذه ‪:‬‬ ‫أخذ عن أبي إلسحاق الشاطبي جماعة من أعلم غرناطة ذكر أحمد بابا‬ ‫التنبكتي منهم ثلثة ‪ :‬أبا يحيى بن محمد بن عاصم ‪ ،‬وأخاه أبا بكر القاضي ‪،‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫وأبا عبد ا محمد البياني ‪.‬‬ ‫ومن تلميذ الشاطبي أيضا أبو جعفر أحمد القصار الندلسي الغرناطي‬ ‫وأبو عبد ا محمد بن محمد بن علي بن عبد الواحد المجاري الندلسي‬ ‫)‪(2‬‬

‫المتوفي لسنة ‪ 862‬هـ ‪.‬‬

‫‪1‬‬

‫)( نيل البتهاج ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 49‬‬

‫‪2‬‬

‫)( فتاوى المام الشاطب ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 56 – 55‬‬

‫‪13‬‬


‫المبحث الرابع ‪ :‬ثقافته وجهوده العلمية ‪:‬‬ ‫كان المام الشاطبي – رحمه ا – من العلماء العاملين الذين جمعوا‬ ‫بين العلوم الشرعية والنقلية ‪ ،‬وكان يتمتع بثقافة والسعة ‪.‬‬ ‫جهوده العلمية ‪:‬‬ ‫قال أحمد بابا ‪ " :‬له تآليف جليلة مشتملة على أبحاث نفيسة ‪ ،‬وانتقادات ‪،‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫وتحقيقات شريفة " ‪.‬‬ ‫وقال أيضا ‪ " :‬ألف تآليف نفيسة اشتملت على تحريرات للقواعد وتحقيقات لمهمات‬ ‫)‪(2‬‬

‫الفوائد " ‪.‬‬

‫وقد تم حصر مؤلفات الشاطبي – رحمه ا – وهي كما يلي ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫شر ح جليل على الخلصة في النحو ‪ " :‬المقاصد الشافية في شر ح‬ ‫خلصة الكافية " مخطوط‪.‬‬

‫‪-2‬‬

‫كتاب المجالس ‪ :‬شر ح كتاب البيوع من صحيح البخاري " مخطوط " ‪.‬‬

‫‪-3‬‬

‫شر ح رجز ابن مالك في النحو " مخطوط " ‪.‬‬

‫‪-4‬‬

‫عنوان التفاق في علم الشتقاق " ُأتلف " ‪.‬‬

‫‪-5‬‬

‫أصول النحو " أتلف " ‪.‬‬

‫‪-6‬‬

‫الفادات والنشادات ‪ " .‬مطبوع بتحقيق الدكتور محمد أبو الجفان " ‪.‬‬

‫‪-7‬‬

‫الموافقات في أصول الشريعة ‪ " :‬مطبوع " ‪ .‬هناك نسخة بتحقيق‬ ‫الشيخ عبد ا دراز ‪ .‬ونسخة أخرى مطبوعة أيضا بتحقيق الشيخ‬ ‫مشهور آل لسلمان ‪.‬‬

‫‪1‬‬

‫)( نيل البتهاج ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 47‬‬

‫‪2‬‬

‫)( الرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 48‬‬

‫‪14‬‬


‫‪-8‬‬

‫رلسالة في الدب " ليست مطبوعة " ‪.‬‬

‫‪-9‬‬

‫العتصام " مطبوع " بتحقيق الشيخ محمد رشيد رضا ‪.‬‬

‫)‪(1‬‬

‫قال عنه الشيخ محمد رشيد رضا‪":‬وكتاب العتصام "ل نجّد له في بابه ‪،‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫فهو ممتع مشبع ‪ ،‬وإن لم يتمه المصنف – رحمه ا تعالى " ‪.‬‬ ‫المبحث الخامس ‪ :‬شخصيته وصفاته الخلقية ‪:‬‬ ‫‪ – 1‬شمولية منهجه في طلب العلم ‪:‬‬ ‫" لم أزل منذ فتق للفهم عقلي ووجه شطر العلم طلبي أنظر في‬ ‫عقلياته وشرعياته وأصوله وفروعه ‪ ،‬لم أقتصر منه على علم دون علم ول‬ ‫)‪(3‬‬

‫أفردت عن أنواعه نوعا دون آخر " ‪.‬‬ ‫‪ – 2‬صبره وجلده في طلب العلم ونصر السجّنة ‪:‬‬ ‫قال ‪ " :‬بل خضت في اللجنة خوض المحسن للسباحة وأقدمت في‬ ‫ف في بعض أعماقه ‪ ،‬أو انقطع في‬ ‫ميادينه إقدام الجريء حتى كدت أتل ُ‬ ‫رفقتي التي بالنس بها تجالسرت على ما قدر لي ‪ ،‬غائبا عن مقال القائل‬ ‫)‪(4‬‬

‫وعذل العاذل ومعرضا عن صد الصاد ولوم اللئم " ‪.‬‬ ‫‪ – 3‬إدراكه العميق لمقاصد الشريعة ونصوصها ‪:‬‬ ‫" فشر ح لي من معاني الشريعة ما لم يكن في حسابي وألقى في‬ ‫نفسي القاصرة أن كتاب ا ولسجّنة نبيه لم يتركا في لسبيل الهداية لقائل ما‬ ‫‪1‬‬

‫)( المام الشاطب عقيدته وموقفه من البدع وأهلها ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 77 – 70‬‬

‫‪2‬‬

‫)( العتصام ‪ ،‬مرجع سابق ‪. 1/504 ،‬‬

‫‪3‬‬

‫)( العتصام ‪ ،‬مرجع سابق ‪. 1/24 ،‬‬

‫‪4‬‬

‫)( الرجع السابق ‪. 25 – 1/24 ،‬‬

‫‪15‬‬


‫يقول ول أبقيا لغيرهما مجال ‪ُ ً :‬يعتد منه ‪ ،‬وأن الدين قد كمل والسعادة الكبرى‬ ‫فيما وضع والطلبة فيما شرع ‪ ،‬وما لسوى ذلك فضلل وبهتان ‪ ،‬وإفك وخسران‬ ‫‪ ،‬وأن العاقد عليهما بكلتا يديه مستمسك بالعروة الوثقى ‪ ،‬محصل لكلتى الخير‬ ‫)‪(1‬‬

‫دنيا وأخرى ‪ ،‬وما لسواهما فأحلم وخيالت وأوهام ‪. " ..‬‬ ‫ملها على ‪:‬‬ ‫‪ – 4‬اهتمامه بنفسه وتربيته لها ‪ :‬فيح جّ‬ ‫ماها رلسول ا صلى ا عليه ولسلم بالسواد‬ ‫" المشي مع الجماعة التي لس جّ‬ ‫العظم ‪ ،‬في الوصف الذي كان عليه هو وأصحابه وترك البدع التي نص عليها‬ ‫)‪(2‬‬

‫العلماء أنها بدع وأعمال مختلفة " ‪.‬‬

‫‪-5‬‬

‫كان الشاطبي – على ما يبدو – يكره التعالم والتعنت ‪ ،‬والعتراض ‪،‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫والجدل ‪.‬‬ ‫‪-6‬‬

‫طيب القلب ‪ ،‬رقيق النفس ‪ ،‬إنساني النزعة إلى حد بعيد ‪ ..‬ونفس رحبة‬ ‫ممتلئة شفقه وحبا للناس ‪ ،‬ولغير الناس مما خلق ا من حيوان ‪،‬‬ ‫)‪(4‬‬

‫وتواضع جم ‪ ،‬ولسعي لنفع كل من كان في حاجة إلى النفع " ‪.‬‬ ‫‪-7‬‬

‫عدم المجاملة أو المهادنة في الحق ‪:‬‬ ‫" وقول من قال لكم ‪ :‬ل تعمل إل برضى الناس ‪ ،‬ويكفي في جواب‬ ‫هذا القول ما جاء عن النبي صلى ا عليه ولسلم ‪ :‬من التمس رضى‬

‫‪1‬‬

‫)( الرجع السابق ‪. 1/25 ،‬‬

‫‪2‬‬

‫)( الرجع السابق ‪. 1/25 ،‬‬

‫‪3‬‬

‫)( الشاطب ومقاصد الشريع ة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 15‬‬

‫‪4‬‬

‫)( الرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 17‬‬

‫‪16‬‬


‫الناس بسخط ا لسخط ا عليه ‪ ،‬وألسخط عليه الناس ‪ ،‬ومن التمس‬ ‫)‪(1‬‬

‫رضي ا بسخط الناس ‪ ،‬رضي ا عنه ‪ ،‬وأرضى عنه الناس " ‪.‬‬ ‫‪-8‬‬

‫النصاف وحسن الظن بالخرين ‪:‬‬ ‫" إن زجّلة العالم ل يصح اعتمادها من جهة ول الخذ بها تقليدا له ‪ ،‬وذلك‬ ‫عدت زجّلة ‪ ،‬وإل فلو كانت‬ ‫لنها موضوعة على المخالفة للشرع ‪ ،‬ولذلك ُ‬ ‫معتدا بها لم يجعل لها هذه الرتبة‪ ،‬ول نسب صاحبها الزلل فيها ‪ ،‬كما أنه‬ ‫ل ينبغي أن ينسب صاحبها إلى التقصير ‪ ،‬ول أن يشنع عليه بها ‪ ،‬ول‬ ‫ُينتقص من أجلها ‪ ،‬أو يعتقد فيه أل تدام على المخالفة بحثا ‪ ،‬فإن هذا‬ ‫)‪(2‬‬

‫كله خلف ما تقتضي رتبته في الدين ‪. " ..‬‬ ‫‪-9‬‬

‫عدم التسرع في إصدار الحكام ‪ " :‬وقف وقفة المتخيرين ل وقفة‬ ‫المتحيرين إل إذا اشتبهت المطالب ‪ ،‬ولم يلح وجه المطلوب للطالب ‪ ،‬فل‬ ‫)‪(3‬‬

‫عليك من الحجام " إن ل ج الخصوم " ‪.‬‬

‫‪1‬‬

‫)( فتاوى المام الشاطب ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 238‬‬

‫‪2‬‬

‫)( الوافقات ف أصول الشريع ة ‪ ،‬مرجع سابق ‪. 4/123 ،‬‬

‫‪3‬‬

‫)( الوافقات ف أصول الشريع ة ‪. 1/17 ،‬‬

‫‪17‬‬


‫المبحث السادس ‪ :‬وفاته وثناء العلماء عليه ‪:‬‬ ‫) أ ( وفاته ‪:‬‬ ‫أجمع مترجموه على أن وفاته كانت لسنة ‪ 790‬هـ – ‪1388‬م ‪ .‬وعجّين‬ ‫ي الشهر بأنه شعبان‪ ،‬وعجّين أحمد بابا السوداني اليوم وهو الثلثاء‬ ‫المجار جّ‬ ‫)‪(1‬‬

‫الثامن منه ‪.‬‬ ‫)ب( ثناء العلماء عليه ‪:‬‬ ‫قال أحمد بابا السوداني ‪:‬‬ ‫" المام العلمة المحقق القدوة الحافظ الجليل المجتهد ‪ ،‬كان أصوليا‬ ‫حاثا‬ ‫ظارا ورعا صالحا زاهدا لسنِّيا إماما مطلقا ب جّ‬ ‫مفسرا فقيها محدثا لغويا بيانيا ن جّ‬ ‫مدققا جدليا بارعا في العلوم ‪ ،‬من أفراد العلماء المحققين الثبات وأكابر‬ ‫الئمة المتفننين الثقات ‪ ،‬له القدم الرالسخ والمامة العظمى في الفنون فقها‬ ‫وأصول ‪ ً :‬وتفسيرا وحديثا وعربية وغيرها مع التحري والتحقق ‪ ..‬على قدم‬ ‫)‪(2‬‬

‫رالسخ من الصل ح والعفة والتحري والورع ‪. " ..‬‬ ‫ي الندلسي ‪:‬‬ ‫قال عنه تلميذه أبو عبد ا المجار جّ‬ ‫)‪(3‬‬

‫" الشيخ المام العلمة الشهير نسي ج وحده وفريد عصره " ‪.‬‬ ‫ونعته الحجوي بـ ‪:‬‬

‫‪1‬‬

‫)( فتاوى المام الشاطب ‪ :‬ص ‪ ، 76‬ونيل البتهاج ص ‪. 49‬‬

‫‪2‬‬

‫)( نيل البتهاج ‪ ،‬ص ‪. 47 – 46‬‬

‫‪3‬‬

‫)( فتاوى المام الشاطب ‪ ،‬ص ‪. 77‬‬

‫‪18‬‬


‫" المام الحافظ الجليل المجتهد من أفراد المحققين الثبات وأكابر‬ ‫)‪(1‬‬

‫المتفننين فقها وأصول ‪ ً :‬وعربية وغيرها " ‪.‬‬ ‫الفصل الثاني ‪ :‬مقاصد التربية اللسلمية عند المام الشاطبي‬ ‫المبحث الول‪ :‬التربية ومقاصد الشريعة‪-:‬‬ ‫يتحدث المام الشاطبي عن مقاصد الشريعة ‪:‬‬ ‫" إن تكاليف الشريعة ترجع إلى حفظ مقاصدها في الخلق ‪ ،‬وهذه‬ ‫المقاصد ل تعدو ثلثة أقسام‪:‬‬ ‫أحدها ‪ " :‬أن تكون ضرورية "‬ ‫الثاني ‪ " :‬أن تكون حاجية "‬ ‫الثالث ‪ " :‬أن تكون تحسينية " ‪ .‬فأما الضرورية فمعناها أنها ل بد منها في قيام‬ ‫مصالح الدين والدنيا ‪ ،‬بحيث إذا فقدت لم تجر مصالح الدنيا على الســتقامة بــل‬ ‫على فساد وتهارج وفوت حياة ‪ .‬وفي الخرى فــوت النجــاة والنعيــم والرجــوع‬ ‫بالخسران المبين ‪ ،‬والحفظ لها يكون بأمرين‪:‬‬ ‫أحدهما ‪ :‬ما يقيم أركانها ويثبت قواعدها ‪ ،‬وذلك عبارة عن مراعاتها من جانب‬ ‫الوجود ‪.‬‬ ‫الثاني‪ :‬ما يدرأ عنها الختلل الواقع أو المتوقع فيها ‪ ،‬وذلك عبارة عن مراعاتها‬ ‫)‪(2‬‬

‫من جانب العدم" ‪.‬‬ ‫من خلل هذا النص نستخلص بعض التوجيهات التربوية ‪:‬‬

‫‪1‬‬

‫)( الرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪. 78‬‬

‫‪( )2‬الوافقات ف أصول الشريع ة ‪.2/7‬‬

‫‪19‬‬


‫•‬

‫توجه تربوي يقوم على إقرار عبودية النسان لله عز وجل )فالشرع إنما‬ ‫)‪(1‬‬

‫جاء بالتعبد( وهو ما ترشد إليه الية الكريمة )وما خلقت الجن والنس‬ ‫إل ليعبدون( )الذريات ‪(56 :‬‬ ‫• وهذا التوجه يتضمن تربية الفرد حتى يكون منبع خير لجمــاعته ‪ ،‬يجســد‬ ‫بسلوكه وفكره معاني العبودية الشاملة من العلم واليمان والعمل‪.‬‬ ‫• التوجه الثاني‪ :‬ضمان مصلحة العباد‪ ،‬يقول الشاطبي‪) :‬أينما توجد‬ ‫م شرع ا( وهذا موجب خدمة هذه المصالح وحمايتها‬ ‫المصلحة فث جّ‬ ‫)‪(2‬‬

‫والحفاظ عليها ‪ ،‬لن المصالح مبينة على حفظ الضروريات الخمس ‪.‬‬ ‫• التوجه الثالث‪ :‬إقرار الحاكمية لله عز وجل ‪ ،‬فالشارع هو ا ‪ ،‬وهو‬ ‫‪3‬‬

‫ضامن العدالة وحامي المصالح ولسيد العباد المتحكم فيهم) ( ‪.‬‬ ‫وإذا تبين أن مقاصد الشريعة هي إقامة مصالح المكلفين الدنيوية‬ ‫والخروية على نظام يكونون فيه عبادا لله اختبارا كما هم اضطرارا ‪.‬‬ ‫فهذا يعني أن إقامة مصالح المكلفين ل تنتهي بانتهاء مرحلة الطفولة ‪،‬‬ ‫فترة تأثير الولسائل والمؤلسسات التربوية عادة ‪ ،‬بل هي ممتدة من الميلد أو‬ ‫قبله إلى الوفاة أو بعدها ‪ ،‬باعتبار رعاية الحامل وتزويد المسلم بما يواجه به‬ ‫من امتحان الملئكة في قبره‪.‬‬ ‫ومن هنا تأتي أهمية التربية المقاصدية التي هي ) توجيه لسلوك الملكف‬ ‫لخراجه من راعية هواه ليكون عبدا لله اختيارا كما هو اضطرارا ‪ ،‬بحث‬

‫‪ ( )1‬الرجع السابق ‪.1/41‬‬ ‫‪ ( )2‬الرجع السابق ‪2/14‬‬ ‫‪ ()3‬حود ‪ ،‬ممد ‪1411 ،‬هـ ‪1990‬م ‪ ،‬دراس ة ف موضوع دور الجتهاد ف مواكب ة الستاجدات بالنظر لقاصد الشريع ة مل ة‬ ‫دعوة الق ‪ ،‬وزارة شؤون الوقاف السلمي ة بالملك ة الرغربي ة ‪ ،‬العدد ‪ ،280‬ص ‪.80‬‬

‫‪20‬‬


‫السلوكيات العقلية والنفعالية والبدنية التي تحقق مصالحه في العاجل‬ ‫‪1‬‬

‫والجل() (‪.‬‬ ‫وأهداف هذه التربية ل تخضع للمتغيرات الجتماعية والقتصادية‬ ‫والسيالسية بل تحددها الشريعة وتستنبط من مقاصدها ‪.‬‬ ‫• وهذا اللستقراء نابع من كون التربية اللسلمية جزءا مما أوحى به ا‬ ‫ل إلى الرلسول محمد صلى ا عليه ولسلم ‪ ،‬أوحاها موضوعا‬ ‫عجّز وج جّ‬ ‫وأهدافا‪.‬‬ ‫• ومرونتها من مرونة الجتهاد المقاصدي الذي يواكب الحياة بكافة‬ ‫مستجداتها اللسالسية والقتصادية والجتماعية ‪ ،‬ويجعل المسلمين في‬ ‫‪2‬‬

‫مستوى مواجهة هذه المستجدات والتعامل معها ) (‪.‬‬ ‫• ويتبين لنا من كلم الشاطبي أن الهدف من تكاليف الشريعة يتمحور‬ ‫حول صيانة مجموعة من المقاصد المرتبطة بالحياة الجتماعية‬ ‫‪3‬‬

‫والضرورية للنسان وحفظها لسواء منها الضرورية أو التحسينية) (‪.‬‬ ‫• وصيانة هذه المقاصد يكون بإقامة أركانها وتثبت قواعدها ‪ ،‬وبرعاية‬ ‫الشروط التي تحمي كيانها وتحافظ عليه في صفة السلمة والكمال‬ ‫والتوازن وبدرء الختلل الواقع أو المتوقع فيها بالحيلولة دون ما من‬ ‫شأنه أن يعرضها للتلف والضعف والنقصان ويستفاد من كل ذلك أن‬ ‫حفظ تلك المقاصد يتم من خلل تشبع الفراد بنظام عن القيم يتصف‬ ‫بالكمال ‪ .‬ومن خصائص الكمال أن تكون تلك القيم ملمسة لشغاف‬ ‫‪ ))1‬الوافقات ‪ 2/128‬السأل ة الول وف بيان قصد الشارع ف دخول الكلف ت ت أحكام الشريع ة ‪.‬‬ ‫‪()2‬هداء الزبي ‪ 1420 ،‬هـ ـ ‪1999‬م أبو اس من الشاطب الفقيه التهد الرب ‪ ،‬مل ة الحياء تصدر من رابط ة علماء الرغرب ‪،‬‬ ‫العدد الرابع عشر ‪ ،‬ص )‪ (203‬نقلً من مقاصد التبي ة السلمي ة ضمن اعمال الدروة الاثاني ة للاجامع ة الصيفي ة للصحورة‬ ‫السلمي ة الرباط وزارة الوقاف ‪1994‬م‪.‬‬ ‫‪ ((3‬بن مسعود ‪ ،‬عبد اليد ‪ 1416 ،‬هـ ‪ 1995‬م ‪ ،‬ترك القيم السلمي ة حول الكليات المس ف إطار العقيدة مل ة الفيصل‬ ‫‪ ،‬العدد )‪ ، (230‬ص ‪.28‬‬

‫‪21‬‬


‫الفطرة التي فطر ا الناس عليها لصيقة بها ل تنفك عنها وهذا النظام‬ ‫القيمي اللسلمي هو قوام القوام التربوي اللسلمي وتشكل منه النظام‬ ‫الجتماعي ويقوم على ألساس رالسخ من اليمان بالله والقرار‬ ‫)‪(1‬‬

‫بالعبودية الخالصة له ‪.‬‬ ‫• والقيم التربوية اللسلمية من تعاون وتكافل وصدق في القول‬ ‫وإخلص في العمل واحترام لكرامة النسان وغيرها ‪ ،‬ل يمكن أن تينع‬ ‫وتزدهر إل جّ في ظل العتقاد الصادق في ا ومراقبته بصفة دائمة ‪،‬‬ ‫وهذا الشرط الكفيل بضمان الحفاظ على المقاصد التي رمت إليها‬ ‫الشريعة اللسلمية ‪.‬‬ ‫والقيم اللسلمية ترتبط بصلة وثيقة مع الكليات الخمس وتمتد لتنس ج‬ ‫خيوطا مع دائرتين أخريين هي دائرة الحاجيات والتحسينات ‪ ،‬فهذه القيم تنشر‬ ‫اجنحتها على لسلوك النسان في جوانبه الدقيقة لتضمن لها الرتقاء والتدرج‬ ‫)‪(2‬‬

‫في مستويات الكمال والذوق الرفيع ‪.‬‬ ‫ولسيلة الشريعة في إقامة المصالح وعلى هذا النظام هي التربية‬ ‫المقاصدية التي ترشد المكجّلف وتوجهه وتضبط لسلوكه وتزوده بالمعايير‬ ‫القادرة للتمييز بين المصالح والمفالسد والحفاظ على التوازن والنظام الكوني‬ ‫‪.‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ -:‬بعض التطبيقات التربوية على مقاصد الشريعة‬ ‫اللسلمية‪-:‬‬ ‫‪ -1‬توجيه المعلمين والمتعلمين إلى تحقيق مقاصد العلوم حسب وجهة نظر‬ ‫اللسلم لمقاصد العلوم ‪ ،‬وحسب القواعد الصولية وهي تحقيق الخيرات‬ ‫‪ (( 1‬الرجع السابق ‪ .‬ص ‪28‬‬ ‫‪ (( 2‬الرجع السابق ‪ .‬ص ‪.29-28‬‬

‫‪22‬‬


‫ودفع الشرور عن الناس ‪ ،‬ويتم ذلك أول ‪ ً :‬بتعليمها من أجل الستخدامها‬ ‫لتحقيق الخيرات ودفع الشرور عنهم ‪.‬‬ ‫‪ -2‬توجيه المتعلمين إلى المداومة على النجّيات الحسنة وتحسين مقاصدهم‬ ‫من تعلم العلوم وتعليمها بإصل ح أنفسهم وأولدهم ومجتمعهم وصناعة‬ ‫ما تلزم صناعته لهم ولمتهم بمشروعات خجّيرة ‪.‬‬ ‫‪ -3‬توجيه المعلمين والمتعلمين إلى المسارعة باللسهام في تقجّدم المة‬ ‫بالعمال العلمية‪.‬‬ ‫‪ -4‬تربية الشباب على المسارعة إلى الخيرات ومكافحة الشرور والمفالسد ‪،‬‬ ‫وذلك بالعلم ‪ ،‬والمر بالخير والنهي عن الشرور وتدريبهم على ذلك في‬ ‫المدرلسة ‪.‬‬ ‫‪ -5‬تبصير المتعلمين بمقاصد كل علم يتعلمونه ‪ ،‬وتبصيرهم بولسائل تحقيق‬ ‫هذه المقاصد وكيفية تحقيقها‪.‬‬ ‫‪ -6‬إبعاد الناشئين عن كل ما يضرهم ويفسدهم ‪.‬‬ ‫‪ -7‬توجيه المتعلمين إلى تحقيق مقاصد الشريعة في تعلم العلوم‪.‬‬ ‫‪ -8‬توجيه المتعلمين إلى العمل بما يتعلمون في كل الميادين وتعليم ما‬ ‫يتعلمونه وعدم كتمان العلوم والمعارف ‪.‬‬ ‫‪ -9‬تدريب الطلب على جلب المصالح لنفسهم و إزالة المفالسد والضرار‬ ‫بالخرين‪.‬‬ ‫‪ -10‬توجيه المعلمين والمتعلمين على المحافظة على دينهم وأنفسهم‬ ‫وعقولهم وأموالهم وأعراضهم والبتعاد عن كل ما يضر هذه الكليات‬ ‫)‪(1‬‬

‫الخمس ‪..‬‬ ‫‪()1‬يالن ‪ ،‬مقداد )‪1999-1419‬م( مناهج البحث وتطبيقاتا ف التبي ة السلمي ة ‪ ،‬دار عال الكتب ‪ ،‬الرياض السلسل ة )‪(2‬‬ ‫ص ‪ 63‬بتصرف واختصار‪.‬‬

‫‪23‬‬


‫المبحث الثالث‪ -:‬أهداف التربية اللسلمية عند الشاطبي‪-:‬‬ ‫يقول المام الشاطبي ‪" :‬إن المكلف حين يفهم مراد الشرع من قيام‬ ‫أحوال الدنيا يسلك في حياته مسلكا يتحدد لمقتضى هذه المعرفة من‬ ‫‪1‬‬

‫القدام على العمل أو تركه) ( ‪.‬‬ ‫*ولسائل تحقيق التربية المقاصدية وأهدافها ‪:‬‬ ‫‪ -1‬توعية المكلف وتبصيره بحقيقة الوجود بالخالق والمخلوقات وما بينها من‬ ‫علقة‪.‬‬ ‫‪ -2‬رلسم منه ج للسلوك الفردي والجماعي الكفيل بتحقيق المصالح ورعايته‬ ‫‪2‬‬

‫هاديا إلى اللسلوب الصلح في الممارلسة والتطبيق والتفكير‪( ).‬‬ ‫‪ -3‬المحافظة على الكليات الخمسة )الدين والنفس والعقل والمال والنسل(‬ ‫‪3‬‬

‫) (‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪ -4‬إخراج المكلفين من دواعي أهوائهم) (‪.‬‬ ‫‪ -5‬جلب المصالح للعباد ودفع المفالسد لتقام الحياة الدنيا والحياة الخرى ‪.‬‬ ‫*إن صل ح الدين غاية تتفرع عنها ثلثة أهداف ‪:‬‬ ‫‪ -1‬تنشئة أجيال مسلمة مؤمنة مستنيرة ‪ ،‬تعبد ا وتستعينه مهتدية‬ ‫بالصراط المستقيم الذي نهجه في حياته رلسول ا صلى ا‬ ‫عليه ولسلم والصحابة البررة الكرام رضوان ا عليهم ‪ ،‬حتى‬ ‫تنعم بالجنة التي أعدها ا ‪.‬‬

‫‪ ()1‬الوافقات ‪.2/202‬‬ ‫‪()2‬أبو إسحاق الشاطب ‪،‬الفقيه التهد الرب ‪ .‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.201‬‬ ‫‪()3‬تذيب الوافقات ص ‪.115‬‬ ‫‪ ()4‬الرجع السابق ص ‪.157‬‬

‫‪24‬‬


‫‪ -2‬تعهد الذات البشرية عقل ‪ ً :‬ودينا حتى تحقق كمالها وتسمو بنفسها والعلم‬ ‫أحد ولسائل تكميل الذات وترقية النسان بإخراجه من داعية هواه وتقييد‬ ‫أعماله بمقتضى أحكام العلم ‪ ،‬فالعلم حاكم‪.‬‬ ‫‪ -5‬تعمير الحياة على الرض وتنميتها وحمايتها ‪ .‬وهو واجب يتحقق‬ ‫)‪(1‬‬

‫بالعمل النتاجي واللستثمار وحماية الحياة يدفع ما يتهددها ‪.‬‬ ‫الفصل الثالث ‪ -:‬ميادين التربية اللسلمية عند المام الشاطبي‬ ‫المبحث الول ‪ -:‬التربية اليمانية ‪-:‬‬ ‫إن التربية اللسلمية من حيث هي مستمدة من الوحي ‪ ،‬فإنها تعتمد‬ ‫على غرس اليمان وتثبيته في نفسية المكلف ‪.‬‬ ‫فاليمان اعتقاد مؤثر في وجدان المؤمن وقلبه ‪ ،‬وفي القرآن آيات كثيرة‬ ‫تربط طمأنينة القلوب باليمان وذكر ا ‪ ،‬واليمان بالله يترتب عنه في اللسلم‬ ‫)‪(2‬‬

‫التزام بما شرعه ا من قوانين وما فرضه من عبادات على المكلفين ‪.‬‬ ‫يقول الشاطبي ‪ " :‬إن إدراك مقاصد العبادات والتشريعات يفيض إلى‬ ‫الستخلص الحكمة اللهية من فرضها ‪ ،‬وهذه الحكمة التي ترمي إلى غاية واحدة‬ ‫قصوى وهي صل ح أمر المكلفين في حياتهم الدنيوية ‪ ،‬بإبعاد المفالسد وجلب‬ ‫المصالح ولسعادتهم في الخرة لنيل رضوان ا تعالى ‪ ،‬وهذا الصل ح عماده‬ ‫إخلص العبودية لله وحده ويحمل معاني متعددة منها السعادة والراحة والتوافق‬ ‫والنسجام ‪.‬‬ ‫والعبودية في اللسلم إنما تقوم بالعتقاد القلبي ‪ ،‬وا إنما يعبد بالعتقاد‬ ‫الذي هو شرط التكليف ‪.‬‬ ‫‪ ()1‬أبو إسحاق الشاطب الفقيه التهد الرب ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.205‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( أبو إسحاق الشاطب ‪ ،‬الفقيه التهد الرب ‪ ،‬ص ‪. 222‬‬

‫‪25‬‬


26


‫المبحث الثاني ‪ :‬التربية العقلية ‪:‬‬ ‫تناول الشاطبي – كسائر الصوليين قضية العقل وعلقته التبعية‬ ‫بالشريعة وأوامرها ودوره في توجيه السلوك التوجيه السليم كنتيجة من نتائ ج‬ ‫هذا الرتباط بالشريعة التي تضم له الحدود التي يتعين عليه مراعاتها وعدم‬ ‫)‪(1‬‬

‫تخطيها ‪.‬‬ ‫والستنادا على الشريعة وضع الشاطبي مخططا للنهوض بالعقل المسلم‬ ‫‪ ،‬يتضمن الخطوات التالية ‪:‬‬ ‫ إحاطة العقل بمقتضيات الشريعة اللسلمية وحدودها ومبادئها ومقاصدها‪.‬‬‫ تنمية القدرة على التحليل والتمييز والنقد والنظر الشمولي لضمان حسن‬‫الستيعاب الشريعة ‪ ،‬ولسد الباب أمام ما يمكن أن يتسرب إلى العقل من‬ ‫خرافات وأوهام ‪.‬‬ ‫ التصدي للمناه ج الدرالسية بكل مكوناتها المعرفية المنهجية لهميتها في‬‫التأثير على العقل ونموه وتشكيله لعداد وبناء خطة تعليمية محكمة تنبني‬ ‫على تصنيف دقيق للعلوم يسترشد بالشريعة‪.‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫ الدعوة إلى الجتهاد والنهوض به وتقنينه وتحديد شروطه ‪.‬‬‫إن العقل شرط ألسالسي لصدار حكم ما ‪ ،‬لكن ليس كافيا لن النسان‬ ‫يفكر في نفس الوقت بعقله وحدلسه وعواطفه وشعوره ‪ ،‬وتعقل النسان‬ ‫يفترض تدخل الخيال والعواطف ‪ ،‬فكيف يمكن تربية عقل مؤمن موضوعي‬ ‫وعادل ؟ الولسائل والخطوات التي يعرضها الشاطبي عديدة متنوعة منها ‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫)(‬

‫‪2‬‬

‫)( أبو إسحاق الشاطب الفقيه التهد الرب ‪ ،‬ص ‪ 207‬باختصار ‪.‬‬

‫الوافقات ‪. 1/88‬‬

‫‪27‬‬


‫ تحديد المقدمات تحديدا دقيقا ‪.‬‬‫ تحديد شروط العلم وخصائصه ‪.‬‬‫ تقسيم العلوم وتصنيفها ‪.‬‬‫ تدريب الحس على دقة التمييز وصحته ‪ ،‬وملحظة الشياء المحسولسة‬‫وإدراكها على حقيقتها‪.‬‬ ‫ تدريب العقل على التفكير المستقيم ‪ ،‬على جمع الحقائق الكامنة في‬‫الجزئيات والمقاصد وحسن اللستدلل وبعد النظر والتأمل ‪.‬‬ ‫ تحديد المنه ج الصحيح للنظر العقلي وتسديده بدعوة العقل إلى الخذ‬‫بألسباب العلم ودعوته إلى تدبر حكمة ا في التشريع ‪.‬‬ ‫ تنقية العقل من الحكام المبنية على الظنون والوهام ‪.‬‬‫ تنمية العقل بالعلم ‪ ،‬لكن ليس كل علم ول كل معرفة على الطلق ‪،‬‬‫فبعض العلم يضر بالعقل ‪.‬‬ ‫ المباعدة بين العقل والتبعية والتقليد ‪ ،‬وتدريب العقل على الجتهاد ‪.‬‬‫ بث رو ح النقد البجّناء الذي يقف من المسموع والمقروء موقف المسائل‬‫الممحص‪.‬‬ ‫ تنمية الرغبة الدائمة في البحث لدى المكلفين ‪ ،‬وترقية حب اللستطلع‬‫)‪(1‬‬

‫لديهم ‪.‬‬ ‫ضوابط التربية العقلية ‪:‬‬ ‫ذكر الشاطبي في المقدمة العاشرة ‪ :‬ضابطا مهما في التربية العقلية ‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( الرجع السابق ‪ ،‬ص ‪ 224 – 223‬باختصار ‪.‬‬

‫‪28‬‬


‫" إذا تعاضد النقل والعقل على المسائل الشرعية ‪ ،‬فعلى شرط أن يتقدم‬ ‫النقل فيكون متبوعا ‪ ،‬ويتأخر العقل فيكون تابعا ‪ ،‬فل مسر ح للعقل في مجال‬ ‫سرحه النقل والدليل"‪.‬‬ ‫النظر إل بقدر ما ُي جّ‬ ‫الول ‪ :‬أنه لو جاز للعقل تخطي مأخذ النقل لم يكن للحد الذي حجّده‬ ‫النقل فائدة ‪ ،‬لن الغرض أنه حَّد له حجّدا ‪ ،‬فإذا جاز تعديه صار الحد غير مقيد‪،‬‬ ‫وذلك في الشريعة باطل ‪.‬‬ ‫سن ول‬ ‫الثاني ‪:‬ما تبين في علم الكلم والصول ‪ ،‬من أن العقل ل ُيح ِّ‬ ‫يقِّبح ‪.‬‬ ‫الثالث ‪ :‬أنه لو كان كذلك لجاز إبطال الشريعة بالعقل ‪ ،‬وهذا محال‬ ‫)‪(1‬‬

‫باطل ‪.‬‬ ‫المبحث الثالث ‪ :‬التربية المهنية الجتماعية ‪:‬‬ ‫يقسم الشاطبي المقاصد إلى نوعين ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫مقاصد أصلية لحظ للمكلف فيها‪ ،‬وهي الضروريات ‪ ،‬وفيها يقوم الفرد‬ ‫بمصالح عامة مطلقة ل تختص بحال دون حال أو وقت دون وقت وهي‬ ‫قسمان‪:‬‬ ‫) أ ( المقاصد الصلية العينية ‪ ،‬وهي حفظ الحقوق الخمسة ‪.‬‬ ‫)ب( المقاصد الصلية الكفائية ‪ ،‬وهي القيام برعاية المصالح العامة‬ ‫)‪(2‬‬

‫وحماية الحقوق لجميع الخلق ‪.‬‬

‫‪1‬‬

‫)( الوافقات ‪. 61 /1‬‬

‫‪2‬‬

‫)( الوافقات ‪. 177/ 2‬‬

‫‪29‬‬


‫‪-2‬‬

‫مقاصد تابعة ‪ ،‬وفيها يراعى حظ المكلف وتحقيقه لمصالحه الخاصة‬ ‫لشباع ما جبل عليه من الغرائز ‪ ،‬وما فطر عليه من طباع ‪ ،‬واللستمتاع‬ ‫)‪(1‬‬

‫بالمباحات ولسجّد الخلف ‪.‬‬ ‫ويضيف الشاطبي أن الدار الدنيا هي مزرعة للخرة التي فيها النعيم‬ ‫البدي والشقاء البدي لكن ألسباب التنعم والشقاء فيها إنما تكتسب في الدنيا‬ ‫)‪(2‬‬

‫بالرجوع إلى ما حده الشارع أو الخروج عنه ‪.‬‬ ‫كما يضيف أيضا ‪ :‬أن الشرع جعل الحتراف والتكسب على الجملة‬ ‫مطلوبا طلب الندب ل طلب الوجوب ‪ ،‬وكثيرا ما يأتي في معرض الباحة إل أننا‬ ‫لو فرضنا أخذ الناس له كأخذ المتدرب حيث يسعهم الترك لثموا لن العالم ل‬ ‫)‪(3‬‬

‫يقم إل بالتدبير والكتساب ‪.‬‬ ‫فحكم الحتراف والكتساب هو حكم المندوب بالجزء الواجب كفاية‬ ‫بالكل‪ ،‬فيصبح التأثيم بترك الكل مع كونه مندوبا بالجزء ‪.‬‬

‫المبحث الرابع ‪ :‬التربية الخلقية الجمالية ‪:‬‬ ‫من المواضع الجليلة التي تضمنت لفتات أخلقية تربوية تهذيبية جمالية‪:‬‬

‫‪1‬‬

‫)( الرجع السابق ‪. 178 / 2‬‬

‫‪2‬‬

‫)( الرجع السابق ‪. 2/179‬‬

‫‪3‬‬

‫)( الرجع السابق ‪. 2/181‬‬

‫‪30‬‬


‫ما جاء في المسائل الثلث الولى فيما يتعلق بالمجتهد من جهة فتواه ‪،‬‬ ‫حيث بجّين في الولى ‪ " :‬أن المفتي قائم في المة مقام النبي صلى ا عليه‬ ‫)‪(4‬‬

‫ولسلم " ‪.‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫الثانية ‪ " :‬أن الفتوى تحصل من جهة القول والفعل والقرار " ‪.‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫الثالثة ‪ " :‬أن الفتيا ل تصح من مخالف لمقتضى العلم " ‪.‬‬ ‫ومن ألطف المثلة وأدقها في هذا الباب ما جاء في تقسيم الشاطبي "‬ ‫تحقيق المناط " وهو مصطلح أصولي صرف – إلى قسمين ‪:‬‬ ‫أحدهما ‪ :‬ما لسماه تحقيق المناط العام ‪ ،‬وهو المعنى المعروف‬ ‫المتداول في كتب الصول ‪.‬‬ ‫الثاني ‪ :‬هو معنى جديد على كتب الصول ‪ ،‬وهو تحقيق المناط‬ ‫الخاص‪.‬‬ ‫وعجّرفه بأنه نظر في كل مكلف بالنسبة إلى ما وقع عليه من الدلئل‬ ‫التكليفية بحيث يتعرف منه مداخل الشيطان ومداخل الهوى والحظوظ‬ ‫)‪(4‬‬

‫العاجلة ‪.‬‬ ‫لذا الخلق عند الشاطبي ليست غاية في حد ذاتها ‪ ،‬بل هي ولسيلة‬ ‫خادمة للصول محققة لمصالح الدين والدنيا اللسالسية التي يترتب عن الخلل‬ ‫فيها خلل في نظام الحياة كله ‪ ،‬وهي المسماة بالحقوق الخمسة التي بَّينها‬ ‫)‪(5‬‬

‫الشرع ‪.‬‬ ‫وفي تصنيف المقاصد رتبها الشاطبي في طبقات ثلث ‪:‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( الرجع السابق ‪. 4/178 ،‬‬

‫‪2‬‬

‫)( الرجع السابق ‪. 4/179‬‬

‫‪3‬‬

‫)( الرجع السابق ‪. 4/184‬‬

‫‪4‬‬

‫)( الرجع السابق ‪. 4/98‬‬

‫‪5‬‬

‫)( الرجع السابق ‪. 2/24‬‬

‫‪31‬‬


‫طبقة الضروريات ثم الحاجيات ثم التحسينيات ‪ ،‬وقال بعد تعريف هذه‬ ‫المقاصد وترتيبها ‪ :‬أن مجموع الحاجيات والتحسينيات ينتهض أن يكون كل منها‬ ‫كفرد من أفراد الضروريات ‪ ،‬وذلك أن كما الضروريات من حيث هي ضروريات‬ ‫إنما يحسن موقعه حيث يكون فيها على المكلف لسعة وبسط من غير تضييق‬ ‫ول حرج ‪ ،‬وحيث يبقى معها خصال معاني العادات ومكارم الخلق مكملة‬ ‫)‪(1‬‬

‫الطراف موفرة الفصول حيث يستحسن ذلك أهل العقول ‪.‬‬ ‫وفي تعريف المصالح التحسينية يقول عنها ‪ :‬إنها الخذ بما يليق من‬ ‫محالسن العادات وتجنب الحوال المدلسات التي تأنفها العقول الراجحات ‪،‬‬ ‫ويجمع ذلك قسم مكارم الخلق ‪ ،‬وهي جارية فيما جرت فيه الوليات ‪.‬‬ ‫ففي العبادات كإزالة النجالسة وبالجملة الطهارة كلها وأخذ الزينة ‪.‬‬ ‫وفي العادات كآداب الكل والشرب وُمجانبة المآكل النجسة ‪.‬‬ ‫وفي المعاملت كالمنع من بيع النجالسات وفضل الماء والكل ولسلب‬ ‫العبد ‪.‬‬ ‫وفي الجنايات كمنع قتل الحر بالعبد أو قتل النساء والصبيان ‪.‬‬ ‫فهذه المور راجعة إلى محالسن زائدة على أصل المصالح الضرورية‬ ‫والحاجية إذ ليس فقدانها بمخل بأمر ضروري ول حاجي ‪ ،‬وإنما جرت مجرى‬ ‫)‪(2‬‬

‫التحسين والتزيين ‪.‬‬ ‫والجمال يكون في الخلق والتركيب والمظهر والبنية ‪ ،‬وكما دعا‬ ‫اللسلم إلى مكارم الخلق وحث على التمسك بها ‪ ،‬فإنه دعا إلى الهتمام‬

‫‪1‬‬

‫)( الوافقات ‪. 2/23‬‬

‫‪2‬‬

‫)( الرجع السابق ‪ 10 – 2/9‬باختصار ‪.‬‬

‫‪32‬‬


‫بالجانب الجمالي في الحياة النسانية وفي عاداته وعباداته ‪ ،‬وأمر بالعناية‬ ‫بمظهر المسلم والحرص على التجمل فيه وأخذ الزينة ‪.‬‬ ‫والخلق يكون في الصورة وفي ترتيب الحلقة الباطنة والفعال ‪ ،‬وجمال‬ ‫)‪(1‬‬

‫الفعال الملئمة لمصالح الخلق وقاضية لجلب المنافع وصرف الشر عنهم ‪.‬‬ ‫فجمــال الخلق كونهــا علــى الصــفة المحمــودة مــن العلــم والحكمــة‬ ‫والعدل والعفة وكظم الغيظ ‪ ،‬وجمال الفعال وجودها ملئم لمصالح الخلــق‬ ‫وقاضي لجلب المنافع فيهم وصرف الشر عنهم وجمــال الخلقــة يــدركه البصــر‬ ‫ويلقيه إلى القلب ملئما ‪.‬‬ ‫الخاتمة وأهم النتائ ج ‪:‬‬ ‫وفي ختام البحث يذكر الباحث أهم النتائ ج التي تم التوصل إليها ‪ ،‬وهي‬ ‫كالتي ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫لم ُيعرف تاريخ ولدة الشاطبي ‪ ،‬فالمترجمون له لم يكتبوا تاريخ‬ ‫ولدته‪.‬‬

‫‪-2‬‬

‫عدم خروج الشاطبي من غرناطة ولم يذكر له رحلة علم أو رحلة لداء‬ ‫الح ج ‪.‬‬

‫‪-3‬‬

‫أنه – رحمه ا – قد بلغ درجة عالية في معرفة مقاصد الشريعة ‪.‬‬

‫‪-4‬‬

‫المتأمل في تراثه – رحمه ا – يجده من الشخصيات ذات المواهب‬ ‫والقدرات المتعددة ‪.‬‬

‫‪-5‬‬ ‫‪1‬‬

‫نهض بالتربية اللسلمية عن طريق مقاصد الشريعة اللسلمية ‪.‬‬ ‫)( ممود ‪ .‬علي عبد الليم‪1413 ،‬هـ – ‪1992‬م‪ ،‬تربي ة الناشئ السلم ‪ ،‬دار الوفاء ‪ ،‬ط ‪ : 2‬النصورة ‪ ،‬مصر ‪ ،‬ص‬ ‫‪. 312‬‬

‫‪33‬‬


‫‪-6‬‬

‫امتاز تصنيفه للعلوم بالججّدة والصالة والبعد عن التقليد ‪.‬‬

‫‪-7‬‬

‫ربط أصول الشريعة بالداب اللسلمية ‪ ،‬وحصر العلم والبحث على ما‬ ‫فيه منفعة دنيوية وأخروية ‪.‬‬

‫‪-8‬‬

‫وضع خطوات وضوابط للتربية العقلية ‪ ،‬وجعل العقل تابعا للشرع غير‬ ‫مستقل ‪.‬‬

‫‪-9‬‬

‫اتسم طرحه بالموضوعية والتجرد والعتدال والتولسط ‪.‬‬ ‫هذا ‪ ..‬وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى ا ولسلم وبارك‬

‫على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ‪.‬‬

‫‪34‬‬


‫المصادر والمراجع ‪:‬‬ ‫أول ‪ : ً :‬الكتب ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫ابن عاشور ‪ ،‬محمد الطاهر ‪) ،‬د‪.‬ت( ‪ ،‬أليس الصبح بقريب ‪ ،‬ط ‪، 1‬‬ ‫الشركة التونسية للتوزيع ‪ ،‬تونس ‪.‬‬

‫‪-2‬‬

‫التنبكتي ‪ ،‬أحمد بابا ‪1329 ،‬هـ ‪ ،‬نيل البتهاج بتطريز الديباج ‪ ،‬مكتبة‬ ‫السعادة ‪ ،‬مصر ‪.‬‬

‫‪-3‬‬

‫الثبيتي ‪ ،‬جويبر ماطر نجم ‪ ،‬نظرية التربية ‪ ،‬بحث لتكميل الماجستير )غير‬ ‫منشورة ( كلية التربية – جامعة أم القرى ‪ ،‬مكة المكرمة ‪ ،‬إشراف‬ ‫الدكتور بشير التوم ‪.‬‬

‫‪-4‬‬

‫الجيزاني ‪ ،‬محمد بن حسن ‪ ،‬صفر ‪1421‬هـ ‪ ،‬تهذيب الموافقات لبي‬ ‫إلسحاق إبراهيم بن مولسى الشاطبي ‪ ،‬دار ابن الجوزي ‪ ،‬الدمام ‪،‬‬ ‫السعودية ‪.‬‬

‫‪-5‬‬

‫الحجاجي ‪ ،‬حسن بن علي بن حسن ‪1408 ،‬هـ – ‪1988‬م ‪ ،‬الفكر‬ ‫التربوي عند ابن القيم‪ ،‬توزيع دار حافظ للنشر والتوزيع‪ ،‬جدة‪ ،‬السعودية‬ ‫‪.‬‬

‫‪-6‬‬

‫الخادمي ‪ ،‬نور الدين بن مختار ‪ ،‬جمادي الولى ‪1419‬هـ – ‪1998‬م ‪،‬‬ ‫الجتهاد المقاصدي ‪ ،‬حجيته ‪ ..‬ضوابطه ‪ ..‬مجالته ‪ ،‬كتاب المة لسلسلة‬ ‫تصدر عن وزارة الوقاف والشئون اللسلمية – قطر – العدد )‪. (65‬‬

‫‪-7‬‬

‫الريسوني ‪ ،‬أحمد ‪1418 ،‬هـ – ‪1997‬م ‪ ،‬نظرية المقاصد عند المام‬ ‫الشاطبي ‪ ،‬دار الكلمة للنشر والتوزيع ‪ ،‬المنصورة ‪ ،‬مصر ‪ ،‬ط ‪. 1‬‬

‫‪35‬‬


‫‪-8‬‬

‫الشاطبي ‪ ،‬أبو إلسحاق إبراهيم بن مولسى ‪ ،‬الموافقات في أصول‬ ‫الشريعة شر ح وخرج أحاديثه عبد ا دراز ‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ ،‬بيروت ‪،‬‬ ‫لبنان‪.‬‬

‫‪-9‬‬

‫الشاطبي‪ ،‬أبو إلسحاق إبراهيم بن مولسى ‪1417 ،‬هـ – ‪1997‬م ‪،‬‬ ‫الموافقات في أصول الشريعة‪،‬تحقيق أبو عبيدة مشهور بن حسن آل‬ ‫لسلمان ‪ ،‬تقديم الشيخ بكر بن عبد ا أبو زيد ‪ ،‬دار ابن عفان للنشر‬ ‫والتوزيع الخبر ‪ ،‬السعودية ‪ ،‬ط ‪. 1‬‬

‫‪-10‬‬

‫الشاطبي ‪ ،‬أبو مولسى إبراهيم بن مولسى ‪1402 ،‬هـ – ‪1982‬م ‪،‬‬ ‫العتصام‪ ،‬تعريف العلمة السيد محمد رشيد منشئ مجلة المنار‪ ،‬دار‬ ‫المعرفة ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬لبنان ‪.‬‬

‫‪-11‬‬

‫الشاطبي ‪ ،‬أبو إلسحاق إبراهيم بن مولسى ‪1408 ،‬هـ – ‪1988‬م ‪،‬‬ ‫الفادات والنشادات ‪ .‬درالسة وتحقيق الدكتور محمد أبو الجفان ‪ ،‬ط‬ ‫‪ ، 3‬مؤلسسة الرلسالة ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬لبنان ‪.‬‬

‫‪-12‬‬

‫الشاطبي ‪ ،‬أبو إلسحاق إبراهيم بن مولسى ‪1421 ،‬هـ – ‪2001‬م ‪ ،‬فتاوى‬ ‫المام الشاطبي ‪ ،‬جمع وتحقيق محمد أبو الجفان ‪ ،‬ط ‪ ، 4‬مكتبة‬ ‫العبيكان ‪ ،‬الرياض ‪ ،‬السعودية ‪.‬‬

‫‪-13‬‬

‫الطريري ‪ ،‬عبد الرحمن ‪ ،‬العقل العربي وإعادة التشكيل ‪ ،‬كتاب المة ‪،‬‬ ‫لسلسلة تصدر من وزارة الشؤون اللسلمية ‪ ،‬قطر ‪ ،‬رقم )‪ ، (35‬ط ‪. 1‬‬

‫‪-14‬‬

‫العبيدي ‪ ،‬حمادي ‪1412 ،‬هـ – ‪1992‬م ‪ ،‬الشاطبي ومقاصد الشريعة ‪،‬‬ ‫دار قتيبة للطباعة والنشر والتوزيع ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬دمشق ‪ ،‬ط ‪. 1‬‬

‫‪36‬‬


‫‪-15‬‬

‫علي ‪ ،‬عبد الرحمن آدم ‪1418 ،‬هـ – ‪1998‬م ‪ ،‬المام الشاطبي عقيدته‬ ‫وموقفه من البدع وأهلها ‪ ،‬مكتبة الرشد ‪ ،‬الرياض ‪ ،‬شركة الرياض للنشر‬ ‫والتوزيع ‪ ،‬السعودية ‪ ،‬ط ‪. 1‬‬

‫‪-16‬‬

‫القثامي ‪ ،‬فوزية بنت محمد بن عبد ا ‪1411 ،‬هـ – ‪1990‬م ‪ ،‬منه ج‬ ‫البحث الصولي عند المام الشاطبي – رلسالة دكتوراة )غير منشورة( ‪،‬‬ ‫كلية الشريعة والدرالسات اللسلمية جامعة أم القرى بمكة المكرمة ‪،‬‬ ‫إشراف اللستاذ الدكتور محمود عبد الدايم ‪.‬‬

‫‪-17‬‬

‫الكيلني ‪ ،‬عبد الرحمن إبراهيم ‪1421 ،‬هـ – ‪2000‬م ‪ ،‬قواعد المقاصد‬ ‫عند المام الشاطبي عرضا ودرالسة وتحليل ‪ ، ً :‬المعهد العالمي للفكر‬ ‫اللسلمي لسلسلة الرلسائل الجامعية رقم )‪ ، (35‬دار الفكر للطباعة‬ ‫والتوزيع ‪ ،‬دمشق ‪ ،‬لسورية ‪ ،‬ط ‪. 1‬‬

‫‪-18‬‬

‫محمود ‪ ،‬علي عبد الحليم ‪1413 ،‬هـ – ‪1992‬م ‪ ،‬تربية الناشئ‬ ‫المسلم ‪ ،‬ط ‪ ، 2‬دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع ‪ ،‬المنصورة ‪ ،‬مصر ‪.‬‬

‫‪-19‬‬

‫يالجن ‪ ،‬مقداد ‪1420 ،‬هـ – ‪1999‬م ‪ ،‬مناه ج البحث وتطبيقاتها في‬ ‫التربية اللسلمية لسلسلة كتاب تربيتنا )‪ (13‬دار عالم الكتب للطباعة‬ ‫والنشر والتوزيع ‪ ،‬الرياض ‪ ،‬السعودية ‪.‬‬

‫‪37‬‬


‫ثانيا ‪ :‬الدوريات ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫بادو ‪ ،‬عبد الجليل ‪1414 ،‬هـ – ‪ ، 1994‬مقالة ‪ :‬منه ج التربية والتعليم عند‬ ‫المام الشاطبي ‪ ،‬مجلة المربي ‪ ،‬تطوان ‪ ،‬تصدر من المملكة المغربية ‪،‬‬ ‫العدد )‪ ، (4‬ص ‪. 6‬‬

‫‪-2‬‬

‫بنمسعود ‪ ،‬عبد المجيد ‪1416 ،‬هـ – ‪1995‬م ‪ ،‬مقالة ‪ :‬تحرك القيم‬ ‫اللسلمية حول الكليات الخمس وفي إطار العقيدة ‪ ،‬مجلة الفيصل ‪،‬‬ ‫العدد‬

‫‪-3‬‬

‫)‪ ) (230‬ص ‪ ، (29 – 28‬السعودية ‪.‬‬

‫جغيم ‪ ،‬نعمان ‪1420 ،‬هـ – ‪1995‬م ‪ ،‬بحث عن اللستقراء عند المام‬ ‫الشاطبي ‪ ،‬مجلة التجديد ‪ ،‬تصدر من الجامعة اللسلمية العالمية‬ ‫بماليزيا‪ .‬العدد السابع‪ ،‬السنة الرابعة ‪ ،‬ص )‪. (224 – 201‬‬

‫‪-4‬‬

‫الجيوس ‪ ،‬عبد ا ‪1421 ،‬هـ – ‪2000‬م ‪) ،‬بحث عن أنموذج مقتر ح‬ ‫لقراءة نظرية المقاصد عند المام الشاطبي ( مجلة التجديد ‪ ،‬تصدر من‬ ‫الجامعة اللسلمية العالمية بماليزيا ‪ .‬العدد الثامن ‪ ،‬السنة الرابعة ‪ ،‬ص‬ ‫)‪. ( 255 – 235‬‬

‫‪-5‬‬

‫حمود ‪ ،‬محمد ‪1411) ،‬هـ – ‪1990‬م ( ‪ ) ،‬درالسة موضوع الجتهاد في‬ ‫مواكبة المستجدات بالنظر لمقاصد الشريعة ( ‪ ،‬مجلة دعوة الحق ‪،‬‬ ‫تصدر من وزارة الوقاف والشئون اللسلمية ‪ ،‬الرباط ‪ ،‬المملكة‬ ‫المغربية ‪ ،‬العدد )‪ ، (280‬ص )‪. (86-80‬‬

‫‪-6‬‬

‫الدلسوقي ‪ ،‬محمد ‪1416 ،‬هـ – ‪1995‬م ‪) ،‬الفكر التربوي عند المام‬ ‫الشاطبي ( ‪ ،‬مجلة المنهل ‪ ،‬العدد )‪ ، (526‬ص )‪. (81 – 76‬‬

‫‪38‬‬


‫‪-7‬‬

‫صوالحي ‪ ،‬يونس ‪1416 ،‬هـ – ‪1996‬م ‪ ) ،‬اللستقراء في مناه ج النظر‬ ‫اللسلمي ‪ :‬نموذج " الموافقات" للمام الشاطبي ‪ ،‬مجلة إلسلمية‬ ‫المعرفة تصدر من المعهد العالمي للفكر اللسلمي ‪ ،‬العدد الرابع ‪،‬‬ ‫السنة الولى‪،‬ص )‪. (91 – 59‬‬

‫‪-8‬‬

‫العافية ‪ ،‬عبد القادر ‪1413 ،‬هـ – ‪1993‬م ‪ ) ،‬الفقيه الصولي المفتي‬ ‫إبراهيم أبو إلسحاق الشاطبي ( ‪ ،‬مجلة دعوة الحق تصدر من وزارة‬ ‫الوقاف والشئون اللسلمية ‪ ،‬الرباط ‪ ،‬المملكة المغربية ‪ ،‬العدد ‪(297) ،‬‬ ‫‪،‬‬

‫‪-9‬‬

‫السنة )‪ ، (34‬ص )‪. (57– 43‬‬

‫القرضاوي‪ ،‬يولسف‪1412 ،‬هـ – ‪1991‬م ‪ ،‬التربية عند المام الشاطبي ‪،‬‬ ‫حولية كلية الشريعة والدرالسات اللسلمية بجامعة قطر ‪ .‬العدد التالسع ‪،‬‬ ‫ص ) ‪. ( 32 – 2‬‬

‫‪ -10‬مهداد‪ ،‬الزبير ‪1418 ،‬هـ– ‪1997‬م ‪ "،‬الشاطبي وآراء تربوية متجددة " ‪،‬‬ ‫مجلة الفيصل ‪ ،‬عدد )‪ ، (251‬ص )‪. (61-58‬‬ ‫‪ -11‬مهداد‪ ،‬الزبير‪1420 ،‬هـ – ‪1999‬م ‪ "،‬أبو إلسحاق الشابطي الفقيه‬ ‫المجتهد المربي " ‪ ،‬مجلة الحياء ‪ ،‬تصدرها رابطة علماء المغرب ‪.‬‬ ‫العدد الرابع عشر ‪ ،‬ص )‪. (238 – 193‬‬ ‫‪-20‬‬

‫مهداد‪ ،‬الزبير‪1421،‬هـ – ‪2000‬م ‪" ،‬الشاطبي مجدد العقلية اللسلمية" ‪،‬‬ ‫مجلة العالم ‪ ،‬العدد التالسع عشر ‪ ،‬ص )‪. (35-34‬‬

‫‪39‬‬


( Abstract ) ". Title: Educational Thought for Imam Shatibi " God's mercy . Researcher : Ayman bin Habib Rahman bin Abdullah Habib University: Islamic University of Medina - Faculty of Da'wa . and the fundamentals of Islam - the Department of Education Duty quarterly material requirements / history of Islamic . education - for the first semester - for the year 1435 AH Addresses this research through the history of Islamic education stand on opinions and ideas educational one of the characters educational influenced the field of education through her scientific career , and those of Imam Shatibi " God's mercy " , which is considered a pioneer of school for Islamic Reform in .North Africa in particular and the Muslim world in general The research aims to highlight the educational aspects to the Imam Shatibi " God's mercy " and the extent of interdependence . of Islamic thought

40


The researcher adopted a descriptive analytical method is the most appropriate research methods to achieve the goal of the research, the fact that this approach relies on the study of the phenomenon , as there are in fact , linked with the historical . aspect The study in the first chapter : Shatibi biography and his scientific career , in the second chapter of the purposes of Islamic education has , The third chapter dealt with the fields of education at the Islamic Shatibi , and then conclude with .research findings and recommendations and references

41


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.