Issue 16

Page 1

‫"حزب اهلل و"حماس"‬ ‫يختلفان على سوريا‬ ‫ويتفقان على إسرائيل‬

‫هل فشلت إستراتيجية‬ ‫األمير بندر بن سلطان‬ ‫في سوريا؟‬

‫الصراع على‬ ‫عربستان يؤرق‬ ‫النظام في إيران‬

‫�شهرية ● �إقت�صادية ● ثقافية ● �إجتماعية ‪ -‬ال�سنة الثانية ‪ -‬العدد ‪� - 16‬شباط (فبراير) ‪٢٠١4 -‬‬

‫الفساد‬ ‫ينخر عظام النظام في األردن‬


‫اإلفتتاحية‬ ‫�شهرية ● �إقت�صادية ● ثقافية ● �إجتماعية‬ ‫ال�سنة الثانية ‪ -‬العدد ‪� - 16‬شباط (فبراير) ‪٢٠١4 -‬‬

‫‪www.asswak-alarab.com‬‬

‫ت�صدر من لندن عن �شركة "�أ�سواق العرب" للن�شر المحدودة‬ ‫العنوان الرئي�سي‪:‬‬ ‫‪Asswak Al-Arab Publishing Ltd‬‬ ‫‪788-790 Finchley Road‬‬ ‫‪London NW11 7TJ - United Kingdom‬‬ ‫‪Tel: +44(0)758 3320593‬‬ ‫‪Fax: +44(0)2082019448‬‬ ‫‪email: info@asswak-alarab.com‬‬ ‫‪Editor-In-Chief: Gabriel Tabarani‬‬

‫رئي�س مجل�س الإدارة ‪ /‬رئي�س التحرير‬

‫كابي طبراني ‪www.gabrielgtabarani.com -‬‬ ‫‪g.tabarani@gmail.com‬‬

‫مدير التحرير (لندن)‬

‫هاني مكارم ‪h.m.makarem@gmail.com -‬‬

‫مديرة الت�سويق ‪ -‬فيكتوريا روبرت�س‬ ‫ت�صدر في لبنان بالتعاون مع مجلة "تحت الأ�ضواء" الإقت�صادية‬ ‫ مركز ال�شرق الأو�سط للدرا�سات والعالقات العامة‪ ،‬بناية بيرال‪،‬‬‫الطابق الأول �شارع الجزائر‪ ،‬المال ‪ -‬بيروت ‪ -‬لبنان‬ ‫مدير التحرير (بيروت)‬ ‫جوزف قرداحي ‪josephkordahi@yahoo.com -‬‬ ‫مديرة الت�سويق والعالقات العامة (بيروت)‬ ‫دارين عالمه ‪darinealameh@gmail.com -‬‬ ‫مكتب المغرب‪:‬‬ ‫برومو بري�س ‪� 16 -‬شارع جياللي العريبي‬ ‫الدار البي�ضاء ‪ -‬المغرب‬ ‫الإخراج الفني‬ ‫علي كمال الدين ‪alikamallll@gmail.com -‬‬ ‫التوزيع ‪� -‬شركة الأوائل ‪ -‬بيروت ‪ -‬لبنان‬ ‫الإ�شتراكات‪:‬‬ ‫للأفراد‪ 100 :‬جنيه �إ�سترليني �أو ما يعادلها‬ ‫لل�شركات‪ 150 :‬جنيه �إ�سترليني �أو ما يعادلها‬

‫للم�ؤ�س�سات الر�سمية والبعثات الديبلوما�سية‪:‬‬

‫‪ 200‬جنيه �إ�سترليني �أو ما يعادلها‬ ‫‪Price list‬‬

‫ ‪7000‬‬ ‫‪L.L.‬‬ ‫ ‪2‬‬ ‫‪B.D.‬‬ ‫‪2 C.‬‬ ‫ ‪15‬‬ ‫‪E.P.‬‬ ‫ ‪2‬‬ ‫‪J.D.‬‬ ‫ ‪1‬‬ ‫‪K.D.‬‬ ‫ ‪1‬‬ ‫‪O.R.‬‬ ‫ ‪15‬‬ ‫‪Q.R.‬‬ ‫ ‪10‬‬ ‫‪S.R.‬‬ ‫ ‪100‬‬ ‫‪S.L.‬‬ ‫ ‪15‬‬ ‫‪Drhm.‬‬ ‫ ‪3‬‬ ‫‪Pounds.‬‬ ‫‪10 T.D‬‬ ‫‪20 MAD‬‬

‫ ‪Lebanon‬‬ ‫ ‪Bahrain‬‬ ‫ ‪Cyprus‬‬ ‫ ‪Egypt‬‬ ‫ ‪Jordan‬‬ ‫ ‪Kuwait‬‬ ‫ ‪Oman‬‬ ‫ ‪Qatar‬‬ ‫ ‪Saudi Arabia‬‬ ‫ ‪Syria‬‬ ‫ ‪UAE‬‬ ‫ ‪UK‬‬ ‫ ‪Tunis‬‬ ‫ ‪Morocco‬‬

‫المقاالت التي ُتن�شر تع ّبر فقط عن �آراء �أ�صحابها‬

‫هل ح�صلت المر�أة التون�سية �أخير ًا على ما ت�ستحق؟‬ ‫غالباً ما توصف المرأة التونس��ية بأنها أكثر النس��اء تحرراً في العالم العربي‪ .‬وعلى الرغم من وضعها‬ ‫المم َّيز نس��بياً‪ ،‬فال ي��زال أمامها طريق طويل إلجتيازه قبل أن يمك��ن إعتبارها حقاً مواطنة على قدم‬ ‫المساواة في المجتمع األبوي للغاية الذي يش ّكل تونس‪.‬‬ ‫األم��ر ال يتم ّث��ل بأن المرأة التونس��ية تعاني من التمييز بين الجنس��ين بس��بب الطبيعة المحافظة‬ ‫للمجتمع‪ ،‬بل أن هناك العديد من الحاالت حيث يتم تبرير عدم المساواة بواسطة القانون‪.‬‬ ‫قواني��ن المي��راث هي أحد أبرز األمثلة عن كيفية فش��ل النظام القانوني التونس��ي في إعتبار المرأة‬ ‫مس��اوية للرجل‪ .‬فهي تقوم على الش��ريعة اإلسالمية التي تخ ّول الورثة اإلناث الحصول على ما يعادل‬ ‫نص��ف حصة أقرانهم الذكور من الملكية‪ .‬صحيح أن هناك بعض اإلس��تثناءات لهذه القاعدة‪ :‬كثيرون‬ ‫من األهالي يتنازلون عن أصولهم لبناتهم وهم ما زالوا على قيد الحياة‪ ،‬وذلك كوسيلة لضمان حصول‬ ‫ذريتهم من اإلناث على حصة عادلة من الميراث الشرعي‪.‬‬ ‫ولكن هل أن هذه األش��ياء على وشك التغيير؟ لقد أصدرت تونس أخيراً دستورها الجديد‪ ،‬الذي أشاد‬ ‫به مراقبون دوليون وإعتبروه أنه يك ّرس المساواة بين الجنسين‪.‬‬ ‫الواق��ع أن اإلختبار الحقيقي للدس��تور الجديد س��يكمن في ما إذا كان يمكنه توفير األس��اس لتغيير‬ ‫حقيقي من خالل إنهاء القوانين التمييزية مثل قوانين الميراث‪ .‬ويتضمن الدستور الجديد مواداً تنص‬ ‫بوضوح على المس��اواة بين الجنس��ين في الحقوق والواجبات أمام القانون‪ .‬وهو يؤ ّكد صراحة بأن ال‬ ‫تمييز على أساس الجنس‪.‬‬ ‫ولكن‪...‬النائبة ّ‬ ‫فطوم لس��ود‪ ،‬ممثلة "حزب النهضة" اإلس�لامي في البرلم��ان‪ ،‬أفادت بأن أي تغيير في‬ ‫نهاية المطاف في القانون التونسي لن يشمل مسألة الميراث‪" :‬ينبغي تفسير الدستور بإعتباره وثيقة‬ ‫كاملة"‪ ،‬قالت‪" .‬ال يمكنك أن تأخذ مادة واحدة خارج السياق وتفسيرها في حد ذاتها‪ .‬فالمادة األولى‬ ‫من الدس��تور تقول بأن اإلسالم هو دين الدولة‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬ال يمكننا اللعب مع قوانين الميراث‪ ،‬وهناك‬ ‫نص واضح في القرآن عن ذلك"‪ ،‬أضافت‪.‬‬ ‫ولكن ليس كل الناس يعتقدون ذلك‪ .‬المد ّرسة "منيا" (‪ 45‬عاماً)‪ ،‬لها رأي آخر‪ .‬قالت أن قوانين الميراث‬ ‫الحالية في تونس هي سخيفة وغير عادلة ألن المرأة التونسية تتوقع أن تكون مستقلة مالياً وتشارك‬ ‫في دعم األسرة‪.‬‬ ‫"أحمل أموالي إلى األس��رة وأصرف بقدر ما ينفق زوجي"‪ ،‬قالت‪" .‬هل نحن متس��اويان في الواجبات‬ ‫ولكن ليس في الحقوق؟"‪ ،‬تساءلت‪.‬‬ ‫المادة ‪ 21‬من الدس��تور الجديد ينص صراحة على أن "جميع المواطنين من الذكور واإلناث على حد‬ ‫س��واء‪ ،‬متس��اوون في الحقوق والواجبات‪ ،‬ومتس��اوون أمام القانون من دون أي تمييز"‪ ،‬قال القاضي‬ ‫الس��ابق مختار اليحياوي‪ .‬وأضاف أنه "في حين تنص المادة األولى من الدس��تور على أن اإلسالم هو‬ ‫دين الدولة‪ ،‬فالمادة الثانية من الوثيقة عينها تحدّد أن تونس دولة مدنية أساس��ها المواطنة وس��يادة‬ ‫القانون‪ .‬لذلك‪ ،‬ينبغي أن يؤدي الطابع المدني للدولة التونس��ية إلى تفس��ير مدني وليس إلى تفسير‬ ‫ديني لتوفير المساواة بين الجنسين"‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫إن األحكام الدستورية التي تمنح المساواة بين الجنسين ال تزال بحاجة الى أن تترجم إلى قوانين قبل‬ ‫أن يمكن إعتبارها مكاسب للمرأة التونسية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وبينم��ا يرى البعض أن هناك تغييراً جيداً محتمال في المس��تقبل القري��ب‪ ،‬يعتقد آخرون أن النقاش‬ ‫حول قضايا مثل قوانين الميراث التمييزية سابق ألوانه‪ .‬ويقولون بأن تغيير القوانين يجب أن يسبقه‬ ‫تح ّول في العقلية الوطنية التونس��ية التي من ش��أنها أن تحدث على مدى س��نوات‪ ،‬إن لم يكن على‬ ‫مدى أجيال‪.‬‬

‫كابي طبراني‬

‫‪Issue 16 - February - 2014‬‬

‫‪3‬‬



‫‪68‬‬

‫‪94‬‬

‫‪102‬‬

‫اإلحتياطي الفيديرالي‬

‫إتصاالت‬

‫مسرح‬

‫ما هي األزمات‬ ‫تتربص بجانيت يلين؟‬ ‫التي ّ‬

‫تثور العالم‬ ‫"اإلنترنت" ِّ‬ ‫العربي حتى اإلدمان!‬

‫ريتا حايك ممثلة تغتصب‬ ‫الرجال على المسرح!‬

‫‪21‬‬

‫رأي مراقب‬ ‫لبنان‪:‬‬ ‫مستقبل إقتصادي‬ ‫مظلم يلوح في األفق‬

‫‪66‬‬

‫‪47‬‬

‫رأي خبير‬ ‫إيران ‪ -‬اإلمارات‪:‬‬ ‫نزاع يضبطه التعاون‬ ‫ٌ‬ ‫اإلقتصادي‬

‫‪93‬‬

‫حشد التمويل‬

‫المنبر اإلجتماعي‬ ‫لماذا لم ّ‬ ‫تحقق‬ ‫اإلنتفاضات العربية‬ ‫أهدافها؟‬

‫"حشد التمويل"‬ ‫يهدد النظام الشيوعي‬ ‫ّ‬ ‫في الصين!‬

‫‪72‬‬

‫‪80‬‬

‫‪84‬‬

‫النفط‬

‫الغاز الصخري‬

‫تحقيق الشهر‬

‫لماذا ال تقلق الرياض‬ ‫من "ثورة النفط والغاز"‬ ‫في الواليات المتحدة‬

‫أوروبا تسعى‬ ‫إلى تكرار طفرة‬ ‫الغاز الصخري في أميركا‬

‫أنقرة "تتاجر" باألكراد‬ ‫للحصول على النفط‬ ‫ودخول اإلتحاد األوروبي‬

‫‪98‬‬

‫الموقف الثقافي‬ ‫باسكال صقر ‪...‬‬ ‫الصوت المهدور في زمن‬ ‫السيقان المكشوفة!‬

‫‪114‬‬

‫آخر العنقود‬ ‫هيبة"!‬ ‫"نييت ْ‬


‫ال�شنة الثانية ‪ -‬العدد ‪� - ١6‬شباط (فبراير) ‪٢٠١4 -‬‬

‫"حزب اهلل و"حماس"‬ ‫يختلفان على سوريا‬ ‫ويتفقان على إسرائيل‬

‫هل فشلت إستراتيجية‬ ‫األمير بندر بن سلطان‬ ‫في سوريا؟‬

‫في هذا العدد‬

‫الصراع على‬ ‫عربستان يؤرق‬ ‫النظام في إيران‬

‫�شهرية ● اإقت�شادية ● ثقافية ● اإجتماعية ‪ -‬ال�شنة الثانية ‪ -‬العدد ‪� - ١6‬شباط (فبراير) ‪٢٠١4 -‬‬

‫الفساد‬

‫ينخر عظام النظام في األردن‬ ‫‪2nd Year - Issue 16 - February - 2014‬‬

‫‪ABU DHABI - KHALIDIYA STREET - TEL: 02 6813141‬‬ ‫‪AL MARYAH ISLAND - SOWWAH SQUARE - TEL: 02 6266730‬‬

‫‪30‬‬

‫المشرق العربي‬ ‫موضوع الغالف‬

‫الفساد ينخر‬ ‫عظام النظام‬ ‫األردني!‬

‫‪26‬‬

‫‪34‬‬

‫‪38‬‬

‫‪48‬‬

‫فلسطين‬

‫األردن‬

‫التسلح‬

‫قطر‬

‫قنبلة فلسطين‬ ‫الموقوتة!‬

‫إختالس أكثر‬ ‫من ‪ 130‬مليون دوالر‬ ‫من نظمي أوجي في األردن!‬

‫سباق التسلح‬ ‫يغير الدينامية العسكرية‬ ‫ِّ‬ ‫في الشرق األوسط‬

‫هل تستطيع قطر‬ ‫أن تكون‬ ‫أكثر من دولة غاز؟‬

‫‪22‬‬

‫‪42‬‬

‫‪56‬‬

‫لبنان ‪ -‬فلسطين‬

‫السعودية‬

‫إيران‬

‫التمويل اإلسالمي‬

‫"حماس" و"حزب اهلل"‬ ‫إتفقا على أن يختلفا‬ ‫على سوريا‬

‫هل فشلت إستراتيجية‬ ‫بندر بن سلطان‬ ‫في سوريا؟‬

‫الصراع‬ ‫على عربستان!‬

‫التمويل اإلسالمي لم‬ ‫يلحظ قروض ًا لـ‪ 650‬مليون‬ ‫مسلم ألنهم فقراء!‬

‫‪62‬‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫لبنان حافظ على جاذبيته‬ ‫كوجهة مميزة للإ�ستثمار‬ ‫الإ�ستخبارات ��ي لمالق ��اة الإره ��اب ف ��ي منبع ��ه‬ ‫ونقط ��ة �إنطالق ��ه‪ ،‬قب ��ل �إنتظاره على ب ��اب البيت‬ ‫�أو نقط ��ة الو�ص ��ول‪ .‬وثاني� �اً �أجه ��زة ك�ش ��ف �أمنية‬ ‫متط ��ورة وف�صائل تدخل مد ّربة ومجهّزة‪ ،‬وعمل‬ ‫�سيا�س ��ي لت�ضيي ��ق الإخت�ل�اف وبالتال ��ي البيئ ��ة‬ ‫الحا�ضن ��ة الت ��ي تنم ��و وتت�س ��ع في ظ ��ل الإنق�سام‬ ‫ال�سيا�س ��ي والتحري�ض الإعالم ��ي والت�صريحات‬ ‫المبررة للأعمال الإرهابية ‪.‬‬ ‫�أم ��ا عديد الجي�ش فال ح� � ّل لإ�ستكماله �إ ّال ب�إعادة‬ ‫قان ��ون خدمة العلم وفتح باب التطوع وا�سعاً بعد‬ ‫ت�أمين الحوافز‪.‬‬ ‫بع ��د �إ�ستكم ��ال بن ��اء "الن ��واة" الأ�سا�سي ��ة وه ��ي‬ ‫الجي� ��ش‪ ،‬يمك ��ن البح ��ث ف ��ي الإ�ستراتيجي ��ة‬ ‫الدفاعي ��ة ومعالج ��ة المو�ض ��وع الأب ��رز والأكث ��ر‬ ‫ج ��د ًال ف ��ي لبنان وه ��و مو�ضوع �س�ل�اح المقاومة‪،‬‬ ‫الت ��ي يمكنه ��ا ك�أي فري ��ق لبنان ��ي‪� ،‬آخ ��ر �أن يدخل‬ ‫�ضم ��ن ه ��ذه الإ�ستراتيجي ��ة‪ ،‬كق ��وات م�سان ��دة‬ ‫للجي� ��ش تقات ��ل بتكتيك الغر ّية غي ��ر الكال�سيكي‬ ‫وت�س ّم ��ى بالإنكليزي ��ة "‪Para Military‬‬ ‫‪ ،"Forces‬وه ��ي موج ��ودة وجاهزة عند الطلب‬ ‫ف ��ي معظ ��م دول العال ��م ك�سوي�س ��را والوالي ��ات‬ ‫المتح ��دة الأميركي ��ة "‪،"National Guard‬‬ ‫وه ��ي ق ��وات �شب ��ه ع�سكري ��ة‪ ،‬يمار� ��س �أفراده ��ا‬ ‫وقادته ��ا �أعمالهم المدنية ويج َّه ��زون للم�شاركة‬ ‫في الدفاع عن الوطن عند دق النفير‪.‬‬ ‫�إن ما ذكرناه �أعاله ما هو ‪� ،‬إ ّال غي�ض من في�ض‪،‬‬ ‫وما هو �إ ّال عناوين بنود تحتاج �إلى تفا�صيل‪.‬‬ ‫و�أخي ��راً ولي� ��س �آخ ��راً �إن للتوجي ��ه الوطني �سواء‬ ‫كان ف ��ي المدار� ��س والمجتم ��ع وو�سائ ��ل الإعالم‬ ‫والخط ��اب ال�سيا�س ��ي دور �ضروري وم ��وا ٍز يعتمد‬ ‫المعادل ��ة التالية‪� :‬إن لبنان ل ��م يعتدِ في تاريخه‬ ‫عل ��ى �أح ��د‪ ،‬ولي�س في �ص ��دد الإعتداء عل ��ى �أحد‪،‬‬ ‫و�أن الدف ��اع ع ��ن الوط ��ن ه ��و واج ��ب مقد� ��س‪ .‬ال‬ ‫يقت�ص ��ر على جي�شه وق ��وى الأمن فيه‪ ،‬بل ي�شمل‬ ‫المواطني ��ن كافة‪ ،‬والأحزاب كافة و "كل مواطن‬ ‫خفير"‪.‬‬ ‫فـ"الوط ��ن ال ��ذي ال يحمي ��ه �سالح ��ه ُت�ستب ��اح‬ ‫�ساحت ��ه‪ ،‬والبلد الذي ال يحمي ��ه جنوده ال ت�صان‬ ‫حدوده"‪.‬‬ ‫* عمي���د ركن �س���ابق في الجي����ش اللبنان���ي وحائز على‬ ‫دكت���وراه في العلوم الإن�س���انية‪ ،‬ورئي�س مركز ال�ش���رق‬ ‫الأو�سط للدرا�سات والعالقات العامة‬

‫ل ��م تتوق ��ف الم�ؤ�س�س ��ة العام ��ة لت�ش ��جيع‬ ‫الإ�س ��تثمارات في لبنان (�إيدال) عن �س ��عيها‬ ‫خ�ل�ال الع ��ام ‪� ،2013‬إل ��ى الم�س ��اهمة ف ��ي‬ ‫حفز النم ��و الإقت�ص ��ادي من خ�ل�ال م�ساندة‬ ‫قطاع ��ات �إنتاجي ��ة و�أخ ��رى تتمت ��ع بفر� ��ص‬ ‫واع ��دة‪ ،‬والحف ��اظ عل ��ى من ��اخ �إ�ستثم ��اري‬ ‫جاذب وبيئة �أعمال جي ��دة‪ .‬و�أكدت في تقرير‬ ‫�ص ��در �أخير ًا �أن لبنان "حاف ��ظ على جاذبيته‬ ‫كوجه ��ة �إ�ستثمارية مميزة في المنطقة"‪ ،‬على‬ ‫رغ ��م الأزمات المحلي ��ة‪ .‬و�إذا كان ال يزال من‬ ‫المبك ��ر الحديث ع ��ن حجم تدف ��ق الإ�ستثمار‬ ‫الأجنب ��ي المبا�ش ��ر خ�ل�ال الع ��ام الما�ض ��ي‪،‬‬ ‫�إعتب ��رت �أن عدد ال�شركات الأجنبية الجديدة‬ ‫الت ��ي �إفتتحت لها فروع ًا �أو مكاتب تمثيلية في‬ ‫لبنان "م�ؤ�شر وا�ضح على جاذبية هذا المناخ‪،‬‬ ‫وو�ص ��ل عددها �إل ��ى ‪ ،60‬بارتف ��اع طفيف عن‬ ‫العام ‪ ."2012‬و�إ�ستحوذت ال�شركات الأوروبية‬ ‫عل ��ى "الن�سب ��ة الأكب ��ر م�شكلة ‪ 53‬ف ��ي المئة‪،‬‬ ‫والعربية ‪ ،25‬والأميركية ‪ 10‬في المئة"‪.‬‬ ‫توجه ج ��زء كبير منها �إلى‬ ‫ور�ص ��دت "�إيدال" ّ‬ ‫القط ��اع الخدمات ��ي وتمثل الخدم ��ات المالية‬ ‫والإ�ست�شاري ��ة والبح ��وث والتربي ��ة والنق ��ل‬ ‫والخدم ��ات اللوج�ستي ��ة والعناي ��ة ال�صحي ��ة‪،‬‬ ‫بن�سب ��ة ‪ 28.3‬ف ��ي المئ ��ة‪ .‬و�إ�ستقط ��ب قطاع‬ ‫التج ��ارة وال�صناع ��ة (ال�صيدل ��ة والمنتجات‬ ‫الكيماوي ��ة‪ ،‬الآالت والمع ��دات وال�صناع ��ات‬ ‫الغذائي ��ة) نح ��و ‪ 16.7‬ف ��ي المئ ��ة منه ��ا"‪.‬‬ ‫والحظ ��ت " �إهتمام� � ًا متزايد ًا م ��ن ال�شركات‬ ‫الأجنبي ��ة ف ��ي قطاع الإع�ل�ام بن�سب ��ة ‪ 15‬في‬ ‫المئة‪ ،‬فيما �إ�ستحوذ كل من قطاعي العقارات‬ ‫وتجارة التجزئة على ‪ 13.3‬في المئة"‪.‬‬ ‫وتم ّكن ��ت "�إي ��دال" م ��ن تحقي ��ق �إنج ��از ف ��ي‬ ‫مجال ت�شجيع الإ�ستثم ��ار في لبنان وترويجه‪،‬‬ ‫من خ�ل�ال "تزوي ��د الم�ستثمري ��ن المعلومات‬ ‫الإقت�صادي ��ة والإجتماعية الالزم ��ة لت�أ�سي�س‬ ‫م�شاريعه ��م‪ ،‬وت�سهي ��ل الح�ص ��ول عل ��ى‬ ‫التراخي� ��ص والإج ��ازات‪ ،‬وت�أمي ��ن حواف ��ز‬ ‫�ضريب ّية و�إدار ّية ت�ساعد على �إن�شاء الم�شاريع‬ ‫وت�شغيلها"‪.‬‬

‫الموجز اللبناني‬ ‫ت���م �إختيار البروف�س���ور الدكت���ور محمد مفيد‬ ‫جاب���ر �أ�ست���اذ الأمرا����ض ال�صدري���ة ف���ي جامع���ة‬ ‫باري����س ع�ضواً في مجل����س الدول���ة الفرن�سية عن‬ ‫مدين���ة باري�س‪ .‬والجدير بالذك���ر �أن مجل�س الدولة‬ ‫" “ ‪Conseil D’état de la République‬‬ ‫‪Française‬ي�ض���م ‪ 300‬م���ن النخ���ب الفرن�سية‬ ‫يمثّل���ون القطاعات الحقوقي���ة والتربوية والطبية‬ ‫والإقت�ص���ادية‪ ،‬وه���و مجل����س �إ�ست�ش���اري رفي���ع‬ ‫الم�س���توى‪ .‬والب���ارز �أن الدكت���ور جابر ه���و الوحيد‬ ‫من �أ�ص���ل لبنان���ي في ه���ذا المجل�س ال���ذي يعتبر‬ ‫كالمحكمة العليا من �أعلى ال�س���لطات الر�سمية في‬ ‫الدولة الفرن�س���ية والذي �أن�ش����أه نابليون بونابرت‬ ‫في العام ‪.1799‬‬ ‫�سجل مجموع قيمة ال�صادرات ال�صناعية خالل‬ ‫اال�ش���هر الـ‪ 11‬من ‪ 2013‬نح���و ‪ 2‬مليارين و‪861‬‬ ‫مليون���ا ً‪ ،‬في مقاب���ل ملياري���ن و‪ 688‬مليونا ً خالل‬ ‫الفت���رة عينها من ‪ 2012‬و‪ 3‬مليارات و‪ 44‬مليونا ً‬ ‫خالل الفترة عينها من ‪� ،2011‬أي ب�إرتفاع ‪٪6.4‬‬ ‫مقارن��� ًة بالع���ام ‪ 2012‬و�إنخفا����ض ‪ ٪6‬مقارن ًة بـ‬ ‫‪ ،2011‬وفق تقرير ا�صدرته �أخيراً وزارة ال�صناعة‪.‬‬ ‫لفت���ت الحكوم���ة التون�س���ية ‪� ‬إل���ى �أن محكمة‬ ‫لبنانية رف�ض���ت �إعترا�ض ليلى الطرابل�سي‪ ،‬قرينة‬ ‫الرئي�س التون�س���ي ال�سابق زين العابدين بن علي‪،‬‬ ‫على م�ص���ادرة �أموالها المودعة في ح�س���اب �سري‬ ‫ف���ي �أحد البنوك ف���ي لبنان‪ .‬وقال���ت وزارة العدل‪،‬‬ ‫في بي���ان �أوردته وكالة "تون����س �أفريقيا" للأنباء‪،‬‬ ‫�إن محكمة ا�س���تئناف بيروت �أ�ص���درت حكما ً �أخيراً‬ ‫برف����ض الطل���ب الذي تقدم���ت به زوج���ة الرئي�س‬ ‫المخلوع‪� ،‬إعترا�ضا ً على م�صادرة �أموالها‪ .‬و�أ�شارت‬ ‫الوكالة الر�سمية �إلى �أن ال�سلطات اللبنانية قامت‪،‬‬ ‫في ني�سان (�إبريل) ‪ ،2013‬بم�صادرة �أموال ليلى‬ ‫الطرابل�س���ي‪ ،‬والت���ي تبل���غ حوال���ي ‪ 28.8‬مليون‬ ‫دوالر �أميرك���ي‪� ،‬أي ما يعادل نحو ‪ 45‬مليون دينار‬ ‫تون�سي‪ ،‬وقامت بت�سليم المبلغ �إلى تون�س‪.‬‬ ‫"�إن مو�ض���وع العمال���ة ال�س���ورية الوافدة �إلى‬ ‫�س���يما � ّأن معظم‬ ‫لبن���ان رفع م�س���توى البطال���ة وال‬ ‫ّ‬ ‫الي���د العاملة تنتمي �إلى فئة ال�ش���باب التي تعاني‬ ‫�أ�سا�س���ا ً �إرتفاع معدالت البطالة �أكثر من غيرها من‬ ‫الفئات في لبنان‪ .‬غير �أنه في المقابل‪ ،‬ت�سبب هذا‬ ‫العامل ف���ي �إرتفاع معدل النمو‪ ،‬لأن���ه ي�ؤمن عمالة‬ ‫�أق���ل كلفة م���ن العمال���ة الوطنية"‪ .‬ه���ذا ما خل�ص‬ ‫اليه كبي���ر االقت�ص���اديين ورئي����س �إدارة التنمية‬ ‫الإقت�ص���ادية والعولم���ة ف���ي لجنة االم���م المتحدة‬ ‫االقت�ص���ادية والإجتماعية لغرب �آ�س���يا "الإ�سكوا"‬ ‫عبد اهلل الدردري‪.‬‬ ‫‪Issue 16 - February - 2014‬‬

‫‪7‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون لبنانية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫الموقف اللبناني‬

‫الهدية ال�سعودية وت�سليح الجي�ش اللبناني‬ ‫مم ��ا ال �شك في ��ه وال جدل حول ��ه‪ ،‬وال نقا�ش ب�ش�أنه‪،‬‬ ‫ه ��و �أن الم�ؤ�س�سة الع�سكرية في لبنان هي الم�ؤ�س�سة‬ ‫الأول ��ى‪� ،‬إذا ل ��م نق ��ل الوحي ��دة‪ ،‬الت ��ي تم ّث ��ل الوحدة‬ ‫الوطني ��ة‪ ،‬وت�ش� � ّكل ال ��درع الحقيقي له ��ذا الوطن �أو‬ ‫م ��ا تبقى منه‪ ،‬بعدما زالت هيبة الدولة‪ ،‬او �إنحدرت‬ ‫�إل ��ى الح ��د الأدن ��ى ‪ ،‬ل ��دى الغريب والقري ��ب‪ ،‬لدى‬ ‫ال�صديق والعدّو على حد �سواء‪.‬‬ ‫لق ��د كتبنا �أكثر من م� � ّرة عن الجي�ش اللبناني الذي‬ ‫ُح ��رم من �أب�سط مقوماته‪ :‬العديد والعتاد‪ ،‬لكنه مع‬ ‫ذلك حافظ على الهيب ��ة والمعنويات‪ ،‬اللتين �أم�ستا‬ ‫بدورهم ��ا هدف� �اً للحاقدي ��ن والمت�آمري ��ن‪ ،‬و�أُطلقت‬ ‫عليهم ��ا ال�صواريخ الإعالمي ��ة‪ ،‬حتى من قبل بع�ض‬ ‫نواب الأمة الذين �إتهموه بالطائفية والمذهبية !!!‬ ‫وهو �أبعد الم�ؤ�س�سات اللبنانية عنهما‪ .‬يطلبون منه‬ ‫ب"القتطار"‪ ،‬ويعطونه ب"الدرهم"‪ ...‬ويتحدثون‬ ‫ع ��ن �إ�ستراتيجي ��ة دفاعي ��ة ال ي ��زال النقا� ��ش حوله ��ا‬ ‫يُجث ّر منذ �سنوات ويدور في حلقة مفرغة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫بعد هذه المقدمة التي ال بد منها‪ .‬نعود ونذكر ب�أن‬ ‫�أي حدي ��ث عن �إ�ستراتيجة دفاعي ��ة ال معنى له‪ ،‬من‬ ‫دون بن ��اء "ن ��واة" ه ��ذه الإ�ستراتيجي ��ة التي هي بكل‬ ‫ب�ساطة الم�ؤ�س�سة الع�سكرية‪ .‬وكيف يكون ذلك؟‬ ‫�إن ع ��دد �أف ��راد الجي� ��ش اللبنان ��ي ال يتج ��اوز حالي� �اً‬ ‫الأربعي ��ن �ألف� �اً‪ ،‬حبث �أن‪ ،‬كما ف ��ي باقي الدول‪� ،‬أكثر‬ ‫من ‪ %25‬يعملون في الإدارة اللوجي�ستية ‪.‬‬ ‫والجي� ��ش ال ��ذي كان �إل ��ى �أم ��د قري ��ب ي�ستن ��د �إل ��ى‬ ‫الخدم ��ة الع�سكري ��ة الإلزامي ��ة‪ ،‬الت ��ي كان ��ت ت ��زوده‬ ‫�سنوي� �اً ب�أكث ��ر من �سبعة �آالف م ��ن ال�شباب اللبناني‪،‬‬ ‫وعل ��ى التطوي ��ع المبرم ��ج‪� ،‬إخت�ص ��ر الأخي ��ر و�ألغى‬ ‫الأولى بقرار من "نواب الأمة"‪.‬‬ ‫�أم ��ا العت ��اد الع�سك ��ري ف�إخت�ص ��ر �إل ��ى �أدن ��ى حدوده‪،‬‬ ‫و�إقت�ص ��ر عل ��ى العتاد الخفي ��ف والآلي ��ات‪ ،‬ولم يزود‬ ‫الجي�ش ب�أي �سالح ثقيل يُذكر‪ ،‬منذ عقود‪.‬‬ ‫�أخي ��راً ب ��ادرت قي ��ادة الجي� ��ش عل ��ى �إع ��داد خط ��ة‬ ‫خم�سية‪ ،‬بموازنة خم�سة مليارات دوالر‪ ،‬يذهب ق�سم‬ ‫كبي ��ر منه ��ا �إل ��ى ترمي ��م البن ��ى التحتية م ��ن ثكنات‬ ‫وقواع ��د جوية وبحرية وخدمات لوجي�ستية وطبية‬ ‫�إل ��خ‪ ...‬و�شراء �أ�سلحة �ضرورية مما يبقى ‪ .‬فهل هذا‬ ‫يكفي ؟ الجواب حتماً ال‪.‬‬ ‫ُ�سئلن ��ا م ��ن ف�ضائيات ع� �دّة‪ ،‬عربي ��ة و�أجنبية‪ :‬ما هو‬ ‫دور وت�أثي ��ر وتداعيات الهدية ال�سعودية التي �أعلنها‬ ‫رئي�س الجمهورية قبل نهاية العام الفائت؟‬ ‫الج ��واب الف ��وري �أنه ��ا م�شك ��ورة م ��ا دام ��ت غي ��ر‬ ‫م�شروط ��ة �سيا�سياُ حيث ال يمك ��ن لأي فريق لبناني‬

‫‪6‬‬

‫العدد ‪� - 16‬شباط (فرباير) ‪٢٠١4 -‬‬

‫الدكتور ه�شام جابر‬

‫*‬

‫يتذمر‪.‬‬ ‫ب�أن يعتر�ض �أو ّ‬ ‫ثالث ��ة ملي ��ارات دوالر مبل ��غ �ضخ ��م وب ��ادرة غي ��ر‬ ‫م�سبوق ��ة‪ ،‬فكي ��ف يُ�ستخ ��دم ه ��ذا المبل ��غ و�إل ��ى �أي ��ن‬ ‫يجب �أن يذهب؟‬ ‫م ��ن المفرو� ��ض �أن يق� �دّم لبن ��ان الئح ��ة بالعت ��اد‬ ‫والأ�سلح ��ة الت ��ي يحتاجه ��ا �إل ��ى فرن�س ��ا‪ ،‬والمق� �دّر‬ ‫�سعره ��ا بم ��ا يق ��ارب هذا المبل ��غ‪ ،‬ويت ��م الإتفاق على‬ ‫مواعيد الت�سليم‪ .‬فهل توافق الدولة الفرن�سية على‬ ‫م�ضمون الالئحة؟‬ ‫ب�إعتق ��ادي وبناء عل ��ى التجربة ب�أنه ال م�شكلة بذلك‬ ‫م ��ا دام ��ت الالئح ��ة ال تت�ضم ��ن �سالح� �اً نوعي� �اً �أو‬ ‫�أجه ��زة متط ��ورة‪ ،‬لأن �إ�سرائي ��ل التي زاره ��ا الرئي�س‬ ‫الفرن�سي فرن�س ��وا هوالند قبل زيارته للريا�ض‪ ،‬قد‬ ‫ق ّدم ��ت ل ��ه – ح�س ��ب تقديرنا – الئح ��ة بالأ�سلحة‬ ‫الممن ��وع عل ��ى لبن ��ان الت ��ز ّود بها‪ ،‬ومنها جه ��از دفاع‬ ‫ج ��وي متط ��ور‪ ،‬قوام ��ه رادارات‪ ،‬و�صواري ��خ م�ض ��ادة‬ ‫للطائ ��رات‪ ،‬وعلى �أجهزة �إت�صاالت متطورة‪ ،‬و�أجهزة‬ ‫ت�شوي�ش عل ��ى التن�صت الإ�سرائيل ��ي‪ .‬كما �أنه ممنوع‬ ‫على لبن ��ان �أن يمتلك قواتاً بحرية مز ّودة ب�صواريخ‬ ‫بح ��ر – بح ��ر‪ ،‬وال ب�صواري ��خ �أر� ��ض – بح ��ر‪ .‬و�أم ��ا‬ ‫الئح ��ة الجي� ��ش الب ��ري فهنال ��ك الئح ��ة ممنوع ��ات‬ ‫�أي�ض� �اً تت�ضم ��ن بتقدير المراقبي ��ن �أ�سلحة متطورة‬ ‫ونوعي ��ة م�ض ��ادة لل ��دروع‪ .‬وحتى ال مج ��ال للتزويد‬ ‫ب�صواريخ �أر�ض – �أر�ض‪.‬‬ ‫وم ��ع ذلك ال ب�أ�س‪ .‬فهذه �سنتركها لل�شراء نقداً من‬ ‫دول �أخرى ال تخ�ضع للو�صاية الإ�سرائيلية‪.‬‬ ‫�إن �إن�ش ��اء جي� ��ش ع�صري ق ��ادر ورادع ي�ستل ��زم ع�شرة‬ ‫مليارات دوالر على الأقل وعلى مدى خم�س �سنوات‪،‬‬ ‫ونقترح �أن يتم على ثالثة محاور‪.‬‬ ‫الأول ‪ :‬فتح ح�ساب لدى الم�صرف المركزي ي�س ّمى‬ ‫بـ"ح�ساب تجهيز الجي�ش" يز ّود نقداً بما يلي ‪:‬‬

‫• الموازن ��ة ال�سنوي ��ة بن ��اء للخط ��ة الخم�سي ��ة‬ ‫والتي تقدّر بمليار دوالر؛‬ ‫• الهبات النقدية التي ت�أتي من الدول المانحة‬ ‫بع ��د الدع ��وة �إل ��ى م�ؤتم ��ر دولي لدع ��م الجي�ش‬ ‫اللبناني (م�ؤتمر روما مث ً‬ ‫ال)؛‬ ‫• فر� ��ض �ضريب ��ة ‪ %2‬على الأق ��ل على الكماليات‬ ‫والماله ��ي والفن ��ادق وبطاق ��ات ال�سف ��ر �إل ��خ‪،‬‬ ‫ت�سمى �ضريبة الدفاع عن الوطن؛‬ ‫• �إ�ستع ��ادة الأم ��وال المنهوبة من كافة المرافق‬ ‫والمراف ��ئ والمجال�س والهيئات غير الخا�ضعة‬ ‫للمراقب ��ة‪ ،‬ويخ�ص� ��ص ق�س ��م منه ��ا له ��ذا‬ ‫ال�صندوق‪.‬‬ ‫• تحفي ��ز حم�ل�ات تبرع ��ات م ��ن اللبناني ��ن‬ ‫الذي ��ن يملك ��ون الملي ��ارات وتزخ ��ر به ��م مجلة‬ ‫"فورب�س"‪.‬‬ ‫الثاني‪ :‬تلقّي الهبات من الأ�سلحة والعتاد الع�سكري‬ ‫الم�ستعم ��ل م ��ن ال ��دول ال�صديق ��ة وال�شقيق ��ة الت ��ي‬ ‫ت�ستب ��دل الكثي ��ر م ��ن �أ�سلحته ��ا وعتاده ��ا كل ب�ض ��ع‬ ‫�سن ��وات وت�ضعها ف ��ي المخازن حيث يعلوه ��ا ال�صد�أ‬ ‫وت�صبح خردة بعد �أعوام قليلة‪.‬‬ ‫الثالث‪ :‬الهبات و"المكرمات" التي ت�أتي من الدول‬ ‫ال�شقيق ��ة لدف ��ع فاتورة ال�سالح من جه ��ة ثالثة كما‬ ‫ح�صل مع الهبة ال�سعودية وال�سالح الفرن�سي‪.‬‬ ‫وال�س� ��ؤال ال ��ذي يط ��رح ب�إلح ��اح و�ش ��دة‪ ،‬وبوع ��ي ‪،‬‬ ‫وبدق ��ة‪ :‬م ��ا هذا ال�سالح ال ��ذي يحتاجه جي�ش قوي‬ ‫رادع؟‬ ‫�إن �أ�سلح ��ة الجيو� ��ش تح ��دد ع ��ادة �إ�ستن ��اداً �إل ��ى م ��ا‬ ‫ي�س ّم ��ى بالع ��دو المحتم ��ل‪ ،‬والع ��دو الأول للبنان هو‬ ‫�إ�سرائيل‪� ،‬إذ �أن لبنان ال يزال في حالة حرب مع هذا‬ ‫العدو مع الت�أكيد على �إحترامه �إتفاقية الهدنة‪.‬‬ ‫والع ��دو الثاني الذي كتبنا منذ �سن ��وات �أنه بد�أ يدق‬ ‫�أبواب الوطن و�أ�صبح اليوم يرتع داخله وعلى �أر�ضه‬ ‫هو الإرهاب‪.‬‬ ‫�إن �إ�ستراتيجية الدفاع عن الوطن يجب �أن تت�ضمن‬ ‫�أو ًال جي�ش� �اُ يمل ��ك ق ��وة ردع (‪ ،)Deterrence‬وال‬ ‫فائ ��دة م ��ن بناء جي�ش قوي‪ ،‬تدم ��ره �إ�سرائيل خالل‬ ‫�أي ��ام كما �ص ّرحت م ��راراً على �أل�سن ��ة م�س�ؤوليها من‬ ‫دون جه ��از دف ��اع ج ��وي متط ��ور‪ ،‬يت�ضم ��ن �صواري ��خ‬ ‫�أر� ��ض – ج ��و و�أر� ��ض – بح ��ر ورادارات متو�سط ��ة‬ ‫وبعي ��دة الم ��دى‪ .‬وه ��ذه يمك ��ن �شر�ؤاه ��ا م ��ن دول ال‬ ‫ت�أبه بالفيتو الإ�سرائيلي وهي عديدة‪.‬‬ ‫والت�ص ��دي للإره ��اب يت�ضم ��ن عم�ل ً�ا �شاق� �اً‪ ،‬دقيق� �اً‬ ‫ومتوازي� �اً ي�شم ��ل العم ��ل عل ��ى مح ��اور ع ��دة �أهمه ��ا‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫البنك الدولي‪ :‬نمو الناتج المحلي اللبناني المتوقع‬ ‫في ‪ 2014‬بن�سبة ‪%3,6‬‬ ‫�أ�شار البنك الدول ��ي �إلى �أن �إمكان نمو الناتج‬ ‫المحلي الإجمالي المتوقع للبنان لل�سنة ‪2014‬‬ ‫�سيك ��ون بن�سب ��ة ‪ ،%3,6‬مقارن� � ًة ب�إم ��كان نمو‬ ‫ال ��دول النامي ��ة في منطق ��ة ال�ش ��رق الأو�سط‬ ‫و�شم ��ال �أفريقي ��ا ‪ ،%2,7‬وال ��دول النامية في‬ ‫العال ��م ‪ ،%5,7‬والإقت�ص ��اد العالم ��ي ‪ .%3‬م ��ا‬ ‫ه ��ي �آفاق النم ��و الم�ستقبلية في لبنان في ظل‬ ‫االو�ض ��اع ال�سيا�سي ��ة واالمني ��ة الراهنة؟ واي‬ ‫توج ��ه �إقت�صادي �سيك ��ون لهذا البل ��د‪ ،‬ع�شية‬ ‫�إ�ستحقاق �إنتخاب رئي�س جديد للجمهورية؟‬ ‫ُيعتب ��ر �إم ��كان النم ��و الإقت�ص ��ادي ف ��ي لبنان‬

‫لل�سنة ‪ 2014‬الـ‪ 72‬الأعلى بين ‪ 108‬دول نامية‪،‬‬ ‫والثالث الأعلى بين ت�سع دول نامية في منطقة‬ ‫ال�شرق الأو�سط و�شمال �أفريقيا‪ .‬وجاء �إمكان‬ ‫النم ��و ف ��ي لبنان مماث�ل ً�ا لباراغ ��واي وم�صر‬ ‫وتون� ��س‪ ،‬و�أعل ��ى م ��ن هندورا� ��س (‪،)%3,5‬‬ ‫ومال ��ي (‪ ،)%3,4‬والجزائ ��ر (‪ ،)%3,2‬و�أق� � ّل‬ ‫م ��ن ناميبيا‪ ،‬ومدغ�شقر‪ ،‬وغيان ��ا (‪ %3,8‬لك ّل‬ ‫منها)‪ ،‬وباك�ستان (‪ .)%3,7‬كذلك جاء �إمكان‬ ‫ال ّنمو المتو ّقع للبنان في ‪ 2014‬مماثال لم�صر‬ ‫وتون� ��س‪ ،‬و�أق ّل م ��ن الأردن (‪ )%4,4‬والمغرب‬ ‫(‪ )%4,2‬فقط‪.‬‬

‫رجال الأعمال اللبنانيون يطالبون بموازنة و�إ�صالحات �إقت�صادية‬ ‫و�ضع تج ّمع رجال الأعم ��ال اللبنانيين �أجندة‬ ‫�أولويات ��ه للعام الحالي‪ ،‬وهي تر ّكز على العمل‬ ‫لـ"دف ��ع الحكومة الجديدة �إل ��ى الأمام لو�ضع‬ ‫موازنة الدول ��ة لهذه ال�سنة وتطبيقها‪ ،‬وتعزيز‬ ‫الإنتعا�ش الإقت�صادي م ��ع تنفيذ الإ�صالحات‬ ‫الهيكلية ف ��ي القطاعات الإنتاجي ��ة ال�ضامنة‬ ‫لنمو �إقت�صادي م�ستدام"‪.‬‬ ‫كما �سيقترح التجم ��ع "خطة �إنقاذ �إقت�صادي‬ ‫لإنعا� ��ش �إقت�صادنا والحد م ��ن البطالة‪ ،‬ودفع‬ ‫الحكومة الجدي ��دة لو�ضع اللم�س ��ات الأخيرة‬ ‫عل ��ى قانون يجي ��ز ال�شراكة بي ��ن القـــطاعين‬ ‫العام والخا�ص"‪.‬‬ ‫و�أك ��د في ج ��دول �أعمال ��ه لهذه ال�سن ��ة‪ ،‬الذي‬ ‫�أعلنه رئي�سه ف�ؤاد زمكحل بعد جل�سة الجمعية‬ ‫العمومية للهيئة العامة‪" ،‬الحفاظ على توا�صل‬ ‫منتظم م ��ع البنك المرك ��زي للعمل على �ضخ‬ ‫ال�سيول ��ة ف ��ي ال�سوق المحلي ��ة‪ ،‬وبهدف توفير‬ ‫قرو� ��ض مدعومة لتمويل ر�أ�س المال الت�شغيلي‬ ‫لل�شركات خالل فترة الأزمة هذه"‪.‬‬ ‫ولم يغفل ف ��ي برنامجه "حماي ��ة قيم القطاع‬ ‫الخا�ص" ومطالبت ��ه بـ"مراجعة �إدارة القطاع‬ ‫الع ��ام وتن�شيط ��ه وخف� ��ض الع ��بء المال ��ي‬ ‫والعمل م ��ن �أج ��ل ال�شفافية �ضم ��ن الإدارات‬ ‫العامة والخا�صة"‪.‬‬

‫ف�ؤاد زمكحل‬

‫وي�شمل تحرك التجمع "�إع ��ادة �إحياء توا�صل‬ ‫منتظ ��م م ��ع رج ��ال الأعم ��ال المغتربين من‬ ‫�أ�ص ��ل لبناني وخلق عالقات مهني ��ة وم�شاريع‬ ‫م�شترك ��ة‪ ،‬وال�ضغ ��ط لتنفي ��ذ خط ��ة �ضم ��ان‬ ‫ال�شيخوخ ��ة والحماي ��ة‪ ،‬ومتابع ��ة م�ش ��روع‬ ‫القانون المقترح منه حول الأ�سهم التف�ضيلية‬ ‫لل�ش ��ركات الخا�ص ��ة وح� �ّ�ض البرلم ��ان عل ��ى‬ ‫الموافق ��ة علي ��ه‪ ،‬وو�ض ��ع ال�صيغ ��ة النهائي ��ة‬ ‫والإقت ��راح عل ��ى البرلمان م�ش ��روع قانون في‬ ‫�ش�أن �شركات الأ�سهم المب�سطة في لبنان"‪.‬‬ ‫و�أ�ش ��ار زمكح ��ل �إلى "متابعة مب ��ادرة التجمع‬ ‫لتعزيز التبادل الإقت�صادي والتجاري مع دول‬ ‫ّ‬ ‫والح�ض على توقيع الإتفاق‬ ‫�أميركا الالتينية‪،‬‬ ‫في �ش� ��أن "ميركو�سور"‪ ،‬الذي ي�ش ��كل �أ�سا�س ًا‬ ‫لتعزيز التبادل التجاري مع هذه القارة"‪.‬‬

‫في خزينة الدولة حالي���ا ً ‪ 2600‬مليون دوالر‬ ‫نق���داً مم���ا يعن���ي �أن الحاج���ات التمويلي���ة للدولة‬ ‫متوافرة في وزارة المال رغم زيادة االنفاق وتراجع‬ ‫الواردات‪.‬‬ ‫�أعلن المدي���ر العام للمالي���ة �أالن بيفاني‪� ،‬أن‬ ‫فرق المديري���ة تمكنت نتيجة عمل �إ�س���تغرق عاما ً‬ ‫ون�صف العام‪" ،‬من تحديد موازين الدخول – وتاليا‬ ‫موازين الخروج – للح�سابات المالية"‪ ،‬م�شدداً على‬ ‫�أن "هذا الإنجاز �ستكون له �إنعكا�سات �إيجابية على‬ ‫و�ض���ع المالية العامة‪ ،‬ذلك �أنه �سي�ص���بح باالمكان‬ ‫�ض���بط الإنفاق وت�أكيد �شفافيته ومردوديته‪ .‬ومن‬ ‫�ش�أن ذلك اي�ض���ا ً‪ ،‬ت�س���هيل مراقبة اعمال ال�سلطة‬ ‫التنفيذي���ة والت�أك���د م���ن فاعلي���ة الإنف���اق عل���ى‬ ‫الم�ش���اريع‪ ،‬وتاليا ً تح�س���ين نوعي���ة الخدمات التي‬ ‫يح�صل عليها المواطن"‪.‬‬ ‫‪� 10‬آالف لي���رة ه���ي قيمة الح��� ّد الأعلى لبدل‬ ‫�س���اعة العمل للمتعاقدين في الإدارات العامة‪� .‬أما‬ ‫الح ّد الأدنى لهذا البدل في�ص���ل �إلى ‪ 6000‬ليرة‪،‬‬ ‫�إال �أن «الت�س���عير» يختلف بح�س���ب رغبة ال�سلطات‬ ‫العلي���ا في ال���وزارة‪� ،‬س���واء كانت وزي���راً �أو مديراً‬ ‫عام���ا ً �أو �أحد كبار النافذي���ن‪ .‬لكن هذا البدل يمكن‬ ‫تو�س���يعه طبقا ً لرغبات النافذي���ن‪ .‬فمن المعروف‬ ‫�أن بع����ض الم�ؤ�س�س���ات ت�س��� ّجل للمتعاقدين معها‬ ‫�ساعات عمل ت�صل �إلى ‪� 12‬ساعة يوميا ً‪ ،‬وبالتالي‬ ‫ف����إن قيم���ة المبل���غ الذي يمك���ن �أن يح�ص���ل عليه‬ ‫المتعاقد �س���يزيد تلقائيا ً‪ .‬لك���ن الالفت �أن �أيا ً من‬ ‫ال���وزراء و�أ�ص���حاب النفوذ في لبنان لم ي�س��� َع �إلى‬ ‫من���ح المتعاقدين حقوقهم الوظيفية الم�ش���روعة‪،‬‬ ‫فه�ؤالء ال يح�ص���لون على �أي من التقديمات ولي�س‬ ‫لديهم فر�ص �س���نوية‪ ،‬ومحرومون م���ن تقديمات‬ ‫ال�ضمان االجتماعي ‪� ...‬إنهم مرهونون لل�سيا�سيين‪.‬‬ ‫خل����ص �إجتم���اع المجل����س التنفي���ذي لنقابة‬ ‫مزارعي التب���غ والتنباك في البقاع الذي خ�ص����ص‬ ‫لمواكبة ت�س���لّم مح�ص���ول التبغ لهذه ال�س���نة‪ ،‬الى‬ ‫�أهمي���ة �إ�س���تمرارية الدعم لزراعة التب���غ و�إعتبارها‬ ‫زراع���ة حيوي���ة م���ن �أهدافه���ا توفي���ر الإ�س���تقرار‬ ‫الإجتماع���ي‪ .‬كذل���ك ر�أى �ض���رورة رف���ع �أ�س���عار‬ ‫المح�ص���ول نظ���راً ال���ى الغ�ل�اء الفاح�ش والو�ض���ع‬ ‫الإقت�ص���ادي ال�ص���عب و�إرتف���اع كلف���ة الإنت���اج‪،‬‬ ‫والعم���ل على �ض���م مزارع���ي التبغ والتنب���اك الى‬ ‫ال�ض���مان الإجتماع���ي‪ ،‬ورف���ع �س���قف الإنت���اج من‬ ‫‪ 300‬كل���غ ل�ل�اذن الزراع���ي لت�ص���بح ‪ 400‬كل���غ‪،‬‬ ‫ت�أكيد التزام مق���ررات �إتحاد نقابات العاملين في‬ ‫زراعة التبغ والتنباك‪ ،‬ال�س���اعي دوما ً الى تح�س���ين‬ ‫الو�ض���ع المعي�ش���ي والإجتماعي للمزارعين ورعاية‬ ‫م�صالحهم"‪.‬‬

‫‪Issue 16 - February - 2014‬‬

‫‪9‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون لبنانية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫تح�سن الإ�ستقرار الأمني �أ�سا�سي لإنعا�ش النمو في لبنان‬ ‫ّ‬ ‫�ش� � ّكل التقري ��ر الجدي ��د ال ��ذي ن�شرت ��ه �أخير ًا‬ ‫م�ؤ�س�س ��ة التمويل الدولية‪ ،‬في رعاية بنك لبنان‬ ‫والمهج ��ر‪ ،‬ت�أكيد ًا جدي ��د ًا عل ��ى �أن الإ�ستقرار‬ ‫ال�سيا�سي والأمني في لبنان هو عن�صر جوهري‬ ‫بغي ��ة تق ��دم النم ��و الإقت�ص ��ادي ب ��دل تراجعه‬ ‫�أخي ��را‪ ،‬بح�سب الم�ؤ�س�سة م ��ن ‪ %1,2‬في ‪2012‬‬ ‫ال ��ى ‪ %0,9‬ف ��ي ‪ ،2013‬م�ش ��دد ًا عل ��ى ان مدى‬ ‫الإنتعا� ��ش الإقت�ص ��ادي ف ��ي �سن ��ة ‪ 2014‬وم ��ا‬ ‫بعده ��ا‪ ،‬يتوقف عل ��ى تح�سن الأو�ض ��اع الأمنية‬ ‫و�إنح�س ��ار الحرب االهلية ف ��ي �سوريا‪ .‬لكن اين‬ ‫تقع مكام ��ن ال�ضعف في الإقت�صاد اللبناني في‬ ‫الوقت الراهن؟ وما هي العالجات الناجعة؟‬ ‫رغ ��م ان نائ ��ب مدي ��ر ق�س ��م �أفريقي ��ا وال�شرق‬ ‫الأو�سط ف ��ي م�ؤ�س�سة التموي ��ل الدولية غربي�س‬ ‫ايرادي ��ان‪ ،‬المع ��د الأ�سا�س ��ي للتقري ��ر‪� ،‬أكد �أن‬ ‫"الثقة في الليرة اللبنانية ال تزال �سليمة رغم‬ ‫الح ��رب الأهلية ف ��ي �سوري ��ا (وتداعياتها على‬ ‫لبن ��ان) والتدهور الأخير ف ��ي الأو�ضاع الأمنية‬ ‫ف ��ي �أج ��زاء مختلفة م ��ن الب�ل�اد‪� ،‬إال �أن رئي�س‬ ‫البح ��وث الإقت�صادية في بن ��ك لبنان والمهجر‬ ‫للأعمال مروان مخايل �شدد على "ان النهو�ض‬ ‫ف ��ي ن�سبة النم ��و الإقت�صادي ف ��ي لبنان يتوقف‬ ‫على تحقي ��ق "الأف�ضلية التناف�سي ��ة التي تُعتبر‬ ‫قيمة م�ضافة في �صفوف ذوي الكفايات العالية‬ ‫(ب ��دل هجرته ��م و�إ�ستغ�ل�ال ال ��دول االجنبي ��ة‬ ‫لخبراته ��م)‪ ،‬ب ��دء ًا م ��ن المتخ�ص�صي ��ن ف ��ي‬ ‫مج ��ال المعلوماتي ��ة والإت�صاالت‪ ،‬و�ص� � ً‬ ‫وال الى‬ ‫ال�صناع ��ات الزراعي ��ة والغذائي ��ة (كالنبيذ)‪،‬‬ ‫اذ ال يمك ��ن بعد الي ��وم الإتكال عل ��ى تحويالت‬ ‫المغتربين وحدها الى لبن ��ان (نحو ‪ 8‬مليارات‬ ‫دوالر ف ��ي ال�سن ��ة)‪ ،‬ف� ً‬ ‫ضال عن قط ��اع ال�سياحة‬ ‫والخدم ��ات ال ��ذي يتراجع ب ��دوره ف ��ي �إنتظار‬ ‫تح�سن الأو�ضاع ال�سيا�سية والأمنية"‪.‬‬ ‫وح ��ذر م ��ن "�إزدي ��اد ت�ضخ ��م العج ��ز و�إرتفاع‬ ‫الدين العام ن�سبة ال ��ى الناتج المحلي‪ ،‬في ظل‬ ‫�إ�ستم ��رار الإهدار في الم�ؤ�س�س ��ات العامة‪ ،‬من‬ ‫دون �إيجاد م�ص ��ادر ناجعة لتموي ��ل الموازنات‬ ‫العام ��ة"‪ ،‬داعي ��ا ال ��ى �ض ��رورة "الإ�ستثمار في‬ ‫قطاعات الكهرب ��اء‪ ،‬المياه‪ ،‬الإت�صاالت‪ ،‬وذلك‬ ‫بالتع ��اون م ��ع القط ��اع الخا� ��ص ك ��ي ال تتحمل‬

‫‪8‬‬

‫العدد ‪� - 16‬شباط (فرباير) ‪٢٠١4 -‬‬

‫ّ‬ ‫�ست�شكل عالمة فارقة �إذا ت�ألفت‬ ‫الرئي�س تمام �سالم‪ :‬حكومته‬

‫الدول ��ة وحده ��ا �أعب ��اء الكلف ��ة العالي ��ة لن�سبة‬ ‫عج ��ز الموازنة و�إرتف ��اع الدي ��ن"‪ .‬لكنه الحظ‬ ‫في الوقت عينه‪" ،‬ارتفاع ودائع القطاع الخا�ص‬ ‫غي ��ر المقي ��م (المغترب ��ون واالجان ��ب) بن�سبة‬ ‫‪ %15‬في العام ‪.2013‬‬ ‫ما ه ��ي النتائج المحتملة في يتعلق بالم�ؤ�شرات‬ ‫الرئي�سي ��ة للإقت�ص ��اد الكل ��ي؟ وف ��ق �إيراديان‬ ‫"ثم ��ة �سيناريوه ��ان ل�سنت ��ي ‪ 2014‬و‪2015‬‬ ‫لتو�ضيح هذه النتائ ��ج المحتملة‪ .‬وي�شرح قائال‬ ‫"ي�ستن ��د ال�سيناريو ‪ A‬على ه ��ذه الإفترا�ضات‪:‬‬ ‫(�أ) �إ�ستم ��رار ال�شل ��ل ال�سيا�س ��ي‪ ،‬و(ب) عدم‬ ‫تح�سن الو�ضع الأمن ��ي بموجب هذا ال�سيناريو‪،‬‬ ‫تظل معظ ��م الم�ؤ�ش ��رات الإقت�صادي ��ة �ضعيفة‬ ‫وخ�صو�ص� � ًا �إ�ستثمار القط ��اع الخا�ص المحلي‪،‬‬ ‫والإ�ستثم ��ار الأجنبي المبا�ش ��ر‪ ،‬والبناء‪ ،‬وعدد‬ ‫ال�سياح الوافدين‪ ،‬مما ُيبقي نمو الناتج المحلي‬ ‫ويو�سع العج ��ز المالي الى‬ ‫الإجمال ��ي نح ��و ‪ّ ،٪1‬‬ ‫نحو ‪ ٪12‬من النات ��ج المحلي الإجمالي‪ ،‬كذلك‬ ‫�إن ن�سب ��ة الدي ��ن الع ��ام �إل ��ى النات ��ج المحل ��ي‬ ‫الإجمال ��ي �سترتف ��ع �أكث ��ر لت�ص ��ل ال ��ى ‪٪157‬‬ ‫ف ��ي ‪� ،2015‬إ�ضاف ��ة ال ��ى تباط� ��ؤ نم ��و الودائ ��ع‬ ‫الم�صرفي ��ة م ��ن ‪� ٪7‬إل ��ى ‪ ٪5‬ف ��ي ‪ ،2015‬مما‬ ‫يجعلها بالكاد كافية لتمويل العجوزات"‪.‬‬ ‫وي�ضي ��ف "�أم ��ا ال�سيناري ��و ‪ B‬فان ��ه يفتر� ��ض‬ ‫(�أ) ت�ألي ��ف حكوم ��ة وح ��دة وطني ��ة جديدة في‬ ‫ال�شهري ��ن المقبلي ��ن‪ ،‬و(ب) �أن ي� ��ؤدي التقدم‬ ‫المح ��رز في المفاو�ضات الأخيرة بين المجتمع‬ ‫الدول ��ي وايران الى تهيئة الظ ��روف التي تم ّكن‬ ‫م ��ن �إنهاء الح ��رب في �سوريا‪ ،‬مم ��ا ي�ساعد في‬

‫تخفي ��ف ح ��دة التوتر ف ��ي لبن ��ان‪ ،‬و(ج) ي�ؤدي‬ ‫تح�س ��ن كبير في الو�ض ��ع الأمني الداخلي‪.‬‬ ‫الى ّ‬ ‫بموج ��ب ه ��ذا ال�سيناري ��و‪ ،‬يتوق ��ع ان تنتع� ��ش‬ ‫الم�ؤ�ش ��رات االقت�صادي ��ة ف ��ي الن�ص ��ف الثاني‬ ‫م ��ن ‪ 2014‬وف ��ي ‪ ،2015‬وخ�صو�ص� � ًا الإ�ستثمار‬ ‫الخا�ص المحلي‪ ،‬والإ�ستثمار الأجنبي المبا�شر‪،‬‬ ‫والبن ��اء‪ ،‬وعدد ال�سياح الوافدي ��ن‪ ،‬وان يت�سارع‬ ‫النم ��و الحقيق ��ي ال ��ى ‪ ٪5‬ف ��ي ‪ 2014‬و‪ ٪6‬ف ��ي‬ ‫‪ ،2015‬وتتعافى ايرادات الحكومة‪ ،‬يتوقع وتاليا‬ ‫�أن ينخف� ��ض العج ��ز المال ��ي وينتق ��ل الميزان‬ ‫الأول ��ي للمدفوعات من عج ��ز ‪ ٪2,5‬من الناتج‬ ‫المحل ��ي االجمالي في الع ��ام ‪ 2013‬الى تحقيق‬ ‫فائ� ��ض ‪ ٪3‬ف ��ي ‪ .2015‬ويتطل ��ب المحافظ ��ة‬ ‫عل ��ى ه ��ذا التعاف ��ي بيئ ��ة �سيا�سي ��ة م�ستق ��رة‪،‬‬ ‫و�إ�صالح ��ات هيكلية بما فيها معالجة م�شكالت‬ ‫قطاع الكهرباء والإدارة الر�شيدة للحكم"‪.‬‬ ‫ور�أى ان النظ ��ام الم�صرفي حافظ على متانته‬ ‫"وذل ��ك بف�ض ��ل الإدارة الحكيم ��ة والأنظم ��ة‬ ‫المحافظ ��ة‪� ،‬إذ �أن مخ ��زون ال�سيول ��ة مرتف ��ع‪،‬‬ ‫ور�أ� ��س المال يف ��وق الحدود الدني ��ا المطلوبة‪،‬‬ ‫ون�سبة القرو�ض المتعثرة �إلى �إجمالي القرو�ض‬ ‫ال ت ��زال �أق ��ل م ��ن ‪� ،%4‬إ�ضاف ��ة ال ��ى �أن ن�سب ��ة‬ ‫الأ�ص ��ول المتداول ��ة �إل ��ى �إجمال ��ي الأ�ص ��ول �أو‬ ‫المطلوبات الق�صيرة الأجل مريحة"‪.‬‬ ‫ف ��ي المح�صلة‪ ،‬ت�شير التقدي ��رات الأولية‪ ،‬وفق‬ ‫التقرير‪� ،‬إل ��ى ان القطاع الم�صرفي �سجل نمو ًا‬ ‫�إيجابي ��ا �صلب ًا ف ��ي الودائع والأرب ��اح في العام‬ ‫‪ ،2013‬متوقع� � ًا �أن توا�ص ��ل الم�ص ��ارف تحقيق‬ ‫نتائ ��ج �إيجابي ��ة خالل ال�سن ��ة الجاري ��ة‪� .‬إال �أن‬ ‫اداء القط ��اع العام ل ��م يكن �إيجابي� � ًا في العام‬ ‫‪� ،2013‬إذ �إرتفع العجز المالي للموازنة وتح ّول‬ ‫الفائ� ��ض الأولي عجز ًا �أولي ًا مما �أدى �إلى زيادة‬ ‫كبيرة في ن�سبة الدين العام �إلى الناتج المحلي‬ ‫الإجمالي‪ ،‬علم� � ًا �أنه على �أي حكومة جديدة ان‬ ‫تعطي الأولوية لخف�ض العج ��ز المالي للموازنة‬ ‫ون�سب ��ة الدين العام للنات ��ج المحلي وو�ضع هذه‬ ‫الن�سب ��ة على منحى تنازلي وم�ستدام‪ ،‬في�ستعيد‬ ‫الم�ستثم ��ر ثقت ��ه باالقت�ص ��اد‪ ،‬فيو�ض ��ع الأخير‬ ‫مجدد ًا على ال�سكة ال�صحيحة في �سبيل تحقيق‬ ‫النمو والإزدهار‪.‬‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫البنك الدولي‪ :‬االقت�صادات النامية في المنطقة تعاني ركود ًا‬ ‫ال ت ��زال الإقت�صادات النامية في ال�شرق الأو�سط‬ ‫و�شمال افريقيا في ركود‪ ،‬وفق البنك الدولي‪�" ،‬إذ‬ ‫�أدّت الإ�ضطرابات ال�سيا�سية في م�صر‪ ،‬والجمود‬ ‫ف ��ي تون�س‪ ،‬وت�صاعد الح ��رب االهلية في �سوريا‪،‬‬ ‫في ظ ��ل �إنت�ش ��ار �آثارها في البلدي ��ن المجاورين‬ ‫لبن ��ان والأردن‪ ،‬الى �ضع ��ف الن�شاط الإقت�صادي‬ ‫في البلدان النامية الم�ستوردة للنفط‪.‬‬

‫توق ��ع التقري ��ر ان يبق ��ى نم ��و المنطق ��ة‪ ،‬الذي‬ ‫�إنكم� ��ش ‪ %0,1‬ع ��ام ‪� ،2013‬ضعيف� � ًا بالتزام ��ن‬ ‫مع وجود تو ّقعات يكتنفه ��ا عدم اليقين‪ ،‬مقدر ًا‬ ‫ي�سج ��ل النم ��و الكل ��ي للمنطق ��ة ‪ %2,8‬ع ��ام‬ ‫�أن ّ‬ ‫‪ ،2014‬ث ��م يرتفع ال ��ى ‪ %3,3‬عام ‪ 2015‬و‪%3,6‬‬ ‫ع ��ام ‪ ،2016‬وه ��و ما يق ��ل كثير ًا ع ��ن �إمكانات‬ ‫المنطقة‪.‬‬

‫المغرب‪ 11 :‬مليار دوالر لم�شاريع الطاقة ال�شم�سية‬ ‫�أعلن ��ت م�صادر مغربي ��ة ان "م�شاري ��ع الطاقة‬ ‫ال�شم�سي ��ة والري ��اح (انت ��اج الكهرب ��اء) والتي‬ ‫ينفذه ��ا المغرب في مناطق ع ��دة �شرق البالد‬ ‫وجنوبه ��ا ب�إ�ستثم ��ارات تقدر ب� �ـ‪ 90‬مليار درهم‬ ‫(‪ 11‬ملي ��ار دوالر)‪� ،‬ستمكن الرباط من التحول‬ ‫من م�ستورد الى م�صدر للطاقات البديلة بحلول‬ ‫الع ��ام ‪ ،2020‬من خ�ل�ال بناء خم� ��س محطات‬ ‫للطاقة ال�شم�سية"‪.‬‬ ‫وكلف ��ت واردات النف ��ط وم�شتقات ��ه الرباط ‪13‬‬ ‫ملي ��ار دوالر ف ��ي الع ��ام ‪ ،2013‬ويكل ��ف دع ��م‬ ‫الأ�سعار نحو ‪ 35‬مليار درهم في ال�سوق المحلية‬ ‫ف ��ي العام الج ��اري‪ ،‬قيا�س� � ًا الى ‪ 54‬ملي ��ار ًا في‬ ‫الع ��ام ‪ ،2012‬وه ��ي ت�ض ��ر بمي ��زان التج ��ارة‬ ‫الخارجي ��ة وح�س ��اب التوازنات المالي ��ة الكلية‬ ‫وعج ��ز الموازنة المقدر بـ‪ 6‬في المئة من الناتح‬ ‫االجمالي‪.‬‬ ‫و�أف ��ادت الم�ص ��ادر ب� ��أن الطاق ��ات الجدي ��دة‬ ‫المتوق ��ع �إنتاجها �ستبلغ ‪ 9‬جيغاوات‪ ،‬بزيادة ‪20‬‬ ‫في المئ ��ة على االنتاج الحالي‪ ،‬م ��ا �سيوفر نحو‬ ‫‪ 42‬في المئة من الكهرباء الحرارية‪ ،‬و�أ�ضافت‪:‬‬ ‫"�سيكون لنا فائ�ض في الكهرباء والطاقة يمكن‬ ‫بيعه ال ��ى دول �أخرى قربية بخا�ص ��ة في �أوروبا‬ ‫وافريقي ��ا‪ ،‬كم ��ا يح�صل حالي� � ًا داخ ��ل ال�شبكة‬ ‫الحرارية بين الجزائر و�إ�سبانيا"‪.‬‬ ‫و�ست�ساه ��م �ص ��ادرات الطاق ��ة ف ��ي تح�سي ��ن‬ ‫المي ��زان التج ��اري وزي ��ادة م ��وارد الرباط من‬ ‫العم�ل�ات ال�صعب ��ة‪ ،‬م ��ا يزي ��د وتي ��رة التنمية‪.‬‬ ‫وتعتق ��د الم�صادر ان البح ��ث العلمي في مجال‬ ‫الطاق ��ات الم�ستقبلي ��ة ي�ش ��كل �أح ��د الخيارات‬ ‫�ضمن الم�شروع‪ ،‬على غرار �صناعات حديثة في‬

‫وزير الخارجية والتعاون المغربي �صالح الدين مزوار‬

‫مجال ال�سيارات والطائ ��رات والهواتف الذكية‬ ‫يحقق فيها المغرب ريادة �إقليمية‪.‬‬ ‫وتبن ��ي مجموعة "باور انرج ��ي انترنا�شيونال"‬ ‫ال�سعودي ��ة اول محط ��ة للطاق ��ة ال�شم�سي ��ة في‬ ‫المغ ��رب بكلف ��ة تزيد عل ��ى ‪ 900‬ملي ��ون دوالر‪،‬‬ ‫و�ستدخ ��ل الخدم ��ة الع ��ام المقب ��ل‪ .‬ويج ��ري‬ ‫االع ��داد لإط�ل�اق عرو� ��ض بن ��اء محط ��ة ثانية‬ ‫ف ��ي �ضواحي المدينة بانت ��اج اجمالي يبلغ ‪500‬‬ ‫مليون ميغ ��اوات‪ .‬وباكتمال الم�ش ��روع �سي�صبح‬ ‫المغرب مطلع العقد المقبل اكثر الدول العربية‬ ‫والمتو�سطية �إ�ستعما ًال للطاقات النظيفة‪.‬‬ ‫وق ��ال وزير الخارجي ��ة والتعاون �ص�ل�اح الدين‬ ‫م ��زوار ان الرب ��اط "ح�صل ��ت عل ��ى الدع ��م‬ ‫المالي وال�سيا�س ��ي والتقني المطلوب لمثل هذه‬ ‫الم�شاريع الإ�ستراتيجية‪ ،‬وال م�شاكل في التمويل‬ ‫لأن دول ومجموعات مالية دولية و�إقليمية تدعم‬ ‫م�شروع الطاقة ال�شم�سية في المغرب"‪.‬‬

‫الموجز العربي‬ ‫�أكدت ‪ ‬ندوة نظمتها "�إ�س���كوا" في بيت الأمم‬ ‫المتحدة في بيروت على �أن �س���وريا خ�س���رت "‪37‬‬ ‫عاما ً من التنمية" ب�سبب الحرب الدائرة فيها‪ ،‬و"مع‬ ‫كل �سنة ت�س���تمر فيها الأزمة تتراجع �سوريا ثماني‬ ‫�س���نوات �إلى الخلف في الم�ؤ�ش���رات االقت�ص���ادية‬ ‫والتنموي���ة"‪ .‬ويعن���ي "كل ي���وم �إ�ض���افي في هذه‬ ‫الأزم���ة خ�س���ارة ‪ 109‬ماليي���ن دوالر م���ن النات���ج‬ ‫المحلي‪ ،‬ف�ض�ل� ًا عن الت�س���رب المدر�سي البالغ ‪38‬‬ ‫في المئة وو�صول البطالة �إلى ‪ 42‬في المئة"‪.‬‬ ‫دع���ا وزي���ر الم���ال واالقت�ص���اد ال�س���وري في‬ ‫الحكومة ال�س���ورية الموقتة ابراهيم ميرو‪� ،‬أ�صدقاء‬ ‫ال�شعب ال�سوري �إلى تقديم مزيد من الدعم المالي‪،‬‬ ‫وتوحي���د قنواته‪ .‬وفي حين ن��� ّوه بدعم دول مجل�س‬ ‫ح����ض الأمم‬ ‫التع���اون الخليجي ال�ش���عب ال�س���وري‪ّ ،‬‬ ‫المتحدة على التن�سيق في �ش�أن م�ساعدات الداخل‬ ‫التي ي�ستغلها النظام‪ ،‬الفتا ً �إلى �أن تقديرات كلفة‬ ‫�إعادة الإعمار تبلغ نحو ‪ 100‬مليار دوالر‪.‬‬ ‫�أعل���ن وزير الإت�ص���االت وتقني���ة المعلومات‬ ‫اليمن���ي �أحم���د عبيد بن دغ���ر‪� ،‬إن التحري���ر الكامل‬ ‫لقطاع االت�ص���االت وفق بروتوكول ان�ضمام اليمن‬ ‫�إل���ى منظم���ة التج���ارة العالمية �س���يلحق خ�س���ائر‬ ‫بالقط���اع تبلغ نحو ‪ 60‬ملي���ار ريال يمني �س���نويا ً‬ ‫(‪ 279‬ملي���ون دوالر)‪ .‬و�أو�ض���ح ف���ي ت�ص���ريحات‬ ‫�ص���حافية �أن �إيرادات الإت�ص���االت تمث���ل المرتبة‬ ‫الثالث���ة بعد النف���ط والجمارك‪ ،‬و�أن هن���اك �أخطاراً‬ ‫تتعل���ق ب�إي���رادات �س���نوية تذه���ب م���ن قط���اع‬ ‫االت�ص���االت في �ش���كل فائ�ض ن�ش���اط و�ض���رائب‬ ‫ومبيعات وجمارك‪� ،‬إلى خزينة الدولة‪.‬‬ ‫وقع الأمين العام ل�س���لطة المي���اه في الأردن‬ ‫توفيق الحبا�ش���نة ومدير الم�ش���اريع الخارجية في‬ ‫وكالة "جايكا" اليابانية يو�ش���يكي �أوم���ورا �إتفاقا ً‬ ‫تق���دم الوكالة بموجب���ه منحة قيمته���ا ‪ 25‬مليون‬ ‫دوالر‪ ،‬لتموي���ل تنفي���ذ ع���دد م���ن الم�ش���اريع في‬ ‫منطق���ة ديرع�ل�ا ومناطق عين البا�ش���ا‪ ،‬خ�صو�ص���ا ً‬ ‫م�شاريع تح�سين �شبكات المياه‪.‬‬ ‫و�س���ينعك�س ذل���ك على رفع كف���اءة التزويد بمياه‬ ‫ال�ش���رب وتقلي�ص الفاقد وت�أهيل الكوادر الفنية‬ ‫المدرب���ة‪ ،‬للتعام���ل م���ع الواقع وتوفير �إ�س���تهالك‬ ‫الطاقة بما ي�ضمن تح�سين الأداء ون�شر الوعي بين‬ ‫المواطنين‪.‬‬ ‫و�أكد الحبا�ش���نة �أن هذا االتفاق "يندرج في �سياق‬ ‫جهود �س���لطة المي���اه الرامي���ة �إلى �إيج���اد الحلول‬ ‫العاجلة للظروف الإ�س���تثنائية في المناطق الأكثر‬ ‫اكتظاظ���ا ً بال�س���كان الت���ي تعر�ض���ت لموجات من‬ ‫الالجئين ال�سوريين"‪.‬‬ ‫‪Issue 16 - February - 2014‬‬

‫‪11‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون عربية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫الموقف العربي‬

‫تحديات الإ�ستثمار في العراق‬ ‫ه ��ل يمكن لآف ��اق النفط العراق ��ي ال�ضخمة تعوي�ض المخ ��اوف الأمنية‬ ‫للم�ستثمر الأجنبي؟‬ ‫ف ��ي م�ؤتم ��ر الع ��راق المالي ف ��ي دبي الذي ُعق ��د في ال�شه ��ر الفائت دعت‬ ‫حمدي ��ة الج ��اف‪ ،‬رئي�سة مجل� ��س الإدارة والرئي�س ��ة التنفيذية للم�صرف‬ ‫العراق ��ي للتجارة‪� ،‬إلى م�شاركة �أوث ��ق للم�ؤ�س�سات المالية والم�ستثمرين‬ ‫في الإقت�صاد العراقي‪.‬‬ ‫"الي ��وم نح ��ن هن ��ا لنقول �أن البحث ع ��ن ال�سوق العراقي ��ة والنظر �إليها‬ ‫م ��ن الخ ��ارج لي� ��س �صحيحا وعاد ًال"‪ ،‬قال ��ت عبر مترجم‪ ،‬م�شي ��رة �إلى �أن‬ ‫هذا الم�ؤتمر �س ُيعقد في العراق في العام ‪.2015‬‬ ‫وقب ��ل ي ��وم واح ��د م ��ن كلمتها ق�ص ��ف الجي� ��ش العراقي مدين ��ة الفلوجة‬ ‫الواقع ��ة عل ��ى بعد ‪ 30‬مي ً‬ ‫ال �إلى الغرب من بغ ��داد‪ ،‬بغارات جوية وقذائف‬ ‫مدفعي ��ة‪ ،‬ف ��ي محاولة النهاء �أ�سابيع عدة م ��ن المواجهة مع المتمردين‬ ‫المرتبطين بتنظيم "القاعدة"‪.‬‬ ‫و�إ�ستم ��ر العن ��ف �أي�ضاً ف ��ي �أجزاء من الرمادي‪ ،‬بعدم ��ا �سيطرت على كال‬ ‫المدينتي ��ن ق ��وات "الدولة الإ�سالمية في العراق وبالد ال�شام"في الأول‬ ‫من كانون الثاني (يناير) الفائت‪.‬‬ ‫"�إننا ال نريد �أن يكون هناك قلق ب�ش�أن الأمن في العراق" قالت الجاف‪.‬‬ ‫"�إن ��ه لي� ��س ف ��ي و�ض ��ع ممت ��از ولكن ��ه مختلف تمام� �اً عم ��ا واجهناه بين‬ ‫‪ 2002‬و‪."2009‬‬ ‫لك ��ن الموج ��ة الجدي ��دة م ��ن العن ��ف الطائف ��ي ل ��م تفع ��ل �س ��وى زي ��ادة‬ ‫المخ ��اوف لدى الم�ستثمرين الأجانب في الوقت الذي تتطلع الحكومة‬ ‫العراقي ��ة �إل ��ى تحفي ��ز الإنتعا� ��ش ف ��ي الب�ل�اد بع ��د عق ��ود م ��ن الح ��رب‬ ‫والعقوبات الإقت�صادية‪.‬‬ ‫ف ��ي �أيل ��ول (�سبتمبر) ‪� 2013‬أفرجت الحكوم ��ة العراقية عن خطة تنمية‬ ‫تبل ��غ تكاليفه ��ا ‪ 357‬ملي ��ار دوالر لم ��دة خم�س �سن ��وات تهدف �إل ��ى تنويع‬ ‫الإقت�صاد‪ .‬حوالي ‪ 21‬في المئة منها من المتوقع �أن ت�أتي من الإ�ستثمار‬ ‫الأجنبي‪.‬‬ ‫عل ��ى الجان ��ب الحكوم ��ي �سيت ��م �أخذ الج ��زء الأكب ��ر من عائ ��دات النفط‬ ‫والغ ��از‪ ،‬م ��ع توقع �إرتفاع �إنت ��اج الخام من ‪ 3.2‬ماليي ��ن برميل يومياً في‬ ‫‪� 2012‬إلى ‪ 9.5‬ماليين برميل يومياً في العام ‪ 2017‬الخام‪.‬‬ ‫ويج ��ري �أي�ض� �اً �إ�ستك�ش ��اف ودرا�س ��ة م�ص ��در �آخر م ��ن التموي ��ل يكمن في‬ ‫�إع ��ادة هيكل ��ة ال�ش ��ركات المملوكة للدول ��ة في العراق لل�سم ��اح بم�ساهمة‬ ‫القطاعين العام والخا�ص‪.‬‬ ‫"ه ��ذا �أم ��ر مهم للغاية لأنه في الوقت الحالي تقوم الحكومة العراقية‬ ‫بدع ��م ه ��ذه ال�شركات‪ .‬ونحن نبحث في تحويله ��ا �إلى الربحية و�شركات‬ ‫مناف�سة لتوليد الدخل للبالد على مدى ال�سنوات القليلة المقبلة"‪ ،‬قال‬ ‫الدكتور �سامي الأعرجي رئي�س الهيئة الوطنية للإ�ستثمار في العراق‪.‬‬ ‫وق ��ال الأعرج ��ي ب� ��أن هيئ ��ة الإ�ستثم ��ار ت�أم ��ل �أي�ض� �اً ب�إر�س ��ال �إقت ��راح �إلى‬ ‫البرلم ��ان قريب� �اً لإن�شاء �صندوق تنمية الع ��راق‪ ،‬وهي هيئة �ست�شارك في‬

‫‪10‬‬

‫العدد ‪� - 16‬شباط (فرباير) ‪٢٠١4 -‬‬

‫الم�شاريع التنموية والإ�ستثمارية ال�صغيرة والمتو�سطة‪.‬‬ ‫وف ��ي �إط ��ار الخط ��ط هن ��اك واح ��د ف ��ي المئ ��ة م ��ن الموازن ��ة الوطني ��ة‬ ‫�ستخ�ص�ص لل�صندوق على مدى ال�سنوات ال�سبع المقبلة‪.‬‬ ‫م ��ع ذل ��ك �إعترف �أن ��ه مع �إقت ��راب موعد الإنتخاب ��ات البرلماني ��ة في ‪30‬‬ ‫ني�س ��ان (�إبري ��ل) فم ��ن المرج ��ح �أن يك ��ون الق ��رار م ��ن مهم ��ة البرلم ��ان‬ ‫المقبل لو�ضع هذه المبادرات مو�ضع التنفيذ‪.‬‬ ‫ويب ��دو للخب ��راء ب�أن المفتاح لدعم عملية التنمي ��ة هو الإ�صالح ال�شامل‬ ‫ال ��ذي ل ��ن يكون مكتم�ل� ً‬ ‫ا وف ّعا ًال � اّإل �إذا تم �إ�ص�ل�اح القطاع الم�صرفي في‬ ‫العراق‪.‬‬ ‫لق ��د �أو�ص ��ى تقري ��ر‪� ،‬ص ��در ع ��ن ق�س ��م الأبح ��اث والإح�ص ��اء ف ��ي البن ��ك‬ ‫المركزي في بغداد‪ ،‬بوجوب تطوير الت�شغيل الآلي في جميع الم�صارف‬ ‫العراقي ��ة‪ ،‬و�إع ��ادة تنظي ��م الموظفين فيها ف ��ي �إطار هي ��كل �إداري وا�ضح‬ ‫وتطوي ��ر وتو�سي ��ع خدماتهم‪ .‬كما دعا �أي�ضاً �إل ��ى �سيا�سات وا�ضحة تتعلق‬ ‫بالإئتمان والإ�ستثمار المزمع �إن�شا�ؤه‪.‬‬ ‫ً‬ ‫"خ�ل�ال ‪ 20‬ال ��ى ‪ 25‬عام� �اً كان ��ت م�ؤ�س�ساتن ��ا المالي ��ة مح ��دودة جدا في‬ ‫�أن�شطتها‪� ،‬سواء كانت الم�صارف المملوكة للدولة �أو ال‪ 35‬بنكاً المملوكة‬ ‫للقطاع الخا�ص"‪ ،‬قال الأعرجي‪" .‬نحن بحاجة �إلى تحويلها لي�س فقط‬ ‫ك ��ي تك ��ون بن ��وكاً تجارية ولك ��ن �أي�ضاً بن ��وك تنمية و�إ�ستثم ��ار"‪ ،‬على حد‬ ‫تعبيره‪.‬‬ ‫هن ��اك دالئ ��ل على �أن ال�سوق الدولية بد�أت تنتب ��ه وتلحظ جهود العراق‪.‬‬ ‫فق ��د �أطل ��ق بن ��ك "�ستان ��درد ت�شارت ��رد" عملي ��ات م�صرفي ��ة بالجمل ��ة في‬ ‫بغ ��داد في ت�شرين الثاني (نوفمبر) وهو يخطط لإفتتاح فرعين �آخرين‬ ‫في �أربيل والب�صرة‪.‬‬ ‫من جهته قرر البنك المركزي �أي�ضاً الموافقة على تراخي�ص لم�صرفين‬ ‫�أجنبين‪ ،‬وي�شاع على �أنهما بنكان لبنانيان‪.‬‬ ‫وقال غافين وي�شارت‪ ،‬الرئي�س التنفيذي ل�ستاندرد ت�شارترد في العراق‪،‬‬ ‫�إن التحدي ��ات ف ��ي بغداد ال تقت�صر على الق�ضايا الأمنية‪" :‬هناك ق�ضايا‬ ‫�أخ ��رى بينها البني ��ة التحتية في القطاع المالي الت ��ي لي�ست بالم�ستوى‬ ‫المطل ��وب وبعي ��دة م ��ن المعايير الدولي ��ة العادية"‪ .‬لكن ��ه �س ّلط ال�ضوء‬ ‫عل ��ى الجه ��ود التي يبذلها البن ��ك المركزي لخلق بيئ ��ة م�صرفية عادية‬ ‫وفر�ص تتيحها ال�سوق‪.‬‬ ‫"م ��ا بي ��ن الآن و ‪ 2035‬قي ��ل ل ��ي ب� ��أن العراق يمك ��ن �أن يو ّل ��د عائدات من‬ ‫النف ��ط تق ��در بخم�س ��ة تريليون ��ات دوالر‪ ،‬وهذه هي فر�ص ��ة كبيرة"‪ ،‬قال‬ ‫وي�شارت‪.‬‬ ‫فم ��ن ه ��ذه الإحتم ��االت ت�أم ��ل الحكوم ��ة العراقي ��ة �أن تت�شج ��ع �ش ��ركات‬ ‫�أجنبية �أخرى وتحذو حذوه‪.‬‬ ‫"�إن �أكب ��ر الفر� ��ص �ستك ��ون للطي ��ور المبك ��رة‪� ،‬أي الم�ؤ�س�س ��ات التي ت�أتي‬ ‫�أوال"‪ ،‬قالت الجاف في كلمتها الختامية‪.‬‬ ‫دبي ‪ -‬حنا مخلوف‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫"منتدى موريتانيا لال�ستثمار"‪ :‬بناء �شراكات �إ�ستثمارية خا�صة‬

‫�ش ��كل "منت ��دى موريتاني ��ا لال�ستثم ��ار" ال ��ذي عب ��د العزي ��ز‪� ،‬أن موريتانيا "ت�ستح ��ق �أن ُيطلق‬ ‫ا�ست�ضافت ��ه نواك�ش ��وط‪ ،‬تظاه ��رة �إقت�صادي ��ة عليه ��ا ا�س ��م بلد الملي ��ون فر�ص ��ة �إ�ستثمارية"‪،‬‬ ‫�إ�ستثماري ��ة عربية غي ��ر م�سبوقة �س ��واء بحجم فيم ��ا �أك ��د الع�س ��اف "اقتن ��اع رج ��ال الأعمال‬ ‫الم�شارك ��ة �أو بنوعي ��ة الم�شاركي ��ن م ��ن معظم ال�سعوديي ��ن‪ ،‬والخليجيي ��ن والع ��رب عموم� � ًا‪،‬‬ ‫البل ��دان العربي ��ة وبخا�ص ��ة الخليجي ��ة منه ��ا‪ ،‬بالإ�ستثم ��ار ف ��ي موريتاني ��ا وبن ��اء �ش ��راكات‬ ‫�إذ �إ�ستقط ��ب المنت ��دى �أكثر م ��ن ‪ 700‬م�شارك �إ�ستثماري ��ة خ�صو�ص ًا في ظ ��ل الدعم الحكومي‬ ‫ف ��ي مقدم ��ه رئي� ��س الجمهوري ��ة الموريتاني ��ة والمناخ الإ�ستثماري المحفز"‪.‬‬ ‫محم ��د ولد عبد العزيز‪ ،‬وزي ��ر المال ال�سعودي وبعدم ��ا عدّد وزير ال�ش� ��ؤون االقت�صادية والتنمية‬ ‫�إبرهيم الع�س ��اف ورئي�س اتحاد الغرف العربية في موريتانيا �سيدي ولد التاه‪ ،‬مبررات الإ�ستثمار‬ ‫عدنان الق�صار‪ ،‬ورئي�س اتحاد �شركات الكونغو ف ��ي موريتاني ��ا �أبرزه ��ا الإ�ستق ��رار ال�سيا�س ��ي‬ ‫والرئي� ��س الدائ ��م للغ ��رف‬ ‫والأمن ��ي‪ ،‬لف ��ت نائ ��ب الرئي� ��س‬ ‫الإفريقي ��ة الفرنكوفوني ��ة‬ ‫للمالي ��ة ف ��ي مجموع ��ة البن ��ك‬ ‫�ألب ��ر يوم ��ا موليمب ��ي‪ ،‬وع ��دد‬ ‫الإ�سالم ��ي للتنمية عب ��د العزيز‬ ‫م ��ن ال ��وزراء والم�س�ؤولي ��ن في‬ ‫الهنائ ��ي ال ��ى ان النم ��و ف ��ي‬ ‫موريتاني ��ا والبل ��دان العربي ��ة‪.‬‬ ‫موريتاني ��ا بل ��غ نح ��و ‪ %7‬خ�ل�ال‬ ‫ونظم ��ت الم�ؤتم ��ر "مجموع ��ة‬ ‫‪ ،2013‬وارتفع م�ستوى اال�ستثمار‬ ‫االقت�ص ��اد والأعمال" بالتعاون‬ ‫ال ��ى ‪ %42‬م ��ن النات ��ج القوم ��ي‬ ‫مع الحكومة الموريتانية‪.‬‬ ‫االجمال ��ي‪� ،‬إ�ضافة ال ��ى �إحتواء‬ ‫رئي�س الجمهورية الموريتانية‬ ‫و�أك ��د الرئي� ��س الموريتاني ولد‬ ‫ن�سبة الت�ضخم بنحو ‪..%5‬‬ ‫محمد ولد عبد العزيز‬

‫دول �شمال �أفريقيا �ست�سجل نمو ًا متوا�ضع ًا‬ ‫خ ّف�ضت الم�ؤ�س�سات المالية الدولية توقعات النمو‬ ‫ف ��ي المغرب ومنطقة �شم ��ال �أفريقيا �إلى متو�سط‬ ‫‪ 2.8‬ف ��ي المئة من الناتج المحلي الإجمالي نهاية‬ ‫ع ��ام ‪ ،2014‬وذل ��ك ب�سب ��ب �إ�ستم ��رار تداعي ��ات‬ ‫"الربي ��ع العرب ��ي" ف ��ي بع� ��ض دول المنطق ��ة‪،‬‬ ‫وزي ��ادة الإنف ��اق الع ��ام و�سيا�س ��ة دع ��م الأ�سعار‪،‬‬ ‫وتقيي ��د الإ�ستثم ��ارات الحكومي ��ة‪ ،‬ف�ض�ل ً�ا ع ��ن‬ ‫�إ�ستم ��رار الت�أثي ��ر الخارج ��ي و�إرتف ��اع المديونية‬ ‫وعج ��ز الح�ساب ��ات الخارجي ��ة‪ ،‬وخل ��ل التوازنات‬ ‫ف ��ي الإقت�صاد الكلي‪ .‬و�أ�ش ��ار تقرير للبنك الدولي‬ ‫�صدر �أخير ًا حول "الآف ��اق الم�ستقبلية لالقت�صاد‬ ‫العالمي" �إلى �أن "منطقة �شمال �أفريقيا �ست�سجل‬ ‫نم ��و ًا متوا�ضع� � ًا ال ي�ستجي ��ب لحاج ��ات التنمي ��ة‬ ‫المحلي ��ة والبنية التحتية ومعالج ��ة م�شكلة بطالة‬ ‫ال�شباب والق�ضاء على الفقر"‪.‬‬ ‫ولف ��ت �إل ��ى �أن النم ��و �سيك ��ون �أق ��ل م ��ن المتوقع‬ ‫المطل ��وب �إذ �سيبل ��غ ‪ 2.5‬ف ��ي المئ ��ة ف ��ي تون�س‪،‬‬ ‫و‪ 3.3‬في المئة ف ��ي الجزائر‪ ،‬و‪ 3.6‬في المئة في‬

‫المغرب‪ ،‬بينما توقعت حكومة الرباط في موازنتها‬ ‫‪ 4.4‬في المئ ��ة نمو ًا‪ ،‬ولكن المندوبية ال�سامية في‬ ‫التخطيط قل�صت هذه الن�سبة �إلى ‪ 2.4‬في المئة‪،‬‬ ‫كم ��ا �سيرتفع الدين العام من ‪� 77‬إلى ‪ 83‬في المئة‬ ‫من الناتج‪ ،‬والبطالة من ‪� 9.1‬إلى ‪ 9.8‬في المئة‪،‬‬ ‫مقارنة بـ‪ 8.2‬في المئة عام ‪.2012‬‬ ‫وتوق ��ع �أن ي�سج ��ل النم ��و الع ��ام المقب ��ل ‪ 4.4‬في‬ ‫المئ ��ة ف ��ي المغ ��رب‪ ،‬و‪ 3.4‬في تون� ��س‪ ،‬و‪ 3.5‬في‬ ‫الجزائر‪ ،‬و‪ 12‬ف ��ي ليبيا‪ .‬و�أ�شار �إلى �أن "المنطقة‬ ‫تواج ��ه خل ًال في ح�س ��اب المعام�ل�ات الخارجية‪،‬‬ ‫و�إت�ساع ًا في عجز ح�ساب المدفوعات بالن�سبة �إلى‬ ‫الدول الم�ست ��وردة للطاقة‪ ،‬بينما تقل�صت فوائ�ض‬ ‫الح�س ��اب الج ��اري في ال ��دول الم�ص ��درة للنفط‬ ‫م ��ع تراجع ال�ص ��ادرات‪ ،‬كما الحال ف ��ي الجزائر‬ ‫وليبيا‪ ،‬كم ��ا نتج عن �ضعف الإيرادات بطء النمو‪،‬‬ ‫و�إرتفاع الإنف ��اق العام على الأج ��ور ودعم الغذاء‬ ‫والمحروق ��ات وزي ��ادة ر�س ��وم خدم ��ة الدي ��ن في‬ ‫�أعقاب تبعات "الربيع العربي"‪.‬‬

‫ق���ال وزي���ر التموي���ن والتج���ارة الداخلي���ة‬ ‫الم�ص���ري محمد �أبو �ش���ادي �أن مخزونات البالد من‬ ‫القمح تكفي لتلبية الطلب المحلي حتى الأ�س���بوع‬ ‫الأول من �أيار (مايو) المقبل‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف �أبو �ش���ادي في بيان �صحافي "تم تكوين‬ ‫�إحتياط���ي �إ�س���تراتيجي م���ن القم���ح يكف���ي حتى‬ ‫الأ�س���بوع الأول من �ش���هر �أيار (ماي���و) المقبل من‬ ‫خ�ل�ال ا�س���تيراد نح���و ‪ 3.9‬ماليين ط���ن قمح من‬ ‫منا�شىء عدة مختلفة‪”.‬‬ ‫تن���وي الحكوم���ة الم�ص���رية �أن تط���رح مطلع‬ ‫ني�سان (�أبريل) المقبل خطة للتنمية االقت�صادية‬ ‫واالجتماعي���ة لثالث �س���نوات عل���ى �أن تقرها في‬ ‫حزي���ران (يوني���و) ليب���د�أ العم���ل بها �أول ال�س���نة‬ ‫المالية الجديدة (‪ .)2015 - 2014‬وت�س���تهدف‬ ‫الحكوم���ة مع���دل نمو يت���راوح بي���ن ‪ 4‬و‪ 4.5‬في‬ ‫المئ���ة خالل ال�س���نة الأولى‪ .‬وقال وزي���ر التخطيط‬ ‫الم�ص���ري �أ�ش���رف العربي الذي �أعل���ن الخطة‪�" :‬إن‬ ‫الحكوم���ة ت�س���عى �إل���ى اتخ���اذ �إج���راءات لإنعا�ش‬ ‫االقت�صاد المتباطئ وتح�س���ين م�ستويات معي�شة‬ ‫المواطني���ن الت���ي ت�أث���رت بعد ثالث �س���نوات من‬ ‫اال�ضطرابات"‪.‬‬ ‫�إتف���ق نائ���ب رئي����س ال���وزراء وزي���ر التعاون‬ ‫الدولي الم�ص���ري زياد بهاء الدين مع وفد االتحاد‬ ‫الأوروب���ي ال���ذي زار م�ص���ر �أخي���راً‪ ،‬عل���ى �أن يركز‬ ‫االتحاد دعمه لم�ص���ر خالل عام���ي ‪ 2014‬و‪2015‬‬ ‫على �أولوي���ات محددة‪ .‬وتتمثل هذه الأولويات في‬ ‫الحد من الفقر‪ ،‬والتنمية االقت�صادية والإجتماعية‪،‬‬ ‫بم���ا في ذل���ك دعم �ش���بكات الحماي���ة الإجتماعية‪،‬‬ ‫و�إيج���اد فر����ص عم���ل ودع���م المحافظ���ات الأكثر‬ ‫�إحتياجا ً‪ ،‬وتح�س���ين جودة حياة المواطن الم�صري‪،‬‬ ‫بم���ا في ذلك تح�س���ين �ش���بكات المياه وال�ص���رف‬ ‫ال�ص���حي و�إدارة المخلفات وحماية البيئة‪� ،‬إ�ض���افة‬ ‫�إلى دعم ال�شفافية والحكم الر�شيد‪.‬‬ ‫�إعتب���ر وزي���ر ال�ص���ناعة والتج���ارة والتموي���ن‬ ‫الأردن���ي حات���م الحلوان���ي‪� ،‬أن الري���ادة بمفهومها‬ ‫الثقاف���ي والعمل���ي ه���ي "الن���واة الأ�سا�س���ية‬ ‫للقطاعين العام والخا����ص"‪ .‬وقال في كلمة ممثالً‬ ‫رئي�س الوزراء في �إفتت���اح م�ؤتمر "القطاع الخا�ص‬ ‫يق���ود النمو – التروي���ج لمفهوم الري���ادة وتنمية‬ ‫الم�ش���اريع ال�ص���غيرة والمتو�س���طة وخل���ق فر�ص‬ ‫العمل"‪ ،‬في منطقة البحر الميت‪" :‬ال يمكننا تحجيم‬ ‫الري���ادة لكن‪ ،‬ن�س���تطيع تقديم الدعم والتي�س���ير‬ ‫لتمكينه���ا"‪ ،‬الفت���ا ً �إلى �أن اال�س���تراتيجية الوطنية‬ ‫لتنمية الريادة والم�ش���اريع ال�صغيرة والمتو�سطة‬ ‫"تو�ض���ح الو�س���ائل العلمية لتحقيق ه���ذا الهدف‬ ‫اال�ستراتيجي"‪.‬‬

‫‪Issue 16 - February - 2014‬‬

‫‪13‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون عربية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫ولنا مالحظة‬

‫التق�سيم الآتي عبر �سوريا �إلى الم�شرق العربي؟‬ ‫�أعرب �سيا�سي لبناني بارز متفهم جيداً للتح ّوالت‬ ‫والإنعطاف ��ات في ال�ش ��رق الأو�سط عن قلقه حول‬ ‫م�ستقب ��ل �سوري ��ا‪ .‬كان م�ست ��اء م ��ن بي ��ان وزي ��ر‬ ‫الخارجي ��ة االميركي ��ة ج ��ون كي ��ري ال ��ذي ق ��ال‬ ‫ب� ��أن بع� ��ض البل ��دان على �إ�ستع ��داد لإر�س ��ال قوات‬ ‫�إل ��ى ب�ل�اد ال�ش ��ام لحفظ ال�س�ل�ام هن ��اك في حال‬ ‫التو�ص ��ل �إل ��ى ت�سوي ��ة‪ ،‬و�أن واح ��داً م ��ن �أهدافه ��ا‬ ‫�سيكون حماية الأقليات‪.‬‬ ‫وق ��د زاد من عدم �إطمئنانه قراءته لخبر ثان في‬ ‫�صحيف ��ة "�صن ��داي تايمز" اللندني ��ة الذي ي�شير‬ ‫�إل ��ى �أن الرئي� ��س ب�شار الأ�سد ل ��م ي�س ّلم �سوى جزء‬ ‫�صغير جداً من �أ�سلحته الكيميائية والبيولوجية‪.‬‬ ‫فه ��و يزع ��م ب�أن ��ه خ ّزنه ��ا‪ ،‬ح�س ��ب ال�صحيف ��ة‪ ،‬ف ��ي‬ ‫المناط ��ق الت ��ي ت�سيط ��ر عليها الطائف ��ة العلوية‪،‬‬ ‫وذل ��ك كبولي�ص ��ة ت�أمين في ح ��ال ُق ّ�سم ��ت �سوريا‬ ‫في نهاية المطاف‪.‬‬ ‫م ��ا �أقل ��ق ال�سيا�س ��ي اللبنان ��ي ه ��و �أن ق ��وات حفظ‬ ‫ال�س�ل�ام قد ت�ؤدي �إل ��ى تعزيز خط ��وط الإنف�صال‬ ‫الحالي ��ة‪ ،‬م�س ّهل� � ًة تق�سي ��م �سوري ��ا ر�سمي� �اً‪ .‬ويبدو‬ ‫�أن ق�ص ��ة "�صنداي تايمز" ت�ؤك ��د �إتجاهاً مماث ً‬ ‫ال‪،‬‬ ‫حي ��ث تق ��ول ال�صحيف ��ة نق�ل ً�ا ع ��ن خبي ��ر رو�سي‪:‬‬ ‫"في نهاية المطاف‪ ،‬لقد �إنتهى الأ�سد‪� .‬إن خطته‬ ‫"بي" و"�سي" و"دي" (‪ )B, C, and D‬تقوم على‬ ‫التراج ��ع �إل ��ى الجي ��ب العل ��وي ومحاول ��ة حماية‬ ‫الطائفة العلوية"‪.‬‬ ‫الواقع �أن �أحداً ال ي�ستطيع معرفة �أو تخمين �إلى‬ ‫�أي ��ن تتج ��ه �سوريا‪ ،‬و�أن مزيداً من تفكك البالد ال‬ ‫يزال �إمكاني ��ة محتملة‪ .‬ولكن هناك �سرداً كا�سحاً‬ ‫يتر�س ��خ الي ��وم مف ��اده �أن ال ��دول الت ��ي ن�ش� ��أت بعد‬ ‫ّ‬ ‫الحرب العالمية الأولى ج ّراء �إتفاقية "�سايك�س‪-‬‬ ‫بيك ��و"‪ ،‬الت ��ي خطط ��ت ح ��دود ال�ش ��رق الأو�س ��ط‬ ‫الحدي ��ث‪ ،‬متجه ��ة �إل ��ى التف ��كك‪ ،‬وخ�صو�ص� �اً في‬ ‫ظ ��ل ع ��دم وج ��ود ق ��وة �أجنبية ق ��ادرة عل ��ى فر�ض‬ ‫الإ�ستقرار‪.‬‬ ‫وزي ��ر الخارجية الألمان ��ي ال�سابق يو�ش ��كا في�شر‪،‬‬ ‫ردّد م ��راراً وتك ��راراً هذا الر�أي‪ .‬وق ��د كتب �أخيراً‪:‬‬ ‫"الواق ��ع‪� ،‬أن الإن�سح ��اب الجزئ ��ي للوالي ��ات‬ ‫المتح ��دة يعن ��ي �أن نهاية الإ�ستق ��رار الق�سري في‬ ‫ال�شرق الأو�سط القديم لن تدّخر حدود "�سايك�س‬ ‫– بيك ��و"‪ .‬التط ��ورات في �سوري ��ا والعراق ت�شير‬ ‫فعلي� �اً �إلى �أن م�ستقبل لبنان والأردن لي�س م�ؤكداً‬ ‫على نحو متزايد"‪.‬‬ ‫الواق ��ع ه ��و �أكث ��ر تعقي ��داً بكثي ��ر‪ ،‬ف ��ي ج ��زء من ��ه‬

‫‪12‬‬

‫العدد ‪� - 16‬شباط (فرباير) ‪٢٠١4 -‬‬

‫لأن الإفترا�ض ��ات ه ��ي خاطئ ��ة‪ .‬ال يمك ��ن للم ��رء‬ ‫�أن يتجاه ��ل تف�صيلي ��ن �أ�سا�سيي ��ن‪ :‬الوق ��ت ق ��د‬ ‫عن ��ى �أن الح ��دود ق ��د �إتخ ��ذت �شرعي ��ة خا�ص ��ة‬ ‫به ��ا؛ والتطلع ��ات القومي ��ة العربي ��ة بع ��د الحرب‬ ‫العالمي ��ة الأولى‪ ،‬غالب� �اً ما ت�ص َّور عل ��ى �أنها �أكثر‬ ‫�شرعي ��ة م ��ن تل ��ك المفرو�ض ��ة م ��ن الأوروبيي ��ن‪،‬‬ ‫كان م ��ن �ش�أنه ��ا �أن تخلق حدوداً لي�س ��ت �أقل �إثارة‬ ‫للجدل وتقلباً من حدود اليوم‪.‬‬ ‫ال يمك ��ن التقلي ��ل من حج ��ة الوق ��ت‪ .‬تقريباً بعد‬ ‫ق ��رن في وقت الح ��ق‪� ،‬أولئ ��ك الذين ي�سع ��ون �إلى‬ ‫تغيي ��ر الحدود ف ��ي �سوريا‪� ،‬أو لبن ��ان �أو الأردن‪� ،‬أو‬ ‫حت ��ى الع ��راق‪� ،‬سيواجه ��ون معرك ��ة �شاق ��ة‪ .‬قد ال‬ ‫تك ��ون ه ��ذه الح ��دود مثالية‪ ،‬في �ض ��وء التطورات‬ ‫ال�سيا�سي ��ة من ��ذ �أن ت�شكل ��ت‪ ،‬لكنه ��ا �إتخ ��ذت ميزة‬ ‫دائمة خا�صة بها‪ .‬وعالوة على ذلك‪ ،‬هناك و�صمة‬ ‫ع ��ار ف ��ي العال ��م العرب ��ي �أن المعار�ضي ��ن للوحدة‬ ‫خدموا �أجندات خارجية‪.‬‬ ‫ل ��م ُيل ��قِ �أي ط ��رف من �أط ��راف النزاع ف ��ي �سوريا‬ ‫بظ�ل�ال من ال�ش ��ك على حدودها‪� ،‬أو دعا �إلى دولة‬ ‫�سني ��ة �أو علوية‪ .‬غالبية بياناتها وخطبها تقريباً‬ ‫�إت�سمت بالوطني ��ة والقومية‪ ،‬مع هدف ال�سيطرة‬ ‫عل ��ى كل �سوري ��ا‪ .‬حت ��ى الرئي� ��س ب�ش ��ار اال�س ��د لم‬ ‫يعلن �إهتمامه في �أن يتراجع �إلى دويلة العلويين‪،‬‬ ‫و�إذا فعل ذلك فهذا يعني ب�أنه فقد ال�سيطرة على‬ ‫دم�شق ولم يعد قادراً على الإ�ستمرار فيها‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ف ��ي لبن ��ان‪ ،‬كان التالح ��م الوطن ��ي م�شك ��وكا ف ��ي‬ ‫ح�صول ��ه عل ��ى م ��دى عق ��ود‪ ،‬ولك ��ن حت ��ى خ�ل�ال‬ ‫الح ��رب الأهلية بي ��ن عامي ‪ 1975‬و‪ 1990‬لم ُتقدم‬ ‫�أو ت�سع ��ى �أي م ��ن الجه ��ات الفاعل ��ة �إل ��ى �إ�ضف ��اء‬ ‫الطابع الر�سمي على التق�سيم‪ .‬في �أكثر الأحوال‪،‬‬ ‫�أولئ ��ك الذين هم غي ��ر را�ضين عن نظام وحدوي‬ ‫الي ��وم يقترح ��ون هي ��ك ً‬ ‫ال �إتحادي� �اً ليح ��ل محل ��ه‪.‬‬ ‫وم ��ع ذل ��ك‪ ،‬ال �أحد يعتقد بجدي ��ة �أن التق�سيم هو‬ ‫ممكن‪� ،‬أو من �ش�أنه �أن يجلب العديد من الفوائد‬ ‫في حالة الموافقة عليه من قبل اللبنانيين‪.‬‬ ‫الحج ��ة الثاني ��ة ‪ -‬ب� ��أن الح ��دود الت ��ي ّ‬ ‫يف�ضله ��ا‬ ‫القومي ��ون الع ��رب ق ��د تخل ��ق ح ��دوداً لي�س ��ت �أقل‬ ‫�إث ��ارة للج ��دل وتقلب� �اً م ��ن الت ��ي �صنعته ��ا القوى‬ ‫الإ�ستعماري ��ة ‪ -‬ه ��ي �صحيح ��ة �أي�ض� �اً‪ .‬يتوخ ��ى‬ ‫العدي ��د م ��ن القوميين حدوداً مثالي ��ة بقدر �أكثر‬ ‫�شمو ًال مما ورد في "�سايك�س – بيكو"‪ .‬فقد �سعى‬ ‫القومي ��ون ال�سوري ��ون �إلى دمج �أج ��زاء من لبنان‬ ‫وفل�سطي ��ن‪ ،‬رغم �أن كليهما قد و�ضعت حدودهما‬

‫ب�ش ��كل م�ستقل ع ��ن �سوريا‪ .‬وبالمث ��ل‪ ،‬كان العراق‬ ‫يعتبر الكويت تابعة له وعدّها المحافظة ‪.19‬‬ ‫كان القومي ��ون ال�سوري ��ون �سي�شتبك ��ون م ��ع‬ ‫القوميي ��ن اللبنانيي ��ن والفل�سطينيي ��ن ل ��و �أن‬ ‫�إتفاقي ��ة "�سايك� ��س – بيك ��و" ل ��م تك ��ن موج ��ودة‪،‬‬ ‫وق ��د ر�أين ��ا �أمثل ��ة كثيرة م ��ن دول المنطق ��ة التي‬ ‫ت�سع ��ى �إلى فر�ض ر�ؤيتها القومي ��ة على الآخرين‬ ‫ كم ��ا فعل ��ت �سوريا ف ��ي لبنان منذ م ��ا يقرب من‬‫‪� 30‬سن ��ة �أو منظم ��ة التحرير الفل�سطينية �إعتباراً‬ ‫م ��ن �أواخ ��ر �ستين ��ات الق ��رن الفائت‪ ،‬وكم ��ا حاول‬ ‫العراقيون فعله في الكويت في العام ‪.1990‬‬ ‫ق ��د تك ��ون ح ��دود "�سايك� ��س بيك ��و" نتاج� �اً رديئ� �اً‬ ‫للهيمن ��ة الإ�ستعماري ��ة الغربي ��ة‪ ،‬ولك ��ن ال ��دول‬ ‫العربي ��ة ل ��م تب ��دِ �أب ��داً �أي ت ��ردد لدف ��ع طموحات‬ ‫هيمنتها الخا�صة‪ .‬طوال العقود ال�ستة الما�ضية‪،‬‬ ‫ل ��م يك ��ن هن ��اك الكثي ��ر م ��ن التف ��كك ف ��ي ال ��دول‬ ‫العربي ��ة‪ ،‬ب ��ل �أن الأنظم ��ة بذل ��ت جه ��وداً لتوطيد‬ ‫حكمه ��ا مرك ��زي‪ ،‬وعندم ��ا يك ��ون ذل ��ك ممكن ��ا‪،‬‬ ‫تو�سيع نطاق نفوذها خارج حدودها‪.‬‬ ‫وه ��ذا ال يعني �أن العديد من الدول العربية لي�س‬ ‫لدي ��ه قوى �إجتماعية قوية نابذة للمركزية‪ .‬ومع‬ ‫ذل ��ك‪ ،‬فه ��ذه غالب� �اً ال تكون م ��ن �إنت ��اج اال�ستعمار‬ ‫الغرب ��ي �أو حت ��ى بال�ض ��رورة ح ��دوداً م�صطنع ��ة؛‬ ‫ب ��ل ه ��ي نتيج ��ة الخت�ل�ال ال ��دول وع ��دم كف ��اءة‬ ‫العقود الإجتماعية‪ .‬الم�شكلة في ال�شرق الأو�سط‬ ‫ه ��و ف�ش ��ل الدول ��ة العربي ��ة الحديث ��ة‪ ،‬والفائ� ��ض‬ ‫م ��ن الحك ��م ال�سي ��ئ‪ ،‬ولي� ��س مي ��راث الحقب ��ة‬ ‫الإ�ستعمارية‪.‬‬ ‫عندم ��ا ال ت�ستطي ��ع المجتمع ��ات المختلط ��ة ف ��ي‬ ‫المنطق ��ة العث ��ور عل ��ى عق ��د �إجتماع ��ي لتنظي ��م‬ ‫العالق ��ات بينه ��ا‪ ،‬ف� ��إن ال�صراعات بي ��ن الطوائف‬ ‫والجماع ��ات العرقي ��ة تتفاق ��م وت� ّؤ�شر �إل ��ى �إنهيار‬ ‫الدول ��ة‪ .‬ولكن الم�شكلة الحقيقية تكمن في عدم‬ ‫وج ��ود �آلي ��ة منا�سبة في الم ��كان لإدارة الخالفات‬ ‫ف ��ي المجتم ��ع‪ ،‬ولب� ��س لأن الجماع ��ات لديها نية‬ ‫را�سخة للإنف�صال‪.‬‬ ‫لهذا ال�سبب من المرجح �أن ت�ستمر المنطقة في‬ ‫المن ��اورة على �أر�ض تنت�شر فيه ��ا دول �إ�ستبدادية‪،‬‬ ‫�ضم ��ن كيانات جغرافية ال تزال �إلى حد كبير هي‬ ‫نف�سه ��ا ال�سائ ��دة الي ��وم‪ .‬وه ��ذا ال يعن ��ي �أن الدول‬ ‫�سوف لن تتفكك �أبداً‪ ،‬بل �أنها �ستكون �أكثر عر�ضة‬ ‫للتفكك من داخل هياكلها الحالية‪.‬‬

‫لندن ‪ -‬هدى �أحمد‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫ال�سعودية‪ :‬تحديد ‪ 85‬ن�شاط ًا تجاري ًا �ضمن م�شروع "العمل من المنزل"‬

‫�أنهت اللجنة الوطنية الن�سائية في مجل�س الغرف‬ ‫ال�سعودي ��ة بالتعاون مع الجه ��ات الحكومية ذات‬ ‫العالقة �إ�ستعداداتها لتنفيذ م�شروع "العمل من‬ ‫المنزل" الذي ي�سمح بمزاولة ‪ 85‬ن�شاط ًا تجاري ًا‬ ‫م ��ن المنزل‪ .‬وتو�صل ��ت اللجنة �إل ��ى �إتفاق مع ‪8‬‬ ‫جهات حكومية لتحديد ‪ 85‬ن�شاط ًا تجاري ًا يمكن‬ ‫الترخي�ص بمزاولتها من المنزل �ضمن م�شروع‬ ‫مزاول ��ة العمل من المنزل الذي تقدم به مجل�س‬ ‫الغ ��رف للجهات المعنية في �إطار جهود معالجة‬ ‫م�شكل ��ة البطال ��ة و�إتاح ��ة المزيد م ��ن الفر�ص‬ ‫اال�ستثمارية �أمام الفئات ذات الدخل المحدود‪.‬‬ ‫و�أو�ضح ��ت رئي�س ��ة اللجن ��ة الوطني ��ة الن�سائي ��ة‬ ‫ف ��ي المجل�س ه ��دى الجري�سي ف ��ي ت�صريح‪� ،‬أن‬ ‫الجه ��ات الحكومي ��ة الموافق ��ة عل ��ى الم�ش ��روع‬ ‫�ساهمت في و�ض ��ع ال�ضوابط وال�شروط لإ�صدار‬ ‫تراخي�ص لمزاولة الن�شاط ��ات من المنزل‪ ،‬من‬ ‫�أبرزه ��ا وزارة التج ��ارة وال�صناع ��ة وال�ش� ��ؤون‬ ‫البلدي ��ة والقروية والتربي ��ة والتعلي ��م وال�ش�ؤون‬ ‫االجتماعي ��ة والثقاف ��ة والإع�ل�ام والم�ؤ�س�س ��ة‬ ‫العامة للتدريب التقن ��ي والمهني والهيئة العامة‬

‫لل�سياح ��ة والآث ��ار وهيئ ��ة االت�ص ��االت وتقني ��ة‬ ‫المعلومات‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وقال ��ت الجري�س ��ي‪�" :‬إن ع ��ددا م ��ن ال�ضواب ��ط‬ ‫وال�شروط العامة ُو�ضع لممار�سة تلك الن�شاطات‬ ‫م ��ن المنزل‪ ،‬م ��ن �أهمه ��ا �أن يك ��ون الترخي�ص‬ ‫لن�ش ��اط واحد فق ��ط‪ ،‬و�أن يك ��ون الن�شاط �ضمن‬ ‫قائم ��ة الن�شاطات الم�سموح به ��ا والمحددة من‬ ‫جهاته ��ا المخت�ص ��ة‪ ،‬و�أال يت�سب ��ب الم�شروع في‬ ‫�إح ��داث �أي �ضرر بال�صحة العامة �أو البيئة‪ ،‬و�أال‬ ‫يك ��ون الم�شروع عبئ ًا على المراف ��ق العامة‪ ،‬و�أن‬ ‫تقوم المرخ�ص لها بممار�س ��ة العمل بنف�سها �أو‬ ‫بم�ساعدة الأ�سرة‪ ،‬مع الإلم ��ام بمزاولة الحرفة‬ ‫والن�شاط الإنتاجي من خالل �إثبات م�ؤهل علمي‬ ‫�أو �شه ��ادة مزاول ��ة المهن ��ة‪ ،‬و�أن يك ��ون المكان‬ ‫مالئم ًا ومجهز ًا بكل ما يلزم الن�شاط المرخ�ص‬ ‫له مت�ضمن ًا قواعد ال�سالم ��ة والأمان‪ ،‬و�أن تكون‬ ‫مزاول ��ة الن�شاط في ق�سم م�ستق ��ل من المنزل‪،‬‬ ‫ب�ش ��رط �أن يكون ممل ��وك ًا ل�صاحب ��ة الترخي�ص‬ ‫�أو لأح ��د �أقاربه ��ا من الدرجة الأول ��ى �أو موافقة‬ ‫�صاحب العقار الم�ست�أجر"‪.‬‬

‫الفجوة الغذائية في دول الخليج تجاوزت ‪ 23‬مليار دوالر في ‪2012‬‬ ‫تحتل ق�ضية الأمن الغذائي �أولوية ق�صوى في دول‬ ‫الخلي ��ج‪� ،‬سواء في �إطار منظوم ��ة مجل�س التعاون‬ ‫�أو عل ��ى م�ست ��وى كل دول ��ة‪ ،‬ف ��ي محاول ��ة لو�ض ��ع‬ ‫حل ��ول مالئمة لتقلي�ص الإعتم ��اد على الخارج في‬ ‫�سد الفج ��وة والحد م ��ن تداعياته ��ا ال�سلبية على‬ ‫المجتمعات‪.‬‬ ‫و�أكدت م�صادر خليجية "تراجع م�ساهمة القطاع‬ ‫الزراع ��ي ف ��ي تغطية الأم ��ن الغذائي ف ��ي منطقة‬ ‫الخليج في ال�سنين الع�ش ��ر الأخيرة بن�سبة عالية‪،‬‬ ‫�إذ �سجلت ‪ 8‬في المئة فقط في العام ‪ 2012‬بعدما‬ ‫كان ��ت ‪ 12‬ف ��ي المئ ��ة ف ��ي الع ��ام ‪ ،2001‬في وقت‬ ‫زادت الفج ��وة الغذائية من ت�سع ��ة مليارات دوالر‬ ‫ف ��ي ‪� 2001‬إل ��ى ‪ 23.5‬مليار دوالر ف ��ي ‪� ،2012‬أي‬ ‫�أنه ��ا ت�ضاعفت �أكثر من ‪ 100‬ف ��ي المئة في العقد‬ ‫الما�ضي"‪ ،‬علم� � ًا �أن دول المنطقة ت�ستورد ‪ 90‬في‬ ‫المئة من حاجاتها الغذائية من الخارج‪.‬‬ ‫وف ��ي �إط ��ار الجه ��ود ل�س ��د الفج ��وة الغذائي ��ة‪،‬‬ ‫�أ�إ�ست�ضاف ��ت �أبو ظب ��ي �أخير ًا "المنت ��دى العالمي‬

‫للإبت ��كارات الزراعي ��ة" (بي ��ن ‪ 3‬و ‪� 5‬شب ��اط‬ ‫(فبراي ��ر))‪ ،‬بعن ��وان "قي ��ادة الإبت ��كار نحو ثورة‬ ‫زراعي ��ة"‪ ،‬والذي ه ��دف الى ت�سلي ��ط ال�ضوء على‬ ‫�أحدث �أن ��واع التكنولوجيا لقطاع الزراعة في دول‬ ‫مجل� ��س التع ��اون الخليج ��ي‪ .‬وق ��د جم ��ع المنتدى‬ ‫نخبة من المخترعي ��ن والمبتكرين والم�ستثمرين‬ ‫ومنتجي الأغذية‪ ،‬والحكومات والعلماء وال�شركات‬ ‫غير الحكومية والم�ؤ�س�سات الزراعية‪.‬‬ ‫واعتبر مدي ��ر المنتدى مارك بومان ��ت‪� ،‬أن الأمن‬ ‫الغذائي "من �أكبر التحديات خ�صو�ص ًا في منطقة‬ ‫دول مجل� ��س التع ��اون"‪ ،‬عازي ًا ذلك �إل ��ى "طبيعة‬ ‫المناخ الحار و�شح الموارد المائية و�ضعف التربة‬ ‫والأرا�ض ��ي‪ ،‬بالتالي �سي�شكل ذل ��ك تحديات تعيها‬ ‫حكوم ��ات هذه الدول‪ ،‬ما دفعه ��ا �إلى و�ضع خطط‬ ‫ومبادرات لمواجهتها‪ ،‬مث ��ل برنامج "تمكين" من‬ ‫�صندوق العم ��ل البحريني لدعم الم ��زارع وزيادة‬ ‫الإنت ��اج‪ ،‬ف� ً‬ ‫ضال ع ��ن الإ�ستثمار ف ��ي خزانات مياه‬ ‫�أر�ضية لتوفير المياه المطلوبة للقطاع الزراعي"‪.‬‬

‫الموجز الخليجي‬ ‫توقع وكيل وزارة االقت�ص���اد ‪ -‬قطاع التجارة‬ ‫الخارجي���ة ف���ي الإمارات عب���داهلل �أحمد �آل �ص���الح‪،‬‬ ‫�أن تبل���غ قيم���ة اال�س���تثمار الأجنب���ي ‪ 14.4‬مليار‬ ‫دوالر خالل العام الحال���ي‪ .‬و ُتع ّد هذه القيمة �أربعة‬ ‫�أ�ض���عاف القيم���ة المحققة خ�ل�ال عام �أزم���ة المال‬ ‫‪ ،2009‬م���ا يدل على تعافي الإقت�ص���اد الإماراتي‬ ‫من تداعياتها‪.‬‬ ‫و�أك���د �آل �ص���الح خ�ل�ال م�ؤتمر �ص���حافي في دبي‬ ‫لإعالن ا�ست�ضافة دبي "ملتقى اال�ستثمار ال�سنوي‬ ‫الراب���ع"‪ ،‬الذي تنظمه وزارة االقت�ص���اد في "مركز‬ ‫دب���ي التج���اري العالمي" بي���ن الثامن من ني�س���ان‬ ‫(�إبريل) المقبل والعا�شر منه‪� ،‬أن "معدل النمو في‬ ‫قيمة اال�س���تثمارات المتوقعة هذه ال�س���نة مقارنة‬ ‫بعام �أزمة المال بلغ ‪ 260‬في المئة"‪.‬‬ ‫و�أ�ش���ار �إل���ى �أن الإمارات "ا�س���تقبلت �أكثر من ‪48‬‬ ‫ف���ي المئة من حج���م اال�س���تثمارات ل���دول مجل�س‬ ‫التع���اون الخليج���ي ف���ي ‪� ، 2012‬إذ تج���اوزت‬ ‫التدفقات المالية �إليها ‪ 9.7‬مليارات دوالر بنمو‬ ‫‪ 25‬في المئ���ة مقارنة بالعام ‪ .2011‬كما تجاوزت‬ ‫التدفقات المالية ‪ 12‬مليار دوالر في ‪."2013‬‬ ‫�أظه���رت �أرق���ام ر�س���مية �أ�ص���درتها حكوم���ة‬ ‫�أب���و ظبي �أخي���راً‪ ،‬ان التج���ارة الخارجية للعا�ص���مة‬ ‫الإماراتية �س���اهمت خالل العام الما�ضي بنحو ‪66‬‬ ‫ف���ي المئة من �إجمالي النات���ج المحلي‪ ،‬حيث زادت‬ ‫قيم���ة التجارة الخارجية للإم���ارة ‪ 600‬مليار درهم‬ ‫(‪ 164‬ملي���ار دوالر)‪ ،‬بن�س���بة نم���و ‪ 6.9‬في المئة‬ ‫مقارنة بالعام ‪ .2011‬و�أفاد التقرير االقت�ص���ادي‬ ‫للإمارة‪ ،‬ب�أن ال�ص���ادرات ال�س���لعية لإمارة �أبو ظبي‬ ‫تج���اوزت ‪ 481‬ملي���ار دره���م (نح���و ‪ 131‬ملي���ار‬ ‫دوالر) خالل العام ‪ ،2012‬بن�س���بة نمو بلغت ‪8.1‬‬ ‫في المئ���ة‪ ،‬مقارنة بالع���ام ‪ ،2011‬فيما �ش���كلت‬ ‫ال�صادرات النفطية ما ن�سبته ‪ 93.7‬في المئة من‬ ‫�إجمالي ال�ص���ادرات ال�س���لعية حيث بلغت قيمتها‬ ‫نحو ‪ 451‬مليار درهم (‪ 123‬مليار دوالر)‪ ،‬بن�س���بة‬ ‫نمو بلغت ‪ 6.9‬في المئة مقارنة بالعام ‪.2011‬‬ ‫�أعلنت دول���ة االمارات العربي���ة المتحدة انها‬ ‫تخطط لإ�س���تخدام طائرات عمودية من دون طيار‬ ‫لتو�صيل الوثائق الر�سمية والطرود �إلى مواطنيها‬ ‫في �إطار جهود لتحديث الخدمات الحكومية‪.‬‬ ‫و�أ�ش���ار وزي���ر �ش����ؤون مجل����س ال���وزراء محمد عبد‬ ‫اهلل القرق���اوي‪ ،‬ال���ى ان االمارات �س���تحاول تقديم‬ ‫خدماته���ا الحكومية ب�إ�س���تخدام طائ���رات من دون‬ ‫طي���ار وان هذا �أول م�ش���روع من نوعه ف���ي العالم‪،‬‬ ‫م�ش���دداً على انه "�س���يتم اختبار الطائرات لتحديد‬ ‫متانتها وكفاءتها في دبي لمدة �س���تة �أ�شهر قبل‬ ‫تعميمها في �أنحاء االمارات خالل عام"‪.‬‬ ‫‪Issue 16 - February - 2014‬‬

‫‪15‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون خليجية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫الموقف الخليجي‬

‫وحدة الهدف‬ ‫�إلتق ��ى ق ��ادة دول مجل� ��س التع ��اون الخليج ��ي‬ ‫ال�س ��ت ف ��ي الكوي ��ت ف ��ي قمته ��م ال�سنوي ��ة في‬ ‫‪ 10‬و‪ 11‬كان ��ون االول (د�س�سمب ��ر) الفائ ��ت‪.‬‬ ‫كان ��ت الق�ضاي ��ا الث�ل�اث الت ��ي هيمن ��ت عل ��ى‬ ‫ج ��دول �أعماله ��ا كله ��ا مت�صل ��ة بالأم ��ن؛ وهي‬ ‫بالتحدي ��د‪� :‬آف ��اق ت�شكي ��ل الإتح ��اد الخليجي‪،‬‬ ‫والخط ��ط لتحقي ��ق تكام ��ل دفاع ��ي وثي ��ق‪،‬‬ ‫واال�ستجاب ��ة الإقليمية عل ��ى ال�صفقة النووية‬ ‫الم�ؤقت ��ة المتف ��ق عليه ��ا بي ��ن �إي ��ران و�أع�ضاء‬ ‫مجل� ��س الأم ��ن الخم�س ��ة و�ألمانيا ف ��ي جنيف‬ ‫ف ��ي ‪ 24‬ت�شري ��ن الثان ��ي (نوفمب ��ر)‪ُ .‬عق ��دت‬ ‫القم ��ة بع ��د �أي ��ام فقط عل ��ى الح ��دث ال�سنوي‬ ‫الآخ ��ر‪ ،‬ح ��وار المنام ��ة (الأمن ��ي)‪ ،‬ال ��ذي‬ ‫�أقي ��م ف ��ي البحرين يوم ��ي ‪ 7‬و‪ 8‬كان ��ون الأول‬ ‫(دي�سمبر)‪ ،‬حيث بحث الق�ضايا الثالث عينها‬ ‫التي �ألقت بظاللها على تجمع القادة الالحق‬ ‫في الكويت‪.‬‬ ‫وكان التعاون الأمن ��ي الداخلي​​القوة الدافعة‬ ‫وراء الجهود التكاملية لأع�ضاء المجل�س منذ‬ ‫بداي ��ة �إ�ضطرابات "الربي ��ع العربي" في العام‬ ‫‪ .2011‬فق ��د �إقترح الق ��ادة ال�سعوديون في �أيار‬ ‫(ماي ��و) ‪ 2011‬تو�سي ��ع مجل� ��س التع ��اون م ��ن‬ ‫خ�ل�ال تقديم �ش ��كل من �أ�ش ��كال الع�ضوية �إلى‬ ‫ملكيتي ��ن �شقيقتي ��ن الأردن والمغ ��رب‪ ،‬وف ��ي‬ ‫كانون الأول (دي�سمبر) ‪ 2011‬دعوا �إلى تعميق‬ ‫ال�ص�ل�ات القائمة بي ��ن دول المجل� ��س و�إن�شاء‬ ‫�إتح ��اد كونفيديرال ��ي بينه ��ا‪ .‬ومع ذل ��ك‪ ،‬يبدو‬ ‫�أن كال الإقتراحي ��ن اللذي ��ن ق ِّدم ��ا م ��ن دون‬ ‫مناق�شة كافية م ��ع �أع�ضاء المجل�س الآخرين‬ ‫‪ ،‬لم يتم تب ّنيهما‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ولك ��ن على الرغم من ذلك‪ ،‬فق ��د �أحرز تقدم‬ ‫�أكث ��ر مو�ضوعي ��ة ف ��ي مج ��ال التع ��اون الأمني​​‬ ‫‪ .‬تو�ص ��ل وزراء الداخلي ��ة الخليجي ��ون �إل ��ى‬ ‫�إتفاقي ��ة �أمني ��ة �شامل ��ة ف ��ي �إجتم ��اع ُعق ��د في‬ ‫الريا� ��ض ف ��ي ت�شرين الثان ��ي (نوفمبر) ‪2012‬‬ ‫الت ��ي حل ��ت مح ��ل �إتف ��اق موج ��ود من ��ذ الع ��ام‬ ‫‪ .1994‬ول ��م ُيعرف �سوى القليل عن محتويات‬ ‫الإتفاقي ��ة الجدي ��دة ولك ��ن ُيعتق ��د �أنه ��ا‬

‫‪14‬‬

‫العدد ‪� - 16‬شباط (فرباير) ‪٢٠١4 -‬‬

‫ّ‬ ‫تغط ��ي تقا�سم� �اً �أق ��رب للتن�سيق ف ��ي المراقبة عندم ��ا ُعق ��دت القمة في مدين ��ة الكويت‪ ،‬كان‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫الداخلي ��ة وتب ��ادال �أكب ��ر للمعلوم ��ات عب ��ر الفت� �ا �أن �أمير دول ��ة الكويت‪ ،‬باعتب ��اره رئي�س‬ ‫الح ��دود الوطنية‪ .‬وتم الإعالن عن مزيد من البل ��د الم�ضي ��ف‪� ،‬أ�شار فقط �إل ��ى الحاجة �إلى‬ ‫التدابير ف ��ي ت�شرين الثان ��ي (نوفمبر) ‪" 2013‬ت�ش ��اور وتب ��ادل وجه ��ات نظ ��ر" �أكب ��ر وذل ��ك‬ ‫عندم ��ا �إجتم ��ع وزراء الداخلي ��ة م ��رة �أخ ��رى للو�ص ��ول �إل ��ى "توحي ��د المواق ��ف"‪ .‬ولم ��ا‬ ‫ف ��ي البحرين و�إتفقوا على �إن�ش ��اء قوة �شرطة �إنته ��ى الم�ؤتم ��ر‪ ،‬ذك ��ر الزيان ��ي �أن �أي ق ��رار‬ ‫موح ��دة لتعزي ��ز وتو�سي ��ع التن�سي ��ق الإقليمي ل ��م يت ��م التو�ص ��ل �إلي ��ه ب�ش� ��أن �إتح ��اد خليجي‪،‬‬ ‫ولك ��ن المناق�ش ��ات ب�ش� ��أن التكام ��ل ال�سيا�س ��ي‬ ‫بين الأجهزة الأمنية‪.‬‬ ‫م ��ن الالفت‪ ،‬مع ذلك‪� ،‬أن ��ه خالل الفترة التي والإقت�صادي �ست�ستمر‪.‬‬ ‫�سبق ��ت قم ��ة الكوي ��ت‪ ،‬كان ��ت التوقع ��ات بي ��ن م ��ن غير الم�ستغرب �أن خط ��اب ما قبل القمة‬ ‫الم�س�ؤولي ��ن مرتفع ��ة ب� ��أن مجل� ��س التع ��اون لم يتبعه �إتخ ��اذ تدابير ملمو�سة‪ .‬منذ �إن�شائه‬ ‫الخليج ��ي �س ��وف " يتطور"ويتح� � ّول �إل ��ى ف ��ي العام ‪ ،1981‬كافح ��ت دول مجل�س التعاون‬ ‫�إتحاد على غرار الإتحاد الأوروبي‪ .‬و ُيعتقد �أن الخليج ��ي م ��ن دون نتبج ��ة لتحقي ��ق تق ��دم‬ ‫�أربعاً من ال ��دول ال�ست الأع�ضاء –ال�سعودية‪ ،‬ب�ش� ��أن الق�ضايا الكبيرة مث ��ل الإتحاد النقدي‬ ‫والبحري ��ن‪ ،‬والكوي ��ت‪ ،‬وقط ��ر‪ -‬كان ��ت داعمة والعمل ��ة الموح ��دة‪ ،‬والتنفي ��ذ الكام ��ل ل�س ��وق‬ ‫لمزيد م ��ن التكامل‪ ،‬مع تخ ّلي الكويت وقطر م�شترك ��ة‪� ،‬أو �إن�ش ��اء تكام ��ل �سيا�س ��ي �أوث ��ق‪.‬‬ ‫ع ��ن تحفظ ��ات �أولي ��ة لقب ��ول الفك ��رة‪ .‬وم ��ع الواق ��ع �أن "الج�س ��م الخليج ��ي" يفتق ��ر �إل ��ى‬ ‫ذلك‪ ،‬حافظ ��ت �سلطنة عمان ودول ��ة الإمارات م�ؤ�س�س ��ة �صنع قرار "ف ��وق الوطنية" لتقا�سم‬ ‫العربي ��ة المتح ��دة عل ��ى موق ��ف مناق� ��ض ال�سي ��ادة �أقرب �إل ��ى المف ّو�ضي ��ة الأوروبية وال‬ ‫ومعار�ض �إزاء �إحتم ��ال �إن�شاء �إتحاد �أوثق على تك ��ون عر�ضة للت�صرف ��ات المفاجئ ��ة الفردية‬ ‫�أ�سا�س �أنه �سيك ��ون مهي َمناً عليه ب�شكل مفرط للدول الأع�ضاء �أو حكامها‪.‬‬ ‫ب ��د ًال م ��ن عر� ��ض الإح�سا� ��س بوح ��دة اله ��دف‬ ‫من ال�سعودية‪.‬‬ ‫ف ��ي ه ��ذا الح ��دث‪� ،‬ألق ��ى خ�ل�اف وق ��ع �سابق� �اً المكت�ش ��ف حديث� �اً داخل دول مجل� ��س التعاون‬ ‫ف ��ي ح ��وار المنام ��ة ال�سن ��وي ف ��ي البحري ��ن الخليج ��ي‪� ،‬س ّل ��ط ح ��وار المنام ��ة ال�ضوء على‬ ‫بظالل ��ه عل ��ى القم ��ة‪ .‬فف ��ي نهاية كلم ��ة وزير الإخت�ل�اف ف ��ي وجه ��ات نظ ��ر طرف ��ي الطيف‬ ‫الدول ��ة ال�سعودي لل�ش�ؤون الخارجية الدكتور الإقليم ��ي‪ .‬عل ��ى الرغ ��م م ��ن النك�س ��ة‪ ،‬هن ��اك‬ ‫ن ��زار بن عبي ��د مدن ��ي‪� ،‬أعلن وزي ��ر الخارجية �سب ��ل �أخرى لتعميق الوح ��دة الخليجية �سواء‬ ‫العمان ��ي يو�س ��ف ب ��ن عل ��وي‪ ،‬م ��ن دون �ساب ��ق ف ��ي ال ��روح �أوعل ��ى ال ��ورق‪ .‬المطالي ��ة بمقع ��د‬ ‫�إن ��ذار‪� ،‬أن ب�ل�اده "�ستن�سح ��ب بب�ساط ��ة" م ��ن لمجل� ��س التع ��اون الخليج ��ي ف ��ي مفاو�ض ��ات‬ ‫الهيئ ��ة الجدي ��دة اذا م�ض ��ت قدم� �اً‪ .‬رداً عل ��ى �إي ��ران كط ��رف ف ��ي الم�س ��ار الديبلوما�س ��ي‬ ‫ذل ��ك‪� ،‬ص ��رح الأمي ��ن الع ��ام لمجل� ��س التعاون ل"مجموع ��ة الخم�س ��ة ‪� +‬ألماني ��ا و المجل�س "‬ ‫الخليج ��ي عب ��د اللطيف الزيان ��ي �أن معار�ضة يب� �دّد �أي �شك ��وك ب�ش� ��أن عملي ��ة المفاو�ض ��ات‪.‬‬ ‫�سلطن ��ة عمان ل ��ن تمنع دول مجل� ��س التعاون كما تق� �دّم �سوريا فر�صة لزعم ��اء دول الخليج‬ ‫الخليج ��ي الخم�س الأخرى من الم�ضي قدماً للم�شاركة ف ��ي البحث المتع� �دّد الأطراف من‬ ‫في تنفيذ فكرة الإتحاد‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ف�إن النزاع �أج ��ل التو�ص ��ل �إل ��ى ت�سوي ��ة �سيا�سي ��ة �شامل ��ة‬ ‫�سيط ��ر على التغطية الإعالمية للقمة و�أطاح تعترف بالدور الإقليمي الرائد لدول مجل�س‬ ‫بالحديث عن قرب والدة الإتحاد الذي �إنت�شر التعاون الخليجي‪.‬‬ ‫�أبو ظبي ‪ -‬عمار الحالق‬ ‫على مدى الأ�سابيع ال�سابقة‪ .‬‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫التملك الحر في الإمارات يعزز ال�سيولة العقارية‬ ‫�شكل ��ت قوانين التمل ��ك الحر لغي ��ر المواطنين‬ ‫في الإم ��ارات‪ ،‬والقرارات المت�صل ��ة به‪ ،‬تجربة‬ ‫فري ��دة وناجح ��ة وجريئ ��ة ومتقدمة قيا�س� � ًا �إلى‬ ‫الم ��دة التي �إ�ستغرقه ��ا �إتخاذ الق ��رار‪ ،‬والنظر‬ ‫�إليها في �إطار الإ�ستثمار الطويل الأجل والتنمية‬ ‫ال�شامل ��ة‪ ،‬و� ً‬ ‫صوال �إلى تحقي ��ق اال�ستدامة في كل‬ ‫القطاعات االقت�صادية‪.‬‬ ‫واعتب ��رت �شرك ��ة "المزايا القاب�ض ��ة" في �أحد‬ ‫تقاريرها �أخي ��ر ًا‪� ،‬أن قرارات التملك الحر لغير‬ ‫المواطني ��ن "كان له ��ا �أث ��ر كبير ف ��ي جعل دبي‬ ‫الوجه ��ة العقارية الأولى عل ��ى م�ستوى المنطقة‬ ‫نتيج ��ة تطبيقها قوانين التملك الحر في مناطق‬ ‫محددة في وقت مبكر‪ ،‬وكان لذلك �أهمية �أي�ض ًا‬ ‫ف ��ي تعزيز الثقة في دبي كموقع جاذب المتالك‬ ‫العقارات"‪.‬‬ ‫وكان له ��ذه الق ��رارات �أي�ض ًا "�أث ��ر مبا�شر على‬ ‫رف ��ع م�ست ��وى الثقة ل ��دى الم�ستثمري ��ن ومالكي‬ ‫العقارات‪ ،‬وبات يمكن �شركات التطوير العقاري‬ ‫ت�سوي ��ق م�شاريعه ��ا ف ��ي �إط ��ار م ��ن الت�شريعات‬ ‫والقواني ��ن الحامي ��ة لحقوق جمي ��ع الأطراف"‪.‬‬ ‫ولم تق ��ف القرارات عند حدود القطاع العقاري‬ ‫�إذ لفت التقرير �إلى �أنه ��ا "امتدت �أي�ض ًا لت�شمل‬ ‫�أ�س ��واق المال بال�سماح لغي ��ر المواطنين بتم ّلك‬ ‫ح�ص� ��ص معين ��ة ف ��ي الأ�سه ��م المتداول ��ة وفي‬

‫�شركات الت�أمي ��ن"‪ .‬و�إ�ستهدفت هذه القرارات‬ ‫تحدي ��د ًا "خدمة االقت�ص ��اد الوطني واالن�سجام‬ ‫مع المتغي ��رات االقت�صادية العالمية واالتفاقات‬ ‫التجارية واالنفتاح على الأ�سواق العالمية"‪.‬‬ ‫والح ��ظ �أن االتج ��اه نح ��و التم ّل ��ك الح ��ر لغي ��ر‬ ‫المواطنين "ي�سير بخطوات مدرو�سة ومت�سارعة‬ ‫وكان �آخرها �سماح �إمارة �أبو ظبي التملك الحر‬ ‫ف ��ي بع� ��ض المواق ��ع‪ ،‬عل ��ى �أ�سا�س القان ��ون في‬ ‫مناط ��ق ا�ستثماري ��ة معينة تحدده ��ا الحكومة‪.‬‬ ‫وت�سته ��دف �إم ��ارة �أب ��و ظب ��ي م ��ن ه ��ذا القرار‬ ‫"ج ��ذب مزيد من اال�ستثمارات �إلى القطاعات‬ ‫العقاري ��ة واالقت�صادية الأخ ��رى‪ ،‬وفر�ض توازن‬ ‫في العر�ض والطلب‪ ،‬لأن قوى العر�ض في ال�سوق‬ ‫العقاري ��ة ف ��ي الإمارة تتجاوز ق ��وى الطلب حتى‬ ‫ت�صب قرارات التملك في م�صلحة‬ ‫الآن‪ ،‬بالتالي ّ‬ ‫رفع م�ستويات الطلب وخف�ض المعرو�ض"‪.‬‬ ‫وين�سحب الت�أثير المبا�شر للقرار على "ا�ستمرار‬ ‫تنفي ��ذ الم�شاري ��ع الحالية والمخط ��ط لها‪ ،‬لأن‬ ‫ق ��رارات التمل ��ك ترف ��ع مع ��دالت الطل ��ب على‬ ‫المديين المتو�سط والطويل في كل القطاعات"‪،‬‬ ‫فيم ��ا ُيتوق ��ع �أن "يمن ��ح الق ��رار فر�ص ��ة �أكب ��ر‬ ‫ل�شركات التطوي ��ر العقاري الكبرى للدخول �إلى‬ ‫ال�س ��وق وجذب ا�ستثم ��ارات �ضخمة ف ��ي الفترة‬ ‫المقبلة"‪.‬‬

‫َبدالت الإيجارات في قطر قد تزيد ‪ 5‬في المئة خالل ‪� 6‬أ�شهر‬

‫توقع ��ت "مجموع ��ة بن ��ك قط ��ر الوطني" في‬ ‫تقري ��ر "�إرتف ��اع ت�ضخ ��م �أ�سع ��ار الإيجارات‬ ‫ف ��ي قطر م ��ا بي ��ن �أربع ��ة وخم�سة ف ��ي المئة‬ ‫خ�ل�ال الن�ص ��ف الثاني م ��ن ال�سن ��ة"‪ ،‬لكنها‬ ‫�إعتبرت �أن "ب�إمكان تعاف ��ي �أ�سعار الأرا�ضي‬ ‫خ�ل�ال كانون الأول (دي�سمبر) وكانون الثاني‬ ‫(يناي ��ر) الما�ضيين �أن يقل ��ب �إتجاه التباط�ؤ‬ ‫فيت�ضخ ��مالإيج ��اراتمنت�ص ��فال�سن ��ة"‪.‬‬ ‫و�أ�ش ��ار التقري ��ر �إل ��ى "تباط� ��ؤ الت�ضخ ��م في‬ ‫الإيج ��ارات خ�ل�ال الأ�شه ��ر الما�ضي ��ة ف ��ي‬ ‫تج ��اوب مع حركة �أ�سع ��ار الأرا�ضي"‪ ،‬متوقع ًا‬ ‫"ت�س ��ارع الت�ضخم عموم� � ًا من ‪ 3.1‬في المئة‬ ‫عام ‪� 2013‬إلى ‪ 3.8‬ف ��ي المئة هذه ال�سنة"‪.‬‬ ‫ولفت �إلى �أن "الت�ضخم في الإيجارات تباط�أ‬

‫م ��ن ‪ 6.7‬ف ��ي المئ ��ة خ�ل�ال �سن ��ة حت ��ى �آب‬ ‫(�أغ�سط� ��س) ‪� ،2013‬إلى ‪ 4.8‬في المئة حتى‬ ‫كان ��ون الأول (دي�سمب ��ر) الما�ض ��ي‪ ،‬بح�سب‬ ‫بيانات م�ؤ�ش ��ر �أ�سعار التجزئة الذي �أ�صدرته‬ ‫وزارةالتخطي ��طالتنم ��ويوالإح�ص ��اء"‪.‬‬ ‫و�أ�ض ��اف �أن "الأرق ��ام ت�شي ��ر �إل ��ى �أن تباط�ؤ‬ ‫ت�ضخ ��م الإيج ��ارات كان ي�سي ��ر عل ��ى خط ��ى‬ ‫�أ�سع ��ار الأرا�ضي‪ ،‬ولكن مت�أخ ��ر ًا عنها بفارق‬ ‫زمني مدت ��ه �ستة �أ�شهر"‪ ،‬الفت� � ًا �إلى "تراجع‬ ‫�أ�سع ��ار الأرا�ضي بين �آذار (مار�س) وت�شرين‬ ‫الثان ��ي (نوفمبر) ‪ 2013‬على �أ�سا�س متو�سط‬ ‫�أ�سعار الأ�شهر ال� �ـ‪ 12‬الأخيرة‪ ،‬ما يزيل ت�أثير‬ ‫العوام ��ل المو�سمي ��ة والمعام�ل�ات الفردي ��ة‬ ‫ال�ضخم ��ة"‪.‬‬

‫�أكمل���ت "الخط���وط الجوي���ة ال�س���عودية"‬ ‫�إ�س���تعداداتها لت�ش���غيل �أولى رحالتها �إلى مدينة‬ ‫لو����س �أنجلي����س الأميركية ف���ي ‪� 31‬آذار (مار�س)‬ ‫كثالث محطة في الواليات المتحدة بعد وا�ش���نطن‬ ‫ونيويورك‪.‬‬ ‫و�أو�ضح م�س���اعد المدير العام للخطوط ال�سعودية‬ ‫التنفي���ذي للعالق���ات العام���ة عب���داهلل بن م�ش���بب‬ ‫الأجه���ر‪ ،‬ف���ي ت�ص���ريح ل���ه‪� ،‬أن جدول���ة الرح�ل�ات‬ ‫وتجهيز الموقع المخ�ص����ص لكاونترات "الخطوط‬ ‫ال�س���عودية" بمطار لو�س �أنجلي����س الدولي �إكتمال‪،‬‬ ‫�إ�ض���افة �إلى التجهيزات الفني���ة والإدارية الالزمة‬ ‫في �إطار خطة الم�ؤ�س�س���ة الرامية لتطوير وتو�سيع‬ ‫�شبكة رحالتها الدولية‪.‬‬ ‫�أعلن���ت مجموعة "طيران الجزيرة"‪� ،‬أن �أرباحها‬ ‫ال�ص���افية لع���ام ‪ 2013‬بلغت م�س���توى قيا�س���يا ً‬ ‫عن���د ‪ 16.7‬مليون دين���ار كويتي (‪ 59.1‬مليون‬ ‫دوالر)‪ ،‬متفوق��� ًة على النتائ���ج التي حققتها خالل‬ ‫ال�س���نوات الثالث الما�ض���ية‪ ،‬على رغ���م التحديات‬ ‫ال�سيا�س���ية الإقليمية الم�س���تمرة وتذبذب �أ�س���عار‬ ‫الوقود‪.‬‬ ‫وق���ال رئي����س مجل����س �إدارة المجموع���ة م���روان‬ ‫ب���ودي‪" :‬كان العام الما�ض���ي ممل���وءاً بالتطورات‬ ‫الإيجابي���ة‪ ،‬ف�إل���ى جان���ب نجاحنا ف���ي الحفاظ على‬ ‫النتائج الم�س���تهدفة للعام الثال���ث على التوالي‪،‬‬ ‫غطّ ت المجموعة كامل حاجاتها التمويلية للعامين‬ ‫المقبلين‪ ،‬وقلّ�صت ن�سبة ال َدين �إلى حقوق الملكية‬ ‫من ‪ 1.7‬في المئة عام ‪� 2012‬إلى ‪ 1.4‬في المئة‬ ‫العام الما�ضي"‪.‬‬ ‫�أعلن���ت �ش���ركة البت���رول الوطني���ة الكويتية‬ ‫�أنها منحت عقوداً �ض���خمة بقيم���ة ‪ 12‬مليار دوالر‬ ‫�إلى تحالف �ش���ركات بريطانية و�أميركية ويابانية‬ ‫لتطوي���ر م�ص���فاتي تكرير للنف���ط‪ ،‬عل���ى �أن تبد�أ‬ ‫الأعم���ال في ني�س���ان (�أبري���ل) المقبل‪ .‬وبح�س���ب‬ ‫وكال���ة ال�ص���حافة الفرن�س���ية‪ ،‬يه���دف الم�ش���روع‬ ‫ال���ذي يفتر�ض �أن يجري �إنجازه في غ�ض���ون خم�س‬ ‫�س���نوات �إل���ى تطوي���ر اثنتين من م�ص���افي النفط‬ ‫الكويتي���ة الثالث من �أج���ل رفع الق���درة الإنتاجية‬ ‫وجعل منتجاتها �أقل �ضرراً على البيئة‪.‬‬ ‫ومن���ح عقد م�ش���روع "ميناء عب���د اهلل ‪� "1‬إلى تحالف‬ ‫تق���وده "بتروف���اك" البريطانية ب���ـ‪ 3.8‬مليارات‬ ‫دوالر‪ ،‬وم�ش���روع "مين���اء عب���د اهلل ‪� "2‬إل���ى تحال���ف‬ ‫�أميرك���ي تق���وده �ش���ركة "فلي���ور" بقيم���ة ‪3.4‬‬ ‫مليارات دوالر‪ ،‬بينما منح م�شروع "ميناء الأحمدي"‬ ‫�إلى تحالف تقوده �ش���ركة "جيه جي �سي" اليابانية‬ ‫بـ‪ 4.8‬مليارات دوالر‪ ،‬ح�س���بما �أف���اد به المتحدث‬ ‫با�س���م �ش���ركة البترول الوطنية خالد الع�سعو�سي‬ ‫لوكالة ال�صحافة الفرن�سية‪.‬‬

‫‪Issue 16 - February - 2014‬‬

‫‪17‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون خليجية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫كلمة خليجية‬

‫�أ�سباب للتفا�ؤل‬ ‫بعدما دخ ��ل الإتحاد الأوروب ��ي ومجل�س التعاون‬ ‫الخليج ��ي ف ��ي مفاو�ض ��ات للتو�ص ��ل �إل ��ى �إتف ��اق‬ ‫يه ��دف �إلى تبادل تج ��اري تدريجي‪ ،‬لم يتم حتى‬ ‫الآن التوافق الذي ي�سمح بتمرير ال�صفقة‪.‬‬ ‫الجم ��ود الم�ستم ��ر من ��ذ الع ��ام ‪ 2008‬م ��ن‬ ‫قب ��ل مجل� ��س التع ��اون الخليج ��ي ال ��ذي ع ّل ��ق‬ ‫المفاو�ض ��ات‪ ،‬يب� � ّرر �إج ��راء درا�س ��ة �أوث ��ق لإيجاد‬ ‫�أ�سب ��اب و�شيك ��ة ل ��كال الطرفين تدف ��ع بالو�صول‬ ‫�إل ��ى �إتفاقي ��ة التج ��ارة الح ��رة المتوخ ��اة بي ��ن‬ ‫الإتحاد والمجل�س‪.‬‬ ‫ال ��دول التي لي�ست مت�ساوية في المناخ والموارد‬ ‫الطبيعي ��ة والي ��د العامل ��ة تتخ ��ذ ف ��ي كثي ��ر من‬ ‫الأحي ��ان ق ��راراً ب�ش� ��أن �إنت ��اج ال�سل ��ع وتقدي ��م‬ ‫الخدم ��ات‪ ،‬الت ��ي يمكنه ��ا ت�صنيعه ��ا �أو تقديمه ��ا‬ ‫بفعالي ��ة �أكث ��ر من حي ��ث التكلفة‪ ،‬وتج ��ارة نتائج‬ ‫الجم ��ع �إ�ستراتيجي� �اً يب ��ن المزاي ��ا المطلق ��ة‬ ‫والن�سبي ��ة مع بع�ضها البع� ��ض من خالل واردات‬ ‫و�صادرات‪.‬‬ ‫وبطبيعة الحال‪ ،‬ينبغي �أن تلعب جميع الأطراف‬ ‫الفاعل ��ة وفقاً لقواعد التج ��ارة الدولية بالن�سبة‬ ‫�إل ��ى الممار�سات مثل الدع ��م والت�سعير المزدوج‪،‬‬ ‫والذي قد ي�ؤدي خالف ذلك ببع�ضها �إلى ت�شغيل‬ ‫مزايا تكلفة غير عادلة مقارنة مع الأخرى‪.‬‬ ‫ي�سمح �إتفاق التجارة الحرة لو�صول �أ�سرع و�أكثر‬ ‫فعالي ��ة �إلى الأ�سواق من خالل تخفي�ضات متفق‬ ‫عليه ��ا ب�صورة متبادلة �أو ت�صفي ��ات العوائق �أمام‬ ‫التجارة‪.‬‬ ‫�أ�س ��واق خارجي ��ة مغلقة �أو مق ّي ��دة تعني مناف�سة‬ ‫�أكث ��ر وجديدة من الواردات‪ ،‬ولك ��ن �أي�ضاً فر�صة‬ ‫�أف�ض ��ل لدخ ��ول عال ��م الت�صدي ��ر‪� ،‬أو �إذا كان ��ت‬ ‫م�شارك ��ة بالفع ��ل ف ��ي تج ��ارة خارجي ��ة‪ ،‬لتو�سي ��ع‬ ‫الأن�شطة وتعزيز الإيرادات‪.‬‬ ‫�إن ت�أمي ��ن الو�ص ��ول �إل ��ى �أ�سواق غي ��ر مق ّيدة �إلى‬ ‫�أكب ��ر �س ��وق موحدة في العال ��م �سيفيد منتوجات‬ ‫دول مجل� ��س التع ��اون الخليج ��ي ف ��ي مج ��ال‬ ‫الطاق ��ة والبتروكيماوي ��ات والألومني ��وم‪� ،‬إذا‬ ‫ُخ ِّف�ض ��ت الحواج ��ز الجمركي ��ة المق ّدم ��ة �إل ��ى‬ ‫م�ستوي ��ات ال�صف ��ر‪ ،‬وتم خف�ض �أو �إلغ ��اء الر�سوم‬ ‫وغيرها من ال�شكليات المعروفة ب�إ�سم الحواجز‬ ‫غير الجمركية على التجارة‪.‬‬

‫‪16‬‬

‫العدد ‪� - 16‬شباط (فرباير) ‪٢٠١4 -‬‬

‫حري ��ة الو�ص ��ول �إل ��ى �أغن ��ى منطق ��ة تتو�س ��ع‬ ‫�إقت�صادي� �اً ف ��ي منطقة ال�ش ��رق الأو�س ��ط الأو�سع‬ ‫�سيفي ��د الإتح ��اد الأوروب ��ي ف ��ي مج ��ال تج ��ارة‬ ‫الب�ضائ ��ع والخدم ��ات والإ�ستثم ��ارات‪ ،‬وذل ��ك �إذا‬ ‫تم ��ت �إزالة حواج ��ز الملكية الأجنبي ��ة لل�شركات‪،‬‬ ‫وجعل القي ��ود المفرو�ضة عل ��ى الإ�ستثمارات في‬ ‫الأ�سواق الرئي�سية مريحة �أكثر‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وبالتال ��ي ف� ��إن �إتفاق� �اً حقيقياً ً و�شام�ل�ا للتجارة‬ ‫الح ��رة بين الإتح ��اد الأوروبي ومجل� ��س التعاون‬ ‫الخليج ��ي متوافق� �اً مع قوانين منظم ��ة التجارة‬ ‫العالمي ��ة‪ ،‬م ��ن �ش�أن ��ه خل ��ق ظ ��روف �إقت�صادي ��ة‬ ‫�أف�ض ��ل‪ ،‬وزي ��ادة المناف�س ��ة‪ ،‬وت�سهي ��ل الإ�ستي ��راد‬ ‫والت�صدير‪.‬‬ ‫رغ ��م ذل ��ك ف� ��إن ل ��دى دول مجل� ��س التع ��اون‬ ‫الخليج ��ي �أ�سباب� �اً متع ��ددة لتوخ ��ي الح ��ذر‪،‬‬ ‫وبالتال ��ي فه ��ي ل ��ن ت�سم ��ح �أن ت�صب ��ح �أ�س ��واق‬ ‫الطاق ��ة‪ ،‬والخدمات‪ ،‬والعم ��ل‪ ،‬والإ�ستثمار لديها‬ ‫غير مق َّيدة تماماً‪ ،‬كما �أنها لي�س من المتوقع �أن‬ ‫تلغي متطلبات ملكية الغالبية المحلية تماماً �أو‬ ‫�ستك ��ون �إلى حد كبير عل ��ى �إ�ستعداد للدخول في‬ ‫�إلتزامات �سيا�سية‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن التن ��ازالت تحت ��اج �إل ��ى �أن تك ��ون وفقاً‬ ‫للواقع الإقت�صادي الممكن للو�صول �إلى توازن‪.‬‬ ‫تتمت ��ع دول مجل� ��س التع ��اون الخليج ��ي ببع� ��ض‬ ‫المزاي ��ا المطلقة والن�سبية وم ��ا زالت في عملية‬ ‫موا�صلة تطوير �إقت�صاداتها النا�شئة‪.‬‬ ‫الطاق ��ة المنخف�ض ��ة التكلف ��ة الم�شتق ��ة م ��ن‬ ‫�إحتياط ��ات النف ��ط والغ ��از الطبيع ��ي ال�ضخم ��ة‪،‬‬ ‫ولك ��ن الم�ستنف ��دة‪ ،‬ه ��ي تقريب� �اً الأداة الوحي ��دة‬ ‫لحكومات دول مجل�س التعاون الخليجي لتعزيز‬ ‫قدرة المناف�سة الدولية ل�شركاتها‪.‬‬ ‫وفقاً للر�سوم الجمركية المنخف�ضة ف�إن التجارة‬ ‫�أم ��ر مه ��م‪ ،‬ولك ��ن �إرتف ��اع حجمها المط ��رد يميل‬ ‫نح ��و الإتحاد الأوروبي‪ ،‬وال ��ذي يتوقع �أن ي�شحن‬ ‫المزيد من ال�سل ��ع وتقديم الأكثر من الخدمات‬ ‫بالمقارنة مع دول مجل�س التعاون الخليجي‪.‬‬ ‫م ��ن جه ��ة �أخ ��رى �إن �أحداث� �اً مثل نهائي ��ات ك�أ�س‬ ‫العال ��م لك ��رة الق ��دم للع ��ام ‪ ،2022‬الت ��ي �س ��وف‬ ‫ت�ست�ضيفه ��ا دول ��ة قط ��ر‪ ،‬ومعر� ��ض "�إك�سبو" في‬ ‫دب ��ي ف ��ي الع ��ام ‪� ،2020‬سيخلق ��ان الفر� ��ص لنم ��و‬

‫�سري ��ع ل�ش ��ركات الطي ��ران الخليجي ��ة المج ّه ��زة‬ ‫تجهيزاً جيداً في الإتحاد الأوروبي‪.‬‬ ‫الإبقاء على ر�سوم الت�صدير من قبل دول مجل�س‬ ‫التع ��اون الخليج ��ي‪ ،‬والت ��ي ه ��ي �آلي ��ة تجاري ��ة‬ ‫ت�ستخدمه ��ا الحكوم ��ات للح ��د م ��ن ال�ص ��ادرات‬ ‫لأ�سب ��اب داخلي ��ة‪ ،‬مث ��ل النق� ��ص‪� ،‬أو ل�ضم ��ان �أن‬ ‫ال�سل ��ع المع ّر�ضة لتقلبات الأ�سع ��ار لن يتم بيعها‬ ‫بثمن بخ�س جداً في الأ�سواق الخارجية‪ ،‬ما زالت‬ ‫ق�ضي ��ة مثيرة للجدل ولم ُتح� � ّل خالل الإجتماع‬ ‫ال ��وزاري الم�شت ��رك ال‪ 23‬لدول مجل� ��س التعاون‬ ‫الخليج ��ي والإتح ��اد الأوروب ��ي ال ��ذي عق ��د ف ��ي‬ ‫البحرين في العام الفائت‪.‬‬ ‫الق ��رارات ح ��ول الأف�ضلي ��ات التجاري ��ة المع ّين ��ة‬ ‫�سابق� �اً بي ��ن الكتلتي ��ن وتعرف ��ة �إ�ستي ��راد االتحاد‬ ‫الأوروب ��ي الفعلي ��ة لوق ��ود الطائ ��رات م ��ن دول‬ ‫مجل� ��س التع ��اون الخليج ��ي �أثبت ��ت �أنه ��ا مثي ��رة‬ ‫للجدل في الآونة الأخيرة‪.‬‬ ‫م ��ع م ��ا يب ��دو ع ��دد قلي ��ل م ��ن العقب ��ات العالقة‪،‬‬ ‫يج ��ب على الجانبين محاول ��ة ت�سوية الخالفات‬ ‫القائم ��ة‪ ،‬للتو�ص ��ل ال ��ى �إتفاقي ��ة تج ��ارة بينهم ��ا‬ ‫لإن�ش ��اء عالق ��ات تجاري ��ة متبادل ��ة المنفع ��ة في‬ ‫�إقت�صاد عالمي يواجه تحدي الموارد‪ ،‬وم�ساعدة‬ ‫دول مجل� ��س التع ��اون الخليج ��ي ف ��ي عمليته ��ا‬ ‫الإجتماعية والإقت�صادية وتحوّلها ال�سيا�سي‪.‬‬ ‫رغ ��م ذل ��ك يج ��ب �أن ي ��درك الجانب ��ان م ��ن �أن‬ ‫�ش ��روط و�أحكام �إتفاقية التجارة الحرة ينبغي �أن‬ ‫تت ��واءم ب�شكل منا�سب م ��ع م�صالحهما الأ�سا�سية‬ ‫و�إمكاناتهما وقيودهما‪.‬‬ ‫�ضمان� �اً لم�ستوى مماث ��ل من الفوائد‪ ،‬يجب على‬ ‫مفاو�ض ��ي الإتح ��اد الأوروبي �إع ��ادة النظر ب�شكل‬ ‫ب ّن ��اء‪ ،‬و�إال ف�إن الزخم لو�ض ��ع الم�صالح التجارية‬ ‫للإتح ��اد الأوروب ��ي �أكث ��ر ر�سوخ� �اً ف ��ي منطق ��ة‬ ‫الخليج قد ت�ضيع‪.‬‬ ‫مزي ��د م ��ن الت�أخي ��ر لي� ��س جي ��داً ل ��دول مجل� ��س‬ ‫التع ��اون الخليج ��ي‪ ،‬ولك ��ن ذل ��ك ي�ش ��كل �أخب ��اراً‬ ‫�سيئ ��ة بالن�سب ��ة للإتح ��اد الأوروب ��ي �أي�ض� �اً‪� ،‬إذ �أن‬ ‫هن ��اك دو ًال �أخ ��رى تتناف� ��س للو�ص ��ول �إلى موارد‬ ‫الطاقة والإمكانات الإقت�صادية والمالية الهائلة‬ ‫لدول الخليج‪.‬‬ ‫الريا�ض – �سمير الح�سيني‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫"تويوتا" توقف ت�صنيع �سياراتها في �أو�ستراليا في ‪2017‬‬ ‫�أعلنت "تويوتا موتور" �إنها �ستتوقف في ‪2017‬‬ ‫ع ��ن ت�صني ��ع ال�سي ��ارات ف ��ي �أو�ستراليا حيث‬ ‫توظف �أكث ��ر من ‪� 4‬آالف �شخ� ��ص‪ ،‬وذلك �إثر‬ ‫خطط مماثلة من "جنرال موتورز" و"فورد”‪.‬‬ ‫و�ش ��رح �أكي ��و توي ��ودا‪ ،‬المدي ��ر التنفي ��ذي‬ ‫للمجموعة في بيان �ص ��ادر عنها‪" :‬ا�ضطررنا‬ ‫�إل ��ى اتخ ��اذ ه ��ذا الق ��رار ال�صع ��ب‪� ،‬إذ �أن‬ ‫المناف�س ��ة محتدم ��ة ج ��د ًا ف ��ي ه ��ذه ال�سوق‬ ‫والدوالر الأو�سترالي ق ��وي جد ًا‪ ،‬كما �أن �إنتاج‬ ‫ال�سيارات ينخف�ض عموم ًا في �أو�ستراليا"‪.‬‬

‫وق ��ال ماك� ��س يا�س ��ودا‪ ،‬رئي� ��س "تويوت ��ا" في‬ ‫�أو�سترالي ��ا‪" :‬بذلنا كل ما ف ��ي و�سعنا لتطوير‬ ‫الن�ش ��اط‪ ،‬لك ��ن حقيق ��ة الأمر هن ��اك عوامل‬ ‫كثي ��رة خارج ��ة ع ��ن �سيطرتن ��ا تجع ��ل �إنتاج‬ ‫ال�سيارات في �أو�ستراليا من غير جدوى"‪.‬‬ ‫و�صرحت ال�شرك ��ة �أنه "�إن توقف ��ت الم�صانع‬ ‫ف ��ي ‪ 2017‬ف�إن ذلك �سي�ؤثر ذلك على وظائف‬ ‫‪� 3900‬شخ�ص في والية فيكتوريا‪ ،‬والتي‪ ‬تتمتع‬ ‫�أي�ض� � ًا بمرك ��ز تقني في الوالي ��ة عينها يوظف‬ ‫‪� 150‬شخ�ص ًا‪.‬‬

‫المدير التنفيذي ل"تويوتا" �أكيو تويودا‬

‫�صينيون يزرعون رز ًا مقاوم ًا للملوحة‬ ‫نج ��ح علم ��اء �صينيون ف ��ي زرع نوع م ��ن الرز‬ ‫مقاوم للملوح ��ة وذي �إنتاجية عالية قد ت�صل‬ ‫�إلى ‪� 6‬أطنان للهكتار الواحد‪.‬‬ ‫و�أف ��ادت وكال ��ة �أنب ��اء ال�صي ��ن الجدي ��دة‬ ‫(�شينخ ��وا) ب�أن �أ�ستاذي ��ن من جامعة هاينان‬ ‫وغيرهما من الباحثين من �أكاديمية مقاطعة‬ ‫هونان للعل ��وم الزراعية‪ ،‬عم ��دوا �إلى زرع ‪18‬‬ ‫نوع� � ًا من �شت�ل�ات ال ��رز المقاوم ��ة للملح في‬ ‫‪ 0.2‬هكت ��ار م ��ن الأرا�ض ��ي الملحي ��ة القلوية‬ ‫عل ��ى طول �ساح ��ل البحر في مدين ��ة يانت�شنغ‬ ‫في مقاطع ��ة جيانغ�س ��و �شرق ال�صي ��ن‪ .‬وقال‬ ‫لي ��ن ت�شي فن ��غ‪ ،‬وه ��و بروفي�سور م ��ن جامعة‬ ‫هاين ��ان‪� ،‬إن ��ه ثبت بع ��د الح�صاد �إن م ��ا �أنتج‬ ‫هو نوع من ال ��رز يمكن �أن ي�صل �إنتاج زراعته‬ ‫�إلى ما يماثل حجم ح�صاد الأ�صناف الأخرى‬

‫عل ��ى الأرا�ضي الزراعي ��ة العادية‪ .‬وذكر انهم‬ ‫�سيقوم ��ون بتو�سي ��ع الم ��زارع التجريبي ��ة في‬ ‫يانت�شنغ لموا�صلة تقويم �أداء الأنواع المقاومة‬ ‫للملح‪.‬‬ ‫وت�ض ��م يانت�شن ��غ ‪� 410‬آالف هكت ��ار م ��ن‬ ‫الم�ستنقع ��ات ال�ساحلي ��ة ولك ��ن الأرا�ض ��ي‬ ‫الملحي ��ة القلوي ��ة تتو�س ��ع بمق ��دار ‪2000‬‬ ‫هكت ��ار �سنوي ًا‪ .‬و�أ�ض ��اف لي ��ن �أن نجاح مزيد‬ ‫م ��ن االختب ��ارات والموافق ��ة عليها م ��ن قبل‬ ‫ال�سلطات الزراعية‪� ،‬سي�ؤديان �إلى �إنتاج �أنواع‬ ‫مقاومة للمل ��ح ذات �إنتاجية عالي ��ة مع فوائد‬ ‫اقت�صادية هائلة من خالل م�ساعدة ال�صين‪،‬‬ ‫�أكبر الدول في العالم من حيث عدد ال�سكان‪،‬‬ ‫في زراعة الأرا�ض ��ي الملحية القلوية الوا�سعة‬ ‫النطاق‪.‬‬

‫الموجز الدولي‬ ‫دانت وزارة التجارة ال�ص���ينية م�شروع قانون‬ ‫لالنف���اق يبل���غ حجم���ه ‪ 1.1‬تريلي���ون دوالر �أجازه‬ ‫الكونغر����س االميركي �أخيراً ب�س���بب فق���رات تحد‬ ‫من الم�شتريات التكنولوجية من العمالق الآ�سيوي‬ ‫قائلة انها تتعار�ض مع مبادئ التجارة النزيهة‪.‬‬ ‫وت�ض���من م�ش���روع القانون ال���ذي وقع���ه الرئي�س‬ ‫باراك اوباما على عملية مراجعة لعمليات التج�س�س‬ ‫االلكترونية للم�شتريات االتحادية من التكنولوجيا‬ ‫من ال�ص���ين وهو اجراء �إتخذ العام الما�ض���ي و�سط‬ ‫قل���ق �أميرك���ي متزايد م���ن الهجم���ات الإلكترونية‬ ‫ال�صينية‪.‬‬ ‫وقالت وزارة التجارة ال�ص���ينية ف���ي بيان �أن هذه‬ ‫الخطوة "تتعار�ض مع مبادئ التجارة النزيهة" النه‬ ‫ي�سعى للحد من م�ش���تريات التكنولوجيا ال�صينية‬ ‫و�صادرات االقمار الإ�صطناعية لل�صين‪.‬‬ ‫انخف����ض الدين الحكومي ف���ي منطقة اليورو‬ ‫للم���رة الأولى في نحو ‪� 6‬أعوام وف���ق بيانات الربع‬ ‫الثالث من ‪ ،2013‬مما يعزز م�ؤ�شرات التعافي من‬ ‫�أزمة الديون ال�سيادية‪.‬‬ ‫وبلغت ديون ‪ 17‬دول���ة تتعامل باليورو ‪8.842‬‬ ‫تريليونات ي���ورو (‪ 11.98‬تريلي���ون دوالر) في‬ ‫الف�ص���ل الثالث من العام الما�ض���ي (‪ %92.7‬من‬ ‫الناتج المحلي الإجمالي للمنطقة) مقابل ‪8.875‬‬ ‫تريليونات �أورو (‪ )%93.4‬في الربع ال�سابق‪.‬‬ ‫واعل���ن مكت���ب �إح�ص���اءات االتح���اد الأوروب���ي‬ ‫"�أورو�س���تات" �إنه �أول انخفا����ض بالقيم المطلقة‬ ‫من���ذ الربع الأخير م���ن ‪ .2007‬وانخف�ض���ت ديون‬ ‫�أكب���ر ‪ 3‬اقت�ص���ادات �أوروبي���ة‪� ،‬إذ �س���جلت �ألمانيا‬ ‫‪ %78.4‬م���ن النات���ج المحل���ي‪ ،‬وفرن�س���ا �إل���ى‬ ‫‪ ،%92.7‬وايطاليا �إلى ‪ %132.9‬من ‪%133.3‬‬ ‫في الربع ال�سابق‪ ،‬لكنه يظل ثاني �أعلى ن�سبة بعد‬ ‫اليونان‪.‬‬ ‫ك�شفت مجموعة الفنادق الأميركية "ماريوت"‬ ‫�أنها و�ض���عت اللم�س���ات الأخيرة على �صفقة �شراء‬ ‫مجموع���ة "بروتي���ا" التي تعد �أكبر �سل�س���لة فنادق‬ ‫في افريقيا‪ ،‬والتي تنوي �شراءها في مقابل ‪186‬‬ ‫ملي���ون دوالر‪ .‬ووف���ق البي���ان‪ ،‬تعت���زم "ماريوت"‬ ‫و"بروتي���ا" عق���د ه���ذه ال�ص���فقة ف���ي ‪ 1‬ني�س���ان‬ ‫(�إبريل) ‪.2014‬‬ ‫وتدي���ر مجموع���ة "بروتي���ا" (مقره���ا ف���ي جن���وب‬ ‫افريقي���ا) ‪� 10‬آالف و‪ 148‬غرف���ة في ‪ 116‬فندقا‬ ‫في جن���وب افريقي���ا وزامبي���ا ونيجيري���ا وناميبيا‬ ‫ومالوي و�أوغندا وتنزانيا‪.‬‬ ‫وت�ض���م مجموعة "ماريوت" المدرجة �أ�س���همها في‬ ‫بور�ص���ة "نازداك" ‪ 3900‬فندق في �أنحاء العالم‪،‬‬ ‫وتقدر قيمتها حاليا بنحو ‪ 15,4‬مليار دوالر‪.‬‬ ‫‪Issue 16 - February - 2014‬‬

‫‪19‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون دولية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫المفكرة الدولية‬

‫�أزمات المال والمياه والتغير البيئي �أبرز الأخطار عالمي ًا‬ ‫ق� � ّوم "المنت ��دى الإقت�ص ��ادي العالم ��ي" ف ��ي‬ ‫تقري ��ر ع ��ن ال�سني ��ن الع�ش ��ر المقبل ��ة‪31 ،‬‬ ‫خط ��راً م ��ن الأخط ��ار ذات ال�سم ��ة العالمي ��ة في‬ ‫طبيعته ��ا‪ ،‬والق ��ادرة عل ��ى �إح ��داث ت�أثي ��ر �سلب ��ي‬ ‫ب ��ارز عل ��ى �إمت ��داد كل ال ��دول والقطاع ��ات حال‬ ‫حدوثه ��ا‪ .‬و�صن ��ف الأخط ��ار �إقت�صادي ��ة وبيئي ��ة‬ ‫وجيو�سيا�سية ومجتمعية وتكنولوجية‪ .‬و�شارك‬ ‫في ��ه �أكث ��ر م ��ن ‪ 700‬خبي ��ر عالم ��ي �ساهم ��وا في‬ ‫كتابة تقرير الأخطار العالمية لعام ‪.2014‬‬ ‫وق ّوم التقرير في نظرة م�ستقبلية‪� ،‬أن الأخطار‬ ‫الأكث ��ر احتم ��ا ًال للح ��دوث‪ ،‬ه ��ي التف ��اوت ف ��ي‬ ‫الدخ ��ل‪ ،‬والظ ��روف المناخي ��ة القا�سي ��ة‪ ،‬والتي‬ ‫يحتم ��ل �أن تت�سبب في ح ��دوث �صدمة منهجية‬ ‫عل ��ى ال�صعي ��د العالم ��ي‪ ،‬تليها �أخط ��ار البطالة‬ ‫ونق� ��ص الي ��د العامل ��ة‪ ،‬والتغي ��ر المناخ ��ي‪،‬‬ ‫والهجمات الإلكترونية‪.‬‬ ‫و�صن ��ف الأزم ��ات المالي ��ة على �أنه ��ا �أخطار ذات‬ ‫ق ��درة على �إح ��داث الت�أثير الأكبر ف ��ي الأنظمة‬ ‫وال ��دول على �إمت ��داد ال�سني ��ن الع�ش ��ر المقبلة‪،‬‬ ‫ويل ��ي هذا الخطر االقت�ص ��ادي خطران بيئيان‪،‬‬ ‫هم ��ا التغي ��ر المناخ ��ي و�أزم ��ات المي ��اه‪ ،‬ث ��م‬ ‫البطال ��ة ونق� ��ص العمال‪ ،‬و�أخي ��راً انهيار البنية‬ ‫التحتي ��ة لأنظم ��ة المعلوم ��ات ال ��ذي يُ�ص ّن ��ف‬ ‫خطراً تكنولوجياً‪.‬‬ ‫وقال ��ت كبي ��رة الخب ��راء االقت�صاديي ��ن ف ��ي‬ ‫"المنت ��دى الإقت�ص ��ادي العالم ��ي" جنيف ��ر‬ ‫بالن ��ك‪" :‬كل خط ��ر ورد ف ��ي التقري ��ر ينط ��وي‬ ‫عل ��ى ق ��درة لإح ��داث الف�ش ��ل عل ��ى النط ��اق‬ ‫العالم ��ي‪ ،‬وم ��ع ذلك‪ ،‬ف� ��إن الطبيع ��ة المترابطة‬ ‫له ��ذه الأخط ��ار هي التي تجع ��ل �آثارها ال�سلبية‬ ‫ب ��ارزة كما ل ��و كان لها �أث ��ر م�ضاع ��ف‪ .‬و�إذا �أردنا‬ ‫الت�ص ��دي له ��ا‪ ،‬فيج ��ب �أن تت�ضاف ��ر كل جه ��ود‬ ‫الأط ��راف المعني ��ة لمعالج ��ة وج ��ود �أخط ��ار‬ ‫كارثي ��ة م ��ن حولن ��ا‪ ،‬والتك ّي ��ف معه ��ا ف ��ي عال ��م‬ ‫اليوم"‪.‬‬ ‫وت�ضمن تقرير الأخط ��ار العالمية ‪� 2014‬أي�ضاً‪،‬‬ ‫مجموع ��ة م ��ن التحقيق ��ات الخا�ص ��ة ح ��ول‬ ‫ث�ل�اث حاالت مح ��ددة ت�شمل الخط ��ر المتزايد‬ ‫للهجمات الإلكتروني ��ة على ال�شبكة العنكبوتية‬ ‫العالمي ��ة‪ ،‬والتعقي ��د المتزاي ��د للأخط ��ار‬

‫‪18‬‬

‫العدد ‪� - 16‬شباط (فرباير) ‪٢٠١4 -‬‬

‫م�ؤتمر "دافو�س"‪ :‬تكلم كثير ًا عن الم�شاكل التي تواجه عالم اليوم‬

‫الجيو�سيا�سي ��ة ف ��ي وق ��ت ي�شهد تح ��رك العالم‬ ‫نح ��و حال ��ة توزي ��ع متع ��ددة الأقط ��اب لل�سلط ��ة‬ ‫والنفوذ‪ ،‬و�أخيراً بطالة ال�شباب‪.‬‬ ‫ور�صد التقرير خ�صو�صاً‪ ،‬التحديات المزدوجة‬ ‫الت ��ي تواج ��ه البالغين ممن هم ف ��ي �سن العمل‬ ‫ف ��ي العق ��د الحال ��ي‪ ،‬والمتمثل ��ة ف ��ي تناق� ��ص‬ ‫فر� ��ص العم ��ل وارتف ��اع تكالي ��ف التعلي ��م‪ ،‬كم ��ا‬ ‫ير�صد �أي�ضاً ت�أثير ذلك في اال�ستقرار ال�سيا�سي‬ ‫واالجتماع ��ي‪ ،‬والتنمية االقت�صادية‪ .‬ومع بحث‬ ‫�أكث ��ر م ��ن ‪ 50‬ف ��ي المئة م ��ن ال�شب ��اب حالياً في‬ ‫بع� ��ض الأ�س ��واق المتقدمة عن العم ��ل‪ ،‬و�إرتفاع‬ ‫العمالة غير الر�سمي ��ة في الدول النامية حيث‬ ‫يعي� ��ش ‪ 90‬ف ��ي المئ ��ة م ��ن �شب ��اب العال ��م‪ ،‬يقدم‬ ‫ُتب�ص ��رة ح ��ول كيفي ��ة �إم ��كان‬ ‫التقري ��ر نظ ��رة م ّ‬ ‫التخفي ��ف م ��ن وط� ��أة بع� ��ض ه ��ذه الأخطار من‬ ‫خالل ن�شر التدابي ��ر التكنولوجية وغيرها من‬ ‫تدابير‪.‬‬ ‫وق ��ال كبي ��ر مديري الأخط ��ار ل�شرك ��ة «�سوي�س‬ ‫ري» للت�أمي ��ن ديفي ��د ك ��ول‪" :‬نتيج ��ة للأزم ��ة‬ ‫المالية والعولمة‪ ،‬يكاف ��ح الجيل الأ�صغر عمراً‬ ‫م ��ن ال�شباب في الأ�سواق المتقدمة �ضمن �سوق‬ ‫عم ��ل مت�ضائ ��ل وم ��ع حاج ��ة مجتمعي ��ة لدع ��م‬ ‫ال�س ��كان ف ��ي �س ��ن ال�شيخوخ ��ة‪ .‬وف ��ي الأ�س ��واق‬ ‫النا�شئ ��ة تتنامى فر�ص العمل‪ ،‬في وقت ال تزال‬ ‫المه ��ارات المطلوبة على نط ��اق وا�سع من �أجل‬ ‫ق ��وة عامل ��ة متنوع ��ة‪ ،‬ال تلبي الطل ��ب المرجو‪.‬‬

‫ويج ��ب علين ��ا الآن �إ�ش ��راك الجي ��ل الجدي ��د‬ ‫لمناق�ش ��ة حل ��ول عملي ��ة وفق� �اً ل�شروط ��ه‪ ،‬م ��ع‬ ‫القدرة على خلق نظم تعليمية منا�سبة‪ ،‬و�أ�سواق‬ ‫عمل ذات فعالية‪ ،‬وتبادل المهارات ذات الكفاءة‪،‬‬ ‫وت�شكيل م�ستقبل م�ستدام نعتمد عليه جميعاً"‪.‬‬ ‫وق ��دم التقري ��ر �أربع ��ة تهدي ��دات رئي�سي ��ة ف ��ي‬ ‫عال ��م الي ��وم المتع ��دد الأقط ��اب‪ ،‬يمك ��ن �أن‬ ‫ي�ؤث ��ر كل منه ��ا ف ��ي الإ�ستق ��رار العالم ��ي ف ��ي‬ ‫ال�سن ��وات الخم� ��س �إل ��ى الع�ش ��ر المقبل ��ة ت�شمل‬ ‫�أو ًال‪ ،‬حال ��ة ال�ضبابي ��ة ف ��ي الأ�س ��واق النا�شئ ��ة‪،‬‬ ‫حي ��ث �أ�صبح ��ت الرئي�سية منها ف ��ي العالم غير‬ ‫م�ستق ��رة نتيج ��ة �ضغوط اجتماعي ��ة �أو �سيا�سية‬ ‫�أو اقت�صادي ��ة‪ .‬ثاني� �اً‪ ،‬الخالف ��ات التجاري ��ة‬ ‫وال�سيا�سي ��ة بي ��ن ال ��دول‪ ،‬حيث ت�صب ��ح التجارة‬ ‫والإ�ستثم ��ار م�ستخدمي ��ن ف ��ي �ش ��كل متزاي ��د‬ ‫كبدي ��ل من القوة الجيو�سيا�سي ��ة‪ ،‬مع زيادة ب�ؤر‬ ‫التوت ��ر نتيج ��ة لذل ��ك‪ .‬ثالث� �اً‪� ،‬إنت�ش ��ار ال�ص ��راع‬ ‫ذي الم�ست ��وى المنخف� ��ض‪ ،‬والناجم عن التغير‬ ‫التكنولوج ��ي و�إحج ��ام الق ��وى الكب ��رى ع ��ن‬ ‫التدخ ��ل‪ ،‬م ��ا م ��ن �ش�أن ��ه �أن يت�س ��ع ب�سهول ��ة �إلى‬ ‫حرب وا�سعة النط ��اق‪ .‬رابعاً‪� ،‬إحراز تقدم بطيء‬ ‫ف ��ي ما يتعلق بالتحدي ��ات العالمية‪ ،‬حيث ي�ؤدي‬ ‫�إ�ستم ��رار الجمود في م�ؤ�س�سات الحكم العالمية‬ ‫�إل ��ى الف�ش ��ل ف ��ي معالج ��ة التحدي ��ات البيئي ��ة‬ ‫كاف‪ ،‬وه ��ي تحديات ذات‬ ‫والتنموي ��ة عل ��ى نح ��و ٍ‬ ‫طبيعة عالمية‪.‬‬


‫بقلم الدكتور جا�سم عجاقة*‬

‫ر�أي مراقب‬

‫لبنان‪ :‬مستقبل إقتصادي مظلم‬ ‫يلوح في األفق‬ ‫يعي� ��ش لبن ��ان منذ فت ��رة عل ��ى �إيقاعات‬ ‫الأزم ��ة ال�سورية �إلى درجة �أن الأحداث‬ ‫في ��ه �ص ��ارت رديف ��ة لما يحدث ف ��ي بالد ال�ش ��ام‪ .‬و�إذا‬ ‫كان ��ت هذه الأزمة �أثبتت م ��دى التعلق الع�ضوي بين‬ ‫الإقت�صادي ��ن اللبنان ��ي وال�سوري‪ ،‬ف� ��إن نهو�ضهما لن‬ ‫يتم بالوتيرة عينها‪.‬‬ ‫تتخب ��ط �سوريا من ��ذ ثالثة �سنوات ف ��ي حرب دموية‬ ‫ق�ض ��ت عل ��ى كل مق ّوم ��ات �إقت�صاده ��ا بم ��ا فيه ��ا‬ ‫البني ��ة التحتي ��ة‪ .‬وه ��ذه الأح ��داث الت ��ي كان ��ت ف ��ي‬ ‫الب ��دء تظاه ��رات �سلمي ��ة �ض ��د الفق ��ر والحرمان‪ ،‬تم‬ ‫�إ�ستغالله ��ا م ��ن قب ��ل ق ��وى خارجي ��ة لتتط� � ّور �إل ��ى‬ ‫معارك طاحنة �أودت بحياة الآالف من الأبرياء‪.‬‬ ‫لك ��ن ت�أثير ه ��ذه الحرب لم يكن ف ��ي الداخل ال�سوري‬ ‫وح ��ده ب ��ل ّ‬ ‫تخط ��ى الح ��دود و�إت�سع ��ت رقع ��ة �إنت�ش ��اره‬ ‫لت�شم ��ل منطق ��ة ال�ش ��رق الأو�س ��ط ب�أكمله ��ا‪ .‬ولبن ��ان‪،‬‬ ‫الحلق ��ة الأ�ضعف بين ه ��ذه ال ��دول‪ ،‬كان �أكثر البلدان‬ ‫ال ُمت�ض ��ررة عل ��ى كاف ��ة ال�صع ��د حيث �أخ ��ذت الأحداث‬ ‫الأمني ��ة منحن ��ى درامي� �اً خ�صو�ص� �اً م ��ع �إنغما� ��س‬ ‫الأفرق ��اء اللبنانيي ��ن ف ��ي الم�ستنقع ال�س ��وري‪ ،‬تمثلت‬ ‫بمواجه ��ات ع�سكري ��ة وتفجي ��رات تتنقل ف ��ي المناطق‬ ‫اللبناني ��ة‪ .‬وعلى ال�صعي ��د ال�سيا�سي‪� ،‬أ�صب ��ح الإنق�سام‬ ‫الح ��اد يُ�شب ��ه �إلى ح ��د كبير الإنق�سام ال ��ذي كان قائماً‬ ‫قبي ��ل �أح ��داث ال�سابع من �أيار (ماي ��و)‪ .‬و�إذا لم تندلع‬ ‫حت ��ى الأن حرب عل ��ى ن�سق ما يجري ف ��ي �سوريا‪ ،‬ف�إن‬ ‫المكوّنات الأ�سا�سية لحرب �شاملة ومفتوحة موجودة‬ ‫كله ��ا (�أ�سلحة‪ ،‬خالف ��ات‪� ،‬إحتقان‪ .)...‬وعل ��ى ال�صعيد‬ ‫الإقت�ص ��ادي‪ ،‬د ّك ��ت الأزم ��ة ال�سورية هي ��اكل الإقت�صاد‬ ‫اللبناني في كل جوانبه حيث لم يب َق من مقوّمات له‪.‬‬ ‫والإقت�ص ��اد اللبنان ��ي ال يعان ��ي م ��ن تداعي ��ات الأزمة‬ ‫ال�سوري ��ة فح�س ��ب‪ ،‬ب ��ل هن ��اك م ��ا ه ��و خا� ��ص بلبنان‬ ‫نف�سه‪ .‬فالأحداث التي تع�صف به منذ �إنتهاء الحرب‬ ‫الأهلي ��ة فيه وبوتي ��رة خم�س �سن ��وات‪� ،‬أدت �إلى �ضرب‬ ‫هيكلية الإقت�صاد على الأمد الطويل وذلك عبر‪:‬‬ ‫• ف�ساد م�ست�ش ٍر في كل وزارات الدولة ودوائرها‬ ‫كم ��ا ف ��ي القط ��اع الخا� ��ص‪ ،‬م ��ا �أدّى �إل ��ى �إف�شال‬ ‫كل الم�شاري ��ع الإنمائي ��ة والإقت�صادي ��ة وهروب‬ ‫ال ُم�ستثمري ��ن الذي ��ن ال ينتم ��ون �إل ��ى ه ��ذه‬ ‫الثقافة؛‬ ‫• ت�ض ��ارب الم�صال ��ح بي ��ن الطبق ��ة ال�سيا�سي ��ة‬ ‫وطبق ��ة رج ��ال الأعم ��ال‪ ،‬الأم ��ر ال ��ذي �صب ��غ‬ ‫ال�س ��وق اللبناني ��ة ب�صف ��ة التحي ��ز (‪)Bias‬‬

‫• ‬

‫• ‬

‫• ‬

‫• ‬

‫• ‬

‫• ‬

‫و�ضرب ��ت ال�شفافي ��ة الت ��ي ه ��ي �إح ��دى دعائ ��م‬ ‫ال�سوق الحرة؛‬ ‫ع ��دم �أهلي ��ة �أ�صح ��اب الق ��رار الذي ��ن يعتل ��ون‬ ‫المنا�ص ��ب ب�سب ��ب �إنتمائه ��م لطائف ��ة مع ّين ��ة‬ ‫�أو ح ��زب معي ��ن م ��ن دون �أخ ��ذ الكف ��اءة بعي ��ن‬ ‫الإعتبار‪ .‬وهذا كان له �أثره على الإ�ستراتيجيات‬ ‫الإقت�صادية وال�سيا�سية للبنان؛‬ ‫عج ��ز مزمن ف ��ي الموازن ��ة العام ��ة �أ�صبح �شبه‬ ‫طبيع ��ي حي ��ث ُتق ��دم م�شاري ��ع الموازن ��ات م ��ع‬ ‫عج ��ز ملح ��وظ في الم�ش ��روع ّ‬ ‫يتخط ��ى المنطق‬ ‫م ��ن ناحية حجم ��ه (‪ 5700‬مليار لي ��رة لبنانية)‬ ‫و�إ�ستمراريت ��ه‪ .‬وه ��ذا العج ��ز م ��ا ه ��و �إال نتيج ��ة‬ ‫اله ��در والف�ساد وغي ��اب الموازنات (�أخر موازنة‬ ‫تع ��ود �إل ��ى الع ��ام ‪ )2005‬حيث يت ��م ال�صرف على‬ ‫�أ�سا�س القاعدة الإثني ع�شرية من دون محا�سب‬ ‫�أو رقيب؛‬ ‫دين عام تراكم على مدى ال�سنين نتيجة عجز‬ ‫الموازن ��ة ونتيجة مل ��ف الكهرب ��اء الذي عجزت‬ ‫الحكوم ��ات بكاف ��ة �ألوانه ��ا و�إنتماءاتها عن حله‬ ‫وال ��ذي ي�ستنزف ثلث مدخ ��ول الدولة وبالتالي‬ ‫يتحول �إلى دين عام؛‬ ‫غي ��اب الإ�ستثم ��ارات ف ��ي القطاع ��ات الإنتاجية‬ ‫كال�صناع ��ة والزراع ��ة والقط ��اع الرقم ��ي‬ ‫والتكنولوجي ��ا‪ ،‬وتحدي ��د الإ�ستثم ��ارات ف ��ي‬ ‫القط ��اع العق ��اري وال�سياح ��ي والخدم ��ات‪.‬‬ ‫و�إعتم ��اد الهيكلي ��ة الإقت�صادي ��ة عل ��ى ه ��ذه‬ ‫القطاع ��ات الأخي ��رة �أثب ��ت ف�شل ��ه عن ��د �أول هزة‬ ‫�أمنية؛‬ ‫�إعتم ��اد الم�ص ��ارف اللبناني ��ة �سيا�س ��ة قرو� ��ض‬ ‫تق�شفي ��ة م ��ع القط ��اع الخا� ��ص ف ��ي م ��ا يخ� ��ص‬ ‫الإ�ستثم ��ارات‪ ،‬و�إكتفا�ؤه ��ا بتموي ��ل الإ�سته�ل�اك‬ ‫و�إعط ��اء القرو� ��ض للقطاع العام‪ .‬وه ��ذا كان له‬ ‫�أثره الوا�ضح في الهيكلية الإقت�صادية اللبنانية‬ ‫التي ُتعتبر ه�شة؛‬ ‫هج ��رة �أ�صح ��اب الكفاءات اللبناني ��ة �إلى الخارج‬ ‫لع ��دم ق ��درة الإقت�ص ��اد عل ��ى �إ�ستيعابه ��م فكري� �اً‬ ‫وعددي� �اً‪ .‬وه ��ذا ح ��رم لبن ��ان م ��ن طاق ��ة فكري ��ة‬ ‫هائل ��ة كان ��ت ل ُت�ش ��كل رافعة للإقت�ص ��اد لو كانت‬ ‫الدول ��ة �أ ّمن ��ت له ��م مراك ��ز للأبح ��اث التي هي‬ ‫�أ�سا� ��س التط ��ور الإقت�ص ��ادي مم ��ا خل ��ق تبعي ��ة‬ ‫�إقت�صادية هائلة؛‬

‫• ويتغن ��ى الكثي ��ر م ��ن الم�س�ؤولي ��ن اللبنانيي ��ن‬ ‫بمتان ��ة القط ��اع الم�صرف ��ي وال ��ذي �إ�ستط ��اع‬ ‫حاك ��م م�صرف لبن ��ان ريا�ض �سالم ��ة عزله عن‬ ‫كل العوا�ص ��ف الإقليمي ��ة والداخلي ��ة‪ .‬لكن على‬ ‫الرغ ��م م ��ن الحج ��م الهائ ��ل للودائ ��ع والأموال‬ ‫الخا�ص ��ة للم�ص ��ارف‪ ،‬ال يت ��م �إ�ستثم ��ار ه ��ذه‬ ‫الأم ��وال ف ��ي الإقت�ص ��اد (�إ�ستثم ��ار و�إ�ستهالك)‬ ‫ب ��ل ُت�ستخ ��دم (ق�س ��م كبي ��ر منه ��ا) ف ��ي تموي ��ل‬ ‫الدول ��ة اللبنانية (ح�صة الم�ص ��ارف من الدين‬ ‫الع ��ام تف ��وق ال� �ـ ‪ .)%60‬مم ��ا يعن ��ي �أن وجوده ��ا‬ ‫يخ ��دم هدفي ��ن ‪ :‬الأول الحف ��اظ عل ��ى الثب ��ات‬ ‫النق ��دي‪ ،‬والثاني دع ��م المالية العام ��ة‪� .‬أما في‬ ‫الإقت�ص ��ادات المتط ��ورة‪ ،‬فالهدف ��ان الأ�سا�سيان‬ ‫للم�ص ��ارف تتمث ��ل بالثب ��ات النق ��دي وتموي ��ل‬ ‫الإقت�ص ��اد‪ .‬لك ��ن ال حيل ��ة �أم ��ام الم�ص ��ارف‬ ‫اللبناني ��ة الت ��ي �إذا �إمتنع ��ت ع ��ن تموي ��ل الدولة‬ ‫�س ُت�سرع في �إفال�سها‪.‬‬ ‫• وق ��د دف ��ع �إكت�ش ��اف النف ��ط ف ��ي المنطق ��ة‬ ‫الإقت�صادي ��ة الخال�ص ��ة مقاب ��ل ال�سواح ��ل‬ ‫اللبناني ��ة‪ ،‬العدي ��د م ��ن الم�س�ؤولي ��ن والخب ��راء‬ ‫�إل ��ى التفا�ؤل بنهاي ��ة �سعيدة للم�ش ��اكل المالية‪،‬‬ ‫لك ��ن الإنق�سام ��ات ال�سيا�سي ��ة على مل ��ف النفط‬ ‫�أبع ��دت كل �أم ��ل بق ��رب �إ�ستخ ��راج النف ��ط ومعه‬ ‫الأمال بخال�ص قريب‪.‬‬ ‫كل ه ��ذه العوام ��ل دفعت وكاالت الت�صني ��ف العالمية‬ ‫�إل ��ى تخفي� ��ض الت�صني ��ف الإئتمان ��ي للبن ��ان وال ��ذي‬ ‫يقت ��رب يوماً بعد ي ��وم من الإفال�س‪ .‬وه ��ذا التحليل‬ ‫دف ��ع الم�ص ��ارف العالمية التي تر�س ��م �إ�ستراتيجيتها‬ ‫التو�سعي ��ة الخارجية وفق خط ��ط مو�ضوعة م�سبقاً‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫�إل ��ى الإن�سح ��اب م ��ن لبن ��ان‪ .‬فم ��ن منظ ��ار ه ��ذه‬ ‫الم�ص ��ارف �أ�صبح ��ت الربحية في لبن ��ان غير مغرية‬ ‫حت ��ى ول ��و �إ�ستت ��ب الأمن وع ��ادت الأو�ض ��اع الى حالة‬ ‫طبيعي ��ة‪ .‬فال�س ��وق ال�سوري ��ة وعن ��د �إنته ��اء الح ��رب‪،‬‬ ‫�ست�ؤ ّم ��ن له ��ذه الم�ص ��ارف ربحي ��ة عالي ��ة ت�ستح ��ق‬ ‫معه ��ا حجز ر�أ�سم ��ال �إقت�ص ��ادي‪ .‬والأو�ضاع في لبنان‬ ‫ل ��ن تهد�أ �إال �إذا هد�أت الأو�ض ��اع في �سوريا‪ ،‬وفي هذه‬ ‫الحال ��ة �ستعم ��د الم�ص ��ارف العالمية �إل ��ى الإ�ستثمار‬ ‫ف ��ي الإقت�ص ��اد ال�س ��وري‪ ،‬حي ��ث يج ��ب �إع ��ادة بناء كل‬ ‫�ش ��يء تقريب� �اً‪ .‬م ��ن هن ��ا ن�ستنت ��ج �أن نم ��و الإقت�ص ��اد‬ ‫ال�س ��وري في حال توقفت الح ��رب �سيكون �أكبر و�أهم‬ ‫من النمو الإقت�صادي في لبنان‬

‫* خبير �إقت�صادي و�إ�ستراتيجي‬

‫‪Issue 16 - February - 2014‬‬

‫‪21‬‬



‫معركة الق�صير‪ :‬ولّدت �شائعات تفرّق‬

‫م ��ن دم�شق ‪ --‬حيث كان يقوم منذ العام ‪--1999‬‬ ‫�إلى العا�صمة القطري ��ة الدوحة‪ ،‬الراعية الرئي�سية‬ ‫للمتمردين ال�سوريي ��ن ولم�صر ما بعد مبارك حتى‬ ‫ع ��زل محمد مر�س ��ي‪" .‬لقد �أ ّيدنا النظ ��ام ال�سوري‬ ‫طالم ��ا �أن ��ه كان يقات ��ل الع ��دو الإ�سرائيل ��ي"‪ ،‬قال‬ ‫نائب وزير خارجي ��ة "حما�س" غازي حمد‪" ،‬ولكن‬ ‫عندما ب ��د�أ بقمع �شعبه قررن ��ا �أن نبتعد منه مع ما‬ ‫تمثله هذه الخطوة من خ�سارة كبيرة ل"حما�س""‪.‬‬ ‫وعل ��ى الرغم م ��ن �أن الحرك ��ة الإ�سالمي ��ة حاولت‬ ‫�إعطاء "ق�شرة" من الحياد بعد مغادرتها العا�صمة‬ ‫ال�سوري ��ة‪ � ،‬اّإل �أن بع� ��ض قادته ��ا لم ي�ستط ��ع التق ّيد‬ ‫به ��ذا النهج �إلى ما ال نهاية‪ .‬ف ��ي �شباط (فبراير)‬

‫ّ‬ ‫حث القائد الع�سكري‬ ‫لـ"حركة حما�س" مروان عي�سى‬ ‫الزعيم ال�سيا�سي خالد م�شعل على‬ ‫الحفاظ على خط مفتوح مع �إيران‪،‬‬ ‫وهي دعوة يدعمها �أحد الم�ؤ�س�سين‬ ‫للحركة محمود الزهار‬

‫‪� ،2012‬ألقى رئي�س وزراء "حما�س" �إ�سماعيل هنية‬ ‫كلم ��ة م�ؤ ّثرة في م�سجد الأزه ��ر في القاهرة‪ ،‬حيث‬ ‫�أ�شاد ب"�شعب �سوريا البطل الذي يجاهد من �أجل‬ ‫الحري ��ة والديموقراطي ��ة والإ�ص�ل�اح"‪ ،‬كم ��ا هتف‬ ‫الم�ص ّلون "ال لحزب اهلل ‪...‬ال لإيران"‪.‬‬ ‫من جهته �سعى "حزب اهلل" �إلى تجنب الإنف�صال‬ ‫العام والعلني عن الحركة الإ�سالمية الفل�سطينية‪،‬‬ ‫ورف� ��ض �إدانة ق ��رار الحركة بمغ ��ادرة �سوريا‪ ،‬كما‬ ‫�أ�صدر �أم ��ر ًا داخلي ًا بمنع المتحدثين ب�إ�سم الحزب‬ ‫م ��ن �إنتق ��اد نظرائه ��م الفل�سطينيي ��ن �إذ �أنه يعتبر‬ ‫على نحو متزايد ب�أن الإنتفا�ضة ال�سورية هي وليدة‬ ‫م�ؤام ��رة خارجية مد ّب ��رة لإ�ضع ��اف المقاومة �ضد‬ ‫�إ�سرائيل‪.‬‬ ‫وكان الأمي ��ن الع ��ام ل"ح ��زب اهلل" ال�سي ��د ح�سن‬ ‫ن�صراهلل �سريع� � ًا لتذكير الفل�سطينيي ��ن �أنه خالل‬ ‫الح ��رب بي ��ن �إ�سرائي ��ل و"ح ��زب اهلل" ف ��ي العام‬ ‫‪ 2006‬وعملية "الر�صا�ص الم�صبوب" الإ�سرائيلية‬ ‫ف ��ي قط ��اع غ ��زة (‪ ،)2009-2008‬ق ّدم ��ت �سوريا‬ ‫للمنظمتين الأ�سلحة والدع ��م الأمر الذي لم تفعله‬ ‫�أي دول ��ة عربي ��ة �أخ ��رى‪ .‬و�سخ ��ر م ��ن دول مجل�س‬ ‫التع ��اون الخليجي من طريق الطل ��ب منها ب�إر�سال‬ ‫�أ�سلح ��ة �إلى غزة‪ .‬وكان ه ��دف ن�صر اهلل في نهاية‬ ‫المطاف م ��ن ذلك ت�سليط ال�ض ��وء على واقع حياد‬ ‫دول الخلي ��ج ف ��ي ال�ص ��راع العرب ��ي الإ�سرائيل ��ي‬ ‫وتح� �دّي التفوي�ض القومي العربي الذي تدّعي حقه‬ ‫وحمله الدوحة والريا�ض‪.‬‬ ‫على الرغم من هذه المنا�شدات من �أجل الت�ضامن‬ ‫ف� ��إن التوت ��ر بين "حما� ��س" و"ح ��زب اهلل" ب�ش�أن‬ ‫�سوريا �ساء على مدى عامي ‪ 2012‬و‪ .2013‬في ربيع‬ ‫العام الفائت‪� ،‬أر�سل الحزب ال�شيعي اللبناني نخبة‬ ‫مقاتلي ��ه �إل ��ى �سوري ��ا لم�شاركة قوات نظ ��ام الأ�سد‬ ‫بط ��رد المتم ّردي ��ن م ��ن "الق�صير"‪ ،‬وه ��ي مدينة‬ ‫ذات �أهمية �إ�ستراتيجية على طول الحدود ال�سورية‬ ‫ اللبناني ��ة التي كان ��ت تحت �سيط ��رة المتمردين‬‫منذ تم ��وز (يولي ��و) ‪ .2012‬بعد �سبع ��ة ع�شر يوم ًا‬ ‫م ��ن القتال ال�شر�س‪ُ ،‬ط ��رد المتمردون من المدينة‬ ‫وعزي الإنت�ص ��ار �إلى حد كبير �إلى التدخل‬ ‫�أخير ًا‪ُ ،‬‬ ‫المبا�ش ��ر ل"ح ��زب اهلل"‪ .‬رد ًا على ذلك‪ ،‬حث �أحد‬ ‫زعم ��اء "حما� ��س" المقيم في م�ص ��ر علن ًا "حزب‬ ‫اهلل" " على �سحب قواته �سريع ًا من �سوريا للحفاظ‬ ‫على �أ�سلحته موجهة �ضد العدو ال�صهيوني"‪.‬‬ ‫ف ��ي المقاب ��ل‪� ،‬إ ّدع ��ت م�ص ��ادر "ح ��زب اهلل" �أن‬ ‫ن�شط ��اء "حرك ��ة حما�س" قد �ساع ��دوا الجهاديين‬ ‫ال�س ّنة في الق�صير بعد �إكت�شاف �أنفاق محفورة‬ ‫‪Issue 16 - February - 2014‬‬

‫‪23‬‬


‫الم�شرق العربي‬ ‫لبنان ‪ -‬فلسطين‬

‫يفرقهما‬ ‫الن�ضال �ضد �إ�سرائيل ّ‬ ‫يوحدهما وال�صراع في بالد ال�شام ّ‬

‫"حماس" و"حزب اهلل"‬ ‫إتفقا على أن يختلفا على سوريا‬ ‫�إ�س��تطاعت الحرب الأهلية في بالد ال�ش��ام �أن تفرّق منظمتين �إ�س��تطاعتا تغيير ميزان القوى في ال�ش��رق‬ ‫الأو�سط ل�سنوات‪" :‬حركة حما�س" الفل�سطينية ال�سنية و"حزب اهلل" اللبناني ال�شيعي‪ .‬وعلى الرغم من‬ ‫�أنهما دُعما ب�شكل كبير من حليفين م�شتركين فقد �إ�ستطاعت المذهبية والطائفية �أن تفرق بينهما‪ .‬ولكن‬ ‫هل هذا الفراق نهائي �أم �أنه م�ؤقت؟‬ ‫ولك ��ن يبدو �أن المجموعتين قد نظرتا �إلى �أبعد من‬ ‫الح ��رب الأهلية في بالد ال�شام‪ ،‬ووجدتا بعد جردة‬ ‫ح�ساب م ��ن �أنهما �ستخ�سران �أكث ��ر مما �ستربحان‬ ‫من الطالق التام العام‪ .‬وعلى الرغم من نوبات من‬ ‫الخطابة الملهبة للم�شاعر‪ ،‬فقد وافقت المنظمتان‬ ‫على ما يبدو �أن تختلفا على �سوريا مع الحفاظ على‬ ‫�شراكة �إ�ستراتيجية �ضد �إ�سرائيل ‪.‬‬

‫بيروت ‪ -‬رئيف عمرو‬ ‫بوالدتهما من الن�ض ��ال الم�شترك �ضد‬ ‫�إ�سرائيل بدعم من راعيين م�شتركين‪:‬‬ ‫�سوري ��ا و�إي ��ران‪� ،‬إ�ستطاع ��ت "حرك ��ة حما� ��س"‬ ‫الفل�سطيني ��ة ال�سني ��ة و"ح ��زب اهلل" اللبنان ��ي‬ ‫ال�شيع ��ي �أن يكون ��ا حليفي ��ن طبيعيين عل ��ى الرغم‬ ‫م ��ن الخالف ��ات المذهبي ��ة والطائفية‪ .‬من ��ذ �أوائل‬ ‫ت�سعينات القرن الفائت‪ ،‬عندما نفت تل �أبيب قيادة‬ ‫"حما�س" �إلى لبنان‪� ،‬أقام ��ت المجموعتان تحالف ًا‬ ‫وثيق� � ًا �ش ّكل توازن قوى جدي ��د ًا في ال�شرق الأو�سط‬ ‫لعقود‪.‬‬ ‫لك ��ن الأزمة في �سوري ��ا مزّقت "مح ��ور المقاومة"‬ ‫القدي ��م عندم ��ا دخل ��ت ق ��وى �إقليمية عل ��ى الخط‬ ‫ومنح ��ت المنظمتي ��ن دوري ��ن متعار�ضي ��ن ف ��ي‬ ‫ال�ص ��راع‪ ،‬الأمر الذي جلب توت ��ر ًا غير م�سبوق �إلى‬ ‫عالقتهما‪ .‬بينما حارب مقاتلو "حزب اهلل" وماتوا‬ ‫م ��ن �أج ��ل ب�ش ��ار الأ�سد ف ��ي بع�ض �أ�شر� ��س معارك‬ ‫الح ��رب الأهلي ��ة ال�سورية‪� ،‬ألق ��ت "حركة حما�س"‬ ‫بثقلها مع المتمردي ��ن‪ ،‬و تراجعت ب�شكل �أعمق �إلى‬ ‫�أح�ضان القوى الإ�سالمية ال�سنية في المنطقة‪.‬‬ ‫لبع� ��ض الوقت‪ ،‬ب ��دا وك�أن ال�شراكة ق ��د �إنتهت �إلى‬ ‫الأبد‪ ،‬م ��ع دعوة الحرك ��ة الإ�سالمي ��ة الفل�سطينية‬ ‫"ح ��زب اهلل" �إل ��ى الإن�سح ��اب من �سوري ��ا و�إتهام‬ ‫الح ��زب اللبنان ��ي بدوره "حرك ��ة حما�س" بتهريب‬ ‫ال�س�ل�اح والتكنولوجي ��ا �إل ��ى الجهاديي ��ن ال�سن ��ة‪.‬‬

‫‪22‬‬

‫العدد ‪� - 16‬شباط (فرباير) ‪٢٠١4 -‬‬

‫ال�سيد ح�سن ن�صرالله‪ :‬لم يقطع �شعرة معاوية مع "حما�س"‬ ‫ّ‬

‫يبدو �أن "حزب اهلل"‬ ‫و"حركة حما�س" قد نظرا �إلى �أبعد‬ ‫من الحرب الأهلية في بالد ال�شام‪،‬‬ ‫ووجدا بعد جردة ح�ساب من �أنهما‬ ‫�سيخ�سران �أكثر مما �سيربحان من‬ ‫الطالق التام العام‬

‫قدم في النار‬ ‫خوف� � ًا م ��ن تنفي ��ر �أ�سيادهم ��ا �أو ال�ش ��ارع العربي‪،‬‬ ‫تج ّن ��ب كل م ��ن "حرك ��ة حما� ��س" و"ح ��زب اهلل"‬ ‫بح ��ذر �إتخ ��اذ �أي موق ��ف ق ��وي خ�ل�ال المراح ��ل‬ ‫الأول ��ى لل�صراع ال�س ��وري في الع ��ام ‪ .2011‬ولكن‬ ‫حت ��ى ذل ��ك الحين كانت هن ��اك تلميح ��ات �إلى �أن‬ ‫حيادهم ��ا ال يمك ��ن �أن ي ��دوم‪ .‬على �سبي ��ل المثال‪،‬‬ ‫مث ��ل "حما�س"‪ ،‬ح ��ثّ "حزب اهلل" نظ ��ام دم�شق‬ ‫عل ��ى الدخول في حوار مع المعار�ضة‪ ،‬ولكن خالف ًا‬ ‫للحركة الإ�سالمية الفل�سطينية ف�إن الحزب �سحب‬ ‫و�ألغ ��ى هذا االقتراح‪ ،‬على الأرجح تحت �ضغط من‬ ‫طهران‪.‬‬ ‫وفيم ��ا �أ�صبحت القوى الإقليمي ��ة والدولية متو ّرطة‬ ‫ب�ش ��كل متزايد في الأح ��داث ال�سورية‪ ،‬تع ّر�ضت كل‬ ‫من المجموعتين �أي�ض ًا �إل ��ى �ضغوط لإتخاذ موقف‬ ‫من �ش�أنه �أن يحدّد موقفيهما بالن�سبة �إلى ال�صراع‪.‬‬ ‫في كانون الأول (دي�سمبر) ‪� ،2011‬أقدمت "حركة‬ ‫حما� ��س" على خطوة جريئة بنقل مكتبها ال�سيا�سي‬


‫المغرب العربي ¶ تون�س‬ ‫عالقاته ��ا م ��ع "حزب اهلل"‪ .‬في �أيل ��ول (�سبتمبر)‬ ‫‪ ،2013‬بع ��د �أ�سابيع عدة م ��ن الإجتماعات‪� ،‬أعلنت‬ ‫"حركة حما�س" و"حزب اهلل" ب�أنهما �شكال �إتفاق ًا‬ ‫�أق ��وى مع الجمهورية الإ�سالمي ��ة لتح�صين "محور‬ ‫المقاومة" المتر ّنح‪.‬‬

‫و�أجهزة �إيرانية فيها كان الحزب اللبناني قد نقلها‬ ‫�إلى الحرك ��ة الفل�سطينية الإ�سالمي ��ة لإ�ستخدامها‬ ‫في غ ��زة‪ .‬وكان ه ��ذا االتهام قاتم ًا ب�ش ��كل خا�ص‪،‬‬ ‫لأن "ح ��زب اهلل" فق ��د العدي ��د م ��ن �أف ��راده ف ��ي‬ ‫�أنفاق ّ‬ ‫مفخخ ��ة في �أثناء الح�ص ��ار‪ .‬ونفت �سلطات‬ ‫"حما� ��س" ب�إ�ستم ��رار ه ��ذه الإدع ��اءات‪ ،‬ولك ��ن‬ ‫�شائع ��ات �أخ ��رى �إ�سنم ��رت ف ��ي الإنت�ش ��ار‪ ،‬بما في‬ ‫ذل ��ك �أن �أع�ضاء من "حما� ��س" قاتلوا �ضد النظام‬ ‫ال�سوري في مخيم اليرموك لالجئين الفل�سطينيين‬ ‫في دم�شق‪.‬‬

‫تقارب؟‬ ‫م ��ع و�صول التوترات �إلى ال ��ذروة‪� ،‬إجتمع م�س�ؤولون‬ ‫م ��ن "حرك ��ة حما�س" و"ح ��زب اهلل" ف ��ي بيروت‬ ‫ال�صي ��ف الفائ ��ت في محاول ��ة لإ�ستع ��ادة العالقة‪.‬‬ ‫من ��ذ ذلك الحين‪� ،‬أ�ص� � ّر متحدّثون ب�إ�سم كل فريق‬ ‫ب�أل ��م على �إتفاقهما على �أن يختلفا في �سوريا وعلى‬ ‫موا�صلة تعاونهما على جبهات �أخرى‪.‬‬ ‫في بيروت‪ ،‬وا�صل بع�ض ممثلي "حما�س" �إت�صاالته‬ ‫م ��ع ايران‪ ،‬التي يقال �أنه ��ا خ ّف�ضت دعمها للحركة‬ ‫الفل�سطينية الإ�سالمية في �أعقاب رحيلها من بالد‬ ‫ال�ش ��ام‪ .‬وهذا التطور على ما يب ��دو �أقلق خ�صو�ص ًا‬ ‫�أع�ضاء الجناح الع�سكري ل"حركة حما�س"‪ ،‬الذي‬ ‫يعتمد �إعتماد ًا كبير ًا على الأ�سلحة التي يتل ّقاها من‬ ‫طه ��ران‪ .‬لذا‪ ،‬عاك�س� � ًا الإنق�سام ��ات داخل الحركة‬ ‫ح ��ول كيفية التعام ��ل مع ال�ص ��راع ال�س ��وري‪ ،‬حثّ‬ ‫القائد الع�سكري ل"حرك ��ة حما�س" مروان عي�سى‬ ‫الزعي ��م ال�سيا�سي خالد م�شعل عل ��ى الحفاظ على‬ ‫خ ��ط مفتوح م ��ع �إيران‪ ،‬وه ��ي دع ��وة يدعمها �أحد‬ ‫الم�ؤ�س�سين للحركة محمود الزهار‪.‬‬ ‫ف ��ي حين كان المفاو�ضون م ��ن المنظمتين يعملون‬ ‫على �إعادة بناء العالقات‪ ،‬كانت الأحداث الإقليمية‬ ‫تعيد �صوغ الميدان‪ .‬فيما �إ�ستمرت الحرب في �سوريا‬ ‫ب�شرا�ستها وبد�أت ف�صائل متمردة متناف�سة تتحول‬ ‫�ض ��د بع�ضه ��ا بع�ض ًا‪ ،‬ح ��دث �إنقالب ع�سك ��ري ه ّز‬ ‫م�ص ��ر ُطردت على �أ�سا�س ��ه الحكومة المنتخبة من‬ ‫"الإخ ��وان الم�سلمين"‪ ،‬و�إ�ستع ��اد الجي�ش العلماني‬ ‫ال�سلط ��ة‪ ،‬و �أعيد ع ��زل الحدود بين غ ��زة وم�صر‪.‬‬ ‫لق ��د و ّلى حلم "حما�س" الذي يقول بتوازن �إقليمي‬ ‫جديد للقوى قائم على ت�سلم "الإخوان الم�سلمين"‬ ‫ال�سلطة في م�صر وغزة و �سوريا‪ .‬وفي الوقت عينه‪،‬‬ ‫وا�صلت دولة قطر تقديم �إقامة �سيا�سية لـ"حما�س"‬ ‫في الدوح ��ة ودعمت ب�سخ ��اء م�شاري ��ع التنمية في‬ ‫غزة‪ ،‬ولكن ثبت �أن الدولة الخليجية ال�صغيرة غير‬

‫تذكر الرهانات‬

‫خالد م�شعل‪ :‬لماذا �إختار الدوحة؟‬

‫�إ�سماعيل هنية‪ :‬ت�أييد ال�شعب ال�سوري‬

‫راغب ��ة في تقديم الم�ساع ��دة الع�سكرية التي كانت‬ ‫تعتم ��د عليها المنظم ��ة الفل�سطينية الإ�سالمية من‬ ‫�إيران‪.‬‬ ‫هذه التطورات م ّه ��دت الطريق �إلى �إعادة التقارب‬ ‫بي ��ن "حما� ��س" وطهران بع ��د �سنتين م ��ن تدهور‬ ‫العالقات والتي ع ّثرت بدورها الطريق �أمام تطبيع‬

‫حتى لو بد�أ "حزب اهلل" بهدوء‬ ‫�إعادة النظر في دوره في �سوريا‪ ،‬ف�إن‬ ‫راعيته �إيران ‪ -‬الذي يرتبط فيها‬ ‫ب�شكل مع ّقد �أكثر بكثير من "حما�س"‬ ‫ �ست�ضغط ب�شدة عليه للحفاظ‬‫على خط �سيره ال�سوري‬

‫حتى فيما ت�ستعي ��د "حما�س" تدريج ًا عالقتها مع‬ ‫�إيران و"حزب اهلل"‪ ،‬ف�إن بع�ض م�س�ؤوليها ال يزال‬ ‫يحي ��ي علم "الجي�ش ال�س ��وري الحر"‪"" .‬حما�س"‬ ‫ال تلعب وال تدافع �أو ت�ؤيد �أي فريق"‪ ،‬قال هنية في‬ ‫خطاب يت�سم بالتحدي في ت�شرين الأول (�أكتوبر)‬ ‫الفائ ��ت‪" .‬فه ��ي ال ت�أ�س ��ف وال تعتذر ع ��ن مواقف‬ ‫م�ش ّرف ��ة لمجرد �إ�ستر�ضاء �آخرين‪ .‬وال ت�شعر ب�أنها‬ ‫واقع ��ة في نوع من المتاع ��ب ي�ستلزم دفع الآخرين‬ ‫لإنقاذه ��ا منه ��ا"‪ ،‬م�ضيف ًا‪ .‬ولكن ف ��ي �ضوء تعزيز‬ ‫يد الأ�سد في �سوريا‪ ،‬و �إنت�شار القوى المعادية التي‬ ‫ه ��ي على �صلة بتنظيم "القاع ��دة" في المعار�ضة‬ ‫ال�سوري ��ة‪ ،‬و �ضي ��ق التجم ��ع الإقليم ��ي م ��ن حلفاء‬ ‫مفيدين‪ ،‬ق ��د تجبر الواقعية "حرك ��ة حما�س" �أن‬ ‫تتفق على �أن تختلف مع حلفائها في لبنان و�إيران‪.‬‬ ‫من غير المرج ��ح �أن يتخ ّلى "حزب اهلل"عن نظام‬ ‫الأ�س ��د في �أي وق ��ت قري ��ب‪� .‬إن بواعث قلق ��ه �إزاء‬ ‫الجهاديي ��ن �أو التكفيريين �ضد ال�شيعة‪ ،‬والح�صول‬ ‫على نفوذ في لبنان‪ ،‬والعراق‪ ،‬و�سوريا بطبيعة الحال‬ ‫تغ ��رق "ح ��زب اهلل" ف ��ي الم�ستنقع ال�س ��وري �ضد‬ ‫ح ��ركات التمرد التي يهيمن عليه ��ا ال�سنة – وهذه‬ ‫�شجعت الموج ��ة الم�ستمرة‬ ‫الديناميكي ��ة قد تك ��ون ّ‬ ‫م ��ن ال�سي ��ارات ّ‬ ‫المفخخ ��ة و الهجم ��ات الجهادية‬ ‫الأخ ��رى على معاقل "ح ��زب اهلل" في لبنان‪ .‬حتى‬ ‫لو ب ��د�أ "حزب اهلل" بهدوء �إع ��ادة النظر في دوره‬ ‫ف ��ي �سوريا‪ ،‬ف�إن راعيته �إي ��ران ‪ -‬الذي يرتبط فيها‬ ‫ب�ش ��كل مع ّقد �أكثر بكثير من "حما�س" ‪� -‬ست�ضغط‬ ‫ب�شدة عليه للحفاظ على خط �سيره ال�سوري‪.‬‬ ‫في هذا ال�سياق‪� ،‬سوف ي�ستمر التوتر بين الفريقين‬ ‫الفل�سطين ��ي واللبنان ��ي ما دامت الح ��رب ال�سورية‬ ‫م�ستم ��رة ولم تج ��د الحل بعد‪ .‬ولكن عل ��ى المنوال‬ ‫عين ��ه‪ ،‬ف ��ي حال ع ��دم وج ��ود معاهدة �س�ل�ام بين‬ ‫�إ�سرائي ��ل والفل�سطينيين وو�ض ��ع حد للتوترات على‬ ‫طول الحدود الإ�سرائيلي ��ة ‪ -‬اللبنانية ف�إن "حركة‬ ‫حما� ��س" و"حزب اهلل" �سي�ستم ��ران في ن�ضالهما‬ ‫�ض ��د �إ�سرائيل باعتب ��اره القا�س ��م الم�شترك الذي‬ ‫يب� � ّرر تحالفهم ��ا الق ��وي عل ��ى الرغم م ��ن دورهما‬ ‫المتناق�ض والمتعار�ض في �سوريا‬ ‫‪Issue 16 - February - 2014‬‬

‫‪25‬‬


‫املهند�س رئيف احللو‬ ‫درا�سات وتنفيذ يف لبنان والدول العربية‬

HELOU ENGINEERING GROUP

Tel: 961 1 256755-257009 Fax: 961 1 256755 E-mail: raif@raifhelou.com


‫‪� ...‬أين �سوف يعملون؟"‬ ‫ال�سلط ��ة الفل�سطيني ��ة‪ ،‬الت ��ي �أن�شئ ��ت ف ��ي �أعقاب‬ ‫�إتفاق ��ات �أو�سل ��و لتكون ن ��واة لدول ��ة فل�سطينية في‬ ‫الم�ستقب ��ل‪ ،‬تواج ��ه م ��ن جهته ��ا بالفع ��ل م�ش ��اكل‬ ‫�ضخم ��ة لخدمة ال�س ��كان الحاليي ��ن و�إدارة ال�ضفة‬ ‫الغربي ��ة‪ .‬من ��ذ ت�أ�سي� ��س ال�سلط ��ة في الع ��ام ‪1994‬‬ ‫�إرتف ��ع مع� �دّل البطالة ‪ 11‬نقطة‪� ،‬إل ��ى ‪ 23‬في المئة‬ ‫ف ��ي الع ��ام ‪ ،2012‬وفق ًا ل�صن ��دوق النق ��د الدولي‪.‬‬ ‫كم ��ا �أن ن�سب ��ة البطالة في قطاع غ ��زة الذي تديره‬ ‫منظم ��ة "حما�س" ه ��ي �أعلى من ذل ��ك حيث بلغت‬ ‫�أكث ��ر من ‪ 45‬في المئة‪ ،‬م�سجلة �إحدى �أعلى الن�سب‬ ‫ف ��ي العال ��م‪ ،‬وفق� � ًا لبيان ��ات الأمم المتح ��دة‪ .‬وفي‬ ‫الوق ��ت عين ��ه‪� ،‬أ�شار البنك الدولي �إل ��ى �أن ال�سلطة‬ ‫الفل�سطينية "تواجه و�ضع ًا مالي ًا قاتم ًا"‪ ،‬مع ت�ضخم‬

‫م�ؤيدو خطوة جون كيري‪:‬‬ ‫�إن �إدامة ال�سيطرة الإ�سرائيلية على‬ ‫ال�سكان العرب المتزايدين في‬ ‫ال�ضفة الغربية �سوف ي�ضعف الغالبية‬ ‫اليهودية ويح ّولها �إلى �أقلية في‬ ‫�إ�سرائيل‪ ،‬حتى �أنها �ستكون دولة‬ ‫ثنائية القومية بحكم الأمر الواقع‬

‫خطير في عجز الموازنة وتق ّل�ص الدعم الأجنبي‪.‬‬ ‫ع�ل�اوة على ذل ��ك‪ ،‬ف� ��إن الالجئي ��ن الفل�سطينيين‬ ‫الذين ه ��م على الأرجح يبغون الع ��ودة للإ�ستيطان‬ ‫ف ��ي ال�ضف ��ة الغربي ��ة وقط ��اع غ ��زة (�أو �س ُيجبرون‬ ‫عل ��ى القي ��ام بذلك من قب ��ل الحكوم ��ات العربية)‬ ‫ل ��ن يكون ��وا م ��ن الأ�س ��ر الت ��ي ن�ش� ��أت ف ��ي الأردن‬ ‫والت ��ي تتمت ��ع بالجن�سي ��ة وتوظيف المه ��ارات‪ .‬من‬ ‫المرج ��ح �أن ي�أتي �أولئك الالجئ ��ون الذين يعي�شون‬ ‫حال ��ة بائ�س ��ة ف ��ي �سوري ��ا ولبن ��ان – �إنه ��م �أولئك‬ ‫الذي ��ن ق ��ام بع� ��ض الحكوم ��ات العربي ��ة عن عمد‬ ‫بع ��دم ال�سم ��اح له ��م بالعم ��ل وحرمته ��م الجن�سية‬ ‫من ��ذ عق ��ود‪ ،‬حيث باتوا ف ��ي حالة مزري ��ة وبحاجة‬ ‫ما�سة �إقت�صادي� � ًا ومتطرفين �سيا�سي ًا‪ .‬وقد اعترف‬ ‫الرئي� ��س الفل�سطين ��ي محمود عبا� ��س بذلك‪ ،‬قائ ًال‬ ‫لم�ست�شاري ��ه �أنه في حي ��ن �أن الالجئين في الأردن‬ ‫ق ��د يف�ضلون البقاء حيث هم‪ ،‬ف� ��إن "الالجئين في‬ ‫لبنان هم بحاجة" �إلى الإنتقال‪.‬‬ ‫الأ�س� �و�أ من ذل ��ك كله‪ ،‬م ��ن وجهة نظ ��ر �إ�سرائيل‪،‬‬ ‫�أن معظ ��م الالجئي ��ن المرج ��ح �أن ي�أت ��وا هم "من‬ ‫الذي ��ن يتمتع ��ون ب�سن ��وات طويل ��ة م ��ن الع�ضوي ��ة‬ ‫والتدري ��ب ف ��ي المنظم ��ات الإرهابي ��ة المتناف�س ��ة‬ ‫الت ��ي تتكاثر في المخيم ��ات الفل�سطينية في �سوريا‬ ‫ولبن ��ان"‪ .‬وفق ��ا ل ��وزارة الخارجي ��ة الأميركي ��ة‪ ،‬ال‬ ‫يق ��ل عن ت�س ��ع منظم ��ات "�إرهابية" تعم ��ل في ‪12‬‬ ‫مخيم ًا لالجئي ��ن الفل�سطينيين في لبنان‪" :‬منظمة‬ ‫حما� ��س" و"الجبه ��ة ال�شعبية لتحري ��ر فل�سطين"‪،‬‬ ‫و"الجبه ��ة ال�شعبي ��ة لتحري ��ر فل�سطي ��ن القي ��ادة‬ ‫العام ��ة"‪ ،‬و"ع�صبة الأن�صار"‪ ،‬و"فت ��ح الإ�سالم"‪،‬‬ ‫و"فت ��ح الإنتفا�ض ��ة"‪ ،‬و"جن ��د ال�ش ��ام"‪ ،‬و"كتائب‬ ‫زي ��اد الجراح"‪ ،‬و"منظم ��ة الجه ��اد الإ�سالمي في‬ ‫فل�سطين"‪.‬‬ ‫على �سبي ��ل المث ��ال‪ُ ،‬يعتبر "عي ��ن الحل ��وة"‪� ،‬أكبر‬ ‫مخي ��م في لبنان وال ��ذي و�صفه بع� ��ض الكتاب ب�أنه‬ ‫"عا�صم ��ة ال�شتات الفل�سطين ��ي"‪ ،‬موطن ًا لـ‪ 17‬من‬ ‫الف�صائ ��ل ال�سيا�سي ��ة الم�س ّلحة المختلف ��ة‪ .‬وتقول‬ ‫وزارة الخارجي ��ة الأميركي ��ة ب� ��أن المخي ��م ه ��و‬ ‫"القاعدة الأ�سا�سية لعمليات" "ع�صبة الأن�صار"‪،‬‬ ‫"وه ��ي مجموعة �سني ��ة متطرفة تتك ��ون �أ�سا�س ًا من‬ ‫فل�سطينيي ��ن ولها �صالت مع تنظي ��م "القاعدة""‪.‬‬ ‫وح�سب الوزارة ف�إن "ع�صبة الأن�صار" قد "�إغتالت‬ ‫نواد ليلية وم�سارح‬ ‫قيادات دينية لبنانية وق�صف ��ت ٍ‬ ‫ومح�ل�ات بيع خم ��ور"‪ ،‬وقد خطط �أح ��د �أع�ضائها‬ ‫لإغتي ��ال �سفير الواليات المتحدة ف ��ي لبنان ديفيد‬ ‫�ساترفيل ��د في الع ��ام ‪ .2000‬وتتمتع "حما�س"‬ ‫‪Issue 16 - February - 2014‬‬

‫‪27‬‬


‫الم�شرق العربي‬ ‫فلسطين‬

‫حدين‬ ‫الديموغرافية �سالح ذو ّ‬

‫قنبلة فلسطين الموقوتة!‬ ‫محلل��و ال�ص��راع الإ�سرائيلي ‪ -‬الفل�سطيني في بع�ض الأحيان يميّزون بي��ن "ق�ضايا العام ‪ "1967‬و"ق�ضايا‬ ‫الع��ام ‪ ."1948‬فالأول��ى هي تل��ك التي لها عالق��ة ب�إحتالل �إ�سرائيل ف��ي ‪ 1967‬لل�ضف��ة الغربية وق�ضايا‬ ‫الم�ستوطن��ات والحدود والأمن‪ .‬والثانية هي تلك التي لها عالقة بالمعار�ضة العربية لمجرد وجود دولة‬ ‫يهودية‪ ،‬ومع النكبة‪ ،‬وطرد �أو نزوح الالجئين الفل�سطينيين‪ .‬وق�ضية القد�س التي هي من فئة خا�صة بها‪.‬‬ ‫م��ن المرجح �أن تف�شل الجه��ود الرامية �إلى حل النزاع �إذا ركّ ز المفاو�ضون ف��ي المقام الأول على ق�ضايا‬ ‫‪ ،1967‬عل��ى �أم��ل �أن يُق�ضى عل��ى �أ�سا�سي��ات ‪ .1948‬على �سبيل المث��ال‪ ،‬هناك م�شكل��ة تنفيذ �إجالء‬ ‫ع��دد كبير م��ن الم�ستوطنين م��ن ال�ضفة الغربية‪ .‬ف ��إن �أي حكوم��ة �إ�سرائيلية لن تكون لديه��ا الإرادة �أو‬ ‫ال�شجاع��ة ال�سيا�سية وت�ستطيع البقاء في ال�سلطة لتنفيذ ذل��ك �إذا كان الجمهور الإ�سرائيلي‪ ،‬على جانبي‬ ‫الخ��ط الأخ�ضر‪ ،‬يعتق��د �أن �إتفاق ال�س�لام لن ي�سفر عن �س�لام حقيقي الذي يج��ب �أن يت�ضمن �إعتراف‬ ‫الفل�سطينيي��ن ب�إ�سرائي��ل كدولة لل�شع��ب اليهودي‪ .‬وبالمث��ل بالن�سبة �إل��ى م�س�ألة المطالب��ة بحق العودة‬ ‫لالجئين الفل�سطينيين‪ ،‬لن يجر�ؤ �أي م�س�ؤول فل�سطيني �أو �سلطة فل�سطينية تحمل م�س�ؤولية خيانة ق�ضية‬ ‫الالجئي��ن‪ .‬ولكن خطة وزير الخارجية جون كيري التي تطرح عودة الالجئين �إلى ال�ضفة الغربية ت�ؤدي‬ ‫�إلى ال�س�ؤال‪ :‬ماذا �سيحدث عندما يكون لأكثر من مليون الجئ فل�سطيني الحق في العودة – �إلى الدولة‬ ‫الفل�سطينية العتيدة ؟‬ ‫رام اهلل ‪� -‬سمير حن�ضل‬ ‫واح ��دة م ��ن الحج ��ج الرئي�سي ��ة‬ ‫لـ"مع�سكر ال�سالم" الإ�سرائيلي هو �أنه‬ ‫م ��ن دون حل الدولتين‪� ،‬ستواج ��ه �إ�سرائيل "قنبلة‬ ‫موقوت ��ة ديموغرافي ��ة"‪ .‬ويق ��وم الزع ��م عل ��ى �أن‬ ‫�إدام ��ة ال�سيطرة الإ�سرائيلية عل ��ى ال�سكان العرب‬ ‫المتزايدي ��ن ف ��ي ال�ضف ��ة الغربية �س ��وف ي�ضعف‬ ‫الغالبي ��ة اليهودي ��ة ويح ّولها �إلى �أقلي ��ة في البالد‪،‬‬ ‫حت ��ى �أنها �ستكون دولة ثنائية القومية بحكم الأمر‬ ‫الواق ��ع‪ .‬وبالتال ��ي‪ ،‬يجادل �أن�صار ه ��ذا الخط من‬ ‫التفكي ��ر والإعتق ��اد‪ ،‬ب�أن م�شروع وزي ��ر الخارجية‬ ‫الأميركي جون كيري ع ��ن حل الدولتين هو حتمي‬ ‫و�ض ��روري �إذا كان ��ت �إ�سرائي ��ل ت�أم ��ل ب� ��أن تبقى‬

‫‪26‬‬

‫العدد ‪� - 16‬شباط (فرباير) ‪٢٠١4 -‬‬

‫يهودية وديموقراطية على حد �سواء‪.‬‬ ‫وق ��د �إقتنع بع� ��ض �صناع ال�سيا�س ��ة الإ�سرائيلية ب�أن‬ ‫هن ��اك قنبل ��ة موقوت ��ة ديموغرافي ��ة ته ��دد الدولة‬ ‫العبري ��ة‪ .‬ف ��ي الع ��ام ‪ ،2007‬ح ��ذر رئي� ��س الوزراء‬ ‫اال�سرائيل ��ي �آن ��ذاك �إيه ��ود �أولم ��رت "الكني�س ��ت"‬ ‫م ��ن "معرك ��ة الديموغرافي ��ة" �إذا ل ��م يت ��م �إن�شاء‬ ‫دولة فل�سطيني ��ة‪ .‬وبالمثل‪ ،‬كبي ��رة المفاو�ضين في‬ ‫الحكوم ��ة الإ�سرائيلي ��ة الحالي ��ة‪ ،‬ت�سيب ��ي ليفن ��ي‪،‬‬ ‫جادل ��ت ب� ��أن "الوق ��ت ال يعم ��ل ل�صالحن ��ا" ب�سبب‬ ‫"الأرق ��ام الديموغرافي ��ة ‪[ ...‬و] �إرتف ��اع مع ��دل‬ ‫الموالي ��د الفل�سطيني ��ة الذي يمك ��ن �أن يعني نهاية‬ ‫الغالبية اليهودية"‪.‬‬ ‫لك ��ن م ��ن جهته ��م ي ��رى الإ�سرائيلي ��ون اليمينيون‬ ‫المحافظ ��ون قنبلة موقوت ��ة ديموغرافية مختلفة ‪-‬‬

‫واح ��دة �ستنتجها خطة كيري‪ ،‬ب ��د ًال من �أن تمنعها‪.‬‬ ‫فمن طريق فتح ال�ضفة الغربية �إلى تدفق الالجئين‬ ‫الفل�سطينيين من ال ��دول العربية المجاورة‪ ،‬يمكن‬ ‫لخطة كيري‪ ،‬ح�سب ر�أيهم‪� ،‬أن تحمل �إلى الأرا�ضي‬ ‫الفل�سطيني ��ة حالة من الفو�ض ��ى‪ ،‬و�أن تزرع المزيد‬ ‫من بذور التطرف والإرهاب على حدود �إ�سرائيل‪.‬‬ ‫"تخ ّي ��ل قي ��ام دولة فل�سطيني ��ة م�ستقلة ال تحتاج‬ ‫ال ��ى ال�س� ��ؤال وطل ��ب موافقتنا لإ�ستيع ��اب الجئين‬ ‫فل�سطينيي ��ن"‪ ،‬قال وزي ��ر الخارجي ��ة الإ�سرائيلي‬ ‫المحافظ �أفيغدور ليبرمان في ‪ 5‬حزيران (يناير)‬ ‫الفائت‪" .‬هل �أن الإقت�صاد في "يهودا وال�سامرة"‬ ‫(ال�ضفة الغربية)‪ ،‬الذي لي�س هو �إقت�صاد النروج‬ ‫�أو �إقت�ص ��اد �سوي�سرا‪� ،‬سيكون قادر ًا على �إ�ستيعاب‬ ‫‪ 3‬ماليين فل�سطين ��ي �إ�ضافي؟ ‪� ...‬أين �سيعي�شون؟‬


‫الم�شرق العربي ¶ فل�سطين‬

‫كبيرة المفاو�ضين الإ�سرائيليين ت�سيبي ليفني‪ :‬حل الدولتين حتمي‬

‫وزير الخارجية الإ�سرائيلي �أفيغدور ليبرمان‪� :‬ضد عودة الالجئين‬

‫الرئي�س محمود عبا�س‪ :‬ال �أحد ي�ستطيع منع عودة الالجئين �إلى ديارهم‬

‫�أي�ض� � ًا بوج ��ود قوي متزاي ��د في المخيم ��ات‪ ،‬حيث‬ ‫تن�شر فكرها للن�ضال حتى الموت �ضد �إ�سرائيل‪.‬‬ ‫ويت�س ��اءل الم�شكك ��ون والمعار�ض ��ون لخطة كيري‪:‬‬ ‫�إذا تم جل ��ب الالجئين الذين ن�ش�أوا في هذه البيئة‬ ‫�إل ��ى ال�ضف ��ة الغربي ��ة‪ ،‬فه ��ل �سيعتبرونه ��ا وطنهم‬ ‫النهائ ��ي‪� ،‬أو �سيرونها على �أنه ��ا مجرد خطوة على‬ ‫الطري ��ق نحو ال�ص ��راع النهائي م ��ع �إ�سرائيل ؟ من‬ ‫جهته ��م رف� ��ض الق ��ادة الفل�سطينيون م ��ن مختلف‬ ‫�أل ��وان الطيف ال�سيا�سي تمام� � ًا �إحتمال عدم وجود‬ ‫حق العودة �إل ��ى �إ�سرائيل‪ :‬قال رئي�س وزراء منظمة‬ ‫"حما� ��س" ف ��ي قط ��اع غ ��زة‪� ،‬إ�سماعي ��ل هنية‪ ،‬في‬ ‫ت�شري ��ن الثاني (نوفمب ��ر) الفائت �أن ��ه " لي�س من‬ ‫الممك ��ن لأي �شخ� ��ص‪ ،‬بغ� ��ض النظر ع ّم ��ن هو ‪...‬‬ ‫التخلي عن الأرا�ضي الفل�سطينية �أو التخلي عن حق‬ ‫الع ��ودة �إلى بيوتنا "‪ ،‬بينما قال الرئي�س الفل�سطيني‬ ‫محم ��ود عبا�س ف ��ي كانون الثاني (يناي ��ر) الفائت‬ ‫�أن" ال​​ال�سلط ��ة الفل�سطينية‪ ،‬وال الدولة‪ ،‬وال منظمة‬ ‫التحرير الفل�سطينية‪ ،‬وال �أبو مازن وال �أي فل�سطيني‬ ‫�أو زعي ��م عربي لديه الح ��ق في حرمان �شخ�ص من‬ ‫حقه في العودة"‪.‬‬ ‫فازت منظمة "حما�س" في الإنتخابات الفل�سطينية‬ ‫الأخي ��رة التي جرت في العام ‪ ،2006‬وح�صلت على‬ ‫‪ 76‬م ��ن ‪ 132‬مقعد ًا ف ��ي البرلم ��ان‪� .‬إذا ت�ضاعفت‬ ‫قوائ ��م الناخبين ف ��ي مناطق ال�سلط ��ة الفل�سطينية‬ ‫قب ��ل الإنتخاب ��ات المقبلة م ��ن طريق جل ��ب مليون‬ ‫مواطن جديد من لبنان و�سوريا‪ ،‬حيث الكثير منهم‬ ‫غارق في �إيديولوجيات متع�صبة ومتزمتة‪ ،‬يمكن �أن‬ ‫تك ��ون النتائج غير م�ؤاتية لحرك ��ة "فتح" المعتدلة‬ ‫التي يتزعمها عبا�س وتعي ��د "حما�س" �إلى ال�سلطة‬ ‫من جديد في الدولة الفل�سطينية الجديدة‪.‬‬ ‫ق ��د ي ��درك عبا�س �أن هج ��رة الالجئين م ��ن لبنان‬

‫و�سوري ��ا من �ش�أن ��ه �أن يع� �زّز معار�ضي ��ه‪ .‬ولكن �أي‬ ‫زعي ��م فل�سطين ��ي ال يمكن ��ه �أن يعار� ��ض المواطنة‬ ‫لأي م ��ن المحرومين‪ ،‬لأن ذلك من �ش�أنه �أن ينتهك‬ ‫المب ��ادئ الأ�سا�سي ��ة للإيديولوجي ��ة الفل�سطيني ��ة‬

‫وم�صالح الدول العربية‪� .‬إن �أي محاولة لمنع دخول‬ ‫فئة م ��ن الالجئين الفل�سطينيي ��ن �ستواجه بطائفة‬ ‫هائلة من ق ��رارات الأمم المتح ��دة وجامعة الدول‬ ‫العربي ��ة والمعار�ض ��ة ال�شر�سة من جمي ��ع ف�صائل‬ ‫الطي ��ف الفل�سطين ��ي‪ .‬وه ��ي م ��ن �ش�أنها �أي�ض� � ًا �أن‬ ‫تنتهك �أحد مبادئ مبادرة كيري‪� :‬إن �إتفاق ال�سالم‬ ‫ال�شام ��ل يج ��ب �أن يعال ��ج م�شكل ��ة الالجئي ��ن ف ��ي‬ ‫ال�شتات الفل�سطيني‪.‬‬ ‫ولك ��ن جلب مئ ��ات الآالف م ��ن الفل�سطينيي ��ن �إلى‬ ‫منطقة �صغي ��رة في ال�ضفة الغربية‪ ،‬والتي تقع على‬ ‫بعد ب�ضعة �أميال م ��ن قلب الدولة اليهودية‪� ،‬إعتبره‬ ‫العديد من الإ�سرائيليين‪ ،‬وخ�صو�ص ًا المحافظون‪،‬‬ ‫كم ��ا لو �أنهم �سي�أت ��ون �إلى تل �أبيب تقريب� � ًا‪ .‬وي�س�أل‬ ‫ه� ��ؤالء‪� :‬إذا كانت الدول ��ة الفل�سطينية الجديدة في‬ ‫ال�ضف ��ة الغربي ��ة �ستنحدر الى الفو�ض ��ى و الإقتتال‬ ‫الداخل ��ي الموجود حالي� � ًا في �سوري ��ا وفي مخيمي‬ ‫"عين الحلوة" و"اليرموك" وغيرهما‪ ،‬فكيف يمكن‬ ‫له ��ذه الخطوة �أن تجلب ال�س�ل�ام �إلى �إ�سرائيل؟ �إذا‬ ‫�أ�صبح ��ت القد�س عا�صم ��ة للدولتي ��ن ومدينة غير‬ ‫مق�سم ��ة بج ��دران‪ ،‬كيف �سيتم �إيق ��اف �أ�سراب من‬ ‫ّ‬ ‫الجهاديين الذين �سي�ستوردهم الإتفاق �إلى ال�ضفة‬ ‫الغربي ��ة م ��ن جلب العن ��ف ال ��ى البل ��دات والقرى‬ ‫الإ�سرائيلية؟‬ ‫قال الرئي� ��س ب ��اراك �أوباما في حزي ��ران (يونيو)‬ ‫‪� 2011‬أن "ال�سالم الدائم �سي�شمل دولتين ل�شعبين‪:‬‬ ‫�إ�سرائي ��ل كدولة يهودي ��ة ووطن لل�شع ��ب اليهودي‪،‬‬ ‫ودولة فل�سطين كوطن لل�شعب الفل�سطيني"‪.‬‬ ‫الآن‪ ،‬يواج ��ه ج ��ون كي ��ري مهمة معقدة ف ��ي تنفيذ‬ ‫هذا المبد�أ من النواي ��ا الح�سنة من دون زرع قنبلة‬ ‫موقوتة فل�سطينية ف ��ي ال�ضفة الغربية ذات حدين‪:‬‬ ‫ديموغرافي و�أمني‬

‫معار�ضو خطة جون كيري‪� :‬إذا كانت‬ ‫الدولة الفل�سطينية الجديدة في‬ ‫ال�ضفة الغربية �ستنحدر �إلى الفو�ضى‬ ‫و الإقتتال الداخلي الموجود حالي ًا في‬ ‫�سوريا وفي مخيم "عين الحلوة" وغيره‪،‬‬ ‫فكيف يمكن لخطوة عودة الالجئين‬ ‫�أن تجلب ال�سالم �إلى �إ�سرائيل؟‬

‫وزير الخارجية الأميركي جون كيري‪:‬‬ ‫هل ي�ستطيع فر�ض خطته على الجميع؟‬

‫‪Issue 16 - February - 2014‬‬

‫‪29‬‬


TBN MANAGEMENT LIMITED

Delivering Excellence & Total Solutions

We Provide Consultancy Services On: Water & Sanitation- Planning & Economics – Civil Engineering, Bridges and Structures – Railway Engineering … and a lot more For more information visit our website: www.tbnmanagement.com Or contact us on: Tel: +44 (0)203 286 1826, Email: info@tbnmanagement.com


‫الملك عبدالله الثاني‪:‬‬ ‫الف�ساد يهدد نظامه‬

‫عمان ‪ -‬ليلى ال�شامي‬ ‫بع ��د ث�ل�اث �سن ��وات على م ��ا ي�سمى‬ ‫بـ"الربي ��ع العربي"‪ ،‬تب ��دو الح�صيلة‬ ‫قاتمة بالن�سبة �إل ��ى جمهوريات ال�شرق الأو�سط‪.‬‬ ‫حتى الآن‪ ،‬تم الإطاحة ب�أربع حكومات جمهورية‪،‬‬ ‫والخام�س ��ة ‪� -‬سوري ��ا – ق ��د ت�سق ��ط ف ��ي العام‬ ‫‪ .2014‬عل ��ى الرغ ��م م ��ن بع�ض م�ش ��اكل الحكم‬ ‫و�إنته ��اكات حق ��وق الإن�س ��ان‪ ،‬بقي ��ت الملكي ��ات‬ ‫العربية �إلى حد كبير بمن�أى عن الثورات ال�شعبية‬ ‫التي ط ��ردت �أنظمة الجي ��ران الم�ستب� � ّدة‪ .‬حتى‬ ‫الآن خ ��دم "الخ ��ط الأحم ��ر" الأميرك ��ي له ��ذه‬ ‫الأنظمة الملكية م�صالح الواليات المتحدة‪ .‬بعد‬ ‫كل �ش ��يء‪ ،‬لن ت�ستفيد وا�شنطن �شيئ ًا من �سل�سلة‬ ‫�إنهيار الممالك والإمارات الودية التي قد ت�سقط‬ ‫مث ��ل �أحجار الدومينو فق ��ط لتحل مكانها �أنظمة‬ ‫�إ�سالمية متزمتة معادية‪.‬‬ ‫ولكن الخ ��ط الأحم ��ر الأميركي ل ��ن ي�ستمر �إلى‬ ‫الأبد‪� ،‬سوف تواجه �أميركا �سل�سلة من التحديات‬ ‫تم تجاوز‬ ‫الإ�ستراتيجي ��ة الجدي ��دة عندم ��ا و�إذا ّ‬ ‫هذه العتبة‪ .‬حينها �ست�ش ّكل نهاية النظام الملكي‬ ‫ف ��ي الأردن �ضرب ��ة خطي ��رة للغاي ��ة للم�صال ��ح‬ ‫الأميركية‪ ،‬لذا �إذا �إنه ��ار ف�إن وا�شنطن �ستخ�سر‬ ‫�أف�ض ��ل حليف عربي تبقّى لها‪ ،‬كم ��ا �أن ا�سرائيل‬ ‫�ستخ�سر �شريك ًا موثوق ًا به في ال�سالم‪.‬‬ ‫تاريخي� � ًا‪ ،‬كان النظام قادر ًا على تجاوز ال�سخط‬ ‫ال�شعبي من خ�ل�ال الإعتماد على دعم الأردنيين‬ ‫ف ��ي �ش ��رق الب�ل�اد ‪ -‬الأردني ��ون الذي ��ن �سكن ��وا‬ ‫المنطق ��ة قبل و�ص ��ول الالجئي ��ن الفل�سطينيين‬

‫رئي�س الوزراء ال�سابق زيد الرفاعي‪:‬‬ ‫وبرىء من تهمة الف�ساد‬ ‫حوكم ّ‬

‫رئي�س الوزراء الأ�سبق �أحمد عبيدات‪:‬‬ ‫عرف حجم الم�شكلة ف�إقترح م�شروع "من �أين لك هذا"‬

‫لأول م ��رة ف ��ي الع ��ام ‪ ،1948‬والذي ��ن وقفوا مع‬ ‫النظام الها�شمي ودعموه خوف ًا من ثورة يمكن �أن‬ ‫تجلب الى ال�سلط ��ة الغالبية من �أ�صل فل�سطيني‪.‬‬ ‫ولك ��ن عل ��ى م ��دى الأع ��وام الثالث ��ة الما�ضي ��ة‪،‬‬ ‫تنازعت المملك ��ة �إحتجاجات م�ستم ��رة تر ّكزت‬ ‫على الإقت�صاد الراكد والف�ساد ‪ -‬وهما م�س�ألتان‬ ‫توحدان للم ��رة الأول ��ى ال�ش ��رق الأردني مع‬ ‫ق ��د ّ‬ ‫المحتجين من �أ�صل فل�سطيني‪ .‬وبينما �سي�ستغرق‬ ‫تح�سي ��ن الإقت�ص ��اد الأردن ��ي الم�ص ��اب ب�ضعف‬ ‫دائ ��م بع�ض الوق ��ت‪ ،‬ف�إنه من �أج ��ل �ضمان بقاء‬ ‫النظام الملكي على المدى الطويل‪ ،‬يجب ت�شجيع‬ ‫الملك عبداهلل الثاني على �إتخاذ خطوات جريئة‬ ‫الآن للق�ضاء على الف�ساد لحماية نظامه‪.‬‬ ‫م ��ن جهته ��ا �إ�ستخدم ��ت جماع ��ات المعار�ض ��ة‬ ‫المختلف ��ة �إنت�ش ��ار الف�س ��اد �سبب� � ًا للدع ��وة �إل ��ى‬ ‫�إحتجاجاتها‪ ،‬حيث ثبت �أي�ض� � ًا �أنه �أ�صبح م�سيئ ًا‬ ‫و�ضار ًا للغاية بمكانة النظام الملكي‪ ،‬الذي‪ ،‬على‬ ‫الرغم من �إن�شاء لجنة لمكافحة الف�ساد في العام‬ ‫‪ ،2006‬يبدو �أنه يعاني من عدم الم�صداقية ومن‬ ‫ع ��دم القدرة عل ��ى �إقن ��اع مواطنيه ب�أن ��ه ملتزم‬ ‫بم ��ا فيه الكفاية لإجتثاث الف�س ��اد على الم�ستوى‬ ‫العال ��ي‪ .‬ف ��ي حي ��ن ُي َع� � ّد االردن من بي ��ن الدول‬ ‫العربي ��ة الأق ��ل ف�س ��اد ًا (المرتب ��ة ‪ 8‬ف ��ي العالم‬ ‫العربي ح�سب م�ؤ�شر ال�شفافية الدولية) وحاولت‬ ‫حكومت ��ه مواجه ��ة بع� ��ض الق�ضاي ��ا الح�سا�س ��ة‬ ‫الرفيع ��ة الم�ستوى‪ ،‬ف� ��إن الت�صور الع ��ام ال�سائد‬ ‫للف�س ��اد ّ‬ ‫متوطن‪ .‬لمواجهة ه ��ذا الإعتقاد‪ ،‬يمكن‬ ‫للحلف ��اء ت�شجي ��ع المل ��ك عل ��ى تكثي ��ف �إلتزامه‬ ‫المعل ��ن لمحارب ��ة الف�س ��اد م ��ن خ�ل�ال متابع ��ة‬

‫المحاكم ��ات مهم ��ا ع�ل�ا �ش�أنه ��ا‪ ،‬والترخي� ��ص‬ ‫لمنظمات عالمي ��ة مثل منظمة ال�شفافية الدولية‬ ‫لفتح مكات ��ب لها ف ��ي الأردن‪ ،‬و�إلغ ��اء ت�شريعات‬ ‫تقييد من�ش ��ورات الإنترنت‪ ،‬والت ��ي بذلت جهود ًا‬ ‫لإلقاء ال�ض ��وء على الف�ساد وف�ض ��ح �أ�صحابه في‬ ‫المملكة‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن الف�س ��اد لي�س جديد ًا ف ��ي البالد فقد‬ ‫عا�ش حاالت "ك ّر وف ّر" في الدولة الأردنية؛ ففي‬ ‫الوق ��ت الذي كانت تفتق ��ر المملكة �إل ��ى و�سائل‪ ‬‬ ‫الإعالم الم�ستقلة التي تمار�س الرقابة‪ ،‬و�إنهماك‬ ‫المعار�ض ��ة ‪-‬الأكث ��ر ثق ًال في ال�ش ��ارع "الإخوان‬ ‫الم�سلمين"‪ -‬ف ��ي ال�صراع‪ ‬العرب ��ي الإ�سرائيلي‬ ‫وح�شد طاقتها في هذه المعركة‪� ،‬إ�ستفرد الف�ساد‬ ‫الو�ض ��ع و�إنت�شر على م�ستوى �أركان الدولة‪ ،‬و�أخذ‬ ‫ينخر ج�سد هذا البلد بعيد ًا من �أعين الجميع‪.‬‬ ‫وق ��د �إ�ست�شعر مدير المخاب ��رات ورئي�س الوزراء‬ ‫الأ�سبق‪ ،‬الدكتور �أحمد‪ ‬عبيدات في العام ‪1984‬‬ ‫حج ��م‪ ‬الف�س ��اد وتغلغله ف ��ي ن�سي ��ج الم�ؤ�س�سات‬ ‫الر�سمية ب�شكل يمنع �أي تطور في بنيان‪ ‬الدولة‪،‬‬ ‫فكان �أول من نادى‪ ‬بقانون الك�سب غير الم�شروع‬ ‫المع ��روف بقان ��ون "م ��ن �أين لك ه ��ذا"‪ ،‬وبقي‪،‬‬ ‫وال ي ��زال‪ ،‬القان ��ون حبي� ��س �أدراج‪ ‬الم�ؤ�س�س ��ة‬ ‫الت�شريعية �إلى يومنا هذا من دون �أن يرى النور‪.‬‬ ‫وه ��ذا القان ��ون كان المح� � ّرك الرئي�س ��ي لع ��زل‬ ‫عبيدات حينه ��ا مبكر ًا‪ ،‬حيث لم يكن م�ضى على‬ ‫رئا�سته للحكومة ‪� 17‬شهر ًا تقريب ًا‪.‬‬ ‫‪ ‬وكان ��ت �أول ق�ضية ف�ساد وازنة خرج �صداها �إلى‬ ‫العل ��ن في الأردن ف ��ي الع ��ام ‪ ،1989‬وقد ُعرفت‬ ‫بق�ضية "بنك‪ ‬البت ��راء" حيث �إقترنت ب�إ�سم‬ ‫‪Issue 16 - February - 2014‬‬

‫‪31‬‬


‫الم�شرق العربي‬ ‫موضوع الغالف‬

‫الوعود لم تعد تجدي المطلوب عمل جدي قبل فوات الأوان‬

‫الفساد ينخر عظام النظام األردني!‬ ‫في الأردن‪ ،‬هناك �شبكة من القوانين التي تعمل على تر�سيخ الف�ساد وت�ساهم من خالل نظام مترابط معقد في‬ ‫تقوي�ض �إ�شراف الق�ضاء والقواعد الد�ستورية والقانونية الكلية التي ت�ضمن �سيادة القانون‪ .‬الرقابة والأدوات‬ ‫المرتبط��ة بها هما ف��ي �أيدي ال�سلطة التنفيذية التي ت�ستخدمها عندما ت�ش��اء و�ضد من تختار وفي الق�ضايا‬ ‫التي تراها منا�سبة‪ .‬وقد نتج هذا النظام من تراكم التعديالت الد�ستورية و�سن القوانين مع مرور الوقت‪.‬‬ ‫�إن المح��اوالت لر�ص��د الف�ساد من خ�لال التحقيقات والإح�صائي��ات والمقارنات بي��ن البلدان ودرا�سة‬ ‫ظواه��ره ف�شل��ت في معالج��ة الم�شكلة الرئي�سي��ة‪ ،‬وه��ي �أن الف�ساد مت�أ�صل ف��ي نظام الدول��ة الأردنية‪،‬‬ ‫وبالتحدي��د في الت�شريعات و�إ�ستغالله من قبل الحكومة‪ .‬ه��ذا الإهتمام لت�سجيل المظاهر الخارجية من‬ ‫الف�ساد بد ًال من �آلياته يخدم في نهاية المطاف في تعزيزه‪.‬‬

‫‪30‬‬

‫العدد ‪� - 16‬شباط (فرباير) ‪٢٠١4 -‬‬


‫في الأردن‪ ،‬الدولة ال�صغيرة‬ ‫التي ت�سافر فيها ال�شائعات‬ ‫ب�سرعة وحيث ن�سبة �إنت�شار‬ ‫الإنترنت عالية‪ ،‬كانت تقارير‬ ‫الك�سب غير الم�شروع وف�ساد المقربين‬ ‫من الق�صر في كل مكان على‬ ‫مدى العقد الما�ضي‬

‫الم�سلحة الأردنية‪ ،‬ومركز الملك ح�سين الطبي‪،‬‬ ‫عل ��ى �سبيل المث ��ال ‪ -‬وعملي ��ة الخ�صخ�صة غير‬ ‫التناف�سية ل�صناعة الفو�سفات الوطنية‪.‬‬ ‫�إن قائمة مزاعم الف�س ��اد المرتبطة بكبار �صناع‬ ‫الق ��رار في عم ��ان طويلة‪ .‬ولك ��ن الأكثر هجومية‬ ‫ و�أكث ��ر �صعوبة للملك ‪ -‬ه ��و الإدراك المتزايد‬‫ب� ��أن الإنحط ��اط و�صل �إل ��ى الق�صر‪ .‬لق ��د بد�أت‬ ‫الم�شكل ��ة بعد وقت ق�صير من �إعتالء الملك عبد‬ ‫اهلل الثاني العر�ش‪ ،‬عندما �إتهم بع�ض الأردنيين‬ ‫مقربي ��ن م ��ن المل ��ك بالإ�ستي�ل�اء عل ��ى �أرا�ضي‬ ‫"القبائل" ب�شكل غير قانوني‪ .‬ونما هذا الإعتقاد‬ ‫�أو الت�صور منذ ذلك الحين‪.‬‬ ‫الواقع �أن الأردنيين يتمتعون بميزة ال�صبر‪ ،‬لكن‬ ‫ال�صح ��وة العربية كانت �سام ��ة و�ضارة لإقت�صاد‬ ‫المملك ��ة الم�صاب بفق ��ر دم مزمن‪ .‬في مواجهة‬ ‫عج ��ز في الموازن ��ة يقرب من ‪ 30‬ف ��ي المئة في‬ ‫‪� ،2013‬أعلن ��ت الحكوم ��ة ف ��ي ت�شري ��ن الثان ��ي‬ ‫(نوفمب ��ر) ‪� 2012‬أن ��ه تم�شي ًا م ��ع �إلتزاماتها مع‬ ‫�صن ��دوق النق ��د الدول ��ي‪ ،‬ف�إنه ��ا �س ��وف تخفّ�ض‬ ‫الدع ��م عن الم ��واد الغذائية والطاق ��ة‪ .‬وقد �أ ّدى‬ ‫قرار التق�شف هذا‪ ،‬الذي تفاقم ب�سبب ال�شائعات‬ ‫عن تجاوزات الق�صر وف�ساد المقربين منه‪� ،‬إلى‬ ‫دعوة البع�ض �إلى "الثورة"‪.‬‬ ‫للت�أكيد‪ ،‬بينما الإحتجاجات في المملكة ‪ -‬مطالبة‬

‫بالإغاث ��ة الإقت�صادية ومزيد من الدعم والتحرر‬ ‫ال�سيا�س ��ي وو�ض ��ع ح ��د للف�ساد ‪ -‬كان ��ت روتينية‬ ‫وم�ستم ��رة من ��ذ �أوائ ��ل الع ��ام ‪ ،2011‬ف� ��إن هذه‬ ‫التظاه ��رات لم تقترب من التو�ص ��ل �إلى الح�شد‬ ‫الجماهي ��ري الح ��رج‪ .‬عل ��ى الأقل ف ��ي البداية‪،‬‬ ‫كان المل ��ك عب ��د اهلل قادر ًا عل ��ى تهدئة وتفريق‬ ‫الم�سيرات عبر مزيج من الإنفاق الم�س ّبب للعجز‬ ‫وعملية �إ�ص�ل�اح د�ستوري محدودة ولكنها جدية‪.‬‬ ‫ويب ��دو �أي�ض ًا �أن الخوف م ��ن الفو�ضى على غرار‬ ‫�سوريا �أبعد العدي ��د من المتظاهرين الأردنيين‪.‬‬ ‫كما �إ�ستطاع المل ��ك �أي�ض ًا �إحتواء المعار�ضة من‬ ‫خ�ل�ال �أ�شكال �أخرى من ال�ضغ ��ط غير المميت‪،‬‬ ‫بما في ذلك حملة متوا�صلة من الإعتقاالت‪.‬‬ ‫ولكن يب ��دو �أن خط الإتجاه ه ��ذا لي�س م�ضمون ًا‪.‬‬ ‫عل ��ى م ��دى العامي ��ن الما�ضيي ��ن ب ��رز �إئت�ل�اف‬ ‫معار� ��ض م�ستم ��ر‪ ،‬يثي ��ر القلق‪ ،‬وال ��ذي يت�ضمن‬ ‫لي� ��س فق ��ط معار�ض ��ة "الإخ ��وان الم�سلمي ��ن"‬ ‫الدائم ��ة للنظ ��ام الملك ��ي‪ ،‬ولك ��ن �أي�ض� � ًا ع ��دد ًا‬ ‫متزاي ��د ًا من "ال�ش ��رق �أردنيي ��ن"‪ .‬وعلى الرغم‬ ‫من �أن م�شاعر هذه الجماعات‪ ،‬والمعروفة ب�إ�سم‬ ‫"الحراك"‪ ،‬قد ال تكون حتى الآن منت�شرة على‬ ‫نطاق وا�سع بين القبائل في المملكة‪ ،‬ف�أع�ضا�ؤها‬ ‫ووجهوا �إنتقادات قا�سية �ضد العاهل‬ ‫متما�سكون ّ‬ ‫الأردن ��ي‪ ،‬منتهكين كل الإتفاق ��ات والقوانين في‬ ‫الأردن التي ّ‬ ‫تحظر ت�شويه �صورة العائلة المالكة‪.‬‬ ‫وكان �أ�شهره ��ا عندم ��ا رق� ��ص المتظاهرون من‬ ‫محافظ ��ة الطفيل ��ة وح ��ي الطفيلة ف ��ي عمان –‬ ‫منطقت ��ان معروفتان بت�أييدهم ��ا للملك‪ --‬دبكة‬ ‫"الف�س ��اد"‪ ،‬وه ��ي رق�ص ��ة محلية م ��ن خطوتين‬ ‫تقليديتي ��ن‪ ،‬رافقته ��ا �إحتجاج ��ات متهمة الملك‬ ‫وعائلت ��ه بالف�س ��اد‪ ،‬والذهاب �إل ��ى �أبعد من ذلك‬

‫بو�صف العاه ��ل الأردني والمقربي ��ن منه بنعوت‬ ‫غي ��ر الئقة‪ .‬ب ��ل �أن بع�ض الملكيي ��ن دعا �إلى خلع‬ ‫المل ��ك عب ��د اهلل ومبايع ��ة �أخيه غي ��ر ال�شقيق‪،‬‬ ‫الأمير حمزة‪.‬‬ ‫م ��ن جهته ��ا ل ��دى وا�شنط ��ن م�صلح ��ة وا�ضحة‬ ‫ف ��ي القيام بكل م ��ا في و�سعها ل�ضم ��ان �إ�ستمرار‬ ‫بقاء النظ ��ام الملكي‪ .‬بينم ��ا الأردن ال يمكنه �أن‬ ‫يتح ّول مرة �أخرى عن م�ساره الحالي من ت�شديد‬ ‫الح ��زام‪ ،‬يمك ��ن لإدارة �أوبام ��ا �أن ت�ساع ��د على‬ ‫تخفيف الألم من طريق الم�ساعدة في �إقناع دول‬ ‫مجل�س التعاون الخليجي ‪ -‬التي وعدت في العام‬ ‫‪� 2011‬إعط ��اء الأردن ‪ 5‬مليارات دوالر على مدى‬ ‫خم�س �سنوات ‪ -‬لتوفير دعم فوري للموازنة‪ ،‬بما‬ ‫ف ��ي ذلك �إعط ��اء المال للمل ��ك‪ ،‬لم�ساعدته على‬ ‫تدعيم قاعدته القبلية‪.‬‬ ‫الأهم من ذلك‪ ،‬يكمن في �إزالة الإعتقاد ال�شعبي‬ ‫ال�سائ ��د‪ ،‬حي ��ث ينبغ ��ي عل ��ى وا�شنطن ف ��ي هذا‬ ‫المج ��ال �أن ت�ضغ ��ط على الملك عب ��د اهلل لإتباع‬ ‫حمل ��ة مكافح ��ة �ض ��د الف�س ��اد حقيقي ��ة‪ ،‬واحدة‬ ‫م ��ن �ش�أنها �أن تزيل "ملف ��ات الف�ساد" من �س ّرية‬ ‫البرلمان �إلى مكان �أكث ��ر �شفافية‪� .‬إن الخطوات‬ ‫المتّخذة رمزي ��ة الى حد كبير حتى الآن ‪ -‬بع�ض‬ ‫جل�س ��ات الإ�ستم ��اع البرلماني ��ة ح ��ول ف�ضيح ��ة‬ ‫كازين ��و البح ��ر المي ��ت‪ ،‬و�إعتق ��ال رئي� ��س بلدية‬ ‫عم ��ان‪ ،‬والإدانة والحكم عل ��ى رئي�س المخابرات‬ ‫ال�سابق محمد الذهبي لمدة ‪ 13‬عام ًا مع الأ�شغال‬ ‫ال�شاقة ‪ -‬لم تكن كافية ال�ستعادة الثقة‪.‬‬ ‫في �أوائ ��ل كانون الثان ��ي (يناي ��ر) ‪� ،2013‬إتخذ‬ ‫الأردن خط ��وة غي ��ر م�سبوق ��ة ب�إ�ص ��دار مذك ��رة‬ ‫�إعتقال بحق �أحد �أقرباء الملك عبد اهلل الهارب‪،‬‬ ‫وليد الك ��ردي (زوج عمة الملك الأميرة ب�سمة)‪،‬‬ ‫الذي �إتّهم ب�إختال�س مئات الماليين من �صناعة‬ ‫الفو�سفات الأردنية حيث حكم عليه بال�سجن ‪22‬‬ ‫عام ًا وبغرامة قيمتها نحو ‪ 356‬مليون دوالر‪.‬‬ ‫�إن هذه المحاكمة لفرد من العائلة المالكة يمكن‬ ‫�أن تك ��ون قطع ��ت �شوط ًا نحو طم�أن ��ة الجمهور ‪-‬‬ ‫وخ�صو�ص ًا "ال�ش ��رق �أردنيين" الم�ؤيدين للنظام‬ ‫الملكي ‪ -‬وب� ��أن الملك ملت ��زم بمحاربة الف�ساد‪.‬‬ ‫يج ��ب عل ��ى وا�شنط ��ن وحلف ��اء الأردن ت�شجي ��ع‬ ‫المل ��ك عب ��د اهلل بعد ه ��ذه المحاكم ��ة وغيرها‬ ‫عل ��ى مواجه ��ة الف�ساد العام ب ��كل جدية‪ ،‬والعمل‬ ‫على تح�سين �صورة العاهل الم�ش َّوهة في الداخل‬ ‫ومنحه فر�صة للنجاة من الإ�ضطرابات الإقليمية‬ ‫الحالية قبل فوات الأوان‬ ‫‪Issue 16 - February - 2014‬‬

‫‪33‬‬


‫الم�شرق العربي ¶ مو�ضوع الغالف‬ ‫رجل الأعمال العراق ��ي وال�سيا�سي الحالي �أحمد‬ ‫الجلبي‪ ،‬والذي حوك ��م غيابي ًا في‪ ‬الق�ضية بتهمة‬ ‫وحكم عليه بال�سجن‬ ‫�إختال�س ‪ 300‬ملي ��ون دوالر ُ‬ ‫لم ��دة ‪ 22‬عام ًا‪ ،‬لكنه لم ُيل ��قَ القب�ض عليه وبقي‬ ‫ف ��ار ًا من العدال ��ة‪ .‬ويق ��ول البع�ض ب� ��أن الجلبي‬ ‫ق ��د ُقدِّ م كب�ش فداء لأ�سم ��اء "ثقيلة" في النظام‬ ‫الأردني ومق ّربة ب�شكل وثيق من الق�صر الملكي‪.‬‬ ‫وتح ��ت �ضغط "ه َبة ني�سان (�إبري ��ل)" في العام‬ ‫‪ 1989‬ف ��ي جنوب الأردن‪ ،‬تم عزل رئي�س الوزراء‬ ‫حينه ��ا‪ ،‬زي ��د الرفاعي‪ ،‬و ُق ��دِّ م �إل ��ى المحاكمة‪،‬‬ ‫الت ��ي كانت �شبه �صورية لتهدئ ��ة ال�شارع الأردني‬ ‫الغا�ض ��ب‪ ،‬حي ��ث تق ��رر بموجبه ��ا �إع�ل�ان عدم‪ ‬‬ ‫م�س�ؤوليت ��ه ع ��ن �أي جريم ��ة ف�ساد �أو ه ��در للمال‬ ‫الع ��ام �إبان حقب ��ة حكمه‪ ،‬والت ��ي خ ّلفت مديونية‬ ‫فاقت ‪ 6‬مليارات دوالر‪.‬‬ ‫تفج ��رت ف�ضيح ��ة الت�سهيالت‬ ‫ف ��ي الع ��ام ‪ّ 2003‬‬ ‫البنكي ��ة الت ��ي �أ ّدت �إلى �إفال�س �أح ��د الم�صارف‬ ‫و�إل ��ى خ�س ��ارة الإقت�ص ��اد الأردني حوال ��ي مليار‬ ‫دوالر‪ ،‬حيث �إتُهم فيها مدير المخابرات ال�سابق‪،‬‬ ‫�سميح البطيخ ��ي‪ ،‬ب�أنه �أعطى المته ��م الأول في‬ ‫تل ��ك الق�ضية "مجد‪ ‬ال�شمايل ��ة" م�ستندات تثبت‬ ‫�صح ��ة ما ي ّدعي ��ه هذا الأخي ��ر ب�أن ��ه متعاقد مع‬ ‫ّ‬ ‫دائرة المخابرات العامة لتوريد �أجهزة‪ ‬ومعدات‬ ‫�إلكتروني ��ة له ��ا‪ ،‬مم ��ا دف ��ع البن ��وك �إل ��ى فت ��ح‬ ‫خزائنها لل�شمايلة ومنحه القرو�ض والت�سهيالت‬ ‫الم�صرفية لعقود وهمية‪.‬‬ ‫و�أ ّدت ه ��ذه الق�ضي ��ة �إل ��ى �إ�ص ��دار حكم‪ ‬ب�سجن‬ ‫البطيخ ��ي لمدة ‪� 4‬سنوات ودفع غرامة ‪ 17‬مليون‬ ‫دين ��ار �أردن ��ي وم�ص ��ادرة بع�ض‪ ‬الملف ��ات الت ��ي‬ ‫كان ��ت في حوزته‪ .‬وقد ق�ضى المحكوم عليه فترة‬ ‫الحب�س في "فيلال" فاخرة في مدينة العقبة‪ .‬ثم‬ ‫م ��ا لبث بعد �إنته ��اء مدة الحك ��م �أن عاد مجدد ًا‬ ‫�إل ��ى ممار�س ��ة التج ��ارة و�إن�شاء �شرك ��ة خدمات‬ ‫�أمنية تعمل في الأردن ومنطقة الخليج العربي‪.‬‬ ‫ويعتقد الخب ��راء ب�أن فتح مل ��ف الت�سهيالت كان‬ ‫هدف ��ه ت�صفية نفوذ البطيخي الذي �إمتد �إلى كل‬ ‫م�ؤ�س�س ��ات الدولة‪ ‬ليطال حتى �ش�ؤون الق�صربعد‬ ‫رحيل ووفاة الملك ح�سين‪ ،‬وبالتالي �إنهاء تدخّ له‬ ‫ال ��ذي �ش� � ّكل �إزعاج� � ًا لر�أ� ��س النظ ��ام الأردن ��ي‬ ‫الجديد الملك عبداهلل‪.‬‬ ‫وعل ��ى �أث ��ر هب ��وب عوا�ص ��ف "الربي ��ع العربي"‬ ‫�أقدم الأردن على مح ��اوالت للإ�صالح ومحاربة‬ ‫الف�ساد؛ لذا �أ�صدر الق�ضاء في �أوائل العام ‪2012‬‬ ‫�أمر ًا ب�إلقاء القب� ��ض على الرئي�س ال�سابق لجهاز‬

‫‪32‬‬

‫العدد ‪� - 16‬شباط (فرباير) ‪٢٠١4 -‬‬

‫بينما �سي�ستغرق تح�سين الإقت�صاد‬ ‫الأردني الم�صاب ب�ضعف دائم بع�ض‬ ‫الوقت‪ ،‬ف�إنه من �أجل �ضمان بقاء النظام‬ ‫الملكي على المدى الطويل‪ ،‬يجب‬ ‫ت�شجيع الملك عبداهلل الثاني على‬ ‫�إتخاذ خطوات جريئة الآن للق�ضاء على‬ ‫الف�ساد لحماية نظامه‬ ‫المخاب ��رات الأردني ��ة الجنرال محم ��د الذهبي‬ ‫بتهم ��ة تبيي� ��ض وغ�سل الأم ��وال وخيان ��ة الأمانة‬ ‫الوظيفية‪.‬‬ ‫وقد �شهد م�سل�سل الف�ساد في الأردن ق�ضايا عدة‬ ‫خ�ل�ال ال�سنين الع�شر الأخي ��رة‪ ،‬وكانت �أطرافها‬ ‫ال�صعيدين‬ ‫�شخ�صيات عدة بارزة ومعروفة على‬ ‫البرلمان الأردني‪ :‬كالم من دون �أفعال بالن�سبة �إلى الف�ساد‬ ‫ال�سيا�س ��ي والإقت�صادي‪ .‬وقد يكون من المنا�سب‬ ‫الإ�ش ��ارة �إلى ق�ضية رج ��ل الأعمال الأردني خالد المحتل ��ة قب ��ل �أن تق ��رر الحكوم ��ة الت ��ي خلفت ��ه‬ ‫�شاهي ��ن الذي كان واحد ًا من ‪� ٤‬أ�شخا�ص تو ّرطوا �إيقافه ��ا‪ ،‬الأم ��ر ال ��ذي �أ ّدى �إلى توري ��ط الأردن‬ ‫ف ��ي ق�ضي ��ة عط ��اء تو�سع ��ة الم�صف ��اة الأردني ��ة ف ��ي مواجهة ال�ش ��روط الجزائي ��ة المترتبة عليه‬ ‫وه ��م الم�ست�ش ��ار ال�ساب ��ق ف ��ي رئا�س ��ة ال ��وزراء في حال �إلغ ��اء الإتفاقية وهي غرامات ت�صل لما‬ ‫محمد الروا�شدة‪ ،‬والمدي ��ر العام لل�شركة �أحمد يقرب من ‪١‬‬ ‫الرفاع ��ي‪ ،‬ورئي�س مجل�س �إدارة الم�صفاة الوزير ‬‬م ��ن جهته‪ ،‬و�ضع "م�ؤ�شر م ��دركات الف�ساد" في‬ ‫ال�ساب ��ق عادل الق�ضاة‪ ،‬و�أُدي ��ن المتورطون بتهم منظمة ال�شفافية الدولية الأردن في العام ‪2012‬‬ ‫الر�شوة و�إ�ستغالل الوظيفة العامة‪ .‬لكن ما فاج�أ في المرتب ��ة ‪ 58‬من �أ�صل ‪ 176‬دول ��ة‪ ،‬وتراجع ‪8‬‬ ‫ال�شع ��ب الأردني هو �سف ��ر �شاهين في �أثناء فترة مراك ��ز في العام ‪ ،2013‬حي ��ث �إحتل المركز ‪66‬‬ ‫ق�ض ��اء محكوميت ��ه للعالج ف ��ي �أوروب ��ا لينك�شف من بين ‪ 177‬دولة وذلك ب�سبب ت�أخير النظر في‬ ‫�أم ��ره في ما بع ��د عندما �شوهد وه ��و يت� ّسوق في بع�ض ق�ضاي ��ا الف�ساد الكبرى وغياب الجد ّية في‬ ‫مح�ل�ات "ه ��ارودز" الفاخ ��رة في لن ��دن‪ ،‬الأمر محا�سبة الفا�سدين‪ ،‬ح�سب معظم الخبراء‪.‬‬ ‫ال ��ذي �أ ّدى �إلى تدخل الحكومة في الق�ضية حيث الواقع �أن الف�ساد ي�ش ّكل ق�ضية �ساخنة في المملكة‬ ‫عمل ��ت على تحديد هوي ��ة الأ�شخا�ص الم�س�ؤولين الها�شمي ��ة‪ ،‬وهو مو�ضوع يتردد �صداه بين كل من‬ ‫ع ��ن هرب ��ه �إل ��ى الخ ��ارج‪ ،‬و�أعادته �إل ��ى �أرا�ضي �أن�ص ��ار النظ ��ام الملك ��ي القبليي ��ن التقليديي ��ن‬ ‫المملكة مج ّدد ًا‪.‬‬ ‫والمعار�ضي ��ن م ��ن "الإخ ��وان الم�سلمي ��ن" على‬ ‫وم ��ن الق�ضاي ��ا الإقت�صادية المهم ��ة التي فتحت ح ��د �س ��واء‪ .‬ف ��ي الأردن‪ ،‬الدولة ال�صغي ��رة التي‬ ‫ملفاته ��ا في الع ��ام الفائت ق�ضي ��ة كازينو البحر ت�ساف ��ر فيه ��ا ال�شائع ��ات ب�سرع ��ة وحي ��ث ن�سبة‬ ‫المي ��ت الت ��ي تع ��ود �إلى الع ��ام ‪� ٢٠٠٧‬إ ّب ��ان فترة �إنت�ش ��ار الإنترنت عالي ��ة‪ ،‬كانت تقاري ��ر الك�سب‬ ‫رئي� ��س ال ��وزراء مع ��روف البخي ��ت الأولى حيث غي ��ر الم�شروع وف�س ��اد المقربين من الق�صر في‬ ‫و ّقع ��ت حكومت ��ه عل ��ى �إتفاقية مع �شرك ��ة يملكها كل مكان على مدى العقد الما�ضي‪.‬‬ ‫م�ستثم ��ر بريطان ��ي م ��ن �أ�ص ��ل ك ��ردي لتنفي ��ذ عندم ��ا ت�س� ��أل الأردنيين ع ��ن حال ��ة الف�ساد في‬ ‫م�شروع ��ي كازين ��و ف ��ي منطقت ��ي البح ��ر الميت البالد‪ ،‬ي�أت ��ي الجواب رثا ًء لغي ��اب ال�شفافية في‬ ‫والمعب ��ر ال�شمال ��ي عل ��ى الح ��دود م ��ع فل�سطين بي ��ع الأرا�ض ��ي الحكومي ��ة ‪ -‬مقر عم ��ان للقوات‬


‫فتدق "لو رويال" في عمان‪� :‬أول م�شاريع �أوجي في الأردن‬

‫"�شركة البحر الميت" التي �إ�ستثمر فيها ‪ 45‬مليون‬ ‫دوالر حيث ت�شارك فيها مع �صندوق الملك عبداهلل‪،‬‬ ‫�إ�ضاف ��ة �إلى م�ساهمات ��ه التي تق� �دّر ب‪ 110‬ماليين‬ ‫دوالر في بن ��ك الأردن‪ ،‬وبنك الأردن الكويتي‪ ،‬وبنك‬ ‫الإتحاد للإدخار والإ�ستثمار‪.‬‬ ‫ولما كب ��رت �إ�ستثمارات ��ه كثير ًا ب ��د�أ الج�شع ي�ضرب‬ ‫�أبواب �أه ��ل الف�ساد في عمان لتب ��د�أ ق�صة الإحباط‬ ‫لدى �أكبر م�ستثمر �أجنبي في الأردن‪.‬‬ ‫والحكاية من البداية‪...‬‬ ‫تع� � ّرف نظم ��ي �أوج ��ي في �أوائ ��ل العق ��د الفائت من‬ ‫طري ��ق �صديق ديبلوما�سي على رج ��ل يدعى خلدون‬ ‫ع ّما�شة‪ ،‬الذي كان م ��ن المولعين بالإ�ستثمار العالي‬ ‫العائ ��دات‪ ،‬حيث ج ��اءه في �إحدى الم ��رات وعر�ض‬ ‫علي ��ه فر�ص ��ة �إ�ستثمار في بغ ��داد ي�ضع فيه ��ا �أوجي‬ ‫مليون ��ي دوالر ويرب ��ح مقابله ��ا ملي ��ون دوالر �آخ ��ر‪،‬‬ ‫فرف�ضه ��ا الأخي ��ر بحج ��ة �أن ��ه ال يرغ ��ب ف ��ي ذلك‬ ‫الوق ��ت �أن ي�ستثم ��ر ف ��ي الع ��راق‪ .‬وما لب ��ث عما�شة‬ ‫�أن ع ��اد �إليه بعد مدة ليعر�ض علي ��ه �إ�ستثمار مليون‬ ‫دوالر ف ��ي دبي ويربح مقابلها ملي ��ون دوالر‪ ،‬فرف�ض‬ ‫�أوجي العر�ض بلطف و�أفهمه بتهذيب �أنه لي�س مولع ًا‬ ‫بهك ��ذا �إ�ستثم ��ارات‪ .‬رغم ذل ��ك‪ ،‬ج ��اء عما�شة بعد‬ ‫حين ليعر�ض عليه �شراء �أ�سهم في �إحدى ال�شركات‬ ‫فرف�ض �أوجي العر�ض‪...‬‬ ‫عندم ��ا �إ�شت ��رى �أوج ��ي �أكثري ��ة الأ�سه ��م ف ��ي نادي‬ ‫"ديون ��ز" (‪ )Dunes‬المع ��روف ف ��ي الأردن �أق ��دم‬ ‫عما�ش ��ة ب ��دوره عل ��ى �إ�ستح ��واذ ‪ 10‬ف ��ي المئ ��ة من‬

‫منح بنك المال الأردني‬ ‫خلدون عما�شة قر�ض ًا �شخ�صي ًا بلغ‬ ‫‪ 8‬ماليين و‪� 900‬ألف دينار في �شباط‬ ‫(فبراير) ‪ ،2007‬كما قبل توقيعه‬ ‫لتجيير ال�صك ال�صادر ب�إ�سم �شركة‬ ‫�شركة مجموعة الأفق للإ�ستثمار‬ ‫(‪ 3‬ماليين دينار) وو�ضعه في ح�سابه‬ ‫ال�شخ�صي الخا�ص و�إ�ستخدمه لدفع‬ ‫ق�سم من دينه ال�شخ�صي‪ ،‬علم ًا �أنه لم‬ ‫تكن له �أية �صالحية منفردة لتحويل‬ ‫�أو تجيير حتى دينار واحد‬ ‫�أ�سهم الن ��ادي‪ ،‬وق�صد بعدها �أوجي لبفاجئه بذلك‬ ‫ويعر�ض خدماته و�إمكانية �إدخاله في مجل�س الإدارة‬ ‫�إل ��ى جانب عبد الكري ��م الكباريت ��ي‪ ،‬و�سامي قموه‪،‬‬ ‫ويو�سف الق�سو�س و�آخرين ‪ ...‬فقبل �أوجي الأمر على‬ ‫�إعتبار �أن م�ساهمة عما�شة في النادي تخ ّوله بذلك‪.‬‬ ‫وفيما كان �أوجي يدر�س �إمكانية �إن�شاء �شركة قاب�ضة‬ ‫(هولدنغ) في لبنان �أو الأردن‪ ،‬عرف عما�شة بالأمر‬ ‫وق�ص ��د رئي� ��س "جين ��رال ميديتيراني ��ان" و�أقنع ��ه‬

‫ب ��د ًال من ذلك ب�إن�ش ��اء �شركة �إ�ستثم ��ار في المملكة‬ ‫الها�شمي ��ة‪ .‬و�أن�شئ ��ت عل ��ى هذا الأ�سا� ��س في ‪2007‬‬ ‫"�شرك ��ة مجموع ��ة الأف ��ق للإ�ستثمار" ف ��ي الأردن‬ ‫بر�أ�سم ��ال ق ��دره مليون دين ��ار دفع �أوج ��ي منه ‪900‬‬ ‫�ألف دين ��ار وعما�شة مئ ��ة �ألف دين ��ار‪ ،‬وع ّين نظمي‬ ‫رئي�س� � ًا للمجموع ��ة الجدي ��دة بينم ��ا �سم ��ي عما�شة‬ ‫مدي ��ر ًا لي�س ل ��ه الحق ب�أي توقيع مال ��ي وحده‪ ،‬ولكن‬ ‫ي�ستطي ��ع التوقيع مع المدير المال ��ي �أحمد �أبو عرب‬ ‫عل ��ى مبلغ ي�صل �أق�صاه �إل ��ى ‪� 10‬آالف دينار لت�سيير‬ ‫�أعمال ال�شركة‪.‬‬ ‫ف ��ي �سبيل فتح ح�ساب م�صرفي للمجموعة الجديدة‬ ‫في بنك الإتحاد للإدّخار والإ�ستثمار في عمان ح ّول‬ ‫�أوج ��ي مبل ��غ ‪ 3‬ماليين دين ��ار‪ ،‬كانت موج ��ودة في‬ ‫البنك في ح�س ��اب ال�شركة الأم‪ ،‬و�ألحقه بر�سالة في‬ ‫‪( 2007/2/21‬ت�سلمه ��ا البنك ف ��ي ‪)2007/2/25‬‬ ‫تعزّز توقيع خلدون عما�شة و�أحمد �أبو عرب مع ًا على‬ ‫�شيك يحمل الرق ��م ‪ 110537‬بمبلغ ‪ 3‬ماليين دينار‬ ‫لأمر �شركة مجموعة الأفق للإ�ستثمار‪.‬‬ ‫ف ��ي هذه الأثن ��اء كان بن ��ك المال الأردن ��ي قد منح‬ ‫عما�ش ��ة قر�ض ًا �شخ�صي� � ًا بلغ ‪ 8‬ماليي ��ن و‪� 900‬ألف‬ ‫دين ��ار في �شباط (فبراي ��ر) ‪ ،2007‬كما قبل توقيعه‬ ‫لتجيي ��ر ال�ص ��ك ال�ص ��ادر ب�إ�س ��م �شرك ��ة مجموعة‬ ‫الأف ��ق للإ�ستثم ��ار (‪ 3‬ماليين دين ��ار)‪ ،‬وو�ضعه في‬ ‫ح�سابه الخا�ص حيث �إ�ستخدمه لدفع ق�سم من دينه‬ ‫ال�شخ�صي‪ ،‬علم ًا �أنه لم تكن له �أية �صالحية منفردة‬ ‫لتحويل �أو تجيير حتى دينار واحد‪.‬‬ ‫ف ��ي تاري ��خ ‪ 2007 /3/5‬بلغ ��ت قيم ��ة القر�ض‬ ‫‪Issue 16 - February - 2014‬‬

‫‪35‬‬


‫الم�شرق العربي‬ ‫األردن‬

‫يهجرون الم�ستثمرين من عمان‬ ‫�إنهم ّ‬

‫إختالس أكثر من ‪ 130‬مليون دوالر‬ ‫من نظمي أوجي في األردن!‬ ‫ف��ي عملية �إحتيال غريبة �أقدم م�صرف��ان في عمان بم�شاركة رجل �أعمال �أردن��ي على �إختال�س �أكثر من‬ ‫‪ 130‬مليون دوالر من رجل الأعمال العربي نظمي �أوجي الذي لم ي�ستطع حتى الآن رغم مراجعاته كبار‬ ‫الم�س�ؤولين الأردنيين وعودته �إلى الق�ضاء من تح�صيل حقوقه‪ ،‬الأمر الذي قد ي�ؤدي به في نهاية المطاف‬ ‫�إلى بيع م�شاريعه ال�ضخمة والإن�سحاب من الإ�ستثمار في ال�سوق الأردنية‪.‬‬ ‫عمان ‪� -‬سمير الزيلع‬

‫نظمي �أوجي‪ :‬هل يتدخل الملك عبد الله لحل ق�ضيته؟‬

‫‪34‬‬

‫العدد ‪� - 16‬شباط (فرباير) ‪٢٠١4 -‬‬

‫عندم ��ا �أ�س� ��س نظم ��ي �أوجي ف ��ي العام‬ ‫‪ 1979‬مجموعته "جينرال ميديتيرانيان‬ ‫هولدن ��غ" في لوك�سمبورغ‪ ،‬كان حلمه الأكبر �أن يعمل‬ ‫م ��ا في و�سعه للم�ساهمة في �إنماء العالم العربي من‬ ‫طريق الإ�ستثمار ف ��ي الم�شاريع ال�سياحية وال�سكنية‬ ‫والتكنولوجي ��ة والمالي ��ة‪ .‬وبعدم ��ا ر ّك ��ز قاعدته في‬ ‫وتو�سع ��ت �شركاته لي�صب ��ح عددها �أكثر من‬ ‫الغرب ّ‬ ‫‪� 120‬شرك ��ة ت�ضم حوالي ‪� 11‬أل ��ف موظف ولت�صبح‬ ‫قيمته ��ا تتع� �دّى ال‪ 4‬ملي ��ارات دوالر‪...‬توج ��ه �إل ��ى‬ ‫البل ��دان العربي ��ة ليب ��د�أ م�سيرته الطويل ��ة التي كان‬ ‫بع�ضه ��ا �شاق ًا مع بيروقراطي ��ة فا�سدة في معظمها‪.‬‬ ‫و�صارت لمجموعته م�شاريع في غالبيتها‪ :‬من تون�س‪،‬‬ ‫�إل ��ى المغرب‪� ،‬إل ��ى م�صر‪� ،‬إل ��ى لبنان‪� ،‬إل ��ى �سوريا‬ ‫والأردن الذي �إ�ستثمر فيه �أكثر من ‪ 500‬مليون دوالر‬ ‫وحيث �أثبط عزيمت ��ه الف�ساد الم�ست�شري في هياكل‬ ‫الدولة كما في الم�صارف والقطاع الخا�ص‪.‬‬ ‫ب ��د�أ نظمي �أوج ��ي �إ�ستثماراته ف ��ي الأردن في العام‬ ‫�شجع ��ه عل ��ى ذل ��ك العاه ��ل الأردني‬ ‫‪ 1997‬بعدم ��ا ّ‬ ‫الراحل الملك ح�سين ال ��ذي قدّم له كل الت�سهيالت‬ ‫والت�شجيع ��ات ال�ضرورية‪ ،‬فبنت مجموعته "جينرال‬ ‫ميديتيراني ��ان هولدن ��غ" �أكب ��ر م�ش ��روع �سياحي في‬ ‫قل ��ب العا�صم ��ة عم ��ان وال ��ذي يت�ضم ��ن فن ��دق "لو‬ ‫روي ��ال" الفخ ��م و�سوق� � ًا تجاري ��ة حيث بلغ ��ت كلفة‬ ‫الم�شروع حوالي ‪ 260‬ملي ��ون دوالر‪ ،‬كما �ساهم منذ‬ ‫ذلك الحين في �شركات وم�صارف محلية عدة بينها‬


‫ر�سالة �أوجي �إلى بنك الإتحاد لتعزيز توقيعي عما�شة و�أبو عرب‬

‫البح ��ر المي ��ت‪ ،‬وذلك في ي ��وم �سبت ال ��ذي هو يوم‬ ‫عطل ��ة للبنوك في المملك ��ة الها�شمي ��ة‪ ،‬و�أبلغ �أوجي‬ ‫الحق� � ًا ب�أنه دف ��ع المبلغ من ح�ساب ��ه الخا�ص وحدث‬ ‫تج ��اوز ب�سيط و "�أري ��د �أن تكفلن ��ي �شركة مجموعة‬ ‫الأفق للإ�ستثم ��ار"‪ .‬ولم يتردّد �أوجي‪ ،‬الذي �صدّقه‪،‬‬ ‫فح� � ّول له المبل ��غ المطلوب �إلى بن ��ك المال الأردني‬ ‫كي يغطيه وي�ضمن مجموعته‪ ،‬وكذلك و ّقع على ورقة‬ ‫�ضمان لخل ��دون عما�شة من �شركة الأف ��ق التي يبلغ‬ ‫ر�أ�سماله ��ا مليون دين ��ار �أي �أن ال�شركة ال يمكنها �أن‬ ‫تكفل ب�أكثر من ر�أ�سمالها‪.‬‬ ‫ول ��م يطل الأم ��ر بعد ذلك ب�أوجي حت ��ى �إكت�شف ب�أن‬ ‫عما�ش ��ة ق ��د ح� � ّول �أ�سهم "�شرك ��ة مجموع ��ة الأفق‬ ‫للإ�ستثم ��ار" في بنك الإتحاد‪ ،‬و"ن ��ادي ديونز" �إلى‬ ‫�إ�سم ��ه ال�شخ�صي وهو غير مخ ّول بذلك‪ .‬كما ح�صل‬ ‫على قر�ض بمبلغ ‪ 29‬مليون و‪� 600‬ألف دينار من بنك‬ ‫الأردن ب�إ�س ��م "�شرك ��ة مجموعة الأف ��ق للإ�ستثمار"‬ ‫من دون علم مجل� ��س الإدارة وموافقة الهيئة العامة‬ ‫كم ��ا تن� ��ص علي ��ه قواني ��ن ال�شرك ��ة‪ ،‬علم ��ا �أن بنك‬ ‫الأردن �سب ��ق �أن ت�س ّل ��م �صكا بمبل ��غ ‪ 15‬مليون دينار‬ ‫م ��ن ع ّما�شة‪ ،‬وعندما لم ي�ستط ��ع ت�سديده �إقترح �أن‬ ‫يمنح ��ه البنك قر�ض ًا با�س ��م "�شركة مجموعة الأفق‬ ‫للإ�ستثم ��ار"‪ ،‬ف�أر�سل البنك كتاب� � ًا ي�ؤكد فيه �أنه كي‬ ‫ي�ستطيع منح هذا القر�ض يحتاج الى موافقة الهيئة‬ ‫العامة وكفالة نظمي �أوجي‪.‬‬ ‫�أم ��ام هذا الواق ��ع ال ��ذي �إنت�شر في الأو�س ��اط العليا‬ ‫للدولة تدخل �سعاة الخير لحل الق�ضية حبي ًا‪ .‬وحدث‬

‫جيره خلدن عما�شة وو�ضعه ب�إ�سمه وقبله البنك خالف ًا للقانون‬ ‫�صورة ال�صك الذي ّ‬

‫لق ��اء مع رئي�س المخابرات العامة في حينه الجنرال‬ ‫محم ��د الذهب ��ي ال ��ذي �أح ��ال الق�ضي ��ة �إل ��ى محمد‬ ‫كريمين رئي� ��س ق�سم الف�ساد في مديرية المخابرات‬ ‫حي ��ث �إ�ستمع ه ��ذا الأخي ��ر بح�ضور �أوج ��ي والممثل‬ ‫القانون ��ي �إلى �إعتراف ��ات خلدون عما�ش ��ة الذي �أق ّر‬ ‫�سجلها الممثل القانوني‪،‬‬ ‫و�إعترف بكل الق�ضايا التي ّ‬ ‫ً‬ ‫ووعد ب�أنه �سيحل المو�ضوع �سريعا ويعيد الحق والمال‬ ‫�إلى �أ�صحابه‪ ،‬وطلب ع ��دم اللجوء �إلى الق�ضاء‪( .‬لم‬ ‫يح�صل �شيء حتى كتابة هذا المو�ضوع)‪.‬‬ ‫بعد هذا الإجتماع �أر�سل �أوجي في ‪ 8‬ني�سان (�إبريل)‬ ‫‪� 2007‬إل ��ى بن ��ك الم ��ال الأردن ��ي ر�سال ��ة (ت�س ّلمها‬ ‫البن ��ك ح�سب ختم الإ�ست�ل�ام الممهور على الر�سالة‬ ‫في اليوم عينه) يعلن فيها لإدارة البنك �إنتهاء عمل‬ ‫وعالق ��ة خل ��دون ع ّما�شة ب"�شرك ��ة مجموعة الأفق‬ ‫للإ�ستثم ��ار" وبعدم �صالحي ��ة توقيعه ب�إ�سم ال�شركة‬ ‫والمف ّو� ��ض الوحيد لأي توقيع ه ��و من الآن ف�صاعد ًا‬ ‫نظمي �أوجي �أو من ي�سميه‪.‬‬ ‫عل ��ى الرغم من هذه الر�سالة قام البنك بعد ‪� 3‬أيام‬ ‫عل ��ى ت�سلمه ��ا‪ ،‬وبالتحديد في ‪ 11‬ني�س ��ان (�إبريل)‪،‬‬ ‫وبن ��اء على طلب ع ّما�شة بيي ��ع �أ�سهم تابعة ل"�شركة‬ ‫مجموع ��ة الأفق للإ�ستثم ��ار" بمبل ��غ ‪15,579,000‬‬ ‫دين ��ار لت�سدي ��د قيم ��ة القر�ض الخا� ��ص المعطى له‬ ‫وو�ضع الباقي في ح�سابه الخا�ص‪.‬‬ ‫عل ��ى المنح ��ى الآخ ��ر كان بن ��ك الأردن م ��ن جهته‬ ‫ق ��د منح عما�ش ��ة قر�ض ًا خا�ص ًا‪ ،‬وق ��ام بحجز �أ�سهم‬ ‫مملوك ��ة م ��ن "�شركة مجموع ��ة الأف ��ق للإ�ستثمار"‬

‫مقابل ذلك‪ ،‬وما لبث �أن باعها وح�صل فائ�ض بمبلغ‬ ‫‪ 13‬ملي ��ون دين ��ار كان م ��ن المفتر� ��ض �إعادتها �إلى‬ ‫ال�شرك ��ة ولكن �إدارة البنك عقدت �إتفاق ًا مع عما�شة‬ ‫يعل ��ن على �أ�سا�س ��ه �أن ه ��ذه الأ�سهم بيع ��ت ب�أ�سعار‬ ‫مخ ّف�ضة خالف ًا لأ�سعار ال�سوق لكي تتم �سرقة المبلغ‬ ‫الفائ�ض‪.‬‬ ‫ه ��ذه الق�ص ��ة الت ��ي �س ّربتها �إل ��ى "�أ�س ��واق العرب"‬ ‫م�ص ��ادر �أردنية موثوقة لم تنت ��ه ف�صولها بعد‪ ،‬على‬ ‫الرغم من �سج ��ن خلدون عما�ش ��ة و�إخراجه بحجة‬ ‫مع�سر‪ ،‬ما يعني ت�شجيع المحتالين على ال�سرقة‬ ‫�أن ��ه ّ‬ ‫وعن ��د �إكت�شافه ��م يعلن ��ون �إفال�سه ��م كذب� � ًا لع ��دم‬ ‫�سجنه ��م‪ .‬وف ��ي ر�أي م�صادر متابعة له ��ذه الق�ضية‪،‬‬ ‫"�إن العملي ��ة مق�صودة وته ��دف �إلى عدم ال�ضغط‬ ‫عل ��ى ع ّما�شة للإعت ��راف بتحايله م ��ع البنوك‪ ،‬على‬ ‫الرغ ��م من �إق ��دام محاف ��ظ البنك المرك ��زي على‬ ‫�إعف ��اء وف�ص ��ل رئي� ��س مجل� ��س �إدارة بن ��ك الم ��ال‬ ‫الأردن ��ي محمد الح�صري ورئي�س مجل�س �إدارة بنك‬ ‫الأردن توفيق فاخوري م ��ن من�صبيهما‪ ،‬لأن العملية‬ ‫ه ��ي �أكب ��ر من ذلك وت�ص ��ل �إلى م�س�ؤولي ��ن كبار في‬ ‫وعل ��م في عمان ب�أن‬ ‫الجه ��از الم�صرفي والنظام"‪ُ .‬‬ ‫نظم ��ي �أوجي قد �أو�صل ق�ضيته �إل ��ى �أعلى ال�سلطات‬ ‫في البالد كي تتدخل وتنهي هذه الق�ضية‪ ،‬لأن الأمر‬ ‫بع ��د ذل ��ك �سيكون في ي ��د مجل� ��س �إدارة "مجموعة‬ ‫جين ��رال ميديتيريني ��ان هولدن ��غ" ف ��ي لوك�سمبورغ‬ ‫ال ��ذي قد يقرر رف ��ع دعوى خ ��ارج الأردن للح�صول‬ ‫على حقوق المجموعة‬ ‫‪Issue 16 - February - 2014‬‬

‫‪37‬‬


‫الم�شرق العربي ¶ الأردن‬

‫ر�سالة نظمي �أوجي �إلى المدير العام لبنك المال الأردني التي يعلمه فيها عن �إنتهاء مهمة‬ ‫خلدون عما�شة وعدم �صالحية توقيعه ب�إ�سم ال�شركة‬

‫المعط ��ى لعما�ش ��ة ‪ 5,928,906‬دناني ��ر‪ ،‬ورغ ��م‬ ‫ذل ��ك �أق ��دم بنك الم ��ال الأردني ف ��ي ‪ 5‬و‪ 6‬من �آذار‬ ‫(مار� ��س) ‪ 2007‬عل ��ى منحه قر� ��ض �شخ�صي �آخر‬ ‫بقيم ��ة ‪ 18,944,300‬دين ��ار بحيث �أ�صب ��ح القر�ض‬ ‫الكلي ‪ 24,873,219‬دينار ًا‪ .‬وهذا ال يجوز قانون ًا لأن‬ ‫المبلغ تجاوز ال ‪ %25‬من ر�أ�سمال الم�صرف‪.‬‬ ‫وعم ��د عما�شة عنده ��ا وفي يوم ‪ 7‬ني�س ��ان (�إبريل)‬ ‫‪ 2007‬بالذات �إلى �إ�ص ��دار ‪� 138‬شيك ًا بلغ مجموعها‬ ‫‪ 6,908,087‬دين ��ار ًا‪ ،‬جميعه ��ا نق ��د ًا‪ ،‬لإ�ستخدامها‬ ‫بتخفي� ��ض قيم ��ة القر� ��ض ال ��ذي منح ��ه ل ��ه البنك‬ ‫�شخ�صي� � ًا قبل يوم خالف ًا ل ��كل القواني ��ن‪ .‬وال�س�ؤال‬ ‫هن ��ا‪ :‬م ��اذا ح�ص ��ل للمبل ��غ ال ��ذي دُفع له قب ��ل يوم‬ ‫واحد؟!‬ ‫ولم يق ��ف الو�ضع عند ه ��ذا الحد‪ ،‬فف ��ي ‪ 11‬ني�سان‬ ‫(�إبريل) ‪� ،2007‬أي بعد ‪� 4‬أيام‪ ،‬عاد عما�شة و�أ�صدر‬ ‫‪� 112‬شي ��ك ًا �سح ��ب على �أ�سا�سها مبل ��غ ‪6,873,921‬‬ ‫دين ��ار ًا �إ�ستخدمه ��ا البن ��ك لتخفي� ��ض القر� ��ض‬ ‫ال�شخ�صي الممنوح له للمرة الثانية‪.‬‬ ‫هن ��ا وبع ��د ي ��وم واح ��د فق ��ط‪)2007/4/12( ،‬‬ ‫ع ��اد البن ��ك ومن ��ح عما�ش ��ة قر�ض� � ًا �إ�ضافي� � ًا بمبلغ‬ ‫‪ 2,641,187‬دينار ًا‪� ،‬أي �أن مجموع المبلغ الذي دفعه‬ ‫�إل ��ى عما�شة بلغ ‪ 27,514,406‬ت ��م ت�سديده بوا�سطة‬ ‫الإحتيال من �شركة مجموعة الأفق للإ�ستثمار‪.‬‬ ‫وخالل �أيام ع ��دة قبل بنك المال الأردني �صرف ما‬ ‫مجموع ��ه ‪� 635‬شي ��ك ًا وحواالت م ��ن �شخ�ص ال يحق‬ ‫ل ��ه التوقي ��ع و�سحب ‪ 17‬ملي ��ون دينار م ��ن غير وجه‬

‫‪36‬‬

‫العدد ‪� - 16‬شباط (فرباير) ‪٢٠١4 -‬‬

‫ك�شف الح�ساب البنكي الذي يبرز ال�سحوبات غير القانونينة لعما�شة‬

‫قانون ��ي‪ .‬علم� � ًا �أن قانون ال�ش ��ركات ال يجيز للمدير‬ ‫الإ�ستفادة من �أموال ال�شركة من دون موافقة هيئتها‬ ‫العامة‪.‬‬ ‫ولم تنتهِ الق�صة بين �أوجي وعما�شة عند هذا الحد‪.‬‬ ‫فخالل �إح ��دى زيارات ��ه �إل ��ى الأردن �إكت�شف نظمي‬ ‫ب�أن خل ��دون عما�شة �إ�شت ��رى ‪� 6,800,000‬سهم من‬ ‫بنك الإتحاد للإدخ ��ار والإ�ستثمار (الذي تملك فيه‬ ‫�شرك ��ة مجموعة الأفق ‪ 8‬ماليين �سهم) بـ ‪ 18‬مليون‬

‫في تاريخ ‪ 2007 /3/5‬بلغت‬ ‫قيمة القر�ض المعطى لخلدون عما�شة‬ ‫‪ 5,928,906‬دنانير‪ ،‬ورغم ذلك �أقدم‬ ‫بنك المال الأردني في ‪ 5‬و ‪ 6‬من �آذار‬ ‫(مار�س) ‪ 2007‬على منحه قر�ض‬ ‫�شخ�صي �آخر بقيمة ‪18,944,300‬‬ ‫دينار بحيث �أ�صبح القر�ض الكلي‬ ‫‪ 24,873,219‬دينار ًا‪ .‬وهذا ال يجوز‬ ‫قانون ًا لأن المبلغ تجاوز ال ‪%25‬‬ ‫من ر�أ�سمال الم�صرف‬

‫و�سجلها ب�إ�سمه‪ .‬ولما �س�أله �أوجي لماذا �أقدم‬ ‫دين ��ار ّ‬ ‫على هذا ال�شراء‪� ،‬أف ��اده عما�شة ب�أن البنك الوطني‬ ‫الكويت ��ي يريد �ش ��راء ح�صة في بن ��ك الإتحاد‪ ،‬وقد‬ ‫ر�أي ��ت �أن هذا مج ��دٍ ومنا�سب بالن�سب ��ة �إلينا �إذ �أننا‬ ‫بتنا نملك ‪ 20‬في المئة م ��ن الأ�سهم و�صار ب�إمكاننا‬ ‫�إتخاذ �أي موقف من عملية البيع‪( .‬علم ًا �أنه �سجلها‬ ‫ب�إ�سمه ال�شخ�صي ولي�س ب�إ�سم مجموعة الأفق)‪.‬‬ ‫من جهة �أخرى �أخبر ع ّما�شة �أوجي ب�أن �شركة البحر‬ ‫المي ��ت تريد زيادة ر�أ�سمالها وح�صة مجموعة الأفق‬ ‫ب‪ 14‬ملي ��ون و‪� 600‬أل ��ف دينار‪ ،‬ف�أعلم ��ه �أوجي ب�أنه‬ ‫�سيح� � ّول المبلغ م ��ن �أوروبا‪ ،‬ف�أجاب ��ه عما�شة ب�أنه ال‬ ‫داع ��ي للأمر لأن توفيق الفاخ ��وري يرغب في �إعادة‬ ‫العالقة ويمكنن ��ا �إقترا�ض المبلغ م ��ن بنك الأردن‪.‬‬ ‫ف�إعتر� ��ض �أوج ��ي عل ��ى ذلك لأن ��ه ال يري ��د التعامل‬ ‫مع توفي ��ق فاخوري رئي�س بن ��ك الأردن‪ .‬ورغم هذا‬ ‫الرف� ��ض �إقترح عما�شة �إ�صدار ر�سالة من �أوجي �إلى‬ ‫الم�ص ��رف ت�سم ��ح بالح�صول عل ��ى ‪ 29‬مليون و‪600‬‬ ‫�أل ��ف دين ��ار يدفع منها مبل ��غ ‪ 14‬ملي ��ون و‪� 600‬ألف‬ ‫دين ��ار �إلى �شركة البح ��ر الميت والباق ��ي ‪ 15‬مليون‬ ‫دين ��ار للإحتياج ��ات الأخرى‪� ،‬ضمن �ش ��روط‪�" ،‬إذا‬ ‫كان ��ت جيدة فيمكن العمل بها وبعك�سه فيحق لأوجي‬ ‫�أن يرف�ضها"‪.‬‬ ‫وعمد عما�شة بعدها �إلى فتح ح�ساب ل�شركة مجموعة‬ ‫الأفق للإ�ستثمار في بنك الأردن‪ ،‬من دون معرفة �أو‬ ‫عل ��م نظمي �أوجي‪ ،‬حيث �أ�صدر ل ��ه الم�صرف �شيك ًا‬ ‫يمبل ��غ ‪ 14‬ملي ��ون و‪� 600‬أل ��ف دين ��ار ب�إ�س ��م �شرك ��ة‬


‫ليبيا‪ ،‬التي �شهدت �صراع ًا داخلي ًا في العام ‪.2011‬‬ ‫و�س ��ط فو�ضى ما ي�سمى بـ"الربيع العربي"‪ ،‬ف�إنه من‬ ‫ال�صعوب ��ة بمكان الت�أكد م ��ن المعلومات التي تتدفق‬ ‫يومي� � ًا وتكوي ��ن �ص ��ورة وا�ضح ��ة �أو �إيج ��اد الجواب‬ ‫ال�شاف ��ي ع ��ن الدينامي ��ة الع�سكري ��ة الجدي ��دة في‬ ‫المنطقة‪ .‬فمث ًال �إذا ف�شلت القوى الدولية في تحقيق‬ ‫�إتف ��اق نهائي مع �إيران‪ ،‬هل �إ�سرائي ��ل م�ستعدة ‪� -‬أو‬ ‫حتى ق ��ادرة ‪ -‬على تدمير البرنامج النووي لطهران‬ ‫وحده ��ا؟ الآن بعدم ��ا �إنحازت تركيا �إل ��ى "الإخوان‬ ‫الم�سلمين" و"حركة حما�س"‪ ،‬وحتى �ساعدت �إيران‬ ‫عل ��ى التهرب م ��ن العقوب ��ات‪ ،‬فهل ه ��ذا يعني هذا‬ ‫الأمر توقع نزاع م�سلح مع الإ�سرائيليين؟‬ ‫الواقع يقول الخبراء ب�أن على مخططي الحرب �أي�ضاً‬ ‫النظ ��ر في التحالف ��ات التي كانت تعتب ��ر غير قابلة‬ ‫للت�صديق قبل عقد من الزمن‪� .‬إيران والعراق‪ ،‬على‬ ‫�سبي ��ل المثال‪ ،‬كانت ��ا من �أ�شد الأع ��داء خالل حكم‬ ‫�صدام ح�سين‪ .‬الآن مع الحكومة التي يقودها ال�شيعة‬ ‫في بغداد‪ ،‬ت�ش ّكالن كتلة ع�سكرية محتملة قوية‪ .‬و�إذا‬ ‫ل ��م يكن ذلك غريب ًا بما في ��ه الكفاية‪ ،‬و�إذا التقارير‬ ‫الإخباري ��ة دقيقة‪ ،‬ف�إن مخططي الحرب في طهران‬ ‫يج ��ب �أن ينظروا الآن �إلى تحالف (بالوا�سطة) غير‬ ‫مرج ��ح (وغير م�ستقر) تحت مظلة طرف ثالث بين‬ ‫ّ‬ ‫ال�سعودية و�إ�سرائيل‪.‬‬ ‫للم�ساعدة في فهم هذا التغيير في ح�ساب التفا�ضل‬ ‫والتكام ��ل‪ ،‬فق ��د �أنفق ��ت "م�ؤ�س�س ��ة الدف ��اع ع ��ن‬ ‫الديموقراطي ��ات" �أخي ��ر ًا �ست ��ة �أ�شهر ف ��ي تجميع‬ ‫البيان ��ات للموقع الجديد الذي ي�ساع ��د الزوار على‬ ‫ت�صور الت ��وازن المع ّقد للقوى ف ��ي ال�شرق الأو�سط‪.‬‬ ‫ويتي ��ح هذا الموق ��ع للم�ستخدمين مقارن ��ة البيانات‬ ‫المفتوح ��ة الم�صدر بالن�سبة �إل ��ى الت�سلح والقدرات‬ ‫ح�سب البلد �أو م ��ن طريق التحالف‪ .‬كما �أنه ي�ساعد‬ ‫ال ��زوار على فه ��م كيف �أن �أف�ضل �أ�سلح ��ة �أو قدرات‬ ‫تو ّف ��ر التفوق النوعي لحفنة من الجهات الفاعلة في‬ ‫المنطقة‪.‬‬ ‫وبينما ال يمكن للموقع قيا�س العوامل غير الملمو�سة‬ ‫مث ��ل الكفاءة المهنية للق ��وات الم�سلحة �أو الخبرات‬ ‫المعدّة للحرب لبلد ما‪ ،‬ف�إنه قد حقق بع�ض الوجبات‬ ‫ال�سريعة الأخرى المثيرة للإهتمام‪:‬‬ ‫جه ��ات فاعلة غي ��ر حكومية ه ��ي �أكثر خط ��ورة من‬ ‫�أي وق ��ت م�ض ��ى‪ :‬لدى "ح ��زب اهلل" وحركة حما�س‬ ‫مع� � ًا ما مجموعه �أكثر م ��ن ‪� 60,000‬صاروخ وقذيفة‬ ‫�صاروخية ‪ -‬ثالث مرات �أكثر مما كان في حوزتهما‬ ‫بع ��د حرب لبنان في العام ‪ .2006‬وهذه الكمية ربما‬ ‫ت�ش� � ّكل �أكثر م ��ن قدرة �أنظم ��ة الدف ��اع ال�صاروخي‬ ‫الإ�سرائيلية‪ ،‬مث ��ل القبة الحديدي ��ة‪ ،‬للتعامل معها‪،‬‬ ‫وهذا يعني �أن المدنيين الإ�سرائيليين �سيكونون مرة‬

‫الجي�ش العراقي‪� :‬أميركا ت�ستثمر فيه و�إيران تقطف الثمار‬

‫الطيران الع�سكري ال�سعودي‪ :‬قوة حديثة �ضاربة‬

‫زادت موازنة الدفاع ال�سعودية‪،‬‬ ‫�سابع �أكبر موازنة دفاع في العالم‪،‬‬ ‫بن�سبة ‪ 111‬في المئة بين عامي‬ ‫‪ 2003‬و ‪2012‬‬ ‫�أخ ��رى عر�ضة للخطر في حال ��ة ن�شوب حرب �أخرى‬ ‫مع لبنان �أو "حما�س"‪.‬‬ ‫التقدم الع�سكري ل"حزب اهلل" و"حركة حما�س" ال‬ ‫يمك ��ن �أن ُيفهم من خالل كمي ��ة �أ�سلحتهما فح�سب‪.‬‬ ‫تح�سن ��ت �أي�ض� � ًا‪ :‬وق ��د وردت‬ ‫�إن نوعي ��ة معداتهم ��ا ّ‬

‫معلوم ��ات تفي ��د ب� ��أن "ح ��زب اهلل" تل ّق ��ى �صواريخ‬ ‫متقدم ��ة م�ض ��ادة لل�سف ��ن مه ّرب ��ة م ��ن �سوري ��ا �إلى‬ ‫لبنان‪ ،‬في حين ح�صلت "حما�س" على �أنظمة دفاع‬ ‫جوي محمولة على الكتف مه ّربة من ليبيا‪.‬‬ ‫طائ ��رات م ��ن دون طي ��ار لي�س ��ت فق ��ط لأمي ��ركا‬ ‫والأم ��ازون‪ :‬ل ��دى تركي ��ا منه ��ا‪ ،‬كم ��ا �إ�سرائي ��ل‪،‬‬ ‫والمغ ��رب‪ ،‬والإم ��ارات العربية المتح ��دة‪ ،‬و�إيران ‪-‬‬ ‫وتدّعي طهران ان طائراتها من دون طيار تم عك�س‬ ‫هند�ستها من طائرة من دون طيار �أميركية تحطمت‬ ‫عل ��ى �أرا�ضيها‪ .‬ويبدو ب� ��أن بغداد ه ��ي التالية‪ :‬هذا‬ ‫الربيع‪� ،‬س ��وف يتلقى الجي�ش العراق ��ي ‪ 10‬طائرات‬ ‫من دون طيار "�س ��كان �إيغل" (‪ ،)ScanEagle‬التي‬ ‫تزع ��م حكومة رئي� ��س الوزراء ن ��وري المالك ��ي �أنها‬ ‫تحتاجها لمواجهة �إرتفاع تهديد "القاعدة"‪.‬‬ ‫ولم يعد الأمر �سوى م�س�ألة وقت قبل �أن تح�صل‬ ‫‪Issue 16 - February - 2014‬‬

‫‪39‬‬


‫العالم العربي‬ ‫التسلح‬

‫هل الحرب "الكبرى" مقبلة �إلى المنطقة مع �إنتعا�ش �صناعة الأ�سلحة؟‬

‫سباق التسلح ِّ‬ ‫يغير الدينامية‬ ‫العسكرية في الشرق األوسط‬

‫م��ع ت�س��ارع الأحداث في منطقة ال�شرق الأو�س��ط و�شمال �أفريقيا يت�سارع �سي��ل الأ�سلحة الجديدة – من‬ ‫�أمي��ركا‪ ،‬ورو�سيا‪ ،‬و�إيران �إل��ى المملكة العربية ال�سعودية ‪ -‬ليغيّر ب�شكل خطي��ر الدينامية الع�سكرية في‬ ‫ال�شرق الأو�سط الذي قد ي�ؤدي �إلى حرب "كبرى" جديدة ووجودية‪.‬‬ ‫لندن ‪ -‬ليلى الحلو‬ ‫تتدف ��ق الأ�سلح ��ة م ��ن كل الأن ��واع �إل ��ى‬ ‫منطق ��ة ال�ش ��رق الأو�س ��ط بمع ��دل غير‬ ‫م�سب ��وق‪ .‬فق ��د �أعلن ��ت وزارة الدف ��اع الأميركي ��ة‬ ‫�أخي ��ر ًا �أنها �ستبيع �ست طائ ��رات "او�سبري" حديثة‬ ‫لإ�سرائي ��ل مقاب ��ل ‪ 1.3‬ملي ��ار دوالر؛ و ُنقلت �أجهزة‬ ‫�أميركية ع�سكرية (بما في ذلك مروحيات �أبات�شي)‬ ‫على وج ��ه ال�سرعة �إل ��ى بغداد لم�ساع ��دة الحكومة‬ ‫العراقي ��ة ف ��ي معركته ��ا �ض ��د تنظي ��م "القاعدة"؛‬ ‫و�أعادت وا�شنطن �أي�ض� � ًا م�ساعداتها الع�سكرية �إلى‬ ‫م�ص ��ر بعد توقف وجيز‪ .‬ولكن بالد العم �سام لي�ست‬ ‫وحدها التي ت�صدّر الأ�سلحة �إلى المنطقة‪ :‬ف"حزب‬ ‫اهلل" ح�صل على �أج ��زاء من ال�صواريخ الأ�سرع من‬ ‫ال�ص ��وت "ياكون ��ت" (‪ )Yakhont‬الرو�سي ��ة الت ��ي‬ ‫ت�ستطيع �أن ت�ضرب ال�سفن عن بعد �أكثر من ‪ 75‬مي ًال‬ ‫قبال ��ة �سواحل لبنان‪ ،‬وما زال الرئي�س ال�سوري ب�شار‬ ‫الأ�سد ي�ستقبل مخزونات كبيرة من الأ�سلحة من كل‬ ‫من مو�سكو وطهران‪.‬‬ ‫قد تبدو ه ��ذه الإ�ستح ��واذات طبيعي ��ة بالن�سبة �إلى‬ ‫البع�ض‪ ،‬ولكنها وغيرها من الأ�سلحة الجديدة تعمل‬ ‫بخطى ثابتةعلى تغيير فعلي للدينامية الع�سكرية في‬ ‫ال�شرق الأو�سط‪.‬‬ ‫تاريخي ًا‪ ،‬كان ُيعتق ��د �أن �إ�سرائيل تتمتع بتفوق نوعي‬ ‫ع�سكري‪ ،‬الذي يحدده �أو ي�صفه الكونغر�س الأميركي‬ ‫ب"القدرة على مواجهة وهزيمة �أي تهديد ع�سكري‬ ‫تقليدي ذي م�صداقية من �أي دولة �أو تحالف ممكن‬ ‫م ��ن الدول �أو من جهات فاعل ��ة غير حكومية"‪ .‬وقد‬ ‫تعهدت الواليات المتحدة من جهتها ب�ضمان التفوق‬

‫‪38‬‬

‫العدد ‪� - 16‬شباط (فرباير) ‪٢٠١4 -‬‬

‫قوات "حزب الله"‪ :‬دخلت في المعادلة الأمنية للمنطقة‬

‫ت�ستثمر وا�شنطن بكثافة في عالقاتها‬ ‫قدمت �إليها‬ ‫الع�سكرية مع بغداد‪ ،‬حيث ّ‬ ‫ما يقدر ب ‪ 8‬مليارات دوالر من الأ�سلحة‬ ‫والخدمات ذات ال�صلة منذ العام ‪2005‬‬ ‫الع�سك ��ري للدولة العبرية ‪ -‬ولك ��ن البرنامج النووي‬ ‫الإيراني‪� ،‬إلى جانب الحروب الأهلية والإ�ضطرابات‬ ‫ال�سيا�سي ��ة الت ��ي ع�صف ��ت �أخير ًا ف ��ي المنطقة‪ ،‬قد‬ ‫قلبت الطريقة الت ��ي يتبعها مخططو الدفاع لمعرفة‬ ‫مي ��زان الق ��وى في ال�ش ��رق الأو�سط وق ��د يكون هذا‬

‫الإعتقاد ال�سائد لم يعد �صحيح ًا‪.‬‬ ‫�إن تقري ��ر التف ��وق النوعي الع�سكري ه ��و �أ�سهل من‬ ‫القيام به‪ .‬وكما �أو�ض ��ح م�س�ؤول �إ�سرائيلي في الآونة‬ ‫الأخي ��رة لأحد ال�صحافيي ��ن الغربيين‪ ،‬هو �أكثر من‬ ‫"علم غير دقيق" يحدّده "تقاطع القدرة والنية"‪.‬‬ ‫الواق ��ع �إن تقييم القدرة ه ��و الجزء الأ�سهل في هذه‬ ‫المعادل ��ة‪ .‬فعملي ��ة الإ�ستنتاج من م�ص ��ادر مفتوحة‬ ‫علني ��ة تم ّكن الم ��رء من الإعتم ��اد على ن ��وع وكمية‬ ‫الأ�سلحة الت ��ي تمتلكها البالد لتكوي ��ن الر�أي‪ .‬ولكن‬ ‫حتى ه ��ذه المهمة يمكن �أن ت�صبح ب�سرعة غام�ضة‪.‬‬ ‫خ ��ذ �سوريا‪ ،‬على �سبي ��ل المثال‪ ،‬حي ��ث كان النظام‬ ‫م�شغ ً‬ ‫وال للغاية بمهاجمة وقتل �شعبه الأمر الذي �أدّى‬ ‫�إلى ت�ضا�ؤل بع�ض مخزونات �أ�سلحتها جنب ًا �إلى جنب‬ ‫مع قدراتها ‪ -‬مما �إ�ستلزم �إ�ستخدام ًا م�ؤقت ًا ووح�شي ًا‬ ‫لـ"قناب ��ل البراميل"‪ .‬كان هذا هو الح ��ال �أي�ض ًا في‬


‫العالم العربي ¶ الت�سلح‬ ‫دول �أخ ��رى وجهات فاعل ��ة غير حكومي ��ة على هذه‬ ‫التكنولوجيا‪ ،‬التي قبل ب�ضع �سنوات فقط كانت وقف ًا‬ ‫مخ�ص�ص ��ة لنخبة الجيو�ش الغربي ��ة‪ .‬كم �أن "حزب‬ ‫اهلل" من جهته بد�أ بالفعل �إ�ستك�شاف نقاط ال�ضعف‬ ‫التي قد تقدم ��ه طائرات من دون طيار بالن�سبة �إلى‬ ‫�أم ��ن �إ�سرائي ��ل ‪ -‬وبمجرد دخول طائ ��رات من دون‬ ‫طي ��ار م�س ّلحة �أجواء ال�شرق الأو�س ��ط‪ ،‬ف�إن الم�شهد‬ ‫الع�سكري �سوف يتغير تمام ًا‪.‬‬ ‫الع ��راق يت�سلح من جديد‪ :‬ت�ستثم ��ر وا�شنطن بكثافة‬ ‫ف ��ي عالقاتها الع�سكرية مع بغ ��داد‪ ،‬حيث قدّمت ما‬ ‫يق ��در ب ‪ 8‬ملي ��ارات دوالر م ��ن الأ�سلحة والخدمات‬ ‫ذات ال�صل ��ة من ��ذ الع ��ام ‪ .2005‬وزادت مبيع ��ات‬ ‫الأ�سلح ��ة الأميركية �إلى الع ��راق في الأيام الأخيرة‪:‬‬ ‫بالإ�ضاف ��ة �إل ��ى ‪ 10‬طائرات من دون طي ��ار "�سكان‬ ‫�إيغ ��ل" ‪ -‬والتي تكلف كل واح ��دة منها ما يقرب من‬ ‫مئة �ألف دوالر ‪ -‬تلقت بغداد �شحنة من ‪� 75‬صاروخ ًا‬ ‫من نوع "هيلفاير"‪ ،‬والتي يبلغ �سعر الواحد منها ‪70‬‬ ‫�ألف دوالر‪..‬‬ ‫وهن ��اك حاج ��ة �إل ��ى ه ��ذه الأ�سلح ��ة للم�ساعدة في‬ ‫�إ�ستع ��ادة بع� ��ض مظاه ��ر النظ ��ام ف ��ي محافظ ��ة‬ ‫الأنب ��ار الم�ضطرب ��ة الت ��ي ت�شهد الآن ع ��ودة تنظيم‬ ‫"القاع ��دة"‪ .‬ولكن فيما تبدو وا�شنطن �سعيدة لبيع‬ ‫�أ�سلحة متطورة �إلى بغداد‪ ،‬ف�إن هناك م�ؤ�شرات �إلى‬ ‫�أن العراقيي ��ن غير م�ؤهلي ��ن لإ�ستخدامها من تلقاء‬ ‫�أنف�سه ��م‪ :‬وفق ًا ل�صحيفة "نيوي ��ورك تايمز"‪� ،‬سيتم‬ ‫"رب ��ط �صواريخ "هيلفاير" تح ��ت �أجنحة طائرات‬ ‫الدف ��ع التوربين ��ي من ط ��راز "�سي�سن ��ا" ال�صغيرة‪،‬‬ ‫و�إطالقها على مع�سك ��رات المت�شددين مع م�ساعدة‬ ‫�سري ��ة م ��ن وكال ��ة المخاب ��رات المركزي ��ة لتحديد‬ ‫الأهداف"‪.‬‬ ‫مث ��ل نمو الآالم جانب ًا‪� ،‬إنها فقط م�س�ألة وقت قبل �أن‬ ‫يتهي� ��أ الجي�ش العراقي ويكون جي�ش� � ًا حديث ًا وم�ؤه ًال‬ ‫لإ�ستخدام ��ات الأ�سلح ��ة المتقدمة‪ .‬وه ��ذا ما ي�شكل‬ ‫الآن م�ص ��در قل ��ق للم�شرعين ف ��ي وا�شنطن‪ ،‬الذين‬ ‫ي�شعرون بالقلق م ��ن ان الحكومة العراقية الجديدة‬ ‫�أ�صبح ��ت حليف ��ة لإي ��ران ‪� -‬إن ل ��م تكن وكيل ��ة لها‪.‬‬ ‫حت ��ى لو كان العراق الآن يقات ��ل تنظيم "القاعدة"‪،‬‬ ‫ف� ��إن كثيري ��ن ف ��ي الكونغر� ��س الأميرك ��ي مترددون‬ ‫للغاية ب�ش�أن ت�سليم بغ ��داد �أقوى الأجهزة الع�سكرية‬ ‫الحديث ��ة‪ .‬علم� � ًا ب� ��أن الم�ش ّرعي ��ن قد �إمتنع ��وا على‬ ‫الموافق ��ة على خط ��ط لتقديم طائ ��رات "فالكون"‬ ‫القتالي ��ة الت ��ي ت�صنعها �شرك ��ة "لوكهي ��د مارتن"‪،‬‬ ‫وطائ ��رات هليكوبتر هجومية من طراز "�أبات�شي �إي‬ ‫�أت�ش ‪ "64-‬التي ت�صنعها بوينغ‪� ،‬إلى بغداد‪.‬‬ ‫�صناع ��ة الأ�سلحة في تركي ��ا تزدهر‪ :‬هذا ال�صيف‪،‬‬ ‫�إ�شتك ��ى م�س�ؤول ��ون من "ح ��زب العدال ��ة والتنمية"‬

‫القبة الحديدية في �إ�سرائيل‪ :‬لم تعد تفي بالغر�ض‬

‫الحاك ��م ف ��ي تركي ��ا م ��ن �أن �صناع ��ة الأ�سلح ��ة‬ ‫الأميركي ��ة ه ��ي �أ�ص ��ل كل ال�ش ��رور‪ .‬فق ��د كان ��ت‬ ‫م�س�ؤولة‪ ،‬على حد قولهم‪ ،‬عن بدء قائمة طويلة من‬ ‫الح ��روب �أو الف�شل في �إنه ��اء �أخرى – وهذا معناه‬ ‫�ضمن� � ًا �أن �أميركا كانت على �إ�ستعداد لترك ال�شرق‬ ‫الأو�س ��ط ين ��زف �إذا كان ذل ��ك يعن ��ي لمتعاق ��دي‬ ‫دفاعها تحقي ��ق الأرباح‪ .‬لك ��ن الآن �أنقرة هي التي‬ ‫تبني �صناعة ع�سكرية خا�صة‪� :‬أبحاثنا ت�شير �إلى �أن‬ ‫�صناعة الدفاع التركية ‪ -‬في حين ال تزال متوا�ضعة‬ ‫بالمقارن ��ة مع وا�شنط ��ن ‪ -‬تنمو ب�ش ��كل ثابت مثير‬ ‫للإعجاب‪.‬‬ ‫م ��ن المع ��روف �أن الأت ��راك يعتم ��دون ع ��ادة عل ��ى‬ ‫المعدات الع�سكري ��ة الم�صنوعة في الغرب‪ ،‬ولكنهم‬ ‫�إخت ��اروا الآن �صناع ��ة وتطوي ��ر دباب ��ات للمعرك� � ًة‪،‬‬ ‫وطائ ��رات م ��ن دون طي ��ار‪ ،‬وطائ ��رات هليكوبت ��ر‬ ‫هجومي ��ة محلي ًا‪ .‬وه ��م �أي�ض� � ًا يحدّثون م ��ا �إ�شتروه‬ ‫�سابق� � ًا‪ ،‬مث ��ل دبابات ليوب ��ارد الألماني ��ة المدمجة‪.‬‬

‫البرنامج النووي الإيراني‪� ،‬إلى‬ ‫جانب الحروب الأهلية والإ�ضطرابات‬ ‫ال�سيا�سية التي ع�صفت �أخير ًا في‬ ‫المنطقة‪ ،‬قد قلبت الطريقة التي يتبعها‬ ‫مخططو الدفاع لمعرفة ميزان القوى‬ ‫في ال�شرق الأو�سط وقد يكون الإعتقاد‬ ‫ال�سائد بتفوق �إ�سرائيل الع�سكري‬ ‫النوعي لم يعد �صحيح ًا‬

‫وعالوة على ذلك‪ ،‬ف�إنهم ي�ساهمون في �إنتاج طائرة‬ ‫"�أف‪ ،)F-35( "35-‬وهي طائرة حديثة تخطط ك ٌل‬ ‫من �أنق ��رة وتل �أبيب لإ�ستخدامه ��ا كمقاتلة �أ�سا�سية‬ ‫في الم�ستقبل‪.‬‬ ‫‪ ‬المملك ��ة العربي ��ة ال�سعودي ��ة في فورة ت�س� � ّوق‪ :‬فتح‬ ‫ال�سعودي ��ون �أخي ��ر ًا دفات ��ر ال�شي ��كات الخا�صة بهم‬ ‫ل�ش ��راء �أح ��دث المع ��دات الع�سكري ��ة الغربية‪ .‬وقد‬ ‫زادت موازن ��ة الدفاع ال�سعودي ��ة‪� ،‬سابع �أكبر موازنة‬ ‫ف ��ي العالم‪ ،‬بن�سبة ‪ 111‬في المئ ��ة بين عامي ‪2003‬‬ ‫و ‪ .2012‬ويه ��دف تراكم الأ�سلح ��ة الحديثة �إلى ردع‬ ‫التهدي ��دات الجدي ��دة النا�شئة من �إي ��ران من �أجل‬ ‫التغيير‪.‬‬ ‫وف ��ورة ال�ش ��راء في الريا� ��ض ال تظه ��ر �أي عالمات‬ ‫ب�أنه ��ا لن تزيد ف ��ي ال�سنوات المقبل ��ة ‪ -‬وخ�صو�ص ًا‬ ‫عندم ��ا يتعل ��ق الأمر بالق ��وات الجوي ��ة‪ .‬ال�سعوديون‬ ‫ينتظ ��رون الآن ت�س ّل ��م طائ ��رات من ن ��وع "تايفون"‬ ‫الحديث ��ة م ��ن بريطاني ��ا ومقات�ل�ات"�أف ‪ "15‬م ��ن‬ ‫الواليات المتحدة‪ ،‬وهم يح ّدث ��ون �أ�سطولهم القائم‬ ‫من طائرات "�أف ‪"15‬وقاذفات "التورنادو"‪.‬‬ ‫م ��ن جهت ��ه يب ��دو �س�ل�اح الج ��و الإ�سرائيل ��ي‪ ،‬عل ��ى‬ ‫النقي�ض من ذل ��ك‪ ،‬حيث يعتمد على مقاتالت "�أف‬ ‫‪ "15‬و"�أف ‪ "16‬الت ��ي �ص ��ار عمرها �أكث ��ر من ع�شر‬ ‫�سنين‪ ،‬وحتى مع بع� ��ض التعديالت الأنيقة‪ .‬وبعبارة‬ ‫�أخ ��رى‪� ،‬إن �إدعاء �إ�سرائيل بتفوقها النوعي في الجو‬ ‫يمكن الآن �أن يكون �إنخف�ض وتناق�ص‪.‬‬ ‫هن ��اك كمي ��ة هائل ��ة م ��ن البيان ��ات عل ��ى الموق ��ع‬ ‫لـ"تم�شيطه ��ا"‪ ،‬مم ��ا يعن ��ي �أن �إ�ستنتاجاتن ��ا ت�أت ��ي‬ ‫مع ع ��دد ال ب�أ�س به م ��ن المحاذير‪ .‬ولك ��ن الر�سالة‬ ‫وا�ضح ��ة‪� :‬صار م ��ن ال�صعب ج ��د ًا وب�ش ��كل متزايد‬ ‫تحديد ميزان القوى في ال�شرق الأو�سط‪ ،‬والتغ ّيرات‬ ‫الت ��ي تهز المنطقة ال تجعل الأمر �أ�سهل في �أي وقت‬ ‫قريب‬ ‫‪Issue 16 - February - 2014‬‬

‫‪41‬‬


JTCE

Le Nom Qu’il Faut Connaitre Au Maroc

JTCE Sarl est une société Marocaine des secteurs du bâtiment et travaux publics. Elle intervient dans la construction des bâtiments, des grands ouvrages et des infrastructures d'énergie (tertiaire, industriel, infrastructures) Pour Plus D’information: 67 angle Boulevard Hassan 1er, Casablanca, Maroc Tel: (212) 0664 501 319, Email: jtcesarl@gmail.com


‫"الجي�ش ال�سوري الحر"‪ :‬لم ي�ستطع الأمير بندر ت�سليحه كما يجب‬

‫الريا�ض على نحو متزاي ��د في و�ضع ال يمكن الدفاع‬ ‫عنه‪ .‬وو�صل ��ت الأمور �إلى ذروتها خ�ل�ال الإنتفا�ضة‬ ‫ال�شيعية في الع ��ام ‪ 2011‬في البحرين‪ ،‬والتي خ�شي‬ ‫ال�سعودي ��ون �إنت�شاره ��ا �إل ��ى �أرا�ضيهم‪ .‬ل ��ذا بعدما‬ ‫قام ��ت بم�ساعدة المملك ��ة المج ��اورة ال�صغيرة في‬ ‫قم ��ع التذم ��ر وو�أد الفتنة‪ ،‬ج ّن ��د العاه ��ل ال�سعودي‬ ‫المل ��ك عب ��د اهلل ب ��ن عبد العزي ��ز خدم ��ات الأمير‬ ‫بندر ب ��ن �سلطان‪ ،‬ال�سفي ��ر المخ�ض ��رم ال�سابق في‬ ‫وا�شنط ��ن‪ ،‬كي ي�أخذ ال�سيا�س ��ة الخارجية ال�سعودية‬ ‫في �إتجاه �أكثر حزم ًا‪.‬‬

‫مهمات الأمير الح�سا�سة‬ ‫نجل ول ��ي العهد ال�سع ��ودي الراحل الأمي ��ر �سلطان‬ ‫بن عب ��د العزيز �آل �سع ��ود (توفي ف ��ي ‪ ،)2011‬بد�أ‬ ‫بن ��در حيات ��ه ال�سيا�سية ف ��ي الع ��ام ‪ 1978‬كمبعوث‬ ‫المل ��ك خال ��د ب ��ن عب ��د العزي ��ز ال�شخ�ص ��ي �إل ��ى‬ ‫وا�شنط ��ن متج ��اوز ًا �سفي ��ر ال�سعودي ��ة �آن ��ذاك لدى‬ ‫الوالي ��ات المتحدة في�ص ��ل الحجيالن‪ .‬و�سرعان ما‬ ‫�أث ��ار �إعج ��اب الرئي�س جيمي كارتر بعدم ��ا �إ�ستطاع‬ ‫�إقناع ال�سنات ��ور جيم�س �أب ��و رزق (ديموقراطي عن‬ ‫والية �س ��اوث داكوت ��ا) بدعم "معاهدة قن ��اة بنما"‬

‫والت�صوي ��ت ل�صالحه ��ا‪ ،‬كم ��ا �أدّت ديبلوما�سيت ��ه‬ ‫الخفية بع ��د ذلك بوقت ق�صير �إل ��ى تمهيد الطريق‬ ‫�أم ��ام "الكونغر� ��س" لتمري ��ر �صفقة طائ ��رات "�أف‬ ‫‪ )F- 15( "15‬المقاتل ��ة لل�سعودي ��ة‪ .‬ف ��ي الع ��ام‬ ‫‪ ،1986‬دخ ��ل الأمير بن ��در الأ�ضواء نتيج ��ة لتورطه‬ ‫ف ��ي ف�ضيحة "�إيران – كونت ��را"‪ ،‬وبعد �أربع �سنوات‬ ‫‪ ،‬لعب دور ًا �أ�سا�سي ًا ف ��ي �إقناع �أفراد العائلة المالكة‬ ‫ال�سعودي ��ة المت ��ردّدة بدعوة الق ��وات الأميركية �إلى‬

‫المملك ��ة لمواجهة الآثار الناجمة عن الغزو العراقي‬ ‫للكوي ��ت‪ .‬منذ ذلك الحين‪ ،‬عمل كحلقة و�صل حيوية‬ ‫بين وا�شنط ��ن والريا�ض‪ .‬في الع ��ام ‪ ،2005‬بعد ‪22‬‬ ‫عام� � ًا ق�ضاها بندر في وا�شنط ��ن‪ ،‬ع ّينه الملك عبد‬ ‫اهلل مدير ًا لمجل�س الأمن القومي للبالد‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن طل ��ب م�ش ��ورة بن ��در في ج ��زء كبير منه‬ ‫يرج ��ع �إلى �أدل ��ة متزايدة ب ��رزت على ت ��ورط �إيران‬ ‫و�سوري ��ا وح ��زب اهلل ف ��ي �إغتي ��ال رئي� ��س ال ��وزراء‬ ‫اللبنان ��ي الأ�سبق‪ ،‬رفيق الحري ��ري‪ ،‬حليف الريا�ض‬ ‫في بيروت‪ .‬ف ��ي �أعقاب حرب تم ��وز (يوليو) ‪2006‬‬ ‫بي ��ن �إ�سرائي ��ل و"ح ��زب اهلل" و�إقدام ه ��ذا الأخير‬ ‫على �ش ّل عم ��ل حكومة ف�ؤاد ال�سني ��ورة‪� ،‬أقنع الأمير‬ ‫بندر الملك عب ��د اهلل بالإ�ستثمار في �إن�شاء ميلي�شيا‬ ‫�سني ��ة في لبن ��ان لتعمل تحت قي ��ادة �سعد الحريري‬ ‫نجل الرئي� ��س الراحل رفيق الحري ��ري‪ .‬هذا القرار‬ ‫الم�صيري ولك ��ن ال�س ّيىء الدرا�سة ق ّو�ض م�صداقية‬ ‫بندر عندما‪ ،‬في العام ‪� ،2008‬إقتحم رجال ميلي�شيا‬ ‫"ح ��زب اهلل" بي ��روت الغربية‪ ،‬وف ّكك ��وا ميلي�شيات‬ ‫الحري ��ري ف ��ي غ�ض ��ون �ساع ��ات‪ .‬لقد ف�ش ��ل الأمير‬ ‫ال�سع ��ودي بو�ض ��وح ف ��ي تقدير قوة "ح ��زب اهلل" �أو‬ ‫قدرة قيادة الحريري في هذا المجال‪.‬‬ ‫لقد �شع ��رت العائلة المالك ��ة في ال�سعودي ��ة بقلق بالغ‬ ‫�إزاء تط ��ور الأح ��داث في المنطقة وما ق ��د تحمله من‬ ‫تغيي ��رات و�إمكاني ��ة المطالب ��ة بالإ�ص�ل�اح ال�سيا�سي‪.‬‬ ‫م ��ع �أكثر من ثلث ��ي القبائل وال�س ��كان المتنوعين ديني ًا‬ ‫يتبع ��ون المذهب الوهابي المت�شدّد‪ ،‬هناك القليل جد ًا‬ ‫من القوا�سم الم�شتركة بين ال�ساللة الحاكمة الوهابية‬ ‫التي ن�ش� ��أت في نج ��د ورعاياها ال�شيعة ف ��ي المنطقة‬ ‫ال�شرقي ��ة الغني ��ة بالنف ��ط �أو �أولئ ��ك الذي ��ن يتبع ��ون‬ ‫المذهبي ��ن ال�شافع ��ي والمالكي م ��ن الم�سلمين ال�سنة‬ ‫في الحجاز‪ .‬وبالمث ��ل‪ ،‬ف�إن المواطنين الذين يقطنون‬ ‫جنوب ��ي المملك ��ة ينتم ��ون ف ��ي معظمهم �إل ��ى القبائل‬ ‫اليمنية حيث يتكاثر ال�شيعة الإ�سماعيليون والزيد ّيون‪.‬‬ ‫مع ذل ��ك‪ ،‬ف�إن هذا الف�شل لم ي ��ردع الملك عبداهلل‬ ‫عن دعوة الأمير بندر م ��رة �أخرى في تموز (يوليو)‬ ‫‪ 2012‬لرئا�سة جهاز المخابرات ال�سعودية‪ .‬لقد كان‬ ‫العاهل ال�سعودي ي�شعر بالقلق والإنزعاج �إزاء م�سار‬ ‫الأح ��داث ف ��ي �سوريا ورف� ��ض الرئي�س ب�ش ��ار الأ�سد‬ ‫ترك من�صبه‪ .‬قد يك ��ون �إعتقد ب�أن بندر‪ ،‬الذي كان‬ ‫ع ��رف كيفية التعام ��ل مع �صدام ح�سي ��ن‪ ،‬يمكنه �أن‬ ‫ي�صنع بع�ض ال�سحر مع ب�شار‪.‬‬

‫في حين و�صف معظم الخبراء‬ ‫الأمير بندر " ك�شخ�صية محورية في‬ ‫�صراع �أميركا و حلفائها لإمالة ميزان‬ ‫المعركة �ضد النظام في �سوريا"‪،‬‬ ‫الالمباالة الأميركية وال�صعود الإيراني‬ ‫هناك �أدلة متزايدة على �أن وا�شنطن‬ ‫ال تبحث حق ًا �إزاحة الأ�سد مرحلي ًا‬ ‫ل�سن ��وات‪� ،‬سع ��ى ال�سعوديون �إلى ا�ستيع ��اب و�إحتواء‬ ‫�إي ��ران و�سوري ��ا ولكن م ��ن دون جدوى‪ .‬حت ��ى �أنهم‬ ‫�أجب ��روا الرئي� ��س �سعد الحريري لبل ��ع كبريائه‬ ‫‪Issue 16 - February - 2014‬‬

‫‪43‬‬


‫الخليج العربي‬ ‫السعودية‬

‫المهمة �صعبة والأر�ض حارقة لكل من يلعب فيها‬

‫هل فشلت إستراتيجية‬ ‫بندر بن سلطان في سوريا؟‬ ‫في خطاب جريء غير عادي‪ ،‬رحّ ب العاهل ال�سعودي الملك عبد اهلل ي�إطاحة الرئي�س الم�صري ال�سابق‬ ‫محم��د مر�س��ي‪ ،‬قائالً‪" :‬دع العال��م كله يعرف �أن �شعب وحكوم��ة المملكة العربي��ة ال�سعودية وقفا وال‬ ‫ي��زاالن يقفان اليوم مع �إخواننا في م�صر �ضد الإره��اب والتطرف والفتنة "‪ .‬ومهما كان ذلك دراماتيكياً‪،‬‬ ‫ف ��إن هذا التحول الوا�ضح للريا�ض‪ ،‬من �سيا�سة التوفي��ق والتكييف والتهدئة والإحتواء التقليدية للأعداء‬ ‫المت�صوَّري��ن‪ ،‬مثل جماع��ة "الإخوان الم�سلمين" وفروعه��ا الإقليمية‪� ،‬إلى �سيا�س��ة خارجية �أكثر جر�أة‬ ‫ال �إلى حد ما وجاء مت�أخر ًا جد ًا لعك�س �إنخفا�ض قوتها الإقليمية‪ .‬وقد برز هذا ال�ضعف‬ ‫وعدوانية يبدو قلي ً‬ ‫�أكث��ر في تدخلها في �سوريا‪ ،‬بقي��ادة الديبلوما�سي الأكثر �شهرة الأمير بندر بن �سلطان رئي�س المخابرات‬ ‫العامة في المملكة‪.‬‬ ‫لندن ‪ -‬مي�شال مظلوم‬ ‫ُو�ضع ��ت �أ�س� ��س ال�سيا�س ��ة الخارجي ��ة‬ ‫ال�سعودية في ظل ظروف تاريخية كانت‬ ‫مختلف ��ة تمام ًا عن الو�ضع ال�سيا�س ��ي ال�سائد اليوم‪.‬‬ ‫من ثالثين ��ات �إلى �أوائل خم�سين ��ات القرن الفائت‪،‬‬ ‫كان الوجود الغربي في ال�شرق الأو�سط قوي ًا جد ًا مع‬ ‫تمتّع المنطقة بتوازن جيو�سيا�سي‪ .‬ولم يب ُد في حينه‬

‫�إن �إعادة الأمير بندر �إلى الأ�ضواء‬ ‫في جزء كبير منه يرجع �إلى �أدلة‬ ‫متزايدة برزت على تورط �إيران‬ ‫و�سوريا وحزب اهلل في �إغتيال رئي�س‬ ‫الوزراء اللبناني الأ�سبق‪ ،‬رفيق‬ ‫الحريري‪ ،‬حليف الريا�ض في بيروت‬ ‫الأمير بندر بن �سلطان‪ :‬م�صمم على �إ�سقاط الأ�سد فهل ي�ستطيع؟‬

‫‪42‬‬

‫العدد ‪� - 16‬شباط (فرباير) ‪٢٠١4 -‬‬

‫�أن �صع ��ود الأنظمة الراديكالي ��ة في م�صر‪ ،‬و�سوريا‪،‬‬ ‫والع ��راق‪� ،‬إل ��ى جانب ت ��و ّرط مو�سك ��و المتنامي في‬ ‫العالم العربي‪ ،‬يم ّثل تهديد ًا لو�ضع الريا�ض المحلي‬ ‫والدول ��ي‪ .‬وق ��د �أدار توثيق العالقات بي ��ن الواليات‬ ‫المتح ��دة وال�سعودية‪ ،‬الذي ُر ِّ�سخ من خالل الإلتزام‬ ‫المتب ��ادل بمكافحة ال�شيوعية‪ ،‬دف ��ة �سفينة المملكة‬ ‫ووجهها خ�ل�ال الإ�ضطرابات الدوري ��ة في المنطقة‬ ‫ّ‬ ‫لفترة طويلة حتى �أواخر �سبعينات القرن الفائت‪.‬‬ ‫لعب ��ت هذه الثق ��ة بالنف� ��س دور ًا مركزي� � ًا في النهج‬ ‫المتّ�س ��م بع ��دم المواجه ��ة �أو ع ��دم العدائي ��ة الذي‬ ‫�إتبعت ��ه العائل ��ة المالك ��ة ال�سعودي ��ة وتف�ضيله ��ا‬ ‫الديبلوما�سي ��ة الهادئ ��ة‪ .‬كان ال�ضع ��ف الع�سك ��ري‬ ‫والت ��وازن وتهدئ ��ة الأو�ضاع عل ��ى ما يب ��دو الركائز‬ ‫الث�ل�اث لتوج ��ه ال�سيا�س ��ة الخارجية ف ��ي الريا�ض‪.‬‬ ‫لق ��د �إ�ستبعدت العائلة المالك ��ة ت�أكيد المملكة كقوة‬ ‫ع�سكرية و�إختارت الثروة النفطية و�أهميتها الدينية‬ ‫لجعلهما حجر الزاوية في توازن الم�صالح الإقليمي‪.‬‬ ‫الث ��ورة الإيراني ��ة والتط ��ورات الإقليمي ��ة الالحقة‪،‬‬ ‫وال �سيم ��ا الغ ��زو العراق ��ي للكويت في الع ��ام ‪1990‬‬ ‫والإ�ضطراب ��ات العربية الأخيرة‪ ،‬ق ّو�ض هذا التوازن‬ ‫الدقي ��ق للم�صالح وجعل �سيا�سة التك ّيف التي تتبعها‬


‫الرئي�س باراك �أوباما‪:‬‬ ‫هل يغير �سيا�سته بعد زيارة ال�سعودية‬

‫متزاي ��دة عل ��ى �أن وا�شنط ��ن ال تبحث حق� � ًا لإزاحة‬ ‫الأ�س ��د مرحلي� � ًا‪ .‬عل ��ى الرغ ��م م ��ن الت�صريح ��ات‬ ‫الأميركي ��ة ال�سابق ��ة �أن الأ�س ��د "يج ��ب �أن يذهب"‬ ‫هن ��اك �إدراك متزايد في وا�شنطن ب� ��أن البديل من‬ ‫الطاغي ��ة ال�سوري قد يكون في الواقع �أ�سو�أ مع واحد‬ ‫من التقارير يفيد ب�أن "االميركيين �أبلغوا الرو�س �أن‬ ‫النظ ��ام ال�سوري يجب �أن يكون موجود ًا في المرحلة‬ ‫الأولى في �أي اتفاق ل�ضمان �إنتقال �سل�س لل�سلطة"‪.‬‬ ‫بف�ض ��ل جه ��ود بن ��در‪ ،‬ز ّودت الريا� ��ض "الجي� ��ش‬ ‫ال�س ��وري الح ��ر" بع ��دد قليل م ��ن ال�صواري ��خ التي‬ ‫تُح َم ��ل على الكت ��ف م�ضادة للطائ ��رات في حزيران‬ ‫(يونيو) الفائ ��ت وخم�سين على الأق ��ل من �صواريخ‬ ‫"كونكور�س" الرو�سية الم�ضادة للدبابات‪ .‬ولكن هذا‬ ‫ال يكف ��ي للإطاح ��ة بالأ�سد‪ ،‬ويب ��دو �أن هناك عالقة‬ ‫عك�سية بي ��ن خطاب الريا�ض والواق ��ع على الأر�ض‪:‬‬ ‫كلم ��ا زاد حدي ��ث ال�سعوديي ��ن عن ت�سلي ��ح "الجي�ش‬ ‫ال�سوري الحر"‪ ،‬كلما بدا �أكثر و�ضوح ًا على �أن نظام‬ ‫الأ�سد ال يزال ي�سيطر على الو�ضع‪ .‬وللإن�صاف ف�إن‬ ‫ف�ش ��ل الأمير بندر في تغيير الت ��وازن الع�سكري على‬ ‫الأر� ��ض ف ��ي �سوريا لي�س متعلق َا به ب ��ل بالقيود التي‬ ‫فر�ضتها الواليات المتحدة عل ��ى �إمدادات الأ�سلحة‬ ‫�إل ��ى "الجي� ��ش ال�س ��وري الح ��ر"‪� :‬إن الم�ساع ��دات‬ ‫الع�سكري ��ة ال�سعودي ��ة للمتمردي ��ن ال�سوريين تذهب‬ ‫معظمه ��ا م ��ن طري ��ق الأردن‪ ،‬الأم ��ر ال ��ذي يتطلب‬ ‫بدوره ت�صريح ًا من المخابرات المركزية الأميركية‬ ‫(�سي �آي �إي) لتمرير الأ�سلحة الأميركية ال�صنع �إلى‬ ‫�سوريا‪.‬‬ ‫بالنظ ��ر �إل ��ى مجريات الأح ��داث في �سوري ��ا‪ ،‬فمن‬ ‫الم�ستبعد ج ��د ًا �أن ينت�صر بندر ع�سكري ًا على نظام‬ ‫الأ�س ��د �أو المن ��اورات الإقليمية الإيراني ��ة‪ .‬لقد فاز‬ ‫تعاون دم�شق م ��ع مفت�شي الأمم المتحدة في تفكيك‬ ‫تر�سان ��ة �أ�سلحته ��ا الكيميائي ��ة بثناء ن ��ادر من وزير‬

‫الرئي�س �سعد الحريري‪:‬‬ ‫ع�ض على جراحه وزار دم�شق ولكن من دون نتيجة‪..‬‬

‫الت�أثير ال�سعودي على ال�سيا�سة‬ ‫الأميركية في ال�شرق الأو�سط‪،‬‬ ‫وخ�صو�ص ًا ب�ش�أن الق�ضايا التي ت�ؤ ّثر‬ ‫ب�شكل مبا�شر على م�صالح المملكة‪،‬‬ ‫محدود جد ًا و يتنا�سب مع حجم‬ ‫الم�صالح الثنائية بين البلدين على‬ ‫ال�صعد ال�سيا�سية والأمنية والإقت�صادية‬ ‫الخارجي ��ة الأميركية جون كيري‪ ،‬الأم ��ر الذي �أدّى‬ ‫�إلى ت�شتيت الإنتق ��ادات والمطالب ال�سابقة و�إعطاء‬ ‫نظ ��ام الأ�س ��د مهل ��ة حيوي ��ة‪� .‬إن و�ضع ح ��د لل�صراع‬ ‫ال�سوري لي�س في الأفق‪ ،‬ولي�س من المرجح �أن ي�ؤدي‬ ‫�إل ��ى تعزي ��ز مكان ��ة الريا�ض كق ��وة �إقليمي ��ة عظمى‬ ‫� اّإل �إذا نج ��ح العاه ��ل ال�سع ��ودي في �إقن ��اع الرئي�س‬ ‫الأميرك ��ي ب ��اراك �أوباما خالل زيارت ��ه في الن�صف‬ ‫الثاني من �آذار (مار�س) المقبل �إلى الريا�ض بتغيير‬ ‫�سيا�سة النعام ��ة الأميركية التي تنتهجها �إدارته �إلى‬ ‫�سيا�س ��ة "�صقور" بالن�سبة �إلى ب�ل�اد ال�شام و�إيران‪.‬‬ ‫يقول منتقدو بندر في ال�سعودية �أن �إ�ستراتيجيته في‬ ‫�سوريا قد ف�شلت‪ ،‬وي�ش ِّيعون ب�أن العائلة المالكة "غير‬ ‫را�ضية عن �أدائه هناك"‪.‬‬

‫الأ�سو�أ لم ي� ِأت بعد‬ ‫يفي ��د �أهل الخب ��رة ب� ��أن الأمير بندر ه ��و في حاجة‬ ‫ما�س ��ة �إل ��ى ت�سجي ��ل �إنت�ص ��ار ف ��ي �سوري ��ا لحج ��ب‬ ‫ت�صاع ��د الم�ش ��اكل الداخلية في الريا� ��ض‪ ،‬بما في‬

‫ذل ��ك الإنق�سام حول الخالف ��ة و�صعود دعاة موالين‬ ‫لـ"الإخ ��وان الم�سلمي ��ن" ف ��ي المملك ��ة مث ��ل عو�ض‬ ‫القرني و"ال�صحوة"‪ .‬وبالتالي ف�إن التقارير الأخيرة‬ ‫عن تدخل بندر في ال�صراع الطائفي في العراق‪� ،‬إذا‬ ‫كان ه ��ذا �صحيح ًا‪ ،‬قد ي�شي ��ر �إلى وجود حيلة يائ�سة‬ ‫لل ��رد عل ��ى الإنتق ��ادات ف ��ي الداخل ع ��ن �إخفاقاته‬ ‫ال�سوري ��ة‪ .‬ولكن‪ ،‬يق ��ول العارف ��ون‪� ،‬أن هذه الخدعة‬ ‫م�صيره ��ا الف�شل �أي�ض ًا �إذ �أن ميل ميزان القوى �ضد‬ ‫نظام الأ�س ��د ال يتوقف على زعزعة �إ�ستقرار بغداد‪.‬‬ ‫�إذا كان �أي �ش ��يء �سينتج من ذلك‪ ،‬فمن المرجح �أن‬ ‫ت ��زداد الم�شارك ��ة ال�شيعية العراقية ف ��ي النزاعات‬ ‫الم�سلح ��ة ال�سورية �ض ��د المعار�ضين للنظام‪ .‬ولي�س‬ ‫�أقل خطورة‪ ،‬هو �إنت�شار العنف في مناطق قريبة من‬ ‫ال�سعودية الذي يحمل ف ��ي طياته خطر �إمتداده �إلى‬ ‫المملكة ال�صحراوية‪.‬‬ ‫الت�أثير ال�سعودي على ال�سيا�سة الأميركية في ال�شرق‬ ‫الأو�س ��ط‪ ،‬وخ�صو�ص� � ًا ب�ش� ��أن الق�ضاي ��ا الت ��ي ت�ؤ ّثر‬ ‫ب�ش ��كل مبا�شر على م�صالح المملك ��ة‪ ،‬محدود جد ًا‬ ‫ويتنا�سب مع حجم الم�صال ��ح الثنائية بين البلدين‬ ‫عل ��ى ال�صع ��د ال�سيا�سي ��ة والأمني ��ة والإقت�صادية‪.‬‬ ‫�إن وا�شنط ��ن ترى الريا�ض كالع ��ب مهادنة وتعتمد‬ ‫عل ��ى قوة الواليات المتحدة ل�ضمان �سالمة المملكة‬ ‫من التهدي ��دات الخارجية‪ .‬وبالتالي‪ ،‬فمن المعقول‬ ‫الإفترا� ��ض �أن طلب ��ات ال�سعودي ��ة لت�شكي ��ل �صياغة‬ ‫بع�ض جوانب ال�سيا�س ��ة الخارجية الأميركية �سوف‬ ‫يتم تجاهله‪ .‬الريا�ض ق ��د ال يروق لها هيمنة �إيران‬ ‫ف ��ي الع ��راق‪ ،‬ولكن وجدت طه ��ران وبغ ��داد ت�سوية‬ ‫م�ؤقتة منذ �إ�سقاط �ص ��دام في العام ‪ ،2003‬و�إدارة‬ ‫�أوبام ��ا من غير المرج ��ح �أن تتحدّى ه ��ذا الترتيب‬ ‫نظ ��ر ًا �إل ��ى �أن هدفه ��ا يكم ��ن ف ��ي ف ��ك الإرتب ��اط‬ ‫الع�سك ��ري خارجي ًا و�إنفتاحها �أخي ��ر ًا على طهران‪.‬‬ ‫�إن الإدارة الأميركي ��ة بب�ساط ��ة ال ت�سم ��ح للريا� ��ض‬ ‫بتقييد خياراتها ال�سيا�سية حتى عندما تتعار�ض مع‬ ‫م�صالح المملكة الخا�صة‪.‬‬ ‫تقف المملك ��ة العربية ال�سعودية عند نقطة تحولية‪،‬‬ ‫وخ�صو�ص� � ًا منذ الإنتفا�ضات العربية الأخيرة‪ ،‬حيث‬ ‫م ��ا زالت تعتقد �أن ��ه يمكنه ��ا �أن ت�ؤك ��د نف�سها كقوة‬ ‫�إقليمي ��ة للإ�ستقرار‪ .‬ولكن حقيقة الأمر هي �أنها في‬ ‫الواقع جزء م ��ن الفراغ الإ�ستراتيج ��ي العربي التي‬ ‫ت�أم ��ل �أن تك ��ون قادرة عل ��ى معالجته‪ .‬نظ ��ر ًا �إلى ما‬ ‫يبدو عدم قدرة الريا�ض على الإنخراط في �إ�صالح‬ ‫�سيا�س ��ي ذي معن ��ى‪ ،‬وتعزيز التح ��رر الإجتماعي‪ ،‬و‬ ‫الت�سام ��ح مع التعددية الدينية‪ ،‬كل ما يمكنها القيام‬ ‫ب ��ه ه ��و ربما الجلو� ��س والأم ��ل ب�أنه يمك ��ن �إ�ستعادة‬ ‫الو�ضع الإقليمي ال�ساب ��ق قبل فترة طويلة جد ًا وقبل‬ ‫فوات الأوان‬ ‫‪Issue 16 - February - 2014‬‬

‫‪45‬‬


‫الخليج العربي ¶ ال�سعودية‬ ‫والع�ض عل ��ى جراحه والتخلي عن الحقيقة عن قتلة‬ ‫وال ��ده‪ ،‬و�ضغطوا عليه للإعالن �أنه "قد �إرتكب خط�أ‬ ‫في �إلقاء اللوم على �سوريا في قتل والده"‪ .‬ومع ذلك‬ ‫لم ت� ��ؤ ِّد التنازالت ال�سعودية �إل ��ى �إ�ستر�ضاء طهران‬ ‫ودم�شق لفترة طويلة‪ :‬منذ بداية الإنتفا�ضة ال�سورية‬ ‫ف ��ي الع ��ام ‪� ،2011‬إتخ ��ذت الجمهوري ��ة الإ�سالمية‬ ‫ق ��رار ًا بمنع �إنهيار الأ�سد مهما ك ّلف الأمر و�أ�صدرت‬ ‫تعليمات ال ��ى وكيلها اللبناني "ح ��زب اهلل" لإر�سال‬ ‫قوات كج ��زء من الجه ��ود الجماعي ��ة للحفاظ على‬ ‫النظام ال�سوري في ال�سلطة‪.‬‬ ‫بالن�سب ��ة �إل ��ى الريا�ض‪� ،‬إعتبرت ه ��ذا ال�سلوك نوع ًا‬ ‫من المواجهة التي تتطل ��ب �إ�ستجابة ورد ًا‪ .‬بعد �أكثر‬ ‫من عامين من ال�صمت‪ ،‬قرر ال�سعوديون في النهاية‬ ‫�إتخ ��اذ موقف و�إختي ��ار الفريق ال ��ذي يدعمونه في‬ ‫�سوريا‪ ،‬لكنهم �أدركوا �أن دعمهم ل"الجي�ش ال�سوري‬ ‫الح ��ر" قابل ��ه دع ��م �أكث ��ر من طه ��ران لآل ��ة الأ�سد‬ ‫الع�سكرية‪.‬‬ ‫وال ��ذي زاد قل ��ق و�إنزع ��اج ال�سعوديي ��ن كان رد‬ ‫وا�شنطن‪� --‬أو عدمه – على هذا الو�ضع‪ .‬نظر ًا �إلى‬ ‫العالق ��ة الوثيق ��ة المفتر�ضة بين البلدي ��ن‪ ،‬لم يكن‬ ‫لدى ال�سعوديين �أدنى فكرة ع ّما يدور في خلد االدارة‬ ‫الأميركية بالن�سبة �إل ��ى �سوريا على الرغم من �أنهم‬ ‫لم يكونوا الوحيدين الذين �أخذوا تحذيرات الرئي�س‬ ‫�أوباما في وقت مبكر على �إ�ستخدام �سوريا للأ�سلحة‬ ‫الكيميائي ��ة عل ��ى محمل الجد‪ .‬غا�ضب� � ًا من تقاع�س‬ ‫وا�شنطن ع ��ن العمل‪ ،‬تح ّول وزي ��ر الخارجية الأمير‬ ‫�سعود الفي�صل �إلى المجتمع الدولي ونا�شده "بوقف‬ ‫هذا العدوان �ضد ال�شعب ال�سوري"‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن ل ��دى ال�سعوديب ��ن كل الأ�سب ��اب لل�شع ��ور‬ ‫بالإحب ��اط بعدم ��ا ف�شل ��وا بالف ��وز ب�شع ��ور �إيجاب ��ي‬ ‫م ��ن الأ�س ��د وب�إ�ش ��راك الإيرانيي ��ن ديبلوما�سي� � ًا‪.‬‬ ‫وعل ��ى الرغم م ��ن �إتفاقي ��ات الدفاع بي ��ن الريا�ض‬ ‫ووا�شنط ��ن م ��ا زال ��ت �إلى حد م ��ا ذات �صل ��ة‪� ،‬شعر‬ ‫معظ ��م ال�سعوديين بالقل ��ق م ��ن �أن التذبذب وعدم‬ ‫جدية القائد العام للقوات الم�سلحة في وا�شنطن قد‬ ‫يتركهم يترنحون في مهب الريح‪.‬‬

‫�سيا�سة بندر ال�سورية‬ ‫يعتق ��د ال�سعودي ��ون �أن ال�سم ��اح للأ�س ��د بالبقاء في‬ ‫من�صب ��ه �س ��وف يطيل �أم ��د الإنتفا�ض ��ة الأمر الذي‬ ‫�سيه� �دّد �إ�ستقراره ��ا‪ .‬ونظ ��ر ًا �إلى �ضع ��ف "الجي�ش‬ ‫ال�س ��وري الح ��ر"‪ ،‬ف� ��إن �إ�ستم ��رار الن ��زاع الم�سل ��ح‬ ‫�س ��وف ل ��ن ي� ��ؤدي � اّإل �إلى زي ��ادة وج ��ود الجهاديين‬ ‫والتكفيريين‪ ،‬وخ�صو�ص ًا الجماعات التابعة لتنظيم‬ ‫"القاعدة" مثل "الدولة الإ�سالمية في العراق وبالد‬ ‫ال�ش ��ام" و "جبه ��ة الن�ص ��رة لأهل ال�ش ��ام"‪ .‬طالما‬

‫‪44‬‬

‫العدد ‪� - 16‬شباط (فرباير) ‪٢٠١4 -‬‬

‫الملك عبدالله بن عبد العزيز‪ :‬ح ّول ال�سيا�سة الهادئة‬ ‫�إلى �سيا�سة �أكثر جر�أة ولكن‪...‬‬

‫غ�ضب الرئي�س الرو�سي‬ ‫فالديمير بوتين عندما وعده الأمير‬ ‫المتمردين ال�شي�شان‬ ‫بندر بكبح جماح‬ ‫ّ‬ ‫ومنعهم من �إ�ستهداف �ألعاب اولمبياد‬ ‫ال�شتوية لعام ‪ 2014‬التي بد�أت في‬ ‫مدينة "�سوت�شي" الرو�سية في ‪7‬‬ ‫�شباط (فبراير)‬ ‫كان ��ت هذه الجماعات مح�صورة ف ��ي �شمال �سوريا‪،‬‬ ‫فل ��م يك ��ن ال�سعوديون قلقي ��ن كثير ًا‪ ،‬ولك ��ن مع بدء‬ ‫�إنت�شار ه ��ذه المجموع ��ات في جنوب غ ��رب �سوريا‬ ‫بالقرب من الح ��دود الأردنية بد�أ يت�س ّرب القلق �إلى‬ ‫ديارهم‪� .‬إذ �أن مثل هذا الإنت�شار المتطرف قد يعني‬ ‫في نهاية المطاف �أن متابعة م�سيرة الجهاديين �إلى‬ ‫الحدود ال�سعودية قد تكون �أمر ًا مفروغ ًا منه‪.‬‬ ‫ف ��ي حي ��ن �أنها ول ��دت من الفك ��ر ال�سلف ��ي الوهابي‬ ‫للإ�س�ل�ام في المملك ��ة عينه‪ ،‬ف�إن ه ��ذه الجماعات‬ ‫الجهادي ��ة تدّعي نقاء الداف ��ع وتمار�س طريقة عمل‬ ‫قاتل ��ة ته ��دد �آل �سعود‪ .‬لقد �إعتم ��د محمد بن �سعود‬ ‫الوهابية ف ��ي منت�صف القرن الثام ��ن ع�شر‪ ،‬و�سعى‬ ‫�إل ��ى تمدي ��د حكمه �إلى جمي ��ع �أنح ��اء المملكة‪ .‬وقد‬ ‫تحال ��ف المل ��ك عب ��د العزيز ب ��ن عب ��د الرحمن �آل‬ ‫�سعود‪( ،‬حفي ��د حفيد حفي ��د بن �سع ��ود) مع جي�ش‬ ‫"الإخ ��وان الم�سلمين" الوهابي ف ��ي ‪1927-1911‬‬ ‫لتوطيد حكمه على الحدود الحالية للمملكة العربية‬ ‫ال�سعودية‪ .‬ولم ��ا حاول "الإخ ��وان" ت�صدير الجهاد‬

‫الرئي�س فالديمير بوتين ي�ستقبل الأمير بندر‪:‬‬ ‫ال�صفقة لم تنجح‬

‫�إل ��ى العراق و�شرق الأردن �أجب ��ر الملك عبد العزيز‬ ‫عل ��ى �سحقهم في معركة" �سبلة" في �آذار (مار�س)‬ ‫‪ .1929‬ف ��ي حين عا� ��ش ملوك ال�سعودي ��ة منذ ذلك‬ ‫الحي ��ن مرتاحين به ��دوء في نط ��اق �أرا�ضيها‪ ،‬ف�إن‬ ‫الجهاديي ��ن اليوم ف ��ي �سوريا يطمح ��ون �إلى تجديد‬ ‫مهمة "الإخوان" الأ�صلية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫لمكافح ��ة ه ��ذا التهديد‪ ،‬جند المل ��ك عبد اهلل مرة‬ ‫�أخ ��رى خدمات بندر‪ .‬وكان الأمير ال يخفي ر�أيه ب�أن‬ ‫ب�ش ��ار الأ�سد عليه �أن يذهب لعدم قدرته على معرفة‬ ‫الخطوط الحمراء في ال�سيا�سة الأمر الذي �أ�ضر به‬ ‫وببالده وبجيرانه العرب‪ .‬كم ��ا قالت �صحيفة "وول‬ ‫�ستريت جورنال" ب� ��أن "م�س�ؤولين في الإ�ستخبارات‬ ‫الأميركي ��ة عرف ��وا ب� ��أن المملكة العربي ��ة ال�سعودية‬ ‫ج ��ادة ب�ش�أن �إ�سق ��اط الأ�س ��د عندما �س ّم ��ى العاهل‬ ‫ال�سع ��ودي الأمي ��ر بن ��در ب ��ن �سلط ��ان لقي ��ادة هذا‬ ‫الجهد"‪.‬‬ ‫في محاولة لإيجاد حل لل�صراع‪ ،‬عر�ض الأمير بندر‬ ‫عل ��ى الرئي� ��س الرو�سي فالديمي ��ر بوتين م ��ا ي�شبه‬ ‫ال�صفقة المربح ��ة قوامها �ش ��راء ال�سعودية �أ�سلحة‬ ‫رو�سي ��ة ب ‪ 15‬ملي ��ار دوالر وتع ّه ��د م ��ن دول مجل�س‬ ‫التعاون الخليجي بالإمتناع ع ��ن التناف�س مع رو�سيا‬ ‫في �س ��وق الغاز الأوروبية‪ .‬ربم ��ا كانت هذه ال�صفقة‬ ‫نجح ��ت ل ��و �إ�ستغنى بندر ع ��ن الع�صا الت ��ي رافقت‬ ‫الجزرة‪ .‬بوتين‪ ،‬ال ��ذي يبدو �أنه يعتبر نف�سه مناف�س‬ ‫الرئي� ��س باراك �أوباما الوحيد في ال�سيا�سة الدولية‪،‬‬ ‫قد غ�ضب عندما وعده بندر بكبح جماح المتم ّردين‬ ‫ال�شي�ش ��ان ومنعهم م ��ن �إ�ستهداف �ألع ��اب اولمبياد‬ ‫ال�شتوية لعام ‪ 2014‬التي بد�أت في مدينة "�سوت�شي"‬ ‫الرو�سية في ‪� 07‬شباط (فبراير)‪.‬‬ ‫في حين و�ص ��ف معظم الخبراء بن ��در " ك�شخ�صية‬ ‫محوري ��ة في �صراع �أمي ��ركا و حلفائها لإمالة ميزان‬ ‫المعرك ��ة �ض ��د النظ ��ام ف ��ي �سوري ��ا"‪ ،‬هن ��اك �أدلة‬


‫ر�أي خبير‬

‫بقلم الدكتور عبداهلل نا�صر الدين*‬

‫إيران ‪ -‬اإلمارات‪:‬‬ ‫ٌ‬ ‫نزاع يضبطه التعاون اإلقتصادي‬ ‫رفع ��ت الوالي ��ات المتح ��دة ومعه ��ا‬ ‫االتح ��اد االوروبي جزءاً من عقوباتهما‬ ‫ع ��ن �إيران �ضمن التفاه ��م المرحلي الذي ح�صل في‬ ‫ت�شرين الثان ��ي (نوفمبر) من العام الما�ضي‪ ،‬والذي‬ ‫�أخ ��ذ ح ّي ��ز التنفي ��ذ ف ��ي الع�شري ��ن م ��ن �شه ��ر كانون‬ ‫الثاني (يناير) الفائت‪.‬‬ ‫وتكم ��ن في رفع تلك العقوبات �أهمية كبرى بالن�سبة‬ ‫�إل ��ى �إقت�ص ��اد الجمهوري ��ة الإ�سالمية بعدم ��ا تع ّر�ض‬ ‫�إل ��ى عزل ��ة منذ الع ��ام ‪� 2009‬أدّت �إل ��ى ت�أثير �سلبي في‬ ‫عالقاته ��ا الإقت�صادي ��ة م ��ع دول العال ��م وخ�صو�ص� �اً‬ ‫الإمارات العربية المتحدة‪.‬‬ ‫تنق�سم �سل�سلة العقوبات التي ُفر�ضت على ايران �إلى‬ ‫ثالث ��ة �أق�سام‪ :‬الأول ي�شمل العقوب ��ات التي فر�ضتها‬ ‫االم ��م المتح ��دة والت ��ي كان �أهمه ��ا ما ت�ضمن ��ه قرار‬ ‫مجل� ��س االم ��ن رق ��م ‪ 1929‬ف ��ي ‪ 9‬حزي ��ران (يوني ��و)‬ ‫‪2010‬؛ والق�س ��م الثان ��ي ي�شم ��ل عقوب ��ات الإتح ��اد‬ ‫االوروب ��ي واهمه ��ا الق ��رار رق ��م ‪ 261‬في الع ��ام ‪،2010‬‬ ‫و�آخره ��ا ف ��ي مطل ��ع ‪ 2012‬عندم ��ا فر� ��ض الإتح ��اد‬ ‫االوروب ��ي عل ��ى ال ��دول االع�ض ��اء وال�ش ��ركات في ��ه‬ ‫من ��ع �إ�ستي ��راد النف ��ط الإيران ��ي؛ ام ��ا الق�س ��م الثالث‬ ‫في�شمل العقوبات الأحادية و�أهمها عقوبات الواليات‬ ‫المتح ��دة والتي كان �أبرزها حظ ��ر التعامل التجاري‬ ‫م ��ع �إي ��ران‪ .‬وحذت المنح ��ى عينه دول اخ ��رى ت�شمل‬ ‫كندا و�أو�ستراليا وكوريا الجنوبية واليابان‪.‬‬ ‫لك ��ن ال �ش ��ك �أن اه ��م تلك العقوب ��ات و�أكثره ��ا ت�أثيراً‬ ‫ف ��ي الإقت�ص ��اد الإيران ��ي‪ ،‬والت ��ي بطبيع ��ة الحال كان‬ ‫له ��ا الت�أثي ��ر الأب ��رز ف ��ي تليي ��ن الموق ��ف الإيران ��ي‬ ‫ودفع ��ه �إلى طاولة المفاو�ضات والموافقات‪ ،‬هي تلك‬ ‫الت ��ي �صاغه ��ا الكونغر� ��س الأميركي ف ��ي نهاية العام‬ ‫‪ 2011‬لع ��زل طهران عن النظ ��ام الم�صرفي العالمي‪.‬‬ ‫تل ��ك العقوب ��ات جعلت م ��ن التجارة مع �إي ��ران مهمة‬ ‫�شب ��ه م�ستحيل ��ة في ظ ��ل عدم قدرة التج ��ار على فتح‬ ‫الإعتمادات الم�صرفية بالإ�ضافة �إلى الت�أمين‪.‬‬ ‫�أ ّث ��رت تل ��ك العقوب ��ات عل ��ى العالق ��ات االيراني ��ة‪-‬‬ ‫الإماراتي ��ة‪ ،‬وخ�صو�صاً العالق ��ات الإقت�صادية منها‪.‬‬ ‫فلطالم ��ا �سع ��ت ال�سلط ��ات ف ��ي �أب ��و ظب ��ي �إل ��ى �إيجاد‬ ‫ت ��وازنٍ ف ��ي عالقاته ��ا كحليف ��ة لوا�شنط ��ن وكج ��ا ٍر‬ ‫و�شريك اقت�صاديٍّ مه ّم للجمهورية الإ�سالمية‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫فبين البلدَين عالقات تجارية تاريخية �سبقت ن�شوء‬ ‫ادول ��ة لإمارات المتحدة في العام ‪ ،1971‬وال نبالغ �إن‬ ‫قلن ��ا �أن الإمارات وتحديداً ُدب ��ي‪ ،‬لعبت لفتر ٍة طويل ٍة‬ ‫دور الرئة الإقت�صادية الأ�سا�سية لإيران‪.‬‬

‫تماي ��ز الموقف االمارات ��ي بين �إمارة �أبو ظبي االكثر‬ ‫حزم� �اً �ض� � ّد طه ��ران والأكثر دعم� �اً للعقوب ��ات‪ ،‬وبين‬ ‫موق ��ف �إم ��ارة دب ��ي الم�ستفيدة االبرز م ��ن العالقات‬ ‫التجاري ��ة م ��ع طه ��ران‪ ،‬والمت�ض� � ّررة الأب ��رز م ��ن‬ ‫العقوبات‪.‬‬ ‫فالإم ��ارات الت ��ي تختل ��ف م ��ع طه ��ران ح ��ول ق�ضي ��ة‬ ‫التوج ��ه الأميرك ��ي ف ��ي‬ ‫الج ��زر الث�ل�اث و ُتج ��اري‬ ‫ّ‬ ‫المنطق ��ة كحليف� � ٍة ل ��ه‪ ،‬ت�سع ��ى عل ��ى �ض ��وء ذل ��ك‬ ‫�إل ��ى �ضم ��ان الت ��وازنٍ ال ��ذي يُحاف ��ظ عل ��ى روابطه ��ا‬ ‫الإقت�صادية المتينة مع طهران‪.‬‬ ‫فالعقوب ��ات �أ ّث ��رت عل ��ى �إم ��ارة دب ��ي قب ��ل �أن ت� ��ؤذي‬ ‫نف�سها‪ ،‬ف�إقت�صاد دبي يعتمد‬ ‫الجمهوري ��ة الإ�سالمية َ‬ ‫ب�ش ��كلٍ �أ�سا�س ��ي على �إقت�ص ��اد ايران الت ��ي ُتعتبر ثاني‬ ‫�أكب ��ر �شري ��ك �إقت�ص ��ادي للإم ��ارة بع ��د الهن ��د‪ ،‬بينما‬ ‫ُتعتب ��ر االم ��ارات ككل ال�شري ��ك الإقت�ص ��ادي الثال ��ث‬ ‫لطهران‪.‬‬ ‫ُيق� �دّر حج ��م التب ��ادل التج ��اري بي ��ن البلدي ��ن ب�أكثر‬ ‫م ��ن ‪ %10‬من النات ��ج المح ّلي الإمارات ��ي‪ ،‬فقبل العام‬ ‫‪� ،2009‬أي قبل ت�صاعد وتيرة العقوبات و�صل التبادل‬ ‫التج ��اري بي ��ن البلدين �إلى اكثر م ��ن ‪ 20‬مليار دوالر‬ ‫�سنوياً‪.‬كم ��ا يُعتب ��ر تع ��داد الجالي ��ة الإيراني ��ة ف ��ي‬ ‫االمارات اكثر من �سكان البلد الأ�صليين‪.‬‬ ‫م ��ع ت�صاع ��د العقوب ��ات‪� ،‬إنخف� ��ض التب ��ادل التجاري‬ ‫ال ��ى م ��ا دون ال� �ـ‪ 10‬ملي ��ارات دوالر ف ��ي الع ��ام ‪،2013‬‬ ‫بينم ��ا خ�سر الريال الإيراني �أكث ��ر من ن�صف قيمته‪،‬‬ ‫خ�صو�ص� �اً بع ��د عزل ��ه ع ��ن المنظوم ��ة الم�صرفي ��ة‬ ‫العالمي ��ة‪ .‬ان للرف ��ع الجزئ ��ي للعقوب ��ات ع ��ن‬ ‫الجمهوري ��ة الإ�سالمي ��ة نتائ� � َج �إقت�صادي ��ة مهم ��ة‬ ‫للبلدي ��ن ع ّبر عنه �صراح� � ًة الم�س�ؤولون الإماراتيون‬ ‫في دبي من خالل ترحيبهم برفع تلك العقوبات‪.‬‬ ‫يُمكن القول �أن حجم التبادل التجاري بين البلدين‬ ‫ل ��ه ال ��دور الأب ��رز ف ��ي من ��ع تفاق ��م التوت ��ر بينهم ��ا‪،‬‬ ‫فل ��وال هذا الحجم من التبادل لربم ��ا كانت �إندفاعة‬ ‫الإم ��ارات �ضد طه ��ران �أكثر ق�ساو ًة‪ .‬ويب ��دو �أن �إيران‬ ‫مُقبل� � ٌة عل ��ى تط ��ورات �إقت�صادي ��ة مهمة ق ��د تجعلها‪،‬‬ ‫كما قالت كاترين‪� ‬آ�شتون‪ ‬من�سقة ال�سيا�سة الخارجية‬ ‫للإتحاد الأوروبي في المنتدى االقت�صادي العالمي‬ ‫الأخي ��ر‪ ،‬م ��ن االقت�ص ��ادات الع�ش ��رة الأُول ��ى عالمي� �اً‬ ‫في غ�ض ��ون عق َدي ��ن‪ ،‬فالإقت�صاد الإيران ��ي متعط�ش‬ ‫للإ�ستثم ��ارات كما للإ�ستهالك‪ ،‬والت ��ي جميعها ُتع ّد‬ ‫عنا�صر �أ�سا�سية في النمو الإقت�صادي‪.‬‬ ‫يبقى الإمتحان الأهم في تطوير البيئة الإ�ستثمارية‬

‫وكيفي ��ة تطبي ��ق الإ�صالح ��ات‪ .‬وق ��د لف ��ت الرئي� ��س‬ ‫الإيران ��ي ح�س ��ن روحان ��ي ف ��ي خطاب ��ه الأخي ��ر �أم ��ام‬ ‫المنت ��دى الإقت�ص ��ادي ال ��ى حاج ��ة تعدي ��ل القوانين‬ ‫الإ�ستثماري ��ة‪ ،‬والت ��ي �سيك ��ون له ��ا ال ��دور الأب ��رز في‬ ‫�إنعا�ش الإقت�صاد الإيراني‪.‬‬ ‫بم ��وازاة تل ��ك التط ��ورات الإيجابي ��ة‪ ،‬ت�شه ��د دب ��ي‬ ‫�إنتعا�ش� �اً �إقت�صادي� �اً يُتوق ��ع �أن يج ��ذب ‪ 14‬مليار دوالر‬ ‫م ��ن الإ�ستثم ��ارات لع ��ام ‪ ،2014‬لتتجه تل ��ك المنطقة‬ ‫م ��ن العالم الى فورة �إقت�صادي ��ة تتكامل فيها الأدوار‬ ‫الإقت�صادية لإيران ودبي لتدفع �إلى نجاحها‪.‬‬ ‫عرفت الإمارات كيف تدير خالفاتها مع الجمهورية‬ ‫الإ�سالمي ��ة في ظل التح� � ّوالت الدولي ��ة التي ت�صوغ‬ ‫عالق ��ة �إي ��ران والغ ��رب‪ .‬فخ�ل�اف البلدين ل ��م ي�صل‬ ‫يوم� �اً �إلى قطيعة ولم ي�ؤثر ف ��ي عالقتهما التجارية‬ ‫المتقدم ��ة‪ .‬فالعقوب ��ات الإقت�صادي ��ة عل ��ى طه ��ران‬ ‫و الت ��ي عمل ��ت به ��ا الإم ��ارات تما�شي� �اً م ��ع التوج ��ه‬ ‫الأميرك ��ي ل ��م يك ��ن يوم� �اً خي ��اراً �إماراتي� �اً رغ ��م �أنها‬ ‫حاول ��ت �أحيان ��ا الإ�ستف ��ادة م ��ن المن ��اخ العالم ��ي‬ ‫المع ��ادي لطه ��ران للمطالبة بو�ساط ��ات في مو�ضوع‬ ‫الجزر الثالث‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ُتدرك االمارات �إ�ستحالة �إيجاد مظلة دولية لنزاعها‬ ‫م ��ع اي ��ران‪ ،‬فلي�س من م�صلح ��ة بريطانيا دعم هكذا‬ ‫ح� � ّل في ظ ّل نزاعها م ��ع الأرجنتين حول ملكية جزر‬ ‫الفوكلن ��د وكذل ��ك الحال بالن�سبة �إل ��ى ال�صين حول‬ ‫الج� � ُزر في بحر‬ ‫تن ��ازع الملكي ��ة ح ��ول مجموع ٍة م ��ن ُ‬ ‫ال�صين الجنوبي‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫قد يكون التق ��ارب الإيراني الغربي م�ؤ�شرا مهما في‬ ‫التغيي ��رات الجيو�ستراتيجي ��ة ف ��ي المنطق ��ة ت ��درك‬ ‫الإمارات كيف تتعاي�ش و ت�ستفيد منه �إقت�صادياً‪.‬‬ ‫م ��ن يعل ��م‪ ،‬فقد يتط� � ّور هذا التق ��ارب المرحل ��ي �إلى‬ ‫عالق ��ة �إ�ستراتيجي ��ة بي ��ن وا�شنطن وطه ��ران ُتعطي‬ ‫وا�شنط ��ن م ��ن خالل ��ه الي ��ران م�ساح� � ًة ودوراً �أكب ��ر‬ ‫ف ��ي المنطق ��ة‪ ،‬ف ��ي مقاب ��ل ان ُتحاف � َ�ظ طه ��ران‪ ،‬ولو‬ ‫بالكتم ��ان‪ ،‬عل ��ى م�صال ��ح وا�شنط ��ن ف ��ي افغان�ست ��ان‬ ‫والع ��راق ودول الن ��زاع‪ .‬ه ��ذا ال�سيناري ��و �إذا ح�ص ��ل‪،‬‬ ‫وال"�إذا" هن ��ا كبي ��رة و كبي ��ره جداً‪� ،‬سيزي ��د من دون‬ ‫�ش ��ك من الروابط الإقت�صادي ��ة بين �إيران والإمارات‬ ‫ليبتع ��د �أكث ��ر �شب ��ح الن ��زاع بي ��ن البلدي ��ن و ينت�ص ��ر‬ ‫�إقت�صادهما مر ًة �أخرى‪.‬‬ ‫م ��ن هنا نخل�ص �إلى القول ب�أان التبادل التجاري هو‬ ‫م ��ن �أف�ض ��ل و�سائل الح� � ّد م ��ن النزاع ��ات الع�سكرية‪،‬‬ ‫فحيثما تم ّر الب�ضائع تقف الدبابات‬

‫* حا�صل على دكتوراه في الإقت�صاد و�أ�ستاذ محا�ضر في كلية �إدارة الأعمال في جامعة بيروت العربية‬

‫‪Issue 16 - February - 2014‬‬

‫‪47‬‬


Khalidiya Street - Abu Dhabi - UAE Tel: +971 2 6654300 Fax: +971 2 6663396


‫بن�سبة ت�صل �إلى ‪ 16‬في المئة بين عامي ‪ 2015‬و‪،2018‬‬ ‫ح�سب ما �أفادت في �أي ��ار (مايو) الفائت م�ؤ�س�سة "�إي‬ ‫�أف جي هيرمي�س" (‪.)EFG-Hermes‬‬ ‫م ��ع ذلك يقول الخبراء ب�أن حج ��م الإنفاق المتوقع في‬ ‫مث ��ل هذا البل ��د ال�صغير قد يثير �شب ��ح ت�ضخم مرتفع‬ ‫و�إقت�ص ��اد محموم‪ ،‬ال �سيما كلما �إقت ��رب العام ‪.2022‬‬ ‫لقد قف ��ز الت�ضخم في قطر في الع ��ام ‪� 2008‬إلى �أكثر‬ ‫م ��ن ‪ 15‬في المئة‪ ،‬ويرجع ذل ��ك جزئي ًا �إلى فورة البناء‬ ‫الخاطفة التي رافقت �إ�ست�ضافة دورة االلعاب الآ�سيوية‬ ‫قبل عامين‪ .‬الواق ��ع �إن البوادر المبكرة عن �إرتفاع في‬ ‫الت�ضخ ��م هي محط �إنتباه الحكومة و�أهل الخبرة‪ .‬لقد‬ ‫بل ��غ متو�سط​​الت�ضخم ف ��ي �أ�سع ��ار الم�ستهلكين حوالي‬ ‫‪ 3.6‬ف ��ي المئة ف ��ي العام ‪ ،2013‬وفق ًا ل�ل��إدارة العامة‬ ‫للتخطي ��ط التنم ��وي‪� ،‬إرتفاع� � ًا من ‪ 1.9‬ف ��ي المئة في‬ ‫العام ‪.2012‬‬

‫لمحة عن المحروقات‬ ‫تمل ��ك قط ��ر ثال ��ث �أكب ��ر �إحتياط ��ات الغ ��از الطبيعي‬ ‫ف ��ي العالم و‪ 1.4‬ف ��ي المئة م ��ن النف ��ط العالمي‪ ،‬مع‬ ‫الغالبية العظمى من �ص ��ادرات الغاز الطبيعي الم�سال‬ ‫تنت ��ج م ��ن حقل ال�شم ��ال العم�ل�اق الذي ت�شت ��رك فيه‬ ‫م ��ع �إيران‪ .‬لق ��د �أ�صبحت الدول ��ة الخليجية واحدة من‬ ‫�أغن ��ى دول العالم من طريق بيع الغاز �إلى �أوروبا و�آ�سيا‬ ‫والأميركتي ��ن‪ ،‬متجاوزة �أندوني�سي ��ا بو�صفها �أكبر دولة‬ ‫م�صدّرة للغاز الطبيعي الم�سال في العام ‪ .2006‬وتلعب‬

‫الهيدروكربون ��ات دور ًا حا�سم� � ًا ف ��ي �إقت�ص ��اد الإمارة‬ ‫الع�ضو في منظم ��ة "�أوبك"‪ ،‬حيث م ّثلت حوالي ‪ 57‬في‬ ‫المئة من الناتج المحلي الإجمالي في العام ‪.2012‬‬ ‫ق� � ُدّر �إنت ��اج النف ��ط الخام ف ��ي قطر بنح ��و ‪733,668‬‬ ‫برمي ًال يومي ًا في الع ��ام ‪ ،2012‬وفق ًا لـ"مبادرة بيانات‬ ‫المنظم ��ات الم�شترك ��ة" (‪Joint Organisations‬‬ ‫‪ ،)Data Initiative‬ال ��ذي و�ضع الإم ��ارة في المرتبة‬ ‫ال�ساد�س ��ة ع�شرة على الئح ��ة �أكبر م�صدري النفط في‬ ‫العال ��م‪ .‬ويتم �إنتاج ما يقرب م ��ن ن�صف النفط الخام‬ ‫في الدول ��ة الخليجية من حقلي "دخان" و "ال�شاهين"‬ ‫الب ّريين‪.‬‬ ‫وعرف قطاع الغاز الطبيعي الم�سال في قطر عام ًا قوياً‬ ‫ف ��ي ‪ ،2012‬مع �إرتفاع الإنتاج بن�سبة ‪ 7.8‬في المئة عن‬ ‫الع ��ام ال�سابق �إلى ‪ 157‬مليار متر مكعب‪ ،‬وفق ًا لل�شركة‬ ‫البريطاني ��ة العمالق ��ة "بريتي� ��ش بترولي ��وم" (‪.)BP‬‬ ‫وقف ��ز متو�سط​​ال�سع ��ر العالمي (وا� ً‬ ‫صال �إل ��ى اليابان)‬ ‫ال ��ى م�ست ��وى قيا�س ��ي ‪ 16,75‬دوالر ًا ل ��كل مليون وحدة‬ ‫حرارية بريطانية‪( ،‬وهي معيار القيا�س لمبيعات الغاز‬ ‫التجارية)‪ ،‬مقارنة مع ‪ 14,73‬دوالر ًا لكل مليون وحدة‬ ‫حرارية بريطانية ف ��ي العام ‪ .2011‬و�إرتفعت �صادرات‬ ‫الب�ل�اد من الغاز الطبيعي الم�سال خم�سة في المئة �إلى‬ ‫‪ 105.4‬مليارات مت ��ر مكعب خالل فترة ال ‪� 12‬شهر ًا‪،‬‬ ‫حي ��ث تظهر بيانات �شرك ��ة "بريتي�ش بترولي ��وم"‪ ،‬ب�أن‬ ‫الياب ��ان والهند وكوري ��ا الجنوبية كانت م ��ن بين �أكبر‬ ‫الم�شترين للغاز الطبيعي الم�سال القطري‪.‬‬

‫تو ّقع تقرير للمجموعة الم�صرفية‬ ‫"�سيتي غروب" في حزيران (يونيو)‬ ‫‪� 2013‬أن يتح ّول فائ�ض الموازنة في‬ ‫قطر – الذي و�صل �إلى ‪ 54.3‬مليار ريال‬ ‫قطري في ال�سنة المالية ‪2012-2011‬‬ ‫ �إلى عجز متوا�ضع بحلول العام ‪2015‬‬‫ورث ال�شيخ تميم بن حمد �آل ثاني‬ ‫بلد ًا �إ�ستطاع تحويل نف�سه من �شبه‬ ‫جزيرة خليجية �صغيرة لب�صبح قوة‬ ‫رائدة �إقليمية‪ ،‬والذي يمتد نفوذه‬ ‫ال�سيا�سي �إلى ما هو �أبعد من حدوده‬

‫كان النم ��و ال�سريع ف ��ي مجال الغ ��از الطبيعي الم�سال‬ ‫في قطر نتيجة لتو�سع كبير في البنية التحتية لت�صدير‬ ‫الغ ��از ال ��ذي �إنتهى ف ��ي الع ��ام ‪ ،2010‬عندم ��ا و�صلت‬ ‫القدرة الت�صديرية للدول ��ة �إلى الإنتاج الم�ستهدف ‪77‬‬ ‫مليون طن �سنوي ًا‪ ،‬وذلك بعد ‪ 14‬عام ًا فقط على �شحن‬ ‫حمولته ��ا الأول ��ى‪ .‬مع �إختت ��ام برنامج التو�س ��ع‪ ،‬وفيما‬ ‫�إنخف�ض ��ت عائ ��دات النفط ف ��ي جميع �أنح ��اء العالم‪،‬‬ ‫م ��ن المتوق ��ع الآن �أن يتباط� ��أ النمو الإقت�ص ��ادي‪ .‬لذا‬ ‫ف�إن التح ��دي الكبير للم�ضي قدم ًا بالن�سبة �إلى حكومة‬ ‫قط ��ر �سيتوقف على قدرته ��ا ونجاحها في تحفيز النمو‬ ‫الم�ستمر في القطاع غير النفطي‪.‬‬

‫الديموغرافية‬ ‫�إن قط ��ر دول ��ة �صغي ��رة جغرافي� � ًا ويبلغ ع ��دد �سكانها‬ ‫‪ 1.9‬ملي ��ون ن�سمة‪ .‬و�أقل م ��ن ‪ 15‬في المئة من ال�سكان‬ ‫هم م ��ن المواطنين المحليين‪ ،‬والباق ��ي يت�ألف �أ�سا�س ًا‬ ‫م ��ن العمال ذوي "الياقات الزرق ��اء" من جنوب �آ�سيا‬ ‫والفليبين وبلدان �أخرى في ال�شرق الأو�سط‪.‬‬ ‫وقطر مث ��ل غيرها من دول الخلي ��ج الم�صدّرة للنفط‪،‬‬ ‫�إ�ستطاعت تجنب الإ�ضطرابات الإجتماعية التي هزّت‬ ‫تون� ��س‪ ،‬وليبي ��ا‪ ،‬وم�ص ��ر‪ ،‬ودول عربي ��ة �أخ ��رى‪ ،‬وذلك‬ ‫جزئي ًا بف�ضل نظ ��ام رعاية �إجتماعي ��ة �ضخم تو�سعي‪.‬‬ ‫ي�ستفي ��د المواطن ��ون من المه ��د �إلى اللح ��د من نظام‬ ‫رعاية يقدم مجان ًا الرعاي ��ة ال�صحية والتعليم‪ ،‬ويمنح‬ ‫قرو� ��ض الإ�سكان ويدعم المراف ��ق‪ ،‬حيث يكلف خزينة‬ ‫الدول ��ة ملي ��ارات ال ��دوالرات كل ع ��ام‪ .‬و ُيق� �دّر معدل‬ ‫البطالة في البالد ب�أقل من واحد في المئة‪.‬‬ ‫عرف الإنف ��اق الحكومي زيادة في �أعقاب الإنتفا�ضات‬ ‫العربية بي ��ن عامي ‪ 2010‬و‪ ،2011‬حيث رفعت الدوحة‬ ‫الروات ��ب الأ�سا�سي ��ة والمزاي ��ا الإجتماعي ��ة لموظف ��ي‬ ‫الدول ��ة بن�سب ��ة ‪ 60‬ف ��ي المئة‪ .‬وق ��د �أح ��رز الموظفون‬ ‫الع�سكري ��ون زي ��ادة بين ‪ 50‬في المئ ��ة و‪ 120‬في المئة‪،‬‬ ‫كم ��ا �سعت الإمارة �إل ��ى عزل نف�سها عن ري ��اح التغيير‬ ‫ال�سيا�سية التي ه ّبت وما زالت على المنطقة‪.‬‬ ‫كما هو الحال في دول مجل�س التعاون الخليجي الأخرى‬ ‫التي تفتقر �إلى المعار�ضة ال�سيا�سية المنظمة‪� ،‬إقترنت‬ ‫ه ��ذه ال�سيا�س ��ة التو�سعي ��ة مع نهج حاد �ض ��د �أي حركة‬ ‫�سخ ��ط �أو �ص ��وت معار�ض‪ .‬محم ��د العجم ��ي‪� ،‬شاعر‪،‬‬ ‫حك ��م ف ��ي الع ��ام ‪ 2011‬بال�سج ��ن مدى الحي ��اة بتهمة‬ ‫"التحري� ��ض على قلب نظام الحك ��م"‪ .‬وتم تخفي�ض‬ ‫الحكم الحق ًا �إلى ال�سجن ‪ 15‬عام ًا‪.‬‬ ‫في الآون ��ة الأخي ��رة‪ ،‬كان �سكان قط ��ر الوافدون تحت‬ ‫الأ�ض ��واء العالمية‪ .‬لقد رافق م�ساعي الإمارة الناجحة‬ ‫لإ�ست�ضافة ك�أ�س العال ��م ‪ 2022‬تدقيق متزايد بالن�سبة‬ ‫�إل ��ى �إنته ��اكات مزعوم ��ة لحق ��وق العمال ��ة م ��ن عمال‬ ‫البناء‪ .‬لقد ت�صدّرت الدوحة عناوين ال�صحف في‬ ‫‪Issue 16 - February - 2014‬‬

‫‪49‬‬


‫الخليج العربي‬ ‫قطر‬

‫مع تدني عائدات المواد الهيدروكربونية عالمي ًا‬

‫هل تستطيع قطر‬ ‫أن تكون أكثر من دولة غاز؟‬ ‫مع �أمير جديد على ر�أ�س ال�سلطة وازدهار الغاز في الإمارة يقترب من نهايته‪ ،‬هل يمكن لدولة قطرالحفاظ‬ ‫عل��ى الزخم الإقت�صادي وال�سيا�سي الذي عرفته على مدى العقدين الما�ضيين من طريق �آخر غير المواد‬ ‫الهيدروكربونية؟‬ ‫الدوحة ‪ -‬عبد الغني �شعبان‬ ‫تح ّول ��ت قطر عل ��ى مدى العق ��ود الأخيرة‬ ‫من �إمارة �صغيرة ه�شة �إلى قوة عالمية مع‬ ‫واحد م ��ن �أعلى م�ستويات الدخل الف ��ردي في العالم‪،‬‬ ‫بل ��غ ‪ 100,000‬دوالر ف ��ي العام ‪ .2012‬وه ��ذا يم ّثل في‬ ‫الواق ��ع الى ح ��د كبي ��ر �إنعكا�س� � ًا ل�ص ��ادرات الغاز في‬ ‫الدولة الخليجية التي ت�ضم ما يقرب من ثلث �إمدادات‬ ‫العال ��م من الغ ��از الطبيعي الم�سال ال ��ذي ي�شكل جزء ًا‬ ‫كبير ًا من �إقت�صادها‪.‬‬ ‫�إن و�ضع الإمارة ك�أكب ��ر م�صدّر للغاز الطبيعي الم�سال‬ ‫�سم ��ح له ��ا بالو�صول �إلى نم ��و �إقت�صادي بل ��غ الرقمين‬ ‫ل�سنوات متتالية‪ ،‬في الوقت الذي كان العديد من الدول‬ ‫الغربية يعاني من �آثار �أزمة الإئتمان‪.‬‬ ‫وقد �أدى بروز م�ؤ�شرات‪� ،‬إلى �أن �إزدهار الغاز الم�ستمر‬ ‫من ��ذ عق ��ود في قط ��ر �آخ ��ذ ف ��ي التباط� ��ؤ‪� ،‬إل ��ى �إثارة‬ ‫ت�س ��ا�ؤالت حول م�ستقب ��ل النمو في �إقت�ص ��اد ت�ش ّكل فيه‬ ‫عائ ��دات النفط والغاز �أكثر م ��ن ن�صف الناتج المحلي‬ ‫الإجمال ��ي‪ .‬ويفي ��د تقرير لبنك قط ��ر الوطني ال�صادر‬ ‫ف ��ي �أيار (مايو) ‪ 2013‬ب�أن النمو الإقت�صادي قد تباط�أ‬ ‫�إل ��ى ‪ 6.2‬ف ��ي المئ ��ة في ‪ 2012‬م ��ن ‪ 17‬ف ��ي المئة في‬ ‫الع ��ام ‪ .2010‬و�أ�شار تقرير �آخر للمجموعة الم�صرفية‬ ‫"�سيتي غروب" ن�شره موقع "بلومبيرغ" الإقت�صادي في‬ ‫حزي ��ران (يونيو) الفائت ب�أنه يتوق ��ع �أن يتح ّول فائ�ض‬ ‫الموازن ��ة في قطر – الذي و�صل �إلى ‪ 54.3‬مليار ريال‬ ‫قطري ف ��ي ال�سن ��ة المالي ��ة ‪� - 2012-2011‬إلى عجز‬ ‫متوا�ضع بحلول العام ‪.2015‬‬ ‫وم ��ن المتوق ��ع �أن تك ��ون الدولة الخليجي ��ة عرفت نمواً‬ ‫�إقت�صادي ًا يبلغ ‪ 5.3‬في المئة في العام ‪ ،2013‬وفق ًا لما‬

‫‪48‬‬

‫العدد ‪� - 16‬شباط (فرباير) ‪٢٠١4 -‬‬

‫�أعلنت ��ه الأمانة العامة للتخطي ��ط التنموي في حزيران‬ ‫(يونيو) الفائت‪ .‬وهذا يم ّثل زيادة من التقدير ال�سابق‬ ‫البال ��غ ‪ 4.8‬في المئة‪ ،‬ولكن‪ ،‬م ��ع ذلك‪ ،‬ال يزال يعك�س‬ ‫�أ�ضعف معدل منذ ع�شر �سني ��ن‪ .‬وتتوقع الأمانة العامة‬ ‫عينها نمو ًا بن�سبة ‪ 4.5‬في المئة في العام ‪ ،2014‬الذي‬ ‫يرجح و ُيتو ّقع لنمو العديد من‬ ‫ال ي ��زال متقدم ًا على ما ّ‬ ‫الإقت�صادات المتقدمة‪.‬‬ ‫بالن�سب ��ة �إلى القط ��اع الخا�ص‪ ،‬يب ��دو �أن معظمه معلق‬ ‫الغاز القطري‪ :‬لعب دوره ولكن �إلى متى؟‬

‫عل ��ى �إ�صالح البني ��ة التحتية ال�ضخمة ال ��ذي �سيجري‬ ‫قبل �إ�ست�ضافة نهائيات ك�أ�س العالم لكرة القدم ‪.2022‬‬ ‫وخطط ��ت الدوحة لإ�ستثمار �أكث ��ر من ‪ 180‬مليار دوالر‬ ‫عل ��ى م�شاريع �ضخمة بما فيها مالع ��ب مك ّيفة الهواء‪،‬‬ ‫و�شبك ��ة من ال�س ��كك الحديدي ��ة والمترو تق� �دّر كلفتها‬ ‫ب‪ 35‬ملي ��ار دوالر‪ ،‬وط ��رق ومحط ��ات طاق ��ة جدي ��دة‬ ‫و�سل�سلة م ��ن الفن ��ادق الحديثة‪ .‬و�س ��وف ت�ساعد فورة‬ ‫الإنف ��اق عل ��ى تو�سيع وتنمي ��ة الإقت�صاد غي ��ر النفطي‬


‫الخليج العربي ¶ قطر‬

‫الأمير ال�شيخ تميم بن حمد �آل ثاني‪:‬‬ ‫هل ي�ستطيع بناء دولة عمادها �إقت�صاد غير نفطي؟‬

‫ال�شيخ حمد بن خليفة �آل ثاني‪:‬‬ ‫فاج�أ العالم بتنازله عن ال�سلطة‬

‫ال�شيخ حمد بن جا�سم �آل ثاني‪:‬‬ ‫�إفتقدته ال�سيا�سة الخارجية العربية‬

‫�أيل ��ول (�سبتمب ��ر) عندما قالت �صحيف ��ة "الغارديان"‬ ‫البريطاني ��ة �أن الع�ش ��رات من العم ��ال النيباليين لقوا‬ ‫حتفه ��م ف ��ي مواقع غي ��ر �آمن ��ة البناء ف ��ي قطر خالل‬ ‫ال�صي ��ف‪ .‬ونقلت ال�صحيف ��ة عن �سفي ��ر "نيبال" لدى‬ ‫قط ��ر و�صفه الب�ل�اد ب�أنه "�سجن مفت ��وح" للنيباليين‪.‬‬ ‫و�إدّعى تقرير منف�صل �أ�ص ��دره �إتحاد التجارة الدولية‬ ‫الكونفيديرال ��ي ب�أن "جنون البن ��اء الذي تقوم به قطر‬ ‫تح�ضي ��ر ًا لنهائيات ك�أ�س العالم ف ��ي كرة القدم ‪2022‬‬ ‫ق ��د يك ّل ��ف حي ��اة م ��ا ال يق ��ل ع ��ن ‪ 4,000‬م ��ن العمال‬ ‫المهاجري ��ن قبل �أن تبد�أ المب ��اراة االولى"‪ .‬من جهتها‬ ‫نف ��ت الحكومة القطري ��ة تقارير عن �إنته ��اكات وا�سعة‬ ‫النط ��اق‪ ،‬ولكن �أي�ض ًا تعهدت بزي ��ادة عمليات التفتي�ش‬ ‫في المواقع و�إتخاذ موقف �أكثر ت�شدد ًا ب�ش�أن التعديات‬ ‫على حقوق العمال‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وقد واجهت الدوحة �أي�ض� �ا �إنتقادات خارجية بالن�سبة‬ ‫�إل ��ى نظ ��ام الكفال ��ة لرعاي ��ة العم ��ال الأجان ��ب الذي‬ ‫يربط م�صي ��ر العمال ب�إحكام بكفالئه ��م‪ ،‬الأمر الذي‬ ‫يتطلب منه ��م ت�أمين ت�أ�شيرات خ ��روج لمغادرة البالد‬ ‫والح�ص ��ول عل ��ى �إذن لتغيير وظائفه ��م‪ .‬وقد هوجمت‬ ‫م ��ن قبل جماعات حقوق االن�سان التي تقول �أن الإمارة‬ ‫ت�ستغ ��ل العم ��ال الم�ست�ضعفي ��ن‪ ،‬وي� ��ؤدي الو�ض ��ع �إل ��ى‬ ‫ظ ��روف �أ�شبه بالعبودية‪ .‬وف�شلت جهود �سابقة لإ�صالح‬ ‫النظام‪ ،‬ويبق ��ى �أن نرى ما �إذا كانت قطر �سوف تحذو‬ ‫حذو البحرين ب�إلغاء نظام الكفالة والرعاية تمام ًا‪.‬‬

‫بالدن ��ا ون ��رى جي ًال جدي ��د ًا يتحم ��ل الم�س�ؤولية‪ "،‬قال‬ ‫الأمي ��ر ال�شيخ حمد‪ ،‬ال ��ذي ورث نف�سه اللقب من والده‬ ‫في �إنقالب غير دموي في العام ‪.1995‬‬ ‫لق ��د �ش� � ّكل التن ��ازل تغيي ��ر ًا غير ع ��ادي بالن�سب ��ة �إلى‬ ‫الزعم ��اء في منطق ��ة‪ ،‬حيث غالب ًا م ��ا يحتفظ الحكام‬ ‫باللق ��ب حتى الم ��وت‪ ،‬مح ّو ًال ال�شيخ تمي ��م بن حمد �آل‬ ‫ثان ��ي البالغ من العم ��ر ‪ 33‬عام ًا �أ�صغ ��ر زعيم في دول‬ ‫مجل� ��س التع ��اون الخليج ��ي‪ .‬ورافقت الخب ��ر تغييرات‬ ‫�إ�ستراتيجي ��ة في مجل�س وزراء الدولة‪ ،‬حيث ح ّل ال�شيخ‬ ‫عب ��داهلل ب ��ن نا�صر ب ��ن خليف ��ة �آل ثاني م ��كان رئي�س‬ ‫الحكوم ��ة ال ��ذي ق�ضى فترة طويلة ف ��ي من�صبه ال�شيخ‬ ‫حم ��د بن جا�س ��م �آل ثان ��ي‪ .‬وع ّين خالد العطي ��ة وزير ًا‬ ‫للخارجية‪ ،‬ف ��ي حين �إحتفظ وزي ��ر الطاقة وال�صناعة‬ ‫محمد �صالح ال�سادة بمن�صبه‪.‬‬ ‫ف ��ي خطاب �إل ��ى الأمة بعد وقت ق�صي ��ر على تعيينه‪،‬‬ ‫ق ��ال ال�شي ��خ تمي ��م ان ��ه �سيوا�ص ��ل �إتب ��اع "الم�سار"‬ ‫ال ��ذي و�ضعه وال ��ده‪ .‬بالن�سب ��ة �إلى م�سائ ��ل ال�سيا�سة‬ ‫الخارجي ��ة‪ ،‬قال ان ب�ل�اده "ترف� ��ض الإنق�سامات في‬ ‫المجتمع ��ات العربي ��ة على �أ�س�س طائفي ��ة"‪ ،‬مما دفع‬ ‫بع� ��ض المحللين الى القول ب�أن ��ه قد يتحرك لتخفيف‬ ‫نهج قطر "التدخلي"‪.‬‬ ‫ً‬ ‫الواق ��ع �أن ال�شي ��خ تميم ق ��د ورث بل ��دا �إ�ستطاع تحويل‬ ‫نف�س ��ه م ��ن �شبه جزي ��رة خليجية �صغي ��رة لب�صبح قوة‬ ‫رائ ��دة �إقليمي ��ة‪ ،‬والذي يمت ��د نفوذه ال�سيا�س ��ي �إلى ما‬ ‫ه ��و �أبعد م ��ن ح ��دوده‪ .‬في ال�سن ��وات الأخي ��رة‪ ،‬م ّولت‬ ‫قط ��ر المتمردي ��ن الم�سلحي ��ن ف ��ي �سوري ��ا‪ ،‬و�أر�سل ��ت‬ ‫طائ ��رات مقاتل ��ة للإن�ضم ��ام ال ��ى حملة حل ��ف �شمال‬ ‫الأطل�سي �ضد معمر القذافي في العام ‪ ،2011‬ودعمت‬ ‫منظم ��ة "حما�س" في غ ��زة‪ .‬وقد �إ�ستثم ��رت الحكومة‬ ‫�أي�ض� � ًا المليارات من الدوالرات ف ��ي دعم م�صر خالل‬ ‫الإ�ضطرابات ال�سيا�سية الأخيرة‪ ،‬وهي جزء من جهود‬ ‫�أو�س ��ع نطاق� � ًا لحماي ��ة م�صالحه ��ا و �إقام ��ة تحالفات‬ ‫جديدة في منطق ��ة غير م�ستق ��رة‪ .‬بوا�سطة مراهنتها‬

‫عل ��ى �إ�ستثمار ث ��روة الغ ��از‪� ،‬إنتقلت الدول ��ة ال�صغيرة‬ ‫�إلى التناف�س عل ��ى النفوذ مع العبين مهمين منذ فترة‬ ‫طويل ��ة المملكة العربي ��ة ال�سعودية والإم ��ارات العربية‬ ‫المتحدة‪.‬‬ ‫من جهة �أخرى‪� ،‬إعتبر خبراء المنطقة �أن ت�أ�سي�س قناة‬ ‫"الجزي ��رة" الف�ضائية في العام ‪� ،1996‬شبكة الأخبار‬ ‫الت ��ي يق ��ع مقرها في الدوح ��ة وتعمل في جمي ��ع �أنحاء‬ ‫العال ��م‪ ،‬على �أنه ��ا دفعة �أخرى لطموح ��ات عالمية في‬ ‫الإمارة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وقد ا�ستخدم ��ت قطر �أي�ضا ع�ضالته ��ا المالية لتعزيز‬ ‫�صورته ��ا ف ��ي الخ ��ارج‪ ،‬حي ��ث �أقدم ��ت عل ��ى �ش ��راء‬ ‫�إ�ستثم ��ارات بملي ��ارات ال ��دوالرات في �ش ��ركات دولية‬ ‫مهم ��ة مثل بن ��ك باركلي ��ز‪ ،‬ومتجر هارودز ف ��ي لندن‪،‬‬ ‫ومجموعة كريدي �سوي�س‪ ،‬وفولك�س فاغن‪� ،‬أكبر م�صنع‬ ‫لل�سي ��ارات في �أوروب ��ا‪ .‬وقد تم تنفي ��ذ العديد من هذه‬ ‫الإ�ستثمارات الإ�ستراتيجية م ��ن خالل �صندوق الثروة‬ ‫ال�سيادي ��ة في الدوحة‪ ،‬وهيئة الإ�ستثمار القطرية‪ ،‬التي‬ ‫تعم ��ل محفظتها في ج ��زء منها كو�سيل ��ة للتح ّوط �ضد‬ ‫تراجع �أ�سعار الغاز‪.‬‬ ‫ف ��ي الع ��ام ‪ ،2012‬ق ��در مختب ��ر الإ�ستثم ��ار ال�سيادي‬ ‫ف ��ي جامعة بوكون ��ي في ميالن ��و الإيطالي ��ة موجودات‬ ‫ال�صن ��دوق ب‪ 135‬ملي ��ار دوالر‪ .‬ف ��ي المملكة المتحدة‬ ‫وحدها‪ ،‬قدّر الخبراء �أن قطر قد �أنفقت نحو ‪ 33‬مليار‬ ‫دوالر على مدى ال�سنوات ال�ست الما�ضية على مجموعة‬ ‫من الأ�صول‪.‬‬ ‫�أقرب �إلى المن ��زل‪ ...‬الأولوية بالن�سبة �إلى الدوحة هو‬ ‫تنويع �إقت�صاده ��ا بعيد ًا من النفط والغ ��از‪ ،‬و�إ�ستمرار‬ ‫نمو القط ��اع الخا�ص‪ .‬وق ��د قامت الحكوم ��ة ب�إ�ستثمار‬ ‫الملي ��ارات من الدوالرات في مج ��ال التمويل والتجارة‬ ‫وال�سياحة في محاولة لبناء �إقت�صاد المعرفة الم�ستدام‬ ‫وج ��ذب الأعم ��ال التجارية العالمية‪ .‬الواق ��ع‪� ،‬إن نجاح‬ ‫هذه ال�سيا�سة �ستكون حا�سمة ل�ضمان م�ستقبل قطر مع‬ ‫ت�ضا�ؤل​​�إحتياطات الغاز‬

‫لمحة جيو�سيا�سية‬ ‫حكم ��ت �أ�س ��رة �آل ثان ��ي �إمارة قط ��ر في �ش ��كل مطلق‬ ‫على م ��دى �أكثر م ��ن ‪� 100‬سنة‪ .‬في حزي ��ران (يونيو)‬ ‫م ��ن الع ��ام الما�ضي‪� ،‬س ّل ��م �أمير قط ��ر ال�شيخ حمد بن‬ ‫خليف ��ة �آل ثاني مقاليد الحكم البنه ال�شيخ تميم‪ ،‬قائ ًال‬ ‫للأمة ب�أن الوقت قد حان للدخول في ع�صر جديد من‬ ‫القيادة‪.‬‬ ‫"لق ��د ح ��ان الوقت لفت ��ح �صفحة جديدة ف ��ي م�سيرة‬

‫‪Issue 16 - February - 2014‬‬

‫‪51‬‬


Brazilian Technology In Food Thermal Processing Motrice projects and manufactures heavy load equipment of high precision for the agribusiness and chemical industry. It works to innovate the conception of equipment focusing the commercial and production needs of the industry. As complemental services of processes engineering, Motrice makes available a research team with engineers dedicated to new concepts of products, besides a pilot plant for the development of processes and preparation of samples for market tests. Maintenance and technical support are also the focus of Motrice, which renders services of evaluation, recovery, reconditioning and modernization of complex machines, including from other suppliers.

For More information write to MOTRICE, R São Simão 36, P.O. Box: 82900-290, Curitiba, Paraná, Brazil, Phone: +5541-3366-7226 Or visit: www.motrice.com.br, or www.ippel.com.br Middle East & North Africa Agent: TERRASTONE FINANCE, Istanbul, Turkey For more Information visit: www.terrastonefinance.com


‫دورة اال�شتباكات وحمالت القمع‬ ‫�إن �أ�سو�أ �إ�ضطرابات عرفتها البالد منذ ت�سعينات‬ ‫القرن الفائت تغ ّيرت ب�سرعة من تظاهرات �سلمية‬ ‫�إل ��ى دورة منهكة من الإ�شتب ��اكات بين المحتجين‬ ‫ومعظمه ��م من ال�شيع ��ة وقوات الأم ��ن التي تت�ألف‬ ‫غالبيتها من ال�سنة‪ ،‬حيث قتل فيها الع�شرات‪ ،‬بما‬ ‫في ذلك بع�ض رجال ال�شرطة‪.‬‬ ‫و�أ�ض ��اف العن ��ف مل ّف ��ات جديدة م ��ن التظلم �إلى‬ ‫الن ��زاع الأ�صل ��ي‪ ،‬حي ��ث �إ ّدع ��ت المعار�ض ��ة على‬ ‫�أ�سا�سه ب�أن الأ�سرة الحاكمة ت�ستخدم الإنق�سامات‬ ‫الطائفي ��ة للتالع ��ب وتف ��ادي الديموقراطية‪ ،‬في‬ ‫حي ��ن �إتهمت الحكوم ��ة "جمعية الوف ��اق" بالعمل‬ ‫لح�ساب �إيران‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أنه نتيجة ذل ��ك ف� ��إن المت�شدّدين في كال‬ ‫المع�سكري ��ن‪ ،‬الأ�س ��رة الحاكم ��ة المدعوم ��ة م ��ن‬ ‫ال�سعودي ��ة والمعار�ض ��ة ذات الغالبي ��ة ال�شيعي ��ة‪،‬‬

‫في ال�شهر الفائت‪� ،‬أعلنت الحكومة‬ ‫�أنها �أحبطت محاولة لتهريب‬ ‫المتفجرات والأ�سلحة‪ ،‬بع�ضها م�صنوع‬ ‫في �إيران و�سوريا‪� ،‬إلى داخل البالد عبر‬ ‫البحر من طريق قوارب‪ .‬و�إ ّدعت ب�أن‬ ‫هناك "خطط ًا لتنفيذ �أعمال �إرهابية"‬ ‫يزيدون نفوذ ًا ويربحون الأر�ض‪ ،‬مما يع ّقد الجهود‬ ‫الرامي ��ة �إل ��ى و�ض ��ع ح ��د لدوام ��ة الإحتجاج ��ات‬ ‫والمداهمات وحمالت القمع‪.‬‬ ‫لق ��د �شاع ��ت الآمال قبل ع ��ام في تحقي ��ق �إنفراج‬ ‫عندم ��ا �أقدم ول ��ي العهد الأمير �سلم ��ان ‪ --‬الذي‬

‫ُيعتبر ف ��ي نظر بع�ض المعار�ضة ال�شخ�صية الأكثر‬ ‫�إعت ��دا ًال داخل عائل ��ة �آل خليف ��ة الحاكمة‪ --‬على‬ ‫الدعوة �إلى تجديد المحادثات ال�سيا�سية المتوقفة‬ ‫منذ ‪.2011‬‬ ‫على الرغم من بق ��اء الجانبين مختلفين بالن�سبة‬ ‫�إل ��ى العديد من الق�ضايا الكبرى‪ ،‬ف�إن المحادثات‬ ‫قد ب ��د�أت و�شاع الأمل ب� ��أن نوع ًا م ��ن �صفقة يبدو‬ ‫ممكن ًا‪.‬‬ ‫ثم‪ ،‬في ‪ 17‬تموز (يوليو)‪� ،‬إنفجرت �سيارة مفخخة‬ ‫في موق ��ف �سيارات خ ��ارج م�سج ��د ال�شيخ عي�سى‬ ‫ب ��ن �سلمان ال�سني في الرف ��اع‪ ،‬وهي منطقة يعي�ش‬ ‫فيه ��ا العديد من �أع�ضاء الأ�سرة الحاكمة والقوات‬ ‫الم�سلحة‪.‬‬ ‫ل ��م تكن هن ��اك �إ�صاب ��ات‪ .‬ولكن الإنفج ��ار ق ّو�ض‬ ‫جه ��ود ولي العه ��د لدف ��ع الإ�صالح ��ات ال�سيا�سية‬ ‫والإقت�صادي ��ة‪ ،‬بد ًال من ذلك �أدّى �إلى تعزيز و�ضع‬ ‫ال�صقور داخل عائلة �آل خليفة الذين يرون �أن‬ ‫‪Issue 16 - February - 2014‬‬

‫‪53‬‬


‫الخليج العربي‬ ‫البحرين‬

‫الم�أزق في مملكة �آل خليفة تنذر بمزيد من عدم الإ�ستقرار في العام ‪2014‬‬

‫البحرين ما زالت في عين العاصفة!‬ ‫تتج��ه الحكومة وجماعات المعار�ضة في البحرين نحو مواجهة �صعبة و�سط تزايد المخاوف من العنف‬ ‫ولجوء ال�سلطات للإعتقاالت والمداهمات وتطبيق قوانين جديدة �صارمة �ضد المعار�ضين‪ .‬‬ ‫المنامة ‪ -‬محمد عبداهلل‬ ‫تنزلق الحكوم ��ة وجماعات المعار�ضة‬ ‫في البحرين �إلى مواجهة �صعبة ب�شكل‬ ‫متزاي ��د و�سط �إرتفاع المخاوف من �إندالع العنف‪،‬‬ ‫م ��ع لج ��وء ال�سلط ��ات �إل ��ى �إ�ستخ ��دام الإعتقاالت‬ ‫والمداهم ��ات و�س ��ن قوانين جدي ��دة �صارمة �ضد‬ ‫الن�شطاء الذين ي�سعون �إلى الإ�صالح ال�سيا�سي‪.‬‬ ‫ويفي ��د ديبلوما�سيون ومحللون ب�أن الجهود للتوفيق‬ ‫بين الحكومة وجماعات المعار�ضة التي ت�سعى �إلى‬ ‫�إ�ص�ل�اح بات ��ت رهينة �أكثر م ��ن �أي وقت م�ضى في‬ ‫�أيدي المت�شددين من كال الجانبين‪.‬‬ ‫مث ��ال على ذل ��ك‪ ،‬يقولون‪ ،‬كان تفجي ��ر �سيارة في‬ ‫العا�صمة المنامة في تم ��وز (يوليو) الفائت الذي‬ ‫�أدّى �إل ��ى حمل ��ة �أمني ��ة �إنط ��وت عل ��ى مداهم ��ات‬ ‫و�إعتق ��االت و�إ�ص ��دار قواني ��ن جدي ��دة �صارم ��ة‬ ‫و�أح ��كام قا�سي ��ة‪ ،‬حيث ع ��ززت �سيط ��رة ال�سلطة‬ ‫الملكي ��ة ال�سنية‪ ،‬ولكن قاد ذل ��ك �أي�ض ًا �إلى تعميق‬ ‫عدم الثقة المتبادلة‪.‬‬ ‫وال�س� ��ؤال هن ��ا‪� :‬إلى �أي ��ن �سيقود ه ��ذا المناخ من‬ ‫تب ��ادل الإتهامات مملكة البحرين التي هي قاعدة‬ ‫الأ�سطول الخام�س الأميركي؟‬ ‫"�إن �أ�س� �و�أ �سيناري ��و ه ��و �أن الحمل ��ة التي �ش ّنتها‬ ‫ال�سلط ��ات �ست�ستم ��ر‪ ،‬و�س ��وف يزداد معه ��ا ردود‬ ‫الفع ��ل العنيف ��ة" ق ��ال ال�شي ��خ علي �سلم ��ان‪ ،‬رجل‬ ‫دين �شيع ��ي والأمين الع ��ام لمجموع ��ة المعار�ضة‬ ‫الرئي�سي ��ة "جمعي ��ة الوفاق الوطن ��ي الإ�سالمية"‪،‬‬ ‫الذي يدعو �إلى عدم �إ�ستخدام العنف‪.‬‬ ‫في ال�شهر الفائت‪� ،‬أعلن ��ت الحكومة �أنها �أحبطت‬ ‫محاول ��ة لتهري ��ب المتفجرات والأ�سلح ��ة‪ ،‬بع�ضها‬ ‫م�صنوع في �إي ��ران و�سوريا‪� ،‬إلى داخل البالد عبر‬ ‫البح ��ر من طريق ق ��وارب‪ .‬و�إدّعت م ��ن �أن هناك‬

‫‪52‬‬

‫العدد ‪� - 16‬شباط (فرباير) ‪٢٠١4 -‬‬

‫الملك حمد بن عي�سى �آل خليفة‪:‬‬ ‫هل يحقق "معجزة" الوفاق هذا العام؟‬

‫ولي العهد الأمير �سلمان بن حمد‪:‬‬ ‫رجل الحوار وقد يكون رجل الحل‬

‫"خطط ًا لتنفيذ �أعمال �إرهابية"‪.‬‬ ‫ف ��ي الدوائ ��ر الحكومي ��ة‪ ،‬و�ضع ��ت الم�س�ؤولية عن‬ ‫تفجر الأمن ب�شكل مبا�شر على المعار�ضة‪ .‬وقالت‬ ‫وزيرة الإعالم �سميرة رجب عن "جمعية الوفاق"‪:‬‬ ‫"نحن ال نثق بهذه الجمعية‪ .‬على زعمائها العمل‬ ‫بج ��د �أكث ��ر للح�ص ��ول عل ��ى الثق ��ة و�إعادتها مرة‬ ‫�أخرى"‪.‬‬ ‫والجزيرة التي تتمتع ب�أهمي ��ة ا�ستراتيجية‪ ،‬والتي‬ ‫عرف ��ت �إ�ضطراب ��ات من ��ذ �إن ��دالع الإحتجاج ��ات‬ ‫الوا�سع ��ة الم�ؤي ��دة للديموقراطية ف ��ي �أوائل العام‬ ‫‪� ،2011‬أ�صبح ��ت الخ ��ط الأمام ��ي ف ��ي ال�ص ��راع‬ ‫الإقليم ��ي على النفوذ بين �إي ��ران ال�شيعية والدول‬ ‫العربي ��ة ال�سني ��ة وعل ��ى ر�أ�سه ��ا المملك ��ة العربية‬ ‫ال�سعودية‪.‬‬ ‫على الرغم م ��ن �أن الحكومة �إ�ستطاعت و�ضع حد‬ ‫للإ�ضطرابات ال�شاملة‪ ،‬لكن المتظاهرين‪ ،‬الذين‬ ‫تنتم ��ي غالبيته ��م �إل ��ى الطائفة ال�شيعي ��ة الكبيرة‬

‫ف ��ي البحرين‪ ،‬فد �إ�ستمروا ف ��ي �إقامة �إحتجاجات‬ ‫�صغيرة �شبه يومية‪ ،‬والتي تطالب الأ�سرة الحاكمة‬ ‫ال�سنية ب�إن�شاء ملكية د�ستورية‪.‬‬ ‫ويعتقد معظم الخبراء ب�أن �إ�ستئناف الإحتجاجات‬ ‫الكبيرة التي عرفتها البحرين في العام ‪ 2011‬من‬ ‫غير المحتمل �أن تعود‪ ،‬مع �إ�صابة البحرينيين على‬ ‫ما يب ��دو بال�ضجر من الأزمة ال�سيا�سية‪ .‬ومع ذلك‬ ‫تبدو الآمال في تحقيق �إنفراج الآن �ضعيفة‪.‬‬ ‫ويق ��ول عادل عبد الرحم ��ن الع�سومي‪ ،‬الع�ضو في‬ ‫البرلم ��ان وم ��ن المنتقدين لجماع ��ات المعار�ضة‬ ‫ال�شيعي ��ة‪" :‬البحري ��ن بل ��د �صغي ��ر ول ��م يع ��د في‬ ‫�إ�ستطاعت ��ه �أن يتحم ��ل �أكثر من ذل ��ك‪ .‬لقد كانت‬ ‫هن ��اك ث�ل�اث �سن ��وات م ��ن الأعم ��ال الإرهابي ��ة‬ ‫وخطوات غير مدرو�سة من قبل المعار�ضة"‪.‬‬ ‫"�آم ��ل �أن يك ��ون هن ��اك حل‪ ،‬ولكن حت ��ى الآن ال‬ ‫توجد م�ؤ�شرات على �أن ��ه يمكن �أن يكون هناك �أي‬ ‫حل في وقت قريب"‪ ،‬ي�ضيف‪.‬‬


‫الخليج العربي ¶ البحرين‬ ‫�إحتجاجات ال�شيعة ت�ش ّكل تهديد ًا وجودي ًا‪.‬‬ ‫"لق ��د �أثب ��ط الحادث عزيم ��ة ولي العه ��د الذي‬ ‫كان ُينظ ��ر �إلي ��ه عل ��ى �أنه رجل ح ��ازم"‪ ،‬قال �أحد‬ ‫الديبلوما�سيين الغربيين في المنامة‪" .‬ومنذ ذلك‬ ‫الحين ي�شعر بالمرارة"‪ ،‬على حد قوله‪.‬‬ ‫بع ��د �أي ��ام عل ��ى التفجير‪ ،‬عق ��د البرلم ��ان جل�سة‬ ‫�إ�ستثنائي ��ة واف ��ق خاللها على تجري ��د �أي �شخ�ص‬ ‫يرتك ��ب �أو يدع ��و �إل ��ى "جرائ ��م �إرهابي ��ة" م ��ن‬ ‫جن�سيت ��ه‪ ،‬في حين �أ�صدر المل ��ك مر�سوم ًا يحتوي‬ ‫عل ��ى عقوبات جدي ��دة �صارمة �إ�ضافي ��ة لمثل هذه‬ ‫الجرائم‪.‬‬ ‫وق ��د فر�ضت التعدي�ل�ات عقوبة ال�سج ��ن على �أي‬ ‫�شخ� ��ص ين ّفذ �أو يقوم بمحاولة تفجير‪ .‬كما �أن �أي‬ ‫�شخ� ��ص ي�ضع �أو يحمل �أي �شيء ي�شبه المتفجرات‬ ‫�أو المفرقع ��ات النارية في الأماك ��ن العامة �سوف‬ ‫يتلقى �أي�ض ًا عقوبة بال�سجن‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وحظرت الإحتجاجات ف ��ي المنامة‪ .‬وبعد �أ�سابيع‬ ‫منع ��ت الحكوم ��ة �أع�ض ��اء المعار�ض ��ة م ��ن لق ��اء‬ ‫ديبلوما�سيي ��ن �أجان ��ب م ��ن دون الح�ص ��ول عل ��ى‬ ‫موافقة ر�سمية‪.‬‬

‫�إتفاق �أو ال �إتفاق‬ ‫عندما �إعتقل الم�س�ؤول البارز في "جمعيةالوفاق"‬ ‫والنائ ��ب ال�ساب ��ق‪ ،‬خلي ��ل م ��رزوق‪ ،‬ف ��ي �أيل ��ول‬ ‫(�سبتمب ��ر) الفائت وتم تقديم ��ه للمحاكمة بتهمة‬ ‫التحري�ض على الإرهاب‪� ،‬إن�سحبت المعار�ضة من‬ ‫المحادثات‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن �إعتقال مرزوق‪ ،‬الذي تاله �إتهام ال�شيخ‬ ‫�سلم ��ان ب�إهان ��ة وزارة الداخلية و"ن�ش ��ر �أكاذيب"‬ ‫ق ��ادرة عل ��ى تهدي ��د الأمن القوم ��ي‪ ،‬كان ��ا بمثابة‬ ‫نقط ��ة تحول في الخط ��اب الحكومي نحو "جمعية‬ ‫الوفاق"‪.‬‬ ‫م ��ع ذل ��ك‪ ،‬قال ��ت جي ��ن كينينمون ��ت م ��ن مرك ��ز‬ ‫�أبح ��اث "ت�شات ��ام هاو� ��س" البريطان ��ي‪� ،‬أنه "من‬ ‫خ�ل�ال ت�ضيي ��ق الخناق عل ��ى جماع ��ة المعار�ضة‬ ‫الرئي�سي ��ة‪ ،‬تخاط ��ر الحكوم ��ة بخ�س ��ارة �شريكها‬ ‫التفاو�ضي الوحيد الموثوق به"‪.‬‬ ‫"هن ��اك زعماء معار�ضة �آخ ��رون نافذون‪ ،‬ولدى‬ ‫بع�ضه ��م نف ��وذ �أكثرعل ��ى متظاه ��ري ال�ش ��ارع‬ ‫العاديي ��ن‪ ،‬ولك ��ن الحكوم ��ة حت ��ى الآن كان ��ت‬ ‫غي ��ر راغبة ف ��ي التحدث �إل ��ى �شخ�صي ��ات لديها‬ ‫مطال ��ب �أكثر ت�شدد ًا من "جمعي ��ة الوفاق الوطني‬ ‫الإ�سالمية""‪� ،‬أ�ضافت كينينمونت‪.‬‬ ‫على الرغم من الت�شا�ؤم هناك عدد من المطلعين‬

‫رئي�س الحكومة ال�شيخ خليفة بن �سلمان �آل خليفة‪:‬‬ ‫المعار�ضة تقول �أنه حجر العثرة للإتفاق‬

‫الأمين العام لـ"جمعية الوفاق الوطني الإ�سالمية" علي �سليمان‪:‬‬ ‫نريد ح ًال من دون عنف‬

‫م ��ا زال متفائ ًال وال يزال يتكهن ويتوقع ب�أن �صفقة‬ ‫قد تكون ممكنة‪ .‬لكن تفا�صيل مثل هذا االتفاق ما‬ ‫زالت غير وا�ضحة‪.‬‬ ‫ف ��ي �أح ��د ال�سيناري ��وات ال ��ذي �إقترحت ��ه المحللة‬ ‫"كولي ��ن �شيب" من م�ؤ�س�سة "مراقبة المخاطر"‬

‫البحرين بلد تعددي‪ ،‬و�أزمتها‬ ‫ال�سيا�سية قابلة ّ‬ ‫للحل كما في كل‬ ‫البلدان الأخرى‪ .‬و�أ�سا�س ّ‬ ‫الحل ي�صنعه‬ ‫الأطراف الثالثة‪ :‬العائلة المالكة‪،‬‬ ‫وال�شيعة‪ ،‬وال�سنّة‪ ،‬وفق نظام ملكي‬ ‫د�ستوري توافقي حيث ال �أحد ي�ستطيع‬ ‫�إختزال الآخر‪� ،‬أو الإ�ستفراد بال�سلطة‪،‬‬ ‫�أو العودة بالبالد �إلى و�ضعها القديم‬

‫(‪� ،)Control Risks‬أن ��ه ق ��د تح ��اول الحكوم ��ة‬ ‫تقدي ��م منا�صب وزاري ��ة غير �أ�سا�سي ��ة ل "جمعية‬ ‫الوف ��اق" �أو تغييرات في الدوائر الإنتخابية‪ ،‬والتي‬ ‫تق ��ول المعار�ضة ب� ��أن ال�شيعة غي ��ر ممثلين ب�شكل‬ ‫عادل فيها‪.‬‬ ‫ف ��ي المقاب ��ل‪ ،‬ق ��د تطل ��ب الحكومة م ��ن "جمعية‬ ‫الوف ��اق" �إنهاء مقاطعته ��ا للإنتخابات البرلمانية‬ ‫التي بد�أت في ‪ ،2011‬ووق ��ف العنف في ال�شوارع‪،‬‬ ‫والذي تعتق ��د الخبيرة "�شي ��ب" �أن لدى الحكومة‬ ‫ق ��درة محدودة فقط على النج ��اح في تنفيذ ذلك‬ ‫تجر �إ�صالح ��ات عميق ��ة لمعالجة مظالم‬ ‫�إذا ل ��م ِ‬ ‫ال�شيعة‪.‬‬ ‫من جه ��ة �أخرى �أفاد م�س� ��ؤول �أميرك ��ي �سابق �أنه‬ ‫يعتق ��د ان ح ��كام البحرين على �إ�ستع ��داد لتقديم‬ ‫�إتفاق للمعار�ضة ولكن يقول‪" :‬لم ت�ستطع جماعات‬ ‫المعار�ض ��ة حت ��ى الآن تن�سيق تحركه ��ا مع ًا‪ .‬فهي‬ ‫لي�ست مهتم ��ة في حل و�س ��ط‪� .‬إن لديها �إحتماالت‬ ‫�أن تف�شل في �إغتنام الفر�صة"‪.‬‬ ‫مع ذل ��ك‪ ،‬لم نظهر العائلة الحاكم ��ة �أي ا�ستعداد‬ ‫لقبول مطال ��ب "جمعية الوفاق" الت ��ي تقول بمنح‬ ‫البرلم ��ان �صالحيات كاملة ف ��ي الت�شريع وت�شكيل‬ ‫المجال�س الن�شريعية‪.‬‬ ‫لقد ّتم تحيي ��د دور المجل�س النيابي المنتخب عن‬ ‫الت�شري ��ع وذل ��ك بتعيين مجل�س �آخ ��ر غير م�ستقل‬ ‫وحكومة يهيم ��ن عليها النظام الملك ��ي ‪ -‬برئا�سة‬ ‫رئي� ��س الحكوم ��ة نف�سه من ��ذ الع ��ام ‪ 1971‬ال�شيخ‬ ‫خليفة بن �سلمان �آل خليفة‪.‬‬ ‫ف ��ي ظ ّل الواقع اليوم‪ ،‬ومن خ�ل�ال التجربة‪ ،‬يمكن‬ ‫ما�س ��ة الى الع ��ودة الى‬ ‫الق ��ول ب� ��أن هن ��اك حاجة ّ‬ ‫المربع الأول من جديد‪ ،‬بقدر ما يكون ذلك ممكن ًا‬ ‫وبال�سرع ��ة الممكنة‪� ،‬أي الى التفاهم والحوار بين‬ ‫المعار�ضة وال�سلطة من �أجل النهو�ض مع ًا بم�شروع‬ ‫الإ�صالحات الجديدة‪ ،‬التي يفتر�ض �أن تل ّبي القدر‬ ‫الأوفى م ��ن حاج ��ات المجتمع وحاج ��ات الدولة‪،‬‬ ‫واعادة الإ�ستقرار‪.‬‬ ‫وبعد‪ ،‬ف�إن البحرين بلد تعددي‪ ،‬و�أزمتها ال�سيا�سية‬ ‫قابل ��ة للح ّل كما في كل البل ��دان الأخرى‪ .‬و�أ�سا�س‬ ‫الح� � ّل ي�صنعه الأطراف الثالث ��ة‪ :‬العائلة المالكة‪،‬‬ ‫وال�شيع ��ة‪ ،‬وال�س ّن ��ة‪ ،‬وف ��ق نظ ��ام ملك ��ي د�ست ��وري‬ ‫توافق ��ي‪ .‬ال �أح ��د ي�ستطي ��ع �إخت ��زال الآخ ��ر‪� ،‬أو‬ ‫الإ�ستفراد بال�سلطة‪� ،‬أو العودة بالبالد الى و�ضعها‬ ‫القديم‪ ،‬فذلك زمن م�ض ��ى‪ ،‬وقد ع�صفت بالبالد‬ ‫تح ��والت �سيا�سي ��ة �إ�صالحي ��ة منذ مطل ��ع الألفية‬ ‫ي�صعب التراجع عنها والتن ّكر لها‬ ‫‪Issue 16 - February - 2014‬‬

‫‪55‬‬


ROYAL FIT

Mineral water fluoridated Member of The Brazilian Chamber Of Commerce & Industry (CCIBRA)

Water is much more than our business

Directly from Amazon River in south Brazil to your table where you are Most of the natural resources of Brazil are internationally known, but its water is one of the best when compared to other places in the world.

For more information write to: Mr RONALDO DIJKSTRA, ROYAL FIT, RUA CLYCEMA KOSSATZ CARVALHO, 205 BAIRRO SAN MARTIN PONTA GROSSA PARANĂ BRASIL Or Contact Telelepone No: +55 42 32263839


‫مدينة الأحواز‪ :‬عربها ي�سكنون في منازل ال�صفائح‬

‫خوز�ست ��ان‪ ،‬هو نا�شط منذ فترة طويلة بالن�سية �إلى‬ ‫الق�ضاي ��ا العربية الإيرانية‪ .‬وق ��د قاد �سابقا "لجنة‬ ‫الوف ��اق" المحظورة وغيرها من الجهود دفاع ًا عن‬ ‫حقوق الأقلية العربية وغيرها من الأقليات العرقية‬ ‫في �إي ��ران‪ .‬ويعم ��ل ناب ��كان حالي ًا ف ��ي المنفى من‬ ‫الدانمارك‪ ،‬حيث ح�صل على حق اللجوء ال�سيا�سي‬ ‫(بر� ��س تي [طهران]‪ 18 ،‬ت�شرين الثاني (نوفمبر)‬ ‫‪.)2013‬‬ ‫كان ه ��ذا الهج ��وم ال ��ذي وقع ه ��و ال�ساد� ��س الذي‬ ‫قام ��ت به "حركة الن�ضال العربي لتحرير الأحواز"‬ ‫ف ��ي العام ‪ .2013‬وقد تزامن �أي�ض ًا بعد �أيام من بث‬ ‫فيلم وثائقي من �إنتاج تلفزيون بر�س الإيراني ُيظهر‬ ‫م�سجل ��ة من ثالث ��ة �أع�ض ��اء مزعومين‬ ‫�إعتراف ��ات ّ‬ ‫م ��ن الحرك ��ة الذين �شارك ��وا في هج ��وم �ضد خط‬ ‫�أنابيب الغ ��از الطبيعي في بل ��دة "�شو�ش"‪ ،‬وهجوم‬ ‫�آخ ��ر �ساب ��ق �ضد قط ��ار ينقل النفط ق ��رب محطة‬ ‫قط ��ارات "هافت تيباه" في ت�شرين االول (�أكتوبر)‬ ‫و�أيل ��ول (�سبتمبر) ‪ 2012‬على التوال ��ي‪ .‬وقد �إدّعى‬ ‫المهاجم ��ون المزعومون �أي�ض� � ًا الم�س�ؤولية عن ‪20‬‬

‫عملية م�س ّلحة �إ�ضافية‪ ،‬وذك ��روا �أنهم تل ّقوا الدعم‬ ‫المال ��ي والتدريب الت�شغيلي في دبي (بر�س تي في‪،‬‬ ‫‪ 18‬ت�شرين الثاني (نوفمبر) ‪.)2013‬‬ ‫م ��ن جهته ��م �إ ّته ��م المدافع ��ون ع ��ن المهاجمين‬

‫تم العثور على وثيقة حكومية تك�شف‬ ‫عن خطط لل�سطو على �أرا�ضي العرب‬ ‫و �أ�ساليب �أخرى "لفور�سة البالد"‪،‬‬ ‫الأمر الذي �أ ّدى في ني�سان (�إبريل)‬ ‫‪� 2005‬إلى �إحتجاجات وا�سعة النطاق و‬ ‫�إ�ضطرابات في الأحواز قابلتها الحكومة‬ ‫برد فعل قا�س حيث �أقدمت على مئات‬ ‫الإعتقاالت وع�شرات من عمليات الإعدام‬

‫المزعومي ��ن ال�سلط ��ات الإيراني ��ة ب�إ�ستخ ��دام‬ ‫التعذيب الج�سدي والنف�س ��ي و الأ�ساليب الوح�شية‬ ‫الأخ ��رى لإنتزاع �إعتراف ��ات كاذبة تهدف لال�ساءة‬ ‫ال ��ى �صورة الع ��رب الإيرانيي ��ن وتقوي�ض مطالبهم‬ ‫الم�شروع ��ة (وكال ��ة �أنب ��اء الأح ��واز ‪ 23 ،‬ت�شري ��ن‬ ‫الثان ��ي (نوفمب ��ر) ‪ .)2013‬وف ��ي ح ��ادث على ما‬ ‫يب ��دو ذات �صلة يه ��دف �أي�ض� � ًا �إلى �ض ��رب البنية‬ ‫التحتي ��ة للطاق ��ة ف ��ي �إقلي ��م خوز�ست ��ان‪� ،‬أعلن ��ت‬ ‫ال�سلطات الإيرانية �أن ق ��وات الأمن �أبطلت مفعول‬ ‫عب ��وة نا�سف ��ة ُزرع ��ت عل ��ى خ ��ط �أنابي ��ب النفط‬ ‫ال ��ذي يربط مدينت ��ي عب ��ادان وماه�ش ��ار (وكالة‬ ‫�أنباء فار� ��س [�إيران]‪ 1 ،‬كان ��ون الأول (دي�سمبر)‬ ‫‪ .)2013‬ومن المعروف �أن "حركة الن�ضال العربي‬ ‫لتحري ��ر الأح ��واز" والمنظم ��ات العربي ��ة العرقية‬ ‫الم�سلح ��ة الأخرى التي تعمل ف ��ي �إقليم خوز�ستان‬ ‫قد �ش ّن ��ت عمليات متنوع ��ة على م ��ر ال�سنين بدء ًا‬ ‫م ��ن الهجم ��ات التقليدي ��ة الإرهابية �إل ��ى عمليات‬ ‫على غ ��رار المتمردين ت�ستهدف رموز الدولة (بما‬ ‫في ذلك خدم ��ات ووكاالت الأم ��ن)‪ ،‬و�إغتيال‬ ‫‪Issue 16 - February - 2014‬‬

‫‪57‬‬


‫العالم‬ ‫إيران‬

‫ت�صاعد التوتر والت�شدد في �إقليم خوز�ستان الإيراني‬

‫الصراع على عربستان!‬ ‫ي�ش��كّ ل "ع��رب الأح��واز" (بالفار�سية "عرب الأه��واز") �إحدى �أكب��ر مجموعات الأقلي��ات في �إيران‪،‬‬ ‫وت�سك��ن غالبيتهم في �إقليم "الأحواز" الذي يُعرف �أي�ض � ًا ب�إ�سم "عرب�ستان" �أو "خوز�ستان"‪ .‬وهو يقع في‬ ‫الجزء الجنوبي الغربي من �إيران حيث تحدّ ه من الغرب محافظة الب�صرة العراقية‪ ،‬ومن الجنوب الخليج‬ ‫العربي وممر �شط العرب المائي و�إقليم دا�ش�ستان‪ ،‬وفي ال�شمال وال�شرق جبال لور�ستان وكرد�ستان على‬ ‫التوالي‪ .‬عا�صمته مدينة "الأحواز"‪ .‬وينبع منه ما يقرب من ‪ ٪90‬من النفط الإيراني نظر ًا �إلى موقعه على‬ ‫الط��رف الجنوبي من الخليج وممر �شط العرب المائي‪ .‬كما يتدفق نهر "قارون"‪� ،‬أكبر الأنهار الإيرانية‪،‬‬ ‫عبر الإقليم �إلى الخليج‪ ،‬وهو و�سيلة رئي�سية من و�سائل النقل عبر الجمهورية الإ�سالمية‪ .‬ويعتبر �إقت�صاد‬ ‫"الأحواز" واحد ًا من �أكثر الأقاليم ربح ًا ب�سبب موارده الطبيعية وقدرة ال�شحن التي يتمتع بها‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬ ‫عل��ى الرغ��م من هذه الثروة ف�إن عرب "الأح��واز" يتلقون القليل جد ًا من الأرب��اح‪ ،‬كما �أن كثيرين منهم‬ ‫�أجبروا على الإنتقال والتهجير �إلى مكان �آخر ب�سبب النفط الإيراني وتطوير ال�سد‪.‬‬ ‫طهران ‪ -‬ه�شام الجعفري‬ ‫ُن�ش ��رت �أخي ��ر ًا معلوم ��ات تفي ��د ع ��ن‬ ‫�أن الآالف م ��ن الإيرانيي ��ن �سع ��وا �إل ��ى‬ ‫الح�ص ��ول عل ��ى عناي ��ة طبي ��ة ف ��ي ت�شري ��ن الثاني‬ ‫(نوفمب ��ر) ‪ ،2013‬وذل ��ك ج ّراء �ش ��كاوى من �ضيق‬ ‫ف ��ي التنف�س و �أمرا� ��ض �أخرى �إنت�ش ��رت بعد موجة‬ ‫م ��ن الأمطار الحم�ضية الت ��ي هطلت ّ‬ ‫وغطت �أجزاء‬ ‫من جنوب غرب �إقليم خوز�ستان (�إقليم الأحواز)‪.‬‬ ‫وت�ؤ ّك ��د المعلوم ��ات على �أن ��ه ب�سبب ت�أثي ��ر �صناعة‬ ‫النفط المحلية ‪� --‬أكثر من ‪ 90‬في المئة من طاقة‬ ‫النفط االيراني تقع في �إقليم خوز�ستان ‪ --‬وغيرها‬ ‫م ��ن العوام ��ل‪� ،‬أعلن ��ت منظم ��ة ال�صح ��ة العالمية‬ ‫عا�صمة الإقلي ��م "الأح ��واز" (بالفار�سية الأهواز)‬ ‫المدين ��ة الأكثر تل ّوث ًا ف ��ي العالم (طه ��ران تايمز‪،‬‬ ‫‪ 19‬ت�شري ��ن الأول (�أكتوبر) ‪ .) 2013‬مع ذلك‪ ،‬ف�إن‬ ‫�أح ��دث كارثة بيئية التي ح ّلت ف ��ي �إقليم خوز�ستان‬ ‫�أخير ًا قد طغ ��ت على الم�أ�ساة التي يعي�شها ال�سكان‬ ‫العرب (معروف ��ون بعرب الأحواز)‪ ،‬الذين ي�شكلون‬

‫‪56‬‬

‫العدد ‪� - 16‬شباط (فرباير) ‪٢٠١4 -‬‬

‫الغالبي ��ة ف ��ي تل ��ك المنطق ��ة‪ ،‬والذي ��ن يعانون من‬ ‫القه ��ر والتمييز على يد الدول ��ة منذ �أمد بعيد‪ .‬كما‬ ‫�أن ه ��ذه الكارثة حجبت �أي�ض ًا �سل�سلة من الهجمات‬ ‫�ضد البنية التحتية للطاقة التي ُن�سبت �إلى متمردي‬

‫�إعتقد نظام �صدام ح�سين‪ ،‬وهو م�ؤيد‬ ‫منذ فترة طويلة للحركات ال�سيا�سية‬ ‫والن�شطاء العرب الإيرانيين‪ ،‬ب�أن العرب‬ ‫الإيرانيين �سوف يثورون �ضد النظام‬ ‫في طهران �إلى جانب العراق‪ ،‬لكن ظنه‬ ‫خاب ولم يكن في محله �إذ �أن العرب‬ ‫الإيرانيين ظ ّلوا موالين لنظام الخميني‬ ‫خالل الحرب العراقية الإيرانية‬

‫القوميين الع ��رب الذين تقوده ��م "حركة الن�ضال‬ ‫العربي لتحرير الأحواز" (وكالة �أنباء الأحواز‪28 ،‬‬ ‫ت�شرين الثاني (نوفمبر) ‪.)2013‬‬ ‫‪ ‬ف ��ي بيان ع ��ام‪� ،‬إ ّدع ��ت "حرك ��ة الن�ض ��ال العربي‬ ‫لتحرير الأحواز" م�س�ؤوليتها عن هجوم ‪ 27‬ت�شرين‬ ‫الثان ��ي (نوفمب ��ر) الفائت �ضد خ ��ط �أنابيب الغاز‬ ‫الطبيعي الممتد بين بلدتي �ش ��ادكان و �صاربندار‪.‬‬ ‫وفق� � ًا للمتحدث ب�إ�سم الحركة حبي ��ب نابكان‪ ،‬ف�إن‬ ‫تنفي ��ذ الهجوم قامت ب ��ه مجموع ��ة ال�شهيد ماجد‬ ‫البغبيه التابعة لكتيبة ال�شهيد محي الدين النا�صر‪،‬‬ ‫وه ��ي جزء من الجناح الع�سك ��ري للحركة‪ .‬و�أعطى‬ ‫بيان نابكان بع�ض التفا�صيل على ما �س ّماه "العملية‬ ‫البطولي ��ة" الت ��ي ن ّفذته ��ا "المقاوم ��ة الأحوازي ��ة‬ ‫الوطنية البا�سلة" �ضد "من�ش�آت النفط والغاز التي‬ ‫ه ��ي العمود الفق ��ري للإقت�ص ��اد الإيراني" (وكالة‬ ‫�أنباء الأحواز‪ 28 ،‬ت�شرين الثاني (نوفمبر) ‪.)2013‬‬ ‫وناب ��كان‪ ،‬ال ��ذي يرئ� ��س �أي�ض� � ًا الجن ��اح ال�سيا�سي‬ ‫لـ"حركة الن�ض ��ال العربي لتحري ��ر الأحواز"‪ ،‬التي‬ ‫تعتب ��ر المقاوم ��ة الوطني ��ة العربي ��ة الأ�سا� ��س ف ��ي‬


‫تظاهرات عرب الأحواز تقمع بق�سوة‬

‫ال�ص ��راع من �أجل ال�سيطرة عل ��ى �إقليم خوز�ستان‬ ‫وموارده من الطاقة مركزي� � ًا لإ�ستراتيجية العراق‬ ‫خ�ل�ال الح ��رب الإيرانية العراقي ��ة ‪.1988-1980‬‬ ‫لق ��د �إعتقد عراق �ص ��دام ح�سين‪ ،‬وه ��و م�ؤيد منذ‬ ‫فترة طويلة للح ��ركات ال�سيا�سية والن�شطاء العرب‬ ‫الإيرانيي ��ن‪ ،‬ب� ��أن العرب الإيرانيي ��ن �سوف يثورون‬ ‫�ض ��د النظ ��ام ف ��ي طه ��ران �إل ��ى جان ��ب الع ��راق‪.‬‬ ‫لك ��ن ظن ��ه خاب ولم يك ��ن في محل ��ه �إذ �أن العرب‬ ‫الإيرانيي ��ن ظ ّل ��وا موالي ��ن لنظ ��ام الخميني خالل‬ ‫الحرب العراقية الإيرانية‪ .‬مع ذلك‪ ،‬ال يزال ت�أثير‬ ‫الخط ��اب البعث ��ي و�إيديولوجية القومي ��ة العراقية‬ ‫العربي ��ة تتخلل جدول �أعمال جماعات مثل "حركة‬ ‫الن�ضال العربي لتحرير الأح ��واز" التي ت�سعى �إلى‬ ‫�إع ��ادة �إن�ش ��اء و�إقام ��ة عرب�ست ��ان (‪Terrorism‬‬ ‫‪ 14 ،Monitor‬ت�شرين الأول (�أكتوبر) ‪.)2011‬‬ ‫ف ��ي الع ��ام ‪ 2005‬ت ��م الك�ش ��ف ع ��ن �أن الحكوم ��ة‬ ‫المركزي ��ة قد �إتّبعت خطة لل�سط ��و على �أرا�ض من‬ ‫ع ��رب الأحواز وبيعه ��ا �إلى �ش ��ركات فار�سية وغير‬ ‫عربية م ��ع قرو�ض من دون �أية فائ ��دة‪ .‬وقد دُفعت‬ ‫مبال ��غ زهي ��دة للع ��رب‪ ،‬و �أجب ��روا عل ��ى الإنتق ��ال‬ ‫للعي� ��ش في م ��دن ال�صفيح في العا�صم ��ة الإقليمية‬ ‫"الأح ��واز"‪ .‬وق ��د تم ترحي ��ل بع�ضهم عب ��ر �أنحاء‬ ‫البالد �إل ��ى مدينة م�شهد في �شم ��ال �شرق البالد‪.‬‬ ‫وقد ت ��م العثور على وثيقة حكومية تك�شف عن هذه‬ ‫الخط ��ط و �أ�ساليب �أخرى "لفور�سة البالد"‪ ،‬الأمر‬ ‫الذي �أدّى في ني�سان (�إبريل) ‪� 2005‬إلى �إحتجاجات‬ ‫وا�سع ��ة النطاق و �إ�ضطرابات في الأحواز‪ .‬وكان رد‬ ‫فع ��ل الحكوم ��ة �شدي ��د ًا حي ��ث �أقدمت عل ��ى مئات‬ ‫الإعتق ��االت وع�شرات من عملي ��ات الإعدام‪ .‬ومنذ‬ ‫ذلك الحي ��ن تقوم ال�سلطات ف ��ي الذكرى ال�سنوية‬

‫النفط في �إيران‪ 90 :‬في المئة موجود في "عرب�ستان"‬

‫هناك دالئل ت�شير �إلى �أن عدد ًا‬ ‫كبير ًا من عرب الأحواز المنتمين �إلى‬ ‫الطائفة ال�شيعية تح ّولوا �إلى الإ�سالم‬ ‫ال�سني في ما قد يم ّثل محاولة ت�أكيد‬ ‫هوية جديدة مم ّيزة عن التقاليد‬ ‫ال�شيعية الفار�سية التي تم ّثلها‬ ‫الجمهورية الإ�سالمية‬

‫لالحتجاجات ب�إعتق ��االت وقائية و�إعدامات‪ .‬منذ‬ ‫كانون الثاني (يناير) ‪ ،2009‬ما بين ‪ 30‬و‪ 100‬من‬ ‫عرب الأحواز (التقدير الأول وفق ًا لتقارير حكومية‬ ‫ر�سمي ��ة‪ ،‬والأخي ��ر لجماعات حق ��وق الإن�سان ) قد‬ ‫�أعدم ��وا ب�سبب جرائم مزعومة تتراوح بين تهريب‬ ‫المخ ��درات �إلى "مح ��ارب"‪�" :‬إنه ��م �أعداء اهلل"‪.‬‬ ‫تف�سير كلمة "محارب" ه ��و نف�سه غام�ض وذاتي و‬ ‫يتم تو�سيع ��ه لي�شمل مجموعة وا�سعة من الجرائم‪،‬‬ ‫من ال�سرقة الب�سيطة �إلى �أعمال الإرهاب‪ .‬الغالبية‬ ‫العظم ��ى م ��ن الأ�شخا� ��ص الم�ستهدفي ��ن من هذه‬ ‫الإعتقاالت و الإعدامات الناتجة هي من ال�شباب‪،‬‬ ‫وكثير منهم لم ي�شاركوا في �أي ن�شاط �سيا�سي‪.‬‬ ‫التداعي ��ات الجيو�سيا�سية للإ�ضطرابات في �إقليم‬ ‫خوز�ست ��ان ت�ستدعي �إهتمام ًا �أكب ��ر‪ .‬رد ًا على دعم‬ ‫�إي ��ران ال�صام ��د للنظ ��ام البعثي ف ��ي �سوريا‪ ،‬فقد‬ ‫�إعترفت قطاعات بارزة م ��ن المعار�ضة ال�سيا�سية‬

‫والم�س ّلح ��ة في �سوريا بال�ص ��راع العربي الإيراني‪.‬‬ ‫وقد �أطلقت مف ��رزة من "الجي� ��ش ال�سوري الحر"‬ ‫عل ��ى نف�سه ��ا �إ�س ��م "كتيب ��ة الأح ��واز" ف ��ي �إ�شارة‬ ‫�إلى الت�ضام ��ن مع ق�ضية الع ��رب الإيرانيين وللرد‬ ‫مبا�شرة على دعم طهران لنظام الأ�سد‪ .‬كما �سافر‬ ‫وفد من م�س�ؤولي "حرك ��ة الن�ضال العربي لتحرير‬ ‫الأح ��واز" �إلى بالد ال�شام حي ��ث �إجتمع مع �أع�ضاء‬ ‫م ��ن الم�س�ؤولين في جماعة "الإخ ��وان الم�سلمين"‬ ‫ال�سورية في �أيلول (�سبتمب ��ر) ‪( 2012‬وكالة �أنباء‬ ‫الأح ��واز‪ 25 ،‬ت�شري ��ن الثاني (نوفمب ��ر) ‪2012‬؛ ‪7‬‬ ‫�آب (�أغ�سط� ��س) ‪ .)2013‬عالوة على ذلك‪ ،‬وهبت‬ ‫"حركة الن�ضال العربي لتحرير الأحواز" هجومها‬ ‫�ضد البني ��ة التحتي ��ة للطاقة في �إقلي ��م خوز�ستان‬ ‫"هدي ��ة" �إلى المعار�ضة ال�سورية (رويترز‪� 15 ،‬آب‬ ‫(�أغ�سط�س) ‪.)2013‬‬ ‫من جهة �أخرى �أ�شاد م�س�ؤول الحركة نابكان بم�آثر‬ ‫الم�سلحين "البلو�ش" مث ��ل "جي�ش العدل" العامل‬ ‫ف ��ي جن ��وب �شرق �إي ��ران ف ��ي �إقلي ��م "�سي�ستان –‬ ‫بلو�ش�ست ��ان" و"ح ��زب الحي ��اة الح ��رة الكردي"‬ ‫(‪ ،)Kurdish Partiya Jiyana Azad‬و�أ ّي ��د‬ ‫حم�ل�ات كل منهم ��ا �ض ��د الجمهوري ��ة اال�سالمية‪.‬‬ ‫وذك ��ر �أي�ض� � ًا �أن حركت ��ه �ستوا�صل مقاوم ��ة �إيران‬ ‫و�ستن�سق م ��ع نظرائها من مقاتل ��ي البلو�ش‬ ‫ب�ش ��دة‬ ‫ّ‬ ‫والأك ��راد من �أجل ذلك (وكال ��ة �أنباء الأحواز‪28 ،‬‬ ‫ت�شرين الثاني (نوفمبر) ‪.)2013‬‬ ‫يبق ��ى �أن ول ��ع "حرك ��ة الن�ض ��ال العرب ��ي لتحري ��ر‬ ‫الأح ��واز" ب�إ�سته ��داف البني ��ة التحتي ��ة للطاقة يثير‬ ‫�أي�ض ًا مجموعة مهمة من المخاوف نظر ًا �إلى �إحتمال‬ ‫متزايد لعودة النفط الإيراني في نهاية المطاف‪ ،‬ولو‬ ‫جزئي ًا‪� ،‬إلى �أ�سواق الطاقة العالمية‬ ‫‪Issue 16 - February - 2014‬‬

‫‪59‬‬


‫العالم ¶ �إيران‬

‫يغير طرق المعاملة مع عرب �إيران ؟‬ ‫الرئي�س ح�سن روحاني‪ :‬هل ّ‬

‫الق ��ادة ال�سيا�سيي ��ن والدينيين‪ ،‬وهجم ��ات ناعمة‬ ‫�ض ��د �أه ��داف مدنية مثل البن ��وك ( قناة الجزيرة‬ ‫[الدوح ��ة]‪ 24 ،‬كانون الثان ��ي (يناير) ‪2006‬؛ ‪12‬‬ ‫حزي ��ران (يوني ��و) ‪ .)2005‬الأه ��م م ��ن ذلك‪� ،‬أن‬ ‫"حركة الن�ضال العربي لتحرير الأحواز" �إلتزمت‬ ‫مهاجمة �أه ��داف البنية التحتي ��ة للطاقة الحرجة‬ ‫فق ��ط للح ��د م ��ن �إمكاني ��ة �سق ��وط �ضحاي ��ا م ��ن‬ ‫المدنيي ��ن (وكالة �أنباء الأحواز‪ 28 ،‬ت�شرين الثاني‬ ‫(نوفمبر) ‪.)2013‬‬ ‫الواقع �أنه ال بد من لمح ��ة عن الجغرافيا الب�شرية‬ ‫والمادي ��ة لإقلي ��م خوز�ست ��ان لفهم الظ ��روف التي‬ ‫�ساهم ��ت في الإ�ضطرابات الأخيرة والتي يمكن �أن‬ ‫تتطور في الم�ستقبل �إذا لم تجد طهران ح ًال عاد ًال‬ ‫لأ�سبابها‪.‬‬ ‫لق ��د عرفت �إيران نوبات متعددة من الإ�ضطرابات‬ ‫العنيفة والتم ّرد تع ��ود جذورها �إلى تظلمات دينية‬ ‫و�إجتماعية و�إقت�صادية و�إيديولوجية عرقية‪ ،‬وكثير‬ ‫منها ي�سبق ثورة الخميني في ‪ � ،1979‬اّإل �أن م�شاكل‬ ‫عرب الأحواز تع ّقدت وتطورت نحو الأ�سو�أ مع والدة‬ ‫الجمهوري ��ة الإ�سالمية حيث �ص ��اروا هدف ًا متع ّمد ًا‬ ‫لعمليات العن ��ف والقمع الر�سمية‪ .‬من ��ذ ثمانينات‬ ‫القرن الفائت فر�ضت الحكومة في طهران العديد‬ ‫م ��ن ال�سيا�س ��ات العرقية والديني ��ة التمييزية التي‬ ‫ّ‬ ‫حظ ��رت على �س ّن ��ة ع ��رب الأح ��واز الم�شاركة في‬ ‫الإدارات الر�سمي ��ة �أو المنا�صب الحكومية‪ ،‬وحدّت‬ ‫م ��ن فر�ص ح�صوله ��م على التعلي ��م والموارد‪ ،‬مما‬ ‫�أجبره ��م عل ��ى العي�ش ف ��ي فقر مدق ��ع‪ .‬ومن �أجل‬ ‫�إ�س ��كات معار�ضته ��م‪ ،‬عمدت ال�سلط ��ات الإيرانية‬ ‫�إل ��ى �إ�ضطهاده ��م من خ�ل�ال الإعتق ��ال التع�سفي‬ ‫والتعذي ��ب والإغت�ص ��اب والتهجي ��ر وتدمي ��ر‬

‫‪58‬‬

‫العدد ‪� - 16‬شباط (فرباير) ‪٢٠١4 -‬‬

‫�إعدامات بالجملة لعرب الأحواز‬

‫الممتل ��كات‪ ،‬الأم ��ر ال ��ذي حم ��ل الأم ��م المتحدة‬ ‫و�أميركا والإتحاد الأوروبي �إلى �إدانة هذه الأ�ساليب‬ ‫الحكومي ��ة من التمييز والعنف �ضد عرب الأحواز‪.‬‬ ‫وف ��ي حين واجهت �إيران �إنتقادات �شديدة من قبل‬ ‫لجنة الأمم المتحدة لحق ��وق الإن�سان وغيرها من‬ ‫جمعيات حقوق الإن�سان ف ��ي الآونة الأخيرة ب�سبب‬ ‫معاملته ��ا ال�سيئ ��ة للأقلي ��ات الديني ��ة والعرقي ��ة‬ ‫الإيرانية يبقى �أن نرى ما �إذا كان هذا �سي�ؤدي �إلى‬ ‫تغيير مقبل‪.‬‬ ‫ويعان ��ي الع ��رب الإيراني ��ون م ��ن �إنت�ش ��ار الفق ��ر‬ ‫والم�ش ��اكل الإجتماعية والإقت�صادية الأخرى‪ ،‬على‬ ‫الرغ ��م من حقيقة �أنهم ي�سكن ��ون في منطقة غنية‬ ‫بالم ��وارد الطبيعي ��ة‪ .‬كم ��ا �أنهم ي�شكون م ��ن �أنهم‬ ‫يخ�ضع ��ون لم ��ا يعتبرون ��ه �سيا�س ��ة المح�سوبية من‬ ‫التميي ��ز العرق ��ي والثقاف ��ي من قبل الدول ��ة‪ ،‬التي‬ ‫تعتبره ��م خطر ًا يه ��دد الوحدة الوطني ��ة‪ ،‬وبيادق‬ ‫داخلي ��ة للم�صال ��ح الأجنبي ��ة المعادي ��ة‪ .‬ف ��ي هذا‬ ‫ال�ص ��دد‪ ،‬يدّعي الع ��رب الإيرانيون ب�أنه ��م �صاروا‬ ‫هدف ًا لحملة ر�سمي ��ة متع ّمدة من قبل الدولة لمحو‬ ‫الهوي ��ة الثقافية العربي ��ة ل�صالح الطاب ��ع العرقي‬ ‫الفار�س ��ي المهيم ��ن ال ��ذي ت ��ر ّوج ل ��ه الجمهوري ��ة‬ ‫اال�سالمية‪.‬‬ ‫ونتيجة لذلك‪ ،‬يمبل الع ��رب الإيرانيون �إلى ت�أطير‬ ‫ن�ضالهم م ��ن خالل ور�ش ��ة عمل مختلف ��ة تت�ض ّمن‬ ‫مجموع ��ة م ��ن الخطاب ��ات العرقي ��ة والقومي ��ة‬ ‫والعدال ��ة الإجتماعية �أو حقوق الإن�سان‪ .‬الت�سميات‬ ‫الطوبوغرافي ��ة والثقافي ��ة المن�سوب ��ة �إل ��ى العرب‬ ‫الإيرانيي ��ن و�إقلي ��م خوز�ست ��ان هي �أي�ض� � ًا مو�ضوع‬ ‫خالف‪ .‬على �سبيل المثال‪ ،‬ي�شير العرب الإيرانيون‬ ‫ف ��ي كثي ��ر م ��ن الأحيان �إل ��ى �سيا�س ��ة �إي ��ران التي‬

‫تعتم ��د التغيير بالق ��وة للأ�سماء العربي ��ة الأ�صلية‬ ‫للمدن ومعال ��م �أخرى كدليل عل ��ى هدفها لتطهير‬ ‫و�إزال ��ة الثقاف ��ة العربية‪ .‬وبالتالي‪ ،‬ف� ��إن الحركات‬ ‫ال�سيا�سي ��ة التي تدعو �إلى تعزي ��ز الق�ضايا العربية‬ ‫الإيراني ��ة يمكنها �إعتماد مجموعة من الحلول‪ ،‬بما‬ ‫في ذلك الث ��ورات والإ�ستقالل الذاتي والقومية في‬ ‫�إطار �أو�سع من الجن�سية الإيرانية‪.‬‬ ‫وبينم ��ا تمي ��ل التقدي ��رات الديموغرافي ��ة لإقلي ��م‬ ‫خوز�ست ��ان �إل ��ى عملية ت�سيي� ��س‪ُ ،‬يعتق ��د �أن هناك‬ ‫بي ��ن ثالثة �إلى خم�سة ماليي ��ن �شخ�ص من العرب‬ ‫الإيرانيي ��ن ي�سكن ��ون المنطق ��ة‪ .‬وبالأهمية عينها‪،‬‬ ‫ف� ��إن غالبية العرب الإيرانيين ه ��ي من ال�شيعة في‬ ‫معتقداته ��ا‪ ،‬مع �أقلي ��ة من �أتباع المذه ��ب ال�سني‪.‬‬ ‫ف ��ي الوقت نف�سه‪ ،‬هناك دالئ ��ل ت�شير �إلى �أن عدد ًا‬ ‫كبير ًا من الطائفة ال�شيعية في الأحواز تحولوا �إلى‬ ‫الإ�سالم ال�سني في ما قد يمثل محاولة ت�أكيد هوية‬ ‫جدي ��دة مم ّيزة ع ��ن التقالي ��د ال�شيعي ��ة الفار�سية‬ ‫الت ��ي تم ّثلها الجمهورية الإ�سالمي ��ة (قناة العربية‬ ‫[دبي]‪ 14 ،‬ني�سان (�أبريل) ‪.)2011‬‬ ‫الع ��رب الإيراني ��ون والعدي ��د من عم ��وم القوميين‬ ‫العرب ي�شيرون �إلى �إقليم خوز�ستان ب"عرب�ستان"‬ ‫ت ّيمن ًا بالأر�ض التاريخي ��ة التي هيمن عليها العرب‬ ‫والتي تمتعت بالحكم الذاتي المحدود والإ�ستقالل‬ ‫الن�سب ��ي في فت ��رات مختلفة من التاري ��خ‪ .‬ويتاخم‬ ‫�إقلي ��م خوز�ست ��ان محافظ ��ة الب�ص ��رة ف ��ي جنوب‬ ‫العراق‪ .‬ونتيجة لذل ��ك‪ ،‬يتقا�سم العرب الإيرانيون‬ ‫�صالت ثقافية وثيقة م ��ع جيرانهم العراقيين عبر‬ ‫الح ��دود‪ ،‬بما ف ��ي ذلك �سمات لغوي ��ة ون�سب قبائل‬ ‫م�شترك ��ة ("‪[ "Egyptian Gazette‬القاه ��رة]‪،‬‬ ‫‪ 11‬ت�شري ��ن الثان ��ي (نوفمب ��ر) ‪ .)2011‬وكان‬


‫امل�صارف‬

‫�رشكات الت�أمني‬

‫�رشكات الإ�ستثمار‬

‫"فير�ست نا�شونال بنك" ُيطلق برنامج المكاف�آت‬ ‫ق ��رر "فير�ست نا�شون ��ال بنك" ف ��ي لبنان وفق‬ ‫رئي�س مجل�س ادارته ومديره العام رامي النمر‪،‬‬ ‫الم�ضي قدم ًا في م�شاريع التو�سيع والتطوير‪ ،‬وال‬ ‫�سيم ��ا بعدما �أثبت القط ��اع الم�صرفي اللبناني‬ ‫حكم ��ة و�صالب ��ة رغ ��م التق ّلب ��ات والتجاذب ��ات‬ ‫ال�سيا�سي ��ة‪ ،‬و�أكد �أنه رافعة ا�ﻹ قت�صاد كما ت�شير‬ ‫�أرق ��ام النم ��و والأرب ��اح وا�ﻹ نت�شار‪ .‬ل ��ذا‪� ،‬أطلق‬ ‫الم�صرف برنامج المكاف�آت الأول من نوعه في‬ ‫م�ؤتمر �صحفي عقد في فندق "هيلتون حبتور"‪.‬‬ ‫وف ��ي كلمت ��ه‪ ،‬ق� �دّم النم ��ر ّ‬ ‫ملخ�ص� � ًا ع ��ن �أداء‬ ‫الم�ص ��رف ف ��ي الع ��ام ‪ ،2013‬ف�أ�ش ��ار الى نمو‬ ‫الأرب ��اح باكثر م ��ن ‪" ،%30‬متج ��اوزة النمو في‬ ‫القط ��اع الم�صرف ��ي للع ��ام الما�ض ��ي"‪ ،‬ونم ��و‬ ‫الودائ ��ع ‪" %10‬علم ��ا �أ ّنها ال تزي ��د على ‪ %7‬في‬ ‫القط ��اع"‪ ،‬م�شي ��ر ًا الى ان الم�ص ��رف زاد ر�أ�س‬ ‫ماله من خ�ل�ال �إ�صدار �أ�سه ��م تف�ضيل ّية بقيمة‬ ‫‪ 25‬ملي ��ون دوالر �إ�ضافة الى �أ�سهم عاد ّية بقيمة‬ ‫‪ 15‬مليون� � ًا ّتم ا�ﻹ كتتاب بها في الـ‪ 2012‬من قبل‬ ‫م�ساهمي ��ن حاليي ��ن‪" ،‬وه ��ذا دلي ��ل ثق ��ة منهم‬ ‫ب� ��إدارة الم�ص ��رف"‪ .‬ولف ��ت ال ��ى ان "فير�ست‬ ‫نا�شون ��ال بن ��ك" ر ّكز في الع ��ام المن�صرم على‬ ‫قط ��اع التجزئة‪" ،‬فعلى �صعي ��د ا�ﻹ �سكان‪ ،‬تم ّكنا‬

‫رئي�س مجل�س الإدارة والمدير العام‬ ‫لـ"فير�ست نا�شونال بنك" رامي النمر‬

‫من تحقيق نمو مرتفع و�صل �إلى ‪ %100‬من حجم‬ ‫محفظتن ��ا في الت�سليف ا�ﻹ �سكاني"‪� ،‬إ�ضافة الى‬ ‫�إط�ل�اق خدمات جدي ��دة و�إفتت ��اح ثالثة فروع‪.‬‬ ‫وتن ��اول المدير العام للم�ص ��رف نجيب �سمعان‬ ‫تط ّلع ��ات الم�ص ��رف لل�سن ��وات المقبل ��ة م ��ن‬ ‫ناحي ��ة تطوير الأعمال في لبنان والمنطقة‪ .‬اما‬ ‫المدير الع ��ام ل�شرك ��ة ‪ Blu Solutions‬طوني‬ ‫غوغا�سيان‪ ،‬فاكد �أهمية الت�ضامن مع "فير�ست‬ ‫نا�شون ��ال بن ��ك"‪ ،‬م�شير ًا الى ان ��ه �أثبت تم ّيزه‬ ‫العالم ��ي في الريادة وا�ﻹ بتكار‪" ،‬وهذا ما جعلنا‬ ‫نتعاون لإطالق برنامج فريد من نوعه"‪.‬‬

‫بنك �سوريا المركزي ُيعيد تعزيز �إحتياطاته االجنبية‬

‫بعد ثالثة �أعوام من ال�ص ��راع الذي خ ّلف خ�سائر‬ ‫بمليارات الدوالرات ف ��ي الإقت�صاد ال�سوري‪ ،‬نجح‬ ‫بن ��ك �سوري ��ا المركزي ف ��ي �ضبط ح ��دود ال�سوق‬ ‫وتخفي ��ف ال�ضغ ��وط عل ��ى اللي ��رة‪ .‬وربم ��ا االهم‪،‬‬ ‫توجيه ر�سالة الى الالعبين ب�أنه "قائد ال�سوق"‪.‬‬ ‫يقول م�صرفي ��ون ومتعاملون ماليون ان الم�صرف‬ ‫المرك ��زي ال�س ��وري �إ�شت ��رى مئ ��ات الماليين من‬ ‫ال ��دوالرات من ال�س ��وق المحلية للعمل ��ة التي بات‬ ‫يحك ��م �سيطرت ��ه عليه ��ا‪ ،‬مم ��ا ي�ساعده ف ��ي بناء‬ ‫�إحتياط ��ات لتعوي� ��ض م ��ا �إ�ستن ��زف منه ��ا ب�سبب‬ ‫الحرب التي �أ�صابت اقت�صاد البالد بال�شلل‪.‬‬ ‫وبعد �إعتقال الع�شرات م ��ن تجار العملة في حملة‬ ‫على ال�سوق ال�سوداء‪ ،‬قام المركزي ال�سوري بتلك‬ ‫الم�شتري ��ات م ��ن دون �أن يت�سب ��ب ذل ��ك بخف� ��ض‬ ‫جديد لقيمة الليرة ال�سوري ��ة‪ ،‬وهو ما يعود جزئي ًا‬

‫�إلى دوالرات �ضخته ��ا ف�صائل المعار�ضة ال�سورية‬ ‫الم�سلح ��ة‪ .‬وق ��ال م�صرف ��ي مطلع عل ��ى �سيا�سات‬ ‫البن ��ك المرك ��زي‪� ،‬أن م�شتريات ��ه ف ��ي الأ�شه ��ر‬ ‫الثالث ��ة الما�ضية‪ ،‬كانت من ال ��دوالرات �أكبر من‬ ‫ورج ��ح ان تكون م�شتري ��ات المركزي‬ ‫المبيع ��ات‪ّ .‬‬ ‫ً‬ ‫راوحت بين ‪� 5‬إل ��ى ‪ 10‬ماليين دوالر يوميا‪ .‬ولفت‬ ‫م�صرفيان الى �أن المركزي جمع ‪ 600‬مليون دوالر‬ ‫�أقله عبر بي ��ع العملة المحلية منذ ال�صيف‪ .‬ورغم‬ ‫ذل ��ك‪ ،‬تراجع ��ت الليرة ب�ش ��كل مح ��دود �إلى ‪159‬‬ ‫مقابل ال ��دوالر من ‪. 140‬علم� � ًا ان تراجعها و�صل‬ ‫ال ��ى ‪ 335‬مقاب ��ل الدوالر حي ��ن ه ��ددت الواليات‬ ‫المتحدة ب�ض ��رب �سوريا‪ ،‬مقارنة بـ‪ 47‬ليرة‪/‬دوالر‬ ‫قبل تفجر �أزمة �سوري ��ا في �آذار (مار�س) ‪.2011‬‬ ‫ويرى المتعاملون ان المركزي �إكت�سب �أي�ض ًا خبرة‬ ‫تمكنه من تحقيق �أرباح من تدخالته‪.‬‬

‫من األسواق‬ ‫�أكد الخبير الإقت�ص���ادي الدكت���ور غازي وزني‬ ‫ب�أن���ه اليوج���د مخاط���ر عل���ى اللي���رة اللبناني���ة ف���ي‬ ‫المديين القريب والمتو�سط ب�سبب قدرات م�صرف‬ ‫لبن���ان الهائل���ة بالتدخل في �س���وق القط���ع لفر�ض‬ ‫�إ�س���تقرارها‪ ،‬و ق���درات الم�ص���ارف التجاري���ة التي‬ ‫ا�س���تطاعت في ال�س���نوات الما�ض���ية رغ���م الأزمات‬ ‫ال�سيا�س���ية والأمني���ة المحافظ���ة عل���ى نم���و مقبول‬ ‫لودائعها وتجنب خروج الودائع ال �سيما غير المقيمة‬ ‫منه���ا التي تمثـــــــ���ل ‪ % 19‬من �إجمال���ي الودائع اي‬ ‫حوالي ‪ 25‬مليار دوالر‪ ،‬و�أي�ضا ً ب�سبب �ضعف الكتلة‬ ‫النقدي���ة بالليرة اللبنانية ال�س���اخنة التي ت�س���تطيع‬ ‫خل���ق توت���رات وتقلبات في �س���وق القط���ع وتهدد‬ ‫الإ�س���تقرار النق���دي‪ ،‬ي�ض���اف اليها طريق���ة توزيع‬ ‫�إ�س���تحقاقات الدول���ة ال�س���نوية بالعم�ل�ات الأجنبية‬ ‫المتدني���ة والقابلة لال�س���تيعاب والتغطي���ة و التي‬ ‫تتراوح بين ‪ 1.5‬و ‪ 2‬ملياري دوالر‪.‬‬ ‫ر�أى النائ���ب الأول ال�س���ابق لرئي����س �ص���ندوق‬ ‫النق���د جون ليب�س���كي �إن النظام المال���ي العالمي ال‬ ‫يعمل بكفاية وخ�صو�ص���ا ً في منطق���ة اليورو‪ .‬وقال‬ ‫على هام�ش المنتدى الإقت�ص���ادي العالمي ال�سنوي‬ ‫ف���ي دافو����س ف���ي دورته ال���ـ‪ 44‬التي عق���دت في‬ ‫ال�شهر الفائت‪ ،‬ان النظام المالي العالمي لم ي�ستعد‬ ‫عافيته بعد مرور ‪� 6‬س���نوات على ب���دء �أزمة اليونان‬ ‫المالية‪ ،‬معتبراً �أن عمليات �إعادة الر�س���ملة وتطهير‬ ‫موازنات الم�ص���ارف لم تكتمل بعد‪" ،‬وما زال يتعين‬ ‫عمل المزيد"‪ .‬و�أ�ض���اف "هذه واحدة من الق�ض���ايا �أو‬ ‫المهمات الرئي�سية في منطقة اليورو في الـ‪.2014‬‬ ‫ا�ستكملت �شركة "م�سيعيد" للبتروكيماويات‬ ‫القاب�ضة التابعة ل�شركة "قطر للبترول"‪� ،‬أول طرح‬ ‫ع���ام �أولي في بور�ص���ة قط���ر منذ الع���ام ‪.2010‬‬ ‫وذكرت ال�ش���ركة الأم المملوكة للدولة‪� ،‬أن الأ�سهم‬ ‫المطروح���ة (‪ 323.19‬ملي���ون �س���هم وتمث���ل‬ ‫‪ %25.725‬م���ن ر�أ����س م���ال "م�س���يعيد") بيعت‬ ‫ب�أكمله���ا �إل���ى م�س���تثمرين قطريين والق���ت طلبا ً‬ ‫كبيراً‪ .‬وجمع���ت العملية نح���و ‪ 3.2‬مليارات ريال‬ ‫(‪ 880‬مليون دوالر)‪.‬‬ ‫�أعلن البن���ك االوروبي للإن�ش���اء والتعمير‪� ،‬أن‬ ‫لبن���ان �أب���دى �إهتمامه بفت���ح محادثات في �ش����أن‬ ‫ع�ض���وية كامل���ة ف���ي الم�ص���رف‪ ،‬بينم���ا تقدم���ت‬ ‫ليبيا بطلب للح�ص���ول على الع�ض���وية بغية تلقي‬ ‫�إ�س���تثمارات‪ .‬علم���ا ً ان البنك ت�أ�س����س عام ‪1991‬‬ ‫بهدف الم�س���اعدة ف���ي دعم �إنتق���ال الجمهوريات‬ ‫ال�س���وفياتية ال�س���ابقة ال���ى �إقت�ص���اد ال�س���وق‬ ‫والديموقراطية‪.‬‬

‫‪Issue 16 - February - 2014‬‬

‫‪61‬‬


‫البور�صات العربية والدولية‬

‫�أخبار �أ�سواق المال‬

‫العمالت‬

‫المؤشر‬

‫حدود ن�سبة �إرتفاع الفائدة في تركيا‬ ‫تح ��اول تركي ��ا يائ�س ��ة لوقف هب ��وط الليرة‪ ،‬التي تراجع ��ت نحو ‪ 10‬في‬ ‫المئ ��ة مقاب ��ل ال ��دوالر الأميركي خالل العام الفائ ��ت‪ .‬مثل غيرها من‬ ‫العدي ��د م ��ن الإقت�ص ��ادات النا�شئة التي عرف ��ت نجاحاً وجي ��زاً‪� ،‬شهدت‬ ‫تركي ��ا تدفق� �اً �سريعاً لمحفظات الإ�ستثم ��ار الق�صيرة الأجل التي كانت‬ ‫�أنق ��رة تعتمد عليها ب�شكل كبي ��ر للم�ساعدة في تغطية العجز المتزايد‬ ‫ف ��ي الح�س ��اب الج ��اري ال ��ذي بل ��غ مجموع ��ه ‪ 60.8‬ملي ��ار دوالر‪� ،‬أو م ��ا‬ ‫يقرب من ‪ 7‬في المئة من الناتج المحلي الإجمالي‪ ،‬من كانون الثاني‬ ‫(يناير) �إلى ت�شرين الثاني (نوفمبر) ‪.2013‬‬ ‫وقد كان الدافع وراء هروب ر�ؤو�س الأموال من بالد �أتاتورك في جزء‬ ‫من ��ه نتج م ��ن تخفي ��ف مجل� ��س الإحتياط ��ي الفيديرالي ف ��ي الواليات‬ ‫المتحدة من تدابير التحفيز‪ ،‬الذي ح ّد من و�صول ال�سيولة الرخي�صة‬ ‫�إل ��ى تركيا‪ .‬مع �إعالن البنك المرك ��زي الأميركي عن خف�ض الحوافز‬ ‫النقدية مرة �أخرى في ‪ 29‬كانون الثاني (يناير) الفائت‪� ،‬أطلقت‬ ‫تركي ��ا الآن كل �آلياته ��ا لتحقي ��ق الإ�ستق ��رار لعملته ��ا‬ ‫الوطنية‪ ،‬حتى مع العلم ب�أن هذه الخطوة من غير‬ ‫المحتم ��ل �أن يكون لها ت�أثير دائم‪ .‬وهذا يعود‬ ‫�إل ��ى متاع ��ب الب�ل�اد المالية الت ��ي تفاقمت‬ ‫كثيراً ب�سبب ال�صراع العميق الجذور على‬ ‫ال�سلطة الذي �سيزداد ويتك ّثف في الفترة‬ ‫التي ت�سب ��ق الإنتخابات المحلية في �آذار‬ ‫(مار� ��س) والإنتخاب ��ات الرئا�سية في �آب‬ ‫(�أغ�سط�س) والإنتخاب ��ات البرلمانية في‬ ‫العام ‪.2015‬‬ ‫من جهته ��م‪� ،‬إنتق ��د الم�ستثم ��رون الأجانب‬ ‫الطريقة غير التقليدية التي تتبعها الحكومة‬ ‫التركي ��ة في الدفاع عن العمل ��ة‪ ،‬والتي تتك ّون الآن‬ ‫ف ��ي معظمها م ��ن مزادات النق ��د الأجنب ��ي وال�سحب من‬ ‫البن ��ك المركزي وذلك لتجنب رفع �أ�سعار الفائدة‪ ،‬وهي خطوة تخ�شى‬ ‫منه ��ا الحكوم ��ة �أن تح ّد من النمو‪ .‬ولكن حكومة �أنقرة كانت تعمل في‬ ‫ظ ��ل قي ��ود �سيا�سية ثقيلة‪ ،‬مم ��ا �أدّى �إلى تق ّلبات ف ��ي كل من ال�سلوكين‬ ‫الإقت�ص ��ادي وال�سيا�سي‪ .‬وفي ه ��ذا المو�سم الإنتخاب ��ي المتقلب ب�شكل‬ ‫خا� ��ص‪ ،‬كان رئي� ��س ال ��وزراء الترك ��ي رج ��ب طي ��ب اردوغان مت ��ردّداً في‬ ‫�إتخ ��اذ التدابي ��ر التي من �ش�أنها �أن تبط ��ئ النمو االقت�صادي ‪ ،‬وبالتالي‬ ‫تقوي�ض مكانة حزبه‪.‬‬ ‫ف ��ي الأي ��ام التي �سبقت ق ��رار البنك المركزي لرفع �سع ��ر الفائدة‪ ،‬بقي‬ ‫�أردوغان علناً متحدّياً‪ ،‬حيث ّ‬ ‫حث البنك المركزي للوقوف بقوة ولي�س‬ ‫بالإ�ست�س�ل�ام �إل ��ى ما ي�سمى لوب ��ي �سعر الفائدة‪ ،‬ال ��ذي �إتهمه بمحاولة‬ ‫تقوي� ��ض النم ��و ف ��ي تركيا‪ .‬علم� �اً �أنه عندم ��ا �إندلع ��ت �إحتجاجات على‬ ‫ال�صعي ��د الوطن ��ي التي ب ��د�أت بتظاهرة "جيزي بارك" ف ��ي العام ‪2013‬‬

‫‪60‬‬

‫العدد ‪� - 16‬شباط (فرباير) ‪٢٠١4 -‬‬

‫‪� ،‬أعل ��ن �أردوغ ��ان الحرب �ضد لوبي �سعر الفائ ��دة الغام�ض عينه‪ ،‬الذي‬ ‫�إتهمه ب�إذكاء التظاهرات بدافع الج�شع و الرغبة في �إ�سقاط الحكومة‪.‬‬ ‫ع ��دم ثق ��ة �أردوغان م ��ن �إرتفاع �أ�سع ��ار الفائدة نابع من جن ��ون العظمة‬ ‫ال�سيا�سية الأعمق من ذلك بكثير‪ .‬ربما كانت اللحظة الفارقة في حياته‬ ‫ال�سيا�سي ��ة تكم ��ن ف ��ي الإنق�ل�اب الع�سكري ف ��ي العام ‪ 1997‬ال ��ذي �أطاح‬ ‫"حزب الرفاه"‪� ،‬سلف "حزب العدالة والتنمية" الذي ينتمي �إليه‪ ،‬من‬ ‫ال�سلطة‪ .‬و�أردوغان‪ ،‬الذي كان رئي�ساً لبلدية �إ�سطنبول في ذلك الوقت‪،‬‬ ‫�سج ��ن لمدة ‪� 10‬شه ��ور لإلقائه ق�صيدة تنتقد الجي�ش‪ .‬كانت هذه �أي�ضاً‬ ‫فت ��رة متقلبة ج ��داً بالن�سبة �إلى الإقت�صاد التركي‪ ،‬حيث واجهت البالد‬ ‫يومه ��ا ت�ضخم� �اً مزمناً ف ��ي خان ��ة الع�ش ��رات‪ ،‬و�إرتفاعاً مذه�ل ً�ا لأ�سعار‬ ‫الفائدة على القرو�ض الخارجية لتغطية العجز المرتفع في الموازنة‪.‬‬ ‫وق ��د �إ ُّته ��م �أع�ضاء م ��ن النخبة العلماني ��ة التقليدية ف ��ي تركيا‪ ،‬الذين‬ ‫كان ��وا يديرون �أكب ��ر البنوك في البالد‪ ،‬ب�أنه ��م ي�ستغ ّلون الديون‬ ‫للح�ص ��ول على �أرباح مرتفعة خ�ل�ال الأزمة‪ ،‬مما جعل‬ ‫�أردوغ ��ان على �أن يكون �أكث ��ر ت�صميماً على �شطب‬ ‫الدي ��ون‪ ،‬و�إحتواء الت�ضخم‪ ،‬و�إيجاد نخبة قوة‬ ‫�إقت�صادية جدي ��دة عندما جاء الى ال�سلطة‬ ‫في العام ‪.2002‬‬ ‫في ت�شويهه �ص ��ورة �إرتفاع �أ�سعار الفائدة‬ ‫�ض ��د الإجم ��اع الإقت�ص ��ادي ال�سائد ب�ش�أن‬ ‫كيفي ��ة التعام ��ل م ��ع الم�شكل ��ة‪ ،‬ح ��اول‬ ‫�أردوغ ��ان (بعقالني ��ة �أم ال) التحذير من‬ ‫تك ��رار الما�ض ��ي ال ��ذي م ��ن �ش�أن ��ه تمكي ��ن‬ ‫خ�صوم ��ه القدام ��ى‪ .‬النخ ��ب الإقت�صادي ��ة‬ ‫الت ��ي عمل �أردوغ ��ان بجد لتمكينه ��ا على مدى‬ ‫العق ��د الفائ ��ت تج ��د الآن نف�سه ��ا م�ستهدف ��ة ف ��ي‬ ‫حمل ��ة تقودها لجن ��ة تحقيق الف�ساد الت ��ي �أطلقها حلفاء‬ ‫حزب ��ه ال�سابق ��ون‪ ،‬مم ��ا يهدّد �سن ��وات من العم ��ل ومعه ��ا �إرث اردوغان‪.‬‬ ‫"حرك ��ة غول ��ن"‪ ،‬التي تتمتع ب�شبكة قوية في الج�سم الق�ضائي وقوات‬ ‫ال�شرط ��ة وو�سائل الإعالم والإدارات الر�سمية‪ ،‬والت ��ي �أدّت دوراً �أ�سا�سياً‬ ‫ف ��ي ال�سابق ف ��ي و�صول "حزب العدالة والتنمي ��ة" �إلى ال�سلطة‪ ،‬عازمة‬ ‫على تحجيم �أردوغان و�صو ًال الى خ�سارته الإنتخابات المقبلة‪.‬‬ ‫والذي يفاقم مخاوف �أردوغان حالياً هو قلقه من قيام "حركة غولن"‬ ‫ف ��ي ه ��دوء بت�شكيل تحالف مريح م�ؤقت مع النخبة العلمانية القديمة‬ ‫في تركيا لإ�ضعاف وك�سر الحزب الحاكم‪ .‬وفيما يغ ّرد البنك المركزي‬ ‫بعيداً من خط �أردوغان وي�شرد �إلى �إنتهاج �سيا�سة نقدية �أكثر تقليدية‪،‬‬ ‫ف�إن هذا ال�صراع على ال�سلطة �سوف يزداد �ضراوة في الأ�شهر المقبلة‪،‬‬ ‫وبالتالي �سي�ستمر في تقوي�ض ثقة الم�ستثمرين في تركيا‪.‬‬ ‫�إ�سطنبول ‪ -‬محمد كريم‬


‫الدكتور �أجاز �أحمد خان‪" :‬القدرات‬ ‫التقنية الم�ؤ�س�سية المنخف�ضة‪ ،‬وو�ضع‬ ‫�سيا�سات و�إجراءات لمنظمات التمويل‬ ‫الأ�صغر الإ�سالمي والتوجيهات المعطاة‬ ‫لها من المنظمين الوطنيين والهيئات‬ ‫الدولية مثل المجموعة الإ�ست�شارية‬ ‫لم�ساعدة الفقراء هي تحديات �أخرى"‬ ‫�إلى فوز الدكتور يون�س والبنك بجائزة نوبل لل�سالم‬ ‫في العام ‪ ،2006‬تع ّر�ض ��ت لإنتقادات �شديدة ب�سبب‬ ‫�إرتفاع �أ�سعار الفائدة التي يتقا�ضاها الم�صرف من‬ ‫عمالئه الفقراء‪ .‬حتى �أنها �إعتبرت "غير �إ�سالمية"‬ ‫من قبل �أحد الأئمة في البالد‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫التموي ��ل الإ�سالمي‪ ،‬الذي يحظر الرب ��ا �أو الفائدة‪،‬‬ ‫يمكن �أن يك ��ون خيار ًا �أقل �إ�ستغاللي ��ة قاب ًال للحياة‬ ‫يرى علماء ال�شريعة‪.‬‬ ‫"نحن بحاجة �إل ��ى �إ�صالح معنى '�إع ��رف عميلك'"‪،‬‬ ‫ق ��ال مفتي عزيز الرحمن‪ ،‬مدي ��ر ال�شريعة في ق�سم‬ ‫تقدي ��م الخدم ��ات المالية الإ�سالمي ��ة في مجموعة‬ ‫"الموارد" في دبي‪.‬‬ ‫"�إم ��ا علين ��ا �أن ن�ضم ��ن �أن المبادرة تعن ��ي '�إعرف‬ ‫عميل� �ك'‪ ،‬ب�إتاح ��ة الفر�ص ��ة ل ��ه للتحرر م ��ن الفقر‪،‬‬ ‫ومنح ��ه الدع ��م‪ ،‬و�إخراج ��ه م ��ن م�شاكل ��ه‪� ،‬أو �أنه ��ا‬ ‫تعني"�أقتل عميلك"‪ ،‬و�إ�ستغالله‪ ،‬وفر�ض ن�سبة عالية‬ ‫من الربح تحت عذر المخاطر العالية‪ .‬ولكن �أعتقد‬ ‫�أن ال وج ��ود لأي خط ��ر في مجال التموي ��ل الأ�صغر‪،‬‬ ‫مقارنة مع العمالء الرفيعي الم�ستوى"‪� ،‬أ�ضاف‪.‬‬ ‫�إن م�ؤ�س�س ��ات التموي ��ل الأ�صغر‪ ،‬الت ��ي بحكم واقعها‬ ‫وتكوينه ��ا تتعامل مع عمالء ُيعتب ��رون غير متمتّعين‬ ‫بالأهلي ��ة الإئتماني ��ة من البن ��وك الرئي�سية‪ ،‬تفر�ض‬ ‫�أ�سع ��ار فائدة مرتفعة على ه� ��ؤالء حيث ي�ش ّكلون في‬ ‫ر�أيها �شريحة عالية من المخاطر‪.‬‬ ‫�إذا كان المبل ��غ المقتر� ��ض �صغي ��ر ًا‪ ،‬ف� ��إن �س ��داد‬ ‫الفائدة المرتفعة لن يكون مبلغ ًا كبير ًا‪ ،‬كما يقولون‪،‬‬ ‫وخ�صو�ص� � ًا عندما يتواتر ال�س ��داد �أكبر من البنوك‬ ‫الرئي�سية‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن "الإفال�س الأخالقي" للبن ��وك التقليدية‬ ‫ف ��ي �أعقاب الأزم ��ة المالية هو �سب ��ب �آخر كي يلعب‬ ‫التمويل الأ�صغ ��ر الإ�سالمي دور ًا �أكبر في �إثراء‬

‫بنك غرامين‪� :‬أول م�صرف لم�ساعدة الفقراء في بنغالدي�ش‬

‫‪Issue 16 - February - 2014‬‬

‫‪63‬‬


‫�أ�سواق المال‬ ‫التمويل اإلسالمي‬

‫يوفر الإئتمان للمي�سورين وال يح ّبذ المخاطر‬

‫التمويل اإلسالمي لم يلحظ قروضاً‬ ‫لـ‪ 650‬مليون مسلم ألنهم فقراء!‬ ‫عل��ى الرغم من �أنه ت�أ�س�س على مب��ادىء العدالة الإجتماعية والإقت�صادية‪ ،‬ال يزال التمويل الإ�سالمي غائب ًا‬ ‫ب�شكل ملحوظ عن توفير القرو�ض ال�صغيرة لـ‪ 650‬مليون م�سلم يعي�شون تحت خط الفقر‪.‬‬ ‫لندن ‪ -‬المن�صف العيا�شي‬ ‫ف ��ي �أوائ ��ل العق ��د الفائ ��ت‪� ،‬أطل ��ق‬ ‫ال�صن ��دوق الكويتي للتنمية الإقت�صادية‬ ‫العربي ��ة حملة �إعالني ��ة ال ُتن�سى ح ��ول المهمة التي‬ ‫�أخذه ��ا على عاتقه‪" :‬م�ساعدة النا�س على م�ساعدة‬ ‫�أنف�سه ��م"‪� ،‬آخذ ًا العبرة من المثل ال�صيني القديم‪:‬‬ ‫"�أع � ِ�ط رج�ل� ًا �سمكة‪ ،‬ف�س ��وف تطعمه لي ��وم واحد‪.‬‬ ‫ع ِّلم ��ه كيف ي�صطاد ال�سمك‪ ،‬ف�س ��وف تطعمه لمدى‬ ‫الحياة "‪.‬‬ ‫ال�صن ��دوق‪ ،‬الذي �أن�شئ ف ��ي �أوائل �ستين ��ات القرن‬ ‫الفائت فيما كانت الكويت تتح ّول �إلى �إقت�صاد يعتمد‬ ‫عل ��ى الطاقة النفطي ��ة‪ ،‬تم �إطالقه به ��دف تقا�سم‬ ‫الثروة مع الجيران والأ�صدقاء الأقل حظ ًا من خالل‬ ‫المنح والقرو�ض لم�ؤ�س�سات التنمية‪.‬‬ ‫لذل ��ك لم يك ��ن محافظ البن ��ك المرك ��زي الكويتي‬ ‫الدكت ��ور محمد الها�ش ��ل كلي ًا خارج الم ��كان عندما‬ ‫�إنتقد البنوك الإ�سالمي ��ة وو�صفها ب�أنها نخبوية في‬ ‫م�ؤتمر عقد �أخير ًا في البحرين‪.‬‬ ‫"يب ��دو �أن البن ��وك الإ�سالمي ��ة مرتاح ��ة و�سعي ��دة‬ ‫بخدم ��ة العم�ل�اء الراقيي ��ن ف ��ي حي ��ن �أن الغالبية‬ ‫العظم ��ى‪ ،‬ال �سيم ��ا ف ��ي الدرج ��ة ال�سفلى م ��ن �سلم‬ ‫الدخ ��ل‪ ،‬ال تزال �إلى حد بعي ��د محرومة‪� ،‬إن لم يكن‬ ‫تجاهلته ��ا تمام ��ا"‪ ،‬قال ف ��ي كلمت ��ه الإفتتاحية في‬ ‫الم�ؤتمر العالم ��ي للم�صارف الإ�سالمية في المنامة‬ ‫في ‪ 3‬كانون الأول (يناير) الما�ضي‪.‬‬ ‫ال�س ��كان المحروم ��ون ال ��ذي كان ي�شي ��ر الدكت ��ور‬ ‫الها�شل �إليهم هم حوالي ‪ 650‬مليون م�سلم والذين‪،‬‬ ‫�إعتبار ًا من العام ‪ ،2008‬كانوا يعي�شون على �أقل من‬ ‫‪ 2‬دوالرين يومي ًا‪ ،‬وفقا للبنك الإ�سالمي للتنمية‪.‬‬ ‫�أكث ��ر م ��ن ثالثة �أرب ��اع النا�س الذي ��ن يعي�شون في‬

‫‪62‬‬

‫العدد ‪� - 16‬شباط (فرباير) ‪٢٠١4 -‬‬

‫ال ��دول ذات الغالبي ��ة الم�سلم ��ة ال ي�ستخدم ��ون‬ ‫الخدم ��ات المالية الر�سمية‪ ،‬يق ��ول تقرير بعنوان‬ ‫"الإ�سالمي ��ة مقاب ��ل م�ؤ�س�سات التموي ��ل الأ�صغر‬ ‫التقليدية‪ :‬تحليل الأداء ف ��ي بلدان منطقة ال�شرق‬

‫محافظ الم�صرف المركزي الكويتي محمد يو�سف الها�شل‪:‬‬ ‫على التمويل الأ�صغر الإهتمام بالفقراء‬

‫الدكتور محمد يون�س‪ :‬البداية كانت معه‬

‫الأو�سط و�شمال �أفريقيا"‪.‬‬ ‫و�أ�ش ��ار الها�شل في هذا الإطار �إل ��ى النمو في حجم‬ ‫ال�س ��وق المالية للخدمات الإ�سالمي ��ة قيا�س ًا بحجم‬ ‫الأ�ص ��ول التي يت ��م �إدارته ��ا وفق ًا لأح ��كام ال�شريعة‬ ‫الإ�سالمي ��ة‪ ،‬والذي يتجاوز الآن ‪ 1.7‬تريليون دوالر‪،‬‬ ‫م�سج�ل� ًا بذل ��ك نقلة نوعي ��ة مقارنة بحج ��م ال�سوق‬ ‫ّ‬ ‫البال ��غ نحو ‪ 150‬مليار دوالر ف ��ي منت�صف ت�سعينات‬ ‫القرن الفائت‪ ،‬وكذلك الإرتفاع في عدد الم�ؤ�س�سات‬ ‫المالية الإ�سالمية الذي ي�صل �إلى ما يزيد على ‪600‬‬ ‫م�ؤ�س�سة تعمل في �أكثر من ‪ 75‬دولة‪.‬‬ ‫م�شجعة‪،‬‬ ‫و�أ�ضاف �أن “مثل هذه التطورات و�إن كانت ّ‬ ‫�إال �أنها ال تزال دون ما نن�شده من طموحات؛ لتحقيق‬ ‫المزي ��د م ��ن التط ��ور والنم ��و ف ��ي �صناع ��ة التمويل‬ ‫الإ�سالمي‪ ،‬وتر�سيخ وجودها التناف�سي على ال�صعيد‬ ‫الدولي"‪.‬‬ ‫وق ��ال �إن حج ��م التموي ��ل الإ�سالمي ال ي ��زال ي�ش ّكل‬ ‫ن�سب ��ة متوا�ضع ��ة وفي حدود ‪ % 1‬م ��ن حجم التمويل‬ ‫على م�ستوى النظ ��ام المالي الدولي‪ ،‬وهو ما يتطلب‬ ‫التهي�ؤ والإ�ستع ��داد لمواجهة تحديات النمو والتطور‬ ‫في المرحلة المقبلة‪.‬‬ ‫ويع ��ود ع ��دم �إخت ��راق الم�ص ��ارف �إل ��ى �أن بع� ��ض‬ ‫الم�سلمي ��ن يتردد ف ��ي �إ�ستخدام الخدم ��ات المالية‬ ‫الت ��ي لي�س ��ت متوافقة مع ال�شريع ��ة الإ�سالمية‪ ،‬على‬ ‫حد م ��ا ورد في التقرير ال�صادر م ��ن جامعة �سو�سة‬ ‫التون�سية الذي �أع ّد في �أيار (مايو) ‪.2013‬‬ ‫في العام ‪ ،1983‬مدفوع� � ًا بتمكين فقراء الريف في‬ ‫�أعق ��اب المجاعة الم�ش ّل ��ة التي �ضرب ��ت بنغالدي�ش‬ ‫قبل عق ��د �سابق من الزمان‪� ،‬إفتت ��ح الدكتور محمد‬ ‫يون� ��س بنك غرامي ��ن لتقدي ��م القرو� ��ض ال�صغيرة‬ ‫للمحتاجين‪.‬‬ ‫هذه المبادرة‪ ،‬التي �إنت�شرت �إلى بلدان �أخرى و�أدّت‬


‫ال�ش ��راء الجماعي للأ�صول من قبل م�ؤ�س�سة التمويل‬ ‫الأ�صغ ��ر الإ�سالم ��ي‪ ،‬مث ��ل �ش ��راء عربات ف ��ي �شبه‬ ‫القارة الهندية‪ ،‬يمكنها فع ًال �أن ت�ؤدي �إلى ح�سومات‬ ‫�أف�ضل في ت�سعير المنتجات‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬يقول المت�شكك ��ون �أن �شراء وبيع الأ�صول‬ ‫ب�أرباح �إلى العميل هو �شكل �آخر من �أ�شكال الفائدة‪،‬‬ ‫وب�أن عدم منح قرو�ض ي�أخذ بعيد ًا من روح المبادرة‪.‬‬ ‫"�إنها [البن ��وك الإ�سالمية] بال�ضب ��ط مثل البنوك‬ ‫التقليدي ��ة‪ .‬فه ��ي ال تذهب �إل ��ى تل ��ك الإ�ستثمارات‬ ‫لتقا�سم المخاطر"‪ ،‬يق ��ول الدكتور �صقر �آل خليفة‪،‬‬ ‫�إقت�صادي �سيا�سي من البحرين‪.‬‬ ‫التموي ��ل الإ�سالمي ب�صف ��ة عامة لدي ��ه �شهية قليلة‬ ‫للخط ��ر‪ ،‬لذا يخت ��ار �إ�ستثم ��ارات في العق ��ارات‪� ،‬أو‬ ‫القطاع ��ات الت ��ي تو ّف ��ر عوائ ��د م�ضمون ��ة‪ ،‬ي�ضيف‬ ‫الدكتور �آل خليفة‪.‬‬ ‫"�إذا كان تموي�ل� ًا ال ي�س�أل عن �أي �شيء في المقابل‬ ‫ب�إ�ستثن ��اء الأم ��وال المقر�ض ��ة م ��ن دون �أي فائدة‪،‬‬ ‫عندها ُتعتب ��ر �إ�سالمية‪ ،‬وهذا لي� ��س م�شكلة‪ ،"،‬كما‬ ‫يقول‪.‬‬ ‫"حتى بالن�سبة �إلى الفقراء ف�إن دفع �أي �شيء �أكثر‬ ‫مم ��ا �أخ ��ذوا كقر�ض لي�س ع ��اد ًال‪ .‬الوق ��ت والأفكار‬ ‫ت�ستح ��ق �شيئ ��ا عند ب ��دء الأعمال التجاري ��ة‪ .‬لذلك‬ ‫ال�شراك ��ة [بين رجال الأعم ��ال و م�ؤ�س�سات التمويل‬ ‫الأ�صغر] هي طريق الم�ستقبل"‪ ،‬ح�سب تعبيره‪.‬‬ ‫ولك ��ن‪ ،‬لإقامة �شراكات للعمل‪ ،‬يجب �أن يكون هناك‬ ‫المزيد من الأموال‪.‬‬ ‫في الوقت الحا�ضر مع ذلك ‪ ،‬لي�س هناك �سوى ثالثة‬ ‫ف ��ي المئة من البنوك التجاري ��ة التي تقدم منتجات‬ ‫التمويل الإ�سالمي في جميع �أنحاء العالم‪ ،‬مع ن�سبة‬ ‫�ساحق ��ة تبلغ ‪ 77‬في المئة تقدمه ��ا البنوك الريفية‬ ‫(التي تع ّرف ب�أنها م�ؤ�س�س ��ات مالية ت�ساعد البلدان‬ ‫النامية على تمويل �إحتياجاتها وم�شاريعها الزراعية‬ ‫عل ��ى وج ��ه التحدي ��د)‪ ،‬وفق� � ًا لتقري ��ر المجموع ��ة‬ ‫الإ�ست�شاري ��ة لم�ساع ��دة الفقراء لع ��ام ‪ 2013‬الذي‬ ‫كان تح ��ت عنون‪" :‬الإتجاهات الت ��ي ت�شملها المالية‬ ‫المتوافقة مع ال�شريعة الإ�سالمية"‪.‬‬ ‫"�أعتق ��د �أن �أكبر عقبة �أمام تنمية التمويل الأ�صغر‬ ‫الإ�سالم ��ي ه ��ي ع ��دم وج ��ود الدع ��م المال ��ي �إل ��ى‬ ‫منظمات التمويل الأ�صغر الإ�سالمي"‪ ،‬يقول الدكتور‬ ‫خان‪.‬‬ ‫"اذا نظرت ��م الى مجل�س التع ��اون الخليجي‪ ،‬هناك‬ ‫بي ��ن ‪� 500‬إل ��ى ‪ 800‬م�ؤ�س�سة مالي ��ة �إ�سالمية وعدد‬ ‫قلي ��ل ج ��د ًا منه ��ا تل ّب ��ي حاج ��ات �شرائ ��ح الدخ ��ل‬ ‫مخ�ص�ص ��ة لتقديم‬ ‫المنخف� ��ض‪ .‬منتجاته ��ا لي�س ��ت ّ‬

‫بنك دبي الإ�سالمي‪ :‬المطلوب التوجه �إلى الفقراء‬

‫القرو�ض ال�صغيرة"‪ ،‬ح�سب قوله‪.‬‬ ‫من جهة �أخرى �إن الإمكانية بالن�سبة �إلى ال�صناديق‬ ‫الغني ��ة بر�أ� ��س الم ��ال الت ��ي تتخ ��ذ م ��ن الخلي ��ج‬ ‫مقر ًاوالبن ��وك الإ�سالمي ��ة لدخ ��ول ه ��ذا المجال ال‬ ‫ت ��زال �ضخمة‪ ،‬لكنهما م ��ا زاال غائبين �إلى حد كبير‬ ‫عن هذا القطاع‪.‬‬ ‫"�إن العام ��ل الوحيد ال ��ذي يمنع الم�ؤ�س�سات المالية‬ ‫الإ�سالمي ��ة في الخلي ��ج من �إتخاذ وتبن ��ي مبادرات‬ ‫التمويل الأ�صغر ف ��ي البلدان الإ�سالمية الأكثر فقر ًا‬ ‫ه ��و رغبته ��ا وقرارها للقيام بذل ��ك"‪ ،‬يقول الدكتور‬ ‫خان‪.‬‬ ‫جنب ًا �إل ��ى جنب مع غيره م ��ن الم�سلمين المولودين‬ ‫ف ��ي �أوروبا‪ ،‬يعمل الدكتور خان عل ��ى �إن�شاء �صندوق‬ ‫يحمل �إ�س ��م "التمويل الأ�صغ ��ر الأخالقي" لت�شجيع‬ ‫ال�صنادي ��ق في منطقة الخليج والبن ��وك الإ�سالمية‬ ‫عل ��ى تمويل م�شاريع التموي ��ل الأ�صغر الإ�سالمي في‬ ‫المجتمعات الم�سلمة الأكثر فقر ًا‪.‬‬ ‫"�سيك ��ون هذا �صندوق ًا‪ ،‬حيث يمكن للبنوك في دول‬ ‫مجل�س التعاون الخليجي �إيداع �أموال الزكاة لديها‪،‬‬ ‫ونح ��ن �س ��وف ن ّق ��دم العناي ��ة الواجب ��ة لم�ؤ�س�سات‬ ‫التمويل الأ�صغر الإ�سالمية‪ ،‬و�سنقوم �أي�ض ًا ب�إ�ستثمار‬

‫هذه الأم ��وال لزي ��ادة �إنت�شارها في الع ��ام ‪،"2014‬‬ ‫ي�ؤ ّكد الدكتور خان‪.‬‬ ‫�إن موق ��ف البنوك الإ�سالمي ��ة يالن�سبة �إلى العمالء‬ ‫ذوي الدخ ��ل المنخف�ض ال ��ذي يعتبرهم مجموعات‬ ‫خطرة يجب �أن يتغ ّير‪� ،‬أ�ضاف الدكتور خان‪.‬‬ ‫"وقد �أثبتت تجربة التمويل الأ�صغر على مدى ‪30‬‬ ‫�إلى ‪� 40‬سنة الما�ضية �أن النا�س الأفقر في المجتمع‬ ‫ه ��م في الواق ��ع �أقل مخاطرة‪ .‬ه ��م بال�ضبط الذين‬ ‫نادر ًا ما يتخ ّلفون عن دفع القرو�ض‪ ،‬وقد تمتّع قطاع‬ ‫التموي ��ل الأ�صغر ب�شكل عام بمع ��دالت �سدادو�صلت‬ ‫�إل ��ى �أكثر م ��ن ‪ - 95‬وحتى ‪ 99‬في المئ ��ة لب�ست من‬ ‫غير الم�ألوف"‪ ،‬ح�سب الدكتور خان‪.‬‬ ‫وفق� � ًا لعزي ��ز الرحمن‪ ،‬ال ��زكاة �أو ال�صدق ��ة لي�ست‬ ‫كافي ��ة لم�ساعدة الفقراء‪ ،‬يج ��ب �أن تكون محفوظة‬ ‫فقط للمعدمين تمام� � ًا‪ .‬و�أ�ضاف انه يجب م�ساعدة‬ ‫النا� ��س الذي ��ن ه ��م قادري ��ن عل ��ى العم ��ل ولكنهم‬ ‫يفتق ��رون �إل ��ى ر�أ�س الم ��ال ويجب تمويله ��م لك�سب‬ ‫لقمة العي�ش‪.‬‬ ‫وهن ��ا ربم ��ا يمك ��ن للبن ��وك الإ�سالمية ف ��ي الخليج‬ ‫�أن ت�أخ ��ذ �صفح ��ة من كت ��اب الكويت الت ��ي �صاغها‬ ‫ال�صندوق الكويتي منذ �ستينات القرن الفائت‬ ‫‪Issue 16 - February - 2014‬‬

‫‪65‬‬


‫�أ�سواق المال ¶ التمويل الإ�سالمي‬ ‫حياة الفقراء‪ ،‬يق ��ول عمر ال�شيخ‪ ،‬ع�ضو تنفيذي في‬ ‫مجل�س التمويل الإ�سالمي في المملكة المتحدة ‪.‬‬ ‫"م ��ا يثير الإعجاب ه ��و �أن التمويل الأ�صغر يمكن‬ ‫�أن يلع ��ب دور ًا ف ��ي معالج ��ة ه ��ذه الق�ضاي ��ا عندما‬ ‫يبح ��ث النا�س‪ ،‬بغ� ��ض النظر عن الدي ��ن‪ ،‬عن �شكل‬ ‫�أكث ��ر م�س�ؤولية �إجتماعي ًا م ��ن الخدمات الم�صرفية‬ ‫والمالية"‪ ،‬قال في حلقة نقا�ش حول التمويل الأ�صغر‬ ‫في م�ؤتمر البحرين‪.‬‬ ‫"�إذا دمجن ��ا الم�صرفية الإ�سالمية من خالل منح‬ ‫المودعي ��ن خي ��ار ًا لإقرا�ض �أموالهم �إل ��ى م�ؤ�س�سات‬ ‫التمويل الأ�صغر‪ ،‬عندئ � ٍ�ذ يمكنهم لي�س ك�سب عوائد‬ ‫مالية فح�سب‪ ،‬بل �أي�ض ًا عائدات �إجتماعية"‪ ،‬ح�سب‬ ‫ر�أي ال�شيخ‪.‬‬ ‫عل ��ى الرغم من ه ��ذه المثل العلي ��ا والوعود الحبلى‬ ‫بالأم ��ال‪ ،‬ف� ��إن و�ض ��ع التموي ��ل الأ�صغ ��ر الإ�سالمي‬ ‫مح ��زن وهو تحت الأداء‪ .‬فخدمة التمويل الإ�سالمي‬ ‫ت�ص ��ل جالي� � ًا �إل ��ى ‪� 380,000‬شخ� ��ص ف ��ي ‪ 19‬بلد ًا‬ ‫م�سلم ًا‪ ،‬وهو ما يمثل فقط ‪ 0.5‬في المئة من مجموع‬ ‫م ��ا ي�ستطي ��ع �أن ي�صل �إلي ��ه التموي ��ل الأ�صغر‪ ،‬وفقا‬ ‫لمنظمة البحوث التابع ��ة للبنك الدولي والمجموعة‬ ‫الإ�ست�شارية لم�ساعدة الفق ��راء‪ ،‬في درا�سة �أجريت‬ ‫في العام ‪.2007‬‬ ‫�إن منهجي ��ات التموي ��ل الإ�سالم ��ي مث ��ل الأرب ��اح‬

‫عمر ال�شيخ‪"" :‬الإفال�س الأخالقي"‬ ‫للبنوك التقليدية في �أعقاب الأزمة‬ ‫المالية هو �سبب �آخر كي يلعب‬ ‫التمويل الأ�صغر الإ�سالمي دور ًا �أكبر‬ ‫في �إثراء حياة الفقراء"‬ ‫محافظ الم�صرف المركزي‬ ‫الكويتي محمد الها�شل‪" :‬حجم‬ ‫التمويل الإ�سالمي ال يزال ّ‬ ‫ي�شكل‬ ‫ن�سبة متوا�ضعة وفي حدود ‪ % 1‬من‬ ‫حجم التمويل على م�ستوى النظام‬ ‫المالي الدولي‪ ،‬وهو ما يتطلب التهي�ؤ‬ ‫والإ�ستعداد لمواجهة تحديات النمو‬ ‫والتطور في المرحلة المقبلة"‬

‫والخ�سائ ��ر لديه ��ا م�ستوي ��ات عالي ��ة م ��ن ال�شفافية‬ ‫المرتبط ��ة بها ال ت�صل ��ح ب�سهولة للتموي ��ل الأ�صغر‪،‬‬ ‫والت ��ي عادة ما تنط ��وي على الكثير م ��ن ال�صفقات‬ ‫ال�صغي ��رة م ��ع �إرتف ��اع التكالي ��ف الإداري ��ة‪ ،‬ح�سب‬ ‫الدكت ��ور �أجاز �أحمد خان‪ ،‬م�ست�شار التمويل الأ�صغر‬ ‫ف ��ي "الن ��د وي ��ذ كي ��ر" (‪ ،)lendwithcare‬الذراع‬ ‫المالية لوكالة الإغاثة الدولية "كير"(‪.)CARE‬‬ ‫"الق ��درات التقنية الم�ؤ�س�سي ��ة المنخف�ضة‪ ،‬وو�ضع‬ ‫�سيا�س ��ات و�إج ��راءات لمنظم ��ات التموي ��ل الأ�صغر‬ ‫الإ�سالمي والتوجيه ��ات المعطاة لها من المنظمين‬ ‫الوطنيي ��ن والهيئ ��ات الدولي ��ة مث ��ل المجموع ��ة‬ ‫الإ�ست�شاري ��ة لم�ساعدة الفقراء هي تحديات �أخرى‪،‬‬ ‫وهن ��اك بع�ض النقا�ش حول ما هو في الواقع متوافق‬ ‫مع ال�شريعة"‪� ،‬أ�ضاف‪.‬‬ ‫والحقيق ��ة �أن العي ��ب الرئي�س ��ي يمك ��ن �أن يكون في‬ ‫مبد�أ التمويل الإ�سالمي الذي يقوم على عدم تقديم‬ ‫القرو�ض بفوائد‪ ،‬والتي تعتبر حرام ًا و�إثم ًا‪.‬‬ ‫ب ��د ًال من ذلك‪ُ ،‬تق ��دم م�ؤ�س�س ��ات التموي ��ل الأ�صغر‬ ‫الإ�سالمية‪ ،‬مثل نظيراتها الأكبر حجم ًا‪ ،‬على �شراء‬ ‫الأ�ص ��ول نيابة ع ��ن العمي ��ل‪ ،‬وبيعها برب ��ح وعندها‬ ‫يقوم العميل بت�سديد القيم ��ة الإجمالية للموجودات‬ ‫�إلى البنك على �أق�ساط‪.‬‬ ‫يقول خبراء التمويل الأ�صغر‪ ،‬مثل الدكتور خان‪� ،‬أن‬

‫ّ‬ ‫يد�شن بنك ًا للفقراء في جنوب �شرق �آ�سيا للمرة الأولى‬ ‫"�أغفند"‬ ‫�أطل ��ق برنام ��ج الخليج العربي للتنمي ��ة "�أغفند"‬ ‫بن ��ك التموي ��ل الأ�صغ ��ر لمكافح ��ة الفق ��ر ف ��ي‬ ‫جمهورية الفيليبين‪ ،‬ليرفع بذلك عدد م�شاريعه‬ ‫بت�أ�سي� ��س بن ��وك الفق ��راء ف ��ي العالم ال ��ى ثمانية‬ ‫فروع في العالم‪ .‬وي�شكل ت�أ�سي�سه �إمتداداً لأعمال‬ ‫البرنام ��ج بعي ��داً م ��ن العال ��م العرب ��ي لي�صل الى‬ ‫جن ��وب �شرق �آ�سي ��ا‪ .‬وتعتمد هذه الم�شاريع عملية‬ ‫التموي ��ل الأ�صغ ��ر‪ ،‬وذل ��ك ف ��ي اط ��ار �إ�ستراتيجية‬ ‫"�أغفند" للحد من الآفة االجتماعية التي تجتاح‬ ‫العالم‪ ،‬الفقر‪.‬‬ ‫وح�ض ��ر رئي� ��س "�أغفن ��د" الأمي ��ر ط�ل�ال بن عبد‬ ‫العزي ��ز ال ��ى العا�صم ��ة ماني�ل�ا‪ ،‬لتد�شي ��ن البن ��ك‬ ‫ال ��ذي �أن�شئ بال�شراكة م ��ع الحكومة الفيليبينية‪،‬‬ ‫والقط ��اع الخا� ��ص‪ .‬كما �ش ��ارك في الحف ��ل الذي‬ ‫�أقي ��م ف ��ي �أح ��د فن ��ادق العا�صم ��ة‪ ،‬نائ ��ب رئي� ��س‬ ‫جمهوري ��ة الفيليبي ��ن جيجوم ��ار بين ��اي ورئي� ��س‬ ‫الغرفة التجارية ال�صناعية في الفيليبين ميغول‬

‫‪64‬‬

‫العدد ‪� - 16‬شباط (فرباير) ‪٢٠١4 -‬‬

‫الأمير طالل بن عبد العزيز‪� :‬أمير الفقراء‬

‫في ��رال‪ ،‬ا�ضاف ��ة ال ��ى ع ��دد م ��ن رج ��ال الأعم ��ال‪.‬‬ ‫و�إعتب ��ر الأمي ��ر ط�ل�ال �أن "بن ��ك الإب ��داع‬ ‫للتموي ��ل اال�صغ ��ر �سيكون راف ��داً لحيوية ال�شعب‬ ‫الفيليبين ��ي‪ ،‬من خالل فتح فر�ص جديدة للعمل‬ ‫ودمج الفقراء في العملية المالية"‪ .‬و�أ�ضاف "�إذا‬

‫كان ��ت بن ��وك �أغفند للتمويل الأ�صغ ��ر بما تحققه‬ ‫م ��ن نجاحات ف ��ي مجال �أف�ض ��ل التطبيقات‪ ،‬وفي‬ ‫الت�شغي ��ل الذات ��ي‪ ،‬و�إبت ��كار المنتج ��ات الت ��ي تلبي‬ ‫حاجة المجتمعات‪ ،‬قد �إ�ستقطبت الإ�شادة وحازت‬ ‫جوائ ��ز عالمي ��ة‪ .‬ف� ��إن بن ��ك الفيليبي ��ن ي�ست�شرف‬ ‫تم ّيزاً من نوع �آخر ي�ستمده من ال�شراكة الدولية‪،‬‬ ‫ممثل ��ة ف ��ي "حمل ��ة قم ��ة الإقرا� ��ض" بخبراته ��ا‬ ‫وتعاونه ��ا م ��ع "�أغفن ��د" من ��ذ مطل ��ع الألفي ��ة"‪.‬‬ ‫ولف ��ت الأمي ��ر ال�سع ��ودي ال ��ى �أن "ت�أ�سي� ��س بن ��ك‬ ‫الإب ��داع للتموي ��ل الأ�صغر‪ ..‬والإمكان ��ات المتاحة‬ ‫لإنت�ش ��اره ف ��ي الج ��زر الفيليبيني ��ة‪ ،‬ه ��و �إ�ضاف ��ة‬ ‫نوعية لم�صارف "�أغفند"‪ ،‬كونه المدخل للتو�سع‬ ‫في منطقة جنوب �شرق �آ�سيا"‪.‬‬ ‫�أما رئي�س غرفة التجارة وال�صناعة في الفيليبين‬ ‫ميغ ��ول في ��رال‪ ،‬ف�أك ��د دع ��م الفيليبي ��ن للم�شروع‪،‬‬ ‫الفت� �اً الى ان ال�سلطات الفيليبينية �ستقدم الدعم‬ ‫الفني والتقني للم�شروع‪.‬‬


‫(تويتر ال�صينية)‪� ،‬إل ��ى الألعاب على الإنترنت‪� ،‬إلى‬ ‫التعبي ��ر عن وجهات نظ ��ر �سيا�سي ��ة ح�سا�سة تنتقد‬ ‫الحزب ال�شيوع ��ي الحاكم‪ .‬على �سبي ��ل المثال‪ ،‬في‬ ‫الع ��ام ‪" ،2009‬ح�صان طين الع�ش ��ب" ميمي‪ ،‬الذي‬ ‫لعب على ثالثة �شخ�صيات م�شتركة كان من ال�صعب‬ ‫فر�ض رقاب ��ة عليه علم ًا �أنه كان �ش ��اذ ًا بالن�سبة �إلى‬ ‫الألف ��اظ النابية ال�صيني ��ة‪ .‬وقد �إنت�ش ��ر كالفيرو�س‬ ‫مع م�ستخدمي المد ّون ��ات ال�صغيرة الذين تقا�سموا‬ ‫الفيدي ��و‪ ،‬والمواق ��ع الإلكتروني ��ة الت ��ي �إ�ستعان ��ت‬ ‫ب"ميم ��ي" لتوجيه اللوم بالن�سبة �إل ��ى الرقابة على‬ ‫الخطاب ال�سيا�سي على الإنترنت‪.‬‬ ‫م ��ن جهة �أخرى‪ ،‬يمكن �أي�ض� � ًا لم�ستخدمي الإنترنت‬ ‫المبدعي ��ن �إ�ستغ�ل�ال من�ص ��ات "ح�ش ��د التموي ��ل"‬ ‫بطرق غي ��ر متوقعة‪ .‬على �سبيل المث ��ال‪� ،‬إذا �ضرب‬ ‫زلزال �آخر جنوب ال�صين‪ ،‬يمكن عندها للمواطنين‬ ‫�أ�صح ��اب الم�شاري ��ع �إ�ستخ ��دام من�ص ��ات "ح�ش ��د‬ ‫التمويل" لتنظيم جهود �إغاثة م�ستقلة عن الحكومة‪.‬‬ ‫�أو �أن �س ��كان الأحياء القريبة‪ ،‬حيث يهدم المطورون‬ ‫من ��ازل ف ��ي فن ��اء بكي ��ن لبن ��اء ناطح ��ات �سح ��اب‬ ‫�أنيق ��ة‪ ،‬يمكنهم �أن يحاولوا مع� � ًا جمع المال لحماية‬ ‫مجتمعاتهم‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن بع� ��ض ما هناك ف ��ي هذا المج ��ال يدفع‬ ‫ويو�سع المدارك‪ .‬على �سبيل المثال‪،‬‬ ‫بالفعل الحدود ّ‬ ‫�صحاف ��ي �صين ��ي عاطل ع ��ن العمل‪ ،‬يي ��ن يو�شينغ‪،‬‬ ‫�أعلن ف ��ي ت�شرين الأول (�أكتوب ��ر) ‪� 2013‬أنه يعتزم‬ ‫�إ�ستخ ��دام "ح�ش ��د التمويل" لدفع راتب ��ه بينما كان‬ ‫يعمل ب�شكل م�ستقل على تقارير وتحقيقات محتلفة‪.‬‬ ‫مث ��ل هذه الح ��االت قد تختبر �آف ��اق م�شاريع "ح�شد‬ ‫التمويل" الأكثر توتر ًا وح�سا�سية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫يمك ��ن ل"ح�شد التمويل" �أي�ض ًا �أن ي�ؤثر تدريجا على‬ ‫روح الع�ص ��ر ال�صينية حي ��ث ي�ستطي ��ع تغييرها في‬ ‫�إتجاه توقعات �أكثر ديموقراطية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫في بل ��د حيث لم ي�ش ��ارك معظم النا� ��س مطلقا في‬ ‫�إنتخاب ��ات ح ��رة‪ ،‬ل ��دى "ح�ش ��د التموي ��ل" �أ�صداء‬ ‫عملي ��ة ديموقراطية‪ :‬فهو يتي ��ح لمجموعة كبيرة من‬ ‫الأفراد التعبير ع ��ن تف�ضيالتهم‪ ،‬ثم عر�ض بيانات‬ ‫تجمع جميع ال ��ردود الفردية‪ ،‬والتي تحدد في نهاية‬ ‫المطاف ما �إذا كان الم�شروع المقترح �سين ّفذ �أم ال ‪.‬‬ ‫حالي� � ًا‪ ،‬الإنتخاب ��ات ال�سيا�سي ��ة ال�صيني ��ة‪ ،‬عندم ��ا‬ ‫تحدث‪ ،‬تقت�صر على �إختيار قادة الحكومة المحلية‪.‬‬ ‫كما يح ��دث �أي�ض� � ًا الت�صويت عب ��ر الإنترنت‪ ،‬ولكن‬ ‫ف ��ي الغال ��ب لتحدي ��د خي ��ارات بع ��د فرزه ��ا مث ��ل‬ ‫المواه ��ب المتناف�س ��ة ف ��ي برنامج تفزيون ��ي �شعبي‬ ‫"�صوت ال�صين" �أو "�أبطال الجذور" التي ّ‬ ‫تر�شحها‬ ‫و�سائل الإع�ل�ام الحكومية‪ .‬ولك ��ن "ح�شد التمويل"‬ ‫مختل ��ف‪� .‬أنه ي�سم ��ح لأي �شخ� ��ص ب�إن�ش ��اء م�شروع‬

‫الرئي�س ال�صيني‪� ‬شي جينبينغ‪ :‬هل يطور العملية �أم يوقفها؟‬

‫يمك ��ن �أن يتم الت�صويت عليه بالنجاح �أو الف�شل؛ وال‬ ‫وجود ل�سلط ��ة واحدة تد ّقق في قائم ��ة المر�شحين‪.‬‬ ‫الم�شاري ��ع الت ��ي يت ��ردد �صداه ��ا م ��ع م�ستخدم ��ي‬ ‫الإنترن ��ت يمكن �أن تح�صل عل ��ى �أكثر من الأ�صوات‬ ‫والأم ��وال المطلوبة‪ :‬على �سبي ��ل المثال‪ ،‬العديد من‬ ‫الم�شاري ��ع الأكث ��ر �شعبية ل� �ـ"‪"DemoHour 500‬‬

‫"ح�شد التمويل" �أ�صبح عام ًال‬ ‫تجاري ًا كبير ًا في ال�صين‪ .‬لقد‬ ‫�إ�ستطاعت مواقع �إلكترونية‪،‬‬ ‫مثل "‪"DemoHour‬‬ ‫و"‪ ،"Musikid‬ال�سماح فعلي ًا‬ ‫للمواطنين ال�صينيين ب�إقامة وعقد‬ ‫�أحداث و�إطالق م�شاريع في العالم‬ ‫الحقيقي حيث كانت �سابق ًا‬ ‫غير مجدية �إقت�صادي ًا‬ ‫و�صف البنك الدولي‬ ‫"ح�شد التمويل" كم�صدر‬ ‫م�ستقبلي حا�سم للإبتكار وخلق‬ ‫فر�ص العمل في البلدان النامية ‪...‬‬ ‫� ٌ‬ ‫أداة يمكن �أن ت�ساعدها على تجاوز‬ ‫"الدول المتقدمة"‬

‫جم ��ع ‪ 500‬في المئة �أو �أكثر م ��ن الأهداف الأ�صلية‪.‬‬ ‫المن�ص ��ات تخل ��ق م�ساح ��ة �إ�ضافية‬ ‫وبالتال ��ي ه ��ذه‬ ‫ّ‬ ‫لم�ؤ�س�س ��ة جماعي ��ة ال توجد في غيره ��ا من عمليات‬ ‫الت�صوي ��ت‪ .‬الم�ستخدمون ال ي� ّصوتون فقط بوا�سطة‬ ‫"الرنمينبي"‪ ،‬ولكن قراراتهم تعطي الحياة لتحقيق‬ ‫م�شاريع‪ ،‬ث ��م ت�سمح لأولئك الذين �ساهموا بالتالقي‬ ‫خ ��ارج الإنترن ��ت‪ ،‬ورب ��ط م�ستخدم ��ي ال�شبك ��ة �إلى‬ ‫مجتمع من الفائدة والم�صالح وحتى �إلى ق�ضية‪.‬‬ ‫هذه التطورات لي�ست من المرجح �أن تر�ضي الحزب‬ ‫ال�شيوعي‪� .‬إبتداء من �أيلول (�سبتمبر) ‪� ،2013‬أطلقت‬ ‫ال�سلطات ال�صينية حملة على �شبكة الإنترنت‪ ،‬حيث‬ ‫ج ّرم ��ت بع�ض ال ��كالم المن�شور عليه ��ا‪ ،‬و�ضايقت �أو‬ ‫�سجنت بع�ض المد ّونين الأكثر �شعبية الذي ع ّلق على‬ ‫الم�سائل ال�سيا�سية‪ ،‬التي تع ّرفها وتحدَ دها الحكومة‬ ‫عل ��ى نط ��اق وا�سع‪ .‬عل ��ى الرغم من ه ��ذه الحمالت‬ ‫المزعج ��ة والم�ستم ��رة‪ ،‬ف� ��إن �شبك ��ة الإنترن ��ت من‬ ‫دون �ش ��ك قد غ ّي ��رت ال�صين‪ .‬لق ��د �سمحت للأفراد‬ ‫ب�إعطاء �ص ��وت لوجهات نظرهم‪ ،‬و�أظهرت للأقليات‬ ‫م ��ن ال�شعب �أنها لي�ست وحدها‪ .‬ف ��ي بع�ض الأحيان‪،‬‬ ‫يخن ��ق الحزب خطاب ًا �سيا�سي ًا عل ��ى االنترنت‪ ،‬ولكن‬ ‫ف ��ي م ��رات �أخ ��رى ت�سم ��ح ال�سلط ��ات ل ��ه‪� .‬إن وجود‬ ‫�أداة جدي ��دة مث ��ل "ح�ش ��د التموي ��ل" لدي ��ه القدرة‬ ‫عل ��ى موا�صلة ه ��ذه الدينامية الإيجابي ��ة الأ�سا�سية‪،‬‬ ‫وتو�سيع �إنت�شارها �أكثر في حياة المواطنين‪.‬‬ ‫بطبيع ��ة الح ��ال‪� ،‬سيعمل الحزب م ��ن جهته ب�سرعة‬ ‫�ض ��د مقترح ��ات "ح�ش ��د التموي ��ل" الت ��ي تتح� �دّى‬ ‫ال�سلط ��ة ال�شيوعي ��ة مبا�ش ��رة‪ .‬ولك ��ن ه ��ذا ال يعني‬ ‫�أن الحكوم ��ة �س ��وف تغل ��ق بال�ض ��رورة ال�صناع ��ة‬ ‫ب�أكمله ��ا‪ ،‬والت ��ي تو ّرط ��ت فيه ��ا مبال ��غ �ضخمة من‬ ‫الم ��ال‪ .‬من�ص ��ات "ح�ش ��د التموي ��ل" لي�س ��ت مجرد‬ ‫و�سيل ��ة لتبادل " القط ��ط اللطيف ��ة " ‪ -‬فهي مو�ضع‬ ‫معام�ل�ات نقدي ��ة‪ ،‬وتدخل ف ��ي الإقت�ص ��اد الرقمي‪،‬‬ ‫�إ�ضاف ��ة �إلى �إ�ستخدامات تجاري ��ة ربما ال تتج ّز�أ من‬ ‫�إمكاناته ��ا ال�سيا�سي ��ة‪ .‬وق ��د و�ص ��ف البن ��ك الدولي‬ ‫"ح�شد التمويل" كم�صدر م�ستقبلي حا�سم للإبتكار‬ ‫وخل ��ق فر�ص العمل في البلدان النامية‪ ،‬واح ٌد يمكن‬ ‫�أن ي�ساعدها على تجاوز "الدول المتقدمة"‪.‬‬ ‫من ��ذ عقود ‪ ،‬توقع المراقبون �أن تج ��ارة �أكثر تحرراً‬ ‫ف ��ي ال�صي ��ن م ��ن �ش�أنها �أن ت� ��ؤدي حتم ًا �إل ��ى تغيير‬ ‫�سيا�س ��ي‪ .‬ف ��ي مطل ��ع ه ��ذا الق ��رن‪� ،‬أطل ��ق مراقبو‬ ‫ال�صين تنب�ؤات مماثلة ع ��ن �صعود الإنترنت هناك‪.‬‬ ‫في كلتا الحالتين ‪ ،‬كان المراقبون على خط�أ �أو على‬ ‫الأق ��ل كانوا على حق في وق ��ت مبكر جد ًا‪ .‬ولكن من‬ ‫خ�ل�ال الجمع بين ق ��وى التجارة و �شبك ��ة الإنترنت‪،‬‬ ‫يمكن لـ"ح�شد التمويل" �أن ي�ساعد على دفع ال�صين‬ ‫ب�إتجاه تغييرات �سيا�سية‬ ‫‪Issue 16 - February - 2014‬‬

‫‪67‬‬


‫�أ�سواق المال‬ ‫حشد التمويل‬

‫في �أميركا ي�ستخدم لإطالق م�شاريع جديدة وفي بالد ماو ت�سي تونغ له �أثر �آخر‬

‫"حشد التمويل" ّ‬ ‫يهدد‬ ‫النظام الشيوعي في الصين!‬

‫بعدم��ا �أث��ار "ح�ش��د التموي��ل" (‪� )Crowdfunding‬إهتم��ام الم�ؤ�س�س��ات المالي��ة الأميركي��ة‬ ‫وع��رف نجاح � ًا ف��ي الع��ام الما�ض��ي وخ�صو�ص � ًا ل��دى ال�ش��ركات الت��ي تبح��ث ع��ن تموي��ل‬ ‫لعمالئه��ا م��ن �أ�صح��اب الم�شاري��ع الجدي��دة‪ ،‬عل��ى الرغ��م م��ن ت�شكي��ك البع���ض بدخول��ه �إل��ى‬ ‫عال��م التموي��ل الج��دي لل�ش��ركات الكب��رى‪ ...‬ه��ا ه��و الآن ينتق��ل �إل��ى ب�لاد م��او ت�س��ي تون��غ‪.‬‬ ‫ولك��ن‪� ،‬إذا كان الهدف مالي ًا بحت � ًا في بالد العم ال�سام‪ ،‬ف�إن "ح�شد التمويل" في ال�صين له و�ضع �آخر وت�أثير‬ ‫�سيا�سي قد يغير في �أحوال النظام‪.‬‬ ‫بكين ‪ -‬عبد ال�سالم فريد‬ ‫"ح�شد التمويل" "‪،"Crowdfunding‬‬ ‫الذي يتي ��ح لم�ستخدمي �شبكة الإنترنت‬ ‫الم�ساهم ��ة بمبال ��غ �صغي ��رة م ��ن النق ��ود لتموي ��ل‬ ‫الم�شاري ��ع الجماعي ��ة مث ��ل الحف�ل�ات المو�سيقي ��ة‬ ‫والأف�ل�ام والم�شاري ��ع الجديدة‪ ،‬قد وج ��د مكانه في‬ ‫ال�صي ��ن وفت ��ح طريقه و�أقل ��ع ‪ -‬ولكن �إل ��ى �أي مدى‬ ‫�س ��وف يذهب يبقى مجرد م�س�ألة تجارية‪ .‬من خالل‬ ‫ال�سماح لم�ستخدم ��ى الإنترن ��ت الت�صويت بوا�سطة‬ ‫"الرنمينبي"‪ ،‬يمكن �أن ي�صبح "ح�شد التمويل" على‬ ‫الإنترنت ن�شاط ًا �إقت�صادي ًا مع �آثار �سيا�سية‪ ،‬ومق ِّرب ًا‬ ‫لمجالي ��ن منف�صلي ��ن اللذين ن ��ادر ًا م ��ا يتداخالن‬ ‫ف ��ي ال�صين‪ .‬ونتيجة لذلك يمك ��ن لمن�صات "ح�شد‬ ‫التموي ��ل" ف ��ي الم�ستقب ��ل �أن تفع ��ل �أكثر م ��ن �صنع‬ ‫المو�سيق ��ى والم�شاري ��ع‪ ،‬ب ��ل ق ��د ي�ساع ��د �أي�ض ًا في‬ ‫�إحداث تغييرات �سيا�سية في البالد‪.‬‬ ‫لي� ��س هن ��اك �أدن ��ى �ش ��ك ب� ��أن "ح�ش ��د التموي ��ل"‬ ‫�أ�صب ��ح عام�ل ً�ا تجاري� � ًا كبي ��ر ًا ف ��ي ال�صي ��ن‪ .‬لق ��د‬ ‫�إ�ستطاع ��ت مواقع �إلكترونية‪ ،‬مثل "‪"DemoHour‬‬ ‫و"‪ ،"Musikid‬ال�سماح فعلي ًا للمواطنين ال�صينيين‬ ‫ب�إقام ��ة وعقد �أح ��داث و�إطالق م�شاري ��ع في العالم‬ ‫الحقيق ��ي حيث كانت �سابق ًا غير مجدية �إقت�صادي ًا‪.‬‬ ‫ه ��ذه المواق ��ع لي�س ��ت فق ��ط لحف�ل�ات الإت�صال ‪-‬‬ ‫فهي ت�سم ��ح �أي�ض� � ًا للم�ستخدمين �إيج ��اد الم�شاريع‬ ‫الت ��ي تثيره ��م وتمويل �أي �شيء م ��ن تجديد نزل في‬

‫‪66‬‬

‫العدد ‪� - 16‬شباط (فرباير) ‪٢٠١4 -‬‬

‫"التب ��ت"‪� ،‬أو �إنت ��اج فيل ��م طليع ��ي ع ��ن حي ��اة مثلي‬ ‫الجن� ��س ف ��ي بكي ��ن‪� ،‬أو تطوي ��ر جهاز قيا� ��س نوعي‬ ‫محمول لله ��واء‪ ...‬مع �إكراميات وهداي ��ا للمانحين‬ ‫�إذا حقق الم�شروع هدفه‪ .‬وقد ذكرت �صحيفة "وول‬ ‫�ستريت جورنال" في ‪ 6‬كانون الثاني (يناير) الفائت‬ ‫ب�أن "ح�شد التمويل" "ي�أخذ مكانته تدريج ًا" هناك‪،‬‬ ‫في حين تو ّقع تقرير البنك الدولي في ت�شرين الأول‬ ‫(�أكتوبر) ‪� 2013‬أن ال�سوق ال�صينية في هذا المجال‬ ‫يمك ��ن �أن تنم ��و ب�شكل كبير بحوال ��ي ‪ 50‬مليار دوالر‬ ‫الرنمينبي‪:‬‬ ‫الت�صويت من‬ ‫خالله حالي ًا‬

‫بحلول العام ‪.2025‬‬ ‫ً‬ ‫�أن�ص ��ار "ح�شد التمويل" ال يرون فقط �أرباحا جيدة‬ ‫ف ��ي الم�ستقبل‪ ،‬ولكن �أي�ض� � ًا يجادلون ب� ��أن الإبتكار‬ ‫ي�سم ��ح ب�إطالق م�شاريع جديدة خلاّ قة‪ .‬والبع�ض قد‬ ‫يكون خالق ًا بحيث ي�صل �إلى الحدود ال�سيا�سية‪.‬‬ ‫�إن �شبكة الإنترنت ف ��ي ال�صين �إمتلآت فعلي ًا ب�أمثلة‬ ‫م ��ن م�ستخدميها ال�صينيين‪ ،‬والت ��ي تهدف على ما‬ ‫يبدو �إلى تطويع ال�شبكة لأغرا�ض �أخرى مثل �إطالق‬ ‫و�سائ ��ل �إع�ل�ام جدي ��دة‪ :‬م ��ن "ويب ��و" (‪)Weibo‬‬


‫جانيت يلين‪ :‬تحتاج �إلى بع�ض الحظ �إلى جانب كفاءتها‬

‫هناك قليل من الت�شابه التاريخي والنماذج التحليلية‬ ‫التي ت�ساعد يلين �أوخريطة طريق �سيا�سية ت�ستطيع‬ ‫الإ�ستعان ��ة به ��ا‪ .‬في الواق ��ع‪ ،‬لي�س هن ��اك حتى فهم‬ ‫ومف�صل بي ��ن الأكاديميين كي ��ف �أ ّثر بنك‬ ‫م�شت ��رك ّ‬ ‫ً‬ ‫الإحتياطي الفيديرالي حق� �ا في الآفاق الإقت�صادية‬ ‫و�أداء الأ�س ��واق من ��ذ الأزمة المالي ��ة العالمية‪ .‬وفي‬ ‫الوق ��ت نف�س ��ه‪� ،‬إن الم�ستثمري ��ن الماليي ��ن �سع ��داء‬ ‫للح�ص ��ول عل ��ى دع ��م م�ستم ��ر م ��ن محفظ ��ة بنك‬ ‫الإحتياط ��ي الفيديرالي الوا�سع ��ة والمفتوحة‪ ،‬الأمر‬ ‫الذي دفع �أ�سعار الأ�صول �إل ��ى الإرتفاع �إلى معدالت‬ ‫تاريخي ��ة‪ ،‬عل ��ى الرغم من بطء ورك ��ود الأ�سا�سيات‬ ‫على نحو غير عادي‪.‬‬ ‫�إن هذا المن�صب لي�س تمام� � ًا ك�أ�س ًا م�سمومة‪ ،‬ولكن‬ ‫يلي ��ن تت�سل ��م الإحتياط ��ي الفيديرال ��ي وق ��د �أنهى‪،‬‬ ‫معظم ��ه من غير ق�ص ��د‪ ،‬الإكتت ��اب والتعهد بتمويل‬ ‫�سل�سل ��ة م ��ن قط ��ع �إت�ص ��ال مترابطة وغي ��ر عادية‪.‬‬ ‫تح ��ت �إ�شرافها‪ ،‬ف� ��إن البنك المرك ��زي بحاجة �إلى‬ ‫�إيج ��اد و�سيلة للتوفيق بي ��ن �إزدهار �أ�سع ��ار الأ�صول‬ ‫المالي ��ة على نح ��و �أف�ضل مع الواق ��ع الم�ؤ�سف الذي‬ ‫�صار الآن ُي�سمى "الك�ساد العلماني" ‪ --‬فترة طويلة‬ ‫غير عادية من النمو المنخف�ض والبطالة المرتفعة‪.‬‬ ‫وينبغ ��ي عل ��ى البنك المرك ��زي �أي�ض ًا �إيج ��اد و�سيلة‬ ‫للتوفيق بين �إلتزامه الثابت بدعم الإقت�صاد المحلي‬ ‫مع الإ�ضط ��راب الذي ي�سببه للبل ��دان الأخرى‪ .‬بعد‬

‫كل �ش ��يء‪ ،‬مع تمتع الواليات المتحدة على حد �سواء‬ ‫بتوري ��د العمل ��ة الإحتياطي ��ة العالمي ��ة و�إ�ست�ضاف ��ة‬ ‫�أعم ��ق الأ�س ��واق المالية ف ��ي العالم‪ ،‬ف�إن م ��ا يفعله‬ ‫بنك الإحتياط ��ي الفيديرالي له عواق ��ب هائلة على‬ ‫تدف ��ق ر�ؤو�س الأموال الدولية من و�إلى بلدان �أخرى‪.‬‬ ‫لقد �شع ��رت تلك البل ��دان ب�سخاء بن ��ك االحتياطي‬ ‫الفيديرال ��ي‪ ،‬والعديد منها �س ��وف يجد مدى قدرته‬ ‫عل ��ى مواجه ��ة التح ��دي عندم ��ا تقف ��ل ال�صنابي ��ر‬ ‫الأميركية‪.‬‬ ‫م ��ع ذل ��ك ف� ��إن بن ��ك الإحتياط ��ي الفيديرالي تحت‬ ‫قيادة يلين �س ��وف يحتاج �إلى �إيج ��اد و�سيلة لإنتقال‬ ‫االقت�ص ��اد م ��ن نم ��و �إ�صطناع ��ي �إل ��ى نم ��و حقيقي‬ ‫الذي يقوده القط ��اع الخا�ص‪ .‬يجب �أن يق ّلل تدريج ًا‬ ‫م�شاركت ��ه المبا�ش ��رة ف ��ي الأ�سواق وذل ��ك من دون‬ ‫وق ��وع الفو�ضى التي تق ّو�ض النم ��و االقت�صادي‪ .‬وقد‬ ‫�أ�ش ��ار برنانكي بالفعل �إلى الطريق �إلى الأمام‪ ،‬وهي‬ ‫بالتحدي ��د‪ :‬تراج ��ع تدريج ��ي ف ��ي �ش ��راء ال�سندات‬ ‫ال�شهري ��ة ل�صال ��ح الإعتم ��اد الكبي ��ر عل ��ى توجي ��ه‬ ‫�سيا�سات جريئة‪.‬‬ ‫ق ��د ال تك ��ون هناك �أزم ��ات و�شيك ��ة مثل تل ��ك التي‬ ‫واجهت فولكر‪ ،‬وغرين�سبان‪ ،‬وبرنانكي‪ .‬مع ذلك ف�إن‬ ‫الو�ضع الذي ورثته يلين يمكن القول �أنه �أكثر تعقيد ًا‬ ‫ومائع‪ .‬ف ��ي الواقع‪ ،‬قد ي�ش ّكل �أي�ض� � ًا �أحد التحديات‬ ‫الأكثر تعقيد ًا من �أي وقت م�ضى التي واجهت البنك‬

‫المركزي �سابق ًا‪� .‬إذا لم يكن ذلك كافي ًا‪ ،‬ف�إن �أدوات‬ ‫الإحتياط ��ي الفيديرالي غي ��ر مج ّه ��زة للقيام بهذه‬ ‫المهم ��ة التي هي في متناول الي ��د‪ ،‬ويعوق الم�ؤ�س�سة‬ ‫الإ�ستقطاب ال�سيا�سي و�ضعف الكونغر�س‪.‬‬ ‫ال �أح ��د يعرف على وجه اليقين ك ��م من الوقت لدى‬ ‫بن ��ك االحتياط ��ي الفيديرالي قبل �أن يب ��د�أ التعامل‬ ‫مع العواقب غير المق�ص ��ودة ل�سيا�ساته التجريبية‪.‬‬ ‫يمكن �أن يك ��ون �أ�شهر ًا‪ ،‬بل يمك ��ن �أن يكون �سنوات‪.‬‬ ‫الكثي ��ر يعتمد عل ��ى ما �إذا كان برنانك ��ي قد ا�شترى‬ ‫بالفع ��ل ما يكفي من الوقت لمعالجة موازنات الأ�سر‬ ‫الأميركية ولالقت�صاد �أن يلتق ��ط �أنفا�سه ويعود �إلى‬ ‫الإنتعا�ش‪.‬‬ ‫ولك ��ن يلين ال يمكنها �أن تنتظ ��ر لمعرفة ذلك‪ .‬فهي‬ ‫ف ��ي حاجة �إل ��ى العطاء على �أرب ��ع جبهات مترابطة‬ ‫ف ��ي وق ��ت مبكر م ��ن فت ��رة واليته ��ا‪ .‬الأول ��ى‪ ،‬فيما‬ ‫فوائ ��د التحفي ��ز لمجل� ��س الإحتياط ��ي الفيديرالي‬ ‫غير التقليدي ينخف�ض‪ ،‬يجب عليها تجنب تعري�ض‬ ‫ه�شا�ش ��ة الإنتعا�ش الذي ال ي ��زال يعوقه عدم كفاية‬ ‫البني ��ة التحتي ��ة والطل ��ب �إل ��ى الخط ��ر‪ ،‬وعدم حل‬ ‫جيوب المديوني ��ة المفرطة‪ ،‬والبطال ��ة على المدى‬ ‫الطويل‪.‬‬ ‫ثاني� � ًا‪ ،‬مع العديد م ��ن الأ�سهم و �سن ��دات ال�شركات‬ ‫تتذبذب مع م�ستويات فقاعة تقريب ًا‪ ،‬يجب عليها �أن‬ ‫تعم ��ل مع وكاالت �أخرى للت�أكد م ��ن �أن التقدم الذي‬ ‫�أحرز �أخير ًا في تنظيم العمل الم�صرفي والإ�شراف‬ ‫خف�ض ماد ًيا خطر زعزعة �إ�ستقرار ال�سوق‪.‬‬ ‫ثالث ًا‪ ،‬يجب عليه ��ا �أن تجد و�سيلة لك�سر التبعية غير‬ ‫ال�صحية التي تطورت بين الأ�سواق و بنك الإحتياطي‬ ‫الفيديرالي‪ .‬ال يمكن للأ�س ��واق �أن تعمل ب�شكل جيد‬ ‫على المدى الطوي ��ل على �إفترا�ض �أنه �سيكون لديها‬ ‫دائم� � ًا بن ��ك االحتياطي الفيديرال ��ي لتقديم الدعم‬ ‫لها‪ ،‬وال يمك ��ن لبنك الإحتياط ��ي الفيديرالي دائم ًا‬ ‫الإعتماد على دعم م�صطنع للأ�صول المالية لتعزيز‬ ‫النمو وفر�ص العمل‪.‬‬ ‫ورابع� � ًا‪ ،‬ينبغي عليها التوا�ص ��ل للك�شف بو�ضوح عن‬ ‫�سيا�س ��ة بن ��ك االحتياط ��ي الفيديرال ��ي ف ��ي العالم‬ ‫وال ��ذي �أ�صبح ح�سا�س ًا للغاية لكل كلمة‪� ،‬أو �إ�شارة‪� ،‬أو‬ ‫هم�سة منبثقة عن �أقوى م�ؤ�س�سة مالية في العالم‪.‬‬ ‫ما ال يمك ��ن �إنكاره‪ ،‬حتى في هذه المرحلة المبكرة‪،‬‬ ‫هو �أن الالئحة التي يجب على جانيت يلين تنفيذها‬ ‫�شاق ��ة مثل تل ��ك التي واجه ��ت �أ�سالفه ��ا الثالثة‪ .‬و‬ ‫لي�س لدين ��ا �أي فكرة ع ��ن التحدي ��ات والأزمات في‬ ‫العال ��م التي يمكن �أن ت�أتي قريب� � ًا �إليها‪� .‬إنها �إن�سانة‬ ‫محترف ��ة و�صاحبة موهبة وخبرة هائلة لرئا�سة بنك‬ ‫االحتياط ��ي الفيديرال ��ي ‪ ،‬ولك ��ن �س ��وف تحتاج الى‬ ‫بع�ض الحظ الجيد �أي�ض ًا‬ ‫‪Issue 16 - February - 2014‬‬

‫‪69‬‬


‫�أ�سواق المال‬ ‫اإلحتياطي الفيديرالي‬

‫بعدما ت�سلمت مهامها لقيادة الإحتياطي الفيديرالي الأميركي‬

‫ما هي األزمات التي تتر ّبص بجانيت يلين؟‬ ‫ت�سلم��ت جانيت يلين في ال�شهر الفائت رئا�سة مجل�س �إدارة بنك الإحتياطي الفيديرالي الأميركي (البنك‬ ‫المرك��زي) خلف ًا لبن برنانكي‪ .‬ويقول بع�ض الخبراء ب�أن الرئي�س المنتهية واليته قد قام بتجارب جديدة لم‬ ‫تظهر نتائجها بعد وقد تحمل �أزمات كبرى للرئي�سة الجديدة‪.‬‬ ‫وا�شنطن ‪ -‬عبد ال�سالم العجيلي‬ ‫واجه ك ٌل من الر�ؤ�ساء الثالثة الأخيرين‬ ‫لمجل� ��س الإحتياط ��ي الفيديرال ��ي ف ��ي‬ ‫الوالي ��ات المتحدة تحديات �شاق ��ة بعد وقت ق�صير‬ ‫م ��ن توليه قي ��ادة �أق ��وى بنك مرك ��زي ف ��ي العالم‪.‬‬ ‫ولن يكون الأم ��ر مختلف ًا مع جاني ��ت يلين‪ ،‬الرئي�سة‬ ‫الجدي ��دة الموهوب ��ة والمحترم ��ة ج ��د ًا‪� .‬إن كيفي ��ة‬ ‫تفاعله ��ا م ��ع مجموع ��ة م ��ن التحدي ��ات المعروفة‪،‬‬ ‫ناهي ��ك عن تلك الت ��ي لم تكن متوقع ��ة‪� ،‬سوف ت�ؤثر‬ ‫على رفاه كل مواطن �أميرك ��ي وم�ساحات كبيرة من‬ ‫الإقت�صاد العالمي‪.‬‬ ‫في ‪ 1979‬جاء بول فولكر �إلى قيادة بنك الإحتياطي‬ ‫الفيديرالي مع تفوي�ض لإنقاذ الواليات المتحدة من‬ ‫فت ��رة منهكة من النمو المنخف� ��ض و�إرتفاع معدالت‬ ‫الت�ضخ ��م (�أو "الرك ��ود الت�ضخم ��ي")‪ .‬بع ��د وق ��ت‬ ‫ق�صي ��ر من توليه من�صبه‪� ،‬أق ��دم على فعل �أكثر من‬ ‫رفع �أ�سعار الفائ ��دة؛ فقد �أطلق �سيا�سة طويلة الأمد‬ ‫دام ��ت �سنوات ع ��دة �إ�ستط ��اع خاللها �إنه ��اء فترة‬ ‫ثالث ��ة عقود م ��ن الت�ضخم المرتفع ال ��ذي ح ّوله من‬ ‫عدو ال�شعب رقم ‪� 1‬إلى ق�ضية ثانوية‪.‬‬ ‫كان النج ��اح م�ستبع ��د ًا ولي�س �أكيد ًا ف ��ي �أيام فولكر‬ ‫الأولى‪ ،‬ومع ذلك‪ ،‬ف�إن ��ه تحقق جراء �صموده‪ ،‬الذي‬ ‫عدّه البع� ��ض �أ�سطوري ًا‪ ،‬و�إيمان ��ه الرا�سخ ب�سيا�سته‪.‬‬ ‫م ��ع �أ�سع ��ار فائ ��دة مرتفعة ج ��د ًا رامي ��ة الإقت�صاد‬ ‫في �أح�ض ��ان الركود‪ ،‬واجه �ضغوط� � ًا �سيا�سية هائلة‬ ‫للتخل ��ي عن خط �سيره و�سيا�ست ��ه‪ ،‬بما في ذلك من‬ ‫جيم ��ي كارتر‪ ،‬الرئي� ��س الذي ع ّينه وال ��ذي بدا بعد‬ ‫ذل ��ك منده�ش ًا من النتائج المترتبة على ال�سيا�سات‬ ‫النقدية التي �إنتهجها رئي�س البنك المركزي‪� .‬إتخذ‬ ‫فولك ��ر خطوات �شجاعة متع� �دّدة على طول الطريق‬ ‫ال�صعب‪ .‬ولكن مع الرك ��ود الناجم عن �سيا�سة بنك‬ ‫الإحتياط ��ي الفيديرالي ال ��ذي �ساهم بفقدان كارتر‬ ‫لرئا�س ��ة الجمهوري ��ة لرونال ��د ريغان ف ��ي �إنتخابات‬

‫‪68‬‬

‫العدد ‪� - 16‬شباط (فرباير) ‪٢٠١4 -‬‬

‫‪ ،1980‬يمكن �أن تج ��د حتى الآن من الديمقراطيين‬ ‫م ��ن يل ��وم فولك ��ر لإعط ��اء الف ��وز بالإنتخاب ��ات‬ ‫للجمهوريين ولو�ضع الأ�سا�س لما جاء تالي ًا‪.‬‬ ‫‪.‬م ��ن جهت ��ه واج ��ه �أالن غرين�سبان‪ ،‬خليف ��ة فولكر‪،‬‬ ‫لحظت ��ه الخا�صة م ��ن الحقيقة‪ .‬فبع ��د �أ�شهر فقط‬ ‫م ��ن فترة واليته‪ ،‬كان عليه التعامل مع �إنهيار ال�سوق‬ ‫المالي ��ة المفاج ��ىء والدراماتيكي‪ .‬ف ��ي ‪ 19‬ت�شرين‬ ‫الأول (�أكتوب ��ر) ‪( 1987‬ال ��ذي عرف الحق� � ًا ب�إ�سم‬ ‫الإثني ��ن الأ�س ��ود)‪� ،‬إنخف� ��ض متو�س ��ط​​م�ؤ�شر "داو‬

‫واجه ٌ‬ ‫كل من الر�ؤ�ساء‬ ‫الثالثة الأخيرين لمجل�س الإحتياطي‬ ‫الفيديرالي في الواليات المتحدة‬ ‫تحديات �شاقة بعد وقت ق�صير من‬ ‫توليه قيادة �أقوى بنك مركزي في‬ ‫العالم ولن يكون الأمر مختلف ًا‬ ‫مع جانيت يلين‬ ‫جون ��ز" ال�صناعي نحو ‪ 22‬ف ��ي المئة من دون �سبب‬ ‫وا�ض ��ح‪ ،‬وهو �إنخفا�ض لم ي�سبق ل ��ه مثيل حيث �أدى‬ ‫بالأ�س ��واق العالمي ��ة �إل ��ى حالة من الفو�ض ��ى‪ .‬جر�أة‬ ‫غرين�سب ��ان في �ضخ �سيولة ط ��وارىء بقوة ق ّللت من‬ ‫ال�ض ��رر و�إحتوته و‪ ،‬في هذه العملي ��ة‪ ،‬حافظت على‬ ‫�سالمة النظام المالي العالمي‪.‬‬ ‫و‪�..‬سريع ًا �إلى الأم ��ام‪� ،‬إلى �أيلول (�سبتمبر) ‪.2008‬‬ ‫بع ��د ‪� 31‬شه ��ر ًا فقط على �أخ ��ذ ب ��ن برنانكي زمام‬ ‫القيادة من غرين�سبان‪ ،‬وجد نف�سه يواجه حالة هلع‪:‬‬ ‫�إفال� ��س غير ّ‬ ‫منظ ��م لم�ؤ�س�سة مالي ��ة م�ؤ ّثرة (ليمان‬

‫براذرز)‪ ،‬و�إنهيار تقريب ًا ل�شرك ��ة الت�أمين ال�ضخمة‬ ‫"�إي �آي ج ��ي"(‪ ،)AIG‬م�ؤ�س�سة �إيداع �ضخمة تعمل‬ ‫بوا�سطة �صن ��دوق �سوق المال (�صندوق �إحتياطي)‪،‬‬ ‫ومجموع ��ة م ��ن الإ�ضطراب ��ات المالي ��ة المتتالي ��ة‬ ‫الكابو�سي ��ة‪ .‬في خ�ضم �إدارة �أزم ��ات عاجلة‪� ،‬ص ّعد‬ ‫برنانكي المعركة لمحاربة الأزمة المالية التي كانت‬ ‫على و�شك دف ��ع االقت�صاد العالمي �إلى ك�ساد عظيم‬ ‫�آخر‪.‬‬ ‫�إ�ضط ��ر برنانكي �إلى فعل �أكثر م ��ن مجرد الإعتماد‬ ‫عل ��ى �أدوات مبتكرة من بنك االحتياطي الفيديرالي‬ ‫لإبط ��اء �إنت�شار �إخفاقات ال�س ��وق التي كانت تمت�ص‬ ‫ال�سيول ��ة تقريب� � ًا م ��ن كل تفاع ��ل �إقت�ص ��ادي كبي ��ر‬ ‫ف ��ي جمي ��ع �أنحاء العال ��م‪ .‬جنب ًا �إلى جن ��ب مع وزير‬ ‫الخزان ��ة هان ��ك بول�س ��ون‪ ،‬توج ��ه �إل ��ى الكونغر� ��س‬ ‫لإقن ��اع الم�ش ّرعين المت�شككين بالموافقة على خطة‬ ‫�إنق ��اذ �ضخمة مع هدوء و�إقناع حا�سمين ال ي�ستطيع‬ ‫تقديمهما �سوى �أكاديمي ًا من مكانته‪.‬‬ ‫كي ��ف �ستتعام ��ل جاني ��ت يلين م ��ع هذه الأن ��واع من‬ ‫التحديات ال �أحد يعرف بعد على وجه اليقين‪ .‬لكنها‬ ‫من الأف�ضل لها �أن تكون م�ستعدّة‪ .‬ف�إنه لن يفاجئني‬ ‫الأم ��ر �أب ��د ًا �إذا وج ��دت نف�سه ��ا كرئي� ��س رابع على‬ ‫التوال ��ي لمجل�س الإحتياطي الفيديرالي في مواجهة‬ ‫�أزمة خطيرة قريب ًا في فترة واليتها‪.‬‬ ‫تت�س ّلم يلي ��ن البنك الإحتياط ��ي الفيديرالي وهو يلعب‬ ‫دور ًا وا�سع� � ًا عل ��ى نحو غير ع ��ادي في دع ��م الأ�سواق‬ ‫والإقت�ص ��اد العالم ��ي‪ .‬تج ��د الم�ؤ�س�س ��ة نف�سها عميقة‬ ‫في و�ض ��ع تجريب ��ي‪ ،‬م�ستخدمة �أدوات ل ��م تختبر �إلى‬ ‫حد كبي ��ر �سواء كان ذلك �شراء �سن ��دات من الخزانة‬ ‫الأميركي ��ة بع�ش ��رات الملي ��ارات ف ��ي ال�شه ��ر‪ ،‬و�إبقاء‬ ‫�أ�سعار الفائدة منخف�ضة جد ًا مالم�سة ال�صفر تقريب ًا‪،‬‬ ‫او ال�سعي �إلى الت�أثي ��ر على �سلوك القطاع الخا�ص من‬ ‫خ�ل�ال مغام ��رة �أعمق م ��ن �أي وقت م�ض ��ى ت�صل �إلى‬ ‫"توجيه �سيا�سي جريء" (�أ�سا�س ًا‪ ،‬ت�سريب الإت�صاالت‬ ‫�إلى الأ�سواق حول نوايا الإحتياطي الفيديرالي)‪.‬‬


‫الطاقة البديلة‬

‫حاجة ال�صين من الطاقة ت�ضاعفت ‪ 3‬مرات في ‪� 13‬سنة‬ ‫ي�سج ��ل الإقت�ص ��اد العالمي مزيد ًا من التطورات والتغيرات على م�ست ��وى معدالت النمو والإنتاج‬ ‫ّ‬ ‫والتوقع ��ات الخا�ص ��ة بالعام الحالي‪ ،‬م ��ع تباين في م�ستوي ��ات التفا�ؤل ب ��ه‪ .‬وكان لقفزات النمو‬ ‫والإنت ��اج التي حققها الإقت�ص ��اد ال�صيني والإرتفاع الملحوظ في حج ��م المبادالت التجارية مع‬ ‫الخ ��ارج‪� ،‬أث ��ر كبير على نوع التوقع ��ات الم�ستقبلية للإقت�صاد العالمي وحجمه ��ا و�أ�سواق النفط‬ ‫والطاق ��ة‪ ،‬ف� ً‬ ‫ضال عن م�ستوي ��ات المناف�سة التي ال بد للدول من �أخذها ف ��ي الإعتبار لدى القيام‬ ‫بالتخطيط‪.‬‬ ‫ور�أت �شركة "نفط الهالل" في تقرير لها �صدر �أخير ًا‪� ،‬أن ارتفاع القدرات الإنتاجية والت�شغيلية‬ ‫للإقت�صاد ال�صين ��ي "�ست�ضغط في �إتجاه رفع حجم الطاقة الالزمة لذلك‪ ،‬بالتالي الحاجة �إلى‬ ‫مزي ��د م ��ن الإ�ستيراد من الخ ��ارج‪ ،‬ما ينعك�س �إيجاب� � ًا على م�ستوى النم ��و والإ�ستقرار في قطاع‬ ‫الطاق ��ة وال ��دول المنتجة‪ .‬كم ��ا �سيدعم الخط ��ط الإ�ستثماري ��ة التي ت�ستهدف تعزي ��ز القدرات‬ ‫الإنتاجي ��ة م ��ن النفط والغاز"‪ .‬ولفت التقرير �إلى "ارتفاع �إ�سته�ل�اك ال�صين من الطاقة بن�سبة‬ ‫‪ 7.5‬ف ��ي المئة خالل الع ��ام ‪� 2013‬ضمن القيا�س ال�سنوي‪� ،‬إ�ستناد ًا �إل ��ى �إدارة الطاقة الوطنية‪.‬‬ ‫و�إزداد �إ�سته�ل�اك الكهرباء بن�سبة ‪ 10.3‬في المئة مقارنة بم�ستواه في ‪ ،2012‬وكذلك �إ�ستهالك‬ ‫قطاع ال�صناعة بن�سبة ‪ 7‬في المئة"‪.‬‬

‫ا�ستهالك الإمارات من الطاقة مرتفع جد ًا‬ ‫وقد ي�ضطرها �إلى رفع الأ�سعار‬ ‫ق ��ال وزير الطاقة الإمارات ��ي �سهيل بن محمد‬ ‫المزروع ��ي �إن ا�سته�ل�اك دول ��ة الإمارات من‬ ‫الطاقة �أعلى كثي ��ر ًا مما ينبغي وقد ي�ضطرها‬ ‫�إل ��ى رفع الأ�سع ��ار لت�شجي ��ع الم�ستهلكين على‬ ‫التغيير‪.‬‬ ‫و�أبل ��غ المروعي "رويترز" �أنه من الم�ؤ�سف �أن‬ ‫ا�ستهالك الإمارات ي�س ��اوي مرتين المتو�سط‬ ‫العالمي �أو ثالث مرات‪.‬‬ ‫وب�سب ��ب الدع ��م الحكوم ��ي ال�سخ ��ي للوق ��ود‬ ‫والكهرب ��اء‪ ،‬ال يجد �سكان الخليج دافع ًا للتح ّول‬ ‫�إلى �سيارات عالية الكفاءة في ا�ستهالك الوقود‬ ‫�أو تر�شيد ا�ستخدام مكيفات الهواء‪.‬‬ ‫وتظه ��ر بيان ��ات البن ��ك الدول ��ي �أن الإم ��ارات‬ ‫العربي ��ة المتح ��دة ه ��ي ال�سابعة عل ��ى م�ستوى‬ ‫العال ��م م ��ن حي ��ث متو�س ��ط �إ�سته�ل�اك الفرد‬ ‫للطاقة‪.‬‬ ‫وتعم ��ل �ش ��ركات المراف ��ق ف ��ي الإم ��ارات على‬ ‫تقليل الطاقة المهدرة وقد بد�أت ح�ساب �أ�سعار‬ ‫المياه والكهرباء للم�ستهلكي ��ن بنظام ال�شرائح‬ ‫و�أطلق ��ت حم�ل�ات دعائية على م ��دى ال�سنوات‬ ‫القليلة الما�ضية‪.‬‬

‫وزير الطاقة الإماراتي �سهيل بن محمد المزروعي‬

‫وق ��ال المزروع ��ي �إن الإمارات �أدخل ��ت تعدي ًال‬ ‫طفيف� � ًا على الأ�سع ��ار على الم�ست ��وى الإتحادي‬ ‫حتى يدرك النا�س حجم �إ�ستهالكهم‪.‬‬ ‫و�أ�ض ��اف �أن ��ه �إذا ل ��م تنج ��ح ه ��ذه الحمل ��ة‬ ‫ف�ست�ضطر الحكومة �إلى �إعادة النظر في نظام‬ ‫المحا�سبة‪.‬‬

‫بإيجاز‬ ‫قال وزير النفط ال�سعودي علي النعيمي لدى‬ ‫لقائ���ه وزير الطاق���ة االميركي �أرن�س���ت مونيز في‬ ‫"ترحب" ب�إنتاج الواليات‬ ‫الريا�ض �أخيراً �أن المملكة‬ ‫ّ‬ ‫المتحدة النفط ال�صخري‪ ،‬في �إ�شارة الى عدم قلق‬ ‫بالده من تداعيات ذلك على قطاع الطاقة‪.‬‬ ‫ونقلت عنه وكالة الأنباء ال�س���عودية "و ا �س"‪" :‬تم‬ ‫الحديث عن النفط ال�ص���خري‪ ،‬وتزاي���د �إنتاجه في‬ ‫الوالي���ات المتحدة وغيره���ا‪ ،‬والمملكة ترحب بهذا‬ ‫الم�صدر الجديد من �إمدادات الطاقة الذي ي�ساهم‬ ‫في تلبية الطل���ب العالمي المتزاي���د للطاقة‪ ،‬كما‬ ‫ي�ساهم في �إ�ستقرار ال�سوق البترولية"‪.‬‬ ‫�أعلن���ت "ال�ش���ركة ال�س���عودية لل�ص���ناعات‬ ‫الأ�سا�س���ية" (�س���ابك) �أخيراً �أن نمو �صافي �أرباحها‬ ‫ف���ي الرب���ع الراب���ع �إرتفع بن�س���بة ‪ 5.7‬ف���ي المئة‬ ‫مقارنة بالفترة ذاتها قبل عام و�أبدت تفا�ؤالً بنتائج‬ ‫�أف�ض���ل خالل العامي���ن المقبلين بدعم من تح�س���ن‬ ‫الأ�سعار‪ .‬وبلغت �أرباح "�سابك" ‪ 6.16‬مليار ريال‬ ‫(‪ 1.64‬مليار دوالر) ف���ي الربع الأخير من ‪2013‬‬ ‫ف���ي مقابل ‪ 5.83‬مليارات ري���ال قبل عام بزيادة‬ ‫‪ 5.66‬في المئة‪ .‬وخالل م�ؤتمر �ص���حافي ُعقد في‬ ‫مقر ال�ش���ركة بالريا����ض‪ ،‬قال الرئي����س التنفيذي‬ ‫لل�ش���ركة محمد الما�ض���ي‪� ،‬إن تح�سن الأ�سعار �ساعد‬ ‫عل���ى تحقيق نتائج �أف�ض���ل من ‪ .2012‬و�أ�ض���اف‪:‬‬ ‫"نعتقد �أن ‪� 2014‬سيكون �أف�ضل قليالً من ‪2013‬‬ ‫بف�ضل توقعات بتح�سن ملمو�س في الأ�سعار"‪.‬‬ ‫ق���ررت الحكومة المغربية رف���ع الدعم تدريجا ً‬ ‫عن �أ�س���عار المحروق���ات ومواد الطاق���ة وتحريرها‬ ‫بدءاً من مطلع ال�شهر الجاري‪ ،‬و�إخ�ضاعها لتقلبات‬ ‫ال�س���وق الدولية‪ ،‬بهدف تقلي�ص نفقات "�صندوق‬ ‫المقا�ص���ة" الذي �إلتهم العام الما�ض���ي �أكثر من‬ ‫‪ 42‬مليار درهم (حوالى خم�س���ة ملي���ارات دوالر)‪،‬‬ ‫وينتظر �أن ترفع الحكومة‬ ‫لتمويل فارق الأ�س���عار‪ُ .‬‬ ‫يده���ا نهائي���ا ً ع���ن البنزي���ن الممت���از والفي���ول‬ ‫ال�ص���ناعي عبر وقف دعمهما في منت�ص���ف ال�شهر‬ ‫الجاري‪ ،‬على �أن تخ�ض���ع بقية مواد الطاقة‪ ،‬ومنها‬ ‫الكهرب���اء‪� ،‬إلى زيادات ت�ص���اعدية حت���ى الخريف‬ ‫المقبل‪ ،‬ليبلغ �سعر المازوت ‪ 10‬دراهم لليتر‪.‬‬ ‫�أو�ض���ح نائ���ب رئي����س مجل����س ال���وزراء ف���ي‬ ‫البحرين خالد بن عبد اهلل �أن مناق�ش���ة مبادئ �إعادة‬ ‫توجيه الدع���م لقطاعي الكهرباء والماء "�س���تمثل‬ ‫�أر�ضية م�شتركة لمناق�شة موا�ضيع مت�صلة"‪ ،‬الفتا ً‬ ‫يف���رق بين‬ ‫�إل���ى �أن الدع���م الحال���ي للقطاعين "ال‬ ‫ّ‬ ‫مواط���ن وغير مواطن‪ ،‬وبين كلف���ة الكهرباء والماء‬ ‫المحت�سبة للقطاع غير المنزلي"‪.‬‬

‫‪Issue 16 - February - 2014‬‬

‫‪71‬‬


‫النفط‬

‫�أخبار الطاقة‬

‫الطاقة‬

‫من اآلبار‬

‫المناخ يتغ ّير ببطء لكنه "يطبخ" بثبات محيطات العالم‬ ‫لأن المحيط ��ات كبي ��رة جداً ‪ -‬ت�ش ّكل �أكثر من ‪ ٪70‬من م�ساحة الكوكب‬ ‫ فه ��ي تمت� ��ص وت�ستوع ��ب الكثير م ��ن الحرارة من دون تدخ ��ل �أحد �أو‬‫حدوث عامل‪.‬‬ ‫ولأهمي ��ة م ��ا يح ��دث ف ��ي �أعماقه ��ا وت�أثي ��ره عل ��ى م�ستقب ��ل العال ��م‬ ‫نعر� ��ض بياني ��ن خا�صي ��ن ل ��ل‪ 2,000‬مت ��ر (‪ 1.14‬مي ��ل) العلوي ��ة م ��ن‬ ‫المحي ��ط العالمي لإطالق الإنذار للمعنيين‪ .‬التحقق من المتو�سط​​‬ ‫المتح ��رك لمدة ثالث ��ة �أ�شهر في الربع الأخير م ��ن العام ‪ ،2013‬من‬ ‫طري ��ق بيانات المركز الوطني لعل ��وم المحيطات‪ ،‬يذهب فع ً‬ ‫ال خارج‬ ‫الر�سم البياني‪:‬‬

‫وه ��ذا ي�ضي ��ف �إل ��ى م ��ا ي�صل �إل ��ى �أكثر م ��ن ‪ 378‬مليون قنبل ��ة ذرية في‬ ‫ال�سن ��ة م ��ن الحرارة‪ .‬وهذا مقلق‪ ،‬نظراً �إلى �أن هناك �إعتقاداً ب�أن المياه‬ ‫الدافئ ��ة تجعل الأعا�صير والعوا�صف �أ�شد و�أق�سى‪ ،‬بما في ذلك �إع�صار‬ ‫حي ��ان‪ ،‬ال ��ذي �ض ��رب الفليبين ف ��ي الع ��ام ‪ .2013‬كما �أن المي ��اه الدافئة‬ ‫ت�سب ��ب ف ��ي �إرتف ��اع م�ستويات �سط ��ح البحر ف ��ي العالم‪ ،‬مم ��ا يهدد قيم‬ ‫العقارات وتفاقم الفي�ضانات‪.‬‬

‫("‪ "Thermosteric‬يعني كم تغير �إرتفاع �سطح البحر ب�سبب التو�سع �أو تقل�ص حجم‬ ‫المحيط الناجم عن درجة الحرارة‪ .‬مركز البيانات الوطني لعلوم المحيطات)‬ ‫​‬ ‫)‪ National Oceanographic Data Center (NODC‬‬

‫تقريب� �اً‪ ،‬م ��ن الع ��ام ‪� 1980‬إلى الع ��ام ‪� ،2000‬إكت�سب المحي ��ط حوالي ‪50‬‬ ‫زيت ��ا ج ��ول من الح ��رارة‪( .‬جول هي وح ��دة قيا�س الح ��رارة) ولكن من‬ ‫‪� 2000‬إل ��ى ‪� ،2013‬أ�ض ��اف ‪ 150‬زيت ��ا ج ��ول �أخرى من الح ��رارة‪ .‬بطبيعة‬ ‫الح ��ال‪ ،‬حت ��ى لو كن ��ت تعرف ما هي "زيت ��ا ج ��ول" "‪ ،"zettajoule‬ف�إنه‬ ‫من ال�صعب ت�صور ما تعنيه‪.‬‬ ‫"الم�ش ��كك ف ��ي العل ��وم"‪ ،‬مد ّون عل ��ى الإنترنت عن تغي ��ر المناخ‪ ،‬يوفر‬ ‫الت�شبي ��ه المفي ��د التالي‪ :‬خ�ل�ال ن�صف دزينة �أو نح ��و ذلك من العقود‪،‬‬ ‫قام المحيط بتخزين ما يعادل الطاقة الحرارية لحوالي قنبلتين‪ ،‬من‬ ‫نوع القنبلة التي �ألقيت على هيرو�شيما‪ ،‬في الثانية الواحدة‪ .‬وما يثير‬ ‫القل ��ق‪� ،‬أن ه ��ذا المع ��دل �إرتفع لي�س ��اوي حوالي �أربع قنابل ف ��ي الثانية‬ ‫م ��ن تلك الت ��ي �ألقيت على هيرو�شيما خ ّزنها المحي ��ط في ال�سنوات ال‬ ‫‪ 16‬الما�ضية‪.‬‬ ‫ف ��ي الع ��ام ‪ ،2013‬م ��ع ذل ��ك‪� ،‬إكت�س ��ب المحي ��ط م ��ن الح ��رارة م ��ا يعادل‬ ‫حوال ��ي ‪ 12‬قنبلة من عيار قنبل ��ة هيرو�شيما في الثانية الواحدة‪ ،‬يفيد‬ ‫"الم�شكك في العلوم"‪.‬‬

‫‪70‬‬

‫العدد ‪� - 16‬شباط (فرباير) ‪٢٠١4 -‬‬

‫الواق ��ع �أن الإخت�ل�اف ف ��ي درج ��ة ح ��رارة �سط ��ح الأر�ض ه ��و �سبب كبير‬ ‫لإعتقاد النا�س ب�أن الأر�ض تزداد دفئاً‪.‬‬ ‫يق ��ول �أهل العل ��م ب�أن درجات الحرارة في المحيط ��ات العميقة هي من‬ ‫بي ��ن الم�ؤ�ش ��رات الأكث ��ر �إت�ساق� �اً لكيفي ��ة تغ ّي ��ر مناخنا‪ .‬وي�ضيف ��ون ب�أن‬ ‫الطاق ��ة ال�شم�سية التي تنتقل من طريق الغ ��ازات الم�س ّببة للإحتبا�س‬ ‫الح ��راري ال تترج ��م بال�ضرورة �إلى دفء �أكث ��ر في درجات حرارة �سطح‬ ‫الأر� ��ض‪ ،‬والت ��ي تت�أث ��ر �أي�ضاً بعدد كبير م ��ن العوامل الأخ ��رى‪ ،‬بما في‬ ‫ذلك الرياح‪.‬‬ ‫ف ��ي العق ��د الفائت‪ ،‬ظهر م ��ا يقرب من ثل ��ث الإحتبا�س الح ��راري على‬ ‫عم ��ق ‪ 700‬مت ��ر تحت �سط ��ح البحر �أو �أعم ��ق‪ ،‬وفقاً لبح ��ث �أجراه فريق‬ ‫من الخبراء م�ؤلف من ماغدالينا بالما�سيدا وكيفن ترنبيرث و�إيرلند‬ ‫كالن‪ ،‬ن�شر في العام الما�ضي‪.‬‬ ‫وف ��ي حي ��ن �أنه يبدو م ��ن ال�سهل تجاهل ما يحدث عل ��ى بعد ميل تحت‬ ‫الأمواج‪ ،‬ف�إن ما يبلغ من حوالي ‪ 378‬مليون قنبلة حرارية ‪ ،‬كل واحدة‬ ‫منه ��ا تع ��ادل قنبلة هيرو�شيم ��ا‪� ،‬سنوياً تت�س� � ّول وتتطل ��ب �إهتمامنا قبل‬ ‫فوات الأوان‪.‬‬ ‫لندن ‪ -‬هاني مكارم‬


‫�إنتاج �أكثر من ن�صف كميات الطاقة الفائ�ضة في‬ ‫العالم‪ ،‬حتى لو لم ت�ضعه الأ�سواق في الإ�ستخدام‬ ‫دائم ًا‪ .‬في الم�ستقبل‪� ،‬أي�ض ًا‪ ،‬ف�إن �أكثر من مليوني‬ ‫برمي ��ل يومي� � ًا م ��ن �إحتياط ��ات النف ��ط �ستك ��ون‬ ‫حا�سمة كلما �إندلعت �أزم ��ة �إمدادات‪ .‬ويفيد �أهل‬ ‫الخب ��رة ب�أن الأ�سواق التي �إعتم ��دت تقليدي ًا على‬ ‫ال�سعودي ��ة �ستوا�ص ��ل القيام ومتابع ��ة ذلك؛ ومن‬ ‫المرج ��ح �أن ال تك ��ون هناك �أي دول ��ة قادرة على‬ ‫تكثي ��ف م ��ا يكفي م ��ن الطاق ��ة الإنتاجي ��ة لجمع‬ ‫ه ��ذه الإحتياط ��ات الكبيرة‪ ،‬خ�صو�ص ��ا �أن هناك‬ ‫ع ��دد ًا قلي ًال من ال ��دول يفوق فيه ��ا الإنتاج طلب‬ ‫الإ�ستهالك المحلي‪.‬‬ ‫بعدم ��ا �أ�ش ��ارت التوقع ��ات �إل ��ى �أن الطل ��ب على‬ ‫النف ��ط ينمو ب�إطراد‪ ،‬ف� ��إن الريا� ��ض ال تعتبر �أن‬ ‫�إنت ��اج النف ��ط ال�صخ ��ري في الوالي ��ات المتحدة‬ ‫مناف� ��س‪� .‬إن الطلب على النفط في �آ�سيا �سيرتفع‬ ‫خ�ل�ال العقدين المقبلين‪ .‬وفق� � ًا لوكالة معلومات‬ ‫الطاقة‪� ،‬سيزي ��د الطلب بين عامي ‪ 2010‬و‪2040‬‬ ‫من الدول التي لي�ست �أع�ضاء في منظمة التعاون‬

‫الإقت�صادي والتنمية بن�سبة ‪ 19.3‬مليون برميل‪.‬‬ ‫و بي ��ن عام ��ي ‪ 2011‬و‪� ،2030‬سيرتف ��ع �إ�ستهالك‬ ‫ال�صي ��ن وحدها من النفط بن�سب ��ة ت�صل �إلى ‪66‬‬ ‫في المئة‪ ،‬والهند بن�سبة تزيد على ‪​​100‬في المئة‪.‬‬ ‫�أبع ��د من ذل ��ك‪ ،‬وفق ًا لوزارة الطاق ��ة الأميركية‪،‬‬

‫لي�س لدى الريا�ض �أي �سبب‬ ‫وجيه للقلق حول مكانتها كمالذ‬ ‫العالم الأخير للبترول‪ ،‬تاريخي ًا‪ ،‬فقد‬ ‫حافظت ال�سعودية على �إنتاج �أكثر من‬ ‫ن�صف كميات الطاقة الفائ�ضة‬ ‫في العالم‪ ،‬حتى لو لم ت�ضعه‬ ‫الأ�سواق في الإ�ستخدام دائم ًا‬

‫النفط العراقي‪ :‬قد يغير اللعبة مع النفط الإيراني‬

‫�سوف ي�ستغرق الأمر عقود ًا كي ت�ستطيع الواليات‬ ‫المتح ��دة تحقي ��ق الإ�ستق�ل�ال الت ��ام ف ��ي مجال‬ ‫الطاق ��ة الإجمالي ��ة – �إذا كان ف ��ي مقدورها �أن‬ ‫تفع ��ل ذلك‪ .‬لذا‪ ،‬من المتوقع �أن ينمو الطلب على‬ ‫�صادرات الطاقة ال�سعودية‪.‬‬ ‫على المدى الطوي ��ل‪ ،‬بطبيعة الحال ‪ ،‬ف�إن �أميركا‬ ‫لي�ست الدولة الوحيدة التي ت�سعى �إلى زيادة �إنتاج‬ ‫الغاز غير التقليدي‪ .‬في الوقت الراهن‪ ،‬مع ذلك‪،‬‬ ‫ف�إن الظروف التي دعم ��ت طفرة ال�صخر الزيتي‬ ‫ف ��ي �أمي ��ركا ما زالت مفق ��ودة في �أوروب ��ا و�آ�سيا‪.‬‬ ‫خ ��ارج �أمي ��ركا ال�شمالي ��ة‪ ،‬تحتف ��ظ الحكوم ��ات‬ ‫الوطنية بحق ��وق �إ�ستخراج معظم المعادن‪ ،‬الأمر‬ ‫ي�شجع على م�شاركة القطاع الخا�ص وريادة‬ ‫الذي ال ّ‬ ‫الأعم ��ال‪ .‬ب�شكل ع ��ام‪ ،‬تفر�ض هذه ال ��دول �أي�ض ًا‬ ‫�ضرائ ��ب مرتفعة عل ��ى �أرباح النف ��ط والغاز �أثقل‬ ‫مما تفعل الوالي ��ات المتحدة‪ ،‬والذي يعيق البحث‬ ‫والإ�ستك�ش ��اف والإنتاج الجديد‪ .‬كم ��ا �أن الو�صول‬ ‫�إلى المياه الالزمة لمنجم الغاز غير التقليدي هو‬ ‫م�صدر قلق للجميع‪ .‬ولكن مع ما يكفي من الوقت‪،‬‬ ‫و ال�سيا�سات المنا�سبة‪ ،‬والتكنولوجيات الجديدة‪،‬‬ ‫ع�ش ��رات من دول �أخرى يمك ��ن �أن تواجه وتعرف‬ ‫�إزده ��ار الغ ��از‪ .‬لدى ال�صي ��ن �أكب ��ر الإحتياطات‬ ‫المعروف ��ة م ��ن "الغ ��از ال�صخري"‪ ،‬تق ��در بنحو‬ ‫‪ 1,115‬تريلي ��ون قدم مكعبة‪ .‬وت�أت ��ي الأرجنتين ‪،‬‬ ‫م ��ع ‪ 802‬تريلي ��ون قدم مكعبة‪ ،‬بعده ��ا‪ .‬من حيث‬ ‫"ال�صخ ��ر الزيت ��ي" تت�صدر رو�سي ��ا القائمة مع‬ ‫حوال ��ي ‪ 75‬ملي ��ار برميل‪ .‬كما �أن ل ��دى �أو�ستراليا‬ ‫وبولن ��دا و الجزائ ��ر �أي�ض� � ًا �إحتياط ��ات �ضخم ��ة‪.‬‬ ‫لح�س ��ن الح ��ظ بالن�سب ��ة �إل ��ى المملك ��ة العربي ��ة‬ ‫ال�سعودي ��ة‪ ،‬كل هذا الإنتاج الإ�ضافي ما زال بعيد‬ ‫المن ��ال‪ ،‬وقبل �أن ي�أتي وي�ص ��ل �إلى الأ�سواق �سوف‬ ‫ي�ستمر الطلب في ال�صعود‪.‬‬

‫الخوف من نف�سها‬ ‫بالطبع‪ ،‬ه ��ذا ال يعني �أن الريا� ��ض لي�س لديها ما‬ ‫تخ�ش ��اه‪ .‬فهي قلقة من �أن �إنتاج النفط في العراق‬ ‫وليبي ��ا و�إيران �س ��وف يت�أرجح �صع ��ود ًا‪ ،‬وب�أن تلك‬ ‫البل ��دان �س ��وف تزيد كمي ��ة النفط الت ��ي تو ّردها‬ ‫�إلى الأ�س ��واق العالمية‪ .‬و هذا م ��ن �ش�أنه �أن يدفع‬ ‫الأ�سع ��ار �إل ��ى الهبوط فيم ��ا ال�شهي ��ة المحلية في‬ ‫المملكة على �إ�ستهالك النفط في �إزدياد م�ستمر‪،‬‬ ‫مما يح ّد من الكمية التي لدى البالد للت�صدير‪.‬‬ ‫�إن �إنت ��اج الع ��راق عل ��ى وج ��ه الخ�صو� ��ص �آخ� � ٌذ‬ ‫ف ��ي الإرتف ��اع‪ .‬الب�ل�اد ت�سي ��ر عل ��ى الطريق‬ ‫‪Issue 16 - February - 2014‬‬

‫‪73‬‬


‫عالم الطاقة‬ ‫النفط‬

‫�أهمية النفط ال�سعودي بالن�سبة �إلى العالم لم تتغير حتى �إ�شعار �آخر‬

‫لماذا ال تقلق الرياض من‬ ‫"ثورة النفط والغاز" في الواليات المتحدة‬ ‫بعدما �إنت�شرت �أخبار طفرة "ال�صخر الزيتي" في الواليات المتحدة‪� ،‬أخذت عناوين ال�صحف و�إ�ستهالالت ن�شرات‬ ‫الأخب��ار تنذر ب�أن ع�صر النفط ال�سعودي قد ولّى وب�أن الريا�ض ترتعد من هذا الإنتعا�ش الهيدروكربوني الأميركي‪.‬‬ ‫ولكن تبيّن الحق ًا ب�أن الأمر غير ذلك تمام ًا وما يقلق ال�سعودية الآن هو النفط العراقي والإيراني والليبي‪.‬‬ ‫الريا�ض ‪ -‬راغب ال�شيباني‬ ‫في العام الما�ضي‪ ،‬كان من الم�ستحيل‬ ‫تقريب� � ًا ع ��دم مالحظ ��ة وق ��راءة‬ ‫العناوي ��ن المتك ّررة التي ت ّدع ��ي مفاج�أة �سارة في‬ ‫قط ��اع الطاق ��ة الأميرك ��ي‪ .‬وفق ًا لأح ��دث توقعات‬ ‫وكال ��ة الطاقة الدولي ��ة‪ ،‬ف�إن الوالي ��ات المتحدة‪،‬‬ ‫بف�ض ��ل �إزده ��ار الإ�ستخراج من ت�شكي�ل�ات الغاز‬ ‫ال�صخ ��ري‪� ،‬ستبل ��غ الإكتف ��اء الذات ��ي تقريب ًا في‬ ‫مجال الطاقة بحلول العام ‪ ،2015‬متجاوزة رو�سيا‬ ‫والمملك ��ة العربية ال�سعودية في �إنتاج الطاقة‪ .‬كل‬ ‫هذا قد يبدو �أخبار ًا �سيئة بالن�سبة �إلى ال�سعودية‪،‬‬ ‫الت ��ي يمك ��ن �أن ي� ��ؤدي ذل ��ك �إل ��ى �إنخفا� ��ض في‬ ‫نفوذه ��ا الإقليمي و الإقت�ص ��ادي ونهاية �إنتعا�شها‬ ‫الإقت�صادي الذي عرفته منذ عقود طويلة‪.‬‬ ‫ولك ��ن طفرة "ال�صخ ��ر الزيتي" ف ��ي �أميركا هي‬ ‫في الواقع �أمر جي ��د بالن�سبة �إلى الريا�ض ح�سب‬ ‫معظ ��م الخب ��راء‪ .‬فعل ��ى م ��دى العق ��ود القليل ��ة‬ ‫الما�ضية‪� ،‬شهدت �أ�سواق النفط تقلبات حادة في‬ ‫الأ�سعار‪ ،‬وخ�صو�ص ًا مع تزايد الطلب على النفط‬ ‫م ��ن الإقت�ص ��ادات الآ�سيوي ��ة النا�شئ ��ة‪ .‬و ُيعتب ��ر‬ ‫النفط الم�ص ��در الرئي�سي للدخل في ال�سعودية ‪،‬‬ ‫لذلك �أي تقلبات في الأ�سعار يخلق مخاطر كبيرة‬ ‫للمملكة‪� .‬إن �أ�سعار النفط التي ال يمكن التنب�ؤ بها‬ ‫و�إنهيار الإيرادات في ثمانينات وت�سعينات القرن‬ ‫الفائت جعلتا الو�ضع ف ��ي ال�سعودية حذر ًا وملبد ًا‬ ‫يغيوم عدم اليقي ��ن‪ .‬لذا يعتقد الخبراء ب�أنه على‬ ‫مدى ال�سنوات القليلة المقبل ��ة �ست�ساعد الزيادة‬ ‫ف ��ي �إنت ��اج الطاقة في �أماكن نائي ��ة ومن م�صادر‬

‫‪72‬‬

‫العدد ‪� - 16‬شباط (فرباير) ‪٢٠١4 -‬‬

‫متنوع ��ة‪ ،‬بما في ذلك م ��ن ال�صخر الزيتي‪ ،‬على‬ ‫التخفيف من تل ��ك التقلبات‪ .‬في نهاية المطاف‪،‬‬ ‫�س ��وف ت�ساه ��م زي ��ادة العر� ��ض �أي�ض� � ًا ف ��ي خلق‬ ‫م�ست ��وى م�ستقر جديد ل�سع ��ر النفط الذي يق ّدر‬

‫الآن بنحو ‪ 80‬دوالر ًا للبرميل‪.‬‬ ‫ف ��ي الوقت عين ��ه‪ ،‬لي�س ل ��دى الريا� ��ض �أي �سبب‬ ‫وجيه للقلق ح ��ول مكانتها كم�ل�اذ العالم الأخير‬ ‫للبت ��رول‪ .‬تاريخي ًا‪ ،‬فقد حافظ ��ت ال�سعودية على‬

‫النفط ال�صخري الأميركي‪ :‬لن ي�ؤثر على الو�ضع النفطي ال�سعودي‬


‫عالم الطاقة ¶ النفط‬ ‫ال�صحيح لإنتاج نحو ثالث ��ة ماليين برميل يومي ًا‬ ‫ف ��ي المتو�سط​​هذا العام ‪� -‬أعلى م�ستوى م�ستدام‬ ‫ف ��ي عقدي ��ن‪ .‬وتعت ��زم بغداد رف ��ع �إنت ��اج النفط‬ ‫الخ ��ام الى ت�سع ��ة ماليين برميل يومي� � ًا والقدرة‬ ‫الت�صديرية الى ‪ 7.5‬ماليين برميل يومي ًا بحلول‬ ‫العام ‪ .2020‬من جهتها يحتمل �أن تنجح ليبيا في‬ ‫زيادة الإنت ��اج كذلك‪ .‬على الرغم من �أن �إنتاجها‬ ‫النفطي ال ي ��زال محتجز ًا رهين ��ة للإ�ضطرابات‬ ‫ال�سيا�سي ��ة الت ��ي تع�صف بالب�ل�اد‪ ،‬فقد خططت‬ ‫الحكوم ��ة لإنت ��اج نح ��و ‪ 1.2‬ملي ��ون برمي ��ل على‬ ‫الم ��دى المتو�س� �ط​​‪� .‬أخي ��ر ًا‪ ،‬رف ��ع العقوب ��ات عن‬ ‫اي ��ران �س ��وف ي� ��ؤدي �إل ��ى �إ�ستئن ��اف ال�صادرات‬ ‫النفطي ��ة ف ��ي �إحدى الفت ��رات‪ .‬لك ��ن‪ ،‬لأن �إتفاق ًا‬ ‫نهائي� � ًا ب�ش� ��أن البرنامج الن ��ووي االيراني ال يزال‬ ‫بعي ��د المنال‪ ،‬ف�إن �إنت ��اج الخام الإيراني من غير‬ ‫المرجح �أن ي�صل �إلى م�ستوى ما قبل ‪ 2012‬البالغ‬ ‫‪ 3.6‬ماليين برميل يومي ًا في الم�ستقبل القريب‪.‬‬ ‫و�ستجد البالد �صعوبة ف ��ي التغلب على العقوبات‬ ‫الحالي ��ة والعقبات التقنية لإعادة ت�شغيل الإنتاج‪.‬‬ ‫ولك ��ن �إذا رف ��ع الغ ��رب ف ��ي نهاية المط ��اف كل‬ ‫العقوبات‪ ،‬ف�سوف يغ ��رق النفط الإيراني ال�سوق‪.‬‬ ‫وه ��ذا هو ال�سب ��ب الذي جعل ال�ش ��ركات النفطية‬ ‫الغربية تب ��د�أ بمغازلة �إيران من ��ذ الآن‪ ،‬والعك�س‬ ‫بالعك�س‪.‬‬ ‫ويعتقد الخب ��راء ب�أن �إم ��دادات النفط الإ�ضافية‬ ‫من العراق‪ ،‬و�إيران‪ ،‬وليبيا يمكن �أن تغ ّير خريطة‬ ‫الطاق ��ة في العالم‪� .‬إن الق ��درة الت�صديرية لهذه‬ ‫البل ��دان �ستك ��ون ف ��ي ترتي ��ب مختلف م ��ن حيث‬ ‫الحجم من الواليات المتح ��دة‪ .‬فيما تزيد �إيران‬ ‫والع ��راق ‪ -‬وهم ��ا م ��ن الأع�ض ��اء الم�ؤ�س�سين في‬ ‫منظم ��ة �أوب ��ك‪� -‬إنتاجهم ��ا‪ ،‬ف� ��إن غيرهم ��ا م ��ن‬ ‫�أع�ضاء المنظمة علي ��ه الحد من �إنتاجه للحفاظ‬ ‫عل ��ى الح�ص� ��ص‪ .‬وق ��د تك ��ون المملك ��ة العربية‬ ‫ال�سعودية المر�شح الأوفر حظ ًا لذلك‪ .‬عالوة على‬ ‫ذل ��ك‪� ،‬إن الإختالفات الجيو�سيا�سي ��ة والمظالم‬ ‫الإقليمية تجعل التنب� ��ؤ بت�أثير برميل هام�شي من‬ ‫النفط م ��ن �إي ��ران والع ��راق في عي ��ون الريا�ض‬ ‫�أمر ًا �أكثر �صعوب ��ة من �إمدادات النفط الإ�ضافية‬ ‫الأميركية‪.‬‬ ‫ولكن الأكث ��ر مدعاة للقلق بالن�سب ��ة �إلى المملكة‬ ‫العربي ��ة ال�سعودي ��ة ه ��و الإ�سته�ل�اك المحل ��ي‬ ‫المتزايد في البالد من النفط والذي يق ّدر حالي ًا‬ ‫ب‪ 24‬ف ��ي المئة م ��ن �إجمال ��ي الإنت ��اج ال�سنوي‪.‬‬ ‫ت�ستخ ��دم المملك ��ة النفط و م�شتقات ��ه في حوالي‬

‫وزير النفط ال�سعودي علي النعيمي‪:‬‬ ‫مهمة ال�سيطرة على الإ�ستهالك المحلي‬

‫ن�ص ��ف �إنتاجها م ��ن الطاقة الكهربائي ��ة‪ ،‬والتي‪،‬‬ ‫في معدالت ال ��ذروة‪ ،‬تنمو بنحو �سبع ��ة في المئة‬ ‫�سنوي� � ًا‪ .‬ويفي ��د بع� ��ض التقديرات �أنه ف ��ي �أواخر‬ ‫الع ��ام ‪� 2020‬سوف ت�ستهلك ال�سعودية من النفط‬ ‫�أكث ��ر مم ��ا ت�ص� � ّدر‪� .‬إن �أ�سع ��ار الطاق ��ة المحلية‬ ‫مدعوم ��ة ب�ش ��كل كبي ��ر‪ ،‬الأمر ال ��ذي يخفف من‬ ‫حدة كفاءة توزيع الموارد‪ .‬وهي ت�ؤثر على موازنة‬ ‫الحكوم ��ة وت�شج ��ع ال�صناع ��ات الكثيف ��ة الر�أ�س‬ ‫الم ��ال على ح�س ��اب الأن�شط ��ة الكثيف ��ة العمالة‪.‬‬ ‫�إذا �إ�ستم ��ر الإ�سته�ل�اك عل ��ى قدم و�س ��اق وعلى‬

‫بعدما �أ�شارت التوقعات �إلى �أن الطلب‬ ‫على النفط ينمو ب�إطراد‪ ،‬ف�إن الريا�ض‬ ‫ال تعتبر �أن �إنتاج النفط ال�صخري في‬ ‫الواليات المتحدة مناف�س‬ ‫يعتقد الخبراء ب�أن �إمدادات النفط‬ ‫الإ�ضافية من العراق و�إيران وليبيا‬ ‫يمكن �أن تغ ّير خريطة الطاقة في‬ ‫العالم �إذ �أن القدرة الت�صديرية لهذه‬ ‫البلدان �ستكون في ترتيب مختلف من‬ ‫حيث الحجم من الواليات المتحدة‬

‫الوتيرة عينه ��ا‪ ،‬ف�إن المملكة �ست� ��أكل كل قدرتها‬ ‫من الكميات الإ�ضافية من النفط‪ ،‬وبالتالي تفقد‬ ‫دورها بو�صفها ح�صن ًا لل�سوق النفطية‪.‬‬ ‫و�سي�صب ��ح الو�ضع �أكث ��ر خطورة فيم ��ا �إمدادات‬ ‫الطاقة العالمية ت�ضع �ضغط ًا نزولي ًا على الأ�سعار‪.‬‬ ‫لي�س �س ��ر ًا �أن �سوق النفط هي الم�صدر الرئي�سي‬ ‫للمخاطر ال�سيا�سية بالن�سبة �إلى المملكة العربية‬ ‫ال�سعودية‪ .‬لكن حت ��ى الآن‪� ،‬ساهمت الإحتياطات‬ ‫ال�ضخمة في توفير فر�صة وافرة لإلتقاط االنفا�س‬ ‫المالية‪ .‬الأ�صول الأجنبية ال�سعودية ت�ساوي حجم‬ ‫ناتجها المحلي الإجمالي في ‪ 745 – 2013‬مليار‬ ‫دوالر‪ -‬ون�سب ��ة الدي ��ن العام �إل ��ى الناتج المحلي‬ ‫الإجمالي هي من بين �أدنى المعدالت في العالم ‪-‬‬ ‫‪ 2.6‬في المئة‪ .‬وح�سب معظم المحللين‪ ،‬ي�ستطيع‬ ‫البلد �أن ي�صمد �أمام �أي �صدمة في �أ�سعار النفط‬ ‫التي ال ت�ستمر على مدى فترات طويلة (مع ذلك‪،‬‬ ‫الإنخفا�ض الق�صير المدة ف ��ي �أ�سعار النفط في‬ ‫الع ��ام ‪� 2009‬إل ��ى ‪ 33‬دوالر ًا للبرمي ��ل كان غي ��ر‬ ‫مري ��ح"‪ .‬والريا�ض حري�صة ج ��د ًا على �إتجاهات‬ ‫�أ�سع ��ار النف ��ط‪ .‬منذ وقت لي�س ببعي ��د‪ ،‬كان �سعر‬ ‫التع ��ادل لل�ش� ��ؤون المالي ��ة ف ��ي المملك ��ة العربية‬ ‫ال�سعودي ��ة ‪ 40‬دوالر ًا للبرمي ��ل ‪� ،‬أم ��ا اليوم ‪ ،‬فهو‬ ‫حوال ��ي ‪ 90‬دوالر ًا للبرميل‪ ،‬عل ��ى �إفترا�ض �إنتاج‬ ‫‪ 9.5‬ماليين برميل يومي ًا‪.‬‬ ‫العالم هو في و�سط ثورة النفط والغاز ال�صخري‪،‬‬ ‫و �أ�صبح التعليق المتفائل والمندفع نحو �إ�ستقالل‬ ‫الواليات المتحدة في مج ��ال الطاقة �أمر ًا �شائع ًا‬ ‫ب�شكل متزايد‪ .‬فمن ال�سهل �أن تذهب من الثرثرة‬ ‫الطائ�ش ��ة حول ندرة النفط وذروت ��ه �إلى الثرثرة‬ ‫ح ��ول الكثي ��ر من ��ه‪ .‬الحقيقة تكمن ف ��ي مكان ما‬ ‫ف ��ي الو�س ��ط‪ .‬التك�سي ��ر الهيدروليك ��ي ه ��و ثورة‬ ‫ف ��ي خريطة الطاق ��ة في �أمي ��ركا ال�شمالية ولديه‬ ‫الق ��درة على �أن يفعل ال�شيء نف�سه في مكان �آخر‬ ‫�إذا توف ��رت لدى الحكومات الحواف ��ز المنا�سبة‪.‬‬ ‫الريا�ض ال تخ�سر الكثير‪ ،‬ولكن ال يمكن التغا�ضي‬ ‫ع ��ن �إحتم ��ال �أن ي�صب ��ح الع ��راق و�إي ��ران وليبيا‬ ‫موردي ��ن �أكب ��ر بكثير �إل ��ى ال�س ��وق‪ .‬بالن�سبة �إلى‬ ‫المملك ��ة العربية ال�سعودي ��ة‪ ،‬الإ�ستهالك المحلي‬ ‫للطاق ��ة هو المتغ ّير الوحيد الذي يمكن ال�سيطرة‬ ‫علي ��ه‪ ،‬وهي تحتاج �إل ��ى الح�صول على هذا الحق‬ ‫للحف ��اظ على دورها كق ��وة �إ�ستقرار ف ��ي �أ�سواق‬ ‫النفط العالمية‪.‬‬ ‫لكن‪...‬عل ��ى الرغم من �أن موقف مملكة �آل �سعود ال‬ ‫يزال قوي ًا حتى الآن‪ ،‬فال �شيء يدوم �إلى الأبد‬ ‫‪Issue 16 - February - 2014‬‬

‫‪75‬‬


SECDEB INC. We Handle Forex, Money Transfer & Remittance Services Worldwide

10F Philamlife Tower, 8767 Paseo De Roxas, Makati City, Manila, Philippines Tel: +632 901-4172, Email: fideliterinvest@aol.com

Or visit our website: www.stgeorgessociety.com


‫بحيرة بوينج‪ ،‬ل�ؤل�ؤة جبال الألب‬

‫والإف ��راط ف ��ي الطم ��وح بالن�سبة �إل ��ى مخططات‬ ‫تخفي�ض ��ات الإنبعاثات �س ��وف ي�ؤدّيان �إلى �إجتثاث‬ ‫الت�صنيع من القارة‪.‬‬ ‫يه ��دف مخط ��ط الطاق ��ة الأوروبي ��ة الجدي ��د �إلى‬ ‫ت�شكي ��ل نقطة �إلتقاء بين الطاق ��ة و�أهداف المناخ‬ ‫المح� �دّدة حتى الع ��ام ‪ 2020‬والأه ��داف الطويلة‬ ‫الأجل الموجودة بالفعل حت ��ى العام ‪ ،2050‬والتي‬ ‫ت�شمل خف�ض �إنبعاثات غازات الإحتبا�س الحراري‬ ‫بنح ��و ‪ 90‬في المئ ��ة مقارنة م ��ع م�ستوي ��ات العام‬ ‫‪ .1990‬ولك ��ن مخطط ‪ 2030‬الذي �إنتظره الجميع‬ ‫بف ��ارغ ال�صبر لم ير�سم خط� � ًا م�ستقيم ًا بين تلك‬ ‫ال�سن ��وات‪ .‬ب ��د ًال من ذل ��ك‪ ،‬فيما �أوروب ��ا ما زالت‬ ‫تتر ّنح في �أعقاب الركود العظيم‪ ،‬مع بطالة عالقة‪،‬‬ ‫وت� ��آكل القدرة التناف�سي ��ة الإقت�صادية‪ ،‬و�صفارات‬ ‫االنذار عن والدة جديدة للطاقة الأميركية‪� ،‬أ ّكدت‬ ‫الإ�ستراتيجي ��ة �إلت ��زام �أوروب ��ا ب�سيا�س ��ات �أنظف‬ ‫و�أكثر �إخ�ضرار ًا‪ ،‬على الأقل في المدى المتو�سط‪.‬‬ ‫ف ��ي الواقع‪ ،‬من ��ذ �إندالع طف ��رة ال�صخ ��ر الزيتي‬ ‫ف ��ي بالد الع ��م �سام‪ ،‬الت ��ي و ّلدت وفرة م ��ن الغاز‬ ‫الطبيعي فيها‪ ،‬و�أوروبا تكافح للحفاظ على ت�سيير‬ ‫�سيا�ساته ��ا البيئية والإقت�صادية في الإتجاه عينه‪.‬‬ ‫الفح ��م الرخي� ��ص في �أمي ��ركا‪ ،‬الذي ح� � ّل مكانه‬ ‫الغاز الطبيعي لين ��زح ويهجر ب�أبخ�س الأ�سعار �إلى‬ ‫�أوروب ��ا‪ ،‬دفع على م ��دى العامي ��ن الما�ضيين �سعر‬ ‫الغاز الطبيعي �إرتفاع� � ًا في القارة العجوز‪ .‬وهذا‪،‬‬ ‫بدوره‪� ،‬أدّى �إلى زيادة �إنبعاثات غازات الدفيئة في‬ ‫�أوروبا‪ ،‬في حين �صارت �أج ��واء الواليات المتحدة‬ ‫�أكثر نظافة‪.‬‬ ‫التحدي ال ��ذي يواجه �صانعي ال�سيا�سة الأوروبيين‬ ‫الآن يكمن ف ��ي معرفة كيفية تحقي ��ق التوازن بين‬ ‫المخاوف من �أن تركيزه ��ا الأخ�ضر �سوف يعرقل‬

‫الإنتعا� ��ش الإقت�ص ��ادي‪ ،‬ف ��ي حين ال ت ��زال تر�سل‬ ‫�إ�ش ��ارات �إل ��ى ال�س ��وق �أن �أوروب ��ا تدع ��م الطاق ��ة‬ ‫النظيفة وتلت ��زم بتخفي�ضات طموحة في �إنبعاثات‬ ‫غازات الإحتبا�س الحراري‪.‬‬ ‫وي ��رى بع� ��ض المراقبي ��ن ب� ��أن خط ��ة ‪ 2030‬التي‬ ‫�ص ��درت �أخي ��ر ًا تم ّيع �أهداف الحد م ��ن الكربون‪،‬‬ ‫وتزيل الإلتزامات على النطاق الأوروبي في مجال‬ ‫الطاقة المتجددة‪ ،‬كما �أنها لم تتخذ موقف ًا نهائي ًا‬ ‫بالن�سب ��ة �إلى قواني ��ن التك�سي ��ر الهيدروليكي على‬ ‫نطاق �أوروبي وا�سع في الوقت الراهن‪.‬‬ ‫ويعت ��رف م�س�ؤول ��و الإتح ��اد الأوروبي ب� ��أن المناخ‬ ‫الإقت�ص ��ادي الحال ��ي ق ��د �ش� � ّكل كثي ��ر ًا الج ��دل‬ ‫حول خط ��ة الع ��ام ‪" .2030‬ال �أحد يري ��د �أن يقتل‬ ‫االقت�صاد"‪ ،‬قال �أحده ��م‪ .‬ولكن في الوقت عينه‪،‬‬ ‫يقول بع�ضهم‪� ،‬أن المخاوف من �أن �سيا�سة الطاقة‬ ‫الأوروبي ��ة تخن ��ق الإقت�ص ��اد مبال ��غ فيه ��ا‪ .‬هناك‬ ‫ع ��دد قلي ��ل م ��ن ال�صناع ��ات التي هي ف ��ي الواقع‬

‫وزير الطاقة والإقت�صاد الألماني �سيغمار غابرييل‪:‬‬ ‫�ألمانيا لم تعد ت�ستطيع متابعة دعم الطاقة النظيفة‬

‫كثيف ��ة الإ�ستهالك للطاقة مث ��ل �صناعات ال�صلب‬ ‫ال�ضخمة والإ�سمنت‪.‬‬ ‫"ال ب ��د م ��ن القول م ��ن �أن هناك عيب� � ًا تناف�سي ًا‬ ‫وا�ضح� � ًا‪ ،‬ولكن يبدو لي �أن معظم �أ�سبابه م�صدره‬ ‫خ ��ارج �أوروب ��ا‪ ،‬ويكم ��ن ف ��ي طاق ��ة رخي�ص ��ة في‬ ‫الواليات المتحدة وي ��د عاملة رخي�صة في �آ�سيا"‪،‬‬ ‫ق ��ال تيم بوير�سم ��ا‪ ،‬محلل �أمن الطاق ��ة في معهد‬ ‫بروكينغز‪.‬‬ ‫بد ًال من التخلي ع ��ن �أهدافها بالن�سبة �إلى المناخ‬ ‫والطاق ��ة النظيف ��ة وال�سع ��ي �إلى تحقي ��ق ثورة في‬ ‫مجال الطاق ��ة على غرار الوالي ��ات المتحدة التي‬ ‫ق ��د يكون م ��ن الم�ستحيل تكرارها عل ��ى �أي حال‪،‬‬ ‫�أ�ض ��اف‪ ،‬ينبغي عل ��ى �أوروبا �أن تعت ��رف ب�أن جزء ًا‬ ‫كبير ًا م ��ن العوامل التي تحدّد الق ��درة التناف�سية‬ ‫الإقت�صادي ��ة تقع خارج �سيطرته ��ا‪ ،‬والتركيز على‬ ‫�إيجاد مي ��زة تناف�سية ل�صناعاته ��ا حيث يمكن �أن‬ ‫تحدث فرق ًا‪.‬‬ ‫التباي ��ن بين �أميركا و�أوروبا ي�صبح وا�ضح ًا و�ضوح‬ ‫ال�شم�س داخ ��ل عداد الكهرباء‪� ،‬سواء بالن�سبة �إلى‬ ‫الم�ستهلكي ��ن �أو لل�صناع ��ات العادي ��ة‪ .‬فقد �إرتفع‬ ‫متو�س ��ط​​�أ�سع ��ار البي ��ع بالتجزئ ��ة عل ��ى ال�صعيد‬ ‫الوطن ��ي لم�ستخدم ��ي الكهرب ��اء في المن ��ازل في‬ ‫الوالي ��ات المتحدة من ‪� 11.7‬سنتا لكل كيلو واط‪/‬‬ ‫�ساع ��ة ف ��ي ‪� 2011‬إلى ‪� 12.2‬سنت� � ًا في ‪ .2013‬في‬ ‫المقاب ��ل �إرتفع متو�سط​​معدل الإ�ستهالك ال�سكني‬ ‫م ��ن الكهرباء ف ��ي دول الإتحاد الأوروب ��ي ال ‪،27‬‬ ‫م ��ن ‪� 24‬سنت ًا �أميركي ًا للكيلوواط‪� /‬ساعة في العام‬ ‫‪� 2011‬إلى ‪� 27‬سنت ًا في العام الما�ضي‪.‬‬ ‫الواقع �أن التكاليف بالن�سبة �إلى ال�شركات �صارخة‬ ‫على حد �سواء‪ .‬فق ��د دفعت ال�صناعات الأمبركية‬ ‫‪� 6.9‬سنت ��ات للكيل ��و واط‪� /‬ساع ��ة ف ��ي العام‬ ‫‪Issue 16 - February - 2014‬‬

‫‪77‬‬


‫عالم الطاقة‬ ‫سياسة الطاقة األوروبية‬

‫في �إ�ستراتيجيتها الجديدة للطاقة حتى ‪2030‬‬

‫أوروبا حائرة بين األخضر واألسود!‬ ‫�ضخّ ��ت الحكومات الأوروبي��ة على مدى ال�سنوات الفائت��ة ع�شرات المليارات في �إ�ستثم��ارات في �أنواع‬ ‫م��ن بدائل الطاقة لتحل مكان الوقود الأحفوري‪ .‬ولكن بعد كل هذه الفترة ي�شعر حالي ًا الأوروبيون الخ�ضر‬ ‫بالغ�ض��ب والإحباط لأنهم و�صلوا �إلى قناعة �أخير ًا ب ��أن القارة يمكنها �إما �أن تكون نظيفة‪� ،‬أو �أن تكون قادرة‬ ‫على المناف�سة الإقت�صادية‪ ،‬ولكنها من ال�صعوبة بمكان �أن ت�ستطيع �أن تكون الإثنين معاً‪.‬‬ ‫بروك�سل ‪ -‬هاني مكارم‬ ‫ل�سن ��وات حاولت �أوروبا و�ض ��ع معايير‬ ‫عالمي ��ة لتنظي ��م تغ ّير المن ��اخ‪ ،‬وخلق‬ ‫قواع ��د �صارم ��ة بالن�سبة �إل ��ى الإنبعاثات‪ ،‬وفر�ض‬ ‫المزي ��د من �إ�ستخدام م�ص ��ادر الطاقة المتجددة‬ ‫و‪ ،‬يمكن القول‪ ،‬الت�ضحية ببع�ض النمو الإقت�صادي‬ ‫تحت عنوان �إنقاذ الكوكب‪.‬‬ ‫ولك ��ن الآن يبدو �أن �أوروبا قد و�صلت �إلى حدودها‬ ‫الق�صوى البيئية‪.‬‬ ‫�إن �إرتف ��اع تكالي ��ف الطاق ��ة‪ ،‬والق ��درة التناف�سية‬ ‫ال�صناعية الآخ ��ذة في التراج ��ع‪ ،‬والإعتراف ب�أن‬ ‫االقت�صاد لي�س من المرجح �أن ينتع�ش بقوة في �أي‬ ‫وقت قريب‪ ،‬فر�ضت على �صانع ��ي ال�سيا�سة البدء‬ ‫بتخفيف م�سعاهم لتنظيم �أكثر عدوانية للمناخ‪.‬‬ ‫ف ��ي ‪ 22‬كان ��ون الثان ��ي (يناي ��ر) الفائ ��ت‪� ،‬إقترح‬ ‫الإتح ��اد الأوروبي و�ضع حد لأهداف وطنية ملزمة‬ ‫لإنت ��اج الطاق ��ة المتجددة بعد الع ��ام ‪ .2020‬بد ًال‬ ‫م ��ن ذلك‪� ،‬إ�ستبدله ��ا بهدف �أوروب ��ي �شامل الذي‬ ‫من المرجح �أن يواجه �صعوبة �أكثر في تطبيقه‪.‬‬ ‫وق ��رر �أي�ض� � ًا الوق ��وف �ضد �إقت ��راح قواني ��ن على‬ ‫الأ�ض ��رار البيئية و ال�سالمة التي يمكن �أن يحدثها‬ ‫�إ�ستخ ��راج الغ ��از ال�صخ ��ري م ��ن خ�ل�ال عمليات‬ ‫الحف ��ر المثيرة للجدل والمعروف ��ة با�سم التك�سير‬ ‫الهيدروليكي‪ .‬لقد �إختار بد ًال من ذلك �سل�سلة من‬ ‫المبادئ الدنيا التي وعد بانه �سيراقبها‪.‬‬ ‫�ضغط ��ت �أوروبا قدم� � ًا في جبهات �أخ ��رى‪ ،‬هادفة‬ ‫�إل ��ى خف� ��ض ‪ 40‬في المئة ف ��ي �إنبعاث ��ات الكربون‬ ‫في �أجوائها بحلول العام ‪ ،2030‬م�ضاعفة الهدف‬ ‫الحالي من ‪ 20‬في المئة بحلول العام ‪ .2020‬وقال‬ ‫م�س�ؤول ��ون �أن المقترحات الجديدة ال تعطي دلي ًال‬

‫‪76‬‬

‫العدد ‪� - 16‬شباط (فرباير) ‪٢٠١4 -‬‬

‫على تق ّل� ��ص الإلتزام بالإن�ضب ��اط البيئي‪ ،‬ولكنها‬ ‫تعك�س الواق ��ع المع ّقد لتوحيد مواقف ‪ 28‬دولة من‬ ‫الإتحاد الأوروبي مع ًا وراء �سيا�سة واحدة‪.‬‬ ‫"�س ��وف يتطلب الأمر الكثير م ��ن �أوروبا"‪ ،‬قالت‬ ‫كون ��ي هيديغ ��ارد‪ ،‬المفو�ض ��ة الأوروبي ��ة ل�ش� ��ؤون‬ ‫المن ��اخ‪�" .‬إذا �إتبع ��ت كل الإقت�ص ��ادات الكب ��رى‬ ‫الأخرى مثالنا‪ ،‬ف�إن العالم �سيكون مكان ًا �أف�ضل"‪.‬‬ ‫ولكن ينظر الخبراء �إلى المقترحات بمثابة تراجع‬ ‫كبير م ��ن جانب الجماعات البيئية‪ ،‬ودليل على �أن‬ ‫العوام ��ل االقت�صادي ��ة قد ب ��د�أت ف ��ي الت�أثير على‬ ‫من ��اخ النقا�ش في طرق لم تكن موجودة �سابق ًا في‬ ‫�أوروبا‪.‬‬ ‫وو�صف ��ت المجموع ��ة البيئية "�أ�صدق ��اء الأر�ض"‬ ‫المقترح ��ات ب�أنه ��ا "غير كافية عل ��ى االطالق" و‬ ‫"غير موجودة على �شا�شات رادار علم المناخ التي‬ ‫تفيدنا بما يجب القيام به في �أوروبا لتجنب كارثة‬ ‫مناخية"‪.‬‬

‫رئي�س الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون‪:‬‬ ‫�إنتقد ب�شدة �سيا�سة التك�سير الأوروبية‬

‫الواق ��ع �إن �إع�ل�ان المفو�ضي ��ة الأوروبي ��ة ع ��ن‬ ‫�إ�ستراتيجيتها للطاقة للخم�س ع�شرة �سنة المقبلة‬ ‫ي�أت ��ي ف ��ي خ�ضم جوق ��ة م ��ن الأ�صوات الت ��ي تعلو‬ ‫معربة عن قلقها م ��ن �أن �سيا�سة الطاقة الأوروبية‬ ‫ت ّهدد �إقت�صادها‪.‬‬ ‫�أح ��دث و�أعل ��ى الأ�ص ��وات كان �سيغم ��ار غابرييل‪،‬‬ ‫الوزي ��ر الألماني الم�س�ؤول عن الطاقة والإقت�صاد‪.‬‬ ‫فق ��د ح ��ذر ف ��ي م�ؤتم ��ر ع ��ن الطاق ��ة (ف ��ي‬ ‫‪� )2014/01/21‬أن ب�ل�اده بب�ساط ��ة ال يمك ��ن �أن‬ ‫ت�ستم ��ر في تحمل تكلف ��ة ‪ 32‬مليار دوالر في ال�سنة‬ ‫لدعم م�شاريع الطاقة المتجددة التي ت�ش ّكل محور‬ ‫مخط ��ط �ألماني ��ا الطم ��وح للتح ��ول نح ��و م�صادر‬ ‫الطاق ��ة النظيف ��ة‪� .‬إن �أ�سعار الكهرب ��اء الألمانية‪،‬‬ ‫�س ��واء بالن�سبة �إلى الأف ��راد �أو ال�صناعة‪ ،‬هي من‬ ‫بين �أعلى المعدالت في �أوروبا‪.‬‬ ‫"علين ��ا �أن نت�أك ��د من ربط الطاق ��ة �إلى النجاح‬ ‫الإقت�صادي‪� ،‬أو على الأقل � اّأل نجعلها ت�شكل خطر ًا‬ ‫عليه"‪ ،‬قال غابرييل‪.‬‬ ‫وه ��و لي�س وحده‪� .‬إن �صن ��اع ال�سيا�سة البريطانية‪،‬‬ ‫بقي ��ادة رئي�س ال ��وزراء ديفيد كامي ��رون ‪� ،‬شجبوا‬ ‫ب�ش ��دة الخط ��ط الأوروبي ��ة لتنظي ��م التك�سي ��ر‬ ‫الهيدروليكي ف ��ي جميع �أنحاء الق ��ارة‪ .‬كما �إنتقد‬ ‫ق ��ادة بولن ��دا �أي�ض ًا م ��ا ي�سمونه �سيا�س ��ات المناخ‬ ‫التقييدي ��ة التي يمكن �أن تعوق البلدان القليلة التي‬ ‫تم ّكنت من �شقّ طريقها عبر الأزمة الإقت�صادية‪.‬‬ ‫م ��ن جهته ��ا تدخلت ال�ش ��ركات العمالق ��ة �أي�ض ًا و‬ ‫�شارك ��ت ف ��ي المناق�ش ��ة‪ ،‬ولك ��ن مع حج ��ج تخدم‬ ‫م�صالحه ��ا الذاتي ��ة‪ .‬الك�شمي ميت ��ال ‪--‬الرئي�س‬ ‫التنفيذي ل�شركة "�أر�سيلور ميتال" في لوك�سمبورغ‬ ‫�أكب ��ر منتج لل�صلب في العالم‪ --‬كتب في �صحيفة‬ ‫"فاينن�شال تايمز" محذر ًا من �أن الطاقة المكلفة‬


‫عالم الطاقة ¶ �سيا�سة الطاقة الأوروبية‬ ‫الما�ض ��ي‪ ،‬تقريب ًا ال�سع ��ر نف�سه قب ��ل عامين‪� .‬أما‬ ‫ال�شركات الأوروبية‪ ،‬من ناحية �أخرى‪ ،‬فدفعت ‪16‬‬ ‫�سنت ًا �أميركي ًا للكيلوواط‪� /‬ساعة‪ ،‬ب�إرتفاع ما يقرب‬ ‫من ‪ 10‬في المئة في العامين الما�ضيين‪.‬‬ ‫هذه المتو�سطات تخفي بع�ض الإختالفات الكبيرة‬ ‫م ��ن بلد �إلى بلد‪ ،‬مع مزيد من �آثار عودة الإنتعا�ش‬ ‫رويد ًا رويد ًا �إلى الإقت�ص ��اد‪ .‬يدفع الإ�سبان �أ�سعار‬ ‫كهرب ��اء ف ��ي منازله ��م حوال ��ي ‪� 30‬سنت� � ًا �أميركي ًا‬ ‫ل ��كل كيل ��و واط‪� /‬ساعة‪ -‬وهذا ال ي ��زال غير كاف‬ ‫ف ��ي الواقع لتغطي ��ة التكاليف‪ .‬ل ��ذا تتل ّقى �شركات‬ ‫الكهرب ��اء الإ�سبانية الفرق م ��ن الحكومة‪ .‬ونتيجة‬ ‫لذلك‪ ،‬ف�إن الدولة الإ�سبانية التي تعاني من الديون‬ ‫ف ��ي الأ�سا�س‪ ،‬تكاف ��ح لت�أمين ملي ��ارات الدوالرات‬ ‫الإ�ضافية‪ ،‬الأمر ال ��ذي يك ّثف ال�صعوبات بالن�سبة‬ ‫�إل ��ى مدري ��د ك ��ي ت�ستطيع الخ ��روج م ��ن الحفرة‬ ‫المالية‪.‬‬ ‫ولكن �ألمانيا‪ ،‬التي تعتبر �أكبر �إقت�صاد في الإتحاد‬ ‫الأوروبي وموطن ًا لتحويل الطاقة الأكثر طموح ًا في‬ ‫العالم‪ ،‬هي مركز النقا�ش الأوروبي حالي ًا‪.‬‬ ‫"تح ��ول الطاقة" "‪ "Energiewende‬في �ألمانيا‬ ‫– وهو نظام �إلماني للطاقة هدفه الإ�ستغناء عن‬ ‫المحط ��ات النووي ��ة والفحم الحج ��ري والإعتماد‬ ‫على مجموعة من الألواح ال�شم�سية ومزارع الرياح‬ ‫ ه ��و حالة �إختب ��ار حول ما �إذا كان ��ت ال�سيا�سات‬‫"الخ�ضراء" ت�ساعد �أو تق ّو�ض النمو االقت�صادي‪.‬‬ ‫ولكن تبدو تكالي ��ف التح ّول الوليد هذا ب�أنها فعلي ًا‬ ‫يرجح الموازين‪.‬‬ ‫�ست�ش ّكل الأمر الذي ّ‬ ‫�إرتفع ��ت �أ�سع ��ار الطاق ��ة الألماني ��ة ال�سكني ��ة من‬ ‫‪� 34‬سنت� � ًا �أميركي� � ًا للكيل ��وواط ‪�/‬ساع ��ة �إل ��ى ‪39‬‬ ‫�سنت� � ًا ف ��ي العامي ��ن الما�ضيي ��ن‪ .‬وزادت معدالت‬ ‫�أ�سع ��ار الكهرب ��اء ال�صناعية من حوال ��ي ‪� 17‬سنت ًا‬ ‫لت�صل الى �أكث ��ر من ‪� 19‬سنت ًا للكيل ��وواط ‪�/‬ساعة‬ ‫ف ��ي الفترة عينه ��ا‪ .‬علم ًا ب�أن ر�صي ��د الم�ستهلكين‬ ‫وال�ش ��ركات م ��ن دعم الطاق ��ة المتج ��ددة هو ‪32‬‬ ‫مليار دوالر �سنوي ًا‪.‬‬ ‫"�أن ��ا ال �أع ��رف �أي �إقت�ص ��اد �آخ ��ر يمكن ��ه �أن‬ ‫يتحم ��ل هذا العبء"‪ ،‬ق ��ال غابرييل‪ ،‬وزير الطاقة‬ ‫الألمانية‪ .‬في هذه الأثناء تخطط برلين للحد من‬ ‫دع ��م م�شاريع الطاقة الخ�ض ��راء‪ ،‬على الرغم من‬ ‫�أنها لن تفع ��ل �شيئا كبير ًا لخف� ��ض فواتير الطاقة‬ ‫حالي ًا‪.‬‬ ‫م ��ن جه ��ة �أخ ��رى �إنتق ��دت جماع ��ات ال�صناع ��ة‬ ‫الألماني ��ة الكبي ��رة الطريق ��ة الت ��ي لعبه ��ا نظ ��ام‬ ‫"تح ��ول الطاقة" "‪ "Energiewende‬حتى الآن‪،‬‬

‫المفو�ضة الأوروبية ل�ش�ؤون المناخ كوني هيديغارد‪:‬‬ ‫مطلوب الكثير‬

‫داعي ��ن �إل ��ى و�ضع ح ��د للإعانات الت ��ي تمنح �إلى‬ ‫منتجي الطاقة الخ�ض ��راء‪ .‬ولكن من المفارقات‪،‬‬ ‫�أن ال�صناعات الألمانية لم تتح ّمل تكاليف التحول‬ ‫�إل ��ى الطاق ��ة الخ�ضراء‪ ،‬التي ج ��اءت في معظمها‬ ‫من العمالء العاديين‪.‬‬ ‫ً‬ ‫"ال �أعتق ��د �أن الراب ��ط الذي غالب� �ا ما يتم بين‬ ‫الق ��درة التناف�سي ��ة و�سيا�سات الطاق ��ة المتجددة‬ ‫موج ��ود حق ��ا"‪ ،‬ق ��ال بوير�سم ��ا‪�" .‬أعتق ��د �أنه من‬ ‫المري ��ح جد ًا لجميع الذين لي�س ��وا ل�صالح الطاقة‬

‫وجدت درا�سة حديثة �أجرتها‬ ‫م�ؤ�س�سة "براي�س ووترهاو�س كوبرز"‬ ‫�أن الدول الأوروبية مع �سيا�سات مناخ‬ ‫عدوانية‪ ،‬بما في ذلك �ألمانيا‪ ،‬يمكنها‬ ‫�إدارة النمو االقت�صادي حتى مع الحد‬ ‫من �إ�ستخدام الطاقة و�إنبعاثات غازات‬ ‫الإحتبا�س الحراري‬ ‫المفو�ضة الأوروبية ل�ش�ؤون المناخ‬ ‫كوني هيديغارد‪�" :‬سوف يتطلب الأمر‬ ‫الكثير من �أوروبا‪ ...‬و�إذا �إتبعت كل‬ ‫الإقت�صادات الكبرى الأخرى مثالنا‪ ،‬ف�إن‬ ‫العالم �سيكون مكان ًا �أف�ضل"‬

‫المتج ��ددة وال ي�ؤيدونه ��ا �أن يعلن ��وا ذل ��ك‪ ،‬ولك ��ن‬ ‫ال�صناعات التي هي في و�ضع تناف�سي غير م�ؤات‪،‬‬ ‫عادة ما تكون معفاة وتتمتع بجميع �أنواع الظروف‬ ‫الم�ؤاتي ��ة التي من �ش�أنه ��ا �أن ت�ستبعد حدوث ذلك‬ ‫الرابط"‪.‬‬ ‫في الواقع‪ ،‬وج ��دت درا�سة حديثة �أجرتها م�ؤ�س�سة‬ ‫"براي�س ووترهاو� ��س كوبرز" �أن الدول الأوروبية‬ ‫مع �سيا�س ��ات مناخ عدوانية‪ ،‬بما في ذلك �ألمانيا‪،‬‬ ‫يمكنه ��ا �إدارة النمو االقت�صادي حتى مع الحد من‬ ‫�إ�ستخ ��دام الطاق ��ة و�إنبعاثات غ ��ازات الإحتبا�س‬ ‫الحراري‪.‬‬ ‫الخطر‪ ،‬يق ��ول بوير�سم ��ا و�آخرون‪ ،‬ه ��و �أن �أوروبا‬ ‫ق ��د تنتهي �إل ��ى تميي ��ع �سيا�سات الطاق ��ة والمناخ‬ ‫للتعام ��ل مع المخ ��اوف الإقت�صادية التي ال عالقة‬ ‫له ��ا بالإعان ��ات للطاق ��ة ال�شم�سي ��ة �أو الخط ��ط‬ ‫الطموحة لمزارع الرياح‪ .‬وهذا‪ ،‬يقولون‪ ،‬يمكن �أن‬ ‫ير�سل ر�سائل م�شو�شة �إلى الم�ستثمرين‪ ،‬مما يع ّكر‬ ‫من ��اخ الإ�ستثمار �أكثر في قط ��اع الطاقة على وجه‬ ‫التحدي ��د في الوقت الذي هن ��اك حاجة �إلى مئات‬ ‫الملي ��ارات من ال ��دوالرات لإنج ��اح عملية التحول‬ ‫�إلى الطاقة النظيفة‪.‬‬ ‫بطبيع ��ة الحال‪� ،‬إذا كان هن ��اك �أي عزاء لوا�ضعي‬ ‫ال�سيا�س ��ات الأوروبي ��ة‪ ،‬ف� ��إن ال�ش ��ركات اليابانية‬ ‫وال�صينية تكافح �أي�ض ًا مع �إرتفاع تكاليف الطاقة‪.‬‬ ‫وق ��د �أدى اغ�ل�اق المحطة النووية ف ��ي فوكو�شيما‬ ‫ف ��ي الياب ��ان �إل ��ى �إرتفاع حاد ف ��ي تكلف ��ة الطاقة‬ ‫الم�ست ��وردة‪ ،‬والتي يق ��ول م�س�ؤولون ف ��ي الحكومة‬ ‫الياباني ��ة �أنه ��ا ق ��د تقود �إلى ن ��زوح الأعم ��ال �إلى‬ ‫الخ ��ارج‪ .‬وال�صي ��ن‪ ،‬الت ��ي ركبت ل�سن ��وات موجة‬ ‫الطاق ��ة الرخي�ص ��ة والعمالة الرخي�ص ��ة لت�صبح‬ ‫ور�ش ��ة عم ��ل للعال ��م‪ ،‬كثف ��ت باط ��راد وارداته ��ا‬ ‫الخا�ص ��ة من الغ ��از الطبيعي الغال ��ي الثمن‪ ،‬حتى‬ ‫م ��ع �إرتف ��اع تكاليف العمال ��ة على ال�ساح ��ل الأمر‬ ‫الذي دفع �إلى نزوح بع� ��ض الت�صنيع �إلى المناطق‬ ‫الداخلية ال�صينية والبع�ض الآخر �إلى جنوب �شرق‬ ‫�آ�سيا‪.‬‬ ‫ولك ��ن فيما تت�صارع �أوروبا م ��ع كيفية التوفيق بين‬ ‫طموحاتها البيئية وال�ض ��رورات الإقت�صادية‪ ،‬ف�إن‬ ‫المفارق ��ة الحقيقي ��ة ه ��ي �أن البل ��د ال ��ذي يفتقر‬ ‫�إل ��ى �أي نوع م ��ن �سيا�سة الطاقة عل ��ى الإطالق ‪-‬‬ ‫الواليات المتحدة ‪ -‬ق ��د نجح في خف�ض �إنبعاثات‬ ‫الغ ��ازات الم�سبب ��ة للإحتبا�س الح ��راري‪ ،‬وهبوط‬ ‫�أ�سعار الطاقة‪ ،‬وتحريك طفرة الت�صنيع‪ ،‬كل ذلك‬ ‫بف�ضل التك�سير الهيدروليكي‬ ‫‪Issue 16 - February - 2014‬‬

‫‪79‬‬


P.O.Box: 138, Chelsea, London, SW3 6BH ENGLAND Tel: +44 (0) 20 72861372 Fax: +44 (0) 20 72661479 E-mail: ad-diplomasi@btconnect.com Website: http: //www.ad-diplomasi.com

!

NO RELUCTANCE IN SEEKING HOT ISSUES

No Hesitation In Telling Hard Truth Ad-Diplomasi News Report monthly distributes critical analysis of events in the Arab world and the Middle East, to its subscribers among the top Arab decision makers, government officials, diplomats, journalists and business leaders. Ad-Diplomasi News Report analysis goes beyond the event, to provide the information and assessments needed to understand intelligently what is going on, in the ever changing Middle East political, military and economic scene. Ad-Diplomasi News Report’s writers have an impeccable reputation as experts in Arab affairs and, their work is widely quoted by the international media. Ad-Diplomasi News Report is published from LONDON in Arabic as well as in English by Focus Press (UK) Limited. Founded in 1996. Editor Raymond Atallah.


‫"نفتت ��ح اليوم الخط ��وة التالية لإمكان ��ات الغاز‬ ‫ال�صخ ��ري ف ��ي مزيج الطاق ��ة التي لدين ��ا"‪ ،‬قال‬ ‫وزي ��ر الطاقة البريطاني ماي ��كل فالون في تقديم‬ ‫الخطة الجدي ��دة‪�" .‬إنه �أمر مثي ��ر‪ ،‬و�سوف يجلب‬ ‫النم ��و وفر� ��ص العم ��ل و�أم ��ن الطاق ��ة"‪ ،‬على حد‬ ‫تعبيره‪.‬‬ ‫الخط ��وات البريطانية لبدء فت ��ح �إمكانات البالد‬ ‫ف ��ي مج ��ال ال�صخ ��ر الزيت ��ي يعن ��ي الكثي ��ر‪ ،‬لأن‬ ‫بريطانيا لديها معظم المك ّونات الالزمة لإطالق‬ ‫"ثورة ال�صخر النفطي" الأوروبية‪� :‬إطار تنظيمي‬ ‫وا�ض ��ح‪ ،‬و�أ�س ��واق ر�أ� ��س الم ��ال قوي ��ة‪ ،‬ومنتجون‬ ‫متم ّر�سون‪ ،‬وبنية تحتية للغاز موجودة‪ ،‬وجيولوجيا‬ ‫محتملة م�ؤاتية‪.‬‬ ‫وه ��ذا م ��ا يمكن �أن يق ��ال �أي�ض� � ًا ع ��ن الكثير من‬ ‫البلدان الأوروبية الأخرى التي لديها موارد وفيرة‬ ‫م ��ن الغاز ال�صخ ��ري "على ال ��ورق" ‪-‬مثل بولندا‬ ‫�أو �أوكراني ��ا‪ -‬ولكنها تحتاج �إلى �إج ��راء تغييرات‬ ‫بالجملة لقوانينها التنظيمي ��ة و�إنفاق �إ�ستثمارات‬ ‫هائلة في البني ��ة التحتية للغاز الطبيعي فيها‪ .‬في‬

‫الوق ��ت عين ��ه‪� ،‬إن تطوير الغاز ال�صخ ��ري‪ ،‬ج ّراء‬ ‫معدالت ن�ضوب ��ه الأولي ال�سريع ��ة‪ ،‬يتطلب الكثير‬ ‫والكثير من وحدات حف ��ر الآبار‪ ،‬وهذا �شيء �آخر‬ ‫تفتق ��ده �أوروبا وبقية العال ��م ب�شكل وا�ضح مقارنة‬ ‫بالواليات المتحدة‪.‬‬ ‫الخط ��وات البريطاني ��ة لب ��دء عملي ��ة �إ�ستك�شاف‬

‫�إختارت الحكومة البريطانية في‬ ‫كانون الأول (دي�سمبر) الما�ضي مناطق‬ ‫في �إنكلترا و�إ�سكتلندا وويلز التي‬ ‫يمكن �أن يتم فيها البحث عن الغاز‬ ‫ال�صخري في محاولة لقيادة "ثورة‬ ‫ال�صخر الزيتي" في �أوروبا‬

‫ال�صخر الزيتي تق� � ّدم تذكير ًا �صارخا ب�أن قاعدة‬ ‫الم ��وارد الخ ��ام ( ال�صي ��ن‪� ،‬أي دول ��ة �أخ ��رى؟)‬ ‫ربم ��ا تعتب ��ر �أقل �أهمية م ��ن �أجل تنمي ��ة ال�صخر‬ ‫الزيت ��ي م ��ن كل الأ�شي ��اء الممل ��ة الت ��ي يمكن �أن‬ ‫تجعله ��ا ف ��ي الواق ��ع ممكن ��ة‪ .‬بطبيع ��ة الح ��ال‪،‬‬ ‫بريطاني ��ا‪ ،‬مثل بل ��دان �أخرى في �أوروب ��ا ‪ ،‬تواجه‬ ‫الكثير م ��ن المعار�ضة المحلي ��ة والبيئية للتك�سير‬ ‫الهيدروليك ��ي‪ ،‬تمام ��ا كم ��ا ه ��و الحال ف ��ي بع�ض‬ ‫�أجزاء من الواليات المتحدة‪.‬‬ ‫"�إذا كان هن ��اك بلد يمكنه �أن يفع ��ل الأمر‪ ،‬ف�إني‬ ‫�أراهن عل ��ى المملكة المتحدة‪ .‬ولك ��ن المعار�ضة‬ ‫ال�شعبي ��ة كبي ��رة جد ًا‪ ،‬ومن الحكمة هن ��ا �أن تنفّذ‬ ‫الحكومة العملية بب ��طء" قال تيم بوير�سما ‪ ،‬وهو‬ ‫محلل �أمن الطاقة في معهد بروكينغز‪.‬‬ ‫م ��ا يثير الإهتمام خ�صو�ص ًا بالن�سبة �إلى �إحت�ضان‬ ‫بريطاني ��ا لل�صخر الزيتي الوليد‪ ،‬هو �أنه ي�أتي الى‬ ‫جان ��ب م�شروع قانون جديد للطاقة يعر�ض البدء‬ ‫ب�إ�ستثم ��ار ‪ 180‬مليار دوالر ف ��ي م�صادر الكهرباء‬ ‫المنخف�ض ��ة الكربون والنظيفة عل ��ى مدى العقد‬ ‫المقب ��ل‪ .‬وي�شم ��ل م�ش ��روع القان ��ون دعم� � ًا مالي ًا‬ ‫للطاق ��ة النووي ��ة والطاق ��ة المتج� � ّددة ل�ضمان �أن‬ ‫بريطاني ��ا‪ ،‬التي كانت "تلته ��م" الفحم الرخي�ص‬ ‫م ��ن الواليات المتح ��دة لإبقاء الأ�ض ��واء م�ستمرة‬ ‫الإ�شتع ��ال‪ ،‬يمكنه ��ا تلبي ��ة �أهدافه ��ا ف ��ي خف� ��ض‬ ‫�إنبعاثات الغازات الم�سببة للإحتبا�س الحراري‪.‬‬ ‫وال�س� ��ؤال‪ :‬لم ��اذا ال تعتمد لندن فق ��ط على الغاز‬ ‫ال�صخري للقيام بذل ��ك؟ الواليات المتحدة‪ ،‬بعد‬ ‫كل �ش ��يء‪ ،‬خفّ�ض ��ت الإنبعاثات ف ��ي قطاع الطاقة‬ ‫�إل ��ى م�ستويات ل ��م ت�شهدها منذ �أوائ ��ل ت�سعينات‬ ‫الق ��رن الفائت‪ ،‬في ج ��زء كبير من ��ه ب�سبب حرق‬ ‫قطاع الكهرباء المزيد من الغاز و�أقل من الفحم‪.‬‬ ‫كم ��ا �ساعد الرك ��ود �أي�ض� � ًا على تلطي ��ف وخف�ض‬ ‫الطلب على الكهرباء‪.‬‬ ‫�إن تقييم ال�صخر الزيتي لحكومة المملكة المتحدة‬ ‫يو�ضح مدى �صعوبة الإنطالق في العملية‪ .‬حتى لو‬ ‫�إ�ستطاع ��ت بريطاني ��ا الآن تقدير كميات ال�صخر‬ ‫النفطي التي تنام ف ��ي �أرا�ضيها‪ ،‬ومدى التكاليف‬ ‫لإ�ستخراجه ��ا‪ ،‬ف� ��إن الغاز ال�صخ ��ري البريطاني‬ ‫لي�س من المرجح �أن يحل محل الفحم القذر‪ ،‬كما‬ ‫كان الأمر في الواليات المتحدة‪.‬‬ ‫بد ًال من ذل ��ك‪ ،‬يقول تقرير الحكوم ��ة‪ ،‬ب�أن الغاز‬ ‫ال�صخري البريطاني من المرجح �أن ي�أخذ مكان‬ ‫الغ ��از الم�سال الم�ست ��ورد الغالي الثم ��ن‪ .‬ونتيجة‬ ‫لذل ��ك‪ ،‬وج ��د التقري ��ر �أن تنمي ��ة ال�صخ ��ر‬ ‫‪Issue 16 - February - 2014‬‬

‫‪81‬‬


‫عالم الطاقة‬ ‫الغاز الصخري‬

‫هل تقود تقنية التك�سير القارة العجوز �إلى الإ�ستقالل في مجال الطاقة؟‬

‫أوروبا تسعى إلى تكرار‬ ‫طفرة الغاز الصخري في أميركا‬ ‫بعدم��ا �إ�ستطاعت الواليات المتحدة تحقي��ق نوع من الإ�ستقاللية في مجال الطاقة من طريق تقنية‬ ‫التك�سير الهيدروليكي لإ�ستخراج "الغاز ال�صخري"‪ ،‬ها هي �أوروبا تحاول بدورها تكرار التجربة‪،‬‬ ‫ولكن هل ت�ستطيع النجاح؟‬ ‫لندن ‪ -‬هيكل مهدي‬ ‫�إخت ��ارت الحكوم ��ة البريطاني ��ة ف ��ي‬ ‫كان ��ون الأول (دي�سمب ��ر) الما�ض ��ي‬ ‫مناط ��ق في �إنكلت ��را و�إ�سكتلندا وويل ��ز التي يمكن‬ ‫�أن يت ��م فيها البحث عن الغ ��از ال�صخري‪ ،‬وذلك‬ ‫في �أحدث �سل�سلة من الجهود الأوروبية لتكرار ما‬ ‫ي�سم ��ى ب "عا�صفة ال�صخ ��ر الزيتي" التي ح ّولت‬ ‫ب�شكل كبير و�ضع الطاقة في الواليات المتحدة في‬ ‫الن�صف الأخير من العقد الفائت‪.‬‬ ‫الواقع �أن �إ�ستخراج غ ��از طبيعي �أكثر من الأر�ض‬ ‫ل ��ن ي�ضر البريطانيين‪ ،‬الذي ��ن يعانون من �إرتفاع‬ ‫�أ�سع ��ار الطاق ��ة و�إنبعاث ��ات غ ��ازات الإحتبا� ��س‬ ‫الح ��راري‪ ،‬تمام� � ًا عك�س م ��ا حدث ف ��ي الواليات‬ ‫المتح ��دة‪ .‬ولكن ال المملك ��ة المتح ��دة وال �أوروبا‬ ‫ككل عل ��ى و�ش ��ك �سرقة �صفحة من كت ��اب قواعد‬ ‫اللعب ��ة التي تمار�سها �أمي ��ركا وركوب طفرة الغاز‬ ‫ال�صخ ��ري للو�ص ��ول �إل ��ى قطاع الطاق ��ة النظيفة‬ ‫وتن�شي ��ط قاعدة ال�صناع ��ات التحويلية‪ .‬بالن�سبة‬ ‫�إلى �أوروبا‪ ،‬هذا يعني �أنه لي�ست هناك بعد �إجابات‬ ‫�سهل ��ة عن �سعيها المزمن من �أجل الح�صول على‬ ‫طاق ��ة �أرخ�ص و�أنظف مع تعزي ��ز �أمن الطاقة في‬ ‫الوقت عينه‪ .‬لقد ح ��ددت الإتحاد الأوروبي تاريخ‬ ‫و�ض ��ع اللم�سات الأخي ��رة لخطة الطاق ��ة والمناخ‬ ‫لع ��ام ‪ 2030‬ف ��ي �أوائ ��ل الع ��ام ‪ .2014‬حت ��ى هذه‬ ‫اللحظ ��ة‪ ،‬لي� ��س وا�ضح� � ًا تمام� � ًا �إذا كان ال�صخر‬ ‫الزيتي‪� -‬أو يجب �أن يكون ‪ -‬جزء ًا منها‪.‬‬ ‫�إن تقييم المملكة المتحدة‪ ،‬الذي �صدر في تقرير‬ ‫م�سه ��ب في كانون الأول (دي�سمبر) الفائت‪ ،‬يفتح‬ ‫حوال ��ي ن�ص ��ف �أرا�ض ��ي بريطاني ��ا �إل ��ى �إحتمال‬

‫‪80‬‬

‫العدد ‪� - 16‬شباط (فرباير) ‪٢٠١4 -‬‬

‫�إ�ستك�ش ��اف ال�صخ ��ر الزيتي‪ .‬وه ��ذا الواقع حمل‬ ‫ال�صحاف ��ة البريطاني ��ة �إلى �إطالق �أب ��واق الحذر‬ ‫و�إب ��داء قلقها حول "الت�صنيع في الريف" وت�شغيل‬ ‫ع�ش ��رات ال�شاحن ��ات الثقيل ��ة في مناط ��ق كثيفة‬ ‫ال�سكان لي ًال ونهار ًا‪.‬‬ ‫التك�سير � ٍآت �إلى �أوروبا‬

‫الم�س�ؤول ��ون الحكومي ��ون‪ ،‬مث ��ل نظرائه ��م ف ��ي‬ ‫الواليات المتح ��دة‪ ،‬يعترفون بالحاجة للإ�ستفادة‬ ‫من ودائع ال�صخر الزيتي بطريقة م�س�ؤولة‪ ،‬ولكن‬ ‫ي�ضيف ��ون ب�أن فت ��ح المزيد من مج ��االت التك�سير‬ ‫الهيدروليكي يمكن �أن يثبت ب�أنه نعمة �إقت�صادية‪.‬‬


‫عالم الطاقة ¶ الغاز ال�صخري‬

‫فرن�سوا هوالند‪ :‬حظّرت حكومته �إ�ستخراج النفط ال�صخري‬

‫وزير الطاقة البريطاني مايكل فالون‪ :‬الخطوة الأولى بد�أت‬

‫�أنجيال ميركل‪ :‬حكومتها ما زالت تدر�س الأمر‬

‫النفطي البريطاني ل ��ن يكون لها ت�أثير يذكر على‬ ‫�إنبعاثات غازات الدفيئة الوطنية‪.‬‬ ‫وه ��ذا ي�س ّلط ال�ضوء على �سوء فه ��م �أ�سا�سي حول‬ ‫طبيعة ثورة الغاز الطبيع ��ي الأميركية وجاذبيتها‬ ‫لبقي ��ة العال ��م‪ :‬غاز رخي� ��ص ن�سبي ًا ف ��ي الواليات‬ ‫المتح ��دة لي�س لأن ��ه ي�أتي م ��ن ال�صخ ��ر الزيتي‪،‬‬ ‫ولكن لأن ال�صخر الزيتي موجود بكثرة وينتج منه‬ ‫كميات كبيرة في الوقت نف�سه‪� .‬إن �إ�ستخراج الغاز‬ ‫من ت�شكيالت ال�صخر الزيت ��ي تحت الأر�ض‪ ،‬من‬ ‫طري ��ق تحطيم ال�صخور م ��ع كوكتيل من ال�ضغط‬ ‫العالي م ��ن المياه والم ��واد الكيميائي ��ة‪ ،‬هو �أكثر‬ ‫تكلف ��ة من �إ�ستخ ��راج حقول الغ ��از والتدفق الحر‬ ‫العادي ��ة‪ ،‬لك ��ن �أميركا تمتع ��ت بالغ ��از الرخي�ص‬ ‫ن�سبي� � ًا وذل ��ك بب�ساطة لأن الكثير م ��ن المنتجين‬ ‫�إ�ستغل ��وا الكثير م ��ن الآبار في فت ��رة ق�صيرة من‬ ‫الزم ��ن وف ��ي الفت ��رة عينه ��ا‪ .‬ل ��ذا يق ��ول الخبير‬ ‫بوير�سم ��ا ب�أن "الغاز ال�صخ ��ري يعني غاز ًا بدي ًال‬ ‫لأوروبا ولي�س غاز ًا رخي�ص ًا"‪.‬‬ ‫م ��ن جهة �أخ ��رى يب ��دو �أن تقديرات تكلف ��ة الغاز‬ ‫ال�صخ ��ري الأوروبي تختل ��ف‪ ،‬لأن التنقيب ما زال‬ ‫قلي ًال ج ��د ًا‪ .‬و�إذا �أعط ��ي ال�ض ��وء الأخ�ضر لإنتاج‬ ‫فعل ��ي‪ ،‬من المحتم ��ل �أن يك ّلف نح ��و �ضعفي الغاز‬ ‫ال�صخري في الواليات المتح ��دة‪ .‬وهذا يعني �أنه‬ ‫ل ��ن يكون قادر ًا على �ضرب الفح ��م و�إخراجه من‬ ‫نظ ��ام الطاق ��ة بالطريق ��ة التي ق ّو�ض فيه ��ا الغاز‬ ‫الرخي� ��ص الطل ��ب عل ��ى الفح ��م ف ��ي ب�ل�اد العم‬ ‫�س ��ام‪ .‬وبالفعل‪ ،‬ف�إن الفحم ال ��ذي رف�ضته ال�سوق‬ ‫الأميركية تدفق �إل ��ى المملكة المتحدة على مدى‬ ‫العامين الما�ضيين‪.‬‬

‫بع� ��ض ال ��دول االوروبي ��ة كان �إ�ستباقي� � ًا و�أغل ��ق‬ ‫الب ��اب �أمام ال�صخر الزيتي و�أزال ��ه من المعادلة‬ ‫حت ��ى قب ��ل �أن يت�صارع م ��ع تحدي ��ات �إ�ستخراجه‬ ‫وتوزيع ��ه �إقت�صادي ًا‪ .‬وقد ّ‬ ‫حظ ��رت فرن�سا وبلغاريا‬ ‫�إ�ستخراجه ب�شكل �صريح‪ .‬و�ألمانيا ال تزال تحاول‬ ‫در�س الأمر‪.‬‬ ‫ولك ��ن‪ ،‬كل هذا ال يعن ��ي �أن تنمية الغاز ال�صخري‬ ‫ال تق� � ّدم فوائ ��د �إل ��ى �أوروب ��ا‪ .‬تح� � ّدث م�س�ؤول ��ون‬ ‫بريطاني ��ون ع ��ن النم ��و والوظائ ��ف الت ��ي �ست�أتي‬ ‫ج� � ّراء تنمية ال�صخ ��ر الزيتي‪ ،‬وه ��ذه واحدة من‬ ‫الإيجابي ��ات الت ��ي �أكده ��ا �أحدث تقيي ��م لل�صخر‬ ‫الزيتي في المملكة المتحدة‪.‬‬ ‫وف ��ي �أعق ��اب �أح ��دث مواجه ��ة بي ��ن رو�سي ��ا‬ ‫و�أوكرانيا‪ ،‬التي �إ�ستخدم ��ت فيها �إمدادات الغاز‬ ‫الرو�سي �ضد الثانية �أو ًال كع�صا‪ ،‬ومن ثم كجزرة‪،‬‬ ‫و�أخير ًا بمثابة ج ��زرة م�ؤقتة‪ ،‬ف�إن �إيجاد م�صادر‬

‫بديلة موثوقة من الغ ��از يمكن �أن يكون في نهاية‬ ‫المط ��اف �أكث ��ر �أهمية م ��ن العثور عل ��ى م�صادر‬ ‫رخي�صة من الغاز‪.‬‬ ‫�إن مجرد �إلقاء نظرة على الإثارة في كانون الأول‬ ‫(دي�سمب ��ر) الفائت في باكو‪� ،‬أذربيجان‪ ،‬في حفل‬ ‫التوقيع على خط �أنابي ��ب عبر البحر الأدرياتيكي‬ ‫تعطي ال�ص ��ورة الوا�ضحة لأهمي ��ة الإ�ستقالل في‬ ‫مج ��ال الطاق ��ة‪� .‬إن كميات الغاز ف ��ي بحر قزوين‬ ‫لي�س ��ت �ضخم ��ة‪ ،‬وهي ل ��ن ت�صل �إل ��ى �أوروبا حتى‬ ‫نهاي ��ة العقد‪ ،‬ولكنها بداية‪ .‬الكثير من الأوروبيين‬ ‫يلهثون وراء الغاز في الواليات المتحدة �أي�ض ًا‪ ،‬لأن‬ ‫�أميركا �ستبد�أ ت�صدير كميات متوا�ضعة من الغاز‬ ‫الطبيعي الم�سال في ال�سنوات القليلة المقبلة‪.‬‬ ‫وكل ه ��ذا يتخ ّم ��ر ف ��ي الأج ��واء في الوق ��ت الذي‬ ‫ت�سع ��ى �أوروبا �إلى و�ضع اللم�س ��ات الأخيرة لخطة‬ ‫الطاقة ومناخها لعام ‪ 2030‬في الأ�سابيع المقبلة‪.‬‬ ‫ويكم ��ن في الم�س�ألة‪ ،‬كم ��ا كان الأمر خالل العقد‬ ‫الما�ضي‪ ،‬عل ��ى وجه التحديد ال�س�ؤال‪ :‬كيف يمكن‬ ‫للقارة العجوز �أن تنجح في تعزيز م�صادر الطاقة‬ ‫المنخف�ضة الكرب ��ون للحد م ��ن �إنبعاثات غازات‬ ‫الإحتبا� ��س الح ��راري‪ ،‬وف ��ي الوق ��ت عين ��ه جعل‬ ‫الطاقة �أقل تكلفة بالن�سبة �إلى الحكومات والأ�سر‪،‬‬ ‫وال�شركات التي تعاني كلها من �ضائقة مالية‪ ،‬وفي‬ ‫وقت واحد‪ ،‬تهدف �أوروب ��ا �إلى زيادة �أمن الطاقة‬ ‫الخا�ص به ��ا؟ �إن الأهداف الثالثة لم يتم مزجها‬ ‫ب�ش ��كل وا�ضح‪ ،‬وغالب� � ًا ما ج ��اء ت مت�ضاربة‪ .‬لذا‬ ‫�إن �إ�ستخ ��راج الغاز ال�صخري لن يحل جميع هذه‬ ‫الم�شاكل‪ ،‬لكنه فتح طريق ��ه الآن وولج �إلى طاولة‬ ‫المناق�شات‬

‫بع�ض الدول االوروبية كان �إ�ستباقي ًا‬ ‫و�أغلق الباب �أمام ال�صخر الزيتي و�أزاله‬ ‫من المعادلة حتى قبل �أن يت�صارع‬ ‫مع تحديات �إ�ستخراجه وتوزيعه‬ ‫�إقت�صادي ًا‪ .‬وقد ّ‬ ‫حظرت فرن�سا وبلغاريا‬ ‫�إ�ستخراجه ب�شكل �صريح‪ .‬و�ألمانيا ال‬ ‫تزال تحاول در�س الأمر‬

‫‪Issue 16 - February - 2014‬‬

‫‪83‬‬


‫‪SOL‬‬

‫‪Residence DEL‬‬

‫ريزيدن�س دل �سول‬ ‫شقق مفروشة لإليجار‬ ‫من مختلف األحجام‬ ‫شتاء‬ ‫إقامة مريحة صيفًا‬ ‫ً‬

‫موقع رائع على مشارف بيروت‬ ‫ومطل من األعالي على مناظر خالبة‬

‫عني �سعادة ‪ -‬لبنان‬

‫‪Tel: +961 4 872202‬‬


‫"ديار بكر" (تركيا) ‪� -‬سمير الحلو‬ ‫ل ��م يع ��د هدي ��ر و�أزي ��ز المقات�ل�ات‬ ‫الع�سكري ��ة التركي ��ة الت ��ي تقل ��ع �إل ��ى‬ ‫جه ��ات مجهول ��ة تزع ��ج �أو ت� ��ؤرق ن ��وم عب ��د اهلل‬ ‫ديميربا� ��س (‪ .)Abdullah Demirbaş‬قبل �أربع‬ ‫�سنوات �إن�ضم نجل ��ه (‪� 16‬سنة) �إلى "ميلي�شيات"‬ ‫ح ��زب العم ��ال الكرد�ستان ��ي الت ��ي تقات ��ل الدولة‬ ‫التركية منذ �أواخر �سبعينات القرن الفائت‪ .‬وعلى‬ ‫مدى عقود‪� ،‬إ�ستهدفت الطائرات الع�سكرية مواقع‬ ‫المتم ّردي ��ن الأك ��راد ف ��ي الجب ��ال‪ .‬لك ��ن في هذه‬ ‫الأي ��ام‪ ،‬تقوم المقات�ل�ات فقط بمه ��ام المراقبة‪،‬‬ ‫والقي ��ام بدوري ��ات ف ��ي المج ��ال الج ��وي التركي‬ ‫بالقرب من الح ��دود ال�سوري ��ة والعراقية‪ .‬لم تعد‬ ‫تهاج ��م المقاتلين الكرد فيم ��ا عملية ال�سالم بين‬ ‫الحكوم ��ة التركي ��ة وحرك ��ة الإ�ستق�ل�ال الكردي ��ة‬ ‫تتك�شف ببطء‪.‬‬ ‫ديميربا� ��س‪ ،‬رئي� ��س بلدية منطقة �س ��ور في "ديار‬ ‫بك ��ر" ‪ -‬ثان ��ي �أكبر مدين ��ة في منطق ��ة الأنا�ضول‬ ‫جن ��وب �ش ��رق تركي ��ا والعا�صم ��ة الكردي ��ة غي ��ر‬ ‫الر�سمية ‪ -‬لم ي َر �إبنه منذ �أن "ذهب �إلى الجبال"‪،‬‬ ‫كما يع ّبر ال�س ��كان المحليون مجاز ًا في �إ�شارة الى‬ ‫�شخ�ص يحمل ال�سالح من �أجل كرد�ستان‪.‬‬ ‫قب ��ل ب�ضع ��ة �أ�شهر‪ُ ،‬دع ��ي نجل ديميربا� ��س الآخر‬ ‫للخدمة الع�سكرية الإلزامي ��ة في الجي�ش التركي‪،‬‬ ‫م ��ا يعني �أن ��ه �إذا �إ�ست�ؤنف القت ��ال بين المتمردين‬ ‫الأك ��راد والجي�ش التركي‪� ،‬ستكون عائلته‪ ،‬من بين‬ ‫العدي ��د من العائالت الكردية‪ ،‬التي يمكن �أن تجد‬ ‫نف�سها مع �أبناء في مع�سكرين متخا�صمين‪.‬‬ ‫ف ��ي الوق ��ت الراه ��ن‪ ،‬ل ��م تع ��د ل ��دى ديميربا�س‬ ‫والأكراد الآخرين �شهية للحرب‪ ،‬لذا فهم ي�شعرون‬ ‫بالراحة بالن�سب ��ة �إلى الحوار الج ��اري منذ العام‬ ‫‪ 2012‬بين الحكوم ��ة التركية وزعيم حزب العمال‬ ‫الكرد�ستان ��ي الم�سجون‪ ،‬عب ��د اهلل �أوجالن‪ ،‬حتى‬ ‫لو كانت مب ��ادرات �أنقرة هي محاولة لجعل البالد‬ ‫�أكثر جاذبي ��ة للع�ضوية في الإتح ��اد الأوروبي‪ .‬مع‬ ‫ذلك‪ ،‬ال ت ��زال الق�ضية الكردي ��ة متق ّلبة في تركيا‬ ‫والدول المجاورة ذات الكثاف ��ة ال�سكانية الكردية‬ ‫الكبي ��رة‪ ،‬حي ��ث تع ّق ��دت م ��ع ح ��دوث تغيي ��رات‬ ‫وتطورات �إقت�صادية‪ ،‬بما في ذلك هجرة ح�ضرية‬ ‫للأك ��راد م ��ن المناطق الريفية وزي ��ادة �إ�ستخراج‬ ‫�إحتياطات النفط والغاز في كرد�ستان العراق‪.‬‬ ‫لقد ُو�صف الأكراد منذ �أم ��د بعيد ب�أنهم �أكبر �أمة‬ ‫في العالم من دون دولة‪ .‬وعلى الرغم من �إدّعائهم‬

‫رجب طيب �أردوغان‪:‬‬ ‫هل يبغي ح ًال للق�ضية الكردية �أم يبحث عن �شيء �آخر؟‬

‫ب�أنه ��م �أحفاد القائ ��د الم�سلم الأ�سط ��وري �صالح‬ ‫الدي ��ن الأيوبي الذي ح ��ارب ال�صليبيين و �إ�ستعاد‬ ‫فل�سطي ��ن من الأوروبيين في الق ��رن الثاني ع�شر‪،‬‬ ‫لم ي�ستطع الأكراد �إن�شاء دولة خا�صة بهم‪ .‬ويعي�ش‬ ‫م ��ا بين ‪ 20‬مليون �إل ��ى ‪ 25‬مليون كردي في تركيا‪،‬‬ ‫حيث يم ّثل ��ون حوالي ربع �س ��كان البالد‪ .‬ولكن كم‬ ‫ه ��ي الن�سب ��ة المئوية الت ��ي ي�شكلونها م ��ن مجموع‬ ‫�س ��كان منطقة كرد�ستان الجيو�سيا�سية؟ الحقيقة‬ ‫�أن الأرق ��ام لي�س ��ت معروف ��ة على وج ��ه التحديد‪.‬‬ ‫�إن كرد�ست ��ان منطقة جبلية تمت ��د على �أجزاء في‬ ‫خم�س دول ‪ -‬هي �إي ��ران والعراق و�سوريا وتركيا و‬ ‫ج ��زء �صغير من �أرميني ��ا‪ .‬والإنف�صاليون الأكراد‪،‬‬ ‫بم ��ا في ذلك حزب العم ��ال الكرد�ستاني‪ ،‬يريدون‬ ‫دولة خا�صة به ��م‪� ،‬أو على الأقل دولة �شبه م�ستقلة‬ ‫(حك ��م ذاتي)‪ .‬لق ��رون عدة‪ ،‬تم قم ��ع �إنتفا�ضات‬

‫�إ�ستطاع رئي�س الوزراء التركي رجب‬ ‫المحرمات من‬ ‫طيب �أردوغان ك�سر‬ ‫ّ‬ ‫خالل الإ�شارة �إلى المنطقة الكردية‬ ‫في العراق ب�إ�سم "كرد�ستان"‪ .‬وعلى‬ ‫حد قول الكاتب الكردي جنكيز‬ ‫كندر‪�" :‬إذا ر�أى قومي تركي هذا الأمر‬ ‫في حلم‪ ،‬ف�إنه لن ي�ستطيع التعافي من‬ ‫هذا الكابو�س لوقت طويل"‬

‫الأك ��راد ومحاوالته ��م لخل ��ق مث ��ل ه ��ذه الدول ��ة‬ ‫الكردي ��ة بوح�شي ��ة‪ ،‬وخ�صو�ص ًا من قب ��ل الحكومة‬ ‫التركي ��ة وكذلك نظام �ص ��دام ح�سين في العراق‪،‬‬ ‫ال ��ذي ن ّفذ مجزرة بالأ�سلح ��ة الكيماوية في مدينة‬ ‫حلبجة في �شم ��ال العراق في الع ��ام ‪ ،1988‬حيث‬ ‫ت�شير التقدي ��رات �إلى �أنها ت�سبب ��ت بما ي�صل �إلى‬ ‫‪ 5,000‬حالة وفاة‪.‬‬ ‫ف ��ي الع ��ام ‪ُ ،1983‬و�ضع ��ت المحافظ ��ات الكردية‬ ‫في تركيا تح ��ت الحكم العرفي الع�سكري رد ًا على‬ ‫ن�شاط حزب العمال الكرد�ستاني‪ ،‬الأمر الذي �أدّى‬ ‫�إل ��ى �إ�شعال فتي ��ل حرب ع�صاب ��ات �إ�ستم ّرت حتى‬ ‫ت�سعينات القرن الفائت‪ ،‬حيث د ُِّمرت خاللها �آالف‬ ‫الق ��رى الكردية الم�أهولة و َن ّفذ الجانبان �إغتياالت‬ ‫وعملي ��ات خط ��ف و�إعدامات‪ .‬كما توف ��ي �أكثر من‬ ‫‪� 37,000‬شخ�ص و�أجبر مئات الآالف على مغادرة‬ ‫منازلهم‪ .‬في تلك الأيام‪ ،‬كان رجال الأمن الأتراك‬ ‫يق ��ودون �سيارات رينو ‪�" 12‬سي ��دان" بي�ضاء‪ ،‬التي‬ ‫كان مج ��رد لمحها م ��ن ال�س ��كان المحليين يلهب‬ ‫الهلع فيهم ويت�سبب بتفرقتهم وهروبهم‪ ،‬وال يزال‬ ‫هناك الع�ش ��رات من "المختفي ��ن" الذين ما زال‬ ‫م�صيره ��م مجه ً‬ ‫وال‪" .‬ال �أحد يعرف عددهم وماذا‬ ‫حدث لهم"‪ ،‬ي�شير "را�سي بيلي�سي"‪ ،‬رئي�س جمعية‬ ‫"دياربكر" لحقوق الإن�سان‪.‬‬ ‫من المع ��روف �أن الحرب وما يتبعها من تداعيات‬ ‫تحمل دائم ًا عواق ��ب غير مق�صودة‪ ،‬وكانت �إحدى‬ ‫نتائج حرب العراق ن�شوء منطقة حكم ذاتي كردية‬ ‫ف ��ي �شم ��ال العراق على ط ��ول الحدود م ��ع تركيا‪،‬‬ ‫والتي تعم ��ل الآن كدولة �شب ��ه م�ستقلة تحت قيادة‬ ‫م�سع ��ود بارزان ��ي‪ ،‬رئي� ��س �إدارة �إقلي ��م كرد�ستان‬ ‫ورئي�س الح ��زب الديموقراط ��ي الكرد�ستاني‪ .‬من‬ ‫جه ��ة �أخرى‪ ،‬ال تب ��دو ال�صورة ف ��ي الوقت الراهن‬ ‫وا�ضح ��ة عن مدى ت�أثير نزوح الأعداد الكبيرة من‬ ‫الالجئين الأكراد الذين �صدّرتهم الحرب ال�سورية‬ ‫على ال�سيا�سة هناك‪� ،‬أو في �أي مكان �آخر‪.‬‬ ‫في الوقت عينه‪ ،‬في تح� � ّو ٍل غير متوقع للأحداث‪،‬‬ ‫وجد "مفه ��وم" كرد�ستان حليف� � ًا مالئم ًا في عدو‬ ‫�ساب ��ق ‪ -‬الحكوم ��ة التركية ورئي�سه ��ا رجب طيب‬ ‫�أردوغان‪ ،‬الذي يب ��دو �شعبوي ًا مت�شدّد ًا في الخارج‬ ‫لك ��ن يمكن ��ه �أي�ض� � ًا �أن يك ��ون براغماتي� � ًا حكيم ًا‪،‬‬ ‫حت ��ى لو ن ّفر و�أغ�ضب الأت ��راك القوميين ‪ -‬الذين‬ ‫ي�شع ��رون بالإ�ستياء من المطال ��ب الكردية‪ ،‬حيث‬ ‫يعتق ��دون ب�أن هن ��اك م�ؤامرات داخلي ��ة وخارجية‬ ‫ّ‬ ‫تخطط لتق�سيم البالد والتي تعود �إلى �أيام تال�شي‬ ‫الإمبراطوري ��ة العثمانية‪ .‬ف ��ي ت�شرين الثاني‬ ‫‪Issue 16 - February - 2014‬‬

‫‪85‬‬


‫تحقيق ال�شهر‬

‫حلم �صعب التحقيق؟‬ ‫كرد�ستان تركيا ٌ‬ ‫واقع �أم ٌ‬

‫أنقرة "تتاجر" باألكراد للحصول‬ ‫على النفط ودخول اإلتحاد األوروبي‬ ‫م��ع تزايد رياح التغيي��ر التي تهب على ال�شرق الأو�سط وجيرانه‪ ،‬تبرز م�شكل��ة كبرى �إلى ال�سطح قد ت�سبب‬ ‫بع���ض الخ�ض��ات الأمنية والأزم��ات ال�سيا�سية في الأعوام المقبل��ة‪� .‬إنها ق�ضية الأكراد الذي��ن ينت�شرون بين‬ ‫تركي��ا‪ ،‬والعراق‪ ،‬و�سوريا‪ ،‬و�إيران‪ ،‬و�أرمينيا‪ .‬التحقيق التالي ي�سلط ال�ضوء على �أر�ض كرد�ستان غير المرئية‬ ‫في تركيا التي تعطي �صورة مثالية لو�ضع هذا ال�شعب الذي يعاني منذ �أمد بعيد‪.‬‬

‫ديار بكر‪ :‬هل تكون عا�صمة‬ ‫�إقليم الأكراد التركي؟‬

‫‪84‬‬

‫العدد ‪� - 16‬شباط (فرباير) ‪٢٠١4 -‬‬


‫�إربيل‪" :‬دبي م�صغرة"!‬

‫م�سعود بارزاني‪ :‬حث �أردوغان على متابعة الحوار‬

‫نح ��و �سيا�س ��ة نفطي ��ة م�ستقل ��ة قلق� � ًا لي� ��س فقط‬ ‫في بغ ��داد‪ ،‬ولكن �أي�ض� � ًا ل ��دى الإدارة الأميركية‪،‬‬ ‫اللتين حذرت ��ا وحثتا "�إربيل" بع ��دم تجاوز حدود‬ ‫�إ�ستق�ل�ال الحكم الذاتي ال ��ذي تتمتع به‪ .‬ولكن مع‬ ‫تورط العراق الآن في القتال مع جماعات مرتبطة‬ ‫بتنظي ��م "القاع ��دة" والم�سلمي ��ن ال�سن ��ة‪ ،‬ال ��ذي‬ ‫يتو�س ��ع عل ��ى نحو متزاي ��د في غرب الب�ل�اد‪ ،‬تجد‬ ‫كرد�ستان الع ��راق‪ ،‬التي تعرف �إزدهار ًا �إقت�صادي ًا‬ ‫وو�ضع ًا �أمني� � ًا م�ستقر ًا ن�سبي ًا‪ ،‬ب� ��أن لها اليد العليا‬ ‫في ه ��ذا المجال‪ .‬لق ��د ُو�صفت عا�صم ��ة الإقليم‪،‬‬ ‫�إربي ��ل‪ ،‬ب�أنها "دبي �أو �أب ��و ظبي م�صغرة" من قبل‬ ‫محم ��د تاني�س‪ ،‬رج ��ل الأعمال الك ��ردي المتمركز‬ ‫في مدين ��ة �سيرناك التركية بالق ��رب من الحدود‬ ‫العراقية – وذلك لي� ��س ب�سبب ناطحات ال�سحاب‬ ‫الرائع ��ة (الت ��ي ال وجود له ��ا في المدين ��ة) ولكن‬ ‫ب�سبب ثروتها المكت�شفة حديث ًا‪.‬‬ ‫يق ��ول البع� ��ض ب� ��أن الحكوم ��ة الإقليمي ��ة الكردية‬ ‫ّ‬ ‫تخط ��ط لإ�ستخدام �أموال النف ��ط لتمهيد الطريق‬ ‫�أم ��ام �إقامة دول ��ة ذات �سي ��ادة‪ ،‬والمفارقات‪ ،‬ب�أن‬

‫كثي ��ر ًا م ��ن �أك ��راد تركيا يب ��دون قلقه ��م بالن�سبة‬ ‫�إل ��ى مث ��ل هذا االحتم ��ال‪� ،‬س ��واء كان ذلك ب�سبب‬ ‫توقعاته ��م الكبي ��رة الخا�ص ��ة �أو المخ ��اوف م ��ن‬ ‫�إ�ستئن ��اف ال�ص ��راع‪ .‬مع ذلك‪ ،‬ال ي ��زال �سيهمو�س‬

‫مد �أردوغان غ�صن الزيتون للأكراد‬ ‫ّ‬ ‫قائ ًال‪" :‬لقد �إنتهى زمن الرف�ض والإنكار‬ ‫والإ�ستيعاب مع حكومتنا"‪� ،‬إال �أن فكرته‬ ‫عن كرد�ستان مع ذلك توقفت عند‬ ‫حدود عندما � ّأكد بو�ضوح‪" :‬لدينا �أمة‬ ‫موحدة‪،‬‬ ‫موحدة‪ ،‬وعلم م ّوحد‪ ،‬و�أر�ض ّ‬ ‫ّ‬ ‫موحدة‪ ،‬ولن نت�سامح مطلق ًا مع‬ ‫ودولة ّ‬ ‫النا�س الذين يريدون تق�سيم تركيا"‬

‫ديك ��ن‪ ،‬الكات ��ب الك ��ردي المقيم في "دي ��ار بكر"‬ ‫والنا�ش ��ط في مج ��ال الحقوق المدني ��ة‪ ،‬يقول ب�أن‬ ‫التفكير ال�سيا�سي للأك ��راد تط ّور �إلى نموذج �أكثر‬ ‫واقعية لإتحاد �أكثر حرية في تركيا‪.‬‬ ‫"كان اله ��دف ف ��ي البداي ��ة ه ��و �إتح ��اد الأجزاء‬ ‫الأربع ��ة م ��ن كرد�ستان الكب ��رى [تركي ��ا والعراق‬ ‫و�إيران و�سوري ��ا] لت�شكل مع ًا دولة م�ستقلة واحدة‪،‬‬ ‫�إ�ستناد ًا �إلى المفهوم المارك�سي لتحرير ال�شعب"‪،‬‬ ‫قال ديكن‪ .‬و�أ�ضاف‪" :‬ما ن�سعى �إليه الآن هو نموذج‬ ‫دول ��ة فيديرالي ��ة التي تمنح المزي ��د من الحريات‬ ‫وحقوق الحك ��م الذاتي لكل مواطن في هذا البلد‪،‬‬ ‫من منطقة مرمرة �إلى جنوب �شرق الأنا�ضول"‪.‬‬ ‫م�ص ��در م�س�ؤول من ح ��زب العم ��ال الكرد�ستاني‪،‬‬ ‫ال ��ذي تح ��دث �إلينا في "دي ��ار بكر" �ش ��رط عدم‬ ‫الك�ش ��ف عن هويته ‪ ،‬وافق عل ��ى ما جاء في تحليل‬ ‫ديك ��ن‪ .‬و�أ�ضاف �أن "ح ��زب العم ��ال الكرد�ستاني‬ ‫لي� ��س قومي ًا "‪ ،‬م�شير ًا �إل ��ى �أن �إقليم كرد�ستان هو‬ ‫في حد ذاته �أقل �إحتواء مما كان عليه في ما م�ضى‬ ‫‪ -‬ف ��ي �إ�سطنبول‪ ،‬في �أنق ��رة‪ ،‬في مدينة بور�صة‪،‬‬‫ف ��ي كل م ��كان ‪� ...‬إن الأكراد موج ��ودون في جميع‬ ‫�أنح ��اء تركي ��ا"‪ .‬وت�س ��اءل‪" :‬كيف يمك ��ن �أن تكون‬ ‫الح ��دود لمثل هذه الدولة؟"‪ ،‬كما ب ّرر ب�أن الت�شتت‬ ‫كان �إل ��ى ح ��د كبير نتيج ��ة الحرب ف ��ي ت�سعينات‬ ‫الق ��رن الفائت ونزوح الأكراد �إل ��ى المدن التركية‬ ‫الكبيرة بحث ًا عن فر�ص �إقت�صادية‪.‬‬ ‫و �أ�شار �إلى �أن تركيا قد خطت خطوات كبيرة نحو‬ ‫�إ�ستيعاب الأكراد‪ ،‬وخ�صو�ص� � ًا منذ بدء محادثات‬ ‫ال�س�ل�ام م ��ع �أوجالن‪ُ .‬تب ��ثّ الأخبار حالي� � ًا باللغة‬ ‫الكردي ��ة بحرية عبر موج ��ات الأثي ��ر‪ ،‬وتُ�ستخدم‬ ‫جنب� � ًا �إلى جنب م ��ع اللغ ��ة التركية ف ��ي الوكاالت‬ ‫والإدارات المحلية والبلديات في جنوب �شرق‬ ‫‪Issue 16 - February - 2014‬‬

‫‪87‬‬


‫تحقيق ال�شهر‬

‫عبدالله �أوجالن‪ :‬يحاور من ال�سجن كما فعل مانديال‬

‫(نوفمب ��ر) الفائ ��ت �إن�ضم �أردوغان �إل ��ى بارزاني‬ ‫ف ��ي "دي ��ار بك ��ر" لعق ��د �إجتم ��اع قم ��ة ل ��م ي�سبق‬ ‫له مثي ��ل‪ ،‬لمناق�ش ��ة التع ��اون في مج ��ال الطاقة‪،‬‬ ‫وكذلك �إ�ستئناف الحوار المتع ّثر مع حزب العمال‬ ‫الكرد�ستان ��ي وفرع ��ه ال�سيا�سي‪" ،‬ح ��زب ال�سالم‬ ‫والديموقراطية"‪ ،‬الذي يو�صف ب�أنه في "غيبوبة''‪.‬‬ ‫ف ��ي الواق ��ع �إ�ستطاع رئي� ��س ال ��وزراء التركي ك�سر‬ ‫المح ّرم ��ات م ��ن خ�ل�ال الإ�ش ��ارة �إل ��ى المنطق ��ة‬ ‫الكردي ��ة في الع ��راق ب�إ�س ��م "كرد�ست ��ان"‪ .‬وعلى‬ ‫حد ق ��ول الكاتب الكردي جنكيز كن ��در‪�" :‬إذا ر�أى‬ ‫قومي تركي هذا الأم ��ر في حلم‪ ،‬ف�إنه لن ي�ستطيع‬ ‫التعاف ��ي من ه ��ذا الكابو� ��س لوقت طوي ��ل"‪ .‬وفي‬ ‫�أر� ��ض حيث رف�ض ��ت �أنق ��رة لفترة طويل ��ة �إعتبار‬ ‫الأك ��راد ب�أنهم" �أتراك الجب ��ل "‪ -‬عدم الإعتراف‬ ‫بهويته ��م المنف�صل ��ة – فقد م� � ّد �أردوغان غ�صن‬ ‫الزيتون‪ ،‬قائ ًال‪" :‬لقد �إنتهى زمن الرف�ض والإنكار‬ ‫والإ�ستيع ��اب م ��ع حكومتن ��ا"‪� .‬إال �أن فكرت ��ه ع ��ن‬ ‫كرد�ستان مع ذلك توقفت عن ��د حدود عندما �أ ّكد‬ ‫بو�ض ��وح في خطابه في "دياربكر" ب�أن "لدينا �أمة‬ ‫موح ��دة‪ ،‬ودولة‬ ‫موح ��دة‪ ،‬وعلم� � ًا م ّوح ��د ًا‪ ،‬و�أر�ض ًا ّ‬ ‫ّ‬ ‫موحدة"‪ .‬و�أ�ضاف‪" :‬لن نت�سامح مطلق ًا مع النا�س‬ ‫ّ‬ ‫الذين يريدون تق�سيم تركيا"‪.‬‬ ‫ويعتقد كثير من الخبراء ب�أن مبادرات �أنقرة تجاه‬ ‫الأكراد هي في ج ��زء منها مدفوعة بعط�ش البالد‬ ‫المزدهرة للح�صول عل ��ى الطاقة‪ .‬مع عدم وجود‬ ‫م ��وارد هيدروكربوني ��ة تقريب ًا لديه ��ا‪ ،‬يتع ّين على‬ ‫تركي ��ا �شراء جميع �إحتياجاتها م ��ن النفط والغاز‬ ‫م ��ن م�صادر خارجية – وقد بلغت واردات الطاقة‬ ‫ف ��ي الب�ل�اد ‪ 60‬ملي ��ار دوالر ف ��ي الع ��ام الفائ ��ت‪.‬‬ ‫وت�ش� � ّكل واردات النف ��ط ما بي ��ن ‪ 7‬و ‪ 12‬في المئة‬ ‫م ��ن الناتج المحل ��ي الإجمالي في ب�ل�اد �أتاتورك‪،‬‬

‫‪86‬‬

‫العدد ‪� - 16‬شباط (فرباير) ‪٢٠١4 -‬‬

‫مت�ساوي ��ة تقريب ًا م ��ع نفقات كوري ��ا الجنوبية على‬ ‫واردات الطاق ��ة‪ .‬الأم ��ر الذي يجع ��ل كال البلدين‬ ‫عر�ض ��ة للطف ��رات ف ��ي �أ�سع ��ار النف ��ط‪ .‬ولكن في‬ ‫حي ��ن �أن كل زي ��ادة ‪ 10‬دوالرات ف ��ي �أ�سعار برميل‬

‫الكاتب والمحلل الكردي فهيم �أ�سيك‪:‬‬ ‫"يتع ّين على �أنقرة و�ضع نهج �شامل‬ ‫لتلبية المطالب الكردية من �أجل‬ ‫حقوق مت�ساوية ك�أمة‪ ،‬التي هي عالقة‬ ‫منذ قرون عدة‪ ،‬وما لم يكن هناك حل‬ ‫دائم للأجزاء الكردية الم�أهولة في‬ ‫تركيا والمنطقة‪ ،‬ف�سوف تكون جميع‬ ‫الحلول م�ؤقتة في طبيعتها"‬

‫البترول يخ ِّف�ض الناتج المحلي الإجمالي في كوريا‬ ‫الجنوبية بن�سبة ‪ 0.8‬في المئة‪� ،‬أي ما يعادل زيادة‬ ‫بن�سبة ملي ��ار دوالر على عجز الح�س ��اب الجاري‪،‬‬ ‫وفق ًا لبنك "مورغان �ستانلي"‪ ،‬ف�إن الزيادة عينها‬ ‫ف ��ي الأ�سعار في حالة تركيا م ��ن �ش�أنها �أن ت�ضيف‬ ‫‪ 4‬ملي ��ارات دوالر �أخ ��رى �إلى العج ��ز في الح�ساب‬ ‫الجاري البالغ ‪ 51.9‬مليار دوالر‪.‬‬ ‫خالل زيارة قام بها الى اليابان في ال�شهر الفائت‪،‬‬ ‫�أعاد �أردوغ ��ان �سبب العجز التج ��اري �إلى واردات‬ ‫النفط والغ ��از‪ .‬وبالتالي‪ ،‬ف�إن تركيا يائ�سة للو�صول‬ ‫�إلى �إحتياطات النفط لدى الأكراد العراقيين‪ ،‬التي‬ ‫تقدر بنحو ‪ 45‬مليار برميل‪ ،‬والغاز الطبيعي المقدّر‬ ‫حجمه ب‪ 106‬تريليونات قدم مكعبة على الأقل‪ .‬بعد‬ ‫�إجتم ��اع �أردوغان والبارزان ��ي‪ ،‬كانت هناك تقارير‬ ‫تفيد ب�أن النف ��ط �سوف يبد�أ بالتدفق من كرد�ستان‬ ‫الع ��راق الى تركيا "قبل نهاية ال�سنة"‪ ،‬لكن كل هذه‬ ‫التقارير لم تكن �صحيحة �إذ �أن خطوط الأنابيب ال‬ ‫تزال غير م�ستخدمة حتى الآن‪.‬‬ ‫ال�سبب؟ لقد �أثار توجه الحكومة الإقليمية الكردية‬


‫تحقيق ال�شهر‬

‫مقاتلو حزب العمال الكرد�ستاني‪ :‬تارة في الجبال وطور ًا في هدنة‬

‫الب�ل�اد – وه ��ذا لي�س بالأمر ال�سهل نظ ��ر ًا �إلى �أن‬ ‫كال العملين كانا غي ��ر قانونيين منذ �سنوات قليلة‬ ‫فق ��ط‪ .‬من جهة �أخرى تنبع ��ث المو�سيقى الكردية‬ ‫م ��ن المتاج ��ر في �ش ��وارع "ديار بك ��ر"‪ ،‬حيث يتم‬ ‫عر�ض �ص ��ور من رم ��وز المقاومي ��ن المت�شددين‪،‬‬ ‫و�إلى حد �أقل‪ ،‬الأعالم الكردية ‪ ،‬ب�شكل وا�ضح‪.‬‬ ‫عل ��ى النقي�ض من ذلك كان ��ت هناك تجربة من نوع‬ ‫�آخ ��ر مع �إب ��ري دينيز ( لي�س �إ�سمه ��ا الحقيقي بناء‬ ‫عل ��ى طلبها) التي‪ ،‬كانت في �أواخر ثمانينات القرن‬ ‫الفائت ف ��ي التا�سعة ع�شرة عندم ��ا �سمعت جدّيها‪،‬‬ ‫اللذين يعي�شان معها في منزل العائلة في �إ�سطنبول‪،‬‬ ‫ف ��ي �إح ��دى الأم�سي ��ات يتهام�سان بلغ ��ة غريبة في‬ ‫المطبخ‪ .‬وقد ُذهل ��ت دنيز عندما �إكت�شفت في وقت‬ ‫الح ��ق ب�أنهم ��ا كان ��ا يتحدث ��ان ب"الكورمانجي ��ة"‪،‬‬ ‫الأكث ��ر �إ�ستعما ًال في اللغ ��ة الكردية‪ ،‬وب� ��أن عائلتها‬ ‫كردية ولم يخبروها بذلك بدافع الخوف‪.‬‬ ‫بعد مدة وجيزة‪ ،‬تع َّرف ��ت �إلى �شاب كردي مت�شدّد‬ ‫ف ��ي جامعته ��ا ووقعت في حب ��ه‪ ،‬الأمر ال ��ذي �أدّى‬ ‫به ��ا �إل ��ى الإلتح ��اق بميلي�شي ��ات ح ��زب العم ��ال‬ ‫الكرد�ستاني وحمل ال�سالح في الجبال القريبة من‬ ‫"ديار بكر" ‪ .‬بقيت هناك لمدة عامين حتى حلول‬ ‫فج ��ر يوم �شتائ ��ي عندم ��ا �أمطر الجي� ��ش التركي‬ ‫مخي ��م مجموع ��ة "المتمردين" الأك ��راد بقذائف‬ ‫مدفعي ��ة م ��ن كل الأحج ��ام حب ��ث تناث ��رت �أم ��ام‬ ‫عينيه ��ا �أ�شالء �إثنين م ��ن المراهقي ��ن المقربين‬ ‫منها‪ .‬وه ��ذا كان كافي ًا لإ�صابته ��ا ب�صدمة‪ ،‬الأمر‬ ‫ال ��ذي دفع بم�س�ؤولي المخي ��م بال�سماح لها للعودة‬ ‫الى �إ�سطنب ��ول على الرغم م ��ن �شعورها بالذنب‪.‬‬ ‫وبعد عامين عاودت الإت�ص ��ال بمت�شددين �آخرين‬ ‫م ��ن طريق الهات ��ف‪ .‬وفيما ه ��ي متجه ��ة للقائهم‬

‫مجزرة حلبجة‪� :‬أب�شع ما فعله �صدام ح�سين‬

‫بالقرب من "جيزي ب ��ارك" في �إ�سطنبول‪� ،‬إدّعت‬ ‫ب� ��أن عمالء �سريي ��ن �أتراك هاجموه ��ا و�أجبروها‬ ‫عل ��ى ركوب �سيارة "ف ��ان"‪ ،‬وغط ��وا ر�أ�سها بكي�س‬ ‫م ��ن القما� ��ش و�ضربوه ��ا‪ .‬و�أم�ضت بعده ��ا ع�شر‬ ‫�سني ��ن في غياه ��ب �سجن "بيرم با�ش ��ا" الم�شهور‬ ‫ف ��ي ا�سطنبول ‪ ،‬حيث �إ ّدع ��ت ب�أنها تعر�ضت هناك‬ ‫للتعذيب ب�شكل متكرر‪.‬‬ ‫ف ��ي مقرها الحال ��ي في �إ�سطنب ��ول‪ ،‬تحلم "دنيز"‬ ‫بكرد�ست ��ان م�ستقل ��ة – و�أن تكون ج ��زء ًا من دولة‬ ‫�إتحادي ��ة �إ�صالحي ��ة‪" ،‬واح ��دة ت�سوده ��ا الحري ��ة‬ ‫والم�ساواة بين الجميع من �أتراك و�أكراد و�أرمن"‪.‬‬ ‫ولك ��ن حتى ه ��ذه الدولة الكردية المح ��دودة تبدو‬

‫الكاتب الكردي �سيهمو�س ديكن‪:‬‬ ‫"كان الهدف في البداية هو �إتحاد‬ ‫الأجزاء الأربعة من كرد�ستان الكبرى‬ ‫[تركيا والعراق و�إيران و�سوريا] لت�شكل‬ ‫مع ًا دولة م�ستقلة واحدة‪� ،‬إ�ستناد ًا �إلى‬ ‫المفهوم المارك�سي لتحرير ال�شعب‪،‬‬ ‫ولكن ما ن�سعى �إليه الآن هو نموذج دولة‬ ‫فيديرالية تمنح المزيد من الحريات‬ ‫وحقوق الحكم الذاتي لكل مواطن‬ ‫في هذا البلد‪ ،‬من منطقة مرمرة‬ ‫�إلى جنوب �شرق الأنا�ضول"‬

‫غي ��ر واقعي ��ة لمقي ��م �آخر ف ��ي "ديار بك ��ر"‪ ،‬وهو‬ ‫مو�سيقي �إكتفى ب�إعطاء �إ�سمه الأول‪� ،‬أنجين‪ .‬يقول‬ ‫ان الكراهية العرقية للأكراد لم ّ‬ ‫تخف �أو تنخف�ض‬ ‫بال�سرعة التي قد يعتقدها البع�ض‪" .‬فقط الألوان‬ ‫تتغير"‪ ،‬قال‪" .‬لكن هيكل الدولة ال يزال هو عينه‪،‬‬ ‫وهو ال يزال قمعي ًا"‪.‬‬ ‫ف ��ي اليوم ال ��ذي تحدثنا مع �أنجي ��ن ‪ ،‬في ‪ 7‬كانون‬ ‫الثان ��ي (يناي ��ر) الفائت‪ ،‬ق ��ررت النياب ��ة العامة‬ ‫الع�سكري ��ة عدم توجيه �إتهامات �ض ��د من �إرتكبوا‬ ‫ما يعرف ب"مذبحة روبو�سك�س"‪ ،‬التي نتجت عن‬ ‫هجوم طائرات تركية على مجموعة من المدنيين‬ ‫وخ ّلفت ‪ 34‬قتي ًال في �إقليم �سيرناك الكردي‪ ،‬عبر‬ ‫الحدود ف ��ي العراق‪ .‬وقوبل الق ��رار بغ�ضب �شديد‬ ‫ف ��ي "ديار بكر" وغيرها من الم ��دن ذات الغالبية‬ ‫الكردي ��ة‪ .‬وزعمت ال�سلط ��ات التركي ��ة �أنها ظنت‬ ‫�أن القرويي ��ن ‪ -‬ومعظمهم م ��ن المراهقين ‪ -‬هم‬ ‫مقاتل ��ون في حزب العم ��ال الكرد�ستاني‪ ،‬في حين‬ ‫�أنه ��م كانوا يقومون بتهريب ال�سجائر وغيرها من‬ ‫الأ�شي ��اء �إل ��ى تركي ��ا �إنطالق ًا من �شم ��ال العراق‪.‬‬ ‫وه ��ذا يثير �س�ؤا ًال‪ :‬ماذا ل ��و كان ه�ؤالء‪ ،‬في الواقع‪،‬‬ ‫م ��ن مقاتلي حزب العم ��ال الكرد�ستاني ؟ في هذه‬ ‫الحالة‪ ،‬م ��اذا تعني الإجراءات الع�سكرية بالن�سبة‬ ‫�إلى مبادرات الحكومة ال�سلمية تجاه الأكراد ؟‬ ‫يق ��ول فهيم �أ�سي ��ك ‪ ،‬كات ��ب ومحلل ك ��ردي مقره‬ ‫�إ�سطنبول‪ ،‬ب�أنه يتع ّين على �أنقرة و�ضع نهج �شامل‬ ‫لتلبية المطالب الكردي ��ة من �أجل حقوق مت�ساوية‬ ‫ك�أم ��ة‪ ،‬الت ��ي هي عالقة من ��ذ قرون ع ��دة‪" .‬ما لم‬ ‫يكن هن ��اك حل دائم للأج ��زاء الكردية الم�أهولة‬ ‫ف ��ي تركيا والمنطقة‪ ،‬ف�سوف تك ��ون جميع الحلول‬ ‫م�ؤقتة في طبيعتها"‪ ،‬على حد تعبير �أ�سيك‬ ‫‪Issue 16 - February - 2014‬‬

‫‪89‬‬


Advanced BMI Weight Loss Clinic www.a-bmi.com An opportunity for a new life Are you looking to dramatically reduce your weight and remove the excess fat? Our Weight Loss Institute offers several medical and surgical weight loss options

Weight Loss Specialists: Canadian-certified

Dr Nagi Safa Certified Weight loss Surgeon (Canada-Lebanon)

Christelle Bedrossian Registered Dietitian Head Dietitian (Lebanon)

Weight Loss Surgeries

Expertise in all bariatric procedures: Laparoscopic gastric bypass, Sleeve Gastrectomy, Gastric banding, gastric plication, Laparoscopic repair of previous weight loss surgeries, Surgery for diabetes

Total Body Lifting

Liposuction, Tummy tuck, breast surgeries, Body lifting

Lebanon - Zalka Zalka Highway, White City Building, 5th Floor Phone: 04 715 036 Cellular: 76 3773 76 Email: info@a-bmi.com

Dr Thierry Yazbeck Certified Weight loss Surgeon (Lebanon)

Medical Weight Loss Options Dietary consultation, Low Calorie Protein Diet Program(lose 8 -12 kg/ month under medical supervision),Breathing test (found out if you have a slow, normal or fast metabolism), Bodyreshaping, cellulite and fat reduction


‫عامل في حقل طاوكي النفطي قرب دهوك‬

‫الكردي‪ ،‬الذي ينبغ ��ي �أن يكون جاهز ًا للعمل في‬ ‫نهاي ��ة كانون الثان ��ي (يناي ��ر) ‪ ،2014‬يبدو �أنها‬ ‫دفعت النزاع النفطي �إلى نقطة الذروة – و�شمل‬ ‫الخالف تركيا �أي�ض ًا‪.‬‬ ‫"الخ ��رق حقيقي"‪ ،‬قال �ستيفن ك ��وك‪ ،‬الخبير‬ ‫ف ��ي �ش�ؤون ال�شرق الأو�س ��ط في مجل�س العالقات‬ ‫الخارجي ��ة في وا�شنطن‪ .‬و�أ�ضاف ب�أن عدم الثقة‬ ‫المتزاي ��دة بي ��ن �أنق ��رة وحكومة رئي� ��س الوزراء‬ ‫العراق ��ي ن ��وري المالك ��ي قد ع ��زز ق ��رار تركيا‬ ‫للبحث عن موارد الطاقة من كرد�ستان‪.‬‬ ‫ل�سن ��وات‪� ،‬سع ��ى الع ��راق �إل ��ى و�ض ��ع اللم�س ��ات‬

‫الأخي ��رة على القانون الوطن ��ي للهيدروكربونات‬ ‫ال ��ذي من �ش�أنه �أن يحدد م ��رة واحدة و�إلى الأبد‬ ‫كيفي ��ة �إقت�س ��ام عائ ��دات النف ��ط عب ��ر مختلف‬ ‫المناطق وتو�ضي ��ح الم�سائل القانوني ��ة المتع ّلقة‬ ‫بالملكي ��ة وال�ص ��ادرات م ��ن الم ��وارد الطبيعية‪.‬‬ ‫وتقول بغداد انه بموج ��ب الد�ستور ف�إن الحكومة‬ ‫المركزية العراقية لها الحق الوحيد في ت�صدير‬ ‫النفط وتوزيع العائدات‪� .‬أم ��ا الأكراد فيعتقدون‬ ‫�أن ��ه بموج ��ب الد�ست ��ور‪ ،‬لديهم الحق ف ��ي تنمية‬ ‫مواردهم الطبيعية �أي�ض ًا‪.‬‬ ‫نتيجة لذلك‪ ،‬ف�إن "�إربيل" ل�سنوات و ّقعت عقود ًا‬

‫جذابة مع �شركات نفط �أجنبية على �أمل �أنه‪ ،‬من‬ ‫خالل �إ�ستغ�ل�ال ثرواتها تحت الأر� ��ض‪ ،‬يمكنها‬ ‫تحري ��ك التنمي ��ة الإقت�صادية ف ��ي الإقليم الذي‬ ‫يتمتع بجكم ذاتي ‪ -‬و‪ ،‬كما تقول‪ ،‬في بقية البالد‪.‬‬ ‫م ��ن جهته ��ا عار�ض ��ت بغ ��داد خط ��ط الطاق ��ة‬ ‫والتنمية في كرد�ستان منذ �سنوات‪ ،‬و�شملت هذه‬ ‫المعار�ض ��ة تهدي ��دات �ض ��د ال�ش ��ركات الأجنبية‬ ‫الت ��ي تتعام ��ل مع الحكوم ��ة الإقليمي ��ة‪ .‬والأكراد‬ ‫م ��ن جهته ��م يقدم ��ون نوع� � ًا مختلف ًا م ��ن عقود‬ ‫النف ��ط‪ ،‬والتي تعطي ال�ش ��ركات الأجنبية ح�صة‬ ‫ف ��ي الموارد‪ ،‬ب ��د ًال من دفع ر�سم ع ��ن كل برميل‬ ‫ُينتج كما تفعل بغ ��داد‪ .‬ولكن عدم اليقين العالق‬ ‫ح ��ول د�ستورية ال�صفق ��ات النفطية م ��ع حكومة‬ ‫كرد�ست ��ان قد �أدّى �أي�ض ًا �إلى تباط�ؤ تطوير موارد‬ ‫النفط والغاز في الإقليم‪.‬‬ ‫�إك�س ��ون موبيل‪ ،‬على �سبيل المث ��ال‪ ،‬لديها ح�صة‬ ‫كبي ��رة ف ��ي حق ��ل النف ��ط ال�ضخ ��م ف ��ي جنوب‬ ‫الع ��راق‪ ،‬وق ��د تب ّلغت تهدي ��د ًا من بغ ��داد عندما‬ ‫و ّقعت �صفقات للتنقيب عن النفط في كرد�ستان‪،‬‬ ‫� اّإل �أن ال�شركة العمالقة الأميركية وا�صلت عملها‬ ‫كالمعت ��اد ف ��ي كرد�ست ��ان على �أية ح ��ال‪ .‬كما �أن‬ ‫�شيف ��رون وتوت ��ال‪ ،‬ومجموعة من �ش ��ركات نفط‬ ‫�صغي ��رة تدفقت �أي�ض� � ًا �إلى كرد�ست ��ان نظر ًا �إلى‬ ‫�أن البيئة الأمنية �أف�ض ��ل‪ ،‬والعقود �أكثر جاذبية‪،‬‬ ‫والموارد المحتملة تحت الأر�ض مربحة‪.‬‬ ‫ف ��ي الوقت عين ��ه‪ّ ،‬‬ ‫ف�ض ��ل بع�ض �ش ��ركات النفط‬ ‫الكب ��رى الأجنبية‪ ،‬مثل "بي ب ��ي" (‪،)BP PLC‬‬ ‫�أمن جن ��وب الع ��راق الم�ستقر والغن ��ي بالموارد‬ ‫الهيدروكربوني ��ة وو ّقع ��ت عق ��ود ًا طويل ��ة الأجل‪،‬‬ ‫والتي تنط ��وي على نفقات ر�أ�سمالية �أقل ومردود‬ ‫�أ�سرع من البحث عن النفط في ال�شمال‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن �أح ��دث هج ��وم م�ضاد‪ ،‬بم ��ا في ذلك‬ ‫التهدي ��د ب�إتخ ��اذ �إج ��راءات قانونية �ض ��د تركيا‬ ‫والتهدي ��دات ب�إلغ ��اء العق ��ود مع �ش ��ركات تركية‬ ‫داخل الع ��راق‪ ،‬قد ي�أت ��ي بنتائج عك�سي ��ة لبغداد‬ ‫�أي�ض� � ًا‪ ،‬كما يعتق ��د الخبير �ستيفن ك ��وك والذي‬ ‫ي�ضي ��ف‪�" :‬إن تهديد الأتراك ‪ -‬وخ�صو�ص ًا رئي�س‬ ‫ال ��وزراء رجب طيب �أردوغ ��ان – ُي�ؤدّي عادة �إلى‬ ‫عك�س النتيجة المرجوة‪� .‬أود �أن �أقول �أن �أردوغان‬ ‫كان مت ��ردد ًا‪ ،‬ولك ��ن الآن بعدما هاج ��م المالكي‬ ‫تركي ��ا‪ ،‬ف� ��إن �أنقرة �ستم�ضي قدم ًا م ��ع �إربيل من‬ ‫دون �أدنى �شك"‬

‫‪Issue 16 - February - 2014‬‬

‫‪91‬‬


‫تحقيق ال�شهر‬

‫التعقيدات الأمنية تق�ض م�ضجع بغداد الهيدروكربوني‬

‫حرب النفط في العراق‬ ‫ب�إطالق العنان لحملتها ال�شديدة �ضد تركيا وكرد�ستان‪،‬‬ ‫جعلت بغداد الو�ضع المتوتر �أكثر �سوءاً‪.‬‬ ‫بغداد ‪� -‬أحمد �سمرائي‬ ‫تو�س ��ع الج ��دل الدائ ��ر ح ��ول ال�سيط ��رة عل ��ى‬ ‫ّ‬ ‫�إحتياط ��ات النف ��ط ال�ضخمة في الع ��راق و�إنفتح‬ ‫عل ��ى م�صراعيه ف ��ي منت�ص ��ف ال�شه ��ر الفائت‬ ‫(‪ )2014/01/17‬عندما هدّد �أحد �أقوى الوزراء‬ ‫في الب�ل�اد ب�إتخاذ �إج ��راءات قانونية �ضد �إقليم‬ ‫كرد�ست ��ان وتركي ��ا و� ّأي �شرك ��ة �أجنبي ��ة ت�ساع ��د‬ ‫الأكراد على ت�صدي ��ر نفطهم من دون الح�صول‬ ‫على �إذن من بغداد‪.‬‬ ‫ق ��ال وزير النف ��ط العراقي عبد الكري ��م اللعيبي‬ ‫لل�صحافيين �أن بغداد تعتبر ب�أن الأكراد يحاولون‬ ‫بيع نفط عراقي "مه ّرب" و�ستقا�ضي على �أ�سا�س‬ ‫ذل ��ك ك ًال من الحكومتين الكردي ��ة والتركية �إذا‬ ‫ن ّفذت ��ا �أي ًّة من �صفق ��ات الت�صدير المخطط لها‪.‬‬ ‫وهدّد اللعيبي �أي�ض ًا بو�ضع ال�شركات التركية على‬ ‫الالئحة ال�سوداء‪ ،‬ومنعه ��ا من ممار�سة الأعمال‬ ‫التجارية في العراق �إذا ما �ساعدت الأكراد على‬ ‫نق ��ل النفط م ��ن منطقته ��م �شب ��ه الم�ستقلة في‬ ‫�شمال العراق‪.‬‬ ‫"�إذا �سمحت تركي ��ا ب�إ�ستيراد النفط �إليها من‬ ‫الإقلي ��م‪ ،‬فه ��ذا يعن ��ي �أنه ��ا تتدخل ف ��ي تق�سيم‬ ‫الع ��راق‪ ،‬وه ��ذا خ ��ط �أحم ��ر"‪� ،‬أ ّك ��د اللعيب ��ي‬ ‫لل�صحافيين في بغداد‪.‬‬ ‫وت�أتي ه ��ذه العبارات القا�سية على ل�سان اللعيبي‬ ‫فيم ��ا البيئ ��ة الأمني ��ة في الع ��راق تتده ��ور‪ ،‬مما‬ ‫يثي ��ر ت�س ��ا�ؤالت حول ق ��درة البالد عل ��ى تحقيق‬ ‫�أهدافها الطموحة م ��ن �إنتاج النفط على المدى‬ ‫الطوي ��ل‪ ،‬كما �أن الو�ضع الأمن ��ي ال�سلمي الن�سبي‬ ‫في ال�شمال يبدو �أكثر جاذبية لل�شركات الأجنبية‬ ‫من خالل المقارنة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وت�س ّلط تهديدات ��ه �أي�ضا ال�ضوء عل ��ى قلق بغداد‬ ‫المتزاي ��د حول قدرة الأكراد ف ��ي نهاية المطاف‬ ‫على ت�صدير نفطهم عبر خط الأنابيب‪ ،‬و�إخراج‬

‫‪90‬‬

‫العدد ‪� - 16‬شباط (فرباير) ‪٢٠١4 -‬‬

‫وزير النفط العراقي عبد الكريم اللعيبي‪ :‬تهديد ووعيد لأنقرة و�إربيل!‬

‫رئي�س الحكومة العراقية نوري المالكي‪ :‬ماذا ي�ستطيع �أن يفعل؟‬

‫الحكوم ��ة المركزية العراقية م ��ن العملية‪ .‬وهذا‬ ‫�سي�سم ��ح لكرد�ست ��ان ت�صدي ��ر م ��ا ي�ص ��ل �إل ��ى‬ ‫‪ 400,000‬برمي ��ل يومي� � ًا من النفط ال ��ى تركيا‪،‬‬ ‫بد ًال من الإعتماد على كميات �صغيرة من النفط‬ ‫يتم �شحنها عبر الحدود بوا�سطة ال�شاحنات‪.‬‬ ‫م�س�ؤول ��ون ف ��ي �ش ��ركات البت ��رول العامل ��ة ف ��ي‬ ‫كرد�ستان �أفادوا ب�أن خط الأنابيب الجديد ُيعتبر‬ ‫"تغيي ��ر ًا ف ��ي قواعد اللعبة" لأن ��ه �سوف ي�سمح‬ ‫بت�صدي ��ر كميات �أكبر م ��ن الخام م ��ن الإقليم‪،‬‬ ‫والت ��ي �س ��وف ترفع م ��ن عائدات الخ ��ام وتجعله‬ ‫�أكث ��ر قيم ��ة من خ�ل�ال تخفي ��ف جزء م ��ن �سعر‬

‫الخ�صم للخام الذي ينقل بوا�سطة ال�شاحنات ‪.‬‬ ‫في ‪ 14‬كان ��ون الثاني (يناي ��ر)‪� ،‬أعلنت "جينيل‬ ‫�إينيرج ��ي" (‪ ،)Genel Energy PLC‬وه ��ي‬ ‫�شرك ��ة نفط وغ ��از بريطاني ��ة ‪-‬تركي ��ة التي تعد‬ ‫�أكبر م�ش ّغل م�ستقل في كرد�ستان‪ ،‬ب�أنها تتوقع �أن‬ ‫ت�أخذ عملي ��ة ت�صدير النفط عب ��ر خط الأنابيب‬ ‫مداه ��ا بحلول الرب ��ع الثاني من الع ��ام مدعومة‬ ‫ب�إثني ��ن من حق ��ول النفط الكبي ��رة التي ت�شرف‬ ‫عليهما "جينيل" في �شمال كرد�ستان‪.‬‬ ‫"�إتفاقي ��ة الطاقة بين حكوم ��ة �إقليم كرد�ستان‬ ‫وتركي ��ا‪ ،‬و�إ�ستكم ��ال "�إربي ��ل" لأعم ��ال البني ��ة‬ ‫الأ�سا�سي ��ة ف ��ي خ ��ط �أنابي ��ب م�ستقل ق ��د فتحا‬ ‫الطريق لإرتفاع مطرد في كميات ت�صدير النفط‬ ‫م ��ن "ط ��ق ط ��ق "و"طاوكي" عل ��ى م ��دار العام‬ ‫‪ ،"2014‬قال الرئي�س التنفيذي ل�شركة "جينيل"‬ ‫توني هيوارد في بيان‪.‬‬ ‫وق ��د و ّقعت "جينيل" �أي�ض ًا �صفقة لت�صدير الغاز‬ ‫مع تركيا التي يمك ��ن �أن تنقل في نهاية المطاف‬ ‫كمي ��ات كبيرة من النفط الكردي �شما ًال لجارتها‬ ‫الجائعة �إلى نفطها‪.‬‬ ‫المعرك ��ة النفطي ��ة الجدي ��دة ت َّوج ��ت �أ�سبوع� � ًا‬ ‫قا�سي� � ًا‪ .‬لق ��د �إحت � َّ�ج ال�سا�س ��ة الأك ��راد في وقت‬ ‫�ساب ��ق على م�شروع موازنة بغ ��داد‪ ،‬والذي يطرح‬ ‫تخفي� ��ض ملي ��ارات ال ��دوالرات ف ��ي عائ ��دات‬ ‫النفط لأقلي ��م كرد�ستان الت ��ي توزعها الحكومة‬ ‫المركزية‪ .‬وفق ًا للد�ستور‪ ،‬تُمنح كرد�ستان حوالي‬ ‫‪ ٪17‬م ��ن ال ��واردات الإتحادية‪ ،‬عل ��ى الرغم من‬ ‫�أنها ف ��ي الممار�سة ت�صل �إل ��ى ‪ .٪12‬لذا ف�إن ان‬ ‫م�شروع الموازنة قد يقل�ص ب�شكل ف ّعال �إي�صاالت‬ ‫وفواتير الأكراد حتى �أكثر من ذلك‪.‬‬ ‫ويرى بع�ض المراقبين �أن التهديدات‪ ،‬من النزاع‬ ‫عل ��ى الموازنة والدع ��اوى الق�ضائية‪ ،‬لي�ست �أكثر‬ ‫م ��ن مناو�ش ��ات �سيا�سية قب ��ل �إنتخاب ��ات ني�سان‬ ‫(ابريل) المقبل‪ .‬ولكن الإنتهاء من خط الأنابيب‬


‫بقلم ميرنا زخر ّيا*‬

‫المنبر الإجتماعي‬

‫لماذا لم ّ‬ ‫تحقق‬ ‫اإلنتفاضات العربية أهدافها؟‬ ‫�أ�ضح ��ت الث ��ورات ال�شعبي ��ة ه ��ي‬ ‫القا�س ��م الم�شت ��رك بي ��ن ال ��دول‬ ‫العربية‪ ،‬بعدما كان لت�س ّلم قادة الأمن الأدوار‬ ‫ال�سيا�سي ��ة ل ��ه الأحقي ��ة‪ .‬ف�إنتفا�ض ��اتٍ وثوراتٍ‬ ‫ف ��ي م�ص ��ر وف ��ي تون� ��س وليبي ��ا والبحري ��ن‬ ‫و�سوري ��ا ولبنان و‪ ...‬القل ��وب مليانة والعقول‬ ‫تعبانة؛ فبمج ّرد ان تدعو جماع ٍة ما الى ثور ٍة‬ ‫ما حت ��ى تتكاتف معها ال�شع ��وب لك�أنها عملية‬ ‫"ميكانيكية"‪ ،‬فال ي�س�ألون مَن ال ُم�ستفيد وال‬ ‫يعرف ��ون مَن ال ُمخطِ ��ط‪ .‬بالمخت�ص ��ر‪ ،‬ك�أنهم‬ ‫ال�ص ��دام م ��ع النظ ��ام‪.‬‬ ‫يقول ��ون توافقن ��ا عل ��ى ِ‬ ‫و�إذا �أخبرته ��م �أنه ��م �سائ ��رون �إل ��ى الوي�ل�اتِ‬ ‫والإنفج ��اراتِ ‪ُ ،‬يجيبون �أنه ��م ال ي�أبهون لأنهم‬ ‫كان ��وا �أ�ص�ل ً�ا يعي�ش ��ون ف ��ي و�س ��ط الإنف�ل�اتِ‬ ‫والأزم ��اتِ ‪ .‬وم ��اذا �سيخ�س ��رون وعل ��ى م ��اذا‬ ‫�سيتح�سرون؟ �إنه ُجنون‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫�أو ًال‪ :‬لكي تنجح ثورة ما‪ ،‬يجب �أن تن�ش�أ �أحزاب‬ ‫ذات فك ��ر ديموقراطي علماني‪ ،‬وهذه الأخيرة‬ ‫ق ��د تكون موج ��ودة لكن ما لي� ��س موجوداً هو‬ ‫�إمكاناته ��ا المادية للظه ��ور‪ ،‬وفي مقدمة هذه‬ ‫الإمكان ��ات الو�سائ ��ل الإعالمية عل ��ى �أنواعها‬ ‫م ��ن مرئي ��ة ومكتوب ��ة وم�سموع ��ة لأنه ��ا ذات‬ ‫�أهمية و�ضرورية‪.‬‬ ‫ثانياً‪ :‬الحركة الدينية لها ُبعد خا�ص جداً‪ ،‬ما‬ ‫يجعل �إنت�شارها �أ�سهل من الحركة العلمانية‪.‬‬ ‫فف ��ي الح ��ركات الديني ��ة توج ��د �سهول ��ة‬ ‫الإنطالق م ��ن خالل �أُ�س�س العب ��ادة كال�صالة‬ ‫ِّ‬ ‫المب�ش ��ر بخ�صائ�ص‬ ‫وال�ص ��وم‪ ،‬ليدخ ��ل بعدها‬ ‫الفك ��ر الدين ��ي‪ ،‬وليغو� ��ص من ثم ف ��ي النظام‬ ‫الذي بمق ��دوره �أن يحمي هذا المعتقد‪ .‬يبدو‬ ‫مم ��ا ج ��رى ويجري م ��ن �أحداث ف ��ي مختلف‬ ‫الدول العربية �أنه توجد قابلية لهذا الفكر‪.‬‬ ‫ثالث� �اً‪ :‬ما يُ�ساهم في تعزيز ه ��ذه القابلية هي‬ ‫من جهة الت�سا�ؤالت حول نتائج الديموقراطية‬ ‫ف ��ي الغرب حي ��ث الف�س ��اد الأخالق ��ي مُ�ست�شرٍ‪،‬‬ ‫ومن جهة �أُخرى الت�شكيك ب�أن الديموقراطية‬

‫الوطني والخائن يتعادالن‬ ‫غي ��ر �صالحة حيث‬ ‫ّ‬ ‫عند الت�صويت‪ .‬فتولد الثورات وتترعرع تحت‬ ‫جن ��اح التوجي ��ه الدين ��ي الذي ي�ؤج ��ج النفو�س‬ ‫لدرج ��ة ي�صب ��ح معها الح ��وار مي�ؤو�س والقتال‬ ‫ه ��و الج ��زء الوحي ��د الملمو� ��س والمح�سو� ��س‪.‬‬ ‫ولهذا لم تل َق هكذا خطابات النجاح و�إن لقيت‬ ‫الت�صفيق‪.‬‬ ‫رابع� �اً‪ :‬لقد �آن الأوان لن�ض ��ع عالمة �إ�ستفهام‪،‬‬ ‫�إذ قب ��ل �أن نقف ��ز �إل ��ى �إ�ستب ��اق النتائ ��ج علين ��ا‬ ‫�أن ن�ستوع ��ب م ��ا ال ��ذي جع ��ل المواطني ��ن‬ ‫والمواطن ��ات يخرج ��ون ع ��ن �صمته ��م ف ��ي‬ ‫ال�سن ��وات الث�ل�اث الأخي ��رة‪� .‬إذ �أن الث ��ورات‬ ‫ال تك ��ون ولي ��دة البارح ��ة ب ��ل تحت ��اج �إلى وقت‬ ‫طويل لتتراك ��م الدوافع وتتفاقم ال�صدامات‪.‬‬ ‫فه ��ل البيئ ��ة ال�سيا�سي ��ة ه ��ي الت ��ي �ألهم ��ت‬ ‫الث ��وار و�ألهب ��ت الإنتفا�ض ��ات؟ عِ لم� �اً �أنها ييئة‬ ‫حا�ضنة لباقي العوامل من �إقت�صادية و�أمنية‬ ‫و�إجتماعية ودينية وثقافية وحتى قمع ّية‪.‬‬ ‫خام�س� �اً‪ :‬لع ��ل الث ��ورة الأه ��م ه ��ي ث ��ورة‬ ‫المعلوماتي ��ة‪ ،‬لأنه حين �إنت�ش ��رت الف�ضائيات‬ ‫�إنك�شف ��ت الف�ضائ ��ح و�إزدادت المعرف ��ة‪ .‬لك ��نَّ‬ ‫ه ��ذا الوعي الجماهيري لم يج ��د من ُيديره‪.‬‬ ‫فالأر�ض بدت �أر�ضاً خ�صب ًة لإ�شعال النار تحت‬ ‫الث ��ورات‪ ،‬في حين �أن الر�ؤي ��ا الوا�ضحة بقيت‬ ‫�أر�ض� �اً قاحل ًة؛ لذا ل ��م تل َق الثورات نور النجاح‬ ‫وبالتال ��ي بق ��ي الث ��وار �أب ��داً يتخبط ��ون ف ��ي‬ ‫العتم ��ة‪ .‬فال من قي ��اد ٍة مُلهم� � ٍة وال من خط ٍة‬ ‫مدرو�س� �ةٍ‪ .‬الآداة المتوافرة ال�شبه وحيدة هي‬ ‫ح�ض ��ور الجمه ��ور‪ ،‬يرافقه ��ا �شب ��ه غي ��اب ت ��ام‬ ‫لباق ��ي الأدوات‪ .‬ف ��كان م ��ن ال�صع ��ب �أن ت�ص ��ل‬ ‫ثورة �إلى �شاطئ الأمان �س ّيما �أن الأنماط التي‬ ‫ه ��م ب�ص ��دد تفكيكها ه ��ي �أنماط معق ��دة ولكلٍ‬ ‫منه ��ا خ�صو�صيته ��ا‪ :‬مثل معم ��ر القذافي في‬ ‫ليبيا‪ ،‬ح�سن ��ي مبارك في م�صر‪ ،‬علي عبد اهلل‬ ‫�صال ��ح في اليمن‪ ،‬وزين العابدين بن علي في‬ ‫تون� ��س‪ ،‬وب�شار الأ�سد ف ��ي �سوريا‪ ...‬وقد يكون‬

‫الآت ��ي �أعظم ف ��ي حال و�صلت ع ��دوى الثورات‬ ‫�إلى الدول الملكية‪.‬‬ ‫�ساد�س� �اً‪ :‬للنج ��اح مق ّوم ��ات‪ ،‬وللتعبئ ��ة‬ ‫الجماهيري ��ة �أهمي ��ة ن�سبي ��ة لكنه ��ا تبق ��ى‬ ‫مح ��دودة مهم ��ا �صع ��دت �أو هبط ��ت‪ ،‬فه ��ي ال‬ ‫ت�ضم ��ن ح ��دوث تعدي�ل�ات ب ��ارزة ف ��ي �أنظم ��ة‬ ‫الح� � ّكام‪ .‬وحت ��ى يومن ��ا‬ ‫الحك ��م �أو ف ��ي ر�ؤي ��ا ُ‬ ‫ُ‬ ‫الحا�ض ��ر ل ��م تط ��رح �إح ��دى ق ��وى الث ��ورات‬ ‫العربي ��ة الغزي ��رة برنامج� �اً جدي� �اً ي� ��ؤدي �إلى‬ ‫تح�سين متكاملٍ ويقنع جمهو ٍر كاملٍ ‪ .‬وبغياب‬ ‫ٍ‬ ‫هك ��ذا برنام ��ج‪ ،‬من البديه ��ي �أن تع ّم الفو�ضى‬ ‫عاج�ل ً�ا �أم �آج�ل ً�ا‪ ،‬لت�صب ��ح النظ ��رة �إل ��ى الثوار‬ ‫�شيئ� �اً ف�شيئ� �اً نظ ��ر ًة �سلبي� � ًة بحي ��ث ال يع ��ود‬ ‫يلح ��ظ المتاب ��ع لتحركاته ��م �س ��وى‪ :‬ح ��ركاتٍ‬ ‫فو�ضوي� � ٍة �أو�صلتن ��ا �إلى الدم ��ار بالإ�ضافة �إلى‬ ‫ال�سلطة‪.‬‬ ‫رغباتٍ جامح ٍة للو�صول �إلى ُ‬ ‫نع ��م و�أل ��ف نع ��م‪ ،‬العدي ��د م ��ن الأنظم ��ة التي‬ ‫حكم ��ت الدول العربية كانت فوقية وع�سكرية‬ ‫و�إنقالبية‪ ،‬مما �ساهم ب�إلغاء الحياة ال�سيا�سية‬ ‫وقم ��ع الأح ��زاب الديموقراطي ��ة‪ ،‬ف�سيط ��ر‬ ‫الف�س ��اد والإ�ستبداد فوق ر�ؤو� ��س العباد‪ ،‬وفقد‬ ‫ال�شب ��اب وال�شاب ��ات الع ��رب الأم ��ل بم�ستقب ��ل‬ ‫الحكام و�سقطت‬ ‫�أف�ض ��ل‪ .‬فانقلب النا�س عل ��ى ُ‬ ‫هيب ��ة مُعظم الأنظمة‪ .‬ولكن ه ��ل حالنا اليوم‬ ‫�أف�ض ��ل م ��ن البارح ��ة؟ ال و�أل ��ف ال‪� ،‬إذ ب�إم ��كان‬ ‫الث ��ورات �إن تول ��د بالخطاب ��ات الحما�سي� � ٍة‬ ‫والتجهي ��زات العفو َّي ��ة‪ ،‬لك ��ن طري ��ق النج ��اح‬ ‫ال تع َّب ��د بالعفو َّي ��ة ب ��ل ُت�صق ��ل بالبرام ��ج‬ ‫الإ�صالحي ��ة وه ��ذا م ��ا ل ��م توف ��ره الح ��ركات‬ ‫الثورية العربية بعد‪.‬‬ ‫تم� � ّر الأمة العربية بمرحل ٍة تاريخية �إنتقالية‬ ‫م�صيرية‪ ،‬وعملية �إ�سقاط �أي نظام غير �صالح‬ ‫ه ��ي �إنج ��از ُمه ��م ولك ��ن الأهم منه ه ��و الوعي‬ ‫لبن ��اء نظ ��ام �أ�صل ��ح‪ ،‬و�إال فيك ��ون حالن ��ا كم ��ن‬ ‫يته ��اوى م ��ن �سيئٍ �إل ��ى �أ�س ��و�أ ب ��دل �أن يهتدي‬ ‫ح�سن �إلى �أح�سن‬ ‫ويتطور من ٍ‬

‫* متخ�ص�صة في علم النف�س وعلم التنمية الب�شر ّية وحائزة على ماجي�ستير في العلمين‬

‫‪Issue 16 - February - 2014‬‬

‫‪93‬‬


Lody Saliby

Haute Couture

Wedding dresses, Evening clothes, Selling or Renting, Pret-a- Porter, Accessories

Christ Le Rois Center, 8th Floor, Adonis Road, Zouk Mossbeh, Lebanon Tel: 00961 – (0) 9221643 , Email: lodysaliby@hotmail.com, Web: www.lodysaliby.com


‫�سعوديات يقبلن على �شراء الهواتف الذكية‬

‫م ��ن ه� ��ؤالء الم�ستخدمي ��ن �أن الإنترن ��ت بديل من‬ ‫التوا�صل التقليدي‪.‬‬ ‫وتعود هذه الن�سبة العالية �إلى �أ�سباب عدة‪ ،‬منها �أن‬ ‫تكاليف �شراء الكومبيوترات و�إ�شتراك الإنترنت في‬ ‫دول الخلي ��ج العربي �أق ّل بكثير م ��ن الدول الأخرى‪،‬‬ ‫�إ�ضاف ��ة �إل ��ى ك ��ون الكثي ��ر من ه ��ذه ال ��دول تواكب‬ ‫التقنية ب�ش ��كل م�ستم ّر وتقوم بتطوير البنية التحتية‬ ‫للإنترن ��ت‪ ،‬فيما تنخف�ض الن�سبة ب�شكل ملحوظ في‬ ‫خا�صة‬ ‫ال ��دول الإفريق ّية‪ ،‬م ��ع وجود الع ��راق كحالة ّ‬ ‫ب�سبب الأو�ضاع ال�سيا�س ّية فيه‪.‬‬ ‫من جهتها تفيد �شركة �أبحاث ال�سوق "�إب�سو�س" في‬ ‫تقري ��ر حديث لها ن�شر في ت�شري ��ن الأول (�أكتوبر)‬ ‫‪ 2013‬ت�صدّر دولة الإم ��ارات دول المنطقة ب�إنت�شار‬ ‫الإنترنت‪ ،‬وذل ��ك بن�سبة ‪ 71‬في المئة‪ ،‬تليها الكويت‬ ‫بن�سب ��ة ‪ 62‬ف ��ي المئ ��ة ث ��م قط ��ر (‪ 61‬ف ��ي المئة)‪،‬‬ ‫فالمملكة العربية ال�سعودية (‪ 60‬في المئة)‪.‬‬ ‫بالن�سبة �إلى المدة الت ��ي يق�ضيها الم�ستخدمون في‬ ‫منطقة ال�شرق الأو�سط و�شمال �إفريقيا تقول �شركة‬ ‫الأبحاث المخت�صة بالإعالم الإجتماعي "�ستيت �أو‬ ‫�سيرت�ش" �إن ‪ % 80‬من ه�ؤالء يق�ضون ما ال يق ّل عن‬ ‫�ساعة يومي ًا في تحديث قنوات التوا�صل الإجتماعي‬ ‫الخا�صة بهم‪.‬‬ ‫وكانت �شركة "غاي ��م ان�سايت" (‪)Game Insight‬‬ ‫المتخ�ص�ص ��ة ف ��ي تطوير �ألع ��اب الهوات ��ف النقالة‬ ‫والمواقع الإجتماعية ك�شفت في �شهر ت�شرين الثاني‬ ‫(نوفمب ��ر) الفائ ��ت �أرقام ًا ت�ؤك ��د �أن عوائد �صناعة‬ ‫الألعاب عب ��ر الإنترنت في ال�شرق الأو�سط تجاوزت‬ ‫مبل ��غ ‪ 100‬ملي ��ون دوالر‪ ،‬وذلك �أثن ��اء �إعالنها عن‬

‫ر�سوم المعلومات او الت�صميم الغرافيكي‬

‫بدء �إنطالقتها في �أ�سواق ال�شرق الأو�سط‪.‬‬ ‫و�أعلن ��ت ال�شرك ��ة �أنه ��ا ب ��د�أت ف ��ي تعري ��ب �ألعابها‬ ‫كبداي ��ة لإ�سته ��داف الالعبي ��ن في منطق ��ة ال�شرق‬ ‫الأو�سط والمنطقة العربية‪ .‬خ�صو�ص ًا �أن هناك نحو‬

‫عدد م�ستخدمي االنتــرنت‬ ‫في كثير من الدول العربية يتجاوز ن�صف‬ ‫عدد ال�سكان‪ ،‬وهذه م�ؤ�شــرات وا�ضحة‬ ‫وقوية �إلى �أن المنطقة العــربية هي من‬ ‫�أكثـر مناطق العـالم ت�سارعاً وتطوراً‬ ‫في العالم العنكبوتي (الويب)‬

‫وزير الإت�صاالت اللبناني نقوال �صحناوي‪:‬‬ ‫�أدخل خدمة ‪� 4G‬إلى لبنان‬

‫‪ 1.6‬مليار العب عب ��ر الإنترنت حول العالم‪ ،‬منهم‬ ‫‪ %38‬م ��ن العال ��م العربي‪ ،‬مع توقع ��ات بزيادة ن�سبة‬ ‫الالعبين مع حل ��ول العام ‪ 2015‬حيث �سيرتفع عدد‬ ‫م�ستخدم ��ي الإنترنت ف ��ي العالم العرب ��ي �إلى ‪150‬‬ ‫ملي ��ون م�ستخدم ب ��د ًال من ‪ 70‬ملي ��ون م�ستخدم في‬ ‫العام ‪.2011‬‬ ‫وقال ��ت داري ��ا ترو�شكين ��ا‪ ،‬نائب ��ة الرئي� ��س لتطوير‬ ‫الأعم ��ال ف ��ي ال�شرك ��ة‪�" :‬إن الوقت الحال ��ي مثالي‬ ‫لي� ��س فقط لإنتاج �ألع ��اب جديدة ب ��ل �أي�ض ًا لتعريب‬ ‫بع�ض من �أكثر الألعاب �شعبية لدينا‪ ،‬والتي �أ�صبحت‬ ‫متوفرة في متاجر التطبيقات في الإمارات والكويت‬ ‫وال�سعودية"‪.‬‬ ‫وفي ما يتعلق باللغة يفيد تقرير الإعالم الإجتماعي‬ ‫في العالم العربي ب�أن اللغة العربية هي �أ�سرع اللغات‬ ‫نم ��و ًا عل ��ى "تويتر"‪ ،‬فيم ��ا تو�ضح �شرك ��ة "�سو�شال‬ ‫كليني ��ك" المخت�ص ��ة بالإع�ل�ام الإجتماع ��ي‪ ،‬ب�أنه‬ ‫يوج ��د في المملك ��ة العربية ال�سعودي ��ة وحدها �أكثر‬ ‫م�سجلين‬ ‫من ‪ 3‬ماليين م�ستخدم نا�شط على تويتر‪ِّ ،‬‬ ‫�أعل ��ى مع ��دل نمو عالمي عل ��ى الموقع بل ��غ ‪% 3000‬‬ ‫بي ��ن العامين ‪ 2011‬و‪ .2012‬وتفوقت ال�سعودية‪ ‬وفق‬ ‫الدرا�س ��ة التي �أجراها ق�س ��م الإح�صاءات في موقع‬ ‫"بيزن�س �إن�سايدر" على دول مثل الواليات المتحدة‪،‬‬ ‫الت ��ي بلغ ��ت ن�سب ��ة م�ستخدمي تويتر فيه ��ا ‪ %23‬من‬ ‫م�ستخدم ��ي الإنترنت‪ ،‬وال�صين الت ��ي بلغت الن�سبة‬ ‫فيها نحو ‪ %19‬فقط‪.‬‬ ‫والالف ��ت �أن ال�سعودية والإم ��ارات تملكان وحدهما‬ ‫�إح ��دى �أكث ��ر ن�سب �إ�ستخ ��دام الهوات ��ف الذكية في‬ ‫العال ��م‪ ،‬حيث �أ�ش ��ارت درا�سة �سابق ��ة‪ ،‬تناولت‬ ‫‪Issue 16 - February - 2014‬‬

‫‪95‬‬


‫�إت�صاالت‬

‫تكنولوجيا الإت�صاالت لم تعد غريبة على ال�شرق الأو�سط و�شمال �أفريقيا‬ ‫تثور العالم العربي حتى اإلدمان!‬ ‫"اإلنترنت" ِّ‬ ‫قب��ل ثماني �سنوات كان واحد م��ن �أ�صل ثمانية �أ�شخا�ص ي�ستخدم �شبك��ة الإنترنت في العالم‬ ‫العربي‪ ،‬وفي ‪� 2013‬صار ي�ستخدمها �أربعة من كل ع�شرة �أ�شخا�ص‪ ،‬وبذلك �صار عدد م�ستخدمي‬ ‫�شبك��ة العنكب��وت في البلدان العربية الي��وم حوالي ‪ 141‬مليون ًا من �أ�ص��ل ‪ 375‬مليون �شخ�ص‬ ‫يعي�شون في المنطقة‪ .‬رغم ذلك‪ ،‬فالطريق طويل �أمام العالم العربي للحاق ب�أوروبا التي ي�ستعمل‬ ‫‪ 75‬في المئة من �سكانها الإنترنت‪ ،‬والأميركيتين حيث ي�ستعملها ‪ 61‬في المئة من ال�سكان‪.‬‬ ‫بيروت ‪ -‬مازن مجوز‬ ‫تُعتب ��ر �شبك ��ة "العنكب ��وت" الإنترنت‬ ‫و�سيل ��ة الإت�ص ��ال الأ�س ��رع نم� � ّو ًا ف ��ي‬ ‫تاريخ الب�شرية‪ .‬ففي حين �إ�ستغرق الأمر بالمذياع‬ ‫(الرادي ��و) ‪ 38‬عام� � ًا للح�ص ��ول عل ��ى ‪ 50‬ملي ��ون‬ ‫م�ستم ��ع لإ�ستقبال برامجه‪� ،‬إحت ��اج التلفزيون �إلى‬ ‫‪ 13‬عام ًا للو�صول �إلى العدد نف�سه من الم�شاهدين‪،‬‬ ‫و�إنتظر الحا�س ��وب ال�شخ�ص ��ي )الكومبيوتر) ‪16‬‬ ‫�سنة لتحقي ��ق العدد عينه م ��ن الم�ستخمين‪ ،‬فيما‬ ‫و�صل تلفزيون الكابالت �إلى الهدف في ‪� 10‬سنين‪.‬‬ ‫�أم ��ا �شبك ��ة الإنترن ��ت فلم تحت ��ج �إلى �أكث ��ر من ‪5‬‬ ‫�سنوات للو�صول �إلى ذلك العدد‪.‬‬ ‫لق ��د مرت علينا في �شهر ت�شري ��ن الأول (�أكتوبر)‬ ‫الفائ ��ت الذك ��رى ‪ 44‬لإنطالق "الإنترن ��ت"‪ ،‬وهو‬ ‫بالتحديد تاريخ نجاح �أول عملية نقل للبيانات بين‬ ‫حا�سوبين والتي كانت في بدايتها ت�س ّمى " �أربانت‬ ‫" تحت رعاية و�إ�شراف وزارة الدفاع االميركية في‬ ‫العام ‪.1969‬‬ ‫وهك ��ذا فق ��د حم ��ل الق ��رن الع�شرين بي ��ن ط ّياته‬ ‫للتوا�ص ��ل الب�شري عل ��ى الإطالق‬ ‫�أف�ض ��ل طريق ��ة‬ ‫ُ‬ ‫وهي "الإنترنت"‪ ،‬حي ��ث �إ�ستطاعت تحويل العالم‬ ‫بقارات ��ه ال�ست �إلى غرف ��ة �صغيرة مع ظهور مواقع‬ ‫التوا�صل االجتماع ��ي‪ ،‬ف�أ�صبح بالإمكان م�شاهدة‬ ‫ومتابع ��ة الأح ��داث ف ��ي �أي مدينة ف ��ي العالم بعد‬ ‫حدوثه ��ا بث ��وان و�أن ��ت ف ��ي مكان ��ك‪ ،‬ث ��م ظهرت‬ ‫المد ّونات ف�أ�صبحت تتاب ��ع المذكرات ال�شخ�صيه‬ ‫لر�ؤ�س ��اء العالم وكبار ال�شخ�صي ��ات وكل من تهتم‬

‫‪94‬‬

‫العدد ‪� - 16‬شباط (فرباير) ‪٢٠١4 -‬‬

‫بمتابعته و�أنت في غرفتك‪.‬‬ ‫و�إذا م ��ا �أردن ��ا التوق ��ف عند �أح ��دث الإح�صاءات‬ ‫الم�ستقاة من قاعدة بيانات الإتحاد العالمي والتي‬ ‫ن�ش ��رت في ت�شري ��ن الثاني (نوفمب ��ر) ‪ 2013‬وهي‬

‫يوجد في المملكة العربية ال�سعودية �أكثر‬ ‫من ‪ 3‬ماليين م�ستخدم نا�شط على تويتر‪،‬‬ ‫م�سجلين بذلك �أعلى معدل نمو عالمي على‬ ‫ِّ‬ ‫الموقع بلغ ‪ %3000‬بين العامين ‪2011‬‬ ‫و‪ 2012‬وتفوقت ال�سعودية‪ ‬في هذا المجال‬ ‫على كل من الواليات المتحدة وال�صين‬

‫رئي�س دولة الإمارات ال�شيخ خليفة بن زايد �آل نهيان‪:‬‬ ‫�أ�صدر مر�سوم ًا لمكافحة جرائم تقنية المعلومات‬

‫تر�ص ��د ن�سب ��ة م�ستخدم ��ي االنترن ��ت ف ��ي ال ��دول‬ ‫العربية‪� ‬إعتماد ًا على ن�سبة ال�سكان نجد ما يلي ‪:‬‬ ‫ال�س ّكان)؛‬ ‫م�ص ��ر ‪ % 44،07( 36.900.000 :‬من ُ‬ ‫المغ ��رب ‪)% 55( 17.770.000 :‬؛ ال�سعودي ��ة ‪:‬‬ ‫‪)% 54( 14.328.000‬؛ ال�س ��ودان‪7.183.000 :‬‬ ‫(‪)% 21‬؛ الجزائ ��ر ‪)% 15.2( 5.690.000 :‬؛‬ ‫�سوري ��ا ‪)%24.3( 5.475.000 :‬؛ الإم ��ارات ‪:‬‬ ‫‪)% 85( 4.517.000‬؛ تون�س ‪41( 4.447.000 :‬‬ ‫‪ ،)%‬اليم ��ن ‪)%17.4( 4.322.000 :‬؛ الأردن‬ ‫‪)%41( 2.668.600 :‬؛ لبن ��ان‪2.535.900 :‬‬ ‫(‪)%61.2‬؛ الع ��راق ‪)%7( 2.210.000 :‬؛‬ ‫الكويت‪)%79.2( 2.095.300 :‬؛ �سلطنة ُعمان‪:‬‬ ‫‪)%60( 1.854.000‬؛ فل�سطي ��ن‪1.779.900 :‬‬ ‫(‪)%41‬؛ قط ��ر‪)%88.1( 1.719.400 :‬؛‬ ‫ليبي ��ا‪)%19.9( 1.115.000 :‬؛ البحري ��ن‪:‬‬ ‫‪)%88( 1.098.500‬؛ موريتاني ��ا‪180.000 :‬‬ ‫(‪)%5.4‬؛ ال�صوم ��ال‪)%1.4( 138.800 :‬؛‬ ‫جيبوت ��ي‪)%8.3( 64.000 :‬؛ ‪ ‬ج ��زر القم ��ر‪:‬‬ ‫‪.)%6( 44.000‬‬ ‫وم ��ن المالحظ هنا �أن عدد م�ستخدمي االنتــرنت‬ ‫ف ��ي الكثي ��ر من ه ��ذه ال ��دول يتج ��اوز ن�صف عدد‬ ‫ال�س ��كان‪ ،‬وهذه م�ؤ�شــ ��رات وا�ضحة وقوي ��ة �إلى �أن‬ ‫المنطق ��ة العــربي ��ة هي م ��ن �أكثـر مناط ��ق العـالم‬ ‫ت�سارع ًا وتطور ًا فى العالم العنكبوتي (الويب)‪.‬‬ ‫ويب ��دو �أي�ض ��ا �أن م ��ا ن�سبت ��ه حوال ��ي ‪ %61‬م ��ن‬ ‫م�ستخدمي الإنترنت ف ��ي العالم العربي موجودون‬ ‫ف ��ي منطقة الخلي ��ج العرب ��ي‪ ،‬والتي تمث ��ل حوالي‬ ‫‪ %11‬م ��ن تعداد �سكان العالم العربي‪ .‬ويرى الكثير‬


‫�شركة االت�صاالت ال�سعودية‬

‫الإدم ��ان وال�سلوكي ��ات الإندفاعية والت ��ي يزيد فيها‬ ‫الن�شاط عند ق�ض ��اء ال�شخ�ص ل�ساعات طويلة �أمام‬ ‫الكومبيوت ��ر‪ ،‬ح�سب م ��ا ن�شرته وكالة �أنب ��اء ال�شرق‬ ‫الأو�سط ‪.‬‬ ‫و�إنتق ��ا ًال �إل ��ى تمي ��ز عدد م ��ن البل ��دان العربية عن‬ ‫غيره ��ا من الدول‪ ،‬ووف ��رة مقاه ��ي الإنترنت فيها‪،‬‬ ‫نتوق ��ف قلي ًال عند تون�س‪ ،‬وهي �أ ّول بلد عربي �أدخل‬ ‫الإنترن ��ت (في الع ��ام ‪ ،1991‬ولك ّنها ل ��م تنت�شر �إال‬ ‫ف ��ي الع ��ام ‪ )1996‬عبر ‪� 7‬ش ��ركات حكوم ّية لتقديم‬ ‫خا�ص ��ة‪ .‬وتق� �دّم الحكوم ��ة‬ ‫الخدم ��ات و‪� 5‬ش ��ركات ّ‬ ‫تخفي�ض ��ات للعائ�ل�ات ت�صل �إلى الن�ص ��ف (حوالي‬ ‫‪ 18‬دوالرا ف ��ي ال�شه ��ر ل�سرع ��ة ‪ 256‬كيلوبايت ‪32 /‬‬ ‫كيلوبايت في الثاني ��ة) بالإ�ضافة �إلى تعرفة الهاتف‬ ‫البالغ ��ة ‪ 15‬دوالر ًا‪ .‬ويوج ��د العدي ��د م ��ن مقاه ��ي‬ ‫الإنترن ��ت في تون� ��س‪ ،‬وقامت الدول ��ة بمنح قرو�ض‬ ‫ليتم دفعها‬ ‫لن�صف تكاليف �إن�ش ��اء �أ ّول ‪ 100‬مقهى‪ّ ،‬‬ ‫على �شكل �أق�ساط خالل عامين‪.‬‬ ‫�أم ��ا الإمارات فتعتبر �أول دول ��ة عربية قامت بتوقيع‬ ‫معاه ��دة التج ��ارة الإلكترون ّية‪ ،‬وتطمح �إل ��ى �إيجاد‬ ‫�سوق �إت�ص ��االت مجاني لجميع �سكانها بحلول العام‬ ‫‪ .2015‬فيما الأ�سعار اليوم منا�سبة للجميع في ظل‬ ‫غياب ظاه ��رة مقاهي الإنترنت ونظ ��ر ًا �إلى �شعبية‬ ‫الكومبيوت ��رات والإنترنت في المنازل ومقار العمل؛‬ ‫ويتم حج ��ب المواقع المتعلقة بالنواحي الإجتماعية‬ ‫ّ‬ ‫والديني ��ة‪ ،‬كما يمن ��ع ا�ستخدام الدرد�ش ��ة ال�صوتية‬ ‫عبر الإنترنت‪.‬‬ ‫وقد طرحت �شرك ��ة "ات�ص ��االت" الإماراتية خدمة‬ ‫الإنترن ��ت الأ�س ��رع ف ��ي منطق ��ة ال�ش ��رق الأو�س ��ط‬ ‫ب�سرعة تبلغ ‪ 500‬ميغابايت في الثانية‪ ،‬وذلك خالل‬ ‫م�شاركتها في �أ�سبوع جيتك�س للتقنية الذي عقد بين‬ ‫‪ 18‬و‪ 24‬ت�شرين الأول (�أكتوبر) ‪. 2013‬‬

‫�شعار �شركة �إيب�سو�س‬

‫توقّ عت �شركة "�سي�سكو" المرئية نمو عدد‬ ‫م�ستخدمي الإنترنت في ال�شرق الأو�سط‬ ‫و�شمال �أفريقيا بواقع خم�سة �أ�ضعاف‪،‬‬ ‫لي�صل عدد الم�ستخدمين �إلى ‪ 413‬مليون‬ ‫م�ستخدم بحلول عام ‪ ،2017‬في وقت‬ ‫�ستنمو حركة الإنترنت العالمية بواقع‬ ‫ثالثة �أ�ضعاف بين عامي ‪ 2012‬و‪2017‬‬ ‫وف ��ي المنا�سب ��ة يق ��ول را�شد ماج ��د العب ��ار‪ ،‬نائب‬ ‫رئي�س الخدمات المنزلية ف ��ي �شركة "�إت�صاالت "‪:‬‬ ‫"خطوتن ��ا هي لإحداث ث ��ورة في تجربة �إ�ستخدام‬ ‫العم�ل�اء ل�شبك ��ة الإنترن ��ت‪ ،‬ون�أمل �أن تك ��ون عام ًال‬ ‫م�ساهم ًا في تطور مجاالت �أخرى كالمنازل والمدن‬ ‫الذكي ��ة والت ��ي �ستحت ��اج ل�سرع ��ات ات�ص ��ال عالية‬ ‫و�شب ��كات ت�ؤمن التدف ��ق ال�سريع والكثي ��ف للبيانات‬ ‫والمعلومات"‪.‬‬ ‫من جهتها تقوم �شركة الإت�صاالت ال�سعودية بتقديم‬ ‫الخدمات الح�صرية للإنترن ��ت لكافة �شركات هذا‬ ‫القطاع العدي ��دة في المملكة‪ .‬ويمك ��ن الدخول �إلى‬ ‫ليتم �إحت�ساب التكاليف‬ ‫الإنترنت عبر �أرقام خا�صة ّ‬ ‫�ضم ��ن فات ��ورة الهات ��ف‪ .‬ويت ��م اتباع نظ ��ام �صارم‬ ‫لحجب المواقع التي تخ ّل بالآداب العا ّمة و�أمن البلد‬ ‫و�إ�ستق ��راره وعاداته وتقاليده والمواقع التي تح ّر�ض‬ ‫على الإرهاب‪.‬‬ ‫وتطبق الرقابة من طريق ال�شعب وهيئة الإت�صاالت‬ ‫ف ��ي الوق ��ت نف�سه‪ ،‬فيم ��ا مقاهي الإنترن ��ت متعددة‬

‫ومن�شرة ف ��ي المملك ��ة‪ ،‬وتقدم خدماته ��ا ب�سرعات‬ ‫متفاوتة وب�أ�سعار منا�سبة‪.‬‬ ‫و�أخي ��را لبنان ويع ��د البلد العرب ��ي الوحيد الذي لم‬ ‫تكن لدي ��ه �إنترنت عالية ال�سرعة قب ��ل العام ‪2006‬‬ ‫وهو الأكثر تم ّي ��ز ًا من حيث �أنظمة الرقابة‪ ،‬حيث ال‬ ‫ُتفر�ض قوانين حكومية عل ��ى �شركات الإنترنت‪ ،‬بل‬ ‫تت � ّ�م الرقابة ح�سب الجه ��ود ال�شخ�صي ��ة لل�شركات‬ ‫ومقاه ��ي الإنترن ��ت والمدار� ��س‪ .‬وتنت�ش ��ر مقاه ��ي‬ ‫الإنترن ��ت ب�ش ��كل كبي ��ر‪ ،‬وبع� ��ض المقاه ��ي تق ��دم‬ ‫ال�سلكي لزبائنها‪ ،‬وتتراوح الأ�سعار‬ ‫خدم ��ات �إنترنت‬ ‫ّ‬ ‫أميركي لل�ساعة الواحدة‪.‬‬ ‫بين ‪ 0.7‬ـ ‪ 2.7‬دوالر � ّ‬ ‫وم ��ن المحط ��ات الب ��ارزة ف ��ي عال ��م الإنترنت في‬ ‫بل ��د الأرز �إط�ل�اق �شرك ��ة �ألفا في ‪ 15‬اي ��ار (مايو)‬ ‫‪ 2013‬وب� ��إدارة "�أورا�سك ��وم للإت�ص ��االت"‪ ،‬خدمة‬ ‫الجي ��ل الرابع (‪ )4G-LTE‬تجاري� � ًا‪ ،‬لي�صبح لبنان‬ ‫بذل ��ك البلد ال�ساد� ��س في منطقة ال�ش ��رق الأو�سط‬ ‫و�شم ��ال �أفريقيا وال‪ 52‬في العال ��م الذي يقدم هذه‬ ‫التكنولوجي ��ا للم�شتركي ��ن‪ ،‬والتي م ��ن �ش�أنها توفير‬ ‫�سرع ��ات فعلية ت�ص ��ل �إل ��ى ‪ ،40-30 mbps‬بحيث‬ ‫تتج ��اوز بذلك ب�ستة �إلى ع�ش ��رة �أ�ضعاف ال�سرعات‬ ‫الحالية للإنترنت‪.‬‬ ‫وو�صف نقوال �صحناوي وزير الإت�صاالت في حكومة‬ ‫ت�صري ��ف الأعم ��ال الخط ��وة ب"الإنج ��از الكبير"‪،‬‬ ‫معتبر ًا �أن ��ه‪" :‬يعطي �إ�شارات �إل ��ى العالم ب�أن لبنان‬ ‫عل ��ى الطري ��ق ال�صحيح كي ي�صب ��ح من�صة رقمية‪.‬‬ ‫الفت� � ًا �إلى �أن الجيغابيت بات بمثاب ��ة �سلعة �أ�سا�سية‬ ‫ف ��ي الإنت ��اج ويدخل ف ��ي مك ّونات ال�سع ��ر للخدمات‬ ‫الرقمي ��ة‪ ،‬ومن هنا تكمن �أهمية �إطالق الـ‪ 4G‬الذي‬ ‫ي�شكل نقلة نوعية وي�س ّهل عملية الإنتاج بحيث ي�سمح‬ ‫للمواطن �أو ال�شركات بالح�صول على �سعات �أكبر‪.‬‬ ‫ول ��م تلب ��ث �شرك ��ة ‪ - touch‬الرائ ��دة ف ��ي مج ��ال‬ ‫االت�ص ��االت الخليوية في لبن ��ان والتابعة لمجموعة‬ ‫"زين"‪� -‬أن �أعلنت عن و�ضع خدمات الجيل الرابع‬ ‫‪ G-LTE4‬بمتن ��اول الم�شتركين عب ��ر �شبكة تمتلك‬ ‫�أو�سع تغطية على الأرا�ضي اللبنانية‪.‬‬ ‫ومن �أبرز مميزات تقنية الجيل الرابع تجاوز �سرعة‬ ‫نقل البيان ��ات �سبعة �أ�ضعاف ال�سرع ��ة التي ت�ؤمنها‬ ‫تقنية الجيل الثالث‪.‬‬ ‫ف ��ي هذا المج ��ال‪ ،‬تبلغ ال�سرع ��ة النظرية الق�صوى‬ ‫الت ��ي تقدّمه ��ا ‪ touch‬عب ��ر خدمات الجي ��ل الرابع‬ ‫‪ 4G-LTE‬م ��ا يق ��ارب‪ 150‬ميغاباي ��ت ف ��ي الثانية‪،‬‬ ‫يمك ��ن ا�ستخدامه ��ا لت�ص ّف ��ح االنترن ��ت وم�شاهدة‬ ‫الفيدي ��و المبا�ش ��ر و�إر�سال الر�سائ ��ل االلكترونية �أو‬ ‫تنزيل المل ّفات ب�شكل فوري‬ ‫‪Issue 16 - February - 2014‬‬

‫‪97‬‬


‫�إت�صاالت‬ ‫الربع الأول من العام ‪� ،2013‬إلى �أن الإمارات جاءت‬ ‫على ر�أ�س الدول الأكث ��ر �إ�ستخدام ًا للهواتف الذكية‬ ‫في العال ��م بن�سبة ‪ %73.8‬م ��ن �إجمالي م�ستخدمي‬ ‫الهوات ��ف المحمول ��ة‪ ،‬بينم ��ا ح ّل ��ت ال�سعودي ��ة ف ��ي‬ ‫الترتيب الثالث بن�سبة ‪.%72.8‬‬ ‫ف ��ي المقابل تو ّقع ��ت �شركة "�سي�سك ��و" المرئية في‬ ‫تقريره ��ا ال�صادر في ‪ 17‬تم ��وز (يوليو) ‪ 2013‬نمو‬ ‫ع ��دد م�ستخدم ��ي الإنترنت ف ��ي ال�ش ��رق الأو�سط‪،‬‬ ‫بواقع خم�س ��ة �أ�ضعاف‪ ،‬لي�صل ع ��دد الم�ستخدمين‬ ‫�إلى ‪ 413‬مليون م�ستخدم بحلول العام ‪.2017‬‬ ‫وي�شي ��ر التقري ��ر �إلى �أن حرك ��ة الإنترن ��ت العالمية‬ ‫�ستنم ��و بواق ��ع ثالث ��ة �أ�ضع ��اف بي ��ن عام ��ي ‪2012‬‬ ‫و‪ ،2017‬بينم ��ا �ستنم ��و حرك ��ة �إ�ستخ ��دام الإنترنت‬ ‫بواق ��ع ‪� 5‬أ�ضعاف في الفترة ذاته ��ا‪ ،‬مبين ًا �أن حركة‬ ‫الإنترن ��ت ف ��ي الع ��ام ‪� 2017‬ست�ساوي م ��ا يعادل ‪10‬‬ ‫ملي ��ارات �أ�سطوان ��ة فيدي ��و رقمي ��ة (‪ )DVD‬ف ��ي‬ ‫ال�سنة‪� ،‬أو ‪ 866‬مليون �أ�سطوانة في ال�شهر‪� ،‬أو مليون‬ ‫�أ�سطوانة في ال�ساعة الواحدة‪.‬‬ ‫و�أو�ض ��ح التقري ��ر �أن حركة �إ�ستخ ��دام الم�ستهلكين‬ ‫للإنترنت نمت بن�سبة ‪ 83‬في المئة‪ ،‬كما نمت حركة‬ ‫�إ�ستخدام الأعمال التجارية للإنترنت بن�سبة ‪ 63‬في‬ ‫المئ ��ة‪ ،‬الفت ًا �إلى �أنه �سيتم نقل ما يعادل حجم كافة‬ ‫الأف�ل�ام التي تم ت�صويرها ف ��ي العالم عبر �شبكات‬ ‫الإنترنت‪ ،‬في ال�شرق الأو�سط و�أفريقيا‪ ،‬كل �ساعتين‬ ‫خالل العام ‪.2017‬‬ ‫وك�ش ��ف التقرير عن �أن نق ��ل البيانات عبر الأجهزة‬ ‫النقال ��ة �ش� � ّكل ‪ 10‬ف ��ي المئة م ��ن حرك ��ة �إ�ستخدام‬ ‫الم�ستهلكين للإنترنت خالل العام الما�ضي‪ ،‬متوقع ًا‬ ‫�أنه ��ا �ست�ش ��كل ‪ 31‬ف ��ي المئة م ��ن حرك ��ة �إ�ستخدام‬ ‫الم�ستهلكين للإنترنت في العام ‪. 2017‬‬ ‫ولكن ماذا عن بع�ض حاالت �إ�ستخدام االنترنت في‬ ‫العديد من الدول العربية ؟‬ ‫ف ��ي التقرير الرابع حول الإنترنت في العالم العربي‬ ‫ال ��ذي �صدر �أخير ًا ع ��ن ال�شبكة العربي ��ة لمعلومات‬ ‫حق ��وق الإن�سان ف ��ي القاهرة بالتعاون م ��ع م�ؤ�س�سة‬ ‫"فريدر� ��ش ناوم ��ان" م ��ن �أجل الحري ��ة بعنوان "‬ ‫مي ��دان وكيب ��ورد" وال ��ذي يتن ��اول حال ��ة �إ�ستخدام‬ ‫الإنترنت في ‪ 19‬دولة عربية في الفترة ما بين عامي‬ ‫‪ 2009‬و‪ ،2012‬وال ��دور الكبي ��ر ال ��ذي لعبت ��ه �شبكة‬ ‫االنترن ��ت في ثورات "الربيع العربي"‪ ،‬يتبين �أنه في‬ ‫دول �إعت ��ادت محا�صرة و�سائل الإع�ل�ام التقليدي‪،‬‬ ‫�إزدادت �أهمي ��ة وفعالية �شبك ��ة الإنترنت حيث تقوم‬ ‫بلعب دورين �أ�سا�سيين‪ :‬الأول هو �أنها �ش ّكلت متنف�س ًا‬ ‫لل�شباب الباحثين عن الحرية والعدالة‪ .‬والثاني �أنها‬

‫‪96‬‬

‫العدد ‪� - 16‬شباط (فرباير) ‪٢٠١4 -‬‬

‫�شعار �شركة" تويتر"‬

‫�أظهرت درا�سة طبية حديثة‪� ،‬أن‬ ‫الأ�شخا�ص الذين يعانون مما يعرف‬ ‫بظاهرة "�إدمان الإنترنت" خو�صاً من‬ ‫المراهقين هم الأكثر عر�ضة للمعاناة‬ ‫من تعطل و�إختالل روابط المخ الع�صبية‪،‬‬ ‫ف�ض ًال عن تعر�ض "المادة البي�ضاء" في‬ ‫المخ �إلى تغيرات غير طبيعية‪.‬‬ ‫كانت �أداة ت�ستخدم �ضد �سيا�سات القمع والإ�ستبداد‬ ‫في دول تحاول �شعوبه ��ا الخروج من عنق الزجاجة‬ ‫ال ُمظلم‪.‬‬ ‫وكذل ��ك يرى التقرير �أن ما تقدمه �شبكات التوا�صل‬ ‫الإجتماع ��ي للن�شطاء العرب ه ��و الح�شد والتوا�صل‬ ‫وبث الأخبار والتفاعل‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وف ��ي مج ��ال حري ��ة �إ�ستخ ��دام الإنترن ��ت‪ ،‬تعتب ��ر‬ ‫ال�سعودي ��ة �أق�س ��ى ال ��دول ف ��ي حج ��ب المواق ��ع‬ ‫الإلكتروني ��ة‪ ،‬و�أقله ��ا حجب� � ًا ه ��ي الع ��راق وتون� ��س‬ ‫ولبن ��ان‪� .‬أم ��ا الكوي ��ت ف ُتعتب ��ر �أكث ��ر ال ��دول عقاب ًا‬ ‫ومالحقة قانونية لم�ستخدم ��ي موقع يوتيوب‪ ،‬لي�س‬ ‫على الم�ستوى العربي فقط بل عالمي ًا �أي�ض ًا‪.‬‬ ‫وف ��ي نظرة �سريع ��ة على �إيجابي ��ات الإنترنت يتبين‬ ‫�أن بح ��ر ًا م ��ن المعلومات والمع ��ارف والإح�صاءات‬ ‫والتكنولوجي ��ا والأخبار‪ ‬والأف�ل�ام‪ ،‬كم ��ا �أنها و�سيلة‬ ‫�سهل ��ة لإت�صال الأ�س ��ر والتوا�صل بي ��ن الأقارب من‬ ‫طريق البريد الإلكترونى‪� ،‬إ�ضافة �إلى �أنه بات �أ�سلوب ًا‬ ‫مهم� � ًا للتعليم عن بعد وللتدري ��ب الثقافي والعلمي‪،‬‬

‫�شعار �شركة ‪game insight‬‬

‫ولعق ��د الإجتماع ��ات الت ��ي تتم من طري ��ق الو�سائل‬ ‫المرئية‪ ،‬ف�ض�ل ً�ا عن الت�سوق عب ��ر الإنترنت و�إدارة‬ ‫الأزم ��ات والط ��وارىء والبح ��ث عن فر� ��ص العمل‪.‬‬ ‫�أم ��ا �سلبي ��ات الإنترن ��ت فنذك ��ر منه ��ا التوجه ��ات‬ ‫الفكري ��ة المختلف ��ة ع ��ن عاداتن ��ا و تقاليدن ��ا‪،‬‬ ‫وت�ضمن ��ه المواق ��ع االباحي ��ة و�ألع ��اب وت�سلي ��ة‬ ‫�إ�ضافة �إلى غرف درد�شة غير مجدية وتبادل ملفات‬ ‫و �ص ��ور غير الئقة وتحميل الأغانى من دون مراعاة‬ ‫حقوق الملكية‪.‬‬ ‫وتفيد المعلوم ��ات �أن ظاهرة الإدمان على االنترنت‬ ‫وعلى مواق ��ع التوا�صل الإجتماعي �أ�صبحت منت�شرة‬ ‫ب�ش ��كل كبي ��ر ف ��ي عالمن ��ا العرب ��ي‪ ،‬لدرج ��ة تدعو‬ ‫�إل ��ى القل ��ق وذلك ب�سب ��ب كث ��رة برام ��ج المحادثة‬ ‫بي ��ن النا� ��س‪� ،‬إ�ضافة �إل ��ى الإنت�شار الكبي ��ر لمواقع‬ ‫التوا�صل االجتماعي المعروفة كالفاي�سبوك وتويتر‬ ‫وغيرهما‪.‬‬ ‫وفي ه ��ذا ال�صدد �أظهرت درا�س ��ة طبية ن�شرت في‬ ‫ت�شري ��ن الثان ��ي (نوفمب ��ر) ‪� ، 2013‬أن الأ�شخا� ��ص‬ ‫الذين يعانون مما يعرف بظاهرة "�إدمان الإنترنت"‬ ‫خ�صو�ص ًا من المراهقين هم الأكثر عر�ضة للمعاناة‬ ‫م ��ن تعطل و�إخت�ل�ال روابط الم ��خ الع�صبية‪ ،‬ف� ً‬ ‫ضال‬ ‫م ��ن تعر�ض "المادة البي�ضاء" في المخ �إلى تغيرات‬ ‫غير طبيعية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ولك ��ن وفق� �ا ل"جونث ��ان والي� ��س" �أ�ست ��اذ الم ��خ‬ ‫والأع�ص ��اب في جامعة كاليفورني ��ا �أنه ال يزال غير‬ ‫وا�ض ��ح م ��ا �إذا كانت ه ��ذه التغي ��رات ال�سلبية التي‬ ‫تطر�أ على روابط الم ��خ الع�صبية ناجمة عن �إدمان‬ ‫الإنترن ��ت �أو بفع ��ل عوام ��ل ع�صبي ��ة �أخ ��رى‪ .‬فيما‬ ‫يرى الكثير من الباحثي ��ن و�أطباء المخ والأع�صاب‬ ‫�صح ��ة ودقة ه ��ذه الدرا�سة‪ ،‬حي ��ث �أن مناطق المخ‬ ‫مو�ضع الدرا�سة ه ��ي نف�سها المناطق الم�س�ؤولة عن‬


‫كتاب‬

‫الر�أي العام العربي و �إعادة ت�شكيل ال�شرق الأو�سط‬

‫شبلي تلحمي‬ ‫يرى العالم بعيون عربية‬ ‫�ص��در ف��ي �أواخ��ر الع��ام الفائ��ت كت��اب بالإنكليزي��ة للخبي��ر ال�سيا�سي‬ ‫و�ألأكاديم��ي العربي‪-‬الأميركي �شبلي تلحم��ي بعنوان "العالم من خالل‬ ‫عي��ون عري��ة" "‪� "The World Through Arab Eyes‬أق��ل ما يقال‬ ‫فيه ب�أنه كتاب قيّم لمن يهم��ه التحوّالت ال�سيا�سية التي تحدث في العالم‬ ‫العربي حالياً‪.‬‬ ‫وا�شنطن ‪ -‬محمد زين الدين‬ ‫من ��ذ فت ��رة طويل ��ة بعتبرالعدي ��د ف ��ي‬ ‫وا�شنط ��ن ب�أن �شبلي تلحم ��ي‪ ،‬الأ�ستاذ‬ ‫المحا�ض ��ر ف ��ي جامع ��ة "ميريالن ��د" الأميركية‪،‬‬ ‫هو �أح ��د المحللين المه ّمين‪� ،‬أن ل ��م يكن �أهمهم‪،‬‬ ‫للر�أي العام العربي‪ .‬وفي كتابه الأخير الذي �صدر‬ ‫في �أواخر الع ��ام الفائت تحت عنوان "العالم من‬ ‫خالل عي ��ون عربي ��ة" (‪The World Through‬‬ ‫‪ ) Arab Eyes‬كان عن ��د ح�س ��ن ظن ه� ��ؤالء‪ .‬فقد‬ ‫تن ��اول تلحم ��ي في ه ��ذا الكتاب مجموع ��ة وا�سعة‬ ‫م ��ن بيان ��ات و�إ�ستفت ��اءات و�إ�ستطالع ��ات الر�أي‪،‬‬ ‫ومعظمها جرى بين عام ��ي ‪ 2002‬و‪ .2012‬وكانت‬ ‫النتائج الت ��ي تو�صل �إليها في بع� ��ض الأحيان غير‬ ‫م�شجع ��ة ومثبطة ولكنه ��ا دائما ثاقب ��ة‪ .‬الواقع �إن‬ ‫ّ‬ ‫ق ��راءة هذا الكتاب �أ�سا�سي ��ة لأي �شخ�ص يريد �أن‬ ‫ويوجه الأحداث في ال�شرق الأو�سط‪.‬‬ ‫يفهم ما يدفع ّ‬ ‫بالن�سب ��ة �إل ��ى الإنتفا�ضات العربية الت ��ي �إنطلقت‬ ‫من ��ذ الع ��ام ‪ ،2011‬يكت ��ب تلحم ��ي عل ��ى �أنه ��ا لم‬ ‫تندل ��ع لأ�سب ��اب وق�ضاي ��ا ديني ��ة �أو �سيا�سية بقدر‬ ‫ما كان ��ت دوافعها "�إعادة الكرام ��ة و الإنتهاء من‬ ‫ال�شع ��ور ب ��الإذالل ال�سائ ��د"‪� .‬إذا ل ��م تتمك ��ن من‬ ‫العث ��ور عل ��ى وظيف ��ة �أو ت�أمين الطع ��ام لأ�سرتك‪،‬‬ ‫�س ��وف يرتف ��ع الإحب ��اط لديك ال ��ى �أن تنفجر في‬ ‫نهاي ��ة المطاف‪� .‬أم ��ا بالن�سبة �إل ��ى دور الدين في‬ ‫الحكوم ��ات الجديدة‪ ،‬فيتن ��اول تلحمي الو�ضع في‬

‫م�صر‪ ،‬حي ��ث �أن "قوة الهوي ��ة الإ�سالمية �ستعتمد‬ ‫عل ��ى كيفي ��ة �أداء الرئي�س الإ�سالم ��ي‪ ،‬ولي�س على‬ ‫الق�ضاي ��ا الدينية ولكن في تلبي ��ة طموحات �أو�سع‬ ‫يحل ��م العرب بتحقيقها"‪( .‬هذا الكتاب �صدر قبل‬ ‫عزل الرئي�س محمد مر�سي)‪.‬‬ ‫بالن�سبة �إلى �إحتماالت ال�سالم في المنطقة‪ ،‬يقول‬ ‫تلحمي ب� ��أن "ال�ص ��راع العرب ��ي الإ�سرائيلي يبقى‬ ‫منظ ��ار الألم الذي من خالله ي ��رى معظم العرب‬ ‫العال ��م"‪ .‬ال تزال حركة "حما� ��س" و"حزب اهلل"‬ ‫يتمتع ��ان ب�شعبي ��ة لأن ��ه ُينظ ��ر �إليهما عل ��ى �أنهما‬ ‫يمل ��كان ال�شجاع ��ة للوق ��وف في وج ��ه �إ�سرائيل و‪،‬‬ ‫بالتبعية‪ ،‬الواليات المتحدة‪.‬‬ ‫ل�سنوات كان ح�سن ن�صر اهلل‪ ،،‬زعيم "حزب اهلل‪،‬‬ ‫ال�شخ�صي ��ة الأكثر �شعبية ف ��ي العالم العربي حتى‬ ‫وق ��ت قريب حيث حل مكانه رئي�س الوزراء التركي‬ ‫رجب طي ��ب �أردوغان‪ .‬وفيما قد ينظر الأميركيون‬ ‫�إلن ذل ��ك من الأخبار الجيدة‪ ،‬ف�إن بيانات تلحمي‬ ‫تظه ��ر ب� ��أن الوالي ��ات المتحدة تخ ّلف ��ت قلي ًال عن‬ ‫�إ�سرائي ��ل كدولة ينظر �إليه ��ا على �أنها �أكبر تهديد‬ ‫للعرب‪.‬‬ ‫عل ��ى الرغم من الآمال التي عقدت حول �إمكانية‬ ‫ب ��اراك �أوبام ��ا في تح�سي ��ن �سمعة �أمي ��ركا لدى‬ ‫الع ��رب‪ ،‬فق ��د كان غي ��ر فع ��ال؛ يكت ��ب تلحمي‪:‬‬ ‫"بالن�سب ��ة �إلى العرب‪ ،‬المو�ضوع هو دائم ًا حول‬ ‫الق�ضاي ��ا"‪ ،‬ولي� ��س ال�شخ�ص‪ .‬ويالح ��ظ تلحمي‬ ‫�أن الع ��رب "رف�ض ��وا ال�سيا�س ��ات الأميركي ��ة‬

‫غالف‬

‫الكتاب‪" :‬العالم من خالل عيون عربية"‬

‫وبالتال ��ي ي�ش ّك ��ون بالقي ��م الأميركي ��ة وم ��ا �إذا‬ ‫كان ��ت �أميركا �صادقة مع نف�سه ��ا وتنفذ ما تقول‬ ‫وت�ؤم ��ن به"‪ .‬وي�ضي ��ف‪�" :‬أميركا ق ��د دافعت عن‬ ‫تقري ��ر الم�صي ��ر‪ ،‬والذي وجد �ص ��دى طوي ًال في‬ ‫العال ��م العرب ��ي‪ .‬ولكن كيف يمك ��ن �أن نر ّبع هذا‬ ‫مع قب ��ول �أميركا ب�أن يعي� ��ش الفل�سطينيون تحت‬ ‫االحتالل؟ �أميركا بطلة الحرية والديموقراطية‪،‬‬ ‫ولك ��ن كي ��ف يمك ��ن للم ��رء توفيق هذا م ��ع دعم‬ ‫الوالي ��ات المتح ��دة للأنظمة العربي ��ة الم�ستبدة‬ ‫الت ��ي تقمع �شعوبها؟"‪� .‬أم ��ا بالن�سبة �إلى الترويج‬ ‫للديموقراطي ��ة‪ ،‬يفي ��د تلحمي ب�أن ��ه بالن�سبة �إلى‬ ‫معظ ��م الع ��رب‪ ،‬ف�إن ه ��ذه الجه ��ود "كانت ورقة‬ ‫ت ��وت لحروب ته ��دف �إلى ال�سيط ��رة على النفط‬ ‫وم�ساعدة �إ�سرائيل"‪.‬‬ ‫داخل المنطق ��ة‪ ،‬ينظر العرب �إلى �إيران على نحو‬ ‫متزاي ��د كتهدي ��د‪ ،‬و�إن كان ��ت ال تزال �أق ��ل تهديد َا‬ ‫بكثي ��ر م ��ن �إ�سرائي ��ل والوالي ��ات المتح ��دة‪� .‬إن‬ ‫تداعيات هذه خطيرة؛ يب ِّي ��ن �إ�ستطالع �إجري في‬ ‫‪ 2012‬ب� ��أن ‪ 61‬في المئة م ��ن الم�صريين يريدون‬ ‫بالده ��م �أن تط� � ّور تر�سانته ��ا النووي ��ة �إذا ط ّورت‬ ‫�إيران تر�سانتها‪.‬‬ ‫"العالم من خالل عيون عربية" ال يعتمد على مجرد‬ ‫التنظير‪ .‬لقد �إ�ستند تلحمي في تحليله المدرو�س �إلى‬ ‫بيانات �إ�ستطالعات للر�أي وا�سعة‪ ،‬والنتيجة هو هذا‬ ‫الكت ��اب الق ِّيم الذي يق� �دّم ر�ؤى �صلبة حول الحقائق‬ ‫المع ّقدة في العالم العربي‬ ‫‪Issue 16 - February - 2014‬‬

‫‪99‬‬


‫الموقف الثقافي‬

‫بقلم جوزف قرداحي‬

‫باسكال صقر ‪ ...‬الصوت المهدور‬ ‫في زمن السيقان المكشوفة!‬ ‫ال �أع ��رف كم كان محق� �اً الم ��و ّزع المو�سيقي الموهوب‬ ‫ه ��ادي �ش ��رارة عندم ��ا قال‪�" :‬أن ��ه لن ير�ضى ب� ��أن تغني‬ ‫زوجته كارول �صقر و�سط هذه الفو�ضى في ال�ساحة الغنائية وفي‬ ‫غياب المقايي�س الفنية لأ�صول الغناء"‪.‬‬ ‫وم ��ن ال يع ��رف كارول �صق ��ر من الجيل الذي غاب ��ت عنه‪ ،‬نفيده‪:‬‬ ‫ب ��ان كارول هي حا�صدة �أهم الجوائ ��ز العالمية في الغناء الغربي‪،‬‬ ‫وه ��ي واحدة من اال�صوات التي �أده�شت كبار النقاد الأو�ستراليين‬ ‫ف ��ي برنامج "�ستار �سيرت� ��ش ‪ " Star Search‬الذي كادت ان ت�صل‬ ‫في ��ه الى المرتبة االولى ل ��وال انتمائها العربي‪ ،‬وهي فوق كل هذا‬ ‫ال�شقيق ��ة ال�صغ ��رى لبا�س ��كال �صقر مو�ضوع "محط ��ة كالم" هذا‬ ‫اال�سبوع‪.‬‬ ‫ام ��ا با�سكال �صقر لمن ال يعرفها م ��ن الجيل الجديد‪ ،‬هي واحدة‬ ‫م ��ن اللوات ��ي ملأن دني ��ا الفن و�شغل ��ن النا�س في فت ��رة ثمانينات‬ ‫الق ��رن الفائ ��ت‪ ،‬والبطلة المطلقة لم�سرحي ��ات اليا�س الرحباني‪،‬‬ ‫ونجمة من نجمات ال�صف االول ب�إمتياز في تلك الحقبة الذهبية‬ ‫م ��ن القرن الما�ضي‪ ،‬الى �أن خطفها الزواج الى بالد ال"كانغارو"‬ ‫�أو�سترالي ��ا‪ ،‬بينم ��ا كانت تقوم برحلة فنية الى هناك‪ .‬وهي الى كل‬ ‫م ��ا تقدم‪ ،‬المطربة الوحيدة الت ��ي �إختارها الراحل وديع ال�صافي‬ ‫لغن ��اء �أغنيات ��ه ب�صوتها الق ��ادر �أن يالم�س طبق ��ات �صوته ب�صفاء‬ ‫كامل‪.‬‬ ‫قد يكون هادي �شرارة على بع�ض حق في ممانعته ان تعود زوجته‬ ‫كارول ال ��ى �ساح ��ة الغن ��اء المحت ّل ��ة م ��ن "مطرب ��ات" "ال�ش ��ورت"‬ ‫وال�سيق ��ان المك�شوف ��ة‪ .‬وخ�صو�صاً �أن كارول تنتمي الى فئة الغناء‬ ‫الأ�صع ��ب ف ��ي لبنان وهي فئة الغن ��اء الغربي‪ ،‬وقد �أثبت هذا النوع‬ ‫م ��ن التج ��ارب ف�شله‪ ،‬لأن ال تربة �صالحة ل ��ه �إال في الغرب‪� ،‬أللهم‬ ‫�س ��وى ان تنقل ��ب كارول الى ال�شرق‪ ،‬وهي �صاحب ��ة ال�صوت الأقدر‬ ‫ف ��ي هذا المج ��ال‪( .‬االمر ال ��ذي يفتح اكث ��ر من عالم ��ة �إ�ستفهام‬ ‫ع ��ن المان ��ع الذي يع ��وق هادي م ��ن الم�ساهمة في �صن ��ع نجومية‬ ‫كارول �صق ��ر وه ��ي الأ ْولى بالمعروف‪ ،‬طالما ان ��ه �صاحب الف�ضل‬ ‫في �إطالق العديد من النجوم!‬ ‫ه ��ذا المب� � ّرر ف ��ي الع ��زوف ع ��ن الغناء ق ��د نعطي ��ه لم ��ن �إتجه في‬ ‫ر�سالته الى الغرب مثل كارول‪� ،‬أَ َّما ان "ت�ستقيل" مطربة من وزن‬ ‫با�س ��كال �صقر من الغناء ب�سبب ت�سابق مطربات "ال�سترينغ" على‬ ‫�إحت�ل�ال ال�ساحة الغنائية‪ ،‬فهو �أمر غير مقبول على الإطالق وال‬

‫‪98‬‬

‫العدد ‪� - 16‬شباط (فرباير) ‪٢٠١4 -‬‬

‫مبرر له‪.‬‬ ‫وم ��ع تقدي ��ري للظ ��روف العائلي ��ة القا�سية الت ��ي م ّرت وتم� � ّر بها‬ ‫با�س ��كال‪ ،‬فالظل ��م كل الظل ��م ان يبق ��ى �ص ��وت ب�أهمي ��ة �صوته ��ا‬ ‫محجوب� �اً ومبعداً و"منفياً"‪ ،‬و�أن يقت�صر ح�ضورها الغنائي على‬ ‫الأعمال الدينية والم�شاركات الثانوية في م�سرحيات من الدرجة‬ ‫والملحنين ومن‬ ‫الثاني ��ة‪ ،‬وهي م ��ن ت�سابق عليها كبار المنتجي ��ن‬ ‫ّ‬ ‫بينه ��م الراح ��ل الكبي ��ر بليغ حم ��دي‪ ،‬ال ��ذي راهن عليه ��ا لتناف�س‬ ‫عمالق ��ة ط ��رب من م�ست ��وى ورده الجزائرية‪ ،‬قب ��ل ان تراهن هي‬ ‫على الزواج متخلية عن كل �أر�صدتها الكبيرة‪.‬‬ ‫ف ��ي ال�شري ��ط الوثائق ��ي ال ��ذي قم ��ت ب�إع ��داده و�إخراج ��ه لح�ساب‬ ‫"الم�ؤ�س�س ��ة اللبناني ��ة لالر�س ��ال" بالتع ��اون م ��ع ال�صدي ��ق حمي ��د‬ ‫كي ��روز‪ ،‬ع ��ن الجالي ��ة اللبناني ��ة ف ��ي �أو�ستراليا وعر�ضت ��ه محطة‬ ‫ال"�أل ب ��ي �س ��ي" على �شا�شته ��ا في العام ‪� 1993‬أكث ��ر من مرة‪ ،‬ثمة‬ ‫مقطع غنائي لبا�سكال �صقر ت�ؤدي فيه م ّوال "عالبال يا ع�صفورة‬ ‫النهري ��ن" لودي ��ع ال�صافي م ��ن �شع ��ر و�ألحان االخوي ��ن رحباني‪.‬‬ ‫�أن�ش ��دت با�س ��كال الم� � ّوال ب�صوته ��ا ال�صاف ��ي‪ ،‬وم ��ن دون الإ�ستعانة‬ ‫ب ��الآالت المو�سيقي ��ة‪ ،‬ف ��كان �صوتها �آل ��ة مو�سيقية بح ��د ذاته‪� ،‬إلى‬ ‫درج ��ة �أن �إح ��دى المراهقات ال�ساه ��رات من �أبن ��اء الجالية والتي‬ ‫ال تفق ��ه العربي ��ة‪ ،‬ع َّلق ��ت م�شدوه ��ة‪" :‬ي ��ا �إله ��ي‪� ...‬صوته ��ا يخدِّر‬ ‫الحوا�س‪ ،‬وك�أنه من عالم �آخر!!"‬ ‫ف ��ي ه ��ذا المقطع ال�صغير من م ّوال "ع�صف ��ورة النهرين" تج َّلت‬ ‫كل ح�ل�اوة وقيم ��ة وطاق ��ات �ص ��وت با�س ��كال �صق ��ر ال ��ذي بقدر ما‬ ‫�إ�ست�أث ��ر بتل ��ك المراهق ��ة المهاجرة‪ ،‬بق ��در ما تم َّل ��ك بوجدان كل‬ ‫�صاحب �أذن نظيفة‪ ،‬تم ِّيز غث الغناء من ثمين الطرب!‬ ‫ولع ��ل عائ ��ق ع ��ودة با�س ��كال ال يرتب ��ط بازدح ��ام �ساح ��ة الغن ��اء‬ ‫بـ"مطرب ��ات" الدل ��ع والرق�ص المثير‪ ،‬بقدر م ��ا يتعلق ب�شركات‬ ‫الإنت ��اج والق ِّيمين على الفن م ��ن �إدارات تلفزيونية وغيرها‪ .‬وهي‬ ‫م�س�ؤولي ��ة توازي ف ��ي �أهميتها م�س�ؤولي ��ة وزارة الثقافة‪ ،‬الن الفن‬ ‫م�س�ؤولي ��ة وطني ��ة‪ ،‬ومطربة من م�ست ��وى ووزن با�سكال �صقر هي‬ ‫بالتالي م�س�ؤولية وطنية‪.‬‬ ‫فبق ��در ما يعي القيمون عل ��ى فن الغناء و"�أباطرة" الإنتاج �أهمية‬ ‫تل ��ك الم�س�ؤولي ��ة ف ��ي الحفاظ على هك ��ذا �أ�صوات ن ��ادرة‪ ،‬بقدر ما‬ ‫ن�ساهم في حمايتها من الهدر في بور�صة "مطربات" ال�سترينغ"‬ ‫وال�سيقان المك�شوفة!‬


‫ماذا تعلمت شاكيرا من األمومة؟‬ ‫�أك ��دت النجم ��ة الكولومبي ��ة‬ ‫اللبناني ��ة الأ�ص ��ل �شاكي ��را‬ ‫�أن الأموم ��ة ع ّلمته ��ا اله ��دوء‬ ‫والإ�ستمت ��اع بالوق ��ت الحا�ض ��ر‪،‬‬ ‫بد ًال م ��ن التفكير دائم ًا بالخطوة‬ ‫المقبل ��ة‪ .‬وقال ��ت �شاكي ��را ف ��ي‬ ‫مقابل ��ة م ��ع مجل ��ة "بيب ��ول"‬ ‫الأميركي ��ة‪� ،‬أن كل �ش ��يء �إختل ��ف‬ ‫بعدم ��ا رزق ��ت قب ��ل ع ��ام ب�إبنها‬ ‫الأول "ميالن" من حبيبها‪ ،‬غيرار‬ ‫بيكيه‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف ��ت �أن التغيير الأكبر يكمن‬ ‫ف ��ي �أنها باتت تفك ��ر في الم�ستقبل‬ ‫ب�شكل �أكب ��ر‪ ،‬وتفكر ب�ش ��كل العالم‬ ‫عندما يكبر ابنها‪ .‬لكنها لفتت �إلى‬ ‫�أنه ف ��ي ما يتعلق بالعي� ��ش‪ ،‬بات كل‬ ‫�شيء مرتبط ًا بالحا�ضر‪.‬‬ ‫و�أو�ضح ��ت �شاكي ��را (‪ 36‬عام� � ًا)‪:‬‬

‫"�إنن ��ي �أخي ��ر ًا ب ��ت ق ��ادرة عل ��ى‬ ‫الإ�ستمتاع ب ��كل اللحظات ال�صغيرة‪،‬‬ ‫الت ��ي كن ��ت ف ��ي الأي ��ام الأول ��ى من‬ ‫حياتي المهني ��ة‪ ،‬من�شغلة جد ًا عنها‬ ‫بالتفكي ��ر في الخط ��وة المقبلة بد ًال‬ ‫من الإ�ستمتاع بها"‪.‬‬ ‫وذك ��رت �أن حياته ��ا تغي ��رت ب�شكل‬ ‫كبير منذ �أطلقت �ألبومها المو�سيقي‬ ‫الأخي ��ر �إذ "دخلت واحدة من �أكثر‬ ‫مراح ��ل حياتي �سع ��ادة‪ ..‬كان هذا‬ ‫وقت التغيي ��ر و�إ�ستك�شاف النف�س‪،‬‬ ‫وبالطبع �أ�صبحت �أم ًا وهذا ما قلب‬ ‫عالمي ر�أ�س� � ًا على عقب بالطريقة‬ ‫الأف�ض ��ل طبع ًا"‪ .‬و�أك ��دت �شاكيرا‬ ‫�أنه ��ا تحاول تح ��دي نف�سها‪ ،‬وهي‬ ‫تبحث دائم� � ًا "ع ��ن الأغنية التي‬ ‫لم �أكتبه ��ا بعد‪ ،‬فف ��ي المو�سيقى‬ ‫�إحتماالت المتناهية"‬

‫�شاكيرا‪ :‬وجدت نف�سها ومعنى الحا�ضر‬

‫فيكتوريا بيكهام‪ :‬فخورة بزوجي‪ ...‬ولن أعود إلى الغناء‬ ‫�أك ��دت النجم ��ة البريطاني ��ة فيكتوري ��ا بيكه ��ام‪ ،‬زوجة العب ك ��رة القدم‬ ‫المعت ��زل ديفيد بيكهام‪ ،‬ع ��دم عودتها �إلى الغناء مج ��دد ًا �أو الظهور مرة‬ ‫�أخرى مع فريق "�سباي�س غيرلز" الغنائي الذي حققت النجاح من خالله‪.‬‬ ‫ج ��اء ذلك في مقابلة �أجرته ��ا معها الطبعة الإ�سبانية م ��ن مجلة "فانيتي‬ ‫في ��ر" في عددها ل�شهر �شباط (فبراير) الحالي‪ ،‬وتناقلت و�سائل الإعالم‬ ‫الإ�سباني ��ة مقتطفات منه ��ا‪� ،‬إذ قالت �أنها لن تظهر مج ��دد ًا مع "�سباي�س‬ ‫غيرل ��ز" و�أن م�شاركتها مع زميالتها ال�سابقات في دورة الألعاب الأولمبية‬ ‫‪ 2012‬في لندن كانت �آخر حلقة في م�سيرتها الغنائية‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف ��ت �أنها لن تعود �إلى الغناء �أب ��د ًا‪" ،‬فالم�شاركة في الأولمبياد كانت‬ ‫�شرف� � ًا كبير ًا جعلن ��ي �أ�شعر بفخر بال ��غ لكوني بريطاني ��ة‪ ...‬ولكنها كانت‬ ‫اللحظة المنا�سبة لكي �أقول �شكر ًا جزي ًال للجميع"‪.‬‬ ‫و�أو�ضح ��ت فيكتوري ��ا‪ ،‬التي تكر�س وقته ��ا حالي ًا لت�صميم الأزي ��اء‪� ،‬أن �سر‬ ‫النج ��اح الكبير لـ"�سباي�س غيرلز" هو �أنه كان يب ��رز دور الن�ساء في �شكل‬ ‫�أكبر‪.‬‬ ‫كم ��ا �أعرب ��ت فيكتوريا عن �شعوره ��ا بالفخر بزوجها بيكه ��ام ولكونها �أم ًا‬ ‫لأربعة �أبناء منه‪ ،‬هم‪ :‬بروكلين وروميو وكروز وهاربر‪.‬‬

‫فيكت‬

‫وريا بيكهام‪ :‬من الغناء �إلى عالم الأزياء‬

‫‪Issue 16 - February - 2014‬‬

‫‪101‬‬


‫عالم النجوم‬

‫سيرين عبد النور "بال حدود"!‬ ‫يب ��دو �أنّ غي ��اب العرو�ض التمثيلي ��ة المنا�سبة لها‪ ،‬ف ��ي الوقت الحالي‪،‬‬ ‫دف ��ع المغني ��ة والممثل ��ة �سيرين عبد الن ��ور �إلى الموافق ��ة على ت�صوير‬ ‫�أول �سل�سل ��ة برنامج "ب�ل�ا حدود" (�إنتاج نات�ش ��ورال بروداك�شن) الذي‬ ‫�سيعر�ض قريب ًا على قناة "الآن" الإماراتية و "�سي بي �سي" الم�صرية‬ ‫و"�أل ب ��ي �س ��ي �آي" اللبناني ��ة‪ .‬ين ��درج العمل �ضم ��ن تلفزي ��ون الواقع‪،‬‬ ‫وير ّكز على يوميات بطلة "روبي"‪ ،‬ويقع في ‪ 26‬حلقة‪ّ � ،‬صور العدد الأكبر‬ ‫منها‪� .‬أح � ّ�ب الم�شرفون على ال�شركة المنتج ��ة �أن يترجموا كالم بع�ض‬ ‫الفناني ��ن عن �أعمالهم الإن�سانية �إلى واقع يلم�سه الم�شاهدون‪ .‬لن تط ّل‬ ‫ع�صري وتبرز جمالها كما قد نتو ّقع‪،‬‬ ‫�سيري ��ن في "بال ح ��دود" بلوك‬ ‫ّ‬ ‫بل �سير ّكز البرنامج على خطواتها الإن�سانية والإجتماعية مثل مكافحة‬ ‫المخ ��درات‪ ،‬وم�ساع ��دة دور الأيت ��ام‪ ،‬وم�سان ��دة المنظم ��ات الخيرية‪.‬‬ ‫كذل ��ك �ستزور بطل ��ة "رم�ضان مبروك �أبو العلمي ��ن حمودة" الالجئين‬ ‫ال�سوريي ��ن ف ��ي مختل ��ف المناط ��ق اللبنانية‪ ،‬حي ��ث �ستلتقي ع ��دد ًا من‬ ‫الح ��االت التي ت�ستوج ��ب الم�ساعدة‪ .‬ترافق الكامي ��را تن ّقل المغنية في‬ ‫دول ع ��دة؛ �أهمها‪ :‬لبنان‪ ،‬وم�ص ��ر‪ ،‬و�إيطاليا‪ ،‬والأردن‪ ،‬وفرن�سا‪ .‬كما ّتم‬ ‫التقاط بع�ض الم�شاهد العفوية ل�سيرين‪ ،‬مثل �أدائها بع�ض �أغنياتها في‬ ‫البرنام ��ج وتع ّر�ضها لبع�ض المواق ��ف الخطيرة خالل تن ّقلها في مركب‬ ‫�صغير في النيل‬

‫�سيرين عبد النور‪� :‬إن�سانية "بال حدود"‬

‫الرقابة المصرية تحذف َمشاهد من فيلم هيفا وهبي‬

‫ماذا حذفت الرقابة الم�صرية م�شاهد لها؟‬

‫هيفا وهبي‪ :‬ل‬

‫‪100‬‬

‫العدد ‪� - 16‬شباط (فرباير) ‪٢٠١4 -‬‬

‫قرر جهاز الرقابة على المنتجات الفنية في م�صر‪،‬‬ ‫ح ��ذف َم�شاهد عدة من فيلم "ح�ل�اوة روح" الذي‬ ‫ت� ��ؤدي بطولته الفنان ��ة هيفا وهبي ب�سب ��ب الألفاظ‬ ‫الت ��ي �إعتبره ��ا "غير الئق ��ة"‪ ،‬الأمر ال ��ذي ت�س ّبب‬ ‫ب�أزم ��ة �أُرجئ على �أثرها عر� ��ض الفيلم الذي يعيد‬ ‫هيفا �إلى ال�سينما‪ ،‬بم�شاركة با�سم �سمرة‪ ،‬و�إخراج‬ ‫�سام ��ح عبد العزي ��ز‪ .‬لكن الأخير �أك ��د انه "لم يتم‬ ‫ت�أجي ��ل العم ��ل‪ ،‬فه ��و ف ��ي انتظ ��ار �إج ��ازة الرقابة‬ ‫للعر� ��ض"‪ .‬وع ��ن االلفاظ الت ��ي رف�ضته ��ا الرقابة‪،‬‬ ‫ق ��ال‪" :‬انه ��ا عادي ��ة‪ ،‬ويت ��م تداوله ��ا ف ��ي الحي ��اة‬ ‫اليومية"‪ ،‬م�ستغرب ًا رف�ضه ��ا‪" ،‬خ�صو�ص ًا انها �سبق‬ ‫و�إ�ستخدمت في �أعمال �أخرى"‪.‬‬ ‫رغم ذلك‪ ،‬يقول بع�ض العارفين ب�أن هذه الم�شاهد‬ ‫لم ت�ؤثر على "ح�ل�اوة الروح" و�إن كان من الأف�ضل‬ ‫لو �أنها تُركت لتج�سيد ال�صورة الطبيعية لل�شخ�صية‬ ‫التي تقوم بها هيفا‬


‫كيف ت�ستخدم هذا الح�ضور لم�صلحتها‪ ،‬ف�شكال مع ًا‬ ‫�سق ��ف �آمان قد يحميه ��ا من اّزلتها الكثي ��رة فيما لو‬ ‫�شاركه ��ا ممثالن �آخران‪ ،‬ال يمل ��كان "كاريزما" �شلق‬ ‫والجردي وح�ضورهما القوي‪.‬‬ ‫�أهمي ��ة "كع ��ب عالي" الملبننة ع ��ن م�سرحية "كعوب‬ ‫عالي ��ة" "‪ "Spike heels‬للأميركي ��ة تيريزا ريبيك‪،‬‬ ‫�أنها ُتخ ��رج حكاية "ليل ��ى والذئب" م ��ن �أ�سطورتها‪،‬‬ ‫لتط ��رح �شخ�صي ��ة ليل ��ى او جورج ��ي (ريت ��ا حايك)‬ ‫كذئب يحاول �إفترا� ��س نف�سه‪ ،‬هروب ًا من واقع �ألب�سها‬ ‫ذئاب ال تمل ��ك �أنياب ًا لإفترا�س‬ ‫�إي ��اه قدر �إنتمائها �إلى ٍ‬ ‫ً‬ ‫اللحم الطري‪ ،‬بل لحم ًا �شهيا يح ّر�ض �شهوات الرجال‬ ‫حت ��ى �أكثرهم �إلتزام� � ًا بالمثل والأخالقي ��ات (�أ�ستاذ‬ ‫مادة الفل�سفة �أندريه "طالل الجردي")‪ .‬فتلج�أ ليلى‬ ‫الجديدة او جورجي‪ ،‬الى التخلي عن مريول المدر�سة‬ ‫ّ‬ ‫الم�سطح‪ ،‬و�إ�ستبدالهما بالتنانير‬ ‫المحت�شم والح ��ذاء‬ ‫الق�صيرة والجوارب الم�شبكة والكعب العالي‪ ،‬تما�شياً‬ ‫م ��ع مو�ضة المجتمع الغارق في الق�شور والالهث وراء‬ ‫وهم الثراء المخملي اله�ش‪.‬‬ ‫للمنا�سب ��ة‪ ،‬ينبغي �أن نع ��رف �أن جورجي‪ ،‬هي ن�سخة‬ ‫حقيقية عن ت�سعين في المئ ��ة من الفتيات العربيات‬ ‫الخارج ��ات م ��ن الطبق ��ات الفقي ��رة والمه ّم�ش ��ة‪،‬‬ ‫وال�ساعيات �إل ��ى ت�س ّلق �سلم المجتمع ��ات المخملية‪،‬‬ ‫ب ��كل الو�سائ ��ل المتاح ��ة �أمامه ��ن‪ ،‬ول ��و �إ�ضطره ��ن‬ ‫الأمر‪� ،‬إلى التخف ��ي ب�أقنعة �سيدات "الأغنياء الجدد‬ ‫"‪ ،" ”Nouveaux riches‬حي ��ت تت ��و ّرط الفت ��اة‬ ‫الفقي ��رة جورج ��ي ب�أكث ��ر م ��ن عالقة عاطفي ��ة‪ ،‬مع‬ ‫�أ�ستاذها المتم ّن ��ع بداية "�أندرو" (طالل الجردي)‪،‬‬ ‫ومن ثم مديرها في العمل المحامي "�إدوارد" (ع ّمار‬ ‫�شل ��ق)‪ ،‬مانح ��ة مواهبه ��ا الج�سدي ��ة ل�ل��أول �إر�ضاء‬ ‫لغروره ��ا الأنث ��وي‪ ،‬وللثاني �إ�شباع� � ًا لنزواته وحماية‬ ‫لموقعها في الوظيفة‪.‬‬

‫ريتا حايك وطالل الجردي‪ :‬لحظة حنان وكفى‬

‫ريتا حايك‬

‫�إن �إ�ستح�ضار الم�شاهد الأيرو�سية‬ ‫�إلى الخ�شبة كانت �سابقة لم يجر�ؤ على‬ ‫الإقتراب منها حتى �أكثر الم�سرحيين‬ ‫الطليعيين تمرداً‪ ،‬ب�إ�ستثناء ربما‬ ‫م�سرحية "حكي ن�سوان" للمخرجة لينا‬ ‫خوري‪ ،‬التي �إ�ستح�ضرت فرج المر�أة �إلى‬ ‫الخ�شبة وعلى مدى �ساعتين من‬ ‫الحوار الجن�سي المبا�شر!‬

‫المفارق ��ة �أن �صداقة متينة ترب ��ط المحامي ب�أ�ستاذ‬ ‫الفل�سف ��ة عل ��ى الرغم م ��ن تناق�ضهما‪ ،‬وق ��د خا�ضا‬ ‫مع� � ًا وفي �أوق ��ات متالزم ��ة تجربتهم ��ا العاطفية مع‬ ‫الفتاتي ��ن �إياهم ��ا‪� .‬إدوار كان عل ��ى عالق ��ة عاطفية‬ ‫والمتم�سك ��ة‬ ‫�سابق ��ة بخطيب ��ة �أن ��درو المحافظ ��ة‬ ‫ّ‬ ‫بالمب ��ادئ الأخالقية "ليدي ��ا" (ن�سرين �أبي �سمرا)‪،‬‬ ‫و�أن ��درو بالتال ��ي �سقط ف ��ي غواية جورج ��ي ال�سوقية‬ ‫ذات الل�سان ال�سليط‪ .‬لتنك�شف الوجوه تباع ًا وت�سقط‬ ‫الأقنعة‪ ،‬وتظه ��ر للعلن ال�شخ�صي ��ات على حقيقتها‪.‬‬ ‫فتختل ��ط الأوراق‪ ،‬ويت�ساوى الجمي ��ع مع جورجي في‬ ‫الإنحالل الأخالقي‪ ،‬والإ�ستغالل الإجتماعي واللهاث‬ ‫وراء المجد الباطل‪.‬‬ ‫نج ��ح المخ ��رج جاك م ��ارون ف ��ي م ��كان و�أخفق في‬ ‫م ��كان �آخ ��ر‪ ،‬عل ��ى الرغ ��م م ��ن ا�ستعانت ��ه بقامتين‬ ‫م�سرحيتي ��ن م ��ن وزن الج ��ردي و�شل ��ق‪ .‬وال �سيما �أن‬ ‫التم�س ��ك بالن�ص الحرفي للأ�ص ��ل‪ ،‬يقلب الم�ضمون‬ ‫ر�أ�س ًا على عقب‪ ،‬وين�س ��ف البناء الت�صاعدي للحبكة‬ ‫الم�سرحية‪ .‬وخ�صو�ص ًا عند �إغراق الحوار بالكلمات‬ ‫النابية وال�شتائم‪ ،‬التي قد تخرج ولو على ل�سان �إمر�أة‬ ‫جميلة‪ ،‬في غير مكانه ��ا وزمانها‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬المبالغة‬ ‫في �إ�ستغالل جر�أة ريتا حايك‪ ،‬وت�صويرها كمغت�صبة‬ ‫للرج ��ال �أكث ��ر منه ��ا مغوي ��ة �أو �ضحي ��ة �أو م�ستغل ��ة‬ ‫�ساذج ��ة‪ ،‬ترك انطباع ًا �سلبي ًا ل ��دى المتلقي الذي ال‬ ‫تف�ص ��ل بينه وبين م�سرح الأح ��داث �شا�شة �إلكترونية‬ ‫قد ت�ساهم في "فلت ��رة" وتنقية الفجاجة الأيرو�سية‪،‬‬ ‫الت ��ي ال يمكن تقديمها للم�شاه ��د كائن ًا من كان هذا‬ ‫الم�شاهد‪ ،‬على طبق ين�ضح بد�سم الجن�س المبا�شر!‬ ‫في الخت ��ام‪" ،‬كع ��ب عالي" عل ��ى زالته ��ا‪ ،‬م�سرحية‬ ‫ت�ستح ��ق الم�شاه ��دة لأكثر م ��ن �سبب‪ ،‬و�أهمه ��ا �أنها‬ ‫تك�شف ورقة التوت ولو بفجاجة‪ ،‬عن عورة مجتمع ما‬ ‫عاد يخجل �إال من الأخالق!‬

‫ريتا حايك ون�سرين �أبي �سمرا‪ :‬المر�أة اللعوب والأخرى المحافظة‬ ‫‪Issue 16 - February - 2014‬‬

‫‪103‬‬


‫م�سرح‬

‫"كعب عالي" م�سرحية كوميدية ُتخرج "ليلى والذئب" من الأ�سطورة‬ ‫ريتا حايك ممثلة تغتصب الرجال على المسرح!‬ ‫خ�شب��ة "م�س��رح مونو" ف��ي بيروت ف��ردت م�ساحته��ا لم�سرحية "كع��ب عال��ي" المقتب�سة من‬ ‫كوميدي��ا �إجتماعية للكاتبة الم�سرحية تيريزا بيريك‪� ،‬أعدّ ها و�أخرجها جاك مارون‪ .‬ثمة ما ي�شبه‬ ‫طبيع��ة الحياة في هذا الزمن المعا�صر‪ ،‬حيث العبور �إلى ال�ضف��ة المتحرّرة من المفاهيم البائتة‪،‬‬ ‫يجري متعثر ًا بكعب عال و�ضياع من ذاكرة الذات‪ ،‬وحيث الجن�س يغدو العقل الم�سيّر للغريزة‪،‬‬ ‫وال�سبيل الأ�سرع �إلى عالقات ودية بين �شخ�صين‪ ،‬ال يهدران الوقت في فل�سفة الروابط الإن�سانية‬ ‫وديمومتها‪ ،‬بل يمت�صان اللذة العابرة من دون التعمق في المعادالت بين �أنثى وذكر‪.‬‬ ‫بيروت ‪ -‬جوزف قرداحي‬ ‫جريئة هي الممثلة اللبنانية ريتا حايك‪،‬‬ ‫وكعبه ��ا ع ��ال ج ��د ًا ف ��ي تج ��اوز جمي ��ع‬ ‫الخط ��وط الحمر‪ ،‬على خ�شب ��ة م�سرح هي في الأ�صل‬ ‫و�صلة‬ ‫و�سيلة تعبير مبا�شرة ما بين الممثل وجمهوره‪ِ ،‬‬ ‫توا�ص ��ل حميمة قد تدف ��ع بالمتلقي �إل ��ى التماهي مع‬ ‫�أبطاله �أو العك�س‪.‬‬ ‫منذ ن�ش� ��أة الم�سرح اللبناني عل ��ى �أنواعه و�إختالفه‪،‬‬ ‫حافظ الممثلون عل ��ى �شعرة من الحياء‪ ،‬على الرغم‬ ‫م ��ن المبالغات اللفظية والإ�سقاط ��ات الأيرو�سية في‬ ‫م�س ��رح "ال�شان�سونيي ��ه"‪ ،‬ال ��ذي انتقل م ��ن الم�سرح‬ ‫المقف ��ل ال ��ى �شا�ش ��ة التلفزي ��ون المفتوح ��ة على كل‬ ‫العال ��م‪ .‬غي ��ر �أن �إ�ستح�ض ��ار الم�شاه ��د الأيرو�سي ��ة‬

‫ال تكمن جر�أة ريتا حايك في نزعها‬ ‫ثيابها على الم�سرح‪ ،‬وظهورها �شبه‬ ‫عارية‪ّ ،‬‬ ‫وتخطيها الخطوط الحمر في تبادل‬ ‫القبل الحميمة و�أداء الم�شاهد الأيرو�سية‬ ‫فح�سب‪ ،‬بل تتجلى جر�أتها في الوقوف‬ ‫�أمام ممث َل ْين من قما�شة طالل الجردي‬ ‫وعمار �شلق وهما الم�سرحيان المعتّقان‬ ‫ّ‬ ‫بالخبرة والأداء والح�ضور‬

‫عمار �شلق وريتا حايك‪ :‬رجل و�إمر�أة وال�شيطان ثالثهما‬

‫‪102‬‬

‫العدد ‪� - 16‬شباط (فرباير) ‪٢٠١4 -‬‬

‫�إل ��ى الخ�شبة بكل ما تحمله م ��ن �شبق جن�سي وغواية‬ ‫محموم ��ة‪ ،‬فهي �سابقة لم يج ��ر�ؤ على الإقتراب منها‬ ‫حت ��ى �أكثر الم�سرحيين الطليعيين تم ��رد ًا‪ ،‬ب�إ�ستثناء‬ ‫ربما م�سرحية "حكي ن�سوان" للمخرجة لينا خوري‪،‬‬ ‫التي �إ�ستح�ضرت فرج الم ��ر�أة بكل �أو�ضاعه و�أ�شكاله‬ ‫و�ش�ؤون ��ه و�شجون ��ه �إلى الخ�شبة وعلى م ��دى �ساعتين‬ ‫م ��ن الحوار الجن�سي المبا�ش ��ر! ال تكمن جر�أة حايك‬ ‫في نزعها ثيابها على الم�سرح‪ ،‬وظهورها �شبه عارية‬ ‫�أمام جمهور هو في الأ�سا�س جمهور "نخبة"‪ ،‬وبالتالي‬ ‫ال ينح�صر ّ‬ ‫تخطيها للخطوط الحمر في تبادل القبل‬ ‫الحميم ��ة و�أداء الم�شاه ��د الأيرو�سي ��ة فح�س ��ب‪ ،‬بل‬ ‫تتجل ��ى جر�أتها في الوقوف �أم ��ام ممث َل ْين من قما�شة‬ ‫ط�ل�ال الج ��ردي وع ّم ��ار �شل ��ق‪ ،‬وهم ��ا الم�سرحي ��ان‬ ‫المعتّقان بالخبرة والأداء والح�ضور‪ .‬وقد عرفت ريتا‬

‫ال�سقوط في غواية جورجي‬


‫روال را�شد وبهاء رملي‬

‫با�سكال �أبي نادر‬

‫ربيكا �أبو نا�ضر وتريز خوري‬

‫�أنطوان فرح ونيللي حلو‬

‫توما�س البا�شا وريان �أبو جودة‬

‫ماريا �سان�شيز ولوال باري�س‬

‫هناء �ضاهر وب�سام �أبو زيد‬

‫لور �سليمان‬

‫مادونا حكيم‬

‫‪Issue 16 - February - 2014‬‬

‫‪105‬‬


‫مجتمع‬ ‫لندن‬

‫تكرم الصحافة اللبنانية‬ ‫سفيرة اإلتحاد األوروبي ّ‬ ‫�أقامت رئي�سة البعثة الديبلوما�سية للإتحاد الأوروبي المعتمدة لدى لبنان �أنجيلينا �إيخهور�ست حفل �إ�ستقبال في منزلها في اليرزة تكريم ًا لل�صحافة اللبنانية‬ ‫ح�ضرها ح�شد من �أهل ال�صحافة والإعالم في لبنان تقدمهم نقيب المحررين اليا�س عون �إ�ضافة �إلى بع�ض الديبلوما�سيين الأوروبيين واللبنانيين‪.‬‬

‫ال�سفير جورج �سيام‪ ،‬النقيب اليا�س عون‪ ،‬ال�سفيرة �أنجيلينا �إيخهور�ست‪ ،‬جان م�سعد‪� ،‬أندريا ق�صا�ص‬

‫لينا زيلع‪ ،‬محمود فواز‪� ،‬سعد اليا�س‪ ،‬دنيز رحمه‪ ،‬خليل فليحان‬

‫روال حداد وجوزيف حبي�س وجويل ف�ضول‬

‫‪104‬‬

‫العدد ‪� - 16‬شباط (فرباير) ‪٢٠١4 -‬‬

‫فرن�سوا �صعب‪ ،‬م�سعود اليا�س‪ ،‬تريز ق�سي�س‪ ،‬محمد فواز‪ ،‬ب�سام �أبو زيد‬

‫محمد �إبراهيم‪ ،‬ح�سان فلحة‪ ،‬رفيق �شالال‬


‫نادين غانم وطالل الدويهي‬

‫النائب زياد �أ�سود ونزار يون�س‬

‫رندة وبيار ال�ضاهر‬

‫ن�ضال وفكتوريا الها�شم‬

‫النائب نهاد الم�شنوق وعقيلته‬

‫�إدغار �سعد ورانيا رزق‬

‫هال خليل ومحمد الفقيه‬

‫زينب عبدالله و�شبلي �صليبا‬

‫ليلى خمي�س‬

‫فادي وروال بيطار‬

‫ماري نويل دفوني‬

‫‪Issue 16 - February - 2014‬‬

‫‪107‬‬


‫مجتمع‬ ‫لبنان‬

‫عشاء لـ (‪ )OMT‬في بيروت‬ ‫ف ��ي منا�سب ��ة م ��رور ‪ 15‬عام ًا على ت�أ�سي�سها �أقامت �شركة "�أو �أم ت ��ي" (‪ )OMT‬حفلة ع�شاء في قاعة "الإمارات" في فندق هيلت ��ون الحبتور في بيروت ح�ضره‬ ‫ع ��دد م ��ن ال�سيا�سيين والديبلوما�سيين والع�سكريين ونخبة من رجال المال والأعمال وال�صحافة �إ�ضاف ��ة �إلى العاملين فيها‪ .‬وكانت منا�سبة لل�ضيوف للتحادث‬ ‫والتعارف ومناق�شة �أو�ضاع البالد والعباد في ظل الأجواء ال�سيا�سية والإقت�صادية التي تع�صف بلبنان وجارته �سوريا‪.‬‬

‫الوزير نقوال �صحناوي وقرينته مع نائب رئي�س المجل�س النيابي ال�سابق �إيلي الفرزلي‬

‫‪106‬‬

‫الميتا جعيتاني و�شهدان معو�ض و�سابين بو�شر‬

‫جويا الم�شنوق ونيللي معو�ض ولو�سيان الها�شم‬

‫العميد عبدو برباري وقرينته با�سكال‬

‫روي وميراي الها�شم‬

‫العدد ‪� - 16‬شباط (فرباير) ‪٢٠١4 -‬‬


‫�سمير ونوال حمود‬

‫جومانا وبهيج �أبو غانم‬

‫هاغوب بانو�سيان ودلفين ماركريان‬

‫وليد و�أمل ري�شاني‬

‫الفرقة الفلهارمونية اللبنانية تعزف �أعذب الألحان‬

‫�سمر ورباح حمود‬

‫ن�سرين وح�سن ك�شلي‬

‫هنادي عيد‬

‫ليليان كرم وناجي بولو�س‬

‫‪Issue 16 - February - 2014‬‬

‫‪109‬‬


‫مجتمع‬ ‫لبنان‬

‫"روتاري" بيروت يقدم األوركسترا الفلهارمونية اللبنانية‬ ‫ف ��ي �إط ��ار برنامج ��ه للن�شاط ��ات المتعلق ��ة بالمعه ��د العال ��ي للمو�سيق ��ى‬ ‫(الكون�سرفات ��وار) ف ��ي لبن ��ان ق� �دّم ن ��ادي "روت ��اري بي ��روت" الأورك�ست ��را‬ ‫الفلهارموني ��ة اللبناني ��ة بقي ��ادة الماي�ست ��رو ج ��وردي مورا وذلك ف ��ي كني�سة‬

‫القدي� ��س يو�س ��ف ف ��ي الأ�شرفي ��ة في بي ��روت بح�ضور ع ��دد كبير م ��ن محبي‬ ‫ه ��ذا النوع م ��ن المو�سيقى من �أه ��ل ال�سيا�سة والأعمال والإع�ل�ام ونخبة من‬ ‫ال�شخ�صيات الإجتماعية والدينية‪.‬‬

‫مالك محم�صاني وروزي بولو�س ونوال حمود و�سانيا كلداني وحبيب ودياال غزيري‬

‫وديع عوده‪ ،‬روزي بولو�س‪ ،‬م�صطفى الهندي‪ ،‬مالك محم�صاني‪ ،‬حبيب ودياال غزيري‬

‫عبد ال�سالم وو�سيلة ال�صلح وروزي بولو�س وم�صطفى الهندي‬

‫منى غنطو�س‪ ،‬لمى ّتيان‪ ،‬نديم غنطو�س‬

‫‪108‬‬

‫العدد ‪� - 16‬شباط (فرباير) ‪٢٠١4 -‬‬

‫حبيب غزيري ومهى ال�شلبي و�سفير تون�س حاتم ال�صائم وروزي بولو�س وهيام �أبو يون�س‬

‫نادر حويال وكارين عقيقي وبولين حايك‬


‫مجتمع‬ ‫لبنان‬

‫حفل مدرسة الجمهور في منزل السفير الفرنسي في بيروت‬ ‫�إ�ست�ضاف ق�صر ال�صنوبر‪ ،‬منزل ال�سفير الفرن�سي في بيروت ‪ ‬باتري�س باولي‪،‬‬ ‫حف�ل ً�ا مو�سيقي ًا دع ��ا �إليه المرك ��ز الريا�ضي‪ ،‬الثقاف ��ي‪ ،‬الإجتماعي والتراثي‬ ‫التاب ��ع لمدر�س ��ة �سيدة الجمه ��ور في اليرزة �أحيت ��ه عازفة البيان ��و الفرن�سية‬ ‫كري�ستي ��ن مار�شيه بم�شاركة المو�سيقي الآخر مارك �سيفير‪ .‬تبع الحفل ع�شاء‬

‫زاخر بكل �أطياف الم�آكل اللبنانية والفرن�سية‪.‬‬ ‫ح�ض ��ر الحف ��ل المو�سيق ��ي والع�ش ��اء ح�ش ��د م ��ن ال�شخ�صي ��ات ال�سيا�سي ��ة‬ ‫والإقت�صادي ��ة والإجتماعية والثقافية اللبنانية التي �إ�ستمتعت بالأجواء الفنية‬ ‫الراقية وب�ألذ �أنواع الطعام‪.‬‬

‫جومانا حبيقة‪ ،‬النائية �ستريدا جعجع‪� ،‬إتيان دبانة‪ ،‬جورج ح�سني‬

‫زينة كيالي وميمي تامر‪ ،‬وجومانا حبيقة‪ ،‬و�سفير فرن�سا باتري�س باولي وغابي تامر‬

‫جان وجومانا تامر‬

‫�أمال و�أني�س بركات‬

‫‪110‬‬

‫العدد ‪� - 16‬شباط (فرباير) ‪٢٠١4 -‬‬

‫ندى وعبدو �أبي نادر‬

‫جورج وتاتيانا �شلهوب‬


‫دكتور جيرار واكيم وقرينته �أمال‬

‫�سفيرة لبنان في كندا مي�شلين �أبو �سمرا وجنان محم�صاني‬

‫جويل و�أندريا �أبي نا�صيف‬

‫ماري وفار�س �صوايا‬

‫كارول عون وكارل حداد‬

‫عازفة البيانو كري�ستين مار�شبه‬

‫دارين ومي�شال دحداح‬

‫لينا منتورة‬

‫مايا دوفريج ووفاء �صعب‬

‫‪Issue 16 - February - 2014‬‬

‫‪111‬‬


‫مجتمع‬ ‫لبنان‬

‫"حاالت" جابر علوان على حيطان صالة المعارض في بيروت‬ ‫�أق ��ام الفن ��ان اللبنان ��ي المعروف جابر علوان معر�ض ًا لأعماله الفنية تحت عنوان "حاالت" في مرك ��ز المعار�ض في بيروت حيث �أ ّمه العديد من ع�شاق فنه‪.‬‬ ‫وقد ح�ضر حفل الإفتتاح ح�شد من �أهل ال�سيا�سة والإقت�صاد والإعالم والفن الذين عبروا عن �إعجابهم ب�آخر �أعمال علوان التي �أقل ما يقال فيها ب�أنها كانت‬ ‫�إبداعات بهرت الحا�ضرين‪.‬‬

‫عال عيد‪ ،‬وجيه نحلة‪ ،‬ليلى كعوج‪� ،‬أحمد مليج‬

‫المنتجة التلفزيونية �سحر حامد‬

‫�سارة عا�صي‬

‫هنادي داغر وزينة جانبية ونايلة �أبو عزيز‬

‫رزان �شطي‪ ،‬رنده بدير‪ ،‬الفنان جابر علوان‪ ،‬رنده �أرمنازي‬

‫�أمل �أبو حبيب‬

‫جوليا غاتل ومحمد �سماحة‬

‫منى �صايغ‬

‫نادية الح�سن‬

‫‪Issue 16 - February - 2014‬‬

‫‪113‬‬


‫في خدمتكم لي ًال نهار ًا ‪ 7/7‬و ‪24/24‬‬ ‫ن�ؤمن طلباتكم �إلى جميع المناطق اللبنانية وال�سورية‬ ‫�سيارات مك ّيفة ومج ّهزة ال�سلكي ًا وم�ؤ ّمنة �ضد الحوادث والأ�ضرار الج�سدية‬

‫‪TEAM‬‬

‫المن�صورية (المتن)‬ ‫الأ�شرفية (بيروت)‬ ‫هاتف ‪03264534 - 04401458 :‬‬


Offering you the leading brands in Ceramic tiles, Sanitary ware, Kitchen cabinets, Sarieddine has it covered. Offering you the leading brands in Ceramic Adding a touchware, of class that cabinets, turns residential or tiles, Sanitary Kitchen Sarieddine commercial property into a palatial setting. has it covered. Log on to or visit our Adding a www.sarieddine-trading.com touch of class that turns residential or new show room and see for yourself, there’s more to commercial property into a palatial setting. just living with Sarieddine. Log on to www.sarieddine-trading.com or visit our new show room and see for yourself, there’s more to just living with Sarieddine.

Design for today’s living Abu Dhabi: t. 00971 2 6776121, 6774937 Design for today’s living Al Ain: t. 00971 3 7212211, 7218883 sartest@emirates.net.ae Abu Dhabi: t. 00971 2 6776121, 6774937


‫العنقود‬

‫�آخر‬

‫هيبة"!‬ ‫"نييت ْ‬ ‫عندم��ا كنّا صغاراً‪ ،‬وكان العالم كبيراً‪ ،‬كنّا نعتقد أن األمم المتحدة هي‬ ‫أهم س��لطة فيه‪ ،‬وأنّ األمين العام‪ ،‬بالتالي‪ ،‬هو أقوى رجل في العالم‪،‬‬ ‫وأن كلمته ال ُت َر ّد على مذهب لويس الرابع عش��ر الذي كان يعتبر أن‬ ‫أرادته هي الشريعة التي تحكم العالم !‬ ‫ً‬ ‫أم��ا اليوم‪ ،‬وقد صرن��ا كباراً وصار العالم صغيرا‪ ،‬فقد رحنا نكتش��ف‬ ‫ك��م أن األمم المتحدة ّ‬ ‫هش��ة‪ ،‬وكم أن أمينها العام‪ ،‬أ ّياً كان إس��مه أو‬ ‫توجهاته‪ ،‬ليس س��وى ّ‬ ‫موظف بس��يط يخضع لتعليمات صارمة وين ّفذ‬ ‫ّ‬ ‫سياسة َمنْ يؤ ّثر في تعيينه وفي دفع مر ّتبه وفي اإلنفاق على المنظمة‬ ‫التى ُيفت َرض في األمين العام أن يرعى شؤونها‪.‬‬ ‫وربما كان إختيار جنسية األمين العام لألمم المتّحدة‪ ،‬وتع ّمد المجيء‬ ‫ب��ه من دولة محايدة أو صغيرة أو ضعيفة ال حول لها وال ق ّوة‪ ،‬من بين‬ ‫العوامل التي تحتّم عليه أن يكون ه ّيناً‪ ،‬ل ّيناً‪ ،‬ط ّيعاً‪ ،‬ال ير ّد ألولياء نعمته‬ ‫طلباً‪ .‬والبرهان على هذا أنه من عهد النمسوي داغ همرشولد‪ ،‬حتى زمن‬ ‫الكوري الجنوبي بان كي مون‪ ،‬مروراً بابن "مينمار" يو ثانت‪ ،‬والنمس��ا‬ ‫ك��ورت فالدهايم‪ ،‬والبيرو خافيير دي كويالر‪ ،‬ومصر بطرس غالي‪ ،‬وغانا‬ ‫كوف��ي عنان‪ ،‬لم تتغ ّي��ر قواعد اللعبة األممية إ ّال قلي� ً‬ ‫لا ج ّداً‪ :‬ث ّمة إرادة‬ ‫عليا ُتصدر األوامر ‪،‬وث ّمة هيكل ّية دول ّية‪ ،‬على رأس��ها األمين العام لألمم‬ ‫المتحدة‪ ،‬تن ّفذ من دون أن تعترض‪ .‬أما إذا حدث وإعترض األمين العام‬ ‫ّ‬ ‫ف��إن العقاب ال��رادع الزاجر جاهز‪ .‬فوحده بط��رس بطرس غالي‪ ،‬طوال‬ ‫حوالى س��بعين س��نة من عمر األمم المتحدة‪ ،‬لم ُيجدَّد له والية ثانية‪،‬‬ ‫ال ّنه "إرتكب المعصية" فقال "ال" للوصي األعلى على ّ‬ ‫كل شاردة وواردة‬ ‫في األمم المتحدة األميرك ّية‪...‬ال‪...‬ال‪ ،‬عفواً للخطأ المطبعي !‬ ‫كنّ��ا نق��ول ّأن األمين الع��ام ُيعا َمل – واألدهى من ه��ذا – يتص ّرف‬ ‫وكأنه موظف بس��يط‪ .‬ففي مؤتمر جنيف ‪ 2‬ال��ذي إنعقد في مونترو‬ ‫(ومع هذا يص ّرون على نسبته الى جنيف)‪ ،‬لم يتم ّكن األمين العام بان‬ ‫كي مون‪ ،‬من حمل وزير الخارج ّية الس��وري وليد المع ّلم على اإللتزام‬ ‫المخصص لكل كلمة‪ .‬ومع أن المع ّلم إس��تهلك أربعة أضعاف‬ ‫بالوقت‬ ‫َّ‬ ‫الوقت المسموح به‪ ،‬فإن بان لم يملك سوى التمنّي و‪..‬اإلبتسام!‬ ‫وهذه ليس��ت المرة الوحيدة التي ُيسقط فيها بيد المنظمة الدول ّية‬ ‫وأمينها العام‪ ،‬فال تعود تلوي على قرار‪ .‬ولعل ما فعله الزعيم السوفياتي‬ ‫الش��هير‪ ،‬نيكيتا خروتشوف‪ ،‬في العام ‪ ،1960‬هو أقوى "صفعة" لهيبة‬ ‫المنظم��ة الدول ّي��ة ط��وال تاريخها‪ .‬يومه��ا كان النق��اش محتدماً في‬ ‫الجمعي��ة العامة عندما خلع خروتش��وف حذاءه وراح يضرب به على‬ ‫الطاولة‪ ،‬وهو يصرخ "نييت"‪ ،‬ومعناها بالروس�� ّية "ك ّال"‪ ،‬وس��ط دهشة‬ ‫* كاتب و�صحافي و�أ�ستاذ محا�ضر في الجامعة اللبنانية‬

‫‪114‬‬

‫العدد ‪� - 16‬شباط (فرباير) ‪٢٠١4 -‬‬

‫بقلم د‪ .‬جورج طراد‬

‫الحضور وذهولهم وعجز األمين العام داغ همرشولد عن إسكاته‪.‬‬ ‫طبعاً‪ ،‬هناك من أعتبر‪ ،‬يومها‪ّ ،‬أن خروتش��وف قام بفعلته هذه تحت‬ ‫وطأة الس�� ْكر الش��ديد‪ .‬فالسياس��ي العراقي المخضرم‪ ،‬عدنان الباجه‬ ‫جي‪ ،‬الذي كان يومها رئيساً إلحدى اللجان السبع الكبرى في المنظمة‬ ‫الدول ّي��ة‪ ،‬يروي في مذكراته أن البعثة الس��وفياتية في األمم المتحدة‬ ‫أقامت إحتفاالً لرؤس��اء اللجان وش��خصيات دولي��ة أخرى عمد خالله‬ ‫خروتش��وف الى إحتساء كأسي فودكا على ش��رف كل ضيف‪ ،‬على ما‬ ‫ي��روي الباجه جي ال��ذي كان مدع ّواً‪ .‬ثم دخل الجميع الى الجلس��ة‪،‬‬ ‫حيث إرتكب خروتشوف فعلته‪.‬‬ ‫صح��ت هذه الرواية أم ال‪ ،‬فإن ما ال ش��ك في��ه هو أن هيبة‬ ‫وس��واء ّ‬ ‫المنظم��ة الدولية ق��د إهتزّت ه ّزاً عنيفاً على إيق��اع خبطات الحذاء‬ ‫وصرخات ال"نييت" الس��وفياتية‪ ،‬بحيث يمكن القول أنه "نييت هيبة‬ ‫" للمنظمة الدولية بعد هذه الحادثة !‬ ‫وما ُيقال عن المنظمة الدولية ُيقال وأكثر عن جامعة الدول العرب ّية‪.‬‬ ‫ففي ثمانينات القرن الماضي‪ ،‬وكان التضامن العربي‪ ،‬كالعادة‪ ،‬في أسوأ‬ ‫حاالته‪ ،‬دعا الرئيس اليمني الس��ابق عل��ي عبدالله صالح الى مهرجان‬ ‫سياس��ي حاش��د في صنعاء عل��ى هامش اإلحتف��االت بالعيد الوطني‬ ‫اليمني في السادس والعشرين من أيلول (سبتمبر)‪ .‬وحضر المهرجان‬ ‫ق��ادة عرب أو ممثلون عنهم وأمين ع��ام جامعة الدول العربية‪ ،‬وكان‬ ‫يومها الش��اذلي القليبي الذي تس ّلم المركز في ظل المقاطعة العرب ّية‬ ‫لمصر نتيجة لزيارة الرئيس الراحل أنور الس��ادات إلى القدس‪ .‬المهم‬ ‫أن خطابات القادة ف��ي المهرجان قوطعت بالتصفيق الحاد مراراً‪ .‬أ ّما‬ ‫كلمة القليبي فلم يسمعها أحد تقريباً ألن األحاديث الجانب ّية‪ ،‬خصوصاً‬ ‫بي��ن القادة‪ ،‬كما كنّا نالح��ظ من مقصورة اإلعالميي��ن‪ ،‬بدأت فور أن‬ ‫باش��ر القليبي إلقاء كلمته‪ .‬ليس هذا فقط ‪،‬ولك��ن أيضاً ّ‬ ‫ظل القليبي‪،‬‬ ‫بعد المهرجان‪ ،‬ينتظرأكثر من ربع س��اعة‪ ،‬على قارعة المدخل‪ ،‬سائق‬ ‫الس��يارة التي كانت الحكومة اليمن ّية قد وضعتها في تص ّرف أمين عام‬ ‫جامع��ة الدول العرب ّي��ة المعروف بأنه كان رجل فك��ر وقلم من ق ْبل‬ ‫أن تقع معه هذه الحادثة فيكتش��ف ك��م كان المتنبي مصيبا بقوله‬ ‫‪":‬المجد للسيف ليس المجد للقلم"‪.‬‬ ‫خليفتي القليبي‪ ،‬عمرو موسى ونبيل‬ ‫لم تتغ َّير األحوال كثيرا في عهد‬ ‫ْ‬ ‫العربي‪ .‬لكن يبدو أن موس��ى إقتنع ّ‬ ‫ب��أن " نييت ه ْيبة " لألمين العام‪.‬‬ ‫فق ّرر السعي الى المنصب القيادي األول في بالده ع ّله يكتفي بسيف‬ ‫المتنبي بعد أن أضاع العمر في التلهي بإمتشاق القلم!‬

‫*‬


ABU DHABI - KHALIDIYA STREET - TEL: 02 6813141 AL MARYAH ISLAND - SOWWAH SQUARE - TEL: 02 6266730

BRIONI.cOM


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.