Issue 6

Page 1

‫ريا الحسن‪:‬‬ ‫الوزيرة ّ‬ ‫إبراهيم كنعان‬ ‫مفت ٍر و"كذاب" !‬

‫األمم المتحدة‬ ‫تمول آلة‬ ‫ّ‬ ‫األسد الحربية؟‬

‫آت‬ ‫اإلصالح ٍ‬ ‫الى السعودية‬ ‫‪...‬لكن ببطء‬

‫�شهرية ● �إقت�صادية ● ثقافية ● �إجتماعية ‪ -‬العدد ال�سا�س‪� - ‬آذار (مار�س) ‪٢٠١3 -‬‬

‫كيف ِّ‬ ‫تمول أميركا إيران؟‬


‫�شهرية ● �إقت�صادية ● ثقافية ● �إجتماعية‬ ‫العدد ال�ساد�س‪� - ‬آذار (مار�س) ‪٢٠١3 -‬‬

‫‪www.asswak-alarab.com‬‬

‫ت�صدر في لندن‬ ‫عن �شركة �أ�سواق العرب للن�شر المحدودة‬ ‫بالتعاون مع المجلة الإقت�صادية "تحت الأ�ضواء"‬ ‫بيروت ‪ -‬لبنان‬ ‫رئي�س مجل�س الإدارة ‪ /‬رئي�س التحرير‬

‫كابي طبراني ‪g.tabarani@gmail.com -‬‬

‫مدير التحرير (لندن)‬

‫هاني مكارم ‪h.m.makarem@gmail.com -‬‬

‫مدير التحرير (بيروت)‬

‫جوزيف قرداحي ‪josephkordahi@yahoo.com -‬‬

‫مدير التحرير (الدار البي�ضاء)‬

‫محمد لديب ‪mohamed.ladib@gmail.com -‬‬

‫الإخراج الفني‬

‫علي كمال الدين ‪alikamallll@gmail.com -‬‬

‫التوزيع ‪� -‬شركة الأوائل‬ ‫بيروت ‪ -‬لبنان‬ ‫العنوان الرئي�سي‪:‬‬

‫‪Asswak Al-Arab Publishing Ltd‬‬ ‫‪788-790 Finchley Road‬‬ ‫‪London NW11 7TJ - United Kingdom‬‬ ‫‪Tel: +44(0)758 3320593‬‬ ‫‪Fax: +44(0)2082019448‬‬ ‫‪email: info@asswak-alarab.com‬‬ ‫‪Editor-In-Chief: Gabriel Tabarani‬‬

‫الإ�شتراكات‪:‬‬ ‫للأفراد‪ 100 :‬جنيه �إ�سترليني �أو ما يعادلها‬ ‫لل�شركات‪ 150 :‬جنيه �إ�سترليني �أو ما يعادلها‬

‫للم�ؤ�س�سات الر�سمية والبعثات الديبلوما�سية‪:‬‬

‫‪ 200‬جنيه �إ�سترليني �أو ما يعادلها‬ ‫‪Price list‬‬

‫ ‪7000‬‬ ‫‪L.L.‬‬ ‫ ‪2‬‬ ‫‪B.D.‬‬ ‫‪2 C.‬‬ ‫ ‪15‬‬ ‫‪E.P.‬‬ ‫ ‪2‬‬ ‫‪J.D.‬‬ ‫ ‪1‬‬ ‫‪K.D.‬‬ ‫ ‪1‬‬ ‫‪O.R.‬‬ ‫ ‪15‬‬ ‫‪Q.R.‬‬ ‫ ‪10‬‬ ‫‪S.R.‬‬ ‫ ‪100‬‬ ‫‪S.L.‬‬ ‫ ‪15‬‬ ‫‪Drhm.‬‬ ‫ ‪3‬‬ ‫‪Pounds.‬‬ ‫‪10 T.D‬‬ ‫‪20 MAD‬‬

‫ ‪Lebanon‬‬ ‫ ‪Bahrain‬‬ ‫ ‪Cyprus‬‬ ‫ ‪Egypt‬‬ ‫ ‪Jordan‬‬ ‫ ‪Kuwait‬‬ ‫ ‪Oman‬‬ ‫ ‪Qatar‬‬ ‫ ‪Saudi Arabia‬‬ ‫ ‪Syria‬‬ ‫ ‪UAE‬‬ ‫ ‪UK‬‬ ‫ ‪Tunis‬‬ ‫ ‪Morocco‬‬

‫المقاالت التي ُتن�شر تع ّبر فقط عن �آراء �أ�صحابها‬

‫اإلفتتاحية‬

‫التحالف الإقت�صادي الجديد الذي يدير العالم‬ ‫الق ��وى النا�شئ ��ة الي ��وم لي�س ��ت خليف ��ة جدي ��رة لتاريخه ��ا المناه� ��ض للإ�ستعم ��ار‬ ‫ولأجداده ��ا المناه�ضي ��ن للإمبريالي ��ة‪ .‬بلدان الجن ��وب تتحكم بح�ص ��ة متزايدة من‬ ‫الث ��روة‪ ،‬وه ��ذا �شيء �صحي وجي ��د‪ ،‬ولكن توزيعها غير من�ص ��ف بحيث �أن الفوارق في‬ ‫الدخ ��ل ه ��ي �أكبر في جنوب �أفريقيا وال�صين منها ف ��ي الواليات المتحدة‪ .‬المال في‬ ‫معظ ��م الأحي ��ان ُي�ص ��رف على �ش ��راء �أ�ص ��ول �أ�سا�سي ��ة و�سل ��ع كمالية غربي ��ة �أكثر من‬ ‫التركي ��ز عل ��ى تح�سي ��ن الظ ��روف المعي�شي ��ة وال�صحية لل�شع ��وب الهندي ��ة وال�صينية‬ ‫والعربي ��ةوالأفريقي ��ة‪.‬‬ ‫ه ��ذا الواق ��ع في الحقيق ��ة هو عودة �إلى ع�ص ��ر "البارونات" الل�صو� ��ص‪ .‬في نهاية‬ ‫الق ��رن التا�س ��ع ع�ش ��ر‪ ،‬ولدت �س�ل�االت �صناعية قوي ��ة وج�شعة في �أمي ��ركا‪ ،‬بما في‬ ‫ذل ��ك جون روكفلر‪ ،‬وجي ب ��ي مورغان‪ ،‬وكورنيليو� ��س فاندربيلت‪ ،‬وح ّلت تدريجا"‬ ‫م ��كان الأ�س ��ر الأوروبي ��ة القديم ��ة ف ��ي مج ��االت النقل والنف ��ط والبن ��وك‪ .‬ه�ؤالء‬ ‫المتناف�س ��ون عل ��ى �ضفت ��ي الأطل�سي تم�سكوا ف ��ي البداية بخن ��اق بع�ضهم بع�ضا"‪،‬‬ ‫وح ��دوا جهودهم وقواهم تدريج ��ا"‪ ،‬وعملوا معا" عل ��ى �إ�ستغالل‬ ‫ث ��م م ��ا لبث ��وا �أن ّ‬ ‫العم ��ال ف ��ي جميع �أنح ��اء العال ��م‪ ،‬و�إث ��راء م�ساهميهم ب�إ�س ��راف‪ ،‬و�إ�ستنف ��اد موارد‬ ‫الأر� ��ض‪.‬‬ ‫�صيني ��ون‪ ،‬وهن ��ود‪ ،‬ورو� ��س‪ ،‬وبع� ��ض الع ��رب يحلم ��ون في الحل ��ول محله ��م ‪ -‬وتوحيد‬ ‫الق ��وى‪ -‬بالطريق ��ة عينه ��ا‪ .‬لذا فه ��م مثل "بارونات" المال في �أمي ��ركا‪ ،‬يهوون �إلقاء‬ ‫المحا�ض ��رات والمواع ��ظ عل ��ى الآخري ��ن‪ .‬الملياردير الهن ��دي الك�شم ��ي ميتال‪ ،‬على‬ ‫�سبي ��ل المث ��ال‪ ،‬ردا" عل ��ى �س�ؤال ح ��ول تخ ّلي فرن�س ��ا على عجل عن خط ��ة ت�أميم �أحد‬ ‫م�صانع ��ه ف ��ي لوري ��ن ق ��ال ي�أن ��ه كان يمكن �أن يك ��ون بمثاب ��ة "قفزة كبي ��رة متخلفة"‪،‬‬ ‫وح ّذر من �أن "الم�ستثمر قد يف ّكر مرتين قبل و�ضع �أمواله في فرن�سا"‪ .‬وع ّلق رئي�س‬ ‫ال ��وزراء الرو�سي ديمت ��ري ميدفيديف على زيادة ال�ضرائ ��ب الفرن�سية‪" :‬كل مواطن‬ ‫رو�س ��ي‪ ،‬م ��ن ذوي الدخل المنخف� ��ض �إلى ذوي الثراء الفاح�ش‪ ،‬يدف ��ع �ضريبة قدرها‬ ‫‪ ... .٪13‬الأثري ��اء (الأوليغ ��ار) �سيدفع ��ون �أكث ��ر ‪ ،‬كم ��ا قي ��ل لنا‪ .‬ولكن نح ��ن ال نريد‬ ‫�أن تتدف ��ق ر�ؤو� ��س الأم ��وال �إلى خارج الب�ل�اد والى نظام ظل مال ��ي"‪ .‬ال�صين بدورها‬ ‫تداف ��ع عن المذاه ��ب الم�ؤيدة لل�سوق‪ ،‬ور�ؤ�سا�ؤها �أبدوا �إرتياحه ��م عندما فاز اليمين‬ ‫في الإنتخابات اليونانية في حزبران (يونيو) الفائت؛ كما �أن رئي�س �صندوق الثروة‬ ‫ال�سي ��ادي الأ�سا�سي في ال�صين ال ��ذي ي�ساهم في �شركة الطاقة الكهربائية الفرن�سية‬ ‫المتع ��ددة الجن�سي ��ات "جي دي �أف �سوي�س" (‪� ، )GDF Suez‬إنتقد ب�شدة "القوانين‬ ‫االجتماعية البالية" في �أوروبا التي "ت�شجع على الخمول والك�سل بدال" من العمل‬ ‫ال�ش ��اق"‪.‬‬ ‫يذكر الم�ؤرخ البريطاني بيري �أندر�سون ب�أنه في م�ؤتمر فيينا قي ‪� ،1815‬أن�ش�أت فرن�سا‬ ‫وبريطاني ��ا ورو�سي ��ا والنم�س ��ا وبرو�سي ��ا "�إتفاقي ��ة �أوروب ��ا" (‪)Concert of Europe‬‬ ‫لمن ��ع الح ��رب و�سح ��ق الث ��ورات‪ .‬وبقول ب� ��أن النظ ��ام العالمي ي ��دار الآن ف ��ي �شكل غير‬ ‫ر�سم ��ي بوا�سط ��ة قوى خما�سية �أخ ��رى‪ :‬الواليات المتحدة والإتح ��اد الأوروبي ورو�سيا‬ ‫وال�صي ��ن والهند‪ .‬هذا التحالف المحافظ الرهيب بين القوى المتناف�سة والمتواطئة‬ ‫يحل ��م بالإ�ستق ��رار‪ ،‬ولك ��ن ه ��ذا العالم الذي يخلق ��ه ال ي�ضمن ذلك ب ��ل العك�س ي�ضمن‬ ‫ب�أن ��ه �ستك ��ون هن ��اك �إ�ضطراب ��ات مالية و�إقت�صادي ��ة �أكثر‪ ،‬الأمر الذي �س ��وف ي�ؤدي الى‬ ‫�إنتفا�ض ��ات�شعبي ��ةويو ّل ��دث ��ورات�إجتماعي ��ةمهم ��اكان ��تني ��اتالتحال ��ف‪.‬‬

‫كابي طبراني‬

‫‪Issue 6 - Mars - 2013‬‬

‫‪3‬‬


Khalidiya Street - Abu Dhabi - UAE Tel: +971 2 6654300 Fax: +971 2 6663396


‫الحوار‬

76

48 ‫آت‬ ٍ ‫اإلصالح‬ ‫الى السعودية‬ ‫لكن ببطء‬...

‫األمم المتحدة‬ ‫تمول آلة‬ ّ ‫األسد الحربية؟‬

:‫الوزيرة ريّ ا الحسن‬ ‫إبراهيم كنعان‬ ! "‫مفت ٍر و"كذاب‬

٢٠١3 - )‫ اآذار (مار�س‬- ‫ العدد ال�سا�س‬- ‫�سهرية ● اإقت�سادية ● ثقافية ● اإجتماعية‬

٢٠١3 - )‫ اآذار (مار�س‬- ‫العدد ال�سا�س‬

‫كتاب‬

95

Issue 6 - Mars - 2013

ِّ ‫كيف‬ ‫تمول أميركا إيران؟‬

Khalidiya Street - Abu Dhabi - UAE Tel: +971 2 6813741 brioni.com

TO BE ONE OF A KIND

‫وزيرة المال اللبنانية‬ ‫السابقة ريا الحسن‬ ‫ترد على إتهامات‬ "‫"التيار الوطني الحر‬

‫تحقيق ال�شهر‬

84 ‫فتاة كادت أن تفقد أنوثتها‬ ‫وإنسانيتها في سجون الرفاق‬ ‫تروي قصتها‬ ُ "‫"ألقيت السالح‬ ‫في‬

‫الفن ال�سابع‬

98

ّ ‫المسلح في سوريا‬ ‫النزاع‬ ‫يأكل األخضر واليابس‬ ‫وكلفة إعادة اإلعمار‬ !"‫ مليار دوالر‬200 ‫"قد تتجاوز‬

‫�صحة‬

92 Youn! ca

Fruits and vegetables: 5 A DAY Making sure that you are getting at least 5 A DAY is an important step towards eating a healthy balanced diet. Almost all vegetables and fruits count, apart from potatoes, yam, plantain and cassava. Starchy foods and grains do not count towards your 5 A DAY. Fruit juice and pulses only count as one portion per day no matter how much you eat or drink.

Is 5 A DAY expensive? It doesn’t have to be! In fact, it’s possible to have 5 A DAY for under 50p – less than the price of a chocolate bar. Markets offer great value for money, and frozen and canned produce are often cheaper too.

Get on the pulse Pulses like beans and lentils are a nutritious and healthy choice. A quick and easy source of protein, they are low in fat while also being packed full of fibre. They leave us feeling fuller for longer which can help us stay in shape!

What is a 5 A DAY portion? Salad vegetables 1 cereal bowl e.g. mixed salad

72

‫عالم الطاقة‬ ‫غاز‬

68

‫عالم الطاقة‬ ‫نفط‬

‫أسعار الغاز الطبيعي المسال‬ ‫ وتضرب‬2013 ‫ترتفع في‬ ‫اإلقتصادات الناشئة‬

Fresh fruit

1 handful of berries/grapes 1 medium-sized or 2 small fruits 1 slice of large fruits

Cooked vegetables 3 heaped tablespoons e.g. cabbage or carrots

Pulses (peas, beans and lentils) 3-4 heaped tablespoons

Dried fruit 1 heaped tablespoon

Pure fruit juice 1 small glass

‫كيف يمكن للنظام الغذائي‬ ‫ونمط الحياة تقليص‬ ‫خطر السرطان؟‬ 6

‫كيف فقدت إسرائيل‬ !‫نفوذها في هوليوود‬ 5

Eat Well for Life

Issue 6 - Mars - 2013

‫نفط فنزويال يعود‬ ‫إلى الحظيرة األميركية‬ ‫بعد رحيل هوغو تشافيز؟‬


‫الفهرس‬ ‫الم�شرق العربي ‬ ‫�سوريا‬

‫‪22‬‬

‫الخليج العربي ‬ ‫ال�سعودية‬

‫‪34‬‬

‫تحرمه على غيرها‬ ‫تسمح لنفسها ما ّ‬

‫تقدم الواليات المتحدة‬ ‫لماذا ّ‬ ‫الدعم المالي إلى إيران؟‬

‫تمول األمم المتحدة آلة‬ ‫هل ِّ‬ ‫الحرب للنظام السوري؟‬

‫العالم العربي ‬ ‫الإ�سالم ال�سيا�سي‬

‫آت إلى السعودية‪...‬‬ ‫اإلصالح ٍ‬ ‫ولكن ببطء‬

‫‪26‬‬

‫"اإلسالم السياسي"‬ ‫يغرق في بحر اإلقتصاد!‬

‫العالم العربي ‬ ‫الربيع العربي‬

‫المغرب العربي ‬ ‫المغرب‬

‫‪38‬‬

‫العمالة المغربية تبحث عن‬ ‫الترياق في الخليج العربي‬

‫‪28‬‬

‫العالم العربي ‬ ‫وادي النيل‬

‫‪42‬‬

‫العال م‬ ‫المافيا‬

‫‪52‬‬

‫�أ�سواق المال ‬ ‫�أموال الهجرة‬ ‫تحويالت المهاجرين‬ ‫تحول دوالً فقيرة إلى‬ ‫ّ‬ ‫"دول ناشئة" ناجحة!‬

‫المافيا الدولية تسيطر‬ ‫على دول وتحكمها!‬

‫العرب ينتقلون‬ ‫من إستبداد األنظمة‬ ‫إلى ديكتاتورية الفوضى‬ ‫‪4‬‬

‫جنوب السودان ينمو‬ ‫‪ 70‬في المئة هذا العام‬ ‫إذا َّ‬ ‫نفذت الخرطوم‬ ‫وعود السالم‬ ‫العدد ‪� - 6‬آذار (مار�س) ‪٢٠١3 -‬‬

‫�أ�سواق المال ‬ ‫عمالت‬

‫‪60‬‬

‫إتحاد النقد الصيني قد يكون‬ ‫الخطوة األولى لتحرير اليوان!‬

‫‪63‬‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫الموجز اللبناني‬

‫‪ 30‬مليون دوالر لتمويل الإبتكار في لبنان‬ ‫و ّقع وزير المال اللبناني محمد ال�صفدي ومدير‬ ‫�إدارة ال�شرق الأو�سط و�شمال �أفريقيا في البنك‬ ‫الدول ��ي‪ ،‬فريد بلحاج‪ ،‬والمدي ��ر العام لم�ؤ�س�سة‬ ‫"كف ��االت" خاط ��ر بوحبي ��ب اتفاقي ��ة‪ ،‬يوف ��ر‬ ‫بموجبها البنك الدولي للإن�شاء والتعمير قر�ض ًا‬ ‫بقيم ��ة ‪ 30‬ملي ��ون دوالر للبنان لتنفي ��ذ برنامج‬ ‫لتموي ��ل الإبت ��كار ف ��ي الم�ؤ�س�س ��ات ال�صغي ��رة‬ ‫والمتو�سطة الحجم‪ ،‬من خالل "كفاالت"‪.‬‬ ‫و�سيتم في �إطار الم�شروع �أي�ض ًا‪" ،‬تقديم هبات‬ ‫ّ‬ ‫تطوي ��ر الأفكار ال ��ى المتل ّقي ��ن الم�ؤهّ لين لدعم‬ ‫تح�ضير وتطوير �أفكار و�إ�ستراتيج ّيات ودرا�سات‬ ‫وخطط عمل �إبتكارية"‪ .‬و�أو�ضح خاطر بوحبيب‬ ‫�أنّ "ثم ��ة �أي�ض ًا تغطية للر�أ�سمال المبتدئ جد ًا‪،‬‬

‫ولل�ش ��ركات التي لي�س لديها منتج بعد لتدخل به‬ ‫ال�س ��وق‪ ،‬لكنها تملك �أف ��كار ًا �إبتكارية"‪ .‬وتعاني‬ ‫ال�ش ��ركات في لبن ��ان نق�ص ًا حاد ًا ف ��ي التمويل‪.‬‬ ‫وبح�سب م�س ��ح �أجراه البنك الدول ��ي نف�سه في‬ ‫عام ‪ ،2009‬تُ�ص ّنف ال�ش ��ركات "كلفة التمويل"‬ ‫كثان ��ي عائق �أمام االزدهار‪ ،‬فيم ��ا العائق الأ ّول‬ ‫هو الف�ساد‪.‬‬ ‫وتع ��ود ه ��ذه الكلف ��ة المرتفع ��ة �إل ��ى النم ��وذج‬ ‫الإقت�ص ��ادي الم�صرفي المعتمد ال ��ذي ُي ّ‬ ‫�سخر‬ ‫ال�سيول ��ة لتمويل �إحتياجات الدول ��ة والإ�ستثمار‬ ‫ف ��ي بع� ��ض القطاع ��ات الريعي ��ة‪ .‬وم ��ا ُيفاق ��م‬ ‫هذا الو�ضع ه ��و غياب ال�س ��وق المالية بمعناها‬ ‫المتطور‪.‬‬

‫وزير المال‬ ‫اللبناني محمد‬ ‫ال�صفدي‬

‫ع�صمت عبد ال�صمد‪ :‬الزيادة ‪ %50‬على �إيجارات ‪2008‬‬ ‫ر�أى نائب رئي�س "لجنة الدفاع عن حقوق الم�ست�أجرين" في لبنان ع�صمت عبد ال�صمد‪� ،‬أن "الجدل‬ ‫الدائ ��ر ح ��ول ن�سبة الزيادة على ب ��دالت الإيجارات‪ ،‬ال مبرر له ما دام المر�س ��وم الأخير الذي حدد‬ ‫زي ��ادة غ�ل�اء المعي�شة‪ ،‬كان وا�ضح ًا ب�أن �أعطى زيادة ‪ 100‬في المئ ��ة على ال�شطر الأول من الراتب‪،‬‬ ‫وبن ��اء علي ��ه وتطبيق ًا للمواد ‪ 6‬و‪ 13‬من قانون االيجارات ‪ 92/160‬تزاد بدالت الإيجار بن�سبة ‪ 50‬في‬ ‫المئة‪ ،‬م�ؤكد ًا �أن "هذا االمر ال يقبل الجدل وال النقا�ش"‪.‬‬ ‫و�س� ��أل‪�" :‬ألي�س من الم�سلم به �أن زيادة الإيجارات ه ��ي الحقة لزيادة غالء المعي�شة؟ اذن ما يطبق‬ ‫عل ��ى زي ��ادة الأجور يطبق ‪ 50‬في المئ ��ة منه على الإيجارات‪ .‬من هنا يج ��ب �أن ال نغو�ص في الجدل‬ ‫البيزنط ��ي ون�ضي ��ع‪ ،‬ون�ض ّيع معنا الم�ست�أجرين بي ��ن ن�سب الزيادة ‪ 50‬في المئ ��ة �أم ‪ 17‬في المئة �أم‬ ‫‪ 12,8‬في المئة"‪.‬‬ ‫ً‬ ‫و�أكد �أن "الزيادة مح�سومة اذا ‪ 50‬في المئة على الإيجارات ال�سارية المفعول العام ‪ 2008‬بناء على‬ ‫زي ��ادة غ�ل�اء المعي�شة ‪ 100‬في المئة على الأجور ال�سارية المفعول العام ‪ .2008‬فلنطبق هذا المبد�أ‬ ‫ونح�س ��م الجدل‪ ،‬وعل ��ى كل م�ست�أجر دفع �أي زيادة بين ‪ 2008‬و‪ 2012‬ل ��ه الحق بح�سم هذه الزيادة‬ ‫التي تعطيها ن�سبة الـ‪ 50‬في المئة"‪.‬‬

‫‪ 8‬ملي���ارات دوالر القيمة ال�ص���افية لأ�ص���ول‬ ‫�ش���ركة "�س���وليدير" _ �أي بع���د خ�ص���م الخ�ص���وم‬ ‫والدي���ن المتراكم عليها ‪ -‬وفقا ً لم���ا �أعلنه المدير‬ ‫العام لل�ش���ركة منير دويدي‪ ،‬ف���ي مقابلة مع وكالة‬ ‫"رويترز"‪ .‬و ُتعلن ال�شركة عن نتائجها لعام ‪2012‬‬ ‫خالل الأ�ش���هر المقبل���ة‪ ،‬ولكن بح�س���ب مديرها "ال‬ ‫�أتوقّ ���ع �أن تك���ون �أرباحنا بالحجم نف�س���ه الم�س��� ّجل‬ ‫العام الما�ضي"‪ ،‬ما يعني �أنها متجهة �إلى التقل�ص‬ ‫�أكثر‪ ،‬بعدما تراجعت بن�س���بة ‪ %17‬في عام ‪2011‬‬ ‫�إلى ‪ 163‬مليون دوالر‪ .‬وتزعم ال�ش���ركة �أ ّنها تنوي‬ ‫�إ�س���تثمار ‪ 200‬ملي���ون دوالر على البن���ى التحتية‬ ‫خالل ال�سنوات الخم�س المقبلة‪.‬‬ ‫حقق���ت مجموع���ة وكاالت ‪BBDO‬‬ ‫‪ WORLDWIDE‬لالع�ل�ان‪ ،‬المرتب���ة االول���ى‬ ‫لل�س���نة ال�س���ابعة تواليا في م�سابقة ‪The Gunn‬‬ ‫‪ Report‬الت���ي تق���ام ف���ي ‪ 20‬بل���دا" ف���ي �أنحاء‬ ‫العالم وفق بيانها‪ ،‬حا�ص���دة �أكبر عدد من الجوائز‬ ‫في المج���ال الرقمي و�ش���بكة وكاالت الإعالن التي‬ ‫ح�صلت على �أكبر عدد من الجوائز في مجال الفيلم‬ ‫الإعالني‪.‬‬ ‫واحتل���ت ‪ BBDO WORLDWIDE‬المرتب���ة‬ ‫االولى اي�ض���ا" ف���ي فئ���ة ‪The Directory Big‬‬ ‫‪ Won‬ك�ش���بكة وكاالت االعالن التي ح�صلت على‬ ‫�أكب���ر عدد م���ن الجوائز في جميع فئات التوا�ص���ل‬ ‫الترويج���ي‪ .‬و�أختي���رت ‪ Colenso BBDO‬ف���ي‬ ‫�أوكالن���د‪ ،‬نيوزيالندا ك�أكثر وكالة تح�ص���د منفردة‬ ‫الجوائز في العالم تليها ‪ BBDO‬نيويورك‪.‬‬ ‫وحل���ت ‪ BBDO‬بي���روت ف���ي المرتب���ة الثاني���ة‬ ‫عالميا" ك�أكثر الوكاالت �إبداعا" في فئة العالقات‬ ‫العام���ة مع حملة "�ش���ايف حالك" والت���ي �إبتكرتها‬ ‫لم�ص���لحة ‪ ،LBC‬فيما حلت في المرتبة ال�ساد�سة‬ ‫ك�أكثر الوكاالت ح�ص���وال" على الجوائز عن حمالت‬ ‫العالقات العامة في جميع انحاء العالم‪.‬‬ ‫�أو�ض���ح وزي���ر الإت�ص���االت نقوال �ص���حناوي‬ ‫� ّأن "الخفو�ض���ات ف���ي �أ�س���عار خدم���ات الحزم���ة‬ ‫�س���تتم في الم�ستقبل عبر‬ ‫العري�ضة عبر الخلوي‬ ‫ّ‬ ‫يتم راهنا ً لم�ش���تركي‬ ‫لما‬ ‫ا‬ ‫تبع‬ ‫معينة‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫طرح باقات ّ‬ ‫التخاب���ر الخلوي" ولكن "نحن بحاج���ة �إلى الت�أكد‬ ‫إ�ستيعابية �أوالً"‪ .‬و�أكّ د الوزير‬ ‫من قدرة ال�شبكة ال‬ ‫ّ‬ ‫ف���ي منا�س���بة توقي���ع �ش���ركة "‪ "Alfa‬اتفاقات‬ ‫م���زودة بخدمات الإنترنت‬ ‫تعاون مع ‪� 6‬ش���ركات‬ ‫ّ‬ ‫للإفادة من تقنية ‪ّ � ،+G3‬أن “الخطّ ة التي ق ّدمها‬ ‫ال���ى مجل�س ال���وزراء حول قطاع االت�ص���االت هي‬ ‫يتم‬ ‫لك�س���ر االحتكار وتنفيذها في ح���ال �إقرارها ّ‬ ‫عبر مراحل‪ ،‬م�ش���يرا ً �إلى � ّأن اله���دف منها تحويل‬ ‫رقمية"‪.‬‬ ‫من�صة‬ ‫لبنان ّ‬ ‫ّ‬

‫‪Issue 6 - Mars - 2013‬‬

‫‪7‬‬


‫�ش�ؤون لبنانية‬ ‫الموقف اللبناني‬

‫زراعة‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫الف�ساد القاتل للآمال‬

‫بطاقة اعتماد من ‪touch‬‬ ‫بالتعاون مع "بلوم" و"فيزا"‬

‫حالة الريا�ضة في بلد ما غالبا" ما تعك�س علله‪ ،‬وف�ضيحة الغ�ش والتالعب بنتائج‬ ‫المباريات في لبنان هي بالت�أكيد م�ؤ�شر الى وجود م�شكلة ف�ساد تمتد �إلى �أبعد من‬ ‫مالعب كرة القدم‪.‬‬ ‫�إذا كان هن ��اك ب�صي� ��ص م ��ن الأم ��ل يمك ��ن العث ��ور عليه م ��ن حظر ومن ��ع ‪ 24‬العبا"‬ ‫م ��ن اللع ��ب ف ��ي الم�ستقبل‪ ،‬بعدم ��ا ثبت تالعبهم ف ��ي نتائج مباريات ع ��دة بما فيها‬ ‫ت�صفيات ك�أ�س العالم التي خ�سر لبنان خاللها �ضد قطر‪ ،‬فهو يكمن في �أن الق�ضية‬ ‫توفر فر�صة للريا�ضة كي تجري عملية تنظيف وتطهير‪.‬‬ ‫�سيك ��ون م ��ن ال�سذاج ��ة الإعتق ��اد ب� ��أن تح ��ركات �إتح ��اد ك ��رة الق ��دم اللبنان ��ي لك�شف‬ ‫التالع ��ب ف ��ي نتائج المباريات لم تكن تحت �إكراه كبي ��ر من الإتحاد الآ�سيوي لكرة‬ ‫الق ��دم‪ ،‬ولك ��ن ينبغ ��ي عل ��ى الإتحاد مع ذل ��ك �أن ين�ش ��د التعاون مع التحقي ��ق و�إلقاء‬ ‫ال�ضوء على الف�ساد‪.‬‬ ‫وقد يثبت الحادث من جهة �أخرى ب�أن يكون مثاال" للقطاعات الأخرى في لبنان‪ ،‬والتي‬ ‫ينخ ��ر معظمه ��ا ف�ساد خا�ص مما ي�ؤدي الى �ضعف و�إخت�ل�ال وظيفي را�سخ في عملياته‪.‬‬ ‫وبينم ��ا ق ��د ال تغ ّي ��ر لعبة كرة القدم حي ��اة كثيرين‪ ،‬ف�إن الثقافة الت ��ي ت�سمح للف�ساد ب�أن‬ ‫يزدهر ت�ضر وت�ؤذي المجتمع ككل‪ ،‬وتق�ضي على الثقة وتوقف ّ‬ ‫وتحظر التنمية‪.‬‬ ‫�أح ��كام �ض ��د ‪ 24‬العب ��ا" هي ت�أكيد عل ��ى �أن كرة الق ��دم‪ ،‬مثل قطاعات �أخ ��رى‪ ،‬تحتاج‬ ‫�إلى �إ�صالح �شامل من �أعلى �إلى �أ�سفل‪ .‬يمكن �أن ال يقع اللوم على �سلوك الالعبين‬ ‫مبا�ش ��رة عل ��ى �أكتافهم‪ .‬لي�س لأنه م ��ن غير المحتمل �أن يكون ��وا ت�صرفوا لوحدهم‬ ‫فح�سب‪ ،‬ولكن �أي�ضا" لأنهم فعلوا ذلك �ضمن النظام الذي م ّكن �سلوكهم‪.‬‬ ‫تح�صل نتائج جي ��دة‪ ،‬فم�ستواها متدن‬ ‫ب�إ�ستثن ��اء ك ��رة ال�سل ��ة‪ ،‬الريا�ضة في لبنان لم ّ‬ ‫منذ �سنوات عديدة‪ .‬فالعبو كرة القدم يتقا�ضون مبالغ �ضئيلة‪ ،‬مع عدد قليل يعمل‬ ‫على �أ�سا�س مهني‪ .‬وهذا الأمر يجب معالجته‪.‬‬ ‫يجب �إدخال التح�سينات المطلوبة لدفع عملية البناء والإدارة‪ ،‬بحيث ت�صبح البيئة‬ ‫ت�شج ��ع الالعبي ��ن على الغ�ش غير موجودة‪ .‬الأمل هو ب� ��أن هذا الحادث �سوف‬ ‫الت ��ي ّ‬ ‫يو ّفر الدفعة الالزمة كي تحدث تلك التح�سينات‪.‬‬ ‫�إذا لم ُت�ستغل هذه الفر�صة ولم يتم �إتخاذ تدابير جذرية لإدخال تح�سينات عميقة‬ ‫وذات مغ ��زى‪ ،‬ب ��دءا" بكرة القدم‪ ،‬عندها �سوف توا�ص ��ل الريا�ضة في لبنان معاناتها‬ ‫والبلد لن تتاح له الفر�صة لتحقيق �إمكانات ريا�ضية كانت موجودة في الما�ضي‪.‬‬ ‫ك ��رة الق ��دم ت�ستطيع ويجب �أن تتعلم من المثال الإيجابي الذي �صنعته كرة ال�سلة‪،‬‬ ‫وخل ��ق ريا�ض ��ة ي�ستطي ��ع م�ؤيدوه ��ا وم�شحعوه ��ا �أن يفخ ��روا به ��ا‪ .‬و�ضعه ��ا الحال ��ي‬ ‫ال يخ ��دم عل ��ى ح ��د �س ��واء الالعبي ��ن �أو �أتباعهم‪ ،‬الذي ��ن و�ضعوا ثقتهم ف ��ي الفريق‬ ‫وت�ص ��وروا �أن ��ه كان يتقا�س ��م خيبة �أمله ��م عندما خ�سر مباريات ��ه‪ ،‬ليكت�شفوا �أنهم قد‬ ‫تعر�ضوا للغ�ش‪.‬‬ ‫�إن الك�شف عن الغ�ش والتالعب في نتائج المباريات كان �أف�ضل �إنجازات كرة القدم‬ ‫اللبناني ��ة و�أ�ضع ��ف الآمال ف ��ي م�ستقبلها‪ ،‬لكن التدابير الت ��ي �إتخذت حتى الآن هي‬ ‫خط ��وة �أول ��ى جيدة لت�صحيح الو�ض ��ع‪� .‬إذا وا�صل �إتحاد كرة الق ��دم �سيره في طريق‬ ‫تنظيف الريا�ضة‪ ،‬يمكن لأحداث �أواخر ال�شهر الفائت �أن ت�صبح نقطة �إنطالق لكرة‬ ‫القدم ل�سداد الدين الذي �س ّلفها �إياه �إيمان م�ؤيديها بها وبالتالي �إعطاء اللبنانيين‬ ‫�شيء للإعتقاد والإيمان فيه‪.‬‬ ‫بيروت ‪ -‬رئيف عمرو‬

‫"نفخ ��ر ب�إط�ل�اق‬ ‫"بطاق ��ة االعتم ��اد"‬ ‫االئتماني ��ة م ��ن‬ ‫‪ ،touch‬الأول ��ى‬ ‫م ��ن نوعه ��ا عل ��ى‬ ‫�صعيد منطقة ال�شرق‬ ‫الأو�س ��ط‪ ،‬ون�س� ��أل‬ ‫القط ��اع الم�صرف ��ي‬ ‫وزير الإت�صاالت اللبناني‬ ‫ب ��ذل المزي ��د م ��ن‬ ‫نقوال �صحناوي‬ ‫الجهود ليك ��ون لبنان‬ ‫رائد ًا في مجال الدفع‬ ‫عب ��ر الهات ��ف الخلي ��وي ‪،Mobile Payment‬‬ ‫علم� � ًا �أن ه ��ذا المو�ضوع لي�س منوط ًا ب ��وزارة االت�صاالت‬ ‫فح�س ��ب‪ ،‬بل يتطلب تعاون� � ًا وتوحيد جه ��ود جهات عدة‪،‬‬ ‫�أبرزها م�صرف لبنان ووزارة االقت�صاد"‪.‬‬ ‫هذا ما اكده وزير االت�ص ��االت نقوال �صحناوي خالل حفل‬ ‫اط�ل�اق "بطاقة االعتم ��اد" التي تحمل ح�صري� � ًا العالمة‬ ‫التجارية ل�شركة الإت�ص ��االت الخليوية ‪ touch‬بالتعاون‬ ‫م ��ع �شرك ��ة "في ��زا" العالمية عبر بن ��ك لبن ��ان والمهجر‪،‬‬ ‫وذل ��ك خالل م�ؤتمر �صحافي ُعقد في فندق "فور �سيزنز"‬ ‫ بي ��روت‪ ،‬في ح�ضور رئي�س مجل� ��س الإدارة المدير العام‬‫للم�صرف �سعد �أزهري‪ ،‬ونائب المدير العام في الم�صرف‬ ‫اليا� ��س عرقتنج ��ي الذي �ش ��رح �أبرز ما ت�ضمنت ��ه الخدمة‬ ‫الجديدة‪ ،‬والمدير العام لـ ‪ touch‬كلود با�سيل‪ ،‬والمدير‬ ‫العام لـ"فيزا" ‪ -‬منطقة الم�شرق طوني غوغا�سيان‪.‬‬ ‫و�ش� �دّد �أزهري على "�ضرورة مواكب ��ة التغيرات العالمية‬ ‫و�أه ّمه ��ا تل ��ك الناجم ��ة ع ��ن التكنولوجي ��ا وت�أثيرها في‬ ‫ع ��ادات الم�ستهل ��ك وذوق ��ه"‪ .‬و�أ�شار ال ��ى ان بنك لبنان‬ ‫والمهج ��ر لي�س دائم ًا الى الإبتكار لي�س في لبنان فح�سب‬ ‫بل في ال�ش ��رق الأو�سط‪ ،‬اذ كان الم�صرف �أول من �أطلق‬ ‫خدمة ال� �ـ‪ eCash‬العام الما�ضي‪ ،‬يتجدّد هذا الإبتكار‬ ‫حالي� � ًا م ��ع ال�ش ��ركاء "‪ "touch‬و "في ��زا" عب ��ر هذه‬ ‫الخدمة الجديدة‪.‬‬ ‫ولفت با�سيل الى ان بطاقة "‪ "touch‬االئتمانية‪ ،‬تمثل‬ ‫�أح ��د تجلي ��ات ال�شراك ��ة الوثيقة بين حقل ��ي االت�صاالت‬ ‫الخليوي ��ة و�صيرف ��ة التجزئ ��ة‪ ،‬م�ضيفة ُبع ��د ًا جديد ًا في‬ ‫ابت ��كار و�سائل متطورة تتما�شى ومتطلبات الم�ستخدمين‬ ‫الحالية والم�ستقبلية‪ .‬علم ًا �أنه وفق �أحدث الإح�صاءات‪،‬‬ ‫ف� ��إن �أكثر من ‪ 200‬مليون م�ستخدم �أجروا عمليات مالية‬ ‫عبر الهواتف الخليوية حتى نهاية ‪.2012‬‬

‫‪6‬‬

‫العدد ‪� - 6‬آذار (مار�س) ‪٢٠١3 -‬‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫هل ي�صبح العراق بدي ًال بالن�سبة الى لبنان من دول الخليج؟‬ ‫"تحفي ��ز التب ��ادل التج ��اري وال�سياح ��ي" كان‬ ‫مح ��ور محادث ��ات �أجراه ��ا وف ��د وزاري لبناني‬ ‫زار بغداد �أخيرا" للبح ��ث في تفعيل العالقات‬ ‫مع الع ��راق‪ ،‬الذي يتو ّقع �أن ي�صبح في ال�سنوات‬ ‫المقبل ��ة �أكب ��ر منت ��ج للنف ��ط‪ ،‬ما يم ّث ��ل فر�صة‬ ‫�إ�ستراتيجي ��ة تتي ��ح للبنان تنوي ��ع م�صادر دخله‬ ‫والتوق ��ف ع ��ن الإعتم ��اد ح�ص ��ر ًا عل ��ى دول‬ ‫الخلي ��ج (الخليجي ��ون كان ��وا يم ّثل ��ون ‪ %30‬من‬ ‫ال�سياح و‪ %60‬من الإنف ��اق ال�سياحي‪ ،‬والغالبية‬ ‫العظمى في تجارة العقارات والأرا�ضي)‪ .‬وهذا‬ ‫التنوي ��ع يتطلب مجموع ��ة �إج ��راءات و�إتفاقات‬ ‫بي ��ن البلدي ��ن تر�س ��م ح ��دود ًا جدي ��دة لحركة‬ ‫دخول وخ ��روج الب�ضائع والأف ��راد والأموال في‬ ‫الإتجاهين‪.‬‬ ‫لم ��اذ الع ��راق؟ الإجاب ��ة ت�أت ��ي من وتي ��رة نمو‬ ‫التب ��ادل بي ��ن لبنان والع ��راق خ�ل�ال ال�سنوات‬ ‫الأرب ��ع الما�ضي ��ة‪ .‬ففيم ��ا كان ��ت ال�ص ��ادرات‬ ‫اللبناني ��ة �إلى العراق تبل ��غ ‪ 270.8‬مليون دوالر‬ ‫ع ��ام ‪ ،2009‬تق ّل�صت �إلى ‪ 197‬مليون دوالر عام‬ ‫‪ 2011‬لت�ستق ��ر عل ��ى ‪ 211.3‬مليون دوالر نهاية‬ ‫عام ‪ .2012‬وفي الكفة الثانية من الميزان‪ ،‬كان‬ ‫الع ��راق ي�صدّر �إلى لبنان م ��ا قيمته ‪ 1.6‬مليون‬ ‫دوالر ف ��ي ‪ 2009‬وزادت قيم ��ة �صادرات ��ه �إل ��ى‬ ‫‪ 3.1‬ماليي ��ن دوالر عام ‪ 2010‬لترتفع �إلى ‪4.3‬‬ ‫ماليي ��ن دوالر في ‪ ،2011‬و�أنهت عام ‪ 2012‬بما‬ ‫قيمته ‪ 5.7‬ماليين دوالر‪.‬‬ ‫ف ��ي م ��وازاة هذا الأم ��ر‪ ،‬بد�أ الع ��راق ي�ستقطب‬ ‫ر�ؤو� ��س �أم ��وال لبناني ��ة‪ .‬فالم�ص ��ارف اللبنانية‬ ‫وج ��دت فر�صته ��ا هن ��اك للتمو�ضع �إل ��ى جانب‬ ‫�آب ��ار النف ��ط العراقية ف ��ي كرد�ست ��ان‪ ،‬وا�ستق ّر‬ ‫بع�ضها في بغ ��داد حيث فر�ص التجارة مفتوحة‬ ‫على م�صراعيها ف ��ي �سوق تت�ألف من ‪ 33‬مليون‬ ‫ن�سم ��ة بدخل فردي يق� �دّر بنح ��و ‪� 5‬آالف دوالر‬ ‫�سنوي ًا في القط ��اع الخا�ص و‪� 10‬آالف دوالر في‬ ‫القط ��اع العام‪ ،‬وبدخ ��ل قومي يزي ��د على ‪170‬‬ ‫ملي ��ار دوالر �سنوي� � ًا‪ .‬كما �أن الع ��راق بلد نفطي‬ ‫ينت ��ج حالي ًا ‪ 3.3‬ماليين برمي ��ل يومي ًا وي�ستعد‬ ‫خ�ل�ال ال�سنوات المقبلة لزي ��ادة �إنتاجه ليبلغ ‪6‬‬ ‫ماليين برميل في عام ‪.2020‬‬ ‫االنت�شار في العراق لم يقت�صر على الم�صارف‪.‬‬ ‫فمنذ �إنهيار النظام ال�سابق‪ ،‬عمدت مجموعات‬ ‫تجاري ��ة و�صناعي ��ة و�سياحي ��ة عدة �إل ��ى �إعادة‬

‫وزير ال�سياحة اللبناني فادي عبود‬

‫اكت�ش ��اف ه ��ذه ال�س ��وق واال�ستثمار ف ��ي ت�شييد‬ ‫فنادق و�إن�شاء م�صان ��ع‪� ،‬أبرزها م�صنع لعبوات‬ ‫الغ ��از‪ ...‬فيما �أ�صبح الع ��راق مق�صد ًا لزيارات‬ ‫المقام ��ات الديني ��ة ال�شيعية‪ .‬وبه ��ذه الخلفية‪،‬‬ ‫كان ��ت هن ��اك ‪ 14‬رحلة يومي ًا �إل ��ى بع�ض المدن‬ ‫العراقي ��ة‪ ،‬لكن "الطلب في ه ��ذه ال�سوق مرتفع‬ ‫ف ��ي كل الأوقات‪ ،‬وال �سيما خالل فترات الزيارة‬ ‫�إلى الأماكن الديني ��ة‪ ،‬وبالتالي ف�إن زيادة عدد‬ ‫الرح�ل�ات �سيك ��ون مجدي ًا" يق ��ول رئي�س نقابة‬ ‫�أ�صح ��اب مكات ��ب ال�سياح ��ة وال�سفر ف ��ي لبنان‬ ‫جان عبود‪.‬‬ ‫عل ��ى هذا الأ�سا�س‪ ،‬يبدو وج ��ود وزارة ال�سياحة‬ ‫العن�ص ��ر الأب ��رز �ضم ��ن الوف ��د ال ��وزاري‪.‬‬ ‫فالعراقي ��ون يم ّثل ��ون الي ��وم ‪ %26‬م ��ن ال ��زوار‬ ‫العرب (وفق �إح�ص ��اءات وزارة ال�سياحة ل�شهر‬ ‫كان ��ون الثاني (يناير) ‪" )2013‬وهم ي�أتون �إلى‬ ‫لبن ��ان بهدف اال�ست�شفاء والتعلي ��م‪ .‬وقد اتفقنا‬ ‫م ��ع العراق على زيادة ع ��دد الرحالت اليومية‪،‬‬ ‫�سواء من �شركة طيران ال�شرق الأو�سط "ميدل‬ ‫�إي�ست" �أو من �شركة الطيران العراقية‪ ،‬بمعدل‬ ‫‪ 14‬رحل ��ة �إ�ضافي ��ة تذهب �إلى ‪ 4‬م ��دن �أ�سا�سية‬ ‫هي‪� :‬أربيل‪ ،‬بغ ��داد‪ ،‬الب�صرة والنجف" على ما‬ ‫ي�ؤكد وزير ال�سياحة فادي عبود‪.‬‬ ‫وت�أتي �أهمية تحفي ��ز ال�سياحة العراقية في ظ ّل‬ ‫مقاطع ��ة خليجية تر�سم ح ��دود ًا �ض ّيقة للرعايا‬ ‫الخليجيي ��ن الراغبين في زي ��ارة لبنان بحالته‬ ‫الأمني ��ة‪ ،‬علم ًا ب�أن لبنان يظه ��ر‪ ،‬على ال�صعيد‬ ‫الأمني‪ ،‬حالة عادية لدى الرعايا العراقيين‪.‬‬

‫مليار دوالر �أميركي قيمة الهدر الم�س��� ّجل في‬ ‫الفاتورة ال�ص���حية ف���ي لبنان في الع���ام ‪،2012‬‬ ‫وفقا ً للتقديرات التي تح ّدث عنها النائب ال�سابق‬ ‫ا�سماعيل �س���كرية‪ .‬و�أو�ض���ح � ّأن الفاتورة ال�صحية‬ ‫الإجمالي���ة قارب���ت ‪ 2.4‬ملي���اري دوالر في العام‬ ‫الما�ض���ي "ال يقل اله���در فيها عن ملي���ار دوالر"‪.‬‬ ‫وبر�أيه ف� ّإن هذا �سبب �أ�سا�س لعدم تحويل منا�سبة‬ ‫"مجرد مظاهر‬ ‫مثل "ي���وم المري�ض العالمي" �إل���ى‬ ‫ّ‬ ‫فولكلوري���ة"‪ .‬ودع���ا جمي���ع الأط���راف المعنية �إلى‬ ‫ّ‬ ‫يخ�ص الكلفة‬ ‫"العودة �إلى �شيء من ال�ضمير في ما‬ ‫ّ‬ ‫المفرو�ضة على المر�ضى" في ظلّ غياب الرقابة‪.‬‬ ‫"ح���وار الحكوم���ة والهيئ���ات تقطي���ع وقت"‬ ‫الكالم لرئي�س االتحاد الع���ام لنقابات عمال لبنان‬ ‫م���ارون الخولي‪ ،‬الذي قال في بيان � ّإن "ما ُي�س���مى‬ ‫الح���وار بي���ن الحكوم���ة والهيئ���ات االقت�ص���ادية‬ ‫َ‬ ‫واالتح���اد العمال���ي هدف���ه التعمي���ة ع���ن الواق���ع‬ ‫المتردي للإقت�ص���اد‪ ،‬الناتج من �سيا�س���ة الحكومة‬ ‫المتعثرة"‪.‬‬ ‫‪ 364‬ملي���ون دوالر حج���م قط���اع تكنولوجيا‬ ‫المعلوم���ات ف���ي لبن���ان ف���ي ع���ام ‪ ،2013‬وفقا ً‬ ‫لتوقّ ع���ات �ش���ركة “‪Business Monitor‬‬ ‫‪ ،”International‬م���ا ُيمثّ���ل ارتفاع���ا ً بن�س���بة‬ ‫‪ %6.8‬مقارنة بالعام الما�ض���ي‪ .‬وتتوقّ ع ال�ش���ركة‬ ‫�أن ي�س���تفيد القطاع من �إ�س���تثمارات جديدة على‬ ‫تح�س���نا ً مهما ً جداً‬ ‫�ص���عيد البنى التحتية‪ ،‬ما يحقق ّ‬ ‫في مجال الإنترنت ال�س���ريع عبر الحزمة العري�ضة‪،‬‬ ‫�سمته "المبادرات" لتطوير المنطقة الرقمية‬ ‫ومما ّ‬ ‫في جنوبي المتو�س���ط‪ .‬وبر�أيه���ا‪ّ � ،‬إن القطاع ُيمكن‬ ‫�أن ينمو بمع ّدل �س���نوي مركّ ب يبلغ ‪ %12‬ح ّتى عام‬ ‫لي�صبح حجمه ‪ 571‬مليون دوالر‪.‬‬ ‫‪ُ ،2017‬‬ ‫لفت وزير ال�ص���ناعة فريج �ص���ابونجيان الى‬ ‫ان البرنام���ج الوطن���ي للتعاون بي���ن منظمة الأمم‬ ‫المتح���دة للتنمية ال�ص���ناعية "يونيدو" ولبنان في‬ ‫الفت���رة الممت���دة حت���ى ‪" ،2014‬و�ض���ع بالتعاون‬ ‫الوثي���ق بي���ن المنظم���ة ووزارة ال�ص���ناعة وجهات‬ ‫�أخ���رى‪� ،‬آخ���ذاً ف���ي االعتب���ار الأولوي���ات والحاجات‬ ‫والمتطلبات التي تحتاج اليها ال�صناعة في الوقت‬ ‫الراهن"‪.‬‬ ‫والح���ظ ان البرنامج يرتكز على تعاون طويل الأمد‬ ‫و�ش���راكة قائمة بين الـ"يونيدو" والقطاعين العام‬ ‫والخا����ص‪ ،‬في �س���ياق ا�س���تراتيجية �ش���املة لبناء‬ ‫الق���درات المحلية‪ ،‬ونقل الخبرات‪ ،‬وح�س���ن تطبيق‬ ‫التوجه���ات والأدوات التقني���ة واالدارية ومنهجية‬ ‫ّ‬ ‫العم���ل لتحقيق تناف�س���ية على �أعلى الم�س���تويات‬ ‫في القطاع ال�ص���ناعي‪ .‬وامل في زي���ادة االنتاجية‬ ‫في الأ�سواق العالمية‪.‬‬

‫‪Issue 6 - Mars - 2013‬‬

‫‪9‬‬


‫�ش�ؤون لبنانية‬ ‫ولنا كلمة‬

‫زراعة‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫الدولة الأ�سيرة‬

‫تراجع لبنان في "تقرير التناف�سية‬ ‫العالمية" �إلى المركز ‪91‬‬

‫في بع�ض البلدان يعتبر الخطف جريمة ت�ساوي القتل من حيث العقوبة‪ ،‬ولكن في‬ ‫لبنان يبدو �أن ال�سلطات تنظر �إليه على �أنه لي�س �أكثر من مجرد �إزعاج‪.‬‬ ‫ف ��ي �أواخ ��ر ال�شه ��ر الفائ ��ت ت ��م الك�شف ع ��ن تقري ��ر‪ ،‬و�ضعته ق ��وى الأم ��ن الداخلي‬ ‫والجي� ��ش والأم ��ن الع ��ام‪ ،‬ي�ض ��ع م�س�ؤولي ��ة معظم عملي ��ات الخطف الت ��ي جرت في‬ ‫البالد �أخيرا" على حفنة من الع�صابات‪ ،‬م�شيرا" �إلى �أن هناك �أ�سماء ‪ 37‬من �أع�ضاء‬ ‫هذه المجموعات باتت معروفة‪.‬‬ ‫خ�ل�ال الح ��رب الأهلي ��ة‪ ،‬كانت عملي ��ات الخطف �أم ��را" �شائعا"‪ ،‬ولك ��ن كان هذا في‬ ‫وق ��ت ل ��م تكن هن ��اك حكوم ��ة مركزية وال ق ��وات �أمن‪ ،‬وكان ��ت البالد ت ��دار من قبل‬ ‫الميلي�شيات‪ .‬وقد ُنفذت عمليات الخطف �إلى حد كبير لأ�سباب �سيا�سية‪.‬‬ ‫عل ��ى م ��دى العامي ��ن الما�ضيي ��ن‪� ،‬أدّى تجدد عملي ��ات الخطف الى عودة �أح ��د �أ�سو�أ‬ ‫كوابي� ��س فترة الحرب‪ .‬على الرغ ��م من �أن عمليات الخطف كانت ت�ستهدف العبين‬ ‫�سيا�سيين‪ ،‬اليوم يبدو �أن ال �أحد في م�أمن‪ ،‬وي�سود �شعور عام بالخوف‪.‬‬ ‫�أح ��دث �إختط ��اف ل�صبي عم ��ره ‪ 12‬عاما" في بي ��روت‪ ،‬الذي �أعيد بعدم ��ا دفع والده‬ ‫فدية مالية (‪� 137‬ألف دوالر)‪� ،‬أظهر مرة �أخرى �أن ال �أحد في م�أمن‪ .‬رجال ون�ساء‪،‬‬ ‫كب ��ار ال�س ��ن و�أطف ��ال؛ لبناني ��ون و�أجانب؛ رج ��ال �أعمال وعمال مهاج ��رون ‪ -‬ال يه ّم‬ ‫من �أنت‪.‬‬ ‫�أ�صبح ��ت ه ��ذه الظاهرة‪ ،‬التي تغ ّذي �أجواء من �إنع ��دام الأمن واله�شا�شة في البالد‪،‬‬ ‫تج ��ارة مربح ��ة‪ ،‬والجن ��اة ب�شكل وا�ض ��ح ال يخافون من العق ��اب‪ ،‬ويعملون ويقدمون‬ ‫على فعلتهم في جر�أة‪.‬‬ ‫ويبرز التقرير �أي�ضا" �أن بع�ض الع�صابات الم�شاركة المعروفة له فروع في ال�ضاحية‬ ‫الجنوبي ��ة لبيروت‪ .‬لذا فمن ال�ض ��روري �أن يتحدث حزب اهلل وحركة �أمل عن هذا‪.‬‬ ‫ولئ ��ن عقدت و�ساطات عدة في الما�ضي تحت رعايتهما‪ ،‬يرجح بع�ض المراقبين �أن‬ ‫تكون الع�صابات على درجة من المعرفة ببع�ض الم�س�ؤولين فيهما‪.‬‬ ‫لذل ��ك ف�إن ��ه م ��ن ال�ض ��روري لجمي ��ع الف�صائ ��ل ال�سيا�سي ��ة رف ��ع الغط ��اء ع ��ن ه ��ذه‬ ‫الع�صابات من �أجل �أن ت�ستطيع ال�سلطات تخلي�ص المجتمع من �شرها‪.‬‬ ‫يب ��دو �أي�ض ��ا" �أن هناك حقيقة ال مف ّر منه ��ا وهي �أن �أولئك الذين هم في المنا�صب‬ ‫مف�صلة عن مرتكبي هذه الجرائم الدنيئة‪،‬‬ ‫العليا الحكومية كانت لديهم معلومات ّ‬ ‫عل ��ى م ��ا يب ��دو بالتواط�ؤ حتى مع الجناة‪ .‬هذا النوع من الف�س ��اد هو �آخر م�ؤ�شر الى‬ ‫و�ص ��ف لبن ��ان ب�أن ��ه دول ��ة فا�شل ��ة‪ .‬الواقع �سيك ��ون هناك تفه ��م لو لم تك ��ن الحكومة‬ ‫تمل ��ك الم ��وارد الالزم ��ة للتحقيق في مثل ه ��ذه الجرائم‪ ،‬ولك ��ن بح�صولها عل كل‬ ‫المعلومات والمعرفة‪ ،‬وتجل�س مكتوفة الأيدي‪ ،‬فهذا �شيء ال يو�صف وال ي�صدّق‪.‬‬ ‫ه ��ذا "الع ��دم �إحترام" لحي ��اة المواطنين ف ��ي البالد يتحدث "مجل ��دات" عن حالة‬ ‫الحكوم ��ة الي ��وم‪� .‬إذا ُ�سمح لهذه الجرائ ��م �أن تتوا�صل‪ ،‬ولم تتو�ص ��ل القوى الأمنية‬ ‫ال ��ى توقي ��ف �أحد لإخ�ضاعه للم�ساءلة والعقاب‪ ،‬ف�إن ع ��ددا" كبيرا" من المواطنين‬ ‫�سوف يبقى عائ�شا" في قلق على �أمنه وخائفا" على �أفراد �أ�سرته‪.‬‬ ‫�إن ت�ضيي ��ق الخناق على عمليات الخطف هذه لن تكون بالمهمة الي�سيرة وال�سهلة‪.‬‬ ‫ولك ��ن �إذا ل ��م يح ��دث ذل ��ك يمك ��ن �أن يك ��ون الأم ��ر الم�سم ��ار الأخير ف ��ي نع�ش هذه‬ ‫الحكومة‪ ،‬وبالتالي الدولة‪ .‬لذا يتحتم على البرلمان في �أق�سى �سرعة �إدخال �أق�سى‬ ‫القوانين للحد من هذا الوباء‪.‬‬ ‫بيروت ‪� -‬سمير الحلو‬

‫تراج ��ع لبنان في الع ��ام ‪� ،2012‬إلى المركز ‪ 91‬بين ‪144‬‬ ‫دول ��ة‪ ،‬في "تقري ��ر التناف�سي ��ة العالمية" ال ��ذي �أ�صدره‬ ‫"المنتدى االقت�صادي العالمي" �أخيرا"‪ .‬وذلك‪ ،‬ب�سبب‬ ‫ح�صوله على �أدن ��ى النقاط في ما يتعلق بـ"تطوير البنية‬ ‫التحتي ��ة وتوفي ��ر �إ�ستق ��رار الإقت�صاد الكل ��ي‪ ،‬وتح�سين‬ ‫البيئة الم�ؤ�س�سية وت�شجيع االبتكار"‪.‬‬ ‫وح� � ّل لبن ��ان ف ��ي المرك ��ز ‪ 89‬بي ��ن ‪ 142‬دولة ف ��ي العام‬ ‫‪ ،2011‬وف ��ي المرك ��ز ‪ 92‬في العام ‪ 2010‬م ��ن بين ‪139‬‬ ‫بل ��دا"‪ ،‬علما" �أنها كان ��ت المرة الأولى الت ��ي يدرج فيها‬ ‫لبنان �ضمن "تقرير التناف�سية العالمية"‪ ،‬وذلك بموجب‬ ‫�إتف ��اق ال�شراك ��ة بين "المنت ��دى الإقت�ص ��ادي العالمي"‬ ‫ومجموعة "بادر"‪.‬‬ ‫و�أطل ��ق "المنت ��دى" الم�س ��ح ال�سن ��وي لآراء م�س�ؤول ��ي‬ ‫ال�ش ��ركات (‪ )EOS‬ف ��ي لبن ��ان ل�سن ��ة ‪ ،2013‬لل�سن ��ة‬ ‫الرابعة على التوالي بالتعاون مع مجموعة "بادر"‪ ،‬الذي‬ ‫يتم عل ��ى �أ�سا�سه ت�صنيف لبنان �ضمن تقرير التناف�سية‬ ‫العالمية‪.‬‬ ‫ويع ّد الم�سح بمثابة "�ص ��وت مجتمع الأعمال"‪� ،‬إذ ي�شكل‬ ‫عن�صرا" مهما" في التقرير‪ ،‬كونه يوفر العن�صر الرئي�س‬ ‫الذي يجعل منه مقيا�سا" �سنويا" للبيئة االقت�صادية لكل‬ ‫بلد‪ ،‬وقدرته على تحقيق النمو الم�ستدام‪ .‬ويجمع الم�سح‬ ‫معلوم ��ات قيم ��ة عن مجموع ��ة وا�سع ��ة م ��ن المتغيرات‬ ‫بالتع ��اون مع الم�س�ؤولي ��ن في �شركات القط ��اع الخا�ص‪،‬‬ ‫عبر ملء �إ�ستم ��ارة الأ�سئلة ال�سرية‪ ،‬والإدالء من خاللها‬ ‫ب�آرائهم وتقويمهم لمناخ الأعمال‪.‬‬ ‫ور�أى رئي� ��س "ب ��ادر" النائ ��ب روبي ��ر فا�ض ��ل ف ��ي حف ��ل‬ ‫الإط�ل�اق‪� ،‬أ ّن ��ه "م ��ن المه ��م ج ��دا" �أن يتج ��اوب جميع‬ ‫م�س�ؤول ��ي ال�ش ��ركات م ��ع ه ��ذا الم�س ��ح‪ ،‬وينج ��زوا ملء‬ ‫اال�ستم ��ارة‪ ،‬بحي ��ث ن�ضم ��ن �أن تكون البيان ��ات المتعلقة‬ ‫بلبنان في التقرير‪ ،‬دقيقة وموثوقا" بها"‪.‬‬ ‫و�أم ��ل "�أن تكون نتائج لبنان ف ��ي هذا الت�صنيف العالمي‬ ‫المهم‪ ،‬حافزا" للم�س�ؤولين اللبنانيين‪� ،‬سواء في الحكومة‬ ‫�أو ف ��ي مجل�س النواب‪ ،‬على العم ��ل بجدية �أكبر لتح�سين‬ ‫ترتيب لبنان وقدرته التناف�سية"‪ .‬‬ ‫و�أ�ش ��ار �إل ��ى �أن "�شراكتن ��ا م ��ع المنت ��دى الإقت�ص ��ادي‬ ‫العالمي‪ ،‬التي ت�ستمر لل�سنة الرابعة‪� ،‬أتاحت �إدراج لبنان‬ ‫�ضمن ه ��ذا الت�صنيف‪ ،‬لكننا ن�أم ��ل �أال تكتفي ال�سلطتان‬ ‫التنفيذي ��ة والت�شريعي ��ة ب ��دور المتلق ��ي‪ ،‬ب ��ل �أن تب ��ادرا‬ ‫�سريعا" �إلى و�ضع الخط ��ط الق�صيرة والمتو�سطة المدّة‬ ‫لمعالجة �أوجه الخلل‪ ،‬وتنفيذ هذه الخطط"‪.‬‬

‫‪8‬‬

‫العدد ‪� - 6‬آذار (مار�س) ‪٢٠١3 -‬‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫الموجز العربي‬

‫�أميركا تطالب العراق با�ستثناء �شركاتها من قيود‬

‫طالب ��ت "الوكال ��ة الأميركي ��ة للتنمي ��ة" هيئ ��ة‬ ‫اال�ستثم ��ار العراقي ��ة‪ ،‬ب�إ�ص ��دار تعليم ��ات ل� �ـ‬ ‫"ا�ستثن ��اء ال�ش ��ركات الأميركي ��ة الراغب ��ة في‬ ‫اال�ستثمار داخل العراق من الإجراءات المعقدة‬ ‫في الت�سجيل ومنح الأرا�ضي"‪.‬‬ ‫و�ض ّمنت الوكالة هذا الطلب في ورقة عمل رفعها‬ ‫وفد منها �إل ��ى م�س�ؤولين عراقيين‪ ،‬بينهم �أمين‬ ‫بغداد عبد الح�سين المر�شدي‪ ،‬الذي �أو�ضح �أن‬ ‫في الع ��راق "قانون ًا لال�ستثمار ه ��و الأف�ضل في‬ ‫المنطق ��ة‪� ،‬أ ّمن بيئة خ�صبة لل�ش ��ركات العربية‬ ‫والعالمي ��ة للعم ��ل وتنفي ��ذ الم�شاري ��ع ف ��ي كل‬ ‫القطاعات‪ ،‬خ�صو�ص ًا بعد التح�سن واال�ستقرار‬ ‫الكبيري ��ن ف ��ي الو�ض ��ع الأمن ��ي ف ��ي العا�صمة‬ ‫والمدن والمحافظات"‪.‬‬ ‫وكان رئي� ��س الهيئة الوطني ��ة لال�ستثمار �سامي‬

‫الأعرجي �أعلن في لقاء ‪� ،‬أن حجم اال�ستثمارات‬ ‫تج ��اوز ‪ 32‬مليار دوالر منذ الع ��ام ‪ 2009‬وحتى‬ ‫الي ��وم"‪ .‬و�أك ��د �أن معظ ��م ال�ش ��ركات العالمية‬ ‫"تتناف�س للفوز بعقود حكومية �أي تنفيذية"‪.‬‬ ‫و�أو�ضح ��ت ع�ض ��و لجن ��ة الأعم ��ار والخدم ��ات‬ ‫البرلمانية �سهاد العبيدي في ت�صريح �صحافي‪،‬‬ ‫�أن نواب� � ًا كث ��ر ًا "�أ�ش ��اروا �إلى وج ��ود فقرات في‬ ‫ن�صو�ص اتفاقات اقت�صادية عراقية ‪�-‬أميركية‪،‬‬ ‫تمنح ال�ش ��ركات الأميركية ح�ص ��ر ًا ا�ستثناءات‬ ‫كبيرة جد ًا مقارنة بالدول الأخرى"‪ .‬لكن لفتت‬ ‫�إلى �أن العراق "وقع هذه االتفاقات قبل �سنوات‪،‬‬ ‫و�أُرجئ ��ت الم�صادق ��ة عليه ��ا في البرلم ��ان �إلى‬ ‫الدورة الحالية"‪ .‬و�أعلن ��ت �أن الجميع "ي�ؤ ّيدون‬ ‫دخ ��ول اال�ستثم ��ارات لإنعا�ش االقت�ص ��اد‪ ،‬لكن‬ ‫باعتماد الت�أني في منح ا�ستثمارات كبيرة"‪.‬‬

‫عجز الموازنة الم�صرية تجاوز ‪ 5‬في المئة‬ ‫وخ�سائر ال�سياحة ‪ 7‬مليارات دوالر‬ ‫�أعلن وزير التخطيط والتع ��اون الدولي الم�صري‬ ‫�أ�شرف العربي ف ��ي كلمة خالل "معر�ض القاهرة‬ ‫الدولي للكت ��اب"‪� ،‬أن الحكومة تع ��د خطة عاجلة‬ ‫حت ��ى ‪ 30‬حزيران (يوني ��و) المقبل لخف�ض عجز‬ ‫الموازن ��ة ورف ��ع الإحتياط النق ��دي‪ ،‬على رغم �أن‬ ‫ذل ��ك م ��ن م�س�ؤولية البن ��ك المرك ��زي‪ .‬و�أ�ضاف‬ ‫العربي �أن "االتفاق مع �صندوق النقد كان اقترب‬ ‫م ��ن خواتيم ��ه نهاي ��ة كان ��ون الأول (دي�سمب ��ر)‬ ‫الما�ضي‪ ،‬لكنه توقف ب�سبب التعديل في البرنامج‬ ‫الإقت�ص ��ادي‪ ،‬ونح ��ن ننتظ ��ر مج ��يء الوف ��د مرة‬ ‫�أخرى"‪ ،‬م�شي ��ر ًا �إلى �أن خب ��راء �إقت�صاد �أجمعوا‬ ‫على �ض ��رورة �ضخ م�صادر دخل م ��ن الخارج‪ ،‬ما‬ ‫يبرر �أهمية التو�صل �إلى �إتفاق مع �صندوق النقد‪.‬‬ ‫وف ��ي �ض ��وء ان�شغ ��ال الكثيري ��ن �أخي ��ر ًا بمتابع ��ة‬ ‫الأو�ض ��اع ال�سيا�سية والت�صاع ��د الم�ستمر لوتيرة‬ ‫العنف‪ ،‬قد يكون بع�ضهم ن�سي الو�ضع االقت�صادي‬ ‫''ال�صع� �ب' الذي تعي�شه البالد‪ ،‬وال ��ذي �أكد خبراء‬ ‫�أن ��ه �أظه ��ر الوج ��ه االجتماعي للث ��ورة حين خرج‬ ‫معظ ��م الم�صريين للمطالب ��ة بحقوقهم في لقمة‬ ‫العي�ش والعدالة االجتماعية ثم الحرية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ودفع ��ت �صعوب ��ة الو�ض ��ع االقت�ص ��ادي كث ��را �إلى‬

‫وزير التخطيط والتعاون الدولي الم�صري �أ�شرف العربي‬

‫الت�س ��ا�ؤل عن �أث ��ر الأحداث الت ��ي �شهدتها البالد‬ ‫�أخير ًا على كل القطاعات والمجاالت ومفاو�ضات‬ ‫قر�ض �صندوق النقد‪ .‬و�أعلنت وزارة المال �أخير ًا‬ ‫ف ��ي تقري ��ر �شهري ارتف ��اع عجز الموازن ��ة الكلي‬ ‫نحو‪ 5.1‬ف ��ي المئة خ�ل�ال تموز (يولي ��و) و�أيلول‬ ‫(�سبتمب ��ر) الما�ضيين من الع ��ام المالي الحالي‬ ‫�إلى نح ��و ‪ 91.5‬مليار جنيه (‪ 13.6‬مليار دوالر)‬ ‫في مقابل ‪ 73.5‬مليار في الموازنة ال�سابقة‪ ،‬كما‬ ‫ارتفع ��ت ن�سبة الدي ��ن المحلي لأجه ��زة الموازنة‬ ‫نح ��و ‪ 69.7‬في المئة �إل ��ى ‪ 1.238‬تريليون جنيه‬ ‫في مقابل ‪ 1.091‬تريليون‪.‬‬

‫‪ 1400‬م�صنع هو عدد الم�صانع التي ُ‬ ‫�شحنت‬ ‫م���ن محافظة حل���ب في �س���وريا �إلى خ���ارج البالد‪.‬‬ ‫هذا الأمر بد�أ يح�ص���ل مع ارتف���اع وتيرة العنف في‬ ‫�سوريا‪ ،‬وال �سيما في المحافظة المذكورة‪ .‬وبح�سب‬ ‫م�ص���ادر متابعة ف���ي لبنان‪ ،‬ف�إن الع���دد الأكبر من‬ ‫الم�صانع الم�ش���حونة هو م�صانع ن�سيج تتراوح بين‬ ‫المتو�س���طة والكبيرة‪� .‬إال �أنه حتى الآن لي�س �أكيداً‬ ‫مما �إذا كانت عمليات �ش���حن الم�ص���انع جرت على‬ ‫�أيدي �أ�صحابها لإعادة فتحها خارج �سوريا‪� ،‬أو �أنها‬ ‫وه ّربت �إلى الخارج‪.‬‬ ‫�سرقت ُ‬ ‫ُ‬ ‫ح�س���ب تقري���ر "نظ���رة جدي���دة ال���ى النم���و‬ ‫االقت�صادي‪ :‬نحو مجتمعات عربية منتجة و�شاملة"‬ ‫الذي �أ�ص���دره برنام���ج الأم���م الم ّتح���دة الإنمائي‪،‬‬ ‫بالتعاون مع منظمة العمل الدولية ‪ -‬وهما تابعان‬ ‫للأمم الم ّتحدة ‪ -‬تحتاج ال���دول العربية في عملية‬ ‫بن���اء م�س���ار �أكثر �ش���مولية وا�س���تدامة نح���و النمو‬ ‫االقت�صادي �إلى تعزيز �سيا�سات االقت�صاد الكلي‬ ‫لتح�س���ين الأرب���اح الإنتاجي���ة وزيادة الأج���ور و�إلى‬ ‫التوا�ص���ل والحوار االجتماعي و�إلى تعزيز الحماية‬ ‫االجتماعية التي ت�ض���من الأمن على م�ستوى الدخل‬ ‫والتوظيف‪ .‬كما يدعو �إلى تح�س���ين الو�ص���ول �إلى‬ ‫تعليم ذي نوعي���ة عالية واحت���رام الحرية النقابية‬ ‫وتعزيز الحكم الر�شيد‪.‬‬ ‫‪ 26.7‬مليار دوالر الم�ستوى الذي قد ُي�س ّجله‬ ‫عجز الموازنة الم�ص���رية في الع���ام المالي ‪2012‬‬ ‫– ‪ ،2013‬م���ا ي���وازي ‪ 180‬مليار جنيه م�ص���ري‪،‬‬ ‫وفقا ً لم���ا �أعلنه وزير التخطي���ط والتعاون الدولي‬ ‫ويمثّل هذا العجز حوالى‬ ‫الم�صري �أ�ش���رف العربي‪ُ .‬‬ ‫‪ %10‬من الناتج المحلي الإجمالي لأكبر دولة عربية‬ ‫لناحي���ة ع���دد ال�س���كان‪ .‬و�أو�ض���ح العرب���ي � ّأن عجز‬ ‫الموازنة بلغ ‪ 91.5‬مليار جنيه في نهاية الن�ص���ف‬ ‫الأ ّول من العام المالي المذكور‪ .‬ويتوقّ ع �ص���ندوق‬ ‫النق���د الدول���ي �أن يمثل العج���ز ‪ %8.8‬من الناتج‬ ‫هذا العام و�أن ينمو االقت�صاد بن�سبة ‪.%3.03‬‬ ‫�أعل���ن م�ص���در اقت�ص���ادي �أردن���ي مطّ ل���ع عن‬ ‫م�ش���اريع كبيرة �س���تنفذ ف���ي مدين���ة العقبة خالل‬ ‫الأ�ش���هر المقبلة‪ ،‬من خالل ا�س���تثمارات �أميركية ‪-‬‬ ‫�أردنية ت�ص���ل �إلى مليار دوالر‪ ،‬م�شيراً �إلى م�شروع‬ ‫�ضخم لإن�شاء �أكبر مدينة ترفيهية‪.‬‬ ‫ولفت �إلى �أن "الم�شروع �سينقل العقبة �إلى مق�صد‬ ‫�س���ياحي عالمي و�س���يكون الأ�ض���خم في العالم"‪،‬‬ ‫و�إلى �أن المخططات الأولية للم�شروع باتت جاهزة‪،‬‬ ‫و�أن "المدينة الترفيهية تعتمد على تقنيات تدخل‬ ‫زائريه���ا الى �أزمن���ة و�أمكنة مختلف���ة في الكواكب‬ ‫والف�ضاء والبحار"‪.‬‬

‫‪Issue 6 - Mars - 2013‬‬

‫‪11‬‬


‫�ش�ؤون عربية‬ ‫الموقف العربي‬

‫زراعة‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫�أزمة المياه و�صفة لكارثة‬

‫اليابان تعقد اتفاق ًا مع العراق‬ ‫لحماية ا�ستثماراتها فيه‬

‫�إكت�شاف وكالة "نا�سا" الأخير ب�أن نهري دجلة والفرات‪ ،‬على‬ ‫مدى ال�سنوات ال�سبع الما�ضية‪ ،‬فقدا الكثير من الماء بقدر‬ ‫م ��ا هو وارد ف ��ي البحر الميت هو �صدمة ودعوة للإ�ستيقاظ‬ ‫بالن�سب ��ة الى المنطق ��ة‪ .‬وقد و�صفت الوكالة ه ��ذه الخ�سارة‬ ‫ب�أنها واحدة من �أكبر خ�سائر المياه العذبة في العالم‪.‬‬ ‫كان الع ��راق منذ �أمد طويل معروف ��ا" �أنه واحد من البلدان‬ ‫القليل ��ة ف ��ي ال�ش ��رق الأو�س ��ط الغني ��ة بالم ��وارد المائي ��ة في‬ ‫منطقة قاحلة �إلى حد كبير‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن معظ ��م الخب ��راء يتفق ��ون عل ��ى �أن الخ�سائ ��ر ف ��ي‬ ‫المي ��اه م ��ن المرج ��ح �أن ت�سه ��م ف ��ي ع ��دم الإ�ستق ��رار ف ��ي‬ ‫المنطق ��ة عل ��ى الم ��دى الطويل‪ ،‬كم ��ا �أنها ت�ؤثر عل ��ى �سوريا‬ ‫وتركي ��ا و�إيران �أي�ضا"‪ .‬وقد �أثبتت العق ��ود القليلة الما�ضية‬ ‫بالفع ��ل �أن دول المنطقة على �إ�ستعداد للدخول في مواجهة‬ ‫بالن�سب ��ة الى الم�سائل المت�صل ��ة بالمياه‪ .‬لقد لعبت المياه‪،‬‬ ‫�إن ل ��م يكن مبا�ش ��رة‪ ،‬دورا" في الأزم ��ة ال�سورية التركية في‬ ‫�أواخ ��ر الت�سعينات‪ ،‬وعن�صر كبير م ��ن الإحتالل الإ�سرائيلي‬ ‫لفل�سطي ��ن قائم عل ��ى الأمن المائي ‪ -‬ناهي ��ك عن �صراع تل‬ ‫�أبيب الجاري حول المياه مع لبنان‪.‬‬ ‫�أن �أزم ��ة المي ��اه �س ��وف تك ��ون له ��ا تداعي ��ات م�ضاعف ��ة‪ ،‬حيث‬ ‫�ست�ؤثر على ال�صناعة والزراعة والإمدادات الغذائية‪ .‬بطبيعة‬ ‫الح ��ال‪ ،‬ال ��دول في هذه المنطق ��ة حاولت دائم ��ا" الإ�ستيالء‬ ‫عل ��ى �أكب ��ر ح�صة ممكن ��ة من المي ��اه‪ ،‬ولكن قد يك ��ون الوقت‬ ‫حان ليدرك الجميع �أن مثل هذه الأزمة ال تعرف حدودا"‪.‬‬ ‫ربما ينبغي على هذه الدول �أن تنظر الى دول الخليج العربي‬ ‫كمث ��ال عل ��ى كي ��ف �سيب ��دو م�ستقبله ��م �إذا ل ��م يت ��م ال�سيطرة‬ ‫ال�سريعة على هذه الخ�سارة المائية وتعوي�ضها‪ .‬دول الخليج‪،‬‬ ‫"المباركة" بموارد الطاقة وقلة ال�سكان‪ ،‬ت�ستطيع �أن ت�شارك‬ ‫ف ��ي عملي ��ة مكلف ��ة لتحلي ��ة المي ��اه‪ .‬غي ��ر ق ��ادرة عل ��ى زراعة‬ ‫المحا�صي ��ل الغذائية الخا�ص ��ة بها‪ ،‬فانها �إعتم ��دت �إعتمادا"‬ ‫كبي ��را" عل ��ى ال ��واردات الغذائي ��ة الت ��ي ه ��ي عر�ض ��ة لتقلبات‬ ‫الأ�سع ��ار العالمي ��ة‪ ،‬ف�ضال" عن �شراء الأرا�ض ��ي الزراعية في‬ ‫البلدان الأجنبية‪ .‬ولئن كانت هذه هي كماليات‪ ،‬فهي �أي�ضا"‬ ‫محفوف ��ة بالمخاطر‪ ،‬وربما ال تك ��ون متاحة لغيرها من دول‬ ‫ال�شرق الأو�سط عندما تجف �أنهارها‪.‬‬ ‫م ��ا ل ��م تب ��د�أ ه ��ذه ال ��دول ف ��ي و�ض ��ع قواني ��ن �صارم ��ة عل ��ى‬ ‫الم�ست ��وى الأعل ��ى للدول ��ة‪ ،‬الت ��ي ت�ضم ��ن م�صال ��ح جمي ��ع‬ ‫المعنيي ��ن‪ ،‬يمكن �أن يكون الأمر و�صفة �أكيدة على �أن المياه‬ ‫�س ��وف ت�صب ��ح م�ص ��درا" �آخ ��ر لل�ص ��راع العني ��ف ف ��ي ال�ش ��رق‬ ‫الأو�سط‪.‬‬ ‫لندن ‪� -‬سامي الخراط‬

‫�صادقت الحكومة العراقية‬ ‫عل ��ى م�شروع اتف ��اق ثنائي‬ ‫لحماي ��ة ا�ستثم ��ارات‬ ‫ال�ش ��ركات الياباني ��ة ف ��ي‬ ‫الع ��راق‪ .‬و�أك ��د م�صدر في‬ ‫الأمان ��ة العام ��ة لمجل� ��س‬ ‫ال ��وزراء �أن "المجل�س قرر‬ ‫خ�ل�ال جل�ست ��ه الأخي ��رة‬ ‫الموافق ��ة على م�ش ��روع قانون لت�صديق اتف ��اق ي�شجع اال�ستثم ��ار ويحميه‪ ،‬بين‬ ‫الحكومة العراقية وحكومة اليابان‪ ،‬و�إحالته على مجل�س النواب"‪.‬‬ ‫ولف ��ت �إلى �أن "هذا االتفاق كفيل بدعم العالق ��ات االقت�صادية وتعزيز التعاون‬ ‫االقت�صادي مع الياب ��ان وت�شجيع اال�ستثمارات وحمايته ��ا‪ ،‬كما قررت الحكومة‬ ‫تخوي ��ل رئي� ��س الهيئ ��ة الوطني ��ة لال�ستثم ��ار �صالحي ��ة التفاو�ض وتنفي ��ذ بنود‬ ‫االتفاق"‪ .‬و�أ�شار �إلى �أن االتفاق ن�ص على حماية اال�ستثمارات وعائداتها وعدم‬ ‫م�صادرته ��ا �أو ت�أميمها ف ��ي �شكل مبا�شر �أو غير مبا�شر‪ ،‬كم ��ا ال يجوز �إعاقة �أو‬ ‫تعطيل عملية الإدارة �أو ال�صيانة �أو اال�ستخدام �أو التمتع با�ستثمارات م�ستثمري‬ ‫الدول ��ة المتعاق ��دة �أو الت�صرف بها ف ��ي �أرا�ضيها من خالل �إج ��راءات تع�سفية‬ ‫�أو تمييزي ��ة‪ .‬ون� ��ص �أي�ض ًا على ع ��دم �إخ�ضاع اال�ستثم ��ارات �أو الم�ستثمرين �إلى‬ ‫معامل ��ة تختلف عن الدول الأخرى من ناحية الأف�ضلي ��ة‪ ،‬وتعهد ب�ضمان تحويل‬ ‫�أم ��وال اال�ستثم ��ارات م ��ن دون قيد �أو �ش ��رط وخ�صو�ص ًا في ما يتعل ��ق بالمبالغ‬ ‫الرئي�س ��ة والإ�ضافية الالزم ��ة لديمومة �أو زيادة اال�ستثم ��ار والعائدات وت�سديد‬ ‫القرو�ض والعائد المالي الناتج من ت�صفية �أو بيع اال�ستثمار �أو جزء منه‪.‬‬ ‫و�سيعتبر االتفاق نافذ ًا بغ�ض النظر عن حجم التمثيل الديبلوما�سي �أو العالقات‬ ‫الديبلوما�سية �أو وجود قن�صلية بين البلدين‪ .‬و�سيبقى �ساري المفعول لـ‪� 10‬سنين‬ ‫ما لم يقرر �أحد الطرفين �إنهاءه خالل مدة ال تزيد على �سنة واحدة قبل انتهاء‬ ‫العم ��ل به‪ .‬و�أكدت ع�ضو اللجنة االقت�صادي ��ة النيابية نورة ال�سالم البجاري في‬ ‫ت�صريح ‪� ،‬أن "هذا االتفاق �سيكون الثالث من نوعه في حال �صادق عليه مجل�س‬ ‫النواب‪ ،‬ف�سبق �أن وقع اتفاق ًا م�شابه ًا مع الواليات المتحدة وفرن�سا"‪ .‬و�أ�ضافت �أن‬ ‫"الدول لج�أت �إلى هذا الأ�سلوب من التعامالت االقت�صادية المتعلقة باال�ستثمار‬ ‫بعدم ��ا لم�ست �ضعف ًا في البيئ ��ة اال�ستثمارية للعراق ب�سب ��ب الأزمات ال�سيا�سية‬ ‫وال�صراعات‪ ،‬ولحماية ا�ستثماراتها بعد الت�صريحات ال�سيا�سية حول �صياغة �أو‬ ‫ُ�سب ��ل التعاطي مع ال�شركات‪ ،‬والجميع �شهد كي ��ف تعامل بع�ض الكتل ال�سيا�سية‬ ‫مع ت�صريحات رئي�س الحكومة التركية‪ ،‬فب�ضعهم يطالب بغلق ال�سفارة التركية‬ ‫و�آخري ��ن يدعون �إلى طرد �شركات"‪ .‬و�شدّدت على �أن ا�ستمرار الكتل ال�سيا�سية‬ ‫بالتدخل في ال�ش�أن اال�ستثماري الخارجي �سيترتب عليه نتائج �سلبية‪.‬‬ ‫وقدم ��ت اليابان قر�ض ًا للع ��راق قيمته �أربعة مليارات دوالر ا�ستلم �أكثر من ثلثيه‬ ‫ُ‬ ‫وخ�ص� ��ص للتنمي ��ة االقت�صادي ��ة وم�شاريع تتعل ��ق ب�إنعا�ش الطبق ��ات الفقيرة‪.‬‬ ‫ونجح ��ت ال�شركات اليابانية ف ��ي الدخول بقوة �إلى ال�س ��وق العراقية عبر الفوز‬ ‫بالكثير من �أبرز العقود الحكومية الخا�صة ببناء المجمعات ال�سكنية‪ ،‬وم�شاريع‬ ‫الطاقة الكهربائية وتطوير حقول النفط ‪.‬‬

‫‪10‬‬

‫العدد ‪� - 6‬آذار (مار�س) ‪٢٠١3 -‬‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫مداخيل ال�سياحة ال تكفي لإنقاذ قرى مغربية من الفقر‬ ‫تغطي ثلوج ال�شتاء الكثيفة م�ساحات �شا�سعة من‬ ‫غابات الأرز وال�صنوبر فوق قمم جبال الأطل�س‬ ‫المتو�سط في �إقليم افران‪ ،‬الذي يجذب في هذه‬ ‫الفترة من ال�سن ��ة الآالف من ال�سياح الراغبين‬ ‫في ممار�سة الريا�ضات ال�شتوية‪.‬‬ ‫لكن ت�أمين الغ ��ذاء الكافي و�سبل مقاومة البرد‬ ‫القار� ��س ت�ش� � ّكل تحدي� � ًا كبي ��ر ًا بالن�سب ��ة ال ��ى‬ ‫الفقراء من �سكان القرى المجاورة‪ .‬فالقوانين‬ ‫المعتم ��دة في الإقلي ��م ت�ضع �ضواب ��ط مت�شددة‬ ‫في البن ��اء للحفاظ على جمالي ��ة المدينة التي‬ ‫ي�سكنها نحو ‪� 15‬ألف ًا‪.‬‬ ‫ويعتق ��د محاف ��ظ الإقلي ��م جل ��ول �صم�صم‪ ،‬في‬ ‫ت�صري ��ح �صحافي‪� ،‬أن "جامع ��ة الأخوين" التي‬ ‫�أقيم ��ت ف ��ي نهاي ��ة ت�سعين ��ات الق ��رن الما�ضي‬ ‫لتك ��ون ن�سخ ��ة عربي ��ة م ��ن منتج ��ع "دافو�س"‬ ‫ال�سوي�سري‪� ،‬أ�ضفت على افران طابع ًا �أكاديمي ًا‬ ‫ودولي� � ًا‪ ،‬وجعل ��ت المدين ��ة تحظ ��ى با�ست�ضافة‬ ‫م�ؤتمرات عالمية‪.‬‬ ‫و�ساهم ��ت الطبيع ��ة وال�سياح ��ة ف ��ي ج ��ذب‬ ‫ا�ستثم ��ارات مهمة �إل ��ى الإقلي ��م باعتباره ي�ضم‬ ‫�أكث ��ر الغاب ��ات كثافة في �شم ��ال �إفريقيا‪ ،‬حيث‬ ‫تغطي الأ�شجار المثمرة ثلث الم�ساحة المقدرة‬ ‫بنح ��و ‪� 330‬ألف هكت ��ار‪ .‬ويتميز الإقلي ��م �أي�ضا‬ ‫بوفرة المي ��اه العذبة ما �شجع �ش ��ركات مغربية‬ ‫ودولية على اال�ستثمار في تعبئة المياه المعدنية‬ ‫وت�سويقها‪.‬‬ ‫يذك ��ر �أن �إف ��ران ُ�شي ��دت في ثالثين ��ات القرن‬

‫الما�ض ��ي م ��ن مهند�سين فرن�سيي ��ن‪ ،‬وحافظت‬ ‫على تراثها باعتبارها منتجع ًا لل�سياح والأثرياء‬ ‫ومكان� � ًا لله ��دوء واال�ست�شفاء‪ ،‬ي�شه ��د عليه �أ�سد‬ ‫�صخري �ضخم �أقيم قب ��ل ‪ 70‬عام ًا وين�سب �إليه‬ ‫ا�سم "�أ�سود �أطل�س"‪.‬‬ ‫لك ��ن الإقلي ��م عل ��ى رغ ��م مظاه ��ره الباذخ ��ة‪،‬‬ ‫يخف ��ي م�شاكل فئات فقي ��رة ومه ّم�شة تعي�ش في‬ ‫�سف ��وح الجبال �أو ف ��ي البل ��دات المنت�شرة على‬ ‫طول �سل�سل ��ة جبال �أطل�س‪ ،‬التي تعتبر الم�صدر‬ ‫الأ�سا� ��س لل ��ري والمي ��اه ف ��ي و�س ��ط المغ ��رب‪.‬‬ ‫وي�ض ��م الإقلي ��م نحو ‪ 60‬ف ��ي المئة م ��ن �سكان‬ ‫الجب ��ال القرويين‪ ،‬ويقل الدخ ��ل الفردي بنحو‬ ‫‪ 50‬ف ��ي المئة ع ��ن مثيله ف ��ي الم ��دن الأخرى‪،‬‬ ‫وتمثل الطبيع ��ة �أهم الموارد م ��ن خ�شب ورعي‬ ‫ومي ��اه لكنها لي�ست كافية لت�أمي ��ن �سبل العي�ش‪،‬‬ ‫خ�صو�ص ًا في ف�صل ال�شتاء حين تنخف�ض درجة‬ ‫الحرارة �إلى ما دون ال�صفر‪.‬‬ ‫وتبقى الزراعة الم�صدر الأ�سا�س لت�أمين العي�ش‬ ‫و�أه ��م الن�شاطات االقت�صادي ��ة ل�س ّكان الإقليم‪،‬‬ ‫بع ��د �أن غ ��ادره ال�شباب �إلى الم ��دن طلب ًا للعمل‬ ‫وتح�سين فر�ص العي�ش‪ .‬و�أنفق الإقليم نحو ‪105‬‬ ‫ماليي ��ن درهم (‪ 12.4‬ملي ��ون دوالر) لمحاربة‬ ‫الفق ��ر ف ��ي �إط ��ار "المب ��ادرة الوطني ��ة للتنمية‬ ‫الب�شري ��ة" التي �أطلقها المل ��ك محمد ال�ساد�س‬ ‫ع ��ام ‪ 2005‬للق�ض ��اء عل ��ى الفقر ف ��ي المناطق‬ ‫النائية بكلف ��ة �إجمالية تقدر ب� �ـ‪ 35‬مليار درهم‬ ‫تمتد حتى عام ‪.2015‬‬

‫اليمن يخ ّف�ض الفائدة �إلى �أدنى م�ستوى لتحفيز االقت�صاد‬ ‫خف� ��ض البن ��ك المرك ��زي اليمن ��ي �سع ��ر الفائدة‬ ‫الأ�سا�س ��ي ‪ 3‬نق ��اط مئوي ��ة لأدن ��ى م�ست ��وى في ‪3‬‬ ‫�سن ��وات‪ ،‬بع ��د هبوط حاد في مع ��دل الت�ضخم في‬ ‫�إط ��ار �سعيه لتعزي ��ز التعافي االقت�ص ��ادي في بلد‬ ‫يعاني ا�ضطرابات‪.‬‬ ‫وتمك ��ن �أفقر بلد في �شبه الجزي ��رة العربية الذي‬ ‫تمزق ��ه �إ�ضطراب ��ات وا�شتب ��اكات م ��ع م�سلحي ��ن‬ ‫�إ�سالميين مرتبطين بتنظيم القاعدة‪ ،‬من التغلب‬ ‫على الت�ضخم المرتفع الذي تراجع من ذروة عند‬ ‫‪ %25‬ف ��ي ت�شرين الأول (�أكتوبر) ‪� 2011‬إلى ‪%5,5‬‬ ‫في ت�شرين الثاني (نوفمبر) الما�ضي‪.‬‬

‫وقرار خف�ض الفائدة ه ��و الأول منذ ت�شرين الأول‬ ‫(�أكتوبر)‪ ،‬حين بد�أ البنك المركزي دورة لتي�سير‬ ‫ال�سيا�سة النقدية‪ ،‬وينتظر �أن يدعم ذلك االقت�صاد‬ ‫الذي �إ�ستقر العام الما�ضي بعدما انكم�ش ‪%10,5‬‬ ‫ف ��ي ‪ 2011‬من جراء ا�ضطراب ��ات �سيا�سية �سببت‬ ‫نق�ص ��ا" في الوق ��ود والكهرب ��اء وتعر�ضت خاللها‬ ‫خطوط �أنابيب النفط لهجمات متكررة‪.‬‬ ‫و�أ�شار �صندوق النق ��د الدولي ال�شهر الما�ضي الى‬ ‫انه لدى اليمن مجال لخف� ��ض تدريجي في �أ�سعار‬ ‫الفائدة لدعم النمو الذي يتوقع ال�صندوق ان يبلغ‬ ‫‪ %4‬هذا العام‪.‬‬

‫�أكدت م�ص���ادر في وزارة المال التون�س���ية �أن‬ ‫�ص���ندوق النقد طلب من تون�س‪ ،‬اعتماد �إ�صالحات‬ ‫من دون �أن ُتحدد طبيعتها‪ ،‬للح�ص���ول على قر�ض‬ ‫قيمته ‪ 1.78‬مليار دوالر‪ .‬لكنه ترك الباب مفتوحا ً‬ ‫ليحدد �أجندة الإ�صالحات بالوتيرة‬ ‫للجانب التون�سي ُ‬ ‫التي يراها منا�سبة‪ .‬وكان حاكم الم�صرف المركزي‬ ‫ال�شاذلي العياري‪ ،‬نفى �أن يكون ال�صندوق مار�س‬ ‫�ض���غوطا ً على تون�س في المفاو�ضات الجارية بين‬ ‫الجانبي���ن‪ .‬و�أو�ض���ح �أن تون�س لن تلج�أ بال�ض���رورة‬ ‫�إلى ا�س���تخدام المبلغ الذي �سيو�ض���ع في ت�صرفها‬ ‫�إال في حال ا�ضطرت لذلك‪ .‬و�شدد على �أن القر�ض‬ ‫�سي�س���دد في غ�ضون خم�س �سنوات مع فترة �سماح‬ ‫ُ‬ ‫بـ‪� 39‬شهراً وبفائدة ال تتجاوز ‪ 1.1‬في المئة‪.‬‬ ‫طلب���ت وزارة النقل اليمنية من البنك الدولي‬ ‫دعما ً ا�ست�شاريا ً فنيا ً‪ ،‬لتطوير مطار �صنعاء وميناء‬ ‫عدن‪ ،‬في �إطار الم�ساعدة على تحديث قطاع النقل‬ ‫في اليمن‪ .‬و�أعلن م�ص���در حكوم���ي‪� ،‬أن وزير النقل‬ ‫واع���د عب���داهلل باذي���ب طرح ف���ي اجتماع م���ع مدير‬ ‫مكتب البنك الدولي في �صنعاء‪ ،‬ح�ضره م�س�ؤولون‬ ‫عن قطاع النقل في الحكومة والبنك الدولي‪ ،‬حاجة‬ ‫اليمن �إلى م�ش���اركة البنك في �إعداد المناق�ص���ات‬ ‫لم�شاريع تطوير ميناء عدن ومطار �صنعاء الدولي‪،‬‬ ‫ف�ض�ل� ًا عن اال�ست�شارات �أو �إر�سال خبراء للم�ساعدة‬ ‫ف���ي النهو�ض بقط���اع النق���ل‪ ،‬خ�صو�ص���ا ً �أن لدى‬ ‫البنك الدولي درا�سة تت�صل بهذا المجال‪.‬‬ ‫بح�س���ب رئي����س اتحاد الم�ص���ارف العربي���ة عدنان‬ ‫يو�س���ف‪ ،‬بلغ حج���م االئتم���ان الذي �ض���خّه القطاع‬ ‫الم�ص���رفي العرب���ي ف���ي االقت�ص���اد حت���ى نهاية‬ ‫الف�ص���ل الثال���ث من ع���ام ‪ 2012‬حوال���ى ‪1.46‬‬ ‫تريلي���ون دوالر‪ ،‬م���ا ي�ش���كل ن�س���بة ‪ %58‬من حجم‬ ‫النات���ج المحل���ي الإجمالي العربي‪" .‬وه���ذه الأرقام‬ ‫تدل على الم�ساهمة الكبيرة التي يقوم بها القطاع‬ ‫الم�صرفي العربي في تمويل االقت�صاد"‪.‬‬ ‫ق���ررت الحكوم���ة العراقية مع���اودة العمل بقانون‬ ‫التعرف���ة الجمركي���ة في �ش���كـــل جزئ���ي خوفا ً من‬ ‫تقلبات مفاجئة فـــي �أ�س���عار الب�ضائع في ال�سوق‬ ‫المحلي���ة‪ .‬وق���ال الأمي���ن الع���ام لمجل����س ال���وزراء‬ ‫علي مح�س���ن العالق خالل تر�ؤ�س���ه اجتم���اع اللجنة‬ ‫التن�س���يقية العليا لمتابع���ة الأداء الحكومي‪ ،‬التي‬ ‫ت�ض���م محافظ البن���ك المرك���زي بالوكال���ة رئي�س‬ ‫ديوان الرقابة الماليــــة عبدالبا�سط تركي ورئي�س‬ ‫الهيئة العامـــة للجـــمارك منذر عبد الأميـــر وعدداً‬ ‫م���ن ممثلي الجه���ات المعني���ة �إن "الأمان���ة العامة‬ ‫تتـــاب���ع مل���ف المناف���ذ الحدودي���ة وقـــ���د ُتفر�ض‬ ‫ر�س���ــــوم رمزية على الب�ضائع الم�ستوردة كمقدمة‬ ‫لتطبيق التعرفة الجمركية في كل المنافذ"‪.‬‬

‫‪Issue 6 - Mars - 2013‬‬

‫‪13‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون عربية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫العراق بعد ‪� 10‬سنين على التغيير‪ :‬ازدهار في ال�شمال ومراوحة في المناطق‬ ‫تعاني ال ��دول العربية التي مرت بتح ّوالت �سيا�سية‬ ‫�أ�سا�سي ��ة م�ش ��اكل مو�ضوعي ��ة �أدت �إل ��ى تعطي ��ل‬ ‫التنمية‪ ،‬ولم تم ّكن التطورات بعد التغيير ال�سلطات‬ ‫م ��ن التركيز على الإ�صالح االقت�صادي ومتطلبات‬ ‫التنمي ��ة‪ .‬وغن ��ي ع ��ن البي ��ان �أن ه ��ذه البل ��دان‬ ‫ورث ��ت ت ��ركات ثقيل ��ة م ��ن الم�ش ��اكل الإجتماعية‬ ‫واالقت�صادي ��ة تجع ��ل م ��ن الإنعا� ��ش االقت�ص ��ادي‬ ‫عملية معقدة و�شائكة‪.‬‬ ‫وكان الع ��راق من البلدان التي مرت بهذه التجربة‬ ‫بع ��د تدخل دول ��ي �أدى �إلى �إ�سق ��اط نظام الرئي�س‬ ‫�صدام ح�سين وتحويل النظام ال�سيا�سي �إلى نظام‬ ‫برلماني يعتم ��د على تعددية �سيا�سية‪ ،‬وتراجع في‬ ‫مركزي ��ة ال�سلطة‪ ،‬ف�أ�صبح ال�شم ��ال الكردي يتمتع‬ ‫با�ستقاللي ��ة مهم ��ة‪ ،‬كم ��ا �أن بقي ��ة المحافظ ��ات‬ ‫�أ�صبح ��ت تتمت ��ع ب�سلط ��ات ف ��ي الحك ��م المحلي‪.‬‬ ‫ومعل ��وم �أن العراق منذ انق�ل�اب ‪ 14‬تموز (يوليو)‬ ‫‪ 1958‬ظ ��ل محكوم� � ًا ب�سلط ��ة مركزي ��ة متنف ��ذة‬ ‫وتعززت �سمات الإقت�ص ��اد ال�شمولي بعدما �أ�صبح‬ ‫النف ��ط الم�ص ��در الأ�سا�س للإي ��رادات ال�سيادية‪.‬‬ ‫كذل ��ك �أدت عملي ��ات الت�أمي ��م الت ��ي ب ��د�أت ف ��ي‬ ‫‪ 1964‬ف ��ي عه ��د الرئي�س عبدال�سالم ع ��ارف �إلى‬ ‫تهمي�ش ن�ش ��اط القطاع الخا�ص في �شكل منهجي‪.‬‬ ‫ولذل ��ك اعتم ��د العراقي ��ون عل ��ى �آلي ��ات الإنفاق‬ ‫الع ��ام و�أ�صبح ��ت المن�ش� ��آت الأ�سا�سي ��ة في قطاع‬ ‫ال�صناع ��ات التحويلي ��ة والم�ص ��ارف والخدم ��ات‬ ‫مملوكة من قبل الدولة‪.‬‬ ‫وكان من الم�أمول بعد �إ�سقاط نظام �صدام ح�سين‬ ‫من قبل الواليات المتحدة وحلفائها في ‪� ،2003‬أي‬ ‫قبل ع�شر �سنين‪� ،‬أن يتحول الإقت�صاد العراقي �إلى‬ ‫�إقت�صاد ج ��اذب للإ�ستثمارات ومعتمد على �آليات‬ ‫ال�سوق الحر‪ .‬وكانت هذه التوجهات وربما ال تزال‬ ‫جلية‪ ،‬فهي اعتمدت في الد�ستور الجديد وتوجهات‬ ‫ال�سلط ��ة الحاكم ��ة وقان ��ون ت�شجي ��ع اال�ستثم ��ار‪.‬‬ ‫بي ��د �أن الأو�ض ��اع ال�سيا�سية والأمني ��ة التي �سادت‬ ‫البالد بع ��د �سقوط النظ ��ام ال�سابق‪ ،‬لم ت� ��ؤ ِّد �إلى‬ ‫تر�سيخ البنية ال�سيا�سي ��ة المالئمة لتدفق الأموال‬ ‫�أو ت�شجي ��ع الم�ستثمري ��ن‪ ،‬المحليي ��ن والأجان ��ب‪،‬‬ ‫من �أجل توظي ��ف الأموال في القطاعات الحيوية‪.‬‬ ‫وعل ��ى رغم تح�سن الأو�ض ��اع الأمنية في ال�سنوات‬ ‫الخم�س الما�ضي ��ة وتدفق ا�ستثمارات محدودة في‬ ‫االت�صاالت والم�صارف‪ ،‬لم يتحقق المن�شود‪.‬‬ ‫وفيم ��ا تمك ��ن ال�شم ��ال‪ ،‬حيث �سيط ��رت الأحزاب‬ ‫‪12‬‬

‫العدد ‪� - 6‬آذار (مار�س) ‪٢٠١3 -‬‬

‫رئي�س الحكومة العراقية نوري المالكي‬

‫الكردي ��ة و�أقام ��ت حكم� � ًا ذاتي ًا �شب ��ه م�ستقل عن‬ ‫ال�سلطة المركزية‪ ،‬من جذب اال�ستثمارات و�إقامة‬ ‫العدي ��د م ��ن الم�شاريع‪ ،‬لم يتحق ��ق ذلك في باقي‬ ‫محافظات البالد‪ .‬وتمكن العراق من زيادة الإنتاج‬ ‫النفطي بم ��ا ح�سن من كميات النف ��ط الم�صدرة‬ ‫�إل ��ى الخ ��ارج لتبل ��غ ف ��ي متو�سطه ��ا ‪ 2.6‬مليوني‬ ‫برميل يومي ًا خالل ‪ .2012‬ويعني هذا التح�سن في‬ ‫ال�صادرات النفطية زي ��ادات مهمة في الإيرادات‬ ‫ال�سيادي ��ة‪ .‬وبلغت هذه الإي ��رادات عام ‪ 2012‬نحو‬ ‫‪ 95‬مليار دوالر‪ .‬وت�شير العقود الموقعة مع �شركات‬ ‫نفط عالمية �إلى �إمكانيات حقيقية لزيادة الإنتاج‬ ‫النفطي بما يعزز �إيرادات الدولة وتح�سين قدراتها‬ ‫على الإنفاق الجاري واال�ستثماري‪.‬‬ ‫لك ��ن العراق‪ ،‬حي ��ث بلغ الناتج المحل ��ي الإجمالي‬ ‫ع ��ام ‪ 2011‬نح ��و ‪ 127‬مليار دوالر‪ ،‬ال ي ��زال بعيد ًا‬ ‫من التطور االقت�صادي الق ��ادر على تعزيز عملية‬ ‫النهو� ��ض الحقيقي ��ة ف ��ي الأداء االقت�ص ��ادي‪.‬‬ ‫فالقطاع ��ات االقت�صادي ��ة غير النفطي ��ة ال تزال‬ ‫عاجزة ع ��ن جذب اال�ستثم ��ار‪ ،‬والدولة لم تتمكن‬ ‫م ��ن تحوي ��ل ملكيتها ف ��ي العدي ��د م ��ن المن�ش�آت‬ ‫ال�صناعي ��ة �إلى القطاع الخا�ص من خالل برنامج‬ ‫تخ�صي� ��ص وا�ض ��ح المعال ��م‪ .‬وهن ��اك العدي ��د‬ ‫م ��ن القواني ��ن والأنظمة الت ��ي تتطل ��ب المراجعة‬ ‫والتعديل �أو التبديل �إذا �أريد تح�سين بيئة الأعمال‬ ‫في البالد‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ووقع ��ت الحكوم ��ة العراقي ��ة عق ��ودا واتفاقات مع‬ ‫البن ��ك الدول ��ي و�صن ��دوق النقد الدول ��ي لتطوير‬ ‫البني ��ة الم�ؤ�س�سي ��ة والقانوني ��ة‪ .‬لكن يج ��ب �إيالء‬ ‫�أهمي ��ة �إلى تطوي ��ر النظ ��ام الق�ضائي بم ��ا ي�ؤدي‬ ‫�إل ��ى ك�س ��ب ثقة رج ��ال الأعم ��ال وتعزي ��ز القدرة‬ ‫على حماية الحق ��وق اال�ستثمارية‪ .‬فعمليات تملك‬ ‫الأ�ص ��ول من قب ��ل الدولة في مختل ��ف القطاعات‬

‫غي ��ر النفطية وتطبي ��ق قانون الإ�ص�ل�اح الزراعي‬ ‫وعلى مدى �أكثر من ‪� 50‬سنة‪� ،‬أوجدت بيروقراطية‬ ‫حكومية رهيبة وفا�سدة ال يمكن تجاوزها من دون‬ ‫اعتم ��اد �سيا�س ��ات تحري ��ر وا�ضحة تتمت ��ع بدعم‬ ‫�سيا�س ��ي مرتكز على �إرادة وج ��ر�أة بهدف تحقيق‬ ‫التحول االقت�صادي المنا�سب‪.‬‬ ‫�إن �أه ��داف الإ�صالح االقت�صادي في العراق يجب‬ ‫�أن تتواءم م ��ع �أهداف التنمي ��ة الب�شرية ومعالجة‬ ‫الم�ش ��اكل االجتماعي ��ة‪ ،‬فالع ��راق يواج ��ه بطال ��ة‬ ‫متنامي ��ة تقدر بـ ‪ 15‬ف ��ي المئة في حي ��ن تبلغ قوة‬ ‫العم ��ل في الب�ل�اد ‪ 8.9‬مليون يعم ��ل ‪ 60‬في المئة‬ ‫منهم ف ��ي الخدمات و‪ 19‬في المئ ��ة في ال�صناعة‬ ‫و‪ 32‬في المئة ف ��ي الزراعة‪ .‬وت�شي ��ر الإح�صاءات‬ ‫�إل ��ى �أن ‪ 25‬في المئة م ��ن العراقيين يعانون الفقر‬ ‫المدقع بموجب معايير الأمم المتحدة‪ ،‬وهي ن�سبة‬ ‫مرتفعة لبلد يتمتع ب�إي ��رادات �سيادية مهمة تتمثل‬ ‫في عائدات النفط‪.‬‬ ‫ه ��ذه البيانات ت�ؤكد ب�أن الع ��راق ال يزال بعيد ًا من‬ ‫التعافي �أو تح�سين م�ستويات المعي�شة‪ .‬فالعراقيون‬ ‫ال يزالون يعان ��ون تردي ًا �أكيد ًا في الخدمات يتمثل‬ ‫ف ��ي انقطاع م�ستمر في التي ��ار الكهربائي وتراجع‬ ‫ف ��ي �إمدادات المي ��اه النظيفة ناهي ��ك عن تدهور‬ ‫الط ��رق والمجاري وخدمات النقل‪ .‬وك�شفت كثافة‬ ‫الأمط ��ار �أخي ��ر ًا هذا التدن ��ي في م�ست ��وى البنية‬ ‫التحتي ��ة بم ��ا ي�ؤكد �أهمي ��ة تخ�صي� ��ص مزيد من‬ ‫الأموال لالرتق ��اء بم�ستوياتها‪ .‬وهناك م�شاكل في‬ ‫قطاع التعليم‪ ،‬وفي مختلف الم�ستويات التعليمية‪،‬‬ ‫�إذ تفتق ��ر البالد �إلى المن�ش�آت المدر�سية الحديثة‬ ‫ويتكد� ��س الطلبة في ف�صول �ضيقة‪ ،‬بالإ�ضافة �إلى‬ ‫تراجع الم�ستويات الأكاديمية للجامعات والمعاهد‬ ‫العليا‪.‬‬ ‫�أما الخدم ��ات ال�صحية‪ ،‬فتتطلب �أي�ض� � ًا اهتمام ًا‬ ‫م�ؤك ��د ًا بم ��ا يتواف ��ق مع االرتق ��اء بنوعي ��ة الحياة‬ ‫للمواطنين العراقيين‪ .‬وعام ‪ 2011‬بلغ عدد �سكان‬ ‫الع ��راق‪ ،‬بموج ��ب تقارير البنك الدول ��ي للإن�شاء‬ ‫والتعمي ��ر‪ 33 ،‬ملي ��ون �شخ�ص‪ ،‬والعم ��ر المتو�سط‬ ‫‪� 21‬سن ��ة‪ ،‬ما يعني �أن ن�صف المواطنين من �صغار‬ ‫ال�س ��ن الذي ��ن تتزاي ��د متطلباته ��م واحتياجاتهم‬ ‫�سيتدفقون �إلى �سوق العمل‪ .‬وهكذا‪ ،‬فالمنتظر هو‬ ‫اعتماد �سيا�س ��ات فاعلة ت�ؤدي �إلى تجاوز الأو�ضاع‬ ‫الهيكلية القائم ��ة وتعزيز �إمكانيات الإ�صالح ومن‬ ‫ثم الإنعا�ش االقت�صادي واالرتقاء بنوعية الحياة‪.‬‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫الكويت‪ :‬ال�سوق العقارية تنتع�ش نتيجة اال�ستقرار ال�سيا�سي‬ ‫وارتفاع عائدات النفط‬ ‫�ست�ش ��كل التوقع ��ات االقت�صادي ��ة الممت ��ازة‬ ‫للإقت�صاد الكويت ��ي‪ ،‬بفعل الإيرادات الحكومية‬ ‫م ��ن �ص ��ادرات النف ��ط واال�ستق ��رار ال�سيا�س ��ي‬ ‫الن�سبي وتدفقات اال�ستثمارات الداخلية‪ ،‬عام ًال‬ ‫م�ؤث ��ر ًا في نمو العقارات ه ��ذه ال�سنة‪ ،‬مع العلم‬ ‫�أن ندرة الأرا�ضي و�ضعف التمويل �سي�ؤديان �إلى‬ ‫بقاء القطاع ال�سكني تحت ال�ضغوط‪ ،‬في انتظار‬ ‫تدف ��ق عرو� ��ض الوح ��دات ال�سكني ��ة الحكومية‬ ‫البالغة ‪� 120‬ألف ًا في مناطق الكويت‪.‬‬ ‫والحظ ��ت �شركة «المزايا القاب�ض ��ة» في تقرير‬ ‫له ��ا‪� ،‬أن العق ��ارات ف ��ي الكوي ��ت “ا�ستع ��ادت‬ ‫وتي ��رة النمو بع ��د �سن ��وات و�صف ��ت بالعجاف‪،‬‬ ‫لكن تقلي� ��ص الم�ستثمرين تعر�ضه ��م للخ�سائر‬ ‫وبن ��اء االحتياط ��ات ودخ ��ول الحكوم ��ة ف ��ي‬ ‫القط ��اع‪ ،‬عوام ��ل �أف�ض ��ت �إل ��ى دوران العجل ��ة‬ ‫مج ��دد ًا”‪ .‬و�أ�ش ��ارت �إل ��ى �أن مبيع ��ات القطاع‬ ‫ال�سكن ��ي “ارتفعت �إلى ‪ 1.7‬ملي ��ار دينار العام‬ ‫الما�ض ��ي‪ ،‬بن�سبة ‪ 20‬ف ��ي المئة عن عام ‪،2011‬‬ ‫�إذ بلغ معدل عدد ال�صفقات ‪� 657‬صفقة �شهري ًا‬ ‫مقارنة بـ‪� 494‬صفقة عام ‪.”2011‬‬ ‫واعتب ��ر التقري ��ر‪� ،‬أن هذه الأرق ��ام “ت�ؤ�شر �إلى‬ ‫الأداء الن�شيط للقطاع مدعوم ًا بالطلب المحلي‪،‬‬ ‫لتبل ��غ قيمة المبيعات في قط ��اع اال�ستثمار ‪1.2‬‬ ‫ملي ��ار دينار ع ��ام ‪ ،2012‬بزي ��ادة ‪ 16‬في المئة‬ ‫مقارنة بالع ��ام ال�سابق‪ .‬ويعتم ��د ا�ستمرار هذا‬ ‫القط ��اع ب�أدائه الجيد في الفت ��رة المقبلة‪ ،‬على‬ ‫الطل ��ب القوي والعق ��ارات الجدي ��دة”‪ .‬ور�صد‬ ‫“ن�شاط� � ًا قوي� � ًا ل�س ��وق العقار الع ��ام الما�ضي‬ ‫قيا�س� � ًا �إل ��ى الأع ��وام ال�سابق ��ة‪� ،‬إذ ا�ستح ��وذ‬ ‫القطاع ال�سكن ��ي على الن�صيب الأكبر من قيمة‬ ‫المبيعات في �س ��وق العقار بن�سبة ‪ 55‬في المئة‪،‬‬ ‫ت�ل�اه القطاع اال�ستثماري بن�سب ��ة ‪ 37‬في المئة‪.‬‬ ‫كما تمكن القطاع التجاري من �إنهاء العام على‬ ‫وق ��ع �إيجابي»‪ .‬وتوقع «ا�ستم ��رار النمو الإيجابي‬ ‫في التعامالت هذه ال�سنة‪ ،‬بد ًال من التفاوت في‬ ‫درجات النمو بين القطاعات الثالثة”‪.‬‬ ‫و�أ�ش ��ار التقري ��ر‪� ،‬إل ��ى بيان ��ات �إدارة الت�سجيل‬ ‫العق ��اري والتوثي ��ق ف ��ي وزارة الع ��دل‪ ،‬الت ��ي‬ ‫�أظهرت “زي ��ادة في ال�سيولة في �سوق العقار”‪.‬‬ ‫وك�ش ��ف تقري ��ر لوح ��دة الأبح ��اث ف ��ي “بي ��ت‬ ‫التمويل الكويتي”‪ ،‬عن “تراجع قيمة التداوالت‬

‫العقاري ��ة الإجمالية في كان ��ون الثاني (يناير)‬ ‫الما�ض ��ي مقارن ��ة بالقيمة المحقق ��ة في كانون‬ ‫الأول (دي�سمب ��ر) ع ��ام ‪ ،2012‬لت�صل �إلى ‪303‬‬ ‫ماليي ��ن دينار بانخفا�ض عن قيمتها في ال�شهر‬ ‫الأخي ��ر من العام الما�ضي والبالغة حوالى ‪395‬‬ ‫مليون دينار‪� ،‬أي حوالى ‪ 92‬مليون دينار وبن�سبة‬ ‫‪ 23‬في المئة”‪.‬‬ ‫ولفت ��ت “المزاي ��ا” �إل ��ى “تراج ��ع ملحوظ في‬ ‫الت ��داوالت كمح�صلة النخفا�ض قيم ��ة التداول‬ ‫العق ��اري لل�سك ��ن الخا� ��ص ف ��ي كان ��ون الثاني‬ ‫(يناير) عن كان ��ون الأول (دي�سمب ��ر)‪ ،‬بن�سبة‬ ‫كبيرة بلغت ‪ 25‬ف ��ي المئة‪ ،‬والتداوالت العقارية‬ ‫اال�ستثمارية بن�سبة ‪ 29‬في المئة‪ ،‬وان�سحب ذلك‬ ‫على الت ��داوالت التجاري ��ة بن�سبة ‪ 8‬ف ��ي المئة‪،‬‬ ‫تح�سنت الت ��داوالت العقاري ��ة على عقار‬ ‫بينم ��ا ّ‬ ‫المخازن والحرفي بحوالى ‪ 11‬في المئة”‪.‬‬ ‫و�أعل ��ن التقري ��ر‪� ،‬أن قطاع العق ��ار اال�ستثماري‬ ‫“نم ��ا في �شكل ملحوظ ع ��ام ‪ ،”2012‬متوقع ًا‬ ‫“ا�ستم ��رار وتي ��رة االرتفاع ��ات ه ��ذه ال�سنة‪،‬‬ ‫وت�سجيل �س ��وق العقار ارتفاعات كبيرة”‪ .‬وعلى‬ ‫رغم ذلك‪ ،‬ر�أى �أن �شح الأرا�ضي وتحكم الدولة‬ ‫بالأرا�ضي المتواف ��رة “�سي�ستمران في ال�ضغط‬ ‫عل ��ى القطاع العق ��اري خ�صو�ص� � ًا ال�سكني‪ ،‬لأن‬ ‫ذل ��ك �سي�ؤثر في م�ست ��وى العر�ض من الوحدات‬ ‫ال�سكني ��ة‪ ،‬بالتال ��ي مع بق ��اء م�ستوي ��ات الطلب‬ ‫مرتفع ��ة”‪ .‬ولم ي�ستبع ��د “ارتف ��اع الأ�سعار في‬ ‫�شكل الفت وتعميق �أزم ��ة ال�سكن في بلد ينتظر‬ ‫في ��ه �آالف المواطني ��ن للح�ص ��ول عل ��ى فر�صة‬ ‫المتالك منزل �أو وحدة �سكنية”‪.‬‬

‫الموجز الخليجي‬ ‫ا�س���تقطبت االمارات نحو ‪ 8,2‬مليارات دوالر‬ ‫من دول الربي���ع العربي في العامين الما�ض���يين‪،‬‬ ‫وف���ق رئي����س ال���وزراء الإماراتي حاكم ام���ارة دبي‬ ‫ال�شيخ محمد بن را�شد �آل مكتوم‪.‬‬ ‫ور�أى رئي����س ال���وزراء حاكم دبي ال�ش���يخ محمد بن‬ ‫را�شد �آل مكتوم �أنه من الخط�أ االعتقاد ب�أن الإمارات‬ ‫تفيد من الربيع العربي‪�" ،‬إذ ان اال�ستقرار في تلك‬ ‫ال���دول يفيد المنطقة ب�أكملها بم���ا فيها االمارات‪.‬‬ ‫ولم يح���دد طبيعة الأم���وال التي دخل���ت االمارات‪،‬‬ ‫وي�سود اعتقاد ب�أن جزءا" منها جاء في �صورة ودائع‬ ‫م�ص���رفية ق�ص���يرة الأجل وج���زءا" �آخر في �ص���ورة‬ ‫�إ�ستثمار مبا�شر في �أن�شطة �أعمال وعقارات‪.‬‬ ‫حافظت ال�س���عودية على مكانته���ا واحد ًة من‬ ‫�أكبر و�أهم �أ�س���واق تقنية المعلومات في المنطقة‪،‬‬ ‫في �ض���وء و�ص���ول حجم الإنفاق على قطاع تقنية‬ ‫المعلوم���ات �إل���ى ‪ 15.375‬ملي���ار ري���ال (‪4.1‬‬ ‫ملي���ارات دوالر)‪ ،‬ع���ام ‪ ،2012‬بزي���ادة �س���نوية‬ ‫مقدارها ت�سعة في المئة‪.‬‬ ‫ويتوق���ع �أن ي�س���ت�أثر قطاع الرعاية ال�ص���حية على‬ ‫ح�صة كبيرة من اال�س���تثمارات ال�سعودية ال�ضخمة‬ ‫في مجال تقنية المعلومات‪� ،‬إذ ت�سعى الحكومة �إلى‬ ‫ت�سخير �أحدث التطورات التقنية لمواكبة الحاجات‬ ‫الطبية المتزايدة والمرافقة للنمو ال�سكاني‪.‬‬ ‫توق���ع المدي���ر التنفيذي ل�ش���ركة "جونز النغ‬ ‫ال�س���ال"‪� ،‬أيان روبرت�سون‪ ،‬تعافي القطاع العقاري‬ ‫ف���ي الإم���ارات ب���دءاً من ع���ام ‪ ،2014‬م���ع انطالق‬ ‫م�ش���اريع البنية التحتية هذا العام‪ ،‬و�أكد �أن ال�سوق‬ ‫العقارية في الإم���ارات تواجه تحديات متمثلة في‬ ‫زيادة العر�ض على الطلب‪.‬‬ ‫ووفق تقرير عن الربع الرابع لعام ‪ 2012‬وال�صادر‬ ‫ع���ن "جونز النغ ال�س���ال"‪ ،‬ف�إن هناك �إ�ش���ارات الى‬ ‫تح�س���ن القطاع العق���اري في �أبو ظب���ي ودبي‪ ،‬مع‬ ‫ارتفاع �أ�س���عار الوحدات ال�س���كنية ومحالت تجارة‬ ‫التجزئة والفنادق بف�ضل حزمة الحوافز والقرو�ض‬ ‫التي قدمها الم�ص���رف المركزي الإماراتي‪ ،‬بهدف‬ ‫ال�سيطرة على تقلبات ال�سوق‪.‬‬ ‫تعتزم �ش���ركة "مي�س" البريطانية‪ ،‬التي تبني‬ ‫ناطحة ال�سحاب «�شارد» في لندن‪� ،‬إدارة بناء "برج‬ ‫المملكة" في جدة في ال�س���عودية والذي �س���يكلف‬ ‫‪ 1.2‬ملي���ار دوالر‪ ،‬والمق���رر �أن يبل���غ طول���ه �ألف‬ ‫متر‪ .‬و�ستدير ال�ش���ركة التطوير العقاري من خالل‬ ‫م�شروع م�شترك مع �ش���ركة اال�ست�شارات الإن�شائية‬ ‫"�أي �س���ي هاري�س" التابع���ة لمجموعة "�أركادي�س"‬ ‫الهولندي���ة‪ ،‬في حين �س���تبني الب���رج مجموعة "بن‬ ‫الدن للإن�شاءات"‪.‬‬

‫‪Issue 6 - Mars - 2013‬‬

‫‪15‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون خليجية‬ ‫الموقف الخليجي‬

‫ال�شفافية هي المفتاح لبناء �إتحاد �إماراتي قوي‬ ‫�إنعق ��اد م�ؤتم ��ر لحكوم ��ة دول ��ة الإم ��ارات لم ��دة‬ ‫يومي ��ن في دب ��ي ال�شه ��ر الما�ض ��ي (‪ 12‬و ‪ 13‬من‬ ‫�شب ��اط‪ /‬فبراي ��ر) و ّف ��ر للإماراتيي ��ن فر�ص ��ة‬ ‫فري ��دة لإج ��راء عملي ��ة مماثل ��ة للأميركيي ��ن‬ ‫الذي ��ن �إحتفل ��وا ف ��ي ‪� 11‬شب ��اط (فبراي ��ر) بي ��وم‬ ‫الإتح ��اد – تكم ��ن ف ��ي درا�سة حال ��ة الإتحاد في‬ ‫الإمارات العربية المتحدة‪.‬‬ ‫خالل ذلك الم�ؤتمر‪ ،‬عر�ضت فترة ال�ساعتين من‬ ‫الأ�سئلة والأجوبة مع نائب الرئي�س وحاكم دبي‪،‬‬ ‫ال�شي ��خ محمد بن را�ش ��د‪� ،‬إطارا" رحبا" لوجهات‬ ‫نظ ��ر القيادة على الإنفتاح‪ .‬وحم ��ل اليوم الثاني‬ ‫م ��ن الم�ؤتم ��ر �أمثل ��ة �أخ ��رى لحكوم ��ة ت�ستجيب‬ ‫ل�شعبه ��ا‪ ،‬من �إعالن نائب رئي� ��س الوزراء مبادرة‬ ‫ل ��ر�أب الفجوة بين �ساع ��ات العمل في القطاعين‬ ‫العام والخا�ص‪� ،‬إلى خطاب �صريح ل�سيا�سة وزير‬ ‫الداخلية ال�شيخ �سيف بن زايد‪.‬‬ ‫�إذا �أخذته ��ا بمع ��زل ع ��ن غيره ��ا‪ ،‬ق ��د تب ��دو ه ��ذه‬ ‫العنا�ص ��ر ك�أحداث بدال" م ��ن �إتجاهات مهمة في‬ ‫الحك ��م‪ .‬لكنها ف ��ي الواقع تعر� ��ض وتعطي �صورة‬ ‫عن �أمة تن�ضج‪ ،‬مبرهنة عن عزم لتوجه تدريجي‬ ‫نحو مزيد من ال�شفافية والقدرة على الإ�ستجابة‬ ‫ال�سيا�سي ��ة‪ .‬تويت ��ر وفاي�سب ��وك والمنتدي ��ات‬ ‫المفتوح ��ة‪� ،‬أدوات ي�ستخدمه ��ا ب�ش ��كل متزاي ��د‬ ‫قادة الإمارات‪ ،‬ه ��ي بعيدة كل البعد من المجل�س‬ ‫المغلق والخا�ص في ما�ضي هذه البالد‪.‬‬ ‫النظ ��ر ف ��ي الق�ضايا التي تج ��ري مناق�شتها‪ ،‬في‬ ‫العل ��ن‪ ،‬ف ��ي ط ��رق ل ��م تك ��ن �أب ��دا" من قب ��ل على‬ ‫جدول الأعمال العام‪:‬‬ ‫الأول ه ��و الإ�ستعرا� ��ض ال�شف ��اف لقان ��ون يعرف‬ ‫ب�إ�س ��م قان ��ون ال�ش ��ركات ال ��ذي ه ��و حالي ��ا" قي ��د‬ ‫المناق�ش ��ة ف ��ي المجل� ��س الوطن ��ي الإتح ��ادي‪.‬‬ ‫تغيي ��رات عل ��ى ه ��ذا الت�شري ��ع ب�ش ��كل كبي ��ر ق ��د‬ ‫يع� �دّل كيفية �إدارة الأعم ��ال من المنزل‪ ،‬وكيفية‬ ‫�إ�ستثم ��ار الأموال الآتي ��ة من الخارج‪ .‬على �سبيل‬ ‫المث ��ال‪ ،‬ف�إن ج ��زءا" رئي�سا" م ��ن القانون يعدّل‬ ‫ف ��ي �أح ��كام الملكية التي تتطل ��ب حاليا" غالبية‬ ‫ح�ص�ص �إماراتية‪.‬‬ ‫الإف ��راج عن �إح�صاءات �إقت�صادية من قبل مركز‬ ‫�إح�صائيات �أبو ظبي يمثل �أي�ضا" نوعا" جديدا"‬ ‫م ��ن ال�شفافي ��ة من قبل الجه ��ات الر�سمية‪ .‬مثل‬ ‫‪14‬‬

‫العدد ‪� - 6‬آذار (مار�س) ‪٢٠١3 -‬‬

‫ه ��ذه الإح�ص ��اءات متوف ��رة ف ��ي بع� ��ض ال ��دول‬ ‫الغربي ��ة‪ ،‬ولكن في كثير من الأحيان عن طريق‬ ‫البخ ��ث ال ��د�ؤوب عل ��ى مواق ��ع االنترن ��ت‪ .‬ف ��ي‬ ‫الواق ��ع‪� ،‬إذا كان ��ت عالم ��ة ال�شفافي ��ة الحقيقي ��ة‬ ‫م�شجع ��ة‪ ،‬ي�ستحق مركز‬ ‫ه ��ي في �ص ��دور بيان ��ات ّ‬ ‫�إح�صائي ��ات �أب ��و ظب ��ي كل الثن ��اء لأن ��ه لف ��ت �إلى‬ ‫كيفي ��ة �إرتف ��اع مع ��دالت الت�ضخ ��م ف ��ي �أبوظبي‪،‬‬ ‫ال ��ذي كان منذ �أربعة �أعوام فقط ‪ 14.9‬في المئة‬ ‫ف ��ي الع ��ام ‪ ،2008‬و�إل ��ى �أي م ��دى �إنخف� ��ض من ��ذ‬ ‫ذلك الوقت (‪ 1.1‬في المئة في العام ‪.)2012‬‬ ‫�إ�ستخ ��دم الح ��زم وكن ع ��ادال" و�أخب ��ر النا�س بما‬ ‫يحتاج ��ون �إل ��ى �سماع ��ه هي جزء مه ��م من عمل‬ ‫حك ��م ف ّع ��ال‪ .‬كان ��ت هذه ه ��ي الح ��ال �أي�ض ��ا" مع‬ ‫ظه ��ور ال�شي ��خ من�ص ��ور ب ��ن زاي ��د‪ ،‬نائ ��ب رئي� ��س‬ ‫ال ��وزراء وزي ��ر �ش� ��ؤون الرئا�س ��ة قب ��ل م�ؤتم ��ر‬ ‫الحكوم ��ة‪ .‬ال�شي ��خ من�ص ��ور لدي ��ه ر�سال ��ة �صعبة‬ ‫بالن�سب ��ة ال ��ى مواطنيه‪ ،‬وال �سيم ��ا �أولئك الذين‬ ‫ه ��م غير راغبين في العم ��ل‪" :‬العمل لي�س �شيئا‬ ‫تخج ��ل من ��ه"‪ ،‬ق ��ال‪�" .‬ساف ��ر �أجدادن ��ا بعي ��دا"‬ ‫وكثي ��را" للعم ��ل م ��ن قب ��ل‪ ...‬لذل ��ك‪ ،‬البقاء في‬ ‫المن ��زل �أم ��ر غي ��ر مقب ��ول"‪ .‬بو�ض ��وح‪ ،‬تمكي ��ن‬ ‫النا� ��س ه ��ي ر�سال ��ة ق ��ادة الي ��وم ف ��ي الإم ��ارات‬ ‫ي�أخذونها على محمل الجد‪.‬‬ ‫قب ��ل ت�س ��ع �سنوات ح� � ّذر ال�شيخ محم ��د بن را�شد‬ ‫الحكوم ��ات العربي ��ة ب�ض ��رورة "تغيي ��ر طرقه ��م‬ ‫و�إال واجه ��وا خط ��ر تغييره ��م"‪ .‬لق ��د ر�أين ��ا‬ ‫الحكم ��ة م ��ن وراء هذه الكلمات خ�ل�ال العامين‬ ‫الما�ضيي ��ن م ��ن الإ�ضطراب ��ات الإقليمي ��ة‪ .‬لق ��د‬ ‫ب ��د�أت دولة الإمارات العربي ��ة المتحدة بناء �أمة‬ ‫متح ��دة �أكث ��ر �إ�ستجابة قب ��ل "الربي ��ع العربي"‪.‬‬ ‫ولك ��ن و�ض ��ع كل م ��ن ه ��ذه القط ��ع مع ��ا" ‪ -‬كم ��ا‬ ‫ر�أين ��ا ف ��ي ال�شه ��ر الفائ ��ت ‪ -‬ي�س ّلط ال�ض ��وء على‬ ‫�إ�ستراتيجي ��ة وا�ضح ��ة للإت�ص ��ال‪ ،‬ومحاول ��ة‬ ‫للإنفت ��اح وال�شفافية بالن�سبة الى الإتجاه الذي‬ ‫يري ��د البل ��د ال�سي ��ر في ��ه‪ ،‬وال ��دور ال ��ذي يحت ��اج‬ ‫المواطنون لعبه في م�ستقبله‪.‬‬ ‫ف ��ي النهاي ��ة‪ ،‬مث ��ل ه ��ذا االنفت ��اح م ��ن القي ��ادة‬ ‫والم�ؤ�س�س ��ات الحكومي ��ة �س ��وف يك ��ون ج ��زءا"‬ ‫مهما" من تح ّول ر�ؤية اليوم الى واقع الغد‪.‬‬ ‫دبي ‪ -‬با�سم الجندي‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫«طيران الإمارات»‬ ‫تواجه تحديات‬ ‫ارتفاع �سعر النفط‬ ‫�أك ��د رئي�س “طي ��ران الإم ��ارات” تيم‬ ‫كالرك‪ ،‬ازدي ��اد “تحدي ��ات ال�شرك ��ة‬ ‫ه ��ذه ال�سن ��ة‪ ،‬نتيج ��ة ارتف ��اع �أ�سع ��ار‬ ‫الوق ��ود الت ��ي قف ��زت ‪ 12‬ف ��ي المئ ��ة‬ ‫مقارن ��ة بال�سن ��ة المالي ��ة ال�سابق ��ة”‪.‬‬ ‫وتوق ��ع �أن “ت�ص ��ل كلفة الوق ��ود �إلى ‪8‬‬ ‫ملي ��ارات دوالر‪ ،‬مقارن ��ة ب� �ـ‪ 7‬مليارات‬ ‫الع ��ام الما�ض ��ي”‪ .‬واعتب ��ر �أن ال�سعر‬ ‫الع ��ادل لبرمي ��ل النف ��ط “ال يجب �أن‬ ‫يتجاوز م�ستوى ‪ 70‬دوالر ًا‪ ،‬وهو تخطى‬ ‫‪ 110‬دوالرات حالي ًا”‪.‬‬ ‫ورجح في م�ؤتمر �صحافي عقده �أخيرا”‬ ‫ّ‬ ‫في مبنى الركاب الجديد المخ�ص�ص‬ ‫لطائ ��رات “�آربا�ص ‪ ”380‬الذي افتُتح‬ ‫مطلع هذه ال�سنة‪ ،‬و�شارك فيه الرئي�س‬ ‫التنفيذي لمطارات دبي بول غريفن�س‪،‬‬ ‫�أن تحقق الناقلة الإماراتية هذه ال�سنة‬ ‫“عائدات تتراوح بين ‪ 18‬مليار دوالر‬ ‫و‪ 20‬ملي ��ار ًا‪ ،‬عل ��ى رغ ��م ارتف ��اع كلفة‬ ‫الوق ��ود‪ ،‬وكان ��ت حقق ��ت ‪ 18.4‬مليار‬ ‫دوالر ف ��ي ال�سن ��ة المالي ��ة ‪– 2011‬‬ ‫‪ ،2012‬وبلغ ��ت �أرباحها ال�صافية ‪629‬‬ ‫ملي ��ون دوالر‪ ،‬متراجع ��ة ع ��ن القيم ��ة‬ ‫المحققة ال�سن ��ة ال�سابقة وكانت ‪1.6‬‬ ‫مليار دوالر”‪.‬‬ ‫وا�ستبع ��د كالرك‪ ،‬رد ًا عل ��ى �س� ��ؤال‪،‬‬ ‫الإتج ��اه �إل ��ى “تمل ��ك ح�ص� ��ص ف ��ي‬ ‫�ش ��ركات طي ��ران �أخ ��رى”‪� ،‬أ�س ��وة‬ ‫ب�شركة “طيران االتح ��اد” الظبيانية‬ ‫الت ��ي ا�شت ��رت ح�ص�ص� � ًا ف ��ي �شركات‬ ‫طي ��ران عالمية‪ ،‬لأن عملي ��ات ال�شركة‬ ‫“كبي ��رة”‪ .‬و�أو�ض ��ح �أن “القائمي ��ن‬ ‫عليه ��ا يف�ضلون التركي ��ز على التو�سع‪،‬‬ ‫بد ًال من بذل جهودهم ل�شراء �شركات‬ ‫طي ��ران �أخ ��رى وتطويره ��ا خ ��ارج‬ ‫الدول ��ة”‪ .‬و�أك ��د �أن ال�شركة “ال تتلقى‬ ‫دعم� � ًا م ��ن الحكومة بل عل ��ى العك�س‪،‬‬ ‫فه ��ي ت�ساهم في حوال ��ى ‪ 30‬في المئة‬ ‫من ناتج حكومة دبي”‪.‬‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫ت�شن حملة على الغ�ش التجاري‬ ‫ُعمان ّ‬ ‫�ضبطت هيئة حماية الم�ستهلك في ُعمان خــالل‬ ‫الفتـــ ��رة الما�ضي ��ة الكثير من ال�سل ��ع المنتهية‬ ‫ال�صالحية‪� ،‬أو التي �شهدت حاالت غ�ش تجاري‬ ‫نفذت ��ه �ش ��ركات ومــ�ؤ�س�س ��ات يديـــره ��ا غالب� � ًا‬ ‫عمــ ��ال �أجانـــب علــ ��ى رغم تبعيتهــ ��ا لمواطــن‬ ‫عمانــي بالملكية الكاملة �أو بال�شراكة‪.‬‬ ‫وي�ضغ ��ط ال�ش ��ارع عل ��ى الإدع ��اء الع ��ام لتوقيع‬ ‫عقوب ��ة �أق�س ��ى م ��ن تل ��ك الموجودة ف ��ي قانون‬ ‫حماية الم�ستهلك‪ ،‬خ�صو�ص ًا مع �إعالن القب�ض‬ ‫على ثالثة م�ستثمرين هنود �إثر �ضبط نحو ‪1.8‬‬ ‫مليون �سلعة منتهي ��ة ال�صالحية‪ ،‬منها حلويات‬ ‫و�سكاكر مخ�ص�صة للأطفال‪ ،‬في ثالثة مخازن‬ ‫كب ��رى تخ� ��ص م�ستثمري ��ن �أُعلن ��ت �أ�سما�ؤه ��م‬ ‫وعر�ض ��ت �صوره ��م للم ��رة الأول ��ى ف ��ي و�سائل‬ ‫ُ‬ ‫الإعالم العمانية‪.‬‬ ‫وتمثل ��ت ق�ضي ��ة �أخرى ف ��ي تغيير تواري ��خ �إنتاج‬ ‫وانته ��اء �صالحي ��ة �أكثر من ‪� 30‬أل ��ف كي�س رز‪،‬‬ ‫�إ�ضافة �إلى �ضب ��ط �آالف الأطنان من الأ�سماك‬ ‫الفا�س ��دة في ب ��رادات �ضخمة‪ ،‬م ��ا زاد غ�ضب‬ ‫الم�ستهلكي ��ن ومطالبته ��م بعقوب ��ات �أق�سى من‬ ‫المعمول بها حالي ًا بموجب القانون‪.‬‬ ‫ويفر�ض القان ��ون الحالي ال�سجن ثالث �سنوات‬ ‫ودف ��ع غرام ��ة قيمتها نح ��و ‪� 19‬أل ��ف دوالر لمن‬ ‫يمار� ��س غ�ش� � ًا تجاري� � ًا‪ ،‬فيم ��ا يناق� ��ش مجل�س‬ ‫ال�ش ��ورى قانون� � ًا جديد ًا يط ��رح عقوب ��ات �أكثر‬ ‫حزم� � ًا‪ ،‬ويدفع ��ه لال�ستعج ��ال ب ��ه ق�ضاي ��ا �شبه‬ ‫يومية جعل ��ت المواطنين العمانيي ��ن يت�ساءلون‬ ‫ع ��ن الأطعمة الت ��ي تناولوها قب ��ل �إن�شاء الهيئة‬

‫منذ �سنتين‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وتعلن البلديات يومي� �ا �ضبط مواد غذائية غير‬ ‫�صالحة للإ�ستهالك و�إتالف �آالف القطع يومي ًا‪،‬‬ ‫م ��ا يرفع وتي ��رة ال�شك ل ��دى الم�ستهل ��ك ويثير‬ ‫ا�ستي ��اءه في ظل زيادة فاتورة الغذاء مع ارتفاع‬ ‫�أ�سعار ال�سلع الأ�سا�س‪ ،‬المعر�ضة لالرتفاع �أكثر‬ ‫خ�ل�ال الفت ��رة المقبلة مع �إع�ل�ان الحكومة في‬ ‫�ش ��كل فاج�أ القطاع الخا�ص‪ ،‬رف ��ع الحد الأدنى‬ ‫لرواتبه من ‪ 200‬ريال �شهري ًا (نحو ‪ 500‬دوالر)‬ ‫�إلى ‪ 325‬ريا ًال‪.‬‬ ‫وب ��ات رئي� ��س هيئ ��ة حماي ��ة الم�ستهل ��ك �سعيد‬ ‫الكعب ��ي بط�ل ً�ا في نظ ��ر كثر ف ��ي ال�سلطن ��ة �إذ‬ ‫يواج ��ه �ضغوط� � ًا تمار�س عل ��ى الهيئ ��ة من قبل‬ ‫المتنفذي ��ن الذي ��ن ر�أوا ف ��ي ن�شاطه ��ا تهدي ��د ًا‬ ‫لم�صالحه ��م التجارية‪ ،‬و�أبرزه ��ا ك�سر احتكار‬ ‫ال�سل ��ع من قبل �ش ��ركات معينة وتف ��اوت �أ�سعار‬ ‫قطع غي ��ار ال�سيارات بين ال�سلطن ��ة والإمارات‬ ‫التي �أ�صبحت بدي ًال قريب ًا للم�ستهلك العماني‪.‬‬

‫رئي�س هيئة حماية الم�ستهلك ال ُعماني �سعيد الكعبي‬

‫“نخيل دبي” ت�سعى �إلى تمديد قر�ض بـ ‪ 2,2‬ملياري دوالر‬ ‫اعل ��ن رئي�س مجل� ��س �إدارة “نخيل” علي را�شد‬ ‫لوت ��اه التي تبن ��ي ج ��زرا” �صناعية عل ��ى �شكل‬ ‫نخي ��ل‪� ،‬أن ال�شرك ��ة العقارية المثقل ��ة بالديون‬ ‫تجري محادثات لتمديد قر�ض بقيمة ‪ 8‬مليارات‬ ‫درهم (‪ 2,18‬ملياري دوالر) ي�ستحق في ‪.2015‬‬ ‫وقلل من المخاوف في �ش�أن قدرة “نخيل” على‬ ‫ت�سديد ديونها التي تت�ضمن �أي�ضا �صكوكا بقيمة‬ ‫‪ 3٫8‬مليارات درهم ت�ستحق في �آب ‪.2016‬‬ ‫وكانت “نخيل” ومقرها دبي‪ ،‬اتفقت على �إعادة‬ ‫هيكل ��ة ديون قيمته ��ا ‪ 16‬ملي ��ار دوالر في ‪،2011‬‬

‫وقل�صت خططا لم�شروعات �ضخمة مثل بناء برج‬ ‫بارتفاع �ألف متر بعدما �أ�صبحت من �أبرز �ضحايا‬ ‫االنهي ��ار العقاري في دب ��ي والذي نتج منه هبوط‬ ‫�أ�سع ��ار المن ��ازل نحو ‪ %60‬عن ذروته ��ا الم�سجلة‬ ‫ف ��ي ‪ .2008‬و�ساهمت ديون “نخي ��ل” التي كانت‬ ‫تملكه ��ا حينئ ��ذ “مجموع ��ة دب ��ي العالمية”‪ ،‬في‬ ‫�إ�شعال �أزمة دي ��ون الإمارة عام ‪ .2009‬و�ساعدت‬ ‫عملي ��ة �إنقاذ ف ��ي اللحظات الأخي ��رة من جانب‬ ‫�أبوظب ��ي‪ ،‬في تفادي تخل ��ف “نخيل” عن ت�سديد‬ ‫م�ستحقات �سندات في كانون الأول ‪.2009‬‬

‫‪ 12‬مليار دوالر قيمة ال�ص���ندوق اال�ستثماري‬ ‫الذي �س ُتطلقه �شركة "قطر القاب�ضة" لكي ي�شتري‬ ‫الأ�ص���ول المختلف���ة عالمي���ا ً‪ .‬وعن الأه���داف التي‬ ‫يجري الت�ص���ويب عليها قال نائب مدير ال�ش���ركة‪،‬‬ ‫"�سم ما �ش���ئت‪� ،‬أ�سهم‪� ،‬سندات‪،‬‬ ‫ح�س���ين العبداهلل‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫عقارات‪ ،‬حق���وق ملكية‪ ...‬نحن نبحث في كل قطاع‬ ‫في كل زاوية من العالم"‪ .‬وتتبع "قطر القاب�ض���ة"‬ ‫لل�ص���ندوق ال�س���يادي في الإمارة الخليجية الغنية‬ ‫بالم���وارد الطبيعي���ة‪ .‬ويبل���غ مع ّدل �إ�س���تثماراتها‬ ‫الخارجي���ة ‪ 30‬ملي���ار دوالر �س���نويا ً‪ ،‬وبينه���ا‬ ‫�أ�س���ماء ب���ارزة مث���ل «‪ »Porsche‬و«‪»Harrods‬‬ ‫و«‪ »Volkswagen‬و«‪.»Xtrata‬‬ ‫�سجلت التجارة الخارجية الإماراتية من المواد‬ ‫الغذائية نمواً ن�س���بته ‪ 84‬في المئة في ال�س���نوات‬ ‫الخم�س الما�ض���ية‪ ،‬لتبل���غ نحو ‪ 295‬ملي���ار درهم‬ ‫(‪ 80.4‬مليار دوالر)‪ ،‬وا�س���تحوذت الواردات على‬ ‫‪ 194‬مليار درهم (‪ 53‬مليار دوالر) من الإجمالي‪.‬‬ ‫ول���م تنك���ر وزارة التجارة الخارجي���ة الإماراتية في‬ ‫تقرير �صدر ال�شهر الفائت‪ ،‬ع�شية افتتاح معر�ض‬ ‫"غول���ف فود" في دب���ي‪� ،‬أن االقت�ص���اد الإماراتي‬ ‫"يعتم���د على الخارج في ت�أمي���ن المواد الغذائية‪،‬‬ ‫نظراً �إلى الطبيعة ال�صحراوية والظروف المناخية‪،‬‬ ‫ووقوع الدولة �ض���من المنطقة المدارية الجافة‪ ،‬ما‬ ‫�أنت���ج ندرة في م�ص���ادر المياه و�ش���حا ً في الأمطار‬ ‫التي ال ت�سمح �إال بزراعة �أنواع معينة من المحا�صيل‬ ‫الزراعية‪ ،‬ف�ض�ل� ًا عن محدودية الأرا�ض���ي الزراعية‬ ‫التي ت�شكل واحداً في المئة فقط من م�ساحتها"‪.‬‬ ‫�سجل "بيت التمويل الخليجي" �أرباحا ً �صافية‬ ‫بقيم���ة ‪ 10.3‬ماليي���ن دوالر خالل ال�س���نة المالية‬ ‫‪ ،2012‬مقارن���ة بالرب���ح المحق���ق خ�ل�ال ال�س���نة‬ ‫ال�سابقة والبالغ ‪ 0.38‬مليون دوالر‪.‬‬ ‫وجاء في بيان �أ�ص���دره الم�ص���رف "ا�ستطاع البنك‬ ‫تحقي���ق ه���ذه الأرب���اح بف�ض���ل دعم الم�س���اهمين‬ ‫والم�س���تثمرين‪ ،‬وبف�ض���ل جه���ود فري���ق الإدارة‬ ‫التنفي���ذي ف���ي عمليات �إع���ادة الهيكل���ة وتعزيز‬ ‫الدخل المحقق من الإ�ستثمارات المربحة"‪.‬‬ ‫�أعلنت �شركة "�إ�سمنت المنطقة ال�شمالية" في‬ ‫ال�س���عودية‪ ،‬انخفا�ض �أرباحها بن�سبة ‪ 62‬في المئة‬ ‫الع���ام الما�ض���ي مقارنة بع���ام ‪ ،2011‬ولفتت في‬ ‫بيان �إلى �أنه���ا "تراجعت �إل���ى ‪ 93.4‬مليون ريال‬ ‫(‪ 0.74‬ري���ال لل�س���هم)"‪ .‬وعزت ال�ش���ركة �س���بب‬ ‫االنخفا�ض في الأرباح ال�صافية والربح الت�شغيلي‪،‬‬ ‫�إلى "�صدور قرار وزارة التجارة وال�صناعة القا�ضي‬ ‫بتعلي���ق ت�ص���دير م���ادة الإ�س���منت والكلنك���ر �إلى‬ ‫الخارج‪� ،‬إ�ضافة �إلى عدم تـحـقيق �أيـة مكا�سب مالية‬ ‫من �إعـادة تقـويم اال�ســتثمـار عـام ‪."2012‬‬

‫‪Issue 6 - Mars - 2013‬‬

‫‪17‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون خليجية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫توقع نمو االقت�صاد ال�سعودي ‪ 3.6‬في المئة‬

‫توق ��ع “بن ��ك الكوي ��ت الوطن ��ي” ف ��ي ن�شرت ��ه‬ ‫االقت�صادي ��ة لدول الخلي ��ج‪ ،‬نمو النات ��ج المحلي‬ ‫الإجمال ��ي لل�سعودي ��ة ‪ 3.6‬ف ��ي المئ ��ة بالأ�سع ��ار‬ ‫الثابتة ه ��ذه ال�سنة و‪ 3.4‬في المئة العام المقبل‪.‬‬ ‫وتوق ��ع �أن يبل ��غ نم ��و النات ��ج المحل ��ي الإجمال ��ي‬ ‫غي ��ر النفط ��ي خم�سة ف ��ي المئة خ�ل�ال العامين‬ ‫المقبلي ��ن‪ ،‬و�أن ي�ستقر مع ��دل الت�ضخم في �أ�سعار‬ ‫التجزئة عند خم�سة في المئة‪.‬‬ ‫واعتب ��ر �أن “البيئ ��ة االقت�صادي ��ة ف ��ي ال�سعودية‬ ‫ا�ستف ��ادت م ��ن �أ�سعار النف ��ط المرتفع ��ة وزيادة‬ ‫الإنتاج‪� ،‬إ�ضافة �إلى الزيادة في الإنفاق الحكومي‬ ‫عل ��ى البني ��ة التحتي ��ة ونم ��و الأجور ف ��ي القطاع‬ ‫العام”‪ ،‬م�شي ��ر ًا �إلى �أن “ه ��ذه العوامل �ست�ستمر‬ ‫ف ��ي تحقيق مع ��دالت نم ��و مرتفعة ف ��ي ال�سنوات‬ ‫المقبلة”‪.‬‬ ‫وفي حين م ��ا زال االقت�صاد يتمتع بزخم ملحوظ‬ ‫عل ��ى المدى القري ��ب‪� ،‬إال �أن م�ستقب ��ل النمو على‬ ‫الم ��دى الطوي ��ل يعتم ��د عل ��ى دع ��م دور القطاع‬ ‫الخا� ��ص م ��ن خ�ل�ال الإ�صالح ��ات الهيكلي ��ة‪.‬‬ ‫والإنف ��اق الحكومي المتزاي ��د وا�ستمرار االعتماد‬ ‫ين�صب على‬ ‫عل ��ى �إيرادات النفط جع�ل�ا التركيز‬ ‫ّ‬ ‫الو�ضع المالي للحكوم ��ة‪� ،‬إذ يتوقع �صندوق النقد‬ ‫الدولي �أن ت�شهد موازنة الدولة عجز ًا بحلول عام‬ ‫‪.2017‬‬ ‫ولفت البنك �إلى �أن “�إنتاج النفط ال�سعودي تراجع‬ ‫م ��ع انخفا�ض الأ�سعار عن معدالت ��ه المرتفعة في‬ ‫الن�ص ��ف الثاني من العام الما�ضي‪ ،‬فقد بلغ ‪9.7‬‬ ‫مليون برميل يومي ًا ف ��ي ت�شرين الثاني (نوفمبر)‬

‫الما�ض ��ي مقارن ��ة ب� �ـ‪ 9.9‬ملي ��ون ف ��ي حزي ��ران‬ ‫(يونيو)”‪ .‬ومع ا�ستثن ��اء احتمال حدوث انكما�ش‬ ‫اقت�ص ��ادي عالم ��ي كبير‪ ،‬توق ��ع البن ��ك �أن يبقى‬ ‫م�ست ��وى الـ‪ 100‬دوالر لبرميل النفط �سعر ًا مريح ًا‬ ‫لل�سعودي ��ة‪ ،‬ما يزي ��د على �سعر النف ��ط المطلوب‬ ‫لتحقي ��ق الت ��وازن ف ��ي الموازن ��ة خ�ل�ال العامين‬ ‫المقبلين‪ .‬وي�شير ذل ��ك �إلى انخفا�ضات تدريجية‬ ‫ف ��ي �إنتاج النف ��ط‪� ،‬إذ تح ��اول ال�سلط ��ات موازنة‬ ‫الفائ�ض في �سوق النفط العالمي‪.‬‬ ‫وبعد �سنتين متتاليتين م ��ن االرتفاع‪ ،‬توقع البنك‬ ‫انخفا� ��ض النات ��ج المحل ��ي الإجمال ��ي النفط ��ي‬ ‫للمملك ��ة ‪ 1‬ف ��ي المئ ��ة بالأ�سع ��ار الثابت ��ة نهاي ��ة‬ ‫ال�سن ��ة واثني ��ن ف ��ي المئة الع ��ام المقب ��ل‪ .‬ولفت‬ ‫�إل ��ى �أن “م�ؤ�ش ��رات مثل بيانات �أجه ��زة ال�سحب‬ ‫الآلي ونقاط البي ��ع والإقرا�ض الم�صرفي وم�ؤ�شر‬ ‫مدي ��ري الم�شتريات تُظه ��ر �أن م�ستويات الن�شاط‬ ‫غي ��ر النفطي م ��ا زالت قوي ��ة‪� ،‬إال �أن الدعم الذي‬ ‫نجم عن �إج ��راءات الإنفاق الحكومي اال�ستثنائية‬ ‫عام ‪ 2011‬ربما بد�أ ينح�سر‪ ،‬ومع ال�صعوبات التي‬ ‫تواج ��ه تنفيذ الم�شاريع‪ ،‬مثل �شروط التمويل التي‬ ‫�أ�صبح ��ت �أكثر �صرامة‪ُ ،‬يتوق ��ع �أن ينخف�ض النمو‬ ‫غي ��ر النفط ��ي �إلى خم�سة ف ��ي المئة ه ��ذه ال�سنة‬ ‫و�ستة في المئة العام المقبل”‪ .‬وعلى رغم الزخم‬ ‫الجي ��د الذي يتمت ��ع به االقت�ص ��اد‪ ،‬ف� ��إن اللوائح‬ ‫التنظيمية الجدي ��دة ل�سوق العمل قد ت�ضغط على‬ ‫نمو قطاع ال�شركات هذه ال�سنة‪.‬‬ ‫والح ��ظ البن ��ك �أن “مع ��دل الت�ضخم ف ��ي �أ�سعار‬ ‫التجزئة تباط� ��أ خالل معظم العام الما�ضي ليبلغ‬

‫‪ 3.8‬في المئة في ت�شرين الأول (�أكتوبر) الما�ضي‬ ‫مقارن ��ة بـ‪ 5.4‬في المئة في �شب ��اط (فبراير)”‪.‬‬ ‫وعزا هذا االنخفا� ��ض �إلى هبوط معدل الت�ضخم‬ ‫في مك ّون الإ�سكان وغي ��ره من المكونات الفرعية‬ ‫الأخرى‪� ،‬إ�ضاف ��ة �إلى انخفا�ض �أ�سع ��ار الواردات‬ ‫ب�سبب ارتف ��اع �سعر �صرف الري ��ال بين منت�صف‬ ‫ع ��ام ‪ 2011‬ومنت�ص ��ف الع ��ام الما�ض ��ي‪ ،‬قبل �أن‬ ‫يتراجع قلي ًال‪.‬‬ ‫و ُيتوق ��ع �أن يعم ��ل النم ��و وال�ضغ ��وط الت�ضخمي ��ة‬ ‫الناجم ��ة ع ��ن ارتف ��اع �أج ��ور المواطني ��ن وعودة‬ ‫ارتف ��اع �أ�سعار الواردات عل ��ى دفع معدل الت�ضخم‬ ‫�إلى خم�س ��ة في المئة خ�ل�ال العامي ��ن المقبلين‪،‬‬ ‫وه ��ي ن�سبة معتدلة وتبقى تح ��ت ال�سيطرة‪ .‬ورجح‬ ‫البنك انخفا�ض فائ�ض الموازنة من ‪� 14‬إلى �سبعة‬ ‫ف ��ي المئة م ��ن الناتج المحلي في الع ��ام الجاري‪،‬‬ ‫و�أن يرتفع الإنفاق الحكومي بمعدل م�ستقر لتمويل‬ ‫تطوير البنية التحتية‪ ،‬مع �سعي الحكومة �إلى تعزيز‬ ‫معدالت التوظيف وم�ستويات المعي�شة‪ ،‬وانخفا�ض‬ ‫الإيرادات مع تراجع �أ�سعار النفط والإنتاج‪.‬‬ ‫ووف ��ق تقديرات البنك الوطن ��ي‪ ،‬ف�إن �سعر النفط‬ ‫ال�ض ��روري لتحقي ��ق التوازن ف ��ي الموازنة بلغ ‪75‬‬ ‫دوالر ًا للبرمي ��ل ف ��ي ‪ ،2012‬وقد يرتف ��ع �إلى �أكثر‬ ‫م ��ن ‪ 80‬دوالر ًا هذه ال�سنة‪ .‬و�أخير ًا‪ ،‬توقع �أن ي�ؤدي‬ ‫انخفا� ��ض �أ�سع ��ار النف ��ط والإنت ��اج‪� ،‬إ�ضافة �إلى‬ ‫ا�ستم ��رار النمو القوي في الواردات‪� ،‬إلى انكما�ش‬ ‫فائ�ض الح�ساب الجاري خالل العامين المقبلين‪،‬‬ ‫�إال �أن ��ه �سيبقى مرتفع� � ًا ويراوح بي ��ن ‪ 10‬و‪ 15‬في‬ ‫المئة من الناتج المحلي‪.‬‬

‫توقع نمو االقت�صاد القطري ‪ 5‬في المئة‬ ‫توق ��ع “بن ��ك الكويت الوطني” نمو الناتج المحل ��ي الإجمالي في قطر خم�سة في‬ ‫المئ ��ة بالأ�سعار الثابتة هذه ال�سنة‪ ،‬و‪ 4.9‬في المئة عام ‪ .2014‬و�أن يرتفع الناتج‬ ‫المحل ��ي غي ��ر النفطي ف ��ي �شكل �أ�س ��رع بما ن�سبت ��ه ثمانية و‪ 7.6‬ف ��ي المئة على‬ ‫التوال ��ي‪ ،‬ومعدل الت�ضخم ف ��ي �أ�سعار التجزئة �إلى ‪ 3.4‬في المئة و‪ 0.4‬في المئة‬ ‫عل ��ى التوالي‪ .‬و�أ�شار في ن�شرت ��ه الإقت�صادية لدول الخليج �إلى �أن قطر ا�ستفادت‬ ‫م ��ع حلول نهاي ��ة ‪ 2012‬من �أول �سنة كاملة من الإنت ��اج الأق�صى من �سوائل الغاز‬ ‫الطبيع ��ي بمقدار ‪ 77‬مليون طن‪ ،‬ما توج عق ��د ًا مميز ًا من الإ�ستثمار والتو�سع في‬ ‫قطاع الغاز الذي �سجل معدل نمو �سنوي ثنائي الرقم و�شهد �إحتالل قطر المركز‬ ‫الأول عالمي� � ًا ف ��ي ت�صدير �سوائل الغ ��از الطبيعي في العال ��م‪ ،‬و�أي�ض ًا لجهة �أعلى‬ ‫دخل للفرد‪ .‬واعتبر البنك �أنه نظر ًا �إلى انتهاء تو�سع قطاع �سوائل الغاز الطبيعي‬ ‫‪16‬‬

‫العدد ‪� - 6‬آذار (مار�س) ‪٢٠١3 -‬‬

‫وت�أجيل المزيد من عمليات اال�ستك�شاف في الحقل ال�شمالي حتى عام ‪ 2014‬على‬ ‫الأق ��ل‪ُ ،‬يتوق ��ع �أن يتراجع النمو في �شكل كبير‪ ،‬وبالتال ��ي �سيتباط�أ الناتج المحلي‬ ‫الحقيق ��ي خم�س ��ة في المئة خالل ع ��ام ‪ .2014 - 2013‬ولفت �إلى �أن عدم تنفيذ‬ ‫مزيد من �أعمال التطوير في حقول النفط القديمة‪ ،‬والذي كان مق ّرر ًا على مدى‬ ‫ال�سن ��وات القليلة المقبل ��ة‪� ،‬س ُيبقي �إنتاج النف ��ط دون الطاق ��ة الإنتاجية‪ .‬و�شدّد‬ ‫البن ��ك على �أن التط ��ورات في القطاعات خارج قط ��اع الهيدروكربون‪ ،‬خ�صو�ص ًا‬ ‫الت�صني ��ع والإن�ش ��اءات والخدمات‪� ،‬ستك ��ون �سبب ًا للتو�سع االقت�ص ��ادي في �شكل‬ ‫كبير‪ ،‬و�سي�ستفيد الإنتاج الت�صنيعي من بلوغ من�ش�أة الل�ؤل�ؤة لتحويل الغاز الطبيعي‬ ‫�إل ��ى �سوائل‪ ،‬طاقته ��ا الق�صوى البالغة ‪� 140‬ألف برميل يومي ًا خالل عام ‪- 2013‬‬ ‫‪ ،2014‬ومن زيادة �أكبر في �إنتاج البتروكيماويات والأ�سمدة‪.‬‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫الموجز الدولي‬

‫«فاو» تعتزم ت�أ�سي�س �صندوق للدول الفقيرة‬ ‫�أعلن المدير العام لـ"منظمة الأغذية والزراعة‬ ‫للأم ��م المتحدة" (ف ��او) جوزي ��ه جرازيانو دا‬ ‫�سيلفا‪ ،‬عزم المنظمة على �إن�شاء �صندوق لدعم‬ ‫مج ��االت الأمن الغذائي في الدول الفقيرة ومن‬ ‫�ضمنها اليمن‪ .‬ودعا في م�ؤتمر �صحافي‪ ،‬عقده‬ ‫�أخي ��را" في �صنعاء‪ ،‬ال ��دول كافة �إلى دعم هذا‬ ‫ال�صن ��دوق بم ��ا ي�ساهم ف ��ي تح�سي ��ن مجاالت‬ ‫الأم ��ن الغذائ ��ي لل ��دول الفقي ��رة‪ ،‬م�شي ��ر ًا �إلى‬ ‫�أن ��ه ح�صل على موافقة الإم ��ارات وترحيب من‬ ‫ال�سعودي ��ة م ��ن �أج ��ل الدع ��م في ه ��ذا المجال‬ ‫لتطبيق �سيا�سات ال�صندوق‪.‬‬ ‫و�أو�ضح �أن الخارطة الخا�صة بالجوع في العالم‬ ‫الت ��ي �أعدتها منظمة "ف ��او"‪ ،‬ت�شير �إلى �أن �أكثر‬ ‫م ��ن ‪ 800‬ملي ��ون �شخ�ص ف ��ي العالم م ��ا زالوا‬

‫المدير العام لـ "منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة"‬ ‫(فاو) جوزيه جرازيانو دا �سيلفا‬

‫يعان ��ون نق�ص الغ ��ذاء و�أن مع ��دالت الجوع في‬ ‫بع� ��ض مناطق الق ��رن الأفريقي وبع� ��ض الدول‬ ‫العربية م ��ا زالت في ارتفاع نتيج ��ة النزاعات‪.‬‬ ‫ولف ��ت �إلى �أن الأم ��ن الغذائي خ�ل�ال ال�سنوات‬ ‫الأخيرة كان متدني ًا و�أن "فاو" ملتزمة م�ساعدة‬ ‫ال ��دول الفقيرة ف ��ي تح�سين �إنتاجه ��ا الزراعي‬ ‫وتطويره و�إدارة المياه وتح�سين الو�سائل التقنية‬ ‫المقدمة للمزارعين في تلك البلدان‪.‬‬ ‫وذك ��ر الم�س�ؤول الأمم ��ي �أن زيارت ��ه �إلى اليمن‬ ‫ا�ستهدف ��ت تقدي ��م الدعم التنم ��وي وال�سيا�سي‬ ‫والم�ساع ��دة على و�ضع �سيا�سات ناجحة لت�أمين‬ ‫الغ ��ذاء‪ ،‬الفت� � ًا �إل ��ى االنته ��اء من توقي ��ع خطة‬ ‫عم ��ل في �ش�أن الأولويات ف ��ي قطاع الزراعة في‬ ‫اليمن بخا�صة ما يتعلق بق�ضايا الأمن الغذائي‪،‬‬ ‫و�ستنفذها "فاو" خالل ال�سنتين المقبلتين‪.‬‬ ‫وتت�ضم ��ن خط ��ة العمل ع ��دد ًا م ��ن الإجراءات‬ ‫خ�صو�ص� � ًا المتعلق ��ة بتح�سي ��ن المتطلب ��ات‬ ‫الإن�ساني ��ة وتطوي ��ر النظام الغذائ ��ي وتح�سين‬ ‫المعي�شة في المناط ��ق النائية وا�ستدامة المياه‬ ‫وتح�سين �إدارتها‪ ،‬والحفاظ على مخزون المياه‬ ‫الجوفية وتح�سين �أو�ضاع المزارعين من خالل‬ ‫دع ��م �إنتاجية الع�سل والنح ��ل والتمور والألبان‪،‬‬ ‫�إل ��ى جان ��ب ت�شجيع تربي ��ة الأ�سم ��اك وتح�سين‬ ‫ج ��ودة �إنتاجه ��ا‪ ،‬وتقدي ��م الدعم الفن ��ي وبناء‬ ‫الق ��درات ودع ��م مراك ��ز الأبح ��اث الزراعي ��ة‬ ‫وال�سمكي ��ة والتركي ��ز عل ��ى الدع ��م الغذائ ��ي‬ ‫للم�ساهمة في اال�ستقرار ال�سيا�سي‪.‬‬

‫فرن�سا ت� ّؤكد التزامها وقف العجز عند ‪%3‬‬ ‫�أك ��دت الحكوم ��ة الفرن�سي ��ة �أخي ��را" تم�سكه ��ا‬ ‫و�إلتزامه ��ا هدف الحد من عج ��ز الموازنة عند‬ ‫‪ %3‬من الناتج المحلي الإجمالي في ‪.2013‬‬ ‫وقال وزير االقت�صاد الفرن�سي بيار مو�سكوفي�سي‬ ‫ووزي ��ر الموازنة جيروم كاه ��وزاك �أن الحكومة‬ ‫تحاف ��ظ على هذا الهدف‪ ،‬وذل ��ك ردا" على ما‬ ‫�أعلنه ديوان المحا�سبة الفرن�سي فى وقت �سابق‬ ‫في �ش�أن �صعوبة تنفي ��ذ االلتزام الحكومي هذه‬ ‫ال�سنة‪.‬‬ ‫وق ��ال الوزي ��ران �إن �إدارة الحكومة للموازنة في‬ ‫‪ 2012‬ال ت�ضع مجاال" لل�شك في تحقيق الهدف‬

‫المحدد للعجز ف ��ي ‪ ،2013‬م�شيرين �إلى تنفيذ‬ ‫التدابي ��ر الرامي ��ة للو�صول ال ��ى ‪ %0,8‬بالن�سبة‬ ‫ال ��ى النم ��و ف ��ي ‪ ،2013‬م�ؤكدي ��ن �أن الحكوم ��ة‬ ‫�ستعي ��د النظر بتلك التوقعات ف ��ي �سياق �إعداد‬ ‫البرنام ��ج االقت�ص ��ادي ال ��ذي �سيعر� ��ض عل ��ى‬ ‫البرلمان منت�صف ني�سان (�إبريل) المقبل‪.‬‬ ‫واعتب ��ر دي ��وان المحا�سب ��ة الفرن�س ��ي (جه ��از‬ ‫الرقابة المال ��ي) في تقريره ال�سن ��وي ال�صادر‬ ‫ف ��ي ‪� 13‬شب ��اط (فبراير) الفائ ��ت‪� ،‬أن توقعات‬ ‫الحكومة بالن�سبة لمع ��دل النمو عند ‪ %0,8‬تعد‬ ‫نظرة متفائلة للغاية‪.‬‬

‫‪ 20,900,000‬عامل �ضحايا العمل الق�سري‬ ‫حول العالم وفقا ً لتقديرات منظمة العمل الدولية‬ ‫في تقري���ر �أع ّدت���ه للنقا�ش في االجتم���اع الدولي‬ ‫حول المو�ضوع الذي �إ�ست�ضافته جنيف في مت�صف‬ ‫�ش���باط (فبراير) الفائ���ت‪ .‬ويمثّ���ل الأطفال ‪%26‬‬ ‫م���ن ه�ؤالء ال�ض���حايا الذين ت�س���تغلهم ال�ش���ركات‬ ‫والأ�ش���خا�ص بن�س���ب متفاوتة في كاف���ة الأقاليم‪،‬‬ ‫وغالبا ً ف���ي مجاالت الت�س���ول‪ ،‬الدعارة‪ ،‬ال�ص���ناعة‬ ‫والزراعة‪ .‬وتبلغ كلفة «الفر�ص���ة الفائتة» من هذه‬ ‫الممار�سات نحو ‪ 21‬مليار دوالر �سنويا ً‪ ،‬فيما �أرباح‬ ‫ِ‬ ‫الم�ستغلّين ت�صل �إلى ‪ 44‬مليار دوالر‪.‬‬ ‫‪� 4405‬أطن���ان الطلب العالم���ي على الذهب‬ ‫خ�ل�ال ع���ام ‪ ،2012‬متراجع���ا ً بن�س���بة ‪ %4‬مقارن���ة‬ ‫للم���رة الأولى من���ذ عام‬ ‫بالع���ام ال�س���ابق‪ ،‬وذل���ك‬ ‫ّ‬ ‫‪ ،2009‬وفق���ا ً لم���ا �أعلنه مجل�س الذه���ب العالمي‬ ‫ال���ذي يعك����س م�ص���الح الفاعلي���ن ف���ي �ص���ناعة‬ ‫ه���ذا المع���دن‪ .‬ويعود تقلّ����ص الطلب �إل���ى تراجع‬ ‫الحل���ي في البل���دان الآ�س���وية وهبوط‬ ‫م�ش���تريات‬ ‫ّ‬ ‫اال�س���تثمارات في ال�س���بائك في الغ���رب‪ .‬ويتوقّ ع‬ ‫المجل�س �أن يراوح �سعر �أون�صة الذهب بين ‪1625‬‬ ‫دوالراً و‪ 1695‬دوالراً هذا العام‪ُ .‬ي�شار �إلى �أ ّنه رغم‬ ‫تراجع الطلب‪� ،‬س ّجلت قيمة الذهب الم ِبيع م�ستوى‬ ‫قيا�سيا ً بلغ ‪ 236.4‬مليار دوالر‪.‬‬ ‫ن ّفذ �ص���ندوق الثروة ال�س���يادية النروجي الذي‬ ‫يبل���غ حجم���ه ‪ 700‬ملي���ار دوالر‪ ،‬ال�ش���هر الفائ���ت‪،‬‬ ‫�إ�س���تثمارا" له ف���ي قط���اع العقارات ف���ي الواليات‬ ‫المتحدة ب�ش���راء خم�س���ة �أ�ص���ول بقيمة ‪ 600‬مليون‬ ‫دوالر في نيويورك ووا�ش���نطن وبو�سطن‪ .‬وا�شترى‬ ‫ال�ص���ندوق ح�ص���ة مقدارها ‪ %49,9‬ف���ي العقارات‬ ‫الخم�س���ة من �شركة "تيا‪-‬كريف" التي �ستظل مالكة‬ ‫لح�صة الغالبية في العقارات و�ستديرها في م�شروع‬ ‫�سي�س���عى الى اال�س���تحواذ على مزيد م���ن العقارات‬ ‫الإدارية ب�صفة رئي�سية في تلك المدن الثالث‪.‬‬ ‫‪ 1.75‬ملي���ار هات���ف ع���دد �أجه���زة الهوات���ف‬ ‫الخلوية التي بيعت عالميا ً للم�ستهلكين النهائيين‬ ‫خ�ل�ال ع���ام ‪ ،2012‬بتراج���ع ن�س���بته ‪ %1.7‬وفق���ا ً‬ ‫لل�ش���ركة المخت�ص���ة بالأبحاث في قطاع تكنولوجيا‬ ‫المعلوم���ات واالت�ص���االت‪ .»Gartner« ،‬ولك���ن‬ ‫بخالف النمط العام الم�س ّجل‪ ،‬نمت مبيعات الهواتف‬ ‫الذكية خالل الربع الأخير من ال�سنة الما�ضية بن�سبة‬ ‫‪� %38.3‬إلى ‪ 207.7‬ماليين جهاز‪ .‬وتقول ال�شركة‬ ‫� ّإن ال�س���وق في العام الما�ضي ــ التي �شهدت �إطالق‬ ‫الن�س���خة الأح���دث من هات���ف «‪ »iPhone‬ـ���ـ عانت‬ ‫�أو�ض���اعا ً اقت�ص���ادية �ص���عبة‪ ،‬مناف�س���ة كبيرة بين‬ ‫الم�صنعين وتح ّول في �أذواق الم�ستهلكين‪.‬‬

‫‪Issue 6 - Mars - 2013‬‬

‫‪19‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون دولية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫الموقف الدولي‬

‫�إيطاليا �إختارت طريقا" مجهوال"‬ ‫فاج�أ الناخبون ف ��ي �إيطاليا و�أقلقوا الحكومات‬ ‫والأ�س ��واق المالي ��ة ف ��ي جمي ��ع �أنح ��اء �أوروب ��ا‬ ‫برف�ضه ��م للتق�شف ولجزء كبير م ��ن الم�ؤ�س�سة‬ ‫ال�سيا�سية االيطالية‪.‬‬ ‫مخ ��اوف �أوروبا م ��ن �إيطاليا غي ��ر قابلة للحكم‬ ‫وتج ��دد الأزم ��ة ف ��ي منطق ��ة الي ��ورو ق ��د تك ��ون‬ ‫مب ��ررة‪ .‬مع عدم ح�صول �أي حزب على الغالبية‬ ‫ف ��ي البرلم ��ان الجدي ��د‪ ،‬هن ��اك فر�ص ��ة �ضئيل ��ة‬ ‫لإع ��ادة التفاو�ض على القي ��ود الإقت�صادية التي‬ ‫طالب ��ت بها البنوك الأوروبية �أو �سن �إ�صالحات‬ ‫الزمة‪.‬‬ ‫عل ��ى مدى عقود‪ ،‬ف�شل ��ت الم�ؤ�س�س ��ة ال�سيا�سية‪،‬‬ ‫بغ� ��ض النظ ��ر ع ��ن الح ��زب‪ ،‬ف ��ي التعام ��ل م ��ع‬ ‫الم�ش ��اكل المعروفة في �إيطاليا ‪ -‬بيروقراطية‬ ‫مفرط ��ة‪ ،‬وف�س ��اد ر�سم ��ي‪ ،‬وجريم ��ة منظم ��ة‪،‬‬ ‫و�ضرائب غير متكافئة ورجعية‪ ،‬ونمو �إقت�صادي‬ ‫هزي ��ل‪ .‬وقد �ساهمت الـ‪� 15‬شه ��را" الأخيرة من‬ ‫�سيا�س ��ات التق�ش ��ف الت ��ي �سحقت النم ��و في ظل‬ ‫رئي� ��س الحكوم ��ة ماري ��و مونت ��ي‪ ،‬ف ��ي �إ�ضاف ��ة‬ ‫الأل ��م وتعقي ��د الو�ض ��ع الإقت�ص ��ادي‪� .‬إنخف�ضت‬ ‫تكالي ��ف االقترا� ��ض ف ��ي ايطالي ��ا (عل ��ى الأق ��ل‬ ‫حت ��ى موعد نتائج الإنتخابات)‪ .‬لكن الركود قد‬ ‫تعمق والبطال ��ة ت�صاعدت‪ ،‬وم�ست ��وى المعي�شة‬ ‫ق ��د انخف� ��ض �إل ��ى م�ستوي ��ات ثمانين ��ات الق ��رن‬

‫الفائ ��ت‪ .‬ول ��م ي�ستطع مونت ��ي �إ�ستع ��ادة �شعبيته‬ ‫بعدم ��ا فقدها جراء فر�ض ��ه ال�ضريبة التنازلية‬ ‫القا�سية على المنازل العائلية‪.‬‬ ‫ت�صوي ��ت �إحتجاجي يق ��وده الغ�ض ��ب ال�شعبي ال‬ ‫يثي ��ر الإ�ستغراب‪ .‬كان �أكب ��ر الخا�سرين الو�سط‬ ‫م ��ن �أن�ص ��ار مونت ��ي‪ ،‬ال ��ذي ج ��اء �سيئ ��ا" ج ��دا"‬ ‫ف ��ي المرتب ��ة الرابع ��ة‪ ،‬وح ��زب ي�س ��ار الو�س ��ط‬ ‫الديموقراط ��ي‪ ،‬بقي ��ادة بي ��ار لويج ��ي بر�سان ��ي‪،‬‬ ‫ال ��ذي ف ��از بغالبي ��ة �ضئيل ��ة فق ��ط ف ��ي مجل� ��س‬ ‫الن ��واب وحل ثاني ��ا" مخيبا" للآم ��ال �إقليميا"‬ ‫ف ��ي مجل� ��س ال�شي ��وخ‪ .‬وكان م ��ن المتوق ��ع �أن‬ ‫ت�ش� � ّكل هات ��ان الكتلت ��ان حكوم ��ة �إئتالفي ��ة م ��ع‬ ‫�سيا�س ��ات �إقت�صادي ��ة ال تختل ��ف كثي ��را" ع ��ن‬ ‫مونت ��ي‪ .‬وه ��ذا كان �سي�س� � ّر �أوروب ��ا‪ ،‬ولك ��ن الآن‬ ‫الأمر �صار م�ستحيال"‪.‬‬ ‫الفائ ��زون كانوا من الحرك ��ة المناه�ضة للنظام‬ ‫"حركة خم�س نجوم"‪ ،‬التي ت�أ�س�ست قبل ثالث‬ ‫�سنوات من قبل الكوميدي بيبي غريللو‪ ،‬وحزب‬ ‫"�شعب الحرية" بزعامة رئي�س الوزراء ال�سابق‬ ‫�سيلفي ��و برل�سكون ��ي‪ .‬ف ��ازت الئحة ه ��ذا الأخير‬ ‫ب�أكب ��ر ع ��دد من مقاع ��د مجل�س ال�شي ��وخ وثاني‬ ‫�أكب ��ر الئح ��ة ف ��ي مجل� ��س الن ��واب‪ .‬برل�سكوني‪،‬‬ ‫ال ��ذي يتحم ��ل الم�س�ؤولي ��ة الأكب ��ر ل�ضع ��ف‬ ‫�إيطالي ��ا الإقت�ص ��ادي وال�سيا�س ��ي‪� ،‬أع ��اد حزب ��ه‬

‫م ��ن الن�سيان بتمو�ضعه بال خجل ب�أنه مناه�ض‬ ‫لم�ؤ�س�سة الحكم ومكافح �شعبوي �ضد التق�شف‪.‬‬ ‫وع ��د حت ��ى برد ال�ضرائ ��ب على تمل ��ك المنازل‪،‬‬ ‫واللجوء الى ثروته ال�شخ�صية للقيام بذلك‪.‬‬ ‫بم ��ا �أنه الحزب الحائز على ع ��دد �أ�صوات �أعلى‪،‬‬ ‫ف� ��إن الح ��زب الديموقراط ��ي �سيح�ص ��ل عل ��ى‬ ‫الفر�ص ��ة الأول ��ى لت�شكيل الحكوم ��ة الجديدة‪.‬‬ ‫معترفا" بمدى �صعوبة مهمته‪ ،‬بد�أ بيار لويجي‬ ‫بر�سان ��ي ف ��ي و�ض ��ع برنام ��ج ت�شريع ��ي مح ��دود‬ ‫ي�أم ��ل من ورائه �إجتذاب دع ��م �أبعد من �صفوف‬ ‫فريق ��ه‪ .‬م ��ن جهته �أعل ��ن بيبي غريلل ��و �أخيرا"‬ ‫ان م�ؤيدي ��ه ل ��ن ي�شكل ��وا تحالف ��ا" م ��ع بر�ساني‪،‬‬ ‫�أو بيرل�سكون ��ي‪ ،‬ال ��ذي �س ��وف يق ��وم بالمحاولة‬ ‫الثاني ��ة لت�ألي ��ف حكوم ��ة اذا ف�ش ��ل بر�سان ��ي في‬ ‫ذل ��ك‪ .‬لك ��ن غريللو ت ��رك الخيار لدع ��م تدابير‬ ‫�إ�ص�ل�اح مح ��ددة مقترح ��ة م ��ن قب ��ل �أط ��راف‬ ‫�أخ ��رى‪ .‬الواق ��ع �أنه ��ا لي�س ��ت و�صف ��ة لحكوم ��ة‬ ‫م�ستق ��رة ويمكن �أن يجر الو�ض ��ع الى �أنتخابات‬ ‫�أخ ��رى ف ��ي وق ��ت الح ��ق هذا الع ��ام‪ .‬ولك ��ن ربما‬ ‫�أف�ض ��ل �أم ��ل يكمن ف ��ي �سن بع� ��ض الإ�صالحات‬ ‫ال�سيا�سي ��ة والقواني ��ن لمكافح ��ة الف�س ��اد الت ��ي‬ ‫تحت ��اج �إليه ��ا �إيطالي ��ا جدا" والت ��ي يرغب فيها‬ ‫الناخبون االيطاليون ب�شدة‪.‬‬ ‫روما ‪ -‬عمار الحالق‬

‫"�ستاندرد �أند بورز" ّ‬ ‫تحذر من تزايد مخاطر �إفال�س قبر�ص‬ ‫ح ��ذرت وكالة "�ستاندرد اند ب ��ورز" للت�صنيف االئتماني من ان خطر تخلف‬ ‫قبر�ص عن الت�سديد يتزايد ب�سبب تردد منطقة اليورو في مد يد الم�ساعدة‬ ‫ال ��ى الجزي ��رة المتو�سطية‪ ،‬م�شيرة ال ��ى انها قد تعمد ال ��ى خف�ض ت�صنيف‬ ‫نيقو�سيا مجددا"‪.‬‬ ‫وخف�ض ��ت الوكالة ت�صني ��ف قبر�ص مرارا لي�صل ال ��ى‪ ،CCC+‬وهو ت�صنيف‬ ‫مت ��دن للغاي ��ة يعطى لل ��دول التي يعتب ��ر الإ�ستثمار ف ��ي �سنداته ��ا نوعا من‬ ‫الم�ضاربة وتواجه �أخطارا" حقيقية في التخلف عن ت�سديد م�ستحقاتها‪.‬‬ ‫وقال ��ت "�ستان ��درد اند ب ��ورز" انه "بالنظ ��ر الى الخي ��ارات المحدودة لدى‬ ‫نيقو�سي ��ا لتموي ��ل نف�سها وبالنظ ��ر الى ما يبدو انه موق ��ف متردد من جانب‬ ‫�شركائه ��ا ف ��ي منطق ��ة اليورو‪ .‬نعتق ��د ان خط ��ر التخلف ع ��ن الت�سديد هو‬ ‫حقيقي ومتعاظم"‪.‬‬ ‫‪18‬‬

‫العدد ‪� - 6‬آذار (مار�س) ‪٢٠١3 -‬‬

‫لذلك‪� ،‬أكدت الوكالة ان �إحتماالت ان تعمد الى خف�ض ت�صنيف قبر�ص هذه‬ ‫ال�سن ��ة ه ��ي ‪ ،3/ 1‬اذا لم تح�صل �سريعا" على خطة انقاذ �سواء من منطقة‬ ‫اليورو او من �صندوق النقد الدولي او من االثنين معا"‪.‬‬ ‫وبح�س ��ب "�ستاندرد اند بورز"‪ ،‬يجب اال تقل خطة االنقاذ عن نحو ‪ 15‬مليار‬ ‫يورو (‪ %75‬من الناتج المحلي)‪ .‬ومن �ش�أن قر�ض في هذا الحجم ال�ضخم‪،‬‬ ‫ان يرف ��ع المديونية العام ��ة لنيقو�سيا الى م�ستويات عالي ��ة تفوق ‪ %140‬من‬ ‫النات ��ج‪ .‬وفي حزيران (يونيو)‪ ،‬طلب ��ت قبر�ص م�ساعدة اوروبية بعدما طلب‬ ‫م�صرفاها الرئي�سيان الم�ساعدة من الحكومة ب�سبب انك�شافهما الكبير على‬ ‫الديون اليونانية‪.‬‬ ‫ويعان ��ي االقت�صاد القبر�ص ��ي تق�شفا كبيرا" دون �أف ��ق النتعا�ش قبل ‪،2015‬‬ ‫وت�ضاعفت البطالة خالل عامين لت�صل الى ‪.%14,7‬‬


‫ر�أي حر‬

‫أصدروا قانون سلسلة الرتب والرواتب في لبنان اّ‬ ‫وإل إستشرى الفساد أكثر‬ ‫بقلم د‪.‬ايلي زوين*‬

‫تعتب ��ر هيئ ��ة التن�سي ��ق النقابي ��ة‬ ‫الحرك ��ة النقابي ��ة الوحي ��دة الت ��ي‬ ‫نلحظه ��ا ت�ص ��ارع حالي� �اً لتحوي ��ل �سل�سل ��ة الرتب‬ ‫والروات ��ب المق ��ررة م ��ن مجل� ��س ال ��وزراء �إل ��ى‬ ‫البرلم ��ان‪ ،‬لإج ��راء ت�صحي ��ح هيكل ��ي للأج ��ور في‬ ‫القط ��اع الع ��ام لم يح�ص ��ل منذ الع ��ام ‪ .1996‬وقد‬ ‫�أخ ��ذ ه ��ذا المو�ض ��وع ج ��دال" بيزنطي ��ا" وع ��رف‬ ‫ج ��والت م ��ن الك ّر والف� � ّر بين الحكوم ��ة والهيئات‬ ‫الإقت�صادية والنقابية‪.‬‬ ‫فبع ��د �أن ت�سلمت الأمانة العام ��ة لمجل�س الوزراء‬ ‫م�شروع القانون الجديد ل�سل�سلة الرتب والرواتب‪،‬‬ ‫تب َّي ��ن �أن ��ه يت�ضم ��ن تراجعات تطي ��ح الوعود التي‬ ‫قطعه ��ا رئي� ��س الحكومة نجيب ميقات ��ي واللجنة‬ ‫المو�سعة المك َّلفة درا�س ��ة �سل�سلة الرتب‬ ‫الوزاري ��ة‬ ‫ّ‬ ‫والرواتب لهيئة التن�سيق النقابية‪.‬‬ ‫فالم�ش ��روع المح ��ال يحم ��ل تراجع ��ات ع ��دة عل ��ى‬ ‫�أكث ��ر م ��ن �صعي ��د تن�س ��ف التعه ��دات والإلتزامات‬ ‫الت ��ي �أنتجته ��ا �أ�شه ��ر م ��ن المفاو�ض ��ات الد�ؤوب ��ة‬ ‫وال�صعب ��ة‪� ،‬إنته ��ت بتعليق ح ��راك موظفي القطاع‬ ‫الع ��ام ومقاطعة المعلمين لأعم ��ال الت�صحيح في‬ ‫الإمتحان ��ات الر�سمي ��ة لمجرد �إنت ��زاع وعد ب�إقرار‬ ‫ال�سل�سلة ‪.‬‬ ‫�إن م�ش ��روع القانون بالن�سبة �إلينا من�صف لحقوق‬ ‫موظف ��ي القطاع العام ويجب �إحالته على مجل�س‬ ‫الن ��واب ب�أ�س ��رع وق ��ت ممك ��ن من دون ت ��ردد‪ ،‬حيث‬ ‫تقدّر كلف ��ة ال�سل�سلة بمليار ومئت ��ي مليون دوالر‪،‬‬ ‫وهو مبلغ ثقيل يوازي ‪%8‬من موازنة ‪.2012‬‬ ‫نح ��ن من مطالب ��ي �إعطاء موظف ��ي القطاع العام‬ ‫�أج ��ورا" ت�سم ��ح له ��م �أن يعي�ش ��وا حي ��اة محترم ��ة‬ ‫مالئمة لوظيفتهم التي تعتبر خدمة للم�ؤ�س�سات‬ ‫وللمواطني ��ن على حد �سواء‪ .‬فكي ��ف نطلب منهم‬ ‫�أن يعمل ��وا ب�ضمي ��ر ومهني ��ة �إذا ل ��م نخ ّوله ��م �أن‬ ‫يعي�ش ��وا برخ ��اء وراح ��ة؟ وبالتال ��ي نح ��ن ال ن�ؤيد‬ ‫مطالب ��ي الزي ��ادة ب�سب ��ة ‪� %15‬أو ‪ %20‬لأننا ال نرى‬ ‫�أن ذل ��ك مجحف بحق الموظفين‪ ،‬فما هو الفارق‬ ‫بينه ��م وبين الق�ض ��اة و�أ�ساتذة الجامع ��ة اللبنانية‬ ‫الذين ح�صلوا على مطالبهم؟‪.‬‬ ‫و�إذا ت�أخ ��ر �إ�صدار قان ��ون �سل�سلة الرتب والرواتب‬ ‫فك�أنن ��ا نق ��ول للموظفي ��ن �أن ��ه لي� ��س ب�إ�ستطاعتنا‬ ‫�إعطاءكم حقوقكم‪ ،‬وهذا يعني ‪" :‬خذوا حقوقكم‬ ‫مبا�ش ��رة من المكلفي ��ن‪ ،‬وبالتالي �ش ّرعن ��ا الف�ساد‬ ‫ال ��ذي يق� �دّر في لبن ��ان بملي ��ار وخم�سمئ ��ة مليون‬

‫دوالر �سنوي ��ا" ح�س ��ب درا�س ��ة " الجمعية اللبنانية‬ ‫لتعزيز ال�شفافية" "‪.‬‬ ‫نح ��ن نعل ��م �أن لبنان يمر ف ��ي �ضائق ��ة مالية‪ ،‬و�أن‬ ‫النم ��و �سيك ��ون ح�س ��ب تقديراتن ��ا ‪ %0‬و�أن ذل ��ك‬ ‫�سي�ؤث ��ر �سلب ��ا" عل ��ى واردات الخزين ��ة‪ ،‬لكنن ��ا ال‬ ‫ن�ستطي ��ع اله ��روب �إل ��ى الأم ��ام ونغط ��ي الف�س ��اد‬ ‫النات ��ج ع ��ن ع ��دم �إعطائن ��ا الموظفي ��ن حقوقهم‪،‬‬ ‫ومن هنا ف�إننا نقترح ما يلي‪:‬‬ ‫‪� -1‬إحال ��ة م�شروع القان ��ون الجديد على مجل�س‬ ‫النواب‪.‬‬ ‫‪ -2‬تنفيذ الزيادة على مرحلتين‪:‬‬ ‫�أ‪ -‬المرحل ��ة االول ��ى تقوم عل ��ى تطبيق �آني‬ ‫لزيادة غالء المعي�شة؛‬ ‫ب‪ -‬المرحل ��ة الثاني ��ة تق ��وم عل ��ى تطبي ��ق‬ ‫الق�س ��م الثان ��ي م ��ن الم�ش ��روع خ�ل�ال‬ ‫�سنتين‪.‬‬ ‫‪ -3‬و�ض ��ع درا�س ��ة �سريع ��ة عل ��ى كيفي ��ة تموي ��ل‬ ‫الزي ��ادة مر ّك ��زة عل ��ى العنا�ص ��ر الأ�سا�سي ��ة‬ ‫التالي ��ة‪ :‬العقاري‪ ،‬الدخ ��ل المرتفع‪ ،‬الر�سوم‬ ‫الجمركية ‪ ،‬الر�سوم المبا�شرة‪.‬‬ ‫�أ‪ -‬جع ��ل ر�س ��وم الت�سجي ��ل العق ��اري عل ��ى‬ ‫�أ�سا�س ت�صاعدي؛‬ ‫ب‪� -‬إعطاءملكيةالطوابقالزائدةعنعامل‬ ‫الإ�ستثم ��ار في "�سوليدي ��ر" �إلى الدولة‬ ‫اللبناني ��ة وهك ��ذا تك ��ون ق ��د �إ�سترجع ��ت‬ ‫جزئيا حقوق المواطنين اللذين �سلخت‬ ‫حقوقهم في قانون �سوليدير؛‬ ‫ت‪� -‬إعادة النظر في ال�ضرائب المبا�شرة على‬ ‫المداخي ��ل المرتفع ��ة‪ ،‬وهنا كن ��ا تمنينا‬ ‫�أن تزي ��د ال�ضريبة على الفائدة بطريقة‬ ‫ت�صاعدي ��ة‪ ،‬لك ��ن ال�سري ��ة الم�صرفية ال‬ ‫ت�سمح بذلك؛‬

‫ث‪ -‬رف ��ع الر�س ��وم الجمركي ��ة عل ��ى ال�سلع‬ ‫الفخم ��ة م ��ن �سي ��ارات ومجوه ��رات‬ ‫وتحف‪........‬‬ ‫ج‪ -‬رف ��ع الر�س ��وم المبا�ش ��رة عل ��ى كل‬ ‫المعامالت الإدارية‬ ‫‪ -4‬محارب ��ة الف�ساد بكل �أ�شكال ��ه بحزم وبقب�ضة‬ ‫حديدي ��ة‪ ،‬و�إحال ��ة المرتكبي ��ن �إل ��ى الق�ض ��اء‬ ‫وعزلهم نهائيا" من مهامهم ‪.‬‬ ‫�إن هذه التدابير والخطوات الجريئة �ستكون‪:‬‬ ‫‪ -1‬عامال" �أ�سا�سيا" لمحاربة الف�ساد؛‬ ‫‪ -2‬عام�ل�ا" مهم ��ا" لت�شجي ��ع الإ�ستثم ��ارات‬ ‫الجدي ��دة الت ��ي ته ��رب م ��ن الج ��و ال ��ذي كان‬ ‫مهيمنا" في الإدارات الر�سمية؛‬ ‫‪ -3‬حاف ��زا" �إيجابي ��ا" للنمو الإقت�ص ��ادي‪� ،‬إذ �أنه‬ ‫�سيك ��ون تموي ��ل �سل�سل ��ة الرت ��ب والروات ��ب‬ ‫م ��ن ث ��روة الطبق ��ة الثرية ولي� ��س من جيوب‬ ‫الطبقة الو�سطى التي هي المح ّرك الأ�سا�س‬ ‫لالقت�صاد اللبناني؛‬ ‫‪� -4‬ضخ ��ا" لكتل ��ة نقدي ��ة جديدة بملي ��ار ومئتي‬ ‫ملي ��ون دوالر �أميرك ��ي‪ ،‬نتيجته ��ا تحري ��ك‬ ‫الإقت�ص ��اد اللبنان ��ي ورفع �أث ��ر م�ضاعف على‬ ‫الناتج القومي‬ ‫‪ -5‬عن�ص ��را" فع ��اال" لزي ��ادة واردات الخزين ��ة‬ ‫ونتيجته ��ا الإنخفا� ��ض ف ��ي عج ��ز المالي ��ة‬ ‫العامة‪.‬‬ ‫�إن ه ��ذه الر�ؤي ��ة التفا�ؤلي ��ة ل ��ن تترج ��م واقعي ��ا"‬ ‫� اّإل �إذا �أخ ��ذت الدول ��ة التدابي ��ر ال�صارمة بالن�سبة‬ ‫ال ��ى ما �سيحدث من غ�ل�اء معي�شة جراء ال�سيولة‬ ‫الجدي ��دة‪ ،‬وبالتال ��ي عليه ��ا �أن ت�ستعم ��ل الأدوات‬ ‫التالية‪:‬‬ ‫‪ -1‬مراقبة الأ�سعار ومالحقة المحتكرين؛‬ ‫‪� -2‬إتب ��اع �سيا�س ��ة نقدي ��ة مرن ��ة وواعي ��ة تق ��وم‬ ‫عل ��ى من ��ع الت�ضخ ��م م ��ن دون �إعاق ��ة النم ��و‬ ‫الإقت�صادي‪.‬‬ ‫وف ��ي الختام ال ب ّد من القول �أن مح ّرك الإقت�صاد‬ ‫اللبنان ��ي ه ��ي الم�ؤ�س�س ��ات الر�سمي ��ة و�إداراته ��ا‬ ‫وموظفوه ��ا‪ ،‬ف�إك ��رام الموظف ومحارب ��ة الف�ساد‬ ‫وتقوي ��ة الإدارات الرقابية هي العنا�صر الأ�سا�سية‬ ‫لدول ��ة حديث ��ة ت�ستقط ��ب الإ�ستثم ��ارات المنتجة‬ ‫وتعي ��د �شبابن ��ا و�شاباتنا �إلى دياره ��م ليعي�شوا في‬ ‫وط ��ن تديره دولة القان ��ون والم�ؤ�س�سات‪ ،‬فعليهم‬ ‫واجبات ولديهم حقوق‬

‫* �أ�ستاذ في العلوم الإقت�صادية وخبير في الق�ضايا الم�صرفية‬

‫‪Issue 6 - Mars - 2013‬‬

‫‪21‬‬



‫ال�سوري محترمون م ��ن الجميع‪" :‬ما كان مطمئنا"‬ ‫بالن�سب ��ة �إلينا �أن نرى كي ��ف كان متطوعو "الهالل‬ ‫الأحمر العرب ��ي ال�سوري" ي�ستقبل ��ون و ُينظر �إليهم‬ ‫ف ��ي المناطق التي ت�سيطر عليه ��ا المعار�ضة‪ .‬وهذا‬ ‫بالطبع دلي ��ل بالن�سبة �إلينا �أنه ��م‪ .‬يقومون بالعمل‬ ‫المطلوب ويفعلون ذلك بنزاهة"‪.‬‬ ‫و�أ�ص ��ر غين ��غ عل ��ى �أن الأم ��م المتح ��دة لي�ست في‬ ‫وارد �إج ��راء �أعم ��ال تجارية و�إعط ��اء �صدقات الى‬ ‫نظ ��ام الأ�سد‪" .‬نعم‪ ،‬نحن نعم ��ل من المناطق التي‬ ‫ت�سيطر عليها الحكومة‪ ،‬ولكن نحن ال نعمل لح�ساب‬ ‫النظ ��ام"‪ ،‬قال‪" .‬لم ُيع � َ�ط دوالر واحد مبا�شرة �إلى‬ ‫الحكومة"‪.‬‬ ‫كل وكال ��ة ف ��ي الأم ��م المتح ��دة م�س�ؤول ��ة ع ��ن‬ ‫�إر�س ��ال موظفيه ��ا الدوليين الخا�صي ��ن �إلى �سوريا‬

‫قدر مكتب الأمم المتحدة‬ ‫ّ‬ ‫لتن�سيق ال�ش�ؤون الإن�سانية حجم‬ ‫الأموال الذي تحتاجه وكاالت‬ ‫المنظمة الدولية لم�ساعدة ال�سوريين‬ ‫في الن�صف الأول من العام ‪ 2013‬بما‬ ‫يقل قليال" عن ‪ 520‬مليون دوالر مع‬ ‫الن�صيب الأكبر يذهب الى برنامج‬ ‫الأمم المتحدة للأغذية العالمية‬

‫للتحق ��ق م ��ن �أن الم�ساع ��دات التي و ّزعه ��ا الهالل‬ ‫الأحم ��ر العرب ��ي ال�س ��وري ت�صل الى الم ��كان حيث‬ ‫م ��ن المفتر�ض �أن تكون‪ .‬واللجن ��ة الدولية لل�صليب‬ ‫الأحمر (‪ )ICRC‬تر�صد تدخل الحكومة في قيادة‬ ‫الهالل الأحمر العربي ال�سوري عن كثب‪.‬‬ ‫ولكن لي�س �إختيار وكاالت الأمم المتحدة ل�شركائها‬ ‫المحليي ��ن فح�سب ال ��ذي يهم الإئت�ل�اف الوطني‪.‬‬ ‫فه ��ذا الأخير يخ�شى من �أن المعون ��ة ال تمر وت�ؤخذ‬ ‫من قب ��ل "ال�شبيحة"‪،‬وال ت�صل الى معظم المناطق‬ ‫المعر�ض ��ة للخط ��ر‪�" .‬أف ��ادت االم ��م المتحدة قبل‬ ‫خم�س ��ة �أو �ستة �أ�سابيع م ��ن �أن هناك بع�ض العوائق‬ ‫بالن�سبة الى توزيع بع�ض الم�ساعدات على ال�سوريين‬ ‫في المناطق التي ي�سيطر عليها نظام الأ�سد"‪ ,‬يقول‬ ‫�صالح‪.‬‬ ‫ف ��ي الحقيقة �أن برنامج الغ ��ذاء العالمي (‪)WFP‬‬ ‫�ش ��كا في �أوائل كان ��ون الثاني (يناي ��ر) الفائت من‬ ‫ان القت ��ال و�إنعدام الوق ��ود يمنعان ��ه و�شركائه من‬ ‫الو�صول �إل ��ى العديد من ال�سوريي ��ن الذين هم في‬ ‫�أم� ��س الحاجة �إل ��ى الم�ساعدة‪ .‬وذه ��ب غينغ �أكثر‬ ‫عندم ��ا قال ب�أنه ال ي�شعر بالر�ضى �إزاء حرية حركة‬ ‫وكاالت الأمم المتحدة الت ��ي يحدّدها ويمنحها لها‬ ‫النظام‪ .‬و�أ�ضاف "�إن الحكومة م�س�ؤولة عن ت�سهيل‬ ‫ودعم و�صولنا لتوزيع الم�ساعدات الإن�سانية بموجب‬ ‫القانون الإن�ساني الدولي"‪.‬‬ ‫والم�شكل ��ة الأخرى ه ��ي �أن الأزم ��ة الإن�سانية �أكثر‬ ‫ح ��دة في المناطق التي ت�سيط ��ر عليها المعار�ضة‪-‬‬ ‫وهن ��اك‪ ،‬تواج ��ه الأمم المتحدة تحدي ��ات �أكبر في‬ ‫تقدي ��م الم�ساع ��دات‪ .‬وقال ��ت جمعي ��ة "�أطباء بال‬ ‫ح ��دود"‪ ،‬الحائ ��زة عل ��ى جائ ��زة دولية ف ��ي مجال‬ ‫المنظم ��ات غير الحكومية‪ ،‬في بي ��ان �صدر في ‪29‬‬ ‫كان ��ون الثاني (يناير) الفائت‪ ،‬ب� ��أن نظام المعونة‬ ‫"غي ��ر قادر على معالجة ت ��ردي الأو�ضاع المعي�شية‬ ‫الت ��ي تواج ��ه ال�شع ��ب داخ ��ل �سوري ��ا"‪ ،‬لأن مناطق‬ ‫المعار�ضة ال تح�ص ��ل � اّإل على "ح�صة �صغيرة" من‬ ‫الموارد‪.‬‬ ‫لك ��ن غينغ يروي ق�صة مختلفة‪ ،‬عندما �أفاد ب�أن ‪48‬‬ ‫في المئة م ��ن م�ساعدات الأم ��م المتحدة الغذائية‬ ‫ت�ص ��ل فعلي ��ا" الى المناط ��ق المتن ��ازع عليها وتلك‬ ‫الت ��ي ت�سيطر عليه ��ا المعار�ض ��ة‪" .‬المناط ��ق التي‬ ‫تحت ��اج الى الم�ساعدة الأكث ��ر �إلحاحا"‪ ،‬قال " هي‬ ‫المناطق ال�ساخن ��ة الحقيقية حيث ال�صراع يت�أجج‬ ‫ويتوا�صل"‪.‬‬ ‫وكما �أنه يجب على الأمم المتحدة �إجراء محادثات‬ ‫مع النظام ك ��ي ي�سمح لها بالعمل في المناطق التي‬

‫‪Issue 6 - Mars - 2013‬‬

‫‪23‬‬


‫الم�شرق العربي‬

‫سوريا‬

‫�شائعات حول دور المنظمة الدولية يعرقل مهماتها الإن�سانية في بالد ال�شام‬

‫هل ِّ‬ ‫تمول األمم المتحدة آلة الحرب للنظام السوري؟‬ ‫ينبغي على الأمم المتحدة العمل‬ ‫مع نظام الرئي�س ب�شار الأ�سد لتقديم‬ ‫الم�ساعدات لل�شعب ال�سوري كما‬ ‫هي الأع��راف والقواني��ن‪ .‬ولكن‬ ‫ه��ل �أن المنظم��ة الدولية من غير‬ ‫ق�صد تموّل �آلة القتل الحكومية؟‬ ‫لندن ‪ -‬ليلى الحلو‬ ‫"هل من المنطق ��ي تقديم م�ساعدات‬ ‫لنظ ��ام م�س� ��ؤول ع ��ن ه ��دم الم ��دن‬ ‫وتفجي ��ر الم�ست�شفي ��ات والمخاب ��ز و�إه ��دار �أرواح‬ ‫ال�سكان وت�شريدهم‪ ،‬مما يم ّكنه من �إ�صالح الو�ضع‬ ‫المزري الذي خلقه؟"‪.‬‬ ‫ه ��ذا م ��ا ي ��و ّد "الإئت�ل�اف الوطن ��ي لق ��وى الثورة‬ ‫والمعار�ض ��ة ال�سوري ��ة" معرف ��ة الإجاب ��ة عن ��ه‪.‬‬ ‫كان الإئت�ل�اف دق ناقو� ��س الخط ��ر ح ��ول برنامج‬ ‫الأم ��م المتحدة ال ��ذي ن�شرته ف ��ي ‪ 19‬كانون الأول‬ ‫(دي�سمب ��ر) الفائ ��ت‪ ،‬لإط�ل�اق برنام ��ج م�ساع ��دة‬ ‫بقيمة ن�ص ��ف مليار دوالر في �سوري ��ا‪ ،‬بالتعاون مع‬ ‫نظ ��ام الرئي�س ب�ش ��ار اال�سد‪� .‬إنت�ش ��ر الخبر كالنار‬ ‫في اله�شيم بين النا�شطين الغا�ضبين المناه�ضين‬ ‫للنظام البعث ��ي‪ ،‬الذين يخ�شون م ��ن �أن يتم تحويل‬ ‫الأم ��وال لتمويل جهود الحرب للنظام‪ .‬على �صفحة‬ ‫‪ UNpaysAssad‬على تويتر‪ ،‬نا�شد النا�س المنظمة‬ ‫الدولية �إعادة النظر‪.‬‬ ‫ولكن ما الذي حدث فعليا" ؟‬ ‫لقد عم ��ل مكتب الأم ��م المتحدة لتن�سي ��ق ال�ش�ؤون‬ ‫الإن�سانية (‪ )UNOCHA‬على تقدير حجم الأموال‬ ‫ال ��ذي تحتاجه وكاالت المنظم ��ة الدولية لم�ساعدة‬ ‫ال�سوريين في الن�صف الأول من العام ‪ .2013‬وكان‬ ‫المجم ��وع ما يقل قليال" ع ��ن ‪ 520‬مليون دوالر‪ ،‬مع‬ ‫الن�صي ��ب الأكبر يذهب الى برنامج الأمم المتحدة‬ ‫للأغذي ��ة العالمية (‪ 139‬مليون دوالر)‪ ،‬فيما وكالة‬ ‫الأم ��م المتح ��دة لالجئين‪ ،‬ووكال ��ة الأمم المتحدة‬ ‫للإغاثة والت�شغيل‪ ،‬واليوني�سيف ح ّلت وراءها‪.‬‬ ‫‪22‬‬

‫"تحاول الحكومة ال�سورية الح�صول على بع�ض من‬ ‫تلك االم ��وال مبا�شرة لوكاالته ��ا"‪ ،‬يقول المتحدث‬ ‫با�س ��م االئتالف الوطن ��ي خالد �صال ��ح‪ .‬وقال "�إن‬ ‫نظ ��ام الأ�سد يطلب ب�أن يكون التوزيع تحت �إ�شراف‬ ‫نائب وزير الخارجية في�صل المقداد"‪.‬‬ ‫في الواقع‪� ،‬إن خط ��ة الإ�ستجابة التي و�ضعها مكتب‬ ‫الأمم المتحدة لتن�سيق ال�ش�ؤون الإن�سانية للم�ساعدة‬ ‫�شمل ��ت بع� ��ض الكلم ��ات الر�سمي ��ة ج ��دا"‪" .‬جميع‬ ‫الم�ساعدات الإن�سانية �ست�س ّلم مع الإحترام الكامل‬ ‫ل�سي ��ادة الجمهورية العربية ال�سوري ��ة خالل تنفيذ‬ ‫هذا البرنامج"‪� ،‬أكد بيان برنامج الإ�ستجابة‪.‬‬ ‫لكن هل هذا يعني �أن نظام الأ�سد �سوف ي�ضع يديه‬ ‫عل ��ى ن�صف ملي ��ار دوالر؟ يكاد يك ��ون الجواب من‬ ‫الم�ؤكد ال‪.‬‬ ‫يعترف �صالح �أنه على الرغم من �أن الأمم المتحدة‬ ‫تق ��وم منذ �سنتين بتقدي ��م الم�ساعدات في �سوريا‪،‬‬ ‫ف�إنه من غير المحتم ��ل �أن تكون الحكومة ال�سورية‬ ‫ق ��د تلق ��ت �أو �شاهدت �أيا" م ��ن تل ��ك ال�سيولة‪" .‬ال‬ ‫�أعتقد �أنه جرت �أية عمليات تحويل لأموال مبا�شرة‬ ‫بين الأمم المتحدة ونظ ��ام الأ�سد"‪ ،‬يقول‪" .‬ولكن‬ ‫هن ��اك بع�ض البرامج ال ��ذي يعمل في دم�شق �سوف‬ ‫لن ي�سمح له بالعمل بحرية"‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن كل ذلك يعود �إلى الطريقة التي يتم فيها‬ ‫توزي ��ع الم�ساع ��دات في �سوري ��ا‪ .‬الهيئ ��ات الدولية‬ ‫تعتم ��د عل ��ى ال ��وكاالت ال�شريكة المحلي ��ة لتو�صيل‬ ‫الطعام والإمدادات الى المحتاجين‪ .‬وكاالت الأمم‬ ‫المتح ��دة تختار المنظمات غير الحكومية ال�سورية‬ ‫الت ��ي ه ��ي عل ��ى معرف ��ة ب�أر� ��ض الواق ��ع وت�ستطيع‬ ‫الو�صول الى الأماكن الت ��ي ال ت�ستطيع هي الو�صول‬ ‫�إليها‪ .‬والم�شكلة هي �أن كثيرين يعتقدون ‪ -‬مع بع�ض‬ ‫التبري ��ر ‪� -‬أنه ال يوجد �شيء م ��ن هذا القبيل ُيعتبر‬ ‫منظمة غير حكومية حقيقية في �سوريا‪.‬‬ ‫"يتم التحك ��م ببرامج "المنظمات غير الحكومية"‬ ‫م ��ن قبل نظ ��ام الأ�س ��د"‪ ،‬يو�ض ��ح �صال ��ح‪�" .‬إنها ال‬ ‫ت�ستطيع العمل �إال �إذا كان لديها الإذن‪ ،‬و[النظام]‬ ‫ورجال ��ه هم داخل ه ��ذه البرامج‪ .‬كي ��ف يمكننا �أن‬ ‫نك ��ون عل ��ى يقين م ��ن �أن برام ��ج الم�ساع ��دة هذه‬ ‫�ست�صل الى �أيدي ال�سوريين العاديين؟"‬ ‫الهالل الأحمر العربي ال�س ��وري هو �شريك وكاالت‬

‫العدد ‪� - 6‬آذار (مار�س) ‪٢٠١3 -‬‬

‫الأم ��م المتح ��دة الأ�سا�سي ف ��ي �سوري ��ا‪ ،‬وهو الذي‬ ‫يتع ّر� ��ض ف ��ي معظ ��م الأحي ��ان لإنتق ��ادات ب�سب ��ب‬ ‫عالقات ��ه المزعوم ��ة بالحكوم ��ة‪ .‬ج ��ون غين ��غ‪،‬‬ ‫مدي ��ر عملي ��ات مكت ��ب تن�سي ��ق ال�ش� ��ؤون الإن�سانية‬ ‫التاب ��ع للأم ��م المتح ��دة‪ ،‬ع ��اد �أخيرا" م ��ن زيارة‬ ‫ال ��ى �سوريا‪ ،‬حيث ق�ض ��ى وقتا" ف ��ي المناطق التي‬ ‫ت�سيط ��ر عليه ��ا الحكوم ��ة والمعار�ض ��ة عل ��ى ح ��د‬ ‫�س ��واء‪ .‬وق ��ال ف ��ي م�ؤتمر �صحاف ��ي ف ��ي ‪ 28‬كانون‬ ‫الثاني (يناير) �أن متطوعي الهالل الأحمر العربي‬ ‫المهجرون ال�سوريون‪� :‬إن�سحاب‬ ‫الوكاالت الدولية ي�صيبهم‬


‫المتحدث ب�إ�سم الإئتالف الوطني ال�سوري خالد �صالح‪:‬‬ ‫دق ناقو�س الخطر للمنظمة الدولية‬

‫مدير عمليات مكتب تن�سيق ال�ش�ؤون الإن�سانية التابع للأمم‬ ‫المتحدة جون غينغ‪ :‬مهمة معقّدة‬

‫ال�سيا�سي لمجل�س الأمن الدولي بالن�سبة الى الأزمة‬ ‫في �سوري ��ا‪ ،‬و�أنه من ال�سهل تفهم ور�ؤية لماذا كثير‬ ‫من الجه ��ات المانحة لل�سوريين ّ‬ ‫تف�ض ��ل �إ�ستخدام‬ ‫�شب ��كات غي ��ر ر�سمي ��ة بدال" م ��ن التب ��رع لنداءات‬ ‫الأمم المتحدة‪.‬‬ ‫"�إن الجمعي ��ة العام ��ة للأم ��م المتح ��دة ق ��د ح َّمل‬ ‫[نظام الأ�س ��د] م�س�ؤولية الجرائم التي �إرتكبت في‬ ‫�سوري ��ا"‪ ،‬يقول �صال ��ح‪ .‬و�أ�ضاف "لك ��ن من ناحية‬ ‫�أخرى‪ ،‬ف�إنها تعمل مع النظام‪ ،‬ولذلك تقوم ب�إر�سال‬ ‫�إ�شارة مختلطة جدا" الى العالم"‪.‬‬ ‫ولكن الخلط بي ��ن عجز الأمم المتح ��دة ال�سيا�سي‬ ‫بالن�سبة الى �سوريا مع جهوده ��ا الإن�سانية المثيرة‬ ‫للإعجاب م�ضلل‪� .‬أكثر جدية هي مخاوف الإئتالف‬

‫الخلط بين عجز الأمم‬ ‫المتحدة ال�سيا�سي بالن�سبة الى‬ ‫�سوريا مع جهودها الإن�سانية المثيرة‬ ‫للإعجاب م�ضلل و �أكثر جدية هي‬ ‫مخاوف الإئتالف الوطني من �إعادة‬ ‫توجيه الم�ساعدات من قبل النظام‬ ‫لأهدافه الخا�صة‬

‫الوطن ��ي من �إع ��ادة توجي ��ه الم�ساع ��دات من قبل‬ ‫النظام لأهدافه الخا�صة‪.‬‬ ‫"كثي ��ر م ��ن النا� ��س قالوا لن ��ا �أن الحكوم ��ة ت�أخذ‬ ‫الم�ساع ��دات وتبيعه ��ا ‪� -‬أحيانا تبيعه ��ا الى ال�شعب‬ ‫ال�س ��وري"‪ ،‬يق ��ول �صال ��ح‪" .‬ال يمكنن ��ا التحقق من‬ ‫ذل ��ك لأن هناك عدم و�ضوح في م ��ا يتعلق بعمليات‬ ‫االتوزيع في المناطق التي ي�سيطر عليها الأ�سد"‪.‬‬ ‫تعت ��رف منظم ��ة اليوني�سيف ب� ��أن ر�ص ��د �شركائها‬ ‫المحليي ��ن �أم ��ر �صع ��ب‪ ،‬لكنه ��ا تر�س ��ل المزيد من‬ ‫الموظفي ��ن الدوليين للم�ساعدة ف ��ي تتبع ما يجري‬ ‫هناك‪" .‬م�ساعدتنا ل� �ـ [ال�شركاء المحليين] تتك ّون‬ ‫ف ��ي الواقع من الإم ��دادات المادية"‪ ،‬يقول �إنغرام‪،‬‬ ‫"لذا ال ن�ضع �أمواال" نقدية في جيوبهم الخلفية"‪.‬‬ ‫هناك ت�سع منظمات غير حكومية دولية فقط تعمل‬ ‫ف ��ي �سوريا في هذه الفترة ‪ -‬الب�ل�اد في حاجة الى‬ ‫تجربتها في مجال ال�صراعات التي �إكت�سبتها حول‬ ‫العال ��م‪ ،‬جنبا" �إلى جنب مع المعرفة التي يمكن �أن‬ ‫يقدمها �شركا�ؤها المحليون والإئتالف الوطني‪� .‬إن‬ ‫المطالب ��ة ب�سحب وكاالت الأم ��م المتحدة لت�سجيل‬ ‫نق ��اط �سيا�سي ��ة فح�س ��ب‪� ،‬س ��وف ي�صي ��ب ماليين‬ ‫ال�سوريي ��ن‪ .‬كم ��ا �أن هن ��اك عالمة جي ��دة على �أن‬ ‫الأم ��م المتحدة تتح ��دث الآن �إلى "وح ��دة تن�سيق‬ ‫الم�ساع ��دات" التابع ��ة للإئت�ل�اف الوطن ��ي ع ��ن‬ ‫الكيفية التي يمكن �أن تعمال معا"‪.‬‬ ‫لقد �أنق ��ذت وكاالت الأمم المتح ��دة بال �شك حياة‬ ‫الماليين في �سوريا‪ .‬وقد تق ّل�صت عملياتها و توقف‬ ‫بع�ضها عن العمل‪ ،‬لي�س ب�سبب القتال وقيود النظام‬ ‫فح�س ��ب‪ ،‬ولكن ب�سبب عدم وج ��ود الأموال النقدية‬ ‫ال�ضروري ��ة‪ .‬عل ��ى الرغ ��م م ��ن وع ��ود الموازن ��ات‬ ‫الكبي ��رة من قب ��ل دول عربية ع ��دة لتمويل برنامج‬ ‫االمم المتحدة بالكام ��ل في م�ؤتمر الكويت لإعالن‬ ‫التبرع ��ات في ‪� 30‬أيار (يناي ��ر) الفائت‪ ،‬فهو تلقى‬ ‫حالي ��ا" �أق ��ل من ‪ 10‬ف ��ي المئة م ��ن التمويل‪ .‬وكان‬ ‫برنام ��ج العام الما�ضي تلقى �أق ��ل من ثلثي االموال‬ ‫التي قالت الأمم المتحدة �أنها في حاجة �إليها‪.‬‬ ‫حت ��ى لو حدث و�أتت كل هذه الأموال‪ ،‬ف�إن البرنامج‬ ‫الحالي قد �صمم وو�ض ��ع لم�ساعدة ال�سوريين حتى‬ ‫نهاي ��ة حزي ��ران (يونيو) المقبل – حي ��ث �س ُيعرف‬ ‫م ��ا هي الم ��وارد التي �سوف يحت ��اج �إليها البرنامج‬ ‫بع ��د ذل ��ك‪ .‬وعندم ��ا يحين الوق ��ت‪ ،‬ف� ��إن الحجج‬ ‫والمنا�شدات للح�صول على المال يبد�أان من جديد‬ ‫ب�شكل جدي‪ .‬ال�شائعات التي تنت�شر حول م�صداقية‬ ‫الأم ��م المتحدة ف ��ي �سوريا قد تجعل ه ��ذه المهمة‬ ‫�أكثر �صعوبة‬

‫‪Issue 6 - Mars - 2013‬‬

‫‪25‬‬


‫الم�شرق العربي ¶ �سوريا‬ ‫ت�سيطر عليها الحكومة‪ ،‬ف�إن عليها �أي�ضا" �أن تح�صل‬ ‫على �إذن من المعار�ضة‪ .‬وقد و�ضعت اللجنة الدولية‬ ‫لل�صليب الأحمر الئحة ب�أ�سماء الجماعات الم�سلحة‬ ‫الت ��ي يجب �أن تتعامل معها ‪ -‬ت�شمل الالئحة حوالي‬ ‫‪ 1,000‬ميلي�شي ��ا‪" .‬المفاو�ض ��ات يج ��ب �أن تت ��م مع‬ ‫جمي ��ع �أنواع الالعبين على الأر�ض‪ ،‬ولي�س الحكومة‬ ‫فح�س ��ب"‪ ،‬يقول �سيمون �إنغ ��رام‪ ،‬الرئي�س الإقليمي‬ ‫لمكتب �إت�صال اليوني�سيف في ال�شرق الأو�سط‪.‬‬ ‫"برنام ��ج �إ�ستجابة الم�ساعدة" ه ��و الو�سيلة التي‬ ‫ت�ستخدمه ��ا الأم ��م المتحدة في �أج ��زاء من �سوريا‬ ‫الت ��ي ي�سيط ��ر عليه ��ا الأ�س ��د‪ .‬م ��ن دون برنام ��ج‬ ‫الم�ساعدة هذا‪ ،‬ال يمكنها العمل هناك‪ .‬البع�ض في‬ ‫المعار�ض ��ة المناه�ضة للنظ ��ام الحاكم يتهم الأمم‬ ‫المتحدة بالإ�شتراك غير المبا�شر في جرائم نظام‬ ‫الأ�سد‪ .‬ولكن �إلغاء وتمزيق الإتفاق هو بمثابة دعوة‬ ‫ال ��ى �إن�سح ��اب اليوني�سي ��ف وجمي ��ع وكاالت الأمم‬ ‫المتحدة الأخ ��رى ومنعها من تقدي ��م الم�ساعدات‬ ‫في �سوريا‪.‬‬ ‫"م ��ا ال يدرك ��ه كثير من النا�س هو �أنن ��ا �إ�ستم ّرينا‬ ‫ف ��ي عملياتنا طوال ه ��ذه الفترة ال�صعب ��ة للغاية"‪،‬‬ ‫قال �إنغ ��رام‪" .‬في كان ��ون االول (دي�سمبر) تم ّكنا‪،‬‬ ‫جنب ��ا" �إلى جن ��ب مع �شركائن ��ا‪ ،‬من تنفي ��ذ حملة‬ ‫تلقي ��ح ناجح ��ة ج ��دا" حيث و�صل ��ت ال ��ى �أكثر من‬ ‫مليون طف ��ل‪ ،‬لذلك علينا قيا� ��س التحديات مقابل‬ ‫نجاحات من هذا القبيل"‪.‬‬ ‫وهذا هو مج ��رد مثال واحد‪ .‬لقد قدمت المفو�ضية‬ ‫العام ��ة لالجئي ��ن التابع ��ة للأم ��م المتح ��دة ال ��ى‬ ‫�أكث ��ر م ��ن ‪ 350,000‬م ��ن ال�سوريي ��ن م�ساع ��دات‬ ‫غي ��ر غذائية ف ��ي ‪ .2012‬برنام ��ج الأغذية العالمي‬ ‫�ضاعف تقريبا" �إنت�ش ��اره‪ ،‬لتوفير الم�ساعدات الى‬ ‫‪ 2.5‬مليوني �شخ�ص هذا العام‪.‬‬ ‫ولك ��ن الإئت�ل�اف الوطني لي�س مقتنع ��ا"‪� .‬إنه يعتقد‬ ‫ب�أن "وحدة تن�سيق الم�ساع ��دات" الجديدة التابعة‬ ‫ل ��ه يمكنه ��ا القيام بعم ��ل �أف�ضل من �ش ��ركاء الأمم‬ ‫المتحدة المح ّليين ‪ -‬عل ��ى الأقل في المناطق التي‬ ‫فقد فيه ��ا نظام الأ�سد ال�سيط ��رة‪ .‬وتهدف الوحدة‬ ‫الى م ��لء الدور الذي يق ��وم به الآن �ش ��ركاء الأمم‬ ‫المتحدة الحاليون المحليون‪� :‬إنها تدر�س �إحتياجات‬ ‫�أولئك الذين ما زال ��وا داخل �سوريا و�ستعر�ض هذه‬ ‫النتائج عل ��ى المجتمع الدول ��ي‪ .‬بعدها �سوف تقوم‬ ‫بدور مرك ��ز لتبادل المعلومات ث ��م‪ ،‬توجيه الأموال‬ ‫م ��ن المانحي ��ن الدوليي ��ن مبا�ش ��رة ال ��ى المناطق‬ ‫المحررة من �سوريا‪.‬‬ ‫"ف ��ي المناط ��ق الت ��ي ت�سيط ��ر عليه ��ا ق ��وات‬ ‫‪24‬‬

‫"الهالل الأحمر العربي ال�سوري"‪� :‬شريك �أ�سا�سي للأمم المتحدة في �سوريا‬

‫المتحدث ب�إ�سم الإئتالف الوطني‬ ‫ال�سوري خالد �صالح‪" :‬تحاول‬ ‫الحكومة ال�سورية الح�صول على بع�ض‬ ‫�أموال الم�ساعدات الدولية مبا�شرة‬ ‫لوكاالتها و�إن نظام الأ�سد يطلب ب�أن‬ ‫يكون التوزيع تحت �إ�شراف نائب وزير‬ ‫الخارجية في�صل المقداد"‬

‫العدد ‪� - 6‬آذار (مار�س) ‪٢٠١3 -‬‬

‫مجل�س الأمن الدولي‪ :‬مقاربته للو�ضع‬ ‫�أ�ساءت الى الو�ضع الإن�ساني‬

‫المعار�ض ��ة‪ ،‬فق ��د ان�ش�أن ��ا مجال�س محلي ��ة ليحكم‬ ‫المواطنون هن ��اك �أنف�سهم"‪ ،‬يق ��ول �صالح‪" .‬نحن‬ ‫نعم ��ل ب�شكل وثيق ج ��دا" مع ال ��وكاالت الدولية في‬ ‫محاولة للح�صول على بع� ��ض الم�ساعدات لإر�ساله‬ ‫�إلى ه ��ذه المناطق‪ .‬الحكومات الدولية والمنظمات‬ ‫غي ��ر الحكومية قد ب ��د�أت القيام بذل ��ك على مدى‬ ‫ال�شهرين الما�ضيين"‪.‬‬ ‫كلمات �صالح تعك�س الم�شاعر الم�شتركة بين العديد‬ ‫م ��ن ال�سوريين في الخارج‪ .‬هناك ت�صور �أن وكاالت‬ ‫الأم ��م المتح ��دة هي كبي ��رة ج ��دا"‪ ،‬وبيروقراطية‬ ‫جدا"‪ ،‬وبطيئة جدا" للح�صول و�إر�سال م�ساعدات‬ ‫طارئ ��ة للنا�س الذين ه ��م في حاجة �إليه ��ا‪� .‬أ�ضف‬ ‫�إل ��ى هذا �سنتين من الغ�ضب له ما يبرره من ال�شلل‬


‫حول م ��دى �إلتزامهم ��ا القي ��م الديموقراطية‪ .‬حتى‬ ‫ف ��ي موا�ضي ��ع ال�سيا�س ��ة الخارجي ��ة‪ ،‬يب ��دو مر�سي‬ ‫زعيما" غي ��ر مقنع ويع ّر�ض م�صال ��ح م�صر للخطر‬ ‫�إقليميا" ودوليا"‪ .‬قد يك ��ون �صحيحا" �أن "الإ�سالم‬ ‫ال�سيا�س ��ي"‪ ،‬بو�صف ��ه �إيديولوجي ��ة المحافظي ��ن‪ ،‬ال‬ ‫ي ��زال قويا" وم�ؤث ��را" في بع� ��ض �أج ��زاء المجتمع‪،‬‬ ‫وم ��ع ذل ��ك‪ ،‬ف�إن ��ه يكاف ��ح ويج ��د �صعوب ��ة لتو�سي ��ع‬ ‫نط ��اق �إنت�ش ��اره خ ��ارج قاعدت ��ه الأ�سا�سي ��ة الدينية‬ ‫والإجتماعي ��ة‪ .‬على �سبيل المثال‪ ،‬كثيرون من �شباب‬ ‫الطبق ��ة المتو�سطة و�أعلى م ��ن المتو�سطة في م�صر‬ ‫ي�شع ��رون ب�أنه ��م تعر�ضوا للخيانة م ��ن قبل الإخوان‬ ‫الم�سلمي ��ن ومر�س ��ي‪ .‬حت ��ى بي ��ن ال�شب ��اب الفقراء‬ ‫وال�ضواحي‪ ،‬يواجه الإخوان زيادة في الإحباط‪ .‬من‬ ‫الوا�ضح �أن �سيا�سة الإخ ��وان للرعاية الطويلة الأمد‬ ‫ال تغط ��ي ‪ 77.5‬ف ��ي المئة من ال�شب ��اب الم�صريين‬ ‫(م ��ن ‪� 15‬إلى ‪� 29‬سنة) الذين لي�ست لديهم وظائف‬ ‫ويغ ّذون الإ�ضطرابات في م�صر‪.‬‬ ‫وم ��ع ذلك‪ ،‬ف� ��إن النتيج ��ة الأكث ��ر و�ضوح ��ا" لف�شل‬ ‫الإ�سالميي ��ن ه ��و �إنتهاء "تقدي� ��س" قيادتهم‪ .‬وهذا‬ ‫يعني ب� ��أن "الإ�س�ل�ام ال�سيا�س ��ي"‪ ،‬بو�صف ��ه عقيدة‬ ‫ديني ��ة و�سيا�سي ��ة‪ ،‬يفق ��د عل ��ى نح ��و متزاي ��د م ��ن‬ ‫م�صداقيت ��ه وقوته الرمزية‪ .‬عل ��ى مدى عقود‪� ،‬ص ّور‬ ‫"الإ�سالم ال�سيا�س ��ي" وقدّم نف�سه على �أنه عقيدة‬ ‫"الخال� ��ص" التي يمكن �أن تو ّف ��ر مالذا" لل�شباب‬ ‫الع ��رب الذي ��ن كان ��وا مه ّم�شي ��ن وغي ��ر را�ضين عن‬ ‫ال�سيا�س ��ات الإقت�صادي ��ة والإجتماعي ��ة للأنظم ��ة‬ ‫ال�سابقة‪" .‬الإ�سالم ال�سيا�سي"‪ ،‬بالن�سبة الى العديد‬ ‫م ��ن ال�شباب ف ��ي المناطق الح�ضري ��ة والمحافظة‪،‬‬ ‫ي�ش� � ّكل تحررا" و�إنعتاقا" م ��ن �سيا�سات "التدني�س"‬ ‫و�إنته ��اك المحرم ��ات الزمني ��ة الزائل ��ة ‪ .‬لي� ��س‬ ‫مفاجئ ��ا"‪ ،‬فق ��د راه ��ن الإ�سالمي ��ون ب�ش ��كل الفت‬ ‫على الي�أ� ��س وخيبة الأمل ال�شعبية م ��ن �أجل تر�سيخ‬ ‫�شبكاته ��م الإجتماعية‪ .‬كما ا�ستفاد اال�سالميون من‬ ‫القم ��ع ال ��ذي مار�سته الأنظمة العربي ��ة ال�سابقة في‬ ‫ت�أمين الدعم والتعاطف خ ��ارج قاعدتهم الأ�سا�سية‬ ‫المذهبي ��ة والديني ��ة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ف�إن �أكث ��ر �إ�ستثمار‬ ‫الفت من الإ�سالميين يكمن في وعدهم "المقدّ�س"‪:‬‬ ‫�إن�شاء "الدولة الإ�سالمية"‪ .‬بعد عامين في ال�سلطة‪،‬‬ ‫فق ��د ثبت �أن مثل هذه الدولة ل ��ن تكون �سوى مجرد‬ ‫"�س ��راب"‪� .‬سيا�س ��ات الإ�سالميين لم تكن مختلفة‬ ‫عن الأنظم ��ة القديمة كما �أن عقيدته ��م لم ت�ستطع‬ ‫الحفاظ على نقاوتها وقد�سيته ��ا‪ .‬وقد �أظهر �سلوك‬ ‫الإ�سالميي ��ن �أنه ��م‪ ،‬مث ��ل غيره ��م م ��ن الب�شر‪ ،‬هم‬ ‫عر�ض ��ة لإرت ��كاب الأخط ��اء كم ��ا الخطاي ��ا‪ .‬عالوة‬ ‫عل ��ى ذل ��ك‪ ،‬يمكن للت� ��آكل المتزايد م ��ن م�صداقية‬ ‫الإ�سالميين �إلى جانب "الأ�سلمة" المفرطة للمجال‬

‫الرئي�س الم�صري محمد مر�سي‪� :‬سقط في �إمتحان الإقت�صاد‬

‫الع ��ام �أن ي�ؤدي ��ا بعدد كبي ��ر من ال�شب ��اب‪ ،‬و�إن كان‬ ‫على المدى الطويل‪� ،‬إل ��ى رف�ض الإ�سالم ال�سيا�سي‪،‬‬ ‫وحت ��ى فك ��رة الدي ��ن‪� .‬إذا ح ��دث ه ��ذا‪ ،‬فالإ�س�ل�ام‬ ‫ال�سيا�س ��ي‪ ،‬كم�ش ��روع دين ��ي وثقاف ��ي‪� ،‬سي�ص ��اب‬ ‫بهزيم ��ة ذاتية �شديدة‪ .‬وبعب ��ارة �أخرى‪ ،‬في حين �أن‬ ‫الأح ��زاب الإ�سالمية تت�صاعد‪ ،‬ف� ��إن �أيديولوجيتها‪،‬‬ ‫"الإ�سالموية"‪ ،‬تنحدر ب�شكل مده�ش‪.‬‬ ‫وبالإ�ضافة �إلى ذلك‪" ،‬الحرب" الدينية​​والإن�شقاقات‬ ‫العميق ��ة بين الإ�سالميي ��ن ت�ضفي ��ان ال�شكوك حول‬ ‫تقواهم و�إلتزامه ��م الديني‪ .‬تكتيكاتهم تك�شف لي�س‬ ‫م ��دى الي�أ�س والج ��وع لل�سلطة فح�س ��ب ولكن �أي�ضا"‬ ‫ميله ��م لفعل �أي �ش ��يء للحفاظ عليه ��ا بما في ذلك‬ ‫�إع ��ادة �إنت ��اج ال�سيا�س ��ات الإ�ستبدادي ��ة للأنظم ��ة‬ ‫القديم ��ة عينها‪ .‬على �سبي ��ل المثال‪ ،‬لعب ��ة ال�سلطة‬ ‫بي ��ن ال�سلفيي ��ن والأخ ��وان الم�سلمي ��ن ف ��ي م�ص ��ر‬ ‫ت�ؤك ��د على فك ��رة ال�سيا�س ��ة ب�إعتباره ��ا "تدني�س"‪.‬‬ ‫ف ��ي حين �أن الأخ ��وان الم�سلمي ��ن يحاولون الحفاظ‬ ‫عل ��ى موقفهم "البن ��اء" باعتباره رم ��زا" للإعتدال‬

‫"الإ�سالم ال�سيا�سي"‪ ،‬كعقيدة‬ ‫�سيا�سية ووعد للحل والخال�ص‪ ،‬قد‬ ‫فقد الكثير من جاذبيته وقد�سيته‬ ‫لأن الإ�سالميين ف�شلوا في تقديم‬ ‫حلول ناجعة للم�شاكل الإجتماعية‬ ‫والإقت�صادية المزمنة التي ّ‬ ‫حطمت‬ ‫المجتمعات العربية‬

‫والو�سطي ��ة الإ�سالمي ��ة‪ ،‬ي�سعى ال�سلفي ��ون جاهدين‬ ‫لت�صوي ��ر �أنف�سهم على �أنهم الوجه الأ�صلي والأ�صيل‬ ‫موحدان وال �سيما‬ ‫للإ�س�ل�ام‪ .‬ظاهريا"‪ ،‬يبدو �أنهما ّ‬ ‫في مواجه ��ة القوى الليبرالية والعلمانية‪ ،‬ومع ذلك‪،‬‬ ‫تحت هذا التحالف غي ��ر المقد�س‪� ،‬إنهما منق�سمان‬ ‫ب�شدة ويتناف�سان مع بع�ضهما بع�ضا" في الم�ساجد‪،‬‬ ‫وو�سائ ��ل الإع�ل�ام‪ ،‬وف ��ي الإ�ستي�ل�اء عل ��ى ال�سلطة‪.‬‬ ‫بالت�أكيد‪ ،‬لقد ك�شف تورط الإ�سالميين في ال�سيا�سة‬ ‫الق�ش ��رة الديني ��ة وك�شف عن �صراعه ��م "المطلق"‬ ‫عل ��ى ال�سلط ��ة‪ .‬وبق ��در ما ينغم�س ��ون ف ��ي ال�سيا�سة‬ ‫اليومية‪ ،‬ينك�شف فكرهم وتكتيكاتهم �أكثر‪.‬‬ ‫مع ذل ��ك‪ ،‬يحتاج المرء �إلى الت�أكي ��د على �أن فقدان‬ ‫الإ�س�ل�ام ال�سيا�سي ل"قد�سيته" ال يعن ��ي �أن العالم‬ ‫العرب ��ي يتج ��ه نح ��و حقب ��ة جديدة م ��ن العلمن ��ة �أو‬ ‫�إنح�س ��ار الأيديولوجي ��ات الديني ��ة (م ��ن يجر�ؤ على‬ ‫�إع�ل�ان مث ��ل هذا الت�صري ��ح!)‪ .‬كما �أن ��ه ال يعني �أن‬ ‫الأح ��زاب والح ��ركات الإ�سالمي ��ة �س ��وف تتال�شى‪.‬‬ ‫بدال" نح ��اول ف ��ك التفاع ��ل الديناميك ��ي والكامن‬ ‫بي ��ن الدين وال�سيا�س ��ة‪ ،‬والفكر والواق ��ع‪ ،‬والمقدّ�س‬ ‫والمد ّن� ��س‪ .‬الإ�س�ل�ام ال�سيا�سي‪ ،‬مث ��ل �إيديولوجيات‬ ‫منت�ص ��رة �أخ ��رى‪ ،‬ال يمكنه البقاء عل ��ى قيد الحياة‬ ‫م ��ن دون الحفاظ على م�صداقيت ��ه وقوته المعنوية‪.‬‬ ‫ه ��ذا ي�ؤكد �أي�ضا" �أنه ال يمكن للإ�سالميين الإعتماد‬ ‫فق ��ط عل ��ى �إيديولوجيته ��م "الغام�ض ��ة" م ��ن �أجل‬ ‫دع ��م ال�سلطة‪ .‬ف ��ي الواقع‪ ،‬لي�س لديه ��م خيار �سوى‬ ‫الإ�ستجاب ��ة بفعالي ��ة للتحديات الهائل ��ة التي تواجه‬ ‫مجتمعاته ��م‪ ،‬و� اّإل ف�إنه ��م �س ��وف يفق ��دون النف ��وذ‬ ‫كممثلي ��ن لأيديولوجية "خال� ��ص" ذات م�صداقية‪.‬‬ ‫وع�ل�اوة عل ��ى ذلك‪ ،‬ف ��ي ع�ص ��ر �سوق ح ��رة دينية‪،‬‬ ‫حي ��ث المعرف ��ة والتعلي ��م الدين ��ي م�ش ّرع ��ان وف ��ي‬ ‫متن ��اول الأفراد من خالل طرق مختلفة‪ ،‬على �سبيل‬ ‫المثال �شبك ��ة الأنترنت‪ ،‬وو�سائل الإع�ل�ام‪ ،‬وما �إلى‬ ‫ذل ��ك‪ ،‬ف�إن الإ�سالميي ��ن يفقدون عل ��ى نحو متزايد‬ ‫ال�سيط ��رة وال�سلطة على مثل ه ��ذه ال�سوق المتدفقة‬ ‫بالمعلوم ��ات والمتغ ّي ��رة‪ .‬لي�س م ��ن الم�ستغرب‪� ،‬أن‬ ‫الغالبية العظمى من الجي ��ل الجديد من الم�سلمين‬ ‫المحافظي ��ن والأتقياء لي�ست تابع ��ة لتنظيم �أو فكر‬ ‫م ��ن الأحزاب الإ�سالمية ل ��ذا ال يمكن لهذه الأخيرة‬ ‫الإدعاء ب�أنها ت�سيطر على هذه الغالبية‪.‬‬ ‫يبق ��ى �أنه �إذا كان "الربي ��ع العربي" ي�ستطيع النطق‬ ‫لق ��ال لنا بعد عامين من فت ��رة �إنتقالية ملتوية‪ ،‬ب�أن‬ ‫الإ�س�ل�ام ال�سيا�سي ه ��و "وه ��م" �إيديولوجي �آخر ال‬ ‫يمكنه الحفاظ على م�صداقيته وقوة "خال�صه" من‬ ‫دون تحقيق تطلعات ال�شعوب ال�سيا�سية والإقت�صادية‬ ‫والإجتماعية التي قد ت�ضع م�ستقبل الإ�سالميين على‬ ‫المحك‬

‫‪Issue 6 - Mars - 2013‬‬

‫‪27‬‬


‫العالم العربي‬

‫اإلسالم السياسي‬

‫وعد بالكثير ولم ي�ستطع الوفاء ب�أي �شيء‬

‫"اإلسالم السياسي" يغرق في بحر اإلقتصاد!‬ ‫ف��ي ‪ 2011‬و ‪ ،2012‬ه��زت موجة م��ن الإنتفا�ضات ال�شعبي��ة في �شمال‬ ‫�أفريقي��ا وال�ش��رق الأو�سط الأنظم��ة الإ�ستبدادية ف��ي المنطقة‪ ،‬واثارت‬ ‫ردود فع��ل بهيجة في الغرب حول "ربيع عرب��ي" وعهد جديد مفتر�ض‬ ‫م��ن الديموقراطية‪ .‬في حين �أن �إطاحة الأنظم��ة الديكتاتورية يمكن �أن‬ ‫يعط��ي فر�ص��ة للديموقراطية كي تزده��ر‪ ،‬فهي قد و ّل��دت �أي�ضا فر�صا"‬ ‫لطائف��ة وا�سعة من الأحزاب الإ�سالمية ف��ي �سبيل تحقيق م�صالحها غير‬ ‫الديموقراطية‪ .‬ولكن الى �أي مدى نجحت؟‬ ‫باري�س ‪ -‬جميل غانم‬ ‫عل ��ى الرغ ��م م ��ن �صع ��ود الأح ��زاب‬ ‫الإ�سالمية في �أعقاب ما ي�سمى "الربيع‬ ‫العرب ��ي"‪ ،‬ف� ��إن "الإ�س�ل�ام ال�سيا�س ��ي"‪ ،‬كعقي ��دة‬ ‫�سيا�سية ووعد للح ��ل والخال�ص‪ ،‬قد فقد الكثير من‬ ‫جاذبيته وقد�سيته‪ .‬وه ��ذه النقطة المدعاة للتعجب‬ ‫�سببه ��ا العديد م ��ن العوام ��ل‪� ،‬إال �أن الأهم هو عدم‬ ‫قدرة الإ�سالميين على تقديم حلول ناجعة للم�شاكل‬ ‫الإجتماعي ��ة والإقت�صادي ��ة المزمن ��ة الت ��ي ّ‬ ‫حطمت‬ ‫المجتمعات العربية‪� .‬إنه ��ا واحدة من "النتائج غير‬ ‫المق�صودة" للفت ��رة الإنتقالي ��ة‪ ،‬لإ�ستخدام تعريف‬ ‫�أ�ستاذ العل ��وم ال�سيا�سية والإجتماعية فيليب �شميتر‬

‫للتح� � ّول الديموقراط ��ي‪ .‬وعالوة على ذل ��ك‪� ،‬إن رد‬ ‫الفع ��ل "المت�ساهل" والم�شك ��وك فيه من الحكومات‬ ‫الإ�سالمي ��ة تج ��اه ت�صاع ��د نف ��وذ ودور المتطرفين‬ ‫العنيفي ��ن ق ّو� ��ض �صورته ��ا وم�صداقيته ��ا كحركات‬ ‫"معتدلة" و�سلمية حقا"‪ ،‬وربما يق ّو�ض حكمها �إذا‬ ‫لم تق ّيدهم‪.‬‬ ‫م ��ن تون�س‪ ،‬ال ��ى المغرب �إلى م�ص ��ر‪� ،‬إن عدم قدرة‬ ‫الأح ��زاب الإ�سالمي ��ة عل ��ى �إدارة التح� � ّوالت ب�شكل‬ ‫ف ّعال يبدو وا�ضحا"‪� .‬إن �سجلاّ ت المتابعة على مدى‬ ‫العامي ��ن الما�ضيي ��ن فقي ��رة ومحبطة‪� .‬أن ��ه يك�شف‬ ‫نق�ص ��ا" كبي ��را" ف ��ي الر�ؤي ��ة والمهارات ف ��ي �إدارة‬ ‫بلدانه ��ا و والتقدم بعيدا"م ��ن الأنظمة القديمة الى‬ ‫�أنظم ��ة ديموقراطية جديدة‪ .‬بالت�أكيد‪ ،‬ال �أحد يتوقع‬

‫لهذا �أن يح ��دث ب�سال�سة �أو ب�سرعة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ف�إن‬ ‫ال�سل ��وك وت�صرف ��ات الإ�سالميي ��ن ال ت�ستنه� ��ض وال‬ ‫تب�شر بحقبة جديدة‪.‬‬ ‫يف‬ ‫ف ��ي م�ص ��ر‪ ،‬وكذل ��ك ف ��ي تون� ��س والمغرب ل ��م ِ‬ ‫الإ�سالمي ��ون بتعهداته ��م الت ��ي �أطلقوه ��ا منذ فترة‬ ‫طويل ��ة ع ��ن الإزده ��ار والنه�ضة‪� .‬إنه ��م‪ ،‬حتى الآن‪،‬‬ ‫ف�شلوا ف ��ي مكافحة الف�ساد‪ ،‬و�إ�ص�ل�اح الإقت�صادات‬ ‫المتعث ��رة‪ ،‬و�إحت ��رام حق ��وق الإن�س ��ان والأقلي ��ات‪،‬‬ ‫وتعزيز برام ��ج الديموقراطية‪ .‬وبق ��در ما يف�شلون‪،‬‬ ‫بقدر ما تقل الفر�صة �أمامهم لإ�ستعادة الم�صداقية‬ ‫وال�صورة الجي ��دة‪ .‬لي�س من الم�ستغرب �أن �أعدادا"‬ ‫م ��ن ال�شعوب العربي ��ة ال تزال تتظاهر ف ��ي ال�شوارع‬ ‫للتعبي ��ر ع ��ن �إحباطها وخيب ��ة �أملها م ��ن �سيا�سات‬ ‫الإ�سالميين‪ .‬بالن�سبة ال ��ى الكثيرين منها‪ ،‬ال يمكن‬ ‫لإيديولوجي ��ة الإ�سالم ال�سيا�س ��ي �أن تحل م�شاكلها‪.‬‬ ‫وال يمك ��ن �أن توفر الخال�ص ال ��ذي كانت تتطلع �إليه‬ ‫بعد الك�شف عن كثير من حاالت غير �أخالقية وعدم‬ ‫كفاءة‪.‬‬ ‫م ��ن الالفت‪� ،‬أنه بعد عامين م ��ن الفترة الإنتقالية‪،‬‬ ‫يفق ��د الإ�س�ل�ام ال�سيا�س ��ي الكثير م ��ن م�صداقيته‬ ‫ونقائ ��ه‪ .‬على �سبي ��ل المثال‪ ،‬الإ�ستي ��اء المتزايد في‬ ‫�أو�س ��اط الجمهور الم�ص ��ري �ضد جماع ��ة الإخوان‬ ‫الم�سلمي ��ن والرئي�س محمد مر�س ��ي ال يمكن �إنكاره‪.‬‬ ‫�إن �سلوكهم ��ا ومواقفهم ��ا على م ��دى الأ�شهر القليلة‬ ‫الما�ضية ن ّف ��رت غير الإ�سالميين و�أث ��ارت �شكوكا"‬ ‫عادت التظاهرات الى‬ ‫�شوارع القاهرة وتون�س‬

‫‪26‬‬

‫العدد ‪� - 6‬آذار (مار�س) ‪٢٠١3 -‬‬


‫بيروت ‪� -‬سميح �صعب‬ ‫م ��ن تون� ��س الت ��ي يمزقه ��ا التف ��اوت‬ ‫الإجتماع ��ي والتناف� ��س الجه ��وي‬ ‫وع ��دم �شع ��ور النا� ��س بتح�س ��ن �أحواله ��م بع ��د‬ ‫عامي ��ن م ��ن رحي ��ل زي ��ن العابدي ��ن ب ��ن عل ��ي‪،‬‬ ‫ال ��ى م�ص ��ر التي تعي� ��ش فو�ضى �سيا�سي ��ة و ُيتَّهم‬ ‫فيه ��ا "االخ ��وان الم�سلمون" ب�أنه ��م �سرقوا ثورة‬ ‫بد�أه ��ا الليبرالي ��ون‪ ،‬الى ليبيا الت ��ي �إنتقلت من‬ ‫ديكتاتوري ��ة معم ��ر القذاف ��ي ال ��ى ديكتاتوري ��ة‬ ‫ميلي�شي ��ات متناحرة وب ��روز نزع ��ات �إنف�صالية‬ ‫تطالب بنظام فيديرالي كي ال يحكم �أحد �أحد ًا‪،‬‬ ‫ال ��ى اليم ��ن الذي تع ��ززت في ��ه القبلي ��ة ونزعة‬ ‫"الح ��راك الجنوبي" ال ��ى الإنف�صال على وقع‬ ‫ال�شعور بالغبن وعدم الإن�صاف من ال�شمال‪ ،‬الى‬ ‫�سوريا التي تعي�ش حرب ًا �أهلية ب�إ�سم الحاجة الى‬ ‫تغيير نظام الرئي� ��س ب�شار اال�سد‪ ،‬الى البحرين‬ ‫التي ال تع ��رف �إ�ستقرار ًا دائم� � ًا على رغم وجود‬ ‫ق ��وات "درع الجزي ��رة" في المملك ��ة بطلب من‬ ‫المل ��ك حم ��د بن عي�س ��ى للوق ��وف ف ��ي وجه ما‬ ‫يعتب ��ره م�ؤام ��رة خارجي ��ة تح ّركها �إي ��ران ومن‬ ‫دون �أن تج ��دي مح ��اوالت الح ��وار المتكررة مع‬ ‫المعار�ضة نفع ًا في تحقيق التهدئ ��ة المطلوب ��ة‪.‬‬

‫بعد �أكثر من عامين من‬ ‫الإحتجاجات تح ّول وجه الإنتفا�ضات‬ ‫من المطالبة بكرامة الإن�سان وبالحرية‬ ‫وب�إنتخابات حرة ونزيهة الى �أنظمة‬ ‫حكم يتوالها الإ�سالم ال�سيا�سي في‬ ‫م�صر وتون�س والمغرب وي�شارك فيها‬ ‫بقوة في ليبيا واليمن‬ ‫التح ّوالت تغرق في الفو�ضى‬ ‫بع ��د �أكثر من عامين م ��ن الإحتجاجات في معظم‬ ‫الدول عربية تح� � ّول وجهها من �إنتفا�ضات تطالب‬ ‫بكرام ��ة الإن�س ��ان وبالحري ��ة وب�إنتخاب ��ات ح ��رة‬ ‫ونزيه ��ة بعيد ًا من ن�س ��ب ال‪ 99 ،99‬في المئة التي‬ ‫كان ��ت ت�سود منذ اكثر م ��ن ‪ 60‬عام ًا‪ ،‬ال ��ى �أنظمة‬ ‫حكم يتواله ��ا الإ�سالم ال�سيا�سي في م�صر وتون�س‬ ‫والمغ ��رب وي�ش ��ارك فيه ��ا بقوة في ليبي ��ا واليمن‪.‬‬ ‫و�أم ��ام ه ��ذا الم�شهد الجدي ��د الذي تنفت ��ح عليه‬

‫منطق ��ة ال�ش ��رق االو�س ��ط و�شم ��ال افريقيا‪ ،‬يقف‬ ‫الغ ��رب في حي ��رة من �أمره‪ .‬فالحكوم ��ات الغربية‬ ‫الت ��ي �أخذها "الربيع العرب ��ي" على حين غرة في‬ ‫‪� ،2011‬س ��ارت ف ��ي ركب ��ه وقالت انه ��ا ترت�ضي ما‬ ‫يق ��رره النا�س‪ .‬وم ��ن هنا دعم ��ت وا�شنطن "ثورة‬ ‫اليا�سمي ��ن" ف ��ي تون� ��س لتلتح ��ق فرن�س ��ا وال ��دول‬ ‫الأوروبي ��ة الت ��ي �إعتراها الذهول بم ��ا يجري على‬ ‫ال�ضف ��ة الجنوبية للمتو�سط‪ .‬وذهب ��ت �أميركا الى‬ ‫حد منا�ش ��دة الرئي� ��س الم�صري ال�ساب ��ق ح�سني‬ ‫مبارك بالتنحي بعدما كان الرجل عماد �سيا�ستها‬ ‫في المنطقة على مدى ‪ 30‬عام ًا" والحار�س االمين‬ ‫لمعاهدة كمب دايفيد مع ا�سرائيل‪ .‬وبارك الببيت‬ ‫االبي� ��ض "ال�صفق ��ة" التي ج ��رت بي ��ن "االخوان‬ ‫الم�سلمي ��ن" والم�ؤ�س�س ��ة الع�سكري ��ة ف ��ي م�ص ��ر‬ ‫لتقا�سم ال�سلطة وب ��دء عهد جديد في م�صر ي�ضع‬ ‫ح ��د ًا لإرث ثورة ‪ 23‬تموز ‪ 1952‬التي قلبت الملكية‬ ‫و�أتت ب"ال�ضباط االح ��رار" الى الحكم‪ .‬وها هي‬ ‫ث ��ورة ‪ 25‬كانون الثاني (يناير) ‪ 2011‬تمحو معالم‬ ‫الثورة ال�سابقة‪.‬‬ ‫وفي حالة �شبيه ��ة بحالة مبارك‪ ،‬لم تدافع �أميركا‬ ‫عن الرئي�س اليمني علي عبداهلل �صالح الذي كان‬ ‫يعتب ��ر حليف ًا وثيق ًا لها‪ ،‬وحثته على التنحي ليف�سح‬ ‫المج ��ال �أمام حكم �إنتقالي برئا�سة نائبه عبد ربه‬ ‫مبان مدمرة في ريف دم�شق‪:‬حرب بالوكالة في �سوريا‬

‫‪Issue 6 - Mars - 2013‬‬

‫‪29‬‬


‫العالم العربي‬

‫الربيع العربي‬

‫مقارنة تاريخية لـ"الربيع العربي" بعد عامين من الإنتفا�ضات‬

‫العرب ينتقلون من إستبداد األنظمة‬ ‫إلى ديكتاتورية الفوضى‬ ‫من��ذ �أكثر من عامين حَ رك "الربيع العربي" المياه الراكدة في بحيرة النظام العربي الإقليمي‪ ،‬وحمل معه‬ ‫تغيير ًا في بع�ض الدول وفو�ضى وحالة من عدم اليقين ال�سيا�سي والدماء في بع�ضها الآخر ‪ ،‬مما حدّ كثير ًا‬ ‫من موجة التفا�ؤل التي �صاحبت ال�شرارة االولى للإنتفا�ضات في العالم العربي بدءا" من تون�س الى م�صر‬ ‫وليبي��ا واليمن والبحرين و�سوريا وبدرج��ة اقل االردن والمغرب‪ .‬وهذا ما جعل محللين ومفكرين �سواء‬ ‫في المنطقة او في الغرب يقارنون ما يجري في المنطقة العربية وما جرى من ثورات وتحوالت في اوروبا‬ ‫ال�شرقية ورو�سيا �أواخر الثمانينات و�أوائل الت�سعينات من القرن الما�ضي وحتى مع الثورات التي �شهدتها‬ ‫دول القارة االوروبية وامبراطورياتها في ‪ 1848‬عندما �إنتف�ض الليبراليون من العمال والمحامين والمثقفين‬ ‫و�صغ��ار البورجوازيين للمطالبة بحقوقهم ال�سيا�سية وبالعدالة االجتماعي��ة في ظل �أنظمة �إ�ستبدادية كان‬ ‫الحاك��م فيها يعتقد �أنه ي�ستمد �سلطته من اهلل ولي�س من النا�س‪ .‬لكن الحق ًا تمكنت الأنظمة الإ�ستبدادية‬ ‫من الإلتفاف على مطالب النا�س والعودة الى الحكم بيد من حديد‪.‬‬ ‫مليونية ميدان التحرير في القاهرة‪ :‬ثورة ‪ 2011‬تمحو �إرث ثورة ‪1952‬‬

‫‪28‬‬

‫العدد ‪� - 6‬آذار (مار�س) ‪٢٠١3 -‬‬


‫التي يمكن ان تدعم التحوالت الجارية في ال�شرق‬ ‫الأو�سط و�شمال افريقيا على غرار ما �ش ّكل الغرب‬ ‫م ��ن رافعة بالن�سبة الى الدول الإ�شتراكية ال�سابقة‬ ‫ف ��ي العق ��د الأخير م ��ن القرن الع�شري ��ن؟ هل في‬ ‫�إم ��كان الغرب �أن يلعب الدور نف�سه الذي لعبه في‬ ‫اوروب ��ا ال�شرقية ام �أن جه ��ات �إقليمية مثل مجل�س‬ ‫التعاون الخليجي وتركي ��ا يمكن ان تلعب مثل هذا‬ ‫الدور؟‬

‫ثورات �أوروبا في ‪1848‬‬

‫متظاهرون في البحرين‪ :‬الحوار يراوح مكانه‬

‫الو�سطى‪ .‬وكانت البداية من �ألمانيا التي �إ�ستعادت‬ ‫وحدتها للمرة االولى منذ الحرب العالمية الثانية‪.‬‬ ‫وتعامل الغرب �سيا�سي� � ًا وامني ًا مع الواقع الجديد‬ ‫النا�شىء‪� ،‬إذ فتح الإتح ��اد الأوروبي باب الع�ضوية‬ ‫�أمام هذه الدول من بولونيا الى بلغاريا الى ت�شيكيا‬ ‫و�سلوفاكي ��ا و�سلوفيني ��ا بموازاة فت ��ح حلف �شمال‬ ‫الأطل�س ��ي ب ��اب الإنت�س ��اب �أم ��ام هذه ال ��دول كي‬ ‫تنه ��ي مرحلة وتب ��د�أ �أخرى‪ .‬فالط ��وق الإقت�صادي‬ ‫والأمني هو الذي حمى الدول الخارجة من الحقبة‬ ‫الإ�شتراكي ��ة من الوقوع في �ش ��رك الفو�ضى‪ .‬ولوال‬ ‫�إغداق الغ ��رب م�ساعدات ��ه الإقت�صادية لتح�صين‬ ‫تر�سخ‬ ‫الديموقراطي ��ة ف ��ي ه ��ذه ال ��دول لم ��ا كان ّ‬ ‫فيه ��ا الإ�ستق ��رار‪ .‬وحتى رو�سيا لم ��ا كانت لتعرف‬ ‫الإ�ستق ��رار لوال تقديم الرئي� ��س االميركي الأ�سبق‬ ‫بي ��ل كلينتون �أكثر من ‪ 22‬مليار دوالر لدعم �إنتقال‬ ‫ه ��ذا البل ��د الى �إقت�ص ��اد ال�سوق في عه ��د بوري�س‬ ‫يلت�سي ��ن‪ .‬كل ذلك �ساهم ال ��ى حد بعيد في حماية‬ ‫الإنتق ��ال ال�سيا�س ��ي على رغ ��م ن�ش ��وء الكثير من‬ ‫المافي ��ات الإقت�صادية التي �إ�ستغلت فترة الإنتقال‬ ‫الإقت�صادي كي تجني ث ��روات �ضخمة ال �سيما في‬ ‫رو�سيا و�أوكرانيا‪.‬‬ ‫وعل ��ى رغم ذل ��ك تمكنت الدول الت ��ي كانت تعي�ش‬ ‫خل ��ف ال�ست ��ار الحدي ��دي م ��ن �إجتي ��از مرحل ��ة‬ ‫التح� � ّوالت ب�أقل الخ�سائر‪ ،‬لتع ��ود رو�سيا اليوم الى‬ ‫فر� ��ض نف�سها دول ��ة كبرى لها وزنه ��ا الإقت�صادي‬ ‫وال�سيا�س ��ي‪ ،‬فيم ��ا دول �أوروبا ال�شرقي ��ة �إندمجت‬

‫من هي الجهة التي يمكن ان‬ ‫تدعم التحوالت الجارية في ال�شرق‬ ‫الأو�سط و�شمال افريقيا على غرار ما‬ ‫ّ‬ ‫�شكل الغرب من رافعة بالن�سبة الى‬ ‫الدول الإ�شتراكية ال�سابقة في العقد‬ ‫الأخير من القرن الع�شرين بعد �إنهيار‬ ‫الإتحاد ال�سوفياتي؟‬ ‫ب�إقت�ص ��اد �أوروبا الغربي ��ة وبات ال ��وزن ال�سيا�سي‬ ‫والع�سك ��ري لدولة مث ��ل بولونيا اق ��وى من دول في‬ ‫غ ��رب القارة مث ��ل �إ�سباني ��ا والبرتغ ��ال واليونان‪.‬‬ ‫انم ��ا الذي �ساهم ب�شكل �أ�سا�س ��ي في �إنجاز عملية‬ ‫�إنتق ��ال �سيا�سي هادئة يعود في الدرجة االولى الى‬ ‫الم�ساعدات الإقت�صادية الغربية التي كانت تعتبر‬ ‫بمثاب ��ة خطة مار�ش ��ال التي خ�ص�صته ��ا الواليات‬ ‫المتحدة لإعادة �إعمار �أوروبا الغربية بعد الحرب‬ ‫العالمي ��ة الثانية والتي �سارت بالت ��وازي مع �إن�شاء‬ ‫حل ��ف �شم ��ال االطل�س ��ي و�إتفاقي ��ة روم ��ا للحديد‬ ‫وال�صلب الت ��ي كانت نواة الإتح ��اد االوروبي الذي‬ ‫ن�ش� ��أ ف ��ي ما بع ��د‪ .‬وال�س� ��ؤال هنا‪ :‬من ه ��ي الجهة‬

‫وفي مث ��ل تاريخي عل ��ى تحوالت �سيا�سي ��ة مماثلة‬ ‫�أكث ��ر بع ��د ًا حدث ��ت ف ��ي ‪ 1848‬عندم ��ا �إنفج ��رت‬ ‫ف ��ي ال�ش ��وارع‪ ،‬من باري� ��س الى فرانكف ��ورت والى‬ ‫بوداب�س ��ت وب ��راغ ونابولي وبرلين‪ ،‬ث ��ورات تطالب‬ ‫بالتغيير والإ�صالحات للأنظمة ال�سيا�سية القائمة‬ ‫الت ��ي كانت تقوم على الإ�ستبداد ممثلة في ملكيات‬ ‫مطلق ��ة‪ .‬وعم ��د المواطن ��ون مدفوعي ��ن ب�أزم ��ة‬ ‫�إقت�صادي ��ة خانقة نتيجة المجاع ��ة التي �إجتاحت‬ ‫معظم اوروبا عام ‪ ،1846‬الى النزول الى ال�شوارع‬ ‫�ض ��د الحكومات الإ�ستبدادية مطالبين باقرار حق‬ ‫الت�صويت لكل المواطنين وب�إقامة مجال�س تمثيلية‬ ‫في الدول التي ال توجد فيها هذه المجال�س‪.‬‬ ‫وكان عم ��اد هذه الثورات ليبرالي ��ون معتدلون من‬ ‫محامي ��ن و�أطب ��اء وتج ��ار وبورجوازيي ��ن �صغ ��ار‪.‬‬ ‫وعندم ��ا رف� ��ض الث ��وار القب ��ول بالإ�صالح ��ات‬ ‫التجميلية التي حاول مل ��ك فرن�سا لوي�س –فيليب‬ ‫اللج ��وء اليه ��ا لتهدئة ال�شارع‪� ،‬إ�ضط ��ر الملك الى‬ ‫الف ��رار ال ��ى �إنكلترا‪ ،‬فيم ��ا �أعلن في ه ��ذه الأثناء‬ ‫المتظاه ��رون الجمهوري ��ة الثاني ��ة ف ��ي ‪� 24‬شباط‬ ‫(فبراير) ‪ .1848‬وفي برو�سيا �أجبر المتظاهرون‬ ‫من كافة المقاطعات الإلمانية القي�صر فريديريك‬ ‫وليم الرابع الى الر�ض ��وخ والوعد بت�أ�سي�س جمعية‬ ‫تمثيلي ��ة‪ .‬و�شج ��ع �إنهي ��ار النظ ��ام الإ�ستب ��دادي‬ ‫الليبراليين في الأقالي ��م االلمانية المنق�سمة على‬ ‫نف�سها الى توحيد جهودهم في مجل�س فرانكفورت‬ ‫يوحد االمة الألمانية‪ .‬وبعدما تم ّكن‬ ‫ل�صوغ د�ستور ّ‬ ‫المتظاهرون من محامين ومثقفين وموظفين من‬ ‫فر� ��ض ح ��دود الدول ��ة الألمانية‪ ،‬قاموا ف ��ي العام‬ ‫‪ 1849‬بتقدي ��م التاج ال ��ى فريديرك ولي ��م الرابع‬ ‫الذي رف�ض ��ه الن ��ه كان يعتقد انه ي�ستم ��د �سلطته‬ ‫من اهلل ولي�س من ال�شع ��ب‪ ،‬مما بدد الآمال بقيام‬ ‫�ألمانيا ليبرالية موحدة‪.‬‬ ‫وف ��ي النم�س ��ا‪ ،‬كان طالب وعم ��ال وليبراليون من‬ ‫الطبق ��ة المتو�سط ��ة ينتف�ضون في فيين ��ا ويعلنون‬

‫‪Issue 6 - Mars - 2013‬‬

‫‪31‬‬


‫العالم العربي‬

‫¶‬

‫الربيع العربي‬

‫من�ص ��ور ه ��ادي تحت مظل ��ة المب ��ادرة الخليجية‬ ‫ومبارك ��ة مجل� ��س الأم ��ن‪ .‬لك ��ن ال ي ��زال للرئي�س‬ ‫ال�سابق ج ��ذوره التي تقف حجر عثرة امام �إنتقال‬ ‫�سيا�س ��ي كام ��ل ف ��ي بل ��د �إ�ستراتيجي عل ��ى حدود‬ ‫المملك ��ة العربية ال�سعودية ويعتب ��ر موئ ًال لتنظيم‬ ‫"القاعدة" وللع�صبية القبلية‪.‬‬ ‫و�إذا كان الح�س ��م الإقليم ��ي لع ��ب دور ًا كبي ��ر ًا‬ ‫لم�صلح ��ة النظ ��ام ف ��ي البحري ��ن‪ ،‬ف� ��إن الح�سم‬ ‫الدول ��ي ممث ًال بحل ��ف �شمال االطل�س ��ي لعب دور ًا‬ ‫كبير ًا في �إزاحة دموية القذافي‪ ،‬الأمر الذي تع ّذر‬ ‫تطبيقه في �سوريا لأ�سباب �إقليمية ودولية معاك�سة‬ ‫لتلك التي �سادت في اليمن وليبيا‪ .‬وتح ّولت الأزمة‬ ‫في �سوريا ال ��ى ما ي�شبه الح ��رب بالوكالة‪ .‬رو�سيا‬ ‫وال�صي ��ن واي ��ران تدع ��م الأ�سد ومجل� ��س التعاون‬ ‫الخليجي وتركيا و�أوروبا والواليات المتحدة تدعم‬ ‫المعار�ض ��ة‪ .‬ويب ��دو �أن ه ��ذا التوازن ف ��ي القوى ال‬ ‫يفع ��ل �شيئ� � ًا �سوى تمدي ��د عمر الأزم ��ة‪ ،‬فيما بات‬ ‫الحل ره ��ن توافق �أميركي‪-‬رو�سي لم تلح تبا�شيره‬ ‫حت ��ى الآن فيما �أعداد القتلى من ال�سوريين تزداد‬ ‫يومي� � ًا بعدما باتت الأزمة �أو�سع من ق�ضية مطالبة‬ ‫بتغيير النظام لت�صير ق�ضية �صراع دولي و�إقليمي‬ ‫ي�صع ��ب التكهن بالوقت الذي يمك ��ن ان ي�ستغرقه‬ ‫ايجاد حل ير�ضي الجميع‪.‬‬ ‫وي�ؤك ��د الغرب على �أنه يقف م ��ع "الربيع العربي"‬ ‫لأنه قرر التخلي عن �سيا�سة �إعتمدها منذ ‪ 60‬عام ًا‬ ‫تقوم عل ��ى دعم الأنظمة التي ن�ش�أت في مرحلة ما‬ ‫بعد الإ�ستعم ��ار في الأربعين ��ات والخم�سينات من‬ ‫الق ��رن الما�ض ��ي‪ ،‬وذلك م ��ن �أجل الحف ��اظ على‬ ‫الإ�ستق ��رار‪ .‬واذا بالغرب الي ��وم يقرر ان يقف الى‬ ‫جانب المطالب الدائم ��ة للنا�س في هذه المنطقة‬ ‫�أال وه ��ي تحقي ��ق الديموقراطية والعي� ��ش الكريم‬ ‫و�إحت ��رام حق ��وق االن�سان و�إقام ��ة دول مدنية بعد‬ ‫ق ��رون من الحكم الإ�ستبدادي‪ .‬لكن هل ي�شي واقع‬ ‫الح ��ال ب�أن الدول التي �شه ��دت وت�شهد �إنتفا�ضات‬ ‫وح ��راك ًا �سيا�سي ًا ه ��ي فع ًال في ط ��ور الإنتقال الى‬ ‫�أنظم ��ة ديموقراطي ��ة حديث ��ة و�أنظم ��ة مدنية؟ �أم‬ ‫�أن الإ�س�ل�ام ال�سيا�سي الذي يتولى الحكم الآن في‬ ‫معظم دول "الربيع العربي" لن ي�سمح للتغيير ب�أن‬ ‫يذه ��ب الى ما ه ��و �أبعد مما ي�ؤمن ب ��ه من افكار؟‬ ‫�أو �أن ��ه ل ��ن يتن ��ازل ع ��ن ال�سلط ��ة �ضم ��ن قوانين‬ ‫اللعبة الديموقراطي ��ة بعدما حقق حلمه التاريخي‬ ‫بالو�ص ��ول ال ��ى ال�سلط ��ة؟ والى �أي م ��دى �ست�سمح‬ ‫الأنظم ��ة الإ�سالمي ��ة للقوى الأخرى ف ��ي المجتمع‬ ‫بالعمل ال�سيا�سي فيما التجربة في تون�س وم�صر ال‬ ‫‪30‬‬

‫باب العزيزية‪:‬من رمز للقذافي الى رمز لثورة ‪� 17‬شباط (فبراير) ‪2011‬‬

‫�إذا كان الح�سم الإقليمي لعب‬ ‫دور ًا كبير ًا لم�صلحة النظام في‬ ‫البحرين‪ ،‬ف�إن الح�سم الدولي ممث ًال‬ ‫بحلف �شمال االطل�سي لعب دور ًا كبير ًا‬ ‫في �إزاحة دموية القذافي‪ ،‬الأمر الذي‬ ‫ّ‬ ‫تعذر تطبيقه في �سوريا لأ�سباب‬ ‫�إقليمية ودولية‬ ‫ت�شجع �إطالق ًا على ان �صدر الإ�سالميين يمكن ان‬ ‫يكون �أرحب من �ص ��در الأنظمة الديكتاتورية التي‬ ‫كانت �سائدة؟‬ ‫ث ��م ماذا عن حال الفو�ض ��ى ال�سائدة الآن في دول‬ ‫"الربيع" والى ماذا يمكن ان تف�ضي‪ .‬ففي م�صر‬ ‫يح� � ّذر الجي�ش م ��ن "�إنهيار الدول ��ة" �إذا لم يتفق‬ ‫"الإخ ��وان" والمعار�ضة على م�ستقبل الحكم في‬ ‫ظل �أزمة �إقت�صادية �إ�ستنزفت �إحتياط الم�صرف‬ ‫المرك ��زي وباتت م�صر في حاج ��ة الى م�ساعدات‬ ‫عاجل ��ة �سواء من �صن ��دوق النقد الدول ��ي والبنك‬ ‫الدولي �أو من دول الخليج‪ .‬ومعلوم �أن �أية م�ساعدة‬ ‫م ��ن اية جهة �أتت �ستحمل معها �شروط ًا �سي�سا�سة‪.‬‬

‫العدد ‪� - 6‬آذار (مار�س) ‪٢٠١3 -‬‬

‫وبح�س ��ب تقدي ��رات جه ��ات دولي ��ة ان الخ�سائ ��ر‬ ‫الناجم ��ة عن حالة ع ��دم الإ�ستق ��رار التي تعي�شها‬ ‫�أنظم ��ة "الربيع" قد ت�سببت بخ�سائر تفوق ال‪220‬‬ ‫ملي ��ار دوالر عل ��ى م ��دى عامين‪ .‬و�سوري ��ا وحدها‬ ‫يقدر الإقت�صاديون خ�سائرها حتى الآن ب�أكثر من‬ ‫‪ 50‬مليار دوالر‪.‬‬

‫ربيع �أوروبا ال�شرقية‬ ‫البع�ض في الغرب يرى �أن عدم الإ�ستقرار في دول‬ ‫"الربيع" حال ��ة طبيعية تحتاجها هذه الدول كي‬ ‫تطبع �أو�ضاعها ال�سيا�سية بعد عقود من الإ�ستبداد‬ ‫الذي �ش ّوه كل الممار�سات المدنية للمجتمع‪ .‬ويرى‬ ‫مف ّك ��رون في الغرب ان ال ��دول العربية تحتاج الى‬ ‫ب�ضع �سنوات من �أجل ان ت�ستقر‪ .‬وهي هنا تختلف‬ ‫عم ��ا ح�صل ف ��ي �أوروب ��ا ال�شرقية الت ��ي لم تعرف‬ ‫كل ه ��ذه الفو�ضى ال�سيا�سية بع ��د �سقوط الأنظمة‬ ‫الإ�شتراكية فيها ال بل ح�صلت فيها عملية الإنتقال‬ ‫ال�سيا�س ��ي ب�سال�سة ومن دون �إراقة دماء با�ستثناء‬ ‫يوغو�سالفي ��ا ال�سابقة‪ .‬ال ب ��د هنا من التوقف عند‬ ‫حقيقة �أن �إنهيار جدار برلين �أنهى الحرب الباردة‬ ‫لم�صلحة الواليات المتحدة والغرب عموم ًا‪ ،‬وتالي ًا‬ ‫�سارع ��ت �أمي ��ركا واوروب ��ا الغربية ال ��ى �إحت�ضان‬ ‫ال ��دول الإ�شتراكية ال�سابق ��ة في �أوروب ��ا ال�شرقية‬ ‫والجمهوري ��ات ال�سوفياتي ��ة ال�سابق ��ة عل ��ى بح ��ر‬ ‫البلطي ��ق وال ��ى التعامل ب ��ود مع رو�سي ��ا الجديدة‬ ‫والجمهوري ��ات ال�سوفياتي ��ة ال�سابق ��ة ف ��ي �آ�سي ��ا‬


‫العالم العربي‬

‫¶‬

‫الربيع العربي‬

‫�شبان الثورة في �صنعاء‪:‬علي �صالح رحل وحزبه باق‬

‫جمعي ��ة تا�سي�سي ��ة‪ .‬وفي بوداب�ست ق ��اد الإنتفا�ضة‬ ‫البط ��ل القومي اليو� ��س كو�س ��وث للمطالبة بحكم‬ ‫ذات ��ي في وجه الحك ��م االمبراط ��وري النم�ساوي‪.‬‬ ‫كما �إنتف�ض على االمبراطورية ذاتها ‪ ،‬الت�شيكيون‬ ‫مطالبي ��ن �أي�ض ًا بحكم ذاتي‪ .‬وف ��ي ايطاليا قامت‬ ‫د�ساتي ��ر جديدة في تو�سكان ��ة وبيدمونت و�إنتف�ض‬ ‫االيطاليون على االمبراطورية النم�ساوية المحتلة‪.‬‬ ‫وداف ��ع ليبرالي ��و الطبق ��ة المتو�سطة ع ��ن مفهوم‬ ‫الوحدة الإيطالية بالتوازي مع الهزيمة التي لحقت‬ ‫بالنم�ساويي ��ن بم�ساع ��دة البطل القوم ��ي غو�سيب‬ ‫مازين ��ي ال ��ذي كان يدعو الى توحي ��د �إيطاليا من‬ ‫طريق ثورة ديموقراطية‪ .‬وقاد مازيني في �شباط‬ ‫(فبراي ��ر) ‪ 1849‬ث ��ورة ديموقراطي ��ة �ض ��د البابا‬ ‫ف ��ي روما و�أعلن فيه ��ا جمهورية في وقت الحق من‬ ‫�شهرذاك‪ .‬لكن الفرن�سيين الذين يعتبرون �أنف�سهم‬ ‫حم ��اة البابا تح ّركوا الى �إيطاليا و�ألحقوا الهزيمة‬ ‫بمازين ��ي لتنه ��ار �إيطالي ��ا الديموقراطي ��ة‪ .‬وف ��ي‬ ‫�آب (�أغ�سط� ��س) ‪ 1848‬تم ّكن الجي� ��ش النم�ساوي‬ ‫م ��ن �إلح ��اق الهزيمة بالث ��ورات الت ��ي �إندلعت في‬ ‫الإمبراطوري ��ة من فيينا ال ��ى بوداب�ست الى براغ‪،‬‬ ‫و�سحق الحركات الديموقراطية و�أعاد الحكم الى‬ ‫الم�ؤ�س�سة المحافظة‪.‬‬ ‫وعلى رغم ذلك‪ ،‬ظل ��ت ثورات ‪ 1848‬بمثابة نقطة‬ ‫تحول في التاريخ الأوروب ��ي الحديث‪ .‬فتلك ال�سنة‬ ‫و�ضعت حد ًا لما كان يعرف ب"اوروبا المتناغمة"‬ ‫التي برزت الى الوجود عقب هزيمة نابوليون عام‬ ‫‪ ،1815‬وكان ��ت �أ�س�سه ��ا تقوم على ت ��وازن ال�سلطة‬

‫في الق ��ارة من طريق �إجتماع القوى الكبرى لف�ض‬ ‫الخالف ��ات النا�شئة ومنع الأعم ��ال العدائية‪ .‬لكن‬ ‫الق ��وى الأوروبية بع ��د ‪ 1848‬كانت غير قادرة على‬ ‫موحد من �أج ��ل الحفاظ على الأمر‬ ‫�إتخ ��اذ موقف ّ‬ ‫الواقع‪ ،‬وذلك بعدما �أ�ضعفت الثورات التي �إندلعت‬ ‫عام ��ذاك الأنظمة في نظ ��ر النا�س‪ .‬ومع ذلك ف�إن‬ ‫الث ��ورات �أخفقت في �إحداث تغيي ��ر �أ�سا�سي‪ .‬ففي‬ ‫كانون االول (دي�سمبر) ‪ 1848‬فاز لوي�س نابوليون‪،‬‬ ‫نج ��ل �شقي ��ق نابوليون بوناب ��رت‪ ،‬ف ��ي الإنتخابات‬ ‫الرئا�سي ��ة ليعل ��ن نف�س ��ه بع ��د ث�ل�اث �سن ��وات‬ ‫�إمبراط ��ور ًا با�س ��م نابوليون الثالث‪ .‬وف ��ي النم�سا‬ ‫وا�ص ��ل الإمبراط ��ور الجديد فرانز ج ��وزف الأول‬

‫الرئي�س الم�صري ال�سابق ح�سني مبارك‪:‬‬ ‫هل يترحم النا�س على حكمه؟‬

‫الهيمن ��ة عل ��ى كل الأقليات ف ��ي �أوروب ��ا ال�شرقية‪.‬‬ ‫وفي برو�سي ��ا لم تتمتع الجمعية التمثيلية الجديدة‬ ‫�سوى ب�صالحيات �ضعيف ��ة وهيمنت عليها النخبة‬ ‫الأر�ستوقراطية‪.‬‬ ‫لك ��ن لماذا �أخفق ��ت تلك الث ��ورات وتم ّكنت القوى‬ ‫المحافظ ��ة والرجعي ��ة م ��ن الع ��ودة ب�سهول ��ة الى‬ ‫الحك ��م؟ فذلك عائد ال ��ى �إفتقارها الى التنظيم‪،‬‬ ‫فث ��ورات ب ��راغ وفيين ��ا وبوداب�س ��ت ل ��م تق ��م ب�أي‬ ‫ات�صال في م ��ا بينها مما ات ��اح للجي�ش النم�ساوي‬ ‫الإجه ��از عل ��ى كل واحدة منها على ح ��دة‪ .‬كما �أن‬ ‫هن ��اك �سبب ًا �آخر يتمثل ف ��ي ان الطبقة المتو�سطة‬ ‫والليبراليين المعتدلين خافوا من راديكالية طبقة‬ ‫العمال‪ .‬وعندما �سيطر الراديكاليون على الثورات‬ ‫ف ��ي باري�س و�شرق �أوروبا‪ ،‬ف� ��إن الطبقة المتو�سطة‬ ‫ادارت له ��ا ظهره ��ا‪ِّ ،‬‬ ‫مف�ضل ��ة الحك ��م المطل ��ق‬ ‫والقان ��ون والنظام على عدم اليقين الذي �صاحب‬ ‫الثورات الراديكالية‪.‬‬ ‫الي ��وم‪ ،‬الإنتفا�ض ��ات ف ��ي العالم العرب ��ي مهددة‬ ‫ب ��ان تت� ��آكل بالفو�ض ��ى‪ ،‬ال �سيما �إذا و�ص ��ل النا�س‬ ‫ال ��ى �إقتناع ب�أن الأم ��ن �أهم من الخب ��ز والتعليم‪.‬‬ ‫فكي ��ف اذا كانت ال�شعوب في ال ��دول التي تح�صل‬ ‫فيه ��ا الإنتفا�ضات ال تح�صل ال على الأمن وال على‬ ‫المفجر االول‬ ‫الخب ��ز وال على الكرامة الت ��ي كانت ّ‬ ‫للربيع العربي ؟ التاريخ قد يكرر نف�سه وربما يكون‬ ‫"الربيع العرب ��ي" �أقرب الى ما حدث في ‪1848‬‬ ‫ف ��ي �أوروبا منه الى ما حدث ف ��ي القارة عينها في‬ ‫القرن الع�شرين قبل نحو ‪ 25‬عام ًا‬

‫‪Issue 6 - Mars - 2013‬‬

‫‪33‬‬



‫موق ��ف المملك ��ة ال ��رادع‪ ،‬وال �سيم ��ا بالنظ ��ر �إل ��ى‬ ‫التهديد المت�ص� � ّور من �إي ��ران وبرنامجها النووي‪.‬‬ ‫بغ� ��ض النظر عن الطريقة التي �ستُلعب فيها معركة‬ ‫الخالف ��ة بين جيل ال�شب ��اب‪ ،‬بب�ساطة لي�ست هناك‬ ‫دائرة داخل بيت �آل �سعود ترغب في تقوي�ض �أركان‬ ‫�سيا�ستها الخارجية‪.‬‬ ‫ق ��د ال تك ��ون ال�سعودي ��ة الحلي ��ف الأكث ��ر قب ��وال"‬ ‫لبع� ��ض �أهل ال�سيا�سة في الغ ��رب‪ .‬معاملتها للن�ساء‬ ‫والأقلي ��ات ه ��ي بع�ض الكثي ��ر مما ه ��و مرغوب في‬ ‫تغييره‪ .‬ولكن �أولئك الذين يعرفون المملكة يعلمون‬ ‫ب�أنه‪ ،‬في جميع مناح ��ي الحياة‪ ،‬تح ّرك ال�سعوديون‬ ‫بب ��طء �إل ��ى الأمام ولك ��ن بثبات ‪� -‬س ��واء كان ذلك‬ ‫في مناق�ص ��ة عقود البناء‪ ،‬والإ�صالح ال�سيا�سي‪� ،‬أو‬ ‫التغيير الإجتماعي‪.‬‬ ‫الإ�ص�ل�اح � ٍآت �إلى ال�سعودي ��ة ‪ -‬و�إن كان ببطء‪ .‬لقد‬ ‫كان تعيي ��ن ‪� 30‬إم ��ر�أة‪ ،‬في كانون الثان ��ي (يناير)‬ ‫الفائت في مجل� ��س ال�شورى‪ ،‬وهو مجل�س �إ�ست�شاري‬ ‫م ��ن ‪ 150‬ع�ض ��وا" مع القدرة على �إقت ��راح م�شاريع‬ ‫قواني ��ن‪� ،‬أم ��را" ط ��ال �إنتظ ��اره ‪ -‬ولك ��ن م ��ع ذلك‬ ‫يعتب ��ر خط ��وة كبي ��رة �إل ��ى الأم ��ام بالن�سب ��ة ال ��ى‬ ‫المملك ��ة‪ ،‬وخ�صو�ص ��ا" �أن الخط ��وة �أت ��ت بعد �أقل‬ ‫من �ستة �أ�شه ��ر على ال�سماح لفتاة ريا�ضية �سعودية‬ ‫للمرة الأولى �أن تناف�س في دورة االلعاب االولمبية‪.‬‬ ‫التح ��ركان ي�شكالن خطوة �إيجابية �إلى الأمام لهذا‬ ‫البل ��د‪ ،‬و�سوف تكون له ��ا �آثار دائم ��ة �أ�سا�سية على‬ ‫الن�سيج الإجتماعي في العربية ال�سعودية‪.‬‬ ‫وه ��ذه الخط ��وات ل ��م يتخ ّذه ��ا المل ��ك عب ��د اهلل‬ ‫بخف ��ة‪ .‬من خالل قوة �شخ�صي ��ة مطلقة‪ ،‬فقد �أزال‬ ‫العاه ��ل ال�سعودي الذي داهمت ��ه ال�شيخوخة عوائق‬ ‫كثي ��رة في طريقه‪ :‬ع ��دد من العاطلي ��ن عن العمل‬ ‫م ��ن الم�ست�شاري ��ن المحافظي ��ن والم�شاي ��خ الذين‬ ‫�إعتر�ض ��وا على ه ��ذه الإ�صالح ��ات الإجتماعية هي‬ ‫�شهادة ودليل على عزم الملك على التغيير‪.‬‬ ‫ولك ��ن �إذا نجح ��ت (�أم ل ��م تنج ��ح) ال�سعودي ��ة في‬ ‫تح�سي ��ن �سج ّله ��ا المحل ��ي‪ ،‬ف�س ��وف تظ ��ل حليفا"‬ ‫�إقليميا" ال غنى عنه للوالي ��ات المتحدة وحلفائها‪.‬‬ ‫ويرتب ��ط م�صيره ��ا بم�صال ��ح العدي ��د م ��ن الدول‬ ‫الغربي ��ة ‪ -‬و�أبرزها‪ ،‬ربما‪ ،‬من خالل قدرة المملكة‬ ‫عل ��ى الإنت ��اج الم�ستم ��ر ل‪ 9,250,000‬برمي ��ل من‬ ‫النف ��ط يومي ��ا"‪ .‬وهي ت ّدع ��ي �أي�ضا" �أنه ��ا ت�ستطيع‬ ‫�إ�ضاف ��ة مليون برميل �أخ ��رى �إلى ال�س ��وق العالمية‬ ‫ف ��ي وقت ق�صير‪ ،‬و�أكثر من ‪ 3‬ماليي ��ن �إ�ضافية �إذا‬ ‫�أعطي ��ت المزيد م ��ن الوقت ‪ -‬مم ��ا يجعلها الدولة‬ ‫الحقيقي ��ة الوحيدة المنتجة البديلة‪ ،‬والقادرة على‬

‫خادم الحرمين ال�شريفين عبدالله بن عبد العزيز‪:‬‬ ‫الإ�صالح خطوة خطوة‬

‫الحفاظ على تدفق النفط في حالة ّ‬ ‫تعطل في مكان‬ ‫�آخر‪.‬‬ ‫وع�ل�اوة عل ��ى ذلك‪ ،‬فق ��د وج ��دت ال ��دول الغربية‬ ‫والمملك ��ة العربي ��ة ال�سعودي ��ة ع ��دوا" م�شت ��ركا"‬ ‫ف ��ي تنظي ��م القاع ��دة‪ ،‬وتعاونت ب�شكل وثي ��ق ب�ش�أن‬ ‫المخابرات وم�سائل مكافح ��ة الإرهاب‪ .‬في ال�شهر‬ ‫الما�ض ��ي‪ ،‬ج ��اء دليل على وج ��ود قاع ��دة �أميركية‬ ‫لطائ ��رات م ��ن دون طي ��ار ف ��ي المملك ��ة‪ ،‬والت ��ي‬ ‫�إ�ستخدم ��ت من قب ��ل الأميركيين لتوجي ��ه �ضربات‬ ‫�ض ��د �أه ��داف لتنظيم القاع ��دة في اليم ��ن‪ .‬وكان‬ ‫تب ��ادل المعلومات بالمثل مفيدا" ف ��ي تحديد عدد‬ ‫من التهدي ��دات لل ��دول الغربية‪ ،‬و�أبرزه ��ا م�ؤامرة‬ ‫"قنبلة الطابعة" في ت�شرين الأول (�أكتوبر) ‪2010‬‬ ‫النا�شئة في اليمن‪ .‬ومم ��ا ّ‬ ‫يدل على �أهمية الريا�ض‬ ‫في جه ��ود مكافحة الإره ��اب ه ��و الإ�ستقبال الذي‬ ‫يلق ��اه وزي ��ر الداخلي ��ة ال�سعودي الأمي ��ر محمد بن‬ ‫ناي ��ف �آل �سعود م ��ن �أعلى الدوائر ف ��ي زياراته �إلى‬

‫تمثل الحركة الجهادية تهديدا"‬ ‫وجوديا" للمملكة ال�سعودية لأنها �ضربت‬ ‫في قلب الأ�سا�س ل�شرعية النظام وعن‬ ‫طريق التغلب على هذه الحركة فقد‬ ‫�أثبت �آل �سعود مرونتهم‬

‫العوا�صم الغربي ��ة ‪ -‬م�ستوى من الو�صول نادرا" ما‬ ‫يح�صل عليه زمال�ؤه من دول �أخرى‪.‬‬ ‫ال�سعوديون بب�ساطة يتمتعون بنفوذ وا�سع في جميع‬ ‫�أنح ��اء ال�ش ��رق الأو�سط ولي�س م ��ن ال�سهل ف�صلهم‬ ‫�ضد الم�صالح الغربية‪ .‬لن�أخذ البحرين‪ ،‬على �سبيل‬ ‫المث ��ال‪ ،‬فهي ب ��د�أت حاليا" ح ��وارا" وطنيا" �آخر‪،‬‬ ‫لت�ضمي ��د ج ��راح الطائفية التي �أ�شعل ��ت الإنتفا�ضة‬ ‫ف ��ي �شباط (فبراي ��ر) ‪ .2011‬الم�ساعدة ال�سعودية‬ ‫ المالي ��ة والع�سكري ��ة عل ��ى حد �سواء ‪ -‬ه ��ي �أداة‬‫حيوي ��ة ل�ضمان نظام �آل خليف ��ة الملكي الحاكم في‬ ‫المملك ��ة الجزيرة‪ .‬حتى ح ��زب المعار�ضة ال�شيعية‬ ‫البحرين ��ي‪" ،‬جمعية الوفاق"‪� ،‬أقر بالدور المركزي‬ ‫ال ��ذي يمكن �أن تلعبه المملكة العربية ال�سعودية في‬ ‫عملية �إقناع المت�شددين الموالين للحكومة من �أجل‬ ‫التو�ص ��ل �إلى �إتفاق معقول‪� .‬أحببت ذلك �أم كرهته‪،‬‬ ‫ال يمكن �إج ��راء �أي �إتفاق �سيا�سي في البحرين من‬ ‫دون موافقة الريا�ض‪.‬‬ ‫في اليم ��ن‪ ،‬الفن ��اء الخلف ��ي التقلي ��دي لل�سعودية‪،‬‬ ‫�سيكون من غي ��ر المعقول ت�ص ��ور �أن في �إ�ستطاعة‬ ‫الرئي� ��س عبد رب ��ه من�صور ه ��ادي ال�سيط ��رة على‬ ‫�أرا�ضي بلده من دون م�ساعدة وتمويل من ال�سعودية‬ ‫ �أو من دون �إق ��دام الواليات المتحدة على �إطالق‬‫غارات بوا�سطة طائرات من دون طيار من الأرا�ضي‬ ‫ال�سعودية على المت�شددين الإ�سالميين‪.‬‬ ‫�سوف يلعب الم ��ال ال�سعودي �أي�ض ��ا" دورا" مهما"‬ ‫ف ��ي تحدي ��د موازي ��ن الق ��وى ف ��ي �سوري ��ا والعراق‬ ‫وم�ص ��ر‪ .‬كل واحدة منها تم ��ر ب�إ�ضطرابات داخلية‬ ‫م�صيرية هائلة‪ .‬وتعتبر الريا�ض في نهاية المطاف‬ ‫�أن الدول الثالث هي �أهداف للتو�سع الإيراني الذي‬ ‫تقاومه ب�شدة‪ .‬ف ��ي حالة �سوريا والعراق‪ ،‬هذا يعني‬ ‫�أنه ��ا تعار�ض �أي�ضا" �إمكانية تمكين ال�شيعة وتعزيز‬ ‫قدرته ��م كذلك‪ .‬هناك عالقات قبلية عميقة تربط‬ ‫�أع�ض ��اء م ��ن �أ�سرة �آل �سع ��ود الحاكم ��ة بقبائل في‬ ‫مناط ��ق �ش ��رق �سوريا ومحافظ ��ة الأنب ��ار العراقية‬ ‫والت ��ي ت�سم ��ح لل�سعوديين بتو�سي ��ع نفوذهم ورعاية‬ ‫تل ��ك المناطق‪ .‬عل ��ى هذا النح ��و‪ ،‬يج ��ب �أن ُيفهم‬ ‫مدى الت�أثير ال�سعودي على مجرى الأحداث و�أخذه‬ ‫دائما" في عين الإعتبار‪.‬‬ ‫�أولئ ��ك الذي ��ن يعتق ��دون �أن نهاي ��ة ال�سعودي ��ة كما‬ ‫نعرفه ��ا مقبلة‪ ،‬ي�ضع ��ون عادة عددا" م ��ن العوامل‬ ‫يعتق ��دون ب�أنها ت�شير الى كارث ��ة و�شيكة – ّ‬ ‫ت�ضخم‬ ‫ع ��دد ال�شب ��اب‪ ،‬والبطالة الجماعي ��ة المرتفعة بين‬ ‫ال�سعوديين تحت �س ��ن ال‪ ،35‬والم�سائل الأمنية في‬ ‫المنطق ��ة ال�شرقية ذات الغالبي ��ة ال�شيعية‪ ،‬وتجاوز‬

‫‪Issue 6 - Mars - 2013‬‬

‫‪35‬‬


‫الخليج العربي‬

‫السعودية‬

‫مملكة الال مفاج�آت تواجه التغيير على طريقتها‬

‫اإلصالح ٍآت إلى السعودية‪ ...‬ولكن ببطء‬ ‫عندم��ا بد�أ "الربيع العربي" يع�صف برياحه في بع�ض الدول العربية �أخذ بع�ض المراقبين على عاتقه توقع‬ ‫و�صوله الى المملكة العربية ال�سعودية‪ ،‬ولكن كل ما توقعه ه�ؤالء لم يتحقق منه �أي �شيء‪.‬‬ ‫الريا�ض ‪ -‬حليم حنبلي‬ ‫بع ��د عامي ��ن م ��ن محاوالته ��ا لتوجي ��ه‬ ‫م�سار "الربيع العربي"‪ ،‬عادت المملكة‬ ‫العربي ��ة ال�سعودية الى الإنغالق على الذات لترتيب‬ ‫�أو�ضاعه ��ا الداخلي ��ة‪ .‬فق ��د �شه ��د الع ��ام الما�ضي‬ ‫�إق ��دام المل ��ك عب ��د اهلل ب ��ن عب ��د العزي ��ز عل ��ى‬ ‫�إج ��راء عملي ��ة تعيينات داخلية للجي ��ل الجديد من‬ ‫الأم ��راء الأ�صغر �سنا" ليحل ��وا مكان الأمراء الذين‬ ‫داهمتهم ال�شيخوخ ��ة ب�سرعة بين �أع�ض ��اء العائلة‬ ‫المالك ��ة‪ .‬في الواق ��ع‪� ،‬إنها لي�ست من �آث ��ار تم ّوج �أو‬ ‫تو�س ��ع الإنتفا�ض ��ات العربية التي ع ّم ��ت دوال" عدة‬ ‫في منطقة ال�ش ��رق الأو�سط و�شمال �إفريقيا‪ ،‬والتي‬ ‫ت�شغ ��ل بال المراقبين ال�سعوديين هذه الأيام‪ ،‬ولكن‬ ‫ج ��اءت لإدارة الإنتق ��ال ال�سل� ��س من �أبن ��اء م�ؤ�س�س‬ ‫المملكة عبد العزيز �آل �سعود الى �أحفاده‪.‬‬ ‫التغيي ��ر مقب� � ٌل �إلى المملك ��ة العربي ��ة ال�سعودية –‬ ‫ولك ��ن كيفم ��ا كان ��ت الطريق ��ة الت ��ي �سيح ��دث �أو‬

‫�سي�أت ��ي بها‪ ،‬ف� ��إن معظم الخبراء يتوق ��ع ب�أن بع�ض‬ ‫الحقائ ��ق الأ�سا�سية ف ��ي المملكة ل ��ن يتغ ّير‪� .‬سوف‬ ‫تبق ��ى الريا�ض حليفا" قويا" للغ ��رب‪ ،‬و�سوف ُتبقي‬ ‫النف ��ط يتدف ��ق‪ ،‬و‪ -‬ربم ��ا الأه ��م من ذل ��ك ‪� -‬أنها‬ ‫�ستبق ��ى بمن�أى ع ��ن الإنتفا�ضات الت ��ي انت�شرت في‬ ‫�أنح ��اء العالم العرب ��ي‪ .‬وفيما ق ��ال المحلل ال�سابق‬ ‫في جه ��از المخابرات الأميركي ��ة المركزية برو�س‬ ‫ري ��دل ب�أن "الثورة ف ��ي المملكة العربي ��ة ال�سعودية‬ ‫لم تع ��د �شيئا" غير وارد"‪ ،‬ف� ��إن حقيقة الأمر‪ ،‬كما‬ ‫يراه ��ا خبراء المنطق ��ة‪ ،‬ه ��ي �أن الغالبية العظمى‬ ‫م ��ن ال�سعوديين‪ ،‬ال ترى وال ت�شع ��ر ب�ضرورة القيام‬ ‫ب�أية �إنتفا�ضة قريبا"‪ .‬ويهدف نهج الخالفة لدى �آل‬ ‫�سعود �إلى الحفاظ على الو�ضع على هذا النحو‪.‬‬ ‫الأمي ��ر مق ��رن بن عب ��د العزي ��ز‪ ،‬الرئي� ��س ال�سابق‬ ‫لجهاز الإ�ستخبارات ال�سعودي ‪ -‬في الـ‪ 67‬من العمر‬ ‫يبدو �شابا" مقارنة ب�إخوته ‪ -‬من المرجح �أن يتولى‬ ‫ال�سلط ��ة في ال�سن ��وات المقبلة‪ ،‬بع ��د �إخوته الملك‬ ‫عبد اهلل وول ��ي العهد الأمير �سلم ��ان بعد وفاتهما‪.‬‬

‫الإ�صالح �آت الى الريا�ض‪ ...‬لكن على مهل‬

‫‪34‬‬

‫العدد ‪� - 6‬آذار (مار�س) ‪٢٠١3 -‬‬

‫فقد ُع ِّين مقرن نائبا" ثانيا" لرئي�س مجل�س الوزراء‬ ‫في ال�شهر الفائت‪ ،‬وهو المركز الثالث التقليدي في‬ ‫ترتي ��ب م�س�ؤوليات العر�ش‪� .‬إذا كان �سي�صبح ملكا"‬ ‫في �سنة �أو ع�شرين �سنة فذلك �سيعتمد بالطبع على‬ ‫�صحة الرجلين اللذين ي�سبقانه في التراتبية‪.‬‬ ‫ولكن ه ��ذا لي� ��س كل �شيء‪ .‬ربم ��ا �أكث ��ر �أهمية من‬ ‫تعيي ��ن الأمير مق ��رن هو �إعط ��اء المل ��ك عبد اهلل‬ ‫الأمراء الأ�صغ ��ر �سنا" الأكفاء �أدوارا" بارزة داخل‬ ‫المملكة‪ .‬وح�س ��ب العارفين ف�إن المق�صود من هذه‬ ‫التعيين ��ات الجدي ��دة ه ��و تح�سين الحك ��م تنفيذا"‬ ‫و�صورة‪ ،‬فيما تعزز الدعم الخارجي الذي من �ش�أنه‬ ‫�أن ي�سم ��ح للمملكة موا�صلة الإ�ص�ل�اح الداخلي في‬ ‫وتيرة خا�صة بها‪.‬‬ ‫وين�صح بع�ض الخب ��راء الغربيين في المنطقة ب�أن‬ ‫على وا�شنط ��ن‪ ،‬ولندن‪ ،‬وال ��دول الحليفة لل�سعودية‬ ‫التقليدية الأخرى � اّأل ي�صيبها الإ�ضطراب والإرتباك‬ ‫بالن�سبة الى طري ��ق هذا الإنتقال‪ .‬ال تزال الواليات‬ ‫المتح ��دة وبريطاني ��ا تدعم ��ان الدف ��اع وت�ضمنان‬


‫الخليج العربي‬

‫¶‬

‫ال�سعودية‬

‫�إ�ستهالك الطاقة المحلي القدرة الإنتاجية‪ ،‬وتمكين‬ ‫الم ��ر�أة �إجتماعيا" و�إقت�صادي ��ا"‪ ،‬وت�صاعد التوتر‬ ‫بي ��ن الليبراليي ��ن والمحافظين‪ ،‬وع ��دم الإ�ستقرار‬ ‫المحتمل ف ��ي الأ�سرة الحاكمة فيم ��ا يجري ت�سليم‬ ‫ال�سلطة الى جيل �أ�صغر من الأمراء‪.‬‬ ‫ه ��ذا التحليل يفتر�ض ب� ��أن ال�سعوديي ��ن �سي�سعون‬ ‫الى �إ�سقاط نظامهم الملكي الخا�ص‪ ،‬لو لم يكونوا‬ ‫محكومي ��ن بقب�ض ��ة م ��ن حديد م ��ن قب ��ل هياكل‬ ‫الحكم والم�ؤ�س�سة الديني ��ة المحافظة‪ .‬ولكن هذا‬ ‫يق ��وم على �س ��وء فه ��م �أ�سا�س ��ي لما ه ��ي المملكة‬ ‫العربي ��ة ال�سعودي ��ة‪ ،‬وكيف ينظ ��ر ال�سعوديون الى‬ ‫حكومتهم‪.‬‬ ‫ف ��ي بع�ض النواح ��ي‪ ،‬تعتبر المملكة �أكث ��ر م�ساءلة‬ ‫�سيا�سي ��ا" من ال ��دول العربية الت ��ي و�صلتها ثورات‬ ‫"الربي ��ع العربي"في الع ��ام ‪ :2011‬هياكل الإدارة‬ ‫التقليدي ��ة ف ��ي كثير م ��ن �أنح ��اء المملك ��ة ال تزال‬ ‫�سائدة‪ ،‬ودور حاكم المنطقة الذي يح�ضر المجل�س‬ ‫يومي ��ا" ل�سم ��اع ومعالج ��ة الم�ش ��اكل والإحتياجات‬ ‫لمواطني منطقته ال يزال مهما" للغاية في الحفاظ‬ ‫على العالقات بين ال�شعب والنخبة الحاكمة‪.‬‬ ‫ل ��م يك ��ن واردا"‪ ،‬عل ��ى �سبي ��ل المث ��ال‪� ،‬أن ُيعط ��ى‬ ‫المواط ��ن العادي الحق في تقدي ��م �إلتما�س مبا�شر‬ ‫�إل ��ى الرئي� ��س ال�ساب ��ق ح�سن ��ي مب ��ارك‪� ،‬أو حت ��ى‬ ‫الرئي� ��س الحالي محمد مر�سي ‪ -‬ه ��ذه هي م�سافة‬ ‫بيروقراطي ��ة ق�سري ��ة بي ��ن المواطني ��ن والطبق ��ة‬ ‫الحاكم ��ة ف ��ي م�صر ‪ .‬لك ��ن الأمر لي� ��س كذلك في‬ ‫المملك ��ة العربي ��ة ال�سعودي ��ة‪ ،‬حي ��ث يمك ��ن للمرء‬ ‫�أن يالح ��ظ �شيوخ القبائ ��ل يو ّبخون الأم ��راء لعدم‬ ‫معالجة م�شاكل البالد‪.‬‬ ‫م ��ن جه ��ة �أخ ��رى �إن من ��ح �أولئ ��ك المواطنين في‬ ‫المناط ��ق الح�ضرية‪ ،‬في الدم ��ام وجدة والريا�ض‪،‬‬ ‫�سهول ��ة الإت�ص ��ال يبدو �أكث ��ر بع ��دا" ‪ -‬ولكن حتى‬ ‫هن ��اك‪ ،‬ال�سعودي ��ون لي�س ��وا عل ��ى و�ش ��ك �أن يعلنوا‬ ‫ث ��ورة عامة‪ .‬عل ��ى العم ��وم‪� ،‬إن �أذه ��ان المواطنين‬ ‫ال�سعوديي ��ن ل ��م تدخله ��ا بع ��د وال تع ��رف ثقاف ��ة‬ ‫الإحتجاج والع�صيان المدني ال�شامل‪.‬‬ ‫ال�شبان ال�سعودي ��ون الح�ضريون – الذين في �شكل‬ ‫متزاي ��د يحاول ��ون �إ�سماع �أ�صواتهم عب ��ر ال�شبكات‬ ‫الإجتماعي ��ة مث ��ل تويت ��ر �أو فاي�سب ��وك ‪ --‬وجه ��وا‬ ‫�إل ��ى حد كبير جام غ�ضبهم عل ��ى �أفراد مثل حمزة‬ ‫ق�شقري لميول ��ه "الإلحادية"‪� ،‬أو على العك�س على‬ ‫ال�شي ��وخ المحافظين‪ .‬لقد قي ��ل الكثير عن ح�ساب‬ ‫@ ‪ mujtahidd‬ال�سي ��ئ ال�سمعة عل ��ى تويتر‪ ،‬الذي‬ ‫�إ�ستطاع بالت�أكيد ن�شر الإ�شاعات والق�ص�ص البذيئة‬

‫ولي العهد الأمير �سلمان بن عبد العزيز‪:‬‬ ‫داعم �آخر للإ�صالح البطيء‬

‫بغ�ض النظر عن الطريقة التي �س ُتلعب‬ ‫فيها معركة الخالفة بين جيل ال�شباب‪،‬‬ ‫بب�ساطة لي�ست هناك دائرة داخل بيت‬ ‫�آل �سعود ترغب في تقوي�ض �أركان‬ ‫�سيا�ستها الخارجية‬ ‫الإ�ضطرابات في المنطقة ال�شرقية‬ ‫جادة وفي حاجة �سريعة �إلى �إيجاد حل‬ ‫من�صف ‪ -‬ولكن هذه الم�شكلة المزمنة‬ ‫منذ فترة طويلة هي وقف على تلك‬ ‫المنطقة فح�سب‪ ،‬ولم تكن بمثابة �شرارة‬ ‫لإ�شعال �إحتجاجات في مناطق �أخرى‬

‫الأمير مقرن بن عبد العزيز‪ :‬تعيينه الجديد‬ ‫و�ضعه في المرتبة الثالثة في تراتبية العر�ش‬

‫المتنوع ��ة عن العائلة المالكة ‪ -‬ولكن حتى ذلك لم‬ ‫ي�ص ��ل ال ��ى مرحل ��ة التحري� ��ض عل ��ى الإنتفا�ضات‬ ‫الجماعية‪.‬‬ ‫الإ�ضطراب ��ات ف ��ي المنطق ��ة ال�شرقية ج ��ادة وفي‬ ‫حاج ��ة �سريعة �إلى �إيجاد ح ��ل من�صف‪ -‬ولكن هذه‬ ‫الم�شكل ��ة المزمنة منذ فترة طويل ��ة هي وقف على‬ ‫تل ��ك المنطق ��ة فح�س ��ب‪ ،‬ولم تك ��ن بمثاب ��ة �شرارة‬ ‫لإ�شعال �إحتجاجات في مناطق �أخرى‪.‬‬ ‫وع�ل�اوة عل ��ى ذلك‪ ،‬ف� ��إن �أولئ ��ك الذي ��ن يتوقعون‬ ‫�سق ��وط �آل �سعود كثيرا" ما ين�س ��ون حقيقة واحدة‬ ‫مهم ��ة‪ .‬من ��ذ م ��ا يق ��رب م ��ن ال‪ 15‬عام ��ا"‪ ،‬تقاتل‬ ‫العائل ��ة المالك ��ة تهدي ��دا" خطي ��را" ل�شرعيته ��ا‬ ‫م ��ن ق ��وى التط ��رف الإ�سالم ��ي‪ .‬يمكن للم ��رء �أن‬ ‫يعود بالذاك ��رة �إلى ‪ ،1979‬وال ��ذي �شهد مئات من‬ ‫المتطرفين ي�ستولون على الم�سجد الحرام في مكة‬ ‫المكرم ��ة‪ ،‬لمعرفة جذور الم�شاكل التي يعاني منها‬ ‫�أمن المملكة الداخلية‪.‬‬ ‫ف ��ي بلد حي ��ث الدين هو جزء مه ��م ب�شكل كبير في‬ ‫الحياة اليومية‪ ،‬ال يوجد �شيء تقريبا" يهدد العائلة‬ ‫المالكة كالتهديد الذي ي�شكله �أولئك الذين ي�سعون‬ ‫�إل ��ى �إثب ��ات �أن المملكة ق ��د �إنحرفت ع ��ن الم�سار‬ ‫الإ�سالمي‪.‬‬ ‫�صحي ��ح �أن تم ��ردا" لعدد محدود م ��ن المعار�ضين‬ ‫التابعي ��ن لتنظيم القاع ��دة ‪ -‬الذي ��ن يبلغ عددهم‬ ‫عل ��ى الأكث ��ر بع� ��ض الآالف المنخف�ض ��ة ‪ -‬قد يبدو‬ ‫وك�أنه م�س�ألة �صغيرة بالمقارنة مع مئات الآالف من‬ ‫الم�صريين الذي ��ن تدفقوا على ميدان التحرير‪� ،‬أو‬ ‫وفاة �أكثر من ‪ 60,000‬التي نتجت من الإنتفا�ضات‬ ‫�ض ��د ب�شار الأ�سد ف ��ي �سوريا‪ .‬ولكن م ��ع ذلك تمثل‬ ‫الحركة الجهادية تهدي ��دا" وجوديا" للمملكة لأنها‬ ‫�ضرب ��ت في قل ��ب الأ�سا� ��س ل�شرعية النظ ��ام‪ .‬عن‬ ‫طري ��ق التغل ��ب على ه ��ذه الحرك ��ة‪ ،‬فق ��د �أثبت �آل‬ ‫�سعود مرونتهم‪.‬‬ ‫ل ��ذا �ضعوا جانب ��ا" تل ��ك الآراء المتوقع ��ة الإنهيار‬ ‫الو�شي ��ك للمملك ��ة العربي ��ة ال�سعودي ��ة ‪ -‬لأن ��ه لن‬ ‫يح ��دث‪ .‬المملكة �س ��وف تلع ��ب دورا" �أ�سا�سيا" في‬ ‫�إع ��ادة ت�شكيل ال�شرق الأو�سط بع ��د الثورات‪� ،‬سواء‬ ‫ر�ضي النا�س بذلك �أم ال‪ .‬النفط �سوف يبقى ي�ضخ‪،‬‬ ‫ومبيع ��ات الأ�سلحة �ست�ستمر ف ��ي التدفق‪ .‬وحاليا"‪،‬‬ ‫ف� ��إن فوائ�ض المملكة الإقت�صادي ��ة ال�ضخمة �سوف‬ ‫تك ��ون كافي ��ة ل ��درء �أي خط ��ر �إجتماع ��ي و�سيا�سي‬ ‫محل ��ي‪ .‬و�أخيرا" ولي�س �آخرا"‪ ،‬ف�إن �آل �سعود �سوف‬ ‫ي�س ّلمون مقالي ��د ال�سلطة �إلى الجيل التالي من دون‬ ‫حرب �أهلية داخلية‬

‫‪Issue 6 - Mars - 2013‬‬

‫‪37‬‬


Offering you the leading brands in Ceramic tiles, Sanitary ware, Kitchen cabinets, Sarieddine has it covered. Offering you the leading brands in Ceramic Adding a touchware, of class that cabinets, turns residential or tiles, Sanitary Kitchen Sarieddine commercial property into a palatial setting. has it covered. Log on to or visit our Adding a www.sarieddine-trading.com touch of class that turns residential or new show room and see for yourself, there’s more to commercial property into a palatial setting. just living with Sarieddine. Log on to www.sarieddine-trading.com or visit our new show room and see for yourself, there’s more to just living with Sarieddine.

Design for today’s living Abu Dhabi: t. 00971 2 6776121, 6774937 Design for today’s living Al Ain: t. 00971 3 7212211, 7218883 sartest@emirates.net.ae Abu Dhabi: t. 00971 2 6776121, 6774937


‫بالمغارب ��ة المقيمي ��ن ف ��ي الخ ��ارج عب ��د اللطي ��ف‬ ‫معزوز‪ ،‬الذي ينتمي الى حزب الإ�ستقالل المتحالف‬ ‫مع العدالة والتنمية الإ�سالمي في الحكومة الحالية‪،‬‬ ‫ب�أن "بع�ض الدول الأوروبية‪ ،‬بخا�صة تلك التي توجد‬ ‫فيها جالية مغربية مهمة‪ ،‬فاقت فيها ن�سبة العاطلين‬ ‫داخل �أو�ساط المهاجرين المغاربة المعدل الأوروبي‬ ‫بكثير كما هي الحال في �إ�سبانيا‪ ‬و�إيطاليا"‪ .‬م�ضيفا‬ ‫�أن ��ه "ف ��ي �إ�سبانيا بلغت ن�سب ��ة البطالة ف ��ي �أو�ساط‬ ‫المغارب ��ة ‪ 50‬ف ��ي المئ ��ة‪� ،‬أما ف ��ي �إيطالي ��ا فالأزمة‬ ‫تبدو �أقل حدة وو�ضعي ��ة مواطنينا في هذا البلد �أقل‬ ‫ت�ضررا" مقارنة مع �إخوانه ��م في �إ�سبانيا‪ ‬و�إن كانت‬ ‫و�صل ��ت ن�سب ��ة البطال ��ة ف ��ي او�ساطهم �إل ��ى ‪ 21‬في‬ ‫المئة"‪.‬‬ ‫وق ��ال الوزير معزوز �أنه ج ّراء ه ��ذه المعطيات‪ ،‬ف�إن‬ ‫“الحكوم ��ة المغربية يقظة وف ��ي حالة ت�أهب حيث‬ ‫تتابع ع ��ن كث ��ب و�ضعية الجالي ��ات المغربي ��ة �أينما‬ ‫كانت وكيفما كانت طبيعة الأزمات التي تعرفها‪ ،‬كما‬ ‫�أن الحكومة تعالج كل ملف بما ينا�سبه من �إجراءات‬ ‫في �إت�صال وتع ��اون مع �سلطات بلد الإقامة‪ ،‬بخا�صة‬ ‫في ما يتعلق ب�صون الحقوق والمكت�سبات الإجتماعية‬ ‫لمواطنينا في الخارج"‪.‬‬ ‫وعن الحلول التي �أوجدتها الوزارة المك ّلفة بالجالية‬ ‫المغربية المقيم ��ة في الخارج بالن�سبة الى المغاربة‬ ‫العائدين ال ��ى بلدهم الأ�صلي �أكد الوزير معزوز بان‬ ‫“التدابير المتخذة بخ�صو�ص العائدين من �إ�سبانيا‬ ‫�أو �إيطالي ��ا والذي ��ن �إلتم�س ��وا العون م ��ن الحكومة‪،‬‬ ‫�إتجهت في الأ�سا�س �إلى م�ساعدة �أبنائهم على �إيجاد‬ ‫المدار� ��س لمتابع ��ة تعليمه ��م وفتح ب ��اب اال�ستفادة‬ ‫م ��ن البرام ��ج التكوينية �أم ��ام الراغبين ف ��ي �إعادة‬ ‫�إدماجهم في �سوق ال�شغل المحلي �أو حتى في �أ�سواق‬ ‫اخ ��رى‪ ،‬كما ه ��و ال�ش� ��أن ف ��ي دول الخلي ��ج العربي‪،‬‬ ‫وجدولة ت�سديد الديون العقارية لفائدة الذين ع ّبروا‬ ‫عن حاجتهم �إلى ذلك ب�سبب ظروف الأزمة‪ ،‬باتفاق‬ ‫م ��ع الم�ؤ�س�سات البنكية‪ .‬من جهة �أخرى‪ ،‬نحن نعمل‬ ‫على مواكبة حاملي الم�شاريع من العائدين الراغبين‬ ‫ف ��ي �إ�ستثم ��ار مدخراته ��م من خالل �صن ��دوق دعم‬ ‫�إ�ستثمارات مغاربة العالم �أو البرنامج الم�شترك مع‬ ‫الم�ؤ�س�سات الم�صرفية المغربية‪ ،‬ون�ساعد الراغبين‬ ‫في اال�ستف ��ادة من عر�ض ال�سك ��ن الإجتماعي الذي‬ ‫توفره م�ؤ�س�سة العم ��ران‪ ،‬بموجب الإتفاقية المبرمة‬ ‫بين الوزارة والم�ؤ�س�سة‪ ،‬بال�شروط عينها المو�ضوعة‬ ‫لفائ ��دة مغارب ��ة الداخ ��ل‪ ،‬لك ��ن ب�إعط ��اء الأولوي ��ة‬ ‫ف ��ي تلبي ��ة الطلبات للعائدي ��ن ب�سب ��ب الأزمة ح�سب‬ ‫العرو�ض المتوفرة”‪.‬‬

‫الملك محمد ال�ساد�س مع العاهل ال�سعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز خالل زيارته الى دول مجل�س التعاون الخليجي‬

‫وق ��د �أطلقت الحكوم ��ة المغربية ف ��ي �أوا�سط �شباط‬ ‫(فبراي ��ر) الما�ض ��ي مب ��ادرة �أطل ��ق عليه ��ا �إ�س ��م‬ ‫“�أر�ضي ��ة مغربكم” لإ�ستقطاب الكفاءات المغربية‬ ‫ف ��ي العالم‪ ،‬لها عالقة مبا�ش ��رة بالو�ضعية ال�صعبة‬ ‫الت ��ي يمر فيها المغاربة المقيمون في الخارج ب�سبب‬ ‫الأزم ��ة الإقت�صادي ��ة العالمية‪ .‬وق ��ال الوزير معزوز‬ ‫ف ��ي هذا الإط ��ار‪“ :‬كما تعلمون‪ ،‬ع ��رف المغرب في‬ ‫عهد المل ��ك محمد ال�ساد�س تغييرا" �شامال"‪ ،‬حيث‬ ‫�أ�صبح �إقت�صاده �أكثر تطورا" وتقدما" وير ّكز ب�شكل‬ ‫�أكب ��ر على المج ��ال ال�صناعي‪ .‬ومثل ه ��ذا النموذج‬ ‫يتطلب كفاءات متخ�ص�صة قد ال تتواجد �أحيانا" في‬ ‫ال�س ��وق المغربية‪ .‬ولتف ��ادي �إعاقة هذا الإقالع نقوم‬ ‫بتكوي ��ن ه ��ذه التخ�ص�ص ��ات عن طري ��ق الم�سارات‬ ‫التكويني ��ة وكذل ��ك بتعبئ ��ة الكف ��اءات المغربي ��ة‬ ‫المقيمة في الخارج في جميع المجاالت‪ ،‬وعلى كافة‬ ‫الم�ستويات‪ ،‬من التقني �إلى الم�س�ؤول‪ .‬تعرف بالدنا‬ ‫�أحد �أعلى معدالت هجرة الحا�صلين على ال�شهادات‬ ‫في العالم‪ ،‬وتعتبر هذه الكفاءات قوة لتحريك عجلة‬ ‫التنمي ��ة‪ ،‬في المغرب كما في بلدان الإقامة‪ ،‬وكذلك‬

‫الوزير عبد اللطيف معزوز‪:‬‬ ‫"بع�ض الدول الأوروبية فاقت‬ ‫فيه ن�سبة العاطلين داخل �أو�ساط‬ ‫المهاجرين المغاربة المعدل الأوروبي‬ ‫بكثير فبلغت في �إ�سبانيا ‪ 50‬في المئة‬ ‫وفي �إيطاليا ‪ 21‬في المئة"‬

‫تنمي ��ة العالق ��ات بينهما‪ ،‬ولي�س م ��ن حقنا التفريط‬ ‫فيها"‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف الم�س� ��ؤول المغربي في حديث ��ه مع "�أ�سواق‬ ‫الع ��رب" ب� ��أن "الإمكان ��ات الت ��ي تتيحه ��ا �شب ��كات‬ ‫المغاربة المقيمين ف ��ي الخارج كو�سائط �إقت�صادية‬ ‫و�إجتماعية مهم ��ة جدا" وموقع "مغربكم" (‪www.‬‬ ‫‪ )maghribcom.gov.ma‬ه ��و �إح ��دى الو�سائ ��ل‬ ‫الممكن ��ة لتعبئة هذه الطاق ��ات وتوظيفها باعتبارها‬ ‫ج�س ��را" تفاعلي ��ا" و�صل ��ة و�ص ��ل بي ��ن الفاعلي ��ن‬ ‫الم�ؤ�س�ساتيي ��ن والإقت�صاديي ��ن والإجتماعيي ��ن ف ��ي‬ ‫المغرب‪ ،‬وبين خبرات ومعارف ومهارات المواطنين‬ ‫المغاربة الذين �إخت ��اروا العي�ش والعمل في الخارج‪.‬‬ ‫م ��ن هذا المنطل ��ق‪ ،‬يطمح موقع "مغربك ��م" �إلى �أن‬ ‫ي�صبح الإطار المنظم لتنقل المعلومات في ما يتعلق‬ ‫بفر� ��ص الأعم ��ال والتع ��اون والإ�ستثم ��ار والت�شغيل‪،‬‬ ‫كم ��ا ي�سعى لأن يكون رافعة م ��ن �أجل �إقامة �شراكات‬ ‫رابح ��ة بي ��ن الفاعلي ��ن الإقت�صاديي ��ن والجامع ��ات‬ ‫وم�ؤ�س�س ��ات البح ��ث العلمي في المغ ��رب‪ ،‬من جهة‪،‬‬ ‫وبي ��ن الكف ��اءات المغربي ��ة المقيمة ب�ش ��كل دائم �أو‬ ‫م�ؤقت في الخارج‪ ،‬من جهة ثانية"‪.‬‬ ‫ويرتكز "مغربكم"‪ ،‬وفق عب ��د اللطيف معزوز‪ ،‬على‬ ‫�أ�سا� ��س تب ��ادل المعلوم ��ات وو�ضع ف�ض ��اء ديناميكي‬ ‫ره ��ن �إ�ش ��ارة الفاعلي ��ن المعنيين‪ ،‬ب�ش ��كل ي�ستجيب‬ ‫ال ��ى حاجياتهم في ما يتعلق بعر�ض وطلب الكفاءات‬ ‫والخب ��رات‪ .‬وبانفتاحه على جميع قطاعات الن�شاط‬ ‫(التقني ��ة والعلمية وال�صناعية والفالحية والتجارية‬ ‫والإجتماعية والثقافية والفنية والريا�ضية وغيرها)‬ ‫ي�سعى �إلى �إ�ستقطاب وتعبئة الكفاءات المغربية‪ ،‬في‬ ‫بل ��دان �إقاماتها‪ ،‬وتوجيهها للإ�سه ��ام ب�شكل مبا�شر‬ ‫في التنمي ��ة المندمجة لبلدها ب�ش ��كل م�ستدام‪ ،‬من‬ ‫خالل تمكينها من الو�سائل الالزمة لذلك موازاة مع‬

‫‪Issue 6 - Mars - 2013‬‬

‫‪39‬‬


‫المغرب العربي‬

‫المغرب‬

‫تراجعت تحويالتها من العملة ال�صعبة ف�إن�شغل بال حكومة عبد الإله بنكيران‬

‫العمالة المغربية تبحث عن الترياق‬ ‫في الخليج العربي‬ ‫تعتب��ر التحوي�لات الت��ي ير�سلها‬ ‫المهاج��رون المغارب��ة في الخارج‬ ‫الى بلده��م الأم �أحد �أه��م م�صادر‬ ‫العمل��ة ال�صعبة ف��ي المغرب الى‬ ‫جان��ب ال�سياح��ة‪ .‬وم��ع �إنفج��ار‬ ‫الأزم��ة الإقت�صادي��ة العالمي��ة‬ ‫تراجعت ن�سبة التحويالت ب�شكل‬ ‫الفت الأمر الذي �شغل بال القيمين‬ ‫على الحكومة في الرباط ودفعهم‬ ‫الى العم��ل لإيجاد الحل‪ .‬لمعرفة‬ ‫�إ�ستراتيجي��ة الحكوم��ة ف��ي ه��ذا‬ ‫المجال ق�ص��دت "�أ�سواق العرب"‬ ‫الوزي��ر الم�س ��ؤول ع��ن �ش ��ؤون‬ ‫المغاربة ف��ي الخارج عبد اللطيف‬ ‫معزوز وكان هذا التقرير‪.‬‬ ‫الرباط ‪ -‬محمد لديب‬ ‫ال يخفي كب ��ار الم�س�ؤولي ��ن الحكوميين‬ ‫المغاربة �إن�شغالهم الكبير بالإنعكا�سات‬ ‫ال�سلبية للأزمة الإقت�صادية على و�ضعية المهاجرين‬ ‫المغارب ��ة المقيمي ��ن ف ��ي الخ ��ارج‪ ،‬وخ�صو�صا" في‬ ‫القارة الأوروبية‪.‬‬ ‫ويعود �سبب �إهتم ��ام حكومة الإ�سالميي ��ن المغربية‬ ‫غي ��ر العادي ف ��ي هذا المو�ض ��وع ال ��ى تراجع حجم‬ ‫التحوي�ل�ات المالية التي يوجهه ��ا ه�ؤالء المهاجرون‬ ‫ال ��ى بلده ��م الأ�صل ��ي‪ ،‬وه ��و م ��ا ت�شي ��ر �إلي ��ه �آخ ��ر‬ ‫الإح�صائي ��ات ال�صادرة عن "مكتب ال�صرف"‪ ،‬وهو‬ ‫‪38‬‬

‫العاطلون عن العمل قنبلة موقوتة في المدن المكتظة‬

‫الهيئ ��ة التي ت�ص ��در �إح�صائيات دوري ��ة حول كل ما‬ ‫يتعلق بالمبادالت المغربي ��ة مغ الخارج والتحويالت‬ ‫من العملة ال�صعبة‪.‬‬ ‫ق ��ال "مكت ��ب ال�ص ��رف" ف ��ي ن�شرت ��ه الإح�صائي ��ة‬ ‫ال�سنوي ��ة ال�صادرة قبل �أي ��ام‪� ،‬إن تحويالت المغاربة‬ ‫المقيمي ��ن في الخ ��ارج �إ�ستقرت في ح ��دود ‪56.30‬‬ ‫ملي ��ار دره ��م (‪ 6.69‬ملي ��ارات دوالر) �سنة ‪،2012‬‬ ‫بعدم ��ا ناه ��زت ‪ 58.51‬ملي ��ار دره ��م (‪ 7‬مليارات‬ ‫دوالر) �سنة ‪.2011‬‬ ‫وي�أت ��ي هذا التراجع ليدق ناقو�س الخطر‪ ،‬فالمغاربة‬ ‫المهاجرون‪ ،‬يمثلون ‪ 10‬في المئة من �سكان المغرب‪،‬‬ ‫وه ��م ي�ساهمون ب�شكل كبير ف ��ي الإقت�صاد الوطني‪،‬‬

‫العدد ‪� - 6‬آذار (مار�س) ‪٢٠١3 -‬‬

‫م ��ن خالل تحوي�ل�ات مهمة تمثل ثان ��ي �أهم م�صدر‬ ‫للعملة ال�صعبة في المملكة‪.‬‬ ‫و�أ�شار المكتب �إل ��ى �أن تداعيات الأزمة الإقت�صادية‬ ‫ت�سببت في �إرتفاع عدد العاطلين عن العمل المغاربة‬ ‫ف ��ي دول المهجر خ�صو�صا" ف ��ي �إ�سبانيا بن�سبة ‪50‬‬ ‫في المئة‪ ،‬و‪ 21‬ف ��ي المئة في �إيطاليا‪ ،‬و‪ 25‬في المئة‬ ‫ف ��ي كندا‪ ،‬مو�ضح ��ا" �أن ‪ 17‬في المئة م ��ن المغاربة‬ ‫المقيمين في الخارج لديهم م�ستوى درا�سي عال‪ ،‬ما‬ ‫جعل المغرب‪ ،‬ح�سب البن ��ك الدولي‪ ،‬يحتل المرتبة‬ ‫الثالثة عالميا" من حيث هجرة الأدمغة‪.‬‬ ‫وف ��ي لق ��اء خا�ص م ��ع مجلة "�أ�س ��واق الع ��رب" �أكدّ‬ ‫الوزي ��ر المنت ��دب ل ��دى رئي� ��س الحكوم ��ة المكل ��ف‬


‫المغرب العربي ¶ المغرب‬ ‫ال�سعي �إلى تعزيز �إندماجها في البلد الم�ضيف‪.‬‬ ‫و�إن كان �إن�شاء "مغربك ��م" جاء �إ�ستجابة لمتطلبات‬ ‫مغرب في �صيرورة تحول كبير‪ ،‬ي�ؤكد الوزير‪ ،‬ويمنح‬ ‫المواهب المغربية �أينما وجدت �إمكانية التقرب من‬ ‫�شركائه ��ا والم�ساهم ��ة في الم�سل�س ��ل التنموي الذي‬ ‫ت�شهده بالدن ��ا‪ ،‬ف�إنه "ي�ش ّكل �أي�ض ��ا" متنف�سا" لتلك‬ ‫المواه ��ب والكفاءات التي لم ت�ستطع �أن تجد فر�صة‬ ‫لها في ظل واقع الأزمة الذي يعي�شه العديد من بلدان‬ ‫الإقامة والذي ت�ض ��رر منه العديد من مواطنينا كما‬ ‫�أ�شرت �إلى ذلك قبل قليل"‪.‬‬ ‫وقد �شه ��د العقد الأخير تناميا" ف ��ي �أعداد المغاربة‬ ‫العاملي ��ن ف ��ي دول الخلي ��ج العربي‪ .‬ويق ��ول الم�س�ؤول‬ ‫المغربي‪�" :‬إن هذه الفئ ��ة من المغاربة الذين اختاروا‬ ‫الخلي ��ج العرب ��ي للهجرة هم �أقل ت�ض ��ررا" من الأزمة‬ ‫االقت�صادي ��ة العالمي ��ة"‪ .‬و�أكد �أنه ��م يعي�شون “و�سط‬ ‫�إخوان لهم عرب وم�سلمين ال�شيء الذي ي�سهل ن�سبيا"‬ ‫�إندماجه ��م في ه ��ذه المجتمع ��ات‪ .‬كم ��ا �أن تداعيات‬ ‫الأزمة العالمية الأخيرة كانت �أقل ت�أثيرا" على الجالية‬ ‫المغربي ��ة في الخليج مما هي عليه الحال بالن�سبة الى‬ ‫تلك الجاليات المقيمة في بلدان �أوروبا”‪.‬‬ ‫ويقدَّر عدد الجالية المغربية المقيمة في دول الخليج‬ ‫العرب ��ي بحوال ��ي ‪� 100‬ألف ن�سم ��ة‪ ،‬ح�سب ت�أكيدات‬ ‫الوزي ��ر مع ��زوز‪ ،‬م�ضيف ��ا" �أنه ��ا “ جالي ��ة �شابة في‬ ‫مجملها‪ ،‬تعمل في ميادين مهنية وحرفية وخدماتية‬ ‫متنوعة ج ��دا" وفي قطاع ��ات �إ�ستراتيجية‪� ،‬أ�ضف‬ ‫�إل ��ى ذل ��ك �أن تحويالته ��ا المالية �إل ��ى المغرب في‬ ‫�إرتف ��اع ويفوق معدلها‪ ،‬بالن�سب ��ة الى كل فرد‪ ،‬معدل‬ ‫التحوي�ل�ات التي يقوم به ��ا المغارب ��ة المقيمون في‬ ‫كثي ��ر من ال ��دول الأوروبية و�أمي ��ركا ال�شمالية‪ .‬هذه‬ ‫الجالي ��ة‪ ،‬وب�شه ��ادة كل الم�س�ؤولي ��ن الذي ��ن التقيت‬ ‫بهم في زيارتي الأخي ��رة الى قطر والمملكة العربية‬ ‫ال�سعودي ��ة‪ ،‬تعد نموذج ��ا" في الإن�ضب ��اط وال�سلوك‬ ‫الح�سن ومندمجة �إندماجا" كامال" في المجتمع”‪.‬‬ ‫لك ��ن الوزير معزوز يالحظ ب� ��أن “الجالية المغربية‬ ‫ف ��ي هذه المنطقة العزيزة �إلى قلبنا تعاني من بع�ض‬ ‫الم�ش ��اكل كعدم وج ��ود م�ؤ�س�س ��ات ومناهج مدر�سية‬ ‫خا�ص ��ة ب�أطف ��ال الجالي ��ة تحاف ��ظ عل ��ى مق ّوم ��ات‬ ‫�إنتمائه ��م الوطن ��ي وت�سه ��ل �إندماجهم ف ��ي النظام‬ ‫الترب ��وي المغربي ف ��ي حالة الع ��ودة �إل ��ى المغرب‪.‬‬ ‫كم ��ا �أن الجالي ��ة في الخلي ��ج ت�شكو من ع ��دم وجود‬ ‫نظ ��ام عمومي للتقاع ��د وتطمح �إلى حماي ��ة قانونية‬ ‫قبلية وا�ضحة خا�صة من خ�ل�ال م�ؤ�س�سات للإر�شاد‬ ‫والتوجيه لتنظيم تنقل العمالة”‪.‬‬ ‫وعن نتائ ��ج زيارته الأخيرة الى بع� ��ض دول الخليج‪،‬‬

‫الوزير عبد اللطبف معزوز‪ :‬نعمل على ت�سهيل الأمور للمغاربة‬ ‫الذين يودون العمل في الخليج‬

‫قال الوزير‪“ :‬زيارتي الى دولة قطر والمملكة العربية‬ ‫ال�سعودي ��ة �أخيرا" تندرج �ضمن مب ��ادرات الحكومة‬ ‫لتدعي ��م وتقوي ��ة التع ��اون الم�شت ��رك بي ��ن المغرب‬ ‫ودول الإقامة خدمة لم�صالح مواطنينا في الخارج‪،‬‬ ‫ولتعزي ��ز �سيا�سة القرب تجاه �أف ��راد الجالية‪ .‬وكان‬ ‫اله ��دف الأهم منها ه ��و �إ�ستثمار م ��ا فتحته الجولة‬ ‫الملكية ال�سامية ف ��ي دول مجل�س التعاون الخليجي‪،‬‬ ‫ف ��ي ت�شرين الأول (�أكتوب ��ر) ‪ ،2012‬من �آفاق واعدة‬ ‫بخا�ص ��ة في مجال �إنخراط الكف ��اءات المغربية في‬ ‫ور�ش ��ات التنمية التي ت�شهدها ه ��ذه الدول ال�شقيقة‬ ‫و�إ�ست�ش ��راف �سبل الإرتقاء بالعالق ��ات المغربية مع‬ ‫البلدي ��ن ال�شقيقين في مجال تدبي ��ر �ش�ؤون الجالية‬ ‫المغربية المقيمة بهما”‪.‬‬ ‫"وق ��د ترك ��زت مباحثات ��ي‪ ،‬ي�ضي ��ف الوزي ��ر‪ ،‬م ��ع‬ ‫نظرائ ��ي ف ��ي البلدي ��ن عل ��ى �إمكانية �إقام ��ة وتنفيذ‬ ‫�إط ��ار �إتفاقي وم�ؤ�س�ساتي لتنظي ��م وتي�سير �إ�ستقدام‬ ‫العمال ��ة المغربي ��ة و�إقامته ��ا في �إطار م ��ا ت�سمح به‬

‫"الإمكانات التي تتيحها‬ ‫�شبكات المغاربة المقيمين في‬ ‫الخارج كو�سائط �إقت�صادية و�إجتماعية‬ ‫مهمة جدا" وموقع "مغربكم"‬ ‫(‪)www.maghribcom.gov.ma‬‬

‫هو �إحدى الو�سائل الممكنة‬ ‫لتعبئة هذه الطاقات وتوظيفها"‬

‫القواني ��ن الجاري بها العمل في البلدين‪ ،‬مع الت�أكيد‬ ‫على الرغبة في ترجيح كفة العمالة المغربية والرقي‬ ‫بها عدديا" ونوعيا" �إلى م�ستوى العالقات المتميزة‬ ‫التي تجمع المغرب بالبلدين"‪.‬‬ ‫و�أ�ض ��اف‪�" :‬إن عدد المغاربة في قطر يناهز ‪7.000‬‬ ‫من بين ما يقارب المليون مقيم �أجنبي‪ ،‬وفي المملكة‬ ‫العربي ��ة ال�سعودي ��ة‪ ،‬الت ��ي يقي ��م فيه ��ا حوالي ‪7.5‬‬ ‫ماليين �أجنبي‪ ،‬ال يتج ��اوز عددهم ‪ ،35.000‬وهذه‬ ‫�أع ��داد قليلة جدا" مقارنة بما يتيحه �سوق العمل في‬ ‫دول الخلي ��ج ب�صفة عامة من فر� ��ص �سواء للمغاربة‬ ‫المقيمي ��ن في المغ ��رب �أو لمواطنين ��ا المقيمين في‬ ‫بع� ��ض الدول التي تعاني �أزم ��ات‪ ،‬ك�إ�سبانيا و�إيطاليا‬ ‫مث�ل�ا"‪ ،‬والتي ق ��د ي�شكل العمل ف ��ي الخليج بالن�سبة‬ ‫�إليهم متنف�سا" �أكيدا”"‪.‬‬ ‫وكان ��ت دولة قطر اعلنت‪ ،‬عل ��ى هام�ش الزيارة التي‬ ‫ق ��ام بها العاه ��ل المغرب ��ي الملك محم ��د ال�ساد�س‬ ‫�إلى هذا البلد‪ ،‬من ��ذ ب�ضعة �أ�شهر‪ ،‬نيتها فتح �أبوابها‬ ‫�أمام الكف ��اءات المغربي ��ة‪ .‬و�أ�شار الوزي ��ر المغربي‬ ‫�إل ��ى �أن ع ��دد المغارب ��ة المقيمي ��ن في قط ��ر ما�ض‬ ‫ف ��ي تزايد مطرد من ��ذ الزيارة الملكي ��ة حيث �إنتقل‬ ‫ف ��ي ب�ضع ��ة �أ�شهر من �أقل م ��ن ‪� 6.000‬إلى �أزيد من‬ ‫‪ 7.000‬ن�سمة‪ .‬معتبرا" �أن هذا م�ؤ�شر على “الرغبة‬ ‫الحري�ص ��ة ل ��دى �أ�شقائن ��ا ف ��ي قط ��ر عل ��ى �إعطاء‬ ‫مفه ��وم ال�شراك ��ة الإ�ستراتيجية مدل ��وال" ملمو�سا"‬ ‫ونحن ن�ستب�شر به ��ذا التزايد ونرحب بكل الخطوات‬ ‫الت ��ي يقدم عليه ��ا الم�س�ؤول ��ون في ه ��ذا البلد‪ ،‬وكل‬ ‫بل ��دان مجل�س التعاون الخليج ��ي‪ ،‬من �أجل ا�ستقدام‬ ‫الكف ��اءات المغربية للعمل والإقام ��ة في هذا الجزء‬ ‫العزيز من الوطن العربي”‪.‬‬ ‫وق ��د �أكد الوزير معزوز ف ��ي النهاية‪ ،‬على �أنه بهدف‬ ‫ال ��ى رفع وتيرة ق ��دوم المغاربة للإقام ��ة والعمل في‬ ‫منطق ��ة الخليج العربي‪ ،‬وقد ت ��م الإتفاق مع الوزراء‬ ‫والم�س�ؤولي ��ن ع ��ن قط ��اع الأعمال في قط ��ر كما في‬ ‫ال�سعودي ��ة عل ��ى تهيئة الظ ��روف المالئم ��ة لتنظيم‬ ‫وتي�سير تنقل العمالة المغربية بدءا" ب�أهمية تحديد‬ ‫مخاطب بالن�سبة الى ال�شركات القطرية وال�سعودية‬ ‫الراغب ��ة في جل ��ب الكف ��اءات المغربي ��ة المتو�سطة‬ ‫والعلي ��ا و�صياغ ��ة خط ��ة عم ��ل م�شترك ��ة لت�شجي ��ع‬ ‫القط ��اع الخا�ص ف ��ي البلدين على تكثي ��ف التن�سيق‬ ‫بين ��ه وبين الم�ؤ�س�س ��ات المغربي ��ة المتخ�ص�صة في‬ ‫مجال الت�شغيل من خالل تطوير التوا�صل و�إ�ستغالل‬ ‫التقني ��ات الحديثة في ذلك مع تطوير �آليات للتوعية‬ ‫والتح�سي�س بالقوانين المعمول بها في �صياغة العقود‬ ‫لتفادي الم�شاكل الناجمة عن غيابهما‬

‫‪Issue 6 - Mars - 2013‬‬

‫‪41‬‬


JTCE

Le Nom Qu’il Faut Connaitre Au Maroc

JTCE Sarl est une société Marocaine des secteurs du bâtiment et travaux publics. Elle intervient dans la construction des bâtiments, des grands ouvrages et des infrastructures d'énergie (tertiaire, industriel, infrastructures) Pour Plus D’information: 67 angle Boulevard Hassan 1er, Casablanca, Maroc Tel: (212) 0664 501 319, Email: jtcesarl@gmail.com


‫جوبا‪:‬‬ ‫�صارت‬ ‫مق�صدا"‬ ‫للم�ستثمرين‬

‫�شف ��ا ح ��رب �شاملة في ني�س ��ان (�أبري ��ل) ‪،2012‬‬ ‫و�ضع الإتح ��اد الأفريق ��ي والأم ��م المتحدة خطة‬ ‫لتخفي ��ف ح ��دة التوتر وح ��ل النزاع ��ات العالقة‪،‬‬ ‫و�إع ��ادة �إنت ��اج النف ��ط وت�صديره‪ .‬في لق ��اء قمة‬ ‫ف ��ي �أدي� ��س �أباب ��ا ف ��ي �أواخ ��ر �أيل ��ول (�سبتمبر)‬ ‫‪ ،2012‬و ّق ��ع خالل ��ه �سلف ��ا كير مياردي ��ت‪ ،‬رئي�س‬ ‫جن ��وب ال�سودان‪ ،‬العديد من الإتفاقات مع نظيره‬ ‫ال�سوداني عمر الب�شير‪ .‬كجزء من ال�صفقة‪ ،‬وافق‬ ‫مياردي ��ت على دفع تعرف ��ة تجارية على �ضخ نفط‬ ‫الجن ��وب عبر ال�شمال‪ .‬كما واف ��ق على دفع مبالغ‬ ‫ع ��دة �إلى حكومة الخرطوم ‪ --‬تبل ��غ قيمتها �أكثر‬ ‫م ��ن ‪ 3‬مليارات دوالر – تقدي ��را" للأزمة المالية‬ ‫الخا�صة في ال�شمال الناجمة عن فقدان عائدات‬ ‫النفط بعد الإنف�صال‪.‬‬ ‫ال�صفق ��ة زادت عل ��ى الف ��ور الثقة ف ��ي الإقت�صاد‬ ‫ال�سوداني الجنوبي‪ ،‬ولكن �آفاقه في ال�سنة الجارية‬ ‫�ستعتم ��د عل ��ى م ��ا �إذا كان �سيتم تنفي ��ذ �إتفاقات‬ ‫�أيل ��ول (�سبتمبر)‪ .‬في هذه اللحظ ��ة‪ ،‬تبدو الآفاق‬ ‫قاتمة‪ :‬الخرطوم متعنتة بموقفها‪ .‬هناك م�س�ألتان‬ ‫رئي�سيت ��ان تركت ��ا م ��ن دون ح ��ل‪ .‬واح ��دة تتمث ��ل‬ ‫بال�صراع الدائر في واليتين �سودانيتين بالقرب من‬ ‫الح ��دود مع الجنوب‪ ،‬حي ��ث يقاتل متمردون قوات‬ ‫الخرطوم‪ ،‬مطالبين بدولة علمانية وديموقراطية‪.‬‬

‫طالم ��ا �إ�ستمرت ه ��ذه ال�صراعات‪ ،‬ف� ��إن �إحتمال‬ ‫�إنج ��رار الجنوب مرة �أخ ��رى �إلى القت ��ال ال يزال‬ ‫ممكن ��ا"‪ .‬والق�ضية الثانية هي و�ض ��ع منطقة �أبيي‬ ‫المتنازع عليها‪ ،‬والت ��ي يطالب بها كل من ال�شمال‬ ‫والجنوب‪� .‬إقترح الإتحاد الإفريقي �إجراء �إ�ستفتاء‬ ‫في نهاية هذا العام لل�سماح ل�سكان �أبيي �أن يقرروا‬ ‫م�صيره ��م ب�أنف�سهم‪ .‬كل الدالئ ��ل ت�شير �إلى �أنهم‬ ‫�سي�صوت ��ون للإن�ضم ��ام ال ��ى الجن ��وب‪ .‬لي�س من‬ ‫الم�ستغرب‪� ،‬إذا"‪� ،‬أن جنراالت الخرطوم يعرقلون‬ ‫تنفيذ الإتفاقات‪.‬‬ ‫وق ��د عززت المظال ��م الكبيرة ع ��دم رغبة جنوب‬ ‫ال�سودان في التعامل مع جارتها ال�شمالية‪ .‬لذا تقوم‬ ‫جوب ��ا الآن بتطوير خطط لبناء خط �أنابيب جديد‬

‫�أكثر من �أي عامل �آخر‪،‬‬ ‫تتعلق �آفاق دولة جنوب ال�سودان‬ ‫وتعتمد على قدرتها على بناء عالقة‬ ‫متبادلة المنفعة مع جارتها‬ ‫ال�صعبة ال�شمالية‬

‫للنف ��ط من �ش�أن ��ه �أن يذهب �شرق ��ا" نحو ال�ساحل‬ ‫الكيني‪ .‬وت�شير التقدي ��رات الأولية الى �أن تكاليف‬ ‫ه ��ذا الم�شروع �ستبلغ في ح ��دود ‪ 3‬مليارات دوالر‪،‬‬ ‫وعل ��ى هذا الأ�سا�س دخلت حكومة جنوب ال�سودان‬ ‫في مفاو�ضات مع مقاولين محتملين‪ .‬ولكن �إغراق‬ ‫الأموال في هذا الخط �سيكون مقامرة كبرى‪.‬‬ ‫م ��ن جهة �أخرى‪ ،‬يخ�شى المت�شائمون من �أن �إنتاج‬ ‫جن ��وب ال�سودان من النفط قد و�ص ��ل بالفعل الى‬ ‫ذروته‪ .‬وفقا" لتقديرات الخبراء في هذا القطاع‪،‬‬ ‫ف�إن احتياط ��ات البالد الم�ؤك ��دة المعروفة �سوف‬ ‫ت�ستم ��ر فق ��ط عقدا" �آخ ��ر �أو نحو ذل ��ك‪ .‬وبع�ض‬ ‫الآبار الذي �أغلق في كانون الثاني (يناير) ‪2012‬‬ ‫ب�سبب قرار الإغالق‪� ،‬س ��وف لن يعاد فتحه �أبدا"‬ ‫فهو فعلي ��ا" َّ‬ ‫جف تقريبا"‪� .‬أما خ ��ط الأنابيب �إلى‬ ‫كيني ��ا‪ ،‬في الوقت عينه‪ ،‬فهو يواجه عقبات خا�صة‬ ‫ب ��ه‪ .‬ال�صي ��ن‪ ،‬التي علق جن ��وب ال�س ��ودان الآمال‬ ‫للح�ص ��ول منه ��ا عل ��ى تموي ��ل‪� ،‬أب ��دى �إهتمام ��ا"‬ ‫قلي�ل�ا" بالم�شروع‪ .‬لقد �إنزعج ��ت بكين من قرار‬ ‫جوبا ب�إيقاف �إنتاج النف ��ط‪ .‬في المقابل‪ ،‬رف�ضت‬ ‫ب� ��أدب طلب ��ات التمويل‪ ،‬م�شي ��رة �إل ��ى �أن ال�صين‬ ‫قام ��ت بالفعل ببناء خ ��ط �أنابي ��ب للخدمة (وهو‬ ‫الخ ��ط الم�ستخ ��دم ف ��ي ال�شم ��ال) و�أنه ��ا تن�صح‬ ‫جنوب ال�س ��ودان ب�إ�ستخدامه‪ .‬وفي ه ��ذه الأثناء‪،‬‬

‫‪Issue 6 - Mars - 2013‬‬

‫‪43‬‬


‫العالم العربي‬

‫وادي النيل‬

‫النفط لم يعد الق�صة كلها‬

‫جنوب السودان ينمو ‪ 70‬في المئة هذا العام‬ ‫إذا َّ‬ ‫نفذت الخرطوم وعود السالم‬ ‫بعد واحد من �أكبر الإنكما�شات الإقت�صادية في التاريخ‪ ،‬تبدو دولة جنوب ال�سودان على �إ�ستعداد‬ ‫للع��ودة الى الإنتعا�ش‪�.‬إن �إعادة الحياة الى من�ص��ات النفط في البالد مرة �أخرى �ست�ؤدي �إلى بع�ض‬ ‫المكا�س��ب الفورية‪ .‬ولكن بم��ا �أن �إنتاج البترول قد و�صل بالفعل �إلى ذروت��ه‪ ،‬مع ذلك‪ ،‬ف�إن النمو‬ ‫الطويل الأجل �سي�أتي على الأرجح من ا�ستغالل الأرا�ضي الزراعية ال�شا�سعة في البالد‪.‬‬ ‫جوبا ‪� -‬إ�سماعيل �صبحي‬

‫الإقت�ص ��ادي في جنوب ال�سودان خالل عام ‪2013‬‬ ‫�إلى ‪ 70‬في المئة‪.‬‬

‫قد تت�ص ��در الدول ��ة الم�ستقلة حديثا"‬ ‫الم�س ّم ��اة جمهوري ��ة جن ��وب ال�سودان النفط لي�س على ما يرام‬ ‫قائم ��ة الإقت�ص ��ادات العالمي ��ة الأ�س ��رع نموا" في �إنف�صلت جمهورية جن ��وب ال�سودان عن ال�سودان‬ ‫‪ .2013‬ال�سبب الرئي�س لذلك هو �أن الدولة الوليدة في تموز (يوليو) ‪� ،2011‬آخذة معها ‪ 75‬في المئة‬ ‫�شهدت في الع ��ام الما�ضي واحدا" من التقل�صات‬ ‫والإنكما�ش ��ات الإقت�صادي ��ة الأكث ��ر �إث ��ارة من �أية‬ ‫دول ��ة في الع�صر الحديث ‪ -‬وهو و�ضع من المتوقع‬ ‫�أن ينعك�س في العام الجاري‪.‬‬ ‫�إنه ��ار �إقت�ص ��اد جن ��وب ال�سودان قب ��ل ‪� 12‬شهرا"‬ ‫عندم ��ا‪ ،‬خ�ل�ال النزاع م ��ع حكوم ��ة الخرطوم في‬ ‫ال�شمال‪� ،‬أوقف ��ت حكومة جوبا ف ��ي الجنوب �إنتاج‬ ‫النفط ف ��ي الب�ل�اد ب�أكمله ��ا‪ .‬حتى ذل ��ك الحين‪،‬‬ ‫كانت عائدات النف ��ط‪ ،‬بقيمة �إجمالية تبلغ حوالي‬ ‫‪ 400‬ملي ��ون دوالر �شهري ��ا"‪ ،‬تم ّث ��ل ‪ 82‬ف ��ي المئة‬ ‫من ناتج جن ��وب ال�سودان المحل ��ي الإجمالي و‪98‬‬ ‫ف ��ي المئة من الإيرادات الحكومي ��ة‪ .‬وقد تفاج�أت‬ ‫�شركات النفط بقرار من ��ع الإنتاج؛ لذا �إنخف�ضت‬ ‫رئي�س جنوب ال�سودان �سلفا كير ميارديت‪:‬‬ ‫يعمل الم�ستحيل لإعادة الحياة الى الإقت�صاد‬ ‫�إيراداته ��ا نتيج ��ة ذلك ال ��ى ال�صف ��ر‪ .‬وعلق �أحد‬ ‫م ��دراء البن ��ك الدولي عل ��ى الأمر ب� ��أن البنك لم‬ ‫ي ��ر �أبدا" مثل هذا الإنهي ��ار الكبير‪ .‬وقدّر �صندوق‬ ‫النق ��د الدولي‪ ،‬في الوقت عينه‪� ،‬أن الناتج المحلي‬ ‫من المقرر �أن ي�ست�أنف جنوب‬ ‫الإجمالي ق ��د �إنكم�ش في جنوب ال�س ��ودان بن�سبة‬ ‫ال�سودان �إنتاج النفط في وقت قريب‪،‬‬ ‫‪ 55‬في المئة في العام ‪.2012‬‬ ‫م ��ن المق ��رر �أن ي�ست�أنف جن ��وب ال�س ��ودان �إنتاج‬ ‫ولكن الأمر �سي�ستغرق �أربعة �إلى‬ ‫النف ��ط في وق ��ت قريب‪ ،‬ولك ��ن الأم ��ر �سي�ستغرق �ستة �أ�شهر لي�صل م�ستوى الإنتاج �إلى‬ ‫�أربع ��ة �إلى �ست ��ة �أ�شهر لي�صل م�ست ��وى الإنتاج �إلى‬ ‫م�ستويات ما قبل الإغالق‬ ‫م�ستوي ��ات م ��ا قبل الإغ�ل�اق‪ .‬عل ��ى �إفترا�ض عدم‬ ‫وجود مزي ��د من الت�أخي ��ر‪ ،‬يمك ��ن �أن ي�صل النمو‬ ‫‪42‬‬

‫العدد ‪� - 6‬آذار (مار�س) ‪٢٠١3 -‬‬

‫من �إنتاج النفط ال�سوداني‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ف�إن البنية‬ ‫التحتي ��ة للت�صدير ‪ -‬خطوط الأنابيب والموانئ ‪-‬‬ ‫هي في ال�شمال‪ .‬وقد ف�شل البلدان في ت�سوية عدد‬ ‫من ق�ضايا الحدود ول ��م يتوافقا ب�ش�أن التعريفات‬ ‫الجمركي ��ة �أو ر�س ��وم لإ�ستخدام خط ��وط �أنابيب‬ ‫ال�شمال‪ .‬في كانون الأول (دي�سمبر) ‪ ،2011‬عمدت‬ ‫حكومة الخرطوم من جانب واحد الى تحويل نفط‬ ‫جنوب ال�سودان �إلى م�صافي التكرير الخا�صة بها‬ ‫لبيعه ��ا بطريقة غير قانونية في الأ�سواق الدولية‪.‬‬ ‫فرد جنوب ال�سودان ب�إغالق �آباره‪.‬‬ ‫ف ��ي جوب ��ا‪ ،‬عا�صم ��ة جن ��وب ال�س ��ودان‪ ،‬وقع ��ت‬ ‫الحكومة عل ��ى الفور في ورطة‪ .‬كان ��ت الإيرادات‬ ‫غي ��ر النفطي ��ة �ضئيل ��ة‪ ،‬معظمها ج ��اء من خالل‬ ‫الرخ�ص التجارية وال�ضرائب على الواردات‪ .‬وقد‬ ‫توقع ��ت وزارة المالي ��ة في موازنته ��ا للعام ‪2012‬‬ ‫�أن يك ��ون الإنف ��اق الحكومي �شهري ��ا" ‪ 250‬مليون‬ ‫دوالر عل ��ى �أن تك ��ون مداخيله ��ا ‪ 25‬مليون دوالر‪.‬‬ ‫بحلول �أيلول (�سبتمب ��ر) ‪ ،2012‬كانت الإيرادات‬ ‫الحكومية بلغت ‪ 12.6‬مليون دوالر فقط �شهريا"‪.‬‬ ‫نا�ش ��دت جوبا العال ��م لتقديم الم�ساع ��دة‪ ،‬ولكن‬ ‫ل ��م يتم ّك ��ن المانحون من �س ��د الفج ��وة تماما"‪.‬‬ ‫م�س�ؤولون �إقترحوا بدال" من ذلك تدابير تق�شف‪،‬‬ ‫بم ��ا في ذل ��ك تخفي�ض ��ات �شاملة ف ��ي م�صاريف‬ ‫الحكوم ��ة بن�سب ��ة ‪ 26‬ف ��ي المئ ��ة‪ ،‬ولك ��ن ب�إعف ��اء‬ ‫الجي� ��ش‪ ،‬التي ت�شكل ‪ 55‬في المئة من الإنفاق قبل‬ ‫االغالق‪ .‬ال�سنة الما�ضي ��ة ح�صلت الحكومة على‬ ‫قرو� ��ض قليلة وبع�ض المنح ال�سرية الأجنبية‪ .‬كما‬ ‫�أنه ��ا و ّفرت �أي�ض ��ا" بع�ض المال ع ��ن طريق عدم‬ ‫دفع الرواتب وخدمة الديون‪.‬‬ ‫فيم ��ا كان ال�سودان وجنوب ال�س ��ودان يقفان على‬


‫العالم العربي‬

‫¶‬

‫وادي النيل‬

‫�أعرب م�ستثم ��رون محتملون �آخ ��رون عن الحذر‬ ‫من حكومة جنوب ال�س ��ودان التي �أثبتت على �أنها‬ ‫م�ستعدة لإتخاذ مخاط ��ر تجارية و�سيا�سية هائلة‬ ‫�ضد ن�صيحة �شركائها الدوليين‪.‬‬

‫الى �أبعد من الذهب الأ�سود‬ ‫عل ��ى المدى الطوي ��ل‪ ،‬نظرا" للم�ش ��اكل مع قطاع‬ ‫النف ��ط في جنوب ال�س ��ودان‪� ،‬سوف تك ��ون موارد‬ ‫البالد الأكثر قيمة و�أهمية هي الأرا�ضي الزراعية‬ ‫والمي ��اه‪ .‬لق ��د �إجتذب ��ت الجمهوري ��ة الجدي ��دة‬ ‫بالفع ��ل عل ��ى نطاق وا�س ��ع م�ستثمري ��ن زراعيين‪،‬‬ ‫وخ�صو�ص ��ا" م ��ن الوالي ��ات المتح ��دة وم�ص ��ر‪.‬‬ ‫وهناك �شركة من دولة الإمارات العربية المتحدة‬ ‫ت�س ّوق لتعزيز ال�سياحة البيئية‪ .‬منذ العام ‪،2010‬‬ ‫في هذه الأثناء‪ ،‬حقق جنوب ال�سودان عقود �إيجار‬ ‫طويلة الأجل لأكثر من خم�سة ماليين هكتار‪ .‬ومع‬ ‫ذلك فقد نفّذ القليل ن�سبيا" لتحويل الأرا�ضي �إلى‬ ‫�أرا�ض منتجة للزراعة وللوقود الحيوي‪.‬‬ ‫وال�س� ��ؤال المط ��روح الآن ه ��و كي ��ف العمل لجذب‬ ‫الإ�ستثم ��ارات الدولية في قطاعات رئي�سية �أخرى‬ ‫غير �إنت ��اج النفط‪ .‬ف ��ي كان ��ون الأول (دي�سمبر)‬ ‫‪� ،2011‬إ�ست�ضافت وا�شنطن م�ؤتمرا" �إ�ستثماريا"‬ ‫خا�صا" لجنوب ال�س ��ودان‪ .‬وج ّراء العالقة القوية‬ ‫بي ��ن جن ��وب ال�س ��ودان وم�ؤ�س�س ��ات و�شخ�صي ��ات‬ ‫�أميركي ��ة نافذة �إنتخابيا"‪ ،‬بما في ذلك الكنائ�س‪،‬‬ ‫ودعاة الم�شاهير‪ ،‬و�إ�سرائيل‪� ،‬أ�صبحت �أميركا من‬ ‫الم�ؤيدين النا�شطين لتقدي ��م المعونة والإ�ستثمار‬ ‫ف ��ي جن ��وب ال�س ��ودان‪ .‬رج ��ال الأعم ��ال الذي ��ن‬ ‫ح�ضروا الم�ؤتمر‪ ،‬مع ذلك‪� ،‬أ�صيبوا بخيبة �أمل لأن‬ ‫الحما� ��س الموجود لم ي�سفر ع ��ن م�شاريع تجارية‬ ‫مجدي ��ة �أو حت ��ى مقترح ��ات بالن�سب ��ة �إليهم‪ .‬في‬ ‫الواق ��ع‪� ،‬إن معظم الإ�ستثمار ف ��ي جنوب ال�سودان‬ ‫ال ي ��زال م ��ن ال ��دول المج ��اورة‪ ،‬وبخا�ص ��ة كينيا‬ ‫(للأعمال الم�صرفية والنقل)‪ ،‬و�أوغندا (لتجارة‬ ‫التجزئ ��ة والإت�ص ��االت)‪ ،‬و�أثيوبي ��ا (للفن ��ادق)‪،‬‬ ‫و�أريتريا (لتجارة التجزئة والفنادق)‪.‬‬ ‫م ��ن الم�ستغرب �إلى حد م ��ا‪� ،‬أن هناك �إ�ستثمارات‬ ‫محتملة �آتي ��ة من �شمال ال�س ��ودان �أي�ضا"‪ .‬غالبية‬ ‫�س ��كان جن ��وب ال�س ��ودان تعي� ��ش بالق ��رب م ��ن‬ ‫الح ��دود م ��ع ال�شم ��ال‪ .‬يح�ص ��ل جن ��وب ال�سودان‬ ‫على معظ ��م ال�سلع الإ�ستهالكي ��ة والمواد الغذائية‬ ‫م ��ن ال�شم ��ال‪ ،‬ويعتم ��د العدي ��د م ��ن الأ�س ��ر على‬ ‫العمال ��ة المهاج ��رة ال�شمالي ��ة‪ .‬وه ��ذه الفئ ��ة من‬ ‫ال�س ��كان ت�ض ��ررت كثي ��را" م ��ن �إغ�ل�اق الح ��دود‬

‫الرئي�س عمر الب�شير‪:‬‬ ‫هل ي�س ّهل الأمور �أم يعيقها ؟‬

‫ف ��ي �أوائ ��ل ‪ 2012‬ون ��زوح ال�شماليي ��ن‪ .‬الإتفاقات‬ ‫المبرم ��ة في �أيل ��ول (�سبتمبر) الما�ض ��ي‪ ،‬لإعادة‬ ‫فتح التج ��ارة الحدودية وتوفير "الحريات الأربع"‬ ‫(حق جمي ��ع الجنوبيين وال�شماليي ��ن ال�سودانيين‬ ‫بالعي�ش والعم ��ل‪ ،‬والتنقل‪ ،‬وتمل ��ك الممتلكات في‬ ‫�أي م ��ن البلدين)‪� ،‬سوف تع ��زز �إقت�صاد المنطقة‬ ‫ون�صت �إحدى‬ ‫الحدودية‪ -‬عندم ��ا يتم تنفيذه ��ا‪ّ .‬‬ ‫م ��واد �إتفاقات �أيلول (�سبتمبر) على �إن�شاء م�ؤتمر‬ ‫دائم لحكام الواليات الـ‪ 11‬الحدودية‪ ،‬من ال�شمال‬

‫يخ�شى المت�شائمون من �أن �إنتاج‬ ‫جنوب ال�سودان من النفط قد و�صل‬ ‫بالفعل الى ذروته ووفقا" لتقديرات‬ ‫الخبراء في هذا القطاع‪ ،‬ف�إن احتياطات‬ ‫البالد الم�ؤكدة المعروفة �سوف ت�ستمر‬ ‫فقط عقدا" �آخر �أو نحو ذلك‬ ‫ب�سبب العالقة القوية بين جنوب ال�سودان‬ ‫وم�ؤ�س�سات و�شخ�صيات �أميركية نافذة‬ ‫�إنتخابيا"‪ ،‬بما في ذلك الكنائ�س‪ ،‬ودعاة‬ ‫الم�شاهير‪ ،‬و�إ�سرائيل‪� ،‬أ�صبحت �أميركا‬ ‫من الم�ؤيدين النا�شطين لتقديم المعونة‬ ‫والإ�ستثمار في جنوب ال�سودان‬

‫والجنوب على حد �سواء‪ ،‬للتركيز على التعاون عبر‬ ‫الح ��دود والبنية التحتية‪� ،‬إذا تطل ��ب الأمر تقديم‬ ‫المزيد من الم�ساعدة الإنمائية لهذه المناطق‪.‬‬ ‫على مدى ال�سنوات القليلة الما�ضية‪� ،‬أظهر �شعب‬ ‫جنوب ال�سودان �صالبة ملحوظة‪ .‬في �آذار (مار�س)‬ ‫الما�ضي‪� ،‬أدلى البنك الدولي بتوقعات رهيبة حول‬ ‫�أزمة �إقت�صادية �ستنجم عن �إغالق حقول النفط‪،‬‬ ‫الت ��ي �شملت تف�ش ��ي الت�ضخم‪ ،‬و�إنهي ��ار الخدمات‬ ‫الأ�سا�سي ��ة‪ ،‬وزي ��ادة انعدام الأم ��ن الغذائي‪ .‬على‬ ‫الرغ ��م من �أن الت�ضخم قد �إرتفع �إلى �أكثر من ‪60‬‬ ‫في المئة‪ ،‬و�أدى النق�ص الكبير في الوقود الى وقف‬ ‫عجلة الإقت�صاد ف ��ي البالد‪ ،‬وتركت مئات الآالف‬ ‫م ��ن النا�س يعتمدون عل ��ى المعونات الغذائية‪ ،‬لم‬ ‫يحدث �إنهي ��ار كامل للدول ��ة‪ .‬وكان �أحد الأ�سباب‬ ‫الم�ساعدات م ��ن المانحين الدوليين‪ ،‬خ�صو�صا"‬ ‫الوالي ��ات المتح ��دة‪ ،‬الت ��ي ذهبت ف ��ي اتجاه دفع‬ ‫وظائف و�أعمال الحكوم ��ة الأ�سا�سية‪ .‬و�سبب �آخر‬ ‫كان �أن غالبي ��ة عائدات النفط ف ��ي الجنوب التي‬ ‫جنيت لم ت�صل ال ��ى ال�شعب لقد جرى �إختال�سها‬ ‫وتحويلها الى الخارج على �أيدي �أفراد من النخبة‬ ‫الحاكمة‪ ،‬بم ��ا في ذلك جنراالت الجي�ش ال‪.600‬‬ ‫بالن�سب ��ة ال ��ى المواطن الع ��ادي‪ ،‬ل ��م يتغير �شيء‬ ‫كانت الظروف �إلى حد كبير نف�سها‪.‬‬ ‫ل ��دى جن ��وب ال�س ��ودان م ��ا يق ��رب من عق ��د من‬ ‫الزم ��ن للإ�ستمت ��اع ب�إيرادات نفطي ��ة �ضخمة‪ ،‬مع‬ ‫عودة محتملة لإنتاج النفط �إلى ‪ 300.000‬برميل‬ ‫يوميا" خ�ل�ال العام الجاري‪ .‬خ�ل�ال هذه الفترة‪،‬‬ ‫يج ��ب عليه �إقام ��ة حكم داخل ��ي �سلي ��م و�أ�سا�سا"‬ ‫لإقت�ص ��اد منت ��ج عل ��ى الم ��دى الطوي ��ل‪ .‬الواليات‬ ‫المتحدة‪ ،‬الم�صرة على �أن ال ترى جنوب ال�سودان‬ ‫يتحول ال ��ى دولة فا�شل ��ة‪ ،‬تق ��دم الم�ساعدة‪ .‬لدى‬ ‫الب�ل�اد مزايا بع�ض �أف�ض ��ل الأرا�ضي الزراعية في‬ ‫العالم‪ ،‬و�سكان معولمون‪ ،‬وخزان هائل من النوايا‬ ‫الح�سنة‪ .‬كم ��ا �أن لديها الفر�ص ��ة لتنفيذ �إتفاقات‬ ‫ال�س�ل�ام والتع ��اون م ��ع جارته ��ا ال�شمالي ��ة‪ .‬ومن‬ ‫الجدي ��ر بالمالحظ ��ة �أن �إ�ستراتيجية البلدين من‬ ‫�أجل و�ضع �ضغط ع�سك ��ري ومالي كل واحد منهما‬ ‫على الآخر‪ ،‬على �أم ��ل �أن جارته �سوف تنحني‪ ،‬لم‬ ‫ت�ؤ ّد �إلى حرب‪ .‬حتى لو لم يتم تبادل طلقات نارية‪،‬‬ ‫م ��ع ذلك‪ ،‬تلك الإ�ستراتيجية �س ��وف تك�سر وتفل�س‬ ‫الإثنين في نهاية المطاف على حد �سواء‪� .‬أكثر من‬ ‫�أي عامل �آخر‪ ،‬تتعلق �آفاق جنوب ال�سودان وتعتمد‬ ‫على قدرت ��ه على بناء عالقة متبادل ��ة المنفعة مع‬ ‫جارته ال�صعبة ال�شمالية‬

‫‪Issue 6 - Mars - 2013‬‬

‫‪45‬‬


‫املهند�س رئيف احللو‬

‫درا�سات وتنفيذ يف لبنان والدول العربية‬ HELOU ENGINEERING GROUP Tel: 961 1 256755-257009 Fax: 961 1 256755 E-mail: raif@raifhelou.com


‫وجهة نظر‬

‫ً‬ ‫عربيا‬ ‫تركيا‪ :‬نموذج إقتصادي صالح‬ ‫الدكتور لوي�س حبيقة*‬

‫�إن مقارن ��ة الأو�ض ��اع الإقت�صادي ��ة‬ ‫العربي ��ة بالتركي ��ة ربم ��ا تك ��ون �أقرب‬ ‫ال ��ى الواق ��ع‪ ،‬فم ��ن ي ��زور تركي ��ا دوري ��ا" ي�شع ��ر‬ ‫بالتق ��دم الهائ ��ل ال ��ذي يحقق ��ه الإقت�ص ��اد بنم ��وه‬ ‫وبنيت ��ه التحتي ��ة والفوقي ��ة ف ��ي ظ ��روف ال يمك ��ن‬ ‫و�صفه ��ا بال�سهل ��ة‪ .‬وه ��ذه المقارن ��ة ف ��ي محله ��ا‬ ‫نظ ��را" للتق ��ارب الجغراف ��ي وال�سكان ��ي والثقاف ��ي‬ ‫والإقت�ص ��ادي كم ��ا للعالق ��ات التاريخي ��ة الطويلة‬ ‫الإيجابية كما ال�سلبية التي ربطتنا بها على مدى‬ ‫قرون‪.‬‬ ‫ويم ��ر العال ��م العرب ��ي الي ��وم ف ��ي ظ ��روف دقيق ��ة‬ ‫مرتبط ��ة بال�سيا�س ��ة والحري ��ات والتنمي ��ة‪� ،‬إذ �أن‬ ‫و�ضع ��ه الي ��وم لي� ��س عاديا"‪ ،‬بل ربما يم ��ر في فترة‬ ‫�إنتقالية تطول �سنوات بل عقودا"‪.‬‬ ‫ف ��ي الوقت عينه تركيا حائرة بين �أن تعزز فر�صها‬ ‫للدخ ��ول ال ��ى الوح ��دة الأوروبي ��ة وم ��ا يتطل ��ب‬ ‫ه ��ذا اله ��دف من تغيي ��رات عميقة ف ��ي الم�ؤ�س�سات‬ ‫والقواني ��ن‪ ،‬وبي ��ن �أن ت�ساه ��م م ��ع ال ��دول العربية‬ ‫و�إي ��ران في �إدارة �ش� ��ؤون المنطقة كما يح�صل بين‬ ‫البرازي ��ل والأرجنتي ��ن وفنزوي�ل�ا ف ��ي م ��ا يخ� ��ص‬ ‫�أميركا الالتينية‪.‬‬ ‫ف ��ي الم�ؤ�ش ��رات الإقت�صادي ��ة‪ ،‬حقق ��ت تركيا نموا"‬ ‫بل ��غ ‪ %4,7‬ف ��ي �سن ��ة ‪ ،2007‬و ‪ %0,7‬ف ��ي �سن ��ة ‪،2008‬‬ ‫و�إنخفا�ضا" قدره ‪ %4,8‬في �سنة ‪ 2009‬ب�سبب الأزمة‬ ‫االقت�صادي ��ة الدولي ��ة الت ��ي �إنعك�س ��ت �سلب ��ا" عل ��ى‬ ‫معظ ��م دول العالم بل عل ��ى الإ�ستثمارات والتجارة‬ ‫الدوليتي ��ن‪ .‬معدل البطالة التركية هو في حدود‬ ‫‪ ،%11‬علم ��ا" �أنه ��ا ارتفع ��ت الى ‪ %14‬ف ��ي �سنة ‪2009‬‬ ‫لتنخف� ��ض في ما بعد الى ن�سبتها الطبيعية بدءا"‬ ‫من �سنة ‪ .2010‬عاد النمو بقوة في �سنة ‪�( 2010‬أي‬ ‫‪ )%9,2‬و ‪ )%8,5( 2011‬ب�سب ��ب ال�سيا�س ��ات الحكيمة‬ ‫الت ��ي هدف ��ت ال ��ى تحقي ��ق التنمي ��ة المتوازن ��ة بل‬ ‫ح�سنت درجة تقييمها الإئتماني الدولي‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وتحق ��ق تركي ��ا عج ��زا" ف ��ي الموازن ��ة بمع ��دل ‪،%3‬‬ ‫وه ��ذا معق ��ول ويحت ��رم الن�س ��ب المقبول ��ة �أوروبيا‬ ‫عب ��ر �إتفاقي ��ة "ما�ستريخ ��ت"‪� .‬أم ��ا ن�سب ��ة الدي ��ن‬ ‫الع ��ام من الناتج‪ ،‬فتبقى في ح ��دود ‪ %40‬وهي دون‬ ‫الن�سبة المقبولة �أوروبيا" �أي ‪ .%60‬من ال�ضروري‬ ‫�أن تخفف تركيا �إقترا�ضها الخارجي عبر �سيا�سات‬ ‫ت�شجع على الإدّخار داخليا"‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ف ��ي المل ��ف الإقت�ص ��ادي الخارج ��ي‪ ،‬يحق ��ق ميزان‬

‫الح�س ��اب الجاري عجزا" �سنوي ��ا" يقارب الخم�سة‬ ‫ف ��ي المئة من النات ��ج وهذا يعود ال ��ى عجز ميزان‬ ‫ال�سلع الكبير‪ .‬بلغت �صادرات ال�سلع في �سنة ‪2011‬‬ ‫ن�سب ��ة ‪ %143‬من النات ��ج مقارنة ب ‪ %232‬للواردات‪،‬‬ ‫ف�سببت عجزا" تجاريا" بلغ ‪ %89‬من الناتج‪ .‬حتى‬ ‫ل ��و �إ�ستثنين ��ا الواردات النفطي ��ة (‪ %54‬من الناتج)‬ ‫يبقى ميزان ال�سلع عاجزا"‪.‬‬ ‫وي�شير هذا الواق ��ع �إلى �ضرورة تن�شيط ال�صادرات‬ ‫عب ��ر زي ��ادة الإنت ��اج �أوال" وفت ��ح �أ�س ��واق تجاري ��ة‬ ‫تالي ��ا" لل�سلع التركية لي�س فق ��ط في �أوروبا و�إنما‬ ‫خ�صو�ص ��ا" في المنطق ��ة العربية المج ��اورة‪ .‬بلغ‬ ‫الناتج التركي ‪ 774‬مليار دوالر في �سنة ‪ ،2011‬لكن‬ ‫الحج ��م ال�سكاني البال ��غ ‪ 75‬مليون �شخ�ص خ ّف�ض‬ ‫الناتج الفردي الى ‪� 10‬أالف و ‪ 400‬دوالر �أي معدل‬ ‫منخف�ض �أوروبيا" ومقب ��ول عربيا" ب�إ�ستثناء دول‬ ‫الخليج طبع ��ا"‪ .‬ي�شير الرقم التركي الى الفر�ص‬ ‫الكبيرة التي تمكن الإقت�صاد من النمو ب�شكل �أكبر‬ ‫و�أ�س ��رع‪ ،‬اذا �إ�ستقط ��ب الإ�ستثم ��ارات في القطاعات‬ ‫الت ��ي تح ��دث نم ��وا" وت�ستوع ��ب العمال ��ة الجي ��دة‬ ‫المتوافرة‪.‬‬ ‫م ��ا ال ��ذي م ّي ��ز النج ��اح الترك ��ي الن�سب ��ي؟ كي ��ف‬ ‫�إ�ستطاع ��ت الو�ص ��ول الى و�ضعه ��ا الحالي؟ ما هي‬ ‫ال�سيا�س ��ات الم�ستقبلية التي عليها �إتباعها لتعزيز‬ ‫�أو�ضاعها ورفع م�ستوى الناتج الفردي؟‬ ‫�أوال"‪ :‬ال يمك ��ن التكل ��م ع ��ن تركي ��ا م ��ن دون ذك ��ر‬ ‫الت�أثي ��ر الكبي ��ر ال ��ذي �أحدث ��ه فيه ��ا م�صطف ��ى‬ ‫كم ��ال �أتات ��ورك م�ؤ�س�س الدولة الحديث ��ة‪ .‬و�صفه‬ ‫"دايفي ��د لويد ج ��ورج" رئي�س الوزراء البريطاني‬ ‫في �سنة ‪ 1922‬بالعبقري‪ ،‬وتمنى لو كان لبريطانيا‬ ‫عبقري مثله‪ .‬ومن يقيِّم �إنجازات الزعيم �أتاتورك‬ ‫ال�ضخمة خالل فترة ‪ ،1938 / 1923‬يتعجب من �أن‬

‫النتائج لم ت�صبح بعد بم�ستوى طموحه‪� .‬إنجازات‬ ‫�أتاتورك كبيرة‪ ،‬منه ��ا �إعطاء المر�أة الحقوق ذاتها‬ ‫كالرجل‪ ،‬وعلمن ��ة وع�صرنة الدولة‪ ،‬وف�صل الدين‬ ‫ع ��ن ال�سيا�س ��ة‪ ،‬وتطوي ��ر القطاعات وف ��ي طليعتها‬ ‫الزراع ��ة‪ ،‬و�إعتم ��اد الخطط الإنمائي ��ة‪ ،‬ومد �سكك‬ ‫الحديد لتغطي كافة �أنحاء البالد‪.‬‬ ‫ثانيا"‪:‬ال�سيا�س ��ات الإقت�صادي ��ة الحكيم ��ة الت ��ي‬ ‫ن ّف ��ذت عب ��ر الزم ��ن والتي جنب ��ت الب�ل�اد خ�سارات‬ ‫�أكب ��ر نتيج ��ة �أزم ��ة ‪ 2008‬و�سمح ��ت للإقت�ص ��اد‬ ‫بالنهو�ض ب�سرعة‪ .‬من هذه ال�سيا�سات‪ ،‬ن�سب دين‬ ‫ع ��ام وت�ضخ ��م منخف�ض ��ة‪ ،‬وقط ��اع م�صرف ��ي �سليم‬ ‫جذب الأموال الى الداخل‪.‬‬ ‫ثالث ��ا"‪ :‬العالقات الإقت�صادي ��ة التركية الأوروبية‬ ‫قوي ��ة وتتمث ��ل خ�صو�ص ��ا" ف ��ي الإ�ستثم ��ارات‬ ‫المبا�ش ��رة الخارجي ��ة حيث ت�ش ��كل ‪ %72‬منها‪ .‬في‬ ‫فت ��رة ‪ ،2011 / 2007‬بلغت الإ�ستثم ��ارات الأوروبية‬ ‫‪ 9‬ملي ��ارات دوالر �سنوي ��ا" �أو م ��ا مجموع ��ه ‪105‬‬ ‫مليارات دوالر تتوزع على قطاعات المال والت�أمين‬ ‫(‪ ،)%25‬والمعلومات واالت�صاالت (‪ )%21‬والتجارة‬ ‫وغيرها‪.‬‬ ‫رابع ��ا"‪ :‬في م�ؤ�شر التناف�سية الأخير الذي ي�صدر‬ ‫�سنوي ��ا" خ�ل�ال م�ؤتم ��ر دافو� ��س‪ ،‬تق ��ع تركي ��ا ف ��ي‬ ‫المرتبة ‪ 43‬من �أ�صل ‪ 144‬دولة‪ .‬هنالك دول عربية‬ ‫ت�سب ��ق تركيا في الترتيب منها الكويت وال�سعودية‬ ‫وقطر‪ ،‬اال �أن بقية الدول العربية ت�أتي في مراتب‬ ‫متدني ��ة‪ .‬ولرف ��ع م�ست ��وى التناف�سي ��ة التركية‪ ،‬ال‬ ‫ب ��د من مراجع ��ة �سعر �صرف اللي ��رة تجاه الدوالر‬ ‫بحي ��ث ترتف ��ع ال�ص ��ادرات �ش ��رط تنويعه ��ا ف ��ي‬ ‫المحتوى والأ�سواق بخا�صة المجاورة‪.‬‬ ‫عل ��ى الرغ ��م م ��ن �إ�ستم ��رار الرغب ��ة التركي ��ة ف ��ي‬ ‫الإن�ضم ��ام ال ��ى الإتح ��اد الأوروب ��ي‪ ،‬ال ب ��د له ��ا من‬ ‫مراجع ��ة التجرب ��ة اليوناني ��ة والإتع ��اظ منه ��ا‬ ‫خ�صو�ص ��ا" و�أن الظروف والأو�ضاع مت�شابهة‪ .‬من‬ ‫ال�ضروري �أن تقارن تركيا م�صلحتها في الإن�ضمام‬ ‫ال ��ى �أوروب ��ا م ��ع م�صلحته ��ا ف ��ي البق ��اء خارجه ��ا‪،‬‬ ‫�أي عب ��ر تو�سي ��ع وتعمي ��ق عالقاته ��ا الإقت�صادي ��ة‬ ‫العربي ��ة‪ .‬ن ��رى ف ��ي الخي ��ار الثاني م�صلح ��ة �أكبر‬ ‫عل ��ى المدى الطويل لتركيا حي ��ث يحدث توازنا"‬ ‫ف ��ي المنطق ��ة ت�ستفي ��د منه تركي ��ا وتفي ��د غيرها‬ ‫�أي�ضا"‪ .‬يتم هذا مع الحفاظ على عالقات ممتازة‬ ‫مع �أوروبا والغرب كما ال�شرق‬

‫* خبير �إقت�صادي لبناني‬

‫‪Issue 6 - Mars - 2013‬‬

‫‪47‬‬


Ad-Diplomasi News Report monthly distributes critical analysis of events in the Arab world and the Middle East, to its subscribers among the top Arab decision makers, government officials, diplomats, journalists and business leaders. Ad-Diplomasi News Report analysis goes beyond the event, to provide the information and assessments needed to understand intelligently what is going on, in the ever changing Middle East political, military and economic scene. Ad-Diplomasi News Report始s writers have an impeccable reputation as experts in Arab affairs and, their work is widely quoted by the international media. Ad-Diplomasi News Report is published from LONDON in Arabic as well as in English by Focus Press (UK) Limited. Founded in 1996. Editor Raymond Atallah.

P.O.Box: 138, Chelsea, London, SW3 6BH ENGLAND Tel: +44 (0) 20 72861372 Fax: +44 (0) 20 72661479 E-mail: ad-diplomasi@btconnect.com Website: http: //www.ad-diplomasi.com

NO RELUCTANCE IN SEEKING HOT ISSUES

No Hesitation In Telling Hard Truth


‫ميناء بندر عبا�س‪:‬‬ ‫الأميركيون‬ ‫ي�ستخدمونه لنقل‬ ‫ب�ضائعهم الى‬ ‫�أفغان�ستان !‬

‫وا�شنطن ‪ -‬محمد زين الدين‬ ‫تحدث الرئي�س الأميركي باراك �أوباما‬ ‫في معظم الأحيان عن وجوب �إ�ستمرار‬ ‫ت�شدي ��د العقوب ��ات �ضد �إي ��ران‪ .‬والأمل م ��ن وراء‬ ‫ذلك هو �أن العقوبات ف ��ي نهاية المطاف �ستجلب‬ ‫الجمهوري ��ة الإ�سالمي ��ة الى طاول ��ة المفاو�ضات‪،‬‬ ‫�إن ل ��م يكن عل ��ى ركبتيها‪ .‬هذا الجه ��د‪ ،‬مع ذلك‪،‬‬ ‫�سيك ��ون �أكث ��ر فعالي ��ة لو كان ��ت ه ��ذه العقوبات ال‬ ‫ت�سير جنبا" �إل ��ى جنب مع مكاف�أة �سنوية ومربحة‬ ‫تمنحه ��ا وا�شنطن ال ��ى طهران منذ م ��دة طويلة‪.‬‬ ‫ه ��ذا �صحيح‪� :‬إن الوالي ��ات المتحدة تم� � ّول ب�شكل‬ ‫ف ّعال عدوتها اللدودة!‬ ‫هذه المكاف� ��أة المالية ت�أخذ �ش ��كل �إعانة ت�أتي من‬ ‫الدع ��م ال�ضمن ��ي والمتفاه ��م علي ��ه ال ��ذي تقدمه‬ ‫الوالي ��ات المتح ��دة وحل ��ف �شم ��ال الأطل�س ��ي الى‬ ‫الموانئ الإيرانية على الخليج العربي وخليج عمان‪.‬‬ ‫وقد ف�شلت وا�شنطن �إلى حد كبير في فتح �أي طريق‬ ‫بديل يربط �أفغان�ستان والممرات البحرية الكبرى‬ ‫الت ��ي تعبر بحر العرب‪� ،‬أو بين الجيران ال�شماليين‬ ‫لأفغان�ست ��ان ومم ��رات التجارة في المي ��اه الدافئة‬ ‫عينها‪ .‬وبف�ضل هذا الف�ش ��ل‪ ،‬ال تجد �سفن ال�شحن‬ ‫الآتي ��ة من ال�صين ورو�سيا والهن ��د و�أوروبا بديال"‬ ‫�سوى �إ�ستخدام ميناء بندر عبا�س الإيراني‪ ،‬والذي‬

‫من ��ه يتم نق ��ل نح ��و ‪ 90‬مليون ط ��ن م ��ن الب�ضائع‬ ‫�سنويا" ع ��ن طريق ال�سكك الحديدي ��ة �إلى تركيا‪،‬‬ ‫ودول البحر الأبي� ��ض المتو�سط‪​​،‬و�أوروبا‪ ،‬ورو�سيا‪.‬‬ ‫و�إزدهرت الأعمال في ذل ��ك الو�سيط القديم على‬ ‫الخلي ��ج العربي الى درجة �أن �إيران‪ ،‬بم�ساعدة من‬ ‫الهند ورو�سيا‪ ،‬قد بنت ميناء �أكثر مالءمة ومنطقة‬ ‫تج ��ارة حرة على خليج عمان‪ ،‬ف ��ي مدينة جابهار‪،‬‬ ‫والت ��ي منها تتوج ��ه الب�ضائع برا" عب ��ر الطرقات‬ ‫وال�سكك الحديدية �إلى �أفغان�ستان‪.‬‬ ‫يم ��ر ويجت ��از العدي ��د م ��ن ال�سل ��ع والب�ضائ ��ع من‬ ‫�أفغان�ست ��ان و�أبعد �شم ��اال" �أرا�ضيها برا" للو�صول‬ ‫ال ��ى الموان ��ئ الإيراني ��ة‪ ،‬الأم ��ر ال ��ذي يع ّمق من‬

‫�ستكون العقوبات �أكثر فعالية لو‬ ‫كانت ال ت�سير جنبا" �إلى جنب‬ ‫مع مكاف�أة �سنوية ومربحة تمنحها‬ ‫وا�شنطن الى طهران منذ مدة طويلة‪.‬‬ ‫هذا �صحيح‪� :‬إن الواليات المتحدة تم ّول‬ ‫ب�شكل ف ّعال عدوتها اللدودة !‬

‫�إعتم ��اد كابول عل ��ى الجمهوري ��ة الإ�سالمية‪ .‬وفي‬ ‫الوق ��ت عين ��ه‪ ،‬ت�س ّه ��ل ط ��رق ال�س ��كك الحديدي ��ة‬ ‫الجدي ��دة التي ت�ستخدم �شمال مدينة جابهار عبر‬ ‫�إيران �شحن غالبية الب�ضائع عن طريق البر الآتية‬ ‫م ��ن‪� ،‬أو الذاهب ��ة ال ��ى‪ ،‬الهند متجنب ��ة ومتجاوزة‬ ‫تمام ��ا" �أفغان�ست ��ان وطريقها �إلى �آ�سي ��ا الو�سطى‬ ‫ورو�سي ��ا �أو �أوروبا‪ .‬م ��رة �أخرى‪ ،‬تف ��وز �إيران‪ ،‬في‬ ‫حين تخ�سر �أفغان�ست ��ان والواليات المتحدة‪ .‬لمدة‬ ‫ع�ش ��ر �سنين كاملة‪ّ ،‬‬ ‫غ�ض ��ت وا�شنطن الطرف عن‬ ‫هذا الو�ضع الغريب‪.‬‬ ‫وه ��ذا الواق ��ع لي�س م ��رده ال ��ى عدم وج ��ود بديل‬ ‫�صال ��ح‪ .‬فميناء كرات�شي ومناف�س ��ه الأحدث ميناء‬ ‫ج ��وادر الجديد ف ��ي باك�ستان‪ ،‬الل ��ذان يقعان على‬ ‫بعد �أقل من ‪ 125‬ميال" �شرق جابهار‪ُ ،‬ي�ستخدمان‬ ‫مع ��ا" �أي�ضا" للب�ضائ ��ع التي ت�شح ��ن مبا�شرة �إلى‬ ‫�أفغان�ستان‪ .‬وهم ��ا يقدّمان على ح ّد �سواء طريقا"‬ ‫بري ��ا" �أق�ص ��ر و�أكث ��ر فعالي ��ة بين الهن ��د وجنوب‬ ‫�ش ��رق �آ�سيا من جه ��ة‪ ،‬و�أوروبا والبح ��ر المتو�سط​​‬ ‫‪ ،‬ورو�سي ��ا م ��ن جه ��ة �أخ ��رى‪ .‬وترتب ��ط كرات�ش ��ي‬ ‫وموانئه ��ا مبا�شرة بطرقات و�س ��كك حديدية التي‬ ‫تعبر �أفغان�ستان‪ .‬حت ��ى الآن‪ ،‬ال يزال ميناء جوادر‬ ‫يفتق ��ر ال ��ى مراف ��ق ت�ستطي ��ع �إ�ستقب ��ال ومعالجة‬ ‫ال�شحن ��ات ال�ضخمة وقد �إبتل ��ي ب�إنجراف التربة‪،‬‬ ‫ولكن ال�شركة ال�صينية التي تو ّلت تطويره و�إدارته‬

‫‪Issue 6 - Mars - 2013‬‬

‫‪49‬‬


‫مو�ضوع الغالف‬

‫أميركا وإيران‬

‫تحرمه على غيرها‬ ‫ت�سمح لنف�سها ما ّ‬

‫لماذا ّ‬ ‫تقدم الواليات المتحدة‬ ‫الدعم المالي إلى إيران؟‬ ‫من المعروف �أن �أميركا وحلفاءها الغربيين و�ضعوا عقوبات �إقث�صادية ومالية �ضد‬ ‫الجمهوري��ة الإ�سالمية‪ ،‬ولكن يب��دو ان هناك خروقات حتى م��ن وا�ضعيها ‪...‬‬ ‫الواق��ع �أن هناك لغزا" دوليا" حقيقيا"‪ :‬كي��ف و�صلت وا�شنطن في نهاية المطاف‬ ‫الى تمويل خ�صومها في طهران؟‬

‫‪48‬‬

‫العدد ‪� - 6‬آذار (مار�س) ‪٢٠١3 -‬‬


‫الرئي�س باراك �أوباما‪ :‬لم يعط ال�ضوء الأخ�ضر‬ ‫لم�شروع خط الأنابيب‬

‫ف�شل القيادة الأميركية‪ ،‬التي‬ ‫وجهت الكثير من النقل البري �إلى‬ ‫الموانئ الإيرانية‪ ،‬يهدد �أي�ضا" في‬ ‫و�ضع نقل الغاز في �آ�سيا الو�سطى الى‬ ‫باك�ستان والهند في �أيدي �إيران‬

‫بالإعتراف وتعزيز م�صالحها الخا�صة‪ .‬ولكن حتى‬ ‫تجع ��ل وا�شنطن الق�ضية �أكثر �إقناعا" لإتخاذ هذه‬ ‫الخطوة الوا�ضحة ‪ -‬وحت ��ى ت�شير �أميركا �إلى �أنها‬ ‫ملتزم ��ة ب�إفتتاح هذه الطرق التجارية القارية على‬ ‫المدى الطويل ‪ -‬فالواليات المتحدة تلعب في هذه‬ ‫الأثن ��اء لعبة الق ��وى التي ال تريد القي ��ام بعمل �أي‬ ‫�شيء في �إ�سالم �أباد‪.‬‬ ‫الف�شل عينه للقيادة الأميركية‪ ،‬التي وجهت الكثير‬ ‫م ��ن النق ��ل البري �إل ��ى الموان ��ئ الإيراني ��ة‪ ،‬يهدد‬ ‫�أي�ض ��ا" في و�ضع نقل الغاز ف ��ي �آ�سيا الو�سطى الى‬ ‫باك�ستان والهند في �أي ��دي الجمهورية الإ�سالمية‪.‬‬ ‫فخط الأنابيب المقترح لتجنب وتجاوز الجمهورية‬ ‫الإ�سالمي ��ة‪ ،‬ال ��ذي �سينقل الغاز م ��ن تركمان�ستان‬ ‫عبر �أفغان�ستان �إل ��ى باك�ستان والهند‪ ،‬كان دائما"‬

‫مرجحين‪ .‬في‬ ‫مرتكزا"عل ��ى تحال ��ف حلفاء غي ��ر ّ‬ ‫ت�سعين ��ات الق ��رن الفائ ��ت‪ ،‬وافق كل م ��ن تحالف‬ ‫ال�شم ��ال (‪ )Northern Alliance‬وحرك ��ة‬ ‫طالبان ف ��ي �أفغان�ست ��ان على دعم ه ��ذا الم�شروع‬ ‫"لأن ��ه �أولوية وطني ��ة مهمة" ‪ -‬حتى وه ��م يقاتلون‬ ‫بع�ضه ��م بع�ضا"‪ .‬ف ��ي وقت الح ��ق‪� ،‬إن�ضمت الهند‬ ‫وباك�ست ��ان ال ��ى دع ��م الم�شروع ‪ -‬مث ��ال نادر على‬ ‫التعاون بين هاتين الجارتين اللدودتين‪.‬‬ ‫لك ��ن ال �أوباما وال مجل�س الأم ��ن القومي الأميركي‬ ‫دعم ��ا خ ��ط الأنابي ��ب‪ ،‬وم ��ن دون �إلت ��زام م ��ن‬ ‫�أعل ��ى م�ست ��وى وقي ��ادة ال يمك ��ن بناء ه ��ذا الممر‬ ‫الحا�س ��م للطاق ��ة‪ .‬ب ��دال" م ��ن ذلك‪ ،‬و�ضع ��اه في‬ ‫�أي ��دي بيروقراطيي ��ن ف ��ي �أدن ��ى م�ست ��وى ف ��ي‬ ‫الإدارة والم�ؤ�س�س ��ات المالي ��ة الدولي ��ة البطيئ ��ة‬

‫ال�سي ��ر والحرك ��ة‪ ،‬الذي ��ن �سمحوا له ��ذا الم�شروع‬ ‫باالنحراف من غير ه ��دى وبال هدف‪ .‬حاولت كل‬ ‫م ��ن �شركتي �شيفرون و�إك�س ��ون موبيل دفع م�شروع‬ ‫خط الأنابيب �إلى الأمام‪ ،‬ولكن من دون دعم قوي‬ ‫م ��ن البي ��ت الأبي�ض ذهبت جهودهم ��ا �سدى‪ .‬وفي‬ ‫الوق ��ت عين ��ه‪ ،‬تقدّمت �إيران ببدي ��ل �سريع‪ ،‬يكمن‬ ‫في �إر�س ��ال نفطها الخا� ��ص �إلى باك�ست ��ان والهند‬ ‫عب ��ر طريق تتجنب وتتج ��اوز تمام ��ا" �أفغان�ستان‪.‬‬ ‫مع ع ��دم وجود �إنفراج في م�ش ��روع خط الأنابيب‪،‬‬ ‫وبالنظر �إل ��ى حاجتها الملحة ال ��ى النفط والغاز‪،‬‬ ‫كان ��ت كل م ��ن الهن ��د وباك�ست ��ان عل ��ى �إ�ستع ��داد‬ ‫للتح ��رك في هذا ال�ش�أن‪ ،‬لكن �إمتنعا موقتا" جراء‬ ‫الحظ ��ر الأميركي على ايران‪ .‬ولكن �إذا لم ت�ستطع‬ ‫وا�شنط ��ن تقدي ��م �أي بديل الى مت ��ى ي�ستطيع هذا‬ ‫الحظر الإ�ستمرار؟‬ ‫ويجم ��ع �أكثر الخبراء على �أن ��ه �إذا كانت وا�شنطن‬ ‫جادة ب�ش�أن الحظر على �إيران‪ ،‬و�إذا كانت تريد �أن‬ ‫تنف ��ذ ما تقوله في خطابها ح ��ول تعزيز الإقت�صاد‬ ‫الأفغان ��ي‪ ،‬يجب �أن تتحرك ف ��ي وقت واحد لتنفيذ‬ ‫م�شاري ��ع الطرقات وممرات النف ��ط البرية‪ .‬ولكن‬ ‫هل ت�ستطي ��ع الواليات المتحدة متابعة هذا عندما‬ ‫تت�صارع مع دين وطني و�صل الى حدود ‪ 16‬تريليون‬ ‫دوالر؟‬ ‫الج ��واب ال ��ذي يعطي ��ه ه� ��ؤالء الخبراء ه ��و نعم‪.‬‬ ‫فح�س ��ب ر�أيهم �إن م ��ا هو المطلوب م ��ن وا�شنطن‬ ‫لحل ه ��ذه الم�شكل ��ة هي القي ��ادة الف ّعال ��ة‪ ،‬ولي�س‬ ‫الم ��ال‪ .‬وكثير من البل ��دان المانح ��ة والم�ؤ�س�سات‬ ‫�س ��وف تقدم الدعم لهذه المبادرات �إذا �شعرت �أن‬ ‫�أميركا ج ��ادة ب�ش�أنها‪ .‬والم�ستثم ��رون من القطاع‬ ‫الخا� ��ص ف ��ي العديد م ��ن البل ��دان �أي�ض ��ا" �سوف‬ ‫ي�شاركون عندما يرون �أن قنوات نقل قارية جديدة‬ ‫يمكن �أن ت�صبح حقيقة واقعة‪.‬‬ ‫ولكن حت ��ى الآن‪ ،‬ال يجد ه�ؤالء الخب ��راء �أي �شيء‬ ‫يقن ��ع ب� ��أن الوالي ��ات المتح ��دة لديه ��ا الق ��درة �أو‬ ‫�إلت ��زام القي ��ادة لجع ��ل ه ��ذا الأم ��ر يح ��دث‪ .‬لقد‬ ‫�أ�شارت معلوماتهم �إلى �أن كال" من البيت الأبي�ض‬ ‫ومجل� ��س الأم ��ن القوم ��ي نف�ضا �أيديهم ��ا من هذه‬ ‫الق�ضايا الم�صيرية‪ ،‬ب�إنتظ ��ار قيام بلد �آخر ب�أخذ‬ ‫زمام المب ��ادرة‪� .‬إذا ا�ستمرت ه ��ذه ال�سلبية‪ ،‬على‬ ‫وا�شنط ��ن � اّأل تكون متفاجئة عندم ��ا يقوم بلد �آخر‬ ‫بالخط ��وات الالزمة في كال الم�شروعين ‪ -‬وينفذه‬ ‫بط ��رق تخ ��دم �أغرا�ض �أع ��داء �أمي ��ركا‪ ،‬وفي هذه‬ ‫الأثن ��اء تبقى �أميركا تدف ��ع فاتورتها لإيران ح�سب‬ ‫الإتفاقات المعقودة لتطوير موانئها‪...‬‬

‫‪Issue 6 - Mars - 2013‬‬

‫‪51‬‬


‫مو�ضوع الغالف ¶ �أميركا و�إيران‬

‫منطقة جابهار الحرة‪� :‬صارت مركزا" للتجارة بدعم �أميركي!‬

‫�أخي ��را" وعدت بمعالجة �أوج ��ه الق�صور هذه على‬ ‫وجه ال�سرعة‪.‬‬ ‫ه ��ذان المين ��اءان يقدمان الى الوالي ��ات المتحدة‬ ‫و�ضعا" مربحا"محتمال"‪� :‬إ�ستخدامهما من �ش�أنه‬ ‫�أن ي�ضع ��ف �إيران‪ ،‬ويعزز ف ��ي الوقت عينه �شركاء‬ ‫�أميركا الأفغان‪ .‬بدال" من دعم �إيران‪ ،‬يمكن لهذين‬ ‫الميناءي ��ن �أن ي�ضعا مبالغ كبيرة في خزانة كابول‬ ‫ف ��ي �شكل تعريفات ور�سوم‪ .‬كم ��ا �أن الطرق البرية‬ ‫في �أنحاء �أفغان�ستان من باك�ستان �أي�ضا" يمكن �أن‬ ‫تخلق الآالف من فر�ص العمل للأفغان في مجاالت‬ ‫ال�شحن والتخزين والخدمات اللوج�ستية والت�أمين‬ ‫وخدمات النقل‪.‬‬ ‫لك ��ن �أمي ��ركا ف�شل ��ت ف ��ي ال�ضغ ��ط من �أج ��ل فتح‬ ‫ه ��ذه الطرق الطبيعية البرية م ��ن بحر العرب �إلى‬ ‫‪50‬‬

‫ال�شم ��ال عب ��ر �أفغان�ست ��ان‪� .‬صحيح‪� ،‬أنه ��ا �أعطت‬ ‫دعم ��ا" قويا" خالل �إعداد �إتفاقية النقل والتجارة‬ ‫بين �أفغان�ستان وباك�ستان‪ ،‬والتي تذهب بعيدا" نحو‬ ‫ح ��ل الم�شاكل التي �أبقت هذه الطرق البرية مقفلة‬ ‫ومحظورة‪ .‬ولكن هذه الإتفاقية ال تزال حبرا" على‬ ‫ورق‪ ،‬وذل ��ك ب�سبب عدم الدع ��م والدعوة الفاترة‬ ‫وغير الف ّعالة من وا�شنطن منذ توقيعها‪.‬‬ ‫ويب ��دو الو�ضع غريبا" للغاي ��ة لأن في هذه الم�س�ألة‬ ‫تلتقي م�صال ��ح باك�ستان‪ ،‬و�أفغان�ست ��ان‪ ،‬والواليات‬ ‫المتح ��دة‪ .‬الدول الثالث ت�ستفي ��د من فتح موانىء‬ ‫باك�ست ��ان للعبور على نط ��اق وا�سع في جميع �أنحاء‬ ‫�أفغان�ست ��ان ‪ -‬ما عدا �إيران‪ ،‬بطبيعة الحال‪� .‬سوف‬ ‫ت�صب ��ح �أفغان�ستان مركز عب ��ور رئي�سيا"‪ ،‬والآالف‬ ‫م ��ن الأفغان �سوف يجدون �أعم ��اال" مربحة �أجدى‬

‫العدد ‪� - 6‬آذار (مار�س) ‪٢٠١3 -‬‬

‫م ��ن القت ��ال والإتج ��ار بالمخ ��درات؛ والحكوم ��ة‬ ‫أم�س الحاجة‬ ‫الأفغاني ��ة �سوف تجني دخال" ه ��ي ب� ّ‬ ‫�إلي ��ه؛ ووكالء ال�شحن الأقوي ��اء في باك�ستان �سوف‬ ‫يك�سبون عق ��ودا" جديدة مربح ��ة لتحل محل تلك‬ ‫المو َّقع ��ة مع الق ��وات الع�سكري ��ة الأميركية‪ ،‬والتي‬ ‫�س ��وف تجف بع ��د �إن�سحاب حلف �شم ��ال االطل�سي‬ ‫م ��ن �أفغان�ستان في العام ‪� .2014‬إن افتتاح خطوط‬ ‫جدي ��دة في مختلف �أنح ��اء باك�ست ��ان و�أفغان�ستان‬ ‫�أي�ض ��ا" �ستك ��ون جذابة �إل ��ى حد كبي ��ر لل�شاحنين‬ ‫الهن ��ود‪ ،‬حي ��ث �ستوفر حاف ��زا" قوي ��ا" لباك�ستان‬ ‫والهن ��د لتج ��اوز الجم ��ود الحال ��ي ف ��ي العالقات‬ ‫التجارية بينهما‪.‬‬ ‫يمك ��ن �أن ي�شي ��ر الم�شكك ��ون �إل ��ى �أن ه ��ذه لي�ست‬ ‫الم ��رة الأولى التي تبدو فيه ��ا باك�ستان غير مهتمة‬


‫وقاعدتها النقد‪ ،‬وهو ما يعني �أنهم يتمتعون غالبا"‬ ‫بدرجة عالية من ال�سيولة ‪ -‬لي�س و�ضعا" �سيئا" �أن‬ ‫تكون فيه خالل �أزمة �إئتمان عالمية‪.‬‬ ‫ولك ��ن ج ��ر�أة الخ�ص ��وم وت�ض ��ا�ؤل الم ��وارد لي�ستا‬ ‫الم�شكلتي ��ن الوحيدتي ��ن الت ��ي تواج ��ه �إدارات‬ ‫الأم ��ن وال�شرط ��ة والمدعي ��ن العامي ��ن والق�ضاة‪.‬‬ ‫ف ��ي ال�سن ��وات الأخيرة‪ ،‬ب ��رز تهديد جدي ��د‪ :‬دولة‬ ‫المافي ��ا �أو الدول ��ة المافياوي ��ة‪ .‬ف ��ي جمي ��ع �أنحاء‬ ‫العالم‪� ،‬إخت ��رق المجرمون الحكوم ��ات �إلى درجة‬ ‫لم ي�سب ��ق لها مثيل‪ .‬وحدث العك� ��س �أي�ضا"‪ :‬بدال"‬ ‫م ��ن الق�ض ��اء على الع�صاب ��ات القوية‪ ،‬فق ��د �أقدم‬ ‫بع� ��ض الحكومات على تبني القي ��ام بعملياتها غير‬ ‫الم�شروعة‪ .‬في الدول المافياوية يثري الم�س�ؤولون‬ ‫الحكومي ��ون �أنف�سه ��م و�أ�سره ��م و�أ�صدقاءهم في‬ ‫الوق ��ت الذي ي�ستغل ��ون المال والع�ض�ل�ات والنفوذ‬ ‫ال�سيا�س ��ي والإت�ص ��االت العالمي ��ة م ��ع الع�صابات‬ ‫الإجرامية لتعزي ��ز وتو�سيع �سلطته ��م‪ .‬في الواقع‪،‬‬ ‫المنا�ص ��ب العلي ��ا ف ��ي بع� ��ض ال�ش ��ركات الدولي ��ة‬ ‫غي ��ر الم�شروعة الأكث ��ر ربحية لم تع ��د ُتملأ فقط‬ ‫بالمجرمي ��ن المحترفين؛ فهي �ص ��ارت ت�شمل الآن‬ ‫كب ��ار الم�س�ؤولي ��ن الحكوميي ��ن والم�ش ّرعين وقادة‬ ‫المخاب ��رات والتج�س�س‪ ،‬ور�ؤ�س ��اء �أق�سام ال�شرطة‬ ‫و�ضب ��اط الجي� ��ش‪ ،‬وفي بع�ض الح ��االت الق�صوى‪،‬‬ ‫ر�ؤ�ساء دول �أو �أفراد �أ�سرهم‪.‬‬ ‫ه ��ذا الإندم ��اج بي ��ن الحكوم ��ات والجماع ��ات‬ ‫الإجرامي ��ة يختلف ع ��ن الطرق الأكث ��ر محدودية‬ ‫الت ��ي تعاون م ��ن خالله ��ا الطرفان ف ��ي الما�ضي‪.‬‬ ‫لق ��د ج ّندت الحكومات ووكاالت التج�س�س في كثير‬ ‫من الأحي ��ان‪ ،‬بما في ذلك ال ��دول الديموقراطية‪،‬‬ ‫المجرمي ��ن لتهري ��ب الأ�سلح ��ة �إل ��ى المتمردي ��ن‬ ‫المتحالفي ��ن معها في بلدان �أخرى �أو حتى لإغتيال‬ ‫�أع ��داء في الخارج‪( ،‬وكال ��ة المخابرات المركزية‬ ‫الأميركي ��ة "�س ��ي �آي �إي" حاول ��ت الإ�ستعان ��ة‬ ‫ب�شخ�صي ��ات المافي ��ا الأميركي ��ة لإغتي ��ال في ��دل‬ ‫كا�ست ��رو في العام ‪ 1960‬وربم ��ا كان المثال الأكثر‬ ‫�شه ��رة)‪ .‬ولكن عل ��ى عك�س ال ��دول العادي ��ة‪ ،‬دول‬ ‫المافيا ال تعتمد �أحيانا" على الجماعات الإجرامية‬ ‫فح�سب لدفع �أهداف ال�سيا�سة الخارجية الخا�صة‪،‬‬ ‫ففيه ��ا ي�صب ��ح كب ��ار الم�س�ؤولي ��ن الحكوميين في‬ ‫الواقع ج ��زءا" من الالعبين‪� ،‬إن لم يكن قادة‪ ،‬في‬ ‫ال�ش ��ركات التابعة للمنظم ��ات الإجرامية‪ ،‬وت�صبح‬ ‫حماي ��ة وتعزيز �أعمال تلك ال�شركات من الأولويات‬ ‫الر�سمي ��ة‪ .‬ف ��ي دول المافي ��ا مثل بلغاري ��ا‪ ،‬وغينيا‬ ‫بي�ساو‪ ،‬والجب ��ل الأ�سود (مونتينيغ ��رو)‪ ،‬وميانمار‬

‫رئي�س مكافحة الجريمة الإ�سباني خو�سيه غريندا‪:‬‬ ‫الو�ضع بات خطيرا"‬

‫�أعداد كبيرة من العاطلين عن العمل‪،‬‬ ‫من خبراء في حقول المال والإقت�صاد‪،‬‬ ‫وتدقيق المحا�سبة‪ ،‬وتكنولوجيا‬ ‫المعلومات‪ ،‬والقانون والأمن‪ ،‬والخدمات‬ ‫اللوج�ستية‪ ،‬عززت من توريد المواهب‬ ‫المتاحة من الطراز العالمي للإن�ضمام‬ ‫�إلى الع�صابات الإجرامية‬ ‫(ت�سم ��ى �أي�ض ��ا" بورم ��ا)‪ ،‬و�أوكراني ��ا‪ ،‬وفنزويال‪،‬‬ ‫الم�صلح ��ة الوطني ��ة وم�صالح الجريم ��ة المنظمة‬ ‫مت�شابكة ال �إنف�صام بينهما الآن‪.‬‬ ‫لأن تحدي ��د ال�سيا�سات وتخ�صي� ��ص الموارد لدول‬ ‫المافي ��ا يتم �إل ��ى حد كبير تح ��ت ت�أثير المجرمين‬ ‫كم ��ا من الق ��وى التي ت�ش ��كل عادة �سل ��وك الدولة‪،‬‬ ‫ف� ��إن هذه ال ��دول ت�شكل تحديا" خطي ��را" ل�صناع‬ ‫ال�سيا�سة والمحللين ف ��ي ال�سيا�سة الدولية‪ .‬الواقع‬ ‫�أن دول المافي ��ا تتح ��دى الت�صني ��ف ال�سهل‪ ،‬حيث‬ ‫هناك عدم و�ضوح في الخط الفا�صل بين الفاعلين‬ ‫والم�س�ؤولي ��ن الر�سميي ��ن وغي ��ر الر�سميي ��ن فيها‪.‬‬ ‫ونتيج ��ة لذلك‪ ،‬من ال�صعب التنب� ��ؤ ب�سلوك ه�ؤالء‪،‬‬ ‫مما يجعلهم على نحو خا�ص فاعلين خطيرين في‬ ‫البيئة الدولية‪.‬‬

‫الإفترا�ضات الخاطئة‬ ‫الحكمة التقليدية حول ال�شبكات الإجرامية الدولية‬

‫تق ��وم على ثالثة �إفترا�ض ��ات خاطئة‪� .‬أوال"‪ ،‬يعتقد‬ ‫كثي ��ر من النا�س �أن ��ه عندما يتعلق الأم ��ر ب�أن�شطة‬ ‫غي ��ر م�شروع ��ة لي� ��س هناك م ��ن جدي ��د كل �شيء‬ ‫ح ��دث �أي�ضا" ف ��ي ال�سايق‪� .‬صحي ��ح �أن المجرمين‬ ‫والمهربي ��ن والأ�س ��واق ال�س ��وداء كان ��وا موجودين‬ ‫دائم ��ا"‪ .‬ولك ��ن تغ ّي ��رت طبيع ��ة الجريم ��ة الدولية‬ ‫و�سعت‬ ‫قدرا" كبيرا" في العقدين الما�ضيين‪ ،‬فيما ّ‬ ‫ال�شب ��كات الإجرامي ��ة ن�شاطه ��ا الى خ ��ارج حدود‬ ‫�أ�سواقه ��ا التقليدية‪ ،‬وب ��د�أت ت�ستفيد من التح ّوالت‬ ‫ال�سيا�سية والإقت�صادي ��ة و�إ�ستغالل التكنولوجيات‬ ‫الجديدة‪ .‬في بداي ��ة ت�سعينات القرن الفائت‪ ،‬على‬ ‫�سبي ��ل المث ��ال‪� ،‬أ�صبح ��ت الجماع ��ات الإجرامية‬ ‫م ��ن �أوائ ��ل المجموعات الت ��ي تب ّن ��ت و�إ�ستخدمت‬ ‫الإبت ��كارات في مج ��ال الإت�صاالت‪ ،‬مث ��ل الت�شفير‬ ‫الإلكتروني المتق� �دّم‪ .‬الع�صابات الإجرامية رائدة‬ ‫�أي�ضا" في و�سائ ��ل جديدة لنقل المخدرات‪ ،‬مثل‬ ‫"غوا�ص ��ات المخ ��درات"‪� :‬شب ��ه �سفين ��ة غاط�سة‬ ‫ق ��ادرة عل ��ى تجن ��ب ال ��رادار وال�سون ��ار‪ ،‬و�أنظمة‬ ‫الأ�شع ��ة تح ��ت الحم ��راء‪( ،‬ع�صاب ��ات المخدرات‬ ‫ف ��ي كولومبيا تخ� � ّرج في نهاية المط ��اف غوا�صات‬ ‫غاط�سة كليا")‪ .‬وفي ال�سنوات الأخيرة‪� ،‬إ�ستفادت‬ ‫المنظم ��ات الإجرامية �أي�ضا" من �شبكة الإنترنت‪،‬‬ ‫مما �أدى �إل ��ى نمو مذهل في الجرائ ��م الحا�سوبية‬ ‫(‪ ،)cybercrime‬الت ��ي ك ّلف ��ت الإقت�صاد العالمي‬ ‫نح ��و ‪ 114‬ملي ��ار دوالر ف ��ي الع ��ام ‪ ،2011‬وفق ��ا‬ ‫لم�ؤ�س�سة �أمن الإنترنت "�سيمانتيك"‪.‬‬ ‫الت�ص ��ور الخاط ��ئ الثاني ه ��و �أن الجريمة الدولية‬ ‫ه ��ي ظاهرة �سري ��ة ت�شمل فقط مجموع ��ة �صغيرة‬ ‫من المنحرفين العاملين على هام�ش المجتمعات‪.‬‬ ‫والحقيق ��ة هي �أنه ف ��ي كثير من البل ��دان‪ ،‬مجرمو‬ ‫اليوم ال يهتم ��ون بالبقاء في الخفاء على الإطالق‪،‬‬ ‫كما �أنه ��م ال يعملون على الهام� ��ش �أو عن بعد‪ .‬في‬ ‫الواق ��ع‪ ،‬زعماء منظم ��ات الجريم ��ة الم�شتبه بهم‬ ‫�أ�صبح ��وا ف ��ي �شكل م ��ن الأ�شكال م ��ن الم�شاهير‪.‬‬ ‫الأثري ��اء م ��ن ذوي الخلفي ��ات الم�شبوه ��ة تح ّولوا‬ ‫ال ��ى مح�سني ��ن و �سيط ��روا عل ��ى محط ��ات �إذاعة‬ ‫وتلفزي ��ون و�إمتلك ��وا �صحف ��ا" م�ؤثرة‪ .‬ع�ل�اوة على‬ ‫ذلك‪� ،‬إن تراكم ث ��روة المجرمين وزيادة �سلطتهم‬ ‫ال يتوقفان فقط على �أن�شطتهم غير الم�شروعة‪ ،‬بل‬ ‫�أي�ضا" على �أعمال �أف ��راد​​المجتمع العاديين‪ :‬على‬ ‫�سبيل المثال‪ ،‬ماليي ��ن المواطنين الم�شاركين في‬ ‫�صناع ��ة ال�سلع الإ�ستهالكي ��ة المز ّيفة في ال�صين‪،‬‬ ‫وتجارة المخدرات ف ��ي �أفغان�ستان‪ ،‬والماليين من‬ ‫الغربيي ��ن الذين يدخن ��ون الماريجوان ��ا ب�إنتظام‪،‬‬

‫‪Issue 6 - Mars - 2013‬‬

‫‪53‬‬


‫العالم‬

‫المافيا‬

‫نجنا يا رب من الخطر الآتي‬ ‫فيما الأزمة الإقت�صادية تلهي وتربك النا�س والأنظمة ‪ّ ...‬‬

‫المافيا الدولية تسيطر على دول وتحكمها!‬ ‫بعدم��ا كان��ت الجريم��ة المنظمة‬ ‫وقف��ا" عل��ى �أف��راد ومجموع��ات‬ ‫مدني��ة تخ��اف من رج��ال القانون‬ ‫وتعمل في الخفاء تحولت �أخيرا"‬ ‫الى منح��ى خطير‪ ...‬ال��ى العلن‬ ‫وال��ى دول تحكمه��ا‪ ...‬و�صارت‬ ‫دول المافيا‪.‬‬

‫الكرملين‪ :‬ما هو مدى‬ ‫عالقته بالمافيا؟‬

‫لندن ‪ -‬مي�شال مظلوم‬ ‫كان ��ت الأزم ��ة الإقت�صادي ��ة العالمي ��ة‬ ‫نعم ��ة للمجرمي ��ن الدوليي ��ن العابري‬ ‫الح ��دود‪ .‬بف�ضل �ضعف الإقت�صاد العالمي‪ ،‬تمكنت‬ ‫منظم ��ات �إجرامية غنية بالنقد من �شراء �شركات‬ ‫متع ّثرة ماليا"‪ ،‬والت ��ي كان بع�ضها مهما" وق ّيما"‪،‬‬ ‫ب�أ�سع ��ار بخ�سة مناف�سة‪ .‬لقد �أجبر التق�شف المالي‬ ‫الحكوم ��ات ف ��ي كل م ��كان عل ��ى خف� ��ض موازنات‬ ‫م�ؤ�س�س ��ات ووكاالت تنفي ��ذ القان ��ون والأمن ونظم‬ ‫المحاكمة‪ .‬ماليين من النا�س ُ�س ّرحوا من �أعمالهم‬ ‫و�ص ��اروا بالتالي �أكثر �سهول ��ة لإغراء الخروج على‬ ‫القان ��ون‪� .‬أع ��داد كبيرة من العاطلي ��ن عن العمل‪،‬‬ ‫م ��ن خبراء في حق ��ول المال والإقت�ص ��اد‪ ،‬وتدقيق‬ ‫المحا�سب ��ة‪ ،‬وتكنولوجي ��ا المعلوم ��ات‪ ،‬والقان ��ون‬ ‫والأمن‪ ،‬والخدم ��ات اللوج�ستية‪ ،‬عززت من توريد‬ ‫المواهب المتاحة من الط ��راز العالمي للإن�ضمام‬ ‫الى الع�صابات الإجرامية‪ .‬وفي الوقت عينه‪ ،‬ق ّل�ص‬ ‫المتبرع ��ون والمح�سن ��ون في جميع �أنح ��اء العالم‬ ‫عطاءهم‪ ،‬مما و ّلد نق�صا" في التمويل في مجاالت‬ ‫الفنون‪ ،‬والتعليم‪ ،‬والرعاية ال�صحية‪ ،‬وغيرها من‬ ‫القطاعات‪ ،‬الأمر الذي وجده �أهل الجريمة فر�صة‬ ‫منا�سب ��ة جدا" لملء الفراغ مقاب ��ل الح�صول على‬ ‫مراكز �سيا�سية‪ ،‬و�شرعية �إجتماعية‪ ،‬ودعم �شعبي‪.‬‬ ‫ل ��ذا ال يمك ��ن للمجرمي ��ن الدوليي ��ن �أن يحلموا �أو‬ ‫ي�س�أل ��وا م ��ن �أجل بيئ ��ة عمل �أكثر مالءم ��ة‪ .‬وعادة‬ ‫م ��ا تك ��ون �أن�شطتهم عل ��ى هام�ش عال م ��ن الربح‬ ‫‪52‬‬

‫العدد ‪� - 6‬آذار (مار�س) ‪٢٠١3 -‬‬


‫البرلم ��ان‪ .‬هذه الم�شارك ��ة المبا�شرة في ال�سيا�سة‬ ‫ ف ��ي مقاب ��ل الر�ش ��وة ‪ -‬هي تطور جدي ��د ن�سبيا"‬‫لع�صاب ��ات الجريمة البلغارية‪ .‬وبالمثل في المركز‬ ‫الإقليم ��ي فيلينغ ��راد‪ ،‬ي�سيطر زعم ��اء المافيا على‬ ‫المجل� ��س البلدي ومكتب رئي�س البلدية‪ .‬لقد ن ّفذت‬ ‫�سيناريوه ��ات مماثلة تقريبا" في ن�صف دزينة من‬ ‫المدن ال�صغيرة والقرى في جميع �أنحاء بلغاريا"‪.‬‬ ‫�أدى ه ��ذا الو�ض ��ع ب�أتانا�س �أتانا�س ��وف‪ ،‬وهو ع�ضو‬ ‫في البرلم ��ان البلغاري ورئي� ��س مكافحة التج�س�س‬ ‫ال�ساب ��ق‪ ،‬الى �أن يالحظ ب� ��أن "دوال" �أخرى لديها‬ ‫المافيا؛ لكن في بلغاريا المافيا لديها البالد"‪.‬‬ ‫لقد �أ�صبحت الجريم ��ة والدولة مت�شابكتين �أي�ضا"‬ ‫ف ��ي �أفغان�ست ��ان‪ ،‬حي ��ث �إ ُّته ��م كب ��ار الم�س�ؤولي ��ن‬ ‫الحكوميين وح� � ّكام المقاطعات – بمن فيهم الأخ‬ ‫غي ��ر ال�شقيق للرئي� ��س حامد ك ��رزاي‪� ،‬أحمد والي‬ ‫كرزاي الذي �إغتيل في ‪ -- 2011‬لي�س بالتواط�ؤ مع‬ ‫�شب ��كات الإتجار بالمخدرات فح�س ��ب ولكن بتولي‬ ‫قيادتها فعليا"‪ .‬وبم ��ا �أن تجارة المخدرات �صارت‬ ‫معولم ��ة �أكث ��ر م ��ن �أي وق ��ت م�ضى‪ ،‬فق ��د تح ّولت‬ ‫البل ��دان الأفريقي ��ة �أي�ضا" الى نقط ��ة عبور مهمة‬ ‫للمخدرات من منطقة الأندي ��ز و�آ�سيا في طريقها‬ ‫�إل ��ى الأ�س ��واق الأوروبي ��ة المتعط�ش ��ة للمخدرات‪.‬‬ ‫حتم ��ا"‪ ،‬العدي ��د من الح ��كام الأفارق ��ة و�أ�سرهم‪،‬‬ ‫جنبا" �إلى جنب مع �سيا�سيين و�ضباط �أمن وجي�ش‪،‬‬ ‫و�أع�ضاء في ال�سلطة الق�ضائية‪ ،‬هم �أنف�سهم دخلوا‬ ‫عال ��م الإتجار بالمخدرات‪ .‬ف ��ي غينيا‪ ،‬على �سبيل‬ ‫المثال‪ ،‬و�صفت الإدارة الأميركية في ‪ 2010‬عثمان‬ ‫كونت ��ي‪ ،‬نجل الرئي�س الراح ��ل الن�سانا كونتي‪ ،‬على‬ ‫�أنه "تاجر رئي�سي للمخدرات"‪.‬‬ ‫�إدارات ال�شرط ��ة‪ ،‬والمخاب ��رات‪ ،‬والمحاك ��م‬ ‫والحكوم ��ات المحلية والإقليمي ��ة‪ ،‬ووكاالت �إ�صدار‬ ‫جواز ال�سف ��ر‪ ،‬ومكاتب الجمارك ‪ ...‬كلها �أ�صبحت‬ ‫�أهدافا" ومطمع ��ا" للجريمة المنظمة‪ .‬في ‪،2011‬‬ ‫�ألق ��ي القب� ��ض على ريني ��ه �سانابريا‪ ،‬وه ��و جنرال‬ ‫متقاع ��د تر�أ� ��س وكال ��ة مكافح ��ة المخ ��درات في‬ ‫بوليفيا‪ ،‬من قب ��ل وكالء فيديراليين �أميركيين في‬ ‫بنم ��ا‪ ،‬و�إتُّهم بالت�آمر ل�شحن مئ ��ات الكيلوغرامات‬ ‫م ��ن الكوكايي ��ن �إل ��ى ميامي‪ .‬وق ��د �أق� � ّر �سانابريا‬ ‫بالذنب وحكم عليه بال�سج ��ن ‪ 14‬عاما"‪ .‬وبالمثل‪،‬‬ ‫جن ��راالت عديدون كان ��وا ي�شغل ��ون من�صب رئي�س‬ ‫مكافح ��ة المخ ��درات ف ��ي المك�سيك ه ��م الآن في‬ ‫ال�سج ��ن لم�شاركته ��م في هذا النوع م ��ن الجريمة‬ ‫التي كان من المفتر�ض عليهم مقاومتها ومنعها‪.‬‬ ‫وف ��ي فنزويال ‪...‬ب ��د�أت جذور دول ��ة المافيا تنبت‬

‫مفو�ض ال�شرطة ال�سابق في جنوب �إفريقيا جاكي �سيليبي‪:‬‬ ‫يقبع لـ‪� 14‬سنة في ال�سجن‬

‫�أي�ض ��ا"‪ .‬ف ��ي الع ��ام ‪ ،2010‬ع ّي ��ن الرئي� ��س هوغو‬ ‫ت�شافي ��ز الجن ��رال هن ��ري رانجيل �سيلف ��ا قائدا"‬ ‫�أعل ��ى للقوات الم�سلح ��ة الفنزويلية؛ وكان في وقت‬ ‫�ساب ��ق من ذلك العام‪ُ ،‬ع ِّين وزي ��را" للدفاع‪ .‬ولكن‬ ‫في العام ‪� ،2008‬أ�ضافت وزارة الخزانة االميركية‬ ‫رانجي ��ل �سيلفا الى قائم ��ة كبار تج ��ار المخدرات‬ ‫الر�سميي ��ن‪ ،‬متهم ��ة �إي ��اه "بالم�ساع ��دة المادي ��ة‬ ‫لأن�شط ��ة الإتج ��ار بالمخ ��درات"‪ .‬كم ��ا �أ�ضاف ��ت‬ ‫وزارة الخزان ��ة الأميركي ��ة �أخي ��را" �أي�ض ��ا" عل ��ى‬ ‫الالئحة عينها عددا" من الم�س�ؤولين الفنزويليين‬ ‫الأخري ��ن‪ ،‬بم ��ن فيهم خم�س ��ة من كب ��ار ال�ضباط‬ ‫الع�سكريين‪ ،‬و�ضابط كبير في المخابرات‪ ،‬وع�ضو‬ ‫ف ��ي البرلم ��ان م�ؤث ��ر ومتحالف م ��ع ت�شافي ��ز‪ .‬في‬ ‫الع ��ام ‪� 2010‬أي�ض ��ا"‪� ،‬ألقت ال�سلط ��ات الكولومبية‬

‫الم�س�ؤول الإ�سباني عن مكافحة‬ ‫الجريمة خو�سيه غريندا ن�شر موقع‬ ‫لوكيليك�س قلقه �إزاء "ال�سيطرة الهائلة"‬ ‫التي تمار�سها ما �سماه "المافيا الرو�سية"‬ ‫على عدد من القطاعات الإ�ستراتيجية‬ ‫للإقت�صاد العالمي‪ ،‬مثل الألومنيوم والغاز‬ ‫الطبيعي هذه ال�سيطرة‪ ،‬يقول غريندا‪،‬‬ ‫يعود ف�ضلها الى تعاون الكرملين الكبير‬ ‫مع المنظمات الإجرامية الرو�سية‬

‫القب� ��ض عل ��ى فنزويل ��ي يدعى ولي ��د مق ّل ��د الذي‬ ‫يتهم ��ه العديد م ��ن الحكومات ب�أن ��ه رئي�س لواحدة‬ ‫م ��ن �أكب ��ر مجموع ��ات تهري ��ب المخ ��درات ف ��ي‬ ‫العال ��م‪ .‬قبل ت�سليمه �إلى فنزوي�ل�ا‪� ،‬إدّعى مق ّلد �أن‬ ‫لدي ��ه �أ�شرطة فيدي ��و‪ ،‬ومكالم ��ات هاتفية م�سجلة‪،‬‬ ‫و�شيكات (�صكوك) ملغاة‪ ،‬وغيرها من الأدلة التي‬ ‫تثب ��ت �أنه يعم ��ل ل�شبكة �إجرامية ي�ش ��ارك فيها ‪15‬‬ ‫جنراال" فنزويلي ��ا" (بمن فيهم رئي�س المخابرات‬ ‫الع�سكري ��ة ومدير مكت ��ب مكافحة المخ ��درات )‪،‬‬ ‫و�شقيق وزي ��ر الداخلية في البالد‪ ،‬وخم�سة �أع�ضاء‬ ‫من البرلمان‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن �إزدهار�أعم ��ال الكوكايي ��ن في فنزويال‬ ‫في ال�سنوات الأخيرة يرج ��ع جزئيا" �إلى مثل هذه‬ ‫العالق ��ات‪ ،‬حيث �صارت البالد حالي ��ا" تز ِّود �أكثر‬ ‫من ن�صف جمي ��ع �شحنات الكوكايي ��ن �إلى �أوروبا‪،‬‬ ‫وفقا" لمكتب الأمم المتح ��دة المعني بالمخدرات‬ ‫والجريم ��ة‪ .‬وتج ��ارة المخ ��درات لي�س ��ت الن�شاط‬ ‫الوحي ��د غير الم�ش ��روع الذي �إزدهر ف ��ي فنزويال‬ ‫ف ��ي عهد حماية الجريمة‪ :‬الب�ل�اد �أ�صبحت �أي�ضا"‬ ‫قاع ��دة لعملي ��ات الإتج ��ار بالب�شر وغ�س ��ل الأموال‬ ‫والتزوي ��ر‪ ،‬وتهري ��ب الأ�سلح ��ة‪ ،‬والإتج ��ار بالنفط‬ ‫المه َّرب‪.‬‬ ‫في الما�ض ��ي‪� ،‬إعتبر خب ��راء ال�سيا�س ��ة الخارجية‬ ‫عموم ��ا" �أن الجريم ��ة الدولي ��ة �ستك ��ون م�شكل ��ة‬ ‫ب�سيط ��ة ن�سبي ��ا" والت ��ي عل ��ى النظ ��م القانوني ��ة‬ ‫المحلية التعامل معها‪ .‬و�إعتقدوا �أن ت�أثير الجريمة‬ ‫كان �ضئي�ل�ا" مقارن ��ة م ��ع تهدي ��دات الإره ��اب‪،‬‬ ‫و�إنت�ش ��ار �أ�سلحة الدمار ال�شامل‪ .‬لح�سن الحظ‪� ،‬أن‬ ‫الحكمة التقليدية بد�أت تتغ ّي ��ر‪ .‬لقد �أدرك المزيد‬ ‫م ��ن الخبراء و�صناع الق ��رار �أن الجريمة �أ�صبحت‬ ‫م�ص ��درا" مهم ��ا" لزعزع ��ة الإ�ستق ��رار العالمي‪،‬‬ ‫وخ�صو�صا" مع ظهور دول المافيا‪.‬‬ ‫الع�صابات الإجرامية‪ ،‬على �سبيل المثال‪� ،‬أ�صبحت‬ ‫ت�ش ��ارك ف ��ي الربح مقاب ��ل الإنت�شار الن ��ووي‪ .‬فقد‬ ‫�إدع ��ى عال ��م ال ��ذرة الباك�ستان ��ي والبائ ��ع النووي‬ ‫المتج ّول ال�سيىء ال�سمعة عبد القدير خان‪ ،‬انه كان‬ ‫يح ��اول ن�شر معرفة كيفية �صنع القنابل الذرية �إلى‬ ‫دول �أخرى من �أجل تعزيز م�صالح باك�ستان‪ .‬ولكن‬ ‫ال�شبكة الدولية التي �أن�ش�أه ��ا لت�سويق و�إنتاج �سلعه‬ ‫النووي ��ة كانت �سرية لأرب ��اح خا�صة غير م�شروعة‪.‬‬ ‫وح ��ذر خبراء الإنت�شار الن ��ووي منذ وقت طويل �أن‬ ‫التج ��ار الأفراد غي ��ر الر�سميين ق ��د ال ي�ستجيبون‬ ‫ال ��ى �إ�ستراتيجيات الردع الن ��ووي بالطريقة عينها‬ ‫الت ��ي تتبعه ��ا وتفعلها ال ��دول؛ هناك �سب ��ب للقلق‪،‬‬

‫‪Issue 6 - Mars - 2013‬‬

‫‪55‬‬


‫العالم ¶ المافيا‬ ‫ومئ ��ات الآالف من المهاجرين الذي ��ن ي�ست�أجرون‬ ‫مجرمي ��ن كل ع ��ام لتهريبهم �إل ��ى �أوروبا‪ ،‬وكذلك‬ ‫المهني ��ون ف ��ي مانهات ��ن‪ -‬نيي ��ورك ومي�ل�ان ف ��ي‬ ‫�إيطاليا الذين ي�ستخدمون مهاجرين غير �شرعيين‬ ‫كمربي ��ات وخ ��دم للمن ��ازل‪ .‬النا� ��س العاديون مثل‬ ‫ه�ؤالء هم جزء ال يتجز�أ من النظام البيئي الجنائي‬ ‫الإجرامي‪.‬‬ ‫االفترا�ض الثالث الخاطىء هو �أن الجريمة الدولية‬ ‫ه ��ي م�س�ألة ح�صرية ب�إنف ��اذ �أو تنفيذ القانون‪ ،‬من‬ ‫الأف�ض ��ل �أن تديره ��ا ال�شرطة والمدع ��ون العامون‬ ‫والق�ض ��اة‪ .‬في الواق ��ع‪� ،‬إن الجريم ��ة الدولية ُتفهم‬ ‫�أف�ض ��ل ب�إعتباره ��ا م�شكلة �سيا�سية م ��ع �آثار �أمنية‬ ‫وطني ��ة‪� .‬إن حجم ونط ��اق عمل �أق ��وى المنظمات‬ ‫الإجرامي ��ة الآن يطابقان وي�شبه ��ان ب�سهولة حجم‬ ‫ونط ��اق عم ��ل تل ��ك ال�ش ��ركات الكب ��رى المتعددة‬ ‫الجن�سية في العالم‪ .‬وتماما" كما ت�سعى المنظمات‬ ‫الم�شروعة الى النفوذ ال�سيا�سي‪ ،‬تقوم الم�ؤ�س�سات‬ ‫الإجرامي ��ة بالم�سع ��ى عين ��ه‪ .‬بالطب ��ع‪ ،‬كان يعتقد‬ ‫دائما" ب� ��أن المجرمي ��ن كانوا ي�سعون ال ��ى �إف�ساد‬ ‫النظ ��م ال�سيا�سية ل�صالحهم‪ .‬لكن الجماعات غير‬ ‫الم�شروع ��ة لم ت�ستط ��ع �أبدا" من قب ��ل الح�صول‬ ‫عل ��ى م�ستوى الت�أثير ال�سيا�س ��ي الذي يتمتع به الآن‬ ‫المجرم ��ون في مجموعة وا�سعة م ��ن دول �أفريقيا‪،‬‬ ‫و�أوروب ��ا ال�شرقية‪ ،‬ودول �أمي ��ركا الالتينية‪ ،‬ناهيك‬ ‫عن ال�صين ورو�سيا‪.‬‬ ‫ف ��ي العق ��د الما�ض ��ي �أو نح ��و ذل ��ك‪ ،‬عب ��رت هذه‬ ‫الظاه ��رة عتبة خطي ��رة‪ ،‬مما �أدى �إل ��ى ظهور دول‬ ‫مافياوي ��ة قوية‪ .‬خو�سي ��ه غرين ��دا‪ ،‬المدعي العام‬ ‫الإ�سبان ��ي م ��ع �سن ��وات من الخب ��رة ف ��ي محاربة‬ ‫المنظم ��ات الأوروبي ��ة ال�شرقي ��ة الإجرامي ��ة‪،‬‬ ‫ي�ؤ ّك ��د على �أنه في كثي ��ر من الح ��االت‪� ،‬أ�صبح من‬ ‫الم�ستحيل بالن�سبة �إلي ��ه والى زمالئه التمييز بين‬ ‫م�صال ��ح تل ��ك المنظم ��ات الإجرامي ��ة و م�صال ��ح‬ ‫الحكومات الم�ضيف ��ة‪ .‬وفقا" لغريندا‪ ،‬واجه رجال‬ ‫الأم ��ن والقانون ف ��ي �إ�سبانيا ب�إ�ستم ��رار ع�صابات‬ ‫�إجرامي ��ة تعم ��ل كتابع ��ة لحكوم ��ات بيالرو�سي ��ا‪،‬‬ ‫ورو�سي ��ا‪ ،‬و�أوكراني ��ا‪ .‬في ت�صريح ��ات �سرية وردت‬ ‫ف ��ي برقي ��ات ديبلوما�سي ��ة �أميركي ��ة �ص ��ادرة عن‬ ‫يف�ص ��ل غرين ��دا قلق ��ه �إزاء‬ ‫موق ��ع "ويكيليك� ��س"‪ِّ ،‬‬ ‫"ال�سيط ��رة الهائل ��ة" الت ��ي تمار�سه ��ا م ��ا �سماه‬ ‫"المافيا الرو�سية" على مدى عدد من القطاعات‬ ‫الإ�ستراتيجي ��ة للإقت�صاد العالمي‪ ،‬مثل الألومنيوم‬ ‫والغاز الطبيعي‪ .‬هذه ال�سيطرة‪ ،‬يقول غريندا يعود‬ ‫ف�ضلها الى تع ��اون الكرملين الكبير مع المنظمات‬ ‫‪54‬‬

‫رئي�س وزراء كو�سوفو ها�شم ثات�شي‪:‬‬ ‫رئي�س مافيا �أي�ضا" ؟‬

‫الإجرامية الرو�سية‪.‬‬ ‫ف ��ي دول المافي ��ا‪ ،‬غالب ��ا" م ��ا يعم ��ل الم�س�ؤول ��ون‬ ‫الحكومي ��ون والمجرمون معا" من خالل التكتالت‬ ‫التجاري ��ة القانوني ��ة م ��ع عالق ��ات وثيقة م ��ع كبار‬ ‫الق ��ادة و�أ�سره ��م و�أ�صدقائه ��م‪ .‬وفق ��ا" لغريندا‪،‬‬ ‫توظف مو�سكو ب�إنتظ ��ام الع�صابات الإجرامية ‪--‬‬ ‫وجهت‬ ‫كما هي الحال عندما‪ ،‬عل ��ى �سبيل المثال‪ّ ،‬‬ ‫وكال ��ة اال�ستخبارات الع�سكري ��ة الرو�سية مجموعة‬ ‫من المافيا لتوريد الأ�سلحة �إلى المتمردين الأكراد‬ ‫في تركيا‪ .‬و�أكثر دلي ��ل على التداخل بين الحكومة‬ ‫الرو�سي ��ة والجماع ��ات الإجرامية‪ ،‬م ��ع ذلك‪ ،‬هي‬ ‫ق�ضي ��ة �سفينة ال�شحن‪�" ،‬أركتي ��ك �سي" (‪Arctic‬‬ ‫‪ ،)Sea‬حي ��ث �أن الحكومة الرو�سية �أعلنت �أنها قد‬ ‫�إختُطف ��ت من قبل قرا�صنة قبال ��ة �سواحل ال�سويد‬

‫دول المافيا ال تعتمد �أحيانا" على‬ ‫الجماعات الإجرامية فح�سب لدفع‬ ‫�أهداف ال�سيا�سة الخارجية الخا�صة‬ ‫ففيها ي�صبح كبار الم�س�ؤولين‬ ‫الحكوميين في الواقع جزءا" من‬ ‫الالعبين‪� ،‬إن لم يكن قادة‪ ،‬في‬ ‫ال�شركات التابعة للمنظمات الإجرامية‪،‬‬ ‫وت�صبح حماية وتعزيز �أعمال تلك‬ ‫ال�شركات من الأولويات الر�سمية‬

‫العدد ‪� - 6‬آذار (مار�س) ‪٢٠١3 -‬‬

‫ف ��ي العام ‪� .2009‬أر�سلت مو�سكو البحرية الرو�سية‬ ‫ظاهريا" لإنقاذ ال�سفينة‪ ،‬ولكن العديد من الخبراء‬ ‫يعتقد ب�أن ال�سفينة كان ��ت في الواقع ته ّرب �أ�سلحة‬ ‫ل�صالح �أجهزة اال�ستخبارات الرو�سية وب�أن عمليتي‬ ‫الإختطاف والإنقاذ كانتا حيلة تهدف �إلى التغطية‬ ‫عل ��ى عملي ��ة الإتج ��ار بعدم ��ا �إ�ستطاع ��ت �أجهزة‬ ‫�إ�ستخب ��ارات مناف�س ��ة �إكت�شافه ��ا وتعطيلها‪ .‬يقول‬ ‫غرين ��دا �إن عملية التهريب كان ��ت عملية م�شتركة‬ ‫تديرها ظاهريا" ع�صابات الجريمة المنظمة وما‬ ‫�أ�سم ��اه ب�شكل غام�ض "الخدم ��ات الأمنية الأورو‪-‬‬ ‫�آ�سيوي ��ة"‪ .‬وقد �أُحرج الرو�س‪ ،‬لك ��ن النتيجة كانت‬ ‫�أ�سا�س ��ا" حميدة‪ ،‬حتى كوميدية الى حد ما‪ .‬ومع‬ ‫ذلك‪� ،‬أ ّكدت الق�ضي ��ة على عدم القدرة على التنب�ؤ‬ ‫ح ��ول بيئة �أمني ��ة من ال�صع ��ب فيه ��ا التمييز بين‬ ‫الح�سابات الجغرافي ��ة ال�سيا�سية للدول من دوافع‬ ‫الربح للمنظمات الإجرامية‪.‬‬

‫"المافيا ت�سيطر على البلد"‬ ‫الحقيق ��ة �أن رو�سيا لي�ست الدول ��ة الوحيدة التي ال‬ ‫يب ��دو فيها الخط الفا�صل بي ��ن الجهات الحكومية‬ ‫والجماع ��ات الإجرامي ��ة غي ��ر وا�ض ��ح وال يمك ��ن‬ ‫�إ�صالحه‪ .‬في ‪ ،2011‬ن�ش ��ر مجل�س �أوروبا تقريرا"‬ ‫يزع ��م ب�أن رئي� ��س وزراء كو�سوف ��و‪ ،‬ها�شم ثات�شي‪،‬‬ ‫وحلفاءه ال�سيا�سيي ��ن يمار�سون "ال�سيطرة العنيفة‬ ‫عل ��ى تج ��ارة الهيرويي ��ن والمخ ��درات الأخ ��رى"‪،‬‬ ‫وي�شغل ��ون منا�ص ��ب مهم ��ة ف ��ي "مافي ��ا كو�سوف ��و‬ ‫المهيكل ��ة على غرار الجريم ��ة المنظمة "‪ .‬عالقة‬ ‫الدول ��ة بالجريم ��ة ربم ��ا ه ��ي �أق ��وى ف ��ي بلغاريا‪.‬‬ ‫ف ��ي برقي ��ة ديبلوما�سي ��ة �أميركي ��ة مر�سل ��ة ف ��ي‬ ‫‪ 2005‬ون�شره ��ا موق ��ع ويكيليك�س ف ��ي ‪ 2011‬يجدر‬ ‫الإ�ست�شه ��اد بها مطوال"‪ ،‬نظ ��را" لل�صورة المقلقة‬ ‫الت ��ي تر�سمها حول تح ّول بلغاري ��ا �إلى دولة مافيا‪.‬‬ ‫يقول جزء من البرقية‪:‬‬ ‫"الجريم ��ة المنظم ��ة له ��ا ت�أثير عل ��ى �إف�ساد كل‬ ‫الم�ؤ�س�س ��ات البلغاري ��ة‪ ،‬بم ��ا ف ��ي ذل ��ك الحكومة‬ ‫والبرلم ��ان والق�ض ��اء‪ .‬ف ��ي محاول ��ة للحفاظ على‬ ‫نفوذهم بغ�ض النظر عم ��ن هو في ال�سلطة‪ ،‬يتب ّرع‬ ‫زعم ��اء الجريم ��ة المنظمة ال ��ى جمي ��ع الأحزاب‬ ‫ال�سيا�سية الرئي�سة‪ .‬وبما �أن ه�ؤالء الزعماء تو�سعوا‬ ‫في الأعمال التجارية الم�شروعة‪ ،‬فقد حاولوا ‪ -‬مع‬ ‫بع�ض النجاح ‪� -‬شراء طريقهم �إلى �أروقة ال�سلطة‪.‬‬ ‫‪ . .‬تح ��ت م�ست ��وى الحكوم ��ة الوطني ��ة وقي ��ادة‬ ‫الأح ��زاب ال�سيا�سي ��ة الرئي�سة‪ ،‬ت�سيط ��ر الجريمة‬ ‫المنظم ��ة عل ��ى ع ��دد م ��ن البلدي ��ات و�أف ��راد في‬


‫النائب في البرلمان البلغاري ورئي�س مكافحة التج�س�س‬ ‫ال�سابق �أتانا�س �أتانا�سوف‪ :‬المافيا ت�سيطر على بلغاريا‬

‫جاكي �سيليبي‪ ،‬مفو�ض ال�شرطة الوطنية في جنوب‬ ‫�أفريقيا‪ .‬في كلمته االفتتاحية‪ ،‬حثَّ �سيلبي زمالءه‬ ‫عل ��ى العم ��ل "للعث ��ور عل ��ى �أنظم ��ة للت�أك ��د من �أن‬ ‫مراقب ��ة حدودنا تجري بحزم عل ��ى قاعدة ثابتة"؛‬ ‫ق�ضية نبيل ��ة‪ ،‬بالت�أكيد‪ .‬للأ�س ��ف‪ ،‬تب َّين في ما بعد‬ ‫�أن بطله ��ا كان هو نف�سه محتاال"‪ .‬في العام ‪،2010‬‬ ‫�أدي ��ن �سيليب ��ي بقب ��ول ر�ش ��وة ‪ 156,000‬دوالر من‬ ‫مهرب مخدّرات ويق�ضي الآن حكما بال�سجن لمدة‬ ‫‪ 15‬عاما"‪.‬‬ ‫ولكن الأكثر �إثارة للقلق بالن�سبة الى الأنتربول من‬ ‫�أي ح ��رج واح ��د رفيع الم�ستوى هو م ��ا ي�صفه �أحد‬ ‫المطلعي ��ن ب"م�شكلة �إنخفا�ض الثقة" التي خنقت‬ ‫تاريخي ��ا" جهود الوكالة‪" .‬الحقيق ��ة المحزنة هي‬ ‫�أن ��ي ل ��ن �أ�ش ��ارك ق�ص ��ارى جه ��دي‪ ،‬والمعلومات‬ ‫الأكث ��ر ح�سا�سية م ��ع �إدارات ال�شرط ��ة الرو�سية �أو‬ ‫المك�سيكي ��ة"‪ ،‬قال م�س�ؤول كبي ��ر في وكالة مقاومة‬ ‫الجريمة المنظمة في المملكة المتحدة عندما �سئل‬ ‫عن الأنتربول‪ .‬على الرغ ��م من �أن الوكالة الدولية‬ ‫تبذل جهودا" كبيرة ل�ضمان �سرية المعلومات التي‬ ‫تعطيها �إياها الوكاالت الأع�ضاء‪ ،‬ف�إن الواقع هو �أن‬ ‫وكاالت تنفي ��ذ القان ��ون الوطنية ال ت ��زال قلقة من‬ ‫الك�شف عن �أكثر من الالزم‪.‬‬ ‫فيم ��ا دور دول المافي ��ا �أ�صبح �أكث ��ر و�ضوحا"‪ ،‬بد�أ‬ ‫موظف ��و تنفي ��ذ القان ��ون في جمي ��ع �أنح ��اء العالم‬ ‫ف ��ي و�ض ��ع �سيا�س ��ات و�إ�ستراتيجي ��ات جدي ��دة‬ ‫للتعام ��ل مع ه ��ذه ال ��دول‪ ،‬بما ف ��ي ذل ��ك مطالبة‬ ‫م�س�ؤولي ��ن ر�سميين رفيعي الم�ست ��وى فيها للك�شف‬ ‫ع ��ن �أمواله ��م؛ و​​التدقي ��ق ف ��ي هوي ��ة المحا�سبين‬ ‫والمحامي ��ن وخب ��راء التكنولوجيا الذي ��ن يقومون‬ ‫بحماي ��ة زعم ��اء الجريمة؛ وتح�سي ��ن التن�سيق بين‬

‫القائد الأعلى للقوات الم�سلحة في فنزويال‬ ‫الجنرال هنري رانجيل �سيلفا‪ :‬زعيم مافيا؟‬

‫"الحقيقة المحزنة هي �أني لن‬ ‫�أ�شارك ق�صارى جهدي‪ ،‬والمعلومات‬ ‫الأكثر ح�سا�سية مع �إدارات ال�شرطة‬ ‫الرو�سية �أو المك�سيكية"‪ ،‬قال‬ ‫م�س�ؤول كبير في وكالة مقاومة‬ ‫الجريمة المنظمة في المملكة‬ ‫المتحدة عندما �سئل عن الأنتربول‬ ‫ال ��وكاالت المحلي ��ة المختلفة‪ .‬وق ��د �أ�ضاف ظهور‬ ‫الملحة �إلى البحث عن‬ ‫دول المافيا �أي�ضا" الحاجة ّ‬ ‫�سبل لتدوي ��ل مكافحة الجريمة‪ .‬هن ��اك نهج واعد‬ ‫يكمن في خل ��ق "تحالفات ال�شرف ��اء" بين وكاالت‬ ‫تنفيذ القان ��ون التي هي �أقل عر�ض ��ة للإختراق �أو‬ ‫�سيط ��رت عليها جماع ��ات �إجرامي ��ة‪ .‬بع�ض الدول‬ ‫ب ��د�أ فعليا" ترتيبات من هذا الن ��وع‪ ،‬والتي تتجاوز‬ ‫التع ��اون الثنائي الع ��ادي �ضد الجريم ��ة وال ت�شمل‬ ‫فق ��ط وكاالت �إنفاذ القانون ولك ��ن �أي�ضا" ممثلين‬ ‫ع ��ن وكاالت الإ�ستخب ��ارات والق ��وات الم�سلح ��ة‪.‬‬ ‫وم ��ن �ش�أن خطوة مك ّملة تق ��وم على تطوير �شبكات‬ ‫متعددة الجن�سيات من الق�ضاة والمدّعين العامين‬ ‫و�ضب ��اط ال�شرطة‪ ،‬ومحللي الإ�ستخب ��ارات و�صناع‬ ‫الق ��رار‪� ،‬أن ت�شجع وتمنح ق ��درا" �أكبر من التعاون‬ ‫الذي تحتاجه وكالة الأنتربول وتتيح الفر�صة لبناء‬ ‫الثق ��ة التي توج ��د بين كبار �ضباط �إنف ��اذ القانون‬ ‫الذين قاتلوا ال�شبكات الإجرامية عبر الحدود معا"‬

‫لعقود ع ��دة‪ .‬كما هي الحال غالب ��ا"‪ ،‬التعاون على‬ ‫المدى الطويل بين مث ��ل ه�ؤالء الأفراد المتقاربين‬ ‫في الأفكار والمت�شاركين ف ��ي القيم عينها والذين‬ ‫يعرف ��ون بع�ضهم البع� ��ض جيدا" ه ��م �أكثر فعالية‬ ‫من التعاون الر�سمي بين م�ؤ�س�سات حيث �ضباطها‬ ‫بالكاد يعرف بع�ضهم بع�ضا"‪.‬‬ ‫للأ�س ��ف‪ ،‬على الرغم من الإعت ��راف �شبه العالمي‬ ‫ب� ��أن مكافح ��ة الجريم ��ة الدولي ��ة تتطل ��ب عمال"‬ ‫دولي ��ا"‪� ،‬أكثر المبادرات لمواجه ��ة الجريمة تبقى‬ ‫ف ��ي المق ��ام الأول محلي ��ة‪ .‬وعل ��ى الرغم م ��ن �أن‬ ‫ال ��دول المافياوية قد ح ّول ��ت الجريمة الدولية الى‬ ‫ق�ضية �أمن قوم ��ي‪ ،‬ف�إن الم�س�ؤولي ��ة في مكافحتها‬ ‫ال تزال تقع على وج ��ه الح�صر تقريبا" على كاهل‬ ‫وكاالت تنفيذ القانون‪ .‬في الواقع‪ ،‬حتى في البلدان‬ ‫المتقدمة‪ ،‬نادرا" ما تن�سق �إدارات ال�شرطة وهيئات‬ ‫�إنف ��اذ قانون �أخرى مع نظرائها في الأمن القومي‪،‬‬ ‫على الرغم م ��ن �أن الجريمة العابرة للحدود تهدد‬ ‫الحك ��م الديموقراطي‪ ،‬والأ�س ��واق المالية‪ ،‬وحقوق‬ ‫الإن�سان‪.‬‬ ‫عقب ��ة مهم ��ة لمكافحة �إنت�ش ��ار ال ��دول المافياوية‬ ‫تكمن في نق�ص �أ�سا�سي في الوعي بين المواطنين‬ ‫العاديي ��ن و�صن ��اع الق ��رار حول م ��دى �إنت�شار هذه‬ ‫الظاهرة‪ .‬الجهل لنطاق وحجم الم�شكلة يجعل من‬ ‫ال�صع ��ب الدفاع عنها �أو زي ��ادة الموازنات الهزيلة‬ ‫بالفع ��ل لل ��وكاالت الحكومي ��ة المك ّلف ��ة مواجه ��ة‬ ‫الجريم ��ة الدولي ��ة‪ ،‬وبخا�ص ��ة ف ��ي زم ��ن التق�شف‬ ‫المال ��ي‪ .‬ولكن �سوف يكون م ��ن ال�صعب توليد مثل‬ ‫ه ��ذا الوعي فيم ��ا تظل جوان ��ب كثيرة م ��ن عملية‬ ‫تجري ��م الدولة �سيئ ��ة الفهم‪ -‬وهنا تكم ��ن م�شكلة‬ ‫�أكب ��ر‪� .‬سوف يك ��ون تكري�س المال الع ��ام للحد من‬ ‫�سلطة الدول المافيا من دون جدوى �أو حتى يعطي‬ ‫نتائ ��ج عك�سي ��ة � اّإل �إذا دفع ��ت الأم ��وال ل�سيا�س ��ات‬ ‫ترتك ��ز على هيئ ��ة قوية م ��ن المعرف ��ة‪ .‬وللأ�سف‪،‬‬ ‫ف� ��إن دولة المافي ��ا هي ظاهرة لي�س ��ت هناك �سوى‬ ‫بيان ��ات قليلة متاحة حولها‪ .‬الأط ��ر التحليلية التي‬ ‫ت�سع ��ى الحكومات �إل ��ى تطبيقها حالي ��ا" للم�شكلة‬ ‫بدائي ��ة‪ ،‬فه ��ي ت�ستن ��د �إل ��ى تفاهم ��ات عف ��ا عليها‬ ‫الزم ��ن حول الجريم ��ة المنظم ��ة‪ .‬والت�صدي لقلة‬ ‫المعرف ��ة هذه يتطلب من �سلط ��ات تنفيذ القانون‪،‬‬ ‫ووكاالت الإ�ستخب ��ارات‪ ،‬والمنظم ��ات الع�سكري ��ة‪،‬‬ ‫وو�سائل الإع�ل�ام‪ ،‬والأكاديميين‪ ،‬والمنظمات غير‬ ‫الحكومي ��ة تطوير وتب ��ادل معلومات �أكث ��ر وثوقا"‪.‬‬ ‫القي ��ام بذلك‪ ،‬مع ذلك‪� ،‬سيكون مجرد خطوة �أولى‬ ‫– وطبعا" غير كافية ب�إعتراف الجميع‬

‫‪Issue 6 - Mars - 2013‬‬

‫‪57‬‬


‫العالم ¶ المافيا‬ ‫�إذا"‪ ،‬ففيما المنظمات الإجرامية تلتحم بطريقة‬ ‫�أكثر �شموال" مع الحكومات‪ ،‬قد ي�صبح الردع �أكثر‬ ‫�صعوبة‪ .‬ربم ��ا الأكثر �إثارة للقلق ف ��ي هذا ال�صدد‬ ‫ه ��ي كوريا ال�شمالية‪ .‬على الرغم من �أن بيونغ يانغ‬ ‫ق ��د �أعلن ��ت مرارا" �أن ��ه في مقاب ��ل الح�صول على‬ ‫م�ساعدات الغذاء‪� ،‬ستعلق تجارب الأ�سلحة النووية‪،‬‬ ‫ووق ��ف تخ�صي ��ب اليورانيوم‪ ،‬وال�سم ��اح للمفت�شين‬ ‫الدوليين بزيارة مجمعها الن ��ووي الرئي�س‪ ،‬فالبلد‬ ‫ال ي ��زال ديكتاتوري ��ة م�سلحة نووي ��ا" �أجرى تجربة‬ ‫ذرية منذ �أ�سابي ��ع وتوجهه م�ؤ�س�سات �إجرامية مما‬ ‫�أدي بم�س�ؤولي ��ن �أميركيي ��ن �إلى و�صف ��ه ب"الدولة‬ ‫ال�سوبرانو"‪ .‬وقد كتب ��ت "�شينا ت�شيزنات غريتنز"‬ ‫‪ ،‬وه ��ي خبيرة في العالقة بي ��ن الدول المافياوية و‬ ‫كوريا ال�شمالية‪� ،‬أن البالد لديها "الو�سائل والدافع‬ ‫لت�صدي ��ر م ��واد نووية"‪ ،‬مح ��ذرة م ��ن �أن "�إنت�شار‬ ‫ال ��ذرة الذي جرى من خالل �شبكات غير م�شروعة‬ ‫لن تكون دائما" تحت �سيطرة الدولة الموردة ب�شكل‬ ‫جيد"‪ ،‬وهو ما ي�ضيف المزيد من عدم اليقين �إلى‬ ‫و�ضع خطير بالفعل‪.‬‬ ‫حتى �إذا ُو�ضع �إحتمال الخطر من الدول المافياوية‬ ‫النووي ��ة جانبا"‪ ،‬ف�إن الحكوم ��ات المتورطة ب�شدة‬ ‫ف ��ي الإتجار غي ��ر الم�شروع قد تك ��ون �أكثر عر�ضة‬ ‫لإ�ستخدام القوة عندما تتعر�ض منافذها للو�صول‬ ‫�إل ��ى الأ�س ��واق المربح ��ة ال ��ى التهدي ��د‪ .‬خذ على‬ ‫�سبيل المث ��ال‪ ،‬حرب ‪ 2008‬بي ��ن جورجيا ورو�سيا‬ ‫ب�ش�أن الأرا�ضي الإنف�صالي ��ة في �أبخازيا و�أو�سيتيا‬ ‫الجنوبي ��ة‪ .‬وفقا" للخبي ��ر في �ش� ��ؤون القوقاز في‬ ‫م�ؤ�س�سة الأبحاث "كارنيغي" توما�س دي وال‪ ،‬قبل‬ ‫النزاع كانت المنظمات الإجرامية تجني �أرباحا"‬ ‫كبي ��رة للغاية ف ��ي �أو�سيتيا الجنوبي ��ة‪ ،‬حيث كانت‬ ‫التج ��ارة غي ��ر الم�شروع ��ة ت�شكل ج ��زءا" كبيرا"‬ ‫م ��ن �إقت�صادها‪ .‬على الرغم من �صعوبة الح�صول‬ ‫عل ��ى �أدلة مبا�شرة‪ ،‬ف�إن حجم ه ��ذه الأن�شطة غير‬ ‫القانوني ��ة ي�شي ��ر الى �أن هن ��اك تواط� ��ؤا" ن�شطا"‬ ‫من قبل كب ��ار الم�س�ؤولين الرو�س‪ ،‬الذين ت�صرفوا‬ ‫كرع ��اة للمجرمين و�شركاء‪ .‬بطبيع ��ة الحال‪ ،‬لقد‬ ‫زادت حدة ال�صراع جراء العديد من العوامل‪ ،‬بما‬ ‫في ذلك ال�صراعات العرقية وال�سيا�سة الجورجية‬ ‫المحلي ��ة‪ ،‬ورغبة رو�سي ��ا في ت�أكي ��د هيمنتها على‬ ‫الجي ��ران‪ .‬ولكن �أي�ض ��ا" يمكن الت�ص ��ور ب�أنه بين‬ ‫جماع ��ات الم�صال ��ح الت ��ي دفع ��ت الكرملين نحو‬ ‫الح ��رب كان ��ت تل ��ك الجماع ��ات المتورط ��ة ف ��ي‬ ‫عمليات الإتج ��ار المربحة ف ��ي المناطق المتنازع‬ ‫عليها‪.‬‬ ‫‪56‬‬

‫حرب رو�سيا �ضد جورجيا في �أبخازيا و�أو�سيتيا الجنوبية كان ورا�ؤها م�صالح المافيا !‬

‫الجماعات غير الم�شروعة لم‬ ‫ت�ستطع �أبدا" من قبل الح�صول على‬ ‫م�ستوى الت�أثير ال�سيا�سي الذي يتمتع‬ ‫به الآن المجرمون في مجموعة وا�سعة‬ ‫من دول �أفريقيا‪ ،‬و�أوروبا ال�شرقية‪،‬‬ ‫ودول �أميركا الالتينية‪ ،‬ناهيك عن‬ ‫ال�صين ورو�سيا‬ ‫الربح في الظالل‬ ‫عل ��ى نحو متزايد‪ ،‬يجب �أن تعني مكافحة الجريمة‬ ‫عب ��ر الحدود �أكثر من كبح الإتجار بال�سلع المقلدة‬ ‫والمخ� �دّرات والأ�سلحة والنا�س‪ ،‬بل يجب �أن ت�شمل‬ ‫�أي�ض ��ا" من ��ع وتجري ��م الحكوم ��ات‪ .‬الإتج ��ار غير‬ ‫الم�شروع ي�شكل خط ��را" جوهريا"‪ ،‬ولكن التهديد‬ ‫الذي ي�شكله عل ��ى المجتمع ّ‬ ‫يت�ضخم عندما ي�صبح‬ ‫المجرم ��ون م�س�ؤولين حكوميين رفيع ��ي الم�ستوى‬ ‫والحكومات ت�أخ ��ذ دور الع�صابات الإجرامية‪ .‬لذا‬ ‫�إن وكاالت تنفي ��ذ القانون والأمن اليوم لي�ست على‬ ‫ق ��دم الم�ساواة مع ق ��درات المنظم ��ات الإجرامية‬ ‫الت ��ي لي�ست فقط ثري ��ة وعنيفة وال ترح ��م ‪ ،‬ولكن‬ ‫�أي�ض ��ا" ت�ستفيد من الدع ��م الكامل من الحكومات‬ ‫الوطني ��ة وديبلوما�سييه ��ا وق�ضاته ��ا وجوا�سي�سه ��ا‬ ‫وجنراالته ��ا ووزرائه ��ا ور�ؤ�س ��اء �شرطته ��ا‪ .‬يمكن‬ ‫ل ��دول المافي ��ا تح ّم ��ل تموي ��ل �أف�ض ��ل المحامي ��ن‬ ‫والمحا�سبي ��ن والو�ص ��ول �إل ��ى التكنولوجي ��ا الأكثر‬

‫العدد ‪� - 6‬آذار (مار�س) ‪٢٠١3 -‬‬

‫تقدما"‪ .‬فيم ��ا وكاالت �إنفاذ القانون والأمن تعاني‬ ‫من نق�ص التمويل والمحاكم تعمل �أكثر من طاقتها‪،‬‬ ‫والبيروقراطية التي ت�سير بخطى بطيئة غير قادرة‬ ‫ب�شكل متزايد مواكبة مثل ه�ؤالء الخ�صوم الأذكياء‬ ‫الممولين تمويال" جيدا"‪.‬‬ ‫�إن ال ��ذي بعي ��ق وكاالت تنفيذ الأم ��ن والقانون هي‬ ‫حقيق ��ة �أنه ��ا بطبيعته ��ا وطنية‪ ،‬في حي ��ن �أن �أكبر‬ ‫و�أخط ��ر المنظم ��ات الإجرامية‪ ،‬جنب ��ا" �إلى جنب‬ ‫م ��ع وكالء دول المافيا‪ ،‬تعمل ف ��ي واليات ق�ضائية‬ ‫دولية متعددة‪� .‬إن دول المافيا تدمج �سرعة ومرونة‬ ‫ال�شب ��كات الإجرامي ��ة عب ��ر الح ��دود م ��ع الحماية‬ ‫القانونية والإمتيازات الديبلوما�سية التي تتمتع بها‬ ‫ال ��دول فقط‪ ،‬خالق ��ة �شكال" هجينا" م ��ن التمثيل‬ ‫الدولي الذي تعج ��ز �أجهزة تنفيذ القانون المحلية‬ ‫عل ��ى مواجهت ��ه لعدم وج ��ود �أ�سلحة لديه ��ا لذلك‪.‬‬ ‫الأدوات الموجودة الت ��ي يمكن للحكومات الوطنية‬ ‫�إ�ستخدامها لمواجهة التهديد الجديد ‪ -‬معاهدات‬ ‫ومنظمات متعددة الأطراف‪ ،‬والتعاون بين �أجهزة‬ ‫�إنفاذ القانون الوطنية ‪ -‬بطيئة وغير عملية‪ ،‬وغير‬ ‫مالئم ��ة لهذه المهم ��ة‪ .‬بعد كل �ش ��يء‪ ،‬كيف يمكن‬ ‫لبلد تن�سيق جهوده �ض ��د الجريمة مع قادة حكومة‬ ‫�أو م�س�ؤولي �شرطة هم �أنف�سهم من المجرمين؟‬ ‫�إن ظهور دول المافيا يع ّر�ض للخطر مفهوم التعاون‬ ‫لتنفي ��ذ القانون الدول ��ي‪ .‬في الع ��ام ‪� ،2006‬إلتقى‬ ‫ر�ؤ�س ��اء ال�شرطة من ‪ 152‬دولة ف ��ي البرازيل لعقد‬ ‫الجمعي ��ة العامة ال ‪ 75‬لوكال ��ة لإنتربول‪ ،‬المنظمة‬ ‫الدولي ��ة المتع ��ددة الأطراف الت ��ي يدعوها قانون‬ ‫ت�أ�سي�سها الى "�ضمان وتعزيز الم�ساعدة المتبادلة‬ ‫على �أو�سع نطاق ممكن بين جميع �سلطات ال�شرطة‬ ‫الجنائية"‪ .‬وكان رئي� ��س الأنتربول في ذلك الوقت‬


‫امل�صارف‬

‫�رشكات الت�أمني‬

‫�رشكات الإ�ستثمار‬

‫من األسواق‬

‫"موديز" تخف�ض الت�صنيفات االئتمانية‬ ‫لخم�سة م�صارف م�صرية‬ ‫خف�ض ��ت وكال ��ة "موديز" في ال�شهر الفائ ��ت الت�صنيف االئتماني لخم�سة م�ص ��ارف م�صرية‪ ،‬وهي‬ ‫البن ��ك االهلي الم�ص ��ري وبنك م�صر وبنك القاه ��رة والبنك التجاري الدولي وبن ��ك اال�سكندرية‪.‬‬ ‫واف ��ادت انه بالن�سبة الى البنك االهلي الم�صري وبنك م�ص ��ر وبنك القاهرة‪ ،‬فهي مملوكة للدولة‪،‬‬ ‫وخف�ض ��ت تقييمها الإئتماني ل ��كل منها ككيان قائم بذاته الى ‪ caa2‬م ��ن ‪ B3‬وتقديرها لودائع هذه‬ ‫الم�ص ��ارف الثالث ��ة بالعملة المحلية على االج ��ل الطويل الى ‪ B3‬من ‪ ،B2‬وكذل ��ك تقديرها لودائع‬ ‫هذه الم�صارف بالعملة االجنبية الى ‪ Caa1‬من ‪ .B3‬وا�شارت الى "ان هذه الت�صنيفات �ستبقى قيد‬ ‫المراجعة لإحتمال �إجراء خف�ض �آخر لها"‪ .‬وفي ما يتعلق بالبنك التجاري الدولي‪� ،‬أفادت "موديز"‬ ‫�أنها خف�ضت تقييمها الإئتماني له ككيان قائم بذاته الى ‪ B3‬من ‪ ،B2‬وكذلك تقديرها لودائع البنك‬ ‫بالعمل ��ة االجنبية الى ‪ Caa1‬من ‪ B3‬و�إعتبرت "�أن هذه الت�صنيفات �ستبقى قيد المراجعة لإحتمال‬ ‫�إج ��راء خف�ض �آخر لها"‪ .‬وفي ما يتعلق ببن ��ك الإ�سكندرية لفتت "موديز" الى انها خف�ضت تقييمها‬ ‫االئتمان ��ي له ككي ��ان قائم بذاته الى ‪ b3‬من ‪ ،B2‬وتقديرها لودائع ه ��ذا الم�صرف بالعملة المحلية‬ ‫عل ��ى االج ��ل الطويل الى ‪ B1‬م ��ن ‪ B3‬فيما لفتت ال ��ى ان ه ��ذه الت�صنيفات �ستبقى قي ��د المراجعة‬ ‫الحتمال اجراء خف�ض �آخر لها‪ .‬وجاء خف�ض الت�صنيفات االئتمانية للم�صارف الخم�سة في �أعقاب‬ ‫خف�ض "موديز" الت�صنيف االئتماني ل�سندات الحكومة الم�صرية الى ‪ B3‬من ‪ B2‬في ‪ 12‬من �شباط‬ ‫(فبراير) الما�ضي‪ .‬وافادت انها "قد تخف�ض الت�صنيف مرة اخرى"‪ ،‬م�شيرة الى �شكوك في �ش�أن‬ ‫ق ��درة م�صر على الح�صول على قر�ض من �صندوق النق ��د الدولي واالثر االقت�صادي لجولة جديدة‬ ‫من اال�ضطرابات ال�سيا�سية التي ت�شهدها البالد‪.‬‬

‫�أرباح مجموعة البنك العربي تنمو ‪%15‬‬ ‫حقق ��ت مجموع ��ة البن ��ك العربي نتائ ��ج جيدة‬ ‫لل�سنة المالية ‪� 2012‬إنعك�ست على مختلف بنود‬ ‫الميزانية‪ ،‬اذ تمكن الم�صرف من تحقيق معدل‬ ‫نمو ف ��ي الأرب ��اح ال�صافية بع ��د المخ�ص�صات‬ ‫وال�ضرائ ��ب بل ��غ ‪ %15‬لت�صل االرب ��اح الى ‪352‬‬ ‫مليون دوالر ع ��ام ‪ 2012‬مقابل ‪ 305.9‬ماليين‬ ‫ف ��ي ‪ .2011‬وي�أتي هذا النمو في الأرباح كنتيجة‬ ‫للزيادة في الإيرادات الت�شغيلية‪.‬‬ ‫وتعقيب� � ًا‪ ،‬ر�أى رئي� ��س مجل� ��س االدارة �صبي ��ح‬ ‫الم�صري ان النتائج تب ّين قدرة الم�صرف على‬ ‫التعام ��ل والت�أقلم مع الم�ستج ��دات والمتغيرات‬ ‫وتحقيق �أف�ضل النتائ ��ج الممكنة نتيجة لإتباعه‬ ‫�أ�س�س ��ا" م�صرفية قوية ومتين ��ة‪ ،‬و�إعتماده على‬ ‫�سيا�س ��ات ائتمانية محافظ ��ة‪ .‬ولفت الى ان نمو‬ ‫الأرباح �أف�ضى الى تو�صية مجل�س الإدارة بتوزيع‬ ‫‪� %30‬أرباح على الم�ساهمين لعام ‪ ،2012‬مقارنة‬ ‫بـ‪ %25‬في ‪ 2011‬و‪ %20‬في ‪.2010‬‬

‫�صبيح الم�صري‬

‫يبق���ى الجني���ه الم�ص���ري تحت �ض���غط االزمة‬ ‫ال�سيا�سية التي اعقبت "ثورة ‪ 25‬يناير" ولم تنته‬ ‫ف�صوالً بعد‪ ،‬مما دفع الم�صرف المركزي الى �إتخاذ‬ ‫�سيا�سات خا�صة لتفادي �أزمة نقدية حادة �أف�ضت‬ ‫حتى الآن الى خف�ض قيمة الجنيه ‪� ،%8‬إ�ضافة الى‬ ‫�إنخفا�ض �إحتياطه الأجنبي الى ‪ 13.6‬مليار دوالر‪،‬‬ ‫وهو ما يغطي الواردات لأقل من ‪� 3‬أ�شهر‪.‬‬ ‫من���ح �ص���ندوق �س���ند ‪ SANAD‬لتموي���ل‬ ‫الم�ش���روعات المتناهي���ة ال�ص���غر وال�ص���غيرة‬ ‫والمتو�سطة بنك عوده – "مجموعة عوده �سرادار"‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫تو�س���ع‬ ‫اعتم���اداً بقيمة ‪ 20‬مليون دوالر بغية دعم ّ‬ ‫والموجهة‬ ‫الخا�صة بـ‪SANAD‬‬ ‫ن�شاطات الإقرا�ض‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫والمتو�س���طة الحجم في‬ ‫ال�ص���غيرة‬ ‫�إلى ال�ش���ركات‬ ‫ّ‬ ‫أف�ضلية‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ذات‬ ‫االهتمام‬ ‫مراكز‬ ‫أحد‬ ‫�‬ ‫هي‬ ‫لبنان‪ ،‬والتي‬ ‫ّ‬ ‫لدى بن���ك عوده‪ .‬و�أعل���ن �ص���ندوق ‪� SANAD‬أنه‬ ‫يفخر ب����أن يتعاون مع بنك ع���وده "الذي يعتبر �أحد‬ ‫�أكبر المقر�ض���ين في �س���وق ال�ش���ركات ال�ص���غيرة‬ ‫والمتو�سطة الحجم في لبنان"‪ ،‬م�شيرا" الى �أن هذه‬ ‫ّ‬ ‫اللبنانية‬ ‫ال�شركة �ستتيح لهذه الفئة من ال�شركات‬ ‫ّ‬ ‫مح�سن‪.‬‬ ‫الإفادة من التمويل على نحو ّ‬ ‫لف���ت رئي����س الإتح���اد الدولي للم�ص���رفيين‬ ‫العرب‪ ،‬رئي�س اللجنة التنفيذية لإتحاد الم�ص���ارف‬ ‫العربي���ة ورئي�س جمعية الم�ص���ارف جوزف طربيه‪،‬‬ ‫الى ان قانون ‪� FATCA‬أثار حفيظة الم�س����ؤولين‬ ‫وريبتهم في الم�ص���ارف والم�ؤ�س�س���ات المالية في‬ ‫بلدان �أوروبية و�آ�سيوية وعربية عدة‪" ،‬اذ قد يكون‬ ‫تنفي���ذه مكلفا ً من الناحية المالية‪� ،‬إ�ض���افة �إلى �أن‬ ‫�أحكامه تخالف ال�سرية الم�صرفية المعمول بها في‬ ‫بل���دان كثيرة"‪ .‬وقال "�أثار هذا القانون ت�س���ا�ؤالت‬ ‫عن �إمكان تطبيقه وال �س���يما في ظل عدم و�ض���وح‬ ‫�أحكامه بالكامل‪ ،‬والنق�ص في الموارد الب�شرية لدى‬ ‫بع�ض الم�صارف والم�ؤ�س�سات المعنية‪ ،‬ا�ضافة الى‬ ‫الكلفة العالية التي يتطلبها تطبيق �أحكام القانون‬ ‫�سواء قررت الم�ؤ�س�سات التزامه �أم ال"‪.‬‬ ‫�أعلن���ت "مجموع���ة البرك���ة الم�ص���رفية"‪،‬‬ ‫المجموعة الإ�س�ل�امية التي تتخذ من البحرين مقراً‪،‬‬ ‫�إرتف���اع �ص���افي �أرباحها ‪ 11‬في المئ���ة �إلى ‪235‬‬ ‫ملي���ون دوالر عام ‪ 2012‬مقارنة بالعام ال�س���ابق‪.‬‬ ‫وحقق���ت بنود الموازنة العام���ة معدالت نمو جيدة‪،‬‬ ‫�إذ �إرتفع���ت الموج���ودات ‪ 11‬ف���ي المئ���ة �إلى ‪19‬‬ ‫ملي���ار دوالر والتموي�ل�ات والإ�س���تثمارات ‪ 21‬في‬ ‫المئ���ة �إل���ى ‪ 14.3‬ملي���ار دوالر والودائع ‪ 12‬في‬ ‫المئة �إلى ‪ 14.7‬مليار دوالر والحقوق ت�س���عة في‬ ‫المئة �إلى ملياري دوالر‪.‬‬

‫‪Issue 6 - Mars - 2013‬‬

‫‪59‬‬


‫�أخبار �أ�سواق المال‬ ‫المؤشر‬

‫لن يكون هناك فائز‬ ‫في حرب العمالت‬ ‫م ��ن المعروف �أن قيم ��ة العملة هي �إنعكا�س لثقة‬ ‫ال�س ��وق ف ��ي البلد الذي �أ�صدرها‪ :‬ق ��وة �أ�سا�سياته‬ ‫الإقت�صادي ��ة‪ ،‬وقدرت ��ه عل ��ى النم ��و والإ�ستق ��رار‬ ‫الإجتماعي وال�سيا�سي‪ ،‬وغير ذلك‪.‬‬ ‫للأ�س ��ف‪ ،‬ب ��دال" من ت ��رك الأ�س ��واق الحرة تحدّد‬ ‫قيمة عمالتها‪ ،‬ف�إن ال�سلطات الوطنية والنقدية‬ ‫في كثير من الأحيان تحاول �إدارتها في محاولة‬ ‫لتعزي ��ز �إقت�صاداته ��ا ‪ -‬في كثير م ��ن الأحيان مع‬ ‫عواقب غير متوقعة‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن العم�ل�ات ال�ضعيف ��ة تجع ��ل ال�سل ��ع‬ ‫والخدم ��ات �أرخ�ص في الأ�سواق العالمية‪ ،‬وتزيد‬ ‫ال�ص ��ادرات الوطني ��ة والنم ��و االقت�ص ��ادي‪ .‬م ��ع‬ ‫ذل ��ك‪ ،‬ه ��ذا يمكن �أن ي� ��ؤدي �إلى �سب ��اق نحو القاع‬ ‫لأن ال�سلط ��ات تحاول �إبقاء عمالتها �أرخ�ص من‬ ‫المناف�س ��ة‪ .‬وهذا يعطل التج ��ارة العادلة‪ ،‬ويو ّلد‬ ‫وي�شج ��ع عل ��ى الم�ضارب ��ة وتقلب ��ات‬ ‫الحمائي ��ة‬ ‫ّ‬ ‫ال�سوق‪.‬‬ ‫يعم ��ل كل م ��ن الياب ��ان والوالي ��ات المتحدة على‬ ‫تخفي� ��ض قيم ��ة عمالتهم ��ا خل�س ��ة‪ ،‬م ��ن خ�ل�ال‬ ‫جع ��ل الأموال الرخي�صة متاحة كو�سيلة لتحفيز‬ ‫الإقت�ص ��اد‪ ،‬وترغ ��ب فرن�س ��ا ف ��ي �أن يك ��ون اليورو‬ ‫�أ�ضعف‪ ،‬على الرغم من المعار�ضة الألمانية؛ في‬ ‫حي ��ن �أن �سوي�سرا و�ضع ��ت حدا" �أق�صى لفرنكها‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من ان ال�صين �سمحت ببطء لل�سوق‬ ‫للت�أثير على قوة اليوان‪ ،‬ف�أنه قد ظل منخف�ضا"‬ ‫ب�شكل م�صطنع‪ .‬وم ��ن جهتها ت�شعر الإقت�صادات‬ ‫النا�شئ ��ة بالإحب ��اط ج� � ّراء ال�سيا�س ��ة النقدي ��ة‬ ‫الأميركي ��ة الت ��ي جعلت عمالتها �أق ��ل قدرة على‬ ‫المناف�سة‪.‬‬ ‫وق ��د ذك ��رت مجموع ��ة ال ��دول ال�سب ��ع المتقدمة‬ ‫�إقت�صادي ��ا" �أنه ��ا ال تخف� ��ض قيم ��ة عمالته ��ا‪،‬‬ ‫ب ��ل تح ��اول فق ��ط تعزي ��ز �إقت�صاداته ��ا‪ .‬ولكن في‬ ‫الإقت�ص ��اد العالم ��ي‪ ،‬ال�سيا�س ��ات المحلي ��ة له ��ا‬ ‫عواق ��ب دولي ��ة‪ .‬يج ��ب �أن تكون هذه ال ��دول على‬ ‫ح ��ذر من العواقب غير المتوقع ��ة من �سيا�ساتها‬ ‫النقدية‪.‬‬ ‫لندن ‪ -‬عبد الحميد الفراتي‬ ‫‪58‬‬

‫العدد ‪� - 6‬آذار (مار�س) ‪٢٠١3 -‬‬

‫البور�صات العربية والدولية‬

‫العمالت‬

‫حاكم "م�صرف لبنان"‪� :‬إرتفاع ودائع الم�صارف‬ ‫اللبنانية الى ‪ 9.1‬مليارات دوالر‬ ‫ر�أى حاكم م�ص ��رف لبنان المركزي ريا�ض‬ ‫�سالم ��ة �أن الأو�ض ��اع الت ��ي تم ّر به ��ا معظم‬ ‫الدول العربية ودول البحر المتو�سط دقيقة‬ ‫ت�شجع على الإ�ستثمار‪.‬‬ ‫وال ّ‬ ‫و�أ�شار �سالمة خالل �إفتتاحه "منتدى المال‬ ‫والأعمال" ف ��ي بيروت‪� ،‬إلى �أن "لبنان يت�أثر‬ ‫بالمن ��اخ الإقليمي ال �س ّيم ��ا �أن الأحداث في‬ ‫�سوري ��ا تنعك�س ب�شكل مبا�ش ��ر على ت�ص ّرف‬ ‫الم�ستثم ��ر والم�ستهلك وله ��ا ارتدادات على‬ ‫الو�ضع ال�سيا�سي والأمن ��ي وعلى الإ�ستقرار‬ ‫الإجتماع ��ي"‪ ،‬م�ؤكد ًا �أنه "عل ��ى الرغم من‬ ‫ذل ��ك‪ ،‬حقق لبن ��ان ن�سب نمو بح ��دود الـ‪%2‬‬ ‫ف ��ي الع ��ام ‪ ، 2012‬وهي من �أف�ض ��ل الن�سب‬ ‫ف ��ي الدول العربي ��ة غير النفطي ��ة وفي دول‬ ‫المتو�سط"‪.‬‬ ‫م ��ن جهة �أخرى‪ ،‬لفت �سالم ��ة �إلى �أن لبنان‬ ‫�شهد تراجع ًا في الحركة ال�سياحية وتراجع ًا‬ ‫في طلبات الترخي�ص ف ��ي قطاع البناء "�إال‬ ‫�أن ��ه وم ��ن الناحي ��ة الأخرى‪ ..‬كان ��ت حركة‬ ‫اال�ستهالك مقبولة"‪.‬‬ ‫وقال �سالمة �إنه "على الرغم من ت�أثر �أرباح‬ ‫الم�ص ��ارف (العامل ��ة ف ��ي لبن ��ان) ون ّموها‬ ‫المتوا�ضع ن�سبة للعام ‪� ،2011‬إال �أن العنا�صر‬ ‫الأخرى في ميزانياتها جاءت جيدة"‪.‬‬ ‫وك�شف �سالمة �أن ودائع الم�صارف بلغت ‪9,1‬‬

‫حاكم م�صرف لبنان ريا�ض �سالمة‬

‫ملي ��ارات دوالر مقارنة مع مبلغ ‪ 7,6‬مليارت‬ ‫دوالر للع ��ام ‪ ،2011‬و�إرتفع ��ت الت�سليف ��ات‬ ‫ب�أكث ��ر م ��ن ‪ %10‬مقارن ��ة مع الع ��ام ‪،2011‬‬ ‫م�شير ًا �إل ��ى �أن التوقع ��ات لأداء الم�صارف‬ ‫بالع ��ام ‪" 2013‬جي ��دة ال �س ّيما �أنه تم خالل‬ ‫الع ��ام ‪ 2012‬تكوي ��ن الم�ؤون ��ات المطلوب ��ة‬ ‫مقابل المخاطر المحلية والإقليمية"‪.‬‬ ‫ولف ��ت �سالمة ال ��ى �أن م�ص ��رف لبنان قدر‬ ‫ّ‬ ‫الت�ضخ ��م خ�ل�ال الع ��ام ‪ 2012‬ب� �ـ ‪.%5,3‬‬ ‫"و�سن�سع ��ى �أن يكون الت�ضخم �أقل من ‪%4‬‬ ‫خ�ل�ال العام ‪ 2013‬طالما �أن الأو�ضاع باقية‬ ‫على حالها"‪ ،‬واع ��د ًا ب�أن يحافظ الم�صرف‬ ‫على �أهداف ��ه وهي "ليرة م�ستق ��رة‪ ،‬وفوائد‬ ‫م�ستقرة‪ ،‬وقطاعا" م�صرفيا" يتمتع ب�سيولة‬ ‫مرتفعة ودعم مدرو�س لمالءة الدولة"‪.‬‬

‫م�صرف "الإمارات دبي" يفتح ح�سابات باليوان‬ ‫ب ��د�أ "بن ��ك الإمارات دب ��ي الوطني" فتح ح�ساب ��ات باليوان ال�صيني في �إ�ش ��ارة �إلى ت�سارع‬ ‫نم ��و التعامالت والإ�ستثم ��ارات بين ال�صين ومنطق ��ة الخليج‪ .‬و�ست�ساعد ه ��ذه الح�سابات‬ ‫وف ��ق الم�صرف‪ ،‬ال�شركات الأ�صغر حجما" التي تملك وحدات في ال�صين‪ ،‬في التعامل مع‬ ‫الإم ��ارات وخف�ض مخاطر العملة‪ .‬علما" انه يمكن الم�ستثمرين في �أ�صول مق ّومة باليوان‪،‬‬ ‫�إ�ستخدام الح�سابات‪ .‬و�إن�ضم "الإمارات دبي الوطني" �إلى مجموعة من الم�صارف بينها‬ ‫"�إت� ��ش ا�س ب ��ي �سي" و"بنك الم�شرق" في فتح ح�سابات باليوان في دبي‪ ،‬المركز الرئي�سي‬ ‫للتعامالت التجارية لل�صين مع منطقة الخليج‪.‬‬ ‫وت�ضاعف التبادل التجاري ال�سنوي بين الإمارات وال�صين ‪ 15‬مرة �إلى ‪ 37‬مليار دوالر بين‬ ‫‪� 2000‬إل ��ى ‪ .2011‬ويق� �دّر �أن نحو ‪ %4‬من التعامالت بين الإم ��ارات وال�صين تجري حاليا‬ ‫باليوان‪ ،‬لكن يتوقع �إرتفاعها لتتجاوز الـ‪ %10‬م�ستقبال"‪.‬‬


‫ال�صيني ��ة‪ .‬كما �أن تحرير التحوي ��ل يم ّهد الطريق‬ ‫�أي�ض ��ا" ال ��ى �إ�ستخ ��دام الي ��وان كعمل ��ة �إحتي ��اط‬ ‫من جان ��ب البن ��وك المركزي ��ة و�صنادي ��ق الثروة‬ ‫ال�سيادية‪ ،‬وربما حتى يقدمه كعملة موحدة لت�سعير‬ ‫بع�ض ال�سلع مثل النحا�س‪.‬‬ ‫�إن ه ��ذه الأم ��ور م ��ن دون �ش ��ك �س ��وف تفي ��د‬ ‫ال�صي ��ن‪ .‬عندما ت�ستخدم بل ��دان �أخرى "اليوان"‬ ‫لإحتياطاته ��ا‪ ،‬فه ��ي ترب ��ط ثرواته ��ا الإقت�صادية‬ ‫بث ��روة بالد ماو ت�سي تونغ‪� .‬إن �إ�ستقرار عملة بكين‬ ‫هو م�صلحة مادية لها‪ ،‬وحتى �أنها (هذه البلدان)‬ ‫يمكن �أن ت�ساعد عل ��ى الدفاع عن العملة ال�صينية‬ ‫�ضد هجمات الم�ضارب ��ة �أو التقلبات الأخرى غير‬ ‫المرغ ��وب فيها‪ .‬وعندما يت ��م ا�ستخدام "اليوان"‬ ‫ف ��ي التج ��ارة‪ ،‬فالقط ��اع الخا� ��ص عنده ��ا يحتاج‬ ‫لتخزي ��ن المزي ��د من ��ه‪ ،‬وبالتالي تخفي� ��ض تكلفة‬ ‫التمويل‪.‬‬ ‫وبطبيع ��ة الح ��ال‪� ،‬إن نظ ��ام بكين الحال ��ي لليوان‬ ‫�أي�ض ��ا" لديه بع� ��ض الفوائ ��د‪ .‬الزبائ ��ن والعمالء‬ ‫الذي ��ن يتعاملون مع ال�صين يمكن له ��م �أن يع ِّولوا‬

‫عل ��ى نطاق �ضيق من التذبذب �إلى حد ما بالن�سبة‬ ‫الى �أ�سع ��ار ال�صرف‪ ،‬لذلك ف�إنه م ��ن ال�سهل لهم‬ ‫توقي ��ع �إتفاقات طويلة الأج ��ل‪� .‬إن تحرير التحويل‬ ‫يزي ��ل ه ��ذا ال�ضمان ال�ضمن ��ي‪ ،‬ولكنه ف ��ي الوقت‬ ‫عين ��ه م ��ن �ش�أن ��ه �أن يح ��ل م�شكل ��ة التقلب ��ات من‬ ‫خالل فت ��ح الباب �أمام تح ّوط �أكب ��ر بكثير‪ .‬يمكن‬ ‫لل�ش ��ركات المتع ��ددة الجن�سيات �أن تب ��ادل اليوان‬ ‫والم�شتق ��ات ذات ال�صل ��ة بالملي ��ارات لموازن ��ة‬

‫تحرير اليوان يم ّهد الطريق �أي�ض ًا‬ ‫�إلى �إ�ستخدامه كعملة �إحتياط من‬ ‫جانب البنوك المركزية و�صناديق‬ ‫الثروة ال�سيادية‪ ،‬وربما حتى يقدمه‬ ‫كعملة موحدة لت�سعير بع�ض‬ ‫ال�سلع مثل النحا�س‬

‫دوالر هونغ كونغ‪ :‬هل يندمج قريبا" مع عملة البر ال�صيني؟‬

‫المخاط ��ر التي تتعر� ��ض لها‪ .‬حت ��ى الآن‪� ،‬إتّخذت‬ ‫ال�صين خطوات �صغيرة فقط في هذا االتجاه‪ ،‬مع‬ ‫�أول العق ��ود الآجلة باليوان و�صلت �إلى الأ�سواق في‬ ‫�أيلول (�سبتمبر) الما�ضي‪.‬‬ ‫ع ��ادة‪� ،‬إن بلدا" في و�ض ��ع ال�صين يمكن �أن ينتقل‬ ‫�إلى حرية التحويل لعملته بمجرد �أن ي�شعر بالراحة‬ ‫لفتح �أ�سواقه المالية والإعتماد على الطلب المحلي‬

‫لدف ��ع عجل ��ة الإقت�ص ��اد‪ .‬ولك ��ن ال�صي ��ن لديه ��ا‬ ‫م�ضاعفات‪ :‬هونغ كونغ‪ .‬المدينة‪-‬الدولة �أ�صبحت‬ ‫ج ��زءا" من جمهوري ��ة ال�صين ال�شعبي ��ة في العام‬ ‫‪ ،1997‬لكنه ��ا حافظت على نظامه ��ا الإقت�صادي‬ ‫الخا� ��ص وعملته ��ا الخا�صة دوالر هون ��غ كونغ‪ .‬مع‬ ‫عدد �سكان حوالي ‪ 7‬ماليين‪ ،‬تبلغ كمية �صادراتها‬ ‫ربع مجموع �صادرات بقية ال�صين‪.‬‬ ‫تماما كم ��ا �أن حري ��ة تحويل العمل ��ة هدف طويل‬ ‫الأج ��ل‪ ،‬كذل ��ك الأم ��ر بالن�سب ��ة الى �إع ��ادة دمج‬ ‫هون ��غ كونغ ف ��ي الإقت�صاد ال�صين ��ي‪ .‬اليوم �سوف‬ ‫تكون هذه العملية مث ��ل ثعبان يقوم ب�إبتالع بي�ضة‬ ‫نعامة‪ .‬مع ذلك ال�صي ��ن تتغير ب�سرعة‪� ،‬سواء من‬ ‫حيث التط ��ور المالي و�إنفت ��اح �أ�سواقها‪ .‬مع مرور‬ ‫الوق ��ت‪� ،‬سوف تك ��ون هونغ كون ��غ �أق ��ل �إختالفا"‬ ‫ع ��ن بقية ال�صي ��ن‪ ،‬وبالتالي �سوف يب ��دو الف�صل‬ ‫�أو الإنف�ص ��ال �أق ��ل من �ض ��روري‪� .‬إذا �صار اليوان‬ ‫قاب�ل�ا" للتحويل‪� ،‬سيك ��ون من المرج ��ح �أن يكون‬ ‫الأم ��ر جزءا" م ��ن خطة طويل ��ة الأج ��ل للتقارب‬ ‫الإقت�صادي‪.‬‬ ‫من المفارق ��ات‪ ،‬مع ذلك‪� ،‬أنه فيم ��ا نمت ال�صين‬ ‫بمع ��دل مماث ��ل لهون ��غ كونغ‪ ،‬فق ��د تباين ��ت قيمة‬ ‫عملتهم ��ا‪ .‬على مدى العقود الثالثة الما�ضية‪ ،‬قدّر‬ ‫و�س ّع ��ر الدوالر الهونغ كونغ ��ي بالن�سبة �إلى الدوالر‬ ‫الأميرك ��ي �ضم ��ن نط ��اق �ضئيل جدا"‪ ،‬م ��ا يقرب‬ ‫م ��ن ‪ 1‬ف ��ي المئة م ��ن قيمت ��ه‪ .‬وفي الوق ��ت عينه‪،‬‬ ‫م ��ن ‪� 1995‬إل ��ى ‪ ،2005‬كان الي ��وان م ��ن جهته له‬ ‫�إرتباط ��ه الخا�ص بال ��دوالر االميركي وكانت تقدر‬ ‫قيمت ��ه ب‪ 0.93‬دوالر هون ��غ كونغ ��ي‪ .‬ولك ��ن من ��ذ‬ ‫الع ��ام ‪ ،2005‬ارتفع الي ��وان �إلى ‪ 1.23‬دوالر هونغ‬ ‫كونغي ف ��ي الوقت الذي �إنخف� ��ض العجز التجاري‬ ‫ال�صيني‪.‬‬ ‫�أخي ��را"‪ ،‬كان هناك �ضغ ��ط على تقدي ��ر وت�سعير‬ ‫دوالر هون ��غ كون ��غ �أي�ض ��ا"‪ ،‬وذل ��ك بف�ض ��ل‬ ‫الإ�ستثم ��ارات الهائلة الواردة ف ��ي قطاع العقارات‬ ‫والأ�ص ��ول الأخ ��رى ‪ -‬مدفوع ��ة‪ ،‬بطبيع ��ة الحال‪،‬‬ ‫م ��ن نمو ال�صين‪ .‬م ��ع ذلك‪ ،‬لن تتخ ّل ��ى ال�سلطات‬ ‫النقدي ��ة في هونغ كونغ عن رب ��ط عملتها الطفيف‬ ‫الخا� ��ص‪ .‬لقد �أعل ��ن ر�ؤ�سا�ؤها و�س ّوق ��وا منذ فترة‬ ‫طويلة تركيبة نادرة على كون حرية تحويل الدوالر‬ ‫الهونغ كونغي و�سعر �صرف ��ه الثابت عمليا" بمثابة‬ ‫هبة من ال�سماء بالن�سبة الى ال�شركات العاملة في‬ ‫مجال التجارة العالمية‪.‬‬ ‫ولك ��ن وج ��ود "يوان" قاب ��ل للتحويل ق ��د يجبرهم‬ ‫عل ��ى �إع ��ادة النظر في نظ ��ام العم�ل�ات‪ .‬التجارة‬

‫‪Issue 6 - Mars - 2013‬‬

‫‪61‬‬


‫�أ�سواق المال‬

‫عمالت‬

‫هل ت�صدر بكين وهونغ كونغ عملة موحدة؟‬

‫إتحاد النقد الصيني قد يكون‬ ‫الخطوة األولى لتحرير اليوان !‬ ‫تبحث القيادة الجديدة في ال�صين‬ ‫عن طريق��ة م�ضمون��ة وتدريجية‬ ‫لتحري��ر الي��وان (الرنمنب��ي)‬ ‫و�إطالق��ه ف��ي الأ�س��واق الدولية‪،‬‬ ‫وق��د يكون دمج عملته��ا بالدوالر‬ ‫الهونغ كونغ��ي المرتبط بالدوالر‬ ‫الأميركي بداية الطريق‪.‬‬

‫بكين ‪ -‬عبد ال�سالم فريد‬ ‫خ�ل�ال عطل ��ة نهاي ��ة الأ�سب ��وع في ‪8‬‬ ‫�شب ��اط (فبراي ��ر) الفائ ��ت‪ ،‬تب ��ادل‬ ‫الماليين م ��ن ال�صينيين مغلف ��ات حمراء مليئة‬ ‫بالنقود �إحتفاال" بقدوم "�سنة الأفعى"‪ .‬الغريب‪،‬‬ ‫�أن معظ ��م هذه المغلف ��ات كان يحتوي على عملة‬ ‫تتح ��رك بتثاقل وب ��طء في الظالل ف ��ي الأ�سواق‬ ‫الدولية‪" ،‬اليوان"‪� .‬أكب ��ر بلد م�صدر وثاني �أكبر‬ ‫�إقت�ص ��اد في العال ��م‪ ،‬ال يزال يفتق ��ر �إلى العملة‬ ‫التي يمك ��ن �إ�ستخدامها بحري ��ة دوليا"‪ .‬ال�صين‬

‫هونغ كونغ‪ :‬قد تفقد �إمتيازاتها قريبا" !‬

‫‪60‬‬

‫العدد ‪� - 6‬آذار (مار�س) ‪٢٠١3 -‬‬

‫تريد لهذا الأمر �أن يتغ َّير‪ ،‬ولكن كيف ومتى؟‬ ‫ه ��ذه هي من الم�سائ ��ل المهمة الت ��ي باتت ال�شغل‬ ‫ال�شاغ ��ل للم�ستثمري ��ن‪ ،‬والم�ضاربي ��ن‪ ،‬ومدي ��ري‬ ‫ال�ش ��ركات في جميع �أنحاء العال ��م‪ .‬حاليا"‪ ،‬قيمة‬ ‫الي ��وان تتح ��رك �ضم ��ن نط ��اق ق�س ��ري يفر�ض ��ه‬ ‫بن ��ك ال�شعب ال�صين ��ي‪ ،‬وهناك قيود ح ��ول كيفية‬ ‫�إ�ستخدام ��ه من قب ��ل الأجانب‪ .‬ومن �ش� ��أن اليوان‬ ‫القابل للتحويل �أن يتداول من دون قيود في �أ�سواق‬ ‫العم�ل�ات‪ ،‬وي�صبح بالتالي �أكث ��ر �سيولة‪� ،‬سامحا"‬ ‫لعق ��د �أكبر ال�صفق ��ات‪ ،‬والإ�ستجاب ��ة ب�شكل �أ�سرع‬ ‫للتغي ��رات ف ��ي الطلب عل ��ى الأ�ص ��ول والمنتجات‬


‫�أ�سواق المال‬

‫أموال الهجرة‬

‫من فكرة طارئة �إلى مك ِّون مالي رئي�س‬

‫ً‬ ‫تحويالت المهاجرين تح ّول دوال فقيرة‬ ‫إلى "دول ناشئة" ناجحة!‬ ‫يمك��ن لدول العال��م المتقدم �أن تحدث فرقا" كبي��را" في الإقت�صاد العالمي بب�ساط��ة عن طريق م�ساعدة‬ ‫المهاجرين على القيام بما �صار �أمرا" طبيعيا"‪� :‬إر�سال المال �إلى ذويهم والإ�ستثمار في بلدانهم الأ�صلية‪.‬‬ ‫لندن ‪ -‬هاني مكارم‬ ‫م ��ن المعلوم �أن ع�ش ��رات الماليين من‬ ‫مهاجري بل ��دان العال ��م الثالث الذين‬ ‫يعملون ف ��ي �أوروبا و�أمي ��ركا ال�شمالي ��ة و�أو�ستراليا‬ ‫والخلي ��ج العرب ��ي ير�سلون �إل ��ى �أوطانه ��م (بطرق‬ ‫موث ّق ��ة وغير مو ّثقة) الكثير م ��ن المال‪ .‬ولكن لي�س‬ ‫معروف ��ا" ل ��دى الجمي ��ع �أن المبال ��غ المر�سلة تبلغ‬ ‫ثالثة �أ�ضعاف موازنات المعونات الإنمائية للبلدان‬ ‫المانح ��ة الغني ��ة مجتمع ��ة‪ ،‬وه ��ي م ��ا زال ��ت تنمو‬ ‫ب�سرع ��ة‪ .‬الواقع �أن التحوي�ل�ات المالية قد تح َّولت‬ ‫من فكرة طارئة �إلى مك ّون رئي�س في �إ�ستراتيجيات‬ ‫مالي ��ة لتحويل البل ��دان الفقي ��رة �إل ��ى �إقت�صادات‬ ‫"�أ�س ��واق نا�شئ ��ة" ناجح ��ة‪ .‬لق ��د �ص ��ار وا�ضح ��ا"‬ ‫وثابت ��ا" �أن الإقت�صادي ال�شهير ف ��ي مركز التنمية‬ ‫الدولية‪"،‬النت بريت�شي ��ت" (‪،)Lant Pritchett‬‬ ‫كان �سابقا" لع�صره في زعمه �أن �أف�ضل �شيء يمكن‬ ‫�أن تفعل ��ه البلدان الغنية بالن�سبة الى العالم الثالث‬ ‫يكمن في ال�سماح لمهاجري ��ه القيام برفع الأحمال‬ ‫الثقيل ��ة �أي بت�سهي ��ل مهم ��ة تحويل م ��ا يرغبون من‬ ‫المال الى بلدانهم الأ�صلية‪.‬‬ ‫تفيد الأرقام ب�أن التحوي�ل�ات �إلى البلدان التي هي‬ ‫ف ��ي طريق النم ��و‪ ،‬التي كان ��ت �أقل م ��ن ‪ 100‬مليار‬ ‫دوالر ف ��ي ‪ ،2002‬بلغت قيمتها ‪ 372‬مليار دوالر في‬ ‫‪ .2011‬ولي� ��س م ��ن الم�ستغرب ب� ��أن الهند وال�صين‬ ‫ق ��د ت�صدرت ��ا قائم ��ة ال ��دول الم�ستفيدة ف ��ي هذا‬ ‫المج ��ال مع تلقي ‪ 64‬ملي ��ار دوالر و ‪ 62‬مليار دوالر‬ ‫على التوالي من التحويالت‪ ،‬تليهما المك�سيك (‪24‬‬ ‫ملي ��ار دوالر) والفلبين (‪ 23‬ملي ��ار دوالر)‪ ،‬وم�صر‬ ‫(‪ 14‬ملي ��ار دوالر)‪ ،‬وباك�ست ��ان (‪ 12‬مليار دوالر)‪،‬‬ ‫وبنغالدي�ش (‪ 12‬مليار دوالر ) ونيجيريا (‪ 11‬مليار‬ ‫دوالر) ‪...‬‬

‫ولك ��ن �إذا �صارت تحوي�ل�ات المهاجري ��ن �أ�سا�سا"‬ ‫لإ�ستراتيجي ��ات مالية في دول العالم الثالث فما هو‬ ‫دورها في منطقة ال�شرق الأو�سط و�شمال �إفريقيا؟‬ ‫تب ��رز المنطق ��ة العرب ّي ��ة عالمي� � ًا على الئح ��ة �أ ّول‬ ‫المناط ��ق الم�ستقبل ��ة لتحوي�ل�ات المغتربي ��ن و�أ ّول‬ ‫م�ص� � ّد ٍر لها‪ .‬فقد و�ص ��ل حجم التدفق ��ات ال�سنوية‬ ‫الآتية نظامي ًا �إلى البالد العربية عام ‪ 2011‬حوالى‬ ‫‪ 35‬ملي ��ار دوالر بعد تزايده ��ا المت�سارع منذ مطلع‬ ‫الألف ّي ��ة الثالثة؛ في حي ��ن بقيت تقريب� � ًا ثابتة على‬ ‫م�ست ��وى الـ‪ 13‬ملي ��ار دوالر �سنو ّي ًا خ�ل�ال ت�سعينات‬ ‫القرن الفائ ��ت‪ .‬وت�أتي كل من م�ص ��ر (‪ 14‬مليار ًا)‬ ‫ولبن ��ان (‪ 7‬مليارات) والمغ ��رب (‪ 6.12‬مليارات)‬ ‫ف ��ي طليعة ال ��دول العالم ّية الم�ستقبل ��ة للتحويالت‬ ‫من حيث الحجم الإجمالي‪� .‬أ ّما بالن�سبة الى الناتج‬ ‫المح ّلي الإجمالي فتبرز في المراتب الأولى عالمي ًا‬ ‫التدفق ��ات المالي ��ة �إل ��ى لبن ��ان (‪ )%22‬وفل�سطين‬

‫بالإ�ضافة �إلى الأردن (‪ )%18‬واليمن (‪.)%5.2‬‬ ‫في الحقيقة‪ ،‬تلع ��ب تحويالت المغتربي ��ن والع ّمال‬ ‫المهاجري ��ن دور ًا �أكب ��ر بكثير م ّما ت�شي ��ر �إليه هذه‬ ‫الأرق ��ام الر�سم ّي ��ة‪� .‬إذ ق� �دّرت درا�س ��ة لم�ص ��رف‬ ‫الإ�ستثم ��ار الأوروب ��ي �أنّ ن�سب ��ة التحوي�ل�ات غي ��ر‬ ‫النظام ّية (�أو غير القانوني ��ة) �إلى البلدان العرب ّية‬ ‫م ��ا زالت كبيرة ج ّد ًا ت�ص ��ل �إلى ‪ %7‬في لبنان و‪%20‬‬ ‫ف ��ي تون� ��س و‪ %34‬ف ��ي المغ ��رب و‪ %53‬ف ��ي الأردن‬ ‫و‪ %56‬ف ��ي م�صر و‪ %57‬في الجزائر وحتّى �إلى ‪%79‬‬ ‫ف ��ي �سوريا‪ .‬بحي ��ث يمكن تقدير الحج ��م الحقيقي‬ ‫لمجمل التحوي�ل�ات ال�سنوية �إلى �أكثر من ‪ 60‬مليار‬ ‫دوالر‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫هكذا يتخطى حجم تدفق ��ات تحويالت المغتربين‬ ‫بكثير مجمل تد ّفقات الم�ساعدات العرب ّية والدولية‬ ‫للتنم ّي ��ة ومجم ��ل تد ّفقات الإ�ستثم ��ارات الخارج ّية‬ ‫المبا�شرة الوافدة؛ في حين ت�سارعت هذه الأخيرة‬

‫البنك الدولي‪ :‬يجب �أن يلعب دورا" �أكبر للإ�ستفادة من التحويالت‬

‫‪Issue 6 - Mars - 2013‬‬

‫‪63‬‬


‫�أ�سواق المال‬

‫¶‬

‫عمالت‬ ‫اليوان‪ :‬يبحث عن دور عالمي ولكن ‪...‬‬

‫زعيم ال�صين الجديد �شي جينبينغ‪:‬‬ ‫هل يبد�أ رحلة الألف ميل؟‬

‫البيني ��ة بين هونغ كونغ وبقي ��ة ال�صين تبلغ قيمتها‬ ‫م ��ا يقرب من ‪ 200‬ملي ��ار دوالر �سنويا" و�ست�ستمر‬ ‫بالت�أكي ��د في النمو‪ .‬مع "يوان" قابل للتحويل‪ ،‬ف�إن‬ ‫�سع ��ر ال�صرف لكل هذه التجارة ال يمكن التنب�ؤ به‬ ‫تماما"‪.‬‬ ‫وللأ�س ��ف‪ ،‬ف� ��إن الحل الوا�ض ��ح له ��ذه الم�شكلة ‪-‬‬ ‫وح ��دة نقدي ��ة ‪ -‬لي�ست جيدة وال �سيم ��ا في الوقت‬ ‫الراه ��ن‪ .‬مما ال �شك فيه �أن عمل ��ة �صينية واحدة‬ ‫قد يبقي هونغ كونغ متم�سكة بجوانب كثيرة �أخرى‬ ‫متميزة م ��ن �إقت�صادها‪ .‬يمكن لأنظمتها القانونية‬ ‫وال�ضريبية والتنظيمية �أن تبقى م�ستقلة‪ .‬بدال" من‬ ‫ذلك‪ ،‬ف�إن الم�شكلة هي في �أن هونغ كونغ وال�صين‬ ‫ل ��م تفيا بال�ش ��روط الكافية لتوحي ��د ناجح للعملة؛‬ ‫على الرغ ��م من �أن التج ��ارة بينهم ��ا مجانية �إلى‬ ‫ح ��د ما‪ ،‬ف�إنهما ال يت�شاركان ف ��ي ال�سيا�سة المالية‬ ‫�أو ال�سم ��اح لهج ��رة غي ��ر مق ّي ��دة‪ ،‬وبالتال ��ي ف� ��إن‬ ‫دوراتهم ��ا الإقت�صادية عليها �أن تتزامن‪ .‬مع و�ضع‬

‫ال�سيا�س ��ة النقدية في بكين‪ ،‬حيث من الم�ؤكد �أنها‬ ‫�سوف تكون‪ ،‬ف�إن �إقت�صاد هونغ كونغ من المحتمل‬ ‫�أن ي�سلك طريقا" وعرا"‪.‬‬ ‫على الأرجح‪� ،‬سوف ت�ستخدم بكين تحرير التحويل‬ ‫كجزء من برنامج تدريجي لتفكيك �إ�ستقالل هونغ‬

‫التجارة البينية بين هونغ كونغ‬ ‫وبقية ال�صين تبلغ قيمتها ما يقرب من‬ ‫‪ 200‬مليار دوالر �سنويا" و�ست�ستمر‬ ‫بالت�أكيد في النمو ومع "يوان" قابل‬ ‫للتحويل ف�إن �سعر ال�صرف لكل هذه‬ ‫التجارة ال يمكن التنب�ؤ به تماما"‬

‫كون ��غ النق ��دي‪ .‬وبمجرد �أن ي�صب ��ح اليوان قابال"‬ ‫للتحوي ��ل‪� ،‬ست�شج ��ع ال�صين بال �ش ��ك �إ�ستخدامه‬ ‫في هونغ كونغ‪ .‬كم ��ا ي�ستعمل اليورو في بع�ض دول‬ ‫الإتح ��اد الأوروبي التي لم تعتم ��ده بعد‪ ،‬وي�ستخدم‬ ‫ال ��دوالر الأميركي في جميع �أنح ��اء العالم‪� ،‬سوف‬ ‫يعم ��ل اليوان �إل ��ى جانب ومحاذاة ال ��دوالر الهونغ‬ ‫كونغ ��ي حت ��ى تتوف ��ر الظ ��روف المالئم ��ة للتحول‬ ‫الكبير‪.‬‬ ‫�س ��وف ينم ��و ال�ضغط عل ��ى �سلط ��ات هون ��غ كونغ‬ ‫لل�سماح لدوالرها �أن يرتفع تح�سبا" لتوحيد العملة‬ ‫في نهاية المطاف‪ .‬ومن المعلوم �أن "درجة عالية‬ ‫م ��ن الحك ��م الذاتي" لهون ��غ كون ��غ م�ضمونة حتى‬ ‫العام ‪ ،2047‬ولكن في تمهيد للإنتقال ب�سهولة في‬ ‫النهاية �إل ��ى ال�صين والتي هي �أولوية عالية لبكين‬ ‫فالمناق�ش ��ة جارية بين الم�س�ؤولي ��ن من الجانبين‬ ‫بالفع ��ل‪ .‬عل ��ى الرغ ��م من �أن ��ه م ��ن الم�ستبعد �أن‬ ‫تكون هن ��اك �سيا�سة م�شتركة مالية‪� ،‬سوف ت�صبح‬ ‫حرية الهجرة �أق ��ل ثقال" من الناحي ��ة ال�سيا�سية‬ ‫فيما ال�صي ��ن تزداد ثراء‪ .‬في �ضوء ذلك‪ ،‬ونظرا"‬ ‫للجه ��ود البطولية الالزم ��ة لحماية رب ��ط عملتها‬ ‫بال ��دوالر الأميرك ��ي‪ ،‬ف� ��إن زعماء هون ��غ كونغ قد‬ ‫ي�صبح ��ون في نهاية المطاف �ش ��ركاء راغبين في‬ ‫�إتحاد نقدي‪.‬‬ ‫�ش ��ي جينبين ��غ‪ ،‬زعي ��م ال�صين الجدي ��د‪ ،‬الذي‬ ‫لديه عالقات قوية م ��ع جنوب البالد في مجال‬ ‫تنظي ��م الم�شاريع‪ ،‬من المتوق ��ع �أن يطلق موجة‬ ‫رئي�س ��ة مقبلة م ��ن الإ�صالح ��ات الإقت�صادية‪.‬‬ ‫من المرج ��ح �أن تكون لديه فترت ��ان من خم�س‬ ‫�سن ��وات لتحقي ��ق تق ��ارب �أكب ��ر بي ��ن ال�صي ��ن‬ ‫وهونغ كونغ‪ ،‬ربما بم�ساعدة يي غانغ‪ ،‬المر�شح‬ ‫لحاكمي ��ة البن ��ك المركزي‪ .‬وقد يك ��ون تحرير‬ ‫تحويل اليوان تتويجا" جيدا" للفترة الأولى من‬ ‫الحك ��م‪ .‬لكن الإتح ��اد النقدي ق ��د ي�ضطر �إلى‬ ‫�إنتظار خليفته‬


‫خدمة "وي�سترن يونيون" �صارت �أ�سا�س لتحويل المهاجرين ال�سريع‬

‫هن ��اك يغذي الإ�سته�ل�اك �إذ �أن الفقراء يحتاجون‬ ‫ال ��ى تن ��اول الطعام �أكث ��ر منه �إلى الإدخ ��ار‪ .‬ولكن‬ ‫يمك ��ن لهذا الواق ��ع �أن يتغ ّير مع ت�س ّل ��ق الالتينيين‬ ‫في الوالي ��ات المتحدة ال�س ّل ��م الإقت�صادي‪ .‬الواقع‬ ‫�أنه يمكن لأمواله ��م �أن تك ّمل توافر ر�أ�س المال في‬ ‫وطنهم الأ�صلي‪ ،‬وخ�صو�ص ��ا" لل�شركات ال�صغيرة‬ ‫المبتدئ ��ة م ��ن المك�سي ��ك �إل ��ى البرازي ��ل‪ ،‬حي ��ث‬ ‫�أ�صبحت �أ�سواق الإئتمان مغلقة �أمام معظمها‪.‬‬ ‫في الواقع‪� ،‬إن البلدان الأكثر فقرا" تت�ضور جوعا"‬ ‫ال ��ى ر�أ� ��س الم ��ال للبني ��ة التحتية العام ��ة وكذلك‬ ‫للقط ��اع الخا�ص‪ .‬ومن هن ��ا كان الإهتمام الجديد‬ ‫ف ��ي "�سن ��دات ال�شت ��ات" " ‪-"diaspora bonds‬‬ ‫�إ�صدارات ديون حكومية مق ّومة بالعمالت المحلية‬ ‫الت ��ي يت ��م ت�سويقه ��ا للمغتربي ��ن لتموي ��ل م�شاريع‬ ‫مح ��ددة‪ .‬لي� ��س هن ��اك �سح ��ر هن ��ا‪ :‬المهاج ��رون‬ ‫يعلمون وكذلك الم�ستثم ��رون المحتملون الآخرون‬ ‫(ربم ��ا �أف�ضل) �أن ه ��ذه ال�سن ��دات تحمل مخاطر‬ ‫ع ��دم ال�س ��داد‪ ،‬ف�ض�ل�ا" ع ��ن مخاط ��ر �إنخفا� ��ض‬ ‫قيم ��ة العملة الذي �سوف ي�أكل م ��ن قيمة �أ�صولهم‪.‬‬ ‫وم ��ع ذلك‪ ،‬ف� ��إن ال�سن ��دات لها معنى‪ ،‬عل ��ى الأقل‬ ‫م ��ن الناحي ��ة النظرية‪ ،‬لأنها تنا�ش ��د الوطنية لدى‬ ‫المهاجرين ولأن مخاطر العمل ��ة لي�ست لها �أهمية‬ ‫بالن�سب ��ة �إليه ��م �إذ �أن �أقاربه ��م يمكنه ��م دائم ��ا"‬ ‫�إ�ستخدام ال�سيولة المحلية‪.‬‬ ‫حتى الآن‪ ،‬عملت "�سندات ال�شتات" �أف�ضل عندما‬ ‫تكون هن ��اك حاجة الى و�سائل خا�صة لزيادة ر�أ�س‬ ‫المال على الأقل (�إنظر الى الهند و�إ�سرائيل)‪ .‬لكن‬ ‫البنك الدولي ي�ضغط على الم�س�ألة‪ ،‬وهناك �أمل �أن‬ ‫نهج ال�سن ��دات يمكن �أن يحدث فرق ��ا"‪ ،‬على وجه‬ ‫الخ�صو�ص‪ ،‬في منطقة جن ��وب ال�صحراء الكبرى‬ ‫الإفريقية‪.‬‬

‫"النت بريت�شيت"‪� :‬سبق ع�صره‬

‫م ��ا نعرف ��ه على وج ��ه اليقي ��ن‪ ،‬رغم ذل ��ك‪ ،‬هو �أن‬ ‫تحوي�ل�ات �أكثر ه ��ي �أف�ضل م ��ن �أق ��ل ‪ -‬وهذه هي‬ ‫ن�صيح ��ة الإقت�ص ��ادي "بريت�شي ��ت" بال�سم ��اح‬ ‫للمهاجرين بم�ساع ��دة بلدانهم الأ�صلية من طريق‬ ‫القي ��ام بوظائ ��ف ال �أح ��د يريد في البل ��دان الغنية‬ ‫التطرق �إليه ��ا‪� .‬سيا�سة الهج ��رة لي�ست على و�شك‬ ‫�أن ُتح� � ّرر ف ��ي الوالي ��ات المتح ��دة �أو �أوروبا – في‬ ‫الواق ��ع‪ ،‬يمك ��ن �أن تبقى الهج ��رة ال�صافية �أي�ضا"‬ ‫�سلبية‪ ،‬فيما البطالة المزمنة (ناهيك عن كراهية‬ ‫الأجان ��ب) ت�ضرب العالم المتق ��دم‪ .‬حتى المملكة‬ ‫العربي ��ة ال�سعودي ��ة ثاني �أكبر م�ص ��در للتحويالت‬ ‫الوطني ��ة بعد �أميركا‪ ،‬بد�أت تغ ّي ��ر بع�ض �سيا�ساتها‬ ‫بالن�سب ��ة الى الوافدين �إليه ��ا ك�إجبار �أرباب العمل‬ ‫مثال" عل ��ى �أن ي�ستخدموا �أياد عاملة وطنية بدال"‬ ‫من العمال الآ�سيويين والعرب‪.‬‬ ‫ولك ��ن هناك و�سيلة واحدة ت ��م تجاهلها على نطاق‬

‫ت�أتي كل من م�صر (‪ 14‬مليار ًا) ولبنان‬ ‫(‪ 7‬مليارات) والمغرب (‪ 6.12‬مليارات)‬ ‫في طليعة الدول العالم ّية الم�ستقبلة‬ ‫للتحويالت من حيث الحجم الإجمالي‬ ‫�أ ّما بالن�سبة الى الناتج المح ّلي‬ ‫الإجمالي فتبرز في المراتب الأولى‬ ‫عالمي ًا التحويالت �إلى لبنان (‪)%22‬‬ ‫وفل�سطين بالإ�ضافة �إلى الأردن (‪)%18‬‬

‫وا�س ��ع لزيادة المبالغ التي ُتح� � َّول �إلى البلدان غير‬ ‫النامية‪ .‬يتم �إر�سال الج ��زء الأكبر من التحويالت‬ ‫المالي ��ة الرئي�س ��ة ف ��ي مبال ��غ من ب�ض ��ع مئات من‬ ‫ال ��دوالرات‪ .‬وتكالي ��ف �إر�س ��ال المبال ��غ النقدي ��ة‬ ‫مرتفعة ب�شكل مذه ��ل ‪ -‬ما ي�صل �إلى ‪ 30‬في المئة‬ ‫في بع� ��ض "ممرات" التحوي�ل�ات‪ .‬ويعود الأمر في‬ ‫جزء منه الى �أن التكلفة الحقيقية لتحويل ‪20,000‬‬ ‫دوالر عبر الح ��دود ال يكاد يختلف عن تحويل ‪200‬‬ ‫دوالر‪ .‬وم ��ع ذلك‪ ،‬يبق ��ى الأمر م�س�أل ��ة مناف�سة �أو‬ ‫عدمها‪.‬‬ ‫م ��ن جهته �أطلق البنك الدول ��ي موقعا" على �شبكة‬ ‫االنترنت في ثماني لغ ��ات ن�شر عليها الر�سوم التي‬ ‫تفر�ضها كل م�ؤ�س�سة مالية رئي�سة في كل ممر نقدي‬ ‫دول ��ي‪ .‬للأ�سف‪ ،‬مع ذل ��ك‪ ،‬النا�س الذين يحتاجون‬ ‫�أكث ��ر �إل ��ى المعلومات ه ��م �أولئك الأق ��ل �إحتماال"‬ ‫لإ�ستخ ��دام مواقع الإنترنت‪ ،‬و�أي�ضا" الذين ال وقت‬ ‫لديهم لعبور مدينة للعثور على �أرخ�ص الخدمات‪.‬‬ ‫الحكوم ��ات عموم ��ا" ال تميل �إل ��ى الإعتماد على‬ ‫مقدمي الخدم ��ة المالية لتقديم قدرة �أكثر على‬ ‫المناف�س ��ة؛ وهذا العمل كبي ��ر ومربح �إذا عرفت‬ ‫كيفي ��ة �أن تقاوم ذلك‪ .‬ولكن من جهة �أخرى‪ ،‬قد‬ ‫يكون هناك �ساحة ق ��د ت�ستطيع فيها المنظمات‬ ‫غي ��ر الحكومي ��ة �أن تحدث فرق ��ا"‪ ،‬وذلك بن�شر‬ ‫الإنته ��اكات والإ�شادة بفاعل ��ي الخير في المدن‬ ‫والأحي ��اء التي للمهاجرين فيها ق ��وة �إقت�صادية‬ ‫بحك ��م الأرق ��ام‪ .‬علما" ب� ��أن تخفي� ��ض متو�سط​​‬ ‫الر�س ��وم م ��ن نح ��و ثماني ��ة ف ��ي المئ ��ة بنقط ��ة‬ ‫مئوي ��ة واح ��دة يعن ��ي �إ�ضاف ��ة ‪ 3‬ملي ��ارات دوالر‬ ‫للبل ��دان المتلقي ��ة – تقريبا" موازن ��ات المعونة‬ ‫والم�ساع ��دة الملحوظ ��ة في نيوزيلن ��دا والنم�سا‬ ‫وفنلندا مجتمعة‬

‫‪Issue 6 - Mars - 2013‬‬

‫‪65‬‬


‫�أ�سواق المال‬

‫¶‬

‫�أموال الهجرة‬

‫�كل م�ضط ��رد ف ��ي ال�سن ��وات الأخي ��رة‪ ،‬ولك ��ن‬ ‫ب�ش � ٍ‬ ‫معظمها ذهب �أ�ص ًال �إلى دول الخليج العربي‪.‬‬ ‫ت�أت ��ي تحوي�ل�ات المهاجري ��ن الع ��رب �أ�سا�س� � ًا من‬ ‫دول مجل� ��س التع ��اون الخليجي و�أوروب ��ا والواليات‬ ‫ح�صة التحويالت البين ّية‬ ‫المتح ��دة‪ .‬وقد �إنخف�ضت ّ‬ ‫ب�شكل كبير منذ الت�سعينات‪ ،‬خ�صو�صا" بعد‬ ‫العرب ّية ٍ‬ ‫طرد الع ّمال الم�صريين من العراق والفل�سطينيين‬ ‫والأردنيين من الكويت بعد حرب الخليج الأولى عام‬ ‫إ�ستبدال‬ ‫‪ ،1991‬وبعدما قامت دول الخليج العربي ب�‬ ‫ٍ‬ ‫كثي ��ف للعمالة العرب ّية ب�أخرى م ��ن الدول الآ�سيو ّية‬ ‫�أرخ�ص ثمن� � ًا و�أكثر ليون ًة وه�شا�ش� � ًة‪ .‬هكذا لم ت ُعد‬ ‫التحوي�ل�ات البين ّي ��ة العرب ّي ��ة ت�ش� � ّكل �س ��وى ن�صف‬ ‫التحويالت الآتية وثلث التحويالت ال�صادرة‪.‬‬ ‫كثير من البل ��دان العرب ّية الكثيفة‬ ‫ال�س� ��ؤال ّ‬ ‫الملح في ٍ‬ ‫ال�س� � ّكان والمفتق ��رة الى الم ��وارد هو ت�أثي ��ر الأزمة‬ ‫المالية العالمية‪ ،‬وخ�صو�صا" الأوروبية‪ ،‬التي تع�صف‬ ‫حالي ًا في هذه التحويالت التي لعبت دور ًا �أ�سا�س ّي ًا في‬ ‫ت�أخير �إنفجار الث ��ورات االجتماعية لأثرها المبا�شر‬ ‫على �إيرادات �أكثر الطبقات ال�شعب ّية فقر ًا وه�شا�ش ًة‪.‬‬ ‫م ��ن جهتها تتاب ��ع ال�سلطات الحكوم ّي ��ة والم�صارف‬ ‫المركز ّي ��ة العرب ّية يوم ًا بيوم تط� � ّور هذه التحويالت‬ ‫لما لها م ��ن �أثر عل ��ى الإقت�ص ��ادات المعن ّية‪ .‬ويبدو‬ ‫�أنّ م�ص ��ر كان ��ت �أ ّول من ت�أ ّثر في ه ��ذا المجال بعد‬ ‫ح�ص ��ة الواليات المتّحدة‬ ‫�أزم ��ة ‪ 2008‬المالية �إذ �أنّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ح�ص ًة ملحوظة‪.‬‬ ‫ل‬ ‫ك‬ ‫ت�ش‬ ‫من التحويالت الوافدة �إليها‬ ‫ّ‬ ‫ولك ��نّ المغ ��رب العرب ��ي ي�شه ��د �أي�ض� � ًا تراجع� � ًا في‬ ‫تحويالته الرتهانه الكبير و�شبه الأحاديّ الجانب مع‬ ‫�أوروب ��ا‪� .‬إ ّال �أنّ الأثر الأكبر �سي�أتي من تط ّور الأو�ضاع‬ ‫ف ��ي المملكة العربي ��ة ال�سعودية والإم ��ارات العرب ّية‬

‫الم ّتح ��دة‪ ،‬اللتين ت�ش ّكالن �سو ّي� � ًة الجزء الغالب من‬ ‫ب�شكل‬ ‫التحوي�ل�ات ال�صادرة‪ ،‬والت ��ي بد�أتا تت�أ ّث ��ران ٍ‬ ‫بخا�ص ًة م ��ع تذبذب �أ�سعار النفط‬ ‫فعل � ّ�ي من الأزمة‪ّ ،‬‬ ‫العالم ّي ��ة بالإ�ضافة �إل ��ى الهبوط الكبي ��ر في ن�شاط‬ ‫ّ‬ ‫القطاع العقاريّ ‪.‬‬ ‫وم ��اذا ع ��ن التحويالت ف ��ي العال ��م الخارجي غير‬ ‫العربي؟‬

‫حرب الخليج الأولى (‪ )1991‬خفّ�ضت من التحويالت العربية‬

‫‪64‬‬

‫العدد ‪� - 6‬آذار (مار�س) ‪٢٠١3 -‬‬

‫التحويالت �إلى البلدان التي هي‬ ‫في طريق النمو كانت �أقل من ‪100‬‬ ‫مليار دوالر في ‪ 2002‬وبلغت ‪372‬‬ ‫وت�صدرت‬ ‫مليار دوالر في ‪2011‬‬ ‫ّ‬ ‫كل من الهند وال�صين قائمة الدول‬ ‫الم�ستفيدة في هذا المجال‬ ‫و�صل حجم التحويالت ال�سنوية‬ ‫الآتية نظامي ًا �إلى البالد العربية عام‬ ‫‪ 2011‬حوالى ‪ 35‬مليار دوالر بعد‬ ‫تزايدها المت�سارع منذ مطلع الألف ّية‬ ‫الثالثة في حين بقيت تقريب ًا ثابتة‬ ‫على م�ستوى الـ‪ 13‬مليار دوالر �سنو ّي ًا‬ ‫خالل ت�سعينات القرن الفائت‬

‫الواقع �أن التدفقات المالي ��ة متقلبة‪ .‬التغ ّيرات في‬ ‫�أ�سع ��ار النفط �أ ّثرت (وما زالت) ف ��ي تدفق المال‬ ‫المر�سل من رو�سيا ومنطقة الخليج العربي‪ ،‬كما �أن‬ ‫الركود العالمي (وخ�صو�ص ��ا" �إنهيار قطاع البناء‬ ‫والت�شيي ��د) قد �إلتهم ن�سبة كبي ��رة من التحويالت‬ ‫المالية من �أوروبا والواليات المتحدة‪.‬‬ ‫بالطبع‪� ،‬إن الم�ستفيدين من التدفقات المالية هم‬ ‫�أ�س ��ر المهاجرين‪ .‬ولكن الت�أثير على المدى البعيد‬ ‫عل ��ى النمو الإقت�ص ��ادي للبالد كبي ��ر‪ ،‬ولمجموعة‬ ‫متنوعة م ��ن الأ�سباب‪ .‬كانت بكي ��ن حققت �سبقا"‬ ‫كبي ��را" ف ��ي هذا ال�ص ��دد‪ .‬لقد ق� �دّم ال�صينيون‬ ‫المغترب ��ون مبالغ كبيرة من ر�أ� ��س المال ومزيجا"‬ ‫م ��ن المعرف ��ة التكنولوجية والإداري ��ة والخبرة في‬ ‫مج ��ال التجارة الدولية حي ��ث �أعطوا دفعا" قويا"‬ ‫لإق�ل�اع و�إنطالق ��ة ال�صي ��ن ف ��ي ثمانين ��ات القرن‬ ‫الفائت‪.‬‬ ‫الهن ��د م ��ن جهته ��ا متخلف ��ة كثي ��را" ع ��ن جارتها‬ ‫الكب ��رى في ه ��ذا المج ��ال‪ ،‬ويرجع ذل ��ك جزئيا"‬ ‫ال ��ى �أن ن�سب ��ة كبي ��رة م ��ن مواطنيها ف ��ي الخارج‬ ‫م�ؤلف ��ة م ��ن عمال �شب ��ه مهرة ف ��ي الخلي ��ج‪ .‬ومن‬ ‫المفارق ��ات‪� ،‬أن الأ�س ��واق المالي ��ة المتط ��ورة ف ��ي‬ ‫الهند ق ��د لعبت �أي�ضا" دورا"‪ ،‬حي ��ث �س ّهلت الأمر‬ ‫و�سمح ��ت للهن ��ود الأثرياء في الخ ��ارج بالإ�ستثمار‬ ‫ف ��ي الأ�سهم وال�سندات في الوطن ولي�س في �أعمال‬ ‫جدي ��دة‪ .‬ولك ��ن لي� ��س هناك �ش ��ك ف ��ي �أن الهنود‬ ‫"المت�أمركين" الذين هم على �صلة بعالم المعرفة‬ ‫التقنية العالية مهتمون كثيرا" في �أ�سواق موطنهم‬ ‫الأ�صلي‪� ،‬س ��واء من حيث الإ�ستثم ��ارات المبا�شرة‬ ‫�أو من خالل �سهولة نق ��ل التكنولوجيا‪ .‬على الرغم‬ ‫من �صعوبة التحديد‪ ،‬ف�إن نجاح ال�شتات الهنود في‬ ‫�أميركا ال�شمالية يقدم فر�صا" ب�شكل وا�ضح وراحة‬ ‫لم�صالح وطنهم الأ�صلي الذي يحارب لفتح البالد‬ ‫�أمام رجال الأعمال الأجانب ‪ -‬مهمة �شاقة في بلد‬ ‫تهيم ��ن عليه منذ فترة طويلة فئة م ��ن ال�سيا�سيين‬ ‫والبيروقراطيي ��ن الت ��ي لديه ��ا الكثي ��ر لتفقده في‬ ‫�إقت�صاد �أكثر قدرة على المناف�سة و�أقل تنظيما"‪.‬‬ ‫م ��ن جه ��ة �أخ ��رى �إن مع ��دالت الإدخار ف ��ي �آ�سيا‬ ‫مرتفعة جدا" – وهي عالية ب�شكل محرج في حالة‬ ‫ال�صي ��ن‪ ،‬التي تو ّفر �أكثر مم ��ا ت�ستثمر ب�سهولة في‬ ‫الب�ل�اد‪ ،‬وتعتمد بالتالي على فوائ�ض تجارية كبيرة‬ ‫للحف ��اظ على النم ��و في الناتج المحل ��ي والعمالة‪.‬‬ ‫ولك ��ن �أمي ��ركا الالتيني ��ة‪ ،‬حيث مع ��دالت الإدخار‬ ‫المحلي تعان ��ي من فقر الدم‪ ،‬فه ��ي ق�صة مختلفة‬ ‫تمام ��ا"‪ .‬الي ��وم‪ ،‬معظ ��م تحوي�ل�ات المهاجري ��ن‬


‫بإيجاز‬

‫"�أوبيك" ترفع توقعها لنمو الطلب العالمي‬ ‫على النفط في ‪2013‬‬ ‫دفع ��ت "الم�ؤ�شرات" على تعافي االقت�صاد العالمي منظمة الدول الم�صدّرة للنفط "�أوبيك" الى تعديل‬ ‫توقعاته ��ا برفعه ��ا بمقدار ‪ 840‬الف برمي ��ل‪� ،‬أي بزيادة ‪� 80‬ألفا" عن �آخر تقدي ��ر لها‪ .‬في تقرير لها في‬ ‫‪ ،2013/02/12‬تو ّقع ��ت منظم ��ة "�أوبيك" نمو الطلب العالمي على النف ��ط �أ�سرع من التوقعات ال�سابقة‬ ‫ف ��ي ‪ .2013‬ويع ��زز التقرير دالئل على �أن الطلب على النفط تجاوز التوقعات في مطلع ال�سنة "مما دعم‬ ‫الأ�سع ��ار"‪ .‬و�إرتفع �سعر النفط الى �أعلى م�ست ��وى في ‪� 9‬أ�شهر متجاوزا الـ‪ 119‬دوالرا" للبرميل في �أوائل‬ ‫ال�شهر الفائت‪ ،‬مدعوما" بنمو �أقوى من المتوقع للطلب في ال�صين‪ .‬وب�سبب �إرتفاع الطلب وتغيير طفيف‬ ‫ف ��ي توقعات ام ��دادات الدول غير الأع�ضاء في "�أوبي ��ك"‪ ،‬تتوقع المنظمة �أن يبل ��غ متو�سط الطلب على‬ ‫نفطها ‪ 29.78‬مليون برميل يوميا في ‪ 2013‬بزيادة ‪� 130‬ألف برميل يوميا" عن التقدير ال�سابق‪.‬‬

‫"منتجات" تتولى ت�سويق البتروكيماويات القطرية وبيعها‬ ‫ب ��د�أت قط ��ر تـ�سوي ��ق منتجاته ��ا الكيماوي ��ة‬ ‫والبتروكيماوي ��ة عب ��ر قن ��اة واح ��دة‪ ،‬تتمث ��ل‬ ‫في �شرك ��ة "منتج ��ات" الت ��ي ُمنح ��ت الحقوق‬ ‫الح�صري ��ة لت�سوي ��ق المنتج ��ات الكيماوي ��ة‬ ‫والبتروكيماوية القطرية وتوزيعها‪.‬‬ ‫و�إ�ستهل ��ت ال�شرك ��ة الجدي ��دة �أعماله ��ا بتول ��ي‬ ‫مهمات النق ��ل والت�سويق والمبيع ��ات في �شركة‬ ‫قطر للإ�ضاف ��ات البترولية المحدودة "كفاك"‬ ‫�إل ��ى �شركة "منتجات"‪ ،‬التي �أعلنت بدء ت�سويق‬ ‫منتج ��ات "كفاك" وبيعه ��ا وتوزيعه ��ا من مادة‬ ‫الميثان ��ول وثالث ��ي ميثاي ��ل بيوتاي ��ل الأثير في‬ ‫الأول من �شباط (فبراير) الفائت‪.‬‬ ‫وت�سـلم ��ت الـطلب ��ات الأولى لهذي ��ن المنتجين‪،‬‬ ‫وهم ��ا ج ��زء م ��ن المنتج ��ات الت ��ي ت�شتريه ��ا‬ ‫"منتجات" وت�س ّوقها وتوزعها وتبيعها للزبائن‬ ‫في �أكثر من ‪ 120‬بلد ًا في العالم‪ ،‬وفق ما ين�ص‬ ‫مر�سوم �أميري في هذا ال�ش�أن‪.‬‬ ‫ُيذك ��ر �أن �شرك ��ة "كف ��اك"‪ ،‬ه ��ي الأول ��ى ف ��ي‬ ‫قائم ��ة ال�شركات المنتجة الت�س ��ع‪ ،‬التي �ستتولى‬ ‫�شرك ��ة "منتجات" الحق ��وق الح�صرية لت�سويق‬ ‫منتجاته ��ا الخا�ضع ��ة للتنظي ��م الحكوم ��ي في‬ ‫قطر‪ .‬وه ��ي مخت�صة في �إنتاج م ��ادة الميثانول‬ ‫وثالث ��ي ميثايل بيوتايل الأثير‪ ،‬وتنتج ‪� 610‬آالف‬ ‫طن م ��ن مادة ثالث ��ي ميثاي ��ل بيوتاي ��ل الأثير‪،‬‬ ‫و‪� 980‬أل ��ف ط ��ن م ��ن م ��ادة الميثان ��ول �سنوي ًا‪.‬‬ ‫وتملكه ��ا "�صناعات قطر" بن�سبة ‪ 50‬في المئة‪،‬‬ ‫و�شرك ��ة "�أوبك ال�ش ��رق الأو�سط" بن�سبة ‪ 20‬في‬

‫وزير الطاقة وال�صناعة القطري محمد بن �صالح ال�سادة‬

‫المئ ��ة‪ ،‬و�شركة "�إنترنا�شيون ��ال �أوكتان" بن�سبة‬ ‫‪ 15‬ف ��ي المئ ��ة‪ ،‬و�شرك ��ة "�إل �س ��ي واي ال�ش ��رق‬ ‫الأو�س ��ط" بن�سبة ‪ 15‬في المئة‪ .‬وكانت ت�أ�سـ�ست‬ ‫كجزء من خـطة �إ�سـتراتـيجي ��ة قـطـرية‪ ،‬لتنويع‬ ‫قاعدة البتروكيماوي ��ات وال�صناعات التحويلية‬ ‫وتو�سيعها‪.‬‬ ‫واعتب ��ر وزي ��ر الطاق ��ة وال�صناع ��ة محم ��د بن‬ ‫�صال ��ح ال�س ��ادة‪ ،‬ال ��ذي يرئ� ��س مجل� ��س �إدارة‬ ‫�شرك ��ة "منتجات"‪� ،‬أن ت�أ�سي�س ال�شركة "خطوة‬ ‫كبيرة تعك�س �إزدهار قطاع المنتجات الكيماوية‬ ‫والبتروكيماوي ��ة المتنام ��ي ف ��ي قط ��ر‪ ،‬وتعزيز‬ ‫ح�ضور الدولة ومكانتها ف ��ي الأ�سواق العالمية‪،‬‬ ‫ومن خ�ل�ال توحي ��د جه ��ود الت�سوي ��ق والتوزيع‬ ‫للم ��واد الكيماوي ��ة والبتروكيماوي ��ة المنتج ��ة‬ ‫محلي ًا"‪.‬‬

‫ج���دد وزي���ر الطاقة والمي���اه اللبنان���ي جبران‬ ‫با�س���يل ت�أكي���ده �أن الحل الوحيد ه���و الدخول الى‬ ‫التن���وع في خليطن���ا النفطي‪ ،‬بدءا" م���ن التنقيب‬ ‫ال���ى التكري���ر والتخزي���ن وعملية البي���ع والتوزيع‬ ‫العادي���ة في ال�س���وق‪ ،‬م�ش���يراً ال���ى "�أهمي���ة الغاز‬ ‫وه���و المو�ض���وع الأ�سا�س���ي‪ ،‬اذ انه الح���ل الوحيد‬ ‫لخف�ض فاتورتنا النفطية المرتفعة‪ ،‬بالإ�س���تيراد‬ ‫والإ�س���تعمال لت�ص���بح الكلفة �أقل بكثير‪ ،‬وان كل‬ ‫�إعاقة في هذا المو�ض���وع �أكانت بتوقيف م�شاريع‬ ‫في مجل�س النواب �أو بمنعنا من ال�سماح ب�إ�ستهالك‬ ‫هذه الم���واد‪ ،‬ه���ي �أمور كلفته���ا كبيرة ج���داً على‬ ‫المواطنين والإقت�صاد"‪.‬‬ ‫تراج���ع �إ�س���تهالك الكهرب���اء في الإقت�ص���اد‬ ‫الإيراني الخا�ض���ع لعقوب���ات �أدى �إلى زيادة ‪%29‬‬ ‫ف���ي �ص���ادرات الكهرباء على مدى الأ�ش���هر الـ‪11‬‬ ‫الأخيرة‪.‬‬ ‫والطلب على الكهرباء م�ؤ�ش���ر رئي�سي على �سالمة‬ ‫الإقت�صاد‪� ،‬إذ غالبا" ما ي�شير تراجع الإ�ستهالك �إلى‬ ‫�إنخفا�ض في الن�ش���اط ال�ص���ناعي وتوقف م�صانع‪.‬‬ ‫و�ص��� ّدرت �إي���ران ‪� 10‬آالف جيغ���اواط‪� /‬س���اعة من‬ ‫الكهرباء منذ مطلع ال�س���نة الفار�س���ية الحالية في‬ ‫‪� 20‬آذار (مار����س) ‪ ،2012‬ب�إرتف���اع م���ن ‪7758‬‬ ‫جيغاواط‪�/‬س���اعة قب���ل �س���نة‪ .‬وتفوق �ص���ادرات‬ ‫�إي���ران من الكهرب���اء وارداتها على مدار ال�س���نة ‪-‬‬ ‫وتتبادل �إمدادات الكهرباء مع �أرمينيا وباك�س���تان‬ ‫وتركمان�س���تان وتركي���ا و�أذربيج���ان والع���راق‬ ‫و�أفغان�س���تان ‪ -‬لكنها تعاني نق�ص المعرو�ض في‬ ‫�أوقات الذروة‪.‬‬ ‫�أ�ش���ارت بيان���ات �إل���ى زيادة متوقع���ة لطاقة‬ ‫تخزين النف���ط في ميناء الفجيرة الإماراتي بمقدار‬ ‫مليون���ي متر مكع���ب هذا الع���ام‪ ،‬لتتجاوز ال�س���تة‬ ‫ماليي���ن متر مكعب‪ .‬و�ش���هد المين���اء الواقع خارج‬ ‫م�ض���يق هرمز طفرة في بناء من�ش�آت التخزين منذ‬ ‫�أواخ���ر ‪ .2009‬لك���ن متعاملين اعتب���روا �أن وتيرة‬ ‫البناء تباط�أت على مدى العام المن�صرم �إذ �إن خطر‬ ‫المبالغة في طاقة التخزين وتراجع �أ�سعار الت�سليم‬ ‫الآجل للنفط يجعالن م�ش���اريع التخزين غير مغرية‪.‬‬ ‫وتظه���ر البيان���ات �أن طاق���ة تخزي���ن النف���ط في‬ ‫الفجي���رة بلغ���ت ‪ 4.07‬ماليي���ن مت���ر مكعب في‬ ‫نهاية ‪ 2012‬ت�ساهم "فوباك هورايزون الفجيرة"‬ ‫بن�ص���فها تقريب���ا ً‪ .‬ويتوق���ع �إ�ض���افة مليوني متر‬ ‫مكع���ب في ‪ 2013‬بع�ض���ها ل�ش���ركات قائمة مثل‬ ‫"�ش���ركة بترول الإمارات الوطنية" (�إينوك) و"جي‬ ‫ب���ي ا����س كيموي���ل" و"�س���وكار �أورورا" �إلى جانب‬ ‫م�ستثمرين جدد في الميناء مثل "غلف بتروكيم"‪.‬‬

‫‪Issue 6 - Mars - 2013‬‬

‫‪67‬‬


‫النفط‬

‫�أخبار الطاقة‬

‫الطاقة‬

‫الطاقة البديلة‬

‫من اآلبار‬

‫�إعتمدوا الإقت�صاد الأخ�ضر قبل فوات الأوان‬ ‫بع ��د م ��رور عق ��د م ��ن الق ��رن الواح ��د والع�شري ��ن‪ ،‬ح ��ان الوق ��ت لمواطنين ��ا‬ ‫و�سيا�سيين ��ا �إدراك الفوائد والمناف ��ع الإقت�صادية والبيئية والإجتماعية التي‬ ‫ن�ستطيع تحقيقها من التحرك نحو م�ستقبل منخف�ض الكربون‪.‬‬ ‫مج ��رد ذك ��ر كلمة "خ�ض ��راء" يعيد �إل ��ى �أذهان كثير م ��ن الع ��رب الكلي�شيهات‬ ‫الخاطئة من غر�س �شجرة‪ ،‬و�إنخفا�ض نمو �إقت�صادي‪ ،‬ومنتجات غالية الثمن‪،‬‬ ‫و�أ�سالي ��ب عي� ��ش غير مجدية‪ .‬ولكن لتلبية �إحتياج ��ات التكنولوجيا الجديدة‬ ‫الت ��ي تح� � ّرك العال ��م‪ ،‬لي�س لدى الع ��رب �سوى خي ��ار هو تحوي ��ل �إقت�صاداتهم‬ ‫ومجتمعاتهم �إلى خ�ضراء‪.‬‬ ‫م ��ن الوا�ض ��ح على نح ��و متزايد �أن ت�صاع ��د تغ ّير المناخ يد ّم ��ر النظام البيئي‬ ‫الطبيع ��ي ف ��ي العالم‪ ،‬مع تخريب الغاب ��ات وت�س ّمم الأنهار‪ .‬وال ��ذي �أدّى (وما‬ ‫زال) �إل ��ى تفاق ��م الأزم ��ة‪ ،‬خ�صو�صا" في م ��دن مثل بيروت‪ ،‬والقاه ��رة‪ ،‬والدار‬ ‫البي�ض ��اء‪ ،‬ه ��و النم ��و ال�سكان ��ي ال�سري ��ع ‪ -‬لي� ��س من حي ��ث �إ�ستخ ��دام الموارد‬ ‫فح�س ��ب‪ ،‬ولك ��ن �أي�ض ��ا" من حي ��ث الخدمات والبني ��ة التحتية‪ .‬فم ��ن ال�صعب‬ ‫تجن ��ب الإ�ستنت ��اج الأ�سا� ��س �أن النظ ��ام الإيكولوج ��ي ال ��ذي ي�ش ��كل �أ�سا� ��س‬ ‫الإقت�ص ��ادات العربي ��ة يتق ّل�ص بوتي ��رة �سريعة‪ ،‬ويترك الفق ��راء عر�ضة ب�شكل‬ ‫خا�ص لكل الأخطار‪.‬‬ ‫ف ��ي نهاي ��ة المطاف‪ ،‬التنمي ��ة الإقت�صادية ف ��ي العالم العرب ��ي تتطلب �سل�سلة‬ ‫م ��ن ال�سيا�سات و�آليات التوجيه المالي ��ة الحكومية ل�ضمان توفير �إ�ستثمارات‬ ‫وا�سع ��ة في المج ��االت الحيوية‪ .‬وهذه �ستو�ضع لتطوي ��ر وتجميل ر�أ�س المال‬ ‫الطبيعي مع التقليل في الوقت عينه من المخاطر البيئية القائمة‪ .‬و�إذا قدِّر‬ ‫له ��ذه التغيي ��رات �أن تحدث‪ ،‬ف ��ان العالم العربي �سوف يك ��ون بال �شك بحاجة‬ ‫الى �إ�صالحات �أ�سا�سية‪ ،‬و�أعتقد �أن هناك �أربع خطوات رئي�سة لتحقيق ذلك‪.‬‬ ‫�أوال"‪ ،‬يج ��ب تطوي ��ر وتعزيز كف ��اءة ونزاهة الإنتقال �إلى �إقت�ص ��اد �أخ�ضر‪ ،‬بما‬ ‫في ذلك �إن�شاء �سيا�سة مكتملة من التدابير المالية والإقت�صادية حيث �أ�سواق‬ ‫ت�شجع الإ�ستثمار الجديد‪.‬‬ ‫البنى التحتية ّ‬ ‫ت�شجع على الإ�ستدام ��ة البيئية‪� ،‬إلى‬ ‫ثاني ��ا"‪ ،‬يجب ط ��رح �إ�صالحات �ضريبي ��ة ّ‬ ‫جان ��ب مراجعة وا�ضحة للتدابير المبالغ فيها بفر�ض ال�ضرائب الحالية في‬ ‫بع�ض البلدان العربية‪.‬‬ ‫ثالث ��ا"‪ ،‬يج ��ب دف ��ع وتوجي ��ه �س ��وق التغيير من خ�ل�ال الإنفاق الع ��ام‪ ،‬بما في‬ ‫ذلك على م�ستوى الإنفاق المالي الفردي على ال�سلع ال�صديقة للبيئة‪ ،‬وعلى‬

‫م�ستوى �أكبر‪ :‬ت�شجيع الحكومات للإ�ستثمار في م�ؤن ومواد �أنظف في البنية‬ ‫التحتية والم�شتريات الم�ستدامة‪.‬‬ ‫�أخي ��را"‪ ،‬والأه ��م من ذلك‪ ،‬العالم العربي بحاجة �إلى تعزيز وعي جديد‪ ،‬ذلك‬ ‫�أن ��ه‪ ،‬ف ��ي حي ��ن �أن �إجراء �إ�ص�ل�اح الن�ش ��اط الإقت�صادي ال ��ذي ال يمكن تحمله‬ ‫ق ��د يكون من ال�صعب تحقيقه �سيا�سيا" على المدى الق�صير‪ ،‬فالإنتقال نحو‬ ‫�إقت�ص ��اد �أخ�ض ��ر على الم ��دى الطويل هو مفيد من الناحي ��ة المالية على كل‬ ‫ال�صعد‪.‬‬ ‫مث ��ل ه ��ذه الخطوات تتطلب تغييرات خطيرة ف ��ي عمليات �صنع القرار داخل‬ ‫الم�ؤ�س�سات مثل وزارات المالية‪ .‬لقد �إتجه العديد من الحكومات في كثير من‬ ‫البل ��دان العربية ل�صالح المدى الق�صير بالن�سب ��ة الى �إ�ستراتيجيات الأزمات‬ ‫المالي ��ة‪ ،‬ودع ��م الطاقة غي ��ر المتجددة على ح�ساب القطاع ��ات الأخرى فيما‬ ‫ه ��ي ت�ستمر في ا�ستغالل الر�أ�سمال الطبيعي‪ .‬لذا ف�إن التحديات المقبلة هي‬ ‫كبي ��رة ج ��دا" ليتم التعامل معه ��ا بوا�سطة �إ�ستراتيجيات ق�صي ��رة النظر‪ ،‬كما‬ ‫�أنه يجب النظر �إلى �أبعد من ال�سنوات القليلة الآتية‪.‬‬ ‫هن ��اك فوائ ��د �أي�ض ��ا" لذل ��ك‪ .‬عل ��ى ال�صعي ��د العالمي‪ ،‬م ��ن المتوق ��ع �أن ت�صل‬ ‫الإ�ستثم ��ارات ف ��ي مجال الطاقة المتجددة �إل ��ى ‪ 630‬مليار دوالر بحلول العام‬ ‫‪� 2030‬إرتفاع ��ا" م ��ن ‪ 162‬ملي ��ار دوالر ف ��ي الع ��ام ‪ .2009‬وم ��ن المتوق ��ع �أن‬ ‫تخل ��ق ‪ 20‬ملي ��ون فر�ص ��ة عم ��ل �إ�ضافي ��ة ف ��ي جمي ��ع �أنح ��اء العال ��م‪ .‬م ��ا ق ��د‬ ‫يب ��دو مفاجئ ��ا" �أن العدي ��د م ��ن الإقت�ص ��ادات النا�شئ ��ة والنامي ��ة يقطف ثمار‬ ‫ه ��ذه التجرب ��ة في االنتقال نحو �إقت�صاد �أخ�ض ��ر‪ .‬مثال واحد‪ ،‬الذي يدل على‬ ‫الفوائ ��د المتعددة التي يمكن �أن تتحق ��ق من تعزيز قطاعات خ�ضراء جديدة‬ ‫ بالإ�ضاف ��ة �إل ��ى تخ�ضي ��ر القطاعات التقليدي ��ة البنية ‪ -‬ه ��و النمو المتوقع‬‫للمنتج ��ات الزراعي ��ة المعتم ��دة ال�صديق ��ة للتن ��وع البيولوجي م ��ن ‪ 40‬مليار‬ ‫دوالر في العام ‪� 2008‬إلى ‪ 21‬مليار دوالر بحلول عام ‪.2020‬‬ ‫يج ��ب عل ��ى العال ��م العرب ��ي ت�سري ��ع الجه ��ود الرامي ��ة �إل ��ى التح ��ول من هذا‬ ‫النظ ��ام "البني" ال ��ذي ال يمكن تحمله �إلى �إقت�صاد منخف�ض الكربون‪ ،‬الغني‬ ‫بم ��وارد الإقت�ص ��اد الأخ�ض ��ر‪ .‬البلدان العربي ��ة‪ ،‬المباركة بم ��وارد طبيعية من‬ ‫الري ��اح والمي ��اه‪ ،‬يمكنها ب�سهول ��ة التقليل من الإعتماد المف ��رط على الوقود‬ ‫الأحفوري‪ ،‬مثل النفط والغاز والفحم‪.‬‬ ‫لندن ‪ -‬هاني مكارم‬

‫"المنتدى الإقت�صادي العالمي"‪ :‬لبنان الأخير عربي ًا حيال م�ؤ�شر �أداء هند�سة قطاع الطاقة‬ ‫�ص ّنف "المنت ��دى الإقت�صادي العالمي"‪ ،‬لبنان في‬ ‫المرتبة ‪ 103‬بين ‪ 105‬دول في العالم‪ ،‬وفي المركز‬ ‫الأخي ��ر بي ��ن ‪ 14‬دولة عربي ��ة وبي ��ن ‪ 26‬دولة ذات‬ ‫المتو�سط �إل ��ى المرتفع �شملها الم�سح على‬ ‫الدخل‬ ‫ّ‬ ‫م�ؤ�شر "�أداء هند�سة قطاع الطاقة" ل�سنة ‪.2013‬‬ ‫‪66‬‬

‫العدد ‪� - 6‬آذار (مار�س) ‪٢٠١3 -‬‬

‫عالمي ًا‪ ،‬تف ّوق لبنان على تنزانيا و�إثيوبيا‪ ،‬وح�صل‬ ‫عل ��ى نتيجة ‪ 0,39‬نقطة‪ ،‬وه ��ي �أدنى من معدّالت‬ ‫دول العال ��م‪ ،‬والدول ذات الدخ ��ل المتو�سط �إلى‬ ‫المرتفع‪ ،‬والدول العربية التي بلغت ‪ 0,55‬نقطة‪،‬‬ ‫و‪ 0,57‬و‪ 0,47‬توالي ًا‪.‬‬

‫في المقابل‪ ،‬ح�صلت دول مجل�س التعاون الخليجي‬ ‫عل ��ى مع� �دّل ‪ 0,44‬نقط ��ة‪ ،‬فيم ��ا ح�صل ��ت الدول‬ ‫العربية غير المنتمية �إلى مجل�س التعاون الخليجي‬ ‫على ‪ ،0,49‬وفق الن�شرة الأ�سبوعية لمجموعة بنك‬ ‫بيبلو�س ‪.Lebanon This Week‬‬


‫كراكا�س ‪ -‬حليم بطر�س‬ ‫ف ��ي �إ�ش ��ارة ال ��ى الأزم ��ة ال�سيا�سي ��ة النا�شئ ��ة ف ��ي‬ ‫فنزوي�ل�ا‪ ،‬الحظ عالم ف ��ي �أكاديمية �شنغهاي للعلوم‬ ‫الإجتماعية‪ ،‬ت�شان ��غ جيازي (‪ ،)Zhang Jiazhe‬في‬ ‫الآونة الأخيرة‪ ،‬ب�أنه �إذا مات الرئي�س الفنزويلي هوغو‬ ‫ت�شافيز‪ ،‬ف�إن "الت�أثير الديبلوما�سي على ال�صين لن‬ ‫يكون كبيرا" لأن المناف�سة ال�صينية ‪ -‬الأميركية هي‬ ‫في �آ�سيا ولي�ست ف ��ي �أميركا الالتينية‪� .‬إقت�صاديا"‪،‬‬ ‫ت�ستن ��د العالقات بين بكي ��ن وكراكا�س على مبيعات‬ ‫النفط والأ�سلحة ‪(" ...‬هوانكيو �شيباو (‪Huanqiu‬‬ ‫‪ 6 ،)Shibao‬كان ��ون الثان ��ي (يناي ��ر) ‪ .)2013‬وفي‬ ‫العام ‪ 2006‬بدا البروفي�س ��ور في جامعة بكين "ت�شا‬ ‫داوجيون ��غ"‪ ،‬مع ذل ��ك‪� ،‬أكثر ت�ش ��ككا" عندما كتب‪:‬‬ ‫"�إن البح ��ث ع ��ن �إمدادات النفط ف ��ي الخارج قد‬ ‫�أدى ببكين ال ��ى �إتباع عالقات ديبلوما�سية وثيقة مع‬ ‫�إيران و�أوزبك�ستان وال�س ��ودان وفنزويال ‪ --‬جميعها‬ ‫بلدان تنتهج �سيا�سات محلية ‪ ...‬و�سيا�سات خارجية‬ ‫مثي ��رة للجدل‪ ." ...‬هاتان الوجهتا نظر المختلفتان‬ ‫بالن�سبة الى ال�سيا�سة الخارجي ��ة ال�صينية ت�س ّلطان‬ ‫ال�ض ��وء على نقا� ��ش م�ستمر ‪ --‬لي� ��س داخل ال�صين‬ ‫فح�س ��ب ‪ --‬ح ��ول م ��ا �إذا كان �سع ��ي الم�ؤ�س�س ��ات‬ ‫المملوك ��ة من الدولة ال ��ى الح�صول عل ��ى �إمدادات‬ ‫الطاقة العالمية يقود ال�صين �إلى ت�شابكات خارجية‬ ‫غير مرغوب فيها وغير �صحية‪.‬‬ ‫الواق ��ع �إن منطق الم�ؤ�س�سات ال�صينية التي ت�ستثمر‬ ‫في مجال الطاقة في جميع هذه البلدان "الم�شكوك‬ ‫فيها" وا�ضح ومبا�شر‪ :‬ال�صين تحتاج الى مزيد من‬ ‫الطاقة �أكثر مما يمك ��ن ان تنتج محليا" وال�شركات‬ ‫المملوكة للدول ��ة "تجوب الأر� ��ض" للم�ساعدة على‬ ‫ت�أمين طلب الإمدادات المحلية‪ .‬في ال�سودان و�إيران‪،‬‬ ‫مع ذلك‪ ،‬تع ّر�ض �إ�ستثمارات �شركات النفط الوطنية‬ ‫ال�صيني ��ة بكي ��ن ديبلوما�سيا" للأنظم ��ة ال�سيا�سية‬ ‫المثي ��رة للجدل دوليا"‪ .‬العالقات في مجال الطاقة‬ ‫بي ��ن دول ��ة ودولة م ��ع "دول منبوذة"‪ ،‬بم ��ا في ذلك‬ ‫�أمثل ��ة �أكثر حداثة ف ��ي ليبيا وبورم ��ا‪ ،‬كانت مركزة‬ ‫ف ��ي ال�شرق الأو�سط و�أفريقي ��ا �أو �أقرب �إلى ال�صين‬ ‫في و�سط وجنوب �شرق �آ�سيا‪ .‬مع ذلك‪ ،‬ف�إن التركيز‬ ‫الجغراف ��ي لديها الآن ق ��د تح ّول للم ��رة الأولى �إلى‬ ‫وج ��ود ال�صين ف ��ي ن�صف الكرة الغرب ��ي فيما �أزمة‬ ‫الرئي� ��س الفنزويلي هوغو ت�شافي ��ز ال�صحية تتطور‬ ‫�إل ��ى �أزمة �سيا�سية �أو�سع نطاق ��ا" لي�س بالن�سبة الى‬ ‫فنزويال فح�س ��ب ولكن لحلفائه ��ا الإقليميين وربما‬ ‫بالن�سب ��ة الى ال�صي ��ن‪ .‬حاليا"‪ ،‬توج ��د في فنزويال‬

‫هوغو ت�شافيز‪:‬‬ ‫رحيله �سيغير معادالت كثيرة‬

‫�شرك ��ة �صينية �أخرى تابعة للدولة‪ ،‬وهذه المرة بنك‬ ‫التنمي ��ة ال�صيني (‪ )CDB‬ال ��ذي حمل ال�صين الى‬ ‫م�ستنقع �آخر لل�سيا�سة الخارجية المحتملة‪.‬‬ ‫ت�س ّلط عالقات بكين مع كراكا�س ال�ضوء على م�س�ألة‬ ‫في غاية الأهمي ��ة‪ ،‬ولكن كثيرا" م ��ا ُتغفل‪ :‬المنطق‬ ‫الم�شكوك فيه ب�أن �إ�ستحواذ �شركات النفط ال�صينية‬ ‫للإ�صول الهيدروكربونية في البلدان الغنية بالطاقة‬ ‫والمثيرة للجدل تب ��رره �إحتياجات �أمن الطاقة‪ .‬في‬

‫عالم الإجتماع ال�صيني ت�شانغ جيازي‪:‬‬ ‫"�إذا مات الرئي�س الفنزويلي هوغو‬ ‫ت�شافيز ف�إن الت�أثير الديبلوما�سي على‬ ‫ال�صين لن يكون كبيرا" لأن المناف�سة‬ ‫ال�صينية ‪ -‬الأميركية هي في �آ�سيا‬ ‫ولي�ست في �أميركا الالتينية"‬ ‫البروفي�سور ت�شا داوجيونغ‪:‬‬ ‫"�إن البحث عن �إمدادات النفط في‬ ‫الخارج قد �أدى ببكين الى �إتباع‬ ‫عالقات ديبلوما�سية وثيقة مع �إيران‬ ‫و�أوزبك�ستان وال�سودان وفنزويال ‪--‬‬ ‫جميعها بلدان تنتهج �سيا�سات محلية‬ ‫‪ ...‬و�سيا�سات خارجية مثيرة للجدل"‬

‫الواقع‪� ،‬إن الأزمة ال�سيا�سية النا�شئة في فنزويال قد‬ ‫تف�ضح المزي ��د من العيوب في نهج الدولة ال�صينية‬ ‫الر�أ�سمال ��ي لأم ��ن الطاق ��ة‪ .‬وذل ��ك لأن ال�ش ��ركات‬ ‫ال�صينية قد �إ�ستخدمته كمبرر لتو�سيع الإ�ستثمارات‬ ‫والعالق ��ات المالية مع فنزوي�ل�ا‪ ،‬علما" ب�أن جزءا"‬ ‫كبيرا" من النفط ال ي�ص ��ل فعليا" الى ال�صين‪� .‬إذا‬ ‫تم الح�صول على �أ�ص ��ول نفطية في فنزويال �أو في‬ ‫بلدان �أخرى مثيرة للج ��دل من قبل �شركات الدولة‬ ‫ال�صيني ��ة ب�إ�سم �أمن الطاقة ولكنه ��ا تباع بعد ذلك‬ ‫ف ��ي الأ�س ��واق العالمية لتحقيق الرب ��ح‪ ،‬فهذا يطرح‬ ‫ال�س� ��ؤال عما �إذا كان ��ت ال�ش ��ركات المملوكة للدولة‬ ‫ال�صيني ��ة تع ّر� ��ض ال�صي ��ن �إل ��ى مخاط ��ر �سيا�سية‬ ‫داع‪.‬‬ ‫مفرطة من دون ٍ‬ ‫ولك ��ن �إذا كان النف ��ط الفنزويل ��ي ال ي�ص ��ل كله الى‬ ‫ال�صين فالى �أين يتدفق؟‬ ‫الحكم ��ة التقليدي ��ة ح ��ول العالق ��ة بي ��ن ال�صي ��ن‬ ‫وفنزوي�ل�ا ‪ --‬ن�شره ��ا بق ��وة معظ ��م الم�س�ؤولي ��ن‬ ‫ال�صينيي ��ن الحري�صي ��ن على الت�أكيد ب� ��أن م�صالح‬ ‫بالدهم لي�ست �سيا�سية ‪ --‬ب�أنها تقوم على النفط‪.‬‬ ‫بب�ساطة‪ ،‬تحتاج ال�صين الى النفط وفنزويال لديها‬ ‫الكثير منه‪ .‬ورجل بكين في كراكا�س‪ ،‬لي كيغو‪ّ ،‬لخ�ص‬ ‫منط ��ق هذه العالقة عندما ق ��ال‪" :‬نحن (ال�صين)‬ ‫لدين ��ا الكثير م ��ن ر�أ�س المال وع ��دم تو ّفر الموارد‪،‬‬ ‫لديهم (فنزوي�ل�ا) الكثير من الم ��وارد وعدم تو ّفر‬ ‫ر�أ� ��س المال‪ ،‬لذل ��ك ف�إننا نتكام ��ل" (بلومبيرغ‪27 ،‬‬ ‫�أيلول (�سبتمب ��ر) ‪ .)2012‬تعتبر ال�صين ثاني �أكبر‬ ‫م�ستورد للنفط في العالم (بعد الواليات المتحدة)‪،‬‬ ‫ونمو الطل ��ب على النفط فيها ه ��و الأ�سرع‪ .‬و�أعلنت‬ ‫فنزوي�ل�ا �أخيرا" ب�أن لديها �أكبر احتياط للنفط في‬ ‫العالم‪ ،‬متجاوزة المملكة العربية ال�سعودية (ح�سب‬ ‫�إ�ستعرا�ض �إح�صائية بي بي (‪ )BP‬للطاقة العالمية‬ ‫حزي ��ران (يوني ��و) ‪ .)2012‬م ��ن جهته ��ا‪ ،‬م�شي ��دة‬ ‫بالتط ��ور ال�سري ��ع للعالق ��ات النفطية بي ��ن ال�صين‬ ‫وفنزوي�ل�ا‪ ،‬ن�ش ��رت ال�صحاف ��ة ال�صيني ��ة �أخي ��را"‬ ‫ان ال ��واردات ال�صيني ��ة م ��ن النف ��ط الفنزويلي قد‬ ‫ي�ص ��ل �إلى مليون برميل يومي ��ا" بحلول العام ‪2015‬‬ ‫�إنطالق ��ا" م ��ن ‪ 59,000‬برمي ��ل يومي ��ا" في ‪2005‬‬ ‫(ت�شاينا ديلي‪ 1 ،‬كان ��ون الأول (دي�سمبر) ‪.)2012‬‬ ‫وت ��دل جميع الم�ؤ�شرات الخارجي ��ة‪ ،‬بعد ذلك‪ ،‬على‬ ‫�أن العالقات النفطية بين ال�صين وفنزويال �ستكون‬ ‫مث ��اال" مبا�شرا" لعملية رابحة معلنة لل�صين‪ ،‬والتي‬ ‫تكمن في �إقامة عالقات تجارية تكميلية و�إ�ستثمارية‬ ‫بينها وبين �أميركا الالتينية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫مثل ه ��ذا التقييم‪ ،‬مع ذلك‪� ،‬ساب ��ق لأوانه وم�ضلل‪.‬‬

‫‪Issue 6 - Mars - 2013‬‬

‫‪69‬‬


‫عالم الطاقة‬

‫نفط‬

‫ال�صين والنفط الفنزويلي والمخاطر ال�سيا�سية‬

‫نفط فنزويال يعود إلى الحظيرة األميركية‬ ‫بعد رحيل هوغو تشافيز؟‬ ‫فيم��ا يقبع الرئي�س الفنزويل��ي هوغو ت�شافيز في م�ست�شفى كارلو�س �أرفيل��و الع�سكري في عا�صمة بالده‬ ‫كراكا���س لمتابعة العالج م��ن مر�ض ال�سرطان‪ ،‬بعدما عاد فج�أة في ‪� 18‬شب��اط (فبراير) الفائت من كوبا‬ ‫حيث كان يعالج‪ ،‬تاركا" بالده تترنح تحت ثقل �أزمة �سيا�سية و�إقت�صادية‪ ،‬يخيِّم قلق على زعماء ال�صين‬ ‫م��ن فترة ما بعد ت�شافيز حيث �صارت ل�شركاتهم �إ�ستثمارات �ضخمة بمليارات الدوالرات‪ ،‬وخ�صو�صا"‬ ‫في حقل النفط‪ ،‬في بالد �سيمون بوليفار‪.‬‬ ‫�آبار نفط فنزويلية‪:‬‬ ‫هل تعود الى ال�سيطرة‬ ‫الأميركية بعد رحيل‬ ‫ت�شافيز؟‬

‫‪68‬‬

‫العدد ‪� - 6‬آذار (مار�س) ‪٢٠١3 -‬‬


‫الدولية؟ في بالد �سيمون بوليفار‪ ،‬تقود عالقة بنك‬ ‫التنمي ��ة ال�صين ��ي مليارات ال ��دوالرات من التمويل‬ ‫والإ�ستثمار م ��ع حكومة ت�شافيز‪ ،‬حي ��ث ت�ش ّكل �أكبر‬ ‫وجود مالي للبنك في �أي مكان خارج ال�صين نف�سها‬ ‫وت�ستن ��د �أ�سا�سا" على حاجة بكين الى النفط‪ .‬و�إذا‬ ‫ل ��م ت�ص ��ل ن�سبة كبي ��رة من النف ��ط �إل ��ى ال�صين‪،‬‬ ‫وف ��ي العملية �إ�ضافة الى البن ��ك (�صاحب العقود)‬ ‫�شركات النف ��ط الوطنية ال�صينية و�شركات �صينية‬ ‫�أخرى م�شاركة في �صفق ��ات لجني الأرباح‪ ،‬عندها‬ ‫يك ��ون بنك التنمية ال�صيني ع ّر� ��ض على نحو ف ّعال‬ ‫الديبلوما�سي ��ة ال�صينية و�صورته ��ا على مدى كامل‬ ‫الى المخاط ��ر الفنزويلية ال�سيا�سي ��ة والإقت�صادية‬ ‫لتحقي ��ق مكا�سب خا�صة‪ .‬بالطب ��ع‪� ،‬إن بنك التنمية‬ ‫ال�صين ��ي وغي ��ره م ��ن ال�ش ��ركات الر�سمي ��ة وغي ��ر‬ ‫الر�سمية التي �شارك ��ت في فنزويال من الممكن �أن‬ ‫تواجه خ�سائر �إقت�صادية في �أعقاب رحيل ت�شافيز‪،‬‬ ‫ولك ��ن ه ��ذا ربما يك ��ون �أق ��ل خطورة م ��ن العواقب‬ ‫ال�سيا�سية المحتملة‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أنه لو ل ��م يكن بنك التنمي ��ة ال�صيني "بنك‬ ‫�سيا�س ��ة" مملوكا" من الدول ��ة وكان بدال" من ذلك‬ ‫�شرك ��ة خا�ص ��ة‪ ،‬ف�إنه لن يمثل حينه ��ا عالقات دولة‬ ‫�إل ��ى دولة في الطريقة التي ه ��ي حاليا"‪ .‬فهو واحد‬ ‫م ��ن ثالثة بن ��وك �صينية مملوكة للدول ��ة‪� ،‬إجراءاته‬ ‫و�أفعال ��ه – بما فيه ��ا الإقت�صادية البحتة مثل توفير‬ ‫التموي ��ل ل�صفق ��ات النف ��ط الفنزويل ��ي ول�ش ��ركات‬ ‫�صينية �أخرى للإ�ستثمار في فنزويال— لها عواقب‬ ‫�سيا�سية لل�صين نف�سها‪.‬‬ ‫من خالل بن ��ك التنمية ال�صيني ‪� ،‬أ�صبحت ال�صين‬ ‫�أكب ��ر م�صدر للتمويل الخارج ��ي لت�شافيز‪ ،‬الذي هو‬ ‫�إلى حد بعيد الزعيم الأكثر �إثارة للجدل و�إ�ستقطابا"‬ ‫في �أمي ��ركا الالتينية‪� .‬إن تراك ��م القرو�ض ال�ضخم‬ ‫للبن ��ك مقاب ��ل �صفق ��ات نفطي ��ة �ص ��ار ينظ ��ر �إليه‬ ‫م ��ن قب ��ل العديد م ��ن �أولئ ��ك الذين يك ّن ��ون الحب‬ ‫�أوالكراهي ��ة لت�شافي ��ز‪ ،‬داخل وخ ��ارج فنزويال‪ ،‬الى‬ ‫�أن ��ه يرمز الى دعم �صيني ر�سمي للزعيم الفنزويلي‬ ‫المري� ��ض‪ .‬بالن�سبة الى حكوم ��ة ال�صين التي لديها‬ ‫�سيا�س ��ة عدم التدخل في ال�سيا�س ��ة الداخلية للدول‬ ‫الأخ ��رى وخ�صو�ص ��ا" �أنه ��ا قلقة من تو�س ��ع النفوذ‬ ‫الأميركي في "فنائها الخلفي" الخا�ص‪ ،‬ف�إن ت�صور‬ ‫مثل هذا الدع ��م ال�سيا�سي لت�شافيز يخلق �إ�شكالية‪.‬‬ ‫وعالوة على ذلك‪� ،‬إذا تم بب�ساطة �إعادة بيع الكثير‬ ‫م ��ن النفط المكت�سب من خ�ل�ال عقود بنك التنمية‬ ‫ال�صين ��ي‪ ،‬ف�إن القيادة ال�صيني ��ة الجديدة قد تريد‬ ‫�أن ت�س� ��أل نف�سه ��ا م ��ا �إذا كان ه ��ذا ي�ش� � ّكل منح ��ى‬

‫الرئي�س ال�صيني الجديد �شي جينبينغ‪:‬‬ ‫هل ي�ستحق نفط فنزويال تكاليف ديبلوما�سية؟‬

‫�إقت�صادي ��ا" �أو �سيا�س ��ة �إ�ستراتيجي ��ة خارجي ��ة في‬ ‫فنزويال‪.‬‬ ‫وال�س� ��ؤال الذي يط ��رح هنا‪ :‬ماذا ع ��ن �إ�ستراتيجية‬ ‫ال�صين في فنزويال بعد ت�شافيز ؟‬ ‫لم يكن ت�شافي ��ز وال حتى �شركة النف ��ط الفنزويلية‬ ‫الوطني ��ة "‪ "PDVSA‬بال�ض ��رورة �شريكين �سهلين‬ ‫بالن�سبة ال ��ى ال�صين كما �أن العديد من الم�س�ؤولين‬ ‫ال�سابقين في "‪ "PDVSA‬قد عار�ض و�إنتقد �صفقات‬ ‫القرو�ض مقابل النفط مع ال�صين "‪،"Perspectiva‬‬ ‫‪ 2‬ت�شرين الثاني (نوفمبر) ‪2012‬؛ و"ال نا�سيون"‪7 ،‬‬ ‫ت�شري ��ن الأول (اكتوب ��ر) ‪ .)2012‬كان على ال�صين‬ ‫العمل على تفادي وتج ّنب جه ��ود ت�شافيز لإ�شراكها‬ ‫على نح ��و �أوثق في �أيديولوجيته المناه�ضة للواليات‬ ‫المتح ��دة ولج ��دول �أعمالها‪� .‬سواء داخ ��ل �أو خارج‬ ‫فنزوي�ل�ا‪ ،‬كان ت�شافي ��ز ذل ��ك الن ��وع م ��ن الزعماء‬ ‫الذين يثيرون الإ�ستقط ��اب‪ .‬وفي حالة بنك التنمية‬

‫لم يكن هوغو ت�شافيز وال حتى‬ ‫�شركة النفط الفنزويلية الوطنية‬ ‫"‪ "PDVSA‬بال�ضرورة �شريكين‬ ‫�سهلين بالن�سبة الى ال�صين كما �أن‬ ‫العديد من الم�س�ؤولين ال�سابقين في‬ ‫في ال�شركة الفنزويلية قد عار�ض‬ ‫و�إنتقد �صفقات القرو�ض مقابل‬ ‫النفط مع بكين‬

‫ال�صين ��ي الذي قاد تراكما" من التمويل والإ�ستثمار‬ ‫ف ��ي جمهورية ت�شافي ��ز‪ ،‬تحدثت �إج ��راءات ال�صين‬ ‫ب�صوت �أعلى من الكلمات‪ .‬للأف�ضل �أو للأ�سو�أ‪ ،‬كان‬ ‫ت�شافي ��ز رجل بكين وف ��ي المقابل وا�صل ��ت ال�صين‬ ‫توري ��د التموي ��ل الأجنب ��ي ال�شحي ��ح والإ�ستثمار الى‬ ‫كراكا� ��س ‪ .‬مع مر�ض ت�شافيز القابع في كوبا‪ ،‬وربما‬ ‫الى غير رجعة‪ ،‬دخلت بالد �سيمون بوليفار في �أزمة‬ ‫د�ستورية و�سيا�سية قد تمتد الى ال�صين �أي�ضا"‪.‬‬ ‫لأكث ��ر م ��ن �سن ��ة �أثي ��رت مخ ��اوف �أن ��ه �إذا ‪ --‬في‬ ‫�سيناريو م ��ا بعد ت�شافيز‪ --‬و�صل ��ت المعار�ضة �إلى‬ ‫ال�سلط ��ة ف�إنها �ست�سعى الى تغيير �صفقات القرو�ض‬ ‫مقاب ��ل النف ��ط م ��ع ال�صي ��ن ("مقام ��رة ال�صي ��ن‬ ‫الإقت�صادي ��ة والإ�ستراتيجية ف ��ي فنزويال "‪ ،‬موجز‬ ‫ال�صي ��ن‪� 30 ،‬أيل ��ول (�سبتمب ��ر) ‪ .)2011‬في نهاية‬ ‫المطاف‪ ،‬ال �أحد يعرف الإجابة عن هذه المخاوف‪.‬‬ ‫ق ��د يكون بن ��ك التنمي ��ة ال�صيني �أ ّمن عل ��ى المدى‬ ‫الطوي ��ل الو�ص ��ول �إلى النف ��ط الفنزويل ��ي ل�شركات‬ ‫النف ��ط الوطني ��ة ال�صيني ��ة‪� ،‬أو بدال" م ��ن ذلك قد‬ ‫يواج ��ه البنك وغيره من ال�شركات ال�صينية خ�سارة‬ ‫تجدي ��د الإتفاق ��ات الحالي ��ة‪ .‬ما هو وا�ض ��ح حاليا"‬ ‫ه ��و �أنه بعد �أكثر من عقد م ��ن الزمن ف�إن نهم بنك‬ ‫التنمية ال�صيني عل ��ى توقيع �إتفاقات دولة �إلى دولة‬ ‫م ��ع حكومة ت�شافيز قد ع ّر�ض بكي ��ن الآن لمخلفات‬ ‫ديبلوما�سية م�ؤلمة مرتبطة ب�أزمة بطيئة الحركة في‬ ‫فنزويال‪.‬‬ ‫�سواء في الداخل �أو في الخارج‪� ،‬أكثر ما يكرهه قادة‬ ‫ال�صين هو عدم الإ�ستق ��رار‪ ،‬ولكن عدم الإ�ستقرار‬ ‫ه ��و م ��ا يواجهونه ف ��ي عالقاتهم م ��ع فنزويال‪ .‬كما‬ ‫ه ��ي الحال ف ��ي ال�سودان و�إيران م ��ن قبل‪ ،‬قد تكون‬ ‫�أزم ��ة غي ��ر مرغ ��وب فيها منا�سب ��ة ت�ساع ��د القادة‬ ‫ال�صينيين للتركيز على الم�ساعدة في بناء فنزويال‬ ‫�أكث ��ر �صحة و�أكث ��ر �إ�ستقرارا"‪ ،‬ولك ��ن القيام بذلك‬ ‫يتطل ��ب عل ��ى الأرج ��ح �إ�ستع ��دادا" لإع ��ادة النظر‬ ‫ف ��ي حكم ال�ش ��ركات المملوكة للدول ��ة ال�صينية في‬ ‫الخارج‪ .‬بما �أن الغالبية العظمى من واردات النفط‬ ‫ال�صينية تتوا�صل جراء دعمها بعقود تجارية طويلة‬ ‫الأج ��ل ولي� ��س من خ�ل�ال عمليات �إ�ستح ��واذ �أ�صول‬ ‫نفطي ��ة‪ ،‬فقد تكون الأزمة في فنزويال فر�صة مثالية‬ ‫للإبتعاد عن نم ��ط من عالقات ال�صينيين النفطية‬ ‫مع حكوم ��ات مثيرة للجدل ‪� .‬إذا كان جزء كبير من‬ ‫�أ�ص ��ول النفط ال�صينية لن ي�صل ال ��ى ال�صين على‬ ‫�أي ��ة حال‪ ،‬يجب على القي ��ادة ال�صينية الجديدة �أن‬ ‫ت�س� ��أل نف�سها ما �إذا كانت التكالي ��ف الديبلوما�سية‬ ‫و�صورة ال�صين ت�ستحقان المخاطر‬

‫‪Issue 6 - Mars - 2013‬‬

‫‪71‬‬


‫عالم الطاقة‬

‫¶‬

‫نفط‬

‫لأنه ف ��ي حين �أن النف ��ط هو بالت�أكي ��د �صلة الو�صل‬ ‫الرئي�س ��ة ف ��ي العالقات بين بكي ��ن وكراكا�س وفيما‬ ‫كمية النفط التي تتلقاها ال�صين من فنزويال �إرتفع‬ ‫حجمه ��ا ب�سرع ��ة م ��ن نقط ��ة منخف�ضة ب ��دءا" من‬ ‫العق ��د الما�ضي‪ ،‬هناك عدد م ��ن النتائج المح ّيرة‬ ‫ال�سنة‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2011‬‬

‫(الجدول ‪� )1‬صادرات النفط من فنزويال �إلى ال�صين (براميل يومي ًا)‬ ‫واردات ال�صين من فنزويال‬ ‫�صادرات �شركة فنزويال الوطنية (‪� )PDVSA‬إلى ال�صين‬ ‫‪84,000‬‬ ‫‪97,000‬‬ ‫‪82,000‬‬ ‫‪95,000‬‬ ‫‪129,000‬‬ ‫‪321,000‬‬ ‫‪105,000‬‬ ‫‪370,000‬‬ ‫‪151,000‬‬ ‫‪178,000‬‬ ‫‪230,000‬‬ ‫‪319,000‬‬

‫ه ��ذه الأرق ��ام ت�شير‪ ،‬ف ��ي كل عام‪ ،‬م ��ن ‪ 2006‬حتى‬ ‫‪ ،2011‬خ�ل�ال فترة �إزدهار العالق ��ات بين ال�صين‬ ‫وفنزوي�ل�ا في تج ��ارة النف ��ط والإ�ستثم ��ار‪ ،‬الى �أن‬ ‫�شرك ��ة النف ��ط الفنزويلي ��ة الر�سمي ��ة (‪)PDVSA‬‬ ‫�إ ّدع ��ت ب�إ�ستم ��رار ب�أنه ��ا ت�ص ��در بمعدل ثل ��ث �أكثر‬ ‫م ��ن النف ��ط ال ��ى ال�صي ��ن مم ��ا تعل ��ن ال�صين في‬ ‫وارداته ��ا‪ .‬كما تظهر الأرق ��ام �أي�ضا"‪ ،‬مع ذلك‪ ،‬في‬ ‫بع� ��ض ال�سنوات (مث ��ل ‪ 2008‬و ‪ )2009‬ب�أن الأرقام‬ ‫الر�سمي ��ة لل ��واردات ال�صينية كانت �أق ��ل بكثير من‬ ‫الن�ص ��ف وحت ��ى �أقرب �إل ��ى الربع فقط م ��ن �أرقام‬ ‫ال�ص ��ادرات الفنزويلي ��ة الر�سمي ��ة‪ .‬وتثبت درا�سات‬ ‫حديث ��ة �أخرى �أي�ض ��ا" التفاوت بن�سب ��ة �أعلى‪ ،‬حيث‬ ‫ت�شير ال ��ى فجوة ‪ 70-55‬في المئة في كل من عامي‬ ‫‪ 2010‬و ‪.2011‬‬ ‫م ��ا ه ��و التف�سير له ��ذا التف ��اوت الثاب ��ت ولماذا هو‬ ‫مه ��م؟ عل ��ى الرغ ��م م ��ن �أن �أيا" م ��ن فنزوي�ل�ا �أو‬ ‫ال�سلطات ال�صيني ��ة قد ع ّلقت على هذه التناق�ضات‬ ‫ف ��ي �إح�صاءات المحا�سبة الر�سمي ��ة للنفط‪ ،‬هناك‬ ‫عدد م ��ن التف�سي ��رات يظهر الى ال�سط ��ح‪ .‬من بين‬ ‫�أهمها الجغرافي ��ا والكيمياء‪ .‬بالن�سب ��ة الى الأولى‪،‬‬ ‫تبع ��د بالد �سيمون بوليفار ج ��دا" عن بالد ماوت�سي‬ ‫تون ��غ‪ ،‬كما الغالبية العظمى لطرق نقل نفط ال�صين‬ ‫الدولي ��ة (معظمها في ال�ش ��رق الأو�سط و�أفريقيا)‪.‬‬ ‫بالن�سب ��ة الى الثانية‪ ،‬ف�إن النفط الثقيل في فنزويال‬ ‫ال ينا�سب تماما" طاقة التكرير ال�صينية‪.‬‬ ‫يرتب ��ط بهذه التحدي ��ات الأ�سا�سية م ��ا �صار يعرف‬ ‫‪70‬‬

‫الت ��ي تظه ��ر م ��ن التحلي ��ل الدقي ��ق لإح�ص ��اءات‬ ‫التج ��ارة الر�سمي ��ة الفنزويلية وال�صيني ��ة‪ .‬و�أهمها‬ ‫تل ��ك الإح�صاءات الر�سمية للكميات التي ت�صدرها‬ ‫�شركة النفط الفنزويلية الوطنية (‪ )PDVSA‬التي‬ ‫تب ��دو �أعل ��ى ب�إ�ستمرار م ��ن الإح�ص ��اءات الر�سمية‬

‫لل ��واردات ال�صيني ��ة‪ .‬الج ��دول ‪� 1‬أدن ��اه يحدد هذه‬ ‫الإح�صاءات الر�سمية‪ ،‬والن�سبة المئوية التي تتجاوز‬ ‫فيها ال�صادرات الفنزويلي ��ة الواردات ال�صينية في‬ ‫كل عام منذ ‪�( 2006‬إح�صاءات ‪ 2012‬مكتملة‪ ،‬ومع‬ ‫ذلك‪ ،‬لم يتم ن�شرها)‪.‬‬

‫بالفع ��ل ع ��ن �ش ��ركات النف ��ط الوطني ��ة ال�صيني ��ة‬ ‫و�إ�ستخدامها عمليات الإ�ستحواذ العالمية للح�صول‬ ‫على الموارد النفطي ��ة‪ .‬وهناك مجموعة وا�سعة من‬ ‫التقاري ��ر ال ��واردة من منظم ��ات نفط دولي ��ة‪ ،‬مثل‬ ‫وكال ��ة الطاقة الدولي ��ة (‪ )IEA‬ومن م�ؤ�س�سات فكر‬ ‫ور�أي ومطبوع ��ات �أكاديمية‪ ،‬التي ت�شير كلها الى �أنه‬ ‫في كثير من الأحي ��ان يعاد بيع غالبية �أ�صول النفط‬ ‫ال�صيني ��ة ف ��ي الأ�س ��واق المحلي ��ة �أو الدولي ��ة‪ .‬على‬ ‫�سبيل المثال‪� ،‬أظهرت درا�سة جرت في العام ‪2007‬‬ ‫�أن �شركات النفط الوطنية ال�صينية في العام ‪2006‬‬ ‫�أع ��ادت بيع ما يق ��رب من ‪ 70‬في المئ ��ة من مجمل‬ ‫�أ�صولها العالمية من �إنتاج النفط‪.‬‬

‫العدد ‪� - 6‬آذار (مار�س) ‪٢٠١3 -‬‬

‫الأزمة ال�سيا�سية النا�شئة في فنزويال‬ ‫قد تف�ضح المزيد من العيوب في‬ ‫نهج الدولة ال�صينية الر�أ�سمالي لأمن‬ ‫الطاقة وذلك لأن ال�شركات ال�صينية‬ ‫قد �إ�ستخدمته كمبرر لتو�سيع‬ ‫الإ�ستثمارات والعالقات المالية مع‬ ‫فنزويال‪ ،‬علما" ب�أن جزءا" كبيرا" من‬ ‫النفط ال ي�صل فعليا" الى ال�صين‬

‫الفرق‬ ‫‪%13‬‬ ‫‪%14‬‬ ‫‪%60‬‬ ‫‪%72‬‬ ‫‪%15‬‬ ‫‪%28‬‬ ‫معدّل و�سطي ‪%34‬‬

‫الجم ��ع بي ��ن النم ��ط الع ��ام لإع ��ادة بي ��ع �ش ��ركات‬ ‫النف ��ط ال�صيني ��ة لإ�صولها النفطية م ��ع التحديات‬ ‫الجغرافي ��ة المح ��ددة والتكري ��ر الت ��ي تواجهه ��ا‬ ‫ال�صي ��ن في فنزويال‪ ،‬يجعلن ��ا ن�ستنتج منطقيا" هو‬ ‫�أن االختالف ��ات المحا�سبي ��ة ف ��ي الج ��دول ‪ 1‬يمكن‬ ‫تف�سيره ��ا م ��ن خالل �إع ��ادة بي ��ع �ش ��ركات النفط‬ ‫ال�صيني ��ة لنفطه ��ا الفنزويل ��ي‪ .‬عالوة عل ��ى ذلك‪،‬‬ ‫من المرج ��ح �أن تحدث �إعادة البي ��ع هذه في مكان‬ ‫�أق ��رب ال ��ى فنزوي�ل�ا (الوالي ��ات المتح ��دة) م ��ن‬ ‫ال�صي ��ن‪ .‬ف ��ي الواق ��ع‪ ،‬ف ��ي مقابلة جرت ف ��ي العام‬ ‫‪ ،2005‬الح ��ظ ال�سفي ��ر ال�صيني ل ��دى فنزويال ب�أن‬ ‫"الأ�سواق الطبيعية للنف ��ط الفنزويلي هي �أميركا‬ ‫ال�شمالية والجنوبية" (�أل‪-‬يونيفر�سال‪� 29-28 ،‬آب‬ ‫(�أغ�سط� ��س) ‪ .)2005‬في نهاي ��ة المطاف �إن الأمر‬ ‫الأكث ��ر �إحتماال" ه ��و �أن جزءا" كبي ��را"‪ ،‬و�أحيانا"‬ ‫الغالبي ��ة‪ ،‬من النفط ال ��ذي ت�شتريه بكين من خالل‬ ‫القرو�ض التي يقوده ��ا بنك التنمية ال�صيني مقابل‬ ‫�صفق ��ات نفطية م ��ع كراكا�س‪ ،‬يعاد بيع ��ه بوا�سطة‬ ‫�ش ��ركات النف ��ط الوطنية حيث ال ي�ص ��ل فعليا" الى‬ ‫ال�صي ��ن‪ .‬الحقيقة �أن مثل �إعادة بيع النفط هذه قد‬ ‫تكون معي ��ار ال�سلوك المتبع من قبل �شركات النفط‬ ‫الدولي ��ة‪ ،‬ولك ��ن بالن�سبة ال ��ى ال�ش ��ركات المملوكة‬ ‫للدولة فى ال�صين فلها نتائج �سيا�سية‪.‬‬ ‫لم ��اذا الأمر مهم �إذا كانت �شركات النفط الوطنية‬ ‫ال�صيني ��ة تقوم ب�إعادة بيع ن�سب ��ة كبيرة من �أ�صول‬ ‫نفطه ��ا م ��ن فنزوي�ل�ا (�أو غيره ��ا) ف ��ي ال�س ��وق‬


‫فيه ��ا الناتج المحلي في مواكب ��ة الطلب‪ .‬العملية‬ ‫المعق ��دة لت�سيي ��ل الغاز وال�شحن و�إع ��ادة تكرير‬ ‫الوقود يمكن �أن تجعل ��ه �أكثر تكلفة من �إمدادات‬ ‫خط الأنابيب‪.‬‬ ‫الأ�سعار الفورية (�سبوت) للغاز الطبيعي الم�سال‬ ‫حالي ��ا" تدور حول ‪ 18‬دوالرا" ل ��كل مليون وحدة‬ ‫حراري ��ة بريطانية‪ ،‬بزيادة حوال ��ي دوالرين عن‬ ‫الفترة عينها من العام الما�ضي‪ ،‬ولكنها ما زالت‬ ‫�أقل م ��ن �أ�سعار ال�صفق ��ات القيا�سية التي تع ّدت‬ ‫ال‪ 20‬دوالرا" والتي جرت في ‪.2008‬‬ ‫"و�ضع العر�ض �أ�سو�أ مما كنا نظن �أنه �سيكون"‪،‬‬ ‫ق ��ال المحل ��ل الم�ستقل للغ ��از الطبيع ��ي الم�سال‬ ‫�أن ��دي فل ��ورز‪ ،‬ال ��ذي يتاب ��ع الت�صدي ��ر العالمي‬ ‫وحجم الواردات‪�" .‬إنخف�ض �إنتاج الغاز الطبيعي‬ ‫الم�سال في العام الما�ضي وهو ال يبدو �أنه �سيزيد‬ ‫بن�سبة كبيرة هذا العام"‪ ،‬ي�ضيف‪.‬‬ ‫وي�ؤ ّك ��د على �أن �إنتاج الغ ��از الطبيعي الم�سال قد‬ ‫�إنخف� ��ض فقط ثالث م ��رات �أخرى من ��ذ �أن بد�أ‬ ‫�إنتاجه قبل ‪� 50‬سنة‪ :‬في العام ‪ 2008‬عندما كان‬ ‫الإقت�ص ��اد العالم ��ي يتر ّنح‪ ،‬وف ��ي ‪ 1980‬و‪1981‬‬ ‫عندما �أوقف ��ت الجزائر �صادرات الغاز الطبيعي‬ ‫الم�س ��ال �إلى الواليات المتح ��دة ب�سبب نزاع على‬ ‫ال�سعر‪.‬‬ ‫ع�ل�اوة على ذلك‪ ،‬ال�سوق "المت�ش ��ددة" تعني �أن‬ ‫�أي �أح ��داث غي ��ر متوقعة‪ ،‬مثل كارث ��ة فوكو�شيما‬ ‫النووية ف ��ي اليابان‪ ،‬والظواه ��ر الجوية الكبيرة‬ ‫�أو �إغ�ل�اق حق ��ل هيدروكربون ��ي مفاج ��ئ‪ ،‬ق ��د‬ ‫يدف ��ع الأ�سعار ال ��ى �أعلى من ذلك‪ .‬ف ��ي �أعقاب‬ ‫فوكو�شيم ��ا ف ��ي �آذار (مار� ��س) ‪� ،2011‬إرتفعت‬ ‫واردات �أكب ��ر دول ��ة م�ستهلك ��ة في العال ��م للغاز‬ ‫الطبيع ��ي الم�س ��ال كثي ��را" تلبي ��ة لإحتياج ��ات‬ ‫الطاقة‪ ،‬مما دفع الأ�سع ��ار الأ�سيوية �صعدا" الى‬ ‫‪ 70‬ف ��ي المئة في الأ�شهر ال�سبع ��ة التالية‪ ،‬وفقا"‬ ‫لبيانات "رويترز"‪ .‬علما" ب�أن محطتين فقط من‬ ‫محط ��ات الياب ��ان النووية الخم�سي ��ن عادت الى‬ ‫العمل بعدما يقرب من عامين على الحادثة‪.‬‬ ‫من جهتهم ي�ستعد م�صدرو الغاز الطبيعي الم�سال‬ ‫لمواجهة تخمة من المعرو�ض في الن�صف الثاني‬ ‫من هذا العقد عن ��د و�صول �إمدادات جديدة من‬ ‫�أو�سترالي ��ا و�أفريقيا والواليات المتحدة‪ .‬لكن في‬ ‫الوقت الحالي يلوح نق�ص كبير في الأ�سواق‪.‬‬ ‫ت�ضاع ��ف الإنتاج م ��ا بين عام ��ي ‪ 2000‬و ‪2011‬‬ ‫بعدم ��ا تم الإنتهاء م ��ن مجموعة م ��ن الم�شاريع‬ ‫الجدي ��دة‪ ،‬ولك ��ن الإنتاج تراجع بمق ��دار قيا�سي‬

‫يتوقع معظم خبراء المواد‬ ‫الهيدروكربونية ب�أن ترتفع الأ�سعار‬ ‫العالمية للغاز الطبيعي الم�سال‬ ‫(‪ )LNG‬نحو م�ستويات قيا�سية‬ ‫هذا العام مع زيادة الطلب الذي ي�سير‬ ‫�صعدا" مقابل عر�ض خجول متقطع‬ ‫في الأ�سواق‬ ‫الخبير الفرن�سي تييري برو‪�" :‬إذا ر�أينا‬ ‫غازا" طبيعيا" م�ساال" �أقل في ‪،2013‬‬ ‫عندها يمكننا �أن نرى قرارا" من‬ ‫الحكومة اليابانية يدعو الى الت�سريع‬ ‫في �إعادة ت�شغيل مفاعالتها النووية "‬ ‫في الع ��ام الما�ضي ب�سبب �أح ��داث غير متوقعة‪.‬‬ ‫ال�صيان ��ة �أبط� ��أت الإنت ��اج في �أكبر بل ��د م�صدر‬ ‫للنف ��ط في العالم‪ ،‬قطر‪ ،‬في حي ��ن �إرتفع الطلب‬ ‫المحل ��ي عل ��ى الطاق ��ة ف ��ي م�ص ��ر و�أندوني�سيا‪،‬‬ ‫اللتين كانتا ذخرا" ل�سوق ت�صدير الغاز الطبيعي‬ ‫الم�س ��ال‪ ،‬الأمر الذي �أدى ال ��ى نق�ص المعرو�ض‬ ‫في ال�سوق المفتوحة‪.‬‬ ‫من جه ��ة �أخ ��رى‪� ،‬أ ّدت الإ�ضطرابات والهجمات‬ ‫الم�سلحة في اليمن �أي�ض ��ا" الى وقف الإنتاج في‬ ‫م�شروع الت�صدي ��ر الهيدروكربون ��ي هناك الذي‬ ‫بد�أ العمل في العام ‪ .2009‬لكن في الوقت عينه‪،‬‬ ‫هناك م�شروع واحد كبير من المقرر �أن يبد�أ هذا‬ ‫العام في �أنغوال مع قدرة على �إنتاج ‪ 5.2‬ماليين‬ ‫طن �سنويا" من الغاز الطبيعي الم�سال‪.‬‬ ‫ينم العر�ض‪ ،‬وكنت‬ ‫"�إذا نم ��ا الطلب الكلي ولم ُ‬ ‫تعتمد عل ��ى ال�س ��وق الفورية (�سب ��وت)‪ ،‬ف�سوف‬ ‫تالق ��ي �صعوب ��ة للح�ص ��ول عل ��ى عر� ��ض و�سوف‬ ‫ت�ضط ��ر بالتال ��ي الى دف ��ع �أ�سع ��ار �أعل ��ى"‪ ،‬قال‬ ‫ت�شارل ��ز مارتن المحلل في �أ�سواق الغاز الطبيعي‬ ‫الم�س ��ال لمنطق ��ة �آ�سي ��ا ف ��ي �شرك ��ة "وتيربورن‬ ‫�إينيرجي" في هيو�ستن‪.‬‬ ‫لق ��د تراج ��ع المعرو� ��ض العالمي نح ��و ‪ 1.6‬في‬ ‫المئ ��ة �إل ��ى ‪ 238‬ملي ��ون طن ف ��ي الع ��ام ‪،2012‬‬

‫وفق ��ا" لتقديرات الخبي ��ر فلورز‪.‬وه ��ذا العام ال‬ ‫يب ��دو �أف�ض ��ل بكثير‪ .‬الو�ضع الأمن ��ي​​في اليمن ال‬ ‫ي ��زال م�صدر قل ��ق‪ ،‬كما �أفاد م�ص ��در ر�سمي في‬ ‫كان ��ون االول (دي�سمب ��ر) ب� ��أن �إنت ��اج �أندوني�سيا‬ ‫�سينخف� ��ض​​حوال ��ي ‪ 14‬في المئة ف ��ي عام ‪2013‬‬ ‫ب�سبب الإنخفا�ض في �إنتاج الغاز المحلي‪.‬‬ ‫ف ��ي الوقت عينه‪� ،‬سوف تمت� ��ص م�شاريع جديدة‬ ‫ف ��ي �آ�سيا ما في و�سعها م ��ن المعرو�ض في العام‬ ‫‪ .2013‬ف ��ي الهند وال�صين و�سنغاف ��ورة‪� ،‬أقيمت‬ ‫خم�س محطات جديدة للإ�ستيراد �سوف ت�ضيف‬ ‫ما يق ��رب من ‪ 18‬مليون طن ‪� /‬سن ��ة من القدرة‬ ‫عل ��ى الإ�ستي ��راد‪ ،‬وفق ��ا" لتقديرات خب ��راء ‪--‬‬ ‫حوالي ‪ 8‬ف ��ي المئة من �إمدادات العام الما�ضي‪.‬‬ ‫والمع ��روف �أن الغاز الطبيع ��ي الم�سال ي�ستخدم‬ ‫عادة في التدفئة وتوليد الكهرباء والنقل‪.‬‬ ‫من المتوق ��ع �أن يتابع الطلب نموه‪ .‬ال�صين‪ ،‬التي‬ ‫تخط ��ط لإ�ستخ ��دام الغ ��از الثالثي بحل ��ول عام‬ ‫‪ 2020‬للح ��د من الإعتماد عل ��ى الفحم ال�ضبابي‬ ‫الدخ ��ان‪ ،‬لديها ما يقرب م ��ن ‪ 10‬ماليين طن ‪/‬‬ ‫�سنة من م�شاريع الإ�ستيراد لعام ‪.2013‬‬ ‫�إ�ضاف ��ة �إل ��ى ال�ضغ ��وط على تج ��ارة ال"�سبوت"‬ ‫الفورية ج ��اء تحرك قطر – وه ��ي تم ّثل توازنا"‬ ‫حا�سم ��ا" ف ��ي �سوق الغ ��از الطبيع ��ي الم�سال في‬ ‫ال�سنوات الأخيرة ‪ -‬نحو �إبرام عقود طويلة الأجل‬ ‫مع الم�ستوردين النا�شئين‪ .‬وتفيد توقعات البنك‬ ‫الوطن ��ي القط ��ري ف ��ي كان ��ون االول (دي�سمبر)‬ ‫ب� ��أن مبيعات البالد الفوري ��ة (�سبوت) من الغاز‬ ‫الطبيعي الم�سال �ستنخف�ض​​بن�سبة ال تقل عن ‪40‬‬ ‫في المئ ��ة بين ‪ 2012‬و‪ ،2014‬فيم ��ا يدخل �أكبر‬ ‫م�ص ��در للغاز الطبيع ��ي في العالم ف ��ي �صفقات‬ ‫توريد طويل ��ة الأجل‪ .‬والنتيجة ه ��ي عرو�ض �أقل‬ ‫في ال�سوق الفورية (�سبوت) حيث الم�شتري على‬ ‫�إ�ستعداد عادة لدفع �أعلى �سعر يح ّدد �أو الذهاب‬ ‫بعيدا" خالي الوفا�ض‪.‬‬ ‫ال�صعوب ��ات ب ��د�أت نظه ��ر بالفع ��ل‪ .‬معاني� � ًة من‬ ‫جفاف �شديد ه ّدد معامل �إنتاج الكهرباء المائية‬ ‫فيها ‪� ،‬أقدمت البرازيل الى دفع مبلغ ‪ 18‬دوالرا"‬ ‫لكل مليون وحدة حرارية بريطانية للغاز الطبيعي‬ ‫الم�سال لحاالت الطوارئ في ال�شهر الفائت‪ ،‬وهو‬ ‫�سع ��ر ال يبع ��د كثيرا" من �أعلى �سع ��ر يدفع للغاز‬ ‫الطبيعي الم�س ��ال في �شراء فوري (�سبوت) منذ‬ ‫�أربع �سنوات‪.‬‬ ‫وعلى �سبيل المقارنة‪� ،‬إن �أ�سعار الغاز االميركي‪،‬‬ ‫تح ��ت �ضغوط بف�ض ��ل طفرة الحف ��ر ال�صخري‪،‬‬

‫‪Issue 6 - Mars - 2013‬‬

‫‪73‬‬


‫عالم الطاقة‬

‫غاز‬

‫لأن �إنتاجه لن ي�سجل زيادة كبيرة هذا العام‬

‫أسعار الغاز الطبيعي المسال ترتفع في ‪2013‬‬ ‫وتضرب اإلقتصادات الناشئة‬ ‫التوقع��ات العالمي��ة بالن�سب��ة الى‬ ‫العر���ض والطل��ب عل��ى الغ��از‬ ‫الطبيع��ي الم�س��ال ت�شي��ر �إل��ى‬ ‫ت�سجي��ل �إرتفاع ف��ي الأ�سعار في‬ ‫الع��ام ‪� ،2013‬ضارب��ة بق�س��اوة‬ ‫البل��دان التي تعتمد عل��ى تجارة‬ ‫ال"�سب��وت" "‪( "spot‬ال�ش��راء‬ ‫الفوري في الموقع)‪.‬‬

‫لندن ‪ -‬كميل العجوز‬ ‫يتوق ��ع معظ ��م خب ��راء الم ��واد‬ ‫الهيدروكربوني ��ة ب�أن ترتف ��ع الأ�سعار‬ ‫العالمية للغ ��از الطبيعي الم�س ��ال (‪ )LNG‬نحو‬ ‫م�ستوي ��ات قيا�سية ه ��ذا العام مع زي ��ادة الطلب‬ ‫الذي ي�سير �صعدا" مقابل عر�ض خجول متقطع‪،‬‬ ‫الأمر ال ��ذي يهدد برفع �أ�سع ��ار الوقود في بع�ض‬ ‫�أكبر الإقت�صادات في العالم‪.‬‬ ‫بع ��د انخفا�ض غير متوقع لإنت ��اج الغاز الطبيعي‬ ‫الم�سال في ‪ ،2012‬من المتوقع �أن ينمو هام�شيا"‬ ‫فق ��ط هذا الع ��ام‪ .‬والطلب‪ ،‬في الوق ��ت عينه‪ ،‬ال‬

‫حقل للغاز الطبيعي في قطر‪ :‬الإنتاج محجوز بعقود طويلة‬

‫‪72‬‬

‫العدد ‪� - 6‬آذار (مار�س) ‪٢٠١3 -‬‬

‫يزال ي�سي ��ر �صع ��دا"‪ ،‬نتيجة للنم ��و الإقت�صادي‬ ‫ال�سري ��ع في �آ�سي ��ا المتعط�ش للطاق ��ة‪ ،‬والإغالق‬ ‫�شب ��ه الت ��ام لل�صناع ��ة النووي ��ة ف ��ي الياب ��ان‪،‬‬ ‫والجف ��اف في البرازيل الذي �أجبرها على �شراء‬ ‫�إمدادات الوقود للطوارئ ب�أ�سعار مرتفعة‪.‬‬ ‫م ��ع ‪ 80‬ف ��ي المئة من �إم ��دادات الغ ��از الطبيعي‬ ‫الم�سال العالمية محجوزة من خالل عقود طويلة‬ ‫الأجل‪ ،‬فدول مثل البرازيل والأرجنتين وال�صين‬ ‫والهند التي تعتم ��د على �صفقات ق�صيرة المدى‬ ‫يمكن �أن تواجه �إقت�صاداتها �ضربة كبرى‪.‬‬ ‫الواقع �أن الغاز الطبيعي الم�سال ي�ساعد على �سد‬ ‫ثغ ��رات �إم ��دادات الوقود في البل ��دان التي ف�شل‬


‫عالم الطاقة‬

‫¶‬

‫غاز‬

‫مرف�أ روتردام‪ :‬مركز مهم للبيع الفوري للمواد الهيدروكربونية‬

‫تقبع تحت ‪ 4‬دوالرات لكل مليون وحدة بريطانية‬ ‫حرارية‪.‬‬ ‫ف ��ي الأرجنتي ��ن‪ ،‬تعرق ��ل مناف�س ��ة �شدي ��دة من‬ ‫البرازيل و�آ�سيا محاوالتها لت�أمين �إمدادات الغاز‬ ‫الطبيعي الم�سال الالزمة للتعوي�ض عن �إنخفا�ض‬ ‫�إنتاج النفط والغاز المحلي‪� .‬شركة الطاقة "‪YPF‬‬ ‫‪ "SA‬الت ��ي تملكها الدول ��ة �أعلنت عن مناق�صة‬ ‫في كان ��ون االول (دي�سمبر) لإ�ستيراد ‪� 83‬شحنة‬ ‫لع ��ام ‪ ،2013‬بزي ��ادة طفيفة عن الع ��ام ال�سابق‪.‬‬ ‫و�أف ��ادت م�صادر �أنه حت ��ى الآن لم تح�صل �سوى‬ ‫على ‪� 51‬شحنة ب�سبب خالفات على الأ�سعار‪.،‬‬ ‫خبير �شركة "وتيربورن" ت�شارلز مارتن قال ب�أن‬ ‫المرون ��ة في ال�سوق الفورية ال"�سبوت" يمكن �أن‬ ‫تزي ��د عندما ت�أتي م�شاريع جدي ��دة للمرة الأولى‬ ‫�إلكتروني ��ا" م ��ع الكثير م ��ن الإنت ��اج للإ�ستغناء‬ ‫وينخف� ��ض فيما هو يجذب عقودا" طويلة الأجل‪.‬‬

‫لذا في غ�ضون �سنوات قليلة‪ ،‬ف�إن �صورة العر�ض‬ ‫تبدو واعدة �أكثر للم�ستهلكين‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن �إزده ��ار الغ ��از ال�صخ ��ري يعن ��ي �أنه‬ ‫�ستك ��ون هن ��اك على الأرج ��ح �إم ��دادات جديدة‬ ‫م ��ن الوالي ��ات المتح ��دة ف ��ي ال�س ��وق العالمية‪،‬‬ ‫عل ��ى الرغم م ��ن النقا�ش الدائر بي ��ن المنتجين‬ ‫والم�ستهلكين المحليين ح ��ول ال�سماح لأكثر من‬ ‫م�ش ��روع واح ��د للم�ض ��ي قدما"‪ .‬وهن ��اك �أي�ضا"‬ ‫محط ��ات ت�صدي ��ر جدي ��دة تق ��ررت �إقامتها في‬ ‫�أو�سترالي ��ا و�ش ��رق �أفريقيا بحل ��ول العام ‪.2020‬‬ ‫وعلى هذا الأ�سا�س يت�ساءل خبراء بالفعل ما �إذا‬ ‫�سيكون هناك فائ�ض عر�ض عندما يتم بناء هذه‬ ‫الم�شاريع‪.‬‬ ‫من جه ��ة �أخرى يقول محللون ب� ��أن الإ�ستياء من‬ ‫�إرتف ��اع �أ�سع ��ار �إ�ستيراد الغ ��از الطبيعي الم�سال‬ ‫قد يدفع بالم�ستوردين الى التنويع‪ ،‬وقطع الطلب‬

‫تمام ��ا" فيما يح ��اول المنتجون فت ��ح ال�صنابير‬ ‫على م�شروعات عمالقة جديدة‪.‬‬ ‫في ‪ ،2008‬تحولت الهند �إلى النفتا عندما و�صلت‬ ‫�أ�سع ��ار الغ ��از الطبيع ��ي الم�سال ال ��ى م�ستويات‬ ‫قيا�سي ��ة فوق ‪ 20‬دوالرا" للملي ��ون وحدة حرارية‬ ‫بريطانية‪ .‬اليابان‪� ،‬أي�ضا"‪ ،‬لديها الخيار النووي‬ ‫الذي قد تنع�شه من جديد‪� ،‬إعتمادا" على ال�شهية‬ ‫ال�سيا�سي ��ة والإجتماعية لمثل ه ��ذه الخطوة بعد‬ ‫وقوع الحادث والأزمات الالحقة في فوكو�شيما‪.‬‬ ‫"التحول في �إ�ستخ ��دام الوقود من المرجح �أن‬ ‫يح ��دث ف ��ي الياب ��ان‪� .‬إذا ر�أينا غ ��ازا" طبيعيا"‬ ‫م�س ��اال" �أق ��ل ف ��ي ‪ ،2013‬عنده ��ا يمكنن ��ا �أن‬ ‫ن ��رى ق ��رارا" من الحكوم ��ة الياباني ��ة يدعو الى‬ ‫الت�سريع في �إع ��ادة ت�شغيل مفاعالتها النووية "‪،‬‬ ‫ح�سب المحل ��ل الفرن�سي في "�سو�سيتيه جنرال"‬ ‫تييري برو‬

‫‪Issue 6 - Mars - 2013‬‬

‫‪75‬‬


Lody Saliby Haute Couture Wedding dresses, Evening clothes, Selling or Renting, Pret-a- Porter, Accessories

Christ Le Rois Center, 8th Floor, Adonis Road, Zouk Mossbeh, Lebanon Tel: 00961 – (0) 9221643 , Email: lodysaliby@hotmail.com, Web: www.lodysaliby.com


‫�أجرى الحوار جوزف قرداحي‬ ‫ق �ب��ل ال ��دخ ��ول ف ��ي الإت �ه ��ام ��ات‬ ‫الموجهة �إلى معاليكِ في كتاب‬ ‫"الإبراء الم�ستحيل" ال�صادر عن "التيار‬ ‫الوطني الحر"‪� ،‬إ�سمحي ل��ي �أن �أب ��د�أ معك‬ ‫م��ن �أزم ��ة ال��رك��ود الإق�ت���ص��ادي ال�ت��ي يعاني‬ ‫منها لبنان في الوقت الحالي‪ ،‬وكما فهمنا‬ ‫ف � ��إن ال�ك�ث�ي��ر م��ن ال �م �ح�لات ال �ت �ج��اري��ة في‬ ‫منطقة ال��و��س��ط ال �ت �ج��اري "ال�سوليدير"‪،‬‬ ‫م�ه��د ٌد ب��االق�ف��ال نتيجة ه��ذا ال��رك��ود‪ .‬ولكن‬ ‫ه��ل ب��ر�أي��ك ال���س�ب��ب ي�ع��ود ف�ق��ط �إل ��ى الأداء‬ ‫الحكومي الحالي وح��ده‪ ،‬هل هي ممار�سات‬ ‫"حزب اهلل" وحدها‪ ،‬هل هي تداعيات الأزمة‬ ‫ال�سورية على لبنان وحدها‪� ،‬أم �أن االنق�سام‬ ‫ال�سيا�سي الحاد بين فريقي ‪ 14‬و‪� 8‬آذار هو‬ ‫الم�س�ؤول عن تلك الأزم��ة التي يدفع ثمنها‬ ‫المواطن العادي؟‬ ‫ه ��ي مجموعة عوامل من التي ذكرتها الآن‪ ،‬والأزمات‬ ‫ال تح�ص ��ل م ��ن تلق ��اء نف�سها‪ ،‬ب ��ل تح�ص ��ل نتيجة ما‬ ‫ي�سمى ‪� ،conversion of factors‬أي �أن عوامل عدة‬ ‫تتداخل ببع�ضها بع�ض ًا‪ ،‬لتخلق هكذا حاالت‪ ،‬ما ي�ؤدي‬ ‫حتم ًا �إل ��ى �إنعدام الثقة باالقت�ص ��اد اللبناني‪ .‬ناهيك‬ ‫ع ��ن الإقب ��ال الخليج ��ي ال ��ذي يت�أث ��ر بالت�صريحات‬ ‫ال�سيا�سي ��ة من بع�ض الم�س�ؤولي ��ن‪ ،‬وت�صرفات "حزب‬ ‫اهلل" وتورطه المبا�شر بالأزمة ال�سورية‪ .‬يعني الحالة‬ ‫ال�سيا�سي ��ة والحالي ��ة الإقت�صادي ��ة نتيج ��ة الإرتب ��اك‬ ‫الحكوم ��ي عل ��ى �صعي ��د الق ��رارات الإقت�صادية التي‬ ‫تتخذها وتنعك�س �سلب ًا على البالد‪.‬‬ ‫ولكن بالعودة الى ال��وراء‪ ،‬ف��إن االزم��ات‬ ‫الإق �ت �� �ص��ادي��ة ف��ي ل�ب�ن��ان ك��ان��ت ق��ائ�م��ة منذ‬ ‫الحكومات ال�سابقة؟‬ ‫ال‪ ،‬ال غي ��ر �صحي ��ح‪ ...‬ربما الأزم ��ات كانت قائمة في‬ ‫عه ��ود الحكومات ال�سابق ��ة‪ ،‬ولكن لم تك ��ن على هذه‬ ‫الدرج ��ة م ��ن الخط ��ورة‪ .‬ف�ض�ل ً�ا عل ��ى �أن الكثير من‬ ‫العوام ��ل الإيجابي ��ة ف ��ي الحكوم ��ات ال�سابق ��ة كانت‬ ‫ّ‬ ‫تلط ��ف م ��ن ح ��دة الأزم ��ات‪ .‬الي ��وم الو�ض ��ع مختلف‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫تمام� �ا‪ ،‬فنح ��ن نواجه و�ضعا م�صيري� �ا مقلقا‪� ،‬إن كان‬ ‫عل ��ى �صعيد قان ��ون الإنتخابات‪� ،‬أو بالن�سب ��ة �إلى �أداء‬ ‫الحكوم ��ة وتركيبتها الت ��ي ت�أخذ البلد �إل ��ى المجهول‬ ‫وته ��دد بتغيير طبيعة الإقت�ص ��اد اللبناني‪ ،‬وخ�صو�ص ًا‬ ‫في ما يتعلق بال�سياح الخليجيين والم�ستثمر الخليجي‬ ‫الذي بد�أ بتغيير وجهة نظره نحو الإ�ستثمار في لبنان‪.‬‬ ‫الأم ��ر الذي لم ن�شهده في �أ�س ��و�أ ظروف لبنان‪� ،‬سواء‬ ‫ف ��ي حرب الـ‪� 2006‬أو ‪� 7‬أي ��ار‪ .‬اليوم �أنا �أ�شعر �صراحة‬

‫مدير التحرير في بيروت جوزف قرداحي يحاور ر ّيا الح�سن‬

‫�أننا �أم ��ام تغيير طويل الأمد‪ ،‬و�إنعكا�سه �سيكون �سلبي ًا‬ ‫عل ��ى �صعيد الإ�ستثمارات العربي ��ة التي قد تفت�ش عن‬ ‫�أ�سواق �أخرى �أكثر ا�ستقرار ًا‪.‬‬ ‫ك�أنك تدقين ناقو�س الخطر‪ ،‬وتعلنين‬ ‫ب�أن لبنان �سيكون يونان �آخر اقت�صادياً؟‬ ‫�أكي ��د �أكيد‪� ...‬إذا ا�ستمرت الأو�ضاع على ما هي عليه‪،‬‬ ‫و�إ�ستمرت الحكومة بهذا الم�سار‪� ،‬أنا ال �أ�ستبعد �إنهيار ًا‬ ‫�إقت�صادي ًا م�شابه� � ًا لليونان!‪ ...‬ولكن هذا ال يعني �أننا‬ ‫فقدن ��ا الأمل ب�إنقاذ الو�ضع �إذا تداركت الحكومة تلك‬ ‫المخاطر‪.‬‬ ‫لنتكلم ب�صراحة معالي ال��وزي��رة‪ ،‬ثمة‬ ‫من يقول ب�أن الأزمة الإقت�صادية هي نتيجة‬ ‫م��ا ت��راك��م على الخزينة م��ن دي��ون م��ن �أج��ل‬ ‫�إع� ��ادة �إع �م��ار ال��و��س��ط ال �ت �ج��اري او منطقة‬

‫قدم �أرقام ًا وم�ستندات‬ ‫"�إبراهيم كنعان ّ‬ ‫قائمة على الكذب والإفتراء"‬ ‫"منذ البداية تعاونا وا�شتغلنا مع‬ ‫جبران با�سيل لإقرار خطة الكهرباء‬ ‫لكن �إ�صراره على تمويلها من‬ ‫الخزينة العاجزة �أوقع الخالف بيننا"‬

‫ال���س��ول�ي��دي��ر‪ ،‬ال �ت��ي ل��م ي�ستفد م�ن�ه��ا �سوى‬ ‫�أ�صحاب الر�ساميل من الخليجيين وطبقة‬ ‫محظوظة من اللبنانيين المح�سوبين على‬ ‫ال��دول��ة ��س��واء م��ن ‪ 8‬او ‪� 14‬آذار‪ ،‬ال��ذي��ن هم‬ ‫بالنتيجة ��ش��رك��اء ف��ي تقا�سم الجبنة التي‬ ‫�إ�سمها لبنان‪ .‬الأم��ر ال��ذي زاد الفقير فقراً‪،‬‬ ‫والغني ثراء‪� ...‬أين العدالة الإجتماعية في‬ ‫�سيا�سة �إق�ت���ص��ادي��ة تثقل الطبقة الفقيرة‬ ‫بديون على �إعمار ال ت�ستفيد منه؟‬ ‫�أن ��ا ال �أنظر �إلى هذا الأمر بتلك الب�ساطة‪ .‬وهنا �أي�ض ًا‬ ‫ال اريد تبرئة فريقنا ال�سيا�سي تبرئة كاملة‪ .‬ولكن في‬ ‫كل مرحلة كان فيها فريقنا ال�سيا�سي في الحكم‪ ،‬كان‬ ‫النمو الإقت�ص ��ادي مزدهر ًا ب�شكل كبي ��ر وفاعل‪ .‬وقد‬ ‫تق ��ول لي ب�أن ه ��ذا النمو لم ت�ستفد من ��ه كافة �شرائح‬ ‫المجتم ��ع‪ ،‬و�س�أوافق ��ك ال ��ر�أي واقول ل � َ�ك معك حق‪.‬‬ ‫فربم ��ا ه ��ذا النمو كان يرتك ��ز في وقت م ��ن الأوقات‬ ‫على جبل لبنان ومدينة بيروت‪ ،‬ولكننا �إ�ستدركنا هذا‬ ‫الواق ��ع وخ�صو�ص ًا في حكومة �سع ��د الحريري‪ ،‬بعدما‬ ‫�شهد لبن ��ان نمو ًا ما بي ��ن ‪ 2007‬و‪ 2009‬كان معدله ‪8‬‬ ‫ف ��ي المئة‪ ،‬على الرغ ��م من الأزمة المالي ��ة العالمية‪.‬‬ ‫فحين و�ص ��ل �سعد الحريري الى الحك ��م‪ ،‬الحظنا �أن‬ ‫ه ��ذا النم ��و عل ��ى �أهميته ل ��م ت�ستفد من ��ه كل �شرائح‬ ‫المجتم ��ع‪ ،‬وم ��ن المهم ج ��د ًا العمل عل ��ى �إ�ستمرارية‬ ‫ه ��ذا النم ��و‪ .‬فو�ضعنا خط ��ة عمل للإنم ��اء المتوازن‪،‬‬ ‫ي�ستفيد منها المواطن عل ��ى كافة الأرا�ضي اللبنانية‪.‬‬ ‫ف�ض ًال عن دع ��م كل القطاعات الإنتاجية في الأرياف‬ ‫وخ�صو�ص ًا تلك التي ت�ش ّغ ��ل اليد العاملة في المناطق‬ ‫النائية‪ .‬وقد حر�ص الرئي� ��س �سعد الحريري �أن يكون‬ ‫ه ��دف حكومته هو تحقيق الإنم ��اء المتوازن للمواطن‬ ‫في جمي ��ع المناطق اللبنانية من دون �إ�ستثناء‪ .‬ف�ض ًال‬

‫‪Issue 6 - Mars - 2013‬‬

‫‪77‬‬


‫الحوار‬ ‫كم �إبراء ذمة يحتاج �إليها الم�س�ؤولون عن لقمة عي�ش اللبنانيين ومقومات حياتهم اليومية ال�ضرورية‪ ،‬من كهرباء‬ ‫م�ستحيل��ة‪ ،‬وماء نقية‪ ،‬ورغيف غير مغ�شو�ش‪ ،‬وم��ازوت غير مهرّب‪ ،‬و�أدوية غير مزوّرة‪ ،‬ولحوم غير فا�سدة‪،‬‬ ‫وحد �أدنى للأجور ي�ؤمن للفقير الحد الأدنى من الحياة الكريمة؟! كم �إبراء غير م�ستحيل‪ ،‬يحتاج �إليها �ضمير‬ ‫ال�سيا�س��ي ف��ي لبنان‪ ،‬لي�صحو من ارتهاناته و�صفقاته وح�ساباته ال�سيا�سي��ة ال�ضيقة‪ ،‬ويعمل من �أجل المواطن‪،‬‬ ‫كل مواط��ن وبعي��د ًا من طائفته وفئة دم��ه ولون ربطة عنقه �سواء كانت زرقاء‪� ،‬صف��راء‪ ،‬خ�ضراء �أو برتقالية؟!‬ ‫بالأم�س‪� ،‬صدر عن "التيار الوطني الحر" كتاب تحت عنوان‪" :‬الإبراء الم�ستحيل"‪� ،‬أحدث �ضجة وا�سعة في‬ ‫الأو�س��اط اللبناني��ة على كافة الم�ستويات‪ ،‬وخ�صو�ص ًا �أنه يرّوج ل�سل�سلة م��ن االتهامات �ضد "تيار الم�ستقبل"‬ ‫وفريق الرئي�س �سعد الحريري‪ ،‬المتمثل بالرئي�س ف�ؤاد ال�سنيورة ووزيرة المالية ال�سابقة ريا الح�سن‪.‬‬ ‫"�أ�س��واق الع��رب" �إيمان � ًا منها بتبيان الحقائق من م�صدره��ا‪ ،‬حملت �أ�سئلتها و�إتهاماته��ا و�آلة ت�سجيلها �إلى‬ ‫الوزيرة ال�سابقة المعنية ريا الح�سن‪ ،‬وعادت بهذا اللقاء‪.‬‬

‫وزيرة المال اللبنانية ال�سابقة‬ ‫ترد على �إتهامات " التيار الوطني الحر"‬ ‫في حوار خا�ص‬

‫ريا الحسن‪" :‬اإلبراء المستحيل"‬ ‫حملـة إنتخابيـة مشبـوهة‬ ‫ً‬ ‫شخصيا!‬ ‫ال تستهـدفني‬ ‫‪76‬‬

‫العدد ‪� - 6‬آذار (مار�س) ‪٢٠١3 -‬‬


‫لبن ��ان و�أه ِّنئ ��ه على ه ��ذه الخطوات ال�شجاع ��ة‪ ،‬علم ًا‬ ‫انني ال �أ�شجع كثي ��ر ًا هذا النوع من �أ�ساليب المعالجة‬ ‫لو كانت الظروف مغايرة لما نحن عليه اليوم‪.‬‬ ‫�أال تعتقدين معي يا معالي الوزيرة ان‬ ‫�أه��م �أ�سباب التدهور الإق�ت���ص��ادي الحا�صل‬ ‫ال�ي��وم‪ ،‬هو ما يح�صل من �أزم��ات في �سوريا‬ ‫وانعكا�ساتها على لبنان؟‬ ‫ال غي ��ر �صحيح �إطالق� � ًا‪ ...‬لأن الو�ضع ف ��ي �سوريا قد‬ ‫تكون له ت�أثيرات �سلبية �صحيح‪ ،‬ولكن بن�سبة ال تتجاوز‬ ‫الع�شري ��ن �أو الثالثي ��ن في المئ ��ة‪ .‬والو�ض ��ع ال�سوري‬ ‫لي� ��س وحده م�س�ؤو ًال عن كل التراجع ��ات الإقت�صادية‪،‬‬ ‫وخ�صو�ص ًا �أن لي�س كل اقت�صادنا م�صدره من �سوريا‪.‬‬ ‫�صحيح لقد ت�أثرت �صادراتنا بع�ض ال�شيء‪ ،‬ولكن نحن‬ ‫ال نعتمد فقط على النق ��ل البري‪ .‬و�أي�ض ًا بالن�سبة �إلى‬ ‫الحركة ال�سياحية الآتية من الحدود ال�سورية‪ ،‬عمرها‬ ‫ما كانت نا�شطة لتنعك�س على اقت�صادنا �سلب ًا‪.‬‬ ‫وت�ستدرك‪:‬‬ ‫أف�س ��ر �أن �سبب تخب ��ط الحكومة في ملف‬ ‫ولك ��ن‪� ،‬أنا � ّ‬ ‫الإقت�ص ��اد من ��ذ �سنتين �إلى الي ��وم يعود �إل ��ى �إنعدام‬ ‫ال ��ر�ؤى الإقت�صادية‪ ،‬حتى في البي ��ان الحكومة غابت‬ ‫الر�ؤيا الإقت�صادية الوا�ضحة‪ .‬حتى �أن حكومة ميقاتي‬ ‫لم تتمك ��ن من ترجم ��ة �أي خطة �إقت�صادي ��ة لتبرهن‬ ‫للمجتمعي ��ن الدول ��ي والمحل ��ي �أنه ��ا تدرك �إل ��ى �أين‬ ‫تجر البلد‪ .‬ف�ض�ل ً�ا عن �أن كل القرارات التي �إتخذتها‬ ‫برهن ��ت على �أنه ��ا غارقة في تخب ��ط �إقت�صادي كبير‬ ‫ووا�ضح‪ ،‬وال �سيما في م�س�ألة �سل�سلة الرتب والرواتب‪.‬‬ ‫الأم ��ر الذي يترجم فق ��دان ثقة �إخوانن ��ا الخليجيين‬ ‫وقت ك ّنا في‬ ‫والمجتمع الدولي بمتان ��ة �إقت�صادنا‪ .‬في ٍ‬ ‫ظ ��ل حكومة الحريري �إ�ستطعن ��ا �أن نحافظ على هذه‬ ‫الثقة على الرغم من كل �أزماتنا المزمنة‪ ،‬وخ�صو�ص ًا‬ ‫بع ��د م�ؤتمر باري�س‪ ،‬حيث �أثبتن ��ا للمجتمع الدولي �أننا‬

‫ن�ستطي ��ع �إنجاز الكثير لتح�سي ��ن �إقت�صادنا‪ ،‬وال �سيما‬ ‫بم�س�ألة الت�صحيح المالي لمعالجة الدين العام‪.‬‬ ‫وت�ضيف‪:‬‬ ‫بالإ�ضاف ��ة �إلى كل هذا التخب ��ط الإقت�صادي‪ ،‬هنالك‬ ‫التخبط ال�سيا�سي الذي ن�شهده‪ ،‬من قانون الإنتخاب‪،‬‬ ‫�إل ��ى الم�ش ��اكل الأمنية‪� ،‬إل ��ى م�صادرة بي ��ت المقداد‬ ‫حريات النا� ��س وخطف الأجانب �أم ��ام �أعين الدولة‪،‬‬ ‫الأم ��ر الذي �إنعك� ��س �سلب ًا على حرك ��ة ال�سياح العرب‬ ‫ف ��ي ال�صيف الفائت‪ ،‬وخ�صو�ص ًا بعد التحذيرات التي‬ ‫�أ�صدرته ��ا الحكومات الخليجية لرعاياها من مخاطر‬ ‫زي ��ارة لبن ��ان‪ .‬ناهيك عن تورط "ح ��زب اهلل" العلني‬ ‫ب�أح ��داث �سوريا‪ ،‬وحادثة تفجي ��ر بلغاريا التي لن تمر‬ ‫م ��رور الكرام‪ ،‬والتي قد ت�ضع "حزب اهلل" على الئحة‬ ‫الإرهاب الدولي‪.‬‬ ‫ف��ي ال�م��رح�ل��ة ال �ت��ي ك �ن��تِ ف�ي�ه��ا وزي ��رة‬ ‫للمالية في حكومة الرئي�س �سعد الحريري‪،‬‬ ‫�شهدت وزارتك معارك ك�سر عظم بينك وبين‬ ‫وزي ��ر ال�ط��اق��ة ج �ب��ران ب��ا��س�ي��ل‪ ،‬ع�ل��ى خلفية‬ ‫معار�ضتك خطة با�سيل لم�شروع الكهرباء‪،‬‬ ‫وعدم الموافقة على تمويل �إ�ستئجار البواخر‬

‫"�أنا من طلب من البنك الدولي حين‬ ‫كنت �أتولى وزارة المالية‪� ،‬أن يقوم‬ ‫بالتدقيق على النظام المعلوماتي وعلى‬ ‫الأجهزة التابعة لها‪ ،‬والتي كانت‬ ‫�ضمن م�شروع يموله البنك الدولي"‬

‫ل�ت��ول�ي��د ال �ك �ه��رب��اء‪ .‬ال �ي��وم و��ص�ل��ت ال�ب��اخ��رة‬ ‫التركية "فاطمة غول"‪ ،‬ومن المفرو�ض ان‬ ‫يبد�أ ت�شغيلها في بداية هذا ال�شهر‪� .‬أال ترين‬ ‫معي معالي الوزيرة �أن �صراعاتكما ال�سيا�سية‬ ‫هي التي جعلت من م�س�ألة الكهرباء مع�ضلة‬ ‫ال ي�م�ك��ن ح �ل �ه��ا‪ ،‬وت �غ��رق ال �ن��ا���س ف��ي م��زي��د‬ ‫م��ن ال�ع�ت�م��ة‪ ،‬ف��ي وق��ت �أق ��ل م��ا ينبغي بكما‬ ‫كم�س�ؤولين م�ؤتمنين على م�ق��وم��ات حياة‬ ‫النا�س‪ ،‬التعالي عن تلك ال�صراعات؟‬ ‫ه ��ل تعتق ��د �أن ��تَ �أن م�شكل ��ة الكهرباء وج ��دت طريق‬ ‫الحل؟‬ ‫بالطبع ال‪ ...‬ولكن اليوم عندما نجد �أن‬ ‫ثمة خطة لمعالجة م�شكلة الكهرباء معالجة‬ ‫ج��ذري��ة‪ ،‬ل �م��اذا ال ن�ج��د �إج �م��اع �اً م��ن جميع‬ ‫ال�ف��رق��اء على ح� ّل�ه��ا‪ ،‬وال �سيما �أن�ه��ا م�س�ألة‬ ‫حيوية تهم الجميع على حد �سواء؟‬ ‫�أو ًال خطة الكهرباء لم ي�ضعها الوزير با�سيل بمفرده‪...‬‬ ‫ب ��ل ه ��ي خطة نح ��ن �شاركنا ف ��ي و�ضعها ف ��ي حكومة‬ ‫الرئي� ��س �سعد الحريري‪ ،‬وقد ت ��م �إقرارها والموافقة‬ ‫عليه ��ا ف ��ي الع ��ام ‪ .2010‬ونحن ف ��ي الأ�سا� ��س تعاو ّنا‬ ‫و�إ�شتغلن ��ا مع جب ��ران با�سيل لإقرار خط ��ة الكهرباء‪،‬‬ ‫ول ��م نعتر� ��ض يوم ًا عليها كم ��ا هي‪ .‬ولكنن ��ا �إعتر�ضنا‬ ‫عل ��ى خطة تموي ��ل الكهرباء‪ .‬نحن كنا نق ��ول لجبران‬ ‫با�سيل منذ البداية‪ ،‬ب�أننا ال ن�ستطيع تمويل الخطة من‬ ‫م ��وارد الخزينة‪ ،‬لأن الخزينة �أ�ص ًال واقعة تحت عجز‬ ‫كبي ��ر‪ ،‬وال ن�ستطي ��ع �أن نتحمل تمويل ه ��ذا العجز من‬ ‫�سندات خزينة ب�أ�سعار عالية الكلفة‪ .‬وقلنا له‪ :‬يا وزير‬ ‫جبران با�سيل‪ ،‬بد ًال من �أن تلج�أ �إلى الخزينة اللبنانية‬ ‫لتمويل هذا الإنفاق الكبير على المعامل وعلى مقدمي‬ ‫الخدم ��ات والبواخر‪ ،‬وخ�صو�ص ًا �أن حاجتنا الإنتاجية‬ ‫ال ��ى الكهرباء كبيرة جد ًا‪ ،‬فلنلج� ��أ �إلى الإ�ستدانة من‬

‫‪Issue 6 - Mars - 2013‬‬

‫‪79‬‬


‫الحوار‬ ‫ع ��ن �إحي ��اء ودع ��م �شب ��كات الآم ��ان الإجتماعية من‬ ‫�ضم ��ان �صحي و�ضمان �شيخوخة‪ ،‬و�أي�ض ًا �إعادة ت�أهيل‬ ‫البنى التحتية التي ت�آكلت و�أ�صبحت مترهلة وقد م�ضى‬ ‫عليها ما يزي ��د على الع�شر �سنين من دون �صيانة‪ .‬وال‬ ‫�سيم ��ا �أن البنى التحتية هي م ��ن الخدمات التناف�سية‬ ‫الت ��ي يجب �أن تواكب التطور والع�صر‪ ،‬لأنها ت�ستقطب‬ ‫الإ�ستثمارات م ��ن الخارج‪ ،‬بالإ�ضاف ��ة �إلى الت�صحيح‬ ‫المالي والنقدي وتح�سين مناخ بيئة الأعمال‪.‬‬ ‫وتتابع الوزيرة الح�سن‪:‬‬ ‫�إذا" كان ��ت لدين ��ا خط ��ة وا�ضح ��ة‪ ،‬و�أع ��ود لأقول لك‬ ‫�أننا م ��ع �إدراكنا ب� ��أن الو�ضع الإقت�صادي ق ��د �إ�ستمر‬ ‫ف ��ي النمو عل ��ى الرغم من كل ال ��ذي كان يح�صل من‬ ‫�أزم ��ات محلية وعالمية‪ ،‬لكننا كنا ن�ؤمن ب�أن النمو من‬ ‫جان ��ب واحد ال يكفي‪ ،‬وكان م ��ن ال�ضروري جد ًا و�ضع‬ ‫خط ��ة لإ�شراك كافة القطاع ��ات والمناطق في النمو‬ ‫المتوازن‪ .‬ولكن �أن ��ت تعرف اننا لم نكن وراء �إ�سقاط‬ ‫الحكومة‪ ،‬والكل يعلم كيف �سقطت الحكومة!‬ ‫وت�ستدرك‪:‬‬ ‫�ستق ��ول لي ب�أننا لم ن�ستطع تطبيق الخطة؟ و�أقول لك‬ ‫�أكي ��د لم ن�ستطع! و�ستق ��ول ب�أننا لم ن�ستط ��ع �أن نمرر‬ ‫موازن ��ات؟ و�أق ��ول ل ��ك بالت�أكي ��د لم ن�ستطي ��ع تمرير‬ ‫الموازن ��ات! ولكن خطتنا كانت وا�ضح ��ة ونيتنا كانت‬ ‫م�صمم ��ة على الإنتقال من حال ��ة الالتوازن �إلى حالة‬ ‫تعزيز النم ��و الإقت�صادي وتعميمه على كافة ال�شرائح‬ ‫الإجتماعية‪.‬‬ ‫ال �ي��وم‪ ،‬ث�م��ة م ��ؤ� �ش��رات ت �ه��دد �إ��س�ت�ق��رار‬ ‫ال �ل �ي��رة ال�ل�ب�ن��ان�ي��ة‪ ،‬وال �سيما �أن ع� ��دداً من‬ ‫ال �خ �ب��راء ال�م��ال�ي�ي��ن ي�ج�م��ع ع�ل��ى �أن ال�ل�ي��رة‬ ‫م�ستقرة على قيمة �شرائية وه�م�ي��ة‪ ،‬وب ��أن‬ ‫م�صرف لبنان ي�ح��اول �أن يبقيها على قيد‬ ‫ال �ح �ي��اة ب���ش�ت��ى ال��و� �س��ائ��ل ل �ت ��أج �ي��ل الأزم� ��ة‬ ‫وحماية بع�ض الم�صارف م��ن الإن�ه�ي��ار وال‬ ‫�سيما تلك التي ت�ستثمر �أموالها في العقارات‬ ‫المجمدة‪ .‬هل �أنتِ مع �سيا�سة م�صرف لبنان‬ ‫النقدية‪ ،‬و�إدارته الأزمة بهذه الطريقة التي‬ ‫ال ترتكز على �أ�سا�س وا�ضح ومتين؟‬ ‫م ��ن جهت ��ي �أ�ستطي ��ع �أن �أق ��ول وب ��كل �صراح ��ة‪ ،‬ب�أن‬ ‫ال�سيا�س ��ة النقدي ��ة لم�ص ��رف لبن ��ان ف ��ي ال�سن ��وات‬ ‫الأخي ��رة تدار ب�شكل حكيم‪ .‬وه ��ذا لي�س مجرد كالم‪،‬‬ ‫بل كالمي يرتكز على �آراء الخبراء الماليين العالميين‬ ‫وتقارير كل الم�ؤ�س�سات الدولية التي تجري الدرا�سات‬ ‫التقويمية المالية والإقت�صادية والنقدية للبنان‪ ،‬والتي‬ ‫ت�ؤك ��د �أن ال�سيا�س ��ة النقدي ��ة و�سيا�سة �ضب ��ط القطاع‬ ‫الم�صرفي والطريقة التي يدار فيها هذا القطاع‪ ،‬هي‬ ‫طريقة محمية جد ًا ومحا ِف َظة ‪ ،Conservative‬الأمر‬ ‫‪78‬‬

‫الوزيرة ال�سابقة ر ّيا‬ ‫الح�سن‪� :‬سنجيب في‬ ‫الوقت المنا�سب‬

‫ال ��ذي ج َّنب لبنان جميع تداعي ��ات الأزمات العالمية‪،‬‬ ‫ففي وقت كان العالم يتخ َّبط في م�شاكله االقت�صادية‪،‬‬ ‫كانت م�صارفنا محافظة على قوتها النقدية‪ ،‬ونموها‬ ‫الإقت�صادي و�إزدهارها المالي‪.‬‬ ‫وت�ضيف‪:‬‬ ‫ال�سيا�س ��ة النقدية لم�صرف لبن ��ان‪ ،‬او الطريقة التي‬ ‫يتبعه ��ا حاكم م�صرف لبنان ريا� ��ض �سالمة في �ضخ‬ ‫ال�سيول ��ة او �سح ��ب ال�سيولة من القط ��اع النقدي‪ ،‬هي‬ ‫لإدارة �سع ��ر �صرف الليرة بطريقة حكيمة‪ .‬وهو الأمر‬ ‫الذي كان يع ّر�ضه للإنتق ��ادات في الفترات ال�سابقة‪،‬‬ ‫لنكت�ش ��ف الي ��وم �أن غالبية الم�ص ��ارف العالمية تلج�أ‬ ‫�إل ��ى هذا الأ�سلوب ف ��ي الإدارة النقدي ��ة‪� .‬إذا" ريا�ض‬ ‫�سالم ��ة كان متب�صر ًا لتل ��ك االمور ب�ش ��كل �إ�ستباقي‪،‬‬ ‫وقد �إ�ستط ��اع بف�ضل تل ��ك الإدارة الحكيمة �أن يحمي‬ ‫اللي ��رة اللبنانية ويحاف ��ظ على ثباته ��ا و�إ�ستقرارها‪،‬‬ ‫عل ��ى الرغم م ��ن كل الأزمات التي ع�صف ��ت وال تزال‬ ‫تع�صف بلبنان‪.‬‬

‫العدد ‪� - 6‬آذار (مار�س) ‪٢٠١3 -‬‬

‫ولكن ه��ذا الأ��س�ل��وب ف��ي حماية الليرة‬ ‫القائم على �إقت�صاد ه�ش وع��اج��ز‪� ،‬أال يكلف‬ ‫الخزينة �أعباء �إ�ضافية هي بغنى عنها؟‬

‫"يريدون تحميل الرئي�س رفيق‬ ‫الحريري رحمه اهلل �أخطاء ال عالقة‬ ‫له بها و"الإبراء الم�ستحيل" ي�ستهدف‬ ‫"الحريرية الإقت�صادية" لأنها �أثبتت‬ ‫�أنها المنهج المثالي للإزدهار!"‬

‫طبع ًا هذا الأ�سلوب مكلف‪ ،‬وربما هو جزء مما يتعر�ض‬ ‫له من الإنتق ��اد‪ .‬ولكن نحن هدفنا الإ�ستقرار النقدي‬ ‫على الرغم من التكلف ��ة العالية لهذا الإ�ستقرار الذي‬ ‫يحاف ��ظ عل ��ى الح ��د الأدن ��ى م ��ن الثق ��ة بالإقت�صاد‬ ‫اللبناني‪ .‬يعني ت�ص� � ّور لو �إنهارت الليرة ماذا كان من‬ ‫الممك ��ن �أن يح ��دث‪ ،‬وما هي الك ��وارث التي قد ن�صل‬ ‫اليها!!‬ ‫ف��ي ح��دي��ث ��س��اب��ق ل ��كِ ‪ ،‬ق �ل��تِ �أن ك�ث��رة‬ ‫الإنفاق �سيزيد ال�ضغط على م�صرف لبنان‬ ‫في تلميح لكِ الى �إنتقاد الحكومة الحالية‬ ‫ف��ي �سيا�ستها الإن �ف��اق �ي��ة‪ ...‬ه��ل ه��ذا يعني‬ ‫ان��كِ تخ�شين على و�ضع الليرة ب�سبب هذا‬ ‫االنفاق؟‬ ‫م ��ا يح�صل اليوم‪ ،‬ه ��و �أن ال�سيا�س ��ة المالية للحكومة‬ ‫الحالي ��ة‪ ،‬هي الت ��ي تجعل م�ص ��رف لبنان يلج� ��أ �إلى‬ ‫بع� ��ض المعالجات الت ��ي ال تدخل في نظ ��ام م�صرف‬ ‫لبن ��ان النقدي التقليدي‪ .‬ولكن ف ��ي ظل الأزمات التي‬ ‫نواجهه ��ا‪ ،‬وف ��ي ظ ��ل ال�ضغ ��ط الإقت�ص ��ادي والمالي‬ ‫الكبي ��ر الذي تمار�س ��ه حكومة نجي ��ب ميقاتي والذي‬ ‫�أدى �إلى تراجع الحركة الإقت�صادية‪� ،‬إ�ضطر م�صرف‬ ‫لبن ��ان �إلى �أن يلج�أ �إلى هذه المعالجات‪ ،‬ومنها لجو�ؤه‬ ‫�أخي ��ر ًا �إلى نظام الت�سليف ال ��ذي �سيبد�أ قريب ًا بفوائد‬ ‫مي�س ��رة من �أجل تحفيز القطاع ��ات الإنتاجية‪ ،‬ومنها‬ ‫ّ‬ ‫م ��ا يتعلق بالبيئة‪ ،‬ومنها ما يتعلق بال�شركات متو�سطة‬ ‫الدخل‪ ،‬ومنها ما يتعلق بقطاع الإ�سكان والعقارات‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وتو�ضح الوزيرة الح�سن ‪:‬‬ ‫ه ��ذه و�سيل ��ة تحفي ��ز يلج� ��أ �إليه ��ا م�ص ��رف لبن ��ان‪،‬‬ ‫بعدم ��ا ادرك �أن مالي ��ة الحكومة عاج ��زة عن تحفيز‬ ‫القطاع ��ات الإنتاجية وال �سيما �أن النم ��و بد�أ يتراجع‬ ‫بمع ��دالت �سريع ��ة‪ ،‬ف�إ�ضطر م�ص ��رف لبن ��ان �إلى �أن‬ ‫يتخ ��ذ دور ًا تحفيزي� � ًا ال عالقة له ف ��ي الأ�سا�س بدوره‬ ‫التقليدي‪ .‬ف�أن ��ا �شخ�صي ًا �أ�شد على يد حاكم م�صرف‬


‫وت�ستدرك‪:‬‬ ‫الي ��وم‪ ،‬ال�س�ؤال الذي يطرح نف�سه على حكومة ميقاتي‬ ‫الت ��ي تت�أل ��ف من ل ��ون واح ��د وتي ��ار �سيا�س ��ي واحد‪،‬‬ ‫وجمي ��ع الأع�ض ��اء فيها يحب ��ون بع�ضهم بع�ض� � ًا‪� ،‬أين‬ ‫ه ��ي موازنتكم للعام ‪2013‬؟ و�أين هي موازنة الـ‪2011‬‬ ‫الت ��ي لم ن�سمع عنها �شيئ ًا ولماذا لم تقر؟ ماذا ا�صبح‬ ‫بموازن ��ة الـ‪ 2012‬التي ل ��م ُت َقر في مجل� ��س النواب؟!‬ ‫كل هذه الإتهامات الت ��ي يروجونها في كتاب "الإبراء‬ ‫الم�ستحي ��ل"‪ ،‬هي فقط م ��ن �أجل �أه ��داف �إنتخابية‪،‬‬ ‫والبرهان هو "اللوحات الإعالنية" في مناطق المتن‬ ‫وك�سروان!‬

‫مث ��ل ق�ص ��ة مقدم ��ي الخدم ��ات‪ ،‬وكل ما يح ��دث في‬ ‫كوالي� ��س قط ��اع الهات ��ف الخلي ��وي‪ .‬وطبع� � ًا هنال ��ك‬ ‫الف�ضائ ��ح الأخ ��رى الت ��ي يرتكبه ��ا �ش ��ركاء ا"لتي ��ار‬ ‫الوطني الحر" مث ��ل تزوير الأدوية واللحوم الفا�سدة‪.‬‬ ‫وه ��ي �أكثر الف�ضائح تداو ًال في هذه الفترة التي يحكم‬ ‫فيه ��ا فريق ‪� 8‬آذار‪ .‬وفي النهاية �صناديق الإقتراع هي‬ ‫التي �ستقرر وتحكم من هو الفريق الفا�سد في البلد‪.‬‬ ‫وت�ستدرك‪:‬‬ ‫كت ��اب "الإبراء الم�ستحيل"‪ ،‬م ��ن عنوانه‪ ،‬من �أ�سلوب‬ ‫كتابت ��ه‪ ،‬ومن طريق ��ة عر�ضه للأم ��ور‪ ،‬تظهر بو�ضوح‬ ‫م�ست ��وى الغوغائية التي عودنا عليه ��ا "التيار الوطني‬ ‫الحر"‪ .‬وف ��ي المنا�سبة‪� ،‬إذا كانت كل تلك الإرتكابات‬ ‫الت ��ي يتهموننا به ��ا �صحيحة‪� ،‬س ��واء بالن�سب ��ة الي او‬ ‫بالن�سب ��ة الى الرئي� ��س ال�سني ��ورة‪ ،‬او الرئي�س ال�شهيد‬ ‫رفيق الحريري‪ ،‬لماذا لم يلج�أوا �إلى الق�ضاء؟!‬ ‫هم يعتبرون �أن ما ورد في كتاب "الإبراء‬ ‫الم�ستحيل" من اتهامات‪ ،‬هو �إِخبار للق�ضاء‪،‬‬ ‫وعلى الق�ضاء �أن يتحرك من تلقاء نف�سه؟‬ ‫هذه الحملة قائم ��ة �ضدنا منذ �سنوات‪ ،‬ولي�ست وليدة‬ ‫الي ��وم‪ .‬فلو كان ��ت الإتهام ��ات �صحيحة وغي ��ر ملفقة‬ ‫لتحرك الق�ضاء‪ .‬منذ ادعاءاتهم بمو�ضوع الح�سابات‬ ‫المالي ��ة‪ ،‬وتحميل ��ي م�س�ؤولية عدم �إق ��رار الموازنات‪.‬‬ ‫ف ��ي وقت �أنهم لم يقدموا ه ��م موازناتهم منذ توليهم‬ ‫الم�س�ؤوليات الحكومية!‬ ‫ن �ع��م � �ص �ح �ي��ح‪ ،‬ل� �م ��اذا رف �� �ض��تِ �إق � ��رار‬ ‫ال �م��وازن��ات؟ ل �م��اذا بقيت ال��دول��ة اللبنانية‬

‫من دون موازنة مالية لمدة �ست �سنوات في‬ ‫عهدكم وعهد الرئي�س ال�سنيورة‪ .‬ف� ً‬ ‫ضال عن‬ ‫امتناع ال��وزارات ال�سابقة للمالية عن تقديم‬ ‫ح���س��اب��ات م�ن�ج��زة ح���س��ب الأ�� �ص ��ول‪ .‬و�أي���ض�اً‬ ‫ح�سب "االبراء الم�ستحيل"؟‬ ‫�أو ًال‪ ،‬كل الموازن ��ات ت ��م تقديمها ح�س ��ب الأ�صول من‬ ‫قب ��ل فريقن ��ا ال�سيا�سي‪ ،‬منذ الع ��ام ‪ 2006‬حتى العام‬ ‫‪ ،2010‬ومعظم تلك الموازنات �أقرها مجل�س الوزراء‪.‬‬ ‫وقد ت�س�ألني لماذا لم يتم �إقرارها في مجل�س النواب‪،‬‬ ‫علي ��ك �أن ت�س� ��أل ال ��ذي اقف ��ل مجل�س الن ��واب ثالث‬ ‫�سن ��وات!‪� ...‬إ�س� ��أل م ��ن كان يرف� ��ض �أن يق ��وم بعمله‬ ‫الت�شريعي لإقرار الموازنات!‬ ‫تق�صدين الرئي�س نبيه بري؟!‬ ‫�أكي ��د‪ ...‬ه ��ل نح ��ن م ��ن �أقف ��ل مجل� ��س الن ��واب؟!‬ ‫(وتتاب ��ع) �أن ��ا �أق ��ول �أن ممار�س ��ات الفري ��ق الآخر‬ ‫ال�سيا�سية‪ ،‬هي التي �أو�صلتنا �إلى الو�ضع الذي بقيت‬ ‫فيه الدولة م ��ن دون موازنة ولفترة ‪� 8‬سنوات‪ .‬نحن‬ ‫كن ��ا دائم ًا نقدم موازناتنا �إلى مجل�س الوزراء الذي‬ ‫كان يق ��ر معظمها‪ ،‬ولكنها كانت تق ��ف عند اللجنة‬ ‫العام ��ة‪ .‬ونحن ال ندير اللجن ��ة العامة وال �سلطة لنا‬ ‫عليه ��ا‪ ،‬وهذا برهان على �أن الفري ��ق الآخر هو من‬ ‫كان ّ‬ ‫يعطل الن�ص ��اب لإقرار الموازنات‪ .‬والإتهامات‬ ‫الواردة ف ��ي كتاب "الإبراء الم�ستحي ��ل" التي تقول‬ ‫ب�أنن ��ي لم �أق ��دم الموازنات باطلة وغي ��ر �صحيحة‪.‬‬ ‫بدلي ��ل �أنن ��ي قدم ��ت موازن ��ة ال� �ـ‪ 2010‬وال� �ـ‪2011‬‬ ‫والـ‪.2012‬‬

‫ول � �ك� ��ن ي � ��ا م� �ع ��ال ��ي ال � � ��وزي � � ��رة‪ ،‬ك �ت��اب‬ ‫"الإبراء الم�ستحيل"‪ ،‬قدم الأدل��ة بالأرقام‬ ‫والم�ستندات والوثائق‪ ،‬في وقت نالحظ �أن‬ ‫فريقكم المتهم ل��م ي�ح��رك �ساكناً لدح�ض‬ ‫تلك االتهامات؟‬ ‫نحن نتميز ب�أ�سلوبنا المختلف في الرد‪ ...‬وال �أريد �أن‬ ‫�أ�ستعمل الأ�سلوب الغوغائي نف�سه‪...‬‬ ‫ولكن هذه الأرق��ام التي �أدرجها الكتاب‬ ‫�أ َل��م ت�صدر م��ن ج��داول وزارة ال�م��ال‪ ،‬وتلك‬ ‫ال��وث��ائ��ق ال�م��رف�ق��ة �أ َل� ��م ت �خ��رج م��ن ملفات‬ ‫الوزارة؟‬ ‫ً‬ ‫بالت�أكيد‪ ...‬ولكن لأعطيك مثاال على غوغائيتهم‪...‬‬ ‫�أحيان� � ًا �أنت تحرر �شي ��ك ًا ثم تلغيه ب�سب ��ب خط�أ ما‪،‬‬ ‫وتكت ��ب عليه‪" :‬ملغ ��ى"‪ .‬فالجماع ��ة �إخترعوا ق�ضية‬ ‫من هذه ال�شيكات‪ ،‬وبد�أوا يتحاملون علينا وهم على‬ ‫دراي ��ة �أن ال�شي ��ك "الملغ ��ى" ال قيمة ل ��ه‪ ،‬محاولين‬ ‫الت�شكي ��ك ب� ��أن وراء تل ��ك ال�شي ��كات �صفق ��ات �أو‬ ‫�إختال�سات معينة‪ .‬فجماعة التيار يتمتعون بمهارات‬ ‫عالية في ا�ستخدام التقني ��ات‪ ،‬للتهويل بغوغائيتهم‬ ‫التي عودونا عليها‪.‬‬ ‫�أن��ا ق��ر� ُأت �أكثر من �إتهام بحقكِ معالي‬ ‫ال��وزي��رة ف��ي ال �ك �ت��اب‪ ،‬وق��د لفتني التقرير‬ ‫ال �� �ص��ادرع��ن ال �ب �ن��ك ال ��دول ��ي ب �� �ش ��أن �إن �ف��اق‬ ‫م�ل�ي��ارات ال�ل�ي��رات اللبنانية على تجهيزات‬ ‫ال قيمة لها في برامج المعلوماتية التابعة‬ ‫لوزارة المالية‪ ،‬ح�سب تقرير البنك الدولي‪،‬‬ ‫الذي قال ان تلك البرامج ال تتمتع بالحماية‬ ‫ال�م�ط�ل��وب��ة وه ��ي ك��ارث��ة ع �ل��ى �أداء ال��دول��ة‬ ‫المالي‪ .‬كيف تردين على هذا الكالم؟‬ ‫لمعلوماتك‪� ،‬أنا من طلب من البنك الدولي حين كنت‬ ‫�أتول ��ى وزارة المالية‪� ،‬أن يق ��وم بالتدقيق على النظام‬ ‫المعلومات ��ي وعلى الأجهزة التابعة له ��ا‪ ،‬والتي كانت‬

‫‪Issue 6 - Mars - 2013‬‬

‫‪81‬‬


‫"�سعد الحريري يدعم الثورة ال�سورية �إن�سانيا"‬ ‫ولي�س بال�سالح" و"حزب الله يدعم نظام‬ ‫الأ�سد ويحارب الى جانبه"‬

‫الحوار‬ ‫القط ��اع الخا�ص‪ ،‬وال �سيم ��ا �أن الم�ص ��ارف الخا�صة‬ ‫تترب ��ع عل ��ى �سيولة �ضخم ��ة للغاية‪ ،‬وه ��ي �أعلنت �أنها‬ ‫م�ستع ��دة لتمويل خطة الكهرباء في �أكثر من منا�سبة‪،‬‬ ‫عل ��ى �إعتب ��ار �أن تموي ��ل القطاع ��ات الإنتاجية هو من‬ ‫مه ��ام القط ��اع الم�صرفي ب ��د ًال من الإكتف ��اء بتمويل‬ ‫العجز‪.‬‬ ‫وت�ضيف‪:‬‬ ‫حت ��ى‪ ،‬و�إذا ل ��م يرغ ��ب ف ��ي اللج ��وء �إل ��ى القط ��اع‬ ‫الم�صرف ��ي‪ ،‬هنال ��ك ال�صناديق العربي ��ة التي �أعلنت‬ ‫في �أكثر من منا�سبة �أنه ��ا على �إ�ستعداد لتمويل خطة‬ ‫الكهرباء بفوائد مي�سرة ال تتجاوز الواحد في المئة‪.‬‬ ‫ول�ك��ن م��ا ه��ي غ��اي��ة ال��وزي��ر با�سيل من‬ ‫رف����ض ك��ل ه��ذه ال �ع��رو���ض‪ ،‬والإ�� �ص ��رار على‬ ‫تمويل الكهرباء من خزينة الدولة؟‬ ‫حجة الوزير با�سيل �أن اللج ��وء �إلى الخزينة �أ�سرع‪...‬‬ ‫ولك ��ن �أن ��ا ال اوافق عل ��ى تمويل م�شروع به ��ذا الحجم‬ ‫�سير ّت ��ب على الدول ��ة عج ��ز ًا تتحمله �أكث ��ر من ع�شر‬ ‫�سنين بفوائد عالية‪.‬‬ ‫ولك ��ن نح ��ن كفري ��ق �سيا�سي ف ��ي "تي ��ار الم�ستقبل"‬ ‫�إكت�شفن ��ا �أن رف�ض الوزير با�سيل التمويل العربي يعود‬ ‫�إل ��ى �أن ال�صنادي ��ق العربي ��ة تخ�ضع لرقاب ��ة �صارمة‬ ‫ف ��ي طريقة تطبي ��ق المناق�صات‪ .‬ولك ��ن الرقابة لدى‬ ‫الخزين ��ة اللبناني ��ة ف�ضفا�ضة بع�ض ال�ش ��يء‪ ،‬وت�سمح‬ ‫ل ��ه بتقديم المناق�ص ��ات الى دي ��وان المحا�سبة الذي‬ ‫�سيو ّق ��ع له م ��ن دون �أي ت ��ردد عل ��ى كل الم�صاريف‪.‬‬ ‫يف�سر �أن الوزير با�سيل ال يريد �أن يخ�ضع‬ ‫الأم ��ر الذي ّ‬ ‫لأية رقابة على طريقة �إنفاقه على خطة الكهرباء‪.‬‬ ‫الغريب في مو�ضوع الكهرباء �أن لبنان‬ ‫يعاني من غياب �أي��ة نية لمعالجة الكهرباء‬ ‫وم��ن ك��اف��ة الم�س�ؤولين ال��ذي��ن ت��وال��وا على‬ ‫الحكم منذ نهاية ال�ح��رب ف��ي ال�ع��ام ‪.1990‬‬ ‫�أنتم توليتم الحكم منذ العام ‪ ،1993‬ولكنكم‬ ‫عجزتم عن حل هذه المع�ضلة ب�شكل جذري‬ ‫وك��ام��ل‪ .‬وك ��ل ف��ري��ق ي�ت�ه��م ال �ف��ري��ق الآخ ��ر‪،‬‬ ‫ويعرقل �أي��ة خطة للفريق الآخ��ر‪ ،‬م��ن دون‬ ‫الأخذ بعين االعتبار م�صالح النا�س‪ .‬لماذا؟‬ ‫للتذكي ��ر فق ��ط‪ ،‬وه ��و �أن الكهرب ��اء في الع ��ام ‪1998‬‬ ‫كانت م�ؤمن ��ة ‪ 24‬على ‪ .24‬ربما غ ��اب عن بال معظم‬ ‫اللبنانيي ��ن ه ��ذه الحقيق ��ة‪ ،‬لكن عل ��ى �أي ��ام الرئي�س‬ ‫ال�شهيد رفيق الحريري كان ��ت الكهرباء م�ؤمنة ب�شكل‬ ‫كامل‪...‬‬ ‫�أنا �أتذكر تلك المرحلة‪ ،‬ولكن الكهرباء‬ ‫‪80‬‬

‫كانت م�ؤمنة فقط في مناطق بيروت الإدارية‬ ‫م��ن دون ��س��واه��ا‪� .‬أم��ا ف��ي ال�ضواحي وخ��ارج‬ ‫ب�ي��روت فكانت ال�م��ول��دات الخا�صة نا�شطة‬ ‫ومزدهرة‪ ،‬ودولة قائمة �ضمن الدولة؟‬ ‫طبع ًا ال �أنكر ه ��ذا الأمر‪ ،‬علم ًا �أن و�ضع الكهرباء كان‬ ‫�أف�ضل بكثير من الو�ضع الحالي‪...‬‬

‫"تيار الم�ستقبل" لم يبارك‬ ‫الحركات اال�صولية وهو �ضد كل‬ ‫الحركات التكفيرية لكن هناك‬ ‫تطرف ًا �سني ًا في ال�شارع نتيجة‬ ‫التطرف ال�شيعي!"‬ ‫وت�ستدرك‪:‬‬ ‫ولك ��ن �أنتَ �س�ؤال ��ك في محله‪ ...‬وان ��ا �أوافقك الر�أي‪.‬‬ ‫وللتذكي ��ر �أريد �أن �أ�س�ألك‪ :‬من ه ��ي الجهة التي تو ّلت‬ ‫قط ��اع الكهرب ��اء منذ تلك الفت ��رة؟ من ه ��م الوزراء‬ ‫الذي ��ن تعاقبوا عل ��ى تولي حقيبة الطاق ��ة والكهرباء‪،‬‬ ‫�أولي�سوا م ��ن "حركة �أمل" والفري ��ق التابع لما ُيعرف‬ ‫اليوم بـ ‪� 8‬آذار؟!‬ ‫�أن ��تِ ال�ي��وم متهمة ب �ـ‪ 12‬مخالفة قمتِ‬ ‫بارتكابها ف��ي خ�لال والي�ت��ك وزارة المالية‬ ‫(وعذراً على ال�س�ؤال معالي الوزيرة)‪ ،‬وذلك‬ ‫ك�م��ا ج ��اء ف��ي ك �ت��اب "الإبراء الم�ستحيل"‬ ‫ال �� �ص��ادر ع��ن "التيار ال��وط�ن��ي الحر"‪ .‬هل‬ ‫��ص�ح�ي��ح ب ��أن ��كِ �إرت �ك �ب��تِ ت �ل��ك ال�م�خ��ال�ف��ات‪،‬‬ ‫وبماذا تردين؟‬ ‫�أن ��ا لم �أكن �أرغب في فتح ه ��ذا المو�ضوع �إال من خالل‬ ‫�سي ��اق ع ��ام و�شام ��ل‪ ...‬ف�أن ��ا ال �أعتبر نف�س ��ي متهمة‪،‬‬ ‫والفريق الآخر لم يهاجمني ويتهمني لأنني ريا الح�سن‪،‬‬ ‫بل لأنني �أنتمي �إلى فريق �سيا�سي معين هو فريق "تيار‬ ‫الم�ستقبل"‪ .‬وهي حملة وا�ضحة بد�أت منذ العام ‪1993‬‬ ‫وال تزال م�ستمرة حتى اليوم‪� .‬أي منذ منذ �صدور كتاب‬ ‫"الأي ��ادي ال�سود" للنائب نجاح واكي ��م‪� ،‬إلى الهجوم‬ ‫عل ��ى الرئي� ��س ال�سنيورة‪� ،‬إل ��ى "الإب ��راء الم�ستحيل"‪،‬‬ ‫ومن �ضمنها الهجوم عل ��ى الرئي�س �سعد الحريري من‬ ‫خالل ��ي وعل ��ى "الحريري ��ة الإقت�صادي ��ة"‪ .‬وقد زادت‬ ‫وتي ��رة تلك الحملة في العام ‪� 2011-2010‬أي في �أثناء‬ ‫تولي الرئي�س �سعد الحريري الحكومة‪ .‬وما زلت �أتذ ّكر‬ ‫كيف �أن (النائب) �إبراهيم كنعان �أخ�ضعنا ل‪ 54‬جل�سة‬

‫العدد ‪� - 6‬آذار (مار�س) ‪٢٠١3 -‬‬

‫من �أجل بح ��ث الموازنة‪ ،‬بهدف �إ�ستعمال منبر مجل�س‬ ‫الن ��واب لمهاجمتن ��ا كفريق �سيا�سي و�إط�ل�اق �إتهاماته‬ ‫ال�سيا�سية �ضد فريقنا ال�سيا�سي‪ ،‬بد ًال من �أن ي�ستخدم‬ ‫ه ��ذا المنبر كممثل ع ��ن الأمة اللبناني ��ة‪ ،‬ولي�س ممث ًال‬ ‫لفئة �سيا�سية من دون غيرها‪.‬‬ ‫وتتابع‪:‬‬ ‫ف ��ي مطل ��ق الأح ��وال‪ ،‬نح ��ن �سن ��رد عل ��ى كل تل ��ك‬ ‫الإتهامات بالطريقة المنا�سبة وفي الوقت المنا�سب‪.‬‬ ‫وبر�أين ��ا �أن الحملة الإنتخابية للتي ��ار العوني منطلقة‬ ‫من ه ��ذا الكتاب‪ ،‬وه ��ي تحت كل عن ��وان من عناوين‬ ‫هذا الكت ��اب‪ .‬وقد �شاهدنا اللوحات الإعالنية للكتاب‬ ‫المنت�شرة في مناطق ك�سروان والمتن‪ ،‬وهي المناطق‬ ‫الت ��ي تخ�ض ��ع لدوائ ��ره الإنتخابية‪ ،‬به ��دف النيل من‬ ‫�سمعتنا‪ ،‬و�إتهامنا بال�سرقة والف�ساد وف�شلنا في �إدارة‬ ‫الو�ض ��ع الإقت�ص ��ادي‪ ،‬فقط من �أج ��ل �أن يروج لنف�سه‬ ‫�إنتخابي� � ًا والطلب من النا�س ع ��دم الت�صويت لفريقنا‬ ‫ب ��ل الت�صوي ��ت لفريق ��ه‪ .‬وه ��ي بح�سب ر�أين ��ا طريقة‬ ‫رخي�ص ��ة للغاية‪ ،‬و�أعتق ��د �أن الجمه ��ور العوني �أذكى‬ ‫م ��ن الوقوع في هذا الفخ‪ .‬لأن ��ك كفريق �سيا�سي حين‬ ‫تريد �أن تثبت للآخرين ب�أنك الأف�ضل‪ ،‬عليك �أن تثبت‬ ‫ذلك ب�أعمالك و�إنجازات ��ك‪ ،‬ولي�س ب�إطالق الحمالت‬ ‫الباطلة عل ��ى خ�صوم ��ك ال�سيا�سيي ��ن‪ .‬والم�ؤ�سف �أن‬ ‫رائح ��ة الف�ساد هي م ��ن �أكثر المرات الت ��ي تفوح من‬ ‫وراء ال�صفقات التي تقوم بها جماعة "التيار الوطني‬ ‫الحر" في خالل ال�سنتين الأخيرتين!‬ ‫مثل ماذا؟ �أعطني �أمثلة؟!‬ ‫مث ��ل "دير عمار"‪ ،‬وق�صة �صفق ��ات المازوت الأحمر‪،‬‬


‫الحوار‬ ‫�ضم ��ن م�شروع يمول ��ه البنك الدول ��ي‪ .‬فنحن عندما‬ ‫�أتين ��ا �إلى الحكم ف ��ي العام ‪(1993‬حكوم ��ة الرئي�س‬ ‫الراح ��ل رفي ��ق الحريري)‪ ،‬ل ��م تك ��ن وزارة المالية‬ ‫مج ّهزة ب�أي جهاز كومبيوتر‪ ،‬ف�إ�ضطررنا �إلى ت�أ�سي�س‬ ‫نظ ��ام لجدولة وتنظيم �إدارات ال ��وزارة‪� ،‬إلى �أق�سام‪:‬‬ ‫ق�سم يتعل ��ق بالرواتب وق�س ��م بالموازن ��ة وق�سم �آخر‬ ‫بالمحا�سب ��ة العامة‪ .‬ون�ش� ��أ من ه ��ذا الترتيب �أنظمة‬ ‫متع ��ددة حاولنا ربطه ��ا ببع�ضها بع�ض ًا تباع� � ًا‪� .‬أنا ال‬ ‫�أدّعي ب�أننا قدمن ��ا النظام الأف�ضل في العالم‪ ،‬ولكنه‬ ‫بالإمكان ��ات الت ��ي كان ��ت متواف ��رة في حين ��ه‪ ،‬يعتبر‬ ‫�أف�ض ��ل من ال �ش ��يء‪ .‬علم ًا �أن ال ��وزارة الحالية تعتمد‬ ‫ف ��ي تدقيقها المالي عل ��ى النظ ��ام المعلوماتي الذي‬ ‫و�ضعناه نحن في ذلك الوقت‪ ،‬ومن دون �أية م�ساعدة‬ ‫تقني ��ة م ��ن �أح ��د‪ .‬حت ��ى �إن الوزي ��ر ال�صف ��دي اليوم‬ ‫يعتمد على هذا النظ ��ام المعلوماتي في الإح�صاءات‬ ‫المالية‪.‬‬ ‫ولكن ما غاية البنك الدولي من و�ضع‬ ‫هذا التقرير الذي قال �أن نظام المعلوماتية‬ ‫في ال��وزارة ال حماية له ويُعتبر كارثة على‬ ‫�أداء الدولة المالي؟‬ ‫البن ��ك الدولي يق ��وم بالتدقيق‪ ،‬ويق ��دم تقريره الذي‬ ‫يذك ��ر في ��ه �أماك ��ن النق�ص الت ��ي يحذر ال ��وزارة من‬ ‫تفاديه ��ا‪ .‬وه ��ذا ال يعني ان البن ��ك الدولي ي�شكك في‬ ‫الأرق ��ام‪ .‬لأن الأرق ��ام كله ��ا �صحيحة‪ ،‬وه ��ي الأرقام‬ ‫عينها الت ��ي ي�ستخدمها �صندوق النقد الدولي والبنك‬ ‫الدول ��ي وم�ؤ�س�سات الت�صنيف وحتى الحكومة لتقديم‬ ‫تقاريرها المالية‪.‬‬ ‫�إذا" ما غاية النائب ابراهيم كنعان من‬ ‫ت�سويق ه�ك��ذا ات �ه��ام��ات مبنية ع�ل��ى تقرير‬ ‫�أن��تِ ك�ن��تِ وراءه وم��ن �سعى �إل�ي��ه م��ع البنك‬ ‫الدولي؟‬ ‫لأن ني ��ة الفري ��ق الآخ ��ر ه ��ي ه ��دم "الحريري ��ة‬ ‫الإقت�صادي ��ة"‪ ،‬وكل م ��ا قدم ��ه (النائ ��ب) �إبراهي ��م‬ ‫كنعان من �أرقام هي مبنية على الكذب والإفتراء‪ .‬لأن‬ ‫"الحريري ��ة الإقت�صادية" �أثبتت وعلى مدى ع�شرين‬ ‫عام ًا �أنه ��ا المنه ��ج الإقت�صادي ال�صحي ��ح وال�سليم‪.‬‬ ‫وقد تب ّين بالوقائع �أن الفترات التي ت�س ّلم فيها الفريق‬ ‫الآخ ��ر الحك ��م في لبن ��ان‪ ،‬من ��ذ الع ��ام ‪( 1998‬عهد‬ ‫الرئي� ��س �إميل لحود) كان ��ت فترات �أزم ��ات �سيا�سية‬ ‫ورك ��ود �إقت�ص ��ادي‪ ،‬واليوم حين ت�سل ��م التيار الوطني‬ ‫ال�سلطة التنفيذي ��ة في ال�سنتين الأخيرتين‪ ،‬وقع البلد‬ ‫تح ��ت عجز مالي و�شل ��ل اقت�صادي‪ ،‬نتيج ��ة ال�سيا�سة‬ ‫الت ��ي يتبعها وتحالفاته مع "ح ��زب اهلل" الذي يرتهن‬ ‫البلد ل�سالحه!‬

‫الجنرال مي�شال عون قال في �أكثر من‬ ‫منا�سبة بعد عودته من المنفى‪� ،‬أنكم �أنتم‬ ‫من �أورث الدولة �سالح الحزب‪ ،‬وب�أن الرئي�س‬ ‫ال�شهيد رف�ي��ق ال�ح��ري��ري ه��و م��ن ك��ان وراء‬ ‫ت�شريع هذا ال�سالح‪ ،‬و�إعتبره من الم�سلمات‬ ‫الوطنية التي يجب المحافظة عليها حتى‬ ‫ت�ح��ري��ر ال �ق��د���س‪ .‬ف �ل �م��اذا ت��ري��دون تحميل‬ ‫"التيار الوطني الحر" تركتكم الثقيلة‪ ،‬في‬ ‫وقت �إ�ستطاع هذا التيار �إيجاد �صيغة تفاهم‬ ‫على دور هذا ال�سالح‪ ،‬ومتى تنتهي �صالحية‬ ‫�إ�ستعماله؟‬ ‫يري ��دون تحميل الرئي� ��س رفيق الحري ��ري رحمه اهلل‬ ‫�أخط ��اء ال عالقة له به ��ا‪ ،‬وما من �إثبات ��ات ت�ؤكد هذا‬ ‫ال ��كالم‪ .‬وهو لي�س على قيد الحي ��اة لي�ؤكد او ينفي ما‬ ‫ي�شاع على ل�سانه‪...‬‬

‫ال�س�ؤال الذي يطرح نف�سه على‬ ‫حكومة ميقاتي التي تت�ألف من لون‬ ‫واحد وتيار �سيا�سي واحد‪ ،‬وجميع‬ ‫الأع�ضاء فيها يحبون بع�ضهم بع�ض ًا‪� ،‬أين‬ ‫هي موازنتكم للعام ‪2013‬؟ و�أين هي‬ ‫موازنة الـ‪ 2011‬التي لم ن�سمع عنها‬ ‫�شيئ ًا ولماذا لم تقر؟ ماذا ا�صبح بموازنة‬ ‫الـ‪ 2012‬التي لم ُت َقر في مجل�س‬ ‫النواب؟!‬

‫ورق ��ة ت�ف��اه��م ن�ي���س��ان (�إب ��ري ��ل) ال�ت��ي‬ ‫و�ضعها الرئي�س ال�شهيد‪� ،‬أول��م تكن قائمة‬ ‫على ت�شريع �سالح المقاومة؟!‬ ‫كل ظرف كانت ل ��ه �أ�سبابه‪ ...‬وب�صراحة ال �أريد �أن‬ ‫�أبرر‪ ،‬لأنني ل�ستُ مطلعة على خلفيات هذا التفاهم‬ ‫ب�شكل دقيق‪ .‬ولكن في تلك المرحلة كانت الظروف‬ ‫ال�سيا�سية مختلف ��ة‪ ،‬وخ�صو�ص ًا �أن الهيمنة ال�سورية‬ ‫على قرارات الدولة كان ��ت تلعب دور ًا كبير ًا‪ ،‬ف�ض ًال‬ ‫ع ��ن �أن �سالح الحزب لم يك ��ن موجه ًا �إلى الداخل‪،‬‬ ‫و�أح ��داث ال�ساب ��ع م ��ن �أيار ل ��م تكن ح�صل ��ت بعد‪،‬‬ ‫والإرتهان لوالية الفقيه م ��ا كان معلن ًا ب�شكل وا�ضح‬ ‫و�صريح‪ .‬اليوم كل الأمور �إختلفت بعد ‪� 8‬سنوات من‬ ‫�إ�ست�شهاد الرئي� ��س الحريري‪ .‬اليوم ما عاد مو�ضوع‬

‫لبن ��ان مطروح ًا م ��ن الناحي ��ة الإقت�صادي ��ة فقط‪،‬‬ ‫اليوم �أ�صب ��ح موقعنا في المنطق ��ة مطروح ًا‪ ،‬وعما‬ ‫�إذا كان ��ت هذه الحكوم ��ة ت�أخذنا �إل ��ى الهاوية‪ ،‬من‬ ‫خالل تعاميها عن ت ��ورط "حزب اهلل" الفا�ضح في‬ ‫القتال في الداخل ال�سوري �إلى جانب اال�سد‪.‬‬ ‫لي�س "حزب اهلل" وحده المتورط في‬ ‫�أح��داث �سوريا‪ ،‬وق��د تبين �أخ�ي��راً �أن "تيار‬ ‫الم�ستقبل" متورط �أي�ضاً من خالل دعمه‬ ‫"الثورة"‪ ،‬وت�شجيعه على �إ�سقاط النظام‬ ‫ال�سوري ب�شكل علني‪ ،‬وقد ظهر ال�شيخ �سعد‬ ‫في اكثر من مقابلة تلفزيونية يعلن فيها‬ ‫�صراحة دعمه �إ�سقاط "الثورة ال�سورية"‬ ‫لإ�سقاط النظام؟!‬ ‫ً‬ ‫�سع ��د الحريري يدعم الث ��ورة �إن�ساني� �ا ولي�س عبر‬ ‫مدها بال�سالح‪ ،‬وهو ال يحارب ميداني ًا في الداخل‪،‬‬ ‫كم ��ا يفع ��ل "ح ��زب اهلل" ال ��ذي ي�ش ّيع يومي� � ًا قتاله‬ ‫الذي ��ن ي�سقطون ف ��ي معارك �ضد الجي� ��ش ال�سوري‬ ‫الح ��ر‪� .‬سعد الحري ��ري نعم �أعلن ب ��كل �صراحة �أن‬ ‫عق ��اب �صقر هو من ين�سق م ��ع النازحين ال�سوريين‬ ‫ويق ��وم بالجهود الإن�سانية لت�أمي ��ن الحد الأدنى من‬ ‫الم�ساعدات الغذائية والطبية لهم‪.‬‬ ‫ال �م �ف��ارق��ة ال �ي ��وم‪� ،‬أن ��ه م�ق��اب��ل ��س�لاح‬ ‫"حزب اهلل"‪ ،‬وت �ح��ت غ �ط��اء الإع �ت��را���ض‬ ‫ع�ل��ى ه��ذا ال���س�لاح‪ ،‬ث�م��ة ح��رك��ات �أ�صولية‬ ‫وتكفيرية ب��د�أت في الإنت�شار والظهور في‬ ‫ال�ساحة ال�سنية وه��ي تحظى ببركة ودعم‬ ‫"تيار الم�ستقبل" والرئي�س �سعد الحريري‬ ‫ت�ح��دي��داً‪ ...‬كيف تف�سرين ه��ذا التناق�ض‬ ‫في رف�ض �سالح �شيعي خارج الدولة‪ ،‬بدعم‬ ‫�سالح �آخر تكفيري �سني خارج الدولة؟‬ ‫"تي ��ار الم�ستقبل" لم يبارك الح ��ركات اال�صولية‬ ‫وه ��و �ض ��د كل الح ��ركات التكفيري ��ة‪ .‬و�أن ��ت ل ��و‬ ‫ا�ستمع ��ت �إل ��ى خط ��اب الرئي� ��س الحري ��ري في ‪14‬‬ ‫�شب ��اط (فبراي ��ر) لأدركت ان له موقف ��ا" راف�ضا"‬ ‫للح ��ركات التكفيري ��ة والجهادية‪ ،‬وق ��د �أعلن ذلك‬ ‫ب ��كل �صراح ��ة وو�ض ��وح‪ .‬لك ��ن �إذا قلتَ ل ��ي ان ثمة‬ ‫ح ��ركات ا�صولية تكفيرية في ال�ش ��ارع ال�سني بد�أت‬ ‫تتنام ��ى وتتكاثر كرد فعل عل ��ى �سالح "حزب اهلل"‬ ‫وممار�س ��ات الحزب‪� ،‬أقول لك نع ��م هنالك تطرف‬ ‫�سني في ال�ش ��ارع‪ ،‬وال اريد �أن �أختبىء وراء �إ�صبعي‬ ‫و�أقول ل ��ك عك�س ذلك‪ ،‬ولكن ه ��ذا التطرف نتيجة‬ ‫تطرف �شيعي موجود‪ .‬ف� ��إذا تمت معالجة التطرف‬ ‫ال�شيع ��ي‪ ،‬زال ��ت حالة التط ��رف ال�سنية م ��ن تلقاء‬ ‫نف�سها!‬

‫‪Issue 6 - Mars - 2013‬‬

‫‪83‬‬



‫يعانيها �آالف ال�سوريين الذين �إتجهوا �إلى الإعتماد‬ ‫عل ��ى الحط ��ب وقط ��ع الأ�شج ��ار لغر� ��ض التدفئة‬ ‫نتيج ��ة �إرتفاع �أ�سعار ون ��درة المحروقات و�إنقطاع‬ ‫الكهرب ��اء ع ��ن مناطق مختلفة ف ��ي البالد‪ ،‬و�شمل‬ ‫هذا الإجراء بع� ��ض مناطق في دم�شق حيث �إرتفع‬ ‫�سع ��ر طن الحط ��ب �إلى نحو ‪ 20‬ال ��ف ليرة �سورية‬ ‫ف ��ي ريف حلب‪ ،‬فيم ��ا تراوح �سع ��ر ا�سطوانة الغاز‬ ‫بي ��ن �أربعة �آالف ليرة في ال�شمال والفي ليرة قرب‬ ‫دم�شق مقابل نح ��و ‪ 400‬ليرة في "مناطق هادئة"‬ ‫في البالد‪.‬‬ ‫ف ��ي خ�ض ��م مو�سم �شت ��اء قار� ��س‪ ،‬يتاب ��ع ال�صراع‬ ‫في �سوري ��ا تف�شيه و�إنعكا�سه عل ��ى جميع قطاعات‬ ‫الإقت�ص ��اد‪ ،‬ووف ��ق تقاري ��ر الأمم المتح ��دة‪ ،‬ف�إن‬ ‫الن ��زاع �ألحق �ض ��رر ًا بالغ� � ًا في القط ��اع الزراعي‬ ‫ال ��ذي يعتمد عليه نح ��و ‪ 46‬في المئة م ��ن ال�شعب‬ ‫ال�س ��وري في معي�شتهم ف ��ي المناطق الريفية‪ ،‬من‬ ‫ا�ص ��ل ‪ 23‬مليون ًا‪� ،‬إذ تراجع �إنت ��اج القمح وال�شعير‬

‫�إلى مليوني طن في العام الما�ضي بدال" من نحو ‪4‬‬ ‫ماليين الى ‪ 4.5‬ماليين طن �سنويا" في الأحوال‬ ‫العادية‪.‬‬ ‫في كانون الثان ��ي (يناير) الفائت قال مدير ق�سم‬

‫الخبير الإقت�صادي وليد �أبو �سليمان ‪:‬‬ ‫الت�ضخم في �سوريا بلغ حدود ‪%76‬‬ ‫ما �أدى �إلى ت�شكيل فجوة كبيرة‬ ‫مع متو�سط دخل الفرد‪ ،‬وفقد البنك‬ ‫المركزي �أكثر من ن�صف �إحتياطه‬ ‫من العمالت الأجنبية‪ ،‬فيما �شهد الناتج‬ ‫المحلي �إنكما�ش ًا يقارب الـ‪%5‬‬

‫الط ��وارئ و�إع ��ادة الت�أهي ��ل ف ��ي "منظم ��ة الأمم‬ ‫المتح ��دة للأغذي ��ة والزراعة" (ف ��او) دومينيك‬ ‫بورجي ��ون‪� ،‬إن خب ��راء المنظمة "�صدم ��وا بمحنة‬ ‫ال�شعب ال�سوري ال ��ذي ت�آكلت قدرته على ال�صمود‬ ‫ب�شكل خطير جراء ‪� 22‬شهرا" من الأزمة"‪.‬‬ ‫وخل�ص ��ت البعث ��ة الأممية التي عمل ��ت على تقييم‬ ‫الو�ضع في �سوريا من ‪� 18‬إلى ‪ 22‬من ال�شهر نف�سه‪،‬‬ ‫بالتن�سيق مع الحكوم ��ة ال�سورية والمعار�ضة‪� ،‬إلى‬ ‫�أن ال�ص ��راع ت�سبب في دمار كبي ��ر للبنية التحتية‬ ‫ونظم ال ��ري‪ ،‬و�أن المزارعي ��ن يواجهون �صعوبات‬ ‫في جم ��ع المحا�صيل‪ ،‬ب�سبب �إنعدام الأمن ونق�ص‬ ‫الوقود‪.‬‬ ‫كما �إنخف�ض �إنتاج الخ�ضروات والفاكهة والزيتون‬ ‫ب�شكل كبي ��ر‪ ،‬ووجدت البعثة هبوط� � ًا قدره ‪ 60‬في‬ ‫المئة في �إنتاج الخ�ضروات في حم�ص‪ ،‬و�إنخفا�ض ًا‬ ‫ق ��دره ‪ 40‬ف ��ي المئ ��ة في �إنت ��اج زي ��ت الزيتون في‬ ‫درعا‪.‬‬ ‫حم�ص‪ :‬الدمار كبير‬

‫‪Issue 6 - Mars - 2013‬‬

‫‪85‬‬


‫تحقيق ال�شهر‬

‫بعد دخوله عامه الثالث الإقت�صاد دخل نفق الإنهيار‬

‫النزاع ّ‬ ‫المسلح في سوريا يأكل األخضر واليابس‬ ‫وكلفة إعادة اإلعمار "قد تتجاوز ‪ 200‬مليار دوالر"!‬ ‫ال تقت�ص��ر ت�أثي��رات العنف ال��ذي ي�ضرب العم��ق ال�سوري من��ذ �آذار‬ ‫(مار���س) ‪ 2011‬على الب�ش��ر والحجر‪� ،‬إذ تفتك الأح��داث المتفاقمة‬ ‫هن��اك باالقت�ص��اد ال�س��وري‪ ،‬الذي ي�ؤك��د �إقت�صاديون ف��ي الداخل �أنه‬ ‫تده��ور ب�ش��دة خالل الفت��رة الما�ضية‪ ،‬وحقق خ�سائر تق��در بنحو ‪50‬‬ ‫ملي��ار دوالر‪.....‬حت��ى ب��ات الجميع ال يعل��م �إلى �أي��ن يم�ضي هذا‬ ‫البلد‏‪..‬‏وكيف يمكن له مواجهة الغد ‏؟!‏‬

‫‪84‬‬

‫العدد ‪� - 6‬آذار (مار�س) ‪٢٠١3 -‬‬

‫بيروت ‪ -‬مازن مجوز‬ ‫كان �أب ��و �أحمد يرتجف من البرد �أثناء‬ ‫عودت ��ه حام�ل�ا" كمي ��ة م ��ن الحط ��ب‬ ‫�إل ��ى �أفراد عائلت ��ه بهدف التدفئة ف ��ي بلدة حيان‬ ‫ال�سوري ��ة‪ ،‬بعدم ��ا ق ��ام من ��ذ �أ�شهر ع ��دة بقطع ‪5‬‬ ‫�أ�شجار من �أحد ب�ساتينه لهذه الغاية ب�سبب �إنقطاع‬ ‫الوقود من الأ�سواق‪.‬‬ ‫ح ��ال �أبو �أحم ��د تمثل المعان ��اة نف�سه ��ا التي بات‬


‫الم�صان ��ع التي تدمرت كلي ًا �أو جزئيا"‪ ،‬ف�ض ًال عن‬ ‫�إع ��ادة ترميم و�إن�ش ��اء معامل الطاق ��ة ال�ضرورية‬ ‫لهذا القطاع‪ ،‬كما مرافق الت�صدير‪.‬‬ ‫و�إذا م ��ا نظرنا �إلى القطاع النفطي نجد �أنه يحتل‬ ‫‪ %40‬م ��ن �ص ��ادرات الب�ل�اد‪ ،‬و‪ %20‬م ��ن الدخ ��ل‬ ‫القومي‪ ،‬وقد �أدى الح�صار حتى الآن‪� ،‬إلى خ�سارة‬ ‫‪ 5‬ملي ��ارات دوالر‪ ،‬مع العل ��م �أنّ �سوريا �صدّرت في‬ ‫الع ��ام ‪� 2005‬أكثر من ‪� 200‬ألف برميل يوميا" من‬ ‫النف ��ط‪ ،‬حي ��ث يذهب �أكث ��ر من ‪ %90‬م ��ن النفط‬ ‫ال�سوري �إلى �أوروبا فيما يح ّول الباقي �إلى تركيا‪.‬‬ ‫وبهدف �إعادة �إنعا�ش هذا القطاع ال ب ّد من تجهيز‬ ‫�أنابيب النفط لل�سماح بت�صديره‪ ،‬و�إعادة ترميم �أو‬ ‫�إعمار معامل الإنتاج والم�صافي التي ت�ضررت‪.‬‬ ‫وو�ص ��وال �إلى القط ��اع ال�سياحي نالح ��ظ �أنه تلقى‬ ‫�ضرب ��ة قاتل ��ة‪ ،‬بع ��د توقف تدف ��ق ال�سي ��اح العرب‬ ‫والأجانب‪ ،‬الذين بل ��غ عددهم نحو ‪ 8.46‬ماليين‬ ‫�سائ ��ح ع ��ام ‪ ،2010‬و�صرف ��وا نح ��و ‪ 7.7‬مليارات‬ ‫دوالر‪ ،‬فه ��و ي�شكل نحو ‪ %14‬م ��ن الناتج الإجمالي‬ ‫المحل ��ي للبالد‪ ،‬وف ��ق ت�صريحات �سابق ��ة لوزيرة‬ ‫ال�سياحة ال�سورية في تموز (يوليو) ‪.2011‬‬ ‫وق� �دّرت منظمة ال�سياحة الدولي ��ة �أن عدد ال�سياح‬ ‫الوافدين �إلى �سوري ��ا تراجع بن�سبة ‪ %40‬في العام‬ ‫ال�ساب ��ق‪ .‬و�سجل �إ�شغال الفن ��ادق �إنخفا�ض ًا بن�سبة‬ ‫‪ ،%90‬فيما ّتم ت�سريح �أكثر من ‪ %40‬من الموظفين‬

‫في هذا القطاع‪.‬‬ ‫ولإع ��ادة �إحياء هذا القطاع‪ ،‬ال ب� � ّد �أو ًال من ت�أهيل‬ ‫البن ��ى التحتي ��ة‪ ،‬والمرافق الحيوية م ��ن مطارات‬ ‫وكهرباء ومياه‪ ،‬و�إت�صاالت وموا�صالت‪ ،‬ف�ض ًال عن‬ ‫الفنادق والمطاعم وغيرها من مق ّومات الخدمات‬ ‫ال�سياحية‪.‬‬ ‫�أم ��ا الخبي ��ر الإقت�ص ��ادي محم ��د وهب ��ي‪� ،‬أ�ستاذ‬

‫�سامي نادر‪� :‬سوريا اليوم بحاجة‬ ‫�إلى م�شروع م�شابه لم�شروع مار�شال‪،‬‬ ‫لأن المطلوب جذب الإ�ستثمارات وف�سح‬ ‫المجال �أمام القطاع الخا�ص للعب دور‬ ‫�أ�سا�س في عملية الإ�ستثمار و�إعادة‬ ‫بناء الإقت�صاد‬

‫محا�ضر في كلي ��ة العلوم الإقت�صادية في الجامعة‬ ‫اللبناني ��ة‪ ،‬فيعتب ��ر �أن " م�شاه ��د الدم ��ار كبيرة‪،‬‬ ‫فهن ��اك م ��دن �سوي ��ت بالأر� ��ض و�ش ��رد �سكانه ��ا‪،‬‬ ‫�س ��واء في نزوح داخل ��ي �أم لجوء �إل ��ى دول الجوار‬ ‫في مخيم ��ات �إيواء‪ ،‬ما ت�سب ��ب ب�إن�ضمام �أكثر من‬ ‫مليوني �سوري �إلى �صفوف الفقراء"‪.‬‬ ‫عل ��ى الم�ستوى الإقت�صادي ي�ؤك ��د وهبي �أن الأزمة‬ ‫�أدت �إل ��ى تراج ��ع النم ��و ف ��ي الناتج المحل ��ي �إلى‬ ‫‪ %3.7‬عام ‪ 2011‬وبن�سبة ‪ %20‬في ‪ ، 2012‬مقارنة‬ ‫بتقدي ��رات �سابقة بنمو متوقع قب ��ل الأزمة‪ ،‬بن�سبة‬ ‫‪ %7.1‬عام ‪ ،2011‬وبن�سبة ‪ %5.6‬عام ‪ ، 2012‬وعلق‬ ‫على هذا الأمر بقول ��ه �أن " الإنح�سار الإقت�صادي‬ ‫هذا ترافق مع تراجع الإ�ستهالك الخا�ص المحلي‬ ‫والذي �ش ��كل ن�سبة‪ %42 ‬من خ�س ��ارة الناتج‪ ،‬فيما‬ ‫�إرتفعت معدالت البطالة‪ ،‬التي كانت تقدر بـ ‪% 15‬‬ ‫قبل ‪ 2011‬لت�صل الى �أكثر من ‪."%40‬‬ ‫كما ي ��رى وهبي �أن ��ه �أ�صبح م�ألوف� � ًا بدرجة كبيرة‬ ‫ر�ؤية طوابير الخبز والبنزين تمتد الى �أمتار عدة‪،‬‬ ‫و�سط نق�ص حاد في كل المواد الغذائية الأ�سا�سية‬ ‫والأدوية‪ ،‬و�إنهيار كام ��ل في البنية التحتية‪ ،‬وت�أثر‬ ‫مئ ��ات الم�ست�شفيات التي لم تع ��د ت�ستطيع القيام‬ ‫بدورها‪ ،‬و�إنقطاع متوا�صل في الكهرباء‪ ،‬بمعدل ‪4‬‬ ‫�ساع ��ات تقريبا" في دم�شق و‪� 10‬ساعات في بع�ض‬ ‫المناطق‪.‬‬

‫دم�شق‪� :‬إذا لم تحل الأزمة قريبا" فويل لبناياتها‬ ‫وما تبقى من �أهلها‬

‫‪Issue 6 - Mars - 2013‬‬

‫‪87‬‬


‫تحقيق ال�شهر‬

‫وليد �أبو �سليمان‪ :‬الم�شكلة الإقت�صادية كبيرة‬

‫و�أ�ش ��ار بورجي ��ون �إل ��ى �أن البنية التحتي ��ة �أ�صيبت‬ ‫ف ��ي جميع القطاعات بدم ��ار �شامل‪ ،‬ومن الوا�ضح‬ ‫�أن ط ��ول �أمد ال�صراع �سي� ��ؤدي �إلى �إطالة عمليات‬ ‫�إعادة الت�أهيل‪.‬‬ ‫وال �شك �أن الإقت�ص ��اد ال�سوري يعاني من �إنحدار‬ ‫�سريع‪ ،‬ق ��د يع ّر�ضه الى خط ��ر الإفال�س والتداعي‬ ‫الخطي ��ر‪ ،‬فالبطال ��ة م�ست�شرية‪ ،‬وعج ��ز الموازنة‬ ‫فاق ��ع‪ ،‬فيم ��ا خ�س ��رت العمل ��ة ال�سوري ��ة �أكثر من‬ ‫ن�صف قيمته ��ا �أمام الدوالر‪ ،‬الأم ��ر الذي انعك�س‬ ‫هبوط ًا في كافة القطاعات الإقت�صادية‪ ،‬الزراعية‪،‬‬ ‫ال�صناعية‪ ،‬وال�سياحية‪.‬‬ ‫ولك ��ن كيف ما ه ��و حج ��م الخ�سائ ��ر الإقت�صادية‬ ‫وكيف ال�سبيل الى �إعادة �إعمار ما تهدم؟‬ ‫ولي ��د �أب ��و �سليم ��ان‪ ،‬رئي� ��س جمعي ��ة "�سيدرو� ��س‬ ‫للإنماء"‪ ،‬يرى من جانبه �أن الأولوية تبقى لور�شة‬ ‫الإعم ��ار‪ ،‬حيث يقدّر عدد المباني المدمرة ح�سب‬ ‫ال�شبك ��ة ال�سوري ��ة لحقوق الإن�س ��ان ‪ 2.365‬مليون‬ ‫مبن ��ى ت�ض ��ررت بدرج ��ات متفاوتة‪ ،‬ولك ��ن هناك‬ ‫مناطق كثيرة لم تتم درا�ستها لعدم توفر البيانات‬ ‫الكافي ��ة‪ ،‬وتحت ��اج �إلى ث�ل�اث �سنوات عل ��ى الأقل‬ ‫لإع ��ادة البناء‪.‬الفتا" �إلى �أن "البع�ض قدر تكلفة‬ ‫�إع ��ادة الإعم ��ار ب�أقل من ‪ 40‬ملي ��ار دوالر‪ ،‬وذهب‬ ‫البع�ض الآخر �إلى القول �إنها �ستكون في حدود ‪60‬‬ ‫مليار دوالر على �أقل تقدير‪ ،‬فيما قد ّرت المعار�ضة‬ ‫ال�سورية هذه الخ�سارة بـ ‪ 100‬مليار دوالر"‪.‬‬ ‫و�ضرب �أبو �سليمان المثل بتراجع القدرة ال�شرائية‬ ‫للي ��رة ال�سورية بن�سبة تفوق ال ‪ ،%43‬م�شيرا" �إلى‬ ‫�أن الت�ضخ ��م بلغ حدود ‪ %76‬م ��ا �أدى �إلى ت�شكيل‬ ‫‪86‬‬

‫محمد وهبي‪ :‬معدل البطالة و�صل الى ‪ 40‬في المئة !‬

‫الخبير الإقت�صادي محمد وهبي‪:‬‬ ‫الإنح�سار الإقت�صادي في �سوريا‬ ‫يترافق مع تراجع الإ�ستهالك الخا�ص‬ ‫المحلي والذي �شكل ن�سبة‪ %42 ‬من‬ ‫خ�سارة الناتج‪ ،‬فيما �إرتفعت معدالت‬ ‫البطالة‪ ،‬التي كانت تقدر بـ ‪ % 15‬قبل‬ ‫‪ 2011‬لت�صل الى اكثر من ‪%40‬‬ ‫فجوة كبي ��رة مع متو�سط دخل الفرد‪ ،‬وفقد البنك‬ ‫المرك ��زي �أكثر من ن�ص ��ف �إحتياطه من العمالت‬ ‫الأجنبية‪ ،‬في وقت �شه ��د الناتج المحلي �إنكما�ش ًا‬ ‫يقارب الـ‪.%5‬‬ ‫و�أ�شار الخبير الإقت�ص ��ادي �إلى تراجع الودائع في‬ ‫الم�ص ��ارف ال�سوري ��ة من ‪� 30‬إل ��ى ‪ % 35‬في الآونة‬ ‫الأخي ��رة‪ ،‬و�أن معظ ��م المواطني ��ن والم�ستثمرين‬ ‫�سعى �إلى "الدولرة" وتهريب ودائعه �إلى الخارج‪،‬‬ ‫وتحدي ��د ًا �إل ��ى الم�ص ��ارف اللبناني ��ة يق ��ول �أب ��و‬ ‫�سليمان‪.‬‬ ‫و�أ�ض ��اف �أن " �أول ��ى �ش ��روط �إ�ستع ��ادة الإقت�صاد‬ ‫ال�س ��وري لعافتيه ‪ ،‬تكم ��ن في الإ�ستق ��رار الأمني‪،‬‬ ‫الكفي ��ل ب�إيق ��اف تده ��ور العمل ��ة الوطني ��ة‪ ،‬ليعيد‬ ‫الطل ��ب عليه ��ا‪ ،‬ما �سي�سم ��ح الأم ��ر للإ�ستثمارات‬ ‫المحلي ��ة والخارجي ��ة بالع ��ودة �إل ��ى دم�ش ��ق‪ ،‬كما‬

‫العدد ‪� - 6‬آذار (مار�س) ‪٢٠١3 -‬‬

‫�سامي نادر‪ :‬المطلوب م�شروع مار�شال �سوري‬

‫�أن ف ��ك الح�ص ��ار عن �سوري ��ا �سي�ساه ��م في فتح‬ ‫�أبواب الت�صدي ��ر والإ�ستيراد من جديد‪ ،‬المج ّمدة‬ ‫راهن ًا"‪.‬‬ ‫وفي لغ ��ة الأرقام يك�شف �أبو �سليم ��ان �أن الح�صار‬ ‫الإقت�ص ��ادي المفرو� ��ض عل ��ى �سوري ��ا يكلف هذا‬ ‫البل ��د‪ ،‬وفق �آخر الدرا�س ��ات‪� ،‬أكثر من ‪ 400‬مليون‬ ‫دوالر �شهري� � ًا‪ ،‬وقد تراجعت ال�ص ��ادرات ال�سورية‬ ‫بالعمالت الأجنبية من ‪ 14‬مليار دوالر عام ‪،2011‬‬ ‫�إلى ‪ 7.2‬مليارات عام ‪.2012‬‬ ‫وال�س�ؤال هنا ‪ :‬كيف ينهار الإقت�صاد ال�سوري ؟‬ ‫يعتمد هذا الإقت�صاد على �أربعة قطاعات �أ�سا�سية‪:‬‬ ‫الزراعة‪ ،‬وال�صناعة‪ ،‬وال�سياحة والنفط‪ ،‬وجميعها‬ ‫تعاني من تدهور خطير‪:‬‬ ‫فالقطاع الزراعي ي�ش ّكل م�ص ��در ًا �أ�سا�سي ًا للدخل‬ ‫القوم ��ي ف ��ي �سوري ��ا (‪ %20‬من الدخ ��ل القومي)‬ ‫ويحت�ض ��ن ‪ %20‬م ��ن التوظيف ��ات‪� ،‬إال �أّنّ معظ ��م‬ ‫الزراعات متوقفة راهن� � ًا ب�سبب الأو�ضاع الأمنية‪،‬‬ ‫وتتر ّكز الزراع ��ات الأ�سا�سية في �إدلب والح�سكة‪،‬‬ ‫اللتين ت�شهدان �إ�شتباكات ع�سكرية‪ ،‬حيث �أن �أبرز‬ ‫الزراعات التي كانت ت ُّ�صدر فهي القطن‪ ،‬الحبوب‬ ‫والفواكه‪.‬‬ ‫ولإع ��ادة بناء هذا القطاع ال ب� � ّد من تجهيز البنى‬ ‫التحتية‪ ،‬ومرافق الت�صدير‪ ،‬من موانئ ومطارات‪،‬‬ ‫كم ��ا �إعادة ترمي ��م �أو �إن�شاء معام ��ل توليد الطاقة‬ ‫التي تحتاجها ال�صناعات الزراعية‪.‬‬ ‫�أم ��ا القط ��اع ال�صناع ��ي فتترك ��ز المعام ��ل ف ��ي‬ ‫محافظ ��ة حل ��ب‪ ،‬وق ��د لحقها دم ��ار كبي ��ر ج ّراء‬ ‫الأعم ��ال الحربية‪ ،‬وله ��ذا ال ب ّد من �إع ��ادة �إعمار‬


‫�أ�سواق حلب‪ :‬من يعيدها الى �أيام زمان؟‬

‫خبراء الفاو �صدموا بمحنة‬ ‫ال�شعب ال�سوري الذي ت�آكلت قدرته‬ ‫على ال�صمود ب�شكل خطير جراء‬ ‫‪� 22‬شهرا" من الأزمة‬ ‫ومناف�س ��ة و�شفافية �أكبر‪ ،‬م ��ع المحافظة على حد‬ ‫�أدنى من �شبكة �أمان �إقت�صادي و�إجتماعي‪ ،‬وهذه‬ ‫المقومات مطلوبة في �أي �إقت�صاد ناجح‪.‬‬ ‫وال�س� ��ؤال الكبير‪ :‬كيف �سيعاد �إعمار �سوريا ؟ ومن‬ ‫يدفع الفاتورة الفلكية؟‬ ‫"�إعادة �إعم ��ار �سوريا" �سيكون عن ��وان المرحلة‬ ‫الإقت�صادية المقبلة في الم�شرق العربي‪.‬‬ ‫" لدينا ور�شة من الباحثين الإقت�صاديين تجتمع‬ ‫بين فترة و�أخرى لدرا�سة الوقائع والأرقام‪ ،‬ويخ�ضع‬ ‫ق�س ��م كبير منها للتخمين ب�سبب �صعوبة الح�صول‬ ‫على �أرق ��ام حقيقية‪ ،‬وقد قدرت حج ��م الخ�سائر‬ ‫بم ��ا ال يقل عن ‪ 200‬ملي ��ار دوالر حاليا"‪ ،‬في حين‬ ‫�ست�ستغرق عملية الإعمار ‪ 25‬عاما" لإعادة �سوريا‬ ‫�إلى ما كانت عليه قب ��ل ‪� 15‬آذار (مار�س) ‪"2011‬‬ ‫‪ ،‬يقول نائب المن�سق العام لهيئة التن�سيق الوطنية‬ ‫المعار�ضة عارف دليلة ‪.‬‬ ‫وي�ضيف ‪ " :‬المده�ش �أن الإح�سا�س بهذه الخ�سائر‬

‫المرعب ��ة والهائل ��ة مفقود ب�صورة كلي ��ة �سواء من‬ ‫جان ��ب ال�سلط ��ة �أو م ��ن جان ��ب كثير م ��ن �أطراف‬ ‫المعار�ض ��ة ال�سيا�سية والم�سلح ��ة‪ ،‬وهذا الفقدان‬ ‫من الإح�سا� ��س ربما يكون الخ�س ��ارة الأكبر‪ ،‬كونه‬ ‫ينطل ��ق من �شع ��ور وطني و�أخالق ��ي و�إن�ساني ومن‬ ‫التكوي ��ن الح�ض ��اري لل�شخ�صي ��ة ال�سوري ��ة الذي‬ ‫تعر� ��ض للإه ��دار خالل العق ��ود الما�ضي ��ة‪ ،‬وكان‬ ‫�أكبر �ضحاي ��ا عملية الإ�ستب ��داد والف�ساد والقمع‪،‬‬ ‫وهذا ما ندفع ثمنه الآن"‪.‬‬ ‫في الواقع قدر خبراء في "معهد التمويل الدولي"‬ ‫ومرك ��زه وا�شنطن‪� ،‬أن يك ��ون معدل الإنكما�ش في‬ ‫الإقت�ص ��اد ال�س ��وري قد �سج ��ل نهاية ع ��ام ‪2012‬‬ ‫ن�سب ��ة ‪ ،%20‬مقارن ��ة م ��ع ‪ %6‬نهاي ��ة ع ��ام ‪،2011‬‬ ‫وذل ��ك ب�سبب �إ�ستم ��رار �أعمال العن ��ف والعقوبات‬ ‫الإقت�صادي ��ة المفرو�ض ��ة م ��ن تركي ��ا وجامع ��ة‬ ‫ال ��دول العربية‪� ،‬إ�ضاف ��ة �إلى العقوب ��ات الأوروبية‬ ‫والأميركية‪.‬‬

‫وتوق ��ع الخبراء في تقرير �صدر ف ��ي كانون الثاني‬ ‫(يناي ��ر) م ��ن الع ��ام الحال ��ي‪� ،‬أن ي�ص ��ل مع ��دل‬ ‫االنكما�ش �إلى ن�سبة ‪ %5‬نهاية عام ‪ ،2013‬في حال‬ ‫�إ�ستم ��رار الن ��زاع عل ��ى حاله‪ ،‬في وق ��ت بلغ معدل‬ ‫الت�ضخ ��م نهاية ‪ 2012‬ن�سب ��ة ‪ %35‬وقد ي�صل �إلى‬ ‫�سج ��ل ن�سبة ‪%5.3‬‬ ‫‪ %45‬نهاي ��ة ع ��ام ‪ ،2013‬فيما ّ‬ ‫نهاية عام ‪ 2011‬و‪ %4.4‬نهاية عام ‪.2010‬‬ ‫و�أ�ش ��ار التقري ��ر �إلى تراج ��ع �سعر �ص ��رف العملة‬ ‫ال�سوري ��ة‪ ،‬حي ��ث و�صل خ�ل�ال �شهر كان ��ون الأول‬ ‫(دي�سمب ��ر) الفائت �إل ��ى ‪ 90‬لي ��رة �سورية للدوالر‬ ‫الأميرك ��ي الواح ��د‪ ،‬في ال�سوق ال�س ��وداء‪ .‬وتق ّل�ص‬ ‫حج ��م الإقت�صاد ال�سوري‪ ،‬م ��ن ‪ 57.5‬مليار دوالر‬ ‫نهاية ع ��ام ‪� 2010‬إلى ‪ 46.7‬نهاية عام ‪ ،2010‬ثم‬ ‫�إل ��ى ‪ 29.5‬ملي ��ار دوالر نهاية ع ��ام ‪� ،2012‬أي ما‬ ‫يقارب الن�صف‪ ،‬متوقع ��ا" �أن ينخف�ض �إلى ‪27.4‬‬ ‫ملي ��ار دوالر نهاي ��ة ع ��ام ‪� 2013‬إذا ا�ستمر الو�ضع‬ ‫على حاله‪.‬‬ ‫ويق ��در التقري ��ر‪ ،‬وفق م ��ا يو�ضحه ن�سي ��ب غبريل‬ ‫كبير الإقت�صاديين ف ��ي مجموعة "بنك بيبلو�س"‪،‬‬ ‫ورئي� ��س ق�سم الأبحاث االقت�صادي ��ة فيه‪� ،‬أن يكون‬ ‫�إحتياط العم�ل�ات الأجنبية ف ��ي �سوريا قد تراجع‬ ‫ب�ش ��كل حاد من ‪ 19‬ملي ��ار و‪ 500‬مليون دوالر نهاية‬ ‫‪� ،2010‬إل ��ى ‪ 10‬ملي ��ارات و‪ 800‬مليون دوالر نهاية‬ ‫‪ .2011‬لينخف� ��ض نهاي ��ة ع ��ام ‪� 2012‬إل ��ى ‪3.4‬‬ ‫مليارات دوالر‪.‬‬ ‫ويتوق ��ع التقري ��ر �أن تت�ض ��اءل ن�سب ��ة الإحتياط ��ي‬ ‫بالعم�ل�ات الأجنبية �إلى ملي ��ار و‪ 500‬مليون دوالر‬ ‫نهاية عام ‪ ،2013‬عل ��ى �أن تنفذ في حال �إ�ستمرار‬ ‫الو�ضع على حاله‪.‬‬ ‫ويخت ��م غبريل ب�أن التحدي االقت�صادي الأبرز هو‬ ‫�إعادة �إعم ��ار �سوريا‪ ،‬وتوفير الحاج ��ات التمويلية‬ ‫لإعادة �إعم ��ار االقت�صاد ال�س ��وري‪� ،‬إذ �أنه بحاجة‬ ‫�إلى مبالغ طائلة نظرا" لما يجري منذ بدء الأزمة‬ ‫ال�سوري ��ة‪ ،‬علما" ب�أنه يمك ��ن لل�صناديق المتعددة‬ ‫الجن�سي ��ات‪ ،‬كالبن ��ك الدول ��ي و�صن ��دوق النق ��د‬ ‫الدولي وال�صناديق العربية‪� ،‬أن ت�ساهم في مرحلة‬ ‫�إعادة الإعم ��ار‪ ،‬كما هي الحال عند خروج كل بلد‬ ‫من �أزمة ع�سكرية �أو �سيا�سية �أو مالية‪.‬‬ ‫�أما التح ��دي الثاني فيتمثل ب�إعادة رجال الأعمال‬ ‫و�شركاتهم �إلى �سوريا‪ ،‬لأنه مع و�صول ال�صراعات‬ ‫�إل ��ى المدن ال�سورية الكب ��رى‪ ،‬نالحظ م�سارعتهم‬ ‫�إلى مغادرة �سوريا‪ ،‬نظرا لتراجع الإنتاج والنق�ص‬ ‫ف ��ي الم ��واد الأولي ��ة وتراج ��ع الحرك ��ة التجاري ��ة‬ ‫وال�صناعية‪ ،‬يو�ضح غبريل‬

‫‪Issue 6 - Mars - 2013‬‬

‫‪89‬‬


‫تحقيق ال�شهر‬ ‫ف ��ي الآون ��ة الأخيرة ق ��در وزير الكهرب ��اء ال�سوري‬ ‫عم ��اد خمي� ��س الأ�ضرار الت ��ي تكبده ��ا الإقت�صاد‬ ‫الوطن ��ي الناجم ��ة عن �إنقط ��اع التي ��ار الكهربائي‬ ‫ب�سبب العملي ��ات التخريبية بنحو ‪ 218‬مليار ليرة‬ ‫�سورية ( ‪ 2,2‬ملياري دوالر) ‪.‬‬ ‫وقال في ت�صريح لوكالة �سانا الر�سمية �إن "�إنقطاع‬ ‫الكهرباء ت�ص ��در قائمة القطاع ��ات الحيوية التي‬ ‫طاولها الإره ��اب"‪ ،‬م�شيرا" الى مقتل ‪ 81‬عامال"‬ ‫ف ��ي القطاع و�إ�صابة ‪� 157‬شخ�صا"‪ ،‬فيما بلغ عدد‬ ‫المخطوفي ��ن العاملي ��ن في القط ��اع ‪� 29‬شخ�صا"‬ ‫منذ بداية الأزمة‪ ،‬حيث تراجع �إنتاج الكهرباء في‬ ‫�سوريا �إلى قرابة الن�صف منذ بدء النزاع‪ ،‬ب�سبب‬ ‫نق�ص الوقود المخ�ص�ص لمحطات الإنتاج‪ ،‬نتيجة‬ ‫الو�ضع الأمني المتدهور في البالد‪.‬‬ ‫ووف ��ق وهبي ف� ��إن خ�سائ ��ر �سوري ��ا الإقت�صادية‬ ‫المبا�ش ��رة وغير المبا�شرة ق ��د تقارب ‪ 70‬مليار‬ ‫دوالر م ��ن دون �إحت�س ��اب الخ�سائ ��ر المعنوي ��ة‬ ‫والنف�سي ��ة وخ�سائر الفر� ��ص المتاحة التي تقدر‬ ‫وحدها ب ‪ 34‬مليار دوالر‪ ،‬وخ�سائر الودائع التي‬ ‫تراجع ��ت ‪ 28,4‬ملي ��ار دوالر‪ ،‬وه ��روب الأم ��وال‬ ‫م ��ن �سوريا والت ��ي تقدر ب ‪ 12‬ملي ��ار دوالر‪ ،‬و�أن‬ ‫�إجمالي الخ�سارة يت ��وزع على ‪ %50‬للخ�سارة في‬ ‫الناتج المحل ��ي الإجمال ��ي‪ ،‬و‪ %43‬للأ�ضرار في‬ ‫مخ ��زون ر�أ�س الم ��ال‪ ،‬و‪ %7‬للزيادة ف ��ي الإنفاق‬ ‫الع�سكري‪.‬‬ ‫وف ��ي حين ق ��د ت�ستغرق عملي ��ة �إعادة بن ��اء البنية‬ ‫التحتي ��ة بح ��دود ‪� 5‬سنوات وف ��ق وهب ��ي‪ ،‬ف�إنه لن‬ ‫تكون هناك عقب ��ات في تمويل الإعم ��ار‪ ،‬و�ستقبل‬ ‫ال ��دول المانح ��ة‪ ،‬و�سيك ��ون �أح ��د �ش ��روط تمويل‬ ‫الإعمار خط الغاز العربي الممتد على ‪ 1200‬كلم‪،‬‬ ‫وهو خط لت�صدير الغ ��از الم�صري لدول الم�شرق‬ ‫العربي ومنها �إلى �أوروبا كون �سوريا ت�شكل جزءا"‬ ‫حيويا" من خطة م�شروع الغاز العربي‪.‬‬ ‫وق ��د تك ��ون التح�ضيرات ال�شكلية ف ��ي دعوة رجال‬ ‫الأعم ��ال ور�ؤو� ��س الأم ��وال المهاج ��رة للع ��ودة‬ ‫واال�ستثم ��ار في �سوريا‪� ،‬أو ربم ��ا محاولة الح�صول‬ ‫على القرو�ض بفوائد قليلة تحت �شعار عدم �إغراق‬ ‫�سوريا بالديون وذلك كما العادة في ان�شاء �صندوق‬ ‫وطني لإع ��ادة الإعمار‪ ،‬فتكون الثروة ال�سورية هي‬ ‫المقابل‪.‬‬ ‫ف ��ي المقاب ��ل يق ��ول �سامي ن ��ادر‪ ،‬محل ��ل �سيا�سي‬ ‫و�إقت�ص ��ادي �إن م�س�ؤولية بناء الدولة والم�ؤ�س�سات‬ ‫تق ��ع على عاتق المجتمع الدول ��ي‪ ،‬وكذلك البلدان‬ ‫العربي ��ة حيث �أن �سوريا واحدة منها‪ ،‬ب�سبب البعد‬ ‫‪88‬‬

‫العرب ��ي و�أي�ض ��ا تق ��ع ه ��ذه العملي ��ة عل ��ى �سواعد‬ ‫ال�سوريين �أنف�سهم‪.‬‬ ‫ويرج ��ح �أن تك ��ون �سوري ��ا الي ��وم بحاج ��ة �إل ��ى‬ ‫م�ش ��روع م�شاب ��ه لم�شروع مار�شال‪ ،‬وه ��و الم�شروع‬ ‫الإقت�ص ��ادي لإع ��ادة تعمي ��ر �أوروب ��ا بع ��د �إنته ��اء‬ ‫الح ��رب العالمية الثاني ��ة‪ ،‬الذي و�ضع ��ه الجنرال‬ ‫جورج مار�شال رئي�س هيئة �أركان الجي�ش الأميركي‬ ‫�أثناء الحرب العالمية الثانية‪ ،‬لأن المطلوب جذب‬ ‫الإ�ستثم ��ارات وف�سح المجال �أمام القطاع الخا�ص‬ ‫للع ��ب دور �أ�سا�س في عملية الإ�ستثمار و�إعادة بناء‬ ‫الإقت�ص ��اد‪ ،‬بعدما كانت ال�سيط ��رة في يد القطاع‬ ‫العام والذي تتحكم فيه العائلة الحاكمة �أو الفريق‬ ‫القريب والمنتفع منها‪.‬‬ ‫وي�ؤك ��د �أن الم ��دن ال�سورية تمي ��زت ب�إنتاجها‪ ،‬و�أن‬ ‫المجتم ��ع ال�س ��وري بطبيعت ��ه بعي ��د كل البعد عن‬ ‫الإرهاب‪ ،‬حتى لو ت�سلل ��ت �إليه منظمات �إرهابية‪،‬‬ ‫تحاول اليوم خط ��ف الثورة من �أبنائها‪ ،‬لكن يبقى‬

‫العدد ‪� - 6‬آذار (مار�س) ‪٢٠١3 -‬‬

‫عدد �أفرادها قليل‪.‬‬ ‫"الأهم هنا �أي�ضا هو توافر المهارات واليد العاملة‬ ‫في �سوري ��ا‪ ،‬حيث تتمت ��ع بمق ��درات �إ�ستراتيجية‪،‬‬ ‫�أكان ف ��ي مج ��ال الزراع ��ة او الطاقة‪ ،‬كم ��ا لديها‬ ‫بعدان �إقت�ص ��ادي و�إ�ستراتيجي وهي �سوق من ‪26‬‬ ‫مليون ن�سمة وهذا �شيء مهم"‪ ،‬ي�ضيف‪.‬‬ ‫ويتاب ��ع �أن �إع ��ادة �إعمار �سوريا يج ��ب �أن تتم على‬ ‫�أي ��دي ال�سوريي ��ن �أنف�سه ��م‪ ،‬على �أن تك ��ون هناك‬ ‫م�سان ��دة تقنية من دول الغ ��رب‪� ،‬أما البلدان التي‬ ‫لديها م�صلحة مبا�شرة وال تملك قدرات تقنية بل‪،‬‬ ‫مالية‪ ،‬كال�سعودية وقطر‪ ،‬ف�إنه بالإمكان �أن ت�ساهم‬ ‫ماديا"‪.‬‬ ‫و�إذ يتمن ��ى ن ��ادر �أن تك ��ون �سوري ��ا الجدي ��دة‬ ‫ديموقراطية مدنية تعددية‪ ،‬ي�شدد على �أنها تحتاج‬ ‫الي ��وم ف ��ي �إع ��ادة الإعمار �إل ��ى ‪ 3‬مقوم ��ات وهي‬ ‫الالمركزي ��ة‪ ،‬و�أن يك ��ون هن ��اك دور �أكبر للقطاع‬ ‫الخا� ��ص‪ ،‬في ظل �إقت�صاد �سوق يتمتع بحرية �أكبر‬


‫ر�أي �إجتماعي‬

‫لماذا يريد الفنان أن يصبح سياسي ًا؟‬ ‫بقلم ميرنا زخر ّيا*‬

‫لق ��د �أكدت جميع الدرا�س ��ات �أن هناك‬ ‫ترابط� �اً بي ��ن الثقاف ��ة وال�سيا�س ��ة؛‬ ‫ف� ��إذا م ��ا فهمن ��ا ثقاف ��ة �شع ��بٍ م ��ا‪ ،‬ب ��ات بمقدورن ��ا‬ ‫�أن ن�ستوع ��ب نظ ��رة ه ��ذا ال�شع ��ب �إل ��ى ال�سيا�س ��ة‬ ‫وال�سيا�سيي ��ن‪ .‬فالثقافة بمعناه ��ا الوا�سع‪ ،‬هي ذاك‬ ‫المركب الذي يت�ضمن المعارف والعقائد والفنون‬ ‫والأخالق والقوانين والعادات‪ .‬ولتو�ضيح العالقة‬ ‫بي ��ن موق ��ف الف ��رد ال�سيا�س ��ي وواقع ��ه الثقافي‪ ،‬ال‬ ‫ب� � ّد م ��ن �أخ ��ذ �سيكولوجيات ��ه ال�سيا�سي ��ة ف ��ي عي ��ن‬ ‫الإعتب ��ار؛ �إذ �أن عل ��م النف� ��س ال�سيا�س ��ي م ��ا ه ��و �إال‬ ‫ا�ستخدا ٌم لمفاهيم ونظريات علم النف�س‪ ،‬من �أجل‬ ‫تحلي ��ل ال�سل ��وك وتف�سي ��ر القرارات ف ��ي �أية خطو ٍة‬ ‫�سيا�سي ٍة يقوم بها الفرد �أو الجماعة‪.‬‬ ‫من هنا‪ ،‬فالباح ��ث الذي يو ّد القيام بدرا�س ٍة علمي ٍة‬ ‫ح ��ول ظاهرة �إنتق ��ال الفنانين من عال ��م الفن �إلى‬ ‫عال ��م ال�سيا�س ��ة‪ ،‬وم ��دى �سهول ��ة �أو �صعوب ��ة ه ��ذا‬ ‫الأم ��ر‪ ،‬علي ��ه بالتال ��ي �أن ي�أخ ��ذ الموا�ضيع الثالثة‬ ‫ال�ساب ��ق ذكرها في عين الإعتب ��ار؛ حيث كل واحدة‬ ‫منهن ت�ؤثر على التالية وتت�أثر بال�سابقة‪:‬‬ ‫‪ .1‬ال�سيا�س ��ة‪ :‬ه ��ي بطبيعته ��ا متغ ّي ��رة متحركة‪ ،‬ال‬ ‫يوج ��د فيه ��ا �أ�صدقاء دائمي ��ن وال �أخ�ص ��ام ثابتين‪.‬‬ ‫وال�سيا�سي الماهر هو ذاك الذي يتح ّرك في المناخ‬ ‫المالئ ��م نحو الو�ضع المنا�سب‪ .‬من هنا مقولة ان‬ ‫ال�سيا�س ��ة ه ��ي ف ��نّ الممكن‪� ،‬أي حين يك ��ون الو�ضع‬ ‫ف ��ي �صال ��ح التغيي ��ر (كم ��ا ه ��ي الح ��ال ف ��ي معظ ��م‬ ‫ترحب‬ ‫الدول العربية)‪ ،‬عندها نرى الكتل النيابية ّ‬ ‫بالفنان‪ ،‬لي�س دعماً للفنّ و�إنما دعماً للحزب‪ ،‬وهذه‬ ‫معادل ��ة مُح ّقة وم�شروعة‪ ،‬فكل �إن�سان ي�صبو الربح‬ ‫ال الخ�سارة‪ ،‬فكيف برئي�س كتلة نيابية ه ّمه �إي�صال‬ ‫�أكب ��ر ع ��دد م ��ن ّ‬ ‫مر�شحيه �إل ��ى قبة البرلم ��ان‪ .‬ولو‬ ‫كان اله ��دف دعم الفنانين والفنانات فح�سب‪ ،‬لكان‬ ‫طال ��ب نواب ��ه الحاليي ��ن بكاف ��ة المطال ��ب المحقة‬ ‫الت ��ي ينادي بها ه� ��ؤالء وال �أحد ي�ستجيب لهم رغم‬ ‫�أنهم �أ�صحاب حقٍ بذلك‪ .‬ال�سيا�سي لن يخ�سر �شيئاً‬ ‫�إذا م ��ا �ساند فناناً مت�ألقاً محترم� �اً‪� ،‬إنما الفنان هو‬ ‫الذي �سوف يدفع الثمن‪ ،‬من جهة �أولى لأن معظم‬ ‫جمهوره ال ��ذي ال ي�شاطره ر�أيه ال�سيا�سي �أو خياره‬ ‫الحزب ��ي �سوف يهجره‪ ،‬ومن جهة ثانية قالئل هم‬ ‫الذي ��ن �سيبد�أوا بمتابعة برامج ��ه لمج ّرد �أنهم في‬ ‫الخ ��ط ال�سيا�س ��ي عينه ان لم يك ��ن �أ�ص ً‬ ‫ال يُعجبهم‪.‬‬ ‫الفن ��ان ه ��و الخا�سر الأكبر في ح ��ال خ�سر والرابح‬ ‫الأكبر في حال ربح‪ ،‬ذلك �أنه المغامر الأكبر‪.‬‬ ‫‪ .2‬الثقاف ��ة‪ :‬ال�سيا�س ��ة ه ��ي ف ��نّ �إدارة المجتم ��ع‪،‬‬

‫لك ��نَّ المجتمعات تختلف بين بل ��دٍ و�آخر ال بل بين‬ ‫منطق� � ٍة و ُ�أخرى داخ ��ل البلد الواح ��د‪ ،‬وذلك نظراً‬ ‫للإخت�ل�اف ف ��ي ثقافته ��ا ومعاييره ��ا‪ ،‬لدرج ��ة �أنه‬ ‫يوجد م ��ا ي�سمى ب�صدام الثقاف ��ات‪ ،‬حيث منظومة‬ ‫المفاهي ��م المتوارث ��ة تتناف ��ر �إل ��ى �أبع ��د الح ��دود‪،‬‬ ‫فتت�ضارب بالتالي الآراء والمواقف حيال الت�ص ّرف‬ ‫عينه‪ .‬وعلى هذا‪ ،‬فال�سيا�سي كما الفنان‪ ،‬يعي تماماً‬ ‫ب� ��أن علي ��ه �أن يتعام ��ل م ��ع ه ��ذه الجماع ��ة �أو تل ��ك‬ ‫بح�س ��ب معاييره ��ا الثقافية؛ ف�ل�ا ال�سيا�سي ّ‬ ‫ير�شح‬ ‫مجتمع ال يُحب ��ذ ذلك وال الفنان يتر�شح‬ ‫فنان� �اً في‬ ‫ٍ‬ ‫ف ��ي منطق� � ٍة ال تقب ��ل ذل ��ك‪ .‬وهن ��ا يُح�ضرن ��ي قول‬ ‫للراح ��ل ون�ستون ت�شر�شل‪ ،‬رئي� ��س وزراء بريطانيا‪،‬‬ ‫حين �ص ّرح ب�أن البريطانيين على �إ�ستعداد للتنازل‬ ‫ع ��ن كل ممتل ��كات المملك ��ة المتح ��دة ولكنه ��م ال‬ ‫يتنازلوا عن �أعمال وليم �شك�سبير‪ .‬فع ً‬ ‫ال‪ ،‬الفنان �أو‬ ‫الأدي ��ب ال ُمبدع هو ثروة لوطنه‪ ،‬على عك�س الفنان‬ ‫ال ُمبت ��ذل‪ .‬علماً �أن الدول الغربي ��ة تقدّر الفنّ على‬ ‫�أنواع ��ه �أكث ��ر من ال ��دول العربية‪ ،‬فها ه ��ي عار�ضة‬ ‫الأزي ��اء كارال برون ��ي �أ�صبح ��ت ال�سي ��دة الأول ��ى‬ ‫ف ��ي فرن�س ��ا‪ ،‬وه ��ا ه ��و الممث ��ل ال�سينمائ ��ي الراحل‬ ‫رونال ��د ريغن فاز برئا�سة الجمهورية في الواليات‬ ‫المتح ��دة‪� .‬إذا" في �إم ��كان الفنان �أن ّ‬ ‫يدق باب عالم‬ ‫ال�سيا�س ��ة‪ ،‬لك ��ن يبق ��ى المفت ��اح بيد الناخ ��ب الذي‬ ‫يرحب به �أو يرف�ضه‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫‪ .3‬ال�سيكولوجي ��ا‪ :‬وهي الدرا�سات العلمية لل�سلوك‬ ‫والتفكي ��ر‪ ،‬وهن ��ا‪ ،‬به ��دف فه ��م �سل ��وك ه ��ذا الفن ��ان‬ ‫ّ‬ ‫المتر�شح �أو تفكي ��ر ذاك المواطن المقترع‪ .‬فهناك‬ ‫ت�س ��ا�ؤالت ع ��دة رغ ��م �أن عال ��م ال�سيا�س ��ة ل ��م ي ُع ��د‬ ‫مح�ص ��وراً بال�سيا�سيي ��ن التقليديي ��ن الذين يرِثون‬ ‫المقاع ��د النيابية عن �آبائهم ؛ بداي� � ًة �إزدادت �أعداد‬ ‫�أ�صحاب ر�ؤو�س الأموال الذين ت�ستهويهم ال�سيا�سة‪،‬‬ ‫ثم فتحت الأحزاب المج ��ال �أمام المنت�سبين �إليها‪،‬‬

‫و�أخيراً ولي�س �آخراً بات �أ�صحاب المهن المتخ�ص�صة‬ ‫وف ��ي طليعته ��م الأطب ��اء ّ‬ ‫مر�شحي ��ن دائمي ��ن‪� .‬أم ��ا‬ ‫بالن�سب ��ة الى �أهل الفنّ ‪ ،‬فال يبدو �أن كافة الأهداف‬ ‫بح ��ت وطني ��ة‪� ،‬إذ �أن هناك مَن ل ْم يهت ��م �سابقاً بتاتاً‬ ‫بالق�ضاي ��ا الوطني ��ة وفج�أة ظهر عل ��ى ال�ساحة‪ ،‬كما‬ ‫�أن هنال ��ك الذين �ساهم ��وا بمواقفهم و�أعمالهم في‬ ‫خدم ��ة مجتمعهم فلم يكن قرارهم مفاجئا"‪ .‬علماً‬ ‫�أن الفنان بمقدوره من خالل �أعماله �أن ي�ساهم في‬ ‫خدمة وطنه‪ ،‬ففي لبنان م�سرحية ناطور المفاتيح‬ ‫للرحابنة وفي ��روز �سلطت ال�ضوء منذ �أربعين عاماً‬ ‫ال�سلطة‪ ،‬وكذلك‬ ‫عل ��ى مو�ضوع الف�س ��اد المالي ف ��ي ُ‬ ‫فع ��ل ف ��ي �سوري ��ا الفن ��ان دري ��د لح ��ام‪ ،‬وف ��ي م�ص ��ر‬ ‫المخ ��رج يو�سف �شاهين‪� ...‬ساهموا و�أبدعوا‪ ،‬لكنهم‬ ‫ل ��م يتر�شح ��وا لمقاع ��د �سيا�سي ��ة‪ ،‬ول ��و فعل ��وا لك ّن ��ا‬ ‫خ�سرنا مُبدعين رفعوا عالياُ �أ�سما َء �أوطانهم‪ ،‬ال بل‬ ‫ا�س َم �أُمتهم العربية‪.‬‬ ‫م ��ا يث ّبت هذه العالق ��ة الثالثية ويدعمها‪ ،‬لت�صبح‬ ‫بن ��ا ًء قوي� �اً ذا �أرب ��ع زوايا‪ ،‬ه ��ي التغطي ��ة الإعالمية‬ ‫الت ��ي يحظ ��ى به ��ا كل م ��ن ال�سيا�س ��ي والفن ��ان م ��ن‬ ‫دون غيرهم ��ا‪ ،‬فنجدهم ��ا يت�ألق ��ان عل ��ى المحطات‬ ‫وال�صفح ��ات والإذاع ��ات‪ ،‬بالنجومي� � ِة حين� �اً‬ ‫وبالف�ضائح �أحياناً‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ال�سلط ��ة الرابع ��ة (بع ��د‬ ‫‪ .4‬الإع�ل�ام‪� :‬إن ��ه بالفع ��ل ُ‬ ‫ال�سلطات الت�شريعية والتنفيذية والق�ضائية)‪ ،‬لما‬ ‫ُ‬ ‫ل ��ه م ��ن ت�أثي ٍر فعل � ٍ�ي عل ��ى الم�شاهدي ��ن والقارئين‬ ‫وال ُم�ستمعي ��ن‪� .‬إن الو�سائ ��ل الإعالمي ��ة ت�ساه ��م‬ ‫ف ��ي �إظه ��ار �أي �شخ� ��ص (�أو �أي ��ة ق�ضي ��ة) وجعل� � ُه‬ ‫بالتك ��را ِر والإجبارِ‪ ،‬وجهاً م�ألوف� �اً ومطلوباً‪ ،‬فكيف‬ ‫�إذا" بفن ��انٍ مُخ�ض ��ر ٍم �إعت ��اد الو�سائ ��ل الإعالمي ��ة‬ ‫و ُمح ��اكاة المواط ��ن بحِ رفي ��ة وتقني ��ة؟ ف� ً‬ ‫ضال عن‬ ‫النقم ��ة المت�صاعدة عل ��ى العديد م ��ن ال�سيا�سيين‬ ‫التقليديي ��ن‪ ،‬مم ��ا ي�ساعد في تعبي ��د الطريق �أمام‬ ‫الفن ��ان بالتر�ش ��ح وللناخ ��ب بالقبول‪ ،‬ف ��ي حين لو‬ ‫كان �أف ��راد المجتم ��ع مُقتنعي ��ن ب ُممثليهم‪ ،‬لما كان‬ ‫دخ ��ول الفن ��ان �إل ��ى المعت ��رك ال�سيا�س ��ي ف ��ي ه ��ذه‬ ‫ال�سهولة‪ ،‬و�إن يكن دخو ًال مُحقاً‪.‬‬ ‫بالنتيج ��ة‪ ،‬ف ��ي �إم ��كان ال�سيا�س ��ي �أن يدعم مطالب‬ ‫الفناني ��ن من دون تر�شيح فنان‪ ،‬وفي �إمكان الفنان‬ ‫�أن يدع ��م موقف ��ا" �سيا�سيا" م ��ن دون دخول عالم‬ ‫ال�سيا�س ��ة‪� .‬إذا"‪ ،‬لم ��اذا يري ��د الفن ��ان �أن ي�صب ��ح‬ ‫�سيا�سي� �اً‪ ،‬ولي� ��س العك� ��س‪ ...‬الإجاب ��ة وب ��كل ب�ساطة‬ ‫ه ��ي للو�صول �إلى "�صنع القرار"‪ .‬قد يملك الفنان‬ ‫ال�شهرة والمال‪ ،‬لكنه ال يملك النفوذ‬

‫* متخ�ص�صة في علم النف�س وعلم التنمية الب�شر ّية وحائزة على ماجي�ستير في العلمين‬

‫‪Issue 6 - Mars - 2013‬‬

‫‪91‬‬


Advanced BMI Weight Loss Clinic www.a-bmi.com An opportunity for a new life Are you looking to dramatically reduce your weight and remove the excess fat? Our Weight Loss Institute offers several medical and surgical weight loss options

WEIGHT LOSS SPECIALISTS: CANADIAN-CERTIFIED

Medical Weight Loss Options Dietary consultation, Low Calorie Protein Diet Program(lose 8 -12 kg/month under medical supervision),Breathing test (found out if you have a slow, normal or fast metabolism), Body-reshaping, cellulite and fat reduction

Dr Nagi Safa Certiďƒžed Weight loss Surgeon (Canada-Lebanon)

Weight Loss Surgeries

Expertise in all bariatric procedures: Laparoscopic gastric bypass, Sleeve Gastrectomy, Gastric banding, gastric plication, Laparoscopic repair of previous weight loss surgeries, Surgery for diabetes

Total Body Lifting

Liposuction, Tummy tuck, breast surgeries, Body lifting

Dr Thierry Yazbeck Certiďƒžed Weight loss Surgeon (Lebanon)

Christelle Bedrossian Registered Dietitian Head Dietitian (Lebanon)


‫‪ -2‬ق ��م بن�ش ��اط بدني لم ��دة ال تق ��ل عن ‪30‬‬ ‫دقيقة كل يوم؛‬ ‫‪ -3‬تجن ��ب الم�شروب ��ات ال�سكري ��ة‪ ،‬وق ّلل من‬ ‫�إ�سته�ل�اك الأطعم ��ة الكثيف ��ة الطاق ��ة‬ ‫و الأطعم ��ة الم�ص ّنع ��ة الت ��ي فيه ��ا ن�سب ��ة‬ ‫عالي ��ة من ال�سكر الم�ض ��اف و الدهون �أو‬ ‫ن�سب ��ة منخف�ضة من الألياف‪ .‬تبين الأدلة‬ ‫العلمية �أن ه ��ذه الوجبات تزيد من خطر‬ ‫زي ��ادة ال ��وزن �أو ال�سمن ��ة الت ��ي تزيد من‬ ‫خط ��ر الإ�صاب ��ة بال�سرط ��ان والأمرا� ��ض‬ ‫الأخرى‪:‬‬ ‫ولكن ماذا يقول العلم عن ‪...‬؟‬

‫الم�شروبات ال�سكرية‬ ‫�إ�سته�ل�اك الم�شروب ��ات المحالة بال�سكر‬ ‫ب�ش ��كل منتظ ��م‪ ،‬مث ��ل الك ��وال والع�صائر‬ ‫ي�ساهم في زي ��ادة الوزن‪� .‬أف�ضل خيار هو‬ ‫الماء‪.‬‬

‫الدهون‬ ‫كم ��ا هي الحال مع ال�سك ��ر‪ ،‬لي�ست هناك‬ ‫�أدل ��ة قوي ��ة عل ��ى الرب ��ط المبا�ش ��ر بين‬ ‫الده ��ون التي نتناولها ومر�ض ال�سرطان‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬ترتبط الأطعمة التي هي عالية‬ ‫في الدهون بزي ��ادة الوزن‪ ،‬بالتالي زيادة‬ ‫خطر ال�سرطان‪.‬‬

‫ال�سكر‬ ‫لي�س ��ت هن ��اك �أدلة قوي ��ة لرب ��ط ال�سكر‬ ‫مبا�ش ��رة بمر� ��ض ال�سرط ��ان‪ .‬م ��ع ذلك‪،‬‬ ‫نح ��ن نعل ��م �أن وج ��ود الكثير م ��ن ال�سكر‬ ‫ف ��ي وجباتن ��ا الغذائي ��ة وخ�صو�ص ��ا" في‬ ‫الم�شروب ��ات‪ ،‬يمك ��ن �أن ي� ��ؤدي �إلى زيادة‬ ‫الوزن‪ ،‬بالتالي زيادة خطر ال�سرطان‪.‬‬ ‫‪ - 4‬اخت ��ار الأغذية النباتية‪ :‬الخ�ضروات‪ ،‬الفواكه‪،‬‬ ‫الحبوب الكاملة‪ ،‬والبقول‪ :‬ت�ساعد الأغذية النباتية‬ ‫عل ��ى الحفاظ على وزن �صحي لأنها قليلة الوحدات‬ ‫الحراري ��ة‪ .‬كما �أنها توفر العديد م ��ن الفيتامينات‬ ‫والمعادن ف�ضال" عن الألياف ومواد كيميائية نباتية‬ ‫ت�سم ��ى " ‪ "phytochemicals‬الت ��ي تحمي خاليا‬ ‫الج�سم من ال�ضرر الذي يمكن �أن ي�ؤدي �إلى مر�ض‬ ‫ال�سرطان‪ ،‬بخا�صة �سرطان الفم والمعدة والمريء‬ ‫والأمعاء‪� .‬أحدث الأبحاث عن �سرطان الأمعاء تدل‬

‫على �أن الأطعمة التي تحتوي على الألياف الغذائية‬ ‫تقلل من خطر الإ�صابة ب�سرطان الأمعاء �إذ ت�ساعد‬ ‫عل ��ى ت�سريع نقل الغذاء في الجهاز اله�ضمي لدينا‪.‬‬ ‫ت�أك ��د م ��ن الح�صول على ما ال يق ��ل عن ‪ 5‬ح�ص�ص‬ ‫من الفاكهة والخ�ضروات يوميا‪.‬‬ ‫‪ - 5‬ق ّل ��ل من �إ�ستهالك اللح ��وم الحمراء مثل لحم‬ ‫الخنزي ��ر ولح ��م البق ��ر والغن ��م وتجن ��ب اللح ��وم‬ ‫الم�صنع ��ة‪ :‬تناول �أق ��ل من ‪ 500‬غ ��رام من اللحم‬ ‫المطب ��وخ ف ��ي الأ�سب ��وع (‪ 750-700‬غ ��رام م ��ن‬ ‫اللحم الن ��يء)‪ ،‬لأن �أكثر من هذه الكمية يزيد من‬ ‫خط ��ر الإ�صابة ب�سرطان الأمع ��اء‪� .‬إ�ستبدل اللحوم‬ ‫الحمراء بلحوم قليلة الدهون مثل �صدر الدجاج �أو‬ ‫الديك الرومي وحاول تناول المزيد من الأ�سماك �أو‬ ‫الأ�سماك المع ّلبة مثل ال�سلمون والتونة وال�سردين‪.‬‬ ‫�أما اللحوم الم�ص ّنعة فهي لحوم تم الحفاظ عليها‬ ‫من خالل عالج التدخين �أو التمليح �أو �إ�ضافة مواد‬ ‫حافظ ��ة �أو مواد كيميائية كالنترات‪ :‬لحم الخنزير‬ ‫المقدد‪ ،‬النقانق‪ ،‬ال�سالمي‪ ،‬الب�سطرما‪ ،‬الببروني‪،‬‬ ‫و ‪ ،bresaola، Chorizo, hot dogs‬تجنبه ��ا لأنها‬ ‫مرتبطة �إرتباطا" وثيقا" ب�سرطان الأمعاء‪.‬‬ ‫‪ -6‬ق ّل ��ل م ��ن الم�شروبات الكحولي ��ة‪ :‬لتقليل خطر‬ ‫ال�سرطان قدر الإمكان‪ ،‬نو�صي بعدم �شرب الكحول‬ ‫على الإطالق‪ .‬ومع ذلك‪� ،‬إذا كنت ت�شرب الكحول‪،‬‬ ‫تن ��اول م ��ا ال يزي ��د ع ��ن اثني ��ن م ��ن الم�شروبات‬ ‫الكحولية يوميا" للرجال وواحد للن�ساء‪.‬‬ ‫‪ - 7‬ق ّل ��ل من �إ�ستهالك المل ��ح والأطعمة المالحة‪:‬‬ ‫يزيد الملح من خط ��ر الإ�صابة ب�سرطان المعدة ؛‬ ‫تناول �أقل من ‪6‬غرامات في اليوم (ملعقة �شاي) ‪.‬‬ ‫غي ��ر �أن حوالي ‪ 75‬في المئة من الملح الذي ن�أكله‬ ‫موج ��ود ف ��ي الأطعمة الت ��ي ن�شتريها‪ ،‬مث ��ل الخبز‬ ‫وحب ��وب الإفط ��ار والوجب ��ات الجاه ��زة واللحوم‬ ‫الم�صنع ��ة‪� .‬إبح ��ث عن خي ��ارات قليل ��ة الملح عن‬ ‫طريق التحقق من المعلومات الغذائية‪.‬‬ ‫‪ -8‬ال ت�ستخ ��دم المكم�ل�ات الغذائي ��ة للوقاية من‬ ‫ال�سرط ��ان‪ :‬من خالل تناول نظام غذائي متوازن‪،‬‬ ‫غن ��ي بالفواك ��ه والخ�ض ��روات والأغذي ��ة النباتية‬ ‫الأخرى؛ معظمنا قادر عل ��ى الح�صول على جميع‬ ‫العنا�ص ��ر الغذائية التي نحتاجه ��ا‪ ،‬لذلك نحن ال‬ ‫نو�ص ��ي بتن ��اول مك ِّم�ل�ات للوقاية م ��ن ال�سرطان‪.‬‬ ‫بع� ��ض الأدلة ي�شير �إلى �أن مك ِّمالت معينة قد تقلل‬ ‫من خطر بع� ��ض �أنواع ال�سرطان‪ ،‬وهناك درا�سات‬ ‫�أخرى تب ّين �أن جرع ��ة عالية من المك ّمالت يمكن‬ ‫�أن تزيد من خطر بع�ض �أنواع ال�سرطان عن طريق‬ ‫الإخالل بتوازن المغذيات في الج�سم‪ .‬لذلك‪ ،‬حتى‬

‫نح�صل على المزيد من الأدلة العلمية ‪ ،‬ف�إن �أف�ضل‬ ‫ن�صيحة هي �إختيار نظام غذائي �صحي بدال" من‬ ‫المكمالت الغذائية‪.‬‬ ‫الإعتماد على ِّ‬ ‫‪ -9‬ال تدخ ��ن‪ :‬ي�س ِّب ��ب التب ��غ ال�سرط ��ان وال �سيما‬ ‫عندم ��ا يقت ��رن بالكح ��ول‪ .‬وقد �أظه ��رت الأبحاث‬ ‫�أن التدخي ��ن غيرالمبا�ش ��ر ه ��و �أي�ض ��ا" م�ض ��ر‪.‬‬ ‫التب ��غ ي�سب ��ب ‪ 90‬في المائ ��ة من �سرط ��ان الرئة‪،‬‬ ‫ويرتبط �أي�ض ��ا ب�سرطان الفم والحنجرة والمريء‬ ‫والبنكريا�س وعنق الرحم والكلى والمعدة والكبد‪.‬‬ ‫‪ ...‬كلمة �سريعة عن‪:‬‬

‫زيوت الطبخ‬ ‫ الزيوت النباتية مثل زيت د ّوار ال�شم�س‬‫والكان ��وال ه ��ي خي ��ارات �صحي ��ة للطهي‬ ‫خا�ص ��ة �إذا تم طه ��ي الأطعمة على درجة‬ ‫حرارية عالية‪.‬‬ ‫‪ -‬تجنب �إعادة �إ�ستخدام الزيوت‪.‬‬

‫طرق الطهي‬ ‫طريق ��ة طه ��ي الأطعم ��ة مهم ��ة �أي�ض ��ا"‬ ‫للوقاية من ال�سرطان‪ .‬وهنا بع�ض خيارات‬ ‫�صحية‪ :‬البخار‪ ،‬الخبز والتحمي�ص‪ ،‬القلي‬ ‫الجاف‪ ،‬المايكرويف‪ ،‬ال�شوي وال�سلق‪.‬‬ ‫العوام ��ل "الموالي ��ة لل�سرط ��ان" تزي ��د من فر�ص‬ ‫الإ�صابة بال�سرطان �أو ت�سريع عملية ال�سرطان‬ ‫العوامل "الم�ض ��ادة لل�سرطان" تمنع وت�ؤخرعملية‬ ‫ال�سرطان‪ .‬تراك ��م العديد من العوام ��ل الم�ضادة‬ ‫لل�سرط ��ان خالل حياتك ي�ساع ��د على تقليل خطر‬ ‫الإ�صابة بال�سرطان‬ ‫نع ��م‪ ،‬بام ��كان الخي ��ارات ال�صحي ��ة الت ��ي تق ��وم‬ ‫به ��ا الي ��وم من خ�ل�ال الطع ��ام والن�ش ��اط البدني‬ ‫والتحك ��م ف ��ي ال ��وزن �أن تقل ��ل فر� ��ص �إ�صابت ��ك‬ ‫بال�سرط ��ان‪ .‬تتع ��اون منظم ��ة ال�صح ��ة العالمي ��ة‬ ‫والوكال ��ة الدولي ��ة لبحوث ال�سرط ��ان‪ ،‬وهي وكالة‬ ‫المنظم ��ة المتخ�ص�صة في مي ��دان ال�سرطان‪ ،‬مع‬ ‫وكاالت الأمم المتحدة والهيئات ال�شريكة الأخرى‬ ‫م ��ن �أج ��ل تن�سيق و�إج ��راء البح ��وث الت ��ي تتناول‬ ‫م�سببات ال�سرطان ��ات الب�شرية و�آليات الت�سرطن؛‬ ‫وو�ض ��ع �إ�ستراتيجيات علمية للوقاية من ال�سرطان‬ ‫ومكافحته‬ ‫* �إخت�صا�صية تغذية‬ ‫ للمزيد من المعلومات‪:‬‬‫‪www.facebook.com/christellebedrossian‬‬

‫‪Issue 6 - Mars - 2013‬‬

‫‪93‬‬


‫�صحة‬

‫لم يفت الأوان للوقاية من هذا المر�ض الخبيث‬ ‫كيف يمكن للنظام الغذائي‬ ‫ونمط الحياة تقليص خطر السرطان؟‬ ‫كان ال�س ��ؤال عن كيفية الوقاية من‬ ‫ال�سرط��ان دائما" محط كالم عند‬ ‫الكثيرين عندما يبد�أ الحديث عن‬ ‫هذا المر�ض الخبيث‪� .‬إخت�صا�صية‬ ‫التغذي��ة كري�ست��ل بدرو�سي��ان‬ ‫تجيب عن هذا ال�س�ؤال في التقرير‬ ‫التالي‪:‬‬ ‫بيروت ‪ -‬كري�ستل بدرو�سيان‬

‫م ��ا ه ��ي التغ ّيرات الب�سيط ��ة التي ف ��ي �إمكاننا �أن‬ ‫نقوم بها اليوم للحد من مخاطر ال�سرطان؟‬ ‫بناء عل ��ى تو�صي ��ات ال�صن ��دوق الدول ��ي لأبحاث‬ ‫ال�سرطان (‪)World Cancer Research Fund‬‬

‫*‬

‫يعتب ��ر ال�سرط ��ان من �أه � ّ�م الأمرا�ض‬ ‫الم�س ّبب ��ة للوف ��اة ف ��ي جمي ��ع �أرج ��اء‬ ‫العال ��م‪ ،‬فق ��د ت�س ّبب ه ��ذا المر�ض ف ��ي وفاة ‪7.6‬‬ ‫ماليين ن�سمة (نحو ‪ %13‬من مجموع الوفيات) في‬ ‫العام ‪ . ٢٠٠٨‬ويتوقع �أهل الطب �أن يتوا�صل �إرتفاع‬ ‫عدد الوفيات الناجمة عن ال�سرطان على ال�صعيد‬ ‫العالم ��ي‪ ،‬و�أن يناهز ‪ 13.1‬ملي ��ون حالة وفاة في‬ ‫الع ��ام ‪ .٢٠٣٠‬وم ��ن المع ��روف �أن ال�سرطان ين�ش�أ‬ ‫م ��ن خلية واحدة‪ ،‬حي ��ث تتح ّول الخلي ��ة الطبيعية‬ ‫�إل ��ى خلية ورمي ��ة‪ ،‬وتتراك ��م الخالي ��ا ال�سرطانية‬ ‫على مدى �سنوات عدي ��دة‪ .‬وهذه التغ ّيرات ناجمة‬ ‫ع ��ن التفاعل بين عوامل الفرد الجينية وفئات من‬ ‫العوامل الخارجي ��ة‪ .‬ال توجد �ضمانات عند التكلم‬ ‫ع ��ن ال�سرط ��ان‪ ،‬ولكن البح ��وث العلمي ��ة تب ّين �أن‬ ‫تغيي ��ر �أ�سلوب حياتنا ف ��ي �أي وقت‪ ،‬م ��ن الطفولة‬ ‫حت ��ى ال�شيخوخ ��ة‪ ،‬ي�ساع ��د عل ��ى تقلي ��ل مخاطر‬ ‫الإ�صابة‪.‬‬ ‫الواقع �أنه لم يفت الأوان بعد للبدء بتخفي�ض خطر‬ ‫ال�سرط ��ان‪� ،‬إذ مع تغيير النظ ��ام الغذائي‪ ،‬وزيادة‬ ‫كمي ��ة الن�شاط البدن ��ي الذي تقوم ب ��ه‪ ،‬والحفاظ‬ ‫عل ��ى وزن �صحي‪ ،‬بامكانك تجنب نح ��و ثلث �أنواع‬ ‫ال�سرط ��ان الأكث ��ر �شيوعا‪ ،‬بما في ذل ��ك �سرطان‬ ‫الثدي والقولون‪.‬‬ ‫‪92‬‬

‫العدد ‪� - 6‬آذار (مار�س) ‪٢٠١3 -‬‬

‫ف ��ي الع ��ام ‪ 2012‬التي ت ��م �إ�صدارها عل ��ى الأدلة‬ ‫العلمي ��ة للوقاي ��ة م ��ن ال�سرط ��ان فه ��ي تتلخ� ��ص‬ ‫بالتالي‪:‬‬ ‫‪ -1‬حافظ على وزن �صحي طول الحياة؛‬

‫!‪Youn‬‬ ‫‪ca‬‬

‫‪Fruits and vegetables: 5 A DAY‬‬ ‫?‪What is a 5 A DAY portion‬‬ ‫‪Salad vegetables‬‬ ‫‪1 cereal bowl‬‬ ‫‪e.g. mixed salad‬‬

‫‪Fresh fruit‬‬

‫‪1 handful of berries/grapes‬‬ ‫‪1 medium-sized or 2 small fruits‬‬ ‫‪1 slice of large fruits‬‬

‫‪Cooked vegetables‬‬ ‫‪3 heaped‬‬ ‫‪tablespoons‬‬ ‫‪e.g. cabbage‬‬ ‫‪or carrots‬‬

‫)‪Pulses (peas, beans and lentils‬‬ ‫‪3-4 heaped‬‬ ‫‪tablespoons‬‬

‫‪Dried fruit‬‬ ‫‪1 heaped tablespoon‬‬

‫‪Making sure that you are getting at‬‬ ‫‪least 5 A DAY is an important step‬‬ ‫‪towards eating a healthy balanced diet.‬‬ ‫‪Almost all vegetables and fruits count,‬‬ ‫‪apart from potatoes, yam, plantain‬‬ ‫‪and cassava.‬‬ ‫‪Starchy foods and grains do not‬‬ ‫‪count towards your 5 A DAY.‬‬ ‫‪Fruit juice and pulses only count as‬‬ ‫‪one portion per day no matter how‬‬ ‫‪much you eat or drink.‬‬

‫?‪Is 5 A DAY expensive‬‬ ‫‪It doesn’t have to be! In fact, it’s‬‬ ‫‪possible to have 5 A DAY for under 50p‬‬ ‫‪– less than the price of a chocolate‬‬ ‫‪bar. Markets offer great value for‬‬ ‫‪money, and frozen and canned produce‬‬ ‫‪are often cheaper too.‬‬

‫‪Get on the pulse‬‬ ‫‪Pulses like beans and lentils are‬‬ ‫‪a nutritious and healthy choice.‬‬ ‫‪A quick and easy source of‬‬ ‫‪protein, they are low in fat while‬‬ ‫‪also being packed full of fibre.‬‬ ‫‪They leave us feeling fuller for‬‬ ‫‪longer which can help us stay‬‬ ‫!‪in shape‬‬

‫‪Pure fruit juice‬‬ ‫‪1 small glass‬‬

‫‪Eat Well for Life‬‬

‫‪6‬‬


‫كتاب‬

‫فتاة كادت �أن تفقد �أنوثتها و�إن�سانيتها‬ ‫في �سجون الرفاق تروي ق�صتها في "� ُ‬ ‫ألقيت ال�سالح"‬ ‫المقاتلة ريجينا صنيفر تحاكم إخوتها األعداء!‬ ‫ريجينا‬ ‫�صنيفر‪� :‬أتاها‬ ‫المخا�ض‬ ‫مت�أخرا" ‪20‬‬ ‫�سنة‬

‫ما ه��و �سبب �إقدام المقاتلة ال�سابقة ف��ي ميلي�شيا القوات‬ ‫اللبنانية ريجينا �صنيفر على كتابة ق�صتها بعد ‪ 20‬عاما"؟‬ ‫�ت ال�سالح" ؟ مراجعة‬ ‫وما هو الجدي��د في كتابها "�ألقي� ُ‬ ‫�سريعة للكتاب في التقرير التالي‪:‬‬

‫بيروت ‪ -‬جوزف قرداحي‬ ‫تعت ��رف المقاتل ��ة ال�سابق ��ة ف ��ي ميلي�شي ��ا‬ ‫"الق ��وات اللبناني ��ة" ريجين ��ا �صنيفر في‬ ‫كتابه ��ا "�ألقيتُ ال�س�ل�اح"‪� ،‬أنها �إنتظ ��رت ع�شرين عام ًا‬ ‫لتخ ��رج من �صمتها‪ ،‬بعدما رحلت والدة ال�شاب المغدور‬ ‫"لبنان" عن الدنيا‪ ،‬وهي تنتظر عودة �إبنها اليافع من‬ ‫�أح ��د �سجون ميلي�شيا "الق ��وات اللبنانية"‪ ،‬التي اعتقلته‬ ‫و�ألقت ��ه حيا" ف ��ي البحر‪ ،‬ومقي ��د ًا بالأثق ��ال المعدنية‪،‬‬ ‫وذل ��ك ق�صا�ص ًا على خيانته بالإنتماء �إلى الفريق الآخر‬ ‫من "القوات" الموالية لإيلي حبيقة الالجىء �إلى �سوريا‪،‬‬ ‫ومنه ��ا �إلى مقره الموق ��ت في زحلة‪ ،‬وذل ��ك بعد �صراع‬ ‫دم ��وي ومرير بين قواته وقوات �سمي ��ر جعجع‪ ،‬من �أجل‬ ‫ال�سيطرة على المناطق الم�سيحية ال�شرقية‪ ،‬والإم�ساك‬ ‫بقيادة ميلي�شيا "القوات اللبنانية"‪ ،‬ذهب �ضحيته مئات‬ ‫القتلى من ال�شبان الذين ل ��م يتجاوز �أكبرهم الخام�سة‬ ‫والع�شرين من عمره‪.‬‬ ‫تبد�أ ريجينا روايتها في المقدمة‪:‬‬ ‫ " الي ��وم �أ�ستطي ��ع �أن �أتكلم‪� .‬آن ل ��ي �أن �أفعل وقد طال‬‫�صمتي ع�شرين عام� � ًا‪� )...( .‬سبعة ع�شر عام ًا �أم�ضتها‬ ‫(�أم لبن ��ان) ف ��ي �إنتظ ��ار عودته‪ ،‬تئن ب�صم ��ت‪ ،‬مبتلعة‬ ‫النح� ��س‪ ،‬فتحل‬ ‫غ�صاته ��ا‪ِ ،‬خ�شي ��ة �أن تج ُل � َ�ب دموعه ��ا ْ‬ ‫بالغائ ��ب النوائب‪� .‬أي ��ام‪ ،‬و�شهور‪ ،‬و�سنون م� � ّرت عليها‪،‬‬ ‫فل ��م تق َو عل ��ى �أن تنتزع منها الأمل ف ��ي ر�ؤية ولدها من‬ ‫جديد‪ .‬كانت تحاف ��ظ على ثيابه نظيفة‪ ،‬مطوية بعناية‪،‬‬ ‫جاهزة للإرتداء‪�( .‬صفحة ‪.)31‬‬ ‫ُتبكي � َ�ك ريجين ��ا �صنفي ��ر‪ ،‬ف ��ي وجعها وحزنه ��ا وثورتها‬ ‫عل ��ى الذات‪ ،‬ثورة �ضميرها‪� ،‬صراخه ��ا المت�أخر‪ ،‬ت�أنيب‬ ‫نف�سه ��ا‪ ،‬و�إح�سا�سه ��ا به ��ذا الك ��م الهائ ��ل م ��ن التواط�ؤ‬ ‫والخ ��ذالن‪ .‬ولك ��ن ت�أتي ثورته ��ا �إنقالب ًا عل ��ى الما�ضي‪،‬‬ ‫وعلى المفاهيم‪ ،‬وعلى المقد�سات التي دن�ستها الأيادي‬ ‫الت ��ي حمل ��ت ال�س�ل�اح لحماي ��ة م ��ا ي�سم ��ى بـ"المجتمع‬

‫الم�سيح ��ي" من الخطر الخارج ��ي الداهم‪ ،‬فكانت بد ًال‬ ‫م ��ن ذل ��ك الأي ��دي الت ��ي حمل ��ت �أول خنجر لغ ��در هذا‬ ‫المجتمع والإمعان في طعن كرامته و�شرفه وعزته‪.‬‬ ‫ت�صرخ ريجينا بحزن ووجع‪:‬‬ ‫ "لأجلك يا لبنان‪ ،‬ولأجل كل الرفاق‪ ،‬الذين ُج ّردوا من‬‫ف�س ��رق منهم حتى حق م ��واراة الثرى‪� ،‬أتكلم‬ ‫كل �ش ��يء‪ُ ،‬‬ ‫الي ��وم‪� .‬آن لي �أن �أفعل‪ ،‬وقد ط ��ال �صمتي ع�شرين عاما‪ً.‬‬ ‫لقد حملتكم معي طوي�ل ً�ا‪ ،‬فمزّقني ثقلكم‪ ،‬ودفنتكم في‬ ‫نف�سي (‪ )...‬في الماء ال ��ذي ُيتلف ذاكرتكم وذكراكم‪،‬‬ ‫فيغرقكم دون �أن يترك لكم �أثر ًا"‪�( .‬صفحة ‪.)34‬‬ ‫قب ��ل الإنغما� ��س ف ��ي م�ستنق ��ع الإنتح ��ار وقت ��ل الذات‪،‬‬ ‫ت ��روي ريجينا �صنيف ��ر كيف حملت ال�س�ل�اح دفاع ًا عن‬ ‫منطق ��ة الح ��دث م�سقط ر�أ�سه ��ا‪ ،‬وكي ��ف �إنخرطت في‬ ‫�صف ��وف التدريب الع�سكري مع م�ؤ�س�س ��ة "فوج الن�ساء"‬ ‫ف ��ي ميلي�شي ��ا "الكتائ ��ب اللبناني ��ة" الذي كان ��ت تقوده‬ ‫(المقاتلة التائبة) جو�سلين خويري‪:‬‬ ‫ "�إنه ��ا ال�سن ��ة الخام�س ��ة للحرب‪ ،‬الثامن ��ة ع�شرة من‬‫حياتي‪ .‬يعر�ض �أح ��د الم�س�ؤولين في "القوات اللبنانية"‬ ‫ف ��ي منطق ��ة الح ��دث عل ��ى الرفيق ��ات متابع ��ة تدريب‬ ‫ع�سك ��ري‪� .‬أُواف ��ق و�أُق ِبل علي ��ه دون ت ��ردد‪ )...( .‬حيث‬ ‫جمعتنا جو�سلين خويري لت�شرح لنا النظام "في مع�سكر‬ ‫التدريب"‪� )...( .‬إنها تحمل وت�ستعمل ال�سالح �أف�ضل من‬ ‫�أي رجل‪ .‬ففي هذا المع�سكر‪ ،‬تحيط بـ (جو�سلين) عدة‬ ‫فتيات ي�شعرن بالراحة في هذا الزي المرقط الأخ�ضر‪،‬‬ ‫الذي يزيل عن �أج�سادهن معالم الأنوثة"‪.‬‬ ‫ت�شتاق ريجينا �إلى �أنوثتها المفقودة في خ�ضم المعارك‪،‬‬ ‫والغب ��ار ورائحة الب ��ارود والدم‪ ،‬وت�ست ��درك �أنها فقدت‬ ‫�أعز م ��ا وهبته الطبيع ��ة لها‪� :‬إح�سا�س الم ��ر�أة المتدفق‬ ‫بالحن ��ان‪ .‬لق ��د غ ّيرتها الحرب مع بن ��ات جيلها‪ ،‬غ َّيرت‬ ‫معالمه ��ا النف�سي ��ة والروحي ��ة‪� ،‬إن ل ��م يك ��ن الج�سدية‪.‬‬ ‫فت�ستنجد ب�شاعر المر�أة نزار قباني‪ ،‬وتناجيه في "خالل‬ ‫الليالي الباردة التي كانت تم�ضيها تحت الخيمة"‪:‬‬

‫غالف كتاب "�أل ُ‬ ‫قيت ال�سالح"‬

‫قدمي‪ ،‬كنت‬ ‫ "وقد �أثقل الغبار �شع ��ري‪ ،‬و�ألهب الن ّفاخ َّ‬‫ارخ ��ي بر�أ�سي على المخدة المطروح ��ة �أر�ض ًا‪ ،‬فتخطر‬ ‫ف ��ي بالي �أبيات ن ��زار قباني ال ��ذي �أجد فيم ��ا كتبه من‬ ‫أريدك‬ ‫�شع ��ر في الحب‪ ،‬جرعتي من الحل ��م والحنان‪ِ �( :‬‬ ‫�أنث ��ى ‪ ...‬فكوني �أنث ��ى­­­�س�ألتك كل الأنوث ��ة‪ ،‬ال �إمر�أة بينَ‬ ‫ب ْين‪� .)...‬صفحة ‪.118‬‬ ‫يقول الدكتور جورج قرم في مقدمة الطبعة العربية من‬ ‫كت ��اب "�ألقيت ال�س�ل�اح" ال�صادر ع ��ن دار "الفارابي"‬ ‫العام ‪.2008‬‬ ‫ "�إن ال�صدم ��ة الت ��ي تلقته ��ا (�صنيف ��ر) عندم ��ا ر�أت‬‫زمالءه ��ا و�أ�صدقاءه ��ا من المن�ضمين �إل ��ى التنظيم وراء‬ ‫ق�ضبان �سجن مظل ��م ومعاملتهم القا�سية الال�أخالقية قد‬ ‫�أثارت �ضميرها‪ ،‬فبد�أت تدخل في مرحلة الإنعتاق الفكري‬ ‫والثقاف ��ي وال�سيا�سي من هيمن ��ة �أفكار التنظي ��م الم�س ّلح‬ ‫عليها وعل ��ى عواطفها وت�صرفاتها‪ )...( .‬ومن هنا �أهمية‬ ‫الكت ��اب والرواية الت ��ي ت�سرد ا�ستع ��ادة �إن�س ��ان لإن�سانيته‬ ‫الكاملة‪ ،‬بع ��د �أن �أفقده �إياها ال�شحن الإعالمي الذي ع َّبد‬ ‫الطري ��ق �إلى الحرب‪ .‬حي ��ث ت�صف (�صنيف ��ر) في بداية‬ ‫الكت ��اب كيف �إنج� � ّرت �إلى هذا التنظي ��م الم�س ّلح من وراء‬ ‫تح ��رك عواطف وتخ ّيالت و�ضغوط ��ات �إعالمية و�إ�شاعات‬ ‫كان ��ت �أقنعته ��ا خط� ��أً ب� ��أنَّ الم�سيحيين في لبن ��ان‪ ،‬جميع‬ ‫الم�سيحيي ��ن ولكونه ��م م�سيحيي ��ن‪ ،‬قد �أ�صبح ��وا في حالة‬ ‫الخطر الداه ��م و�أن العدو الرئي�سي الذي يهدد لي�س فقط‬ ‫طائفتها �إنما �أي�ض ًا الكيان اللبناني هو الفل�سطيني وكل من‬ ‫تعاطف معه �أو �سانده �أو تحالف معه من اللبنانيين"!‬ ‫ف ��ي الخت ��ام‪�" ،‬ألقي ��تُ ال�س�ل�اح" �صرخة �إم ��ر�أة حبلت‬ ‫بم�آ�س ��ي الحرب اللبنانية‪ ،‬و�ص ��راع الإخوة على النفوذ‪،‬‬ ‫والم�ؤام ��رات‪ ،‬وق�ص� ��ص الغ ��در ف ��ي داخ ��ل "المجل�س‬ ‫الحرب ��ي" التاب ��ع لميلي�شيا "الق ��وات اللبنانية"‪ ،‬ف�أتاها‬ ‫المخا�ض ولو مت�أخ ��ر ًا ع�شرين عام ًا‪ ،‬لتعلن والدة مولود‬ ‫م ��ن �سالل ��ة قايين القات ��ل‪ ،‬لعنته الخيان ��ات المتكررة‪،‬‬ ‫�إ�سمه �شهوة ال�سلطة!‬

‫‪Issue 6 - Mars - 2013‬‬

‫‪95‬‬


‫الموقف الثقافي‬

‫جبران خليل جبران‬ ‫ثروة درامية يهدرها التلفزيون!‬ ‫بقلم جوزف قرداحي‬ ‫جب ��ران خلي ��ل جب ��ران‪ ،‬ه ��ذا‬ ‫االدي ��ب العالم ��ي ال ��ذي‬ ‫�أده�ش الغ ��رب بم�ؤلفاته‪ ،‬ودخل الى نادي‬ ‫كب ��ار المبدعي ��ن االميركيي ��ن ف ��ي كتابة‬ ‫الق�ص ��ة والفل�سف ��ة وال�شع ��ر والر�س ��م‪...‬‬ ‫ه ��ذا الجب ��ران‪ ،‬الذي ه ��و ما ه ��و‪ ،‬وله ما‬ ‫ل ��ه م ��ن قيمة و�شه ��رة ومجد‪ .‬لم ��اذا �أهل‬ ‫التلفزي ��ون و�أرباب ��ه عندن ��ا‪ ،‬م ��ن ر�ؤ�س ��اء‬ ‫مجال�س ادارة‪ ،‬ومدراء برامج‪ ،‬ومنتجين‬ ‫ومخرجي ��ن وكت ��اب �سيناري ��و وغيره ��م‪،‬‬ ‫ال يعرف ��ون � اّإل ال ��كالم والتنظي ��ر و�إحياء‬ ‫المهرجانات الخطابية عنه‪ ،‬بد ًال من الدخول الى عمق م�ؤلفاته‪،‬‬ ‫والنه ��ل م ��ن ق�ص�ص ��ه‪ ،‬واال�ستف ��ادة منه ��ا ف ��ي الإنت ��اج الدرام ��ي‪،‬‬ ‫وخ�صو�ص� �اً �أنها تدخل في خان ��ة "الروائع العالمية" مثل‪" :‬خليل‬ ‫الكافر" و"وردة الهاني" و"الأجنحة المتك�سرة" وغيرها الكثير‪.‬‬ ‫ولع� � ّل �أكث ��ر ما تعاني ��ه م�سل�سالتنا المحلية من نق� ��ص‪ ،‬هو ب�سبب‬ ‫غي ��اب الحبك ��ة الق�ص�صي ��ة‪ ،‬ذات البن ��اء الدرام ��ي المعتم ��د عل ��ى‬ ‫عنا�ص ��ر �أ�سا�سي ��ة ف ��ي اللغ ��ة الم�شهدي ��ة‪ ،‬و�أهمها واقعي ��ة الحدث‪،‬‬ ‫وت�سل�سل ��ه المقن ��ع‪ ،‬الالقط‪ ،‬والمح ِّف ��ز‪ ،‬وبالتال ��ي‪ ،‬المنطوي على‬ ‫عقدة تت�شعب منها المفارقات وتت�سل�سل الأحداث‪ ،‬بنقالت متينة‪،‬‬ ‫ت�ص ��ل بالم�شاه ��د ال ��ى خوات ��م �سليم ��ة ال "مطب ��ات" فيه ��ا كالت ��ي‬ ‫�شهدناه ��ا �أخيراً في �أعم ��ال ال ت�صلح حتى لتجارب الهواة‪ ،‬ونتر َّفع‬ ‫عن اال�شارة اليها‪ ،‬كي ال نزيد في اال�ساءة!‬ ‫وف ��ي الدخ ��ول الى نموذج غن ��ي بالم�شهدية الدرامي ��ة‪ ،‬ذات الر�ؤيا‬ ‫الع�صري ��ة‪ ،‬او ال�سابق ��ة لع�صره ��ا‪� ،‬أ�ستعي ��ر من ��اخ "خلي ��ل الكاف ��ر"‬ ‫م ��ن مجموع ��ة جبران خليل جب ��ران‪ ،‬لت�أكي ��د �صحة ه ��ذا الإدّعاء‪،‬‬ ‫و�إكت�ش ��اف م ��دى �إقت ��راب مخ ّيل ��ة جب ��ران‪ ،‬م ��ن م�شهدي ��ة ال�سينما‬ ‫العالمي ��ة‪ ،‬وكامي ��رات مخرجي ��ن �أف ��ذاذ م ��ن م�ست ��وى فران�سي� ��س‬ ‫ف ��ورد كوبوال‪ ،‬و�ستيف ��ن �سبيلبيرغ‪ ،‬وفيديريك ��و فيلليني وغيرهم‪.‬‬ ‫وخ�صو�صاً في ربطه ال�سردي على ل�سان الأخ مبارك ذلك الإن�سان‬ ‫"الكاف ��ر" المط ��رود‪ ،‬و�إ�سترجاع ��ه الحدث‪ ،‬في �أج ��واء م�شحونة‬ ‫بالح ��ب‪ ،‬والتم ��رد‪ ،‬والحني ��ن‪ ،‬والفق ��ر‪ ،‬والمغام ��رة‪ ،‬والتح ��دي‪،‬‬ ‫�إنطالقاً من رحلة مع المجهول والعوا�صف والثلوج خا�ضها "االخ‬ ‫مبارك" على رمق الموت‪ ،‬ب�سبب رف�ضه الخ�ضوع لم�شيئة الج�شع‬ ‫والإحت ��كار المتمثل ��ة بال�شيخ عبا� ��س‪ ،‬الإقطاعي الناف ��ذ المتح ّكم‬ ‫برقاب الفالحين ومقدراتهم‪ ،‬الى الدخول في العمق مع �صراعه‬ ‫العاطف ��ي تجاه منقذته مريم‪ ،‬ون�شوء ذل ��ك الإح�سا�س الحائر‪ ،‬ما‬

‫بي ��ن الإ�ست�سالم �أوالرحي ��ل‪ ،‬و�صو ًال الى �إلقاء‬ ‫القب�ض عليه ومحاكمته �أمام الفالحين على‬ ‫ي ��د ال�شي ��خ عبا� ��س و�أعوان ��ه‪ ،‬ومرافعات ��ه التي‬ ‫دخل ��ت في عق ��ول وقل ��وب الفق ��راء‪ ،‬التواقين‬ ‫الى ك�سر �أغالل وقيود الإ�ضطهاد‪.‬‬ ‫ولنراقب بعي ��ن التقطيع الم�شهدي الدرامي‪،‬‬ ‫ت�س ��ارع الأح ��داث عل ��ى محدوديتها ف ��ي قرية‬ ‫�صغيرة‪ ،‬فنقع عل ��ى كافة العنا�صر ال�ضرورية‬ ‫م ��ن �أجل �إكتم ��ال بناء الق�ص ��ة‪ ،‬وتحويلها الى‬ ‫عمل تلفزيوني‪ ،‬يقترب من التحفة الدرامية‪.‬‬ ‫ذل ��ك �أن المح ��اور الت ��ي تقوم عليه ��ا م�شهدية‬ ‫"خلي ��ل الكاف ��ر" عدي ��دة وغني ��ة ومتنوع ��ة‪ ،‬م ��ن حي ��ث الو�ص ��ف‬ ‫الت�صوي ��ري لمواق ��ع الأح ��داث‪ ،‬وتحلي ��ل ال�شخ�صي ��ات وتحركاتها‬ ‫على م�سرح الوقائع‪.‬‬ ‫فبالإ�ضاف ��ة ال ��ى ج ��و الأحداث الت ��ي تحكي عن حقب ��ة ما�ضية من‬ ‫تاري ��خ الق ��رى اللبنانية في زم ��ن الإ�ستبداد الإقطاع ��ي المتناغم‬ ‫م ��ع الحك ��م الترك ��ي ف ��ي فر� ��ض ال�ضرائ ��ب وجبايته ��ا بو�سائ ��ل‬ ‫تع�سفي ��ة تثق ��ل كاهل الف�ّل�اّ ح‪ ،‬ندخل في "خلي ��ل الكافر" الى كافة‬ ‫عنا�ص ��ر الق�ص ��ة ذات النب� ��ض الدراماتيك ��ي‪ ،‬الذي ي�سق ��ط العقدة‬ ‫تل ��و االخرى‪ ،‬ويك�شف المفاج�أة تل ��و المفاج�أة‪ ،‬القاب�ضة للأنفا�س‬ ‫وخ�صو�ص� �اً م ��ا يزي ��ح ال�ست ��ر عن جريمة قت ��ل زوج الأرمل ��ة راحيل‬ ‫"�سمعان الرامي" التي حيكت بم�ؤامرة وتخطيط من المت�س ّلط‬ ‫الإقطاع ��ي ال�شي ��خ عبا�س‪ .‬فيظهر الجان ��ب ال�سيا�سي لزعماء ذلك‬ ‫الزم ��ن‪ ،‬المغ َّلف بالمكائد والد�سائ�س والم�ؤامرات لإنهاء الأعداء‪،‬‬ ‫و�إغتي ��ال م ��ن يعتر� ��ض او يتم ��رد او ي�ص ��در �آه ��ة تظ ُّل ��م او تذمُّ ��ر‪.‬‬ ‫وفيه ��ا اي�ض� �اً الجان ��ب الن�ضال ��ي في طل ��ب الحرية‪ " :‬م ��ن �أعماق‬ ‫ه ��ذه الأعم ��اق ننادي ��كِ �أيتها الحري ��ة ف�إ�سمعينا‪ .‬م ��ن جوانب هذه‬ ‫الظلم ��ة نرفع �أكفنا نحوكِ ف�أنظرينا"‪ .‬وفيها الجانب الرومان�سي‬ ‫المت�أج ��ج بالح ��ب والم�شاع ��ر المكبوت ��ة الخائف ��ة م ��ن الب ��وح‪ ،‬م ��ا‬ ‫بي ��ن ال�صبية مري ��م الم�ؤمنة بعدالة معرك ��ة حبيبها الخليل‪� ،‬ضد‬ ‫العبودية بكل �أ�شكالها‪.‬‬ ‫وفيها �إلى كل ما تقدم‪...‬‬ ‫رومان�سية ال�ضيعة اللبنانية‪ ،‬ب�أكواخها الوادعة الى جانب ق�صورها‬ ‫ال�شامخ ��ة‪ ،‬ومواق ��د فالحيه ��ا التي تحارب بلهي ��ب جمراتها‪ ،‬مارد‬ ‫الثل ��وج البا�سط ظله الأبي�ض على الجب ��ال والأودية‪ ،‬وفيها وداعة‬ ‫الإن�سان القروي الطيب المتمثلة براحيل الأرملة و�إبنتها ال�صبية‬ ‫المفعمة بالحب!‬


‫بينيلوبي كروز تعيش "تجربة ثورية" جديدة‬ ‫�أعلن المتح ��دث ب�إ�سم النجم ��ة الإ�سباني ��ة‪ ،‬بينيلوبي كروز‪،‬‬ ‫�أنها حام ��ل بطفلها الثاني من زوجها خافيير بارديم‪ .‬ونقلت‬ ‫و�سائل �إعالم �إ�سبانية عن المتحدث ب�إ�سم كروز في �إ�سبانيا‪،‬‬ ‫خافيير غينر‪� ،‬أنها تنتظر مولودها الثاني من بارديم‪ ،‬م�شير ًا‬ ‫�إل ��ى �أن ه ��ذا هو ال�سب ��ب وراء تغيبها عن حف ��ل توزيع جوائز‬ ‫«غويا» في بلدها الأم‪.‬‬ ‫و�أكد غينر �أن كروز "�سعيدة ومتحم�سة جد ًا" لحملها بالرغم‬ ‫م ��ن حزنها ال�شديد لتغيبها عن مهرج ��ان ال�سينما الإ�سبانية‬ ‫نظ ��ر ًا لتواجدها ف ��ي �أميركا وع ��دم تحملها ال�سف ��ر م�سافة‬ ‫طويلة‪.‬‬ ‫ي�ش ��ار �إل ��ى �أن لك ��روز وباردي ��م ابن يدع ��ى "لي ��و �إن�سينا�س‬ ‫باردي ��م" وقد ولد ف ��ي كانون الثاني(يناي ��ر)‪ 2011‬في لو�س‬ ‫�أنجلي� ��س‪ .‬وكان ��ت كروز عبرت م ��ن قبل عن حبه ��ا للأمومة‬ ‫وا�صفة �إياها ب�أنها "تجربة ثورية"‬

‫بينيلوبي كروز‪ :‬تحب الأمومة‬

‫تينا تيرنر تتخ ّلى عن جواز سفرها األميركي!‬ ‫ذكرت و�سائل الإعالم ال�سوي�سرية �أن نجمة البوب​​االميركية تينا �أجم ��ل الأغاني مث ��ل "راق�ص ��ة خا�ص ��ة" (‪،)Private Dancer‬‬ ‫تيرن ��ر‪ ،‬التي تعي�ش ف ��ي �سوي�سرا منذ الع ��ام ‪� ،1995‬سوف تتلقى و"بب�ساطة �أف�ضل " (‪ )Simply the Best‬و "ما عالقة الحب به"‬ ‫قريب ��ا" المواطن ��ة ال�سوي�سرية‪ ،‬و�سوف تتخل ��ى بالتالي عن جواز (؟‪ )What's Love Got to Do With It‬م ��ا زالت في حاجة �إلى‬ ‫�سفرها الأميركي‪.‬‬ ‫ال�ض ��وء الأخ�ضر من كانتون زوريخ‬ ‫"�أنا �سعيدة جدا" في �سوي�سرا و�أ�شعر‬ ‫وكذلك ال�سلط ��ات الإتحادية قبل‬ ‫هن ��ا �أنني في بيتي ‪ ....‬ال �أ�ستطيع �أن‬ ‫�أن يمكنه ��ا الح�ص ��ول عل ��ى جواز‬ ‫�أتخ ّي ��ل مكانا �أف�ض ��ل للعي�ش"‪ ،‬قالت‬ ‫�سفر �أحمر �سوي�سري‪.،‬‬ ‫تيرن ��ر لل�صحيفة اليومي ��ة الألمانية‬ ‫وقال ��ت المتحدث ��ة ب�إ�س ��م تيرن ��ر‬ ‫"بليك"‪.‬‬ ‫كاري ��ن رومبي ��رغ ل"زوريخ�س ��ي‬ ‫تيرنر (‪ 73‬عاما) التي ولدت �آنا ماي‬ ‫– ت�سايتون ��غ" �أن المغني ��ة تري ��د‬ ‫بول ��وك‪ ،‬تعي�ش في بل ��دة كويزناخت‬ ‫"تو�ضي ��ح و�ضعها" ‪ .‬كما �أن "تينا‬ ‫الخالبة‪ ،‬على �ضفاف بحيرة زوريخ‬ ‫تيرنر بالتال ��ي �ستتخلى �أي�ضا" عن‬ ‫في �سوي�س ��را ال�شمالي ��ة‪ ،‬و�إجتازت‬ ‫الجن�سية االميركية"‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫�إختب ��ار التربي ��ة المدني ��ة المحلية‬ ‫وكانت تيرنر تعلمت اللغة الألمانية‪،‬‬ ‫والمقابل ��ة‪ ،‬وفق ��ا لإع�ل�ان ر�سم ��ي‬ ‫و�إنتقل ��ت �إل ��ى �سوي�س ��را ف ��ي العام‬ ‫ن�ش ��ر ف ��ي �صحيف ��ة "زوريخ�سي ‪-‬‬ ‫‪ 1995‬عندم ��ا تم نق ��ل �شريكها منذ‬ ‫ت�سايتونغ" ‪.‬‬ ‫فترة طويلة‪ ،‬الألماني �إروين باخ الى‬ ‫تينا‬ ‫تي‬ ‫رنر‪:‬‬ ‫الفنان ��ة ال�سمراء الت ��ي كانت وراء‬ ‫زوريخ‪..‬‬ ‫�سوف ت�صبح �سوي�سرية‬

‫‪Issue 6 - Mars - 2013‬‬

‫‪97‬‬


‫عالم النجوم‬

‫ثورة عاصي الح ّلاني ونادين الراسي ‪ ...‬حضارية!‬ ‫خرج ��ت م�سرحي ��ة “�شم� ��س وقم ��ر" التي يلع ��ب بطولته ��ا عا�صي ال�صحافيين ب�أن يكونوا رحماء في نقدهم‪.‬‬ ‫الحلاّ ن ��ي والممثلة نادين الرا�سي ويخرجها منجد �صبري ال�شريف ب ��دوره‪ ،‬ك�ش ��ف �ش ّي ��ا �أنّ العم ��ل كان يج ��ول ف ��ي باله قب ��ل �أكثر من‬ ‫تهب على العال ��م العربي‪ .‬خ�ل�ال الم�ؤتمر �سنتي ��ن‪ ،‬لكن لم تتواف ��ر الظروف لتحقيقه‪ .‬ه ��و �إ�ستعرا�ض لبناني‬ ‫م ��ن قل ��ب الثورات الت ��ي ّ‬ ‫ال�صحاف ��ي الذي �أقي ��م في �أحد فنادق بي ��روت للإعالن عن العمل يتح ��دث عن الوط ��ن والحرية وع ��دم الخ�ض ��وع لأي �سيا�سي‪ .‬بينما‬ ‫الجدي ��د‪ ،‬بح�ضور الأبطال‪ ،‬ك�شف م�ؤلف الم�سرحية الملحن وجدي و�ص ��ف منجد �صبري ال�شري ��ف الم�سرحية ب�أنها تدع ��و �إلى "تغيير‬ ‫أحب �أن يقدّم ف ��ي عمله "نوع ًا جديد ًا م ��ن الثورات ترفع ح�ض ��اري ال ال ��ى مج ّرد التغيير فقط"‪� .‬إخت ��ار القائمون على العمل‬ ‫�ش ّي ��ا �أ ّن ��ه � ّ‬ ‫ً‬ ‫عر�ض الم�سرحية في ‪� 13‬آذار (مار�س) على م�سرح "كازينو لبنان"‬ ‫�شعار الإن�سان �أوال"‪.‬‬ ‫ً‬ ‫لاّ‬ ‫"�شم� ��س وقمر" ه ��ي الم�سرحية الثالثة في رحل ��ة عا�صي الح ني وت�ستمر الم�سرحية �شهرا‪ ،‬مع �إحتمال قيامها بجولة عالمية‪ .‬يعي�ش‬ ‫م ��ع الم�سرح‪ .‬لم يخ ��ف الحالني �أنّ �إعجابه بالعم ��ل الجديد �سببه الحالن ��ي زحم ��ة �أعمال حالي� � ًا‪ .‬فقد ك�ش ��ف �أ ّنه ّ‬ ‫يح�ض ��ر م�سرحية‬ ‫ولم �أخ ��رى يلع ��ب بطولته ��ا وتعر� ��ض ف ��ي بعلبك ف ��ي �إط ��ار مهرجانها‬ ‫�شخ�ص ّيت ��ا البطلي ��ن اللت ��ان تحدث ��ان تغيي ��ر ًا الفت ًا‪.‬‬ ‫الدول ��ي ال�صي ��ف المقبل‪ ،‬الفت� � ًا �إلى‬ ‫ين� ��س �أن ي�أخذ �صور ًا من الراهن العربي وي�سقطها‬ ‫�أنّ العمل الذي يحمل عنوان "عا�صي‬ ‫عل ��ى الم�سرحية‪ ،‬معتب ��ر ًا �أنّ �شخ�صية قمر تحدث‬ ‫والحلم" يخرجه جو مكرزل وتح�ضر‬ ‫تغيير ًا �إلى الأف�ضل ولي�س كما هي الحال في الدول‬ ‫في ��ه �ألحانه الت ��ي ا�شتهر به ��ا ولقيت‬ ‫المحيط ��ة التي تب ّدل ��ت �إلى الأ�سو�أ‪ ،‬الفت� � ًا �إلى �أنه‬ ‫ً‬ ‫رواجا لدى النا�س‪ .‬يذكر �أنّ مجموعة‬ ‫يحب الربي ��ع عموم ًا‪ ،‬و"لكن لي� ��س الربيع المليء‬ ‫ّ‬ ‫ممثلين ي�شارك ��ون في "�شم�س وقمر"‪،‬‬ ‫بالتفجيرات والإغتياالت‪ ،‬لأنّ التغيير في محيطنا‬ ‫�أمث ��ال خال ��د ال�سي ��د‪ ،‬وكارال بطر�س‪،‬‬ ‫ال ي�أتي ل�صالح المواطن"‪.‬‬ ‫وجان ق�سي�س‪ ،‬ومي�شال غانم‪ ،‬وغري�س‬ ‫تح� �دّث عا�ص ��ي عن "�شم� ��س" ب ��كل حما�سة‪ .‬هو‬ ‫الري� ��س‪ ...‬وال�س�ؤال الذي يطرح نف�سه‪:‬‬ ‫اعت ��اد لع ��ب دور البطولة‪ ،‬بينما نادي ��ن الرا�سي‬ ‫هل تك ّرر الم�سرحية الجديدة التجارب‬ ‫(عر�ض �سابق ًا‬ ‫ع ّبرت عن خوفها من دور "قمر" ُ‬ ‫ال�سابق ��ة التي تحدثت عن الثورات على‬ ‫على لطيف ��ة التون�سية)‪ ،‬لأ ّنها ت�ضع كل ثقلها في‬ ‫العمل‪� ،‬أكان لناحي ��ة التمثيل �أم الغناء‪ ،‬مطالبة‬ ‫غرار عرو�ض كركال والرحابنة؟‬ ‫نادين الرا�سي‪" :‬قمر" الثورة‬

‫ماجدة الرومي ‪" :‬ال للتطرف"‬

‫ماجدة الرومي‪ :‬دعوة للجميع‬

‫‪96‬‬

‫العدد ‪� - 6‬آذار (مار�س) ‪٢٠١3 -‬‬

‫�أطلق ��ت الفنانة ماجدة الرومي خالل مقابلة تلفزيونية على قناة "�أل‬ ‫بي �سي" �أخيرا" م�شروعه ��ا الجديد بعنوان "ال للتط ّرف" ودعت كل‬ ‫ال�سيا�سيي ��ن والفنانين وال ��ر�أي العام والمثقفين وط�ل�اب الجامعات‬ ‫ي�صب في م�صلحة لبنان وم�ستقبله‪،‬‬ ‫جميع ًا للإنتماء للم�شروع ال ��ذي ّ‬ ‫ويلغي التفرقة الطائفية وكل �أنواع التط ّرف‪.‬‬ ‫ودع ��ت الروم ��ي كل الأفرق ��اء ال�سيا�سيي ��ن ف ��ي لبنان �إل ��ى "الإنتماء‬ ‫موح ��دة"‪ ،‬معتبر ًة ان "المقاومة الإ�سالمية يجب �أن‬ ‫لمقاومة لبنانية ّ‬ ‫موحدة فالجنوب وبيروت وكل المناطق اللبنانية تعنينا‬ ‫تك ��ون لبنانية ّ‬ ‫جميع� � ًا"‪ ،‬و�شددت على �أهمية ان "يتّحد ال�شعب اللبناني بكل طوائفه‬ ‫موحدة تحت راي ��ة الدولة اللبنانية الح ��رة الم�ستقلة‬ ‫و�أحزاب ��ه بق� � ّوة ّ‬ ‫وت�أ�سي�س م�شروع دولة حقيقي"‬


‫فيلم مناه�ض للح ��رب التي جرت في‬ ‫�سين ��اء ف ��ي �أعقاب ح ��رب ‪ .1967‬في‬ ‫"خلف الج ��دران" (‪ ،)1984‬تتجاوز‬ ‫ع�صاب ��ات متناف�س ��ة م ��ن ال�سجن ��اء‬ ‫اليه ��ود والفل�سطينيي ��ن خالفاته ��ا‬ ‫ال�سيا�سي ��ة عندم ��ا وافق ��ت معا" على‬ ‫الإ�ستمرار في الإ�ض ��راب عن الطعام‬ ‫كو�سيل ��ة لجل ��ب الإنتباه �إل ��ى ال�سلوك‬ ‫الفا�سد ل�ضابط �أمن �إ�سرائيلي‪.‬‬ ‫ه ��ذا الع ��ام‪� ،‬ش ��ارك فيل ��م �إ�سرائيلي‬ ‫وفيلم من �إنت ��اج فل�سطيني �إ�سرائيلي‬ ‫م�شترك ف ��ي المناف�س ��ة لأف�ضل فيلم‬ ‫�أجنبي في مهرجان الأو�سكار الأخير‪.‬‬ ‫كالهما وثائق ��ي وكالهما عن �إحتالل‬ ‫�إ�سرائي ��ل لل�ضف ��ة الغربي ��ة ‪ -‬ولك ��ن‬ ‫تحدث ��ا م ��ن وجه ��ات نظ ��ر مختلف ��ة‬ ‫ج ��دا"‪" .‬خم�س كامي ��رات مك�سورة"‪،‬‬ ‫ال ��ذي �ش ��ارك ف ��ي �إخراج ��ه عم ��اد‬ ‫برن ��اط (فل�سطيني) وغ ��اي دافيدي‬ ‫(�إ�سرائيل ��ي)‪ ،‬يظه ��ر الإحت�ل�ال من‬ ‫خالل عي ��ون الفل�سطينيي ��ن في قرية‬ ‫بلعي ��ن في ال�ضف ��ة الغربي ��ة ‪ -‬والتي‪،‬‬ ‫مث ��ل ق ��رى ع ��دة �أخ ��رى‪ ،‬ت ��م قطعها‬ ‫م ��ن �أرا�ضيه ��ا الزراعية ج ��راء م�سار‬ ‫جدار الأمن الإ�سرائيل ��ي‪ .‬ير ّكز �سرد‬ ‫الفيلم على والدة �إبن برناط الأ�صغر‪،‬‬ ‫جبريل‪ ،‬ف ��ي الع ��ام ‪2005‬؛ على مدى‬

‫ال�سن ��وات الخم� ��س المقبل ��ة‪ ،‬يتعل ��م‬ ‫الطف ��ل الم�ش ��ي والكالم عل ��ى خلفية‬ ‫عنف متوا�صل‪.‬‬ ‫هن ��اك الإحتجاج ��ات الت ��ي تح ��دث‬ ‫بع ��د ظه ��ر ي ��وم الجمع ��ة‪ ،‬عندم ��ا‬ ‫يواج ��ه �سكان الق ��رى الع ��زل الجنود‬ ‫الذي ��ن يطلق ��ون ج ��والت ال تنتهي من‬ ‫الغ ��از الم�سي ��ل للدم ��وع والر�صا� ��ص‬ ‫المطاط ��ي؛ وهناك غ ��زوات ليلية من‬ ‫الجن ��ود الإ�سرائيليي ��ن ف ��ي عرب ��ات‬ ‫مدرعة �صاخبة‪ ،‬ت�أتي لتفتي�ش المنازل‬ ‫و�إعتقال الرج ��ال والفتي ��ان؛ و�إ�صابة‬ ‫ووفاة الأق ��ارب؛ وو�صول الم�ستوطنين‬ ‫الإيديولوجيي ��ن العدوانيي ��ن؛ و�سرقة‬ ‫الأرا�ضي الم�ستمرة لعائلته لإ�ستيعاب‬ ‫الحاجز الأمني‪.‬‬ ‫�أم ��ا فيل ��م "الحرا�س"‪ ،‬ال ��ذي �أخرجه‬ ‫المخ�ض ��رم درور موري ��ه‪ ،‬فه ��و يب ِّي ��ن‬ ‫الإحت�ل�ال م ��ن وجه ��ة نظ ��ر الرج ��ال‬ ‫المت�صلبي ��ن المك ّلفي ��ن مط ��اردة‬ ‫الن�شطاء الفل�سطينيين والحفاظ على‬ ‫�أم ��ن ال�سكان المدنيين ف ��ي �إ�سرائيل‪.‬‬ ‫�أجرى موريه مقابالت مع جميع مديري‬ ‫المخابرات الداخلية الإ�سرائيلية "�شين‬ ‫بي ��ت" ال�ستة الذين ما زالوا على قيد‬ ‫الحياة‪ ،‬الذين ي�صفون ب�صراحة كيف‬ ‫كانوا ب�شكل كامل تقريبا" يعملون على‬

‫تهدئة ال�سكان الفل�سطينيين الذين هم‬ ‫تحت ال�سيط ��رة الع�سكرية الإ�سرائيلية‬ ‫من ��ذ الع ��ام ‪ .1967‬ولك ��ن ف ��ي الغالب‬ ‫كان ��ت وظائفه ��م ‪ -‬وال ت ��زال ‪ -‬ر�ص ��د‬ ‫ومراقب ��ة ال�س ��كان الفل�سطينيي ��ن‪.‬‬

‫منذ دخولهم الى لبنان‬ ‫في العام ‪ 1982‬وخروجهم‬ ‫منه بعد ‪� 18‬سنة من الإحتالل‬ ‫خرجت ثالثية من الأفالم‬ ‫"رق�صة فال�س مع ب�شير"‬ ‫و"قلعة ال�شقيف" و"لبنان"‬ ‫�أنهت �صورة الإ�سرائيلي‬ ‫البطل الذي ال يقهر‬ ‫خرجت �أخيرا" ثالثية وثائقية‬ ‫جديدة من الأفالم عن الإحتالل‬ ‫الإ�سرائيلي للأرا�ضي الفل�سطينية‬ ‫و�صل �إثنان منها الى م�سابقة‬ ‫جوائز الأو�سكار لهذا العام‬

‫المخرج الإ�سرائيلي درور موريه‪ :‬فيلمه ناقد للمجتمع الأمني الإ�سرائيلي‬

‫‪Issue 6 - Mars - 2013‬‬

‫و�أف ��ادوا ب�أنهم تعلموا التح ��دث باللغة‬ ‫العربي ��ة الفل�سطيني ��ة بطالقة وحفظ‬ ‫تخطيط وخريط ��ة كل قرية في ال�ضفة‬ ‫الغربية وقطاع غزة‪ ،‬ناقلين علنا" ب�أن‬ ‫لي�س هناك �أي فل�سطيني مدني في �أي‬ ‫وق ��ت من الأوق ��ات لديه حري ��ة التنقل‬ ‫�أو الخ�صو�صي ��ة‪ .‬وي�صف ��ون بب ��رودة‬ ‫�إج ��راءات الإع ��دام والإغتي ��االت التي‬ ‫�أودت بحي ��اة العديد م ��ن الأبرياء من‬ ‫المارة‪.‬‬ ‫نادم ��ون؟ لي� ��س هن ��اك مج ��ال للندم‬ ‫هن ��ا‪ ،‬كم ��ا يقول ��ون‪ .‬ولك ��ن عندم ��ا‬ ‫واجهه ��م موريه بواق ��ع �أن �سيا�ساتهم‬ ‫�أدامت فقط دائ ��رة �إنتقام عنيفة‪ ،‬مع‬ ‫عدم وج ��ود نهاي ��ة في الأف ��ق‪ ،‬فبدت‬ ‫عليه ��م قل ��ة الإكت ��راث‪ .‬ويعترف ��ون ‪-‬‬ ‫ب�شكل ملحوظ‪ ،‬من دون تردد ‪ -‬ب�أنهم‬ ‫�شارك ��وا في عملي ��ة ق�صيرة الأجل مع‬ ‫عدم وجود �إ�ستراتيجية طويلة الأجل‪.‬‬ ‫"نح ��ن نك�س ��ب المعرك ��ة ونخ�س ��ر‬ ‫الحرب"‪ ،‬ق ��ال عامي �أيال ��ون‪ ،‬رئي�س‬ ‫ال�شين بيت من ‪� 1996‬إلى ‪.2000‬‬ ‫"لق ��د جعل ��تُ حي ��اة الفل�سطينيين ال‬ ‫تطاق"‪ ،‬قال كارمي غيلون‪� ،‬سلفه‪.‬‬ ‫"الم�ستقب ��ل رم ��ادي وقات ��م"‪ ،‬ق ��ال‬ ‫�أبراه ��ام �شالوم‪ ،‬ال ��ذي تر�أ�س ال�شين‬ ‫بيت من ‪� 1980‬إلى ‪.1986‬‬ ‫"لق ��د �أ�صبحنا دول ��ة �شين بيت" �أكد‬ ‫يوف ��ال دي�سكي ��ن‪ ،‬ال ��ذي تقاع ��د م ��ن‬ ‫ال�شي ��ن بي ��ت ف ��ي ‪� -2011‬أي الدول ��ة‬ ‫التي تحكمها م�ؤ�س�سات الأمن الداخلي‬ ‫ب ��دال" م ��ن ان يحكمها ممثل ��و ال�شعب‬ ‫المنتخبون‪.‬‬ ‫لنن� � َ�س البحث عن زعي ��م ذي ب�صيرة‬ ‫ور�ؤيا‪ -‬ه� ��ؤالء الرجال يقدمون �صورة‬ ‫قاتم ��ة عن دول ��ة �إ�سرائيلي ��ة من دون‬ ‫قيادة م ��ن �أي نوع‪� .‬إنهم �أقوياء لكنهم‬ ‫يفتقرون الى روح الدعابة‪ ،‬محترفون‬ ‫مذعورون �إرتكبوا �سيئات كثيرة‪ ،‬ولكن‬ ‫يتحدث ��ون مث ��ل دعاة �س�ل�ام‪ .‬ال�سبيل‬ ‫الوحيد لحل هذا الن ��زاع هو الجلو�س‬ ‫والتفاو� ��ض‪ ،‬وافق ��وا‪ .‬ونع ��م‪ ،‬يت�ضمن‬ ‫الأمر التحدث الى حما�س‪.‬‬ ‫يبدو درور موريه �صريحا" ومحقا" في‬ ‫‪99‬‬


‫الفن ال�سابع‬

‫عندما ت�سقط الهالة وتظهر الحقيقة‬

‫كيف فقدت إسرائيل نفوذها في هوليوود!‬ ‫كان��ت هوليوود في ال�ساب��ق ت�ص��ور الإ�سرائيليين ك�أبطال و�شجع��ان‪ .‬اليوم‪ ،‬فهي ت�ص��ور �أفالما" عن‬ ‫وح�شية الإحتالل لتعر�ضها على ال�شا�شة الف�ضية‪.‬‬ ‫هوليوود ‪ -‬كاتيا �سرور‬ ‫ل�سنوات‪� ،‬صاغ الممثل بول‬ ‫نيومان بعينيه الزرقاوين‬ ‫ال�صورة التي ت ��رى بوا�سطتها �أميركا‬ ‫�إ�سرائيل‪.‬‬ ‫في ‪� 1960‬شارك نيومان في "خروج"‬ ‫(‪ ،)Exodus‬وه ��و فيل ��م �أنتجت ��ه‬ ‫هولي ��وود في ذل ��ك العام حي ��ث تدور‬ ‫ق�صته ف ��ي ‪ ،1947‬ال�سنة الأخيرة من‬ ‫الإنت ��داب البريطاني عل ��ى فل�سطين‪.‬‬ ‫الفيل ��م ي�ص� � ِّور "�آري ب ��ن كنع ��ان"‪،‬‬ ‫يج�س ��ده نيوم ��ان‪ ،‬ب�إعتب ��اره‬ ‫ال ��ذي ّ‬ ‫البط ��ل المثال ��ي المح ��ارب ‪� -‬شجاع‪،‬‬ ‫و�صعب‪ ،‬وو�سي ��م‪ ،‬وقليل الكالم‪ ،‬وزير‬ ‫ن�ساء‪ .‬بن كنعان هذا على ذمة الفيلم‬ ‫كان قائ ��دا" رائ ��دا" ف ��ي ميلي�شي ��ا‬ ‫الهاغان ��اه الإرهابي ��ة‪� ،‬أب ��رز منظم ��ة‬ ‫�شب ��ه ع�سكري ��ة يهودي ��ة ف ��ي ذل ��ك‬ ‫الوقت‪ ،‬وقد حاربت م ��ع البريطانيين‬ ‫خالل الح ��رب العالمي ��ة الثانية؛ لكن‬ ‫الآن تقات ��ل �ضد �سيا�سته ��م للحد من‬ ‫هج ��رة الالجئي ��ن اليهود م ��ن �أوروبا‬ ‫ هتل ��ر‪� .‬أخذ الفيل ��م �إ�سمه من "�أ�س‬‫�أ� ��س �إيكزودو�س"‪ ،‬وه ��ي باخرة معب�أة‬ ‫من الناجين م ��ن الهولوكو�ست الذين‬ ‫�أعادوه ��م البريطاني ��ون ف ��ي نهاي ��ة‬ ‫المط ��اف �إل ��ى �أوروبا‪ .‬ويعي ��د الفيلم‬ ‫رواي ��ة ق�صة �إن�شاء دول ��ة �إ�سرائيل في‬ ‫�سرد �أ�سطوري‪ ،‬تماما" من وجهة نظر‬ ‫�صهيونية‪.‬‬ ‫بعد �سنوات قليلة‪� ،‬شارك الممثل كيرك‬ ‫دوغال� ��س ف ��ي "�ش� � ّكل ظ ��ل عمالق"‬ ‫(‪ ،)Cast a Giant Shadow‬وه ��و‬ ‫فيل ��م خيالي ي ��روي ق�ص ��ة الكولونيل‬ ‫‪98‬‬

‫دايفيد "ميكي" ماركو�س‪ ،‬وهو يهودي‬ ‫�أميرك ��ي قاتل م ��ع الجي� ��ش الأميركي‬ ‫ف ��ي �أوروب ��ا خ�ل�ال الح ��رب العالمية‬ ‫الثانية‪ .‬وقد تع ّرف الى ممثلي منظمة‬ ‫"الهاغان ��اه" ف ��ي نيوي ��ورك حيث ّتم‬ ‫تجني ��ده‪ .‬وافق ماركو� ��س على تدريب‬ ‫وقيادة وحدات القوات الوليدة لجي�ش‬ ‫الدفاع الإ�سرائيلي خالل حرب ‪.1948‬‬ ‫بطبيعة الحال‪ ،‬ف�إن اال�شقر الأميركي‬ ‫اليه ��ودي‪ ،‬يق ��ع ف ��ي ح ��ب محارب ��ة‬ ‫�إ�سرائيلي ��ة "زيتونة" الب�شرة و�سوداء‬ ‫ال�شع ��ر‪ ،‬التي تع ��رف كيفي ��ة التعامل‬ ‫مع ال�سالح‪ .‬الفيل ��م كال�سيكي‪ ،‬لذلك‬ ‫�أنا ال �أفتر� ��ض �س�أكون مذنبا" لإف�ساد‬ ‫نهايت ��ه م ��ن خ�ل�ال الك�ش ��ف ع ��ن �أن‬ ‫ماركو�س قد قتل‪ .‬ولكن بطبيعة الحال‬ ‫عا�ش بعد ذلك ك�أ�سطورة‪ ،‬الخ‪.‬‬ ‫و�أطلق ��ت هولي ��وود فيلم ��ا" �آخ ��ر عن‬

‫بطول ��ة الإ�سرائيليي ��ن‪" .‬غ ��ارة عل ��ى‬ ‫عنتيب ��ي"‪ ،‬ال ��ذي �ص ��در ف ��ي ‪،1977‬‬ ‫و�ش ��ارك فيه الممثل ت�شارلز برون�سون‬ ‫في دور قائ ��د وحدة النخبة الع�سكرية‬ ‫المك ّلفة �إنقاذ ركاب يهود و�إ�سرائيليين‬ ‫كانوا م�سافرين على متن طائرة تابعة‬ ‫ل�شرك ��ة الخط ��وط الجوي ��ة الفرن�سية‬ ‫والت ��ي �إختطفها �إرهابي ��ون‪ .‬قد يكون‬ ‫الفيل ��م ق ��د وا�ص ��ل التقلي ��د بتعظي ��م‬ ‫كفاءة و�شجاعة المحارب الإ�سرائيلي‬ ‫البطل‪ ،‬ولكن �أ�سلوبي ��ا" كان �ضعيفا"‬ ‫دون المتو�س ��ط​لأن ��ه �أُنتج ف ��ي المقام‬ ‫الأول للتلفزي ��ون م ��ع ن� ��ص �سي ��ىء‬ ‫وخ�شبية في التمثيل‪.‬‬ ‫من ��ذ ذل ��ك الحي ��ن‪ ،‬تال�ش ��ت �ص ��ورة‬ ‫البطل الإ�سرائيلي المقاتل بب�سالة من‬ ‫�أجل البقاء من على ال�شا�شة الف�ضية‪.‬‬ ‫ور ّك ��زت �أف�ل�ام هوليوود ع ��ن اليهود‬

‫المخرج الفل�سطيني عماد برناط‪ :‬روى ق�صة حياة عائلته‬

‫العدد ‪� - 6‬آذار (مار�س) ‪٢٠١3 -‬‬

‫عل ��ى المحرق ��ة او "الهولوكو�س ��ت"‪.‬‬ ‫وف ��ي الوقت عين ��ه‪ ،‬الأف�ل�ام المحلية‬ ‫ف ��ي �إ�سرائيل ‪ -‬الق�ص�ص التي يرويها‬ ‫الإ�سرائيليون ع ��ن �أنف�سهم‪ -‬توجهت‬ ‫لفترة طويلة الى النقد الذاتي‪.‬‬ ‫�إبتداء من ال�ستين ��ات‪ُ ،‬ر ّ�شحت �أفالم‬ ‫�إ�سرائيلي ��ة ع ��دة‪ ،‬التي �ألق ��ت �ضوءا"‬ ‫�إيجابي ��ا" �أقل على الدول ��ة اليهودية‪،‬‬ ‫لجوائ ��ز الأو�س ��كار ف ��ي فئ ��ة �أف�ض ��ل‬ ‫فيل ��م �أجنب ��ي‪�" .‬ص�ل�اح �شابات ��ي"‪،‬‬ ‫وه ��و فيل ��م �ص ��در ف ��ي ‪ 1964‬وي�ض ��م‬ ‫حايي ��م توبول (الذي �ص ��ار نجم فيلم‬ ‫"عازف كم ��ان على ال�سطح")‪� ،‬أبرز‬ ‫و�إنتقد ب�ش ��كل ال يرحم بع� ��ض �أقد�س‬ ‫الأف ��كار ال�صهيوني ��ة‪ .‬وق ��د �أب ��دت‬ ‫رئي�س ��ة ال ��وزراء اال�سرائيلي ��ة �آنذاك‬ ‫غول ��دا مائير �إ�ستياءه ��ا منه وكرهها‬ ‫ل ��ه‪�" .‬أفانت ��ي بوبول ��و" (‪ )1986‬ه ��و‬


‫كيرك دوغال�س في فيلم ّ‬ ‫"�شكل ظل عمالق"‬

‫الإ�شتب ��اه بم�شارك ��ة ف ��ي منظم ��ات‬ ‫م�سلح ��ة �أو رمي الحج ��ارة على �أفراد‬ ‫الجي�ش الإ�سرائيلي‪ .‬ويعترف الق�ضاة‬ ‫المتقاعدون ب�أنهم كان ��وا يعلمون ب�أن‬ ‫التعذيب �إ�ستخدم لإنتزاع الإعترافات‬ ‫م ��ن الرج ��ال والفتيان الذي ��ن �أر�سلوا‬ ‫�إل ��ى ال�سجن‪ .‬كما �أنه ��م يتباهون ب�أن‬ ‫الف�ض ��ل يع ��ود �إليه ��م بالن�سب ��ة ال ��ى‬ ‫ال�سيا�س ��ات التي قدّمت �صيغة قانونية‬ ‫لم�ص ��ادرة الأرا�ض ��ي الفل�سطيني ��ة‬ ‫المملوك ��ة للقط ��اع الخا� ��ص لبن ��اء‬ ‫م�ستوطن ��ات يهودية‪ .‬م ��رة �أخرى‪ ،‬لم‬

‫يظهروا �أي ندم‪.‬‬ ‫لي�س ��ت ه ��ذه هي الم ��رة الأول ��ى التي‬ ‫ينت ��ج فيه ��ا مخرج ��ون �إ�سرائيلي ��ون‬ ‫مح�صوال" موحدا" من الأفالم التي‬ ‫تثي ��ر جوانب مثيرة للج ��دل من تاريخ‬ ‫بالدهم الحديث‪ .‬ت�أتي ثالثية الأفالم‬ ‫عن الإحت�ل�ال الإ�سرائيل ��ي للأرا�ضي‬ ‫الفل�سطيني ��ة بعد نحو خم� ��س �سنوات‬ ‫عل ��ى ثالثية م ��ن الأفالم ح ��ول الغزو‬ ‫الإ�سرائيل ��ي ع ��ام ‪ 1982‬و ‪ 18‬عام ��ا"‬ ‫من الإحت�ل�ال في لبن ��ان‪" .‬فال�س مع‬ ‫ب�شير"‪ ،‬و"قلع ��ة ال�شقيف"‪ ،‬و"لبنان"‬

‫فيلم "الخروج" لبول نيومان‬ ‫و�ضع اللبنة الأولى لكيفية‬ ‫النظرة الأميركية الى الدولة‬ ‫العبرية وكيرك دوغال�س �ساهم‬ ‫في خلق �صورة الإ�سرائيلي‬ ‫البطل في "�ش ّكل ظل عمالق"‬

‫"فال�س مع ب�شير"‪ :‬و�صل الى م�سابقة الأو�سكار‬

‫‪Issue 6 - Mars - 2013‬‬

‫كله ��ا �أف�ل�ام قوي ��ة روي ��ت م ��ن خالل‬ ‫عي ��ون الرج ��ال الذين قاتل ��وا هناك‪،‬‬ ‫والذي ��ن يبدو �أن معظمه ��م يعاني من‬ ‫�إ�ضط ��راب و�إجهاد م ��ا بعد ال�صدمة‪.‬‬ ‫ت ��م تر�شيح كل م ��ن "فال�س مع ب�شير"‬ ‫و"قلع ��ة ال�شقيف" الى م�سابقة جوائز‬ ‫الأو�سكار في فئة الفيلم الأجنبي‪ ،‬لكن‬ ‫لم يخ ��رج �أي واح ��د منهم ��ا فائزا"‪.‬‬ ‫وه ��ذه الأف�ل�ام ت�شب ��ه ف ��ي المو�ضوع‬ ‫مح�ص ��ول �أفالم هولي ��وود عن تجربة‬ ‫الجندي الأميركي في حرب فيتنام ‪-‬‬ ‫�أفالم مثل "�صائد الغزالن" و" ُولد في‬ ‫الرابع من تموز (يوليو)"‪.‬‬ ‫هن ��اك القلي ��ل م ��ن الأدل ��ة لبط ��ل‬ ‫مح ��ارب �شجاع يقات ��ل بب�سالة في �أي‬ ‫من ه ��ذه الأف�ل�ام‪ .‬بول نيوم ��ان مات‬ ‫ف ��ي �أكثر من طريق ��ة واحدة‪ .‬لكن مع‬ ‫�إ�ستثن ��اء وحي ��د‪ ،‬كل منها ح ��ول ت�أثير‬ ‫الإحتالل‪� ،‬أو ت�أثير الخدمة الع�سكرية‬ ‫في حرب م�ضللة‪ ،‬عل ��ى الإ�سرائيليين‬ ‫والمجتم ��ع الإ�سرائيلي‪ .‬فقط "خم�س‬ ‫كامي ��رات مك�سورة" يجب ��ر الم�شاهد‬ ‫عل ��ى ر�ؤية الإحتالل م ��ن خالل عيون‬ ‫الفل�سطينيي ��ن ‪ -‬لي� ��س م ��ن خ�ل�ال‬ ‫�شهادات رجال ملثمين يحملون بنادق‬ ‫كال�شنيك ��وف‪ ،‬ولكن م ��ن خالل ن�ساء‬ ‫و�أطف ��ال ورج ��ال عزل غي ��ر م�سلحين‬ ‫الذي ��ن يريدون فقط قط ��ف الزيتون‪،‬‬ ‫والعي�ش في �سالم‪.‬‬ ‫بالن�سبة الى الإ�سرائيليين‪ ،‬هذا يعني‬ ‫عل ��ى الأقل تميزهم م ��ع النا�س الذين‬ ‫�إ�شترط عليه ��م التفكير بهم في �أنهم‬ ‫�إرهابي ��ون و�أع ��داء‪ .‬ربم ��ا ه ��ذا ه ��و‬ ‫ال�سب ��ب ف ��ي �أن دور ال�سينما التجارية‬ ‫في تل �أبيب �إبتعدت عن الفيلم‪ .‬وربما‬ ‫هذا ه ��و ال�سبب في ع ��دد قليل جدا"‬ ‫م ��ن الإ�سرائيليي ��ن الليبراليين ف�شلوا‬ ‫ف ��ي التعبير ع ��ن معار�ضتهم للحاجز‬ ‫الأمني​​‪ ،‬حتى لو �أنهم ما زالوا يدعون‪،‬‬ ‫على الأقل م ��ن الناحية النظرية‪ ،‬الى‬ ‫حل عن طريق التفاو� ��ض القائم على‬ ‫دولتي ��ن‪ :‬من ال�سه ��ل تجاه ��ل النا�س‬ ‫عل ��ى الجانب الآخر �إذا كان ال يمكنك‬ ‫ر�ؤيتهم‬ ‫‪101‬‬


‫الفن ال�سابع‬ ‫هذا الفيلم بعدما كان هدفه من ورائه‬ ‫�إث ��ارة النقا�ش في �إ�سرائيل الذي ي�أمل‬ ‫�أن عمل ��ه هذا من �ش�أن ��ه �أن ي�ؤدي �إلى‬ ‫تغيي ��ر �إيجابي‪ .‬وطن ��ي ليبرالي ي�شعر‬ ‫بقلق رهيب ب�ش�أن م�ستقبل بالده‪�" .‬أنا‬ ‫غي ��ر مهتم في النا� ��س الذين يبتعدون‬ ‫م ��ن النظر ال ��ى �إنعكا�ساتهم في مر�آة‬ ‫مت�صدع ��ة �صدئة لأنه ��م ال يحبون ما‬ ‫يرون"‪ ،‬قال في مقابل ��ة في نيويورك‪.‬‬ ‫"�أن ��ا مهتم في النا�س الذين يمكن �أن‬ ‫ينظروا من دون تردد الى �إنعكا�ساتهم‪،‬‬ ‫حتى لو كانوا ال يحبون ذلك"‪.‬‬ ‫نزل "الحرا�س" ال ��ى �أ�سواق �إ�سرائيل‬ ‫ف ��ي كان ��ون الثان ��ي (يناي ��ر)‪ .‬وجرت‬ ‫مراجعت ��ه و�إ�ستعرا�ضه ف ��ي ال�صحف‬ ‫عل ��ى نط ��اق وا�سع‪ ،‬وج ��ذب جمهورا"‬ ‫كبي ��را" ال ��ى دور ال�سينما ف ��ي جميع‬ ‫�أنح ��اء الب�ل�اد حي ��ث ت ��م عر�ض ��ه‪.‬‬ ‫بينما قال رئي�س ال ��وزراء اال�سرائيلي‬ ‫بنيامي ��ن نتنياه ��و �أن ��ه لم ي� � َر الفيلم‬ ‫ولي� ��س لدي ��ه الني ��ة للقي ��ام بذل ��ك‪،‬‬ ‫�إ�ست�ضافت القن�صلية الإ�سرائيلية في‬ ‫لو�س �أنجلي�س حف ��ل �إ�ستقبال لموريه‪.‬‬ ‫و�أ ّي ��د القن�ص ��ل الع ��ام الإ�سرائيل ��ي‬ ‫دايفي ��د �سيغل الفيلم وق ��ال ب�أنه دليل‬ ‫عل ��ى �أن �إ�سرائيل دول ��ة ديموقراطية‬ ‫ناب�ضة بالحي ��اة التي تدعم التنوع في‬ ‫ال ��ر�أي‪ ،‬حتى ل ��و كان �شدي ��د الإنتقاد‬ ‫لم�ؤ�س�سات الدولة والحكومة‪.‬‬ ‫م�سار "خم�س كاميرات مك�سورة"‪ ،‬مع‬ ‫ذلك‪ ،‬كان �أكثر �صعوبة‪ .‬قال دافيدي‪،‬‬ ‫خالل مقابل ��ة �أجريت ف ��ي نيويورك‪،‬‬ ‫�أن �أي ��ا" من دور ال�سينما التجارية في‬ ‫ت ��ل �أبي ��ب قبلت عر� ��ض الفيلم؛ بدال"‬ ‫م ��ن ذلك‪ ،‬عثر الفيل ��م على منزل في‬ ‫"�سينمات ��ك"‪ ،‬بي ��ت الف ��ن وال�سينم ��ا‬ ‫المحلي‪ .‬بالن�سبة ال ��ى الجزء الأكبر‪،‬‬ ‫تجاهل النقاد المحليون الفيلم‪ .‬ولكن‬ ‫بع ��د ذلك ف ��از بجائزة ف ��ي مهرجان‬ ‫"�صندان�س" ال�سينمائي‪ ،‬الأمر الذي‬ ‫جل ��ب مع ��ه المدي ��ح م ��ن ال�صح ��ف‬ ‫الكبرى مثل نيويورك تايمز‪.‬‬ ‫ث ��م ج ��اءت موافق ��ة لجن ��ة مهرجان‬ ‫الأو�س ��كار‪ .‬قاد التر�شي ��ح الى ح�صول‬ ‫‪100‬‬

‫بول نيومان في "خروج"‬

‫حاول فيلم "غارة على عنتيبي"‬ ‫�إعطاء �صورة عن البطل‬ ‫الإ�سرائيلي الذي ال يقهر فف�شل‬ ‫لأن الق�صة كانت �سيئة والتمثيل‬ ‫كان خ�شبيا" وكان �إنتاجه في‬ ‫المقام الأول للتلفزيون‬

‫مناف�س ��ة على �إدعاءات غير الئقة بين‬ ‫كل من و�سائ ��ل الإع�ل�ام الإ�سرائيلية‬ ‫والفل�سطيني ��ة التي تزع ��م �أنها كانت‬ ‫وراء ذل ��ك‪ .‬ولك ��ن �أعل ��ن دافي ��دي‬ ‫الحق ��ا" لي� ��س فق ��ط ان ��ه ال يري ��د �أن‬ ‫ُينظ ��ر �إلى الفيلم على �أن ��ه يمثل دولة‬ ‫�إ�سرائي ��ل‪ ،‬لكن ��ه كان م ��ن م�ؤي ��دي‬ ‫المقاطع ��ة والتحري ��م والعقوب ��ات‪،‬‬ ‫وه ��ي حرك ��ة مجتم ��ع مدن ��ي تداف ��ع‬ ‫ع ��ن مقاطع ��ة �إ�سرائي ��ل الإقت�صادية‬ ‫والثقافي ��ة‪ .‬لذلك‪� ،‬إن�سح ��ب القن�صل‬ ‫الع ��ام الإ�سرائيلي في لو� ��س انجلي�س‬

‫هور�ست بوخول�س �شارك في فيلم "غارة على عنتيبي"‬

‫العدد ‪� - 6‬آذار (مار�س) ‪٢٠١3 -‬‬

‫بعيدا" من الفيلم‪.‬‬ ‫من جه ��ة �أخرى‪ ،‬تم الإفراج عن فيلم‬ ‫وثائقي ثالث في الأ�شهر ال ‪ 18‬الفائتة‬ ‫ي�ص ّور التداعي ��ات المدمرة المعنوية‬ ‫والمادي ��ة للإحت�ل�ال الإ�سرائيل ��ي‪.‬‬ ‫"القانون في هذه الأنحاء"‪ ،‬والذي كان‬ ‫من �إخ ��راج رعن ��ان �ألك�سندروفيت�ش‪،‬‬ ‫ه ��و �سل�سلة من المقاب�ل�ات المفاجئة‬ ‫م ��ع ق�ض ��اة �سابقي ��ن ف ��ي المحاك ��م‬ ‫الع�سكرية الإ�سرائيلي ��ة‪ ،‬حيث ُيحا َكم‬ ‫الفل�سطيني ��ون و ُيدان ��ون بمع ��دل ‪99‬‬ ‫ف ��ي المئ ��ة ف ��ي جرائ ��م تت ��راوح بين‬


‫ر�ؤوف �أبو زكي وريما �صيرفي‬

‫مي�شال �سا�سين وماريا وماريو عون‬

‫�إيلي �سكاف ويو�سف �سالمة‬

‫نجيب �صفا‪ ،‬وريتا الحكيم‪ ،‬والنقيب اليا�س عون‬

‫�صالح �سالم‪ ،‬و�سفير قطر‪ ،‬وطالل المرعبي‪ ،‬وفادي عرموني‬

‫نعمت هارون‪ ،‬و�شيرين عبا�س‪ ،‬وجورج كرم‪ ،‬وفدا �سرحان‬

‫فادي �صوايا‪ ،‬و�أرليت بول�س‪ ،‬وبهاء الحريري‬

‫�ستريدا جعجع‬

‫فاديا وميالن عرموني‬

‫�سابين يو�سف‬ ‫‪Issue 6 - Mars - 2013‬‬

‫‪103‬‬


‫مجتمع‬

‫العيد الوطني الكويتي في بيروت‬ ‫ف ��ي منا�سب ��ة العيد الوطني الثان ��ي والخم�سين وعيد التحرير الثاني والع�شرين لدول ��ة الكويت دعا �سفيرها في لبنان عبد العال �سليم ��ان القناعي وعقيلته الى‬ ‫حف ��ل �إ�ستقب ��ال في "بافيون رويال" في البيال في بيروت‪ .‬ح�ضره ع ��دد كبير من رجال و�سيدات ال�سيا�سة والأمن والأعمال والإعالم والمجتمع والديبلوما�سيين‬ ‫المعتمدين في لبنان‪.‬‬

‫ال�سفير عبد العال �سليمان القناعي يلقي كلمة بين الوزير عدنان من�صور و�أيوب حميد‬

‫ريتا الخطيب والنقيب محمد البعلبكي وعقيلته �سحر‬

‫ربيكا غزاريان وبوال خلف‬

‫‪102‬‬

‫العدد ‪� - 6‬آذار (مار�س) ‪٢٠١3 -‬‬

‫حار�س �شهاب‪ ،‬ومحمد المقداد‪ ،‬وح�سن ف�ضل الله‪ ،‬والقا�ضي غالي غانم‬

‫منير دويدي‪ ،‬و�سلوى ومي�شال تويني‬

‫عبدالله الزاخم و�سامي منقارة‬

‫مي�شال �سرغاني وكري�ستل �سكر‬


‫جورج كنعان‬

‫رجل الأعمال اللبناني جورج زاخم‬

‫بهاء الب�ساتنة‬

‫ماريانو غيرالت من بنك نيويورك ميلون‬

‫ريكاردو غريكو‬

‫الإعالمي عمر فاروق‬

‫جواد علي‬

‫�أندرو والكر وفي�شال بانخانيا‬

‫جورج قردوجي‬

‫�أندرو ماكينا من �سميث ووليام�سون"‬ ‫‪Issue 6 - Mars - 2013‬‬

‫‪105‬‬


‫مجتمع‬

‫ندوة لـ"جمعية المصرفيين العرب" في بريطانيا حول الضرائب‬ ‫في ‪� 14‬شباط (فبراير) الفائت كان خبراء رواد في �ش�ؤون ال�ضرائب �ضيوفا"‬ ‫عل ��ى الن ��دوة التي دعت �إليه ��ا جمعي ��ة الم�صرفيين العرب ف ��ي بريطانيا في‬ ‫مركزه ��ا في لندن حيث تحدثوا وناق�شوا �أم ��ام �أع�ضاء و�ضيوف الجمعية عن‬ ‫الجهود التي تبذلها �سلط ��ات ال�ضريبة في بريطانيا وفي العالم لزيادة مبالغ‬

‫ال�ضريبة التي تدفعها الم�ؤ�س�سات المالية‪.‬‬ ‫وق ��د رعى الح ��دث كل من مكتب ��ي المحام ��اة المعروفين "كين ��غ و�سبالدنغ"‬ ‫و"�سمي ��ث ووليام�س ��ون" بالإ�ضافة ال ��ى م�صرف نيويورك ميل ��ون‪ .‬وقد �أر�سل‬ ‫الثالثة موظفين كبارا" للم�شاركة والتحدث في الندوة‪.‬‬

‫مجموعة الخبراء الذين تحدثوا في الندوة‬

‫كارول دنكن‬

‫‪104‬‬

‫روي بالدوين من "�سميث ووليام�سون"‬

‫العدد ‪� - 6‬آذار (مار�س) ‪٢٠١3 -‬‬

‫مدير فرع بنك بيبلو�س في لندن كابي فا�ضل‬

‫ليو كوبل من "�سميث ووليام�سون"‬


‫مهى وباتريك باز‬

‫جمال وفايز جبا�ضو‬

‫النائب جيلبيرت زوين و�ألين ف ّتال‬

‫منى وم�صباح الأحدب ولورا لحود‬

‫وليد وليلى مزنر‬

‫دانييال وبيار �ضومط‬

‫�إنديا عابديني‪ ،‬ومي ميقاتي‪ ،‬و�إلهام وفريد روفايل‬

‫دوري ودوروثي �شمعون‬

‫مدام بلومبلي‪ ،‬ولبنى عبيد‪ ،‬و�إنديا عابديني‬ ‫‪Issue 6 - Mars - 2013‬‬

‫‪107‬‬


‫مجتمع‬

‫"العالم بحاجة الى موسيقى"‬ ‫تحت عنوان "العالم بحاجة الى مو�سيقى" �إفتتح مهرجان الب�ستان اللبناني‬ ‫الدول ��ي للمو�سيقى الكال�سيكية فعاليات دورته الع�شرين لالحتفال بالمئوية‬ ‫الثاني ��ة لقطب ��ي االوبرا في الق ��رن التا�سع ع�شر االيطال ��ي جوزيبي فيردي‬ ‫وااللماني ريت�شاد فاغنر‪.‬‬ ‫وعل ��ى الرغم م ��ن ان كل المهرجانات ف ��ي لبنان تعاني من �س ��وء الأو�ضاع‬ ‫الأمني ��ة والإقت�صادية نتيجة الأزمة في �سوريا المجاورة منذ �سنتين ال يبدو‬ ‫�أن مهرج ��ان الب�ست ��ان ت�أثر كثي ��را" بهذا الو�ض ��ع �إذ �أن غالبية جمهوره من‬ ‫النخب ��ة المهتمة بالمو�سيق ��ى الكال�سيكية‪ ،‬وتقول رئي�س ��ة المهرجان ميرنا‬ ‫الب�ستان ان "المهرجان ُوجد للبنانيين ولي�س لل�سياح وهدفه تثقيف الأجيال‬ ‫ال�صاعدة وتعريفها على المو�سيقى االجنبية"‪.‬‬

‫وقال ��ت ندى م�سعود الم�س�ؤولة الإعالمية ف ��ي المهرجان �أن �أيام المهرجان‬ ‫حت ��ى الآن كان ��ت جي ��دة فالح�ض ��ور كان تام ��ا" والنا�س �أعجب ��ت ببرنامج‬ ‫المهرجان الذي يلق ��ي ال�ضوء على �إثنين من �أعظم المو�سيقيين في القرن‬ ‫التا�سع ع�شر وهما فيردي‏(‪ )1901 - 1813‬الذي �ألف العديد من الأعمال‬ ‫الأوبرالي ��ة على غرار عطيل وعايدة وكذل ��ك فاغنر (‪ )1883-1813‬الذي‬ ‫�إ�ستط ��اع �أن يجمع بي ��ن الن�ص والمو�سيق ��ى ويمزج بين الأ�ص ��وات والآالت‬ ‫المو�سيقية في �أعماله‪.‬‬ ‫�أ�شارت م�سعود الى ان هذه هي المرة الأولى في لبنان التي تقدم فيها �أوبرا‬ ‫كاملة لفاغنر هي "حظر على الحب" التي �ستق ّدمها فرقة "هيليكون �أوبرا"‬ ‫الرو�سية بقيادة فالديمير بونكن في الثامن من �آذار (مار�س) الحالي‪.‬‬

‫الوزير كابي ليون وقرينته مي‬

‫الوزير فادي عبود وقرينته ليليان‬

‫منى الهراوي و�سفيرة �أميركا مورا كونيللي‬

‫‪106‬‬

‫العدد ‪� - 6‬آذار (مار�س) ‪٢٠١3 -‬‬

‫جومانا نادر ولين طحيني‬

‫ماريان حلو‬


‫مجتمع‬

‫رئيسة البعثة األوروبية تكرم الصحافة في لبنان‬ ‫تكريم ��ا" لل�صحاف ��ة دعت ال�سفيرة �أنجلينا �إيخهور�ست‪ ،‬رئي�سة بعثة الإتحاد الأوروبي في لبنان‪ ،‬الى حف ��ل �إ�ستقبال في دارتها في اليرزة ح�ضره وزير الإعالم‬ ‫ولي ��د الداع ��وق وع ��دد كبير من �أه ��ل ال�صحافة اللبنانية ومرا�سل ��ي ال�صحف العربي ��ة والأجنبية‪� ،‬إ�ضافة الى نخبة م ��ن ال�سيا�سيين ورج ��ال و�سيدات الأعمال‬ ‫والمجتمع والديبلوما�سيين المعتمدين في بيروت‪.‬‬

‫الوزير وليد الداعوق مع ال�سفيرة �أنجلينا �إيخهور�ست‬

‫جان عزيز وعا�صي مختار‬

‫فاني�سا متى ومحمد فواز ولينا زيلع‬

‫ماري خوري وروال را�شد‬

‫لور �سليمان‬

‫يجين �شميت وزبلكا هوف�س‬

‫ربيكا �أبو نا�ضر‬

‫زينة جانبيه‬

‫ب�شرى �شاهين‪ ،‬وروث بيا�ضة‪ ،‬ولينا بارودي‪ ،‬ومي �شدياق‬ ‫‪Issue 6 - Mars - 2013‬‬

‫‪109‬‬


‫مجتمع‬

‫أمسية التنوع لحزب العمال البريطاني‬ ‫في منا�سبة الإحتف ��االت التي نظمها حزب العمال البريطاني بعنوان "�أم�سية‬ ‫التن ��وع"‪� ،‬أق ��ام زعيم الح ��زب �إد ميليباند حف ��ل �إ�ستقبال كبي ��را" في فندق‬ ‫"كارلت ��ون تاور" في لندن دعا اليه عددا" من زعماء الأحزاب الإ�شتراكية‬

‫ف ��ي �أوروبا وال�سفراء المعتمدين ل ��دى بريطانيا من عرب و�أجانب �إ�ضافة الى‬ ‫رجال المال والأعمال وال�صحافة الذين تنوعت جن�سياتهم‪.‬‬ ‫(ت�صوير طوني كيال)‬

‫ال�سفير الفل�سطيني المتجول عفيف �صافية مع رجل الأعمال العربي نظمي �أوجي‬ ‫والنائب البريطاني كيث فاز و كري�ستل �صافية‬

‫ال�سفراء العرب يحيطون بنظمي �أوجي وعقيلته �إبت�سام‬

‫مهى الفقي مع �سفير دولة الإمارات عبد الرحمن المطيوعي‬

‫ال�سفير التون�سي نبيل عمار وال�سفير العماني عبد العزيز الهاني‬

‫هاني دجاني وعقيلته‬

‫‪108‬‬

‫زعيم حزب العمال البريطاني �إد ميليباند ووفد حزب العمال التركي‬

‫العدد ‪� - 6‬آذار (مار�س) ‪٢٠١3 -‬‬

‫كابي فا�ضل وقرينته‬


‫جان وجومانا تامر‬

‫تاتيانا �سكاف‬

‫حياة �أر�سالن‬

‫كلود و�أنطوان حبيب‬

‫ملكة جمال لبنان رينا �شيباني و�شقيقتها رومي‬

‫النائب جان �أوغا�سبيان وقرينته ندى‬

‫جيزيل �سكاف‪ ،‬و�سهام حاراتي‪ ،‬وروجيه �سكاف‬

‫العقيد جورج خمي�س وعقيلته ليلى‬

‫مالك و�أماني عطالله‬

‫غ�سان ونان�سي ع�ساف‬ ‫‪Issue 6 - Mars - 2013‬‬

‫‪111‬‬


‫مجتمع‬

‫العشاء السنوي لجمعية الصداقة اللبنانية‪ -‬البرازيلية‬ ‫�أحيت جمعية ال�صداقة اللبنانية البرازيلية ع�شاءها ال�سنوي في فندق فيني�سيا في ح�ضور �سفير البرازيل في لبنان وعدد من الديبلوما�سيين اللبنانيين الذين‬ ‫ربطتهم عالقات وثيقة مع تلك الدولة الالتينية �إ�ضافة الى �أع�ضاء الجمعية ورجال الأعمال وال�سيا�سة وال�صحافة في بيروت‪ .‬وقد خيمت على الأجواء مو�سيقى‬ ‫برازيلية راق�صة �أ�ضفت نوعا" من الفرح على الحا�ضرين‪..‬‬

‫‪110‬‬

‫روبير ومي جح�شان‬

‫�سلوى حجيلي وميراي نقفور‬

‫مي �شاكر وال�شيخ �أمين الخازن‬

‫�ستيفان حجي توما‪ ،‬وريجينا فنيانو�س‪ ،‬وليلى ال�صلح حماده‪ ،‬و�سفير البرازيل ولطيفة نكد‬

‫كمال وهند برهوم‬

‫�سهام و�أني�س جدعون‪ ،‬ومنى زنتوت‪ ،‬وظافر وتونيا �شاوي‬

‫العدد ‪� - 6‬آذار (مار�س) ‪٢٠١3 -‬‬


‫الفنانة غري�س ديب‬

‫مهى �سلمى‪ ،‬و�سعاد الع�شي‬

‫جورجيت بيطار‪ ،‬وفاديا حبيب‪ ،‬وهند برهوم‬

‫منى فرح‪ ،‬و�سمر ورنا �شيخاني‬

‫�سيدة �أيوب‪ ،‬و�سعدى �أنتيبل�س‬

‫نايلة وطفة‪ ،‬وفيفيان كرياكو�س‬

‫رندة رميا‪ ،‬وميراي غندور‬

‫ناديا من�صور‪ ،‬وميرا الخليل‬

‫�سينتيا حبي�ش‪ ،‬ونايلة قرقفي‬ ‫‪Issue 6 - Mars - 2013‬‬

‫‪113‬‬


‫مجتمع‬

‫"ترويقة" جمعية الحياة الخيرية اإلجتماعية‬ ‫دعت جمعية الحياة الخيرية الإجتماعية اللبنانية الى "ترويقتها" ال�سنوية في فندق فيني�سا في بيروت حيث ح�ضرها �أكثر من ‪� 700‬سيدة من �أ�صدقاء الجمعية‬ ‫�إ�ضافة الى �شخ�صيات �سيا�سية و�إجتماعية و�إقت�صادية‪ .‬وتخلل الحفل معر�ض مجوهرات "�ألمز" وغناء جميل من الفنانة غري�س ديب‪.‬‬ ‫يذكر �أن ريع الحفل يعود لدعم وم�ساعدة معهد التمري�ض والم�ستو�صف الخيري التابعين للجمعية‪.‬‬

‫رئي�سة الجمعية ليلى �سالم‪ ،‬و�صونيا غاريو�س‪ ،‬وفيفيان غانم ‪ ،‬و�أولفينا الفرزلي‬

‫لينا باز‪ ،‬و�أنجيل مينا‪ ،‬و�أدي لمع‬

‫ريتا من�صور‪ ،‬وليليان ناع�سي‬

‫‪112‬‬

‫العدد ‪� - 6‬آذار (مار�س) ‪٢٠١3 -‬‬

‫رئي�سة الجمعية ليلى �سالم مع �أع�ضاء جمعية الحياة الخيرية الإجتماعية‬

‫�سوزي �إندراو�س‪ ،‬ومونيك فواز‬

‫�صباح حيدر‪ ،‬و�صونيا غاريو�س‬



‫�آخر العنقود‬

‫‪...‬وكان الحق مع روشفوكو!‬ ‫بقلم ريمون عطااهلل‬ ‫ق��ال محدِّثي‪ ،‬إن ما تش��هده الس��احة اللبنانية اليوم من مس��تجدات‪،‬‬ ‫ال يبش��ر بالخي��ر‪ ،‬والمتفائلون بإمكانات الخروج من المش��اكل‪ ،‬وإيجاد‬ ‫الحلول لها‪ ،‬صاروا َيع��دّون للمئة قبل ان يخرجوا بما يطمئن الناس‪ ،‬ألن‬ ‫الرياح تجري عكس ما يشتهون‪.‬‬ ‫يفجر مواقف‪ ،‬وهذا هنا‪ ،‬مثل‬ ‫وأض��اف‪ ،‬كل أزمة تلد أزمات‪ ،‬وكل موقف ّ‬ ‫ذاك هناك‪ ،‬يش��بهان بعضهما في التشهير والتسفيه والتشويه والتحريف‬ ‫والتحريض‪ .‬نرى كل واحد يغني لمبتغاه‪ ،‬وال يهتم إال بما ال يهم البلد‪.‬‬ ‫طبقة سياس��ية‪ ،‬ذات خطاب متدنٍ ال يليق بالسياسة‪ ،‬ومسؤولون جاءوا‬ ‫بالصدف��ة‪ ،‬وقاعدون بالغلط‪ ،‬خالفاً لألع��راف والنصوص‪ ،‬ه ّمهم ان يبقوا‬ ‫حيث هم‪ ،‬وال حساب لآلخرين إن رضوا أو إن إعترضوا‪.‬‬ ‫وف��ي خض��م هذا التش��اؤم يجهد البعض م��ن الغيارى عل��ى البلد‪ ،‬في‬ ‫اإلس��تعانة بأفكار الماضي القريب‪ ،‬وإحياء تطلعاته‪َّ ،‬‬ ‫عل في ذلك خدمة‬ ‫وإفادة‪ ،‬لحاضر‪ ،‬س��فينته على وشك الغرق‪ ،‬وهو على شفير سقوط كبير‪،‬‬ ‫قد ال تكون قيامة من بعده‪.‬‬ ‫م��ن بين تلك الجه��ود المو َّفقة‪ ،‬العودة الى طروح��ات عادل الصلح في‬ ‫كتابين له هما‪" :‬سطور من الرسالة ‪ "1966 -‬و"حزب اإلستقالل الجمهوري‬ ‫ ‪ "1970‬صدرا حديثاً عن "دار س��ائر المش��رق" ف��ي مج ّلد واحد تحت‬‫عنوان "األبعاد التحررية لدى النخب اللبنانية" مقدمته بقلم منح الصلح‪،‬‬ ‫ومدخله بقلم محمد علي فرحات‪.‬‬ ‫أهمية هذا الكتاب تكمن في إيحاءاته بمقاربة تشبيهية تذكيرية‪ ،‬هدفها‬ ‫الحؤول دون غرق السفينة على "مبدأ أرخميدس" حيث الثقل على ثقله‪،‬‬ ‫يبقى عائماً على س��طح الماء‪ ،‬بمعادلة متوازنة مس��تقيمة‪ ،‬حسابها منها‬ ‫وفيها‪ ،‬لو إعتمدها "أهل" السياس��ة في لبن��ان‪ ،‬على مختلف إنتماءاتهم‬ ‫وتوجهاته��م‪ ،‬إلس��تراحوا وأراحوا‪ ،‬وكان البلد بألف خي��ر‪ .‬لكن أين نحن‬ ‫من ارخمي��دس ومن مبدَئه‪ ،‬الممنوع من الصرف في قاموس السياس��ة‬ ‫اللبنانية الراهنة‪ ،‬حيث الغلبة للعدد ال للمعرفة‪ ،‬وللطائفة ال للكفاءة‪.‬‬ ‫إن ما يجري اليوم في العديد من الدول العربية يؤكد الحاجة الماسة الى‬ ‫تغلي��ب عوامل الجمع على عوامل التفري��ق‪ ،‬في طريقة معالجة العرب‬ ‫لمش��اكل حاضرهم ومس��تقبلهم‪ .‬وال ب َّد من أن يدرس اإلنس��ان العربي‬ ‫النتائج الس��لبية للتأثيرات المتبادلة التي يعيش��ها العرب سواء في دول‬ ‫المشرق أو في دول المغرب‪.‬‬ ‫ف��ي مراجعة لما كتبه عادل الصلح‪ ،‬نرى أن فرنس��ا اإلنتدابية كانت هي‬ ‫الحاكم��ة‪ ،‬عندم��ا تداعى فريق م��ن الوطنيين اللبنانيي��ن‪ ،‬من مختلف‬ ‫الفئات‪ ،‬الى اإلجتماع وراء هدف واحد‪ ،‬غير ملتفين إلاّ الى ما يجمعهم‪،‬‬ ‫في وقت كانت فرنس��ا معتبرة إحدى اقوى دول العالم‪ ،‬وكان اللبنانيون‬ ‫ل��م يذوقوا بعد طعم االس��تقالل‪ ،‬وجامعة الدول العربية لم تنش��أ بعد‪،‬‬

‫‪114‬‬

‫العدد ‪� - 6‬آذار (مار�س) ‪٢٠١3 -‬‬

‫والرهان كل الرهان على وضوح هدفين ‪ ‬ال ثالث لهما‪:‬اإلستقالل والنظام‬ ‫الجمهوري‪.‬‬ ‫إرتعدت أعصاب اإلنتداب الفرنس��ي إنزعاجاً ال من الجهة الج ّيدة ألفراد‬ ‫ه��ذه المجموعة فقط‪ ،‬بل للس��داد في الفكر السياس��ي الذي تم ّيز به‬ ‫أفرادها‪.‬‬ ‫وأم��ام ثنائية كلمتين هما الجمهورية واإلس��تقالل‪ ،‬وكلتاهما مقدس��تان‬ ‫نظريا" في تاريخ فرنس��ا‪ ،‬ماذا عس��ى أن يقول الفرنسيون لشعب لبنان‪،‬‬ ‫وق��د جاء يطالب بهما على لس��ان مجموعة تضم أحرار وطن‪ ،‬ال ش��يء‬ ‫عندهم يعلو على تاريخه إرثاً وتراثاً‪.‬‬ ‫أليس من أجل الجمهورية واإلس��تقالل كانت الثورة الفرنسية‪ ،‬بل كانت‬ ‫عليهما صيغة فرنسا في العالم‪ .‬إن حصول لبنان على إستقالله في العام‬ ‫‪ ،1943‬كان نتيج��ة وص��ول زعمائه وأح��راره وأحزابه الى س��دة الحكم‪،‬‬ ‫مطالبين فرنس��ا اإلنتداب بالرحيل عن لبنان وتركه لش��عبه‪ ،‬بعدما أظهر‬ ‫جبل لبنان بقراه وبلداته‪ ،‬الحماس��ة نفس��ها التي أظهرتها مدن الساحل‬ ‫الثالث بيروت وطرابلس وصيدا‪.‬‬ ‫ي��روي ع��ادل الصلح قص��ة نضال حصل ب��ه لبنان على إس��تقالله كأول‬ ‫إس��تحقاق وطني ناله شعب من بين كل شعوب آسيا وإفريقيا‪ ،‬تلته من‬ ‫بعد سلسلة من اإلستقالالت في جهات متعددة من العالم‪.‬‬ ‫إن النض��ال الش��عبي اللبناني تجاوز لبنان بح��دوده‪ ،‬ووصل الى كل بلد‬ ‫عربي كان لفرنسا وجود إنتدابي فيه‪ ،‬وكان صوته التحذيري عالياً‪ ،‬لجمع‬ ‫العرب‪ ،‬ووحدة ص ّفهم‪ ،‬حماية لهم من أخطار التفرقة الدينية والمذهبية‬ ‫والعنصرية‪ ،‬وإق��راراً بحتمية تقدّم التواصل والتفه��م والتفاهم على ٍأي‬ ‫منها‪ ،‬إن لم نقل عليها كلها‪ .‬‬ ‫إن م��ا كتبه عادل الصلح هو في جملة ما‪ ،‬تس��جيل للوعي المبكر لدى‬ ‫نخ��ب لبناني��ة على جدلي��ة مثلث اإلس��تقالل من األجنبي‪ ،‬والتماس��ك‬ ‫الوطني والقومي‪ ،‬والنزوع النهضوي التنافس��ي مع العالم المتقدّم‪ ،‬وهو‬ ‫أيض��اً تأكيد للثوابت التي إحتاج إليها ف��ي الماضي‪ ،‬ويحتاج إليها اليوم‪،‬‬ ‫العرب في مشرقهم ومغربهم‪.‬‬ ‫إنها عودة الى الجذور في بحث العرب عن ذاتهم عبر تغلبهم على نقاط‬ ‫والتوحد والتق��دم‪ .‬وإذا كان كتاب "األبعاد‬ ‫وتمس��كهم بالتحرر‬ ‫ّ‬ ‫ضعفهم ّ‬ ‫التحرري��ة لدى النخب اللبنانية" يب��دو اآلن قديماً من حيث عمره‪ ،‬فهو‬ ‫تصح فيها المقولة الش��هيرة للكاتب الفرنسي فرنسوا‬ ‫من الكتب التي قد ًّ‬ ‫دى ال روشفوكو‪ :‬ما رأيت شيئاً جديداً إلاّ في كتاب قديم!‬ ‫ل��ن أردّد م��ا قال��ه داوود النبي‪ ،‬لكن ال خ�لاص للبن��ان اال بالعودة الى‬ ‫الج��ذور‪ .‬والمؤلم ان هذه الجذور يعرفها معظم اللبنانيين‪ ،‬وفي الوقت‬ ‫نجانا الله!‬ ‫نفسه يستمتع الكثير منهم بالتنكر لها‪ّ ...‬‬


Khalidiya Street - Abu Dhabi - UAE Tel: +971 2 6813741 brioni.com

TO BE ONE OF A KIND


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.