Issue 20

Page 1

‫تحو ٌل‬ ‫العراق‪ّ :‬‬ ‫كبير يعيد القوات‬ ‫األميركية‬

‫لماذا رفض‬ ‫السلطان قابوس‬ ‫اإلتحاد الخليجي؟‬

‫المغرب‪" :‬حرب‬ ‫الجامعات" تهدد‬ ‫اإلصالحات‬

‫�شهرية ● �إقت�صادية ● ثقافية ● �إجتماعية ‪ -‬ال�سنة الثانية ‪ -‬العدد ‪ - 20‬حزيران (يونيو) ‪٢٠١4 -‬‬

‫إيران ‪ -‬السعودية‪:‬‬ ‫اإلتفاق المستحيل!‬


‫اإلفتتاحية‬ ‫�شهرية ● �إقت�صادية ● ثقافية ● �إجتماعية‬ ‫ال�سنة الثانية ‪ -‬العدد ‪ - 20‬حزيران (يونيو) ‪٢٠١4 -‬‬

‫‪www.asswak-alarab.com‬‬

‫ت�صدر من لندن عن �شركة "�أ�سواق العرب" للن�شر المحدودة‬ ‫العنوان الرئي�سي‪:‬‬ ‫‪Asswak Al-Arab Publishing Ltd‬‬ ‫‪788-790 Finchley Road‬‬ ‫‪London NW11 7TJ - United Kingdom‬‬ ‫‪Tel: +44(0)758 3320593‬‬ ‫‪Fax: +44(0)2082019448‬‬ ‫‪email: info@asswak-alarab.com‬‬ ‫‪Editor-In-Chief: Gabriel Tabarani‬‬

‫رئي�س مجل�س الإدارة ‪ /‬رئي�س التحرير‬

‫كابي طبراني ‪www.gabrielgtabarani.com -‬‬ ‫‪g.tabarani@gmail.com‬‬

‫مدير التحرير (لندن)‬

‫هاني مكارم ‪h.m.makarem@gmail.com -‬‬

‫مديرة الت�سويق ‪ -‬فيكتوريا روبرت�س‬ ‫ت�صدر في لبنان بالتعاون مع مجلة "تحت الأ�ضواء" الإقت�صادية‬ ‫ مركز ال�شرق الأو�سط للدرا�سات والعالقات العامة‪ ،‬بناية بيرال‪،‬‬‫الطابق الأول �شارع الجزائر‪ ،‬المال ‪ -‬بيروت ‪ -‬لبنان‬ ‫مدير التحرير (بيروت)‬ ‫جوزف قرداحي ‪josephkordahi@yahoo.com -‬‬ ‫مديرة الت�سويق والعالقات العامة (بيروت)‬ ‫دارين عالمه ‪darinealameh@gmail.com -‬‬ ‫مكتب المغرب‪:‬‬ ‫برومو بري�س ‪� 16 -‬شارع جياللي العريبي‬ ‫الدار البي�ضاء ‪ -‬المغرب‬ ‫الإخراج الفني‬ ‫علي كمال الدين ‪alikamallll@gmail.com -‬‬ ‫التوزيع ‪� -‬شركة الأوائل ‪ -‬بيروت ‪ -‬لبنان‬ ‫الإ�شتراكات‪:‬‬ ‫للأفراد‪ 100 :‬جنيه �إ�سترليني �أو ما يعادلها‬ ‫لل�شركات‪ 150 :‬جنيه �إ�سترليني �أو ما يعادلها‬

‫للم�ؤ�س�سات الر�سمية والبعثات الديبلوما�سية‪:‬‬

‫‪ 200‬جنيه �إ�سترليني �أو ما يعادلها‬ ‫‪Price list‬‬

‫ ‪7000‬‬ ‫‪L.L.‬‬ ‫ ‪2‬‬ ‫‪B.D.‬‬ ‫‪2 C.‬‬ ‫ ‪15‬‬ ‫‪E.P.‬‬ ‫ ‪2‬‬ ‫‪J.D.‬‬ ‫ ‪1‬‬ ‫‪K.D.‬‬ ‫ ‪1‬‬ ‫‪O.R.‬‬ ‫ ‪15‬‬ ‫‪Q.R.‬‬ ‫ ‪10‬‬ ‫‪S.R.‬‬ ‫ ‪100‬‬ ‫‪S.L.‬‬ ‫ ‪15‬‬ ‫‪Drhm.‬‬ ‫ ‪3‬‬ ‫‪Pounds.‬‬ ‫‪10 T.D‬‬ ‫‪20 MAD‬‬

‫ ‪Lebanon‬‬ ‫ ‪Bahrain‬‬ ‫ ‪Cyprus‬‬ ‫ ‪Egypt‬‬ ‫ ‪Jordan‬‬ ‫ ‪Kuwait‬‬ ‫ ‪Oman‬‬ ‫ ‪Qatar‬‬ ‫ ‪Saudi Arabia‬‬ ‫ ‪Syria‬‬ ‫ ‪UAE‬‬ ‫ ‪UK‬‬ ‫ ‪Tunis‬‬ ‫ ‪Morocco‬‬

‫المقاالت التي ُتن�شر تع ّبر فقط عن �آراء �أ�صحابها‬

‫"�أ�سواق العرب" بالإ�سبانية والبرتغالية‬ ‫عندما أصدرنا "أس��واق الع��رب" في تش��رين األول (أكتوبر) ‪ ،2012‬لم نك��ن نتوقع لها هذا‬ ‫النجاح‪ ،‬تحريراً وإنتشاراً وتسويقاً‪ ،‬ذلك أنها صدرت ورقية في بيئة نشر محلية وعربية ودولية‬ ‫تعرف إبتعاداً من الورق وتح ّوالً سريعاً نحو الصحافة اإللكترونية وإعالم "اإلنترنت"‪ ،‬وخصوصاً‬ ‫وسائل اإلعالم اإلجتماعية‪.‬‬ ‫أكثر من ذلك!!!‬ ‫لقد صدرت في خضم تح ّول زلزالي في الوضع السياس��ي واإلجتماعي واإلقتصادي في منطقة‬ ‫شح المصادر اإلعالنية‬ ‫الش��رق األوسط وش��مال أفريقيا األمر الذي ينبغي عادة أن يؤدي إلى ّ‬ ‫والتمويلية‪.‬‬ ‫على هذا األساس كان علينا أن نتبع إستراتيجية تحريرية وتسويقية تتك ّيف مع هذه الظروف‬ ‫وتس��تطيع تحويلها إلى مط ّية للنجاح‪ .‬لذا عمدنا كخطوة أولى إلى تس��ويق "هجومي" عربي‬ ‫مكلف مالياً إليصال رس��التنا الصحافي��ة إلى من نريد‪ ،‬حيث بادرنا إل��ى الحصول على لوائح‬ ‫بأس��ماء النخبة من أهل السياس��ة واإلقتصاد والمال واألعمال واإلجتم��اع والثقافة إضافة إلى‬ ‫الديبلوماس��يين في كل بلد عربي (وبعض الدول األجنبية)‪ ،‬وإعتمدنا ش��ركة توزيع للتس��ليم‬ ‫الس��ريع "توب سبيد"‪ ،‬وصرنا نرس��ل إليهم بدءاً من العدد األول إشتراكات مجانية األمر الذي‬ ‫ع ّرفنا على من نريد بسرعة‪.‬‬ ‫الخطوة الثانية كانت التوجه إلى البلدان الناشئة التي تسعى إلى الدخول إلى األسواق العربية‬ ‫ول��م تصلها الصحاف��ة العربية أو تهتم بها من قبل‪ ،‬من هنا كانت الوجهة األولى نحو البرازيل‬ ‫إحدى أكبر األسواق اإلقتصادية في العالم‪ ،‬حيث صادف أن غرفة الصناعة والتجارة فيها كانت‬ ‫تبحث عن ش��ريك إعالم��ي في المنطقة العربية‪ ،‬وأعجبت كثيراً ب"أس��واق العرب" خصوصاً‬ ‫بعد دراس��ة إنتش��ارها وطريقة تس��ويقها‪ ،‬األمر الذي أدّى إلى توقيع إتفاقي��ة بيننا أصبحت‬ ‫بموجبها "أس��واق العرب" الوكيل والمنس��ق اإلعالمي والتس��ويقي الوحيد للغرفة في منطقة‬ ‫الش��رق األوس��ط وش��مال أفريقيا‪ ،‬وهذا ما بدأ يدر فعلياً على المجلة بعض اإلعالن الدولي‬ ‫والذي من المتوقع أن يتزايد مع الوقت‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وكما لفتت "أس��واق العرب" إنتباه غرف��ة التجارة والصناعة البرازيلية فق��د لفتت أيضا إنتباه‬ ‫وإهتم��ام "مجموع��ة جان ضاهر للطباعة والنش��ر" ف��ي بوليفيا التي تملك أح��دث المطابع‬ ‫(سيمير إنبرنتا) في تلك البالد‪ ،‬لذا كانت محادثات وإجتماعات بين رئيس وصاحب المجموعة‬ ‫جان ضاهر وبيني‪ ،‬ش��ارك فيها رئيس غرفة التجارة والصناعة البرازيلية غس��ان صعب‪ ،‬وكانت‬ ‫النتيجة اإلتفاق على إصدار "أس��واق العرب" باللغتين اإلس��بانية والبرتغالية وتوزيعها في كل‬ ‫دول أميركا الالتينية (والمكس��يك) بالتعاون بين الثالثة إضافة إلى مش��اركة وزير اإلقتصاد في‬ ‫جزيرة "كوراساو" ناصر الحكيم‪ ،‬العضو الفاعل في الجامعة الثقافية اللبنانية في أميركا الالتينية‪.‬‬ ‫طبع��اً هذه الخطوة العمالقة لن توقفنا عن مالحقة ما خططنا له س��ابقاً ومن ضمنها موقعنا‬ ‫اإللكتروني الذي سينطلق بعد أيام‪.‬‬ ‫يبقى أن نعلم أن العدد األول من "أسواق العرب" باللغتين اإلسبانية والبرتغالية أو (‪mercados‬‬ ‫‪ )árabes‬س��وف يصدر في تش��رين األول (أكتوبر) ‪ 2014‬أي بعد مرور س��نتين على إصدار‬ ‫"أسواق العرب" وبداية السنة الثالثة‪ ...‬حيث من المتوقع أن يصل توزيعها باللغتين إلى ‪500‬‬ ‫ألف نسخة خالل عامين‪ .‬والله الموفق‪.‬‬

‫كابي طبراني‬

‫‪Issue 20 - June - 2014‬‬

‫‪3‬‬



‫‪64‬‬

‫‪78‬‬

‫‪100‬‬

‫الوقود‬

‫الجليد الناري‬

‫مسرح‬

‫أزمة الطاقة في لبنان‬ ‫تحرق جيوب المستهلكين!‬

‫"جليد النار" ينقذ اليابان‬ ‫من أزمة الطاقة!‬

‫مارك قديح مسرحي لم‬ ‫يخضع إلرهاب رستم غزالة!‬

‫‪21‬‬

‫رأي مراقب‬ ‫لبنان‪ :‬هل الجيش‬ ‫ّ‬ ‫الحل؟‬ ‫هو‬

‫‪25‬‬

‫رأي مسؤول‬ ‫حيد اإلقتصاد‬ ‫متى ُي َّ‬ ‫عن السياسة في دول‬ ‫المشرق العربي؟‬

‫‪49‬‬

‫‪82‬‬

‫رأي‬ ‫الصين لن تتجاوز‬ ‫أميركا قريب ًا!‬

‫حوار العدد‬ ‫محمـد شقير‪:‬‬ ‫مستقبل الصناعة في‬ ‫لبنان‪ ...‬صناعة خدمات!‬

‫‪53‬‬

‫‪88‬‬

‫‪98‬‬

‫‪114‬‬

‫تحقيق العدد‬

‫عالم النجوم‬

‫آخر العنقود‬

‫لبنان األخضر‬ ‫والتصحر!‬ ‫مهدد بالعطش‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫ميريام كلينك تدخل‬ ‫في مزاج الياس الرحباني!‬

‫ثرثرة‬ ‫وسط اإلزدحام‬

‫رأي خبير‬ ‫ما هو مستقبل‬ ‫الليرة السورية؟‬

‫‪95‬‬

‫المنبر اإلجتماعي‬ ‫حاسبة‬ ‫الم َ‬ ‫الم َ‬ ‫حاسبة ثم ُ‬ ‫ُ‬

‫‪96‬‬

‫الموقف الثقافي‬ ‫جريئات جداً‪ ...‬ولكن!‬


‫ال�سنة الثانية ‪ -‬العدد ‪ - ٢٠‬حزيران (يونيو) ‪٢٠١4 -‬‬

‫تحو ٌل‬ ‫العراق‪ّ :‬‬ ‫كبير يعيد القوات‬ ‫األميركية‬

‫لماذا رفض‬ ‫السلطان قابوس‬ ‫اإلتحاد الخليجي؟‬

‫في هذا العدد‬

‫المغرب‪" :‬حرب‬ ‫الجامعات" تهدد‬ ‫اإلصالحات‬

‫�سهرية ● اإقت�سادية ● ثقافية ● اإجتماعية ‪ -‬ال�سنة الثانية ‪ -‬العدد ‪ - ٢٠‬حزيران (يونيو) ‪٢٠١4 -‬‬

‫إيران ‪ -‬السعودية‪:‬‬ ‫اإلتفاق المستحيل!‬ ‫‪2nd Year - Issue 20 - June - 2014‬‬

‫‪ABU DHABI - KHALIDIYA STREET - TEL: 02 6813141‬‬ ‫‪AL MARYAH ISLAND - SOWWAH SQUARE - TEL: 02 6266730‬‬

‫‪26‬‬

‫موضوع الغالف‬

‫أميركا وإيران‬ ‫والمملكة العربية‬ ‫السعودية في‬ ‫الشرق األوسط‬ ‫المتغير‬ ‫ّ‬

‫‪22‬‬

‫‪44‬‬

‫‪54‬‬

‫‪72‬‬

‫العالم العربي‬

‫تونس‬

‫عمالت‬

‫نفط‬

‫تحو ٌل كبير قد‬ ‫العراق‪ّ :‬‬ ‫يستدعي عودة بعض‬ ‫القوات األميركية!‬

‫أعيدوا الشباب إلى العمل‬ ‫ّ‬ ‫وإلا فعلى اإلصالحات‬ ‫السالم!‬

‫أوروبا واليابان‬ ‫والعقد الجديد المفقود‪:‬‬ ‫شبح اإلنكماش يطارد اليورو!‬

‫إعتماد إلمانيا على‬ ‫إمدادات الطاقة من روسيا‬ ‫يهدد أمنها القومي!‬

‫‪40‬‬

‫‪34‬‬

‫‪58‬‬

‫‪68‬‬

‫المغرب‬

‫عمان‬

‫مصارف‬

‫نفط‬

‫"حرب" الجامعات في‬ ‫المغرب تهدد اإلصالحات!‬

‫لماذا رفض السلطان‬ ‫قابوس اإلتحاد الخليجي؟‬

‫المصارف التقليدية تنحسر‬ ‫لصالح مصارف الظل!‬

‫األكراد يقامرون‬ ‫ببيع النفط مع تركيا!‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫الحوت‪ :‬ال خ�شية على �سالمة الطيران اللبناني‬ ‫�أق ��ام رئي�س اتحاد غ ��رف التج ��ارة وال�صناعة‬ ‫والزراع ��ة في لبنان رئي�س غرف ��ة بيروت وجبل‬ ‫لبنان محمد �شقير حف ًال تكريمي ًا لرئي�س مجل�س‬ ‫ادارة �شرك ��ة طيران ال�ش ��رق االو�سط (الميدل‬ ‫�إي�س ��ت) محم ��د الح ��وت‪ ،‬ت�ضمنه لق ��اء جامع‬ ‫للقي ��ادات الإقت�صادي ��ة والفعالي ��ات الر�سمية‪،‬‬ ‫وغ ��داء في ن ��ادي االعم ��ال في الغرف ��ة‪ ،‬وذلك‬ ‫تقدير ًا من غرفة بي ��روت وجبل لبنان للأعمال‬ ‫الت ��ي �أنجزه ��ا الح ��وت ف ��ي خدم ��ة االقت�صاد‬ ‫الوطني وال �سيم ��ا النهو�ض بـ"المي ��دل �إي�ست"‬ ‫لت�صب ��ح ف ��ي م�صاف �أرق ��ى �شرك ��ات الطيران‬ ‫م ��ن حيث الخدمات التي توفرها ودرجة الأمان‬ ‫وال�سالمة التي تتمت ��ع بها‪ ،‬ف� ً‬ ‫ضال عن ا�سطولها‬ ‫الذي يمتلك �أحدث الطائرات‪.‬‬ ‫وف ��ي كلمته دعا الح ��وت‪ ،‬الدول ��ة اللبنانية الى‬ ‫�أن ت�أخ ��ذ ت�صري ��ح �سفي ��رة االتح ��اد الأوروب ��ي‬ ‫ف ��ي لبن ��ان �أنجلين ��ا �إيخهور�س ��ت ع ��ن �سالمة‬ ‫الطي ��ران اللبناني عل ��ى محمل الجدي ��ة والنية‬ ‫الح�سن ��ة‪ ،‬م�ؤكد ًا �أن ال م�ؤامرة �ضد ال�سياحة في‬ ‫لبن ��ان‪ ،‬والفت ًا الى �أنها �أو�ضح ��ت له �أنها تحاول‬ ‫تطبي ��ق معايير مقبول ��ة في الإتح ��اد الأوروبي‪.‬‬ ‫كم ��ا �أثنى على موقف وزي ��ر النقل غازي زعيتر‬ ‫ال ��ذي كان متجاوب ًا ومتحم�س� � ًا في الوقت نف�سه‬ ‫ل�ضرورة �إن�ش ��اء هيئة الإ�ش ��راف على الطيران‬

‫المدن ��ي‪ .‬وق ��ال‪�" :‬إن عدم وجود هيئ ��ة ال يعني‬ ‫�أن معايي ��ر ال�سالم ��ة غير موجودة ب ��ل العك�س‪،‬‬ ‫لك ��ن كل المو�ضوع �أن ثم ��ة قوانين جديدة يجب‬ ‫�أن نواكبها‪ .‬من هنا الدعوة الى مجل�س الوزراء‬ ‫للتعجيل في �إتمام هذا الأمر"‬ ‫و�أك ��د �أن �شركة الـ"مي ��دل �إي�ست" حائزة جميع‬ ‫التراخي� ��ص االوروبي ��ة علم ًا �أنها غي ��ر مجبرة‬ ‫على هذه الفحو�ص‪ ،‬مو�ضح ًا �أن نتائج الفحو�ص‬ ‫م ��ن �سلط ��ات الطي ��ران المدن ��ي االوروبي على‬ ‫طائ ��رات الـ"مي ��دل �إي�س ��ت" ف ��ي �أوروبا جاءت‬ ‫�أعلى م�ستوى بكثي ��ر من نتائج معظم ال�شركات‬ ‫االوروبي ��ة‪ ،‬من حي ��ث ال�سالمة‪ .‬وج ��دد الحوت‬ ‫الت�أكي ��د �أن"ال خ�شية على ال�سالمة وال على �أمن‬ ‫الطائرات‪ ،‬ب ��ل كل المو�ض ��وع �أن هناك قوانين‬ ‫دولية جديدة يجب �أن نواكبها"‪.‬‬

‫محمد الحوت‬

‫�إرتفاع معامالت المبيع العقارية في لبنان‬ ‫ك�شف ��ت �إح�ص ��اءات المديري ��ة العام ��ة لل�ش�ؤون‬ ‫العقاري ��ة تح�سن� � ًا في �أداء القط ��اع العقاري في‬ ‫لبنان خالل ني�سان (�إبريل)‪ 2014‬بح�سب تقرير‬ ‫م�ص ��رف الإعتم ��اد اللبناني‪ .‬وتك�ش ��ف االرقام‬ ‫�إرتف ��اع ع ��دد المعام�ل�ات العقارية ال ��ى حوالى‬ ‫‪ 6204‬معامالت مقارنة بـ ‪ 5556‬معاملة في �آذار‬ ‫(مار� ��س)‪� .‬أم ��ا عل ��ى ال�صعي ��د التراكمي‪ ،‬فقد‬ ‫�إرتف ��ع عـدد المعامالت العقارية بن�سبة ‪%8٫86‬‬ ‫�سنوي� � ًا الى ح ��دود ‪ 22038‬معامل ��ة من ‪20244‬‬ ‫خالل الأ�شهر االربع ��ة االولى من ‪ .2013‬كذلك‬ ‫�إرتفعت قيمة المعامالت العقارية خالل ني�سان‬ ‫(�إبري ��ل) ال ��ى ‪ 779٫48‬ملي ��ون دوالر مقارنة بـ‬ ‫‪ 670٫72‬خ�ل�ال �آذار (مار� ��س) الما�ض ��ي‪� .‬أما‬

‫عل ��ى ال�صعي ��د التراكم ��ي ‪ ،‬فق ��د تح�سنت قيمة‬ ‫المعامالت العقارية بن�سبة ‪� %23٫22‬سنوي ًا من‬ ‫‪ 2٫3‬ملي ��اري دوالر خالل اال�شهر االربعة االولى‬ ‫م ��ن ‪ 2013‬ال ��ى ‪ 2٫83‬ملي ��اري دوالر م ��ع نهاية‬ ‫ني�س ��ان (�إبريل) ‪ .2014‬ف ��ي هذا االطار‪ ،‬زادت‬ ‫قيمة المعامل ��ة العقارية الواحدة ب�شكل ملحوظ‬ ‫ال ��ى ‪ 128603‬دوالرات مع نهاية اال�شهر االربعة‬ ‫االول ��ى م ��ن ‪ 2014‬م ��ن ‪ 113586‬دوالر ًا خ�ل�ال‬ ‫الفت ��رة نف�سها م ��ن ‪ .2013‬ويج ��در الذكر ‪ ،‬في‬ ‫هذا ال�سي ��اق‪ ،‬ب�أن ح�صة االجان ��ب من عمليات‬ ‫المبيع العقارية قد تراجعت الى ‪ %1٫45‬كما في‬ ‫نهاي ��ة �شهر ني�سان (�إبريل) من ‪ 2014‬مقارنة بـ‬ ‫‪ %1٫85‬في نهاية ‪.2013‬‬

‫الموجز اللبناني‬ ‫‪ 2400‬عملية بح�سب الن�شرة الداخلية لوزارة‬ ‫المالي���ة البنانية "حديث المالي���ة"‪ ،‬ك�شفت ور�شة‬ ‫تدقي���ق ح�سابات الدولة لالع���وام من ‪ 1993‬حتى‬ ‫‪ 2010‬وجود نح���و ‪ 2400‬عملية محا�سبية م�س ّجلة‬ ‫على الح�ساب الخط�أ‪ ،‬من ا�صل ‪ 10,503‬قيود من‬ ‫العام ‪ 1997‬حتى الع���ام ‪ ،2010‬اي �أن ‪ %25‬من‬ ‫العملي���ات المحا�سبية الم�سجلة ل���م تكن �صحيحة‪.‬‬ ‫وك�شف���ت �أي�ض���ا ان ثم���ة ‪ 5500‬ملي���ار لي���رة من‬ ‫�سلفات الخزين���ة غير م�س���ددة‪ ،‬ن�صفها يعود الى‬ ‫م�ؤ�س�سة كهرباء لبنان‪.‬‬ ‫ت�ؤك���د معلوم���ات �أن ال�ش���ركات الخليجي���ة‬ ‫والأجنبي���ة �أعدت الع��� ّدة وتنتظر كلم���ة ال�سر لبدء‬ ‫عملية �إعادة �إعمار بع����ض مناطق �سوريا على رغم‬ ‫�إ�ستمرار الإ�شتب���اكات‪ .‬وبالفعل‪ ،‬وبح�سب م�صادر‬ ‫متابعة للملف‪ ،‬ب���د�أ العديد من �شركات المقاوالت‬ ‫العربي���ة والأجنبية و�ضع الدرا�س���ات والإقتراحات‬ ‫للدخول في �أولى المناق�صات التي �سيتم الإعالن‬ ‫عنه���ا ف���ي الأ�شه���ر المقبلة لإع���ادة �إعم���ار بع�ض‬ ‫المناطق‪ ،‬ف���ي وقت ت�ؤكد هذه الم�ص���ادر �أن هذه‬ ‫ال�ش���ركات بات���ت تبحث عن مق���ر لها ف���ي لبنان‪،‬‬ ‫وتحديداً بين بي���روت والبقاع‪ ،‬لإدارة هذه العملية‬ ‫مم���ا يبرر بع�ض من جوانب الق���رار الدولي الخا�ص‬ ‫باعادة الإ�ستقرار الى لبنان‪.‬‬ ‫ك�شف رئي�س البنك الدولي جيم يونغ كيم‪ ،‬ان‬ ‫"الن���زاع في �سوريا كلف لبنان ‪ 7,5‬مليارات دوالر‬ ‫حت���ى �صيف ‪ ،"2013‬محذراً م���ن "تزايد ال�ضغوط‬ ‫عل���ى الخدمات مث���ل المي���اه والكهرب���اء وال�صحة‬ ‫والتربية وم�ضاعفة التناف�س على الوظائف"‪.‬‬ ‫وجهت "لجنة الدفاع عن حقـــــوق الم�ست�أجرين‬ ‫ّ‬ ‫ف���ي لبن���ان" �أخي���راً كتاب���ا ً �إل���ى الق�ض���اة ورئي�س‬ ‫و�أع�ضاء المجـــل�س الد�ستوري‪ ،‬طالبت فيه "ب�إقرار‬ ‫قانون عادل للإيج���ارات ال�سكنية القديمة ين�صف‬ ‫المالك ويحمي الم�ست�أجر"‪.‬‬ ‫وبعدم����ا �أكّ ����د الكت����اب �أن "المجل�����س الد�ستوري‬ ‫ه����و المرج����ع الم�ؤتمن عل����ى د�ستوري����ة القوانين‬ ‫وع����دم مخالفته����ا �شرعة حقوق الإن�س����ان ومبادئ‬ ‫العدال����ة الإجتماعي����ة والم�ساواة بي����ن المواطنين‬ ‫�أم����ام القانون"‪ ،‬ذكّ ����ر ب�أن "الم�ست�أج����ر القديم لم‬ ‫يكن يوم����ا ً محتال ًّ لم�سكنه‪ ،‬ولم يدخ����ل الم�أجور �إال‬ ‫بموجب عق����د قانوني ولم يخ����لّ بواجباته‪ ،‬وهو ال‬ ‫يرغب في م�صادرة ملكي����ة �أحد وال يطالب ب�إلغاء‬ ‫الملكية الفردية‪ ،‬وجلّ م����ا يبغيه هو ت�أمين �سكن‬ ‫عائلته وحمايته����ا من الت�شرد‪ ،‬عب����ر قانون عادل‬ ‫ومت����وازن للإيج����ارات ال�سكنية‪ ،‬يرف����ع الغبن وال‬ ‫ي�شرع الظلم"‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫‪Issue 20 - June - 2014‬‬

‫‪7‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون لبنانية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫الموقف اللبناني‬

‫�شعبان في دولة واحدة‬ ‫مقولة الرئي�س الراحل حافظ الأ�سد‪�" :‬شعب‬ ‫واحد في دولتي ��ن"‪ ،‬دح�ضتها �إختناقات لبنان‬ ‫بالنازحي ��ن ال�سوريي ��ن‪ ،‬وتكد�سه ��م بمئ ��ات‬ ‫االلوف عل ��ى ثغور مدنه وقراه‪ ،‬و�إنفال�شاتهم‬ ‫ف ��ي الداخ ��ل‪ ،‬ما ع� � ّزز التململ م ��ن �إندفاعهم‬ ‫عب ��ر الح ��دود‪ ،‬دخ ��و ًال وخروج� �اً‪ ،‬وك�أن النزوح‬ ‫ب ��ات حج ��ة للتغلغ ��ل والتك�س ��ب ف ��ي الغال ��ب‪،‬‬ ‫و�إ�ستعم ��ال "حيل ��ة ح�ص ��ان ط ��روادة" ف ��ي‬ ‫اللحظة الإنتخابية للرئا�سة ال�سورية‪.‬‬ ‫ولع� � ّل �صف ��ة "عن�صرية" التي تطل ��ق على كل‬ ‫جماع ��ة تناه�ض هذا الزح ��ف المت�سارع‪ ،‬بد�أت‬ ‫تتراج ��ع بعدم ��ا بان �إنزع ��اج الفئ ��ات اللبنانية‬ ‫جميعه ��ا من حجم الن ��زوح‪ ،‬وثقل الحمل على‬ ‫الظهر اللبناني ال�شعبوي والر�سمي‪.‬‬ ‫وب ��رزت خ�شي ��ة مب� � ّررة بالأرقام‪ ،‬م ��ن تغييرات‬ ‫ديموغرافي ��ة وجيو�سيا�سية‪ ،‬م ��ا �صار هاج�ساً‪،‬‬ ‫و�أح ��دث ت�صدع� �اً‪ ،‬ول ��و بدائي� �اً‪ ،‬ف ��ي البني ��ة‬ ‫الكياني ��ة للبنان القائم على ه�شا�شة‪ ،‬والمقدم‬ ‫على مزيد من الفراغ‪.‬‬

‫بقلم �إيلي �صليبي‬

‫*‬

‫م ��ن هن ��ا �أُجيز لنف�سي الت�س ��ا�ؤل‪" :‬هل �إنقلبت‬ ‫مقول ��ة �شع ��ب واحد ف ��ي دولتين‪� ،‬إل ��ى حقيقة‬ ‫م�ستج� �دّة وه ��ي �شعب ��ان في دول ��ة واحدة على‬ ‫�أر�ض لبنان"؟‬ ‫و�أُجي ��ز لنف�س ��ي الت�س ��ا�ؤل‪ ،‬كذل ��ك‪" :‬لم ��اذا ال‬ ‫ترع ��ى �سلطات الرئي�س ب�شار الأ�سد النازحين‬ ‫ف ��ي �أماك ��ن �آمن ��ة ب�ضمان ��ات دولي ��ة؟ ولم ��اذا‬ ‫ت�سمح ل�شعبها بالذوبان في مجتمعات �شقيقة‬

‫و�صديقة‪ ،‬و�أحيانا معادية لها كتركيا؟ �أولي�س‬ ‫م ��ن الأج ��دى �إقام ��ة مخيم ��ات ت�ش ��رف عليها‬ ‫الأمم المتح ��دة‪ ،‬ويحميها بولي�س دولي �أ�سوة‬ ‫بالجوالن؟"‪.‬‬ ‫و�أي�ض� �اً ‪" ...‬ه ��ل يحت ��اج الرئي�س ب�ش ��ار الأ�سد‬ ‫لأ�ص ��وات النازحي ��ن ليحدث ��وا فرق� �اً ف ��ي‬ ‫النتيج ��ة المح�سوم ��ة للتجدي ��د ل ��ه؟ ام �أنه ��ا‬ ‫الديموقراطي ��ة الموجب ��ة تدف ��ع بال ��وف‬ ‫ال�سوريي ��ن للتهاف ��ت عل ��ى �صنادي ��ق الإقت ��راع‬ ‫ف ��ي ال�سف ��ارة ال�سورية وتت�سبب ف ��ي اختناقات‬ ‫ال�سير والبلبلة والإ�شكاليات؟"‪.‬‬ ‫�شخ�صي ��ا‪ ،‬ال �أرى م ��ن الحكم ��ة ال�سك ��وت عل ��ى‬ ‫فو�ضى الن ��زوح الق�سري والمفتعل‪ .‬و�شخ�صياً‬ ‫ال �أتوق ��ع � اّإل المزي ��د م ��ن �ض ��خ الإخ ��وة بي ��ن‬ ‫الأخوة‪ ،‬وتحقيق م�ش ��روع "ال�شعبين في دولة‬ ‫واحدة"‪.‬‬ ‫* �أدي���ب وكاتب و�إعالمي لبنان���ي‪ ،‬والمدير العام ال�سابق‬ ‫للأخبار في الم�ؤ�س�سة اللبنانية للإر�سال (�أل بي �سي)‬

‫"الفاو"‪� 170 :‬ألف لبناني �إلى دون خط الفقر في نهاية العام‬ ‫عق ��دت منظمة االغذي ��ة والزراعة التابع ��ة للأمم المتح ��دة (الفاو) حلقة‬ ‫نقا�ش في �أوتيل "موفنبيك" في بيروت جمعت ال�صحافيين مع المدير العام‬ ‫الم�ساع ��د والممث ��ل االقليمي لل�ش ��رق االدنى و�شمال افريقيا ف ��ي الفاو عبد‬ ‫ال�س�ل�ام ول ��د �أحمد وبح�ضور ممثل منظمة "الف ��او" بالإنابة في لبنان برونو‬ ‫مينغاو والخبي ��ر كري�ستاف بيكر‪ .‬وتر ّكز النقا�ش ح ��ول �آثار الأزمة ال�سورية‬ ‫عل ��ى الأم ��ن الغذائي‪ ،‬التغذي ��ة‪ ،‬الم ��وارد الطبيعية‪ ،‬الزراع ��ة و�سبل العي�ش‬ ‫ف ��ي �سوريا والبل ��دان المجاورة‪ .‬وعر� ��ض خالل حلقة النقا� ��ش �إ�ستراتيجية‬ ‫منظم ��ة "الفاو" الخم�سية لك ��ل من م�صر ولبنان والع ��راق والأردن وتركيا‪،‬‬ ‫وتر ّك ��ز هذه الإ�ستراتيجية بكلفة حوالى ‪ 280‬مليون دوالر على تحقيق الأمن‬ ‫الزراع ��ي والغذائي ف ��ي المناطق التي ت�ضررت ج ��راء االزمة ال�سورية‪ .‬وفي‬ ‫هذا ال�سياق‪� ،‬أكد عبد ال�سالم انه منذ اندالع االزمة تفاقم التدهور الغذائي‬ ‫ف ��ي �سوريا وفي البلدان المجاورة والذي تمثل بانخفا�ض �إنتاج الحبوب ‪%50‬‬ ‫مقارن ��ة بال�سن ��وات ما قبل االزمة‪ ،‬في وقت �ألحقت الأزم ��ة �ضرر ًا كبير ًا في‬ ‫البن ��ى التحتية الزراعية‪ ،‬بالإ�ضافة الى خ�سائر ف ��ي الموا�شي وما �إ�ستتبعها‬ ‫م ��ن تح ��رك كبير له ��ذه الموارد عب ��ر الح ��دود ال�سورية م ��ن دون الخ�ضوع‬

‫‪6‬‬

‫العدد ‪ - 20‬حزيران (يونيو) ‪٢٠١4 -‬‬

‫للرقابة ال�صحية المطلوبة‪ ،‬ما ي�شكل خطر ًا ج�سيم ًا ّ‬ ‫لتف�شي الأمرا�ض‪.‬‬ ‫ويظه ��ر تقري ��ر تقيي ��م الآث ��ار االقت�صادي ��ة واالجتماعي ��ة ال�ص ��ادر ف ��ي ايلول‬ ‫(�سبتمبر) ‪ 2013‬من الحكومة اللبنانية ان ‪ 215‬ر�أ�س ما�شية تعبر يومي ًا الحدود‬ ‫اللبناني ��ة – ال�سوري ��ة وهي غي ��ر خا�ضعة للرقاب ��ة ال�صحية‪ ،‬ما يه ��دد ال�صحة‬ ‫الحيواني ��ة والب�شري ��ة في لبنان"‪ .‬وفي هذا االطار‪� ،‬أ�شار عبد ال�سالم الى �أهمية‬ ‫اتمام عملية تلقيح لهذه الموا�شي والتي تكلف في حدود ‪ 6‬ماليين دوالر‪.‬‬ ‫وف ��ي �سياق مت�ص ��ل‪ ،‬ي�شير تقري ��ر "الفاو" ال ��ى ان الأزم ��ة ال�سورية حملت‬ ‫الإقت�صاد اللبناني العديد من االعباء ومنها‪:‬‬ ‫ انخفا�ض النمو الفعلي للناتج المحلي االجمالي بن�سبة ‪ %2,9‬كل �سنة منذ‬‫بداية الأزمة منت�صف �آذار (مار�س) ‪.2011‬‬ ‫ دفع ما يناهز ‪ 170‬الف لبناني الى براثن الفقر نهاية هذه ال�سنة (ت�ضاف‬‫هذه االرقام الى المليون لبناني الذين يعي�شون دون خط الفقر حاليا)‪.‬‬ ‫ م�ضاعفة معدل البطالة ليتجاوز ن�سبة ‪.%20‬‬‫ تقلي� ��ص عائدات الحكومة بـ‪ 1٫5‬مليار دوالر وزيادة النفقات بـ‪ 1٫1‬مليار‬‫دوالر نظر ًا الى الزيادة الحادة في الطلب‪.‬‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫هل يكون النائب فريد اليا�س الخازن فلتة ال�شوط؟‬ ‫ُنقل �إلى "�أ�س ��واق العرب" �أنه في جل�سة جمعت والدكتور �سمير جعجع‪ .‬لذا �سيكون عليه �إجماع‬ ‫�سفير دولة كبرى و�أح ��د ال�سيا�سيين اللبنانيين ماروني‪ ،‬كما وم�سيحي لزواجه من الأرثوذك�سية‬ ‫�س� ��أل الأول الثاني‪ :‬لماذا ي�ص� � ّر العماد مي�شال �سوال �صليبي‪( ،‬كريمة الزميل �إيلي �صليبي)‪.‬‬ ‫ع ��ون على تر�شيح نف�سه وه ��و يعلم جيد ًا �أنه لن و�أ�ض ��اف الديبلوما�سي‪ :‬وتفي ��د معلوماتنا على‬ ‫ي�صل؟ لم ��اذا ال يك ��ون �صانع الرئي� ��س ّ‬ ‫وير�شح �أن ��ه من القالئ ��ل بي ��ن ال�سيا�سيي ��ن اللبنانيين‬ ‫�أح ��د الن ��واب المنتمي ��ن �إل ��ى كتلت ��ه والذي قد الذين ل ��م ت�صلهم عدوى الف�س ��اد‪ .‬وهذا عامل‬ ‫م�شجع ومطلوب‪.‬‬ ‫ير�ضي الجميع‪.‬‬ ‫ف�س�أل ��ه ال�سيا�سي اللبنان ��ي‪ :‬ولكن من تعتقد �أنه ولك ��ن‪� ،‬س� ��أل ال�سيا�سي اللبناني‪ :‬م ��اذا �سيكون‬ ‫موقف "حزب اهلل" و"تيار الم�ستقبل"؟‬ ‫ي�صلح لهذا الطرح؟‬ ‫ً‬ ‫ف�أجاب ��ه الديبلوما�س ��ي الغرب ��ي‪ :‬النائ ��ب فريد ر ّد الديبلوما�سي‪ :‬لقد �صرح الإثنان �سابقا على‬ ‫الخ ��ازن ال ��ذي ينتم ��ي �إل ��ى "كتل ��ة التغيي ��ر �أنهما �سي�ؤيدان من يجمع عليه الم�سيحيون‪ ،‬لذا‬ ‫والإ�ص�ل�اح"‪ .‬فه ��و م ��ن الأكاديميي ��ن البارزين فال �أظن �أنهما �سيعار�ضانه‪.‬‬ ‫وخت ��م ال�سيا�سي اللبناني‬ ‫ف ��ي العل ��وم ال�سيا�سي ��ة‬ ‫(مازح� � ًا)‪ :‬ه ��ل تعتق ��د‬ ‫وحت ��ى الإقت�صادي ��ة‪،‬‬ ‫ب� ��أن ع ��ون �سيقب ��ل بذلك‬ ‫ونائب ًا ناجح ًا في المجل�س‬ ‫ب�سهولة؟‬ ‫النيابي‪ ،‬ولب�س منتمي ًا �إلى‬ ‫فق ��ال الديبلوما�س ��ي‬ ‫حزب "التيار الحر"‪ .‬كما‬ ‫الغرب ��ي (ب�شك ��ل جدي)‪:‬‬ ‫�أن عائلته مارونية عريقة‬ ‫في نهاية المطاف �سيكون‬ ‫م ��ن ك�س ��روان وي�ؤي ��ده‬ ‫مجب ��ر ًا �أن يخت ��ار �أح ��داً‬ ‫البطري ��رك المارون ��ي‬ ‫من كتلت ��ه‪� ...‬إذا علم ب�أن‬ ‫الكاردينال ب�شارة بطر�س‬ ‫ال ح ��ظ له مطلق� � ًا‪ ،‬ولي�س‬ ‫الراع ��ي م ��ن دون تردد‪.‬‬ ‫ف ��ي ه ��ذه الحال ��ة �أف�ضل‬ ‫�إ�ضاف ��ة �إل ��ى ذل ��ك‪ ،‬ف�إنه‬ ‫من النائب ف� ��ؤاد الخازن‬ ‫من المتوا�صلين الدائمين‬ ‫لديه‪.‬‬ ‫مع الرئي�س �أمين الجميل‬ ‫النائب فريد اليا�س الخازن‬

‫لبنان‪ :‬ن�سبة الإنفاق على �شبكات الأمان االجتماعي ‪ %1‬من الناتج‬ ‫ق� �دّرت الأرقام ال�ص ��ادرة عن البن ��ك الدولي‪،‬‬ ‫�أن المبل ��غ الذي تنفقه الحكوم ��ة اللبنانية على‬ ‫�شبك ��ات الأم ��ان االجتماعي‪ ،‬يع ��ادل ن�سبة ‪%1‬‬ ‫من النات ��ج المحلي الإجمال ��ي �سنو ًيا‪ .‬و�أ�شارت‬ ‫�إل ��ى �أن تخ�صي�ص لبن ��ان للإنفاق على �شبكات‬ ‫الأمان االجتماعي ه ��و �أقل من المعدل ال�سنوي‬ ‫ال ��ذي تنفق ��ه الحكوم ��ات ف ��ي ال ��دول النامية‬ ‫والنا�شئ ��ة البالغ ن�سبة ‪ %1,6‬من الناتج المحلي‬ ‫الإجمالي‪ ،‬و�أقل من متو�س ��ط �إنفاق هذه الدول‬ ‫(‪ )median‬البال ��غ ‪ %1,2‬م ��ن النات ��ج المحلي‬ ‫الإجمالي �سنويا‪.‬‬ ‫ولكنه �أ�شار �إلى �أن �إنفاق الحكومة على �شبكات‬

‫الأم ��ان الإجتماعي في لبنان ه ��و في تما�س مع‬ ‫مع ��دل الإنفاق ال�سنوي عل ��ى هذه الخدمات في‬ ‫منطقة ال�شرق الأو�سط و�شمال �أفريقيا‪.‬‬ ‫وبالمقارن ��ة‪ ،‬بلغ ��ت ن�سبة الإنف ��اق على �شبكات‬ ‫الأم ��ان االجتماع ��ي ‪ %1,9‬من النات ��ج المحلي‬ ‫الإجمال ��ي ف ��ي ال ��دول النامي ��ة ذات الدخ ��ل‬ ‫المرتف ��ع‪ ،‬و‪ 1,8%‬من النات ��ج المحلي الإجمالي‬ ‫في الدول ذات الدخ ��ل المتو�سط �إلى المرتفع‪،‬‬ ‫و‪ 1,5%‬من الناتج المحل ��ي الإجمالي في الدول‬ ‫المتو�سط‪ ،‬و‪1,1%‬‬ ‫ذات الدخل المنخف�ض �إل ��ى‬ ‫ّ‬ ‫م ��ن الناتج المحل ��ي الإجمالي ف ��ي الدول ذات‬ ‫الدخل المنخف�ض‪.‬‬

‫تجمع رج���ال الأعم���ال اللبنانيين برئا�سة‬ ‫دعا ّ‬ ‫ف����ؤاد زمكح���ل �إل���ى تنمي���ة العالق���ات والتب���ادل‬ ‫التجاري م���ع الدول الأفريقية ودر����س العديد من‬ ‫فر����ص الإ�ستثمار وال�شركة المتبادلة‪ ،‬م�شدداً على‬ ‫�أن تعزيز الموقع الإقت�ص���ادي والتجاري هو هدف‬ ‫محدد "لإن�ش���اء الت����آزر الب ّناء ولم�ساع���دة �أ�صحاب‬ ‫الم�شاريع وللإ�ستثمارات في مناطقنا على التطور‬ ‫والنمو"‪.‬‬ ‫ج���اء ذلك خالل لقاء حواري مع عدد من �سفراء دول‬ ‫�أفريقيا ‪ ،‬بح�ضور وزير الخارجية والمغتربين جبران‬ ‫با�سيل‪ ،‬وزير االقت�صاد والتجارة �أالن حكيم‪ ،‬وزير‬ ‫العمل �سجعان قزي‪ ،‬وعدد من المعنيين‪.‬‬ ‫دع���ا �صندوق النق���د الدولي الجمع���ة الأ�سرة‬ ‫الدولية �إلى زيادة م�ساعداتها للبنان‪ ،‬الذي يواجه‬ ‫تدفقا ً غير م�سبوق لالجئين ال�سوريين‪ ،‬ما �أدى الى‬ ‫�إ�ضعاف �إقت�صاده‪.‬‬ ‫وق����ال ال�صندوق في بيان �صدر ف����ي ختام زيارة‬ ‫قام����ت بها بعث����ة تابعة له الى بي����روت �إن "االزمة‬ ‫في �سورية �أدت ال����ى تدفق غير م�سبوق لالجئين‬ ‫الذي����ن يق���� ّدر عددهم حالي����ا ً بربع �س����كان لبنان‪،‬‬ ‫م����ا �أثّر عل����ى الو�ضع الأمن����ي و�أنه����ك المجتمعات‬ ‫المحلية"‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف البيان ان "المالية العامة للدولة اللبنانية‬ ‫�أ�صبحت تحت ال�ضغط من ج���راء هذه الأزمة‪� ،‬سواء‬ ‫تعلق الأمر بالم�ست�شفيات او المدار�س او الخدمات‬ ‫العامة"‪ ،‬م�ؤكّ داً �أن "الم�ساعدات التي تلقّاها لبنان‬ ‫م���ن المجتم���ع الدولي خ�ل�ال العام الفائ���ت والتي‬ ‫بلغ���ت قيمته���ا حوال���ي ‪ 800‬ملي���ون دوالر غي���ر‬ ‫كافية"‪.‬‬ ‫و�أ�ش���ار البي���ان ال���ى �أن "دع���م الجه���ات المانح���ة‬ ‫للموازن���ة ولل�شع���ب اللبناني (‪ )...‬يبق���ى �ضئيالً‬ ‫على الرغم من النداءات المتعددة"‪.‬‬ ‫�أعل���ن حاك���م م�ص���رف لبن���ان ريا����ض �سالمة‬ ‫�إ�ستراتيجي���ة الم�ص���رف الجدي���دة القائم���ة "على‬ ‫دع���م ق�ضية تملك كل لبناني من���زالً"‪ ،‬م�شدداً على‬ ‫"�أهمي���ة مطابق���ة ال�شروط البيئي���ة لمعايير البناء‬ ‫والح���د م���ن الع�شوائية‪ ،‬ما قد ي�ساع���د في الوثوق‬ ‫�أكثر بهذا القطاع"‪.‬‬ ‫وف���ي ه���ذا ال�سياق‪ ،‬دع���ا �سالم���ة �إل���ى �إ�ستحداث‬ ‫�إجراءات �إدارية �أق���ل تعقيداً‪ ،‬وقوانين وا�ضحة من‬ ‫�ش�أنها �أن ت�سهل عمل القطاع العقاري‪" ،‬وبالتالي‬ ‫تدفع بالعجلة االقت�صادية الى الأمام لناحية جذب‬ ‫الم�ستثمرين والمغتربين وغيرهم"‪.‬‬ ‫ووع���د ب���ـ "التعمي���م عل���ى �ض���رورة جع���ل جمعية‬ ‫المطوري���ن العقاريي���ن ج���زءاً من اللج���ان المعنية‬ ‫ببع�ض الم�سائل المتعلقة بقطاع العقار والهيئات‬ ‫االقت�صادية"‪.‬‬

‫‪Issue 20 - June - 2014‬‬

‫‪9‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون لبنانية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫كلمة لبنانية‬

‫بالن�سبة �إلى الرئا�سة‪� ،‬إنظروا �إلى "حزب اهلل"!‬ ‫كان هن ��اك الكثي ��ر م ��ن التكهن ��ات ف ��ي بي ��روت ح ��ول كيفي ��ة �إخ ��راج لبن ��ان م ��ن‬ ‫الم� ��أزق الرئا�سي‪ .‬وقد ت ��م التركيز على �إقناع المر�شحين الموارنة الرئي�سيين‬ ‫بالإن�سحاب ل�صالح �شخ�ص مقبول من الجميع‪ ،‬وهو نهج يُعتبر المفتاح لإنهاء‬ ‫الم�أزق الحالي‪.‬‬ ‫ال ن�سبياً‬ ‫المن�صب على الموارنة‪ ،‬ل ��م يُنظر � اّإل قلي ً‬ ‫إهتمام‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫كل‬ ‫الواق ��ع �أنه م ��ع‬ ‫ّ‬ ‫�إل ��ى "ح ��زب اهلل"‪ ،‬ال ��ذي ال يزال الناخ ��ب الأكثر نف ��وذاً في لبنان‪ ،‬وم ��ع �إيران‪،‬‬ ‫ربما في المنطقة‪ .‬المريح ل"حزب اهلل"‪� ،‬أن التناف�س الماروني الحاد قد ملأ‬ ‫ال�ساح ��ات‪ ،‬ويمكن �أن ي�ستم ��ر لبع�ض الوقت‪ .‬ولكن هذه هي الخلفية‪ ،‬الحقيقة‬ ‫ه ��ي �أن م�صال ��ح "حزب اهلل"‪ ،‬ه ��ي التي تفيدنا بالنتيج ��ة النهائية التي �ستكون‬ ‫عليها الرئا�سة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫لبع� ��ض الوق ��ت ر�أى "ح ��زب اهلل" الو�ض ��ع اللبناني كجزء ال يتج� �ز�أ من الو�ضع‬ ‫ال�سوري‪� .‬إعتبر الحزب دائماً �أن نجاحه في تعزيز الرئي�س ال�سوري ب�شار الأ�سد‬ ‫�صكاًّ (�شيكاً) �سيتع ّين عليه �أي�ضاً �صرفه في لبنان‪ .‬فيما يع ّزز الأ�سد و�ضعه في‬ ‫�سوريا‪ ،‬ينوي "حزب اهلل" �أن يفعل ال�شيء نف�سه في بلده‪ ،‬حيث منحت الحرب‬ ‫الأهلي ��ة ال�سوري ��ة مراراً وتكراراً الأمل للخ�ص ��وم المحليين للحزب �أن هيمنته‬ ‫يمكن الطعن بها‪.‬‬ ‫ً‬ ‫الآن مع �إعتبار "حزب اهلل" �أن الم ّد قد تحوّل في �سوريا‪ ،‬فهو يم�ضي قدما في‬ ‫ه ��ذا الم�ش ��روع‪ .‬وقد �أقدم عل ��ى �أمرين في العام الفائ ��ت لتمهيد الطريق‪ .‬دفع‬ ‫�إل ��ى تمدي ��د فت ��رة العماد جان قهوج ��ي كقائد للجي�ش‪ ،‬من �أج ��ل الحفاظ على‬ ‫�أهمي ��ة ل ��ه في فت ��رة ما قب ��ل االنتخابات الرئا�سي ��ة‪ ،‬حتى و�إن كان ه ��ذا �أغ�ضب‬ ‫العماد مي�شال عون الذي كان ي�أمل �أن يحل �صهره‪ ،‬العميد الركن �شامل روكز‪،‬‬ ‫مح ��ل قهوج ��ي‪ .‬وعمل "حزب اهلل" على ت�أجيل الإنتخابات البرلمانية ‪ -‬جزئيا‬ ‫م ��ن خ�ل�ال وجود حليف �آخر‪ ،‬نبيه بري‪ ،‬ودفع‪ ،‬م�س ّبباً الخالف والإتق�سام‪� ،‬إلى‬ ‫�إتفاق م�ستحيل على قانون الإنتخابات‪ ،‬وذلك جزئياُ من طريق �سيره جنباً �إلى‬ ‫جنب مع الحجة القائلة ب�أن الحالة الأمنية ال ت�سمح بالإنتخابات‪.‬‬ ‫م ��ع هذي ��ن الأمري ��ن ف ��ي الم ��كان‪� ،‬إ�شت ��رى "ح ��زب اهلل" وقت� �اً ثمين� �اً للذه ��اب‬ ‫والم�شارك ��ة ف ��ي الحرب في �سوريا‪ ،‬ولع ��ب دوراً حيوياً في م�ساعدة قوات الأ�سد‬ ‫عل ��ى �إ�ستع ��ادة منطقة القلمون‪ .‬في هذا العم ��ل قطع ال�صلة بين �سوريا ولبنان‬ ‫وع ��زز قب�ض ��ة النظ ��ام ال�سوري عل ��ى خطوط الإت�ص ��االت بين دم�ش ��ق وحم�ص‪،‬‬ ‫وحم�ص وال�ساحل ال�سوري‪.‬‬ ‫كان قهوج ��ي مر�ش ��ح "ح ��زب اهلل" منذ البداية‪ ،‬ويبدو �أن القلي ��ل جداً قد تغ ّير‬ ‫ف ��ي موقف ��ه‪ .‬وتوق ��ع الحزب دائم� �اً المناف�س ��ة ال�شر�س ��ة بي ��ن المتناف�سين على‬ ‫الرئا�س ��ة الماروني ��ة‪ ،‬لذل ��ك كان الأمر بالن�سب ��ة �إليه م�س�ألة من ��اورة حول هذا‬ ‫الأم ��ر لبع� ��ض الوق ��ت‪ ،‬حت ��ى لو كان نت ��ج من ذلك فراغ� �اً م�ؤقتاً‪ ،‬فيم ��ا هو يع ّد‬ ‫الظروف لإنتخاب مر�شحه‪.‬‬ ‫هذا هو ال�سبب في �أن عون‪ ،‬الذي يدرك تماما خطة "حزب اهلل"‪ ،‬كان م�شغوالً‬ ‫للغاي ��ة ف ��ي محاول ��ة جع ��ل نف�س ��ه ذات �صل ��ة بالمو�ض ��وع بالن�سب ��ة �إل ��ى كل من‬ ‫الح ��زب ال�شيع ��ي ووليد جنبالط‪ ،‬الذي يمكن �أن ي�ضمن ل ��ه الغالبية‪ .‬لذا كان‬ ‫ت�سريب ��ه �أخي ��راً �إلى �صحيفة "الجمهورية" اللبناني ��ة ت�صريحاً يقول فيه عون‬ ‫�أن ��ه م ��ن ال�ضروري قب ��ول حقيق ��ة �أن �إمكانية �إنت�ص ��ار الأ�سد ف ��ي �سوريا‪ ،‬كانت‬ ‫له ��ا الأولوي ��ة؛ بيانه ب�أنه �سي�شارك ف ��ي �إنتخابات على �أ�سا� ��س قانون ‪ 1960‬كان‬

‫‪8‬‬

‫العدد ‪ - 20‬حزيران (يونيو) ‪٢٠١4 -‬‬

‫الهدف الثاني‪.‬‬ ‫كان ج ��زء م ��ن ر�سال ��ة ع ��ون ال�ضمني ��ة ل"تي ��ار الم�ستقب ��ل" م�ستم ��داً م ��ن هذا‬ ‫المنط ��ق‪� :‬إم ��ا �أن ت�ص ّوت ��وا ل ��ي‪� ،‬أو �سيكون لديكم مواجه ��ة مر�شح "حزب اهلل"‪.‬‬ ‫�إن �إ�ص ��رار ع ��ون الي ��وم عل ��ى عرقل ��ة �أي �إتف ��اق عل ��ى �شخ�صي ��ة للرئا�س ��ة موجه‬ ‫�ض ��د "ح ��زب اهلل" �أكثر مما هو �ضد "حرك ��ة ‪� 14‬آذار"‪� ،‬إذ �أنه بمجرد قبول مبد�أ‬ ‫الت�سوي ��ة‪ ،‬ف� ��إن فر�ص قهوج ��ي �سترتفع‪ ،‬وذلك بف�ضل حقيق ��ة �أن قائد الجي�ش‬ ‫ن ّفذ الخطط الأمنية بنجاح في طرابل�س و�سهل البقاع‪.‬‬ ‫له ��ذا ال�سب ��ب كان �إته ��ام رئي� ��س حزب "الق ��وات اللبنانية" �سمير جعج ��ع �أخيراً‬ ‫ع ��ون ب�أن ��ه كان م�س� ��ؤو ًال عن عرقلة �إنتخ ��اب رئي�س لإي�صال مو�سيق ��اه �إلى �آذان‬ ‫ح ��زب اهلل‪ .‬فق ��ط �إذا �إرتفع ��ت حدة التناف� ��س بين الم�سيحيين يمك ��ن �أن يخ�سر‬ ‫جمي ��ع المر�شحين الرئي�سيي ��ن م�صداقيتهم‪ ،‬وبالتالي فت ��ح الباب �أمام مر�شح‬ ‫"حزب اهلل"‪ .‬لكن عون‪ ،‬رغم كل ما قدّمه من عناد و�إنتهازية‪ ،‬لي�س هو الق�ضية‬ ‫الرئي�سية‪ .‬الق�ضية هي �أجندة "حزب اهلل"‪ .‬في هذا ال�سياق ينبغي لنا �أن نتطلع‬ ‫�إلى الجزء الثاني من خطة الحزب‪ ،‬وهو الفوز في الإنتخابات البرلمانية‪.‬‬ ‫يعتق ��د "ح ��زب اهلل"‪ ،‬ل�سب ��ب وجيه‪ ،‬ب�أن حرك ��ة "‪� 14‬آذار" لن تفوز بالغالبية في‬ ‫الإنتخابات المقبلة‪ .‬حتى على �أ�سا�س قانون ‪ ،1960‬ف�إن تعداد مقاعد البرلمان‬ ‫ربم ��ا يك ��ون مماث ً‬ ‫ال تقريب� �اً لما هو عليه الي ��وم‪ ،‬مع الإبقاء عل ��ى دور جنبالط‬ ‫كمي ��زان‪ .‬ه ��ذا ه ��و ال�سب ��ب لماذا يري ��د "ح ��زب اهلل" الحفاظ عل ��ى عالقته مع‬ ‫عون‪ ،‬مهما �إ�شتدت خالفاتهما الم�ؤقتة حول رئا�سة الجمهورية‪.‬‬ ‫عون‪� ،‬أي�ضاً‪ ،‬لديه م�صلحة في الحفاظ على عالقة جيدة مع الحزب‪ .‬حتى لو‬ ‫ل ��م ي�صب ��ح رئي�س� �اً‪� ،‬سيحتفظ بقوة كبي ��رة كرئي�س لأكبر كتل ��ة م�سيحية‪ .‬ولكي‬ ‫يح ��دث ذل ��ك‪ ،‬يحت ��اج عون �إل ��ى �أ�صوات �شيع ��ة "حزب اهلل" في مناط ��ق رئي�سية‬ ‫عدة‪ ،‬ال �سيما بعبدا وجبيل وجزين‪.‬‬ ‫الخا�س ��ر المحتم ��ل ف ��ي كل ه ��ذا ه ��و تحال ��ف "‪� 14‬آذار"‪ .‬لق ��د تلق ��ى التحال ��ف‬ ‫�أ�صعب �ضربة عندما توجه جنبالط �إلى ال�سيا�سة الو�سطية حيث من الممكن‬ ‫ان يفق ��ده ذل ��ك مقعدين للدروز في البقاع الغرب ��ي وبيروت‪ .‬ولكن مرة �أخرى‬ ‫يمكن �أن ي�ستفيد جنبالط بتحالفه مع �سعد الحريري‪ .‬لدى جنبالط الكثير‬ ‫ليك�سبه من خالل ت�أمين �أ�صوات ال�سنة كما يفعل عون بفوزه ب�أ�صوات ال�شيعة‪.‬‬ ‫�أما بالن�سبة �إلى الحريري‪ ،‬ف�إنه يخ�سر من خالل �إ�ستعداء جنبالط‪.‬‬ ‫كي ��ف يمك ��ن ل"حزب اهلل" ت�أمين الفوز لقهوج ��ي؟ من ال�صعب الإجابة‪ .‬هناك‬ ‫�أولئك الذين يقولون ب�أنه لي�س هناك فراغ اليوم‪ ،‬لي�س هناك حاجة �إلى تعديل‬ ‫د�ست ��وري لجل ��ب قائ ��د الجي�ش الى من�ص ��ب الرئا�سة‪ .‬هذا هو �أم ��ر خيالي‪ .‬لذا‬ ‫يخ�ش ��ى البع� ��ض ب�أن يقوم الحزب بالتالعب ف ��ي الو�ضع الأمني​​لجعل قهوجي‬ ‫�أكث ��ر جاذبي ��ة‪� .‬أياً كان الأمر الذي �سيحدث‪ ،‬ف�إن الو�ضع ينبغي �أن يتفاقم حتى‬ ‫يتحوّل المزاج للحل المختار من "حزب اهلل"‪.‬‬ ‫�س ��وف يحت ��اج ّ‬ ‫تر�ش ��ح قهوج ��ي �أي�ضاً �إلى دع ��م ال�سنة‪ .‬م ��ا لم يع � ِ�ط ال�سعوديون‬ ‫ال�ض ��وء الأخ�ض ��ر لحلفائه ��م اللبنانيي ��ن‪ ،‬ف�إن العم ��اد �سيواجه عقب ��ات خطيرة‬ ‫ف ��ي طريق ��ه‪ .‬الأ�سابي ��ع المقبل ��ة �سوف تك�شف الوج ��ه الأخر التي م ��ن �أجله لم‬ ‫تح ��دث الإنتخابات الرئا�سية‪ ،‬و�سوف نكت�ش ��ف بطريقة �أف�ضل دور "حزب اهلل"‬ ‫ّ‬ ‫المف�ضلة‪.‬‬ ‫في التح�ضير لمباراته النهائية‬

‫بيروت ‪ -‬رئيف عمرو‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫منتدى رجال الأعمال ال�سوريين ي�ستعر�ض‬ ‫متط ّلبات مرحلة التنمية المقبلة‬ ‫لم يع ��د الحديث عن �إعادة الإعم ��ار في �سوريا‬ ‫ي ��دور هم�س ًا في الأو�ساط الإقت�صادية الإقليمية‬ ‫والدولي ��ة‪ ،‬ب ��ل انتق ��ل المو�ض ��وع ف ��ي الأ�شه ��ر‬ ‫الأخي ��رة لي�شغ ��ل ح ّي ��ز ًا وا�سع ًا م ��ن �إهتمامات‬ ‫هذه الأو�س ��اط �إ�ستعداد ًا لمرحلة ُيجمع مختلف‬ ‫الخبراء والمراقبون عل ��ى �أ ّنها مقبلة بال �شك‪.‬‬ ‫بل �أنّ الكثي ��ر من �شركات القط ��اع الخا�ص قد‬ ‫بد�أ يعد العدّة فعلي ًا لهذه المرحلة‪ ،‬فيما �أطلقت‬ ‫بع�ض الم� ّؤ�س�سات الدولي ��ة المعنية برامج عمل‬ ‫تواكب ه ��ذه الإ�ستع ��دادات تح�ضي ��ر ًا النطالق‬ ‫ور�شة الإعمار‪.‬‬ ‫ومواكب� � ًة له ��ذه الجه ��ود‪ ،‬وبهدف توفي ��ر �إطار‬ ‫جام ��ع يلتق ��ي في ��ه رج ��ال الأعم ��ال ال�سوريون‬ ‫بنظرائه ��م م ��ن المنطق ��ة والعال ��م لبح ��ث‬ ‫الخيارات والإمكانات المتاحة للتنمية‪ ،‬وتطوير‬ ‫�شبك ��ة العالقات بين رج ��ال الأعمال ال�سوريين‬ ‫وال�شرك ��اء الدوليي ��ن والإقليميي ��ن‪� ،‬أطلق ��ت‬ ‫ال�شرك ��ة الدولي ��ة للمعار� ��ض (‪)IFP Group‬‬ ‫"منت ��دى رج ��ال الأعم ��ال ال�سوريي ��ن"‪ ،‬الذي‬ ‫�أقي ��م ف ��ي �أوائل حزي ��ران (يوني ��و) الفائت في‬ ‫مرك ��ز "بي ��ال" للمعار� ��ض ف ��ي و�س ��ط بيروت‪،‬‬ ‫بالتزامن مع الدورة التا�سعة ع�شرة من معر�ض‬ ‫"بروجكت لبنان"‪.‬‬ ‫وج ��اءت �إنطالق ��ة المنت ��دى م ��ع ن ��دوة خا�صة‬ ‫�ش ��ارك فيها كبي ��ر االقت�صاديي ��ن ومدير �إدارة‬ ‫التنمي ��ة االقت�صادية والعولمة ف ��ي "الإ�سكوا"‪،‬‬ ‫عب ��د اهلل الدردري‪ ،‬الذي ي�ش ��رف على م�شروع‬ ‫"الأجن ��دة الوطني ��ة لم�ستقب ��ل �سوري ��ا" الذي‬ ‫�أطلقت ��ه "الإ�سكوا" لتقيي ��م الحاجات الإنمائية‬ ‫ف ��ي �سوريا‪� ،‬إل ��ى جانب مجموعة م ��ن الخبراء‬ ‫ال�سوريي ��ن العاملين في الم�ش ��روع‪ .‬و�أدار وزير‬ ‫المال واالقت�صاد والتج ��ارة ال�سابق‪ ،‬دميانو�س‬ ‫ّ‬ ‫قطار‪ ،‬الندوة التي ح�ضرتها مجموعة من رجال‬ ‫الأعمال ال�سوريي ��ن والعرب والأجانب‪ ،‬و�شارك‬ ‫فيه ��ا مم ّثل ��ون عن �أكثر م ��ن ‪� 50‬شرك ��ة �سورية‬ ‫العامل ��ة في التجارة والمق ��اوالت‪ ،‬وعلى ر�أ�سها‬ ‫�إتحاد غرف التجارة ال�سورية‪.‬‬ ‫ور�أى ّ‬ ‫قطار ف ��ي كلمته الإفتتاحي ��ة �أنّ الإجتماع‬ ‫حول مو�ضوع الإعم ��ار والتنمية في �سوريا‪ ،‬وفي‬ ‫بي ��روت تحديد ًا‪ ،‬ي�أتي في لحظ ��ة تاريخية لكال‬ ‫البلدي ��ن‪ ،‬وه ��و مو�ضوع مه � ّ�م وحي ��وي‪ .‬بدوره‪،‬‬

‫الوزير اللبناني ال�سابق دميانو�س ّ‬ ‫قطار‬

‫عر�ض الدردري ب�شكل موجز لإنطالقة م�شروع‬ ‫"الأجندة الوطنية لم�ستقبل �سوريا"‪ ،‬فذكر �أنّ‬ ‫الم�شروع بد�أ بمجموع ��ة من ال�شباب ال�سوريين‬ ‫ف ��ي "الإ�سك ��وا" الذي ��ن �أخ ��ذوا عل ��ى عاتقهم‬ ‫التفكي ��ر بم�ستقب ��ل �سوريا"‪ ،‬الفت ًا �إل ��ى �أنّ عدد‬ ‫الخبراء الم�ساهمي ��ن في الم�شروع ي�صل حالي ًا‬ ‫�إل ��ى ‪ 300‬خبير‪ ،‬ويفتر�ض �أن يبلغ في الم�ستقبل‬ ‫القريب الألف‪.‬‬ ‫وبالأرقام‪ ،‬عر�ض الدردري النزف االقت�صادي‬ ‫ال ��ذي عانته �سوري ��ا نتيجة الأزم ��ة‪ ،‬ف�أ�شار �إلى‬ ‫�أنّ االقت�ص ��اد خ�سر ن�ص ��ف الناتج المحلي منذ‬ ‫بداي ��ة الأزمة تقريب ًا‪ ،‬و�أنّ ال�ض ��رر طاول جميع‬ ‫القطاعات بن�سب مختلفة‪ .‬و�أ�شار �إلى �أنّ الكلفة‬ ‫المق� �دّرة لعملية الإعم ��ار والتنمية ت ��راوح بين‬ ‫‪ 165‬و ‪ 200‬ملي ��ار دوالر‪ ،‬منه ��ا نح ��و ‪ 60‬مليار ًا‬ ‫من اال�ستثمارات العا ّمة التي يفتر�ض �أن تتح ّمل‬ ‫كلفتها الدولة‪.‬‬ ‫وم ��ن ه ��ذه النقطة‪� ،‬إنطل ��ق ال ��دردري ليعر�ض‬ ‫خيارات التمويل‪ ،‬و�أولويات الإنفاق والإ�ستثمار‪،‬‬ ‫طارح� � ًا جمل ��ة م ��ن الأ�سئل ��ة الجوهري ��ة الت ��ي‬ ‫�ستواج ��ه �أ�صح ��اب الق ��رار عن ��د ب ��دء مرحلة‬ ‫االعم ��ار‪ .‬وخل� ��ص في خت ��ام مداخلته �إل ��ى �أ ّنه‬ ‫ورغم قتامة الم�شهد الحال ��ي يبقى بناء �سوريا‬ ‫ممكن ًا‪ ،‬بل �ضروري ًا‪ ،‬وال خيار �آخر �سواه بالن�سبة‬ ‫الى كامل المنطقة العربي ��ة‪ ،‬م�شير ًا �إلى �إمكان‬ ‫تحقي ��ق ذلك وفق ما ت�ؤ ّك ��د الأرقام والدرا�سات‬ ‫والتي ت�شير �إلى �أنّ التدهور قد تو ّقف تقريب ًا في‬ ‫الربع الأول من ال�سنة الجارية‬

‫الموجز العربي‬ ‫‪� ‬أفادت وكالة الأم���م المتحدة لغوث الالجئين‬ ‫الفل�سطينيي���ن وت�شغيله���م "الأون���روا" وبرنام���ج‬ ‫الأم���م المتحدة الإنمائي في تقري���ر جديد �أن ثالثة‬ ‫�أرب���اع ال�سوريي���ن كان���وا يعي�شون ف���ي الفقر في‬ ‫نهاي���ة الع���ام ‪ ،2013‬و�أكث���ر من ن�ص���ف ال�سكان‬ ‫(‪ 54,3‬ف���ي المئة) يعي�شون ف���ي فقر �شديد‪ ،‬غير‬ ‫قادري���ن �إال عل���ى ت�أمين �أب�سط الحاج���ات الغذائية‬ ‫وغي���ر الغذائي���ة الالزمة لبق���اء �أ�سره���م على قيد‬ ‫الحياة‪ .‬ويعي�ش نحو ‪ 20‬في المئة في فقر مدقع‪.‬‬ ‫وق���ال �إن التنمي���ة الب�شرية في �سوري���ا خالل النزاع‬ ‫تراجع���ت بما يعادل �أكثر من �أربعة عقود‪ .‬و�إنخف�ض‬ ‫م�ؤ�شر التنمية الب�شرية الى ‪ 0,472‬مما يعني هبوط‬ ‫�سوريا من فئ���ة دول "التنمية الب�شرية المتو�سطة"‬ ‫ال���ى فئ���ة "التنمي���ة الب�شري���ة المنخف�ض���ة" ب�سبب‬ ‫�ضعف الأداء في التعليم وال�صحة والدخل‪ ،‬مو�ضحا ً‬ ‫�أن "التعلي���م يترن���ح في و�ضع ي�شه���د حرمان �أكثر‬ ‫م���ن ن�صف الأطف���ال في �سن الدرا�س���ة (‪ 51,8‬في‬ ‫المئ���ة) االلتحاق بالمدار�س‪ .‬ب���ل بلغت هذه الن�سبة‬ ‫‪ 90‬في المئة في الرقة وحلب وو�صلت �إلى ‪ 68‬في‬ ‫المئة في ريف دم�شق‪ .‬وم���ع نهاية ‪� ،2013‬صارت‬ ‫�أربع���ة �آالف مدر�سة خارج الخدمة‪ ،‬نتيجة تدميرها �أو‬ ‫�إ�صابتها ب�أ�ضرار �أو ا�ست�ضافة نازحين فيها‪.‬‬ ‫ق���ال وزي���ر التخطي���ط والتع���اون الدول���ي‬ ‫الم�صري‪� ‬أ�ش���رف العربي �أن الحكوم���ة �ستعلن عن‬ ‫تفا�صيل الخطة االقت�صادي���ة واالجتماعية للدولة‬ ‫للع���ام المال���ي ‪ 2015 - 2014‬خ�ل�ال �أ�سابي���ع‬ ‫قليل���ة‪ ،‬الفتا ً �إل���ى �أن وزارة التخطي���ط انتهت من‬ ‫غالبية محاور الخطة‪.‬‬ ‫و�أو�ض���ح الوزي���ر الم�ص���ري �أن �أهم مالم���ح الخطة‬ ‫تتمث���ل ف���ي تق�سيم م�ص���ر �إقت�صاديا ً �إل���ى �سبعة‬ ‫�أقالي���م للتعامل م���ع كل �إقليم ‪ ‬بح�س���ب �إمكانياته‬ ‫م�شيرا‬ ‫وظروفه و�ضخ الإعتمادات الالزمة لتنميته‪،‬‬ ‫ً‬ ‫أي�ضا خط���ة للمواطن �سيتم‬ ‫�إل���ى �أن الخطة ت�شمل � ً‬ ‫فيها تعري���ف كل مواطن في كافة القرى والنجوع‬ ‫ف���ي م�صر بالإ�ستف���ادة الإقت�صادي���ة والإجتماعية‬ ‫التي �ستعود عليه من خطة الدولة‪.‬‬ ‫الح���ظ محل���ل ل���دى م�ؤ�س�س���ة "فيت����ش"‬ ‫للت�صنيف���ات االئتماني���ة‪ ،‬ت�سجي���ل "تح�س���ن ف���ي‬ ‫الآف���اق ال�سيا�سي���ة"‪ ،‬ي�شير �إل���ى �أن م�صر وتون�س‬ ‫"ربما �أوقفتا تراجع ت�صنيفهما"‪.‬‬ ‫و�أ�شار المدير لدى "فيت�ش" بول غامبل في م�ؤتمر‬ ‫�صحافي‪� ،‬إل���ى "ح�صول بع�ض التطورات الإيجابية‬ ‫عل���ى ال�صعي���د ال�سيا�س���ي‪ ،‬وربما نك���ون عند �آخر‬ ‫مراحل �سوء الت�صنيف في البلدين"‪.‬‬ ‫وت�صن���ف "فيت����ش" م�صر عن���د ‪ B-‬م���ع توقعات‬ ‫م�ستقرة‪ ،‬وتون�س عند ‪ BB-‬مع توقعات �سلبية‪.‬‬ ‫‪Issue 20 - June - 2014‬‬

‫‪11‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون عربية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫الموقف العربي‬

‫ماذا يمكننا �أن نتعلم من فوز الأ�سد؟‬ ‫كانت النتيجة مح�سومة‪ .‬في ظل الظروف ال�سائدة‪ ،‬بالطبع الرئي�س ال�سوري‬ ‫ب�شار الأ�سد فاز �أكيداً في الإنتخابات الرئا�سية‪� .‬صحيح‪� ،‬أن هذه المرة ّ‬ ‫تر�شح‬ ‫مقابل ��ه �إثن ��ان م ��ن المعار�ضي ��ن‪ ،‬لكنهم ��ا كان ��ا حقاً فق ��ط للعالق ��ات العامة‪.‬‬ ‫وع�ل�اوة عل ��ى ذلك‪ ،‬ف� ��إن الإنتخابات قد ج ��رت في بيئة ال وج ��ود فيها للأمن‬ ‫وال طم�أنين ��ة �أو �ضمان ��ة لأح ��د ف ��ي البالد‪ ،‬ف ��ي الوقت الذي هج ��رت �شريحة‬ ‫كبي ��رة م ��ن ال�سكان منازلها وهربت �إلى بالد �أخرى‪� ،‬إ�ضافة �إلى �أن الجماعات‬ ‫الم�سلحة المعار�ضة ت�سيطر على حوالي ‪ 40‬في المئة من البالد‪.‬‬ ‫م ��ن المفه ��وم تماماً‪ ،‬كما يبدو م ��ن الم�ستغرب‪� ،‬أن النظام ق ��رر الم�ضي قدماً‬ ‫ف ��ي الإنتخاب ��ات في خ�ضم حرب �أهلية‪ .‬يب ��دو �أن الإنتخابات من وجهة نظره‬ ‫لي�س ��ت ح ��ول تغيير وجه ��ة نظر المعار�ضة‪ .‬ب ��د ًال من ذلك‪ ،‬فه ��ي حول كيفية‬ ‫�إ�ضف ��اء ال�شرعي ��ة عل ��ى النظام نف�سه م ��ع م�ؤيديه (على حد �س ��واء المحليين‬ ‫والأجان ��ب) ور�سال ��ة �إلى تلك الدول التي تب ��دو �أكثر تردداً حول الإختيار بين‬ ‫المعار�ض ��ة والنظام (ب�سبب المخاوف من الإرهاب‪ ،‬وت�شمل بلداناً مثل تركيا‬ ‫والواليات المتحدة الأميركية)‪.‬‬ ‫مهم ��ا يك ��ن‪ ،‬ما هو مه ��م في هذا المجال �أنه على الرغ ��م من الحرب الأهلية‬ ‫الم�ستعرة لمدة ثالث �سنوات‪ ،‬ح�صل الأ�سد على ما يريد وحافظ على مقعده‬ ‫لوالية ثالثة مدتها �سبع �سنوات‪ .‬الإدارة التي يتر�أ�سها يمكنها �أن تفتخر الآن‬ ‫بوجودها و�شرعيتها‪.‬‬ ‫غالبي ��ة المجتم ��ع الدولي‪ ،‬بما في ذلك دول الخلي ��ج العربي و�أميركا و�أوروبا‬ ‫وتركيا‪ ،‬كانت تطالب‪ ،‬قبل �أي �شيء �آخر‪ ،‬ب�إزاحة الأ�سد لحل الأزمة ال�سورية‪.‬‬ ‫لقد �أ�صر الغرب على هذا في جنيف‪ ،‬ولكن بف�ضل الدعم الرو�سي‪ ،‬ظل الأ�سد‬ ‫�صامداً في مكانه‪ .‬حتى لو و�صفت االنتخابات ب�أنها مهزلة‪ ،‬وهي كذلك‪ ،‬فقد‬ ‫�أثبت ��ت ان �سوري ��ا �ستبق ��ى مع اال�سد ولي�س هن ��اك �أي �إحتمال لب�ل�اد ال�شام �أن‬ ‫تكون قريباً من دون الأ�سد‪.‬‬ ‫هن ��اك �أ�سب ��اب عدة تف�سر لم ��اذا ديكتاتور دم�شق ال ي ��زال يحتفظ بقوته‪ ،‬رغم‬ ‫كل الم ��وت والدم ��ار والأل ��م‪ .‬ال�سبب الرئي�سي هو قدرة �آلي ��ة الدولة والجي�ش‬ ‫للدف ��اع ع ��ن النظام‪ ،‬م ��ن طريق تفاعل ب�ل�ا رحمة �ض ��د الإنتفا�ض ��ات‪� ،‬إ�ضافة‬ ‫�إل ��ى دع ��م غي ��ر مح ��دود م ��ادي وع�سك ��ري م ��ن �إي ��ران و"ح ��زب اهلل" و�سيا�سي‬ ‫وديبلوما�سي من رو�سيا‪.‬‬

‫عام ��ل مه ��م �آخ ��ر ه ��و الت�ش ��رذم وع ��دم الكف ��اءة م ��ن جماع ��ات المعار�ض ��ة‬ ‫والمقاومة‪ .‬ه ��ذه الجماعات‪ ،‬بم�شاركة من الجهاديين‪ ،‬يقاتلون الآن بع�ضهم‬ ‫بع�ضاً‪� ،‬إ�ضافة �إلى عدم ت�سليح المعار�ضة ب�أ�سلحة فتاكة من الغرب‪.‬‬ ‫م ��ن جهت ��ه ع ��رف الأ�سد كيفي ��ة �إ�ستغ�ل�ال �سلبي ��ة المجتم ��ع الدول ��ي وتعزيز‬ ‫موقف ��ه‪ .‬الآن ال�س� ��ؤال الرئي�س ��ي ه ��و‪ :‬كي ��ف �س ��وف ي�ستخ ��دم الأ�س ��د قوته في‬ ‫الفت ��رة المقبلة؟ هل �سيق ��دم على الخيار الع�سكري لقم ��ع الإنتفا�ضات �أم �أنه‬ ‫�سي�سعى �إلى �إيجاد حل �سيا�سي في �إطار �إتفاقات جنيف؟‬ ‫من الوا�ضح �أن الخيار الع�سكري لن يحل الم�شكلة‪ .‬ف�إنه يطيل فقط الحرب‬ ‫الأهلي ��ة‪ ،‬وي� ��ؤدي �إلى مزي ��د من �إراقة الدم ��اء والعذاب‪ .‬وم ��ن المفهوم جيداً‬ ‫الآن �أن ما يجري في �سوريا هي "حرب من دون منت�صرين"‪.‬‬ ‫ف ��ي الواق ��ع‪ ،‬ل ��م يف ��ز �أحد ب� ��أي �شيء م ��ن الأزمة ال�سوري ��ة‪ .‬الجمي ��ع خ�سروا‪.‬‬ ‫وغالبية الدول العربية والغربية وتركيا هي من بين الخا�سرين‪� .‬إن �سيا�سات‬ ‫حكوماته ��ا توقع ��ت �سوري ��ا جدي ��دة م ��ن دون الأ�س ��د‪ .‬ولك ��ن كل التوقعات من‬ ‫الم�س�ؤولي ��ن الأت ��راك وغيرهم من العرب والأجان ��ب عن نظام الأ�سد تحولت‬ ‫�إل ��ى �أن تكون عقيمة‪ .‬في غ�ضون ذلك‪ ،‬من خالل دعم المعار�ضة والمقاومة‪،‬‬ ‫�أ�صبحت غالبية الدول العربية وتركيا طرفاً في ال�صراع‪.‬‬ ‫الي ��وم‪ ،‬الأ�سد ما يزال ف ��ي من�صبه ولو �ضعيفاً‪ .‬الدول المحيطة ببالد ال�شام‪،‬‬ ‫م ��ن ناحي ��ة �أخ ��رى‪ ،‬تواجه م�شكل ��ة الالجئين الت ��ي كلفت حت ��ى الآن مليارات‬ ‫دوالر‪ .‬جهاديون مختلفون وجماعات تنظيم "القاعدة" يعملون في المناطق‬ ‫الحدودية لتركيا والعراق والأردن ولبنان‪.‬‬ ‫هذا هو ال�سبب في �أنه يجب �أن تبد�أ العوا�صم العربية و�أنقرة في التفكير ب�أن‬ ‫الأ�سد ال يزال الحاكم في �سوريا وعليها التكيف مع هذا الواقع �إلى حين‪.‬‬ ‫وبعبارة �أخرى‪ ،‬كانت الإنتخابات لإظهار ثقة النظام بنف�سه وبال�سيا�سات التي‬ ‫تبعها حتى الآن‪ .‬ومع الترجيح ب�أن هذه ال�سيا�سات لن تتغير‪ ،‬ف�إنه لي�س فقط‬ ‫يمك ��ن �أن نك ��ون على يقين من �أن الأ�سد �سيبقى ف ��ي ال�سلطة‪ ،‬ولكن �أي�ضاً �أنه‬ ‫م ��ا لم تغ ّي ��ر المعار�ضة مطالبها‪ ،‬ف�إن المدنيين في �سوريا لن يكونوا قادرين‬ ‫عل ��ى العث ��ور على �أي فترة راحة و�شيكة من جمي ��ع �أعمال العنف القاتلة التي‬ ‫�إبتلت بها حياتهم على مدى ال�سنوات الثالث الفائتة‪.‬‬ ‫دم�شق ‪ -‬محمد الحلبي‬

‫الأردن‪ :‬م�شروع حافالت التردد ال�سريع بين عمان والزرقاء‬ ‫وقعت وزارة النقل و�إئتالف (كون�سورتيوم) �شركة‬ ‫"�سي�سترا" (‪ )SYSTRA‬اخير ًا �إتفاقية درا�سات‬ ‫الج ��دوى الإقت�صادي ��ة والت�صامي ��م التف�صيلي ��ة‬ ‫لم�شروع الرب ��ط للنقل العام بي ��ن مدينتي عمان‬ ‫والزرقاء – حافالت التردد ال�سريع (‪.)BRT‬‬ ‫وتق ��دم لدع ��وة العط ��اء ‪� 12‬إئتالف ًا ت ��م ت�أهيل ‪8‬‬

‫‪10‬‬

‫العدد ‪ - 20‬حزيران (يونيو) ‪٢٠١4 -‬‬

‫منه ��م والطلب منه ��م تقديم عرو�ضه ��م المالية‬ ‫والفنية حيث فاز بالتقييم المالي والفني �إئتالف‬ ‫�شرك ��ة (‪ )SYSTRA‬وت�ض ��م �شرك ��ة �إ�ست�شارات‬ ‫فرن�سي ��ة‪ ،‬ودار العمران‪ :‬وه ��ي �شركة �إ�ست�شارات‬ ‫�أردني ��ة ‪ ،‬والعبد الهادي‪ :‬وه ��ي �شركة �إ�ست�شارات‬ ‫كويتية‪ .‬وبعد مفاو�ضات م ��ع الإئتالف الفائز تم‬

‫الإتف ��اق على �إع ��داد الدرا�س ��ات والت�صاميم في‬ ‫مدة ال تتجاوز ع�شرة �شهور‪.‬‬ ‫ووقعت الإتفاقية وزيرة النقل الدكتورة لينا �شبيب‬ ‫مع مندوب الإئتالف الفائز بح�ضور الأمين العام‬ ‫للوزارة المهند�س ليث دبابن ��ه ومندوب ال�سفارة‬ ‫الفرن�سية‪.‬‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫�صندوق النقد يجدد دعمه المغرب‬ ‫ج ��دد �صن ��دوق النق ��د الدولي دعم ��ه لالقت�صاد‬ ‫المغربي ف ��ي ال�شهر الفائت‪ ،‬و�أعل ��ن انه �سيمدد‬ ‫العمل بـ"الخط االئتمان ��ي الوقائي" (�إل بي �إل)‬ ‫خ�ل�ال اجتماعات ��ه ال�صي ��ف المقبل وه ��و بقيمة‬ ‫‪ 6.2‬ملي ��ارات دوالر‪ ،‬ليرتف ��ع مجم ��وع الدع ��م‬ ‫ال ��ذي تمنح ��ه م�ؤ�س�س ��ة "بريت ��ن وودز" للمغرب‬ ‫�إلى ‪ 10.2‬ملي ��ارات دوالر‪ ،‬باحت�ساب ‪ 4‬ملبارات‬ ‫دوالر م ��ن البن ��ك الدول ��ي �ضم ��ن خط ��ة الدعم‬ ‫الإ�ستراتيج ��ي حتى الع ��ام ‪ .2017‬و�ساعد الخط‬ ‫االئتمان ��ي حكومة الرباط في الع ��ودة �إلى ال�سوق‬ ‫المالي ��ة الدولي ��ة "ب�ش ��روط �إمتيازي ��ة" خ�ل�ال‬ ‫العامين الأخيرين‪ ،‬عبر �ضمانات من الم�ؤ�س�سات‬ ‫الدولية‪ ،‬ما عزز ثقة الم�ستثمرين والمقر�ضين‪.‬‬ ‫وقال ��ت المدي ��رة العام ��ة لل�صن ��دوق كري�ستين‬ ‫الغارد في ت�صريح ��ات �صحافية‪� :‬أن االقت�صاد‬ ‫المغرب ��ي تج ��اوز �صعوباته الظرفي ��ة ("الربيع‬ ‫العربي" والأزم ��ة الأوروبية)‪ ،‬وبد�أ يحقق نتائج‬ ‫جي ��دة ف ��ي مج ��ال تقلي� ��ص عج ��ز الح�سابات‬ ‫الكلية‪ ،‬وط� � ّور الأن�شطة غي ��ر الزراعية‪ ،‬وبا�شر‬ ‫الإ�صالحات الهيكلية التي من �ش�أنها الم�ساعدة‬ ‫في جل ��ب مزي ��د م ��ن اال�ستثم ��ارات الأجنبية‪،‬‬ ‫وتو�سيع اال�ستثم ��ارات العمومية‪ ،‬وتح�سين �أداء‬

‫قطاعات �إجتماعية مهمة مثل ال�صحة والتعليم‬ ‫والبنى التحتية‪ ،‬والخدمات الأ�سا�سية‪ ،‬ومعالجة‬ ‫بطالة ال�شباب‪ ،‬التي تعتبرها الم�ؤ�س�سة الدولية‬ ‫اكب ��ر تحدٍ �سيواجه �إقت�ص ��ادات منطقة ال�شرق‬ ‫الأو�سط و�شمال �إفريقيا‪.‬‬ ‫وتوقع ��ت الغ ��ارد �أن يحقق االقت�ص ��اد المغربي‬ ‫نم ��و ًا يقل ع ��ن ‪ 4‬في المئ ��ة هذه ال�سن ��ة ب�سبب‬ ‫توا�ضع الإنت ��اج الزراعي ف ��ي المو�سم الحالي‪،‬‬ ‫على �أن يرتفع النمو �إلى ‪ 4.9‬في المئة في العام‬ ‫‪ ،2015‬بف�ض ��ل �أداء القطاعات غي ��ر الزراعية‬ ‫"مثل �صناعة ال�سي ��ارات وقطع غيار الطائرات‬ ‫والتكنولوجيات الحديثة وال�صناعات التحويلية‬ ‫والأن�شطة الخدماتية وغيرها"‪.‬‬

‫المديرة العامة ل�صندوق النقد الدولي كري�ستين الغارد‬

‫مبادرة "قمح والدنا" تنقذ الرغيف الم�صري‬ ‫دائ ��رة القم ��ح المفرغ ��ة ف ��ي م�ص ��ر مر�شح ��ة‬ ‫للإنك�س ��ار‪ ،‬ورغيف الخبز العام ��ل االقت�صادي‬ ‫الم�شت ��رك القادر على �إنجاح �أو �إف�شال الرئي�س‬ ‫الجدي ��د الم�شي ��ر عبد الفت ��اح ال�سي�س ��ي‪ ،‬قابل‬ ‫للتح�سن‪ ،‬والفجوة الغذائية الآخذة في االت�ساع‬ ‫موعودة بالت�ضا�ؤل في ظل مبادرة واعدة تحمل‬ ‫ا�س ��م "قم ��ح والدن ��ا"‪ .‬فم�ص ��ر‪� ،‬أكب ��ر م�ستورد‬ ‫للقم ��ح ف ��ي العال ��م والت ��ي ت�سع ��ى �إل ��ى خف�ض‬ ‫وارداتها بين ملي ��ون و‪ 1.5‬مليون طن بدء ًا من‬ ‫العام المال ��ي الجديد عبر تعديل منظومة دعم‬ ‫الخبز‪ ،‬لم تلتفت جدي ًا بعد �إلى �سبل زيادة هذا‬ ‫المح�ص ��ول الإ�ستراتيجي‪ ،‬ولكن المبادرة تعمل‬ ‫على ت�صحيح هذا الو�ضع‪.‬‬ ‫وب ��د�أت المب ��ادرة‪ ،‬التي يتبناها ك ��ل من �شركة‬ ‫"موندليز" العاملة في مجال الوجبات الخفيفة‬

‫وهيئ ��ة "كي ��ر" الدولي ��ة للإغاث ��ة بالتع ��اون مع‬ ‫وزارة الزراعة الم�صرية‪ ،‬في خم�س محافظات‬ ‫ه ��ي �أ�س ��وان والأق�ص ��ر و�سوه ��اج والمني ��ا‬ ‫والبحي ��رة‪ ،‬ومع جمعيات التع ��اون الزراعي في‬ ‫هذه المحافظات‪.‬‬ ‫و�أك ��د المدي ��ر القط ��ري لـ"كير م�ص ��ر" حازم‬ ‫فهم ��ي �أن "المبادرة ت�سع ��ى �إلى ت�شجيع التو�سع‬ ‫الر�أ�س ��ي والأفقي في زراعة القم ��ح‪� ،‬إذ يتحقق‬ ‫الأول م ��ن خ�ل�ال التوا�ص ��ل بي ��ن المزارعي ��ن‬ ‫وم�ص ��ادر المعلوم ��ات الفني ��ة الحديث ��ة حي ��ث‬ ‫خبراء مرك ��ز البحوث الزراعي ��ة‪ ،‬والثاني عبر‬ ‫ت�شجي ��ع المزارعي ��ن عل ��ى زي ��ادة الم�ساح ��ات‬ ‫المزروع ��ة‪� ،‬إ�ضافة �إلى ح�ض �أع ��داد �أكبر على‬ ‫زراع ��ة القم ��ح وال ��ذرة‪ ،‬وتدريبه ��م عل ��ى ُ�سبل‬ ‫تقلي�ص الفاقد �أثناء الح�صاد وبعده‪.‬‬

‫�أعلن‪ ‬رئي�س ال�شركة القاب�ضة لم�صر للطيران‬ ‫(حكومية)‪� ‬سامح الحفني‪� ،‬أن م�صر للطيران‪� ،‬سوف‬ ‫تقوم بزيادة �أ�سط���ول طائرتها‪ ،‬وفقا ً لخطة يجري‬ ‫اعداده���ا‪ ،‬م���ن ‪ 81‬طائرة حاليا ً �إل���ى ‪ 127‬طائرة‪،‬‬ ‫في ‪ ،2025‬عبر نظام الت�أجير "الت�شغيلي"‪ ،‬وذلك‬ ‫لمواجهة النمو المتوقع لخطوط ورحالت الطيران‪.‬‬ ‫و"الإيج���ار الت�شغيلي" للطائ���رات‪ ،‬هو نظام تقوم‬ ‫في���ه ال�شركة بت�أجير الطائرات م���ن �إحدى �شركات‬ ‫ت�صني���ع الطائ���رات‪ ،‬لت�شغيله���ا عل���ى خطوطه���ا‬ ‫الجوي���ة‪ ،‬لتقليل تكاليف الت�شغي���ل‪ ،‬لمدة تتراوح‬ ‫بين ‪� 10‬إلى ‪ 20‬عام‪ ،‬ويج���ري �سداد قيمة الإيجار‬ ‫م���ن خ�ل�ال الإي���رادات الآتي���ة م���ن الت�شغي���ل‪ ،‬ثم‬ ‫ت�ستردها ال�شركة الم�ؤجرة بعد �إنتهاء مدة االيجار‪.‬‬ ‫هن����أت المدي���رة العام���ة لـ"�صن���دوق النق���د‬ ‫الدول���ي" كري�ستي���ن الغ���ارد‪ ،‬الرئي����س الم�صري‬ ‫المنتخ���ب عبد الفت���اح ال�سي�سي‪ ،‬و�أك���دت له رغبة‬ ‫الم�ؤ�س�س���ة "الأكي���دة" في م�ساعدة ب�ل�اده‪ .‬و�أعلن‬ ‫ال�صن���دوق في بي���ان �أن الغارد "�أج���رت محادثات‬ ‫م���ع ال�سي�س���ي لتهنئته عل���ى �إنتخاب���ه"‪ .‬وجاء في‬ ‫البيان �أن "البحث تركز على الم�سائل الإقت�صادية‬ ‫والمدي���رة العامة جددت الت���زام ال�صندوق الأكيد‬ ‫بم�ساعدة م�صر"‪.‬‬ ‫�أظه���رت بيانات ر�سمية �أن العجز في الميزان‬ ‫التج���اري في تون�س �إرتفع �إل���ى نحو ‪ 2.7‬ملياري‬ ‫دوالر خالل الأ�شهر الأربعة الأولى من العام الجاري‬ ‫مقاب���ل قراب���ة ‪ 2.1‬ملي���اري دوالر‪ ‬ف���ي الفت���رة‬ ‫عينها م���ن العام الفائت‪ .‬و�أ�ش���ارت البيانات التي‬ ‫�أ�صدره���ا المعهد الوطني التون�س���ي للإح�صاء �إلى‬ ‫�أن ال���واردات �إرتفعت بن�سبة ‪ 6‬ف���ي المئة لت�صل‬ ‫ال���ى نح���و ‪ 8.5‬ملي���ارات دوالر مقارن���ة بالفت���رة‬ ‫عينها من العام الفائت فيما لم ت�سجل ال�صادرات‬ ‫زي���ادة �س���وى بن�سب���ة ‪ 3.2‬في المئ���ة لت�صل �إلى‬ ‫حوال���ي ‪ 5.7‬ملي���ارات دوالر‪ .‬و�أ�ض���اف البيان �أن‬ ‫تفاق���م العجز التجاري التون�س���ي �ساهم في تراجع‬ ‫ن�سبة تغطية ال���واردات بال�صادرات بحوالى ‪6.4‬‬ ‫نقطة خالل الأ�شهر االربعة االولى من العام الجاري‬ ‫لت�صبح حوالى ‪ 67.1‬في المئة مقابل ‪ 73.5‬في‬ ‫المئة خالل الفترة عينها من العام الما�ضي‪.‬‬ ‫قالت وزارة التخطي���ط والتعاون الدولي في‬ ‫اليم���ن‪� ،‬أن االيرادات العامة للب�ل�اد تراجعت خالل‬ ‫‪ ،2013‬بن�سبة �إجمالية بلغت ‪ ،%23.3‬من �إجمالي‬ ‫الناتج العام للبالد‪ ،‬مقارنة بالعام ‪.2012‬‬ ‫و�أرجعت الوزارة في تقرير ال�سبب فى هذا التراجع‬ ‫الكبي���ر الى تراج���ع �إي���رادات النفط والغ���از خالل‬ ‫‪ 2013‬ب�سب���ب �ضع���ف ال�ص���ادرات اليمني���ة م���ن‬ ‫النفط الخام‪.‬‬

‫‪Issue 20 - June - 2014‬‬

‫‪13‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون عربية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫المفكرة العربية‬

‫"موديز"‪ :‬التداعيات المالية والخارجية للربيع العربي توا�صل الت�أثير على االقت�صاد التون�سي‬

‫�أف ��ادت وكالة "موديز" �أن التداعي ��ات المالية والخارجية ل"الربيع العربي" عملي ��ة الإ�صالح‪ ،‬م�شيراً‪� ‬إل ��ى �أن ا�ستغراق عملية �صنع القرار لفترات طويلة‬ ‫وفق ��دان الق ��درة التناف�سي ��ة عل ��ى م ��دى ال�سنوات القليل ��ة الما�ضي ��ة توا�صل يزي ��د م ��ن مخاط ��ر الت�أخير في �أجن ��دة الإ�صالح‪ ،‬التي تتوق ��ف عليها برامج‬ ‫الت�أثي ��ر في الإقت�ص ��اد التون�سي‪ ،‬على الرغم من �أن المناخ ال�سيا�سي المحلي التمويل المتعددة الأطراف‪.‬‬ ‫تح�س ��ن من ��ذ �إعتم ��اد الد�ستور ف ��ي كانون الثان ��ي (يناي ��ر) ‪ 2014‬وتعيين و�أو�ض ��ح �أن تحدي ��ات الت�صني ��ف الإئتمان ��ي ال�سي ��ادي لتون� ��س تتمث ��ل ف ��ي‬ ‫ق ��د ّ‬ ‫حكومة ت�صريف �أعمال برئا�سة مهدي جمعة‪.‬‬ ‫�إ�ستم ��رار المخ ��اوف الأمني ��ة بم ��ا ف ��ي ذل ��ك م ��ن طري ��ق الت�سل ��ل م ��ن ليبيا‬ ‫وقال البنك المركزي التون�سي‪� ،‬أن معدل نمو الإقت�صاد التون�سي بلغ ‪ 2.2‬في المج ��اورة‪ ،‬و�إ�ستم ��رار �إرتف ��اع البطال ��ة‪ ،‬وخ�صو�ص� �اً بين �شب ��اب الخريجين‪،‬‬ ‫المئ ��ة خ�ل�ال الربع الأول من العام الجاري‪ ،‬مقارن ��ة بنمو بلغ ‪ 2.7‬في المئة كم ��ا �أن ‪ ‬دف ��ع المبالغ المرحل ��ة من العام ‪ 2013‬والحاجة �إل ��ى �إعادة ر�أ�سملة‪ ‬‬ ‫خالل الفترة عينها من العام الفائت‪.‬‬ ‫القط ��اع الم�صرفي هذا الع ��ام �سي�ؤثر على التوازن المال ��ي وزيادة متطلبات‬ ‫ووفق �آخر �إح�صائيات ر�سمية �أ�صدرها المعهد التون�سي للإح�صاء في �شباط الإقترا�ض الحكومي‪.‬‬ ‫(فبراي ��ر) الما�ضي‪ ،‬ف�إن ن�سبة النمو الإقت�صادي ُقدّرت في نهاية العام ‪ 2013‬كم ��ا �أن �إرتف ��اع م�ستوي ��ات دع ��م الطاق ��ة ي�ؤث ��ر عل ��ى الح�ساب ��ات المالي ��ة‬ ‫بحوالى ‪ 2.6‬في المئة‪ ،‬مقابل ‪ 3.6‬في المئة خالل �سنة ‪.2012‬‬ ‫والخارجي ��ة‪ ،‬مم ��ا ي�ؤكد على حاجة الحكوم ��ة �إلى �إج ��راء �إ�صالحات الدعم‬ ‫و�أ�ش ��ارت "مودي ��ز" ف ��ي بي ��ان �أ�صدرته �أخي ��راً �أن الهجوم "الإرهاب ��ي" الأخير الت ��ي بد�أته ��ا ه ��ذا العام تح ��ت مظل ��ة برنامج �صن ��دوق النق ��د الدولي لمدة‬ ‫ال ��ذي ا�ستهدف وزير الداخلي ��ة التون�سي ّ‬ ‫يو�ضح �إ�ستم ��رار المخاطر الأمنية عامين والموقع في حزيران (يونيو) ‪.2013‬‬ ‫في البالد‪ ،‬مو�ضحة‪� ‬أن بيانها هو تحديث �سنوي للأ�سواق وال يمثل ت�صنيفاً‪ .‬وق ��ال البي ��ان �أن النظ ��رة الم�ستقبلي ��ة لت�صنيف ال�سن ��دات ال�سيادي ��ة لتون�س‬ ‫وف ��ي ت�شري ��ن الثان ��ي (نوفمب ��ر) ‪ ،2013‬خ ّف�ض ��ت وكال ��ة "مودي ��ز" الت�صنيف �سلبي ��ة‪ ،‬و�أن "مودي ��ز" ق ��د تغيره ��ا م ��ن �سلبية �إل ��ى م�ستقرة ‪ ‬في ح ��ال وجود‬ ‫ال�سيادي للديون التون�سية �إلى ‪ BA3‬من ‪ ، BA2‬مع نظرة م�ستقبلية �سلبية‪� .‬إنخفا� ��ض دائ ��م ف ��ي حالة ع ��دم اليقي ��ن ال�سيا�سي‪ ،‬بدع ��م من �إع ��ادة التوازن‬ ‫وج ��اء ف ��ي البيان ال�صادر حديث� �اً �أن نقاط القوة الإئتماني ��ة لتون�س تت�ضمن ف ��ي الح�ساب ��ات المالية والخارجي ��ة‪ ،‬وتنفيذ برنامج الإ�ص�ل�اح المدعوم من‬ ‫وجود طبقة و�سطى كبيرة حا�صلة على تعليم جيد و�إقت�صاد متنوع ن�سبياً‪� .‬صن ��دوق النقد الدولي الذي يع ��زز الن�شاط الإ�ستثماري‪ ،‬و�إ�ستعادة الح�صول‬ ‫وتتوق ��ع "مودي ��ز" ح ��دوث �إنتعا� ��ش �إقت�ص ��ادي في تون� ��س على م ��دار ال�سنة‪ ،‬عل ��ى الإئتم ��ان والنمو االقت�ص ��ادي ال�شامل‪ .‬و�أ�ضاف البي ��ان �أن "موديز" قد‬ ‫تدر� ��س خف� ��ض ت�صني ��ف تون� ��س �إذا حدث تج ��دد لعدم‬ ‫بف�ض ��ل الطل ��ب الخارج ��ي م ��ن الإتح ��اد الأوروب ��ي‬ ‫الإ�ستق ��رار ال�سيا�س ��ي �أو �إنخفا� ��ض كبي ��ر ف ��ي زي ��ادة‬ ‫وتعزيز ثق ��ة الم�ستثمرين �إلى جانب �إ�ستمرار التحوّل‬ ‫الإحتياط ��ات م ��ن العم�ل�ات الأجنبية‪ ،‬ب�سب ��ب التدهور‬ ‫الديموقراط ��ي ف ��ي الب�ل�اد‪ ،‬م ��ع �إج ��راء االنتخاب ��ات‬ ‫الم�ستمر في الأو�ضاع المالية والخارجية‪.‬‬ ‫البرلمانية والرئا�سية هذا العام �أو �أوائل العام المقبل‪.‬‬ ‫ويق ��در حجم الموازنة العامة التون�سية للعام الجاري‪،‬‬ ‫و�أ�شار البيان �إلى �أن عالقات تون�س القوية مع الإتحاد‬ ‫بحوال ��ى ‪ 28.1‬مليار دينار(‪ 17.2‬مليار دوالر)‪ ،‬وتغطي‬ ‫الأوروبي والمجتمع الدولي للمانحين �سيدعم البالد‬ ‫الإي ��رادات ‪ 72‬ف ��ي المئ ��ة م ��ن الإنف ��اق ف ��ي الموازن ��ة‬ ‫بالتموي ��ل الالزم للم�ساع ��دة على تجنب تكرار النق�ص‬ ‫الجدي ��دة‪ ،‬فيم ��ا تعتم ��د الحكوم ��ة عل ��ى الإقترا� ��ض‬ ‫ف ��ي ال�سيول ��ة الخارجي ��ة كم ��ا حدث ف ��ي الرب ��ع الرابع‬ ‫والمنح‪ ،‬لتغطية باقي الإنفاق‪.‬‬ ‫من الع ��ام ‪ 2013‬في مواجهة الم� ��أزق ال�سيا�سي وتوقف‬ ‫مهدي جمعة‪ :‬مهمته �شاقة‬

‫ن�سبة الت�ضخم في �سوريا بلغت ‪ 173‬في المئة منذ بدء الأزمة‬ ‫بلغ ��ت ن�سبة الت�ضخم في �سوري ��ا منذ بدء الأزمة‬ ‫قب ��ل ثالث ��ة �أع ��وام‪ 173 ،‬ف ��ي المئ ��ة‪ ،‬مدفوع ��ة‬ ‫ب�إرتفاع �أ�سعار الم ��واد الغذائية والوقود‪ ،‬بح�سب‬ ‫ما �أفاد المكتب المركزي للإح�صاء �أخير ًا‪.‬‬ ‫و�أظهرت الأرقام التي ن�شرها المركز على موقعه‬ ‫الإلكترون ��ي‪� ،‬أن م�ؤ�ش ��ر �أ�سع ��ار الم�ستهلك للعام‬ ‫‪ 2013‬بل ��غ ‪ ،387,94‬ف ��ي مقاب ��ل ‪ 142,1‬للع ��ام‬

‫‪12‬‬

‫العدد ‪ - 20‬حزيران (يونيو) ‪٢٠١4 -‬‬

‫‪ ،2010‬ما يعني �إرتفاع ًا قدره ‪ 173‬في المئة‪.‬‬ ‫والم�ؤ�شر هو مقدار التبدل في �أ�سعار �سلة محددة‬ ‫من المواد الإ�ستهالكي ��ة الأ�سا�سية‪ ،‬وي�ساهم في‬ ‫تحديد ن�سب الت�ضخم بين عام و�آخر‪.‬‬ ‫وبح�س ��ب الإح�ص ��اءات الر�سمي ��ة‪� ،‬إن ن�سب ��ة‬ ‫الت�ضخ ��م بي ��ن العامي ��ن ‪ 2012‬و‪ ،2013‬بلغ ��ت‬ ‫نح ��و ‪ 90‬في المئ ��ة‪ ،‬في مقابل ‪ 37‬ف ��ي المئة بين‬

‫العامين ‪ 2011‬و‪.2012‬‬ ‫و�أدى ت�ضاعف �أ�سعار العديد من المواد الغذائية‪،‬‬ ‫�إل ��ى رفع ن�سب ��ة الت�ضخم خالل الع ��ام الما�ضي‪.‬‬ ‫وبلغ ��ت ن�سبة الت�ضخم ف ��ي �أ�سع ��ار الأغذية نحو‬ ‫‪ 107‬ف ��ي المئة‪ ،‬والخبز والحبوب ‪ 115‬في المئة‪،‬‬ ‫ونح ��و مئة ف ��ي المئة في �أ�سعار اللح ��وم والفواكة‬ ‫والبقول والخ�ضار‪.‬‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫الإمارات‪ :‬عائدات الإيجارات ربما ت�شير �إلى �إختالالت متنامية‬ ‫�أف ��اد م�ص ��رف الإم ��ارات المرك ��زي �أخي ��ر ًا‪� ،‬أن‬ ‫عائ ��دات الإيج ��ارات ال�سكنية في دب ��ي و�أبو ظبي‬ ‫ربما ت�شير �إلى �إختالالت متنامية ونمو محموم في‬ ‫القطاع العقاري في الدول ��ة وذلك في �أول تحذير‬ ‫ر�سمي من الإرتفاع الكبير في �أ�سعار العقارات‪.‬‬ ‫وق ��ال المرك ��زي ف ��ي تقري ��ره ال�سن ��وي‪ ،‬ع ��ن‬ ‫الإ�ستق ��رار المال ��ي �أن متو�س ��ط عائ ��دات‬ ‫الإيجارات ال�سكنية في دبي و�أبو ظبي يبلغ حالي ًا‬ ‫نح ��و ‪ 70‬و‪ 130‬نقطة �أ�سا� ��س دون المتو�سطات‬ ‫التاريخي ��ة‪ ،‬وه ��و م ��ا قد ي�شي ��ر �إل ��ى �إختالالت‬ ‫متنامية ونمو محموم في �سوق العقارات‪.‬‬ ‫وت�شكل مراقبة التط ��ورات في �أ�سواق العقارات‬ ‫الإماراتي ��ة وتعر�ض البنوك له ��ا �أولوية �أ�سا�سية‬ ‫للإ�ستقرار المالي‪.‬‬ ‫وق ��ال تقري ��ر لم�ؤ�س�س ��ة "ناي ��ت فران ��ك‬

‫للإ�ست�شارات العقارية" �أن �أ�سعار الم�ساكن في‬ ‫دبي الت ��ي عانت من �إنهيار �س ��وق العقارات في‬ ‫‪ 2008‬تج ��اوزت الم�ستويات العالمية في الفترة‬ ‫من‪ ‬كان ��ون الثاني‪( ‬يناي ��ر) �إلى‪� ‬آذار‪( ‬مار�س)‬ ‫للرب ��ع الراب ��ع عل ��ى التوالي مرتفع ��ة ‪ 27.2‬في‬ ‫المئة عن العام الفائت‪.‬‬ ‫وف ��ي الوقت عين ��ه‪� ،‬إرتفعت الإيج ��ارات ‪ 30‬في‬ ‫المئ ��ة ف ��ي المتو�س ��ط لكنه ��ا زادت بمثليها في‬ ‫بع� ��ض المناط ��ق ال�سكنية ال�شهي ��رة في الإمارة‬ ‫مقتربة من م�ستويات قيا�سية مرتفعة‪.‬‬ ‫وفي ال�شهر الما�ضي ح ّذر �صندوق النقد الدولي‬ ‫م ��ن �أن دبي ربما تحتاج �إل ��ى �أدوات �أقوى لكبح‬ ‫جم ��اح الم�ضارب ��ات‪ .‬وتحت ��اج حكوم ��ة الإمارة‬ ‫وال�شركات �شبه الحكومية �إلى �سداد ديون تزيد‬ ‫قيمتها عن ‪ 50‬مليار دوالر بحلول ‪.2016‬‬

‫"�إك�سبو ‪� "2020‬سي�ضيف ‪ 24‬مليار دوالر للإقت�صاد الإماراتي‬ ‫�أعلنت وزيرة الدولة الإماراتية‪ ،‬الع�ضو المنتدب‬ ‫للجن ��ة الوطني ��ة العلي ��ا ال�ست�ضاف ��ة معر� ��ض‬ ‫"�إك�سب ��و ‪ "2020‬ري ��م �إبراهي ��م الها�شم ��ي‪� ‬إن‬ ‫المعر�ض‪� ،‬سي�ضيف م ��ا يقارب ‪ 89‬مليار درهم‬ ‫للإقت�ص ��اد الإمارات ��ي (نحو ‪ 24‬ملي ��ار دوالر)‬ ‫و�سيرفع الناتج المحلي الإجمالي في المجاالت‬ ‫الإقت�صادية كافة‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف ��ت الها�شم ��ي �أمام منت ��دى للتطوير‪� ،‬أن‬ ‫الأث ��ر الإقت�ص ��ادي المتوق ��ع للمعر� ��ض �سيكون‬ ‫�إيجابي� � ًا و�شام�ل ً�ا عل ��ى ال�شرك ��ات الم�سجل ��ة‬ ‫ف ��ي الدول ��ة الت ��ي ت�صن ��ف ‪ 95‬في المئ ��ة منها‬ ‫بال�صغيرة والمتو�سطة‪.‬‬ ‫و�أ�شارت خالل المنتدى الذي عقد تحت عنوان‬ ‫"�إك�سب ��و ‪ 2020‬الفر� ��ص المتاح ��ة" بح�ض ��ور‬ ‫رئي�س ��ة هيئ ��ة ال�شارق ��ة للإ�ستثم ��ار والتطوي ��ر‬ ‫ال�شيخ ��ة ب ��دور بن ��ت �سلط ��ان القا�سم ��ي �إل ��ى‬ ‫�أن ذل ��ك �سينعك� ��س �إيجاب� � ًا عل ��ى القطاع ��ات‬ ‫وال�شرائح الإجتماعية من خالل توفير �أكثر من‬ ‫‪� 277‬ألف فر�ص ��ة عمل جديدة في الإمارات في‬ ‫الفترة ما بين ‪ 2013‬و‪.2021‬‬ ‫و�أكدت �أنه يتعين عل ��ى القطاعات الإقت�صادية‬ ‫في الإم ��ارات‪ ،‬معرف ��ة حجم العم ��ل المطلوب‬

‫الوزيرة ريم �إبراهيم الها�شمي‬

‫خالل الأعوام القليل ��ة المقبلة‪ ،‬وحجم الفر�ص‬ ‫المتاحة وتقدي ��ر متطلبات �إ�ست�ضافة ‪ 25‬مليون‬ ‫زائ ��ر ‪ 70‬ف ��ي المئ ��ة منه ��م وبما يع ��ادل ‪17.5‬‬ ‫ملي ��ون �شخ�ص �سيف ��دون من خ ��ارج الإمارات‬ ‫ويتوق ��ع �أن يقوموا بحوال ��ي ‪ 33‬مليون زيارة �إلى‬ ‫موقع المعر�ض‪.‬‬ ‫ولفتت �إل ��ى �أن هذا الأمر يعن ��ي �أن غالبية تلك‬ ‫القطاعات �ست�ش ��ارك في مكونات الم�شروع من‬ ‫بنية تحتية �أو خدمات‪.‬‬ ‫و�أو�ضح ��ت الها�شم ��ي �أن الفر� ��ص المتاح ��ة لن‬ ‫تتوقف بعد اختت ��ام فعاليات "�إك�سب ��و"‪ ،‬م�شيرة‬ ‫�إل ��ى �أن هن ��اك تخطيط� � ًا ليك ��ون له ��ذا الحدث‬ ‫العالمي الكبير �إرث �إجتماعي وح�ضاري را�سخ‪.‬‬

‫الموجز الخليجي‬ ‫بلغ���ت ح�صيل���ة العق���ود اال�ستثماري���ة لمرك���ز‬ ‫الموا�ص�ل�ات الحكومي���ة االماراتية ‪ ‬خ�ل�ال الربع الأول‬ ‫م���ن العام الحالي ‪ ‬حوالي ‪ 87‬مليون درهم‪ .‬وذلك من‬ ‫خالل �إبرام وتجديد ‪ 25‬عقداً في قطاع خدمات النقل‬ ‫والت�أجير ل�صالح عدد من الجهات الحكومية المختلفة‬ ‫عل���ى ال�صعيدي���ن الإتح���ادي والمحل���ي ف���ي الدولة‪.‬‬ ‫و�صرح‪ ‬مدي���ر المركز‪ ‬عب���د الغف���ار محم���د يو�سف �أن‬ ‫المرك���ز جدد ‪ 12‬عقداً بقيمة ‪ 79 ‬مليون درهم‪ ،‬فيما‬ ‫�أبرم ‪ 13‬عقداً جديداً بقيمة ثمانية ماليين درهم‪.‬‬ ‫وذكر �أن "المركز ي�سعى ب�شكل دائم لدعم كوادره‬ ‫الوظيفي���ة بالكف���اءات الم�ؤهل���ة م���ن الموظفين‬ ‫والعاملي���ن وال�سائقي���ن‪ ،‬اذ يبل���غ عدده���م حاليا ً‬ ‫‪ 1400‬موظ���ف و�سائ���ق‪ ،‬فيم���ا يمتل���ك المرك���ز‬ ‫�أ�سط���والً م���ن المركب���ات قوام���ه حوال���ي �ألفي���ن‬ ‫و‪ 300‬مركبة متنوعة الإ�ستخدامات"‪.‬‬ ‫قالت م�صر ودول���ة الإمارات العربية المتحدة‬ ‫ال�سب���ت �إنهم���ا تعاقدتا مع �شرك���ة تديرها الدولة‬ ‫ير�أ�سها �ضابط جي�ش م�صري متقاعد لبناء �صوامع‬ ‫قمح تعد جزءاً �أ�سا�سيا ً من حزمة م�ساعدات تقدمها‬ ‫الإمارات للقاهرة بقيمة ‪ 4.9‬بليون دوالر‪.‬‬ ‫و�أعلن وزير الدول���ة الإماراتي �سلطان �أحمد الجابر‬ ‫رئي�س المكتب التن�سيقي للم�شاريع الإماراتية في‬ ‫م�صر توقي���ع اتفاق التعاون م���ع القاهرة مع وزير‬ ‫التموي���ن والتجارة الداخلي���ة الم�صري خالد حنفي‬ ‫ووزير التخطيط والتعاون الدولي �أ�شرف العربي‪.‬‬ ‫تواج���ه �شرك���ة البنوك للتقيي���م العقاري في‬ ‫الكوي���ت موقف���ا محرج���ا ً‪ ،‬ب�سب���ب ع���دم متابعتها‬ ‫لالج���راءات الخا�ص���ة بعملية ت�أ�سي����س ال�شركة مع‬ ‫وزارة التج���ارة وال�صناع���ة‪ ،‬الت���ي تن���وي مخاطب���ة‬ ‫الم�ؤ�س�سين خالل الفت���رة المقبلة‪ ،‬لإعالمهم ب�إلغاء‬ ‫عملي���ة الت�أ�سي�سي���ة برمتها في حال ل���م ي�سارعوا‬ ‫الى ا�ستكم���ال الطلبات الت���ي طالبتهم "التجارة"‬ ‫بتوفيرها قبل فترة طويلة‪.‬‬ ‫وقالت م�ص���ادر مطلعة ان مل���ف ت�أ�سي�س ال�شركة‬ ‫يعان���ي الجم���ود التام‪ ،‬خ�صو�ص���ا ً ان �آخ���ر مرا�سلة‬ ‫تمت بخ�صو����ص ال�شركة كانت بي���ن بنك الكويت‬ ‫المرك���زي والوزارة ف���ي �شه���ر �آب (اغ�سط�س) من‬ ‫الع���ام الفائ���ت ‪ ،2013‬اك���د "المرك���زي" فيه���ا‬ ‫�إدخ���ال بع�ض التعديالت من قب���ل �شركة "�أرن�ست‬ ‫�أن���د يونغ"‪ ،‬ومن بعدها لم تب���ادر اي جهة لمراجعة‬ ‫ال���وزارة وا�ستكمال اج���راءات الت�أ�سي�س حتى االن‪.‬‬ ‫و�أ�ش���ارت الم�ص���ادر ال���ى ان اج���راءات ت�أ�سي����س‬ ‫ال�شرك���ة متوقفة على موافقة كل من بنك الكويت‬ ‫المركزي وهيئة ا�سواق المال‪ ،‬وفي حال توافرهما‬ ‫ف���ان التج���ارة �ستعمل عل���ى انه���اء الت�أ�سي�س عبر‬ ‫اتخاذ �إجراءاتها الخا�صة‪.‬‬ ‫‪Issue 20 - June - 2014‬‬

‫‪15‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون خليجية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫الموقف الخليجي‬

‫ماذا يعني توثيق العالقات الإ�ستراتيجية بين الإمارات وال�سعودية؟‬ ‫ف ��ي خ�ض ��م التغييرات التي كان له ��ا عواقب �إقت�صادي ��ة و�أمنية خطيرة‬ ‫بالن�سب ��ة �إلى بع�ض البلدان العربية‪ ،‬ف�إن �إن�شاء لجنة م�شتركة للتعاون‬ ‫الإ�ستراتيج ��ي بي ��ن الإم ��ارات العربي ��ة المتح ��دة والمملك ��ة العربي ��ة‬ ‫ال�سعودية ُيعتبر خطوة كبيرة ولها �إنعكا�سات على المنطقة ب�شكل عام‪.‬‬ ‫عل ��ى وجه التحديد‪� ،‬س ��وف ت�سهم في �إعادة ت�شكي ��ل الخريطة بالن�سبة‬ ‫�إلى التوازن الإقليمي‪ ،‬بعد الخلل‪ ،‬الناجم عن تدخل الواليات المتحدة‬ ‫ف ��ي الع ��راق والأحداث الت ��ي �إنطلقت من "الربيع العرب ��ي"‪ ،‬الذي �أثر‬ ‫�أي�ض� �اً ف ��ي توازن القوى‪ .‬لذا ف� ��إن ت�شكيل لجنة علي ��ا م�شتركة �سعودية‬ ‫– �إماراتية للتعاون الإ�ستراتيجي هو نقلة نوعية في طبيعة العالقة‪،‬‬ ‫�س ��واء بين البلدي ��ن �أو على الم�ستوى الإقليمي‪ .‬مع الأخذ في الإعتبار‬ ‫�أن هن ��اك العدي ��د م ��ن لج ��ان التن�سي ��ق الإقت�ص ��ادي بي ��ن دول مجل� ��س‬ ‫التعاون الخليجي‪.‬‬ ‫وتكت�سب اللجنة ال�سعودية ‪-‬الإماراتية �أهمية خا�صة لأنها ت�ضم بلدين‬ ‫م ��ن �أكب ��ر الإقت�ص ��ادات العربي ��ة والأكث ��ر نف ��وذاً بالن�سب ��ة �إل ��ى الق ��وات‬ ‫الع�سكري ��ة‪ .‬فال�سعودي ��ة ه ��ي �أكب ��ر دول ��ة م�ص ��درة للنف ��ط ف ��ي العال ��م‬ ‫ومرك ��ز دين ��ي عالم ��ي‪ ،‬ف ��ي حين‬ ‫�أن الإم ��ارات ه ��ي مرك ��ز تج ��اري‬ ‫ومال ��ي عالم ��ي وكذل ��ك مرك ��ز‬ ‫رئي�س ��ي للنق ��ل الج ��وي الدول ��ي‪،‬‬ ‫وواح ��دة م ��ن �أكب ��ر م�ص ��دري‬ ‫النفط في العالم‪.‬‬ ‫وي�ش� � ّكل �إقت�ص ��ادا البلدي ��ن مع� �اً‬ ‫‪ 72‬ف ��ي المئ ��ة م ��ن �إقت�ص ��اد دول‬ ‫مجل�س التعاون الخليجي والذي‬ ‫بلغ ‪ 1.56‬تريليون دوالر في العام‬ ‫الفائ ��ت‪ ،‬كم ��ا �أنه ��ا ت�ش ��كل ‪ 41‬في المئ ��ة من النات ��ج المحل ��ي الإجمالي‬ ‫لل ��دول العربي ��ة ال‪ 22‬مجتمع ��ة‪ ،‬والذي قدّر في الع ��ام الما�ضي ب‪2.71‬‬ ‫تريليون دوالر‪.‬‬ ‫م ��ن خ�ل�ال هذه الأرق ��ام يمكننا �أن نفهم الأهمية البالغ ��ة للجنة العليا‬ ‫الم�شترك ��ة للتع ��اون الإ�ستراتيج ��ي الجدي ��دة‪ ،‬الت ��ي �ستح ��دد العدي ��د‬ ‫م ��ن المناهج الإقت�صادي ��ة وال�سيا�سية والع�سكري ��ة والأمنية المختلفة‬ ‫وكذلك �إتخاذ م�سارات �إ�ضافية وفقاً للبرامج المعتمدة من قبلها‪.‬‬ ‫الإتف ��اق الثنائ ��ي �س ��وف يك ��ون بمثاب ��ة المب ��د�أ التوجيه ��ي الرئي�س ��ي‬ ‫لل�سيا�س ��ات الإقت�صادية في منطق ��ة الخليج‪ .‬في هذا‪ ،‬ي�شبه و�ضع دولة‬ ‫الإم ��ارات والمملكة ال�سعودية الو�ضع بي ��ن �إلمانيا وفرن�سا في الإتحاد‬ ‫الأوروب ��ي‪ ،‬حي ��ث �أن �ش�ؤون الإتحاد ال يمك ��ن �أن تنطلق من دون توحيد‬ ‫وجهات النظر الإلمانية ‪ -‬الفرن�سية‪.‬‬ ‫و�س ��وف تك ��ون للإتف ��اق �أي�ض� �اُ �آث ��ار ف ��ي التع ��اون الإقت�ص ��ادي العرب ��ي‬ ‫ككل‪ .‬ولأن مواق ��ف البلدين متوائم ��ة ومت�سقة‪ ،‬فمن المتوقع �أن تكون‬

‫‪14‬‬

‫العدد ‪ - 20‬حزيران (يونيو) ‪٢٠١4 -‬‬

‫القرارات المطروحة من اللجنة ذات ت�أثير كبير في التعاون الإقت�صادي‬ ‫العربي والخليجي‪ ،‬وذلك ب�سبب الثقل الإقت�صادي للبلدين‪.‬‬ ‫�سيا�سي� �اً‪ ،‬ب ��د�أ التن�سي ��ق الإ�ستراتيج ��ي بي ��ن ال�سعودية والإم ��ارات ي�أخذ‬ ‫�شكل ��ه بو�ضوح حتى قب ��ل الإعالن عن ت�شكيل ه ��ذه اللجنة‪ .‬وقد �ساهم‬ ‫ذل ��ك ب�ش ��كل ف ّعال ف ��ي دعم الإ�ستق ��رار والأم ��ن في العديد م ��ن الدول‬ ‫العربي ��ة‪ ،‬وعل ��ى الأخ�ص في م�صر‪ .‬وعالوة على ذل ��ك‪ ،‬من المتوقع �أن‬ ‫ينم ��و ه ��ذا الت�أثير الإيجابي مع تفعيل اللجنة‪ ،‬م ��ع الأخذ في الإعتبار‬ ‫تخ�صي�ص حزمة م�ساعدات ال‪ 20‬مليار دوالر لم�صر‪.‬‬ ‫ف ��ي ت�أمي ��ن الأمن والإ�ستقرار في دول مجل� ��س التعاون الخليجي‪ ،‬وهو‬ ‫�أم ��ر مه ��م للغاية بالن�سب ��ة �إلى المواطني ��ن الخليجيي ��ن للحفاظ على‬ ‫مكا�سبه ��م و�ضمانها للأجيال المقبلة‪� ،‬سيقدّم التعاون في ما بين دول‬ ‫مجل�س التعاون الخليجي ال�ضمان‪.‬‬ ‫هذا يبدو مهماً خ�صو�صاً بعدما �أظهرت الأحداث في ال�سنوات الأخيرة‬ ‫بو�ض ��وح �أن ت�أمي ��ن الم�صال ��ح الإقليمي ��ة و�ص ��ل �إل ��ى ح ��د �أكث ��ر تعقيداً‬ ‫وت�شابكاً‪.‬‬ ‫وبالتالي‪ ،‬ف�إن التعاون في ما بين‬ ‫دول مجل� ��س التع ��اون الخليج ��ي‬ ‫ه ��ي ال�ضمان ��ة لحماي ��ة ه ��ذه‬ ‫ال ��دول وم�صالحه ��ا‪ ،‬وبطريق ��ة‬ ‫يت ��م م ��ن دون الم�سا� ��س بالتعاون‬ ‫م ��ع الأ�صدق ��اء والحلفاء في ظل‬ ‫التغيير الم�ستمر‪.‬‬ ‫الإع�ل�ان ع ��ن اللجن ��ة الجدي ��دة‬ ‫بالتال ��ي ي�ساه ��م ف ��ي الحف ��اظ‬ ‫عل ��ى الإ�ستقرار ف ��ي دول مجل�س‬ ‫التع ��اون الخليج ��ي‪ ،‬وهذا بدوره ي�ساعد عل ��ى تحقيق مزيد من التقدم‬ ‫الإقت�صادي والإجتماعي‪ ،‬وتوفير م�ستوى معي�شة الئق ودعم المكا�سب‬ ‫التي تحققت بالفعل‪ .‬انه �سيعزز الثقة في قدرة دولة الإمارات العربية‬ ‫المتح ��دة لحماية م�صالحها في منطقة تع ��ج بالأزمات والإ�ضطرابات‬ ‫وعدم الإ�ستقرار‪ ،‬والتي يطمع فيها بلدان كبرى متعددة‪.‬‬ ‫م ��ع بدء التع ��اون الإ�ستراتيج ��ي الإماراتي ‪-‬ال�سعودي‪ ،‬فق ��د تم ت�شكيل‬ ‫قيادة جديدة في المنطقة للدفع �إلى الأمام ونحو �آفاق �أو�سع‪ ،‬وبالتالي‬ ‫الدخول في مزيد من التقدم‪.‬‬ ‫و�سي�سه ��م ه ��ذا بدوره ف ��ي �إ�ستع ��ادة الت ��وازن الإ�ستراتيج ��ي والع�سكري‬ ‫والأمن ��ي​​بي ��ن البلدي ��ن عل ��ى �شواط ��ئ الخلي ��ج‪ ،‬الت ��ي ت�ض ��ررت ب�ش ��دة‬ ‫من ��ذ �أكث ��ر من عق ��د‪ .‬كما �سوف يع ��زز الثقة ف ��ي بناء م�ستقب ��ل م�ستقر‬ ‫والحف ��اظ عل ��ى م�ستوي ��ات المعي�شة العالي ��ة في منطق ��ة الخليج التي‬ ‫تحققت على مر ال�سنين‪.‬‬ ‫�أبو ظبي ‪ -‬عمار الحالق‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫الرومي‪" :‬الكويتية" حالة غريبة جد ًا في �صناعة الطيران!‬ ‫قالت رئي�س مجل�س الإدارة الع�ضو المنتدب في‬ ‫�شرك ��ة الخطوط الجوية الكويتي ��ة ر�شا الرومي‬ ‫�إن و�ض ��ع ال�شرك ��ة الحالي يمثل حال ��ة "غريبة‬ ‫جد ًا" في �صناعة الطي ��ران العالمية‪ ،‬الفتة �إلى‬ ‫�أنه ��ا ال�شركة الوحيدة عالمي ًا التي تتزامن فيها‬ ‫عملي ��ة الخ�صخ�صة مع �إعادة هيكلة وخروج ما‬ ‫يقارب ‪ 1800‬موظف من الكفاءات بال�شركة في‬ ‫الوقت نف�سه‪.‬‬ ‫ولفت ��ت الرومي ف ��ي لقاء �صحاف ��ي على هام�ش‬ ‫�إجتماع الجمعي ��ة العمومية لـ"�أياتا" �إلى �أنه تم‬ ‫دم ��ج دائرتين ف ��ي ال�شركة‪ ،‬كم ��ا �أن هناك نية‬ ‫لدمج دائرتين �أخريين مع تقلي�ص دوائر �أخرى‬ ‫وفق خطة العمل الت ��ي و�ضعتها "�أياتا" للخم�س‬ ‫�سن ��وات المقبلة‪ ،‬متوقع ��ة �إحتي ��اج الأ�سطول لـ‬ ‫‪ 4500‬موظف تقريب ًا‪ ،‬ليتنا�سب عدد الموظفين‬ ‫مع الحاجة الت�شغيلية‪.‬‬ ‫وتوقعت ع ��ودة ال�شرك ��ة �إلى الربحي ��ة خالل ‪4‬‬ ‫�سن ��وات في حال ��ة التنفيذ الج ��اد لخطة �إعادة‬

‫ر�شا الرومي‬

‫هيكل ��ة ال�شرك ��ة‪ ،‬قائل ��ة‪ :‬ال تقارنون ��ا ب�شركات‬ ‫الطي ��ران الخليجي ��ة الأخرى‪ ،‬فالتركي ��ز حالي ًا‬ ‫ين�ص ��ب عل ��ى �إعادة و�ض ��ع ال�شركة ف ��ي ال�سوق‬ ‫الكويتية �إلى ما كانت عليه في ال�سابق‪.‬‬

‫�إرتفاع حجم تحويالت الأجانب في ال�سعودية‬ ‫رجح عدد من االقت�صاديين �أن ترتفع تحويالت‬ ‫العاملي ��ن الأجانب في المملكة م ��ع نهاية العام‬ ‫الحالي �إلى ‪ 160‬ملي ��ار ريال مقارنة بنحو ‪148‬‬ ‫مليار ريال العام الما�ضي‪ ،‬واعتبروا في حديثهم‬ ‫�إلى �إحدى ال�صحف �أن ذلك يعك�س ف�شل خطط‬ ‫وزارة العمل وبرامجه ��ا التي تهدف �إلى �سعودة‬ ‫الوظائف التي ي�شغلها غير ال�سعوديين‪ .‬‬ ‫و�أكدوا �أن حجم هذه التحويالت ال يعك�س �أجور‬ ‫ه ��ذه العمالة‪ ،‬و�إنم ��ا هناك �أن�شط ��ة �إقت�صادية‬ ‫ناتج ��ة م ��ن الت�ست ��ر والأعمال غي ��ر الم�شروعة‬ ‫التي ي�أت ��ي معظمها من خالل الإقت�صاد الخفي‬ ‫ال ��ذي تديره عمالة وافدة ف ��ي كثير من مناطق‬ ‫المملكة‪.‬‬ ‫وق ��ال االقت�ص ��ادي عبدالحمي ��د العم ��ري �إن‬ ‫هن ��اك نمو ًا كبي ��ر ًا من عام �إل ��ى �آخر في حجم‬ ‫التحوي�ل�ات‪� ،‬إذ دخلن ��ا ف ��ي الع ��ام الراب ��ع من‬ ‫برام ��ج وزارة العم ��ل‪ ،‬ول ��م تثب ��ت فاعليته ��ا �أو‬ ‫نجاحه ��ا‪ ،‬ب ��ل �أثبتت ف�شله ��ا‪ ،‬متوقع� � ًا �أن ت�صل‬ ‫حجم التحويالت مع نهاية العام الحالي �إلى ما‬

‫بين ‪ 158‬و‪ 160‬مليار ريال‪ ،‬م�شير ًا �إلى �أن وزارة‬ ‫العمل تتحمل هذا التطور‪.‬‬ ‫و�أك ��د �أن ثالث ��ة �أرب ��اع عملي ��ات التوظيف التي‬ ‫تح ��دث حالي� � ًا في المملك ��ة عبارة ع ��ن �سعودة‬ ‫وهمية‪ ،‬لج�أ �إليه ��ا القطاع الخا�ص حتى يتهرب‬ ‫م ��ن برام ��ج و�إج ��راءات وزارة العم ��ل‪ ،‬وحق ��ق‬ ‫نجاح� � ًا كبي ��ر ًا في ه ��ذا التالع ��ب‪ ،‬وي�ؤكد على‬ ‫ذل ��ك "الإح�صاءات التي ت�شي ��ر �إلى وجود ‪150‬‬ ‫�أل ��ف �سعودية تعمل في قط ��اع البناء والت�شييد‪،‬‬ ‫وهذا �أحد م�ؤ�شرات التوظيف الوهمي"‪.‬‬ ‫وكانت م�ؤ�س�سة النقد العرب ��ي ال�سعودي �أعلنت‬ ‫�أن تحويالت الأجانب ف ��ي المملكة �إلى الخارج‬ ‫خ�ل�ال �آذار (مار� ��س) الما�ض ��ي �إرتفع ��ت �إلى‬ ‫‪ 14.3‬ملي ��ار بن�سب ��ة ‪ 22‬ف ��ي المئة‪ ،‬ف ��ي مقابل‬ ‫‪ 11.7‬ملي ��ار ري ��ال خ�ل�ال الفت ��رة نف�سه ��ا من‬ ‫العام الما�ضي‪ ،‬في الوقت الذي بلغت تحويالت‬ ‫الأجانب خالل العام الما�ضي نحو ‪ 148‬مليار ًا‪،‬‬ ‫في مقابل ‪ 125.2‬مليار ريال في ‪ ،2012‬بن�سبة‬ ‫ارتفاع ‪ 18‬في المئة‪.‬‬

‫ت�ستع���د المملكة ال�سعودي���ة لإن�شاء �صندوق‬ ‫�سي���ادي لإدارة الفوائ�ض في الموازنة الناجمة عن‬ ‫�إرتف���اع ا�سعار النفط والمق���درة بمئات المليارات‬ ‫من الدوالرات‪ ،‬بح�سب ما �أوردت �أخيراً وكالة الأنباء‬ ‫ال�سعودية الر�سمية "وا�س"‪.‬‬ ‫و�سيكون هذا ال�صن���دوق ال�سيادي الأول من نوعه‬ ‫ف���ي المملكة التي يدير بنكه���ا المركزي حتى الآن‬ ‫�إحتياطاته���ا من العملة االجنبية خ�صو�صا ً من خالل‬ ‫�إ�ستثم���ارات في الواليات المتح���دة عادة ما تكون‬ ‫في �شكل �سندات خزينة �أميركية‪.‬‬ ‫�أعل���ن "بنك قطر للتنمية" ح�صوله على جائزة‬ ‫"�أف�ض���ل بنك تنم���وي في ال�ش���رق الأو�سط" وفق‬ ‫ت�صني���ف مجلة "بانك���ر ميدل �إي�س���ت"‪ ،‬خالل حفل‬ ‫ك���رم �أكثر م���ن ‪ 200‬م�ؤ�س�س���ة مالية ف���ي ال�شرق‬ ‫ّ‬ ‫الأو�س���ط‪ ،‬ه���ي الجائ���زة الثاني���ة من نوعه���ا التي‬ ‫يح�صل عليها‪.‬‬ ‫وتغط���ي جوائ���ز "بانك���ر مي���دل �إي�س���ت" خدم���ات‬ ‫مالية متنوع���ة ت�شمل خدمات التجزئ���ة والخدمات‬ ‫الم�ؤ�س�ساتي���ة وخدم���ات الإ�ستثم���ار والأعم���ال‬ ‫الم�صرفي���ة للأف���راد و�إدارة الأ�ص���ول و�إدارة‬ ‫ال�صنادي���ق و�ش���ركات التموي���ل والخدم���ات‬ ‫الإ�ست�شارية‪ ،‬وتت�ألف لجنة تحكيم الجوائز من عدد‬ ‫من الخبراء الم�ستقلين في القطاع‪.‬‬ ‫لف���ت التقرير ال�شهري ال�ص���ادر عن "الهالل‬ ‫للم�شاري���ع" �إل���ى �أن قيمة م�شاري���ع البنية التحتية‬ ‫التي تنفذ في منطقة ال�ش���رق الأو�سط تبلغ ‪2.5‬‬ ‫تريليوني دوالر‪ ،‬في حين ت�صل ح�صة دول الخليج‬ ‫من هذه الم�شاريع �إلى حوالى ‪ 90‬في المئة‪.‬‬ ‫�سج���ل م�ؤ�شر ثقة الأعم���ال في دبي ‪135.5‬‬ ‫نقطة خالل الربع الأول م���ن ال�سنة‪ ،‬بزيادة ‪22.4‬‬ ‫نقط���ة خالل الفت���رة ذاتها ع���ام ‪ .2013‬و�أظهرت‬ ‫نتائ���ج الم�ؤ�ش���ر‪ ،‬ال���ذي تع���ده "دائ���رة التنمي���ة‬ ‫االقت�صادي���ة في دبي"‪� ،‬أن ال�ش���ركات العاملة في‬ ‫القط���اع ال�صناع���ي والخدماتي هي الأكث���ر تفا�ؤالً‬ ‫عل���ى م�ست���وى القطاع���ات ف���ي مجتم���ع الأعمال‪.‬‬ ‫ويمثل �إطالق الم�شاريع الجديدة والمتوقعة نتيجة‬ ‫ا�ست�ضافة معر����ض "�إك�سب���و ‪ "2020‬دفعة قوية‬ ‫للتوقعات الإيجابية‪.‬‬ ‫و�أك���دت نتائ���ج الم�ؤ�ش���ر �أن ال�ش���ركات الكبي���رة‬ ‫�أكث���ر تفا�ؤالً �إذ �سجل���ت ‪ 141.6‬نقطة في مقابل‬ ‫‪ 126.4‬لل�ش���ركات ال�صغيرة والمتو�سطة‪ ،‬نتيجة‬ ‫التف���ا�ؤل بالنمو االقت�صادي الم�ست���دام من زيادة‬ ‫الفر�ص التناف�سية والطلب المتزايد على مجاالت‬ ‫الأعم���ال‪ ،‬ما ينعك�س �إيجابا ً عل���ى المكانة التجارية‬ ‫لإمارة دبي خ�صو�صا ً ودولة الإمارات عموما ً‪.‬‬

‫‪Issue 20 - June - 2014‬‬

‫‪17‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون خليجية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫المفكرة الخليجية‬

‫البحرين‪ :‬تداعيات �إقت�صادية ل�ضوابط قيادة الأجانب ال�سيارات‬ ‫تح ّفظ ��ت غرف ��ة تج ��ارة و�صناع ��ة البحري ��ن عل ��ى �إج ��ازة مجل�س ��ي النواب الأجانب‪ ،‬وتب ّنوا هذا القانون و�سط غياب �شبه تام ل�شبكة نقل جماعي‪.‬‬ ‫وال�ش ��ورى م�ش ��روع قان ��ون‪ ،‬تمن ��ع م ��ادة من ��ه الأجانب م ��ن الح�صول على وق ��ال رج ��ل الأعم ��ال في مج ��ال الموا�ص�ل�ات‪ ،‬خال ��د �إنجني ��ر‪" :‬للم�س�ألة‬ ‫رخ�ص ��ة قي ��ادة �أو قي ��ادة مركبة �إال �إذا كان ��ت طبيعة عمله ��م تقت�ضي ذلك‪ ،‬جوان ��ب �أخ ��رى لربم ��ا ل ��م تر�ش ��ح �إل ��ى ال�سط ��ح‪ ،‬فالم�شكل ��ة الأ�سا� ��س ق ��د‬ ‫وتح ��دد الالئح ��ة التنفيذية طبيع ��ة الأعمال التي تمن ��ح بموجبها رخ�ص تتمح ��ور ف ��ي �سهولة ح�صول ن�ساء ورجال على �سجالت تجارية هم لي�سوا‬ ‫للأجان ��ب‪ .‬ونقل ��ت �صحيف ��ة محلية ت�أكي ��د م�س�ؤولي ��ن �أن تم�س ��ك النواب في وارد �إ�ستخدامها لت�أ�سي�س �شركات نا�شطة‪ ،‬و�إنما تتمثل رغبتهم في ما‬ ‫بتل ��ك الم ��ادة �سي� ��ؤدي �إلى كارثة‪ ،‬لأن �أكثر من ن�ص ��ف �سكان البحرين من توفره تلك ال�سجالت من حقوق �إ�ستجالب يد عاملة"‪.‬‬ ‫وع ��ادة م ��ا يُح�ضر �صاحب ال�سجل �أفراداً م ��ن دون مهارات‪ ،‬فتكون القيادة‬ ‫الأجانب‪.‬‬ ‫وت ��رى الغرف ��ة �أن الم ��ادة تتجاهل �أم ��وراً و"ت�سل ��ب حقاً �أ�صي�ل ً�ا للإن�سان �أ�سهل المهن‪ ،‬و�أحياناً �أكثرها دخ ً‬ ‫ال‪ .‬وعبرها يح�صل �صاحب ال�سجل على‬ ‫ف ��ي التنق ��ل‪ ،‬وله ��ا تداعي ��ات �إقت�صادية �سلبي ��ة"‪ .‬وتوقعت �أن ين ّف ��ر القرار ن�سبة من مرتب كل من �أولئك ال�سائقين الأجانب‪.‬‬ ‫و�أ�ض ��اف �إنجني ��ر "الن ��واب والحكوم ��ة‪� ،‬إن �أرادوا الح ��د م ��ن ظاه ��رة زيادة‬ ‫�أ�صحاب �أعمال ويبطئ الإ�ستثمار في المملكة‪.‬‬ ‫وق ��رار المن ��ع ال ��ذي طالب مجل�س الن ��واب ب�إقراره‪ ،‬يُقر�أ ثاني ��ة بعد �إعادة المركبات على الطرق‪ ،‬فيمكن ذلك عبر زيادة �ضريبة الطرقات والر�سوم‬ ‫�إر�ساله �إلى مجل�س ال�شورى قبل �إعادة �إر�ساله لل�سلطة التنفيذية ب�صيغة الأخ ��رى المتعلق ��ة بالمركب ��ات"‪ .‬وي�شي ��ر �إل ��ى �أن رغب ��ة البحرينيي ��ن في‬ ‫نهائي ��ة‪ .‬و�سب ��ق لل�ش ��ورى �أن رف�ض ��ه بحج ��ة �أن ��ه من ��اف للحق ��وق الأ�سا�س العمل ك�سائق مركبة تناق�صت عبر العقود وباتت �شبه معدومة‪ ،‬ما يف�سح‬ ‫وم�ض ��ر ب�سمع ��ة البحري ��ن الدولي ��ة وين ��ال م ��ن جاذبيته ��ا للإ�ستثم ��ار‪ .‬المجال للأجانب للعمل ك�سائقي مركبات"‪.‬‬ ‫وللق�ص ��ة جانبان‪ ،‬الأول يتعلق بطبيعة �شبكة الطرق القائمة في المنامة �أما في ما يخ�ص االزدحام الذي ت�سببه ال�شاحنات الآتية عبر ج�سر الملك‬ ‫والمح ��رق‪ ،‬حي ��ث ن�ش� ��أت المدينتان على نم ��ط المدن الإ�سالمي ��ة و�شبكة فه ��د‪ ،‬ي�ضي ��ف �إنجنير "فهذا يتطل ��ب �إن�شاء مركزين وا�سعي ��ن ي�ستوعبان‬ ‫الطرق ��ات فيه ��ا‪ .‬فالبي ��وت تنتظم وت�صل م ��ا بين ال�س ��كان بع�ضهم ببع�ض حرك ��ة تج ��ارة مت�سارع ��ة ومت�ضخم ��ة ويتوج ��ب �أن يت�س ��ع الموقع ��ان‬ ‫الجدي ��دان‪ ،‬لإنجاز كل معامالت الجم ��ارك والجوازات‪ ،‬و�أن يتم ذلك من‬ ‫وبما فيها من مرافق �إقت�صادية وخدمات حكومية‪.‬‬ ‫والجان ��ب الثان ��ي‪� ،‬أن جه ��ود �ش ��ق الطرق ��ات ب ��د�أت‪ ،‬من ��ذ دخ ��ول ال�سي ��ارة دون الحاج ��ة للرج ��وع �إل ��ى العا�صمتي ��ن لإ�ستكمال معام�ل�ات �أو الوقوف‬ ‫البحري ��ن في العقد الثالث من القرن الما�ضي‪ ،‬ت�أخذ في الإعتبار و�سيلة �أم ��ام كابين ��ات ج ��وازات وجم ��ارك"‪ .‬ويزيد من ح ��دة الم�شكلة ع ��دم توافر‬ ‫الموا�ص�ل�ات الجدي ��دة‪ .‬وعل ��ى رغ ��م جه ��ود وزارة الأ�شغ ��ال ف ��ي �شق طرق نظ ��ام ومركب ��ات للنق ��ل الجماعي‪ .‬وهن ��اك حالياً ما يقرب م ��ن ‪ 36‬حافلة‬ ‫جدي ��دة و�صيان ��ة القديم منه ��ا‪� ،‬إال �أن زحام الطرقات ب ��ات ظاهرة يومية ل�شركة خا�صة تقدم نق ً‬ ‫ال جماعياً ي�ستفيد منه �أجانب على الغالب‪.‬‬ ‫وف ��ي محاول ��ة لتطوي ��ر النق ��ل الجماع ��ي ح ��ددت وزارة الموا�ص�ل�ات‬ ‫مرهقة ومكلفة‪.‬‬ ‫وبل ��غ ع ��دد المركب ��ات ف ��ي �ش ��وارع البحرين ف ��ي ‪� 250.9 ،2002‬أل ��ف مركبة‪ ،‬موا�صف ��ات ت�ستجيب متطلبات �أفخم و�أح ��دث و�ضمنتها مناق�صة جديدة‬ ‫وزاد ف ��ي ‪� 2007‬إل ��ى ‪� 369‬ألف� �اً وف ��ي ‪� 2011‬إلى ‪� 478‬ألف مركب ��ة‪ .‬وبلغ معدل �أم ��ام القط ��اع الخا� ��ص‪ .‬ويتوق ��ع �أن يرتفع ع ��دد البا�ص ��ات‪� ،‬إن �أقر عر�ض‬ ‫ن ��زول �سي ��ارات جديدة �إلى الطريق ‪� 2700‬سي ��ارة �شهرياً‪ .‬وو�سط ذلك بلغت ل�شرك ��ة خا�ص ��ة‪� ،‬إل ��ى ‪ 120‬مركبة تعمل بثالث ��ة دوامات على م ��دار اليوم‪.‬‬ ‫ال�سي ��ارات الخا�ص ��ة ‪� 337.9‬ألف من �إجمالي المركب ��ات وعددها ‪� 471.2‬ألف وتقل ��ق هذه المقايي� ��س الحديثة بع�ض �شركات قد تتق ��دم بعرو�ض‪ ،‬نظراً‬ ‫في �أيلول (�سبتمبر) ‪ .2011‬وال يبدو �أن عدداً مقارباً ومعقو ًال من ال�سيارات �إلى �أنها تزيد كلفة النقل‪ ،‬وتتطلب دعماً حكومياً للديزل‪.‬‬ ‫القديم ��ة �أًنه ��ي �إ�ستعمال ��ه بفع ��ل تق ��ادم المركب ��ات‪ .‬وراف ��ق الظاه ��رة زيادة وي�ض ��اف �إل ��ى الجدل ال�ساب ��ق ارتباط م�شكل ��ة �إعطاء الأجان ��ب حق قيادة‬ ‫مخالف ��ات ال�سرعة فبلغت ‪ 5121‬مخالف ��ة في ت�شرين الأول (�أكتوبر) ‪ 2011‬ال�سيارات ب�أمرين‪ :‬رخ�صة القيادة ورخ�صة ا�ستمرار تملك �سيارات قديمة‬ ‫تفتقد موا�صفات حديث ��ة يتطلبها �إ�ستخدامها‬ ‫مقارنة بـ ‪ 357‬للفترة ذاتها من العام ‪.2010‬‬ ‫الط ��رق‪ .‬فدائرة المرور ف ��ي البحرين ال تجيز‬ ‫وي�ض ��اف �إل ��ى تكد� ��س المركب ��ات ف ��ي الط ��رق‬ ‫�إ�ستخ ��دام رخ�ص قيادة �أجنبية �إال من دول تعد‬ ‫�إت�ص ��ال �شبك ��ة ج ��زر البحري ��ن بط ��رق بري ��ة‬ ‫ربم ��ا على �أ�صاب ��ع اليدين‪ ،‬كالمملك ��ة المتحدة‬ ‫وعب ��ر ج�س ��ر المل ��ك فهد م ��ع ال�سعودي ��ة‪ ،‬فبلغ‬ ‫مث�ل ً�ا‪ ،‬لكف ��اءة التدري ��ب و�صرام ��ة الإمتح ��ان‬ ‫ع ��دد المركب ��ات الآتي ��ة خالل الع ��ام ‪ 2010‬نحو‬ ‫ال ��ذي تتطلب ��ه �ش ��روط تل ��ك ال ��دول‪� .‬أم ��ا بقية‬ ‫‪ 3.7‬ماليي ��ن مركبة نقل ��ت ‪ 9.5‬ماليين راكب‪.‬‬ ‫الرخ� ��ص‪ ،‬فتتطل ��ب الت ��درب عل ��ى ي ��د م ��درب‬ ‫وت�شير هذه الأرقام �إلى تفاقم الم�شكلة‪ .‬وللحد‬ ‫محل ��ي‪ ،‬والتقدم �إلى �إمتح ��ان‪ .‬وي�أمل م�س�ؤولو‬ ‫م ��ن م�ستخدمي الط ��رق بال�سي ��ارة ر�أى النواب‬ ‫دائ ��رة المرور �سحب ال�سي ��ارات الأقدم والتي ال‬ ‫حين عر�ضت عليهم الم�شكلة �أن الحل الأف�ضل‬ ‫المنامة‪ :‬م�شكلة �سير تبحث عن حل‬ ‫ت�ستجيب �شروط ا�ستخدامات الطرق‪.‬‬ ‫ه ��و في تقليل عدد المركب ��ات التي ي�ستخدمها‬

‫‪16‬‬

‫العدد ‪ - 20‬حزيران (يونيو) ‪٢٠١4 -‬‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫البنك الدولي‪ :‬ارتفاع �أ�سعار المواد الغذائية مرتبط ب�أعمال ال�شغب‬ ‫�أعل ��ن البن ��ك الدولي ف ��ي تقريره ح ��ول �أ�سعار‬ ‫الم ��واد الغذائي ��ة ان "الأ�سع ��ار ف ��ي الأ�س ��واق‬ ‫العالمي ��ة �سجل ��ت زي ��ادة ‪ 4‬ف ��ي المئ ��ة خ�ل�ال‬ ‫الأربعة �أ�شهر الأولى من �سنة‪ ،"2014 ‬الفتا �إلى‬ ‫"االرتب ��اط الوثيق بين ه ��ذا االرتفاع و�إحتمال‬ ‫قيام �أعمال �شغب �سببها الجوع"‪ .‬‬ ‫و�سج ��ل �سع ��ر الحب ��وب ف ��ي الأ�س ��واق العالمية‬ ‫ارتفاع ��ا ب� �ـ ‪ 7‬ف ��ي المئ ��ة ما بي ��ن كان ��ون الثاني‬ ‫(يناي ��ر) الما�ض ��ي وني�سان (�أبري ��ل) الما�ضي‪،‬‬ ‫فيما تراجع �سعر المواد الدهنية والزيوت بن�سبة‬ ‫‪ 1‬في المئة خالل الفترة ذاتها‪ ،‬بح�سب التقرير‪ .‬‬ ‫و�أ�ش ��ار التقرير‪ ،‬ال�صادر �أم� ��س الجمعة �إلى �أن‬ ‫"�سعر القمح ارتف ��ع خالل الفترة المذكورة ‪18‬‬ ‫ف ��ي المائة وال ��ذرة ‪ 12‬في المائ ��ة �أي بن�سبة ‪5‬‬

‫ف ��ي المائة عن �سعرها في العام الما�ضي‪ ،‬فيما‬ ‫�سجلت‪� ‬أ�سع ��ار الأرز انخفا�ض ��ا (ل ��م تذك ��ر‬ ‫الن�سبة)"‪.‬‬ ‫و�أك ��د التقري ��ر عل ��ى �أن "ت�أثي ��ر ه ��ذا االرتفاع‬ ‫في الأ�سع ��ار لن يكون له ت�أثي ��رات خطيرة على‬ ‫القارة الأفريقية ولكنه يمثل تهديدا على المدى‬ ‫المتو�س ��ط والبعي ��د عل ��ى البل ��دان ذات الدخل‬ ‫ال�ضعيف والمتو�سط"‪.‬‬ ‫و�أ�ش ��ار التقري ��ر �إل ��ى �أن "الأ�سعار ف ��ي منطقة‬ ‫غ ��رب �أفريقيا‪ ‬حافظ ��ت عل ��ى الم�ست ��وى عينه‬ ‫بف�ض ��ل ارتف ��اع العر� ��ض ف ��ي ال ��دول ال�ساحلية‬ ‫وتعزي ��ز المب ��ادالت الجوي ��ة‪ ،‬م ��ا �ساع ��د على‬ ‫تعوي� ��ض الإنت ��اج ال ��ذي هبطت‪ ‬م�ستويات ��ه في‬ ‫بع�ض بلدان ال�ساحل"‪.‬‬

‫�أثرياء بريطانيا بلغوا "حد ًا غير م�سبوق" في الثراء‬ ‫ق ��ال تقري ��ر �سنوي ن�شرت ��ه �صحيف ��ة "�صنداي‬ ‫تايم ��ز" البريطانية‪� ،‬إن �أثري ��اء بريطانيا بلغوا‬ ‫ح ��د ًا غي ��ر م�سبوق من الث ��راء‪ ،‬اذ بل ��غ مجموع‬ ‫ثرواته ��م ‪ 518.9‬ملي ��ار �إ�سترليني (‪ 874‬مليار‬ ‫دوالر)‪ ،‬ما يعادل ثلث الناتج المحلي الإجمالي‬ ‫للبالد‪.‬‬ ‫وتو�ضح قائم ��ة ال�صحيفة للأثرياء لعام ‪،2014‬‬ ‫�أن "الأل ��ف رجل وامر�أة الأكثر ثرا ًء �صعدوا �إلى‬ ‫قمم جديدة‪� ،‬إذ ارتفع مجم ��وع ثرواتهم بن�سبة‬ ‫‪ 15.4‬ف ��ي المئ ��ة‪ ،‬مقارن ��ة ب�إجمال ��ي ثرواتهم‬ ‫ف ��ي الع ��ام الما�ض ��ي ال ��ذي بل ��غ ‪ 449.6‬مليار‬ ‫�إ�سترليني"‪.‬‬ ‫وت�شمل ه ��ذه القائمة رئي� ��س التلفزيون ال�سابق‬ ‫غامي �أوليفر‪ ،‬ورئي� ��س �سل�سلة المتاجر الكبرى‬ ‫"ت�سك ��و" تي ��ري ليهي‪ ،‬ومن بي ��ن الأثرياء دون‬ ‫الثالثي ��ن الذين �شملتهم القائم ��ة �إيما وات�سون‬ ‫نجمة �أفالم "هاري بوتر"‪.‬‬ ‫وقال فيليب بيري�سف ��ورد الذي ُيعد القائمة منذ‬ ‫الع ��ام ‪" 1989‬لم �أر قط �إرتفاع� � ًا �إ�ستثنائي ًا في‬ ‫الث ��روة ال�شخ�صية مثل نمو ثروات الألف الأكثر‬ ‫ثرا ًء في بريطانيا العام الما�ضي"‪.‬‬ ‫وتتعار� ��ض الث ��روات ال�ضخم ��ة لأولئ ��ك الذين‬ ‫�شملته ��م القائم ��ة ب�شك ��ل �ص ��ارخ م ��ع الأو�ضاع‬

‫الممثلة �إيما وات�سون‪ :‬على قائمة الأثرياء‬

‫المالي ��ة للبريطانيي ��ن العاديي ��ن‪ ،‬الذين يكافح‬ ‫كثيرون منهم للتكيف مع �آثار خم�س �سنوات من‬ ‫التق�شف‪.‬‬ ‫ووجد الجزء الأول من قائمة الأثرياء في ال�شهر‬ ‫الفائ ��ت‪� ،‬أن ع ��دد �أ�صح ��اب الملي ��ارات الذين‬ ‫يعي�ش ��ون ف ��ي بريطانيا ارتف ��ع لأكث ��ر من ‪100‬‬ ‫لأول م ��رة‪ ،‬و�أن الأخوين �س ��ري وجوبي هندوجا‬ ‫المولودين في الهن ��د‪ ،‬يت�صدران القائمة بثروة‬ ‫قدرها ‪ 11.9‬مليار �إ�سترليني‪.‬‬ ‫وثالث ��ة فق ��ط من بي ��ن الع�شري ��ن الأكث ��ر ثراء‬ ‫بريطاني ��ون‪ ،‬كما �أن ديفي ��د وفريدريك باركلي‬ ‫الل ��ذان يعمالن في مج ��ال الن�ش ��ر والعقارات‪،‬‬ ‫هما الع�صامي ��ان الوحيدان �أ�صحاب المليارات‬ ‫في هذه المجموعة‪.‬‬

‫الموجز الدولي‬ ‫�أعلنت هيئة الإح�ص���اء الفيديرالية الرو�سية‬ ‫�أن مع���دل البطالة في رو�سي���ا االتحادية انخف�ض‬ ‫�إلى ‪ 5.3‬في المئة في ني�سان (�إبريل) الما�ضي‪.‬‬ ‫ونقل���ت وكال���ة �أنب���اء "نوفو�ست���ي" الرو�سية عن‬ ‫الهيئ���ة �أن معدل البطال���ة في رو�سي���ا االتحادية‬ ‫�إنخف�ض من ‪ 5.4‬في المئة في �آذار (مار�س) �إلى‬ ‫‪ 5.3‬في المئة في ني�سان (�إبريل) الما�ضي‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف���ت �أن ع���دد العاطلين ع���ن العمل تقل�ص‬ ‫�إلى ‪ 4‬ماليين �شخ�ص‪ ،‬بينم���ا ظل العدد الإجمالي‬ ‫للقادري���ن عل���ى العمل في البالد عل���ى الم�ستوى‬ ‫نف�س���ه تقريبا ً وهو ‪ 75‬ملي���ون �شخ�ص‪ ،‬ما ي�شكل‬ ‫‪ 52‬في المئة من العدد الإجمالي ل�سكان رو�سيا‪.‬‬ ‫وعل���ى هذه الخلفية �أفادت الهيئة �أن حجم الإنتاج‬ ‫ال�صناع���ي في الب�ل�اد نما بن�سب���ة ‪ 1.4‬في المئة‬ ‫في الثلث الأول (كان���ون الثاني(يناير) – ني�سان‬ ‫(�إبريل)) من العام الحال���ي ‪ ،2014‬بالمقارنة مع‬ ‫الفترة المماثلة من ال�سنة الما�ضية‪.‬‬ ‫‪� ‬سج���ل الفائ�ض التج���اري ال�صين���ي �إرتفاعا ً‬ ‫بلغ���ت ن�سبت���ه حوال���ي ‪ 75‬ف���ي المئة عل���ى مدى‬ ‫ع���ام ‪ ‬ليبلغ ‪ 35.92‬مليار دوالر ويعود �إلى ت�أثير‬ ‫زيادة ال�صادرات وتراجع الواردات‪.‬‬ ‫و�سجل���ت �ص���ادرات ثان���ي اقت�ص���اد ف���ي العالم‬ ‫�إرتفاع���ا بن�سب���ة ‪ 7‬ف���ي المئ���ة ف���ي �أي���ار (مايو)‬ ‫الما�ض���ي لتبل���غ ‪ 195.47‬ملي���ار دوالر‪ ،‬بينم���ا‬ ‫انخف�ض���ت ال���واردات بن�سبة ‪ 1.6‬ف���ي المئة الى‬ ‫‪ 159.55‬بليون دوالر‪.‬‬ ‫و�إنخف�ض النم���و االقت�ص���ادي ال�صيني الى ‪7.4‬‬ ‫في المئة في الف�صل الأول من العام الجاري ليبلغ‬ ‫�أدنى م�ستوى له منذ ‪� 18‬شهراً‪.‬‬ ‫و�ض���ع رئي�س الحكومة التركي���ة‪ ،‬رجب طيب‬ ‫�أردوغان‪ ،‬حجر اال�سا�س لثالث مطار في ا�سطنبول‬ ‫ق���ادر عل���ى ا�ستقب���ال نح���و ‪ 150‬ملي���ون راكب‬ ‫�سنويا ً‪ ،‬ما �سيجعله واحداً م���ن �أكبر المطارات في‬ ‫العالم‪.‬‬ ‫وقال �أردوغان‪ ،‬في كلمة �ألقاها خالل االحتفال "�إن‬ ‫�أكبر مطار في العالم �سيخرج من هنا"‪ُ ،‬م�ضيفا ً �أن‬ ‫هذا اليوم هو "يوم تاريخي" ال�سطنبول ولتركيا‪.‬‬ ‫المتوقّ ع �أن تنتهي المرحلة الأولى‬ ‫و�أ�ضاف �أنه من ُ‬ ‫من الأعم���ال في التا�س���ع والع�شرين م���ن ت�شرين‬ ‫الأول (�أكتوب���ر) ‪ ،2017‬ول���دى انته���اء كام���ل‬ ‫الأ�شغال ع���ام ‪� 2018‬سيكون ه���ذا المطار قادراً‬ ‫على ا�ستقبال ‪ 150‬مليون راكب‪ .‬‬ ‫وتبلغ كلفة الم�شروع ‪ 30‬مليار دوالر‪ ،‬و�سيناف�س‬ ‫تم تد�شينه في ت�شرين‬ ‫مطار دبي الدولي‪ ،‬ال���ذي ّ‬ ‫الأول (�أكتوب���ر) ‪ ،2012‬والق���ادر عل���ى �إ�ستقبال‬ ‫‪ 160‬مليون راكب �سنويا ً‪.‬‬ ‫‪Issue 20 - June - 2014‬‬

‫‪19‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون دولية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫المفكرة الدولية‬

‫طهران تتطلع �إلى تو�سيع �أ�سطول "الخطوط الجوية الإيرانية" بعد رفع العقوبات‬ ‫ورداً عل ��ى �س� ��ؤال عم ��ا �إذا كان ��ت �إي ��ران تج ��ري‬ ‫قال رئي�س �شركة "الخطوط الجوية الإيرانية"‪،‬‬ ‫محادث ��ات م ��ع �ش ��ركات مُ�ص ّنعة للطائ ��رات ب�ش�أن‬ ‫فره ��اد بارفاري� ��ش‪� ،‬إن ال�شرك ��ة �ستحتاج �إلى ما ال‬ ‫احتياجاته ��ا ف ��ي حال ��ة رف ��ع العقوب ��ات‪ ،‬ق ��ال‬ ‫يق ��ل عن ‪ 100‬طائرة ركاب‪ ،‬حالما ُترفع العقوبات‬ ‫بارفاري� ��ش "نح ��ن عل ��ى ات�ص ��ال م ��ع كثي ��ر م ��ن‬ ‫المفرو�ضة عليها‪ ،‬و�إنه �سيكون من الأ�سهل عليها‬ ‫ّ‬ ‫ال�ش ��ركات ال ُم�صنع ��ة للطائ ��رات‪ .‬ل ��م يك ��ن الأم ��ر‬ ‫�أن تبرم �صفقات مع ال�شركات التي تعاونت معها‪،‬‬ ‫�سه�ل ً�ا من قبل‪ ،‬لكنه لم يكن محرماً على �أيّ من‬ ‫�أثناء تخفيف العقوبات الحالي‪.‬‬ ‫الجانبين"‪.‬‬ ‫و�أ�ض ��اف بارفاري� ��ش‪ ،‬وهو �أي�ضاً الع�ض ��و المنتدب‬ ‫و�أ�ض ��اف رداً عل ��ى �س� ��ؤال عم ��ا �إذا كان ��ت ه ��ذه‬ ‫لل�شرك ��ة‪� ،‬أن ��ه في غي ��اب �إتفاق طوي ��ل الأجل ف�إن‬ ‫بارفاري�ش‬ ‫فرهاد‬ ‫إيرانية"‪،‬‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫الجوية‬ ‫"الخطوط‬ ‫�شركة‬ ‫رئي�س‬ ‫المباحث ��ات ت�شمل �شركتي "�إيربا�ص" و"بوينغ"‪،‬‬ ‫�شرك ��ة الطي ��ران الإيرانية �ستلج�أ ب ��د ًال من ذلك‬ ‫ّ‬ ‫بالق ��ول "كالهم ��ا يتطلع �إل ��ى ال�س ��وق الإيرانية‪،‬‬ ‫�إلى رو�سيا وال�صين كموردين بديلين‪.‬‬ ‫وت�أتي ت�صريحات رئي�س ال�شركة‪ ،‬التي �أدلى بها في مقابلة نادرة مع و�سائل لك ��ن هن ��اك �أي�ض� �اً �ش ��ركات مُ�ص ّنع ��ة �أخرى"‪ .‬وق ��ال متحدث با�س ��م �شركة‬ ‫الإع�ل�ام الأجنبي ��ة‪ ،‬على هام� ��ش م�ؤتمر ل�ش ��ركات الطيران‪ ،‬بينم ��ا ت�ستعد "�إيربا�ص"‪" ،‬ال نجري مفاو�ضات تجارية مع �إيران"‪.‬‬ ‫�إي ��ران والق ��وى ال�ست ال�ستئن ��اف المفاو�ض ��ات للتو�صل �إلى اتف ��اق نهائي‪ ،‬و�أكد متحدث با�سم "بوينغ"‪ ،‬من جديد‪� ،‬أن ال�شركة ح�صلت على ت�صريح‬ ‫م�ؤقت لبيع قطع غيار لإيران‪ .‬وقال "�أي مباحثات �أجريناها مع م�س�ؤولي‬ ‫ي�ستهدف �إنهاء نزاع م�ستمر منذ عقود على برنامج طهران النووي‪.‬‬ ‫و ُو ّق ��ع اتف ��اق �أول � ّ�ي ف ��ي جني ��ف‪ ،‬في‪ ‬ت�شري ��ن الثاني‪( ‬نوفمب ��ر)‪ ،‬قبل ��ت الطي ��ران الإيرانيي ��ن‪ ،‬تتف ��ق ب�ش ��كل �ص ��ارم م ��ع الترخي� ��ص‪ ،‬وم ��ع �سيا�سة‬ ‫�إي ��ران بموجب ��ه وق ��ف �أن�شط ��ة نووي ��ة ح�سا�س ��ة‪ ،‬مقاب ��ل تخفي ��ف م�ؤق ��ت الحكومة الأميركية"‪.‬‬ ‫للعقوب ��ات‪ .‬والهدف من االتفاق الذي �أ�صب ��ح �سارياً اعتباراً من ‪ 20‬كانون والق ��درات الت ��ي تمتلكها �إيران‪ ،‬الت ��ي يبلغ عدد �سكانه ��ا ‪ 76‬مليوناً‪ ،‬والتي‬ ‫الثاني‪( ‬يناي ��ر)‪ ،‬ه ��و ك�س ��ب الوقت للتو�ص ��ل �إلى اتفاق نهائ ��ي خالل �ستة ُتع ّد واحدة من الدول التي تمتلك �أكبر احتياطات للنفط والغاز‪ ،‬تجعلها‬ ‫جاذبة لل�شركات الأجنبية التي ت�سعى �إلى فر�ص طويلة الأجل‪.‬‬ ‫�أ�شهر‪.‬‬ ‫وق ��ال بارفاري� ��ش لـ"رويت ��رز"‪ ،‬رداً على �س�ؤال عم ��ا �إذا كان �إبرام �صفقات وتق ��ول م�ص ��ادر ديبلوما�سي ��ة �إن ال�ش ��ركات الأميركي ��ة �ستك ��ون م ��ن �أكب ��ر‬ ‫م ��ع ال�ش ��ركات التي تعاونت مع �إيران يج ��يء في �إطار االتفاق الم�ؤقت في الم�ستفيدي ��ن �إذا ج ��رى االتف ��اق عل ��ى تخفي ��ف �أكب ��ر للعقوب ��ات‪ ،‬لكن من‬ ‫جنيف‪ ،‬قائ ً‬ ‫المحتم ��ل �أن تك ��ون ال�ش ��ركات الأوروبي ��ة راف�ض ��ة لأن ت ��رى ال�ش ��ركات‬ ‫ال‪" :‬نعم بكل ت�أكيد"‪.‬‬ ‫و�أ�ض ��اف "�أعتق ��د �أنه �إذا ُرفعت العقوب ��ات المفرو�ضة على قطاع الطيران‪ ،‬الأميركي ��ة المناف�س ��ة تح�ص ��ل عل ��ى ن�صي ��ب الأ�س ��د ف ��ي اال�ستثم ��ارات‬ ‫ف�إننا �سنحتاج �إلى ما ال يقل عن ‪ 100‬طائرة ركاب‪ ،‬في الوقت الحالي‪ ،‬من الم�ستقبلية‪ ،‬كما حدث في العراق‪.‬‬ ‫وع�ل�اوة عل ��ى البرازيل وكن ��دا‪ ،‬تعمل كل من رو�سي ��ا وال�صين على ت�صنيع‬ ‫الطائرات الكبيرة الحجم وال�صغيرة الحجم"‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وقال ��ت �شركت ��ا "بوينغ" و"جن ��رال �إلكتريك" الأميركيت ��ان �إنهما ت�سعيان طائ ��رات ركاب �صغي ��رة الحجم‪ ،‬من المقرر �أن تدخل الخدمة اعتبارا من‬ ‫�إل ��ى ت�صدير قط ��ع غيار لإيران‪ ،‬بموجب االتفاق عل ��ى تخفيف العقوبات‪ ،‬ع ��ام ‪ .2017‬واتفق ��ت مو�سكو وبكين كذلك على �أن تنتجا معاً طائرة كبيرة‬ ‫الحج ��م‪ ،‬لتقطع ��ا بذلك خطوة مهمة ف ��ي الطريق �إلى قي ��ام تحالف بازغ‬ ‫الذي �سينتهي �أجله في ‪ 20‬تموز‪( ‬يوليو)‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وقال بارفاري�ش �إن مجموعة "�إيربا�ص" الأوروبية تعمل �أي�ضا مع �إيران‪ ،‬بين القوتين‪ ،‬لكن من المتوقع �أن ي�ستغرق ذلك ع�شرة �أعوام على الأقل‪.‬‬ ‫بموج ��ب االتف ��اق الم�ؤق ��ت‪ .‬و�أك ��د متحدث با�س ��م ال�شركة‪ ،‬الت ��ي قالت في وق ��ال بارفاري� ��ش‪ ،‬رداً عل ��ى �س� ��ؤال عم ��ا �سيح ��دث �إذا انه ��ارت المحادث ��ات‬ ‫وق ��ت �ساب ��ق‪� ،‬إنها تدر� ��س ذلك‪� ،‬أن ال�شرك ��ة طلبت من وا�شنط ��ن ت�صريحاً الخا�ص ��ة بتخفي ��ف العقوب ��ات "نظ ��راً لأن هن ��اك احتياجاً في �إي ��ران‪ ،‬ف�إن‬ ‫�ستتوجه �إلى رو�سيا �أو ال�صين"‪.‬‬ ‫�صناعة الطيران الإيرانية‬ ‫لت�صدير قطع غيار لإيران‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫و�أ�ش ��ار �أي�ض� �اً �إلى �شرك ��ة "بومبارديي ��ه" الكندية‪ ،‬و"�أمبري ��ر" البرازيلية‪ ،‬وتاب ��ع قائ�ل ً�ا "�إذا ل ��م تم� ��ض المفاو�ضات ب�ش ��كل جيد‪ ،‬فلن نخ�س ��ر كثيراً‪،‬‬ ‫اللتي ��ن تكافحان من �أجل الح�ص ��ول على ح�صة �صغيرة في �سوق طائرات لك ��ن م ��ن ناحية �أخرى ف�إن من الحكم ��ة �أن الم�ضي قدماً والنمو جيد لنا‬ ‫جميع� �اً‪� .‬سنوا�ص ��ل �أ�ساليبنا وطرقن ��ا ال�سابقة‪� .‬أ�صبحنا عل ��ى دراية كبيرة‬ ‫الركاب‪ ،‬الذي يبلغ حجمه ‪ 100‬مليار دوالر �سنوياً‪.‬‬ ‫و�أعل ��ن بارفاري�ش "ن�ستطيع العمل معه ��م جميعاً"‪ .‬وتابع قائ ً‬ ‫ال "حتى لو الآن"‪.‬‬ ‫وظل ��ت ال�سلط ��ات الإيرانية تقول ل�سنوات �إن العقوب ��ات لم يكن لها ت�أثير‬ ‫لم تكن الطائرات مُتاحة في الحال‪ ،‬يمكننا ب�سهولة �إ�ستئجارها"‪.‬‬ ‫و�أكدت التقديرات �أن �إيران �ستحتاج �إجما ًال �إلى ما ي�صل �إلى ‪ 400‬طائرة‪� ،‬سلبي على البالد‪ ،‬زاعمة �أنها �ستجعل �إيران مكتفية ذاتياً‪ .‬لكن ال�سلطات‬ ‫وق ��ال �إن ا�ستراتيجي ��ة ال�شركة �ستقوم عل ��ى التناف�س مع �شركات الطيران �ألقت منذ الفوز ال�ساحق للرئي�س ح�سن روحاني‪ ،‬العام الما�ضي‪ ،‬بالالئمة‬ ‫على العقوبات في ال�ضائقة االقت�صادية التي تعاني منها البالد‪.‬‬ ‫الخليجية‪ ،‬التي تنمو ب�سرعة‪.‬‬

‫‪18‬‬

‫العدد ‪ - 20‬حزيران (يونيو) ‪٢٠١4 -‬‬


‫بقلم الدكتور ه�شام جابر*‬

‫ر�أي مراقب‬

‫لبنان‪:‬‬ ‫هل الجيش هو ّ‬ ‫الحل؟‬ ‫ف ��ي نهاي ��ة ثمانين ��ات الق ��رن الفائ ��ت‪،‬‬ ‫�أ�ص ��در العمي ��د ف� ��ؤاد ع ��ون م ��ن قي ��ادة‬ ‫الجي� ��ش اللبان ��ي كتاب� �اً بعنوان "الجي�ش ه ��و الح ّل"‪.‬‬ ‫�إنتق ��ده الكثيرون م ��ن القادة ال�سيا�سيي ��ن في لبنان‪،‬‬ ‫رح ��ب وتعاط ��ف م ��ع‬ ‫�إذا ل ��م نق ��ل جميعه ��م‪ .‬بينم ��ا ّ‬ ‫الفك ��رة والمب ��د�أ �أكثري ��ة اللبنانيي ��ن عل ��ى �إخت�ل�اف‬ ‫م�شاربهم‪،‬وم�شاعره ��م ال�سيا�سي ��ة‪ ،‬رغ ��م الخ�ل�اف‬ ‫عل ��ى بع�ض التفا�صيل‪ ،‬وح ��دود دور الجي�ش في �إدارة‬ ‫البالد ومدة هذا الدور‪.‬‬ ‫والي ��وم وبع ��د عج ��ز ال�سا�سة عن تحقي ��ق الإ�ستحقاق‬ ‫الد�ست ��وري ف ��ي موعده‪ ،‬ودخ ��ول البالد ف ��ي مرحلة‬ ‫"فراغ رئا�سي"‪ ،‬الذي ال يعرف مدته �أحد‪ ،‬هل يعود‬ ‫البح ��ث والعودة �أو الحنين �إل ��ى تلك العبارة العنوان‬ ‫وهي "الجي�ش هو الح ّل"؟‬ ‫وكي ��ف يت�سل ��م الجي� ��ش ال�سلط ��ة ف ��ي بل ��د يفتر� ��ض‬ ‫ان ��ه ديموقراط ��ي‪ ،‬وه ��ل يح ��ق للم�ؤ�س�س ��ة الع�سكرية‬ ‫خ ��رق الد�ستور وه ��ي مك ّلف ��ة وم�ؤتمنة عل ��ى حمايته‬ ‫كباق ��ي م�ؤ�س�س ��ات الدول ��ة؟ �أم �أن ال�ض ��رورات تب ��رر‬ ‫المح�ضورات؟‬ ‫ف ��ي دول العال ��م الثالث ونحن منه ��ا‪ .‬وحى في الدول‬ ‫التي تتغن ��ى بالديموقراطية �أو تدّعي ولوج مداخلها‬ ‫تع�ص ��ف �أحياناً ري ��اح �أزمات �سيا�سية‪ ،‬ته ��دد كيانها‪� ،‬أو‬ ‫�إ�ستقراره ��ا ال�سيا�س ��ي‪ ،‬والأمن ��ي في �أف�ض ��ل الأحوال‪،‬‬ ‫كم ��ا ته ��دد الديموقراطية نف�سها وهي قي ��د الإن�شاء‪.‬‬ ‫نرى �أن ال�سلطة الع�سكرية ال تقف متفرجة‪ ،‬بل تقوم‬ ‫بخط ��وة ما لت�صحيح االو�ضاع في بلدها‪� ،‬إنما يخ�شى‬ ‫حتى من م�ؤيدها �أن ت�صبح عرفاً �أو تم�سي �إ�ستمراراً‪،‬‬ ‫وعادة‪ ،‬وتقليدا‪ ً،‬كمعظم الإنقالبات الع�سكرية‪.‬‬ ‫وف ��ي التاري ��خ المعا�صر �أمثلة كثي ��رة عن الإنقالبات‬ ‫ف ��ي العال ��م العرب ��ي ودول امي ��ركا الالتيني ��ة‪،‬‬ ‫�أنتج ��ت حلق ��ات متوا�صل ��ة م ��ن �إنقالب ��ات ع�سكري ��ة‬ ‫�أو �إ�ستم ��راراً لعق ��ود م ��ن حك ��م الف ��رد الع�سك ��ري �أو‬ ‫"مجل� ��س ع�سك ��ري" “‪ ”Junta‬حاك ��م‪ ،‬كم ��ا �أن ��ه‬ ‫ف ��ي الجان ��ب الآخ ��ر �أمثل ��ة ع ��ن تول ��ي الم�ؤ�س�س ��ة‬ ‫الع�سكري ��ة ال�سلط ��ة م�ؤقت� �اً وترتيب البي ��ت الداخلي‬ ‫المه� �دّد بالإنهي ��ار لفت ��رة مح ��دودة‪ ،‬تنته ��ي ب�إر�س ��اء‬ ‫ديموقراطي ��ة �صحيح ��ة‪ ،‬ونظ ��ام يمكن ��ه �أن يك ��ون‬ ‫دائم� �اً ومتفق� �اً م ��ع �إرادة ال�شعب‪ .‬في �ستين ��ات القرن‬ ‫الما�ض ��ي‪ ،‬ق ��ام الجنرال عب ��د الرحمن �س ��وار الذهب‬ ‫ب�إنق�ل�اب ع�سك ��ري ف ��ي ال�س ��ودان معلناً �أن ��ه ال يرغب‬ ‫و�أقران ��ه بال�سلط ��ة ب ��ل �أن ��ه �سيعيده ��ا بع ��د �إخ�ض ��اع‬

‫زعم ��اء الب�ل�اد �إل ��ى درو� ��س مكثف ��ة بالديموقراطية‪،‬‬ ‫ال�صحيحة‪ .‬وهك ��ذا فعل‪ .‬وكان �أول �ضابط في تاريخ‬ ‫العال ��م العربي يف ��ي بوعده وي�سل ��م ال�سلطة‪ ،‬ويركن‬ ‫ف ��ي منزل ��ه متفرج� �اً‪ .‬وق ��د نع ��م ال�س ��ودان ب�إ�ستقرار‬ ‫ديموقراط ��ي في عهده ل�سنوات‪ ،‬بعدها �أطاح بها من‬ ‫جديد‪� ،‬إنقالب الجنرال جعفر النميري‪.‬‬ ‫من ��ذ �سبع ��ة �أعوام ق ��ام الجنرال "ولد ف ��ال" ب�إنقالب‬ ‫ف ��ي موريتاني ��ا وحدّد فت ��رة حكمه ب�سنتي ��ن‪ ،‬و�إعتزل‬ ‫كم ��ا وعد‪ .‬والي ��وم تحديداً خالل ع ��ام ال اكثر وحتى‬ ‫تاريخه امامنا الأمثلة التالية‪:‬‬ ‫ قي ��ام الجي� ��ش الم�ص ��ري ب�إزالة حك ��م ا"لأخوان‬‫الم�سلمي ��ن" وو�ضع الرئي� ��س محمد مر�سي في‬ ‫ال�سج ��ن بعد حوالي �سنتين من الف�شل المتكرر‬ ‫في الأداء ال�سيا�سي و�إدارة البالد؛‬ ‫ قي ��ام الجي� ��ش التايلن ��دي ب�إ�ست�ل�ام ال�سلطة في‬‫الب�ل�اد‪ ،‬وو�ض ��ع فريق ��ي الن ��زاع ال�سيا�س ��ي ف ��ي‬ ‫الإعتق ��ال ف ��ي محاولة لمنع و�ص ��ول البالد �إلى‬ ‫�شفير الهاوية‪.‬‬ ‫�أم ��ا في ليبي ��ا التي �إ�ستبدل ��ت به ��ا ديكتاتورية معمر‬ ‫القذاف ��ي‪ ،‬بديموقراطي ��ة مزيف ��ة‪ ،‬وفو�ض ��ى عارم ��ة‪،‬‬ ‫�أت ��ى جن ��رال متقاع ��د �إ�سم ��ه اللواء " خليف ��ة حفتر"‪،‬‬ ‫وجم ��ع حول ��ه �ضباط� �اً متقاعدي ��ن ليعل ��ن حرك ��ة‬ ‫ت�صحيحي ��ة‪ ،‬ب ��د�أت تن�ض ��م �إليه ��ا وح ��دات ع�سكري ��ة‬ ‫عامل ��ة و�ضباط� �اً ف ��ي القي ��ادات الفعلية ف ��ي محاولة‬ ‫للملم ��ة الجي� ��ش المبعثر‪ .‬يدعو الل ��واء "حفتر" �إلى‬ ‫�إنتخاب ��ات برلماني ��ة �شفاف ��ة‪ ،‬وجديدة‪ ،‬ويع ��د بدوره‬ ‫بت�سليم ال�سلطة‪.‬‬ ‫وبع ��ودة �إل ��ى لبنان وما يمك ��ن �أن ت�ؤول �إلي ��ه الأمور‪.‬‬ ‫بع ��د تجاوز موع ��د الإ�ستحقاق الد�ست ��وري‪ .‬فالواقع‬ ‫�أن ال�شغ ��ور ف ��ي موق ��ع الرئا�س ��ة رغ ��م �أهمي ��ة ه ��ذا‬ ‫الموق ��ع نظري� �اً‪ ،‬وعملي� �اً‪ ،‬ود�ستوري� �اً‪ ،‬ومعنوي� �اً‪ ،‬ف�إنه‬ ‫ل ��ن يك ��ون نهاي ��ة العال ��م‪ .‬فالحكوم ��ة الت ��ي تمث ��ل‬ ‫ال�سلط ��ة التنفيذية ح�سب الد�ست ��ور‪ ،‬وتم ّثل مختلف‬ ‫التناق�ض ��ات يمكنها �أن تدير �ش� ��ؤون البلد في الوقت‬ ‫ال�ضائ ��ع‪ .‬وهذه لي�ست المرة الأولى‪ ،‬فالرئي�س �أمين‬ ‫الجمي ��ل �س ّل ��م ال�سلط ��ة لحكوم ��ة ع�سكري ��ة �إختل ��ف‬ ‫اللبناني ��ون حول �شرعيته ��ا �أو م�شروعيته ��ا‪ ،‬وعا�شت‬ ‫الب�ل�اد �أكث ��ر م ��ن �سن ��ة دون رئي� ��س‪ ،‬ه ��ذا قب ��ل �إتفاق‬ ‫الطائ ��ف‪ ،‬وبع ��ده‪ ،‬بعد �إنته ��اء والية الرئي� ��س العماد‬ ‫�إمي ��ل لحود‪ .‬حي ��ث بقيت البالد حوال ��ي �سبعة �أ�شهر‬ ‫من دون رئي�س‪.‬‬

‫الرئي� ��س مي�ش ��ال �سليم ��ان الخ ��ارج من ق�ص ��ر بعبدا‪،‬‬ ‫معت ��زاً ب�أن ��ه من ��ع �إنهي ��ار الدول ��ة ل ��م ي�س ّل ��م الرئا�سة‬ ‫لأحد‪ ،‬كما �أنه لم ي�ستلمها �أ�ص ً‬ ‫ال من �أحد‪.‬‬ ‫وال�س� ��ؤال �إلى مت ��ى ت�ستطيع ه ��ذه الحكومة �أن تقوم‬ ‫مق ��ام رئي� ��س الدول ��ة؟ وه ��ل �سير�ض ��ى الم�سيحيون‪،‬‬ ‫وتحدي ��داُ الموارن ��ة ب�إ�ستع ��ارة موق ��ع الرئا�سة منهم‬ ‫�إلى �أجل غير م�س ّمى؟ و�أين تكمن الم�شكلة؟ الجواب‪،‬‬ ‫ه ��و �إذا ر�ض ��ي زعم ��اء الموارن ��ة الذي ��ن ه ��م �أ�ص�ل ً�ا‬ ‫�سب ��ب الم�شكلة لع ��دم �إتفاقهم حتى عل ��ى هذا الخط‬ ‫الأحم ��ر‪ ،‬ف�إن ال�شعب اللبناني لن ير�ضى‪ .‬لأن �سمعة‬ ‫لبن ��ان و�إزده ��اره يتطلب ��ان رئي�س� �اً‪ ،‬وال�سفين ��ة تحتاج‬ ‫�إل ��ى ر ّب ��ان‪ ،‬ولي�س �إلى ربابن ��ة‪ .‬و�إذا كان غالباً‪ ،‬والذي‬ ‫كاد ي�صب ��ح دائم� �اً‪ ،‬تم �إختي ��ار قائد الجي� ��ش للرئا�سة‬ ‫ف� ��إن قيادة الجي�ش �ست�صبح والية للعهد‪ .‬و�إ�ستطراداً‬ ‫حاكمي ��ة الم�ص ��رف المركزي‪ ،‬فلتلغ ��ى المادة ‪ 49‬من‬ ‫الد�ست ��ور الت ��ي تتطل ��ب �إ�ستقالة الموظ ��ف قبل �ستة‬ ‫�أ�شه ��ر ب ��د ًال من العبث بهذا الد�ست ��ور مدة بعد مدة‪.‬‬ ‫م ��ع الت�شدي ��د �أنه ��ا لم ��دة واح ��دة فق ��ط م ��ع الت�أكيد‬ ‫الحا�سم لكلمة فقط‪.‬‬ ‫وم ��اذا �إذا تط ��ورت الأو�ض ��اع الإقليمي ��ة �إل ��ى الأ�س ��و�أ‪،‬‬ ‫و�إنعك�س ��ت عل ��ى ال�ساحة اللبنانية‪ ،‬كم ��ا يح�صل دائماً‬ ‫�إذا تجاوزت هذه االو�ضاع قدرات الحكومة ال�سالمية‬ ‫فهل �سيبقى الجي�ش متفرجاً؟ ومعر�ضاً للإنق�سام؟‬ ‫�إن ه ��ذه الم�ؤ�س�س ��ة الع�سكري ��ة الت ��ي ه ��ي ال�ضمان ��ة‬ ‫الوحي ��دة له ��ذا الوط ��ن وخ ��ط الدف ��اع الأخي ��ر عنه‪،‬‬ ‫والت ��ي ُتح ��رم م ��ن حقوقه ��ا بالجمل ��ة‪ ،‬وتعط ��ى‬ ‫بالمفرق‪ ،‬لها دور وعليها واجب‪ .‬و�ضباطها و�أفرادها‬ ‫�س ��واء كان ��وا ف ��ي الخدمة الفعلي ��ة �أم ف ��ي الإحتياط‪،‬‬ ‫(التقاع ��د)‪ ،‬هم حري�صون عل ��ى م�ستقبل �أبناء لبنان‬ ‫كم ��ا غيره ��م م ��ن النخ ��ب غي ��ر المتلزم ��ة بمح ��ور‬ ‫اقليمي �أو دولي �أو �سيا�سة مر�سومة من الخارج‪.‬‬ ‫فه ��ل يتقي نواب الأم ��ة اهلل في وطنهم؟ �أم ينتظرون‬ ‫بالغ� �اً يحمل الرقم ‪ ،1‬ي�صدر فجراً عن قائد لبناني‬ ‫ي�شب ��ه عب ��د الفت ��اح ال�سي�س ��ي‪� ،‬أو جن ��رال بانك ��وك‬ ‫"براي ��وت �أوت�ش ��ا" �أو يع ��ادل الجن ��رال خليفة حفتر؟‬ ‫وه ��ل �ست�ص ��دح المو�سيق ��ى الع�سكري ��ة عب ��ر �أجه ��زة‬ ‫الإع�ل�ام المرئ ��ي والم�سم ��وع ‪ ،‬ب ��د ًال م ��ن المهاترات‬ ‫ال�سيا�سية والتنظير الممل‪ .‬ولو �إلى حين؟‬ ‫و�أخي ��راً ولي� ��س �آخ ��راً‪ ،‬ف�إنن ��ا نن�ص ��ح بمراجع ��ة كت ��اب‬ ‫"الجي�ش هو الح ّل" هذا �إذا كان الكتاب‪ ،‬ال يزال في‬ ‫الخدمة ولم يتقاعد ككاتب ِه‬

‫* عميد ركن متقاعد في الجي�ش اللبناني‪ ،‬رئي�س مركز ال�شرق الأو�سط للدرا�سات والعالقات العامة‪.‬‬

‫‪Issue 20 - June - 2014‬‬

‫‪21‬‬



‫وا�شنطن ‪ -‬محمد زين الدين‬ ‫خ�ل�ال الأ�شهر القليل ��ة الما�ضية كافحت‬ ‫حكوم ��ة رئي� ��س ال ��وزراء العراق ��ي نوري‬ ‫المالك ��ي لوق ��ف العن ��ف ف ��ي المناط ��ق الغربي ��ة في‬ ‫الع ��راق‪ ،‬وال �سيم ��ا ف ��ي محافظة الأنب ��ار التي يهيمن‬ ‫عليه ��ا ال�سن� � ّة‪ ،‬وهي منطق ��ة عرفت �أي�ض� � ًا بع�ض ًا من‬ ‫�أعن ��ف القتال الدموي في الحرب التي �إ�ستمرت ع�شر‬ ‫�سنين في بالد ما بي ��ن النهرين‪ .‬و ُيعزي البع�ض عدم‬ ‫الإ�ستق ��رار في غرب البالد �إل ��ى مقاتلين قادمين من‬ ‫الجارة التي مزّقتها الحرب‪� ،‬سوريا‪.‬‬ ‫وق ��د �سعى العراق طوي ُال �إل ��ى الح�صول على طائرات‬ ‫م ��ن دون طيار لأغرا�ض المراقب ��ة والإ�ستطالع‪ ،‬وبد�أ‬ ‫يتلقى بع�ض ًا من الوالي ��ات المتحدة ب�أعداد محدودة‪.‬‬ ‫ولك ��ن طبيعة المعركة التي تواجه حكومة المالكي في‬ ‫غ ��رب العراق هي من النوع ال ��ذي يقول م�س�ؤولون في‬ ‫بغداد �أنه ��ا تجبرها �ألاّ تبحث فق ��ط لتح�سين قدرات‬ ‫الإ�ستط�ل�اع والمراقب ��ة‪ ،‬ولك ��ن �أي�ض� � ًا للح�صول على‬ ‫�أقوى من�صات للأ�سلحة الفتاكة‪ .‬لقد كان العراق على‬ ‫غي ��ر �إ�ستعداد لقبول �أفراد م ��ن الجي�ش الأميركي في‬ ‫الب�ل�اد ب�أي �شكل من الأ�شك ��ال الت�شغيلية‪ ،‬ولكن يبدو‬

‫�أن الرغب ��ة في �إع ��ادة النظر في ه ��ذه ال�سيا�سة الآن‬ ‫ق ��د تح ّول الأم ��ور وتغ ّير بع�ض الق ��رارات‪ .‬وقد رف�ض‬ ‫متحدث با�سم ال�سفارة العراقية في وا�شنطن التعليق‬ ‫عل ��ى م�س�ألة ال�سم ��اح للعاملين ف ��ي الجي�ش الأميركي‬ ‫بالع ��ودة �إلى البالد لإدارة عمليات الطائرات من دون‬ ‫طي ��ار‪ ،‬لكنه �إعترف ب� ��أن الواليات المتح ��دة والعراق‬ ‫لديهم ��ا "ع ��دو م�شت ��رك" ف ��ي تنظي ��م "القاع ��دة"‬ ‫و�أخواته‪.‬‬ ‫"ر�أي الع ��راق ه ��و �أن ك ��ل الأدوات المتاح ��ة يجب �أن‬ ‫ُت�ستخدم لهزيمة هذا التهديد‪ ،‬ونحن نرحب بم�ساعدة‬ ‫�أميرك ��ا في تعزيز القدرات التي نحن قادرون على �أن‬ ‫نمار�سها"‪ ،‬ح�سب تعبير المتحدث‪.‬‬ ‫�إن هذا النوع من الترحي ��ب مرة �أخرى يمكن �إعتباره‬ ‫تغيي ��ر ًا كبي ��ر ًا بالن�سبة �إلى وا�شنط ��ن‪ ،‬بعدما خرجت‬ ‫م ��ن العالق ��ة "الممي ��زة" م ��ع بغ ��داد‪ .‬لق ��د �سحبت‬ ‫�إدارة �أوبام ��ا جمي ��ع الق ��وات الأميركي ��ة ف ��ي كان ��ون‬ ‫االول (دي�سمب ��ر) ‪ 2011‬بعد �إنهي ��ار محادثات مثيرة‬ ‫للج ��دل مع حكومة المالكي الت ��ي رف�ضت منح �ضمان‬ ‫الح�صان ��ة القانونية له ��ذه القوات‪ .‬علم� � ًا �أن الرئي�س‬ ‫ب ��اراك �أوبام ��ا والمالكي منذ ذلك الحي ��ن "�إ�شتبكا"‬ ‫�أكثر من مرة حول عالق ��ات بغداد الوثيقة مع �إيران‪،‬‬

‫طبيعة المعركة التي تواجه‬ ‫حكومة المالكي في غرب العراق‬ ‫هي من النوع الذي يقول م�س�ؤولون‬ ‫في بغداد �أنها تجبرها � اّأل تبحث فقط‬ ‫لتح�سين قدرات الإ�ستطالع والمراقبة‪،‬‬ ‫ولكن �أي�ض ًا للح�صول على �أقوى‬ ‫من�صات للأ�سلحة الفتاكة‬ ‫ورف�ضه ��ا منع طهران من تحليق طائراتها التي تحمل‬ ‫�أ�سلحة متجهة �إلى �سوريا عبر مجالها الجوي‪.‬‬ ‫وم ��ع ذل ��ك‪ ،‬فق ��د كان ��ت وا�شنط ��ن غي ��ر راغب ��ة في‬ ‫قط ��ع العالقة تمام� � ًا‪ .‬و�سعت الحكوم ��ة العراقية �إلى‬ ‫الح�ص ��ول على ملي ��ارات الدوالرات م ��ن الم�ساعدات‬ ‫الع�سكرية الأميركية لبن ��اء قواتها الم�سلحة ومواجهة‬ ‫المت�شدّدين الذين يعيثون فو�ضى داخل البالد‪ .‬باعت‬ ‫وا�شنطن �أكثر من ‪ 14‬مليار دوالر من العتاد والمعدات‬ ‫الى العراق خالل ال�سنوات الخم�س الما�ضية‪ ،‬بما في‬ ‫ذلك طائرات هليكوبتر هجومية من طراز "�أبات�شي"‪،‬‬

‫ودباب ��ات "‪ ،"M1A1‬وطائ ��رات "‪ "F-16‬مقاتل ��ة‪،‬‬ ‫و�صواري ��خ "هيلفاي ��ر"‪ ،‬و�أ�سلحة �صغي ��رة‪ ،‬ومجموعة‬ ‫من الطائرات ال�صغيرة‪ ،‬والبع�ض منها لتوفير قدرات‬ ‫المراقب ��ة‪ .‬ف ��ي المقاب ��ل‪ ،‬طالبت الوالي ��ات المتحدة‬ ‫�أن يرك ��ز العراق عل ��ى "ال�صورة ال�شامل ��ة"‪ ،‬كما قال‬ ‫�أحد الم�س�ؤولي ��ن الأميركيين‪ ،‬و�ضغطت على المالكي‬ ‫لتقديم تنازالت �سيا�سي ��ة للأقليات في العراق‪ ،‬ومنح‬ ‫�إتفاق ��ات لتبادل المزيد من النف ��ط في البالد‪ ،‬وبذل‬ ‫المزيد من الجهد لوقف تدفق الأ�سلحة �إلى �سوريا‪.‬‬ ‫ولك ��ن العراقيي ��ن يري ��دون �أكثر من ذل ��ك‪ .‬على وجه‬ ‫التحدي ��د‪� ،‬إنه ��م يريدون طائ ��رات م�سلح ��ة من دون‬ ‫طيار‪ ،‬مث ��ل "بريداتور" �أو "ريب ��ر"‪ ،‬التي ت�ستخدمها‬ ‫وا�شنطن لإ�ستهداف مقاتلي "القاعدة" والمت�شدّدين‬ ‫الآخرين ف ��ي �أفغان�ستان‪ ،‬وباك�ستان‪ ،‬واليمن‪ ،‬و�أماكن‬ ‫�أخرى‪� .‬إن بي ��ع العراقيين مثل هذه الأنظمة �سوف لن‬ ‫يك ��ون عملية �سهاة �سيا�سي ًا في �أميركا‪ ،‬ذلك �أن بع�ض‬ ‫الم�س�ؤولي ��ن من الحكوم ��ة عينها الذي طال ��ب �سابق ًا‬ ‫ب�إن�سح ��اب جمي ��ع الق ��وات الأميركية غ ّي ��ر معزوفته‬ ‫ويري ��د الآن ع ��ودة �أفراد م ��ن الجي� ��ش الأميركي �إلى‬ ‫الع ��راق لت�شغيل الطائرات من دون طيار اذا كان هذا‬ ‫ما ي�ستلزمه الأمر للح�صول على القدرة‪.‬‬ ‫"هناك �إ�ستعداد �أكث ��ر لإجراء مناق�شة" حول عودة‬ ‫المدربي ��ن والفنيي ��ن الأميركيي ��ن �إلى الب�ل�اد لدعم‬ ‫وت�شغي ��ل �أنظم ��ة الطائرات الم�سلحة م ��ن دون طيار‪،‬‬ ‫قال م�س� ��ؤول عراقي رفيع الم�ست ��وى‪ ،‬طلب عدم ن�شر‬ ‫�إ�سمه ب�سبب الطبيعة الح�سا�سة للم�س�ألة‪.‬‬ ‫"نحن ن�سعى �إلى قدرة �أقوى" قال الم�س�ؤول‪ .‬م�ضيف ًا‪:‬‬ ‫"نريد قدرات هجومية"‪.‬‬ ‫�إن التح ��ول في �سيا�س ��ة بغداد ت�أتي بع ��د الإنتهاء من‬ ‫الإنتخاب ��ات الوطنية ف ��ي العراق التي ج ��رت في �أيار‬ ‫(مايو) الفائت‪ ،‬و�أية فكرة ب�أن بغداد �ست�سمح للقوات‬ ‫الأميركي ��ة‪ ،‬حت ��ى ب�أع ��داد �صغي ��رة‪� ،‬إلى الع ��ودة �إلى‬ ‫الب�ل�اد للقيام بمهام‪ ،‬يمكن �أن تكون لها �آثار �سيا�سية‬ ‫كبيرة في الم�ستقبل‪ .‬ويوجد حاليا نحو ‪ 200‬من �أفراد‬ ‫الجي�ش الأميرك ��ي في العراق‪ ،‬وكله ��م يتمركزون في‬ ‫ال�سف ��ارة الأميركية في بغ ��داد‪ .‬بع�ض الموظفين يتبع‬ ‫مكتب التع ��اون الأمني​​هن ��اك‪ ،‬ويعمل عل ��ى التدريب‬ ‫عل ��ى مكافحة الإره ��اب وغيرها م ��ن البرامج‪ .‬ولكن‬ ‫�أي� � ًا من العاملي ��ن الأميركيين في الب�ل�اد لديه حالي ًا‬ ‫ال�سلطة للقيام بعمليات داخل العراق‪.‬‬ ‫وق ��ال م�س�ؤول ��ون ف ��ي البنتاغ ��ون �أنه ��م ال ي�ستطيعون‬ ‫التعليق على هذا الأمر‪ .‬و�أفادت متحدثة ب�إ�سم مجل�س‬ ‫ا ألم ��ن القومي‪ ،‬برناديت ميهان‪� ،‬أن مثل هذا الإقتراح‬ ‫لي�س قيد الدر�س الفعلي‪" .‬لم نتلقّ طلب ًا ر�سمي ًا لت�شغيل‬ ‫طائرات م�سلحة من دون طيار فوق العراق"‪ ،‬قالت في‬ ‫ر�سالة بالبريد الإلكتروني‪" .‬لي�س هناك نقا�ش في‬ ‫‪Issue 20 - June - 2014‬‬

‫‪23‬‬


‫العالم العربي‬ ‫المشرق العربي‬

‫بعدما طلب �إن�سحابها ورف�ض بقاءها كلي ًا الأمر قد يتغير‬

‫ٌ‬ ‫العراق‪ :‬تح ّول كبير قد يستدعي‬ ‫عودة بعض القوات األميركية!‬ ‫‪ ‬ت�سعى الحكومة العراقية بن�شاط �إلى الح�صول على طائرات م�سلحة من دون طيار من الواليات المتحدة‬ ‫لمحارب��ة تنظي��م "القاعدة" و"داع�ش" في محافظة االنبار التي تعرف مع��ارك عنيفة ب�شكل متزايد‪ .‬وفي‬ ‫عك�� ٍ�س لمواقفها ال�سابقة‪ ،‬فق��د ترحّ ب بغداد قريب ًا بع��ودة بع�ض الع�سكريين الأميركيي��ن وم�شغّلي هذه‬ ‫الطائ��رات �إل��ى الب�لاد لإ�ستهداف ه ��ؤالء المت�شددين نيابة عنه��ا‪ ،‬وفق ًا لأ�شخا�ص عل��ى معرفة في هذه‬ ‫الم�س�ألة‪.‬‬ ‫الإن�سحاب الأميركي من العراق في ‪ :2011‬كان مطلباً عراقياً فهل ينعك�س؟‬

‫‪22‬‬

‫العدد ‪ - 20‬حزيران (يونيو) ‪٢٠١4 -‬‬


‫ر�أي م�س�ؤول‬

‫بقلم و�سام فتوح*‬

‫متى ُي َّ‬ ‫حيد اإلقتصاد عن السياسة‬ ‫في دول المشرق العربي؟‬ ‫خ ّلف ��ت الح ��وادث الأمني ��ة الخط ��رة ف ��ي الم�ش ��رق العرب ��ي (�سوريا‪،‬‬ ‫لبن ��ان‪ ،‬العراق)‪ ،‬تداعيات خطرة على �إقت�صادات هذه الدول ونموها‬ ‫الع ��ام وتالي� �اً على م�صارفها التي ت�ستقطب ال�ضغ ��وط الجدية عبر تفادي حاالت‬ ‫الإفال� ��س او الت�ضخ ��م الذي يرتفع تلقائياً من ج ّراء الخ�سائر التي تتكبدها هذه‬ ‫الإقت�ص ��ادات نتيج ��ة تراج ��ع الإ�ستثم ��ارات والتحوي�ل�ات الم�صرفي ��ة‪ ،‬ف�ض�ل ً�ا عن‬ ‫�إنخفا�ض حجم ال�سياحة والخدمات‪.‬‬ ‫�أثبت ��ت التجارب الواقعية‪ ،‬وفق الدرا�سات والتقارير ال�صادرة من البنك و�صندوق‬ ‫النق ��د الدوليي ��ن ان عدم التن�سي ��ق بين ال�سيا�ستي ��ن المالي ��ة والنقدية و�إختالف‬ ‫ال�سيا�س ��ات الإقت�صادية‪ ،‬بح�سب البناء الجديد للإقت�صاد‪� ،‬ساهم على نحو وا�ضح‬ ‫ف ��ي ت�شت ��ت التطبيقات ف ��ي ال�سيا�سة النقدي ��ة و�إختالف ال ��ر�ؤى والإ�ستراتيجيات‬ ‫للو�ص ��ول ال ��ى الأه ��داف المركزية المح� �دّدة في هذه ال ��دول‪� ،‬إ�ضاف ��ة الى ق�صور‬ ‫ف ��ي بع� ��ض م ��واد البيئ ��ة الت�شريعي ��ة للقواني ��ن الإقت�صادي ��ة الت ��ي ّ‬ ‫تنظ ��م العملية‬ ‫الإقت�صادي ��ة مم ��ا �أدّى الى �إ�ضطراب ف ��ي التطبيق وعلى نحو خا�ص في تطبيقات‬ ‫ال�سيا�س ��ة النقدية وخ�ضوعها الى التجريبي ��ة والإجتهادات والإ�ستراتيجيات غير‬ ‫الوا�ضح ��ة‪ ،‬والت ��ي ال تن�سجم مع الظروف ال�سيا�سي ��ة والإقت�صادية والأمنية التي‬ ‫تمر بها‪.‬‬ ‫رغ ��م ان مرحل ��ة التغيي ��ر ف ��ي الع ��راق‪ ،‬على �سبي ��ل المثال‪ ،‬ب ��د�أت في الع ��ام ‪2003‬‬ ‫ومنذ �صدور القوانين التي ّ‬ ‫تنظم العمل الم�صرفي في هذا البلد في العام ‪،2004‬‬ ‫تح ّقق ��ت �إنج ��ازات كبيرة ف ��ي مجال الحد من الت�ضخم الجام ��ح الذي كان يعانيه‬ ‫الع ��راق والو�ص ��ول به الى مع� �دّالت جي ��دة والمحافظة �أعواماً ع ��دة وحتى الوقت‬ ‫الحا�ض ��ر عل ��ى �سع ��ر �صرف الدين ��ار العراقي ف ��ي مقابل ال ��دوالر الأميركي‪ ،‬رغم‬ ‫التذب ��ذب والتباي ��ن �صعوداَ ون ��زو ًال تبعاً لل�سيا�س ��ات المعتم ��دة والم�ضاربات التي‬ ‫تح ��دث في العراق‪ .‬كذلك �إ�ستطاع البن ��ك المركزي العراقي �أخيراً‪ ،‬بناء �إحتياط‬ ‫نق ��دي �أجنب ��ي بنحو ‪ 80‬ملي ��ار دوالر‪� ،‬إ�ضافة ال ��ى �إحتياطه من الذه ��ب مما �شكل‬ ‫غطاء للدينار العراقي والمحافظة عليه من التقلبات الإقت�صادية المفاجئة‪.‬‬ ‫�أم ��ا بالن�سبة �إلى التحدي ��ات الرئي�سية �أمام الإقت�صادات الإنتقالية‪ ،‬يقدّر �صندوق‬ ‫النق ��د الدولي �أن منطقة ال�شرق االو�سط و�شمال �أفريقيا �ستحتاج الى م�ساعدات‬ ‫مالية بنحو ‪ 160‬مليار دوالر خالل ال�سنوات المقبلة‪ ،‬لجبه التحديات في المدى‬ ‫الملحة لدعم ميزان المدفوعات والمالية العامة‬ ‫الق�صي ��ر‪� ،‬إ�ضافة الى ال�ضرورة ّ‬ ‫للإقت�صادات العربية المت�أثرة بالإ�ضطرابات‪.‬‬ ‫وف ��ق �صن ��دوق النق ��د‪� ،‬إن �إقت�ص ��ادات المنطق ��ة �ستحت ��اج ال ��ى الم ��رور بم ��ا يُ�سمى‬ ‫ب"�إنتق ��ال ج ��ذري" في نماذجها الإقت�صادية بغية �ضم ��ان �إيجاد حلول للتحديات‬ ‫الإقت�صادية – الإجتماعية وال�سيا�سية التي �أطلقت الثورات في �شكل �أو في �آخر‪.‬‬ ‫ويتلخ� ��ص الح� � ّل بان يكون النم ��و الإقت�ص ��ادي مدفوعا بعوامل داخلي ��ة‪ ،‬ت�ستفيد‬ ‫من ��ه �أكب ��ر مق ��دار م ��ن ال�شرائ ��ح االجتماعي ��ة‪ .‬وه ��و م ��ا ل ��م يكت�س ��ب �أولوي ��ة ف ��ي‬ ‫ال�سيا�س ��ات ال�سابقة‪ .‬فالمكا�سب الإقت�صادية التي كانت تحققها ال�شركات المهمة‬ ‫والقطاعات الرئي�سية كانت مح�صورة بقلة من المجتمع‪.‬‬ ‫م ��ن الجوان ��ب المهم ��ة الت ��ي ت�ستدع ��ي التركي ��ز عليه ��ا ومعالجته ��ا‪ ،‬ه ��ي م�س�ألة‬ ‫ت�ضخ ��م القط ��اع العام بم ��ا يفوق قدرته ��ا‪ ،‬م�صحوب� �اً بقطاع خا� ��ص �ضعيف وغير‬ ‫متط ��ور‪ ،‬ف�ض�ل ً�ا عن �أ�س ��واق العمل غي ��ر المتكافئة وبع�ض الإج ��راءات التنظيمية‬ ‫المعرقلة والأنظمة التعليمية دون الم�ستوى‪.‬‬ ‫كذل ��ك يتمث ��ل التح� �دّي �أم ��ام الإقت�ص ��ادات العربية الت ��ي قد ت�ضطر ال ��ى التوجه‬ ‫نح ��و الأ�س ��واق العالمي ��ة والدائنين الأجان ��ب للح�صول على م�ساع ��دة في المدى‬

‫الق�صير‪ ،‬بان ت�ضمن الديون والإلتزامات المرتبطة بها كي ال تتحول عبئاً مالياً‬ ‫يفوق قدراتها او م�سائل ذات ح�سا�سية �سيا�سية‪.‬‬ ‫في خال�صة �أولية عربياً‪ ،‬يمكن القول‪� ،‬أن الحكومات العربية عموما �ستحتاج الى‬ ‫�إبقاء م�ستويات الدين عند م�ستويات معينة تحت ال�سيطرة‪ ،‬و�أن تتفادى التفا�ؤل‬ ‫المفرط في توقعات النمو‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫�أم ��ا بالن�سب ��ة �إلى تداعيات �سل�سلة الرتب والرواتب‪ ،‬فيما لو اقرت من دون توفير‬ ‫الموارد ال�ضرورية لها‪ ،‬على المالية العامة والقطاع الم�صرفي في لبنان؟‬ ‫ال يمكن تحديد عواقب �سل�سلة الرتب والرواتب على المالية العامة اللبنانية‪ ،‬اذ‬ ‫ان التدابي ��ر التمويلي ��ة لم تت�ضح بعد‪ ،‬وال ُتعرف طريقة تق�سيطها ومدته‪ .‬فوفق‬ ‫حاك ��م م�ص ��رف لبن ��ان ريا�ض �سالم ��ة �إن التق�سيط‪ ،‬في ح ��ال �إق ��رار ال�سل�سلة‪ ،‬هو‬ ‫عامل ا�سا�سي لتفادي ردود فعل نقدية في مقابل �ضخ ال�سيولة في الأ�سواق‪.‬‬ ‫ولي� ��س بعي ��داً م ��ن ال�سل�سلة‪ ،‬فان قطاع ال�سياحة في لبن ��ان مث ً‬ ‫ال‪ ،‬ت�ضرر على نحو‬ ‫خا� ��ص ب�سب ��ب الحوادث الأمنية الأخيرة (تجاذب ��ات �سيا�سية داخلية‪ ،‬ت�أخر تاليف‬ ‫الحكوم ��ة نح ��و ‪ 10‬ا�شه ��ر‪ ،‬تفجي ��رات �أمنية ف ��ي اكثر من منطقة‪ ،‬ح ��االت خطف‪،‬‬ ‫حظ ��ر مج ��يء ال�سي ��اح الخليجيي ��ن ال ��ى لبن ��ان وغيره ��ا)‪ ،‬مم ��ا �أدى ال ��ى تراج ��ع‬ ‫الحرك ��ة ال�سياحي ��ة‪ ،‬وتاليا دفع م�صرف لبنان ال ��ى االتفاق مع القطاع الم�صرفي‬ ‫اللبنان ��ي على التعاطي بمقارب ��ة مرنة مع الت�سليفات لم�ؤ�س�سات القطاع الخا�ص‪،‬‬ ‫وخ�صو�ص� �اً تلك المتعلقة بم�ؤ�س�سة "كف ��االت"‪� ،‬أو القرو�ض المدعومة‪ ،‬في �سبيل‬ ‫تقلي�ص التداعيات ال�سلبية على القطاعات الإقت�صادية وال �سيما قطاع ال�سياحة‪.‬‬ ‫ف ��ي الع ��ودة الى مو�ض ��وع �سل�سلة الرت ��ب والرواتب‪ ،‬اذا كان رق ��م الكلفة الحقيقية‬ ‫لل�سل�سل ��ة ه ��و نح ��و ‪ 2500‬ملي ��ار لي ��رة‪ ،‬فه ��ل ت�ستطي ��ع الدول ��ة حق� �اً تمويلها عبر‬ ‫جباي ��ة ال�ضرائ ��ب من �ش ��ركات الأموال‪ ،‬الودائ ��ع الم�صرفية‪ ،‬ال�ش ��ركات العقارية‪،‬‬ ‫فر� ��ض الر�سم الن�سب ��ي على تراخي� ��ص الأرا�ضي‪� ،‬إ�ستثمار زي ��ادة الطابق االخ�ضر‬ ‫(زيادة م�ساحة خ�ضراء �صديقة للبيئة‪ ،‬ف�ض ً‬ ‫ال عن ت�سويات البناء‪� ،‬ضرائب التبغ‪،‬‬ ‫اليخ ��وت‪ ،‬الطائرات الخا�صة‪ ،‬ر�سم اال�شغال الذي ي�سدده �أ�صحاب الأمالك وغير‬ ‫ذلك)؟‬ ‫�أم ��ا بالن�سبة �إل ��ى تطبيق مبد�أ العدالة الوظيفية‪ ،‬والإنط�ل�اق نحو تحديد �أ�س�س‬ ‫وا�ضحة حيال الت�صنيف الوظيفي‪� ،‬إن لم يتوافر الإ�صالح االداري المن�شود‪.‬‬ ‫فف ��ي ه ��ذا ال�سياق‪ ،‬ينبغ ��ي �إ�صالح المعايي ��ر والت�شريعات‪ ،‬ومحا�سب ��ة المق�صرين‬ ‫والفا�سدي ��ن‪ ،‬و�ضب ��ط االه ��دار‪ ،‬وان ت�ص ��در الحكوم ��ة ح�سابات مالي ��ة دقيقة‪ ،‬و�أن‬ ‫تع ��ود ال ��ى كن ��ف الد�ستور واالنظم ��ة الد�ستوري ��ة والمالي ��ة بغي ��ة المحافظة على‬ ‫�إ�ستمرارية الدولة والقطاع العام‪.‬‬ ‫واذا كان ثم ��ة حدي ��ث ي�ص ��ب في م�صلحة �أ�صح ��اب الم�صالح ف ��ي القطاع الخا�ص‬ ‫مفاده "ان �إقرار ال�سل�سلة �سلة واحدة �سيع ّر�ض الدولة الى عجز فائق‪ ،‬مما يدفع‬ ‫ال ��ى �ضرورة تفكيكها‪ ،‬واالخذ في االعتبار م�صلح ��ة الموظفين المت�ضررين دون‬ ‫غيره ��م"‪ ،‬فكي ��ف ال�سبي ��ل الى ح ��ل و�سط يوف ��ر معه تموي ��ل ال�سل�سل ��ة و�إعطاءها‬ ‫للموظفي ��ن م ��ن دون ان "تهتز الدولة"‪ .‬علماً �إن الم�صارف الكبرى في لبنان هي‬ ‫الدائن الرئي�سي للدولة‪.‬‬ ‫ف ��ي المح�صلة‪� ،‬إن المطالبة ب�إ�ص�ل�اح االدارة اللبنانية من الأولويات الجوهرية‪،‬‬ ‫اذ كيف يمكن ان ُتم َّول الخزينة العامة في حال كانت ثمة قنوات جانبية ُتف ّرغها‬ ‫م ��ن دون عل ��م المعنيي ��ن؟ و�إن م ��ا تق ��دم م ��ن �إيج ��اد ال�سب ��ل الناجع ��ة لتح�صي ��ل‬ ‫الإي ��رادات �أم ��ر ال مف ّر منه �شرط ان يتبع الم�س�ؤول ��ون نهجاً �إ�صالحياً دائماً عبر‬ ‫الحكومات المقبلة وعلى م�ستوى وزارة المال‬

‫* الأمين العام لإتحاد الم�صارف العربية‬

‫‪Issue 20 - June - 2014‬‬

‫‪25‬‬


‫العالم العربي ¶ الم�شرق العربي‬ ‫االدارة االميركي ��ة ح ��ول تحويل طائ ��رات م�سلحة من‬ ‫دون طيار �إلى العراق �أو التخطيط للقيام بذلك"‪.‬‬ ‫الواق ��ع �إن الترتي ��ب ال ��ذي ه ��و قي ��د المناق�ش ��ة ف ��ي‬ ‫وا�شنط ��ن وبغداد �سيرفع �سرب ًا من الق�ضايا المحيطة‬ ‫بت�شغي ��ل تلك الطائرات من دون طيار‪ ،‬مثل‪ :‬من الذي‬ ‫بال�ضبط �سيعطي الأوامر الت�شغيلية؟ وكيف �سيتم نقل‬ ‫هذه البعثات؟ وما �إذا كان �أفراد الخدمة الأميركيون‬ ‫�أو العراقييون �سيكون ��وا الم�س�ؤولين عن ال�ضغط على‬ ‫الزناد؟‬ ‫"ال �أعرف �إن كنا نريد �أن ي�أخذ �سالح الجو الأميركي‬ ‫�أوام ��ر م ��ن �أح ��د غي ��ر قيادته" ق ��ال �أن ��درو �شابيرو‪،‬‬ ‫الذي �شغ ��ل من�صب م�ساعد وزي ��ر الخارجية لل�ش�ؤون‬ ‫ال�سيا�سية والع�سكرية حتى العام الما�ضي‪ .‬ولكن‪ ،‬كما‬ ‫ق ��ال‪� ،‬إنها "فكرة خالقة" يمكن �أن ت�ساعد العراقيين‬ ‫ف ��ي الوقت عينه للتخفيف من المخاوف ب�ش�أن �إنت�شار‬ ‫طائرات م�سلحة م ��ن دون طيار و�إمكانية �إ�ستخدامها‬ ‫لأغرا� ��ض خاطئ ��ة‪ .‬و�أ�شار �شابي ��رو �إل ��ى �أن الواليات‬ ‫المتح ��دة لم توافق بعد لح�ص ��ول تركيا على طائرات‬ ‫م�سلحة من دون طيار من نوع "ريبر"‪ ،‬وهو �أمر �سعت‬ ‫�إليه �أنقرة منذ �سنوات عدة‪.‬‬ ‫"�إنها لي�ست فكرة مجنونة‪ ،‬ولكن ذلك يتطلب الكثير‬ ‫من العمل لي�صبح الأم ��ر واقع ًا"‪ ،‬قال‪" .‬وال�س�ؤال هو‪،‬‬ ‫هل يمك ��ن التو�صل ال ��ى �إتفاق ير�ضي م ��ا يبحث عنه‬ ‫العراقيون وفي الوقت عين ��ه ي�ستطيع معالجة �شواغل‬ ‫وقلق الكونغر�س و�أماكن �أخرى �أي�ضا؟"‪.‬‬ ‫ال ي ��زال هناك �إحتم ��ال �أن تتمكن الوالي ��ات المتحدة‬ ‫م ��ن الموافق ��ة على هذه الخطة في الع ��راق ولكن من‬ ‫طري ��ق الحف ��اظ عل ��ى العملي ��ة �سرية تديره ��ا وكالة‬ ‫الإ�ستخب ��ارات المركزية‪ .‬و�أفاد م�س� ��ؤول �أميركي ب�أن‬ ‫�إدارته تبحث في تو�سيع نط ��اق التعاون مع العراقيين‬ ‫بموج ��ب "�إتفاقي ��ة الإط ��ار الإ�ستراتيج ��ي" القائمة‪،‬‬ ‫والت ��ي وقعت ف ��ي الع ��ام ‪ ،2008‬بالن�سبة �إل ��ى القيام‬ ‫بالمزي ��د من تبادل المعلوم ��ات‪ ،‬والتدريب الإ�ضافي‪،‬‬ ‫وتقديم الم�ش ��ورة وغيرها‪ .‬ولك ��ن لي�ست هناك خطة‬ ‫لتوفير طائ ��رات م�سلحة من دون طي ��ار للعراقيين �أو‬ ‫توفي ��ر عاملين �أميركيي ��ن �إلى الع ��راق لي�شرفوا على‬ ‫�إدارة هذه النظم‪ ،‬قال الم�س�ؤول‪.‬‬ ‫وم ��ع ذل ��ك‪� ،‬إذا �إتبع ��ت وا�شنط ��ن وبغ ��داد مث ��ل هذه‬ ‫الخط ��ة‪ ،‬فم ��ن المحتم ��ل �أن البلدي ��ن لن يع ��ودا �إلى‬ ‫النظ ��ر ف ��ي و�ض ��ع �إتفاقية الق ��وات الم�ضطرب ��ة التي‬ ‫ف�ش ��ل الإثن ��ان ف ��ي التو�ص ��ل �إل ��ى اتف ��اق ب�ش�أنها قبل‬ ‫ب�ض ��ع �سنوات‪ .‬وق ��ال الم�س�ؤول العراق ��ي هناك �سبب‬ ‫للإعتقاد �أن الإتف ��اق القائم بين البلدين‪ ،‬والمعروف‬ ‫با�سم "�إتفاقية الإطار الإ�ستراتيجي"‪ ،‬يمكن �أن ُتعتمد‬ ‫ف�سر لل�سماح للقوات الأميركية للعمل داخل البالد‪.‬‬ ‫و ُت ّ‬ ‫فيم ��ا العنف يوا�صل م�سيرت ��ه الت�صاعدية في العراق‬

‫‪24‬‬

‫العدد ‪ - 20‬حزيران (يونيو) ‪٢٠١4 -‬‬

‫نوري المالكي‪ :‬هل يعيد �أميركا من ال�شباك بعدما �أخرجها من الباب؟‬

‫باراك �أوباما‪ :‬مرة �أخرى في العراق ؟‬

‫متحدث ب�إ�سم ال�سفارة العراقية‬ ‫في وا�شنطن‪" :‬ر�أي العراق هو �أن كل‬ ‫الأدوات المتاحة يجب �أن تُ�ستخدم‬ ‫لهزيمة التهديد تنظيم "القاعدة"‬ ‫و�أخواتها‪ ،‬ونحن نرحب بم�ساعدة‬ ‫�أميركا في تعزيز القدرات التي‬ ‫نحن قادرون على �أن نمار�سها"‬ ‫حيث بلغ م�ستويات عالية ف ��ي الأ�شهر الأخيرة‪ ،‬كانت‬ ‫حكوم ��ة بغداد تقوم بال�ضغط عل ��ى الواليات المتحدة‬ ‫لتوفي ��ر �أكب ��ر قدر م ��ن العت ��اد والمع ��دات الع�سكرية‬ ‫الممكن ��ة‪ .‬منذ الع ��ام ‪ ،2008‬قامت �أميرك ��ا ببيع‪� ،‬أو‬ ‫هي في طريقها �إلى ت�سلي ��م‪ ،‬طائرات لحمل الب�ضائع‬ ‫"‪ ،"C-130‬ومروحي ��ات "بيل"‪ ،‬وطائرات من طراز‬

‫"�سي�سن ��ا"‪ ،‬وطائ ��رات "بيت�شكرافت كينغ" م�صممة‬ ‫للإ�ستخب ��ارات والمراقب ��ة والإ�ستط�ل�اع‪ .‬وقد وافقت‬ ‫الوالي ��ات المتح ��دة عل ��ى تقديم م ��ا ي�ص ��ل الى ‪500‬‬ ‫�صاروخ هيلفاير‪ ،‬حيث �سلم ��ت منها حتى الآن حوالي‬ ‫‪� 100‬صاروخ‪ ،‬وباعت وا�شنطن �أي�ضا مئات الآالف من‬ ‫الأ�سلحة ال�صغيرة والذخيرة �إلى العراقيين‪.‬‬ ‫جيم� ��س دوبي ��ك‪ ،‬وه ��و جن ��رال متقاع ��د (‪ 3‬نج ��وم)‬ ‫في الجي� ��ش الأميركي‪ ،‬ال ��ذي قاد اللجن ��ة الع�سكرية‬ ‫الأميركية لتدريب الجي� ��ش العراقي بين عامي ‪2007‬‬ ‫و ‪ ،2008‬يدع ��م منذ مدة طويل ��ة م�ساعدة العراقيين‬ ‫عموم� � ُا‪ .‬لكن دوبيك قال �إن تزويد العراقيين بقدرات‬ ‫�أكثر فتكا يثير مجموعة من الأ�سئلة‪.‬‬ ‫"م ��ن ناحي ��ة‪� ،‬أعتق ��د �أن الإدارة ف ��ي وا�شنط ��ن على‬ ‫ح ��ق للإعتق ��اد ب� ��أن معظ ��م الم�شاك ��ل ف ��ي الع ��راق‬ ‫لي�س ��ت م�شاك ��ل �أجه ��زة تقني ��ة؛ بل ه ��ي تتعل ��ق �أكثر‬ ‫باال�ستراتيجي ��ة ال�سيا�سي ��ة والأمني ��ة الت ��ي �ساهم ��ت‬ ‫حكوم ��ة المالك ��ي ف ��ي خلق ج ��زء من الم�شكل ��ة" قال‬ ‫دوبيك‪" .‬يمكنني �أن �أفهم تردد الإدارة"‪.‬‬ ‫م ��ع ذلك‪ ،‬قال‪� ،‬إن �إنبعاث تنظيم "القاعدة" وحلفائه‬ ‫ف ��ي المنطق ��ة‪ ،‬والح ��رب في �سوري ��ا‪ ،‬يطرح ��ا �أ�سئلة‬ ‫�أو�سع قد تجب ��ر وا�شنطن �إلى ال�سعي �إلى �إيجاد �أفكار‬ ‫جديدة‪.‬‬ ‫"حت ��ى لو �أن المالكي لي�س �أف�ضل �شريك‪ ،‬يجب علينا‬ ‫�أن ن�ستفي ��د من �إ�ستعداده لطل ��ب الم�ساعدة من �أجل‬ ‫م�صلحتن ��ا الذاتي ��ة"‪ ،‬قال‪" .‬ثم يج ��ب �أن ن�ستخدمها‬ ‫كو�سيلة �ضغط لم�ساعدة حكوم ��ة المالكي و�إ�ستخدام‬ ‫ذل ��ك لل�ضغ ��ط من �أجل مزي ��د من �إع ��ادة ال�سنة �إلى‬ ‫الحكومة"‪.‬‬ ‫وفي الوقت عينه‪ ،‬تواف ��ق الإدارة الأميركية على طلب‬ ‫الطائرات الجوية غير الم�أهولة عموم ًا لحلفائها‪� .‬إنها‬ ‫تراج ��ع حاليا �سيا�سة �صادراته ��ا‪ ،‬لذلك يمكن ت�سريع‬ ‫نقل الإ�ستخبارات والمراقب ��ة وقدرات الإ�ستطالع مع‬ ‫التركي ��ز على تو�سيع قدرة الحكومة على بيع �أو تقديم‬ ‫المع ��دات لحكومات �أجنبية‪ .‬وقد �أ�صبح هذا �صحيح ًا‬ ‫خ�صو�ص ُا ف ��ي الع�صر الحالي‪ ،‬والذي يب ��دو �أن �إدارة‬ ‫�أوباما مترددة في التورط في الم�شاكل الأمنية للدول‬ ‫الأخرى‪ ،‬ومع ذلك تعترف بالحاجة �إلى �إعطاء ه�ؤالء‬ ‫الحلف ��اء الق ��درات الت ��ي يحتاج ��ون اليه ��ا لمعالج ��ة‬ ‫الق�ضايا الأمنية من تلقاء �أنف�سهم‪.‬‬ ‫"�إذا كن ��ا حق ًا نري ��د �شركاء لم�ساعدتن ��ا‪ ،‬علينا �أن‬ ‫ننظ ��ر بجدية في تزويدهم ب� ��أدوات القرن ‪ ،"21‬قال‬ ‫نائ ��ب م�ساعد وزيرة الخارجية غريغ كو�سنر في حفل‬ ‫ف ��ي "المعهد الدول ��ي للدرا�س ��ات الإ�ستراتيجية" في‬ ‫وا�شنط ��ن في ‪ 23‬ني�س ��ان (ابريل) الفائ ��ت‪" .‬انه في‬ ‫الواقع �أمر يعتمد على الت ��وازن‪ ،‬و�أنا �أعتقد �أننا تفكر‬ ‫بعناية ونزن الخيارات الآن"‬


‫الأ�سطول الخام�س في البحرين‪ :‬ما هو م�ستقبله؟‬

‫الريا�ض ‪ -‬مي�شال مظلوم‬ ‫من ��ذ �أن �أح ّلت الثورة االيرانية في العام‬ ‫‪ ،1979‬مح ��ل النظام الملكي المتحالف‬ ‫مع الوالي ��ات المتح ��دة‪ ،‬دولة ثيوقراطي ��ة مناه�ضة‬ ‫ب�شرا�س ��ة لأميرك ��ا‪� ،‬إ�ستراح ��ت �سيا�س ��ة وا�شنط ��ن‬ ‫الخارجي ��ة ف ��ي الخلي ��ج العرب ��ي الغن ��ي بالنف ��ط‬ ‫عل ��ى ركيزتي ��ن �إ�ستراتيجيتي ��ن‪ :‬العداوة م ��ع �إيران‬ ‫وال�صداق ��ة مع المملكة العربية ال�سعودية‪ .‬مع ذلك‪،‬‬ ‫في الأ�شهر الأخيرة‪ ،‬تح ّول هذا الو�ضع الراهن الذي‬ ‫دام �أكثر من ‪ 35‬عام ًا �إلى مو�ضع ت�سا�ؤل بعدما �أخذ‬ ‫النظ ��ام ال�سيا�س ��ي العرب ��ي يتغ ّير ب�سرع ��ة‪ ،‬وبرزت‬ ‫عالم ��ات ع ��ن �إنفراج ن ��ووي متوق ��ع بي ��ن الواليات‬ ‫المتحدة والجمهورية الإ�سالمية‪.‬‬ ‫�إن المزي ��ج المتك� � ّون من الإتف ��اق الن ��ووي الم�ؤقت‬ ‫م ��ع اي ��ران‪ ،‬والخالف ��ات الإقليمي ��ة بي ��ن وا�شنطن‬ ‫والريا� ��ض‪ ،‬وث ��روة ال�صخ ��ر الزيت ��ي المكت�شف ��ة‬ ‫حديث� � ًا في �أميرك ��ا‪� ،‬أثار توقعات وتنب� ��ؤات حول دنو‬ ‫موع ��د �إع ��ادة ر�س ��م �أ�سا�سي ��ة لرقع ��ة "ال�شطرنج"‬ ‫الجيو�سيا�سية‪ ،‬حي ��ث �ستحل بموجبها طهران مكان‬ ‫الريا� ��ض كحليف رئي�س ��ي لوا�شنطن ف ��ي المنطقة‪.‬‬ ‫م ��ع ذلك‪ ،‬بد ًال م ��ن مبادلة حليف ب�آخ ��ر‪ ،‬فقد �أعلن‬ ‫الرئي� ��س الأميرك ��ي ب ��اراك �أوبام ��ا عن نه ��ج من ّقح‬ ‫لل�ش ��رق الأو�س ��ط‪ :‬الواليات المتحدة ل ��ن ت�سعى �إلى‬ ‫ع ��زل الجمهوري ��ة الإ�سالمية‪ ،‬ولكن ب ��د ًال من ذلك‬ ‫�س ��وف تح ��اول "�أن تُقن ��ع �إي ��ران بالعم ��ل بطريق ��ة‬ ‫م�س�ؤول ��ة" لتعزي ��ز "ت ��وازن جدي ��د" بي ��ن طه ��ران‬ ‫والريا� ��ض تكون قاعدته "المناف�س ��ة‪ ،‬وربما ال�شك‪،‬‬ ‫ولكن لي�س من طريق حرب ن�شيطة �أو بالوكالة"‪.‬‬ ‫الواقع �أنه ال توجد عالقة ثنائية في ال�شرق الأو�سط‬ ‫لديه ��ا تداعي ��ات عل ��ى م�ستقبل المنطق ��ة وم�صالح‬

‫الحرب ال�سورية‪ :‬لن تنتهي قريباُ‪...‬‬

‫الوالي ��ات المتح ��دة �أكثر م ��ن التي ما بي ��ن المملكة‬ ‫العربي ��ة ال�سعودي ��ة وجمهوري ��ة �إي ��ران الإ�سالمية‪.‬‬ ‫بالن�سب ��ة تقريب ًا �إل ��ى كل ق�ضية رئي�سي ��ة في ال�شرق‬ ‫الأو�س ��ط‪ ،‬تبدو طهران والريا�ض على طرفي نقي�ض‬ ‫وعل ��ى جانبين مت�ضادين‪ ،‬الأمر ال ��ذي يربك جهود‬ ‫�أميرك ��ا لتحقي ��ق الإ�ستق ��رار‪ .‬يتناف� ��س البلدان في‬ ‫�آن واح ��د عرقي ًا (عرب ��ي مقابل فار�س ��ي)‪ ،‬طائفي ًا‬ ‫(�سن ��ي مقابل �شيع ��ي)‪ ،‬وجيو�سيا�سي ًا‪ ،‬على ال�سلطة‬ ‫والنفوذ ف ��ي جميع �أنحاء الخلي ��ج العربي‪ ،‬و�سوريا‪،‬‬ ‫ولبن ��ان‪ ،‬والأرا�ضي الفل�سطيني ��ة‪ ،‬والعراق‪ ،‬وكذلك‬ ‫ف ��ي منظم ��ة البلدان الم�ص ��درة للبت ��رول (�أوبك)‪.‬‬ ‫بالإ�ضافة �إلى ذل ��ك‪ ،‬فكل دولة منهما تحت�ضن نوع ًا‬ ‫راديكالي� � ًا مختلف ًا من الحك ��م ولديهما ر�ؤى متباينة‬ ‫بالن�سبة �إلى نظام �شرق �أو�سطي‪ ،‬والإختالف الأكثر‬ ‫حدة هو حول م�س�ألة الوجود الأميركي في المنطقة‪.‬‬ ‫ف ��ي �ضوء ه ��ذه الإختالف ��ات‪ ،‬من المرج ��ح �أن تظل‬ ‫الدولت ��ان ب�شك ��ل دائ ��م متناف�ستين‪ .‬و ال�س� ��ؤال الآن‬

‫هو ما �إذا كان ��ت المناف�سة يجب �أن تع ّبر عن نف�سها‬ ‫ف ��ي �ص ��راع بالوكالة طوي ��ل الأم ��د �أو م ��ا �إذا كانت‬ ‫الدولت ��ان ‪ -‬مثل فرن�سا و�إلمانيا في �أوروبا ‪ --‬يمكن‬ ‫�أن ت�ستقرا على م�س ��ار م�ؤقت �سلمي الذي‪ ،‬في حين‬ ‫يمثل �أقل من �صداقة حقيقية‪ ،‬يمكنه �أن ي�ساعد على‬ ‫تهدئة التوترات الطائفية في جميع �أنحاء المنطقة‪.‬‬ ‫الرهان ��ات بالن�سب ��ة �إل ��ى الواليات المتح ��دة‪� ،‬سواء‬ ‫من حيث ف ��ك الإرتباط المتو ّقع م ��ن الخليج وفكرة‬ ‫�أوباما عن "توازن" �إقليمي‪ ،‬تبدو هائلة‪� .‬إن عالقات‬ ‫وا�شنط ��ن الثنائية مع الريا�ض وطه ��ران قد ت�ساعد‬ ‫ف ��ي ت�سهيل بع� ��ض الحرك ��ة نحو �إ�ص�ل�اح العالقات‬ ‫و�إقام ��ة تفاهم ما‪ .‬ولكن يج ��ب �ألاّ تكون لدى �صناع‬ ‫ال�سيا�س ��ة الأميركيي ��ن �أي �أوهام ح ��ول �صعوبة هذه‬ ‫المهمة‪ ،‬نظر ًا �إل ��ى التاريخ العميق من �إنعدام الثقة‬ ‫بين ال�سعودي ��ة و�إيران‪ ،‬والم�شهد الإقليمي المنق�سم‬ ‫الذي يفاقم الخ�صومة بينهما‪� ،‬إ�ضافة �إلى التوقعات‬ ‫المتباينة من النخب الحاكمة في كل منهما‪.‬‬

‫جذور العداء‬

‫فيما وجود الواليات المتحدة‬ ‫في العراق قد �إنتهى‪ ،‬ف�إن لدى �إيران‬ ‫المزيد من الفر�ص في هذا البلد‪،‬‬ ‫لكنها �ستواجه �أي�ض ًا عقبات �أكبر‪.‬‬ ‫حتى بين �شركائها المتدينين وجدت‬ ‫الجمهورية الإ�سالمية �أن هناك‬ ‫حدود ًا لنفوذها‬

‫ُوهبت كل من المملكة العربية ال�سعودية والجمهورية‬ ‫الإ�سالمي ��ة �أ�صو ًال فري ��دة من نوعها‪ .‬فف ��ي ال�شرق‬ ‫نح ��ت‬ ‫الأو�س ��ط العرب ��ي ذي الغالبي ��ة ال�سن ّي ��ة‪َ ،‬م َ‬ ‫الو�صاي ��ة عل ��ى �أقد� ��س الأماك ��ن في الإ�س�ل�ام‪� ،‬إلى‬ ‫جانب الإحتياط ��ات الهائلة من الطاق ��ة‪ ،‬ال�سعودية‬ ‫مزاي ��ا وا�ضحة‪ .‬كما �أن تاريخ �إي ��ران الطويل كدولة‬ ‫قومية‪ ،‬وتفوقها الديموغراف ��ي‪ ،‬وقدرتها على �إبراز‬ ‫القوة في الخارج قدم ��ت لها مزايا مناف�سة‪ .‬و َيعتبر‬ ‫ك ٌّل من البلدين �أي�ض ًا نف�س ��ه القائد الطبيعي للعالم‬ ‫الإ�سالم ��ي الأو�س ��ع‪ ،‬المملك ��ة العربي ��ة ال�سعودي ��ة‬ ‫ب�سب ��ب م�ؤهالتها الديني ��ة‪ ،‬و�إيران ب�سب ��ب توجهها‬ ‫الإيديولوج ��ي ب�إعتبارها ح�صن ًا �ض ��د �إ�سرائيل‬ ‫‪Issue 20 - June - 2014‬‬

‫‪27‬‬


‫الخليج العربي‬ ‫موضوع الغالف‬

‫�أميركا و�إيران والمملكة العربية ال�سعودية في ال�شرق الأو�سط المتغ ّير‬

‫اإلتفاق المستحيل!‬

‫تفيد معلومات متطابقة ب�أن وا�شنطن ت�أمل في تح�سين العالقات بين �إيران‬ ‫والمملكة العربية ال�سعودية وتعزيزها وت�سعى �إلى التو�صل �إلى �إتفاق بينهما‪،‬‬ ‫ولكن هذا قد يكون حلم ًا بعيد المنال‪ ،‬ذلك �أن العداء بين الخ�صمين عميق جداً‪.‬‬ ‫‪26‬‬

‫العدد ‪ - 20‬حزيران (يونيو) ‪٢٠١4 -‬‬


‫�آية الله علي خامنئي‪:‬‬ ‫هل ي�س ّهل الم�سار الأميركي في المنطقة؟‬

‫تخ�شى طه ��ران �أن ي�أتي مكانه نظام� � ًا طائفي ًا �سني ًا‬ ‫يتحالف مع المملكة العربية ال�سعودية ويعادي �إيران‬ ‫ال�شيعية‪.‬‬ ‫�إن طه ��ران لي�ست معنية �أو مهتم ��ة في المقام الأول‬ ‫بالتكوي ��ن الطائف ��ي للقي ��ادة ال�سورية بق ��در ما هي‬ ‫مهتم ��ة بم ��ا �إذا كان ��ت القي ��ادة ال�سوري ��ة ت�ش ��ارك‬ ‫طه ��ران نظرته ��ا الإيديولوجية وم�ستع ��دة لمقاومة‬ ‫�أميرك ��ا و�إ�سرائي ��ل‪ .‬وكما قال المر�ش ��د الأعلى علي‬ ‫خامنئي م ��رة‪�" :‬سوف ندعم ون�ساع ��د �أي دولة‪� ،‬أي‬ ‫جماع ��ات تقات ��ل �ضد النظ ��ام ال�صهيوني في جميع‬ ‫�أنح ��اء العال ��م"‪ .‬و�إي ��ران فقط �أعطت ه ��ذا الدعم‬ ‫لنظ ��ام الأ�سد‪ .‬فقد منحته ملي ��ارات الدوالرات من‬ ‫القرو� ��ض والإعتم ��ادات والنف ��ط المدع ��وم وذل ��ك‬ ‫من اجل الحف ��اظ على حياة النظ ��ام ال�سوري‪ ،‬كما‬ ‫عر�ضت عليه الم�ساع ��دة الع�سكرية التقليدية وغير‬ ‫التقليدي ��ة‪ ،‬وكذل ��ك تدريب الإ�ستخب ��ارات والتعاون‬ ‫للم�ساعدة في �سحق الإ�ضطرابات ال�شعبية‪.‬‬ ‫وفق ًا لتقارير �أميركية ر�سمية وت�صريحات لم�س�ؤولين‬ ‫�إيرانيين‪� ،‬ساعدت طهران �أي�ض ًا في �إن�شاء مجموعة‬ ‫�شب ��ه ع�سكري ��ة قوامه ��ا ‪� 50,000‬س ��وري معروف ��ة‬ ‫با�س ��م "الجي� ��ش ال�شعبي" لم�ساع ��دة ودعم القوات‬ ‫الحكومية ال�سورية‪.‬‬ ‫عل ��ى النقي� ��ض م ��ن ذل ��ك‪ ،‬ف� ��إن المملك ��ة العربية‬ ‫ال�سعودي ��ة غا�ضب ��ة م ��ن الذب ��ح الع�شوائ ��ي الوا�سع‬ ‫النط ��اق للعرب ال�س ّنة على ي ��د الديكتاتورية العلوية‬ ‫المدعوم ��ة م ��ن ال�شيعة‪ .‬تنظ ��ر الريا� ��ض �إلى بالد‬ ‫ال�ش ��ام ك�أر�ض ال�صف ��ر والمركز الأ�سا� ��س لل�صراع‬ ‫الجيو‪�-‬إ�ستراتيج ��ي م ��ع �إيران‪ ،‬وهي تمث ��ل بالن�سبة‬ ‫�إليها فر�صة النجاح �أو الف�شل لق�ص �أجنحة طهران‬ ‫ف ��ي العالم العربي وتغيير ميزان القوى في المنطقة‬ ‫مرة �أخرى ل�صالح المملكة العربية ال�سعودية‪.‬‬ ‫وق ��د و ّفرت الإنتفا�ضة المناه�ض ��ة للأ�سد لل�سعودية‬

‫الرئي�س ح�سن روحاني‪:‬‬ ‫�سحر ديبلوما�سيته قد ي�ؤدي �إلى نتيجة‬

‫في مواجهة �إرتفاع درجة‬ ‫حرارة العالقات االميركية‬ ‫االيرانية‪ ،‬وتح�سن عالقات بقية‬ ‫الدول الخليجية مع طهران‪ ،‬يبدو �أن‬ ‫ال�سعوديين مجبرون على بدء مبادرات‬ ‫�إنفتاح من جانب واحد‪ ،‬بدعوة وزير‬ ‫الخارجية االيراني محمد جواد‬ ‫ظريف لزيارة الريا�ض‬ ‫ودول الخلي ��ج فر�ص ��ة جديدة لإ�ضع ��اف الجمهورية‬ ‫الإ�سالمي ��ة‪ .‬وك ��ان الدع ��م ال�سع ��ودي والخليج ��ي‬ ‫للمعار�ض ��ة ال�سوري ��ة ق ��د ت�صاع ��د في �أوائ ��ل العام‬ ‫‪ 2012‬م ��ع تدخ ��ل ق ��وات "ح ��زب اهلل" و"الحر� ��س‬ ‫الث ��وري"‪ .‬ف ��ي الوق ��ت عين ��ه‪ ،‬دخل ��ت الريا�ض في‬ ‫حربي ��ن متزامنين �ض ��د عنا�صر "القاع ��دة" داخل‬ ‫المعار�ض ��ة ال�سوري ��ة‪ ،‬و�إل ��ى ح ��د �أقل‪ ،‬م ��ع جماعة‬ ‫"الإخ ��وان الم�سلمي ��ن"‪ .‬المفت ��اح المجهول هو ما‬ ‫�إذا كان ��ت تكلف ��ة ه ��ذا ال�صراع عل ��ى جبهات ثالث‬ ‫�س ��وف ي�ستنف ��د ف ��ي نهاي ��ة المط ��اف ال�سعوديين‪،‬‬ ‫ويجبره ��م على �إج ��راء محادثات هادئة م ��ع �إيران‬ ‫لمن ��ع النتيجة الت ��ي يخ�شاها ك�ل�ا الجانبين‪� :‬صعود‬ ‫المنظمات الإرهابية العابرة للحدود التابعة لتنظيم‬ ‫"القاعدة" وو�صولها �إلى �أبعد من الحدود ال�سورية‪.‬‬ ‫وق ��د �أدّت �إدانة �إدارة �أوباما للأ�سد‪� ،‬إلى جانب عدم‬ ‫رغبته ��ا في �إبع ��اده ب�شكل حا�سم م ��ن ال�سلطة‪� ،‬إلى‬ ‫�إتهام ��ات تقول ب�أن وا�شنطن ه ��ي �إما تتعاون مع كل‬

‫من طه ��ران والريا� ��ض �أو ب�سخرية ت�سم ��ح لل�صراع‬ ‫ف ��ي التفاقم كو�سيل ��ة لنزف �إي ��ران‪ ،‬و"حزب اهلل"‪،‬‬ ‫وتنظيم "القاعدة" و�أخواته‪.‬‬ ‫في الواقع‪� ،‬إن مخاط ��ر �إ�ستمرار المذابح في �سوريا‬ ‫كبيرة بالن�سبة �إلى وا�شنط ��ن‪ ،‬وطهران‪ ،‬والريا�ض‪.‬‬ ‫�إن دع ��م �إي ��ران للأ�سد لي� ��س فقط له تكلف ��ة مالية‬ ‫هائل ��ة ولكن ربما �أي�ض� � ًا �ستكون ل ��ه تداعيات �سيئة‬ ‫على ال�سمع ��ة ال يمكن �إ�صالحها في ال�شرق الأو�سط‬ ‫العربي ذات الغالبي ��ة ال�سن ّية‪ .‬كما �أن دعم الريا�ض‬ ‫للجماعات المتمردة قد يرتد �ضد المملكة متى و�إذا‬ ‫�إنت�ص ��رت الف�صائل الجهادية ف ��ي �سوريا �أو هزمت‬ ‫ب�شك ��ل حا�س ��م‪ .‬ويجب عل ��ى الواليات المتح ��دة �أن‬ ‫تقل ��ق ب�ش�أن �إحتماالت قيام دول ��ة فا�شلة ينت�شر فيها‬ ‫عنا�ص ��ر تنظي ��م "القاع ��دة" و�أخواته الت ��ي تزعزع‬ ‫�إ�ستق ��رار ال ��دول المج ��اورة مث ��ل لبن ��ان والأردن‬ ‫والعراق‪.‬‬ ‫على الرغ ��م من هذه المخاطر‪ ،‬م ��ع ذلك‪ ،‬تبدو كل‬ ‫من طه ��ران والريا� ��ض مقتنعة ب�صوابي ��ة مواقفها‪،‬‬ ‫و�أية واحدة منهما لم تُظهر عالمات ملمو�سة لإعادة‬ ‫ال�ضب ��ط �أو التغيير‪ .‬ف ��ي هذا ال�سي ��اق‪� ،‬إن م�صلحة‬ ‫�أميرك ��ا ف ��ي ر�ؤي ��ة نهاي ��ة نظ ��ام الأ�س ��د و�إ�ضع ��اف‬ ‫الإ�سالميي ��ن المت�شددي ��ن ال�س ّن ��ة جذري� � ًا �س ��وف‬ ‫يخلق ��ان تقارب ًا تكتيكي ًا و�إ�شتباك ��ات �إ�ستراتيجية مع‬ ‫طهران ومواجهات تكتيكي ��ة وتقارب ًا �إ�ستراتيجي ًا مع‬ ‫الريا� ��ض‪ .‬ولكن طالم ��ا بقيت �سوري ��ا ذات الغالبية‬ ‫ال�سنية تحكمها �أقلية علوية بوح�شية‪ ،‬ف�إن التوتر بين‬ ‫ال�سعودية و�إيران الذي ي�ؤدي �إلى �إختالل في التوازن‬ ‫الإقليمي من المحتمل �أن ي�ستمر‪.‬‬

‫العراق‪ :‬الحدود المتنازع عليها‬ ‫الع ��راق هو البل ��د الوحيد الذي يح ّد ك�ل ً�ا من �إيران‬ ‫والمملك ��ة العربي ��ة ال�سعودي ��ة‪ .‬بعد �أكث ��ر من ع�شر‬ ‫�سني ��ن عل ��ى الغ ��زو الأميرك ��ي ل ��ه‪ ،‬ال ت ��زال البالد‬ ‫محا�ص ��رة داخلي� � ًا‪ ،‬وال ت ��زال ت�شكل م�ص ��در ًا مهم ًا‬ ‫للتوتر الإقليمي والإ�ستياء �ضد وا�شنطن‪.‬‬ ‫ُينظ ��ر �إليها من الريا� ��ض كالتالي‪� :‬إذا كانت خطيئة‬ ‫تلك�ؤ �أميركا في �سوريا هي ل�صالح �إيران‪ ،‬ف�إن مهمة‬ ‫�أميرك ��ا في العراق‪ -‬و�إزال ��ة الرئي�س ال�سابق �صدام‬ ‫ح�سي ��ن ف ��ي ‪ -2013‬كان ��ت هدي ��ة هائل ��ة لطهران‪.‬‬ ‫ف ��ي ما يزيد قلي�ل ً�ا على �سنين ع�ش ��ر‪ ،‬تح ّول العراق‬ ‫الذي كان يقوده ال�س ّنة �سابق ًا �إلى دولة يهيمن عليها‬ ‫ال�شيعة على الح ��دود ال�شرقية للعالم العربي‪ ،‬والآن‬ ‫يق ��وده رج ��ل‪ ،‬رئي�س ال ��وزراء نوري المالك ��ي‪ ،‬الذي‬ ‫يق ��ال �أن العاهل ال�سع ��ودي الملك عبد اهلل يرى فيه‬ ‫وكي ًال لإيران‪.‬‬ ‫ب ��د ًال من التعام ��ل بعدوانية مع الق ��وة الإيرانية‬ ‫‪Issue 20 - June - 2014‬‬

‫‪29‬‬


‫الخليج العربي ¶ مو�ضوع الغالف‬ ‫و�أميركا‪.‬‬ ‫دفع ��ت هذه الخالف ��ات والتوجهات الع ��داء وعززته‬ ‫عل ��ى م ��ر ال�سنين‪ .‬م ��ع ذل ��ك‪� ،‬أظه ��ر الجانبان في‬ ‫الما�ض ��ي الق ��درة على تجزئ ��ة الخ�صوم ��ة بينهما‪،‬‬ ‫تو�ص�ل�ا �إلى هدن ��ة ّ‬ ‫ه�شة في مج ��ال جغرافي‬ ‫حي ��ث ّ‬ ‫واحد‪ ،‬في حين �إنخرطا في الوقت عينه في مواجهة‬ ‫�ساخنة في بلد �آخر‪.‬‬ ‫وقد كان �أق ��رب �شيء موازٍ لتوازن القوى في الخليج‬ ‫ال�شراك ��ة ال�سعودي ��ة الإيراني ��ة المتو ّت ��رة ف ��ي عهد‬ ‫�ش ��اه �إيران محمد ر�ض ��ا بهلوي في �أواخ ��ر �ستينات‬ ‫و�سبعين ��ات القرن الفائت‪ .‬في ع�صر ما قبل الثورة‪،‬‬ ‫تم رب ��ط الإمبراطورية الإيرانية الفار�سية والمملكة‬ ‫العربي ��ة ال�سعودي ��ة من خ�ل�ال ت�ضام ��ن النظامين‬ ‫الملكيي ��ن ف ��ي البلدي ��ن ف ��ي مواجه ��ة التهدي ��دات‬ ‫ال�شيوعي ��ة والإ�شتراكي ��ة والجمهوري ��ة ورعايتهم ��ا‬ ‫المتبادل ��ة م ��ن الوالي ��ات المتح ��دة‪ .‬ك ��ان النظ ��ام‬ ‫الإقليمي في ذل ��ك الوقت �أكثر �إ�ستقرار ًا‪ ،‬داعي ًا �إلى‬ ‫فر�ص �أقل للمناف�سة بين الجانبين‪.‬‬ ‫ولكن الع ��ودة الى تلك الحقبة م�ستبع ��دة جد ًا نظر ًا‬ ‫�إل ��ى حالة الإ�ضطراب وال�صراع في المنطقة اليوم‪،‬‬ ‫و�إختالف ال�سيا�سة الداخلية الجذري للدولتين‪ .‬في‬ ‫الواق ��ع‪� ،‬إن العداء وعدم الثقة بين البلدين وبين كل‬ ‫من هاتي ��ن الدولتين والواليات المتح ��دة و�صل الى‬ ‫ذروته في الأ�شهر الأخيرة‪.‬‬ ‫لقد ك ��ان رد فع ��ل الم�س�ؤولي ��ن ال�سعوديي ��ن �ساخراً‬ ‫ومرتاب� � ًا بالن�سبة �إل ��ى �سلوك �إيران ال ��ذي �إعتمدته‬ ‫�أخير ًا وبدا �أكث ��ر �إعتدا ًال‪ .‬يبدو �أن الرئي�س الإيراني‬ ‫الجدي ��د‪ ،‬رجل الدي ��ن البراغماتي ح�س ��ن روحاني‪،‬‬ ‫ي�ستعد لتح�سي ��ن العالقات مع الريا�ض‪ ،‬في محاولة‬ ‫لإعادة بناء العالقات التي تدهورت في عهد الرئي�س‬ ‫ال�ساب ��ق محمود �أحمدي نجاد‪ .‬ولكن ال�س�ؤال هنا هو‬ ‫�إل ��ى �أي م ��دى ي�ستطيع روحان ��ي ووزي ��ر خارجيته‪،‬‬ ‫محم ��د جواد ظري ��ف‪ ،‬تغيير ال�سيا�س ��ات الإقليمية‪،‬‬ ‫الت ��ي ظلت لفترة طويلة حكر ًا عل ��ى المر�شد الأعلى‬ ‫عل ��ي خامنئ ��ي والحر�س الث ��وري الإ�سالم ��ي‪ ،‬القوة‬ ‫الع�سكرية الهائلة التي ت�أتمر به؟‬ ‫م ��ا هو �أكثر م ��ن ذلك‪� ،‬أن الإتفاق الن ��ووي الم�ؤقت‪،‬‬ ‫ال ��ذي و ّقعت ��ه ر�سمي ًا ف ��ي ت�شرين الثان ��ي (نوفمبر)‬ ‫‪ 2013‬ال ��دول الخم�س الدائم ��ة الع�ضوية في مجل�س‬ ‫االم ��ن و�إلمانيا م ��ع طه ��ران‪� ،‬ش ّكل على نح ��و ف ّعال‬ ‫كارث ��ة بالن�سبة �إلى ال�سعوديي ��ن كانوا يخ�شونها منذ‬ ‫وق ��ت طويل‪ :‬طع ٌم وتبديل في الموقف �إ�شتريا الوقت‬ ‫لطهران على الجبهة النووية بينما م ّكنها من تحقيق‬ ‫م�صالحه ��ا الخا�ص ��ة ف ��ي جمي ��ع �أنح ��اء المنطقة‪،‬‬ ‫وخ�صو�ص� � ًا ف ��ي �سوري ��ا‪ ،‬حيث تدعم نظ ��ام حليفها‬ ‫ب�شار الأ�سد في الحرب الأهلية الجارية‪.‬‬

‫‪28‬‬

‫العدد ‪ - 20‬حزيران (يونيو) ‪٢٠١4 -‬‬

‫الرئي�س باراك �أوباما‪:‬‬ ‫نهج جديد منقّح ل�سيل�سة �أميركا في ال�شرق الأو�سط‬

‫الملك عبد الله بن عبد العزبز‪:‬‬ ‫ال يجب �أن تتدخل �إيران في الم�سائل العربية‬

‫المرجح �أن يتراجع في المدى القريب‪.‬‬

‫تنظر طهران �إلى البحرين كموقع‬ ‫للإمبريالية الأميركية في ال�شرق‬ ‫الأو�سط لأن المملكة ال�صغيرة‬ ‫ت�ست�ضيف الأ�سطول الخام�س‬ ‫الأميركي‪ ،‬وهو مركز للقيادة‬ ‫وال�سيطرة والخدمات اللوج�ستية‬ ‫البحرية الذي تعتبره طهران و�سيلة‬ ‫لوا�شنطن لتقييد نفوذها في الخليج‬ ‫رد ًا عل ��ى ذلك‪� ،‬أعل ��ن كبار الم�س�ؤولي ��ن ال�سعوديين‬ ‫جه ��ارة على نحو غير معهود عن الدعوة �إلى �سيا�سة‬ ‫�سعودي ��ة بع�ضالت �أكثر وم�ستقل ��ة لت�صعيد المعركة‬ ‫�ض ��د �إي ��ران‪ .‬وق ��د �إنتقدوا ب�ش ��دة دور طه ��ران في‬ ‫وجهوا‬ ‫"زعزعة الإ�ستقرار" في ال�شرق الأو�سط‪ ،‬كما ّ‬ ‫�إنتق ��ادات علنية �ض ��د �أميركا لكونها عل ��ى �إ�ستعداد‬ ‫�أي�ض� � ًا للتن ��ازل لطموح ��ات الجمهوري ��ة الإ�سالمية‬ ‫النووي ��ة والإقليمي ��ة‪ ،‬وح� � ّذروا م ��ن �أن الريا� ��ض‬ ‫ق ��د تواجه طه ��ران وحده ��ا‪ .‬م ��ن جانبه ��م‪� ،‬إنتقد‬ ‫الم�س�ؤول ��ون الإيراني ��ون دعم ال�سعودي ��ة للجهاديين‬ ‫الراديكاليين ال�س ّنة وتحالفها مع الواليات المتحدة‪،‬‬ ‫و�أنه ��م يتوقعون �أن القي ��ادة العجوز في الريا�ض هي‬ ‫على و�شك الإنهيار‪.‬‬ ‫تح ��ت رم ��اد ه ��ذا الك�ل�ام "الم�سم ��وم" المتبادل‪،‬‬ ‫ت�شتع ��ل مجموع ��ة م ��ن ال�صراعات ف ��ي دول عربية‬ ‫"مم ّزق ��ة" تدعو تدخل القوتين‪ ،‬الأمر الذي ي� ّؤجج‬ ‫�صراع� � ًا مح�صلته �صفر على النف ��وذ الذي من غير‬

‫�سوريا‪ :‬مركز العا�صفة‬ ‫فيم ��ا تده ��ورت الأزم ��ة ال�سيا�سي ��ة في �سوري ��ا �إلى‬ ‫�أزم ��ة �إن�ساني ��ة ذات �أبع ��اد ملحمي ��ة‪ ،‬ك ��ان هناك‪،‬‬ ‫حت ��ى كتابة هذه ال�سطور‪� ،‬أكثر م ��ن ‪ 150,000‬قتيل‬ ‫و ‪ 9‬ماليي ��ن �شخ�ص نازح �س ��واء داخلي ًا �أو خارجي ًا‪.‬‬ ‫وعل ��ى الرغم من ذل ��ك فقد �أحج ��م الرئي�س باراك‬ ‫�أوبام ��ا و�إدارت ��ه ع ��ن التدخل نظ ��ر ًا �إل ��ى ال�شكوك‬ ‫ح ��ول م�صال ��ح وا�شنط ��ن‪� .‬إن تزاي ��د المخاوف من‬ ‫العنا�ص ��ر المتطرف ��ة ف ��ي ق ��وات المتمردي ��ن ف ��ي‬ ‫�سوري ��ا‪� ،‬إلى جان ��ب المرونة الوح�شي ��ة لنظام ب�شار‬ ‫الأ�س ��د‪ ،‬قد خ ّف�ض ��ا على ما يبدو �أولوي ��ة �أميركا من‬ ‫�إزالة الديكتاتور ال�سوري �إل ��ى مجرد �إزالة الأ�سلحة‬ ‫الكيميائية لديه‪.‬‬ ‫بالن�سب ��ة �إل ��ى �إيران والمملك ��ة العربي ��ة ال�سعودية‪،‬‬ ‫ف ��ي المقاب ��ل‪� ،‬أ�صبح ��ت �سوري ��ا مرك ��ز ًا لحمام دم‬ ‫جيو�سيا�سي طائفي‪.‬‬ ‫ً‬ ‫لقد ت ��م عزل �إي ��ران �إ�ستراتيجيا منذ ث ��ورة ‪،1979‬‬ ‫المت�سقة والمق ّربة الوحيدة‪.‬‬ ‫وكانت �سوريا حليفته ��ا ّ‬ ‫يب ��دو �أن الكراهي ��ة المتبادل ��ة تج ��اه ع ��راق �صدام‬ ‫ح�سين و ّلدت ال�شراكة بين طهران ودم�شق‪ ،‬والخوف‬ ‫الم�شت ��رك م ��ن �أميركا و�إ�سرائي ��ل وبغ�ضهما حافظ‬ ‫عليها‪ .‬توفر �سوريا لطه ��ران م�سار ًا وممر ًا جغرافي ًا‬ ‫حرج� � ًا لت�سلي ��ح و تموي ��ل "ح ��زب اهلل" اللبنان ��ي‬ ‫ال�شيعي‪ ،‬واحد من جواهر التاج للثورة الإيرانية‪.‬‬ ‫ل ��ذا لدى طه ��ران دوافع قوي ��ة للحفاظ عل ��ى نظام‬ ‫الأ�س ��د ف ��ي ال�سلط ��ة‪� ،‬أهمه ��ا الت�ضام ��ن الطائف ��ي‬ ‫والمخ ��اوف العميق ��ة حول م ��ا قد ي�أتي بع ��د الأ�سد‪.‬‬ ‫غالبي ��ة �سك ��ان �سوري ��ا ال�ساحق ��ة ه ��ي م ��ن العرب‬ ‫ال�سن ��ة‪ ،‬عل ��ى الرغم م ��ن �أن البالد يحكمه ��ا حالي ًا‬ ‫العلويون‪ ،‬وه ��م فريق من ال�شيعة‪� .‬إذا �سقط الأ�سد‪،‬‬


‫طهران لي�ست معنية �أو مهتمة في‬ ‫المقام الأول بالتكوين الطائفي للقيادة‬ ‫ال�سورية بقدر ما هي مهتمة بما �إذا‬ ‫كانت القيادة ال�سورية ت�شارك طهران‬ ‫نظرتها الإيديولوجية وم�ستعدة‬ ‫لمقاومة �أميركا و�إ�سرائيل‬

‫مظاهرات ال�شيعة في البحرين‪ :‬فت�ش عن �إيران!‬

‫ف ��ي كثير م ��ن النواحي‪ ،‬فق ��د �إ�ستخدم ��ت الريا�ض‬ ‫التهدي ��د الإيران ��ي و�آل خليفة لت�شتي ��ت الإنتباه عن‬ ‫حرك ��ة محلي ��ة لكرامة وحري ��ات مدني ��ة �أكبر‪ .‬وقد‬ ‫�إعت ��رف بع�ض الم�س�ؤولي ��ن ال�سعوديين بهذا الواقع‪،‬‬ ‫و�إن كان في مجال خا�ص‪ .‬في العام ‪ ،2006‬على �سبيل‬ ‫المث ��ال‪� ،‬أعلن ديبلوما�سي �سعودي بارز في البحرين‬ ‫�أن ال�شيع ��ة البحرينيين لي�سوا بي ��ادق لأ�ساتذة لعبة‬ ‫ال�شطرن ��ج الإيرانية‪" .‬يمكنن ��ا �أن نتعاي�ش مع رئي�س‬ ‫وزراء �شيعي منتخب في البحرين"‪� ،‬أ�شار‪.‬‬ ‫الم�س�ؤول ��ون ال�سعوديون يريدون م ��ن �إيران �أن تعلن‬ ‫�أن الإ�ضطراب ��ات في البحرين ه ��ي م�س�ألة بحرينية‬ ‫داخلي ��ة‪ .‬فيما �إي ��ران ت�ستمر ف ��ي المطالبة بحكومة‬ ‫تمث ��ل �أكثري ��ة ال�شعب ف ��ي البحرين‪ ،‬وه ��و ما يعني‬ ‫�ضمنا ق ��وة �أكب ��ر لل�شيع ��ة وبالتالي ت�ض ��ا�ؤل​​النفوذ‬ ‫ال�سعودي‪.‬‬ ‫ولك ��ن هناك بع�ض الدالئ ��ل على �أن ك�ل ً�ا من �إيران‬ ‫و"ح ��زب اهلل" اللبناني‪ ،‬الذي دعم �أي�ض ًا المعار�ضة‬ ‫ف ��ي البحري ��ن‪ ،‬ق ��د ّ‬ ‫خف�ض ��ا م ��ن ح ��دة بياناتهم ��ا‬ ‫بالن�سب ��ة �إلى الو�ضع ف ��ي البحرين كجزء من هجوم‬ ‫ديبلوما�سي �ساحر �أو�سع للرئي�س روحاني‪ .‬ولكن هل‬ ‫هذا التح ّول �سيم ّهد الطريق لمزيد من المو�ضوعية‬ ‫والتهدئة ؟ يجب هن ��ا الإنتظار بع�ض الوقت لمعرفة‬ ‫الجواب‪.‬‬ ‫تملك الواليات المتح ��دة نفوذ ًا �ضخم ًا في البحرين‬ ‫نظ ��ر ًا �إلى وج ��ود الأ�سط ��ول الخام� ��س‪ .‬و�إن خف�ض‬ ‫التوت ��رات ال�سعودية الإيرانية قد يم ّك ��ن عدد ًا �أكبر‬

‫م ��ن الف�صائل التقدمية داخ ��ل الأ�سرة الحاكمة من‬ ‫�إجراء �إ�صالحات �أكثر مو�ضوعية لتهدئة المعار�ضة‬ ‫الت ��ي يتزايد تطرفها‪ .‬وهذا م ��ن �ش�أنه تح�سين لي�س‬ ‫فق ��ط ديمومة النظ ��ام الملكي وبقاءه فت ��رة �أطول‪،‬‬ ‫ولك ��ن �أي�ض� � ًا درء تهديد محتم ��ل لمواطني الواليات‬ ‫المتحدة و�أ�صولهم في الجزيرة‪ .‬بالإ�ضافة‪� ،‬سيكون‬ ‫ذل ��ك خطوة �إيجابي ��ة نحو �إقامة ت ��وازن في الخليج‬ ‫ال ��ذي يمك ��ن �أن ي�س ّهل تقلي� ��ص الوج ��ود الع�سكري‬ ‫الأميركي‪.‬‬

‫�إ�سرائيل وفل�سطين‪ :‬دولتان �أم دولة واحدة؟‬ ‫تدّعي كل من �إيران والمملكة العربية ال�سعودية على‬ ‫�أنها راعية و�ضامنة للأمة الفل�سطينية وتع ّلق �أهمية‬ ‫خا�صة و�شرعي ��ة محلية و�إقليمي ��ة هائلة على ذلك‪.‬‬ ‫ولك ��ن ال�ص ��راع الفل�سطين ��ي الإ�سرائيل ��ي هو مثال‬ ‫�آخ ��ر على دعم طه ��ران والريا� ��ض لف�صائل محلية‬ ‫متناحرة مع حلول م�ضادة ومناف�سة‪.‬‬ ‫م ��ن جهتها تدع ��م ال�سعودية ح ��ل الدولتين ودعمت‬ ‫�أخير ًا جهود الواليات المتحدة لإحياء خطة ال�سالم‬ ‫الت ��ي �إقترحها الملك عبد اهلل بن عب ��د العزيز �أو ًال‬ ‫ف ��ي م�ؤتم ��ر القم ��ة العربي ال ��ذي عقد ف ��ي بيروت‬ ‫ف ��ي الع ��ام ‪ .2002‬وتعر�ض الخط ��ة عل ��ى �إ�سرائيل‬ ‫الإعت ��راف الكامل بحقوق الفل�سطينيي ��ن في �إن�شاء‬ ‫دول ��ة م�ستقلة مقاب ��ل الإن�سحاب �إلى م ��ا قبل حدود‬ ‫الع ��ام ‪ 1967‬وعودة الالجئين الفل�سطينيين‪ .‬وكانت‬ ‫الريا� ��ض �أي�ض ًا الراعي المال ��ي الرئي�سي في العالم‬ ‫العربي لل�سلطة الفل�سطينية‪.‬‬ ‫ف ��ي المقابل‪ ،‬منذ الع ��ام ‪ 1979‬ر�أت �إيران �أن رف�ض‬ ‫وج ��ود �إ�سرائيل هو م�صدر مهم من هويتها الثورية‪،‬‬ ‫وو�سيلة لتج ��اوز الإنق�سام ��ات الفار�سي ��ة ‪ -‬العربية‬ ‫وبي ��ن ال�سن ��ة وال�شيع ��ة وذل ��ك ف ��ي �سعيه ��ا للريادة‬ ‫الإقليمي ��ة والهيمن ��ة ف ��ي المنطف ��ة‪ .‬وللل�ضغط من‬ ‫�أجل التو�صل �إلى ح ��ل الدولة الواحدة‪ ،‬قامت �إيران‬

‫بدعم الراف�ضين المت�شددي ��ن مثل حما�س والجهاد‬ ‫الإ�سالمي في فل�سطين‪.‬‬ ‫ع�ل�اوة على ذل ��ك‪ ،‬وربما الأهم‪ ،‬فق ��د �شدّد "حزب‬ ‫اهلل" اللبنان ��ي‪ ،‬الوكيل الرئي�سي لإيران في الم�شرق‬ ‫العرب ��ي‪ ،‬ب�إ�ستمرار ب�أن المواجهة م ��ع �إ�سرائيل هي‬ ‫وراء حمل ��ه لل�س�ل�اح‪� .‬إن �أي ت�سوي ��ة بي ��ن ا�سرائي ��ل‬ ‫والفل�سطينيين تق ّو�ض ب�شكل خطير هذا المنطق‪.‬‬ ‫عار�ض ��ت الريا� ��ض ب�ش ��دة دع ��م �إي ��ران للف�صائ ��ل‬ ‫الفل�سطيني ��ة الم�س ّلح ��ة‪ .‬وتفيد معلوم ��ات متطابقة‬ ‫ب�أن ��ه ف ��ي الع ��ام ‪ ،2010‬ق ��ال المل ��ك عب ��د اهلل بن‬ ‫عب ��د العزيز لوزير الخارجي ��ة الإيراني (في حينه)‬ ‫منو�شهر متك ��ي‪�" :‬إنكم كفر�س لي� ��س لديكم �أي حق‬ ‫ف ��ي التدخ ��ل ف ��ي الم�سائ ��ل العربية" بعدم ��ا حاول‬ ‫الديبلوما�سي الإيراني تبرير دعم �إيران ل"حما�س"‬ ‫على �أ�سا�س الت�ضامن الإ�سالمي‪ .‬وحاولت ال�سعودية‬ ‫لكنها ف�شل ��ت في �إنتزاع "حما�س" بعيد ًا من طهران‬ ‫خ�ل�ال التو�س ��ط في �إتف ��اق �س�ل�ام بي ��ن "حما�س"‬ ‫ومناف�ستها حركة "فتح" في العام ‪ .2007‬وقد �سقط‬ ‫الإتفاق �سريع ًا و�سط قتال ال�شوارع‪ .‬وعلى الرغم من‬ ‫الخالف ��ات الإيرانية مع "حما�س" ح ��ول �سوريا في‬ ‫العام ‪ ،2011‬يبدو �أن طهران �إ�ستعادت العالقات مع‬ ‫الحركة الإ�سالمي ��ة الفل�سطينية المت�شددة– وهذه‬ ‫ت�شك ��ل �ضربة �أخ ��رى للنفوذ ال�سعودي ف ��ي ال�ساحة‬ ‫الفل�سطينية‪.‬‬ ‫من جهة �أخرى‪� ،‬إن التقارب المتزايد بين ال�سيا�سات‬ ‫الإ�سرائيلي ��ة وال�سعودي ��ة تج ��اه البرنام ��ج الن ��ووي‬ ‫االيران ��ي‪ ،‬يغ ّذي ��ه ت�صور متب ��ادل ف ��ي الريا�ض وتل‬ ‫�أبي ��ب بتراجع و�إن�سحاب محتم ��ل للواليات المتحدة‬ ‫م ��ن المنطق ��ة‪ ،‬كذلك �أ�ض� � ّر بمكان ��ة ال�سعودية بين‬ ‫الفل�سطينيين‪.‬‬ ‫عل ��ى الرغ ��م م ��ن ذل ��ك‪ ،‬ق ��د ال يك ��ون ال�ص ��راع‬ ‫الإ�سرائيل ��ي الفل�سطين ��ي م�صدر ًا دائم� � ًا غير قابل‬ ‫لح ��ل الع ��داوة بي ��ن الريا� ��ض وطه ��ران‪� .‬إن ق�ضية‬ ‫فل�سطي ��ن هي �أقل م ��ن لعبة مح�صلته ��ا �صفر حيث‬ ‫يقوم الجانبان بدع ��م مقاتلين م�سلحين من جانبي‬ ‫الطي ��ف الطائفي المتناف�سين كما ف ��ي ال�صراع في‬ ‫�سوريا‪ ،‬على �سبيل المثال‪.‬‬ ‫يمكن لل�ص ��راع الإ�سرائيل ��ي الفل�سطيني‪ ،‬مع ذلك‪،‬‬ ‫�أن يثبت �أنه �أكبر عائ ��ق �أمام التقارب بين الواليات‬ ‫المتح ��دة و�إي ��ران ال ��ذي تخ�ش ��اه ال�سعودي ��ة ب�شدة‪.‬‬ ‫بالن�سبة �إلى كل من طه ��ران ووا�شنطن‪ ،‬ف�إن م�س�ألة‬ ‫وج ��ود �إ�سرائي ��ل ه ��ي ق�ضي ��ة را�سخة ف ��ي ال�سيا�سة‬ ‫الداخلي ��ة؛ �إ�سرائي ��ل لي� ��س لديه ��ا حلي ��ف �أكبر من‬ ‫وا�شنطن ولي�س لديها خ�صم �أكبر من طهران‪ .‬حتى‬ ‫في حالة وج ��ود �إتفاق نووي بي ��ن الواليات المتحدة‬ ‫و�إي ��ران‪ ،‬ف� ��إن الدع ��م الإيران ��ي �إذا توا�ص ��ل‬ ‫‪Issue 20 - June - 2014‬‬

‫‪31‬‬


‫الخليج العربي ¶ مو�ضوع الغالف‬ ‫كما هو الحال ف ��ي بالد ال�شام‪� ،‬إنتهج ��ت ال�سعودية‬ ‫�سيا�س ��ة �إحتواء �سلبي ثابت ��ة �أو ال�سيطرة على حجم‬ ‫ال�ضرر في العراق‪ .‬ونظر ًا �إلى �أن الغالبية �شيعية في‬ ‫البالد‪ ،‬ف�إن الم�س�ؤولي ��ن ال�سعوديين يعترفون ب�أنهم‬ ‫يلعبون لعبة خا�سرة في محاولة لوقف نفوذ طهران‪،‬‬ ‫التي تتمتع هناك ب�شبكات محلية‪ ،‬ووكالء‪ ،‬ومنافذ‪،‬‬ ‫وق ��درات‪" .‬علي ��ك �أن ت�سلم ��ه له ��م"‪ ،‬ق ��ال م�س�ؤول‬ ‫�سعودي �إلى �أحد الكتاب في العام ‪" .2007‬كان لدى‬ ‫الإيرانيين خطة قبل الغزو في العام ‪ 2003‬ونفذتها‪.‬‬ ‫�إنهم ي�ستحقون النفوذ الذي ح�صلوا عليه"‪.‬‬ ‫على ما يبدو يرى الم�س�ؤولون ال�سعوديون فائدة قليلة‬ ‫لإنفاق الطاقة في مواجهة النفوذ الإيراني في العراق‬ ‫عندما يكون ال�صراع الأكثر �إلحاحا ‪-‬والحا�سم‪ -‬هو‬ ‫في �سوريا‪ .‬مع ذلك‪ ،‬فقد �أدّى تفاقم التوتر الطائفي‬ ‫ف ��ي جميع �أنح ��اء ال�ش ��رق الأو�سط نتيج ��ة لل�صراع‬ ‫ال�سوري �إلى دفع حكوم ��ة المالكي �أكثر �إلى �أح�ضان‬ ‫طهران وبعيد ًا من الأ�شقاء العرب‪.‬‬ ‫بالن�سبة �إلى الإيرانيين‪ ،‬الإ�ستياء العميق الذي طال‬ ‫�أمده من دعم الواليات المتحدة وال�سعودية ل�صدام‬ ‫ح�سي ��ن خالل الح ��رب الإيراني ��ة العراقي ��ة ‪ -‬التي‬ ‫فق ��دت خاللها �إي ��ران مئات الآالف م ��ن ال�ضحايا‪،‬‬ ‫بم ��ا في ذل ��ك نتيج ��ة لإ�ستخ ��دام �ص ��دام الأ�سلحة‬ ‫الكيميائي ��ة‪ -‬يظ ��ل دافع� � ًا قوي� � ًا لطه ��ران ل�ضم ��ان‬ ‫حكومة �صديقة لها في بغداد‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن �أهمية العراق كحليف لإيران قد تعاظمت‬ ‫نظ ��ر ًا �إلى الم�ستقبل غير الم�ؤكد لنظام الأ�سد‪ .‬لقد‬ ‫�إ�ستخدم ��ت طهران العراق ب�إعتباره الطريق الحرج‬ ‫لتهريب النفط‪ ،‬وتعطي ��ل العقوبات المالية‪ ،‬وت�سليح‬ ‫وتموي ��ل نظام الأ�سد‪ .‬هذا الترتيب‪ ،‬في المقابل‪ ،‬قد‬ ‫ع ّمق �إزدراء الريا�ض لحكومة المالكي‪ ،‬التي تعتبرها‬ ‫ال�سعودي ��ة متواطئ ��ة ف ��ي مذابح وا�سع ��ة النطاق مع‬ ‫الأ�س ��د‪ ،‬وب�شكل متزاي ��د‪ ،‬في محنة �أه ��ل ال�س ّنة في‬ ‫الع ��راق في محافظ ��ة الأنب ��ار الم�ضطرب ��ة‪ ،‬الذين‬ ‫دخلوا في �صراعات عنيفة مع الجي�ش العراقي‪.‬‬ ‫وكما في �أماكن �أخ ��رى في المنطقة‪ ،‬غالب ًا ما يكون‬ ‫م ��ن ال�صعب �إ�ست�شفاف م ��ا �إذا كانت �إي ��ران تعتبر‬ ‫نف�سه ��ا محا�ص ��رة من قبل نف ��وذ كل م ��ن الواليات‬ ‫المتح ��دة وال�سعودي ��ة ف ��ي الع ��راق �أو م ��ا اذا كانت‬ ‫طه ��ران تم ّيز بي ��ن الإثنين‪ .‬في عه ��د �أحمدي نجاد‬ ‫م ��ال الم�س�ؤول ��ون الإيراني ��ون �إل ��ى ر�ؤي ��ة الوالي ��ات‬ ‫المتح ��دة والمملك ��ة العربية ال�سعودي ��ة باعتبارهما‬ ‫�ش ��ر واح ��د‪ ،‬لكن في الآون ��ة الأخي ��رة بذلت طهران‬ ‫جه ��ود ًا للتميي ��ز بي ��ن �أع ��داء الهيمن ��ة (�أميرك ��ا)‬ ‫والطائفية (ال�سعودية)‪.‬‬ ‫وفيم ��ا وج ��ود الوالي ��ات المتح ��دة ف ��ي الع ��راق قد‬ ‫�إنتهى‪ ،‬ف�إن لدى �إي ��ران المزيد من الفر�ص في هذا‬

‫‪30‬‬

‫العدد ‪ - 20‬حزيران (يونيو) ‪٢٠١4 -‬‬

‫عالقات وا�شنطن الثنائية مع الريا�ض‬ ‫وطهران قد ت�ساعد في ت�سهيل بع�ض‬ ‫الحركة نحو �إ�صالح العالقات و�إقامة‬ ‫تفاهم ما‪ .‬ولكن يجب � اّأل تكون لدى‬ ‫�صناع ال�سيا�سة الأميركيين �أي �أوهام‬ ‫حول �صعوبة هذه المهمة‬ ‫البل ��د‪ ،‬لكنها �ستواجه �أي�ض� � ًا عقبات �أكبر‪ .‬حتى بين‬ ‫�شركائه ��ا المتدينين وج ��دت الجمهورية الإ�سالمية‬ ‫�أن هناك حدود ًا لنفوذها‪ .‬و�إذا �إ�ستمرت الممار�سات‬ ‫الإ�ستبدادي ��ة المتزايدة لحكوم ��ة المالكي‪ ،‬ف�ستكون‬ ‫طه ��ران‪ ،‬ولي�س وا�شنط ��ن‪ ،‬التي �ستعتب ��ر قريب ًا من‬ ‫قبل العديد من العراقيين ‪-‬ال�شيعة وال�سنة على حد‬ ‫�س ��واء‪ -‬القوة الخارجي ��ة المتدخل ��ة م�س�ؤولة جزئي ًا‬ ‫ع ��ن قمع النظام و�إنعدام الأم ��ن المتزايد في جميع‬ ‫�أنحاء البالد والف�ساد الإقت�صادي‪.‬‬ ‫م ��ن المحتمل �أن المملك ��ة العربي ��ة ال�سعودية ودول‬ ‫الخلي ��ج �ستظ ��ل متحفظ ��ة و مت ��رددة ف ��ي تح�سي ��ن‬ ‫عالقاتها م ��ع العراق‪ ،‬حتى لو ك ��ان ال�شعور ال�شعبي‬ ‫العراقي يتحول �ضد �إيران‪ .‬في هذا المعنى‪�،‬إن �آمال‬ ‫وا�شنطن منذ فترة طويلة لإقناع دول الخليج العربية‬ ‫في الإنخ ��راط ب�شكل فعال مع العراق لموازنة �إيران‬ ‫في نهاية المطاف لي�ست ف ��ي محلها‪ .‬ومن المرجح‬ ‫�أن يظ ��ل العراق منطق ��ة حدود متنازع� � ًا عليها بين‬ ‫الطرفي ��ن‪ ،‬ومن غير المرج ��ح �أن يتح ّول الى �ساحة‬ ‫�ص ��راع مفت ��وح بالوكال ��ة‪ ،‬ولكن ��ه �أي�ض� � ًا ل ��ن يك ��ون‬ ‫م�ساعد ًا لإنفراج �أو�سع‪.‬‬

‫ال�صراع على البحرين‬ ‫ف ��ي البحرين كما ف ��ي �سوريا‪� ،‬أقلي ��ة �سكانية تحكم‬ ‫الغالبي ��ة‪ ،‬عل ��ى الرغم م ��ن �أنها حت ��ى الآن هي �أقل‬ ‫وح�شي ��ة‪ .‬وبينم ��ا عائل ��ة �آل خليف ��ة الحاكم ��ة �سنية‬ ‫تتحالف ب�شكل وثيق مع الريا�ض‪ ،‬فقد حاولت �إيران‬ ‫ م ��ع نجاح ملتب�س‪ -‬ت�صوي ��ر نف�سها على �أنها بطلة‬‫مدافعة عن الغالبية ال�شيعية المحرومة‪ ،‬التي يعتقد‬ ‫�أن عددها يمثل نحو ‪ 65‬في المئة من ال�سكان‪.‬‬ ‫وقد عر�ضت �إيران دعم ًا معنوي ًا قوي ُا ومادي ًا محدوداً‬ ‫لل�شيعة ف ��ي البحرين الذين يعتب ��ر بع�ضهم �آية اهلل‬ ‫علي خامنئ ��ي المر�ش ��د الروحي‪� ،‬أو مرجع� � ًا‪ .‬ولكن‬ ‫ت ��ورط طهران في البحرين ه ��و في مكان قريب من‬

‫تقدي ��م دعم �ضخم قاتل‪ ،‬وم ��ادي‪ ،‬ومالي يتمثل في‬ ‫"فيلق القد�س" الإيراني ‪-‬وحدة العمليات الخا�صة‬ ‫في الخ ��ارج للحر� ��س الثوري بقي ��ادة الل ��واء قا�سم‬ ‫�سليماني – الذي قدم الم�ساعدة لل�شيعة في العراق‬ ‫ويق ��دم الآن الدعم للعلويي ��ن والقوات الحكومية في‬ ‫�سوريا‪.‬‬ ‫وتنظ ��ر طه ��ران �إلى البحري ��ن كموق ��ع للإمبريالية‬ ‫الأميركية في ال�شرق الأو�سط لأن المملكة ال�صغيرة‬ ‫ت�ست�ضي ��ف الأ�سطول الخام�س الأميركي‪ ،‬وهو مركز‬ ‫للقي ��ادة وال�سيطرة والخدم ��ات اللوج�ستية البحرية‬ ‫الذي تعتبره طهران و�سيلة لوا�شنطن لتقييد نفوذها‬ ‫في الخليج‪ .‬وت�أم ��ل الجمهورية الإ�سالمية ب�أن ت�ؤدي‬ ‫زي ��ادة النفوذ ال�سيا�س ��ي ال�شيعي ف ��ي البحرين �إلى‬ ‫م�ساعدته ��ا على �إقفال وط ��رد حامية العدو الحيوية‬ ‫ف ��ي جواره ��ا‪ .‬حت ��ى الآن‪ ،‬م ��ع ذل ��ك‪ ،‬ف� ��إن �أكثرية‬ ‫المعار�ض ��ة في البحري ��ن ما زالت ّ‬ ‫تف�ض ��ل �إ�ستمرار‬ ‫الوجود الأميركي في البالد من �أجل تحقيق التوازن‬ ‫�ضد النفوذ ال�سعودي والإيراني على حد �سواء‪.‬‬ ‫م ��ن جهته ��ا ّ‬ ‫�ضخم ��ت المملك ��ة العربي ��ة ال�سعودية‬ ‫الخط ��ر الإيراني �إلى �شيء مغاي ��ر للواقع‪ .‬وفي هذا‬ ‫المعن ��ى‪ ،‬فق ��د وقعت الريا� ��ض في �ش ��رك �سردها‪،‬‬ ‫ال ��ذي رف ��ع ما هو ف ��ي جوه ��ره �صراع ًا محلي� � ًا على‬ ‫توزي ��ع الق ��وة الإقت�صادي ��ة وال�سيا�سي ��ة‪� ،‬إل ��ى حالة‬ ‫م ��ن المناف�س ��ة الجيو‪�-‬إ�ستراتيجي ��ة م ��ع مناف�ستها‬ ‫الفار�سي ��ة‪ ،‬متهم ��ة �إي ��ران بمحاول ��ة �إ�شع ��ال ث ��ورة‬ ‫خميني �أخرى‪.‬‬


‫وع ��دم الإجماع بي ��ن دول الخليج‪ .‬عل ��ى الرغم من‬ ‫�إحتجاجاته ��ا ال�صاخب ��ة وتهديداته ��ا بالطالق من‬ ‫وا�شنط ��ن فلدى الريا� ��ض عدد قليل م ��ن الخيارات‬ ‫الأخرى الخارجية‪� ،‬إن وجدت‪ ،‬يمكن الإعتماد عليها‬ ‫ل�ضمان الأمن في الخليج‪ .‬فرو�سيا وفرن�سا وال�صين‬ ‫والهن ��د كله ��ا لديه ��ا �أوج ��ه ق�ص ��ور وقي ��ود مت�صلة‬ ‫بالق ��درة والرغبة في �إظهار القوة ف ��ي الخليج –�أو‬ ‫لديه ��ا خالف ��ات �سيا�سية ح ��ادة مع الريا� ��ض ب�ش�أن‬ ‫الق�ضايا الرئي�سية مثل �سوريا و�إيران‪.‬‬ ‫ودع ��ت ال�سعودية �إلى مزيد من ال�صمود و التما�سك‬ ‫بين دول مجل� ��س التعاون الخليج ��ي‪ ،‬التنظيم الذي‬ ‫�أ�س�ست ��ه الملكي ��ات العربية الخليجية ف ��ي جزء منه‬ ‫ب�سب ��ب المخ ��اوف المتبادلة من �إي ��ران‪ .‬ولكن هذه‬ ‫الدع ��وات ذهبت �أدراج الري ��اح �إلى حد كبير‪ .‬بينما‬ ‫ت�ستم ��ر دول مجل� ��س التع ��اون الخليج ��ي ف ��ي تحمل‬ ‫مخ ��اوف خا�صة ب�ش�أن �إيران‪ ،‬فقد ا�ستجابت لهجوم‬ ‫ال�سح ��ر الديبلوما�س ��ي الإيراني حي ��ث تكللت �أخير ًا‬ ‫بالزي ��ارة "التاريخية" لأمير الكوي ��ت ال�شيخ �صباح‬ ‫الأحمد ال�صباح �إلى طه ��ران‪ .‬كما �أن �سلطنة ُعمان‬ ‫ذهبت الى حد الرف� ��ض علن ًا طلب ال�سعودية لتعاون‬ ‫دفاعي �أكبر بين دول مجل�س التعاون الخليجي‪.‬‬

‫التوازن المح ّير‬ ‫ف ��ي �أوقات اله ��دوء الن�سب ��ي الإقليم ��ي‪� ،‬أظهرت كل‬ ‫م ��ن طهران والريا� ��ض القدرة عل ��ى �إدارة التناف�س‬ ‫العرقي والطائفي والإيديولوجي‪ .‬ولكن خالل �أوقات‬ ‫الإ�ضطراب ��ات الإقليمية‪ ،‬ف�إن التوت ��ر بين ال�سعودية‬ ‫و�إي ��ران ي�أخ ��ذ منح ��ى م�ستديم� � ًا‪ :‬البيئ ��ة الإقليمية‬ ‫الم�شاك�س ��ة والمثي ��رة للن ��زاع تع ّمق من �س ��وء النية‬ ‫المتبادلة‪ ،‬وهذا ب ��دوره يجعل ال�صراعات الإقليمية‬ ‫‪-‬مثل الحرب في �سوريا‪ --‬حتى �أكثر دموية‪.‬‬‫في حين �أن موق ��ف وا�شنطن الداعم لل�سعودية منذ‬ ‫فت ��رة طويلة �ضد �إيران في ه ��ذه ال�صراعات يواجه‬ ‫توت ��ر ًا ملحوظ ًا‪ ،‬ف� ��إن �أي نية �إ�ستراتيجي ��ة �أميركية‬ ‫لتح�سين العالقات مع طهران‪ ،‬وتحقيق التوازن بين‬ ‫الدول ��ة الفار�سية والريا�ض‪� ،‬سوف يكون تحدي ًا على‬ ‫حد �سواء‪.‬‬ ‫لمرة‪ ،‬على الرغم م ��ن �إحتمال حدوث �إنفراج نووي‬ ‫بي ��ن الواليات المتحدة و�إيران‪ ،‬هناك عدد قليل من‬ ‫الدالئ ��ل على �أن القيادة العليا في طهران‪ ،‬وال �سيما‬ ‫مر�شد الث ��ورة خامنئي‪ ،‬مهتمة حق ًا في عالقة بناءة‬ ‫مع وا�شنطن‪ .‬حت ��ى �أن الم�س�ؤولين الإيرانيين الذين‬ ‫ُينظ ��ر �إليهم عل ��ى �أنهم �أكث ��ر �إعت ��دا ًال‪ ،‬مثل عبا�س‬ ‫�أراغ ��ي‪� ،‬أحد كبار المفاو�ضي ��ن النوويين‪ ،‬الذي �أكد‬ ‫ب�إ�ستمرار على �أن "العداء بين‪�[ . . .‬إيران] و�أميركا‬ ‫ال ي ��زال في مكان ��ه‪� . . .‬أميركا م ��ن وجهة نظرنا ال‬

‫الأمير �صباح الأحمد ال�صباح في �إيران‪:‬‬ ‫زيارة و�صفت بـ"التاريخية"‬

‫تزال ال�شيطان الأكبر ولم يتغ ّير �أي �شيء"‪.‬‬ ‫من الممكن التب�ؤ بيوم عندما ت�صبح �أميركا مكتفية‬ ‫ذاتي� � ًا من الطاق ��ة حيث تجدّد تحالفه ��ا مع حكومة‬ ‫�إيرانية تعطي في النهاية الأولوية للم�صالح الوطنية‬ ‫�أكثر من الم�صالح الإيديولوجية‪ .‬ولكن‪ ،‬على المدى‬ ‫القري ��ب‪ ،‬ف�إنه من غي ��ر المرجح �أن �أكب ��ر اقت�صاد‬ ‫ف ��ي العال ��م (الوالي ��ات المتحدة) �س ��وف ي�سير الى‬ ‫تخفي� ��ض مكان ��ة منت ��ج رئي�س ��ي للطاقة ف ��ي العالم‬ ‫(المملك ��ة العربي ��ة ال�سعودية) لت�شكي ��ل تحالف مع‬ ‫دول ��ة (�إيران) الت ��ي ال تزال ممزقة بي ��ن المقاومة‬ ‫و�إعادة الإدماج‪.‬‬ ‫الظه ��ور المحتم ��ل لحكوم ��ة �إيراني ��ة �أكث ��ر �إعتداالً‬ ‫ت�ستطي ��ع تح�سي ��ن العالق ��ات م ��ع وا�شنط ��ن يثي ��ر‬ ‫ت�س ��ا�ؤالت خطي ��رة �أخ ��رى للريا� ��ض‪ .‬مث ��ل �أ�صغ ��ر‬

‫في ع�صر ما قبل الثورة‪ ،‬تم ربط‬ ‫الإمبراطورية الإيرانية الفار�سية‬ ‫والمملكة العربية ال�سعودية من خالل‬ ‫ت�ضامن النظامين الملكيين في البلدين‬ ‫في مواجهة التهديدات ال�شيوعية‬ ‫والإ�شتراكية والجمهورية ورعايتهما‬ ‫المتبادلة من الواليات المتحدة‪.‬‬ ‫كان النظام الإقليمي في ذلك الوقت‬ ‫�أكثر �إ�ستقرار ًا‪ ،‬داعي ًا �إلى فر�ص �أقل‬ ‫للمناف�سة بين الجانبين‬

‫الجي ��ران في الخليج العربي‪ ،‬ت�شعر المملكة العربية‬ ‫ال�سعودي ��ة بالقل ��ق لي� ��س فق ��ط من طاب ��ع الحكومة‬ ‫الإيراني ��ة ف ��ي ال�سلط ��ة ولك ��ن �أي�ض� � ُا م ��ن حج ��م‬ ‫الطموحات "الإمبريالية" الكبيرة وال�ضخمة للأمة‬ ‫االيرانية‪ ،‬بغ�ض النظر عم ��ن يحكم البالد‪ .‬بالنظر‬ ‫�إل ��ى �أن الكثي ��ر م ��ن �أ�سب ��اب تحال ��ف الريا� ��ض مع‬ ‫وا�شنطن تحركها المخ ��اوف المتبادلة حول �إيران‪،‬‬ ‫هل �ستكون الوالي ��ات المتحدة على �إ�ستعداد لتعزيز‬ ‫ال�صداق ��ة م ��ع ال�سعودية في مجال التع ��اون النووي‬ ‫والإقت�صادي والع�سكري �إذا لم يعد هناك قلق ب�ش�أن‬ ‫طه ��ران‪� ،‬أو �أن الريا�ض �ستجد نف�سه ��ا على هام�ش‬ ‫�سيا�سة الواليات المتحدة ؟‬ ‫ف ��ي مواجه ��ة �إرتف ��اع درج ��ة ح ��رارة العالق ��ات‬ ‫االميركي ��ة االيرانية‪ ،‬وتح�سن عالق ��ات بقية الدول‬ ‫الخليجية م ��ع طهران‪ ،‬يبدو �أن ال�سعوديين مجبرون‬ ‫على ب ��دء مبادرات �إنفتاح من جان ��ب واحد‪ ،‬بدعوة‬ ‫وزير الخارجية االيراني محمد جواد ظريف لزيارة‬ ‫الريا� ��ض (كما فعل وزير الخارجية ال�سعودي الأمير‬ ‫�سع ��ود الفي�صل �أخي ��ر ًا)‪ .‬ولكن‪ ،‬نظ ��ر ًا �إلى �ضراوة‬ ‫ال�صراع في �سوريا والتوقعات الحالية للنخب في كل‬ ‫من الدولتين‪ ،‬م ��ن المرجح �أن تظل هذه المبادرات‬ ‫مح ��دودة النط ��اق‪ .‬و�س ��وف يتوق ��ف الكثي ��ر عل ��ى‬ ‫�إ�ستع ��داد �إيران لتهدئة و تقلي ��ل م�شاركتها في بالد‬ ‫ال�شام �إل ��ى درجة مقبولة ‪ --‬لحف ��ظ ماء الوجه‪--‬‬ ‫م ��ن العنا�صر البراغماتية في النظام ال�سعودي‪ .‬مع‬ ‫ذلك‪ ،‬نظر ًا �إلى الهيمن ��ة الم�ستمرة للحر�س الثوري‬ ‫الأكثر ت�ش ��دد ًا (على النقي�ض م ��ن وزارة الخارجية‬ ‫االيرانية الأكثر �إعتدا ًال) في المناطق ال�ساخنة مثل‬ ‫�سوريا‪ ،‬ال يبدو هذا ال�سيناريو مرجح ًا في الم�ستقبل‬ ‫القريب‪.‬‬ ‫�أهم عقب ��ة لتح�سن حقيقي ف ��ي العالقات تكمن في‬ ‫الواقع الذي ال مفر منه من اختالل التوازن الهيكلي‬ ‫في الخليج‪ .‬بغ�ض النظر عن نوع النظام في طهران‪،‬‬ ‫�س ��وف ت�ستم ��ر المملك ��ة العربي ��ة ال�سعودي ��ة ودول‬ ‫الخليج العربية في المطالبة بدعم ع�سكري خارجي‬ ‫لتحقيق الت ��وازن بين ما يعتبرونه طموحات الهيمنة‬ ‫المت�أ�صلة ف ��ي �إيران‪ .‬والجمهوري ��ة الإ�سالمية‪ ،‬من‬ ‫جانبها‪� ،‬ستوا�صل المطالب ��ة بمنطقة الخليج خالية‬ ‫من القوات الأجنبية حتى تتمكن من ت�أكيد ما تعتبره‬ ‫دورها القيادي ال�شرعي‪.‬‬ ‫في هذا المعنى‪ ،‬ف�إن فكرة وجود توازن جديد‪� ،‬أكثر‬ ‫�إيجابية بين �إيران والمملكة العربية ال�سعودية الذي‬ ‫يمك ��ن له �أن ي�سه ��ل التقليل من التزام ��ات الواليات‬ ‫المتح ��دة في الخليج يب ��دو حلم ًا بعي ��د المنال على‬ ‫الم ��دى الق�صير‪ ،‬وبالتالي ف� ��إن �إتفاق ًا بين الريا�ض‬ ‫وطهران ما زال بعيد ًا �إن لم يكن م�ستحي ًال‬ ‫‪Issue 20 - June - 2014‬‬

‫‪33‬‬


‫الخليج العربي ¶ مو�ضوع الغالف‬ ‫للجماع ��ات المت�ش ��ددة المعار�ضة لوج ��ود ا�سرائيل‬ ‫ف�سوف يمنع التطبيع الكامل للعالقات بين وا�شنطن‬ ‫وطهران‪.‬‬

‫النفط‪ :‬ال�ضرورة تزايد على الإيديولوجيا‬ ‫يقوم تحالف وا�شنطن ‪ -‬الريا�ض على توفير الواليات‬ ‫المتح ��دة الأم ��ن لل�سعودية م ��ن �أجل �ضم ��ان تدفق‬ ‫م�ستمر من النفط ال�سع ��ودي �إلى العالم‪ .‬ولكن هذا‬ ‫الأ�سا� ��س �إهت ّز جراء ثورة ال�صخ ��ر الزيتي و�إزدهار‬ ‫�صناع ��ة الطاق ��ة المحلية ف ��ي �أميرك ��ا‪ ،‬والتخطيط‬ ‫لإع ��ادة ت ��وازن ال�سيا�س ��ة الخارجي ��ة الأمبركية �إلى‬ ‫�آ�سي ��ا ‪ ،‬و�سل�سل ��ة م ��ن الخالف ��ات ال�شدي ��دة ح ��ول‬ ‫الق�ضايا الإقليمي ��ة مثل م�صر و�سوريا و �إيران‪ .‬على‬ ‫الرغم من هذه االختالفات‪ ،‬ف�إن �أميركا لم يكن لها‬ ‫حليف موثوق في منظم ��ة "�أوبك" �أكثر من المملكة‬ ‫العربي ��ة ال�سعودية‪ ،‬التي كان ��ت تقليدي ًا على خالف‬ ‫مع �إيران ب�ش�أن ت�سعير ح�ص�ص النفط‪.‬‬ ‫ف ��ي حين كانت طه ��ران في الما�ضي �أكث ��ر �إهتماماً‬ ‫ب�ش� ��أن تعظي ��م الأرباح عل ��ى المدى الق�صي ��ر‪ ،‬ف�إن‬ ‫الريا� ��ض �إتخ ��ذت موقف ًا للمدى الطوي ��ل ‪�-‬إختالف‬ ‫في النظرة الزمنية التي تنبع من �إحتياطات النفط‬ ‫في ك ��ل بلد والقدرة عل ��ى الإنتاج‪ .‬ل ��دى �إيران رابع‬ ‫�أكب ��ر �إحتياط ��ات مثبت ��ة ف ��ي العال ��م (حوالي ‪136‬‬ ‫ملي ��ار برميل)‪ ،‬ما يق ��رب من ن�ص ��ف الإحتياطات‬ ‫في المملكة العربية ال�سعودية (‪ 267‬مليار برميل)‪.‬‬ ‫ب�سبب مجموعة متنوعة من العوامل ‪--‬بما في ذلك‬ ‫العقوب ��ات والبنية التحتي ��ة القديمة—ف�إن تكاليف‬ ‫الإنت ��اج في �إيران هي �أعل ��ى بكثير مما هي عليه في‬ ‫ال�سعودي ��ة‪َ :‬و َ�ض َع بع�ض التقدي ��رات تكلفة �إ�ستخراج‬ ‫برمي ��ل النفط في �إي ��ران ب�أكثر من ثالث ��ة �أ�ضعاف‬ ‫تكلف ��ة �إ�ستخراج البرميل الواحد في ال�سعودية‪ .‬وقد‬ ‫�إ�ستخدمت الريا�ض في الما�ضي القدرة على الإنتاج‬ ‫البديل ك�سالح �ضد �إي ��ران ‪ --‬ولي�س فقط في �إطار‬ ‫الجولة الحالية من العقوبات ولكن �أي�ضا قبل ثورة‪.‬‬ ‫من جهة �أخرى هناك عدد من الإتجاهات الجديدة‬ ‫التي تتح� �دّى �ص ��دارة المملك ��ة العربي ��ة ال�سعودية‬ ‫من ��ذ �أمد طوي ��ل‪ .‬تواجه الريا�ض نق�ص� � ًا في الطلب‬ ‫العالم ��ي‪ ،‬وتزايد الطل ��ب الداخلي‪ ،‬و�إع ��ادة دخول‬ ‫الخ ��ام الليبي �إل ��ى ال�سوق العالمية‪ ،‬وزي ��ادة الإنتاج‬ ‫في �إيران بع ��د تخفيف العقوبات‪� .‬إذا وعندما ي�صل‬ ‫العراق �إل ��ى �إمكاناته من الإنت ��اج الكامل‪ ،‬يمكن �أن‬ ‫تنخف� ��ض مكانة ال�سعودية �أكثر‪ .‬كما �أن �إنتاج النفط‬ ‫من ال�صخ ��ر الزيتي في الوالي ��ات المتحدة‪ ،‬والذي‬ ‫يتوق ��ع �أن ي�ص ��ل �إل ��ى ذروته ف ��ي الع ��ام ‪ ، 2018‬قد‬ ‫يفر� ��ض تخفي�ض ��ات كبيرة ف ��ي �إنت ��اج "�أوبك" على‬ ‫مدى �سنوات عدة مقبلة‪.‬‬

‫‪32‬‬

‫العدد ‪ - 20‬حزيران (يونيو) ‪٢٠١4 -‬‬

‫وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف‪:‬‬ ‫هل يزور ال�سعودية قريب ًا؟‬

‫بع ��د كل هذا‪ ،‬ينبغي عدم المبالغة بالن�سبة �إلى هذه‬ ‫الإتجاهات‪ .‬ما زالت ال�سعودي ��ة تحتفظ بقوة هائلة‬ ‫كمنتج بديل‪ ،‬و�صادراته ��ا النفطية حا�سمة بالن�سبة‬ ‫�إلى �صحة الإقت�صاد العالمي ولدول من الوزن الثقيل‬ ‫مثل ال�صين‪ ،‬التي تعتمد عليها �إقت�صادات الواليات‬ ‫المتح ��دة و�أوروبا‪ .‬هذه الروابط يعن ��ي �أن وا�شنطن‬ ‫�ستوا�صل العمل في مجال حماية �إمدادات ال�سعودية‬ ‫بغ�ض النظر عن الناتج ال�صخري الأميركي‪.‬‬ ‫م ��ن جانبها‪ ،‬حال �س ��وء الإدارة والعقوب ��ات من دون‬ ‫�إ�ستغ�ل�ال �إي ��ران لكام ��ل �إحتياطاته ��ا الهائل ��ة م ��ن‬ ‫الطاق ��ة‪ .‬ح�صلت طه ��ران على �أكثر م ��ن ‪ 600‬مليار‬ ‫دوالر م ��ن العائ ��دات النفطي ��ة خ�ل�ال فت ��رة رئا�سة‬ ‫�أحم ��دي نج ��اد ‪ --‬نحو ‪ 60‬ف ��ي المئة م ��ن �إيراداتها‬ ‫النفطي ��ة الإجمالية على مدى الق ��رن الفائت‪ .‬ولكن‬

‫�أعلن الرئي�س الأميركي‬ ‫باراك �أوباما عن نهج من ّقح لل�شرق‬ ‫الأو�سط‪ :‬الواليات المتحدة لن ت�سعى‬ ‫�إلى عزل الجمهورية الإ�سالمية‪ ،‬ولكن‬ ‫بد ًال من ذلك �سوف تحاول "�أن تُقنع‬ ‫�إيران بالعمل بطريقة م�س�ؤولة" لتعزيز‬ ‫"توازن جديد" بين طهران والريا�ض‬ ‫تكون قاعدته "المناف�سة‪ ،‬وربما ال�شك‪،‬‬ ‫ولكن لي�س من طريق حرب ن�شيطة‬ ‫�أو بالوكالة"‬

‫هذه الأموال تم تبديدها �إلى حد كبير على ال�سيا�سات‬ ‫الإقت�صادية ال�شعبوية الت ��ي فاقمت بد ًال من تح�سين‬ ‫�إرتفاع مع ��دالت الت�ضخم والبطالة ف ��ي البالد‪ .‬منذ‬ ‫ذلك الحين‪� ،‬ساهمت العقوبات الإقت�صادية والمالية‬ ‫المت�صاع ��دة‪ ،‬ال �سيم ��ا الحظر الأوروب ��ي الكلي على‬ ‫النف ��ط الإيران ��ي‪ ،‬ف ��ي تراج ��ع الإنت ��اج وال�صادرات‬ ‫الإيرانية بن�سبة تزيد على ‪ 50‬في المئة‪.‬‬ ‫ك ��ان تجدي ��د �صناع ��ة النف ��ط‪ ،‬و�إنعا� ��ش عملي ��ات‬ ‫الإنت ��اج وال�ص ��ادرات م ��ن المالحق ��ات المهم ��ة‬ ‫لل�سيا�س ��ات الرئي�سية لحكومة روحاني‪ .‬وزير النفط‬ ‫ال�ساب ��ق بيجان زنغنه الذي خدم ف ��ي �إدارة الرئي�س‬ ‫الإ�صالحي ال�ساب ��ق محمد خاتمي‪� -‬أعيد الى وزارة‬ ‫النفط‪ ،‬وهو يتودد �إلى �شركات الطاقة الغربية (بما‬ ‫في ذلك الأميركي ��ة) وتعهد بزيادة االنتاج االيراني‬ ‫و�إعادته الى و�ضعه ال�سابق‪.‬‬ ‫بالن�سب ��ة �إل ��ى جميع نق ��اط الخالف بي ��ن وا�شنطن‬ ‫وطه ��ران والريا� ��ض‪ ،‬ف� ��إن الإختالف ��ات ف ��ي �إنتاج‬ ‫النفط قد تثبت �أنها �أكثر �سهولة للإدارة‪� .‬إن وزيري‬ ‫النفط في كال البلدين تباع ًا‪ ،‬زنغنه في ايران وعلي‬ ‫النعيمي في ال�سعودية‪ ،‬هم ��ا من التكنوقراط ولي�سا‬ ‫من ّ‬ ‫المنظرين‪ .‬مع ذلك‪� ،‬سوف يتوقف كل �شيءعلى‬ ‫الإتف ��اق الن ��ووي‪� .‬إذا ل ��م يت ��م التو�صل �إل ��ى واحد‪،‬‬ ‫�ستوا�ص ��ل الوالي ��ات المتحدة منع‪ ،‬عب ��ر العقوبات‪،‬‬ ‫�إنتاج وت�صدير النفط الإيراني‪.‬‬

‫�أمن الخليج والوجود الأميركي‬ ‫في قل ��ب التناف�س ال�سع ��ودي الإيراني تكمن مفارقة‬ ‫ب�سيط ��ة‪� :‬إيران ال تثق بالوالي ��ات المتحدة وتخ�شاها‬ ‫وتري ��د �إخراجه ��ا م ��ن الخلي ��ج‪ ،‬ولك ��ن دول الخليج‬ ‫العربي ��ة ترغب ب�إ�ستمرار الوج ��ود الأمني الأميركي‬ ‫ف ��ي المنطق ��ة عل ��ى وجه التحدي ��د لأن ه ��ذه الدول‬ ‫تخاف وال تثق بالطموحات الإيرانية‪.‬‬ ‫من ��ذ �أن و�ض ��ع ال�ش ��اه محمد ر�ض ��ا بهل ��وي برنامج‬ ‫التحدي ��ث الع�سكري في �إيران ف ��ي �سبعينات القرن‬ ‫الفائ ��ت‪ ،‬ذهب ��ت المملك ��ة العربي ��ة ال�سعودي ��ة �إلى‬ ‫راع – وا�شنط ��ن ‪ -‬لموازنة قوة‬ ‫الخ ��ارج للبحث عن ٍ‬ ‫�إي ��ران المتف ّوق ��ة‪ .‬عندم ��ا تدعو طهران �إل ��ى �إيجاد‬ ‫ح ��ل محلي �إقليمي لأمن الخليج العربي (وهذا يعني‬ ‫رحي ��ل الق ��وات الأميركية) ت ��رى المملك ��ة العربية‬ ‫ال�سعودية على الفور ت�صميم ًا للهيمنة الفار�سية التي‬ ‫تعود بالذاكرة �إلى عهد ال�شاه‪ ،‬عندما كانت الريا�ض‬ ‫ما زالت في حالة �شريك مبتدىء لوا�شنطن‪.‬‬ ‫م ��ع ذل ��ك‪� ،‬إن المعار�ض ��ة ال�سعودي ��ة لبني ��ة �أمني ��ة‬ ‫خليجي ��ة �إقليمي ��ة لل�سكان الأ�صليين ق ��د ت�ضعف في‬ ‫نهاي ��ة المط ��اف �أم ��ام مواجه ��ة الحقائ ��ق الحالية‬ ‫والو�شيكة‪ ،‬مثل الهوة المتزايدة مع الواليات المتحدة‬


‫م�سقط‪ :‬الو�سيط المثالي‬

‫المنطقة‪ .‬في حين ت�شترك مع ال�سعودية في حدود‬ ‫مبا�ش ��رة‪ ،‬ف�إن قرب ُعمان �إل ��ى �إيران عبر م�ضيق‬ ‫هرم ��ز الإ�ستراتيجي المه ��م و�إمتنانها للم�ساعدة‬ ‫التي قدّمها الإيرانيون خالل حرب ظفار (‪-1965‬‬ ‫‪ ،1975‬عندم ��ا تمرك ��ز �أكث ��ر م ��ن ‪ 3000‬جن ��دي‬ ‫�إيران ��ي ف ��ي عمان) جعل م ��ن �إيران ج ��ارة مهمة‬ ‫بالقدر عينه‪ .‬الروايات التي تحكي عن الإيرانيين‬ ‫الذي ��ن "قاتلوا من �أجل ُعم ��ان وماتوا على التراب‬ ‫ال ُعمان ��ي"‪ ،‬ال تزال قوية بين ال�شعب العماني اليوم‬ ‫ورا�سخة في ��ه‪ .‬حتى مع الإطاح ��ة بال�شاه‪ ،‬وا�صلت‬ ‫م�سقط حفاظها على عالقات طبيعية مع طهران‪،‬‬ ‫وظل ��ت محايدة �إل ��ى حد كبير خ�ل�ال الحرب بين‬ ‫الجمهوري ��ة الإ�سالمي ��ة والع ��راق‪ .‬ف ��ي ال�سن ��وات‬ ‫الأخيرة‪� ،‬أبقت ُعمان على �سير هذه العالقات من‬ ‫دون �أي تغيي ��ر‪ ،‬الأمر الذي �ساعدها كي تلعب دور‬ ‫الو�سيط بين �إيران والواليات المتحدة‪ ،‬مما �ساعد‬ ‫على ت�سهيل الإفراج ع ��ن الرهائن الأميركيين في‬ ‫الع ��ام ‪ ،2011‬ثم االنفراج بي ��ن وا�شنطن وطهران‬ ‫ف ��ي الع ��ام ‪ .2013‬الرئي� ��س المنتخ ��ب حديث ًا في‬ ‫�إي ��ران ح�س ��ن روحاني قام بعدها ب� ��أول زيارة �إلى‬ ‫دولة خليجي ��ة‪� ،‬إلى عمان‪ ،‬لمناق�ش ��ة �إمكانية فتح‬ ‫خط �أنابيب الغاز الطبيعي بين البلدين‪.‬‬ ‫�أكث ��ر م ��ن ذل ��ك‪ ...‬يفيد الخب ��راء بان ��ه من غير‬ ‫المرجح توثيق العالقات �أكثر بين ُعمان والمملكة‬ ‫العربي ��ة ال�سعودي ��ة‪ ،‬الت ��ي م ّول ��ت الإ�ضطراب ��ات‬ ‫المدني ��ة ف ��ي ال�سلطن ��ة ف ��ي �إنتفا�ض ��ة خم�سينات‬ ‫الق ��رن الفائت‪ ،‬ثم م ��رة �أخرى في ح ��رب ظفار‪.‬‬ ‫المخاوف الجيو�سيا�سي ��ة الم�شتركة كدولة منتجة‬

‫للنف ��ط (�إذا ل ��م تكن تقريب� � ًا على ق ��در �أكبر كما‬ ‫جيرانها ف ��ي مجل�س التع ��اون الخليجي)‪ ،‬وكذلك‬ ‫"الربيع العربي"‪ ،‬والمخاوف من توغل ال�سلفية‪،‬‬ ‫كله ��ا تركت ُعم ��ان متج� � ّذرة في مجل� ��س التعاون‬ ‫الخليج ��ي‪ ،‬ولكن لي�س �إل ��ى درج ��ة الإ�ستكانة �إلى‬ ‫الأه ��داف ال�سعودية‪ ،‬كما �أظه ��ر ال�سلطان قابو�س‬ ‫عندم ��ا ق ��ال ب�شكل قاط ��ع �أن بالده ل ��ن تدخل في‬ ‫�إتحاد خليج ��ي ر�سمي في العام ‪ ،2013‬ومع ذلك‪،‬‬ ‫ال ت ��زال هناك عالقات قوية بي ��ن البلدين وتدعم‬ ‫ُعمان معظم جدول الأعم ��ال الإقت�صادي لمجل�س‬ ‫التعاون الخليجي‪.‬‬ ‫ل ��ذا فال�سيا�س ��ة الخارجية في �سلطن ��ة عمان هي‬ ‫عمل متوازن و�ض ��ع بعناية حيث يلعب على موقعها‬

‫ُعمان ‪ -‬التي يتحدث مواطنوها‬ ‫فعلي ًا اللغة العربية ال�سعودية‬ ‫ولديها التعليم المجاني متو ّفر‬ ‫على نطاق وا�سع الذي ي�شمل �أي�ض ًا‬ ‫اللغة الإنكليزية ‪ -‬تم ّهد الطريق الآن‬ ‫ل�شعبها لتعلم الفار�سية كمواطنين‬ ‫�أي�ض ًا‪ ،‬بحيث يمكن لل ُعمانيين‬ ‫التحدث حق ًا مع الجميع‬

‫وعل ��ى حقيق ��ة �أنها بلد �صغي ��ر ج ��د ًا بالن�سبة �إلى‬ ‫كب ��ار الالعبي ��ن ك ��ي يعتبروه ��ا تهدي ��د ًا‪ .‬منذ �أن‬ ‫�أط ��اح ال�سلطان قابو�س وال ��ده ال�سلطان �سعيد بن‬ ‫تيمورف ��ي العام ‪� ،1970‬أدار ه ��ذا التوازن و�إعتمد‬ ‫ب�شكل كبير على نظرية تقول �أن الطريق الرئي�سي‬ ‫للتعامل مع الأع ��داء والتهديدات التي يتعر�ض لها‬ ‫الأم ��ن القومي يكون من خ�ل�ال الإنفتاح والحوار‪.‬‬ ‫وبعبارة �أخرى‪ ،‬البراغماتية‪ .‬وهو جمع هذا النهج‬ ‫م ��ع �سيا�س ��ة قوية بعدم التدخل ف ��ي بلدان �أخرى‪،‬‬ ‫ف�ض�ل ً�ا ع ��ن ع ��دم ال�سم ��اح لل�شرك ��اء ب�إ�ستخدام‬ ‫الأرا�ض ��ي العماني ��ة كموق ��ع لقاع ��دة �إنط�ل�اق‬ ‫ع�سكرية‪ .‬العمانيون فخورون �إلى حد كبير من دور‬ ‫بالدهم الو�سطي‪ ،‬مع ال�شكاوى الوحيدة الآتية من‬ ‫ال�شباب المن�ضوين في الخدم ��ة الع�سكرية الذين‬ ‫ي�شعرون انهم فقط يح�صلون على التدريب‪ ،‬ولي�س‬ ‫ممار�سة القتال في الواقع‪.‬‬ ‫ث ��م عندما ت�س�أل العمانيين ما الذي يدفع الفل�سفة‬ ‫الكامن ��ة وراء ال�سيا�سة الخارجي ��ة التي يفتخرون‬ ‫به ��ا ج ��د ًا‪ ،‬يك ��ون رد فعله ��م الأول ف ��ي كثي ��ر من‬ ‫الأحي ��ان هو ف ��ي تف�سي ��ر ذلك من خ�ل�ال الدين‪.‬‬ ‫بي ��ن �أكثر من ‪ 3‬ماليين مواطن في �سلطنة ُعمان‪،‬‬ ‫كله ��م تقريب ًا م�سلم ��ون‪ ،‬ولكن معظ ��م ممار�ستهم‬ ‫ه ��ي ن�سخة نادرة م ��ن الإ�س�ل�ام والمعروفة با�سم‬ ‫الإبا�ضي ��ة‪ .‬وه ��ي غير م�ألوفة خارجي� � ًا بحيث انها‬ ‫موج ��ودة ب�شك ��ل ح�ص ��ري تقريب� � ًا ف ��ي ال�سلطنة‬ ‫الخليجية‪ ،‬مع ع ��دد قليل من الممار�سين في‪ ‬جبل‬ ‫نفو�سة‪ ‬وفي‪ ‬زوارة‪ ‬في‪ ‬ليبي ��ا‪ ‬ووادي م ��زاب ف ��ي‬ ‫الجزائ ��ر وجزي ��رة جرب ��ة ف ��ي تون�س‪ ‬وبع�ض‬ ‫‪Issue 20 - June - 2014‬‬

‫‪35‬‬


‫الخليج العربي‬ ‫عمان‬

‫�سلطنة ُعمان تتقن دور الو�سيط ب�إمتياز‬

‫لماذا رفض السلطان قابوس اإلتحاد الخليجي؟‬ ‫عندما طرحت ال�سعودية في م�ؤتمر قمة زعماء دول مجل�س التعاون الخليجي الأخير في الكويت تطوير‬ ‫مجل���س التعاون �إلى �إتحاد خليجي م�شابه للإتحاد الأوروب��ي‪ ،‬رف�ضت �سلطنة عُ مان الفكرة وعار�ضتها‪،‬‬ ‫الأمر الذي ولّد ت�سا�ؤالت عن �سبب هذا الرف�ض‪ ،‬وهل من الممكن تغييره في الم�ستقبل‪ .‬التقرير التالي‬ ‫ي�سلط ال�ضوء على الفل�سفة التي ت�سيّر ال�سيا�سة الخارجية في �سلطنة عمان والتي �أدّت �إلى هذا القرار‪.‬‬ ‫م�سقط ‪� -‬سمير الح�سيني‬ ‫فتح ��ت �سلطن ��ة عم ��ان �أخي ��ر ًا �أبواب‬ ‫مدر�س ��ة جدي ��دة ف ��ي و�س ��ط مدين ��ة‬ ‫م�سقط لتدري� ��س منهج اللغة الفار�سي ��ة ل�سكانها‪،‬‬ ‫م ��ن المواطني ��ن والوافدين على حد �س ��واء‪ .‬ويتم‬ ‫�إدارة وت�شغيل هذه المدر�سة من قبل وزارة التربية‬ ‫والتعلي ��م العمانية‪ ،‬ولكن الط�ل�اب الذين يتابعون‬ ‫كل الدورات الت ��ي تمتد على ‪� 12‬أ�سبوع ًا يح�صلون‬ ‫على �شهادة من جامعة فردو�سي في مدينة م�شهد‬ ‫الإيراني ��ة‪ .‬م ��ن جهت ��ه ي�أم ��ل �سفي ��ر الجمهوري ��ة‬ ‫الإ�سالمي ��ة ف ��ي عم ��ان‪ ،‬علي �أكب ��ر �سيبيفي ��ه‪� ،‬أن‬ ‫تفت ��ح ال�سلطن ��ة بالمقابل معهد ًا للغ ��ة العربية في‬ ‫طهران ف ��ي الم�ستقبل القريب‪ .‬مم ��ا ال �شك فيه‪،‬‬

‫‪34‬‬

‫العدد ‪ - 20‬حزيران (يونيو) ‪٢٠١4 -‬‬

‫منذ �أن �إنتهت ُعمان من ت�صفية بقايا‬ ‫الحكم الفار�سي في القرن ‪،18‬‬ ‫حافظت على عالقات ودية مت�سقة �إلى‬ ‫حد ما مع �إيران‪ ،‬حتى عندما ظهرت‬ ‫مثل هذه العالقات غير متنا�سقة مع‬ ‫ع�ضوية ال�سلطنة في مجل�س التعاون‬ ‫الخليجي بقيادة الريا�ض التي تناف�س‬ ‫طهران ب�شرل�سة في المنطقة‬

‫�أن من الذي ��ن �سيت�سجلون �أو ًال ف ��ي هذه المدر�سة‬ ‫�سيكون بع�ض� � ًا من الوفد الم�ؤلف من ‪� 100‬شخ�ص‬ ‫م ��ن رج ��ال الأعم ��ال العمانيين الذي ��ن �سيقومون‬ ‫بزيارة �إيران في الأ�شهر المقبلة لتطوير العالقات‬ ‫التجارية عب ��ر البلدين‪� ،‬أو ربم ��ا �أولئك المهتمين‬ ‫في تعزيز خطط بناء خ ��ط �أنابيب الغاز الطبيعي‬ ‫المقت ��رح الذي �سيت ��م ت�شغيله بين عم ��ان و�إيران‬ ‫والهند‪.‬‬ ‫من ��ذ �أن �إنته ��ت عمان م ��ن ت�صفية بقاي ��ا الحكم‬ ‫الفار�س ��ي في الق ��رن ‪ ،18‬حافظت عل ��ى عالقات‬ ‫ودي ��ة مت�سقة �إلى ح ��د ما مع �إي ��ران‪ ،‬حتى عندما‬ ‫ظه ��رت مث ��ل ه ��ذه العالق ��ات غي ��ر متنا�سقة مع‬ ‫ع�ضوي ��ة ال�سلطن ��ة ف ��ي مجل�س التع ��اون الخليجي‬ ‫بقيادة الريا�ض التي تناف� ��س طهران ب�شرل�سة في‬


‫الخليج العربي ¶ عمان‬ ‫المناط ��ق ف ��ي �شم ��ال �أفريقي ��ا‪ .‬وال ��ذي يجعله ��ا‬ ‫فري ��دة م ��ن نوعه ��ا ‪--‬ويعطي م�سق ��ط درجة من‬ ‫الم�صداقي ��ة عندم ��ا يتعل ��ق الأمر بالوق ��وف على‬ ‫الحي ��اد في الج ��دل القائم بي ��ن �إي ��ران والمملكة‬ ‫العربي ��ة ال�سعودية‪ -‬هي �أنها لي�س ��ت من ال�سنة �أو‬ ‫ال�شيعة‪ ،‬وهذا يعني �أن ُعمان ال تقع بدقة في مخيم‬ ‫� ّأي م ��ن القوتين الإقليميتين الرئي�سيتين رغم �أنها‬ ‫ع�ض ��و في منظم ��ة مجل� ��س التعاون ل ��دول مجل�س‬ ‫التعاون الخليجي‪.‬‬ ‫الإبا�ضي ��ة‪ ،‬مث ��ل المدار�س الأخرى ف ��ي الإ�سالم‪،‬‬ ‫لديه ��ا تقليد قانون ��ي طوي ��ل‪ ،‬ولكن بالن�سب ��ة �إلى‬ ‫الطريق ��ة التي يت ��م مناق�شته ��ا وممار�ستها اليوم‪،‬‬ ‫فلديها العديد من النق ��اط الرئي�سية التي تجعلها‬ ‫فري ��دة‪ .‬الأول ��ى هي �أنه ��ا تع ّلم ال ��ورع والإ�ستقامة‬ ‫وال�صالح‪ .‬فقط �أولئك الذين يعي�شون م�ستقيمين‬ ‫و�صالحي ��ن �س ��وف يعرف ��ون الطريق �إل ��ى الجنة‪.‬‬ ‫الثاني ��ة‪ ،‬والأكث ��ر �أهمي ��ة بالن�سبة �إل ��ى مناق�شات‬ ‫ال�سيا�س ��ة الخارجي ��ة ف ��ي عي ��ون العمان ��ي‪ ،‬ه ��و‬ ‫قبول غي ��ر الم�ستقيمين �أي الذي ��ن يتعار�ضون مع‬ ‫تفكيره ��م‪ .‬وخالف ًا لبع�ض �أ�شك ��ال الإ�سالم‪ ،‬تع ّلم‬ ‫الإبا�ضي ��ة ق ��درا كبي ��ر ًا لقب ��ول النا�س م ��ن جميع‬ ‫الأدي ��ان الذين لي�س ��وا قادرين عل ��ى االرتقاء �إلى‬ ‫معايي ��ر الإ�ستقام ��ة وال�صواب حت ��ى الآن‪ .‬هناك‬ ‫عن�صر من التوا�ضع ف ��ي الطريقة التي ُيما َر�س به‬ ‫هذا المفهوم‪ ،‬حيث يرف�ض العديد من الإبا�ضيين‬ ‫الحك ��م على الآخرين كمخطئي ��ن �أو محاولة الح ّد‬ ‫م ��ن ممار�ساتهم‪ .‬وم ��ن الأمثلة الأكث ��ر �شيوع ًا هو‬ ‫الت�سامح ف ��ي �إ�ستهالك الكح ��ول‪ ،‬والتي يحظرها‬ ‫الإ�س�ل�ام‪ .‬ب ��د ًال من تقيي ��د و�صولها ب�شك ��ل كبير‪،‬‬ ‫كم ��ا هو الح ��ال في العديد م ��ن دول الخليج‪ ،‬فمن‬ ‫ال�سهل على كل من يجد الكحول في ُعمان‪ ،‬وكذلك‬ ‫العمانيين‪� ،‬شربها من دون و�صمة عار �شديدة التي‬ ‫قد تلقاها في مكان �آخر‪� .‬إن �إرتكاب هذه المع�صية‬ ‫هي لي�ست خطيئة العمانيي ��ن بل الذين �إرتكبوها‪،‬‬ ‫وال يراها االبا�ضيون ب�أنها من م�س�ؤوليتهم الدينية‬ ‫فر�ض �إرادتهم على �أي �شخ�ص‪.‬‬ ‫"�صدي ��ق للجمي ��ع‪ ،‬ولي�س عدو ًا لأح ��د" هذه هي‬ ‫النتيج ��ة‪� ،‬إذا �أُخ ��ذ مثل هذا التحلي ��ل في ظاهره‪،‬‬ ‫لقب ��ول الإبا�ضي ��ة للجمي ��ع‪ .‬و�إنطالق� � ًا م ��ن ه ��ذا‬ ‫المنطق ك ��ان يمكن �أن يكون ذل ��ك �أي�ض ًا الأ�سا�س‬ ‫لإنعزالية ال�سلطان ال�ساب ��ق‪ ،‬وحتى �إن�شاء وتو�سيع‬ ‫الإمبراطورية العمانية‪ ،‬والتي �إمتدّت من باك�ستان‬ ‫�إل ��ى زنجب ��ار في الق ��رن الثام ��ن ع�ش ��ر‪ .‬الجواب‬ ‫يكمن في �صورة �أكثر واقعية في الفطنة ال�سيا�سية‬

‫ال�سلطان قابو�س بن �سعيد‪:‬‬ ‫"�صديق للجميع ولي�س عدو ًا لأحد!"‬

‫ال�سيا�سة الخارجية في �سلطنة‬ ‫عمان هي عمل متوازن و�ضع بعناية‬ ‫حيث يلعب على موقعها وعلى حقيقة‬ ‫�أنها بلد �صغير جد ًا بالن�سبة �إلى كبار‬ ‫الالعبين كي يعتبروها تهديد ًا‬

‫لل�سلطان قابو� ��س‪ ،‬الذي يع ّرف عن نف�سه و�سلطنة‬ ‫عمان باعتبارهما الو�سي ��ط المثالي (او الوا�سطة‬ ‫المثالية)‪.‬‬ ‫والوا�سط ��ة هو مفهوم عرب ��ي لل�شفاعة‪ ،‬والنفوذ‪،‬‬ ‫والو�سي ��ط‪ ،‬وال�صالت‪ ،‬والرعاي ��ة‪� ...‬صفات كلها‬ ‫تجتم ��ع ف ��ي كلمة واح ��دة‪ .‬يمكن للم ��رء �أن تكون‬ ‫ل ��ه وا�سطة‪ ،‬ولك ��ن يمكن للم ��رء �أي�ض� � ًا �أن يكون‬ ‫الوا�سط ��ة ل�شخ� ��ص �آخ ��ر‪ .‬كلم ��ة ت�أتي م ��ن كلمة‬ ‫الو�س ��ط �أو �أن يك ��ون في الو�س ��ط‪ ،‬والوا�سطة هي‬ ‫في �صميم الوظيفة الثقافية وال�سيا�سية العربية‪.‬‬ ‫لدي ��ك خالف م ��ع ج ��ارك؟ تحتاج �إل ��ى وظيفة؟‬ ‫ترغب في �شراء �أو تجديد المنزل؟ تريد التهرب‬

‫من دف ��ع مخالفة لتج ��اوز ال�سرع ��ة؟ بحاجة �إلى‬ ‫�إي ��داع مل ��ف ل ��دى مكت ��ب حكوم ��ي؟ �إال �إذا كنت‬ ‫عل ��ى �إ�ستع ��داد للإنتظار لفترة طويل ��ة‪ ،‬قد تكون‬ ‫الوا�سطة �أف�ضل الطرق‪ .‬قد تكون وا�سطتك �أفراد‬ ‫عائلتك �أو قبيلتك (حي ��ث هناك توقعات لرعاية‬ ‫بع�ضه ��م البع� ��ض)‪� ،‬أو حت ��ى بع� ��ض المع ��ارف‪.‬‬ ‫الوا�سط ��ة تبني الهيب ��ة‪ ،‬عند �إ�ستخ ��دام ت�أثيرك‬ ‫الخا� ��ص لم�ساع ��دة �شخ�ص �آخ ��ر‪ ،‬يمكنك زيادة‬ ‫ت�شج ��ع المعامل ��ة بالمثل‪،‬‬ ‫�إحترام ��ك‪ .‬كما �أنه ��ا ّ‬ ‫لأن ��ه �إذا قام �شخ� ��ص بخدم ��ة ل�صالحك‪ ،‬يجب‬ ‫علي ��ك عنده ��ا الحف ��اظ عل ��ى العالق ��ة والعودة‬ ‫بتقديم خدم ��ة ل�صالحه في �إح ��دى المنا�سيات‪.‬‬ ‫ال ُينظ ��ر �إلى هذا الدين بنظ ��رة �سلبية‪ ،‬بل ُيعتبر‬ ‫جانب� � ًا �إيجابي� � ًا في بن ��اء عالقة والم�س ��اواة‪ .‬في‬ ‫بع� ��ض الحاالت‪ ،‬مثل م�ساعدة فرد للح�صول على‬ ‫وظيفة‪ ،‬هناك عن�صر رعاية قوية‪� ،‬إذ �أن �شخ�ص ًا‬ ‫يبدو بو�ضوح في مو�ض ��ع �أعلى في ال�سلطة‪ ،‬ولكن‬ ‫في كثير من الأحيان‪ ،‬الوا�سطة هي م�س�ألة ي�ساعد‬ ‫فيها النا�س �أمثالهم في المجتمع‪.‬‬ ‫دور الوا�سط ��ة هذا‪� ،‬إذن‪ ،‬هو م ��ا ت�سعى ُعمان �إلى‬ ‫تحقيق ��ه‪� .‬إنها تطمح �إلى �أن تكون بلد ًا في الو�سط‬ ‫موثوق� � ًا بالن�سب ��ة �إل ��ى �إي ��ران‪ ،‬والمملك ��ة العربية‬ ‫ال�سعودي ��ة‪ ،‬والوالي ��ات المتح ��دة‪ .‬ما يفتق ��ر �إليه‬ ‫ال�سلط ��ان قابو� ��س في ال�سلطة ب�شك ��ل م�ستقل‪ ،‬قد‬ ‫تحقق وتك َّون في دوره بو�صفه الو�سيط‪ ،‬والوا�سطة‬ ‫الت ��ي يمك ��ن �أن تتفاو�ض مع الجميع م ��داورة‪ ،‬في‬ ‫نهاي ��ة المط ��اف ل�ضم ��ان ال�س�ل�ام الخا� ��ص ب ��ه‪،‬‬ ‫و�إ�ستق ��راره‪ ،‬والرفاهية على الم ��دى الطويل فيما‬ ‫ال ��دول الكب ��رى ف ��ي العالم تتذك ��ر كيفي ��ة �إيجاد‬ ‫ال�سب ��ل ل�س ��داد �شريكهم ال�صغي ��ر‪ .‬وكما يجب �أن‬ ‫تنتهي كل �صفق ��ة جراء الوا�سط ��ة الجيدة‪ ،‬ي�شعر‬ ‫جميع الأط ��راف وك�أنها �إكت�سبت وربحت �شيئا من‬ ‫ذلك‪� ،‬إنه و�ض ��ع مربح للجانبين الذي قد يبدو �أنه‬ ‫تج ��اوز جميع �أن ��واع حقائق ال�سيا�س ��ة الخارجية‪،‬‬ ‫ولكنه في الحقيقة م�سرحية ذكية لتحقيق التوازن‬ ‫بين الجمي ��ع وك�سب بع�ض الهيبة في هذه العملية‪.‬‬ ‫و�ضم ��ان �أن العالق ��ات بي ��ن ال�سلطن ��ة والالعبين‬ ‫الكب ��ار ه ��ي �أكثر م ��ن النظ ��ر �إليها كمج ��رد دولة‬ ‫وعم ��ان ‪ -‬التي يتح ��دث مواطنوها فعلي ًا‬ ‫�صغيرة‪ُ .‬‬ ‫اللغة العربي ��ة ال�سعودية ولديه ��ا التعليم المجاني‬ ‫متو ّف ��ر على نطاق وا�س ��ع الذي ي�شم ��ل �أي�ض ًا اللغة‬ ‫الإنكليزي ��ة ‪ -‬تم ّه ��د الطري ��ق الآن ل�شعبه ��ا لتعلم‬ ‫الفار�سية كمواطنين �أي�ض ًا‪ ،‬بحيث يمكن لل ُعمانيين‬ ‫التحدث حق ًا مع الجميع‬ ‫‪Issue 20 - June - 2014‬‬

‫‪37‬‬



The Best Brazilian Technology

Motrice Equipamentos e Processos Ltda is a Brazilian company specializing in process of food industry, especially in the heat treatment through equipment like Drum Dryer, Spray Dryer, Paddle Dryer, Fluidized Bed Systems, Lyophilisation and also type Tunnel forced air dryers. Motrice has a pilot plant in Curitiba, Brazil, with the possibility to provide the following services:

• Product development • Prototyping Product • Exploratory testing. • Support projects and supports the technical area of new lines And through its Innovation Centre, already serve and provide support in the development of processes for manufacturing flakes fruits, starches and modified gelatin, milk, flour, instant cereal flakes, dried yeast and others…

Equipment

Drum dryer is a suitable drying equipment for temperature sensitive products that present in liquid or paste form and that the drying occurs in a few seconds by forming a thin layer on the cylinder surface without causing oxidation in the product since this process does not no product contact with air.

For More information write to MOTRICE, R São Simão 36, P.O. Box: 82900-290, Curitiba, Paraná, Brazil, Phone: +5541-3366-7226 Or visit: www.motrice.com.br, or www.ippel.com.br Middle East & North Africa Agent: TERRASTONE FINANCE, Istanbul, Turkey For more Information visit: www.terrastonefinance.com


In Food Thermal Processing Motrice projects and manufactures heavy load equipment of high precision for the agribusiness and chemical industry. It works to innovate the conception of equipment focusing the commercial and production needs of the industry. As complemental services of processes engineering, Motrice makes available a research team with engineers dedicated to new concepts of products, besides a pilot plant for the development of processes and preparation of samples for market tests. Maintenance and technical support are also the focus of Motrice, which renders services of evaluation, recovery, reconditioning and modernization of complex machines, including from other suppliers.


‫جامعة ظهر المهراز في فا�س‪ :‬المواجهة قا�سية فيها!‬

‫حام ��ي الدين ال ��ذي يتهمون ��ه بال�ضل ��وع في مقتل‬ ‫محمد بن عي�سى �أيت الجيد في العام ‪ 1993‬خالل‬ ‫�إ�شتباك ��ات بين الإ�سالميي ��ن والطالب الي�ساريين‬ ‫ف ��ي الجامعة عينه ��ا‪ .‬وب ّرئت �ساح ��ة حامي الدين‬ ‫بعدم ��ا ق�ض ��ى ف ��ي ال�سج ��ن عامي ��ن م ��ن الحكم‬ ‫ال�ص ��ادر ف ��ي حقه‪ ،‬وبع ��د ذلك في الع ��ام ‪،2005‬‬ ‫قام ��ت لجن ��ة الإن�ص ��اف والم�صالح ��ة بتعوي�ض ��ه‬ ‫ع ��ن ال�سنوات التي ق�ضاها ف ��ي ال�سجن من طريق‬ ‫الخط�أ‪ .‬وم ��ع ذلك‪ ،‬ف�إن الق�ضي ��ة ال تزال ذكراها‬ ‫حية تالحق حامي الدين حيث �إ�ستخدمت ذخيرة‬ ‫�سيا�سي ��ة �ضده و�ضد حزبه‪ .‬ل ��ذا ب�سبب القلق من‬ ‫وق ��وع �إ�شتباكات‪ ،‬قرر الط�ل�اب الإ�سالميون �إلغاء‬ ‫الحدث‪ ،‬لكنه ��م فوجئوا عندما �أُخ ��ذوا على حين‬

‫غ ��رة م ��ن قب ��ل ملثمي ��ن هاجموه ��م بال�سكاكي ��ن‬ ‫وال�سواطي ��ر في ‪ 24‬ني�سان (�إبري ��ل) الفائت‪ ،‬مما‬ ‫�أ�سف ��ر عن مقتل عبد الرحي ��م الح�سناوي و�إ�صابة‬ ‫�إثني ��ن �آخرين بج ��روح خطيرة‪ .‬على الف ��ور �إتهم‬ ‫"التجديد الطالب ��ي" "النهج القاعدي" بتنفيذ‬ ‫الهج ��وم‪ ،‬ودعا الحكوم ��ة �إلى �إدراج ��ه وت�صنيفه‬ ‫كمنظمة �إرهابية‪.‬‬ ‫عل ��ى الرغم من �أن هذه لي�س ��ت المرة الأولى التي‬ ‫تق ��ع فيه ��ا �إ�شتباكات بي ��ن الط�ل�اب الإ�سالميين‬ ‫والي�ساريي ��ن فقد عرفت الجامع ��ات عنف ًا طالبي ًا‬ ‫متف ّرق� � ًا بي ��ن الجانبي ��ن ف ��ي ت�سعين ��ات الق ��رن‬ ‫الفائ ��ت ال ��ذي ت�سبب في بع�ض الوفي ��ات و العديد‬ ‫م ��ن الإ�صابات‪� .‬إلاّ �أن مي ��زة الإ�شتباكات الأخيرة‬

‫�أن ��ه ِ�إ�س ُته � ِ�دف فيه ��ا طال ��ب ينتمي �إل ��ى مجموعة‬ ‫تابع ��ة ب�شكل وثي ��ق �إلى حزب "العدال ��ة والتنمية"‬ ‫الحاك ��م الذي يرى ذلك ب�أن ��ه هجوم على الحزب‬ ‫نف�س ��ه ومحاولة �إلى �إ�سته ��داف تجربته الحكومية‬ ‫و�إ�ستدراجه �إلى عنف ا�إنتقامي‪ .‬من جهتها �إتخذت‬ ‫ال�سلط ��ات موقف ًا ملتب�س ًا تجاه ه ��ذا الحادث‪ .‬بعد‬ ‫تلقي الدعم الملكي‪ ،‬وعد رئي�س الوزراء الإ�سالمي‬ ‫عبد الإله بنكيران بوق ��ف العنف الجامعي‪ ،‬و�أُلقي‬ ‫القب� ��ض عل ��ى الع�شرات م ��ن الط�ل�اب المتهمين‬ ‫بالت ��ورط ف ��ي الإ�شتباك ��ات‪ ،‬م ��ن بينه ��م عدد من‬ ‫الم�شتبه بهم في قت ��ل الح�سناوي‪ .‬وبالمثل‪ ،‬وقعت‬ ‫وزارة الداخلي ��ة ووزارة التربي ��ة والتعلي ��م العالي‬ ‫عل ��ى بروتوكول م�شت ��رك منح ق ��وات الأمن الحق‬ ‫في التدخل ف ��ي الجامعات من دون الح�صول على‬ ‫�إذن �أو ت�صري ��ح من رئي�س الجامعة �إذا كان هناك‬ ‫خطر يته ��دد الأمن العام‪ .‬ومع ذل ��ك‪ ،‬فقد منعت‬ ‫ال�سلطات الأمنية العدي ��د من الأن�شطة الطالبية‪،‬‬ ‫بما ف ��ي ذلك حفل ت�أبين لل�ضحي ��ة في مكان وقوع‬ ‫الح ��ادث و�إقامة ن�صب تذكاري للطالب القتيل في‬ ‫م�سرح الجريمة‪.‬‬ ‫و�إتهمت حركة "التجديد الطالبي" �أي�ض ًا القنوات‬ ‫التلفزيوني ��ة الحكومي ��ة‪ ،‬ال �سيم ��ا القن ��اة الثانية‪،‬‬ ‫ب� ��أن تغطيتها كانت متحي ��زة بالن�سبة �إلى الحادث‬ ‫والإ�شتباك ��ات الت ��ي �أدّت �إلي ��ه‪ .‬و�إن�ض ��م ح ��زب‬ ‫"العدالة والتنمية" �إلى هذا الموقف‪ ،‬و�ألقى اللوم‬ ‫على �أحزاب المعار�ض ��ة وو�سائل الإعالم الموالية‬ ‫للنظ ��ام لت�صويره ��ا غي ��ر المت ��وازن للأح ��داث‬ ‫ومحاوالته ��ا لتقوي� ��ض العالق ��ات بي ��ن الق ��وات‬ ‫الم�ؤي ��دة للديموقراطية في المغرب‪ .‬من جانبهم‪،‬‬ ‫ق ��ال الي�ساريون ب� ��أن ح ��زب "العدال ��ة والتنمية"‬ ‫ي�ستغل موت الح�سناوي لتحقيق مكا�سب �سيا�سية‪.‬‬ ‫الموحد" وزير‬ ‫وقد طال ��ب الح ��زب "الإ�شتراك ��ي ّ‬ ‫التعليم العالي لح�س ��ن الداودي بتقديم �إ�ستقالته‪،‬‬ ‫و�إته ��م رئي�س الحكومة عبد الإله بنكيران بمحاباة‬ ‫فئة م ��ن المجتمع على فئة �أخرى‪ ،‬ف ��ي �إ�شارة �إلى‬ ‫ح�ض ��وره برفقة وفد حكومي رفيع الم�ستوى جنازة‬ ‫الح�سناوي ‪.‬‬ ‫كان ��ت ال�سلط ��ات المغربية منذ �أم ��د طويل بطيئة‬ ‫ومتلكئ ��ة في �إتخاذ �إج ��راءات حا�سمة �ضد العنف‬ ‫ف ��ي الجامعات‪ .‬فنظر ًا �إلى القيود المفرو�ضة على‬ ‫التدخ ��ل الأمني​​ف ��ي الجامع ��ات‪ ،‬غالب ًا م ��ا تبقى‬ ‫ال�سلطات مكتوفة الأيدي حيث ال تملك الكثير من‬ ‫م�ساح ��ة للمناورة‪ ،‬وفي حاالت �أخ ��رى يتم �إ�صدار‬ ‫�أحك ��ام مخ ّفف ��ة على مرتكب ��ي ال�شغب هدفها‬ ‫‪Issue 20 - June - 2014‬‬

‫‪41‬‬


‫المغرب العربي‬ ‫المغرب‬

‫�إنق�سام الإ�سالميين والعلمانيين ي�صب في م�صلحة النظام‬

‫"حرب" الجامعات في المغرب‬ ‫تهدد اإلصالحات!‬ ‫من��ذ �إنهيار النظ��ام الإخواني في م�ص��ر‪ ،‬عرف الإ�سالميون ف��ي المغرب العربي‪ ،‬خ�صو�ص � ًا في تون�س‬ ‫والمغرب‪� ،‬إنخفا�ض ًا في ال�شعبية وتحدي ًا من العلمانيين‪ ،‬وهذا ما يحدث منذ مدة في جامعات المغرب‬ ‫والت��ي �أدت �أحداث العن��ف الأخيرة فيها �إلى تعميق الهوة بين الإ�سالميين والعلمانيين‪ ،‬وهذا في الواقع‬ ‫ي�صب في م�صلحة النظام‪.‬‬ ‫الرباط ‪ -‬محمد الكيال‬ ‫خ�ل�ال الأ�شه ��ر الأخي ��رة‪� ،‬شه ��د‬ ‫المغ ��رب �إرتفاع ح ��دة التوت ��رات بين‬ ‫الإ�سالميي ��ن والعلمانيي ��ن‪ ،‬حي ��ث ت�صاع ��دت من‬ ‫الح ��روب الكالمي ��ة �إل ��ى العن ��ف الج�س ��دي‪ .‬وقد‬ ‫ُت ّوج ه ��ذا التوتر ف ��ي ‪ 24‬ني�سان (�إبري ��ل) الفائت‬ ‫بمقت ��ل الطال ��ب عب ��د الرحي ��م الح�سن ��اوي على‬ ‫�أيدي متطرفي ��ن ي�ساريين‪ ،‬وهو قيادي في منظمة‬ ‫"التجديد الطالبي" المق ّربة من حزب "العدالة‬ ‫والتنمي ��ة" الإ�سالم ��ي الحاك ��م‪ .‬ال�صدم ��ة الت ��ي‬ ‫�أحدثها هذا الحادث �أثارت المخاوف من �إمكانية‬ ‫تو�سع المواجهة الإ�سالمي ��ة العلمانية التي �ستعزّز‬ ‫ّ‬ ‫في النهاية موقف النظام وتقوي�ض القوى الم�ؤيدة‬ ‫للديموقراطية‪.‬‬ ‫ف ��ي بداي ��ة ني�س ��ان (�إبري ��ل)‪ّ ،‬‬ ‫نظ ��م مرك ��ز �إب ��ن‬ ‫ر�ش ��د للدرا�س ��ات والتوا�صل‪ ،‬وه ��و م�ؤ�س�سة بحثية‬ ‫علماني ��ة ف ��ي الرب ��اط‪ ،‬ن ��دوة �سيا�سي ��ة بعن ��وان‬ ‫"الي�س ��ار والإ�سالمي ��ون والديموقراطي ��ة‪ :‬ه ��ل‬ ‫التفاه ��م ممك ��ن؟"‪ .‬وق ��د دع ��ي ممثل ��ون ع ��ن‬ ‫الأح ��زاب الي�ساري ��ة والإ�سالمية جنب� � ًا �إلى جنب‬ ‫مع مجموعة وا�سعة م ��ن المثقفين لمناق�شة كيفية‬ ‫موحدة‬ ‫التغل ��ب عل ��ى الإنق�س ��ام‪ ،‬وت�شكي ��ل جبه ��ة ّ‬ ‫لإج ��راء �إ�صالح ��ات ديموقراطي ��ة ذات معنى‪ ،‬لم‬ ‫يرغ ��ب النظام المغربي حتى الآن ف ��ي ت�أييدها �أو‬ ‫�إحت�ضانها‪ .‬بعد �أي ��ام‪� ،‬أقدم "التجديد الطالبي"‬

‫‪40‬‬

‫العدد ‪ - 20‬حزيران (يونيو) ‪٢٠١4 -‬‬

‫الملك محمد ال�ساد�س‪ :‬ما موقفه من "حرب" الجامعات ؟‬

‫�إن�ضم حزب "العدالة والتنمية" �إلى‬ ‫موقف منظمة "التجديد الطالبي"‬ ‫التابعة له و�ألقى اللوم على �أحزاب‬ ‫المعار�ضة وو�سائل الإعالم الموالية‬ ‫للنظام لت�صويرها غير المتوازن للأحداث‬ ‫ومحاوالتها تقوي�ض العالقات بين القوات‬ ‫الم�ؤيدة للديموقراطية في المغرب‬

‫على خطوة مماثلة‪ ،‬معلن ًا عن ندوة �سيا�سية خا�صة‬ ‫به في جامعة �سيدي محمد بن عبد اهلل في مدينة‬ ‫"فا� ��س"‪ ،‬وداعي ًا ع�ض ��و الأمانة العامة في حزب‬ ‫"العدال ��ة والتنمي ��ة" عب ��د العالي حام ��ي الدين‬ ‫�إ�ضاف ��ة �إل ��ى زعي ��م ح ��زب "الإتح ��اد الإ�شتراكي‬ ‫للقوات ال�شعبية" ح�سن ط ��ارق‪ .‬وخالل التح�ضير‬ ‫للمنت ��دى‪� ،‬أ�صدرت جماعة متطرفة ي�سارية تدعى‬ ‫"النه ��ج الديموقراطي القاع ��دي"‪ ،‬بيان ًا في ‪23‬‬ ‫ني�س ��ان (�إبريل) هدّدت فيه المنظمين‪ ،‬معلن ًة من‬ ‫خالله �أنها لن تت�سامح مع وجود �أع�ضاء من حزب‬ ‫"العدالة والتنمية"‪ ،‬وم�شير ًة �إلى "�إنهم لن يمروا‪،‬‬ ‫لن يمروا ‪ . . .‬و �إذا مروا‪ ،‬فعلى جثثنا"‪.‬‬ ‫لقد �إعتر�ض ��ت المجموعة‪ ،‬تحديد ًا‪ ،‬على م�شاركة‬


‫المغرب العربي ¶ المغرب‬ ‫ردع العنا�ص ��ر الم�شاغبة‪ .‬وه ��ذا هو �أحد الأ�سباب‬ ‫يف�س ��ر تقاع�سها ف ��ي الرد عل ��ى ممار�سات‬ ‫ال ��ذي ّ‬ ‫ف�صي ��ل "النه ��ج الديموقراطي القاع ��دي" الذي‬ ‫ير ّكز على �إ�ستهداف الف�صائل الطالبية بمختلف‬ ‫توجهاتها‪ ،‬وعرقلة الدرا�سة ومقاطعة الإمتحانات‬ ‫بالعن ��ف؛ علم� � ًا �أنه ك ��ان نا�شط ًا �أ�سا�س ��ا في مدن‬ ‫مث ��ل فا�س ومكنا�س و�أغادي ��ر ووجدة �إذ �أن غالبية‬ ‫�أع�ضائ ��ه ت�أتي من ال�ضواح ��ي المهم�شة حول هذه‬ ‫الم ��دن والمناط ��ق الريفي ��ة‪ .‬والفرع الأكث ��ر عنف ًا‬ ‫لديه هو في جامع ��ة ظهر المهراز في فا�س‪ ،‬حيث‬ ‫تعر�ض ��ت �إدارة كلي ��ة الآداب والعل ��وم الإن�ساني ��ة‬ ‫ف ��ي ‪ 2013‬للإغ�ل�اق بال�سال�س ��ل ل�شهري ��ن دعم ًا‬ ‫لمقاطعة الإمتحانات التي نظمها الإتحاد الوطني‬ ‫لطلب ��ة المغ ��رب‪ .‬ورغم ال�شك ��اوى المتع ��ددة من‬ ‫ط ��رف المت�ضررين‪ ،‬لم تقم ال�سلطات بمجهودات‬ ‫كافية لمالحقة المعنيين‪.‬‬ ‫وق ��د ج ��ادل البع� ��ض ب� ��أن ال�سب ��ب الآخ ��ر وراء‬ ‫محدودي ��ة تدخ ��ل ال�سلط ��ات ه ��و �إنحيازه ��ا نحو‬ ‫المجموع ��ة الي�ساري ��ة‪� ،‬أو على الأق ��ل التح ّيز �ضد‬ ‫خ�صمهم ��ا الم�شت ��رك‪ :‬الجماع ��ات الإ�سالمي ��ة‪.‬‬ ‫بينم ��ا م ��ن ال�صعوبة الإثب ��ات �أو الت�أكي ��د على �أن‬ ‫ال�سلط ��ات تغ� ��ض الطرف ع ��ن �أن�شط ��ة الجماعة‬ ‫الي�ساري ��ة‪ ،‬ف� ��إن الخبراء والعارفي ��ن ي�شيرون �إلى‬ ‫�أن عقلي ��ة الدول ��ة الأمنية المنح ��ى ت�سعى جاهدة‬ ‫�إلى الحف ��اظ على توازن القوى في الجامعات بين‬ ‫الإ�سالميي ��ن والعلمانيين‪ .‬وهذا في ر�أيهم مرتبط‬ ‫بمقاربة �شمولي ��ة يمار�سها النظام ب�شكل غريزي‪:‬‬ ‫كلم ��ا �أح�س ��ت الدول ��ة بتق ��ارب بي ��ن الإ�سالميين‬ ‫والعلمانيي ��ن‪� ،‬سارعت �إلى تعزي ��ز االنق�سام وخلق‬ ‫من ��اخ �إنعدام الثقة عبر �إخراج "جثث من القبور"‬ ‫وتذكية ال�صراع الإيديولوجي بين الطرفين‪.‬‬ ‫وق ��د �إمت ��دت الإنق�سام ��ات والع ��داء والتحري� ��ض‬ ‫ال�سائ ��دة �سيا�سي� � ًا بي ��ن ال�شب ��اب عل ��ى م�ست ��وى‬ ‫الجامع ��ات �إل ��ى ال�ساح ��ة ال�سيا�سية‪ .‬عل ��ى �سبيل‬ ‫المث ��ال‪ ،‬بعد �أ�سب ��وع على قتل الح�سن ��اوي‪ ،‬قامت‬ ‫نا�شط ��ة ي�ساري ��ة ب�إتهام النائب ف ��ي البرلمان عن‬ ‫حزب العدالة والتنمية عبد ال�صمد الإدري�سي ‪--‬‬ ‫الذي هو �أي�ض ُا في المنا�سبة يمثل �أ�سرة الح�سناوي‬ ‫‪ -‬بالإعتداء عليها عندما كانت طالبة في جامعة‬‫م ��والي �إ�سماعي ��ل ف ��ي مدين ��ة مكنا�س ف ��ي العام‬ ‫‪ ،1997‬وهو �أمر نفاه الإدري�سي و�إعتبره محاولة ال‬ ‫�أ�سا�س لها من ال�صحة لترهيبه ب�إعتباره المحامي‬ ‫المكلف متابعة ملف الطالب المقتول‪ .‬وقبل �أ�شهر‬ ‫قليل ��ة‪ ،‬دخلت القناة الثاني ��ة التلفزيونية على خط‬

‫عبد الإله بنكيران‪ :‬هل ي�ستطيع البقاء؟‬

‫المواجهة ببثها �شري ��ط فيديو ل�شيخ �سلفي ي�صف‬ ‫في ��ه زعيم� � ًا �سيا�سي ًا علماني ًا بالكاف ��ر بعدما �أدلى‬ ‫ه ��ذا الأخي ��ر بت�صريحات ح ��ول �ض ��رورة �إ�صالح‬ ‫حق ��وق الميراث وممار�سات تع ��دد الزوجات‪ .‬وقد‬ ‫�أث ��ار عر�ض هذا الفيديو توت ��ر ًا وجد ًال �إيديولوجي ًا‬ ‫بي ��ن الإ�سالميي ��ن والعلمانيين‪ .‬وخ�ل�ال ال�سنتين‬ ‫الما�ضيتين‪ ،‬تمت �إعادة �إحياء ملف �آيت الجيد في‬ ‫كل م ��رة تتعار�ض فيها م�صال ��ح الق�صر مع حزب‬

‫ميزة الإ�شتباكات الأخيرة‬ ‫�أنه �إِ�ستُهدِ ف فيها طالب ينتمي‬ ‫�إلى مجموعة تابعة ب�شكل وثيق �إلى‬ ‫حزب "العدالة والتنمية" الحاكم‬ ‫الذي يرى ذلك ب�أنه هجوم على‬ ‫الحزب نف�سه ومحاولة �إلى �إ�ستهداف‬ ‫تجربته الحكومية و�إ�ستدراجه‬ ‫�إلى عنف ا�إنتقامي‬ ‫غالبية الف�صائل الطالبية ال�سيا�سية‬ ‫ال�شعبية تبدي �إ�ستعدادها لنبذ العنف‪،‬‬ ‫�إال �أنه ما دام هناك �إنق�سام على م�ستوى‬ ‫النخب‪� ،‬سوف يكون من ال�صعب‬ ‫تحقيق تقارب بين الف�صائل الطالبية‬ ‫في المدى المنظور‬

‫"العدالة والتنمية"‪ .‬يبدو �أن النظام ي�ستغل هذه‬ ‫االنق�سام ��ات �إل ��ى �أق�صى حد‪ ،‬ويذ ّك ��ر العلمانيين‬ ‫والإ�سالميي ��ن م ��ن حي ��ن �إل ��ى �آخ ��ر بخالفاته ��م‬ ‫العميقة‪.‬‬ ‫واليخفي حزب الأ�صالة والمعا�صرة ‪ -‬المق ّرب من‬ ‫الق�صر ‪ -‬م�ساندته لطلبة "النهج القاعدي"‪ .‬وقد‬ ‫نظم هذا الحزب في ‪� 5‬أيار (مايو) الفائت م�ؤتمر ًا‬ ‫�صحافي� � ًا بع ��د �أ�سبوعي ��ن على مقت ��ل الح�سناوي‪،‬‬ ‫�أكد فيه على دعمه للط�ل�اب القاعديين‪ ،‬وتحميل‬ ‫حزب "العدال ��ة والتنمية" الم�س�ؤولي ��ة الأخالقية‬ ‫والمعنوي ��ة عن مقت ��ل الح�سناوي‪ ،‬و�أعل ��ن �أن على‬ ‫حام ��ي الدي ��ن �أن "يدف ��ع الثمن" لح�ض ��وره ندوة‬ ‫فا� ��س التي �ساهمت على وجه الخ�صو�ص "في رفع‬ ‫التوتر بين الف�صائل الطالبية"‪.‬‬ ‫بعد جريمة قتل الطالب عبد الرحيم الح�سناوي‪،‬‬ ‫الت ��ي د ّمرت ما تبق ��ى من ثقة بي ��ن الإ�سالميين‬ ‫والعلمانيي ��ن‪ ،‬تبدو فر�ص التقارب بين الفريقين‬ ‫ب�أنها تزداد �صعوبة‪ ،‬فقد نجحت عملية الإغتيال‬ ‫فع�ل� ًا في توتي ��ر العالقة بي ��ن الطرفين وزعزعة‬ ‫الثق ��ة المفق ��ودة �أ�ص ًال‪ .‬لقد دخ ��ل الطرفان في‬ ‫�سجاالت كالمية ح ��ادة‪ :‬يتهم �إ�سالميون تيارات‬ ‫ي�ساري ��ة بع ��دم توجي ��ه �إدان ��ة �صريح ��ة لعملي ��ة‬ ‫الإغتي ��ال‪ ،‬ومحاول ��ة تبريره ��ا عب ��ر �إ�ستدع ��اء‬ ‫تاري ��خ العنف الطالب ��ي‪ ،‬وخ�صو�ص� � ًا مقتل �أيت‬ ‫الجيد‪ ،‬في ت�سعين ��ات القرن الفائت‪ .‬وفي الوقت‬ ‫عين ��ه‪ ،‬ل ّم ��ح حام ��ي الدين ب� ��أن من يق ��ف وراء‬ ‫"م�ؤامرة الجريمة يرف�ض �أي تقارب بين الي�سار‬ ‫والإ�سالميي ��ن‪ ،‬ومازال م�ستمر ًا ف ��ي ن�سف فكرة‬ ‫الحوار في �إنتظ ��ار التوقيت المنا�سب للعودة �إلى‬ ‫التحكم والهيمنة"‪.‬‬ ‫مع ذل ��ك ال ت ��زال هناك فر�ص ��ة و�إمكاني ��ة لر�أب‬ ‫ال�ص ��دع وتخفي ��ف ح ��دة التوت ��ر‪ .‬فق ��د �أُطلق ��ت‬ ‫مب ��ادرات متع ��ددة التي ترم ��ي �إلى �إنه ��اء العنف‬ ‫وت�شجيع الت�سامح‪� ،‬أبرزها نداء منظمة "التجديد‬ ‫الطالب ��ي" "لمناه�ض ��ة العن ��ف الجامع ��ي"‪ ،‬التي‬ ‫تهدف �إلى زيادة وعي الطالب حول هذه الم�سائل‬ ‫والق�ضايا ومنا�شدة الف�صائل الأخرى التخلي عن‬ ‫العن ��ف ونبذه‪ .‬كما �أن غالبي ��ة الف�صائل الطالبية‬ ‫ال�سيا�سي ��ة ال�شعبي ��ة تب ��دي �إ�ستعداده ��ا لنب ��ذ‬ ‫العنف‪� ،‬إال �أنه م ��ا دام هناك �إنق�سام على م�ستوى‬ ‫النخب‪� ،‬س ��وف يكون من ال�صع ��ب تحقيق تقارب‬ ‫بي ��ن الف�صائ ��ل الطالبي ��ة ف ��ي الم ��دى المنظور‪،‬‬ ‫ي�صب في م�صلح ��ة القوى المناه�ضة‬ ‫الأم ��ر الذي ّ‬ ‫للإ�صالح وبالتالي النظام‬ ‫‪Issue 20 - June - 2014‬‬

‫‪43‬‬


JTCE

Le Nom Qu’il Faut Connaitre Au Maroc

JTCE Sarl est une société Marocaine des secteurs du bâtiment et travaux publics. Elle intervient dans la construction des bâtiments, des grands ouvrages et des infrastructures d'énergie (tertiaire, industriel, infrastructures) Pour Plus D’information: 67 angle Boulevard Hassan 1er, Casablanca, Maroc Tel: (212) 0664 501 319, Email: jtcesarl@gmail.com


‫الرئي�س ال�سابق زين العابدين بن علي وعقيلته ليلى طرابل�سي‪ :‬فتحا وكر الف�ساد‬

‫قيد الحياة‪ .‬منذ العام ‪ ،1959‬م ّولت الحكومة في تون�س‬ ‫معظم القطاعات ال�صناعية في البالد �سواء من خالل‬ ‫الم�شاركة في ر�أ�س الم ��ال �أو القرو�ض الم�صرفية‪ .‬في‬ ‫�أواخ ��ر ثمانينات الق ��رن الفائت‪ ،‬ح ّول ��ت تون�س الجزء‬ ‫الأكب ��ر من قطاعات الخدم ��ات والت�صنيع �إلى مالكين‬ ‫من القط ��اع الخا� ��ص‪ ،‬وف ��ي ت�سعينات الق ��رن الفائت‬ ‫وف ��ي العق ��د المن�ص ��رم‪ ،‬خ�صخ�صت جزئي� � ًا �شركات‬ ‫�إت�ص ��االت تون�س‪ ،‬وق�سم ًا كبير ًا من القطاع الم�صرفي‪،‬‬ ‫ف�ض�ل ً�ا ع ��ن �شرك ��ات الإ�سمن ��ت الكبيرة‪ ،‬مث ��ل �شركة‬ ‫الإ�سمنت ف ��ي جبل الو�سط و�شرك ��ة �إ�سمنت النفي�ضة‪.‬‬ ‫ولك ��ن الخ�صخ�صة عينها لم تك ��ن كافية لتوليد فر�ص‬ ‫�إقت�صادي ��ة جدي ��دة‪ .‬ما لم تحت�ضن تون� ��س �إ�صالحات‬ ‫اقت�صادية جريئة‪ ،‬ف�إن الإنج ��ازات ال�سيا�سية الأخيرة‬ ‫قد ت�صبح عك�سية‪.‬‬ ‫وكم ��ا ه ��و الح ��ال ف ��ي دول �شم ��ال �أفريقي ��ا الأخرى‪،‬‬ ‫ت�ش ّك ��ل البطال ��ة م�شكل ��ة رئي�سية في تون� ��س‪ ،‬مع معدل‬ ‫ر�سم ��ي و�صل �إلى ‪ 17‬ف ��ي المئة‪ .‬وي ��زداد الو�ضع �سوء ًا‬ ‫بين خريج ��ي الجامعات ال�شباب‪ 30 ،‬ف ��ي المئة منهم‬ ‫عاطل ��ون من العمل‪ .‬يق� �دّم الإقت�ص ��اد التون�سي فر�ص ًا‬ ‫قليل ��ة للعمال المهرة ال�شب ��اب‪ ،‬والعديد من التون�سيين‬ ‫�أ�صحاب ال�شهادات الجامعية يتناف�سون للح�صول على‬ ‫ع ��دد قليل م ��ن الوظائف ف ��ي القطاع الع ��ام ‪ -‬وكثير ًا‬ ‫م ��ا ينته ��ي الأم ��ر بخيب ��ة �أمل‪ .‬ف ��ي �شب ��اط (فبراير)‬ ‫الما�ض ��ي‪ ،‬مر�شح ��ون لوظائف ر�سمية ل ��م ينجحوا في‬ ‫منطق ��ة قف�ص ��ة‪ ،‬في جنوب الب�ل�اد‪� ،‬أ�شعل ��وا النار في‬ ‫محطة ال�شرطة المحلية �إحتجاج ًا على نتائج التوظيف‬ ‫ف ��ي �شرك ��ة حكومية‪ .‬ف ��ي وقت �ساب ��ق من الع ��ام‪ ،‬في‬ ‫"من ��زل بوزيان" ف ��ي المنطقة الو�سط ��ى من �سيدي‬ ‫بوزي ��د‪� ،‬أج ��رى خريجو جامع ��ات �شب ��اب عاطلون من‬ ‫العمل مزاد ًا رمزي ًا عل ��ى �شهاداتهم الجامعية ‪ -‬ولي�س‬

‫في العام ‪� ،2008‬أبرق �سفير �أميركا‬ ‫في تون�س روبرت ف‪ .‬جوديك‪� ،‬إلى‬ ‫الخارجية الأميركية مفيد ًا ب�أن "عائلة‬ ‫المو�سعة غالب ًا ما ي�شار‬ ‫الرئي�س بن علي ّ‬ ‫�إليها ب�أنها �أ�سا�س الف�ساد التون�سي‪ .‬كما‬ ‫غالب ًا ما ي�شار �إليها على �أنها �شبه مافيا‪،‬‬ ‫وذكر كلمة 'العائلة' يكفي للإ�شارة‬ ‫�إلى �أي عائلة تق�صد"‬

‫بال�ض ��رورة لك�سب المال و�إنما لج ��ذب �إنتباه ال�سلطات‬ ‫�إلى محنتهم‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫م ��ن جهة �أخرى توا�صل الإ�ضراب ��ات في �شل الإقت�صاد‬ ‫التون�س ��ي اله� � ّ�ش والم�ساهمة ف ��ي الإ�ساءة �إل ��ى �صورة‬ ‫الب�ل�اد التي تردع الم�ستثمرين الأجانب‪� .‬شهدت تون�س‬ ‫‪� 399‬إ�ضراب ًا في العام ‪ 2013‬من قبل موظفي الجمارك‬ ‫والق�ض ��اة وعم ��ال المطار والأطب ��اء‪ ،‬وكثي ��ر ًا غيرها‪.‬‬ ‫وك ��ان العدي ��د من ه ��ذه الإ�ضراب ��ات عنيف� � ًا‪ ،‬ويهدف‬ ‫�إل ��ى ال�ضغط على ال�شركات المملوك ��ة للدولة لتوظيف‬ ‫النا� ��س‪ .‬ف ��ي �أوائل كان ��ون الثاني (يناي ��ر)‪ ،‬تم �إغالق‬ ‫مدينة الق�صري ��ن كلها ب�سبب �إ�ضراب ع ��ام �إحتجاج ًا‬ ‫على الفقر والتخلف ف ��ي و�سط البالد التون�سية‪ .‬تح ّول‬ ‫الإ�ضراب �إل ��ى منحى عنيف عندما ب ��د�أ المتظاهرون‬ ‫�إلق ��اء الحجارة على مراك ��ز ال�شرط ��ة المحلية وردّت‬

‫ال�شرط ��ة ب�إ�ستخدام الغاز الم�سيل للدموع‪� .‬إن المراكز‬ ‫المحلية في الأقاليم ل"الإتحاد العام التون�سي لل�شغل"‬ ‫�إتبعت كعادتها �إ�ستراتيجية �أكثر ق�سوة‪ ،‬وهي تميل �إلى‬ ‫تنظيم �إ�ضرابات محلية �أكثر من المكتب المركزي في‬ ‫تون�س‪ ،‬الذي يميل �إلى القبول بالحوار ال�سيا�سي‪.‬‬ ‫�إذا ك ��ان الو�ضع الراهن يجعل التون�سيين غير را�ضين‪،‬‬ ‫ف� ��إن محاوالت الإ�ص�ل�اح واجهت مقاوم ��ة �أكبر‪ .‬تحت‬ ‫�ضغ ��ط من المقر�ضي ��ن الدوليين لتحقي ��ق التوازن في‬ ‫الموازن ��ة وترتي ��ب النظ ��ام االمالي المحل ��ي‪ ،‬عر�ضت‬ ‫موازن ��ة ‪ 2014‬زي ��ادة ال�ضرائ ��ب‪ ،‬خ�صو�ص� � ًا عل ��ى‬ ‫ال�سي ��ارات‪ ،‬رافعة ال�ضريبة على ال�سيارة بن�سبة ‪ 25‬في‬ ‫المئة وفار�ض ًة �ضريبة جديدة على المركبات الكبيرة‪.‬‬ ‫وقد �أدّى هذا �إلى تظاهرات غا�ضبة و�إقفال الطرقات‪،‬‬ ‫مم ��ا �أدى �إلى وقف زيادة ال�ضرائب على النقل‪ .‬كما �أن‬ ‫الحكوم ��ة ال�سابقة كانت تخط ��ط �أي�ض ًا لخف�ض الدعم‬ ‫على �أ�سع ��ار المواد الغذائية الأ�سا�سية والطاقة‪ .‬هناك‬ ‫حجة قوي ��ة و�أ�سباب مهمة لإ�ص�ل�اح النظام البيزنطي‬ ‫وغي ��ر الفعال للرقابة عل ��ى الأ�سع ��ار والإعانات‪ ،‬ولكن‬ ‫من المحتمل �أن تو ّلد محاوالت الإ�صالح �سخط ًا �شعبي ًا‬ ‫عل ��ى المدى الق�صي ��ر ب�سبب المخاوف ب�ش� ��أن تكاليف‬ ‫المعي�شة‪.‬‬ ‫بالن�سبة �إلى التون�سيين الفقراء‪ ،‬ي�شكل ت�ضخم الأ�سعار‬ ‫م�شكل ��ة خطيرة‪ .‬على الرغ ��م من �أن مع ��دل الت�ضخم‬ ‫الر�سمي هو ‪ 6‬ف ��ي المئة‪ ،‬ف�إن التون�سيي ��ن الأكثر فقر ًا‬ ‫ي�ش ّكك ��ون ف ��ي ذل ��ك وي�شع ��رون ب� ��أن �أ�سع ��ار "�سالل"‬ ‫�إ�ستهالكه ��م الخا�صة ما زالت تنم ��و ب�سرعة �أكبر‪ .‬في‬ ‫الواق ��ع‪ ،‬تم �إفتت ��اح "م�ؤ�ش ��ر كافتجي" جدي ��د (تيمن ًا‬ ‫بطبق الخ�ض ��ار والبي�ض المقلي)‪ ،‬لإلتق ��اط التغيرات‬ ‫ف ��ي القوة ال�شرائي ��ة للدينار في �ش ��وارع الأكل والغذاء‬ ‫الموجودة في كل مكان في جميع �أنحاء تون�س‪ .‬الم�ؤ�شر‬ ‫يلتق ��ط التغيرات في �أ�سعار مك ّون ��ات "الكفتاجي" مثل‬ ‫البطاط ��ا‪ ،‬والبن ��دورة‪ ،‬والفلف ��ل‪ ،‬والكو�س ��ا‪ ،‬والبي�ض‪،‬‬ ‫والزيوت النباتية‪ ،‬والخب ��ز‪ .‬بين كانون الثاني (يناير)‬ ‫‪ 2013‬وكان ��ون الثان ��ي (يناي ��ر) ‪ ،2014‬نم ��ا الم�ؤ�ش ��ر‬ ‫بن�سب ��ة ‪ 23.6‬في المئ ��ة‪ ،‬مما ي�شير �إل ��ى نمو كبير في‬ ‫تكالي ��ف المعي�ش ��ة‪ ،‬وخ�صو�ص� � ًا بالن�سب ��ة �إل ��ى الأ�سر‬ ‫الفقيرة‪.‬‬ ‫م ��ا ه ��و �أكث ��ر‪� ،‬أن �إنخفا�ض قيم ��ة الدين ��ار ي�سهم في‬ ‫�إرتفاع �أ�سعار الواردات‪� ،‬إ�ضافة �إلى تكاليف الأعمال‪.‬‬ ‫وفق� � ًا لحبيب ال�ساي ��ح‪ ،‬مدير معهد خي ��ر الدين‪ ،‬وهو‬ ‫م�ؤ�س�س ��ة بحثي ��ة وفكري ��ة عن ال�س ��وق في تون� ��س‪� ،‬إن‬ ‫خف� ��ض العملة الجاري ي�شكل عبئ ًا على رجال الأعمال‬ ‫الذي ��ن يميلون �إلى جلب ر�ؤو�س �أموالهم من الخارج ‪-‬‬ ‫ع ��ادة من دون منفذ عل ��ى الأدوات المالية التي يمكن‬ ‫�أن ت�ساعدهم على تخفيف مخاطر ال�صرف للعمالت‬ ‫الأجنبية‪.‬‬ ‫‪Issue 20 - June - 2014‬‬

‫‪45‬‬


‫المغرب العربي‬ ‫تونس‬

‫ر�سالة وا�ضحة �إلى القادة التون�سيين‪:‬‬

‫أعيدوا الشباب إلى العمل‬ ‫اّ‬ ‫وإل فعلى اإلصالحات السالم!‬ ‫حقق��ت تون�س ما بعد الثورة خطوات كبيرة نحو الديموقراطي��ة‪ ،‬لكنها تحتاج الآن �إلى �صحوة من �أهل‬ ‫ال�سيا�سة للوفاء بالوعود من �أجل نمو �إقت�صادي يفتح المجال لل�شباب للعودة �إلى العمل‪.‬‬ ‫تون�س ‪ -‬محمد �سليم‬

‫تظاهرات في مدينة الق�صرين‪ :‬يريدون العمل ولكن‪...‬‬

‫‪44‬‬

‫العدد ‪ - 20‬حزيران (يونيو) ‪٢٠١4 -‬‬

‫في كانون االثان ��ي (يناير) الفائت‪ ،‬وافق‬ ‫المجل�س الوطني الت�أ�سي�سي التون�سي على‬ ‫د�ست ��ور ديموقراطي جدي ��د للبالد‪ .‬قبل ذل ��ك ب�أ�شهر‬ ‫ع ��دة‪ ،‬واف ��ق ق ��ادة الحكوم ��ة ال�سابق ��ة المنتم ��ون �إلى‬ ‫ح ��زب "النه�ضة" الإ�سالمي على التنحي ونقل ال�سلطة‬ ‫�سلمي ًا �إلى رئي�س وزراء جديد وحكومة ت�صريف �أعمال‬ ‫والدخ ��ول في ح ��وار وطني جديد‪ .‬ف ��ي الآونة الأخيرة‪،‬‬ ‫وافق ��ت الحكومة عل ��ى قانون �إنتخاب ��ي حديث وت�ستعد‬ ‫لإنتخابات عام ��ة في ت�شرين الثاني (نوفمبر) المقبل‪.‬‬ ‫ف ��ي حي ��ن �أن الو�ضع عل ��ى الأر�ض لي� ��س مثالي� � ًا‪ ،‬ف�إن‬ ‫كثيري ��ن يوافقون على �أن حكوم ��ات تون�س بعد "الربيع‬ ‫العربي" بذلت جه ��ود ًا مت�ضافرة ت�ستحق الثناء لإقامة‬ ‫الديموقراطية‪ .‬ولكن‪ ،‬كم ��ا هو الحال في بلدان �أخرى‬ ‫في المنطق ��ة‪ ،‬ف� ��إن �إنتفا�ضة ‪ 2011‬ف ��ي تون�س حدثت‬ ‫بالق ��در عينه ب�سب ��ب فر�ص العمل والنم ��و االقت�صادي‬ ‫كما كانت ح ��ول التمثيل ال�سيا�سي‪ .‬بع ��د ثالث �سنوات‬ ‫الحقة‪ ،‬لم تخ � ُ�ط الحكومات المتعاقب ��ة �سوى خطوات‬ ‫متوا�ضعة على الجبهة الإقت�صادية‪.‬‬ ‫التحدي ��ات التي يواجهها القادة في تون�س لي�ست تماماً‬ ‫�شاق ��ة ومع ّقدة كتل ��ك التي �أ�صاب ��ت بلدان� � ًا �أخرى في‬ ‫المنطق ��ة‪ ،‬مثل م�ص ��ر �أو الجزائ ��ر‪� .‬إن ملكي ��ة الدولة‬ ‫من االقت�ص ��اد‪ ،‬على �سبي ��ل المثال‪ ،‬ه ��ي �أ�صغر بكثير‬ ‫ف ��ي تون� ��س م ��ن �أي دول ��ة �أخ ��رى‪ 15 :‬في المئ ��ة فقط‬ ‫م ��ن �إجمالي ر�أ� ��س المال الثابت للإنف ��اق الإ�ستثماري‬ ‫ي�أت ��ي من الحكوم ��ة‪ ،‬مقابل �أكثر من ‪ 60‬ف ��ي المئة في‬ ‫الجزائ ��ر‪ ،‬و‪ 40‬في المئة في م�ص ��ر واليمن‪ .‬مع ذلك‪،‬‬ ‫ف�إن �إرث الإ�شتراكية العربية‪ ،‬الذي �إبتليت به المنطقة‬ ‫منذ �أواخر خم�سينات القرن الفائت‪ ،‬ال يزال جد ًا على‬


‫المغرب العربي ¶ تون�س‬ ‫الواق ��ع �أن تون� ��س تحت ��اج �إل ��ى �إ�صالح ��ات �إقت�صادية‬ ‫وا�سع ��ة‪ ،‬بينه ��ا خف� ��ض الدع ��م‪ ،‬وتحري ��ر الأ�سع ��ار‪،‬‬ ‫و�سيا�س ��ة نقدية �أكث ��ر حذر ًا‪ .‬كما �أنها تحت ��اج �إلى بيئة‬ ‫�أف�ض ��ل لل�شرك ��ات‪ ،‬وخ�صو�ص ًا بالن�سبة �إل ��ى ال�شركات‬ ‫ال�صغ ��رى وال�صغي ��رة ج ��د ًا‪ .‬حوالى ‪ 95‬ف ��ي المئة من‬ ‫الم�شه ��د الإقت�صادي في البالد يت�شك ��ل من ال�شركات‬ ‫ال�صغيرة‪ ،‬وهذه تواجه عقب ��ات هائلة للدخول والنمو‪.‬‬ ‫وفق ًا لتقرير "ممار�سة �أن�شطة الأعمال" للبنك الدولي‪،‬‬ ‫ف�إن بدء الأعمال التجاري ��ة �أ�صبح �أكثر �صعوبة مقارنة‬ ‫م ��ع ال�سن ��وات ال�سابقة‪ .‬الح�ص ��ول على رخ�ص ��ة بناء‬ ‫ب�سي ��ط تتطل ��ب ‪ 94‬يوم� � ًا والتكالي ��ف عل ��ى مقربة من‬ ‫‪ 256‬في المئ ��ة من متو�سط​​الدخل ال�سنوي في البالد‪.‬‬ ‫وتحتل تون� ��س المرتبة ‪� 109‬أي�ض ًا ف ��ي العالم من حيث‬ ‫قدرة رجال الأعمال على الو�صول �إلى الإئتمان‪.‬‬ ‫لي� ��س من قبيل الم�صادفة �أن محمد البوعزيزي‪ ،‬الذي‬ ‫�أطلق ��ت ت�ضحيته بنف�سه �شرارة الث ��ورة التون�سية‪ ،‬كان‬ ‫بائع ًا متجو ًال حيث واج ��ه م�ضايقات من قبل ال�سلطات‬ ‫المحلية‪ .‬لم يج ��د البوعزيزي فر�صة عمل �أخرى‪ ،‬كان‬ ‫يحاول ك�س ��ب العي�ش من خالل بي ��ع الفواكه والخ�ضار‬ ‫ف ��ي ال�شوارع‪ .‬وكان عدم وجود حري ��ة �إقت�صادية �سبب ًا‬ ‫رئي�سي� � ًا من �أ�سباب الثورة‪ ،‬ولك ��ن لم تعالج الحكومات‬ ‫المتعاقب ��ة التون�سي ��ة بجدية تلك الم�شكل ��ة الأ�سا�سية‪،‬‬ ‫مركزة بد ًال من ذلك على الق�ضايا ال�سيا�سية‪.‬‬ ‫تح ��ت رئا�س ��ة زي ��ن العابدين ب ��ن علي‪ ،‬تمي ��زت تون�س‬ ‫بنظ ��ام المح�سوبي ��ة والمن�سوبي ��ة‪ ،‬حيث اف ��اد الرئي�س‬ ‫ال�سابق فقط دائرته ال�شخ�صية من الأهل والأ�صدقاء‪.‬‬ ‫ف ��ي الع ��ام ‪� ،2008‬أب ��رق روب ��رت ف‪ .‬جودي ��ك‪� ،‬سفير‬ ‫الوالي ��ات المتح ��دة ف ��ي تون� ��س‪ ،‬مفي ��د ًا ب� ��أن "عائل ��ة‬ ‫المو�سع ��ة غالب ًا ما ي�ش ��ار �إليها ب�أنها‬ ‫الرئي� ��س بن علي ّ‬ ‫ً‬ ‫�أ�سا�س الف�س ��اد التون�سي‪ .‬كما غالبا ما ي�شار �إليها على‬ ‫�أنه ��ا �شبه مافيا‪ ،‬وذكر كلمة 'العائلة' يكفي للإ�شارة �إلى‬ ‫�أي عائل ��ة تق�ص ��د"‪ .‬في نظ ��ر عامة النا� ��س‪ ،‬الرئي�س‬ ‫ل ��م يك ��ن مذنب ًا‪ ،‬ولك ��ن ق�ص�ص ف�ساد زوجت ��ه ليلى بن‬ ‫علي – وعائلته ��ا المو�سعة‪�-‬أ�صبحت �أ�سطورية وت ُّوجت‬ ‫ب�شائع ��ات ب�أنها هربت من بلدها �إل ��ى المملكة العربية‬ ‫ال�سعودي ��ة بعد الث ��ورة‪ ،‬مع �سبائك ذه ��ب تقدر قيمتها‬ ‫بنحو ‪ 60‬مليون دوالر‪.‬‬ ‫ك ��ان ف�س ��اد عائل ��ة بن عل ��ي و�أعوان ��ه مجرد ف ��رع من‬ ‫ممار�سات فا�س ��دة وا�سعة النطاق ف ��ي الإدارة العامة‪،‬‬ ‫مدفوع ��ة بالروتين المفرط وحري ��ة الت�صرف وتقدير‬ ‫الم�س�ؤولي ��ن الحكوميي ��ن‪ .‬على هذه الجبه ��ة‪ ،‬لم تغ ّير‬ ‫الث ��ورة الأم ��ور ب�شك ��ل كبير‪ .‬ف ��ي حين لم تك ��ن هناك‬ ‫ف�ضائ ��ح ف�س ��اد رفيعة الم�ست ��وى‪ ،‬يج ��ادل البع�ض ب�أن‬ ‫الف�س ��اد ال�صغي ��ر ق ��د زاد‪ .‬عل ��ى م�ؤ�ش ��ر ال�شفافي ��ة‬ ‫لمدرك ��ات الف�ساد الدول ��ي‪ ،‬تحتل تون� ��س الآن المرتبة‬ ‫‪ 77‬م ��ن بين ‪ 177‬دولة‪ ،‬مقارنة مع ‪ 65‬في العام ‪.2009‬‬

‫الرئي�س الم�ؤقت المن�صف المرزوقي‪ :‬لي�س في يده حيلة‬

‫رئي�س الحكومة مهدي جمعة‪ :‬يواجه �صعوبات �إقت�صادية كبيرة‬

‫ويق ��ول كثير م ��ن التون�سيين �أن النا�س ف ��ي ال�سلطة قد‬ ‫يكونوا مختلفين اليوم‪ ،‬ولكن المنطق الأ�سا�سي لمعي�شة‬ ‫النخبة على ح�ساب عامة النا�س لم يطر�أ عليه تغيير‪.‬‬ ‫وق ��د �أثي ��ر العديد م ��ن ه ��ذه الق�ضايا عندم ��ا ناق�شت‬ ‫الجمعي ��ة الوطنية الت�أ�سي�سية الم ��ادة ‪ 48‬من الد�ستور‬ ‫التون�سي الجديد‪ ،‬ال ��ذي يتعامل مع الحقوق والحريات‬ ‫الفردي ��ة‪ .‬التعدي ��ل ال ��ذي �إقترحته ع�ض ��وة �سابقة في‬ ‫"النه�ضة" فط ��وم عطية‪ ،‬الذي دعمه �أع�ضاء الجمعية‬ ‫من مختلف الخلفيات ال�سيا�سية‪ ،‬ذكر �أن "الدولة تكفل‬ ‫حرية العمل وحرية المب ��ادرة الإقت�صادية"‪ .‬وهذا من‬ ‫�ش�أن ��ه تر�سيخ حماية الحري ��ة الإقت�صادية في الد�ستور‬ ‫ومن ��ع ح ��االت التحر� ��ش التع�سف ��ي ‪ -‬الذي ك ��ان �أحد‬ ‫دواف ��ع الفعل اليائ�س للبوعزيزي ‪ -‬في حين كبح جماح‬ ‫الإف ��راط في التنظيم �أي�ض ًا‪ ،‬الذي بدوره �أنع�ش الف�ساد‬ ‫من دون رادع لدى الم�س�ؤولين الحكوميين‪.‬‬ ‫كم ��ا �أ�ش ��ار حبي ��ب بريب� ��ش‪ ،‬وه ��و ع�ضو ف ��ي الجمعية‬ ‫الت�أ�سي�سية من ح ��زب "النه�ضة"‪� ،‬أن التعديل المقترح‬ ‫"كان يمكنه �أن يكون �أكثر مادة ثورية في الد�ستور"‪.‬‬ ‫عبد المنعم كرير‪ ،‬من حزب "نداء تون�س"‪� ،‬أ�ضاف �أن‬

‫"الحكومة ال ت�ستطيع �أن تفعل �أكثر ‪ ...‬رجال الأعمال‬ ‫ه ��م الذي ��ن يخلقون الثروة"‪� .‬إن ه ��ذا التعديل كان من‬ ‫�ش�أنه ف ��ي الواقع �إعطاء حماية د�ستوري ��ة للحرية التي‬ ‫ك ��ان البوعزيزي يقاتل من �أجله ��ا‪ ،‬مع عواقب محتملة‬ ‫بعيدة المدى للتنمية الإقت�صادية في البالد‪.‬‬ ‫للأ�سف‪ ،‬تم رف�ض التعديل في ت�صويت �أجري في كانون‬ ‫الثان ��ي (يناي ��ر) الفائ ��ت‪ ،‬فائز ًا فق ��ط ب‪ 93‬من ‪109‬‬ ‫�أ�صوات هو بحاج ��ة �إليها‪ .‬بالن�سبة �إلى معار�ضيه‪ ،‬مثل‬ ‫ع�ضوة الجمعي ��ة الت�أ�سي�سية �سامي ��ة ع ّبو من "الحركة‬ ‫الديموقراطي ��ة"‪ ،‬ف� ��إن ه ��ذا التعديل ك ��ان "�سيفر�ض‬ ‫توجه� � ًا �إقت�صادي� � ًا لليبرالي ��ة جدي ��دة متوح�شة" على‬ ‫الب�ل�اد‪ .‬م ��راد العمدون ��ي‪ ،‬ع�ض ��و �آخ ��ر م ��ن الجمعية‬ ‫الت�أ�سي�سي ��ة‪ ،‬ح ّذر من �أنه "�إذا تم تمرير هذا التعديل‪،‬‬ ‫�سيك ��ون ذلك �أعظم خيانة لل�شع ��ب التون�سي والثورة"‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن الخطاب يدل على �أن الي�س ��ار ال�سيا�سي في‬ ‫تون� ��س ال يزال يخطط بعقلية "ال�ص ��راع الطبقي" ولم‬ ‫يدرك الجذور الإقت�صادية للثورة‪.‬‬ ‫بطبيعة الحال‪ ،‬ه ��ذه النك�سة لي�ست قاتلة‪ .‬مع الد�ستور‬ ‫ف ��ي المكان‪ ،‬وف ��ي مواجهة �ضغ ��وط م ��ن الم�ستثمرين‬ ‫الأجان ��ب‪ ،‬يمكن للحكوم ��ة �أن تعمل على �إطالق العنان‬ ‫لإمكان ��ات الم�ؤ�س�س ��ات ال�صغي ��رة والمتو�سطة الحجم‬ ‫ف ��ي البالد‪ .‬بعد ك ��ل �ش ��يء‪� ،‬إن �إعتماد د�ست ��ور جديد‬ ‫ف ��ي ‪ 26‬كان ��ون الثاني (يناي ��ر) قد م ّكن فعلي� � ًا البالد‬ ‫من الح�صول عل ��ى‪ 506‬ماليين دوالر في �شكل قرو�ض‬ ‫من �صندوق النقد الدول ��ي و�أكثر من ‪ 347‬مليون دوالر‬ ‫م ��ن الإتحاد الأوروبي‪ .‬في ح ��د ذاتها‪ ،‬هذه الحقن من‬ ‫النق ��د ال يعني الكثير‪ ،‬ولكن المرء ي�أم ��ل ب�أنها �ستكون‬ ‫مقدم ��ة �ستتبعها تدفقات �أكبر من ر�أ�س المال الخا�ص‬ ‫اذا �إنتهجت الحكومة م�س ��ار الإ�صالحات الإقت�صادية‬ ‫الجريئة‪.‬‬ ‫يواجه رئي�س الوزراء الجدي ��د‪ ،‬مهدي جمعة‪ ،‬تحديات‬ ‫�شاب وم ��ن ذوي الخبرة في القط ��اع الخا�ص‪،‬‬ ‫هائل ��ة‪ٌ .‬‬ ‫�إعت ��رف في �أول خطاب له كرئي�س للوزراء في الجمعية‬ ‫الت�أ�سي�سي ��ة �أن هن ��اك حاجة �إلى �إ�صالح ��ات هيكلية‪.‬‬ ‫و�أ�شار �إل ��ى �أن وظائف القطاع العام الجديدة والإنفاق‬ ‫ال�شعب ��وي خ�ل�ال ال�سنوات الثالث الما�ضي ��ة قد فاقما‬ ‫الو�ض ��ع المالي في البالد في حين لم يفعال �شيئا ُيذكر‬ ‫لتح�سي ��ن الإنتاجية �أو م�ستويات المعي�شة‪ .‬حان الوقت‪،‬‬ ‫كما ق ��ال‪ ،‬للتون�سيين لوق ��ف "النزف المال ��ي"‪ ،‬و�أخذ‬ ‫"�إ�ستراح ��ة م ��ن ال�صراع ��ات الإجتماعي ��ة"‪ ،‬و�أخير ًا‪،‬‬ ‫الذه ��اب �إل ��ى العمل‪ .‬في الواق ��ع‪ ،‬لن تك ��ون هناك �أي‬ ‫و�سيل ��ة �أف�ضل لتكريم ذك ��رى محمد البوعزيزي من لو‬ ‫ك ��ان رئي� ��س الوزراء ال�ش ��اب هذا‪ ،‬بعيد ًا م ��ن الما�ضي‬ ‫الإ�ستب ��دادي في الب�ل�اد‪ ،‬ي�ستطيع النج ��اح في "�إعادة‬ ‫التون�سيي ��ن �إل ��ى العم ��ل" حي ��ث ُيطلق ��ون وي�ش ّغل ��ون‬ ‫م�شاريعهم الخا�صة‬ ‫‪Issue 20 - June - 2014‬‬

‫‪47‬‬


ROYAL FIT

Mineral water fluoridated Member of The Brazilian Chamber Of Commerce & Industry (CCIBRA)

Water is much more than our business

Directly from the famous Furnas Aquifer in Brazil to your table where you are Most of the natural resources of Brazil are internationally known, but its water is one of the best when compared to other places in the world.

For more information write to: Mr RONALDO DIJKSTRA, ROYAL FIT, RUA CLYCEMA KOSSATZ CARVALHO, 205 BAIRRO SAN MARTIN PONTA GROSSA PARANÁ BRASIL Or Contact Telelepone No: +55 42 32263839


‫بقلم مايكل �إي ليفي*‬

‫ر�أي‬

‫الصين‬ ‫ً‬ ‫قريبا!‬ ‫لن تتجاوز أميركا‬ ‫�أث ��ار التقري ��ر ال�ص ��ادر ف ��ي ني�س ��ان‬ ‫(�إبري ��ل) الفائ ��ت‪ ،‬وال ��ذي يفي ��د ب�أن‬ ‫�إقت�ص ��اد ال�صي ��ن �س ��وف ي�صبح قريب� �اً االكبر في‬ ‫العال ��م‪ ،‬المخ ��اوف والقل ��ق ل ��دى الكثيري ��ن ف ��ي‬ ‫الغ ��رب‪ .‬ع ��ادة يعتب ��ر المراقب ��ون ه ��ذه الأخب ��ار‬ ‫بو�صفها عالمة على ان ال�صين �ستتجاوز �أميركا‬ ‫كقوة اقت�صادية‪.‬‬ ‫ولكن بقدر ما هو ع ّد ال�سفن الحربية �أو القوات‬ ‫غالب� �اً ما يقدم مقيا�ساً م�ض ّل ً‬ ‫ال للقوة الع�سكرية‪،‬‬ ‫هك ��ذا فع ��ل النات ��ج المحل ��ي الإجمال ��ي ‪ -‬الرق ��م‬ ‫ال ��ذي كان وراء �أحدث العناوين الرئي�سية – في‬ ‫�إعطاء �ص ��ورة م�ش ّوهة عن النه�ض ��ة الإقت�صادية‬ ‫في ال�صين‪.‬‬ ‫وبح�س ��ب غالبي ��ة المقايي� ��س ذات المعن ��ى‪،‬‬ ‫ف� ��إن ال�صي ��ن م ��ا زال ��ت �أق ��ل ق ��وة م ��ن الناحي ��ة‬ ‫الإقت�صادي ��ة م ��ن الوالي ��ات المتح ��دة‪ .‬الم�شكل ��ة‬ ‫م ��ع الأرق ��ام الجدي ��دة تكمن ف ��ي كيفي ��ة مقارنة‬ ‫حجم ��ي الإقت�صادين‪� .‬إن ج ��داول البنك الدولي‬ ‫التي تظهر �أن ال�صين �ست�سبق الواليات المتحدة‬ ‫قريب� �اً تق ��ارن البلدين م�ستخدم ��ة "تعادل القوة‬ ‫ال�شرائي ��ة"‪ ،‬الذي يقي�س المداخيل القومية من‬ ‫حيث ما يمكن �أن ت�شتري محلياً‪.‬‬ ‫ولك ��ن‪ ،‬لأن الإنفاق المحلي تهيم ��ن عليه عنا�صر‪،‬‬ ‫مث ��ل الغذاء وال�سك ��ن‪ ،‬ال يتم تداوله ��ا دولياً‪ ،‬ولأن‬ ‫غالبي ��ة ال�سلع والخدمات ه ��ي �أرخ�ص في ال�صين‬ ‫م ��ن مثيالته ��ا ف ��ي الوالي ��ات المتحدة‪ ،‬ف� ��إن هذه‬ ‫المقارنة تع ّزز بو�ضوح القوة االقت�صادية لل�صين‪.‬‬ ‫مع ذلك‪ ،‬ف�إن المقارنة با�ستخدام �أ�سعار ال�صرف‬ ‫ال�سائدة في ال�سوق‪ ،‬والذي يقي�س المداخيل من‬ ‫حيث ما يمكنها �أن ت�شتري في الأ�سواق العالمية‬ ‫(حي ��ث يدفع كل بلد ال�سعر عين ��ه)‪ ،‬ف�إن �إقت�صاد‬ ‫الوالي ��ات المتحدة ه ��و �أكبر بحوال ��ي ال�ضعفين‬ ‫من �إقت�صاد ال�صين‪ .‬في الواقع �إن هذا المقيا�س‬ ‫الأخي ��ر ه ��و الذي يه ��م �أكث ��ر عند مقارن ��ة القوة‬ ‫االقت�صادية‪.‬‬ ‫بع ��د كل �ش ��يء‪ ،‬ف� ��إن الم ��رء ال يق ��ارن �أب ��داً القوة‬ ‫الع�سكري ��ة لبلدي ��ن عل ��ى �أ�سا� ��س م ��دى �إمكاني ��ة‬

‫كل منهم ��ا في قم ��ع تم ّرد داخلي بد ًال من خو�ض‬ ‫ح ��رب خارجي ��ة‪ ،‬وينبغ ��ي عل ��ى الخب ��راء �أن ال‬ ‫يقارن ��وا الق ��وة الإقت�صادي ��ة لبلدين عل ��ى �أ�سا�س‬ ‫كم ي�ستطيع الفرد في كل بلد ال�شراء محلياً‪.‬‬ ‫عندم ��ا تح ��اول ال�ش ��ركات الأميركي ��ة وال�صينية‬ ‫الدخ ��ول ف ��ي مناق�ص ��ة �ض ��د بع�ضه ��ا البع� ��ض‬ ‫للح�ص ��ول على الموارد �أو ال�ش ��ركات في الخارج‪،‬‬ ‫م ��ا يهم هن ��ا هي ثرواته ��ا ح�سب مقيا� ��س ال�سوق‬ ‫العالمي ��ة‪ .‬م ��وردو النف ��ط‪ ،‬عل ��ى �سبي ��ل المث ��ال‪،‬‬ ‫ال يهمه ��م �إذا كان ��ت المئ ��ة دوالر الت ��ي يح�صلون‬ ‫عليه ��ا ع ��ن برميل بيع الى ال�صي ��ن يمكنها �شراء‬ ‫المزي ��د م ��ن الأرز في �سوق بكين �أكثر من متجر‬ ‫ف ��ي نيوي ��ورك ‪� -‬إنه ��م يهتمون بقيم ��ة �إيراداتهم‬ ‫في ال�سوق العالمية‪.‬‬ ‫وبالمث ��ل‪ ،‬ف� ��إن جاذبي ��ة الأ�س ��واق ال�صيني ��ة‬ ‫والأميركي ��ة لل�ش ��ركات الأجنبي ��ة تعتم ��د عل ��ى‬ ‫الأرب ��اح الت ��ي يتعي ��ن الح�ص ��ول عليه ��ا ح�س ��ب‬ ‫المقايي�س الدولية‪ ،‬ولي�س ح�سب القوة ال�شرائية‪.‬‬ ‫الذع ��ر الغرب ��ي ع ��ن تج ��اوز ال�صي ��ن لأمي ��ركا‬ ‫يتجاه ��ل �أي�ض� �اً ال ��دور الحا�سم للق ��وة ال�سيا�سية‬ ‫والم�ؤ�س�سي ��ة والمرون ��ة‪ .‬ف� ��إن الم ��رء ال يق ��ارن‬ ‫تر�سان ��ات ال ��دول بينم ��ا يتجاهل ح ��االت العطب‬ ‫وال�ضع ��ف المختلف ��ة – مع ذلك‪� ،‬إن �أرقام الناتج‬ ‫المحل ��ي الإجمال ��ي في ال�صي ��ن تتجاهل م�شاكل‬ ‫التل ��وث ال�شدي ��د الت ��ي تدف ��ع نج ��اح ال�صناع ��ات‬ ‫ال�صيني ��ة ف ��ي الخ ��ارج‪ .‬ال يمك ��ن للم ��رء مقارن ��ة‬ ‫�أع ��داد حامالت الطائ ��رات �أو القوات من دون ان‬ ‫ي�س� ��أل عن التدري ��ب والعقي ��دة والتنظيم الالزم‬ ‫لتعبئته ��ا ب�ش ��كل فع ��ال ف ��ي القت ��ال‪� .‬إن ال�صي ��ن‬ ‫تواج ��ه تحدي ��ات حقيقي ��ة لترجم ��ة موارده ��ا‬ ‫الإقت�صادية وتحويلها �إلى نفوذ دولي ‪.‬‬ ‫�إن �ض ��رورة الحف ��اظ عل ��ى الإ�ستق ��رار ال�سيا�س ��ي‬ ‫وتعزي ��ز قب�ض ��ة الح ��زب ال�شيوعي عل ��ى ال�سلطة‬ ‫يق ِّي ��دان ما يمك ��ن �أن تفعل ��ه الحكوم ��ة ال�صينية‬ ‫للإ�ستف ��ادة م ��ن الثق ��ل الإقت�ص ��ادي للب�ل�اد‪.‬‬ ‫�إن �صعوب ��ة الح�ص ��ول عل ��ى تنفي ��ذ الحكوم ��ات‬ ‫الإقليمي ��ة والمحلي ��ة المتم ��ردة لمرا�سي ��م بكين‬

‫يمك ��ن �أن يجع ��ل الأم ��ر �صعب� �اً عل ��ى ال�صي ��ن كي‬ ‫ت�ستطي ��ع تحقي ��ق الإ�ستف ��ادة الكاملة م ��ن قوتها‬ ‫الإقت�صادي ��ة‪ .‬الحكوم ��ة ال�صيني ��ة‪ ،‬عل ��ى �سبي ��ل‬ ‫المث ��ال‪ ،‬قد حاولت �إقام ��ة ُح َزم من الإ�ستثمارات‬ ‫ف ��ي البني ��ة التحتي ��ة والم ��وارد في بل ��دان نامية‬ ‫جذاب ��ة �إ�ستراتيجي� �اً‪ ،‬لك ��ن ال�ش ��ركات ال�صيني ��ة‬ ‫الت ��ي يحتاجه ��ا تنفيذ ه ��ذه المخططات رف�ضت‬ ‫الم�شاركة‪.‬‬ ‫بالت�أكي ��د‪ ،‬تتمتع ال�صين بمزايا عدة‪ .‬هناك �أمور‬ ‫متع ��ددة الت ��ي ته ��م الق ��وى الدولي ��ة ‪ -‬خ�صو�صاً‬ ‫�أفراد الم�ؤ�س�سة الع�سكرية ‪ -‬التي يمكن �أن يُدفع‬ ‫لها وعليه ��ا محلياً‪ ،‬مما يجعل �إنخفا�ض الأ�سعار‬ ‫ال�صينية (والأجور) ميزة ذات مغزى‪.‬‬ ‫ق ��د تك ��ون ال�س ��وق الأميركي ��ة �أكبر م ��ن مثيلتها‬ ‫ال�صيني ��ة‪ ،‬ولك ��ن ال�صي ��ن تنم ��و ب�سرع ��ة �أكب ��ر‪،‬‬ ‫الأم ��ر ال ��ذي غالباً م ��ا يخلق المزي ��د من فر�ص‬ ‫جدي ��دة لل�ش ��ركات الدولي ��ة‪ .‬وتواج ��ه وا�شنط ��ن‬ ‫قي ��وداً �سيا�سي ��ة وم�ؤ�س�سي ��ة تمام� �اً مث ��ل بكي ��ن‪.‬‬ ‫الإقت�ص ��اد الأميرك ��ي ال يمك ��ن �أن يتناف� ��س‬ ‫م ��ع عم�ل�اق ت�سيط ��ر علي ��ه دول ��ة عندم ��ا يتعل ��ق‬ ‫الأم ��ر بمكاف� ��أة ال�ش ��ركاء المف�ضلي ��ن بفر� ��ص‬ ‫ا�إقت�صادي ��ة‪ .‬والوالي ��ات المتح ��دة ه ��ي �أقل قدرة‬ ‫م ��ن ال�صي ��ن عل ��ى توجي ��ه تجارته ��ا الخارجي ��ة‬ ‫لأغرا� ��ض �سيا�سي ��ة‪ :‬بكي ��ن ه ��ي �أكثر ق ��درة‪ ،‬على‬ ‫�سبي ��ل المثال‪ ،‬ف ��ي �إقناع �شركة النف ��ط الوطنية‬ ‫"�سينوب ��ك" لمتابع ��ة �إ�ستثم ��ارات جي ��و �سيا�سية‬ ‫جاذبة من وا�شنطن لح�شد "�إك�سون موبيل"‪.‬‬ ‫�إن تناف�س القرن الحادي والع�شرين بين الواليات‬ ‫المتح ��دة وال�صين �سوف يك ��ون في معظمه حول‬ ‫الق ��وة الإقت�صادي ��ة بقدر م ��ا �سيكون ح ��ول القوة‬ ‫الع�سكرية‪ .‬الحكم على التوازن الإقت�صادي ب�شكل‬ ‫�صحي ��ح �سيك ��ون �ضروري� �اً ك�أ�سا� ��س لإ�ستراتيجية‬ ‫دولي ��ة ف ّعال ��ة كم ��ا كان التقيي ��م ال�سلي ��م للتوازن‬ ‫الع�سك ��ري خ�ل�ال الح ��رب الب ��اردة‪� .‬إن تجن ��ب ر ّد‬ ‫الفع ��ل المبال ��غ في ��ه ف ��ي وج ��ه �أح ��دث العناوي ��ن‬ ‫الرئي�سي ��ة ح ��ول الإنت�ص ��ار الإقت�ص ��ادي لل�صي ��ن‬ ‫يكون مكاناً عظيماً للبداية‬

‫يغير‬ ‫* ماي���كل �إي ليف���ي (‪ ،)Michael A. Levi‬هو خبير بارز في المجل�س الأميرك���ي للعالقات الخارجية‪ ،‬وم�ؤلف م�شارك لكتاب "بكل الو�سائل ال�ضرورية‪ :‬كيف بحث ال�صين عن الموارد ّ‬ ‫العالم" ("‪.)"By All Means Necessary: How China’s Resource Quest is Changing the World‬‬

‫‪Issue 20 - June - 2014‬‬

‫‪49‬‬


TBN MANAGEMENT LIMITED

Delivering Excellence & Total Solutions

We Provide Consultancy Services On: Water & Sanitation- Planning & Economics – Civil Engineering, Bridges and Structures – Railway Engineering … and a lot more For more information visit our website: www.tbnmanagement.com Or contact us on: Tel: +44 (0)203 286 1826, Email: info@tbnmanagement.com


‫امل�صارف‬

‫�رشكات الت�أمني‬

‫�رشكات الإ�ستثمار‬

‫"ميريل لين�ش" يخف�ض تو�صياته للديون الخارجية اللبنانية‬ ‫التده ��ور في �أ�س�س االقت�ص ��اد والأو�ضاع ال�سيا�سية التي تمر فيها الب�ل�اد �أثر ًا على تو�صيات الم�صرف‬ ‫الإ�ستثماري العالمي "ميريل لينت�ش" (‪ )Merrill Lynch‬للديون الخارجية للبنان‪ ،‬بما جعله يخف�ضها‬ ‫من "‪� "Market Weight‬إلى "‪ ،"Under Weight‬معتبر ًا �أن الفراغ على الم�ستوى الرئا�سي لي�س‬ ‫هو ال�سبب الوحيد ل�ضعف �أداء الدين الخارجي‪ ،‬علم ًا ب�أن لبنان قد م ّر بحاالت م�شابهة في الما�ضي‪.‬‬ ‫و�إذ قدّر "ميريل لينت�ش" �إجمالي الحاجات التمويلية للحكومة بـ‪ 14‬مليار دوالر في ‪� ،2014‬أي ما يعادل‬ ‫نح ��و ‪ %30‬م ��ن الناتج المحلي الإجمال ��ي‪� ،‬أ�شار �إلى �أن هذه االحتياجات ت�شم ��ل ‪ 9,8‬مليارات دوالر في‬ ‫ا�ستحق ��اق الدي ��ن‪ ،‬و‪ 3,9‬مليار دوالر لخدمة الدين و‪ 0,3‬ملي ��ار دوالر لتمويل العجز الأولي في الموازنة‬ ‫العام ��ة‪ .‬و�إعتبر �أن �إنخفا�ض كل من تكاليف خدمة الدي ��ن العام و �آجال ت�سديد الدين المحلي قد �أديا‬ ‫�إل ��ى كبح الحاج ��ات التمويلية الحكومية رغم ات�ساع العجز في الموازن ��ة وتح ّول ر�صيد الموازنة الأولي‬ ‫لعج ��ز من ��ذ العام ‪ .2012‬وقال "�أن الخف�ض في ا�ستحقاقات الدين بالليرة اللبنانية يعك�س �إطالة �آجال‬ ‫ت�سديد ر�صيد هذا الدين من ‪� 1,6‬سنة �إلى ‪� 3,5‬سنوات‪ ،‬وثبات في مدة �إ�ستحقاقات �سندات اليوروبوند‬ ‫بم ��ا ي ��راوح بين ‪ 5,6‬و ‪� 5,9‬سن ��وات‪ .‬ووفق التقري ��ر الذي ورد ف ��ي الن�شرة الأ�سبوعي ��ة لمجموعة بنك‬ ‫بيبلو� ��س( ‪ ،)Lebanon This Week‬ف� ��إن "هيكلية الدين العام وملكيته يع ��ززان من قدرة �إ�ستبدال‬ ‫الدين عند ا�ستحقاقه"‪ .‬و�أ�شار �إلى �أن الم�صارف التجارية ت�ستحوذ على ‪ %52‬من الدين العام المح ّلي‬ ‫في نهاية �شهر �آذار (مار�س) ‪ ،2014‬يليها البنك المركزي (‪ )%30‬والقطاع غير المالي (‪ ،)%18‬الفت ًا‬ ‫الم�ص َدّر من الأ�س ��واق‪ ،‬م�ضيفا �أن‬ ‫ال ��ى �أنّ الأجان ��ب يملكون نح ��و ‪ %2‬من ر�صيد الدين الع ��ام المحلي َ‬ ‫�سندات اليوروبوند تمثل ‪ %84‬من الديون بالعمالت الأجنبية‪ ،‬و�أن ‪ 80%‬منها مملوكة محل ًيا‪.‬‬

‫محافظ المركزي العماني‪� :‬سقف جديد لإنك�شافات البنوك‬ ‫و�ض ��ع البن ��ك المرك ��زي العمان ��ي �سقف� � ًا جديد ًا‬ ‫للإنك�شاف ��ات االئتماني ��ة للبن ��وك عل ��ى غي ��ر‬ ‫المقيمي ��ن والأموال المودعة ف ��ي الخارج‪ ،‬و�أمهل‬ ‫البنوك �ست ��ة �أ�شهر للإمتثال له ��ذه القواعد بدءا‬ ‫من ‪� 31‬آذار (مار�س) الفائت‪.‬‬ ‫وف ��ي هذا ال�صدد‪ ،‬قال محاف ��ظ البنك المركزي‬ ‫العماني حمود الزدجالي �أن "ال�سقف الجديد جاء‬ ‫للمحافظ ��ة على �إ�ستقرار البن ��وك العمانية وعدم‬ ‫�إنك�شافه ��ا"‪ ،‬مبينا �أن الخوف هو من منح البنوك‬ ‫قرو�ضا تمن ��ح للزبائن �أو الودائ ��ع التي تترك في‬ ‫البلدان ذات المخاطر العالية والتقييم ال�ضعيف‬ ‫المتدني‪ ،‬م�شير ًا �إلى "�أن المركزي ي�سعى جاهدا‬ ‫�إل ��ى المحافظ ��ة على الأم ��وال الوطني ��ة من دون‬ ‫تعر�ضها لمخاطر هي في غنى عنها"‪.‬‬ ‫و�أو�ضح الزدجالي �أن المركزي و�ضع تلك الأنظمة‬ ‫للمحافظ ��ة عل ��ى �سالم ��ة ومتان ��ة الم�ؤ�س�س ��ات‬ ‫االقت�صادي ��ة وتدعي ��م الإ�ستق ��رار المالي لخدمة‬ ‫الثروات الوطنية‪.‬‬ ‫لكن ��ه في الوقت عينه‪� ،‬أكد عل ��ى �أن ذلك ال�سقف‬ ‫معمول به �سابق ًا‪ ،‬م�شدد ًا على "�أن معظم البنوك‬

‫محافظ البنك المركزي العماني حمود الزدجالي‬

‫الأجنبية على وجه الخ�صو�ص ملتزمة بالمعايير‪،‬‬ ‫�إال �أنن ��ا نخ�شى تطور النظام االقت�صادي العالمي‬ ‫فتلج�أ بع�ض البنوك �إلى زيادة �إنك�شافها‪ ،‬ومن هنا‬ ‫جاءت هذه الخطوة الإحترازي ��ة‪ ،‬وقمنا بتحديث‬ ‫الن�س ��ب الجديدة حت ��ى ال تتو�س ��ع الم�صارف في‬ ‫الإنك�شاف على الأ�سواق الخارجية"‪.‬‬ ‫وت�أت ��ي ه ��ذه الخط ��وة بعدم ��ا �ش ّكل ��ت الحكوم ��ة‬ ‫والهيئات التنظيمية في ال�سلطنة لجنة للإ�ستقرار‬ ‫المالي تتولى مراقبة و�إدارة المخاطر في الأ�سواق‬ ‫الم�صرفية والر�أ�سمالية‪.‬‬

‫من األسواق‬ ‫توق���ع م�ؤ�س����س "�ساك�س���و بن���ك" والرئي����س‬ ‫التنفيذي ل���ه "الر�س كري�ستين�سي���ن" تراجع اليورو‬ ‫ف���ي الفت���رة المقبلة و�س���ط التحدي���ات الإقت�صادية‬ ‫لأوروبا‪ ،‬مبدي���ا ً الن�صح بالإبتعاد ع���ن اليورو ل�صالح‬ ‫ال���دوالر‪ .‬ور�أى �أن الفرنك ال�سوي�سري العملة الأف�ضل‬ ‫على المدى الطويل‪ .‬وبالن�سبة �إلى الين قال �إن الر�ؤية‬ ‫لي�ست وا�ضحة تماما ً‪�" .‬شعوري الداخلي هو لالحتفاظ‬ ‫بالين على المدى الطويل لكن توجه الحكومة الحالية‬ ‫في اليابان هي لإ�ضعاف الين ولكنني �أراه قويا ً على‬ ‫الم���دى الطويل"‪ .‬و�أف���اد �أنه ال ين�ص���ح بو�ضع جميع‬ ‫الأم���وال ف���ي عملة واح���دة‪ ،‬م�ؤك���دا ُ �أن التن���وع دائما‬ ‫مهم‪ ...‬و"لكني �أرى �أن الفرنك ال�سوي�سري من �أف�ضل‬ ‫العم�ل�ات لالحتفاظ بها على المدى الطويل جداً‪� ...‬أي‬ ‫م���ا ي�صل الى اربعين عاما ً‪ ...‬بره���ن قوته على المدار‬ ‫الأربعين �سنة التي م�ضت و�أعتقد انه �سيوا�صل ذلك‬ ‫في ال�سنوات المقبلة"‪.‬‬ ‫�أكد وزير التنمي���ة الإقت�صادية الرو�سي �ألك�سي‬ ‫�ألكيوي���ف �أن ب�ل�اده تعت���زم �إ�ستب���دال ال���دوالر في‬ ‫التعام�ل�ات التجاري���ة بث�ل�اث عم�ل�ات عالمي���ة‪ ،‬وهي‬ ‫الي���وان ال�صيني وال���وون الكوري الجنوب���ي والدونغ‬ ‫الفيتنامي‪ ،‬رداً على العقوبات الغربية �ضد مو�سكو‪.‬‬ ‫و�أو�ضح �أليكويف ف����ي مقابلة مع التلفزيون الحكومي‬ ‫الرو�سي انه يتعذر على مو�سكو �إنهاء التعامل بالدوالر‬ ‫ب�شكل كامل ف����ي التعامالت التجارية مع �شركائها‪� ،‬إال‬ ‫�أنها �ستخف�ض التعامل تدريجا ً والعمل على �إ�ستبداله‬ ‫باليوان ال�صيني والدون����غ الفيتنامي والوون الكوري‬ ‫الجنوب����ي‪ .‬وا�ش����ار �أليكوي����ف ال����ى �أن �إنه����اء التعام����ل‬ ‫بالدوالر في التبادل التجاري بين الدول التي تربطها‬ ‫عالقات تجارية الى حد ما جيدة‪�" ،‬سيكون منا�سبا ً"‪.‬‬ ‫�أظه���رت الن�شرة الإح�صائي���ة ال�شهرية ال�صادرة‬ ‫ع���ن البنك المركزي في �سلطنة عم���ان �إرتفاع القيمة‬ ‫الإجمالية للودائ���ع الخا�صة لدى البنوك التجارية في‬ ‫ال�سلطن���ة بن�سبة ‪ 14.4‬ف���ي المئة لت�ص���ل �إلى ‪10‬‬ ‫ملي���ارات و ‪ 396.4‬ري���ال عمان���ي مع نهاي���ة �شباط‬ ‫(فبراير) الفائت مقابل ‪ 9‬مليارات و‪ 89‬مليون ريال‬ ‫خالل ال�شهر عينه من العام ‪.2013‬‬ ‫وا�شارت الى ان القيمة الإجمالية لتلك الودائع تمثلت‬ ‫ف���ي ودائ���ع الأجل الت���ي بلغ���ت قيمته���ا ‪ 3‬مليارات‬ ‫و‪ 340.3‬مليون ر‪،‬يال وودائ���ع التوفير التي بلغت‬ ‫‪ 3‬ملي���ارات و‪ 557.3‬ملي���ون ري���ال‪ ،‬وودائ���ع تحت‬ ‫الطلب الت���ي بلغت قيمته���ا ‪ 3‬ملي���ارات و‪383.8‬‬ ‫مليون ري���ال عماني‪ .‬وبين���ت الإح�صائي���ة ان القيمة‬ ‫الإجمالية للودائع بلغت ‪ 10‬مليارات و‪ 396.4‬ريال‬ ‫منه���ا ‪ 9‬ملي���ارات و‪ 675.3‬مليون بالري���ال عماني‬ ‫و‪ 721.1‬مليون ريال عماني بالعمالت الأجنبية‪.‬‬

‫‪Issue 20 - June - 2014‬‬

‫‪51‬‬


‫البور�صات العربية والدولية‬

‫�أخبار �أ�سواق المال‬

‫العمالت‬

‫المؤشر‬

‫دور هيئة الأ�سواق المالية في قطاع النفط اللبناني‬ ‫التقليدية (قرو�ض من الم�صارف) وهذه ال�شركات عددها‬ ‫كبير في لبنان‪.‬‬ ‫�أي�ض� �اً يُفتر� ��ض التع ��اون م ��ع بور�ص ��ات �أوروب ��ا و�أميركا‬ ‫لط ��رح عق ��ود م�شتركة عل ��ى النفط والغ ��از وعلى المواد‬ ‫الأولية (‪ )Commodities‬وذلك بهدفين �أ�سا�سين‪:‬‬ ‫ �إ�ستع ��ادة الم�ستثمري ��ن اللبنانيين ال ��ذي ي�ستخدمون‬‫من�ص ��ات المرا�سلي ��ن ف ��ي العال ��م لتمري ��ر م�شترياته ��م‬ ‫ومبيعاتهم‪ .‬فمجرد المرور عبر بور�صة بيروت �سي�ؤمن‬ ‫لها مردوداً �إ�ضافياً؛‬ ‫ كم ��ا �سي�سمح للبن ��ان بالتم ّر�س عل ��ى الأدوات النفطية‬‫اللبناني ��ة والت ��ي �ستظه ��ر حاج ��ة لبن ��ان له ��ا عن ��د ب ��دء‬ ‫�إ�ستخ ��راج النف ��ط والغ ��از م ��ن المنطق ��ة الإقت�صادي ��ة‬

‫بالظاه ��ر ال عالق ��ة بين هيئ ��ة الأ�س ��واق المالية وقطاع‬ ‫النف ��ط ف ��ي لبن ��ان‪� ،‬إال �أن ��ه وبالنظ ��ر �إلى دوره ��ا ال ُمعلن‬ ‫ن ��رى �أن له ��ا دوراً مهم� �اً ق ��د تلعب ��ه ف ��ي تطوي ��ر ه ��ذا‬ ‫القط ��اع عندبدء �إ�ستخ ��راج النفط والغ ��از من المنطقة‬ ‫الإقت�صادية الخال�صة في بالد الأرز‪.‬‬ ‫ن� ��ص القان ��ون ‪ 161‬ال�ص ��ادر في ‪ 2011/8/17‬عل ��ى �إن�شاء‬ ‫هيئ ��ة الأ�س ��واق المالي ��ة في لبن ��ان‪ .‬وح� �دّد مهامها بـ ‪11‬‬ ‫بن ��داً تدورح ��ول التنظي ��م والتوعي ��ة وتطوي ��ر الأ�س ��واق‬ ‫المالي ��ة‪ ،‬كم ��ا و�أعطاه ��ا �سلط ��ات لمعاقب ��ة المخالفين‪.‬‬ ‫ً‬ ‫*‬ ‫ون� ��ص القان ��ون �أي�ضا على �أنه وبع ��د �إن�شاء الهيئة‪ ،‬يجب بقلم البروف�سور جا�سم عجاقة‬ ‫عل ��ى بور�صة بيروت �أن تتح ��ول من م�ؤ�س�سة عامة تحت‬ ‫و�صاي ��ة وزارة الم ��ال �إل ��ى م�ؤ�س�سة خا�صة عل ��ى �أن تكون‬ ‫في المرحلة الأولى مملوكة بن�سبة ‪ %100‬من الدولة اللبنانية‪.‬‬ ‫الخال�صة للبنان‪.‬‬ ‫وال�سبب الأ�سا�سي وراء تحويل بور�صة بيروت من م�ؤ�س�سة عامة �إلى م�ؤ�س�سة م ��ن هن ��ا ن ��رى �أن لهيئ ��ة الأ�س ��واق المالي ��ة دوراً كبي ��راً‪ ،‬نظ ��راً �إل ��ى طبيعتها‬ ‫خا�ص ��ة ناب ��ع م ��ن ف�شلها بج ��ذب ال�ش ��ركات وخ�صو�صاً ‪ ،‬بعد م�ض ��ي ما يُقارب ومهماته ��ا و�أهدافه ��ا‪ ،‬ف ��ي تحقيق ال�ش ��ق الأ�سا�سي في قطاع النف ��ط �أال وهو‬ ‫الق ��رن عل ��ى �إن�شائه ��ا عل ��ى ي ��د المفو� ��ض ال�سام ��ي الفرن�سي‪ ،‬ال ُيط ��رح فيها الت�سوي ��ق‪ .‬لأن ع ��دم وج ��ود �س ��وق �سي�سم ��ح بخل ��ق محتكري ��ن‪ ،‬م ��ا يعني ذلك‬ ‫�سوى ‪� 10‬شركات!‪ .‬وهذا الف�شل ناتج بالدرجة الأولى عن البيروقراطية في م ��ن ف�ساد وخ�س ��ارة للدولة اللبنانية‪ .‬كما �أن ال ��دور الأخر المهم هو ال�سماح‬ ‫دوائ ��ر الدول ��ة‪ ،‬والتدخل ال�سيا�سي في �ش�ؤونها‪ ،‬الحرب الأهلية التي ع�صفت لل�ش ��ركات اللبناني ��ة الت ��ي تعم ��ل ف ��ي القطاع ��ات الداعم ��ة م ��ن التم� � ّول في‬ ‫بلبن ��ان ف ��ي �سبعينات القرن الفائت والتي �أوقفتها عن العمل من العام ‪ 1983‬البور�ص ��ة لمواكب ��ة عملي ��ة �إ�ستخ ��راج النف ��ط والغ ��از م ��ن البحر‪ .‬وه ��ذا كله‬ ‫وحتى العام ‪ .1996‬كل هذه الأ�سباب منعتها من تطوير العر�ض حيث �إكتفت �سيعود على الإقت�صاد اللبناني بالفوائد من ناحية‪:‬‬ ‫بعر�ض بع�ض الأ�سهم‪ ،‬و�سندات الخزينة و�سوق العمالت التي ُت�سيطر عليها ‪� -‬إن ال�سماح لل�شركات المتو�سطة الحجم بالتم ّول في الأ�سواق المالية يعني‬ ‫بع�ض العمالت الرئي�سية‪.‬‬ ‫�أن ال�ش ��ركات �ست�ستثم ��ر في لبنان وبالتالي �ستخلق فر�ص عمل مما يعني �أن‬ ‫و�إذا كان ه ��دف البور�ص ��ات يكم ��ن ف ��ي تموي ��ل الإقت�ص ��اد عب ��ر ط ��رح �أ�سه ��م الإ�ستهالك �سيزيد وبالتالي الناتج المحلي الإجمالي؛‬ ‫و�سن ��دات كم ��ا والتح� � ّوط م ��ن المخاط ��ر (‪ ،)Hedging‬ف�إن بور�ص ��ة بيروت ‪� -‬إن جع ��ل بور�ص ��ة بي ��روت مركزاً للت ��داول بعقود النفط والغ ��از اللبنانيين‪،‬‬ ‫ف�شل ��ت ف ��ي تحقيق هذا اله ��دف‪� ،‬إذ �أن ال�شركات ال ُمدرجة ف ��ي البور�صة كلها يجع ��ل م ��ن هذه العملي ��ة �شفافة كما يخل ��ق �سيولة في الت ��داول على النفط‬ ‫�شركات لي�ست بحاجة �إلى تمويل‪ ،‬ووجودها في البور�صة هو وجود ت�سويقي والغ ��از مما يعني زي ��ادة المبيعات اللبنانية منهما‪ .‬كم ��ا ي�سمح للم�ستثمرين‬ ‫(‪ .)Marketing‬كم ��ا ف�شل ��ت البور�ص ��ة ف ��ي خل ��ق �أدوات ت�سم ��ح للم�ستثم ��ر بتداول هذه الأدوات وبالتالي تزيد عمولة بور�صة بيروت؛‬ ‫بت�أدية عملياته كال"‪ "Short Selling‬والأدوات ال ُم�شتقة والأدوات المركبة ‪� -‬إن خل ��ق �س ��وق لل�ش ��ركات المتو�سطة الحجم‪ ،‬يعني فر� ��ض قيود معينة من‬ ‫ال�شفافي ��ة عل ��ى ال�شركات‪ ،‬وبالتال ��ي تخفي�ض الف�س ��اد ال ُم�ست�شري مما يعني‬ ‫وغيرها‪.‬‬ ‫من هنا تكمن �أهمية تخل�ص البور�صة من عبء الإدارة العامة و�إنتقالها �إلى زيادة الثقة بالإقت�صاد اللبناني وبالتالي زيادة ال ُم�ستثمرين؛‬ ‫القط ��اع الخا�ص كنظيراته ��ا الأوروبية والأميركية‪ .‬ولك ��ن يبرز هنا ال�س�ؤال ‪� -‬إن خل ��ق �أدوات مالي ��ة م�شتق ��ة م ��ن النف ��ط والغ ��از وغيرهم ��ا م ��ن الم ��واد‬ ‫ع ��ن ق ��درة هيئة الأ�سواق المالي ��ة على حماية البور�ص ��ة والإقت�صاد اللبناني الأولي ��ة‪� ،‬سي�سمح للكثيرين من الم�ستثمرين اللبنانيين الذين ي�ستخدمون‬ ‫من�ص ��ات المرا�سلي ��ن للإ�ستثمار ف ��ي البور�صات الأجنبي ��ة (& ‪Exchange‬‬ ‫من م�ضاربات ال�صناديق العالمية (‪.)LTCM‬‬ ‫ويبق ��ى �أن عل ��ى الهيئة‪ ،‬وقبل �أن تدخ ��ل البور�صة �إلى القطاع الخا�ص‪� ،‬أن تعمد ‪ )OTC‬م ��ن الت ��داول في بور�صة بيروت مما �سيقلل م ��ن الته ّرب ال�ضريبي‪،‬‬ ‫�إل ��ى فر� ��ض بع� ��ض الإجراءات عل ��ى بور�صة بيروت لك ��ي ُتلبي �أهدافه ��ا و�أهداف وبالتالي �سيعود بالخير على خزينة الدولة اللبنانية‪.‬‬ ‫البور�ص ��ة عينه ��ا‪ ،‬ومن بينها زي ��ادة الأدوات المالية المطروح ��ة ومنها الأ�سهم‪ ،‬بالت�أكي ��د �إن ال ُمنتظ ��ر م ��ن هيئة الأ�س ��واق المالية هو �أكثر بكثي ��ر مما كانت‬ ‫وال�سن ��دات‪ ،‬والأدوات النقدي ��ة (لل�ش ��ركات �أي�ض� �اً)‪ ،‬والم�شتق ��ات الت ��ي تزيد من تقوم به لجنة الرقابة على الم�صارف‪ .‬فبالإ�ضافة �إلى دورها الرقابي المهم‪،‬‬ ‫دون �أي �ش ��ك ال�سيولة ف ��ي ال�سوق وت�سمح بالتحوط من المخاطر‪ .‬كما يتوجب يتوج ��ب عليه ��ا �أن تعم ��د �إلى تطوي ��ر ال�س ��وق اللبنانية من ناحي ��ة الهيكلية‪،‬‬ ‫خل ��ق �س ��وق لل�شركات ال�صغي ��رة الحجم والتي ال ت�ستطيع التم� �وّل عبر القنوات ومن ناحية الحجم‪ ،‬مع زيادة عامل الثقة للم�ستثمر اللبناني والأجنبي‪.‬‬ ‫* خبير �إقت�صادي و�إ�ستراتيجي‬

‫‪50‬‬

‫العدد ‪ - 20‬حزيران (يونيو) ‪٢٠١4 -‬‬


‫بقلم الدكتور عبداهلل نا�صر الدين*‬

‫ر�أي خبير‬

‫ما هو مستقبل‬ ‫الليرة السورية؟‬ ‫من ��ذ اندالع الأزمة في �سوريا‪� ،‬أي‬ ‫خالل الأع ��وام الثالثة الما�ضية‪،‬‬ ‫خ�س ��ر الإقت�ص ��اد ال�س ��وري م ��ا يف ��وق ال� �ـ ‪%40‬‬ ‫م ��ن قدرت ��ه الإنتاجي ��ة‪ .‬فالنات ��ج المحل ��ي‬ ‫ال ��ذي و�ص ��ل �إل ��ى ‪ 60‬ملي ��ار دوالر قبل اندالع‬ ‫الأزم ��ة ف ��ي ‪ ،2010‬متوق ��ع �أن ال يتعدى الـ ‪34‬‬ ‫ملي ��ار دوالر ح�س ��ب مجل ��ة "�إيكونومي�س ��ت"‬ ‫(‪ .)Economist‬ه ��ذا التراج ��ع الإقت�ص ��ادي‬ ‫مرده �إل ��ى تراجع كافة القطاع ��ات الإنتاجية‬ ‫ب�سب ��ب الأزم ��ة‪ .‬فالقط ��اع ال�سياح ��ي خ�س ��ر‬ ‫�أكث ��ر من ‪ 1,5‬مليار دوالر بينما خ�سر القطاع‬ ‫ال�صناع ��ي م ��ا يف ��وق ‪ 2,2‬ملي ��اري دوالر من ��ذ‬ ‫بداية الأزمة ح�سب الإح�صاءات الر�سمية في‬ ‫�سوري ��ا‪� .‬أم ��ا الزراعة الت ��ي �أ�صبحت م�ساحات‬ ‫كبيرة منها ف ��ي المناطق التي ت�سيطر عليها‬ ‫المعار�ض ��ة فق ��د تراجع ��ت ب�ش ��كل كبير حيث‬ ‫ل ��ن يتع ��دى �إنتاج القم ��ح هذا الع ��ام �أكثر من‬ ‫مليون ��ي ط ��ن ف ��ي �أف�ض ��ل الأح ��وال‪ .‬يع ��ود‬ ‫التراج ��ع االقت�صادي �أي�ضاً �إل ��ى تراجع �إنتاج‬ ‫النف ��ط م ��ن ‪ 396,000‬برمي ��ل يومي� �اً �إلى �أقل‬ ‫م ��ن ‪ 14,000‬برمي ��ل حالي� �اً‪� ،‬أي ن�سب ��ة تراجع‬ ‫تفوق الـ ‪ .%96‬بذلك يكون قد خ�سر الإقت�صاد‬ ‫ال�س ��وري �سبع ��ة ماليي ��ن دوالر يومي� �اً م ��ن‬ ‫عائدات النفط ب�سب ��ب العقوبات الإقت�صادية‬ ‫و�سيطرة القوى الم�سلحة على مراكز الإنتاج‬ ‫�أي م ��ا ي ��وازي خ�س ��ارة �إجمالي ��ة تف ��وق ‪17,7‬‬ ‫مليار دوالر منذ �إندالع الأزمة‪ .‬هذا التراجع‬ ‫ف ��ي �إنتاج النفط �أجب ��ر الدولة عل ��ى �إ�ستيراد‬ ‫حاجاته ��ا من النفط التي ت�صل �إلى ‪150,000‬‬ ‫برميل يومياً من �إيران �أي بقيمة ‪ 400‬مليون‬ ‫دوالر �شهرياً‪.‬‬ ‫هذه ال�ضغوطات الإقت�صادية وما ترافق معها‬ ‫م ��ن تراجع في �إحتي ��اط الم�صرف المركزي‬ ‫من العمالت ال�صعبة �أدت �إلى تراجع حاد في‬ ‫�سعر �ص ��رف الليرة ال�سورية بن�سبة ما يقارب‬ ‫ثالث ��ة �أرب ��اع قيمته قب ��ل الأزم ��ة‪ ،‬لي�صل �إلى‬

‫�أدن ��ى م�ستوياته في ال�صي ��ف الما�ضي �إلى ما ت�أقل ��م �إقت�صاد تلك المناط ��ق مع الأزمة مما‬ ‫يق ��ارب الــ ‪ 335‬لي ��رة لل ��دوالر الواحد‪ .‬يمكن ق ��د ي�ساعد عل ��ى �إنعا�شها في الفت ��رة المقبلة‬ ‫رب ��ط ه ��ذا التراج ��ع بالعدي ��د م ��ن العوام ��ل و�إل ��ى دع ��م قطاع ��ات �إقت�صادي ��ة عدي ��دة مما‬ ‫�أهمه ��ا تراجع معظم القطاع ��ات الإقت�صادية �سيع� � ّزز ق ��درة الم�ص ��رف المرك ��زي على دعم‬ ‫(خ�صو�ص� �اً بع ��د �سق ��وط حل ��ب) وبالنتيج ��ة العملة ال�سورية حتى في ظل وجود العقوبات‬ ‫الإنهي ��ار ف ��ي �إحتياطات الم�ص ��رف المركزي الإقت�صادية‪.‬‬ ‫ال�س ��وري م ��ن العمالت الأجنبي ��ة �إلى ما دون وح�س ��ب تقري ��ر الأم ��م المتح ��دة‪ ،‬يتوق ��ع‬ ‫المليار دوالر في بع�ض الأحيان‪.‬‬ ‫الإقت�صادي ��ون �أن يحت ��اج االقت�ص ��اد ال�سوري‬ ‫وبالإ�شارة �إلى �أنه ال يوجد �إح�صاءات وا�ضحة �إل ��ى ‪ 30‬عاماً للو�صول �إل ��ى الم�ستويات التي‬ ‫ع ��ن قيم ��ة الأحتياط ��ات الأجنبي ��ة للم�صرف كان ق ��د و�ص ��ل �إليها في الع ��ام ‪ .2010‬بمعنى‬ ‫المرك ��زي ف�إن التقديرات ت�ضعها بين ‪� 16‬إلى �آخ ��ر‪� ،‬إن الع ��ودة ال�سريع ��ة �إل ��ى م�ؤ�ش ��رات ما‬ ‫‪ 18‬ملي ��ار دوالر قبل الأزم ��ة لت�صل اليوم �إلى قب ��ل الأزم ��ة ل ��ن يك ��ون ممكن� �اً ف ��ي الم ��دى‬ ‫ما يقارب المليار دوالر‪� .‬أما ال�سبب الآخر في الق�صي ��ر‪ ،‬ب ��ل �سيتطل ��ب فت ��رة طويل ��ة‪.‬‬ ‫تراجع العملية ب�شكل حاد فارتبط ب�إحتماالت �أم ��ا الأ�سب ��اب فتع ��ود �إل ��ى الدم ��ار الكبي ��ر‬ ‫توجي ��ه �ضرب ��ة ع�سكرية �إلى النظ ��ام وتهديد ال ��ذي �أ�ص ��اب البني ��ة التحتي ��ة ومنه ��ا تل ��ك‬ ‫المعار�ضة ال�سورية ب�ش ��كل حقيقي للعا�صمة المرتبط ��ة بالقطاعات الإنتاجية ال�صناعية‬ ‫ال�سوري ��ة في العام المن�ص ��رم‪ .‬كل ذلك �أجبر والزراعي ��ة‪ .‬بع� ��ض الأ�سباب تع ��ود �أي�ضاً �إلى‬ ‫الم�ص ��رف المرك ��زي عل ��ى �إتخ ��اذ �إج ��راءات تح ��ول الإقت�ص ��اد ال�س ��وري �إل ��ى مجموع ��ة‬ ‫حازمة لل�سيط ��رة على �سعر ال�صرف لي�ستقر ج ��زر �إقت�صادي ��ة منف�صلة �سي�صع ��ب دمجها‬ ‫عل ��ى عتبة الــ ‪ 160‬ليرة لل ��دوالر منذ ت�شرين ف ��ي الإقت�ص ��اد الوطن ��ي ف ��ي فت ��رة وجي ��زة‬ ‫الأول (�أكتوبر) الفائت‪.‬‬ ‫ب�سب ��ب ع ��دم وجود مرجعية واح ��دة في تلك‬ ‫لك ��ن رغ ��م كل تل ��ك الم�ؤ�ش ��رات الإقت�صادي ��ة المناط ��ق‪ .‬بع� ��ض الأ�سب ��اب يرتب ��ط �أي�ض� �اً‬ ‫ال�سلبي ��ة‪ ،‬بق ��ي الإقت�ص ��اد ال�س ��وري متما�سكاً بالع ��دد الهائ ��ل م ��ن الالجئي ��ن والنازحي ��ن‬ ‫و�صام ��داً وبرهن ��ت القي ��ادة ال�سوري ��ة ع ��ن ال ��ذي ف ��اق ال� �ـ ‪ 4‬ماليي ��ن ف ��ي ظ ��ل �إرتف ��اع‬ ‫قدرته ��ا على منع التده ��ور االقت�صادي ودفع البطالة �إلى ما يفوق الـ ‪ %50‬و�إرتفاع القتلى‬ ‫رواتب الموظفين والع�سكريين حتى في تلك �إلى ما يفوق الـ ‪.150,000‬‬ ‫المناطق التي ال تقع تحت نفوذها‪.‬‬ ‫�إن ال�صم ��ود الذي ي�شه ��ده الإقت�صاد ال�سوري‬ ‫�إن �صم ��ود الإقت�ص ��اد ال�س ��وري مرتب ��ط �أي�ضاً �سيتعزز مع ع ��ودة حم�ص �إلى �سيطرة النظام‬ ‫بالدع ��م الإيراني الكبير للحكوم ��ة ال�سورية وم ��ع �أي انت�ص ��ار مماث ��ل ف ��ي حل ��ب (الثق ��ل‬ ‫عب ��ر فتح �إعتماد ي�صل �إلى ‪ 3,6‬مليارات دوالر ال�صناع ��ي للإقت�ص ��اد ال�س ��وري) والمناط ��ق‬ ‫لتي�سي ��ر الم�ص ��رف المركزي ال�س ��وري ومنع ال�شرقية (حقول النف ��ط)‪� .‬إذا ا�ستمر النظام‬ ‫انهي ��ار العمل ��ة ال�سوري ��ة‪ ،‬ه ��ذا بالإ�ضافة �إلى ف ��ي تحقي ��ق �إنت�ص ��ارات ميداني ��ة ف ��ي الفترة‬ ‫الدعم الغذائي الكبير‪.‬‬ ‫المقبل ��ة بالت ��وازي م ��ع �إ�ستم ��رار الدع ��م‬ ‫�رة‬ ‫�‬ ‫ط‬ ‫ال�سي‬ ‫�ى‬ ‫�‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫�ام‬ ‫�‬ ‫ظ‬ ‫وا أله ��م �أن ق ��درة الن‬ ‫الرو�س ��ي الإيران ��ي‪ ،‬فق ��د ي�ستطي ��ع االقت�صاد‬ ‫و�إر�س ��اء اال�ستق ��رار ف ��ي مناط ��ق كثي ��رة ف ��ي ال�س ��وري �إ�سترداد ثلث ما خ�سر خالل الأزمة‬ ‫ال�ش ��ام والقلم ��ون وحم� ��ص �أخي ��راً‪� ،‬أدّى �إل ��ى مع حلول العام ‪2017‬‬

‫* حا�صل على دكتوراه في الإقت�صاد و�أ�ستاذ محا�ضر في كلية �إدارة الأعمال في جامعة بيروت العربية‬

‫‪Issue 20 - June - 2014‬‬

‫‪53‬‬


Khalidiya Street - Abu Dhabi - UAE Tel: +971 2 6654300 Fax: +971 2 6663396


‫للح�ص ��ول على �أدلة للآث ��ار ال�سيئ ��ة للإنكما�ش‪،‬‬ ‫ينبغ ��ي التطلع �إل ��ى و�ض ��ع اليابان ف ��ي ت�سعينات‬ ‫الق ��رن الفائت‪ ،‬والذي ي�شبه و�ض ��ع �أوروبا اليوم‪.‬‬ ‫هن ��اك‪� ،‬أي�ض� � ًا‪ ،‬كافح القط ��اع المالي تحت عبء‬ ‫كبي ��ر م ��ن القرو� ��ض المعدوم ��ة‪ .‬مث ��ل �أوروب ��ا‪،‬‬ ‫واجهت الياب ��ان م�شكلة ال�سكان المع ّمرين الذين‬ ‫ي�ستهلك ��ون �أق ��ل‪ .‬ت�شابه مقلق �آخر ه ��و �أن البنك‬ ‫المرك ��زي الأوروب ��ي‪ ،‬مثل نظي ��ره الياباني‪ ،‬يبدو‬ ‫غير راغب في مواجهة ه ��ذه االتجاهات النقدية‬ ‫ب�شكل كبير ال يحمد عقباه‪ .‬لدى البنك المركزي‬ ‫الأوروبي بع�ض الأ�سب ��اب لتحفظه ‪ -‬لكنها لي�ست‬ ‫جيدة بما فيه الكفاية‪.‬‬

‫طالما بقي الدخل م�ستقر ًا‪� ،‬سيكون‬ ‫للإنكما�ش ت�أثير �إيجابي في القدرة‬ ‫ال�شرائية للم�ستهلكين؛ يمكنهم‬ ‫�شراء المزيد من ال�سلع والخدمات مع‬ ‫مدخراتهم‬ ‫�إنخفا�ض الأ�سعار‪ .‬كما �أن ّ‬ ‫تزداد �أي�ض ًا في القيمة فيما الأ�سعار‬ ‫تنخف�ض‪� ،‬إذا لم تبد�أ البنوك في و�ضع‬ ‫�أ�سعار فائدة �سلبية‬

‫فر�ص �ضائعة‬ ‫�أ�ض ��اع البنك المركزي الأوروب ��ي بالفعل �أف�ضل‬ ‫البنك المركزي الأوروبي‪ :‬مهمة كبيرة و�صعبة‬

‫فر�ص ��ة ل ��ه كي يخف ��ف ب�شك ��ل فعال م ��ن النقد‬ ‫المعرو� ��ض ف ��ي الأ�س ��واق لمواجه ��ة الإنكما�ش‪.‬‬ ‫قبل عامين‪ ،‬تراجع الت�ضخم في �أوروبا �إلى دون‬ ‫الم�ست ��وى الم�ستهدف من البنك المركزي ‪ 2‬في‬ ‫المئة‪ ،‬وكان الإقت�صاد الأوروبي عند �أدنى نقطة‬ ‫ل ��ه من الركود خالل �أربع �سن ��وات‪ .‬ولكن البنك‬ ‫الأوروب ��ي ك ��ان مت�أثر ًا بق ��وة بالبن ��ك المركزي‬ ‫الإلماني "بوند�سبنك"‪ ،‬والذي كان تاريخي ًا قلق ًا‬ ‫من الت�ضخم �أكثر من الإنكما�ش‪ .‬الآن بعدما بد�أ‬ ‫الإقت�ص ��اد ف ��ي التعافي ومن المحتم ��ل �أن يكون‬ ‫الت�ضخم بلغ �أدنى م�ستوياته‪ ،‬ف�إن التو�سع النقدي‬ ‫ق ��د ال يكون لديه الكثير من الأثر الإيجابي‪ ،‬على‬ ‫الأقل لي�س بالن�سبة �إلى الإقت�صادات الرائدة في‬ ‫�أوروبا‪.‬‬ ‫بالن�سب ��ة �إلى الإقت�ص ��ادات الأ�صغر ف ��ي القارة‬ ‫التو�سع النق ��دي �إلى ت�سهيل‬ ‫العج ��وز‪ ،‬قد ي� ��ؤدي ّ‬ ‫الإنتعا�ش‪� .‬إذا �إعتم ��د البنك المركزي الأوروبي‬ ‫برنام ��ج "تي�سي ��ر كم ��ي" ينط ��وي عل ��ى ال�شراء‬ ‫المبا�ش ��ر لل�سن ��دات والقرو� ��ض الم�ضمون ��ة‬ ‫الوطني ��ة‪ ،‬ف� ��إن �إ�سباني ��ا‪ ،‬الت ��ي لديه ��ا مخزون‬ ‫�ضخم من ه ��ذه الديون‪ ،‬قد تخ ��رج من ورطتها‬ ‫الإقت�صادية‪ .‬ولكن تنفيذ مثل هذه الإ�ستراتيجية‬ ‫�ستكون �صعبة �أكث ��ر بكثير في �أوروبا من مثيلتها‬ ‫ف ��ي الواليات المتحدة �أو الياب ��ان ب�سبب م�شاكل‬ ‫هيكلي ��ة داخ ��ل القط ��اع الم�صرف ��ي الأوروب ��ي‪.‬‬ ‫ال ت ��زال الم�ؤ�س�س ��ات المالية المج� � ّز�أة في هذا‬ ‫الأخي ��ر تحتف ��ظ بالإدخ ��ار �ضم ��ن حدوده ��ا‬ ‫الوطنية‪.‬‬ ‫وم ��ن غير الوا�ضح �أي�ض ًا ما �إذا كان من المرجح‬ ‫�أن يكون ل"التي�سير الك ّمي" ت�أثير كبير في جميع‬ ‫�أنح ��اء �أوروبا ف ��ي الوقت الحالي‪ .‬ف ��ي الواليات‬ ‫المتحدة‪ ،‬ب ��دا "التي�سير الكمي" �أنه �ساعد �أكثر‬ ‫في �أثناء ومبا�شرة بعد الأزمة المالية‪ ،‬لأنه جلب‬ ‫الإ�ستق ��رار �إلى �أ�سعار الأ�ص ��ول والقطاع المالي‬ ‫عموم ًا‪ .‬وخ ��ارج �أ�ضرار ال�سيطرة المبا�شرة‪ ،‬مع‬ ‫ذلك‪ ،‬ف�إن "التي�سير الك ّمي" كان له ت�أثير �ضئيل‬ ‫ن�سبي� � ًا ف ��ي الوالي ��ات المتحدة‪ .‬كم ��ا �أن �سيا�سة‬ ‫الياب ��ان الت ��ي �أطلقتها ف ��ي الآون ��ة الأخيرة من‬ ‫"التي�سير الكمي"‪ ،‬التي كانت �أكثر طموح ًا بكثير‬ ‫من الواليات المتح ��دة كانت �أكبر �أثر ًا في العام‬ ‫الفائ ��ت‪� ،‬إذ �أنه ��ا �إ�ستطاعت تحفي ��ز نمو الناتج‬ ‫المحل ��ي الإجمالي‪ ،‬عل ��ى الأقل م�ؤقت� � ًا‪ ،‬وزاادت‬ ‫مع ��دل الت�ضخم �إلى ‪ 1.5‬ف ��ي المئة �سنوي ًا‪ ،‬وهو‬ ‫�أعل ��ى م�ستوى ل ��ه من ��ذ �سنوات‪ .‬لك ��ن على‬ ‫‪Issue 20 - June - 2014‬‬

‫‪55‬‬


‫�أ�سواق المال‬ ‫عمالت‬

‫�أوروبا واليابان والعقد الجديد المفقود‬

‫شبح اإلنكماش يطارد اليورو!‬ ‫يته��دد الإتحاد الأوروب��ي �إنكما�ش قد ي�ؤدي �إلى تعمي��ق الأزمة الإقت�صادية والإجتماعي��ة و�إنخفا�ض قيمة‬ ‫العمل��ة‪ ،‬الأمر الذي يجعل البنك المركزي الأوروبي ف��ي و�ضع حرج وورطة‪ .‬فكيف �سيواجه هذا الخطر‬ ‫الداهم؟‬ ‫لندن ‪ -‬هيكل مهدي‬ ‫هن ��اك �شب ��ح يط ��ارد �أوروب ��ا ‪� -‬شبح‬ ‫الإنكما�ش‪ .‬على مدى ال�سنوات القليلة‬ ‫الفائت ��ة‪ ،‬عانت بلدان ف ��ي جميع �أنح ��اء الإتحاد‬ ‫الأوروب ��ي من رك ��ود �أو هب ��وط ف ��ي الأ�سعار‪ .‬في‬ ‫المج ��ر‪� ،‬إنخف� ��ض الت�ضخ ��م �إل ��ى �أدن ��ى م�ستوى‬ ‫ل ��ه من ��ذ الع ��ام ‪ .1974‬وف ��ي بلغاري ��ا‪ ،‬وقبر�ص‪،‬‬ ‫واليون ��ان‪ ،‬و�إيرلن ��دا‪ ،‬والتفيا‪� ،‬إنخف�ض ��ت �أ�سعار‬ ‫الم�ستهلك عل ��ى �أ�سا�س �سنوي ف ��ي العام ‪.2013‬‬ ‫وخ�ل�ال الفت ��رة عينه ��ا‪ ،‬ظل ��ت �أ�سع ��ار‬ ‫الم�ستهلك ثابت ��ة في البرتغال و�إ�سبانيا‪،‬‬ ‫لكنها �إرتفعت بمع ��دل �ضئيل �إح�صائي ًا‬ ‫‪ 0.5‬في المئة ف ��ي الدانمارك وليتوانيا‬ ‫و�سلوفاكي ��ا وال�سوي ��د‪ .‬وق ��د‬ ‫�إنخف� ��ض الت�ضخم الكلي‬ ‫ف ��ي الإتح ��اد الأوروبي‬ ‫�إل ��ى �أدن ��ى م�ستوى له‬ ‫من ��ذ خم� ��س �سنوات‪،‬‬ ‫‪ 0.5‬ف ��ي المئ ��ة‪ ،‬وهو‬ ‫�أقل بكثير من الهدف ‪2‬‬ ‫ف ��ي المئة الذي ح ّدده البنك‬ ‫المركزي الأوروبي‪.‬‬ ‫ً‬ ‫طالم ��ا بقي الدخل م�ستق ��را‪� ،‬سيكون‬ ‫للإنكما� ��ش ت�أثي ��ر �إيجابي في القدرة‬ ‫ال�شرائي ��ة للم�ستهلكي ��ن؛ يمكنه ��م‬ ‫�ش ��راء المزيد م ��ن ال�سل ��ع والخدمات‬ ‫مع �إنخفا� ��ض الأ�سعار‪ .‬كما �أن م ّدخراتهم‬ ‫تزداد �أي�ض� � ًا في القيمة فيم ��ا الأ�سعار تنخف�ض‪،‬‬ ‫�إذا ل ��م تبد�أ البنوك في و�ضع �أ�سعار فائدة �سلبية‬ ‫ ف ��ي الأ�سا� ��س‪ ،‬ر�س ��م على حفظ الم ��ال‪ .‬ولكن‬‫الإنكما� ��ش يمك ��ن �أن يك ��ون مد ّم ��ر ًا للمواطني ��ن‬

‫‪54‬‬

‫العدد ‪ - 20‬حزيران (يونيو) ‪٢٠١4 -‬‬

‫الذي ��ن لديهم قرو�ض‪ :‬فيما تبق ��ى قيمة �أموالهم‬ ‫راكدة �أو حت ��ى ناق�صة‪ ،‬يجب عليه ��م الإ�ستمرار‬ ‫ف ��ي الوفاء بالتزاماتهم المتع ّلق ��ة بالديون‪ ،‬حيث‬ ‫قيمتها الإ�سمية ال تتغي ��ر‪ .‬في الوقت عينه‪ ،‬مهما‬ ‫كانت �أن ��واع الأ�ص ��ول المرهون ��ة ف� ��إن �إنخفا�ض‬ ‫�أ�سع ��ار �ضمان ��ات القرو� ��ض �سي� ��ؤدي �إل ��ى دف ��ع‬ ‫المقر�ضين للمطالب ��ة بمزيد من ال�ضمانات �ضد‬ ‫التخل ��ف عن ال�س ��داد‪ .‬والإنكما�ش ه ��و �أي�ض ًا من‬ ‫الأخب ��ار ال�سيئة بالن�سبة �إل ��ى الأفراد وال�شركات‬ ‫الذي ��ن يتعامل ��ون عب ��ر الح ��دود‪ .‬قد‬ ‫ت�صب ��ح ال ��واردات �أكث ��ر تكلفة‪،‬‬

‫اليورو‪:‬‬ ‫�إلى �أي حد‬ ‫�سيت�أثر؟‬

‫ويمك ��ن �أن تد ّر ال�ص ��ادرات عوائد �أق ��ل‪ .‬كما �أن‬ ‫الإنكما� ��ش يه� � ّدد �أي�ض� � ًا المواطني ��ن وال�شركات‬ ‫بالن�سبة �إلى قرو�ض وت�سهيالت �إئتمانية �أخرى‪.‬‬


‫�أ�سواق المال ¶ عمالت‬ ‫الرغ ��م من ه ��ذه الإنجازات‪ ،‬لم يك ��ن "التي�سير‬ ‫الكم ��ي" كافي� � ًا لو�ضع ح ��د للرك ��ود الإقت�صادي‬ ‫الطويل الأجل في اليابان‪.‬‬ ‫البن ��ك المرك ��زي الأوروبي‪ ،‬ع�ل�اوة على ذلك‪،‬‬ ‫�إتبع بالفعل نوع ًا م ��ن "التي�سير الك ّمي"‪ ،‬والذي‬ ‫ق ��د يم ّكنه من �إنجاز ما ي�أمل جميع دول الإتحاد‬ ‫الأوروبي تحقيقه من خالل مثل هذه ال�سيا�سات‪.‬‬ ‫وكان قرار البن ��ك الأوروبي الأكث ��ر فعالية حتى‬ ‫ه ��ذا التاريخ ه ��و �إطالقه برنامج �إع ��ادة تمويل‬ ‫ح�سن‬ ‫العملي ��ات عل ��ى الم ��دى الطويل‪ ،‬وال ��ذي ّ‬ ‫ب�شك ��ل كبي ��ر في و�ض ��ع ال�سيولة ف ��ي القطاعات‬ ‫الم�صرفية في الإقت�ص ��ادات الأ�صغر حجم ًا في‬ ‫�أوروب ��ا‪ ،‬ف ��ي حين خ ّف� ��ض المخاط ��ر المرتبطة‬ ‫ب�سن ��دات حكوماته ��ا‪ .‬بالن�سب ��ة �إلى ه ��ذه الآثار‬ ‫وحده ��ا كان ��ت ال�سيا�سة ناجح ��ة‪ .‬ولكن لم يكن‬ ‫لها �سوى ت�أثي ��ر طفيف في الت�ضخم ونمو الناتج‬ ‫المحل ��ي الإجمال ��ي‪ .‬وح�س ��ب معظ ��م الخب ��راء‬ ‫ف�إن جوالت �أخ ��رى من "التي�سي ��ر الكمي"‪ ،‬بعد‬ ‫ذل ��ك‪ ،‬من المرج ��ح �أن ت�ؤدي �إلى �آث ��ار م�شابهة‬ ‫لتلك الموجودة ف ��ي الواليات المتحدة واليابان‪،‬‬ ‫والتي يمكن �أن ت�ضيف ب�ضع نقاط مئوية �إلى نمو‬ ‫الناتج المحلي الإجمالي ومعدل الت�ضخم‪ ،‬ولكن‬ ‫ذل ��ك لن تك ��ون ل ��ه � ّأي �آثار دائمة ف ��ي الإنتعا�ش‬ ‫الإقت�صادي في �أوروبا‪.‬‬

‫�س ��وف يتع ّين عل ��ى الحكوم ��ات �أن تقنعه ��م �أنه‬ ‫ب ��د ًال من محاربة الت�ضخ ��م‪ ،‬يتع َّين على االتحاد‬ ‫الأوروبي �أن ي�أمل به‪.‬‬

‫رئي�س البنك المركزي الأوروبي ماريو دراجي‪:‬‬ ‫بين يديه م�ستقبل �أوروبا واليورو‬

‫على البنك المركزي الأوروبي‬ ‫�أن يتّخذ خطوات الآن لمواجهة �إحتمال‬ ‫الإنكما�ش‪ .‬ينبغي �أن يبد�أ من خالل‬ ‫ال�ضغط الهبوطي على �أ�سعار الفائدة‬ ‫حتى تنخف�ض قلي ًال تحت ال�صفر‪.‬‬ ‫وهذا من �ش�أنه ت�شجيع الم�ستهلكين‬ ‫على الإنفاق بد ًال من حفظ �أموالهم‪،‬‬ ‫والذي من �ش�أنه �أي�ض ًا �أن ي�ؤدي �إلى نمو‬ ‫ي�أتي مت�أخر ًا �أف�ضل من �أال ي�أتي �أبد ًا‬ ‫�إقت�صادي �أعلى و�إنخفا�ض في‬ ‫مع ذل ��ك‪ ،‬ف�إن المزيد من "التي�سير الك ّمي" من‬ ‫البنك المركزي الأوروبي قد ي�ستحق كل الجهد‪.‬‬ ‫معدل البطالة‬

‫�أو ًال‪ :‬بالن�سب ��ة �إل ��ى �أ�ضع ��ف الإقت�ص ��ادات ف ��ي‬ ‫�أوروبا‪ ،‬ف�إن زيادة النمو الإقت�صادي حتى بب�ضعة‬ ‫�أع�شار من واح ��د في المئة من �ش�أنها �أن تحدث‬ ‫فرق� � ًا هائ�ل ً�ا‪ .‬ثاني� � ًا‪� :‬إن المزيد م ��ن "التي�سير‬ ‫الك ّم ��ي" ي�سم ��ح للبن ��ك المرك ��زي الأوروبي في‬ ‫تح�سي ��ن �إ�ستخدام ��ه للتدابي ��ر النقدي ��ة غي ��ر‬ ‫العادية‪ .‬يمكنه �أن يح� � ّدد الأ�صول التي هي �أكثر‬ ‫فعالي ��ة لل�شراء وكم هي الكمية‪ .‬الواقع �إذا ُطلب‬ ‫م ��ن البنك المركزي الأوروبي م ��رة �أخرى �إتباع‬ ‫�سيا�س ��ة "التي�سي ��ر الكم ��ي"‪ ،‬ف� ��إن ذل ��ك الأمر‬ ‫�سيثبت �أنه مفيد جد ًا‪.‬‬ ‫ولكن ينبغ ��ي على البنك المرك ��زي الأوروبي �أن‬ ‫يكون حذرا‪ .‬على عك� ��س الإحتياطي الفيديرالي‬ ‫الأميركي ف�إن البن ��ك الأوروبي ال يملك ال�سلطة‬ ‫القانونية ل�شراء �أن ��واع وا�سعة من الأ�صول‪ ،‬مثل‬ ‫ال�سندات الإتحادي ��ة والأوراق المالية المدعومة‬

‫بالره ��ن العق ��اري‪ .‬ب ��د ًال م ��ن ذل ��ك‪ ،‬ف�إن ��ه من‬ ‫المرج ��ح �أن ير ّكز على �أدوات �أكثر تحديد ًا‪ ،‬مثل‬ ‫�سندات ال�شركات‪ .‬و هذا من �ش�أنه رفع ال�ضغوط‬ ‫ال�سيا�سية على البنك المركزي لإختيار الأ�صول‬ ‫عل ��ى �أ�سا� ��س الم�صلح ��ة ال�سيا�سي ��ة‪ ،‬ب ��د ًال من‬ ‫المنطق المالي والإقت�صادي ال�سليم‪.‬‬ ‫عالوة على ذلك‪ ،‬ف�إن الحكومات الأوروبية �ستجد‬ ‫�صعوب ��ة في ح�ش ��د المواطني ��ن ح ��ول �سيا�سات‬ ‫�إنكما�شي ��ة‪ .‬عل ��ى م ��دى العقدي ��ن الأخيرين �أو‬ ‫�أكثر‪� ،‬أ ّكدت الحكوم ��ات الأوروبية لمواطنيها �أن‬ ‫الت�ضخم ي� ��ؤدي �إلى عواقب �سلبي ��ة‪ ،‬مثل �إرتفاع‬ ‫الأ�سع ��ار‪ ،‬و�إنخفا�ض قيمة الم ّدخ ��رات‪ ،‬وتباط�ؤ‬ ‫ف ��ي التنمي ��ة الإجتماعي ��ة والإقت�صادي ��ة‪ .‬الآن‪،‬‬

‫تدابير �إ�ستثنائية‬ ‫ي�ؤ ّك ��د البنك المركزي الأوروب ��ي ب�إ�ستمرار على‬ ‫الإختالف ��ات بي ��ن اليابان ومنطق ��ة اليورو‪ .‬لكن‬ ‫ال ينبغ ��ي ل ��ه �أن ينك ��ر الت�شاب ��ه الوا�ض ��ح جد ًا‪.‬‬ ‫ديموغرافي� � ًا‪� ،‬أوروب ��ا والياب ��ان على ح ��د �سواء‬ ‫لديهما م�شكل ��ة ال�شيخوخة �أو ال�سكان المع ّمرين‬ ‫الذي ��ن ي�ستهلكون �أق ��ل‪ ،‬والتي تنت ��ج تباط�ؤ ًا في‬ ‫النم ��و الإقت�صادي‪ .‬كم ��ا �أن �أوروبا واليابان على‬ ‫حد �سواء مثقلت ��ان بالديون �أي�ض ًا‪ ،‬مما يزيد من‬ ‫الآثار ال�سلبية للإنكما�ش‪.‬‬ ‫على الرغم من �أن البنك الأوروبي لم يتطرق في‬ ‫تقري ��ره للعام ‪� 2013‬إل ��ى الإنكما�ش الإقت�صادي‬ ‫ولم يذكره‪ ،‬ف� ��إن الظروف الحالي ��ة تجعله �أمر ًا‬ ‫ممكن� � ًا‪� .‬إن دو ًال �أوروبي ��ة ع ��دة‪ ،‬خ�صو�ص� � ًا دول‬ ‫البلطيق‪ ،‬ت ��رى فعلي ًا تخفي�ض الأج ��ور والأ�سعار‬ ‫ك�شك ��ل ال مفر منه م ��ن �إنكما�ش داخلي �ضروري‬ ‫لت�صحي ��ح الإخت�ل�االت الإقت�صادي ��ة م ��ع بلدان‬ ‫الإتحاد الأوروبي الأخ ��رى‪ .‬وفي الوقت عينه‪ ،‬ال‬ ‫ي ��زال القطاع الم�صرفي في �أوروبا ه�ش ًا‪ .‬عندما‬ ‫ي�ص ��ل الت�ضخ ��م �إل ��ى �صفر في المئ ��ة ‪ -‬وهو ما‬ ‫ق ��د يحدث قريب� � ًا ‪� -‬سي�ضطر البن ��ك المركزي‬ ‫الأوروب ��ي �إل ��ى الإعت ��راف بخط ��ر الإنكما� ��ش‪.‬‬ ‫عندها‪ ،‬مع ذلك‪ ،‬قد يكون الوقت مت�أخر ًا جد ًا‪.‬‬ ‫له ��ذا ال�سب ��ب يج ��ب عل ��ى البن ��ك المرك ��زي‬ ‫الأوروب ��ي �أن ي ّتخ ��ذ خط ��وات الآن لمواجه ��ة‬ ‫�إحتم ��ال الإنكما� ��ش‪ .‬ينبغ ��ي �أن يب ��د�أ من خالل‬ ‫ال�ضغ ��ط الهبوط ��ي عل ��ى �أ�سع ��ار الفائ ��دة حتى‬ ‫تنخف� ��ض قلي ًال تح ��ت ال�صفر‪ .‬وهذا م ��ن �ش�أنه‬ ‫ت�شجي ��ع الم�ستهلكي ��ن عل ��ى الإنف ��اق ب ��د ًال م ��ن‬ ‫حف ��ظ �أمواله ��م‪ ،‬وال ��ذي م ��ن �ش�أن ��ه �أي�ض� � ًا �أن‬ ‫ي� ��ؤدي �إلى نمو �إقت�ص ��ادي �أعل ��ى و�إنخفا�ض في‬ ‫مع ��دل البطالة‪ .‬وينبغي �أي�ض ��ا �أن يوا�صل البنك‬ ‫المرك ��زي الأوروب ��ي �شراء ال�سن ��دات الحكومية‬ ‫في �إط ��ار برنام ��ج �أ�س ��واق الأوراق المالية‪ ،‬من‬ ‫دون "تعقي ��م" هذه الم�شتريات من طريق �سحب‬ ‫مبلغ م�ساو م ��ن بنوك تلك البلدان‪ .‬ولكن بما �أن‬ ‫هذه التدابير وحده ��ا ال ت�ستطيع عك�س الإنزالق‬ ‫نح ��و الإنكما� ��ش‪ ،‬فينبغي على البن ��ك المركزي‬ ‫الأوروبي �أي�ض ًا االنتقال مبا�شرة �إلى جولة �أخرى‬ ‫من "التي�سير الك ّمي"‬ ‫‪Issue 20 - June - 2014‬‬

‫‪57‬‬


SECDEB INC. We Handle Forex, Money Transfer & Remittance Services Worldwide

10F Philamlife Tower, 8767 Paseo De Roxas, Makati City, Manila, Philippines Tel: +632 901-4172, Email: fideliterinvest@aol.com

Or visit our website: www.stgeorgessociety.com


‫هذا الحادث �أقلقه مع �أ�صحاب ال�شركة‪ .‬عندها قرروا‬ ‫جميع ًا �أنهم بحاجة �إل ��ى مانحي قرو�ض �أكثر موثوقية‬ ‫عل ��ى الم ��دى الطويل‪ ،‬لذل ��ك خ ّف�ض ��وا الإقترا�ض من‬ ‫البنوك وتحولوا بد ًال من ذلك �إلى �أحد م�صارف الظل‬ ‫ وه ��ي �شرك ��ات مالية غير م َن َّظمة كبن ��ك ولكن تن ّفذ‬‫العديد من المهام نف�سها‪ .‬و�أحد هذه الم�صارف الذي‬ ‫�إختاروه كانت �شرك ��ة "�أم �أند جي" (‪( )M&G‬ذراع‬ ‫�إدارة الأ�ص ��ول لـ"برودن�ش ��ال" (‪ ،)Prudential‬وهي‬ ‫�شركة ت�أمين كبرى)‪ ،‬التي قدمت لهم ‪ 20‬مليون جنيه‬ ‫ا�سترليني على مدى ع�شر �سنين‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن نظام الظ ��ل الم�صرفي و�ص ��م نف�سه ب�إ�سم‬ ‫�سي ��ىء خ�ل�ال الأزم ��ة المالي ��ة‪� ،‬أهمها ك ��ان عمله في‬ ‫�شك ��ل مركب ��ات (�شرك ��ات) مالي ��ة خ ��ارج الموازن ��ة‬ ‫العمومي ��ة‪ ،‬الت ��ي كانت منف�صل ��ة نظري ًا ع ��ن البنوك‬ ‫ولك ��ن في الممار�س ��ة العملية تعتمد عليه ��ا‪ .‬وغالب ًا ما‬ ‫كانت القرو�ض الم�ضمونة بالأ�صول (المو ّرقة) تتح ّول‬ ‫�إل ��ى �أن تك ��ون �أكثر خطورة بكثير و�أق ��ل قيمة مما كان‬ ‫متوقع ًا‪.‬‬ ‫تو�س ��ع هذه المركبات عمليات‬ ‫وكان من المفتر�ض �أن ّ‬ ‫الإئتم ��ان‪ ،‬وبالتال ��ي دع ��م الإقت�ص ��اد‪ ،‬فيم ��ا تن�ش ��ر‬ ‫المخاطر التي تنط ��وي عليها؛ على الأقل كان هذا من‬ ‫مب ��ررات �إ�ستبعادها م ��ن مطلوبات البن ��وك وال�سماح‬ ‫لها بالإ�ستح ��واذ على ر�أ�سمال قليل ن�سبيا للحماية من‬ ‫الخ�سائ ��ر المحتملة‪ .‬ولكن عندم ��ا تع ّر�ضت للمتاعب‪،‬‬ ‫كان على البنوك �إنقاذها على نطاق كبير‪� ،‬إ�ضافة �إلى‬ ‫�أن العدي ��د من البنوك نف�سها كانت بحاجة �إلى �إنقاذ‪.‬‬

‫وتحولت المركبات المالية �إلى �أن تكون و�سيلة للتحايل‬ ‫على المحا�سبة مرتدية زي ًا لخدمة المجتمع‪.‬‬ ‫الأ�سو�أ من ذل ��ك‪� ،‬أن هذه ال�شركات‪-‬المركبات تعتمد‬ ‫ع ��ادة على التمويل الق�صير الأجل م ��ن �أ�سواق المال‪،‬‬ ‫وه ��و �شك ��ل �آخر م ��ن �أ�شك ��ال الظ ��ل الم�صرف ��ي‪� .‬إن‬ ‫�صنادي ��ق �أ�س ��واق المال‪ ،‬الت ��ي ت�ستثمر ف ��ي ال�شركات‬ ‫والم�ؤ�س�س ��ات والأف ��راد فائ� ��ض النقد لديه ��ا لفترات‬ ‫ق�صي ��رة‪ ،‬تنطوي عل ��ى نوع مختلف م ��ن الحيلة‪ .‬على‬ ‫الرغم م ��ن �أن كل الإقرا�ض �أمر محف ��وف بالمخاطر‬ ‫بطبيعت ��ه‪ ،‬فقد قدم ��ت نف�سه ��ا ب�إعتباره ��ا خالية من‬ ‫المخاط ��ر‪ .‬كان م ��ن المفتر� ��ض �أن تحاف ��ظ �أ�سهمها‬ ‫عل ��ى قيمة ثابتة ‪ 1‬دوالر‪ ،‬حي ��ث �أنه عندما �أعلن واحد‬

‫نظام الظل الم�صرفي و�صم‬ ‫نف�سه ب�إ�سم �سيىء خالل الأزمة‬ ‫المالية‪� ،‬أهمها كان عمله في �شكل‬ ‫مركبات (�شركات) مالية خارج‬ ‫الموازنة العمومية‪ ،‬التي كانت منف�صلة‬ ‫نظري ًا عن البنوك ولكن في الممار�سة‬ ‫العملية تعتمد عليها‬ ‫البنك ال�صناعي والتجاري ال�صيني‪� :‬صار ثاني ًا بعد "بالك روك"‬

‫م ��ن �أكبر ال�صناديق ف ��ي ذروة الأزمة �أن ��ه قد "يك�سر‬ ‫الدوالر"‪� ،‬أعقب ذلك حالة من الذعر‪.‬‬ ‫م ��ن جه ��ة �أخرى �أ�ض ��اف الهروب م ��ن �أ�س ��واق المال‬ ‫�إل ��ى متاع ��ب البن ��وك والم�ؤ�س�س ��ات المالي ��ة الأخرى‬ ‫الت ��ي تعتمد عليه ��ا للإقترا�ض على الم ��دى الق�صير‪.‬‬ ‫فق ��د �أ�صيب ��ت بخ�سائ ��ر كبي ��رة‪ ،‬وكان ��ت تنا�ض ��ل من‬ ‫�أج ��ل الإقترا� ��ض‪ ،‬وهكذا وج ��دت نف�سها غي ��ر قادرة‬ ‫على �س ��داد المودعين‪ ،‬وحاملي ال�سن ��دات والدائنين‬ ‫الآخري ��ن‪ .‬وه ��ذا الأم ��ر �أوق ��ع دافع ��ي ال�ضرائ ��ب في‬ ‫�شرك‪ ،‬لأن الحكومات في معظم البلدان الغنية ت�ضمن‬ ‫الودائع الم�صرفية ال�صغيرة‪ ،‬ولأنها كانت مترددة في‬ ‫ال�سم ��اح بف�شل البن ��وك الكبرى و�إفال�سه ��ا‪ ،‬خوف ًا من‬ ‫�إنهيار النظام المالي تمام ًا‪.‬‬ ‫ومن ��ذ ذل ��ك الحين وج ��دت البنوك حريته ��ا للمناورة‬ ‫مق ّيدة ب�ش ��دة لجعلها �أكثر �أمان� � ًا‪ .‬لقد جعلت القواعد‬ ‫المحا�سبي ��ة الجديدة الأمر �أكثر �صعوبة بالن�سبة �إليها‬ ‫لو�ضع �أ�صول م�شتب ��ه بها في �شركات ‪ -‬مركبات مالية‬ ‫خارج الموازنة العمومية‪ .‬في الواقع‪� ،‬إن الإقرا�ض من‬ ‫البنوك يجب �أن ي�سمى على هذا النحو قرو�ض ًا بنكية‪.‬‬ ‫و�أنه ��ا م�ضطرة الآن �إلى ت�أمين المزيد من ر�أ�س المال‬ ‫للم�ساع ��دة ف ��ي �إ�ستيع ��اب الخ�سائر في ح ��ال �ضربت‬ ‫�أزمة �أخرى‪.‬‬ ‫هن ��اك ثالث طرق فق ��ط �أم ��ام البنوك لزي ��ادة ر�أ�س‬ ‫الم ��ال بالن�سبة �إل ��ى القرو�ض والأ�ص ��ول الأخرى‪ :‬من‬ ‫طري ��ق رفع ��ه �أكث ��ر م ��ن ذل ��ك‪� ،‬أو من طري ��ق خف�ض‬ ‫التكالي ��ف‪� ،‬أو من طري ��ق تخفي�ض و�ضغ ��ط الإقرا�ض‬ ‫والإ�ستثم ��ار‪ .‬البن ��وك في جمي ��ع �أنحاء العال ��م تن ّفذ‬ ‫الث�ل�اث من ��ذ �سنوات عدة‪� ،‬إل ��ى حد �أدّى �إل ��ى �إ�ستياء‬ ‫�شرك ��ات عريقة مثل "هول �أن ��د وودهاو�س"‪� .‬إن لديها‬ ‫حاف ��ز ًا قوي� � ًا وخ�صو�ص� � ًا للحد من القرو� ��ض الطويلة‬ ‫الأج ��ل لقطاع الأعم ��ال‪� ،‬إذ �أن المنظمي ��ن ال يتطلبون‬ ‫منه ��ا فقط ت�أمي ��ن المزيد م ��ن ر�أ�س الم ��ال مقابلها‪،‬‬ ‫ولكن �أي�ض ًا تمويل القرو�ض الطويلة الأجل في جزء مع‬ ‫الإقترا�ض على المدى الطويل‪ ،‬والذي هو �أكثر تكلفة‪.‬‬ ‫ونتيجة لذل ��ك‪ ،‬ال يزال الإقرا�ض الم�صرفي لل�شركات‬ ‫ف ��ي �أميركا ‪� ٪6‬أدنى من مع ��دل العام ‪ 2008‬المرتفع‪.‬‬ ‫في منطقة الي ��ورو‪ ،‬حيث بلغ ذروته ف ��ي العام ‪،2009‬‬ ‫فق ��د تراج ��ع بن�سب ��ة ‪ .٪11‬وف ��ي بريطاني ��ا �إنخف� ��ض‬ ‫بن�سب ��ة ‪ .٪30‬لق ��د تقل�ص ��ت القرو� ��ض الم�صرفي ��ة‬ ‫للم�ستهلكي ��ن بن�سبة �أق ��ل‪ ،‬في جزء من ��ه لأن معظمها‬ ‫يتكون من الره ��ون العقارية‪ ،‬والتي ت�أخذ بع�ض الوقت‬ ‫للإ�سترخ ��اء‪ .‬ولكن بع ��د كل �شيء‪ ،‬تقل�ص ��ت موازنات‬ ‫البنوك الغربية الكبيرة بتريليونات الدوالرات‪.‬‬ ‫وقد �سمح تراج ��ع البنوك لنظام م�صارف الظل بملء‬ ‫الف ��راغ الذي �أعقب ذلك‪ .‬المدي ��ر المالي ل"هول �أند‬ ‫وودهاو�س" مارتن �سكوت‪� ،‬سعيد لكونه قادر ًا على‬ ‫‪Issue 20 - June - 2014‬‬

‫‪59‬‬


‫�أ�سواق المال‬ ‫مصارف‬

‫ال�صراع بين الظل والجوهر يغ ّيرالعادات والتقاليد المالية‬

‫المصارف التقليدية تنحسر‬ ‫لصالح مصارف الظل!‬ ‫فيم��ا البن��وك تتراجع في �أعق��اب الأزمة المالية‪ ،‬بد�أت "بنوك الظل" ت�أخذ ح�ص��ة متزايدة من �أعمالها الأمر‬ ‫الذي يطرح ال�س�ؤال التالي‪ :‬هل هذا المنحى يجعل التمويل �أكثر �أماناً؟‬ ‫لندن ‪ -‬محمد �سليم‬ ‫�سيك ��ون من ال�صع ��ب العثور عل ��ى �شركة‬ ‫ذات طاب ��ع تقلي ��دي وعريق ��ة �أكث ��ر م ��ن‬ ‫�شرك ��ة الجعة "ه ��ول �أن ��د وودهاو�س" ف ��ي بريطانيا‪.‬‬ ‫لق ��د ت�أ�س�ست في العام ‪ 1777‬ف ��ي مقاطعة "دور�ست"‬ ‫الإنكليزي ��ة‪ ،‬وال ت ��زال تعمل على بع ��د م�سافة ق�صيرة‬ ‫م ��ن القري ��ة التي �إنطلق ��ت منها‪ .‬كما ال ي ��زال يملكها‬ ‫ويديره ��ا �أحف ��اد م�ؤ�س�سه ��ا‪ ،‬ت�شارل ��ز ه ��ول (عائل ��ة‬ ‫وودهاو� ��س دخلت �إل ��ى الأ�سرة من طري ��ق الزواج في‬ ‫العام ‪ .)1847‬وه ��ي ما زالت تخ ّمر وت�صنع الجعة في‬ ‫الموقع عينه‪ ،‬م�ستخدم ��ة المياه من الآبار ذاتها‪ ،‬منذ‬ ‫العام ‪.1900‬‬ ‫ّ‬ ‫المبنى الفيكت ��وري الكبير المعق ��د ل�شركة الجعة‪ ،‬مع‬ ‫ب ��رج �ساعته‪ ،‬و�أب ��راج الط ��وب الأحم ��ر المدخنة‪ ،‬تم‬ ‫الحفاظ عليها بكل فخر و�إعتزاز‪ .‬هناك �أب�ض ًا متحف‬ ‫في الداخل يعر�ض مع ��دات التخمير القديمة‪ ،‬و�صور ًا‬ ‫لعائل ��ة "وودهاو� ��س" في الأي ��ام الخوال ��ي‪� ،‬إلى جانب‬ ‫�سج�ل�ات من "هول �أند وودهاو�س" في البدايات‪� .‬إنها‬ ‫ُتظهر‪ ،‬عل ��ى �سبيل المث ��ال‪� ،‬أنه ف ��ي ‪ 22‬ت�شرين الأول‬ ‫(�أكتوبر) ‪ 1779‬دفع ��ت ال�شركة �إلى ال�سيد �سنوك ‪18‬‬ ‫�شلن� � ًا ل�سبعة �أرباع (تقريب ��ا ‪ 90‬كلغ) من ال�شعير‪ .‬كما‬ ‫�أن �أ�سم ��اء البيرة ‪ ،‬مثل ""فير�ستي فيريت" (‪Fursty‬‬ ‫‪ )Ferret‬و"بالندف ��ورد فالي ��ر" (‪Blandford‬‬ ‫‪( )Flyer‬قيل ب�أنها للم�ساعدة في درء الح�شرات التي‬ ‫ت�صيب �صنارة ال�صيادين المحليين) تختمر بالحنين‬ ‫الريفي‪.‬‬ ‫حتى ه ��ذا الع ��ام (‪ ،)2014‬كانت الترتيب ��ات المالية‬ ‫لل�شرك ��ة كال�سيكي ��ة وتقليدي ��ة �أي�ض� � ًا‪ .‬فهي ل ��م تدرج‬ ‫قدم عل ��ى �إ�صدار �سندات‪.‬‬ ‫�أ�سهمه ��ا في البور�ص ��ة �أو ُت ِ‬ ‫ب ��د ًال من ذل ��ك‪ ،‬ك ّلما كانت هن ��اك حاجة �إل ��ى تمويل‬ ‫م�شروع جديد كبير‪ ،‬مثل تطوير وتلميع مرافق التخمير‬

‫‪58‬‬

‫العدد ‪ - 20‬حزيران (يونيو) ‪٢٠١4 -‬‬

‫الجدي ��دة التي تتاخم المبنى الفيكت ��وري (تح ّول الآن‬ ‫�إل ��ى مكاتب)‪ ،‬كانت تقتر�ض المال م ��ن �أحد البنوك‪.‬‬ ‫ونظ ��ر ًا �إلى دخلها الثابت‪ ،‬و�إنخفا� ��ض م�ستوى الديون‬ ‫و�سج ّلها النظيف في مج ��ال الإئتمان‪ ،‬ف�إنها لم تواجه‬ ‫�أي م�شكل ��ة للح�صول على قر�ض‪ ،‬يقول مارتن �سكوت‪،‬‬ ‫المدير المالي لل�شركة‪.‬‬ ‫الأزمة المالية غ ّيرت كل ذلك‪ .‬عندما طلبت "هول �أند‬ ‫وودهاو�س" في العام ‪ 2010‬من �أحد البنوك الرئي�سيين‬ ‫الت ��ي تتعامل معه ��ا‪" ،‬روي ��ال بن ��ك �أوف �سكوتالند"‪،‬‬ ‫تجدي ��د خط الإئتمان الع ��ادي لل�شركة معه والبالغ ‪50‬‬ ‫مليون جني ��ه �إ�سترليني‪ ،‬ح�صلت مفاج� ��أة �سيئة‪ .‬كان‬ ‫البن ��ك البريطاني ال�ضخم �أقل حكمة بكثير من "هول‬ ‫"�شركة بالك روك"‪� :‬أكبر من �أكبر بنك في العالم‬

‫�أند وودهاو� ��س"‪ ،‬ب�إقترا�ضه المتهور وب�شكل كبير على‬ ‫م ��دى ال�سنوات ال�سابقة لتو�سيع �أعماله ب�سرعة فائقة‪.‬‬ ‫عندما ج � ّ�ف الإئتمان الخا�ص‪� ،‬إ�ضطر �إلى اللجوء �إلى‬ ‫دافعي ال�ضرائب البريطانيي ��ن في عملية �إنقاذ كلفت‬ ‫خزينة الحكوم ��ة ‪ 45‬مليار جني ��ه �إ�سترليني حيث بد�أ‬ ‫عل ��ى �أثره بالتق�ش ��ف المحموم‪ ،‬مزي�ل ً�ا تريليون جنيه‬ ‫من الأ�ص ��ول ومخ ّف�ض ًا عدد موظفي ��ه بن�سبة ‪40،000‬‬ ‫�شخ�ص‪ .‬ق ��ال البنك ل�شركة "هول �أند وودهاو�س" �أنه‬ ‫�سيقوم بتجديد خط الإئتمان لمدة ثالث �سنوات فقط‬ ‫بد ًال من خم�س‪ ،‬وبمعدل فائدة مرتفع جد ًا‪.‬‬ ‫رف� ��ض المدي ��ر المال ��ي �سكوت ه ��ذا العر� ��ض‪ ،‬ور ّتب‬ ‫ت�سهي�ل�ات قر�ض مماثل من بنك �آخر �أقل تع ّثر ًا‪ ،‬ولكن‬


‫�شارع الم�صارف في لندن‪ :‬الم�صارف لن تتال�شى لكن �سيخف ثقلها في عالم المال‬

‫المالي ب�أن �أن ��واع �إقرا�ض الظل التي تقلق المنظمين‪،‬‬ ‫ال �سيم ��ا المركبات المالية خ ��ارج الموازنة العمومية‪،‬‬ ‫ق ��د �ضمرت‪ ،‬في حين �إرتفعت الأن ��واع التي تر�ضيهم‪،‬‬ ‫بما في ذلك الإقرا�ض المبا�شر‪.‬‬ ‫كانت عملية تحويل القرو�ض من البنوك �إلى م�ؤ�س�سات‬ ‫مالي ��ة �أخرى جارية منذ فترة طويلة في �أميركا‪ ،‬حيث‬ ‫�أ�سواق ال�سندات والأم ��وال متطورة؛ وال ت�ش ّكل البنوك‬ ‫هن ��اك الآن �س ��وى ربع القرو� ��ض‪ .‬لكن عملي ��ة تحويل‬ ‫القرو� ��ض هذه ب ��د�أت ت�أخذ مكانتها ف ��ي �أوروبا‪ ،‬حيث‬ ‫البنوك فيها ت�ض ّررت ب�شدة من الأزمة‪ ،‬كما في �أجزاء‬ ‫�أخرى من العالم‪.‬‬ ‫الإقرا� ��ض هو منطقة واحدة فقط حي ��ث تجد البنوك‬ ‫نف�سها ف ��ي و�ضع مت�أخر وغير مري ��ح‪ .‬التركيبة عينها‬ ‫من تنظيم �أكثر �صرامة وزيادة المناف�سة ت�ضر البنوك‬ ‫في المناطق الأخرى التي ُينظر �إليها عادة ب�أنها جزء‬ ‫ال يتج ��ز�أ من �أعماله ��ا‪ ،‬مثل المدفوع ��ات‪ ،‬والعمليات‬ ‫المالي ��ة العادي ��ة‪ ،‬ولكن المهم ��ة لتحوي ��ل الأموال من‬ ‫ح�ساب �إلى �آخر‪.‬‬ ‫الطريق ��ة الأكث ��ر �شيوع� � ًا والمربح ��ة لعملي ��ات الدفع‬ ‫تن ّف ��ذ في العالم الغني من خ�ل�ال بطاقات الإئتمان �أو‬ ‫الخ�ص ��م (الح�سم)‪ّ .‬‬ ‫المنظمون ف ��ي �أميركا والإتحاد‬ ‫الأوروب ��ي و�ضع ��وا قي ��ود ًا عل ��ى الر�س ��وم الت ��ي يمكن‬ ‫للم�ص ��ارف و�ضعه ��ا على مثل ه ��ذه المعام�ل�ات‪ .‬في‬ ‫الوق ��ت عينه ك ��ل �أنواع التكنولوجي ��ات الجديدة للدفع‬ ‫�أخذت تظهر‪ ،‬من "المحافظ الإفترا�ضية" التي تدّعي‬ ‫�إزالة النوع المادي الزائد عن الحاجة �إلى "بيتكوين"‬

‫هناك ثالث طرق فقط �أمام البنوك‬ ‫لزيادة ر�أ�س المال بالن�سبة �إلى‬ ‫القرو�ض والأ�صول الأخرى‪ :‬من طريق‬ ‫رفعه �أكثر من ذلك‪� ،‬أو من طريق‬ ‫خف�ض التكاليف‪� ،‬أو من طريق تخفي�ض‬ ‫و�ضغط الإقرا�ض والإ�ستثمار‬ ‫(‪ ،)Bitcoin‬العمل ��ة الإلكتروني ��ة الت ��ي لديها القدرة‬ ‫عل ��ى تحويل الأعمال التجارية م ��ن �إر�سال المال ر�أ�سا‬ ‫على عق ��ب ‪ ،‬و�إبعاد البنوك خارج العملية تمام ًا (�إقر�أ‬ ‫"�أ�سواق العرب" العدد ‪.)17‬‬

‫طرق جديدة للدفع‬ ‫ت ��داول ال�سندات وال�صك ��وك المالية الأخ ��رى ‪ -‬التي‬ ‫ت�شكل الدعامة الأ�سا�سي ��ة للإ�ستثمار الم�صرفي‪ -‬هو‬ ‫مج ��ال �آخر ب ��د�أت البن ��وك تن�سحب منه ف ��ي مواجهة‬ ‫تكنولوجي ��ا حديث ��ة ومناف�سي ��ن جدد وقي ��ود تنظيمية‬ ‫جدي ��دة‪ .‬القواع ��د الت ��ي تمن ��ع �أو ت ��ردع البن ��وك من‬ ‫الت ��داول لح�سابه ��ا الخا� ��ص‪ ،‬وجعله ��ا �أكث ��ر كلف ��ة‬ ‫بالن�سبة �إل ��ى �آخرين من خالل زي ��ادة متطلبات ر�أ�س‬

‫الم ��ال‪ ،‬ق ��د �أدّت بالفعل �إلى �إنخفا� ��ض كبير في حجم‬ ‫ال�سن ��دات التي تحتفظ بها البن ��وك الإ�ستثمارية‪ .‬وقد‬ ‫�أُدخل ��ت �أنظمة �أخرى الآن تق ��وم بال�ضغط على تداول‬ ‫الم�شتق ��ات (‪ )derivatives‬ف ��ي التب ��ادالت العام ��ة‪،‬‬ ‫والح ��د ب�شك ��ل كبير م ��ن ت�أثي ��ر البنوك ف ��ي الأعمال‬ ‫والأرب ��اح التي يمكن �أن تح�ص ��ل عليها من ذلك‪ .‬ومن‬ ‫جهته ��م يقوم المنظم ��ون بتثبيط عزيم ��ة البنوك من‬ ‫التعامل في ال�سلع المادية ب�أي �شكل من الأ�شكال‪.‬‬ ‫الم�ؤ�س�س ��ات المالي ��ة الأخرى تح ّر� ��ض ب�سعادة تح ّرك‬ ‫المنظمي ��ن وخطوتهم لإنت ��زاع كثير م ��ن التداول من‬ ‫البنوك‪ .‬عم�ل�اء البنوك الكبار ‪-‬عل ��ى ر�أ�سهم مديرو‬ ‫الأ�ص ��ول من مختلف الأن ��واع ‪ -‬يحاول ��ون خلق �أنظمة‬ ‫لزي ��ادة حجم الت ��داول في ما بينه ��م‪ ،‬والإ�ستغناء عن‬ ‫الو�سط ��اء‪ .‬التحول بعيد ًا من الباع ��ة ال�سريعي الكالم‬ ‫نح ��و التعام�ل�ات االلكتروني ��ة يدع ��م �أي�ض� � ًا التب ��ادل‬ ‫و�شركات التكنولوجيا ومقدم ��ي البيانات على ح�ساب‬ ‫البنوك‪.‬‬ ‫وبالمث ��ل‪ ،‬ف� ��إن �إدارة الأ�صول (والتي ل ��ن يغطيها هذا‬ ‫التقري ��ر بالتف�صيل) قد نمت نم ��و ًا �أ�سرع بكثير خارج‬ ‫الجهاز الم�صرفي من داخله في العقود الأخيرة‪ .‬وقد‬ ‫�س ّرع ��ت الأزم ��ة هذا االتج ��اه‪ ،‬كما باع بع� ��ض البنوك‬ ‫�أذرعت ��ه م ��ن �إدارة الأ�ص ��ول م ��ن �أج ��ل جم ��ع المال‪.‬‬ ‫التنظي ��م ال ��ذي ه ��دف �إل ��ى حماي ��ة الم�ستثمرين من‬ ‫ت�ضارب الم�صالح يجعل من ال�صعب على �أحد البنوك‬ ‫الكبي ��رة القيام ب�أعمال تجارية مع �إداريي الأ�صول في‬ ‫البنك ذاته‪ ،‬والحد من فر�ص تحقيق وفورات �أو البيع‪.‬‬ ‫والتكنولوجيا الجديدة تجعل الأمر �أ�سهل بالن�سبة �إلى‬ ‫ال�شرك ��ات والأفراد للإيج ��اد والإ�ستثمار في مجموعة‬ ‫وا�سع ��ة م ��ن الأدوات المالي ��ة من دون م�ساع ��دة �أحد‬ ‫البنوك‪� .‬أكبر مدير للأ�صول في العالم‪� ،‬شركة "بالك‬ ‫روك"‪ ،‬مع حوالي ‪ 4‬تريليونات دوالر خا�ضعة لإدارتها‪،‬‬ ‫ه ��ي الآن �أكبر بكثير من �أكبر بن ��ك‪ ،‬البنك ال�صناعي‬ ‫والتجاري ال�صين ��ي‪ ،‬مع �أ�صول تقرب من ‪ 3‬تريليونات‬ ‫دوالر‪ .‬قبل الأزمة كان العك�س هو ال�صحيح‪.‬‬ ‫ه ��ذا ال يعني �أن البنوك عل ��ى و�شك �أن تتال�شى؛ �إال �أن‬ ‫ثقله ��ا الن�سبي ف ��ي النظام المالي �آخذ ف ��ي التناق�ص‬ ‫فيم ��ا تتكاث ��ر الم�ؤ�س�س ��ات المالي ��ة الأخ ��رى وتنم ��و‪.‬‬ ‫ف ��ي الواق ��ع‪ ،‬هذا ه ��و �إلى ح ��د كبير م ��ا �أراده وهدف‬ ‫�إلي ��ه ّ‬ ‫المنظمون‪� .‬إنه ��م يريدون ر�ؤي ��ة البنوك تتقل�ص‬ ‫والترحي ��ب بنقل الأ�ص ��ول الخطرة �إل ��ى �أجزاء �أخرى‬ ‫من النظام المالي‪.‬‬ ‫مهما كانت النتائ ��ج‪ ،‬مع ذلك‪ ،‬هذا العالم الجديد هو‬ ‫هن ��ا ليبقى‪ .‬كم ��ا يقول مارتن �سك ��وت‪ ،‬المدير المالي‬ ‫ل"ه ��ول �أند وودهاو�س"‪ ،‬عن مقر�ضي الظل مثل "�أم‬ ‫�أن ��د ج ��ي"‪�" :‬إن البن ��وك �س ��وف تخ�سر جمي ��ع �أف�ضل‬ ‫عمالئها ل�صالح ه�ؤالء الجدد"‬ ‫‪Issue 20 - June - 2014‬‬

‫‪61‬‬


‫�أ�سواق المال ¶ م�صارف‬ ‫الإقترا� ��ض من مكان �آخر غير البنك‪ .‬على الرغم من‬ ‫�أن ترتيبات ��ه م ��ع "�أم �أند جي" �أكث ��ر تكلفة بقليل و�أقل‬ ‫مرون ��ة م ��ن الإئتم ��ان الق�صي ��ر الأجل ال ��ذي ال يزال‬ ‫يح�ص ��ل عليه من البنوك‪ ،‬يقول ب�أن ��ه يكلف �أقل بكثير‬ ‫من حيث الوقت للمديرين‪ ،‬وي�سمح لل�شركة للتخطيط‬ ‫على الم ��دى الطويل‪ .‬البن ��وك البريطانية‪ ،‬كما يقول‪،‬‬ ‫بب�ساط ��ة ال تقدّم القرو�ض لمدة ع�شر �سنين لل�شركات‬ ‫مث ��ل �شركت ��ه بع ��د الآن لأنه ��ا ال ت�ستطي ��ع تحقيق ربح‬ ‫عليها‪.‬‬ ‫ال يوجد ل ��دى "�أم �أند جي" مثل ه ��ذه المخاوف لأنها‬ ‫ال تعتب ��ر بنك ًا‪ ،‬ولي�ست ّ‬ ‫منظمة عل ��ى هذا النحو‪ .‬المال‬ ‫ال ��ذي منح ال ��ى "هول �أن ��د وودهاو�س" ج ��اء مبا�شرة‬ ‫م ��ن م�ؤ�س�سات �إ�ستثمارية‪ ،‬بما ف ��ي ذلك "برودن�شال"‬ ‫(‪ )Prudential‬و�صنادي ��ق التقاع ��د المختلفة‪ ،‬التي‬ ‫�أعط ��ت "�أم �أن ��د ج ��ي" ‪ 500‬ملي ��ون جني ��ه �إ�سترليني‬ ‫لإقرا� ��ض ال�شرك ��ات البريطانية المتو�سط ��ة الحجم‪.‬‬ ‫جميع العائدات من القرو�ض تذهب �إلى الم�ستثمرين‪،‬‬ ‫الذي ��ن يج ��ب �أن يتحملوا �أي�ض� � ًا �أي خ�سائر؛ تدير "�أم‬ ‫�أن ��د ج ��ي" بب�ساط ��ة محفظ ��ة القرو�ض نياب ��ة عنهم‬ ‫وت�أخ ��ذ منه ��م ر�سوم ًا‪ .‬ف ��ي حي ��ن �أن البن ��ك يتو�سط‬ ‫بي ��ن المدّخرين والمقتر�ضين من خ�ل�ال الدخول في‬ ‫�صفق ��ات منف�صل ��ة مع كل منهم ��ا‪ ،‬مع ك ��ل المخاطر‬ ‫الت ��ي تنطوي عليها العملي ��ة‪�" ،‬أم �أند جي" هي مجرد‬ ‫منظمة‪ ،‬مع عدم وجود "خطر عليها في اللعبة"‪.‬‬ ‫بالن�سب ��ة �إل ��ى ك ��ل المخ ��اوف المتبقي ��ة ح ��ول الظ ��ل‬ ‫الم�صرف ��ي‪ ،‬يح ّب ��ذ ّ‬ ‫المنظمون ه ��ذا الترتيب‪ ،‬لأنه في‬ ‫ً‬ ‫بع� ��ض الطرق فهو يجعل النظام المالي �آمنا �أكثر‪� .‬إذا‬ ‫تعثر الإقت�صاد‪ ،‬و�س ّبب �إنخفا�ض ًا في �أرباح ال�شركات‪،‬‬ ‫وبالتال ��ي زيادة ع ��دد المتخلفين عن �س ��داد القرو�ض‬ ‫مث ��ل "ه ��ول �أن ��د وودهاو�س"‪� ،‬س ��وف تق ��ع �أي خ�سائر‬ ‫مبا�ش ��رة عل ��ى الم�ؤ�س�س ��ات الم�ستثم ��رة التي طرحت‬ ‫المال‪.‬‬ ‫ل ��م تك ��ن "�أم �أن ��د ج ��ي" وحدها الت ��ي �إ�ستف ��ادت من‬ ‫تقلي� ��ص نفق ��ات البن ��وك‪� .‬إن �أعم ��ال "الإقرا� ��ض‬ ‫المبا�ش ��ر" �أو "الديون الخا�ص ��ة" (قيا�س ًا �إلى الأ�سهم‬ ‫الخا�ص ��ة) تزده ��ر‪� .‬صنادي ��ق الإ�ستثم ��ار الت ��ي تمنح‬ ‫قرو�ض ًا من هذا النوع جمعت ‪ 97‬مليار دوالر في العام‬ ‫الما�ض ��ي ف ��ي جميع �أنح ��اء العال ��م‪ ،‬وت�أم ��ل �أن تجمع‬ ‫‪ 105‬مليارات دوالر ه ��ذا العام‪ ،‬وفق ًا لمجلة "م�ستثمر‬ ‫الدي ��ن الخا� ��ص" )‪ .(Private Debt Investor‬كما‬ ‫�أن فئة مماثلة �أخرى ولكنها �أميركية ح�صر ًا‪� ،‬شركات‬ ‫تطوير الأعمال‪ ،‬نمت ع�شرة �أ�ضعاف بين عامي ‪2003‬‬ ‫و‪ ،2013‬وفق� � ًا للجن ��ة االوراق المالي ��ة والبور�ص ��ات‬ ‫)‪.(Securities and Exchange Commission‬‬ ‫ف ��ي نهاي ��ة الع ��ام الما�ضي ك ��ان لديه ��ا م ��ن الأ�صول‬ ‫‪-‬معظمها قرو�ض لل�شركات ‪ -‬حوالي ‪ 63‬مليار دوالر‪.‬‬

‫‪60‬‬

‫العدد ‪ - 20‬حزيران (يونيو) ‪٢٠١4 -‬‬

‫�شركة الت�أمين "برودن�شال"‪� :‬أن�ش�أت �شركة – مركبة "�إي �أن جي" لمنح القرو�ض‬

‫ال تع ّول على ذلك‬

‫والديون الخا�صة هي نموذج واحد فقط من الإقرا�ض‬ ‫ال ��ذي يحدث خارج البنوك‪� .‬أ�س ��واق ال�سندات ‪� -‬أكبر‬ ‫م�صدر غير م�صرفي للتمويل – تابعت نموها حتى فيما‬ ‫الإقرا� ��ض الم�صرفي ينكم�ش‪ .‬ف ��ي العام ‪ 2007‬كانت‬ ‫قيم ��ة جميع �سندات ال�شركات العالق ��ة التي �أ�صدرتها‬ ‫ال�شرك ��ات الأميركي ��ة فق ��ط تح ��ت ‪ ٪29‬م ��ن النات ��ج‬ ‫المحلي الإجمالي؛ بحل ��ول العام الما�ضي �إرتفعت �إلى‬ ‫�أكث ��ر من ‪ ،٪42‬وفق ًا لم�ؤ�س�س ��ة "ماكينزي"‪ .‬في كوريا‬ ‫الجنوبية �إرتفع الرق ��م �أكثر ب�شكل كبير‪ ،‬من ‪ ٪23‬من‬ ‫النات ��ج المحل ��ي الإجمال ��ي �إلى ‪ .٪48‬وعل ��ى ال�صعيد‬ ‫العالمي‪ ،‬ت�ضاعف �إ�صدار �سندات ال�شركات بين عامي‬ ‫‪ 2007‬و‪� ،2012‬إل ��ى ‪ 1.7‬تريليون دوالر �أميركي‪ ،‬فيما‬ ‫في ك ��ل مكان حاولت ال�شرك ��ات الإ�ستفادة من فر�صة‬ ‫معدالت الفائدة المنخف�ضة للغاية‪.‬‬ ‫وق ��د ُ�ضبطت �أ�س ��واق المال ف ��ي العال ��م الغني خالل‬ ‫الأزم ��ة وحتى الآن لم تتع � َ‬ ‫�اف تمام ًا‪ ،‬ولكن في ال�صين‬ ‫وغيره ��ا م ��ن الأ�س ��واق النا�شئة فق ��د نم ��ت ب�سرعة‪.‬‬ ‫�إجت ��ذب �صندوق �سوق المال ال ��ذي �أطلق في حزيران‬ ‫(يونيو) الما�ضي بوا�سطة "علي بابا"‪� ،‬شركة عمالقة‬ ‫�صيني ��ة للتج ��ارة الإلكتروني ��ة‪ 500 ،‬مليار ي ��وان (‪81‬‬ ‫مليار دوالر) في الأ�شهر الت�سعة الأولى‪.‬‬ ‫مقر�ض ��و الند للن ��د ‪-‬المواقع الإلكتروني ��ة التي تن�سق‬ ‫بي ��ن المقتر�ضي ��ن والمدّخري ��ن‪ -‬تتزاي ��د �أي�ض� � ّا مثل‬ ‫الأع�ش ��اب‪ ،‬و�إن ك ��ان م ��ن قاع ��دة �صغي ��رة‪� .‬إن قيم ��ة‬ ‫القرو� ��ض التي رتبه ��ا "نادي الإقرا� ��ض" (‪Lending‬‬

‫‪� ،)Club‬أكب ��ر موقع م ��ن نوعه في ه ��ذا المجال على‬ ‫�شبكة الإنترنت‪ ،‬قد ت�ضاعفت في كل عام منذ �إطالقه‬ ‫ف ��ي العام ‪ ،2007‬والآن تبلغ �أكثر من ‪ 4‬مليارات دوالر‪.‬‬ ‫�شركات جدي ��دة تظهر في جميع �أنح ��اء العالم لتلبية‬ ‫جمي ��ع �أن ��واع المطال ��ب‪ ،‬م ��ن قرو�ض ق�صي ��رة الأجل‬ ‫لمط ��وري العقارات �إل ��ى الدفع المقدّم �ض ��د الفواتير‬ ‫غير الم�سدّدة لل�شركات‪.‬‬ ‫ويعت ��رف مجل� ��س الإ�ستق ��رار المال ��ي ‪(Financial‬‬ ‫)‪ ،Stability Board‬وكال ��ة دولي ��ة للمراقبة المالية‪،‬‬ ‫ب�أن "�إقرا�ض الظل" في كل �أ�شكاله يمثل ما يقرب من‬ ‫ربع جميع الأ�صول المالية‪ ،‬مقارنة مع حوالي الن�صف‬ ‫في النظام الم�صرفي‪ .‬لكنه ي�ستبعد �صناديق الت�أمين‬ ‫والمعا�شات من ح�ساباته؛ �إ�ضافة هذه الم�ؤ�س�سات �إلى‬ ‫القائم ��ة‪ ،‬ف�إن نظام م�ص ��ارف الظل يك ��اد يكون على‬ ‫قدم الم�ساواة مع النظام الم�صرفي التقليدي ‪.‬‬ ‫وفق� � ًا لمجل� ��س الإ�ستق ��رار المالي‪ ،‬لقد نم ��ت قرو�ض‬ ‫الظ ��ل على قدم و�س ��اق في ال�سن ��وات الأخيرة‪ .‬وت�شير‬ ‫تقديرات الوكالة الدولية للمراقبة المالية �أن مثل هذه‬ ‫القرو�ض في ‪ 20‬من االقت�صادات الكبرى التي تتابعها‬ ‫�إرتفع ��ت من ‪ 26‬تريليون دوالر في العام ‪� 2002‬إلى ‪71‬‬ ‫تريليون دوالر في العام ‪ . 2012‬وتظهر بيانات الوكالة‬ ‫ب� ��أن الإقرا� ��ض الم�صرف ��ي تنام ��ى تقريب� � ًا بالوتي ��رة‬ ‫عينه ��ا‪ ،‬ولكن ذل ��ك يرجع جزئي ًا‪� ،‬أنه ف ��ي عز الأزمة‪،‬‬ ‫�أجبر المنظم ��ون الممولين الذي ��ن يحاولون التالعب‬ ‫بالنظ ��ام على �إعادة ت�صنيف كثير م ��ن �إقرا�ض الظل‬ ‫ك�إقرا� ��ض م�صرفي‪ .‬وت�ؤكد بيان ��ات مجل�س الإ�ستقرار‬


‫الطاقة البديلة‬

‫هيئة الكهرباء البحرينية‪ :‬ال �إنقطاع للكهرباء رغم التحديات‬ ‫�إ�ستبع ��د الرئي�س التنفيذي لهيئة الكهرباء والماء البحرينية نواف بن ابراهيم �آل خليفة حدوث‬ ‫�إنقطاع ��ات للكهرب ��اء ف ��ي مو�سم �صيف ه ��ذا العام‪ ،‬بف�ضل جاهزي ��ة الهيئة التام ��ة للتعامل مع‬ ‫مختل ��ف التحدي ��ات والظروف الطارئة عب ��ر تح�سين مواردها و�صيانة كاف ��ة محطات الكهرباء‬ ‫و�شبك ��ات النق ��ل والتوزي ��ع‪ .‬واو�ضح ل ��دى تد�شين ��ه �أخير ًا ف ��ي المنامة‪ ،‬حملة تخفي ��ف االحمال‬ ‫الكهربائي ��ة ل�صي ��ف ‪� ،2014‬أن مهند�س ��ي التخطيط لدى الهيئة توقع ��وا ان ي�سجل �صيف ‪2014‬‬ ‫م�ستوى نمو �أعلى من الطبيعي للإ�ستهالك الكهربائي‪.‬‬ ‫و�أك ��د �أن �صي ��ف ‪ 2014‬يحمل تحديات عدة‪� ،‬أبرزه ��ا �شهر رم�ضان وك�أ�س العال ��م في البرازيل‪،‬‬ ‫�إ�ضافة الى التطورات الكبيرة في قطاع الإن�شاءات و�إزدياد تراخي�ص البناء في القطاع التجاري‬ ‫التي قفزت بن�سبة تفوق ‪ 50‬في المئة خالل عام واحد‪ ،‬ناهيك عن م�ضي الحكومة ب�إقامة المزيد‬ ‫م ��ن الم�شاري ��ع اال�سكانية في مختلف محافظات المملكة‪ ،‬ما يفر� ��ض �ضغوط ًا �أكبر على النظام‬ ‫الكهربائي في البالد ‪.‬‬ ‫و�أ ّكد عزم الهيئة على تعزيز برنامج تخفيف االحمال الكهربائية وتح�سينه قدر الم�ستطاع‪ ،‬م�ضيف ًا‬ ‫�إل ��ى �أن‪ ‬حملة تخفي ��ف االحمال الكهربائية تهدف الى الحد من الطل ��ب الكهربائي خالل �ساعات‬ ‫الذروة في مو�سم ال�صيف‪ ،‬داعي ًا الى خف�ض معدالت �إ�ستهالك الكهرباء خالل �ساعات الذروة‪.‬‬

‫‪ 4‬مليارات يورو لإنقاذ الم�ؤ�س�سة المغربية للماء والكهرباء من الإفال�س‬ ‫الم�ؤ�س�سة العمومي ��ة عافيتها‪،‬‬ ‫تر�أ� ��س رئي� ��س الحكوم ��ة‬ ‫�إ�ضاف ��ة ال ��ى مراجع ��ة �أ�سعار‬ ‫المغربي ��ة عبد الإل ��ه بنكيران‬ ‫بي ��ع الكهرب ��اء �إبت ��دا ًء م ��ن‬ ‫�أخي ��ر ًا توقي ��ع عق ��د برنام ��ج‬ ‫ال�صي ��ف‪ ،‬باعتب ��ار ان الطاقة‬ ‫بي ��ن الدولة والمكت ��ب الوطني‬ ‫الكهربائية تباع اليوم بخ�سارة‬ ‫للكهرب ��اء والم ��اء للفت ��رة بين‬ ‫بلغت �أوجها‪ ،‬كما تفيد م�صادر‬ ‫‪ 2014‬و‪ ،2017‬ب� �ـ‪ 45‬ملي ��ار‬ ‫ر�سمية‪.‬‬ ‫درهم (‪ 4.1‬ملي ��ارات يورو)‪،‬‬ ‫و�أعلن ��ت الحكوم ��ة ع ��ن خطة‬ ‫لإنق ��اذ ه ��ذا المكت ��ب م ��ن‬ ‫الإنقاذ ه ��ذه بعدما بلغ العجز‬ ‫الإفال�س‪.‬‬ ‫وبح�س ��ب الحكوم ��ة ف� ��إن كلفة رئي�س الحكومة المغربية عبد الإله بنكيران في �صافي دخل الم�ؤ�س�سة ‪240‬‬ ‫مليون يورو‪ ،‬و�سيرتفع في حال‬ ‫�إنق ��اذ الم�ؤ�س�س ��ة �ستبلغ ‪4.1‬‬ ‫ملي ��ارات ي ��ورو بي ��ن ‪ 2014‬و‪ ،2017‬و�ستتحم ��ل غياب ا�صالح الى ‪ 624‬مليون يورو �سنة ‪.2017‬‬ ‫الدول ��ة والمكت ��ب حوالى ‪ 70‬في المئ ��ة من هذا كم ��ا بلغ ت�آكل را�س مال الم�ؤ�س�سة العمومية ‪383‬‬ ‫مليون يورو‪ ،‬و�سي�صل ف ��ي غياب اي �إ�صالح �إلى‬ ‫المجهود‪.‬‬ ‫�أم ��ا الن�سب ��ة الباقية كما �أو�ضح بي ��ان الحكومة‪ ،‬ملياري ��ن و‪ 497‬ملي ��ون يورو �سن ��ة ‪ 2017‬بح�سب‬ ‫فيتحمله ��ا الم�شترك ��ون المغارب ��ة ف ��ي خدمات البيان‪.‬‬ ‫المكت ��ب من خالل مراجع ��ة تدريجية بداية من ويفتق ��ر المغ ��رب حت ��ى ال�ساع ��ة ال ��ى م�ص ��ادر‬ ‫�آب (�أغ�سط�س) ‪ ،2014‬على مدى ثالث �سنوات للطاق ��ة االحفورية‪ ،‬وه ��و م�ضطر ال ��ى �إ�ستيراد‬ ‫لأ�سع ��ار البي ��ع‪ ،‬وذلك به ��دف �ضم ��ان التنا�سب النفط والغاز بكميات كبيرة‪ ،‬ودعم �إ�ستهالكهما‬ ‫من ط ��رف العم ��وم عبر �صن ��دوق دع ��م المواد‬ ‫المالئم بين �سعر الإنتاج و�سعر البيع‪.‬‬ ‫ً‬ ‫و�سيك ��ون على المغاربة دف ��ع ‪ 13.5‬مليار درهم الأ�سا�سي ��ة‪ ،‬م ��ا كل ��ف موازنته عجزا ف ��اق ‪ 7‬في‬ ‫(ملي ��ار و‪ 200‬ملي ��ون ي ��ورو) لت�سترج ��ع ه ��ذه المئة خالل ‪ 2012‬و‪ 5‬في المئة خالل ‪.2013‬‬

‫بإيجاز‬ ‫�أكد م�س�ؤول كويتي �أن ب�ل�اده تتوقع �إ�ستيراد‬ ‫نح���و ‪ 2.5‬مليوني طن من الغ���از الطبيعي الم�سال‬ ‫�سنويا ً من �شركات "�شل" و"قطر غاز"‪ ،‬و"بي‪.‬بي"‪.‬‬ ‫وق���ال الع�ضو المنت���دب لقطاع الت�سوي���ق العالمي‬ ‫في م�ؤ�س�س���ة البترول الكويتية نا�ص���ر الم�ضف �أن‬ ‫"الكمي���ة الت���ي تعاقدن���ا عليها مع ث�ل�اث �شركات‬ ‫ت�صل �إلى مليونين ون�صف (المليون) طن �سنويا ً"‪.‬‬ ‫و�أو�ض���ح �أن ه���ذه الكمية �ستك���ون موزعة على ‪32‬‬ ‫�شحن���ة �سنويا ً كل منها ‪� 80‬ألف طن‪ ،‬ن�صيب �شركة‬ ‫"�ش���ل" منه���ا ‪� 18‬شحن���ة‪ ،‬و"قطر غ���از" ‪� 8‬شحنات‬ ‫و"بي‪.‬بي" ‪� 6‬شحنات‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف �أنه في هذا الإطار "وقعت م�ؤ�س�سة البترول‬ ‫الكويتية ال���ذراع التنفيذية للحكوم���ة في قطاعي‬ ‫النفط والغاز عقداً لإ�ستيراد الغاز الطبيعي الم�سال‬ ‫م���ن �شركة بي‪.‬بي مدته خم����س �سنوات وقيمته نحو‬ ‫ثالثة مليارات دوالر"‪.‬‬ ‫�إن�ضمت م�صاف���ي نفط �إ�سرائيلي���ة و�أميركية‬ ‫�إل���ى قائم���ة متنامية م���ن م�شتري النف���ط الخام من‬ ‫�إقليم كرد�ستان العراق‪ ،‬وذكرت م�صادر في قطاع‬ ‫النفط ‪ ‬وخدمات تتب���ع م�سارات ال�سفن �أن الواليات‬ ‫المتحدة �إ�ستوردت �أولى �شحناتها من النفط الخام‬ ‫من المنطقة في ال�شهر الفائ���ت بينما �إتجهت �أربع‬ ‫�شحن���ات على الأقل �إلى �إ�سرائيل منذ كانون الثاني‬ ‫(يناير)‪.‬‬ ‫وكان���ت الحكومة العراقي���ة �أعلن���ت �أن �أي مبيعات‬ ‫نفطية تتجاوزها هي مبيع���ات غير قانونية مهددة‬ ‫بمقا�ض���اة �أي �شركة تبرم �صفقات م���ن هذا النوع‪،‬‬ ‫وف���ي حين‪ ‬رف�ض���ت وزارة الطاق���ة الإ�سرائيلي���ة‬ ‫التعلي���ق عل���ى المو�ضوع قائلة �إنه���ا ال تتحدث عن‬ ‫م�صادر البالد من النفط‪ ،‬نفى‪ ‬‬ ‫‪ ‬م�س�ؤول في وزارة الموارد الطبيعية في كرد�ستان‬ ‫بيع الحكوم���ة الإقليمي���ة الكرد�ستانية نفط���ا ً خاما ً‬ ‫لمث���ل هذه الوجه���ات �س���واء ب�شكل مبا�ش���ر �أو غير‬ ‫مبا�شر‪.‬‬ ‫وقع���ت االم���ارات و�سوي�س���را مذك���رة تفاهم‬ ‫للتع���اون ف���ي مج���ال الطاق���ة والمي���اه‪ ،‬تت�ضم���ن‬ ‫التع���اون وتب���ادل المعلومات والخب���رات في مجال‬ ‫الطاق���ة النظيفة‪ ،‬والعمل على ت�شجيع التعاون بين‬ ‫الم�ؤ�س�سات التعليمية ومراكز الأبحاث فى البلدين‪.‬‬ ‫جاء ذل���ك خالل الزي���ارة التي قام به���ا وزيرالطاقة‬ ‫االمارات���ي �سهيل المزروع���ي �أخيراً ال���ى �سوي�سرا‪،‬‬ ‫حي���ث التق���ى برئي�س���ة ال���وزارة االتحادي���ة للبيئة‬ ‫والنق���ل والطاقة واالت�صاالت في �سوي�سرا دروي�س‬ ‫لويتهارد‪ ،‬وبحث الجانب���ان اوجه التعاون في مجال‬ ‫الطاقة والمياه‪.‬‬

‫‪Issue 20 - June - 2014‬‬

‫‪63‬‬


‫النفط‬

‫�أخبار الطاقة‬

‫الطاقة‬

‫من اآلبار‬

‫من يفوز في �صفقة الغاز بين رو�سيا وال�صين؟ كلنا!‬ ‫�صفق ��ة الغ ��از الطبيعي البالغ ��ة قيمتها ‪ 400‬ملي ��ار دوالر على مدى ‪30‬‬ ‫عام� �اً الت ��ي وافق ��ت عليها �أخي ��راً ال�صي ��ن ورو�سيا قد �أث ��ارت الكثير من‬ ‫التعليقات‪� .‬أكثرها‪ ،‬مع ذلك‪ ،‬حاول تحليل الآثار المترتبة على ال�سيا�سة‬ ‫الخارجية الأميركية والجيو ‪� -‬سيا�سية ب�شكل عام‪ .‬وهذا في الواقع �أدّى‬ ‫�إلى كثير من الإلتبا�س‪ .‬على �سبيل المثال‪ ،‬ن�شر موقع "فورن بولي�سي"‬ ‫مق ��ا ًال ع ��ن "ال�صفق ��ة الت ��ي ل ��م تك ��ن" ‪ -‬م�شي ��راً �إل ��ى �أن الف�ش ��ل ف ��ي‬ ‫التو�صل الى �إتفاق في اليوم الأول من زيارة الرئي�س الرو�سي فالديمير‬ ‫بوتي ��ن �إل ��ى ال�صين كان "�صدم ��ة‪ ،‬و�ضربة لأهداف بوتي ��ن‪ ،‬وتذكيراً �أن‬ ‫لدى ال�صين اليد العليا عندما يتعلق الأمر ب�صفقات الغاز مع [رو�سيا]‬ ‫"‪ -‬وم ��ن ث ��م بع ��د يوم واحد على هذا المق ��ال ن�شر الموقع عينه مقا ًال‬ ‫�آخر‪�"،‬صفق ��ة الغ ��از قد تع ّق ��د تهديد العقوبات �ضد رو�سي ��ا " (ال�صفقة‪،‬‬ ‫الت ��ي‪ ،‬بطبيع ��ة الحال‪ ،‬ت ��م �إنتزاعها ‪ -‬كانت "ن�صراً مهم� �اً [لبوتين] في‬ ‫مواجهته الجارية مع �إدارة �أوباما وحلفائها االوروبيين")‪.‬‬ ‫يومٌ‪ ،‬ال�صين لي�ست م�ستعدة للعب الكرة ‪ ،‬وفي اليوم التالي بكين تنقذ‬ ‫رو�سيا من العقوبات الدولية‪ ،‬على الرغم من �أن ال�صفقة لن تبد�أ نقل‬ ‫الغاز �إلى ال�صين � اّإل بعد �سنوات عدة‪.‬‬ ‫ف ��ي حي ��ن يح ��اول الجمي ��ع معرف ��ة م ��ن ال ��ذي ف ��از ف ��ي ال�ساح ��ة‬ ‫الجيو�سيا�سي ��ة‪ ،‬هناك‪ ،‬مع ذلك‪ ،‬بع ٌد �أكثر بكثير من القاعدة الأ�سا�سية‬

‫لهذا االتفاق ويكمن في �أمن الطاقة – الذي يجعله مفيداً لنا جميعاً‪.‬‬ ‫لنعتب ��ر �أن الغ ��از ال ��ذي �سوف ُي�س َّل ��م من رو�سيا �إلى ال�صي ��ن �سوف ي�أتي‬ ‫م ��ن حقلين غير م�ستغ ّلي ��ن �إلى حد ما في �شرق �سيبيريا‪ ،‬و�أن ال�صفقة‬ ‫�س ��وف تق ��وم ب�إن�شاء بنية تحتي ��ة جديدة للت�سليم‪ .‬ثم الح ��ظ �أن رو�سيا‬ ‫�س ��وف ت�س ّل ��م �إلى ال�صي ��ن كمية من الغ ��از الطبيعي تع ��ادل الإ�ستهالك‬ ‫ال�سن ��وي لوالي ��ة نيويورك (‪ 1.4‬تريلي ��ون قدم مكعبة)‪ .‬فه ��ذا يعني �أن‬ ‫طل ��ب ال�صي ��ن على الغ ��از �سيتم الوفاء ب ��ه من �إم ��دادات طاقة جديدة‪.‬‬ ‫وهذا يجب �أن يكون جيداً للجميع‪ .‬لذا ف�إن الإتفاق لي�س تح ّو ًال رو�سياً‬ ‫ف ��ي �إمدادات الطاقة من �أوروب ��ا �إلى ال�صين‪ ،‬بل هو �إ�ضافة جديدة �إلى‬ ‫�شبك ��ة �إم ��دادات الغاز الطبيعي في العالم الت ��ي �أ�صبحت ممكنة بف�ضل‬ ‫الإ�ستثمار في البنية التحتية للت�سليم من حقول معزولة جغرافياً‪.‬‬ ‫ال�صي ��ن �سعي ��دة ب� ��أن رو�سي ��ا �س ��وف ت�سلمها الغ ��از الطبيع ��ي من حقول‬ ‫مخ�ص�ص ��ة لها‪ .‬ورو�سيا بالتالي �أكثر �سع ��ادة لأنها تقوم بتطوير حقول‬ ‫ّ‬ ‫جديدة لها عمالء م�ستعدون للدفع و�شراء منتوحها‪ .‬ولكن في الواقع‬ ‫ينبغ ��ي عل ��ى الجمي ��ع �أن يكونوا �سعداء لأن هذا الإتف ��اق يعني �أن هناك‬ ‫‪ 1.4‬تريلي ��ون ق ��دم مكعب ��ة م ��ن الغ ��از الطبيع ��ي �ستك ��ون متاح ��ة لبقية‬ ‫العالم‪ .‬هذا هو �أمن الطاقة‪.‬‬ ‫بكين ‪ -‬عبد ال�سالم فريد‬

‫"لوك �أويل" الرو�سية تنقب عن الغاز المحكم في �صحراء ال�سعودية‬ ‫تج ��ري "لوك �أوي ��ل" الرو�سية �أعمال حف ��ر لأعماق بعيدة‬ ‫بحث ًا عن الغ ��از غير التقليدي في منطق ��ة �صحراء الربع‬ ‫الخال ��ي في ال�سعودية في �أوائ ��ل العام المقبل‪ ،‬وذلك بعد‬ ‫عقد م ��ن التنقيب م ��ن دون جدوى عن مكام ��ن تقليدية‪.‬‬ ‫ودع ��ت ال�سعودي ��ة �أكب ��ر بل ��د م�ص ��در للنفط ف ��ي العالم‬ ‫ال�شرك ��ات النفطي ��ة العالمي ��ة مثل "لوك �أوي ��ل" و"رويال‬ ‫دت� ��ش �شل" و"�سينوبك" لإكت�شاف و�ضخ الغاز من منطقة‬ ‫الرب ��ع الخال ��ي في جن ��وب �ش ��رق المملكة منذ م ��ا يزيد‬ ‫عن ع�ش ��ر �سنين‪ .‬وتحت ��اج ال�سعودية �إلى الغ ��از الطبيعي‬ ‫لتغطية �إحتياجات الطلب المحلي على الطاقة الكهربائية المدعومة حتى‬ ‫تتمك ��ن من توفير مزي ��د من النفط لت�صديره بعائ ��دات مغرية‪ .‬و�أخفقت‬ ‫�شركات نفطية عالمية �أقامت م�شروعات م�شتركة مع "�أرامكو" ال�سعودية‬ ‫الحكومي ��ة في �إكت�ش ��اف مكامن للغ ��از ذات جدوى �إقت�صادي ��ة‪ ،‬و�أحجم‬ ‫�آخ ��رون عن التنقيب‪ ،‬لكن "لوك �أويل" �أبدت �إ�ستعدادها للم�شاركة‪ .‬وقال‬ ‫م�صدران في �صناعة النفط والغاز �إن ال�شركة الرو�سية تخطط بم�شاركة‬ ‫�أرامك ��و لحف ��ر بئرين من الآب ��ار التقييمية على عمق بعي ��د بما ي�صل �إلى‬

‫‪62‬‬

‫العدد ‪ - 20‬حزيران (يونيو) ‪٢٠١4 -‬‬

‫‪� 19‬أل ��ف قدم في حقل م�شيب للغ ��از المحكم في �صحراء‬ ‫الرب ��ع الخالي‪ .‬وقال م�س� ��ؤول في "لوك �أوي ��ل �أوفر�سيز"‬ ‫�أن "الم�ش ��روع الم�شترك �سيقوم بحف ��ر �أول بئر في الربع‬ ‫الأول م ��ن الع ��ام ‪ 2015‬و�سيحف ��ر البئ ��ر الثاني ��ة خ�ل�ال‬ ‫الن�ص ��ف الثاني من الع ��ام نف�سه‪� ،‬ستكون التكلفة مرتفعة‬ ‫ج ��دا مقارن ��ة مع المكام ��ن غي ��ر التقليدية ف ��ي الواليات‬ ‫المتح ��دة"‪ .‬وت ��م اكت�ش ��اف الغ ��از المحك ��م ف ��ي مكامن‬ ‫�شكلته ��ا �صخ ��ور قليلة النفاذي ��ة والم�سامية عل ��ى �أعماق‬ ‫تت ��راوح ما بي ��ن ثماني ��ة �آالف وع�شرة �آالف ق ��دم ولذلك‬ ‫تحت ��اج العملية �إلى تك�سير هيدروليكي‪ .‬وهن ��اك نوع �آخر �أكثر �شيوع ًا من‬ ‫الغاز غير التقليدي وهو الغاز ال�صخري الذي يوجد بين طبقات ال�صخور‬ ‫الر�سوبية‪ .‬وقال الم�س� ��ؤول ال�سابق‪ ‬في �أرامكو ال�سعودية‪� ‬سداد الح�سيني‪،‬‬ ‫"يظهر حفر بئرين �أنهم جادون و�إيجابيون ب�ش�أن المنطقة والأكثر �أهمية‬ ‫�أنه ��م �أكثر �إلتزام ًا من �شركات نفطي ��ة عالمية �أخرى رحلت بالفعل‪ ،‬لكن‬ ‫ال ب ��د �أن يجدوا بع�ض �سوائ ��ل الغاز الطبيعي والمكثفات حتى يتمكنوا من‬ ‫زيادة الأرباح وتوزيع النفقات"‪.‬‬


‫بع�ض خزانات الم�شتقات النفطية التي تنت�شر على طول ال�ساحل اللبناني‬

‫‪� ،2014‬أن الم�شتق ��ات النفطية (بنزين‪ ،‬مازوت‪،‬‬ ‫كيروزي ��ن‪ )...‬حلت في المرتبة الأولى في قائمة‬ ‫�أه ��م ال�ص ��ادرات اللبنانية �إلى �سوري ��ا في العام‬ ‫‪ ،2013‬حي ��ث بلغت ‪ %61‬من �إجمالي ال�صادرات‪.‬‬ ‫وب�إرتفاع في قيمته ��ا بن�سبة ‪� % 419.45‬إلى ‪317‬‬ ‫مليون ًا و‪� 757‬أل ��ف دوالر (‪� 314,303‬أطنان) من‬ ‫‪ 61‬مليون� � ًا و‪� 172‬أل ��ف دوالر (‪ 58,182‬طن ًا) في‬ ‫العام ‪ ، 2012‬علم ًا �أنه في العام ‪ 2011‬بلغت هذه‬ ‫ال�ص ��ادرات ‪� 144‬أل ��ف دوالر (‪ 266‬طنا) فقط‪،‬‬ ‫عل ��ى الرغم من تراجع ال�ص ��ادرات عبر المعابر‬ ‫البرية ‪( %19.90‬من ‪ 864‬مليون دوالر �إلى ‪692‬‬ ‫مليون دوالر في ‪ ،)2013‬والم�ستوردات ‪% 54.97‬‬ ‫(م ��ن ‪ 915‬مليون دوالر �إل ��ى ‪ 412‬مليون دوالر)‪،‬‬ ‫والترانزي ��ت ‪ 90‬ف ��ي المئة (م ��ن ‪ 10‬ماليين �إلى‬ ‫مليون دوالر)‪.‬‬ ‫وبح�س ��ب التقرير ف�إن �سوريا ت�ص ّدرت الئحة �أهم‬ ‫�أ�س ��واق ال�ص ��ادرات اللبناني ��ة في الع ��ام ‪،2013‬‬ ‫متقدم ��ة على الدول الأرب ��ع الأوائل‪ ،‬وهي‪ :‬جنوب‬ ‫�أفريقيا‪� ،‬سوي�سرا‪ ،‬ال�سعودي ��ة والإمارات العربية‬ ‫المتحدة‪ ،‬ف�إرتفعت قيمة ال�ص ��ادرات �إلى �سوريا‬ ‫بنح ��و ‪� 1.8‬أ�ضع ��اف‪ ،‬بن�سب ��ة ‪ ،%77.94‬مقارن ًة‬ ‫عما كانت عليه في ‪.2012‬‬

‫وخالف� � ًا لما يعتقده البع�ض‪ ،‬ف�إن لبنان ال ي�ستورد‬ ‫حاجاته من الم�شتقات النفطية من الدول العربية‬ ‫المنتجة للنفط كال�سعودية والعراق والجزائر‪ ،‬بل‬ ‫�إن الق�س ��م الأكب ��ر من حجم اال�ستي ��راد م�صدره‬ ‫م�صاف كبيرة‬ ‫دول م�ستوردة للنف ��ط‪ ،‬لكن لديها‬ ‫ٍ‬ ‫تقوم بتكري ��ر النفط الخام و�إعادة بيعه م�شتقّات‬

‫�أو�سكار يمين‪" :‬في لبنان ‪� 14‬شركة‬ ‫م�ستوردة للم�شتقات النفطية ت�ستورد‬ ‫من م�صادر ودول عدة ومختلفة ما‬ ‫ي�ؤكد نفي الح�صرية عن القطاع‪،‬‬ ‫ب�إعتبار �أن هذه ال�شركات تتناف�س في‬ ‫ما بينها مناف�سة �شديدة �أ�سوة بما هو‬ ‫حا�صل بين جميع ال�شركات العالمية‪،‬‬ ‫ي�ضاف �إليها توافر ع�شرات ال�شركات‬ ‫المحلية المتو�سطة الحجم"‬

‫نفط ّية‪.‬‬ ‫وت�أتي الواليات المتحدة الأميركية في طليعة هذه‬ ‫الدول‪ ،‬تليه ��ا �إيطاليا ثم فرن�س ��ا‪ ،‬لت�ستحوذ هذه‬ ‫الدول الثالث على قرابة ‪ %60‬من قيمة الواردات‬ ‫النفط ّية في العام ‪ 2012‬ووفق ًا للتالي‪:‬‬ ‫الواليات المتحدة الأميركية‪ 1471 :‬مليون دوالر؛‬ ‫�إيطاليا‪ 832 :‬مليون دوالر؛‬ ‫فرن�سا‪ 801 :‬مليون دوالر؛‬ ‫اليونان‪ 744 :‬مليون دوالر؛‬ ‫الكويت ‪ 602 :‬مليوني دوالر؛‬ ‫هولندا‪ 194 :‬مليون دوالر؛‬ ‫رو�سيا‪ 155 :‬مليون دوالر‪.‬‬ ‫وي ��رى المراقبون �أن �أبرز عام ��ل �إلى التراجع في‬ ‫الميزان التجاري ه ��و واردات النفط و�صادراته‪،‬‬ ‫�إذ �أن لبن ��ان لم يكن ي�ستورد لإ�ستهالكه فقط في‬ ‫�سوق ��ه المحلية‪ ،‬بل ك ��ان ي�ستورد ل�سوري ��ا �أي�ض ًا‪.‬‬ ‫وبذل ��ك تحول بفعل الأزم ��ة ال�سورية‪� ،‬إلى م�صدر‬ ‫للنفط‪.‬‬ ‫وبطبيع ��ة الحال ف�إن �شرك ��ات النفط ت�ستفيد من‬ ‫عم ��والت الإ�ستيراد و�إع ��ادة الت�صدير‪ ،‬ومن فرق‬ ‫الأ�سع ��ار‪ ،‬وبع� ��ض المبيعات في ال�س ��وق ال�سوداء‬ ‫في �سوريا‪� ،‬إنما لي�ست هناك �إ�ستفادة وا�سعة‬ ‫‪Issue 20 - June - 2014‬‬

‫‪65‬‬


‫عالم الطاقة‬ ‫الوقود‬

‫الثروة النفطية في بلد الأرز ما زالت نائمة في قعر البحر‬

‫أزمة الطاقة في لبنان‬ ‫تحرق جيوب المستهلكين!‬ ‫يعان��ي لبن��ان من عجز مزمن في المي��زان التجاري‪� ،‬إرتفعت ن�سبته خالل العقدي��ن الأخيرين بفعل تراجع‬ ‫قطاعات الإنتاج ال�صناعي والزراعي‪ ،‬بحيث تراجعت قيمة ال�صادرات و�إرتفعت قيمة الواردات‪.‬‬ ‫وت�ش��كل الفات��ورة النفطية جزء ًا كبير ًا من الواردات‪ ،‬فقد و�صل��ت قيمتها في العام ‪� 2012‬إلى ‪ 5740‬مليون‬ ‫دوالر‪� ،‬أي م��ا ي�ش��كّ ل ‪ %27‬من قيم��ة الواردات‪ ،‬فيما و�صلت �إل��ى ‪ % 24‬في المئ��ة �أي ‪% 11,40‬من الناتج‬ ‫القومي في العام ‪� ،2013‬أي نحو ‪ 5,11‬مليارات دوالر اميركي‪.‬‬ ‫ويرى مراقبون �أن هذه القيمة مر�شحة للإرتفاع �سنوي ًا بفعل زيادة الإ�ستهالك المحلّي وخ�صو�صاً‪ ‬لحاجات‬ ‫الكهرباء �أو البنزين‪ ،‬وكذلك �إرتفاع الأ�سعار عالمياً‪ ،‬حيث من المتوقّع �أن ي�صل �سعر برميل النفط في العام‬ ‫‪� 2015‬إلى ‪ 150-125‬دوالراً‪ ،‬وفي العام ‪� 2040‬إلى ‪ 250-240‬دوالراً‪.‬‬ ‫بيروت ‪ -‬مازن مجوز‬ ‫ت�أت ��ي م ��ادة الم ��ازوت ف ��ي طليع ��ة‬ ‫الم�شت ّق ��ات النفط ّية الت ��ي ي�ستوردها‬ ‫لبن ��ان‪ ،‬وذل ��ك ل�س ��د ظم� ��أ م�ؤ�س�س ��ة الكهرب ��اء‬ ‫الر�سمي ��ة‪ ،‬و�شره الم�صان ��ع والمعامل والمولدات‬ ‫الكهربائي ��ة ف ��ي المبان ��ي والأحي ��اء �إ�ضاف ��ة �إلى‬ ‫الحاج ��ات الزراعية‪ ،‬وتليها م ��ادة البنزين حيث‬ ‫ت�شك ��ل هات ��ان المادت ��ان ن�سب ��ة ‪ %83‬م ��ن قيم ��ة‬ ‫الم�شت ّق ��ات النفط ّي ��ة الم�ست ��وردة‪ .‬وق ��د �إرتفعت‬ ‫خ�ل�ال ال�سن ��وات الأرب ��ع الفائت ��ة قيم ��ة ه ��ذه‬ ‫الم�شتقّات نتيجة �سببين‪:‬‬ ‫ً‬ ‫‪ ‬الأول‪� :‬إرتفاع �أ�سعار النفط عالميا‪ ،‬وهي �أ�سعار‬‫مر�شح ��ة لالرتفاع‪ ،‬ما يعني �إرتفاع قيمة الفاتورة‬ ‫النفط ّية؛‬ ‫ الثان ��ي ‪� :‬إرتف ��اع حج ��م الإ�سته�ل�اك ‪%7.5‬‬‫متو�سط� � ًا �سنوي� � ًا‪ ،‬والإرتف ��اع الكبي ��ر ه ��و حجم‬ ‫كمي ��ات المازوت والغاز‪� ،‬إذ بلغ ��ت ن�سبة الإرتفاع‬ ‫على التوالي ‪ %18.7‬و ‪ ،%12‬بينما تراجعت ن�سبة‬ ‫الفيول �أويل بن�سبة ‪.%5.7‬‬ ‫و�إنطالق� � ًا م ��ن ت�أث ��ر القطاع ��ات كافة بم ��ا فيها‬ ‫الإقت�صادية بفع ��ل الأزمات الداخلي ��ة ال�سيا�سية‬

‫‪64‬‬

‫العدد ‪ - 20‬حزيران (يونيو) ‪٢٠١4 -‬‬

‫والأمني ��ة والإقت�صادي ��ة المتنقل ��ة الت ��ي ع�صفت‬ ‫بلبنان‪ ،‬ف�إن ن�سبة ت�أثر قطاع المحروقات – الذي‬ ‫يعتب ��ر قطاع� � ًا �أ�سا�سي� � ًا – �إرتفعت بفع ��ل زيادة‬ ‫العامل الخارجي عليه �إ�ضافة �إلى الداخلي‪.‬‬ ‫نقي ��ب �أ�صح ��اب محط ��ات المحروق ��ات �سام ��ي‬ ‫البراك� ��س ق ��ال‪�" :‬إن ثم ��ة تراجع� � ًا ملحوظ� � ًا في‬

‫تقرير ر�سمي‪ :‬ح ّلت الم�شتقات‬ ‫النفطية في المرتبة الأولى على‬ ‫قائمة �أهم ال�صادرات اللبنانية �إلى‬ ‫�سوريا في ‪ ،2013‬حيث بلغت ‪ %61‬من‬ ‫�إجمالي ال�صادرات‪ ،‬وب�إرتفاع في قيمتها‬ ‫بن�سبة ‪� % 419.45‬إلى ‪ 317‬مليون ًا‬ ‫و‪� 757‬ألف دوالر علم ًا �أنه في العام‬ ‫‪ 2011‬بلغت هذه ال�صادرات‬ ‫‪� 144‬ألف دوالر فقط‬

‫مبيع ��ات الم�شتق ��ات النفطي ��ة في �أواخ ��ر العام‬ ‫‪ 2013‬والف�ص ��ل االول من الع ��ام ‪ ،2014‬وال�سبب‬ ‫يعود �إلى الأزمات الإقت�صادية الداخلية واالمنية‬ ‫الخارجي ��ة والداخلية كما غالء المعي�شة‪� ،‬إ�ضافة‬ ‫�إلى �سيط ��رة ال�سيارات االوروبي ��ة ال�صغيرة على‬ ‫ال�سوق اللبنانية بدي ًال من االخرى الكبيرة ‪."...‬‬ ‫والعوام ��ل الم�ؤثرة ال تتوقف هن ��ا‪ ،‬فالتقلبات في‬ ‫الطق�س‪ ،‬وق�صر ف�صل ال�شتاء مع �إنخفا�ض ن�سبة‬ ‫الأمط ��ار من جه ��ة‪ ،‬وتقل�ص عدد االي ��ام الباردة‬ ‫خالل ه ��ذا الف�صل من جهة ثانية‪ ،‬كلها �أدت الى‬ ‫تراج ��ع ن�سبة المبيع ��ات �إلى �أكثر م ��ن ‪ % 30‬عن‬ ‫العام ‪ ،2013‬وفق البراك�س‪.‬‬ ‫والالف ��ت �أن العج ��ز ف ��ي المي ��زان التج ��اري قد‬ ‫تراج ��ع العام الما�ض ��ي‪ ،‬حيث ت�شي ��ر �إح�صاءات‬ ‫الجمارك اللبناني ��ة عن الأ�شهر ال�ستة الأولى من‬ ‫الع ��ام الما�ضي‪� ،‬إلى تراجع ��ه بن�سبة ‪ .%2.6‬وهو‬ ‫�أول تراجع م ��ن نوعه في خالل ال�سنوات الخم�س‬ ‫الما�ضية‪.‬‬ ‫وما يج ��در التوقف عن ��ده هو ما �أظه ��ره التقرير‬ ‫ال�سن ��وي‪ ،‬ال�ص ��ادر ع ��ن "مرك ��ز الدرا�س ��ات‬ ‫االقت�صادي ��ة ف ��ي غرف ��ة التج ��ارة وال�صناع ��ة‬ ‫والزراع ��ة ف ��ي بيروت وجب ��ل لبنان" ف ��ي �شباط‬


‫وزير الطلقة والمياه الحالي ارتور نظريان‪ :‬المناق�صات في ال�صيف‬

‫�أ�صل �أرباح تبلغ ‪ 176.3‬مليون دوالر‪.‬‬ ‫رئي�س تج ّمع �شركات النف ��ط �أو�سكار يمين‪ ،‬لفت‬ ‫�إلى �أن في لبنان "‪� 14‬شركة م�ستوردة للم�شتقات‬ ‫النفطية (ع ��دد ال ب�أ�س به مقارنة ب�صغر م�ساحة‬ ‫لبنان قيا�س ًا ببقية ال ��دول المتو�سطة والكبرى)‪،‬‬ ‫ت�ستورد من م�صادر ودول عدة ومختلفة‪ ،‬كل ذلك‬ ‫ي�ؤكد نفي الح�صرية عن القطاع‪ ،‬ب�إعتبار �أن هذه‬ ‫ال�شرك ��ات تتناف�س في ما بينه ��ا مناف�سة �شديدة‬ ‫(غي ��ر عادل ��ة �أحيان ًا وت� ��ؤدي الى خ�سائ ��ر كبيرة‬ ‫�أحيان� � ًا �أخ ��رى) �أ�سوة بما هو حا�ص ��ل بين جميع‬ ‫ال�شركات العالمية في معظم دول العالم"‪.‬‬ ‫"وي�ض ��اف �إليها توافر ع�شرات ال�شركات المحلية‬ ‫المتو�سط ��ة الحج ��م التي ه ��ي بمعظمه ��ا تمتلك‬ ‫ال�صهاري ��ج والمحطات‪ ،‬وت ��وزع ‪ -‬كما ال�شركات‬ ‫الم�ستوردة للم�شتق ��ات النفطية‪ -‬على المحطات‬ ‫وتتناف� ��س ب�ش ��دة ف ��ي م ��ا بينه ��ا وم ��ع ال�شركات‬ ‫الم�ست ��وردة‪ ،‬ما يثبت �أن مقول ��ة "الكارتيل" غير‬ ‫موجودة في الواقع وال تمت الى الحقيقة ب�صلة"‪،‬‬ ‫متابع ًا‪.‬‬ ‫وردا على �س�ؤال يجيب يمين ب�أن ن�شرة "البالت�س"‬ ‫ه ��ي مرجعي ��ة "ت�سعي ��ر" الم�شتق ��ات النفطي ��ة‬ ‫عالمي� � ًا‪ ،‬وتالي� � ًا ف� ��إن الدول ��ة تتك ��ل بدورها على‬ ‫ه ��ذه المرجعية العالمية‪ ،‬كم ��ا معظم الدول‪ ،‬كي‬ ‫"ت�سعر" هذه الم�شتقات من خاللها‪" ،‬اذ عندما‬ ‫ترتف ��ع �أ�سع ��ار النف ��ط عالمي� � ًا يدف ��ع الم�ستهلك‬ ‫الزيادة‪ ،‬وعندم ��ا تهبط اال�سعار عالمي ًا تنخف�ض‬ ‫الأ�سع ��ار في ال�سوق المحلية بحي ��ث ت�ؤمن وفرها‬ ‫الكامل على الم�ستهلك"‪.‬‬ ‫وبالعودة �إلى الن�سبة العالية التي ت�شكلها الفاتورة‬ ‫النفطي ��ة م ��ن قيمة ال ��واردات من جه ��ة والدين‬ ‫الع ��ام ال ��ذي يغ ��رق البلد وو�ص ��ل حالي� � ًا �إلى ‪58‬‬

‫رئي�س تج ّمع �شركات النفط �أو�سكار يمين‪ :‬لي�س هناك �إحتكار‬

‫�سامي البراك�س‪" :‬قطاعنا ي�شهد‬ ‫�إ�ستهتار ًا وحالة من الفو�ضى ون�ستغرب‬ ‫كيف �أن قطاع ًا يحوي حوالي ‪2000‬‬ ‫�إلى ‪ 3000‬محطة محروقات‪ ،‬ال �أحد‬ ‫يتوجه �إليه بال�س�ؤال عن مطالبه"‬ ‫ملي ��ار دوالر‪ ،‬وه ��و �إلى مزي ��د مع تكلف ��ة الفوائد‬ ‫وتوابعه ��ا ت�صل �إلى ‪ 4‬ملي ��ارات دوالر �سنوي ًا يبرز‬ ‫ال�س�ؤال ‪:‬هل تتحقّق �أحالم اللبنانيين ب�أن ي�صبح‬ ‫لبن ��ان دول ��ة منتج ��ة للنفط ف ��ي ظل توق ��ع وزير‬ ‫الطاقة ال�ساب ��ق جبران با�سيل الب ��دء في �شباط‬ ‫(فبرلي ��ر) ‪ 2013‬ب� ��أول عملي ��ة تنقي ��ب ف ��ي ‪40‬‬ ‫منطق ��ة مائية في نهاي ��ة ‪ 2015‬والإنتاج في العام‬ ‫ال ��ذي يليه؟ ف ��ي وقت �أعلن وزي ��ر الطاقة والمياه‬ ‫�أرت ��ور نظري ��ان تمديد مهلة تقدي ��م العرو�ض في‬ ‫�أ ّول جول ��ة تراخي�ص بحرية للنفط والغاز �إلى ‪14‬‬ ‫�آب (�أغ�سط� ��س) المقبل في رابع ت�أجيل ينتج من‬ ‫العراقيل الت�شريعية‪.‬‬ ‫وج� � ّدد نظريان في ‪� 9‬أي ��ار (مايو) الفائت دعوته‬ ‫ال�سيا�سيين �إلى الموافقة على مر�سومين يح ّددان‬ ‫المناط ��ق ونم ��وذج �إتف ��اق بخ�صو� ��ص التنقي ��ب‬ ‫والإنتاج‪.‬‬ ‫وفي ح ��ال الإجابة بنعم على ال�س� ��ؤال المطروح‪،‬‬ ‫ف�إن الكثير من الأزم ��ات الإقت�صادية والمعي�شية‬ ‫والإجتماعي ��ة‪ ،‬وربما ال�سيا�سي ��ة التي يعاني منها‬ ‫اللبناني ��ون �ستج ��د طريقه ��ا �إل ��ى الح ��ل‪ ،‬حي ��ث‬

‫�ستتواف ��ر �آالف فر� ��ص العم ��ل‪ ،‬وتتراج ��ع ن�سب ��ة‬ ‫الهج ��رة‪ ،‬وت�صب ��ح الكهرب ��اء بالت�أكي ��د ‪،24/24‬‬ ‫وينتف ��ي الدين العام‪ ،‬ويكون التعليم وال�صحة في‬ ‫�أح�سن حال‪ ،‬وكذل ��ك الطرق والمياه وغيرها من‬ ‫الخدمات العامة‪.‬‬ ‫وح ��ول الفر�ص التي توفرها الثروة النفطية يقول‬ ‫الباح ��ث الإقت�صادي رمزي الحافظ‪�" :‬إن خف�ض‬ ‫الفات ��ورة النفطية على لبنان والت ��ي تم ّثل العبء‬ ‫الكبير على الموازنة العامة‪ ،‬ت�ش ّكل فر�صة لجذب‬ ‫القط ��اع الخا� ��ص للودائ ��ع الم�صرفي ��ة و�إرتفاع ًا‬ ‫ف ��ي كمي ��ة ال�سيول ��ة المالي ��ة التي تع ��ود وتوظف‬ ‫ف ��ي قطاع ��ات و�إ�ستثم ��ارات عدي ��دة‪ .‬وفر�ص ��ة‬ ‫ان�ش ��اء �صناع ��ات جدي ��دة ب�سبب خف� ��ض فاتورة‬ ‫الكهرب ��اء والطاقة‪� ،‬إ�ضافة ال ��ى دخول �صناعات‬ ‫التكري ��ر التي تجذب الكفاءات والخبرات العالية‬ ‫والخب ��رات الداخلي ��ة الت ��ي تحت ��اج ال ��ى تدريب‬ ‫م�ستمر"‪.‬‬ ‫ويتابع‪�" :‬أما المخاطر فهي‪ :‬الخوف من الت�ضخم‬ ‫وم ��ن �إنعدام توزيع الثروة ال ��ى مختلف الطبقات‬ ‫االجتماعي ��ة‪ ،‬وم ��ن �سوءاال�ستثم ��ار‪ ،‬حيث هناك‬ ‫�أمثل ��ة من العال ��م‪� :‬إ�ستثمار ممت ��از ك "النروج"‬ ‫و�إ�ستثم ��ار �سي ��ىء ك "نيجيري ��ا"‪� ،‬إ�ضاف ��ة ال ��ى‬ ‫�أن ��ه عندم ��ا ن�صب ��ح �أكث ��ر �أهمية تكث ��ر االخطار‬ ‫والمناف�سة علينا"‪.‬‬ ‫وف ��ي الخت ��ام ال ب ّد م ��ن التذكير بما �سب ��ق و�أكده‬ ‫الخبي ��ر البريطان ��ي ديفي ��د روالند� ��س المدي ��ر‬ ‫التنفي ��ذي ل�شركة "�سبيكتروم جي ��و" البريطانية‬ ‫م ��ن �أن ف ��ي لبن ��ان �إحتياط ��ات ثروة م ��ن النفط‬ ‫الأ�س ��ود والغ ��از تبل ��غ قيمته ��ا ‪ 140‬ملي ��ار دوالر‪،‬‬ ‫و�شدد على �أن ال�شركة عثرت على ما يجعل لبنان‬ ‫"�أح ��د �أكبر منتجي الغاز ف ��ي �شرق المتو�سط"‬ ‫ب�إكت�شافه ��ا ‪ 25‬تريلي ��ون ق ��دم مكعب ��ة تحت مياه‬ ‫�إقليمي ��ة في ال�ساح ��ل الجنوب ��ي م�ساحتها ‪3000‬‬ ‫كيلومتر مربع‪.‬‬ ‫والكمي ��ة تعني �أكثر من ‪ 707‬مليارات متر مكعب‪،‬‬ ‫قيمته ��ا حالي� � ًا ‪ 40‬مليار دوالر‪ ،‬وه ��ي �إحتياطات‬ ‫تزيد ‪ 3‬مرات عما في الجارة �سوريا كمقارنة‪.‬‬ ‫ف ��ي المقاب ��ل يق ��در العديد م ��ن التقاري ��ر قيمة‬ ‫النف ��ط ب ‪ 100‬ملي ��ار دوالر ويتوق ��ع لل�سع ��ر �أن‬ ‫يت�ضاع ��ف م�ستقب�ل� ًا ‪ ،‬ويمكن ت�صدي ��ر ‪� 90‬ألف‬ ‫برمي ��ل يومي� � ًا منه ��ا بعد ‪� 7‬أع ��وام عل ��ى الأكثر‪،‬‬ ‫وط ��وال ‪� 20‬سنة مقبلة؛ لأنه ��ا بحجم ‪ 640‬مليون‬ ‫برمي ��ل تقريب ًا‪ ،‬منه ��ا ‪ 440‬في المي ��اه الإقليمية‬ ‫ال�شمالية وحدها‬ ‫‪Issue 20 - June - 2014‬‬

‫‪67‬‬


‫عالم الطاقة ¶ الوقود‬ ‫من هذه العمليات التجارية؛ لأنها ال ت�ضيف قيمة‬ ‫�إنتاجية‪.‬‬ ‫بالن�سب ��ة �إل ��ى ال�ضرائ ��ب عل ��ى المحروق ��ات‪،‬‬ ‫يو�ض ��ح الخبير الإقت�ص ��ادي البروف�س ��ور جا�سم‬ ‫عجاق ��ة �أنه ��ا ت�ساه ��م في دع ��م خزين ��ة الدولة‪،‬‬ ‫وه ��ذه ال�ضرائب التي يدفعه ��ا الم�ستهلك عر�ضة‬ ‫للتقلب ��ات بح�س ��ب الأ�سعار العالمي ��ة وهي لي�ست‬ ‫الوحي ��دة الت ��ي ت�ساه ��م ف ��ي رف ��ع �أ�سع ��ار البيع‬ ‫بالتجزئ ��ة‪ ،‬معتبر ًا �أن هذه الأخيرة تبقى من بين‬ ‫الأعل ��ى �إقليمي ًا حيث يتواجد لبن ��ان في المراتب‬ ‫الأربع الأولى بح�سب نوع المحروقات‪.‬‬ ‫ً‬ ‫"ه ��ذا القط ��اع ي�شه ��د �إ�ستهت ��ار ًا وح ��اال م ��ن‬ ‫الفو�ضى"‪ :‬ي�ؤك ��د البراك�س‪ ،‬م�ستغرب� � ًا "كيف �أن‬ ‫قطاع� � ًا يح ��وي حوال ��ي ‪� 2000‬إل ��ى ‪ 3000‬محطة‬ ‫محروق ��ات‪ ،‬ال �أح ��د يتوج ��ه �إلي ��ه بال�س� ��ؤال عن‬ ‫مطالبه!"‪.‬‬ ‫وي�ص ��ف مطالب النقابة م ��ن الدولة ب" القديمة‬ ‫الجدي ��دة " �أبرزه ��ا‪" :‬ت�سوي ��ة �أو�ض ��اع محطات‬ ‫المحروقات وتحديد ًا المحطات غير المرخ�صة‪،‬‬ ‫تعدي ��ل جعالة �أ�صحاب محطات المحروقات تبع ًا‬ ‫لزيادة غالء المعي�شة جراء المر�سوم رقم ‪1499‬‬ ‫تاري ��خ ‪ 1981 -12 – 12‬المتعل ��ق بعمولة البائع‪،‬‬ ‫تخفي�ض الر�سوم على المحروقات‪ ،‬تعديل جعالة‬ ‫�صفيحة المازوت‪ ،‬تعديل القرار االخير الذي رفع‬ ‫ال�ضريبة الم�ضافة عن الم ��ازوت االحمر"‪ ،‬فيما‬ ‫بقي ��ت �أ�سعارالمازوت الأخ�ض ��ر على حالها وهذا‬ ‫ما ي�شكل خل ًال في بيع المازوت بنوعيه‪.‬‬ ‫ح ��ال لبنان في الق ��رن الع�شرين ل ��م يختلف عن‬ ‫ح ��ال العديد م ��ن ال ��دول‪ ،‬حي ��ث ب ��د�أ ب�إ�ستيراد‬ ‫النف ��ط وتخزين ��ه ف ��ي ثالثينات الق ��رن الفائت‪.‬‬ ‫وتط ��ورت عملية �إ�ستيراد النفط عب ��ر م ّد �أنابيب‬ ‫من العراق في العام ‪ 1935‬وترافقت هذه العملية‬ ‫مع �إن�شاء م�صفاة طرابل�س في �شمال لبنان‪.‬‬ ‫وف ��ي الع ��ام ‪ ،1949‬قامت ال�سعودية بم� � ّد �أنابيب‬ ‫ل�ض ��خ نفطها �إل ��ى م�صفاة الزهران ��ي في جنوب‬ ‫لبنان‪ .‬وكانت هذه الأنابيب تد ّر �أموا ًال على خزينة‬ ‫الدول ��ة بمعدل ‪� 11‬سنت� � ًا للبرميل‪ .‬لك ��نّ الحرب‬ ‫الأهلي ��ة ف ��ي لبن ��ان �أدت �إلى توق ��ف الم�صفاتين‬ ‫عن العمل و�أ�صب ��ح لبنان ي�ستورد النفط بوا�سطة‬ ‫البواخر الأمر الذي زاد الكلفة‪.‬‬ ‫وف ��ي �أي ��ام الو�صاي ��ة ال�سوري ��ة‪� ،‬أخ ��ذت الكلف ��ة‬ ‫بالإرتفاع مع وجود �شبكات كانت تفر�ض �ضرائب‬ ‫غي ��ر قانونية عل ��ى البواخر الت ��ي تدخل المرافئ‬ ‫اللبناني ��ة‪ ،‬حيث كان ��ت ال�شرك ��ات النفطية تقوم‬

‫‪66‬‬

‫العدد ‪ - 20‬حزيران (يونيو) ‪٢٠١4 -‬‬

‫وزير الطاقة والمياه ال�سابق جبران با�سيل‪ :‬هل ت�صح توقعاته؟‬

‫�سامي البراك�س‪ :‬هناك �إ�ستهتار بقطاع المحروقات‬

‫بالم�شاركة في مناق�صتي ��ن متزامنتين في لبنان‬ ‫وفي �سوريا لإ�ستيراد الم�شتقات النفطية‪ .‬وكانت‬ ‫تعر�ض في لبنان ال�سعر العالمي زائد ًا ‪ 19‬دوالر ًا‪،‬‬ ‫وتعر� ��ض ف ��ي �سوري ��ا ال�سع ��ر العالمي زائ ��د ًا ‪11‬‬ ‫دوالر ًا‪.‬‬ ‫وف ��ي ذلك الوق ��ت‪� ،‬أعطى المر�س ��وم الإ�شتراعي‬ ‫رق ��م ‪ )1977/6/27( 79‬وزارة ال�صناع ��ة‬ ‫والنفط الحق بعقد �صفقات بيع و�شراء وت�صدير‬ ‫و�إ�ستيراد الم�شتقات النفطية‪ ،‬كما وتحديد ر�سم‬ ‫تخزين المحروقات وكلفة التخزين‪.‬‬ ‫�أم ��ا �سعر النفط الم�ست ��ورد‪ ،‬ف�إنّ الآلي ��ة المتبعة‬ ‫اليوم تن� ��ص على �أن تقوم ال�شرك ��ات الم�ستوردة‬ ‫للنف ��ط (وعددها قلي ��ل)‪ ،‬بتحدي ��د الأ�سعار عبر‬ ‫مناق�ص ��ات �أ�سبوعي ��ة‪ ،‬تق ��وم به ��ا وزارة الطاقة‬ ‫والمي ��اه على �أ�سا�س المع� � ّدل الو�سطي ل�سعر طن‬ ‫البنزين في الأ�سبوع المن�صرم‪.‬‬ ‫م ��ن هنا ُيمك ��ن الإ�ستنت ��اج �أنّ الأ�سع ��ار العالمية‬ ‫و�أ�سع ��ار البيع بالتجزئة ممكن �أن ت�أخذ �إتجاهات‬ ‫معاك�س ��ة في بع� ��ض الأحي ��ان (‪ ،)Shift‬لكن من‬ ‫المفتر� ��ض �أنّ حج ��م التغ ّي ��رات يج ��ب �أن يتب ��ع‬ ‫الأ�سعار العالمية‪.‬‬ ‫وما يعزّز فك ��رة ت�ضخّ م الأ�سع ��ار ن�سبة �إلى باقي‬ ‫الدول ه ��و مجرد المقارن ��ة بين لبن ��ان وفرن�سا‪.‬‬ ‫فف ��ي الأخيرة التي يبلغ فيها الح ّد الأدنى للأجور‬ ‫‪ 1879‬دوالر ًا �أميركي ًا (‪� 4.7‬أ�ضعاف الح ّد الأدنى‬ ‫للأجور ف ��ي لبنان)‪ ،‬يبلغ �سعر ليت ��ر البنزين ‪95‬‬ ‫�أوكت ��ان ‪ 2.21‬دوالر (‪ 1.89‬مرة �أكثر من ال�سعر‬ ‫في لبنان)‪.‬‬ ‫ونالحظ �أي�ض ًا �أنّ ال�شركات المعنية ال ت�ستثمر في‬ ‫لبنان على رغم الأرب ��اح التي تحققها‪ .‬فخزانات‬ ‫الم�شتقات النفطية التي تنت�شر على طول ال�ساحل‬

‫اللبناني وف ��ي و�سط المناطق الم�أهولة بال�سكان‪،‬‬ ‫هي عر�ضة للأح ��داث نتيجة ت�آكل البنية التحتية‬ ‫والتي غاب عنه ��ا الإ�ستثمار لعقود‪ .‬لذا المطلوب‬ ‫م ��ن الدولة �أن تفر�ض عل ��ى ال�شركات تخ�صي�ص‬ ‫ق�سم من �أرباحها لت�أهيل هذه المن�ش�آت‪.‬‬ ‫و�إنتقا ًال �إل ��ى زيادة جعالة محط ��ات المحروقات‬ ‫م ��ن مبي ��ع المازوت الت ��ي �أقرها مجل� ��س الوزراء‬ ‫اللبنان ��ي في ‪� 12‬آذار (مار� ��س) الما�ضي‪ ،‬بقيمة‬ ‫ح�ص ��ة المحطة الواحدة من‬ ‫‪ 300‬لي ��رة‪ ،‬لت�صبح ّ‬ ‫ك ��ل �صفيح ��ة ‪ 700‬ليرة‪ ،‬ف�إن ه ��ذا الأمر يعني �أن‬ ‫قيمة الر�سوم والجعاالت على ال�صفيحة الواحدة‬ ‫والتي يدفعها الم�ستهلك‪� ،‬إرتفع �إلى ‪ 1200‬ليرة �أو‬ ‫ما يوازي ‪ %3‬من قيمة �إ�ستيراد ال�صفيحة‪.‬‬ ‫وهذا الأم ��ر يعني �أي�ض ًا �أن �أرب ��اح المحطات من‬ ‫ه ��ذه الجعال ��ة �سترتف ��ع م ��ن ‪ 50‬مليار لي ��رة �إلى‬ ‫‪ 86.8‬ملي ��ار لي ��رة‪� ،‬أي بزي ��ادة ن�سبته ��ا ‪.%75‬‬ ‫فيم ��ا �سترتفع الأعباء المترتب ��ة على الم�ستهلك‬ ‫م ��ن جراء �سداد قيم ��ة الر�س ��وم والجعاالت على‬ ‫المازوت بنوعيه �إلى ‪ 101.7‬مليار ليرة‪.‬‬ ‫ك ��ل ذل ��ك ف ��ي ظ ��ل غي ��اب خدم ��ة النق ��ل العام‬ ‫والفو�ضى في قطاع النقل‪ ،‬وغياب �أي �إ�ستثمارات‬ ‫في هذا القطاع‪.‬‬ ‫ووف ��ق م�ست�ش ��ار نقاب ��ة �أ�صح ��اب المحط ��ات في‬ ‫لبن ��ان فادي �أبو �شقرا ف� ��إن محطات المحروقات‬ ‫تدفع "الربح الم�ؤ ّمن م ��ن �سعر �صفيحة البنزين‬ ‫م ��ع نهاية كل عام ك�ضريبة دخل وت�ساوي ‪ %3‬على‬ ‫الأرباح"‪.‬‬ ‫وف ��ي ح�ساب ب�سي ��ط‪ ،‬بنا ًء على �أرب ��اح المحطات‬ ‫من جعالة المازوت والبنزين بكل �أنواعها‪ ،‬يتبين‬ ‫�أن ال�ضريبة التي يتح� � ّدث عنها �أبو �شقرا بمعدل‬ ‫‪ %3‬على الأرب ��اح ت�س ��اوي ‪ 5.3‬ماليين دوالر من‬


‫�شك ��وى �ضد حكومة �إقلي ��م كرد�ستان‪ .‬وقد عزّز‬ ‫ع ��دم اليقين القانون ��ي الق ��رار التنفيذي الذي‬ ‫�أعلنه الرئي�س باراك �أوباما في ‪� 27‬أيار (مايو)‬ ‫الفائت‪ ،‬ال ��ذي �أنهى الح�صان ��ات على �صندوق‬ ‫التنمية في العراق وبع�ض الممتلكات والم�صالح‬ ‫العراقي ��ة الأخرى‪ ،‬مما يترك �ص ��ادرات النفط‬ ‫الكردي ��ة غير محمية م ��ن المطالبات المرفقة‪،‬‬ ‫عل ��ى الأقل من الناحية النظرية‪ .‬يمكن لدعاوى‬ ‫الق�ضاء �أن ت�ستمر �شه ��ور ًا‪� ،‬إن لم يكن �سنوات‪،‬‬ ‫مم ��ا يدي ��م المخاط ��ر القانونية وع ��دم اليقين‬ ‫بالن�سب ��ة �إل ��ى ال�صادرات على نط ��اق وا�سع في‬ ‫الم�ستقب ��ل‪ ،‬ف� ً‬ ‫ضال عن �إنعدام الثق ��ة ال�سيا�سية‬ ‫بين بغداد و�أنقرة و�إربيل‪.‬‬ ‫كما �أنه �أي�ض ًا من غير الم�ؤكد �إذا كانت مبيعات‬ ‫النفط عل ��ى نطاق �صغي ��ر‪ ،‬والت ��ي تواجه جد ًال‬ ‫قانوني� � ًا‪ ،‬يمك ��ن �أن تل ّب ��ي �إحتياج ��ات �إيرادات‬ ‫حكوم ��ة �إقليم كرد�ستان �أو فائدة للمالكي‪ .‬وفق ًا‬ ‫لتحلي ��ل �أجراه "بنك �أوف �أميركا ميريل لين�ش"‬ ‫للبح ��وث العالمي ��ة‪� ،‬إن مبيع ��ات نف ��ط حكوم ��ة‬ ‫�إقلي ��م كرد�ست ��ان ق ��د تع ّو�ض جزئي� � ًا فقط عن‬ ‫الخ�سائ ��ر المالية من بغ ��داد‪ .‬وتفي ��د الدرا�سة‬ ‫�أن ��ه في ظل نظ ��ام الدفع الحالي‪ ،‬ف� ��إن حكومة‬ ‫�إقلي ��م كرد�ستان في حاج ��ة �إلى مبيعات �شهرية‬ ‫م ��ن ‪ 20‬ناقلة تحمل كل واحدة مليون برميل من‬ ‫النف ��ط لك�سب عائدات تبل ��غ ‪ 340‬مليون دوالر؛‬ ‫وهذا يمث ��ل ‪ ٪25‬فقط من �إعتم ��ادات الموازنة‬ ‫ال�شهري ��ة لحكوم ��ة الإقلي ��م الت ��ي تتلقاه ��ا من‬ ‫بغداد‪ .‬لق ��د �أ ّمنت القي ��ادات الكردي ��ة قرو�ض ًا‬ ‫تج ��اوزت ال‪ 450‬مليون دوالر م ��ن رجال �أعمال‬ ‫محليي ��ن وهي تخطط ل�سدادها م ��ن طريق بيع‬ ‫النف ��ط الخ ��ام؛ وم ��ع ذل ��ك‪ ،‬ف� ��إن التمويل على‬ ‫نطاق وا�سع الذي يمكن �أن يكون بدي ًال من قطع‬ ‫عائدات بغداد ال يزال غير متوفر‪.‬‬ ‫عل ��ى الرغ ��م م ��ن ذل ��ك‪ ،‬ف� ��إن حكوم ��ة �إقلي ��م‬ ‫كرد�ست ��ان ّ‬ ‫تخط ��ط لزي ��ادة حج ��م ال�صادرات‬ ‫والمبيع ��ات لتعوي� ��ض فج ��وة عدم دف ��ع بغداد‪،‬‬ ‫لك ��ن ق�ضاي ��ا تقني ��ة تمن ��ع ه ��ذا الخي ��ار عل ��ى‬ ‫المديي ��ن الق�صير والمتو�سط‪ .‬ذل ��ك لأن �إثنين‬ ‫م ��ن خطوط الأنابيب الفرعي ��ة التي ت�شكل خط‬ ‫الأنابيب التركي العراق ��ي ال يمكنهما العمل في‬ ‫وق ��ت واحد‪ ،‬ل ��ذا يمكن ف ��ي ه ��ذه الحالة لخط‬ ‫ت�صدير حكومة �إقليم كرد�ستان (الذي قد �أقفل‬ ‫من الجانب العراقي) �أن ي�ستمر في نقل النفط‬ ‫الخام طالما �أن الخط الثاني ال يعمل‪ .‬وحتى‬

‫النفط في �إقليم كرد�ستان‪ :‬نعمة �أم نقمة؟‬

‫‪Issue 20 - June - 2014‬‬

‫‪69‬‬


‫عالم الطاقة‬ ‫نفط‬

‫فيما نوري المالكي من�شغل في البحث عن �أكثرية لت�أليف حكومة‬

‫األكراد يقامرون ببيع النفط مع تركيا!‬ ‫بعدم��ا �إختلفت بغداد مع �إربي��ل حول الموازنة المخ�ص�صة لإقليم كرد�ستان ق��ررت حكومة م�سعود برزاني‬ ‫نق��ل النفط الخام �إلى تركيا وبيعه من هناك لت�أمين �إحتياجاته��ا المالية‪ ،‬الأمر الذي دفع بنائب رئي�س الوزراء‬ ‫العراقي ل�ش�ؤون الطاقة ح�سين ال�شهر�ستاني �إلى القول �إن "الج�شع" يقود تركيا الى الم�ساهمة في ت�صدير نفط‬ ‫اقلي��م كرد�ست��ان ال�شمالي‪ .‬و�أ�ضاف‪" :‬نعتقد ان تركيا ت�ساهم بدافع الج�شع في محاولة لو�ضع اليد على النفط‬ ‫العراق��ي الرخي���ص"‪ .‬و�أو�ضح ان �أنقرة "�سهّلت التهريب ومن الوا�ضح ان هذا االمر قوّ�ض العالقة بيننا"‪ .‬لذا‬ ‫يبدي بع�ض المتابعين قلق ًا من �أن ي�ؤدي هذا القرار �إلى نتائج عك�سية لأنقرة وحكومة �إقليم كرد�ستان‪.‬‬ ‫�أنقرة ‪ -‬ح�سين كمال‬ ‫ب ��د ًال م ��ن تو ّل ��ي الزعام ��ة الإقليمية‬ ‫والم�ساع ��دة عل ��ى حل ن ��زاع النفط‬ ‫بي ��ن بغ ��داد وحكوم ��ة �إقلي ��م كرد�ست ��ان‪� ،‬أقدم‬ ‫رئي� ��س ال ��وزراء التركي رج ��ب طي ��ب �أردوغان‬ ‫عل ��ى فعل عك�س ذلك تمام ًا‪ .‬فق ��د �إتفقت �أنقرة‬ ‫م ��ع �إربي ��ل على بي ��ع النفط الخ ��ام الكردي من‬ ‫دون �إذنٍ م ��ن بغ ��داد �أو �إ�ست�شارته ��ا‪ -‬مع �إيداع‬ ‫الإي ��رادات ف ��ي �أحد البن ��وك التركي ��ة – وهذا‬ ‫الأم ��ر قد ي�ضغ ��ط على رئي�س ال ��وزراء العراقي‬ ‫نوري المالكي‪ ،‬ويعطي تركيا الفر�صة للح�صول‬ ‫عل ��ى الخام الكردي الرخي� ��ص وتوفير �إيرادات‬ ‫أم�س الحاجة‬ ‫لحكوم ��ة �إقليم كرد�ستان ه ��ي في � ّ‬ ‫�إليها‪ .‬حت ��ى الآن‪� ،‬أطلق هذا العم ��ل العنان لرد‬ ‫فعل قانوني و�سيا�سي في العراق‪ .‬الواقع �أن لفتة‬ ‫النواي ��ا الح�سنة لأردوغان تج ��اه الأكراد ع ّمقت‬ ‫�أي�ض� � ًا الإ�ستقط ��اب بين بغ ��داد و�إربيل من دون‬ ‫ح ��ل الأزم ��ة الحالي ��ة لإي ��رادات حكوم ��ة �إقليم‬ ‫كرد�ستان‪ .‬ال تزال الحكوم ��ة الكردية في ورطة‬ ‫مالي ��ة‪ ،‬تعتمد على كل من �أنقرة وبغداد‪ ،‬وهي ال‬ ‫تزال في حاجة الى �صفقة كبرى يمكن �أن ت�سمح‬ ‫له ��ا ب�صادرات خالية م ��ن المخاطر على نطاق‬ ‫وا�سع من خالل الممر ال�شمالي‪.‬‬ ‫عل ��ى الرغ ��م م ��ن �أن بيع �أنق ��رة للنف ��ط الخام‬ ‫الك ��ردي لم ُيعِد ت�شكيل �أ�سواق الطاقة الإقليمية‬ ‫جذري ًا‪ ،‬ف�إنه يك�شف عن مدى �إ�ستعداد �أردوغان‬

‫‪68‬‬

‫العدد ‪ - 20‬حزيران (يونيو) ‪٢٠١4 -‬‬

‫على الرغم من �أن بيع �أنقرة للنفط‬ ‫الخام الكردي لم ُيعِد ت�شكيل �أ�سواق‬ ‫الطاقة الإقليمية جذري ًا‪ ،‬ف�إنه يك�شف‬ ‫عن مدى �إ�ستعداد رجب ط ّيب �أردوغان‬ ‫وحكومة �إقليم كرد�ستان على تحدي‬ ‫بغداد وال�ضغط عليها‬

‫طيب �أردوغان‪ :‬عامل �إ�ستقرار �أم مف�سد؟‬ ‫رجب ّ‬

‫وحكوم ��ة �إقلي ��م كرد�ست ��ان على تح ��دي بغداد‬ ‫وال�ضغط عليه ��ا‪� .‬إن توقيت عملية البيع لم تكن‬ ‫من قبي ��ل الم�صادفة‪ .‬فهي لم تتبع فقط �أ�شهر ًا‬ ‫من الخالف ب�ش� ��أن الموازنة بين �إربيل وبغداد‪،‬‬ ‫ولكن الإنتخابات العراقي ��ة التي تركت المالكي‬ ‫م ��ع عدد وافر من المقاعد على الرغم من عدم‬ ‫وجود العدد الكاف ��ي لت�شكيل حكومة‪ .‬لذا يتوقع‬ ‫المراقب ��ون �أنه �إ ّما قد ت�سعى �أنق ��رة و�إربيل �إلى‬ ‫فر� ��ض �إتفاق للطاق ��ة على المالكي ف ��ي مقابل‬ ‫دع ��م الأك ��راد ل ��ه‪� ،‬أو العمل على �ضم ��ان عدم‬ ‫عودة المالك ��ي �إلى رئا�سة الوزراء‪ .‬بالن�سبة �إلى‬ ‫حكوم ��ة �إقلي ��م كرد�ست ��ان‪ ،‬تعك�س عملي ��ة البيع‬ ‫�أي�ض ًا قومية النفط البارزة للغاية التي �أ�صبحت‬ ‫ج ��زء ًا ال يتجز�أ من ج ��دول �أعماله ��ا ال�سيا�سية‬ ‫ومجتمعها‪ ،‬والجهود الجارية لك�سب الإ�ستقالل‬ ‫الإقت�صادي من بغداد‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من �أن ه ��ذه الخطوة التكتيكية قد‬ ‫ال ت� ��ؤدي بال�ضرورة �إل ��ى النتائج المرجوة‪ ،‬فهي‬ ‫عل ��ى الأقل فاقمت من ��اخ المفاو�ض ��ات المتوتّر‬ ‫فعلي ًا‪ .‬وكما كان متوقع ًا‪� ،‬أقدمت بغداد فور ًا على‬ ‫مقا�ضاة �أنقرة وال�شركة الم�شغّلة لخط الأنابيب‬ ‫الت ��ي تديره ��ا الدول ��ة‪" ،‬بوتا� ��س"‪ ،‬ف ��ي غرفة‬ ‫التج ��ارة الدولي ��ة في باري� ��س لإنتهاكه ��ا �إتفاق‬ ‫تعرفة خط الأنابيب في ‪( 2010‬عمل وع ّدل منذ‬ ‫الع ��ام ‪ )1973‬ومعاهدة ال�صداق ��ة بين العراق‬ ‫وتركي ��ا المو ّقع ��ة بين الدولتين ف ��ي ‪ .1946‬كما‬ ‫قامت المحكم ��ة الفيديرالي ��ة العراقية بتقديم‬


‫عالم الطاقة ¶ نفط‬

‫م�سعود برزاني‪:‬‬ ‫مقامرة �ضد بغداد‬

‫�أثيل الجنيفي‪:‬‬ ‫لدى الأكراد الحق بالت�صدير‬

‫نوري المالكي‪:‬‬ ‫م�شغول بالبحث عن �أكثرية لت�أليف حكومة‬

‫الآن ل ��م ي�ش ّكل تن�سيق �إ�ستخ ��دام خط الأنابيب‬ ‫ق�ضي ��ة من ��ذ �أن تع ّر� ��ض الخ ��ط عل ��ى الجان ��ب‬ ‫العراق ��ي للهجوم وقد بقي في حال ��ة �سيئة على‬ ‫م ��دى الأ�شهر القليل ��ة الما�ضية‪ ،‬تارك� � ًا حكومة‬ ‫�إقليم كرد�ستان ح ّرة في �إ�ستخدام ح�صتها من‬ ‫الخ ��ط‪� .‬إن ق�ضايا الإ�ستخ ��دام والتن�سيق يمكن‬ ‫�أن ت�صبح م�شكلة �إذا وعندما يبد�أ الخط الآخر‬ ‫العمل مرة �أخرى‪.‬‬ ‫وبالتال ��ي‪ ،‬لتحقي ��ق �أق�صى قدر م ��ن الإمكانات‬ ‫لك�ل�ا الخطي ��ن ف ��ي وقت واح ��د �س ��وف تحتاج‬ ‫بغ ��داد و�إربيل �إلى التو�ص ��ل �إلى حل و�سط ب�ش�أن‬ ‫تقا�س ��م خ ��ط الأنابي ��ب‪ .‬لق ��د �أو�ص ��ت حكومة‬ ‫�إقليم كرد�ستان عل ��ى م�ضخات �إ�ضافية لتمكين‬ ‫ال�صادرات و�ضمانها ب�شك ��ل م�ستقل عن الخط‬ ‫الآخ ��ر‪ ،‬ولك ��ن لي�س م ��ن المتوق ��ع �أن تكون هذه‬ ‫ف ��ي مو�ضعها وتُر ّكب قبل �ستة �إل ��ى ت�سعة �أ�شهر‬ ‫�أخرى‪.‬‬ ‫ً‬ ‫حتى ذل ��ك الحين‪� ،‬إن جزءا م ��ن خط الأنابيب‬ ‫التركي العراقي الذي ت�سيطر عليه الآن حكومة‬ ‫�إقليم كرد�ستان لدي ��ه القدرة على ت�صدير نحو‬ ‫‪ 500،000‬برمي ��ل يومي� � ًا‪� ،‬إذا �أُ�صل ��ح بالكام ��ل‬ ‫وعم ��ل‪� .‬إن �أية كميات �إ�ضافي ��ة ُيراد ت�صديرها‬ ‫من �إقليم كرد�ستان �إل ��ى تركيا يتطلب التن�سيق‬ ‫مع بغداد لإ�ستخدام جزء �آخر من خط الأنابيب‬ ‫و‪�​​/‬أو بن ��اء خ ��ط �آخ ��ر تمام� � ًا‪ ،‬وبن ��اء مراف ��ق‬ ‫التخزين الالزمة‪.‬‬ ‫الواقع �أن بيع تركيا للنفط الخام الكردي له �آثار‬ ‫عل ��ى الإ�ستق ��رار الداخلي العراق ��ي والتفاو�ض‬

‫عل ��ى �إتف ��اق تقا�س ��م العائ ��دات عل ��ى الم ��دى‬ ‫الطويل �أي�ض� � ًا‪ .‬على الرغم م ��ن �أن النزاع على‬ ‫النف ��ط والإيرادات ق ��د تم ت�أطي ��ره ب�أنه �صراع‬ ‫بي ��ن القي ��ادات الكردي ��ة والمالك ��ي‪ ،‬ف�إنه يمتد‬ ‫�إل ��ى محافظات عراقي ��ة عربية كذل ��ك‪ .‬ويقول‬ ‫بع� ��ض الم�س�ؤولين العراقيين العرب‪ ،‬بمن فيهم‬

‫محاف ��ظ المو�ص ��ل �أثي ��ل النجيف ��ي‪� ،‬إن حكومة‬ ‫�إقلي ��م كرد�ست ��ان لديه ��ا الح ��ق ف ��ي الت�صدير‬ ‫نظ ��ر ًا �إلى ف�شل بغداد في دف ��ع الرواتب‪ ،‬طالما‬ ‫يت ��م �إ�ستخ ��دام العائ ��دات لجمي ��ع العراقيين‪.‬‬ ‫وبنتق ��د ق ��ادة �آخ ��رون وغيره ��م م ��ن ال�سك ��ان‬ ‫م ��ا يعتبرونه عم�ل� ًا م ��ن جانب واح ��د من قبل‬ ‫حكوم ��ة �إقلي ��م كرد�ست ��ان وموقعه ��ا الممي ��ز‪.‬‬ ‫و�إنتقدت المحافظات الجنوبية المنتجة للنفط‬ ‫مدفوع ��ات �إي ��رادات حكوم ��ة �إقلي ��م كرد�ستان‬ ‫وو�صفته ��ا ب�أنها غي ��ر عادلة‪ ،‬في حي ��ن ت�ضغط‬ ‫على المالكي لمنع ال�صادرات الكردية �أو تقديم‬ ‫حقوق مماثلة لها‪ .‬هذه المطالب تح ّدد ما يمكن‬ ‫�أن يق� � ّدم المالكي �إلى حكوم ��ة �إقليم كرد�ستان‬ ‫م ��ن دون �أن ي�ش ّكل ذل ��ك �سابقة م ��ن �ش�أنها �أن‬ ‫تتطل ��ب تنازالت مماثلة �إل ��ى محافظات �أخرى‪.‬‬ ‫كم ��ا تغ � ّ�ذي مطالب ��ات الإي ��رادات المتناف�س ��ة‬ ‫م�شكلة بناء توافق للآراء‪.‬‬ ‫ف ��ي ظل الظ ��روف الراهن ��ة‪ ،‬قد توا�ص ��ل تركيا‬ ‫وحكوم ��ة �إقليم كرد�ستان ت�صدي ��ر وبيع كميات‬ ‫�صغي ��رة (‪ 100،000‬برميل يومي� � ًا) من النفط‬ ‫الخام الكردي‪ .‬مع ذلك‪ ،‬يمكن لهذه المقامرة‬ ‫م ��ع بغداد �أن ت�أتي بنتائج عك�سي ��ة �أو على الأقل‬ ‫تعزيز الخطوط الحم ��راء التي يجب �أن تُخفّف‬ ‫للم�ضي قدم ًا في التن ��ازالت التي ت�شتد الحاجة‬ ‫�إليه ��ا من جميع االط ��راف‪ .‬بالت�أكي ��د الم�شكلة‬ ‫بي ��ن بغ ��داد و�إربيل ه ��ي داخلية‪ ،‬ولك ��ن ال تزال‬ ‫�أنق ��رة فاع ًال �أ�سا�سي ًا يمكنها �أن تكون �إما عامل‬ ‫�إ�ستقرار �أو مف�سداً في هذه الق�ضية‬

‫�أقدمت بغداد فور ًا على مقا�ضاة �أنقرة‬ ‫وال�شركة الم�ش ّغلة لخط الأنابيب التي‬ ‫تديرها الدولة‪" ،‬بوتا�س"‪ ،‬في غرفة‬ ‫التجارة الدولية في باري�س لإنتهاكها‬ ‫�إتفاق تعرفة خط الأنابيب في ‪2010‬‬ ‫وعدل منذ العام ‪ )1973‬ومعاهدة‬ ‫(عمل ّ‬ ‫ال�صداقة بين العراق وتركيا الموقعة‬ ‫بين الدولتين في ‪1946‬‬ ‫تخطط حكومة �إقليم كرد�ستان‬ ‫لزيادة حجم ال�صادرات والمبيعات‬ ‫لتعوي�ض فجوة عدم دفع بغداد‪ ،‬لكن‬ ‫ق�ضايا تقنية تمنع هذا الخيار على‬ ‫المديين الق�صير والمتو�سط‬

‫‪Issue 20 - June - 2014‬‬

‫‪71‬‬



‫�أي�ض ًا على خلق مجتمع �أكثر خ�ضار ًا‪.‬‬ ‫ولك ��ن عدم وجود تكنولوجيا لتخزي ��ن الكهرباء على‬ ‫نط ��اق وا�سع‪� ،‬أو �شبكة نق ��ل م�صممة ب�شكل منا�سب‪،‬‬ ‫�أدّى �إل ��ى نتيج ��ة مفاده ��ا ب� ��أن الطاق ��ة المو ّلدة من‬ ‫م�ص ��ادر الطاق ��ة المتجددة‪ ،‬مثل الطاق ��ة ال�شم�سية‬ ‫وطاق ��ة الري ��اح‪ ،‬بقي ��ت متقطع ��ة ومتقلب ��ة‪ .‬ه ��ذا‬ ‫التقل ��ب جعل م ��ن ال�صعب ال�سيطرة عل ��ى ال�شبكات‬ ‫الكهربائية‪� .‬إن كمية الكهرباء المو�ضوعة �أو المح ّملة‬ ‫عل ��ى ال�شبكة يج ��ب �أن تتطابق بال�ضب ��ط مع الكمية‬ ‫التي يتم �إ�ستهالكها؛ � ًإذ �أن الإختالفات في "فلطية"‬ ‫التيار الكهربائ ��ي يمكن �أن ت�سبب �إنقطاعه‪ .‬وهكذا‪،‬‬ ‫فيم ��ا �أ�صبحت م�صادر الطاقة المتجددة جزء ًا �أكبر‬ ‫م ��ن مزيج الطاقة في البالد‪ ،‬ف� ��إن �إلمانيا لم تتمكن‬ ‫م ��ن فطم نف�سه ��ا عن الفح ��م والغ ��از الطبيعي‪ .‬في‬ ‫الواق ��ع‪ ،‬لق ��د �أ�صبح ��ت �أكث ��ر �إعتم ��اد ًا عليهما حتى‬ ‫خارج كمية الكهرباء على �شبكتها‪.‬‬ ‫وف ��ي الوقت عينه‪ ،‬لدفع الإعانات التي تم التعهد بها‬ ‫للنمو ف ��ي مجال توليد الطاقة المتج� �دّدة‪ ،‬كان على‬ ‫الأ�س ��ر الإلمانية قب ��ول تكاليف الكهرب ��اء التي نمت‬ ‫لت�صب ��ح ‪ 48‬في المئة �أعلى م ��ن المتو�سط​​في �أوروبا‬ ‫في العام ‪( .2013‬هذا ي�شكل �إ�ضافة �إلى ‪ 40‬في المئة‬ ‫زيادة في تكاليف الكهرباء الأوروبية على مدى العقد‬

‫الفائ ��ت)‪ .‬بالفعل �أظهر بع� ��ض ال�صناعات الإلمانية‬ ‫الذي يعتمد بكثافة على الطاقة مثل ال�صلب والآالت‪،‬‬ ‫عالمات على التردد �أو التوقف عن الإ�ستثمار محلي ًا‬ ‫والبح ��ث ع ��ن الإ�ستثم ��ار في �أماك ��ن �أخ ��رى‪ .‬لمنع‬ ‫ذلك م ��ن الحدوث‪ ،‬عمدت �إلماني ��ا �إلى �إعفاء بع�ض‬ ‫ال�شرك ��ات من دف ��ع الإعان ��ات‪ ،‬وو�ضعت عبئ� � ًا �أكبر‬ ‫عل ��ى الأ�سر‪ .‬ف ��ي مثل هذه المع ��دالت المرتفعة‪ ،‬بد�أ‬ ‫البع�ض يت�ساءل عما �إذا كانت خطة "�إنتقال الطاقة"‬

‫منذ �أواخر �ستينات القرن الفائت‪،‬‬ ‫بد�أت �إلمانيا (�إلمانيا الغربية �آنذاك) في‬ ‫�إتخاذ خطوات �إ�ضافية في ال�سيا�سة‬ ‫الخارجية في عالقتها مع رو�سيا‬ ‫(الإتحاد ال�سوفياتي يومها) التي‬ ‫�أدت �إلى الإعتماد على الغاز‬ ‫الطبيعي الرو�سي‬

‫(‪ )Energiewende‬ق ��د تفرغ ال�صناع ��ة الإلمانية‬ ‫من قاعدتها قبل �أن ت�صل �إلى هدفها‪.‬‬ ‫ك ��ان هذا ه ��و موق ��ف �إلمانيا ال ��ذي ال تح�س ��د عليه‬ ‫عندم ��ا بد�أت الأزم ��ة الأوكرانية‪ .‬حت ��ى وقت قريب‪،‬‬ ‫وجهت المخاوف البيئية توقع ��ات �أمن الطاقة فيها‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫�إل ��ى حد كبير كتلك الموجودة ف ��ي البلدان الأوروبية‬ ‫الأخ ��رى‪ .‬ويعتب ��ر معظ ��م الألمان ب� ��أن الأث ��ر الذي‬ ‫�سيخلف ��ه الأمن الدولي في �إمدادات الطاقة �سي�شكل‬ ‫�إهتمام� � ُا من الدرج ��ة الثانية بالن�سب ��ة �إلى مخزون‬ ‫الطاقة الموثوقة‪� ،‬سواء �إعترفوا بذلك �أم ال‪ .‬وهكذا‪،‬‬ ‫حت ��ى �إذا كبح ��ت �إلمانيا جماح �إنتاجه ��ا من الطاقة‬ ‫التقليدي ��ة (الفحم البن ��ي �أ�سا�س ًا)‪ ،‬فق ��د قبلت عن‬ ‫طيب خاط ��ر ب�أن تكون رو�سيا م ��ورد ًا رئي�سي ًا جديد ًا‬ ‫له ��ا للغاز الطبيعي‪ .‬وبدت برلين ب�أنها غير منزعجة‬ ‫من �إمكانية �أن تتحول عالقة �إمدادات الغاز الطبيعي‬ ‫م ��ع مو�سكو الى نفوذ �سيا�س ��ي‪ .‬ولكن‪ ،‬على ما يبدو‪،‬‬ ‫تغ ّي ��ر هذا الو�ضع فج�أة مع الأزمة الأوكرانية‪ ،‬عندما‬ ‫ب ��رز ت�أثي ��ر ق ��وة �إم ��دادات رو�سي ��ا م ��ن الطاقة في‬ ‫الإقت�صادات الأوروبية‪ ،‬الت ��ي تهيمن عليها‪ ،‬والتي ال‬ ‫تزال تتعافى‪ .‬بالت�أكيد �أخذ �صناع ال�سيا�سة الإلمانية‬ ‫علم ًا بذلك‪ .‬ربما للمرة الأولى منذ فترة طويلة‪ ،‬كان‬ ‫على برلين �إع ��ادة النظر في الإفترا�ضات التي يقوم‬ ‫عليه ��ا �أم ��ن الطاقة لديه ��ا‪ ،‬ناهيك ع ��ن نهجها نحو‬ ‫رو�سيا‪.‬‬

‫لمحة تاريخية عن "عالقات التقارب"‬ ‫ولك ��ن هل كان هذا حق� � ًا مفاجئ ًا حت ��ى بالن�سبة �إلى‬ ‫�إلماني ��ا؟ ال يب ��دو الأمر كذلك‪ .‬من ��ذ �أواخر �ستينات‬ ‫الق ��رن الفائ ��ت‪ ،‬ب ��د�أت �إلماني ��ا (�إلماني ��ا الغربي ��ة‬ ‫�آنذاك) ف ��ي �إتخاذ خط ��وات �إ�ضافية ف ��ي ال�سيا�سة‬ ‫الخارجي ��ة ف ��ي عالقته ��ا م ��ع رو�سي ��ا (الإتح ��اد‬ ‫ال�سوفياتي يومها) التي �أدت �إلى الإعتماد على الغاز‬ ‫الطبيع ��ي الرو�س ��ي‪ .‬في ذل ��ك الوقت‪ ،‬ك ��ان الحزب‬ ‫الديموقراط ��ي الإجتماعي ف ��ي �ألمانيا الغربية و�صل‬ ‫لت ��وه �إل ��ى ال�سلط ��ة‪� .‬إعتق ��د الم�ست�شار فيل ��ي برانت‬ ‫و�أتباع ��ه م ��ن ي�سار الو�س ��ط �أن �أف�ض ��ل م�سار للأمن‬ ‫الأوروب ��ي يكم ��ن في بن ��اء الج�سور‪ ،‬ب ��د ًال من تعزيز‬ ‫الح�ص ��ون �ضد الإتحاد ال�سوفيات ��ي‪ .‬و�أمل برانت انه‬ ‫يمك ��ن بن ��اء الثقة مع ال�شرق ‪ ،‬كما فع ��ل �سلفه رئي�س‬ ‫ح ��زب الإتحاد الديموقراط ��ي الم�سيحي‪ ،‬الم�ست�شار‬ ‫كونراد �أديناور‪ ،‬مع الغرب‪.‬‬ ‫�أ�صبح نه ��ج برانت معروف� � ًا ب�إ�س ��م "�سيا�سة ال�شرق‬ ‫الجدي ��دة"‪ .‬وق ��ال �أن ب�إمك ��ان �ألماني ��ا �أن ُتح ��دث‬ ‫التغيي ��ر من خ�ل�ال التقارب‪ .‬وقد ُت ّوج ��ت جهوده في‬ ‫ع ��دد من الإتفاق ��ات بي ��ن �ألمانيا الغربي ��ة والإتحاد‬ ‫ال�سوفيات ��ي في الع ��ام ‪ ،1970‬وم ��ن بينها كانت‬ ‫‪Issue 20 - June - 2014‬‬

‫‪73‬‬


‫عالم الطاقة‬ ‫نفط‬

‫�إرث "عالقات التقارب" بين برلين ومو�سكو له تاريخ وتداعيات‬

‫إعتماد إلمانيا على إمدادات الطاقة‬ ‫من روسيا يهدد أمنها القومي!‬ ‫من��ذ ما قبل �إنهيار الإتحاد ال�سوفيات��ي وتوحيد �إلمانيا‪� ،‬سعت الأخيرة �إل��ى �سيا�سة "عالقات التقارب" مع‬ ‫مو�سك��و �أ�سا�سها الإ�ستفادة التجارية وت�أمين النفط والغ��از لل�صناعات المتقدمة الإلمانية‪ ،‬الأمر الذي جعل‬ ‫برلين حالي ًا تعتمد ب�شكل رئي�سي على موارد الطاقة من رو�سيا‪ ،‬وكبّل حرية �سيا�ستها الخارجية‪ ،‬خ�صو�ص ًا‬ ‫بالن�سبة �إلى الأزمة الأخيرة في �أوكرانيا‪.‬‬ ‫برلين ‪ -‬و�سام الع�شي‬ ‫ت�شع ��ر برلي ��ن فج� ��أة �أنه ��ا ف ��ي ورط ��ة‬ ‫�سيا�سية‪ .‬يبدو �أن ن�صف قرن تقريب ًا من‬ ‫ال�شراكة الإلماني ��ة الرو�سية التي كان من المفتر�ض‬ ‫�أن تر ّو� ��ض نب�ضات مو�سكو التاريخي ��ة لن ت�سفر عن‬ ‫�ش ��يء في �أعق ��اب �ضم رو�سي ��ا ل�شبه جزي ��رة القرم‬ ‫م ��ن �أوكرانيا ف ��ي �آذار (مار� ��س) ‪ .2014‬ولكن تلك‬ ‫ال�شراك ��ة ق ��د ترك ��ت �ألماني ��ا (والعديد م ��ن الدول‬ ‫الأوروبي ��ة الو�سط ��ى الأخ ��رى) �أكث ��ر �إعتم ��اد ًا على‬ ‫رو�سيا في الكثير من �إمدادات الطاقة‪.‬‬ ‫بالطب ��ع‪ ،‬حتى م ��ن دون الأزم ��ة الأوكرانية‪ ،‬تع�صف‬ ‫في نهج �إلمانيا بالن�سب ��ة �إلى �أمن الطاقة مفارقات‪،‬‬ ‫كثير ًا ما �أربكت الحلفاء والمناف�سين على حد �سواء‪.‬‬ ‫ف�إلماني ��ا هي بلد يتمتع بوفرة من الفحم‪ ،‬لكنه ي�شعر‬ ‫بالخج ��ل من التنقيب عن ��ه و�إ�ستخراجه؛ وبلد يعاني‬ ‫م ��ن عجز ف ��ي الأي ��ام الم�شم�س ��ة‪ ،‬لكنه ع ّل ��ق جزء ًا‬ ‫كبي ��ر ًا م ��ن م�ستقبل ��ه على الطاق ��ة ال�شم�سي ��ة؛ وبلد‬ ‫لدي ��ه محط ��ات طاقة نووي ��ة تعمل ب�شك ��ل جيد‪ ،‬لكن‬ ‫ق ّرر �إقفالها (و�إ�ستيراد الطاقة النووية من فرن�سا)‪.‬‬ ‫ب ��د ًال من �إتباع �سيا�سة �أم ��ن للطاقة ت�ضمن �إ�ستمرار‬ ‫توافره ��ا ب�أ�سعار معقولة‪ ،‬ف�إن الأم ��ر يبدو كما لو �أن‬ ‫الزعماء الإلمان �إختاروا �سيا�سة تفعل العك�س‪.‬‬ ‫كان الكثي ��ر من هذا الو�ضع نتاج� � ًا ل�سيا�سة "�إنتقال‬ ‫الطاق ��ة" "‪ ،"Energiewende‬الت ��ي ب ��د�أ الك�ل�ام‬ ‫عنه ��ا للم ��رة الأول ��ى في ثمانين ��ات الق ��رن الفائت‪،‬‬ ‫وت ��م و�ضعها قي ��د التنفيذ ف ��ي العق ��ود التالية‪ .‬وقد‬ ‫�إتبع ��ت ه ��ذه ال�سيا�س ��ة �إ�ستراتيجي ��ة هدفه ��ا �إبعاد‬

‫‪72‬‬

‫العدد ‪ - 20‬حزيران (يونيو) ‪٢٠١4 -‬‬

‫�ألمانيا تدريج ًا من الأ�شكال التقليدية لتوليد الطاقة‬ ‫ل�صالح م�صادر الطاقة المتجددة‪ ،‬مثل طاقة الرياح‬ ‫والطاق ��ة ال�شم�سي ��ة‪ .‬لقد �أمل معظ ��م الألمان في �أن‬ ‫تنتج �سيا�سة "�إنتقال الطاقة"‪ ،‬في الوقت المنا�سب‪،‬‬ ‫م�شروع" نورد �ستريم"‪ :‬بد�أ العمل‬

‫وف ��رة من الطاق ��ة المتجددة وتق ّل�ص� � ًا �إلى حد كبير‬ ‫للوق ��ود الأحف ��وري �أو الطاق ��ة النووية‪ .‬م ��ن الناحية‬ ‫النظري ��ة‪ ،‬من �ش�أن هذا �أن ال ين�سجم مع المفارقات‬ ‫ف ��ي الو�ضع الحالي للطاق ��ة فح�سب‪ ،‬ولكنه �سي�ساعد‬


‫هيلموت كول‪ :‬حاول التوازن بين الغرب وال�شرق‬

‫غارهارد �شرودر‪ :‬وثق العالقات جيد ًا مع رو�سيا بوتين‬

‫الطبيع ��ي الرو�سي نما ب�شكل كبير‪ .‬في العام ‪،2012‬‬ ‫ز ّودت رو�سيا حوالي ‪ 37‬في المئة من �إجمالي الطلب‬ ‫عل ��ى الغ ��از الطبيعي ف ��ي �ألمانيا‪ .‬وترتف ��ع الح�صة‬ ‫هذا العام �أكثر بع ��د �أن يبد�أ م�شروع "نورد �ستريم"‬ ‫الو�ص ��ول �إلى الق ��درة الكاملة‪ .‬من جه ��ة �أخرى‪� ،‬إن‬ ‫ق ��رار برلين للتخلي عن الطاقة النووية بحلول العام‬ ‫‪ 2022‬ف ��ي �أعقاب حادثة فوكو�شيم ��ا في اليابان في‬ ‫العام ‪� ،2011‬سوف يجبر �ألمانيا على زيادة الإعتماد‬ ‫على الغ ��از الطبيعي (والفحم) لي� ��س فقط ل�ضمان‬ ‫�سال�س ��ة �إنح�س ��ار وتدف ��ق الكهرب ��اء م ��ن م�ص ��ادر‬ ‫الطاق ��ة المتج ��ددة‪ ،‬ولكن �أي�ض� � ًا لتوفير طاقة حمل‬ ‫�أ�سا�سي ��ة دائم ��ة ل�شبكتها‪ .‬وهذا �سيزي ��د من تفاقم‬ ‫ال�ضعف في �ألمانيا �أمام �صدمات �إمدادات الطاقة‪.‬‬ ‫وفيما يتم تعيي ��ن �أ�سعار الطاقة عادة على الهام�ش‪،‬‬ ‫ف�إن حتى �إنخفا�ض ًا طفيف� � ًا في �إمدادات الطاقة قد‬ ‫يدفع ب�أ�سع ��ار الكهرب ��اء الألمانية المرتفع ��ة �أ�ص ًال‬ ‫�إل ��ى �إرتفاع �أكث ��ر‪ .‬وهكذا‪ ،‬فيما برلي ��ن تحدد كيف‬ ‫�ستتعامل مع ع ��ودة دور رو�سيا‪ ،‬ف�إنها يجب �أن ت�أخذ‬ ‫الحفاظ على �أمن الطاقة لديها في االعتبار‪.‬‬ ‫ربم ��ا ال يثي ��ر الده�شة‪ ،‬ب�أن رو�سيا نظ ��رت دائم ًا �إلى‬ ‫"عالق ��ات التق ��ارب" ب�شكل مختل ��ف �إلى حد ما من‬ ‫�ألماني ��ا‪ .‬للت�أكي ��د كان ��ت هن ��اك �آراء مختلف ��ة حول‬ ‫هذا المو�ض ��وع داخل الإتح ��اد ال�سوفياتي‪ .‬مجموعة‬ ‫ال تري ��د التعام ��ل م ��ع الغ ��رب‪ ،‬خوف� � ًا م ��ن ت�أثيراته‬ ‫الإف�سادي ��ة‪ .‬وكان ��ت مجموع ��ة �أخ ��رى مفتوحة على‬ ‫"عالق ��ات التقارب"‪ ،‬ولك ��ن لأ�سب ��اب كانت بعيدة‬ ‫م ��ن التجان�س‪ .‬هناك عدد قلي ��ل كان مهتم ًا حق ًا في‬ ‫تح�سين العالقات‪ .‬كثر �أرادوا الإ�ستفادة من الفوائد‬ ‫الإقت�صادي ��ة التي �سوف تجنيها البالد من �صادرات‬ ‫الطاقة �إلى �ألمانيا الغربية‪ .‬و�سعى البع�ض الآخر �إلى‬ ‫�إ�ستخدام الأمر لتعزيز "الحياد الألماني" من طريق‬ ‫تخفيف عالق ��ات و�إرتباط �ألماني ��ا الغربية مع حلف‬

‫�شم ��ال االطل�سي‪ .‬يبدو �أن التغيير يمكنه �أن يعمل في‬ ‫كال الإتجاهين‪.‬‬ ‫بعد �إنتهاء الحرب الباردة‪ ،‬تال�شى العديد من ركائز‬ ‫الق ��وة ف ��ي رو�سيا‪ .‬وج ��د البل ��د نف�سه ف ��ي حالة من‬ ‫الإ�ضطراب الإقت�صادي وال�سيا�سي على مدى معظم‬ ‫ت�سعينات القرن الفائ ��ت‪ .‬وتركزت قدرة رو�سيا على‬ ‫الت�أثير في الأحداث في الخارج على �صادرات النفط‬ ‫والغاز الطبيعي‪ .‬وب�سبب خطوط الأنابيب التي بنيت‬ ‫خالل الحقبة ال�سوفياتي ��ة‪ ،‬وا�صلت رو�سيا ال�سيطرة‬ ‫على توزي ��ع الطاقة في كثير من دول �أوروبا الو�سطى‬ ‫وال�شرقية‪ .‬ولي�س م ��ن الم�ستغرب‪ ،‬ب�أن مو�سكو �سعت‬ ‫لحماي ��ة وبناء تلك القدرة‪ .‬ف ��ي العام ‪ ،2011‬عززت‬ ‫رو�سيا قب�ضته ��ا على رو�سيا البي�ض ��اء (بيالرو�س)‪،‬‬ ‫لي� ��س م ��ن خ�ل�ال الق ��وة الع�سكري ��ة‪ ،‬بل م ��ن خالل‬ ‫الإ�ستحواذ على �شبكة �أنابيبها للغاز الطبيعي‪.‬‬ ‫مثال �آخر كان جهود رو�سيا الرامية �إلى تعزيز م�شروع‬

‫بالن�سبة �إلى تطلع �إلمانيا �إلى‬ ‫م�صادر للغاز الطبيعي من �أماكن‬ ‫�أخرى‪ ،‬فالكالم عنه هو �أ�سهل من‬ ‫القيام به‪ .‬نظر ًا �إلى حجم الإ�ستثمارات‬ ‫المالية الرئي�سية الذي و�ضعته‬ ‫ال�شركات الإلمانية في م�شروع "نورد‬ ‫�ستريم"‪ ،‬وحقيقة �أنه بد�أ لتوه العمل‪،‬‬ ‫ف�إنه �سيكون من ال�صعب على برلين‬ ‫الإبتعاد فج�أة من ذلك‬

‫خط �أنابيب "�ساوث �ستريم" كبديل من خط �أنابيب‬ ‫�آخر يدعمه الإتحاد االوروبي‪ ،‬يدعى "نابوكو"‪ ،‬الذي‬ ‫كان يهدف �إلى جلب الغاز الطبيعي غير الرو�سي �إلى‬ ‫�أوروب ��ا الو�سطى من خالل البلق ��ان‪� .‬أمل العديد من‬ ‫الأوروبيين في �أن ي�ستطيع "نابوكو" زيادة المناف�سة‬ ‫في الأ�سعار‪ ،‬وتخفيف الإعتماد على رو�سيا في مجال‬ ‫الطاقة‪ .‬ولكن �سل�سلة م ��ن الإنتكا�سات �أوقفت تنفيذ‬ ‫"نابوكو"‪ .‬في العام ‪� ،2013‬أحد م�ؤيديه الرئي�سيين‪،‬‬ ‫�شركة مرافق �إلماني ��ة رئي�سية‪� ،‬إن�سحبت �إ�ضافة �إلى‬ ‫�أن "الكون�سورتيوم" الذي كان ينبغي �أن يقوم بتزويد‬ ‫الغ ��از الطبيعي رف� ��ض "نابوكو" ك�أف�ض ��ل �إرتباط �أو‬ ‫راب ��ط ب�أوروب ��ا‪� .‬أخير ًا‪ ،‬يب ��دو �أن مو�سك ��و قد فازت‬ ‫بالمج ��ر‪ ،‬وه ��و بلد مفت ��اح لعبور "نابوك ��و"‪ ،‬و�ضمته‬ ‫�إل ��ى مع�سكر "�ساوث �ستريم" في �أوائل العام ‪.2014‬‬ ‫وقد فعلت ذلك من خالل منح م�ساعدات ل�صناعات‬ ‫ال�صل ��ب المري�ضة في المجر و�إعط ��اء قر�ض للدولة‬ ‫لبن ��اء كتلتي ��ن جديدتي ��ن للطاق ��ة النووي ��ة كمحطة‬ ‫الطاق ��ة النووية في "باك�س"‪ .‬عل ��ى الرغم من �أنه ال‬ ‫يزال هن ��اك �أمل لخط الأنابيب العابر للأدرياتيكي‪،‬‬ ‫والذي يخطط ل�شحن الغاز الطبيعي عبر اليونان �إلى‬ ‫�إيطالي ��ا‪ ،‬ف�إن هذا الطري ��ق �سيترك دول مثل بلغاريا‬ ‫ورومانيا تعتمد على الطاقة الرو�سية‪.‬‬

‫خيارات �ألمانيا في مجال الطاقة‬ ‫ف ��ي الم ��دى الق�صي ��ر‪ ،‬ل ��دى �ألمانيا ع ��دد قليل من‬ ‫الخي ��ارات الجي ��دة‪ .‬ما يق ��رب من ن�ص ��ف قرن من‬ ‫الخيارات خلق الو�ضع الذي تجد �ألمانيا نف�سها فيه‪.‬‬ ‫فم ��ن غير الواقعي الإعتقاد �أنه يمكنها عك�س الو�ضع‬ ‫ب�سرع ��ة‪ .‬بع� ��ض الإلمان متعاط ��ف م ��ع ر�أي �شرودر‬ ‫ال ��ذي يقول ب�أن ال �شيء هناك يج ��ب عك�سه وانه �إذا‬ ‫ُمنح ��ت رو�سيا المزيد من الوق ��ت والتفهم‪ ،‬فيمكنها‬ ‫�أن تتغ ّي ��ر‪ .‬ولكن بقي ��ة �ألمانيا لي�س ��ت على يقين من‬ ‫ذل ��ك‪ .‬ف ��ي الواق ��ع‪� ،‬إن �أكث ��ر الألمان لديه ��م نظرة‬ ‫قاتمة حيال رو�سيا �أكثر من الأميركيين‪ ،‬وفق ًا لم�سح‬ ‫�صندوق مار�شال الألماني في �أواخر العام الما�ضي‪.‬‬ ‫ولك ��ن لتح�سين حالة �أمن الطاق ��ة لديها‪ ،‬يجب على‬ ‫�ألماني ��ا �إما �إن�ش ��اء م�صادر طاقة محلي ��ة جديدة �أو‬ ‫العثور عليها في مكان �آخر‪.‬‬ ‫بطبيع ��ة الحال‪ ،‬ف� ��إن �أ�سرع طريق ��ة لإن�شاء م�صادر‬ ‫محلي ��ة جديدة للطاقة لي�ست بتجاهل تلك الموجودة‬ ‫بالفعل‪ .‬وباخت�صار‪ ،‬يمك ��ن لإلمانيا �إبطاء �أو �إيقاف‬ ‫عملية التفكي ��ك ال�سريع لمحطات الطاق ��ة النووية‪.‬‬ ‫بد ًال م ��ن التخل� ��ص التدريجي من الطاق ��ة النووية‪،‬‬ ‫ف�إن ��ه يمكنه ��ا �أن ت�ستبدل محط ��ات التوليد القديمة‬ ‫بالجي ��ل المقبل من تلك التي تنتج نفايات م�شعة �أق ّل‬ ‫ولها �ضمان ��ات �إ�ضافية �ضد الإنهيار‪ .‬ولكن هذا‬ ‫‪Issue 20 - June - 2014‬‬

‫‪75‬‬


‫عالم الطاقة ¶ نفط‬ ‫تل ��ك الت ��ي �إتفق ��ت بموجبه ��ا الدولت ��ان عل ��ى تبادل‬ ‫�أنابي ��ب ال�صل ��ب ذات القط ��ر الوا�س ��ع م ��ن �ألمانيا‬ ‫مقابل �شحنات م�ستقبلية من النفط والغاز الطبيعي‬ ‫ال�سوفياتيي ��ن‪ .‬في ذلك الوقت كان هذا الإتفاق �أكبر‬ ‫�إتف ��اق تجاري من نوعه ُيبرم بين الكتلتين ال�شيوعية‬ ‫وغي ��ر ال�شيوعي ��ة‪ .‬ف ��ي وقت الح ��ق من ذل ��ك العام‪،‬‬ ‫وقع ��ت الدولت ��ان �إتفاق� � ًا تاريخي ًا يدعو �إل ��ى التخلي‬ ‫عن �إ�ستخدام القوة لح ��ل الم�شاكل ال�سيا�سية‪ .‬و�أكد‬ ‫برانت لحلفائه الغربيين على �أن "عالقات التقارب"‬ ‫لي�س م ��ن �ش�أنها �أن تُ�ضع ��ف �إلت ��زام �ألمانيا الغربية‬ ‫تج ��اه حل ��ف "النات ��و" وال �أن تجعل �ألماني ��ا الغربية‬ ‫تعتمد على الإتحاد ال�سوفياتي‪.‬‬ ‫ومع ذل ��ك‪ ،‬تدخلت حقائق الحرب الباردة في نهاية‬ ‫المط ��اف عل ��ى �إحت�ضان �إلماني ��ا الغربي ��ة ل�سيا�سة‬ ‫"عالق ��ات التق ��ارب"‪ .‬ف ��ي الع ��ام ‪� ،1981‬ضغ ��ط‬ ‫الإتح ��اد ال�سوفيات ��ي عل ��ى الحكوم ��ة ال�شيوعية في‬ ‫بولن ��دا للق�ض ��اء عل ��ى "ت�ضام ��ن" (‪،)Solidarity‬‬ ‫وه ��و �إتح ��اد النقاب ��ات البولندي ��ة الذي ك ��ان يقوم‬ ‫بالتحري� ��ض على التغيير الإجتماع ��ي‪ .‬وهذا ما دفع‬ ‫الوالي ��ات المتحدة �إل ��ى فر�ض عقوب ��ات �إقت�صادية‬ ‫عل ��ى الإتح ��اد ال�سوفيات ��ي‪ .‬ولكن خليف ��ة برانت في‬ ‫قيادة الحزب الديموقراطي الإجتماعي‪ ،‬الم�ست�شار‬ ‫هيلم ��وت �شميدت‪ ،‬عار� ��ض هذا النه ��ج الت�صادمي‬ ‫�ضد الإتح ��اد ال�سوفياتي‪ .‬بد ًال من ذلك‪ ،‬وتم�شيا مع‬ ‫"عالقات التق ��ارب"‪ ،‬دفع �شميدت قدم ًا في �إجراء‬ ‫�صفقة خ ��ط �أنابيب بي ��ن �ألمانيا الغربي ��ة والإتحاد‬ ‫ال�سوفيات ��ي لنق ��ل الغ ��از الطبيعي م ��ن �سيبيريا �إلى‬ ‫�أوروب ��ا‪ ،‬م�ستعدي� � ًا الوالي ��ات المتح ��دة‪ .‬وبفعله هذا‬ ‫�أثبت �شميدت كيف يمكن ل"عالقات التقارب" التي‬ ‫تنتهجه ��ا �إلمانيا الغربي ��ة �أن تبعدها عن واحدة من‬ ‫�أقرب حلفائها‪.‬‬ ‫م�ست�ش ��ار �إلماني ��ا الغربي ��ة الالحق‪ ،‬هيلم ��وت كول‪،‬‬ ‫رئي�س حزب الإتحاد الديموقراطي الم�سيحي‪ ،‬تم ّكن‬ ‫من �إ�صالح الكثير من الخ�ل�اف بين �إلمانيا الغربية‬ ‫والوالي ��ات المتح ��دة‪ .‬وق ��د �ساعده في ذل ��ك ب�شكل‬ ‫كبي ��ر دعمه الثاب ��ت لمنظمة حلف �شم ��ال الأطل�سي‬ ‫وعلى ن�شر ال�صواري ��خ الأميركية في �أوروبا الغربية‪.‬‬ ‫ولك ��ن كول ل ��م يتراجع ع ��ن العالق ��ات الإقت�صادية‬ ‫التي �أر�سته ��ا �إلمانيا الغربية مع الإتحاد ال�سوفياتي‪.‬‬ ‫مثل معظم الألمان الغربيي ��ن‪ ،‬كان قلق ًا �إزاء م�صير‬ ‫الإلمان الموجودين في �إلمانيا ال�شرقية‪ ،‬و�إعتقد �أنه‬ ‫من الحكمة الحفاظ على الحوار مع مو�سكو‪ .‬ثم‪ ،‬وبعد‬ ‫نهاية الحرب الباردة‪ ،‬و�إعادة توحيد �إلمانيا‪ ،‬وتفكك‬ ‫الإتحاد ال�سوفياتي‪ ،‬بدت "عالقات التقارب" عنوان ًا‬ ‫جيد ًا يمكن في ظله �أن يربط رو�سيا ب�أوروبا الأو�سع‪.‬‬ ‫وق ��د �سهلت ه ��ذه ال�سيا�سة �أي�ض� � ًا تغلغ ��ل ال�شركات‬

‫‪74‬‬

‫العدد ‪ - 20‬حزيران (يونيو) ‪٢٠١4 -‬‬

‫فيلي برانت‪� :‬إنتهج "�سيا�سة ال�شرق الجديدة"‬

‫هيلموت �شميدت‪ :‬عر�ض النهج الت�صادمي مع مو�سكو‬

‫الإلماني ��ة ب�شك ��ل �أكبر في رو�سي ��ا‪ .‬وزعم العديد من‬ ‫الخب ��راء ب�أن مثل هذا التكامل الإقت�صادي من �ش�أنه‬ ‫�أن يقلل من فر�صة ال�صراع في الم�ستقبل‪� ،‬إذ �أن كال‬ ‫الجانبين �سيخ�سر �إذا كان هذا �سيحدث‪.‬‬ ‫و�ص ��ل ه ��ذا التفكير �إل ��ى ذروت ��ه خ�ل�ال م�ست�شارية‬ ‫غيرهارد �شرودر‪ .‬كديموقراطي �إجتماعي و من تابعي‬ ‫برانت‪� ،‬أعاد �شرودر تن�شيط "عالقات التقارب" من‬ ‫خالل �سيا�ست ��ه التغيير من طريق التجارة مع رو�سيا‬ ‫(وال�صين)‪ .‬و�صل �إلى قناع ��ة ب�أن رو�سيا (ورئي�سها‬ ‫فالديمير بوتين) قد تغي ��رت جذري ًا‪ .‬وهكذا‪ ،‬خالل‬ ‫فت ��رة توليه من�ص ��ب الم�ست�شارية‪ ،‬دفع �ش ��رودر �إلى‬ ‫عالق ��ات �أق ��وى م ��ع مو�سكو‪� .‬إلتق ��ى مع بوتي ��ن �أكثر‬ ‫م ��ن ‪ 37‬مرة وفي العام ‪ 2004‬دع ��اه "الديموقراطي‬ ‫المثالي"‪ .‬كم ��ا دفع �شرودر �إلى بناء "نورد �ستريم"‬ ‫(‪ ،)Nord Stream‬وه ��و م�شروع كبير لخط �أنابيب‬ ‫الغ ��از الطبيع ��ي الذي تمل ��ك غالبية �أ�سهم ��ه �شركة‬

‫"غازبروم" الرو�سية والذي �سيربط مبا�شرة رو�سيا‬ ‫�إلى �ألمانيا‪ .‬ب�سب ��ب خوفها من تعطل �إمدادات الغاز‬ ‫الطبيع ��ي ب�سبب وجود خالفات بين رو�سيا و�أوكرانيا‬ ‫(الت ��ي من خالله ��ا يجب �أن يم ��ر الغ ��از الطبيعي)‬ ‫وعالقاتها المتو ّثق ��ة ب�شكل متزايد يومها مع رو�سيا‪،‬‬ ‫وافقت برلين على م�شروع "نورد �ستريم"‪ .‬وقد و�ضع‬ ‫الم�ش ��روع لخط ��ي الأنابيب الت ��و�أم قي ��د التنفيذ في‬ ‫‪ 2011‬و‪.2012‬‬ ‫نهاي ��ة فترة �شرودر في من�صبه لم تن ِه عالقة �إلمانيا‬ ‫الوثيق ��ة مع رو�سي ��ا‪ .‬الم�ست�ش ��ارة الإلماني ��ة �أنجيال‬ ‫ميرك ��ل ووزي ��ر خارجيته ��ا الحال ��ي فران ��ك فالت ��ر‬ ‫�شتاينماير‪ ،‬الذي كان �سابق� � ًا رئي�س الموظفين لدى‬ ‫�ش ��رودر‪� ،‬أبقي ��ا على خط ��وط الإت�ص ��ال مفتوحة مع‬ ‫مو�سكو‪ .‬ط ��وال الأزمة الأوكرانية‪ ،‬ربما كانت ميركل‬ ‫�أكث ��ر �إت�ص ��ا ًال ب�شكل مبا�شر مع بوتي ��ن من �أي زعيم‬ ‫غرب ��ي �آخر‪ .‬يب ��دو �أنها فعلت ذلك ب�سب ��ب �إعتقادها‬ ‫�أن الح ��وار الم�ستم ��ر يمك ��ن �أن يج ّن ��ب �س ��وء الفهم‬ ‫ال ��ذي يمكن �أن ي�ؤدي �إلى �ص ��راع مفتوح‪ .‬و�أنها �أي�ض ًا‬ ‫فعلت ذلك من �أجل تجن ��ب تعري�ض م�صالح تجارية‬ ‫كبرى لل�شرك ��ات الألمانية التي كانت �أ�س�ستها وبنتها‬ ‫ف ��ي رو�سيا‪ .‬ولك ��ن بالقدر عينه م ��ن الأهمية‪ ،‬هو �أن‬ ‫معظ ��م الألمان يف�ضل ��ون ر�ؤية بالده ��م كو�سيط في‬ ‫الأزم ��ة بي ��ن رو�سيا والغ ��رب ب ��د ًال من التح ّي ��ز �إلى‬ ‫فري ��ق‪ .‬ال�سا�س ��ة الإلم ��ان الذي ��ن ر�أوا �أن الغرب لم‬ ‫يظه ��ر ح�سا�سية كافية تجاه الم�صال ��ح الرو�سية في‬ ‫ال�سن ��وات التي �سبق ��ت الأزمة عك�سوا ه ��ذا ال�شعور‪.‬‬ ‫بهذه الطريقة‪ ،‬وا�صل ��ت "عالقات التقارب" �سيرها‬ ‫في �ألمانيا‪.‬‬ ‫نتيج ��ة لذلك‪ ،‬عل ��ى مدى ما يقرب م ��ن ن�صف قرن‬ ‫وفي ظل نكهات مختلفة من "عالقات التقارب"‪� ،‬إن‬ ‫كان من طريق التغيير من خالل التقارب �أو التغيير‬ ‫م ��ن خالل التج ��ارة‪ ،‬ف�إن �إعتم ��اد �ألمانيا على الغاز‬

‫وتم�شيا مع "عالقات التقارب"‪،‬‬ ‫دفع هيلموت �شميدت قدم ًا في‬ ‫�إجراء �صفقة خط �أنابيب بين �ألمانيا‬ ‫الغربية والإتحاد ال�سوفياتي لنقل‬ ‫الغاز الطبيعي من �سيبيريا �إلى �أوروبا‪،‬‬ ‫م�ستعدي ًا الواليات المتحدة‪ .‬وبفعله‬ ‫هذا �أثبت كيف يمكن ل"عالقات‬ ‫التقارب" التي تنتهجها �إلمانيا الغربية‬ ‫�أن تبعدها عن واحدة من �أقرب حلفائها‬


‫عالم الطاقة ¶ نفط‬ ‫م ��ن غير المرجح نظر ًا �إلى قوة الم�شاعر المناه�ضة‬ ‫للطاقة النووية في �ألمانيا‪.‬‬ ‫وهن ��اك م�سار �آخ ��ر ت�ستطيع �إلماني ��ا �سلوكه لت�سريع‬ ‫التغيي ��ر ف ��ي مجال الطاق ��ة‪ .‬من الناحي ��ة النظرية‪،‬‬ ‫كلما �أ�سرعت في عملية التح ّول والإنتقال �إلى الطاقة‬ ‫المتج ��ددة ك ��ان ذل ��ك �أف�ض ��ل‪ .‬للأ�س ��ف‪� ،‬إن تعزيز‬ ‫م�ص ��ادر الطاقة المتج ��ددة المتقطع ��ة بب�ساطة في‬ ‫�ألماني ��ا م ��ن �ش�أنه �أي�ض� � ًا �أن يزيد م ��ن تقلب وعطب‬ ‫�شبكة الكهرباء ف ��ي البالد‪ .‬وهذا من �ش�أنه �أن ي�ؤدي‬ ‫بدوره �إلى تفاقم ال�صعوبات (والتكاليف) في تحقيق‬ ‫الت ��وازن بين �إمدادات الكهرباء في ال�شبكة والطلب‪.‬‬ ‫للقي ��ام بذلك الي ��وم‪ ،‬عل ��ى �ألمانيا �إ�ستي ��راد وحرق‬ ‫المزي ��د من الفح ��م‪ ،‬ورف ��ع �إنبعاثات ثان ��ي �أوك�سيد‬ ‫الكرب ��ون في الب�ل�اد �إلى �أعلى م�ستويات ��ه منذ العام‬ ‫‪ .1990‬ومن المفارقات‪ ،‬ف� ��إن محاولة �إلمانيا لتكون‬ ‫�أكثر ودية مع البيئة �أدّت �إلى تلويثها �أكثر‪.‬‬ ‫ولأن تكنولوجي ��ا على نطاق وا�س ��ع لتخزين للكهرباء‬ ‫ال تزال غير متوف ��رة‪ ،‬يمكن لإلمانيا ت�سريع خططها‬ ‫لم� � ّد ‪ 4,000‬كل ��م من خط ��وط نقل جدي ��دة لتحويل‬ ‫ونق ��ل الكهرباء م ��ن �أنحاء الب�ل�اد حيث يت ��م �إنتاج‬ ‫الطاق ��ة المتج ��ددة �إلى تلك الأج ��زاء حيث النق�ص‬ ‫�سيكون موجودا بعد �إغالق محطات الطاقة النووية‪.‬‬ ‫حتى الآن‪ ،‬ت ��م م ّد ‪ 300‬كلم فقط من خطوط النقل‪.‬‬ ‫وح�س ��ب �أحد التقديرات‪ 15 ،‬م ��ن �أ�صل ‪ 24‬م�شروع ًا‬ ‫لتو�سي ��ع ال�شبك ��ة �ستت�أخ ��ر حوالي �سب ��ع �سنوات عن‬ ‫الموعد المحدد‪ .‬الأ�سباب تختلف‪� :‬صعوبة في ت�أمين‬ ‫التموي ��ل المنا�سب؛ عدم وج ��ود تن�سيق بين الواليات‬ ‫الألماني ��ة؛ والمعار�ض ��ة المتناق�ضة م ��ن المواطنين‬ ‫الإلم ��ان الذين يطالب ��ون بو�ضع ح ��د للطاقة النووية‬ ‫ولكن (يعار�ضون) �شبكة النقل الجديدة التي يجري‬ ‫بنا�ؤها في عقر دارهم‪.‬‬ ‫وم�س ��ار راب ��ع لإلمانيا يك ��ون ب�إ�ستخ ��دام تكنولوجيا‬ ‫التك�سي ��ر الهيدروليكي (المع ��روف با�سم التك�سير)‬ ‫لإنتاج الغاز الطبيعي من ت�شكيالت ال�صخر التي تقع‬ ‫تح ��ت الواليات ال�شمالية‪ .‬في �أوائل العام ‪ ،2013‬بدا‬ ‫الأمر وك�أن �إلمانيا �س ��وف تنظر بجدية �إلى التك�سير‬ ‫كو�سيل ��ة لتغذي ��ة محط ��ات توليد الطاق ��ة التي تعمل‬ ‫بالغ ��از‪ .‬ولك ��ن بعد ع ��ام واحد‪� ،‬ساهم ��ت المخاوف‬ ‫الداخلي ��ة ب�ش� ��أن الأث ��ر البيئ ��ي الممك ��ن م ��ن ه ��ذه‬ ‫التكنولوجيا في و�ضع هذا الحل على الرف‪.‬‬ ‫�أم ��ا بالن�سب ��ة �إلى تطل ��ع �إلمانيا �إلى م�ص ��ادر للغاز‬ ‫الطبيع ��ي من �أماكن �أخرى‪ ،‬فالك�ل�ام عنه هو �أ�سهل‬ ‫من القيام به‪ .‬نظ ��ر ًا �إلى حجم الإ�ستثمارات المالية‬ ‫الرئي�سي ��ة ال ��ذي و�ضعت ��ه ال�شرك ��ات الإلماني ��ة ف ��ي‬ ‫م�ش ��روع "نورد �ستريم"‪ ،‬وحقيقة �أنه بد�أ لتوه العمل‪،‬‬ ‫ف�إن ��ه �سيكون من ال�صعب على برلي ��ن الإبتعاد فج�أة‬

‫�أنجيال ميركل‪� :‬أوكرانيا �أوقعتها في ورطة‬

‫من ذلك‪ .‬مع م�شروع خط �أنابيب "نابوكو" في و�ضع‬ ‫حرج في الوقت الراهن‪ ،‬يمكن �أن تتحول �إلمانيا �إلى‬ ‫حقول الغاز الطبيعي البحرية في النروج‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬ ‫تل ��ك الحق ��ول هي �صغيرة ج ��د ًا لإر�ضاء ك ��ل الطلب‬ ‫على الغاز الطبيعي ف ��ي �إلمانيا‪ .‬في نهاية المطاف‪،‬‬ ‫ف� ��إن �أمام برلين �إ�ستثمارات جديدة للقيام بها تقدر‬ ‫بملي ��ار يورو لبن ��اء محطات الغ ��از الطبيعي الم�سال‬ ‫ال ��ذي قد ب�ستورد من م�ص ��ادر بعيدة‪ .‬حتى لو تُركت‬ ‫م ��ن دون �إ�ستخ ��دام‪ ،‬ف�إن مثل ه ��ذه المحطات تُقدم‬ ‫لألمانيا المرونة للقيام بذل ��ك �إذا دعت الحاجة في‬ ‫�أي وق ��ت‪ .‬عل ��ى الرغم م ��ن الكلفة المرتفع ��ة للغاية‬ ‫ف�إنه ��ا تعط ��ي م�ساح ��ة �أكب ��ر لبرلي ��ن للم�ساومة مع‬ ‫موردي الغاز الطبيعي الحاليين مثل رو�سيا‪.‬‬ ‫ف ��ي الوقت الحا�ضر‪ ،‬تبدو خط ��ة �إلمانيا هي الم�ضي‬ ‫قدم ًا م ��ع الإنتق ��ال والتحول في مج ��ال الطاقة‪ .‬في‬ ‫الواق ��ع‪ ،‬هن ��اك القلي ��ل يمك ��ن لبرلي ��ن القي ��ام به‪،‬‬ ‫بالنظ ��ر �إلى �أن القانون الإلماني يمنعها من التراجع‬

‫�أبقت الم�ست�شارة الإلمانية‬ ‫�أنجيال ميركل ووزير خارجيتها‬ ‫الحالي فرانك فالتر �شتاينماير على‬ ‫خطوط الإت�صال مفتوحة مع مو�سكو‪.‬‬ ‫طوال الأزمة الأوكرانية‪ ،‬ربما كانت‬ ‫ميركل �أكثر �إت�صا ًال ب�شكل مبا�شر مع‬ ‫الرئي�س الرو�سي فالديمير بوتين من‬ ‫�أي زعيم غربي �آخر‬

‫ب�أث ��ر رجعي عن نظام الدعم الحال ��ي‪ .‬وكما يح�سب‬ ‫البع� ��ض ف�إن تغيير النظ ��ام الآن من �ش�أنه �أن ال يفعل‬ ‫�شيئ ��ا يذك ��ر لتغيي ��ر التكالي ��ف الإقت�صادي ��ة‪ .‬ولكن‬ ‫�إلماني ��ا يمكن �أن تغ ّير هدف برنامج الدعم من خلق‬ ‫المزيد من الطاقة المتجددة �إلى ن�شر التكنولوجيات‬ ‫الجدي ��دة لتخزين الكهرباء‪ ،‬مثل الحذافات �أو الغاز‬ ‫للطاقة (�أيا ك ��ان م�ستوى تنميتها الحالي) �أو ت�سريع‬ ‫بناء �شبكة نقل جديدة (حتى لو كان ذلك يعني تجاوز‬ ‫الم�صالح ال�ضيق ��ة للواليات الإلمانية)‪� .‬إن مثل هذه‬ ‫ا�إلإجراءات تجعل عملية تحويل الطاقة �أكثر عملية‪،‬‬ ‫ولك ��ن ال يمكن تحرير �إلمانيا من �إعتمادها المتزايد‬ ‫على الغاز الطبيعي الرو�سي‪.‬‬ ‫ولكن ما هي الخال�صة من كل ذلك؟‬ ‫تحت ��اج �إلماني ��ا �إلى طاق ��ة موثوقة وف ّعال ��ة من حيث‬ ‫التكلف ��ة لدعم �إقت�صاد على م�ستوى �صناعي عالمي‪.‬‬ ‫وقد �أثبتت عملية تحويل الطاقة ب�أن م�صادر الطاقة‬ ‫المتج ��ددة يمك ��ن �أن تلب ��ي ن�سبة كبيرة م ��ن الطلب‬ ‫عل ��ى الكهرب ��اء في �ألماني ��ا‪ .‬لكنه ��ا ال ت�ستطيع تلبية‬ ‫ك ��ل الطل ��ب‪ ،‬وال يمكنه ��ا �ضم ��ان �إ�ستق ��رار ال�شبكة‬ ‫الكهربائي ��ة ف ��ي الب�ل�اد م ��ن دون دعم م ��ن الفحم‬ ‫ومحط ��ات الطاقة التي تعمل بالغ ��از‪ .‬وهذا يعني في‬ ‫نهاية المطاف معرفة كيفية التعامل مع رو�سيا‪.‬‬ ‫وربم ��ا حان الوقت ف ��ي برلين �إلى �إع ��ادة النظر في‬ ‫نكهة "عالقات التقارب" التي ينبغي �أن تتبعها‪ .‬على‬ ‫الرغم من فترة التورط الإلماني مع رو�سيا على مدى‬ ‫ال�سن ��وات ال‪ 44‬الما�ضية‪ ،‬ف� ��إن الدواف ��ع الأ�سا�سية‬ ‫لل�سيا�سة الخارجية الرو�سي ��ة لم تتغ ّير في الأ�سا�س‪.‬‬ ‫ت�ستم ��ر المخ ��اوف الأمني ��ة كما ه ��ي �سابق� � ًا مماثلة‬ ‫للإب�ل�اغ عن ال�سلوك الإ�ستراتيجي لرو�سيا‪� .‬إن الذي‬ ‫تغير في ال�سنوات الفا�صلة لم يكن �سوى قدرة رو�سيا‬ ‫في العمل على دوافعها وغرائزها‪.‬‬ ‫عل ��ى هذا النح ��و‪ ،‬م ��ن المرج ��ح �أن ت�ستم ��ر رو�سيا‬ ‫ب ��ارزة في �أفق تفكير ال�سيا�س ��ة الخارجية الإلمانية‪،‬‬ ‫كم ��ا كانت علي ��ه منذ الق ��رن التا�سع ع�ش ��ر‪ .‬بعد كل‬ ‫�ش ��يء‪ ،‬كانت �إلماني ��ا دائما بلد ًا يقع ف ��ي قلب �أوروبا‬ ‫محاط ًا بقوى عظمى من ال�شرق والغرب‪ .‬وللإعتقاد‬ ‫ب�أن برلين يمكن �أن تن� ��أى بنف�سها تمام ًا عن جارتها‬ ‫ال�شرقي ��ة ال�ضخم ��ة غي ��ر واقع ��ي‪ .‬ومع ذل ��ك‪ ،‬ربما‬ ‫هناك ما يبرر تج�سيد ًا �أو تقم�ص ًا جديد ًا ل"عالقات‬ ‫التق ��ارب"‪ ،‬واح ��دة ت�سعى تح ��ت راي ��ة "التغيير من‬ ‫خالل الق ��وة"‪� .‬سيكون ذلك �شيئ ًا ق ��د تفهمه رو�سيا‬ ‫(والقادة الرو�س) و�أخذ الأمر في جدية �أكثر عندما‬ ‫تتاب ��ع ج ��دول �أعماله ��ا ف ��ي �أوروبا‪ .‬ق ��وة تتطلب من‬ ‫�إلمانيا الح�صول عل ��ى مزيد من العملية‪ ،‬لي�س فقط‬ ‫بالن�سب ��ة �إلى �أمن الطاقة‪ ،‬ولكن �أي�ض ��ا بالن�سبة �إلى‬ ‫�أمنها القومي‬ ‫‪Issue 20 - June - 2014‬‬

‫‪77‬‬


P.O.Box: 138, Chelsea, London, SW3 6BH ENGLAND Tel: +44 (0) 20 72861372 Fax: +44 (0) 20 72661479 E-mail: ad-diplomasi@btconnect.com Website: http: //www.ad-diplomasi.com

!

NO RELUCTANCE IN SEEKING HOT ISSUES

No Hesitation In Telling Hard Truth Ad-Diplomasi News Report monthly distributes critical analysis of events in the Arab world and the Middle East, to its subscribers among the top Arab decision makers, government officials, diplomats, journalists and business leaders. Ad-Diplomasi News Report analysis goes beyond the event, to provide the information and assessments needed to understand intelligently what is going on, in the ever changing Middle East political, military and economic scene. Ad-Diplomasi News Report’s writers have an impeccable reputation as experts in Arab affairs and, their work is widely quoted by the international media. Ad-Diplomasi News Report is published from LONDON in Arabic as well as in English by Focus Press (UK) Limited. Founded in 1996. Editor Raymond Atallah.


‫عل ��ى الرغم من �أنها مادة غير معروفة تمام ًا حتى‬ ‫�ستين ��ات الق ��رن الفائت‪ ،‬فق ��د تو�صل �أه ��ل العلم‬ ‫�إل ��ى معرفة �أن "هيدرات الميث ��ان" نظري ًا يمكنها‬ ‫تخزين كمي ��ات �ضخمة من الغ ��از �أكثر من حقول‬ ‫الغ ��از التقليدية ف ��ي كل العالم الي ��وم‪� .‬إن الحجم‬ ‫الذي يت�ص ��وره العلم ��اء‪ ،‬ويمكن الح�ص ��ول عليه‪،‬‬ ‫ي�صل �إل ��ى حوال ��ي ‪� 43‬ألف تريليون ق ��دم مكعبة‪،‬‬ ‫�أو م ��ا يق ��رب م ��ن �ضع ��ف ‪ 22,800‬تريلي ��ون قدم‬ ‫مكعب ��ة من موارد الغاز الطبيع ��ي التقليدي القابل‬ ‫للإ�ست ��رداد م ��ن الناحي ��ة التقني ��ة ح ��ول العالم‪.‬‬ ‫(الوالي ��ات المتح ��دة �إ�ستهلك ��ت ‪ 26‬تريليون قدم‬ ‫مكعبة من الغاز في العام الفائت)‪.‬‬ ‫وه ��ذا الأمر يرف ��ع �إمكانية حدوث ث ��ورة طاقة قد‬ ‫يمكنها �أن تقزّم حتى عا�صفة ال�صخر الزيتي التي‬ ‫ح ّولت م�صير �أميركا في مجال الطاقة في �سنوات‬ ‫قليل ��ة‪ .‬ويمك ��ن �أي�ض� � ًا �أن تك ��ون لها �آث ��ار محتملة‬ ‫كبيرة في بل ��دان عدة‪ ،‬بما فيها الواليات المتحدة‬ ‫و�أو�سترالي ��ا وقطر‪ ،‬وحتى رو�سي ��ا‪ ،‬التي تع ّول على‬ ‫النم ��و الجامح في التجارة العالمية للغاز الطبيعي‬ ‫الم�سال‪ .‬و�أهمية الم�س�ألة هنا �ستكمن في المعرفة‬ ‫الدقيق ��ة وال�صحيحة لكيفي ��ة الإ�ستفادة المربحة‬ ‫لودائع وا�سعة م ��ن المواد المدفونة في �أعماق قاع‬ ‫البحر‪.‬‬ ‫"لي� ��س هناك �شك ف ��ي �أن �إمكانات هذه الموارد‬ ‫هائل ��ة"‪ ،‬ق ��ال مايك ��ل �ستوب ��ارد‪ ،‬المدي ��ر الع ��ام‬ ‫المنت ��دب ل�ش�ؤون الغ ��از‪ ،‬في م�ؤ�س�س ��ة �إ�ست�شارات‬ ‫الطاقة "�آي �أت� ��ش �أ�س" (‪ .)IHS‬م�ضيف ًا‪�" :‬أعتقد‬ ‫�أنه دح�ض في نهاية المطاف لمفهوم ذروة النفط‬ ‫وذروة الغ ��از‪ ،‬ولك ��ن بالطب ��ع هذا لن يك ��ون خبر ًا‬ ‫جيد ًا ومفيد ًا ما لم تتمكن من تطويره"‪.‬‬ ‫تحقيق� � ًا لهذه الغاية‪� ،‬أبحرت ف ��ي ني�سان (�إبريل)‬ ‫الفائ ��ت �سفين ��ة م�س ��ح ت ��زن ‪ 499‬طن ًا م ��ن ميناء‬ ‫"�ساكاي"‪ ،‬الذي كان �سابق ًا مقر ًا لتجار ال�سالح‬ ‫الأ�سطوريين و�أف�ضل �صانعي �سيوف "ال�ساموراي"‬ ‫ف ��ي االيابان ف ��ي الع�صور الو�سط ��ى‪ ،‬و�صار اليوم‬ ‫مركز ًا لإنطالق محتمل لثورة تكنولوجية جديدة‪.‬‬ ‫على م ��دى ال�شهرين المقبلين‪� ،‬سوف تقوم �سفينة‬ ‫"كاي ��و م ��ارو" رق ��م ‪ 7‬بم�س ��ح قاع البح ��ر قبالة‬ ‫ال�ساح ��ل الغرب ��ي للياب ��ان‪ ،‬ف ��ي خط ��وة �أولى من‬ ‫عملية ت ��دوم �أعوام ًا طويلة والت ��ي يمكن �أن تنتهي‬ ‫ب�إنتاج كبير من الغاز الطبيعي في المياه اليابانية‪.‬‬ ‫علم ًا من �أن موقع ًا واع ��د ًا من "هيدرات الميثان"‬ ‫قبال ��ة ال�ساح ��ل الجنوب ��ي ال�شرق ��ي ك ��ان مو�ضوع‬ ‫�إ�ستطالعات �سابقة‪.‬‬

‫رئي�س الوزراء الياباني‪� ،‬شينزو �آبي‪ :‬طلب الدعم من �أوباما‬

‫الواق ��ع �أن اليابان هي مركز "هي ��درات الميثان"‬ ‫الي ��وم لي�س لأن لديها الكثير من الموارد ‪ -‬بل على‬ ‫العك� ��س تمام ًا‪ ،‬يبدو �أن معظم "هيدرات الميثان"‬ ‫موج ��ود في �أميركا ال�شمالي ��ة ‪ -‬ولكن لأنها تحتاج‬ ‫�إلى الم ��وارد ب�شكل مل ��ح للغاية وتعم ��ل �أ�سرع من‬ ‫�أي بل ��د �آخر لجعل "جلي ��د النار" �إقتراح� � ًا عملي ًا‬ ‫وتجاري ًا‪.‬‬ ‫�إن الوالي ��ات المتح ��دة وكندا غارقت ��ان في موارد‬

‫ثورة الطاقة الكبيرة التي يمكن‬ ‫ت�سرع في �إنقاذ طوكيو قد ال‬ ‫�أن ّ‬ ‫ت�أتي على ناقالت من موانئ الواليات‬ ‫المتحدة‪ ،‬ولكن‪ ،‬بد ًال من ذلك‪� ،‬سوف‬ ‫تتفجر من �أعماق البحر قبالة‬ ‫ّ‬ ‫�شواطئ اليابان الرملية نف�سها‬ ‫على مدى ال�شهرين المقبلين‪،‬‬ ‫�سوف تقوم �سفينة "كايو مارو" رقم‬ ‫‪ 7‬بم�سح قاع البحر قبالة ال�ساحل‬ ‫الغربي لليابان‪ ،‬في خطوة �أولى من‬ ‫عملية تدوم �أعوام ًا طويلة والتي‬ ‫يمكن �أن تنتهي ب�إنتاج كبير من الغاز‬ ‫الطبيعي في المياه اليابانية‬

‫"هيدرات الميثان"‪ ،‬التي وجدها كل منهما تحت‬ ‫ق ��اع البح ��ر مث ��ل خلي ��ج المك�سي ��ك وف ��ي القطب‬ ‫ال�شمالي المتجمد‪ .‬ولك ��ن كال البلدين �أي�ض ًا لديه‬ ‫كميات من الغاز التقليدي وال�صخر الزيتي‪ ،‬الأمر‬ ‫ال ��ذي يخفف حما� ��س ال�صناع ��ة الهيدروكربونية‬ ‫فيهما من �إطالق عملية بحث طويلة معقدة‪.‬‬ ‫عل ��ى الرغم م ��ن �أن بع�ض ال�شرك ��ات‪ ،‬مثل �شركة‬ ‫"�شيف ��رون"‪ ،‬تعمل جنب ًا �إل ��ى جنب مع الحكومة‬ ‫الأميركي ��ة ف ��ي الأبح ��اث ف ��ي مج ��ال "هي ��درات‬ ‫الميث ��ان"‪" ،‬هن ��اك م�ساح ��ة �أق ��ل قلي�ل ً�ا في هذه‬ ‫ال�صناع ��ة لتمكي ��ن التج ��ارب الميداني ��ة وجم ��ع‬ ‫البيان ��ات عم ��ا كان علي ��ه الأمر من ��ذ ‪� 10‬سنين"‪،‬‬ ‫يقول راي بوزويل‪ ،‬مدي ��ر التكنولوجيا ل"هيدرات‬ ‫الميث ��ان" في مختب ��ر تكنولوجي ��ا الطاقة الوطنية‬ ‫لوزارة الطاقة الأميركية‪.‬‬ ‫لك ��ن الأمر لي� ��س كذلك في طوكيو‪ .‬ف ��ي ربيع هذا‬ ‫فتح تقني‪،‬‬ ‫الع ��ام‪ ،‬تو�صل الباحثون في اليابان �إلى ٍ‬ ‫بمعرفته ��م بال�ضب ��ط كي ��ف �أن ُحزَ م ًا م ��ن الجليد‬ ‫ت�ستطي ��ع �إط�ل�اق �س ��راح ‪ 160‬م ��رة حجمه ��ا من‬ ‫الميث ��ان عندما يت ��م �سحبها م ��ن درجات حرارة‬ ‫منخف�ض ��ة �إل ��ى بيئ ��ات ذات �ضغ ��ط ع ��ال‪ .‬وهذا‬ ‫يمك ��ن �أن يجعل الإ�ستخ ��راج التجاري‪ ،‬الذي يقدر‬ ‫الخب ��راء حدوثه على الأقل بع ��د ‪� 10‬إلى ‪� 15‬سنة‪،‬‬ ‫عر�ض ًا �سه ًال‪.‬‬ ‫لق ��د �سع ��ت اليابان �إل ��ى الإتي ��ان بخط ��ة جديدة‬ ‫للطاقة في �أعقاب الكارثة النووية في العام ‪2011‬‬ ‫الت ��ي �أغلقت على �أثره ��ا المفاع�ل�ات النووية في‬ ‫البالد‪ ،‬مما �أدى �إلى �إرتفاع حاد في �أ�سعار واردات‬ ‫الوق ��ود‪ ،‬وخ�صو�ص ��ا الغ ��از الطبيع ��ي‪� .‬إن خط ��ة‬ ‫الطاقة الجديدة في الياب ��ان‪ ،‬التي تمت الموافقة‬ ‫عليها ف ��ي ني�سان (ابريل) الفائ ��ت‪ ،‬ت�ضع الطاقة‬ ‫النووية مرة �أخرى على الطاولة‪ .‬ولكن الم�س�ؤولين‬ ‫اليابانيين يعترفون ب�أن الناتج النووي من المرجح‬ ‫�أن ال ي�ص ��ل �أبد ًا �إلى ‪ 30‬في المئة �أو نحو ذلك من‬ ‫انتاج الكهرباء الذي كان قبل الكارثة في البالد‪.‬‬ ‫ونتيجة لذل ��ك‪� ،‬شملت الحكوم ��ة تنمية "هيدرات‬ ‫الميثان" ف ��ي الأولويات الخم�س العليا للإمدادات‬ ‫الجديدة للطاقة‪ .‬ويق ��ول م�س�ؤولون يابانيون �أنهم‬ ‫يعملون على "هيدرات الميثان" لأنهم بحاجة �إلى‬ ‫بديل م ��ن الغاز الطبيع ��ي الم�س ��ال‪ ،‬والذي يكلف‬ ‫نحو ثالث ��ة �أ�ضعاف الغ ��از الطبيعي ف ��ي الواليات‬ ‫المتحدة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫"فمن ال�سهل جدا �أن نفهم الدافع الياباني‪ ،‬كما‬ ‫�أننا نجد لدى ال�صين والهند وكوريا الجنوبية‬ ‫‪Issue 20 - June - 2014‬‬

‫‪79‬‬


‫عالم الطاقة‬ ‫الجليد الناري‬

‫ثورة النفط ال�صخري لن تكون الأخيرة‬

‫"جليد النار" ينقذ اليابان من أزمة الطاقة!‬ ‫يب��دو �أن ث��ورة النفط ال�ضيِّق والغاز ال�صخ��ري والرمل الزيتي في �أميركا ال�شمالية م��ا هي �إلاّ البداية لثورات‬ ‫�أخرى في عالم الطاقة‪� ،‬إذ �أن �سباق ًا محموم ًا قد �إنطلق لإكت�شاف منابع جديدة لتغيير اللعبة بالن�سبة �إلى وقود‬ ‫نظيف للغد حيث �أن حرارته �أخذت ترتفع ومعها المناف�سة‪ ،‬لكن الأمر ال�سيئ في هذا المجال يكمن في �أن‬ ‫منابع هذه الوقود تنام عميقة تحت المياه المتنازع عليها في �آ�سيا‪.‬‬ ‫حادثة فوكو�شيما النووية‪ :‬غيرت م�ستقبل الطاقة في اليابان‬

‫طوكيو ‪ -‬كريم حنا‬ ‫خ�ل�ال �إجتماعاتهما عل ��ى مدى ثالثة‬ ‫�أي ��ام ف ��ي ني�س ��ان (�إبري ��ل) الفائت‪،‬‬ ‫طلب رئي�س ال ��وزراء الياباني‪�" ،‬شينزو �آبي"‪ ،‬مرة‬ ‫�أخرى م ��ن الرئي�س الأميركي باراك �أوباما ت�سريع‬ ‫�ص ��ادرات الغ ��از الطبيع ��ي الأميرك ��ي لم�ساع ��دة‬ ‫�إقت�صاد بالده المحا�ص ��ر والفقير بالطاقة‪ .‬ولكن‬ ‫ثورة الطاقة الكبيرة التي يمكن �أن ت�س ّرع في �إنقاذ‬ ‫طوكيو قد ال ت�أتي على ناقالت من موانئ الواليات‬ ‫تتفجر‬ ‫المتح ��دة‪ ،‬ولك ��ن‪ ،‬بد ًال م ��ن ذلك‪� ،‬س ��وف ّ‬ ‫من �أعم ��اق البحر قبالة �شواط ��ئ اليابان الرملية‬ ‫نف�سها‪.‬‬ ‫�إن م ��ادة "هي ��درات الميث ��ان" (‪Methane‬‬ ‫‪ ،)hydrates‬والتي ه ��ي ُحزَ ٌم �أو مجموعة مكتنزة‬ ‫م ��ن الجليد تحتوي على كمي ��ات �ضخمة من الغاز‬ ‫الطبيع ��ي ف ��ي �شك ��ل "غ ��از الميث ��ان"‪ ،‬تل ��وح في‬ ‫�أف ��ق �أكبر من �أي وق ��ت م�ضى في خط ��ط اليابان‬ ‫لتلبي ��ة �إحتياجاته ��ا من الطاقة ف ��ي �أعقاب كارثة‬ ‫فوكو�شيم ��ا النووي ��ة والإرتفاع ال�شدي ��د في فواتير‬ ‫الوقود الم�ستورد‪.‬‬ ‫وت�أم ��ل بل ��دان �آ�سيوي ��ة �أخ ��رى التي تواج ��ه �أزمة‬ ‫في الطاق ��ة �أي�ض ًا‪ ،‬بم ��ا في ذلك كوري ��ا الجنوبية‬ ‫وال�صي ��ن والهند‪ ،‬الإ�ستفادة من �إحتياطات وفيرة‬ ‫عل ��ى ما يبدو من "هي ��درات الميثان"‪ ،‬والمعروفة‬ ‫�أي�ض� � ًا با�سم "جليد النار"‪ .‬وهذا يمكن �أن ي�ساعد‬ ‫عل ��ى �إ�شعال و�إنعا�ش نمو �إقت�ص ��ادات �آ�سيا ‪ -‬لكن‬ ‫يمكنه �أي�ض ًا ف ��ي الوقت عينه �أن يغ ّذي المزيد من‬ ‫التوت ��رات في البح ��ار الإقليمية التي ه ��ي تح ّولت‬ ‫فعلي� � ًا �إلى �ساح ��ة مب ��ارزة جيو�سيا�سي ��ة و�سيا�سة‬ ‫حافة الهاوية على الموارد الطبيعية‪.‬‬

‫‪78‬‬

‫العدد ‪ - 20‬حزيران (يونيو) ‪٢٠١4 -‬‬


‫عالم الطاقة ¶ الجليد الناري‬ ‫ح ��االت م�شابه ��ة ج ��د ًا"‪ ،‬ق ��ال تي ��م كولي ��ت‪ ،‬وهو‬ ‫خبير غاز الهيدرات ف ��ي هيئة الم�سح الجيولوجي‬ ‫االميركية‪.‬‬ ‫م ��ن جه ��ة �أخ ��رى‪ ،‬لأن الياب ��ان وكوري ��ا الجنوبية‬ ‫هما عل ��ى التوال ��ي �أول وثاني �أكبر م�ست ��ورد للغاز‬ ‫الطبيعي الم�س ��ال على م�ستوى العالم‪ ،‬ف�إن تطوير‬ ‫"هيدرات الميثان" "من المحتمل �أن يكون تهديد ًا‬ ‫كبير ًا على المدى الطويل ل�صناعة الغاز الطبيعي‬ ‫الم�س ��ال"‪ ،‬ق ��ال �ستوب ��ارد‪ .‬م�ضيف ًا‪" :‬حت ��ى �إنماء‬ ‫�صغي ��ر ل"هي ��درات الميثان" من �ش�أن ��ه �أن يبطئ‬ ‫�أي نمو في مبيعات الغاز الطبيعي الم�سال هناك"‪.‬‬ ‫للت�أكي ��د‪� ،‬إن �أن ��واع �إحتياط ��ات الغ ��از ال�صخ ��ري‬ ‫الت ��ي جعل ��ت الوالي ��ات المتح ��دة ق ��وة عظمى في‬ ‫عال ��م الطاق ��ة موجودة ف ��ي الخارج �أي�ض� � ًا‪ .‬ولكن‬ ‫ال�صي ��ن ه ��ي خامل ��ة وغير نا�شط ��ة بالن�سب ��ة �إلى‬ ‫موارد ال�صخر الزيتي‪ ،‬وكذلك الأمر بالن�سبة �إلى‬ ‫�أجزاء من �أوروبا و�أميركا الالتينية‪ .‬ذلك �أن ثورة‬ ‫الغ ��از ال�صخري تعتمد على كثير من الأ�شياء التي‬ ‫لي�ست موجودة في البلدان الأخرى‪� :‬شركات طاقة‬ ‫�صغي ��رة وبارع ��ة‪ ،‬والآالف م ��ن من�ص ��ات الحفر‪،‬‬ ‫وملكي ��ة خا�صة للأر� ��ض‪ ،‬ونظم مالي ��ة وتنظيمية‬ ‫حديثة‪.‬‬ ‫كم ��ا �أن الح�صول على "هيدرات الميثان" من قاع‬ ‫البح ��ر ينبغي �أن يكون عر�ض� � ًا �أكثر و�ضوح ًا‪ ،‬ولأن‬ ‫الوقت الراهن يتطلب تعاون� � ًا وثيق ًا بين ال�صناعة‬ ‫والحكوم ��ات‪ ،‬ف� ��إن الأم ��ر يب ��دو منا�سب� � ًا تمام� � ًا‬ ‫للإقت�ص ��ادات ف ��ي ال ��دول المطلة عل ��ى المحيط‬ ‫الهادئ‪.‬‬ ‫ويعتق ��د الخب ��راء ب� ��أن الم�شكل ��ة م ��ع "هي ��درات‬ ‫الميث ��ان" لي�س ��ت بال�ضب ��ط تكنولوجي ��ة‪� ،‬إذ �أن‬ ‫تقني ��ات الحف ��ر التقليدية من المحتم ��ل �أن تم ّكن‬ ‫المنتجين من الإ�ستفادة من الودائع تحت البحر‪،‬‬ ‫و�إزال ��ة الغاز من ال�شبك ��ة الجليدية الذي تختزنه‪،‬‬ ‫و�ضخه �إلى ال�ساحل‪.‬‬ ‫الواقع �أن الم�شكلة تكم ��ن في معرفة كيفية القيام‬ ‫بذلك م ��ن الناحية الإقت�صادي ��ة‪ .‬جميع التقنيات‬ ‫الممكن ��ة لإ�ستخ ��راج الغ ��از من الهي ��درات ‪ -‬مثل‬ ‫رفع درج ��ات الحرارة للإفراج عن الغ ��از �أو �إلغاء‬ ‫ال�ضغ ��ط على الودائع ‪ -‬لها �سلبياتها‪ .‬هناك �أي�ض ًا‬ ‫م�ضاعف ��ات �أخ ��رى غير موج ��ودة في �آب ��ار الغاز‬ ‫التقليدي ��ة‪� :‬إن ذوب ��ان الجليد يطل ��ق كميات هائلة‬ ‫م ��ن المياه والت ��ي يجب عل ��ى المنتجي ��ن التعامل‬ ‫معها‪ ،‬الأمر الذي �سي�ؤدي �إلى زيادة في التكاليف‪.‬‬ ‫والمع ��روف ب�أن الودائع ت�ستخ ��رج بوا�سطة �ضغط‬

‫ميناء "�ساكاي" في اليابان‪ :‬منه تنطلق الثورة التكنولوجية الحديثة‬

‫�أقل م ��ن مكامن الغ ��از التقليدية‪ ،‬وه ��ذا يعني �أن‬ ‫ودائ ��ع "جليد الن ��ار" �س ��وف تتطل ��ب المزيد من‬ ‫الطاقة (والم ��ال) لإ�ستخراج الغ ��از منها و�ضخه‬ ‫�إلى حيث يجب �أن يذهب‪ ،‬حتى لو كان ذلك يجعله‬ ‫�أقل عر�ضة لإحتمال تفجر كارثي‪ ،‬مثل ذلك الذي‬ ‫عان ��ت من ��ه �شركة بريتي� ��ش بترولي ��وم (‪ )BP‬في‬ ‫حفر الآبار في المياه العميقة في �أميركا قبل �أربع‬ ‫�سنوات‪.‬‬ ‫وه ��ذا ه ��و ال�سبب ال ��ذي جع ��ل الخبي ��ران كوليت‬

‫خطة الطاقة الجديدة في اليابان‪،‬‬ ‫التي تمت الموافقة عليها في ني�سان‬ ‫(ابريل) الفائت‪ ،‬ت�ضع الطاقة النووية‬ ‫مرة �أخرى على الطاولة‪ .‬ولكن‬ ‫الم�س�ؤولين اليابانيين يعترفون ب�أن‬ ‫الناتج النووي من المرجح �أن ال ي�صل‬ ‫�أبد ًا �إلى ‪ 30‬في المئة �أو نحو ذلك من‬ ‫انتاج الكهرباء الذي كان قبل‬ ‫الكارثة في البالد‬

‫و�ستوب ��ارد يتوقع ��ان ما بين ‪ 10‬و‪ 15‬عام� � ًا قبل �أن‬ ‫يت ��م �إ�ستخراج غ ��از الهيدرات عل ��ى نطاق تجاري‬ ‫وي�ستطيع �أن يكون جزء ًا مهم ًا في مزيج الطاقة‪.‬‬ ‫حت ��ى لو كان ��ت التنمي ��ة التجارية لغ ��از الهيدرات‬ ‫�س ��وف تحدث بعد جيل‪ ،‬ف�إن المدة يمكن �أن تتعثر‬ ‫وتت�أخ ��ر ب�سبب النزاعات الفو�ضوية في �آ�سيا حول‬ ‫م ��ن يملك م ��اذا في بحر ال�صي ��ن الجنوبي و بحر‬ ‫ال�صي ��ن ال�شرقي‪ ،‬حيث تتواج ��ه ال�صين مع بلدان‬ ‫مث ��ل الفليبي ��ن واليابان عل ��ى الحق ��وق الإقليمية‪.‬‬ ‫ذل ��ك لأن هي ��درات الميث ��ان المحتمل ��ة ت�أتي على‬ ‫ر�أ� ��س ثروات النفط و الغاز التقليديين التي يعتقد‬ ‫�أنها ترقد تحت تلك المياه ‪.‬‬ ‫بينم ��ا يق ��در بع� ��ض الخب ��راء �أن الحج ��م الهائل‬ ‫م ��ن موارد الطاق ��ة المحتملة �سيعم ��ل على �إخماد‬ ‫التوترات في المنطقة ‪ -‬من يحتاج �إلى القتال على‬ ‫ب�ضعة حقول من النفط والغاز عندما يكون هناك‬ ‫الكثي ��ر من هي ��درات الغاز منت�شرة ف ��ي المنطقة‬ ‫بكث ��رة؟ ‪ -‬يخ�شى �آخرون �أن ��ه �سيكون مجرد وقود‬ ‫�إ�ضافية �إلى النار‪.‬‬ ‫"�إن الوفرة في حد ذاتها ال ت�ستطيع �إزالة الأبعاد‬ ‫ال�سيا�سي ��ة العميق ��ة في ه ��ذه النزاع ��ات"‪ ،‬والتي‬ ‫تمي ��ل �إلى الدوران حول م�شاك ��ل ال�سيادة المع ّقدة‬ ‫على �أجزاء من �أرا�ض جرداء‪ ،‬على حد تعبير �إيلي‬ ‫راتن ��ر ‪ ،‬نائب مدير برنامج الأمن لآ�سيا والمحيط‬ ‫الهادئ في مركز الأمن الأميركي الجديد‬ ‫‪Issue 20 - June - 2014‬‬

‫‪81‬‬


Lody Saliby

Haute Couture

Wedding dresses, Evening clothes, Selling or Renting, Pret-a- Porter, Accessories

Christ Le Rois Center, 8th Floor, Adonis Road, Zouk Mossbeh, Lebanon Tel: 00961 – (0) 9221643 , Email: lodysaliby@hotmail.com, Web: www.lodysaliby.com


‫حاوره في بيروت جوزف قرداحي‬ ‫�ســ�أبد�أ حواري معك �إنطالقاً من �شعار‬ ‫"�إذا بتحب لبنان حب �صناعتو"‪ .‬هل‬ ‫�أنتَ من الذين يحبون ال�صناعة اللبنانية؟‬ ‫�أن ��ا م ��ن الذي ��ن يحب ��ون �صناع ��ة لبن ��ان وتجارت ��ه‬ ‫تن�س �أنك �أنت موجود الآن في‬ ‫وزراعته �أي�ض ًا‪ ...‬فال َ‬ ‫"غرفة ال�صناعة والتجارة والزراعة"‪ ،‬ولي�س فقط‬ ‫ال�صناعة!‬ ‫• عظيم‪ ،‬فلنقم �إذن ب�ج��ردة على الثياب‬ ‫التي ترتديها‪ ،‬ولنح�صي منها المالب�س‬ ‫التي ُ�صنعت في لبنان‪ .‬هل �أنت من النوع‬ ‫الذي يلب�س مما تن�سج م�صانع بلده؟‬ ‫�أكي ��د‪ ،‬نادر ًا م ��ا �أ�شتري �صناع ��ة �أوروبي ��ة‪ .‬فكل ما‬ ‫�أرتدي ��ه م ��ن بذل ��ة ر�سمي ��ة وقمي� ��ص وغيره ��ا هي‬ ‫�صناعة لبناني ��ة‪ ،‬با�ستثناء ربطة العن ��ق التي تحمل‬ ‫توقيع ماركة �أجنبية!‬ ‫• هنالك مقولة �شهيرة لجبران خليل‬ ‫ج �ب��ران ت �ح � ّذر الأم ��ة ال�ت��ي "ت�أكل م�م��ا ال‬ ‫تزرع" و"ت�شرب مما ال تع�صر" و"تلب�س‬ ‫مما ال تن�سج" بالويل والخراب والإنهيار‬ ‫وال� �خ� ��� �ض ��وع ل� �ع� �ب ��ودي ��ة ال� � � ��دول ال �ق��وي��ة‬ ‫�صناعياً‪�...‬أنت كرئي�س لـ"غرفة ال�صناعة‬ ‫وال �ت �ج ��ارة وال� ��زراع� ��ة ف ��ي ب �ي ��روت وج�ب��ل‬ ‫لبنان" ورئي�س �إتحاد الغرف اللبنانية‪ ،‬ما‬ ‫هي الخطط والمحاذير التي و�ضعتموها‬ ‫ال�ستعادة ال�م�ب��ادرة‪ ،‬ودع��م ال�صناعة التي‬ ‫هي على �شفير الهاوية اليوم؟‬ ‫دعن ��ي �أو ًال �أو�ض ��ح ل � َ�ك بع� ��ض الحقائق بعي ��د ًا من‬ ‫العواط ��ف وال�شع ��ارات‪ .‬وف ��ي المنا�سب ��ة �أن ��ا رج ��ل‬ ‫�صناع ��ي قب ��ل �أي �ش ��يء �آخ ��ر‪ ،‬و�أن ��ا م ��ن الذي ��ن‬ ‫ي�شجع ��ون ال�صناعة ومن الداعمين لها ب�شكل دائم‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ولك ��ن لنك ��ن واقعيين ونعت ��رف ب�أن م�ستقب ��ل لبنان‬ ‫ه ��و �صناع ��ة الخدم ��ات‪ .‬المطع ��م في لبن ��ان اليوم‬ ‫�أ�صب ��ح �صناع ��ة كم ��ا الفن ��ادق‪ ...‬و�إذا �إ�ستعر�ضن ��ا‬ ‫�صادراتن ��ا ال�صناعي ��ة �إل ��ى الخ ��ارج ف ��ي ال�سنوات‬ ‫الأخي ��رة ومقارنته ��ا ب�صناع ��ة الخدم ��ات‪ ،‬ن ��درك‬ ‫�أن ق ��وة اقت�ص ��اد لبن ��ان وم�ستقب ��ل ال�صناع ��ة ه ��و‬ ‫ف ��ي قطاع الخدم ��ات‪ .‬ومث ��ال على ذلك‪ ،‬ه ��و تفوق‬ ‫لبن ��ان بالمهارات الإبداعية الت ��ي تعتمد على الخلق‬ ‫والإبتكار‪ ،‬مثل هند�سة البيوت والديكور وغيرها من‬ ‫الخدمات التي تعتمد على المهارات الفكرية‪ ،‬والتي‬ ‫�إذا ما ق�سناها بال�صناعات الثقيلة الأخرى‪ ،‬نكت�شف‬ ‫انها ذات م ��ردود اقت�صادي هائل يتج ��اوز ب�أرباحه‬

‫محمد �شقير يرد على �أ�سئلة مدير التحرير في بيروت جوزف قرداحي‪ :‬معظم ما �ألب�سه هو من �صنع لبنان‬

‫"على الحكومة �إقرار قانون يمنع‬ ‫على ال�شركات اللبنانية توظيف‬ ‫اكثر من ع�شرة في المئة من العمال‬ ‫الأجانب و�إقرار قانون ينظم الم�صانع‬ ‫والم�ؤ�س�سات ال�سورية العاملة في‬ ‫لبنان‪ .‬فال يجوز �أن تعمل تلك المعامل‬ ‫ب�شكل ع�شوائي‪ ،‬ومن دون �أن تدفع اية‬ ‫�ضرائب �أو ر�سوم"‬ ‫ال�صناعات ذات الكلفة العالية‪.‬‬ ‫وي�ست ��درك‪ :‬ال�صناع ��ات التقليدي ��ة الي ��وم تواج ��ه‬ ‫تحدي ��ات كب ��رى ومناف�س ��ات قوية من ال ��دول ذات‬ ‫الكلف ��ة الإنتاجي ��ة المنخف�ضة‪ ،‬نتيج ��ة رخ�ص اليد‬ ‫العاملة فيها‪ .‬فع�شرات الم�صانع اللبنانية �إ�ضطرت‬ ‫�إل ��ى �إقف ��ال �أبوابه ��ا وت�سري ��ح عمالها ف ��ي الخم�س‬ ‫�سن ��وات الأخي ��رة‪ ،‬ب�سبب غ�ل�اء الكلف ��ة الإنتاجية‪.‬‬ ‫فنح ��ن ال ن�ستطي ��ع مناف�س ��ة دولة مث ��ل تركيا حيث‬ ‫الح ��د الأدنى فيها للأجور ال يتجاوز الـ‪ 300‬يورو‪� ،‬أو‬ ‫مثل �سوريا �أو م�صر حيث الحد الأدنى للأجور متدنٍ‬

‫جد ًا‪ ،‬في وقت �أن الحد الأدنى في لبنان �أ�صبح ‪750‬‬ ‫دوالر ًا وهو في ت�صاعد م�ستمر‪.‬‬ ‫وتاب ��ع‪ :‬من هن ��ا علين ��ا �أن ندرك ه ��ذه الحقيقة في‬ ‫لبن ��ان بعيد ًا م ��ن العواط ��ف‪ ،‬لن�ص ��ب جهودنا على‬ ‫دع ��م وتقوي ��ة �صناع ��ة الخدم ��ات وحمايته ��ا عب ��ر‬ ‫قانون حماية الملكية الفكرية وتنظيم عقود قانونية‬ ‫تحمي حقوق البرامج والأعم ��ال الفنية والإبداعية‪،‬‬ ‫لأنها وحده ��ا �ستكون المدم ��اك الحقيقي ل�صناعة‬ ‫الخدم ��ات القائمة عل ��ى الإبتكار‪ .‬وذل ��ك طبع ًا �إلى‬ ‫جان ��ب دع ��م ال�صناع ��ات التقليدية التي م ��ا زالت‬ ‫قادرة عل ��ى الوقوف على رجليها على الرغم من كل‬ ‫ال�صعوبات والتحديات‪.‬‬ ‫• هل كالمك هذا‪ ،‬يف�سر �أن لبنان لي�س‬ ‫�أكثر من دولة خدماتية ومطاعم وفنادق؟‬ ‫�أن ��ا ل ��م �أق ��ل �أن لبن ��ان دول ��ة خدماتي ��ة‪� .‬أن ��ا قل ��ت‬ ‫�أن م�ستقب ��ل لبن ��ان ال�صناع ��ي يكم ��ن ف ��ي �صناعة‬ ‫الخدمات ولي�س ال�صناعة التقليدية المعروفة‪ .‬ف�إذا‬ ‫قمن ��ا ب�إح�صاء في خالل الخم� ��س �سنوات الما�ضية‬ ‫عل ��ى الم�صان ��ع الت ��ي �أقفل ��ت �أو �إنتقل ��ت �إل ��ى دول‬ ‫مجاورة مثل العراق �أو م�صر �أو المغرب‪ ،‬نكت�شف �أن‬ ‫معظم الم�صانع الكب ��رى �إنتقلت ب�سبب الم�صاريف‬ ‫الكبيرة في كلفة الطاقة وفي كلفة اليد العاملة‪.‬‬ ‫• �إذن ما هي جدوى غرفة ال�صناعة‬ ‫‪Issue 20 - June - 2014‬‬

‫‪83‬‬


‫حوار العدد‬

‫حوار خا�ص مع رئي�س غرفة التجارة وال�صناعة والزراعة‬ ‫في بيروت وجبل لبنان ورئي�س �إتحاد الغرف اللبنانية‬

‫محمـد شقير‪:‬‬

‫مستقبل الصناعة في لبنان‪ ...‬صناعة خدمات!‬ ‫�أك��د محمد �شقير‪ ،‬رئي���س غرفة التج��ارة وال�صناعة والزراع��ة في بيروت‬ ‫وجب��ل لبنان‪ ،‬رئي�س �إتحاد غ��رف ال�صناعة والتجارة والزراعة في‬ ‫لبنان‪ ،‬ونائب رئي�س �إتحاد الغرف ال�صناعة والتجارة العربية‪،‬‬ ‫على �أن "قوة �إقت�صاد لبنان وم�ستقبل ال�صناعة هو في قطاع‬ ‫الخدم��ات" مو�ضح ًا �إلى �أن " ال�صناعات التقليدية اليوم‬ ‫تواجه تحديات كبرى ومناف�سات قوية من الدول ذات‬ ‫الكلفة الإنتاجية المنخف�ضة‪ ،‬نتيجة رخ�ص اليد العاملة‬ ‫فيه��ا"‪ .‬و�أ�شار �إلى �أن "الأمن ث��م الأمن ثم الأمن‪ ...‬هو‬ ‫مفتاح النج��اح للمو�سم ال�سياحي في لبن��ان" وقال ب�أنه‬ ‫يري��د "رئي�س ًا ي�شب��ه الرئي���س ال�سابق مي�ش��ال �سليمان"‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من �أنه متخوف وقلق من‬ ‫حالة الف��راغ الرئا�س��ي في لبنان‬ ‫ف�إنه �أمل ب ��أن "تعمل الحكومة‬ ‫ب�ش��كل جيد وتواف��ق" و�إلاّ‬ ‫فعل��ى الإقت�صاد ال�سالم‪.‬‬ ‫وف��ي م��ا يل��ي ن���ص‬ ‫الحوار‪:‬‬

‫‪82‬‬

‫العدد ‪ - 20‬حزيران (يونيو) ‪٢٠١4 -‬‬

‫"م�شكلة الالجئين‬ ‫ال�سوريين خطيرة على‬ ‫الإقت�صاد والأمن"‬


‫محمد �شقير‪ :‬الو�ضع‬ ‫ال�سياحي اللبناني‬ ‫�سيكون بخير �إذا لم‬ ‫تتعثر الحكومة‬

‫"فتح �أ�سواق جديدة خارج‬ ‫المحيط العربي لي�س بالأمر ال�سهل‪.‬‬ ‫ف�إن جذب م�ستثمرين من الدول‬ ‫الغربية في ظروف لبنان الحالية من‬ ‫الأمور �شبه الم�ستحيلة"‬ ‫"�إقت�صاد لبنان اليوم يرتكز على‬ ‫دول الخليج‪ ،‬وي�ستمد �شريانه‬ ‫الأ�سا�سي منها‪� ،‬شئنا �أم �أبينا‪ .‬وهو الأمر‬ ‫الذي جعلنا نخو�ض حرب ًا مع الحكومة‬ ‫ال�سابقة التي كانت برئا�سة نجيب‬ ‫الميقاتي‪ ،‬ب�سبب هجوم �أطراف �أ�سا�سية‬ ‫فيها على دول الخليج و�إنتقادهم‬ ‫�سيا�سة تلك الدول المعتدلة"‬ ‫الأخي ��رة ‪ 2011‬و‪ 2012‬و‪ 2013‬كان ��ت كارثي ��ة على‬ ‫لبن ��ان‪ .‬لذا ن�أم ��ل �أن ن�ستعيد بع�ض م ��ا خ�سرناه في‬ ‫الأ�شه ��ر الأربعة المقبل ��ة‪ .‬ف�إذا ال �سم ��ح اهلل ف�شلنا‬ ‫في التعوي�ض على الم�ؤ�س�سات التي عانت من الركود‬ ‫للنهو�ض مجدد ًا‪ ،‬وذلك من خالل المو�سم ال�سياحي‬ ‫المقب ��ل‪ ،‬فنحن حتم� � ًا �سن�صل �إل ��ى كارثة كبيرة قد‬ ‫تق�ضي على ما تبقى لنا من �إقت�صاد وطني‪.‬‬ ‫• ال� �ي ��وم‪ ،‬وف� ��ي ظ ��ل م �ع��رك��ة ال��رئ��ا� �س��ة‬ ‫الأولى‪ ،‬هناك �أ�سماء مطروحة بقوة لموقع‬ ‫رئ��ا� �س��ة ال�ج�م�ه��وري��ة م�ث��ل ق��ائ��د الجي�ش‬ ‫ال �ع �م��اد ج� ��ان ق �ه��وج��ي وح ��اك ��م م���ص��رف‬ ‫ل �ب �ن��ان ري��ا���ض � �س�لام��ة‪ ،‬ف��ي ح ��ال ف�شلت‬ ‫ك��ل الم�ساعي لإن�ت�خ��اب رئ�ي����س م��ن �صف‬ ‫الزعامات الم�سيحية ذات التمثيل ال�شعبي‪،‬‬ ‫�أنت وكخبير اقت�صادي من ترى �أنه رجل‬ ‫المرحلة الراهنة‪ ،‬جان قهوجي الع�سكري‬ ‫ال �ق��ادر ع�ل��ى ب�سط الأم ��ن واال��س�ت�ق��رار �أم‬ ‫ري��ا���ض � �س�لام��ة ال�م���ص��رف��ي ال� �ق ��ادر على‬ ‫�إن�ق��اذ م��ا تبقى م��ن اقت�صاد وط�ن��ي مهدد‬ ‫بالإنهيار؟‬ ‫�أن ��ا مع و�ص ��ول �أي رئي� ��س ي�شبه مي�ش ��ال �سليمان! ال‬ ‫�أري ��د الدخول في متاهة اال�سم ��اء‪ ،‬وب�إخت�صار �أقول‬

‫لك �أري ��د مي�شال �سليمان �آخ ��ر لرئا�سة الجهمورية‪.‬‬ ‫رجل بحكمت ��ه ونزاهته‪ .‬فهذا الرج ��ل دخل الق�صر‬ ‫الرئا�سي منذ �ست �سنوات ب�إجماع وتوافق وخرج من‬ ‫الق�صر �آخذا معه عقول وقلوب اللبنانيين‪.‬‬ ‫ويتاب ��ع‪ :‬ه ��ذا ه ��و الرئي� ��س ال ��ذي نري ��ده‪� ،‬أن يكون‬ ‫حافظ� � ًا للد�ست ��ور �أو ًال‪ .‬و�أن يولي الأم ��ن والإ�ستقرار‬ ‫ال�سيا�س ��ي والإجتماعي كل �إهتمامات ��ه‪ ،‬و�أن يحفظ‬ ‫الهم الإقت�صادي‬ ‫العي� ��ش الم�شترك ويحمل بالتال ��ي ّ‬ ‫والإجتماع ��ي‪ .‬لأن االمور اذا بقيت على حالها �سوف‬ ‫نواجه خطر تهديد الأمن الإجتماعي‪.‬‬ ‫• �أن� ��ت ت �ط��ال��ب ب��رئ �ي ����س ي���ش�ب��ه م�ي���ش��ال‬ ‫��س�ل�ي�م��ان‪ ،‬ع�ل��ى ال��رغ��م م��ن الإع �ت��را� �ض��ات‬ ‫واالنتقادات الكثيرة التي واجهته‪ ،‬والتي‬ ‫اع��اق��ت الكثير م��ن االن �ج��ازات ف��ي عهده‪،‬‬ ‫و�أدت ف ��ي �أم ��اك ��ن ك �ث �ي��رة �إل� ��ى م ��ا ي�شبه‬ ‫القطيعة بينه وبين فئات �سيا�سية كانت‬ ‫م�ؤيدة له بقوة؟‬ ‫الإنتقادات التي واجهها الرئي�س �سليمان هي مح�ض‬ ‫�سيا�سي ��ة وم ��ن جماع ��ات م�ؤيدة لتي ��ارات مناه�ضة‬ ‫ل�سيا�ست ��ه الم�ستقل ��ة‪ .‬ولك ��ن في ال�صمي ��م‪ ،‬الجميع‬ ‫يك ��نّ ل�شخ�ص الرئي�س ال�ساب ��ق الإحترام والتقدير‪،‬‬ ‫لأن ��ه مار� ��س الحكم بنزاه ��ة وبعيد ًا م ��ن الم�صالح‬

‫ال�شخ�صي ��ة‪ .‬وق ��د �إ�ستط ��اع بحنكت ��ه و�إخال�صه �أن‬ ‫يحم ��ي لبن ��ان من ك ��ل المخاط ��ر الخارجي ��ة‪ ،‬وفي‬ ‫ظ ��ل �أ�صعب الظروف المحيطة بلبن ��ان وال �سيما �أن‬ ‫"الربي ��ع العربي" �إجتاح معظ ��م الأنظمة المجاورة‪،‬‬ ‫وهناك بلدان تمزّقت وت�شرذمت‪ .‬ولكنه �إ�ستطاع ان‬ ‫يحافظ على الإ�ستقرار الأهل ��ي‪ ،‬مجنب ًا لبنان حرب ًا‬ ‫طائفي ��ة كادت‪ ،‬ل ��و وقعت‪� ،‬أن تطي ��ح بالجميع‪ .‬وهو‬ ‫بالتال ��ي لم يرتكب �أي خط�أ م ��ن �ش�أنه �أن ي�سيء �إلى‬ ‫ال�سي ��ادة اللبنانية‪ .‬ال بل حر�ص وبكل قوة �أن ي�صون‬ ‫كرامة لبنان و�إ�ستقالله بعيد ًا من �أي تدخل خارجي‪.‬‬ ‫وه ��و عل ��ى الرغم م ��ن ك ��ل الإنق�سام ��ات ال�سيا�سية‬ ‫�إ�ستطاع �أن يحافظ على الحد االدنى من لغة الحوار‬ ‫بين الأفرقاء المتنازعي ��ن‪ ،‬من خالل "بيان بعبدا"‬ ‫الذي �سوف يعود �إلي ��ه �أي رئي�س جمهورية مقبل ولو‬ ‫بعد خم�سين عام ًا‪ ،‬ليبد�أ به م�سيرة الحكم‪.‬‬ ‫• ول�ك��ن بعيداً م��ن ال�ع��واط��ف‪� ،‬أن��ت �إل��ى‬ ‫من تميل‪� ،‬إل��ى رج��ل ع�سكري مثل العماد‬ ‫قهوجي �أم �إلى رجل م�صرفي مثل ريا�ض‬ ‫�سالمة؟‬ ‫�أع ��ود و�أك� � ّرر �أنا �أميل �إل ��ى �أي رئي� ��س ي�شبه مي�شال‬ ‫�سليمان!‬ ‫• ولكن �أنت في ق��رارة نف�سك‪ ،‬هل يجوز‬ ‫� اّأل يكون لديك مر�شح ّ‬ ‫تف�ضله على مر�شح‬ ‫�آخر يجمع موا�صفات الرئي�س �سليمان؟‬ ‫ل ��ن ت�ستطي ��ع �إ�ستدراج ��ي لت�سمي ��ة �أي مر�ش ��ح‬ ‫للرئا�س ��ة‪( ...‬ي�ست ��درك) ولك ��ن دعن ��ي �أو�ضح َ‬ ‫لك‬ ‫م ��ا يلي‪� :‬أن ��ا م ��ع �أي رئي� ��س جمهورية يتواف ��ق عليه‬ ‫الم�سيحي ��ون �أو ًال‪ ،‬ير�ضي قناعاته ��م ويطمئنون �إليه‬ ‫ويثق ��ون به‪ .‬فهناك م�سل ّمات وطنية يجب المحافظة‬ ‫عليه ��ا في لبنان‪ ،‬وهي الم�شاركة والمنا�صفة ما بين‬ ‫الم�سلمين والم�سيحيي ��ن‪ ،‬وهي من الثوابت الوطنية‬ ‫الت ��ي ال يمك ��ن �أن ينه� ��ض لبن ��ان م ��ن دونه ��ا‪ .‬ف�إذا‬ ‫�سقطت تلك المعادلة �سقط العي�ش الم�شترك‪.‬‬ ‫يتابع‪� :‬أنا م ��ع �أي رئي�س جمهورية و�أي رئي�س حكومة‬ ‫يتوافق ��ان على م�سي ��رة البناء والعم ��ران والإزدهار‬ ‫وعلى العي� ��ش الم�شترك وال�سل ��م الأهلي‪ .‬باخت�صار‬ ‫�أن ��ا مع �أي رئي�س جمهورية معتدل و�أي رئي�س حكومة‬ ‫معت ��دل و�أي رئي� ��س مجل� ��س نواب معت ��دل‪ .‬من دون‬ ‫الإعتدال لبنان ينتهي‪.‬‬ ‫• �إذا اردنا �إ�ستعرا�ض العالقات التجارية‬ ‫ما بين غرفة بيروت وجبل لبنان وغرف‬ ‫التجارة العربية التي �أنت نائب الرئي�س في‬ ‫�إتحادها‪� ،‬أخبرنا ما هي اال�ستثمارات‬ ‫‪Issue 20 - June - 2014‬‬

‫‪85‬‬


‫حوار العدد‬ ‫وال�ت�ج��ارة ؟! ف��أم��ام ه��ذا ال��واق��ع �أ�صبحت‬ ‫�إ�سماً على غير م�س ّمى!‬ ‫�أع ��ود و�أكرر ب�أنن ��ا بالإ�ضافة �إلى ك ��ون غرفتنا تمثل‬ ‫ال�صناعة فهي �أي�ض ًا تمثل التجارة والزراعة‪ ،‬فجميع‬ ‫م�سجلة في غرفتنا‪ .‬وال يقت�صر دور‬ ‫هذه القطاعات ّ‬ ‫الغرف ��ة فقط عل ��ى الت�صدي ��ق عل ��ى الفواتير وعلى‬ ‫�شه ��ادات المن�ش� ��أ‪� .‬إن دور الغرف ��ة كبي ��ر جد ًا وهي‬ ‫الي ��وم الناطق الر�سمي ب�إ�س ��م القطاع الخا�ص‪ ،‬وقد‬ ‫خ�ضن ��ا با�س ��م هذا القط ��اع المع ��ارك الكبيرة �ضد‬ ‫الحكوم ��ات ال�سابق ��ة للحف ��اظ على حق ��وق التجار‬ ‫والم�ستثمري ��ن ف ��ي هذا القط ��اع‪ .‬وغرفتن ��ا فتحت‬ ‫معارك بالتالي لفتح ا�سواق جديدة في لبنان‪ ،‬وذلك‬ ‫م ��ن خالل تنفيذ �آلية برامج متطورة ترتقي بالغرفة‬ ‫�إلى م�ست ��وى الغرف العالمية‪ ،‬ت�ؤهله ��ا �إلى لعب دور‬ ‫يجاري �أ�سواق الدول الكبرى‪.‬‬ ‫وي�ضي ��ف‪ :‬غرفتن ��ا �أ�صبحت اليوم تر�س ��م الخطوط‬ ‫الإ�ستراتيجي ��ة العري�ض ��ة لأ�صح ��اب الم�شاري ��ع‬ ‫والم�ستثمري ��ن لإدارة م�ؤ�س�ساته ��م بط ��رق �آمن ��ة‬ ‫وتحفيزهم على النج ��اح‪ .‬قبل �أربع �سنوات كان دور‬ ‫الغرف ��ة يقت�صر فق ��ط على ت�صدي ��ق الفواتير ومنح‬ ‫الرخ�ص‪ ،‬وك ��ان النا�س يتجاهل ��ون الغرفة لأنهم ما‬ ‫كان ��وا ي�ؤمنون بجدواها‪� .‬أما اليوم فغرفتنا �أ�صبحت‬ ‫ت�ستقب ��ل الآالف م ��ن الم�ستثمري ��ن ومنه ��م من زار‬ ‫الغرف ��ة للمرة الأول ��ى‪ ،‬لأنهم باتوا ي�ؤمن ��ون ب�أن دور‬ ‫الغرف ��ة ال يقت�ص ��ر على ت�صدي ��ق المعامالت فقط‪،‬‬ ‫بع ��د �أن نجحن ��ا ف ��ي تغيير تل ��ك الذهني ��ة وبخالل‬ ‫فت ��رة قيا�سية ق�صيرة‪ .‬و�أدرك ��وا �أن الغرفة هي بيت‬ ‫الإقت�ص ��اد الوطني‪ ،‬وه ��ي ت�سعى �إلى فت ��ح الأ�سواق‬ ‫الجدي ��دة‪ ،‬وت�أمي ��ن وتنظي ��م وحماي ��ة الإتفاق ��ات‬ ‫التجاري ��ة الت ��ي م ��ن �ش�أنه ��ا ت�شجي ��ع الم�ستثمرين‬ ‫الأجانب على المجيء �إلى لبنان والم�ساهمة في نمو‬ ‫اقت�صاد البلد وازدهار �أ�سواقه‪.‬‬ ‫ويتاب ��ع‪ :‬ف�ض�ل ً�ا عل ��ى ذل ��ك‪ ،‬ل ��دى الغرف ��ة مراكز‬ ‫مختلف ��ة الإخت�صا�ص ��ات‪ ،‬مث ��ل مرك ��ز التحكي ��م‪،‬‬ ‫ومركز الو�ساط ��ة (‪ ،)Mediation‬ومركز التدريب‬ ‫والدرا�س ��ات‪ .‬ب�إخت�ص ��ار‪ ،‬دور الغرف ��ة �أكب ��ر بكثير‬ ‫م ��ن مج ��رد الت�صديق عل ��ى الفواتي ��ر�أو غيرها من‬ ‫المعامالت الروتينية‪.‬‬ ‫• �إنطالقاً من هذا الواقع‪ ،‬انتم كغرفة‬ ‫لل�صناعة والتجارة وال��زراع��ة بحاجة �إلى‬ ‫الإ��س�ت�ق��رار ال�سيا�سي‪ ،‬ون�ح��ن ن�م��ر ال�ي��وم‬ ‫ب ��أزم��ة ال �ف��راغ ال��رئ��ا� �س��ي‪� .‬إل ��ى �أي م��دى‬ ‫�سوف ينعك�س هذا الفراغ على �أداء الغرفة‬ ‫وب��ال �ت��ال��ي ع �ل��ى ال��و� �ض �ع �ي��ن الإق �ت �� �ص��ادي‬ ‫وال�سياحي ب�شكل عام؟‬

‫‪84‬‬

‫العدد ‪ - 20‬حزيران (يونيو) ‪٢٠١4 -‬‬

‫نح ��ن من ��ذ البداي ��ة طالبن ��ا بالإ�ستق ��رار ال�سيا�سي‬ ‫و�أي�ض� � ًا الإ�ستق ��رار الأمن ��ي‪ ،‬وحي ��ن ت�شكلت حكومة‬ ‫الرئي� ��س تم ��ام �سالم في الفت ��رة الأخي ��رة‪� ،‬إ�ستتب‬ ‫الو�ضع و�إ�ستقرت الب�ل�اد الأمر الذي �إنعك�س �إيجاب ًا‬ ‫على حركتنا في الغرفة‪ ،‬و�أنع�ش الإقت�صاد والحركة‬ ‫ال�سياحي ��ة الت ��ي عل ��ى ما يب ��دو ت�أخ ��ذ طريقها نحو‬ ‫التح�سن‪.‬‬

‫وفرا الطم�أنينة في البلد‪� ،‬إلى درجة �أننا بتنا ن�شاهد‬ ‫ف ��ي الآونة الأخي ��رة �سياح ًا وم�صطافي ��ن من الدول‬ ‫العربية‪ ،‬من الكوي ��ت وال�سعودية ودول الخليج‪ ،‬على‬ ‫الرغ ��م من �أن �أعدادهم لي�س ��ت بالحجم المطلوب‪،‬‬ ‫�اف للتب�شير بمو�س ��م �صيفي زاهر‪،‬‬ ‫ولكنها م�ؤ�شر ك � ٍ‬ ‫بعدم ��ا كنا قد ع�شنا في �آخر ثالث �سنوات في عزلة‬ ‫عن العالم وك�أننا في جزيرة معزولة‪.‬‬

‫• �أنت ترى تح�سناً في ظل هذه الأزمة‬ ‫ال�سيا�سية التي �أدت الى الفراغ الرئا�سي؟‬ ‫�أن ��ا �أقي�س الأمر مقارنة بالفترة التي لم تت�شكل فيها‬ ‫حكومة الرئي�س �س�ل�ام التي �أدت �إلى جمود الحركة‬ ‫ف ��ي المجاالت كافة‪ .‬ولكن منذ ت�شكيل الحكومة‪ ،‬اي‬ ‫منذ حوالي �شهر �أو �أكثر‪� ،‬شهدت الفنادق حركة غير‬ ‫عادية‪ ،‬ون�سبة الحجوزات فيها تجاوزت الت�سعين في‬ ‫المئة‪...‬‬

‫• وك� ��أن ��ك ت �ق��ول ب � ��أن ال� �ف ��راغ ال��رئ��ا��س��ي‬ ‫لي�س بالأهمية ال�ت��ي ينبغي �أن يقلق لها‬ ‫اللبنانيون ومعهم المعنيون با�إا�ستقرار‬ ‫ال�سيا�سي؟‬ ‫�أن ��ا لم �أ�ص ��ل في جواب ��ي بعد �إل ��ى مو�ض ��وع الفراغ‬ ‫الرئا�س ��ي‪ .‬الفراغ الرئا�سي ل ��م يح�صل �إال منذ �أيام‬ ‫مع ��دودة �أو ا�سبوعين‪ .‬لذل ��ك �أتمنى في حال �إ�ستمر‬ ‫ه ��ذا الو�ض ��ع �أن ت�ستمر الحكومة ف ��ي تما�سكها و�أن‬ ‫يبقى الق ��رار ال�سيا�سي موجود ًا وفاع�ل ً�ا‪� .‬أما �إذا ال‬ ‫�سم ��ح اهلل‪� ،‬إهت ّز تما�س ��ك الحكومة وت�أث ��ر بالو�ضع‬ ‫ال�سيا�س ��ي‪ ،‬و�إنتك�س الأم ��ن‪ ،‬ف�إننا �سننع ��ي المو�سم‬ ‫ال�سياحي للعام ‪ ،2014‬لأن الأمن مربوط بالإ�ستقرار‬ ‫ال�سيا�س ��ي والعك�س �صحيح‪ .‬و�أنا هن ��ا اريد �أن �ألفت‬ ‫نظ ��ر المعنيين‪ ،‬ب�أن البلد ل ��م يعد يحتمل �إنتكا�سات‬ ‫و�ضرب ��ات و�إهتزازات‪ ،‬وال �سيم ��ا �أن الثالت �سنوات‬

‫• ولكن ما هو الم�ؤ�شر ال��ذي اعطى هذا‬ ‫ال��دف��ق ال���س�ي��اح��ي ال �م �ف��اج��ىء ب�ع��د رك��ود‬ ‫طويل؟‬ ‫ً‬ ‫الإ�ستق ��رار الأمني طبع� �ا‪ ،‬وهو الأمر ال ��ذي لطالما‬ ‫طالبن ��ا به‪ .‬الأمن ث ��م الأمن ثم الأم ��ن‪( .‬م�ضيف ًا)‬ ‫الإ�ستقرار الأمن ��ي �إلى جانب الإ�ستق ��رار ال�سيا�سي‬


‫بالأم ��ر ال�سه ��ل‪ .‬ف�إن ج ��ذب م�ستثمرين م ��ن الدول‬ ‫الغربي ��ة في ظ ��روف لبنان الحالية م ��ن الأمور �شبه‬ ‫الم�ستحيل ��ة‪� .‬أن ��ت ال تعرف ما ه ��ي ال�صعوبات التي‬ ‫واجهناه ��ا في �أثن ��اء زيارتن ��ا �إل ��ى ال�سعودية ودول‬ ‫الخلي ��ج لإقن ��اع الم�ستثمري ��ن العرب بع ��دم �سحب‬ ‫�إ�ستثماراته ��م‪� .‬أن ��ا �أرى �أن �إقن ��اع المغترب اللبناني‬ ‫في العودة الى لبنان واال�ستثمار فيه �أكثر �سهولة من‬ ‫�إقناع الم�ستثم ��ر الغربي‪ ،‬لأن العاطف ��ة هنا �ستلعب‬ ‫دورها‪.‬‬ ‫يتاب ��ع‪� :‬أنا مع اللجوء الى الو�سيل ��ة الأ�سهل في جلب‬ ‫الإ�ستثم ��ارات �إل ��ى لبن ��ان‪ ،‬فلماذا تريدن ��ي �أن �ألج�أ‬ ‫ال ��ى الو�سيل ��ة الأ�صعب‪ .‬علم ًا انن ��ي ل�ست �ضد جلب‬ ‫م�ستثمري ��ن م ��ن ال ��دول الغربي ��ة‪ ،‬ولك ��ن �أي ��ن هي‬ ‫الإغ ��راءات الت ��ي تقدمها لهذا الم�ستثم ��ر لكي ي�أتي‬ ‫الى لبنان؟! ه ��و �سيقول لك �أ�سواق المغرب مفتوحة‬ ‫�أمامي على م�صراعيه ��ا‪ ،‬والت�سهيالت التي توفرها‬ ‫ل ��ي الحكومة المغربية ال �أجده ��ا في بلدكم‪ ،‬فلماذا‬ ‫تريدن ��ي �أن �أ�ستثم ��ر ف ��ي بلدك ��م؟‪ ...‬لأن الم�ستثمر‬ ‫الأجنبي ال يفهم بلغة العواطف عندما ي�ستثمر بمبلغ‬ ‫مئة مليون دوالر‪ ،‬يريدك �أن تحكي معه بالأرقام‪.‬‬ ‫(ي�ست ��درك) �أنا بر�أيي‪� ،‬إذا تغ ّيرت ال�ضرائب و�أقروا‬ ‫ال�ضرائ ��ب الجديدة هن ��اك مخاوف م ��ن �أن تهرب‬ ‫�أي�ض ًا اال�ستثمارات الموجودة في البلد!‬ ‫• �أنت مع زيادة ال�ضرائب؟‬ ‫�أن ��ا �ض ��د زي ��ادة ال�ضرائ ��ب‪ ،‬لأن ع ��دم الإ�ستق ��رار‬ ‫ال�ضريب ��ي �سوف يدفع بالم�ستثمر اللبناني �أن يهرب‬ ‫�أي�ض� � ًا ويفت�ش ع ��ن �أ�سواق جدي ��دة �أكث ��ر �إ�ستقرار ًا‬ ‫وليونة‪.‬‬ ‫ويتاب ��ع‪� :‬أن ��ا ال �أري ��د �أن �أحك ��ي عواط ��ف‪� ،‬أري ��د �أن‬ ‫�أحك ��ي وقائ ��ع‪ .‬اليوم الوقائ ��ع تقول �أنه ��م �إذا �أقروا‬ ‫�سل�سلة الرت ��ب والرواتب‪ ،‬و�إذا اقروا ال�ضرائب التي‬ ‫يقترحونها من دون درا�سات‪( ،‬ال �أعلم من هم ه�ؤالء‬ ‫العباقرة الذين يقترح ��ون زيادة ال�ضرائب من دون‬ ‫درا�سة) �سي�أخذون �إقت�صاد البلد �إلى المجهول‪.‬‬ ‫• �أنت �ضد �إقرار �سل�سلة الرتب والرواتب؟‬ ‫�أنا م ��ن الطبيعي �أن �أكون �ضد �إق ��رار ال�سل�سلة‪ .‬فما‬ ‫م ��ن بلد في العالم تكون ن�سبة النمو فيه �صفر ًا تزيد‬ ‫علي ��ه �أعب ��اء مالية ال يوجد م�ص ��در تمويل لها �سوى‬ ‫م ��ن زيادة اعب ��اء ال�ضرائب عل ��ى المواطنين وعلى‬ ‫خزينة الدولة التي تزداد عجز ًا و�إفال�س ًا‪.‬‬ ‫ي�ضيف‪� :‬أنا مع الإ�صالح ��ات على قواعد �سليمة‪� .‬أنا‬ ‫�أفه ��م �أنه من غير الطبيعي وال يجاوز �أن يكون راتب‬ ‫المدي ��ر الع ��ام �ألفي دوالر وراتب قائ ��د الجي�ش �ستة‬ ‫ماليين ليرة‪ .‬ولكن من غير الطبيعي �إقرار ال�سل�سلة‬

‫‪� 54‬سن ��ة في وقت �أن الرجل في هذا العمر يكون في‬ ‫ع ��ز عطائه ون�شاط ��ه‪ .‬فبد ًال م ��ن �أن ت�ستفيد الدولة‬ ‫من خبراتهم في هذه ال�سن الذهبية‪ ،‬ت�صرفهم �إلى‬ ‫التقاعد والإ�ستغناء عن خدماتهم‪.‬‬ ‫(ي�ست ��درك) ه ��ل تعل ��م �أن ع ��دد المتقاعدي ��ن في‬ ‫�سن ��ة ‪ 1992‬في الدولة كان ال يتج ��اوز الأربعة �آالف‬ ‫متقاع ��د‪ .‬الي ��وم نح ��ن ف ��ي ال� �ـ‪ 2014‬ا�صب ��ح ع ��دد‬ ‫المتقاعدي ��ن ‪� 125‬ألف متقاعد‪ .‬هل فكر �أحد ه�ؤالء‬ ‫الجهاب ��ذة �أين �سن�ص ��ل بعد ع�شر �سني ��ن من الآن‪،‬‬ ‫وكم �سيكون عدد المتقاعدين في القوى الع�سكرية؟!‬

‫"ع�شرات الم�صانع اللبنانية �إ�ضطرت‬ ‫�إلى �إقفال �أبوابها وت�سريح عمالها في‬ ‫الخم�س �سنوات الأخيرة‪ ،‬ب�سبب غالء‬ ‫الكلفة الإنتاجية‪ .‬فنحن ال ن�ستطيع‬ ‫مناف�سة دولة مثل تركيا حيث الحد‬ ‫الأدنى فيها للأجور ال يتجاوز الـ‪300‬‬ ‫يورو‪� ،‬أو مثل �سوريا �أو م�صر حيث الحد‬ ‫الأدنى للأجور متد ٍن جد ًا"‬ ‫و�صرفها عل ��ى ‪ 23‬الف و‪� 800‬أ�ست ��اذ لي�سوا �أ�ساتذة‬ ‫وال يعرف ��ون ما ه ��ي المدر�سة وما ه ��و التعليم‪ .‬وقد‬ ‫فر�ضتهم الو�ساطات والمح�سوبيات‪.‬‬ ‫• من يقف وراء ه�ؤالء؟‬ ‫ك ��ل الطبق ��ة ال�سيا�سي ��ة وم ��ن دون �إ�ستثن ��اء تق ��ف‬ ‫وراءه ��م‪� .‬إذا ك ��ان ثمة ق ��رار �سيا�س ��ي باال�صالح‪،‬‬ ‫ه� ��ؤالء الـ‪� 23‬ألف و‪� 800‬أ�ست ��اذ العاطلين عن العمل‬ ‫يج ��ب ت�سريحهم و�إيج ��اد فر�ص عم ��ل منتجة لهم‪.‬‬ ‫�أنا م ��ع الإ�صالح الإداري الذي يط ��ال جميع الفئات‬ ‫والطبق ��ات وال �إ�ستثن ��اء ف ��ي اال�ص�ل�اح �إذا �أردن ��اه‬ ‫حقيقي ًا‪.‬‬ ‫يتاب ��ع‪� :‬أنا مع الزيادة لأفراد القوى الأمنية والجي�ش‬ ‫وال ��درك‪ ،‬ولكن م ��ع �إعادة النظر ف ��ي �سن التقاعد‪.‬‬ ‫فال يج ��وز �أن يكون �سن التقاعد ف ��ي قوى الأمن هو‬

‫• �إن� �ت� �ق ��ا ًال �إل � ��ى ال �م��و� �ض��وع الإق �ل �ي �م��ي‬ ‫والأزم��ات التي ت�شهدها ال��دول المجاورة‬ ‫مثل �سوريا وم�صر وليبيا‪ .‬بر�أيك ما مدى‬ ‫�إنعكا�س تلك الأزم��ات على لبنان بر�أيك‪،‬‬ ‫وال �سيما �أن لبنان بات اليوم مقراً لمليون‬ ‫ومئة �ألف الجىء �سوري؟‬ ‫نحن الي ��وم نعي� ��ش م�صيب ��ة حقيقية ج ��راء الأزمة‬ ‫ال�سوري ��ة ونزوح ه ��ذا العدد الهائل م ��ن ال�سوريين‪.‬‬ ‫وقد ح� � ّذر وزير الداخلي ��ة نهاد الم�شن ��وق منذ �أيام‬ ‫من الخوف �إذا م ��ا تكاثر عدد الالجئين وو�صل الى‬ ‫المليوني ��ن �أن تعج ��ز الق ��وى الأمنية ع ��ن ال�سيطرة‬ ‫عليه ��م‪ .‬ف� ��إن معظم الجرائ ��م المرتكبة ف ��ي لبنان‬ ‫وراءها �سوري ��ون‪ .‬ال �أريد �أن �أبدو منحاز ًا ولكن هذه‬ ‫هي حقيق ��ة الأمر‪ .‬ناهيك عن العمالة ال�سورية التي‬ ‫تقتن� ��ص فر�ص العمل م ��ن �أمام اللبنان ��ي‪ .‬فالعامل‬ ‫ال�س ��وري بات الي ��وم يهدد العام ��ل اللبناني في عقر‬ ‫داره‪ ،‬وه ��و ما قد ي�ؤدي �إلى كارثة �إجتماعية حقيقية‬ ‫وبطالة مخيفة‪.‬‬ ‫وي�ؤك ��د‪ :‬ولك ��ن حت ��ى ال ُي�س ��اء فهم ��ي لأن المو�ضوع‬ ‫�إن�سان ��ي بامتي ��از‪ .‬ف�أن ��ا ال �أ�ستطيع �أن �أك ��ون عديم‬ ‫الإن�ساني ��ة مع العام ��ل اللبناني و�إن�سان ��ي مع العامل‬ ‫ال�س ��وري‪ .‬فالأ�صح ه ��و �أن �أكون �إن�ساني� � ًا مع العامل‬ ‫اللبنان ��ي �أو ًال ومن ث ��م �أفكر بالعام ��ل ال�سوري‪ .‬هذا‬ ‫م ��ن ناحية‪� ،‬أما من ناحية �أخرى ف�أنا طالبت بايجاد‬ ‫حلول فاعلة له ��ذه المع�ضلة‪ ،‬وعل ��ى الحكومة �إقرار‬ ‫قانون يمنع على ال�شركات اللبنانية توظيف اكثر من‬ ‫ع�شرة في المئة من العمال الأجانب‪ .‬و�أنا �أقول �أكثر‬ ‫من ذلك عل ��ى الحكومة اللبنانية �إقرار قانون ينظم‬ ‫الم�صان ��ع والم�ؤ�س�سات ال�سوري ��ة العاملة في لبنان‪.‬‬ ‫فال يج ��وز �أن تعمل تل ��ك المعامل ب�شك ��ل ع�شوائي‪،‬‬ ‫وم ��ن دون �أن تدف ��ع اية �ضرائب �أو ر�س ��وم‪� .‬أنا �أقول‬ ‫�أه�ل��أ و�سهال بكل المعام ��ل ال�سورية على الرغم من‬ ‫�أنه ��ا ت�شكل مناف�سة كبيرة للم�صانع اللبنانية وتلحق‬ ‫�أحيان ��ا اال�ضرار المادية به ��ا‪ .‬ولكن فلتنتظم �ضمن‬ ‫القوانين ووفق ًا لل�شروط المعمول بها في لبنان‬ ‫‪Issue 20 - June - 2014‬‬

‫‪87‬‬


‫حوار العدد‬ ‫العربية ال�ت��ي �إ�ستطعتم جذبها والعقود‬ ‫ال�ت��ي وقعتموها م��ع ال���ش��رك��ات الأجنبية‬ ‫لتحفيز االقت�صاد وتن�شيط الحركة‪ ،‬وال‬ ‫�سيما �أن م��ن ي�ت�ج� ّول ف��ي �أ� �س��واق ب�ي��روت‬ ‫وف��ي قلبها التجاري يالحظ حركة �شبه‬ ‫م �ع ��دوم ��ة‪ ،‬وم� �ح�ل�ات ت �ج��اري��ة م �ه �ج��ورة‬ ‫وم �� �س��اح��ات � �ش��ا� �س �ع��ة‪ ،‬ال ت���س�ك�ن�ه��ا ��س��وى‬ ‫الأ�شباح والعتمة؟‬ ‫�إقت�ص ��اد لبن ��ان الي ��وم يرتك ��ز عل ��ى دول الخلي ��ج‪،‬‬ ‫وي�ستم ��د �شريان ��ه الأ�سا�سي منه ��ا‪� ،‬شئن ��ا �أم �أبينا‪.‬‬ ‫وه ��و الأمر ال ��ذي جعلنا نخو�ض حرب ًا م ��ع الحكومة‬ ‫ال�سابق ��ة التي كانت برئا�سة نجيب الميقاتي‪ ،‬ب�سبب‬ ‫هج ��وم �أط ��راف �أ�سا�سي ��ة فيه ��ا عل ��ى دول الخلي ��ج‬ ‫و�إنتقاده ��م �سيا�س ��ة تلك ال ��دول المعتدل ��ة‪� .‬أما رد ًا‬ ‫عل ��ى �س�ؤال ��ك‪ ،‬فتح ��ن كن ��ا ن�سم ��ع �أن الإ�ستثمارات‬ ‫الأجنبي ��ة في لبنان في المرحل ��ة الممتدة من العام‬ ‫‪ 2005‬حتى العام ‪ 2010‬كانت تتراوح ما بين الأربعة‬ ‫ملي ��ارات �إل ��ى الخم�س ��ة ملي ��ارات دوالر‪ .‬ولك ��ن في‬ ‫حقيقة الأم ��ر‪ ،‬الت�سمية خط� ��أ‪ ،‬لأن اال�ستثمارات لم‬ ‫تك ��ن �أجنبية مئة في المئة‪ ،‬ب ��ل �إن ن�سبة تفوق الـ‪85‬‬ ‫بالمئة منها كانت �إ�ستثمارات خليجية‪ .‬ونحن ن�سمع‬ ‫�أي�ض ًا �أن تحويالت المغتربي ��ن اللبنانيين �إلى لبنان‬ ‫ه ��ي ‪ 8‬مليارات دوالر في ال�سنة‪ .‬وهنا �أي�ض ًا الت�سمية‬ ‫خط� ��أ‪ ،‬لأن اللبنانيين المقيمين في المملكة العربية‬ ‫ال�سعودي ��ة يح ّول ��ون �سنوي� � ًا حوال ��ي �أربع ��ة مليارات‬ ‫دوالر‪ .‬و�إذا �أ�ضفن ��ا �إل ��ى ال�سعودية دول الخليج التي‬ ‫ت�أتي منها تحويالت من اللبنانيين‪ ،‬نكت�شف �أن ن�سبة‬ ‫‪ 87‬في للمئة م ��ن التحويالت م�صدرها الخليج‪� .‬أما‬ ‫الن�سبة الباقية وهي ‪ 13‬في المئة فهي ت�شمل �أفريقيا‬ ‫و�أميرك ��ا و�أو�سترالي ��ا وكندا والبرازي ��ل وغيرها من‬ ‫دول الإغتراب‪.‬‬ ‫ويتاب ��ع‪ :‬و�إذا �إ�ستطلعن ��ا ال�ص ��ادرات اللبناني ��ة �إلى‬ ‫الخ ��ارج نكت�شف �أن ن�سبة ‪� 40‬إل ��ى ‪ 45‬في المئة من‬ ‫�صادراتن ��ا وجهتها الخلي ��ج‪ .‬و�إذا �إ�ستطلعنا الإنفاق‬ ‫ال�سياح ��ي في لبنان‪ ،‬نكت�ش ��ف �أن ن�سبة ‪ 60‬في المئة‬ ‫من هذا الإنفاق هو خليجي الم�صدر‪� .‬أي �أن كل مئة‬ ‫دوالر �أنفق ��ت في فندق من الفن ��ادق‪ ،‬كان ما معدله‬ ‫‪ 60‬دوالر ًا خليج ��ي الم�صدر‪ .‬لهذه الأ�سباب ال يمكن‬ ‫لأي حكوم ��ة من الحكومات �إال بناء �أف�ضل العالقات‬ ‫م ��ع دول الخليج‪ ،‬ول ��و �أرادت التحال ��ف وبناء �أف�ضل‬ ‫العالقات مع كل دول العالم‪.‬‬ ‫(وي�ست ��درك) �أمام ه ��ذه الحقائ ��ق ال يمكنك تغيير‬ ‫تل ��ك المعادلة‪ ،‬كما �سمعنا م ��ن وزير ال�سياحة اليوم‬ ‫الذي يريد ت�شجيع ال�سي ��اح ال�صينيين والبرازيليين‬ ‫وغيرهم‪� .‬أنا ل�ست �ضد هذا الأمر وهو اقتراح جيد‪.‬‬ ‫ولك ��ن علين ��ا �أن ال ننجرف كثي ��ر ًا ونبتعد من واقعنا‬

‫‪86‬‬

‫العدد ‪ - 20‬حزيران (يونيو) ‪٢٠١4 -‬‬

‫"�أنا �ضد زيادة ال�ضرائب‪ ،‬لأن عدم‬ ‫الإ�ستقرار ال�ضريبي �سوف يدفع‬ ‫بالم�ستثمر اللبناني �أن يهرب �أي�ض ًا‬ ‫ويفت�ش عن �أ�سواق جديدة �أكثر �إ�ستقرار ًا‬ ‫وليونة‪ .‬اليوم الوقائع تقول �أنهم �إذا �أقروا‬ ‫�سل�سلة الرتب والرواتب‪ ،‬وال�ضرائب التي‬ ‫يقترحونها من دون درا�سات‪� ،‬سي�أخذون‬ ‫�إقت�صاد البلد �إلى المجهول"‬ ‫و�إمتدادنا الجغرافي‪.‬‬ ‫• �أن��ت ت�ستعر�ض تاريخاً‪ ،‬وال تجيب عن‬ ‫ال�س�ؤال الأ�سا�سي‪ ،‬وهو ما هي الإ�ستثمارات‬ ‫التي �إ�ستطعتم جذبها في ال�سنوات الأخيرة‬ ‫التي توليتم فيها رئا�سة الغرفة؟‬ ‫�أن ��ت ت�س�ألني عن �إنج ��ازات الغرفة في وقت �أننا كنا‬ ‫فيه وخ�ل�ال ال�سنوات الثالث الأخي ��رة نعاني غياب‬ ‫الحكوم ��ة �شبه الكام ��ل‪( .‬ي�ستدرك) �أن ��ا ال �أهاجم‬ ‫الحكوم ��ة ال�سابق ��ة‪ ،‬ف�أنا �أك ��ن كل �إحت ��رام وتقدير‬ ‫لرئي� ��س الحكوم ��ة ال�سابق نجيب ميقات ��ي‪ .‬ولكن �أنا‬ ‫هن ��ا �أتكلم في ال�ش�أن ال�سيا�سي‪ ،‬الحكومة كانت غير‬ ‫موج ��ود �أو معطلة‪ .‬وعلى الرغ ��م من تلك الظروف‪،‬‬ ‫�إ�ستطعن ��ا كغرف ��ة �أن نلع ��ب دور ًا كبي ��ر ًا للم�ساهمة‬ ‫ف ��ي تحفي ��ز الإقت�ص ��اد‪ ،‬وقد قمن ��ا بزي ��ارة ر�سمية‬

‫�إل ��ى ال�سعودية كهيئات �إقت�صادية م ��ن �أجل التعاون‬ ‫و�إيجاد �صيغة لتوقيع العقود التجارية‪ .‬ثم قمنا �أي�ض ًا‬ ‫بزي ��ارة دبي وقطر وطلبن ��ا منهم كقطاع خا�ص بناء‬ ‫�أف�ضل العالقات التجارية‪ .‬و�إ�ستعر�ضنا مع المعنين‬ ‫هناك العالقات التاريخية التي تربط بيننا وبينهم‪.‬‬ ‫و�شرحن ��ا له ��م الظ ��روف ال�صعب ��ة الت ��ي يم ��ر بها‬ ‫لبنان‪ ،‬طالبي ��ن منهم عدم بيع عقاراتهم وفنادقهم‬ ‫وم�ؤ�س�ساته ��م وعدم التخل ��ي ع ��ن �إ�ستثماراتهم في‬ ‫لبنان‪ .‬هذا ال ��ذي �أنجزناه وحققناه‪� .‬أما �أن ت�س�ألني‬ ‫عن تحقيق المعجزات في ال�سنوات الثالث الأخيرة‪،‬‬ ‫ف�أن ��ت تعرف �أنه كان م ��ن الم�ستحيل �إجتذاب دوالر‬ ‫خليج ��ي واحد لإ�ستثماره في لبنان‪ .‬نحن ذهبنا �إلى‬ ‫دول الخلي ��ج وحاولنا الم�ستحيل لإبقاء الإ�ستثمارات‬ ‫القديم ��ة ف ��ي لبن ��ان‪ .‬وف ��ي المقاب ��ل �إ�ستطعنا فتح‬ ‫�أ�سواق جديدة لل�صادرات اللبنانية والإنتاج اللبناني‬ ‫�إلى خارج العالم العربي‪.‬‬ ‫وي�ضيف‪ :‬هذا م ��ن ناحية‪� ،‬أما من ناحية �أخرى فقد‬ ‫�أقمن ��ا ن�شاط� � ًا مميز ًا ف ��ي ال�سعودية‪ ،‬وه ��و "�أ�سبوع‬ ‫لبن ��ان في المملكة العربي ��ة ال�سعودية" الذي نظمنا‬ ‫من خالله معر�ض ًا للمنتج ��ات اللبنانية‪ ،‬كما عقدنا‬ ‫م�ؤتمر ًا هناك �شرحنا فيه �أهمية المنتجات اللبنانية‬ ‫وجودتها‪ .‬ف�ض�ل ً�ا عن تجوالنا على الجالية اللبنانية‬ ‫وعل ��ى الم�ستثمرين طالبي ��ن �أف�ض ��ل العالقات بين‬ ‫ال�شعبي ��ن اللبنان ��ي وال�سع ��ودي‪ ،‬وقد لقي ��ت جولتنا‬ ‫ال�ص ��دى الطي ��ب‪ ،‬وكان م ��ن ثمارها ع ��ودة ال�سفير‬ ‫ال�سع ��ودي �إل ��ى لبن ��ان‪ ،‬ال ��ذي ق ��دم لنا هن ��اك كل‬ ‫م�ساع ��دة ودع ��م‪ ،‬حي ��ث رافقنا طوال فت ��رة جولتنا‬ ‫ول ��م يتركنا دقيق ��ة واحدة‪ ،‬وال �سيم ��ا �أن وفدنا كان‬ ‫من �أكبر الوف ��ود االقت�صادية في تاريخ لبنان‪ ،‬حيث‬ ‫�ضم ممثلين من مختل ��ف القطاعات الخا�صة‪ .‬ومن‬ ‫الإنج ��ازات المهم ��ة الت ��ي �سنحققها ف ��ي اال�سابيع‬ ‫المقبل ��ة‪ ،‬ه ��و م�ؤتمر االقت�صاد العرب ��ي الذي �سوف‬ ‫ُيعق ��د في لبنان وبم�شاركة خليجي ��ة وا�سعة النطاق‪،‬‬ ‫وي�ض ��م ثالثين رج ��ل �أعمال م ��ن المملك ��ة العربية‬ ‫ال�سعودي ��ة �سيزورون لبن ��ان‪ ،‬لنقول له ��م‪� :‬إن لبنان‬ ‫ي�ضعف ولكن ال يموت‪.‬‬ ‫• مع كامل التقدير لجهودكم في ت�شجيع‬ ‫الإ��س�ت�ث�م��ار ال �ع��رب��ي‪ ،‬ول �ك��ن �أي ��ن الحكمة‬ ‫ف��ي ع��دم فتح �أب ��واب لبنان على اال��س��واق‬ ‫العالمية‪ ،‬وجلب اال�ستثمارات االوروب�ي��ة‬ ‫والأ��س�ي��وي��ة �أ� �س��وة ب��الإم��ارات ال�ت��ي فتحت‬ ‫�أبوابها للعالم؟ لماذا ال نعيد ع�صر بيروت‬ ‫ال��ذه �ب��ي ال ��ذي ك ��ان ف��ي اوائ� ��ل �سبعينات‬ ‫القرن الفائت؟‬ ‫فت ��ح ا�سواق جدي ��دة خ ��ارج المحيط العرب ��ي لي�س‬


‫بيروت ‪ -‬مازن مجوز‬ ‫يت�ش ��ارك لبن ��ان وعدد كبي ��ر من دول‬ ‫�شح مائي غير م�سبوقة‬ ‫المنطقة‪ ،‬حالة ّ‬ ‫تن ��ذر بكارث ��ة بيئي ��ة‪ ،‬خ�صو�ص ًا في ظ ��ل �إنحبا�س‬ ‫الأمطار ب�شكل �إ�ستثنائي هذه العام‪ ،‬وعدم ت�سجيل‬ ‫ال�سدود لمعدّالت تخزي ��ن �آمنة‪ .‬ففي حين يتراوح‬ ‫من�س ��وب بحيرة القرعون في مث ��ل هذه الأيام بين‬ ‫‪� 200‬إل ��ى ‪ 220‬مليون متر مكع ��ب‪ ،‬ال يتعدّى حالي ُا‬ ‫الـ‪ 42‬مليون متر مكعب‪.‬‬ ‫وي�ستهل ��ك ك ��ل �شخ�ص ف ��ي لبن ��ان ‪ 100‬ليتر من‬ ‫المياه يومي ًا‪ ،‬و�إذا �إحت�سبنا معادلة وجود ‪ 4‬ماليين‬ ‫مواط ��ن ونحو مليون ون�ص ��ف مليون الجئ �سوري‪،‬‬ ‫ي�سجل تفاقم ًا كبي ��ر ًا في �إ�ستهالك هذا‬ ‫ف� ��إن ذلك ّ‬ ‫المورد الحيوي‪.‬‬ ‫وتتمث ��ل معاناة ال�سك ��ان في لبنان �أي�ض ��ا ب�إنقطاع‬ ‫دوري لمي ��اه ال�شف ��ة‪ ،‬وع ��دم و�ص ��ول المي ��اه ال ��ى‬ ‫المن ��ازل‪ .‬لذا �إ�ضطروا �إلى �ش ��راء مياه ال�شفة من‬ ‫ال�سوق في ف�صلي ال�شتاء وال�صيف‪ .‬‬ ‫فق ��ط ف ��ي لبن ��ان‪ ،‬يحدث ف ��ي ف�ص ��ل ال�شت ��اء �أن‬ ‫تك ��ون العا�صف ��ة في �أوجه ��ا وطرقات لبن ��ان تعوم‬ ‫بالمياه‪ ،‬فيم ��ا مياه الإ�ستعم ��ال المنزلي مقطوعة‬ ‫والتمدي ��دات تك ��اد تك ��ون جاف ��ة‪ ،‬وال ُي�ستبع ��د �أن‬ ‫يت�آكله ��ا ال�ص ��د�أ ‪ .‬فم ��اذا ينتظ ��ر اللبنانيون هذا‬ ‫ال�صيف؟‬ ‫قب ��ل الخو� ��ض ف ��ي الإجاب ��ة‪ ،‬ال بد من الق ��ول �إلى‬ ‫�أن ��ه مع حلول الع ��ام ‪ 2014‬راح لبنان يواجه و�ضع ًا‬ ‫مقلق� � ًا على م�ستوى النق�ص ف ��ي المياه على �أبواب‬ ‫ف�ص ��ل ال�صي ��ف‪ ،‬ال�شيء ال ��ذي ظهر م ��ع تغيرات‬ ‫مناخية خطيرة من �إرتفاع لدرجة الحرارة ونق�ص‬ ‫غير م�سبوق تاريخي ًا لكمية االمطار‪.‬‬ ‫وما يثير الإهتم ��ام والف�ضول �أن كمية االمطار في‬ ‫العا�صم ��ة اللبناني ��ة بيروت تراوح ��ت حتى التا�سع‬ ‫من �أيار (مايو) ‪ 2014‬بين ‪ 350‬و‪ 400‬ملم مقارنة‬ ‫مع ‪ 850‬ملم ف ��ي العام الما�ضي‪ .‬وه ��ذا الم�ستوى‬ ‫المتدن ��ي ين�سح ��ب عل ��ى ك ��ل المناط ��ق اللبنانية‬ ‫�شما ًال وجنوب ًا وبقاع ًا‪ ،‬علم� � ًا �أن المعدل التاريخي‬ ‫الو�سطي على مدى ‪ 30‬عام ًا كان ‪ 685‬ملم‪.‬‬ ‫رئي�س م�صلح ��ة االبحاث العلمية الزراعية مي�شال‬ ‫اف ��رام‪ ،‬يق ��ول‪�" :‬إن االمطار الت ��ي ت�ساقطت هذا‬ ‫العام وتت�ساقط و�ستت�ساقط الحق ًا حلحلت الو�ضع‬ ‫الزراع ��ي قلي�ل ً�ا‪� ،‬إال انها ل ��م تح ��ل م�شكلة نق�ص‬ ‫الأمط ��ار المتراكمة"‪ .‬ويو�ضح ب�أنه ��ا "بحدود ‪43‬‬ ‫‪ %‬م ��ن المع ��دل ال�سن ��وي م ��ا ينطبق عل ��ى معظم‬

‫�صالة اال�ست�سقاء في �إطرابل�س‬

‫المناطق اللبنانية وهي ن�سبة �ضئيلة جد ًا"‪.‬‬ ‫هذه الحالة الإ�ستثنائية‪ ،‬دفعت بالكثير من خبراء‬ ‫المي ��اه في لبنان �إل ��ى منا�شدة الجه ��ات الر�سمية‬ ‫الم�س�ؤولة عن القط ��اع ت�أليف خلية �أزمة للتخفيف‬ ‫من الأ�ضرار وحماية حقوق لبنان المائية من �أجل‬ ‫ت�أمين �أف�ضل خدمة للمواطنين ب�أقل كلفة ممكنة‪.‬‬ ‫رئي� ��س لجنة الطاق ��ة والمي ��اه النيابية ف ��ي لبنان‬ ‫النائ ��ب محمد قباني ح ّذر م ��ن �أن "ق�ضية المياه‬ ‫ه ��ي �أكثر �إلحاح� � ًا‪ ،‬رغم �شك ��اوى المواطنين منذ‬ ‫�سن ��وات م ��ن �أزم ��ة الكهرب ��اء"‪ ،‬نافي� � ًا المقوالت‬

‫النائب محمد قباني‪:‬‬ ‫"ال يكفي بناء ال�سدود‪ ،‬المطلوب‬ ‫و�ضع ّ‬ ‫مخطط عام توجيهي للمياه‬ ‫يت�ضمن الم�صادر والإ�ستهالك‪ ،‬وي�أخذ‬ ‫بالإعتبار الجغرافيا �سواء بالن�سبة �إلى‬ ‫الم�صادر �أو الإ�ستهالك‪ ،‬وكذلك و�ضع‬ ‫�إ�ستراتيجية للمعالجة ت�شمل‬ ‫مختلف الم�صادر والمواقع"‬

‫المت ��ردّدة م ��ن �أن لبن ��ان يع ��وم عل ��ى بحي ��رة من‬ ‫المي ��اه‪" ،‬وق ��د ك�شفت �سن ��ة الجفاف ه ��ذه كم �أن‬ ‫و�ضعنا يحتاج �إلى عالج �سريع وجذري"‪.‬‬ ‫�إذ ًا ه ��ذا م ��ا ينتظ ��ر اللبنانيين �صيف ه ��ذا العام‬ ‫وربما ين�سحب على الأعوام التي تليه؟‬ ‫ي�ؤك ��د قبان ��ي �أن ��ه " ال يكفي بن ��اء ال�س ��دود‪� ،‬إنما‬ ‫المطل ��وب و�ض ��ع ّ‬ ‫مخط ��ط ع ��ام توجيه ��ي للمياه‪،‬‬ ‫م�ص ��ادر و�إ�ستهالك� � ًا‪ ،‬ي�أخذ بالإعتب ��ار الجغرافيا‬ ‫�س ��واء بالن�سب ��ة �إل ��ى الم�ص ��ادر �أو الإ�سته�ل�اك‪.‬‬ ‫وكذلك و�ضع �إ�ستراتيجية للمعالجة ت�شمل مختلف‬ ‫الم�صادر والمواقع"‪.‬‬ ‫وك ��ان البن ��ك الدول ��ي �أ�ص ��در درا�س ��ة ف ��ي �أيلول‬ ‫(�سبتمب ��ر) ‪ 2013‬بعن ��وان "لبن ��ان ‪ -‬التقيي ��م‬ ‫الإجتماع ��ي والإقت�ص ��ادي للن ��زاع ال�س ��وري"‪،‬‬ ‫التي �سلط ��ت ال�ضوء عل ��ى التكالي ��ف الإجتماعية‬ ‫والإقت�صادي ��ة لل�ص ��راع ال�س ��وري عل ��ى الإقت�صاد‬ ‫اللبنان ��ي‪ّ ،‬‬ ‫ولخ�ص ��ت التكاليف على قط ��اع المياه‬ ‫بخم�س ��ة ماليي ��ن دوالر �أميركي في الع ��ام ‪2012‬‬ ‫وكذلك في الع ��ام ‪� ،2013‬إال �أنها باتت هذه ال�سنة‬ ‫‪ 8‬ماليين دوالر‪ ،‬ما يعني �أن الكلفة االجمالية على‬ ‫قطاع المياه ج ��راء تدفق الالجئين ال�سوريين هي‬ ‫‪ 18‬مليون دوالر �أميركي‪.‬‬ ‫ومن جه ��ة ثانية ف�إن عدد �سكان لبنان ينمو �سنوي ًا‬ ‫بن�سب ��ة ‪ % 2,5‬االمر الذي يرفع حجم الحاجة �إلى‬ ‫�إ�ستهالك المياه اليومي‪.‬‬ ‫‪Issue 20 - June - 2014‬‬

‫‪89‬‬


‫تحقيق العدد‬

‫ك�أن الو�ضع الإقت�صادي وال�سيا�سي والإجتماعي ال يكفيه‬

‫لبنان األخضر‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫والتصحر!‬ ‫مهدد بالعطش‬ ‫�إنتهى مو�سم التزلّج �سريع ًا هذا العام في بلد الأرز قبل �أن يبد�أ مع تدني معدل �سقوط الثلج‪ ،‬والحت في الأفق‬ ‫كارثة زراعية جراء الجفاف‪ ،‬و�إرتفع الطلب على �شراء مياه الآبار الأمر الذي �أدى �إلى �إرتفاع �أ�سعارها‪ .‬بع�ض‬ ‫يتح�ضر للبدء ب�صالة الإ�ست�سقاء وتقاليد "رحمة �إنزال المطر" ب�سبب تداعيات الأزمة الناتجة عن‬ ‫ّ‬ ‫اللبنانيي��ن‬ ‫المناخ ال�صحراوي الذي بد�أ ي�ضرب لبنان منذ �أ�شهر‪.‬‬ ‫فالمي��اه ه��ي الحق الأول من حقوق الإن�س��ان‪ ،‬لكن العط�ش" �آخر ما قد يتخوف من��ه اللبناني ب�سبب معرفته‬ ‫الخاطئ��ة ب�أن وطنه ي�سب��ح فوق كنز مائي يرويه �إلى �أبد الآبدين‪ .‬وال�صحي��ح �أن �سنوات تف�صل هذا البلد عن‬ ‫ظاهرة جديدة تدعى "الجىء المياه"‪.‬‬ ‫وفيم��ا �سارعت الحكومة �إلى �إن�شاء "خلية �أزم��ة" لإدارة هذه الم�شكلة‪ ،‬فقد �أطلقت مجموعة �ضغط مدنية‬ ‫م�شروع � ًا يه��دف الى حماية ثروة لبنان من"الذهب الأزرق" ( المياه )؛ ف��ي حين ال يزال العديد من الخبراء‬ ‫يرى �أن الدولة ال تزال مكتوفة الأيدي بالن�سبة �إلى البحث عن حلول جدية‪.‬‬ ‫بب�ساط��ة‪ ،‬لبن��ان مقبل على كارثة مائية وطنية‪ ،‬تنب�أ الخبراء بحدوثها في العام ‪ ،2020‬والتي بد�أت م�ؤ�شراتها‬ ‫تظهر منذ اليوم ‪.‬‬ ‫وزارة الزراعة اللبنانية‪ :‬ما هي �إ�ستراتيجيتها لمقاومة الت�صحر؟‬

‫‪88‬‬

‫العدد ‪ - 20‬حزيران (يونيو) ‪٢٠١4 -‬‬

‫مو�سم التزلج في خطر‬


‫عبد الرحمن الزواوي‪ :‬ال�سنة المطرية "�سيئة"‬

‫مي�شال افرام‪ :‬دالالت على الت�صحر‬

‫وهي تك ��اد ت�شبه �أ�سو�أ �سنة مطري ��ة �شهدها لبنان‬ ‫في العام ‪ ،1957‬حي ��ن و�صلت ن�سبة المت�ساقطات‬ ‫�إلى ‪ 410‬ملم‪ ،‬فيما المعدل العام للمت�ساقطات في‬ ‫بي ��روت هو ‪ 750‬مل ��م �سنوي ًا‪ ،‬م�شير ًا �إل ��ى �أن �سنة‬ ‫‪� 2013 – 2012‬سجل ��ت ن�سب ��ة المت�ساقطات فيها‬ ‫‪ 950‬مل ��م‪� ،‬أما ف ��ي ‪ 2011‬فقد �سجل ��ت ‪ 900‬ملم‪.‬‬ ‫وم ��ن هنا يمك ��ن القول �إنن ��ا مقبلون عل ��ى مو�سم‬ ‫�صع ��ب في ��ه �شح للمياه‪ ،‬وه ��ذا ي�ؤثر عل ��ى الإن�سان‬ ‫والحيوان والنبات‪.‬‬ ‫وبح�س ��ب الإ�ستراتيجي ��ة الوطني ��ة لقط ��اع المياه‪،‬‬ ‫يحتاج لبن ��ان �سنوي ًا �إلى ملي ��ار ون�صف مليار متر‬ ‫مكع ��ب مياه‪ ،‬تتوفر عادة من المت�ساقطات المائية‬ ‫والثل ��وج‪ ،‬ومن م�صادر الآبار ال�سطحية والجوفية‪.‬‬ ‫لك ��ن هذه الكمي ��ة لم تتوف ��ر هذا الع ��ام‪ .‬والكمية‬ ‫المتوفرة هي ن�صف م ��ا نحتاجه‪ ،‬وعجزنا المائي‬ ‫يبلغ ‪ 728‬مليون متر مكع ��ب‪ ،‬ي�شدّد م�ست�شار وزير‬ ‫الطاقة والمياه لل�ش�ؤون المائية عبدو طيار‪.‬‬ ‫وردا عل ��ى �س� ��ؤال يجي ��ب‪" :‬نح ��ن نعتب ��ر �أن و�ضع‬ ‫المي ��اه �سيك ��ون �صيف� � ًا مقب ��و ًال بع�ض ال�ش ��يء‪� ،‬إذ‬ ‫�سيت ��م �ض ��خ المي ��اه الجوفي ��ة بمع ��دل ‪ 600‬مليون‬ ‫متر مكعب‪ ،‬كم ��ا �أ�صبحنا على و�شك �إطالق حملة‬ ‫وطنية لتر�شيد �إ�ستخ ��دام المياه موجهة للمواطن‬ ‫والمزارع وال�صناعي وال�سائح"‪.‬‬ ‫وم ��ن �أبرز م ��ا �ستت�ضمن ��ه الحملة �إ�ص ��دار بيانات‬ ‫ف ��ي الإعالم‪ ،‬لوحات �إعالني ��ة‪ ،‬ر�سائل ن�صية على‬ ‫الهواتف‪ ،‬لتوعية المواطن والقطاعات الم�ستعملة‬ ‫للمي ��اه على كيفي ��ة �إ�ستخ ��دام المي ��اه‪ ،‬وتنبيههم‬ ‫م ��ن الت�صرف ��ات الخاطئة ف ��ي �إ�ستخدامها‪ .‬وهي‬ ‫�ستحمل عن ��وان "خطة لمواجهة �آثار �شح المياه"‪،‬‬ ‫على �ألاّ تكون لهذا العام فقط بل للمدى المتو�سط‬ ‫والبعيد‪.‬‬

‫وتتح� �دّث �أ�ستاذة علوم �صح ��ة البيئة في الجامعة‬ ‫الأميركي ��ة في بيروت (‪ )AUB‬م ��ي الجردي عن‬ ‫ق ّلة كمية الأمط ��ار والغطاء الثلج ��ي‪ ،‬علم ًا �أنه كل‬ ‫‪� 10‬إل ��ى ‪� 12‬سنة تنخف� ��ض المت�ساقطات‪ ،‬ولكن "‬ ‫الأهم �أن ّ‬ ‫نتح�ضر لدورة التق ّلبات المناخية‪ ،‬وهذا‬ ‫م ��ا نفتقده‪ ،‬حيث جرت محاوالت غير متكاملة في‬ ‫لبن ��ان لو�ض ��ع �إ�ستراتيجي ��ات لإدارة المياه" الفتة‬ ‫�إل ��ى �أن المطل ��وب �إدارة متكامل ��ة لم ��وارد المياه‬ ‫وتحديث القوانين وتفعي ��ل �شراكة بين القطاعين‬ ‫الع ��ام والخا� ��ص‪ ،‬وبالتال ��ي �ض ��رورة الك�شف عن‬ ‫"المعلومات البيانية الأ�سا�سية" الـ(‪)data base‬‬ ‫الأ�سا�سي ��ة المخ ّب� ��أة ف ��ي الجواري ��ر ب�إعتباره ��ا‬ ‫معلومات �سر ّية‪ ،‬وفق تعبيرها‪.‬‬ ‫ف ��ي ما يتعلق بمو�س ��م التزلج‪ ،‬ي�ؤك ��د مدير منتجع‬ ‫مبك وكارثي‪،‬‬ ‫في الأرز �شربل �أبو فراعة �أن الو�ضع ٍ‬ ‫م�شي ��ر ًا �إلى �أن �أح ��د ًا لم يتوجه �إل ��ى الأرز‪ ،‬لأن ال‬ ‫ثلوج‪ ،‬والمد ّرجات لم تتمكن من �إعالن �إنطالقتها‬ ‫لهذا المو�سم ب�سبب غياب الثلوج‪.‬‬

‫مي الجردي‪" :‬المطلوب‬ ‫�إدارة متكاملة لموارد المياه وتحديث‬ ‫القوانين وتفعيل �شراكة بين القطاعين‬ ‫العام والخا�ص‪ ،‬وبالتالي �ضرورة‬ ‫الك�شف عن قاعدة البيانات الأ�سا�سية‬ ‫المخ ّب�أة في الجوارير باعتبارها‬ ‫معلومات �سر ّية"‬

‫ويق ��ول‪" :‬كان المو�سم يتراج ��ع �إلى الن�صف �سواء‬ ‫بفعل الو�ضع االقت�ص ��ادي �أو الأمني‪� ،‬أما �أن ن�صل‬ ‫�إل ��ى تراجع المو�س ��م ‪ 100‬في المئ ��ة‪ ،‬فهذه كارثة‬ ‫حلت على �أبن ��اء المنطقة"‪ .‬كا�شف� � ًا عن �أن بع�ض‬ ‫المنتجع ��ات �صرف ��ت العديد م ��ن موظفيها‪ ،‬فيما‬ ‫�إرت�أت منتجعات �أخرى �إعتماد �إ�ستراتيجية ن�صف‬ ‫الراتب ب�إنتظار الفرج‬ ‫ومن الدالئل الملمو�سة على الت�صحر‪" :‬الفروقات‬ ‫ف ��ي الح ��رارة بي ��ن اللي ��ل والنه ��ار حي ��ث و�صلت‬ ‫الحرارة في البقاع في بع�ض �أيام �شباط (فبراير)‬ ‫�إل ��ى ‪ 20‬درجة ث ��م �إنخفا�ضها ال ��ى �صفر‪ ،‬وكذلك‬ ‫ظهور �أنماط جدي ��دة من النباتات وطرق جديدة‬ ‫ف ��ي الري مع ح�صاد المياه؛ بالتزامن مع الجفاف‬ ‫الكبير الذي يهدد حياة معظم النباتات ال�صيفية‪،‬‬ ‫ف� ً‬ ‫ضال عن �إحتمال �إرتفاع ن�سبة الحرائق �أكثر مما‬ ‫�شهدن ��اه ف ��ي ال�سن ��وات الما�ضية‪ ،‬م ��ا يدفعنا �إلى‬ ‫�إط�ل�اق جر�س �إن ��ذار حقيقي يه ��دد تغنينا بلبنان‬ ‫الأخ�ض ��ر وبالثل ��ج الذي يزي ��ن �أرزه ال�شامخ" وفق‬ ‫تعبير مي�شال �أفرام‪.‬‬ ‫وبالع ��ودة �إل ��ى ال ��وزارات المعنية توجه ��ت وزارة‬ ‫الزراع ��ة وم�صلح ��ة الأبح ��اث العلمي ��ة الزراعية‬ ‫�إلى جمي ��ع المزارعين ب�سل�سلة �إر�شادات لمواجهة‬ ‫�ش ��ح الأمطار وح�صول نق�ص ف ��ي المياه الجوفية‪.‬‬ ‫ون�صت الإر�شادات على �ضرورة‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫‪-1‬عدم اال�ستغالل الجائر للمياه الجوفية للحفاظ‬ ‫عليها لأطول فترة ممكنة؛‬ ‫‪ -2‬ري الأ�شج ��ار المثمرة والزراعات االخرى عند‬ ‫الحاجة فقط؛‬ ‫‪ -3‬وجود �إعتماد ال ��ري بالتنقيط الذي يوفر ‪%30‬‬ ‫من كمي ��ة المياه دون �أي ت�أثي ��ر �سلبي على الإنتاج‬ ‫ك ّم ًا ونوع ًا؛‬ ‫‪ -4‬ال ��ري �صباح ًا �أو م�ساء ولي� ��س ظهر ًا للتخفيف‬ ‫من تبخر المياه؛‬ ‫‪ -5‬متابع ��ة الإر�ش ��ادات الخليوي ��ة م ��ن م�صلح ��ة‬ ‫الأبح ��اث حول فت ��رات الح� � ّر‪ ،‬وظه ��ور الأمرا�ض‬ ‫والح�شرات‪.‬‬ ‫هذه الخطوات وغيرها من الإر�شادات ي�شدد قباني‬ ‫عل ��ى وج ��وب تطبيقه ��ا ب�إعتبار القط ��اع الزراعي‬ ‫ي�ستهل ��ك ما بي ��ن ‪ 65‬و‪ %70‬من المياه ف ��ي لبنان‪،‬‬ ‫فيم ��ا هن ��اك ‪ %30‬فق ��ط م ��ن االرا�ض ��ي الزراعية‬ ‫المروية ت�ستخدم فيها الأ�ساليب الحديثة‪.‬‬ ‫وفي ه ��ذا ال�سي ��اق ي�ؤك ��د المدي ��ر الع ��ام للموارد‬ ‫المائي ��ة والكهربائية فادي قمير �أنّ �أكثر المناطق‬ ‫ت�أث ��ر ًا بالجف ��اف وت�ض ��رر ًا م ��ن الأحتبا� ��س‬ ‫‪Issue 20 - June - 2014‬‬

‫‪91‬‬


‫تحقيق العدد‬ ‫وف ��ي الواق ��ع ف� ��إن ه ��ذا ال�شح ف ��ي الأمط ��ار دفع‬ ‫بمزارع ��ي البق ��اع �إلى �إطالق ال�صرخ ��ة معتبرين‬ ‫�أن ��ه بلغ حد ًا هذا الع ��ام ال يمكن �إال التوقف عنده‪،‬‬ ‫محذري ��ن من كارثة على �صعيد الأمن الغذائي في‬ ‫لبنان في حال �إ�ستمرار الأو�ضاع على ما هي عليه‪.‬‬ ‫ففي �سه ��ل البقاع ال ��ذي ي�شكل ‪ %33‬م ��ن م�ساحة‬ ‫لبن ��ان‪ ،‬ت ��رك الجف ��اف �أث ��ره ال�سلبي ف ��ي معظم‬ ‫الأرا�ض ��ي الزراعي ��ة ه ��ذه ال�سنة‪ ،‬مه ��دد ًا مو�سم‬ ‫القم ��ح وغي ��ره الكثي ��ر م ��ن الموا�س ��م‪ .‬ول ��م يبق‬ ‫�أم ��ام المزارعي ��ن �س ��وى الإعتم ��اد عل ��ى نظام "‬ ‫الع� �دّان" المتع ��ارف علي ��ه منذ زم ��ن‪ ،‬بحيث يتم‬ ‫توزيع �ساعات الري عل ��ى �أهالي القرية على مدار‬ ‫الأ�سب ��وع ما ي� ��ؤدي �إلى بق ��اء ق�سم م ��ن الأرا�ضي‬ ‫ري‪.‬‬ ‫�أ�سابيع من دون ّ‬ ‫وعل ��ى ح ّد ق ��ول محمد م ‪ ( .‬م ��زارع )‪" :‬الأ�شجار‬ ‫لم تع ��د تعرف ال�شتاء م ��ن ال�صيف‪ ،‬ه ��ل تُثمر �أو‬ ‫تُزه ��ر؟‪ ،‬لقد لج�أ بع�ض المزارعي ��ن �إلى �إ�ستيراد‬ ‫بع�ض الأ�صناف من الأدوية التي من �ش�أنها ت�أخير‬ ‫"تزهي ��ر" الأ�شجار المثم ��رة‪ ،‬خ�صو�ص ًا �أنّ هذا‬ ‫المناخ دفع بالأ�شجار للإزهار في ف�صل ال�شتاء"‪.‬‬ ‫�أم ��ا الم ��زارع خال ��د � ��س‪ .‬فيالح ��ظ �أن ��ه وب�سبب‬ ‫الجف ��اف وبعدم ��ا ك ��ان طول نبت ��ة القم ��ح يرتفع‬ ‫�إل ��ى ‪� 30‬سنتيمت ��ر ًا عل ��ى وج ��ه الأر� ��ض‪ ،‬في مثل‬ ‫ه ��ذه الأي ��ام عموم� � ًا‪ ،‬هي الي ��وم تك ��اد ال تظهر"‪.‬‬ ‫وبالإ�ضاف ��ة �إلى ذل ��ك‪ ،‬ف�إن حجم من�س ��وب المياه‬ ‫في بحي ��رة القرعون ب ��ات ين ��ذر ب�إمكانية �ضرب‬ ‫المو�سم ال�صيفي ومو�سم البطاطا �أي�ض ًا‪.‬‬ ‫الدكتوره ��ادي طبارة‪ ،‬خبير علوم المياه والزراعة‬ ‫ي�أخذ �سهل البقاع كمثال‪ ،‬فيرى �أنه من المفتر�ض‬ ‫�أن ي�سق ��ط في ��ه ‪ 435‬مل ��م حت ��ى منت�ص ��ف �آذار‬ ‫(مار�س)‪ ،‬لكن الواق ��ع �أن حجم المت�ساقطات بلغ‬ ‫‪ 128‬ملم �سنوي ًا‪.‬‬ ‫في الع ��ام ‪ ، 2006‬بلغ ��ت المت�ساقط ��ات ‪ 488‬ملم‬ ‫ف ��ي �سهل البقاع‪ ،‬وفي العام ‪ 337 2008‬ملم‪� ،‬أما‬ ‫ف ��ي العام ‪ ، 2010‬فـ ‪ 479‬ملم‪ ،‬ومن المفتر�ض في‬ ‫الو�ضع الطبيعي ان يكون الرقم ‪ 650‬ملم �سنوي ًا‪.‬‬ ‫بالن�سب ��ة �إلى الحرارة في�شير طبارة �إلى تفاوت في‬ ‫نمط الحرارة بين النهار والليل‪ ،‬ما �أدى �إلى �ضرب‬ ‫الإنتاج الزراعي‪ ،‬تمام� � ًا كما ح�صل في عكار حين‬ ‫�أتلف ال�صقيع المزروعات‪ ،‬خ�صو�ص ًا البطاطا‪.‬‬ ‫الت�صحر!!!‪ .‬هك ��ذا ي�ص ّور‬ ‫�إذ ًا لبن ��ان ق ��اد ٌم عل ��ى‬ ‫ّ‬ ‫الواقع المائي هذه ال�سنة بعد ف�صل �شتاء جاف لم‬ ‫تتع ّد كمية المت�ساقطات فيه ‪ 400‬ملم فيما المعدل‬ ‫العام للمت�ساقطات في بيروت هو ‪ 750‬ملم �سنوي ًا‪.‬‬

‫‪90‬‬

‫العدد ‪ - 20‬حزيران (يونيو) ‪٢٠١4 -‬‬

‫محمد قباني‪ :‬المطلوب و�ضع ّ‬ ‫مخطط عام توجيهي للمياه‬

‫فادي قمير ‪� :‬أكثر المناطق ت�أثر ًا بالجفاف البقاع ال�شمالي‬

‫وبح�س ��ب �إح�ص ��اءات وزارة الطاق ��ة والمياه‪ ،‬ف�إن‬ ‫الحاجة الفعلية �إلى المي ��اه في �سنة جافة طبيعية‬ ‫تبل ��غ ‪ 1480‬مليار متر مكعب‪ ،‬ف ��ي حين �أن الكمية‬ ‫الم�ؤمنة بوجود �سدي القرعون و�شبروح تبلغ ‪1097‬‬ ‫ملي ��ار متر مكعب ما يعن ��ي �إن ن�سبة العجز المائي‬ ‫تبلغ ‪ 383‬مليون متر مكعب �سنوي ًا‪.‬‬ ‫وفي لغة الأرقام �أي�ض ًا يقدر المعدل ال�سنوي للمياه‬ ‫ف ��ي الأرا�ضي اللبنانية وف ��ق المهند�س عبد الغني‬ ‫الأيوبي‪ ،‬خالل �سن ��ة متو�سطة الأمطار بحوالي‪8 :‬‬ ‫ماليي ��ن و‪� 200‬ألف متر مكع ��ب‪ :‬يت�سرب من هذه‬ ‫الكمي ��ة �إلى باط ��ن الأر� ��ض حوال ��ي ‪ 1500‬مليون‬ ‫مت ��ر مكعب‪ .‬وبه ��ذا يبقى لدين ��ا ‪ 6700‬مليون متر‬ ‫مكع ��ب يذهب منه ��ا‪ 450 :‬مليون مت ��ر معكب �إلى‬ ‫�سوريا عبر نه ��ر العا�صي‪ ،‬و‪ 220‬مليون متر مكعب‬ ‫�إل ��ى فل�سطي ��ن المحتل ��ة عب ��ر نه ��ري "الو ّزان ��ي"‬ ‫و"الحا�صباني"‪ .‬وتبلغ الكميات التي تتبخر ‪3830‬‬ ‫ملي ��ون متر مكعب ويبقى قاب�ل ً�ا لال�ستعمال ‪2200‬‬ ‫مليون متر مكعب‪.‬‬

‫والالف ��ت �أن كمي ��ة المي ��اه الت ��ي تعب ��ر الأنه ��ار‬ ‫وال�سواقي في الأرا�ضي اللبنانية وت�صب في البحر‪،‬‬ ‫تتعدّى حجم المياه التي ت�ستخدم لل�شفة والمقدرة‬ ‫بحوالي ‪ 350‬ملي ��ون متر مكعب‪ ،‬ولل�صناعة ( ‪70‬‬ ‫مليون متر مكعب)‪ ،‬وللري ‪ 900‬مليون متر مكعب‪.‬‬ ‫وتفي ��د المعلومات �أن �سكان لبنان ب ��د�أوا ي�شعرون‬ ‫بالتراجع الكبير في ن�سبة المت�ساقطات هذا العام‬ ‫مقارن ��ة بال�سن ��وات الما�ضية‪ ،‬م ��ا �أدّى �إلى تقنين‬ ‫�إ�ضافي للمياه طوال ال�سنة وحتى في �أيام ال�شتاء‪،‬‬ ‫حت ��ى �أن العا�صم ��ة بي ��روت باتت ت�شه ��د �إنقطاع ًا‬ ‫"مائي� � ًا" لأي ��ام متتالية‪ .‬فبات �ش ��راء المياه مثل‬ ‫�شراء �إحتياجاته ��م اليومية وخ�صو�ص ًا خالل �أيام‬ ‫ال�شح‪ ،‬ما يزيد الأعباء المالية عليهم فهم يدفعون‬ ‫�شهري� � ًا حوال ��ي ‪ 40‬دوالر ًا �أميركي ًا لمي ��اه ال�شرب‬ ‫و‪ 90‬دوالر ًا ثمن ��ا لمي ��اه الخدم ��ة‪ .‬وق ��د دف ��ع هذا‬ ‫ال�شح المتزايد للمي ��اه اللبنانيين الطالق م�شاريع‬ ‫�إ�ستباقية ومب ��ادرات �سريعة للحف ��اظ على المياه‬ ‫وتر�شيد ا�ستخدامها‪.‬‬ ‫وف ��ي مقاب ��ل الإ�سته�ل�اك اليومي للف ��رد اللبناني‬ ‫ال ��ذي يقدر بمئة ليت ��ر من المياه ف ��ي اليوم‪ ،‬نجد‬ ‫�إ�سته�ل�اك الف ��رد في الوالي ��ات المتح ��دة وبع�ض‬ ‫الدول الأوروبية يبلغ ما بين (‪ 700-600‬ليتر) من‬ ‫المياه في اليوم‪.‬‬ ‫م ��ن جهتها د ّلت �إح ��دى الدرا�سات التي قامت بها‬ ‫منظمة اليوني�سيف على �أن ‪ ٪60‬من م�صادر المياه‬ ‫وال�شبكات في لبنان معر�ضة للتل ّوث الجرثومي‪.‬‬ ‫بدوره ي�شير رئي�س دائ ��رة التقديرات في م�صلحة‬ ‫الأر�صاد الجوية في مطار رفيق الحريري الدولي‪،‬‬ ‫عبد الرحمن الزواوي �إل ��ى �أن كمية المت�ساقطات‬ ‫في بداي ��ة ني�سان (�إبريل) هذا الع ��ام و�صلت �إلى‬ ‫‪ 440‬ملم‪ .‬وا�صف ًا هذه ال�سنة المطرية بال"�سيئة"‪،‬‬

‫مع حلول العام ‪ 2014‬يواجه‬ ‫لبنان و�ضع ًا مقلق ًا على م�ستوى‬ ‫النق�ص في المياه على �أبواب ف�صل‬ ‫ال�صيف‪ ،‬ال�شيء الذي ظهر مع تغيرات‬ ‫مناخية خطيرة من �إرتفاع لدرجة‬ ‫الحرارة ونق�ص غير م�سبوق‬ ‫تاريخي ًا لكمية االمطار‬


‫تحقيق العدد‬

‫الجفاف ي�صيب الأ�شجار‬

‫الحراري هي مناطق البق ��اع ال�شمالي‪ ،‬والمناطق‬ ‫الجبلية الزراعية والجنوب لأنها مرتبطة بم�شروع‬ ‫الليطاني‪.‬‬ ‫�شح المت�ساقطات‬ ‫فعلى �سبيل المثال دفعت م�شكلة ّ‬ ‫ً‬ ‫اللبنانيين جنوب ًا و�شما ًال �إلى التفكير جديا ب�صالة‬ ‫اال�ست�سق ��اء والع ��ودة �إل ��ى تقاليده ��م وعاداته ��م‬ ‫لمواجه ��ة حاالت القحط‪ .‬كذلك‪ ،‬ب ��د�أ العديد من‬ ‫�أبناء بل ��دة حوال ّ‬ ‫يتح�ضرون لحمل ��ة "ال�شي�ش ب ّلة"‬ ‫من �أج ��ل هطول الأمطار‪ ،‬وهي ع ��ادة قديمة جداً‬ ‫�إعتادوا ممار�ستها عند ت� ّأخر هطول الأمطار‪.‬‬ ‫وبالإ�ضافة �إلى �شح المي ��اه‪ ،‬هناك الهدر والف�ساد‬ ‫والتل ��وث وال�سرق ��ات عل ��ى الخط ��وط وال�شبك ��ات‬ ‫المائية‪ ،‬وال�سرق ��ات الإ�سرائيلية لجزء من المياه‬ ‫اللبنانية في الجنوب‪.‬‬ ‫�إن اله ��در ف ��ي القط ��اع المائ ��ي ال ي ��زال قائم ��ا‪،‬‬ ‫فاللبناني ��ون ي�ستفي ��دون فقط م ��ن ‪ 1,4‬مليار متر‬ ‫مكعب من اجمالي ‪ 2,7‬ملياري متر مكعب متوفرة‬ ‫م ��ن المياه‪ ،‬وذلك ب�سبب عدم وج ��ود القدرة على‬ ‫تخزي ��ن المي ��اه التي تذه ��ب غالبيتها ال ��ى البحر‬ ‫ه ��در ًا ول ��رداءة �شبك ��ة توزي ��ع المي ��اه الحالي ��ة‪.‬‬ ‫ويالح ��ظ ع ��دم م�س�ؤولي ��ة ف ��ي �إ�ستعم ��ال المي ��اه‬ ‫المتوفرة من قبل اللبنانيين‪.‬‬ ‫ويق ��دم طبارة مث ��ا ًال يتعلق بما يج ��ري في منطقة‬ ‫الق ��اع البقاعية‪ ،‬حيث �أدى الف�ساد و�سرقة الأموال‬ ‫بح�س ��ب التقاري ��ر الإعالمي ��ة �إل ��ى ع ��دم ت�شغي ��ل‬ ‫م�ضخات المياه من الآبار‪ ،‬معتبر ًا �أن �أحد الحلول‬ ‫لهذه الم�شكلة يكمن في �إن�شاء مجل�س وطني للمياه‬ ‫ي�ضم لجنة تخت�ص بمحاربة الف�ساد‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫و�إنتقاال �إلى الخطة الإ�ستباقية �أي الخطة الع�شرية‬ ‫الت ��ي �أُطلق ��ت في الع ��ام ‪ 2000‬يبدي قمي ��ر �أ�سفه‬ ‫لأ ّنها ل ��م تنفذ بعد‪ ،‬وهي "ت�شمل ‪� 39‬سد ًا وبحيرة‬

‫و‪...‬االنهار‬

‫على مجمل الأرا�ضي اللبنانية‪ ،‬وتهدف �إلى تخزين‬ ‫‪ 850‬ملي ��ون متر مكعب م ��ن المي ��اه‪ ،‬كونها ت�شكل‬ ‫ثروة كبيرة وقيمة �إقت�صادي ��ة مهمة من �ش�أنها �أن‬ ‫تو ّفر الأمن الغذائي والأمن االجتماعي"‪.‬‬ ‫ويتابع ب�أن "الخط ��ة �أخذت في الإعتبار ‪ 6‬عناوين‬ ‫كبي ��رة‪� ،‬أ ّولها و�أه ّمها ت�أمين م ��وارد مائية �إ�ضافية‬

‫عبدو طيار‪" :‬يحتاج لبنان �سنوي ًا �إلى‬ ‫مليار ون�صف مليار متر مكعب من‬ ‫المياه‪ ،‬تتوفر عادة من المت�ساقطات‬ ‫المائية والثلوج‪ ،‬ومن م�صادر الآبار‬ ‫ال�سطحية والجوفية‪ .‬لكن هذه الكمية‬ ‫لم تتوفر هذا العام‪ .‬والكمية المتوفرة‬ ‫هي ن�صف ما نحتاجه‪ ،‬وعجزنا المائي‬ ‫يبلغ ‪ 728‬مليون متر مكعب"‬ ‫المدير العام للموارد‬ ‫المائية والكهربائية فادي قمير‪:‬‬ ‫"�أكثر المناطق ت�أثر ًا بالجفاف‬ ‫وت�ضرر ًا من الإحتبا�س الحراري هي‬ ‫مناطق البقاع ال�شمالي‪ ،‬والمناطق‬ ‫الجبلية الزراعية والجنوب لأنها‬ ‫مرتبطة بم�شروع الليطاني"‬

‫م ��ن خ�ل�ال �إيق ��اف اله ��در ف ��ي البح ��ر الأبي� ��ض‬ ‫المتو�س ��ط‪ ،‬وتخزي ��ن المياه في �س ��دود وبحيرات‬ ‫ّ‬ ‫و�إعادة تغذية المي ��اه الجوفية لي�صبح الهدر فقط‬ ‫بين ‪ 0‬و‪ 5‬في المئة"‪.‬‬ ‫ويو�ض ��ح ‪� ":‬أن الح ��ل ه ��و ف ��ي تنفي ��ذ الخط ��ة‬ ‫الإ�ستباقي ��ة و�إ�ستعم ��ال م�ص ��ادر المي ��اه غي ��ر‬ ‫التقليدي ��ة ع ��ام ‪ ."2030‬وي ��ردف‪" :‬م ��ن ظواهر‬ ‫التغي ��ر المناخ ��ي تدن ��ي ن�سبة المت�ساقط ��ات التي‬ ‫ت�أث ��رت �أي�ض� � ًا بتراجع ع ��دد الأي ��ام الممطرة في‬ ‫لبن ��ان م ��ن ‪ 90 - 70‬يوم ًا في ال�سن ��ة �إلى ‪60- 50‬‬ ‫يوم� � ًا"‪ ،‬والمالحظ �أنّ المت�ساقطات ت�أتي �أ�ش ّد من‬ ‫حيث الكثافة �أي تت�ساقط الأمطار بغزارة وتتوقف‬ ‫فج�أة‪ ،‬وهي ال ت�صل �إلى المعدل العام ال�سنوي‪.‬‬ ‫وف ��ي م ��ا يتعلق بو�ض ��ع المي ��اه الجوفي ��ة‪ ،‬بات من‬ ‫الم�ؤك ��د �أن و�ضعها �سي ��ئ جد ًا‪ ،‬خ�صو�ص� � ًا �أن ‪90‬‬ ‫في المئة من �إ�ستعمال المياه في لبنان ي�ستند �إلى‬ ‫المياه الجوفية‪ ،‬وتتوزع ما بين الإ�ستعمال المنزلي‬ ‫وال�شرب والزراعة‪ .‬ويفيد العديد من المهند�سين‬ ‫الزراعيين �أن "المياه الجوفية التي كانت موجودة‬ ‫عل ��ى عم ��ق ‪ 20‬مت ��ر ًا بات ��ت الي ��وم موج ��ودة على‬ ‫عم ��ق ‪ 100‬متر‪ ،‬وذلك ل�ش ��دة الحاجة �إليها وعدم‬ ‫�إعطائها الوقت لتمتلئ مجدد ًا"‪.‬‬ ‫وف ��ي الخال�ص ��ة ورغ ��م ال�صعوب ��ات والتحديات‪،‬‬ ‫يبق ��ى للتفا�ؤل مكان مع توقع ��ات لم�شاركة القطاع‬ ‫الخا� ��ص في تمويل الم�شاري ��ع المائية‪ ،‬والأمل ب�أن‬ ‫تتمك ��ن الدول ��ة اللبناني ��ة م ��ن الإفادة م ��ن المياه‬ ‫المتوف ��رة وخ�صو�ص ��ا في الوزان ��ي والعا�صي التي‬ ‫تذه ��ب بغالبيته ��ا الى كل م ��ن ا�سرائي ��ل و�سوريا‪،‬‬ ‫وتبق ��ى الحاج ��ة ال ��ى و�ض ��ع ر�ؤي ��ة �إ�ستراتيجي ��ة‬ ‫م�ستقبلي ��ة تقود المب ��ادرات والن�شاطات في قطاع‬ ‫المياه في لبنان‬ ‫‪Issue 20 - June - 2014‬‬

‫‪93‬‬



‫بقلم ميرنا زخر ّيا*‬

‫المنبر الإجتماعي‬

‫حاسبة‬ ‫الم َ‬ ‫ُ‬ ‫حاسبة‬ ‫الم َ‬ ‫ثم ُ‬ ‫رائح ��ة الف�س ��اد تخن ��ق ال ِعب ��اد‪ .‬لم‬ ‫ي ُع ��د ي�ص� �دّق المواط ��ن العربي �أن‬ ‫هن ��اك م�س� ��ؤو ًال ن�شيط� �اً نزيه� �اً نظي ��ف الكف‪.‬‬ ‫حت ��ى ول ��و ل ��م ُيثب ��ت �أي �ش ��يء �ض ��ده‪ ،‬فب�أق ��ل‬ ‫تعدي ��لٍ ‪ ،‬هو بنظ ��ر المواطنين م�ش ��روع ف�ساد‪،‬‬ ‫�أي م ��ا �أن يجت ��از �أب ��واب مراك ��ز الم�س�ؤولي ��ة‬ ‫حت ��ى ُي�ص ��اب بجرثوم ��ة الف�س ��اد ال ُمعدي ��ة‪.‬‬ ‫ف�سا ٌد عج ��زت الحكوم ��ات المتعاقبة على فتح‬ ‫ملفاتهِ‪ ،‬وعلى معالجة �أ�سبابهِ‪ ،‬وعلى محا�سبة‬ ‫�أرباب� �هِ‪ .‬وبالتال ��ي‪ ،‬ما زال الف�س ��اد ينخر عظام‬ ‫العِباد‪.‬‬ ‫ال �أح ��د ي�ستطي ��ع محا�سب ��ة �أح ��د بد ّق ��ة‪� ،‬أكثر‬ ‫م ّم ��ا ب�إم ��كان الواح ��د من ��ا �أن يحا�س ��ب نف�سه؛‬ ‫�إذ بب�ساط ��ة �شدي ��دة‪ ،‬ال �أحد يعرفن ��ا �أكثر م ّما‬ ‫نع ��رف �أنف�سن ��ا‪ .‬نح ��ن نع � ُ‬ ‫�رف النواي ��ا‪ُ ،‬نخب � ُ�ئ‬ ‫الخباي ��ا ومن َثم ُن ُ‬ ‫علن الق�ضايا التي ُت�ساعدنا‬ ‫عل ��ى �إدان ��ة ال ُه� � َو وتبرئ ��ة الأن ��ا‪ .‬فالقواني ��ن‬ ‫ال يمكنه ��ا �أن تجل ��ب العدال ��ة ال ُمطلق ��ة بي ��ن‬ ‫الجمي ��ع‪ ،‬ب ��ل ه ��ي ُت�س ��اوي ف ��ي حكمه ��ا عل ��ى‬ ‫الجميع‪.‬‬ ‫نت�ساب ��ق عل ��ى محا�سبة بع�ضن ��ا البع�ض‪ ،‬بينما‬ ‫�أنف�سن ��ا ال نحا�سبه ��ا وال نر�ض ��ى ب� ��أن �أح ��داً‬ ‫ُيحا�سبه ��ا‪ .‬المحا�سب ��ة تب ��د�أ م ��ن ال ��ذات‪ ،‬و�إال‬ ‫فالإنح ��راف �سيك ��ون الطري ��ق ال َوع ��ر ال ��ذي‬ ‫�سيترت ��ب علين ��ا جميع� �اً �أن ن�سلك ��ه‪ .‬ن�ض ��ع‬ ‫مثالي ��ات كبرى في وج ��ه الآخرين‪ ،‬فيما نادراً‬ ‫ال�صغ ��رى منها‪.‬‬ ‫م ��ا ُنق ّر ب�أخطائن ��ا حتى تلك ُ‬ ‫ه ��ذا هو عُموماً طبع الب�ش ��ر‪ ،‬كل الب�شر‪ ،‬وكلنا‬ ‫ب�شر‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫نح ��ن نجام ��ل �أنف�سن ��ا‪ ،‬ونفت� ��ش لذاتن ��ا ع ��ن‬ ‫الأعذار‪ .‬وحين ُن�س�أل عن الأ�سباب‪ُ ،‬نلقي اللوم‬ ‫على الآخر‪ ،‬وفي حال غياب الآخر‪ُ ،‬نلقي اللوم‬ ‫عل ��ى الظ ��روف‪ .‬نع ��م‪ ،‬نح ��ن ُنجام ��ل �أنف�سن ��ا‪.‬‬ ‫ُنح ��اول الإف�ل�ات م ��ن عواق ��ب الإنف�ل�ات‪ ،‬وما‬ ‫ُي�ساعدنا على ذلك هو ُ�ضعف �أ�س�س المحا�سبة‬ ‫الت ��ي ي�ضعه ��ا الم�س�ؤول ��ون عل ��ى الفا�سدي ��ن‪،‬‬

‫بحكم الواقع ب�إمتيازات متعددة تحميه من العقوبات؛‬ ‫لك�أنه ��م باتوا مَعفي ّين طالما هم ُ‬ ‫‪� .3‬إن� �ع ��دام دي �م��وم��ة ال � ُم �ت��اب �ع��ة‪ :‬ال� ُم���س��ا َءل��ة‬ ‫مَن�س ّيون‪.‬‬ ‫يوج ��د �شع ��و ٌر عن ��د غالبي ��ة المواطني ��ن وال� � ُم� �ح ��ا�� �س� �ب ��ة ل �ي �� �س �ت��ا م � �ج � � ّرد ع�م�ل�ي�ت�ي��ن‬ ‫والمواطن ��ات العرب ب� ��أن الحكوم ��ات العربية مو�سم ّيتين‪ ،‬و�إال �س ُي�صبح ال��و��ض��ع بعدئذ‬ ‫تتنا�سى الفا�سدين‪ ،‬الواحدة تلو الأخرى ومِ ن ع�ص ّياً عن الحل؛‬ ‫بل ��دٍ �إل ��ى �آخ ��ر‪� .‬إذ‪ ،‬وعم ً‬ ‫ال بمب ��د�أ الإفالت من ‪�ُ .4‬ضع ��ف الإمكانات ال َمر�صودة‪ :‬من النواحي‬ ‫التخ�ص�ص ّي ��ة والعددية والآلية والمادية‪ ،‬مما‬ ‫العق ��اب‪ُ ،‬ت�صبح ملف ��ات ه�ؤالء على م ّر الزمان‬ ‫ُ‬ ‫ط � ّ�ي الن�سي ��ان‪ .‬حت ��ى ف ��ي الإع�ل�ام‪ ،‬يتعاطون ُيحتم �إبقاء الملفات في �أدراج مُقفلة؛‬ ‫معه ��م في البداية على �أنهم �أ�شرار‪ ،‬ولكن بعد ‪ُ .5‬مماطلة ب�إ�صدار الأحكام‪ :‬متى و�إذا �صدرت‬ ‫فترة من الوقت ال يعودوا ي�أتون على ذكرهم‪ ،‬ق ��د ال تتما�ش ��ى العقوب ��ات م ��ع حج ��م الف�س ��اد‬ ‫لك�أنهم كانوا يكتبون في الما�ضي القريب عن القائم‪ ،‬هذا بحال لم ُتلحق ب�إ�صدار عفو؛‬ ‫‪ .6‬تغيي ��ب ال ��دور الرقاب ��ي‪ :‬ال م ��ن ُيراق ��ب‬ ‫�أوهام �أو ربما �أ�شباح‪.‬‬ ‫�أم ��ا نتائج ه ��ذا التنا�سي الذي ترع ��اه الجهات الإدارات العام ��ة وال م ��ن ُي�س ��اءِل المجال� ��س‬ ‫الر�سمي ��ة‪ ،‬فه ��و ي� ��ؤدي �إل ��ى نوعي ��ن �أ�سا�سيين الر�سمية‪ ،‬فالتجاوزات على كافة الم�ستويات؛‬ ‫م ��ن ردات الفع ��ل‪ :‬الأول ��ى‪ ،‬فق ��دان الثق ��ة ‪� .7‬إر�س ��اء تحالف ��ات م�صال ��ح‪ :‬بحي ��ث ُتبن ��ى‬ ‫بهَيب ��ة الدول ��ة‪ ،‬م ��ا يو ّل ��د �أقل� � ُه ع ��دم �إحت ��رام العالق ��ات بي ��ن جهتي ��ن �أو �أكث ��ر عل ��ى �أ�سا� ��س‬ ‫لعم ��ل الم�س�ؤولين؛ والثاني ��ة‪ ،‬موا�صلة تر ُّقب م ��ردود م ��ادي بح ��ت م ��ن دون �إعتب ��ار لل�ضرر‬ ‫َوع ��ي الدول ��ة‪ ،‬ما يو ّلد �أقل ُه ع ��دم تفا�ؤل بعمل العام‪.‬‬ ‫الم�س�ؤولي ��ن‪ .‬ه ��ذه ال ُم�ساوم ��ة ال�سيا�سي ��ة ال م ��ن ال�ض ��روري �أن ت�ض ��ع الحكوم ��ات ر�ؤي ��ة‬ ‫تبن ��ي �إ�ستق ��راراً وال ُتر�س ��ي �سالم� �اً‪ ،‬ب ��ل عل ��ى �إ�صالحية تهدف �إلى �إر�ساء قواعد لل ُمحا�سبة‪:‬‬ ‫�ضوئها تتفاقم النزاعات والإنتهاكات‪ ،‬وبذلك ال�سيا�سي ��ة‪ ،‬والمالية‪ ،‬والق�ضائي ��ة‪ ،‬والإدارية‪.‬‬ ‫و�إال �أ�صبح ��ت �ساعتئذ كل حكومة �أ�شبه بواح ٍة‬ ‫ُت�ستكمل م�شاريع الف�سا َد والإ�ستفادة‪.‬‬ ‫الف�ساد ب ��ات �أ�شبه ب�إرثٍ ثقيلٍ تتناقله الأجيال م ��ن الإف�ل�ات‪� ،‬إفالت عل ��ى م�ستوي ��ات ثالثة‪:‬‬ ‫ف ��ي معظ ��م ال ��دول العربي ��ة‪ ،‬عل ��ى الرغم من الرقابة والم�ساءَلة والمحا�سبة‪.‬‬ ‫�إمت�ل�اك كل دول ��ة ك ّم� �اً هائ�ل ً�ا م ��ن الإثبات ��ات هن ��اك مَن ي�س ��رق دولتنا‪ ،‬مَن ي�س ��رق �أعمارنا‪،‬‬ ‫والمعلوم ��ات الت ��ي تخ ّوله ��ا الم�ض ��ي قدم� �اً �أح�ل�ام �أوالدن ��ا وم�ستقب ��ل �أحفادن ��ا‪ ...‬ال َم ��ن‬ ‫ل ُمحارب ��ة وب ��اء الف�س ��اد ومُحا�سب ��ة الأف ��راد َيح�س ��ب قيم ��ة اله ��در وال َم ��ن يُحا�سِ ��ب عل ��ى‬ ‫الفا�سدي ��ن‪ .‬ال منفع ��ة م ��ن وف ��رة الجه ��ات جرائ ��م الده ��ر‪� ...‬إن ��ه نه ��ج الإف�ل�ات م ��ن‬ ‫الرقابي ��ة والقانوني ��ة‪ ،‬ف ��ي ظ ��ل غي ��اب جهات العقوب ��ات بدل معاقبة الف�ساد‪ ...‬وعلى �أ�سا�س‬ ‫الم�سا َءل ��ة والمحا�سبة‪ .‬بالتالي‪ ،‬المطلوب هو م ��ا تق� �دَّم‪ ،‬لع ��ل ال�س ��و�أل الأبرز هو‪ :‬ه ��ل فع ً‬ ‫ال‬ ‫نريد محا�سبة الفا�سدين؟ �أ ْم �أننا نكتفي دائماً‬ ‫معالجة الأ�سباب الم�ؤثرة الأ�سا�سية‪:‬‬ ‫‪ .1‬ه�شا�شة الإرادة ال�سيا�سية‪ :‬و�إن ُوجدت فهي ب�أم ��ر التلوي ��ح ب�أ�سمائه ��م وال ن�ص ��ل �أب ��داً �إلى‬ ‫تب ��د�أ بطابع ج� �دّي لكنها �سرعان م ��ا تتال�شى �أم ��ر الم�ض ��ي ب ُمعاقبته ��م! التهم متع ��ددة �أما‬ ‫المتهَمون فمعدودون‪ ...‬وفي حال لم يتحرك‬ ‫�شيئاً ف�شيئاً‪ ،‬لحين �إقفال الملف تماماً؛‬ ‫إ�سم ح�صانة الم�س�ؤول ��ون‪� ،‬سنبقى �ساعتئ ��ذ مُنتظِ رين‪� ،‬إلى‬ ‫‪ .2‬تو ّرط �أ�سماء كبيرة‪ :‬حيث لكل � ٍ‬ ‫بدرج ��ة �إمتي ��از‪ ،‬تخ� �وِّل حامله ��ا �أن يت�س ّل ��ح حين مُحا�سبتهم في يوم الدين‪...‬‬

‫* متخ�ص�صة في علم النف�س وعلم التنمية الب�شر ّية وحائزة على ماجي�ستير في العلمين‬

‫‪Issue 20 - June - 2014‬‬

‫‪95‬‬


Advanced Advanced BMI BMI is aisleader a leader in the in the ďŹ eld ďŹ eld of diet of diet andand weight weight loss loss surgery. surgery. TheThe medical medical section section is under is under thethe supervision supervision of Dr. of Dr. Christelle Christelle Bedrossian. Bedrossian. TheThe surgery surgery section section is led is led by by Professor Professor Nagi Nagi Jean Jean Safa. Safa.

Lebanon: Lebanon: Beirut Beirut - Zalka - Zalka -Kaslik -Kaslik Phone: Phone: 04 715 04 715 036036 Cellular: Cellular: 76 377 76 377 376376 E-mail: E-mail: info@a-bmi.com info@a-bmi.com Website: Website: www.a-bmi.com www.a-bmi.com


‫كتاب‬

‫هل يك�شف كتابها عن ال�شاعر الفل�سطيني ما لم تك�شفه ر�سمياً على الأوراق؟‬ ‫أنا الموقعة أدناه إيفانا مرشليان‬ ‫أعلن أنني حبيبة محمود درويش!‬ ‫هل هي عالقة ع�شق ممنوع تلك التي جمعت ال�شاعر الخم�سيني محمود‬ ‫دروي���ش وال�صحافية ال�شابة �إيفان��ا مر�شيليان؟! �أم هي مجرد عالقة �شغف‬ ‫وهي��ام وتخيّالت عا�شته��ا تلك الحالم��ة بمقاربة الكبار م��ن رموز ال�شعر‬ ‫والأدب والرواية؟! وهو �شغف تقع في فخه معظم ال�صحافيات المبتدئات‬ ‫الباحثات عن مغامرة و�سبق �صحافي ومطاردة الم�شاهير‪.‬‬ ‫بيروت ‪ -‬جوزف قرداحي‬ ‫كان الزم ��ان العام ‪ ،1991‬وك ��ان المكان‬ ‫باري�س عا�صمة الثقافة والفنون والجنون‪،‬‬ ‫وكان ��ت �إيفان ��ا يافعة ف ��ي ال�ساد�س ��ة والع�شرين ت�ضج‬ ‫بالحياة وبالأحالم‪� .‬أم ��ا �شاعرها الخم�سيني وقتذاك‬ ‫محم ��ود دروي�ش فك ��ان حدي ��ث ال�صالون ��ات الأدبية‪،‬‬ ‫وبطل �أغنية مار�سيل خليف ��ة "ريتا والبندقية"‪ ،‬ونجم‬ ‫الث ��ورة الفل�سطيني ��ة ّ‬ ‫ومنظره ��ا االر�ستوقراطي الذي‬ ‫يعي�ش حياة مخملية مترفة مملوءة بكل و�سائل الراحة‬ ‫والرفاهي ��ة‪ ،‬تتناق� ��ض تمام ًا وحياة �شعب ��ه النازح من‬ ‫فل�سطين ومعاناته في مخيمات الالجئين‪.‬‬ ‫كان ��ت �إيفانا تبحث عن مغامرة‪ ،‬وكان محمود دروي�ش‬ ‫معتكف� � ًا عن الك�ل�ام والح ��وارات ال�صحافي ��ة‪ ،‬يعي�ش‬ ‫عزل ��ة وجداني ��ة ف ��ي منزل ��ه الباري�سي الأني ��ق‪ ،‬حين‬ ‫طرق ��ت باب ��ه مقتحمة ه ��ذه العزلة‪ ،‬ب�سح ��ر �أنثوي لم‬ ‫ي�ألفه دروي�ش منذ ريت ��ا (حبه الغام�ض في �أحياء يافا‬ ‫ومالعب طفولته)‪.‬‬ ‫ُ�صعق هذا ال�شاعر المنعزل �إلى خم�سينه‪�ُ .‬صعق بكمية‬ ‫ال ��دفء المت�سللة من عيني �إيفان ��ا �إلى طق�سه البارد‪.‬‬ ‫قال ��ت ل ��ه‪" :‬عندي مجموع ��ة م ��ن الأ�سئل ��ة‪� ،‬أرجو �أن‬ ‫تجيبني عنها!" وعدها خير ًا‪ ،‬متعهد ًا بما ي�شبه الق�سم‬ ‫القانوني‪� ،‬أو التعهد العدلي لدى الكتاب العدول‪:‬‬ ‫‪�" ‬أن ��ا الموق ��ع �أدن ��اه محم ��ود دروي� ��ش �أتعه ��د‪ ،‬با�سم‬ ‫ال�ضمي ��ر والأخ�ل�اق والمقد�س ��ات‪ ،‬ب�أن �أ�سل ��م الحوار‬ ‫ال�صحاف ��ي م ��ع الآن�س ��ة �إيفان ��ا الرهيبة‪ ،‬كام�ل ً�ا‪ ،‬في‬ ‫ال�ساع ��ة الرابعة بعد ظهر ال�سب ��ت الموافق ‪ 28‬كانون‬ ‫الأول (دي�سمب ��ر) عام ‪ ، 1991‬و�إال فمن حق �إيفانا �أن‬ ‫ت�شهر بي عالنية وعلى ر�ؤو�س الأ�شهاد والأ�شجار"‪.‬‬ ‫يكف ��ي �أن ترهبه تلك الإيفانا الواع ��دة ب�إعادة الربيع‬ ‫�إل ��ى خري ��ف عم ��ره‪ ،‬حت ��ى يلت ��زم دروي� ��ش بالوع ��د‪.‬‬

‫في�سلمه ��ا الأجوب ��ة المكتوب ��ة بخ ��ط ي ��ده‪ ،‬الت ��ي و�إن‬ ‫نق�ص ��ت ثمانية �أ�سئلة من �أ�صله ��ا الع�شرين‪ ،‬غير �أنها‬ ‫كانت كافي ��ة لن�شوء عالق ��ة (غير وا�ضح ��ة المعالم)‬ ‫ما بين �شاع ��ر مخ�ضرم و�صحافي ��ة ناب�ضة بال�شباب‪،‬‬ ‫ف�إنك�س ��رت الحواجز ما بينهما عل ��ى الرغم من فارق‬ ‫العم ��ر‪� .‬ص ��ارت تت ��ردد با�ستم ��رار �إل ��ى بيت ��ه‪ ،‬وتتابع‬ ‫�أ�شي ��اءه ويومياته ع ��ن قرب‪ّ ،‬‬ ‫وتح�ضر ل ��ه القهوة التي‬ ‫ل ��م يحبها من يديها عل ��ى الإطالق‪�" :‬أن � ِ�ت �أ�سو�أ بنت‬ ‫ح�ضرتل ��ي القهوة ف ��ي بيت ��ي" قالها دروي� ��ش ممازح ًا‬ ‫ال�صديقة التي �إقتحمت �أ�سوار عالمه‪ ،‬وحميمياته‪:‬‬ ‫"وحدي في مطبخ دروي�ش… رغم طبعي الحيادي‪،‬‬ ‫وغي ��ر الف�ضولي‪ ،‬وجدتني �أمام رغبة هائلة في البحث‬ ‫والتنقيب �أينما ك ��ان… ا�ستوقفتني الزوايا الف�سيحة‬ ‫الفارغ ��ة وال�شدي ��دة النظافة…ه ��ل ه ��ذا مطبخ �أم‬ ‫متح ��ف… لم �أمنع نف�س ��ي من ت�أمل الم ��ر�آة العربية‬ ‫عن ��د المدخ ��ل وبع� ��ض العناوي ��ن ف ��ي مكتبت ��ه‪ ،‬ف�إذا‬ ‫غالبيتها �شعرية وباللغتين العربية والفرن�سية"‪.‬‬ ‫كانت اللقاءات �شب ��ه اليومية مفتوحة على كل الأ�سئلة‬ ‫م ��ن دون رقابة �أو قيود �أو �ش ��روط ومن كال الطرفين‪.‬‬ ‫ه ��ي تحاول الغور قدر �إ�ستطاعتها في �أعماق الأعماق‪،‬‬ ‫وهو ب ��دوره يحاول تعري ��ة �أوراقها ورق ��ة ورقة‪ ،‬كوردة‬ ‫تنتظ ��ر قطافها بعد �إكتم ��ال العقد �إ�ستع ��داد ًا لـ"ثورة‬ ‫العط ��ر"‪ .‬وك� ��أن دروي�ش ك ��ان يعد الرهيب ��ة مر�شليان‬ ‫لتكون "مطرته" التي تنتظر عودته بعد رحيل‪ ،‬ولتكون‬ ‫حافظ ��ة �أوراق ��ه و�أ�سراره ونا�شرة ما يمك ��ن ن�شره �إلى‬ ‫حي ��ن �إختمار الوق ��ت و�إكتمال الأيام الت ��ي ت�سمح ب�أن‬ ‫ت�شي بما يمكن بوحه‪.‬‬ ‫ل ��م يك ��ن �صعب ًا على مر�شلي ��ان �أن ت�ستنطق ��ه عن �أدق‬ ‫التفا�صيل‪ .‬عن �سر ريتا اليهودية‪ ،‬عن �أمه‪ ،‬عن بيروت‬ ‫والثورة‪:‬‬ ‫"�أخبرتن ��ي بف ��رح ال يعادل ��ه فرح‪ ،‬عن �أم ��ك حورية‪،‬‬

‫غالف‬ ‫الكتاب‬ ‫"�أنا‬ ‫الموقع‬ ‫�أدناه‬ ‫محمود‬ ‫دروي�ش"‬

‫�أبيك �سلي ��م ‪ ،‬جدك ح�سين‪ ،‬وكل الأخ ��وة وال�شقيقات‬ ‫وقل ��ت عنهم "نحن ن�شب ��ه بع�ضنا كالتوائ ��م"؟! ت�س�أله‬ ‫فيجيب‪:‬‬ ‫"�أم ��ي ه ��ي �أمي‪ .‬ول ��و ا�ستطع ��ت �أن �أف � ّ�ك خ�صرها‬ ‫و�ضفائرها من لعنة الرموز لفعلت‪ .‬نعم‪ ،‬تركت وجهي‬ ‫عل ��ى منديلها‪ ،‬لأني خارجها �أفق ��د مالمحي‪ .‬وعندما‬ ‫ال �أطلب من ك ّل ه ��ذا الم�أ�سوي‪ ،‬الذي يدور في بالدي‬ ‫وما عليها‪ ،‬غير منديل �أم ��ي‪ ،‬فلأنني �أ�سعى لإ�سترداد‬ ‫مالمحي الأولى‪ ،‬لإ�ست ��رداد �إن�سانيتي في �صورتي كما‬ ‫هي‪ ،‬ال كما تر�سمها الجريمة الكبرى التي �إرتكبت في‬ ‫ب�ل�ادي من ناحية‪ ،‬وال كما تر�سمها البطولة من ناحية‬ ‫�أخرى"‪.‬‬ ‫تقت ��رب مر�شلي ��ان من خطوط ��ه الحم ��ر‪ ،‬وت�س�أله عن‬ ‫ريت ��ا‪ ،‬من ه ��ي ريتا؟ هل هي وهم؟ ه ��ل هي �إمر�أة من‬ ‫لح ��م دم‪ ،‬فيجيب دروي�ش‪ ،‬ولكن بك�ل�ام ي�شبه ال�شعر‪،‬‬ ‫بكالم �أقرب الى ال�سوريالية منه �إلى الحقيقة‪ ،‬فيقول‪:‬‬ ‫"ريت ��ا لي�س ��ت ا�سم امر�أة‪ .‬هي �إ�س ��م �شعري ل�صراع‬ ‫الح � ّ�ب في واقع الحرب‪ ...‬من هي ريتا؟ �س�أبحث عنها‬ ‫مرة �أخرى في ج�س ��دي‪ ،‬وربما ت�ستطيع ق�صيدة ما �أن‬ ‫تجدها‪ ،‬ربما"‪.‬‬ ‫و�أوراقن ��ا ماذا �أفعل به ��ا ومتى؟! ت�س� ��أل مر�شليان في‬ ‫�أواخ ��ر �شت ��اء الع ��ام ‪ 2007‬ال�شاع ��ر ال ��ذي �أدرك �أن‬ ‫�سفينت ��ه بات ��ت في انتظ ��اره عل ��ى �شاط ��ىء الرحيل‪،‬‬ ‫و�أن عودت ��ه ق ��د اقتربت‪ ،‬فيجيب‪" :‬لي� ��س الآن خبئيها‬ ‫وحافظي عليها جيدا �أنت وحدك �ستعرفين متى يحين‬ ‫الوقت ربما بعد ‪ 20‬عاما �أو �أكثر…"‬ ‫حينها ق ��د يك�شف الوقت ق�صة ع�شق ربما‪ ،‬بقيت طي‬ ‫الأوراق والذكريات‪ ،‬ت�ص ��ارع رائحة الحبر العتيق كي‬ ‫تخرج �إل ��ى النور‪ ،‬معلنة‪ :‬نعم‪� ،‬أنا الموقعة �أدناه �إيفانا‬ ‫مر�شلي ��ان‪� ،‬أقر و�أعترف ب�أنن ��ي كنت "مطرة" محمود‬ ‫دروي�ش وحبيبته!‬ ‫‪Issue 20 - June - 2014‬‬

‫‪97‬‬


‫بقلم جوزف قرداحي‬

‫الموقف الثقافي‬

‫جريئات جداً‪...‬‬ ‫ولكن!‬ ‫ف ��ي لق ��اء م ��ع الإعالمي ��ة فوزية �سالمة ف ��ي لندن‬ ‫ذات ي ��وم‪ ،‬قال ��ت ل ��ي بلهجتها الم�صري ��ة المحببة‪:‬‬ ‫"ي ��ا بختك ��م ف ��ي لبنان عل ��ى البن ��ات الحلوي ��ن‪ ...‬وك�إنو ربنا‬ ‫لم ��ا وزع الجمال على العالم العرب ��ي‪ ،‬اعطى الح�صة الكبرى‬ ‫لبنات لبنان!"‪.‬‬ ‫ه ��ذه النظرة الى "بنات لبنان الحل ��وات"‪� ،‬سمعتها من فوزية‬ ‫�سالم ��ة‪ ،‬ف ��ي ثمانين ��ات الق ��رن الفائ ��ت‪ ،‬ف ��ي زم ��ن الح ��روب‬ ‫الم�ش�ؤوم ��ة عل ��ى ار�ض لبن ��ان‪ ،‬حيث الحدود مقفل ��ة‪ ،‬وال�سفر‬ ‫�شب ��ه محظ ��ور ومحفوف بالمخاط ��ر‪ ،‬وحيث الحرك ��ة الفنية‬ ‫مقت�صرة على اهل الفن وحدهم‪ ،‬قبل دخول عار�ضات الأزياء‬ ‫الى الميدان‪ ،‬بعد فتح ابواب الحدود براً وبحراً وجواً‪ ،‬و�إنتقال‬ ‫التناف�س التلفزيوني من الأر�ض الى الف�ضاء الوا�سع!‬ ‫وعندم ��ا زرت القاه ��رة للم ��رة االولى ف ��ي الع ��ام ‪ 1999‬بدعوة‬ ‫كريم ��ة م ��ن �أمي ��رة عربي ��ة‪ ،‬له ��ا ي ��د بي�ض ��اء عل ��ى كثي ��ر م ��ن‬ ‫الأعم ��ال االن�ساني ��ة والخيري ��ة ف ��ي لبن ��ان‪� ،‬سمع ��ت كالم� �اً‬ ‫م�شابه� �اً لكالم فوزية �سالمة‪ ،‬م ��ن معظم االخوة الم�صريين‬ ‫الذي ��ن �إلتقيتهم ف ��ي �شوارع و�أحياء القاهرة ع ��ن بنات لبنان‪،‬‬ ‫م ��ع بع�ض الزي ��ادة! �أما الزيادة‪ ،‬فكانت‪":‬ي ��ا بختكم على بنات‬ ‫لبنان الحلوات والجريئات!"‪.‬‬ ‫وه ��و "�إط ��راء" ق ��د يعت� � ّز ب ��ه كل لبناني �ش ��اء ق ��دره �أن يعي�ش‬ ‫ف ��ي ه ��ذا الفردو�س الأر�ض ��ي‪ ،‬المتم ّيز الى طبيعت ��ه الخالبة‪،‬‬ ‫بثقاف ��ات متع ��ددة ومتنوع ��ة‪ ،‬يرعاه ��ا قان ��ون ديموقراط ��ي‪،‬‬ ‫�أعط ��ى المر�أة �إ�ستقالليتها و�إحترم حريتها ال�شخ�صية‪ .‬وهي‬ ‫ديموقراطية‪� ،‬أثبتت فرادتها في محيطها العربي‪.‬‬ ‫�أم ��ا الج ��ر�أة الت ��ي يح�سدن ��ا عليه ��ا الإخ ��وة الم�صري ��ون‪ ،‬ف ��ي‬ ‫"البنت اللبنانية" مما ال �شك فيه هي جر�أة ال عالقة لها بما‬ ‫تك�شف ��ه م ��ن �أف ��كار و�آراء ومعتق ��دات ت�ضج في الق�س ��م الأعلى‬ ‫منه ��ا و�أعني ر�أ�سها‪ ،‬بالقدر ال ��ذي تك�شفه وب�سخاء من الق�سم‬ ‫اال�سف ��ل منه ��ا‪ ،‬و�أعن ��ي ج�سده ��ا‪ .‬وهو م ��ا لم�سن ��اه و�شاهدناه‬ ‫ف ��ي الكثي ��ر م ��ن الأف�ل�ام الم�صري ��ة الأخيرة‪ ...‬حي ��ث تن�شط‬ ‫اللبنانيات ويتناف�سن على �أدوار الإثارة والإغراء والعري‪ ،‬بال‬ ‫حدود او �شروط او خطوط حمراء!‬

‫‪96‬‬

‫العدد ‪ - 20‬حزيران (يونيو) ‪٢٠١4 -‬‬

‫وكل ده عل�شان �إيه؟!‬ ‫عل�شان خاطر وعيون ال�سينما الم�صرية! وهي ال�سينما الحلم‬ ‫عن ��د الطامحات الى مجد ال�شهرة والنجومية‪ ،‬وخ�صو�صاً ان‬ ‫�إ�ستديوهات القاهرة ال�سينمائية‪ ،‬لعبت في الأيام الغابرة دور‬ ‫هوليوود العرب!‬ ‫وف ��ي مو�ضوع ج ��ر�أة "البن ��ت اللبنانية" او الممثل ��ة اللبنانية‬ ‫ال ��ذي طرحت ��ه ف ��ي �إح ��دى الن ��دوات التلفزيوني ��ة‪ ،‬وردتن ��ي‬ ‫�إت�ص ��االت عدي ��دة‪ ،‬وتعليق ��ات كثي ��رة‪ُ ،‬تع ِّب ��ر ع ��ن ت�سا�ؤلها عن‬ ‫الأ�سب ��اب الت ��ي تدف ��ع بـ"حوائن ��ا" اللبناني ��ة ال ��ى تقدي ��م كل‬ ‫التن ��ازالت ف ��ي الخارج‪ ،‬بم ��ا فيه ��ا الإ�ستعداد الكام ��ل للتخلي‬ ‫حت ��ى ع ��ن ورق ��ة التين‪ ،‬كما ُف ِه ��م من حديث اكث ��ر من ممثلة‬ ‫�شارك ��ت ف ��ي الن ��دوة‪ ،‬في الوق ��ت الذي تمتنع ع ��ن النزول الى‬ ‫البح ��ر بلبا�س الماي ��وه‪ ،‬و�إن تنازلت وقبل ��ت بت�صوير الم�شهد‬ ‫البح ��ري‪ ،‬وانما م�شترطة �إرتداء �أفخ ��ر ف�ستان" �سواريه" في‬ ‫خزانتها؟!‬ ‫ف ��ي تل ��ك الن ��دوة �س�أل ��تُ ملك ��ة جم ��ال لبن ��ان ال�سابق ��ة نيكول‬ ‫بردوي ��ل‪ ،‬ع ��ن ال�سب ��ب الذي يجع ��ل الممثلة اللبناني ��ة تتخ ّلى‬ ‫عن تقاليدها الإجتماعي ��ة وتتنازل عن �شروطها وتحفظاتها‬ ‫�أم ��ام �أي فر�صة ظهور لها على ال�شا�شة الم�صرية‪ ،‬وخ�صو�صاً‬ ‫�أن نيك ��ول كانت قد لعبت دوراً جريئاً في فيلم "الباحثات عن‬ ‫الحرية" لإينا�س الدغيدي‪� .‬أجابت‪" :‬اعطني مخرجاً لبنانياً‬ ‫يفكر بم�س�ألة الجر�أة من ر�أ�سه ولي�س من �أ�سفله‪ ،‬وانا م�ستعدة‬ ‫بغي ��ر ت ��ردد!" فقل ��ت له ��ا بغير ت ��ردد‪" :‬نادين لبك ��ي!" قالت‪:‬‬ ‫نادي ��ن رائع ��ة ولكن نادي ��ن ال ت�ستطي ��ع وحدها تغيي ��ر ذهنية‬ ‫المخ ��رج اللبنان ��ي القائم ��ة عل ��ى التعام ��ل م ��ع ج�س ��د المر�أة‬ ‫كو�سيلة �إغراء ال تحمل في �أعماقها �أية �أبعاد �أو ق�ضية‪.‬‬ ‫اقفلت الندوة على جواب نيكول بردويل‪ ،‬لأفتح ملف و�أر�شيف‬ ‫�أكث ��ر م ��ن ممثل ��ة �أو فنانة لبناني ��ة‪ ،‬منذ �صباح وط ��روب وليز‬ ‫�سركي�سي ��ان وجورجين ��ا رزق و�ص ��و ًال �إلى نيك ��ول �سابا ودوللي‬ ‫�شاهي ��ن وهيف ��ا وهبي وقطط غ�سان الرحبان ��ي الأربع‪ ،‬لأعثر‬ ‫عل ��ى فنان ��ات لبنانيات "جريئ ��ات جداً"‪ ...‬ولكن ف ��ي ال�سينما‬ ‫الم�صرية فقط!‬


‫باميال أندرسون‪ :‬تعرضت للتحرش واألغتصاب منذ الطفولة‬ ‫الأكبر تعليم ��ي لعبة "الداما" التي قادت الى‬ ‫زارت المملة الأميركية – الكندية باميال‬ ‫"م�س ��اج" وتدلي ��ك الظه ��ر‪ ،‬و�إنته ��ى الأمر‬ ‫�أندر�س ��ون مدين ��ة ك ��ان الفرن�سي ��ة عل ��ى‬ ‫ب�إغت�صاب ��ه ل ��ي‪ ،‬ك ��ان ه ��و ف ��ي الخام�س ��ة‬ ‫هام� ��ش فعالي ��ات المهرج ��ان ال�سينمائي‬ ‫والع�شري ��ن وكنت انا في الثاني ��ة ع�شرة من‬ ‫هن ��اك‪ ،‬وك�شف ��ت ب� ��أن ن�ش ��اط م�ؤ�س�ستها‬ ‫عمري"‪.‬‬ ‫الخيري ��ة الجدي ��دة الت ��ي �أت ��ت لتد�شينها‬ ‫و�أكمل ��ت وه ��ي تق ��ر�أ بتوت ��ر م ��ن الورق ��ة‪:‬‬ ‫�سيك ��ون ف ��ي مج ��االت حق ��وق الإن�س ��ان‪،‬‬ ‫"الإعت ��داءات ل ��م تنته هن ��ا‪ ،‬فعندما كنت‬ ‫وم�ساع ��دة الحيوان ��ات‪ ،‬والحف ��اظ عل ��ى‬ ‫في ال�صف التا�س ��ع‪ ،‬قرر �أول �صديق لي �أنه‬ ‫البيئ ��ة‪ .‬وخالل حف ��ل �إ�ستقب ��ال �أقيم على‬ ‫م ��ن الممت ��ع �أن يق ��وم هو و�ستة م ��ن رفاقه‬ ‫اح ��د اليخوت‪ ،‬ك�شف ��ت الممثل ��ة التفا�صيل‬ ‫بالتن ��اوب عل ��ى �إغت�صاب ��ي‪ ،‬وبالتال ��ي ال‬ ‫المريعة لطفولته ��ا المعذبة‪ ،‬حيث تعر�ضت‬ ‫�ضرورة لأن �أ�ؤكد ب�أنني عانيت لفترة طويلة‬ ‫للتحر� ��ش والإعت ��داء الجن�س ��ي من ��ذ عم ��ر‬ ‫من �أزمة ثقة بالنا�س‪ ،‬وتمنيت الموت"‪.‬‬ ‫ال�ساد�سة‪.‬‬ ‫و�أرجع ��ت الف�ض ��ل للحيوان ��ات والطبيع ��ة‬ ‫وقالت في كلمته ��ا‪" :‬لم تكن طفولتي �سهلة‪،‬‬ ‫في منحه ��ا الع ��زاء والأمل والق ��درة على‬ ‫رغم ح ��ب والدي لي‪ ،‬فقد تعر�ضت للتحر�ش‬ ‫الإ�ستمرار ف ��ي الحياة‪" :‬حبي للحيوانات‬ ‫الجن�سي من عمر ‪� 6‬سن ��وات ولغاية عمر ‪10‬‬ ‫�أنقذن ��ي‪ ،‬كان ��ت ت�أتي �إل ��ي ب�شكل طبيعي‪.‬‬ ‫�سن ��وات من قب ��ل جلي�سة الأطف ��ال التي كان‬ ‫ميال �أندر�سون‪ :‬عالم الحيوان �أنقذها!‬ ‫با‬ ‫الأ�شج ��ار كان ��ت تتح ��دث �إل ��ي‪ ،‬ل ��م �أكن‬ ‫يفتر�ض بها �أن تعتني بي"‪.‬‬ ‫وف ��ي يوم من الأي ��ام ذهبت لزيارة �صديقة لي خ�ل�ال تواجدها في �أع ��رف �سبب� � ًا لبقائي على قي ��د الحياة‪� ،‬س�ؤال ك ��ان ي�ؤرقني‪ .‬والئي‬ ‫من ��زل �صديقها‪ ،‬وفي فت ��رة �إن�شغالهما عني‪ ،‬ق ��رر �شقيق �صديقها يبقى لمملكة الحيوان‪ ،‬تعهدت بان �أحميها هي وهي فقط"‬

‫هل يترشح جورج كلوني لرئاسة أميركا في ‪2016‬؟‬ ‫جورج كلوني يريد الإنطالق في مهنة ال�سيا�سة بعد الزواج من المحامية اللبنانية‬ ‫الأ�صل �أمل علم الدين‪.‬‬ ‫الممث ��ل البال ��غ من العم ��ر ‪ 53‬عام� � ًا‪ ،‬والذي ي�ش ��اع �أن ��ه ي�ستعد لعق ��د قرانه على‬ ‫المحامي ��ة البريطانية‪-‬اللبناني ��ة في �أيلول (�سبتمبر) بع ��د خطوبتهما في ني�سان‬ ‫(�إبريل) الفائت‪ ،‬بته ّي�أ �أي�ض ًا للم�شاركة في الإنتخابات االميركية المقبلة‪.‬‬ ‫وقال م�صدر ل�صحيفة "ديلي ميرور" البريطانية‪" :‬لديه طموحات كبيرة‪ ،‬ويهدف‬ ‫للو�صول الى ال�سيا�سة قريب ًا‪ .‬ويريد �أن يفعل المزيد من العمل الإن�ساني وي�أمل في‬ ‫االن�ضمام �إلى حملة الديموقراطيين في �إنتخابات ‪."2016‬‬ ‫المنت ��ج والممثل الحائز عل ��ى جائزة الأو�سكار‪ ،‬الذي دع ��م الرئي�س باراك �أوباما‬ ‫قب ��ل �إنتخابات ‪ 2012‬و�شارك في ت�أ�سي�س منظمة الم�ساعدات الإن�سانية "نات �أون‬ ‫�أور ووت� ��ش" (‪ ) Not On Our Watch‬م ��ع العدي ��د من الأ�صدق ��اء‪ ،‬بمن فيهم‬ ‫الممث�ل�ان مات ديمون وب ��راد بيت‪ ،‬قبل �ست �سنوات‪ ،‬يعتقد ب� ��أن �أمل (‪ 36‬عام ًا)‬ ‫�سوف ت�ساعده على تعزيز حظوظه في ت�أمين من�صب ر�سمي في الحكومة المقبلة‪.‬‬ ‫وقال الم�صدر المطلع‪" :‬جورج يفكر في كيفية الم�شاركة �أكثر ‪.‬الآن لديه �أمل �إلى‬ ‫جانبه و�سوف يعطيه المزيد من الم�صداقية على التر�شح لمن�صب الرئا�سة"‬

‫جورج كلوني و�أمل علم ال‬

‫دين‪ :‬وراء كل رجل عظيم �إمر�أة عظيمة!‬

‫‪Issue 20 - June - 2014‬‬

‫‪99‬‬


‫عالم النجوم‬

‫ميريام كلينك تدخل في مزاج الياس الرحباني!‬ ‫والإجتماعي ��ة "الإ�ستعرا�ضية"‪ ،‬وم�ستعدة‬ ‫تع ��اون وحي ��د جم ��ع هيف ��ا وهبي م ��ع الفنان‬ ‫لفعل الم�ستحيل كي تبقى الأ�ضواء م�سلطة‬ ‫اليا� ��س الرحبان ��ي‪ .‬حي ��ن طرح ��ت المغنية‬ ‫عليه ��ا‪ّ � .‬أ�س�ست �إم ��ارة "كلينك�ستان" التي‬ ‫اللبناني ��ة �ألبومه ��ا "ب ��دي عي� ��ش" (كلمات‬ ‫تديرها �شخ�صي ًا وت�ضع قواعدها الفريدة‬ ‫و�ألح ��ان اليا�س الرحباني) في العام ‪،2005‬‬ ‫ً‬ ‫ف ��ي الحي ��اة و�شروط� �ا خا�ص ��ة لالن�ضمام‬ ‫�إعتب ��ر بع�ضه ��م �أن تلك الخط ��وة �ص ّبت في‬ ‫�سجلت كلينك �أغنيات من‬ ‫أيام‪،‬‬ ‫�‬ ‫قبل‬ ‫إليها‪.‬‬ ‫�‬ ‫�صال ��ح هيف ��ا الت ��ي �إ�ستثمرتها فني� � ًا‪ ،‬لأنها‬ ‫ّ‬ ‫�ألحان وت�أليف الرحباني‪.‬‬ ‫كان ��ت من �أجم ��ل الأغنيات الت ��ي �أدّتها في‬ ‫ّ‬ ‫وك�شفت ع ��ن �أنها تتعاون م ��ع الرحباني في‬ ‫م�سيرتها‪.‬‬ ‫ثالث ��ة �أعمال منها �أغنية "ك ��ل يوم عبكرا"‬ ‫�أ�صبح ��ت "ب ��دي عي� ��ش" �شع ��ار هيف ��ا في‬ ‫الت ��ي تتحدّث ع ��ن فت ��اة تتع ّرف �إل ��ى �شاب‬ ‫مختل ��ف مراح ��ل حياته ��ا‪ ،‬وا�ستُعمل ��ت‬ ‫بالم�صادف ��ة خ�ل�ال رحل ��ة ف ��ي �سيارته ��ا‪.‬‬ ‫كلم ��ات الأغنية كر ّد عل ��ى كل من هاجمها‬ ‫وع ��ن تعاونها مع الرحباني‪ ،‬تق ��ول العار�ضة‬ ‫وج ��ه �إليه ��ا الته ��م‪ .‬لك ��ن النجم ��ة ل ��م‬ ‫�أو ّ‬ ‫ميريام كلينك‪" :‬كل‬ ‫يوم‬ ‫عب‬ ‫كرا"‬ ‫مع‬ ‫ال‬ ‫يا�س‬ ‫الرح‬ ‫باني‬ ‫ال�سابق ��ة‪" :‬لق ��د دخلت في "م ��ود" (مزاج)‬ ‫تك� � ّرر تجربتها م ��ع الرحبان ��ي‪ ،‬بل توقفت‬ ‫الفني‪� .‬إنه تعاون ال يتك� � ّرر �أبد ًا‪ ،‬فهو فنان عميق‬ ‫الرحباني‬ ‫�س‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫اليا‬ ‫إلى‬ ‫�‬ ‫تتجه‬ ‫اللبناني‬ ‫�ن‬ ‫�‬ ‫الملح‬ ‫عن ��د ذلك الح ّد فقط‪ .‬وها ه ��ي �أنظار ّ‬ ‫ّ‬ ‫مغني ��ة جدي ��دة‪ ،‬ومثيرة للج ��دل �أي�ض� � ًا‪ ،‬وربما تع ��رف كيف تو�صل و�أعماله ملفتة وناجحة من ��ذ �سنوات"‪ .‬وت�شرح كلينك "كنت �أتمنى‬ ‫كلمات ��ه و"نوتات ��ه" �سريع� � ًا‪� ،‬إذ وقع �إختي ��اره على عار�ض ��ة الأزياء من ��ذ زمن بعي ��د �أن �أتعاون م ��ع الرحباني‪� ،‬إل ��ى �أن جمعني به �أحد‬ ‫اللبناني ��ة المثي ��رة للجدل �أي�ض� � ًا ميريام كلينك‪ .‬م ��ن المعروف �أنّ �أ�صدقائن ��ا الم�شتركي ��ن‪ ،‬وطلبت من ��ه �أعما ًال فن ّية فق� �دّم لي ثالث‬ ‫الأخي ��رة مادة د�سمة للإع�ل�ام‪ ،‬فهي معروفة بمواقفه ��ا ال�سيا�سية �أغنيات دفعة واحدة"‬

‫العنود الحربي‪ :‬ال أعتبر نفسي ممثلة !‬ ‫عل ��ى رغم رف� ��ض عائلتها امتهانه ��ا المجال الفن ��ي‪� ،‬إال �أن الممثلة يعق ��وب‪� ،‬أُر�ض ��ي من خالله ��ا �شيئ ًا ما ف ��ي داخل ��ي‪ ،‬و�سيظل عالم‬ ‫ال�سعودي ��ة العن ��ود الحربي ق ��ررت خو�ض التجربة‪ .‬وقال ��ت �أخير ًا‪ :‬الإذاعة المجال الذي يحقق تطلعاتي والحلم الذي �أع�شقه"‪.‬‬ ‫"�أتح ��در م ��ن �أ�سرة �سعودي ��ة من ال�صعب �إقناعه ��ا بر�سالة الفن‪ ،‬وت�ش ��ارك الحرب ��ي في �أعم ��ال منها م�سل�س ��ل "زواج �آخ ��ر موديل"‬ ‫وهن ��اك �صعوبات ال �أ�ستطيع تخطيها‪ ،‬لكن ه ��ذا ما �أريده حق ًا‪ ،‬وال للمخ ��رج ر�ضا البنا‪ ،‬و"وف ��ق الظروف" ل�سمير ع ��اف‪ ،‬و"كومار"‪.‬‬ ‫ي ��ردده �أه ��ل الف ��ن عنه ��ا‪ ،‬قالت‪" :‬ل ��و خليت‬ ‫�أرى �س ��وء ًا في ذلك‪ .‬ثم �أن والدتي تران ��ي �أ�صلح للمجال الإعالمي وح ��ول م ��ا‬ ‫خرب ��ت‪� ،‬أ�ؤمن ب�أن كل مج ��ال يحمل الطالح‬ ‫الإذاع ��ي‪ ،‬ولي�س للمجال الفني‪ ،‬لكنها ال�سند‬ ‫وال�صال ��ح‪ ،‬والأم ��ر يع ��ود للفن ��ان وتربيته‪،‬‬ ‫والداع ��م ال ��ذي يق ��ف خلف ��ي"‪ .‬و�أ�ضاف ��ت‪:‬‬ ‫ولي� ��س �صحيح ًا �أن الفن غدار‪ ،‬فالغدر ي�أتي‬ ‫"�أخو� ��ض تجرب ��ة التمثي ��ل لأُر�ض ��ي �شيئ ًا ما‬ ‫من �أهله"!‬ ‫ف ��ي داخل ��ي"‪ ،‬نافي ��ة �أن يكون الف ��ن �سرقها‬ ‫م ��ن هواياته ��ا‪ .‬فـ"الميكروف ��ون ع�شقي الذي‬ ‫ونف ��ت �أن تك ��ون قل ��ة الأ�سم ��اء ال�سعودية‬ ‫يمنحن ��ي تجاذب اله ��وى مع الجمه ��ور ويثير‬ ‫الن�سائي ��ة �سبب ًا لداللها عن ��د المنتجين‪،‬‬ ‫حما�ست ��ي‪ ،‬وقريب� � ًا �س�أط ��ل من خ�ل�ال �إذاعة‬ ‫وقال ��ت‪" :‬ال �أفر� ��ض �شروط ��ي‪ ،‬وال�ساحة‬ ‫خليجية مميزة عبر برنامج جديد في طرحه‪،‬‬ ‫مملوءة بالأ�سماء التي تحتاج �إلى الدعم‬ ‫وال �أعتب ُر نف�سي ممثلة"‪.‬‬ ‫والثق ��ة‪ .‬الأمر يعتمد عل ��ى قوة �شخ�صية‬ ‫وتبق ��ى تجرب ��ة التمثيل من وجه ��ة نظر العنود‬ ‫الفنان ��ة للإ�ستم ��رار بم�ست ��وى الق ��وة‬ ‫الحربي‪� :‬أمي تراني �أ�صلح للإعالم الإذاعي‬ ‫نف�س‬ ‫"مج ��رد تجرب ��ة �أخو�ضه ��ا لحاج ��ة ف ��ي‬ ‫نف�سه"‬ ‫العنود‬

‫‪98‬‬

‫العدد ‪ - 20‬حزيران (يونيو) ‪٢٠١4 -‬‬


‫مجهوده لإنت ��زاع ال�ضحكة من جمهور بات يدرك‬ ‫م�سبق ًا القف�شة الجاهزة والمك ّررة على الم�سرح‪.‬‬ ‫م ��ارك قدي ��ح‪� ،‬إب ��ن م�س ��رح "ال�شان�سونيي ��ه"‬ ‫المخ�ضرم منذ الراح ��ل و�سيم طباره‪ ،‬من ه�ؤالء‬ ‫المغامري ��ن العنيدي ��ن الذين دفعوا ثم ��ن الكثير‬ ‫م ��ن مواقفهم ومبادئهم‪ ،‬وال �سيم ��ا �إبان �سيطرة‬ ‫رئي� ��س �أجهزة المخاب ��رات ال�سوري ��ة العاملة في‬ ‫لبنان ر�ستم غزالة‪ ،‬على جميع مفا�صل الإعالم‪،‬‬ ‫الذي ح ��اول وعبر ر�سائل كثيرة ثني ��ه عن �إنتقاد‬ ‫"�صنع في‬ ‫النظام ال�سوري ف ��ي برنامجه ال�ساخر ُ‬ ‫لبنان" ال ��ذي كان ُيعر�ض على �شا�ش ��ة الم�ؤ�س�سة‬ ‫اللبنانية للإر�سال "�أل بي �سي" قبل العام ‪،2002‬‬ ‫غي ��ر �أنه �آثر التخلي ع ��ن موقعه الذهبي يومذاك‬ ‫والإن�سحاب‪،‬على التراجع عن قناعاته ومبادئه‪.‬‬ ‫الي ��وم وبع ��د ‪ 12‬عام� � ًا م ��ن الغي ��اب ق ��رر مارك‬ ‫قدي ��ح العودة �إل ��ى عال ��م "ال�شان�سونيي ��ه"‪ ،‬عبر‬ ‫م�سرحيت ��ه الجديدة "وفاق وطني"‪ ،‬التي يق ّدمها‬ ‫م ��ع مجموع ��ة من الوج ��وه الجديدة عل ��ى م�سرح‬ ‫"الأرك ��ادا مارينا" في جوني ��ه‪ ،‬على الرغم من‬ ‫�إدراك ��ه الت ��ام �أن م�س ��رح الي ��وم هو غي ��ر م�سرح‬ ‫الأم�س‪ ،‬و�أن جمهور اليوم هو غير جمهور الأم�س‪.‬‬ ‫ومع ذل ��ك �شاء المغام ��رة والمخاط ��رة مع وجوه‬ ‫�شابة طيعة وموهوبة‪ ،‬وفي ظل ظروف �إقت�صادية‬ ‫و�سيا�سية م�ضطربة‪ ،‬ق ��د تجعله في �أحيانٍ كثيرة‬ ‫ي�ؤجل بع�ض �أي ��ام العرو�ض‪� ،‬أو يح�صرها في يوم‬ ‫واح ��د �أو يومين م ��ن نهاية كل �أ�سب ��وع‪ ،‬بد ًال من‬ ‫العر� ��ض اليوم ��ي المتوا�صل الذي ك ��ان ممكن ًا لو‬ ‫�أن الحرك ��ة ال�سياحي ��ة نا�شطة كم ��ا وعدنا وزير‬ ‫ال�سياحة‪.‬‬ ‫يتمي ��ز م�س ��رح م ��ارك قدي ��ح ع ��ن �س ��واه م ��ن‬ ‫"ال�شان�سونيي ��ن"‪ ،‬ب�إيقاع ��ه ال�سري ��ع‪ ،‬و�أفك ��اره‬ ‫الل ّماح ��ة‪ ،‬و�إ�ستخدام ��ه مف ��ردات و�إن �إ�ستجلبت‬ ‫الإيحاءات الجن�سية ف�إنها ال ت�سقط في الإ�سفاف‬ ‫واالبتذال‪ .‬وهو عل ��ى الرغم من ح�شده هذا الكم‬ ‫الالف ��ت م ��ن الجمي�ل�ات ال�ساخن ��ات‪ ،‬غي ��ر �أنه‬ ‫يحر� ��ص على تلمي ��ع الموهبة �إلى جان ��ب الإثارة‪،‬‬ ‫و�إنتزاع الإعجاب �إلى جانب الجر�أة المفرطة‪.‬‬ ‫ف ��ي "وف ��اق وطن ��ي" ثم ��ة لع ��ب عل ��ى الك�ل�ام‪،‬‬ ‫وا�سقاط ��ات �سيا�سي ��ة كثي ��رة ت�ستول ��د ال�ضحكة‬ ‫الموجوع ��ة عل ��ى بل ��د معظ ��م ل�صو�ص ��ه حك ��ام‪،‬‬ ‫ومعظ ��م �شرفائ ��ه محكوم ��ون‪ .‬وه ��و و�إن ق ��دم‬ ‫�إ�سكت�شات ��ه عل ��ى �إيقاع ��ات مو�سيقي ��ة معروف ��ة‪،‬‬ ‫كتقليد نمطي لف ��ن "ال�شان�سونييه" غير �أن قديح‬ ‫ال يوافق على ه ��ذا الت�شبيه الذي ي�ضعه في �صف‬

‫�أبطال م�سرحية "وفاق وطني"‪ :‬جدد لكنهم موهوبون‬

‫لورا حداد و�ساندرا‪ :‬لم�سة �إنثوية بعيدة من الإ�سفاف‬

‫واح ��د م ��ع "ال�شان�سونيي ��ه" الهاب ��ط‪ ،‬وي ��رى �أن‬ ‫م�سرحه �أقرب �إلى الم�س ��رح الإ�ستعرا�ضي الغني‬ ‫باللوحات الراق�صة والأ�صوات الجميلة‪.‬‬ ‫يع ��رف م ��ارك قدي ��ح كي ��ف ي ��ر ّوج لم�سرح ��ه‪،‬‬ ‫م�ستخدم� � ًا الحيل ��ة البارع ��ة في تحفي ��ز غرائز‬ ‫الجمهور العرب ��ي‪ ،‬الالهث وراء الإثارة الجن�سية‬ ‫ولو على طب ��ق من الخديعة الب�صرية‪ ،‬تمام ًا كما‬ ‫ر ّوج لفك ��رة دع ��م بطل ��ة التزل ��ج اللبنانية جاكي‬ ‫�شمع ��ون الت ��ي تع ّر�ضت لحمل ��ة ت�شهي ��ر وا�سعة‪،‬‬ ‫عل ��ى خلفي ��ة جل�س ��ة ت�صوي ��ر كانت ق ��د نفذتها‬ ‫ل�صال ��ح �إحدى �شرك ��ات الإط ��ارات المطاطية‪،‬‬ ‫وظهرت فيه ��ا عارية ال�صدر وه ��ي ترتدي مايوه‬ ‫"�سترين ��غ"‪ .‬ف�إلتق ��ط الفك ��رة بذك ��اء‪ ،‬و�أدخل‬

‫عن�ص ��ر الت�شوي ��ق م ��ع المغني ��ة البارع ��ة ل ��وري‬ ‫ح ��داد التي قدمت لوحة مبتكرة تتعرى فيها على‬ ‫الم�سرح بوا�سطة م ��ا ُيعرف بالخدعة الب�صرية‪.‬‬ ‫فح�ص ��د الت�صفي ��ق‪ ،‬وح�صدت معه ل ��وري �آهات‬ ‫االعجاب على �أدائها المتم ّيز الذي حافظت فيه‬ ‫على �شع ��رة الإحت�شام‪ .‬وبالمنا�سب ��ة لوري حداد‬ ‫م ��ن الأ�صوات الن ��ادرة التي تنتظ ��ر فر�صتها في‬ ‫عالم الإ�ستعرا�ض الغنائي‪.‬‬ ‫لقيت "وفاق وطني" �إ�ستح�سان ًا من نقاد الم�سرح‬ ‫الذين باركوا لقديح عودت ��ه بعد غياب ‪ 12‬عام ًا‪.‬‬ ‫وق ��د �أجمع ��وا عل ��ى ر�شاق ��ة الن� ��ص و�إن تغل ��ف‬ ‫بال�سوداوي ��ة‪ .‬ولعل �أف�ضل و�ص ��ف لهذه الم�شهدية‬ ‫ه ��و ما كتبته الزميل ��ة ن�سرين ظواهري في ملحق‬ ‫"النه ��ار" حي ��ن �س�ألت قدي ��ح‪� :‬ألي�س ��ت النهاية‬ ‫�سوداوية؟‬ ‫يجي ��ب قدي ��ح �أن دوره كفنان لي�س تغيي ��ر الواقع‬ ‫وتجميل ��ه بل نقله كم ��ا هو‪ ،‬وتل ��ك كانت خال�صة‬ ‫الم�سرحي ��ة‪ ،‬لأننا بكل ب�ساطة غي ��ر متفقين على‬ ‫بط ��ل‪�" .‬أي طاقة بدي �إفت ��ح وم�شكلتنا الأ�سا�سية‬ ‫العمالة؟ م ��ا عنا �إنتماء وطني‪ .‬مننتمي بكل فخر‬ ‫�إلى �سوري ��ا و�إيران وال�سعودي ��ة و�أميركا‪ ...‬طيب‬ ‫ي ��ا جماعة ولبن ��ان؟ على ك ��ل حال ل ��و نحنا ببلد‬ ‫بيحترم نف�سو ك ��ان الزم يحرموا هول النا�س من‬ ‫تذاكرن (هويتهم)"‪.‬‬ ‫مارك قديح ال ��ذي ال ي�شعر بقلق حيال م�سرحيته‬ ‫باعتباره ��ا من الأعم ��ال الجميلة الت ��ي �سيحبها‬ ‫الجمه ��ور‪ ،‬ال يخفي ت�شا�ؤمه م ��ن الو�ضع اللبناني‬ ‫كك ��ل‪ ،‬م�ؤك ��د ًا �أن ر�سالت ��ه يوجهه ��ا �إل ��ى جمي ��ع‬ ‫ال�سيا�سيي ��ن ويدعوهم �إلى ت ��رك البالد �إذ يكفي‬ ‫�إ�ستغباء ومتاجرة بال�شعب اللبناني!‬ ‫‪Issue 20 - June - 2014‬‬

‫‪101‬‬


‫م�سرح‬

‫"وفاق وطني" م�سرحية تف�ضح نفاق �أهل ال�سيا�سة في لبنان!‬

‫مارك قديح مسرحي‬ ‫لم يخضع إلرهاب رستم غزالة!‬

‫في ظل الأجواء ال�سيا�سية والأمنية والإقت�صادية التي �سادت في ال�سنوات القليلة الفائتة خفت‬ ‫نج��م م�سرح "ال�شان�سونيي��ه" �أو م�سرح "القوّالين" ف��ي لبنان ليعود من جدي��د �أخير ًا وفي حلة‬ ‫حديثة مع الم�سرحي مارك قديح‪.‬‬ ‫بيروت ‪ -‬جوزف قرداحي‬ ‫ماذا بقي من م�سرح "ال�شان�سونييه"‪،‬‬ ‫�أو م�س ��رح الق ّوالي ��ن الم�شه ��ور ف ��ي‬ ‫لبن ��ان منذ �أيفي ��ت �سر�س ��ق وغا�ست ��ون �شيخاني‬ ‫وو�سيم طب ��ارة ودودول وكريم �أبو �شقرا وغيرهم‬ ‫ف ��ي "م�س ��رح ال�ساعة العا�شرة"؟! م ��اذا بقي من‬ ‫ه ��ذا الم�سرح الإنتق ��ادي ال�ساخر وال�ل�اذع �أمام‬ ‫هجم ��ة البرام ��ج التلفزيوني ��ة الت ��ي تحاكي هذا‬ ‫الن ��وع من الفن ال�ساخر‪ ،‬ولكن ب�أ�سلوب تهريجي‪،‬‬ ‫موجه‪ ،‬وفارغ من �أي م�ضمون ما‬ ‫ممج ��وج‪ ،‬مع ّلب‪ّ ،‬‬ ‫خال الإ�ضحاك البورنوغرافي الهزيل؟!‬ ‫م ��اذا بقي م ��ن هذا الم�س ��رح الذي ك ��ان ال�شغل‬ ‫ال�شاغل لرقابة "الأم ��ن العام" ومق�صه الجاهز‬ ‫لتف�صي ��ل الح ��وار ال ��ذي ينا�س ��ب قيا� ��س تل ��ك‬ ‫المراح ��ل ال�سيا�سية م ��ن العه ��ود ال�سابقة‪� ،‬أيام‬ ‫ك ��ان تلفزي ��ون لبن ��ان ه ��و الجنة الت ��ي يحلم في‬ ‫دخوله ��ا المحظوظون من �أهل الف ��ن الكوميدي‬ ‫�أمث ��ال "�أبو �سلي ��م الطبل" وح�سن ع�ل�اء الدين‬ ‫"�شو�ش ��و"‪ ،‬ومحمـ ��د �شامل من خ�ل�ال كوميدياه‬ ‫ال�شعبي ��ة و�شخ�صي ��ات برامج ��ه الت ��ي ترك ��ت‬ ‫ب�صماتها طوي ًال في الت ��راث الكوميدي اللبناني‬ ‫�أمثال‪" :‬زم ّرد" فريال كري ��م‪ ،‬و"�شويكار" �آمال‬ ‫عفي� ��ش‪ ،‬و"الدرون ��دي" �شفيق ح�س ��ن‪ ،‬و"عزيز‬ ‫ال�سلمنكي" اليا�س رزق‪ ،‬و"خردق" زياد مكوك‪،‬‬ ‫و�شخ�صية المختار الأقرب الى القلوب‪ ،‬وغيرها‬ ‫م ��ن الوج ��وه التي غ ��اب بع�ضه ��ا‪ ،‬وبق ��ي بع�ضها‬ ‫الآخ ��ر �شاهد ًا عل ��ى هذا الإنح ��دار العمودي في‬

‫‪100‬‬

‫العدد ‪ - 20‬حزيران (يونيو) ‪٢٠١4 -‬‬

‫مارك قديح‪ :‬يدعو ال�سيا�سيين �إلى ترك البالد‬

‫حركة الم�سرح في لبنان‬ ‫على كافة م�ستوياته و�ألوانه‪� ،‬أ�صبحت‬ ‫في خطر‪ ،‬والإقبال على �شباك التذاكر‬ ‫�إنخف�ض �إلى ما دون الم�ستوى‪ ،‬وال �سيما‬ ‫م�سرح "ال�شان�سونييه" الذي يواجه‬ ‫تحديات كبيرة �أمام التلفزيون الذي‬ ‫ي�ستهلك كل �أفكاره ونجومه‬ ‫يتم ّيز م�سرح مارك قديح عن �سواه‬ ‫من "ال�شان�سونيين"‪ ،‬ب�إيقاعه ال�سريع‪،‬‬ ‫اللماحة‪ ،‬و�إ�ستخدامه مفردات‬ ‫و�أفكاره ّ‬ ‫و�إن �إ�ستجلبت الإيحاءات الجن�سية ف�إنها ال‬ ‫ت�سقط في الإ�سفاف واالبتذال‬

‫الكوميديا التلفزيونية!‬ ‫�أ�سوق ه ��ذه المقدم ��ة الطويل ��ة‪ ،‬و�أعي ��د �صياغة‬ ‫تلك الأ�سماء بكثير م ��ن الألم‪ ،‬لألقي ال�ضوء على‬ ‫م�سرح "ال�شان�سونييه" الذي �أ�صبح �شبه مهجور‪،‬‬ ‫�أو في �أف�ضل الأح ��وال ن�سخة مك ّررة عن البرامج‬ ‫التلفزيوني ��ة ال�ساخ ��رة الت ��ي ال ت�ضي ��ف جديد ًا‪،‬‬ ‫�سوى تلك المواجهة الم‬ ‫با�شرة مع الجميالت المثي ��رات‪ ،‬اللواتي يقدمن‬ ‫حواراته ��ن ال�ساخن ��ة عل ��ى طب ��ق م ��ن ال�سيقان‬ ‫العارية‪ ،‬والبطون المك�شوفة‪ ،‬والنهود المنتفخة‪.‬‬ ‫وهو �إمتياز لم يعد مقت�صر ًا على الخ�شبة المقفلة‪،‬‬ ‫بل �أ�صبح تقليد ًا عادي ًا ف ��ي تلفزيوناتنا المحلية‪،‬‬ ‫الت ��ي ال تت ��ردد في �إ�ستقب ��ال فنان ��ات �إ�ستعرا�ض‬ ‫تخ�ص�ص ��ن ف ��ي �أ�سالي ��ب االث ��ارة‪ ،‬يتناف�سن مع‬ ‫فنان ��ات عل ��ب الليل على فن ��ون التع ��ري‪ ،‬ولو في‬ ‫برامج م�ص ّنفة للعائالت‪.‬‬ ‫�أمام هذا الواقع الم�ستج ّد على الفنون الم�سرحية‬ ‫كافة‪� ،‬أي ��ن هو موق ��ع الم�سرحيي ��ن المحترفين‪،‬‬ ‫وه ��ل الإقبال على "م�س ��رح الق ّوالين" ما زال في‬ ‫عزه الذهبي؟!‬ ‫الوقائ ��ع ت�ؤكد عل ��ى �أن حركة الم�س ��رح في لبنان‬ ‫على كافة م�ستويات ��ه و�ألوانه‪� ،‬أ�صبحت في خطر‪،‬‬ ‫والإقب ��ال عل ��ى �شب ��اك التذاكر �إنخف� ��ض �إلى ما‬ ‫دون الم�ست ��وى‪ ،‬وال �سيما م�س ��رح "ال�شان�سونييه"‬ ‫الذي يواجه تحديات كبيرة �أمام التلفزيون الذي‬ ‫ي�ستهلك كل �أفكاره ونجوم ��ه‪ .‬و�أي محاولة لإنتاج‬ ‫عمل م�سرحي من هذا النوع‪ ،‬مغامرة بحد ذاتها‪،‬‬ ‫وعم ��ل �شاق عل ��ى الممثل ال ��ذي علي ��ه م�ضاعفة‬


‫فادي وندى حرو‬

‫غ�سان �أبو ع�ضل‬

‫رئي�س الرابطة مارون �أبو رجيلي‪ ،‬المطران كيرل�س ب�ستر�س‪ ،‬روجيه ن�سنا�س‪ ،‬المطران اليا�س رمال‬

‫�إدمون ونوال �سعاده‬

‫�إيلي و�سمر عطايا‬

‫غادة وكرم يارد‬

‫كلير وغابي �أبو رجيلي‬

‫فيفيان وتوفيق �صليبا‬

‫غادة �أبو ع�ضل‬

‫‪Issue 20 - June - 2014‬‬

‫‪103‬‬


‫مجتمع‬ ‫لبنان‬

‫رابطة الروم الكاثوليك تحتفل بأسبوع فيض النور‬ ‫لمنا�سب ��ة �أ�سب ��وع في�ض الن ��ور دعت رابطة الروم الكاثوليك ف ��ي لبنان �إلى ع�شاء في مطعم برج الحم ��ام في برمانا ح�ضرته نخبة من �أع�ض ��اء الرابطة و�أبناء‬ ‫الطائفة الكاثوليكية وعدد من وجوه المجتمع اللبناني‪.‬‬ ‫وقد �ألقيت كلمات عدة ركزت على معنى العيد‪ ،‬وكانت فر�صة للمطران كيرل�س ب�ستر�س لتكريم رئي�س الرابطة مارون �أبو رجيلي وتعليق و�سام على �صدره‪.‬‬

‫فاديا �أبو رجيلي وجورج وازن‬

‫نقوال وليلى غالم‬

‫عدنان �صوايا وقرينته‬

‫فيفيان و�سمير حريق‬

‫�إيلي وندى ن�صار‬

‫اللواء جورج قرعة وقرينته‬

‫�صوفي وجان �أبو جودة‬

‫‪102‬‬

‫العدد ‪ - 20‬حزيران (يونيو) ‪٢٠١4 -‬‬

‫مي�شال ومار�سيل المر‬

‫ميرنا وبيار يزبك‬


‫رجائي خوري‬

‫مروان كالو‬

‫نعيم عطالله‬

‫ليزا زاخم‬

‫�سلوى مي�سي‬

‫ال�سفيرة �إنعام ع�سيران‬

‫نادر �أبو �أنطون وقرينته‬

‫جورج كنعان وقرينته‬

‫‪Issue 20 - June - 2014‬‬

‫‪105‬‬


‫مجتمع‬ ‫لندن‬

‫ذكرى ليلى طنوس في السفارة اللبنانية في لندن‬ ‫نظم ��ت "جمعي ��ة ال�صداق ��ة البريطاني ��ة – اللبناني ��ة" �إحتف ��ا ًال ف ��ي دار‬ ‫ال�سفارة اللبنانية في لندن‪ ،‬تكريم ًا لذكرى ليلى طنو�س‪ ،‬المذيعة والأديبة‬ ‫وم�ؤ�س�س ��ة المدر�سة العربي ��ة ل�صغار المغتربين‪ .‬ول�سب ��ب �صحي مفاجئ‪،‬‬ ‫اعت ��ذر خطيب الحفلة البروفي�سور �سهي ��ل ب�شروئي (من جامعة ماريالند‬ ‫الأميركي ��ة) ع ��ن الح�ضور‪ ،‬الأمر ال ��ذي �إ�ستدعى ال�سفي ��ر ال�سابق ال�سير‬ ‫ديفيد مايرز لقراءة الخطاب بالنيابة‪.‬‬ ‫ورحب ��ت ال�سفيرة اللبنانية في لندن �إنعام ع�سي ��ران بالحا�ضرين الذين‬ ‫م ّثل ��وا مختل ��ف فئ ��ات المغتربي ��ن ف ��ي بريطانيا‪ .‬ث ��م �ألقت لي ��زا جورج‬ ‫الزاخ ��م‪ ،‬رئي�س ��ة الجمعية‪ ،‬كلمة تحدث ��ت فيها ع ��ن الأدوار الإجتماعية‬ ‫والثقافي ��ة التي �إ�ضطلعت به ��ا الفقيدة‪ ،‬والتي ظل ��ت تمار�سها حتى �آخر‬

‫يوم في حياتها‪.‬‬ ‫وتح ��دث ف ��ي المنا�سب ��ة نا�ش ��ر دار "كورتي ��ت" نعي ��م عط ��ا اهلل‪ ،‬م�شيداً‬ ‫بعط ��اءات الراحل ��ة طنو�س‪ ،‬خ�صو�ص ًا ف ��ي الحقل الإعالم ��ي‪ ،‬باعتبارها‬ ‫كان ��ت �أول امر�أة عربية تولت �إع ��داد الن�شرة الإخبارية في "هيئة الإذاعة‬ ‫البريطانية" (بي بي �سي) وقراءتها‪.‬‬ ‫وقبل االنتقال �إلى ال�شق الثقافي من االحتفال‪� ،‬ألقى ال�سفير ال�سير ديفيد‬ ‫ري�شموند‪ ،‬كلمة موجزة عن ط ّنو�س‪� ،‬صاحبة اليد البي�ضاء والفكر الن ّير‪.‬‬ ‫وق ��اد المهند�س رجائي خ ��وري‪� ،‬صاحب الحنج ��رة "الأوبرالية"‪ ،‬الجوقة‬ ‫المو�سيقية‪.‬‬ ‫ت�صوير طوني ك ّيال‬

‫ال�سفير العراقي فايق فريق نيروه بي وعقيلته و�سفيرة لبنان �إنعام ع�سيران وداليا �سالم‬

‫هاني وداليا �سالم‬

‫‪104‬‬

‫العدد ‪ - 20‬حزيران (يونيو) ‪٢٠١4 -‬‬

‫الفرقة المو�سيقية بقيادة رجائي خوري‬


‫النقيب اليا�س عون والوزير �سجعان قزي وقرينته‬

‫جوزيف جبرا‬

‫نادر �صعب وقرينته �أنابيال‬

‫زاهي وهبه وعقيلته رابعة‬

‫كري�ستين حبيب ونوال بري‬

‫كري�ستيان ونعمت �أو�سي‬

‫نافذ وزينة ق ّوا�ص‬

‫ريما رحمه‬

‫ديانا رزق‬

‫ماري خوري‬

‫‪Issue 20 - June - 2014‬‬

‫‪107‬‬


‫مجتمع‬ ‫لبنان‬

‫العشاء السنوي للجامعة اللبنانية األميركية‬ ‫دعا الدكتور جوزيف جبرا رئي�س الجامعة اللبنانية الأميركية (‪� )LAU‬إلى حفل الع�شاء ال�سنوي للجامعة في فندق فيني�سيا في بيروت ح�ضره عدد من الوزراء‬ ‫والنواب بينهم الوزرا رمزي جريج ومحمد الم�شنوق و�سجعان قزي‪ ،‬والنواب �أالن عون وهنري حلو وناجي غاريو�س وعبا�س الها�شم وعمار الحوري و�إميل رحمه‬ ‫�إ�ضافة �إلى بع�ض �أهالي الطلبة ونخبة من �أهل الإعالم والأعمال‪.‬‬ ‫وق ��د �ألق ��ى الدكت ��ور جبر كلمة عدد فيها �إنجازات الجامعة خالل العام الفائت وقدّم ما يعده للعام المقب ��ل‪ .‬كما كانت هناك كلمة للوزير جريج و�أخرى للزميل‬ ‫كري�ستيان �أو�سي‪.‬‬

‫النقيب محمد البعلبكي وعقيلته �سمر‬

‫الوزير محمد الم�شنوق وعقيلته مينو‬

‫النائب �إميل رحمه وقرينته بيرنا‬

‫نعمت عازوري مع مي و�أديب �أبي عقل‬

‫‪106‬‬

‫العدد ‪ - 20‬حزيران (يونيو) ‪٢٠١4 -‬‬

‫النائب ناجي غاريو�س وقرينته‬

‫النائب عمار حوري وعقيلته زينة‬

‫النائب هنري حلو وقرينته ماريان‬

‫النائب �أالن عون وكارن �سالمة‬


‫�شادي كرم و�سفيرة الإتحاد الأوروبي �أنجلينا �إيخهور�ست‬

‫ف�ؤاد زمكحل ونايلة معو�ض‬

‫تانيا ق�سي�س‬

‫فيليب �سكاف‪ ،‬جو كنعان‪ ،‬جميل معو�ض‬

‫�إيلي عون‪ ،‬كارن ح�سني‪ ،‬ف�ؤاد تابت‬

‫زياد ميقاتي وروني فرا‬

‫الوزيران �سجعان قزي و�أالن حكيم‬

‫ندى طويل وفيوليت بلعة‬

‫ندى و�سمير طويل‬

‫‪Issue 20 - June - 2014‬‬

‫‪109‬‬


‫مجتمع‬ ‫لبنان‬

‫غداء ديبلوماسي لتجمع رجال األعمال اللبنانيين‬ ‫به ��دف تعزيز العالقات التجاري ��ة والإقت�صادية بين لبن ��ان ومنطقة �إفريقيا‬ ‫ف ��ي ظل الأزم ��ة الإقت�صادية والإجتماعي ��ة الراهنة‪ ،‬دعا رئي� ��س تجمع رجال‬ ‫الأعم ��ال اللبنانيي ��ن الدكتور ف�ؤاد زمكح ��ل �إلى غداء للأك ��ل واللقاء والحوار‬ ‫ف ��ي مطع ��م "لو مايون" (مديره كمي ��ل نجيم) مع �سف ��راء �أفريقيا في لبنان‪:‬‬ ‫�سفير الجزائر �إبراهيم حا�سي‪� ،‬سفير �أفريقيا الجنوبية �شون بينفلدت‪� ،‬سفير‬

‫م�صر �أ�شرف حمدي‪� ،‬سفير المغرب علي �أومليل‪� ،‬سفير نيجيريا �أمو�س �إيدوو‪،‬‬ ‫�سفي ��ر ال�سودان الكتور �أحمد ح�سن‪ ،‬و�سفير تون�س محمد نجيب حا�شانا‪ .‬وقد‬ ‫ح�ض ��رت الغداء نخبة من ال�سيا�سيين ورج ��ال المال الأعمال والإعالم الذين‬ ‫طرح ��وا �أ�سئلة عدة على الديبلوما�سيي ��ن الذين �أجابوا ب�صراحة تامة عن كل‬ ‫الإ�ستفهامات‪.‬‬

‫ف�ؤاد زمكحل مع ال�سفراء الأفارقة المدعوين‬

‫�سفراء المغرب (علي �أومليل) وم�صر (�أ�شرف حمدي) وال�سودان (الدكتور �أحمد ح�سن)‬

‫رائد �شرف الدين والوزير جبران يا�سيل وجوزيف طربيه‬

‫‪108‬‬

‫العدد ‪ - 20‬حزيران (يونيو) ‪٢٠١4 -‬‬

‫الوزير ال�سابق فريج �صابونجيان‪ ،‬ف�ؤاد زمكحل‪ ،‬هنري كا�سودي�س‪� ،‬سيرج داغر‬

‫�سعيد الأزهري‪ ،‬عبدو خفي‪ ،‬و�سام فتوح‬


‫�سوزان عوي�س‬

‫نبيل عيتاني‬

‫مروان وهدى �صالحة‬

‫مارلين و�سمير �أبي اللمع‬

‫رلى وجهاد �أزعور‬

‫�أنطوان و�صونيا قليمو�س‬

‫كاتيا مندلق‬

‫لمى �سالم‬

‫‪Issue 20 - June - 2014‬‬

‫‪111‬‬


‫مجتمع‬ ‫لبنان‬

‫الحفل السنوي للصليب األحمر اللبناني في بيروت‬ ‫برعاي ��ة وح�ض ��ور رئي�سته ��ا �سوزان عوي�س �أقامت جمعية ال�صليب الأحم ��ر اللبناني ع�شاءها ال�سنوي في فندق فيني�سيا ف ��ي بيروت حيث �شارك فيه عدد من‬ ‫الم�س�ؤولين في ال�صليب الأحمر اللبناني‪ ،‬ومتطوعون و�أ�صدقاء بالإ�ضافة �إلى �شخ�صيات �سيا�سية و�إقت�صادية وهيئات ر�سمية و�أهلية ودينية‪.‬‬ ‫بع ��د افتت ��اح الحفل و�إلقاء كلمات في المنا�سبة تم �إن�شاد �أغنية وطنية بعدها جرى تكريم بع�ض ال�سيدات اللواتي بذلن مجهود ًا كبير ُا لت�سهيل عمل الجمعية‬ ‫في هذه الأوقات الع�صيبة بمنحهن �شهادات تقديرية‪.‬‬

‫رنده وليندا وعبا�س الحلبي‬

‫�سيلينا وريا�ض رحال‬

‫ندى ومروان حلبي‬

‫نان�سي وغ�سان ع�ساف‬

‫‪110‬‬

‫العدد ‪ - 20‬حزيران (يونيو) ‪٢٠١4 -‬‬

‫رئي�سة ال�صليب الأحمر اللبناني �سوزان عوي�س مع �أع�ضاء الجمعية‬

‫لمى و�إياد منذر‬

‫�إبراهيم وماري روز نجار‬

‫منى وم�صباح الأحدب‬


‫مجتمع‬ ‫لبنان‬

‫فندق متميز جديد في قلب بيروت‬ ‫ال�صحاف ��ة والإعالم ت � ّ�م عقدها‬ ‫خ�ل�ال طاولة م�ستدي ��رة ح�ضره ��ا �أهل ّ‬ ‫ف ��ي بي ��روت ف ��ي ال�شه ��ر الفائ ��ت‪ ،‬قدم ��ت مجموع ��ة تح�سي ��ن الخي ��اط‬ ‫و"فينيك�س هو�سبيتاليت ��ي مينيجمنت ليمتد" (‪Phoenix Hospitality‬‬ ‫‪ )Management Limited‬المراح ��ل ال ّنهائي ��ة م ��ن “‪Court & 866‬‬ ‫‪ ”Suites‬وهو �أ ّول فندق فخم للإقامة المديدة متم ّيز بت�صميم فريد‪.‬‬ ‫وقال كريم الخياط‪ ،‬ال ّرئي� ��س التّنفيذي لمجموعة تح�سين الخياط‪" :‬لقد‬ ‫�إخترن ��ا موق ًعا �إ�ستراتيج ًّي ��ا لأول فنادقن ��ا المتم ّيزة بت�صميمه ��ا ال ُمبتكر‬ ‫والفري ��د (‪ )EighteenSixtySix Court & Suites‬ف ��ي �ش ��ارع بلي�س‬ ‫ّ‬ ‫ال�شهي ��ر‪ ،‬مقاب ��ل الجامعة الأميركية في بيروت؛ وه ��و موقع مم ّيز في قلب‬ ‫ّ‬ ‫منطقة الحمرا الناب�ضة بالحياة في العا�صمة اللبنانية"‪.‬‬ ‫وم ��ن المتو ّق ��ع �أن يت � ّ�م افتت ��اح الغ ��رف والأجنح ��ة المفرو�ش ��ة المم ّي ��زة‬ ‫بت�صاميمه ��ا الفري ��دة ف ��ي خري ��ف ‪ .2014‬وف ��ي ه ��ذا الإطار ق ��ال عمر‬ ‫مملوك‪ ،‬المدير ّ‬ ‫ال�شريك لـ"‪Phoenix Hospitality Management‬‬

‫‪ "Limited‬الذي يتو ّلى الإ�شراف على الم�شروع‪" :‬حين �إجتمعنا لمناق�شة‬ ‫الم�ش ��روع �أبرز الأ�سئلة التي راودتنا كانت 'ما الذي �سيتو ّقعه ال ّنزالء م ّنا؟'‪،‬‬ ‫'كي ��ف نو ّد التّوا�صل معهم لنم ّيز �أنف�سنا محل ًيا ودول ًيا؟'‪ ،‬وهكذا ولدت فكرة‬ ‫"‪ "EighteenSixtySix Court & Suites‬ذات التّ�صمي ��م الفري ��د‬ ‫الذي يمنح ز ّواره ّ‬ ‫ال�شعور ب�أ ّنهم بالفعل في ديارهم"‪.‬‬ ‫ي�ضم الفندق الجديد ‪ 92‬وحدة فاخرة تتراوح م�ساحتها بين ‪ 28‬و‪ 95‬مت ًرا‬ ‫ّ‬ ‫مر ّب ًع ��ا‪ .‬تتمتّع كل الغ ��رف والأجنحة بواجهات زجاج ّي ��ة تمت ّد من الأر�ض‬ ‫ال�سقف ّ‬ ‫وتطل عل ��ى �شرفات خ�ضراء �صديق ��ة للبيئة‪ .‬ب�إمكان‬ ‫و�ص ��و ًال �إلى ّ‬ ‫ال ّن ��زالء والزّوار التّمتع داخل الباحة ب� ّألذ و�أ�شهى الم�أكوالت الفاخرة التي‬ ‫تتم ّيز بها �أف�ضل و�أرقى المطاعم في المدينة‪ .‬كما تق ّدم الباحة الع�صر ّية‬ ‫لز ّواره ��ا مرك ��زً ا ل ّلياق ��ة البدن ّية مز ّو ًدا ب�أح ��دث التقن ّي ��ات والتّجهيزات‪،‬‬ ‫و�صال ��ة عر� ��ض‪ ،‬و�سينما‪ ،‬و�صالو ًن ��ا لل ّرج ��ال وال ّن�ساء يخت� ّ��ص بت�صفيف‬ ‫ّ‬ ‫ال�شعر والعناية بالجمال‪ ،‬ومركزً ا لل ّرعاية بالأطفال‪".‬‬

‫رندا غالييني وتيو �شامي وناديا خياط‬

‫رانيا غانم والدكتور نعمه �صفا‬

‫يحيى مولود وناديا خياط‬

‫�سمير خداج ودياال غانم و�أمل عي�سى‬

‫رنا يون�س‬

‫دياال غانم و�أمل عي�سى‬

‫عزة طويل وعمر مملوك‬

‫‪Issue 20 - June - 2014‬‬

‫‪113‬‬


‫مجتمع‬ ‫لندن‬

‫ندوة جمعية المصرفيين العرب في لندن‬ ‫تح ��ت رعاية "هانل ��ي وبارتنرز يو ك ��ي ليمتد" دعت جمعي ��ة الم�صرفيين‬ ‫الع ��رب في مركزه ��ا في لندن �إلى ندوة ومناق�شة ح ��ول "خيارات الهجرة‬ ‫ل ��ذوي المالءة المالية العالية �إلى المملكة المتحدة و�أوروبا"‪� ،‬شارك فيها‬ ‫هاك ��ان كورتيتي ��ك (من ال�شركة الراعية)‪ ،‬وفرانك ك ��و (من �إيدوين كو)‬ ‫وم ��ارك �إي�ستكورت (من لندن �أند كابيت ��ال)‪ ،‬و�أدارت الندوة روث هيكلنغ‬

‫دروتي ثكرر‬

‫نادين كاذوبيث‬

‫‪112‬‬

‫العدد ‪ - 20‬حزيران (يونيو) ‪٢٠١4 -‬‬

‫(من �إيدوين كو)‪.‬‬ ‫ح�ضر الندوة التي �أقيمت في مركز الجمعية في لندن‪ ،‬والتي تبعها ع�شاء‪،‬‬ ‫ع ��دد من رجال و�سيدات المال والأعمال والإع�ل�ام من عرب و�أجانب في‬ ‫العا�صمة البريطانية‪.‬‬ ‫ت�صوير طوني كيال‬

‫جورج كنعان‬

‫مارك �إي�ستكورت‬

‫الم�صطفى وحمدي ال�صاوي‬

‫فوزي دجاني وعبد العزيز الخريجي‬

‫روث هيكلنغ‬

‫جومانا كرم‬

‫ع�صام �صالح‬

‫عدنان حاج عمر‬


Offering you the leading brands in Ceramic tiles, Sanitary ware, Kitchen cabinets, Sarieddine has it covered. Offering you the leading brands in Ceramic Adding a touchware, of class that cabinets, turns residential or tiles, Sanitary Kitchen Sarieddine commercial property into a palatial setting. has it covered. Log on to or visit our Adding a www.sarieddine-trading.com touch of class that turns residential or new show room and see for yourself, there’s more to commercial property into a palatial setting. just living with Sarieddine. Log on to www.sarieddine-trading.com or visit our new show room and see for yourself, there’s more to just living with Sarieddine.

Design for today’s living Abu Dhabi: t. 00971 2 6776121, 6774937 Design for today’s living Al Ain: t. 00971 3 7212211, 7218883 sartest@emirates.net.ae Abu Dhabi: t. 00971 2 6776121, 6774937


‫العنقود‬

‫�آخر‬

‫ثرثرة وسط اإلزدحام‬ ‫ال يدعك س��ائق التاكس��ي في بيروت تلتقط أنفاسك بمجرد صعودك الى‬ ‫سيارته‪ ،‬ليبدأ معك من دون سابق إنذار جولة أفق‪ ،‬تبدأ من أحوال الطقس‬ ‫وقواع��د المرور واصول الديموقراطية والحكم وتنظيم اإلقتصاد‪ ،‬وال تنتهي‬ ‫عند حدود النزاع بين الصين وفيتنام وروسيا وأميركا على أوكرانيا‪ ،‬وال نقول‬ ‫الوضع في س��وريا ألن هذا تحصيل حاصل ومقدمة ال بد منها للولوج الى‬ ‫المواضيع األخرى‪.‬‬ ‫وال يعفيك تململك من سماع هذه المحاضرات‪ ،‬وال اإلكتفاء بمجرد إيماءة‬ ‫من الرأس تعبيراً عن ع��دم الحماس للحديث المضجر والدائر من جانب‬ ‫واح��د على غرار‪" :‬يا أخي هذا البل��د (يعني لبنان) لم تعد هناك إمكانية‬ ‫للعيش فيه‪ ،‬أنظر إلى عجقة الس��ير هذه‪ ،‬وإس��تفحال الغالء من الخضار‬ ‫إلى أقس��اط المدارس‪ ...‬س��قى الله أيام الرئيس (كميل) شمعون والرئيس‬ ‫(فؤاد) ش��هاب (علماً أن صاحبنا هو أصغر س��ناً م��ن ان يكون قد عاش‬ ‫تلك المرحلة في خمس��ينات وس��تينات القرن الفائت‪ ،‬عندما عرف لبنان‬ ‫بحبوح��ة إقتصادية نظ��راً الى هروب رؤوس أموال عربي��ة إليه خوفاً من‬ ‫التأميمات في دول عربية كانت تعتمد إقتصاداً موجهاً مثل س��وريا ومصر‬ ‫والع��راق)‪.‬‬ ‫ويتيح إزدحام الس��ير لصاحبنا المضي والتوس��ع ف��ي الحديث لينتقل الى‬ ‫السياس��ة مختص��راً الوضع في س��وريا بالقول‪" :‬هؤالء إخواننا في س��وريا‬ ‫ألم يكونوا عائش��ين بخير وحالتهم جيدة‪ ،‬لماذا فعلوا بأنفس��هم هكذا؟"‪.‬‬ ‫ويس��تطرد من دون أن ينتظر جواباً‪" ،‬يقول��ون مؤامرة ‪ ...‬ال أعرف يا أخي‪،‬‬ ‫يبدو أن األزمة طويلة وليس هناك ما يش��ير إلى ق��رب نهايتها‪...‬نحن في‬ ‫لبنان بقينا أكثر من ‪ 15‬سنة‪...‬وليس هناك ما يدل على أن الروسي (يقصد‬ ‫الرئيس فالديمير بوتين) وإيران سوف يتخليان عن االسد (الرئيس السوري‬ ‫بشار االسد)‪ ...‬أَيّ ربيع عربي يتحدثون عنه وأَي كالم؟!"‪.‬‬ ‫وينتق��ل صاحبن��ا أيضاً ليلق��ي لمحة عل��ى الوضع الدول��ي‪ ،‬وكأن الوضع‬ ‫الداخلي في لبنان والوضع في س��وريا ال يش��فيان غليل��ه‪ .‬وال يخفي في‬ ‫هذا المجال إعجابه كيف دخلت روس��يا الى القرم‪ ،‬وكيف أميركا وفرنس��ا‬ ‫وبريطانيا وحلف شمال االطلس��ي "لم تستطع فعل أي شيء معها"‪ .‬وفي‬ ‫رأيه "أن روسيا والصين يمكنهما غلبة أميركا في المستقبل‪...‬أنظر يا أخي‬ ‫ه��ذه هي الصين حالياً تتح�� ّرش باليابان وفيتنام‪ ...‬لو لم تكن عارفة وعلى‬ ‫علم بان أميركا ضعيفة فال تتجرأ على اإلقدام على مثل هذا العمل"‪.‬‬ ‫* �صحافي وكاتب لبناني‪ ،‬رئي�س ق�سم ال�ش�ؤون العربية والدولية في �صحيفة "النهار" اللبنانية‬

‫‪114‬‬

‫العدد ‪ - 20‬حزيران (يونيو) ‪٢٠١4 -‬‬

‫بقلم �سميح �صعب‬

‫وكلما إزدحم الس��ير زاد الس��ائق من تب ّرمه وتأ ّففه م��ن البلد‪ ،‬ويتابع في‬ ‫معرض الس��ؤال‪" :‬إستمعت البارحة إلى نشرة أخبار‪ ،‬وشاهدت تحقيقاً عن‬ ‫الفس��اد‪ ،‬والله معهم حق في شرشحة المسؤولين فيه‪ ...‬نحن مث ًال الشعب‬ ‫العادي نش��قى ونتعب وهناك أناس جالسون وراء المكاتب مهمتهم فقط‬ ‫شفط الفلوس من هنا ومن هناك‪ ...‬وإذا كنت تبغي الحقيقة فلو كان هناك‬ ‫ش��عب ح ّراً لما عاد وإنتخب مجدداً هؤالء الزعماء "القاعدين عالكراسي"‪،‬‬ ‫هم يا ع ّمي يعيش��ون في بحبوحة مرتاحين‪ ،‬وغير ش��اعرين بهذا الشعب‬ ‫الفقير و"المعتّر"‪ ...‬إنظر إلى البالد األجنبية إنها تحاس��ب المس��ؤولين وال‬ ‫يتج ّرأ أحد منهم فعل أي غلطة وإلاّ يؤخذ مباشرة إلى المحكمة‪"...‬‬ ‫ويب��دو أن أخينا من الذين يتابعون برامج "التوك ش��و" على التلفزيون‪ ،‬ال‬ ‫س��يما تلك التي تبث في الفترة المسائية‪ ،‬وهنا راح يبدي إعجابه بالمح ّلل‬ ‫فالن ويصفه بأنه موضوعي النه يبدو أنه يتوافق مع رأيه السياسي‪ ،‬ويصب‬ ‫ج��ام غضبه على مح ّلل آخر ألن رأيه مغاي��ر لرأيه‪ .‬وال يتوقف الرجل عند‬ ‫ه��ذا الحد‪ ،‬بل إمت ّد ليدلي برأيه بالصحافي الذي يدير المقابلة ويقول عن‬ ‫أحدهم بأنه "ملعون" (أي حذق باللبناني)‪ ،‬بينما يصف آخراً بأنه ينقل عن‬ ‫زميل آخر له ويحاول أن يق ّلده‪.‬‬ ‫وال تنته��ي المحاضرة بالتنقل من موضوع الى آخ��ر‪ ،‬بل يعلو فيها صوت‬ ‫اإلنتق��اد للف��ن ونجوم��ه‪ ،‬فيق��ول ‪":‬البارحة س��معت واح��داً يغني على‬ ‫التلفزيون‪ ،‬كان ضيفاً في برنامج والله نس��يت إس��مه (أحس��ن) ‪ ...‬ما أود‬ ‫الق��ول لك يا أخي أنه ليس��ت له عالقة بالف��ن‪ ،‬وأراد أن يغنّي للمطربين‬ ‫الكب��ار‪ ،‬ولك��ن ظهر بوض��وح أن ال عالقة له بالموض��وع‪ ،‬كيف وصل إلى‬ ‫هن��ا هذا ما ال أعرفه‪...‬صار يريد أن يغني مرة لعبد الوهاب وأخرى لوديع‬ ‫خصو)‪...‬كما أن التي إس��تضافوها‬ ‫الصافي‪ ،‬وهو ال عالقة له بالموضوع (ما ّ‬ ‫في ما بعد لتغنّي طرباً لم يكن لديها شيء ُيطرب له سوى لبسها!"‪.‬‬ ‫عند هذا الحد تجد نفسك مضطراً للنزول من السيارة قبل ان يوغل السائق‬ ‫أكث��ر في إطالق العنان آلرائه وأحكامه‪ ،‬ويصل الى الحديث عن األس��باب‬ ‫الت��ي أدّت إلى اإلحتب��اس الحراري‪ ،‬وذوبان الجليد في القطب الش��مالي‬ ‫بمعدالت تفوق المتوقع‪ ،‬أو يتحدث عن األسباب التي تحمل مغني الهيب‬ ‫هوب األميركي كاني ويس��ت ونجمة تلفزيون الواقع كيم كارداشيان على‬ ‫أن يعقدا قرانهما في فرنس��ا على أن يج��ري اإلحتفال بزفافهما الحقاً في‬ ‫فلورنسا اإليطالية!!!‬

‫*‬


ABU DHABI - KHALIDIYA STREET - TEL: 02 6813141 AL MARYAH ISLAND - SOWWAH SQUARE - TEL: 02 6266730

BRIONI.cOM


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.