Issue 34

Page 1

‫حول التدخل‬ ‫كيف َّ‬ ‫اإلقليمي "حزب‬ ‫اهلل" في لبنان‬

‫اإلنتفاضة‬ ‫الفلسطينية‬ ‫والم َ‬ ‫فت َقدة‬ ‫المفقودة ُ‬

‫تركيا ُت َع ِّطش‬ ‫السكان واألراضي‬ ‫في سوريا والعراق‬

‫�شهرية ● �إقت�صادية ● ثقافية ● �إجتماعية ‪ -‬ال�سنة الثالثة ‪ -‬العدد ‪� - 34‬أيلول (�سبتمبر) ‪٢٠١5 -‬‬

‫المسألة الشيعية‬

‫في المملكة العربية السعودية‬


‫اإلفتتاحية‬ ‫�شهرية ● �إقت�صادية ● ثقافية ● �إجتماعية‬ ‫ال�سنة الثالثة ‪ -‬العدد ‪� - 34‬أيلول (�سبتمبر) ‪٢٠١5 -‬‬

‫‪www.asswak-alarab.com‬‬

‫ت�صدر من لندن عن �شركة "�أ�سواق العرب" للن�شر المحدودة‬ ‫العنوان الرئي�سي‪:‬‬ ‫‪Asswak Al-Arab Publishing Ltd‬‬ ‫‪788-790 Finchley Road‬‬ ‫‪London NW11 7TJ - United Kingdom‬‬ ‫‪Tel: +44(0)758 3320593‬‬ ‫‪Fax: +44(0)2082019448‬‬ ‫‪email: info@asswak-alarab.com‬‬ ‫‪Editor-In-Chief: Gabriel Tabarani‬‬

‫رئي�س مجل�س الإدارة ‪ /‬رئي�س التحرير‬

‫كابي طبراني ‪www.gabrielgtabarani.com -‬‬ ‫‪g.tabarani@gmail.com‬‬

‫مدير التحرير (لندن)‬

‫هاني مكارم ‪h.m.makarem@gmail.com -‬‬

‫مديرة الت�سويق ‪ -‬فيكتوريا روبرت�س‬ ‫ت�صدر في لبنان بالتعاون مع مجلة "تحت الأ�ضواء" الإقت�صادية‬ ‫ مركز ال�شرق الأو�سط للدرا�سات والعالقات العامة‪ ،‬بناية بيرال‪،‬‬‫الطابق الأول �شارع الجزائر‪ ،‬المال ‪ -‬بيروت ‪ -‬لبنان‬ ‫مدير التحرير (بيروت)‬ ‫جوزف قرداحي ‪josephkordahi@yahoo.com -‬‬ ‫مديرة الت�سويق والعالقات العامة (بيروت)‬ ‫دارين عالمه ‪darinealameh@gmail.com -‬‬ ‫مكتب المغرب‪:‬‬ ‫برومو بري�س ‪� 16 -‬شارع جياللي العريبي‬ ‫الدار البي�ضاء ‪ -‬المغرب‬ ‫الإخراج الفني‬ ‫علي كمال الدين ‪alikamallll@gmail.com -‬‬ ‫التوزيع ‪� -‬شركة الأوائل ‪ -‬بيروت ‪ -‬لبنان‬ ‫الإ�شتراكات‪:‬‬ ‫للأفراد‪ 100 :‬جنيه �إ�سترليني �أو ما يعادلها‬ ‫لل�شركات‪ 150 :‬جنيه �إ�سترليني �أو ما يعادلها‬

‫للم�ؤ�س�سات الر�سمية والبعثات الديبلوما�سية‪:‬‬

‫‪ 200‬جنيه �إ�سترليني �أو ما يعادلها‬ ‫‪Price list‬‬

‫ ‪7000‬‬ ‫‪L.L.‬‬ ‫ ‪2‬‬ ‫‪B.D.‬‬ ‫‪2 C.‬‬ ‫ ‪15‬‬ ‫‪E.P.‬‬ ‫ ‪2‬‬ ‫‪J.D.‬‬ ‫ ‪1‬‬ ‫‪K.D.‬‬ ‫ ‪1‬‬ ‫‪O.R.‬‬ ‫ ‪15‬‬ ‫‪Q.R.‬‬ ‫ ‪10‬‬ ‫‪S.R.‬‬ ‫ ‪100‬‬ ‫‪S.L.‬‬ ‫ ‪15‬‬ ‫‪Drhm.‬‬ ‫ ‪3‬‬ ‫‪Pounds.‬‬ ‫‪10 T.D‬‬ ‫‪20 MAD‬‬

‫ ‪Lebanon‬‬ ‫ ‪Bahrain‬‬ ‫ ‪Cyprus‬‬ ‫ ‪Egypt‬‬ ‫ ‪Jordan‬‬ ‫ ‪Kuwait‬‬ ‫ ‪Oman‬‬ ‫ ‪Qatar‬‬ ‫ ‪Saudi Arabia‬‬ ‫ ‪Syria‬‬ ‫ ‪UAE‬‬ ‫ ‪UK‬‬ ‫ ‪Tunis‬‬ ‫ ‪Morocco‬‬

‫المقاالت التي ُتن�شر تع ّبر فقط عن �آراء �أ�صحابها‬

‫المطلوب لإخراج لبنان من محنته‬ ‫المحتجين الشباب في لبنان عبقرية عندما دعوا حركتهم "طلعت ريحتكم"‪ .‬في كلمتين فقط‪،‬‬ ‫كانت فكرة‬ ‫ّ‬ ‫حصلة‪ ،‬والمش��اكل الهيكلية الطويلة‬ ‫الم َّ‬ ‫إختصروا على ح ّد س��واء جوه��ر األزمة الحالية حول القمامة غير ُ‬ ‫األمد التي يعاني منها بلدهم‪.‬‬ ‫على مدى الشهرين الفائتين‪ ،‬تكدّست القمامة في المدن اللبنانية فيما كان السياسيون في البالد يساومون‬ ‫على منح العقود لجمعها والتخلص منها‪ .‬إنه الصيف‪ ،‬ورائحة تعفن النفايات في كل مكان‪ .‬ولكن كما أشار‬ ‫المتظاهرون بش��كل صحيح‪ ،‬هذه الفوضى ليست سوى عالمة على تع ّفن أعمق للنظام السياسي الطائفي‬ ‫الفاسد والمشلول اآلن في لبنان‪.‬‬ ‫البرلمان ال يجتمع‪ ،‬وال يمكنه حشد األصوات الالزمة إلنتخاب رئيس للبالد؛ كما لم يش ّرع موازنة منذ ‪2005‬؛‬ ‫وم ّدد واليته مرتين ألنه لم يتم ّكن من اإلتفاق على قانون إنتخاب جديد‪ .‬والش��لل عينه ينطبق اآلن على‬ ‫الحكومة أيضاً‪.‬‬ ‫في ظل غياب مؤسسات دولة ف ّعالة‪ ،‬تتح ّول السلطة واإلمتيازات إلى العشائر والطوائف في البالد والزعماء‬ ‫اإلقطاعيي��ن الذين يديرونه��ا‪ .‬وبطريقة منحرفة‪ ،‬خدمت هذه الدولة الضعيف��ة والمتفق فيها على توزيع‬ ‫الس��لطة والمحس��وبية‪ ،‬لبعض الوقت‪ ،‬كمصدر لصمود لبنان‪ .‬وو ّفرت ألعضاء كل طائفة درجة من النفوذ‬ ‫متحجراً‪ ،‬لكنه ظل اللعبة الوحيدة في الساحة‪.‬‬ ‫والمحسوبية‪ ،‬وإستوعبت سخطهم‪ .‬وأصبح هذا النظام‬ ‫ّ‬ ‫إن الفترة صعبة اآلن‪ .‬لقد ألهبت الحرب الدموية المجاورة العواطف‪ ،‬وشارك فيها مباشرة بعض اللبنانيين‬ ‫(وأبرزهم "حزب الله") وصدّرت ‪ 1.5‬مليون الجئ س��وري إلى لبنان‪ ،‬األمر الذي وضع ضغطاً ش��ديداً على‬ ‫موارد البالد والنظام السياسي المهترىء والمتدهور‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وق��د تفاج��أ المراقبون أنه حتى مع هذه الضغوط‪ ،‬بقي البلد هادئا بش��كل ملحوظ حتى اآلن‪ .‬مظاهرات‬ ‫"طلعت ريحتكم" كانت اإلندالع األول للسخط الشعبي‪.‬‬ ‫مع ذلك‪ ،‬إن مش��كلة لبنان عميقة جداً‪ ،‬وهي لن ُتحل من طريق اإلحتجاجات الحاش��دة‪ .‬النظام الطائفي‬ ‫راس��خ ٌ جداً‪ ،‬وعلى الرغم من الثقافة السياس��ية النابضة بالحياة في لبنان والحريات النسبية‪ ،‬هناك غياب‬ ‫ملحوظ لمؤسسات سياسية وطنية غير طائفية التي يمكن أن تكون عربات للتغيير المطلوب‪.‬‬ ‫على الرغم من ذلك‪ ،‬هناك ش��يء للبناء عليه‪ .‬في تحليل إلس��تطالعات الرأي التي أجرتها "مؤسس��ة زغبي‬ ‫لخدم��ات البحوث" في لبنان على مدى الـ‪ 15‬عاماً الفائتة‪ ،‬نالح��ظ تقارباً ملحوظاً في وجهات النظر عبر‬ ‫خطوط الطوائف التي يمكن أن تش ّكل أساساً لحركة واسعة النطاق لتغيير جوهري‪.‬‬ ‫للتأكي��د‪ ،‬هن��اك قضايا تف ّرق اللبنانيين‪ .‬لكن لبنان هو البلد العربي الوحيد (حس��ب هذه اإلس��تطالعات)‬ ‫حي��ث جمي��ع الفئات الديموغرافية تعلن بأن هويتها األساس��ية األولى هي لبناني��ة‪ ،‬قبل أن تكون عربية‬ ‫أو دينية‪ .‬وعبر خطوط الطوائف‪ ،‬يحدّد جميع اللبنانيين األولويات السياس��ية عينها‪ :‬توس��يع نطاق فرص‬ ‫العمل‪ ،‬وإنهاء الفس��اد والمحسوبية‪ ،‬واإلصالح السياسي‪ ،‬وتحسين ُنظم التعليم والرعاية الصحية‪ .‬وأبرزها‪،‬‬ ‫عندما ُيطرح الس��ؤال إذا كانوا يدعمون اإلنتخابات على أساس التوزيع الطائفي الحالي أو نموذج "شخص‬ ‫واحد‪ ،‬صوت واحد" أو "نظام إنتخاب نسبي"‪ ،‬أجابت الغالبية‪ ،‬من كل مجموعة‪ ،‬بأنها تفضل الخيار األخير‪.‬‬ ‫ال ينبغي هنا الخطأ‪ ،‬إن الهياكل القائمة ستجد في النهاية وسيلة إللتقاط القمامة‪ ،‬لكنها لن تتخ ّلى طواعية‬ ‫عن إمتيازاتها‪ .‬ما يحتاجه لبنان هو حركة سياس��ية يمك��ن أن تبني برنامج إصالح وطنياً غير طائفي؛ الذي‬ ‫توحدهم؛ حركة يمكنها تقديم مرش��حين في اإلنتخابات البرلمانية‬ ‫يمكن��ه تعبئة الناس حول القضايا التي ّ‬ ‫المقبلة‪ ،‬والبدء في عملية جذب جيل جديد من القادة الى المسرح السياسي اللبناني‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫لي��س هذا هو الوقت لإلعالن عن تغيي��ر النظام‪ ،‬كما فعل بعض الكتّاب‪ ،‬واإلحتف��ال ب"العاصفة الثانية"‬ ‫ل"الربيع العربي"‪ .‬لبنان ليس مصر‪ ،‬كما أنه ليس تونس‪ .‬ال يتح ّمل هذا البلد أي إضطرابات كما أنه سوف‬ ‫لن يس��تفيد منها‪ .‬فهو ال يزال ّ‬ ‫هش��اً للغاية‪ ،‬ويفتقر إلى المؤسسات الوطنية التي يمكن أن تمتص الصدمة‬ ‫من إطاحة متطرفة للحكومة‪ ،‬كما هو حالها اآلن‪.‬‬ ‫ما يحتاجه لبنان هو تطور سياس��ي مطرد والذي ال يمكنه أن يأتي إلاّ من حركة وطنية منضبطة مع رؤية‬ ‫إستراتيجية‪ .‬وسوف لن يكون األمر سه ًال‪ ،‬كما أن التغيير لن يأتي بسرعة‪ .‬ولكن في الواقع ليس هناك من‬ ‫بديل‪.‬‬

‫كابي طبراني‬

‫‪Issue 34 - September - 2015‬‬

‫‪3‬‬



‫‪72‬‬

‫‪76‬‬

‫‪80‬‬

‫الغاز الطبيعي‬

‫النفط‬

‫النفط‬

‫إكتشاف حقل غاز عمالق‬ ‫ّ‬ ‫يقض‬ ‫في المياه المصرية‬ ‫مضجع اإلسرائيليين‬

‫قطاع النفط في الكويت‪:‬‬ ‫طموحاته كبيرة وواقعه‬ ‫ملبد بالمشاكل‬ ‫ّ‬

‫كيف ُت ِّ‬ ‫شكل آسيا‬ ‫مستقبل الطاقة‬ ‫العالمية‬

‫‪25‬‬

‫كلمة خبير‬ ‫ّ‬ ‫أي لبنان نريد؟‬

‫‪86‬‬

‫‪37‬‬

‫رأي خبير‬ ‫اللعبة الجيو ‪ -‬إقتصادية‬ ‫الجديدة في الشرق األوسط‬

‫‪49‬‬

‫بكل هدوء‬ ‫معركة المحاسبة‬ ‫والمصالحة في تونس‬

‫تحقيق الشهر‬

‫‪93‬‬

‫تركيا ِّ‬ ‫تعطش السكان‬ ‫واألراضي في سوريا‬ ‫والعراق لتطوير زراعتها!‬

‫المنبر اإلجتماعي‬ ‫اإلسالمو فوبيا‬

‫‪94‬‬

‫‪98‬‬

‫‪104‬‬

‫‪101‬‬

‫عالم المرأة‬

‫فنون‬

‫الفن السابع‬

‫هل التعليم مفتاح‬ ‫تمكين المرأة في المملكة‬ ‫العربية السعودية؟‬

‫الرجل الذي أدخل‬ ‫الحرف العربي إلى عالم‬ ‫الكومبيوتر واإلنترنت‬

‫جنوب أفريقيا‬ ‫تذهب إلى السينما‬

‫‪114‬‬

‫الموقف الثقافي‬ ‫الفن والسياسة‪...‬‬ ‫من معين شريف‬ ‫إلى جوليا بطرس!‬

‫آخر العنقود‬ ‫الموت غير الرحيم‬


‫حول التدخل‬ ‫كيف َّ‬ ‫اإلقليمي "حزب‬ ‫اهلل" في لبنان‬

‫�ل�سنة �لثالثة ‪� -‬لعدد ‪� - 34‬أيلول (�سبتمبر) ‪٢٠١5 -‬‬

‫اإلنتفاضة‬ ‫الفلسطينية‬ ‫والمفتَ َقدة‬ ‫المفقودة ُ‬

‫في هذا العدد‬

‫تركيا تُ عَ ِّطش‬ ‫السكان واألراضي‬ ‫في سوريا والعراق‬

‫�سهرية ● �إقت�سادية ● ثقافية ● �إجتماعية ‪� -‬ل�سنة �لثالثة ‪� -‬لعدد ‪� - 34‬أيلول (�سبتمبر) ‪٢٠١5 -‬‬

‫المسألة الشيعية‬

‫في المملكة العربية السعودية‬ ‫‪3rd Year - Issue 34 - September - 2015‬‬

‫‪ABU DHABI - KHALIDIYA STREET - TEL: 02 6813141‬‬ ‫‪AL MARYAH ISLAND - SOWWAH SQUARE - TEL: 02 6266730‬‬

‫‪38‬‬

‫الخليج العربي‬ ‫موضوع الغالف‬

‫المسألة الشيعية‬ ‫في المملكة‬ ‫العربية السعودية‬

‫‪20‬‬

‫‪26‬‬

‫‪30‬‬

‫‪44‬‬

‫لبنان‬

‫فلسطين‬

‫وجهة نظر‬

‫ُعمان‬

‫حول‬ ‫كيف َّ‬ ‫التدخل اإلقليمي‬ ‫"حزب اهلل" في لبنان‬

‫اإلنتفاضة الفلسطينية‬ ‫المفقودة‬ ‫والم َ‬ ‫فت َقدة‬ ‫ُ‬

‫الدولة التي ترتكز‬ ‫على الدين‬ ‫ليست لمصلحة العرب‬

‫ُعمان تضع الروابط‬ ‫النهائية في سلسلة‬ ‫الخدمات اللوجستية‬

‫‪52‬‬

‫‪56‬‬

‫‪60‬‬

‫‪68‬‬

‫بورصات‬

‫عمالت‬

‫مصارف‬

‫قطاع الطاقة‬

‫اإلكتتابات العامة‬ ‫شعل السوق‬ ‫األولية ُت ِ‬ ‫المالية في مصر‬

‫بكين تدفع اليوان‬ ‫إلى العالمية‬ ‫لتأكيد مكانتها‬

‫القطاع المصرفي‬ ‫في الهند‬ ‫على مفترق طرق‬

‫إستراتيجية طموحة‬ ‫"تثور" قطاع الطاقة‬ ‫ِّ‬ ‫في األردن‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫‪ %70‬من اللبنانيين يتو ّقعون تدهور و�ضعهم المالي‬ ‫�أطل ��ق بن ��ك بيبلو� ��س‪ ،‬بالتع ��اون م ��ع الجامعة‬ ‫الأميركية في بيروت عبر كلية �س ��ليمان العليان‬ ‫لإدارة الأعم ��ال‪ ،‬نتائ ��ج "م�ؤ�ش ��ر بن ��ك بيبلو�س‬ ‫والجامعة الأميركية في بيروت لثقة الم�س ��تهلك‬ ‫في لبنان" عن الن�صف الأول من �سنة ‪.2015‬‬ ‫و�أظهرت النتائ ��ج "�إنخفا�ض الم�ؤ�شر في كانون‬ ‫وتح�سنه في‬ ‫الثاني (يناير) و�شباط (فبراير)‪ّ ،‬‬ ‫�آذار (مار�س)‪ ،‬وتراجعه ف ��ي ني�سان (�إبريل)‪،‬‬ ‫و�إرتفاع ��ه ب�ش ��كل طفي ��ف ف ��ي �أي ��ار (ماي ��و)‬ ‫وحزي ��ران (يونيو) ‪ .2015‬وبل ��غ معدل الم�ؤ�شر‬ ‫ال�شه ��ري ‪ 37,7‬نقط ��ة ف ��ي الف�ص ��ل الأول م ��ن‬ ‫ال�سن ��ة‪� ،‬أي م ��ن دون تغيير ع ��ن الف�صل الرابع‬ ‫من ‪ ،2014‬كما ارتف ��ع بن�سبة ‪ %4,3‬في الف�صل‬ ‫الثان ��ي م ��ن ‪� 2015‬إلى معدل �شه ��ري بلغ ‪39,3‬‬ ‫التح�سن في الف�ص ��ل الثاني من‬ ‫نقط ��ة‪ .‬ورغ ��م‬ ‫ّ‬ ‫‪ ،2015‬اعتب ��ر ‪ %79,7‬م ��ن اللبنانيي ��ن الذي ��ن‬ ‫�شمله ��م اال�ستطالع �أن و�ضعه ��م المالي ال يزال‬ ‫"�أ�سو�أ" مما كان عليه قبل �ستة �أ�شهر‪ ،‬في حين‬ ‫�أ�ش ��ار ‪ %4,3‬م ��ن المواطني ��ن �إل ��ى �أن و�ضعهم‬ ‫المال ��ي الحالي هو "�أف�ضل" مم ��ا كان عليه في‬ ‫الأ�شهر ال�ست ��ة ال�سابقة‪ ،‬وذكر ‪� %16‬أن و�ضعهم‬ ‫المالي بقي على حاله"‪.‬‬ ‫وف ��ي تحلي ��ل لنتائ ��ج الم�ؤ�ش ��ر‪� ،‬أ�ش ��ار كبي ��ر‬ ‫االقت�صاديي ��ن ومدير ق�سم البح ��وث والتحاليل‬ ‫االقت�صادي ��ة في بن ��ك بيبلو�س ن�سي ��ب غبريل‪،‬‬

‫�إل ��ى �أن "الق�ضاي ��ا ال�سيا�سي ��ة والأمنية ال تزال‬ ‫تلق ��ي بثقلها على ثق ��ة الم�ستهل ��ك"‪ .‬وقال "�إن‬ ‫المخاوف من �إت�س ��اع رقعة المواجهة في كانون‬ ‫الثان ��ي (يني ��ار) بي ��ن "ح ��زب اهلل" والق ��وات‬ ‫الإ�سرائيلية على الحدود الجنوبية‪ ،‬والخروقات‬ ‫الأمنية في طرابل�س‪ ،‬وحال المراوحة في م�س�ألة‬ ‫الجنود المخطوفي ��ن من الجماعات االرهابية‪،‬‬ ‫�أث ��رت �سلب� � ًا ف ��ي ثق ��ة الم�ستهل ��ك اللبناني في‬ ‫خالل الف�صل الأول من ‪.2015‬‬ ‫�أ�ضاف‪" :‬كذل ��ك �أدى الف�ش ��ل المتكرر لمجل�س‬ ‫النواب ف ��ي انتخاب رئي� ��س للجمهورية والآفاق‬ ‫ال�سيا�سي ��ة الم�س ��دودة الناتج ��ة م ��ن ذل ��ك‪،‬‬ ‫وع ��دم الإ�ستقرار الوظيف ��ي الناجم عن الركود‬ ‫االقت�ص ��ادي‪� ،‬إل ��ى تقوي� ��ض ثق ��ة الم�ستهل ��ك‬ ‫اللبناني في خالل الف�صلي ��ن الأول والثاني من‬ ‫‪.2015‬‬

‫ن�سيب غبريل‬

‫تراجع معامالت البيع العقار ّية في لبنان‬ ‫�أ�شارت االرقام ال�ص ��ادرة عن المديرية العامة‬ ‫لل�ش� ��ؤون العقاري ��ة ال ��ى تباط� ��ؤ ن�سبي ف ��ي �أداء‬ ‫القطاع العقاري ف ��ي لبنان خالل تموز (يوليو)‬ ‫‪ ،2015‬اذ تراجع عدد المعامالت العقارية الى‬ ‫‪ 5074‬معامل ��ة في حزي ��ران (يوني ��و) الفائت‪.‬‬ ‫كذلك تراجع عدد المعام�ل�ات العقارية بن�سبة‬ ‫قاربت ‪ 13,23‬في المئة على �صعيد تراكمي الى‬ ‫‪ 33,797‬معامل ��ة خالل اال�شه ��ر ال�سبعة االولى‬ ‫من ‪ ،2015‬مقارنة بـ‪ 38,949‬معاملة في الفترة‬ ‫نف�سه ��ا م ��ن الع ��ام المن�ص ��رم‪ .‬ف ��ي المقابل‪،‬‬ ‫�إرتفع ��ت قيمة المعام�ل�ات العقارية خالل تموز‬ ‫(يولي ��و) الفائ ��ت ال ��ى ‪ 785.33‬ملي ��ون دوالر‬

‫مقارن ��ة ب� �ـ‪ 679.03‬ملي ��ون دوالر ف ��ي حزيران‬ ‫(يوني ��و) ‪ .2015‬وت�شي ��ر �إح�ص ��اءات المديرية‬ ‫العامة لل�ش�ؤون العقارية الى ان قيمة المعامالت‬ ‫العقاري ��ة تراجعت على �أ�سا� ��س تراكمي بن�سبة‬ ‫و�صل ��ت ال ��ى ‪ 14,26‬ف ��ي المئ ��ة �سنوي� � ًا ال ��ى‬ ‫نحو‪ 4,37‬مليارات دوالر خالل �أول ‪� 7‬أ�شهر من‬ ‫ال�سن ��ة الجارية‪ ،‬مقارنة ب� �ـ ‪ 5,1‬مليارات خالل‬ ‫الفت ��رة ذاته ��ا م ��ن ‪ .2014‬كما تراجع ��ت قيمة‬ ‫المعاملة العقارية الواح ��دة الى نحو ‪129,390‬‬ ‫دوالر ًا حتى نهاية تموز (يوليو) الما�ضي مقارنة‬ ‫بـ ‪ 131,016‬دوالر ًا خالل الفترة ذاتها من العام‬ ‫الفائت‪.‬‬

‫الموجز اللبناني‬ ‫ُتظه���ر الأرقام ال�ص���ادرة عن البن���ك الدولي‬ ‫حول و�ض���ع لبن���ان البيئي‪ ،‬ان عدد �س���كان المدن‬ ‫يمثل ‪ %87,5‬من �إجمالي عدد ال�س���كان في البالد‪،‬‬ ‫مقارن���ة ب���ـ‪ %60,1‬ف���ي منطقة ال�ش���رق الأو�س���ط‬ ‫و�ش���مال �أفريقيا‪ ،‬و‪ %61,8‬ف���ي دول ذات الدخل‬ ‫المتو�سط الى المرتفع‪ ،‬و‪ %53‬في العالم‪.‬‬ ‫وت�ش���ير الأرق���ام �إل���ى �أن الأرا�ض���ي الزراعي���ة في‬ ‫لبنان تمثل ‪ %72‬من م�س���احة الأرا�ضي في البالد‪،‬‬ ‫�أي �أعلى بكثير من معدل منطقة ال�ش���رق الأو�س���ط‬ ‫و�ش���مال �أفريقيا والذي يبل���غ ‪ ،%23‬ومعدل دول‬ ‫ذات الدخ���ل المتو�س���ط الى المرتف���ع والذي يبلغ‬ ‫‪ ،%44‬والمعدل العالمي والذي يبلغ ‪.%38‬‬ ‫ا�س���تناداً الى �إح�ص���اءات نقابة المهند�سين‪،‬‬ ‫تراجع���ت م�س���احات البن���اء المرخ�ص���ة ف���ي لبنان‪،‬‬ ‫والت���ي تعك����س توقع���ات م�س���توى العر����ض في‬ ‫القط���اع العقاري‪ ،‬الى ‪ 809,297‬متراً مربعا ً خالل‬ ‫�ش���هر تموز (يوليو) من الع���ام ‪ ،2015‬مقارنة مع‬ ‫‪ 856,129‬متراً مربعا ً في �ش���هر حزيران (يونيو)‪.‬‬ ‫�أما على �ص���عيد تراكمي‪ ،‬فقد تراجعت م�س���احات‬ ‫البن���اء المرخ�ص���ة بن�س���بة ‪� %18,92‬س���نويا ً‪ ،‬الى‬ ‫‪ 5,704,555‬مت���راً مربعا ً خالل اال�ش���هر ال�س���بعة‬ ‫االولى من ‪ ،2015‬مقابل ما يقارب ‪7,035,922‬‬ ‫متراً مربعا ً في الفترة نف�سها من العام ال�سابق‪.‬‬ ‫�أما بالن�س���بة الى التوزيع الجغرافي لرخ�ص البناء‪،‬‬ ‫فقد بقيت محافظة جبل لبنان في ال�ص���دارة لجهة‬ ‫م�ساحات البناء المرخ�صة مع حوالى ‪3,245,466‬‬ ‫متراً مربعا ً اي ما يقارب ‪ %56,89‬من �إلم�س���احات‬ ‫االجمالية المرخ�ص���ة للبناء‪ ،‬تلتها محافظة الجنوب‬ ‫م���ع ‪ 804,747‬مت���راً مربعا ً اي حوال���ى ‪%14,11‬‬ ‫م���ن الم�س���احات االجمالي���ة‪ ،‬وم���ن ث���م البق���اع مع‬ ‫‪ 589,750‬مت���راً مربع���ا ً اي ‪ ،%10,34‬ومحافظ���ة‬ ‫النبطية م���ع ‪� ،584,902‬أي حوالى ‪ ،%10,25‬مع‬ ‫العل���م ب����أن محافظة ال�ش���مال ال تت�ض���من الرخ�ص‬ ‫المعطاة من نقابة المهند�سين في ال�شمال‪.‬‬ ‫�أظه����ر "م�ؤ�ش����ر جمعي����ة تج����ار بي����روت –‬ ‫فرن�س����بنك لتج����ارة التجزئة" للف�ص����ل الثاني من‬ ‫َ‬ ‫�سنة ‪ 2015‬تراجعا ً في الأ�سعار وزيادة العرو�ض‬ ‫في معظم قطاعات تج����ارة التجزئة على �أنواعها‪،‬‬ ‫م�ش����يراً الى � َّأن �أ�س����واق تجارة التجزئة ال تزال في‬ ‫انتظ����ار مفاعي����ل تراجع الأ�س����عار‪ ،‬م����ع الأمل في‬ ‫�أن ت�����ؤ ّدي بنية الأ�س����عار المخفو�ض����ة �إلى تحريك‬ ‫ال����دورة التجاري����ة وانتعا�ش����ها‪" .‬لك����ن يب����دو � َّأن‬ ‫العوام����ل الخارجي����ة غي����ر الإقت�ص����ادية‪ ،‬المحلية‬ ‫منه����ا والإقليمية‪ ،‬والتي تكب����ح �إعادة الحركة الى‬ ‫الأ�س����واق‪ ،‬ال تزال هي الأق����وى والأكثر ت�أثيراً في‬ ‫�أداء معظم القطاعات"‪.‬‬ ‫‪Issue 34 - September - 2015‬‬

‫‪7‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون لبنانية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫الموقف اللبناني‬

‫�أزمة القمامة وم�ستقبل لبنان ال�سيا�سي‬ ‫كان ��ت "الق�ش ��ة الت ��ي ق�صم ��ت ظه ��ر البعي ��ر"‪ ،‬ق ��ال رئي� ��س ال ��وزراء اللبنان ��ي تم ��ام‬ ‫�س�ل�ام‪ ،‬معرب� �اً عن ت�أيي ��ده للإحتجاجات الم�ستمرة في �أنح ��اء البالد �ضد حكومته‬ ‫الت ��ي ف�شل ��ت لأكث ��ر م ��ن �شهر ون�ص ��ف في جم ��ع جبال القمام ��ة في �ش ��وارع بيروت‬ ‫و�ضواحيه ��ا‪ .‬كان بيان� �اً �سخيف� �اً لكن ��ه كا�شف؛ الطبق ��ة ال�سيا�سية في لبن ��ان هي �إما‬ ‫غافل ��ة ب�ش ��كل مذهل ع ��ن ق�صورها‪� ،‬أو ربما �أ�سو�أ من ذل ��ك‪ ،‬بارعة للغاية في تجنب‬ ‫الم�س�ؤولية عن �أيٍّ من متاعب البالد‪.‬‬ ‫ي ��ا حب ��ذا لو كان ��ت الم�شكل ��ة تقت�صر فق ��ط على خدم ��ات ال�صرف ال�صح ��ي‪ .‬ن�صف‬ ‫ال�شع ��ب فقط مرتبط ب�إمدادات المياه الر�سمية‪ ،‬التي معظمها بالكاد يعمل‪� .‬أقلية‬ ‫�صغي ��رة فق ��ط تح�ص ��ل عل ��ى التغطي ��ة الكهربائي ��ة ال�شامل ��ة؛ والباقي عل ��ى تقنين‬ ‫التي ��ار الكهربائ ��ي ال�ص ��ارم �أو يعي� ��ش في الظ�ل�ام‪� .‬أكثر من ثلث ال�شب ��اب في لبنان‬ ‫عاطل ��ون من العمل‪ .‬التعليم العام ه ��و �أ�ضمن طريق للبطالة في المدى الطويل‪.‬‬ ‫الرعاية ال�صحية الحكومية هي �أمنية موت؛ مُكلفة‪ ،‬والت�أمين الخا�ص ال بد منه‪.‬‬ ‫الأم ��ن لي� ��س لل�صال ��ح الع ��ام‪ ،‬ب ��ل خدم ��ة �إنتقائي ��ة‪ .‬كل طائف ��ة كبيرة لديه ��ا قوات‬ ‫�شرطته ��ا ووكال ��ة تج�س�س خا�صة به ��ا‪ٌ .‬‬ ‫بع�ض‪ ،‬مثل "ح ��زب اهلل"‪ ،‬لديه جي�ش‪ .‬لي�س‬ ‫م ��ن الم�ستغ ��رب �أن العدي ��د م ��ن الجرائ ��م يمر م ��ن دون عقاب في لبن ��ان‪ ،‬فت�سريح‬ ‫ال�سجن ��اء �إل ��ى الحري ��ة يت ��م قب ��ل الأوان‪ .‬ف ��ي مث ��ال ب ��ارز‪� ،‬إن قتل ��ة رئي� ��س ال ��وزراء‬ ‫اللبنان ��ي ال�ساب ��ق رفيق الحريري ال ��ذي �إغتيل في ‪ ،2005‬لم يتم بعد تقديمهم �إلى‬ ‫العدالة‪ .‬الالجئون ال�سوريون ي�ش ّكلون ما يقرب من ربع �سكان لبنان ‪� --‬أعلى عدد‬ ‫الجئين بالن�سبة �إلى الفرد في العالم‪ ،‬وهذا من دون ع ّد الالجئين الفل�سطينيين‬ ‫الذين ينت�شرون في مخيمات في جميع �أنحاء البالد‪ ،‬والذين ي�شكلون نحو ع�شرة‬ ‫في المئة من �سكان لبنان‪.‬‬ ‫كثيرون يقولون �أن جذور الم�شكلة تعود �إلى زعزعة الإ�ستقرار الناجمة عن �سنوات‬ ‫م ��ن الح ��رب الأهلية والتدخل الأجنب ��ي الم�ستمر‪ .‬كان لبن ��ان مزدهراً ويعمل على‬ ‫م ��ا ي ��رام‪ ،‬تذهب الحجة‪ ،‬حتى ت�آمرت الدول الأجنبي ��ة �ضده و�إندلعت الحرب على‬ ‫�أر�ض ��ه ف ��ي الع ��ام ‪ .1975‬ولكن المتظاهرين ف ��ي لبنان �سمعوا بما في ��ه الكفاية من‬ ‫ه ��ذه الأعذار‪ .‬وه ��م يعتقدون‪ ،‬كما �أنا �أعتقد �أي�ضاً‪ ،‬ب�أن درب القمامة الحالي يمكن‬ ‫تتبعه والعودة به �إلى النظام ال�سيا�سي الفا�سد في البالد‪ ،‬وال �شيء غير ذلك‪.‬‬ ‫الإحتجاج ��ات الجاري ��ة لي�ست فقط حول �أداء الحكوم ��ة ‪� --‬إنها على و�شك �صناعة‬ ‫�إنف�ص ��ال نظيف م ��ع التاريخ من خالل التخل�ص من الهي ��كل ال�سيا�سي في البالد‪.‬‬ ‫بع�ضهم يجادل ب�أن النظام اللبناني كما هو غير قابل للإ�صالح‪� .‬إن تركيبة تمثيله‬ ‫ال�سيا�س ��ي‪ ،‬الت ��ي �صنعه ��ا ود ّونه ��ا ثالثة رج ��ال دولة في لبن ��ان في �أوائ ��ل �أربعينات‬ ‫الق ��رن الفائ ��ت‪ ،‬ق ��د �إنته ��ت �صالحيته ��ا‪ .‬كل م ��ا تفعله‪ ،‬كم ��ا يقولون‪ ،‬ه ��و الحفاظ‬ ‫عل ��ى �إقطاعي ��ات �سيا�سية‪ ،‬وت�شجيع المح�سوبية‪ ،‬وتولي ��د الجمود‪ ،‬ومنع الإ�صالح‪.‬‬ ‫ونتيج ��ة لذل ��ك‪ ،‬لبنان غير ق ��ادر على خلق حكومة فاعل ��ة وم�ؤ�س�سات دولة وطنية‪،‬‬ ‫وجي� ��ش ق ��وي‪ .‬طالما �إ�ستمر هذا النظام ف�إن لبنان �سيبقى رهينة للتدخل الأجنبي‬ ‫وبعي ��داً م ��ن �أي �إ�ستق�ل�ال و�سي ��ادة‪ .‬ولهذا‪ ،‬ينبغ ��ي �أن ينتقل �إل ��ى ديموقراطية غير‬ ‫طائفية من خالل قانون �إنتخابي جديد يمنح ال�سيا�سيين ال�صادقين‪ ،‬والفاعلين‪،‬‬ ‫وغير الطائفيين فر�صة للفوز للو�صول �إلى البرلمان والحكومة‪.‬‬ ‫ال�ش ��ك �أن المتظاهري ��ن يري ��دون تحقي ��ق �ش ��يء‪ ،‬ولك ��ن ال�صعوب ��ات تب ��دو مكدَّ�سة‬ ‫�أمامه ��م و�ضدهم‪� .‬أو ًال‪ ،‬لي�س م ��ن الوا�ضح �أن الغالبية في لبنان تريد �إعادة تكوين‬ ‫النظ ��ام ال�سيا�س ��ي‪ .‬ف ��ي الواق ��ع‪ ،‬ربم ��ا من الأ�ص ��ح الق ��ول �أن معظمه ��م‪ ،‬لأنهم غير‬ ‫را�ضي ��ن تماماً عن الحكومة‪ ،‬هم �أكث ��ر �إهتماماً في الإ�صالح‪ ،‬ولي�س تغيير النظام‪.‬‬ ‫ه� ��ؤالء النا� ��س يقول ��ون ان النظ ��ام في الب�ل�اد �سمح للبن ��ان الهروب م ��ن الإ�ستبداد‬ ‫والثيوقراطي ��ة‪ .‬وتحم ��ل ال�ضواب ��ط والتوازن ��ات ف ��ي الب�ل�اد ف ��ي ثناياه ��ا عوام ��ل‬

‫‪6‬‬

‫العدد ‪� - 34‬أيلول (�سبتمرب) ‪٢٠١5 -‬‬

‫تمن ��ع �أي طائف ��ة م ��ن الهيمن ��ة عل ��ى الأخ ��رى‪ ،‬و�ضم ��ان �أن كل مجموع ��ة تح�ص ��ل‬ ‫عل ��ى قطع ��ة م ��ن الكعكة ال�سيا�سي ��ة وتتعاي�ش م ��ع كل المجموع ��ات الأخرى‪ .‬هناك‬ ‫حكوم ��ة مركزي ��ة‪ ،‬ولك ��ن النظام ي�ضمن �أي�ض� �اً الكثير من الحك ��م الذاتي ال�سيا�سي‬ ‫والإقت�ص ��ادي ف ��ي الب�ل�اد‪ ،‬بحي ��ث يمك ��ن �أن ُتحك ��م كل منطق ��ة وفق� �اً لتف�ضي�ل�ات‬ ‫الدوائر الإنتخابية الخا�صة بها‪.‬‬ ‫ويعت ��رف اللبناني ��ون الم�ؤي ��دون للو�ض ��ع الحال ��ي ب�أن النظ ��ام يمك ��ن �أن ي�ستفيد من‬ ‫�إ�صالح ��ات لجعل ��ه �أكثر حداثة وعلى �أ�سا�س الجدارة‪ ،‬ولك ��ن �أي �إعادة توجيه جذرية‬ ‫لل�سيا�س ��ة �ستدع ��و الفو�ض ��ى وال�ص ��راع‪ .‬ب�إخت�ص ��ار‪ ،‬نع ��م للحك ��م الر�شي ��د‪ ،‬ال لقواعد‬ ‫�سيا�سي ��ة جدي ��دة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ال �ش ��يء يمكنه �أن يكون �أكثر �ض ��رراً برفاه لبنان‪ .‬نظام‬ ‫البلد القائم على المحا�ص�صة هو بب�ساطة ال يمكن تحمله؛ فهو يقتل تكوين الدولة‪،‬‬ ‫ويق�سم الأمة الأمر الذي يحول دون الإندماج الإجتماعي‪ ،‬ويدفع التقدم في البالد‬ ‫ّ‬ ‫نحو الديموقراطية الكاملة ‪ --‬هدف مد َّون في الد�ستور اللبناني ‪ --‬بعيداً‪.‬‬ ‫العام ��ل الآخ ��ر ال ��ذي يعم ��ل �ض ��د المتظاهرين ه ��و �أن الق ��وى الإقليمي ��ة التي لها‬ ‫ت�أثير كبير في ال�سيا�سة في بيروت ّ‬ ‫تف�ضل الو�ضع الراهن‪ .‬في وقت ي�شتعل الو�ضع‬ ‫ف ��ي الع ��راق وليبيا و�سوريا واليمن‪ ،‬ف�إن �إعادة هند�س ��ة نظام لبنان قد تك ّلف البالد‬ ‫التوازن ّ‬ ‫اله�ش وتو�سيع قو�س الأزمة في منطقة ال�شرق الأو�سط‪ .‬وعالوة على ذلك‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ف�إن نظاماً لبنانيا �أكثر تمثيال و�شفافية وم�ساءلة على الأرجح �أنه يق ّو�ض م�صالح‬ ‫العم�ل�اء المحليين لهذه الدول الإقليمي ��ة‪ .‬لن�ست�شهد بب�ضعة �أمثلة‪ ،‬الأمين العام‬ ‫ل"ح ��زب اهلل" ال�سي ��د ح�سن ن�صر اهلل وزعيم "تي ��ار الم�ستقبل" �سعد الحريري لم‬ ‫يكن ب�إ�ستطاعتهما البقاء وال�صمود كل هذا الوقت لوال �أن �إيران والمملكة العربية‬ ‫ال�سعودي ��ة‪ ،‬عل ��ى التوالي‪ ،‬لم تموالهما وتحميا حياتهم ��ا ال�سيا�سية‪ .‬ال عجب‪� ،‬إذن‪،‬‬ ‫�أن زعم ��اء الطوائ ��ف الرئي�سية في لبنان قد �أ�ص ��دروا �أوامرهم ال�صارمة لناخبيهم‬ ‫بعدم الإن�ضمام �إلى حركة المتظاهرين‪.‬‬ ‫حتى �إذا كانت الأرقام لي�ست في �صالح المتظاهرين‪ ،‬فال يمكن الإنكار �أن تحركهم‬ ‫يعتبر تاريخياً‪ .‬في الواقع‪ ،‬منذ ت�أ�سي�س الجمهورية‪ ،‬لم تنوجد مثل هذه ال�شريحة‬ ‫الوا�سعة من المجتمع التي ت�شكك ب�شكل وا�ضح وعلني بالنظام ال�سيا�سي اللبناني‪،‬‬ ‫�أو تدعو �إلى �إ�صالح �شامل له‪ .‬في ال�سنوات الأخيرة‪ ،‬عُقدت حوارات وطنية لبنانية‬ ‫ع ��دة ح ��ول �س�ل�اح "ح ��زب اهلل" والإ�ستراتيجي ��ة الدفاعي ��ة الوطنية‪ .‬ومم ��ا ال يثير‬ ‫الده�ش ��ة‪ ،‬فل ��م ت� ��ؤ ِّد �إل ��ى �ش ��يء‪ ،‬ذل ��ك لأن كل ه ��ذه الق�ضاي ��ا عر�ضية وه ��ي �أعرا�ض‬ ‫لم�شاكل �أعمق‪ .‬الق�ضية الحقيقية هي وكانت دائماً النظام الفا�شل في البالد‪.‬‬ ‫لقد �سعت الحكومة اللبنانية فعلياً بال خجل �إلى طلب م�ساعدة �أجنبية لحل �أزمة‬ ‫القمام ��ة‪ .‬وم ��ن الممكن �أي�ضاً �أن يح�ص ��ل المتظاهرون على رغبته ��م‪� ،‬إذا �إ�ستمروا‬ ‫بالتظاه ��ر‪ ،‬ب�إ�ستقال ��ة وزير البيئ ��ة اللبناني ووزير الداخلية م ��ن من�صبيهما‪ .‬حتى‬ ‫�أنه ��م ق ��د ينجح ��ون بال�ضغ ��ط من �أج ��ل ح ��ل البرلم ��ان اللبنان ��ي و�إنتخ ��اب رئي�س‬ ‫جدي ��د‪( .‬البالد بال رئي� ��س للجمهورية منذ �أكثر من �سنة)‪ .‬ولكن ما بد�أوه‪ ،‬وربما‬ ‫حت ��ى م ��ن دون معرفة‪ ،‬هو �أكثر عمق� �اً بكثير‪ .‬لقد �أجبروا البلد ب�أكمله‪ ،‬وربما حتى‬ ‫جيران ��ه‪ ،‬عل ��ى التعامل م ��ع بع�ض الم�سائ ��ل ال�سيا�سية الرئي�سي ��ة‪ ،‬الأمر الذي حدا‬ ‫ب�سيا�سيي البالد �إلى �إجراء طاولة حوار والتي من المرجح �أن ال ت�ؤدي �إلى نتيجة‪.‬‬ ‫بالنظ ��ر �إل ��ى دوره التقلي ��دي كمرك ��ز فك ��ري في العال ��م العربي‪ ،‬لي� ��س هناك مكان‬ ‫�أف�ض ��ل من بي ��روت لإجراء مناق�شة �صادق ��ة حول م�ستقبل الحك ��م اللبناني‪ .‬ولكن‬ ‫ه ��ذا الحدي ��ث ه ��و �أهم م ��ن �أن يقت�ص ��ر عل ��ى "الم�شاج ��رة" اللبنانية‪ .‬فيم ��ا يكافح‬ ‫ال�ش ��رق الأو�س ��ط م ��ع �أ�سئلة ح ��ول ال�شرعية ال�سيا�سي ��ة والعق ��د االجتماعي‪ ،‬ينبغي‬ ‫على الجميع الإ�ستماع والم�شاركة في النقا�ش‪.‬‬

‫بيروت ‪ -‬رئيف عمرو‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫عجز مزمن في الميزان التجاري اللبناني‬ ‫يعان ��ي المي ��زان التج ��اري اللبنان ��ي م ��ن عجز‬ ‫مزم ��ن نتيج ��ة ارتفاع قيم ��ة اال�ستي ��راد بن�سبة‬ ‫تف ��وق ا�ضعاف قيم ��ة ال�ص ��ادرات‪ ،‬وذلك بفعل‬ ‫تراج ��ع االنت ��اج الزراع ��ي وال�صناع ��ي �أو فقده‬ ‫للق ��درة التناف�سية حي ��ال اال�سع ��ار �أو الجودة‪.‬‬ ‫وبل ��غ العج ��ز ف ��ي المي ��زان التجاري ف ��ي العام‬ ‫‪ 2014‬نح ��و ‪ 17.2‬ملي ��ار دوالر في مقابل عجز‬ ‫بقيمة ‪ 765‬مليون ًا في العام ‪.1974‬‬ ‫وفي تط ��ور العجز في الميزان التج ��اري‪� ،‬أوردت‬ ‫"الدولي ��ة للمعلومات" ان ��ه نتيجة تراجع االنتاج‬ ‫والق ��درة التناف�سية للمنتجات وال�سل ��ع اللبنانية‪،‬‬ ‫وارتفاع اال�ستيراد في ظ ��ل نظام االقت�صاد الحر‬ ‫ال ��ذي يعتم ��ده لبن ��ان‪ ،‬ب ��د�أ العجز ف ��ي الميزان‬ ‫التجاري باالرتفاع �سنة تلو �أخرى‪ .‬فقبل الحرب‪،‬‬ ‫اي ف ��ي الع ��ام ‪ ،1975‬كانت ن�سب ��ة العجز ال تزيد‬ ‫ع ��ن ‪ .%53‬وارتفعت الى ‪ %290‬ف ��ي العام ‪،1980‬‬ ‫وبعد ا�ستقرار االو�ضاع وانتهاء الحرب زاد العجز‬

‫بن�سبة كبي ��رة فو�صل في الع ��ام ‪ 1995‬الى ‪%585‬‬ ‫وال ��ى ‪ %772‬في الع ��ام ‪ 2000‬وكان ��ت اعلى ن�سبة‬ ‫في العام ‪ 1997‬اذ و�صلت الى ‪ %1052‬وانخف�ضت‬ ‫ال ��ى ‪ %322‬ف ��ي العام ‪ ،2010‬ومن ث ��م عادت الى‬ ‫االرتفاع وبلغت ‪ %518‬في العام ‪ .2014‬وتراجعت‬ ‫ال�ص ��ادرات من ‪ 4.433‬ماليي ��ن دوالر في العام‬ ‫‪ 2012‬الى ‪ 3.313‬ماليين دوالر في العام ‪،2014‬‬ ‫اي بن�سبة ‪ %26‬بينما تراجعت الواردات ‪..%3.7‬‬ ‫وف ��ي الع ��ام ‪ 2012‬كان ��ت الوالي ��ات المتح ��دة‬ ‫االميركي ��ة الدول ��ة االولى الت ��ي ا�ست ��ورد منها‬ ‫لبنان بمبلغ و�صل الى ‪ 2.375‬مليون دوالر‪� ،‬أما‬ ‫ف ��ي الع ��ام ‪ ،2013‬فقد حلت مكانه ��ا ال�صين بـ‬ ‫‪ 2.283‬مليون دوالر‪ ،‬فيما ا�ستمرت ال�صين في‬ ‫المرتبة االولى في العام ‪ .2014‬وخالل االعوام‬ ‫الثالث ��ة الما�ضية كانت ايطالي ��ا تحتل المرتبة‬ ‫الثانية وفرن�سا المركز الثالث �أو الرابع والمانيا‬ ‫المرتبة الخام�سة‪.‬‬

‫لبنان‪ :‬م�ؤ�شر" ‪ "BLOM PMI‬ينخف�ض �إلى �أدنى م�ستوى‬ ‫ت�س ��ارع �إنكما� ��ش اقت�صاد القط ��اع الخا�ص خالل‬ ‫�آب ‪ ، 2015‬م ��ع تراج ��ع م�ؤ�ش ��ر" ‪"BLOM PMI‬‬ ‫�إل ��ى ‪ 47,8‬نقطة‪ .‬و�إ�ستقر الم�ؤ�ش ��ر دون الم�ستوى‬ ‫المحاي ��د ‪ 50‬نقطة ال ��ذي يف�ص ��ل الإنكما�ش عن‬ ‫النم ��و لل�شه ��ر ال�ساد� ��س والع�شرين توالي� � ًا‪ .‬وكان‬ ‫ذلك نتيجة تدهور الأو�ض ��اع االقت�صادية عموم ًا‪،‬‬ ‫وال �سيم ��ا تراج ��ع م�ستويات الإنتاج ف ��ي ال�شركات‬ ‫والطلبي ��ات الجديدة الواردة‪� ،‬إ�ضافة الى الأعمال‬ ‫الجديدة الواردة من الخارج بوتيرة �أ�سرع‪.‬‬ ‫وع ّل ��ق المدي ��ر الع ��ام ل� �ـ" ‪BLOMINVEST‬‬ ‫‪ "BANK‬ف ��ادي ع�سي ��ران على نتائ ��ج الم�ؤ�شر‪،‬‬ ‫معتب ��ر ًا �أن �شه ��ر �آب (�أغ�سط� ��س) ق ��دم دلي�ل ً�ا‬ ‫�آخ ��ر عل ��ى دور االنق�سام ��ات ال�سيا�سي ��ة العميقة‬ ‫ح ��ول ق�ضايا البالد المحورية ف ��ي تباط�ؤ الن�شاط‬ ‫التجاري للقطاع الخا�ص‪ .‬وك�شف م�ؤ�شر "‪BLOM‬‬ ‫‪ " PMI‬ف ��ي لبنان ع ��ن �أقوى انكما� ��ش �شهري له‬ ‫منذ �أيلول (�سبتمب ��ر) ‪ 2014‬مع تراجع م�ستويات‬ ‫الإنت ��اج والطلبي ��ات الجدي ��دة بوتي ��رة �أ�سرع من‬ ‫ال�شه ��ر ال�ساب ��ق‪ .‬وتق ّل� ��ص الطل ��ب الخارجي في‬ ‫الفترة عينه ��ا اذ ا�ستمر م�ؤ�ش ��ر طلبات الت�صدير‬

‫ف ��ي الهبوط لي�ص ��ل �إلى �أدنى م�ست ��وى له في �ستة‬ ‫�أ�شهر‪ ،‬ا�ضافة الى ا�ستم ��رار انعدام التوافق حول‬ ‫انتخاب رئي�س جديد للجمهورية‪ ،‬ي�ساهم الترا�شق‬ ‫ال�سيا�س ��ي بي ��ن المك ّون ��ات المختلفة ف ��ي مجل�س‬ ‫الوزراء‪ ،‬في �ش ّل عمل الم�ؤ�س�سات الد�ستورية‪.‬‬ ‫ووفق النتائج الرئي�سي ��ة للإ�ستبيان‪ ،‬عك�س هبوط‬ ‫م�ؤ�شر" ‪ "PMI‬الرئي�سي جزئي ًا التراجع ال�سريع‬ ‫ف ��ي م�ستويات الإنتاج بي ��ن ال�شركات‪ ،‬اذ تراجعت‬ ‫الطلبيات الجدي ��دة الواردة كذل ��ك بوتيرة �أ�سرع‬ ‫ الأكث ��ر ح ��دة عل ��ى م ��دار ‪� 11‬شه ��ر ًا ‪ -‬في ظل‬‫تقاري ��ر من ال�شركات ت�شير �إل ��ى �صعوبة الظروف‬ ‫الت�شغيلي ��ة‪ ،‬وه ��و م ��ا ربط ��ه البع� ��ض ف ��ي غي ��اب‬ ‫الإ�ستق ��رار ال�سيا�س ��ي في عدد م ��ن الحاالت‪ .‬و�إذ‬ ‫اعتب ��ر ان تفاقم �ضع ��ف ال�سوق المحلي ��ة بتراجع‬ ‫الأعم ��ال الجدي ��دة ال ��واردة من الخ ��ارج‪ ،‬وذلك‬ ‫للم ��رة الأولى في �أربعة �أ�شه ��ر‪� ،‬أ�شار الى ان ت�أثير‬ ‫تراج ��ع الن�ش ��اط االقت�ص ��ادي ا�ستم ��ر ف ��ي �سوق‬ ‫العم ��ل‪ ،‬اذ �أ�ش ��ارت ال�ش ��ركات �إل ��ى تراجع معدل‬ ‫التوظي ��ف لل�شهر الثان ��ي توالي ًا ف ��ي �آب‪ ،‬رغم �أنه‬ ‫كان هام�شي ًا‪.‬‬

‫لفت رئي�س المجل�س االقت�صادي واالجتماعي‬ ‫اللبناني روجيه ن�س���نا�س الى �أ َّنه بادر منذ �أكثر من‬ ‫�سنة �إلى �إعداد م�شروع ر�ؤية اقت�صادية واجتماعية‬ ‫ال�سنة‪ ،‬على‬ ‫مف�صلة‪ ،‬ينتهي من �إنجازها قبل نهاية ّ‬ ‫�أن ُتطرح كم�س���ودة حوار‪ ،‬ومن ثم �سيجري الدعوة‬ ‫�إل���ى بلورتها م���ع الم�س����ؤولين في القط���اع العام‬ ‫والخا�ص والمجتمع المدني‪.‬‬ ‫ك�ش���ف تقري���ر لقاع���دة البيان���ات العالمية "‬ ‫‪ "Numbeo‬التي تن�ش���ر �إح�ص���اءات م� ّؤ�شر كلفة‬ ‫المعي�ش���ة العالم���ي‪� ،‬أن مدين���ة بي���روت �إحتل���ت‬ ‫المركز ‪ 239‬عالميا ً في ت�صنيف �أغلى مدن العالم‬ ‫للن�صف الأول من ‪ ،2015‬والذي �ضم ‪ 516‬مدينة‬ ‫من حول العالم‪ ،‬وفق م�ؤ�ش���ر �أ�سعار الم�ستهلكين‪،‬‬ ‫كما تم ت�ص���نيف العا�ص���مة اللبناني���ة ثالث �أغلى‬ ‫مدين���ة من بين ‪ 106‬مدن ف���ي العالم ذات الدخل‬ ‫المتو�س���ط العالي‪ ،‬ورابع �أغل���ى مدينة من بين ‪22‬‬ ‫مدينة عربية‪.‬‬ ‫وتعتم���د " ‪ "Numbeo‬في ت�ص���نيفها على كلفة‬ ‫المعي�ش���ة في كل مدينة ا�ستناداً �إلى م�ؤ�شر �أ�سعار‬ ‫الم�س���تهلكين وم�ؤ�ش���ر �أ�س���عار الإيج���ارات‪ ،‬اذ �أن‬ ‫م�ؤ�ش���ر �أ�سعار الم�س���تهلكين هو الم�ؤ�ش���ر الن�سبي‬ ‫لأ�س���عار ال�س���لع الإ�س���تهالكية والتي ت�ض���م محال‬ ‫البقالة والمطاعم ومراكز النقل‪.‬‬ ‫�أعلن حاكم م�ص���رف لبنان ريا�ض �س�ل�امة عن‬ ‫ني���ة البنك المرك���زي "�إطالق رزم���ة تحفيز جديدة‬ ‫ّ‬ ‫بقيم���ة ال تقل عن مليار دوالر في ال�س���نة المقبلة‪،‬‬ ‫وذلك بغية تعزيز الن�ش���اط االقت�صادي في البالد‬ ‫في ظل التوترات ال�سيا�س���ية القائم���ة حاليا ً على‬ ‫ال�ساحة المحلية والحرب الم�ستمرة في �سوريا"‪.‬‬ ‫ووفق التقرير الأ�س���بوعي ال�ص���ادر عن بنك الإعتماد‬ ‫اللبنان���ي‪� ،‬أنه مع هذه الرزمة تك���ون القيمة االجمالية‬ ‫لمجموع الرزم التحفيزية التي اطلقها م�ص���رف لبنان‬ ‫منذ العام ‪ ، 2013‬و�صلت الى نحو ‪ 5‬مليارات دوالر‪.‬‬ ‫�أعلن وزير الأ�شغال العامة والنقل غازي زعيتر‬ ‫خطة لتفعيل عمل "مطار رفيق الحريري الدولي"‪،‬‬ ‫�إداري���ا ً وتقنيا ً‪ .‬تت�ض���من الخطة �إح���داث تغييرات‬ ‫ومناق�ل�ات جذرية عل���ى كل الم�س���تويات االدارية‬ ‫والفني���ة ف���ي هيكلي���ة المديرية‪ .‬كذلك ت���م �إنجاز‬ ‫تحديث بع�ض الن�ص���و�ص القانوني���ة والتنظيمية‬ ‫التي تعن���ى بتطوير عم���ل المطار‪ ،‬بالتن�س���يق مع‬ ‫االجه���زة الرقابي���ة والق�ض���ائية المخت�ص���ة‪ ،‬منها‬ ‫تح�سين الخدمات االر�ض���ية وتعزيزها وتطويرها‪،‬‬ ‫تعدي���ل نظام المط���ار والقرار المتعلق ب�ش���ركات‬ ‫الوقود العاملة ف���ي المطار‪ ،‬وت�أليف لجنة لتفعيل‬ ‫انظمة ال���رادار وب���رج المراقب���ة‪ ،‬وتحديث مهمات‬ ‫جداول رحالت الطيران‪.‬‬

‫‪Issue 34 - September - 2015‬‬

‫‪9‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون لبنانية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫المفكرة اللبنانية‬

‫‪ 3‬دول خليجية ت�ستحوذ على ‪ %89,7‬من اال�ستثمارات العربية في لبنان‬ ‫ثب ��ت �أن القطاعي ��ن ال�سياح ��ي والعق ��اري ف ��ي لبن ��ان هم ��ا م ��ن �أب ��رز‬ ‫القطاع ��ات الأوف ��ر حظاً ف ��ي �إ�ستقطاب الم�شاري ��ع الأجنبية وخ�صو�صاً‬ ‫العربي ��ة منها بدلي ��ل �إ�ستقطابهما ‪ %80‬من ه ��ذه الم�شاريع بين كانون‬ ‫الثاني (يناير) ‪ 2003‬و�أيار (مايو) ‪.2015‬‬ ‫وف ��ي حي ��ن �أ�ش ��ارت الأرق ��ام ال�ص ��ادرة ع ��ن قاع ��دة البيان ��ات "‪FDI‬‬ ‫‪� "Markets‬إل ��ى �أن �إجمال ��ي قيم ��ة الم�شاري ��ع الإ�ستثماري ��ة الأجنبية‬ ‫المبا�ش ��رة الـ"‪ "Greenfield‬الواف ��دة �إلى لبنان بلغ ‪ 14,7‬مليار دوالر‬ ‫بي ��ن كانون الثاني (يناي ��ر) ‪ 2003‬و�أيار (مايو) ‪ ،2015‬برز لبنان كثامن‬ ‫�أ�صغ ��ر م�ستقط ��ب لم�شاري ��ع ال� �ـ "‪ "Greenfield‬م ��ن حي ��ث القيم ��ة‬ ‫الإ�سمي ��ة بي ��ن ‪ 21‬دولة عربي ��ة في هذه الفت ��رة‪ ،‬متقدم� �اً اليمن (‪13,5‬‬ ‫ملي ��ار دوالر)‪ ،‬والكوي ��ت (‪ 11,2‬ملي ��ار دوالر)‪ ،‬وموريتانيا (‪ 5,4‬مليارات‬ ‫دوالر)‪ ،‬وجيبوت ��ي (‪ 4,2‬ملي ��ارات دوالر)‪ ،‬وال�ضف ��ة الغربية وقطاع غزة‬ ‫(‪ 1,2‬ملي ��ار دوالر)‪ .‬و�ش ّكل ��ت قيم ��ة الم�شاري ��ع اال�ستثماري ��ة الأجنبي ��ة‬ ‫المبا�ش ��رة الوافدة ال ��ى لبنان ‪ %1,4‬من التدفق ��ات الإجمالية لم�شاريع‬ ‫الـ"‪ "Greenfield‬في الدول العربية بين العامين المذكورين‪.‬‬ ‫و�إذا كان "الركود االقت�صادي" طبع ب�صماته على مختلف القطاعات‪،‬‬ ‫�إال �أن مي ��زة القط ��اع العقاري في �أن ��ه تمكن من المحافظة على حجمه‬ ‫ف ��ي االقت�صاد‪ ،‬وكذلك عل ��ى جاذبية �إ�ستقط ��اب الم�ستثمرين وال �سيما‬ ‫منه ��م الع ��رب‪� ،‬إنطالق� �اً من كونه م�ل�اذاً �آمن ��ا بدليل �أن �أ�سع ��ار ال�شقق‬ ‫واالرا�ض ��ي حافظ ��ت عل ��ى �إ�ستقراره ��ا‪ .‬فق ��د �أظه ��ر توزي ��ع الإ�ستثم ��ار‬ ‫الأجنب ��ي المبا�شر بح�سب القطاعات �أن القطاع العقاري �إ�ستقطب ‪7,1‬‬ ‫ملي ��ارات دوالر �أو ‪ %48,5‬م ��ن القيم ��ة الإجمالي ��ة لم�شاري ��ع الإ�ستثم ��ار‬ ‫الأجنبي في لبنان خالل فترة ما بين كانون الثاني (يناير) ‪ 2003‬و�أيار‬ ‫(ماي ��و) ‪ ،2015‬ت�ل�اه القط ��اع ال�سياحي ب� �ـ‪ 4,5‬ملي ��ار دوالرات (‪،)%30,6‬‬ ‫وال�صناع ��ات الكيماوي ��ة ب� �ـ‪ 583‬ملي ��ون دوالر (‪ ،)%4‬وقط ��اع الخدم ��ات‬ ‫المالي ��ة ب� �ـ‪ 418‬ملي ��ون دوالر (‪ ،)%2,8‬وقط ��اع المع ��ادن ب� �ـ‪ 300‬ملي ��ون‬ ‫دوالر (‪ ،)%2‬وقط ��اع الإت�ص ��االت ب� �ـ‪ 286‬ملي ��ون دوالر (‪ ،)%1,9‬والقطاع‬ ‫الترفيه ��ي ب� �ـ‪ 271‬ملي ��ون دوالر (‪ ،)%1,8‬وقط ��اع �إدارة الأعم ��ال ب� �ـ‪231‬‬ ‫مليون دوالر (‪ ،)%1,6‬و�صناعة الن�سيج بـ‪ 151‬مليون دوالر (‪ )%1‬وقطاع‬ ‫الموا�ص�ل�ات ب� �ـ‪ 122‬ملي ��ون دوالر (‪)%0,8‬؛ فيم ��ا �إ�ستقطب ��ت القطاعات‬ ‫الأخرى ‪ 723‬مليون دوالر‪� ،‬أو ‪ %4,9‬من المجموع خالل هذه الفترة‪.‬‬ ‫و�إذ ّ‬ ‫تغط ��ي ه ��ذه الأرق ��ام م�شاري ��ع ال� �ـ"‪ "Greenfield‬العاب ��رة للحدود‬ ‫والتي ت�ؤدي �إلى توفير فر�ص عمل مبا�شرة‪ ،‬ت�ضم الم�شاريع الم�شتركة‬ ‫(‪ ،)Joint Ventures‬وتحدي ��داً تل ��ك الت ��ي �أدت �صفقاته ��ا �إل ��ى توفي ��ر‬ ‫فر� ��ص عم ��ل‪ ،‬ف ��ي حي ��ن �أنه ��ا ال تحت�س ��ب عملي ��ات الدم ��ج والإ�ستحواذ‬ ‫واال�ستثم ��ارات الأخرى في الأ�سه ��م (‪ ،)Equity Investments‬و"‪FDi‬‬ ‫‪ "Markets‬ه ��ي قاع ��دة بيان ��ات تر�صد اال�ستثم ��ارات العابرة للحدود‬ ‫في العالم وتملكها مجموعة "‪."Financial Times‬‬

‫‪8‬‬

‫العدد ‪� - 34‬أيلول (�سبتمرب) ‪٢٠١5 -‬‬

‫والالف ��ت ف ��ي �أرق ��ام قاع ��دة بيان ��ات "‪ "FDI Markets‬الت ��ي وردت في‬ ‫الن�ش ��رة الأ�سبوعي ��ة لمجموع ��ة "بن ��ك بيبلو� ��س‪� ،‬أن ال ��دول العربي ��ة‬ ‫ه ��ي م ��ن �أكب ��ر الم�ستثمري ��ن ف ��ي لبن ��ان‪� ،‬إذ ا�ستثم ��رت ‪ 87‬م�ش ��روع"‬ ‫"‪ "Greenfield‬بقيمة ‪ 11,4‬مليار دوالر‪ ،‬فيما كانت للإمارات العربية‬ ‫المتح ��دة والكوي ��ت والمملكة العربي ��ة ال�سعودية الح�ص ��ة الأكبر حيث‬ ‫�إ�ستحوذت على ‪ %89,7‬من عدد الم�شاريع و‪ %98‬من قيمتها‪.‬‬ ‫فالإم ��ارات العربي ��ة كان ��ت الم�ص ��در الرئي�س ��ي للم�شاري ��ع اال�ستثمارية‬ ‫الأجنبي ��ة المبا�شرة الواف ��دة �إلى لبنان من الدول العربية بقيمة بلغت‬ ‫‪ 7,31‬ملي ��ارات دوالر �أو ‪ %49,7‬م ��ن عدد الم�شاريع الإجمالي خالل هذه‬ ‫الفت ��رة‪ ،‬وتلته ��ا الكوي ��ت بقيم ��ة ملي ��اري دوالر (‪ ،)%13,8‬وال�سعودي ��ة‬ ‫بقيم ��ة ‪ 1,84‬ملي ��ار دوالر (‪ ،)%12,5‬والوالي ��ات المتح ��دة بقيم ��ة ‪786‬‬ ‫ملي ��ون دوالر (‪ ،)%5,3‬و�إ�سباني ��ا بقيم ��ة ‪ 605‬ماليي ��ن دوالر (‪،)%4,1‬‬ ‫وكن ��دا بقيمة ‪ 570‬ملي ��ون دوالر (‪ ،)%3,9‬والمك�سيك بقيمة ‪ 228‬مليون‬ ‫دوالر (‪ ،)%1,6‬ولوك�سمب ��ورغ بقيم ��ة ‪ 150‬ملي ��ون دوالر (‪ )%1‬ك�أكب ��ر‬ ‫ثمانية م�صادر رئي�سية للم�شاريع اال�ستثمارية في لبنان‪.‬‬ ‫�إ�ضاف� � ًة �إل ��ى ذل ��ك‪� ،‬إ�ستقط ��ب لبن ��ان ‪ 224‬م�ش ��روع" ‪ "Greenfield‬م ��ن‬ ‫�ش ��ركات �إقليمي ��ة وعالمي ��ة خ�ل�ال فت ��رة كان ��ون الثان ��ي (يناي ��ر) ‪2003‬‬ ‫و�أي ��ار (ماي ��و) ‪ ،2015‬و�إ�ستقط ��ب لبن ��ان تا�س ��ع �أ�صغ ��ر ع ��دد م�شاري ��ع‬ ‫"‪ "Greenfield‬بي ��ن ال ��دول العربي ��ة‪ .‬وكان عدده ��ا �أكث ��ر م ��ن الت ��ي‬ ‫ف ��ي كل من �سوري ��ا (‪ 164‬م�شروعاً)‪ ،‬وليبي ��ا (‪ 162‬م�شروعاً)‪ ،‬وال�سودان‬ ‫(‪ 63‬م�شروع� �اً)‪ ،‬واليم ��ن (‪ 50‬م�شروع� �اً)‪ ،‬وموريتاني ��ا (‪ 29‬م�شروع� �اً)‪،‬‬ ‫وجيبوت ��ي (‪ 22‬م�شروع� �اً)‪ ،‬وال�صوم ��ال (‪ 17‬م�شروع� �اً) وفل�سطين (‪16‬‬ ‫م�شروع ��ا)‪ .‬و�ش ��كل عدد م�شاري ��ع الـ"‪ "Greenfield‬الواف ��دة الى لبنان‬ ‫ن�سب ��ة ‪ %2,1‬م ��ن �إجمالي ع ��دد م�شاريع ال� �ـ"‪ "Greenfield‬الوافدة الى‬ ‫الدول العربية خالل هذه الفترة‪.‬‬ ‫�أما بالن�سبة الى م�صدر هذه اال�ستثمارات فقد كان بنك دبي الإ�سالمي‬ ‫لال�ستثم ��ار الم�ص ��در الأكب ��ر لم�شاري ��ع ال� �ـ"‪ "Greenfield‬ف ��ي لبن ��ان‬ ‫بقيمة ‪ 1,9‬مليار دوالر‪� ،‬أو ‪ %13,1‬من �إجمالي الم�شاريع‪ ،‬تلته مجموعة‬ ‫ماج ��د الفطيم بقيم ��ة ‪ 1,49‬ملي ��ار دوالر (‪ ،)%10,2‬ومجموع ��ة ال�ساير‬ ‫بقيم ��ة ملي ��ار دوالر (‪ ،)%6,8‬ومرك ��ز �أب ��و ظب ��ي لال�ستثم ��ار" ‪House‬‬ ‫‪ "Abu Dhabi Investment‬بقيم ��ة ‪ 760‬ملي ��ون دوالر (‪،)%5,2‬‬ ‫وفن ��ادق روتان ��ا بقيم ��ة ‪ 685‬ملي ��ون دوالر (‪ ،)%4,7‬وفن ��ادق ومنتجع ��ات‬ ‫الف ��ور �سيزنز بقيمة ‪ 556‬ملي ��ون دوالر(‪ ،)%3,8‬و�شركة كيبكو الكويتية‬ ‫بقيم ��ة ‪ 265‬ملي ��ون دوالر (‪ ،)%1,8‬ومنتجعات وفنادق " ‪"One to One‬‬ ‫و�شركة "‪ "Plus Properties‬بقيمة ‪ 228‬مليون دوالر لكل منها (‪%1,6‬‬ ‫ل ��كل منها)‪ ،‬في حي ��ن �إ�ستثمرت �شركات �أخرى بقيم ��ة ‪ 7‬مليارات دوالر‬ ‫(‪ )%47,7‬م ��ن خ�ل�ال ‪ 200‬م�ش ��روع "‪ "Greenfield‬جدي ��د ف ��ي لبن ��ان‬ ‫خالل الفترة التي يغطيها التقرير‪.‬‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫العراق‪ 850 :‬مليار دوالر �إجمالي الموازنات منذ ‪2003‬‬ ‫�أعلن وزير النف ��ط العراقي عادل عبدالمهدي‪،‬‬ ‫�أن موازنات العراق منذ العام ‪ 2003‬بلغت ‪850‬‬ ‫مليار دوالر‪ ،‬م�شير ًا �إلى �أن الأموال كان يجب �أن‬ ‫تثمر تريليونات الدوالرات من القيمة الم�ضافة‬ ‫ل ��و �أنه ��ا ُ�ض ّخ ��ت ف ��ي الأ�س ��واق ومواق ��ع العمل‬ ‫والإنتاج على نحو �سليم‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫و�أ�ص ��در بيان ًا جاء في ��ه �أن "كالما كثيرا يجري‬ ‫عن الف�ساد‪ ،‬وهذا بالت�أكي ��د مو�ضوع ال�ساعة"‪،‬‬ ‫مت�سائ�ل ً�ا‪" :‬م ��ا ه ��و الف�س ��اد؟ �أه ��و ال�سرق ��ة‬ ‫والتالع ��ب ال�شخ�صي بالمال العام؟ �أو �أنه هدر‬ ‫ب�سبب النظم وقواعد ال�صرف والعمل والرقابة‬ ‫والتخطي ��ط الت ��ي اعت ��ادت عليه ��ا الدول ��ة؟ �أو‬ ‫االثنين مع ًا؟"‪.‬‬ ‫و�أ�ض ��اف �أن مجم ��وع موازنات الع ��راق بلغ ‪850‬‬ ‫مليار دوالر تقريب ًا منذ العام ‪ 2003‬وحتى يومنا‬ ‫هذا‪ ،‬من دون ذكر الموارد الأخرى‪ .‬و�أو�ضح �أن‬ ‫الم�ستوى الأول من الف�ساد هو ذلك ال�شخ�صي‪،‬‬ ‫ال ��ذي يقدّر البع�ض �أنه ي�ستهلك ثالثة في المئة‬ ‫من مجم ��وع تل ��ك الموازن ��ات‪� ،‬أي �أن ا�ستغالل‬ ‫الموق ��ع لتحقي ��ق المناف ��ع الخا�ص ��ة �إ�ستن ��زف‬ ‫‪ 25.5‬مليار دوالر‪.‬‬

‫وذك ��ر �أن ما ُي�سرق بط ��رق االحتيال ال يقل عن‬ ‫ملياري دوالر �سنوي ًا‪ ،‬وهي كارثة يجب الت�صدّي‬ ‫لها والح ّد منها للو�صول �إلى وقفها‪.‬‬ ‫ولف ��ت �إل ��ى �أن الم�ست ��وى الثان ��ي م ��ن الف�س ��اد‬ ‫يتع ّلق بالنظ ��ام‪ ،‬وقـــال‪" :‬هنا ت�ستبطن الم�س�ألة‬ ‫�أمري ��ن‪� ،‬أولهما ترهّ ل الدولة وتح ّولهــا �إلى دولة‬ ‫رعــاي ��ة �إجتماعي ��ة �ضــعيف ��ة تكــ ّر� ��س الك�س ��ل‪،‬‬ ‫ولي�س ��ت دول ��ة خدم ��ات عام ��ة‪ ،‬فتُ�ســتهلك عبر‬ ‫مـــوازنتها الت�شغيلية ومعظمها رواتب و�أجور"‪.‬‬ ‫وتاب ��ع وزير النف ��ط العراقي �أن العام ��ل الثاني‬ ‫هو �س ��وء ا�ستعمال الأم ��وال والتخطيط لها‪� ،‬إذ‬ ‫تراكم لدى وزارة التخطيط العراقية نحو ت�سعة‬ ‫�آالف م�شروع ّ‬ ‫معطل قيمها ‪ 300‬مليار دوالر‪.‬‬

‫وزير النفط العراقي عادل عبدالمهدي‬

‫ت�صدير �سلع عربية بـ ‪ 1.2‬تريليون دوالر في ‪2014‬‬ ‫بلغت قيم ��ة ال�ص ��ادرات ال�سلعي ��ة العربية نحو‬ ‫‪ 1.225‬تريلي ��ون دوالر في الع ��ام ‪ 2014‬م�شكلة‬ ‫ن�سب ��ة ‪ 6.5‬ف ��ي المئ ��ة م ��ن قيمة ال�ص ��ادرات‬ ‫ال�سلعي ��ة العالمية‪� ،‬إ�ستناد ًا �إل ��ى �صندوق النقد‬ ‫العرب ��ي‪ .‬وق ��د �سجل ��ت قيم ��ة ال ��واردات نح ��و‬ ‫‪ 889.6‬ملي ��ار دوالر �أي بن�سب ��ة ‪ 4.7‬ف ��ي المئة‬ ‫من الواردات ال�سلعية العالمية‪.‬‬ ‫و�أك ��د ال�صن ��دوق في الع ��دد الرابع م ��ن "ن�شرة‬ ‫�إح�صاءات تناف�سي ��ة التجارة العربية الإجمالية‬ ‫والبينية لعام ‪� ،"2015‬أن "حجم التجارة البينية‬ ‫العربية ال تزال منخف�ضة على رغم نموها خالل‬ ‫الأع ��وام الما�ضية‪� ،‬إذ بلغت ح�ص ��ة ال�صادرات‬ ‫البيني ��ة العربية ‪ 9.9‬في المئ ��ة من ال�صادرات‬ ‫العربي ��ة الإجمالي ��ة ف ��ي الع ��ام ‪ ،2014‬وح�صة‬ ‫الواردات ‪ 13.7‬في المئة من الإجمالي"‪.‬‬ ‫ولفت ال�صندوق في ن�شرت ��ه الهادفة �إلى تقويم‬

‫الو�ض ��ع التناف�س ��ي ل�ص ��ادرات ال ��دول العربية‬ ‫من المنتج ��ات ال�سلعية في الأ�س ��واق العالمية‪،‬‬ ‫�إلى �أن "�أهم �سلع ��ة متبادلة بين الدول العربية‬ ‫هي الوقود المعدني ال ��ذي ي�شمل النفط الخام‬ ‫وم�شتقات ��ه والغاز الطبيعي‪ .‬و�شكلت ال�صادرات‬ ‫نح ��و ‪ 27.7‬ف ��ي المئ ��ة م ��ن متو�س ��ط التجارة‬ ‫البينية العربية في العام ‪ ،2014‬تلتها مجموعة‬ ‫الحيوان ��ات الحية والم ��واد النباتي ��ة والغذائية‬ ‫والم�شروبات بن�سب ��ة ‪ 20.3‬في المئة‪ ،‬والحديد‬ ‫ال�صلب والمعادن الأ�سا�سية الأخرى ومنتجاتها‬ ‫بن�سب ��ة ‪ 19.3‬في المئ ��ة‪ ،‬ومنتجات ال�صناعات‬ ‫الكيماوي ��ة بن�سب ��ة ‪ 12.9‬ف ��ي المئ ��ة‪ .‬في حين‬ ‫بلغ ��ت ن�سب ��ة الآالت ومع ��دات النق ��ل نحو ‪6.5‬‬ ‫ف ��ي المئة‪ .‬فيما �سجلت ن�سب ��ة �صناعات الأثاث‬ ‫والجلود والمالب� ��س والب�صريات ‪ 8.2‬في المئة‬ ‫من التجارة البينية الإجمالية"‪.‬‬

‫الموجز العربي‬ ‫�أعلن���ت "مجموعة المط���ار الدول���ي" الأردنية‬ ‫الملتزمة �إعادة ت�أهيل مط���ار الملكة علياء الدولي‬ ‫وتو�سيعه وت�شغيله‪ ،‬ت�سجيل المطار "نمواً ملمو�سا ً‬ ‫في �أعداد الم�سافرين وحركة الطائرات خالل تموز‬ ‫(يوليو) الما�ض���ي‪ ،‬مقارنة بال�ش���هر ذاته من العام‬ ‫الما�ض���ي‪ ،‬في ظلّ ذروة مو�سم العطالت ال�صيفية‬ ‫وزيادة ن�شاط حركة الطيران‪.‬‬ ‫كما نمت حركة ال�ش���حن الجوي ال�سنوية منذ مطلع‬ ‫ال�س���نة‪� ،‬إذ حقق���ت الحرك���ة ‪ 7833‬طن���ا ً مقارن���ة‬ ‫بـ‪ 7385‬في تموز (يوليو) ‪ ،2014‬بزيادة ن�سبتها‬ ‫‪ 6.07‬في المئة‪.‬‬ ‫و�إ�س���تقبل مطار الملكة علي���اء الدولي ‪749,314‬‬ ‫م�س���افراً في مقابل ‪ 578,026‬ف���ي الفترة ذاتها‬ ‫م���ن الع���ام الما�ض���ي‪ ،‬بارتفاع ن�س���بته ‪ 29.6‬في‬ ‫المئة‪ .‬وزادت حرك���ة الطائرات �إلى ‪ 6926‬مقارنة‬ ‫ب���ـ‪ 6335‬حركة في تموز (يوليو) ‪ ،2014‬بن�س���بة‬ ‫‪ 9.3‬في المئة‪.‬‬ ‫ق���ال خبراء �أن ‪ 33‬دولة ن�ص���فها من ال�ش���رق‬ ‫الأو�س���ط‪� ،‬س���تواجه العط����ش و�أزم���ة مي���اه طاحنة‬ ‫بحل���ول الع���ام ‪ 2040‬حي���ن ي���زداد الطل���ب على‬ ‫المياه التي قد ت�ص���بح نادرة‪ .‬و�أن ‪ 13‬دولة �شرق‬ ‫�أو�س���طية والأرا�ض���ي الفل�سطينية �س���تواجه �أزمة‬ ‫خانقة‪.‬‬ ‫وق���ال باحث���ون م���ن المعه���د العالم���ي للم���وارد‬ ‫المائية الذين و�ضعوا المقيا�س الأول لمدى �شدة‬ ‫المناف�س���ة على الم�سطحات المائية مثل البحيرات‬ ‫والأنهار‪ ،‬ولنف���اد هذا المخزون على مدار كل عقد‬ ‫من العام ‪ 2010‬حت���ى ‪� ،2040‬أن من بين الدول‬ ‫البحرين والكويت والأرا�ض���ي الفل�سطينية وقطر‬ ‫ودولة الإمارات و�إ�س���رائيل وال�س���عودية و�سلطنة‬ ‫عمان‪ .‬و�ش���ددوا على �أن منطقة ال�ش���رق الأو�س���ط‬ ‫ربم���ا كانت �أكثر مناط���ق العالم من حيث االفتقار‬ ‫للأم���ن المائ���ي‪ ،‬و�أن ه���ذه ال���دول ت�س���حب المياه‬ ‫الجوفية بغزارة وتقوم بتحلية مياه البحار وتواجه‬ ‫"تحديات ا�ستثنائية تتعلق بالمياه في الم�ستقبل‬ ‫المنظور"‪.‬‬ ‫ُعقد االجتماع الخام�س ع�شر للجنة التون�سية ‪-‬‬ ‫الم�صرية برئا�سة رئي�س���ي وزراء البلدين‪ ،‬الحبيب‬ ‫ال�صيد و�إبراهيم محلب‪ ،‬في تون�س �أخيراً‪ ،‬و�أُب ِرمت‬ ‫خالله���ا ‪ 16‬اتفاق �ش���راكة وتعاون بي���ن البلدين‪،‬‬ ‫وذل���ك عل���ى هام����ش الزي���ارة الر�س���مية التي قام‬ ‫به���ا محلب �إلى تون�س وبم�ش���اركة ع���دد من وزراء‬ ‫البلدين‪ .‬ووجه محلب ال�ش���كر خ�ل�ال لقائه الرئي�س‬ ‫التون�س���ي الباج���ي قائد ال�سب�س���ي عل���ى "مواقف‬ ‫تون�س في �ش����أن عودة الم�ص���ريين العالقين على‬ ‫الحدود التون�سية – الليبية"‪.‬‬ ‫‪Issue 34 - September - 2015‬‬

‫‪11‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون عربية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫الموقف العربي‬

‫يحدد ر�ؤيته الإقت�صادية‬ ‫الأردن ّ‬ ‫�إن الم�س ��ودة النهائي ��ة للبرنام ��ج الإقت�صادي الجديد‪ ،‬الت ��ي �أُعدَّت �أخيراً‪،‬‬ ‫ت�ض ��ع م�ساراً جديداً للتنمية الإجتماعي ��ة والإقت�صادية في الأردن‪ ،‬كجزء‬ ‫من خطة �أو�سع لمدة ع�شر �سنين �أُطلقت في �أيار (مايو) الفائت‪" .‬الأردن‬ ‫‪( "2025‬المعروف ��ة �أي�ض� �اً بر�ؤي ��ة ‪ - )2025‬الت ��ي قدّمه ��ا المل ��ك عب ��د اهلل‬ ‫الثان ��ي ورئي� ��س ال ��وزراء عب ��د اهلل الن�س ��ور ‪ -‬ته ��دف �إل ��ى �إنعا� ��ش �إقت�ص ��اد‬ ‫المملك ��ة م ��ن خالل �إ�سته ��داف الفق ��ر والبطالة والعجز المال ��ي‪ ،‬وتعزيز‬ ‫نمو الناتج المحلي الإجمالي ال�سنوي‪.‬‬ ‫�سيت ��م تنفي ��ذ "الأردن ‪ "2025‬عب ��ر ثالثة برامج تنمي ��ة تنفيذية متتالية‪،‬‬ ‫الأول �سوف ينطلق في �أواخر ‪ 2015‬حتى نهاية العام ‪ .2018‬و�سيتم تقييم‬ ‫كل برنام ��ج ف ��ي نهاية كل ثالث �سنوات الت ��ي ي�ستغرقها من �أجل تح�سين‬ ‫المعرفة لتنفيذ المرحلة التالية‪.‬‬ ‫ف ��ي �أي ��ار (ماي ��و) ‪ ،2015‬تر�أ� ��س وزير التخطي ��ط والتع ��اون الدولي‪ ،‬عماد‬ ‫فاخوري‪� ،‬إجتماع لجنة التن�سيق لإعداد برنامج التنمية التنفيذية لفترة‬ ‫‪ ،2018 - 2016‬والت ��ي �س ��وف ت�شمل المرحلة الأولى من ر�ؤية الأردن ‪2025‬‬ ‫والإ�ستراتيجية الوطنية‪ .‬و�أ�شار فاخوري يومها �إلى �أن الم�سودة النهائية‬ ‫للبرنامج من المتوقع �أن تنتهي في نهاية �آب (�أغ�سط�س)‪.‬‬ ‫ت ��راوح نم ��و النات ��ج المحل ��ي الإجمال ��ي ال�سن ��وي ف ��ي الأردن بي ��ن ‪ ٪2.3‬و‬ ‫‪ ٪2.8‬من العام ‪� 2009‬إلى العام ‪ .2013‬ورغم �أن هذا المعدل عرف تح�سناً‬ ‫تو�سع بن�سب ��ة ‪ ٪3.1‬في ‪– 2014‬‬ ‫طفيف� �اً ف ��ي الع ��ام الما�ضي ‪ -‬م ��ع ت�سجيل ّ‬ ‫ف� ��إن ال�ضغ ��وط الإقت�صادية‪ ،‬الناجمة جزئياً عن �إ�ضط ��راب �إمدادات الغاز‬ ‫م ��ن م�ص ��ر وتدف ��ق الالجئي ��ن م ��ن �سوري ��ا‪ ،‬قد حافظ ��ت على مع ��دل نمو‬ ‫�سن ��وي للبالد دون الم�ست ��وى ال ُم�ستهدف ال�سبعة ف ��ي المئة الذي �أو�صى‬ ‫به �صندوق النقد الدولي لمحاربة الفقر والبطالة على نحو ف ّعال‪.‬‬ ‫�إن تنفي ��ذ "الأردن ‪ ،"2025‬م ��ن الم�ؤم ��ل‪� ،‬أن ��ه �س ��وف ي�ساع ��د عل ��ى زي ��ادة‬ ‫مع ��دالت نم ��و النات ��ج المحل ��ي الإجمال ��ي والح ّد م ��ن العجز ف ��ي موازنة‬ ‫الدول ��ة‪ ،‬جالب� �اً معه التح�سين ��ات الالزمة لحياة الكثيري ��ن من الأردنيين‬ ‫وزيادة ن�صيب الفرد من الثروة لديهم‪.‬‬ ‫في نهاية تموز (يوليو)‪� ،‬أ�شار �صندوق النقد الدولي �إلى �أن �ضبط �أو�ضاع‬ ‫المالي ��ة العام ��ة م ��ن المتوق ��ع �أن ي�ساعد عل ��ى �إ�ستقرار الدي ��ن العام هذه‬ ‫ال�سن ��ة‪ ،‬وذل ��ك بف�ض ��ل �إنخفا� ��ض �أ�سع ��ار النف ��ط‪ ،‬ف ��ي حي ��ن �أن العجز في‬ ‫الح�س ��اب الجاري �سي�ضيق‪ .‬على الرغم م ��ن التحديات الكبيرة المتبقية‪،‬‬ ‫ف� ��إن الخط ��ة الإقت�صادي ��ة الجدي ��دة �س ��وف ت�ساع ��د عل ��ى معالج ��ة ه ��ذه‬ ‫الق�ضاي ��ا‪" .‬هن ��اك �أي�ض ��ا حاج ��ة �إل ��ى التح ��رك بالن�سبة �إل ��ى الإ�صالحات‬ ‫الهيكلي ��ة التي تهدف �إلى خلق فر�ص العم ��ل‪ ،‬والتركيز على �إ�صالح �سوق‬ ‫العم ��ل‪ ،‬ف�ض�ل ً�ا ع ��ن التح�سين ��ات ف ��ي من ��اخ الأعم ��ال ونوعي ��ة الم�ؤ�س�سات‬ ‫العامة"‪ ،‬قال �صندوق النقد الدولي في تقريه عن البلد‪" .‬ر�ؤية ‪... 2025‬‬ ‫ه ��ي فر�صة لمواجهة ه ��ذه التحديات‪ ،‬و�سوف تكون خطوة مهمة لتر�سيخ‬ ‫ذلك في �إطار ماكرو مالي متو�سط الأجل"‪.‬‬ ‫ح�سب ال�سيناريو ال ُم�ستهدف في الخطة‪ ،‬تهدف ال�سلطات �إلى تعزيز نمو‬ ‫النات ��ج المحل ��ي الإجمالي ال�سنوي تدريجاً م ��ن ‪ ٪3.1‬في العام ‪� 2014‬إلى‬

‫‪10‬‬

‫العدد ‪� - 34‬أيلول (�سبتمرب) ‪٢٠١5 -‬‬

‫‪ ٪4.9‬بع ��د ث�ل�اث �سنوات‪ ،‬و‪ ٪6.9‬بحل ��ول الع ��ام ‪ 2021‬و‪ ٪7.5‬بحلول العام‬ ‫‪ .2025‬وت�سعى الخطة �أي�ضاً �إلى تخفي�ض العجز في الموازنة �إلى ال�صفر‬ ‫بحل ��ول الع ��ام ‪ ،2025‬م ��ن عجز ق ��دره ‪ ٪3.5‬من الناتج المحل ��ي الإجمالي‬ ‫بع ��د المن ��ح ف ��ي الع ��ام ‪ ،2014‬وبالتالي الح ��د التدريجي للدي ��ن العام من‬ ‫‪ ٪82.3‬م ��ن النات ��ج المحل ��ي الإجمالي ف ��ي ‪� 2014‬إل ��ى ‪ ٪47،4‬بحلول العام‬ ‫‪.2025‬‬ ‫لتحقي ��ق ه ��ذه الأه ��داف‪ ،‬ت�سع ��ى "الأردن ‪� "2025‬إل ��ى عك� ��س م ��ا ت�صف ��ه‬ ‫ب�أن ��ه التده ��ور الأخي ��ر ف ��ي ق ��درة الدول ��ة عل ��ى المناف�س ��ة بالن�سب ��ة �إل ��ى‬ ‫موجهة‬ ‫بل ��دان �أخ ��رى‪� .‬إنها تتطل ��ع �إلى موا�صل ��ة �إ�ستراتيجي ��ة �إقت�صادية َّ‬ ‫للت�صدي ��ر‪ ،‬في المق ��ام الأول من خالل تعزيز التجارة مع الدول الأخرى‬ ‫ف ��ي المنطقة‪ ،‬وخ�صو�صاً دول مجل�س التعاون الخليجي‪ .‬و�سيتحقق ذلك‬ ‫م ��ن خ�ل�ال مختلف الجه ��ود الرامية �إلى خل ��ق بيئة �أعمال �أكث ��ر جاذبية‪،‬‬ ‫بم ��ا ف ��ي ذلك تح�سين �سي ��ادة القانون وال�شفافية في ال�ش� ��ؤون الحكومية‪،‬‬ ‫والإ�ستفادة من الإ�ستقرار ال�سيا�سي في المملكة‪.‬‬ ‫�سيتم تطبيق �إ�ستخدام ال�شراكات بين القطاعين العام والخا�ص‪ ،‬وتقديم‬ ‫�إعف ��اءات �ضريبي ��ة لل�ش ��ركات الت ��ي تحق ��ق �شه ��ادات دولي ��ة للم�ساعدة في‬ ‫رف ��ع المعايي ��ر ف ��ي القطاعي ��ن الحكومي والخا� ��ص‪ ،‬وكلها م ��ن �أجل دعم‬ ‫البل ��د ف ��ي تحقيق هدفه لنقل ت�صنيفه م ��ن ‪� 114‬إلى ‪ 75‬في ترتيب البنك‬ ‫الدول ��ي ل�سهول ��ة ممار�سة الأعم ��ال التجارية‪ .‬بالإ�ضافة �إل ��ى ذلك‪� ،‬سيتم‬ ‫تطوي ��ر م�صادر الطاقة النووية للم�ساعدة على تقليل �إعتماد البالد على‬ ‫واردات الطاقة‪ ،‬علماً �أن هدف الحكومة يكمن في تعزيز م�ساهمة الطاقة‬ ‫النووي ��ة ف ��ي مزيج الطاقة م ��ن ‪ ٪2‬في العام ‪� 2014‬إل ��ى ‪ ٪39‬بحلول العام‬ ‫‪.2025‬‬ ‫لدع ��م التنمي ��ة ال�صناعية‪ ،‬تتبن ��ى "الأردن ‪ "2025‬نهج� �اً يركز على الكتلة‬ ‫التي ت�سعى �إلى تو�سيع ال�صناعات القائمة التي تتميز ب�أداء جيد‪ ،‬في حين‬ ‫يت ��م تطوير التجمعات ذات ال�صلة �أو الداعمة والمك ّملة لتلك ال�صناعات‪.‬‬ ‫وتحدّد الخطة ثماني مجموعات لديها �إمكانات كبيرة من �أجل التنمية‪:‬‬ ‫البن ��اء والهند�سة‪ ،‬والنق ��ل والخدمات اللوج�ستي ��ة‪ ،‬وال�سياحة والأحداث‪،‬‬ ‫والرعاي ��ة ال�صحي ��ة‪ ،‬وعل ��وم الحي ��اة‪ ،‬والخدم ��ات الرقمي ��ة والأعم ��ال‬ ‫التجارية‪ ،‬والخدمات التعليمية‪ ،‬والخدمات المالية‪.‬‬ ‫م ��ن جهتها �سوف تن�شىء لجنة المناف�سة والإبتكار الأردنية لجان تن�سيق‬ ‫عنقودي ��ة لدع ��م تطوير قطاع ��ات مختارة؛ ه ��ذه اللجان �ست� ��ؤدي مهمات‬ ‫مث ��ل تن�سي ��ق التوا�ص ��ل بين المجموع ��ات وذلك ل�ضمان تلق ��ي التجمعات‬ ‫ال�صناعية �إر�شادات كافية من التدريب المختلف والم�ؤ�س�سات التعليمية‪.‬‬ ‫م ��ن خ�ل�ال التركي ��ز عل ��ى مجموع ��ات �صناعي ��ة مح ��ددة‪ ،‬ته ��دف "الأردن‬ ‫‪� "2025‬إل ��ى تعدي ��ل تكوي ��ن النات ��ج الإقت�ص ��ادي للب�ل�اد من خ�ل�ال تعزيز‬ ‫الزراعة (من ‪� ٪2.9‬إلى ‪ )٪3.4‬وال�صناعة (من ‪� ٪22.4‬إلى ‪ )٪27.4‬والبناء‬ ‫(من ‪� ٪4.2‬إلى ‪.)٪5.8‬‬ ‫وال�س�ؤال‪ :‬هل �ستنجح؟‬ ‫َع ّمان ‪ -‬ليلى ال�شامي‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫�صندوق النقد العربي ي�ؤكد �أهمية �إنتظام البيانات المالية الحكومية‬ ‫�أك ��د �صن ��دوق النقد العرب ��ي �أهمي ��ة الحـــاجة‬ ‫�إل ��ى البيان ��ات الدقيق ��ة وال�صحيح ��ة عمــوم ًا‪،‬‬ ‫وبيانات ماليـــة الحكـــوم ��ة خ�صو�ص ًا‪ ،‬لتحلـــيل‬ ‫ال�ســيا�س ��ات المالية والتعرف عل ��ى �آثارهـــا في‬ ‫مجمل الن�شاط االقت�ص ��ادي من خالل ت�أثيرها‬ ‫في النمو والبطالة والت�ضخم والمديونية العامة‬ ‫وميزان المدفوعات‪.‬‬ ‫وقـــ ��ال المدي ��ر الع ��ام رئي� ��س مجل� ��س �إدارة‬ ‫ال�صنـــدوق عبــدالرحمن بن عبداهلل الحميدي‬ ‫ف ��ي �إفتتاح الدورة الم�شتركة حول "�إح�صــاءات‬ ‫مالية الحكومة" التي عقدت في مقر ال�صندوق‬

‫رئي�س مجل�س �إدارة �صنـــدوق النقد العربي‬ ‫عبــد الرحمن بن عبدالله الحميدي‬

‫ف ��ي �أبوظب ��ي ونظمه ��ا ال�صندوق بالتع ��اون مع‬ ‫�صندوق النقد الدولي‪" :‬ت�أتي �أهمية �إح�صاءات‬ ‫مالي ��ة الحكوم ��ة كعن�ص ��ر �أ�سا� ��س ف ��ي تحليل‬ ‫المالي ��ة العام ��ة لــدوره ��ا المهـــم فــ ��ي و�ضـــع‬ ‫البــرامج المــالــية ال�سليمــة ومراقبــة تنفيذهـا‬ ‫وفــي الرقابة على ال�سيا�سات االقت�صادية"‪.‬‬ ‫و�أ�ض ��اف ف ��ي كلم ��ة �ألقاه ��ا نياب ��ة عن ��ه مدير‬ ‫معه ��د ال�سيا�س ��ات االقت�صادي ��ة ف ��ي �صن ��دوق‬ ‫النق ��د العرب ��ي �سع ��ود البري ��كان‪" :‬ف ��ي �ض ��وء‬ ‫التط ��ورات ال�سريع ��ة الت ��ي ي�شهده ��ا التحلي ��ل‬ ‫المال ��ي نتيج ��ة زي ��ادة التعقيدات الت ��ي تنطوي‬ ‫عليه ��ا �صياغ ��ة �سيا�س ��ات المالي ��ة الحكومي ��ة‬ ‫وتقيي ��م �أدائه ��ا يحر�ص �صن ��دوق النقد العربي‬ ‫بالتعاون مع �صن ��دوق النقد الدولي على تقديم‬ ‫دورة �إح�ص ��اءات مالي ��ة الحكوم ��ة ف ��ي �ش ��كل‬ ‫متوا�ص ��ل لأنه ��ا تتن ��اول �أ�ساليب جم ��ع و�إعداد‬ ‫وعر�ض �إح�صاءات المالية العامة بما يت�سق مع‬ ‫�أغرا�ض التحليل االقت�صادي وو�ضع ال�سيا�سات‬ ‫االقت�صادي ��ة والمالية واحتياج ��ات متابعة هذه‬ ‫ال�سيا�س ��ات وفق ًا للمفاهي ��م المعتمدة في دليل‬ ‫�إح�صاءات مالية الحكومة ال�صادر عن �صندوق‬ ‫النقد الدولي لعام ‪."2014‬‬

‫‪ 10‬ماليين �أُ ّمي في المغرب!‬ ‫ك�شف ��ت "الوكالة الوطني ��ة لمحارب ��ة الأمية" في‬ ‫المغ ��رب‪� ،‬أن حوالى ‪ 10‬ماليي ��ن مغربي ومغربية‬ ‫م ��ا زالوا يعان ��ون من الأمي ��ة‪ ،‬داعية �إل ��ى ت�سريع‬ ‫وتيرة العمل للق�ضاء عليها نهائي ًا في العام ‪،2024‬‬ ‫تحقيق ًا لأهداف "العقد العربي لمحو الأمية"‪.‬‬ ‫و�شرعت الأمانة العام ��ة لجامعة الدول العربية‬ ‫ف ��ي بداية العام ‪ ،2015‬م�ساع ��دة اللجنة العليا‬ ‫للتن�سي ��ق ف ��ي تنفي ��ذ "العق ��د العرب ��ي لمح ��و‬ ‫الأمي ��ة"‪ ،‬بم�شارك ��ة ر�ؤ�ساء هيئ ��ات محو الأمية‬ ‫ف ��ى ‪ 15‬دول ��ة عربي ��ة‪ ،‬باال�ضاف ��ة �إل ��ى ممثلين‬ ‫ع ��ن وزارات ال�ش�ؤون االجتماعي ��ة وممثلين عن‬ ‫المنظمات العربية المخت�صة‪.‬‬ ‫وقررت الحكومة في موازنة العام ‪ ،2013‬تفعيل‬ ‫فك ��رة الوكال ��ة الموج ��ودة من ��ذ الع ��ام ‪،2007‬‬ ‫و�إ�ص ��دار قان ��ون منظ ��م له ��ا‪ ،‬لتن�سي ��ق جه ��ود‬

‫الفاعلين في المي ��دان‪ ،‬لكن لم تظهر �أي نتائج‬ ‫بخ�صو�ص هذه الم�ؤ�س�سة الجديدة‪.‬‬ ‫وفي الع ��ام ‪ 2012‬ك�شفت درا�سة وطنية �أن ن�سبة‬ ‫الأمية لدى المغاربة الذين تتراوح �أعمارهم بين‬ ‫‪� 10‬سني ��ن و�أكثر بلغت ‪ 28‬في المئة‪ ،‬وترتفع هذه‬ ‫الن�سبة �إلى ‪ 38‬في المئة من ال�سكان البالغين ‪15‬‬ ‫�سنة فما فوق‪ ،‬فيما تعاني ن�صف المغربيات فوق‬ ‫�سن ‪� 15‬سنة (‪ 12.5‬مليون) من الأمية‪.‬‬ ‫وي�شير �إح�صاء �أخي ��ر لل�سكان �أعلن عن نتائجه‬ ‫بداي ��ة العام الحال ��ي‪� ،‬أن عدد �س ��كان المغرب‬ ‫يق ��ارب ‪ 34‬مليون� � ًا‪ ،‬ما يعن ��ي �أن ثل ��ث ال�سكان‬ ‫�أم ّيون‪ ،‬الأمر ال ��ذي يكبد الدولة خ�سارة قدرها‬ ‫‪ 1.5‬ف ��ي المئة م ��ن الناتج الداخل ��ي الإجمالي‬ ‫المقدر بحوالى ‪ 107‬مليارات دوالر خالل العام‬ ‫الما�ضي‪.‬‬

‫�أعلن���ت وكالة "�س���تاندارد �أند بورز" �إ�ص���دار‬ ‫ت�ص���نيف ال َّد ْين ال�س���يادي للع���راق ومنحته درجة‬ ‫"بي‪ "-‬ب�سبب النزاع مع تنظيم "داع�ش" المتطرف‪.‬‬ ‫و�أف���ادت وكال���ة الت�ص���نيف االئتمان���ي ف���ي بيان‬ ‫ب����أن "العراق يواج���ه �أخط���اراً على م�س���توى الأمن‬ ‫والم�ؤ�س�س���ات" م�ش���يرة �إلى �أن ه���ذه الأخطار هي‬ ‫"الأعل���ى بين كل الدول ال�س���يادية الت���ي تق ّومها‬ ‫الوكالة‪ ،‬خ�صو�ص���ا ً ب�سبب حربه مع تنظيم داع�ش"‪.‬‬ ‫و�أ�ض���افت الوكالة �أي�ضا ً �إلى ال�صعوبات في �إقامة‬ ‫م�ؤ�س�س���ات دائمة في مواجهة االنق�سام الطائفي‪.‬‬ ‫و�أ�ش���ارت �إلى "�ض���غوط على الموازنة الناتجة من‬ ‫انخفا����ض �أ�س���عار النف���ط في الن�ص���ف الثاني من‬ ‫العام الما�ضي"‪.‬‬ ‫�ش���دد رئي�س ال���وزراء الجزائري عب���د المالك‬ ‫�س�ل�ال على وج���وب ع���دم ال�ش���عور بالذع���ر حيال‬ ‫التراجع الكبير في �أ�سعار النفط‪ ،‬داعيا ً �إلى تر�شيد‬ ‫النفق���ات العام���ة ف���ي بلد خ�س���ر ن�ص���ف عائداته‬ ‫الخارجية جراء هذا الأمر‪.‬‬ ‫وقال �سالل خالل لقاء بين الحكومة ووالة المناطق‬ ‫�إن "الأم���ر ال ي�س���تدعي �أن يتملكن���ا الذع���ر وال �أن‬ ‫ن�ست�س���لم �إلى الن���وم‪ ،‬ولكنه يتطل���ب التحرك في‬ ‫االتجاه الجيد بطموح و�شجاعة"‪.‬‬ ‫ويتوق���ع �أن تبل���غ عائ���دات ت�ص���دير المحروق���ات‬ ‫‪ 34‬ملي���ار دوالر في الع���ام الحال���ي‪ ،‬بعدما كانت‬ ‫التوقعات الأولى ت�شير �إلى ‪ 60‬ملياراً‪.‬‬ ‫و�أ�ض���اف �أن "�إ�س���تمرار �إنخفا����ض �أ�س���عار النف���ط‬ ‫�س���تتمثل نتائجها فـ���ي �إنكما�ش موارد �ص���ندوق‬ ‫�ض���بط الإي���رادات وتنام���ي المديوني���ة العمومية‬ ‫الداخلية م���ا ي�س���تدعي القيام ب�أعم���ال فـي مجال‬ ‫تر�ش���يد النفقات العمومية وتطوير �س���وق ر�ؤو�س‬ ‫الأموال"‪.‬‬ ‫�ألح���ق تفاق���م ال�ص���راع الم�س���لّح ف���ي اليمن‬ ‫منذ �أواخ���ر �آذار (مار�س) الما�ض���ي‪ ،‬وقبل���ه الأزمة‬ ‫ال�سيا�سية‪� ،‬أ�ض���راراً كبيرة مبا�ش���رة وغير مبا�شرة‬ ‫بقطاع ال�س���ياحة‪ .‬و�أعلن م�صدر في وزارة ال�سياحة‬ ‫ت�س���ببت ف���ي تدمي���ر البني���ة التحتي���ة‬ ‫�أن الح���رب‬ ‫ّ‬ ‫االقت�ص���ادية وتوقّ ف الحركة ال�س���ياحية الخارجية‬ ‫والداخلية وتعطّ لت الموا�سم ال�سياحية التي ترفد‬ ‫خزين���ة الدول���ة ب�أكثر م���ن مليار دوالر في �ش���كل‬ ‫مبا�شر �سنويا ً‪.‬‬ ‫و�أ�ش���ار �إل���ى توقّ ���ف تنفي���ذ البرامج الت�س���ويقية‬ ‫والترويجية والم�ش���اركة ف���ي المعار�ض والمحافل‬ ‫الدولية التي ُتعنى بالت�س���ويق ال�سياحي الدولي‪،‬‬ ‫�إ�ض���افة �إل���ى ا�س���تهداف وتدمي���ر كلّ���ي وجزئ���ي‬ ‫لمناط���ق الج���ذب ال�س���ياحية الأثري���ة والتاريخية‬ ‫ف���ي كل من �ص���نعاء وعدن و�ص���عدة وتع���ز ولحج‬ ‫والحديدة وم�أرب وحجة وذمار و�إب والجوف‪.‬‬

‫‪Issue 34 - September - 2015‬‬

‫‪13‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون عربية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫المفكرة العربية‬

‫البطالة عند العرب ‪� 3‬أ�ضعاف م�ستواها العالمي‬ ‫�أخ ��ذت البطال ��ة ف ��ي ال ��دول العربي ��ة ح ّي ��زاً وا�سع� �اً ف ��ي تقري ��ر تقويم ��ي‬ ‫لالقت�ص ��اد العرب ��ي‪ ،‬و�صفه ��ا بـ"الآف ��ة الم�ست�شري ��ة"‪ ،‬م�شيراً �إل ��ى �أن عدد‬ ‫العاطلي ��ن م ��ن العم ��ل ف ��ي العالم العرب ��ي "و�صل �إل ��ى نح ��و ‪ 22‬مليوناً"‪.‬‬ ‫ولف ��ت �إل ��ى �أن معدل البطال ��ة البالغ ‪ 17.4‬في المئة ف ��ي العام ‪ 2013‬وفقاً‬ ‫ل�صن ��دوق النق ��د العرب ��ي‪ ،‬و‪ 14.8‬في المئ ��ة بح�سب منظم ��ة "�إ�سكوا"‪ ،‬هو‬ ‫ثالثة �أ�ضعاف معدل البطالة العالمي"‪.‬‬ ‫وعل ��ى ال�صعي ��د الإقليم ��ي‪ ،‬ك�شف التقري ��ر الذي �أعده مرك ��ز البحوث في‬ ‫الأمان ��ة العام ��ة التح ��اد الم�صارف العربي ��ة‪ ،‬ونوق�ش ف ��ي الإجتماع الأول‬ ‫للأمن ��اء العامي ��ن لجمعي ��ات الم�ص ��ارف العربي ��ة والإقليمية ال ��ذي عُقد‬ ‫ف ��ي بي ��روت �أخي ��راً و�شارك في ��ه م�س�ؤولون م ��ن ‪ 26‬دولة عربي ��ة و�أجنبية‪،‬‬ ‫ف�ض�ل ً�ا ع ��ن تركيا وقبر�ص وجنوب �أفريقيا والوالي ��ات المتحدة و�أرمينيا‬ ‫وم�ؤ�س�س ��ات دولي ��ة‪ ،‬ع ��ن �أن مع ��دل البطال ��ة ف ��ي ال ��دول العربي ��ة "الأق ��ل‬ ‫نم ��واً (ج ��زر القمر وجيبوتي وال�س ��ودان وال�صوم ��ال وموريتانيا واليمن)‬ ‫�سج ��ل نح ��و ‪ 19‬ف ��ي المئ ��ة‪ ،‬وف ��ي دول الم�ش ��رق العرب ��ي (الأردن‪� ،‬سوري ��ا‪،‬‬ ‫فل�سطي ��ن‪ ،‬الع ��راق‪ ،‬لبن ��ان وم�صر) نح ��و ‪ 17‬في المئة‪ ،‬وف ��ي دول المغرب‬ ‫(تون� ��س‪ ،‬الجزائر‪،‬المغ ��رب‪ ،‬وليبي ��ا) ‪ 11‬ف ��ي المئ ��ة‪ ،‬وف ��ي دول مجل� ��س‬ ‫التع ��اون الخليج ��ي ‪ 5.7‬في المئة‪ .‬وو�صل معدلها في �سوريا �إلى ‪ 57.7‬في‬ ‫المئ ��ة‪ ،‬وف ��ي اليم ��ن �إلى ‪ 40‬ف ��ي المئة‪ ،‬وف ��ي موريتانيا �إل ��ى ‪ 31‬في المئة‪،‬‬ ‫وف ��ي فل�سطي ��ن �إل ��ى ‪ 26.5‬في المئ ��ة"‪ .‬وتعك�س هذه المع ��دالت المرتفعة‬ ‫االنعكا�س ��ات "ال�سلبية للنزاعات الم�سلحة وعدم اال�ستقرار ال�سيا�سي على‬ ‫الأو�ضاع االقت�صادية"‪.‬‬ ‫في المقابل‪� ،‬سجلت البطالة في دول مجل�س التعاون الخليجي "معدالت‬ ‫�أدن ��ى بلغ ��ت ‪ 0.5‬في المئ ��ة في قطر‪ ،‬و‪ 2.1‬في المئة ف ��ي الكويت و‪ 3.8‬في‬ ‫المئة في الإمارات‪ ،‬و‪ 4.3‬في المئة في البحرين"‪.‬‬ ‫و�أف ��اد التقري ��ر ب� ��أن ارتف ��اع مع ��دل البطالة ف ��ي �سوريا من ‪ 8.6‬ف ��ي العام‬ ‫‪� 2010‬إل ��ى ‪ 57.7‬ف ��ي المئة حت ��ى نهاية العام ‪� 2014‬أي نح ��و ‪ 3.72‬ماليين‬ ‫عاطل من العمل‪� ،‬أدى �إلى فقدان م�صدر الدخل الرئي�س لـ ‪ 12.22‬مليون‬ ‫�سوري"‪.‬‬ ‫والح ��ظ "ازدي ��اد مع ��دالت بطال ��ة ال�شباب في ال ��دول العربي ��ة �إلى ‪ 29‬في‬ ‫المئ ��ة م ��ا يفوق �ضع ��ف معدل بطال ��ة ال�شب ��اب العالمي‪ ،‬وتت ��راوح بين ‪40‬‬ ‫و‪ 50‬ف ��ي المئ ��ة في ال ��دول العربية الت ��ي ت�شهد نزاع ��ات م�س ّلحة"‪ .‬وت�صل‬ ‫بطالة ال�شباب في �أو�ساط الإناث‪� ،‬إ�ستناداً �إلى �صندوق النقد العربي‪� ،‬إلى‬ ‫‪ 43.4‬ف ��ي المئ ��ة �أي م ��ا يزي ��د ثالث ��ة �أ�ضعاف المع ��دل العالم ��ي‪ ،‬في حين‬ ‫ي�ش ��كل عدد المتعلمين العاطلين من العمل ن�سبة ‪ 40‬في المئة من العدد‬ ‫الإجمالي في بع�ض الدول"‪.‬‬ ‫و�أك ��د التقري ��ر ال ��ذي �س ُيرف ��ع �إل ��ى �إجتم ��اع "مجموع ��ة الع�شري ��ن"‪� ،‬أن‬ ‫المنطقة العربية "تقف اليوم �أمام منعطف تاريخي حرج في ظل ا�ستمرار‬ ‫النزاعات الم�سلح ��ة واال�ضطرابات ال�سيا�سية في بع�ض الدول‪ ،‬وتداعيات‬ ‫االنخفا� ��ض الح ��اد في �أ�سع ��ار النفط"‪ .‬ولف ��ت �إلى "�إنخفا� ��ض معدل نمو‬ ‫الناتج المحلي فيها من ‪ 7.7‬في المئة في العام ‪� ، 2012‬إلى ‪ 1.5‬في المئة‬

‫‪12‬‬

‫العدد ‪� - 34‬أيلول (�سبتمرب) ‪٢٠١5 -‬‬

‫في العام ‪ 2014‬و‪ 2.4‬في المئة هذه ال�سنة"‪ .‬وعزا هذا التراجع �إلى "تدني‬ ‫�أ�سعار النفط والإنكما�ش �أو الركود االقت�صادي في العراق وليبيا و�سوريا‬ ‫واليم ��ن‪ ،‬ف ��ي حي ��ن ال ت ��زال دول مجل�س التع ��اون الخليج ��ي تمثل قاطرة‬ ‫الإقت�ص ��اد العرب ��ي‪ ،‬عل ��ى رغم �إنخفا� ��ض �أ�سعار النفط ف ��ي الن�صف الثاني‬ ‫من العام ‪."2014‬‬ ‫وك�ش ��ف �أن المجموع التراكمي للحاج ��ات التمويلية للدول العربية "يبلغ‬ ‫‪ 3.6‬تريليونات دوالر بين عامي ‪ 2015‬و‪."2030‬‬ ‫و�أو�ص ��ى التقري ��ر الحكوم ��ات العربي ��ة لمكافح ��ة البطال ��ة بـ"و�ض ��ع‬ ‫�إ�ستراتيجي ��ة متكامل ��ة‪ ،‬والإ�ستف ��ادة م ��ن الي ��د العامل ��ة العربي ��ة بد ًال من‬ ‫نظيرته ��ا الأجنبية وتحويل طاقة ال�شب ��اب العربي من قوة م�ستهلكة �إلى‬ ‫قوة منتجة"‪ .‬و�شدد على "�إنهاء الإعتماد غير الف ّعال على وظائف القطاع‬ ‫العام المت�ضخم وتح�سين قوانين العمل‪ ،‬و�إ�صالح الأجور العامة"‪.‬‬ ‫و�ألق ��ى التقري ��ر ال�ضوء عل ��ى "التفاوت في توزيع الدخ ��ل"‪ ،‬كا�شفاً عن �أن‬ ‫ح�ص ��ة الف ��رد من الناتج المحلي خالل العام ‪" 2014‬تراوحت بين ‪� 94‬ألف‬ ‫دوالر ف ��ي قط ��ر‪ ،‬و‪ 1500‬دوالر في موريتانيا"‪ .‬وهذا يعني "عدم الم�ساواة‬ ‫والفق ��ر المتع ��دد البع ��د ف ��ي المنطق ��ة العربية"‪ .‬ل ��ذا طال ��ب الحكومات‬ ‫العربي ��ة بـ"زي ��ادة الإنف ��اق العام على تعليم الفق ��راء للتخفيف من حدة‬ ‫الفق ��ر عل ��ى الم ��دى الق�صير من خ�ل�ال تغطي ��ة تكاليف التعلي ��م‪ ،‬وزيادة‬ ‫فر� ��ص ال�شب ��اب للح�ص ��ول عل ��ى وظائ ��ف منتج ��ة"‪ .‬و�أك ��د �ض ��رورة "�إلغاء‬ ‫الدع ��م المعم ��م ف ��ي �ش ��كل تدريج ��ي‪ ،‬خ�صو�ص� �اً عل ��ى منتج ��ات الطاق ��ة‪،‬‬ ‫وتقدي ��م الدعم الموجه والمبا�شر للفقراء‪ ،‬مع توفير م�ساعدات و�شبكات‬ ‫�أمان اجتماعية و�إن�شاء �صندوق �إقليمي للحماية االجتماعية"‪.‬‬ ‫وفي مجال البنية التحتية‪ ،‬ر�صد التقرير "تفاوتاً كبيراً في مدى تغطية‬ ‫خدماتها وجودتها وكفاءتها في كل دولة"‪ .‬وتفيد التقديرات ب�أن "حجم‬ ‫اال�ستثم ��ارات المطلوب ��ة لتطوير البنى التحتية ف ��ي الوطن العربي ربما‬ ‫يفوق ‪ 900‬مليار دوالر حتى العام ‪."2017‬‬ ‫وع ��ن مناخ الإ�ستثمار ف ��ي الدول العربية‪� ،‬إعتبر �أن �أبرز ما يع ّوق ممار�سة‬ ‫الأعمال وي�ضعف ثقة الم�ستثمرين‪ ،‬هي "التجاذبات ال�سيا�سية والنزاعات‬ ‫الم�سلح ��ة ف ��ي بع� ��ض ال ��دول‪ ،‬وتداعي ��ات االنخفا� ��ض غي ��ر المتوق ��ع ف ��ي‬ ‫�أ�سع ��ار النف ��ط وتردي كف ��اءة البنية التحتي ��ة"‪ ،‬على �أن "تر ّك ��ز ال�سيا�سات‬ ‫والإ�صالح ��ات عل ��ى تعزيز فر�ص الح�ص ��ول على التمويل م ��ن الم�صارف‬ ‫والأ�س ��واق المحلي ��ة والم�ؤ�س�س ��ات الخا�ص ��ة‪ ،‬وحماية حق ��وق المقتر�ضين‬ ‫والمقر�ضي ��ن‪ ،‬وتعزي ��ز الحوكم ��ة ل�ضم ��ان �إج ��راءات فعال ��ة و�شفاف ��ة‬ ‫للم�ستثمرين‪ ،‬و�إ�صالح النظام الق�ضائي"‪.‬‬ ‫وف ��ي مج ��ال الم�شاري ��ع المتو�سط ��ة وال�صغي ��رة‪ ،‬الح ��ظ �أن "ح�صته ��ا من‬ ‫القرو� ��ض تبل ��غ نحو ‪ 8‬ف ��ي المئة فقط من المجموع المق ��دم من القطاع‬ ‫الم�صرف ��ي العرب ��ي‪ ،‬وتتفاوت هذه الن�سبة بين الم�صارف الخليجية ‪ 2‬في‬ ‫المئ ��ة‪ ،‬والم�ص ��ارف غي ��ر الخليجي ��ة ‪ 13‬ف ��ي المئ ��ة"‪ .‬و�أبرز م ��ا �أو�صى به‬ ‫"�إبت ��كار منتج ��ات و�أدوات مالية من جانب الم�صارف العامة والخا�صة‪،‬‬ ‫وتعزيز دور الم�صارف الإ�سالمية"‪.‬‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫ُعمان‪� 3 :‬أ�شهر �إ�ضافية لت�صحيح �أو�ضاع اليد العاملة الوافدة‬ ‫مدّدت �سلطنة ُعمان مهلة ت�صحيح �أو�ضاع القوى‬ ‫العامل ��ة الوافدة غير ال�شرعي ��ة‪ ،‬في وقت �أعلنت‬ ‫ع ��ن "ازدياد عددهم �إلى م�ستويات قيا�سية بالغ ًا‬ ‫نح ��و ملي ��ون و‪� 631‬ألف� � ًا و‪ 560‬واف ��د ًا‪� ،‬أي بن�سبة‬ ‫بلغ ��ت ‪ 5‬ف ��ي المئ ��ة مقارن ��ة بحزي ��ران (يونيو)‬ ‫الما�ضي‪.‬‬ ‫و�أ�شارت �إح�صاءات حديثة لوزارة القوى العاملة‪،‬‬ ‫�إلى "ترحي ��ل ‪� 13‬ألف عامل وافد مع ا�ستعدادات‬ ‫لترحي ��ل خم�س ��ة �آالف �آخري ��ن‪ ،‬في �إط ��ار حملة‬ ‫مو�سعة لت�صحيح �أو�ضاع �سوق العمل في ال�سلطنة‬ ‫الت ��ي ت�شهد هيمنة القوى الواف ��دة‪ ،‬خ�صو�ص ًا مع‬ ‫انت�شار ظاهرة التجارة الم�ستترة"‪.‬‬ ‫ولفتت الوزارة �إلى �إ�ستم ��رار ا�ستقبالها "طلبات‬ ‫المن�ش� ��آت الخا�ص ��ة والق ��وى العامل ��ة الواف ��دة‬ ‫ومعامالته ��ا‪ ،‬الراغب ��ة ف ��ي اال�ستف ��ادة من فترة‬ ‫ت�صحي ��ح الأو�ض ��اع المتاح ��ة لت�سوي ��ة �أو�ض ��اع‬ ‫ال ُمخالفي ��ن �إل ��ى ثالث ��ة �أ�شه ��ر �إ�ضافي ��ة والت ��ي‬ ‫ت�ستم ��ر حت ��ى نهاي ��ة ت�شري ��ن الأول (�أكتوب ��ر)‬ ‫المقب ��ل‪ ،‬نظر ًا �إلى الإقب ��ال الكبير على ت�صحيح‬ ‫�أو�ضاع الق ��وى العاملة والمن�ش�آت واال�ستفادة من‬ ‫الت�سهيالت"‪ ،‬بح�سب بي ��ان الوزارة‪� .‬إذ �أو�ضحت‬ ‫�أن الخط ��وة تن ��درج في �إطار "تمكي ��ن �أكبر عدد‬ ‫م ��ن المخالفي ��ن لقان ��ون العمل لال�ستف ��ادة من‬ ‫الت�سهيالت المعلنة"‪ .‬و�أكد المدير العام للرعاية‬

‫العمالي ��ة �سال ��م بن �سعي ��د الب ��ادي‪� ،‬أن التمديد‬ ‫ي�صب ف ��ي م�صلح ��ة تنظيم �سوق العم ��ل وزيادة‬ ‫فاعلية الرقابة عليها"‪.‬‬ ‫وك�شفت ال ��وزارة �أن عدد القوى العاملة الأجنبية‬ ‫المخالفة التي تقدمت لدى الوزارة "بلغ ‪،18,484‬‬ ‫المرحلين في الفترة ال�سابقة من‬ ‫بينما بلغ ع ��دد ّ‬ ‫المهل ��ة الت�صحيحي ��ة نحو ‪� 13‬أل ��ف عامل ف�ض ًال‬ ‫عن ‪ 5484‬عام ًال قي ��د الترحيل"‪ ،‬م�شيرة �إلى �أن‬ ‫هذه الأعداد "ت�ستمر في الزيادة"‪.‬‬ ‫وعل ��ى رغم �أوامر ال�سلطان قابو� ��س ب�إبقاء ن�سبة‬ ‫الق ��وى العامل ��ة الواف ��دة ف ��ي ح ��دود ثل ��ث عدد‬ ‫ال�س ��كان وال ��ذي تج ��اوز ‪ 4‬ماليين �شخ� ��ص‪� ،‬إال‬ ‫�أن �س ��وق العم ��ل والتج ��ارة الم�ستت ��رة وعمليات‬ ‫االلتف ��اف على طلب الم�أذوني ��ات‪ ،‬رفعت الن�سبة‬ ‫لتقترب من ن�صف عدد ال�سكان تقريب ًا‪.‬‬

‫ال�سلطان قابو�س‬

‫توقعات �أف�ضل للنمو ال�سعودي والإماراتي‬ ‫�أظه ��ر ا�ستطالع �أجرت ��ه وكالة "رويت ��رز ون�شرت‬ ‫نتائج ��ه‪� ،‬أن المحللين رفع ��وا توقعاتهم لنمو �أكبر‬ ‫اقت�صادي ��ن في منطقة الخليج ه ��ذا العام لكنهم‬ ‫خف�ض ��وا تقديراته ��م لنموهما في الع ��ام المقبل‬ ‫ب�سب ��ب �آفاق �إنت ��اج النفط‪ .‬وقال ��ت خديجة حق‪،‬‬ ‫رئي�س ��ة البح ��وث الإقليمية ف ��ي "بن ��ك الإمارات‬ ‫ دب ��ي الوطن ��ي"‪� ،‬أكبر الم�صارف ف ��ي دبي‪� ،‬إن‬‫الدول ال�ست المنتجة للنفط الأع�ضاء في مجل�س‬ ‫التع ��اون الخليج ��ي عو�ض ��ت جزء ًا م ��ن تداعيات‬ ‫هبوط �أ�سعار النفط بزيادة �أحجام الإنتاج بوتيرة‬ ‫�أ�سرع م ��ن المتوقع في ‪ .2015‬و�أ�ضافت �أن "ذلك‬ ‫ي�شي ��ر �إل ��ى �أن �إنتاج النفط قد ي�ستق ��ر �أو يتراجع‬ ‫قلي ًال الع ��ام المقب ��ل" نظر ًا �إلى �ضي ��ق المجال‬ ‫�أم ��ام المنتجي ��ن لزي ��ادة ال�ص ��ادرات ف ��ي الأمد‬

‫القريب وقد ي�ؤثر ذلك �سلب ًا في النمو في ‪.2016‬‬ ‫وبل ��غ متو�س ��ط توقع ��ات ‪ 15‬خبي ��ر ًا اقت�صادي� � ًا‬ ‫لنم ��و الناتج المحل ��ي الإجمال ��ي لل�سعودية هذا‬ ‫الع ��ام ‪ 3.0‬في المئ ��ة في اال�ستط�ل�اع الجديد‬ ‫ارتفاع� � ًا م ��ن ‪ 2.6‬ف ��ي المئ ��ة ف ��ي اال�ستطالع‬ ‫ال�ساب ��ق الذي �أجري في ني�س ��ان (�أبريل)‪ .‬غير‬ ‫�أنه ��م خف�ضوا توقعات النمو ال�سعودي في العام‬ ‫المقب ��ل �إلى ‪ 2.6‬في المئ ��ة من ‪ 3.0‬في المئة‪.‬‬ ‫وتوقع "بنك الإمارات ‪ -‬دبي الوطني" في �أوائل‬ ‫العام الحال ��ي �أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي‬ ‫ال�سع ��ودي بن�سب ��ة ‪ 2.5‬ف ��ي المئ ��ة ف ��ي ‪2015‬‬ ‫وبن�سبة ‪ 3.0‬في المئة في ‪ .2016‬وقالت حق �إن‬ ‫هناك احتم ��االت حالي ًا برفع توقعات البنك في‬ ‫‪ 2015‬بينما قد تُخف�ض �أرقام ‪.2016‬‬

‫الموجز الخليجي‬ ‫�أعل���ن رئي�س الوزراء الهن���دي ناريندرا مودي‬ ‫�أثن���اء زي���ارة لدولة الإم���ارات �أن الأخي���رة تعهدت‬ ‫بزيادة ا�س���تثماراتها ف���ي الهند‪ .‬وق���ال �أمام جمع‬ ‫هن���دي غفير ف���ي دب���ي �إن الإم���ارة "وافقت على‬ ‫ا�س���تثمار ‪ 75‬ملي���ار دوالر ف���ي الهند"‪ .‬واحت�ش���د‬ ‫ع�ش���رات �ألوف الهنود من العاملي���ن في الإمارات‬ ‫في ملعب للكريكت في دبي لال�ستماع �إلى خطاب‬ ‫م���ودي‪ .‬ويعم���ل في الإم���ارات نح���و ‪ 2.5‬مليوني‬ ‫هندي ي�ش���كلون قرابة ثلث عدد �سكانها‪ .‬وتحتاج‬ ‫الهند �إل���ى ر�ؤو�س الأموال الأجنبي���ة والتكنولوجيا‬ ‫لتطوير اقت�ص���ادها بينما تريد الإمارات ا�ستخدام‬ ‫ا�س���تثماراتها الخارجية في تنويع قاعدة �أ�صولها‬ ‫وتقلي�ص اعتمادها على النفط‪ .‬ويهدف ال�صندوق‬ ‫�إلى جمع ‪ 75‬مليار دوالر لبناء �سكك حديد وموانئ‬ ‫وط���رق وتنفيذ م�ش���اريع �أخرى في الهند‪ .‬وو�ض���ع‬ ‫بيان م�ش���ترك للبلدين هدفا ً لزي���ادة حجم التجارة‬ ‫الثنائي���ة ‪ 60‬ف���ي المئ���ة ف���ي ال�س���نوات الخم�س‬ ‫المقبل���ة �إ�ض���افة �إلى التعاون ف���ي تطوير و�إطالق‬ ‫الأقمار اال�صطناعية وفي اال�س���تخدامات ال�سلمية‬ ‫للطاقة النووية‪.‬‬ ‫توقع خبراء �أن يوا�صل قطاع البناء والت�شييد‬ ‫نم���وه في منطقة الخليج خالل الع���ام الحالي‪ ،‬على‬ ‫رغ���م التراجع الطفيف ف���ي قيمة العق���ود مقارنة‬ ‫بالعام الما�ض���ي‪ .‬وق ّدر رئي�س �شركة "دي ام جي"‬ ‫العالمي���ة‪ ،‬المنظمة لمعر�ض "الخم�س���ة الكبار" في‬ ‫دب���ي‪ ،‬اندي واي���ت قيمة عق���ود البناء والت�ش���ييد‬ ‫المبرمة خالل العام الحالي في المنطقة بنحو ‪194‬‬ ‫مليار دوالر في مقابل ‪ 196‬ملياراً العام الما�ضي‪،‬‬ ‫على رغم التراجع الكبير في �أ�سعار النفط‪.‬‬ ‫وتوق���ع واي���ت �أن ي�س���تقطب المعر����ض المزم���ع‬ ‫عق���ده ف���ي ت�ش���رين الثان���ي (نوفمب���ر) المقب���ل‪،‬‬ ‫كبرى ال�ش���ركات العالمي���ة المزودة لم���واد البناء‪،‬‬ ‫لال�س���تفادة من الم�ش���اريع الكبرى ف���ي المنطقة‪،‬‬ ‫ال�سيما م�شاريع البنية التحتية‪.‬‬ ‫�أفـــادت درا�س���ة �أعدتها �ش���ركة "ري�سيرت�ش‬ ‫�آند ماركت�س" بعنوان "�س���وق الهواتف الذكية في‬ ‫الإم���ارات توقعات وفر����ص ‪ ،"2019‬ب����أن "قيمة‬ ‫�س���وق الهواتف الذكية "�س���تبلغ ‪ 9.32‬مليارات‬ ‫دوالر بحل���ول العام ‪ ،2019‬ف���ي داللة مهمة على‬ ‫التب ّن���ي المتزاي���د لأح���دث التقني���ات والأجه���زة‬ ‫الذكي���ة"‪ .‬وقال الرئي����س التنفيذي لـ"�أك�س���يوم"‬ ‫في�ص���ل البناي‪" :‬النمو ال�سريع والمتوا�صل ل�سوق‬ ‫الهواتف الذكي���ة ي�ؤكد الطلب الكبير الذي تحظى‬ ‫به هذه الأجهزة‪ ،‬لأن القوة ال�شرائية للم�ستهلكين‬ ‫ون�س���ب االقتناء المبكر لهذه الأجهزة‪ ،‬تجعالن من‬ ‫الإمارات �سوقا ً مثالية للأجهزة التي ُتطلق حديثا ً"‪.‬‬ ‫‪Issue 34 - September - 2015‬‬

‫‪15‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون خليجية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫الموقف الخليجي‬

‫البحرين تتك ّيف مع حالة عدم اليقين التي تخ ّيم على النفط‬ ‫م ��ن المرج ��ح �أن ي� ��ؤدّي �إنخفا� ��ض �أ�سع ��ار النف ��ط �إل ��ى تقل� ��ص النم ��و عل ��ى جان ��ب الإنفاق‪ ،‬تعم ��ل المملكة على تر�شيد الإنف ��اق‪ ،‬نظراً �إلى �أن‬ ‫الإقت�ص ��ادي ف ��ي البحري ��ن هذا العام‪ ،‬عل ��ى الرغم م ��ن �أن القطاع غير الإحتياط ��ات الأجنبي ��ة متوا�ضع ��ة ن�سبي� �اً والت ��ي كانت نح ��و ‪ 6‬مليارات‬ ‫النفط ��ي القوي‪ ،‬الذي يدعمه برنام ��ج م�ستدام من �إ�ستثمارات الدولة‪ ،‬دوالر‪� ،‬أو ثالثة �أ�شهر من الواردات‪ ،‬في �أواخر العام ‪.2014‬‬ ‫ينبغ ��ي �أن يدعم تو�سع الناتج المحل ��ي الإجمالي في ‪ 2016‬فيما �أ�سواق لق ��د ت ّم ��ت الموافقة على موازن ��ة الدولة لعام ��ي ‪ 2015‬و‪ 2016‬من قبل‬ ‫البرلمان في �أوائل تموز (يوليو) بعد ت�أخير لمدة �ستة �أ�شهر مع وجود‬ ‫النفط تنتظر تجدّد الطلب عليها‪.‬‬ ‫يتو�س ��ع الإقت�ص ��اد بن�سب ��ة ‪ ٪3.6‬ه ��ذا الع ��ام قب ��ل �أن عج ��ز متوق ��ع يبلغ نح ��و ‪ 1.5‬ملي ��ار دينار بحرين ��ي (‪ 4‬ملي ��ارات دوالر)‬ ‫م ��ن المتوق ��ع �أن ّ‬ ‫يتراج ��ع �إلى نمو بن�سبة ‪ ٪3.3‬ف ��ي العام ‪ ،2016‬وفقاً للتقرير "الف�صلي لكال الفترتين‪ ،‬وهذا المبلغ يتجاوز ال‪ 914‬مليون دينار بحريني (‪2.4‬‬ ‫الإقت�ص ��ادي للبحري ��ن"‪ ،‬ال�ص ��ادر ف ��ي حزي ��ران (يوني ��و) ع ��ن مجل� ��س ملياري دوالر) الم�سجل في العام ‪ .2014‬وفي حين كان مجل�س الوزراء‬ ‫التنمي ��ة االقت�صادي ��ة‪ .‬فيم ��ا ي�ش ��كل النف ��ط حوال ��ي ‪ ٪80‬م ��ن �إي ��رادات �إقت ��رح موازن ��ة مع عج ��ز مالي �أقل‪ ،‬حوال ��ي ‪ 1.47‬مليار دين ��ار بحريني‬ ‫الدول ��ة‪ ،‬ف� ��إن النمو �سيكون مدفوعاً �إلى حد كبير بالن�شاط في القطاع (‪ 3.9‬ملي ��ارات دوالر)‪ ،‬فقد �إختار البرلم ��ان الحفاظ على برامج �إنفاق‬ ‫غي ��ر النفطي‪ ،‬ي�شير مجل�س التنمي ��ة االقت�صادية‪ ،‬والذي �إرتفع بن�سبة عدة حالية‪ ،‬بما في ذلك الإعانات‪.‬‬ ‫لق ��د �إخت ��ارت الحكوم ��ة ب ��د ًال م ��ن ذل ��ك الح ��د م ��ن نفقاته ��ا الخا�صة‪،‬‬ ‫‪ ٪5‬في العام على �أ�سا�س �سنوي في الربع الأول‪.‬‬ ‫"نح ��ن نتوق ��ع �أن يبقى النمو في قط ��اع النفط ‪ ...‬ومع ذلك‪ ،‬ينبغي حي ��ث �أ�صدرت توجيهات �إل ��ى الوزارات تطلب بموجبها تحديد وفورات‬ ‫�أن يظ ��ل الن�ش ��اط ف ��ي االقت�ص ��اد غي ��ر النفط ��ي قوي� �اً‪ ،‬بمتو�س ��ط​​قدره �إ�ضافي ��ة‪ .‬وق ��ال عي�س ��ى الحم ��ادي‪ ،‬المتح ��دث با�س ��م الحكوم ��ة ووزي ��ر‬ ‫‪[ ٪4.5‬من النمو] في العام"‪ ،‬قال تقرير مجل�س التنمية االقت�صادية‪� .‬ش�ؤون الإعالم‪ ،‬لل�صحافة المحلية في منت�صف تموز (يوليو) الفائت‪،‬‬ ‫"وتج ��در الإ�ش ��ارة‪ ،‬م ��ع ذلك‪� ،‬إلى �أن هذا الرقم قد تم تجاوزه بالفعل �أن ��ه ف ��ي حين �أن القي ��ود المالية ق ��د �إقت�ضت تخفي�ضات ف ��ي الوزارات‪،‬‬ ‫ب�ش ��كل وا�ض ��ح ف ��ي الرب ��ع الأول‪ ،‬و�سرعة تنفي ��ذ م�شروع خ ��ط الأنابيب ف�إن ال�شعب لن يت�أثر مبا�شرة‪.‬‬ ‫يمكنه �أن يدفع الإجمالي �إرتفاعاً"‪.‬‬ ‫"علين ��ا تقيي ��د الإنف ��اق لأن لدين ��ا موازن ��ة �ضيق ��ة للتعام ��ل" ق ��ال‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ف ��ي الوق ��ت عين ��ه‪ ،‬قال عدن ��ان �أحم ��د يو�س ��ف‪ ،‬الرئي�س والمدي ��ر العام م�ضيف� �ا‪�" :‬إن �أ�سع ��ار النفط لي�ست م�ستقرة‪ ،‬ونحن ال نريد �أن ي�ستمر‬ ‫لمجموع ��ة البرك ��ة الم�صرفي ��ة‪ ،‬لل�صحاف ��ة المحلي ��ة ف ��ي �أواخ ��ر تموز الإنف ��اق ب�ش ��كل غي ��ر �صحي ��ح‪ ،‬حي ��ث ال نع ��رف م ��ا يخبئ ��ه الم�ستقب ��ل‬ ‫(يولي ��و) الفائت ب�أن ��ه يتوقع �أن ينمو الناتج المحل ��ي الإجمالي بن�سبة بالن�سبة �إلينا"‪.‬‬ ‫ً‬ ‫‪ ٪4‬على الأقل خالل هذا العام‪ ،‬وذلك بف�ضل زيادة الإ�ستثمارات العامة ف ��ي حين يتوقع مجل�س التنمية الإقت�صادية �إنتعا�شا في �أ�سعار النفط‪،‬‬ ‫في البنية التحتية والطاقة والخدمات‪ " .‬نحن ن�ؤمن بقوة في الأ�س�س م ��ع متو�سط �سعر متوقع هذا العام يبلغ ‪ 65‬دوالراً للبرميل و‪ 80‬دوالراً‬ ‫التي يتمتع بها �إقت�صاد البحرين والتي جعلت منه �إقت�صاداً مرناً قادراً في العام ‪ ،2016‬ف�إن العودة المحتملة لإيران �إلى �سوق الطاقة الدولية‬ ‫على التعامل مع التقلبات في �أ�سواق النفط"‪ ،‬قال‪.‬‬ ‫يمك ��ن �أن ت�ضع المزيد من ال�ضغ ��وط على الأ�سعار‪ .‬لقد �إنخف�ض �سعر‬ ‫ً‬ ‫عل ��ى الرغ ��م من ه ��ذه المرونة‪ ،‬ال ت ��زال المخ ��اوف تخ ّيم ب�ش� ��أن ت�أثير خ ��ام برن ��ت �إلى �أقل من ‪ 60‬دوالرا للبرميل في منت�صف تموز (يوليو)‬ ‫�إنخفا� ��ض �أ�سع ��ار النف ��ط عل ��ى خزين ��ة الدول ��ة‪ .‬ف ��ي حزي ��ران (يونيو) على خبر الإتفاق المبدئي النووي‪.‬‬ ‫خ ّف�ض ��ت وكالة الت�صني ��ف فيت�ش ت�صنيفات �إ�ص ��دارات العملة الأجنبية عل ��ى الرغم من �إنخفا�ض �أ�سعار النفط‪ ،‬ف� ��إن زيادة في الإنتاج المحلي‬ ‫والمحلي ��ة عل ��ى الم ��دى الطويل في البحرين �إل ��ى ‪ -BBB‬و ‪ BBB‬على يج ��ب �أن تع ��زز عائ ��دات الهيدروكربونات في الم ��دى القريب‪ ،‬حيث �أن‬ ‫التوال ��ي‪ ،‬مع نظ ��رة م�ستقبلية م�ستقرة‪ .‬الإنخفا�ض في عائدات النفط حق ��ل �أب ��و �صف ��ا البح ��ري ‪ -‬ال ��ذي تت�شارك في ��ه البحرين م ��ع المملكة‬ ‫والغ ��از �أ�ض ��اف ال�ضغ ��ط عل ��ى الو�ض ��ع المال ��ي ف ��ي البحري ��ن‪� ،‬أ�ش ��ارت العربي ��ة ال�سعودي ��ة – عاد �إلى الإنتاج الكامل م ��رة �أخرى‪ .‬وقد �شهدت‬ ‫فيت� ��ش‪ ،‬حي ��ث م ��ن المتوق ��ع �أن يرتف ��ع عج ��ز الموازنة �إل ��ى ‪ ٪10.9‬من ح�ص ��ة البحري ��ن من ه ��ذا الحقل ال ��ذي تبل ��غ طاقت ��ه ‪ 150،000‬برميل‬ ‫النات ��ج المحلي الإجمال ��ي هذا العام‪� ،‬أي ما يقرب من �ضعف الم�ستوى يومي� �اً‪� ،‬إنخفا�ض� �اً بن�سب ��ة ‪ ٪7‬في الإنت ��اج في الرب ��ع الأول ب�سبب �أعمال‬ ‫ال�صيان ��ة المو�سمي ��ة‪ .‬وقبل الإ�صالحات‪ ،‬مثل �أب ��و ال�صفا ما يقرب من‬ ‫الم�سجل في العام ‪.2014‬‬ ‫ّ‬ ‫م ��ع ذل ��ك‪ ،‬من المتوقع �أن يعود العجز �إلى رق ��م واحد (تحت ‪ )%10‬في ‪ ٪80‬م ��ن �صاف ��ي عائ ��دات النف ��ط و ‪ ٪90‬م ��ن �إجمال ��ي مبيع ��ات النفط‬ ‫‪ 2016‬و‪ ،2017‬فيم ��ا ك�س ��ب القط ��اع غي ��ر النفط ��ي موقعاً وذل ��ك بف�ضل الخام‪ ،‬وفقاً ل�شركة البحرين للأوراق المالية واال�ستثمار‪.‬‬ ‫الم�شاري ��ع الإنمائي ��ة الممول ��ة م ��ن دول مجل� ��س التع ��اون الخليج ��ي‪ ،‬وال�س� ��ؤال ال ��ذي ُيط ��رح هن ��ا‪ :‬م ��اذا ل ��و �إ�ستم ��رت �أ�سع ��ار النف ��ط والغ ��از‬ ‫وتدف ��ق ال�سي ��اح م ��ن المملك ��ة العربي ��ة ال�سعودي ��ة المج ��اورة‪ ،‬ونم ��و بالإنخفا�ض؟ هل ي�ستطيع �إقت�صاد البحرين ال�صمود؟‬ ‫ال�صناعة التحويلية‪.‬‬ ‫المنامة ‪ -‬ب�سام رحال‬

‫‪14‬‬

‫العدد ‪� - 34‬أيلول (�سبتمرب) ‪٢٠١5 -‬‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫‪ 73‬مليار دوالر تجارة الإمارات غير النفطية‬ ‫نم ��ت التج ��ارة غي ��ر النفطي ��ة المبا�ش ��رة لدول ��ة‬ ‫الإم ��ارات �ستة في المئة �إل ��ى ‪ 270.1‬مليار درهم‬ ‫(‪ 73.4‬ملي ��ار دوالر) خ�ل�ال الرب ��ع الأول م ��ن‬ ‫الع ��ام الج ��اري‪ ،‬مقارن ��ة ب� �ـ‪ 254.5‬ملي ��ار درهم‬ ‫خالل الفترة ذاتها من الع ��ام الما�ضي‪ .‬و�أظهرت‬ ‫البيان ��ات الإح�صائية الأولي ��ة لـ"الهيئة االتحادية‬ ‫للجم ��ارك" �أن ح�ص ��ة ال ��واردات م ��ن �إجمال ��ي‬ ‫التج ��ارة غي ��ر النفطي ��ة المبا�ش ��رة للدول ��ة بلغت‬ ‫‪ 170.8‬ملي ��ار دره ��م ف ��ي مقاب ��ل ‪ 166.8‬ملي ��ار‬ ‫درهم بزيادة ‪ 2.4‬ف ��ي المئة‪ ،‬في حين نمت قيمة‬ ‫ال�ص ��ادرات ‪ 35‬في المئة �إل ��ى ‪ 40.6‬مليار درهم‬ ‫مقارن ��ة بـ‪ 30‬مليار درهم‪ ،‬كما �شهدت قيمة �إعادة‬ ‫الت�صدير نمو ًا بلغ اثني ��ن في المئة لت�سجل ‪58.7‬‬ ‫مليار درهم في مقابل ‪ 57.7‬مليار درهم‪.‬‬ ‫و�أعلن ��ت الهيئ ��ة ف ��ي بي ��ان �أن "الت�سهي�ل�ات التي‬ ‫تقدمه ��ا الدول ��ة للتج ��ارة العالمي ��ة �ساهم ��ت في‬ ‫تعزي ��ز مكان ��ة الإم ��ارات ف ��ي خريط ��ة التج ��ارة‬ ‫الدولي‪ ،‬كما �ساهم تطور �آليات العمل في المنافذ‬ ‫الجمركي ��ة والموانئ في زيادة وتي ��رة التجارة مع‬ ‫ال�ش ��ركاء التجاريين في العال ��م"‪ ،‬م�شيرة �إلى �أن‬ ‫"تج ��ارة الإم ��ارات م ��ع العالم الخارج ��ي ت�شهد‬ ‫نم ��و ًا متزايد ًا خ�ل�ال ال�سنوات الأخي ��رة‪ ،‬في ظل‬ ‫النمو االقت�صادي الكبير في الدولة"‪.‬‬

‫و�أو�ضح ��ت الهيئة �أن "حجم التجارة غير النفطية‬ ‫للدول ��ة‪ ،‬لجه ��ة ال ��وزن خ�ل�ال الرب ��ع الأول العام‬ ‫الحال ��ي بلغ ��ت نح ��و ‪ 42.2‬ملي ��ون ط ��ن‪16.2 ،‬‬ ‫ملي ��ون منه ��ا وزن ال ��واردات‪ ،‬و‪ 23.7‬ملي ��ون وزن‬ ‫ال�ص ��ادرات و‪ 2.3‬مليون وزن �إع ��ادة الت�صدير"‪.‬‬ ‫و�أعلن ��ت �أن "المتو�س ��ط اليوم ��ي لأوزان الر�سائل‬ ‫الجمركي ��ة في �إطار التج ��ارة غير النفطية للدولة‬ ‫التي تعاملت معها المنافذ الجمركية خالل الفترة‬ ‫المذكورة بلغ نحو ‪� 176‬ألف طن يومي ًا على �أ�سا�س‬ ‫�ساعات ال ��دوام الر�سمي‪ ،‬بمتو�س ��ط ‪� 22‬ألف طن‬ ‫في ال�ساعة"‪.‬‬ ‫و�أ�ش ��ارت �إل ��ى �أن "�إقلي ��م �آ�سي ��ا و�أ�ستراليا وجزر‬ ‫المحي ��ط الهادي حافظ عل ��ى �صدارته في ترتيب‬ ‫�ش ��ركاء الدولة في التجارة غي ��ر النفطية بح�صة‬ ‫قيمته ��ا ‪ 110‬مليارات درهم‪ ،‬تع ��ادل ‪ 42‬في المئة‬ ‫م ��ن الإجمالي‪ ،‬بينما جاء �إقليم �أوروبا في المركز‬ ‫الثان ��ي ب� �ـ‪ 65.8‬مليار دره ��م و‪ 25‬ف ��ي المئة‪ ،‬ثم‬ ‫�إقلي ��م ال�ش ��رق الأو�س ��ط و�شمال �أفريقي ��ا بـ‪44.3‬‬ ‫ملي ��ار دره ��م و‪ 17‬ف ��ي المئ ��ة‪ ،‬ف�إقلي ��م �أمي ��ركا‬ ‫والكاريب ��ي ب� �ـ‪ 26‬ملي ��ار درهم و‪ 10‬ف ��ي المئة‪ ،‬ثم‬ ‫غ ��رب وو�س ��ط �أفريقي ��ا ب� �ـ‪ 10.2‬ملي ��ارات درهم‬ ‫و�أربع ��ة في المئ ��ة‪ ،‬و�أخير ًا �شرق وجن ��وب �أفريقيا‬ ‫بـ‪ 6.9‬مليارات درهم وثالثة في المئة"‪.‬‬

‫فائ�ض الميزان التجاري الكويتي خ�سر ُخـم�سه خالل �سنة‬ ‫�أظه ��رت بيان ��ات التج ��ارة الخارجي ��ة �أن فائ�ض‬ ‫الميزان التجاري للكوي ��ت تراجع في الربع الأول‬ ‫م ��ن العام الحالي م ��ع ا�ستمرار هب ��وط �إيرادات‬ ‫�ص ��ادرات النفط‪ .‬و�أظه ��ر تقرير �أ�ص ��دره "بنك‬ ‫الكويت الوطني" تراج ��ع الفائ�ض التجاري �إلى‬ ‫�أدنى م�ستوياته ف ��ي �ست �سنوات لي�صل �إلى ‪1.7‬‬ ‫ملي ��ار دينار (نح ��و ‪ 6‬ملي ��ارات دوالر) في الربع‬ ‫الأول م ��ن الع ��ام الحالي بن�سب ��ة �سنوية بلغت ‪20‬‬ ‫في المئة من الناتج المحلي الإجمالي هذا العام‪.‬‬ ‫ويع ��زى هذا التراجع ب�ص ��ورة رئي�سية �إلى هبوط‬ ‫عائ ��دات الت�صدي ��ر نظ ��ر ًا النخفا� ��ض �أ�سع ��ار‬ ‫رج ��ح �أن يك ��ون المي ��زان التجاري‬ ‫النف ��ط‪ .‬وال ُي ّ‬ ‫ق ��د �شهد مزي ��د ًا من التده ��ور في الرب ��ع الثاني‬ ‫من ‪ 2015‬في �ض ��وء التح�سن الطفيف في �أ�سعار‬ ‫النفط‪ .‬وهبط ��ت �إيرادات ت�صدي ��ر النفط بنحو‬

‫‪ 49‬ف ��ي المئة على �أ�سا�س �سن ��وي في الربع الأول‬ ‫م ��ن العام الحالي لتبلغ ‪ 3.6‬مليارات دينار‪ ،‬وهو‬ ‫�أدن ��ى م�ستوياتها في خم�س �سن ��وات‪ .‬فقد ت�أثرت‬ ‫�إيرادات ت�صدير النفط بفعل هبوط �أ�سعاره‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف التقرير �أن عائدات ت�صدير النفط ربما‬ ‫ت�شهد ارتفاع ًا طفيف ًا ف ��ي الربع الثاني من العام‬ ‫الحال ��ي على خلفية التعافي الطفي ��ف في �أ�سعار‬ ‫النف ��ط �إذ بل ��غ متو�سط �سعر "برن ��ت" ‪ 64‬دوالر ًا‬ ‫للبرميل في الربع الثاني‪ .‬و�أظهر تقرير "الكويت‬ ‫الوطني" انكما�ش نمو ال�ص ��ادرات غير النفطية‬ ‫في الربع الأول منخف�ض ًا بن�سبة ‪ 11‬في المئة على‬ ‫�أ�سا� ��س �سنوي لي�صل �إل ��ى ‪ 0.3‬مليار دينار‪ .‬كما‬ ‫ت�أثرت ال�ص ��ادرات غير النفطي ��ة بتراجع �أ�سعار‬ ‫الإيثيلي ��ن وقوة الدين ��ار مقابل معظ ��م العمالت‬ ‫الرئي�سية‪ ،‬با�ستثناء الدوالر الأميركي‪.‬‬

‫نم���ت �س���وق الأ�س���مدة ف���ي الإمارات بن�س���بة‬ ‫تجاوزت ‪ 50‬في المئة في ال�سنين الع�شر الما�ضية‪،‬‬ ‫بح�س���ب "االتح���اد الخليج���ي للبتروكيماوي���ات‬ ‫والكيماويات" (جيب���كا)‪ ،‬الفتا ً �إلى �أن "الإنتاج بلغ‬ ‫‪ 5‬ماليي���ن طن ع���ام ‪ ،2014‬مع تحقي���ق �إيرادات‬ ‫بقيمة ‪ 6.5‬مليارات دوالر"‪.‬‬ ‫و�أعلن الأمين العام لالتحاد عبد الوهاب ال�سعدون‪،‬‬ ‫�أن قطاع �صناعة الأ�سمدة الإماراتي "نما في �شكل‬ ‫الدوري���ة للمنتج���ات‬ ‫الف���ت عل���ى رغ���م الطبيع���ة‬ ‫ّ‬ ‫ال�س���لعية والتحدي���ات االقت�ص���ادية المختلف���ة"‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫واعتبر �أن "المقومات التنموية وا�س���تقرار م�ستوى‬ ‫المبيع���ات وتنام���ي مع���دالت التوظي���ف �ض���من‬ ‫القطاع‪ ،‬عوامل ت�ساهم في دعم االقت�صاد وت�شكل‬ ‫رافداً قويا ً نحو تحقي���ق الأهداف الطموحة لـ"ر�ؤية‬ ‫الإمارات ‪."2021‬‬ ‫�أعلن وزير المال ال�س���عودي ابراهيم الع�ساف‬ ‫ان المملكة العربية ال�س���عودية �س���تخف�ض االنفاق‬ ‫كم���ا �ست�ص���در مزي���داً من ال�س���ندات ل�س���د العجز‬ ‫القيا�س���ي في الموازنة ب�س���بب االنخفا�ض الكبير‬ ‫ال�سعار النفط‪.‬‬ ‫وتواجه المملكة‪ ،‬ذات االقت�ص���اد االكبر في العالم‬ ‫العربي و�أكبر م�صدرة للنفط في العالم‪ ،‬انخفا�ضا ً‬ ‫غير م�س���بوق في الموازنة اثر هبوط ا�س���عار النفط‬ ‫الخام بمقدار يزيد على الن�صف خالل �سنة‪ ،‬ليتراجع‬ ‫�س���عر البرميل عن ‪ 50‬دوالراً‪ .‬وتعتمد ال�س���عودية‬ ‫حت���ى الآن عل���ى احتياطاته���ا المالي���ة الهائلة في‬ ‫�س���د الفجوة‪ ،‬اال ان وزير المال ال�س���عودي قال �إنه‬ ‫�سيكون من ال�ضروري اتخاذ مزيد من االجراءات‪.‬‬ ‫ك�شف م�س����ؤول في �ش���ركة "مجموعة الوادي‬ ‫الأخ�ضر العالمية للعقارات" الإماراتية النقاب عن‬ ‫ا�س���تثمارات تجاوزت ن�ص���ف ملي���ار دوالر نفذتها‬ ‫�شركته في تركيا موزعة على مدن عدة‪.‬‬ ‫وقال رئي����س مجل�س �إدارة ال�ش���ركة وئام رباح‪� ،‬إن‬ ‫"�إجمالي ا�ستثمارات ال�ش���ركة في ال�سوق التركية‬ ‫ي�صل حاليا ً �إلى حوالى ملياري درهم (‪ 545‬مليون‬ ‫دوالر) موزعة على ‪ 11‬م�شروعا ً عقاريا ً"‪.‬‬ ‫و�أو�ض���ح رباح على هام�ش معر�ض "�سيتي �سكيب‬ ‫غلوب���ال ‪ "2015‬ف���ي دب���ي‪� ،‬أن ال�ش���ركة تعت���زم‬ ‫ت�س���ليم ثالثة م�ش���اريع العام الحالي‪ ،‬وهي "مجمع‬ ‫بوليف���ارد بور�ص���ة" و"مجم���ع فلل يال���وا" و"فلل‬ ‫�صبنجه"‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف �أن لدى �شركته "ثمانية م�شاريع �أخرى في‬ ‫ال�س���وق التركية‪ ،‬وهي مجمع فلل بور�ص���ة‪ ،‬ومجمع‬ ‫�شقق وادي طرابزون‪ ،‬ومجمع �شقق بور�صة �أفينيو‬ ‫ومجم���ع �أتالنتي�س‪ ،‬وب���رج الظبي‪ ،‬ومجم���ع الخليج‬ ‫ال�س���كني‪ ،‬وفل���ل بور�ص���ة هايت����س‪ ،‬ومجم���ع فلل‬ ‫طرابزون"‪.‬‬

‫‪Issue 34 - September - 2015‬‬

‫‪17‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون خليجية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫المفكرة الخليجية‬

‫تباين العائدات الت�شغيلية لدى ال�شركات العقارية في الخليج‬ ‫تتزاي ��د �أهمية القطاع العق ��اري و�أداء �شركاته نظراً �إلى �أهميته بالن�سبة �إلى‬ ‫قطاع ��ات عدة وت�أثيره ف ��ي حراك القطاعات االقت�صادية والأفراد‪ ،‬وبات من‬ ‫الم�ؤك ��د �أن عملي ��ات التقيي ��م والمتابع ��ة ل�ل��أداء االقت�ص ��ادي ككل ت�أت ��ي م ��ن‬ ‫القطاع ��ات الرئي�سي ��ة‪ ،‬وعل ��ى ر�أ�سه ��ا القط ��اع العق ��اري‪ ،‬الذي �أ�صب ��ح يناف�س‬ ‫القط ��اع النفطي وقطاع الم�ص ��ارف على م�ستوى حجم الت�شغيل االقت�صادي‬ ‫والت�أثير الحالي والالحق على وتيرة الن�شاط االقت�صادي‪ ،‬ووفقاً لهذا الح ّيز‬ ‫م ��ن الت�أثي ��ر‪ ،‬فمن الم�ؤكد �أن يت�أثر الن�ش ��اط العقاري بالأحداث والتطورات‬ ‫والتغيرات في المحيط‪ .‬وقد �أ�شار تقرير حديث ل�شركة "المزايا القاب�ضة"‬ ‫�إل ��ى �أن "التط ��ورات ف ��ي القطاع النفط ��ي وانخفا�ض �أ�سعار النف ��ط �أكثر من‬ ‫‪ 50‬ف ��ي المئ ��ة‪� ،‬أث ��ر ف ��ي �أداء ال�شركات العقاري ��ة‪ ،‬نظراً �إلى م ��ا يحمله هبوط‬ ‫عائ ��دات النفط من تراجع على وتيرة الن�شاط العقاري لدى دول المنطقة‪،‬‬ ‫ما �سي�ؤثر في نتائج �أداء تلك ال�شركات المدرجة وغير المدرجة لدى �أ�سواق‬ ‫المال الخليجية خالل العام الحالي"‪.‬‬ ‫و�أ�ض ��اف‪" :‬تحقي ��ق �أرب ��اح متراكم ��ة �أو تراج ��ع متو�س ��ط الأرب ��اح‪� ،‬إ�ضافة �إلى‬ ‫انخفا� ��ض الخ�سائ ��ر المتراكم ��ة خ�ل�ال فت ��رات �سابق ��ة‪ ،‬يعتبر نجاح� �اً كبيراً‬ ‫لل�ش ��ركات العقاري ��ة المتداولة وغي ��ر المتداولة ل ��دى البور�صات الخليجية‬ ‫خ�ل�ال الفت ��رة الحالي ��ة‪ ،‬ف ��ي الوق ��ت ال ��ذي ي�شه ��د القط ��اع العق ��اري مزيداً‬ ‫م ��ن ال�ضغ ��وط والتذب ��ذب و�إرتفاع ح ��دة المناف�س ��ة علـى م�ستـــ ��وى المنطقة‬ ‫والعال ��م‪� ،‬إذ �إن ر�ؤو� ��س الأموال �أ�صبحت ا�ستثمارية بامتياز وتف�ضل المناطق‬ ‫والمواق ��ع الت ��ي تحقق له ��ا �أعلى م�ستوى م ��ن العائدات واال�ستق ��رار والنمو‬ ‫على قيم الأ�صول خالل فترة اال�ستثمار"‪.‬‬ ‫ولف ��ت �إل ��ى �أن "�سيولة ال�س ��وق �أ�صبحت من العوامل الأكثر �أهمية والتي من‬ ‫خالله ��ا يُر�ص ��د حجم اال�ستثمارات الخارجية‪ ،‬وكلم ��ا �إرتفعت �سيولة ال�سوق‬ ‫كلم ��ا �إرتف ��ع م�ستوى الأمان و�إنخف� ��ض م�ستوى الأخطار‪ ،‬ووفق� �اً لذلك ف�إن‬ ‫نتائ ��ج الأداء �ستت�أث ��ر بالتغي ��رات المت�سارعة وتتباين بي ��ن �سوق و�أخرى على‬ ‫رغ ��م بقائه ��ا من �أن�شط الأ�س ��واق العقارية على م�ست ��وى الإقليم‪ ،‬حيت �إمتد‬ ‫ت�أثيرها اال�ستثماري �إلى الأ�سواق العالمية على م�ستوى ال�شركات والأفراد"‪.‬‬ ‫و�أك ��د التقري ��ر "تراج ��ع �أرب ��اح ال�ش ��ركات العقاري ��ة المدرج ��ة ف ��ي ال�س ��وق‬ ‫ال�سعودي ��ة خ�ل�ال الربع الثاني ‪ 27‬ف ��ي المئة مقارنة بالرب ��ع الأول في العام‬ ‫الما�ض ��ي‪ ،‬فيم ��ا بلغ ��ت الأرب ��اح المجمع ��ة لقط ��اع التطوي ��ر العق ��اري خ�ل�ال‬ ‫الن�ص ��ف الأول م ��ن الع ��ام الحال ��ي ‪ 1.19‬ملي ��ار ري ��ال (‪ 317‬ملي ��ون دوالر)‪،‬‬ ‫بارتف ��اع ‪ 11‬ف ��ي المئة مقارنة بالعام الما�ضي‪ ،‬وحققت ثالث �شركات ارتفاعاً‬ ‫على ن�سب الأرباح الربعية‪ ،‬في حين �سجلت خم�س �شركات تراجعاً على نتائج‬ ‫�أدائه ��ا خالل الن�ص ��ف الأول من العام الحالي‪ ،‬ويعود ارتفاع نتائج الأداء �إلى‬ ‫تحقي ��ق �أرب ��اح ر�أ�سمالية وتح�س ��ن دخل ن�شاط بيع الأرا�ض ��ي وارتفاع �إيرادات‬ ‫بي ��ع الوح ��دات ال�سكني ��ة و�إي ��رادات الت�أجي ��ر للفن ��ادق والأ�س ��واق التجاري ��ة‪،‬‬ ‫�إ�ضاف ��ة �إل ��ى انخفا� ��ض تكاليف الن�ش ��اط والنفقات"‪ .‬و�أ�ض ��اف‪" :‬كان للأرباح‬ ‫اال�ستثنائي ��ة ت�أثير في حجم ارتفاع الأرب ��اح‪ ،‬وجاء التراجع على نتائج الأداء‬ ‫لل�ش ��ركات العقارية المتداولة نتيج ��ة انخفا�ض �إيرادات ال�شركات الم�ستثمر‬ ‫به ��ا وانخفا�ض �إيرادات ون�سب �إ�شغال الفنادق نتيجة انخفا�ض �إعداد النزالء‬ ‫خ�ل�ال الفت ��رة حالي ��ة مقارن ��ة بالع ��ام الما�ض ��ي‪ ،‬كم ��ا كان الرتفـــ ��اع النفقات‬

‫‪16‬‬

‫العدد ‪� - 34‬أيلول (�سبتمرب) ‪٢٠١5 -‬‬

‫الت�شغيلي ��ة والت�سويقي ��ة �إ�ضاف ��ة �إل ��ى انخفا� ��ض قي ��م الأ�ص ��ول وانخفا� ��ض‬ ‫الإي ��رادات المحققة م ��ن بيع العقارات وانخفا�ض الإي ��رادات غير الت�شغيلية‬ ‫ت�أثير في النتائج الحالية والمتراكمة"‪.‬‬ ‫ولف ��ت التقري ��ر �إل ��ى �أن "نتائ ��ج �أداء ال�ش ��ركات العقاري ��ة المتداول ��ة ل ��دى‬ ‫بور�ص ��ات الإمارات يمكن االعتم ��اد عليها كم�ؤ�شر لتحديد جدوى اال�ستثمار‬ ‫ف ��ي القط ��اع وحج ��م الت�شغي ��ل ووتي ��رة الن�ش ��اط العق ��اري ككل‪� ،‬إذ �أن كل من‬ ‫�إمارة دبي و�أبو ظبي تعتبران �أن�شط المدن على م�ستوى المنطقة والعالم"‪.‬‬ ‫و�أظه ��رت نتائ ��ج ال�ش ��ركات العقارية المدرجة لدى �سوق دب ��ي ارتفاعاً خالل‬ ‫الن�ص ��ف الأول من العام الحالي‪ ،‬نتيجة ارتفاع الإيرادات وانخفا�ض تكاليف‬ ‫التموي ��ل‪� ،‬إ�ضاف ��ة �إلى ارتفاع �إيرادات عمليات قطاعي مراكز الت�سوق وتجارة‬ ‫التجزئة وال�ضيافة‪ ،‬وت�أثرت نتائج الأداء بالعوامل غير الت�شغيلية �إذ �سجلت‬ ‫بع�ض ال�شركات تراجعات متفاوتة"‪.‬‬ ‫وب ّين �أن "نتائج �أداء ال�شركات العقارية التي �أعلنت عن نتائجها لدى ال�سوق‬ ‫الكويتي ��ة خ�ل�ال الن�ص ��ف الأول م ��ن الع ��ام الحال ��ي‪ ،‬اختلفت ع ��ن باقي دول‬ ‫المنطق ��ة على م�ستوى ن�سب التراجع واالرتفاع والأ�سباب‪� ،‬إذ يالحظ وجود‬ ‫مناف�س ��ة كبي ��رة لدى ال�س ��وق العقاري ��ة الكويتية على الفر� ��ص اال�ستثمارية‪،‬‬ ‫�إذ �أن ع ��دداً كبي ��راً م ��ن ال�شركات العقاري ��ة �سجلت ارتفاعاً عل ��ى نتائج �أدائها‪،‬‬ ‫و�سج ��ل �أي�ض� �اً عدد كبير منه ��ا تراجعاً على نتائج �أدائها‪ ،‬ويع ��ود تراجع �أرباح‬ ‫ال�شركات في المجمل �إلى انخفا�ض الأرباح الت�شغيلية من الأن�شطة العقارية‬ ‫وانخفا�ض �إيرادات الت�أجير‪� ،‬إ�ضافة �إلى ارتفاع كلفة التمويل"‪.‬‬ ‫و�أ�ض ��اف‪" :‬كان الرتف ��اع نفق ��ات ما قب ��ل الت�شغي ��ل وارتفاع النفق ��ات الإدارية‬ ‫و�إنخفا�ض �أرباح بيع عقارات ا�ستثمارية دور في ن�سب التراجع الم�سجلة‪ ،‬في‬ ‫المقابل جاء ارتفاع بع�ض ال�شركات نتيجة بيع عقارات وا�ستثمارات وت�صفية‬ ‫�ش ��ركات تابع ��ة وتح�سن الأداء الت�شغيل ��ي و�إيرادات الت�أجي ��ر وارتفاع ح�ص�ص‬ ‫بع� ��ض ال�شركات من �أرباح �ش ��ركات تابعة وانخفا�ض �أعباء التمويل والنفقات‬ ‫العامة"‪.‬‬ ‫وتط ��رق تقري ��ر "المزاي ��ا" �إل ��ى نتائ ��ج �أداء ال�ش ��ركات العقاري ��ة المدرج ��ة‬ ‫ل ��دى ال�س ��وق القطري ��ة خالل الن�ص ��ف الأول من الع ��ام الحال ��ي‪� ،‬إذ �أظهرت‬ ‫الم�ؤ�شرات ال�سوقية تحقيق االقت�صاد القطري م�ستويات مرتفعة من النمو‬ ‫والن�شاط انعك�ست على القطاعات الرئي�سية‪ ،‬وفي مقدمها القطاع العقاري‪،‬‬ ‫ناهي ��ك ع ��ن التركي ��ز الحكومي التنم ��وي واال�ستثماري عل ��ى كافة مدخالت‬ ‫ومخرجات القطاع العقاري والبنية التحتية‪.‬‬ ‫و�أكد �أهمية "نتائج الأداء الربعية كمح�صلة عند تقييم جدوى اال�ستثمارات‬ ‫العقاري ��ة وق ��درة ال�ش ��ركات العقاري ��ة على ال�صم ��ود والت�أقلم م ��ع التطورات‬ ‫الم�ستج ��دة‪ ،‬وكان مالحظ� �اً عل ��ى نتائ ��ج الأداء ن�ص ��ف ال�سنوي ��ة عل ��ى �أنه ��ا‬ ‫مت�شابه ��ة ف ��ي �أ�سب ��اب االرتف ��اع والتراج ��ع ومتباين ��ة ف ��ي ح ��دة االنخفا� ��ض‬ ‫واالرتف ��اع‪ ،‬نتيجة تمثيله ��ا لجزء من �إجمالي الحراك الم�سجل لدى ال�سوق‬ ‫العقاري ��ة لدى دول المنطقة"‪ .‬ولف ��ت �إلى �أن "�إرتفاع نطاقات التذبذب على‬ ‫العائدات الت�شغيلية �أمر متوقع خالل العام الحالي‪ ،‬والعودة �إلى الم�ستويات‬ ‫ال�سابقة ممكن �إذا ما تراجع م�ستوى ال�ضغوط المحيطة‪ ،‬فيما يمثل تراجع‬ ‫العائدات من الم�صادر غير الت�شغيلية م�ؤ�شراً �إيجابياً بامتياز"‪.‬‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫تراجع البطالة في منطقة اليورو �إلى ‪ 10.9‬في المئة‬ ‫تراجع مع ��دل البطالة ف ��ي منطقة الي ��ورو �إلى‬ ‫‪ 10.9‬ف ��ي المئة في تم ��وز (يولي ��و) الما�ضي‪،‬‬ ‫وفق المكتب الأوروبي للإح�صاءات‪� ،‬أي �أقل من‬ ‫‪ 11‬في المئة للمرة الأولى منذ �شباط (فبراير)‬ ‫عام ‪.2012‬‬ ‫وبلغ عدد العاطلين من العمل في منطقة اليورو‬ ‫‪ 17.53‬ملي ��ون �شخ� ��ص �أي �أقل بـ ‪� 213‬ألف ًا عن‬ ‫ال�شه ��ر ال ��ذي �سبق ��ه‪ ،‬و‪ 1.11‬ملي ��ون ع ّما كان‬ ‫عليه العدد قبل ع ��ام‪ .‬وكان معدل البطالة يبلغ‬ ‫‪ 11.6‬في المئة قبل عام‪.‬‬ ‫و�سجل المعدل الأدن ��ى للبطالة في دول منطقة‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫الي ��ورو ال� �ـ ‪ 19‬في �ألمانيا بالغ� �ا ‪ 4.7‬في المئة‪،‬‬ ‫وف ��ي مالط ��ا ‪ 5.1‬ف ��ي المئ ��ة‪ ،‬فيم ��ا كان �أعلى‬ ‫مع ��دل في اليونان ‪ 25‬في المئة في �أيار (مايو)‬ ‫الما�ضي‪ ،‬و�إ�سبانيا ‪ 22.2‬في المئة‪.‬‬ ‫وعل ��ى مدى ع ��ام‪� ،‬سجل مع ��دل البطال ��ة �أعلى‬ ‫تراجع ف ��ي �إ�سباني ��ا من ‪� 24.3‬إل ��ى ‪ 22.2‬في‬ ‫المئ ��ة‪ ،‬واليون ��ان من ‪� 27‬إلى ‪ 25‬ف ��ي المئة بين‬ ‫�أي ��ار (مايو) عام ‪ 2014‬وال�شه ��ر ذاته من عام‬ ‫‪ ،2014‬والبرتغ ��ال م ��ن ‪� 14.1‬إل ��ى ‪ 12.1‬ف ��ي‬

‫المئة‪ ،‬و�إيرلندا م ��ن ‪� 11.3‬إلى ‪ 9.5‬في المئة‪،‬‬ ‫وهي دول ت�أثرت ب�شدة ب�أزمة اليورو‪.‬‬ ‫في المقاب ��ل‪� ،‬سجل معدل البطال ��ة �أكبر زيادة‬ ‫على م ��دى عام ف ��ي فنلندا م ��ن ‪� 8.7‬إلى ‪9.7‬‬ ‫ف ��ي المئ ��ة‪ ،‬وفرن�سا م ��ن ‪� 10.3‬إل ��ى ‪ 10.4‬في‬ ‫المئ ��ة‪ ،‬والنم�س ��ا من ‪� 5.7‬إل ��ى ‪ 5.8‬في المئة‪.‬‬ ‫وع ��ن بطال ��ة ال�شب ��اب‪ ،‬كان ‪ 3.09‬مليون �شاب‬ ‫تقل �أعمارهم ع ��ن ‪ 25‬عام ًا عاطلين من العمل‬ ‫ف ��ي تموز (يوليو) الما�ضي‪� ،‬أي ‪ 21.9‬في المئة‬ ‫في مقابل ‪ 22.3‬في المئة في حزيران (يونيو)‬ ‫الما�ضي‪ .‬والدول الأكثر ت�أثر ًا بذلك هي اليونان‬ ‫‪ 51.8‬ف ��ي المئ ��ة ف ��ي �أي ��ار (ماي ��و) الما�ضي‪،‬‬ ‫و�إ�سباني ��ا ‪ 48.6‬في المئ ��ة‪ ،‬و�إيطاليا ‪ 40.5‬في‬ ‫المئة‪.‬‬ ‫وف ��ي �ألمانيا‪ ،‬انخف�ض مع ��دل البطالة �أكثر من‬ ‫المتوقع في �آب (�أغ�سط�س) الما�ضي‪� ،‬إذ ا�ستقر‬ ‫ع ��دد العاطلين من العمل عل ��ى م�ستوى قيا�سي‬ ‫منخف� ��ض‪ ،‬م ��ا طم� ��أن الأ�س ��واق �إل ��ى �أن �إنفاق‬ ‫الم�ستهلكي ��ن �سيوا�ص ��ل قي ��ادة النمو ف ��ي �أكبر‬ ‫اقت�صاد في �أوروبا خالل العام الحالي‪.‬‬

‫تراجع حاد لأ�سعار الغذاء عالمي ًا‬ ‫�سجل ��ت �أ�سعار الغذاء العالمية تراجع ًا حاد ًا في‬ ‫�آب (�أغ�سط�س) الما�ض ��ي‪ ،‬وفق ًا لمنظمة الأمم‬ ‫المتحدة للأغذي ��ة والزراعة (ف ��او)‪ ،‬مدفوعة‬ ‫بزيادة المعرو� ��ض وعوامل خارجي ��ة من بينها‬ ‫هب ��وط �أ�سعار الطاق ��ة‪ ،‬والمخاوف م ��ن تباط�ؤ‬ ‫االقت�صاد في ال�صين‪.‬‬ ‫وبل ��غ متو�سط م�ؤ�شر المنظم ��ة الخا�ص ب�أ�سعار‬ ‫الغ ��ذاء وال ��ذي يقي�س التغي ��رات ال�شهرية ل�سلة‬ ‫ت�ضم الحبوب والبذور الزيتية والألبان واللحوم‬ ‫وال�سك ��ر‪ 155.7 ،‬نقط ��ة ف ��ي �آب (�أغ�سط� ��س)‬ ‫منخف�ض� � ًا ‪ 8.5‬نقط ��ة �أو ‪ 5.2‬في المئة مقارنة‬ ‫بتموز (يوليو) الما�ضي‪ .‬و�أ�شارت "فاو" �إلى �أن‬ ‫ه ��ذا التراجع ال�شهري ه ��و "الأعلى منذ كانون‬ ‫الأول (دي�سمب ��ر) ‪ ،2008‬لك ��ن ق ��راءة ال�شه ��ر‬ ‫الما�ضي لم ت�سج ��ل م�ستوى تاريخي ًا �آخر بعدما‬ ‫بلغ الم�ؤ�شر �أدنى م�ستوياته في نحو �ست �سنوات‬ ‫في تموز (يوليو) الما�ضي"‪.‬‬ ‫وتتجه الأ�سع ��ار العالمية لمعظ ��م ال�سلع الأولية‬

‫نحو الهبوط‪ ،‬و ُيع ��زى جزء من ال�سبب في ذلك‬ ‫�إل ��ى "المخاوف في �ش� ��أن االقت�ص ��اد ال�صيني‬ ‫وقوة ال ��دوالر"‪ .‬و�شكل مزيج م ��ن هذه العوامل‬ ‫ف�ض�ل ً�ا عن التوقعات بزي ��ادة المعرو�ض �ضغط ًا‬ ‫على �أ�سعار الغذاء‪ .‬وقال كبير االقت�صاديين في‬ ‫"فاو" عبد الر�ضا عبا�سيان‪" :‬تتوافر م�ؤ�شرات‬ ‫قليل ��ة �إل ��ى اتج ��اه الأ�سع ��ار نح ��و االرتف ��اع في‬ ‫ال�شهور المقبلة"‪.‬‬ ‫و�أو�ضح �أن "الإ�ش ��ارات �إلى التباط�ؤ في ال�صين‬ ‫انعك�س ��ت ف ��ي واردات بع� ��ض ال�سل ��ع‪ ،‬مثل فول‬ ‫ال�صوي ��ا الذي ُتع ��د ال�صي ��ن �أكبر م�ست ��ورد له‬ ‫ف ��ي العال ��م" وه ��ي تعتبر ثان ��ي �أكب ��ر اقت�صاد‬ ‫ف ��ي العالم‪ .‬ولفت �إل ��ى �أن "الدالئ ��ل ت�شير �إلى‬ ‫ا�ستمراره ��م ف ��ي ا�ستي ��راد كمي ��ات كبيرة في‬ ‫�آب (�أغ�سط� ��س) الما�ض ��ي‪ ،‬لك ��ن �أق ��ل مقارنة‬ ‫بتم ��وز (يولي ��و)"‪ .‬و�إعتب ��ر �أن "التباط�ؤ في بلد‬ ‫مث ��ل ال�صين مع عدد �س ��كان هائل‪ ،‬ي�ؤثر في كل‬ ‫القطاعات بما في ذلك الزراعة"‪.‬‬

‫الموجز الدولي‬ ‫�سجل االقت�صاد التركي نمواً ن�سبته ‪ 3.8‬في‬ ‫المئة على �أ�سا�س �سنوي في الربع الثاني من العام‬ ‫الحالي‪ ،‬وفقا ً لمعهد الإح�ص���اءات التركي‪ ،‬م�ش���كالً‬ ‫مفاج����أة �إيجابية للحكومة بتج���اوزه التقديرات‪� ،‬إذ‬ ‫تواج���ه توقعات بتباط�ؤ النمو في الن�ص���ف الثاني‪.‬‬ ‫وي�ؤثر الغمو�ض ال�سيا�س���ي قبي���ل انتخابات الأول‬ ‫من ت�ش���رين الثاني (نوفمبر) المقب���ل‪ ،‬والمخاوف‬ ‫الأمنية الناجمة عن ال�ص���راع مع المقاتلين الأكراد‬ ‫على �آفاق االقت�صاد‪ ،‬الذي حقق معدالت نمو قوية‬ ‫في ال�سابق‪.‬‬ ‫ورج���ح خب���راء اقت�ص���اد ف���ي �إ�س���تطالع لوكال���ة‬ ‫"رويترز"‪� ،‬أن ي�ص���ل النم���و في الرب���ع الثاني �إلى‬ ‫‪ 3.45‬في المئة‪ ،‬فيما ال ُي�س���تبعد �أن يحقق ‪2.9‬‬ ‫في المئة على مدى ال�س���نة‪ ،‬وهو �أقل من الم�ستوى‬ ‫الذي ت�ستهدفه الحكومة والبالغ �أربعة في المئة‪.‬‬ ‫قال محاف���ظ "بنك �إنكلترا" م���ارك كارني �إنه‬ ‫من المحتمل �أن ي�ؤدي تباط�ؤ االقت�ص���اد ال�ص���يني‬ ‫�إلى خف�ض الت�ض���خم ب�ش���كل �أكبر‪ ،‬ولكنه لم يغير‬ ‫حت���ى الآن موق���ف "البن���ك المرك���زي" ف���ي �ش����أن‬ ‫الموعد والكيفية التي ربما يرفع بها البنك �أ�سعار‬ ‫الفائدة‪.‬‬ ‫واعتبر كارني في م�ؤتمر �س���نوي للبنوك المركزية‬ ‫ف���ي الوالي���ات المتح���دة ف���ي والي���ة وايومن���غ �أن‬ ‫االنتعا����ش ف���ي االقت�ص���اد البريطاني "�س���يحدد‬ ‫عل���ى الأرجح قرار موعد بدء تح���ول عملية التطبيع‬ ‫التدريج���ي لل�سيا�س���ة النقدية �إل���ى انتعا�ش �أكثر‬ ‫و�ضوحا ً عند نهاية العام تقريبا ً"‪.‬‬ ‫�أف���اد تقرير �ص���در �أخي���راً تباط�ؤ وتي���رة نمو‬ ‫القط���اع ال�ص���ناعي الأميركي في �آب (�أغ�س���ط�س)‬ ‫�إلى �أدنى م�ستوى له في �أكثر من عامين‪.‬‬ ‫وقال معهد �إدارة التوريدات �إن م�ؤ�ش���ره لن�ش���اط‬ ‫الم�ص���انع الأميركية تراجع �إلى ‪ 51.1‬من ‪52.7‬‬ ‫في ال�ش���هر ال�س���ابق‪ ،‬لي�س���جل �أ�ض���عف ق���راءة له‬ ‫من���ذ �أيار (مايو) ‪ .2013‬وجاء ذلك دون متو�س���ط‬ ‫توقع���ات اقت�ص���اديين بلغ���ت ‪ 52.6‬وت�ش���ير‬ ‫ق���راءة فوق الخم�س���ين �إلى نمو قطاع ال�ص���ناعات‬ ‫التحويلية‪.‬‬ ‫قال���ت مدي���رة "�ص���ندوق النق���د الدول���ي"‬ ‫كري�س���تين الغارد �إن "النمو العالمي لعام ‪2015‬‬ ‫�س���يكون �أقل من ن�سبة ‪ 3.3‬في المئة التي كانت‬ ‫متوقع���ة م�س���بقا ً"‪ .‬وبينت الغ���ارد في العا�ص���مة‬ ‫الإندوني�س���ية جاكرتا‪� ،‬س���بب ذلك �إل���ى "التعافي‬ ‫البطيء لإقت�ص���ادات القوى الكبرى والتباط�ؤ غير‬ ‫الفادح‪� ،‬إال �أنه لم يكن منتظراً بالن�سبة �إلى ال�صين‬ ‫والإقت�صادات النامية"‪.‬‬ ‫‪Issue 34 - September - 2015‬‬

‫‪19‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون دولية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫المفكرة الدولية‬

‫البرازيل تدخل في ركود و�سط �إ�ضطراب �سيا�سي‬ ‫دخل ��ت البرازي ��ل‪ ،‬التي ُتع ��د �سابع �أكب ��ر اقت�صاد‬ ‫ف ��ي العالم ف ��ي �إنكما�ش في الف�ص ��ل الثاني من‬ ‫ال�سن ��ة‪ ،‬بينم ��ا ت�شه ��د دول نا�شئ ��ة �أخ ��رى مث ��ل‬ ‫رو�سيا وال�صين تباط�ؤاً في النمو‪.‬‬ ‫يذك ��ر ان البرازي ��ل تدخ ��ل للم ��رة الأولى خالل‬ ‫�س ��ت �سن ��وات �أي من ��ذ الف�ص ��ل الأول م ��ن الع ��ام‬ ‫‪ ،2009‬ف ��ي "�إنكما� ��ش تقن ��ي" بع ��د تراج ��ع‬ ‫�إجمال ��ي النات ��ج الداخل ��ي لف�صلي ��ن متتاليين‪،‬‬ ‫وفق� �اً لما �أعل ��ن "المعهد البرازيل ��ي للجغرافيا‬ ‫والإح�صاءات"‪.‬‬ ‫و�أ�شار محللون �إلى �أن فترة الإنكما�ش �ست�ستمر‬ ‫�سنتي ��ن على الأق ��ل‪ .‬و�أعلن المعه ��د �أن �إجمالي‬ ‫النات ��ج الداخلي للبرازيل تراجع بن�سبة ‪ 1,9‬في‬ ‫المئ ��ة في الف�صل الثاني م ��ن العام الحالي‪ ،‬اي‬ ‫اكث ��ر من توقع ��ات محللي الم�ص ��ارف الأجنبية‬ ‫والبرازيلي ��ة‪ .‬و�أك ��د المرك ��ز الحكوم ��ي �أن‬ ‫�إجمال ��ي النات ��ج الداخلي تراج ��ع ‪ 0.7‬في المئة‬ ‫في الف�صل الأول‪.‬‬ ‫وق ��ال كبي ��ر الإقت�صاديين في وكال ��ة الت�صنيف‬ ‫المال ��ي البرازيلي ��ة "�أو�ست ��ن رايتين ��غ"‪� ،‬أليك�س‬ ‫�أغو�ستين ��ي ف ��ي ت�صري ��ح �إل ��ى وكال ��ة "فران� ��س‬ ‫بر� ��س" ‪�" :‬إجمال ��ي النات ��ج الداخل ��ي يُظه ��ر �أن‬ ‫البرازي ��ل ت�شه ��د �إنكما�شا قوياً (‪ )...‬مع ت�ضخم‬ ‫يرتف ��ع ومع ��دالت للفائ ��دة ترتف ��ع و�إ�ص�ل�اح‬ ‫�ضروري ال يتحقق"‪ .‬و�أ�ضاف �أن كل هذا يجري‬ ‫في "�أجواء �سيا�سية م�ضطربة"‪.‬‬ ‫ف ��ي الواق ��ع‪ ،‬تواج ��ه الرئي�س ��ة ديلم ��ا رو�سي ��ف‬ ‫�إنعكا�س ��ات ف�ضيح ��ة الف�س ��اد ف ��ي �شرك ��ة النفط‬ ‫الوطني ��ة البرازيلي ��ة "بتروبرا� ��س" الت ��ي ته ��ز‬ ‫تحال ��ف ي�سار الو�سط الحاكم‪ .‬وهي ت�سعى بجد‬ ‫ف ��ي البرلمان �أي�ض� �اً �إلى تمرير �إ�ص�ل�اح يك ّلفها‬ ‫ثمناً �سيا�سياً باهظاً حتى لدى �أن�صارها‪.‬‬ ‫وقالــت رو�سيف في افتتاح م�ساكن �إجتمـــاعية فـــي‬ ‫�شم ��ال �شــــرق الب�ل�اد‪" :‬البرازيل بلد قوي �سينمو‬ ‫ويتجاوز ال�صعوبات التي ي�شهدها وهي �آنية"‪.‬‬ ‫وم ��ن دون �أن تتح ��دث ع ��ن �إنكما� ��ش الإقت�ص ��اد‬ ‫مبا�ش ��رة‪ ،‬ا�شارت �إلى �أن حكومتها تعمل "لزيادة‬ ‫ع ��دد الوظائ ��ف و�ضمان عودة الب�ل�اد �إلى النمو‬ ‫وخف�ض الت�ضخم ال ��ذي ي�ؤثر في الدخل وعلى‬ ‫عمل ال�شركات"‪.‬‬

‫‪18‬‬

‫العدد ‪� - 34‬أيلول (�سبتمرب) ‪٢٠١5 -‬‬

‫الرئي�سة ديلما رو�سيف‬

‫وكانت البرازيل �سجلت في تموز (يوليو) عجزاً‬ ‫�أ ّولي� �اً يبل ��غ ع�شرة مليارات ري ��ال (‪ 2.78‬ملياري‬ ‫دوالر) ه ��و الأكب ��ر من ��ذ �أن ب ��د�أ احت�ساب ��ه ف ��ي‬ ‫‪ ،2001‬وفق� �اً للم�ص ��رف المرك ��زي‪ .‬وعل ��ى مدى‬ ‫�سن ��ة ي�شكل العج ��ز‪ ،‬المحت�سب م ��ن دون خدمة‬ ‫ال َدي ��ن‪ 0.89 ،‬ف ��ي المئ ��ة م ��ن �إجمال ��ي النات ��ج‬ ‫الداخلي‪.‬‬ ‫وبع ��د �أق ��ل م ��ن ثماني ��ة �أ�شه ��ر عل ��ى انتخابه ��ا‬ ‫لوالي ��ة رئا�سي ��ة ثاني ��ة مدته ��ا �أرب ��ع �سن ��وات‪،‬‬ ‫تراجع ��ت �شعبي ��ة رو�سي ��ف �إل ��ى ‪ 8‬ف ��ي المئ ��ة ما‬ ‫جعله ��ا الرئي�س ��ة الأق ��ل �شعبي ��ة من ��ذ ‪� 30‬سن ��ة‪.‬‬ ‫ويطال ��ب بع�ضه ��م ب�إقالته ��ا لك ��ن هن ��اك �أقلي ��ة‬ ‫ت�أمل في عودة النظام الديكتاتوري‪.‬‬ ‫ويب ��دو �أن الو�ض ��ع الإقت�ص ��ادي �سي ��زداد �صعوبة‬ ‫�إذ �أن ن�سب ��ة الت�ضخ ��م اقترب ��ت م ��ن الع�شرة في‬ ‫المئ ��ة (‪ 9.56‬ف ��ي المئ ��ة) بينم ��ا يبل ��غ مع ��دل‬ ‫الفائ ��دة الأ�سا� ��س ‪ 14.25‬في المئ ��ة وهو الأعلى‬ ‫منذ ت�سع �سن ��وات‪ .‬وارتفع معدل البطالة �أي�ضاً‬ ‫بينم ��ا تراجعت قيمة العملة الوطنية بن�سبة ‪25‬‬ ‫في المئة منذ مطلع ال�سنة‪.‬‬ ‫وق ��ال الم�ست�ش ��ار ف ��ي مجموع ��ة "غ ��رادوال‬ ‫�إينف�ستيمنتو� ��س" ف ��ي �س ��او باول ��و‪� ،‬أندري ��ه‬ ‫برفيت ��و‪" :‬و�ضعنا �سيئ ل�سب ��ب وجيه"‪ .‬و�أ�ضاف‬ ‫"البرازي ��ل تق ��وم بت�صحي ��ح ق ��وي ج ��داً لوقف‬

‫الت�ضخم‪ ،‬ت�صحي ��ح يرتدي طابع �إنكما�ش يكبح‬ ‫الطلب"‪.‬‬ ‫وبع ��د ارتفاع بلغ ‪ 7.5‬ف ��ي المئة لإجمالي الناتج‬ ‫الداخل ��ي في ‪ 2010‬جعل البرازيل �إحدى الدول‬ ‫المف�ضل ��ة للم�ستثمري ��ن بي ��ن ال ��دول النا�شئ ��ة‪،‬‬ ‫بد�أ �إقت�صادها يتباط�أ ب�سرعة و�سجل نمواً بنحو‬ ‫‪ 2.7‬ف ��ي المئ ��ة ف ��ي ‪ 2011‬وواح ��د ف ��ي المئة في‬ ‫‪ 2012‬و‪ 2.5‬ف ��ي المئة ف ��ي ‪ 2013‬و‪ 0.1‬في المئة‬ ‫فقط في ‪.2014‬‬ ‫وق ��د خف�ض ��ت "�ستان ��درد ان ��د ب ��ورز" �أخي ��راً‬ ‫ت�صني ��ف الدي ��ون ال�سيادي ��ة للبرازي ��ل �إل ��ى فئة‬ ‫�إ�ستثم ��ارات "الم�ضارب ��ة" ف ��ي خط ��وة يمك ��ن‬ ‫ان تثي ��ر تحف ��ظ الم�ستثمري ��ن بينم ��ا تواج ��ه‬ ‫حكوم ��ة ديلم ��ا رو�سي ��ف �صعوب ��ات متزاي ��دة في‬ ‫الموازن ��ة وال�سيا�س ��ة‪ .‬و�أك ��دت وكال ��ة الت�صنيف‬ ‫االئتماني �أنها خف�ضت ت�صنيف الدين ال�سيادي‬ ‫البرازيل ��ي م ��ن "بي بي بي‪� "-‬إلى "بي بي‪ "+‬مع‬ ‫�أفق �سلبي �أي �إمكانية خف�ضه مجدداً‪ ،‬وذلك في‬ ‫وقت تعاني فيه حكومة �سابع اقت�صاد في العالم‬ ‫�صعوب ��ة في �إقرار �إجراءات تق�شف �ضرورية في‬ ‫�أجواء من االنكما�ش االقت�صادي‪.‬‬ ‫ولفت ��ت "�ستان ��درد اند ب ��ورز" في بي ��ان �إلى ان‬ ‫"التحدي ��ات ال�سيا�سية التي تواجهها البرازيل‬ ‫ال تنف ��ك تتزاي ��د‪ ،‬الأم ��ر ال ��ذي يرخ ��ي بثقل ��ه‬ ‫عل ��ى قدرة الحكوم ��ة و�إرادتها ف ��ي ان تقدم �إلى‬ ‫البرلم ��ان موازن ��ة لعام ‪ 2016‬تتف ��ق والت�صحيح‬ ‫ال�سيا�سي الالفت ال ��ذي �سجل في الق�سم الأول‬ ‫م ��ن الوالية الثاني ��ة للرئي�سة ديلم ��ا رو�سيف"‪.‬‬ ‫و�أ�ضافت الوكالة ان "ثمة احتما ًال بن�سبة ‪ 30‬في‬ ‫المئ ��ة لخف� ��ض جديد (ف ��ي الت�صني ��ف) ب�سبب‬ ‫تدهور و�ضع الموازنة في البرازيل"‪.‬‬ ‫ويُ�ستبع ��د انتعا� ��ش الإقت�ص ��اد البرازيل ��ي ف ��ي‬ ‫الأم ��د القري ��ب‪ ،‬فال�سوق تتوق ��ع �إنكما�شاً طوال‬ ‫الع ��ام الحال ��ي م ��ع انخفا� ��ض �إجمال ��ي النات ��ج‬ ‫الداخل ��ي ‪ 2.06‬ف ��ي المئ ��ة‪ ،‬م ��ا �سيمت ��د �إلى عام‬ ‫‪ 2016‬بانخفا� ��ض ن�سبت ��ه ‪ 0.26‬ف ��ي المئة‪ .‬وقال‬ ‫�أغو�ستين ��ي‪�" :‬إذا ت�أكد ذلك ف�ستك ��ون هذه �أ�سو�أ‬ ‫نتيج ��ة للإقت�صاد البرازيلي ف ��ي ال�سنوات الـ‪85‬‬ ‫الأخي ��رة لأن ذل ��ك ح ��دث م ��ن قب ��ل ف ��ي ‪-1930‬‬ ‫‪."1931‬‬


‫ف ��ي لبن ��ان وفي �سوري ��ا‪ .‬ح�سن اللقي� ��س‪ ،‬رئي�س ق�سم‬ ‫الم�شتري ��ات الع�سكري ��ة للح ��زب‪� ،‬أغتيل ف ��ي بيروت‬ ‫في كانون االول (دي�سمب ��ر) ‪ .2013‬وعلى الرغم من‬ ‫�أن الم�شتب ��ه بهم كان ��وا عمالء �إ�سرائيليي ��ن‪ ،‬لم يتم‬ ‫�إ�ستبع ��اد المتطرفي ��ن ال�س ّن ��ة الذين ي ��ودّون الإنتقام‬ ‫ب�سبب دعم "حزب اهلل" لنظ ��ام الأ�سد‪ .‬والعديد من‬ ‫ال�ضب ��اط ذوي الرتب العالية‪ ،‬بمن فيهم فوزي �أيوب‪،‬‬ ‫ع�ضو لفترة طويلة ف ��ي الجناح "الإرهابي" الخارجي‬ ‫ل"ح ��زب اهلل"‪ ،‬قد قتل في �سوريا ف ��ي �إ�شتباكات مع‬ ‫متمردي ��ن مناه�ضين للأ�سد‪ .‬ف ��ي الن�صف الأول من‬ ‫الع ��ام ‪ ،2015‬كان "حزب اهلل" يفقد ما بين ‪ 60‬و ‪80‬‬

‫في البداية‪ ،‬قاوم الأمين العام لـ"حزب‬ ‫اهلل" ال�سيد ح�سن ن�صراهلل فكرة‬ ‫�إر�سال مقاتلين �إلى �سوريا لدعم‬ ‫الرئي�س ب�شار الأ�سد‪ ،‬على الرغم من‬ ‫الطلبات المتكررة من القادة الإيرانيين‪،‬‬ ‫وخ�صو�ص ًا من قائد "فيلق القد�س"‬ ‫قا�سم �سليماني‪ .‬كان ن�صر اهلل يخ�شى‬ ‫�أن ي�ؤدي الإنخراط في �سوريا �إلى‬ ‫تقوي�ض مكانة المجموعة محلي ًا من‬ ‫خالل ربط الحزب ال�شيعي الأكبر‬ ‫في لبنان مع حكومة قمعية في دم�شق‬ ‫متحالفة مع �إيران تقوم بذبح وقتل‬ ‫�شعبها ذي الغالبية ال�سنية‬ ‫عنا�صر "حزب الله" في �سوريا‪ :‬تحوّل دور الحزب ال�شيعي المحلي‬

‫الطبطبائ ��ي‪ ،‬وهو قائ ��د معروف منذ �أم ��د طويل في‬ ‫"ح ��زب اهلل"‪ .‬وق ��د ت ��م نقله من موق ��ع في جنوب‬ ‫لبن ��ان �إلى مجل� ��س قي ��ادة الحزب ف ��ي �سوريا‪ ،‬حيث‬ ‫ي�شغ ��ل من�صب �أحد كبار ال�ضب ��اط الم�ساعدين لبدر‬ ‫الدي ��ن‪ ،‬وي�شرف عل ��ى العديد من الجن ��ود المدربين‬ ‫تح ��ت قيادته �سابق ًا في لبنان تدريب ًا عالي ًا‪� .‬إن تركيز‬ ‫الح ��زب على ال�صراع ال�سوري يمتد �إلى �أعلى قيادات‬ ‫المنظمة �أي�ض ًا‪ :‬لقد وجه ن�صر اهلل �أن�شطة المجموعة‬ ‫في �سوريا منذ ما ال يقل عن �أيلول (�سبتمبر) ‪،2011‬‬ ‫عندما ورد �أنه بد أ� لقاءات دورية مع الأ�سد في دم�شق‬

‫لتن�سي ��ق م�ساهمات "حزب اهلل" ف ��ي الحرب الأهلية‬ ‫في البالد‪ .‬في الواق ��ع‪ ،‬كان تركيز المنظمة ال�شيعية‬ ‫المكثف عل ��ى ال�صراع ال�سوري ه ��و ال�سبب الرئي�سي‬ ‫لو�ضعه على القائم ��ة ال�سوداء من قبل وزارة الخزانة‬ ‫الأميركي ��ة ف ��ي الع ��ام ‪ .2012‬واليوم‪ ،‬هن ��اك ما بين‬ ‫‪ 6000‬و‪ 8000‬مقات ��ل م ��ن عنا�صر "ح ��زب اهلل" في‬ ‫�سوريا‪.‬‬ ‫لكن الإن�ضمام �إل ��ى المعركة في �سوريا لم ي� ِأت خالي ًا‬ ‫من المخاطر‪ :‬لقد عانى "حزب اهلل" بع�ض الخ�سائر‬ ‫الكبي ��رة على �صعي ��د المقاتلين نتيجة لذل ��ك‪� ،‬سواء‬

‫قتي ًال �أ�سبوعي ًا في منطق ��ة القلمون ال�سورية وحدها‪.‬‬ ‫�إن مقتل عنا�صر م ��ن الحزب بمكانة �أيوب في �سوريا‬ ‫‪ -‬والعدد الكبير من الم�سلحين الذين قتلوا و�أ�صيبوا‬‫هن ��اك ‪ --‬يظه ��ر م ��دى جدي ��ة �إلت ��زام المجموع ��ة‬ ‫ال�شيعي ��ة الدفاع عن نظام الأ�س ��د‪ .‬بت�سامحه مع مثل‬ ‫ه ��ذه الخ�سائر‪ ،‬م ��ن ناحي ��ة �أخرى‪ ،‬يك�ش ��ف الحزب‬ ‫ب�شكل متزايد عن �أن ��ه يعتبر ال�صراع ال�سوري معركة‬ ‫وجودي ��ة ‪ -‬لمكانت ��ه الداخلي ��ة في لبن ��ان‪ ،‬من جهة‪،‬‬ ‫وموقف القوى ال�شيعية بالن�سبة �إلى ال�صراع الطائفي‬ ‫المرير في �سوريا‪ ،‬من جهة �أخرى‪.‬‬ ‫‪Issue 34 - September - 2015‬‬

‫‪21‬‬


‫الم�شرق العربي‬ ‫لبنان‬

‫لم يعد حزب ًا محلي ًا لقد �صار طرف ًا �شيعي ًا دولي ًا‬

‫كيف َّ‬ ‫حول التدخل اإلقليمي‬ ‫"حزب اهلل" في لبنان‬ ‫من��ذ بداياته في �أوائل ثمانينات القرن الفائت‪ ،‬بنى "حزب اهلل" �س��معته على �أنه حزب �ش��يعي لبناني‪،‬‬ ‫مدعوم من �إيران‪ ،‬هدفه محلّي ومن �أولوياته الدفاع عن حقوق ال�شيعة اللبنانيين ومقاومة �إ�سرائيل‪ .‬ولكن‬ ‫هب لنجدة النظام في دم�شق‪ .‬فهل �سيغيّر هذا‬ ‫من��ذ هبت عا�صفة "الربيع العربي" على �سوريا المجاورة‪ّ ،‬‬ ‫التدخل من �أهداف حزب اهلل اللبنانية؟‬ ‫بقلم ماثيو ليفيت‬

‫*‬

‫غ ّي ��رت الح ��رب ف ��ي �سوري ��ا "ح ��زب‬ ‫اهلل" ب�ش ��كل كبي ��ر‪ .‬بعدم ��ا كان دوره‬ ‫يقت�صر على التناف�س عل ��ى ال�سلطة ال�سيا�سية في‬ ‫لبنان ومحاربة �إ�سرائي ��ل‪ ،‬فقد �صارت المجموعة‬ ‫الآن العب� � ًا �إقليمي ًا ت�ش ��ارك في �صراعات �أبعد من‬ ‫المنطقة الت ��ي كانت تاريخي ًا م�سرح� � ًا لعملياتها‪،‬‬ ‫وغالب� � ًا بالتع ��اون مع �إي ��ران‪ .‬لت�أكيد ه ��ذا التح ّول‬ ‫الإ�ستراتيج ��ي‪ ،‬فق ��د نق ��ل الح ��زب م�س�ؤولي ��ن‬ ‫رئي�سيي ��ن‪ ،‬كانوا متمركزين في وق ��ت �سابق قرب‬ ‫الحدود اال�سرائيلية – اللبنانية‪� ،‬إلى قيادة �سورية‬ ‫لقواته �أن�شئت حديث� � ًا‪ ،‬و�إلى مراكز خارجية �أبعد‪،‬‬ ‫في العراق واليمن‪.‬‬ ‫ف ��ي البداية‪ ،‬ق ��اوم الأمي ��ن العام لـ"ح ��زب اهلل"‬ ‫ال�سي ��د ح�سن ن�صراهلل فك ��رة �إر�سال مقاتلين �إلى‬ ‫�سوري ��ا لدعم الرئي� ��س ب�شار الأ�س ��د‪ ،‬على الرغم‬ ‫م ��ن الطلب ��ات المتكررة م ��ن الق ��ادة الإيرانيين‪،‬‬ ‫وخ�صو�ص� � ًا م ��ن قائ ��د "فيل ��ق القد� ��س" قا�س ��م‬ ‫�سليمان ��ي‪ .‬مثل بع�ض قادة "حزب اهلل" الآخرين‪،‬‬ ‫كان ن�ص ��ر اهلل يخ�ش ��ى �أن ي� ��ؤدي الإنخ ��راط ف ��ي‬ ‫�سوري ��ا �إلى تقوي� ��ض مكانة المجموع ��ة محلي ًا من‬ ‫خ�ل�ال ربط الح ��زب ال�شيعي الأكبر ف ��ي لبنان مع‬ ‫حكومة قمعية في دم�ش ��ق متحالفة مع �إيران تقوم‬

‫‪20‬‬

‫العدد ‪� - 34‬أيلول (�سبتمرب) ‪٢٠١5 -‬‬

‫تح ّول تنظيمي‬

‫ال�سيد ح�سن ن�صرالله‪ :‬تردد في التدخل في �سوريا‬ ‫لكن لبى نداء مر�شد الثورة الإيرانية‬

‫بذبح وقتل �شعبها ذي الغالبية ال�سنية‪ .‬ولكن يفيد‬ ‫بع� ��ض العارفين ب�أن ن�صر اهلل �أذع ��ن في النهاية‬ ‫بع ��د تلقي نداء م ��ن المر�شد الأعل ��ى الإيراني �آية‬ ‫اهلل عل ��ي خامنئ ��ي‪ .‬لقد كان ه ��ذا الأخير وا�ضح ًا‬ ‫عندما قال ب�أن �إيران تتوقع �أن يدعم "حزب اهلل"‬ ‫بق ��اء الأ�سد في ال�سلطة‪ .‬ونتيج ��ة لذلك‪ ،‬فقد �أدّى‬ ‫نق ��ل عمليات "ح ��زب اهلل" الى �سوري ��ا وخارجها‬ ‫�إلى تحويل المجموعة من حزب لبناني ير ّكز على‬ ‫ال�سيا�س ��ة الداخلية �إلى ق ��وة طائفية �إقليمية تعمل‬ ‫ب�إيعاز من �إيران في منطقة ال�شرق الأو�سط‪.‬‬

‫�أق ��وى الم�ؤ�ش ��رات عل ��ى تح� � ّول "ح ��زب اهلل" ه ��ي‬ ‫هيكلي ��ة‪ .‬منذ العام ‪� ،2013‬أ�ض ��اف الحزب قيادتين‬ ‫جديدتين‪ -‬الأولى على الح ��دود اللبنانية‪-‬ال�سورية‪،‬‬ ‫والثاني ��ة داخل �سوريا نف�سه ��ا ‪ --‬لقواعد موجودة له‬ ‫في جنوب و�شرق لبنان‪ .‬وت�شير عملية �إعادة التنظيم‬ ‫المذهلة هذه �إلى �إلت ��زام جدّي بال�صراعات الأهلية‬ ‫�إلى ما وراء حدود لبنان‪.‬‬ ‫لت�أ�سي� ��س ح�ضور جديد في �سوري ��ا‪ ،‬قام "حزب اهلل"‬ ‫بنقل وتحويل م�س�ؤولين ومقاتلين رئي�سيين من القيادة‬ ‫في الجنوب الأهم تقليدي ًا‪ ،‬على طول الحدود اللبنانية‬ ‫م ��ع �إ�سرائيل‪ .‬م�صطفى بدر الدي ��ن‪ ،‬رئي�س العمليات‬ ‫"الإرهابي ��ة" الخارجي ��ة ف ��ي الح ��زب‪ ،‬ب ��د�أ تن�سي ��ق‬ ‫�أن�شطة "ح ��زب اهلل" الع�سكرية ف ��ي �سوريا في العام‬ ‫‪ ،2012‬وير�أ� ��س حالي� � ًا القيادة ال�سوري ��ة للمجموعة‪.‬‬ ‫وبدر الدين ه ��و مقاتل مخ�ضرم ف ��ي الحزب متورط‬ ‫ف ��ي تفجير الثكن ��ات الأميركية في بي ��روت في العام‬ ‫‪ ،1983‬وب�إغتيال رئي�س الوزراء اللبناني الأ�سبق رفيق‬ ‫الحريري في العام ‪ ،2005‬والتفجيرات الإرهابية في‬ ‫الكوي ��ت‪ ،‬من بي ��ن غيرها من الهجم ��ات‪ .‬كان تعيينه‬ ‫�أق ��وى عالمة يمك ��ن �أن ُتعطى لإلت ��زام "حزب اهلل"‬ ‫م�شارك ��ة نظام الأ�سد في الح ��رب الأهلية في �سوريا‪.‬‬ ‫وت�شم ��ل المهام م�س�ؤولين �آخرين بم ��ن فيهم �أبو علي‬


‫الم�شرق العربي ¶ لبنان‬ ‫حت ��ى في الوقت الذي يع ّم ��ق �أن�شطته في �سوريا‪ ،‬ف�إن‬ ‫"ح ��زب اهلل" يوا�صل م�ساع ��دة الميلي�شيات ال�شيعية‬ ‫ف ��ي الع ��راق‪ ،‬م ��ن طري ��ق �إر�سال ��ه �أع ��داد �صغي ��رة‬ ‫م ��ن المدربي ��ن المه ��رة لمحارب ��ة تنظي ��م "الدول ��ة‬ ‫الإ�سالمية" والدفاع عن المقدّ�سات ال�شيعية هناك‪.‬‬ ‫وفق ًا لوزارة الخزانة الأميركية‪� ،‬إ�ستثمر "حزب اهلل"‬ ‫�أي�ض ًا ف ��ي م�ؤ�س�سات تجارية كواجه ��ة لدعم عملياته‬ ‫في العراق‪ .‬الع�ضو في الحزب �أدهم طباجة‪� ،‬صاحب‬ ‫الغالبية في �شركة عقارات و�إن�شاءات تدعى مجموعة‬ ‫الإنماء للأعمال ال�سياحية في لبنان‪� ،‬إ�ستغل ال�شركة‬ ‫العراقي ��ة التابع ��ة لمجموعته لتموي ��ل "حزب اهلل"‪،‬‬ ‫بم�ساعدة قا�س ��م حجيج‪ ،‬رجل �أعمال لبناني مرتبط‬ ‫بالمجموعة ال�شيعية‪ ،‬وح�سين علي فاعور‪ ،‬وهو ع�ضو‬ ‫في وحدة العمليات "الإرهابية" الخارجية للحزب‪.‬‬ ‫كم ��ا في العراق‪ ،‬لق ��د ار�سل "حزب اهلل" عدد ًا قلي ًال‬ ‫من المدربي ��ن والمقاتلين من ذوي المهارات العالية‬ ‫�إلى اليمن‪ .‬ولكن كما هو الحال في �سوريا‪� ،‬إن �إر�سال‬ ‫ن�شط ��اء �إلى هناك ي ��دل على مدى �أهمي ��ة م�ساهمة‬ ‫المجموع ��ة ال�شيعي ��ة ف ��ي الح ��رب الأهلي ��ة الدائرة‬ ‫ف ��ي البالد‪ .‬خلي ��ل حرب‪ ،‬قائ ��د العملي ��ات الخا�صة‬ ‫ال�ساب ��ق وم�ست�ش ��ار مق ��رب م ��ن ن�ص ��ر اهلل‪ ،‬ي�شرف‬ ‫عل ��ى �أن�شط ��ة "حزب اهلل" ف ��ي اليمن – م ��ن �إدارة‬ ‫نقل الأم ��وال �إلى التنظيم داخل الب�ل�اد ‪ --‬وي�سافر‬ ‫كثي ��ر ًا �إلى طه ��ران لتن�سيق �أن�شط ��ة "حزب اهلل" مع‬ ‫الم�س�ؤولين الإيرانيين‪ .‬نظ ��ر ًا �إلى تجربته في العمل‬ ‫مع المنظمات الإرهابية الأخ ��رى‪ ،‬وعالقاته الوثيقة‬ ‫م ��ع الق ��ادة الإيرانيي ��ن و"ح ��زب اهلل"‪ ،‬وخبرته في‬ ‫العمليات الخا�صة والتدريب‪ ،‬ف�إن تعيين حرب للعمل‬ ‫ف ��ي اليم ��ن عنى م ��ن دون �أدنى �ش ��ك الكثير للحزب‬ ‫ال�شيعي اللبناني‪.‬‬ ‫ح ��رب‪ ،‬م ��ع ذلك‪ ،‬ل ��م يكن �أب ��رز النا�شطي ��ن الذين‬ ‫�أُوفدوا �إلى اليمن من قبل "حزب اهلل"‪ .‬في ربيع العام‬ ‫‪� ،2015‬أر�س ��ل الح ��زب �أبو عل ��ي الطبطبائي‪ ،‬القائد‬ ‫ال�سابق للق ��وات المرابطة في �سوري ��ا‪ ،‬لرفع م�ستوى‬ ‫برنامج الح ��زب التدريبي للمتمردي ��ن الحوثيين في‬ ‫اليمن‪ ،‬والتي يقال �أنه ينطوي على تعليمهم تكتيكات‬ ‫ح ��رب الع�صابات‪�" .‬إر�سال الطبطبائي [�إلى اليمن]‬ ‫هو عالم ��ة على �إ�ستثم ��ار و�إلتزام كبيري ��ن لـ"حزب‬ ‫اهلل""‪ ،‬قال م�س�ؤول ا�سرائيلي في ت�صريح �صحافي‪.‬‬ ‫"وال�س�ؤال الرئي�سي هو �إلى �أي متى �سوف يبقى قائد‬ ‫بم�ستوى الطبطبائي"‪ ،‬ي�ضيف‪.‬‬

‫�إلتزام طويل الأجل‬ ‫في �سوريا وغيرها‪� ،‬إن ال�صراعات بالوكالة القاتلة –‬

‫قا�سم �سليماني‪:‬‬ ‫تقرب "حزب الله" من فيلقه و�ضعه في مدار �إيران‬

‫بين المملكة العربي ��ة ال�سعودية ودول الخليج ال�سنية‬ ‫الأخ ��رى‪ ،‬من جهة‪ ،‬و�إي ��ران ال�شيعية من جهة �أخرى‬ ‫– كان ��ت مع ّقدة لإرتباطها الخطير بالطائفية‪ .‬يبدو‬ ‫�أن الدول ال�سنية وال�شيعية وعمالءها تعتبر الحروب‬ ‫ف ��ي المنطقة كجزء من عملية طويل ��ة الأجل‪� ،‬صراع‬ ‫وج ��ودي بين طوائفها‪ .‬في الواقع‪ ،‬يجري الآن خو�ض‬ ‫الحرب ف ��ي �سوريا على جبهتي ��ن متوازيتين‪ :‬واحدة‬ ‫بي ��ن نظام الأ�سد والمعار�ضة ال�سورية‪ ،‬والأخرى بين‬ ‫ال�سنة وال�شيعة حول التهديد الذي يت�صوره كل طرف‬ ‫�أنه ي�شكله الطرف الآخر‪� .‬إن ديناميات مماثلة تحدّد‬ ‫الح ��روب في العراق واليمن‪ .‬قد يك ��ون ال�صراع بين‬ ‫الف�صائ ��ل قاب�ل ً�ا للتفاو�ض‪ ،‬ولكن الح ��رب الطائفية‬ ‫لي�ست تقريب ًا قابلة لذلك‪.‬‬ ‫�إن ت ��ورط "ح ��زب اهلل" ف ��ي الح ��رب ف ��ي �سوريا قد‬ ‫يكون ف ��ي الأ�صل ر ّكز على دعم نظ ��ام الأ�سد‪ ،‬ولكنه‬ ‫ي ��رى الآن �أن الحرب �صارت معركة وجودية بالن�سبة‬ ‫�إل ��ى م�ستقبل المنطقة‪ ،‬وبالن�سب ��ة �إلى مركز ومكانة‬

‫خليل حرب‪ ،‬قائد العمليات الخا�صة‬ ‫ال�سابق وم�ست�شار مقرب من ن�صر‬ ‫اهلل‪ ،‬ي�شرف على �أن�شطة "حزب اهلل"‬ ‫في اليمن ‪ -‬من �إدارة نقل الأموال �إلى‬ ‫التنظيم داخل البالد ‪ -‬وي�سافر كثير ًا‬ ‫�إلى طهران لتن�سيق �أن�شطة "حزب‬ ‫اهلل" مع الم�س�ؤولين الإيرانيين‬

‫"ح ��زب اهلل" فيها‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬من المرجح �أن‬ ‫ي�ستم ��ر التركي ��ز الإقليم ��ي للمجموع ��ة ال�شيعية في‬ ‫الم�ستقبل المنظور‪ .‬جنب� � ًا �إلى جنب مع الميلي�شيات‬ ‫الأخرى المدعومة من �إيران‪� ،‬سيوا�صل "حزب اهلل"‬ ‫قيادة الفيلق الأجنبي ال�شيعي النا�شئ للعمل على حد‬ ‫�س ��واء في الدفاع ع ��ن المجتمعات ال�شيعي ��ة وتو�سيع‬ ‫النفوذ الإيراني في المنطقة‪.‬‬ ‫حتى في الوقت الذي يتو ّرط في �صراعات في العراق‬ ‫و�سوري ��ا واليم ��ن‪ ،‬يج ��ب عل ��ى "ح ��زب اهلل" �أي�ضا"‬ ‫تحقي ��ق توازن في الت�شابك ال ��ذي يحدث �أحيان ًا بين‬ ‫�أهدافه الإيديولوجية وال�سيا�سي ��ة في �أماكن �أخرى‪.‬‬ ‫تم�س ��ك "ح ��زب اهلل" بالمذه ��ب الإيران ��ي لوالية‬ ‫�إن ّ‬ ‫الفقي ��ه‪ ،‬الذي يرى �أن رج ��ل الدين ال�شيعي ينبغي �أن‬ ‫يك ��ون هو الرئي� ��س الأعلى للدولة‪ ،‬يرب ��ط المجموعة‬ ‫بمرا�سي ��م رجال الدين الإيرانيي ��ن‪ .‬ولكن هذا الأمر‬ ‫يع ّق ��د �إلتزامات �أخ ��رى لـ"ح ��زب اهلل" بالن�سبة �إلى‬ ‫الدول ��ة اللبناني ��ة‪ ،‬والطائف ��ة ال�شيعي ��ة ف ��ي لبن ��ان‪،‬‬ ‫وال�شيع ��ة في الخ ��ارج‪ ،‬لأن م�صالح �إي ��ران ولبنان ال‬ ‫تلتق ��ي دائم ًا‪ .‬وقد �إ�ستطاع الح ��زب منذ فترة طويلة‬ ‫�إجتي ��از ه ��ذه الإلتزام ��ات المتعار�ضة بمه ��ارة‪ ،‬لكن‬ ‫الأم ��ر �سي�صب ��ح �صعب ًا عل ��ى نحو متزاي ��د لكي يفعل‬ ‫ذل ��ك �إذ �أن �أولوي ��ات المجموع ��ة ال�شيعي ��ة ت�أخذها‬ ‫�أبعد من بيروت‪ .‬في الواقع‪ ،‬ينق�سم لبنان ب�شدة على‬ ‫�أ�س� ��س طائفية ومذهبية‪ ،‬ل ��ذا عندما يحارب "حزب‬ ‫اهلل" �ضد �أهل ال�س ّنة في الخارج‪ ،‬ف�إنه يق ّو�ض قدرته‬ ‫على ال�سباح ��ة في بحر ال�سيا�س ��ة اللبنانية الداخلية‬ ‫المعقدة‪.‬‬ ‫ف ��ي الوقت عينه‪ ،‬لقد �أدى تعاون "حزب اهلل" الوثيق‬ ‫والحمي ��م مع "فيل ��ق القد� ��س" الإيراني ف ��ي �سوريا‬ ‫�إل ��ى جعل ��ه �أقرب �إلى م ��دار طه ��ران‪ ،‬وبالتالي �صار‬ ‫دوره �أعم ��ق في ال�صراع ��ات الدائرة ف ��ي المنطقة‪.‬‬ ‫"ال ينبغ ��ي �أن ُيطل ��ق علين ��ا "حزب اهلل بع ��د الآن"‪،‬‬ ‫ق ��ال قائد في الح ��زب ل"فاينن�شال تايم ��ز" في �أيار‬ ‫(ماي ��و) الفائت‪" .‬نحن ل�سنا حزب ًا محلي ًا الآن‪ ،‬نحن‬ ‫دوليون‪ .‬نح ��ن في �سوريا‪ ،‬ونحن في فل�سطين‪ ،‬ونحن‬ ‫ف ��ي العراق‪ ،‬ونحن في اليمن‪ .‬نح ��ن موجودون �أينما‬ ‫كان هن ��اك مظلومون بحاجة �إلين ��ا ‪" ...‬حزب اهلل"‬ ‫ه ��و المدر�سة التي يريد كل رج ��ل ي�سعى �إلى الحرية‬ ‫التعلم فيها ومنها"‬ ‫* ماثي���و ليفي���ت ه���و مدي���ر برنام���ج �س���تاين لمكافح���ة الإرهاب‬ ‫والإ�س���تخبارات في معهد وا�شنطن ل�سيا�س���ة ال�شرق الأدنى‪ ،‬وم�ؤلف‬ ‫"حزب الله‪ :‬الأثر العالمي لحزب الله اللبناني"‪.‬‬ ‫وعربه ق�س���م الدرا�س���ات والأبحاث في‬ ‫** ُكتِب المقال بالإنكليزية َّ‬ ‫"�أ�سواق العرب"‪.‬‬

‫‪Issue 34 - September - 2015‬‬

‫‪23‬‬



‫بقلم البروف�سور جورج نعمه*‬

‫كلمة خبير‬

‫ّأي لبنان نريد؟‬ ‫قامت خ�صو�صية لبنان منذ الإ�ستقالل على جعل وظيفته‬ ‫الإقت�صادي ��ة تك ّر� ��س دوره كو�سيط ف ��ي التجارة والخدمات‬ ‫بي ��ن ال ��دول العربي ��ة وال ��دول المتقدم ��ة‪ ،‬وق ��د �أتى ذلك عل ��ى ح�ساب‬ ‫قطاعاته الإنتاجية وقدرته التناف�سية‪ ،‬وعلى ح�ساب �إر�ساء �شبكة �أمان‬ ‫�إجتماع ��ي ت� ّؤم ��ن العي� ��ش الكريم لمواطني ��ه‪ ،‬وتق ّل� ��ص الفروقات بين‬ ‫طبقات ��ه الإجتماعي ��ة‪ .‬وق ��د �إ�ستفاد بل ��د الأرز من عوام ��ل عدة داخلية‬ ‫وخارجي ��ة �سمح ��ت ل ��ه الإ�ستف ��ادة م ��ن دوره الإقت�ص ��ادي الخدمات ��ي‪،‬‬ ‫كان �أبرزه ��ا �إ�ستق ��راره الداخل ��ي‪ ،‬وتم ّيز قطاعه الم�صرف ��ي‪ ،‬وخيارات‬ ‫�إقت�صادية مغلقة تم ّيزت بها دول منطقة ال�شرق الأو�سط‪.‬‬ ‫قام ��ت ال�سلط ��ات اللبناني ��ة ف ��ي فت ��رة م ��ا بع ��د الح ��رب بالمبالغ ��ة ف ��ي‬ ‫توجه ريعي �إ�ستنزف المالية العامة للدولة عبر‬ ‫الإعتم ��اد ح�صرياً على ّ‬ ‫الإ�ستدان ��ة العام ��ة وك�س ��ر قدرة اللبنانيي ��ن ال�شرائية‪ ،‬م ��ع �إعتماد نظام‬ ‫�ضريب ��ي مجح ��ف بح ��ق الطبق ��ات المتو�سط ��ة والفقي ��رة‪ ،‬مرتك ��ز على‬ ‫الإ�ستهالك بدل الإ�ستثمار‪ ،‬على الإ�ستيراد بدل الت�صدير‪ ،‬على الر�سوم‬ ‫ّ‬ ‫الت�ضخم‬ ‫وم�شتقاتها بدل ال�ضرائب على الدخل والأرباح‪ ،‬على مكافحة‬ ‫ب ��دل الت�ص� �دّي للبطالة‪ ،‬عل ��ى الخدمات العام ��ة المنخف�ض ��ة الفعالية‬ ‫ب ��دل الإ�صالح المال ��ي والإداري وعلى القطاع الم�صرف ��ي بدل التوازن‬ ‫بي ��ن كاف ��ة القطاع ��ات الإقت�صادي ��ة‪� .‬إن تقيي ��م ه ��ذه المراح ��ل ال�سابقة‬ ‫ونتائجه ��ا ّ‬ ‫اله�ش ��ة والخطرة تدفعن ��ا الى �إعالء ال�ص ��وت �سائلين �أنف�سنا‬ ‫قب ��ل م�ساءل ��ة الغير‪ :‬م ��اذا فعلنا لت ��دارك االزمات؟ لماذا ل ��م نحا�سب؟‬ ‫لماذا لم نخطط؟ لماذا لم نق ّيم؟ والأهم من كل ذلك‪�،‬أي لبنان نريد؟‬ ‫لبن ��ان الخدم ��ات ال ��ذي ه ّم� ��ش ال�صناع ��ة والزراع ��ة و�إ�ستب ��اح لقم ��ة‬ ‫عي� ��ش المواطني ��ن‪ .‬لبن ��ان الخدمات المرتك ��ز ح�صرياً عل ��ى ال�سياحة‬ ‫ف ��ي منطق ��ة يمك ��ن و�صفه ��ا ب� ��أي �ش ��يء �س ��وى بالإ�ستق ��رار وال�س�ل�ام‬ ‫والإزده ��ار؛ لبن ��ان الدين العام وعجز الموازن ��ات العامة وغيابها على‬ ‫م ��دى ال�سنين؛ لبنان الكهرباء التي �إ�ستنزفت المالية العامة بعجزها‬ ‫المتراك ��م وال�سن ��وي م ��ن دون تغزي ��ة ف ��ي التي ��ار ومن دون ق ��درة على‬ ‫رف ��ع وتح�سين �إنت ��اج الطاقة؛ لبنان ال�ضم ��ان الإجتماعي الذي يترك‬ ‫متوجباته ��م‬ ‫مواطني ��ه م ��ن دون غط ��اء �صح ��ي حت ��ى ول ��و دفع ��وا كل ّ‬ ‫و�إ�شتراكاته ��م؛ لبن ��ان النفاي ��ات ال ُمنفل�ش ��ة ف ��ي ال�ش ��وارع والت ��ي ُتل� �زمّ‬ ‫ب�ش ��كل مرك ��زيّ تنفيعاً لل�ش ��ركات الخا�صة؛ لبن ��ان الحرمان للمناطق‬ ‫وغي ��اب الم�شاري ��ع التنموية؛ لبنان الهدر في النفقات العامة من دون‬ ‫ح�سي ��ب �أو رقيب؛ لبنان م�شاريع الموازنات من دون الإقرار ومن دون‬ ‫قط ��ع الح�سابات؛ لبن ��ان الته ّرب ال�ضريبي؛ لبن ��ان الح�صانة النيابية‬ ‫والوزارية؛ ولبنان الر�سوم وال�ضرائب المجحفة‪...‬‬

‫الئح ��ة تطول وال تنتهي‪ ،‬ت�ستدعي الرحمة على �إقت�صاد بلد كان يوماً‬ ‫من ��ارة ال�شرق ورمز التقدم ووجه ��ة ال�سائح‪� .‬ألم يحن الوقت بعد لكي‬ ‫لبناني �أن يحا�سب من �أ�ساء‬ ‫يتوجب على كل‬ ‫نقرر �أي لبنان نريد؟ �ألم َّ‬ ‫ّ‬ ‫الأمانة و�إنحدر بالوطن الى م�ستويات الم�ست التخلف والإنحطاط؟‬ ‫خ�صو�ص� �اً �أن الخيار الذي �إعتم ��د في ال�سيا�سات الإقت�صادية والمالية‬ ‫والنقدي ��ة‪ ،‬ل ��م ُيد َّع ��م بنظ ��رة �إجتماعي ��ة وال حت ��ى �أخالقي ��ة ت�ساع ��د‬ ‫عل ��ى درء النتائ ��ج ال�سيئة الت ��ي كانت مُتو َّقعة‪ .‬الدول ��ة اللبنانية بكافة‬ ‫م�ؤ�س�ساتها لم تنجح في بلورة ر�ؤية �إقت�صادية و�إجتماعية تبنى عليها‬ ‫�أولوي ��ة المواط ��ن‪ ،‬وخط ��ط عم ��ل ت� ّؤمن للإقت�ص ��اد الوطني ب� � ّر �أمان‬ ‫ي�ص ��ل الي ��ه بعد حي ��ن‪ .‬فاللبنانيون كاف ��ة و�أجياله ��م المقبلة يدفعون‬ ‫و�سيدفع ��ون كلف ��ة تخب ��ط الم�ؤ�س�س ��ات وكلف ��ة خياراته ��م الخاطئ ��ة‬ ‫و�سي�س�أله ��م �أوالدهم و�أحفاده ��م عن لبنان ال ��ذي �أرادوه �ضعيفاً‪ّ ،‬‬ ‫ه�شاً‪،‬‬ ‫مت�آك ً‬ ‫ال من الداخل ومتفلتاً من الح�ساب والإ�صالح‪.‬‬ ‫فليك ��ن الخي ��ار لن ��ا اليوم قبل الغ ��د ولنقرر وجه ��ة �إقت�صادن ��ا لت�أمين‬ ‫تنمية م�ستدامة لأوالدنا‪ .‬اليوم ما زلنا قادرين على ت�صويب المنحى‬ ‫الإقت�ص ��ادي والوطن ��ي لبلدن ��ا؛ الي ��وم نح ��ن م�س�ؤول ��ون �أم ��ام التاريخ‬ ‫والإن�س ��ان والجغرافي ��ا‪ .‬غدنا �سيكون مظلم� �اً �إن لم نتدارك الإنحالل‬ ‫الحا�ص ��ل‪ ،‬و�إن لم نقدم وبحزم مطل ��ق على تغيير القدر المرير الذي‬ ‫ُر�سِ م لنا‪ .‬فلنقلها بالفم الملآن‪ ،‬ولن�صرخ عالياً في وجه الجميع‪ :‬نريد‬ ‫لبنان الإقت�ص ��اد الح�صين والمنيع‪ ،‬ونرف�ض لبنان الخدمات المم ّزق‬ ‫الغني بموارده الطبيعية من مي ��اه و�أر�ض خ�صبة؛‬ ‫والمترهّ ��ل؛ لبن ��ان ّ‬ ‫الغني بم ��وارده الب�شري ��ة المتع ّلمة والمثقفة؛ لبن ��ان ال�صناعة‬ ‫لبن ��ان ّ‬ ‫والزراعة؛ لبنان ال�صادرات والتوازن التجاري؛ لبنان الخلاّ ق لفر�ص‬ ‫عم ��ل ت� ��أوي �أبن ��اءه وتردعهم عن الهج ��رة الق�سرية؛ لبن ��ان الخدمات‬ ‫العام ��ة الفعال ��ة؛ لبنان التنمية الم�ستدام ��ة والمتوازنة بين المناطق‬ ‫وال�شرائ ��ح كاف ��ة؛ لبن ��ان الإ�ستثم ��ارات الخارجية والنم ��و الإقت�صادي‬ ‫الحقيق ��ي والفعلي؛ ولبن ��ان الحا�ضنة االجتماعية ل ��كل �أبنائه والذي‬ ‫ي� ّؤمن لهم العي�ش الكريم وين�شلهم من الفقر والجوع والعوز‪� .‬إختاروا‬ ‫لبن ��ان الكرام ��ة لتعي�شوا بكرامة‪ ،‬و�إختاروا لبنان الإنتاج لينعك�س نعماً‬ ‫و�إ�ستمرارية لأوالدكم و�أحفادكم‪.‬‬ ‫فلن�ض ��ع مع� �اً ال�سيا�س ��ات الإقت�صادي ��ة م ��ن مالي ��ة ال ��ى نقدي ��ة ف ��ي‬ ‫المجه ��ر‪ ،‬ولنتح ّل ��ى بالق ��دوة ال بال�صب ��ر لنغ ّي ��ر واقع� �اً مري ��راً دامت‬ ‫�سيطرته طوي ً‬ ‫ال ولنرف�ض التجاوزات والف�ساد والترهّ ل والإنحالل‪،‬‬ ‫فالتغيي ��ر يكمن في خياركم‪ ،‬والخيار لكم وحدكم‪ ،‬لبنان ينتظر فال‬ ‫تخذلوه‪...‬‬

‫* خبير �إقت�صادي‪ ،‬نائب رئي�س الجامعة الأنطونية في لبنان وعميد كلية �إدارة الأعمال فيها‬

‫‪Issue 34 - September - 2015‬‬

‫‪25‬‬



‫الإنتفا�ضة الثانية‬ ‫في ال�ضفة الغربية‪:‬‬ ‫هل تكون‬ ‫الأخيرة؟‬

‫الرئي�س محمود عبا�س‪" :‬الن�شاط الم�سلح �أ�ضر بنا"‬

‫�أ�شار كتيب ُع ّمم في العام ‪� 2012‬إلى‬ ‫�أن �إ�ستهداف ال�سكان الفل�سطينيين من‬ ‫قبل اليهود المتطرفين هو �إ�ستراتيجية‬ ‫ل"بلبلة توازن النظام‪ "،‬من خالل تقييد‬ ‫موارد الجي�ش وال�شرطة الإ�سرائيلية‬ ‫و"�إر�سال ر�سالة" ردع �إلى ال�سلطات‪.‬‬ ‫�سمح للم�ستوطنين الحفاظ على‬ ‫�إذا لم ُي َ‬ ‫منازلهم‪ ،‬ف�إن الحكومة الإ�سرائيلية‬ ‫�سمح لها المحافظة على‬ ‫عندها لن ُي َ‬ ‫الهدوء في ال�ضفة الغربية‬ ‫على الرغم من النفي الر�سمي‬ ‫الذي �صدر �أخير ًا عن مكتب رئي�س‬ ‫الوزراء الإ�سرائيلي بنيامين نتنياهو‪،‬‬ ‫ال تزال ال�شائعات تفيد ب�أن �إ�سرائيل‬ ‫تتفاو�ض ب�شكل غير مبا�شر مع‬ ‫"حما�س" على هدنة طويلة الأمد‬ ‫الإنتفا�ض ��ة الأول ��ى‪ ،‬الت ��ي �إندلعت �إ�سمي� � ًا ب�سبب‬ ‫مقت ��ل �شخ�ص في حادث م ��رور معزول في قطاع‬ ‫غزة في كانون الأول (دي�سمبر) ‪� ،1987‬إ�ستمرت‬ ‫ل�سن ��وات‪ ،‬وتحدي ��د ًا ب�سب ��ب بنية تحتي ��ة ُم ِّ‬ ‫نظمة‬

‫�أَدارته ��ا لج ��ان مدني ��ة وعمالية وطالبي ��ة محلية‬ ‫والت ��ي جاءت ف ��ي نهاية المط ��اف لت�شمل منظمة‬ ‫التحرير الفل�سطينية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫كم ��ا �أن القي ��ادة الفل�سطيني ��ة �أي�ض� �ا �أ�شعل ��ت‬ ‫لهي ��ب الإنتفا�ض ��ة الثانية التي �إندلع ��ت في �أيلول‬ ‫(�سبتمب ��ر) ‪ 2000‬بع ��د زي ��ارة زعي ��م المعار�ضة‬ ‫�آن ��ذاك �أريي ��ل �ش ��ارون الإ�ستفزازية �إل ��ى الحرم‬ ‫ال�شري ��ف‪ .‬يا�س ��ر عرف ��ات‪ ،‬رئي� ��س ال�سلط ��ة‬ ‫الفل�سطيني ��ة يومه ��ا‪ّ ،‬‬ ‫نظ ��م مظاه ��رات حا�ش ��دة‬ ‫وعنيف ��ة‪ .‬ودع ��ا �أب ��و عم ��ار يومه ��ا �إل ��ى م�سي ��رة‬ ‫"الملي ��ون �شهيد" للو�صول �إل ��ى القد�س‪ ،‬و�أطلقت‬ ‫حركة "فت ��ح" التي يتزعمها (والت ��ي تهيمن على‬ ‫ال�سلطة الفل�سطينية) جناحها الع�سكري الخا�ص‪،‬‬ ‫"كتائب �شهداء الأق�صى"‪ .‬وكان العديد من ه�ؤالء‬ ‫الم�سلحي ��ن‪ ،‬قبل �إن ��دالع القتال‪ ،‬م ��ن الموظفين‬ ‫الر�سميي ��ن‪ ،‬و�أفراد يرتدون الزي الر�سمي لقوات‬ ‫الأمن التابعة لل�سلطة الفل�سطينية‪.‬‬ ‫وقد لعبت القيادة الفل�سطينية �أي�ض ًا دور ًا �أ�سا�سي ًا‬ ‫ف ��ي �إدارة التوترات خ�ل�ال الآون ��ة الأخيرة‪ .‬على‬ ‫�سبيل المثال‪ ،‬جاءت البرهة لحدوث �إ�ضطرابات‬ ‫كبي ��رة في ال�ضفة الغربية من ��ذ �إندالع الإنتفا�ضة‬ ‫الثاني ��ة ف ��ي ال�صي ��ف الما�ضي‪ ،‬ف ��ي ذروة حرب‬ ‫غ ��زة بين �إ�سرائيل و"حما� ��س"‪ .‬في ليلة ‪ 24‬تموز‬ ‫(يولي ��و) ‪� ،2014‬س ��ار بي ��ن ‪ 10،000‬و‪25،000‬‬ ‫فل�سطين ��ي �إل ��ى حاج ��ز قلندي ��ا بي ��ن رام اهلل‬ ‫والقد�س‪ .‬علم ًا ب�أن �أكثرية المظاهرات في ال�ضفة‬ ‫الغربي ��ة ح�شدت ع�شرات المتظاهرين‪ ،‬ونادر ًا ما‬ ‫تجاوزت بع�ض الآالف‪.‬‬ ‫وكما قال م�س�ؤول كبير في المخابرات الفل�سطينية‬ ‫لي بعد ذل ��ك‪� ،‬إن الم�سيرة �إل ��ى حاجز قلنديا لم‬ ‫تكن تدفق ًا عفوي� � ًا عاطفي ًا‪ .‬كما �أنه لم يكن حدث ًا‬ ‫برعاي ��ة "حما�س"‪ .‬كانت حرك ��ة "فتح" هي التي‬ ‫ّ‬ ‫نظم ��ت المظاه ��رة‪ ،‬من �أج ��ل ال�سم ��اح للجمهور‬ ‫"توج ��ه غ�ض ��ب النا�س �ضد‬ ‫بـ"التنفي� ��س" فيم ��ا ّ‬ ‫ا�سرائيل‪ ،‬ولي� ��س �ضد ال�سلط ��ة [الفل�سطينية]"‪،‬‬ ‫كم ��ا �أو�ض ��ح الم�س� ��ؤول‪� .‬إن قيادة "فت ��ح"‪ ،‬يتابع‪،‬‬ ‫�أرادت �أن تظه ��ر كداعم ��ة لل�شع ��ب الفل�سطين ��ي‪،‬‬ ‫م ��ع "الحفاظ على نوع م ��ن ال�سيطرة" في الوقت‬ ‫عينه‪.‬‬ ‫لق ��د تح ّولت المظاهرة في تلك الليلة ب�سرعة �إلى‬ ‫�أعمال �شغب‪ ،‬مع �إ�سته ��داف المتظاهرين لقوات‬ ‫الأمن الإ�سرائيلية بالألع ��اب النارية‪ ،‬والحجارة‪،‬‬ ‫وحت ��ى �إط�ل�اق الن ��ار من م�سلحي ��ن ُيعت َق ��د �أنهم‬ ‫ينتمون �إلى قوات "كتائب �شهداء الأق�صى"‪،‬‬ ‫‪Issue 34 - September - 2015‬‬

‫‪27‬‬


‫الم�شرق العربي‬ ‫فلسطين‬

‫كل �شيء هادىء على جبهة ال�ضفة الغربية‬

‫اإلنتفاضة الفلسطينية‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫المفقودة ُ‬ ‫والمفتقدة‬ ‫عل��ى �أثر الهجوم الإ�سرائيلي على غزة في �صيف ‪ ،2014‬توقع الكثيرون‬ ‫�أن تهب �إنتفا�ضة ثالثة في ال�ضفة الغربية‪ ،‬ومع هجوم لإرهابيين يهود على‬ ‫حرق من��زل فل�سطيني في قرية دوما في �آخر تم��وز (يوليو) راح �ضحيته‬ ‫طفل لم يتجاوز عمره الـ‪� 18‬شهر ًا ووالده‪� ،‬إنت�شر الكالم مجدد ًا عن هذه‬ ‫الإنتفا�ضة‪ ...‬ولكن ال �شيء حدث‪ .‬هل هناك �سر وراء ذلك؟‬ ‫رام اهلل ‪� -‬سمير حن�ضل‬ ‫ف ��ي ‪ 31‬تم ��وز (يولي ��و) الفائ ��ت �ألقى‬ ‫م�شاغب ��ون قناب ��ل حارقة عل ��ى منزل‬ ‫�صغي ��ر في قري ��ة دوما ف ��ي ال�ضف ��ة الغربية‪ .‬وقد‬ ‫�أودى ه ��ذا الهج ��وم‪ ،‬ال ��ذي ُي�شتبه ب�أن ��ه من عمل‬ ‫�إرهابيين يهود‪ ،‬بحي ��اة طفل فل�سطيني لم يتجاوز‬ ‫ال‪� 18‬شهر ًا ووالده‪ ،‬ونقل الأخوة الآخرون مع والدة‬ ‫الطف ��ل (الت ��ي توفيت الحق� � ًا) �إلى ق�س ��م العناية‬ ‫الفائقة في �أح ��د الم�ست�شفيات‪ .‬ومنذ ذلك الحين‬ ‫ت ��م �إعتق ��ال عدد م ��ن المتطرفي ��ن اليه ��ود‪ ،‬لكن‬ ‫الجناة ما زالوا طليقي ��ن‪ .‬كانت الم�أ�ساة المر ّوعة‬ ‫دع ��وة �إيقاظ عاجلة‪ ،‬قال العدي ��د من ال�سيا�سيين‬ ‫الإ�سرائيليي ��ن‪ ،‬لإجراء بع� ��ض البحث الجدي عن‬ ‫ال ��ذات في المجتمع الإ�سرائيل ��ي‪ .‬ويمكن �أن تكون‬ ‫�أي�ض ًا �شيئ ًا �أكث ��ر‪ :‬ال�شرارة التي تُ�شعل حريق ًا على‬ ‫نط ��اق �أو�س ��ع في ال�ضف ��ة الغربية‪ .‬وم ��ع ذلك ف�إن‬ ‫التوقع ��ات التي تكاثرت ح ��ول "�إنتفا�ضة ثالثة" لم‬ ‫تتحقق مرة �أخرى‪.‬‬ ‫ل�سن ��وات عدة حت ��ى الآن‪ ،‬كان المعنيون في مجال‬ ‫الأم ��ن الإ�سرائيل ��ي قلقين م ��ن �أن هجوم� � ًا مميت ًا‬ ‫م ��ن قب ��ل الم�ستوطني ��ن اليه ��ود عل ��ى المدنيي ��ن‬ ‫الفل�سطينيي ��ن قد ي� ��ؤدي �إلى �إ�ضطراب ��ات �شاملة‬ ‫ف ��ي ال�ضف ��ة الغربية‪ .‬ف ��ي الواق ��ع‪� ،‬إن الت�س ّبب في‬

‫‪26‬‬

‫العدد ‪� - 34‬أيلول (�سبتمرب) ‪٢٠١5 -‬‬

‫ه ��ذه الإ�ضطراب ��ات كان هدف ًا ُمع َلن� � ًا للمتطرفين‬ ‫الم�ستوطني ��ن منذ بع�ض الوقت‪ .‬كم ��ا �أ�شار كتيب‬ ‫ُع ّم ��م في الع ��ام ‪� 2012‬إلى �أن �إ�سته ��داف ال�سكان‬ ‫الفل�سطينيي ��ن ه ��و �إ�ستراتيجي ��ة ل"بلبل ��ة ت ��وازن‬ ‫النظام‪ "،‬من خالل تقييد موارد الجي�ش وال�شرطة‬ ‫الإ�سرائيلي ��ة و"�إر�سال ر�سالة" ردع �إلى ال�سلطات‪.‬‬ ‫�إذا لم ُي�س َمح للم�ستوطنين الحفاظ على منازلهم‪،‬‬ ‫ف� ��إن الحكوم ��ة الإ�سرائيلية عندها ل ��ن ُي�س َمح لها‬ ‫المحافظة على الهدوء في ال�ضفة الغربية‪.‬‬ ‫في �أعقاب هجوم دوما‪ ،‬ح ّرك الجي�ش الإ�سرائيلي‬ ‫�أربع كتائ ��ب �إ�ضافية �إلى ال�ضف ��ة الغربية‪ ،‬متوقع ًا‬ ‫الأ�س ��و�أ‪ .‬لق ��د حدثت �إحتجاج ��ات �صغيرة النطاق‬ ‫في عدد قلي ��ل من المدن‪ ،‬ولكنها تال�شت ب�سرعة‪.‬‬ ‫وبالمث ��ل‪ ،‬كان ��ت هناك زي ��ادة ف ��ي الهجمات على‬ ‫الجنود والمدنيين الإ�سرائيليين من قبل مقاتلين‬ ‫فل�سطينيي ��ن م�ستقلي ��ن‪ ،‬ولك ��ن ل ��م يجت ��ح العنف‬ ‫ال�شدي ��د والفو�ض ��ى ال�ضف ��ة الغربي ��ة‪� .‬إن غي ��اب‬ ‫الإ�ضطراب الم�ستمر ال يزال لغز ًا محير ًا بالن�سبة‬ ‫�إلى كثيرين‪.‬‬

‫�أمر من فوق‬ ‫�إن �أه ��م عامل في تحويل التوتر �إلى �صراع مفتوح‬ ‫كان يكمن دائم� � ًا في التنظي ��م والت�شجيع اللذين‬ ‫تق ّدمهما �إل ��ى ح ّد ما القي ��ادة الفل�سطينية‪ .‬حتى‬


‫الم�شرق العربي ¶ فل�سطين‬ ‫والت ��ي بقي ��ت نائم ��ة ل�سن ��وات‪ .‬م ��ع ذل ��ك‪ ،‬كانت‬ ‫�أح ��داث تلك الليل ��ة لم ��رة واح ��دة‪ .‬بالن�سبة �إلى‬ ‫الج ��زء االكبر‪ ،‬فق ��د �سعت ال�سلط ��ة الفل�سطينية‬ ‫�إل ��ى �إحت ��واء الإحتجاجات‪ ،‬ب ��د ًال م ��ن التغا�ضي‬ ‫عنه ��ا‪ ،‬ناهيك ع ��ن عدم القي ��ام ب� ��أي ن�شاط في‬ ‫تنظيمها‪.‬‬ ‫وغالب� � ًا ما �أ�س ��اء ال�سيا�سي ��ون الإ�سرائيليون فهم‬ ‫ه ��ذا الأمر‪ .‬عل ��ى �سبي ��ل المث ��ال‪ ،‬رد ًا على حرق‬ ‫المراه ��ق الفل�سطين ��ي محم ��د �أب ��و خ�ضي ��ر حي ًا‬ ‫م ��ن قبل متطرفين يه ��ود في ال�صي ��ف الما�ضي‪،‬‬ ‫�إندلع ��ت �أعم ��ال �شغ ��ب ف ��ي بل ��دات عربي ��ة عدة‬ ‫داخ ��ل �إ�سرائيل والقد�س ال�شرقية‪ ،‬ولكن لي�س في‬ ‫ال�ضف ��ة الغربية‪ .‬و�سط �إرتفاع حدة التوتر وموجة‬ ‫الهجمات الإرهابية الت ��ي وقعت في القد�س‪ ،‬ف�إن‬ ‫العديدين من ال�سيا�سيين الإ�سرائيليين اليمينيين‬ ‫ح ّمل ��وا الرئي�س الفل�سطيني محم ��ود عبا�س تهمة‬ ‫التحري� ��ض عل ��ى الإ�ضطراب ��ات‪ ،‬وا�صفين ��ه ب�أنه‬ ‫"�إرهاب ��ي"‪ .‬ورف� ��ض رئي�س المخاب ��رات المحلية‬ ‫في �إ�سرائيل‪ ،‬يورام كوهي ��ن‪ ،‬هذا التقييم‪ ،‬قائ ًال‬ ‫للن ��واب �أن عبا�س "لي�س مهتم� � ًا في الإرهاب وهو‬ ‫ال يق ��ود [قوم ��ه] �إل ��ى الإرهاب‪ .‬وال يق ��وم بذلك‬ ‫بالخفاء من تحت الطاولة"‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن رف� ��ض ال�سلط ��ة الفل�سطيني ��ة ت�شجيع‬ ‫يف�س ��ر لم ��اذا ظل ��ت ال�ضف ��ة الغربي ��ة‬ ‫العن ��ف ّ‬ ‫هادئ ��ة حتى بع ��د هجوم دوما الأخي ��ر‪" .‬لو كانت‬ ‫هن ��اك خطة ل‪ ...‬دف ��ع ال�ش ��ارع الفل�سطيني نحو‬ ‫�إ�شتب ��اكات"‪ ،‬قال �أح ��د م�س�ؤولي "فت ��ح" جبريل‬ ‫رجوب‪� ،‬أخير ًا ل�صحيفة ا�سرائيلية‪" ،‬ف�إن الو�ضع‬ ‫الحالي كان �سيكون مختلف ًا جد ًا‪ .‬ولكن كان القرار‬ ‫وا�ضح ًا‪ ،‬وقادة الأجهزة الأمنية الفل�سطينية كانوا‬ ‫موجودين‪ ،‬وفهموا اللهجة‪ ،‬وتعليماتهم"‪.‬‬ ‫ال تزال �شرط ��ة مكافحة ال�شغ ��ب التابعة لل�سلطة‬ ‫الفل�سطيني ��ة تق ��وم بمثاب ��ة ع ��ازل �أول ��ي لإحتواء‬ ‫المظاه ��رات ف ��ي الم ��دن الفل�سطيني ��ة‪ ،‬قب ��ل �أن‬ ‫تتمك ��ن م ��ن الو�ص ��ول �إل ��ى الحواج ��ز الع�سكرية‬ ‫الإ�سرائيلي ��ة والم�ستوطن ��ات‪ .‬وق ��د �أج ��رت قوات‬ ‫الأم ��ن والمخاب ��رات الفل�سطيني ��ة حمل ��ة غي ��ر‬ ‫م�سبوق ��ة على الأف ��راد التابعي ��ن ل"حما�س" في‬ ‫ال�ضف ��ة الغربية‪ ،‬و�إعتقلت م ��ا يزيد على �ألف من‬ ‫نا�شطي الحركة في العام الما�ضي‪ .‬كما �أن ال�شبكة‬ ‫الوا�سع ��ة المح�سوبة على "فت ��ح"‪ ،‬التي ت�صل �إلى‬ ‫جمي ��ع جوانب الحياة الم�ؤ�س�سي ��ة الفل�سطينية –‬ ‫المكاتب الحكومية‪ ،‬المدار�س‪ ،‬والم�ساجد ‪ --‬لم‬ ‫يتم ح�شدها للنزول الى ال�شوارع‪.‬‬

‫�شريك لل�سالم؟‬

‫بنيامين نتنياهو‪ :‬حوار مع "حما�س"؟‬

‫جبريل رجوب‪ :‬ال خطة بعد لإنتفا�ضة ثالثة‬

‫ال يبدو �أن هناك �إنتفا�ضة ثالثة‬ ‫بعد – وهذا لي�س بف�ضل نعمة اهلل‬ ‫ولكن ب�سبب قرارات مدرو�سة يجري‬ ‫�إتخاذها في رام اهلل‪ .‬ونظر ًا �إلى‬ ‫�إ�ستمرار الغمو�ض الذي يلف خالفة‬ ‫الرئي�س عبا�س‪ ،‬ف�إن الم�س�ألة مفتوحة‬ ‫حول �إلى متى �ست�ستمر ال�سلطة‬ ‫الفل�سطينية في �إتخاذ القرارات عينها‬

‫عل ��ى الرغم مم ��ا �إختار كثي ��ر م ��ن الإ�سرائيليين‬ ‫الإعتق ��اد‪ ،‬ف� ��إن لديه ��م �شري ��ك ًا ف ��ي الجان ��ب‬ ‫الفل�سطين ��ي مهم ��ا كان ��ت عيوب ��ه‪ .‬لق ��د حافظت‬ ‫ال�سلط ��ة الفل�سطيني ��ة عل ��ى الإ�ستق ��رار ن�سبي ًا في‬ ‫ال�ضفة الغربية‪ ،‬في جزء منه للحفاظ على الذات‪،‬‬ ‫وبالتعاون مع �إ�سرائيل‪ ،‬ولكن �أي�ض ًا كموقف مبدئي‬ ‫�ض ��د �إ�ستخ ��دام العن ��ف‪�" .‬شع ��اري من ��ذ �إن ��دالع‬ ‫الإنتفا�ض ��ة الثاني ��ة �أن ��ه يج ��ب �أن تتوق ��ف‪ "،‬قال‬ ‫عبا� ��س ف ��ي الع ��ام ‪" ،2010‬لأن الن�ش ��اط الم�سلح‬ ‫يد ّمرن ��ا‪ ،‬و�إنه ف ��ي الواقع دمرنا فع�ل ً�ا"‪ .‬مثل هذه‬ ‫الم�صال ��ح الإ�ستراتيجية المتبادلة مع كيان عربي‬ ‫مج ��اور م ��ن �ش�أن ��ه‪ ،‬في �سي ��اق �سيا�س ��ي مختلف‪،‬‬ ‫يمك ��ن البن ��اء عليه ��ا وتو�سيعه ��ا‪ .‬ولكن ف ��ي حالة‬ ‫ال�سلطة الفل�سطينية �أو الحكومة الإ�سرائيلية‪ ،‬فقد‬ ‫تم تجاهل هذه الم�صالح المتبادلة‪.‬‬ ‫وعل ��ى الرغم من النفي الر�سمي الذي �صدر �أخير ًا‬ ‫ع ��ن مكت ��ب رئي� ��س ال ��وزراء الإ�سرائيل ��ي بنيامين‬ ‫نتنياه ��و‪ ،‬ال ت ��زال ال�شائع ��ات تفيد ب� ��أن �إ�سرائيل‬ ‫تتفاو� ��ض ب�ش ��كل غير مبا�ش ��ر مع "حما� ��س" على‬ ‫هدنة طويلة الأمد‪ .‬فقط بعد عام واحد على خو�ض‬ ‫الطرفي ��ن ح ��رب وح�شية على م ��دى ‪ 50‬يوم ًا‪ ،‬ف�إن‬ ‫"حما� ��س" �صارت ُتعت َبر الآن م ��ن قبل البع�ض في‬ ‫الدول ��ة العبرية عاز ًال �ضد الفو�ضى و�صعود تنظيم‬ ‫"داع�ش" في قطاع غزة‪ .‬لي�ست هناك مفاو�ضات‬ ‫مماثل ��ة جاري ��ة حالي� � ًا م ��ع ال�سلط ��ة الفل�سطينية‪،‬‬ ‫�شريك �إ�سرائيل الأمني ف ��ي ال�ضفة الغربية‪ .‬وكما‬ ‫قال زعيم المعار�ضة الإ�سرائيلية �إ�سحق هرت�سوغ ‪:‬‬ ‫�إن �سيا�سة الحكومة الإ�سرائيلية على ما يبدو تقوم‬ ‫على "التحدث مع حما� ��س وعزل �أبو مازن [رئي�س‬ ‫ال�سلطة الفل�سطينية محمود عبا�س]"‪.‬‬ ‫بالن�سبة �إلى �إ�سرائيل‪ ،‬على ما يالحظ المراقبون‪،‬‬ ‫ت�أخذ ال�سيا�س ��ة الواقعية �أ�سبقية‪ � ،‬اّإل عندما يتع ّلق‬ ‫الأمر بالإيديولوجية وال�سيا�س ��ة المحلية و�أرا�ضي‬ ‫ال�ضف ��ة الغربية‪ .‬ال يبدو �أن هن ��اك �إنتفا�ضة ثالثة‬ ‫بع ��د – وهذا لي� ��س بف�ضل نعم ��ة اهلل ولكن ب�سبب‬ ‫ق ��رارات مدرو�سة يج ��ري �إتخاذها ف ��ي رام اهلل‪.‬‬ ‫ونظ ��ر ًا �إل ��ى �إ�ستمرار الغمو�ض ال ��ذي يلف خالفة‬ ‫الرئي� ��س عبا�س‪ ،‬ف� ��إن الم�س�ألة مفتوح ��ة حول �إلى‬ ‫مت ��ى �ست�ستم ��ر ال�سلط ��ة الفل�سطيني ��ة ف ��ي �إتخاذ‬ ‫الق ��رارات عينه ��ا‪� .‬سي�أت ��ي ي ��و ٌم حي ��ث �ستت�أ�سف‬ ‫الحكوم ��ة الإ�سرائيلي ��ة وتن ��دم لع ��دم تحدّثها �إلى‬ ‫عبا�س عندما �سنحت لها الفر�صة‬ ‫‪Issue 34 - September - 2015‬‬

‫‪29‬‬


ROYAL FIT

Mineral water fluoridated Member of The Brazilian Chamber Of Commerce & Industry (CCIBRA)

Water is much more than our business

Directly from the famous Furnas Aquifer in Brazil to your table where you are Most of the natural resources of Brazil are internationally known, but its water is one of the best when compared to other places in the world.

For more information write to: Mr RONALDO DIJKSTRA, ROYAL FIT, RUA CLYCEMA KOSSATZ CARVALHO, 205 BAIRRO SAN MARTIN PONTA GROSSA PARANÁ BRASIL Or Contact Telelepone No: +55 42 32263839


‫بقلم الدكتور داود خيراهلل*‬

‫يعاني العال ��م العربي من �إ�ضطرابات‬ ‫�أمني ��ة ودمار في الحج ��ر والب�شر‪ ،‬في‬ ‫مجتمع ��ات هي م ��ن �أكثر المجتمع ��ات عراقة في‬ ‫التاري ��خ‪ .‬ولع� � ّل �أخطر م ��ا يعاني ه ��و التمزّق في‬ ‫الن�سي ��ج الإجتماعي نتيجة نم ��و و�إنت�شار الهو ّيات‬ ‫الطائفي ��ة والمذهبية الذاهب ��ة بوحدته ومناعته‪.‬‬ ‫ي�شجع‬ ‫وه ��و يعي� ��ش حال ��ة تخبط و�ضي ��اع ووه ��ن ّ‬ ‫الخ�صوم عل ��ى �إزدرائ ��ه ويثير �شهي ��ة الطامعين‬ ‫للتالعب بم�صيره‪.‬‬ ‫تت�س ��م �أنظم ��ة الحك ��م العربي ��ة القائم ��ة بغياب‬ ‫مق ِّوم ��ات وم�ؤ�س�س ��ات الدول ��ة التي ت�ضم ��ن �أمن‬ ‫المواط ��ن وت�س ّه ��ل وتحقق ظروف نم� � ّوه وتط ّوره‪،‬‬ ‫وبه� � ّوة بين الحاكم والمحكوم ال ّ‬ ‫تنفك تزيد عمق ًا‬ ‫و�إت�ساع� � ًا‪ .‬ه ّو ٌة يلعب �إ�ست�شراء كا�سح لآفة الف�ساد‬ ‫دور ًا مهم� � ًا في تعميقه ��ا وتو�سيعها‪ .‬فمن ال�صعب‬ ‫�أن نج ��د في دول ��ة عربية حاكم ًا يم ّث ��ل طموحات‬ ‫وم�صالح �شعبه وي�ستم� � ّد �شرعية حكمه من �إرادة‬ ‫�شعبي ��ة تج ّل ��ت م ��ن خ�ل�ال م�ؤ�س�س ��ات د�ستورية‬ ‫خريطة العالم العربي‪ :‬هل تبقى من دون تغيير؟‬

‫تتواف ��ر فيها �ضمانات الح ّري ��ة والنزاهة‪ .‬ويعي�ش‬ ‫�وم الح ّري ��ة الذي‬ ‫العال ��م العرب ��ي تق ّل�ص� � ًا لمفه � ِ‬ ‫ي�شج� � ُع عل ��ى تنمية العق ��ل العلمي والثق ��ة بقدرة‬ ‫ّ‬ ‫االن�سان لي�س فقط على فه ��م مجتمعه و�إنما على‬ ‫عالج علل ��ه وتطويره‪ .‬ولذلك نرى �أ ّنه على الرغم‬ ‫م ��ن تواف ��ر �إمكاني ��ات �إقت�صادي ��ة هائل ��ة‪ ،‬تبقى‬ ‫مجتمع ��ات العال ��م العرب ��ي من �أق� � ّل المجتمعات‬ ‫تنمية �إقت�صادي ��ة‪ ،‬وم�ؤ�س�ساته العلمية وال�سيا�سية‬ ‫والإجتماعية من �أكثر الم�ؤ�س�سات تخ ّلف ًا‪.‬‬ ‫هناك ما يب ��رر النقمة ال�شعبية العارمة‪ ،‬والرغبة‬ ‫الملح ��ة ف ��ي الإ�ص�ل�اح ال�سيا�س ��ي والم�ؤ�س�سات ��ي‬ ‫ّ‬ ‫ال�سائ ��دة ف ��ي معظ ��م‪� ،‬إن ل ��م يك ��ن جمي ��ع‪،‬‬ ‫المجتمعات العربية الت ��ي �أ�صبحت دو ًال م�ستق ّلة‪.‬‬ ‫فالدول ��ة الحديثة‪ ،‬والتي ُتع� � َرف بالدولة القومية‬ ‫وتتم ّيز بالحكم ذي الركائ ��ز المدنية‪ ،‬قد ُف�شلت‬ ‫في �أن تم ّد لها جذور ًا في � ّأي من هذه الدول‪ ،‬و�إن‬ ‫�إختلفت درجات الف�شل من دولة الى �أخرى‪ .‬فمن‬ ‫ال�صع ��ب الإثب ��ات �أن مق ّوم ��ات الدول ��ة الحديثة‪،‬‬ ‫م ��ن م�شاركة �شعبية فعلي ��ة في الحك ��م‪ ،‬و�إنت�شار‬ ‫�زام مبد�أ‬ ‫ثقاف ��ة حكم القان ��ون‪ ،‬بما في ذلك �إلت � ُ‬

‫تت�سم �أنظمة الحكم العربية‬ ‫القائمة بغياب مق ِّومات وم�ؤ�س�سات‬ ‫الدولة التي ت�ضمن �أمن المواطن‬ ‫وت�س ّهل وتحقق ظروف نم ّوه وتط ّوره‪،‬‬ ‫وبه ّوة بين الحاكم والمحكوم ال ّ‬ ‫تنفك‬ ‫تزيد عمق ًا و�إت�ساع ًا‪ .‬ه ّو ٌة يلعب �إ�ست�شراء‬ ‫كا�سح لآفة الف�ساد دور ًا مهم ًا‬ ‫في تعميقها وتو�سيعها‬ ‫ف�ص ��ل ال�سلطات‪ ،‬و�إحت ��رام الحق ��وق والحر ّيات‬ ‫الأ�سا�سي ��ة‪ ،‬هي من �سم ��ات الحكم ف ��ي �أية دولة‬ ‫عربية‪ .‬و�أزعم �أن الف�ساد‪ ،‬وخ�صو�ص ًا الذي رافق‬ ‫تنام ��ي الث ��روة النفطية وتوظيفها ف ��ي الإ�ستيالء‬ ‫على النف ��وذ ال�سيا�سي‪ ،‬و�شراء الذمم‪ ،‬و�إ�ستغالل‬ ‫الفقر والجهل لدى �شرائح وا�سعة في المجتمعات‬ ‫العربي ��ة‪ ،‬ق ��د �ساه ��م ب�ش ��كل ف ّع ��ال ف ��ي �إف�ش ��ال‬ ‫م�ؤ�س�سات الحكم الر�شيد وتعاظم النقمة ال�شعبية‬

‫وتو�سيع اله ّوة بين الحاكم والمحكوم‪.‬‬ ‫ونالح ��ظ �أ ّنه مع تنامي الثروة النفطية‪ ،‬الذي بد�أً‬ ‫من �أوائل �سبعينات القرن الما�ضي‪� ،‬أخذ ما ُيع َرف‬ ‫بت ّيار الإ�سالم ال�سيا�سي ينمو‪ ،‬وخ�صو�ص ًا برعاية‬ ‫بع�ض ال ��دول الم�ص ّدرة للنفط‪� ،‬أو كر ّدة فعل على‬ ‫الف�ساد والظلم ال�سائدين في هذه الدول‪ .‬ومع نم ّو‬ ‫الإ�سالم ال�سيا�سي‪� ،‬أخذ الخطاب القومي العربي‬ ‫بالإنح�سار والأفول‪� .‬صحي ��ح �أنّ الدول الم�ص ّدرة‬ ‫للنف ��ط في الجزي ��رة العربي ��ة لم تك ��ن يوم ًا من‬ ‫�أن�ص ��ار �أو م�ؤي ��دي الخط ��اب القوم ��ي العرب ��ي‪،‬‬ ‫ولك ��نّ الم�س�ؤولي َة عن تق ّل ِ�ص ه ��ذا الخطاب تعود‬ ‫بالدرجة الأول ��ى للأخطاء‪ ‬والتجاوزات الج�سيمة‬ ‫التي �إرتكبته ��ا الأحزاب والحركات القومية‪ ،‬وفي‬ ‫طليعتها ما �إرتكبه حزب البعث الحاكم في ٍّ‬ ‫كل من‬ ‫�سوريا والعراق‪ .‬كما �أن الخطاب القومي الذي بلغ‬ ‫درجة متق ّدم ��ة من الن�ضج في فت ��رة التحرر من‬ ‫الإ�ستعمار وبناء دولة الإ�ستقالل‪ ،‬تراجع وتق ّل�ص‬ ‫ف ��ي العق ��ود الأربع ��ة الما�ضي ��ة لهزال ��ة وتق�صير‬ ‫حاملي ��ه‪� ،‬إن لجه ��ة تطويره �أو النج ��اح في ن�شره‪،‬‬ ‫ف�ض ًال عن محاربته دول ّي ًا و�إقليمي ًا وعرب ّي ًا‪.‬‬ ‫�إزاء التملم ��ل ال�شعب ��ي والنقم ��ة عل ��ى الظل ��م‬ ‫والف�س ��اد‪ ،‬يعل ��ن النا�شط ��ون م ��ن َح َم َل ��ة خطاب‬ ‫الإ�س�ل�ام ال�سيا�سي‪� ،‬أن ما تعاني منه المجتمعات‬ ‫عالج له �سوى بالعودة الى ما يعتبرونه‬ ‫العربية‪ ،‬ال َ‬ ‫�إلتزام� � ًا ب�أحكام ال�شريعة‪ ،‬والإنعت ��اق من معايير‬ ‫الدول ��ة الحديثة في الحكم الت ��ي هي دخيلة على‬ ‫الثقاف ��ة والمعتق ��دات العربية‪ ،‬ويعمل ��ون بو�سائل‬ ‫مختلف ��ة لتحقيق ذلك‪ .‬فمنه ��م من يحمل خطابا‬ ‫تكفير ّي ��ا متز ّمت ًا ويرى َّ‬ ‫الحل في العنف والتخ ّل�ص‬ ‫م ��ن كل م ��ن ال ي�شارك ��ه ال ��ر�أي ويعلن ل ��ه الوالء‪.‬‬ ‫ومنه ��م من هو �أق� � ّل تط ّرف ًا في العم ��ل على �إلغاء‬ ‫الآخر ولك ّنه يرى في �إلتزام ما يعتبره �إرادة �إلهية‬ ‫في الحكم �ضرورة واجبة‪.‬‬ ‫بن ��اء على ذل ��ك‪� ،‬سوف �أح ��اول‪ ،‬في م ��ا يلي‪� ،‬أن‬ ‫أتفح�ص مالءمة كل من نظام الحكم ذي الركائز‬ ‫� ّ‬ ‫الدينية‪ ،‬ونظام الحكم ذي الركائز المدنية والتي‬ ‫يتح ّم ��ل الإن�س ��ان م�س�ؤولية كاملة ف ��ي �إختيارها‪،‬‬ ‫لم ��ا �أعتبره م�صلحة عربية‪ ،‬وهي بالدرجة الأولى‬ ‫الم�صلح ��ة ف ��ي الوحدة داخل المجتم ��ع التي هي‬ ‫الأ�سا� ��س ف ��ي ق� � ّوة المجتم ��ع‪ ،‬و�أمن ��ه ومناعت ��ه‪،‬‬ ‫والم�صلحة في التنمي ��ة الإقت�صادية التي تنعك�س‬ ‫خي ��ر ًا عل ��ى الإن�س ��ان والمجتمع‪ ،‬و�أخي ��را تحقيق‬ ‫الم�شارك ��ة ال�شعبي ��ة ف ��ي الحك ��م ب�ش ��كل يم ّك ��ن‬ ‫االن�س ��ان العرب ��ي م ��ن تفعيل جمي ��ع طاقاته‬ ‫‪Issue 34 - September - 2015‬‬

‫‪31‬‬


‫العالم العربي‬ ‫وجهة نظر‬

‫على الرغم من ف�شل الحكم المدني في العالم العربي في المرحلة ال�سابقة لأ�سباب عدة‬

‫الدولة التي ترتكز على الدين‬ ‫ليست لمصلحة العرب‬ ‫بعدم��ا �إنت�شر الحكم المدني في البلدان العربية بعد الحرب العالمية الثانية والح�صول على الإ�ستقالل‪،‬‬ ‫ف ��إن �إ�ست�شراء الف�ساد والمح�سوبية والظل��م قد �أدى �إلى ف�شلها ونمو الإ�سالم الإ�سالمي ووالدة تنظيمات‬ ‫تكفيري��ة تهدف �إلى تغيير الأنظمة المدنية والحلول محلها‪ .‬ولكن‪ ،‬هل الحكم الذي يرتكز على الدين‬ ‫هو لم�صلحة العرب؟ �أم الدولة المدنية هي الأف�ضل على الرغم من ف�شلها في المرحلة ال�سابقة؟ الدكتور‬ ‫داود خي��راهلل‪� ،‬أ�ستاذ القانون ف��ي جامعة جورجتاون في وا�شنطن يح��اول الإجابة عن ذلك في التحليل‬ ‫التالي‪:‬‬

‫‪30‬‬

‫العدد ‪� - 34‬أيلول (�سبتمرب) ‪٢٠١5 -‬‬


‫العرب ��ي ّ‬ ‫يغط ف ��ي �سبات عمي ��ق علم ّي� � ًا و�سيا�سي ًا‬ ‫وح�ضار ّي ��ا‪ ،‬وكان ف ��ي معظم �أقطاره ج ��زء ًا تابع ًا‬ ‫لل�سلطن ��ة العثمانية خا�ضع� � ًا لأدوات الحكم فيها‬ ‫التي �أ�سا�سه ��ا �سلطة �إ�ستبداد ّي ��ة مطلقة تربطها‬ ‫بج�سمه ��ا عالقة تقرير و�إل ��زام مطلقين‪ ،‬وهذا ال‬ ‫يناق�ض ما قالت به غالبية الفقهاء اال�سالمي ّين‪.‬‬ ‫وال�سلطن ��ة العثماني ��ة‪ ،‬وح ّت ��ى �أنظم ��ة الخالف ��ة‬ ‫الأخرى التي عرفها العرب‪ ،‬قبل �أن يخرج الحكم‬ ‫من �أيديهم‪ ،‬هي �سلط ��ة ذاتية ال تعرف الديمومة‬ ‫�إ ّال لر�أ�سه ��ا �أو ت�سل�س ��ل ر�ؤ�سائه ��ا بالأ�صال ��ة �أو‬ ‫والحجاب‬ ‫بالتغ ّلب‪� .‬أ ّم ��ا �أدواتها اليومية كالوزراء‬ ‫ّ‬ ‫فهم طارئون مع ّر�ضون في كل لحظة للت�سريح من‬ ‫الخدمة �أو القتل‪.‬‬ ‫التح ّول المهم الذي ح�صل ل�صالح الحكم المدني‬ ‫ف ��ي المناطق العربية الخا�ضع ��ة للحكم العثماني‬ ‫ج ��اءت به دول ��ة التنظيمات العثماني ��ة في القرن‬ ‫التا�سع ع�شر‪ .‬فدولة التنظيمات تختلف عن جميع‬ ‫�أنظمة الحكم ال�سابقة لها ب�أ ّنها رمت الى �إختراق‬ ‫المجتم ��ع وهدفت الي تحويله تبع� � ًا لأفكار الدولة‬ ‫الحديثة ذات الهيمنة الثقافية وال�صلة ال�سيا�سية‬ ‫بمواطنيها‪ ،‬وكانت و�سيلتها في تنفيذ هذه المه ّمة‬ ‫�إدخ ��ال �إ�صالح ��ات جوهرية في مجال ��ي التربية‬ ‫والقان ��ون وعلى �أ�س�س جدي ��دة خارجة عن �سلطة‬ ‫م ��ا �سلف م ��ن م�ؤ�س�سات قام عليه ��ا �أرباب الهيئة‬ ‫الق�ضائية الدينية‪.‬‬ ‫وقد كان الحتكاك نخ � ٍ�ب عربية بالفكر ال�سيا�سي‬ ‫الأورو ّب ��ي‪ ،‬والم�ؤ�س�س ��ات العلمي ��ة والقانوني ��ة‬ ‫الأورو ّبي ��ة‪� ،‬أث ��ر مه ��م ج� � ّدا في ما ع ��رف بع�صر‬ ‫النه�ض ��ة العربية‪ ،‬وفي‪ ‬عمل ّية التح ّول التي رافقت‬ ‫عم ��ل دول ��ة التنظيم ��ات وخ�صو�ص� � ًا ف ��ي مجالي‬ ‫التعلي ��م والقان ��ون‪ .‬وبما �أنّ القان ��ون هو من �أفعل‬ ‫و�أرق ��ى و�سائ ��ل التغيي ��ر ال�سيا�س ��ي والإجتماعي‪،‬‬ ‫فق ��د كان للتح� � ّول القانون ��ي والق�ضائ ��ي في ظل‬ ‫دول ��ة التنظيمات‪ ،‬دور مهم ج ّد ًا ف ��ي �إدخال قيم‬ ‫وم�ؤ�س�س ��ات الدول ��ة الحديث ��ة وتهمي� ��ش �سلط ��ة‬ ‫الم�ؤ�س�سات الدينية‪.‬‬ ‫فقد ظه ��ر ذلك في �إن�شاء جه ��از ق�ضائي م�ستق ّل‬ ‫وخ ��ارج ع ��ن �سلط ��ة الهيئ ��ة الق�ضائي ��ة الدينية‪،‬‬ ‫وف ��ي تب ّني قواني ��ن �أ�سا�سي ��ة ذات �أ�س�س منف�صلة‬ ‫تمام الإنف�صال عن عل ��م و�إجتهاد الهيئة الدينية‬ ‫وتراثها‪ .‬وكانت هذه القوانين في كثير من بنودها‬ ‫تختلف‪ ،‬و�أحيان ًا تتناق�ض‪ ،‬مع �أحكام ال�شريعة‪.‬‬ ‫فق ��د �أخ ��ذ قان ��ون العقوب ��ات العثمان ��ي للع ��ام‬ ‫‪( ،١٨٤٠‬ال ��ذي �إعتمد قان ��ون العقوبات الفرن�سي‬

‫جمال عبد النا�صر‪� :‬أعطى القومية العربية �إنعا�ش ًا‬

‫ح�سن البنّا‪ :‬جماعة "الإخوان الم�سلمين"‬ ‫كانت الخطوة الأولى للإ�سالم ال�سيا�سي‬

‫ب�ص ��ورة رئي�سي ��ة)‪ ،‬ك�أح ��د م�ص ��ادره الأ�سا�سية‬ ‫بمب ��د�أ “ال جريم ��ة وال عقوبة بال ن�ص”‪ .‬ثم �ألغى‬ ‫عقوب ��ة الرجم في الزنى‪ ،‬وقطع اليد في ال�سرقة‪،‬‬ ‫و�ألغ ��ى ال ��ر ّدة كجريم ��ة‪ ،‬متيح� � ًا‪ ،‬ولأول مرة في‬ ‫تاريخ اال�سالم‪� ،‬إحدى ال�ضمانات الالزمة لتقرير‬ ‫الح ّريات الأ�سا�سية‪ .‬‬ ‫ولع� � ّل التح ّول الأه � ّ�م لم�صلح ��ة الحداثة والحكم‬ ‫المدني‪ ،‬ال ��ذي ح�صل في ظ ّل دول ��ة التنظيمات‪،‬‬ ‫ه ��و التط� � ّور الأ�سا�س ��ي ال ��ذي �أُدخل عل ��ى برامج‬ ‫التعلي ��م والتربي ��ة وذلك في بن ��اء المدار�س ودور‬ ‫العلم‪ ،‬وفي �إدخ ��ال العلوم الطبيعية والريا�ضيات‬ ‫و�سواه ��ا م ��ن المواد نق�ل ً�ا عن برام ��ج المدار�س‬ ‫ودور العلم الأوروبية‪ ،‬وهي موا ٌد لم يكن لها وجود‬ ‫في برام ��ج التعليم في العال ��م العربي التي كانت‬ ‫ف ��ي مجملها تتمح ��ور حول تدري�س اللغ ��ة العربية‬ ‫والعلوم الدينية‪.‬‬ ‫وقد �أورثت دول ��ة التنظيم ��ات فاعل ّيتها الحداثية‬ ‫لما تالها من دول في فترات الإ�ستعمار والإنتداب‬

‫والإ�ستق�ل�ال‪ ،‬وكان ��ت التربي ��ة والم�ؤ�س�س ��ات‬ ‫القانونية من الأدوات الأ�سا�سية في عقلنة وعلمنة‬ ‫الحي ��اة تحت رعاية الدولة‪ ،‬مدفوعة بمنطق ي�سم‬ ‫جميع الدول الحديثة‪ .‬فجاءت الدولة العربية بعد‬ ‫الإ�ستق�ل�ال مدني� � ًة ب�إمتي ��از‪ ،‬على الرغ ��م من �أن‬ ‫ن�ص عل ��ى كون الإ�سالم دين‬ ‫بع� ��ض الد�ساتير قد ّ‬ ‫الدول ��ة‪ ،‬ول ��م يكن له ��ذا الن�ص �أي واق ��ع فعلي �أو‬ ‫ت�أثير مهم‪.‬‬ ‫لي� ��س العالم العربي مر َت َهن� � ًا بالتجربة الأوروبية‪،‬‬ ‫و�إن كان ��ت مح ّرك ��ة للتاري ��خ الحدي ��ث‪ .‬وهو لي�س‬ ‫ملتزم� � ًا ح ��دود تجاربه ��ا التاريخي ��ة‪ .‬لك ّنه جزء‬ ‫م ��ن م�شروع تاريخي كوني يتج ��اوز حدود الغرب‪.‬‬ ‫م�سي ��رة التاري ��خ الكون ��ي �آيل ��ة ال ��ى عقالني ��ة‬ ‫مدني ��ة‪ .‬وم�سي ��رة التاري ��خ الإجتماع ��ي والثقافي‬ ‫العرب ��ي محكوم ��ة به ��ذا الم�س ��ار‪ ،‬عل ��ى الرغ ��م‬ ‫م ��ن ال�صراعات الطبيعي ��ة الت ��ي ت�ستثيرها هذه‬ ‫الم�سي ��رة م ��ع القوى الت ��ي ترى م�صلح ��ة لها في‬ ‫�إ�ستغالل الدين والم�ؤ�س�سات الدينية‪.‬‬ ‫لق ��د �إخترق ��ت الثقاف ��ة العقالني ��ة المدنية‪ ،‬من‬ ‫خ�ل�ال دول ��ة التنظيمات وم ��ا تالها و�أخ ��ذ عنها‬ ‫م ��ن دول‪ ،‬المجتمع العرب ��ي التقليدي‪ .‬وما قام به‬ ‫مح ّم ��د علي في م�صر م ��ن تطوير وتحديث لكافة‬ ‫م�ؤ�س�س ��ات الدولة‪ ،‬جدي ��ر بالمالحظة والإهتمام‬ ‫م ��ن قب ��ل ك ّل م ��ن يرغب االط�ل�اع عل ��ى الدوافع‬ ‫والإنج ��ازات التي حققه ��ا تب ّن ��ي م�ؤ�س�سات وقيم‬ ‫الدولة الحديثة‪ .‬وكان ك ّل ذلك تعبير ًا عن التف ّوق‬ ‫الح�ضاري والتاريخي لثقافة الدولة الحديثة على‬ ‫ثقاف ��ة المجتمع التقلي ��دي‪ ،‬ولإرتق ��اء تنظيماتها‬ ‫عل ��ى تنظيمات ��ه‪ ،‬ولتق ّدم عالميتها عل ��ى مح ّليته‪،‬‬ ‫ولمواءم ��ة مرجع ّيته ��ا الفكري ��ة والعلمي ��ة لتط ّور‬ ‫الع�صر‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وق ��د كان لكل ذلك �أث ٌر مه ٌم ف ��ي الحقبة الوطنية‬ ‫ودو ِره ��ا ف ��ي التح� � ّرر م ��ن الإ�ستعم ��ار الأجنبي‪،‬‬ ‫والتي �إمت ��ازت بثقافة مدني ��ة علمانية‪ ،‬ف�إنت�شرت‬ ‫مب ��ادئ �سيا�سية ليبرالية وقومية مع بوادر �إنت�شار‬ ‫للمارك�سي ��ة‪ ،‬و�إنت�ش ��ر الإهتم ��ام بكاف ��ة العل ��وم‬ ‫والأبحاث العلمية‪.‬‬

‫الخطاب القومي العربي‬ ‫والجدي ��ر بالذكر ه ��و �أنّ �إ ّبان فت ��رة التحرر من‬ ‫الإ�ستعم ��ار‪ ،‬ل ��م يك ��ن التط� � ّرف الإ�سالم ��ي هو‬ ‫الخي ��ار التلقائي والطبيعي للع ��رب والم�سلمين‪.‬‬ ‫ب ��ل �إنّ الخط ��اب القومي ه ��و ال ��ذي كان �سائد ًا‬ ‫والقوم ّي ��ون ه ��م الذي ��ن ق ��ادوا التج ّمع ��ات‬ ‫‪Issue 34 - September - 2015‬‬

‫‪33‬‬


‫العالم العربي ¶ وجهة نظر‬ ‫الإنتاجي ��ة والخلاّ ق ��ة‪� ،‬أي بل ��وغ درج ��ة راقية من‬ ‫الحكم الديموقراطي‪.‬‬

‫نظام الحكم الديني‬ ‫�إنّ ال�شريع ��ة‪ ،‬كم ��ا يراه ��ا �أ�صح ��اب النظري ��ة‬ ‫التقليدي ��ة م ��ن الفقهاء‪ ،‬ه ��ي �إرادة اهلل المنزَّلة‪،‬‬ ‫وموجهة للمجتمع‬ ‫وهي �سابقة للدولة الإ�سالمي ��ة ِّ‬ ‫تتوج ��ه ب ��ه‪ .‬والوح ��ي ال ُمن ��زل هو‬ ‫الإ�سالم ��ي وال ّ‬ ‫ّ‬ ‫الحقيق ��ة بتمامها‪ ،‬وهو �صال ��ح لكل زمان ومكان‪،‬‬ ‫وللخليق ��ة جمعاء‪ .‬لذلك ف� ��إنّ القواع ��د ال ُم ِلزمة‬ ‫الت ��ي م�صدرها ال�شريعة ال يمك ��ن تبديلها ح�سب‬ ‫تب� � ّدل الوقائ ��ع والظروف‪ .‬ويرى دع ��اة المذاهب‬ ‫ال�س َلفي ��ة �أنّ الواق ��ع يق ّي ��م بالن�سبة �إل ��ى النموذج‬ ‫َ‬ ‫المثبت في الوحي القر�آني‪ .‬ولذلك على ال�سلطات‬ ‫ال�سيا�سي ��ة والأف ��راد �أن يع ّب ��روا ع ��ن �إيمانه ��م‬ ‫بجهوده ��م الدائمة في �إن�سجام ما يقومون به من‬ ‫�أعمال مع الوحي القر�آني‪.‬‬ ‫فالوح ��ي القر�آن ��ي ُيعت َبر حقيقة �أبدي ��ة ثابتة غير‬ ‫قابل ��ة للتعديل‪ ،‬وتطال كاف ��ة مرافق الحياة‪ .‬فهي‬ ‫و�سيل ��ة اهلل لحك ��م العال ��م‪ .‬ويعتب ��ر �أب ��و الع�ل�اء‬ ‫المودودي‪ ،‬وهو فقيه باك�ستاني كان له ت�أثير كبير‬ ‫في َح َم َلة الخط ��اب الأ�صولي‪� ،‬إنّ �سيادة اهلل على‬ ‫�سلوك االن�سان تحرم الإن�سان من ح ّرية الإرادة‪.‬‬ ‫بالمقابل‪ ،‬ف�إنّ هناك عدد ًا من الفقهاء والمف ّكرين‬ ‫الإ�سالمين الع�صريي ��ن الذين يرف�ضون النظرية‬ ‫التقليدي ��ة‪ .‬فه ��م يعتب ��رون �أنّ ل ��دى ال�شريعة من‬ ‫المرونة ما يجعلها قابلة للتك ّيف مع الم�ستج ّد من‬ ‫الوقائ ��ع والأحداث‪ .‬ف�أ�صح ��اب النظرية الحديثة‬ ‫من الفقهاء يعتب ��رون �أنّ �إرادة اهلل لم ُي َع ّبر عنها‬ ‫�إطالق� � ًا ب�شكل جامد و�شام ��ل كما يزعم �أ�صحاب‬ ‫النظري ��ة التقليدي ��ة‪ .‬ولك ّنه ��ا �أتت ب�ش ��كل مبادئ‬ ‫عامة فيها م ��ن المرونة ما يجعله ��ا قابلة للت�أويل‬ ‫والتطبي ��ق بما يت�ل�اءم مع المتب� � ّدل من الظروف‬ ‫والأحوال‪.‬‬ ‫�ري بين ما يق ��ول به دعاة‬ ‫هن ��اك �إخت�ل�اف جوه � ّ‬ ‫وح َم َل ��ة النظرية التقليدية في الفقه‪ ،‬وما يقول به‬ ‫َ‬ ‫�أ�صحاب النظرية الحديثة‪ .‬لكنّ ما جرى ويجري‬ ‫ف ��ي العالم العرب ��ي‪ ،‬وبخا�ص ��ة الإنت�ش ��ار الوا�سع‬ ‫الوهاب ��ي والح ��ركات الأ�صولي ��ة والدع ��م‬ ‫للفك ��ر ّ‬ ‫الم ��ادي والإعالم ��ي المتوافر له ��ذا الن�شاط‪ ،‬وال‬ ‫نن�س ��ى الدور الذي لعبته وتلعبه باك�ستان في ذلك‬ ‫وخ�صو�ص� � ًا رعايته ��ا لطالب ��ان‪ ،‬كل ذلك ال يوحي‬ ‫ب�إنح�س ��ار النظري ��ة التقليدي ��ة ل�صال ��ح النظرية‬ ‫الحديثة‪.‬‬

‫‪32‬‬

‫العدد ‪� - 34‬أيلول (�سبتمرب) ‪٢٠١5 -‬‬

‫مي�شال عفلق‪ :‬كان "البعث" قومي ًا عربي ًا ولكن‪...‬‬

‫�أنطون �سعادة‪:‬‬ ‫�أطلق القومية ال�سورية‬

‫جميع الأديان ه ��ي من المك ّونات الثقافية المه ّمة‬ ‫ف ��ي المجتمع ��ات الت ��ي تعتنقه ��ا‪ .‬فالدي ��ن يخلق‬ ‫نماذج ه ��ي لي�ست �إنعكا�س� � ًا للواق ��ع و�إ ّنما نماذج‬ ‫نماذج ال يمك ��ن �إخترا ُقها‬ ‫لتكييف الواق ��ع‪ .‬وهذه‬ ‫ُ‬ ‫الح�سية و�إنم ��ا فقط من خالل الت�أويل‬ ‫بالتجارب ّ‬ ‫والتف�سير‪ .‬والدين يحت ��وي مفاهيم عامة للوجود‬ ‫ه ��ي جوهري ��ة بالن�سبة �إل ��ى الم�ؤمن ف ��ي جماعة‬ ‫دينية مع ّينة‪.‬‬ ‫وبم ��ا �أنّ المفاهي ��م والرم ��وز الديني ��ة ال يمك ��ن‬ ‫�إختراقها وفهمها م ��ن طريق �إخ�ضاعها للتجارب‬ ‫الح�سي ��ة والعلمي ��ة‪ ،‬و�إ ّنم ��ا م ��ن خ�ل�ال الت�أوي ��ل‬ ‫ّ‬ ‫والتف�سي ��ر‪ ،‬ف�إنن ��ا ن ��رى دور الإن�سان ف ��ي تكييف‬ ‫المفاهي ��م الدينية و�إخ�ضاعه ��ا لمحدودية فهمه‪،‬‬ ‫على الأق ّل في م ��ا يتع ّلق بت�أثير الدين في ال�سلوك‬ ‫الب�ش ��ري وخل ��ق الثقاف ��ة الإجتماعي ��ة‪ .‬فمن غير‬ ‫المعق ��ول‪ ،‬مث�ل ً�ا‪� ،‬أن يك ��ون الإخت�ل�اف و�أحيان� � ًا‬ ‫التناق� ��ض في الت�أويل والتطبيق للمفاهيم الدينية‬ ‫والحقائق القطعية التي ت ّدعيها مختلف المدار�س‬

‫الفقهي ��ة والف ��رق الدينية‪ ،‬م ��ن �سلفي ��ة تكفير ّية‬ ‫تجيز قطع الر�ؤو� ��س و�سبي الن�ساء وتدمير معالم‬ ‫الح�ضارة‪ ،‬ال ��ى تلك التي ترى في الإ�سالم الدين‬ ‫ال�سم ��ح الرح ��وم ال ��ذي �أن ��زل هداي ��ة للإن�سانية‬ ‫جمع ��اء‪ ،‬هي جميعها �إنعكا� ��س لإرادة اهلل الواحد‬ ‫الأح ��د في م ��ا �أن ��زل‪ .‬و�أن تكون جمي ��ع المذاهب‬ ‫ال�س ّنية وال�شيعية وجميع الفرق الدينية التي ت ّدعي‬ ‫الإ�سالم‪ ،‬على ما بينها من �إختالف وتناق�ض‪ ،‬هي‬ ‫التعبير الدقيق عن م�شيئة الخالق في فهم ماه ّية‬ ‫الإ�س�ل�ام‪ .‬وم ��ا يق ��ال ف ��ي الإ�سالم ينطب ��ق على‬ ‫الم�سيح ّية تاريخ ّي ًا وربم ��ا ب�شكل �أ�ش ّد‪ .‬فالحروب‬ ‫الديني ��ة بين فرق دينية �إ ّدع ��ت الم�سيحية الحقّة‬ ‫د ّمرت �أوروب ��ا لعقود طويلة‪ ،‬وق�ض ��ت على �أجيال‬ ‫م ��ن �شبابها ولم تنت� � ِه � اّإل بعد �إتفاقي ��ة و�ستفاليا‪،‬‬ ‫ف ��ي القرن ال�سابع ع�ش ��ر‪ ،‬التي �ساوت في الحقوق‬ ‫والواجب ��ات بي ��ن �أف ��راد المجتمع‪ ،‬بقط ��ع النظر‬ ‫ع ��ن �إنتمائه ��م الطائف ��ي‪ ،‬وو�ضعت ح� � ّدا لتدخل‬ ‫ال�سلطات الدينية في �ش�ؤون الحكم‪.‬‬ ‫م ��ا تجدر مالحظته في الخط ��اب ال�سيا�سي الذي‬ ‫ي�ستظ ّل الدين ه ��و �أنّ الإن�سان يلعب دور ًا �أ�سا�سي ًا‬ ‫ف ��ي تقرير وظيفة الدين في حك ��م المجتمع‪ ،‬لكن‬ ‫خالف ًا لما هو الحال بالن�سبة �إلى م�س�آلة ومحا�سبة‬ ‫و�إقال ��ة �صاح ��ب الق ��رار ف ��ي الحك ��م المدن ��ي‪،‬‬ ‫ف� ��إنّ حام ��ل الخط ��اب ال�سيا�س ��ي الدين ��ي‪ ،‬مهما‬ ‫كان مح ��دود الق ��درات الفكري ��ة‪ ،‬كثي ��ر الأخطاء‬ ‫والأ�ضرار في م ��ا يدعو �إليه‪ ،‬ف�إ ّن ��ه يعطي خطابه‬ ‫قد�س ّية ونف�س ��ه ع�صمة من الخط� ��أ وح�صانة من‬ ‫الم�س�آلة‪ .‬فهو ناقل لم�شيئة اهلل ع ّز وج ّل‪.‬‬ ‫ولع ّل من �أكبر التح ّديات التي تواجه َح َم َلة خطاب‬ ‫الحك ��م ذي الركائز الدينية‪ ،‬ف ��ي مجتمع تعددت‬ ‫فيه المذاهب والطوائف وين�شد الوحدة بين جميع‬ ‫التوحد حول ت�ص ّور مح ّدد‬ ‫مك ّوناته الب�شرية‪ ،‬ه ��و ّ‬ ‫ومتفق عليه للقواع ��د والمبادئ والت�شريعات التي‬ ‫يج ��ب �إختيارها لحكم المجتم ��ع‪� .‬إن الفئات التي‬ ‫تحم ��ل الخطاب الديني وتعار� ��ض الواقع الكا�سح‬ ‫للحك ��م المدني في العالم العرب ��ي‪ ،‬والذي �أ�صبح‬ ‫م ��ن �سمات الحكم ف ��ي العالم �أجم ��ع‪� ،‬إ ّنما تعاند‬ ‫واقع� � ًا ب�إ�سم ت ��راث مناق�ض للواق ��ع و�سابق له‪ .‬ال‬ ‫ب�أ�س هنا بالعودة‪ ،‬ولو ب�إقت�ضاب �شديد‪ ،‬الى من�ش�أ‬ ‫الحكم المدني في العالم العربي لنكون على ب ّينة‬ ‫من الواقع الذي نحن فيه ونبغي عالجه‪.‬‬

‫الحكم المدني في العالم العربي‬ ‫ح ّت ��ى منت�ص ��ف القرن التا�سع ع�ش ��ر‪ ،‬كان العالم‬


‫‪ )3‬ال ��دول الخارجي ��ة‪ ،‬وبخا�ص ��ة الإقليمي ��ة‪،‬‬ ‫عربي ��ة وغي ��ر عربي ��ة‪ ،‬الت ��ي ترع ��ى وت�ساعد في‬ ‫عملية الدم ��ار‪ ،‬تقوم من خ�ل�ال و�سائل �إعالمها‬ ‫الهائل ��ة بن�شر خط ��اب ديني مذهب ��ي يهدف الى‬ ‫تمزي ��ق الن�سي ��ج الإجتماعي في ال ��دول المعن ّية‪،‬‬ ‫وف ��ي الوط ��ن العربي على وجه العم ��وم‪ ،‬وتح�صر‬ ‫م�ساعداته ��ا ف ��ي التموي ��ل والت�سلي ��ح والتدري ��ب‬ ‫وتجني ��د الأجانب وت�سهيل و�صوله ��م �إلى �ساحات‬ ‫القتال العربية‪ ،‬تح�صرها بالمنظمات التي تحمل‬ ‫خطاب� � ًا ديني� � ًا مذهب ّي� � ًا‪ ،‬وتعمل من �أج ��ل تحقيق‬ ‫�أهداف م�ستوحاة من هذا الخطاب‪.‬‬ ‫‪ )4‬لي�س بي ��ن القوى الفاعلة عل ��ى الأر�ض‪ ،‬والتي‬ ‫تو�سلت العنف لتحقيق �أهدافها‪ ،‬من ي ّدعي العمل‬ ‫ّ‬ ‫من �أجل تحقيق � ّأي م ��ن �أهداف ال�شعوب العربية‬ ‫الت ��ي �إنتف�ض ��ت بغية تحقيق �إ�صالح ��ات جوهر ّية‬ ‫في الحكم‪ ،‬الذي تريده ديموقراطي ًا يفر�ض حكم‬ ‫القان ��ون‪ ،‬وي�ضمن الحقوق والح ّري ��ات الأ�سا�سية‬ ‫لجميع المواطنين‪ ،‬ويحارب الف�ساد بفعالية‪.‬‬ ‫ونالح ��ظ كذل ��ك �أنّ المنظم ��ات الت ��ي تحم ��ل‬ ‫الخط ��اب الدين ��ي التكفي ��ري‪ ،‬ومعظمه ��ا م ��ن‬ ‫م�شت ّق ��ات تنظي ��م "القاع ��دة"‪ ،‬والت ��ي تقاتل في‬ ‫�سوري ��ا والعراق‪ ،‬ترف�ض �أي ح� � ّل �سيا�سي للحرب‬ ‫الدائ ��رة وت�ؤث ��ر اال�ستمرار في ه ��در الدم العربي‬ ‫والدمار ومراكمة الم�آ�سي‪.‬‬ ‫م ��ن ال�صعب ج ّدا �أن نجد ف ��ي ن�شاط التنظيمات‬ ‫التي تحمل الخطاب الديني �أو المذهبي م�صلحة‬ ‫عرب ّية ف ��ي ما يتع ّلق بوحدة ال�ص � ّ�ف �أو الإن�صهار‬ ‫الإجتماع ��ي‪� ،‬أكان عل ��ى ال�صعيد‪ ‬المح ّل ��ي �أو‬ ‫القوم ��ي‪ .‬ح ّت ��ى التنظيمات الت ��ي ق ّدمت خدمات‬ ‫�أمني ��ة ج ّلى‪ ،‬مثل "حزب اهلل" ال ��ذي قام بجهود‬ ‫كبي ��رة‪ ،‬وق� � ّدم ت�ضحيات كبرى ف ��ي تحرير لبنان‬ ‫و�ضمان �أمنه م ��ن الإعتداءات‪ ‬الإ�سرائيلية‪ ،‬وعلى‬ ‫الرغ ��م من �أ ّن ��ه ال يحم ��ل �آف ��كار ًا تكفيرية تدعو‬ ‫الى �إلغ ��اء الآخر‪ � ،‬اّإل �أ ّنه ب�سب ��ب كونه يعمل تحت‬ ‫راية دينية مذهب ّي ��ة قد �س ّهل مه ّمة �أطراف دولية‬ ‫و�إقليمية ومح ّلية في ت�أليب العديد من �س ّنة لبنان‬ ‫والعالم العربي عليه‪ ،‬و�إ�ستعدائه في ك ّل ما يفعل‪،‬‬ ‫و�صو ًال ال ��ى تعميق ال�شرخ ف ��ي البنية الإجتماعية‬ ‫اللبنانية وتو�سيع اله ّوة المذهبية بين �س ّنة و�شيعة‬ ‫في العالم العربي‪.‬‬ ‫م ��ن العل ��ل الأكثر �ض ��رر ًا ف ��ي الخط ��اب الديني‬ ‫تكم ��ن في �أ ّنه يدفع الى تنمي ��ة هو ّيات فرع ّية هي‬ ‫م ��ن مع ّوقات نم� � ّو هو ّية وطني ��ة �أو قوم ّية جامعة‪.‬‬ ‫فه ��و على نقي� ��ض الخط ��اب المدن ��ي‪ ،‬الوطني �أو‬

‫�أ�سامة بن الدن‪ :‬البعد العنفي المتطرف للإ�سالم ال�سيا�سي‬

‫القوم ��ي‪ ،‬يعم ��ل عل ��ى تفكي ��ك المجتم ��ع‪ .‬فبينما‬ ‫القومي ��ة بطبيعتها ه ��ي �إيديولوجي ��ة ترتكز على‬ ‫إخال�صه للدولة القومية‬ ‫فر�ضي ��ة �أنّ والء الف ��رد و� َ‬ ‫يف ��وق والءه و�إخال�صه ل ّأي فرد �أو منظومة ب�شرية‬ ‫في المجتمع‪ ،‬يعمل الخطاب الديني‪ ،‬كما �شاهدنا‬ ‫ون�شاه ��د في العال ��م العربي‪ ،‬عل ��ى تنمية والءات‬ ‫لتنظيم ��ات‪ ،‬على �شكل مذاه ��ب وطوائف‪ ،‬تتق ّدم‬ ‫عل ��ى ال ��والء للدولة المدني ��ة الحافظ ��ة للمجتمع‬ ‫بكاف ��ة �شرائح ��ه الب�شري ��ة‪ ،‬والعامل ��ة عل ��ى �أمنه‬ ‫ووحدته وتحقيق م�صالح جميع �أفراده‪.‬‬ ‫والخطاب الديني ال ي�ؤ ّمن حاجة المواطن العربي‬ ‫�إل ��ى الأم ��ن‪ ،‬وهي من �أه � ّ�م الحاج ��ات الب�شرية‪،‬‬ ‫�أكان عل ��ى ال�صعي ��د المح ّل ��ي ف ��ي �إط ��ار الدولة‬ ‫الإقليمية �أو على ال�صعيد القومي‪ .‬بل على العك�س‬ ‫م ��ن ذلك فهو م ��ن عوامل ال�شرذم ��ة التي تذهب‬

‫الخطاب الديني ال ي�ؤ ّمن حاجة‬ ‫أهم‬ ‫المواطن العربي �إلى الأمن‪ ،‬وهي من � ّ‬ ‫الحاجات الب�شرية‪� ،‬أكان على ال�صعيد‬ ‫المح ّلي في �إطار الدولة الإقليمية �أو‬ ‫على ال�صعيد القومي‪ .‬بل على العك�س‬ ‫من ذلك فهو من عوامل ال�شرذمة التي‬ ‫تذهب بق ّوة المجتمع ومناعته وت�ضعفه‬ ‫التحديات الأمنية داخلية‬ ‫في مواجهة‬ ‫ّ‬ ‫كانت �أم خارجية‬

‫بق� � ّوة المجتم ��ع ومناعت ��ه وت�ضعف ��ه ف ��ي مواجهة‬ ‫التح ّديات الأمنية داخلي ��ة كانت �أم خارجية‪ .‬في‬ ‫المدني‬ ‫حي ��ن يعمل الخطاب الوطن ��ي �أو القومي‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫العقالن ��ي بطبيعت ��ه‪ ،‬عل ��ى جم ��ع وتحفي ��ز جميع‬ ‫طاق ��ات المجتم ��ع للدفاع ع ��ن جمي ��ع م�صالحه‬ ‫الأمنية و�سواها‪.‬‬ ‫وم ��ا يق ��ال ع ��ن الخط ��اب الدين ��ي والطائف ��ي‪/‬‬ ‫المذهب ��ي ب�ش�أن الم�صالح الأمنية العربية ينطبق‬ ‫ور ّبم ��ا ب�ش ��كل �أ�ش ّد عل ��ى الم�صال ��ح الإقت�صادية‬ ‫للف ��رد والمجتمع العرب ��ي‪ .‬فالت�شرذم الإجتماعي‬ ‫و�إهم ��ال الحل ��ول القومي ��ة لمواجه ��ة التح ّدي ��ات‬ ‫الإقت�صادي ��ة هو نوع من التغ ّرب عن العقل والعلم‬ ‫وم ��ا يفر�ضه المنط ��ق في بن ��اء �إقت�ص ��اد متين‪،‬‬ ‫حيث ت�ستثمر جميع الث ��روات الطبيعية والب�شرية‬ ‫المتواف ��رة في العال ��م العربي‪ ،‬وتف ّع ��ل في خدمة‬ ‫المواطن العربي �أينما وجد‪.‬‬ ‫�أ ّما تط ّل ��ع المواطن العربي للإنتم ��اء الى مجتمع‬ ‫تُحفظ فيه الحق ��وق وتمار�س الحر ّيات الأ�سا�سية‬ ‫من قبل كل مواطن‪ ،‬مجتم ٌع ي�شعر فيه الإن�سان �أ ّنه‬ ‫�س ّيدُ م�صيره‪ ،‬ق ��اد ٌر على �إطالق طاقاته الخلاّ قة‬ ‫نح ��و التط ّور العلم ��ي في وطنه‪ ،‬ومفاخ ��رة الأمم‬ ‫الأخ ��رى‪ ،‬وفر� ��ض �إحترام ��ه عليها جميع� � ًا‪ .‬فما‬ ‫علمن ��ا و�شهدن ��ا من قول و�سلوك دع ��اة الخطاب‪ ‬‬ ‫ال�سيا�س ��ي ال ��ذي ي�ستظ� � ّل الدين ي�ؤ ّكد لن ��ا �أن ما‬ ‫يدع ��و �إلي ��ه لي� ��س الطريق ال ��ى ذلك‪ .‬وال ب� � ّد لنا‬ ‫م ��ن مواكبة الم�س ��ار العالمي في ّ‬ ‫التط ��ور العلمي‬ ‫والإجتماع ��ي وال�سيا�سي‪ ،‬و�إلت ��زام منهج عقالني‬ ‫تاريخي في التفكير‪.‬‬ ‫لي� ��س اله ��دف �أن نن�س ��ى الدي ��ن �أو المذه ��ب �أو‬ ‫الطائفة الت ��ي ننتمي �إليها‪ ،‬ولك ��ن يجب علينا �أن‬ ‫ننظ ��ر بد ّقة �أكبر �إل ��ى من نحن في �ض ��وء الواقع‬ ‫ال ��ذي نعي�ش ��ه‪ .‬وبالنظر �إل ��ى ما نعان ��ي وما نحن‬ ‫في ��ه‪ ،‬تب ��رز �أ�سئل ��ة ع ��دة ه ��ي ال �ش � ّ�ك ف ��ي ذهن‬ ‫الكثيري ��ن م ّن ��ا‪ :‬كي ��ف �سيك ��ون الم�ستقب ��ل؟ هل‬ ‫�سيك ��ون �إ�ستجابة لآمالنا �أو تحقيق ًا لما نعاني من‬ ‫كوابي� ��س؟ هل �سيكون �صنيع ��ة الح ّرية الم�ستنيرة‬ ‫�أم �إنت ��اج ظالمية العبود ّي ��ة والجهل؟ هل �سنبقى‬ ‫�أ�س ��رى غرائز بدائي ��ة ويبقى العق ��ل ّ‬ ‫معط ًال فينا‬ ‫والرب ��ط بين الجهد والنتيجة مغ ّيب� � ًا في حياتنا؟‬ ‫�إعتقادي الرا�س ��خ هو �أنّ الم�ستقب ��ل لي�س مكتوب ًا‬ ‫علين ��ا‪ ،‬و�إ ّنما ه ��و الم�ستقب ��ل الذي ن�ستح ��قّ ‪� ،‬أي‬ ‫الم�ستقبل الذي ن�صنعه نحن‬ ‫* دكتور داود خيرالله هو �أ�ستاذ في القانون في جامعة جورجتاون‬ ‫في وا�شنطن‪.‬‬

‫‪Issue 34 - September - 2015‬‬

‫‪35‬‬


‫العالم العربي ¶ وجهة نظر‬ ‫العربية الى الإ�ستقالل‪ ،‬ولي�س الدين والحركات‬ ‫الديني ��ة‪ .‬كان القومي ��ون �أب ��اء الوطني ��ة لعق ��ود‬ ‫وكان ��ت الأنظ ��ار تتج ��ه نحوهم‪ .‬لم يك ��ن ه�ؤالء‬ ‫القومي ��ون علمانيي ��ن مث ��ل م�صطف ��ى كم ��ال‬ ‫�أتاتورك (في تركيا)‪ ،‬ولك ّنهم لم يلج�أوا �إطالق ًا‬ ‫الى الخط ��اب الديني‪ .‬فدول ��ة الإ�ستقالل كانت‬ ‫مدنية الأ�س� ��س والقوانين ب�إمتياز‪ ،‬وكانت كذلك‬ ‫حا�ضن ��ة للحري ��ة الديني ��ة وحامية له ��ا‪ .‬ونحن‬ ‫الي ��وم نرى العالم العربي يتخ ��ذ وجهة تراجعية‬ ‫معاك�س ��ة للتاريخ‪ ،‬فيه ��ا خروج للثقاف ��ة الدينية‬ ‫ع ��ن هام�شيتها التاريخية في الق ��رن الع�شرين‪،‬‬ ‫ومحاولته ��ا تب� � ّو�ؤ مواق ��ع مركزية ف ��ي ال�سيا�سة‬ ‫والثقاف ��ة العربي ��ة و�إ�ستثن ��اء ما عداه ��ا‪ ،‬ومنها‬ ‫تح� � ّول الدول ��ة عن موق ��ع التف ّوق عل ��ى المجتمع‬ ‫التقليدي‪ ،‬ال ��ى موقع القيادة نحو التخ ّلف وربط‬ ‫الثقاف ��ة العربي ��ة الجدي ��دة بالإ�س�ل�ام النفطي‬ ‫وو�سائل �إت�صاله و�إعالم ��ه ال�ضخمة‪ .‬ويقيني �أنّ‬ ‫نم� � ّو الإقت�صاد الريع ��ي‪ ،‬الحلي ��ف الأ�سا�سي في‬ ‫تنمية �آفة الف�ساد‪ ،‬يلعب دور ًا �أ�سا�سي ًا في الدفع‬ ‫�إلى هذا المنحدر‪.‬‬ ‫يقول عزي ��ز العظم ��ة‪ ،‬و�أ�شارك ��ه ال ��ر�أي‪“ ،‬لي�س‬ ‫الإرتهان بالمواق ��ف الإ�سالمية نادر ًا في تاريخنا‬ ‫الحدي ��ث‪ ،‬ولو كان متنامي ًا ف ��ي ال�سنوات الأخيرة‬ ‫بف�ضل �أ�صداء الإ�س�ل�ام ال�سيا�سي‪ ،‬فهو في �أغلب‬ ‫الأح ��وال مرتب ��ط �إرتباط ًا �أكي ��د ًا ب�إ�ستقالة العقل‬ ‫التاريخ ��ي‪ :‬فالعق ��ل التاريخ ��ي �أ�سا� ��س ِّ‬ ‫كل ٍّ‬ ‫ترق‪،‬‬ ‫بنيوي جوهري لإقامة مجتمع معا�صر”‪،‬‬ ‫وعن�ص ٌر ٌّ‬ ‫(العلمانية من منظور مختلف �ص‪.)310 ‬‬ ‫�أرج ��و �أن ال يخام ��ر �أح ��د ًا �ش ��ك ف ��ي �إحترام ��ي‬ ‫وتقدي ��ري للأدي ��ان جميع� � ًا‪ ،‬وبخا�ص ��ة الدي ��ن‬ ‫الإ�سالم ��ي‪ .‬ف�أن ��ا ال �أرى ع ّل ��ة ف ��ي الإ�س�ل�ام �أو‬ ‫في �س ��واه من الأدي ��ان �إطالق ًا‪ ،‬و�إنم ��ا في الذين‬ ‫ي�ستغ ّل ��ون الدي ��ن وي�أ ّولون تعاليمه‪ ،‬ق ��و ًال و�سلوك ًا‪،‬‬ ‫بما ال يعود بخير على الم�سلمين وغير الم�سلمين‪،‬‬ ‫وف ��ي �أحيان عديدة بما ي�ش ّوه �ص ��ورة الإ�سالم في‬ ‫�أذهان عقالء الب�شر‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫فكم ��ا �أنّ للدين ت�أثي ��را بالغا في �سل ��وك الإن�سان‬ ‫وتكيي ��ف الثقاف ��ة الإجتماعي ��ة‪ ،‬كذل ��ك للإن�سان‬ ‫ت�أثي ��ر مه ��م في تظهي ��ر ال�صورة‪ ،‬وتقري ��ر الدور‬ ‫الذي يلعب ��ه الدين ف ��ي المجتم ��ع‪ .‬فالمجتمعات‬ ‫الح ّي ��ة المبدع ��ة تنعك� ��س ف ��ي دي ��ن ح � ّ�ي مبدع‪،‬‬ ‫والمجتمعات التي ال حياة فيها تنعك�س في دين ال‬ ‫يتط ّور‪ ،‬ويثور على ك ّل تط ّور‪ .‬فلو نظرنا الى من�ش�أ‬ ‫الف ��رق ال�سلفي ��ة التكفيرية‪ ،‬والت ��ي تعتمد العنف‬

‫‪34‬‬

‫العدد ‪� - 34‬أيلول (�سبتمرب) ‪٢٠١5 -‬‬

‫�أبو بكر البغدادي‪ :‬العنف مبرر لقيامة "الخالفة الإ�سالمية"‬

‫والإرهاب و�سيلة لبلوغ �أهدافها‪ ،‬نرى �أنها �إنطلقت‬ ‫م ��ن مجتم ��ع هو م ��ن �أكث ��ر المجتمع ��ات العربية‬ ‫تخ ّلف ًا وف�ساد ًا وتع ّلق� � ًا بتقاليد بدائية على الرغم‬ ‫م ��ن الثروة الطائل ��ة والإمكان ��ات الما ّدية الهائلة‬ ‫الت ��ي تتمتع بها‪ .‬وهي من �أق ّله ��ا قبو ًال بالم�شاركة‬ ‫ال�شعبي ��ة في الحك ��م‪ ،‬و�إحترام حق ��وق االن�سان‪،‬‬ ‫و�إر�س ��اء قواعد العدالة وم�ؤ�س�س ��ات وقيم الحكم‬ ‫الديموقراط ��ي‪ .‬والف ��رق التكفيري ��ة ه ��ي و�سائل‬ ‫تمزي ��ق للن�سي ��ج الإجتماعي العرب ��ي‪ ،‬ومن موانع‬ ‫الوح ��دة التي فيها ق ّوة المجتم ��ع ومناعته‪ .‬يمكن‬ ‫�أن نالحظ بد ّق ��ة �أنّ الخطاب الدين ��ي ال�سيا�سي‬ ‫يتناق� ��ض مع الخطاب القوم ��ي العربي لإختالف‬ ‫جوه ��ري حول مفهوم الأ ّمة ف ��ي الخطابين‪ .‬ولأنّ‬ ‫نموذج المجتم ��ع القومي والدول ��ة القومية مبني‬ ‫عل ��ى فر�ض ّي ��ة‪� ‬أ ّن ��ه ي�شكل �أ ّم ��ة تجمعه ��ا قوا�سم‬

‫�إ ّبان فترة التحرر من الإ�ستعمار‪،‬‬ ‫التطرف الإ�سالمي هو الخيار‬ ‫لم يكن ّ‬ ‫التلقائي والطبيعي للعرب والم�سلمين‪.‬‬ ‫بل � ّإن الخطاب القومي هو الذي كان‬ ‫�سائد ًا والقوم ّيون هم الذين قادوا‬ ‫التج ّمعات العربية الى الإ�ستقالل‪،‬‬ ‫ولي�س الدين والحركات الدينية‪ .‬كان‬ ‫القوميون �أباء الوطنية لعقود وكانت‬ ‫الأنظار تتجه نحوهم‬

‫م�شتركة وقيم ولغة تبرر وجودها كدولة م�ستق ّلة‪،‬‬ ‫أهم مميزات الخطاب القومي هو العمل‬ ‫ف�إنّ من � ّ‬ ‫م ��ن قبل َح َم َل ��ة هذا الخط ��اب‪ ،‬وكذل ��ك �سيا�سة‬ ‫الدولة القومية‪ ،‬على تنمية هو ّية ت�ش ّد اليها جمي َع‬ ‫�شرائ � ِ�ح المجتمع‪ ،‬وخل � ِ�ق ثقاف ��ة م�شتركة تربط‬ ‫جميع المك ّونات الإجتماعية‪ .‬فعندما تكون بع�ض‬ ‫عنا�صر الدولة القومية غير متوافرة ب�شكل جازم‬ ‫لدى بع� ��ض ال�شرائح الإجتماعية‪ ،‬ماقد ي�ؤ ّثر على‬ ‫وح ��دة المجتم ��ع وتط� � ّوره‪ ،‬تلج�أ الدول ��ة القومية‬ ‫الى تب ّني �سيا�س ��ات ت�ضمن توافرها‪ ،‬ك�أن تفر�ض‬ ‫برام ��ج خا�ص ��ة لتعلي ��م اللغ ��ة‪� ،‬أو فر� ��ض مناهج‬ ‫موح ��دة في مراح ��ل التعليم الإبتدائ ��ي و�سواها‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫بينم ��ا ع ّلمتن ��ا التجارب ف ��ي العال ��م العربي‪� ‬أن‬ ‫�إنت�ش ��ار الخط ��اب ال�سيا�س ��ي الدين ��ي َين � ِ�ز ُع الى‬ ‫تفكي ��ك المجتمع ال ��ى طوائف ومذاه ��ب و�أديان‬ ‫تودي بوحدت ��ه وتغري الأط ��راف الخارجية ذات‬ ‫الم�صالح المعادية للم�صلحة العربية لزرع الفتن‬ ‫وح�صاد ريعها‪.‬‬ ‫والأد ّل ��ة على ذل ��ك في الزم ��ن ال ��ذي نعي�ش فيه‬ ‫ت ��كاد ال تُح�ص ��ى‪ .‬فف ��ي الع ��راق لم يفع ��ل �سالح‬ ‫الج ّو والق ّوات الأميركية ما فعله الخطاب الديني‬ ‫المذهب ��ي ف ��ي تفكي ��ك المجتم ��ع والق�ض ��اء على‬ ‫وحدت ��ه ومناعت ��ه‪ ،‬وتمكين �أط ��راف خارجية من‬ ‫بلوغ م�آربها فيه‪ .‬والخط ��اب الديني المذهبي هو‬ ‫ال�س�ل�اح الأفتك في الح ��رب الدائرة ف ��ي �سوريا‬ ‫وعليها‪.‬‬ ‫ولو حاولنا القي ��ام بعمل ّية م�سح للدول التي تعاني‬ ‫م ��ن �إ�ضطراب ��ات �أمني ��ة ته� � ّدد وح ��دة المجتمع‬ ‫و�سالمته‪ ،‬و�أمع ّنا النظر في �أدوات العنف والدمار‬ ‫الداخلية والخارجية‪ ،‬وو�سائل التفكك الإجتماعي‬ ‫بوجه عام‪ ،‬لوجدنا ما يلي‪:‬‬ ‫‪ )1‬لي�س بي ��ن القوى الفاعلة على الأر�ض‪ ،‬والقوى‬ ‫الراعية له ��ا تموي ًال وت�سليح ��ا وت�سهي ًال لمه ّماتها‬ ‫التدميري ��ة‪ ،‬من يهدف ال ��ى‪� ،‬أو ي ّدعي القيام بما‬ ‫يخدم‪ ،‬الم�صلحة العربية‪ ،‬ناهيك ب�أنّ ما يقومون‬ ‫ب ��ه فع�ل ً�ا يخدم ف ��ي معظ ��م الأحي ��ان الم�صلحة‬ ‫الإ�سرائيلي ��ة من دون �أدنى ّ‬ ‫�شك‪ .‬وتُظهر �إ�سرائيل‬ ‫تقدير ًا له ��ذه الجهود فتق ّدم خدماته ��ا ال�صح ّية‬ ‫والع�سكرية لإنجاح هذه الجهود‪.‬‬ ‫‪ )2‬يعم ��ل معظم القوى‪� ،‬إن لم يكن جميعها‪ ،‬التي‬ ‫لج� ��أت الى العن ��ف‪� ،‬أكانت داخلي ��ة �أم م�ستوردة‪،‬‬ ‫تح ��ت راي ��ة ديني ��ة مذهب ّي ��ة‪ ،‬وت�ستم� � ّد �شعارا ِتها‬ ‫مذهبي ال عالقة له‬ ‫وبرامجه ��ا من خطاب دين ��ي‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫بمطالب و�أماني ال�شعوب في الإ�صالح ال�سيا�سي‪.‬‬


‫ر�أي خبير‬

‫بقلم الدكتور جا�سم عجاقة*‬

‫اللعبة الجيو ‪ -‬إقتصادية الجديدة‬ ‫في الشرق األوسط‬ ‫مم ��ا ال �ش ��ك فيه �أن قواعد اللعبة ف ��ي المنطقة قد تغ َّيرت‪ ،‬وذلك‬ ‫من ��ذ الت�صري ��ح ال�شهي ��ر لوزي ��رة الخارجي ��ة الأميركي ��ة ال�سابقة‬ ‫كوندولي ��زا راي� ��س ع ��ن ال�شرق الأو�س ��ط الجدي ��د‪ .‬و�إذا كان ال�ش ��ق الظاهر من‬ ‫ه ��ذه اللعبة �سيا�سياً وع�سكرياً ب�إمتي ��از‪� ،‬إال �أن الإ�ستراتيجية الجيو‪�-‬إقت�صادية‬ ‫الجديدة �أ�صبحت واقعاً غ ّير معالم الإقت�صاد الإقليمي‪.‬‬ ‫ف ��ي حدي ��ث لها مع �صحيفة "وا�شنطن بو�س ��ت" الأمريكية في ني�سان (�إبريل)‬ ‫‪ ،2005‬قال ��ت راي�س �أن الواليات المتحدة تنوي ن�شر الديموقراطية في العالم‬ ‫العرب ��ي والب ��دء بت�شكي ��ل ما ُيع ��رف بـ"ال�ش ��رق الأو�سط الجدي ��د"‪ .‬ولكن لماذا‬ ‫�ش ��رق �أو�س ��ط جدي ��د؟ بالطبع الج ��واب عن هذا ال�س� ��ؤال‪� ،‬سيت ��م معالجته من‬ ‫وجهة نظر جيو‪�-‬إقت�صادية‪.‬‬ ‫تكت�س ��ب �أمي ��ركا لقبه ��ا ك�أول دولة في العالم ب�سبب قدرته ��ا الع�سكرية الهائلة‬ ‫الت ��ي ال تعتم ��د فق ��ط عل ��ى ال�س�ل�اح الن ��ووي – ال ��ذي ال �إ�ستخدام ل ��ه فعلياً –‬ ‫ب ��ل عل ��ى التكنولوجيا والنان ��و تكنولوجيا الت ��ي يمتلكها جي�شه ��ا‪ .‬هذه القدرة‬ ‫الع�سكري ��ة ت�ستخدمه ��ا الوالي ��ات المتح ��دة ف ��ي الدرج ��ة الأول ��ى للدف ��اع ع ��ن‬ ‫�إقت�صادها الذي يُ�ش ّكل ثلث الإقت�صاد العالمي‪ .‬وهذه الإ�ستراتيجية‪ ،‬المتمثلة‬ ‫بال�س�ل�اح ف ��ي خدمة الإقت�صاد‪� ،‬ش ّكلت رافعة البالد بحيث �أن �إقت�صادها القوي‬ ‫يدع ��م الماكين ��ة الع�سكري ��ة‪ ،‬والعك�س بالعك�س‪ .‬ولتعظيم مفع ��ول هذا الثنائي‬ ‫الهائ ��ل‪ ،‬قامت وا�شنطن بتطوير الطرق ال ُم�ستخدم ��ة في ديبلوما�سيتها التي‬ ‫�أ�صبح ��ت م ��ن �أكث ��ر الديبلوما�سيات ف ّعالية ف ��ي العالم‪ .‬و�أكب ��ر دليل على ذلك‬ ‫الإتف ��اق الن ��ووي الأخي ��ر الذي �أثب ��ت النف�س الطوي ��ل ل�ل��إدارة الأميركية في‬ ‫تطبيق �إ�ستراتيجياتها‪.‬‬ ‫ف ��ي كل م ��رة يتع ّر�ض الإقت�صاد الأميركي �أو الم�صال ��ح االقت�صادية الأميركية‬ ‫للتهدي ��د‪ ،‬ت�ستخ ��دم �أمي ��ركا الديبلوما�سي ��ة للدف ��اع ع ��ن ه ��ذه الم�صالح‪ .‬وفي‬ ‫غي ��اب نتيج ��ة للديبلوما�سية‪ ،‬ت�ستخ ��دم الفو�ضى الخالقة الت ��ي ُتنتج مواقف‬ ‫مُع ّينة يُمكن �إ�ستخدامها في الديبلوما�سية‪ .‬وال�سيا�سة الأميركية بمجملها ال‬ ‫تهوى الحروب نظراً �إلى كلفتها العالية وخ�صو�صاً �أنها تجري بمعظمها خارج‬ ‫الأرا�ضي الأميركية ما يفر�ض عام ً‬ ‫ال لوج�ستياً مُكلفاً جداً‪.‬‬ ‫َب ِق ��ي ال�ش ��رق الأو�س ��ط خ�ل�ال الخم�سي ��ن عام� �اً الما�ضي ��ة‪ ،‬الم ��و ّرد الأ�سا�س ��ي‬ ‫للطاق ��ة لإقت�ص ��اد �أمي ��ركا‪ .‬وه ��ذا الأم ��ر جع ��ل ه ��ذه المنطق ��ة تعي� ��ش تح ��ت‬ ‫المظ ّل ��ة الأميركي ��ة كل ه ��ذا الوق ��ت‪ .‬وم ��ا المعاه ��دة ال�شهي ��رة بي ��ن وا�شنطن‬ ‫والريا� ��ض التي ت ّم ��ت على ظهر �إحدى البواخر الأميركي ��ة في �ستينات القرن‬ ‫الما�ض ��ي‪� ،‬إال الدلي ��ل عل ��ى ه ��ذا الواقع الذي ذكرن ��اه‪ .‬لكن الث ��ورة الإ�سالمية‬ ‫ف ��ي �إي ��ران وطموحاتها في �إحتالل زعامة العال ��م الإ�سالمي العربي‪� ،‬أدّى �إلى‬ ‫�إع ��ادة ت�صوي ��ب �إلإ�ستراتيجي ��ة الأميركية ف ��ي ال�شرق الأو�س ��ط الجديد‪ .‬هذه‬ ‫الإ�ستراتيجية تمركزت حول �شقين‪ :‬حماية الم�صالح الإقت�صادية عبر حماية‬ ‫الأنظم ��ة العربي ��ة المتواج ��دة‪ ،‬وحماي ��ة �أم ��ن الدول ��ة العبرية‪ .‬وه ��ذا لم يكن‬ ‫مُمكن� �اً �إال بو�سيلتي ��ن‪ :‬الأول ��ى تق�ضي بالق�ضاء على النظ ��ام الحاكم في �إيران‬ ‫وهذا الخيار مُ�ستحيل �إذا لم ُت�ستخدَم القوة الع�سكرية‪ ،‬والثانية �إ�شراك �إيران‬ ‫بالحلول ال�سلمية وهذا ما ت ّم �إختياره عبر العقوبات الإقت�صادية على �إيران‪.‬‬

‫ف ��ي الفترة التي �سبق ��ت الإتفاق النووي الإيراني‪ ،‬كان الإقت�صاد التركي يُعتبر‬ ‫االقت�ص ��اد الأول �إقليمي� �اً وذلك كنتيجة للإ�صالحات التي قامت بها الحكومة‬ ‫التركي ��ة في العام ‪ ،2001‬و�إ�ستقط ��اب بالد �أتاتورك لإ�ستثمارات �أجنبية هائلة‪.‬‬ ‫و�أخ ��ذ النم ��و والإزده ��ار يع� � ّم ف ��ي ال ��دول الخليجي ��ة كنتيج ��ة لإرتف ��اع �أ�سع ��ار‬ ‫النف ��ط والت ��ي جعل ��ت من ه ��ذه ال ��دول دو ًال غنية وله ��ا كلمتها عل ��ى الخارطة‬ ‫الإ�ستراتيجي ��ة‪ .‬وف ��ي الوق ��ت عينه كان الإقت�ص ��اد الإيراني يعي� ��ش تحت عبء‬ ‫العقوب ��ات الإقت�صادي ��ة الت ��ي �ش ّل ��ت الإقت�ص ��اد الإيران ��ي �إلى درج ��ة �أ�صبح هذا‬ ‫�سجلت خالل الأعوام‬ ‫االقت�ص ��اد معدوماً من الإ�ستثمارات‪� .‬أم ��ا �إ�سرائيل‪ ،‬فقد ّ‬ ‫الما�ضي ��ة تح� � ّو ًال تاريخي� �اً ب�إ�ستخراجه ��ا للغ ��از الطبيع ��ي من البح ��ر وهذا ما‬ ‫ع ّب ��ر عن ��ه رئي�س وزرائه ��ا‪ ،‬بنيامين نتنياه ��و‪ ،‬بقوله �أن �إ�سرائي ��ل تعي�ش لحظة‬ ‫�إ�ستق�ل�ال ح ��راري‪� .‬أم ��ا ف ��ي م ��ا يخ� ��ص ال ��دول العربي ��ة الأخ ��رى‪ ،‬فق ��د كانت‬ ‫�إقت�صاداته ��ا تعي� ��ش حالة ت�ش ��رذم كنتيجة للأو�ض ��اع ال�سيا�سي ��ة والأمنية التي‬ ‫ع�صفت بها‪.‬‬ ‫اليوم وبُعيد الإتفاق على النووي الإيراني‪ ،‬يظهر �إلى العلن �أن الإ�ستراتيجية‬ ‫الجيو‪�-‬إقت�صادي ��ة للمنطق ��ة تغي ��رت م ��ن نقطت ��ي ثق ��ل تمثل ��ت بتركي ��ا ودول‬ ‫الخلي ��ح‪ ،‬لت�ض� � ّم �إ�سرائي ��ل و�إي ��ران‪ .‬وه ��ذا التغيير‪ ،‬غ ّي ��ر في قواع ��د اللعبة في‬ ‫ال�ش ��رق الأو�س ��ط لدرجة �أن بع�ض الدول الخليجي ��ة �أ�صبح يخ�شى على م�صير‬ ‫�إقت�صاداته مع تراجعها بفعل تراجع �أ�سعار النفط والغاز في العالم‪.‬‬ ‫وبه ��ذا‪ ،‬تغ ّي ��رت الح�ساب ��ات الإ�ستراتيجي ��ة بحي ��ث �أن الوالي ��ات ال ُمتح ��دة‬ ‫الأميركي ��ة ق ّللت من تعل ��ق الإقت�صادات الحديثة‪ ،‬وخ�صو�صاً �إقت�صادها‪ ،‬بنفط‬ ‫الخلي ��ج‪ ،‬و�إ�ستطاع ��ت �إعف ��اء االقت�ص ��اد الإ�سرائيل ��ي م ��ن خط ��ر الح ��روب على‬ ‫ح ��دوده‪ ،‬وبالتال ��ي يُمكن للدول ��ة العبرية �أن ُتر ّكز �أكثر عل ��ى تطوير ماكينتها‬ ‫الإقت�صادية‪.‬‬ ‫ويبق ��ى ال�س� ��ؤال ع ��ن �إمكانية دمج ه ��ذه الإقت�ص ��ادات – �أي االقت�ص ��اد العربي‪،‬‬ ‫اولفار�س ��ي‪ ،‬والإ�سرائيلي‪ ،‬والتركي – �أفقياً ف ��ي االقت�صاد العالمي‪ .‬هذا الأمر‬ ‫مُعق ��د ج ��داً ويتطلب تعاون� �اً �إقت�صادياً بين هذه الدول ليت ��م تكامل الماكينات‬ ‫الإقت�صادي ��ة ف ��ي م ��ا بينها‪ .‬فالخطر الحال ��ي – في حال �إفتر�ضن ��ا �أن �إمكانية‬ ‫التع ��اون موج ��ودة بفع ��ل ق ��رار �سيا�س ��ي – يكم ��ن ف ��ي �أن هذه ال ��دول تمتلك‬ ‫النف ��ط والغ ��از وبالتالي هناك نوع م ��ن المناف�سة الإقت�صادي ��ة التي قد ُت�سبب‬ ‫خ�سائر في ما بينها �إذا لم يت ّم تنويع الإنتاج‪.‬‬ ‫�سيا�سي� �اً تبقى الأم ��ور مع ّلقة بغياب معرفة تفا�صي ��ل الإتفاق النووي الإيراني‬ ‫(هن ��ا نق�ص ��د الإتفاق ��ات الت ��ي طال ��ت الأزم ��ات ال�سوري ��ة‪ ،‬العراقي ��ة‪ ،‬اليمني ��ة‪،‬‬ ‫رجح �أن تظهر معالمه في الأ�شهر المقبلة خ�صو�صاً‬ ‫واللبنانية) والذي من ال ُم ّ‬ ‫م ��ع التط ��ورات الت ��ي تط ��ال الأزم ��ة اللبناني ��ة (الح ��راك ال�شعب ��ي)‪ ،‬ال�سوري ��ة‬ ‫(التدخل الع�سكري الرو�سي) واليمنية (زيادة وتيرة عمليات التحالف الدولي‬ ‫الذي تقوده المملكة العربية ال�سعودية)‪.‬‬ ‫ف ��ي جمي ��ع الأحوال‪ ،‬يج ��ب الت�شديد عل ��ى �أن التعاون االقت�ص ��ادي الب ّيني بين‬ ‫دول الخليج العربي �أ�صبح �إلزامياً لكي ُت�ش ّكل هذه الدول ق ّوة �إقت�صادية ف ّعالة‬ ‫في وجه النهو�ض االقت�صادي الثالثي الإ�سرائيلي‪ ،‬والإيراني‪ ،‬والتركي‬

‫* خبير �إقت�صادي و�إ�ستراتيجي‬

‫‪Issue 34 - September - 2015‬‬

‫‪37‬‬


Khalidiya Street - Abu Dhabi - UAE Tel: +971 2 6654300 Fax: +971 2 6663396


‫الهجوم الإنتحاري على م�سجد �شيعي في القطيف في �أيار (مايو) ‪2015‬‬

‫الريا�ض ‪ -‬راغب ال�شيباني‬ ‫منذ ت�أ�سي�س المملكة العربية ال�سعودية‬ ‫ف ��ي العام ‪ 1932‬وال�شيعة يعي�شون على‬ ‫هام� ��ش النظ ��ام ال�سيا�سي ال�سع ��ودي‪ ،‬ويخ�ضعون‬ ‫ل�سيا�سات‪ ،‬ت�صفها بع� ��ض تقارير منظمات حقوق‬ ‫الإن�س ��ان‪ ،‬ب�أنه ��ا تمييزي ��ة‪ � .‬اّإل �أن �إنت�ص ��ار الثورة‬ ‫الإ�سالمي ��ة في �إي ��ران في الع ��ام ‪ ،1979‬قد �ش َّكل‬ ‫لحظ ��ة فارقة ف ��ي العالقة بي ��ن ال�شيع ��ة والنظام‬ ‫الحاك ��م في المملك ��ة‪� ،‬إذ �أنها قد �ألهم ��ت ال�شيعة‬ ‫توجه ��ات الرف� ��ض لديه ��م‬ ‫ال�سعوديي ��ن‪ ،‬وع� �زّزت ّ‬ ‫لحك ��م �آل �سعود‪ .‬وفي المقابل و ّلد نجاح الثورة في‬ ‫طه ��ران مخاوف عميقة لدى النظام ال�سعودي من‬ ‫والء ال�شيعة للجمهورية الإ�سالمية‪.‬‬ ‫م ��ن المعروف �أن ال�سعودية ه ��ي دولة ذات غالبية‬ ‫�س ّنية وموطن لأقلي ��ة �شيعية كبيرة يعي�ش معظمها‬ ‫ف ��ي المنطقة ال�شرقية من البالد‪ .‬و�أكثرية ال�شيعة‬ ‫هن ��اك هي م ��ن الطائف ��ة الإثن ��ي ع�شري ��ة‪ ،‬والتي‬ ‫ه ��ي �أي�ض ًا الطائف ��ة ال�شيعية الرئي�سي ��ة في �إيران‬ ‫والع ��راق والبحري ��ن‪ .‬وعلى الرغم م ��ن �أن الإثني‬ ‫ع�شريي ��ن ف ��ي المنطقة ال�شرقي ��ة لي�س ��وا ال�شيعة‬ ‫الوحيدين في المملكة‪( ،‬هن ��اك مجتمعات كبيرة‬ ‫م ��ن الإثني ع�شريين في المدين ��ة المن ّورة‪ ،‬وبع�ض‬ ‫الإ�سماعيليي ��ن من �أبناء قبيلة "ي ��ام" في منطقة‬ ‫نج ��ران‪ ،‬وال�شيع ��ة الزيديي ��ن ف ��ي مناط ��ق ع ��دة‬ ‫في الجن ��وب)‪ ،‬ف�إنه ��م ي�ش ّكلون مركزي ��ة الحركة‬ ‫ال�سيا�سية ال�شيعية في ال�سعودية‪.‬‬ ‫عل ��ى ال�صعيد الإقت�صادي ت�شي ��ر تقارير متطابقة‬ ‫�إل ��ى �أن‪ ‬ال�شيع ��ة ال�سعوديي ��ن يعان ��ون التميي ��ز‬ ‫ف ��ي الوظائ ��ف العامة‪ .‬وعل ��ى الرغم‪ ‬م ��ن �أن‬

‫من �إحتجاجات المنطقة ال�شرقية‪ :‬الحوار �أثبت �أنه �أكثر �أهمية للو�صول �إلى نتائج‬

‫قطاع� � ًا من �شيع ��ة المنطقة ال�شرقي ��ة يعملون في‬ ‫"�أرامك ��و" ال�سعودية الحكومية‪� ،‬إال �أنهم‪ ‬ي�شيرون‬ ‫�إلى‪ ‬حرمانهم‪ ‬م ��ن التر ّق ��ي �إل ��ى الوظائ ��ف العليا‬ ‫ف ��ي ال�شركة‪ .‬ويرى مراقب ��ون �أنه‪" ‬نتيجة ل�سيا�سة‬ ‫التميي ��ز الحكومية"‪ ‬ف�إن التجمعات ال�شيعية تعاني‬ ‫من‪ ‬الفقر و�أو�ضاع معي�شية �صعبة‪.‬‬ ‫ويته ��م ال�شيع ��ة الحكوم ��ة ب�أنه ��ا تع ّم ��دت �إهمال‬ ‫مناطقه ��م عل ��ى مدى عق ��ود من الزم ��ن‪ ،‬فالبنية‬ ‫التحتي ��ة فيه ��ا والخدم ��ات ال�صحي ��ة والتعليمي ��ة‬ ‫وغيره ��ا تعتبر متدنية‪ .‬كما ي ّدع ��ون ب�أنهم‪ ‬حرموا‬ ‫م ��ن الإ�ستفادة من العوائد النفطية‪ ،‬التي تنبع من‬ ‫مناطقه ��م‪ ،‬مثلم ��ا �إ�ستفادت منه ��ا مناطق البالد‬ ‫الأخرى‪.‬‬ ‫وتج ��در الإ�شارة �إلى �أن‪ ‬ال�شيع ��ة يمتلكون جمعيات‬

‫�إنت�صار الثورة الإ�سالمية في �إيران‬ ‫في العام ‪َّ ،1979‬‬ ‫�شكل لحظة فارقة‬ ‫في العالقة بين ال�شيعة والنظام‬ ‫الحاكم في المملكة‪� ،‬إذ �أنها قد �ألهمت‬ ‫توجهات‬ ‫ال�شيعة ال�سعوديين‪ ،‬وعزّ زت ّ‬ ‫الرف�ض لديهم لحكم �آل �سعود‪ .‬وفي‬ ‫المقابل و ّلد نجاح الثورة في طهران‬ ‫مخاوف عميقة لدى النظام ال�سعودي‬ ‫من والء ال�شيعة للجمهورية الإ�سالمية‬

‫خيري ��ة تتلق ��ى الدعم م ��ن وزارة العم ��ل وال�ش�ؤون‬ ‫االجتماعي ��ة ال�سعودية‪ ،‬مث ��ل جمعي ��ات العم ��ران‬ ‫والبطالية والموا�ساة‪ ‬في الأح�ساء‪ .‬‬ ‫ال توج ��د �إح�ص ��اءات ر�سمي ��ة ع ��ن ع ��دد ال�شيع ��ة‬ ‫ف ��ي ال�سعودي ��ة‪ � ،‬اّإل �أن تقري ��ر "الم�س�أل ��ة ال�شيعية‬ ‫ف ��ي المملك ��ة العربي ��ة ال�سعودية"‪ ،‬ال�ص ��ادر عن‬ ‫المجموعة الدولي ��ة لمعالجة الأزمات (‪ )ICG‬في‬ ‫بروك�س ��ل في العام ‪ ،2005‬يق ��در عددهم بمليوني‬ ‫ن�سمة تقريب ًا‪ ،‬يمثل ��ون ن�سبة ‪ 15-10‬في المئة من‬ ‫�إجمالي ال�سكان‪.‬‬ ‫ويرجع �شيع ��ة المملكة �إلى �أ�ص ��ول وجذور عربية‪،‬‬ ‫ويع ��ود تاري ��خ وجوده ��م ف ��ي �ش ��رق الجزي ��رة‬ ‫العربية �إل ��ى �أواخر القرن الثال ��ث الهجري‪ ،‬حين‬ ‫�أقام‪ ‬القرامطة (وهم من ال�شيعة الإ�سماعيليين)‬ ‫في‪ ‬ه ��ذه المنطق ��ة دولته ��م‪ .‬ومن ��ذ ذل ��ك الحين‬ ‫وحت ��ى ت�أ�سي�س الدول ��ة ال�سعودي ��ة الحديثة‪ ،‬م ّثلت‬ ‫ه ��ذه المنطقة مركز ًا �شيعي ًا روحي� � ًا مهم ًا‪ ،‬فكانت‬ ‫القطي ��ف ت�سم ��ى "النج ��ف ال�صغ ��رى" لكث ��رة‬ ‫الحوزات العلمية فيها‪.‬‬

‫بداية الن�شاط ال�شيعي‬ ‫ف ��ي خم�سين ��ات و�ستين ��ات الق ��رن الفائ ��ت‪ ،‬كان‬ ‫الن�ش ��اط ال�شيع ��ي ف ��ي المنطقة ال�شرقي ��ة يجري‬ ‫�ضم ��ن الأطر الإ�شتراكية والقومي ��ة العربية‪ .‬ومن‬ ‫بين النا�شطين كان العمال الذين طالبوا بظروف‬ ‫عم ��ل وحياة �أف�ض ��ل من �شركة النف ��ط "�أرامكو"‪.‬‬ ‫وكان ه ��ذا النوع م ��ن الن�شاط �إلى ح ��د كبير غير‬ ‫طائف ��ي‪� ،‬إذ �أن عم ��ا ًال من �أهل ال�سن ��ة قد �شاركوا‬ ‫�أي�ض ًا في هذا الحراك الع ّمالي‪.‬‬ ‫وق ��د تغ ّير ه ��ذا الإتجاه عندما ب ��د�أ الطالب‬ ‫‪Issue 34 - September - 2015‬‬

‫‪39‬‬


‫الخليج العربي‬ ‫موضوع الغالف ‪ /‬السعودية‬

‫هل معالجة م�شكلة ال�شيعة ال�سعوديين من �أولويات الملك �سلمان؟‬

‫المسألة الشيعية في‬ ‫المملكة العربية السعودية‬ ‫يعي���ش ال�شيعة عل��ى هام�ش النظام ال�سيا�س��ي في المملك��ة العربية ال�سعودية‪ ،‬وك��رد فعل على هذه‬ ‫ال�سيا�س��ة الر�سمية‪ ،‬تبنّوا‪ ‬مبد�أ المواجهة مع نظام الحكم‪ � ،‬اّإل �أن ت�سعينات القرن الفائت �شهدت طور ًا‬ ‫جدي��د ًا في العالقة بين القوى ال�شيعية المعار�ضة وال�سلط��ة‪ .‬فالأخيرة‪ ‬تحاول �إحتواء مطالب ال�شيعة‬ ‫وتطلعاتهم‪ ،‬بينما ي�سعى ال�شيعة‪� ،‬سلمياً‪ ،‬لأن يح�صلوا على‬ ‫مواطنيتهم الكاملة‪ .‬ولكن �إلى �أي حد نجحت الحكومة‬ ‫في خطتها؟‬

‫‪38‬‬

‫العدد ‪� - 34‬أيلول (�سبتمرب) ‪٢٠١5 -‬‬


‫وكت ��ب مقال ��ة م َو َّجهة �إل ��ى نائب حاك ��م المنطقة‬ ‫ال�شرقي ��ة التي ت�شمل ك ًال م ��ن المطالب ال�سيا�سية‬ ‫وحثّ الحكومة على وق ��ف الهجمات على ال�شيعة‪.‬‬ ‫وق ��د رد الباح ��ث الوهاب ��ي ال�شيخ �سف ��ر الحوالي‬ ‫بالت�أكي ��د على الو�ض ��ع الأق ّلي لل�شيعة وم ��ا �إعتبره‬ ‫حق الغالبية ال�س ّنية بف�ضح عقيدة ال�شيعة ل�ضمان‬ ‫حماي ��ة �أهل ال�س ّن ��ة في المملكة‪ .‬كم ��ا �إتهم رجال‬ ‫دي ��ن �سعودي ��ون عدي ��دون ال�شيعة ‪ --‬لي� ��س قادة‬ ‫فق ��ط مثل النم ��ر ‪ --‬بالت�آمر �ض ��د ٍّ‬ ‫كل من الدولة‬ ‫ال�سعودية و�أهل ال�سنة ال�سعوديين‪.‬‬ ‫الملك �سلمان بن عبد العزيز‪:‬‬ ‫هل يعطي الأولوية لمعالجة مطالب مواطنيه ال�شيعة؟‬

‫�إتهامات بعدم الوالء للدولة‬ ‫من ��ذ �أح ��داث الع ��ام ‪ ،1979‬ف ��ي ٍّ‬ ‫كل م ��ن �إي ��ران‬ ‫والمملكة العربي ��ة ال�سعودية‪ ،‬فقد �أثار �أع�ضاء من‬ ‫الم�ؤ�س�س ��ة الديني ��ة الوهابية م�س�أل ��ة والء ال�شيعة‬ ‫للمملك ��ة‪ .‬وقد �ساهم �سقوط نظ ��ام �صدام ح�سين‬ ‫ف ��ي بغداد والإرتقاء الالحق لل�شيعة وو�صولهم �إلى‬ ‫الحكوم ��ة المنتخب ��ة هن ��اك‪ ،‬ناهيك ع ��ن الحرب‬ ‫الأهلي ��ة ف ��ي الع ��راق ‪ ،2007-2006‬ف ��ي ت�صعيد‬ ‫وتعزي ��ز هذا الموق ��ف في �أوائل ه ��ذا القرن‪ .‬وقد‬ ‫�أ�ش ��ار رج ��ال الدي ��ن ال�سن ��ة �إل ��ى ه ��ذه الأحداث‬ ‫وح ّذروا م ��ن خطورة (�سواء كان ذل ��ك حقيقي ًا �أو‬ ‫وهم ًا) الن�شاط ال�سيا�سي ال�شيعي‪.‬‬ ‫�إن �إتهام ��ات الإنتماءات ال�شيعي ��ة العابرة للوطنية‬ ‫‪ -‬وال �سيم ��ا مع �إيران ‪ --‬تُط َلق عادة في الخطب‬‫الدينية والمحا�ضرات والمن�ش ��ورات‪ .‬على الرغم‬ ‫م ��ن �أن قادة ال�شيع ��ة البارزين‪ ،‬م ��ن بينهم ح�سن‬ ‫ال�ص ّف ��ار وجعف ��ر ال�شايب‪ ،‬غالب ًا م ��ا ي�ؤكدون على‬ ‫والء ال�شيع ��ة للدول ��ة ال�سعودي ��ة‪ ،‬ف�إنه ��م مع ذلك‬ ‫يعان ��ون م ��ن تهم ��ة التبعي ��ة‪� ،‬س ��واء م ��ن الناحية‬ ‫الإيديولوجي ��ة �أو المادية‪ ،‬للمجتمعات والحكومات‬ ‫ال�شيعية في الخارج‪.‬‬ ‫في محاولة لمواجهة هذه االتهامات‪� ،‬سعى ال�ص ّفار‬ ‫م ��رار ًا وتك ��رار ًا �إل ��ى التقلي ��ل من �ش� ��أن عالقات‬ ‫ال�شيعة ال�سعوديين مع �آية اهلل علي ال�سي�ستاني في‬ ‫الع ��راق‪ ،‬الذي هو م�ص ��در المرجعية والتوجيهات‬ ‫الديني ��ة بالن�سب ��ة �إل ��ى معظ ��م الإثن ��ي ع�شريي ��ن‬ ‫ال�سعوديي ��ن‪ّ .‬‬ ‫ويو�ض ��ح ال�ص ّف ��ار في ه ��ذا المجال‬ ‫ب�أن تل ّقي الإر�شاد الدين ��ي من م�صادر خارجية ال‬ ‫يتعار�ض مع الإخال�ص ال�سيا�سي للمملكة‪.‬‬

‫ال�شيخ ح�سن ال�صفّار‪:‬‬ ‫قاد �إحتجاجات في ‪ 2009‬وفر من البالد‬

‫وق ��د �أعاد ٌ‬ ‫حادث وق ��ع في الع ��ام ‪ ،2009‬على حد‬ ‫�س ��واء‪ ،‬التعبي ��ر عن مظال ��م ال�شيع ��ة والإدعاءات‬ ‫بعدم والئهم‪ .‬لقد قام ��ت في ذلك العام مجموعة‬ ‫م ��ن ال�شيعة ال�سعوديين بزي ��ارة �إلى مقبرة البقيع‬ ‫ف ��ي المدينة المن� � ّورة في �شب ��اط (فبراير) الأمر‬ ‫الذي �أدّى �إلى �إ�شتباكات بين الزوار وقوات الأمن‪.‬‬ ‫وقد �أ�شعل هذا الحدث الن�شاط ال�سيا�سي ال�شيعي‪،‬‬ ‫خ�صو�ص ��ا بالن�سبة �إل ��ى �أولئك الذي ��ن �شعروا �أن‬ ‫�سنوات من الحوار مع الحكومة كانت غير مثمرة‪.‬‬ ‫من جهته‪ ،‬م�ستفيد ًا من هذه الم�شاعر‪ ،‬بد�أ ال�شيخ‬ ‫نم ��ر النم ��ر‪ ،‬ال ��ذي كان رف� ��ض منذ فت ��رة طويلة‬ ‫الحوار‪ ،‬ح�ش ��د الدعم لتجديد الن�ش ��اط ال�شيعي‪.‬‬

‫منذ �أحداث العام ‪،1979‬‬ ‫في ٍّ‬ ‫كل من �إيران والمملكة العربية‬ ‫ال�سعودية‪ ،‬فقد �أثار �أع�ضاء من الم�ؤ�س�سة‬ ‫الدينية الوهابية م�س�ألة والء ال�شيعة‬ ‫للمملكة‪ .‬وقد �ساهم �سقوط نظام‬ ‫�صدام ح�سين في بغداد والإرتقاء‬ ‫الالحق لل�شيعة وو�صولهم �إلى‬ ‫الحكومة المنتخبة هناك‪ ،‬ناهيك عن‬ ‫الحرب الأهلية في العراق ‪2006‬‬ ‫ ‪ ،2007‬في ت�صعيد وتعزيز هذا‬‫الموقف في �أوائل هذا القرن‬

‫"الربيع العربي" والمعار�ضة ال�شيعية‬ ‫لعب ��ت الإنتفا�ض ��ات العربية التي ب ��د�أت في تون�س‬ ‫ف ��ي �أواخ ��ر الع ��ام ‪ 2010‬دور ًا حا�سم� � ًا في تراجع‬ ‫الو�ضع في المنطقة ال�شرقية ال�شيعية في المملكة‬ ‫العربي ��ة ال�سعودية‪ .‬كانت الأ�س ��رة الحاكمة تُدرك‬ ‫التهديد ال ُمحت َمل الذي ت�شكله الثورات في "العالم‬ ‫العربي" ل ��ذا �ش ّنت حملة عل ��ى المعار�ضة ب�سرعة‬ ‫وح ��زم‪ .‬فقد �أُلقي القب�ض عل ��ى ال�سعوديين الذين‬ ‫�شارك ��وا ف ��ي الإحتجاجات عل ��ى ا"لإنترنت" وفي‬ ‫ال�شوارع‪ .‬و�إمتدت �أه ��داف الإعتقاالت لت�صل �إلى‬ ‫الن�شط ��اء الليبراليي ��ن والعلمانيي ��ن و�إل ��ى رجال‬ ‫الدي ��ن ال�سن ��ة غي ��ر ال�سائدي ��ن والممتع�ضين من‬ ‫ال�سيا�سة المتبعة‪ ،‬وعاد الن�شاط ال�سيا�سي ال�شيعي‬ ‫لي�ش ��كل قلق� � ًا للم�ؤ�س�ستي ��ن ال�سيا�سي ��ة والديني ��ة‬ ‫ال�سني ��ة‪ .‬و�إع ُتب ��رت دع ��وات الإ�ص�ل�اح عل ��ى �أنها‬ ‫تهديد لبقاء الأنظمة الملكية العربية في المنطقة‪.‬‬ ‫وكانت الحكومة ال�سعودي ��ة م�ص ّرة وعاقدة العزم‬ ‫عل ��ى منع التهديد بتغيي ��ر النظام لي�س فقط الآتي‬ ‫م ��ن التغلغل عبر ح ��دود المملكة ولك ��ن �أي�ض ًا من‬ ‫الو�صول �إلى حلفائها في المنطقة‪ ،‬مثل البحرين ‪.‬‬ ‫الدول ��ة ‪ -‬الجزي ��رة الت ��ي يديره ��ا نظ ��ام ملك ��ي‬ ‫�سن ��ي ولكن مع غالبية �سكانها م ��ن ال�شيعة‪ ،‬كانت‬ ‫البحري ��ن وجه ��ة ُمبك ��رة لإنت�ش ��ار �إحتجاج ��ات‬ ‫"الربيع العربي"‪ .‬على الرغم من �أن الإحتجاجات‬ ‫ف ��ي المنامة كانت في البداي ��ة غير طائفية‪ ،‬ف�إنها‬ ‫�سرع ��ان ما ُو�صفت ب�أنها حرك ��ة طائفية لعدد من‬ ‫الأ�سب ��اب‪ .‬من جهتها ق ��ررت الحكومة ال�سعودية‪،‬‬ ‫القلق ��ة �إزاء الأح ��داث ف ��ي البحري ��ن‪ ،‬التدخ ��ل‬ ‫ع�سكري ًا في �آذار (مار�س) ‪ ،2011‬ودعم عائلة �آل‬ ‫خليفة الحاكمة التي طلبت م�ساعدتها‪.‬‬ ‫غا�ضبون م ��ن التدخل‪ ،‬ف�إن ال�شيع ��ة في المنطقة‬ ‫ال�شرقية‪ ،‬الذين ي�شتركون بروابط دينية وتاريخية‬ ‫و�إجتماعي ��ة قوي ��ة م ��ع ال�شيع ��ة البحرينيين‪،‬‬ ‫‪Issue 34 - September - 2015‬‬

‫‪41‬‬


‫الخليج العربي ¶ مو�ضوع الغالف ‪ /‬ال�سعودية‬ ‫ال�شيع ��ة ال�سعودي ��ون ف ��ي الكوي ��ت تنظي ��م‬ ‫�أنف�سه ��م �سيا�سي� � ًا‪ ،‬و�شاركوا ف ��ي "حركة طالئع‬ ‫ّ‬ ‫المب�شري ��ن"‪ ،‬وهي �شبكة �شيعي ��ة عابرة الوطنية‬ ‫يقوده ��ا رج ��ل الدي ��ن العراق ��ي �آي ��ة اهلل محمد‬ ‫ال�شي ��رازي‪ ،‬الذي وجد ملج�أ ف ��ي الكويت بعدما‬ ‫ف� � ّر من الع ��راق البعثي‪ .‬كان ال�شي ��رازي الزعيم‬ ‫الروحي للحركة‪ ،‬ولك ��ن �إبن �شقيقته محمد تقي‬ ‫المد ّر�س ��ي كان م�س� ��ؤو ًال ع ��ن عملياته ��ا‪ ،‬والذي‬ ‫�أطل ��ق له ��ا في الع ��ام ‪ ،1975‬مع �شقيق ��ه هادي‪،‬‬ ‫فروع� � ًا ف ��ي ال�سعودي ��ة والبحري ��ن‪ .‬وق ��د �ش ّكلت‬ ‫هذه بداي ًة لمرحلة جدي ��دة من الن�شاط ال�شيعي‬ ‫المعار�ض للدولة ال�سعودية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وكان رج ��ل الدين ال�شيخ ح�س ��ن ال�صفار‪ ،‬المولود‬ ‫ف ��ي القطي ��ف ف ��ي ‪ ،1958‬ه ��و الوج ��ه ال�سع ��ودي‬ ‫ل"حرك ��ة طالئ ��ع ّ‬ ‫المب�شرين"‪ .‬في الع ��ام ‪،1979‬‬ ‫ق ��اد �إنتفا�ضة �شيعية في المنطق ��ة ال�شرقية حيث‬ ‫�سحقته ��ا قوات الأمن في المملك ��ة‪ .‬على �أثر ذلك‬ ‫ف ��ر ال�ص ّفار ون�شط ��اء �آخرون من الب�ل�اد و�ش ّكلوا‬ ‫معار�ضة لحكومة الريا�ض من المنفى‪.‬‬ ‫بحل ��ول ت�سعين ��ات الق ��رن الفائ ��ت‪ ،‬كان وا�ضح� �اً‬ ‫لأمث ��ال ال�ص ّفار �أن الن�شاط م ��ن طريق المواجهة‬ ‫ق ��د ف�ش ��ل في تحقي ��ق �أي فوائ ��د حقيقي ��ة لل�شيعة‬ ‫ال�سعوديي ��ن‪ .‬لذا خ ّفف كثي ��رون من حا�شيته حدة‬ ‫خطابهم وعزّزوا كما �أ ّي ��دوا التقارب مع الحكومة‬ ‫ال�سعودية‪ .‬وقد كان ��ت ردود الفعل من الدولة على‬ ‫ذلك �إيجابية‪ .‬تحت قيادة الملك فهد والملك عبد‬ ‫اهلل‪ ،‬وعدت الأ�سرة الحاكمة ب�إ�صالحات لتح�سين‬ ‫محن ��ة ال�شيعة ال�سعوديين‪ .‬م ��ع ذلك‪ ،‬رف�ض بع�ض‬ ‫ال�شيعة عملي ��ة الم�صالحة‪ ،‬بمن فيهم رجل الدين‬ ‫ال�شي ��خ نمر النم ��ر‪ ،‬و"حزب اهلل الحج ��از"‪ ،‬وهو‬ ‫مجموعة �شيعية م�س ّلحة معار�ضة‪ ،‬ولكن الكثيرين‬ ‫من ال�شيع ��ة َق ِبل وعود النظ ��ام �إذ �أنهم �إعتبروها‬ ‫ب�أنه ��ا ت�أتي مع �إنت�شار الآم ��ال ب�أن عبداهلل �سيكون‬ ‫حاكم ًا �إ�صالحي ًا بعدم ��ا �أقدم على خطوات ج ّيدة‬ ‫ف ��ي هذا المج ��ال‪ .‬و�أق� � ّر زعماء ال�شيع ��ة في وقت‬ ‫الحق �أنه‪ ‬بمجيء الملك عب ��د اهلل بن عبد العزيز‬ ‫�إل ��ى الحكم‪ ،‬ح�ص ��ل �إنفتاح �أو�س ��ع عليهم من قبل‬ ‫النظ ��ام‪� .‬إال �أنه ��م ل ّمحوا‪� ‬إل ��ى �أن ثم ��ة تي ��ار ًا في‬ ‫الأ�س ��رة الحاكمة‪ ،‬والم�ؤ�س�س ��ة الديني ��ة الوهابية‪،‬‬ ‫يقفان عائق ًا �أمام‪ ‬مزيد من الإنفتاح عليهم‪ .‬‬ ‫وفي خطوة ف�سرها بع� ��ض المراقبين ب�أنها نتيجة‬ ‫لت�أث ��ر �شيع ��ة ال�سعودية بتنامي نف ��وذ �إخوانهم في‬ ‫الع ��راق‪ ،‬ق ��ام ‪ 450‬نا�شط ًا �شيعي ًا‪ ،‬ف ��ي ‪ 31‬ني�سان‬ ‫(�إبري ��ل)‪ ،2003 ‬برف ��ع عري�ض ��ة ب�إ�س ��م "�شركاء‬

‫‪40‬‬

‫العدد ‪� - 34‬أيلول (�سبتمرب) ‪٢٠١5 -‬‬

‫الملك فهد بن عبد العزيز‪:‬‬ ‫�أفرج عن الم�ساجين ال�سيا�سيين ال�شيعة‬

‫الملك عبدالله بن عبد العزيز‪:‬‬ ‫�إ�صالحاته كانت مهمة ولكن‪...‬‬

‫ف ��ي الوطن"‪� ،‬إل ��ى الأمي ��ر عبداهلل ( ول ��ي العهد‬ ‫�آنذاك)‪ ،‬والت ��ي �شدّدت على �إنتماء ال�شيعة للوطن‬ ‫ال�سعودي‪.‬‬ ‫كما دع ��ت العري�ضة‪� ‬إلى �ضرورة تحقيق المواطنة‬ ‫الكامل ��ة‪ ،‬والإعت ��راف بحق ��وق ال�شيع ��ة على قدم‬ ‫الم�س ��اواة م ��ع �أبن ��اء الوط ��ن الواح ��د‪ ،‬و�إنهاء كل‬ ‫�أ�شكال الكراهي ��ة والبغ�ضاء والتحري�ض المذهبي‬ ‫الذي يمار�س �ضدهم‪ .‬‬ ‫م ��ن جهته وف ��ي محاول ��ة للو�ص ��ول �إل ��ى المجتمع‬ ‫ال�شيع ��ي‪� ،‬أقدم الملك فه ��د‪ ،‬والملك عبد اهلل في‬ ‫وقت الحق‪ ،‬على الإفراج عن ال�سجناء ال�سيا�سيين‬ ‫ال�شيع ��ة‪ ،‬وتم بن ��اء وتح�سي ��ن البني ��ة التحتية في‬

‫المناط ��ق ال�شيعي ��ة‪ ،‬وخففت القي ��ود بالن�سبة �إلى‬ ‫�إحترام الطقو�س ال�شيعية‪ ،‬على الرغم من �أن هذه‬ ‫الإ�صالح ��ات كانت في كثير م ��ن الأحيان جزئية‪.‬‬ ‫عل ��ى �سبي ��ل المث ��ال‪�ُ ،‬سمِ ��ح للإحتف ��ال بذك ��رى‬ ‫عا�ش ��وراء ف ��ي القطي ��ف‪ ،‬وه ��ي منطق ��ة �شيعية‪،‬‬ ‫ف ��ي الع ��ام ‪ ،2004‬ولكن الإحتف ��ال بالمنا�سبة ظل‬ ‫محظ ��ور ًا‪ ،‬وغير متجان�س‪ ،‬ف ��ي مناطق �أخرى من‬ ‫المنطقة ال�شرقية‪.‬‬ ‫ف ��ي حي ��ن كان ��ت هن ��اك خط ��وات �إيجابي ��ة تجاه‬ ‫ال�شيع ��ة‪ ،‬عل ��ى الرغم من �أنها كان ��ت في كثير من‬ ‫الأحي ��ان مت ��ردّدة‪ ،‬م ��ن الم�ؤ�س�س ��ة ال�سيا�سية في‬ ‫المملكة‪ � ،‬اّإل �أنها كانت تقريب ًا غائبة من الم�ؤ�س�سة‬ ‫الديني ��ة‪ .‬توا�ص ��ل ال�سلط ��ات الديني ��ة ال�س ّني ��ة‬ ‫الوهّ ابي ��ة المهيمن ��ة عل ��ى و�ص ��ف ال�شيع ��ة ب�أنهم‬ ‫غي ��ر م�ؤمنين (كفار)‪ .‬ويتمت ��ع رجال الدين ه�ؤالء‬ ‫ُخ�ص�ص‬ ‫بمنا�ص ��ب قيادي ��ة �إجتماعي ��ة‪ ،‬وغالب� � ًا ت َّ‬ ‫له ��م مراك ��ز بيروقراطي ��ة ر�سمية كم ��ا ي�شاركون‬ ‫ب�سهولة ف ��ي منابر متاحة لهم في مجموعة وا�سعة‬ ‫م ��ن و�سائل الإع�ل�ام‪ .‬عل ��ى الرغم م ��ن �أن بع�ض‬ ‫رجال الدي ��ن الإ�صالحيي ��ن هو �أكث ��ر �إعتدا ًال في‬ ‫نهجه بالن�سبة �إل ��ى ال�شيعة‪ ،‬ف�إن وجهة نظر رجال‬ ‫الدين الوهابيي ��ن ككل‪ ،‬بالن�سبة �إلى الت�ش ّيع كدين‬ ‫والتطلعات ال�سيا�سية لل�سكان ال�شيعة ال�سعوديين‪،‬‬ ‫هي عدائي ��ة ومتخا�صمة ب�إ�ستم ��رار‪ .‬وال يزال من‬ ‫غير المرجح �أن تقبل الم�ؤ�س�سة الدينية ال�سعودية‬ ‫الت�ش ّي ��ع الإثني ع�شري كجزء �شرعي من الإ�سالم‪.‬‬ ‫وف ��ي الوق ��ت عين ��ه‪ ،‬ينتق ��د بع� ��ض النا�شطي ��ن‬ ‫والمثقفي ��ن ال�شيع ��ة‪ ،‬مثل ف� ��ؤاد �إبراهي ��م وحمزة‬ ‫الح�س ��ن‪ ،‬زعم ��اء ال�شيعة الذين يوا�صل ��ون ال�سعي‬ ‫�إلى التقارب مع الحكومة‪.‬‬

‫يرجع �شيعة المملكة �إلى �أ�صول‬ ‫وجذور عربية‪ ،‬ويعود تاريخ وجودهم‬ ‫في �شرق الجزيرة العربية �إلى‬ ‫�أواخر القرن الثالث الهجري‪ ،‬حين‬ ‫�أقام‪ ‬القرامطة (وهم من ال�شيعة‬ ‫الإ�سماعيليين) في‪ ‬هذه المنطقة دولتهم‪.‬‬ ‫ومنذ ذلك الحين وحتى ت�أ�سي�س الدولة‬ ‫ال�سعودية الحديثة‪ ،‬م ّثلت هذه المنطقة‬ ‫مركز ًا �شيعي ًا روحي ًا مهم ًا‪ ،‬فكانت‬ ‫القطيف ت�سمى "النجف ال�صغرى"‬ ‫لكثرة الحوزات العلمية فيها‬


‫الخليج العربي ¶ مو�ضوع الغالف ‪ /‬ال�سعودية‬ ‫خرج ��وا �إلى ال�ش ��وارع للإحتج ��اج ت�ضامن ًا‪ .‬بع�ض‬ ‫زعماء ال�شيعة‪ ،‬مثل ال�شي ��خ ح�سن ال�ص ّفار‪� ،‬إنتقد‬ ‫تدخل العائلة الحاكمة ال�سعودية في البحرين لكنه‬ ‫�أ ّكد في الوقت عينه عل ��ى والئه للنظام ال�سعودي‪.‬‬ ‫�أم ��ا النمر‪ ،‬م ��ن ناحية �أخرى‪ ،‬فق ��د كان �أقل مي ًال‬ ‫للم�صالح ��ة ف ��ي مقاربت ��ه‪ .‬وق ��د قابل ��ت الريا�ض‬ ‫الإحتجاج ��ات ب�إ�ستخدام الق ��وة‪ ،‬الأمر الذي � ّأجج‬ ‫الم�شاع ��ر المناه�ض ��ة للحكوم ��ة بي ��ن العديد من‬ ‫الن�شط ��اء ال�شيع ��ة‪ .‬وق ��د �أُطل ��ق النار عل ��ى النمر‬ ‫حيث �أ�صي ��ب و�إعتقل؛ و�سرعان م ��ا �صارت �صورة‬ ‫رجل الدين ال ُمد َّمى رمز ًا للمحتجين ال�شيعة‪ .‬وقد‬ ‫ُح ِكم عليه في وقت الح ��ق بالإعدام بتهم �سيا�سية‬ ‫وينتظر حالي ًا عملية التنفيذ‪.‬‬ ‫ف ��ي حين عملت على قمع الإحتجاجات‪ ،‬فقد بد�أت‬ ‫الحكوم ��ة �أي�ض� � ًا بع�ض الجهود لتهدئ ��ة ال�شيعة في‬ ‫المنطق ��ة ال�شرقي ��ة‪� .‬إ�ستبدل المل ��ك الراحل عبد‬ ‫اهلل الحاكم الذي يكرهه الكثيرون في المحافظة‪،‬‬ ‫الأمير محمد بن فهد‪ ،‬بالأمير �سعود بن نايف‪ ،‬على‬ ‫الرغم من �أن العديد من ال�سكان ال�شيعة المحليين‬ ‫�ش ّك ��وا ف ��ي �أن �إ�ستب ��دال �أفراد من �ش�أن ��ه �أن ي�ؤدي‬ ‫�إلى �أي تغيي ��ر حقيقي‪ .‬ويقول ن�شط ��اء من ال�شيعة‬ ‫م�ش ّككون في �أن ال�سيا�سات التي تتعلق بال�شيعة في‬ ‫المنطق ��ة ال�شرقية يت ��م التحكم بها م ��ن الريا�ض‬ ‫ووزارة الداخلية ولي�س من �أي م�س�ؤول محلي‪.‬‬

‫بروز "داع�ش" والعنف الطائفي‬ ‫كانت الحرب الأهلية ال�سورية التي �أعقبت "الربيع‬ ‫العرب ��ي" نقطة مهم ��ة �أخرى مثي ��رة للطائفية في‬ ‫المملك ��ة العربي ��ة ال�سعودية‪ .‬لقد ق ��ررت الريا�ض‬ ‫الوق ��وف �ضد نظ ��ام ب�ش ��ار الأ�سد‪ .‬وفيم ��ا �أ�صبح‬ ‫وا�ضح� � ًا ب� ��أن ل ��واء "القد� ��س" الإيران ��ي و"حزب‬ ‫اهلل" ال�شيعي اللبناني يقدمان الدعم ب�شكل وا�سع‬ ‫لق ��وات النظام ال�س ��وري‪ ،‬ف�إن الخط ��اب المعادي‬ ‫لل�شيعة في ال�سعودية �أخذ يت�صاعد ب�شكل كبير‪.‬‬ ‫كان �آخ ��ر مثال على ال�صراع الطائفي في المملكة‬ ‫الهجوم الإنتحاري على م�سجد �شيعي في القطيف‬ ‫في �أيار (ماي ��و) ‪ ،2015‬الذي �أ�سفر عن مقتل ‪20‬‬ ‫�شخ�ص� � ًا عل ��ى الأق ��ل و�إ�صاب ��ة �أكثر م ��ن ‪ .80‬وقد‬ ‫�إ ّدع ��ى تنظيم "داع�ش" الم�س�ؤولي ��ة‪ .‬وبعد �أ�سبوع‪،‬‬ ‫وق ��ع تفجي ��ر �إنتحاري ث ��انٍ في م�سج ��د �شيعي في‬ ‫الدم ��ام‪ ،‬مما �أ�سفر ع ��ن �أربعة قتل ��ى‪ .‬وقد �أدانت‬ ‫الحكوم ��ة ب�سرع ��ة الهج ��وم وتع ّه ��دت بموا�صل ��ة‬ ‫جهودها لإعتقال مرتكبيه ومعاقبتهم‪ .‬ال �شك ب�أن‬ ‫الحكومة ه ��ي جادة وحقيقية ف ��ي رغبتها في منع‬

‫منه ��م �أكثر مي ًال لدعم "جبه ��ة الن�صرة" (التابع‬ ‫لتنظي ��م "القاعدة) بين المجموع ��ات والف�صائل‬ ‫المختلفة على الجانب المناه�ض للأ�سد‪.‬‬

‫م�ستقبل ال�شيعة في ال�سعودية‬

‫ال�شيخ نمر النمر‪:‬‬ ‫حكم بالإعدام وينتظر التنفيذ‬

‫العنف الطائفي داخ ��ل المملكة‪ ،‬ولكن هناك �شك ًا‬ ‫ف ��ي رغبته ��ا �أو قدرتها على �إحت ��واء الت�صريحات‬ ‫الطائفية التي يطلقها رجال الدين ال�سنة �أو �إتخاذ‬ ‫خطوات كبيرة نحو و�ضع ح ّد للتمييز‪.‬‬ ‫الأه ��م من ذل ��ك �أن الحكوم ��ة ال�سعودية �أ�صبحت‬ ‫�أكث ��ر وعي� � ًا بالن�سبة �إل ��ى التهدي ��د الداخلي الذي‬ ‫ي�ش ّكل ��ه تنظي ��م "داع� ��ش" والمتطرف ��ون ال�س ّن ��ة‬ ‫الآخ ��رون‪� .‬إن بروز "تنظيم "الدول ��ة الإ�سالمية"‬ ‫و�إن�شاء فرع ل ��ه على الأرا�ض ��ي ال�سعودية قد �أقلق‬ ‫ك ًال م ��ن الأ�سرة الحاكمة والم�ؤ�س�سة الدينية‪ .‬وقد‬ ‫�أدان رجال دين �سعوديون كثيرون "داع�ش" الذين‬ ‫ب ��دوا ب� ��أن لي�س لديه ��م �أي تعاطف م ��ع الجماعة‪.‬‬ ‫وف ��ي حين �أن رجال الدي ��ن ال�سعوديين ال لب�س في‬ ‫معار�ضتهم لنظام الأ�س ��د في �سوريا‪ ،‬ف�إن كثيرين‬

‫كان رجل الدين ال�شيخ ح�سن ال�ص ّفار‪،‬‬ ‫المولود في القطيف في ‪ ،1958‬هو‬ ‫الوجه ال�سعودي ل"حركة طالئع‬ ‫ّ‬ ‫المب�شرين"‪ .‬في العام ‪ ،1979‬قاد‬ ‫�إنتفا�ضة �شيعية في المنطقة ال�شرقية‬ ‫حيث �سحقتها قوات الأمن في المملكة‪.‬‬ ‫على �أثر ذلك فر ال�ص ّفار ون�شطاء‬ ‫�آخرون من البالد ّ‬ ‫و�شكلوا معار�ضة‬ ‫لحكومة الريا�ض من المنفى‬

‫المرج ��ح �أن ت�ؤدي الظ ��روف الراهنة �إلى‬ ‫م ��ن غير ّ‬ ‫تغيي ��ر حقيق ��ي بالن�سبة �إل ��ى ال�شيع ��ة ال�سعوديين‪،‬‬ ‫وذل ��ك ل�سببي ��ن‪� :‬أو ًال‪ ،‬م ��ن ال�صع ��ب التراج ��ع عن‬ ‫ال�ض ��رر الذي �ألحق ��ه الخطاب المناه� ��ض لل�شيعة‬ ‫لعق ��ود من قب ��ل الم�ؤ�س�س ��ة الديني ��ة ال�سعودية‪� .‬إن‬ ‫�إزدراء رج ��ال الدي ��ن الحال ��ي ل"داع� ��ش" لي� ��س‬ ‫�أكثر م ��ن موقف م�ؤق ��ت حيث تتالق ��ى م�صالحهم‬ ‫م ��ع م�صالح ال�شيع ��ة ال�سعوديي ��ن‪� .‬إن رجال الدين‬ ‫يتع�صب ��ون �ض ��د المذهب ال�شيع ��ي‪ ،‬ويبدو‬ ‫عموم� � ًا ّ‬ ‫م ��ن غير المرج ��ح �أن يخففوا من ح ��دة خطابهم‪،‬‬ ‫وبخا�ص ��ة في �أثناء ال�صراع ��ات الجارية في �سوريا‬ ‫والع ��راق واليمن‪ .‬وحتى عندم ��ا ينتقد رجال الدين‬ ‫ال�سعوديون الجهات ال�شيعية الخارجية‪ ،‬مثل �إيران‪،‬‬ ‫ف�إنه ��م يفعلون ذلك بعبارات وا�سعة التي في الوقت‬ ‫عينه ّ‬ ‫تلطخ �سمعة ال�شيعة ال�سعوديين بالتبعية‪.‬‬ ‫ثاني ًا‪ ،‬على الرغم م ��ن �أن الملك �سلمان �سيوا�صل‬ ‫محاولت ��ه للتو�س ��ط و�إ�ستيعاب بع� ��ض الإحتياجات‬ ‫ال�شيعي ��ة‪ ،‬فبع�ض الخب ��راء ي�شك في �أن ��ه �سيكون‬ ‫ق ��ادر ًا �أو م�ستع ��د ًا لبذل المزيد م ��ن الجهد الذي‬ ‫ق ��د بذله �سلف ��ه الملك عب ��د اهلل فعلي� � ًا‪ .‬في حين‬ ‫�أن ��ه من ال�سابق لأوانه الإعالن عن توقعات م�ؤكدة‬ ‫بالن�سب ��ة �إلى حكم المل ��ك �سلمان‪ ،‬ف� ��إن الخبراء‬ ‫ينظرون �إلي ��ه عموم ًا ب�أنه مت�ش� �دّد‪ ،‬ومن المرجح‬ ‫�أن ي�ض ��ع م�صالح الأمن قبل الإ�صالح‪ .‬كما �أنه من‬ ‫غي ��ر المتوقع �أن تكون الأولوي ��ة لمعالجة المطالب‬ ‫ال�شيعي ��ة �إذا ُن ِظ ��ر �إليه ��ا على �أنها تهدي ��د للدولة‬ ‫ال�سعودي ��ة في هذا الوقت الح ��رج‪� .‬إ�ضافة �إلى �أن‬ ‫الملك ال ي ��زال يحتاج �أي�ض ًا �إلى تع ��اون الم�ؤ�س�سة‬ ‫الدينية‪ ،‬الت ��ي �ستُعار�ض ب�ش ��دة �أي �إقامة �شرعية‬ ‫للت�ش ّيع كطائفة معترف بها داخل المملكة‪.‬‬ ‫فيم ��ا يحتدم ال�صراع الطائفي ف ��ي �أنحاء منطقة‬ ‫ال�ش ��رق الأو�سط و�شم ��ال �أفريقيا‪ ،‬ف� ��إن الحكومة‬ ‫ال�سعودي ��ة يج ��ب �أن تك ��ون ح ��ذرة ب� ��أن ي�ستفي ��د‬ ‫"داع� ��ش" �أو غي ��ره م ��ن الجماع ��ات ال�شيعي ��ة‬ ‫المتطرفة الخارجية من خطوط ال�صدع الطائفي‬ ‫ف ��ي المملكة‪� .‬إن �أف�ضل تح ّوط �ضد ذلك يكمن في‬ ‫�أن يتم بناء عنا�صر م ��ن الإقامة الداخلية لل�شيعة‬ ‫والت�ضام ��ن بين ال�س ��كان على مختل ��ف مذاهبهم‬ ‫لمواجهة العوا�صف الخارجية‬ ‫‪Issue 34 - September - 2015‬‬

‫‪43‬‬


‫الفندق الكبير‬ ‫فيال دي فرانس‬

‫حيث التاريخ‬

‫‪GRAND HOTEL‬‬ ‫‪VILLA DE FRANCE‬‬ ‫يلتقي باحلداثة‬

‫طنجة‬ ‫المغرب‬

‫بريد إلكتروني‬ ‫‪reservation@ghvdf.com‬‬

‫‪Tangier‬‬ ‫‪Morocco‬‬

‫من سلسلة فنادق ومنتجعات لورويال ‪www.leroyal.com‬‬ ‫للحجز‪ :‬هاتف‪ ،+ 212539333111 :‬فاكس‪+212539333222 :‬‬

‫موقع‪:‬‬ ‫‪www.ghvdf.com‬‬


‫مطار م�سقط الدولي‪ :‬دور �سيتو�سع �إبتداء من العام المقبل‬

‫الناعم ��ة في البالد ‪ -‬وبخا�ص ��ة البيئة التنظيمية‪،‬‬ ‫والآلي ��ات والم�ؤ�س�س ��ات الداعم ��ة ‪ -‬بالإ�ضافة �إلى‬ ‫الحفاظ على �إلت ��زام الدولة بالإ�ستثمار في البنية‬ ‫التحتي ��ة ال�صلب ��ة مثل الط ��رق وخط ��وط ال�سكك‬ ‫الحديدية والموانئ‪.‬‬

‫الموان ��ئ ال ُعمانية �إل ��ى بقية دول مجل� ��س التعاون‬ ‫الخليج ��ي الإ�ستف ��ادة الكبي ��رة م ��ن وف ��ورات في‬ ‫الوقت والتكالي ��ف‪ ،‬مما يلغي الحاجة �إلى �شحنات‬ ‫عدة عاب ��رة‪ .‬والواق ��ع �أن �إ�ستراتيجي ��ة الخدمات‬

‫الميزة الن�سبية‬ ‫المفتاح لهذه الإ�ستراتيجية يكمن في موقع �سلطنة‬ ‫ُعم ��ان على ر�أ�س المحيط الهن ��دي‪ .‬بالإ�ضافة �إلى‬ ‫تقا�س ��م حدودها البرية م ��ع �إقت�ص ��ادات رئي�سية‬ ‫�أخ ��رى في المنطقة‪ ،‬الأمر الذي يتيح لها �أن تكون‬ ‫بمثاب ��ة بوابة لدول مجل� ��س التعاون الخليجي‪ ،‬ف�إن‬ ‫ُعم ��ان �أي�ض ًا ف ��ي و�ضع جيد للإ�ستف ��ادة من النمو‬ ‫المتو َّق ��ع في �إي ��ران والعم ��ل كنقطة �إع ��ادة توزيع‬ ‫ل�شرق وو�سط �أفريقيا‪.‬‬ ‫بف�ض ��ل الإ�ستثمار في البني ��ة التحتية والنقل‪ ،‬ف�إن‬ ‫موانئ المياه العميقة ف ��ي �صاللة و�صحار والدقم‬ ‫ومرافق مناطقها الحرة هي في و�ضع جيد لخدمة‬ ‫ه ��ذه الأ�س ��واق‪� .‬إن الإ�ستثم ��ارات الأخي ��رة ف ��ي‬ ‫روابط الطيران �أي�ض� � ًا ينبغي �أن ت�ؤدّي �إلى ت�سهيل‬ ‫التج ��ارة‪ ،‬م ��ع �إفتتاح مط ��ار �صالل ��ة الجديد الآن‬ ‫وتجديد مطار م�سقط الدولي والمقرر �إفتتاحه في‬ ‫العام المقبل‪.‬‬ ‫وفق� � ًا لإ�ستراتيجي ��ة �سلطن ��ة ُعم ��ان للخدم ��ات‬ ‫الموجه ��ة عب ��ر‬ ‫اللوج�ستي ��ة‪ ،‬يمك ��ن للب�ضائ ��ع‬ ‫َّ‬

‫الوزير �أحمد بن محمد الفطي�سي‪:‬‬ ‫"الإ�ستراتيجية اللوج�ستية‬ ‫حددت خم�سة �أهداف رئي�سية‬ ‫قد ّ‬ ‫تم ّثلت في زيادة م�ساهمة القطاع‬ ‫اللوج�ستي في نمو الناتج المحلي‬ ‫ورفع ح�صة ال�سوق ال ُعماني من ال�سلع‬ ‫التي تتد ّفق �إلى المنطقة وتو�سيع‬ ‫حجم فر�ص العمل التي �سوف يتيحها‬ ‫القطاع اللوج�ستي والو�صول الى‬ ‫�أف�ضل ترتيب لل�سلطنة في ت�صنيف‬ ‫الم�ؤ�شرات اللوج�ستية وال�صناع ّية‬ ‫العالمية وجعل ال�سلطنة على خارطة‬ ‫العالم في هذا النوع من الخدمات"‬

‫اللوج�ستية في ال�سلطنة ت�ستهدف تح�سين �شحنات‬ ‫التعام ��ل‪ ،‬مع التركي ��ز ب�شكل خا�ص عل ��ى الكفاءة‬ ‫والتكلفة‪.‬‬ ‫�إن المحط ��ات ف ��ي ال�سلطنة يمك ��ن �أن تو ّفر بديالً‬ ‫جذاب� � ًا م ��ن الموانئ الأكث ��ر تكلفة المج ��اورة في‬ ‫الخلي ��ج‪ ،‬والإقت�ص ��اد في الوقت والوق ��ود‪ ،‬وتوفير‬ ‫�إمكانية الو�صول �إلى و�سائط النقل الأخرى‪.‬‬ ‫عل ��ى خلفية الخط ��ة الجديدة‪ ،‬ته ��دف ُعمان الى‬ ‫زي ��ادة �أكثر م ��ن ال�ضعفين عل ��ى العمالة في قطاع‬ ‫الخدمات اللوج�ستية وبلوغ ‪ 80،000‬وظيفة بحلول‬ ‫نهاي ��ة العق ��د الحال ��ي‪ ،‬و�إرتفاع� � ًا �إل ��ى ‪300،000‬‬ ‫وظيف ��ة بحل ��ول الع ��ام ‪ .2040‬كم ��ا ته ��دف �أي�ض ًا‬ ‫�إل ��ى م�ضاعف ��ة م�ساهمة ال�صناعة ف ��ي الإقت�صاد‬ ‫للو�ص ��ول �إل ��ى ‪ 3‬ملي ��ارات ري ��ال ُعمان ��ي (‪7.8‬‬ ‫ملي ��ارات دوالر) بحلول الع ��ام ‪ ،2020‬ولت�صل �إلى‬ ‫‪ 14‬ملي ��ار ري ��ال ُعماني (‪ 36.4‬ملي ��ار دوالر) في‬ ‫ال�سنوات الـ‪ 25‬المقبلة‪.‬‬

‫�صورة وا�ضحة للجهات المعنية‬ ‫�إن الإ�ستراتيجي ��ة الجدي ��دة �ستك ��ون نقطة تح ّول‬ ‫ل�صناع ��ة الخدم ��ات اللوج�ستية في الب�ل�اد‪ ،‬وفق ًا‬ ‫لريغي فيرمولين‪ ،‬الرئي�س التنفيذي ل�شركة ميناء‬ ‫الدقم عل ��ى ال�ساحل ال�شرقي ل�سلطنة عمان‪" .‬في‬ ‫ال�ساب ��ق كلنا تح ��دث ع ��ن التكامل‪ ،‬ولك ��ن هناك‬ ‫الكثي ��ر يمكنن ��ا القيام به ككيان ��ات تجارية"‪،‬‬ ‫‪Issue 34 - September - 2015‬‬

‫‪45‬‬


‫ميناء الدقم‪ :‬بوابة الخليج الم�ستقبلية �إلى العالم‬

‫الخليج العربي‬ ‫ُعمان‬

‫�ضمن �إ�ستراتيجية طموحة تمتد حتى ‪2040‬‬

‫ُعمان تضع الروابط النهائية‬ ‫في سلسلة الخدمات اللوجستية‬ ‫زيادة الإ�ستثمارات والنهج المحدد الأهداف اللذان ين�ضمان �إلى �سل�سلة الخدمات اللوج�ستية في عُ مان‬ ‫ال عن تعزيز‬ ‫�سوف يعززان قدرة ال�سلطنة لنقل ال�شحنات المحلية والت�صدير وت�سهيل �إنتقال الركاب‪ ،‬ف�ض ً‬ ‫مكانتها كمركز رئي�سي لل�شحن‪.‬‬ ‫م�سقط ‪ -‬محمد �سليم‬ ‫في منت�صف �شباط (فبراير) الفائت‪،‬‬ ‫ك�ش ��ف الدكت ��ور �أحم ��د ب ��ن محم ��د‬ ‫الفطي�سـي وزير النق ��ل والإت�صاالت في ُعمان عن‬ ‫تفا�صي ��ل الإ�ستراتيجي ��ة اللوج�ستية ف ��ي ال�سلطنة‬ ‫( ‪ )2040-2014‬الت ��ي ج ��اءت بن ��اء عل ��ى تكليف‬ ‫م ��ن الأمانة العام ��ة للمجل� ��س الأعل ��ى للتخطيط‬ ‫ووزارة النق ��ل والإت�ص ��االت حيث ت ��م خالل العام‬

‫‪44‬‬

‫العدد ‪� - 34‬أيلول (�سبتمرب) ‪٢٠١5 -‬‬

‫الما�ض ��ي ت�شكي ��ل فريق عم ��ل �أ�سا�س ��ي مك ّون من‬ ‫ع�ش ��رة تنفيذ ّيين ُعمان ّيين م ��ن القطاع الحكومي‬ ‫والقط ��اع الخا� ��ص والأكاديميي ��ن‪ ،‬عمل ��وا جميع ًا‬ ‫بمعي ��ة ‪ 65‬خبي ��ر ًا من كل القطاع ��ات ذات ال�صلة‬ ‫بال�سلطن ��ة‪ ،‬به ��دف تطوي ��ر �إ�ستراتيجي ��ة القطاع‬ ‫اللوج�ست ��ي حتى العام ‪ 2040‬تح ��ت �إ�شراف وزارة‬ ‫النقل والإت�صاالت ‪.‬‬ ‫وذك ��ر الفطي�سي �أن الإ�ستراتيجي ��ة اللوج�ستية قد‬ ‫ح� �دّدت خم�سة �أه ��داف رئي�سية تم ّثل ��ت في زيادة‬

‫م�ساهمة القطاع اللوج�ستي في نمو الناتج المحلي‬ ‫ورف ��ع ح�صة ال�سوق ال ُعماني من ال�سلع التي تتد ّفق‬ ‫�إل ��ى المنطق ��ة وتو�سيع حج ��م فر�ص العم ��ل التي‬ ‫�سوف يتيحه ��ا القط ��اع اللوج�ست ��ي والو�صول الى‬ ‫�أف�ض ��ل ترتيب لل�سلطن ��ة في ت�صني ��ف الم�ؤ�شرات‬ ‫اللوج�ستي ��ة وال�صناع ّية العالمي ��ة وجعل ال�سلطنة‬ ‫على خارطة العالم في هذا النوع من الخدمات‪.‬‬ ‫الواقع �أن البرنامج الطويل المدى الذي �أعلن عنه‬ ‫الوزي ��ر ال ُعمان ��ي ّ‬ ‫يخطط لتح�سي ��ن البنية التحتية‬


‫الخليج العربي ¶ عمان‬ ‫قال فيرمولين‪ .‬م�ضيف ًا‪" :‬الآن �أقدمت الوزارة على‬ ‫ت�شكي ��ل لجنة وو�ضعت خطة منا�سب ��ة التي يمكننا‬ ‫الإن�ضباط والتكيف وفق ًا لها"‪.‬‬ ‫مع �سي ��ر خطط تطوير �شبكة ال�س ��كك الحديدية‪،‬‬ ‫وخ�صو�ص ًا في المناط ��ق الإقت�صادية‪ ،‬في �سلطنة‬ ‫عم ��ان بخط ��ى حثيث ��ة‪ ،‬ف� ��إن �سلطة مين ��اء الدقم‬ ‫�ستك ��ون ق ��ادرة عل ��ى تكيي ��ف خططه ��ا الحالي ��ة‬ ‫لبن ��اء المين ��اء الج ��اري والم�ستم ��ر م ��ع البني ��ة‬ ‫التحتية المبنية �سابق� � ًا لتتنا�سب ب�شكل �أف�ضل مع‬ ‫الإ�ستراتيجية‪ ،‬على حد قوله‪.‬‬ ‫عندما ت�صب ��ح جميع الأجزاء الت ��ي تربط �سل�سلة‬ ‫الخدم ��ات اللوج�ستية في المكان‪ ،‬ف� ��إن �صادرات‬ ‫الب�ضائ ��ع المتراكم ��ة �س ��وف ترتفع ب�ش ��كل كبير‪،‬‬ ‫وفق� � ًا لبيان ��ات ال�شرك ��ة ال ُعمانية للقط ��ارت‪ .‬على‬ ‫وج ��ه الخ�صو�ص‪ ،‬من المتوق ��ع �أن تزيد ال�شحنات‬ ‫المعدنية ‪� 10‬أ�ضعاف بمج ��رد ربط �شبكة ال�سكك‬ ‫الحديدية عندما تكتمل مع موانئ البالد الثالثة‪.‬‬ ‫وق ��ال رئي� ��س ال�ش� ��ؤون التجاري ��ة ف ��ي ال�شرك ��ة‬ ‫ال ُعماني ��ة للقط ��ارات ج ��ون ليزنيو�سك ��ي لو�سائ ��ل‬ ‫الإعالم المحلي ��ة �أن القدرة الت�صديرية المعدنية‬ ‫المتراكمة في ميناء �صالل ��ة‪ ،‬التي تبلغ حالي ًا ‪10‬‬ ‫ماليي ��ن طن �سنوي ًا‪� ،‬سترتفع �إل ��ى ما بين ‪ 50‬و‪60‬‬ ‫ملي ��ون طن‪ ،‬م ��ع زي ��ادة كبي ��رة �أي�ض ًا ف ��ي الدقم‬ ‫و�صحار‪.‬‬

‫الوزير �أحمد بن محمد الفطي�سي‪� :‬إ�ستراتيجية طموحة‬

‫الموان ��ىء العالمية‪ ،‬وبذل ��ك �سيفتح هذا الم�شروع‬ ‫�آفاق� � ًا جديدة لتنويع م�ص ��ادر الدخل‪ ،‬كما �سيعزّز‬ ‫حركة التجارة في ال�سلطن ��ة لت�صل �إلى م�ستويات‬ ‫نوعية جدي ��دة غير م�سبوقة لت�صب ��ح ُعمان بذلك‬ ‫محطة جذب تجاري و�صناعي ولوج�ستي ت�ؤدي �إلى‬ ‫�إيجاد فر� ��ص �إ�ستثمارية تنعك� ��س �إيجاب ًا على نمو‬ ‫الناتج المحلي‪.‬‬ ‫وتفي ��د المعلومات ب� ��أن �شبكة ال�س ��كك الحديدية‬ ‫ف ��ي ُعمان تمت ��د لأكثر من ‪ 2000‬كل ��م‪� ،‬إبتداء من‬ ‫محافظ ��ة البريم ��ي و�ص ��و ًال �إل ��ى محافظ ��ة ظفار‬ ‫لترب ��ط موان ��ىء ال�سلطن ��ة م ��ع �شبك ��ة ال�س ��كك‬

‫م�شروع ال�سكة الحديدية في ال�سلطنة‬ ‫لتحقي ��ق الأه ��داف المن�صو� ��ص عليه ��ا ف ��ي‬ ‫�إ�ستراتيجية �سلطنة ُعم ��ان للخدمات اللوج�ستية‪،‬‬ ‫فقد ت ��م ت�شديد الإجراءات لت�سري ��ع وتيرة تطوير‬ ‫م�ش ��روع �سك ��ة حدي ��د ال�سلطن ��ة ال ��ذي ُيعت َبر من‬ ‫�أه ��م الم�شاري ��ع الإ�ستراتيجية الت ��ي �ست�ساهم في‬ ‫تحقي ��ق متطلبات التنمي ��ة الم�ستدام ��ة على كافة‬ ‫الم�ستويات وال�صعد‪ ،‬وذلك من خالل الدور الذي‬ ‫�ستلعب ��ه القطارات في رب ��ط المراكز التنموية في‬ ‫البالد‪� ،‬أ�ضف �إلى ذلك �أن هذا الم�شروع �سي�ضيف‬ ‫نمط ًا جديد ًا للنقل ف ��ي المنطقة لما يتميز به من‬ ‫قدرة على نقل كميات �ضخمة من ال�سلع والب�ضائع‬ ‫والع ��دد الكبي ��ر م ��ن ال ��ركاب لم�ساف ��ات طويل ��ة‬ ‫وبتكلف ��ة ت�شغيلية �أقل من المتاح ��ة حالي ًا‪ .‬كما �أن‬ ‫ه ��ذا الم�شروع يهدف �إلى تمكي ��ن قطاع النقل في‬ ‫البالد م ��ن �أن يكون رافد ًا حيوي ًا وف ّعا ًال وم�ستدام ًا‬ ‫للإقت�صاد ال ُعمااني‪ ،‬ويتم ّثل ذلك في ربط موانىء‬ ‫ال�سلطنة مع باق ��ي موانىء المنطقة والنهو�ض بها‬ ‫لتكون موانىء رئي�سية تلعب دور ًا مهم ًا في منظومة‬

‫على خلفية الخطة الجديدة‪،‬‬ ‫تهدف ُعمان الى زيادة �أكثر من‬ ‫ال�ضعفين على العمالة في قطاع الخدمات‬ ‫اللوج�ستية وبلوغ ‪ 80،000‬وظيفة‬ ‫بحلول نهاية العقد الحالي‪ ،‬و�إرتفاع ًا �إلى‬ ‫‪ 300،000‬وظيفة بحلول العام ‪.2040‬‬ ‫كما تهدف �أي�ض ًا �إلى م�ضاعفة م�ساهمة‬ ‫ال�صناعة في الإقت�صاد للو�صول �إلى ‪3‬‬ ‫مليارات ريال ُعماني (‪ 7.8‬مليارات دوالر)‬ ‫بحلول العام ‪ ،2020‬ولت�صل �إلى ‪14‬‬ ‫مليار ريال ُعماني (‪ 36.4‬مليار دوالر) في‬ ‫ال�سنوات الـ‪ 25‬المقبلة‬

‫الحديدية ل ��دول مجل�س التع ��اون الخليجي لتكون‬ ‫ال�سلطنة بوابة المنطقة‪.‬‬ ‫وق ��د ت ��م �إ�سن ��اد �أعم ��ال الخدم ��ات الإ�ست�شاري ��ة‬ ‫للت�صمي ��م المبدئ ��ي له ��ذا الم�ش ��روع ل�شرك ��ة‬ ‫"�إيتالفي ��ر" الإيطالي ��ة‪ ،‬حي ��ث ت ��م الإنته ��اء من‬ ‫�أعمال الت�صميم المبدئ ��ي للجزء الأول من م�سار‬ ‫الم�شروع الممتد من محافظة البريمي �إلى �صحار‬ ‫في محافظة �شمال الباطن ��ة‪ ،‬ويتم حالي ًا ت�صميم‬ ‫الأج ��زاء الأخرى‪ .‬وم ��ن المتوقع �أن يت ��م الإنتهاء‬ ‫من الت�صمي ��م المبدئي للم�شروع في كانون الثاني‬ ‫(يناير) ‪.2016‬‬ ‫وقام ��ت ال�شرك ��ة ال ُعماني ��ة للقطارات ف ��ي �شباط‬ ‫(فبراي ��ر) ‪ 2014‬بدع ��وة ال�ش ��ركات المنف ��ذة‬ ‫لم�شاري ��ع ال�س ��كك الحدي ��د وتكنولوجي ��ا الأنظمة‬ ‫للت�أهي ��ل ال ُم�سب ��ق‪ ،‬وقد تم ��ت عملي ��ة الت�أهيل في‬ ‫منت�ص ��ف تموز (يولي ��و) ‪ .2014‬وف ��ي �أواخر �أيار‬ ‫(ماي ��و) �أ�ص ��درت ال�شرك ��ة عطاءات لبن ��اء ثالثة‬ ‫�أج ��زاء �أخرى ل�شبكة ال�س ��كك الحديدية الوطنية‪،‬‬ ‫م ��ع عقود ّ‬ ‫تغطي �أكثر م ��ن ‪ 1200‬كلم من الم�سار‪،‬‬ ‫جنب� � ًا �إل ��ى جن ��ب م ��ع بن ��اء الأنف ��اق المطلوب ��ة‬ ‫وتر�سيخه ��ا‪� .‬إن الأج ��زاء الثالث ��ة ه ��ي حا�سم ��ة‬ ‫بالن�سبة �إل ��ى طموحات الخدم ��ات اللوج�ستية في‬ ‫ال�سلطن ��ة‪� ،‬إذ �أنه ��ا �سترب ��ط حفيت عل ��ى الحدود‬ ‫بين ُعمان مع الإمارات العربية المتحدة على طول‬ ‫الطريق �إلى �صاللة‪ ،‬عبر هيما والدقم‪.‬‬ ‫وتمث ��ل الم�شاريع الجديدة �أكثر من ن�صف مجموع‬ ‫ال‪ 2100‬كل ��م من �شبكة ال�سكك الحديدية المزمع‬ ‫�إن�شا�ؤه ��ا‪� .‬إن َعقدَ الج ��زء الأول من ال�شبكة الذي‬ ‫يتمث ��ل بخط طوله ‪ 207‬كلم يمتد من ميناء �صحار‬ ‫�إل ��ى البريم ��ي عل ��ى الح ��دود م ��ع دول ��ة الإمارات‬ ‫العربية المتحدة‪ ،‬من المتوقع �أن يتم الإعالن عنه‬ ‫في الربع الثالث من هذا العام‪.‬‬ ‫ثمة جانب مهم �آخر من خطة النقل ال�شاملة يتمثل‬ ‫في منطقة جنوب الباطنة اللوج�ستية‪ ،‬وهي مركز‬ ‫للنق ��ل والخدم ��ات اللوج�ستية الذي ج ��رى �إن�شا�ؤه‬ ‫عل ��ى موق ��ع بم�ساح ��ة �أولية تبل ��غ ‪ 30‬هكت ��ار ًا في‬ ‫بركاء‪ ،‬ويقع بالقرب من العا�صمة م�سقط‪ .‬و�سيتم‬ ‫تطوي ��ر المنطق ��ة كميناء ج ��اف‪ ،‬تربط ��ه الطرق‬ ‫وال�س ��كك الحديدي ��ة بالمراك ��ز ال�ساحلية‪ ،‬ويعمل‬ ‫كمرك ��ز لإعادة ال�شح ��ن والتخزي ��ن والتوزيع‪ .‬في‬ ‫�أوائل حزي ��ران (يونيو) الفائت‪� ،‬أعل ��ن م�س�ؤولون‬ ‫من ال�شرك ��ة ال ُعماني ��ة للخدم ��ات اللوج�ستية ب�أن‬ ‫ت�س ��ع �ش ��ركات محلي ��ة ودولي ��ة تقدم ��ت بطلب ��ات‬ ‫للح�صول على عقد ت�شغيل و�إدارة المن�ش�أة‬ ‫‪Issue 34 - September - 2015‬‬

‫‪47‬‬


JTCE

Le Nom Qu’il Faut Connaitre Au Maroc

JTCE Sarl est une société Marocaine des secteurs du bâtiment et travaux publics. Elle intervient dans la construction des bâtiments, des grands ouvrages et des infrastructures d'énergie (tertiaire, industriel, infrastructures) Pour Plus D’information: 67 angle Boulevard Hassan 1er, Casablanca, Maroc Tel: (212) 0664 501 319, Email: jtcesarl@gmail.com


‫بقلم عبد اللطيف الفراتي*‬

‫بكل هدوء‬

‫معركة المحاسبة‬ ‫والمصالحة في تونس‬ ‫تحت ��دم ف ��ي تون� ��س معركة كب ��رى ال تب ��دو معالمه ��ا وا�ضحة‬ ‫ل ��دى الع ��دد الأكبر من المواطني ��ن التون�سيين‪ .‬وهي تجري‬ ‫بي ��ن رئا�س ��ة الجمهوري ��ة‪ ،‬وكل م ��ن ي ��دور في فلكه ��ا‪ ،‬من �أح ��زاب م�ؤتلفة‬ ‫تمتلك في البرلمان ال �أقل من ‪ 80‬في المئة من الأ�صوات‪ ،‬وبين معار�ضة‬ ‫تجمع حولها ق�سماً مهماً من الجمعيات الأهلية والمجتمع المدني‪.‬‬ ‫ولع ��ل الجان ��ب الأكبر من هذه المعركة يتلخّ�ص في لَ� �يّ ذراعٍ بين رئي�س‬ ‫الجمهوري ��ة الباج ��ي قائ ��د ال�سب�س ��ي "والحقوقي ��ة" �سه ��ام ب ��ن �سدري ��ن‪،‬‬ ‫رئي�س ��ة "هيئ ��ة الحقيق ��ة والكرام ��ة" الت ��ي ت�ش ّكل ��ت ف ��ي ‪ 2013‬م ��ن قب ��ل‬ ‫المجل�س الت�أ�سي�سي �إعتماداً على قانون العدالة الإنتقالية‪.‬‬ ‫ف ��ي الواق ��ع‪ ،‬ل ��م يكن هناك احتكاك بي ��ن ال�شخ�صين قبل ربي ��ع ‪� ،2011‬أي‬ ‫�أ�سابي ��ع قليل ��ة بعد نجاح الثورة التون�سية على ط ��رد الرئي�س ال�سابق زين‬ ‫العابدي ��ن ب ��ن عل ��ي م ��ن من�صب ��ه الرئا�س ��ي‪ ،‬ودفعه �إل ��ى منف ��ى ذهبي في‬ ‫المملكة العربية ال�سعودية‪.‬‬ ‫فعندم ��ا ُدع ��ي الباج ��ي قائد ال�سب�س ��ي لتولي ال ��وزارة الأول ��ى ( كما كانت‬ ‫ت�سم ��ى �أيامه ��ا) على �إثر �إ�ستقال ��ة الوزير الأول محم ��د الغنو�شي الباقي‬ ‫م ��ن عه ��د الرئي�س بن علي‪ ،‬ورث‪ ،‬في ما ورث‪ ،‬وزيراً للداخلية هو فرحات‬ ‫الراجح ��ي‪ .‬غي ��ر �أن رئي�س الحكوم ��ة الجديد �آنذاك‪ ،‬وه ��و رئي�س الدولة‬ ‫حالياً‪ ،‬لم يقنعه �أداء وزيره فما كان منه �إال �أن �أقاله بعد �شهر من تعيينه‪،‬‬ ‫فيم ��ا ت�ؤك ��د جه ��ات عدي ��دة �أن الوزي ��ر كان واقعاً تح ��ت الت�أثي ��ر ال�سيا�سي‬ ‫ل�سهام بن �سدرين‪ ،‬و�أنه �إرتكب �أخطاء كبيرة‪ ،‬كحل البولي�س ال�سيا�سي �أي‬ ‫العي ��ن ال�ساه ��رة لل�سلطة‪ ،‬وطرد �أكبر الكفاءات الت ��ي تحتوي عليها وزارة‬ ‫الداخلي ��ة‪ ،‬مم ��ا ع� � ّرى البالد من كل ق ��درة على متابع ��ة الخفايا‪ ،‬وهو ما‬ ‫ي�صل بالبع�ض �إلى �إعتبار ذلك �أحد �أ�سباب �إ�ست�شراء الإرهاب‪.‬‬ ‫وق ��د �أث ��ار الأم ��ر ب ��ن �سدري ��ن و�أغ�ضبه ��ا مم ��ا �أدّى �إل ��ى منا�صبته ��ا قائ ��د‬ ‫ال�سب�سي العداء‪� ،‬إذ �أنها �إعتبرت ب�أنه �أقال رج ً‬ ‫ال مق ّرباً منها‪.‬‬ ‫غير �أن ت�أثير بن �سدرين لم يتوقف عند الوزير الراجحي‪ ،‬بل كان ممتداً‬ ‫�إلى زعامات كثيرة من حزب النه�ضة الإ�سالمي‪ ،‬على �إعتبارها �أنها كانت‬ ‫م ��ن �أ�ش ��د المدافعين عن الإ�سالميين في عه ��د الرئي�س ال�سابق بن علي‪،‬‬ ‫وف ��ي فت ��رة محاكماتهم وم ��لء ال�سجون بم ��ن ينتمون �إليه ��م‪ .‬لذلك كان‬ ‫ت�أثيره ��ا‪ ،‬ح�س ��ب بع� ��ض المحللين الجديي ��ن‪ ،‬كبيراً عندم ��ا تو ّلوا الحكم‬ ‫ب ��دءاً م ��ن �أواخر ‪ 2011‬حتى ما بين بداية �إلى �أواخر ‪ 2014‬وفقاً لإختالف‬ ‫التقييمات‪.‬‬ ‫وم ��ن هن ��ا ف� ��إن قان ��ون العدال ��ة الإنتقالي ��ة ال ��ذي �ص ��در ع ��ن المجل� ��س‬ ‫الت�أ�سي�س ��ي ال ��ذي كان الإ�سالمي ��ون في ��ه يحتل ��ون غالبي ��ة ن�سبي ��ة‪ ،‬ج ��اء‬ ‫موافق� �اً لهواه ��ا‪ ،‬حي ��ث تم م ��ن خالل ه ��ذا المجل� ��س �إنتخابه ��ا (رئي�سة)‬ ‫م ��ع مجموع ��ة ذات وزن من المقربين �إليها ف ��ي ع�ضوية "هيئة الحقيقة‬ ‫والكرام ��ة" المكلفة بمحا�سبة رجال الأنظمة ال�سابقة بداية من الرئي�س‬ ‫الأ�سب ��ق الحبي ��ب بورقيبة‪ ،‬ال ��ذي يقدّ�سه الكثيرون م ��ن التون�سيين‪ ،‬قبل‬

‫تحقيق الم�صالحة على �شاكلة ما جرى في المغرب �أو في جنوب �إفريقيا‬ ‫�أو في دول �شرق �أوروبا‪.‬‬ ‫م ��ن هن ��ا ر�أى البع� ��ض ع ��ن ح ��ق �أو باط ��ل‪� ،‬أن ب ��ن �سدري ��ن ج ��اءت به ��دف‬ ‫الإنتق ��ام م ��ن رجال عهود �إ�ضطهدوها هي وغيره ��ا من المعار�ضين‪ ،‬لعل‬ ‫م ��ن بينهم رئي�س الجمهوري ��ة الحالي الباجي قائ ��د ال�سب�سي الذي �شغل‬ ‫من�صب مدير �أمن ثم من�صب وزير الداخلية في فترة طويلة من �ستينات‬ ‫الق ��رن الفائ ��ت‪ ،‬كان فيها التعذيب و�سوء معاملة المعار�ضين �سائدة على‬ ‫نطاق وا�سع‪.‬‬ ‫ل ��ذا ف� ��إن فع ��ل التراكم المتمثل ف ��ي �إقالة قائ ��د ال�سب�سي‪� ،‬أي ��ام كان رئي�ساً‬ ‫للحكوم ��ة �إب ��ان الث ��ورة‪ ،‬للوزي ��ر المق� � َّرب منه ��ا‪ ،‬و�أي�ض ��ا الرغب ��ة منه ��ا‬ ‫ح�س ��ب القان ��ون ف ��ي محا�سبة رج ��ال النظ ��ام البورقيبي ثم نظ ��ام بن علي‬ ‫لفت ��رة تتج ��اوز ‪� 55‬سن ��ة‪ ،‬ق ��د فت ��ح الب ��اب ل�ضغائ ��ن كبي ��رة‪ ،‬زادته ��ا رئي�سة‬ ‫هيئ ��ة الحقيق ��ة والكرام ��ة حدّة‪ ،‬بمحاول ��ة الإ�ستحواذ عل ��ى �أر�شيف رئا�سة‬ ‫الجمهوري ��ة‪ ،‬في حركة �إعتب ��رت في حينه غير قانونية رف�ضتها المحكمة‬ ‫الإداري ��ة‪ ،‬والتخوف ��ات من �أن تق ��دم الهيئة عل ��ى �إذالل م�س�ؤولين �سابقين‬ ‫�أحي ��اء و�أم ��وات‪ ،‬من بينهم الي ��وم وزراء ومدراء كب ��ار‪ ،‬كل ذلك خلق �أجواء‬ ‫موب ��وءة‪ ،‬وفت ��ح الباب �أمام رئي� ��س الجمهوري ��ة لتقديم مب ��ادرة ت�شريعية‪،‬‬ ‫للت�صدي ��ق برلماني� �اً عل ��ى قان ��ون للم�صالح ��ة ف ��ي مج ��ال "الجرائ ��م‬ ‫الإقت�صادية والمالية"‪ ،‬مما ي�سحب من هيئة "الحقيقة والكرامة" الكثير‬ ‫م ��ن �صالحياتها بل وي�صيبها في ال�صميم‪ ،‬وفي الوقت عينه �سعت جهات‪،‬‬ ‫متنف ��ذة ع ��ادة‪ ،‬لزعزعة الهيئ ��ة من الداخ ��ل‪ ،‬ف�إ�ستقال عدد م ��ن �أع�ضائها‬ ‫ُ‬ ‫وط ��رد واح ��د منهم بحيث ب ��ات الن�صاب فيها مهتزاً الأم ��ر الذي قد ي�ؤدي‬ ‫�إلى ح ّلها‪ ،‬وت�شكيل هيئة جديدة يكون رئي�س الجمهورية را�ضياً عنها‪.‬‬ ‫و�إذا م ّر م�شروع قانون رئي�س الجمهورية ب�سالم �أمام المجل�س الت�شريعي‬ ‫وت� � ّم الت�صدي ��ق علي ��ه‪ ،‬ول ��و كم ��ا يطال ��ب البع� ��ض ب�إدخ ��ال تغيي ��رات غير‬ ‫جوهري ��ة علي ��ه‪ ،‬وكل الم�ؤ�ش ��رات ت�شير �إلى �إحتمال ح�ص ��ول ذلك ب�إعتبار‬ ‫�أن �أحزاب الإئتالف الحكومي �ست�ص ّوت له بغالبيتها الوا�سعة‪ ،‬و�إذا �إنتهت‬ ‫المن ��اورات الجاري ��ة ل�سحب الثقة م ��ن �سهام بن �سدري ��ن‪ ،‬وقد تم تقديم‬ ‫م�ش ��روع الئح ��ة للبرلم ��ان و ّقعها ‪ 70‬نائب� �اً لإخ�ضاعه ��ا لتحقيق برلماني‬ ‫بتهم ��ة تج ��اوزات مالي ��ة و�سلوكي ��ة‪ ،‬ف� ��إن قائ ��د ال�سب�س ��ي يك ��ون ق ��د ح ّقق‬ ‫�إنت�ص ��اراً �آخ ��ر‪ ،‬رغ ��م �أن المجتم ��ع المدني يقف بقوة �ض ��ده و�ضد م�شروع‬ ‫قانون ��ه‪ ،‬م ��ع �أح ��زاب المعار�ض ��ة التي لها ح�ض ��ور �شعبي رغ ��م �ضعفها في‬ ‫البرلمان‪.‬‬ ‫و�إذا ت ��م لرئي� ��س الدول ��ة م ��ا يري ��د وم ��ا ي�سع ��ى �إليه م ��ن �إزاح ��ة �سهام بن‬ ‫�سدري ��ن حت ��ى ال تك ��ون �شوكة في حلقه‪ ،‬ف�إن ذلك ل ��ن يثير في الغالب رد‬ ‫فعل �شعبياً كبيراً‪ ،‬و�سيتنا�ساه النا�س المهمومون �أ�سا�ساً بلقمة العي�ش في‬ ‫بلد يتقهقر �إقت�صاديا‪ ،‬وو�صل �إلى مرحلة الإنكما�ش والركود الإقت�صادي‬ ‫بكل ما تعنيه من تردي الأحوال المعي�شية وتفاقم البطالة‬

‫* كاتب و�صحافي من تون�س‪ ،‬ورئي�س التحرير ال�سابق ل�صحيفة "ال�صباح" التون�سية (‪)fouratiab@gmail.com‬‬

‫‪Issue 34 - September - 2015‬‬

‫‪49‬‬


P.O.Box: 138, Chelsea, London, SW3 6BH ENGLAND Tel: +44 (0) 20 72861372 Fax: +44 (0) 20 72661479 E-mail: ad-diplomasi@btconnect.com Website: http: //www.ad-diplomasi.com

!

NO RELUCTANCE IN SEEKING HOT ISSUES

No Hesitation In Telling Hard Truth Ad-Diplomasi News Report monthly distributes critical analysis of events in the Arab world and the Middle East, to its subscribers among the top Arab decision makers, government officials, diplomats, journalists and business leaders. Ad-Diplomasi News Report analysis goes beyond the event, to provide the information and assessments needed to understand intelligently what is going on, in the ever changing Middle East political, military and economic scene. Ad-Diplomasi News Report’s writers have an impeccable reputation as experts in Arab affairs and, their work is widely quoted by the international media. Ad-Diplomasi News Report is published from LONDON in Arabic as well as in English by Focus Press (UK) Limited. Founded in 1996. Editor Raymond Atallah.


‫امل�صارف‬

‫�رشكات الت�أمني‬

‫�رشكات الإ�ستثمار‬

‫"ميريل لينت�ش"‪ :‬لبنان يملك‬ ‫�أعلى ن�سبة ت�سليفات �إلى الناتج عربي ًا‬

‫ق� �دّرت �شرك ��ة ميري ��ل لينت� ��ش" ‪(Merrill‬‬ ‫)‪ Lynch‬الت�سليف ��ات الم�صرفي ��ة للقط ��اع‬ ‫الخا� ��ص المقيم ف ��ي لبنان بن�سب ��ة ‪ %89,4‬من‬ ‫الناتج المحلي الإجمالي ف ��ي حزيران (يونيو)‬ ‫‪ ،2015‬وهي ن�سبة �أعلى من تلك التي في منطقة‬ ‫�أوروب ��ا النا�شئ ��ة وال�ش ��رق الأو�س ��ط و�أفريقي ��ا‬ ‫والبالغ ��ة ‪ %45‬من النات ��ج المحلي‪ ،‬وفي �أميركا‬ ‫الالتينية (‪ %42,5‬من الناتج )‪ ،‬ولكنها �أقل من‬ ‫الن�سبة في �آ�سيا (‪ %125,2‬من الناتج)‪.‬‬ ‫ويمل ��ك لبنان تا�س ��ع �أعلى ن�سب ��ة ت�سليفات �إلى‬ ‫الناتج المحلي الإجمال ��ي بين ‪� 56‬سوق ًا نا�شئة‪،‬‬ ‫م ��ا ي�ش� � ّكل ثاني �أعل ��ى ن�سبة في منطق ��ة �أوروبا‬ ‫النا�شئ ��ة وال�ش ��رق الأو�س ��ط و�أفريقي ��ا‪ ،‬و�أعلى‬ ‫ن�سب ��ة بي ��ن ‪ 12‬دولة عربي ��ة‪ .‬وق� �دّرت "ميريل‬ ‫لينت� ��ش" ن�سب ��ة الدي ��ون المتع ّثرة �إل ��ى �إجمالي‬ ‫الدي ��ون في القط ��اع الم�صرف ��ي اللبناني بـ‪،%4‬‬ ‫�أي �أقل م ��ن ن�سبة الدي ��ون المتع ّثرة في منطقة‬ ‫�أوروب ��ا النا�شئ ��ة وال�ش ��رق الأو�س ��ط و�أفريقي ��ا‬ ‫والبالغة ‪ ،%5,6‬ومقارنة بن�سبة الديون المتع ّثرة‬ ‫ف ��ي �أمي ��ركا الالتينية والت ��ي و�صل ��ت �إلى ‪،%3‬‬

‫وم ��ن ن�سبة الديون المتع ّثرة في �آ�سيا التي بلغت‬ ‫‪ .%1,8‬ويمل ��ك القط ��اع الم�صرف ��ي اللبنان ��ي‬ ‫الن�سب ��ة الـ‪ 24‬الأدنى من الدي ��ون المتع ّثرة بين‬ ‫‪ 53‬قطاع ًا م�صرفي� � ًا‪ ،‬والـ‪ 11‬الأدنى في منطقة‬ ‫�أوروب ��ا النا�شئ ��ة وال�ش ��رق الأو�س ��ط و�أفريقيا‪،‬‬ ‫والخام�سة الأدنى بين الدول العربية‪.‬‬ ‫ع�ل�اوة عل ��ى ذل ��ك‪ ،‬ق� �دّرت "ميري ��ل لينت� ��ش"‬ ‫العر�ض النقدي في لبنان (‪)Money Supply‬‬ ‫بن�سبة ‪ %231‬من الناتج المحلي الإجمالي‪ ،‬وهي‬ ‫�أعل ��ى بكثير من التي في �آ�سيا والبالغة ‪%130,3‬‬ ‫م ��ن النات ��ج المحلي‪ ،‬وم ��ن الن�سبة ف ��ي �أميركا‬ ‫الالتيني ��ة (‪ %65,3‬م ��ن الناتج) وم ��ن الن�سبة‬ ‫ف ��ي منطق ��ة �أوروب ��ا النا�شئة وال�ش ��رق الأو�سط‬ ‫(�سجل‬ ‫و�أفريقيا (‪ %49,7‬من الناتج المحلي)‪ّ .‬‬ ‫لبنان ثال ��ث �أعلى م�ستوى م ��ن العر�ض النقدي‬ ‫ن�سب ��ة �إل ��ى الناتج المحل ��ي الإجمال ��ي بين ‪57‬‬ ‫�سوق� � ًا نا�شئة‪ ،‬وت� ّأخر ع ��ن هونغ كونغ (‪%497,9‬‬ ‫م ��ن الناتج المحل ��ي)‪ ،‬وتاي ��وان (‪ %232,3‬من‬ ‫الناتج المحل ��ي)‪ .‬وقد جاءت نتائج التقرير في‬ ‫الن�شرة الأ�سبوعية لمجموعة بنك بيبلو�س‪.‬‬

‫�أ�صول قطاع التمويل الإ�سالمي ‪ 3‬تريليونات دوالر بعد ‪� 5‬سنوات‬ ‫يتوقع "مركز دبي لتطوير الإقت�صاد الإ�سالمي"‬ ‫نم ��و قيمة �أ�ص ��ول قطاع التموي ��ل الإ�سالمي في‬ ‫العال ��م بن�سب ��ة ‪ 80‬في المئ ��ة خ�ل�ال ال�سنوات‬ ‫الخم� ��س المقبل ��ة لت�صل �إل ��ى ‪ 3.24‬تريليونات‬ ‫دوالر بحلول العام ‪.2020‬‬ ‫و�أك ��د المركز ف ��ي تقرير عن "واق ��ع الإقت�صاد‬ ‫الإ�سالم ��ي العالمي" �أعده بالتع ��اون مع �شركة‬ ‫"طوم�سون رويترز" وم�ؤ�س�سة "دينار �ستاندرد"‬ ‫لمنا�سب ��ة �إنعقاد "القم ��ة العالمي ��ة للإقت�صاد‬ ‫الإ�سالمي" التي تنظمها "غرفة دبي"‪ ،‬و"مركز‬ ‫دب ��ي لتطوي ��ر الإقت�ص ��اد الإ�سالم ��ي" و�شركة‬ ‫"طوم�س ��ون رويت ��رز" في مدين ��ة جميرا بدبي‬ ‫يومي ‪ 5‬و‪ 6‬ت�شري ��ن الأول (�أكتوبر) المقبل‪� ،‬أن‬ ‫قطاع التموي ��ل الإ�سالمي ُيع ّد الأكثر تطور ًا بين‬ ‫القطاعات الأخرى التي تمثل الركائز الرئي�سية‬ ‫للإقت�ص ��اد الإ�سالم ��ي العالم ��ي وال ��ذي ُيقا�س‬ ‫�أدا�ؤه ونم ��وه عل ��ى نط ��اق وا�س ��ع باالعتماد على‬

‫قيمة الأ�صول المالية الإ�سالمية‪.‬‬ ‫ولف ��ت التقري ��ر �إل ��ى �أن قيم ��ة �أ�ص ��ول قط ��اع‬ ‫التمويل الإ�سالمي بلغت خالل العام ‪ 2014‬نحو‬ ‫‪ 1.8‬تريلي ��ون دوالر و�إ�ست�أث ��ر قط ��اع الخدمات‬ ‫الم�صرفية الإ�سالمية بم ��ا ن�سبته ‪ 74‬في المئة‬ ‫م ��ن �إجمالي ه ��ذه الأ�ص ��ول‪ ،‬بينم ��ا �إ�ستحوذت‬ ‫ال�صك ��وك الم�ستحق ��ة على ‪ 16‬ف ��ي المئة فيما‬ ‫ُيتوق ��ع نمو قيمة قط ��اع التموي ��ل الإ�سالمي �إلى‬ ‫‪ 3.2‬تريليون ��ات دوالر بحلول العام ‪ 2020‬منها‬ ‫‪ 2.6‬تريليون ��ي دوالر ح�ص ��ة قط ��اع الخدم ��ات‬ ‫الم�صرفية الإ�سالمية‪.‬‬ ‫ويبلغ عدد الم�ؤ�س�س ��ات المالية الإ�سالمية العاملة‬ ‫في مختلف �أنحاء العالم ‪ 1143‬م�ؤ�س�سة‪ ،‬منها ‪436‬‬ ‫م�صرف� � ًا �إ�سالمي ًا �أو ناف ��ذة للخدمات الم�صرفية‬ ‫الإ�سالمي ��ة في البنوك التقليدي ��ة‪ ،‬و‪� 308‬شركات‬ ‫تكافل‪ ،‬و‪ 399‬م�ؤ�س�سة مالي ��ة �إ�سالمية �أخرى مثل‬ ‫�شركات التمويل واال�ستثمار‪.‬‬

‫من األسواق‬ ‫المف�ص���لة ال�صادرة �أخيراً‬ ‫بينت النتائج المالية‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫عن �س���بعة م�صارف �س���ورية تابعة لم�صارف لبنانية‪،‬‬ ‫المجمعة ال�ص���افية للم�ص���ارف‬ ‫�أن �إجمال���ي الأرب���اح‬ ‫ّ‬ ‫ال�سبعة بلغت ‪ 9,2‬مليارات ليرة �سورية في الف�صل‬ ‫مرات من‬ ‫الأول م���ن ‪ ،2015‬بارتف���اع مق���داره ‪ّ 6,4‬‬ ‫‪ 1,4‬مليار ليرة �سورية في الف�صل عينه من ‪.2014‬‬ ‫مرات من ‪10,1‬‬ ‫و�إرتفع���ت الأرباح حيال الدوالر ‪ّ 4,6‬‬ ‫ماليي���ن دوالر ف���ي الف�ص���ل الأول م���ن ‪� 2014‬إلى‬ ‫‪ 46,4‬مليونا ً في الف�ص���ل عينه من ال�س���نة‪ .‬ت�س���تند‬ ‫الأرقام الى �أ�س���عار ال�ص���رف الر�سمية ال�سائدة خالل‬ ‫هذه الفترة‪.‬‬ ‫�أوردت مجلة "�أمي���ركان لوير" نقالً عن محام لم‬ ‫تذكر �إ�س���مه مطّ لع على الت�س���وية �أن "البنك العربي‬ ‫وافق على دفع �أكثر بقليل من مليار دوالر لت�س���وية‬ ‫الدعوى التي رفعها مئات الأميركيين الذين �إتهموه‬ ‫بت�س���هيل هجمات م�سلحين في �إ�سرائيل"‪ .‬ورداً على‬ ‫التقرير �أعلن "البنك العربي" في بيان �أن "ال�ش���روط‬ ‫�س���رية ولن نعق���ب �س���وى بالق���ول �أن التقرير غير‬ ‫وتو�ص���ل "البن���ك العربي" ال���ذي يتخذ من‬ ‫دقي���ق"‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الأردن مق���راً �أخي���راً �إل���ى اتفاق لت�س���وية دعوى في‬ ‫الوالي���ات المتح���دة �إته���م فيه���ا بت�س���هيل هجمات‬ ‫"حركة المقاومة الإ�س�ل�امية الفل�س���طينية" (حما�س)‬ ‫حمل‬ ‫في �إ�سرائيل بعد نحو �سنة على قرار للمحلفين ّ‬ ‫البن���ك م�س����ؤولية قانوني���ة‪ .‬وواجه البن���ك مزاعم من‬ ‫حوالى ‪ 500‬مواطن �أميركي قالوا �أنهم �أو �أع�ضاء من‬ ‫عائالتهم كانوا �ضحية لهجمات "حما�س"‪.‬‬ ‫عقد البنك اللبناني الفرن�س���ي �إتفاق �شركة مع‬ ‫"�أليانز �س���نا" للت�أمي���ن ( ‪ )Allianz SNA‬لإعداد‬ ‫مجموع���ة متنــــ ّوعة م���ن برامج الت�أمين التي ت�ض���من‬ ‫للزبائ���ن التغطية الف ّعال���ة عند الحاج���ة‪ .‬ومع �إدخال‬ ‫حلول ت�أمين جديدة مثل "برنامج تعوي�ض المدخول"‬ ‫و"برنامج ت�أمين المن���زل"‪ ،‬و"برنامج ت�أمين المكتب‬ ‫و‪� /‬أو المتج���ر"‪ ،‬و"برنام���ج ت�أمي���ن و�س���ائل الدف���ع‬ ‫المالية" و"برنامج ت�أمين ال�س���فر"‪� ،‬أ�صبح في �إمكان‬ ‫الزب���ون تج ّن���ب الخ�س���ائر المالي���ة عند الإ�ست�ش���فاء‬ ‫وحماية م�س���كنه وممتلكاته‪ ،‬و�إبقاء عمله �س���اريا ً في‬ ‫كل الظ���روف‪� ،‬إ�ض���افة �إل���ى �ض���مان التعوي�ض لدى‬ ‫عملية �إحتيال �أو الإ�ستفادة من تغطية‬ ‫تعر�ض���ه ل ّأي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ف���ي الخارج‪ ،‬ب���دءاً من دوالري���ن �أميركيين فقط في‬ ‫ال�ش���هر‪ .‬وقد �أُعلن عن هذه ال�ش���ركة في م�ؤتمر عقد‬ ‫بتاريخ ‪� 20‬آب (�أغ�س���ط�س) ‪ 2015‬في مطعم "ليزا"‬ ‫في الأ�ش���رفية‪ ،‬بح�ض���ور الرئي�س التنفيذي لل�شرق‬ ‫االو�س���ط و�ش���مال �إفريقيا في "�أليانز �سنا" �أنطوان‬ ‫ريا‬ ‫عي�سى والمديرة العامة للبنك اللبناني الفرن�سي ّ‬ ‫روفايل �إلى ممثّلين عن الفريقين‪.‬‬

‫‪Issue 34 - September - 2015‬‬

‫‪51‬‬


‫البور�صات العربية والدولية‬

‫�أخبار �أ�سواق المال‬

‫العمالت‬

‫المؤشر‬

‫ماذا تعني عودة ال�سعودية �إلى �سوق ال�سندات؟‬ ‫تم ّثل عودة المملكة العربية ال�سعودية الأخيرة �إلى �سوق ال�سندات تح ّو ًال‬ ‫كبي ��راً ف ��ي �سيا�س ��ة الحكوم ��ة فيم ��ا ت�سعى �أكب ��ر دولة م�ص ��درة للنفط في‬ ‫العال ��م �إلى �أ�س ��واق ر�أ�س المال لتغطية العجز ف ��ي الموازنة وال�سحب من‬ ‫ر�صيد الإحتياطات الأجنبية‪.‬‬ ‫�إن �إ�ص ��دار ال‪ 15‬ملي ��ار ريال �سعودي (‪ 4‬مليارات دوالر) في منت�صف تموز‬ ‫(يولي ��و) الفائ ��ت كان �أول �سن ��دات �سيادي ��ة تعر�ضه ��ا الريا� ��ض من ��ذ العام‬ ‫‪ ،2007‬مع تلميح كبار الم�س�ؤولين �إلى مزيد من "الغزوات" �إلى الأ�سواق‪.‬‬ ‫�إن ال�سن ��دات – وه ��ي �إ�ص ��دارات تقليدي ��ة ل�سب ��ع �سنوات وع�ش ��ر �سنين مع‬ ‫عائ ��د ‪ %2.57‬و‪ %2.88‬عل ��ى التوالي‪ -‬قد بيعت �إلى م�ؤ�س�سات �سعودية �شبه‬ ‫�سيادية‪ ،‬وفقاً لتقارير �صحافية‪.‬‬ ‫وتزام ��ن �إ�ص ��دار ال�سن ��دات مع �أول عج ��ز متو ّقع للموازن ��ة ال�سعودية منذ‬ ‫العام ‪ ،2009‬ب�سبب �ضعف عائدات النفط والنفقات الم�ستمرة على برامج‬ ‫�أعمال ر�أ�س المال والإ�ستثمار‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن العائ ��دات م ��ن �ص ��ادرات النف ��ط ق ��د تنخف� ��ض �أكثر‪ ،‬م ��ع هبوط‬ ‫ال�شحن ��ات بن�سب ��ة ‪ ٪10‬ف ��ي �أي ��ار (مايو) الفائ ��ت على الرغم م ��ن �إنتاج �شبه‬ ‫قيا�س ��ي‪ ،‬وفق� �اً لبيانات ر�سمية �ص ��درت في ‪ 20‬تموز (يولي ��و) الفائت‪ .‬كانت‬ ‫ال�صادرات في �أيار (مايو) في �أدنى م�ستوى لها في خم�سة �أ�شهر‪ ،‬حيث بلغ‬ ‫متو�سطه ��ا ‪ 6.94‬ماليي ��ن برميل يومياً‪ ،‬منخف�ض� � ًة ‪ 800،000‬برميل يومياً‬ ‫عن ال�شهر ال�سابق‪.‬‬ ‫وت�أم ��ل المملك ��ة العربية ال�سعودية �إغالق بع�ض ه ��ذه الفجوة من طريق‬ ‫زي ��ادة مبيع ��ات منتج ��ات النف ��ط المك� � ّرر محلي� �اً‪ ،‬وال �سيم ��ا الدي ��زل‪ ،‬م ��ع‬ ‫�إرتباط البلد الآن مع "رويال دات�ش �شل" رابع �أكبر مك ّرر في العالم‪.‬‬ ‫عائ ��دات النف ��ط الوفي ��رة كان ��ت تم� � ّول تقليدي� �اً الإنف ��اق الحكوم ��ي‪ ،‬م ��ع‬ ‫تخ�صي� ��ص المملكة العربية ال�سعودي ��ة مبلغ ‪ 4.4‬تريليونات ريال �سعودي‬ ‫(‪ 1.2‬تريلي ��ون دوالر) لم�شاري ��ع التنمي ��ة في ال�سنوات الخم� ��س الما�ضية‬ ‫وحده ��ا ‪ ٪30 -‬منه ��ا ذهب ��ت �إلى برام ��ج �أعمال ر�أ�س الم ��ال‪ ،‬وفقاً للبيانات‬ ‫ال�ص ��ادرة ع ��ن م�ؤ�س�س ��ة النق ��د العرب ��ي ال�سع ��ودي ف ��ي حزي ��ران (يوني ��و)‬ ‫الفائت‪.‬‬ ‫بينم ��ا �إ�ستح ��وذ الإنفاق الع ��ام على ‪ ٪40‬من النات ��ج المحلي الإجمالي في‬ ‫الع ��ام الفائ ��ت‪ ،‬حي ��ث بل ��غ مجموع ��ه ‪ 1.1‬تريليون ري ��ال �سع ��ودي (‪293.4‬‬ ‫ملي ��ار دوالر)‪ ،‬فق ��د تراجع ��ت م�ستويات الدين العام �إل ��ى ‪ ٪1.6‬من الناتج‬ ‫المحل ��ي الإجمالي‪ ،‬وبلغت الإحتياطات الأجنبية ‪ ٪97‬من الناتج المحلي‬ ‫الإجمال ��ي‪ ،‬الأمر الذي و�ضع المملكة في و�ضع جيد للح�صول على ديون‬ ‫تمويل مع الإ�صدار الأخير‪.‬‬ ‫وفق� �اً لفه ��د المب ��ارك‪ ،‬محاف ��ظ م�ؤ�س�س ��ة النق ��د العرب ��ي ال�سع ��ودي‪ ،‬ف�إن‬ ‫ال�سن ��دات �س ��وف تو ّف ��ر تغطية �إ�ضافية لعج ��ز الموازنة ه ��ذا العام‪ ،‬والذي‬ ‫كم ��ا ق ��ال لو�سائ ��ل الإع�ل�ام المحلي ��ة ف ��ي ‪ 9‬تم ��وز (يولي ��و) الفائ ��ت‪ ،‬ب�أنه‬ ‫�سيتج ��اوز العج ��ز المتو َّق ��ع البال ��غ ‪ 145‬مليار ري ��ال �سع ��ودي (‪ 38.7‬مليار‬ ‫دوالر)‪ .‬و�س ��وف ت�ستخ ��دم الحكوم ��ة مزيج� �اً م ��ن الإحتياط ��ات الأجنبي ��ة‬ ‫و�إ�ص ��دار ال�سندات لتغطية العجز‪ّ ،‬‬ ‫مو�ضحاً‪ ،‬علماً �أنه تم �سحب ‪ 244‬مليار‬

‫‪50‬‬

‫العدد ‪� - 34‬أيلول (�سبتمرب) ‪٢٠١5 -‬‬

‫ريال �سعودي (‪ 65.1‬مليار دوالر) من الإحتياطات هذا العام حتى الآن‪.‬‬ ‫عل ��ى الرغم م ��ن �أن م�ؤ�س�سة النق ��د العربي ال�سعودي ل ��م ُت�شر �إلى جدول‬ ‫زمن ��ي لمزي ��د م ��ن الإ�ص ��دارات �أو ك ��م ه ��ي ت�أم ��ل بالح�ص ��ول م ��ن �س ��وق‬ ‫ال�سن ��دات‪ ،‬فقد �أفاد فه ��د التركي‪ ،‬كبير الإقت�صاديي ��ن في �شركة "جدوى‬ ‫للإ�ستثم ��ار"‪ ،‬ب� ��أن البالد يمكن ان تتطلع �إلى �إقترا� ��ض ما ي�صل الى ‪200‬‬ ‫مليار ريال �سعودي (‪ 53.3‬مليار دوالر) هذا العام‪.‬‬ ‫وي ��رى مح ّللون ع ��دداً من الإيجابيات في تح� � ّول ال�سيا�سة نحو م�ستويات‬ ‫مرتفعة من الديون‪ ،‬ال �سيما و�أن المملكة مع ّر�ضة �إلى م�ستوى منخف�ض‬ ‫من الديون في الوقت الحا�ضر‪.‬‬ ‫يق ��ول ج ��ون �سفاكياناكي� ��س‪ ،‬مدي ��ر ق�س ��م ال�ش ��رق الأو�س ��ط ل"مجموع ��ة‬ ‫�أ�شم ��ور" المالي ��ة‪� ،‬أن الخطوة الأولية في �سوق ال�سن ��دات‪ ،‬وتلك التي من‬ ‫المنتظ ��ر �أن تتبعها‪� ،‬سوف تعمل عل ��ى تو�سيع �سوق ر�أ�س المال ال�سعودية‪،‬‬ ‫وا�ضع� � ًة معايير لإ�ص ��دارات م�ستقبلية ومُمهِّدة الطري ��ق للقطاع الخا�ص‬ ‫لإ�صدار �سندات خا�صة به عندما يريد زيادة ر�أ�س المال‪.‬‬ ‫"ب�ش ��كل ع ��ام‪ ،‬يري ��د المنظم ��ون ت�شجيع ال�ش ��ركات على �إ�ص ��دار ال�سندات‬ ‫كبدائ ��ل م ��ن القرو� ��ض الم�صرفي ��ة‪ ،‬الت ��ي تهيم ��ن حالي� �اً عل ��ى تموي ��ل‬ ‫ال�شركات"‪ ،‬قال �سفاكياناكي�س‪" .‬وهذا من �ش�أنه �أن يو ّزع مخاطر ال�شركات‬ ‫خ ��ارج النظام الم�صرفي‪ ،‬مما يجعل القطاع المالي ككل �أكثر �صحية‪ ،‬في‬ ‫الوقت الذي يو ّفر �أي�ضاً قنوات لل�صناعة الإ�ستثمارية المتنامية"‪.‬‬ ‫بينم ��ا كان الإ�شت ��راك ف ��ي ط ��رح ال�سن ��دات الأول يقت�ص ��ر عل ��ى الأم ��وال‬ ‫الحكومي ��ة و�شبه الحكومية‪ ،‬فمن المرج ��ح �أن الإ�صدارات الأخرى �سوف‬ ‫ت�ستهدف ال�سوق الأو�سع‪ ،‬مو ّفر ًة للبنوك ال�سعودية و�سائل �إ�ستثمار طويل‬ ‫الأمد مع عوائد ثابتة‪.‬‬ ‫ع�ل�اوة عل ��ى ذل ��ك‪ ،‬ينبغ ��ي �أن ي�سم ��ح الت�صنيف الق ��وي للمملك ��ة العربية‬ ‫ال�سعودية الح�صول على الديون ب�سهولة �إلى حد ما‪ ،‬وفقاً لتقرير �شركة‬ ‫"جدوى لال�ستثمار" عن الربع الأول‪" .‬تتوقع الآن الحكومة �إ�صدار ديون‬ ‫كج ��زء من �إ�ستراتيجي ��ة لتمويل عجزها‪ .‬وهذا التغيير في الإ�ستراتيجية‬ ‫ي�أت ��ي فيم ��ا تح ��اول المملكة الإ�ستف ��ادة من مكانته ��ا الإئتماني ��ة ال�صلبة‪،‬‬ ‫والتي �أ ّكدتها وكاالت الت�صنيف الرئي�سية"‪ ،‬كما ي�شير التقرير‪.‬‬ ‫وق ��د حافظت المملكة العربية ال�سعودية على ت�صنيفها الإئتماني "‪-AA‬‬ ‫" من وكالة "�أ�س �أند بي" (‪ )S & P‬و�سط خف�ض الوكالة ت�صنيف الدول‬ ‫الأخ ��رى المنتج ��ة للنف ��ط‪ ،‬على الرغم م ��ن �أن توقعاتها ت ��م تعديلها �إلى‬ ‫م�ستق ��ر ف ��ي كان ��ون االول (دي�سمب ��ر) و�سلبي ��ة ف ��ي �شباط (فبراي ��ر)‪ ،‬مع‬ ‫�إعادة "�أ�س �أند بي" ال�سبب �إلى �إعتماد البالد على عائدات النفط‪.‬‬ ‫الجه ��ود المبذولة لتنويع الإقت�ص ��اد وتعزيز النمو غير النفطي يُمكن �أن‬ ‫تو�سع‬ ‫ت�ساع ��د على تهدئة هذه المخاوف‪ ،‬فيما تم� � ّول �إ�صدارات ال�شركات ّ‬ ‫القط ��اع الخا�ص‪ .‬وتتوقع �شركة "جدوى للإ�ستثم ��ار" �أن ينمو الإقت�صاد‬ ‫الأو�س ��ع بن�سب ��ة ‪ ٪3.3‬هذا الع ��ام‪ ،‬مع توقع �أن ي�ؤدي القط ��اع الخا�ص غير‬ ‫النفطي �أداء �أكثر قوة‪ ،‬وينمو بن�سبة ‪.٪5‬‬ ‫الريا�ض ‪ -‬راغب ال�شيباني‬


‫لأمثال �أورا�سكوم للإن�شاء‪ .‬وقد �شهد التغيير بالفعل‬ ‫�شركات كبرى مثل "�إيديتا"‪ ،‬و"جي بي لل�سيارات"‪،‬‬ ‫والقلعة القاب�ضة‪ ،‬تن�ضم �إلى �صفوف "�إي جي �أك�س‬ ‫‪ ،"30‬وفق ًا لتقارير �صحافية محلية‪.‬‬

‫هزّ ة ال�سوق في �آب (�أغ�سط�س)‬

‫منذ بداية العام حتى تاريخه حيث �إرتفع بعدها �إلى‬ ‫‪ ،٪15‬وفق ًا لبلومب ��ورغ‪� .‬إن تباط�ؤ النمو الإقت�صادي‬ ‫ق ��د �أثر �سلب� � ًا عل ��ى الأداء �أي�ض� � ًا‪� .‬أظه ��رت بيانات‬ ‫ر�سمية �أن تو�سع الناتج المحلي الإجمالي تراجع �إلى‬ ‫‪ ٪3‬ف ��ي الرب ��ع الأول‪ ،‬ب�إنخفا�ض من ‪ ٪6.8‬و ‪٪4.3‬‬ ‫في الربعين الثالث والرابع من العام الما�ضي‪ ،‬على‬ ‫التوالي‪.‬‬

‫قواعد اللعبة‬ ‫م ��ن ناحي ��ة �أخ ��رى‪� ،‬أدّى الق ��رار ال ��ذي �أ�صدرت ��ه‬ ‫البور�ص ��ة الم�صرية في �أوائل تم ��وز (يوليو)‪ ،‬الذي‬ ‫يفي ��د ب�أن العائدات من بي ��ع �شهادات �إيداع دولية ال‬ ‫يمك ��ن �سحبه ��ا � اّإل بالعملة المحلية‪� ،‬إل ��ى �إنخفا�ض‬ ‫الطل ��ب من الم�ستثمري ��ن‪ ،‬في ظل �ضواب ��ط العملة‬ ‫والحملة على التداول في ال�سوق الموازية‪.‬‬ ‫م ��ع ذلك‪ ،‬في المدى المتو�س ��ط والمدى الطويل‪ ،‬ال‬ ‫تزال �س ��وق الأوراق الم�صرية تظهر �إمكانات كبيرة‬ ‫للحاق بها‪" .‬هناك طلب مكبوت على الإكتتابات ‪...‬‬ ‫هناك حاج ��ة �إلى خ�صخ�صة الم�ؤ�س�سات الحكومية‬ ‫الكبي ��رة مثل المراف ��ق العامة‪ ،‬و�ش ��ركات الإ�سكان‬ ‫وهلم ج ��ر ًا‪ ،‬والتي من �ش�أنه ��ا �أن تجلب المزيد من‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ال�سيول ��ة �إل ��ى ال�س ��وق"‪ ،‬ق ��ال يون�س‪ .‬متابع� �ا‪" :‬في‬ ‫الوق ��ت الراهن القيم ��ة ال�سوقية كن�سب ��ة مئوية من‬ ‫الناتج المحلي الإجمال ��ي منخف�ضة جد ًا بالمقارنة‬ ‫م ��ع بلدان �أخ ��رى‪ ،‬لذلك هناك الكثي ��ر من الفر�ص‬ ‫لإدراج المزيد من ال�شركات"‪.‬‬

‫رئي�س مجل�س �إدارة مجموعة كونكورد‬ ‫للإ�ستثمارات الدولية محمد يون�س‪:‬‬ ‫"هناك المزيد من الإهتمام من‬ ‫الم�ستثمرين الدوليين في ال�سوق‬ ‫الم�صرية التي هي غير م�ست َغ ّلة‬ ‫لفترة طويلة‪ ،‬و ُمق َّيمة ب�أقل من قيمتها‪،‬‬ ‫لذلك هناك ن�سب جيدة لل�سعر �إلى‬ ‫العائدات‪ .‬لقد ر�أينا �أرباح ًا خالل‬ ‫العرو�ض بعد الإكتتابات الأخيرة"‬ ‫�أثار االعالن ف ��ي �أواخر تموز (يوليو) ب�أن البور�صة‬ ‫الم�صرية �سوف تطلق لأول م ��رة م�ؤ�شر وزن مت�ساو‬ ‫لل�ش ��ركات ال‪ 50‬الأعلى المدرجة م ��ن حيث القيمة‬ ‫المتداول ��ة‪�" ،‬إي ج ��ي �أك� ��س ‪ ،)EGX50( "50‬ف ��ي‬ ‫‪� 2‬آب (�أغ�سط� ��س) �إهتم ��ام الم�ستثمري ��ن‪ .‬وي�أت ��ي‬ ‫ه ��ذا في �أعق ��اب التغييرات التنظيمي ��ة على خف�ض‬ ‫�ش ��رط التداول الحر ل�ل��إدراج في م�ؤ�ش ��ر "�إي جي‬ ‫�أك� ��س ‪ )EGX30( "30‬م ��ن ‪� ٪15‬إل ��ى ‪ ،٪5‬مع حد‬ ‫�أدن ��ى من ر�أ�س المال يبلغ ‪ 100‬مليون جنيه م�صري‬ ‫(‪ 12.8‬ملي ��ون دوالر)‪ ،‬الأمر ال ��ذي قد يفتح الباب‬

‫وعلى الرغم من الإنتعا�ش الذي عرفته �سوق الأوراق‬ ‫المالي ��ة ف ��ي م�ص ��ر فق ��د ه ��وى الم�ؤ�ش ��ر الرئي�سي‬ ‫لبور�صته ��ا �أكث ��ر من ‪ 8‬في المئة ف ��ي ‪� 4‬أيام بين ‪16‬‬ ‫و‪� 19‬آب (�أغ�سط� ��س) الفائت‪ ،‬وفق ��دت �أ�سهمه نحو‬ ‫‪ 37.3‬مليار جنيه من قيمتها ال�سوقية‪.‬‬ ‫وفيم ��ا �إمتن ��ع ع ��دد م ��ن كب ��ار العاملين ف ��ي بنوك‬ ‫الإ�ستثم ��ار في م�صر من التعليق على موجة الهبوط‬ ‫في ال�سوق‪ ،‬ف�إن تقرير ًا لـ"رويترز" �أفاد ب�أن الأداء‬ ‫البيعي ق ��د �سيطر على معام�ل�ات العرب والأجانب‬ ‫ف ��ي ذل ��ك الأ�سب ��وع مقاب ��ل م�شتري ��ات م ��ن قب ��ل‬ ‫الم�ؤ�س�سات المحلية‪ .‬ولكن منذ بداية يوليو (تموز)‬ ‫تتج ��ه معام�ل�ات الأجانب �إلى ال�ش ��راء‪ ،‬بينما تتجه‬ ‫الم�ؤ�س�سات المحلية والعرب �إلى البيع‪.‬‬ ‫و�أقدم الرئي�س الم�ص ��ري عبد الفتاح ال�سي�سي على‬ ‫�أخذ العديد من القرارات الإقت�صادية ال�صعبة‪ ،‬مثل‬ ‫خف�ض دعم المواد البترولية ورفع �أ�سعار الكهرباء‪.‬‬ ‫كم ��ا �أ�ص ��درت م�ص ��ر العدي ��د م ��ن القواني ��ن منذ‬ ‫�إنتخ ��اب ال�سي�سي رئي�س ًا للبالد‪ ،‬كان �أ�سرعها قانون‬ ‫مكافحة الإرهاب وتنمية �سيناء وقناة ال�سوي�س‪.‬‬ ‫�إال �أن ت�أخير حكومته‪ ،‬بح�سب "رويترز"‪ ،‬في �إ�صدار‬ ‫تعديالت �ضريبة الدخل لتك ��ون بحد �أق�صى ‪22.5‬‬ ‫في المئة بد ًال م ��ن ‪ 25‬و‪ 30‬في المئة حالي ًا‪ ،‬وكذلك‬ ‫ت�أخر �صدور قانون ين�ص على تجميد العمل ب�ضريبة‬ ‫الأرباح الر�أ�سمالية في ال�سوق لمدة عامين‪ ،‬يثيران‬ ‫جو ًا من ال�ضبابي ��ة ويلقيان بظالل قاتمة على مناخ‬ ‫الإ�ستثمار‪.‬‬ ‫وقال هاني حلمي‪ ،‬الذي يعمل في �شركة "ال�شروق"‬ ‫لل�سم�س ��رة ف ��ي الأوراق المالي ��ة‪" :‬م ��ا يح ��دث ف ��ي‬ ‫البور�ص ��ة دليل على ما يحدث في م�صر من �إحباط‬ ‫للمواط ��ن والم�ستثمري ��ن ب�سبب تخب ��ط القرارات‪.‬‬ ‫المزاج العام للمتعاملين في ال�سوق �سيئ‪ .‬حتى الآن‬ ‫ال يوجد عندك مجل�س نواب في البالد"‪.‬‬ ‫وم�صر ب�ل�ا برلمان من ��ذ حزيران (يوني ��و) ‪2012‬‬ ‫عندم ��ا ح ّل ��ت المحكم ��ة الد�ستورية العلي ��ا مجل�س‬ ‫ال�شعب ال ��ذي �إنتخب بعد الإنتفا�ض ��ة ال�شعبية التي‬ ‫�أطاح ��ت الرئي� ��س ال�سابق ح�سني مب ��ارك في العام‬ ‫‪ .2011‬والإنتخابات البرلمانية هي الخطوة الأخيرة‬ ‫في خريطة الطريق للتحول الديموقراطي التي‬ ‫‪Issue 34 - September - 2015‬‬

‫‪53‬‬


‫البور�صة الم�صرية‪:‬‬ ‫عادت �إليها الحياة‬

‫�أ�سواق المال‬ ‫بورصات‬

‫على الرغم من تلك�ؤ الدولة في �إ�صدار ت�شريعات تحفيزية كافية‬

‫اإلكتتابات العامة األولية‬ ‫تُشعِل السوق المالية في مصر‬ ‫عل��ى الرغم م��ن الهزة الت��ي ع�صفت ب�أ�سهمه��ا ف��ي �آب (�أغ�سط�س)‬ ‫الما�ض��ي‪ ،‬ف�إن �إ�ستعادة عنوان الإ�ستقرار والقوائم الجديدة قد �ساعدا‬ ‫على تن�شيط �أ�سواق ر�أ�س المال في م�صر في المدى المتو�سط‪ ،‬حيث‬ ‫�أعطى �إقبال الم�ستثمرين على الأ�صول في جميع �أنحاء المنطقة دفعة‬ ‫�إ�ضافية‪.‬‬ ‫القاهرة ‪ -‬هدى �أحمد‬ ‫�سجل ��ت نم ��و ًا تج ��اوز ال‪٪30‬‬ ‫بعدم ��ا ّ‬ ‫ف ��ي الع ��ام الفائ ��ت‪ ،‬واجه ��ت البور�صة‬ ‫الم�صري ��ة ب�ضع ��ة �أ�شه ��ر �صعبة‪ ،‬م ��ع �إنخفا�ض في‬ ‫الم�ؤ�ش ��ر‪ .‬ومع ذل ��ك‪ ،‬ف�إن موج ��ة الإكتتابات العامة‬ ‫الأولي ��ة‪ ،‬وتغ ّي ��ر م�ؤ�ش ��رات �س ��وق الأوراق المالي ��ة‬ ‫الم�صرية‪ ،‬وزيادة �إ�صدارات ال�سندات التي تبدو في‬ ‫الأفق‪ ،‬ت�شير كلها �إلى تجدّد الثقة في البور�صة‪ ،‬فيما‬ ‫تح ��اول ال�ش ��ركات الم�صرية والحكوم ��ة الإ�ستفادة‬ ‫م ��ن �إهتمام الم�ستثمرين ف ��ي �أ�صول منطقة ال�شرق‬ ‫الأو�سط و�شمال �أفريقيا‪.‬‬ ‫نمت �سوق الأوراق المالية الم�صرية بن�سبة ‪٪31.6‬‬ ‫في الع ��ام ‪ ،2014‬وفق ًا لبيانات البور�صة الم�صرية‪،‬‬ ‫وبقي ��ت ثق ��ة الم�ستهل ��ك مرتفع ��ة‪ ،‬مدعوم ��ة بنم ��و‬ ‫�إقت�صادي متوقع بحوالي ‪ ٪6-5‬هذا العام‪ ،‬كما �أفاد‬ ‫محمد يون�س‪ ،‬رئي�س مجل�س �إدارة مجموعة كونكورد‬ ‫للإ�ستثم ��ارات الدولي ��ة‪ .‬وقال‪" :‬هن ��اك المزيد من‬ ‫الإهتم ��ام م ��ن الم�ستثمري ��ن الدوليين ف ��ي ال�سوق‬ ‫الم�صرية"‪ .‬م�ضيف ًا ب�أن "ال�سوق غير م�ست َغ ّلة لفترة‬ ‫طويل ��ة‪ ،‬و ُمق َّيمة ب�أقل من قيمتها‪ ،‬لذلك هناك ن�سب‬ ‫جي ��دة لل�سعر �إلى العائدات‪ .‬لقد ر�أينا �أرباح ًا خالل‬ ‫العرو�ض بعد الإكتتابات الأخيرة"‪.‬‬ ‫في الواقع‪ ،‬لقد �أدّت موجة من الإكتتابات �إلى تثبيت‬ ‫�سوق الأوراق المالية الم�صرية كواحدة من الأ�سواق‬ ‫الإقليمي ��ة الأكثر ن�شاط ًا في هذا العام حتى الآن من‬

‫‪52‬‬

‫العدد ‪� - 34‬أيلول (�سبتمرب) ‪٢٠١5 -‬‬

‫حي ��ث القوائم الجديدة‪ .‬ف ��ي ‪ 25‬حزيران (يونيو)‪،‬‬ ‫�شهدت ال�سوق �أكبر تعوي ��م منذ العام ‪ 2007‬عندما‬ ‫�أقدمت ال�شرك ��ة العقارية "�إعم ��ار م�صر"‪ ،‬التابعة‬ ‫لإعمار العقارية في دولة الإمارات العربية المتحدة‪،‬‬ ‫عل ��ى �إدراج ‪ 90‬مليون �سهم في البور�صة الم�صرية‪.‬‬ ‫وق ��د عرف عر� ��ض الإكتتاب ال ��ذي كان ب�سعر ‪3.8‬‬ ‫جنيهات م�صري ��ة لل�سهم الواحد (‪ 0.50‬دوالر في‬ ‫وقت التعويم)‪� ،‬إقب ��ا ًال كبير ًا تجاوز العدد المطلوب‬ ‫بنحو ‪ 36‬م ��رة‪ ،‬وفق ًا لم�س�ؤولين ف ��ي البور�صة‪ .‬ومع‬ ‫ذل ��ك‪ ،‬تراجع �سعر �سهمها في الأ�سابيع التالية‪ ،‬مما‬ ‫دفع ال�شرك ��ة �إلى �إ�ستخدام مبل ��غ ‪ 342‬مليون جنيه‬ ‫م�ص ��ري (‪ 44‬ملي ��ون دوالر) لإعادة �ش ��راء الأ�سهم‬ ‫و�إعادة الإ�ستقرار �إلى ال�سهم‪.‬‬ ‫وق ��د وقع ح ��دث �آخ ��ر ف ��ي ال�سوق ف ��ي نهاي ��ة �آذار‬ ‫(مار� ��س) الفائ ��ت‪ ،‬عندم ��ا �أدرج ��ت "�إيديت ��ا‬ ‫لل�صناع ��ات الغذائي ��ة" ‪ 16.3‬ملي ��ون �سه ��م ف ��ي‬ ‫محاول ��ة لرفع ر�أ�س الم ��ال لتمويل خط ��ط التو�سع‪،‬‬ ‫مع و�ص ��ول عدد المكتتبين في �أ�سه ��م ال�شركة ‪4.5‬‬ ‫مرات �أكثر مما هو مطلوب‪ ،‬وفق ًا للبور�صة‪.‬‬ ‫كم ��ا �أطلق ��ت ال�شرك ��ة الط ��رح الم�ؤ�س�س ��ي الخا�ص‬ ‫عل ��ى البور�صة الم�صرية‪ ،‬مع تعويم مواز لإي�صاالت‬ ‫�إي ��داع عالمي ��ة (�شهادات �إي ��داع دولي ��ة) في �سوق‬ ‫الأوراق المالي ��ة في لندن‪ .‬وه ��ذا يعني �أن نحو ‪٪30‬‬ ‫م ��ن �أ�سهم "�إيديتا" هي الآن في التداول الحر‪ ،‬كما‬ ‫يلي هذا ح�ص ��ة ال‪ %30‬الأخرى التي ح�صلت عليها‬ ‫"�أكتي�س" (‪ ،)Actis‬وهي �شركة �أ�سهم خا�صة دولية‬

‫مخ�ص�صة بالأ�سواق النا�شئة‪ ،‬ب�أ�سعار ال�سوق �أعاله‬ ‫ف ��ي حزي ��ران (يونيو) ‪ ،2013‬مم ��ا �ساعد على دفع‬ ‫�إهتمام الم�ستثمرين في الإ�صدار الأخير‪.‬‬ ‫ف ��ي وق ��ت �ساب ��ق م ��ن الع ��ام �أ�صبح ��ت �أورا�سكوم‬ ‫للإن�شاء �أول �شركة �إزدواجية الإدراج على البور�صة‬ ‫الم�صري ��ة وبور�صة نا�س ��داك دبي‪ ،‬حي ��ث عر�ضت‬ ‫ح�ص ��ة ‪ ٪11‬لق ��اء ‪ 185‬ملي ��ون دوالر ف ��ي �آذار‬ ‫(مار� ��س)‪ .‬وب ��دا ذل ��ك �ساخن ًا ف ��ي �أعق ��اب �إدراج‬ ‫�أورا�سك ��وم للفنادق والتنمية في البور�صة في كانون‬ ‫الثاني (يناير)‪ ،‬الأمر الذي جمع مبلغ ‪ 70.7‬مليون‬ ‫دوالر‪ ،‬وفق ًا للبور�صة‪ .‬وكانت �أورا�سكوم متداولة في‬ ‫البور�ص ��ة الم�صرية قب ��ل �شطبها ف ��ي العام ‪2013‬‬ ‫ب�سبب نزاع �ضريبي مع الإدارة ال�سابقة‪.‬‬

‫بناء الإحتياط‬ ‫لي� ��س كل �شيء ي�سي ��ر ب�سال�سة بطبيع ��ة الحال‪ .‬في‬ ‫حين هيمنت م�صر على ن�شاط الإكتتابات الإقليمية‬ ‫م�سجلة القوائم الوحيدة في ال�شرق‬ ‫في الربع الأول‪ّ ،‬‬ ‫الأو�سط و�شمال �أفريقيا‪ ،‬فقد واجهت �سوق الأموال‬ ‫المالي ��ة الم�صري ��ة �أي�ض ًا تحديات‪ ،‬م ��ع تدني �شعور‬ ‫الم�ستثمرين م ��ن �إنخفا�ض قيمة الجنيه الم�صري‪،‬‬ ‫والإ�شتب ��اكات الت ��ي وقع ��ت �أخير ًا في �شب ��ه جزيرة‬ ‫�سيناء والقيود الجديدة الت ��ي و�ضعت على عائدات‬ ‫بيع �شهادات الإيداع العالمية‪.‬‬ ‫وقد هبط م�ؤ�ش ��ر البور�صة القيا�سي‪�" ،‬إي جي �أك�س‬ ‫‪ ٪4.2 "30‬في ‪ 6‬تم ��وز (يوليو) الفائت‪ ،‬مع تراجع‬


‫�أ�سواق المال ¶ بور�صات‬ ‫�أعلنها الجي� ��ش عقب عزل الرئي� ��س ال�سابق محمد‬ ‫مر�س ��ي في تم ��وز (يولي ��و) ‪ 2013‬بع ��د �إحتجاجات‬ ‫حا�شدة على حكمه‪ .‬و�أ�ضاف حلمي‪" :‬هناك لخبطة‬ ‫�سيا�سية و�إقت�صادية الآن في م�صر"‪.‬‬ ‫ومن القرارات التي تعك�س تخبط الحكومة‪ ،‬بح�سب‬ ‫"رويترز"‪� ،‬صدور قرار بمنع �إ�ستيراد القطن لتعود‬ ‫الحكوم ��ة وتلغي ��ه بع ��د ذل ��ك ب�أ�سبوع واح ��د فقط‪،‬‬ ‫بالإ�ضافة �إلى تحديد �أكثر من توقيت لبدء �إ�ستخدام‬ ‫البطاق ��ات الذكي ��ة في توزي ��ع الم ��واد البترولية ثم‬ ‫التراجع عن ذلك مع �إقتراب موعد التنفيذ‪.‬‬ ‫لكن كريم عبد العزيز‪ ،‬الرئي�س التنفيذي ل�صناديق‬ ‫الأ�سه ��م ف ��ي "الأهل ��ي لإدارة �صنادي ��ق الإ�ستثمار"‬ ‫التابع ��ة للبن ��ك الأهل ��ي الم�ص ��ري‪� ،‬أكب ��ر بن ��ك‬ ‫حكوم ��ي في البالد‪ ،‬يرى بع� ��ض ال�ضوء في ال�صورة‬ ‫الإقت�صادية حي ��ث يقول‪" :‬الو�ض ��ع الإقت�صادي في‬ ‫م�ص ��ر جي ��د بدليل الط ��رق الجديدة و�إفتت ��اح قناة‬ ‫ال�سوي� ��س الجديدة �إلى جان ��ب الإ�ستقرار ال�سيا�سي‬ ‫والأمني"‪.‬‬ ‫و�إفتتح ��ت م�صر ف ��ي ال�شهر الفائت قن ��اة ال�سوي�س‬ ‫الجدي ��دة‪ ،‬وت�أم ��ل ف ��ي الإنته ��اء من �شق وم� � ّد نحو‬ ‫‪ 3200‬كيلومت ��ر م ��ن الط ��رق الجدي ��دة بنهاية هذا‬ ‫العام‪ .‬وتحتاج البالد �إلى مثل هذه الم�شروعات منذ‬ ‫فترة طويلة لإنعا�ش �إقت�صادها ال ُمث َقل بالم�شكالت‪.‬‬ ‫وق ��ال عب ��د العزي ��ز‪" :‬الم�شكلة التي ت�ؤث ��ر في �سوق‬ ‫الم ��ال والمن ��اخ الإ�ستثماري ب�شكل ع ��ام هي خروج‬ ‫بع�ض القوانين ف ��ي ‪� 24‬ساعة وقوانين �أخرى خالل‬ ‫‪� 3‬سن ��وات‪ .‬نحت ��اج �إلى التري ��ث وع ��دم ال�سرعة �أو‬ ‫الت�أخير الكبير في القوانين"‪.‬‬ ‫وي ��رى محمد ماهر‪ ،‬من "برايم ل�ل��أوراق المالية"‪،‬‬ ‫�إن م ��ا ي�صف ��ه "بالإرتب ��اك ف ��ي ال�سيا�س ��ة المالية‬ ‫والنقدي ��ة" هو ال�سب ��ب الرئي�سي في م ��ا يحدث في‬ ‫ال�سوق‪ .‬و�ألقى ماه ��ر باللوم على "�إرتباك ال�سيا�سة‬ ‫المالي ��ة ف ��ي ما يخ� ��ص قواني ��ن �ضريب ��ة البور�صة‬ ‫و�ضريب ��ة الدخ ��ل �س ��واء للأف ��راد �أو ال�ش ��ركات‪...‬‬ ‫وال�سيا�س ��ة النقدي ��ة م ��ن حيث ع ��دم تواف ��ر العملة‬ ‫ال�صعبة لل�شركات والمتعاملين الأجانب"‪.‬‬ ‫وق ��ام ه�شام رام ��ز‪ ،‬محافظ البن ��ك المركزي‪ ،‬في‬ ‫�شب ��اط (فبراير) الفائت‪ ،‬بفر� ��ض حد �أق�صى على‬ ‫الإي ��داع النق ��دي بالدوالر ف ��ي البنوك عن ��د ع�شرة‬ ‫�آالف دوالر يومي� � ًا للأف ��راد وال�ش ��ركات‪ ،‬وب�إجمالي‬ ‫‪� 50‬أل ��ف دوالر �شهري� � ًا‪ ،‬وه ��و ما نجح ف ��ي الق�ضاء‬ ‫�إل ��ى حد كبير عل ��ى ال�س ��وق الموازية للعمل ��ة‪ ،‬لكنه‬ ‫�أثار م�صاع ��ب لل�شركات في الح�ص ��ول على العملة‬ ‫ال�صعب ��ة و�إ�ستي ��راد �إحتياجاتها من الخ ��ارج‪ .‬كما‬

‫الرئي�س عبد الفتاح ال�سي�سي‪� :‬أ�صدر قرارات مهمة ولكن‪..‬‬

‫الأعم ��ال الم�ص ��ري �صف ��وان ثاب ��ت‪ ،‬رئي� ��س �شرك ��ة‬ ‫"جهينة"‪ ،‬دلي ًال �آخر على تخبط المواقف الحكومية‪.‬‬ ‫فقرار تجميد الأموال �صدر بعد �أ�سبوع على قرار رفع‬ ‫�إ�س ��م ثاب ��ت من الئح ��ة الممنوعي ��ن من ال�سف ��ر �إلى‬ ‫الخ ��ارج‪ ،‬وبعد �شه ��ر من ت�شجيع وم ��دح ثالثة وزراء‬ ‫من الحكومة الحالية لل�شركة ورئي�سها خالل التوقيع‬ ‫على �إتفاقية م�شروع جديد مع "�أرال" الدانماركية‪.‬‬ ‫وبعدم ��ا �أ�صدر جهاز حماي ��ة المناف�سة بيان ًا في ‪18‬‬ ‫�آب (�أغ�سط� ��س) يعلن فيه �إحالة �شركة "الن�ساجون‬ ‫ال�شرقي ��ون" التابع ��ة لرج ��ل الأعمال محم ��د فريد‬ ‫خمي� ��س للنيابة العام ��ة بتهمة القي ��ام "بممار�سات‬ ‫�إحتكارية"‪ ،‬نفت ال�شركة في اليوم التالي �أنها تلقت‬ ‫م ��ن الجه ��از ما يفي ��د ب�إحالته ��ا للنياب ��ة‪ ،‬كما نفت‬ ‫�إرت ��كاب �أي مخالفات‪ .‬وقال فتح ��ي‪" :‬ال نحتاج في‬ ‫البور�ص ��ة من ي�أتي لرن (قرع) جر� ��س التداول‪ ،‬بل‬ ‫نحت ��اج �إلى من ي�ساعدنا عل ��ى عدم ت�أخير القوانين‬ ‫والعمل على تحفيز الم�ستثمرين والإقت�صاد"‪.‬‬

‫الو�ضع ممتاز رغم التحديات‬

‫محافظ البنك المركزي ه�شام رامز‪ :‬خف�ض العملة مرات عدة‬

‫هاني حلمي الم�س�ؤول في �شركة‬ ‫"ال�شروق" لل�سم�سرة في الأوراق‬ ‫المالية‪" :‬ما يحدث في البور�صة دليل‬ ‫على ما يحدث في م�صر من �إحباط‬ ‫للمواطن والم�ستثمرين ب�سبب تخبط‬ ‫القرارات‪ .‬المزاج العام للمتعاملين‬ ‫في ال�سوق �سيئ‪ .‬حتى الآن ال يوجد‬ ‫عندك مجل�س نواب في البالد"‬ ‫خ ّف� ��ض رامز �أي�ض� � ًا قيمة العملة المحلي ��ة �أكثر من‬ ‫م ��رة خالل الأ�شه ��ر الما�ضي ��ة‪� ،‬إال �أن الم�ستثمرين‬ ‫ينتظرون تخفي�ض ًا �أكبر للجنيه‪.‬‬ ‫وبح�س ��ب "رويت ��رز" كان ق ��رار تجمي ��د �أم ��وال رجل‬

‫وم ��ع كل ذلك‪ ،‬ف�إن وكالة الت�صنيف "فيت�ش" منحت‬ ‫الإقت�ص ��اد الم�صري الأو�سع ت�صويت� � ًا من الثقة في‬ ‫منت�صف حزي ��ران (يونيو) على الرغ ��م من تباط�ؤ‬ ‫النمو‪ ،‬و�إعادة ت�أكيد ت�صنيفاتها للإقترا�ض الطويل‬ ‫الم ��دى بالعمل ��ة الأجنبية والمحلية عن ��د "‪ ،"B‬مع‬ ‫نظرة م�ستقبلي ��ة م�ستقرة‪ .‬وقد �إ�ست�شهدت "فيت�ش"‬ ‫ب�إلت ��زام الب�ل�اد ب�ضب ��ط الأو�ض ��اع المالي ��ة العامة‬ ‫والإ�صالح ��ات الإقت�صادي ��ة‪� ،‬إل ��ى جان ��ب تخفي�ض‬ ‫الدين الخارجي مع توقعات �إيجابية للنمو و�إعتبرتها‬ ‫من الإيجابيات‪.‬‬ ‫كم ��ا �أ�ش ��ادت الوكال ��ة ب�إ�ستع ��ادة م�ص ��ر و�صوله ��ا‬ ‫�إل ��ى �أ�س ��واق ر�أ� ��س الم ��ال العالمية‪ ،‬الت ��ي خف�ضت‬ ‫�إعتماده ��ا عل ��ى القرو� ��ض من حكومة �إل ��ى حكومة‬ ‫والدعم المال ��ي الدولي الآخر‪ ،‬م ��ع �إجتثاث ق�ضايا‬ ‫العملة المحلية من قبل البنوك الم�صرية والإ�صدار‬ ‫الناجح ل�سن ��دات اليورو بمبل ��غ ‪ 1.5‬مليارات دوالر‬ ‫في حزيران (يونيو) الفائت‪.‬‬ ‫وفق� � ًا لتقاري ��ر �صحافي ��ة �إقليمي ��ة‪ ،‬ف�إن ثان ��ي �أكبر‬ ‫مقر� ��ض ر�سم ��ي م�صري‪ ،‬بن ��ك م�ص ��ر‪ ،‬يتطلع �إلى‬ ‫�إ�ص ��دار �سن ��دات ب‪ 500‬مليون دوالر‪ ،‬ف ��ي حين �أن‬ ‫البنك الأهلي الم�صري يع ��د �إ�صدار ًا �آخر‪ .‬كل هذا‬ ‫ي�أتي �إل ��ى جانب ترقية في توقع ��ات وكالة "موديز"‬ ‫للنظ ��ام الم�صرف ��ي في م�ص ��ر في منت�ص ��ف تموز‬ ‫(يولي ��و) م ��ن �سلبي �إل ��ى م�ستق ��ر‪ ،‬بف�ض ��ل الطلب‬ ‫المتزايد على الإئتمان وال�سيولة القوية‬ ‫‪Issue 34 - September - 2015‬‬

‫‪55‬‬



‫�إ�ضافي ��ة وال�سماح لم�ستخدمي �سل ��ة تقييم حقوق‬ ‫ال�سح ��ب الخا�صة للتكيف مع �سل ��ة تقييم جديدة‪،‬‬ ‫�إذا �أُدرِج اليوان‪ .‬على الرغم من �أن القرار الأخير‬ ‫ل�صندوق النقد الدولي لي�س ُحكم ًا م�سبق ًا بالن�سبة‬ ‫�إلى فر�ص �إدراج الي ��وان‪ ،‬ف�إنه �إ�شارة �إلى �إعتقاده‬ ‫ب�أنه ال يمكن �إ�ضافته ب�سهولة اليوم‪.‬‬ ‫لفه ��م لم ��اذا �إ�ستثم ��رت ال�صي ��ن �إلى ه ��ذا الحد‬ ‫ف ��ي �إدراج اليوان ف ��ي �سلة تقييم حق ��وق ال�سحب‬ ‫الخا�صة‪ ،‬يبد�أ مع �سع ��ي الواليات المتحدة نف�سها‬ ‫لدور دولي �أكبر لعملتها في �ستينات القرن الفائت‪.‬‬ ‫ب ��د�أ هذا الجهد �أي�ضا مع حملة مر ّكزة على حقوق‬ ‫ال�سح ��ب الخا�صة التي ترمز �إل ��ى الدور التاريخي‬ ‫الذي تلعبه هذه الحقوق ك�أداة من �أدوات ال�سيا�سة‬ ‫النقدي ��ة الدولي ��ة‪ .‬بعد فت ��رة وجيزة م ��ن ت�أ�سي�س‬ ‫�صندوق النقد الدولي وحقوق ال�سحب الخا�صة في‬ ‫الع ��ام ‪ ،1969‬بد�أت مجموعة م ��ن م�س�ؤولي وزارة‬ ‫الخزان ��ة الأميركية بقيادة ب ��ول فولكر‪ ،‬الذي كان‬ ‫في حين ��ه وكيل الوزارة لل�ش� ��ؤون النقدية الدولية‪،‬‬ ‫ال�ضغ ��ط من �أج ��ل التوزيع الأول لحق ��وق ال�سحب‬ ‫الخا�صة‪ .‬لقد �سعوا الى تهدئة المخاوف الأوروبية‬ ‫من �أن ال ��دوالر ال يمكن �أن يو ّف ��ر ال�سيولة الدولية‬ ‫الكافي ��ة ف ��ي ظ ��ل �إرتباط ��ه بالذهب‪ ،‬وه ��و نظام‬ ‫متطور �صدر ع ��ن "بريتون وودز" الذي ربط عملة‬ ‫الإحتياط في العالم‪ ،‬الدوالر‪ ،‬ب�سعر ثابت للذهب‪.‬‬ ‫عل ��ى الرغم من �أن ه� ��ؤالء الم�س�ؤولي ��ن ال يريدون‬ ‫�أن تلع ��ب حق ��وق ال�سح ��ب الخا�ص ��ة دور ًا رئي�سي ًا‬ ‫ول ��م يعتق ��دوا �أنها �ستلع ��ب‪ ،‬كتب فولك ��ر وزمال�ؤه‬ ‫ف ��ي مذك ��رة �سري ��ة �أن توزي ��ع حق ��وق ال�سح ��ب‬ ‫الخا�صة "مهم جد ًا من الناحية النف�سية" لتهدئة‬ ‫المخ ��اوف ب�ش� ��أن الدوالر‪ .‬ومع ذل ��ك‪ ،‬كان �إغالق‬ ‫نافذة الذهب في العام ‪ 1971‬والإنتقال �إلى �أ�سعار‬ ‫ال�ص ��رف العائم ��ة ق ��د �ألغي ��ا الحاجة �إل ��ى حقوق‬ ‫ال�سحب الخا�صة لزي ��ادة ال�سيولة الدولية‪ .‬بحلول‬ ‫العام ‪ ،1972‬تح ّول م�س�ؤولون �أميركيون �ضد حقوق‬ ‫ال�سحب الخا�صة‪ ،‬وب ��د�أوا معار�ضة تو�سيع دورها‪،‬‬ ‫خ�شية �أن تتح� �دّى الدوالر‪ .‬بالن�سبة �إلى وا�شنطن‪،‬‬ ‫كان ��ت حقوق ال�سح ��ب الخا�ص ��ة �أداة �سيا�سية في‬ ‫المدى الق�صير‪ ،‬ال �شيء �أكثر من ذلك‪.‬‬ ‫نهج ال�صين بالن�سبة �إل ��ى حقوق ال�سحب الخا�صة‬ ‫هو �أي�ض ًا نف�سي �سيكولوج ��ي في المقام الأول �أكثر‬ ‫مم ��ا هو �إقت�صادي‪ .‬حتى لو ت ��م ت�ضمين اليوان في‬ ‫�سلة تقييم حقوق ال�سحب الخا�صة لهذا العام‪ ،‬ف�إن‬ ‫هن ��اك نوعين من الأ�سباب للإعتقاد ب�أنه لن تكون‬ ‫له ��ذه الخطوة �آثار �إقت�صادية ُتذكر على �أر�ض‬

‫اليوان‪ :‬يبحث عن دور دولي‬

‫‪Issue 34 - September - 2015‬‬

‫‪57‬‬


‫�أ�سواق المال‬ ‫عمالت‬

‫على الرغم من العثرات الإقت�صادية ف�إن طموحات العملة ال�صينية لم تتوقف‬

‫بكين تدفع اليوان‬ ‫إلى العالمية لتأكيد مكانتها‬ ‫عل��ى الرغم م��ن الإنتكا�سة المالية الأخيرة ف��ي �أ�سواقها والتراجع الحا�صل في نموه��ا الإقت�صادي‪ ،‬ت�سعى‬ ‫ال�صي��ن بكل قواها �إلى عولم��ة وتدويل عملتها الوطنية اليوان (�أو الرنمينب��ي)‪ .‬من �أجل ذلك حاولت منذ‬ ‫م��دة �إدراجه في �سلة تقيي��م حقوق ال�سحب الخا�صة في �صندوق النقد الدول��ي من دون نجاح حتى الآن‪.‬‬ ‫ولك��ن هل �سيقف ذلك �أمام تحقيق طموحاتها؟ وبالتالي ما هي الخطوات التي يمكن �أن تتخذها بكين في‬ ‫هذا المجال؟‬ ‫تقرير �شارك فيه محمد زين الدين من‬ ‫وا�شنطن وعبد ال�سالم فريد من بكين‬ ‫ف ��ي الع ��ام ‪� ،1962‬أ ّكد روب ��رت روزا‪،‬‬ ‫وكيل وزارة الخزانة الأميركية �آنذاك‪،‬‬ ‫عل ��ى مركزية ال ��دوالر كعملة دولي ��ة بالإ�شارة �إلى‬ ‫"�أنه دور يرافق بطبيعة الحال و�ضعنا الإقت�صادي‬ ‫وال�سيا�س ��ي الرائ ��د"‪ .‬يمك ��ن �أن ُيع � َ�ذر �أحده ��م‬ ‫�إن �أخط� ��أ ب�إرج ��اع تل ��ك الكلم ��ات �إلى ت�ش ��و �شياو‬ ‫ت�ش ��وان‪ ،‬محاف ��ظ بن ��ك ال�شع ��ب ال�صين ��ي‪ ،‬الذي‬ ‫�أع ��اد‪ ،‬في الع ��ام ‪� ،2012‬سبب التدوي ��ل المتزايد‬ ‫للعمل ��ة ال�صينية‪ ،‬الي ��وان‪ ،‬الى "تنام ��ي قوة الأ ّمة‬ ‫و�إزدهار ال�س ��وق المالية"‪ .‬بالطبع‪ ،‬دفعت ال�صين‬ ‫وبذل ��ت جه ��ود ًا كبي ��رة خ�ل�ال ال�سن ��وات الفائتة‬ ‫لتو�سيع الدور العالمي للي ��وان لكن الم�شاكل االتي‬ ‫حدثت في �أ�سواقها المالية �أخير ًا قد �أعاقت ذلك‪.‬‬ ‫عل ��ى الرغم م ��ن �أن بكين ق ��د �أعلن ��ت �أنها �سوف‬ ‫تح� � ّرر �سعر �ص ��رف عملته ��ا‪ ،‬ف�إن ه ��ذا الإ�صالح‬ ‫يج ��ب �أن يك ��ون متوازن ًا �ض ��د التدخ�ل�ات الثقيلة‬ ‫الوط� ��أة لتجمي ��د �س ��وق الأوراق المالي ��ة‪ ،‬و�إدارة‬ ‫الإ�ضطراب ��ات على نطاق �أو�س ��ع‪ .‬و�سوف تُحت�سب‬ ‫ف ��ي النهاي ��ة كل خط ��وة م ��ن هاتي ��ن الخطوتي ��ن‬ ‫م ��ن تح ��ركات ال�سيا�س ��ة و ُت�ؤخذ ف ��ي الإعتبار في‬ ‫التقييم ��ات الر�سمية وال�سوقية عما �إذا كان اليوان‬

‫‪56‬‬

‫العدد ‪� - 34‬أيلول (�سبتمرب) ‪٢٠١5 -‬‬

‫يواجه اليوان �أي�ض ًا م�شهد ًا نقدي ًا‬ ‫وم�ؤ�س�سي ًا دولي ًا قائم ًا يتمحور حول‬ ‫الدوالر‪� .‬إن �إغالق نافذة الذهب منح‬ ‫الواليات المتحدة فر�صة لإعادة‬ ‫ت�شكيل النظام النقدي الدولي‪ ،‬وبناء‬ ‫دفاعات دائمة لدور عملتها الوطنية‬

‫كري�ستين الغارد‪ّ � :‬أجلت قبول اليوان‬

‫�صار جاهز ًا لل�ساحة العالمية‪.‬‬ ‫من ��ذ �أن بد�أت الأزم ��ة المالية العالمي ��ة في العام‬ ‫‪ ،2008‬و�ضعت ال�صين تدويل اليوان في �أعلى �س ّلم‬ ‫�أولوياته ��ا‪ .‬فلم تت ��و ّرع عن تحدي النظ ��ام المالي‬ ‫الدولي القائم عل ��ى الدوالر اليوم والمطالبة بدور‬ ‫لعملته ��ا الوطنية يتنا�سب مع النف ��وذ الإقت�صادي‬ ‫للب�ل�اد‪ .‬وكان حج ��ر الزاوي ��ة ف ��ي ه ��ذا الجه ��د‬ ‫م�ساعيه ��ا في �صندوق النقد الدولي لي�شمل اليوان‬ ‫ف ��ي �سل ��ة تقييم حق ��وق ال�سح ��ب الخا�ص ��ة‪ ،‬وهي‬ ‫�أ�ص ��ول �إحتياطي ��ة �إ�صطناعي ��ة �أن�شئت ف ��ي العام‬ ‫‪ 1969‬لزيادة ال�سيولة الدولية التي يقدمها الذهب‬ ‫والدوالر الأميركي بموجب �إتقاقية "بريتون وودز"‪،‬‬ ‫وه ��و نظام �إعتمد في الع ��ام ‪ 1944‬حيث �سعى �إلى‬ ‫�إع ��ادة بن ��اء النظ ��ام الإقت�ص ��ادي بع ��د الح ��رب‬ ‫العالمية الثاني ��ة‪ .‬وتق َّيم حق ��وق ال�سحب الخا�صة‬ ‫م ��ن خالل �سل ��ة ت�ضم معظ ��م عم�ل�ات الإحتياط‬ ‫الرئي�سية ف ��ي العالم – الدوالر الأميركي‪ ،‬اليورو‪،‬‬ ‫الجني ��ه الإ�سترليني‪ ،‬والي ��ن الياباني‪ .‬على الرغم‬ ‫م ��ن �أن �صن ��دوق النق ��د الدولي قد بع ��ث بر�سائل‬ ‫مختلطة عل ��ى مدى الأ�شهر القليلة الما�ضية‪ ،‬ف�إنه‬ ‫وجه �ضربة لطموحات ال�صين عندما �أعلن �أخير ًا‬ ‫ّ‬ ‫�أن �إدراج اليوان �سي�أتي في �أواخر العام ‪ 2016‬على‬ ‫�أقرب تقدير‪ .‬ويظهر �أن الإعالن كان دافعه الرغبة‬ ‫في من ��ح بكين الوق ��ت الكافي لتنفي ��ذ �إ�صالحات‬


‫�سوق �شنغهاي المالية‪ :‬النك�سات فيها وفي غيرها من الأ�سواق ال�صينية �أثرت في م�ستقبل اليوان‬

‫�أي وق ��ت م�ض ��ى‪ .‬ال�صي ��ن لي�ست لديه ��ا مثل هذه‬ ‫الفر�ص ��ة وهي‪ ،‬بد ًال من ذل ��ك‪ ،‬تت�صارع مع �شبكة‬ ‫معقدة من الم�ؤ�س�س ��ات الرا�سخة والموجودة منذ‬ ‫�أم ��د طويل الت ��ي ُبنيت م ��ن دون �أخ ��ذ عملتها في‬ ‫الإعتبار‪ .‬كل �ش ��يء من الدور المهيمن للدوالر في‬ ‫التج ��ارة والنقد الأجنبي‪� ،‬إل ��ى �إ�ستخدام �سندات‬ ‫الخزان ��ة الأميركي ��ة التي تُعتبر ال�ش ��كل الأ�سا�سي‬ ‫للإحتياط ��ات الدولية‪ ،‬هو دلي ��ل على نجاح جهود‬ ‫الواليات المتحدة التاريخية‪.‬‬ ‫ه ��ذا ه ��و ال�سب ��ب ف ��ي �أن �إدراج حق ��وق ال�سح ��ب‬ ‫الخا�ص ��ة هو مه ��م �سيكولوجي ًا للي ��وان‪ .‬وب�صرف‬ ‫النظ ��ر عن الحج ��م الإقت�ص ��ادي الكبي ��ر‪ ،‬تفتقر‬ ‫ال�صي ��ن تقريب� � ًا �إل ��ى كل مي ��زة من الت ��ي �أفادت‬ ‫�أمي ��ركا في جهوده ��ا الرامي ��ة �إلى تو�سي ��ع الدور‬ ‫الدولي للدوالر‪ .‬ومن �ش� ��أن الإدراج في �سلة تقييم‬ ‫حق ��وق ال�سح ��ب الخا�صة �أن يعطي �إ�ش ��ارة �إلى �أن‬ ‫الم�ؤ�س�س ��ات الإقت�صادي ��ة الغربي ��ة الت ��ي �أُن�شئ ��ت‬ ‫تق� �دّر تحرير بكين لنظام �سعر ال�صرف و�ضوابط‬ ‫ر�أ� ��س الم ��ال‪ ،‬وبالتالي �سوف ترح ��ب بال�صين في‬ ‫الحظيرة كالعب رئي�سي‪ .‬هذا القرار يم ّثل �إجراء‬ ‫ا�ستفتاء غير ر�سمي ح ��ول ما �إذا كان الغرب ي�ؤيد‬ ‫الطموح ��ات الإقت�صادية لل�صين ويمنحها المكانة‬ ‫الت ��ي يعتقد م�س�ؤولون �صيني ��ون �أنهم ي�ستحقونها‪.‬‬

‫على الرغم من �أن بكين قد �أعلنت �أنها‬ ‫تحرر �سعر �صرف عملتها‪ ،‬ف�إن‬ ‫�سوف ّ‬ ‫هذا الإ�صالح يجب �أن يكون متوازن ًا �ضد‬ ‫التدخالت الثقيلة الوط�أة لتجميد �سوق‬ ‫الأوراق المالية‪ ،‬و�إدارة الإ�ضطرابات‬ ‫على نطاق �أو�سع‪ .‬و�سوف تُحت�سب في‬ ‫النهاية كل خطوة من هاتين الخطوتين‬ ‫من تحركات ال�سيا�سة و ُت�ؤخذ في‬ ‫الإعتبار في التقييمات الر�سمية‬ ‫وال�سوقية عما �إذا كان اليوان �صار‬ ‫جاهز ًا لل�ساحة العالمية‬ ‫الق ��رار الأخير لت�أجيل �إدراج اليوان هو �إ�شارة �إلى‬ ‫�أن ��ه حتى لو نجح ��ت بالد ماوت�سي تون ��غ في نهاية‬ ‫المطاف‪� ،‬ستكون المعركة �شاقة‪.‬‬ ‫كم ��ا هو الح ��ال مع ق ��رار �إن�ش ��اء حق ��وق ال�سحب‬ ‫الخا�ص ��ة �أو خي ��ار الف�صل بين ال ��دوالر والذهب‪،‬‬

‫ف� ��إن نتائج هذا الق ��رار �ستوفر ناف ��ذة على كيفية‬ ‫ر�ؤية وت�صور الجهات الفاعلة المهيمنة في النظام‬ ‫النق ��دي الدول ��ي الي ��وم لم�ستقب ��ل النظ ��ام‪ .‬لقد‬ ‫�أت ��اح �إن�شاء البنك الأ�سي ��وي للإ�ستثمار في البنية‬ ‫التحتي ��ة ف ��ي ‪ ،2014‬والذي ُيعتبر مناف�س� � ًا �صيني ًا‬ ‫للبن ��ك الدول ��ي‪ ،‬واحدة م ��ن هذه التج ��ارب لدور‬ ‫ال�صين ف ��ي الم�ستقب ��ل‪ ،‬وكان رد الفعل الأميركي‬ ‫بعي ��د ًا من الترحيب‪ .‬عندما يتعل ��ق الأمر بالنظام‬ ‫النق ��دي الدولي‪ ،‬ف�إن قرار �صن ��دوق النقد الدولي‬ ‫ف ��ي نهاية المط ��اف بالن�سبة �إلى الي ��وان قد يكون‬ ‫�أف�ض ��ل م�ؤ�شر لدين ��ا م ��ا �إذا كان �سي�سمح لل�صين‬ ‫بالنم ��و داخ ��ل الهي ��كل الحال ��ي �أو �ست�ضط ��ر �إلى‬ ‫تغييره‪.‬‬ ‫قبل اليوم‪ ،‬كانت حقوق ال�سحب الخا�صة ذات �صلة‬ ‫عالمي� � ًا بال�ضبط ثالث مرات في تاريخها‪ :‬عندما‬ ‫�أُن�شئت‪ ،‬عندما ّتم ف�صلها عن الذهب‪ ،‬وعندما تم‬ ‫تخ�صي� ��ص ‪ 183‬مليار من حقوق ال�سحب الخا�صة‬ ‫(حوال ��ي ‪ 280‬مليار دوالر) للبل ��دان الأع�ضاء في‬ ‫�صن ��دوق النقد الدول ��ي لتخفيف �ضغ ��ط ال�سيولة‬ ‫خ�ل�ال الأزم ��ة المالي ��ة الأخي ��رة‪ .‬و�إذا كان تاريخ‬ ‫حقوق ال�سحب الخا�ص ��ة ُيخبرنا �أي �شيء‪ ،‬فهو �أن‬ ‫ع ��ودة ظهورها هي نذير بتح ّوالت كبرى مقبلة في‬ ‫النظام النقدي الدولي‬ ‫‪Issue 34 - September - 2015‬‬

‫‪59‬‬


‫�أ�سواق المال ¶ عمالت‬ ‫الواق ��ع‪� .‬أو ًال‪ ،‬النظر �إلى الأرقام‪ .‬ت�ش ّكل �سلة تقييم‬ ‫حقوق ال�سحب الخا�صة حالي� � ًا نحو ‪ 2.5‬في المئة‬ ‫من �إحتياطات العمالت العالمية‪� .‬إذا �أراد �صندوق‬ ‫النق ��د الدول ��ي تخ�صي� ��ص الي ��وان بن�سب ��ة ‪ 20‬في‬ ‫المئة في ال�سلة‪ ،‬ف�إن ��ه �سي�ضيف �إلى تعر�ض اليوان‬ ‫‪ 0.5‬ف ��ي المئ ��ة بالن�سبة �إلى حي ��ازات الإحتياطي‬ ‫العالم ��ي‪ .‬ثاني ًا‪� ،‬إن حقوق ال�سحب الخا�صة‪ ،‬ح�سب‬ ‫ت�صميمه ��ا‪ ،‬ال يمكنه ��ا �أن تفع ��ل �أكثر م ��ن �إ�ضافة‬ ‫المزي ��د م ��ن ال�سيولة‪ .‬ف ��ي الع ��ام ‪ ،1968‬من �أجل‬ ‫جل ��ب الفرن�سيين �إلى الطاولة مع �إن�شاء �سلة تقييم‬ ‫حقوق ال�سحب الخا�صة‪ ،‬وافقت الواليات المتحدة‬ ‫عل ��ى �شروط �صارم ��ة على وظيفته ��ا ودورها‪ .‬كان‬ ‫�أبرزه ��ا‪� ،‬أن �أميركا وافقت عل ��ى الحد من تخزين‬ ‫حق ��وق ال�سح ��ب الخا�ص ��ة وجعله ��ا وق ��ف عل ��ى‬ ‫الم�ؤ�س�سات الر�سمية مثل حكومات الدول الأع�ضاء‬ ‫ل�صندوق النقد الدولي والبنوك المركزية الكبرى‪.‬‬ ‫�إن �إ�ضاف ��ة اليوان �إلى �سلة حقوق ال�سحب الخا�صة‬ ‫�سوف يعطي الذين في حوزتهم بع�ض هذه الحقوق‬ ‫تعر�ض� � ًا �إ�ضافي� � ًا للعمل ��ة ولك ��ن ل ��ن يزي ��د �سهولة‬ ‫المعامالت باليوان في الإقت�صاد العالمي‪.‬‬ ‫حقق ��ت ال�صين بع�ض التقدم ف ��ي �إقناع الأطراف‬ ‫الخا�ص ��ة الفاعلة في الأ�سواق ب� ��أن اليوان هو على‬ ‫�إ�ستع ��داد لمزيد م ��ن الإ�ستخ ��دام العالمي‪ ،‬لكنها‬ ‫�ستج ��د �صعوبة ف ��ي تو�سيع نط ��اق عملتها من دون‬ ‫�إزال ��ة القي ��ود المتبقية عل ��ى ح�ساب ر�أ� ��س المال‬ ‫والأ�س ��واق المالية‪ ،‬بما في ذلك القيود المفرو�ضة‬ ‫عل ��ى الإ�ستثم ��ار عبر الح ��دود من قب ��ل الأفراد‪،‬‬ ‫وعل ��ى تداول الأ�سهم وال�سندات من قبل ال�شركات‬ ‫الأجنبي ��ة‪ .‬التدويل ف ��ي الأ�سا�س يكمن ف ��ي �إقناع‬ ‫الأ�س ��واق والحكومات �إلى �أن قيمة العملة يمكن �أن‬ ‫تكون بمثاب ��ة مخزن عميق و�آمن للقيمة‪� .‬إن �إدراج‬ ‫حقوق ال�سح ��ب الخا�صة ال يغير �أي� � ًا من ال�شروط‬ ‫الأ�سا�سية التي تحكم ح�ساب التفا�ضل والتكامل‪.‬‬ ‫مث ��ل الجه ��ود الت ��ي بذلته ��ا �أمي ��ركا بالن�سب ��ة �إلى‬ ‫حق ��وق ال�سح ��ب الخا�ص ��ة في ف ��ي �ستين ��ات القرن‬ ‫الفائ ��ت‪ ،‬ت�ستند خط ��ط ال�صي ��ن لإدراج اليوان في‬ ‫�سل ��ة تقييم حق ��وق ال�سح ��ب الخا�صة عل ��ى الموقع‬ ‫ال�سيا�س ��ي لعملته ��ا ف ��ي النظ ��ام النق ��دي الدولي‪.‬‬ ‫يدرك م�س�ؤولوها جي ��د ًا �أن حقوق ال�سحب الخا�صة‬ ‫ومنذ فت ��رة طويلة كان ��ت م�ؤ�شر ًا رئي�سي� � ًا لم�ستقبل‬ ‫النظ ��ام النق ��دي الدولي‪ .‬ف ��ي الع ��ام ‪ ،1973‬كانت‬ ‫الوالي ��ات المتح ��دة على خالف م ��ع فرن�سا حول ما‬ ‫�إذا كان الذه ��ب ينبغ ��ي �أن يبق ��ى �أو يجب التخل�ص‬ ‫من ��ه ك�أحد المك ّونات الرئي�سية لنظام النقد الدولي‬

‫‪58‬‬

‫العدد ‪� - 34‬أيلول (�سبتمرب) ‪٢٠١5 -‬‬

‫�صندوق النقد الدولي‪ :‬حقوق ال�سحب الخا�صة لديه مهمة لليوان‬

‫محافظ بنك ال�شعب ال�صيني ت�شو �شياو ت�شوان‪:‬‬ ‫حان الوقت لعولمة اليوان‬

‫‪ -‬وا�شنطن كانت تري ��ده �أن ُيلغى‪ ،‬ب�إعتباره و�سيلة‬‫لتعزي ��ز دور ال ��دوالر‪ ،‬وباري�س كان ��ت تريد الحفاظ‬ ‫علي ��ه‪ .‬داخلي� � ًا‪ ،‬ر�أت وزارة الخزان ��ة الأميركي ��ة �أن‬ ‫تقييم حقوق ال�سحب الخا�صة بالذهب ي�ش ّكل �ساحة‬ ‫رئي�سية في هذه المعركة لأنه يمثل الموقف الر�سمي‬ ‫للمجتم ��ع الدول ��ي بالن�سب ��ة �إلى الإ�ص�ل�اح النقدي‬ ‫الدولي‪ .‬وعلى الرغ ��م من �أنه في الواقع ّتم الإبتعاد‬ ‫ع ��ن الذهب والتح� � ّول �إلى �أ�سعار ال�ص ��رف العائمة‬ ‫(يلغي الحاجة �إلى �إحتياطات الذهب) وبيع الذهب‬ ‫م ��ن الحكوم ��ات �إل ��ى تجار القط ��اع الخا� ��ص‪ ،‬ف�إن‬ ‫عالق ��ة المعدن الأ�صف ��ر بحقوق ال�سح ��ب الخا�صة‬ ‫كانت لها قيمة رمزية‪ .‬عندما تم تغيير تقييم حقوق‬ ‫ال�سحب الخا�ص ��ة من الذهب �إلى �سلة من العمالت‬ ‫ف ��ي العام ‪ ،1974‬فق ��د كانت الر�سال ��ة وا�ضحة ب�أن‬ ‫الوالي ��ات المتح ��دة ق ��د ف ��ازت ف ��ي المعرك ��ة حول‬ ‫م�ستقبل الذهب في النظام النقدي الدولي‪.‬‬ ‫ه ��ذا النوع من الر�سائل مهم �أكث ��ر بكثير بالن�سبة‬ ‫�إل ��ى ال�صين مما كان في �أي وق ��ت م�ضى بالن�سبة‬ ‫�إل ��ى �أمي ��ركا لأن ال ��دوالر كان فعلي� � ًا ف ��ي موق ��ف‬ ‫ق ��وي عندما ب ��د�أت الم�ساعي لدفع ��ه للقيام بدور‬ ‫دول ��ي �أكثر تو�سعية‪ .‬في ذل ��ك الوقت‪ ،‬على الرغم‬ ‫م ��ن �أن العجز في مي ��زان المدفوع ��ات الأميركي‬ ‫كان كبي ��ر ًا‪ ،‬فقد ب ��رز الدوالر من نظ ��ام "بريتون‬ ‫وودز" عل ��ى �أنه المناف�س الرئي�سي لو�ضعية العملة‬ ‫الرئي�سية‪ .‬عندما �أغلق الرئي�س الأميركي ريت�شارد‬ ‫نيك�سون نافذة الذهب‪ ،‬فقد قدّم �إلى العالم نظام‬ ‫�ص ��رف قائم ًا على الدوالر حي ��ث كانت الدوالرات‬ ‫ت�شكل فعلي ًا �أ�ص ��ول الإحتياط ��ي الرئي�سي‪ .‬وت�شير‬ ‫وثائق �إدارية من �أر�شيف وزارة الخزانة الأميركية‬ ‫�إل ��ى �أن الإدارة لم تكن فقط تعرف ب�أن هذا الأمر‬

‫�سيح ��دث ولك ��ن كان ��ت تع� � ّول عليه‪ .‬م ��ن جهته ال‬ ‫يحم ��ل اليوان مثل هذه المي ��زة‪ ،‬الأمر الذي يجعل‬ ‫�إدراجه في �سلة حقوق ال�سحب الخا�صة �أكثر قيمة‬ ‫كرم ��ز لمكانته‪ .‬ت�ش ّكل ن�سب ��ة المدفوعات الحالية‬ ‫في العالم بالي ��وان ومعامالت ال�ص ��رف الأجنبي‬ ‫على حد �س ��واء �أكثر من �إثنين ف ��ي المئة‪ ،‬مقارنة‬ ‫م ��ع ح�ص ��ة ال ��دوالر التي تمث ��ل ‪ 45‬ف ��ي المئة من‬ ‫المدفوع ��ات و‪ 87‬ف ��ي المئة من ح�ص ��ة معامالت‬ ‫ال�ص ��رف الأجنبي‪ .‬ل ��ذا بما �أن ال�صي ��ن تبد�أ من‬ ‫موقف �ضعيف ن�سبي ًا‪ ،‬ف�إنها �ستكون بحاجة �إلى كل‬ ‫م�ساع ��دة يمكن �أن تح�صل عليه ��ا لك�سب �إعتراف‬ ‫عالمي باليوان‪.‬‬ ‫يواجه اليوان �أي�ض� � ًا م�شهد ًا نقدي ًا وم�ؤ�س�سي ًا دولي ًا‬ ‫قائم� � ًا يتمح ��ور ح ��ول ال ��دوالر‪� .‬إن �إغ�ل�اق نافذة‬ ‫الذه ��ب من ��ح الوالي ��ات المتح ��دة فر�ص ��ة لإعادة‬ ‫ت�شكي ��ل النظ ��ام النق ��دي الدولي‪ ،‬وبن ��اء دفاعات‬ ‫دائمة لدور ال ��دوالر‪ .‬كان م�س�ؤول ��و �إدارة نيك�سون‬ ‫ُيدرك ��ون جي ��د ًا �أهمي ��ة ه ��ذه الفر�صة‪ .‬بع ��د �أيام‬ ‫قليلة من �إع�ل�ان نيك�سون‪� ،‬ص ��درت مذكرة �سرية‬ ‫م ��ن مجل� ��س الم�ست�شاري ��ن الإقت�صاديي ��ن‪ ،‬وه ��و‬ ‫وكالة داخ ��ل المكتب التنفيذي للرئي�س الأميركي‪،‬‬ ‫تعت ��رف ب�أن "ال�ش ��كل الم�ستقبل ��ي للنظام النقدي‬ ‫الدول ��ي ق ��د ُو ِّ�سعت �أفاق ��ه ب�شكل كبي ��ر" �أكثر من‬


‫"كري�سيل" (‪ )CRISIL‬ب�أن قطاع التجزئة ي�ش ّكل‬ ‫م ��ا يق ��رب م ��ن ‪ ٪40‬م ��ن الت�سليف ��ات الإجمالية‬ ‫المعط ��اة من م�صارف القط ��اع الخا�ص‪ ،‬مقارنة‬ ‫مع ‪ ٪18‬من بنوك القطاع العام‪.‬‬ ‫عل ��ى مدى ال�سن ��وات الث�ل�اث الفائت ��ة‪ ،‬في حين‬ ‫�إرتفع ��ت قيمة الأ�صول ال�ضعيفة في بنوك القطاع‬ ‫الع ��ام من ‪� ٪3‬إلى ‪ ،٪5‬فق ��د ظل المعدل عند ‪٪2‬‬ ‫بالن�سبة �إلى بنوك القطاع الخا�ص‪.‬‬

‫م�شكلة م�ستمرة‬ ‫رئي�س الحكومة‬ ‫نارندرا مودي‪:‬‬ ‫حكومته ت�سعى‬ ‫ولكن‪...‬‬

‫�أكثر من ‪ ٪10‬من �إجمالي القرو�ض الم�صرفية‪.‬‬ ‫ف ��ي حي ��ن �أن البنوك قد لج� ��أت ف ��ي ال�سابق �إلى‬ ‫�إع ��ادة هيكلة كبي ��رة لقرو�ض قطاع ��ات �أ�سا�سية‬ ‫مث ��ل البنية التحتية والطاق ��ة‪ ،‬ف�إن هناك �إتجاه ًا‬ ‫مثي ��ر ًا للقل ��ق يكم ��ن في �أن ه ��ذه القرو� ��ض التي‬ ‫�أُعي ��دت هيكلته ��ا تنزل ��ق عل ��ى نحو متزاي ��د �إلى‬ ‫فئ ��ة الأ�صول المتع ّث ��رة‪ .‬وتق ّدر وكال ��ة الت�صنيف‬ ‫المحلي ��ة "كري�سي ��ل" (‪ )CRISIL‬ب� ��أن ما ي�صل‬ ‫�إل ��ى ن�سبة ‪ ٪40‬من �إجمال ��ي موجودات القرو�ض‬ ‫التي �أُعيدت هيكلتها بين عامي ‪ 2011‬و ‪ 2014‬قد‬ ‫تح ّولت �إلى �أ�صول معدومة‪.‬‬ ‫ف ��ي ب�ل�اد تتطل ��ع �إل ��ى البن ��وك لتموي ��ل بنيته ��ا‬ ‫التحتية‪ ،‬ف� ��إن غرق الأ�سواق الم�صرفية بالأ�صول‬ ‫المتع ّثرة هو مدعاة لقلق كبير‪ .‬ت�شير بيانات بنك‬ ‫الإحتياط ��ي الهن ��دي �إل ��ى �أن الأ�ص ��ول المتعثرة‬ ‫ال�ضخمة قد نمت بين ‪ 2013‬و ‪ 2014‬لدى البنوك‬ ‫التجاري ��ة المحلي ��ة في الهن ��د بن�سب ��ة ‪ .٪36‬في‬ ‫المقابل نما �إجمالي الت�سليفات بن�سبة ‪ ٪13‬فقط‪.‬‬ ‫وتترك ��ز م�شكل ��ة القرو� ��ض المتع ّث ��رة ف ��ي الهند‬ ‫ب�ش ��كل كبير في بن ��وك القطاع الع ��ام المدعومة‬ ‫م ��ن الدول ��ة‪ .‬وت�ش ّكل ه ��ذه البنوك م ��ا يقرب من‬ ‫ثالثة �أرباع القطاع الم�صرفي في البالد‪ ،‬ولكنها‬ ‫ال تتمت ��ع بالحك ��م الذاتي الذي يتمت ��ع به �أقرانها‬ ‫في القط ��اع الخا�ص‪ ،‬وكثير ًا م ��ا ينتهي بها الأمر‬ ‫�إل ��ى �إعطاء قرو�ض لم�شاريع غي ��ر مربحة للوفاء‬ ‫ب�إمالءات الحكومة‪ .‬وتعان ��ي بنوك القطاع العام‬

‫�أ ّدى التباط�ؤ الإقت�صادي في الهند على‬ ‫مدى ال�سنوات القليلة وت�أخر المبادرات‬ ‫ال�سيا�سية �إلى تجميد عدد من‬ ‫الم�شاريع‪ ،‬وخ�صو�ص ًا في قطاع البنية‬ ‫التحتية‪ .‬وهذا بدوره خلق �إنخفا�ض ًا‬ ‫في الطلب على الإئتمان من قبل‬ ‫ال�شركات وتنامي القرو�ض المتع ّثرة‪.‬‬ ‫وقد �ساهم تقييم �سوء الإئتمان‪ ،‬و�آليات‬ ‫ال�صرف والإنتعا�ش في البنوك �أي�ض ًا‬ ‫�إلى �إرتفاع الأ�صول المعدومة‬

‫�أي�ض ًا من ع ��دم كفاي ��ة �إدارة المخاطر وعمليات‬ ‫�س ّيئ ��ة لتقييم الإئتمان ال ��ذي يم ّثل اليوم �أكثر من‬ ‫‪ ٪90‬من القرو�ض المعدومة في هذه ال�صناعة‪.‬‬ ‫ع�ل�اوة على ذلك‪ ،‬ت�ش ّكل قرو�ض ال�شركات ح�صة‬ ‫كبي ��رة في محفظ ��ة قرو�ض بنوك القط ��اع العام‬ ‫ف ��ي الهند‪ ،‬ف ��ي حي ��ن �أن بنوك القط ��اع الخا�ص‬ ‫ه ��ي عر�ض ��ة ب�شكل �أكب ��ر بكثير لقط ��اع التجزئة‬ ‫ال ��ذي بقي منتع�ش� � ًا وبمن�أى عن التباط� ��ؤ‪ .‬وتقدِّ ر‬

‫في �آذار (مار�س) ‪� ،2015‬أظهرت بيانات "�ستايت‬ ‫بن ��ك �أوف �إندي ��ا" �إنخفا�ض ًا في الع ��ام فى ن�سبة‬ ‫�إجمالي القرو�ض المتع ّثرة على �أ�سا�س �سنوي �إلى‬ ‫‪ ،٪4.25‬من ‪ ٪4.95‬ف ��ي �آذار (مار�س) ‪.2014‬‬ ‫ومع ذل ��ك‪ ،‬في ثان ��ي �أكب ��ر بنوك القط ��اع العام‬ ‫في الهن ��د‪ ،‬بنك البنجاب الوطن ��ي‪ ،‬فقد �إرتفعت‬ ‫ن�سب ��ة �إجمال ��ي الأ�ص ��ول المتع ّثرة �إل ��ى ما يقرب‬ ‫م ��ن ‪ 1‬نقطة مئوية‪ ،‬لت�صل �إل ��ى ‪ ٪6.55‬في �آذار‬ ‫(مار�س) ‪ .2015‬ل ��دى بع�ض بنوك القطاع العام‬ ‫ن�س ��ب قرو�ض متع ّثرة مرتفعة ج ��د ًا والتي تتراوح‬ ‫بي ��ن ‪� ٪8‬إلى ‪ .٪10‬في البن ��ك الهندي الخارجي‪،‬‬ ‫على �سبيل المثال‪� ،‬إرتفعت ن�سبة �إجمالي الأ�صول‬ ‫المتع ّثرة �إلى ‪ ٪8.33‬ف ��ي �آذار (مار�س) ‪،2015‬‬ ‫�إرتفاع� � ًا من ‪ ٪8.12‬في الفت ��رة عينها من العام‬ ‫‪ .2014‬ف ��ي المقاب ��ل‪ ،‬بي ��ن �أه ��م بن ��وك القطاع‬ ‫الخا� ��ص‪ ،‬هن ��اك فق ��ط بن ��ك "�آي �س ��ي �آي �سي‬ ‫�آي" (‪ )ICICI‬ال ��ذي كان ��ت لدي ��ه ن�سبة �إجمالي‬ ‫القرو�ض المتع ّثرة �أكثر من ‪ ٪3‬في �آذار (مار�س)‬ ‫م ��ن هذا الع ��ام‪ .‬وبالن�سبة �إلى البن ��وك الأخرى‪،‬‬ ‫مثل بن ��ك "�أت�ش دي �أف �سي" (‪ ،)HDFC‬وبنك‬ ‫"�أك�سي�س"‪ ،‬و"كوتاك ماهيندرا بنك"‪ ،‬فقد بلغت‬ ‫ن�سب �إجمالي الأ�صول المتع ّثرة �أقل من ‪.٪2‬‬ ‫يقول �آرون تيواري‪ ،‬رئي�س مجل�س الإدارة والمدير‬ ‫العام لبنك الإتح ��اد الهندي (‪Union Bank of‬‬ ‫‪ )India‬المدع ��وم م ��ن الدولة‪�" :‬ستك ��ون ق�ضايا‬ ‫جودة الأ�ص ��ول م�ؤلمة في الم ��دى القريب �إذا لم‬ ‫يعرف ال ُمقت َِر�ضون �أي منعطف جوهري بالن�سبة‬ ‫�إل ��ى تدفقات دخله ��م‪ .‬رغم �أن هن ��اك �إيجابيات‬ ‫�إ�ضافية‪ ،‬كما �شهدنا في وتيرة �إنخفا�ض القرو�ض‬ ‫المعث ��رة الجديدة‪ ،‬ف�إن م�ستوى الأ�صول المتعثرة‬ ‫ال ��ذي م ��ا زال عالي� � ًا ي�ضغ ��ط عل ��ى الموازن ��ات‬ ‫العمومي ��ة للبن ��وك الأم ��ر ال ��ذي ي�ؤثر �سلب� � ًا على‬ ‫ربحيته ��ا"‪ .‬وقد �أعلن بنك الإتحاد الهندي زيادة‬ ‫ف ��ي ن�سب ��ة �إجمال ��ي الأ�ص ��ول المتعث ��رة من‬ ‫‪Issue 34 - September - 2015‬‬

‫‪61‬‬


‫�أ�سواق المال‬ ‫مصارف‬

‫قوى فاعلة ُتعيد ت�شكيله لكن مخاطر عدة تهدده‬

‫القطاع المصرفي في الهند‬ ‫على مفترق طرق‬ ‫م��ع تراجع التمويل من الدول��ة‪ ،‬وبروز تكنولوجيات جديدة‪ ،‬وتنظيم �أكثر �صرام��ة‪ ،‬ف�إن القطاع الم�صرفي‬ ‫الهندي يخ�ضع لفترة مهمة من التغيير‪ .‬لقد بد�أ العبون جدد دخول ال�سوق‪ ،‬الأمر الذي يجعل الو�ضع حتى‬ ‫ال من تدهور ج��ودة الأ�صول و�أهداف‬ ‫�أكث��ر �صعوب��ة بالن�سبة �إلى البنوك المملوك��ة للدولة‪ ،‬التي تعاني �أ�ص ً‬ ‫كفاية ر�أ�س المال الوارد‪.‬‬ ‫وم ��ن المتوقع �أن يزيد هذا الرق ��م بمعدل �سنوي‬ ‫قدره ‪.٪14.2‬‬

‫نيودلهي ‪ -‬محمد �سليم‬ ‫على مدى ‪ 12‬الى ‪� 18‬شهر ًا الما�ضية‪،‬‬ ‫�شهدت ال�صناعة الم�صرفية الهندية‪،‬‬ ‫طفرة من المبادرات الرقمية‪ .‬فيما ت�سعى البنوك‬ ‫�إل ��ى الإ�ستفادة م ��ن التقدم التكنولوج ��ي لتمييز‬ ‫�أنف�سها‪ ،‬وجذب الزبائن وتح�سين الكفاءة‪ ،‬ف�إنها‬ ‫تطرح منتج ��ات ُمبتَكرة تتراوح بي ��ن التطبيقات‬ ‫الم�صرفية المتنقل ��ة والخدمات الم�صرفية عبر‬ ‫و�سائل الإعالم الإجتماعي ��ة �إلى الم�صرفية عبر‬ ‫الفيديو والمحافظ الرقمية‪.‬‬ ‫في العام الفائ ��ت‪ ،‬في محاولة لإ�ستهداف عمالء‬ ‫جدد‪� ،‬أطل ��ق �أكبر بنك في الهن ��د‪�" ،‬ستايت بنك‬ ‫�أوف �إندي ��ا" (‪ ،)State Bank of India‬فروع� � ًا‬ ‫رقمي ��ة في بع� ��ض الم ��دن‪ .‬كانت خط ��وة جذرية‬ ‫بعي ��د ًا من نهج البنك التقليدي لتقديم الخدمات‬ ‫الم�صرفي ��ة �إل ��ى �س ��كان المناط ��ق ال�شا�سعة في‬ ‫ت�شجع ًا م ��ن تجربت ��ه الرقمية‪ ،‬يخطط‬ ‫الهن ��د‪ُ .‬م ِّ‬ ‫البن ��ك الآن لتو�سي ��ع الب�صمة الرقمي ��ة �إلى مدن‬ ‫�أخرى و�إ�ستهداف جميع �أنواع العمالء‪" .‬الرقمية‬ ‫ه ��ي منطق ��ة التركي ��ز الرئي�سي ��ة بالن�سب ��ة �إلينا‬ ‫ه ��ذا العام"‪ ،‬تقول �أروندات ��ي بهاتا�شاريا‪ ،‬رئي�سة‬ ‫"�ستايت بنك �أوف �إنديا"‪.‬‬ ‫وتق� � ّدر �شركة الإ�ست�ش ��ارات العالمية "كي بي‪� .‬أم‬ ‫جي" (‪� )KPMG‬أن �إ�ستثمار البنوك الهندية في‬ ‫التكنولوجي ��ا يم ّثل نحو ‪ ٪15‬من �إجمالي �إنفاقها‪،‬‬

‫‪60‬‬

‫العدد ‪� - 34‬أيلول (�سبتمرب) ‪٢٠١5 -‬‬

‫حكاية ن�صفين‬

‫�أرونداتي بهاتا�شاريا‪ :‬الم�شكلة‬ ‫هي �أن توقعات الحكومة الجديدة كانت مرتفعة جد ًا‬

‫النمو ال�سريع لبنوك القطاع‬ ‫الخا�ص في الهند يمكن �أن ي�ؤدي �إلى‬ ‫تح ّول هيكلي في القطاع الم�صرفي‬ ‫في البالد حيث �أن الح�صة ال�سوقية‬ ‫للم�صارف الخا�صة الجديدة‪ ،‬التي‬ ‫ّ‬ ‫ت�شكلت بعد العام ‪� ،1990‬سوف‬ ‫تزيد ب�شكل كبير‬

‫قر�ض ��ون الهنود قفزات‬ ‫بينما م ��ن جهة يقفز ال ُم ِ‬ ‫قدم� � ًا في مج ��ال التكنولوجيا‪ ،‬ف�إنه ��م من ناحية‬ ‫�أخرى ما زالوا يواجه ��ون تحديات �أ�سا�سية والتي‬ ‫ته� � ّدد بزعزع ��ة �إ�ستقرار القط ��اع الم�صرفي في‬ ‫الب�ل�اد‪ .‬والق�ضي ��ة الأكث ��ر �أهمية تتم ّث ��ل بتدهور‬ ‫ج ��ودة الأ�ص ��ول‪ .‬لق ��د �أ ّدى التباط� ��ؤ الإقت�صادي‬ ‫في الب�ل�اد على م ��دى ال�سن ��وات القليل ��ة وت�أخر‬ ‫المب ��ادرات ال�سيا�سي ��ة �إل ��ى تجمي ��د ع ��دد م ��ن‬ ‫الم�شاري ��ع‪ ،‬وخ�صو�ص ًا في قط ��اع البنية التحتية‪.‬‬ ‫وه ��ذا ب ��دوره خل ��ق �إنخفا�ض� � ًا ف ��ي الطل ��ب على‬ ‫الإئتم ��ان من قب ��ل ال�ش ��ركات وتنام ��ي القرو�ض‬ ‫المتع ّث ��رة‪ .‬وق ��د �ساه ��م تقيي ��م �س ��وء الإئتم ��ان‪،‬‬ ‫و�آلي ��ات ال�صرف والإنتعا�ش في البنوك �أي�ض ًا �إلى‬ ‫�إرتفاع الأ�صول المعدومة‪.‬‬ ‫ت�شي ��ر بيانات بن ��ك الإحتياطي الهن ��دي (البنك‬ ‫المركزي) �إل ��ى �أن القرو�ض المعدومة ت�ضاعفت‬ ‫تقريب� � ًا ف ��ي الهن ��د من ��ذ الع ��ام ‪ ،2012‬عاب ��رة‬ ‫ال‪ 2500‬ملي ��ار روبي ��ة (‪ 40‬ملي ��ار دوالر)‪ .‬وهذا‬ ‫المبل ��غ ي�ش ّكل �أكثر من ‪ ٪4‬م ��ن �إجمالي القرو�ض‬ ‫الم�صرفي ��ة‪ .‬بالإ�ضاف ��ة �إل ��ى ذل ��ك‪� ،‬إل ��ى جانب‬ ‫�إعادة هيكل ��ة الأ�صول‪ ،‬تم ّث ��ل القرو�ض (�إجمالي‬ ‫الأ�ص ��ول المتعث ��رة وهيكلة الت�سليف ��ات العادية)‬


‫لغز ر�أ�س المال‬ ‫ومم ��ا يزيد م ��ن التحدّي المتم ّثل ف ��ي تدني جودة‬ ‫الأ�ص ��ول ه ��ي المب ��ادىء التوجيهي ��ة بالن�سبة �إلى‬ ‫كفاي ��ة ر�أ� ��س الم ��ال ل"ب ��ازل ‪ " 3‬المقبل ��ة‪ ،‬والتي‬ ‫بموجبه ��ا‪ ،‬على النحو الذي حدّده بنك الإحتياطي‬ ‫يتوجب على البن ��وك الهندية الإحتفاظ‬ ‫الهن ��دي‪ّ ،‬‬ ‫بحد �أدن ��ى من ن�سبة الأ�سه ��م الم�شتركة قدره ‪٪8‬‬ ‫ون�سب ��ة �إجمالي ر�أ� ��س المال قدره ��ا ‪ ٪11.5‬قبل‬ ‫�آذار (مار�س) ‪.2019‬‬ ‫ف ��ي حين �أن بن ��وك القطاع الخا� ��ص هي في و�ضع‬ ‫جيد بالن�سبة �إلى �أه ��داف كفاية ر�أ�س المال‪ ،‬ف�إن‬ ‫بن ��وك القط ��اع العام هي تحت �ضغ ��ط هائل‪�" .‬إن‬ ‫ر�أ� ��س الم ��ال لي� ��س م�شكل ��ة لالعبين ف ��ي القطاع‬ ‫الخا� ��ص‪ .‬لح�س ��ن الح ��ظ‪� ،‬إن الأ�س ��واق العالمي ��ة‬ ‫مليئة بال�سيولة وبنوك القط ��اع الخا�ص لها �سمعة‬ ‫جي ��دة"‪ ،‬يق ��ول جايارام م ��ن "كوت ��اك ماهيندرا‬ ‫بنك"‪ .‬وي ��ردد �سرينيفا�سان من بن ��ك "�أك�سي�س"‬ ‫وجه ��ة النظر عينها‪ ،‬حيث يق ��ول‪" :‬نحن في و�ضع‬ ‫جيد ج ��د ًا من حيث متطلبات ر�أ� ��س المال‪ ،‬ولي�س‬ ‫لدين ��ا �أي حاجة �إل ��ى ر�أ�سمال �إ�ضاف ��ي على مدى‬ ‫ال�سنوات القليلة المقبلة"‪.‬‬ ‫ويفيد رنا كابور‪ ،‬المدير العام والرئي�س التنفيذي‬ ‫لبن ��ك "ي� ��س" (‪ ،)Yes Bank‬ب� ��أن كل خط ��ط‬ ‫زي ��ادة ر�أ�س المال ف ��ي م�صرفه جذب ��ت �إهتمام‬ ‫م�ستثمرين مه ّمي ��ن‪ .‬و�آخر زيادة في ر�أ�س المال‪،‬‬ ‫الت ��ي و�صلت �إل ��ى ‪ 500‬ملي ��ون دوالر في حزيران‬ ‫(يوني ��و) ‪ ،2014‬م ��ن خ�ل�ال �إ�ستثم ��ار م�ؤ�س�سي‬ ‫م� ّؤه ��ل‪ ،‬تع ّدت تغطية المبل ��غ المطلوب ب�أكثر من‬ ‫خم� ��س مرات‪ ،‬م ��ع قاع ��دة م�ستثمري ��ن متنوعة‪.‬‬ ‫وتعليق� � ًا عل ��ى متطلب ��ات ر�أ� ��س المال ف ��ي بنوك‬ ‫القطاع العام‪ ،‬ق ��ال‪�" :‬إن الم�ستويات المنخف�ضة‬ ‫لر�أ� ��س الم ��ال �إل ��ى جان ��ب الأ�ص ��ول المتعث ��رة‬ ‫و�إنخفا�ض تغطية المخ�ص�صات في بنوك القطاع‬ ‫الع ��ام قد �أدى في الواقع �إل ��ى تفاقم و�ضع ر�ؤو�س‬ ‫�أمواله ��ا‪ .‬وع�ل�اوة على ذلك‪� ،‬إن �ش ��رط المخزن‬ ‫الم�ؤقت للحف ��اظ على ر�أ�س الم ��ال‪ ،‬الذي �أطلقه‬ ‫"بازل ‪� ،"3‬سوف يتركها في و�ضع �أكثر �صعوبة"‪.‬‬ ‫بموجب "بازل ‪ ،"3‬يجب �أن يكون لدى الم�صارف‬ ‫‪ ٪2.5‬م ��ن الأ�صول لمواجه ��ة المخاطر في �شكل‬ ‫�أ�ص ��ول عادية في المخ ��زن الم�ؤقت للحفاظ على‬ ‫ر�أ�س المال‪.‬‬ ‫وفق� � ًا لتقديرات بنك الإحتياط ��ي الهندي‪ ،‬تتطلب‬ ‫بن ��وك القطاع الع ��ام ر�أ�س مال يبل ��غ ‪ 2400‬مليار‬

‫تو ّقعت وكالة الت�صنيف المحلية‬ ‫"كري�سيل" (‪ )CRISIL‬في تقرير‬ ‫لها في �أيار (مايو) ‪ 2015‬ب�أن البنوك‬ ‫الهندية لن تح�صل على �أي ت�أجيل �أو‬ ‫تمديد للقرو�ض المعدومة في العام‬ ‫وقدرت ب�أن القرو�ض المعدومة‬ ‫‪ّ .2016‬‬ ‫�سترتفع من ‪� ٪4.2‬إلى حوالي ‪ ٪4.5‬من‬ ‫�إجمالي الت�سليفات‪ .‬ومن المتوقع �أي�ض ًا‬ ‫عر�ضة ب�شكل مرتفع‬ ‫�أن تبقى البنوك ُم َّ‬ ‫للقطاعات ال�ضعيفة مثل الطاقة والبناء‬ ‫والمعادن والتعدين‬

‫روبية بحل ��ول الع ��ام ‪ ،2018‬لتلبي ��ة معايير كفاية‬ ‫ر�أ� ��س الم ��ال‪ .‬لق ��د ّ‬ ‫�ضخ ��ت الحكومة فعلي� � ًا ‪584‬‬ ‫ملي ��ار روبية ف ��ي هذه البن ��وك بين عام ��ي ‪2011‬‬ ‫و‪ ،2014‬م ��ا يقرب من ثلثي المبلغ الذي ذهب �إلى‬ ‫البن ��وك الأ�ضعف‪ .‬وم ��ع ذلك‪ ،‬في ال�سن ��ة المالية‬ ‫‪ ،2015-2014‬م ��ن �أ�ص ��ل ال‪ 112‬ملي ��ار روبي ��ة‬ ‫المخ�ص�ص ��ة‪ ،‬و ّزعت الحكوم ��ة ‪ 69.9‬مليار روبية‬

‫فقط‪ .‬الأهم من ذلك‪ ،‬تم �إعطاء هذه الأموال �إلى‬ ‫ت�سعة بنوك فقط‪ ،‬بما في ذلك "�ستايت بنك �أوف‬ ‫�إنديا"‪ ،‬وبنك "ب ��ارودا"‪ ،‬وبنك البنجاب الوطني‪،‬‬ ‫عل ��ى �أ�سا� ��س الأداء‪ .‬وقد �أدت ه ��ذه الخطوة غير‬ ‫المتوقعة �إلى قلق كبير بين البنوك ال‪ 12‬المتبقية‬ ‫في القطاع العام‪ ،‬لأن هناك حاجة �إلى ر�أ�س المال‬ ‫من �أجل النمو وتموين الأ�صول المتعثرة‪.‬‬ ‫لل�سن ��ة المالي ��ة ‪ ،2016-2015‬فق ��د �إقترح ��ت‬ ‫الحكوم ��ة �ض ��خ ‪ 79.4‬مليار روبية فق ��ط‪ .‬ويدّعي‬ ‫خب ��راء ال�صناع ��ة ب� ��أن ه ��ذا الم�ستوى م ��ن �ضخ‬ ‫ر�أ� ��س المال من الحكومة قد ال يك ��ون كافي ًا لتلبية‬ ‫متطلب ��ات القط ��اع الم�صرف ��ي‪ ،‬وتحت ��اج بن ��وك‬ ‫القط ��اع الع ��ام الآن �إل ��ى تموي ��ل النم ��و من خالل‬ ‫م�صادره ��ا الخا�صة‪" .‬ال يمك ��ن للحكومة �أن توفر‬ ‫ر�أ� ��س المال وبالتالي ف�إن الر�سالة وا�ضحة‪ .‬تحتاج‬ ‫بنوك القطاع العام �إل ��ى تح�سين الحكم والذهاب‬ ‫�إلى ال�س ��وق لزيادة ر�أ� ��س المال"‪ ،‬يق ��ول �شنجني‬ ‫كوم ��ار‪ ،‬المدير ف ��ي "براي� ��س ووترهاو�س كوبرز"‬ ‫في الهند‪.‬‬ ‫م ��ن جهتها تبدو بهاتا�شاريا واثقة من �أن "�ستايت‬ ‫بن ��ك �أوف �إنديا" �سوف يكون قادر ًا على رفع ر�أ�س‬ ‫المال الكافي ف ��ي ال�سنوات المقبلة‪" .‬هناك طرق‬ ‫ع ��دة لزيادة ر�أ� ��س الم ��ال‪ .‬لدينا خريط ��ة طريق‬ ‫و�س ��وف نزيد ر�أ�س الم ��ال‪ ،‬لي�س م ��ن طريق جمع‬ ‫الأم ��وال ولكن م ��ن طري ��ق تحرير القيم ��ة"‪ ،‬كما‬ ‫تقول‪.‬‬

‫جودة �أ�صول القرو�ض من البنوك التجارية المجدولة في الهند (‪)2013-2008‬‬

‫�إجمالي الت�سليفات المتع ّثرة �إلى الت�سليفات (‪)٪‬‬

‫جميع البنوك‬

‫بنوك القطاع الخا�ص‬

‫البنوك الأجنبية‬

‫بنوك القطاع العام‬

‫الم�صدر‪� :‬إدارة الرقابة الم�صرفية في بنك الإحتياطي الهندي‬

‫‪Issue 34 - September - 2015‬‬

‫‪63‬‬


‫�أ�سواق المال ¶ م�صارف‬ ‫‪� ٪4.08‬إلى ‪ ٪4.96‬في ال�سنة المالية الما�ضية‪.‬‬ ‫عل ��ى �أ�سا�س تتابعي‪ ،‬م ��ع ذلك‪� ،‬أعل ��ن البنك �أنه الإتجاه ال�صحيح‬ ‫حقق تح�سن ًا في ج ��ودة الأ�صول‪ ،‬حيث �إنخف�ضت ه ��ذه ال�صورة القاتم ��ة تتناق�ض ب�ش ��كل �صارخ مع‬ ‫ن�سب ��ة �إجمال ��ي القرو� ��ض المتعث ��رة بن�سب ��ة ‪ 12‬الحما�س ��ة الت ��ي �أظهرته ��ا ال�صناع ��ة الم�صرفية‬ ‫نقط ��ة �أ�سا�س من ‪ ٪5.08‬في نهاي ��ة كانون الأول الهندية فق ��ط قبل �سنة‪ ،‬عندما ج ��اءت الحكومة‬ ‫(دي�سمب ��ر) ‪� 2014‬إل ��ى ‪ ٪4،96‬ف ��ي ‪� 31‬آذار الإئتالفي ��ة الهندي ��ة الجدي ��دة بقي ��ادة نارن ��درا‬ ‫(مار�س) ‪.2015‬‬ ‫تعج بالآمال‬ ‫مودي �إل ��ى ال�سلطة‪ .‬كانت التوقع ��ات ّ‬ ‫ّ‬ ‫حذر محافظ بن ��ك الإحتياطى الهندي‪ ،‬راغورام ب� ��أن الحكومة �ستق ��وم بتنفيذ مب ��ادرات �سيا�سية‬ ‫ً‬ ‫�ع‬ ‫�‬ ‫ض‬ ‫و�‬ ‫أن‬ ‫�‬ ‫�ام‬ ‫ل‬ ‫�‬ ‫ع‬ ‫ل‬ ‫إ‬ ‫ا‬ ‫�ل‬ ‫�‬ ‫ئ‬ ‫و�سا‬ ‫�ي‬ ‫�‬ ‫ف‬ ‫ا‬ ‫�ر‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫أخ‬ ‫�‬ ‫�ان‪،‬‬ ‫�‬ ‫ج‬ ‫را‬ ‫الت ��ي م ��ن �ش�أنه ��ا �أن تعيد الحي ��اة �إل ��ى الم�شاريع‬ ‫القرو� ��ض ال�س ّيئة ربم ��ا لم يبلغ ذروت ��ه بعد‪ .‬كما المتعث ��رة‪ ،‬وخ�صو�ص ًا ف ��ي قطاع البني ��ة التحتية‪،‬‬ ‫تو ّقعت "كري�سيل" (‪ )CRISIL‬في تقرير لها في والتي �سينتع�ش الإقت�صاد بدوره حولها في غ�ضون‬ ‫�أيار (مايو) ‪� 2015‬أن البنوك الهندية لن تح�صل ب�ضعة �أ�شهر‪.‬‬ ‫عل ��ى �أي ت�أجيل �أو تمدي ��د للقرو�ض المعدومة في يق ��ول �س ��ي جاي ��ارام‪ ،‬المدي ��ر الع ��ام "كوت ��اك‬ ‫ن�صفين للحكومة‬ ‫الع ��ام ‪ .2016‬وق � َّ�درت ب� ��أن القرو� ��ض المعدومة ماهين ��درا بنك"‪" :‬لكي نك ��ون ُم ِ‬ ‫�سترتفع من ‪� ٪4.2‬إلى حوالي ‪ ٪4.5‬من �إجمالي الجدي ��دة‪� ،‬إن الم�ش ��اكل عميق ��ة �إل ��ى ح ��د م ��ا‪.‬‬ ‫الت�سليفات‪ .‬ومن المتوق ��ع �أي�ض ًا �أن تبقى البنوك لق ��د بقي ��ت الم�شاري ��ع عالقة في مراح ��ل مختلفة‬ ‫ُمع َّر�ض ��ة ب�شكل مرتفع للقطاع ��ات ال�ضعيفة مثل ب�سبب مجموعة متنوعة م ��ن الق�ضايا‪ .‬على �سبيل‬ ‫المثال‪ ،‬في م�شاريع الطاق ��ة هناك غياب لروابط‬ ‫الطاقة والبناء والمعادن والتعدين‪.‬‬ ‫ح�صة الحكومة من ر�أ�س المال في الم�صارف للقطاع العام‬

‫ن�سبة الح�صة في ر�أ�س المال (‪)%‬‬

‫الم�صدر‪ :‬خدمات معلومات الت�صنيف الإئتماني في الهند‬

‫‪62‬‬

‫العدد ‪� - 34‬أيلول (�سبتمرب) ‪٢٠١5 -‬‬

‫الفح ��م‪ ،‬وعدم وج ��ود موافقات بيئي ��ة وكذلك لم‬ ‫يتم الح�ص ��ول على الأرا�ضي‪ .‬ويج ��ري فرز بع�ض‬ ‫الت�صاري ��ح‪ ،‬على الرغم م ��ن �أن �ش ��راء الأرا�ضي‬ ‫ال ي ��زال ي�ش ��كل ق�ضية‪ .‬ولك ��ن لكي ي� ��ؤدي كل هذا‬ ‫للبدء بم�شاريع للت�سليم ف�إن الأمر �سي�ستغرق وقت ًا‪.‬‬ ‫و�س ��وف ي�ستغ ��رق الو�ضع مزي ��د ًا م ��ن الوقت لكي‬ ‫تنطل ��ق م�شاريع جدي ��دة و�إحي ��اء دورة الإ�ستثمار‪.‬‬ ‫على مدى العامين المقبلين‪ ،‬ن�أمل �أن يتغير المناخ‬ ‫العام"‪.‬‬ ‫�أما "في �سرينيفا�سان"‪ ،‬المدير التنفيذي ورئي�س‬ ‫الخدمات الم�صرفية لل�شركات في بنك "�أك�سي�س"‬ ‫فيق ��ول‪" :‬لقد �أطلقت الحكوم ��ة تدابير و�سيا�سات‬ ‫ع ��دة وت�أخذ خطوات في الإتجاه ال�صحيح‪ .‬ول�سوء‬ ‫الحظ‪ ،‬ف ��ي الإقت�صاد الحقيقي‪ ،‬الأمور ت�أخذ وقت ًا‬ ‫�أطول لتتحقق"‪.‬‬ ‫وت�ؤك ��د �أرونداتي بهاتا�شاريا‪ ،‬رئي�سة "�ستايت بنك‬ ‫�أوف �إندي ��ا"‪ ،‬عل ��ى �أن الم�شكل ��ة ه ��ي �أن توقعات‬ ‫الحكوم ��ة الجدي ��دة كان ��ت مرتفعة ج ��د ًا‪ ،‬ولكنها‬ ‫تعتق ��د ب�أن الأمور �ستتح�س ��ن‪" .‬على الرغم من �أن‬ ‫تختف‪ ،‬ف�إن هن ��اك �ضغط ًا‬ ‫الأ�ص ��ول المتعثرة ل ��م ِ‬ ‫�أق ��ل‪ ،‬لأن هن ��اك �إتجاه� � ًا ملمو�س� � ًا لت�صرف ��ات‬ ‫الحكومة‪ .‬لدينا حكومة هي على ب ِّينة من الق�ضايا‬ ‫ولديها عزيم ��ة قوية لمعالجة ه ��ذه الق�ضايا‪ .‬ومع‬ ‫ذلك‪ ،‬ف�إن جميع الق�ضاي ��ا ملتوية للغاية‪ ،‬وبالتالي‬ ‫علين ��ا �أن نكون واقعيين حول مت ��ى �سوف تجد لها‬ ‫حلو ًال"‪ ،‬على حد قولها‪.‬‬ ‫م ��ع ذلك‪ ،‬فه ��ي تعتقد �أن القرو� ��ض المتعثرة لن‬ ‫تق ّي ��د �أو تكب ��ح عمل البن ��وك‪�" .‬س ��وف ي�سير كل‬ ‫�شيء ف ��ي مجراه‪ .‬العم ��ل على الحل ��ول يجب �أن‬ ‫يحدث ف ��ي الوقت الذي ن�أخ ��ذ تع ّر�ض ًا جديد ًا"‪،‬‬ ‫تق ��ول بهاتا�شاري ��ا‪ .‬م ��ن جهته ��ا تعم ��ل بن ��وك‬ ‫القط ��اع الع ��ام‪ ،‬ت�ضي ��ف‪ ،‬على تح�سي ��ن عمليات‬ ‫تقييم الإئتم ��ان الخا�صة بها‪" .‬ف ��ي وقت �سابق‪،‬‬ ‫ُمنحت قرو� ��ض البنية التحتية لفت ��رات ق�صيرة‬ ‫الأج ��ل‪ .‬الآن‪ ،‬نحن نعطي تموي ًال للم�شاريع طويل‬ ‫الأج ��ل‪ .‬وبالمث ��ل‪� ،‬إن البن ��وك ح ��ذرة للغاية من‬ ‫م�ص ��در الأ�ص ��ول‪ .‬كم ��ا �أن الأ�صول الت ��ي يعتمد‬ ‫مقدم� � َا‪ .‬وفي ما يتعلق‬ ‫عليه ��ا ر�أ� ��س المال تُعطى َّ‬ ‫بالم�شاريع التي تعتمد عل ��ى �إ�ستحواذ الأرا�ضي‪،‬‬ ‫بد ًال م ��ن قبول موافقات من حي ��ث المبد�أ‪ ،‬نحن‬ ‫م�ص� � ّرون الآن عل ��ى �أن ��ه ينبغ ��ي الح�ص ��ول على‬ ‫جمي ��ع الأرا�ضي قب ��ل عملية تقدي ��م العطاءات‪.‬‬ ‫لق ��د تعلم جميع �أ�صح ��اب الم�صلحة �أنه ال توجد‬ ‫طرق مخت�صرة"‪ ،‬تقول بهاتا�شاريا‪.‬‬


‫م�صرف "�ستايت بنك �أوف �إنديا" (‪� :)State Bank of India‬أطلق الم�صرفية الرقمية‬

‫الإت�صاالت "جي ‪ )4G( "4‬بحلول نهاية العام‪.‬‬ ‫"نح ��ن نفه ��م �أن ��ه �إ�ستن ��اد ًا �إل ��ى �أداء بن ��وك‬ ‫المدفوع ��ات عل ��ى مدى ب�ض ��ع �سن ��وات‪ ،‬يمكن �أن‬ ‫ُي�س َم ��ح لها ف ��ي �أن ت�صبح بنوك ًا كامل ��ة الخدمات‬ ‫يف�س ��ر الإهتم ��ام به ��ذه‬ ‫تمام� � ًا‪ ،‬وه ��ذا يمك ��ن �أن ّ‬ ‫التراخي� ��ص‪ ،‬عل ��ى الرغم من �أن بن ��ك الإحتياط‬ ‫الهندي لم يقل �شيئ ًا ع ��ن هذا"‪ ،‬يقول ماخيجاني‬ ‫من "كي بي �أم جي" (‪.)KPMG‬‬

‫�سبب يدعو للقلق؟‬ ‫من المتوق ��ع �أن تك ��ون ال�شريح ��ة ال ُم�ستهدفة من‬ ‫بن ��وك المدفوعات مختلفة ع ��ن البنوك التجارية‪.‬‬ ‫م ��ن المتوقع �أن يكون عمال�ؤه ��ا الم�ستهدفون غير‬ ‫�أولئك للبنوك التجارية‪� ،‬أمثال العمال المهاجرين‬ ‫الذي ��ن ع ��ادة ال ي�صلون �إل ��ى ال�شبك ��ة الم�صرفية‬ ‫الر�سمي ��ة‪ .‬وبالتال ��ي‪ ،‬ب ��د ًال من النظ ��ر �إلى بنوك‬ ‫المدفوع ��ات كمنا ِف�سة‪ ،‬ف�إن البنوك العادية تتطلع‬ ‫�إلى التعاون معه ��ا‪ .‬فقد �إرتبط "�ستايت بنك �أوف‬

‫التحدي المتم ّثل في‬ ‫مما يزيد من‬ ‫ّ‬ ‫تدني جودة الأ�صول في الم�صارف‬ ‫الهندية هي المبادىء التوجيهية‬ ‫بالن�سبة �إلى كفاية ر�أ�س المال ل"بازل‬ ‫‪ " 3‬المقبلة‪ ،‬والتي بموجبها‪ ،‬على‬ ‫حدده بنك الإحتياطي‬ ‫النحو الذي ّ‬ ‫يتوجب على البنوك الهندية‬ ‫الهندي‪ّ ،‬‬ ‫الإحتفاظ بحد �أدنى من ن�سبة الأ�سهم‬ ‫الم�شتركة قدره ‪ ٪8‬ون�سبة �إجمالي‬ ‫ر�أ�س المال قدرها ‪ ٪11.5‬قبل �آذار‬ ‫(مار�س) ‪2019‬‬

‫�إنديا" و"كوت ��اك ماهيندرا بنك" م ��ع "ريالين�س‬ ‫�إند�ستري ��ز" و"بهارات ��ي �إيرت ��ل"‪ ،‬عل ��ى التوالي‪،‬‬ ‫لمبادرتهما في مجال بنوك المدفوعات‪.‬‬ ‫"م ��ن غير المرجح �أن "ت�أكل" بنوك المدفوعات‬ ‫�أعم ��ال البنوك التقليدية‪� .‬إنه ��ا تخلق نموذج ًا من‬ ‫العمل الم�صرفي الجديد الذي �سوف يكون فريد ًا‬ ‫من نوعه في ال�س ��وق الهندية"‪ ،‬يقول جايارام من‬ ‫"كوتاك ماهيندرا بنك"‪ .‬في حين �أنه من ال�سابق‬ ‫لأوانه التعليق على ال�شكل الذي �سوف تتخذه بنوك‬ ‫المدفوع ��ات‪ ،‬ف� ��إن جاي ��ارام يفيد ب� ��أن ال�شركات‬ ‫التي م ��ن المحتمل �أن تنجح ف ��ي هذا المجال هي‬ ‫تلك الت ��ي لديها �شبكات توزيع قوية وعميقة‪" .‬من‬ ‫الوا�ضح �أن �شركات االت�صاالت لديها �شبكة توزيع‬ ‫�أق ��وى و�أعم ��ق الي ��وم‪ ،‬و"�إيرتل" ه ��ي الرائدة في‬ ‫ال�سوق"‪ ،‬يق ��ول جايارام‪ .‬ومب ��ادرة بنك "�إيرتل‪-‬‬ ‫كوت ��اك بايمن ��ت" (‪Airtel-Kotakpayment‬‬ ‫‪ )bank‬التي �أت ّمتها "�إيرتل" في حين �أن "كوتاك"‬ ‫ب�إ�ستثمار ‪� ،٪19.9‬صارت م�ستثمر ًا مالي ًا فيها في‬ ‫الوقت المنا�سب‪.‬‬ ‫تق ��ول بهاتا�شاري ��ا‪" :‬بن ��وك المدفوع ��ات هي نوع‬ ‫جديد م ��ن الخدمات الم�صرفي ��ة‪ .‬قيمة ال�صفقة‬ ‫�ستك ��ون �صغي ��رة جد ًا‪ .‬نح ��ن بحاجة �إل ��ى �أن نرى‬ ‫كيف �ستتطور"‪ .‬وتعليق ًا على �إرتباط "�ستايت بنك‬ ‫�أوف �إنديا" مع "ريالين�س �إند�ستريز"‪ ،‬تقول‪� ":‬إن‬ ‫العالقة �ستكون لنا في حين �أن �إ�ستخدام ال�سل�سلة‬ ‫�سيكون ل"ريالين�س"‪ .‬لدى "ريالين�س" �سل�سلة في‬ ‫‪ 22‬دائ ��رة من �ش�أنها �أن توفر تغطية لعموم الهند‪.‬‬ ‫�سوف تكون عالقة متوازنة للغاية"‪.‬‬ ‫م ��ع ذلك‪ ،‬يح ّذر تيواري من بن ��ك الإتحاد الهندي‬ ‫م ��ن �أن المناف�سة المحتملة بي ��ن البنوك التجارية‬ ‫وبن ��وك المدفوعات ال ينبغي نبذه ��ا‪�" .‬إن البنوك‬ ‫العالمية متج ّذرة في قنوات توزيع الطوب وقذائف‬ ‫اله ��اون التقليدي ��ة بحاج ��ة �إل ��ى مراقب ��ة بن ��وك‬ ‫المدفوع ��ات‪ .‬عندما يمكن القي ��ام بكل الخدمات‬ ‫الم�صرفية على الإنترنت‪ ،‬ف� ��إن متناول المناف�سة‬ ‫لم يعد تحددها �شبكات الفروع وحدها "‪ ،‬يقول‪.‬‬ ‫م�ضيف ًا‪" :‬تراخي�ص م�صرفية جديدة �سوف ّ‬ ‫تب�شر‬ ‫بالفعل بمزي ��د من المناف�سة‪ .‬وم ��ع ذلك‪ ،‬بالنظر‬ ‫�إل ��ى مدى تغلغ ��ل الم�صرفية في الهن ��د في الوقت‬ ‫الحا�ض ��ر [الإئتم ��ان الم�صرفي �إل ��ى ن�سبة الناتج‬ ‫المحلي الإجمالي يبلغ ‪ ،]٪55‬هناك م�ساحة كافية‬ ‫لتنم ��و البنوك القائمة ف�ض ًال عن العبين جدد من‬ ‫دون �أن تح�ص ��ل لعب ��ة مح�صلته ��ا �صف ��ر للبن ��وك‬ ‫القائمة"‬ ‫‪Issue 34 - September - 2015‬‬

‫‪65‬‬


‫�أ�سواق المال ¶ م�صارف‬ ‫خيارات كثيرة‬ ‫ُمرا َكم ��ة ر�أ� ��س الم ��ال وفق� � ًا لمعايير "ب ��ازل ‪"3‬‬ ‫ه ��ي م�ص ��در قل ��ق رئي�س ��ي بالن�سبة �إل ��ى البنوك‬ ‫في الهن ��د‪ ،‬وفق ًا لل�سيد تيواري م ��ن بنك الإتحاد‬ ‫الهن ��دي‪ ،‬ال ��ذي يق ��ول‪" :‬فيم ��ا ه ��ذا يتزامن مع‬ ‫�سن ��وات االقالع الذكي (الرقم ��ي) للهند‪� ،‬أعتقد‬ ‫�أن �أف�ضل طريقة للم�ض ��ي قدم ًا تكمن في �إنتهاج‬ ‫نم ��و تقوده الكفاءة‪ .‬و�إذا لم تكن مكا�سب الكفاءة‬ ‫موجودة‪ ،‬ف�إن معدل حرق ر�أ�س المال الجديد قد‬ ‫يبقى مرتفع ًا"‪.‬‬ ‫هن ��اك خي ��ار واح ��د لبن ��وك القطاع الع ��ام لرفع‬ ‫ر�أ� ��س الم ��ال ويكم ��ن ف ��ي بي ��ع ح�ص ��ة الحكومة‬ ‫و�إ�سقاطه ��ا �إلى ‪ ،٪52‬وهو المع ��دل المع َّين الذي‬ ‫حددته الحكوم ��ة‪" .‬بالنظر �إلى الم�ستوى الحالي‬ ‫لم�ساهم ��ة الحكوم ��ة في ه ��ذه الم�ص ��ارف‪ ،‬التي‬ ‫تت ��راوح م ��ا بي ��ن ‪� ٪58‬إل ��ى ‪ ،٪89‬هن ��اك �أر�ضية‬ ‫كبي ��رة لرف ��ع ر�أ� ��س المال م ��ن ال�سوق م ��ن دون‬ ‫�إ�ضع ��اف طابعه ��ا كبن ��وك قط ��اع ع ��ام"‪ ،‬يق ��ول‬ ‫ناري� ��ش ماخيجان ��ي‪ ،‬مدير تنفيذي ف ��ي "كي بي‬ ‫�أم ج ��ي" (‪ .)KPMG‬خي ��ارات �أخ ��رى �إقترحها‬ ‫ت�شمل �إ�ستك�شاف البنوك ق�ضايا الحقوق العامة‪،‬‬ ‫و�إ�ستثم ��ارات م�ؤ�س�سية م� ّؤهل ��ة‪� ،‬أو �إ�صدار �أ�سهم‬ ‫ال يح ��ق لها الت�صويت و�أ�سه ��م تفا�ضلية يحق لها‬ ‫الت�صويت‪.‬‬ ‫يق ��ول �أ�شفي ��ن باري ��ك‪ ،‬ال�شري ��ك الإداري ف ��ي‬ ‫"�أ�شفي ��ن باري ��ك �أدفاي ��زوري �سرفي�سي� ��س"‬ ‫(‪،)Ashvin Parekh Advisory Services‬‬ ‫�أن الحكوم ��ة الهندي ��ة بحاج ��ة �إلى �إيج ��اد �إطار‬ ‫لمعالج ��ة ر�سملة بن ��وك القطاع الع ��ام‪ .‬من دون‬ ‫�إط ��ار منا�سب‪ ،‬يقول‪ ،‬ف�إن البنوك لن تكون قادرة‬ ‫عل ��ى تحقيق النتائ ��ج المرجوة‪� ،‬س ��واء كان ذلك‬ ‫للتخفي ��ف من حي ��ازات الحكومة �أو زي ��ادة ر�أ�س‬ ‫المال من ال�سوق‪.‬‬ ‫وت�شي ��ر وكال ��ة "كري�سي ��ل" (‪� )CRISIL‬إل ��ى �أن‬ ‫جم ��ع ر�أ�س الم ��ال لن يك ��ون �سه�ل� ًا بالن�سبة �إلى‬ ‫بنوك القطاع العام نظ ��ر ًا �إلى ربحيتها ال�صامتة‬ ‫وال�صعوب ��ة في تخفي�ض ح�ص�ص الحكومة ب�سبب‬ ‫التقييم ��ات ال�ضعيفة‪ .‬بالإ�ضاف ��ة �إلى ذلك‪ ،‬تقول‬ ‫وكال ��ة الت�صنيف الهندي ��ة �أن �شهية الم�ستثمرين‬ ‫عل ��ى �صكوك م ��ن دون �أ�صول من الن ��وع الأول لم‬ ‫يت ��م بعد �إختباره ��ا ب�شكل كام ��ل‪ .‬ونتيجة لذلك‪،‬‬ ‫تتوق ��ع "كري�سيل" �أن تنمو بنوك القطاع العام في‬ ‫الهند بمع ��دل ن�صف وتيرة الم�ص ��ارف الخا�صة‬

‫‪64‬‬

‫العدد ‪� - 34‬أيلول (�سبتمرب) ‪٢٠١5 -‬‬

‫محافظ بنك الإحتياطى الهندي راغورام راجان‪:‬‬ ‫حذر من القرو�ض المتعثرة‬

‫على مدى ال�سنوات الأربع المقبلة‪.‬‬

‫العبون جدد‬ ‫النم ��و ال�سريع لبن ��وك القطاع الخا� ��ص في الهند‬ ‫يمك ��ن �أن ي� ��ؤدي �إل ��ى تح� � ّول هيكل ��ي ف ��ي القطاع‬ ‫الم�صرفي ف ��ي البالد حيث �أن الح�ص ��ة ال�سوقية‬ ‫للم�صارف الخا�ص ��ة الجديدة‪ ،‬الت ��ي ت�ش ّكلت بعد‬ ‫الع ��ام ‪� ،1990‬س ��وف تزي ��د ب�ش ��كل كبي ��ر‪ .‬ويقول‬ ‫كاب ��ور م ��ن بنك "ي� ��س"‪" :‬عل ��ى م ��دى ‪ 20‬عام ًا‪،‬‬ ‫زادت م�صارف القطاع الخا�ص الجديدة ح�صتها‬ ‫ف ��ي ال�سوق م ��ن �صفر �إل ��ى ‪ ،٪15‬مدفوع ًة �إلى حد‬ ‫وتح�سن‬ ‫كبي ��ر بم�ستويات �أعل ��ى من ر�أ�س الم ��ال‪ّ ،‬‬ ‫و�صحية جودة‬ ‫فر� ��ص الح�صول على ر�أ�س الم ��ال‪ّ ،‬‬ ‫الأ�ص ��ول‪ ،‬ور�أ�س م ��ال ب�شري متف� � ِّوق‪ ،‬وتكنولوجيا‬ ‫متقدم ��ة‪ .‬وه ��ذا المك�سب يكون �أكث ��ر و�ضوحا في‬ ‫الم�ستقب ��ل‪� ،‬إذ �أن بنوك القط ��اع العام مق َّيدة من‬ ‫خالل ر�أ�س المال"‪.‬‬ ‫على ه ��ذا النح ��و‪ ،‬على م ��دى الأ�شه ��ر وال�سنوات‬ ‫المقبلة‪� ،‬سوف ي�شهد القط ��اع الم�صرفي الهندي‬ ‫�أنواع ًا جديدة من الالعبين الذين �سيدخلون هذا‬ ‫المج ��ال‪ .‬في خطوة ته ��دف �إلى تعمي ��ق الإندماج‬ ‫المال ��ي‪� ،‬أ�صدر بن ��ك الإحتياطي الهن ��دي معايير‬ ‫لبن ��وك المدفوع ��ات والبن ��وك المالي ��ة ال�صغيرة‬ ‫التي م ��ن �ش�أنها �أن ت�سمح ل�شركات الهاتف الن ّقال‬ ‫و�سال�س ��ل مح�ل�ات ال�سوب ��ر مارك ��ت‪ ،‬وغيرهما‪،‬‬ ‫الدخ ��ول ف ��ي مج ��ال الأعم ��ال الم�صرفي ��ة لتلبية‬ ‫�إحتياجات الأفراد وال�شركات ال�صغيرة‪.‬‬ ‫هن ��اك تمييز وا�ضح بين ه ��ذه الكيانات الجديدة‬ ‫والبن ��وك التجاري ��ة القائم ��ة‪� .‬س ُي�س َم ��ح لبن ��وك‬ ‫المدفوعات القيام بخدمات دفع وتحويل الأموال‬

‫م ��ن خالل قن ��وات مختلفة ولك ��ن ل ��ن ُي�س َمح لها‬ ‫الإ�ضط�ل�اع ب�أن�شطة الإقرا�ض �أو �إ�صدار بطاقات‬ ‫الإئتم ��ان‪� .‬أما بن ��وك التمويل ال�صغي ��رة ف�سوف‬ ‫تق ��وم ف ��ي المق ��ام الأول بالأن�شط ��ة الم�صرفي ��ة‬ ‫الأ�سا�سية‪ ،‬بم ��ا في ذلك قبول الودائع والإقرا�ض‬ ‫للأق�س ��ام غي ��ر المخدوم ��ة وناق�ص ��ة الخدم ��ة‪،‬‬ ‫مث ��ل وح ��دات الأعم ��ال ال�صغي ��رة والمزارعي ��ن‬ ‫الهام�شيين‪.‬‬ ‫ً‬ ‫تل ّق ��ى بن ��ك الإحتياطي الهن ��دي ‪ 72‬طلب� �ا لبنوك‬ ‫التموي ��ل ال�صغيرة‪ ،‬والتي ت�شم ��ل �شركات التمويل‬ ‫الأ�صغ ��ر مث ��ل "خدم ��ات جاناالك�شم ��ي المالي ��ة"‬ ‫و"�أ�س ك ��ي �أ� ��س" (‪ )SKS‬للتموي ��ل الأ�صغر‪ .‬و‪41‬‬ ‫طلب ًا لفتح بنوك مدفوع ��ات ت�شمل �شركات محلية‬ ‫كبرى مثل �شرك ��ة الإت�صاالت ال�سلكية والال�سلكية‬ ‫الكبي ��رة "بهارات ��ي �إيرت ��ل"‪ ،‬و�شرك ��ة الطاق ��ة‬ ‫والبتروكيماوي ��ات والتجزئ ��ة الكبي ��رة "ريالين�س‬ ‫لل�صناع ��ات المحدودة" (‪Reliance Industries‬‬ ‫‪ ،)Limited‬الت ��ي تخط ��ط لط ��رح خدم ��ات‬


‫الطاقة البديلة‬

‫الأ�سعار المنخف�ضة تعيق كفاءة الطاقة في دول الخليج‬ ‫طال ��ب مرك ��ز "�سيب ��ر" للبح ��وث الإقت�صادية‬ ‫دول مجل� ��س التعاون الخليجي بتوجيه �أولوياتها‬ ‫نح ��و �إ�ستخدام �أكث ��ر كفاءة للطاق ��ة‪ .‬و�أفاد في‬ ‫تقري ��ر �أعده بتكلي ��ف من "معه ��د المحا�سبين‬ ‫القانونيي ��ن"‪ ،‬ب� ��أن دول الخلي ��ج �شه ��دت نم ��و ًا‬ ‫كبي ��ر ًا �إل ��ى درج ��ة �أنه ��ا لم تع ��د مج� � ّرد مز ّود‬ ‫رئي�س ��ي للطاق ��ة وح�س ��ب‪ ،‬ب ��ل ومرك ��ز ًا للطلب‬ ‫الكبي ��ر عليه ��ا‪ ،‬م ��ا �ش� � ّكل دافع� � ًا للحكوم ��ات‬ ‫وال�ش ��ركات للإ�ستثم ��ار ف ��ي م�ص ��ادر الطاق ��ة‬ ‫البديل ��ة‪ .‬وعلى رغ ��م التح�سين ��ات والمبادرات‬ ‫الأخيرة تظل كفاءة �إ�ستخ ��دام الطاقة في دول‬ ‫الخلي ��ج منخف�ضة مقارنة بالمعايي ��ر العالمية‪،‬‬ ‫وفق المركز‪.‬‬ ‫ويج ��ري التقري ��ر ال�ص ��ادر بعن ��وان "ر�ؤى‬ ‫�إقت�صادي ��ة‪ :‬ال�ش ��رق الأو�سط ف ��ي الربع الثالث‬ ‫من ‪ ،"2015‬تقويم ًا ف�صلي ًا للمنطقة مع التركيز‬ ‫على الدول الأع�ضاء في مجل�س التعاون‪� ،‬إ�ضافة‬ ‫�إلى م�صر و�إيران والعراق والأردن ولبنان‪.‬‬

‫ووف ��ق التقرير ف�إن الأ�سع ��ار المنخف�ضة للوقود‬ ‫والكهرب ��اء والمي ��اه ت�ش� � ّكل عائق� � ًا �أ�سا�سي� � ًا‬ ‫يح ��ول دون �إ�ستخدام الطاقة بكف ��اءة �أكبر في‬ ‫المنطق ��ة‪ .‬وف ��ي �سي ��اق الإنخفا� ��ض الم�ستم ��ر‬ ‫لأ�سع ��ار النفط‪ُ ،‬يحتم ��ل �أن يبقى الحال كما هو‬ ‫خ�صو�ص ًا مع �إت�ساع الطلب على الطاقة و�إزدياد‬ ‫ال�سكان في المنطقة‪.‬‬ ‫وتوق ��ع �أن يرتف ��ع الإقب ��ال عل ��ى الم�ص ��ادر‬ ‫الجدي ��دة للطاق ��ة نتيج ��ة موج ��ة البح ��وث‬ ‫المبتك ��رة والأه ��داف المو�ضوع ��ة نياب ��ة عن‬ ‫الحكوم ��ات ف ��ي المنطق ��ة‪ ،‬م�شي ��ر ًا �إل ��ى �أن‬ ‫دولة الإم ��ارات تلتزم بمجموع ��ة مح ّددة من‬ ‫الأه ��داف المتعلق ��ة ب�إ�ستخدام ��ات الطاق ��ة‬ ‫البديل ��ة حيث تبذل دبي جهود ًا م�ضنية لتوليد‬ ‫خم�س ��ة ف ��ي المئ ��ة عل ��ى الأق ��ل م ��ن �إجمالي‬ ‫�إ�ستهالكها من م�صادر متجددة بحلول ‪2030‬‬ ‫ف ��ي حين ت�ض ��ع �أبو ظب ��ي هدف� � ًا ن�سبته ‪ 7‬في‬ ‫المئة لعام ‪.2020‬‬

‫رئي�س فنزويال �إقترح على �أمير قطر قمة لزعماء "�أوبك"‬ ‫�إقترح الرئي�س الفنزويلي نيكوال�س مادورو على‬ ‫�أمي ��ر قط ��ر ال�شيخ تميم بن حم ��د �آل ثاني عقد‬ ‫قم ��ة لق ��ادة دول "منظم ��ة البل ��دان الم�صدّرة‬ ‫للبترول" (�أوبك) للدفاع عن الأ�سعار‪.‬‬ ‫وق ��ال م ��ادورو في مقابل ��ة مع قن ��اة "تيلي�سور"‬ ‫التلفزيوني ��ة‪" :‬قدم ��ت الإقت ��راح وال�شيخ تميم‬ ‫�أعج ��ب بالفك ��رة‪ ،‬وق ��ال �إن ��ه يواف ��ق عليه ��ا‪.‬‬ ‫وب�صفت ��ه الرئي� ��س الحال ��ي لمنظمتن ��ا ف�إن ��ه‬ ‫�سيجري الم�شاورات الالزمة"‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف مادورو ال ��ذي �إلتقى ال�شيخ تميم �أثناء‬ ‫زي ��ارة �إلى قطر‪� ،‬أنه �أقت ��رح �أي�ض ًا م�شاركة دول‬ ‫غير �أع�ضاء في "�أوبك" من بينها رو�سيا‪.‬‬ ‫وقال‪�" :‬إقترحت كذلك دعوة دول منتجة للنفط‬ ‫لك ��ن غير �أع�ضاء ف ��ي "�أوبك" �إل ��ى هذه القمة‬ ‫لأن الأم ��ر يتعل ��ق بنا ف ��ي مواجه ��ة و�ضع جديد‬ ‫لل�س ��وق‪� .‬إذ ت�شه ��د ال�س ��وق و�ضع ًا غي ��ر م�ستقر‬ ‫وت�شهد تقلبات تلحق �ضرر ًا بالإقت�صاد العالمي‬ ‫واال�ستثمارات النفطية"‪.‬‬ ‫ومن ��ذ �أ�شهر ت�سع ��ى فنزويال الت ��ي تعاني �شحاً‬

‫الرئي�س الفنزويلي نيكوال�س مادورو‬

‫ف ��ي ال�سيولة النقدية لعقد قمة طارئة لـ"�أوبك"‬ ‫والتن�سيق مع رو�سيا لوقف هبوط حاد في �أ�سعار‬ ‫النفط‪.‬‬ ‫ومعروف عن فنزوي�ل�ا تبنيها ل�سيا�سة مت�شددة‬ ‫ب�ش� ��أن �أ�سعار النف ��ط ويبرز ركود ح ��اد ونق�ص‬ ‫ف ��ي الإنتاج حاج ��ة م ��ادورو �إلى تعاف ��ي ال�سوق‬ ‫خ�صو�ص ًا قبل االنتخاب ��ات البرلمانية المقررة‬ ‫ف ��ي ال�ساد� ��س م ��ن كان ��ون الأول (دي�سمب ��ر)‬ ‫المقبل‪.‬‬

‫بإيجاز‬ ‫�أبرم���ت الحكومة الإ�س���رائيلية في منت�ص���ف‬ ‫ال�ش���هر الفائت‪� ،‬إتفاقا ً مع كون�سور�س���يوم (تجمع‬ ‫�شركات) ي�ضم �ش���ركة "نوبل �إينرجي" االميركية‪،‬‬ ‫ال�س���تخراج الغ���از قبال���ة ال�س���واحل اال�س���رائيلية‬ ‫ف���ي البحر المتو�س���ط‪ .‬وت�س���تثمر "نوب���ل اينرجي"‬ ‫ومجموع���ة "ديلي���ك" منذ الع���ام ‪ 2013‬حقل تمار‬ ‫للغاز الواقع على بعد ‪ 80‬كلم قبالة �سواحل مدينة‬ ‫حيف���ا‪ ،‬كم���ا تتعاونان على تطوير حق���ل الطاغوت‬ ‫(ليفيث���ان)‪ ،‬اكب���ر حقول الغاز ف���ي البحر االبي�ض‬ ‫المتو�س���ط حتى الآن على م�س���افة ‪ 130‬كلم قبالة‬ ‫�سواحل حيفا‪.‬‬ ‫الإتف���اق ال���ذي وقعته حكوم���ة بنيامي���ن نتنياهو‬ ‫مع ال"كون�سور�س���يوم" �س���يواجه �سل�سلة عقابات‬ ‫�سيا�سية داخلية‪ ،‬كونه يحتاج الى موافقة البرلمان‬ ‫ال���ذي يحظى في���ه نتانياهو على غالبية �ض���عيفة‪.‬‬ ‫تعر�ض���ت للإنتقادات‬ ‫وكانت االتفاقات ال�س���ابقة ّ‬ ‫م���ن �س���لطة مكافح���ة الإحتكار ف���ي �إ�س���رائيل‪ ،‬اذ‬ ‫اعل���ن رئي����س �س���لطة منع االحت���كار ديفي���د جيلو‬ ‫في منت�ص���ف �أيار (مايو) الما�ض���ي انه �سي�ستقيل‬ ‫ب�س���بب معار�ض���ته لهيمن���ة مجموع���ة "ديلي���ك"‬ ‫اال�س���رائيلية و�شريكتها االميركية "نوبل اينرجي"‬ ‫على �سوق الغاز اال�سرائيلية‪.‬‬ ‫�أعلن وزير النفط الم�صري‪� ،‬شريف �إ�سماعيل‪،‬‬ ‫عن تعاقد القاهرة مع �ش���ركة "�أرامكو" ال�سعودية‬ ‫لتزوي���د م�ص���ر بحاجاته���ا م���ن الم���واد البترولي���ة‬ ‫لمدة ثالث���ة �أ�ش���هر �إعتباراً م���ن �أيلول (�س���بتمبر)‬ ‫الجاري‪ .‬وق���ال في حدي���ث �إلى وكال���ة "رويترز"‪:‬‬ ‫"�إتفقن���ا م���ع �أرامك���و ال�س���عودية لإ�س���تيراد مواد‬ ‫بترولي���ة بقيم���ة ‪ 1.4‬مليار دوالر لمدة ‪� 3‬أ�ش���هر‬ ‫�إعتباراً من �أيلول (�س���بتمبر)‪ ،‬وت�سدد قيمتها بعد‬ ‫�سنة"‪.‬‬ ‫و�أ�ض����اف‪" :‬الإتفاق ي�ش����مل توريد ‪� 500‬ألف طن‬ ‫�س����والر و‪� 220‬أل����ف طن م����ازوت و‪� 150‬ألف طن‬ ‫بنزين �شهريا ً"‪ .‬وتعاني م�ص����ر من �إرتفاع فواتير‬ ‫حول‬ ‫الطاقة ب�س����بب الدعم الكبير للوق����ود الذي ّ‬ ‫البل����د من م�ص���� ّدر �ص� ٍ‬ ‫���اف للطاق����ة �إلى م�س����تورد‬ ‫ٍ‬ ‫�صاف‪.‬‬ ‫وقّ ع���ت �ش���ركتا "جن���وب ال���وادي القاب�ض���ة‬ ‫للبت���رول" الم�ص���رية و"�إنم���اء العي���ن" الإماراتية‬ ‫للتطوي���ر واال�س���تثمار‪ ،‬مذكرة تفاه���م جيولوجي‬ ‫للبدء في الدرا�س���ات الإقت�صادية لإقامة حزمة من‬ ‫الم�ش���اريع الجديدة لتنمية منطقة خليج ال�سوي�س‬ ‫ب�إ�س���تثمارات �إماراتي���ة تقدر بحوال���ى ‪ 3.5‬مليار‬ ‫دوالر‪ ،‬بح�ض���ور وزي���ر النف���ط والث���روة المعدنية‬ ‫الم�صري المهند�س �شريف ا�سماعيل‪.‬‬

‫‪Issue 34 - September - 2015‬‬

‫‪67‬‬


‫النفط‬

‫�أخبار الطاقة‬

‫الطاقة‬

‫من اآلبار‬

‫غاز الدفيئة الآخر‬ ‫ف ��ي ني�س ��ان (�إبري ��ل) ‪ ،2015‬ن�ش ��رت "مجموع ��ة رودي ��وم"‪ ،‬وه ��ي �شرك ��ة �إ�ست�شارية‬ ‫مقره ��ا نيويورك‪ ،‬تقريراً عن �أهمية الحد م ��ن �إنبعاثات الميثان العالمية‪ .‬ووفقاً‬ ‫للتقري ��ر‪ ،‬نح ��و ‪ 3.6‬تريليونات قدم مكعب من الغاز الطبيع ��ي ‪ -‬تت�ألف �أ�سا�ساً من‬ ‫الميث ��ان ‪ -‬ت�سربت �إل ��ى الغالف الجوي في العام ‪ 2012‬من عمليات النفط والغاز‪.‬‬ ‫�إن ت�س ��رب غ ��از الميثان ه ��و �سيىء للإقت�صاد والبيئة ‪ -‬ال�ساب ��ق لأن الغاز المهدور‬ ‫ترج ��م �إل ��ى حوال ��ي ‪ 30‬ملي ��ار دوالر م ��ن العائ ��دات المفق ��ودة‪ ،‬والأخي ��ر لأن غ ��از‬ ‫الميث ��ان ه ��و ‪ 84‬مرة �أكثر فعالية من ثان ��ي �أوك�سيد الكربون في العقدين الأولين‬ ‫بعد �إطالقه‪.‬‬ ‫تقري ��ر "رودي ��وم" ال ��ذي ه ��و بعن ��وان "�إمكان ��ات غي ��ر مُ�س َتغ ّل ��ة‪ :‬خف� ��ض �إنبعاث ��ات‬ ‫الميث ��ان العالمي ��ة من �أنظمة النفط والغاز الطبيعي"‪ ،‬يخل�ص �إلى �أنه ب�إ�ستطاعة‬ ‫البل ��دان الق�ض ��اء على ت�سرب غاز الميثان بتكلفة قليلة‪ ،‬والحد في وقت واحد من‬ ‫الإنبعاث ��ات وتنقي ��د النفاي ��ات �إقت�صادياً‪" .‬لأن غ ��از الميثان هو المك� �وّن الرئي�سي‬ ‫للغ ��از الطبيع ��ي"‪ ،‬وفق� �اً للتقري ��ر‪" ،‬ف� ��إن �إلتق ��اط و�إ�ستخ ��دام الميث ��ان المت�س� � ّرب‬ ‫يمكنهم ��ا �أن يزي ��دان �إيرادات المبيع ��ات‪ .‬ويمكنهما �أن يعوِّ�ض ��ان بع�ض‪� ،‬إن لم يكن‬ ‫كل‪ ،‬تكلف ��ة �إكت�ش ��اف و�إ�ص�ل�اح الت�س� � ّرب"‪ .‬وقد �أك ��دت هذه النتيج ��ة "وكالة حماية‬ ‫البيئة" والمنظمات غير الربحية مثل "معهد الموارد العالمية"‪.‬‬ ‫وي�شي ��ر تقري ��ر "رودي ��وم" �إلى �أن البل ��دان يمكنها �أن تح ّد من ت�س ��رب غاز الميثان‬ ‫م ��ن خالل "الأه ��داف الوطنية ال ُمل ِزم ��ة" ب�ش�أن الإنبعاثات‪ ،‬وه ��ي تعهدات المناخ‬ ‫الت ��ي وافق ��ت البلدان على تحقيقه ��ا قبل �إنعقاد م�ؤتمر تغ ّي ��ر المناخ الذي تنظمه‬ ‫الأم ��م المتح ��دة في باري�س في وقت الحق من هذا العام‪ .‬عندما تم ت�صميمها في‬ ‫الع ��ام ‪ ،2013‬كان م ��ن المفتر� ��ض �أن ت�شجع"الأهداف الوطني ��ة الملزمة" البلدان‬ ‫عل ��ى �إتخ ��اذ خطوات نحو الحد من غ ��ازات الإحتبا�س الحراري م ��ن دون �إجبارها‬ ‫على توقيع �إتفاقات �أكثر �صرامة‪ ،‬والتي ف�شلت تاريخياً‪.‬‬ ‫ولكن نموذج "الأهداف الوطنية الملزمة" �إبتلى بال�ضعف‪ .‬لمرة‪ ،‬ق َّلة �إعتقدت ب�أن‬ ‫التعه ��دات �ست�ؤدي �إل ��ى عمل فعلي بما فيه الكفاية للحفاظ على ظاهرة الإحتبا�س‬ ‫الحراري �ضمن الحدود التي و�ضعتها �إتفاقية الأمم المتحدة الإطارية ب�ش�أن تغير‬ ‫المن ��اخ‪ ،‬الت ��ي �إع ُتمدت في الع ��ام ‪ .1992‬وفي �شباط (فبراير) م ��ن هذا العام‪ ،‬قالت‬ ‫كري�ستيان ��ا فيغيري� ��س‪� ،‬أرفع م�س�ؤولة عن المناخ في االم ��م المتحدة‪ ،‬لل�صحافيين‬ ‫ف ��ي بروك�س ��ل �أن الأه ��داف الوطني ��ة الملزم ��ة "ل ��ن تو�صلن ��ا �إلى م�س ��ار الدرجتين‬ ‫المئويتين"‪ ،‬في �إ�شارة الى الإتفاق العالمي للحفاظ على زيادة في درجات الحرارة‬ ‫�أقل من درجتين مئويتين فوق م�ستويات ما قبل الثورة ال�صناعية‪.‬‬ ‫وق ��د ردد خب ��راء �آخرون كالم فيغيري�س‪ ،‬م�شيرين �إل ��ى �أن الدول ت�ص ّمم تعهداتها‬ ‫ب�ش ��كل م�ستق ��ل ومن دون �شفافي ��ة‪ .‬ال توجد و�سيلة لمحا�سبته ��ا على �أهدافها‪ ،‬وال‬ ‫يوج ��د نظ ��ام طرف ثال ��ث للتحقق الذي من خالله يمك ��ن لهيئة مركزية التحقق‬ ‫مم ��ا �إذا كان ��ت ال ��دول ق ��د خ ّف�ض ��ت �إنبعاثاته ��ا‪ ،‬كم ��ا �أن �إتفاقي ��ة الأم ��م المتح ��دة‬ ‫الإطاري ��ة ب�ش� ��أن تغي ��ر المن ��اخ ال توج ��د لديه ��ا �آلي ��ة تنفي ��ذ‪ .‬الواق ��ع �إن الطبيع ��ة‬ ‫الطويل ��ة الأج ��ل للإلتزامات المتعلق ��ة بالمناخ ت�سمح لل�سيا�سيي ��ن بت�أخير العمل‬ ‫الحقيقي‪ ،‬وتوريث الم�شكلة لخلفائهم‪.‬‬ ‫ال يجب لأوجه الق�صور في نموذج "الأهداف الوطنية الملزمة" �أن يمنع مفاو�ضي‬ ‫المن ��اخ م ��ن ال�سعي �إلى الحد م ��ن �إنبعاثات الميثان‪ .‬على العك� ��س من ذلك‪ ،‬ينبغي‬ ‫عل ��ى البل ��دان تطوي ��ر �إتفاق ��ات ثنائي ��ة �أو بين مجموع ��ة �صغيرة من ال ��دول تك ّمل‬ ‫"الأه ��داف الوطني ��ة الملزم ��ة" وتدف ��ع العم ��ل �إل ��ى الأم ��ام في الم ��دى القريب‪.‬‬ ‫البرامج التي تو ّفر فوائد متعددة‪ ،‬مثل تلك التي تربط تح�سين نوعية الهواء مع‬ ‫النمو الإقت�صادي‪ ،‬مر�شحة مثالية‪ ،‬لأنها لن ُتدفع فقط من طريق �أهداف المناخ‪.‬‬

‫‪66‬‬

‫العدد ‪� - 34‬أيلول (�سبتمرب) ‪٢٠١5 -‬‬

‫يج ��ب عل ��ى الوالي ��ات المتحدة �أن ت�أخ ��ذ زمام المب ��ادرة في بدء مثل ه ��ذا الإتفاق‬ ‫ال ��ذي يه ��دف �إل ��ى الحد م ��ن �إنبعاث ��ات غاز الميث ��ان في قط ��اع النفط والغ ��از‪� .‬إن‬ ‫�أمي ��ركا ف ��ي و�ض ��ع جي ��د لهذا ال ��دور نظراً �إل ��ى مكانتها ف ��ي طليعة ث ��ورة ال�صخر‬ ‫الزيت ��ي والغ ��از‪� .‬إن �إتفاقاً ثنائياً �أو �إتفاقاً بين مجموع ��ة �صغيرة من الدول يمكن‬ ‫�أن يبن ��ي م�صداقي ��ة للرئي�س ب ��اراك �أوباما والكونغر�س الأميرك ��ي ب�إ�ستثمار مالي‬ ‫�صغي ��ر ن�سبي� �اً‪ .‬و�ش ��ركات الطاقة الأميركي ��ة‪ ،‬التي تواجه بالفع ��ل �ضغوطاً داخلية‬ ‫لت�صب ��ح عملياته ��ا �أكث ��ر مالءمة مع المن ��اخ‪ ،‬يمكن �أن ترى تو�س ��ع نموها العالمي‬ ‫نتيجة ل�صفقة غاز الميثان مع مجموعة �صغيرة من الدول‪.‬‬ ‫وت�ش ��ارك �أمي ��ركا في مجموعة متنوعة من مبادرات الطاقة والمناخ‪ ،‬بما في ذلك‬ ‫ال�ش ��راكات المبا�ش ��رة م ��ع ال�صي ��ن والهن ��د وبرام ��ج الأم ��م المتحدة مث ��ل تحالف‬ ‫المن ��اخ واله ��واء النظي ��ف للحد م ��ن ملوثات المن ��اخ الق�صيرة الأج ��ل‪ .‬لكن بع�ض‬ ‫ه ��ذه المب ��ادرات‪ ،‬مث ��ل هذا التحالف‪ ،‬هو كبي ��ر جداً وغير عملي ف ��ي التركيز على‬ ‫�أه ��داف معين ��ة‪� .‬إن �إتفاقاً م�صمماً ت�صميماً جيداً ينبغي �أن يكون �صغيراً بما يكفي‬ ‫ليكون عملياً ويجب �أن يوفر الحوافز الكافية لجميع الأطراف‪.‬‬ ‫ت�صوَّر �إتفاقاً ب�ش�أن المناخ �إفترا�ضياً بين الواليات المتحدة وبلد‪ ،‬مثل الأرجنتين‬ ‫�أو نيجيري ��ا‪ ،‬يحت ��ل �أعل ��ى ‪ 30‬ف ��ي المئ ��ة م ��ن �إنبعاث ��ات الميث ��ان العالمي ��ة‪ .‬البل ��د‬ ‫ال�شري ��ك ‪ --‬ف ��ي ه ��ذه الحال ��ة الأرجنتي ��ن �أو نيجيري ��ا – �س ��وف يلت ��زم الحد من‬ ‫�إنبعاثات ��ه �إل ��ى �أق ��ل م ��ن ن�سب ��ة معين ��ة وال�سم ��اح لط ��رف ثالث م ��ن التحق ��ق‪ .‬في‬ ‫المقاب ��ل‪ ،‬ف�إن وا�شنط ��ن تو ّفر التمويل والتكنولوجيا والخب ��رة المهنية في قطاع‬ ‫النف ��ط والغ ��از‪ .‬وبالن�سبة �إلى البل ��د ال�شريك‪ ،‬ت�شمل الجزرة زي ��ادة مبيعات الغاز‪،‬‬ ‫وتح�سي ��ن نوعي ��ة اله ��واء‪ ،‬وتطبيق �أف�ض ��ل الممار�سات ف ��ي مجال ت�صمي ��م البنية‬ ‫التحتي ��ة‪ ،‬وتعزي ��ز ال�سمع ��ة الدولي ��ة‪ .‬وبعد ذلك هن ��اك الع�صا‪� :‬إذا ف�ش ��ل البلد في‬ ‫تحقي ��ق ه ��دف الح� � ّد المح ��دد‪ ،‬ف�إن ��ه �سيتعين علي ��ه �أن ي�س� �دّد للوالي ��ات المتحدة‬ ‫�إ�ستثماراتها‪.‬‬ ‫ينبغ ��ي عل ��ى الأمم المتح ��دة الدعم بحما�س هذه الأنواع م ��ن ال�صفقات‪� .‬إن النقد‬ ‫الم�شت ��رك له ��ذه الإتفاق ��ات ه ��ي �أنها تق ّو� ��ض قيادة الأم ��م المتحدة‪ .‬لي� ��س الأمر‬ ‫كذل ��ك‪ .‬يمك ��ن للإتفاق ��ات الأ�صغ ��ر �أن تك ّم ��ل "الأه ��داف الوطني ��ة ال ُملزم ��ة" من‬ ‫خ�ل�ال توفي ��ر حوافز �أكبر للبلدان من �أج ��ل الوفاء ب�إلتزاماته ��ا الدولية‪ .‬وتنفيذ‬ ‫�شراك ��ة دولية قابلة للتطبيق تو ّفر لبن ��ات بناء لمفاو�ضات م�ستقبلية‪ ،‬وهذا هدف‬ ‫�آخر للأمم المتحدة‪ .‬ونظراً �إلى الفوائد ال�صحية والإقت�صادية العامة للحد من‬ ‫�إنبعاث ��ات غ ��از الميثان‪ ،‬ف� ��إن مثل هذه التفاهم ��ات �أي�ضاً تح ّد م ��ن الهروب وغ�ض‬ ‫الط ��رف عم ��ا يجري بالن�سب ��ة �إلى المناخ فيما يكون المزيد م ��ن البلدان مدفوعاً‬ ‫للم�شاركة‪.‬‬ ‫�إذا �أرادت الوالي ��ات المتح ��دة �إ�ص�ل�اح �سمعته ��ا البيئي ��ة‪ ،‬وت�أكي ��د مكانته ��ا كرائ ��دة‬ ‫عالمي� �اً‪ ،‬وتعزيز �صناعتها‪ ،‬ينبغي عليه ��ا الإ�ستفادة من نافذة �ستفتحها مفاو�ضات‬ ‫باري� ��س المقبل ��ة والبدء ف ��ي الو�صول �إلى مجموع ��ة �صغيرة من ال ��دول المنتجة‬ ‫للغاز والنفط‪ .‬وكما يفيد تقرير "روديوم"‪" :‬يمكن للحد من ت�سرب غاز الميثان‬ ‫اليوم تقديم منافع مناخية فورية في حين ت�سعى الدول �إلى �إ�ستراتيجيات طويلة‬ ‫الأج ��ل للح ��د م ��ن ثاني �أوك�سي ��د الكربون"‪� .‬إن ع ��دم الإ�ستفادة من ه ��ذه الفر�صة‬ ‫�سي� ��ؤدي �إلى مزي ��د من ت�آكل الثقة الدولية في قدرة �أميركا والأمم المتحدة على‬ ‫هيكلة حلول مناخية فعالة‪ .‬و�إن �إهمال الحد من �إنبعاثات غاز الميثان في المدى‬ ‫القري ��ب �س ��وف ي�ؤك ��د م ��ن �أن الحرارة ف ��ي العالم �س ��وف ت�ستمر ف ��ي الإرتفاع �إلى‬ ‫م�ستويات غير �آمنة‪.‬‬

‫وا�شنطن ‪ -‬هاني مكارم‬


‫توليد الكهرباء من الطاقة الكهرومائية‪ ،‬ف�إن حافز‬ ‫الأردن من �أج ��ل حماية نف�سه من �صدمات العر�ض‬ ‫رجم هذا الحافز �إلى‬ ‫الخارجية كان وا�ضح ًا‪ .‬لقد ُت ِ‬ ‫�ضمانات لإم ��دادات الطاقة وتدابير لتنويع الوقود‪،‬‬ ‫مث ��ل �إفتت ��اح محط ��ة للغ ��از الطبيعي الم�س ��ال في‬ ‫ميناء العقبة لتمكين و�صول واردات الغاز الطبيعي‬ ‫الم�سال‪ ،‬وتطوير قدرة الطاقة البديلة‪.‬‬ ‫يم ّثل تنوي ��ع مزيج الطاقة ف ��ي الأردن �إ�ستراتيجية‬ ‫�شامل ��ة للبالد لت�أمين الإم ��دادات وتحقيق �صناعة‬ ‫طاقة قابل ��ة للحياة‪� .‬إن مزيج� � ًا �صحي ًا من الطاقة‬ ‫لتولي ��د الكهرباء �سوف يخلق مخازن داعمة جانبي ًا‬ ‫كهرباء ‪%1‬‬ ‫نووية ‪%6‬‬ ‫متجددة ‪%10‬‬ ‫�صخر زيتي ‪%14‬‬

‫للإقت�ص ��اد الكل ��ي وزي ��ادة الإ�ستق�ل�ال ف ��ي مجال‬ ‫الطاقة‪ .‬وق ��د �أ�صدر الأردن بالفع ��ل �أهداف مزيج‬ ‫الوق ��ود الت ��ي يريده ��ا للع ��ام ‪ ،2015‬وحت ��ى العام‬ ‫‪ ،2020‬والت ��ي تر ّك ��ز عل ��ى الح ��د م ��ن المنتج ��ات‬ ‫النفطية‪ ،‬وزي ��ادة ومن ثم الحفاظ على م�ساهمات‬ ‫الغ ��از الطبيعي‪ ،‬و�إدخال ق ��درات مهمة من الطاقة‬ ‫البديل ��ة‪ ،‬بما ف ��ي ذلك م�صادر الطاق ��ة المتجددة‬ ‫والنووية‪ ،‬وال�صخر الزيتي‪.‬‬

‫الغاز الطبيعي‬ ‫بينم ��ا تب ��دو �سيا�س ��ة الأردن التي تق ��وم على الحد‬

‫مزيج الطاقة في الأردن ‪2020 -2013‬‬ ‫م�ستورد‪ ،‬كهرباء ‪%2‬‬ ‫طاقة متجددة ‪%7‬‬ ‫�صخر زيتي ‪%11‬‬ ‫غاز طبيعي ‪%29‬‬

‫غاز طبيعي ‪%29‬‬ ‫و�سط الم�ستطيل‬ ‫الثالث‪ :‬منتوجات‬ ‫نفطية ‪%40‬‬ ‫‪ ،2020‬متوقعة‬

‫م�ستورد‪ ،‬كهرباء ‪%1‬‬ ‫طاقة متجددة ‪%2‬‬ ‫غاز طبيعي وفحم‬ ‫وكوك ‪%16‬‬

‫منتوجات‬ ‫نفطية‬ ‫‪%51‬‬ ‫‪ ،2015‬متوقعة‬

‫منتوجات‬ ‫نفطية‬ ‫‪%82‬‬

‫‪2013‬‬

‫الم�صدر‪ :‬وزارة الطاقة والموارد المعدنية الأردنية‪ ،‬الطاقة المتجددة في الأردن‪ ،‬بيانات مكيفة‬

‫‪%100‬‬ ‫‪%90‬‬ ‫‪%80‬‬ ‫‪%70‬‬ ‫‪%60‬‬ ‫‪%50‬‬ ‫‪%40‬‬ ‫‪%30‬‬ ‫‪%20‬‬ ‫‪%10‬‬ ‫‪%0‬‬

‫م ��ن منتج ��ات النف ��ط ف ��ي مزي ��ج وق ��وده �سيا�سة‬ ‫�سليمة بيئي ًا‪ ،‬ف� ��إن تحقيق وفورات مالية من طريق‬ ‫�إ�ستبدال منتجات النفط بالغاز الطبيعي وغيره من‬ ‫م�ص ��ادر الطاقة الأولية �س ��وف تتعلق �إلى حد كبير‬ ‫ب�أ�سعار النف ��ط العالمية‪ ،‬والتي كان ��ت �أعلى بكثير‬ ‫عندما بد�أت المملكة تخطيط هذه الإ�ستراتيجية‪.‬‬ ‫عل ��ى �سبي ��ل المث ��ال‪ ،‬تم ��ت الموافقة عل ��ى محطة‬ ‫الغ ��از الطبيع ��ي الم�س ��ال الجديدة ف ��ي الأردن في‬ ‫الع ��ام ‪ ،2012‬قب ��ل الإنخفا�ض العالم ��ي في �أ�سعار‬ ‫النفط‪ .‬وت�شير تقديرات �صندوق النقد الدولي �إلى‬ ‫�أن "الغاز الطبيعي الم�سال من المحتمل �أن ي�صبح‬ ‫غي ��ر �إقت�صادي �إذا بقي ��ت �أ�سعار النفط دون ال‪70‬‬ ‫دوالر ًا للبرمي ��ل لفت ��رة طويلة من الزم ��ن"‪ � ،‬اّإل �أن‬ ‫الغاز الطبيعي الم�سال يمكن �أن يو ّفر على الخزينة‬ ‫الأردني ��ة ‪ 400‬مليون دوالر �سنوي� � ًا �إذا ما �إ�ستمرت‬ ‫�أ�سع ��ار النفط الت ��ي كانت �سائدة ف ��ي ‪ 2014‬حتى‬ ‫الع ��ام ‪ .2025‬وفي حي ��ن �أن �أ�سواق النفط العالمية‬ ‫تخ�ضع لتقلب ��ات الإقت�صاد والجغرافي ��ا ال�سيا�سية‬ ‫الدولي ��ة‪ ،‬ف� ��إن �إحالل الغ ��از الطبيع ��ي جزئي ًا بدل‬ ‫المنتجات النفطية‪ ،‬والذي ي�سبب �إنبعاثات �أقل من‬ ‫ثاني �أوك�سيد الكربون وعادة ما يكون �أقل تكلفة من‬ ‫النفط‪ ،‬هو ق ��رار حكيم بغ�ض النظ ��ر عن العوامل‬ ‫الخارجية التي ال يمكن التنب�ؤ بها‪.‬‬ ‫�إن �إ�ستراتيجي ��ة الأردن الأولي ��ة لت�أمي ��ن الغ ��از‬ ‫الطبيعي تق ��وم بالإعتماد على ال�سوق الدولية‪.‬‬

‫ميناء العقبة‪� :‬سي�صبح محور ًا �إقليمي ًا للطاقة‬

‫‪Issue 34 - September - 2015‬‬

‫‪69‬‬


‫عالم الطاقة‬ ‫قطاع الطاقة‬

‫المتجددة والنووية ت�ضمن الم�ستقبل الكهربائي للمملكة الها�شمية‬ ‫الطاقة‬ ‫ِّ‬

‫إستراتيجية طموحة ِّ‬ ‫"تثور"‬ ‫قطاع الطاقة في األردن‬

‫ي�شمل قطاع الطاقة في المملكة الها�شمية �إنتاج و�إ�ستهالك و�إ�ستيراد الطاقة والكهرباء‪ .‬ويتمتع الأردن ب�أحد‬ ‫�أعلى المعدالت في العالم بالن�سبة �إلى الإعتماد على م�صادر الطاقة الأجنبية‪ ،‬مع ‪ ٪96‬من �إحتياجات البالد‬ ‫م��ن الطاقة ت�أتي من كميات النفط والغاز الطبيعي الم�ستوردة من ال��دول العربية المجاورة‪ .‬وي�ستهلك هذا‬ ‫االعتماد الكامل على واردات النفط الأجنبية كمية كبيرة من الناتج المحلي الإجمالي في البالد‪ .‬وهذا ما‬ ‫ق��اد الحكومة �إلى التخطيط لإ�ستثمار نحو ‪ 15‬مليار دوالر في مجال الطاقة المتجددة والطاقة النووية‪ .‬كما‬ ‫تم �إطالق اال�ستراتيجية الوطنية للطاقة ‪ 2020-2007‬التي تهدف �إلى �إطالق م�شاريع لزيادة الإعتماد على‬ ‫م�صادر الطاقة المحلية من ‪ 4‬في المئة �إلى ‪ 40‬في المئة بحلول نهاية العقد الحالي‪.‬‬ ‫ولكن‪� ،‬إلى �أي حد نجحت الإ�ستراتيجية الجديدة وبالتالي ما هو م�ستقبل الطاقة في الأردن؟‬ ‫عمان ‪ -‬ليلى ال�شامي‬ ‫يت�ش� � ّكل م�ستقب ��ل الطاقة ف ��ي المملكة‬ ‫الأردنية الها�شمي ��ة ببطء‪ .‬على الرغم‬ ‫م ��ن ع ��دد �سكانها ال ��ذي يق ّل ع ��ن �سبع ��ة ماليين‬ ‫ن�سم ��ة وعدم وج ��ود م ��وارد هيدروكربونية تقليدية‬ ‫تقريب� � ًا‪ ،‬فقد برزت المملكة ك�س ��وق م�ستقرة ن�سبي ًا‬

‫لإ�ستثم ��ارات الطاقة فيما تح ��اول الدولة ال�صغيرة‬ ‫تنويع مزيجه ��ا وزيادة �إ�ستقاللها في هذا المجال‪،‬‬ ‫وبالتالي تلبية الطلب المتزايد‪ .‬الواقع �إن الإ�ستثمار‬ ‫ف ��ي قطاع الطاقة في الأردن‪ ،‬على النقي�ض من نمو‬ ‫ه ��ذا القطاع ف ��ي م�ص ��ر و�إ�سرائيل وق ��وى �إقليمية‬ ‫�أخ ��رى‪ُ ،‬يذكيه وينع�شه �إفتقار الب�ل�اد �إلى م�صادر‬ ‫الطاق ��ة التقليدية‪ .‬وقد دفع ه ��ذا الأمر بع ّمان �إلى‬

‫الطاقة المحلية مقابل الم�ستوردة في الأردن‬ ‫واردات ‪%61‬‬

‫محلي ًا ‪%39‬‬

‫واردات ‪%75‬‬

‫‪%56‬‬ ‫زيادة‬

‫‪ ،2020‬متو ّقعة‬

‫محلي ًا‪%25 :‬‬

‫واردات ‪%97‬‬

‫‪%733‬‬ ‫زيادة‬

‫‪ ،2015‬متو َّقعة‬

‫مكيفة‬ ‫الم�صدر‪ :‬وزارة الطاقة والموارد المعدنية الأردنية‪ ،‬الطاقة المتجددة في الأردن‪ ،‬بيانات َّ‬

‫‪68‬‬

‫العدد ‪� - 34‬أيلول (�سبتمرب) ‪٢٠١5 -‬‬

‫محلي ًا‪%3 :‬‬ ‫‪2013‬‬

‫ت�أمين و�ضم ��ان واردات النفط والغاز وزيادة �إنتاج‬ ‫الطاقة البديلة لحماية نف�سها من �صدمات العر�ض‬ ‫الخارجية التي عانت منها في ال�سنوات الأخيرة‪.‬‬ ‫�إ�ست ��ورد الأردن تاريخي� � ًا اكث ��ر م ��ن ‪ 90‬ف ��ي المئة‬ ‫م ��ن �إحتياجاته من الطاقة لتلبي ��ة الطلب المحلي‪،‬‬ ‫وه ��ي ممار�سة �أ�صبح ��ت ُمكلفة للغاي ��ة وغير قابلة‬ ‫للإ�ستمرار في خ�ضم عوا�صف "الربيع العربي"‪� .‬إن‬ ‫الهجمات المتكررة على خط �أنابيب الغاز العربي‪،‬‬ ‫ال ��ذي و ّفر ل�ل��أردن ما يقرب م ��ن ‪ 80‬في المئة من‬ ‫�إحتياجاته من الغ ��از قبل �شباط (فبراير) ‪،2011‬‬ ‫ت�سببت بخ�سائر تراوح ��ت بين ‪ 4‬و‪ 5‬مليارات دوالر‬ ‫بحلول ت�شرين الثاني (نوفمبر) ‪.2012‬‬ ‫عل ��ى �سبي ��ل المثال‪ ،‬ف ��ي �شباط (فبراي ��ر) ‪2012‬‬ ‫توقفت واردات الغاز الم�صري‪ ،‬التي يعتمد الأردن‬ ‫اعتم ��اد ًا كبير ًا عليها لتولي ��د الكهرباء‪ ،‬بعد هجوم‬ ‫على خ ��ط الأنابي ��ب‪ .‬و�أجب ��ر هذا الأم ��ر محطات‬ ‫تولي ��د الكهرب ��اء الأردني ��ة عل ��ى التح� � ّول �إلى زيت‬ ‫الوقود والديزل‪ ،‬وهو بديل �أثبت �أنه ُمك ِلف‪.‬‬ ‫مع عدم وجود �إحتياطات هيدروكربونية مثبتة قابلة‬ ‫للإ�ستغ�ل�ال‪ -‬ما ع ��دا حقل الري�ش ��ة ال�صغير للغاز‬ ‫بالق ��رب من الح ��دود ‪ --‬ومناخ قاح ��ل الذي يمنع‬


‫الطبيع ��ي‪ .‬في حين كان من المتوقع في البداية �أن‬ ‫يكتم ��ل م�شروع م ��د خطوط الأنابي ��ب بحلول العام‬ ‫‪ ،2017‬ف� ��إن اال�ضطرابات الحالي ��ة في العراق من‬ ‫المرجح �أن ت�ؤدي �إل ��ى ت�أخيره‪ ،‬ال �سيما مع التغيير‬ ‫ال ��ذي ح ��دث في م�س ��ار خط ��وط االنابي ��ب ب�سبب‬ ‫المخاوف الأمنية‪.‬‬ ‫و�إذا �أدت كل الخط ��ط الهيدروكربونية �إلى �أن ت�ؤتي‬ ‫ثماره ��ا‪ ،‬عنده ��ا يمكن لمين ��اء العقب ��ة �أن ي�صبح‬ ‫مركز ًا �إقليمي ًا للطاقة‪ ،‬مم ��ا ي�سمح للأردن ب�إعادة‬ ‫ت�صدير النفط والغ ��از في المنطقة‪ ،‬على �إفترا�ض‬ ‫�أن المحروقات الم�ستوردة ال تخ�ضع لبنود الوجهة‪.‬‬

‫الطاقة المتجددة‬ ‫اله ��دف االردن ��ي لتغطية ‪ 10‬في المئ ��ة من الطلب‬ ‫عل ��ى الطاقة من تولي ��د الطاقة المتج ��ددة بحلول‬ ‫الع ��ام ‪ 2020‬جار على قدم و�س ��اق‪ ،‬مع تثبيت ‪212‬‬ ‫ميغ ��اواط من الطاق ��ة ال�شم�سية ف ��ي العام ‪،2014‬‬ ‫وعل ��ى الأق ��ل و�ض ��ع ‪ 400‬ميغ ��اواط م ��ن الطاق ��ة‬ ‫ال�شم�سية في المزادات في العام ‪.2015‬‬ ‫وقد �ساعدت �إقت�صاديات توليد الكهرباء على خلق‬ ‫فر�ص ��ة للإ�ستثم ��ار في الطاق ��ة ال�شم�سي ��ة وطاقة‬ ‫الرياح في الأردن‪ ،‬الذي يتمتع ب�سرعة رياح �شديدة‬ ‫ف ��ي مناطق مختارة و‪ 300‬ي ��وم م�شم�س في ال�سنة‪.‬‬ ‫والذي ي�شجع على الإ�ستثمار في هذه الم�صادر من‬ ‫الطاق ��ة المحلية هو �إنخفا� ��ض �أ�سعار ُنظم الطاقة‬ ‫المتج ��ددة‪ ،‬وخ�صو�ص ًا الطاقة ال�شم�سية‪ .‬لقد �أدّت‬ ‫التح�سينات التكنولوجية الجارية �إلى �إنخفا�ض في‬ ‫�أ�سعار الخاليا الكهرو�ضوئية ال�شم�سية‪ ،‬مع تكاليف‬ ‫�أقل من ‪ 75‬في المئة من م�ستويات العام ‪ 2008‬في‬ ‫ال�شرق الأو�س ��ط‪ .‬بالن�سبة �إل ��ى الأردن‪ ،‬الذي فقد‬ ‫م�ص ��در الغ ��از الطبيع ��ي الرئي�سي بع ��د الهجمات‬ ‫عل ��ى خ ��ط الأنابي ��ب‪ ،‬فق ��د �ص ��ارت تكلف ��ة توليد‬ ‫الكهرباء من الطاق ��ة ال�شم�سية الآن �أقل من بع�ض‬ ‫المواد الهيدروكربونية‪� .‬إن و�ضع الهيكل التنظيمي‬ ‫المالئم – الذي ي�سمح بمخططات تعرفة التغذية‪،‬‬ ‫ويخل ��ق عملي ��ة مناق�ص ��ة �شفاف ��ة‪ ،‬ويعف ��ي جمي ��ع‬ ‫مدخ�ل�ات �إنت ��اج الطاقة المتجددة م ��ن ال�ضرائب‬ ‫عل ��ى الواردات ‪ّ -‬‬ ‫يو�ضح م ��دى �إلتزام ع ّمان بتنمية‬ ‫الطاقة المتجددة‪.‬‬ ‫م ��ن �أجل دعم زي ��ادة تقدَّر ب‪ 1.8‬غيغ ��اواط على‬ ‫قدرة تولي ��د الطاقة المتجددة بحلول العام ‪،2025‬‬ ‫ف� ��إن ال�شبك ��ة الكهربائي ��ة ف ��ي الأردن تحت ��اج �إلى‬ ‫تطوي ��ر وترقية‪ .‬عل ��ى وجه التحدي ��د‪ ،‬لتكون قادرة‬ ‫على نقل الطاقة م ��ن من�ش�آت الطاقة ال�شم�سية في‬

‫الجن ��وب �إلى المناطق التي يكث ��ر عليها الطلب في‬ ‫ال�شمال‪ ،‬ف�إن نظام النقل يتطلب ما يقرب من ‪150‬‬ ‫مليون دوالر م ��ن الإ�ستثمار‪ .‬وفي حزيران (يونيو)‬ ‫‪� 2014‬أعلنت وكالة االنباء الأردنية �أن "هانيرجي"‬ ‫(‪� ،)Hanergy‬شرك ��ة �صينية للطاق ��ة المتجددة‪،‬‬ ‫�ستعال ��ج ق�ضايا القدرات الكهربائية ل�شبكة الأردن‬ ‫من طريق �إ�ستثمار ‪ 310‬ماليين دوالر‪.‬‬

‫الطاقة النووية‬ ‫يطم ��ح الأردن �إلى زيادة تنوي ��ع مزيج الوقود لديه‬ ‫بالإ�ستثمار في الطاق ��ة النووية‪ ،‬مت�شجع ًا في جزء‬ ‫م ��ن ودائعه الكبي ��رة من اليوراني ��وم‪ .‬الواقع �أن ن‬

‫�أبرز و�أول محطة �أردنية للطاقة تعمل‬ ‫على نفط ال�صخر الزيتي‪ ،‬والتي‬ ‫�سيكون لها قدرة ‪ 550‬ميغاواط‪ ،‬من‬ ‫المتوقع �أن تبد�أ العمل في الربع الرابع‬ ‫من العام ‪ .2018‬وقد و ّقع الأردن �أي�ض ًا‬ ‫مذكرة تفاهم مع ال�صين في العام‬ ‫‪ 2013‬لبناء محطة توليد كهرباء‬ ‫بقدرة ‪ 900‬ميغاواط وبكلفة تبلغ ‪2.5‬‬ ‫ملياري دوالر تعمل على نفط ال�صخر‬ ‫الزيتي والتي من المتوقع �أن ت�سهم‬ ‫بـ‪ 14‬في المئة من مزيج الوقود في‬ ‫البالد بحلول العام ‪2020‬‬ ‫طموح ��ات المملكة النووية تعود �إل ��ى العام ‪2007‬‬ ‫عل ��ى الأقل حي ��ن و�ضعت �أهداف� � ًا للطاقة النووية‪،‬‬ ‫و�أن�ش� ��أت هيئات تنظيمية لها‪ .‬وبم ��ا �أن تكلفة كيلو‬ ‫واط �ساع ��ة من الكهرباء من محط ��ة نووية يمكن‬ ‫�أن تمث ��ل ن�صف تكلفة الجي ��ل الحالي‪ ،‬ف�إن البالد‬ ‫يمكنه ��ا تحقيق وف ��ورات �سنوية م ��ن محطة نووية‬ ‫ت�صل �إلى ‪ 300‬مليون دوالر �أو �أكثر حتى لو �إرتفعت‬ ‫�أ�سع ��ار النفط وت ��م �إ�ستخراج اليوراني ��وم الالزم‬ ‫للمفاعالت النووية محلي ًا‪.‬‬ ‫في �آذار (مار� ��س) ‪ ،2015‬و ّقع الأردن �إتفاقية مع‬ ‫�شركة "رو�سات ��وم"‪ ،‬المملوكة للدول ��ة في رو�سيا‪،‬‬

‫لبن ��اء �أول محط ��ة للطاقة النووية تبل ��غ كلفتها ‪10‬‬ ‫ملي ��ارات دوالر‪ ،‬والت ��ي �سيك ��ون لها ق ��درة ‪2000‬‬ ‫ميغ ��اواط‪ .‬و�س ��وف تح�ص ��ل "رو�سات ��وم" بموجب‬ ‫ذلك على ‪ 49.9‬في المئ ��ة من الم�شروع‪ ،‬مع �أخذ‬ ‫الدولة الأردنية ح�صة ‪ 51.1‬في المئة الباقية‪.‬‬ ‫�إن �إحتم ��االت الطاق ��ة النووية ف ��ي الأردن جذابة‬ ‫نظ ��ر ًا �إلى الوف ��ورات المحتمل ��ة‪� ،‬إال �أنه ��ا ال ت�أتي‬ ‫م ��ن دون عقب ��ات‪� .‬إن المحط ��ات النووي ��ة تك ��ون‬ ‫ع ��ادة �أبط�أ من المحط ��ات التي تعم ��ل على الغاز‬ ‫لزي ��ادة �أو خف�ض الإنت ��اج‪ ،‬وبالتالي يمكن �أن تقلل‬ ‫من مرون ��ة توظيف طاقة الري ��اح �أو توليد الطاقة‬ ‫في حال �إكتملت ه ��ذه الم�صادر المتقطعة للطاقة‬ ‫وو�صلت على الخط ب�سرع ��ة‪ .‬بالإ�ضافة �إلى ذلك‪،‬‬ ‫كم ��ا ه ��و الحال م ��ع �إ�سنخ ��راج ال�صخ ��ر الزيتي‪،‬‬ ‫ف�إن المحط ��ات النووية تتطلب كمي ��ات كبيرة من‬ ‫المي ��اه‪ .‬وللم�ساع ��دة ف ��ي الحفاظ عل ��ى �إمداداته‬ ‫من المياه العذبة‪ ،‬ف� ��إن الأردن يخطط لإ�ستخدام‬ ‫مي ��اه ال�صرف ال�صحي لتبري ��د المحطة‪ ،‬م�ضيف ًا‬ ‫تعقي ��دات �إم ��ا بنقل مي ��اه ال�ص ��رف ال�صحي من‬ ‫المراك ��ز الح�ضري ��ة �إل ��ى المحط ��ة النووي ��ة �أو‬ ‫بن ��اء ه ��ذه المحطة بالق ��رب من منطق ��ة مكتظة‬ ‫بال�سكان‪ .‬وت�شمل التحديات الأخرى التخل�ص من‬ ‫النفايات ب�ش ��كل �آمن وفعال وتقاع ��د المحطة في‬ ‫نهاية عمرها الإنتاجي‪.‬‬

‫م�ستقبل �أكثر �إ�شراق ًا‬ ‫لقد �إجتذب ��ت �إ�ستراتيجية تنوي ��ع م�صادر الطاقة‬ ‫الطموحة للأردن ع�شرات المليارات من الدوالرات‬ ‫م ��ن الإ�ستثم ��ارات‪ ،‬الأم ��ر ال ��ذي �سيزي ��د �أم ��ن‬ ‫الطاق ��ة ودع ��م التنمية االقت�صادية ف ��ي المملكة‪.‬‬ ‫في بل ��د حيث مثل ��ت واردات الطاقة بي ��ن ‪� 16‬إلى‬ ‫‪ 19‬ف ��ي المئة م ��ن النات ��ج المحل ��ي الإجمالي في‬ ‫ال�سنوات الأخيرة‪ ،‬ف�إن مخط ��ط الحكومة للطاقة‬ ‫التقدم ��ي ه ��و مو�ضع ترحي ��ب‪ .‬مع ذل ��ك‪ ،‬ال يزال‬ ‫الأردن يواج ��ه العدي ��د من التحدي ��ات‪� .‬إن النظم‬ ‫المالي ��ة والتنظيمي ��ة الجديدة والمعق ��دة تتطلب‬ ‫خب ��رة التكنوق ��راط لإدارة ناجحة‪ ،‬وف ��ي منطقة‬ ‫غي ��ر م�ستقرة ب�ش ��كل متزايد‪ ،‬ف�إن حماي ��ة �أ�صول‬ ‫الطاقة الحيوية والأمن ب�شكل عام �ستكون مهمات‬ ‫كبي ��رة‪ .‬مع ذل ��ك‪� ،‬إذا كانت البداي ��ة هي �أكثر من‬ ‫ن�ص ��ف التوقعات‪ ،‬ف�إن رد فعل الم�ستثمرين الأولي‬ ‫بالن�سب ��ة �إلى �سيا�س ��ات الأردن الجديدة و�أهدافه‬ ‫ُترجم �إلى م�ستقبل �أكثر‬ ‫في مج ��ال الطاقة �سوف ت َ‬ ‫�إ�شراقا للبالد‬ ‫‪Issue 34 - September - 2015‬‬

‫‪71‬‬


‫عالم الطاقة ¶ قطاع الطاقة‬ ‫ويتي ��ح مرف� ��أ الغ ��از الطبيع ��ي الم�س ��ال الجدي ��د‬ ‫�إ�ستي ��راد حوالي ‪ 400‬مليون ق ��دم مكعبة من الغاز‬ ‫يومي� � ًا‪ .‬وتلقت المحط ��ة �أولى �شحناته ��ا من الغاز‬ ‫الطبيع ��ي الم�سال من �سنغافورة من الغاز القطري‬ ‫ف ��ي �أواخر �أي ��ار (ماي ��و) ‪ ،2015‬وم ��ن المتوقع �أن‬ ‫تلع ��ب دور ًا كبير ًا في ت�أمين و�ص ��ول الغاز الطبيعي‬ ‫ب�شكل م�ستقر‪.‬‬ ‫وهن ��اك خيار �أق ��ل تكلفة يكمن ف ��ي �إ�ستيراد الغاز‬ ‫م ��ن حقل ��ي "الطاغ ��وت" و"تم ��ار" ف ��ي �إ�سرائيل‪،‬‬ ‫�إذ �أن ��ه ل ��ن تك ��ون هناك تكالي ��ف ت�سيي ��ل �أو �إعادة‬ ‫تغوي ��ز المترتبة على ذلك‪ .‬ولك ��ن ال�شعب الأردني‪،‬‬ ‫الذي تفيد التقدي ��رات ب�أن حوالي ن�صفه من �أ�صل‬ ‫فل�سطين ��ي‪ ،‬يرف�ض ويعار�ض التع ��اون مع تل �أبيب‪،‬‬ ‫خ�صو�ص� � ًا ف ��ي حالة تعن ��ي الإعتم ��اد الأردني على‬ ‫جارته ��ا الغربي ��ة �أو التورط الأردن ��ي غير المبا�شر‬ ‫في تمويل ال�صراعات في غزة‪.‬‬ ‫مع ذل ��ك‪ ،‬مع ت�سهيالت من الواليات المتحدة التي‬ ‫لديه ��ا م�صلحة في حف ��اظ الأردن عل ��ى �سيا�سات‬ ‫موالي ��ة للغ ��رب ‪ --‬وبالتال ��ي لمو ّف ��ري الطاق ��ة‬ ‫الموالي ��ن للغ ��رب – فقد تم توقي ��ع مذكرة تفاهم‬ ‫ل�صفق ��ة غ ��از تبل ��غ قيمته ��ا ‪ 12‬ملي ��ار دوالر بي ��ن‬ ‫"نوب ��ل �إينرجي"‪ ،‬ال�شركة الأميركية الم�شاركة في‬ ‫ت�شغي ��ل حقل "الطاغ ��وت" الإ�سرائيل ��ي‪ ،‬والأردن‪.‬‬ ‫وب�ش ��كل منف�صل‪ ،‬وقعت �صناع ��ة البوتا�س الأردنية‬ ‫�صفقة قيمتها ‪ 500‬مليون دوالر مع "نوبل �إينرجي"‬ ‫لإ�ستيراد الغاز الطبيعي الإ�سرائيلي على مدى �أكثر‬ ‫من ‪ 15‬عام ًا‪ .‬وينبغي �أن ت�ؤدي ال�صفقة �إلى خف�ض‬ ‫فاتورة �إ�ستيراد الغاز في البالد‪.‬‬ ‫عل ��ى الرغ ��م من الغط ��اء ال�سيا�سي ال ��ذي يمنحه‬ ‫توقي ��ع ال�صفق ��ات مع "نوب ��ل �إينرجي" ب ��د ًال من‬ ‫الحكوم ��ة الإ�سرائيلي ��ة‪ ،‬ف� ��إن الإتفاق ��ات تواج ��ه‬ ‫معار�ضة قوية‪ .‬فقد تح ّرك البرلمان الأردني وح ّد‬ ‫م ��ن كمية الغاز التي ُي�س َمح ب�شرائها من �إ�سرائيل‪،‬‬ ‫وت�شكل ��ت جماع ��ات م ��ن المعار�ض ��ة والمجتم ��ع‬ ‫المدن ��ي‪ ،‬التي تب ّنى بع�ضها �شعار "الغاز من العدو‬ ‫هو �إحتالل"‪.‬‬ ‫م ��ن وجهة نظ ��ر تجارية‪ ،‬ف� ��إن قب ��ول الأردن للغاز‬ ‫الإ�سرائيل ��ي م ��ن المحتم ��ل �أن يخ ِّف� ��ض الكلف ��ة‬ ‫وي�شجع‬ ‫والأ�سعار بالن�سبة �إلى م�ستهلكي الكهرباء‪ّ ،‬‬ ‫النم ��و الإقت�ص ��ادي‪ .‬بغ� ��ض النظ ��ر‪� ،‬س ��وف تثبت‬ ‫من�ش� ��أة الغ ��از الطبيع ��ي ال ُم�س ��ال الجدي ��دة ب�أنها‬ ‫ر�صي ��د �إ�ستراتيج ��ي‪ ،‬لأنه ��ا �سوف ت�سم ��ح للأردن‬ ‫ب�إ�ستي ��راد الغاز م ��ن ال�س ��وق الدولي ��ة �إذا تفككت‬ ‫وتع ّثرت ال�صفقات الإقليمية‪.‬‬

‫‪70‬‬

‫العدد ‪� - 34‬أيلول (�سبتمرب) ‪٢٠١5 -‬‬

‫الملك عبداالله بن الح�سين‪� :‬إ�ستراتيجية طموحة للطاقة‬

‫ال�صخر الزيتي‬ ‫ال تزال التوقعات تفيد ب�أن النفط وال�صخر الزيتي‬ ‫�سي�ش ��كالن ‪ 62-54‬في المئة م ��ن مزيج الوقود في‬ ‫الأردن ف ��ي الع ��ام ‪ .2020‬ونتيج ��ة لذل ��ك‪ ،‬عمل ��ت‬ ‫المملك ��ة على مالحقة خطط لتطوي ��ر �إحتياطاتها‬ ‫م ��ن ال�صخر الزيتي‪ .‬على الرغم من �أن المنتجات‬ ‫النفطية التقليدية �سوف تلعب دور ًا �أكبر في البالد‬ ‫�أكث ��ر م ��ن �أي م�صدر �آخ ��ر للطاقة ف ��ي الم�ستقبل‬ ‫المنظور‪ ،‬ف� ��إن تطوير ال�صخر الزيتي ربما �سيكون‬ ‫مهم� � ًا بالقدر عينه‪ ،‬لأن ودائ ��ع ال�صخر الزيتي في‬ ‫الأردن �س ��وف ت�ساع ��ده عل ��ى تحقي ��ق �إ�ستراتيجية‬ ‫الإ�ستقالل في مجال الطاقة‪.‬‬ ‫مع �إفادة تقديرات �إحتياطات ال�صخر الزيتي ب�أنها‬ ‫بي ��ن ‪ 40‬و‪ 70‬مليون طن تتوزع على �أكثر من ‪ 60‬في‬ ‫المئ ��ة من الب�ل�اد‪ُ ،‬يعتقد ب�أن ل ��دى الأردن �ساد�س‬ ‫�أكبر ودائع في العالم‪ .‬وقد �إتخذت الدولة خطوات‬ ‫مهم ��ة لإ�ستغالل ه ��ذه النعم ��ة‪ .‬في الع ��ام ‪،2009‬‬ ‫ُ�سجل ��ت ر�سمي� � ًا �شرك ��ة الأردن لل�صخ ��ر الزيت ��ي‪،‬‬ ‫وو ّقع ��ت �إتفاقي ��ة لإمتياز النفط م ��ع �شركة "�شل"‪.‬‬ ‫منذ ذلك الحي ��ن‪ ،‬جمعت ال�شركة بيانات زلزالية‪،‬‬ ‫وحفرت حوالي ‪ 300‬بئر‪ ،‬ووفق ًا لتوما�س ميجي�سن‪،‬‬ ‫المدي ��ر الع ��ام ل�شرك ��ة الأردن لل�صخ ��ر الزيت ��ي‪،‬‬ ‫�أن�ش� ��أت "واح ��د ًا م ��ن المختب ��رات الجيوكيميائية‬ ‫والجيولوجي ��ة الأكث ��ر تقدم� � ًا في ال�ش ��رق الأو�سط‬ ‫لتحليل �آالف الع ّينات ال�صخرية"‪.‬‬ ‫�إن �أب ��رز و�أول محط ��ة �أردني ��ة للطاق ��ة تعم ��ل على‬ ‫نف ��ط ال�صخر الزيتي‪ ،‬والتي �سيكون لها قدرة ‪550‬‬ ‫ميغ ��اواط‪ ،‬م ��ن المتوقع �أن تب ��د�أ العمل ف ��ي الربع‬ ‫الراب ��ع م ��ن الع ��ام ‪ .2018‬وق ��د و ّق ��ع الأردن �أي�ض ًا‬ ‫مذك ��رة تفاهم م ��ع ال�صين في الع ��ام ‪ 2013‬لبناء‬

‫محط ��ة توليد كهرباء بق ��درة ‪ 900‬ميغاواط وبكلفة‬ ‫تبل ��غ ‪ 2.5‬ملي ��اري دوالر تعمل على نف ��ط ال�صخر‬ ‫الزيت ��ي والتي من المتوقع �أن ت�سهم ب‪ 14‬في المئة‬ ‫م ��ن مزيج الوقود ف ��ي البالد بحل ��ول العام ‪.2020‬‬ ‫ويق� �دّر �صن ��دوق النق ��د الدولي ب� ��أن الأردن يمكنه‬ ‫�أن يو ّف ��ر ما يق ��رب من نقط ��ة مئوية م ��ن �إجمالي‬ ‫النات ��ج المحل ��ي الإجمال ��ي بحلول ذل ��ك العام من‬ ‫خالل �إ�ستبدال المنتج ��ات النفطية الم�ستوردة مع‬ ‫منتجات ال�صخر الزيت ��ي المحلي‪ .‬وتجدر الإ�شارة‬ ‫�إل ��ى �أنه‪ ،‬مع ذلك‪ ،‬ف� ��إن قيمة الإ�ستب ��دال مرتبطة‬ ‫ب�أ�سعار النفط في الم�ستقبل‪.‬‬ ‫لدى �صناعة ال�صخر الزيتي في الأردن �إمكانات‬ ‫هائل ��ة‪ ،‬لك ��ن حجمه ��ا وت�أثيره ��ا ف ��ي الم�ستقبل‬ ‫لي�س م�ضمون ًا‪� .‬س ��وف تحتاج البالد �إلى موا�صلة‬ ‫تطوير خطط الإ�ستخراج التي هي على حد �سواء‬ ‫م ��ن الناحي ��ة الفني ��ة والتجاري ��ة قابل ��ة للحياة‪،‬‬ ‫والحف ��اظ على نظ ��ام تنظيم ��ي مع ّق ��د و�شفّاف‬ ‫ال ��ذي يج ��ذب الإ�ستثم ��ار الأجنب ��ي‪ ،‬وي�شج ��ع‬ ‫ال�ش ��راكات بي ��ن القطاعي ��ن الع ��ام والخا� ��ص‪،‬‬ ‫ويو ّفر المناف ��ع العامة‪ .‬وهناك تحديات مرتبطة‬ ‫بتطوير هذه ال�صناعة الجديدة‪� ،‬إذ �أن �إ�ستغالل‬ ‫ال�صخر الزيتي يتطلب كميات كبيرة من المياه‪.‬‬ ‫بالن�سبة �إلى الأردن‪� ،‬أح ��د البلدان الأكثر جفاف ًا‬ ‫في العالم‪ ،‬ف�إن تحويل المياه ال�ستخراج ال�صخر‬ ‫الزيتي �سوف يزيد من تفاقم ق�ضايا ندرة المياه‬ ‫�إذا لم يتم مواجهة الم�شكل ��ة بم�شاريع �إمدادات‬ ‫مياه عذبة جديدة‪.‬‬

‫المنتجات النفطية التقليدية‬ ‫ف ��ي الع ��ام ‪� 2013‬إ�ست ��ورد الأردن بمع ��دل متو�سط‬ ‫‪ 2.5‬مليون ��ي برميل من النفط الخ ��ام �شهري ًا من‬ ‫�شرك ��ة �أرامك ��و ال�سعودي ��ة‪ ،‬وه ��و ال ي ��زال ي�ستورد‬ ‫معظم �إحتياجاته النفطية من الم�صدر عينه‪ ،‬كما‬ ‫�إ�ستوردت المملكة بين ‪� 10‬آالف �إلى ‪� 15‬ألف برميل‬ ‫م ��ن النفط الخ ��ام �شهري� � ًا من طري ��ق ال�شاحنات‬ ‫من الع ��راق حتى �شباط (فبراي ��ر) ‪ ،2014‬عندما‬ ‫توقف الترتيب ب�سبب عدم الإ�ستقرار في محافظة‬ ‫الأنب ��ار العراقي ��ة‪ .‬ولزيادة كف ��اءة وفعالية واردات‬ ‫الع ��راق �إل ��ى الأردن‪ ،‬و ّقع البل ��دان �إتفاق ًا في العام‬ ‫‪ 2013‬لبن ��اء خط �أنابيب من حق ��ول نفط الب�صرة‬ ‫في جن ��وب �شرق العراق �إلى ميناء العقبة الأردني‪،‬‬ ‫وال ��ذي من �ش�أنه �أن ي�سم ��ح ب�إ�ستيراد مليون برميل‬ ‫م ��ن النفط يومي� � ًا وو�صول ‪ 100‬ملي ��ون قدم مكعبة‬ ‫م ��ن الغ ��از يومي ًا عب ��ر خ ��ط �أنابيب �إ�ضاف ��ي للغاز‬


‫ال ��واردات‪ .‬الأه ��م من ذلك‪ ،‬يمك ��ن للإمدادات‬ ‫الجدي ��دة من الغاز الطبيعي �أن ت�ساعد ال�سي�سي‬ ‫عل ��ى الحف ��اظ عل ��ى ت�شغي ��ل محط ��ات تولي ��د‬ ‫الكهرباء والم�صانع‪ ،‬وهذا لي�س بالأمر ال�صغير‬ ‫ذل ��ك �أن �إنقطاع الكهرباء قد �أثار الإ�ضطرابات‬ ‫ال�سيا�سي ��ة التي �ساهم ��ت في �إ�سق ��اط رئي�سين‬ ‫�سابقين للجمهورية الم�صرية‪.‬‬ ‫"�سقط [ح�سني] مبارك في �أثناء �إنقطاع التيار‬ ‫الكهربائ ��ي على نطاق وا�س ��ع‪ .‬و�سقط [محمد]‬ ‫مر�سي في �أثناء �إنقطاع التيار الكهربائي �أي�ض ًا‪.‬‬ ‫وم�ص ��ر ال زال ��ت تعاني م ��ن ه ��ذه الم�شكلة التي‬ ‫تتمث ��ل ب�إمدادات غي ��ر م�ستقرة م ��ن الكهرباء‪،‬‬ ‫وهذا يمث ��ل رمز ًا لعدم وجود قوة للدولة"‪ ،‬قالت‬ ‫برين ��دا �شافير‪ ،‬خبيرة الطاقة في جامعة جورج‬ ‫تاون في وا�شنطن‪ .‬وهن ��اك حاجة �إلى �إمدادات‬ ‫ثابتة للطاقة ف ��ي كل �شيء من محرك م�ضخات‬ ‫المي ��اه للزراعة‪� ،‬إلى حفظ عم ��ل الم�صانع‪� ،‬إلى‬ ‫ت�شغيل مكيفات الهواء‪...‬‬ ‫�إن �إكت�شاف "�إين ��ي" الجديد‪� ،‬إلى جانب �إعالن‬

‫�إن �إكت�شاف "�إيني" الجديد‪� ،‬إلى‬ ‫جانب �إعالن �شركة النفط "بي بي"‬ ‫(‪ )BP‬في وقت �سابق من هذا العام‬ ‫�أنها �ست�ستثمر ‪ 12‬مليار دوالر لتطوير‬ ‫حقول الغاز الم�صرية الحالية‪ ،‬هما‬ ‫بمثابة ت�أييد ال�شركات للإ�صالحات‬ ‫الإقت�صادية التي يدفع بها الرئي�س‬ ‫ال�سي�سي ب�شكل مطرد‪ .‬وهذه‬ ‫الإ�صالحات تت�ضمن �سداد الديون‬ ‫ل�شركات الطاقة الأجنبية والبدء في‬ ‫�إ�صالح �سوق الطاقة المحلية‬

‫�شرك ��ة النفط "ب ��ي بي" (‪ )BP‬ف ��ي وقت �سابق‬ ‫م ��ن هذا الع ��ام �أنه ��ا �ست�ستثم ��ر ‪ 12‬مليار دوالر‬ ‫لتطوي ��ر حق ��ول الغ ��از الم�صري ��ة الحالية‪ ،‬هما‬ ‫بمثابة ت�أييد ال�شركات للإ�صالحات الإقت�صادية‬ ‫الت ��ي يدفع به ��ا ال�سي�س ��ي ب�شكل مط ��رد‪ .‬وهذه‬ ‫الإ�صالح ��ات تت�ضم ��ن �س ��داد الدي ��ون ل�شركات‬ ‫الطاق ��ة الأجنبي ��ة‪ ،‬والب ��دء ف ��ي �إ�ص�ل�اح �سوق‬ ‫الطاق ��ة المحلية‪ ،‬عل ��ى �سبيل المث ��ال‪ ،‬التراجع‬ ‫ع ��ن دع ��م الوق ��ود الم�ؤ َّي ��د �شعبي ًا ولكن ��ه مد ّمر‬ ‫�إقت�صادي� � ًا‪ .‬وه ��ذا يم ّثل �أي�ض� � ًا ت�صويت ًا وثقة في‬ ‫ق ��درة الرئي� ��س الم�ص ��ري على قم ��ع الإنتفا�ضة‬ ‫العنيفة من قبل المت�شددين المرتبطين بتنظيم‬ ‫"الدول ��ة الإ�سالمية" (داع� ��ش)‪ ،‬الذين نفذوا‬ ‫هجم ��ات قاتلة ف ��ي القاهرة وجمي ��ع �أنحاء �شبه‬ ‫جزيرة �سيناء‪.‬‬ ‫ولك ��ن �إذا كان �إكت�شاف الغاز يحم ��ل نب�أً �سعيداً‬ ‫وعظيم ًا بالن�سبة �إلى م�صر‪ ،‬ف�إنه يمكنه �أن يمثل‬ ‫�أي�ض� � ًا �ضربة قوي ��ة لجيرانها‪ .‬ال ت ��زال �إ�سرائيل‬ ‫ّ‬ ‫تخط ��ط لتحوي ��ل م ��وارد الغ ��از ال�ضخم ��ة‬ ‫حقل "الطاغوت"‪ :‬لن يحقق طموحات �إ�سرائيل كما حلمت‬

‫‪Issue 34 - September - 2015‬‬

‫‪73‬‬


‫عالم الطاقة‬ ‫الغاز الطبيعي‬

‫�أخبار جيدة لقطاع الطاقة في م�صر يمكن �أن تكون �أخبار ًا �سيئة لتل �أبيب‬

‫إكتشاف حقل غاز عمالق في المياه‬ ‫ّ‬ ‫المصرية يقض مضجع اإلسرائيليين‬ ‫يتوقع الخبراء �أن ي�ؤدي �إكت�شاف حقل الغاز "العمالق" في المياه الم�صرية الذي �أُعلن عنه �أخير ًا �إلى �إعطاء‬ ‫القاهرة دفعة �سيا�سية و�إقت�صادية كبيرة على ح�ساب �إحتياطات �إ�سرائيل الهيدروكربونية البحرية الخا�صة‪،‬‬ ‫الأمر الذي قد يثير مراجعة ح�سابات عدة في مجال الطاقة في المنطقة‪.‬‬ ‫القاهرة ‪ -‬هدى �أحمد‬ ‫ال �ش ��ك �أن �إكت�ش ��اف حق ��ل الغ ��از‬ ‫الطبيع ��ي العم�ل�اق قبال ��ة �سواح ��ل‬ ‫ّ‬ ‫المتعط�شة‬ ‫م�ص ��ر هو نب� ��أ عظي ��م له ��ذه الأم ��ة‬ ‫للطاق ��ة‪ ،‬لكنه في الوق ��ت عينه يه� � ّدد ب�إنقالب‬ ‫�أحالم الطاقة ال�ضخمة في الدول المجاورة مثل‬ ‫�إ�سرائيل وقبر�ص‪.‬‬ ‫�أعلن ��ت �شرك ��ة الطاق ��ة الإيطالي ��ة "�إين ��ي" في‬ ‫ال�شه ��ر الفائت �أنه ��ا �إكت�شفت �أكب ��ر حقل للغاز‬ ‫ُو ِج ��د حتى الآن ف ��ي البحر الأبي� ��ض المتو�سط‪،‬‬ ‫حيث يت�ض ّمن حو�ض ًا "عمالق ًا" يحتوي على نحو‬ ‫‪ 30‬تريلي ��ون قدم مكع ��ب من الغ ��از‪ .‬و�إذا كانت‬ ‫ه ��ذه التقديرات الأولي ��ة �صحيحة ‪ -‬والتقييمات‬ ‫المتفائل ��ة كثي ��ر ًا ما تف�س ��ح المج ��ال لتحليالت‬ ‫�أكث ��ر واقعي ��ة ‪� -‬سيك ��ون هذا الحقل حت ��ى �أكبر‬ ‫م ��ن "الطاغوت"‪ ،‬حقل الغ ��از البحري العمالق‬ ‫ال ��ذي غ � ّ�ذى الأح�ل�ام الإ�سرائيلية لك ��ي ت�صبح‬ ‫دولة م�ص ��درة للطاقة في المنطق ��ة‪� .‬إن الحقل‬ ‫الجدي ��د‪ ،‬المع ��روف ب�إ�س ��م "زه ��ر"‪� ،‬س ��وف‬ ‫ي�ستغ ��رق عل ��ى الأقل ث�ل�اث �سن ��وات مقبلة قبل‬ ‫�أن يب ��د�أ الإنتاج ‪ -‬وربم ��ا لفترة �أطول �إذا تدهور‬ ‫الو�ض ��ع الأمني​​ف ��ي البالد و�إزداد �س ��وء ًا ‪ -‬لكنه‬ ‫ق ��د ي�ستطيع عندها تلبي ��ة �إحتياجات م�صر من‬ ‫الطاق ��ة لعقود ويو ّفر دفع ��ة �إقت�صادية و�سيا�سية‬ ‫للرئي�س عبد الفتاح ال�سي�سي‪.‬‬ ‫الواق ��ع �إن �إيجاد م�صادر جدي ��دة للطاقة ُيعتبر‬ ‫�أمر ًا مهم ًا للغاية بالن�سبة �إلى م�صر‪ ،‬التي كانت‬ ‫حتى قبل ب�ضع �سنوات ت�ص ّدر الغاز الطبيعي �إلى‬

‫‪72‬‬

‫العدد ‪� - 34‬أيلول (�سبتمرب) ‪٢٠١5 -‬‬

‫�أوروبا والدول المج ��اورة مثل الأردن و�إ�سرائيل‪.‬‬ ‫ولك ��ن �إرتف ��اع الإ�سته�ل�اك المح ّل ��ي و�ضع ��ف‬ ‫الإ�ستثم ��ار في الإنت ��اج �أجبرا م�ص ��ر على وقف‬ ‫الت�صدي ��ر والب ��دء بالإ�ستيراد؛ ف ��ي وقت �سابق‬

‫م ��ن هذا العام‪ ،‬ب ��د�أت القاهرة �ش ��راء �شحنات‬ ‫م ��ن الغاز الطبيع ��ي من رو�سي ��ا وو ّقع ��ت �إتفاق ًا‬ ‫لإ�ستيراد الغاز من �إ�سرائيل في نهاية المطاف‪.‬‬ ‫الآن‪ ،‬ق ��د ال تك ��ون هن ��اك حاج ��ة ل ٍّأي م ��ن تلك‬


‫عالم الطاقة ¶ الغاز الطبيعي‬ ‫البحرية الخا�صة بها �إل ��ى م�صدر للطاقة لبقية‬ ‫المنطقة‪ .‬وقد وقعت م�صر و�إ�سرائيل �إتفاق ًا في‬ ‫الع ��ام الما�ضي تقوم الأخي ��رة بموجبه بت�صدير‬ ‫الغاز من حقل "الطاغوت" ال�ضخم �إلى الأولى‪.‬‬ ‫كم ��ا وقعت ت ��ل �أبي ��ب �صفقات مماثل ��ة لت�صدير‬ ‫الغاز �إلى الأردن‪.‬‬ ‫الآن يب ��دو �أن ه ��ذه الر�ؤى تتال�ش ��ى‪ :‬لقد هبطت‬ ‫�أ�سهم �ش ��ركات الطاقة الإ�سرائيلي ��ة في �أعقاب‬ ‫�إع�ل�ان "�إين ��ي"‪ .‬وم ��ع ذل ��ك‪ ،‬ت�ص� � ّر "نوب ��ل‬ ‫�إينرجي"‪ ،‬ال�شركة الأميركي ��ة التي ت�ساعد على‬ ‫تطوي ��ر "الطاغوت"‪ ،‬عل ��ى �أنها ال تزال في و�ضع‬ ‫جي ��د لتلبية �إحتياجات الطاقة في المنطقة على‬ ‫الرغم من الإكت�شاف المناف�س‪.‬‬ ‫" نح ��ن نعتق ��د �أن الطلب الإقليم ��ي كبير – بما‬ ‫في ذلك �إ�سرائي ��ل والأردن وم�صر ‪ --‬وال يوجد‬ ‫�أي �إكت�ش ��اف واحد من الإكت�شافات في المنطقة‬ ‫يمكن ��ه تلبيت ��ه"‪ ،‬ق ��ال المتح ��دث ب�إ�س ��م "نوبل‬ ‫�إينرجي"‪.‬‬ ‫�أم ��ا قبر� ��ص‪ ،،‬التي لديها خط ��ط كبيرة خا�صة‬ ‫به ��ا للإ�ستف ��ادة م ��ن حق ��ول الغ ��از البحري ��ة‬ ‫وت�صدي ��ر الوق ��ود �إل ��ى م�ص ��ر وغيره ��ا‪ ،‬ت�ضع‬ ‫وج ��ه ال�شجاع ��ة بالن�سب ��ة �إلى ه ��ذه الأنباء ولم‬ ‫تب ��دِ �أي رد فع ��ل �سلبي عل ��ى الأق ��ل‪ ،‬وذلك لأن‬ ‫الزعم ��اء القبار�صة‪ ،‬الذين خاب ��ت �آمالهم من‬ ‫نتائ ��ج الحفر ف ��ي مياههم الخا�ص ��ة حتى الآن‪،‬‬ ‫يعتقدون ب� ��أن الإكت�شاف الم�صري الهائل ّ‬ ‫يب�شر‬ ‫بم�ستقب ��ل طاقة جيد للجزي ��رة لأن وقوع حو�ض‬ ‫"زه ��ر" الم�ص ��ري على بع ��د ب�ضع ��ة �أميال من‬ ‫المي ��اه القبر�صي ��ة‪ ،‬م ��ن المرجح �أنه ��ا ت�شاركه‬ ‫الجيولوجيا ذاتها‪.‬‬ ‫م ��ن ناحية �أخرى‪ ،‬ف�إن �إكت�شاف "زهر" لن ُيغلق‬ ‫الباب على الواردات الم�صرية على الفور‪ ،‬الأمر‬ ‫الذي يترك ب�ضع �سن ��وات من �إحتماالت الإفادة‬ ‫للموردين الآخرين‪ .‬عل ��ى الرغم من �أن "�إيني"‬ ‫والم�س�ؤولين الم�صريين تعهدوا التنمية ال�سريعة‬ ‫في ه ��ذا المجال‪ ،‬ف�إن الأم ��ر �سي�ستغرق �سنوات‬ ‫لتمويل وبن ��اء البنية التحتية الالزمة للإ�ستفادة‬ ‫ب�شكل كامل‪ .‬حت ��ى �أن الجدول الزمني يمكن �أن‬ ‫يمتد �إل ��ى فترة �أطول �إذا تفاق ��م الو�ضع الأمني‬ ‫ف ��ي م�صر‪ ،‬وال ��ذي يمك ��ن �أن يوق ��ف الإ�ستثمار‬ ‫الأجنبي‪.‬‬ ‫"م�ص ��ر ل ��ن تك ��ون ق ��ادرة عل ��ى تلبي ��ة الطلب‬ ‫المحل ��ي حتى الع ��ام ‪ 2020‬على �أق ��رب تقدير‪،‬‬ ‫وربم ��ا �ستت�أخ ��ر حت ��ى الع ��ام ‪ ،2025‬حت ��ى م ��ع‬

‫الرئي�س عبد الفتاح ال�سي�سي‪:‬‬ ‫الإكت�شاف الجديد �سيقوي حكمه �إقت�صادي ًا و�سيا�سي ًا‬

‫هذا الإكت�ش ��اف الجديد"‪ ،‬قال ماي ��كل لي‪ ،‬وهو‬ ‫م�ست�ش ��ار رفيع الم�ست ��وى في �صن ��دوق مار�شال‬ ‫الألماني التابع للواليات المتحدة‪ .‬حتى في ذلك‬ ‫الحين‪ ،‬ق ��ال‪� ،‬إن م�ص ��ر �ستحتاج عل ��ى الأرجح‬ ‫�إل ��ى م�صادر �إ�ضافية م ��ن الغاز لتغذية محطات‬ ‫ت�صدير الغاز الم�س َّيل الت ��ي كانت ُم َّ‬ ‫عطلة ب�سبب‬ ‫النق�ص الأخير في الغاز‪.‬‬ ‫حتى قبل �إعالن "�إين ��ي"‪ ،‬كانت �إ�سرائيل تكافح‬ ‫لتحوي ��ل طاقتها الكامن ��ة �إلى طاق ��ة كهربائية‪.‬‬ ‫المنظم ��ون الإ�سرائيلي ��ون‪ ،‬الذي ��ن يخ�ش ��ون‬ ‫م ��ن خل ��ق �إحت ��كار‪ ،‬طلبوا م ��ن �ش ��ركات تطوير‬ ‫"الطاغ ��وت" في �أواخر الع ��ام الما�ضي التوقف‬ ‫ع ��ن العم ��ل‪ ،‬و�سعوا �إل ��ى �إجبارها عل ��ى ت�صفية‬

‫�إن �إكت�شاف "زهر" لن ُيغلق‬ ‫الباب على الواردات الم�صرية على‬ ‫الفور‪ ،‬الأمر الذي يترك ب�ضع �سنوات‬ ‫من �إحتماالت الإفادة للموردين‬ ‫الآخرين‪ .‬على الرغم من �أن "�إيني"‬ ‫والم�س�ؤولين الم�صريين تعهدوا التنمية‬ ‫ال�سريعة في هذا المجال‪ ،‬ف�إن الأمر‬ ‫�سي�ستغرق �سنوات لتمويل وبناء‬ ‫البنية التحتية الالزمة للإ�ستفادة‬ ‫ب�شكل كامل‬

‫بع� ��ض �إ�ستثماراتها‪ .‬بعد الإكت�ش ��اف الم�صري‪،‬‬ ‫بد�أت الإتهام ��ات تتطاير داخ ��ل �إ�سرائيل ب�ش�أن‬ ‫وتيرة و�شكل تنمية الطاقة في هذا البلد‪ .‬النظر‬ ‫�إليه ��ا في �سياق �أكبر يفيد ب� ��أن �إكت�شاف "�إيني"‬ ‫�أخي ��ر ًا‪ ،‬ي�أتي بعد �إكت�شاف �أ�صغ ��ر �آخر في وقت‬ ‫�ساب ��ق من هذا العام‪ ،‬و�إ�ستثمار "بي بي" (‪)BP‬‬ ‫الكبي ��ر‪ ،‬وه ��ذا ي�شي ��ر �إل ��ى �أن م�صر ب ��د�أت في‬ ‫تنظي ��م و�ضعه ��ا الداخل ��ي عاج ًال ولي� ��س �آج ًال‪،‬‬ ‫الأمر الذي �سي�سرق ال�ضوء والإهتمام في المدى‬ ‫الطويل من الغاز الإ�سرائيلي‪.‬‬ ‫"ب�صراحة‪� ،‬أنا لم �أعتقد حق ًا �أن ال�صادرات �إلى‬ ‫م�صر كانت مح�سومة ‪ -‬ال يمكن �أن تخ�سر �شيئ ًا‬ ‫لم يكن لديك"‪ ،‬قالت �شافير‪.‬‬ ‫ف ��ي الواقع‪� ،‬أ�ضافت‪� ،‬إن الإكت�شاف الم�صري قد‬ ‫ي� ��ؤدي �إلى جانب م�شرق بالن�سب ��ة �إلى �إ�سرائيل‪.‬‬ ‫ذل ��ك �أنه بجعل �إحتم ��ال ت�صدير الغاز منها �أقل‬ ‫ترجيح ًا‪ ،‬وه ��ذا يمكن �أن يحفز زيادة �إ�ستهالك‬ ‫الغ ��از الإ�سرائيلي محلي ًا‪ .‬يمك ��ن للغاز الطبيعي‬ ‫النظيف �أن يح ّل محل الفحم في محطات توليد‬ ‫الطاق ��ة في البالد‪ ،‬على �سبي ��ل المثال‪ ،‬وي�ساعد‬ ‫على تغذية طاقة محطات التحلية‪.‬‬ ‫"�إن المنطق ��ة يجب �أن تكون �أقل ج�شع ًا والبدء‬ ‫في التفكير في نف�سها على �أنها منطقة م�ستهلكة‬ ‫للغ ��از‪ ،‬ولي�ست منطقة م�صدرة للغاز‪ ،‬لأن هناك‬ ‫الكثير من الإ�ستخدام ��ات الجيدة للغاز لتحقيق‬ ‫الإزدهار في المنطقة"‪ ،‬م�ضيفة‪.‬‬ ‫فك ��رة نهائية قد تفوح م ��ن الإكت�شاف الم�صري‬ ‫وه ��ي �أنه يمكن ��ه �أن يدف ��ع �إلى �إحي ��اء الحديث‬ ‫ع ��ن تزوي ��د دول �ش ��رق البحر المتو�س ��ط تركيا‬ ‫بالغاز الطبيعي‪ .‬ك ٌّل م ��ن قبر�ص و�إ�سرائيل ر�أت‬ ‫ف ��ي تركيا �سوق� � ًا محتملة‪ ،‬ولك ��ن ال�سيا�سة بقدر‬ ‫الإقت�ص ��اد يب ��دو �أنها تحك ��م �أي �صفقة‪ .‬تعترف‬ ‫ق�سمة‪،‬‬ ‫�أنقرة بالج ��زء ال�شمالي من قبر� ��ص ال ُم َّ‬ ‫وواجه ��ت تنمي ��ة الطاق ��ة القبر�صي ��ة الأخي ��رة‬ ‫بدوريات بحرية عدوانية‪ .‬كما �أن تركيا‪ ،‬ال تزال‬ ‫تعان ��ي من �آث ��ار تح ��ركات ال�سيا�س ��ة الخارجية‬ ‫لإ�سرائي ��ل‪ ،‬خ�صو�ص ًا في قطاع غ ��زة‪ ،‬لإ�ستبعاد‬ ‫�أي تجارة في مجال الطاقة مع هذا البلد‪ .‬ولكن‬ ‫الغاز المتدفق في م�صر قد يدفع �أنقرة والقاهرة‬ ‫للبحث عن منفذ جديد–قديم للت�صدير‪.‬‬ ‫�إذا كان ��ت م�ص ��ر لي�س ��ت عل ��ى الطاول ��ة ك�سوق‬ ‫للت�صدي ��ر‪ ،‬و�إذا كانت هناك �إختراقات �سيا�سية‬ ‫ف ��ي قبر�ص‪" ،‬قد يكون هن ��اك تجدد �إهتمام في‬ ‫الخيار التركي" قال مايكل لي‬ ‫‪Issue 34 - September - 2015‬‬

‫‪75‬‬


SECDEB INC. We Handle Forex, Money Transfer & Remittance Services Worldwide

10F Philamlife Tower, 8767 Paseo De Roxas, Makati City, Manila, Philippines Tel: +632 901-4172, Email: fideliterinvest@aol.com

Or visit our website: www.stgeorgessociety.com


‫م�ستاءة لأنها لم ت َ‬ ‫ُ�ست�شر‪ .‬وقد �إعتر�ض ال�سعوديون‬ ‫على تحدي ��د الكويتيين موقع للم�صف ��اة الجديدة‬ ‫ف ��ي ر�أ�س ال ��زور على �أر�ض تم� � ّ�س وت�ؤثر في المقر‬ ‫العام ل�شركة "�شيفرون"‪.‬‬ ‫في تموز (يوليو) ‪ ،2015‬ن�شرت ال�صحف الكويتية‬ ‫بري ��د ًا �إلكتروني ًا ُم�س َّرب ًا من وزي ��ر النفط الكويتي‬ ‫موجه� � ًا �إلى نظي ��ره ال�سع ��ودي علي‬ ‫عل ��ي العمي ��ر َّ‬ ‫النعيم ��ي‪ ،‬يح ّم ��ل في ��ه الريا� ��ض الم�س�ؤولي ��ة عن‬ ‫اغالق المنطقة المحايدة‪ ،‬قائ ًال ب�أن ذلك "�ألحق‬ ‫خ�سائ ��ر فادحة بالكويت‪ ،‬والت ��ي يجب �أن تتح ّملها‬ ‫الحكوم ��ة ال�سعودي ��ة"‪ ،‬وتكلف الكوي ��ت ‪ 15‬مليون‬ ‫دوالر ف ��ي الي ��وم الواح ��د‪ .‬وقال ��ت وكال ��ة الأنباء‬ ‫الكويتية الر�سمية في �آب (�أغ�سط�س) �أن ولي ولي‬ ‫العهد ال�سعودي الأمي ��ر محمد بن �سلمان قد هدّد‬ ‫الكويت‪.‬‬ ‫هن ��اك �أكثر م ��ن تلميح �إل ��ى المالءم ��ة حول هذا‬ ‫الن ��زاع‪ ،‬نظ ��ر ًا �إل ��ى �أن الريا� ��ض تب ��دو �سعي ��دة‬ ‫ل�سحب بع� ��ض النفط من ال�سوق في وقت تنخف�ض‬ ‫الأ�سع ��ار‪ ،‬ويمكنه ��ا تعوي� ��ض الكمي ��ة ب�سهولة من‬ ‫الحقول المملوكة لها بالكامل‪ ،‬في حين �أن الكويت‬ ‫ال يمكنه ��ا ذل ��ك‪� .‬إن الإنتاج الكويت ��ي‪ ،‬عند ‪2.74‬‬ ‫مليون ��ي برمي ��ل يومي ًا في تم ��وز (يولي ��و) ‪،2015‬‬ ‫�إنخف� ��ض ‪ 100،000‬برمي ��ل ف ��ي اليوم ع ��ن العام‬ ‫ال�ساب ��ق‪ ،‬ف ��ي حين �أن ال ��دول المج ��اورة كالعراق‬ ‫و�إي ��ران والمملك ��ة العربي ��ة ال�سعودي ��ة والإمارات‬ ‫�سجلت جميعها‬ ‫العربي ��ة المتحدة و�سلطنة عم ��ان ّ‬ ‫مكا�سب قوية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ر ّد ًا عل ��ى ذلك ب ��د�أت الكويت �أخي ��را تتحدث عن‬ ‫رف ��ع طاقة �إنتاجها ال ُم�ستهدَ ف ��ة �إلى �أربعة ماليين‬ ‫برميل يومي ًا قبل العام ‪ .2020‬وهذا ي�شير �إلى �أنها‬ ‫قد تختار طريق حجم الإنتاج على الأ�سعار‪ ،‬وذلك‬ ‫بعد �صدمة ن ��زاع المنطقة المحاي ��دة �أخير ًا التي‬ ‫يعتقد كثي ��رون ب�أنها �ستكون كافي ��ة لت�سريع بع�ض‬ ‫الم�شاري ��ع المتو ّقف ��ة منذ فترة طويل ��ة‪ .‬مع موارد‬ ‫كبيرة منخف�ض ��ة التكلفة‪ ،‬يمك ��ن للكويت تخفيف‬ ‫وط� ��أة �إنخفا� ��ض �أ�سع ��ار النفط من خ�ل�ال زيادة‬ ‫االنتاج‪ ،‬مثل نظيراتها في الخليج‪.‬‬ ‫ولك ��ن في الوقت الحالي‪ ،‬بعدم ��ا ترددت الحكومة‬ ‫بتو�سي ��ع المنبع في �أوائل العق ��د الفائت‪ ،‬فهي في‬ ‫و�ضع غير مريح لل�سير مع الإ�ستراتيجية ال�سعودية‬ ‫م ��ن دون �إمتالك قدرة مماثل ��ة‪ .‬لقد توقعت وكالة‬ ‫الطاق ��ة الدولية �أن �إنت ��اج الكويت �سيتراجع ببطء‬ ‫لي�ص ��ل �إل ��ى ‪ 2.76‬مليون ��ي برمي ��ل يومي� � ًا بحلول‬ ‫الع ��ام ‪ ،2020‬بما في ذل ��ك الإنتاج ف ��ي المنطقة‬

‫الأمير محمد بن �سلمان‪:‬‬ ‫هل هدد حق ًا الكويت؟‬

‫وزير الطاقة الكويتي علي العمير‪:‬‬ ‫ر�سالة متفجرة �إلى ال�سعودية‬

‫�أعلن الرئي�س التنفيذي ل�شركة‬ ‫نفط الكويت ها�شم ها�شم في ني�سان‬ ‫(�إبريل) الفائت �إكت�شاف �أربعة حقول‬ ‫جديدة في �شمال وغرب البالد‪.‬‬ ‫وت�سعى الإمارة الخليجية �أي�ض ًا �إلى‬ ‫تطوير حقول بحرية‪ ،‬بعد الإنتهاء‬ ‫من عمليات الم�سح الجيولوجي‬ ‫والزلزالي‪� .‬إن الموارد هي تحت طبقة‬ ‫مالحة وتكمن في �أعماق كبيرة‪� ،‬أكثر‬ ‫من ‪ 7000‬متر‬

‫المحايدة‪ ،‬بد ًال من �أن يرتفع‪.‬‬ ‫م ��ن ناحي ��ة �أخ ��رى‪ ،‬تعم ��ل الكويت من ��ذ فترة مع‬ ‫�ش ��ركات "بريتي�ش بتروليوم"‪ ،‬و"�ش ��ل" و"توتال"‬ ‫لتح�سي ��ن الأن�شطة ف ��ي حقوله ��ا النفطية بموجب‬ ‫�إتفاق ��ات خدمات فنية‪ ،‬والتي تدفع بموجبها لهذه‬ ‫ال�ش ��ركات ر�سوم� � ًا‪ .‬لكن هذه الترتيب ��ات ال تجلب‬ ‫الإ�ستثمار وال الخبرة الت�شغيلية الكاملة لل�شركات‪،‬‬ ‫كما �أنها ال تزال تواجه معار�ضة من بع�ض �أع�ضاء‬ ‫البرلمان‪.‬‬ ‫في حزيران (يوني ��و) الفائت‪ ،‬ع َّين الوزير العمير‬ ‫ت�سعة �أع�ضاء جدد في مجل�س �إدارة �شركة البترول‬ ‫الكويتي ��ة‪ ،‬ورف ��ع عدي ��ده �إل ��ى ‪ ،16‬ولك ��ن الرئي�س‬ ‫التنفيذي لل�شركة نزار محمد العد�ساني ر�أى ذلك‬ ‫ب�أنه ي�شكل محاولة غي ��ر م�شروعة لزيادة �سيطرة‬ ‫الوزي ��ر عل ��ى م�ؤ�س�س ��ة البت ��رول الكويتي ��ة‪ ،‬وقاوم‬ ‫القرار‪ .‬وهناك �شكوك ب�أن يكون حلفاء العد�ساني‬ ‫ربم ��ا هم الذين �س ّرب ��وا البري ��د الإلكتروني الذي‬ ‫بعثه العمير للنعيمي لإحراج الوزير‪.‬‬ ‫مع ذلك‪ ،‬كان رئي�س مجل� ��س النواب‪ ،‬مرزوق علي‬ ‫الغان ��م‪ ،‬ق ��ادر ًا على الت�ص ��رف كو�سي ��ط لل�سماح‬ ‫لذراع التكري ��ر ل�شركة البت ��رول الوطنية الكويتية‬ ‫لمنح �أربعة عقود قيمته ��ا ‪ 11.5‬مليار دوالر لبناء‬ ‫م�صف ��اة ر�أ�س ال ��زور التي ط ��ال �إنتظارها‪ ،‬والتي‬ ‫�ساه ��م موقعها �إلى ن ��زاع المنطق ��ة المحايدة مع‬ ‫ال�سعودي ��ة في المق ��ام الأول‪ .‬وه ��ذا الأمر يتطلب‬ ‫موافقة المجل�س الأعل ��ى للبترول على زيادة ن�سبة‬ ‫‪ 22‬ف ��ي المئة في موازنة الم�صفاة‪ ،‬وهذا ما حدث‬ ‫في تموز (يوليو) الفائت‪ .‬مع �إفترا�ض عدم �إنقطاع‬ ‫وتعطيل �آخر‪ ،‬يمكن للم�صفاة �أن تكون جاهزة في‬ ‫‪ ،2019‬لمعالجة الخام الثقي ��ل لإنتاج زيت الوقود‬ ‫لت�شغيل محطات الطاقة في البالد‪ .‬لكن الم�شروع‬ ‫ال ي ��زال يحتاج ال ��ى موافقة من المملك ��ة العربية‬ ‫ال�سعودية و�شرك ��ة "�شيفرون" على حقوق الطريق‬ ‫الذي �ست�سلكه خط ��وط الأنابيب‪ ،‬الأمر الذي يو ّلد‬ ‫المزيد من العقبات في ظل �إ�ستمرار الخالف‪.‬‬ ‫ف ��ي الوقت عين ��ه‪� ،‬س ��وف ير ّق ��ي م�ش ��روع الوقود‬ ‫النظي ��ف م�صاف ��ي مين ��اءي الأحم ��دي وعبداهلل‬ ‫لإنت ��اج منتج ��ات ذات ج ��ودة �أوروبي ��ة للت�صدير‪،‬‬ ‫وتو�سي ��ع الق ��درات‪ .‬وعندما ينته ��ي العمل الكامل‬ ‫ف ��ي ر�أ�س الزور‪ ،‬ف� ��إن م�صفاة ال�شعيب ��ة القديمة‪،‬‬ ‫التي تع ّر�ضت لحريق في �آب (�أغ�سط�س) الفائت‪،‬‬ ‫�سيت ��م �إيقافها‪ ،‬مم ��ا �سيتي ��ح زي ��ادة �إجمالية في‬ ‫طاقة التكرير الكويتية من ‪ 930،000‬برميل يومي ًا‬ ‫�إلى ‪ 1.4‬ملي ��ون برميل يومي ًا‪ .‬م ��ع �إ�ستهالك‬ ‫‪Issue 34 - September - 2015‬‬

‫‪77‬‬


‫عالم الطاقة‬ ‫النفط‬

‫ال�صراعات ال�سيا�سية تقف عثرة �أمام تطوره بال�سرعة المطلوبة‬

‫قطاع النفط في الكويت‪:‬‬ ‫طموحاته كبيرة وواقعه مل ّبد بالمشاكل‬ ‫ال ي��زال القط��اع النفطي في الكوي��ت تخنقه ال�سيا�سة‪ ،‬وين ّف��ر الإ�ستثمار الأجنبي ويع��رف دعم ًا كبير ًا من‬ ‫الدولة محلياً‪ .‬لذلك ف�إن ال�س�ؤال المطروح هنا ما هي الفر�صة المتاحة �أمام م�شاريع الطاقة المتعثرة منذ فترة‬ ‫طويلة لر�ؤية ال�ضوء في هذه الأجواء؟ وبالتالي ما هو م�ستقبل قطاع الطاقة في الكويت؟‬ ‫حقل "الخفجي" البحري‪� :‬أغلق ب�سبب �إ�شكاالت بيئية؟‬

‫الكويت ‪ -‬خالد الديب‬ ‫حم ��ل �إنخفا� ��ض الأ�سع ��ار تحدي ��ات‬ ‫لجميع ال ��دول المنتج ��ة للنفط‪ ،‬ولكن‬ ‫بالن�سبة �إل ��ى الكويت فق ��د كان قطاعها البترولي‬ ‫ف ��ي العام الما�ض ��ي �أكثر �إ�ضطراب� � ًا من معظمها‪:‬‬ ‫�إنخفا� ��ض الإنت ��اج‪ ،‬و�إغ�ل�اق حق ��ول‪ ،‬ور�سال ��ة‬ ‫"متفج ��رة" بعثه ��ا وزي ��ر نفطها �إل ��ى نظيره في‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫المملك ��ة العربية ال�سعودية قد ت�شج ��ع �أخيرا على‬ ‫التقدم ف ��ي تطوير م�شاريع الطاق ��ة المتع ّثرة منذ‬ ‫فترة طويلة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ف ��ي ت�شري ��ن الأول (�أكتوب ��ر) ‪� ،2014‬أغل ��ق حقل‬ ‫"الخفج ��ي" البح ��ري ف ��ي المنطق ��ة المحاي ��دة‬ ‫الم�شتركة م ��ع ال�سعودية‪ ،‬حيث �ألق ��ى ال�سعوديون‬ ‫اللوم في ذلك على الم�ش ��اكل البيئية‪ ،‬على الرغم‬ ‫م ��ن �أن هذا الأمر كان معروف� � ًا منذ �سنوات‪ .‬وفي‬ ‫منت�ص ��ف �أي ��ار (ماي ��و) من ه ��ذا الع ��ام‪� ،‬أوقفت‬ ‫�شركة "�شيفرون" العمل في حقل "الوفرة" البري‬ ‫الذي يقع في المنطقة المحايدة‪ ،‬لأنها لم ت�ستطع‬ ‫ت�أمين ت�أ�شي ��رات دخول لموظفيها‪ .‬قب ��ل التعليق‪،‬‬ ‫كان "الخفج ��ي" ينت ��ج ‪ 300،000‬برمي ��ل يومي� � ًا‪،‬‬ ‫و"الوف ��رة" ‪ 220،000‬برميل يومي� � ًا‪ ،‬ن�صفها يعود‬ ‫�إلى الكويت‪.‬‬ ‫ويعود �أحدث نزاع عل ��ى حقول المنطقة المحايدة‬ ‫�إل ��ى العام ‪ ،2008‬عندما م� �دّدت المملكة العربية‬ ‫ال�سعودي ��ة �إمتي ��از �شرك ��ة "�شيف ��رون" ‪ 30‬عام� � ًا‬ ‫جدي ��دة‪ ،‬راغب ��ة ف ��ي الإ�ستف ��ادة م ��ن خبراته ��ا‬ ‫لإ�ستخ ��راج ما يق ��در بنح ��و ‪ 25‬ملي ��ار برميل من‬ ‫النف ��ط الثقي ��ل ف ��ي المنطقة‪ .‬لك ��ن الكويت كانت‬

‫‪76‬‬

‫العدد ‪� - 34‬أيلول (�سبتمرب) ‪٢٠١5 -‬‬


‫ها�شم ها�شم‪:‬‬ ‫‪� 4‬إكت�شافات جديدة‬

‫ن�شرت ال�صحف الكويتية بريد ًا‬ ‫�سرب ًا من وزير النفط‬ ‫�إلكتروني ًا ُم َّ‬ ‫موجه ًا �إلى نظيره‬ ‫الكويتي علي العمير َّ‬ ‫يحمل فيه‬ ‫ال�سعودي علي النعيمي‪ّ ،‬‬ ‫الريا�ض الم�س�ؤولية عن اغالق المنطقة‬ ‫المحايدة‪ ،‬قائ ًال ب�أن ذلك "�ألحق‬ ‫خ�سائر فادحة بالكويت‪ ،‬والتي يجب‬ ‫�أن تتح ّملها الحكومة ال�سعودية"‪،‬‬ ‫ويكلف الكويت ‪ 15‬مليون دوالر في‬ ‫اليوم الواحد‪ .‬وقالت وكالة الأنباء‬ ‫الكويتية الر�سمية في �آب (�أغ�سط�س) �أن‬ ‫ولي ولي العهد ال�سعودي الأمير محمد‬ ‫هدد الكويت‬ ‫بن �سلمان قد ّ‬ ‫مجموعه ��ا حوالي ‪ 13‬مليار برمي ��ل‪ ،‬والتي تحدث‬ ‫ف ��ي كل من �شم ��ال الكويت والمنطق ��ة المحايدة‪.‬‬ ‫ف ��ي �شباط (فبراير)‪ ،‬منح ��ت الدولة عقد ًا بقيمة‬ ‫‪ 4‬ملي ��ارات دوالر ل�شرك ��ة "بتروف ��اك" لإ�ستخراج‬ ‫النف ��ط في �شمال الكوي ��ت‪ ،‬مع توقع بدء العمل في‬ ‫الع ��ام المقب ��ل‪ ،‬لإ�ستخ ��راج ‪ 65،000‬برميل يومي ًا‬ ‫بحل ��ول الع ��ام ‪ ،2020‬ب�إنخفا� ��ض ع ��ن الأه ��داف‬ ‫الأ�صلية التي كانت بحدود ‪ 270،000‬برميل يومي ًا‪.‬‬ ‫و�أخير ًا‪ ،‬تم �إحراز بع�ض التقدم في حل م�شكلة من‬

‫الما�ض ��ي – فقد فازت "الغان ��م الدولية" ب�صفقة‬ ‫لحف ��ر و�إزال ��ة الرم ��ال الم�شبع ��ة بالنف ��ط الت ��ي‬ ‫ت�ض ��ررت من قبل العراقيين خ�ل�ال حرب الخليج‬ ‫الأول ��ى ف ��ي الع ��ام ‪ .1991‬و�سيت ��م ار�س ��ال التربة‬ ‫لطمر النفايات‪ ،‬ولك ��ن �إمكانية الحفر للعثور على‬ ‫النفط يجري التحقيق فيه‪.‬‬ ‫م ��ع ذل ��ك‪ ،‬ف� ��إن القا�س ��م الم�شترك لجمي ��ع هذه‬ ‫الم�شاريع هو �أنها تنطوي على تقنية �صعبة وموارد‬ ‫مكلف ��ة‪ ،‬والت ��ي لن تنتج حت ��ى الع ��ام ‪� 2020‬أو في‬

‫وقت الح ��ق‪� .‬إن البلد ال يزال يعوقه الإلحاح وعدم‬ ‫الإ�ستعجال‪.‬‬ ‫على الرغم م ��ن �إغالق المنطق ��ة المحايدة‪ ،‬ف�إن‬ ‫�إنت ��اج النف ��ط ال ي ��زال ق ��رب م�ستوي ��ات قيا�سية‪،‬‬ ‫م ��ع الم�ستويات عينه ��ا منذ الع ��ام ‪ 2012‬التي لم‬ ‫ن�شهدها ف ��ي ال�سابق �إال في �أوائل �سبعينات القرن‬ ‫الفائ ��ت‪ .‬وم ��ا زال المرك ��ز المالي الكويت ��ي �أكثر‬ ‫راحة م ��ن معظم زمالئ ��ه في "�أوب ��ك"‪ ،‬مع عجز‬ ‫متوقع للع ��ام ‪ 2015‬قدره ‪ 27‬ملي ��ار دوالر‪ ،‬حوالي‬ ‫‪ 5.6‬في المئة م ��ن الناتج المحلي الإجمالي‪ ،‬على‬ ‫�إفترا� ��ض �أن متو�س ��ط �سعر النفط ه ��و ‪ 45‬دوالر ًا‬ ‫للبرمي ��ل‪� .‬إن الموازنة تتطل ��ب ‪ 77‬دوالر ًا للبرميل‬ ‫لتحقي ��ق التوازن‪ ،‬ولكن يت�ضم ��ن ذلك نقل ‪ 10‬في‬ ‫المئة من الإيرادات �إلى �صندوق الثروة ال�سيادي‪.‬‬ ‫ومع ما يق ��در ب‪ 548‬مليار دوالر من الأ�صول التي‬ ‫تملكه ��ا هيئ ��ة الإ�ستثم ��ار الكويتية‪ ،‬ف� ��إن مثل هذا‬ ‫العج ��ز يمكن تحمل ��ه ل�سنوات عدي ��دة‪� ،‬أطول من‬ ‫معظم المناف�سين‪.‬‬ ‫ف ��ي الأول من كان ��ون الثاني (يناي ��ر) الفائت‪ ،‬تم‬ ‫رفع �سعر الديزل �إلى ‪ 0،59‬دوالر لليتر الواحد من‬ ‫‪ 0،19‬دوالر‪ ،‬الأم ��ر الذي و ّفر للحكومة مليار دوالر‬ ‫�سنوي ًا‪ .‬ولكن تحت �ضغط من البرلمان‪� ،‬إنخف�ضت‬ ‫الأ�سع ��ار مجدد ًا �إل ��ى ‪ 0.38‬دوالر لليت ��ر الواحد‪،‬‬ ‫وقال الوزير العمير �أن �إزالة حوالي ‪ 17‬مليار دوالر‬ ‫من دع ��م البنزين والكهرباء والم ��اء من �ش�أنه �أن‬ ‫ي�ؤجل �إلى �أجل غير م�سمى‪ .‬وعلى �سبيل المقارنة‪،‬‬ ‫فقد ت ��م تحديد ال�سعر الجدي ��د غير المدعوم في‬ ‫الإمارات العربي ��ة المتحدة للديزل ب‪ 0.56‬دوالر‬ ‫لليتر الواحد‪ .‬ه ��ذا التراجع عن ال�سيا�سة ال يقدم‬ ‫الكثي ��ر من الأمل ب� ��أن الكويت �س ��وف تكون قادرة‬ ‫عل ��ى ال�سيط ��رة على �إرتف ��اع �إ�ستهالكه ��ا المحلي‬ ‫للطاقة‪.‬‬ ‫توا�ص ��ل الكوي ��ت دورها لتكون واح ��دة من الدول‬ ‫الرائدة في "�أوبك"‪ ،‬وهي حليفة رئي�سية للمملكة‬ ‫العربية ال�سعودي ��ة على الرغم من نزاع المنطقة‬ ‫المحايدة‪ ،‬ومنتج كبير للنفط المنخف�ض التكلفة‬ ‫م ��ع القدرة عل ��ى زيادة الإنتاج ب�ش ��كل كبير‪ .‬لكن‬ ‫الخالفات ال�سيا�سية الدائم ��ة فيها‪ ،‬والح�سا�سية‬ ‫م ��ن الإ�ستثم ��ار الأجنب ��ي ف ��ي قط ��اع النف ��ط‪،‬‬ ‫والإعان ��ات المحلي ��ة الثقيلة تلق ��ي �سحابة دائمة‬ ‫عل ��ى �آفاقها وم�ستقبلها‪ .‬لق ��د جلب العام الفائت‬ ‫الم�ضط ��رب بع�ض التق ��دم‪ ،‬ولكن يبق ��ى �أن نرى‬ ‫تح�سن يدوم لفترة‬ ‫م ��ا �إذا كان �سيتم تحفي ��ز �أي ّ‬ ‫�أطول‬ ‫‪Issue 34 - September - 2015‬‬

‫‪79‬‬


‫عالم الطاقة ¶ نفط‬ ‫م�صفاة ال�شعيبة القديمة‪� :‬ست�ستبدل‬

‫نزار محمد العد�ساني‪:‬‬ ‫رف�ض قرار الوزير‬

‫محل ��ي فقط �أكثر من ن�صف ملي ��ون برميل يومي ًا‪،‬‬ ‫ف� ��إن ه ��ذا �سيع ��زز دور الكوي ��ت كدول ��ة م�صدرة‬ ‫رئي�سي ��ة للمنتجات المكررة وكذلك النفط الخام‪،‬‬ ‫وه ��ي �إ�ستراتيجي ��ة رائدة تتبعه ��ا المملكة العربية‬ ‫ال�سعودي ��ة و�سلطن ��ة عم ��ان والإم ��ارات العربي ��ة‬ ‫المتحدة وغيرها من جيران دول الخليج‪.‬‬ ‫ال تزال الأعمال م�ستمرة في الحقول الرئي�سية في‬ ‫البالد التي ينبغي �أن تواج ��ه التوقعات المت�شائمة‬ ‫لوكال ��ة الطاق ��ة الدولي ��ة‪ .‬ف ��ي �آب (�أغ�سط� ��س)‪،‬‬ ‫�أقدم ��ت �شرك ��ة نف ��ط الكوي ��ت‪ ،‬ال ��ذراع المنب ��ع‬ ‫لم�ؤ�س�س ��ة البت ��رول الكويتي ��ة‪ ،‬على من ��ح عطاءات‬ ‫بقيم ��ة ‪ 15‬مليار دوالر م ��ن العقود لتطوي ��ر �أربعة‬ ‫حقول نف ��ط وغاز جورا�سية ف ��ي �شمال الكويت –‬ ‫الرو�ضتان ال�شرقية والغربية‪ ،‬وال�صابرية‪ ،‬و�أم نقا‬ ‫– التي مع حقل جورا�سي �آخر‪� ،‬ستجري مناق�صة‬ ‫عليه عل ��ى حدة‪ ،‬من �ش�أنه ��ا �أن ت�ضيف ‪300،000‬‬ ‫برميل يومي ًا �إلى الإنتاج‪ ،‬وملء الفجوة التي و ّلدها‬ ‫�إغ�ل�اق المنطق ��ة المحايدة‪ .‬ومع ذل ��ك‪ ،‬ف�إن هذه‬ ‫الحقول �س ��وف تتطلب �سنوات عدة من العمل قبل‬ ‫الدخول �إلى خ ��ط الإنتاج‪ .‬لقد تم طرح عطاءاتها‬ ‫في الع ��ام ‪ ،2010‬ولك ��ن ال�ش ��ركات المحلية التي‬ ‫ر�س ��ت عليه ��ا المناق�ص ��ة ل ��م تتمكن م ��ن ت�أمين‬ ‫التموي ��ل الكافي �أو التعامل م ��ع الخزانات العميقة‬ ‫وال�صعب ��ة‪ ،‬و�إرتف ��اع م�ستويات غ ��از الهيدروجين‬ ‫الكبريتي ال�سام‪.‬‬ ‫ل�سد الفجوة في �إنتاج الغاز‪ ،‬ف�إن الكويت �ست�ستبدل‬ ‫الوحدة الحالية العائم ��ة لإ�ستيراد الغاز الطبيعي‬ ‫الم�س ��ال مع من�ش�أة دائمة‪ ،‬والتي �ستكون قادرة في‬ ‫نهاي ��ة المطاف على �إ�ستي ��راد ثالثة مليارات قدم‬ ‫مكعب ��ة �سنوي ًا‪� ،‬أكث ��ر بكثير من الطل ��ب الإجمالي‬

‫‪78‬‬

‫العدد ‪� - 34‬أيلول (�سبتمرب) ‪٢٠١5 -‬‬

‫في الب�ل�اد‪� .‬إن الإنخفا�ض الأخير في �أ�سعار الغاز‬ ‫الطبيع ��ي الم�سال يجع ��ل ه ��ذه الإ�ستراتيجية �أقل‬ ‫تكلفة‪.‬‬ ‫وقد �أعلن الرئي�س التنفي ��ذي ل�شركة نفط الكويت‬ ‫ها�شم ها�شم في ني�س ��ان (�إبريل) �إكت�شاف �أربعة‬ ‫حق ��ول جديدة في �شم ��ال وغرب الب�ل�اد‪ .‬وت�سعى‬ ‫الإم ��ارة الخليجية �أي�ض ًا �إلى تطوير حقول بحرية‪،‬‬ ‫بع ��د الإنته ��اء م ��ن عملي ��ات الم�س ��ح الجيولوجي‬ ‫والزلزال ��ي‪� .‬إن الم ��وارد ه ��ي تحت طبق ��ة مالحة‬

‫وتكم ��ن ف ��ي �أعماق كبي ��رة‪� ،‬أكثر م ��ن ‪ 7000‬متر‪.‬‬ ‫وتج ��ري مناق�ش ��ة التنقي ��ب م ��ع �ش ��ركات "�ش ��ل"‬ ‫و"بي‪.‬ب ��ي" و"�شلمبرغ ��ر"‪ ،‬ولكن عل ��ى الدولة �أن‬ ‫تو ّفر �شروط� � ًا مغرية لت�شجيعها‪ ،‬م ��ع تخفي�ض ٍّ‬ ‫كل‬ ‫م ��ن "�شل" و"بي‪.‬بي" الإ�ستثم ��ارات في الم�شاريع‬ ‫الكبي ��رة مع عائ ��د منخف�ض في ال�ش ��رق الأو�سط‬ ‫لأنها ت�سعى �إلى المحافظة على ر�أ�س المال‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ال ت ��زال الب�ل�اد تعمل وتح ��اول الم�ض ��ي قدما في‬ ‫تنمي ��ة الم ��وارد العمالقة للنف ��ط الثقي ��ل‪ ،‬البالغ‬


‫الغاز ال�صخري في �أميركا‪� :‬أنقذ بالد العم �سام فهل ي�ستطيع �إنقاذ �آ�سيا؟‬

‫الأو�س ��ط‪ ،‬بقي ��ادة المملكة العربي ��ة ال�سعودية‪ ،‬كان‬ ‫يمكنها خف� ��ض �إنتاجها لتحقيق التوازن في ال�سوق‪.‬‬ ‫وعندما �أ�صبح وا�ضح ًا ب�أنها لن تقوم بذلك‪� ،‬إنهارت‬ ‫الأ�سعار‪.‬‬ ‫ه ��ذا التف�سير دقيق لكن ��ه غير مكتم ��ل‪ .‬كان تباط�ؤ‬ ‫الطل ��ب ف ��ي �آ�سيا على النف ��ط ال غنى عن ��ه لإنهيار‬ ‫اال�سعار‪ .‬في الأعوام ‪ ،2011 ،2010‬و ‪� ،2012‬إرتفع‬ ‫�إ�سته�ل�اك النفط في �آ�سيا بمع ��دل مليون برميل �أو‬ ‫�أكث ��ر يومي ًا‪ .‬ولكن في الع ��ام ‪ ،2013‬زاد بن�سبة �أقل‬ ‫م ��ن ن�ص ��ف مليون برمي ��ل يومي ًا للم ��رة الأولى منذ‬ ‫‪ 25‬عام� � ًا خ�ل�ال فترة تمي ��زت بالإ�ستق ��رار المالي‬ ‫والإقت�ص ��ادي الن�سبي‪ .‬ثم‪ ،‬في الع ��ام ‪� ،2014‬إرتفع‬ ‫الإ�سته�ل�اك ن�صف ملي ��ون برميل يومي� � ًا فقط مرة‬ ‫�أخ ��رى‪ .‬ول ��و بق ��ي الطل ��ب الآ�سي ��وي عل ��ى �إتجاهه‬ ‫التاريخ ��ي‪ ،‬ف�إن ال�سوق لم تكن لتعرف هذا الفائ�ض‬ ‫الهائ ��ل ف ��ي المعرو�ض‪ ،‬وربم ��ا �أي�ض ًا ه ��ذا الإنهيار‬ ‫الهائل في الأ�سعار‪.‬‬ ‫المفاج� ��آت الأخيرة في �إ�سته�ل�اك النفط في �آ�سيا‬ ‫ق ��د تكون مجرد َطعم وت ��ذ ّوق للأمور التي �ستحدث‬ ‫ف ��ي الم�ستقب ��ل‪ .‬للت�أكي ��د‪� ،‬إن �إنخفا�ض� � ًا �أق ��ل م ��ن‬ ‫كاف لإر�س ��ال �أ�سعار النفط‬ ‫ذل ��ك بكثير في الطلب ٍ‬ ‫هبوط ًا عل ��ى مدى ب�ضعة �أ�شه ��ر �أو حتى �سنة‪� ،‬أكثر‬

‫من دفعها �إلى �أ�سع ��ار منخف�ضة ب�شكل دائم‪ .‬ولكن‬ ‫الحقيق ��ة الأ�سا�سية ه ��ي �أن الإ�سته�ل�اك الآ�سيوي‬ ‫العالي يمكنه تحييد ت�أثير �إرتفاع الإنتاج الأميركي‪،‬‬ ‫كم ��ا �أن خف�ض �إ�ستهالك النفط في �آ�سيا قد يفاقم‬

‫في �أعقاب م�ؤتمر التغ ّير المناخي الذي‬ ‫دعت �إليه الأمم المتحدة في كوبنهاغن‬ ‫في ‪ ،2009‬كانت الجهود الأميركية‬ ‫والدولية المبذولة لمعالجة ظاهرة‬ ‫الإحتبا�س الحراري في حالة من‬ ‫الفو�ضى‪ .‬لكن في ال�سنوات التي تلت‪،‬‬ ‫فاج�أت الواليات المتحدة منتقديها‬ ‫حدت‬ ‫وغ ّيرت الكثير من الأ�شياء‪ ،‬حيث ّ‬ ‫من �إجمالي �إنبعاثات غازات الدفيئة‬ ‫الى ‪ 12‬في المئة عن م�ستواها ‪2005‬‬ ‫�إعتبار ًا من العام ‪2012‬‬

‫الت�أثير ب�شكل خطير‪.‬‬ ‫يمك ��ن �أن يتح ��رك الم�سار ف ��ي �أي �إتج ��اه مع نتائج‬ ‫مذهل ��ة‪ .‬تتوق ��ع �إدارة معلومات الطاق ��ة الأميركية‬ ‫�أن ��ه �إذا نمت الإقت�ص ��ادات النامية ف ��ي �آ�سيا بنحو‬ ‫�ست ��ة ف ��ي المئة �سنوي� � ًا‪ ،‬و�إرتف ��ع �إ�ستخ ��دام النفط‬ ‫فيها ن�صف ًا‪ ،‬ف�إن النتيجة النهائية �ستكون زيادة في‬ ‫الطلب لأكثر م ��ن �سبعة ماليين برميل يومي ًا بحلول‬ ‫الع ��ام ‪ ،2025‬ما مجموعه �أكبر تقريب ًا من �أي زيادة‬ ‫في �إمدادات النف ��ط االميركي المتوقعة‪ .‬وقد يكون‬ ‫هذا الرقم منخف�ض ًا ج ��د ًا‪ :‬من ال�سهل الت�صور ب�أن‬ ‫الإقت�ص ��ادات الآ�سيوي ��ة �سوف ت�شهد نم ��و ًا �أ�سرع �أو‬ ‫مكثف ًا �أكثر للنفط وبالتال ��ي �إ�ضافة �أكثر من ع�شرة‬ ‫ماليين برميل يومي ًا لإ�ستهالك النفط في �آ�سيا على‬ ‫مدى العقد المقبل‪.‬‬ ‫لك ��ن �إذا �أدّت الجه ��ود المبذول ��ة لخف� ��ض الدع ��م‬ ‫وتح�سي ��ن كفاءة الوقود �إلى قطع كثافة النفط للنمو‬ ‫الآ�سي ��وي �إلى ن�صف توقعات �إدارة معلومات الطاقة‬ ‫الأميركية‪ ،‬ف� ��إن البلدان النامية في المنطقة �سوف‬ ‫ت�ضي ��ف �أق ��ل م ��ن �أربعة ماليي ��ن برمي ��ل يومي ًا من‬ ‫�إ�سته�ل�اك النف ��ط على م ��دى العقد المقب ��ل‪ .‬وفي‬ ‫الوق ��ت عينه‪ ،‬يمك ��ن �أن يهب ��ط النم ��و الإقت�صادي‬ ‫ب�ش ��كل حاد‪ ،‬مترابط ًا مع �إرتف ��اع الكفاءة للحد‬ ‫‪Issue 34 - September - 2015‬‬

‫‪81‬‬


‫عالم الطاقة‬ ‫النفط‬

‫يا تجار النفط �إتجهوا �شرق ًا‬

‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫كيف تشكل آسيا مستقبل الطاقة العالمية‬ ‫يتف��ق معظم المراقبين على �أن الواليات المتحدة‪ ،‬مدفوعة بطف��رة �إنتاج النفط والغاز‪� ،‬أ�صبحت على نحو‬ ‫متزاي��د دولة مركزية بالن�سبة �إلى الطاقة العالمية‪ ،‬خ�صو�ص ًا بعدما �أُعيد �إلى منتجيها الف�ضل في غرق �أ�سعار‬ ‫النفط ف��ي العامين الفائتين‪ .‬وفيما تراجعت وارداتها من المواد الهيدروكربونية‪ ،‬فقد ر�أى مفكرو ال�سيا�سة‬ ‫الخارجية ب�أن �إعتماد وا�شنطن �سيكون �أقل بكثير على منطقة ال�شرق الأو�سط؛ وفي الوقت الذي �إ�ستعدت‬ ‫تح�ضروا لتح �وّل �أ�سواق الغاز‬ ‫ال�ش��ركات الأميركي��ة لت�صدير الغاز الطبيع��ي الم�سال‪ ،‬ف�إن مراقب��ي ال�سوق ّ‬ ‫الطبيعي العالمي��ة‪ ،‬ونتيجة لذلك‪ ،‬الجغرافيا ال�سيا�سية؛ وفيما بد�أت �ش��ركات الطاقة الأميركية الإ�ستفادة‬ ‫م��ن الغاز ال�صخري والطاقة المتجددة لتروي�ض �إعتمادها على الفح��م‪ ،‬فقد �أمل العلماء ب�أن تتخذ وا�شنطن‬ ‫ف��ي النهاية زمام المبادرة في مكافحة تغيّر المناخ‪ .‬ولكن عندما يعك���س الم�ؤرخون في الم�ستقبل التحوّل‬ ‫الم�ستم��ر في الم�شهد العالمي للطاقة‪ ،‬ف�إنهم لن يركزوا ب�شكل �ضيِّق على الواليات المتحدة‪� :‬سوف تتميز‬ ‫�آ�سيا على الأقل ب�شكل بارز‪ ،‬والتفاعالت بين جانبي المحيط الهادئ �ستثبت �أنها الأهم من كل �شيء‪.‬‬ ‫وا�شنطن ‪ -‬هاني مكارم‬ ‫ف ��ي العقد الأول من ه ��ذا القرن‪ ،‬كانت‬ ‫مركزي ��ة �آ�سي ��ا ‪-‬ال �سيم ��ا ال�صي ��ن ‪-‬‬ ‫وا�ضح ��ة‪ .‬لقد �ساع ��دت �شهي ��ة ال�صي ��ن المتنامية‬ ‫للنف ��ط على دف ��ع �أ�سع ��ار الخ ��ام �إلى ف ��وق ال‪100‬‬ ‫دوالر للبرمي ��ل في �شباط (فبراي ��ر) ‪ .2008‬وغ ّذى‬ ‫�إرتف ��اع �إ�سته�ل�اك الفح ��م في ال�صي ��ن ب�شكل كبير‬ ‫�إرتفاع معدالت �إنبعاثات غازات الدفيئة‪ .‬كما �أثارت‬ ‫الإ�ستثم ��ارات ال�صيني ��ة في البني ��ة التحتية للطاقة‬ ‫في الخارج مخاوف من �أن تق ّو�ض النزعة التجارية‬ ‫الأ�س ��واق وبالتال ��ي ت� ��ؤدي �إلى حروب الم ��وارد‪ .‬في‬ ‫الوق ��ت عين ��ه‪ ،‬وا�صل ��ت �إقت�ص ��ادات الهن ��د وكوريا‬ ‫الجنوبية وجنوب �شرق �آ�سيا التحرك والإنتعا�ش من‬ ‫خالل الوقود الأحفوري‪ .‬لقد بدت �آ�سيا �أنها �ستحدّد‬ ‫م�ستقبل الطاقة‪.‬‬ ‫ث ��م ج ��اءت الطف ��رة ف ��ي قط ��اع النفط والغ ��از في‬ ‫الوالي ��ات المتح ��دة لتح� � ّول �إنتب ��اه العال ��م‪ .‬وكان‬ ‫للتركيز الجديد معنى يبرره‪ ،‬اليوم‪� ،‬صارت �أميركا‬ ‫ف ��ي الواقع قوة �أكثر �أهمي ��ة بكثير في مجال الطاقة‬ ‫مما كانت عليه قبل خم�س �سنوات‪ .‬ولكنه كان �أي�ض ًا‬ ‫تركي ��ز ًا م�ض ِّل�ل ً�ا‪ .‬الواقع �أن التوازن بي ��ن �إ�ستهالك‬

‫‪80‬‬

‫العدد ‪� - 34‬أيلول (�سبتمرب) ‪٢٠١5 -‬‬

‫�آ�سي ��ا و�إنت ��اج الواليات المتح ��دة ‪ -‬لي�س واح ��د ًا �أو‬ ‫الآخر‪� -‬سيكون حا�سم ًا لتحديد �أ�سعار الطاقة لعقود‬ ‫مقبل ��ة‪� .‬س ��واء كان �إرتف ��اع ال�ص ��ادرات الأميركية‬ ‫الذي �سيح� � ّول �أ�سواق الغاز الطبيع ��ي �سيعتمد على‬

‫كان تباط�ؤ الطلب في �آ�سيا على النفط‬ ‫ال غنى عنه لإنهيار اال�سعار‪ .‬في الأعوام‬ ‫‪ ،2011 ،2010‬و ‪� ،2012‬إرتفع‬ ‫�إ�ستهالك النفط في �آ�سيا بمعدل مليون‬ ‫برميل �أو �أكثر يومي ًا‪ .‬ولكن في العام‬ ‫‪ ،2013‬زاد بن�سبة �أقل من ن�صف مليون‬ ‫برميل يومي ًا للمرة الأولى منذ ‪ 25‬عام ًا‬ ‫خالل فترة تميزت بالإ�ستقرار المالي‬ ‫والإقت�صادي الن�سبي‪ .‬ثم‪ ،‬في العام‬ ‫‪� ،2014‬إرتفع الإ�ستهالك ن�صف مليون‬ ‫برميل يومي ًا فقط مرة �أخرى‬

‫الق ��رارات الت ��ي يتخذها القادة الآ�سيوي ��ون‪� ،‬أو كما‬ ‫�سيكون الأمر بالن�سبة �إلى التقدم ب�ش�أن تغ ّير المناخ‬ ‫ال ��ذي �سيتطل ��ب فر�ض قي ��ود كبيرة عل ��ى �إنبعاثات‬ ‫غ ��ازات الدفيئة ف ��ي �آ�سيا‪ ،‬يجب عل ��ى وا�شنطن �أن‬ ‫تب ��د�أ التعامل مع ه ��ذا الواقع �إذا كان ��ت تريد و�ضع‬ ‫�إ�ستراتيجي ��ة ف ّعال ��ة للطاق ��ة؛ و�إذا ف�شلت في ذلك‪،‬‬ ‫ف� ��إن الوعد الكام ��ل لثورة الطاق ��ة الأميركية �سوف‬ ‫يف�شل و�سيبق ��ى حبر ًا على ورق‪ ،‬و�سيظل العديد من‬ ‫�أكبر تحديات الطاقة في العالم من دون حل‪.‬‬

‫ال�صورة الأكبر‬ ‫�إعتم ��اد الحكم ��ة التقليدي ��ة ح ��ول الأ�سب ��اب الت ��ي‬ ‫�أدّت �إل ��ى �إنخفا�ض �أ�سعار النف ��ط في العام ‪،2014‬‬ ‫م ��ن �أكث ��ر م ��ن ‪ 110‬دوالرات للبرميل ف ��ي حزيران‬ ‫(يوني ��و) �إلى �أقل من ‪ 50‬دوالر ًا بحلول كانون الثاني‬ ‫(يناير) من هذا الع ��ام‪ .‬لقد �أعاد معظم المحللين‬ ‫ال�سبب �إل ��ى الإرتفاع غير المتوقع ف ��ي �إنتاج النفط‬ ‫ف ��ي �أميركا‪ ،‬ال ��ذي زاد م ��ن متو�سط ق ��دره خم�سة‬ ‫ماليي ��ن برميل يومي ًا في الع ��ام ‪� 2008‬إلى �أكثر من‬ ‫ت�سع ��ة ماليين بعد �ست �سن ��وات الحقة‪ ،‬الأمر الذي‬ ‫�أدّى �إل ��ى �إغراق ال�س ��وق العالمية وخل ��ق فائ�ض في‬ ‫المعرو� ��ض‪ .‬والح ��ظ ه� ��ؤالء �أي�ض� � ًا �أن دول ال�ش ��رق‬


‫تتوقع �إدارة معلومات الطاقة الأميركية‬ ‫�أنه �إذا نمت الإقت�صادات النامية في‬ ‫�آ�سيا بنحو �ستة في المئة �سنوي ًا‪،‬‬ ‫و�إرتفع �إ�ستخدام النفط فيها ن�صف ًا‪ ،‬ف�إن‬ ‫النتيجة النهائية �ستكون زيادة في‬ ‫الطلب لأكثر من �سبعة ماليين برميل‬ ‫يومي ًا بحلول العام ‪ ،2025‬ما مجموعه‬ ‫�أكبر تقريب ًا من �أي زيادة في �إمدادات‬ ‫النفط االميركي المتوقعة‬

‫بطريقة �شفاف ��ة وموثوق بها؛ وت�سم ��ح بظهور نظام‬ ‫مال ��ي ّ‬ ‫منظ ��م ب�شكل �سلي ��م الذي ي�سم ��ح للم�شترين‬ ‫والبائعي ��ن وغيرهم التح� � ّوط لتعر�ضهم من تقلبات‬ ‫�أ�سعار الغ ��از الطبيعي‪ .‬على ر�أ� ��س كل ذلك‪ ،‬تحتاج‬ ‫الحكوم ��ة �إل ��ى جذب كتل ��ة حرجة من الت ��داول �إلى‬ ‫محوره ��ا‪� .‬إن ظه ��ور الغ ��از الطبيع ��ي الم�س ��ال في‬ ‫�أمي ��ركا‪ ،‬من دون قيود الوجه ��ة �أو الإرتباط ب�أ�سعار‬ ‫النف ��ط التي تره ��ن �إمدادات الغ ��از الأخرى‪ ،‬يمكن‬ ‫�أن توف ��ر ج ��زء ًا م ��ن تل ��ك الكتل ��ة الحرج ��ة‪ .‬ولكن‬ ‫دول ��ة واحدة �آ�سيوية على الأق ��ل ‪ -‬المر�شحة الأكثر‬ ‫�إحتم ��ا ًال �أن تكون ال�صي ��ن‪ ،‬والياب ��ان‪ ،‬و�سنغافورة‪،‬‬ ‫والتي تواجه كل منها عقبات كبيرة‪� --‬سوف تحتاج‬ ‫�إلى �إغتنام الفر�صة‪.‬‬

‫الحد من الفحم‬ ‫القارة‪ .‬والأمل هو �أن تحذو �سوق الغاز في �آ�سيا حذو‬ ‫الوالي ��ات المتحدة من خ�ل�ال دمج ت�سعي ��ر �شفاف‬ ‫وتج ��ارة مرنة‪ .‬ولك ��ن ه ��ذا �سي�ستغرق �أكث ��ر بكثير‬ ‫من طوف ��ان الغاز الطبيعي الم�س ��ال الأميركي‪ .‬لقد‬ ‫خلقت الوالي ��ات المتحدة فر�صة؛ و�إ�ستغاللها يتع ّلق‬ ‫بالحكومات الآ�سيوية‪.‬‬ ‫تواج ��ه �آ�سيا تحدّيين �أ�سا�سيي ��ن عندما يتعلق الأمر‬ ‫بالغ ��از الطبيع ��ي‪ .‬الأول ه ��و ع ��دم وج ��ود مرون ��ة‬ ‫عندم ��ا يتعلق الأم ��ر بالتجارة‪ .‬الي ��وم‪ ،‬لدى العديد‬ ‫م ��ن البل ��دان الآ�سيوية عدد قلي ��ل ن�سبي� � ًا من �سبل‬ ‫الح�ص ��ول عل ��ى الغاز الطبيع ��ي الم�س ��ال الإ�ضافي‬ ‫لإ�ستخدام ��ه ف ��ي ح ��االت النق� ��ص‪ ،‬لأن �أكثري ��ة‬ ‫الإتفاق ��ات بالن�سب ��ة �إلى الغاز ال ُمت ��اح على م�ستوى‬ ‫العالم معق ��ودة بالفعل �إلى وجهة محددة‪ .‬مع وجود‬ ‫الغ ��از الطبيع ��ي الأميركي الم�س ��ال ال ُمتاح من �أجل‬ ‫�سد ثغرات العر�ض المفاجئ‪ ،‬ف�إن هذه الم�شكلة لن‬ ‫تكون �شديدة كما ف ��ي ال�سابق‪� .‬سوف ت�صبح �أ�سواق‬ ‫الغ ��از �شبيه ��ة ب�أ�س ��واق النفط‪ :‬على الرغ ��م من �أن‬ ‫ن�سب ��ة كبيرة من �شحنات النف ��ط محجوزة بموجب‬ ‫عقود طويلة الأجل‪ ،‬ف�إن ال�سوق لديها �إمدادات حرة‬ ‫كافية لجعل تل ��ك ال�صفقات �أق ��ل �أهمية بكثير مما‬ ‫كان ��ت �ست�ؤول �إليه لو كانت ال�س ��وق الفورية العميقة‬ ‫لم تكن موجودة‪.‬‬ ‫التح� �دّي الثاني في �آ�سي ��ا هو �أكثر ق�س ��اوة‪ :‬التح ّول‬ ‫من نظ ��ام ت�سعير م�شحون �سيا�سي� � ًا‪ .‬قد يبدو الحل‬ ‫وا�ضح� � ًا‪ .‬يبيع المنتج ��ون الأميركيون الغ ��از لآ�سيا‬ ‫بال�سع ��ر نف�س ��ه عل ��ى �أ�سا� ��س ال�س ��وق كم ��ا يفعلون‬ ‫محلي� � ًا‪� .‬إذا كان كل بل ��د يبيع الغاز �إل ��ى �آ�سيا يريد‬

‫مناف�س ��ة العرو� ��ض الأميركي ��ة‪ ،‬ف� ��إن الجغرافي ��ا‬ ‫ال�سيا�سي ��ة �س ُتلغ ��ى و�ستت ��م �إزالتها‪ .‬ولك ��ن ذلك لن‬ ‫يحدث‪ .‬ف�إن �أي م�شتر �آ�سيوي ي�ص ّر على دفع �أ�سعار‬ ‫�أميركي ��ة منخف�ضة لن يحالفه الح ��ظ‪� :‬إن البائعين‬ ‫بب�ساط ��ة ي�س ِّوق ��ون غازه ��م ف ��ي بلدان �أخ ��رى التي‬ ‫ه ��ي على �إ�ستع ��داد لدفع �سع ��ر �أعلى‪� .‬س ��وف يكون‬ ‫ل ��دى الم�شتري ��ن فر�ص ��ة للنج ��اح �إذا تج ّم ��ع جميع‬ ‫الم�ستهلكي ��ن الآ�سيويي ��ن الكبار مع� � ًا‪ ،‬و�أ�صروا على‬ ‫نظ ��ام ت�سعي ��ر جدي ��د‪ .‬ولك ��ن �إحتم ��ال توحيد قوى‬ ‫ال�صين‪ ،‬والهند‪ ،‬واليابان‪ ،‬وكوريا الجنوبية على �أي‬ ‫�شيء هو �أمر م�ستبعد‪.‬‬ ‫�إن �أف�ضل فر�صة لآ�سيا في ت�سوية الأر�ضية تكمن في‬ ‫محاكاة مي ��زة �أ�سا�سية �أخرى للأ�س ��واق الأميركية‬ ‫والأوروبي ��ة‪� :‬إقام ��ة مراك ��ز تجارية محوري ��ة للغاز‬ ‫الطبيع ��ي‪� .‬إن المح ��ور – وهو مرك ��ز تجاري مادي‬ ‫لل�سلع ��ة ‪ -‬يجلب �أع ��داد ًا كبيرة مع ًا م ��ن الم�شترين‬ ‫والبائعي ��ن للم�ساوم ��ة عل ��ى المعام�ل�ات ف ��ي مكان‬ ‫واح ��د؛ �صفقاته ��م تح ��دد الأ�سع ��ار الت ��ي يمك ��ن‬ ‫�إ�ستخدامها بعد ذلك في المعامالت في مكان �آخر‪.‬‬ ‫في الوالي ��ات المتحدة‪ ،‬على �سبي ��ل المثال‪" ،‬محور‬ ‫هن ��ري" (‪ )Henry Hub‬ف ��ي لويزيان ��ا يلعب دور ًا‬ ‫بارز ًا في تحديد الأ�سعار المحلية للغاز الطبيعي �إلى‬ ‫�أبعد من تل ��ك الوالية؛ في الق ��ارة الأوروبية‪ ،‬هناك‬ ‫محاور عدة تفعل ال�شيء عينه‪.‬‬ ‫لكي يظهر مح ��ور رئي�سي في �آ�سي ��ا ويحدّد الأ�سعار‬ ‫عل ��ى نطاق �أو�س ��ع‪ ،‬ف� ��إن العديد م ��ن الأ�شياء يجب‬ ‫�أن تح ��دث‪ :‬ينبغي على حكومة وطني ��ة واحدة دعم‬ ‫التنمية المادية‪ :‬الت�أكد م ��ن �أن المحور يتم ت�شغيله‬

‫ف ��ي �أعقاب م�ؤتمر التغ ّي ��ر المناخي الذي دعت �إليه‬ ‫الأم ��م المتحدة ف ��ي كوبنهاغ ��ن ف ��ي ‪ ،2009‬كانت‬ ‫الجه ��ود الأميركي ��ة والدولي ��ة المبذول ��ة لمعالج ��ة‬ ‫ظاه ��رة الإحتبا�س الحراري في حالة من الفو�ضى‪.‬‬ ‫لك ��ن ف ��ي ال�سن ��وات الت ��ي تل ��ت‪ ،‬فاج� ��أت الواليات‬ ‫المتح ��دة منتقديه ��ا وغ ّي ��رت الكثير م ��ن الأ�شياء‪،‬‬ ‫حي ��ث حدّت م ��ن �إجمالي �إنبعاثات غ ��ازات الدفيئة‬ ‫ال ��ى ‪ 12‬في المئ ��ة عن م�ستواه ��ا ‪� 2005‬إعتبار ًا من‬ ‫العام ‪ .2012‬وقد �ساهم �ضعف الإقت�صاد‪ ،‬وتح�سين‬ ‫كف ��اءة �إ�سته�ل�اك الوق ��ود‪ ،‬وزي ��ادة الإعتم ��اد على‬ ‫الطاقة المتج ��ددة في هذا التغيي ��ر‪ .‬مع ذلك‪ ،‬كان‬ ‫الأم ��ر حرج ًا من زي ��ادة �إنتاج الغاز م ��ن ت�شكيالت‬ ‫ال�صخر الزيتي‪� .‬إن الغاز ال�صخري الذي ينتج منه‬ ‫ما يقرب من ن�صف �إنبعاثات ثاني �أوك�سيد الكربون‬ ‫الذي ينتجه الفحم عند �إ�ستخدامه لإنتاج الكهرباء‪،‬‬ ‫تفوق على الفحم من حيث �إنخفا�ض الأ�سعار وحده‪.‬‬ ‫كم ��ا �أنه �أت ��اح فر�ص ��ة للمنظمين في وكال ��ة حماية‬ ‫البيئة في الوالي ��ات المتحدة‪ .‬الآن هناك بديل غير‬ ‫مكلف ن�سبي ًا من الفح ��م‪ ،‬وبالتالي يمكنهم الم�ضي‬ ‫قدم� � ًا م ��ع ُن ُظم جدي ��دة عدواني ��ة تكب ��ح �إ�ستخدام‬ ‫الفحم ف ��ي قطاع الكهرباء‪ ،‬والذي لم يكن مت�ص َّور ًا‬ ‫قبل ب�ضع �سنوات‪.‬‬ ‫ولك ��ن م ��ع كل نجاحه ��ا حت ��ى الآن‪ ،‬ف� ��إن الوالي ��ات‬ ‫المتح ��دة ال ت�ستطيع بمفرده ��ا محاربة تغ ّير المناخ‬ ‫بنج ��اح من دون �آ�سي ��ا‪ .‬ت�ش ّكل الق ��ارة ما يقرب من‬ ‫ن�ص ��ف جمي ��ع �إنبعاث ��ات ثان ��ي �أوك�سي ��د الكرب ��ون‬ ‫ف ��ي العال ��م‪ ،‬وهي الح�ص ��ة التي ق ��د �إرتفعت ب�شكل‬ ‫مطرد في ال�سنوات الأخي ��رة‪ .‬تحتل ال�صين والهند‬ ‫المرتبتي ��ن الأولى والثالثة على التوالي بالن�سبة‬ ‫‪Issue 34 - September - 2015‬‬

‫‪83‬‬


‫عالم الطاقة ¶ النفط‬ ‫م ��ن الطلب على النف ��ط الجديد في �آ�سي ��ا �إلى �أقل‬ ‫من مليون ��ي برميل يومي ًا على م ��دى ال�سنين الع�شر‬ ‫المقبلة في �أ�صعب الحاالت‪.‬‬ ‫الف ��رق بين هذي ��ن النقي�ضي ��ن الإثني ��ن الممكنين‬ ‫يمكن ��ه �أن يجع ��ل التقلبات في �إم ��دادات النفط في‬ ‫الوالي ��ات المتحدة تبدو �صغي ��رة بالمقارنة‪� .‬إذا نما‬ ‫�إنت ��اج النفط الأميركي �أ�س ��رع من الطلب الآ�سيوي‪،‬‬ ‫فق ��د تك ��ون دول ال�شرق الأو�سط غير ق ��ادرة �أو غير‬ ‫راغبة للحد م ��ن �إنتاجها الخا� ��ص لتحقيق التوازن‬ ‫في ال�سوق‪ ،‬كم ��ا كان الو�ضع في العام ‪ ،2014‬الأمر‬ ‫ال ��ذي من �ش�أن ��ه �أن ي� ��ؤدي �إلى �إنخفا� ��ض الأ�سعار‪،‬‬ ‫و�إقت�ص ��اد عالمي �أكثر �صح ��ة‪ ،‬ودول نفطية �أ�ضعف‬ ‫ح ��ا ًال‪ .‬من ناحي ��ة �أخرى‪ ،‬يمكن للطل ��ب على النفط‬ ‫ف ��ي �آ�سيا �أن يتف� � َّوق ب�سهولة على طف ��رة الإنتاج في‬ ‫�أمي ��ركا‪ ،‬حتى ل ��و كان ��ت مكا�سبها كبي ��رة‪ .‬البلدان‬ ‫الكبرى الم�صدّرة للنفط يمكنها �أن تجل�س وتنتظر‪،‬‬ ‫وربم ��ا زيادة �إنتاجها‪ ،‬فيما �أ�سع ��ار النفط تت�صاعد‬ ‫و ُتملىء و ُت�سمن جيوبها‪.‬‬

‫تح ّول الممرات البحرية‬ ‫�إن �إحتم ��ال �إنخفا� ��ض �أ�سعار النفط ال ي ��زال بعيد ًا‬ ‫م ��ن الفر�ص ��ة الجيو�سيا�سية المهم ��ة الوحيدة التي‬ ‫تتيحه ��ا طف ��رة ال�صخري ف ��ي الوالي ��ات المتحدة‪.‬‬ ‫فيما يرتف ��ع الإنتاج الأميركي ويهب ��ط الإ�ستهالك‪،‬‬ ‫ف� ��إن واردات النفط الأميركية م ��ن ال�شرق الأو�سط‬ ‫�ستنخف� ��ض‪ .‬العديد من المحللين يج ��ادل ب�أن هذا‬ ‫التح ّول ف ��ي جغرافية النفط ق ��د ي�ساهم في تعزيز‬ ‫الأمن العالمي‪.‬‬ ‫م ��ع ذلك‪ ،‬عل ��ى ال�صعيد الأمن ��ي �أي�ض ًا‪ ،‬ف� ��إن �آ�سيا‬ ‫�ست�ش ّكل الم�ستقبل‪ .‬لأكث ��ر من ن�صف قرن‪ ،‬تر ّكزت‬ ‫المخ ��اوف العالمية ب�ش� ��أن التدفق الحر للنفط على‬ ‫ال�ش ��رق الأو�س ��ط‪ .‬وم ��ع كمي ��ات هائلة م ��ن النفط‬ ‫توا�صل مجيئه ��ا من تلك المنطقة‪ ،‬ف� ��إن المخاوف‬ ‫ب�ش� ��أن �أمن المم ��رات المالحي ��ة المهمة م ��ا زالت‬ ‫موج ��ودة‪ .‬لن يتوقف المنتج ��ون في ال�شرق الأو�سط‬ ‫عن �إنتاجهم ول ��ن يذهبوا بعيد ًا في �أي وقت قريب‪،‬‬ ‫كم ��ا �أن الوالي ��ات المتحدة ال ت ��زال لديها م�صلحة‬ ‫�إقت�صادية كبيرة في اال�ستقرار في ال�شرق الأو�سط‪.‬‬ ‫ولك ��ن زيادة �ص ��ادرات النفط �إلى �آ�سي ��ا‪ ،‬جنب ًا �إلى‬ ‫جنب مع تراك ��م بحري �إقليمي‪� ،‬سوف يمنح منطقة‬ ‫�أخرى �أهمية �إ�ستراتيجية جديدة‪ :‬بحار �شرق �آ�سيا‪.‬‬ ‫وت�شمل ه ��ذه المياه المزدحمة م�ضيق ملقا‪ ،‬الواقعة‬ ‫بين �أندوني�سي ��ا وماليزيا و�سنغافورة؛ وبحر ال�صين‬ ‫الجنوبي على الحدود مع بروناي وال�صين وماليزيا‬

‫‪82‬‬

‫العدد ‪� - 34‬أيلول (�سبتمرب) ‪٢٠١5 -‬‬

‫والفلبين وتاي ��وان وفيتنام؛ وبح ��ر ال�صين ال�شرقي‬ ‫الذي يالم�س ال�صين واليابان وكوريا الجنوبية‪ .‬وقد‬ ‫كان ��ت هذه المم ��رات فعلي ًا القن ��اة لكميات �ضخمة‬ ‫من النفط والغ ��از‪( .‬على مدى عقود‪� ،‬شحن منتجو‬ ‫النف ��ط في ال�ش ��رق الأو�سط كميات م ��ن النفط �إلى‬ ‫الياب ��ان �أكثر مما �شحنوا �إل ��ى الواليات المتحدة)‪.‬‬ ‫ولكن الآن �صارت الرهانات �أعلى‪ ،‬مع قوى �إقليمية‪،‬‬ ‫خ�صو�ص� � ًا ال�صي ��ن‪� ،‬أكثر قدرة م ��ن �أي وقت م�ضى‬ ‫عل ��ى تعطي ��ل �شحن ��ات النف ��ط �إل ��ى خ�صومها‪ .‬في‬ ‫الوقت الراهن‪ ،‬عل ��ى الأقل‪� ،‬ستوا�صل �أميركا توفير‬ ‫الأمن ل�شحنات النفط لحلفائها من خالل الحفاظ‬ ‫عل ��ى وجوده ��ا البح ��ري ف ��ي المنطق ��ة‪ .‬ولك ��ن في‬ ‫نهاي ��ة المطاف‪ ،‬م ��ن المحتمل �أن تتح� �دّى ال�صين‬ ‫ه ��ذا الترتي ��ب ال ��ذي تهيمن علي ��ه �أمي ��ركا‪ .‬ونظر ًا‬ ‫�إلى التوكيد الجدي ��د ل�سيا�سة بكين الخارجية‪ ،‬ف�إن‬ ‫�إ�ستفزازاتها الأخي ��رة ‪ --‬بما في ذلك �إ�ستخدامها‬ ‫من�ص ��ة نفطي ��ة في منطق ��ة متنازع عليه ��ا في بحر‬ ‫ال�صي ��ن الجنوبي ف ��ي العام الما�ض ��ي‪ ،‬الأمر الذي‬ ‫�أدى �إل ��ى مواجهة متوترة مع فيتنام ‪ --‬لي�ست �سوى‬ ‫نذير للأمور التي يمكن �أن تحدث في الم�ستقبل‪� .‬إن‬ ‫كيفية تو�ص ��ل الواليات المتحدة وال�صين‪ ،‬جنب ًا �إلى‬ ‫جنب مع القوى الإقليمية الأخرى‪� ،‬إلى حل مثل هذه‬ ‫النزاع ��ات ف ��ي الم�ستقبل �سيكون مه ّم� � ًا في ت�شكيل‬ ‫�أ�سواق الطاقة العالمية‪ ،‬كما هي الإلتزامات الأمنية‬ ‫الأميركية بالن�سبة �إلى ال�شرق الأو�سط اليوم‪.‬‬

‫التوجه �إلى الغاز الطبيعي‬ ‫بالإ�ضاف ��ة �إلى قيادة الطفرة النفطية المحلية‪ ،‬ف�إن‬ ‫�شركات الطاقة في الوالي ��ات المتحدة تنتج كميات‬ ‫�ضخم ��ة من الغاز الطبيعي – في الواقع ب�شكل كبير‬ ‫حي ��ث �ست�صبح بالد العم �س ��ام قريب ًا دولة م�صدّرة‬ ‫كبرى للغ ��از الطبيعي الم�سال‪ .‬و�سيكون ذلك تط ّور ًا‬ ‫كبي ��ر ًا يمك ��ن �أن ُيح ��دث ثورة ف ��ي �أ�س ��واق الطاقة‬ ‫العالمي ��ة‪ ،‬ولكن هنا مرة �أخ ��رى‪ ،‬ف�إن الأثر النهائي‬ ‫يعتمد في جزء كبير منه على ر ّد �آ�سيا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫كانت �س ��وق الغاز الطبيعي العالمي ��ة دائما جامدة‪.‬‬ ‫ع ��ادة ما يت ��م تحديد ط ��رق التجارة عب ��ر خطوط‬ ‫�أنابي ��ب الغاز الحالي ��ة‪ ،‬مع الغ ��از الطبيعي الم�سال‬ ‫المنق ��ول بحر ًا يلعب دور ًا ثانوي ًا‪� .‬إن �أكبر المنتجين‬ ‫ف ��ي العالم يو ّقع ��ون عادة عق ��ود ًا طويل ��ة الأجل مع‬ ‫عمالئه ��م‪ ،‬حي ��ث ُتح� �دَّد الأ�سعار من خ�ل�ال �صيغ‬ ‫تفاو�ضي ��ة مدرو�سة بعناية والتي تتبع �أ�سعار النفط‪.‬‬ ‫من جهتهم يواجه الم�شت ��رون �صعوبة في الح�صول‬ ‫عل ��ى المعلومات عن ال�س ��وق الأو�سع‪ ،‬ولي�س م�سموح‬

‫التغير المناخي للأمم المتحدة في كوبنهاغن في‬ ‫م�ؤتمر ّ‬ ‫‪ :2009‬الجهود الأميركية والدولية كانت في حالة فو�ضى‬

‫لهم �إعادة بيع �شحن ��ات الغاز الطبيعي الم�سال �إلى‬ ‫�أي م�شت � ٍ�ر �آخ ��ر‪� .‬إذا‪ ،‬عل ��ى �سبي ��ل المث ��ال‪ ،‬وافقت‬ ‫كوري ��ا الجنوبية على �شراء الغ ��از الطبيعي الم�سال‬ ‫م ��ن �أندوني�سيا فال يمكن لكوريا الجنوبية �إعادة بيع‬ ‫ه ��ذا الغ ��از �إلى �أي ط ��رف �آخر‪ ،‬حتى ل ��و كان ذلك‬ ‫البلد الآخ ��ر في حاجة ما�س ��ة �إليه وعل ��ى �إ�ستعداد‬ ‫لدف ��ع ق�سط �إ�ضاف ��ي‪� .‬إن القيود عينه ��ا التي تجعل‬ ‫�أ�سواق الغ ��از مبهمة تجعله ��ا �أي�ض� � ًا �سيا�سية‪ .‬ولأن‬ ‫المفاو�ض ��ات عل ��ى الأ�سعار في كل الح ��االت تقريب ًا‬ ‫ت�شمل �شركة مملوكة للدولة على الأقل‪ ،‬ولأنه لي�ست‬ ‫هناك ع ��ادة من ��ح �سعر وا�ض ��ح للأفرق ��اء لت�ستقر‬ ‫ال�صفق ��ة علي ��ه ف� ��إن ال�سيا�س ��ة تتدخ ��ل‪ .‬ولأنه من‬ ‫ال�صع ��ب بالن�سبة �إل ��ى الم�شترين تبدي ��ل المو ّردين‬ ‫خ�ل�ال �أزم ��ة �سيا�سية ف� ��إن الحفاظ عل ��ى عالقات‬ ‫جيدة مع الدول الكبرى المنتجة للغاز‪ ،‬بما في ذلك‬ ‫�أمثال قطر ورو�سيا‪� ،‬أمر بالغ الأهمية‪.‬‬ ‫ولكن ال�ص ��ادرات الأميركية للغاز الطبيعي الم�سال‬ ‫لديه ��ا القدرة على تغيير قواع ��د اللعبة‪ ،‬وخ�صو�ص ًا‬ ‫ف ��ي �آ�سي ��ا‪ ،‬حيث من المرج ��ح �أن يتدف ��ق الن�صيب‬ ‫الأكبر م ��ن �ص ��ادرات الواليات المتح ��دة‪� .‬إن �سوق‬ ‫الغ ��از الطبيع ��ي ف ��ي �أمي ��ركا‪ ،‬ولي� ��س المفاو�ضات‬ ‫ال�سرية بين الدول‪� ،‬سوف تحدّد �سعر الغاز الطبيعي‬ ‫الم�ص� �دَّر من �أمي ��ركا‪ .‬وال�ص ��ادرات الأميركية لن‬ ‫يكون لديها ما ي�سمى بنود الوجهة‪ :‬م�شترو الغاز من‬ ‫الواليات المتحدة �س ��وف يكونوا قادرين على �إعادة‬ ‫بيع ��ه وت�سليمه لط ��رف ثالث‪ .‬ولأن �آ�سي ��ا حالي ًا هي‬ ‫الوجهة الأكثر جذب� � ًا لل�صادرات‪ ،‬فقد ي�صبح الغاز‬ ‫الأميرك ��ي جزء ًا رئي�سي ًا من مزي ��ج الطاقة في تلك‬


‫بكين‪ :‬نقطة القبان في المعادلة الأمنية الأ�سيوية‬

‫ال ��ذي يتعين القي ��ام به‪ .‬من �أجل بن ��اء �إ�ستراتيجية‬ ‫تح�سن الأمن القومي وتكافح تغير المناخ‬ ‫ف ّعالة التي ّ‬ ‫في الوقت ال ��ذي تنع�ش النم ��و الإقت�صادي ‪ --‬على‬ ‫وج ��ه الخ�صو�ص‪ ،‬تحقق الإمكان ��ات الكاملة لطفرة‬ ‫النف ��ط والغ ��از الأميركية ‪ --‬تحت ��اج وا�شنطن �إلى‬ ‫�سيا�سة طاقة وغيرها من ال�سيا�سات التي ت�أخذ في‬ ‫الإعتبار الكامل �أهمية �آ�سيا الحا�سمة‪.‬‬ ‫وينبغي �أن تك ��ون �إحدى الأولوي ��ات الق�صوى العمل‬ ‫مع البلدان الآ�سيوية للح ��د من الطلب على النفط‪.‬‬ ‫وهذا يمك ��ن �أن ينط ��وي على ت�ضمي ��ن �أنظمة وقود‬ ‫�إقت�صادي ��ة وطنية في �إتفاقات متع ��ددة الجن�سيات‬ ‫�أو تمدي ��د الإتفاقات التقني ��ة القائمة‪ ،‬مثل الترتيب‬ ‫الأميرك ��ي – ال�صيني في ‪ 2009‬الذي ي�ضم معايير‬ ‫م�شترك ��ة ل�شحن بطاري ��ات ال�سي ��ارات الكهربائية‪.‬‬ ‫مث ��ل هذه المبادرات �ستثبت �أنه ��ا الأكثر فعالية �إذا‬ ‫�إتخ ��ذت �أمي ��ركا خطوات قوية للح ّد م ��ن �إ�ستهالك‬ ‫نفطه ��ا الخا�ص‪ ،‬وال ��ذي من �ش�أن ��ه �أن ي�ساعد على‬ ‫�إبقاء �أ�سعار النفط العالمية منخف�ضة‪.‬‬ ‫عندم ��ا يتع ّلق الأم ��ر بت�أمين حرية تدف ��ق �إمدادات‬ ‫الطاقة‪ ،‬ف�إن ل ��دى وا�شنط ��ن �أدوار ًا عدة للعب‪ .‬في‬ ‫ال�ش ��رق الأو�س ��ط‪ ،‬يج ��ب �أن تظ ��ل ملتزم ��ة بتوفير‬ ‫بع�ض الأ�سا�س للإ�ستق ��رار؛ ال�صين لي�ست م�ستعدة‬ ‫لتح ��ل محل الواليات المتحدة ف ��ي المنطقة‪ ،‬وحتى‬ ‫لو كان ��ت‪ ،‬فهذا م ��ن �ش�أن ��ه �أن يم ّثل تهدي ��د ًا كبير ًا‬ ‫لم�صال ��ح �أمي ��ركا هن ��اك‪ .‬ف ��ي �آ�سيا‪ ،‬ينبغ ��ي على‬

‫مع كل نجاحها حتى الآن‪،‬‬ ‫ف�إن الواليات المتحدة ال ت�ستطيع‬ ‫بمفردها محاربة تغ ّير المناخ بنجاح‬ ‫من دون �آ�سيا‪ّ .‬‬ ‫ت�شكل القارة ما يقرب من‬ ‫ن�صف جميع �إنبعاثات ثاني �أوك�سيد‬ ‫الكربون في العالم‪ ،‬وهي الح�صة‬ ‫التي قد �إرتفعت ب�شكل مطرد‬ ‫في ال�سنوات الأخيرة‬ ‫وا�شنط ��ن �أن تبقى ملتزمة بتوفي ��ر الأمن للخطوط‬ ‫البحري ��ة لأط ��ول فترة ممكن ��ة‪� ،‬إذ �أن ح ��دوث فراغ‬ ‫في القوة م ��ن المرجح �أن ي�ؤدي �إل ��ى �صراع �إقليمي‬ ‫ومخاوف عالمية من موثوقية �إمدادات الطاقة‪ .‬في‬ ‫الم ��دى الطويل‪ ،‬ف�إن الواليات المتح ��دة تحتاج �إلى‬ ‫الو�صول �إلى تفاهم �أكبر مع ال�صين حيث يتفق كال‬ ‫البلدين على الم�ساهمة في الأمن البحري الإقليمي‪.‬‬ ‫يمك ��ن �أن ت�ساعد وا�شنطن �أي�ض� � ًا على ت�سهيل �سوق‬ ‫�آ�سيوي ��ة للغ ��از الطبيع ��ي �أق ��ل �سيا�سية م ��ن طريق‬ ‫�ضمان من �أن �صادراتها من الغاز الطبيعي الم�سال‬

‫�ستبقى مرنة ق ��در الإمكان‪ .‬وتحقيق� � ًا لهذه الغاية‪،‬‬ ‫ينبغ ��ي على الكونغر� ��س مقاومة القواني ��ن التي من‬ ‫تق�سم قطاع الغاز الطبيعي لل�سوق ‪ --‬من‬ ‫�ش�أنها �أن ّ‬ ‫خ�ل�ال تف�ضيل حلفاء الناتو‪ ،‬عل ��ى �سبيل المثال‪� ،‬أو‬ ‫من ��ح معامل ��ة خا�ص ��ة للياب ��ان ‪ --‬وبد ًال م ��ن ذلك‬ ‫ت�سمح الوالي ��ات المتحدة للغاز الطبيعي الم�سال �أن‬ ‫يتدفق بحرية‪ .‬ويمك ��ن �أن تم ّد وا�شنطن �أي�ض ًا يدها‬ ‫الديبلوما�سية المحايدة ن�سبي ًا للم�ساعدة في �إن�شاء‬ ‫مرك ��ز �إقليم ��ي لتج ��ارة الغ ��از �إذا رغ ��ب الالعبون‬ ‫الإقليمي ��ون ذل ��ك‪ ،‬عل ��ى الرغ ��م م ��ن �أنه ف ��ي هذا‬ ‫المجال‪� ،‬سيكون النفوذ الأميركي محدود ًا‪.‬‬ ‫م ��ن جهة �أخ ��رى‪ ،‬يم ّث ��ل تغ ّير المناخ ربم ��ا التحدي‬ ‫الأكب ��ر‪ .‬لق ��د �سع ��ت �أمي ��ركا �إل ��ى تعزي ��ز �إنت�ش ��ار‬ ‫الغ ��از ال�صخ ��ري ف ��ي �آ�سي ��ا‪ ،‬وه ��و جهد يج ��ب �أن‬ ‫ي�ستمر‪ .‬ولك ��ن يجب �أن تبقي �آماله ��ا متوا�ضعة‪� .‬إن‬ ‫الإحتم ��االت ب� ��أن الفحم �س ��وف يهيم ��ن على قطاع‬ ‫الطاق ��ة ف ��ي �آ�سيا في العقود المقبل ��ة ال تزال قوية‪.‬‬ ‫وفيما يحل الغاز والطاقة المتجددة محل الفحم في‬ ‫الواليات المتحدة‪ ،‬فق ��د كان هناك تراجع بالن�سبة‬ ‫�إلى الفائدة م ��ن تقنيات �إحتج ��از الكربون وعزله‪،‬‬ ‫والت ��ي م ��ن �ش�أنه ��ا �أن تمن ��ع معظ ��م ثان ��ي �أوك�سيد‬ ‫الكرب ��ون الذي تنتج ��ه محطات الطاق ��ة التي تعمل‬ ‫بالفحم م ��ن دخول الغالف الجوي‪ .‬على الرغم من‬ ‫�أن ه ��ذه التكنولوجيا‪ ،‬المكلف ��ة بالفعل في مراحلها‬ ‫الأولى‪ ،‬ق ��د ت�صبح غير �ضرورية في المدى القريب‬ ‫ف ��ي بالد الع ��م �سام م ��ع تراجع �إ�ستخ ��دام الفحم‪،‬‬ ‫فه ��ذا �أبعد ما يكون عن ه ��ذه الق�ضية في �آ�سيا‪� .‬إذا‬ ‫كان �أي �ش ��يء‪ ،‬فقد �أكدت التطورات الأخيرة �أهمية‬ ‫ه ��ذه التكنولوجيا‪ .‬وبالن�سبة �إلى الواليات المتحدة‪،‬‬ ‫ه ��ذا يعن ��ي �أن ق�سط ًا محف ��ز ًا يج ��ب �أن َ‬ ‫يو�ضع على‬ ‫موا�صلة الإ�ستثم ��ار وذلك بالعمل على خف�ض تكلفة‬ ‫التكنولوجي ��ا وعل ��ى َ‬ ‫ال�شراكات الت ��ي يمكن �أن تثبت‬ ‫قدراتها في �آ�سيا‪.‬‬ ‫�إن الطف ��رة ف ��ي �إنتاج النف ��ط والغاز ف ��ي الواليات‬ ‫المتح ��دة لديه ��ا العديد م ��ن الأ�ص ��وات التي تدعو‬ ‫بحكم ��ة �إل ��ى �إ�ستراتيجي ��ة طاقة �أميركي ��ة ت�ستطيع‬ ‫�إ�ستغ�ل�ال و�ضع �أميركا الجديد الق ��وي‪ .‬ولكن نهج ًا‬ ‫�ض ّي ��ق الأفق ال ��ذي يبالغ الإدع ��اء ب�أهمي ��ة الطاقة‬ ‫ف ��ي الوالي ��ات المتحدة وال يقدّر كم ��ا يجب مركزية‬ ‫�آ�سي ��ا فم�صيره �سيكون الف�ش ��ل‪ .‬وفيما ير�سم �ص ّناع‬ ‫ال�سيا�س ��ة الأميركي ��ون م�س ��ار �إ�ستراتيجي ��ة للطاقة‬ ‫في عال ��م متغ ّير‪ ،‬ف�إن مدى قدرته ��م لمعرفة �أهمية‬ ‫�آ�سي ��ا الحقيقي ��ة �س ��وف يح� �دّد م ��ا �إذا كان ��ت هذه‬ ‫الإ�ستراتيجية �ستنجح‬ ‫‪Issue 34 - September - 2015‬‬

‫‪85‬‬


‫عالم الطاقة ¶ النفط‬ ‫�إل ��ى �أكبر بواع ��ث غاز ثان ��ي �أوك�سي ��د الكربون في‬ ‫العال ��م‪( ،‬الوالي ��ات المتحدة هي الثاني ��ة)‪ .‬وتتوقع‬ ‫وكال ��ة الطاقة الدولية �أنه من دون �سيا�سات جديدة‬ ‫ف� ��إن دول �آ�سي ��ا النامية وحدها �س ��وف تم ّثل ‪ 46‬في‬ ‫المئة م ��ن �إنبعاثات ثاني �أوك�سيد الكربون من �إنتاج‬ ‫الطاق ��ة بحلول العام ‪ ،2030‬وه ��و معدّل ي�شكل �أكثر‬ ‫من ثالثة �أ�ضعاف الم�ساهمة المتو َّقعة من �أميركا‪.‬‬ ‫في قلب التحدّي هو الفحم‪ ،‬الوقود الأحفوري الذي‬ ‫يتمت ��ع ب�أكبر الإنبعاثات‪ .‬وفي هذا المجال ف�إن �آ�سيا‬ ‫ه ��ي الم�س�ؤولة عن �أكثر من ثلث ��ي �إ�ستهالك الفحم‬ ‫العالم ��ي‪ .‬وعلى الرغ ��م من �أن الطل ��ب على الفحم‬ ‫خ ��ارج المنطقة �إنخف� ��ض بي ��ن ‪ 2008‬و‪ ،2013‬ف�إن‬ ‫المكا�س ��ب في �آ�سيا �أكثر م ��ن �أن تع ِّو�ض عن الفرق‪.‬‬ ‫خ�ل�ال الفترة عينه ��ا‪ ،‬ع ّو�ض نم ��و �إ�ستهالك الفحم‬ ‫ال�صين ��ي وحده تخفي�ضات الواليات المتحدة خم�س‬ ‫مرات‪ .‬الإتجاه هو عينه في المنطقة ب�أ�سرها‪ .‬الهند‬ ‫ت�ستهل ��ك ما يقرب من ثالثة �أرباع كمية الفحم التي‬ ‫ت�ستهلكها الوالي ��ات المتحدة‪ .‬وت�ستهلك اليابان من‬ ‫الفحم �أكث ��ر من رو�سيا‪ .‬وكوري ��ا الجنوبية ت�ستهلك‬ ‫بقدر ما ت�ستهلك �ألمانيا‪.‬‬ ‫بذلت كل الإقت�صادات الآ�سيوية الكبرى جهود ًا للحد‬ ‫م ��ن �إنبعاثاتها‪ ،‬ولكن ظروفه ��ا تختلف جوهري ًا عن‬ ‫تلك الت ��ي في �أميركا‪ ،‬وبالتالي ف�إن الحلول لم�شاكل‬ ‫�إنبعاثاته ��ا تحتاج �إلى �أن تكون متميزة وخا�صة بها‪.‬‬ ‫وقد �أمل �صناع ال�سيا�سة الأميركيون منذ وقت طويل‬ ‫�أن تك ��ون التقنيات لتخفي�ض الكربون التي �إخترعت‬ ‫ف ��ي الوالي ��ات المتح ��دة حاف ��ز ًا �إقت�صادي� � ًا ُمقنع ًا‬ ‫لإعتمادها في الخ ��ارج لمزاياها الخا�صة‪ ،‬من دون‬ ‫الحاجة �إلى ُنظم مناخي ��ة طموحة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬على‬ ‫الأقل بالن�سبة �إلى ال�صخر الزيتي‪ ،‬من غير المرجح‬ ‫�أن تعتم ��د ال�صين ودول �آ�سيوي ��ة �أخرى التكنولوجيا‬ ‫الأميركي ��ة عل ��ى نط ��اق وا�سع ف ��ي �أي وق ��ت قريب‪.‬‬ ‫الم�شكل ��ة لي�س ��ت واحدة من م�شاكل الم ��واد الخام‪:‬‬ ‫تق� �دّر �شرك ��ة الإ�ست�ش ��ارات "�أدفان�س ��د ري�سور�سيز‬ ‫�إنترنا�شيون ��ال" ‪(Advanced Resources‬‬ ‫)‪� International‬أن ل ��دى ال�صي ��ن غ ��از ًا �صخري ًا‬ ‫قاب ًال للإ�ستخراج من الناحية الفنية ‪ --‬نحو ‪1115‬‬ ‫تريلي ��ون قدم مكعب ��ة – �أكبر مما ف ��ي �أي بلد �آخر‪،‬‬ ‫بم ��ا في ذلك الواليات المتح ��دة‪ .‬لكن هناك عوائق‬ ‫مرتفعة تح ��ول دون �إ�ستغالل هذه الثروة‪ .‬م�شكالت‬ ‫ال�صي ��ن تب ��د�أ مع �صخوره ��ا‪ .‬لي� ��س كل �صخر زيتي‬ ‫مت�شابه� � ًا م ��ع الآخر‪ ،‬لق ��د وجد الح ّف ��ارون �أن لدى‬ ‫بالد ماوت�سي تونغ فق ��ر ًا جيولوجي ًا كبير ًا لإ�ستغالل‬ ‫الغاز ال�صخري‪ .‬وكما �أ�شار تقرير مجلة "الطبيعة"‬

‫‪84‬‬

‫العدد ‪� - 34‬أيلول (�سبتمرب) ‪٢٠١5 -‬‬

‫م�ضيق ملقا‪ :‬مهم لمحور �آ�سيا‬

‫�أو (‪ ،) Nature‬لأن الكثي ��ر م ��ن ال�صخ ��ر الزيت ��ي‬ ‫ال�صيني ه ��و �أعمق و"�أقل عر�ضة للك�سر"‪ ،‬فهو غير‬ ‫منا�س ��ب لتقنيات الحفر التي تتقنها �شركات النفط‬ ‫الأميركية‪ ،‬وبالتال ��ي �أكثر تكلفة للتطوير‪ .‬ثم هناك‬ ‫التحدي ��ات الم�ؤ�س�سي ��ة‪ :‬الرقاب ��ة عل ��ى الأ�سعار قد‬ ‫ق ّل�ص ��ت الأرباح المحتملة وح� �دّت من ال�سوق (على‬ ‫الرغم من �أن الرقابة على الأ�سعار يجري �إ�صالحها‬ ‫بب ��طء)؛ والإ�ستثم ��ارات الحكومي ��ة المتوا�ضعة في‬ ‫�إمكاني ��ة تعيي ��ن ال�صخ ��ر الزيتي جعل ��ت الح ّفارين‬ ‫�أقل ق ��درة على �إتخ ��اذ مخاطر مح�سوب ��ة؛ وهيمنة‬ ‫ال�ش ��ركات القديم ��ة‪ ،‬حفنة م ��ن الت ��ي ت�سيطر على‬ ‫معظ ��م �أنظمة الغاز ف ��ي البالد‪ ،‬ردع ��ت ال�شركات‬ ‫الجديدة من دخول المناف�سة‪.‬‬ ‫تعك�س الأه ��داف ال�صيني ��ة الر�سمية ه ��ذه القيود‪.‬‬ ‫ف ��ي العام ‪� ،2011‬سعت بكين �إلى تو�سيع �إنتاج الغاز‬ ‫ال�صخ ��ري في الب�ل�اد الى ما بي ��ن ‪ 60‬مليار و ‪100‬‬ ‫ملي ��ار متر مكع ��ب �سنوي ًا بحلول الع ��ام ‪ ،2020‬وهي‬ ‫كمي ��ة تع ��ادل تقريب� � ًا ثالثة ف ��ي المئة م ��ن �إجمالي‬ ‫�إ�سته�ل�اك الطاق ��ة ال�صينية في الع ��ام ‪ .2013‬في‬ ‫�آب (�أغ�سط� ��س) ‪ ،2014‬خف�ض ��ت ال�صي ��ن هدفها‬ ‫�إل ��ى ‪ 30‬ملي ��ار متر مكع ��ب‪� ،‬أي �أقل م ��ن واحد على‬ ‫ع�شرة مما تنتجه الوالي ��ات المتحدة اليوم‪ .‬العديد‬ ‫م ��ن المحللي ��ن المطلعين يت�شكك حت ��ى في �أن هذا‬ ‫�سيتحقق‪.‬‬ ‫ف ��ي الأمكن ��ة الأخ ��رى ف ��ي �آ�سي ��ا‪ ،‬ال تب ��دو �آف ��اق‬

‫ال�صخري �أكثر �إ�شراق ًا‪ .‬ال يوجد �أي بلد �آ�سيوي �آخر‬ ‫غي ��ر ال�صي ��ن التي تعتب ��ر بين �أف�ضل ع�ش ��رة بلدان‬ ‫تملك م ��وارد من الغاز ال�ضخري قابل ��ة للإ�سترداد‬ ‫م ��ن الناحي ��ة التقني ��ة‪� .‬إن تقدي ��رات م ��وارد الهند‬ ‫تتراوح بي ��ن ‪ 100‬تريليون قدم مكعب ��ة ومجرد �ستة‬ ‫تريليون ��ات‪ ،‬وهو ما يع ��ادل في قيمته �أق ��ل من �ستة‬ ‫�أ�شه ��ر من الإ�سته�ل�اك الهندي من الفح ��م حالي ًا‪.‬‬ ‫وتمل ��ك �أندوني�سي ��ا ما يقدر بنح ��و ‪ 50‬تريليون قدم‬ ‫مكعب ��ة من الغ ��از ال�صخري‪ .‬وباك�ست ��ان هي مالكة‬ ‫الم ��وارد الكبيرة الوحيدة الأخ ��رى للغاز ال�صخري‬ ‫ف ��ي المنطق ��ة‪ ،‬ولك ��ن ع ��دم الإ�ستق ��رار ال�سيا�سي‬ ‫هناك يجعل التنمية في ه ��ذا الحقل بعيدة المنال‪.‬‬ ‫الم�ستهلك ��ون الآ�سيويون الكبار الآخ ��رون‪� ،‬أبرزهم‬ ‫الياب ��ان وكوري ��ا الجنوبي ��ة‪ ،‬لي� ��س لديه ��م الغ ��از‬ ‫ال�صخ ��ري‪ .‬و�إذا حدّت �آ�سيا ب�شدة �إنبعاثات غازات‬ ‫الإحتبا� ��س الحراري‪ ،‬م�ستكملة التح� � ّول الأخير في‬ ‫الوالي ��ات المتح ��دة‪ ،‬ف�إن ��ه ال يمك ��ن الإعتم ��اد على‬ ‫الغاز ال�صخري ليكون المنق ��ذ في هذا المجال في‬ ‫الم�ستقبل القريب‪.‬‬

‫محور لآ�سيا‬ ‫يبدو الأمر محير ًا في الت�ص ّور �أن الواليات المتحدة‬ ‫ه ��ي التي تقود حالي ًا م�ستقبل الطاقة العالمية‪ .‬لكن‬ ‫المبالغ ��ة ب�إدع ��اء نفوذ الب�ل�اد �سوف يعم ��ي �صناع‬ ‫ال�سيا�س ��ة الأميركيون ويبعدهم من العمل الحقيقي‬


‫تحقيق �شارك فيه من �أنقرة ب�سام رحال‪،‬‬ ‫ومن بغداد محمد العمري‪،‬‬ ‫ومن دم�شق محمد الحلبي‬ ‫الحظ خب ��راء الجيوليوجيا �أخير ًا ب�أن‬ ‫حو� ��ض نهري دجل ��ة والف ��رات‪ ،‬الذي‬ ‫يغ� � ّذي �سوري ��ا والعراق‪ ،‬ب ��د�أ يجف ب�ش ��كل �سريع‪.‬‬ ‫�إن ه ��ذه المنطق ��ة ال�شا�سع ��ة تكافح �أ�ص�ل ً�ا لدعم‬ ‫ع�شرة ماليي ��ن �شخ�ص على الأق ��ل من النازحين‬ ‫من ال�صراع ��ات‪ .‬وقد تزداد الأمور �سوء ًا في وقت‬ ‫قريب؛ لقد و�صل العراق �إلى نقطة بالغة الخطورة‬ ‫‪� ...‬إنه في �أزمة‪.‬‬ ‫لفه ��م العواق ��ب‪ ،‬ال ينبغ ��ي النظ ��ر �إل ��ى �أبعد من‬ ‫�سوريا‪ .‬عل ��ى الرغم من �أن الإجه ��اد المائي لي�س‬ ‫بالت�أكيد ال�سبب الوحي ��د لل�صراع هناك‪ ،‬ف�إنه بال‬ ‫�شك قد �ساعد على ت�أجيج الحرب الأهلية‪ .‬بحلول‬ ‫العام ‪� ،2011‬أدى ف�شل المحا�صيل الزراعية ب�سبب‬ ‫الجفاف �إلى نزوح ما ي�صل الى ‪ 1.5‬مليون مزارع‬ ‫والتخلي ع ��ن �أرا�ضيهم‪ .‬وقد �أ�صب ��ح ه�ؤالء الحق ًا‬

‫ال�سدود التركية‪ ،‬التي يوجد منها‬ ‫�أكثر من ‪� 140‬سد ًا‪ ،‬لديها �سعة تخزين‬ ‫�أكثر بكثير من تلك التي في الم�صب‪.‬‬ ‫وعندما يتم الإنتهاء من م�شاريع ال�سدود‬ ‫التركية الجديدة في ال�سنوات القليلة‬ ‫المقبلة‪� ،‬سيتم ري م�ساحة �إ�ضافية‬ ‫تقدر ب‪ 1.2‬مليون هكتار داخل تركيا‬ ‫‪� -‬أي بزيادة ثماني مرات الم�ساحة‬‫المروية الموجودة اليوم‪ .‬وهذا يعني‬ ‫�أن تركيا �ستم�ضي قدم ًا في خططها‬ ‫لم�ضاعفة �صادراتها الزراعية ثالثة‬ ‫�أ�ضعاف تقريب ًا‬

‫�سد "�إلي�سو"‪ :‬محاولة تركية لمنع المياه عن العراق‬

‫نهر دجلة‪ :‬خفت مياهه في العراق‬

‫منبع� � ًا للتج ّن ��د والتجني ��د ف ��ي "الجي� ��ش ال�سوري‬ ‫الحر" ومجموع ��ات �إ�سالمية متطرفة مثل تنظيم‬ ‫"الدول ��ة الإ�سالمية" (داع� ��ش) وتنظيم "جبهة‬ ‫الن�ص ��رة" التاب ��ع لتنظي ��م "القاع ��دة"‪ .‬وت�شي ��ر‬ ‫ال�شه ��ادات التي جمعها �صحافي ��ون ونا�شطون في‬ ‫مناط ��ق الن ��زاع �أن ع ��دم الإهتم ��ام المطلوب من‬ ‫الحكوم ��ة وتقديم الدع ��م والم�ساعدة خالل فترة‬ ‫الجفاف كان ��ت عام ًال مح ّفز ًا رئي�سي� � ًا في التم ّرد‬ ‫المناه�ض للنظام ف ��ي دم�شق‪ .‬وعالوة على ذلك‪،‬‬ ‫�أظهرت درا�سة ‪ 2011‬ب�أن معاقل المتم ّردين اليوم‬ ‫في حلب ودير الزور والر ّقة كانت من بين المناطق‬ ‫الأكثر ت�ض ّرر ًا من ف�شل مو�سم المحا�صيل‪.‬‬ ‫بعب ��ارة �أخ ��رى‪ ،‬لق ��د غ ّي ��ر الجف ��اف الم�شه ��د‬ ‫الإقت�صادي والإجتماع ��ي وال�سيا�سي ل�سوريا‪ .‬كما‬ ‫�أن العراق الذي يعان ��ي فعلي ًا من تنظيم "داع�ش"‬ ‫والتوتر الطائفي‪ ،‬يمكن �أن يكون البلد المقبل‪.‬‬

‫العط�ش في �سوريا‬ ‫قب ��ل �إن ��دالع الإحتجاج ��ات المناه�ض ��ة للحكومة‬ ‫في �سوريا ف ��ي الع ��ام ‪ ،2011‬كان المراقبون على‬ ‫�إدراك بالآثار الخطيرة التي يمكن �أن ي�شكلها ف�شل‬ ‫المحا�صي ��ل الزراعية‪ .‬ف ��ي الع ��ام ‪ ،2006‬تو ّقعت‬ ‫برقي ��ة م�س ّرب ��ة م ��ن وزارة الخارجي ��ة الأميركي ��ة‬ ‫تل ّقته ��ا من �سفارتها ف ��ي دم�ش ��ق �أن "�أزمة المياه‬ ‫النا�شئ ��ة في �سوري ��ا تحمل في طياته ��ا �إحتماالت‬ ‫تذب ��ذب �إقت�ص ��ادي �شدي ��د وحت ��ى �إ�ضطراب ��ات‬ ‫�إجتماعي ��ة و�سيا�سية"‪ .‬وكانت هذه البرقية بمثابة‬ ‫تحذير وا�ضح لما هو � ٍآت‪.‬‬ ‫عل ��ى الرغ ��م م ��ن خ�سارت ��ه ‪ 1.6‬ملي ��ون طن من‬ ‫الحبوب لتنظيم "داع�ش" و�إ�ستهالك ‪ 2.5‬مليوني‬ ‫طن �أكثر مما يمك ��ن �أن ينتج‪ّ ،‬‬ ‫يخطط العراق لكي‬ ‫ي�صب ��ح م�ص ��دِّ ر ًا للحب ��وب بحل ��ول الع ��ام ‪.2017‬‬ ‫ويعك�س ه ��ذا ب�شكل وثيق طم ��وح �سوريا في برقية‬ ‫‪ 2006‬الأميركية‪ .‬في تل ��ك الفترة‪� ،‬أعربت دم�شق‬ ‫ع ��ن �أمله ��ا في زيادة كبي ��رة في الإنت ��اج الزراعي‬ ‫كجزء من خطة التنويع الإقت�صادي‪ .‬وكانت �سوريا‬ ‫قد �ضاعفت بالفعل الأرا�ضي المروية في ال�سنوات‬ ‫ال ‪ 15‬ال�سابق ��ة‪ ،‬وق ��د تو ّقع ��ت خطته ��ا الخم�سية‬ ‫ف ��ي ‪ 2006‬ح ��دوث زي ��ادات �أخ ��رى‪ .‬ف ��ي البرقية‬ ‫الأميركي ��ة‪ ،‬الح ��ظ م�س�ؤول ��و ال�سف ��ارة �أن خبراء‬ ‫الزراع ��ة يعتقدون ب�أن الطلب على المياه المتزايد‬ ‫في بالد ال�شام يفوق المياه المتو ّفرة‪.‬‬ ‫ربم ��ا كان يمك ��ن التح ّك ��م بالتو�س ��ع الزراعي في‬ ‫�سوري ��ا لو كان قادر ًا على تطبي ��ق الكفاءة في‬ ‫‪Issue 34 - September - 2015‬‬

‫‪87‬‬


‫تحقيق ال�شهر‬

‫بنت ‪� 3‬سدود على نهري دجلة والفرات ّ‬ ‫وتخطط لبناء ‪� 1700‬سد جديد‬

‫تعطش السكان واألراضي‬ ‫تركيا ِّ‬ ‫في سوريا والعراق لتطوير زراعتها!‬ ‫فيم��ا الحرب الأهلي��ة ت�أكل الأخ�ض��ر والياب�س في �سوريا والع��راق ت�ستغل تركيا الأمر للإف��ادة من تدفقات‬ ‫نهري دجلة والفرات اللذين ينبعان من �أرا�ضيها لتنمية زراعتها و�إرواء عط�ش مواطنيها‪ ،‬حيث بنت ‪� 3‬سدود‬ ‫عليهم��ا حت��ى الآن‪ ،‬وتخطط لبناء ‪� 1700‬سد �إ�ضافي داخل البالد �ضمن خطة �سمتها "غاب"‪ ،‬والتي يمكن‬ ‫�أن ت ��ؤدي �إلى عط���ش ال�سكان والأرا�ضي الزراعية في بالد ال�شام والرافدي��ن‪ ،‬وبالتالي قد يهدد الأمر بحرب‬ ‫مياه بين العرب والأتراك‪.‬‬ ‫�سد �أتاتورك‪ :‬حرم العراق و�سوريا من تدفقات المياه بن�سبة كبيرة‬

‫‪86‬‬

‫العدد ‪� - 34‬أيلول (�سبتمرب) ‪٢٠١5 -‬‬


‫في �شباي�ش‪ ،‬وهي بل ��دة في الأرا�ضي الرطبة قمنا‬ ‫بزيارته ��ا �أخير ًا‪ ،‬ر�أين ��ا الأبق ��ار والأ�سماك تموت‬ ‫وتنف ��ق بب ��طء‪ .‬حالي ًا‪ ،‬تدع ��م الزراع ��ة ‪60،000‬‬ ‫�شخ�ص� � ًا على االق ��ل هناك‪ .‬ه� ��ؤالء ومئات الآالف‬ ‫غيرهم يواجه ��ون �صعوبات كبيرة ب�سبب �إ�ستمرار‬ ‫�إنخفا�ض موارد المياه‪.‬‬ ‫ً‬ ‫�شما ًال‪� ،‬إن عدم الإ�ستقرار‪ ،‬الذي يرجع جزئيا �إلى‬ ‫الإنهي ��ار الزراع ��ي‪ ،‬يعني �أن قطاع ��ات وا�سعة من‬ ‫الفرات و�سدود ًا عدة كبيرة هي الآن تحت �سيطرة‬ ‫تنظيم"داع�ش"‪ .‬كما �أن �إنخفا�ض تدفق المياه من‬ ‫ال�سدود وو�سائل ري غير كفوءة يعنيان ب�أن الموارد‬ ‫المائية هي في م�ستوي ��ات كارثية‪ .‬و�إعادة تن�شيط‬ ‫ال�ص ��راع بين ح ��زب العم ��ال الكرد�ستاني وقوات‬ ‫الأمن التركية‪ ،‬الذي تم ��دد �إلى �سوريا وكرد�ستان‬ ‫الع ��راق‪ ،‬يعر� ��ض م�ستجمع ��ات المي ��اه ف ��ي دجلة‬ ‫والف ��رات �إل ��ى مزيد م ��ن الخطر‪ .‬حت ��ى �أن حزب‬ ‫العمال الكرد�ستاني هدّد ب�ضرب ال�سدود التركية‪.‬‬ ‫ل ��ذا �إذا �إ�ستم ��ر هذا الو�ضع على م ��ا هو عليه‪ ،‬قد‬ ‫ي�صبح القرار ال�سيا�سي الم�ستدام م�ستحي ًال‪.‬‬

‫�سدود الأنهار‬ ‫بغداد‪ :‬يعتمد �أفقر �أحيائها على ال�صليب الأحمر للح�صول على مياه ال�شرب‬

‫مع ًا‪ .‬وفق ًا لمب ��ادرة الت�ضامن مع المجتمع المدني‬ ‫العراق ��ي‪ ،‬توج ��د نح ��و ‪ 40‬مذكرة تفاه ��م ُعقدت‬ ‫بي ��ن العراق وتركي ��ا حول تقا�سم المي ��اه في ذروة‬ ‫الجف ��اف في الع ��ام ‪ 2009‬والت ��ي لم ت� ��ؤ ِّد �إلى �أي‬ ‫تقدم ملمو�س تقريب ًا‪.‬‬ ‫عل ��ى الرغم من �أن الإتفاق ��ات القائمة بين �سوريا‬ ‫وتركي ��ا تو ّف ��ر ‪ 500‬مت ��ر مكعب ف ��ي الثانية‪ ،‬حيث‬ ‫تذه ��ب ‪ ٪46‬منه ��ا �إل ��ى الع ��راق‪ ،‬ف� ��إن التدفقات‬ ‫ف ��ي ال�صي ��ف يمكنه ��ا �أن تك ��ون �أقل بكثي ��ر‪ .‬وفق ًا‬ ‫لجا�سم الأ�سدي‪ ،‬الهيدرولوجي مع جمعية "طبيعة‬ ‫الع ��راق"‪ ،‬ف�إن ��ه ف ��ي الوقت ال ��ذي ي�ص ��ل الفرات‬ ‫�إل ��ى النا�صري ��ة في جن ��وب العراق‪ ،‬ف� ��إن المدينة‬ ‫بحاج ��ة �إلى ‪ 90‬متر ًا مكعب ًا ف ��ي الثانية كحد �أدنى‬ ‫للإ�ستخ ��دام البل ��دي وال�صناع ��ي والزراعي‪ .‬في‬ ‫بع�ض الأحي ��ان‪ ،‬يمكن �أن يك ��ون التدفق منخف�ض ًا‬ ‫�إلى حد ‪ 18‬متر ًا مكعب ًا في الثانية‪ ،‬لذلك لي�س من‬ ‫الم�ستغ ��رب �أن نرى الأه ��وار تنح�سر ب�سرعة‪ .‬قبل‬ ‫بناء ال�سد الكبير في �سبعينات القرن الفائت‪ ،‬كان‬ ‫متو�سط​​تدفق المياه ف ��ي نهر الفرات حوالي ‪720‬‬ ‫مت ��ر ًا مكعب ًا في الثاني ��ة‪ .‬الآن هو حوالي ‪ 260‬متر ًا‬ ‫مكعب ًا فيما هو يدخل العراق‪.‬‬

‫ف ��ي كربالء‪ ،‬العراق‪� ،‬أ�صي ��ب المزارعون بالي�أ�س‪،‬‬ ‫ويفيد بع� ��ض المعلومات ب�أنهم يفكرون في التخلي‬ ‫عن �أرا�ضيهم‪� .‬أما في بغداد‪ ،‬فتعتمد �أفقر الأحياء‬ ‫على ال�صليب الأحمر للح�صول على مياه ال�شرب‪.‬‬ ‫في بع�ض الأحيان‪ ،‬يق ��وم ال�صليب الأحمر بتزويد‬ ‫�أكث ��ر من ‪ 150،000‬ليتر يومي ًا‪ .‬جنوب ًا‪� ،‬إن الأهوار‬ ‫في و�سط العراق‪ ،‬التي تعتبر �أكبر الأرا�ضي الرطبة‬ ‫ف ��ي منطقة ال�ش ��رق الأو�سط‪ ،‬تختفي م ��رة �أخرى‬ ‫بع ��د �إعادة غمره ��ا بع ��د �إطاحة �ص ��دام ح�سين‪.‬‬

‫وفق ًا لبيانات البنك الدولي‪ ،‬لدى تركيا‬ ‫ما يقرب من ثالثة �أ�ضعاف ن�صيب الفرد‬ ‫من توافر المياه في العراق وع�شرة‬ ‫�أ�ضعاف من ن�صيب الفرد في �سوريا‪ .‬كما‬ ‫�أن تركيا في و�ضع �أف�ضل للإ�ستثمار في‬ ‫�إ�ستخدام �أكبر كفاءة للمياه‬

‫يكاف ��ح القطاع الزراعي في تركي ��ا‪ ،‬كما الأمر في‬ ‫الع ��راق و�سوري ��ا‪ ،‬مع جف ��اف م�ستمر‪ .‬ف ��ي مو�سم‬ ‫الح�صاد في ‪� ،2014 – 2013‬أنتجت البالد ‪3.35‬‬ ‫مليون طن من القم ��ح‪ ،‬والذي �إنخف�ض �إلى ‪2.52‬‬ ‫مليون ��ي طن ف ��ي ‪� .2015 - 2014‬إن الأمطار التي‬ ‫ُرجمت‬ ‫هطلت هذا العام �أكثر غزارة من المتوقع ت ِ‬ ‫�إلى زيادة متوقعة بنح ��و ‪ 130،000‬طن في مو�سم‬ ‫النم ��و في ‪� 2016 – 2015‬إل ��ى ما مجموعه ‪2.62‬‬ ‫مليون ��ي ط ��ن‪ .‬و�سيتم ت�صدي ��ر الكثير م ��ن ذلك‪،‬‬ ‫حيث �سيحمل مليار دوالر �إلى قطاع الزراعة الذي‬ ‫يبلغ حجمه ‪ 60‬مليار دوالر‪.‬‬ ‫مث ��ل المزارعي ��ن ف ��ي كل م ��كان ف� ��إن المنتجي ��ن‬ ‫الأتراك ي�صارعون ويواجهون الجفاف والأمرا�ض‬ ‫والأوبئة وعدم كفاءة الري (الذي ت�سعى �أنقرة �إلى‬ ‫تغييره‪ ،‬خ�صو�صا مع م�شروع "غاب")‪ ،‬والح�صاد‬ ‫يمكنه �أن يختلف ب�شكل كبير‪ .‬كما في �أماكن �أخرى‬ ‫ف ��ي المنطق ��ة‪ ،‬فقد تخ ّل ��ى بع� ��ض المزارعين عن‬ ‫�أرا�ضيه ��م‪ .‬ولك ��ن فيما تح ّول بع� ��ض �أنحاء العراق‬ ‫�إل ��ى الل ��ون الرم ��ادي الرمل ��ي ف ��ي �ص ��ور الأقمار‬ ‫الإ�صطناعي ��ة ف� ��إن مناط ��ق ف ��ي تركي ��ا �أ�صبح ��ت‬ ‫�أكثر �إخ�ض ��رار ًا‪ .‬في الواقع‪ ،‬عل ��ى عك�س بقية دول‬ ‫المنطقة‪ ،‬ف�إن تركيا ال تواجه حالة طوارئ بالن�سبة‬ ‫�إلى الأمن المائي على الم�ستوى الوطني‪.‬‬ ‫‪Issue 34 - September - 2015‬‬

‫‪89‬‬


‫تحقيق ال�شهر‬ ‫�أ�سالي ��ب الري‪ .‬لدعم الخط ��ة الخم�سية‪ ،‬خططت‬ ‫دم�ش ��ق لزي ��ادة ال ��ري بالتنقي ��ط ب�سرع ��ة و�إتباع‬ ‫ط ��رق �أخ ��رى �أكثر كف ��اءة‪ ،‬ولكن ثب ��ت �أنها كانت‬ ‫طموح ��ة ج ��د ًا‪ .‬و�أ�ش ��ارت برقي ��ة وزارة الخارجية‬ ‫الأميركي ��ة �إل ��ى �أن الخب ��راء الزراعيي ��ن ح� � ّذروا‬ ‫م ��ن �أن المزارعين �سوف يواجه ��ون �صعوبات في‬ ‫التك ّي ��ف ب�سرعة م ��ع التكنولوجي ��ا الجديدة‪ .‬وقد‬ ‫�أثب ��ت الأمر �أن ذل ��ك كان �صحيح� � ًا‪ .‬والأ�سو�أ من‬ ‫ذلك‪� ،‬أن ��ه بمجرد تم تنفيذ الخطط فقد تعر�ضت‬ ‫�سوريا لجفاف �شديد‪.‬‬ ‫بحل ��ول الع ��ام ‪ ،2011‬كانت غ ّلة القم ��ح �إنخف�ضت‬ ‫بن�سبة تزيد على ‪ 50‬في المئة‪ ،‬وكثير من الموا�شي‬ ‫في البالد ق ��د نفق‪ ،‬الأمر الذي �أ ّثر في حياة مئات‬ ‫الآالف من العم ��ال الميدانيين والمزارعين‪ .‬وكان‬ ‫مخزون القمح للطوارئ قد نفد بدوره‪ ،‬لذا بالن�سبة‬ ‫�إل ��ى البع� ��ض‪ ،‬ف� ��إن الخي ��ار الوحي ��د المتبقي كان‬ ‫الإن�ضم ��ام �إل ��ى المتم ّردين‪ ،‬كما كت ��ب ال�صحافي‬ ‫الأميركي توم فريدمان في "نيويورك تايمز"‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن ��ه �إذا كان كل ذل ��ك يبدو مثي ��ر ًا للقلق‪،‬‬ ‫فينبغ ��ي النظ ��ر في و�ض ��ع �أكثر خط ��ورة؛ فبحلول‬ ‫العام ‪ 2025‬ف�إن حو�ض نهري دجلة والفرات يمكن‬ ‫�أن يواجه ثماني م ��رات �أكثر من ال�ضغط مما كان‬ ‫عليه ف ��ي العام ‪ .2011‬وبحلول الع ��ام ‪ ،2040‬ف�إن‬ ‫مي ��اه هذين النهري ��ن العظيمين ق ��د ال ت�صل �إلى‬ ‫البحر‪.‬‬ ‫�إن الو�ض ��ع �سيك ��ون مقلق ًا بما في ��ه الكفاية لو كان‬ ‫بب�ساطة نتيجة لتغ ّير المناخ الذي ال يمكن عك�سه‪،‬‬ ‫والذي هو عامل رئي�سي‪ .‬ولكن هذا الواقع ال يروي‬ ‫كل الق�ص ��ة‪ .‬هن ��ك �سب ��ب رئي�سي �آخ ��ر يكمن في‬ ‫�إحتكار المي ��اه والح�صول عليها م ��ن جانب واحد‬ ‫من قبل تركيا‪ ،‬التي تعد موطن ًا لمنابع نهري دجلة‬ ‫والف ��رات‪ ،‬عل ��ى ح�س ��اب ‪ 60‬ملي ��ون �شخ�ص على‬ ‫مجرى النهري ��ن‪� .‬إن الدور الذي تلعب ��ه �أنقرة في‬ ‫م ��ا يتعلق بالأمن المائي في الع ��راق و�سوريا مقلق‬ ‫جد ًا‪ ،‬ولك ��ن خالف ًا لتغ ّي ��ر المن ��اخ‪� ،‬إن الأمر على‬ ‫االقل ي�ش� � ّكل م�شكل ��ة يمكن معالجته ��ا في المدى‬ ‫القري ��ب‪ ،‬ويجب �أن تح�صل‪ ،‬قبل وقوع ال�ضرر على‬ ‫الن�سيج الزراع ��ي والإجتماعي في العراق وي�صبح‬ ‫في و�ضع ال يمكن عك�سه‪.‬‬

‫مياه الفرات‪ :‬من �أجلها قد تقع حرب عربية‬

‫�إنخفا�ض تدفقات الأنهار ج ّراء ال�سدود في تركيا‪.‬‬ ‫وق ��د توقف ��ت المفاو�ض ��ات فيما ب ��د�أت العالقات‬ ‫بي ��ن الدول تتق ّلب‪ .‬ومنذ ذل ��ك الحين‪ ،‬و�ضع تغير‬ ‫المناخ والنم ��و ال�سكاني �ضغط ًا �شديد ًا على المياه‬ ‫العذب ��ة الإقليمية‪ ،‬مما زاد م ��ن ت�أثير بناء ال�سدود‬ ‫في النهرين‪.‬‬ ‫الي ��وم‪ ،‬ق ّل ��ل �س ��د �أتات ��ورك ال ��ذي �أقيم عل ��ى نهر‬ ‫الف ��رات التدفقات الإجمالية �إل ��ى العراق بمقدار‬ ‫الثلث‪ ،‬ومن المتوق ��ع �أن يخ ّف�ض م�شروعا ال�سدين‬

‫بحلول العام ‪ 2025‬ف�إن حو�ض‬ ‫نهري دجلة والفرات يمكن �أن يواجه‬ ‫ثماني مرات �أكثر من ال�ضغط مما كان‬ ‫عليه في العام ‪ .2011‬وبحلول العام‬ ‫حرب المياه؟‬ ‫‪ ،2040‬ف�إن مياه هذين النهرين العظيمين‬ ‫بي ��ن عامي ‪ 1975‬و‪ ،1991‬ه ��ددت �سوريا والعراق‬ ‫قد ال ت�صل �إلى البحر‬

‫تركيا في ث�ل�اث منا�سبات بعم ��ل ع�سكري (وعند‬ ‫نقط ��ة واحدة ه ��ددت �إحداه ��ا الأخ ��رى) ب�سبب‬

‫‪88‬‬

‫العدد ‪� - 34‬أيلول (�سبتمرب) ‪٢٠١5 -‬‬

‫"�إلي�س ��و" و"�سي ��زر" عل ��ى نهر دجل ��ة من تدفق‬ ‫المي ��اه بن�سبة ‪ 50‬في المئة �أخ ��رى‪ .‬وبعد ت�صاعد‬ ‫الإنتق ��ادات لم�ش ��روع "�إلي�س ��و"‪ ،‬منع ��ت النم�سا‪،‬‬ ‫و�ألماني ��ا‪ ،‬و�سوي�س ��را �ضمانات قرو� ��ض الت�صدير‬ ‫الخارجي ��ة الت ��ي تمنحها لبن ��اء الم�ش ��روع‪ ،‬ولكن‬ ‫�أنقرة مع ذلك م�ضت قدم ًا في تنفيذه‪.‬‬ ‫م ��ن ناحية �أخ ��رى‪� ،‬إن التنفي ��ذ الكام ��ل لم�شروع‬ ‫جنوب �شرق الأنا�ض ��ول التركي الطموح المعروف‬ ‫ب"غ ��اب" (‪ ،)GAP‬الذي يهدف �إل ��ى �إ�ستغالل‬ ‫�أنهار تركيا للري وتوليد الكهرباء في جنوب �شرق‬ ‫الأنا�ضول‪ ،‬يمكن �أن يق ّلل من تدفق نهر الفرات �إلى‬ ‫العراق بن�سبة ‪ 80‬في المئة‪ .‬الآن‪ ،‬من المعروف �أن‬ ‫الع ��راق يعتمد على نهري دجلة والفرات لأكثر من‬ ‫‪ 90‬ف ��ي المئة من مياهه العذب ��ة‪ ،‬وبناء على ذلك‬ ‫يمكن تخ ّيل التداعيات المحتملة لم�شروع "غاب"‬ ‫على الإنتاج الزراعي في بالد الرافدين‪.‬‬ ‫في حين كانت المملك ��ة العربية ال�سعودية ورو�سيا‬ ‫قادرتين على التو�سط لتهدئة التوترات بين الدول‬ ‫الثالث ف ��ي �سبعينات القرن الفائت‪ ،‬ف�إن التحدي‬ ‫الي ��وم هو �أنه ال توجد ق ��وى دولية �أو �إقليمية قادرة‬ ‫�أو عل ��ى �إ�ستع ��داد لإجب ��ار هذه ال ��دول على العمل‬


‫الإ�ستثم ��ار المتوا�ص ��ل ف ��ي �أح ��دث التقنيات‪ ،‬من‬ ‫ال ��ري بالتنقي ��ط �إل ��ى ر�س ��م خرائ ��ط الت�ضاري�س‬ ‫عالية الدقة وح�صاد المي ��اه‪ .‬وبالن�سبة �إلى تحلية‬ ‫مي ��اه البح ��ر‪ ،‬في حي ��ن �أنه ��ا نظري ًا �ست�ص ��ل �إلى‬ ‫‪ 400،000‬م ��ن �س ��كان الب�صرة في الع ��ام ‪،2017‬‬ ‫فه ��ي تعمل حالي ًا على نطاق وا�سع في البلدان التي‬ ‫لديه ��ا ناتج محل ��ي �إجمالي �أكبر حجم� � ًا من ناتج‬ ‫الع ��راق (�أو�ستراليا‪� ،‬إ�سرائي ��ل‪ ،‬الإمارات العربية‬ ‫المتح ��دة‪ ،‬والوالي ��ات المتح ��دة)‪ .‬واال�ستثن ��اء‬ ‫الوحي ��د ه ��و الأردن‪ ،‬عل ��ى الرغم م ��ن �أن م�شروع‬ ‫التحلي ��ة المقبل ه ��و م�ش ��روع �إ�سرائيلي‪�-‬أردني‪-‬‬ ‫دولي م�شترك‪.‬‬ ‫ثالث� � ًا‪� ،‬إن�شاء لجان مياه م�شترك ��ة‪ ،‬مع تمثيل فيها‬ ‫لخب ��راء م ��ن كل البل ��دان المعنية‪� ،‬أم ��ر �ضروري‬ ‫لح�س ��م ق�ضاي ��ا تقا�سم المي ��اه‪ .‬في حال ��ة الأردن‬ ‫و�إ�سرائي ��ل‪ ،‬ه ��ذه اللج ��ان قارب ��ت الت�سوي ��ة م ��ن‬ ‫خالل اللق ��اء على �أر�ض الواقع ف ��ي نهر اليرموك‬ ‫ف ��ي جل�سات عرفت ب"محادث ��ات مائدة النزهة"‬ ‫(‪ ،)picnic table talks‬والت ��ي مه ��دت الطري ��ق‬ ‫لمفاو�ضات رفيعة الم�ستوى في وا�شنطن في �أوائل‬ ‫ت�سعين ��ات الق ��رن الفائ ��ت‪ .‬لقد دع ��ت المعاهدة‬ ‫النهائي ��ة لل�س�ل�ام بي ��ن البلدين في الع ��ام ‪1994‬‬ ‫�صراح ��ة �إلى تع ��اون دولي للإ�ش ��راف على تقا�سم‬ ‫موارد المياه‪.‬‬ ‫ل ��دى العراق و�سوريا لجن ��ة م�شتركة‪ .‬ولدى �سوريا‬ ‫وتركي ��ا واح ��دة �أي�ض� � ًا‪ .‬ولكنهما ال تتمتع ��ان بقدر‬ ‫كاف من ال�سلطة من قبل الحكومات الوطنية‪ ،‬كما‬ ‫�أن الح ��رب الأهلي ��ة ال�سورية و�إ�ستي�ل�اء "داع�ش"‬ ‫على الموارد المائية الوا�سعة ع ّقدا مهمتهما‪ .‬ومع‬ ‫ذلك‪ ،‬ف� ��إن لجان م�شتركة للمياه هي من�صة يمكن‬ ‫�أن تك ��ون فعالة للتعاون المحلي والوطني والدولي‪،‬‬ ‫وللعم ��ل م ��ع الم�ؤ�س�س ��ات الأكاديمي ��ة والبحثي ��ة‬ ‫ومجتمع الأعم ��ال‪ ،‬والمنظمات غير الحكومية في‬ ‫عمليات �إدارة المياه‪.‬‬ ‫ب�سبب الو�ضع في �سوريا‪ ،‬فمن ال�ضروري �أن ت�أخذ‬ ‫تركي ��ا والع ��راق زمام المب ��ادرة في �إحي ��اء هيكل‬ ‫لجن ��ة المياه الم�شتركة‪ .‬عل ��ى الرغم من �أن تركيا‬ ‫تتحك ��م في منابع نظام نه ��ري دجلة والفرات كما‬ ‫تت�أرج ��ح الع ��راق عل ��ى حاف ��ة �أزمة كب ��رى ب�سبب‬ ‫المي ��اه‪ ،‬ف� ��إن العالق ��ات ال�سيا�سي ��ة بي ��ن البلدين‬ ‫يمك ��ن القول ب�أنها �أقل �س ��وء ًا الآن مما كانت عليه‬ ‫خالل العق ��د الما�ض ��ي‪ ،‬و�أزمة المي ��اه المتفاقمة‬ ‫تخلق دفعة وحاجة �إلى �إعادة تن�شيط الإجتماعات‬ ‫الثالثية التي كانت تجري في ثمانينات وت�سعينات‬

‫طيب �أردوغان‪:‬‬ ‫رجب ّ‬ ‫هل يفاو�ض العراق و�سوريا قبل �إ�ستفحال الأمر �أكثر‬

‫نظر ًا �إلى الو�ضع ال�صحي‬ ‫الأف�ضل ن�سبي ًا في مجال توافر المياه‬ ‫في تركيا‪ ،‬كان الإعتقاد ال�سائد �سابق ًا‬ ‫ب�أن �أنقرة �ستتوقف عن بناء ال�سدود‬ ‫على ح�ساب م�صب جيرانها‪ .‬بد ًال من‬ ‫ذلك‪ ،‬فقد فعلت العك�س‪ ،‬حيث خططت‬ ‫لإنجاز ‪� 1700‬سد جديد‬ ‫داخل حدودها‬ ‫القرن الفائ ��ت‪ .‬وقد ُت ِّوجت ه ��ذه االجتماعات في‬ ‫معاهدة �أ�ضنة بين �سوريا وتركيا في العام ‪،1998‬‬ ‫الت ��ي ت�ضمن ‪ 500‬متر مكعب من المياه في الثانية‬ ‫لبالد ال�شام‪.‬‬ ‫ف ��ي جولة جديدة من المفاو�ضات‪ ،‬يمكن للعراق‪-‬‬ ‫ربما ب�إعانات �أجنبية ‪� -‬أن يوافق على �شراء بع�ض‬ ‫م ��ن الطاق ��ة الكهرومائية م ��ن تركيا‪ ،‬ف ��ي مقابل‬ ‫المزي ��د م ��ن المياه م ��ن الأخيرة‪ .‬وف ��ي الما�ضي‪،‬‬ ‫تبادل العراق وتركيا الغاز مقابل الكهرباء‪ ،‬لذلك‬ ‫مثل هذه الخطة لديها �سابقة‪� .‬إن مخطط ًا للتعاون‬ ‫ف ��ي مج ��ال تب ��ادل المياه مقاب ��ل الطاق ��ة يتطلب‬ ‫م�ستوى عالي� � ًا من الو�ساطة الخارجي ��ة والتن�سيق‬ ‫الدولي‪.‬‬ ‫يمك ��ن للأمم المتحدة و�ضع بع� ��ض ال�ضغوط على‬ ‫الطرفي ��ن‪ .‬ف ��ي الع ��ام الما�ض ��ي‪ ،‬دخل ��ت �إتفاقية‬ ‫الأم ��م المتح ��دة لقان ��ون الإ�ستخدام ��ات غي ��ر‬

‫المالحي ��ة للمجاري المائية الدولي ��ة ح ِّيز التنفيذ‬ ‫م ��ع توقيع ‪ 35‬دول ��ة عليها‪ .‬لكن ال ��ذي كان مخيب ًا‬ ‫للآمال ه ��و �أن بع� ��ض الدول في معظ ��م المناطق‬ ‫ال ُمج َه ��دة مائي� � ًا في العالم ل ��م يوق ��ع عليها‪ ،‬بما‬ ‫في ذلك تركيا‪ .‬وم ��ع ذلك‪ ،‬ف�إن بالد �أتاتورك هي‬ ‫م ��ن الدول المو ِّقع ��ة على �إتفاقية الأم ��م المتحدة‬ ‫لحق ��وق الطفل‪ ،‬التي تن�ص على �أن الدول يجب �أال‬ ‫تق ِّيد حق الطفل في الح�ص ��ول على الغذاء والماء‬ ‫(الم ��ادة ‪ .)24‬كما �أنها �أي�ض ًا م ��ن الدول المو ّقعة‬ ‫على الميثاق الدولي الخا�ص بالحقوق الإقت�صادية‬ ‫واالجتماعية والثقافية‪ .‬وقد منحت هذه المعاهدة‬ ‫ح ��ق الإن�س ��ان ف ��ي الم ��اء‪ .‬ينبغ ��ي عل ��ى المجتمع‬ ‫الدولي تذكي ��ر �أنقرة بتلك الم�س�ؤوليات‪ ،‬حتى وهو‬ ‫يقوم بال�ضغوط على بغداد لإ�ستخدام المياه ب�أكبر‬ ‫قدر من الكفاءة‪ .‬وعل ��ى وجه الخ�صو�ص‪ ،‬ي�ستحق‬ ‫الو�ض ��ع بدفع العراق �إل ��ى التخل�ص التدريجي من‬ ‫الري بالغمر‪ .‬وهذا يتطلب تركيز ًا هائ ًال‪ ،‬وحمالت‬ ‫وا�سعة‪ ،‬و�إ�ستثمار ًا في التكنولوجيا الجديدة‪.‬‬

‫�سباق المياه‬ ‫بالن�سب ��ة �إلى العراق‪ ،‬هذا هو �سباق مع الزمن‪� .‬إن‬ ‫الجدوى الإقت�صادية في المدى الطويل في البالد‬ ‫تعتمد عل ��ى الحد من ال ��واردات الزراعية و�إحياء‬ ‫ال�صناعة‪ ،‬ويحت ��اج �إلى الماء ف ��ي الحالتين‪ .‬كما‬ ‫�إنه بحاجة �إلى المياه ل�شعبه‪ .‬وفق ًا للبنك الدولي‪،‬‬ ‫هن ��اك ‪ 15‬ف ��ي المئة م ��ن ال�شع ��ب يفتق ��رون �إلى‬ ‫الو�صول �إل ��ى م�صدر ح�سن للمي ��اه‪ .‬و�أكثر من �أي‬ ‫�شيء‪ ،‬ف�إن ��ه يحتاج �إلى ال�س�ل�ام ‪� --‬شيء يق ّو�ضه‬ ‫الإجه ��اد المائ ��ي‪ .‬ف ��ي الع ��ام الفائ ��ت‪ ،‬ت�شاجرت‬ ‫محافظ ��ة ذي ق ��ار م ��ع جارته ��ا الب�ص ��رة ب�ش� ��أن‬ ‫�إ�ستخ ��دام المي ��اه‪ .‬وفي الآون ��ة الأخي ��رة‪� ،‬إ ُّتهِ مت‬ ‫الحكوم ��ة الإقليمي ��ة الكردي ��ة بقط ��ع المي ��اه مرة‬ ‫�أخرى ع ��ن نهر دجلة نتيجة للن ��زاع على الموازنة‬ ‫مع بغداد‪.‬‬ ‫الآن ه ��و الوقت المنا�سب للمجتم ��ع الدولي لجلب‬ ‫تركي ��ا والعراق مع� � ًا لم�ساعدتهما عل ��ى بناء �إطار‬ ‫للتع ��اون بينهما في مجال المي ��اه التي �ستم ّكن من‬ ‫تطوير الزراعة الم�ستدام ��ة قبل �أن تنهار الموارد‬ ‫المائية في الع ��راق تمام ًا تحت وط�أة �إكتناز تركيا‬ ‫وع ��دم الكف ��اءة ف ��ي ب�ل�اد الرافدي ��ن‪� .‬إن تجاهل‬ ‫�أزم ��ة المياه العراقية الو�شيك ��ة هو تجاهل ل�صدع‬ ‫كبير �آخر ف ��ي منطقة ال�شرق الأو�سط ودفع بغداد‬ ‫وجيرانها �إلى مزيد م ��ن ال�صراع على مدى عقود‬ ‫مقبلة‬ ‫‪Issue 34 - September - 2015‬‬

‫‪91‬‬


‫تحقيق ال�شهر‬ ‫ال�س ��دود التركية‪ ،‬التي يوجد منه ��ا �أكثر من ‪140‬‬ ‫�س ��د ًا‪ ،‬لديه ��ا �سع ��ة تخزين �أكث ��ر بكثي ��ر من تلك‬ ‫الت ��ي ف ��ي الم�ص ��ب‪ .‬وعندم ��ا يت ��م الإنته ��اء من‬ ‫م�شاري ��ع ال�س ��دود التركية الجديدة ف ��ي ال�سنوات‬ ‫القليل ��ة المقبلة‪� ،‬سيتم ري م�ساح ��ة �إ�ضافية تقدر‬ ‫ب‪ 1.2‬ملي ��ون هكت ��ار داخل تركي ��ا ‪� --‬أي بزيادة‬ ‫ثمان ��ي مرات الم�ساحة المروي ��ة الموجودة اليوم‪.‬‬ ‫وهذا يعن ��ي �أن تركيا �ستم�ض ��ي قدم ًا في خططها‬ ‫لم�ضاعف ��ة �صادراته ��ا الزراعي ��ة ثالث ��ة �أ�ضعاف‬ ‫تقريب ًا‪.‬‬ ‫وفق ًا لم�ؤ�شر الإجهاد المائي "بفي�ستر" (‪،)Pfister‬‬ ‫ف� ��إن بالد �أتاتورك تواجه �ضغط ًا معتد ًال في مجال‬ ‫المياه‪ ،‬وقد �صنفها بمعدل ‪ 0.779‬من �أ�صل واحد‪.‬‬ ‫فيم ��ا �أفاد ب�أن العراق و�سوريا تواجه �ضغط ًا هائ ًال‬ ‫و�صنفهم ��ا عل ��ى التوال ��ي ب‪ ،0،974‬وب‪.0،999‬‬ ‫ووفق� � ًا لبيانات الع ��ام ‪ ،2011‬فق ��د ُ�ص ِّنفت تركيا‬ ‫ف ��ي المرتب ��ة ‪ 46‬عالمي ًا ف ��ي مجال تواف ��ر المياه‬ ‫العذبة – وه ��ي مكانة لي�ست جيدة‪ ،‬ولكنها �أف�ضل‬ ‫من ‪ 76‬الت ��ي نالها العراق �أو ‪ 126‬التي حظيت بها‬ ‫�سوريا‪ .‬وبالمثل‪ ،‬وفق ًا لبيانات البنك الدولي‪ ،‬لدى‬ ‫تركيا م ��ا يقرب من ثالثة �أ�ضع ��اف ن�صيب الفرد‬ ‫م ��ن توافر المياه في العراق وع�ش ��رة �أ�ضعاف من‬ ‫ن�صيب الف ��رد في �سوريا‪ .‬كم ��ا �أن تركيا في و�ضع‬ ‫�أف�ضل للإ�ستثمار في �إ�ستخدام �أكبر كفاءة للمياه‪،‬‬ ‫مع ناتج محلي �إجمالي يف ��وق ثماني مرات تقريب ًا‬ ‫نظيره في العراق‪.‬‬ ‫ً‬ ‫نظ ��ر ًا �إل ��ى الو�ض ��ع ال�صح ��ي الأف�ض ��ل ن�سبيا في‬ ‫مجال توافر المياه في تركيا‪ ،‬كان الإعتقاد ال�سائد‬ ‫�سابق� � ًا ب�أن �أنقرة �ستتوقف عن بن ��اء ال�سدود على‬ ‫ح�ساب م�صب جيرانها‪ .‬بد ًال من ذلك‪ ،‬فقد فعلت‬ ‫العك� ��س‪ ،‬حي ��ث خططت لإنج ��از ‪� 1700‬سد جديد‬ ‫داخل حدودها‪.‬‬ ‫عند ال�ضغط عليهم وتوجيه �أ�سئلة محرجة �إليهم‪،‬‬ ‫ف� ��إن الم�س�ؤولي ��ن الأت ��راك يجيب ��ون ب� ��أن خط ��ط‬ ‫الحكومة ُمب َّررة‪ ،‬نظر ًا �إلى �أن بالدهم �أي�ض ًا تعاني‬ ‫الجفاف‪ .‬وي�شيرون ب�سرعة‪ ،‬عالوة على ذلك‪� ،‬إلى‬ ‫�أن عدم كفاءة �إ�ستخدام المياه في العراق و�سوريا‬ ‫هو ج ��زء من الم�شكل ��ة‪ .‬ومن ال�صحي ��ح القول �أن‬ ‫الع ��راق يه ��در الكثي ��ر من الم ��اء‪ ،‬ولك ��ن هذا في‬ ‫الغال ��ب نتيجة ل�س ��وء البنية التحتي ��ة وعدم كفاءة‬ ‫ال ��ري ‪� --‬إرث عق ��ود من الح ��رب والديكتاتورية‪.‬‬ ‫في الوقت عين ��ه‪� ،‬إن ال�ضرر الذي �أوقعه "داع�ش"‬ ‫في البنية التحتي ��ة للنفط وتح ّلل محطات معالجة‬ ‫ال�صرف ال�صح ��ي التي تل ّوث م ��اء ال�شرب القليل‬

‫‪90‬‬

‫العدد ‪� - 34‬أيلول (�سبتمرب) ‪٢٠١5 -‬‬

‫حيدر العبادي‪:‬‬ ‫عليه العمل �سريع ًا لإيجاد حل مع تركيا‬

‫م�سربة‬ ‫في العام ‪ ،2006‬تو ّقعت برقية ّ‬ ‫من وزارة الخارجية الأميركية تل ّقتها‬ ‫من �سفارتها في دم�شق �أن "�أزمة‬ ‫المياه النا�شئة في �سوريا تحمل في‬ ‫طياتها �إحتماالت تذبذب �إقت�صادي‬ ‫�شديد وحتى �إ�ضطرابات �إجتماعية‬ ‫و�سيا�سية"‪ .‬وكانت هذه البرقية‬ ‫بمثابة تحذير وا�ضح لما هو � ٍآت‬ ‫هن ��اك‪ ،‬والأع ��داد الكبي ��رة للآب ��ار الخا�صة التي‬ ‫ُحف ��رت خالل العق ��د الأخير من الح ��رب �أ�ض ّرت‬ ‫بجهود الحفاظ على المياه‪.‬‬ ‫ب�إخت�ص ��ار‪ ،‬يحت ��اج الع ��راق �إلى م�ساع ��دة‪ ،‬ال �إلى‬ ‫�إنتقاد وتوبي ��خ‪ .‬ومع ذل ��ك‪� ،‬إذا كان يريد التو�صل‬ ‫�إلى �إتفاق ُمن�صف مع �أنقرة‪ ،‬يجب �أن يبرهن على‬ ‫وج ��ود �إلتزام م�ستمر بحل ��ول متكاملة للكفاءة في‬ ‫�إ�ستخدام المياه‪.‬‬

‫ما يجب القيام به‬ ‫هناك �أمل في ح ��ل ال�صراع على المياه بين تركيا‬ ‫والع ��راق و�سوري ��ا‪� .‬إن مفاو�ض ��ات �سابق ��ة يمك ��ن‬ ‫�أن تق ��دم بع� ��ض الدرو� ��س‪ .‬ب ��د�أ الأردن و�إ�سرائيل‬ ‫مفاو�ضات �سرية (والآن معلنة) حول نهري الأردن‬ ‫واليرموك منذ خم�سينات الق ��رن الفائت‪ .‬وكانت‬ ‫هذه المحادثات ناجحة ن�سبي ًا لثالثة �أ�سباب‪:‬‬

‫الأول ه ��و �إ�شراك و�سطاء دوليين‪ .‬في العام ‪1987‬‬ ‫خططت عمان ودم�شق بناء �سد على نهر اليرموك‪،‬‬ ‫ولكن تل �أبيب �إحتجت على ذلك‪ .‬وبما �أن الأخيرة‬ ‫كان ��ت قامت بمهاجمة موقع البن ��اء ال�سوري لل�سد‬ ‫ف ��ي الع ��ام ‪ ،1967‬فقد عرف جمي ��ع الأطراف �أن‬ ‫الأم ��ور ق ��د تت�صاع ��د ب�سرع ��ة‪ .‬لذا طل ��ب الأردن‬ ‫و�إ�سرائي ��ل م ��ن الوالي ��ات المتح ��دة الم�ساع ��دة‪،‬‬ ‫ف�أر�سل ��ت الأخي ��رة ريت�ش ��ارد �أرميت ��اج‪ ،‬الذي كان‬ ‫م�ساع ��د ًا لوزير الدف ��اع‪ ،‬للتو�سط‪ .‬وق ��د تم �إن�شاء‬ ‫الأ�سا� ��س لإجراء مزيد من المحادثات‪ ،‬وفي نهاية‬ ‫المط ��اف و ّق ��ع الجانب ��ان العديد م ��ن الإتفاقات‪،‬‬ ‫و�آخره ��ا كان الترتي ��ب بالن�سب ��ة �إلى مي ��اه البحر‬ ‫الأحمر والبحر الميت‪ ،‬الذي ين�ص على تعهد لبناء‬ ‫قن ��اة من �ش�أنها �أن تو ّفر المي ��اه ال�صالحة لل�شرب‬ ‫�إل ��ى الأردن‪ ،‬و�إ�سرائيل‪ ،‬واالرا�ض ��ي الفل�سطينية؛‬ ‫وي�ؤدي �إل ��ى �إ�ستقرار من�سوب مي ��اه البحر الميت؛‬ ‫وتوليد الكهرباء‪.‬‬ ‫الدر� ��س بالن�سب ��ة �إل ��ى تركي ��ا والع ��راق و�سوري ��ا‬ ‫وا�ضح‪ :‬ينبغي �أن تكون �أمي ��ركا والإتحاد الأوروبي‬ ‫م�ستعدي ��ن للتدخ ��ل للتو�سط‪ .‬على �سبي ��ل المثال‪،‬‬ ‫و�ض ��ع الإتحاد الأوروبي جانب ًا �أكثر من مليار دوالر‬ ‫�سنوي� � ًا في �ش ��كل م�ساعدات "ما قب ��ل الإن�ضمام"‬ ‫لتركي ��ا حت ��ى الع ��ام ‪ ،2020‬والوالي ��ات المتح ��دة‬ ‫ق ��د �إ�ستخدم ��ت لفت ��رة طويلة التع ��اون الأمني​​مع‬ ‫تركي ��ا لك�سب النفوذ ف ��ي ال�سيا�س ��ة الأو�سع‪ .‬وفي‬ ‫الوقت عين ��ه‪� ،‬أظهرت حكومة حي ��در العبادي في‬ ‫العراق مرار ًا وتكرار ًا ب�أنها �أكثر �إ�ستجابة لطلبات‬ ‫وا�شنط ��ن حتى الآن مما كان ��ت عليه حكومة نوري‬ ‫المالكي‪ ،‬ونج ��ح كل من تركيا والع ��راق بالتقارب‬ ‫ديبلوما�سي� � ًا ب�سب ��ب الح ��رب �ضد "داع� ��ش"‪ .‬لذا‬ ‫هناك مجال من �أجل النفوذ الب ّناء‪.‬‬ ‫العام ��ل الثان ��ي هو الكف ��اءة‪ .‬ك ٌّل م ��ن الحكومتين‬ ‫الإ�سرائيلي ��ة والأردني ��ة �إ�ستثم ��رت و�شجع ��ت‬ ‫�إ�ستخدام ًا �أكثر كف ��اءة للمياه‪ ،‬حيث ح ّد ذلك من‬ ‫التوت ��رات بين البلدين عندم ��ا كان يحل الجفاف‬ ‫ال�شدي ��د‪ ،‬كم ��ا كان الأمر ف ��ي الع ��ام ‪ .1999‬وفي‬ ‫حال ��ة النظ ��ام النهري للف ��رات ودجل ��ة‪ ،‬تت�شارك‬ ‫ال ��دول الثالث الكبرى على ط ��ول حو�ض النهرين‬ ‫في ممار�سات زراعية غي ��ر ف ّعالة للغاية‪ ،‬وال تبذل‬ ‫مح ��اوالت كافي ��ة لتح�سي ��ن الأم ��ور‪ .‬وبالنظر �إلى‬ ‫ال�صراع في �سوريا‪ ،‬فمن غير الواقعي �أن نتوقع �أي‬ ‫تح�سينات هن ��اك‪ ،‬ولكن تمكنت تركيا زيادة الري‬ ‫بالتنقيط والعراق يجب �أن يفعل ال�شيء عينه‪.‬‬ ‫�إن �أي خط ��ة عراقي ��ة لزي ��ادة الكف ��اءة تتطل ��ب‬


‫بقلم ميرنا زخر ّيا*‬

‫المنبر الإجتماعي‬

‫اإلسالمو فوبيا‬ ‫عل ��ى �أث ��ر التفجي ��رات الإرهابي ��ة الت ��ي �شهدته ��ا الوالي ��ات‬ ‫المتح ��دة الأميركية ف ��ي الحادي ع�شر من �أيلول (�سبتمبر)‬ ‫‪ ،2001‬ت ّم ��ت �إ�ستع ��ارة مُ�صطل ��ح �إ�سالم ��و فوبيا من مكتب ��ة ال ُم�صطلحات‬ ‫الطبية – النف�سية‪ ،‬للتعبير عن ظاهرة الرهاب من �إجرام بع�ض الأفراد‬ ‫الذين يعتنقون الديانة الإ�سالمية‪.‬‬ ‫بات يُعرف َ‬ ‫مخ�ص�ص ��ة لما َ‬ ‫�أج ��ل ‪ ..‬ب � َ‬ ‫بالخ ��وف ال َم َر�ضي‬ ‫�ات يوجد ت�سمية َّ‬ ‫م ��ن الإ�س�ل�ام‪ .‬لي� ��س غريب� �اً �أن ُترب ��ط كلم ��ة مر� ��ض بكلم ��ة خ ��وف‪ ،‬لكن‬ ‫الغريب �أن يُربط تعبير خوف َم َر�ضي بكلمة �إ�سالم‪.‬‬ ‫ال ي ُه ��م �إن ت�ش ّعب ��ت الت�س ��ا�ؤالت ح ��ول ه ��ذا الخ ��وف �أو ذاك المر� ��ض‪ ...‬ال‬ ‫ي ُه ��م م ��ا ه ��ي بُذورهما وجُ ذورهم ��ا‪ ،‬فهذه تط ��ال الما�ض ��ي‪ .‬وال يهُم ما هي‬ ‫ثمارهم ��ا وفروعهم ��ا‪ ،‬فه ��ذه تطال الم�ستقب ��ل‪ .‬ما يهُم‪ ،‬ه ��و الحا�ضر‪ ،‬لأنه‬ ‫ال�سلوكيات‬ ‫�إذا ل ��م ن�ض ��ع ح ��داً الي ��وم لتنامي ه ��ذه الظاهرة‪ ،‬ف�س ��وف ت ��زداد ُ‬ ‫تتر�سخ‬ ‫ال ُمجحفة بحُ قوق الم�سلمين والم�سلمات‪ ،‬ومع مرور الوقت‪� ،‬سوف ّ‬ ‫ه ��ذه الفوبيا في وجدان الم�سيحيين والم�سيحيات‪ .‬وعندها‪ ،‬لن يبقى مِ ن‬ ‫واف عند �أي مِ ن الطرفين المذكورين ليتولى مُجابهتها ومُكافحتها‪.‬‬ ‫دا ٍع ٍ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫العوامل مُتداخلة بع�ضها في البع�ض الآخر‪ .‬منها ما حدث �سابقا ف�ساه َم‬ ‫ف ��ي ن�ش�أته ��ا‪ ،‬ومنها ما تبلو َر الحقاً ف�ساع� � َد على تغذيتها‪ .‬م�س�ؤولون من‬ ‫ال�ش ��رق والغ ��رب �أنتج ��وا مع� �اً َ‬ ‫الخ ��وف ال َم َر�ض ��ي م ��ن الإ�س�ل�ام‪ ،‬ما جعل‬ ‫خلط ��ة الإ�سالم ��و فوبيا خلط ًة ذات مك ّونات فري ��دة من نوعها‪ ،‬ذلك �أنها‬ ‫ت�ض ّمنت ما ي�ستحيل عاد ًة جمعه‪ ،‬على قاعدة من كل وا ٍد ع�صاً‪:‬‬ ‫‪� .1‬إ�ستئث��ار الم��وارد الإقت�صادي��ة‪ :‬ال ��دول الإ�سالمي ��ة العربية دول‬ ‫غني� � ًة بالموارد الطبيعية الخ ��ام ال �س ّيما البترول‪ ،‬ما جذب العالم �أجمع‬ ‫وتقا�س ِم مردودها‪.‬‬ ‫�إلى �أح�ضانها في محاول ٍة لإدار ِة �ش�ؤونها‬ ‫ُ‬ ‫‪� .2‬إنهيار الإتحاد ال�سوفياتي‪ :‬في العام ‪ 1991‬ح�شدت �أميركا طاقاتها‬ ‫و�أزال ��ت حينها الخط ��ر ال�شيوعي الذي كان بمثابة التحدّي الأكبر‪ ،‬ومن‬ ‫بعد ن�ش�أ عالمياً تحدّياً جديداً تمثل بالخطر الإ�سالمي‪.‬‬ ‫‪� .3‬إ�ستع�لاء الأنظم��ة الديكتاتوري��ة‪ :‬كثيرة هي ال ��دول الإ�سالمية‬ ‫الت ��ي تجده ��ا ال تط ّبق مب ��ادئ الديموقراطي ��ة وال ُتمار� ��س الإ�صالحات‬ ‫ال�سيا�سية وال تحترم الحرية الفردية‪ ،‬م ّما �سهّل تحري�ض ُ�شعوبها‪.‬‬ ‫وذبح هن ��اك‪ ،‬تفجي ٌر هنا‬ ‫‪� .4‬إ�ستم��رار الإج��رام المتطرف‪ :‬دم ��ا ٌر هنا ٌ‬ ‫ون ��كا ٌح هن ��اك‪" ،‬جبهة الن�صرة" هنا و"داع�ش" هناك‪ .‬كل هذه الت�صرفات‬ ‫الم�شينة هي بمثابة الطعم الذي يُغذي ال�شائعات الوح�شية وي�ؤكدها‪.‬‬ ‫‪� .5‬إرتف��اع التكاث��ر الإ�سالم��ي‪ :‬ح ّق ��ق �أخي ��راً الدين الإ�سالم ��ي �أعلى‬ ‫ن�سب ��ة نم ��و �سكان ��ي مقارن� � ًة بباق ��ي الأديان‪ ،‬فقد بل ��غ ع ��دد الم�سلمين ما‬ ‫يُقارب ربع �سكان العالم بعدما كانوا يحتلون المراتب الأخيرة‪.‬‬ ‫ال�صحفي والفيلم‬ ‫‪� .6‬إ�ستن�س��اب التغطية الإعالمية‪ :‬ب�إم ��كان الخبر ُ‬

‫الهوليوودي �أن يقلبا الحقائق ر�أ�ساً على عقب‪ ،‬ما يم ّكنهما من ت�ضخيم‬ ‫�صورة الم�سلمين على �أنهم مجموعات تعي�ش حياة همجية‪.‬‬ ‫‪� .7‬إ�ست�س�ل�ام المعنيي ��ن بالأمر‪� :‬إن تهاون الأم ��ة الإ�سالمية و�إ�ستهتارها‬ ‫ال�صف ��وف ور�ص ��د المبال ��غ به ��دف ت�صحي ��ح تل ��ك ال�ص ��ورة‬ ‫لجه ��ة ر� � ّ�ص ُ‬ ‫الم�ش ّوهة التي ر َّوج لها الإعالم الغربي‪ ،‬قد �أرخى بثقله‪.‬‬ ‫م ��ن الطبيع ��ي والحال ��ة ه ��ذه‪� ،‬أن ُيع ��ادي المجتم ��ع الإ�سالم ��ي كاف ��ة‬ ‫المجتمع ��ات‪ ،‬فق ��د نج ��ح مُر ِّوج ��و مُ�صطل ��ح الإ�سالم ��و فوبي ��ا ف ��ي نحت‬ ‫�ص ��ور ٍة م�سموم� � ٍة عن ال ُم�سلم‪ ،‬ما ع ّبد الطريق �أمام الحمالت التي تبغي‬ ‫الت�شويه ال ُمبرمج‪ ،‬من خالل التركيز والت�شهير بالتالي‪:‬‬ ‫‪ .1‬برب��ري‬ ‫ت�صب في‬ ‫الت�ص��رف‪ :‬ف ��كل مج ��ازر العالم وجرائ ��م الق ��رن ّ‬ ‫ّ‬ ‫خانته؛‬ ‫‪ .2‬بدائ��ي النزعة‪ :‬ال يولي �أهمية لتعلي ��م �أبنائه وبالتالي ل ْم يطلهم‬ ‫التط ّور؛‬ ‫‪ .3‬جن�س��ي الهوى‪ :‬تع� �دّد عالقاته الجن�سية الفاح�ش ��ة ت�أتي �ضمن ُ�سلم‬ ‫�أولوياته؛‬ ‫ً‬ ‫‪ .4‬حق��وق الم��ر�أة‪ :‬غير موجودة مقارنة بغيره ��ا لك�أنها مجرد �أداة ال‬ ‫�أكثر؛‬ ‫‪ .5‬مح��دود المق��درة‪ :‬ال ي�ستطيع �إ�ستثم ��ار و�إدارة ثرواته فيحتاج �إلى‬ ‫الم�ساعدة؛‬ ‫يغرد لوحده‪ :‬ال يندمج بباقي الثقافات ب�سبب قلة القيم الم�شتركة‬ ‫‪ّ .6‬‬ ‫بينها؛‬ ‫‪ .7‬نقم��ة الطوائ��ف‪� :‬إحداها هي الع ��دو اللدود للأخ ��رى وهي ت�ض ُمر‬ ‫لها الأ�سو�أ‪.‬‬ ‫�إن �إعتن ��اق بع� ��ض ال ُمنت�سبين للد ّي ��ن الإ�سالمي �أف ��كار متطرف ًة وقيامه‬ ‫ب�أعم ��الٍ �إرهابي� �ةٍ‪ ،‬ال ير ُم ��ز ب� ��أي �ش ��كلٍ من الأ�ش ��كال �إلى �أن ه ��ذه الديانة‬ ‫ه ��ي متطرف ��ة و�إرهابية‪ ،‬ف�ل�ا يجوز �إطالق الأحكام العام ��ة �إنطالقاً من‬ ‫الت�ص ّرفات الخا�صة‪ .‬وهنا ّ‬ ‫تتو�ضح الإزدواجية‪:‬‬ ‫فم ��ن ناحية �أولى‪ ،‬هذا �أم ��ر غير م�شروع‪� :‬إذ وبح�سب الإتفاقية العالمية‬ ‫لحق ��وق الإن�سان‪ ،‬من المفتر�ض ت�صنيفه في خانة الممار�سة ال ُعن�صرية‬ ‫�أي �أنه تمييز �ض ّد ال ُم�سلمين‪.‬‬ ‫وم ��ن ناحي ��ة ثاني ��ة‪ ،‬هذا الأمر م�ش ��روع‪� :‬إذ حين نتناوله عل ��ى �أ�سا�س �أنه‬ ‫�ش� ��أن َم َر�ضي فال يعود �ساعتئذ عُن�صرياً‪ ،‬وبالتالي �أ�ضحى مُبرراً قانونياً‬ ‫بدل �أن يكون مُداناً دولياً‪.‬‬ ‫�أ�ستودعك ��م ب�س�ؤال‪� :‬أل ْم يُ�ساعد الترويج ل ُم�صطلح �إ�سالمو فوبيا بتبرير‬ ‫التميي ��ز تج ��اه ال ُم�سلمين؟ وعلي ��ه‪� ،‬أل ْم يُ�صبح التميي ��ز واجباً بعدما كان‬ ‫تهمة؟ يا لها مِ ن فكرة ثورية !! يا لها مِ ن نتيجة كارثية!!‬

‫* متخ�ص�صة في علم النف�س وعلم التنمية الب�شر ّية وحائزة على ماجي�ستير في العلمين‬

‫‪Issue 34 - September - 2015‬‬

‫‪93‬‬


Our Services

WE

Private equity Asset Management Portfolio Structuring Infrastructure Investment

KN

OW

FIN

AN

CE

Our Address Ponce De Leon Boulevard, Coral Gables, Miami, Fl 33134, 2233 U.S.A. Tel: +1 (305) 767 1357, Email: info@falconamericas.com Website: www.falconamericas.com


‫الملك عبد الله‪� :‬أ�صدر �إ�صالحات لتح�سين و�ضعية المر�أة ال�سعودية‬

‫الريا�ض ‪� -‬سمير الح�سيني‬ ‫في الأخبار الواردة �أخي ��ر ًا من المملكة‬ ‫العربي ��ة ال�سعودية‪ :‬فيديو على الإنترنت‬ ‫يوجهون اللوم‬ ‫يعر�ض رج ��ال ال�شرطة الدينية وه ��م ّ‬ ‫حجبة ب�شكل كامل لعدم �إرتداء قفازات؛‬ ‫�إلى �إمر�أة ُم َّ‬ ‫فتوى رجل دين ُتح ِّرم على الن�ساء م�شاهدة مباريات‬ ‫كرة القدم لمنعهنّ من التحديق في �أفخاذ الرجال؛‬ ‫وح ِكمت �إمر�أة ب‪ 70‬جل ��دة بتهمة �إهانة زوجها على‬ ‫ُ‬ ‫ال"وات�س ��اب" (‪ .)WhatsApp‬ف ��ي الوق ��ت عينه‪،‬‬ ‫�أ�ص ��درت وزارة التعليم ال�سعودية �إح�ص ��اءات ُتب ِّين‬ ‫�أن الن�س ��اء ي�ش ّكل ��ن م ��ا يقرب من ‪ 52‬ف ��ي المئة من‬ ‫خريجي الجامعات داخ ��ل المملكة‪ ،‬في حين در�ست‬ ‫�أكثر من ‪ 35،000‬فتاة �سعودية في الخارج في العام‬ ‫‪ ،2014‬و�أكث ��ر م ��ن ن�صفه ��ن �إخت ��رن الدرا�س ��ة في‬ ‫الوالي ��ات المتحدة‪ ،‬في جامعات كبرى مثل هارفارد‬ ‫و�ستانف ��ورد وجورجت ��اون‪ .‬ولكن النقي� ��ض يمكن �أن‬ ‫يك ��ون �أكث ��ر ق�س ��اوة‪� :‬إن الدول ��ة عينها الت ��ي ترعى‬ ‫الن�س ��اء للح�صول عل ��ى درجة عالية م ��ن التعليم –‬ ‫دكتوراه‪ -‬ف ��ي الخارج‪ ،‬ال ت�سمح لهن بقيادة ال�سيارة‬ ‫في بلدهن‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ف ��ي حين �أن ال�سعودية غالبا م ��ا تو�صف في الغرب‪،‬‬ ‫وفي �أج ��زاء كثيرة من العالم العرب ��ي‪ ،‬ب�أنها واحدة‬ ‫م ��ن �أكثر الدول قمع� � ًا في العالم تج ��اه المر�أة‪ ،‬ف�إن‬ ‫ه ��ذا التناق� ��ض يوحي ب� ��أن الأمور هي �أكث ��ر تعقيد ًا‬ ‫مما تب ��دو علي ��ه‪� .‬أحد التف�سي ��رات للتعلي ��م كنقطة‬ ‫م�ضيئ ��ة في �سجل مظلم لحق ��وق الإن�سان هو القيمة‬ ‫العالي ��ة تقليدي ًا التي ُتعطى ل ��ه في كل من الثقافتين‬ ‫الإ�سالمي ��ة والعربي ��ة‪�" .‬إطلب العلم م ��ن المهد �إلى‬ ‫اللحد" و"�أطلب العلم ولو كان في ال�صين" هما من‬ ‫بين الأقوال التي نقلت عن النبي‪.‬‬

‫جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية‪� :‬أول جامعة مختلطة في ال�سعودية‬

‫لكن على الرغم من الأ�س� ��س الدينية الرا�سخة التي‬ ‫ُبنيت عليها المملكة‪ ،‬ف�إن تعليم المر�أة في ال�سعودية‬ ‫هو ظاه ��رة جديدة ن�سبي� � ًا‪ .‬في الع ��ام ‪ ،1970‬بلغت‬ ‫مع� �دّالت محو الأمية لدى الن�س ��اء ‪ 2‬في المئة فقط‪.‬‬ ‫�إن الزخ ��م لتو�سي ��ع تعليم المر�أة ج ��اء في منت�صف‬ ‫�سبعينات القرن الفائت بعد الطفرة النفطية‪ ،‬ب�سبب‬ ‫القلق ب� ��أن ي�ؤدي تزاي ��د �أعداد الرج ��ال ال�سعوديين‬ ‫الذين يدر�س ��ون في الخارج �إل ��ى زواجهم من ن�ساء‬ ‫�أجانب لتج ّن ��ب الإ�ضطرار �إلى ال ��زواج بفتيات غير‬ ‫متعلم ��ات‪ .‬وبعد �أربع ��ة عقود‪ ،‬تفتخ ��ر المملكة الآن‬ ‫بمع ��دل ‪ 91‬ف ��ي المئ ��ة للإن ��اث المل ّم ��ات بالقراءة‬ ‫والكتاب ��ة (مقاب ��ل ‪ 97‬ف ��ي المئة للرج ��ال)‪ .‬ويزعم‬ ‫الم�س�ؤول ��ون ال�سعوديون �أنه تم الق�ض ��اء على الأمية‬ ‫ب�شكل كامل تقريب ًا بين الأجيال ال�شابة من الإناث‪.‬‬ ‫�إ�ستف ��اد الرج ��ال ال�سعودي ��ون طوي�ل ً�ا م ��ن برام ��ج‬ ‫الحكوم ��ة للدرا�سة ف ��ي الخارج‪ ،‬ولك ��ن عندما جاء‬

‫�أ�صدرت وزارة التعليم ال�سعودية �إح�صاءات‬ ‫ُتب ِّين �أن الن�ساء ي�ش ّكلن ما يقرب من ‪ 52‬في‬ ‫المئة من خريجي الجامعات داخل المملكة‪،‬‬ ‫في حين در�ست �أكثر من ‪ 35،000‬فتاة‬ ‫�سعودية في الخارج في العام ‪ ،2014‬و�أكثر‬ ‫من ن�صفهن �إخترن الدرا�سة في الواليات‬ ‫المتحدة‪ ،‬في جامعات كبرى مثل هارفارد‬ ‫و�ستانفورد وجورجتاون‬

‫المل ��ك عبد اهلل �إلى ال�سلطة في العام ‪� ،2005‬أ�صدر‬ ‫للم ��رة الأولى برنامج ًا للمن ��ح الدرا�سية في الخارج‬ ‫خا�ص ًا بالإناث‪ .‬وتفيد المعلومات ب�أن الفتيات ي�شكلن‬ ‫‪ 20‬ف ��ي المئة على الأقل من الم�ستفيدين من المنح‪.‬‬ ‫وي�شي ��ر النقاد �إلى حواجز مو�ضوعة �أمام الن�ساء في‬ ‫البرنامج‪� ،‬إذ �أنه ال يتطلب الأمر من الطالبات فقط‬ ‫الح�صول عل ��ى �إذن من �أ�سره ��ن لل�سفر والتعلم في‬ ‫الخ ��ارج‪ ،‬ولك ��ن �أي�ض ًا ينبغي وجود و�ص ��ي ذكر �أثناء‬ ‫درا�سته ��ن؛ ف ��ي الممار�س ��ة العملية‪ ،‬ه ��ذا يمكن �أن‬ ‫ي� ��ؤدي �إلى �أن ت�أخذ طالبة بالغ ��ة من العمر ‪ 30‬عام ًا‬ ‫تعي� ��ش في الواليات المتحدة �شاب ًا يبلغ من العمر ‪18‬‬ ‫عام ًا "كو�صي"‪ .‬وي�شير �آخرون �إلى �أن �أ�صول برنامج‬ ‫المنح الدرا�سية‪ ،‬ب�إعتبارها مبادرة تبادل ثقافي في‬ ‫�أعقاب الك�شف عن �أن غالبية الخاطفين في �أحداث‬ ‫‪� 11‬أيل ��ول (�سبتمب ��ر) ‪ ،2001‬كان ��ت �سعودية‪� .‬أحد‬ ‫المعلقي ��ن ال�سعوديي ��ن البارزين م�ض ��اوي الر�شيد‪،‬‬ ‫ي ��رى ب� ��أن الأع ��داد المتزايدة م ��ن الن�س ��اء اللواتي‬ ‫يح�صل ��ن عل ��ى من ��ح الدرا�س ��ة ف ��ي الخ ��ارج يقمن‬ ‫بوظيفة "�سفراء" مهمتهن تغيير الت�صورات الغربية‬ ‫بالن�سب ��ة �إلى المر�أة ال�سعودي ��ة ‪ --‬وبالتالي تخفيف‬ ‫ال�ضغ ��ط عن التغيي ��ر الحقيقي داخ ��ل المملكة‪ .‬مع‬ ‫ذل ��ك‪ ،‬ال يج ��ادل كثي ��رون ف ��ي التقدم ال ��ذي تحقق‬ ‫في مج ��ال تعليم الم ��ر�أة في عهد المل ��ك عبد اهلل‪.‬‬ ‫و�شملت الإنجازات الب ��ارزة الأخرى فتح �أول جامعة‬ ‫مختلط ��ة ف ��ي ال�سعودي ��ة‪ ،‬جامع ��ة المل ��ك عبد اهلل‬ ‫للعل ��وم والتقنية‪ ،‬بالقرب من مدينة جدة ال�ساحلية‪،‬‬ ‫ف ��ي الع ��ام ‪ ،2009‬و�أكب ��ر جامعة للإن ��اث فقط في‬ ‫العالم‪ ،‬جامعة الأمي ��رة نورة بنت عبد الرحمن‪ ،‬في‬ ‫العا�صمة الأكثر تحفظ ًا‪ ،‬الريا�ض‪.‬‬ ‫هل �ست� ��ؤدي هذه المكا�سب في مج ��ال تعليم المر�أة‬ ‫�إلى تغيير �أو�س ��ع؟ �إتجاه التغيير الذي يدعو �إلى‬ ‫‪Issue 34 - September - 2015‬‬

‫‪95‬‬


‫عالم المر�أة‬

‫المر�أة ما زالت بعيدة من الح�صول على جميع حقوقها في مملكة �آل �سعود‬

‫هل التعليم مفتاح متكني املرأة‬ ‫يف اململكة العربية السعودية؟‬ ‫في‪ ‬تقري��ر الم�ؤ�ش��ر العالمي للفج��وة بين الجن�سين ال�ص��ادر في العام ‪ ،2009‬ج��اءت المملكة‬ ‫العربي��ة ال�سعودية في المرتبة ‪ 119‬من �أ�صل ‪ 134‬بلداً بالن�سبة �إلى الم�ساواة بين الجن�سين‪ ،‬وال‬ ‫�سيم��ا في الفر�ص الوظيفية والتعلي��م والم�شاركة ال�سيا�سية‪ .‬علم ًا �أنها كانت البلد الوحيد الذي‬ ‫ي�سج��ل �صفراً في فئ��ة التمكين ال�سيا�سي في الع��ام ‪ .2008‬ومنذ ذلك الحي��ن عملت الريا�ض‬ ‫عل��ى �سد الفجوة بين الجن�سي��ن‪ ،‬وحققت تح�سينات كبيرة مما جعله��ا �أف�ضل دولة في �إجراء‬ ‫التح�سين��ات مقارنة ببدايتها‪ .‬وفي تقرير �سد الفجوة لع��ام ‪ ،2014‬ف�إن ال�سعودية حققت تقدم ًا‬ ‫ملحوظ ًا في التمكين ال�سيا�سي‪ ،‬ولكن �إلى �أي حد؟‬

‫جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن‪:‬‬ ‫�أكبر جامعة للإناث فقط في العالم‬

‫‪94‬‬

‫العدد ‪� - 34‬أيلول (�سبتمرب) ‪٢٠١5 -‬‬


‫عالم المر�أة‬ ‫الم�ساءلة ه ��و �أن �إرتفاع م�ستوي ��ات تعليم الإناث لم‬ ‫ُيترج ��م �إلى الم�شاركة في الق ��وى العاملة على نطاق‬ ‫وا�س ��ع في المملكة ال�سعودي ��ة‪ .‬في حين �أن �إتجاهات‬ ‫الح ��ظ في ع ��دد قليل م ��ن البلدان‬ ‫مماثل ��ة �أي�ض� � ًا ُت َ‬ ‫المتو�سط ��ة الدخل ف ��ي المنطقة‪ ،‬مث ��ل الأردن‪ ،‬ف�إن‬ ‫المملك ��ة العربي ��ة ال�سعودية هي ف ��ي المرتبة الأدنى‬ ‫بي ��ن البل ��دان ذات الدخ ��ل المرتف ��ع بالن�سب ��ة �إلى‬ ‫م�شارك ��ة الإن ��اث والفر� ��ص الإقت�صادي ��ة‪� .‬إن ن�سبة‬ ‫م�شارك ��ة الق ��وى العامل ��ة الن�سائي ��ة ف ��ي المملك ��ة‬ ‫تبل ��غ ‪ 20‬ف ��ي المئ ��ة‪� ،‬أي �أقل م ��ن ن�ص ��ف العدد في‬ ‫الكوي ��ت �أو الإم ��ارات العربية المتح ��دة‪ .‬ولكن ال بد‬ ‫م ��ن القول �أنه ت ��م �إحراز تقدم‪ ،‬م ��ع و�صول معدالت‬ ‫م�شارك ��ة المر�أة �إل ��ى ثالثة �أ�ضعاف م ��ا كانت عليه‬ ‫خ�ل�ال العق ��ود القليل ��ة الما�ضي ��ة و�إختي ��ار الن�ساء‬ ‫�أن ��واع جدي ��دة من المهن‪ ،‬م ��ن الريا�ض ��ة الأولمبية‬ ‫�إل ��ى �أمينة �صندوق في ال�سوب ��ر ماركت‪ .‬في الواقع‪،‬‬ ‫�أع ��ادت النا�شط ��ة الن�سائي ��ة ال�سعودي ��ة �سمر فتاني‬ ‫الف�ضل �إل ��ى الملك عبد اهلل ف ��ي تو�سيع فر�ص عمل‬ ‫المر�أة خ ��ارج قطاعي التعليم والطبابة �إلى مجاالت‬ ‫مث ��ل الخدمات الم�صرفي ��ة وتكنولوجيا المعلومات‪،‬‬ ‫والهند�س ��ة المعمارية‪ ،‬والعلوم‪ .‬وفي ال�شهر الما�ضي‬ ‫قال ��ت وزارة العم ��ل �أن المر�أة ال�سعودي ��ة يمكنها �أن‬ ‫تعم ��ل في قطاع الطهي في الفن ��ادق "طالما �أن بيئة‬ ‫عملها خالية من الرجال"‪.‬‬ ‫لكن عموم� � ًا‪ ،‬تالح ��ظ منظمات حق ��وق الإن�سان �أن‬ ‫جهود الحكومة لجذب المزيد من الإناث �إلى القوى‬ ‫العامل ��ة كانت ف ��ي كثير م ��ن الأحي ��ان غام�ضة‪ ،‬لم‬ ‫ت�ستطع تحقي ��ق الأهداف‪� ،‬أو تعث ��رت ب�سبب مواقف‬ ‫القوى المحافظة‪� .‬إن المعركة ال�شر�سة بين الحكومة‬ ‫والمت�شدّدين من رجال الدين على م�س�ألة تبدو تافهة‬ ‫حول ما �إذا كان يمكن للمر�أة �أن تعمل كم�ساعدة في‬ ‫متج ��ر لبيع المالب� ��س الداخلية تظهر ك ��م هي هذه‬ ‫الق�ضاي ��ا مثيرة للنزاع والج ��دل‪ .‬وعالوة على ذلك‪،‬‬ ‫ينبغ ��ي � اّأل ُيفت َر� ��ض �أن جمي ��ع الن�س ��اء ال�سعودي ��ات‬ ‫المتع ّلم ��ات تعليم� � ًا عالي� � ًا ي ��ردن العم ��ل‪ .‬بع�ضه ��ن‬ ‫يف�ضلن �أن يكنَّ ربات بي ��وت متع ّلمات ك�أ�سلوب حياة‬ ‫م�شروع‪ ،‬تمام ًا كما هو الحال في الغرب‪ .‬ولكن ب�شكل‬ ‫عام هناك �أد ّلة �شفهية م�ست�شرية قوية ت�شير �إلى �أن‬ ‫الكثير من الخريجات ال�سعوديات ال يردن الم�شاركة‬ ‫في الق ��وى العاملة المدفوع ��ة‪ ،‬ولكنهن ينا�ضلن من‬ ‫�أجل �إيجاد فر�ص مطابقة لم�ؤهالتهن‪.‬‬ ‫�إل ��ى �أي م ��دى ينبغ ��ي �أن يك ��ون �صانع ��و ال�سيا�سات‬ ‫المنخرطون م ��ع المملكة لتح�سين �سجلها في مجال‬ ‫مت�شحعين من التقدم الهائل في تعليم‬ ‫حقوق الإن�سان ّ‬

‫الملك �سلمان بن عبد العزيز‪:‬‬ ‫هل يكمل الم�سار الإ�صالحي بالن�سبة �إلى المر�أة‬

‫الزخم لتو�سيع تعليم المر�أة في المملكة‬ ‫العربية ال�سعودية جاء في منت�صف �سبعينات‬ ‫القرن الفائت بعد الطفرة النفطية‪،‬‬ ‫ب�سبب القلق ب�أن ي�ؤدي تزايد �أعداد الرجال‬ ‫ال�سعوديين الذين يدر�سون في الخارج �إلى‬ ‫زواجهم من ن�ساء �أجانب لتج ّنب الإ�ضطرار �إلى‬ ‫الزواج بفتيات غير متعلمات‬ ‫المر�أة والفت ��ح التدريجي لفر�ص العمل؟ هل �سيتابع‬ ‫العاه ��ل ال�سعودي الجدي ��د الملك �سلم ��ان خطوات‬ ‫�سلف ��ه الراح ��ل المل ��ك عب ��داهلل في ه ��ذا المجال؟‬ ‫ت�شي ��ر دالئل مبك ��رة �إلى �أن المل ��ك الجديد لن ُيلغي‬ ‫الإ�صالح ��ات ال�صديقة للمر�أة ل�سلف ��ه‪ .‬وهو يوا�صل‬ ‫عمل ��ه بالم�ض ��ي قدم ًا بح ��ذر بالن�سبة �إل ��ى الحقوق‬ ‫الإنتخابي ��ة للمر�أة‪ ،‬مع حلول الموعد المقرر لل�سماح‬ ‫للن�س ��اء بالت�صويت للمرة الأول ��ى في وقت الحق من‬ ‫ه ��ذا العام‪ ،‬على الرغم م ��ن �أن ذلك �سيجري فقط‬ ‫ف ��ي الإنتخابات البلدية‪ .‬كم ��ا �أن هناك �إ�شارات �إلى‬ ‫تغيي ��رات لرفع بع�ض القيود المفرو�ضة على الحركة‬ ‫الن�سائي ��ة‪ .‬ف ��ي �أثن ��اء �إط�ل�اق الحمل ��ة الحكومي ��ة‬ ‫الجدي ��دة الت ��ي دُعي ��ت "ج ��واز �سف ��رك‪ ،‬هويت ��ك"‬ ‫في ج ��دة‪ ،‬قال المدي ��ر العام لمكت ��ب الجوازات في‬ ‫المملك ��ة �أن القواعد التي تفر� ��ض على الن�ساء تحت‬ ‫�سن ‪ 45‬لإظهار �أن لديهن �إذن ًا من و�صي ذكر لل�سفر‬ ‫ت ّم ��ت مراجعته ��ا‪ ،‬و�إ�ستبداله ��ا بقواع ��د جديدة من‬

‫المرجح �أن تر ّكز عل ��ى �سبب ال�سفر بد ًال من العمر‪.‬‬ ‫وفي حي ��ن �أن تفا�صيل الإ�صالحات المقبلة ما زالت‬ ‫غام�ض ��ة‪ ،‬ف�إن حقيق ��ة �أنه تمت مراجع ��ة و�إ�ستبدال‬ ‫ال�ش ��رط الذي يفر� ��ض على الم ��ر�أة �أن تح�صل على‬ ‫�إذن من و�صي ذكر لل�سفر تعتبر خطوة مهمة‪.‬‬ ‫م ��ن ناحية �أخرى‪ ،‬ي�شير العديد م ��ن المراقبين �إلى‬ ‫�أن الحكومة ال�سعودية على ما يبدو �أكثر تقدمية من‬ ‫بع� ��ض قطاعات ال�سكان في البالد‪ ،‬وعلى هذا النحو‬ ‫فق ��د واجهت رد فعل قوي ًا من بع� ��ض الأو�ساط حيال‬ ‫�سيا�ساتها ب�ش�أن عمل المر�أة وتعليمها‪ .‬لهذا ال�سبب‪،‬‬ ‫ف�إن الملك �سلمان‪ ،‬في حين من المرجح �أن ال يعك�س‬ ‫�أي �إ�صالح ��ات �أجراه ��ا الملك عب ��د اهلل‪ ،‬فمن غير‬ ‫المتوقع �أن ي�سرع في تنفيذها �أي�ض ًا‪ .‬مع البطالة بين‬ ‫ال�شب ��اب ال�سع ��ودي تحوم تح ��ت ‪ ،٪30‬هناك �ضغط‬ ‫�سيا�س ��ي ثقي ��ل عل ��ى الحكومة للحفاظ عل ��ى و�صول‬ ‫الذكور �إلى وظائف بد ًال من ت�شجيع �أعداد كبيرة من‬ ‫الن�ساء للإن�ضمام �إلى القوى العاملة‪.‬‬ ‫في الوقت عين ��ه‪ ،‬يتوقع الخبراء ب�أن ت�ستفيد الن�ساء‬ ‫م ��ن �سيا�سة "ال�سعودة"‪ ،‬وهو م ��ا يعني �أن ال�شركات‬ ‫العاملة ف ��ي المملكة العربي ��ة ال�سعودية من المتوقع‬ ‫عل ��ى نح ��و متزاي ��د �أن تعمد �إل ��ى توظي ��ف وتدريب‬ ‫ال�س ��كان المحليين ب ��د ًال من الإعتماد عل ��ى العمالة‬ ‫الواف ��دة‪ ،‬وخ�صو�ص� � ًا بالن�سب ��ة �إل ��ى المواق ��ع التي‬ ‫تتطلب مهارات �أعلى‪ .‬وبالتالي هناك �أ�سباب �أخرى‬ ‫غير حق ��وق الم ��ر�أة لتعزيز م�شاركة الق ��وى العاملة‬ ‫الن�سائي ��ة‪ ،‬مث ��ل التنمي ��ة و�إهتمامات بن ��اء الدولة‪،‬‬ ‫ف�ض�ل ً�ا عن الطلب القوي على عمل المر�أة ال�سعودية‬ ‫في بع�ض القطاعات (على �سبيل المثال‪ ،‬الزبائن من‬ ‫الن�ساء يف�ضلن �شراء المالب�س الداخلية من محالت‬ ‫تعمل فيها الن�ساء بد ًال من الذكور الوافدين)‪ .‬ولكن‬ ‫�إذا كان ��ت التحركات لتوظيف الإن ��اث يدفعها طلب‬ ‫�صاح ��ب العم ��ل �أو �إعتب ��ارات حقوق الإن�س ��ان‪ ،‬ف�إن‬ ‫المعار�ض ��ة المحافظة �ضد دخول الم ��ر�أة �إلى �سوق‬ ‫العمل ال تزال قوية‪.‬‬ ‫�إن الت�أثير في المجتمع ال�سعودي من جيل جديد من‬ ‫الإناث المتعلمات تعليم ًا عالي ًا – حيث العديد منهن‬ ‫لم تذهب جدّاتهن �إلى المدر�سة ولم يعرفن القراءة‬ ‫�أب ��د ًا‪ -‬يتع ّي ��ن ال�شعور ب ��ه تمام� � ًا‪ .‬يب ��دو �أن التغيير‬ ‫التدريج ��ي ال مف ��ر من ��ه‪ .‬وكم ��ا قال طال ��ب �سعودي‬ ‫يدر� ��س في وا�شنط ��ن لإحدى ال�صح ��ف‪�" :‬أعتقد �أن‬ ‫الم ��ر�أة هي �أكث ��ر طموح ًا م ��ن الرجال ف ��ي بالدنا‪.‬‬ ‫لدينا الكثير من اال�شياء للقيام بها بالن�سبة �إليها‪...‬‬ ‫ال يوج ��د لدينا العديد م ��ن الخي ��ارات‪ ،‬نريد �إيجاد‬ ‫خيارات �أخرى جديدة"‬ ‫‪Issue 34 - September - 2015‬‬

‫‪97‬‬


Your weight loss succe ss sto ry starts here Dietitian Christelle Bedrossian Bariatric Surgery Nutritionist - Trained at the University of Montreal

Lose 6-8 kg with our Medical Protocol Customized Diet Plans Weight Loss Surgery Nutrition Programs Clinics in Adlieh-Beirut & Jounieh Online Consultation

Dietitian Christelle Bedrossian Dietitian Christelle Bedrossian

+961 76 95 96 98 +961 3 417 589 www.christellebedrossian.com


‫محارف مراد بطر�س ال بد منها للعرب في القرن الواحد والع�شرين‬

‫الرجل الذي أدخل احلرف العربي‬ ‫إىل عامل الكومبيوتر واإلنرتنت‬

‫لندن ‪ -‬هيكل مهدي‬ ‫"مجموعة بطر�س العالمية" (‪www.‬‬ ‫‪ ،)boutrosfonts.com‬التي يديرها‬

‫م ��راد بطر�س بم�شاركة قرينت ��ه �أرليت‪ ،‬هي �شركة‬ ‫رائ ��دة في مجال الطباع ��ة والخطوط والت�صاميم‬ ‫العربي ��ة ومقرها لندن‪ .‬لأكثر م ��ن ‪ 40‬عام ًا‪ ،‬وهي‬ ‫تعم ��ل عل ��ى ال�صعي ��د العالم ��ي‪ ،‬حي ��ث تراوح ��ت‬ ‫م�شاريعها م ��ن �إن�شاء مجموع ��ات محارف عربية‬ ‫لبرمجي ��ات وت�صاميم لدور م�شه ��ورة عالمي ًا‪� ،‬إلى‬ ‫�شعارات عربية لل�شركات والمنظمات والجمعيات‬ ‫واللجان الخا�صة‪.‬‬ ‫خ�ل�ال �سنوات ��ه التكويني ��ة‪ ،‬ت ��درب م ��راد بطر�س‬ ‫تقليدي� � ًا كخط ��اط عرب ��ي‪ .‬وم ��ع تط ��ور �أجه ��زة‬ ‫الكومبيوت ��ر ال�شخ�صي ��ة تط ّور معه ��ا وفر�ض على‬ ‫التخ�ص�ص ف ��ي الم�شاريع التي تجمع‬ ‫نف�س ��ه مهمة‬ ‫ّ‬ ‫بي ��ن تقني ��ات ف ��ن الخ ��ط التقليدي ��ة والتقني ��ات‬ ‫الجدي ��دة‪ .‬كتاب ��اه المعروفان على ه ��ذا ال�صعيد‪،‬‬

‫مراد بطر�س‪� :‬أدخل الخط العربي �إلى العالم الإلكتروني‬

‫"العربي للم�صممين" و "الحديث عن العربية"‪،‬‬ ‫هدف ��ا �إل ��ى تب ��ادل حب ��ه للت�صمي ��م م ��ع جمه ��ور‬ ‫�أو�س ��ع‪ ،‬وخطوط ��ه الجميل ��ة يمك ��ن العث ��ور عليها‬ ‫ف ��ي الم�ؤ�س�سات الكب ��رى في جميع �أنح ��اء العالم‬ ‫العربي‪.‬‬ ‫قب ��ل الذه ��اب �إل ��ى �أبع ��د م ��ن ذل ��ك‪ ،‬ف�إن ��ه م ��ن‬ ‫ال�ض ��روري �أن ّ‬ ‫نو�ض ��ح �أن بطر� ��س ه ��و م�صم ��م‬ ‫مح ��ارف (‪ .)Typefaces‬وكثير من النا�س يخلط‬

‫بي ��ن المح ��ارف والخطوط‪ .‬وق ��د �أو�ض ��ح الط ّباع‬ ‫نورب ��رت فلورن ��دو الف ��رق ب�إيجاز‪" :‬الخ ��ط هو ما‬ ‫ت�ستخ ��دم والمحرف هو ما تراه"‪ .‬ويف�صل �ستيفن‬ ‫كول ��ز �أبعد من ذلك حيث يق ��ول‪" :‬عندما تتحدث‬ ‫عن كم تحب لحن ًا‪ ،‬فال تقول‪ :‬هذه "‪�( "MP3‬آلية‬ ‫ترميز ال�صوت لل�صوت الرقمي) عظيمة‪ .‬تقول‪":‬‬ ‫�إنه ��ا �أغنية رائعة "والـ"‪ "MP3‬هي �آلية الت�سليم‪،‬‬ ‫ولي� ��س العم ��ل الإبداعي‪ .‬كما هو الح ��ال في عالم‬ ‫الحروف‪ ،‬الخ ��ط هو �آلية الت�سلي ��م والمحرف هو‬ ‫العمل الإبداعي"‪.‬‬ ‫وهك ��ذا ف�إن محارف بطر�س ه ��ي �شكل من �أ�شكال‬ ‫الفن الغرافيكي‪ ،‬الت ��ي تخلقها موهبته ويخترعها‬ ‫خيال ��ه‪ .‬وه ��و يمن ��ح تراخي� ��ص الملكي ��ة الفكرية‬ ‫لتمكي ��ن الآخرين لك ��ي يعبروا من خ�ل�ال العربية‬ ‫المكتوب ��ة‪ .‬وهن ��ا تكم ��ن الم�شكل ��ة‪ .‬للأ�س ��ف كثير‬ ‫من النا� ��س ال يدركون بانهم كم ��ا يدفعون ر�سوم ًا‬ ‫لإمت�ل�اك ن�سخة من فيلم �أو لعبة فيديو‪ ،‬عليهم �أن‬ ‫يدفعوا ر�سوم ترخي�ص لإ�ستخدام محرف‪.‬‬

‫من �أعماله‪ :‬لوحة تحية الخيل‬ ‫‪Issue 34 - September - 2015‬‬

‫‪99‬‬


‫فنون‬

‫�شاركت "مجموعة بطر�س‬ ‫العالمي��ة" المتخ�ص�ص��ة‬ ‫ف��ي الت�صمي��م و�إبداع��ات‬ ‫الخط العرب��ي في "معر�ض‬ ‫�أب��و ظب��ي الدول��ي لل�صيد‬ ‫والفرو�سي��ة" ال��ذي ج��رى‬ ‫�أخي��ر ًا بي��ن ‪ 9‬و‪� 12‬أيل��ول‬ ‫(�سبتمب��ر) الحال��ي‪ ،‬م��ن‬ ‫طري��ق ال�شرك��ة المتفرّع��ة‬ ‫منه��ا "م�ؤ�س�س��ة بطر���س‬ ‫للفن��ون الجميل��ة" الت��ي‬ ‫�أعلن��ت ف��ي هذا الع��ام عن‬ ‫�أعم��ال م�شترك��ة م��ع �أربعة‬ ‫فنانين معروفين‪ :‬كري�ستين‬ ‫�شوب��ل‪ ،‬كري�ستين جميل‪،‬‬ ‫وكارول كم��ب‪ .‬والأخيرة‬ ‫ع�ضو ف��ي مجموعة "تبادل‬ ‫الح��روف" الت��ي ه��ي‬ ‫منظمة تعم��ل على ت�شجيع‬ ‫�إ�ستخ��دام الخط��وط ف��ي‬ ‫مختلف و�سائل الإعالم‪.‬‬ ‫ولك��ن م��ا ه��ي "مجموعة‬ ‫بطر���س العالمي��ة" وما هي‬ ‫�إخت�صا�صاتها؟‬ ‫من �أعماله‪:‬‬ ‫لوحة الله‬

‫‪98‬‬

‫العدد ‪� - 34‬أيلول (�سبتمرب) ‪٢٠١5 -‬‬


‫الموقف الثقافي‬

‫بقلم جوزف قرداحي‬

‫الفن والسياسة‪...‬‬ ‫من معني شريف إىل جوليا بطرس!‬ ‫�ضج ��ت مواق ��ع التوا�ص ��ل الإجتماع ��ي �أخي ��راً‬ ‫َّ‬ ‫بفيديوه ��ات ملتقط ��ة م ��ن المظاه ��رات الت ��ي‬ ‫�شهدته ��ا �ساحت ��ا ال�شهداء وريا� ��ض ال�صلح في بي ��روت‪ ،‬يظهر‬ ‫فيه ��ا ع ��دد م ��ن الفناني ��ن وه ��م يعلن ��ون مواقفه ��م ال�سيا�سية‬ ‫الم�ؤ ّيدة والداعمة لهذا الفريق �أو ذاك الحزب �أو التيار‪ ،‬على‬ ‫قاع ��دة �أن الفنان �إب ��ن المجتمع وهو من ال�شعب‪ ،‬ومعاناته ال‬ ‫تختلف �إطالقاً عن معاناة النا�س الحياتية المتفاقمة نتيجة‬ ‫الف�س ��اد الم�ست�شري في الدولة اللبنانية‪ ،‬الأمر الذي �أغرقها‬ ‫م ��ع مواطنيها ف ��ي �أزمة هي من �أخطر الأزم ��ات البيئية على‬ ‫الإطالق هي �أزمة النفايات‪.‬‬ ‫الالف ��ت �أن �أكث ��ر م ��ن مغ � ٍ�ن لبنان ��ي �ش ��ارك ف ��ي مظاه ��رات‬ ‫متباين ��ة ف ��ي المواق ��ف ومختلف ��ة ف ��ي الر�ؤي ��ا ال�سيا�سي ��ة‪،‬‬ ‫مث ��ل الفن ��ان معي ��ن �شريف ال ��ذي �أطلق مواقف ف ��ي مظاهرة‬ ‫"طلع ��ت ريحتك ��م" (التي رفعت �ص ��ور كل الأقطاب والزعماء‬ ‫ال�سيا�سيي ��ن م ��ن دون �إ�ستثن ��اء‪ ،‬ب�صفته ��م م�س�ؤولي ��ن ع ��ن‬ ‫الف�س ��اد)‪ ،‬تختلف تماماً عن مظاه ��رة "التيار الوطني الحر"‬ ‫الم�ؤي ��دة للعم ��اد مي�ش ��ال ع ��ون الراف� ��ض تعمي ��م الإتهام ��ات‬ ‫بالف�ساد‪ ،‬متهماً التجمع ��ات المدنية ب�أنها تج ّمعات م�شبوهة‪،‬‬ ‫و�إن كان ��ت مطالبه ��ا مح ّق ��ة في رفع �شعاراتٍ ه ��ي في الأ�سا�س‬ ‫�شعارات "التيار الوطني الحر"‪.‬‬ ‫معي ��ن �شري ��ف ال ��ذي طالب ف ��ي مظاه ��رة "طلع ��ت ريحتكم"‬ ‫كل الم�س�ؤولي ��ن ال�سيا�سيي ��ن وزعم ��اء الأح ��زاب والطوائ ��ف‬ ‫بالذه ��اب �إل ��ى بيوته ��م لأن "ريحته ��م طالع ��ة"‪ ،‬ع ��اد ون�س ��ف‬ ‫كل مواقف ��ه بع ��د �أيام قليلة ف ��ي مظاهرة التي ��ار العوني التي‬ ‫َ‬ ‫"لبيك يا ن�ص ��راهلل" الأمر ال ��ذي �أثار �أكثر‬ ‫ا�ستهله ��ا بتحي ��ة‪:‬‬ ‫م ��ن �س� ��ؤال ع ��ن دور "ح ��زب اهلل" ف ��ي ه ��ذا الح�ش ��د الب�ش ��ري‬ ‫البرتقال ��ي‪ ،‬وهل ه ��و برتقالي �صافي �أم وراء البرتقال ليمون‬ ‫�أ�صفر؟!‬ ‫ما فعله معين �شريف وهو المعروف بوالئه المطلق لـ"حزب‬ ‫اهلل" والجن ��رال عون‪ ،‬فعل ��ه �أي�ضاً الفنان زي ��ن العمر ف�شارك‬ ‫ف ��ي مظاهرتي ��ن متنافرتي ��ن‪ ،‬و�أطل ��ق موقفي ��ن ال يلتقي ��ان‪،‬‬ ‫الأول يري ��د �إ�سقاط الطبق ��ة ال�سيا�سية وكل رموزها من دون‬ ‫�إ�ستثن ��اء‪� ،‬أم ��ا الثاني‪ ،‬فه ��و المطالبة ب�إنتخ ��اب الجنرال عون‬ ‫رئي�ساُ مبا�شرة من ال�شعب‪.‬‬

‫هذا التخبط ال�سيا�سي في المواقف لم يقع فيه معين �شريف‬ ‫وزي ��ن العم ��ر وحدهم ��ا‪ .‬فقبلهما وقع ��ت ماج ��دة الرومي في‬ ‫الإرباك ال�سيا�سي ذاته في العام ‪ 1990‬حين غ ّنت "غ�ضبك نار‬ ‫خللي النار ت�ش ّعل نار الثورة" �أمام رئي�س الحكومة الع�سكرية‬ ‫�آن ��ذاك العماد مي�شال عون في ق�صر ال�شعب ببعبدا‪ ،‬ثم عادت‬ ‫و�إتخ ��ذت خي ��اراً �آخ ��ر ف ��ي الع ��ام ‪ُ 2005‬بعي ��د �إغتي ��ال الرئي�س‬ ‫رفي ��ق الحري ��ري‪ ،‬فغن ��ت في �إحتف ��االت "البي ��ال" لقائد ثورة‬ ‫الأرز الجدي ��د �سع ��د الحري ��ري‪ ،‬ال�سع ��ودي المن�ش� ��أ واله ��وى‬ ‫والوالء‪ ،‬ولو رفع تمويهاً في بداياته �شعار "لبنان �أو ًال"‪.‬‬ ‫�إل ��ى ماج ��دة الروم ��ي �شه ��دت �ساح ��ة االمظاه ��رات ال�سيا�سية‬ ‫مواق ��ف لجولي ��ا بطر� ��س‪ ،‬الت ��ي كان ��ت �أح ��د �أركان مظاهرات‬ ‫الع ��ام ‪� 2006‬أمام منظمة "الأ�سكوا" ف ��ي �ساحة ريا�ض ال�صلح‬ ‫ف ��ي بي ��روت �إحتجاجاً عل ��ى الح ��رب الإ�سرائيلية عل ��ى لبنان‪،‬‬ ‫ومعه ��ا وق ��ف مئ ��ات الفناني ��ن والإعالميي ��ن ورج ��ال الفك ��ر‬ ‫وم ��ن مختلف التي ��ارات والإتجاهات تندي ��داً بالعدوان‪ ،‬ولكن‬ ‫الالف ��ت �أن جولي ��ا ذهب ��ت ف ��ي مواقفه ��ا �أبع ��د م ��ن الجمي ��ع‪،‬‬ ‫ف�أنتجت �أغنية م�ص َّورة على طريقة الفيديو كليب‪ ،‬م�ستوحاة‬ ‫من خطاب ال�سيد ح�سن ن�صراهلل �إلى رجال "المقاومة"‪ ،‬قام‬ ‫ولحنه ��ا �شقيقها زي ��اد بطر�س‬ ‫بنظمه ��ا ال�شاع ��ر غ�س ��ان مطر ّ‬ ‫بتوزي ��ع مي�ش ��ال فا�ض ��ل‪� .‬أم ��ا الغري ��ب ف ��ي الأم ��ر �أن الأغنية‬ ‫عل ��ى روعته ��ا �أداء ولحن� �اُ وتوزيع� �اً وكالماً وت�صوي ��راً‪ ،‬لم تل َق‬ ‫�أي ترحي ��ب علني من جان ��ب الأمين العام للح ��زب‪ ،‬وبالتالي‬ ‫ل ��م َ‬ ‫تحظ ب�أي فر�صة من جانب محط ��ة "المنار" لبثها عبر‬ ‫�شا�شته ��ا لجمهور "المقاومة"‪ ،‬لأ�سباب دينية تمنع ظهور �أي‬ ‫�إمر�أة على �شا�شتها تتعاطى فن الغناء‪.‬‬ ‫و�إذا كان ��ت جولي ��ا الت ��ي �آمن ��ت وغ ّن ��ت لمقاوم ��ة ال ت�ؤمن بها‪،‬‬ ‫وال تج ��د فيه ��ا �أكثر من �إم ��ر�أة ينبغي �ستره ��ا وتغطية ر�أ�سها‬ ‫بالحج ��اب ال�شرع ��ي‪ ،‬ومن ��ع �صوته ��ا م ��ن الغن ��اء لأن ��ه فج ��ور‬ ‫وح ��رام‪ ،‬و�إذا كان الف ��ن ال يلتق ��ي م ��ع ال�سيا�س ��ة مهم ��ا كان ��ت‬ ‫نظيفة لأنها متغيرة وال ت�ستقر على مبد�أ �أو قاعدة‪ ،‬و�إذا كان‬ ‫�إلت ��زام الفنان الق�ضاي ��ا ال�سيا�سية مهما كان ��ت مح ّقة وعادلة‬ ‫يجعل ��ه فناناً �ض ّيق الأفق‪ ،‬ومفروزاً للون �سيا�سي قد ال يلتقي‬ ‫يمجد الزعيم‬ ‫مع الجميع‪ ،‬ف�أي مجد ي�سعى �إليه الفنان حين ّ‬ ‫وينحني �أمامه �إ�ستر�ضا ًء؟!‬

‫‪Issue 34 - September - 2015‬‬

‫‪101‬‬


‫فنون‬ ‫ب ��د�أ مراد خلق محارف قبل عقود من ظهور جهاز‬ ‫الكومبيوتر �أو الإنترنت‪ .‬وفق� � ًا لبطر�س‪ ،‬في �أوائل‬ ‫�سبعين ��ات الق ��رن الفائت كان خطاط ��و وم�صممو‬ ‫العربي ��ة ي�صمم ��ون محرف ًا في حج ��م ‪ 6-3‬مرات‬ ‫�أكب ��ر من الحجم النهائي ال ��ذي كانوا يحتاجونه‪.‬‬ ‫بعدها كان ُيخفَّ�ض مقيا� ��س المحرف فوتوغرافي ًا‬ ‫�إل ��ى الحجم المطل ��وب‪ ،‬ثم تُطبع ن�س ��خ عدة على‬ ‫ال ��ورق الأبي� ��ض الم�صق ��ول‪ ،‬ويتم قط ��ع الأحرف‬ ‫�أخير ًا ول�صقها مع ًا باليد لت�شكيل الكلمة �أو الجملة‬ ‫المطلوبة في مجلة �أو �إعالن‪ .‬وكانت عملية بطيئة‬ ‫كثيفة العمالة‪.‬‬ ‫ث ��م‪ ،‬في الع ��ام ‪ ،1976‬بد�أت ال�شرك ��ة البريطانية‬ ‫"ليترا�سي ��ت" (‪ )Letraset‬العم ��ل على مجموعة‬ ‫وا�سع ��ة من المح ��ارف العربية ب�إ�ستخ ��دام عملية‬ ‫ال�شا�ش ��ة الحريري ��ة‪ .‬وه ��ذا جع ��ل الأم ��ر �أ�سه ��ل‬ ‫بكثي ��ر لإ�ستخ ��دام المح ��ارف المتخ�ص�ص ��ة ف ��ي‬ ‫مج ��ال الإعالن والالفت ��ات والعناوين وغيرها من‬ ‫المحتوى المكتوب الإبداعي‪ .‬وبالتعاون بين بطر�س‬ ‫و"ليترا�سي ��ت" ول ��د المح ��رف العرب ��ي‪" ،‬بطر�س‬ ‫المعلن ��ون للن�س ��خ" (‪Boutros Advertisers‬‬ ‫‪ )Naskh‬للعمل في وئام مع المحارف الإنكليزية‪.‬‬ ‫"ي�ستند الت�صميم على �أ�سلوب الن�سخ الكال�سيكي‪،‬‬ ‫محترم ًا الخط العربي وقواعده الثقافية"‪ّ ،‬‬ ‫يو�ضح‬ ‫بطر�س‪" .‬تم ت�صميم خط ��وط م�ستقيمة مترابطة‬ ‫�إ�ضافي ��ة لتتنا�س ��ب م ��ع م�ست ��وى الخ ��ط الالتيني‬ ‫لتحقيق الإن�سجام عندما ت�ستخدم جنب ًا �إلى جنب‬ ‫مع محرف متع ��ادل بالالتينية مث ��ل "غراموند"‪،‬‬ ‫"باالتينو" و"تايمز رومان"‪ ،‬وكذلك "هيلفيتيكا"‪،‬‬ ‫وفوت ��ورا"‪ ،‬و"فروتيغ ��ر"‪ .‬والخفيف ��ة والمتو�سطة‬ ‫الأوزان هي منا�سب ��ة لج�سم الن�ص‪ .‬وهناك �أوزان‬ ‫�أخ ��رى منا�سبة للعناوين والعناوي ��ن الفرعية‪� .‬أما‬ ‫الخطوط العري�ض ��ة‪ ،‬و�إ�صدارات الظل وفي الخط‬ ‫فيمك ��ن �أن ت�ستخدم لإعطاء ديكور �إ�ضافي لجميع‬ ‫�أنواع مواد الإت�صال"‪ ،‬م�ضيف ًا‪.‬‬ ‫�أ�صبحت "بطر�س المعلن ��ون للن�سخ" �شعبية جد ًا‪،‬‬ ‫خ�صو�ص� � ًا للعالمات في الأماك ��ن المغلقة والهواء‬ ‫الطلق في المطارات والمكاتب والم�ست�شفيات‪ .‬ولم‬ ‫يم�ض وق ��ت طويل حتى قفز �إ�ستخ ��دام المحارف‬ ‫قف ��زة �أكبر مع ق ��دوم برام ��ج كومبيوترية للتعامل‬ ‫مع معالجة الن�صو�ص والفنون التخطيطية‪ .‬الواقع‬ ‫�أن ��ه كان يج ��ب �أن ي�صبح بطر� ��س مليونير ًا ب�سبب‬ ‫�إنت�شار محارفه في كل مكان‪ .‬لكن هذا لم يحدث‪.‬‬ ‫ب ��د ًال من ذلك �أ�صبحت "بطر�س المعلنون للن�سخ"‬ ‫محرف ًا الأكثر مقر�صن ًا في جميع �أنحاء العالم‪.‬‬

‫‪100‬‬

‫العدد ‪� - 34‬أيلول (�سبتمرب) ‪٢٠١5 -‬‬

‫من �أعماله‪ :‬لوحة الحرية‬

‫"النا�س بحاجة �إلى معرفة �أنه عندما يتم تحميل‬ ‫الخط ��وط من مواقع عل ��ى الإنترن ��ت والتي تدّعي‬ ‫�أنه ��ا تق ��دم خطوط� � ًا مجاني ��ة‪ ،‬ف� ��إن معظ ��م تلك‬ ‫العرو� ��ض لي� ��س قانوني ًا"‪ ،‬يقول بطر� ��س‪ .‬م�ضيف ًا‪:‬‬ ‫"ينبغي على النا�س �أن يعتادوا على �إحترام �إبداع‬

‫خالل �سنواته التكوينية‪ ،‬تدرب مراد‬ ‫بطر�س تقليدياً كخطاط عربي‪ .‬ومع تطور‬ ‫�أجهزة الكومبيوتر ال�شخ�صية تط ّور معها‬ ‫التخ�ص�ص في‬ ‫وفر�ض على نف�سه مهمة ّ‬ ‫الم�شاريع التي تجمع بين تقنيات فن الخط‬ ‫التقليدية والتقنيات الجديدة‬ ‫مراد بطر�س‪" :‬النا�س بحاجة �إلى معرفة �أنه‬ ‫عندما يتم تحميل الخطوط من مواقع على‬ ‫الإنترنت والتي ت ّدعي �أنها تق ّدم خطوطاً‬ ‫مجانية‪ ،‬ف�إن معظم تلك العرو�ض لي�س‬ ‫قانونياً‪ .‬ينبغي على النا�س �أن يعتادوا على‬ ‫�إحترام �إبداع الآخرين والتقبل ب�أن عليهم �أن‬ ‫يدفعوا ثمناً لإبداع الأ�شخا�ص"‬

‫الآخرين والتقبل ب�أن عليهم �أن يدفعوا ثمن ًا لإبداع‬ ‫الأ�شخا� ��ص‪� .‬إن الأفراد لن يكونوا �سعداء للذهاب‬ ‫�إل ��ى مكت ��ب والعمل فيه م ��ن دون �أج ��ر‪ .‬كذلك �إن‬ ‫المبدعينن لي�س ��وا �سعداء عندما يرون �أن الأفراد‬ ‫وال�ش ��ركات يقوم ��ون ب�إ�ستخ ��دام ثم ��ار عمله ��م‪،‬‬ ‫و�إبداعهم‪ ،‬من دون �أي تعوي�ض"‪.‬‬ ‫بطر�س لي�س م�ستاء م ��ن ال�شاب الفقير في العالم‬ ‫النامي‪ ،‬الذي لي�س لديه المال لتح ّمل ثمن محرف‬ ‫وي�س ��رق واح ��د ًا خا�ص� � ًا ب"بطر� ��س العالمي ��ة"‬ ‫للإ�ستخ ��دام ال�شخ�ص ��ي‪ .‬ولكن �إذا �أق ��دم ال�شاب‬ ‫الفقي ��ر عين ��ه على ن�س ��خ الخ ��ط وبيعه م ��ن �أجل‬ ‫الرب ��ح‪ ،‬عندها ي�صبح العمل قر�صنة‪ .‬والأ�سو�أ من‬ ‫ذل ��ك في ر�أيه ه ��و عندما يقوم �شخ� ��ص ما ب�أخذ‬ ‫ت�صمي ��م محرف‪ ،‬ويغ ّير فيه قلي�ل ً�ا‪ ،‬ويعطيه �إ�سم ًا‬ ‫�آخر ث ��م يقدمه عل ��ى �أنه خط قانون ��ي‪ .‬وقد �أطلع‬ ‫بطر� ��س "�أ�س ��واق الع ��رب" عل ��ى مث ��ال ل�شخ�ص‬ ‫ق ��د فع ��ل ذل ��ك بال�ضبط م ��ع واحد م ��ن محارف‬ ‫"بطر�س العالمية"‪.‬‬ ‫ولك ��ن ماذا يو�صي بطر�س لتجن ��ب ق�ضايا الملكية‬ ‫الفكرية عندما يتعلق الأمر بالبرمجيات؟‬ ‫"كلما كان ��ت لديك فر�ص ��ة‪� ،‬إ�ستخدم برمجيات‬ ‫مفتوح ��ة الم�ص ��در‪ "،‬ق ��ال‪�" .‬أنا �أ�ستخ ��دم "�أوبن‬ ‫�أوفي� ��س" وبرام ��ج �أخ ��رى م ��ع رخ�ص ��ة عمومي ��ة‬ ‫عام ��ة‪ .‬الآن هناك الكثير م ��ن البرامج المفتوحة‬ ‫الم�ص ��در وهذا �أم ��ر جيد للبرمجي ��ات التجارية‪.‬‬ ‫�إنه ��ا و�سيلة للت�أكد من �أنك ال ت�سرق �إبداع �شخ�ص‬ ‫�آخر"‬


‫شارون ستون تعود إلى األضواء‪ ...‬أرملة‬ ‫بع ��د �إنقط ��اع طوي ��ل ع ��ن‬ ‫ال�شا�ش ��ة ب�سب ��ب م�شاكلها‬ ‫الخا�ص ��ة وال�صحي ��ة تع ��ود‬ ‫الممثلة الأميركي ��ة �شارون‬ ‫�ست ��ون ف ��ي دور جديد‪ .‬لقد‬ ‫�أختيرت �أخي ��ر ًا للعب الدور‬ ‫الرئي�سي في "رك�ض جامح"‬ ‫(‪ ،)Running Wild‬وه ��و‬ ‫فيل ��م درام ��ي تنتج ��ه ""�إي‬ ‫�أ�س �أك� ��س �إنترتايمنت"‪ ،‬مع‬ ‫الم�س�ؤولي ��ن ع ��ن "لوكا� ��س‬ ‫�أوي ��ل" فور�س ��ت لوكا� ��س‬ ‫وعل ��ي �أف�شار‪ .‬ويق ��وم بمهمة‬ ‫الإخ ��راج �أليك� ��س راناريفيلو‪،‬‬ ‫كم ��ا �أن الت�ألي ��ف وال�سيناريو‬

‫�شارون �ستون‪ :‬الأرملة‬

‫كان ��ا من مهمة كري�ستين ��ا مور وبراين‬ ‫رودنيك‪.‬‬ ‫ب ��د�أ الت�صوي ��ر الرئي�س ��ي للفيل ��م ف ��ي‬ ‫�آب (�أغ�سط� ��س) الفائ ��ت ف ��ي ناب ��ا‪،‬‬ ‫كاليفورني ��ا‪ ،‬حي ��ث ير ّكز عل ��ى �ستيال‬ ‫ديفي� ��س‪ ،‬الأرملة الت ��ي تنقذ مزرعتها‬ ‫م ��ن خالل العمل مع مجرمين ُمدانين‬ ‫ومحكومي ��ن لإعادة ت�أهي ��ل قطيع من‬ ‫الخيول البرية الت ��ي كانت تتج ّول في‬ ‫ممتلكاتها‪ .‬هن ��ا ينبغي عليها محاربة‬ ‫التع�ص ��ب والج�ش ��ع والبيروقراطي ��ة‬ ‫ّ‬ ‫والغ ��رور ‪ -‬بم ��ا فيها ذاته ��ا ‪ -‬للفهم‬ ‫�أخي ��ر ًا �أن ��ه لي� ��س هن ��اك �أي ع�ل�اج‬ ‫�أف�ض ��ل ل�س ��وء الح ��ظ م ��ن م�ساعدة‬ ‫حي �آخر‬ ‫مخلوق ّ‬

‫ريبيكا فيرغسون بطلة "مهمة مستحيلة" في "الفتاة في القطار"‬ ‫بع ��د نجاحها في لعب البطول ��ة الن�سائية في "مهمة م�ستحيل ��ة – �أمة مارقة"‪،‬‬ ‫تتفاو�ض ريبيكا فيرغ�سون لكي تقوم بدور رئي�سي في "الفتاة في القطار"‪ ،‬وهو‬ ‫فيل ��م ك ّيفه و�أخرجه تيت تايل ��ور عن رواية باوال هوكينز‪� .‬سوف تلعب فيرغ�سون‬ ‫دور �آنا‪ .‬علم ًا �أن هناك ثالثة �أدوار ن�سائية رئي�سية في الفيلم‪ ،‬حيث تقوم بالدور‬ ‫الأول �إيميل ��ي بالنت‪ ،‬التي تلعب دور مطلقة حديث ًا حيث تروي الحكاية وتق�ضي‬ ‫يومها بتخ ّيل زوجين على ما يبدو مثاليين يعي�شان في منزل يمر �أمامه قطارها‬ ‫كل يوم ‪ .‬في �صباح �أحد الأيام‪ ،‬ترى �شيئ ًا مر ّوع ًا يحدث هناك‪ ،‬وت�صبح متورطة‬ ‫في الغمو�ض الذي يتك�شف‪.‬‬ ‫تح ّولت فيرغ�س ��ون ب�شكل حقيقي �إلى "من هي؟" �أدا�ؤها كعميلة �سرية غام�ضة‬ ‫مقابل توم كروز في "مهمة م�ستحيلة – �أمة مارقة"‪ .‬وكانت على قائمة ق�صيرة‬ ‫ج ��د ًا ‪ -‬مع نجم ��ة فيلم جيم�س بون ��د الجديد "�سبيكتر" ليا �سي ��دو وبطلة فيلم‬ ‫"ماك�س المجنون‪ :‬غ�ضب الطريق" �أباي لي ‪ -‬الختبار البطولة الن�سائية مقابل‬ ‫ت�شانين ��غ تات ��وم في الفيل ��م ال ُم�ستلهم م ��ن "�إيك�س مان" وعنوان ��ه "غامبيت"‪.‬‬ ‫وق ��د �إختارت فيرغ�سون الخروج م ��ن المناف�سة من هذا الفيلم‪ ،‬وبد ًال من ذلك‬ ‫�إختارت هذا الدور الرقيق في الفيلم الذي تم ت�شبيهه ب" فتاة ذاهبة" لعنا�صر‬ ‫الإثارة فيه‪ ،‬كما �أنه م�أخوذ بتكيف عن كتاب ظاهرة‪ .‬وقد كتبت �إيرين كري�سيدا‬ ‫ويل�س ��ون ال�سيناري ��و‪ ،‬وينتج الفيلم م ��ارك بالت‪ ،‬مع الإنت ��اج التنفيذي لجاريد‬ ‫لوبوف و�سيليا كو�ستا�س‬

‫ريبيكا في‬

‫رغ�سون‪ :‬نجمة �صاعدة ب�سرعة ال�صاروخ‬

‫‪Issue 34 - September - 2015‬‬

‫‪103‬‬


‫عالم النجوم‬

‫نجوى كرم‪ :‬لست من مدرسة اإلعتداء على اآلخرين‬ ‫�أعلنت‪ ‬المطرب ��ة اللبناني ��ة نجوى ك ��رم‪ ،‬ب�أنها ل ��م تتع ّود ال�سك ��وت عن �أي �إ�س ��اءة ممكن �أن‬ ‫ت�صادفه ��ا ف ��ي يومياتها‪ ،‬لأنه ��ا كما تقول‪ ،‬ال ت�سيء �إل ��ى �أحد‪ ،‬م�شير ًة �إل ��ى �أنها ال تحمل في‬ ‫ذاته ��ا �أي �ضغينة تجاه �أحد‪ ،‬وقلبها ي�أخذه الت�سامح ف ��ي الكثير من الحاالت التي ت�صادفها‬ ‫و تزعجها �أحيان ًا‪.‬‬ ‫و�أو�ضح ��ت نجوى ف ��ي ت�صريح �صحافي‪" :‬ل�ست من مدر�سة الإعت ��داء على الآخرين‪ ،‬لكنني‬ ‫الم�س بي‪ ،‬ف�إنني من البديه ��ي �أن ال �أ�سكت‪ ،‬هكذا‬ ‫ف ��ي حال �إ�صطدمت بحاالت ت�سعى �إل ��ى ّ‬ ‫�أن ��ا �أت�صرف على طبيعتي‪ ،‬وتلقائي ًا �أدافع عن نف�سي مثلي مثل كل النا�س‪ ،‬ولي�س بال�ضرورة‬ ‫�أن تك ��ون ردود �أفعالي نابعة م ��ن �أحقاد‪ ،‬لأنني �أ�سا�س ًا ال �أعرف م ��ا هو الحقد‪ ،‬و�صراحتي‬ ‫ت�سبقني في الكثير من الأحيان"‪.‬‬ ‫يعن وجود �أزمة مع �شركة "روتانا"‪،‬‬ ‫و�أ�شارت �إلى �أن تعاونها مع‪� ‬شركة "اليف �ستايلز"‪ ،‬لم ِ‬ ‫ً‬ ‫م�ؤك ��د ًة �أن جديدها الفني القى الأ�صداء الإيجابية التي توقعتها‪ ،‬وخ�صو�صا �أغنية "بو�سة‬ ‫حيث‬ ‫قب ��ل النوم" الت ��ي و�صلت �إلى الآخرين ب�سرعة البرق‪ ،‬وهي بح�سب قولها جديدة من‬ ‫ن‬ ‫جوى كرم‪ :‬قلبي يخفق حب ًا وت�سامح ًا‬ ‫المو�ضوع والروحية العامة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫‪ ‬و�أ�ضاف ��ت‪" :‬تعاون ��ي م ��ع المخرج فادي حداد في كليب الأغني ��ة المذكورة كان رائعا وكنت را�ضية عنه تماما‪ ،‬و�سبق لي �أن تعاونت معه‬ ‫�سابق ًا‪ ،‬وتجربتنا الجديدة �أخير ًا كانت لها �إيجابياتها الملمو�سة من حيث ال�شكل والم�ضمون العام‪.‬‬ ‫ورف�ض ��ت النجمة اللبنانية الدخول �أكث ��ر �إلى الأزمة التي ح�صلت بينها وبين‪ ‬الفنان معين �شريف‪ ‬عقب ت�صريح �أدلى به‪ ،‬و�أ�شارت �إلى‬ ‫�أنها ردت عليه عبر �صفحتها على موقع "تويتر" و�إنتهى المو�ضوع عند هذا الحد من الإعترا�ض على ما قاله‬

‫مبروك كارول سماحة‬ ‫بعدم ��ا طال �إنتظارها لكي تعي�ش فرح ��ة الأمومة‪ ،‬غ ّردت الفنانة حي ��ث توال ��ت عليه ��ا التهان ��ي والتبري ��كات والأدعي ��ة والأمنيات‬ ‫اللبناني ��ة كارول �سماحة �أخير ًا فرح� � ًا معلنة والدة طفلتها "تاال" الطيبة بال�سالمة لها ولمولودتها الجديدة‪.‬‬ ‫م ��ن زوجها الم�صري رجل الأعمال وليد م�صطفى رئي�س مجل�س‬ ‫ُيذك ��ر �أن �سماح ��ة كانت �أعلن ��ت عن جن�س‬ ‫�إدارة قنوات "النه ��ار" الم�صرية و�صاحب‬ ‫جنينه ��ا من ��ذ فترة بعدم ��ا ن�ش ��رت �صورة‬ ‫جريدة "اليوم ال�سابع"‪.‬‬ ‫تجمعه ��ا بزوجه ��ا وه ��و يحت�ض ��ن الجنين‬ ‫ون�ش ��رت �سماح ��ة ال�ص ��ورة الأولى‪ ‬عب ��ر‬ ‫في بطنها‪ ،‬وكتبت عليه ��ا عبارة "ال�صورة‬ ‫�صفحته ��ا ال�شخ�صي ��ة عل ��ى "فاي�سب ��وك"‬ ‫الأولى مع الأب والأم"‪.‬‬ ‫ً‬ ‫عب ��ار ًة عل ��ى ح ��ذاء زه ��ري الل ��ون ترحيبا‬ ‫وكانت الفنانة ن ��وال الزغبي ال�سباقة �إلى‬ ‫بمولودته ��ا الأنث ��ى كتب ��ت فيه ��ا باللغ ��ة‬ ‫تهنئ ��ة زميلته ��ا بمولودتها‪ ،‬حي ��ث غ ّردت‬ ‫الإنكليزية بما معناه (�أه�ل ً�ا بك �إلى عالمنا‬ ‫مباركة له ��ا وكتبت‪" :‬مبروك حبيبة قلبي‬ ‫مالكنا "تاال")‪ ،‬ث ��م �ألحقتها بتدوين ٍة �أخرى‬ ‫عل ��ى البنوتة ت ��اال‪ .‬ربنا يحميه ��ا واتكون‬ ‫كتب ��ت فيه ��ا "�أ�سعد �ساع ��ات الم ��ر�أة‪ ..‬هي‬ ‫ايامه ��ا حل ��وة وتربى بدالل ��ك‪ .‬انا بعرف‬ ‫ال�ساعة التي تتحقق فيه ��ا �أنوثتها الخالدة‪..‬‬ ‫ال�شع ��ور الروع ��ة اللي ع ��م تمرقي فيه"‪،‬‬ ‫و�أمومتها الم�شتهاة‪ ..‬وتلك �ساعة الوالدة‪.‬‬ ‫علم ًا �أن �سماح ��ة كانت قد بادرت بتهنئة‬ ‫كما غ ّردت �سماحة عبر ح�سابها الخا�ص على‬ ‫"الزغب ��ي" على �ألبومها الجديد م�شيد ًة‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫أم‬ ‫�‬ ‫رت‬ ‫�صا‬ ‫حة‪:‬‬ ‫ب�أغنية "يا جدع"‬ ‫"تويتر" باللغة الإنكليزية معلن ًة والدة طفلتها‬ ‫كارول �سما‬

‫‪102‬‬

‫العدد ‪� - 34‬أيلول (�سبتمرب) ‪٢٠١5 -‬‬


‫فيلم "مانديال"‪� :‬صور في "جنوب �أفريقيا"‬

‫الممثلة ت�شارليز تيرون‪ :‬من ت�صدير ال�سينما في جنوب �أفريقيا‬

‫والتعاون مع مواهب محلي ��ة من قبل �صناع ال�سينما‬ ‫العالمية‪� .‬إن الإنتاج ��ات الم�شتركة البريطانية مثل‬ ‫"�ساحل من الهياكل العظمية" (‪ ،)1956‬والأميركية‬ ‫مث ��ل "ق�ضية كيب ت ��اون" (‪ )1957‬تعك� ��س �إتجاه ًا‬ ‫متزاي ��د ًا للت�صوير في المواق ��ع الحقيقية‪ ،‬بد ًال من‬ ‫�إ�ستخدام الإ�ستديو والم�شاهد الإ�صطناعية‪.‬‬

‫دوالر)‪ ،‬وفق� � ًا لدرا�سة "براي�س ووترهاو�س كوبرز"‪.‬‬ ‫وم ��ن المتوق ��ع �أن ت�ص ��ل الإي ��رادات �إل ��ى ‪3.42‬‬ ‫ملي ��ارات ران ��د (‪ 273.7‬ملي ��ون دوالر) في غ�ضون‬ ‫ثالث �سنوات‪ ،‬مع تو�سع ال�صناعة بمعدل نمو مركب‬

‫تو�سيع ال�سوق‬

‫و�ضعت وزارة التجارة وال�صناعة نظام‬ ‫حوافز ي�ساعد على دعم �صناعة ال�سينما‬ ‫في جنوب �أفريقيا‪ ،‬حيث ُيقدم الم�ساعدة‬ ‫�إلى كل من الإنتاجات المحلية والأجنبية‪.‬‬ ‫وهذه الحوافز ال ت�ش ّجع فقط الت�صوير في‬ ‫موقع في البلد ولكنها �أي�ضاً تق ّدم ح�سومات‬ ‫�إ�ضافية للعمل بعد مرحلة الإنتاج‬

‫الواقع �أن ال�شهي ��ة المتزايدة على المحتوى المحلي‬ ‫والتقدي ��ر المتزايد من قبل �صناع ال�سينما الأجنبية‬ ‫لجن ��وب �أفريقيا كموق ��ع ت�صوير ينبغ ��ي �أن يحافظ‬ ‫عل ��ى نم ��و �صناعة الترفي ��ه في البالد‪ ،‬م ��ع توقع �أن‬ ‫يتو�س ��ع هذا القطاع ويتجاوز نم ��و االقت�صاد الأو�سع‬ ‫في ال�سنوات المقبلة‪.‬‬ ‫م ��ن المتوق ��ع �أن تنمو �س ��وق الأف�ل�ام الترفيهية في‬ ‫جن ��وب �أفريقي ��ا بن�سب ��ة ‪ ٪6.4‬هذا الع ��ام‪ ،‬وتوليد‬ ‫عوائد تقدر ب‪ 2.76‬ملي ��اري راند (‪ 221.1‬مليون‬

‫فيلم "ت�سوت�سي"‪ :‬فاز بجائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين في ‪2005‬‬

‫متو�س ��ط يبل ��غ ‪ ٪7.1‬ف ��ي ال�سن ��وات الخم� ��س حتى‬ ‫‪.2018‬‬ ‫لق ��د و�ضع ��ت وزارة التج ��ارة وال�صناع ��ة نظ ��ام‬ ‫حواف ��ز ي�ساع ��د عل ��ى دع ��م �صناع ��ة ال�سينم ��ا في‬ ‫جن ��وب �أفريقيا‪ ،‬حيث ُيق ��دم الم�ساعدة �إلى كل من‬ ‫الإنتاج ��ات المحلي ��ة والأجنبي ��ة‪ .‬وه ��ذه الحوافز ال‬ ‫ت�شج ��ع فق ��ط الت�صوير ف ��ي موقع في البل ��د ولكنها‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫�أي�ض� �ا تقدّم ح�سوم ��ات �إ�ضافية للعم ��ل بعد مرحلة‬ ‫الإنتاج‪ .‬وهذا ي�ساعد من جهة على خلق فر�ص عمل‬ ‫في هذا القطاع‪ ،‬والتي يق ��در عددها حالي ًا بحوالي‬ ‫‪ ،25,000‬وفق� � ًا لأرق ��ام زارة التج ��ارة وال�صناعة‪،‬‬ ‫وم ��ن جه ��ة �أخ ��رى عل ��ى تطوي ��ر قاع ��دة مه ��ارات‬ ‫ال�صناعة ال�سينمائية المحلية‪.‬‬ ‫وت�شم ��ل الحواف ��ز المالي ��ة حالي ًا ح�س ��م (خ�صم)‬ ‫‪ %20‬عل ��ى ال�ضرائ ��ب للأف�ل�ام الأجنبي ��ة التي يتم‬ ‫ت�صويره ��ا ف ��ي جن ��وب �أفريقي ��ا مع موازن ��ات تبد�أ‬ ‫ب‪ 12‬ملي ��ون ران ��د (‪� 950‬أل ��ف دوالر) �أو �أعلى‪ ،‬مع‬ ‫ح� � ّد يبلغ ‪ 50‬مليون راند (‪ 4‬ماليين دوالر)‪ .‬وهناك‬ ‫�أي�ض� � ًا ح�سم ًا �إ�ضافي ًا يتراوح بي ��ن ‪� 2‬إلى ‪ٌ %5‬يعر�ض‬ ‫لمن يجري �أعمال ما بعد الإنتاج على �أر�ض البالد‪،‬‬ ‫وهذا يتو ّقف على م�ست ��وى الإنفاق‪ .‬وهناك مخطط‬ ‫تروي ��ج �آخر ي�شم ��ل ح�سم ‪ ٪35‬عل ��ى �أول ‪ 6‬ماليين‬ ‫ران ��د (‪� 475‬أل ��ف دوالر) م ��ن الإنف ��اق الم�ؤهل‪ ،‬مع‬ ‫ح�س ��م ‪ ٪25‬تطبق بع ��د ذلك‪ ،‬وفق ًا ل ��وزارة التجارة‬ ‫وال�صناعة‪.‬‬

‫�أرقام �شباك التذاكر‬ ‫بالإ�ضاف ��ة �إلى تعزيز المحت ��وى والخبرة في جنوب‬ ‫م�ضاعف ًا‬ ‫�أفريقيا‪ ،‬ف�إن ه ��ذه الحوافز تخلق ت�أثي ��ر ًا‬ ‫َ‬ ‫مهم� � ًا ف ��ي الإقت�ص ��اد عموم� � ًا‪ .‬وتق� �دّر وزارة‬ ‫‪Issue 34 - September - 2015‬‬

‫‪105‬‬


‫الفن ال�سابع‬

‫تعاملها ك�صناعة م�ستقبلية لها دورها في الإقت�صاد‬

‫جنوب أفريقيا تذهب إىل السينما‬ ‫عرفت �صناعة ال�سينما في جنوب �أفريقيا �أخير ًا �إزدهاراً‪ ،‬الأمر الذي حدا بوزارة التجارة وال�صناعة‬ ‫فيه��ا ب�إط�لاق برنامج حوافز لت�شجي��ع العاملين فيها محلي � ًا ولجذب العاملين ف��ي حقل الإنتاج‬ ‫ال�سينمائي في الخارج‪ .‬ويبدو �أن الخطوة قد نجحت حتى الآن كما يروي التقرير التالي‪.‬‬ ‫جوهان�سبورغ ‪ -‬كاتيا عون‬

‫ال�سينمائي الدولي في ‪.2005‬‬

‫لوريم ��ر جون�ستون العديد م ��ن الأفالم في المنطقة‬ ‫ف ��ي �أواخر العقد الأول من الق ��رن الع�شرين‪ ،‬والتي‬ ‫لعبت فيها دور البطولة ممثالت �أميركيات مثل �إدنا‬ ‫فلوغ ��راث وكارولين فران�سي�س ك ��وك‪ .‬وعلى الرغم‬ ‫م ��ن م�شارك ��ة جون�س ��ون‪ ،‬وفلوغراث‪ ،‬وك ��وك‪ ،‬فقد‬ ‫كانت هذه الإنتاجات جنوب �أفريقية �ض ّمت فاعلين‬ ‫محليين و َر َوت ق�ص�ص ًا محلية‪.‬‬ ‫وكان �أول فيل ��م �أفريق ��ي ناط ��ق هو "�س ��ري ماريه"‬ ‫(‪ ،)Sarie Marais‬ال ��ذي �ص ��در في الع ��ام ‪.1931‬‬ ‫�أم ��ا الإنتاج ��ات ال�صوتي ��ة الالحق ��ة‪ ،‬مث ��ل "داي‬ ‫ويلد�سبودج ��ي" (‪ ،)1948‬وطبع ��ة جدي ��دة م ��ن‬ ‫"�س ��ري ماري ��ه" (‪ ،)1949‬و"دار دوي ��ر �إن داي‬ ‫بوزفيل ��د" (‪ )1950‬فقد وا�صل ��ت م�سيرتها لتلبية‬ ‫طلبات جمه ��ور البي�ض الإفريقيي ��ن الذين يتكلمون‬ ‫الإفريقية‪.‬‬ ‫وق ��د �شه ��دت خم�سينات الق ��رن الفائت زي ��ادة في‬ ‫�إ�ستخ ��دام مواق ��ع للت�صوي ��ر ف ��ي جن ��وب �أفريقي ��ا‬

‫على الرغم م ��ن �أن قلة من الإنتاجات تاريخ ال�سينما الجنوب �أفريقية‬ ‫ال�سينمائية المحلية في جنوب �أفريقيا �صناع ��ة ال�سينما في جنوب �أفريقي ��ا قديمة العهد‪،‬‬ ‫معروف ��ة خارج الب�ل�اد‪ ،‬فقد تم �إنت ��اج العديد من فه ��ي تع ��ود �إل ��ى بداي ��ات الق ��رن الع�شري ��ن‪ ،‬حيث‬ ‫الأف�ل�ام الأجنبي ��ة ح ��ول جن ��وب �أفريقي ��ا نف�سها ت�أ�س�س ��ت �أول �ش ��ركات للفن ال�ساب ��ع فيها في ‪1915‬‬ ‫(ع ��ادة م ��ا تنط ��وي عل ��ى العالق ��ات العرقي ��ة)‪ .‬م ��ع "�إ�ستديوه ��ات كيالرن ��ي ال�سينمائي ��ة" ف ��ي‬ ‫وكان اال�ستثن ��اء الوحيد هو فيل ��م "الآلهة يجب �أن جوهان�سبورغ‪.‬‬ ‫تك ��ون مجنونة" ف ��ي العام ‪ ،1980‬ال ��ذي ُ�ص ِّور في وخالل العقدي ��ن الأول والثاني م ��ن القرن الفائت‪،‬‬ ‫كااله ��اري‪ .‬ودارت �أحداثه ح ��ول كيفية الحياة في ُ�ص� � ِّور العدي ��د م ��ن الأف�ل�ام ال�صامت ��ة ف ��ي جنوب‬ ‫مجتم ��ع تقليدي في الأدغال يتغ ّي ��ر عندما ت�سقط �أفريقيا ف ��ي مدينة دوربان �أو حوله ��ا‪ .‬هذه الأفالم‬ ‫زجاجة "كوكاكوال" من طائرة عابرة على الأر�ض غالب� � ًا ما �إ�ستفادت من م�شهد درامي ُمتاح في ريف‬ ‫فج�أة‪.‬‬ ‫"كوازول ��و ناتال"‪ ،‬وبخا�صة منطق ��ة دراكين�سبرغ‪.‬‬ ‫يمكن القول‪ ،‬ب�أن الفيلم الذي كان الأكثر رفعة في وق ��د خ ��دم ري ��ف "كوازول ��و نات ��ال" �أي�ض� � ًا كموقع‬ ‫الم�ستوى في ت�صويره جنوب �أفريقيا في ال�سنوات منا�س ��ب لأف�ل�ام تاريخي ��ة مث ��ل "دي فورتريكيرز"‬ ‫الأخي ��رة كان فيلم "دي�ستريك ��ت ‪� "9‬أو "المنطقة (‪ ،)1916( ) De Voortrekkers‬و"رم ��ز‬ ‫التا�سعة"‪ .‬وهذا الفيلم (الخيال علمي) الذي كان الت�ضحية" (‪ .)1918‬وقد �أخرج المخرج االميركي‬ ‫من �إخراج الجنوب �أفريقي نيل بلومكامب‪ ،‬و�إنتاج‬ ‫بيت ��ر جاك�س ��ون‪ ،‬ي�ص ّور فئة فرعية م ��ن الالجئين فيلم "تقرير جيد"‪ُ :‬منع عر�ضه في جنوب �أفريقيا رغم �أنه �صور بع�ضه هناك‬ ‫الغرب ��اء �أُجبرت على العي�ش ف ��ي الأحياء الفقيرة‬ ‫ف ��ي جوهان�سبورغ‪ ،‬وهو الأمر الذي �إعتبره كثيرون‬ ‫بمثاب ��ة رمز �إبداع ��ي لنظام الف�ص ��ل العن�صري‪.‬‬ ‫وكان الفيل ��م حقق نجاح ًا نقدي ًا وتجاري ًا في جميع‬ ‫�أنح ��اء العالم‪ ،‬و ُر ّ�شح لأف�ض ��ل فيلم في الدورة ‪82‬‬ ‫لتوزيع جوائز �أكاديمية الأو�سكار‪.‬‬ ‫الإ�ستثناءات البارزة الأخرى هي فيلم "ت�سوت�سي"‪،‬‬ ‫الذي فاز بجائزة الأو�سكار عن �أف�ضل فيلم �أجنبي‬ ‫في الدورة ‪ 78‬لتوزي ��ع جوائز الأكاديمية في العام‬ ‫‪ ،2006‬وكذلك فيل ��م "يو‪-‬كارمن �إي‪-‬خايليت�شا"‪،‬‬ ‫ال ��ذي ف ��از بال ��دب الذهبي ف ��ي مهرج ��ان برلين‬

‫‪104‬‬

‫العدد ‪� - 34‬أيلول (�سبتمرب) ‪٢٠١5 -‬‬


‫الفن ال�سابع‬ ‫التجارة وال�صناعة �أن كل راند (‪ 0،08‬دوالر) ُين َفق‬ ‫عل ��ى �إنتاج فيل ��م‪ ،‬ف� ��إن ‪ 3‬ران ��دات (‪ 0.24‬دوالر)‬ ‫�أخ ��رى ُتن َف ��ق ف ��ي الإقت�ص ��اد الأو�س ��ع‪� ،‬أي �أن قيمة‬ ‫�إ�ستثمارات الوزارة البالغة حتى الآن ‪ 60‬مليون راند‬ ‫(‪ 4.7‬ماليي ��ن دوالر) تزيد ثالث م ��رات على نحو‬ ‫فعال‪.‬‬ ‫�إن �إنخفا� ��ض تكاليف الإنتاج ه ��و حافز �آخر لجذب‬ ‫�صن ��اع ال�سينما في الخ ��ارج‪ .‬وفق� � ًا لدرا�سة حديثة‬ ‫�أجرته ��ا �شركة االأبحاث والإ�ست�شارات الإقت�صادية‬ ‫ف ��ي لندن "جي �أف �س ��ي �إيكونوميك�س"‪� ،‬إن ت�صوير‬ ‫فيلم في محافظة غوتنغ في جنوب افريقيا هو ‪٪40‬‬ ‫�أرخ� ��ص مما ه ��و الأمر عليه في �أوروب ��ا �أو الواليات‬ ‫المتحدة‪ ،‬وي�صل �إل ��ى ‪� ٪20‬أقل تكلفة من الت�صوير‬ ‫في �أو�ستراليا‪.‬‬ ‫�إن عملة البالد (الراند) ال�ضعيفة‪ ،‬التي �إنخف�ضت‬ ‫‪ ٪7‬مقاب ��ل الدوالر الأميركي من ��ذ العام حتى الآن‪،‬‬ ‫�ستجعل ت�صوي ��ر الفيلم محلي ًا �أرخ�ص و�أكثر فعالية‬ ‫من حيث التكلفة م ��ن الإنتاجات الأجنبية المدرجة‬ ‫ف ��ي الموازنة بعمالتها‪ .‬في حي ��ن �أن تكاليف ال�سفر‬ ‫تظل عام�ل ً�ا مهم ًا ي�ؤخذ في الإعتب ��ار في الموازنة‪،‬‬ ‫وبخا�ص ��ة بالن�سب ��ة �إل ��ى الفرق الآتية م ��ن الواليات‬ ‫المتح ��دة �أو �أوروب ��ا‪ ،‬ف� ��إن ايجابي ��ات �إ�ضافية مثل‬ ‫قاعدة المهارات الوا�سعة في البالد‪ ،‬والبنية التحتية‬ ‫القائمة‪ ،‬والإ�ستخدام الوا�س ��ع للغة الإنكليزية‪ ،‬تزن‬ ‫ب�شدة ل�صالح جنوب �أفريقيا‪.‬‬ ‫�إن دعم وزارة التج ��ارة وال�صناعة‪ ،‬جنب ًا �إلى جنب‬ ‫م ��ع مزايا تناف�سي ��ة �أخرى في جن ��وب �أفريقيا‪ ،‬من‬ ‫المرج ��ح �أن تدف ��ع �إلى زي ��ادة في الإنت ��اج الأجنبي‬ ‫ال ��ذي �سيتم ت�صوي ��ره في البالد‪ ،‬وفق� � ًا ل�شارل فان‬ ‫دي ��ر ميرفي‪ ،‬الرئي�س التنفيذي لمز ِّود خدمة الفيلم‬ ‫والبث "�سيلفرالين‪.)Silverline360( "360‬‬ ‫"�إنه ��ا لحظ ��ة رائع ��ة �أن تكون في �صناع ��ة ال�سينما‬ ‫والتلفزيون‪ ،‬خ�صو�ص� � ًا �إذا كنت تقوم بوظيفة تلبية‬ ‫�إحتياج ��ات �ش ��ركات الإنت ��اج الدولي ��ة"‪ ،‬ي�ضي ��ف‪.‬‬ ‫"وللم�ض ��ي قدم� � ًا‪ ،‬نح ��ن بحاج ��ة ال ��ى التوجه الى‬ ‫�إنماء طاقتن ��ا الإنتاجية لمواكب ��ة الطلب المتزايد‪،‬‬ ‫مع التركيز �أي�ض ًا على تعزي ��ز عرو�ضنا عبر �سل�سلة‬ ‫القيمة ب�أكملها"‪.‬‬ ‫وق ��د تلق ��ف العديد م ��ن الأف�ل�ام الب ��ارزة الفر�صة‬ ‫بالفع ��ل للإف ��ادة م ��ن مي ��زة العر�ض ال ��ذي تقدمه‬ ‫البالد‪ .‬تم ت�صوي ��ر تتمة �سل�سلة "ماد ماك�س‪� :‬شارع‬ ‫الغ�ضب" جزئي ًا ف ��ي جنوب �أفريقيا‪ ،‬مع �إنفاق ‪326‬‬ ‫ملي ��ون ران ��د (‪ 25.8‬ملي ��ون دوالر) محلي� � ًا وفق� � ًا‬ ‫ل"براي� ��س ووترهاو� ��س كوبرز"‪ ،‬في حي ��ن �أن فيلم‬

‫"�أفنج ��رز‪ :‬ع�ص ��ر يولت ��رون" قد ت�ضم ��ن م�شاهد‬ ‫�صورت في جوهان�سبورغ وغيرها من مناطق غوتنغ‪ .‬تيار كامل م�ستقب ًال‬ ‫ُ ِّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وم ��ن المتوق ��ع �أي�ض� �ا �أن ي� ��ؤدي نم ��و ال�صناع ��ة يمك ��ن �أن ت�ستفيد جن ��وب �أفريقيا �أي�ض� �ا من تغيير‬ ‫ال�سينمائي ��ة المحلي ��ة �إل ��ى تعزي ��ز تولي ��د المحتوى ع ��ادات الم�شاه ��دة محلي� � ًا‪ .‬و ُيع ��زى النم ��و ف ��ي‬ ‫المحلي‪ .‬مع ذلك‪ ،‬لتطوير كامل لل�صناعة الإبداعية الإ�سته�ل�اك المح ّل ��ي �إل ��ى تنام ��ي �شعبي ��ة ال�سينما‬ ‫ف ��ي جنوب �أفريقيا‪ ،‬يحتاج المحت ��وى الأ�صلي الذي التقليدي ��ة‪ ،‬ف�ض�ل ً�ا عن �إرتف ��اع تدف ��ق الأفالم على‬ ‫يت ��م �إنتاجه ب�أن يتمكن من مح ��اكاة ال�سوق الأكبر‪ ،‬الإنترن ��ت‪ ،‬والذي م ��ن المتوقع �أن يلع ��ب دورا �أكبر‬ ‫وفقا لكري�ستين �سرفي�س‪ ،‬المديرة الإقليمية ل�شركة ب�إعتباره من�صة االختي ��ار بالن�سبة �إلى الم�ستهلكين‬ ‫والت ديزن ��ي �أفريقيا‪" .‬تعترف ال�صناعة ب�أنها لكي في ال�سنوات المقبلة‪.‬‬ ‫تك ��ون حق ًا ناجح ��ة وتم ّول تطوي ��ر المحتوى مع قيم �أندي ��ل مبيكي‪ ،‬الرئي�س التنفيذي للجنة ال�سينما في‬ ‫�إنت ��اج عالية‪ ،‬ف� ��إن المجتم ��ع الإبداعي يحت ��اج �إلى غوتنغ‪ ،‬يحدّد التق ��دم التكنولوجي وتغ ّير تف�ضيالت‬ ‫�صن ��ع محتوى لديه الق ��درة على الو�ص ��ول �إلى �أبعد الم�شاه ��دة‪ ،‬مث ��ل �إرتف ��اع المتابع ��ة عل ��ى الهواتف‬ ‫من بلد واحد �أو �سوق واحدة"‪ ،‬قالت‪.‬‬ ‫الذكي ��ة والهجرة الرقمي ��ة‪ ،‬من العوام ��ل الرئي�سية‬ ‫التي �ستحكم على �شكل قن ��وات الإنتاج والتوزيع في‬ ‫الم�ستقبل‪ .‬و�أ�ضاف‪�" :‬إن التح ّول من البث التماثلي‬ ‫�إلى التلفزي ��ون الرقمي خلق الكثي ��ر من المن�صات‬ ‫من المتوقع �أن تنمو �سوق الأفالم الترفيهية لتوزيع المحتوى في �شكل قنوات �إ�ضافية"‪.‬‬ ‫في جنوب �أفريقيا بن�سبة ‪ ٪6.4‬هذا العام‪ ،‬مع حوالي ‪� 850‬صالة عر�ض �سينمائية التي تخدم عدد‬ ‫�س ��كان ي�صل �إلى ‪ 53‬مليون ن�سمة‪ ،‬ف� ��إن الح�صول على‬ ‫وتوليد عوائد تقدر بـ‪ 2.76‬ملياري راند‬ ‫�إنتاجات محلية يمكن �أن يكون محدود ًا‪ ،‬على الرغم من‬ ‫(‪ 221.1‬مليون دوالر)‪ ،‬وفقاً لدرا�سة "براي�س �أن الإنتق ��ال �إلى من�صات رقمية ر�سمية وعلى الإنترنت‬ ‫ووترهاو�س كوبرز"‪ .‬ومن المتوقع �أن ت�صل هو �أف�ضل و�سيلة لتو�سيع النطاق ومكافحة القر�صنة على‬ ‫الإيرادات �إلى ‪ 3.42‬مليارات راند (‪ 273.7‬حد �سواء‪ ،‬م ��ع بقاء �أقرا�ص الفيدي ��و الرقمية المهربة‬ ‫و�سيلة م�شتركة لم�شاهدة الأفالم المحلية ‪.‬‬ ‫مليون دوالر) في غ�ضون ثالث �سنوات‪ ،‬مع‬ ‫وع�ل�اوة على ذلك‪ ،‬فيما ترى ه ��ذه ال�صناعة زيادة‬ ‫تو�سع ال�صناعة بمعدل نمو مركب متو�سط في الإ�ستثمار في من�صات و�سائل الإعالم الجديدة‪،‬‬ ‫يبلغ ‪ ٪7.1‬في ال�سنوات الخم�س حتى ‪ 2018‬ف� ��إن زيادة ف ��ي توافر المحت ��وى �ست�ساعد في زيادة‬ ‫مبيعات التكنولوجيا الجدي ��دة �إلى الم�ستهلكين في‬ ‫جنوب �أفريقيا‬ ‫"دي�ستريكت ‪( "9‬المنطقة التا�سعة)‪ :‬فيلم رفع م�ستوى الت�صوير في جنوب �أفريقيا‬

‫‪Issue 34 - September - 2015‬‬

‫‪107‬‬


Lody Saliby

Haute Couture

Wedding dresses, Evening clothes, Selling or Renting, Pret-a- Porter, Accessories

Christ Le Rois Center, 8th Floor, Adonis Road, Zouk Mossbeh, Lebanon Tel: 00961 – (0) 9221643 , Email: lodysaliby@hotmail.com, Web: www.lodysaliby.com


‫�إميلي وجوزيف مغبغب‬

‫ندى عيد ومارك بخعازي‬

‫نيللي �شدياق والوزير نهاد الم�شنوق‬

‫ريما خداج وليلى داهوك‬

‫جورج �شهوان وجورج �سعد‬

‫رانيا و�أنطونيو �أبو ك�سم‬

‫�سمير نعيمة‪ ،‬الأب جوزيف الخوري‪ ،‬غبريال هرمو�ش‬

‫�سكارليت حداد‪ ،‬غادة براغيد‪ ،‬ماري جو �صوايا‬

‫غ�سان ومي ودينا �شهاب‬

‫لورا ن�صار و�سحر البعلبكي‬

‫‪Issue 34 - September - 2015‬‬

‫‪109‬‬


‫مجتمع‬ ‫لبنان‬

‫حفل إستقبال جمللس نقابة حمرري الصحافة اللبنانية‬ ‫�أقام مجل� ��س نقابة محرري ال�صحافة اللبنانية الجدب ��د حفل �إ�ستقبال لمنا�سبة‬ ‫�إنتخاب ��ه في فندق "فور�سيزون" في بيروت حيث تقبل خالله النقيب اليا�س عون‬ ‫و�أع�ضاء المجل�س التهاني بالوالية الجديدة‪.‬‬ ‫و�ش ��ارك وزير الإعالم رم ��زي جريج في الحفل حيث �أك ��د �أن "المجل�س الجديد‬ ‫�سيلقى الدعم الكامل من �أج ��ل القيام بالإ�صالحات الالزمة وتقديم ال�ضمانات‬ ‫الإجتماعي ��ة الت ��ي يحتاج �إليه ��ا المح ��ررون‪ ،‬معرب ًا ع ��ن �أمله ب�أن يق ��وم بور�شة‬ ‫�إ�صالحية لتنقية جدول المحررين لكيال يبقى خارج الجدول ال�صحافيون الذين‬ ‫يمار�س ��ون المهنة التي هي مهنة ذات ُبعد ر�سالي وتق ��وم بك�شف الحقيقة و�إبراز‬ ‫الر�أي والر�أي المعاك�س"‪.‬‬ ‫م ��ن جهته‪� ،‬أ�شاد عون بالإعالم اللبناني ال ��ذي يواكب الم�س�ؤولين في ن�شاطاتهم‬ ‫ويراف ��ق ال�شع ��ب في تحركاته‪ ،‬وقال‪" :‬نحن ال نمثل فق ��ط �إعالم لبنان بل �إعالم‬

‫ف�ؤاد الحركة‪� ،‬أمل عفي�ش‪ ،‬رنا �أبو ظهر‪ ،‬ميراي ب�صيب�ص‪ ،‬النقيب اليا�س عون‬

‫‪108‬‬

‫العرب الذي يمر ب�أزمة في المرحلة الع�صيبة"‪� ،‬آم ًال �أن تنق�شع هذه الغيمة لتعود‬ ‫المحبة والمودة والإخاء الى عالمنا العربي‪.‬‬ ‫و�ش ��ارك في حفل اال�ستقبال‪ :‬وزير الداخلية والبلدي ��ات نهاد الم�شنوق‪ ،‬القا�ضي‬ ‫محم ��د �صع ��ب ممث ًال وزي ��ر العدل �أ�ش ��رف ريفي‪ ،‬وزي ��ر البيئة محم ��د الم�شنوق‬ ‫والن ��واب‪� :‬سام ��ر �سعادة‪ ،‬فادي الهبر‪ ،‬اميل رحمة ومن�س ��ق عام بيروت في "تيار‬ ‫الم�ستقب ��ل" ب�شي ��ر عيتاني ممث�ل ً�ا الأمين الع ��ام للتيار �أحمد الحري ��ري وال�شيخ‬ ‫خل ��دون عريمط ممث�ل ً�ا مفت ��ي الجمهورية ال�شيخ عب ��د اللطيف دري ��ان‪ ،‬ونقيب‬ ‫ال�صحاف ��ة عون ��ي الكعكي ونقي ��ب ال�صحاف ��ة ال�سابق محمد البعلبك ��ي‪ ،‬وفد من‬ ‫من�سقي ��ة الإعالم في "تيار الم�ستقب ��ل" برئا�سة من�سق عام الإعالم عبد ال�سالم‬ ‫مو�س ��ى‪ ،‬و�سفي ��ر لبن ��ان ل ��دى الأوني�سكو خليل ك ��رم وممثل ��ون ع ��ن الم�ؤ�س�سات‬ ‫الإعالمية والحزبية و�إعالميون و�شخ�صيات‪.‬‬

‫نقيب ال�صحافة عوني الكعكي مع النقيب اليا�س عون و�أع�ضاء مجل�س نقابة المحررين‬

‫�أنطوان فرح‪ ،‬جورج �صوالج‪ ،‬نافذ قوا�ص‪ ،‬يو�سف دياب‬

‫رنا و�إبراهيم حالوي‪� ،‬إدمون و�أمين رزق‪ ،‬جورج �شاهين‬

‫مارك بخعازي‪ ،‬النقيب اليا�س عون‪ ،‬هنري الكك‪� ،‬أنطوانيت �شربل‬

‫�سمير نعيمة والوزير محمد الم�شنوق‬

‫العدد ‪� - 34‬أيلول (�سبتمرب) ‪٢٠١5 -‬‬


‫تاكسي نايت ‪ 15‬لـجمعية "كن هادي"‬ ‫نظم ��ت جمعي ��ة "كن هادي" �سهرتها ال�سنوية (تاك�س ��ي نايت ‪ )15‬في النادي‬ ‫الليل ��ي "تري ��ن �ستاي�شن" في مار مخايل‪ ،‬بيروت‪ ،‬حيث ل ��م ُي�سمح لل�ساهرين‬ ‫الح�ضورال ��ى ال�سه ��رة ب�سياراتهم الخا�ص ��ة‪ ،‬بل تكفلت الجمعي ��ة على نفقتها‬ ‫بنقله ��م من وال ��ى منازلهم �سالمي ��ن‪ ،‬وذل ��ك ‪ -‬بح�سب بي ��ان للجمعية ‪ -‬في‬ ‫ظ ��ل �صدور قانون ال�سي ��ر الجديد‪ ،‬وبخا�صة المادة ‪ 17‬من ��ه‪ ،‬وبهدف ت�شجيع‬ ‫ال�شب ��اب في لبن ��ان على تطبي ��ق القانون من طري ��ق �إقناعه ��م بالذهاب الى‬ ‫�سهراته ��م ب�سي ��ارة �أجرة لتف ��ادي تعري�ض �أنف�سهم ومن معه ��م الى الحوادث‬ ‫نتيجة الإ�سراف بال�شرب‪.‬‬ ‫وقد دعت الجمعية وزير ال�سياحة مي�شال فرعون‪ ،‬النواب نديم الجميل هادي‬ ‫حبي� ��ش و�شانت جنجنيان‪ ،‬الفنانين جوزف عطي ��ه‪� ،‬ألين لحود وبرونو طبال‪،‬‬ ‫الإعالميين جو معلوف‪ ،‬ريما كركي‪ ،‬ريما نجيم و�سنا ن�صر‪ ،‬مقدّمي البرامج‬

‫رجا ن�صر الدي ��ن‪ ،‬رودولف هالل ومي �سحاب‪ ،‬الكات ��ب والممثل جورج خباز‬ ‫وط ��ارق �سوي ��د‪ ،‬الممثل الكوميدي طون ��ي ابو جودة وعقيلت ��ه مقدمة البرامج‬ ‫كارال ح ��داد‪ ،‬الممثلة جي�سي عبدو‪� ،‬شخ�صيات عدة مرموقة ولها مكانتها في‬ ‫المجتم ��ع اللبناني الذين �أك ��دوا ح�ضورهم جميع ًا ب�سي ��ارات �أجرة‪ ،‬مدركين‬ ‫�أهمية تواجدهم في ال�سهرة لما �سيكون له من وقع �إيجابي وم�ؤثر في ال�شباب‬ ‫الذين �سيقتدون ويتمثلون بهم‪.‬‬ ‫وكان ��ت الجمعية تمنت عل ��ى و�سائل االعالم مواكبة الح ��دث �إعالمي ًا معتبرة‬ ‫�أن "دوركم �أ�سا�سي وفعال في توعية ال�شباب على مخاطر القيادة تحت ت�أثير‬ ‫الكحول‪ ،‬فمن واجبنا جميع ًا م�ساعدتهم بالتوعية والوقاية على �إيجاد التوازن‬ ‫بينهم ��ا للمحافظة على حياته ��م وعلى حياة غيرهم‪ ،‬وللإع�ل�ام القدرة على‬ ‫�إي�صال هذه الر�سالة"‪.‬‬

‫فادي جبران‪ ،‬موري�س متى‪ ،‬لينا جبران‬

‫طوني وكارال �أبو جودة‪ ،‬وجو معلوف‬

‫طارق �سويد‪ ،‬برونو طبال‪� ،‬ألين لحود‪ ،‬جي�سي عبدو‬

‫لينا جبران وجوزيف حويك‬

‫�سيرج �أ�سمر و�ألين مهنا‬

‫ريما ن�صار‪ ،‬رنا نا�س‪� ،‬إيليان �صهيون‬

‫يو�سف �إبراهيم و�سناء نا�صر‬

‫طارق �سويد ولينا جبران‬

‫‪Issue 34 - September - 2015‬‬

‫‪111‬‬


‫مجتمع‬ ‫لبنان‬

‫اللبنانيون يشاركون املغرب يف عيد العرش‬ ‫ف ��ي منا�سب ��ة عي ��د العر�ش المغربي �أقام �سفير المغرب في لبن ��ان علي �أومليل وعقيلته نزهة حفل �إ�ستقبال في فندق بري�ستول ف ��ي بيروت‪ ،‬ح�ضره مم ّثل رئي�س مجل�س‬ ‫الن ��واب نبي ��ه بري‪ ‬النائب قا�سم ها�شم‪ ،‬وممثل رئي�س مجل�س الوزراء تمام �سالم وزير الثقافة روني عريج ��ي‪ ،‬والرئي�س ح�سين الح�سيني‪ ،‬بالإ�ضافة �إلى وزراء ونواب‬ ‫حاليين و�سابقين و�سفراء عرب و�أجانب وعميد ال�سلك القن�صلي جوزف حبي�س‪ ،‬كما ح�ضرته فاعليات �سيا�سية وديبلوما�سية و�إقت�صادية وروحية وع�سكرية و�إجتماعية‪،‬‬ ‫وعدد من �أبناء الجالية المغربية في لبنان‪.‬‬

‫ال�سفير المغربي علي �أومليل وعقيلته نزهة مع كاظم ال�ساهر‬

‫�سفير تركيا �سليمان �إنان �أوزيلديز‪ ،‬جوزيف حبي�س‪ ،‬جوزيف طربيه‪ ،‬و�سفير ماليزيا �إيالنغو كاروبانان‬

‫ال�سفير المغربي علي �أومليل يلقي كلمة‪ ،‬وظهر �إلى ي�ساره النائب قا�سم ها�شم‬ ‫و�إلى يمينه الوزير روني عريجي‬

‫كميل فنيانو�س و�سفير الجزائر �أحمد بوزيان‬

‫الوزير ال�سابق ب�شارة مرهج وه�شام طباره‬

‫‪110‬‬

‫العدد ‪� - 34‬أيلول (�سبتمرب) ‪٢٠١5 -‬‬

‫قطع قالب الحلوى الذي يزينه العلم المغربي‬

‫ميراي بويز‪ ،‬فريديريكا مازوتا‪ ،‬مي�شال دو�شادارفيان‬

‫ريجينا قنطرة والوزير رمزي جريج‬

‫محمد قباني وليلى كرامي‬


‫جورج مطر ويمنى �إ�سكندراني‬

‫هادي وكلودين غانم‬

‫روجيه كيروز وجينا الحاج �شاهين‬

‫�سامي ولودي برباري‬

‫الت�سلم والت�سليم بين لوي�س بوفرح ومر�شد الحاج �شاهين‬

‫يمنى �إ�سكندراني وديزيريه غانم‬

‫كميل بدران وميراي كلعاني‬

‫جو�سلين ولوي�س بوفرح‬

‫‪Issue 34 - September - 2015‬‬

‫‪113‬‬


‫مجتمع‬ ‫لبنان‬

‫تسلم وتسليم ألندية الليونز‬ ‫�أقام ��ت جمعي ��ة �أندي ��ة الليون ��ز الدولية حف ��ل الت�سلي ��م والت�س ّلم‬ ‫بي ��ن الحاكم ال�سابق المبا�ش ��ر المحامي لوي�س ب ��و فرح والحاكم‬ ‫المهند� ��س مر�شد الح ��اج �شاهين‪ ،‬في ميوزيك ه ��ول – �ستاركو‪،‬‬ ‫بيروت‪.‬‬ ‫جاء ذلك بح�ض ��ور ممثلين عن الرئي�س نبيه ب� � ّري والرئي�س تمام‬ ‫�س�ل�ام‪ ،‬والرئي� ��س ح�سي ��ن الح�سين ��ي‪ ،‬وع ��دد م ��ن ال�شخ�صيات‬ ‫الر�سمي ��ة والديبلوما�سي ��ة والق�ضائي ��ة‪ ،‬والطبي ��ة والإقت�صادي ��ة‬ ‫والإجتماعية والليونزية‪.‬‬

‫‪112‬‬

‫مقدم الح�ضور‬

‫الوزير محمد الم�شنوق‪ ،‬مي�شال كليمو�س‪ ،‬الرئي�س ح�سين الح�سيني‬

‫مر�شد وكارول وفوزي الحاج �شاهين‬

‫منير الديك وجميل معو�ض‬

‫نبيل عيراني وروي بدارو‬

‫غري�س نعيم‪ ،‬زينة �أيوب‪ ،‬نادين الوندو�س‬

‫�سليم وعليا م�سن والوزير محمد الم�شنوق‬

‫العدد ‪� - 34‬أيلول (�سبتمرب) ‪٢٠١5 -‬‬


Offering you the leading brands in Ceramic tiles, Sanitary ware, Kitchen cabinets, Sarieddine has it covered. Offering you the leading brands in Ceramic Adding a touchware, of class that cabinets, turns residential or tiles, Sanitary Kitchen Sarieddine commercial property into a palatial setting. has it covered. Log on to or visit our Adding a www.sarieddine-trading.com touch of class that turns residential or new show room and see for yourself, there’s more to commercial property into a palatial setting. just living with Sarieddine. Log on to www.sarieddine-trading.com or visit our new show room and see for yourself, there’s more to just living with Sarieddine.

Design for today’s living Abu Dhabi: t. 00971 2 6776121, 6774937 Design for today’s living Al Ain: t. 00971 3 7212211, 7218883 sartest@emirates.net.ae Abu Dhabi: t. 00971 2 6776121, 6774937


‫العنقود‬

‫�آخر‬

‫املوت غري الرحيم‬ ‫لم يعد الموت في بالدنا رحيماً ‪ ...‬كما الحياة‪ .‬ولم يعد الواقفون‬ ‫ف��ي طوابير الموت باآلالف يعنون ش��يئاً لمن يمارس��ون غواية‬ ‫الحياة فوق فراش��هم الدافئة‪ .‬فموتى األرصف��ة كموتى الزالزل‬ ‫الم ّ‬ ‫المتفجرة‪.‬‬ ‫فخخة والبراميل‬ ‫ّ‬ ‫والبنايات والقنابل ُ‬ ‫الموت في بالدنا عنيد ‪ ...‬يمارس القنص هواي ًة‪ ،‬ويترك األش�لاء‬ ‫َّ‬ ‫المهش��مة عارية م��ن دون حياء‪ .‬وفوق‬ ‫مو ّزع��ة فوق خرائطنا‬ ‫والمتأسلمون وأجهزة المخابرات‬ ‫فراش سوداء و َّزعها السياسيون ُ‬ ‫فوق ضواحي وطن كان عربياً ذات تاريخ‪ ،‬تطوف آالف األكفان‬ ‫حول كعبة الجهل والتخ ّلف والغواية كل صباح‪ .‬‬ ‫والقتل في بالدنا ُمش��رعَن ومحمود ومس��تباح ‪ ...‬فالناس تقتل‬ ‫بإس��م الله وبإسم الوطن وبإسم األمة من دون خجل‪ .‬والفتاوى‬ ‫أرخ��ص في بالدن��ا من أع��واد الثقاب وعلب التبغ والس��هرات‬ ‫فمهدَر دمه وماله وعرضه ‪...‬‬ ‫الصاخب��ة الحمراء‪ .‬ومن ليس معنا ُ‬ ‫وعليه دوماً من التاريخ وزبانيته ما يستحق‪ .‬‬ ‫م��ن بالد تفوح منها رائحة الموت كم��ا فاحت ذات عزة رائحة‬ ‫الياس��مين‪ ،‬ف ّر عبد الله الكردي‪ ،‬حام� ً‬ ‫لا أثقاله وأثقاالً مع أثقاله‬ ‫إلى خيام الجوار‪ .‬وعند الحدود التركية‪ ،‬خفتت أصوات البراميل‬ ‫المتفجرة‪ ،‬ونس��ي غالب (‪ 5‬س��نوات) أطفال الج��وار‪ ،‬وهدأت‬ ‫تشنّجات إيالن (‪ 3‬سنوات)‪ ،‬لكن ريحان األم (‪ 36‬عاماً) لم تخلع‬ ‫ذكرياتها عند أعتاب األس�لاك الشائكة‪ ،‬ولم تبع ذكرياتها مقابل‬ ‫ش��ربة ماء وقطعة خبز يابسة‪ .‬وظلت تحن إلى ديار لم يسكنها‬ ‫من بعدهم إال الغربان والعسكر والمُتأسلمون‪ .‬‬ ‫كان عب��د الل��ه ُيحدِّثها عن حياة م��ا وراء المحيط‪ ،‬وعن بالد ال‬ ‫يسكنها الخوف والنفط والعس��س‪ ،‬فيكاد قلبها يطير شوقاً‪ ،‬فال‬ ‫يوقظها من أحالمها غير المش��روعة إال رفسة من قدم غالب أو‬ ‫وقع أقدام تقترب من خيمتهم البالية‪ .‬وحين أس َّر إليها عبد الله‬ ‫بخطة الهرب عبر المحيط‪ ،‬تس��ارعت دقات قلبها بعنف‪ ،‬وكأنها‬ ‫لم تنتظر تلك اللحظة منذ شهور‪ .‬‬ ‫في عتم��ة الليل‪ ،‬إكتظ المرك��ب بالفارين‪ ،‬ولما حانت س��اعة‬ ‫الصف��ر‪ ،‬تحرك متثاق ًال فوق أم��واج غاربة‪ ،‬كأنه يعلم ما ال يعلم‬ ‫*‬

‫‪114‬‬

‫كاتب و�صحافي م�صري‬

‫العدد ‪� - 34‬أيلول (�سبتمرب) ‪٢٠١5 -‬‬

‫بقلم عبد الرازق �أحمد ال�شاعر*‬

‫الفارون والنخاسان فوق ظهره‪ .‬وما إن ابتعد المركب خمسمئة‬ ‫متر في ع��رض الظالم‪ ،‬حتى امتأل بالم��اء والصراخ‪ .‬وفي ظلمة‬ ‫اللي��ل وعتمة المياه‪ ،‬تبعثرت أس��رة الكردي‪ ،‬فحاول أن يش��بك‬ ‫أصابعه حول من يس��تطيع منهم‪ .‬ومرت عشر دقائق طويلة ‪...‬‬ ‫أطول على قلب الرجل من سني حكم بشار وأبيه‪ ،‬لكن األصابع‬ ‫المتش��ابكة تراخت شيئاً فشيئاً‪ ،‬ليس��قط في حلق الموت من‬ ‫إستحق أن يحيا عبد الله من أجلهم‪ .‬ولما خفتت األصوات حول‬ ‫الرجل‪ ،‬ولم يعد يس��مع ألحد ركزاً‪ ،‬جمع في س��اعديه ما تبقى‬ ‫من حول‪ ،‬وعاد أدراجه يائس��اً ذلي ًال بعدما فقد كل ش��يء حتى‬ ‫خفي حنين‪ .‬‬ ‫وهن��اك‪ ،‬عند الش��اطئ‪ ،‬إجتمع عب��د الله بطفل��ه إيالن‪ ،‬لكن‬ ‫أحدهم��ا لم يتحرك إلس��تقبال اآلخر‪ ،‬ويعلم الل��ه وحده أيهما‬ ‫وص��ل أوالً إلى الش��اطئ التركي‪ .‬لم يس��تطع إي�لان أن يح ّرك‬ ‫س��اعديه ليعانق أباه‪ ،‬ولم يس��تطع أن يزيل حبات الرمل التي‬ ‫تج ّمعت ح��ول أنفه وعينيه‪ ،‬ولم يس��تطع أن يعود إلى خيمة‬ ‫اإليواء مع أبيه‪ .‬‬ ‫في صمت‪ ،‬تح َّلق الجمهور حول جثة إيالن‪ ،‬ليحملوه إلى مرقد‬ ‫لم يك��ن يريده في مدينة كوباني (عي��ن العرب) على الحدود‬ ‫السورية‪ .‬وأمام جثمانه الصغير تح ّلقت كاميرات العالم لتفضح‬ ‫س ِّيئاتنا وهواننا على أنفسنا‪ ،‬و ُتعلن بعد نزار قباني وفاة العروبة‬ ‫وموت العرب‪ .‬وأمام مرقد صغير‪ ،‬وقف عبد الله مذهوالً يبحث‬ ‫ف��ي عيون الواقفين عن معنى للبق��اء عند الحدود أو في قلب‬ ‫الوطن‪ ،‬بعدما إنتزع منه الموت بؤبؤاه وقلبه‪ .‬‬ ‫يقول س��تالين‪" :‬إن موت مليون ش��خص مجرد إحصائية ‪ ...‬أما‬ ‫موت شخص واحد‪ ،‬فهو مأساة"‪ .‬لكن تلك المأساة يبدو أنها لن‬ ‫تغير شيئاً في خريطة العرب الذهنية‪ ،‬وال في خطط المتقاتلين‬ ‫بإس��م الله وبإس��م الوطن‪ .‬ويبدو أن نجاة إيالن اليوم لن تكون‬ ‫لنا آية‪ ،‬ولن تضع لحروبن��ا الكرامازوفية العبثية حداً‪ .‬ويبدو أن‬ ‫الموت غير الرحيم س��يظل مقيماً في أراضينا من دون تأش��يرة‬ ‫وبال نهاية‬


ABU DHABI - KHALIDIYA STREET - TEL: 02 6813141 AL MARYAH ISLAND - SOWWAH SQUARE - TEL: 02 6266730

BRIONI.cOM


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.