Issue 1

Page 1

‫تردي‬ ‫تونس‪ّ :‬‬ ‫اإلقتصاد يهدد‬ ‫بثورة جديدة‬

‫ثورة‬ ‫العطشى‬ ‫في القاهرة‬

‫الشيخة موزة‬ ‫أيقونة األناقة‬ ‫العربية‬

‫�شهرية ● �إقت�صادية ● ثقافية ● �إجتماعية ‪ -‬العدد الأول‪ - ‬ت�شرين الأول (�أكتوبر) ‪٢٠١٢ -‬‬

‫نار الشام‬

‫تشعل الشرق األوسط!‬


‫�شهرية ● �إقت�صادية ● ثقافية ● �إجتماعية‬ ‫العدد الأول‪ - ‬ت�شرين الأول (�أكتوبر) ‪٢٠١٢ -‬‬

‫‪www.asswak-alarab.com‬‬

‫ت�صدر في لندن‬ ‫عن �شركة �أ�سواق العرب للن�شر المحدودة‬ ‫رئي�س مجل�س الإدارة ‪ /‬رئي�س التحرير‬

‫كابي طبراني ‪g.tabarani@gmail.com -‬‬

‫مدير التحرير (لندن)‬

‫هاني مكارم ‪h.m.makarem@gmail.com -‬‬

‫مدير التحرير (بيروت)‬

‫جوزيف قرداحي ‪josephkordahi@yahoo.com -‬‬

‫مدير التحرير (الدار البي�ضاء)‬

‫محمد لديب ‪mohamed.ladib@gmail.com -‬‬

‫الإخراج الفني‬

‫علي كمال الدين ‪alikamallll@gmail.com -‬‬

‫الطباعة ‪� -‬شم�ص للطباعة والن�شر‬ ‫بيروت ‪ -‬لبنان‬ ‫التوزيع ‪� -‬شركة الأوائل‬ ‫بيروت ‪ -‬لبنان‬ ‫العنوان الرئي�سي‪:‬‬

‫‪Asswak Al-Arab Publishing Ltd‬‬ ‫‪788-790 Finchley Road‬‬ ‫‪London NW11 7TJ‬‬ ‫‪United Kingdom‬‬ ‫‪Tel: +44(0)758 3320593‬‬ ‫‪Fax: +44(0)2082019448‬‬ ‫‪email: asswak.a@gmail.com‬‬ ‫‪Editor-In-Chief: Gabriel Tabarani‬‬

‫الإ�شتراكات‪:‬‬ ‫للأفراد‪ 100 :‬جنيه �إ�سترليني �أو ما يعادلها‬ ‫لل�شركات‪ 150 :‬جنيه �إ�سترليني �أو ما يعادلها‬

‫للم�ؤ�س�سات الر�سمية والبعثات الديبلوما�سية‪:‬‬

‫‪ 200‬جنيه �إ�سترليني �أو ما يعادلها‬ ‫‪Price list‬‬

‫ ‪7000‬‬ ‫‪L.L.‬‬ ‫ ‪2‬‬ ‫‪B.D.‬‬ ‫‪2 C.‬‬ ‫ ‪15‬‬ ‫‪E.P.‬‬ ‫ ‪2‬‬ ‫‪J.D.‬‬ ‫ ‪1‬‬ ‫‪K.D.‬‬ ‫ ‪1‬‬ ‫‪O.R.‬‬ ‫ ‪15‬‬ ‫‪Q.R.‬‬ ‫ ‪10‬‬ ‫‪S.R.‬‬ ‫ ‪100‬‬ ‫‪S.L.‬‬ ‫ ‪15‬‬ ‫‪Drhm.‬‬ ‫ ‪2‬‬ ‫‪Pounds.‬‬ ‫‪10 T.D‬‬

‫ ‪Lebanon‬‬ ‫ ‪Bahrain‬‬ ‫ ‪Cyprus‬‬ ‫ ‪Egypt‬‬ ‫ ‪Jordan‬‬ ‫ ‪Kuwait‬‬ ‫ ‪Oman‬‬ ‫ ‪Qatar‬‬ ‫ ‪Saudi Arabia‬‬ ‫ ‪Syria‬‬ ‫ ‪UAE‬‬ ‫ ‪UK‬‬ ‫ ‪Tunis‬‬

‫المقاالت التي ُتن�شر تع ّبر فقط عن �آراء �أ�صحابها‬

‫اإلفتتاحية‬

‫لماذا �أ�سواق العرب؟‬ ‫ه ��ل تنق� ��ص ال�سوق العربية مطبوعات جديدة في ظل �إقفال بع�ضها وتدني عدد‬ ‫قرائها ّ‬ ‫وتبخر الموازنات الإعالنية وهيمنة الإنترنت و�إنت�شار الف�ضائيات؟‬ ‫ه ��ذا ال�س� ��ؤال جاءن ��ا من كل ح ��دب و�ص ��وب عندما �أعل ّنا ع ��ن عزمنا عل ��ى �إ�صدار‬ ‫مجل ��ة �إقت�صادي ��ة جامع ��ة وراقية من حيث م�ست ��وى التحرير و الإخ ��راج ‪ .‬وكان‬ ‫جوابن ��ا دائم ��ا" �أن قرارن ��ا يتخ ��ذ بناء عل ��ى درا�سة ال�س ��وق �أوال" بطريق ��ة علمية‬ ‫ليبنى على ال�شيء مقت�ضاه‪.‬‬ ‫ماذا وجدت الدرا�سة؟‬ ‫عل ��ى الرغ ��م م ��ن ان عدد ال�صحف والمج�ل�ات والمواقع الإلكتروني ��ة في العالم‬ ‫العربي �أكثر من ان يح�صى‪ ،‬فدرا�ستنا لل�سوق في منطقة ال�شرق الأو�سط و�شمال‬ ‫�إفريقي ��ا �أثبت ��ت ان معظم هذه الإ�صدارات ه ��و دون الم�ستوى الذي يبغيه القراء‬ ‫العرب الذين في معظمهم يتم ّيزون بم�ستوى ثقافي جيد‪ ،‬ومعظمهم من ال�شباب‪،‬‬ ‫وبالتال ��ي فان �إ�صدار مطبوعات راقية وجيدة التحرير وتحترم عقل القارىء ال‬ ‫ي ��زال له ��ا م ��كان‪ .‬و�أفادت ه ��ذه الدرا�سة ب� ��أن المطبوعات المتخ�ص�ص ��ة هي التي‬ ‫نجحت وما زالت مف�ضلة لدى القارىء العربي �أكثر من ال�سيا�سية‪ ،‬ولذلك نرى‬ ‫ان غالبي ��ة الموازن ��ات الإعالنية تذه ��ب �إليها ولي�س ال ��ى المطبوعات ال�سيا�سية‬ ‫الت ��ي �ص ��ارت في معظمها تابع ��ة ولي�ست م�ستقلة‪ .‬من هنا قررن ��ا �إ�صدار "�أ�سواق‬ ‫الع ��رب" كمجل ��ة �شهرية جامعة وم�ستقلة تهدف الى ن�ش ��ر المعرفة الإقت�صادية‬ ‫والمالي ��ة العربي ��ة والدولية‪ ،‬ومعالجة الق�ضايا الإجتماعي ��ة والإنمائية‪� ،‬إ�ضافة‬ ‫الى الأو�ضاع ال�سيا�سية الم�ؤثرة في �أرجاء البالد العربية معتمدة على �شبكة من‬ ‫ال�صحافيي ��ن والمرا�سلين المتخ�ص�صين والخبراء ومراكز الدرا�سات والأبحاث‬ ‫المعنية في منطقة ال�شرق الأو�سط‪ .‬كما �س ُتدعم المجلة بموقع �إلكتروني رقمي‬ ‫ع�صري يومي على ان يبث الحقا" تلفزيون – ويب"‪.‬‬ ‫لمن تتوجه �أ�سواق العرب؟‬ ‫ف ��ي المق ��ام الأول تتوجه المطبوع ��ة الجديدة (وموقعه ��ا الإلكتروني اليومي)‬ ‫ال ��ى رج ��ال الأعم ��ال والم ��ال والمهنيي ��ن �إ�ضاف ��ة ال ��ى �أه ��ل ال�سيا�س ��ة والإجتماع‬ ‫ف ��ي جميع �أنح ��اء العالم العربي‪ .‬لكنه ��ا بالت�أكيد �ستكون جاذب ��ة ومهمة لطالب‬ ‫الجامع ��ات والجمه ��ور الع ��ام‪ ،‬كما ال ��ى المثقفي ��ن وطالبي المعرف ��ة والمهتمين‬ ‫بالأخب ��ار الإقت�صادي ��ة والمعي�شي ��ة والق�ضاي ��ا الإجتماعي ��ة وحت ��ى ال�سيا�سية‪ ،‬ال‬ ‫�سيم ��ا و�أنه ��ا �ست�ص ��در بالتع ��اون م ��ع منظم ��ات �إقت�صادي ��ة دولية ومراك ��ز �أبحاث‬ ‫عربية وعالمية‪.‬‬ ‫في كل الأحوال‪ ،‬ن�ضع بين �أيديكم العدد الأول‪ ،‬والذي عليه �سوف تبنى وتتطور‬ ‫الأع ��داد الالحق ��ة تباع ��ا"‪ .‬وعلى ه ��ذا الأ�سا�س نح ��ن ال ندّعي �أنن ��ا قدمنا كل ما‬ ‫لدين ��ا في ��ه ولكنه يعطي بع�ض ما نود تقديمه للقارىء �آملين ان ينال �إعجابكم‪.‬‬ ‫كم ��ا نعدك ��م ب�أنن ��ا �سنك ��ون دائما" في تط ��ور م�ستم ��ر لخدمة الق ��ارىء والمعلن‬ ‫معا"‪ .‬واهلل الموفق‪.‬‬ ‫كابي طبراني‬ ‫‪Issue 1 - October - 2012‬‬

‫‪3‬‬


Khalidiya Street - Abu Dhabi - UAE Tel: +971 2 6654300 Fax: +971 2 6663396


‫‪20‬‬ ‫تردي‬ ‫تونس‪ّ :‬‬ ‫اإلقتصاد يهدد‬ ‫بثورة جديدة‬

‫ثورة‬ ‫العطشى‬ ‫في القاهرة‬

‫الشيخة موزة‬ ‫أيقونة األناقة‬ ‫العربية‬

‫�أخبار الطاقة ‬ ‫عالم الطاقة ‬ ‫نفط‬

‫�شهرية ● �إقت�شادية ● ثقافية ● �إجتماعية ‪� -‬لعدد �لأول ‪ -‬ت�شرين �لأول (�أكتوبر) ‪٢٠١٢ -‬‬

‫نار الشام‬

‫‪70‬‬

‫عالمها ‬

‫‪90‬‬

‫‪72‬‬

‫تشعل الشرق األوسط!‬

‫الشيخة موزة بنت ناصر المسند‬ ‫فاعلة سياسي ًا وإجتماعي ًا‬ ‫أيقونة األناقة العربية!‬ ‫فلسطين‪ :‬المطلوب من الغرب‬ ‫الضغط على إسرائيل كي تسمح‬ ‫بتطوير حقلي الغاز على سواحل غزة‬

‫عالم الطاقة ‬ ‫نفط‬

‫�صحة ‬

‫‪94‬‬

‫‪74‬‬

‫اإلجهاد المزمن‬ ‫يمكن أن يؤدي إلى االكتئاب‬

‫نقد فني ‬

‫اإليرانيون يخزنون نفطهم‬ ‫على متن سفن عائمة‬ ‫بإنتظار من يشتري‬

‫�أ�سواق المال ‬ ‫عالم الم�صارف‬

‫‪65‬‬

‫�أ�سواق المال ‬ ‫عمالت‬

‫‪66‬‬

‫الصين تسعى إلى الهيمنة‬ ‫على أسواق المال بجعل اليوان‬ ‫منافس ًا للدوالر!‬

‫�إ�ستطالع ال�شهر ‬

‫‪98‬‬

‫‪76‬‬

‫يخيم‬ ‫التشاؤم ّ‬ ‫على اإلقتصاد العالمي‬

‫تحقيق ال�شهر ‬

‫‪80‬‬ ‫رسالة نادين لبكي لم تكن واضحة‬ ‫ومالت إلى الرومانسية‬

‫الفن ال�سابع ‬ ‫القطاع المصرفي المصري‬ ‫في عين العاصفة!‬

‫ثورة العطشى‬ ‫في القاهرة!‬ ‫‪Issue 1 - October - 2012‬‬

‫‪100‬‬

‫اإلنحدار اإلقتصادي األميركي‬ ‫لم يؤثر عليها‬ ‫هوليوود تغزو العالم من جديد‬ ‫‪5‬‬


‫الفهرس‬ ‫الم�شرق العربي ‬ ‫فل�سطين‬

‫‪34‬‬

‫الخليج العربي ‬ ‫ُعمان‬

‫‪42‬‬

‫الذي يحدث في سوريا لن يبقى في سوريا‬

‫نار الشام تشعل الشرق األوسط!‬

‫هل ّ‬ ‫دقت ساعة‬ ‫الربيع الفلسطيني؟‬

‫الم�شرق العربي ‬ ‫الأردن‬

‫ُعمان‪ :‬التنويع اإلقتصادي ّ‬ ‫وإال‬ ‫مواجهة الركود والبطالة‬

‫‪37‬‬

‫األردن‪ :‬إنعاش اإلقتصاد مفتاحه‬ ‫قطاع تكنولوجيا المعلومات‬ ‫واإلتصاالت‬

‫الخليج العربي ‬ ‫ال�سعودية‬

‫‪40‬‬

‫المغرب العربي ‬ ‫المغرب‬

‫‪44‬‬

‫هل ينقذ‬ ‫مجلس التعاون الخليجي‬ ‫اإلقتصاد المغربي من اإلنهيار؟‬

‫المغرب العربي ‬ ‫الجزائر‬

‫‪46‬‬

‫المغرب العربي ‬ ‫تون�س‬

‫‪50‬‬

‫العالم ‬ ‫�أزمة اليورو‬

‫‪56‬‬

‫اإلقتصاد التونسي بين‬ ‫سندان أزمة الديون األوروبية‬ ‫ومطرقة السلفيين الداخلية‬

‫العالم ‬ ‫�إيران‬

‫‪54‬‬

‫أزمة أوروبا ليست واحدة بل أربع‬ ‫واليورو لن ينهار‬

‫�أخبار �أ�سواق المال ‬ ‫المفارقات االقتصادية‬ ‫في المملكة‬ ‫العربية السعودية‬ ‫‪4‬‬

‫الجزائريون يستعينون‬ ‫بالسوق السوداء لمواجهة‬ ‫التحديات اإلقتصادية‬ ‫العدد الأول‪ - ‬ت�شرين الأول (�أكتوبر) ‪٢٠١٢ -‬‬

‫تقوي‬ ‫العقوبات على إيران ّ‬ ‫ّ‬ ‫وتشل الطبقة الوسطى!‬ ‫النظام‬

‫‪62‬‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫الموجز اللبناني‬

‫الواردات النفطية اللبنانية الم�صدر الأ ّول‬ ‫لل�ضريبة على القيمة الم�ضافة من الجمارك‬ ‫المح�صلة من‬ ‫ي�ش ّكل النفط وم�شتقاته في لبنان ‪ %30,5‬من عائدات ال�ضريبة على القيمة الم�ضافة‬ ‫ّ‬ ‫الجمارك‪ ،‬مما يجعله �أكبر م�صدر لعائدات هذه ال�ضريبة في ‪ .2011‬وارتفعت هذه العائدات بن�سبة‬ ‫‪ %10,2‬لتبلغ ‪ 468,3‬مليون دوالر في ‪.2011‬‬ ‫المح�صلة من‬ ‫‪VAT‬‬ ‫�ة‬ ‫�‬ ‫ف‬ ‫الم�ضا‬ ‫القيمة‬ ‫على‬ ‫ال�ضريبة‬ ‫�دات‬ ‫وف ��ق وزارة الم ��ال في لبنان‪� ،‬شكلت عائ �‬ ‫ّ‬ ‫الجم ��ارك ‪ %70,5‬م ��ن مجمل عائدات ال�ضريبة عل ��ى القيمة الم�ضافة ف ��ي ‪ ،2011‬في حين �شكلت‬ ‫عائ ��دات ال�ضريب ��ة عينها المفرو�ضة على الن�ش ��اط االقت�صادي الداخل ��ي ‪ % 29,5‬من مجموع هذه‬ ‫العائدات‪ .‬وتراجعت عائدات هذه ال�ضريبة من الجمارك ‪ %2‬في ‪ 2011‬من مجمل عائدات ال�ضريبة‬ ‫التي بلغت ‪ %70,7‬في ‪.2010‬‬ ‫وزادت عائدات ال�ضريبة على القيمة الم�ضافة من الجمارك ‪ %3,8‬لتبلغ ‪ 1.5‬مليار دوالر في ‪،2011‬‬ ‫ف ��ي مقابل ‪ %12‬في الواردات‪ ،‬مما يعك�س ارتفاع ًا ف ��ي كل الواردات‪ ،‬في حين ازدادت عائدات هذه‬ ‫ال�ضريبة من الن�شاط االقت�صادي الداخلي ‪ %4,7‬لتبلغ ‪ 642,8‬مليونا" في ‪.،2011‬‬

‫اال�ستثمارات الأجنبية في لبنان ‪ 3,9‬مليارات دوالر في ‪2011‬‬

‫قطاع البناء‬ ‫والعقارات‬ ‫عرف إقباال"‬ ‫عربيا" في‬ ‫‪2011‬‬

‫تراجع ��ت الإ�ستثمارات الأجنبي ��ة المبا�شرة في‬ ‫لبنان الى ‪ 3,9‬مليارات دوالر خالل ‪ 2011‬مقارنة‬ ‫ب� �ـ ‪ 4.95‬ملي ��ارات ف ��ي ‪ 2010‬وف ��ق �إح�صاءات‬ ‫البنك الدولي‪ .‬وعزت الم�ؤ�س�سة العامة لت�شجيع‬ ‫الإ�ستثم ��ارات "�إي ��دال" ه ��ذا التراج ��ع ال ��ى‬ ‫الإنكما�ش الملحوظ في ال�سوق العقارية الناجم‬ ‫ع ��ن الحوادث الأمني ��ة في �سوري ��ا و�إنعكا�ساتها‬ ‫ال�سلبية على القطاع ��ات الإقت�صادية اللبنانية‪،‬‬ ‫مم ��ا ي� ��ؤدي الى توج ��ه الم�ستثمرين نح ��و بلدان‬ ‫�أكث ��ر �إ�ستق ��رارا"‪ .‬تط ��ور تدف ��ق الإ�ستثم ��ارات‬ ‫االجنبي ��ة المبا�ش ��رة ال ��ى لبنان بمع ��دل �سنوي‬ ‫مركب بلغ ‪ %16‬خالل الفترة الممتدة بين ‪2007‬‬ ‫و‪ .2010‬وت�أثرت ال�سوق العقارية على نحو يفوق‬ ‫بقي ��ة القطاع ��ات الإقت�صادية‪ ،‬بفع ��ل �إنخفا�ض‬ ‫الإ�ستثم ��ارات الأجنبي ��ة المبا�ش ��رة الوافدة الى‬ ‫لبنان خالل ‪ ،2011‬وذلك في ظل ثورات الربيع‬

‫العربي‪ .‬علما �أن الم�ستثمرين العرب هم الأكثر‬ ‫ن�شاطا" في �إ�ستثمارات القطاع العقاري‪.‬‬ ‫وف ��ق التقرير‪ ،‬بلغ تدفق اال�ستثم ��ارات الأجنبية‬ ‫المبا�ش ��رة الى منطقة ال�ش ��رق االو�سط و�شمال‬ ‫افريقي ��ا نح ��و ‪ 64‬ملي ��ار دوالر خ�ل�ال ‪،2011‬‬ ‫وبلغ ��ت ح�ص ��ة لبنان منه ��ا ما يع ��ادل ‪ %5,4‬في‬ ‫مقابل ‪ %7,7‬في ‪ .2010‬علما ان الإمارات كانت‬ ‫الم�ص ��در الرئي�س حي ��ال اال�ستثمارات الأجنبية‬ ‫المبا�شرة في لبنان خالل ‪.)%30,8( 2011‬‬ ‫ولف ��ت ال ��ى ان لبن ��ان تمك ��ن من ج ��ذب نحو ‪3‬‬ ‫مليارات دوالر من اال�ستثمارات االجنبية الوافدة‬ ‫الى المنطقة خالل ‪ 2011‬وفق اح�صاءات االمم‬ ‫المتحدة للتجارة والتنمية‪ ،‬ليحتل بذلك المرتبة‬ ‫الخام�سة �إقليميا"‪ ،‬خلف العراق (‪ 3,5‬مليارات‬ ‫دوالر)‪ ،‬وقط ��ر (‪ 4‬ملي ��ارات دوالر)‪ ،‬واالمارات‬ ‫(‪ 4‬مليارات) وال�سعودية (‪ 29‬مليارا")‪.‬‬

‫فر�ض���ت الظ���روف ال�سيا�س���ية والأمني���ة‬ ‫اال�ستثنائية في لبنان والمنطقة خالل هذا ال�صيف‪،‬‬ ‫تراجع���ا" في النم���و االقت�ص���ادي‪ ،‬وخ�صو�صا" اثر‬ ‫�إلغاء حج���وزات الفنادق بن�س���ب مرتفعة ومغادرة‬ ‫الرعايا العرب وال �سيما من دول الخليج‪ .‬في وقت‪،‬‬ ‫توقعت وحدة “ايكونومي�ست انتليجن�س” ان ي�صل‬ ‫نمو الناتج المحلي الحقيقي الى ‪ %2٫5‬خالل هذه‬ ‫ال�سن���ة‪ ،‬بالتزام���ن مع احتم���ال خف�ض ن�سب���ة النمو‬ ‫االقت�صادي في ظ���ل تفاقم االو�ض���اع ال�سيا�سية‬ ‫والأمنية المحلية والإقليمية‪.‬‬ ‫وتوقع���ت "ايكونومي�ست" ان يحاف���ظ لبنان على‬ ‫�إ�ستق���راره ف���ي الأم���د القري���ب‪ ،‬وذل���ك رغم عدم‬ ‫توافر توافق بي���ن الأفرقاء ال�سيا�سيي���ن‪� ،‬إ�ضافة‬ ‫الى المخ���اوف �أن تمتد االزمة ال�سوري���ة الى لبنان‬ ‫وال �سيما عبر الإ�ش���تباكات التي وقعت �أخيرا" في‬ ‫بيروت وطرابل�س‪.‬‬ ‫قدرت منظم���ة الأم���م المتحدة الإقت�ص���ادية‬ ‫والإجتماعي���ة لغرب �آ�س���يا "الأ�س���كوا" نم���و الناتج‬ ‫المحلي في لبنان بن�سبة ‪ %2,5‬في ‪ 2012‬وبن�سبة‬ ‫نمو ‪ %2‬ف���ي ‪ .2011‬و�أفادت ان عدم اال�س���تقرار‬ ‫ال�سيا�سي المحلي والإقليمي كان له تداعيات على‬ ‫الإقت�ص���اد الوطني في العام المن�ص���رم‪ ،‬وال�سيما‬ ‫عبر القطاع ال�سياحي الذي ت�أثر ب�شدة‪.‬‬ ‫ر�أت "الأ�سكوا" �أن الأزمة ال�سورية الم�ستمرة �ستظل‬ ‫ترخي بتداعياتها ال�سلبية على القطاع ال�سياحي في‬ ‫لبنان‪ .‬لكنها �إعتبرت ان الإقت�ص���اد الوطني �سيبقى‬ ‫مدعوما" من تحويالت المغتربين اللبنانيين وتدفق‬ ‫ر�ؤو����س االموال من دول مجل�س التع���اون الخليجي‪،‬‬ ‫وفق بنك بيبلو�س ‪.Lebanon This Week‬‬ ‫بعد �إن�ض���مام طيران ال�شرق االو�سط "الميدل‬ ‫�إي�س���ت" الى تحالف "�سكاي تيم" العالمي‪ ،‬وقعت‬ ‫ال�ش���ركة مذك���رة تفاه���م م���ع �إيربا����ص ل�ش���راء ‪5‬‬ ‫طائ���رات ‪ A320neo‬و‪ 5‬طائ���رات ‪.A321neo‬‬ ‫و�س���تعلن "الميدل اي�س���ت" عن �إختيار المحركات‬ ‫في وقت الحق‪.‬‬ ‫ولف���ت رئي�س مجل�س �إدارة ال�ش���ركة مديرها العام‬ ‫محمد الحوت ال���ى ان "الميدل اي�س���ت" تركز على‬ ‫"تحقيق نمو مطّ رد وتعزي���ز �أرباحها‪ ،‬بالتناغم مع‬ ‫تقديم خدمة فاخرة للغاية �إلى م�س���افريها‪ .‬وتتيح‬ ‫لنا �إ�ضافة طائرة ‪� A320neo‬إلى �أ�سطولنا تحقيق‬ ‫ه���ذه الأهداف م���ع تعزي���ز الفاعلية حي���ال الكلفة‬ ‫والحد من ا�س���تهالك الوقود بن�سبة ‪ .%15‬وتمتلك‬ ‫ال�ش���ركة واحدا" من �أحدث �أ�ساطيل الطائرات في‬ ‫منطقة ال�ش���رق الأو�س���ط‪ ،‬وهو يت�ضمن ‪ 4‬طائرات‬ ‫‪ 200-A330‬و‪ 4‬طائ���رات ‪ A321‬و‪ 9‬طائ���رات‬ ‫‪."A320‬‬

‫‪Issue 1 - October - 2012‬‬

‫‪7‬‬


‫�ش�ؤون لبنانية‬ ‫الموقف اللبناني‬

‫عندما ت�ستقيل الدولة من واجباتها‬ ‫م ��ع كل ي ��وم وكل حادث �أمني جديد‪ ،‬ت�ضع الحكوم ��ة اللبنانية �سمعتها بر�سم خيبة‬ ‫الأم ��ل‪ .‬فه ��ي واجه ��ت كل الم�ش ��اكل م ��ن جمي ��ع الأحج ��ام ب�أم ��ل ح ��دوث معج ��زة �أو‬ ‫ب�سيا�س ��ة "الن� ��أي بالنف�س" بدال" من �إتباع �سيا�سة ر�سمية وا�ضحة مبنية على �أ�س�س‬ ‫متينة من منطق دولة‪.‬‬ ‫لقد تدهورت حالة البنية التحتية في البالد‪� ،‬إ�ضافة الى �إمدادات الكهرباء والمياه‪ ،‬من‬ ‫�س ّي ��ىء �إلى �أ�س ��و�أ‪ ،‬رغم الوعود المتكررة ب�أن الأمور �ستتح�س ��ن‪ .‬الو�ضع الأمني يتدهور‬ ‫كل ي ��وم‪ ،‬م ��ع اغ�ل�اق الطرق وعمليات ال�سط ��و على البنوك الم�ستم ��رة في الإفالت من‬ ‫العقاب‪ .‬و�أ�صبح الخطف‪� ،‬سواء لتحقيق مكا�سب �سيا�سية �أم مادية‪ ،‬حدثا" طبيعيا"‪.‬‬ ‫يتعام ��ل اللبناني ��ون م ��ع هذه الم�ش ��اكل ويواجهونه ��ا ب�أنف�سهم م ��ن دون م�ساعدة �أو‬ ‫حت ��ى وج ��ود م�س�ؤولي ��ن �أو ممثلين ر�سميي ��ن‪� .‬إذ �أن وعود ه�ؤالء بات ��ت ال ت�ؤخذ على‬ ‫محم ��ل الج ��د �أكثر م ��ن �أي وقت م�ضى‪ .‬في الواق ��ع‪ ،‬با�ستثناء وزي ��ر ال�سياحة الذي‬ ‫كان ��ت ل ��ه ال�شجاعة ليقول علنا" ب�أن هذا المو�س ��م ال�سياحي قد قتل فعليا" بف�ضل‬ ‫الم�شاكل التي تواجه البالد‪ ،‬لم يتحدث �أي وزير �آخر حتى عن ف�شل هذه الحكومة‪،‬‬ ‫كما لو �أن الأمور تحدث في بلد لي�س لهذه الحكومة عليه �سلطة !!‬ ‫لذا �إعتبر اللبنانيون هذا ال�سلوك الر�سمي بمثابة دعوة وا�ضحة لهم "لأخذ الحكم"‬ ‫ب�أيديه ��م‪ .‬فهم يح�صلون عل ��ى الكهرباء من المو ّلدات الخا�صة‪ ،‬ويتم ت�سليم المياه‬ ‫النظيف ��ة له ��م بوا�سط ��ة "ال�صهاريج"‪ .‬حت ��ى �أنهم يط ّبق ��ون القانون عل ��ى �أهوائهم‬ ‫ويح�صلون حقوقهم ب�أيديهم‪ ،‬بتنظيمهم لعمليات خطف م�ضادة �إنتقاما" لعمليات‬ ‫ّ‬ ‫خطف‪ ،‬فيما بدت الحكومة عاجزة عن الت�صرف‪.‬‬ ‫هذا الو�ضع يخلق �إنطباعا" ب�أن لبنان قد �صار دولة فا�شلة‪ ،‬حيث ي�سود حكم الغاب‬ ‫والمواطن العادي ال يمكن له العي�ش‪.‬‬ ‫من جهتها ت�أمل هذه الحكومة �أن ت�صرف الحوادث الأمنية التي وقعت الأنظار عن‬ ‫عدم قدرتها على ت�أمين الإحتياجات الأ�سا�سية لمواطنيها‪.‬‬ ‫ولكن‪ ،‬فقد ح�صل العك�س‪ .‬ان ما حدث ويحدث على ال�صعيد الأمني قد ف�ضح عجز‬ ‫الدول ��ة ع ��ن حل م�شاكلها الأ�سا�سي ��ة وك�شف نواياها لحل م�شكالته ��ا الأكثر كارثية‬ ‫عل ��ى الف ��ور‪ .‬ف ��ي �أوقات الأزم ��ات‪ ،‬بالكاد يمك ��ن للنا�س و�ضع ثقتهم ف ��ي حكومة لها‬ ‫�سجل حافل في تجاهل �إحتياجاتهم حتى في �أوقات الهدوء الن�سبي‪.‬‬ ‫بالطبع‪ ،‬ال بد من حل هذه الق�ضايا الرئي�سة‪ ،‬ولكن اللبنانيين على حق لل�شك في‬ ‫ق ��درة الحكوم ��ة التي ال ت�ستطيع �أن توفر لمواطنيها ح�ل�ا" لم�شكلة الكهرباء التي‬ ‫ت�سوء حالتها بدل ان تتح�سن و�ش�ؤون حياتية �ضرورية �أخرى‪.‬‬ ‫و�آخر مثال على ذلك‪ ،‬بطبيعة الحال‪ ،‬هي الإ�شتباكات التي �إندلعت مرارا" وتكرارا"‬ ‫في مدينة طرابل�س ال�شمالية هذا العام‪.‬‬ ‫بعد كل حادثة عنف‪ ،‬ت�ؤ ّكد الحكومة لل�شعب انه قد تم حل الم�شكلة‪ ،‬فقط ليندلع‬ ‫قتال �أ�سو�أ بعد فترة وجيزة‪.‬‬ ‫ال�سلطات تعرف من هم الجناة فيما هم ب�إنتظار فترة منا�سبة لإ�شعال الفتنة‪ .‬لكن‬ ‫في كل مرة يندلع العنف تبدو الحكومة متفاجئة‪.‬‬ ‫والذي ال ي�شعر �أن ذلك مفاجىء �أبدا" هو ال�شعب اللبناني الذي �شهد هذه المهزلة‬ ‫تق ��ع م ��رات عدّة فباتت اللعبة مك�شوفة ولن تمر علي ��ه �أكثر بعد اليوم‪ .‬لقد �أ�ضحت‬ ‫ق�صة ال�شعب اللبناني مع حكومته كق�صة الراعي والذئب ‪"...‬وفهمكم كفاية"‪.‬‬ ‫بيروت ‪ -‬رئيف عمرو‬ ‫‪6‬‬

‫العدد الأول‪ - ‬ت�شرين الأول (�أكتوبر) ‪٢٠١٢ -‬‬

‫زراعة‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫جمعية الم�صارف اللبنانية‪:‬‬ ‫النمو الم�ستدام بتخطي تحديات‬ ‫و�أخطار داخلية وخارجية‬ ‫ل ��م تح ��دد جمعي ��ة‬ ‫الم�ص ��ارف ف ��ي لبنان‬ ‫مع ��دل النم ��و المتوقع‬ ‫لبل ��د الأرز ف ��ي ‪2012‬‬ ‫وان كان �صندوق النقد‬ ‫الدولي توقع بلوغه ‪،%3‬‬ ‫لكنها حددت �ش ��روط‬ ‫النمو الم�ستدام لتوفير‬ ‫الثقة بالإقت�صاد‪ ،‬عبر‬ ‫جوزف طربيه‬ ‫رئيس جمعية مصارف لبنان‬ ‫الإ�س ��تقرار ال�سيا�س ��ي‬ ‫والأمن ��ي ومع ��دالت‬ ‫نم ��و جيدة ف ��ي دول مجل� ��س التع ��اون الخليج ��ي‪ ،‬و�أي�ضا"‬ ‫الإ�صالح ��ات وح�س ��ن �إ�ستغ�ل�ال م ��وارد الث ��روة النفطي ��ة‬ ‫المنتظ ��رة‪ .‬و�أكدت �ض ��رورة �أن يتخطى لبن ��ان العديد من‬ ‫التحدي ��ات والأخط ��ار المتمثل ��ة داخليا" ب� ��أداء الأطراف‬ ‫وال�سلطة ال�سيا�سية وخارجيا" بالأطماع الإ�سرائيلية‪.‬‬ ‫ور�أت الجمعية في تقريرها ال�سنوي ان النمو الإقت�صادي في‬ ‫لبن ��ان فقد زخمه في الـ‪ 2011‬مع ت�سجيله نموا" متوا�ضعا"‬ ‫ب�سبب تط ��ورات �أبرزه ��ا �إ�ستقال ��ة الحكومة وتعث ��ر ت�أليف‬ ‫�أخ ��رى لأ�شه ��ر‪ ،‬والحوادث ف ��ي المنطقة العربي ��ة عموما"‬ ‫و�سوريا خ�صو�ص ��ا"‪� ،‬إذ ت�أثرت حركة ال�ص ��ادرات العربية‬ ‫وتراجع ��ت ال�سياح ��ة وتالي ��ا" الإي ��رادات الناجم ��ة منها‪،‬‬ ‫وانعك�ست تلك التطورات �سلبا" على الإ�ستثمارات الداخلية‬ ‫والخارجي ��ة ب�سب ��ب تراج ��ع ثق ��ة الم�ستثمري ��ن وتف�ضيلهم‬ ‫التري ��ث ف ��ي قراراتهم في ظ ��ل التغيي ��رات‪ .‬و�شهد القطاع‬ ‫العقاري تراجعا" بعد ‪� 4‬سنوات من النمو القوي‪ ،‬وتراجعت‬ ‫�أي�ض ��ا" الإ�ستثم ��ارات الأجنبي ��ة المبا�ش ��رة والر�سامي ��ل‬ ‫المتدفقة بينم ��ا حافظت التحويالت عل ��ى وتيرتها لت�ش ّكل‬ ‫دعما" للإ�ستهالك المحلي"‪.‬‬ ‫وباالرقام‪� ،‬أوردت الن�شرة ان التقديرات الأولية لنمو الناتج‬ ‫المحل ��ي االجمال ��ي بلغت ‪ %5,2‬ف ��ي ‪ 2011‬مقارنة بـ‪ %7‬في‬ ‫‪ 2010‬و‪ %9‬ف ��ي ‪ ،2009‬وذل ��ك بعدم ��ا كان �صن ��دوق النقد‬ ‫توق ��ع بلوغ ��ه ‪ .%1,5‬ولفت ��ت الى ان معدل النم ��و في ‪2011‬‬ ‫ج ��اء �أف�ضل من نمو الإقت�صاد العالمي (‪ )%3,9‬ومن النمو‬ ‫ف ��ي الدول الم�ست ��وردة للنفط في ال�ش ��رق االو�سط و�شمال‬ ‫افريقيا (‪ )%2‬والذي ارتبط بحال عدم الإ�ستقرار في عدد‬ ‫م ��ن دولها‪ .‬وقد وازى النمو اللبناني ذلك الم�سجل في دول‬ ‫المنطق ��ة النفطية (‪ )%4‬علما ان ثمة �إرتباطا" وثيقا" بين‬ ‫الإقت�صاد المحلي واقت�صادات تلك الدول‪.‬‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫لبنان دخل الى حالة الركود الإقت�صادي‬ ‫يب ��دو �أن �إقت�صاد لبنان قد دخل فع ًال الى الركود‪،‬‬ ‫�إذ وفق� � ًا لتو ّقع ��ات معهد التموي ��ل الدولي‪ ،‬تق ّل�ص‬ ‫االقت�ص ��اد بن�سب ��ة ‪ %0.3‬خالل الرب ��ع الثاني من‬ ‫الع ��ام الج ��اري‪ ،‬ومع� �دّل التق ّل�ص �سيبل ��غ ‪%0.5‬‬ ‫خالل الف�ص ��ل الثالث‪ .‬هذه الأخب ��ار �سيئة فع ًال‪،‬‬ ‫�إذ ُي�ص ّن ��ف �أي اقت�صاد �أنه في ركود في حال �شهد‬ ‫ف�صلي ��ن متتالين م ��ن التق ّل�ص (النم ��و ال�سلبي)‪،‬‬ ‫وفق� � ًا لقاع ��دة االقت�صادي‪/‬الإح�صائ ��ي ال�شهير‬ ‫يوليو� ��س �شي�سكين‪ .‬ولكن ُيمك ��ن قيا�سه �أي�ض ًا عبر‬ ‫معدّل البطالة‪� :‬إرتف ��اع المعدل بن�سبة ‪ %1.5‬على‬ ‫�أ�سا�س �سنوي يعني �أن البالد تعي�ش الركود‪.‬‬ ‫وف ��ي ظ ّل غي ��اب الإح�ص ��اءات الدقيق ��ة الخا�صة‬ ‫بم�ستوي ��ات الت�شغيل ومع� �دّالت البطالة‪ ،‬ومع بقاء‬ ‫الح�ساب ��ات الوطني ��ة ترف ًا غير مه ��م بالن�سبة الى‬ ‫الطبق ��ة الحاكم ��ة‪ ،‬ف� ��إنّ االعتماد عل ��ى البيانات‬ ‫الدولي ��ة ي�صبح الأكث ��ر �إقناع ًا‪ .‬وف ��ي حالة �أرقام‬ ‫معهد التمويل الدولي‪ ،‬ال داعي للتفكير مرتين‪.‬‬ ‫"م ��ن وجه ��ة نظ ��ري لق ��د دخ ��ل الإقت�ص ��اد في‬ ‫مرحلة �أخط ��ر مقارن ��ة بالتباط�ؤ ال ��ذي �ساد منذ‬ ‫الع ��ام الما�ضي"‪ ،‬يج ��زم كبي ��ر الإقت�صاديين في‬ ‫بن ��ك "بيبلو� ��س"‪ ،‬ن�سي ��ب غبريل‪ُ " .‬يمك ��ن القول‬

‫�إنّ البالد ر�سمي ًا ف ��ي ركود"‪ .‬ويذهب هذا الخبير‬ ‫�إل ��ى �إ�ستغراب توقعات المعه ��د �أن النمو في الربع‬ ‫الأخي ��ر (فترة ت�شري ��ن الأ ّول (�أكتوب ��ر) ‪ -‬كانون‬ ‫الأ ّول (دي�سمب ��ر)) �سيبل ��غ ‪ ،%3‬وبالتالي كيف �أنّ‬ ‫النم ّو الإجمالي لعام ‪� 2012‬سيكون ‪.%1.2‬‬ ‫من بين الدالالت المه ّمة على �أداء االقت�صاد قدرة‬ ‫ال�شركات والأفراد على ت�سديد الديون؛ فكلما �ساد‬ ‫احترام ال�سندات ال�شهرية كانت الأو�ضاع م�ستق ّرة‬ ‫عل ��ى �صعيدي الإ�ستهالك والأعمال‪ .‬ويت�ضح حجم‬ ‫الم�ش ��كل بمج� � ّرد �إثارت ��ه خ�ل�ال اللق ��اء ال�شهري‬ ‫الأخير لجمعية الم�صارف مع حاكم م�صرف لبنان‬ ‫ريا�ض �سالمة‪ .‬فقد تط ّرق الأخير خالل اللقاء �إلى‬ ‫القرو� ��ض المدعوم ��ة الت ��ي �سحبته ��ا الم�ؤ�س�سات‬ ‫وال�ش ��ركات المختلف ��ة لتنمي ��ة �أعماله ��ا‪ -‬وبينه ��ا‬ ‫القرو�ض الممنوحة في �إطار برنامج "كفاالت"‪.‬‬ ‫وطلب �سالمة من الم�صارف �أن ت�أخذ في االعتبار‬ ‫الأو�ض ��اع القائم ��ة‪ ،‬و�أن "تتر ّي ��ث ف ��ي ت�صني ��ف‬ ‫العمالء الذين ي�صعب عليه ��م الإيفاء بالفوائد"‪،‬‬ ‫كما طلب منها �إبالغ م�صرف لبنان‪ ،‬و�إيجاد حلول‬ ‫مع لجن ��ة الرقابة على الم�صارف لمعالجة حاالت‬ ‫عدم القدرة على ال�سداد �أو التع ّثر‪.‬‬

‫تدريب مراقبين للك�شف عن الب�ضائع المق ّلدة في لبنان‬ ‫رقاب ��ة على اال�سواق من مراقبي‬ ‫�أعلنت وزارة االقت�صاد والتجارة‬ ‫المديري ��ة للت�أكد من عدم وجود‬ ‫ف ��ي لبن ��ان ان مديري ��ة حماي ��ة‬ ‫ه ��ذه ال�سلع‪ ،‬اذ اتخذت التدابير‬ ‫الم�ستهل ��ك‪ ،‬درب ��ت بالتن�سي ��ق‬ ‫القانونية ل�سح ��ب الب�ضاعة من‬ ‫م ��ع جمعي ��ة حماي ��ة العالم ��ات‬ ‫الأ�سواق و�ضبط المخالفات‪.‬‬ ‫التجاري ��ة ‪ ،BPG‬مراقبين على‬ ‫ً‬ ‫وانطالق� �ا م ��ن "�أهمي ��ة توعي ��ة‬ ‫كيفي ��ة "الك�ش ��ف ع ��ن الب�ضائع‬ ‫الم�ستهلك على حقوقه وواجباته‬ ‫المقل ��دة‪" ،‬الت ��ي ته ��دد �سالمة‬ ‫و�ض ��رورة التع ��اون مع ��ه بغي ��ة‬ ‫الم�ستهلكي ��ن للخط ��ر‪ ،‬ومنه ��ا‬ ‫منتج ��ات االطف ��ال المقل ��دة وزير اإلقتصاد اللبناني نقوال تفعي ��ل العمل في مج ��ال حماية‬ ‫وقطع غيار ال�سيارات كالفرامل نحاس‪ :‬حماية المستهلك ه ��ذه الحق ��وق‪ ،‬ذكرت ال ��وزارة‬ ‫الم�ستهلكي ��ن الذي ��ن وقع ��وا‬ ‫المقلدة وغيرها من المنتجات‪،‬‬ ‫�ضحي ��ة عملي ��ات الغ� ��ش التجاري‪ ،‬ب� �ـ "�ضرورة‬ ‫وذلك في المعهد المالي"‪.‬‬ ‫وتول ��ى خبراء متخ�ص�صون م ��ن الخارج عملية اب�ل�اغ اجهزتها الرقابية عب ��ر تقديم ال�شكاوى‬ ‫التدريب‪ ،‬وتطرقوا الى الآلية التطبيقية للك�شف والمطالب ��ة بحقوقه ��م عب ��ر "الخ ��ط ال�ساخن‬ ‫على ه ��ذه ال�سل ��ع وتزويد المراقبي ��ن التقنيات ‪ "1739‬التاب ��ع لمديري ��ة حماي ��ة الم�ستهل ��ك‬ ‫المطلوب ��ة‪ .‬و�أعق ��ب التدريب مبا�ش ��رة دوريات والمخ�ص�ص لهذه الغاية"‪.‬‬

‫�أعلن وزير االقت�ص���اد والتجارة نقوال نحا�س‪،‬‬ ‫�إن�ش���اء المجل�س الوطني للقيا�س برئا�سته‪ ،‬وت�ضم‬ ‫هيئة المجل����س المدير العام للإقت�ص���اد والتجارة‬ ‫باالناب���ة مدي���ر حماي���ة الم�س���تهلك ف����ؤاد فليفل‪،‬‬ ‫والمديرة العامة لم�ؤ�س�سة المقايي�س والموا�صفات‬ ‫ "ليبن���ور" بالتكلي���ف لينا درغ���ام‪ ،‬ومدير وحدة‬‫الجودة في ال���وزارة نائب رئي�س المجل�س اللبناني‬ ‫للإعتم���اد عل���ي برو وغيره���م‪ .‬وترمي ال���ى تنظيم‬ ‫القيا�س للمرة االولى في تاريخ لبنان الحديث‪.‬‬ ‫ق���ال مدير �ش����ؤون ال�ش���رق االو�س���ط و�آ�س���يا‬ ‫الو�س���طى ل�صندوق النقد الدولي م�سعود احمد ان‬ ‫ال�ص���ندوق يعتقد ان ال�ص���راع في �سوريا لي�س له‬ ‫ت�أثير يذكر حتى الآن على االقت�صاد اللبناني‪ ،‬وان‬ ‫ما يقلقه اكثر هو �ض���عف عملية و�ضع ال�سيا�سات‬ ‫في الحكومة اللبنانية‪.‬‬ ‫‪ ‬وا�ض���اف‪" :‬توقعاتن���ا للبنان ه���ي انه اكث���ر ت�أثرا‬ ‫بحقيقة ان هناك بع�ض التباط�ؤ في اال�س���تثمارات‬ ‫الداخلية نتيجة ال�ش���لل ال�سيا�س���ي هن���اك وبدرجة‬ ‫اقل بما يحدث في �سوريا ب�شكل مبا�شر"‪.‬‬ ‫تفق���د الخبي���ر الزراع���ي الإيطال���ي ميكاللي‬ ‫توت�شي يرافقه وفد من وزارة الزراعة‪� ،‬ضم رئي�سة‬ ‫دائرة البرامج ومن�س���قة الم�ش���روع ماجدة م�ش���يك‪،‬‬ ‫والخبي���ر الزراع���ي ف���ي المنظم���ة الإيطالي���ة غير‬ ‫الحكومية ح�سين حطيط ورئي�س���ة المركز الزراعي‬ ‫في �ش���حيم التابع للوزارة ميليا �ش���بير‪ ،‬احد حقول‬ ‫الزيتون في بلدة المغيرية‪ ،‬حيث و�ضعت الم�صائد‬ ‫لمتابع���ة ومراقب���ة ومكافحة الأمرا�ض والح�ش���رات‬ ‫التي ت�ص���يب �ش���جرة الزيتون‪ ،‬في ح�ضور رئي�س‬ ‫التعاونية الزراعية في المغيرية يا�سين م�صطفى‬ ‫و�أع�ض���اء‪ ،‬وذلك �ض���من م�ش���روع برنامج تح�س���ين‬ ‫نوعية زيت الزيتون اللبناني‪" ،‬م�شروع زيت لبنان"‬ ‫في المرحلة الثانية لهذه ال�س���نة‪� ،‬ض���من ن�شاطات‬ ‫الم�شروع الذي تنفذه وزارة الزراعة‪ ،‬وبتــــمويل من‬ ‫الحكومة الإيطالية‪.‬‬ ‫"المخاطر ال�سيادية في لبنان تبقى مرتفعة"‬ ‫هوعنوان التقرير الذي �أ�ص���درته مجموعة «�سيتي‬ ‫غ���روب» عن المخاطر ال�س���يادية ف���ي لبنان‪ .‬فهي‬ ‫ت�ش���ير‪ ،‬بح�سب الن�شرة الأ�س���بوعية لبنك بيبلو�س‪،‬‬ ‫�إلى �أن م�س���توى الت�صنيف ال يعك�س كامل م�ستوى‬ ‫المخاط���ر الفعلية على �س���ندات الدي���ن اللبنانية‪،‬‬ ‫وذلك مقارن ًة بما هو موجود في الأ�س���واق النا�شئة‬ ‫لدول لديها م�س���توى المخاطر عين���ه في لبنان‪� .‬إال‬ ‫�أن ه���ذا النمط يع���زى �إلى ال�س���يولة المرتفعة في‬ ‫القط���اع الم�ص���رفي اللبنان���ي‪ ،‬الذي يع��� ّد الحامل‬ ‫الأكبر ل�س���ندات اليوروبوندز ال�صادرة عن الدولة‬ ‫اللبنانية‪.‬‬

‫‪Issue 1 - October - 2012‬‬

‫‪9‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون لبنانية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫لبنان‪� :‬إحياء المجل�س االقت�صادي االجتماعي �أ�صبح �ضرورة‬ ‫هل اخط�أ لبنان حي ��ن ان�ش�أ المجل�س االقت�صادي‬ ‫االجتماع ��ي ع ��ام ‪ ،1995‬ولوالي ��ة ث�ل�اث �سنوات‬ ‫انطلق ��ت ع ��ام ‪ 1999‬ول ��م تج ��دد من ��ذ اكثر من‬ ‫ع�ش ��ر �سنين؟ وهل يعي لبنان �أهمية �إعادة �إحياء‬ ‫"م�ساح ��ة الح ��وار" التي يتيحه ��ا في ظل توافق‬ ‫ر�سم ��ي وروح ��ي عل ��ى دور حيوي في ه ��ذا الوقت‬ ‫ال�ضاغط �إجتماعيا" ومعي�شيا"؟‬ ‫بع ��د عق ��د كام ��ل م ��ن الغي ��اب‪ ،‬يطف ��و الت� ��أزم‬ ‫الإقت�ص ��ادي والمعي�ش ��ي الى �سط ��ح الإهتمامات‬ ‫بم ��ا دف ��ع المراج ��ع الر�سمي ��ة ال ��ى التطل ��ع نحو‬ ‫الم�ؤ�س�سات الت ��ي �أوكل �إليها الد�ستور البحث في‬ ‫الحلول الممكنة لما يعانيه المجتمع‪.‬‬ ‫المجل� ��س الإقت�ص ��ادي الإجتماعي ه ��و من ابرز‬ ‫البن ��ود الإ�صالحي ��ة ف ��ي وثيقة الوف ��اق الوطني‪.‬‬ ‫تق ��رر ان�ش ��ا�ؤه ع ��ام ‪ 1995‬تلبي ��ة لمطل ��ب �شعبي‬ ‫مزمن‪ .‬ف ��كان القان ��ون ‪( 389‬المع� �دّل بالقانون‬ ‫رقم ‪ )1996/533‬خطوة اولى نحو تعزيز الحوار‬ ‫والتع ��اون والتن�سي ��ق بي ��ن مختل ��ف القطاع ��ات‬ ‫الإقت�صادية الإجتماعي ��ة‪ ،‬اذ �أق ّر �إن�شاء "مجل�س‬ ‫�إ�ست�شاري يدعى المجل�س الإقت�صادي الإجتماعي‬ ‫تتمث ��ل فيه القطاعات الإقت�صادي ��ة والإجتماعية‬ ‫والمهني ��ة الرئي�سة"‪ .‬وما المر�س ��وم ال�صادر في‬ ‫‪( 1999‬رق ��م ‪ )1079‬لتحدي ��د الهيئ ��ات الأكث ��ر‬ ‫تمثي�ل�ا" �سوى مقدم ��ة لمر�سوم �ص ��در في العام‬ ‫عين ��ه وق�ض ��ى بت�ألي ��ف الهيئ ��ة العام ��ة للمجل�س‬ ‫لثالث �سنوات‪ ...‬بقيت يتيمة‪.‬‬ ‫خ�ل�ال تل ��ك الفت ��رة‪ ،‬تعاي�ش لبن ��ان م ��ع �أزماته‬ ‫الإجتماعي ��ة من دون ان ينجح في ح ّلها‪ ،‬وهذا ما‬ ‫جعلها في تفاقم م�ستم ��ر مع �إنفجارات محدودة‬ ‫وج ��دت لها معالجات من دون حلول جذرية او ما‬ ‫اتفق على ت�سميته �إ�صالحات‪ ،‬وعد لبنان المجتمع‬ ‫الدولي بتنفيذها في �أكثر من ملتقى وم�ؤتمر‪.‬‬ ‫وربم ��ا يكون الوقت ق ��د حان الي ��وم اللتفاتة نحو‬ ‫المجل�س الإقت�صادي الإجتماعي الذي �أُفرغ على‬ ‫م ��دى ع�شر �سنين م ��ن �شكله كما م ��ن م�ضمونه‪.‬‬ ‫فالمبن ��ى الذي يج ��اور ال�سرايا ومجل� ��س النواب‬ ‫ف ��ي و�س ��ط العا�صمة‪ ،‬اختي ��ر بعناية بغي ��ة توفير‬ ‫مق ّوم ��ات اال�ست�شارة الت ��ي كان يمكن ان تقدمها‬ ‫فئاته الممثل ��ة بـ‪ 71‬ع�ضوا" �أو �أقل ��ه �إبداء الر�أي‬ ‫في ال�سيا�سة الإقت�صادية والإجتماعية والمعي�شية‬ ‫للدولة‪ ،‬وفي ملفات يراها حيوية‪ .‬لكن البناء فرغ‬ ‫م ��ن �سكانه‪ ،‬وبق ��ي ال�شع ��ب ي�سدد الإيج ��ار عبر‬ ‫‪8‬‬

‫روجيه نسناس رئيس المجلس االقتصادي االجتماعي‬ ‫منذ تأسيسه حتى اليوم‬

‫خزين ��ة الدولة م ��ن دون ان يتلقى اي مردود على‬ ‫م�ساهمته في م�ؤ�س�سة كان يمكن ان يكون لها دور‬ ‫�أ�سا�س في حل �أزماته‪.‬‬ ‫فالت ��وازن القطاعي للهيئات ال� �ـ‪ 41‬يكفله القانون‬ ‫والنظام الداخلي للمجل�س‪ ،‬اذ ت�سمي تلك الهيئات‬ ‫‪ 183‬مر�شحا"‪ ،‬ويع ّين مجل�س الوزراء ‪ 61‬ع�ضوا"‬ ‫منه ��م �إ�ضاف ��ة ال ��ى ‪� 10‬أع�ض ��اء من اه ��ل الفكر‬ ‫والكفايات‪ ،‬لتت�شكل الهيئة العامة من ‪ 71‬ع�ضوا"‪.‬‬ ‫وتقوم الهيئة العامة (‪ 71‬ع�ضوا") ب�إنتخاب هيئة‬ ‫مكت ��ب من ‪� 9‬أع�ضاء التي تنتخب بدورها الرئي�س‬ ‫(كاثوليك ��ي "ميثاقي� � ًا") ونائ ��ب الرئي� ��س (�سني‬ ‫"ميثاقي ًا")‪ ،‬على �أن يع ّين مجل�س الوزراء مديرا"‬ ‫عاما" للمجل�س (�شيعي "ميثاقيا")‪.‬‬ ‫ه ��ذه �إذ ًا الآلي ��ة القانوني ��ة لإنتخ ��اب المجل� ��س‪،‬‬ ‫والت ��ي تحت ��اج ال ��ى وق ��ت وال �سيما ل ��دى تر�شيح‬ ‫ممثل ��ي بع�ض القطاعات مثل القطاعات التربوية‬ ‫نظرا" ال ��ى عدده ��ا (‪ .)28‬ورغم ع ��دم �سهولة‬ ‫التطبي ��ق‪ ،‬طلب مجل�س ال ��وزراء ثالث مرات في‬ ‫فت ��رة غياب ال�سنين الع�ش ��ر‪ ،‬وتحديدا" في عهد‬ ‫حكومات الرئي�س ف�ؤاد ال�سنيورة و�سعد الحريري‬ ‫ونجيب ميقاتي (في كانون االول ‪ ،)2011‬ت�سمية‬ ‫مر�شحي الهيئات من دون ان تف�ضي الظروف في‬ ‫حين ��ه الى �إع ��ادة احياء المجل� ��س‪ ،‬بما يدفع الى‬ ‫الت�سا�ؤل عن الم�ستفيد من غياب ذاك الدور‪.‬‬ ‫الحاج ��ة ف ��ي ال�ش� ��أن الإقت�ص ��ادي والإجتماع ��ي‬ ‫كبيرة‪ .‬فاالحوال الع�صيبة التي يعي�شها المجتمع‬ ‫نتيج ��ة �إهم ��ال المعالج ��ات تحت �ضغ ��ط المناخ‬ ‫ال�سيا�س ��ي المت�شن ��ج‪ ،‬دفع ��ت حكوم ��ة الرئي� ��س‬

‫العدد الأول‪ - ‬ت�شرين الأول (�أكتوبر) ‪٢٠١٢ -‬‬

‫ميقات ��ي ال ��ى ان�شاء "لجن ��ة الح ��وار الم�ستدام"‬ ‫بقرار رقم ‪ 2012/64‬لت�ض � ّ�م �أطراف الإنتاج �أي‬ ‫�أ�صحاب العمل (الهيئ ��ات الإقت�صادية) والعمال‬ ‫(الإتحاد العمال ��ي العام) برئا�س ��ة وزير العمل‪.‬‬ ‫وهدف ��ت ال ��ى ايج ��اد م�ساح ��ة ح ��وار لـ"تر�سيخ‬ ‫اجواء التهدئة والتعاون في ما بين طرفي الإنتاج‬ ‫وتفعي ��ل الحوار بينهما في �ش� ��أن مختلف ال�ش�ؤون‬ ‫والق�ضاي ��ا الإجتماعية والإقت�صادي ��ة وال�صحية‬ ‫و�سواها التي يت�ش ��اركان في الم�س�ؤولية ب�ش�أنها"‪.‬‬ ‫وكذل ��ك‪ ،‬اراد الرئي�س ميقات ��ي ان تكون ال�سرايا‬ ‫م�ضيف ��ة لح ��وار م ��ع اه ��ل البي ��ت الإقت�ص ��ادي‪،‬‬ ‫ف ��كان رئي�س ��ا" لإجتماع ��ات �ضمت ��ه ال ��ى �أركان‬ ‫الهيئ ��ات الإقت�صادي ��ة‪ .‬ولكن‪ ،‬يخ�ش ��ى ان توحي‬ ‫تلك اللقاءات ب�أنها ق ��د تكون بديال" من هيئة ال‬ ‫يمكن �إ�ستبدال دوره ��ا او �صالحياتها الممنوحة‬ ‫له ��ا بالد�ست ��ور والميث ��اق‪ ،‬وال �سيم ��ا ان تجارب‬ ‫اللج ��ان مري ��رة لأنه ��ا ل ��م تحم ��ل ف ��ي اي م ��رة‬ ‫الحلول المرتجاة‪.‬‬ ‫ف ��ي اي ح ��ال‪ ،‬ف ��ان ما ت ��ردد ع ��ن رغب ��ة رئي�س‬ ‫الجمهوري ��ة في دفع ملف �إع ��ادة �إحياء المجل�س‬ ‫الإقت�ص ��ادي الإجتماع ��ي وج ��د �آذان ��ا �صاغي ��ة‬ ‫لدى المراج ��ع الروحية والر�سمي ��ة المعنية‪ ،‬بما‬ ‫ي�ؤ�شر الى انف ��راج يخ�شى ان ي�ضع قرار البتّ في‬ ‫�ش�أنه في م�ساواة �سل ��ة التعيينات‪ .‬فلبنان مت�أخر‬ ‫ع�ش ��ر �سنين عن القيام بواجب ��ه في اعادة تعيين‬ ‫الهيئ ��ة العامة بما �ش ّل عم ��ل المجل�س طوال تلك‬ ‫الفترة‪ .‬فاذا كان َمن يرغب في ت�صحيح التوازن‬ ‫الطائف ��ي والمذهبي (ما دام الت ��وازن القطاعي‬ ‫م�ؤم ��ن بالقانون)‪ ،‬فان ن�س ��ب التمثيل في مجل�س‬ ‫النواب يمكن ان ت�ش ّكل الحل المطلوب كي ال يكون‬ ‫ذلك معوقا" جديدا" لتنفيذ قرار �أنتجه التوافق‬ ‫الر�سمي والروحي على اعادة �إحياء المجل�س‪.‬‬ ‫فه ��ل ت�صدق الدولة م ��ع نف�سها وتب ��رر تقاع�سها‬ ‫امام المجتمع عن ح ��ل م�شكالته؟ ام تم�ضي في‬ ‫تفري ��خ لج ��ان حوارية ف ��ي محاولة ل ��م تعد تقنع‬ ‫اع�ضاءها؟‬ ‫المجل� ��س االقت�ص ��ادي االجتماع ��ي عل ��ى موعد‬ ‫م ��ع اطاللة جدي ��دة لدور فاعل ف ��ي زمن الركود‬ ‫االقت�صادي‪ .‬فهل ُيمنح فر�صة الدفاع عن �صورته‬ ‫كم�ؤ�س�سة قادرة على �ضخّ دم جديد يكفل �إحداث‬ ‫تغيي ��ر ف ��ي �سل ��ة المطال ��ب واقتراح ��ات الحلول‬ ‫الناجعة لالزمات المتراكمة؟‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫الموجز العربي‬

‫�أ�سو�أ ازمة مالية تعانيها ال�سلطة الفل�سطينية‬ ‫تعاني ال�سلطة الفل�سطينية �أ�سو�أ �أزمة مالية منذ‬ ‫ت�أ�سي�سه ��ا في العام ‪ 1994‬عق ��ب �إتفاق ال�سالم‬ ‫ال ��ذي و ّق ��ع بين منظم ��ة التحري ��ر الفل�سطينية‬ ‫و�إ�سرائي ��ل‪ .‬وم ��ن حين ��ه‪ ،‬تعتم ��د ال�سلطة على‬ ‫م�ساع ��دات الدول المانح ��ة والعربية التي باتت‬ ‫عاج ��زة ب�سب ��ب الأزم ��ات ع ��ن الإ�ستم ��رار في‬ ‫تقديم الم�ساعدات‪.‬‬ ‫فبعد ي ��وم على اعالن وزير العم ��ل الفل�سطيني‬ ‫احم ��د مجدالن ��ي ان ال�سلط ��ة الفل�سطينية تمر‬ ‫ب�أزمة مالية "هي اال�سو�أ منذ ت�أ�سي�سها"‪ ،‬ك�شفت‬ ‫�صحيف ��ة "ه�آرت� ��س" الإ�سرائيلي ��ة �أن �صن ��دوق‬ ‫النق ��د الدول ��ي رف�ض طلب �إ�سرائي ��ل الح�صول‬ ‫عل ��ى قر�ض بقيمة ‪ 100‬ملي ��ون دوالر مخ�ص�ص‬ ‫لل�سلط ��ة الفل�سطيني ��ة لم�ساعدته ��ا ف ��ي تجنب‬ ‫�إنهي ��ار م�ؤ�س�ساته ��ا‪ .‬ولفتت ال ��ى �أن ال�صندوق‬ ‫ب� � ّرر موقفه برف�ضه تر�سيخ �سابقة �إقرا�ض دولة‬ ‫با�س ��م دولة اخ ��رى‪" ،‬علم ��ا ان ��ه ي�ستحيل على‬ ‫ال�سلط ��ة الفل�سطينية التقدم بطلب مماثل لأنها‬ ‫لي�ست دولة"‪.‬‬ ‫و�أوردت "ه�آرت� ��س" �أن رئي� ��س وزراء ال�سلط ��ة‬ ‫�س�ل�ام فيا� ��ض �إلتق ��ى عل ��ى هام� ��ش الم�ؤتم ��ر‬

‫ال�سنوي ل�صندوق النق ��د الدولي فى وا�شنطن‪،‬‬ ‫محافظ بن ��ك �إ�سرائيل �ستانل ��ى في�شر‪ ،‬وناق�ش‬ ‫معه الأزمة المالية الخطيرة‪.‬‬ ‫ووفق� � ًا لم�س� ��ؤول �إ�سرائيل ��ي‪ ،‬لف ��ت فيا� ��ض الى‬ ‫�أن دول منطق ��ة الي ��ورو والوالي ��ات المتح ��دة‬ ‫تعج ��ز ع ��ن الإ�ستمرار ف ��ي زي ��ادة م�ساعداتها‬ ‫ال ��ى ال�سلط ��ة ب�سبب الأزمات المالي ��ة‪ ،‬فيما لم‬ ‫تلتزم الدول العربي ��ة تعهداتها المالية وترف�ض‬ ‫الم�صارف الفل�سطينية تقديم �إعتمادات مالية‬ ‫لل�سلطة لعجزها عن ت�سديد ديونها‪ ،‬بما اف�ضى‬ ‫الى �أزمة �سيولة حادة‪.‬‬

‫رئيس حكومة السلطة الفلسطينية سالم فياض‪:‬‬ ‫الوضع المالي خطير‬

‫‪ 564‬مليون دوالر �إيرادات في �سنة‬ ‫للجمعيات الخيرية الر�سمية في المنطقة‬ ‫ت�ص ��درت ‪ 61‬جمعي ��ة خيرية م ��ن مختلف دول‬ ‫العال ��م العرب ��ي‪ ،‬قائم ��ة «فورب� ��س ‪ -‬ال�ش ��رق‬ ‫الأو�س ��ط» لـ «الجمعيات الخيرية الأكثر �شفافية‬ ‫في العال ��م العربي»‪ ،‬وبلغ ��ت الإيرادات ‪564.4‬‬ ‫ملي ��ون دوالر خالل �سنة �إلى اليوم‪ ،‬في حين بلغ‬ ‫�إجمالي الإنفاق على الم�شاريع الخيرية ‪428.8‬‬ ‫ملي ��ون دوالر‪ .‬وج ��اءت النتائج بزي ��ادة طفيفة‬ ‫ع ��ن ال�سن ��ة ال�سابق ��ة لجه ��ة ع ��دد الجمعي ��ات‬ ‫الخيرية الم�شاركة (‪ 55‬جمعية‪ ،‬بزيادة جمعية‬ ‫واحدة)‪.‬‬ ‫وتب ّي ��ن م ��ن خ�ل�ال تحلي ��ل التوزي ��ع الجغراف ��ي‬ ‫للجمعي ��ات الخا�ضع ��ة لمعايير القائم ��ة‪ ،‬هيمنة‬ ‫ال�سعودية بـ ‪ 19‬جمعية خيرية‪ ،‬تلتها فل�سطين في‬ ‫المركز الثاني بم�شاركة ‪ 13‬جمعية خيرية‪ .‬و�إحتل‬ ‫الأردن المرك ��ز الثال ��ث منا�صف ��ة م ��ع الإمارات‬

‫بم�شاركة �ست جمعيات لكل دولة‪ .‬وا�ستقر لبنان‬ ‫ف ��ي المركز الراب ��ع‪� ،‬إذ يحت�ضن خم�س جمعيات‬ ‫خيري ��ة‪ .‬وتقا�سم ال�سودان المرك ��ز ال�ساد�س مع‬ ‫البحري ��ن بوجود جمعيتين خيريتين لكل منهما‪،‬‬ ‫وحل ��ت تون� ��س وم�صر ف ��ي المرك ��ز ال�سابع عبر‬ ‫م�شاركة جمعية واحدة لكل منهما‪.‬‬ ‫و�أكدت رئي�س تحرير «فورب�س‪ -‬ال�شرق الأو�سط»‬ ‫خل ��ود العمي ��ان‪ ،‬ان قائم ��ة ه ��ذا الع ��ام �ضمت‬ ‫مجموع ��ة جديدة من الجمعي ��ات الخيرية التي‬ ‫تعم ��ل وفق �إطار م�ؤ�س�سي مهن ��ي‪ ،‬وعلى م�ستوى‬ ‫عال م ��ن التنظي ��م وال�شفافية‪� ،‬إ�ضاف ��ة �إلى �أن‬ ‫ٍ‬ ‫بع�ضها يحمل ال�صفة الديبلوما�سية في كثير من‬ ‫البل ��دان‪ ،‬من �أجل ت�سهي ��ل عمل هذه الجمعيات‬ ‫التي �أم�س ��ت منظمات خيري ��ة بموازنات كبيرة‬ ‫تعمل حول العالم‪.‬‬

‫�أعل���ن رئي����س غرفة �ص���ناعة دم�ش���ق وريفها‬ ‫با�س���ل الحموي �أنه تمت مناق�ش���ة فك���رة �أن يكون‬ ‫التب���ادل بي���ن �س���وريا وبع����ض ال���دول بالعمالت‬ ‫المحلية‪ ،‬اي بالليرة ال�س���ورية او اليوان ال�ص���يني‪،‬‬ ‫وذلك في اجتماع الغرفة مع حاكم م�ص���رف �سوريا‬ ‫المركزي ف���ي منت�ص���ف �آب (�أغ�س���ط�س) الفائت‪.‬‬ ‫ولف���ت �إل���ى �أن ثم���ة ‪ 47‬دولة وقعت عل���ى �إتفاق‬ ‫مماثل مع ال�صين‪ .‬وت�شير الأرقام الر�سمية �إلى �أن‬ ‫حجم الميزان التجاري بين �س���وريا وال�صين تجاوز‬ ‫في الـ‪ 2010‬ال���ـ‪ 75,16‬مليار ليرة (‪ 1,63‬مليار‬ ‫دوالر)‪� ،‬ش���كلت ال�صادرات ال�س���ورية �إلى ال�صين‬ ‫منها ‪ %5,2‬فقط‪.‬‬ ‫�أعلن رئي�س «هيئة ا�س���تثمار بغداد» �ش���اكر‬ ‫الزامل���ي �أن حج���م الأموال العربي���ة والأجنبية التي‬ ‫تدفقت �إلى العا�صمة العراقية بين ‪ 2008‬واليوم‬ ‫تجاوزت ثماني���ة مليارات دوالر‪ .‬و�أك���د �أن الأموال‬ ‫المذك���ورة ا�س���تثمر ‪ 25‬في المئة منه���ا‪ ،‬في حين‬ ‫يواجه ا�س���تثمار الباقي معوق���ات تتعلق بتعار�ض‬ ‫القواني���ن الحديثة م���ع قوانين �ص���درت في زمن‬ ‫النظام ال�سابق عن «مجل�س قيادة الثورة» المنحلّ ‪،‬‬ ‫بخا�ص���ة تمليك الأرا�ضي لم�ستثمرين‪ .‬و�أقر بوجود‬ ‫عقبة كبيرة تواجه تدفق الأموال العربية والأجنبية‬ ‫�إل���ى العراق‪ ،‬وتتمثل بعقوبات الأمم المتحدة التي‬ ‫ال تزال �س���ارية بعد رفع غالبيتها‪ .‬و�أفاد خبراء ب�أن‬ ‫الع���راق تمكّ ن من ج���ذب نحو ‪ 37‬ملي���ار دوالر من‬ ‫الأموال الأجنبية خالل ال�س���نوات الت�س���ع الما�ضية‪،‬‬ ‫ُت�ضاف �إليها اال�ستثمارات النفطية ال�ضخمة‪.‬‬ ‫ت ّو�ص���ل �ص���ندوق النق���د الدولي ال���ى �إتفاق‬ ‫تمهيدي مع االردن لتقديم ت�س���هيالت ائتمانية له‬ ‫بقيمة ملياري دوالر بغية دعم �إقت�ص���اده المترنح‬ ‫على �أجل ‪� 3‬س���نوات‪ .‬و�أو�ضح ال�صندوق �أن االردن‬ ‫تعر�ض ل�سل�سلة من "ال�صدمات" جاءت من الخارج‬ ‫وخ�صو�صا ً "الإنقطاعات المتكررة" ل�شحنات الغاز‬ ‫الآتية من م�ص���ر‪� ،‬إ�ض���افة ال���ى "�أو�ض���اع �إقليمية‬ ‫متوترة" �أثرت في ال�سياحة والإ�ستثمارات الأجنبية‬ ‫في ه���ذا البلد المجاور ل�س���وريا والع���راق‪" ،‬نتيجة‬ ‫لذلك تباط�أ النمو"‪ ،‬م�شيراً الى ان الحكومة االردنية‬ ‫تبنت برنامج �إ�صالحات لتح�سين الإقت�صاد‪.‬‬ ‫�إرتف���ع الدين الع���ام الأردني نح���و ‪ %12‬في‬ ‫الن�صف االول من ال�س���نة الى ‪ 15,16‬مليار دينار‬ ‫(‪ 21,3‬ملي���ار دوالر)‪ .‬ووف���ق وزارة الم���ال‪ ،‬نج���م‬ ‫االرتفاع عن نمو متزاي���د لكفاالت الحكومة لديون‬ ‫م�ؤ�س�س���ات وطني���ة ف���ي مقدمها �ش���ركة الكهرباء‬ ‫والتي ت�ص���نف كدين داخلي‪ ،‬وقد بلغت نحو ‪1,6‬‬ ‫مليار دينار في حزيران (يونيو)‪.‬‬

‫‪Issue 1 - October - 2012‬‬

‫‪11‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون عربية‬ ‫الموقف العربي‬

‫�إنتهت الفرحة وح ّلت �ساعة الجد !‬ ‫ق ��د ي ��ود ح ��كام م�ص ��ر الج ��دد تهنئ ��ة �أنف�سه ��م‬ ‫بالزي ��ارة الت ��ي ق ��ام به ��ا ف ��ي �آب (�أغ�سط� ��س)‬ ‫الفائ ��ت م�س�ؤولون من �صندوق النقد الدولي‪،‬‬ ‫والت ��ي ق ّدم ��وا خالله ��ا طلب ��ا" لإقترا� ��ض م ��ا‬ ‫يقرب من ‪ 5‬مليارات دوالر‪.‬‬ ‫كان هن ��اك الكثي ��ر م ��ن االبت�سام ��ات والكلمات‬ ‫الإيجابي ��ة ي ��دور ف ��ي الأج ��واء عندم ��ا ق ��ام‬ ‫الرئي�س محمد مر�سي ورئي�س حكومته ه�شام‬ ‫قندي ��ل بلق ��اء �ضيوفهم ��ا م ��ن �صن ��دوق النقد‬ ‫الدول ��ي‪ ،‬ولك ��ن ينبغ ��ي للم ��رء �أن يتذك ��ر �أن ��ه‬ ‫عندم ��ا يتعل ��ق الأمر بالث ��ورة الم�صري ��ة‪ ،‬لقد‬ ‫�إنته ��ت فرحة الفوز وباتت الحاجة ملحة الآن‬ ‫�إلى تحقيق �إنجازات جدية‪.‬‬ ‫لق ��د �إ�ستخ ��دم الم�س�ؤول ��ون ف ��ي الإخ ��وان‬ ‫الم�سلمين الذين تولوا منا�صب ر�سمية �شعارات‬ ‫وخطاب ��ات مطمئن ��ة ح ��ول م�ستقب ��ل بلده ��م‪،‬‬ ‫ولك ��ن هذا الكالم لن يطع ��م ‪ 80‬مليون �شخ�ص‬ ‫�أو �إقناع الر�أي العام الم�صري �أو بقية العالم �أن‬ ‫الأمور ت�سير على الطريق ال�صحيح‪.‬‬ ‫�أعلن ��ت وكال ��ة االت�صني ��ف الدولي ��ة "�ستاندرد‬ ‫�أن ��د بورز" في ‪� 23‬آب (�أغ�سط�س) المن�صرم ان‬ ‫التوقعات بالن�سبة الى م�صر ال تزال "�سلبية"‪.‬‬ ‫وعل ��ى الرغ ��م م ��ن �إعطائه ��ا بع� ��ض الثق ��ة‬ ‫وعالم ��ة �إيجابي ��ة للرئي�س مر�س ��ي على عمله‬ ‫الجي ��د على ما يب ��دو بالن�سبة الى عالقته مع‬ ‫الجي� ��ش‪ ،‬فقد �أ�شارت �إل ��ى �أن هناك �إ�ستمرارا"‬ ‫للمخاوف ب�ش�أن الأهداف ال�سيا�سية للحكومة‬ ‫وحالة "م�ؤ�س�سات الدولة الرئي�سة"‪.‬‬ ‫وتجد م�صر �صعوبة في �إ�ستيراد الوقود ب�سبب‬ ‫المخاوف ب�ش� ��أن الإ�ستقرار المالي وال�سيا�سي‬ ‫ف ��ي الب�ل�اد‪� .‬إن ح ��دوث �إجتماع واح ��د �إيجابي‬ ‫م ��ع م�س�ؤول ��ي �صن ��دوق النق ��د الدول ��ي ه ��و‬ ‫�ش ��يء‪ ،‬ولك ��ن غالبي ��ة الأ�شياء الأخ ��رى تحتاج‬ ‫ال ��ى التط ��رق له ��ا وتنفيذه ��ا م ��ن �أج ��ل ك�سب‬ ‫ثق ��ة الم�ستثمري ��ن ف ��ي جمي ��ع �أنح ��اء العالم‪.‬‬ ‫يمك ��ن لح ��كام م�صر الج ��دد الحديث في �شكل‬ ‫م�ستفي� ��ض ع ��ن كل الم�ش ��اكل الت ��ي ورثوه ��ا‪،‬‬ ‫لك ��ن ذل ��ك لن يفع ��ل الكثير من �أج ��ل تخفيف‬ ‫العبء الإجتماعي وتغيير الحالة الإقت�صادية‬ ‫المتردية‪.‬‬ ‫‪10‬‬

‫كان الو�ض ��ع الإقت�ص ��ادي ف ��ي المق ��ام الأول‬ ‫الحاف ��ز الرئي�س الذي �أ�شع ��ل الإنتفا�ضة التي‬ ‫ج ��اءت به ��م �إل ��ى ال�سلط ��ة‪ ،‬وم ��ا تحت ��اج �إلي ��ه‬ ‫م�ص ��ر الي ��وم ه ��و فري ��ق عم ��ل م ��ن الأذكي ��اء‪،‬‬ ‫والم�س�ؤولي ��ن الحكم ��اء المبدعي ��ن الذي ��ن‬ ‫يفهمون تعقيدات �إقت�صاد بلدهم‪ ،‬ف�ضال" عن‬ ‫ديناميات الأ�سواق الإقليمية والعالمية‪.‬‬ ‫يج ��ب عل ��ى الحكوم ��ة الت ��ي يقوده ��ا الأخوان‬ ‫الم�سلم ��ون الإبتع ��اد ع ��ن التفكي ��ر بت�شريع ��ات‬ ‫قانوني ��ة وغيره ��ا م ��ن التغيي ��رات عل ��ى‬ ‫ال�صعيدي ��ن ال�سيا�س ��ي والإجتماع ��ي الت ��ي ال‬ ‫يك ��ون له ��ا ت�أثير مبا�ش ��ر على معي�ش ��ة النا�س‪.‬‬ ‫يحت ��اج الفري ��ق الحاك ��م ف ��ي القاه ��رة ال ��ى �أن‬ ‫يتمت ��ع بفه ��م مع ّق ��د ح ��ول الطريق ��ة الت ��ي‬ ‫يمك ��ن لم�ص ��ر بال�ضب ��ط م ��ن خالله ��ا ت�أمي ��ن‬ ‫الإي ��رادات‪ ،‬و�إنعا� ��ش القطاع ��ات الإقت�صادي ��ة‬ ‫الت ��ي له ��ا الق ��درة الإنتاجي ��ة الأكب ��ر‪ ،‬وغيرها‬ ‫من التفا�صيل المهمة للغاية‪.‬‬ ‫الواق ��ع ان الو�ضع في م�ص ��ر ي�شبه الو�ضع في‬ ‫اليون ��ان مع ف ��ارق كبير‪ :‬اليون ��ان لديها ب�ضع‬ ‫ع�شرات من الدول م�ستعدة لتقديم الم�ساعدة‬ ‫له ��ا بحي ��ث ال يت�أث ��ر الإقت�ص ��اد الأوروبي‪ ،‬في‬ ‫حي ��ن تفتق ��ر م�صر الى مثل هك ��ذا �شبكة �أمان‬ ‫وا�سعة النطاق‪.‬‬ ‫يج ��ب عل ��ى ح ��كام م�ص ��ر الج ��دد �أن يبرهن ��وا‬ ‫عل ��ى وج ��ود م�ستوى كبير م ��ن ال�شفافية فيما‬ ‫ه ��م يبح ��رون ب�سفينتهم عبر الأم ��واج العاتية‬ ‫بعيدا" من الكارثة‪ .‬في حين �أنهم قد �إتخذوا‬ ‫الخطوة الأول ��ى نحو بناء م�صداقيتهم خالل‬ ‫محادث ��ات �آب (�أغ�سط�س) الفائت مع �صندوق‬ ‫النق ��د الدول ��ي‪ ،‬يج ��ب �أن يكون ��وا �أي�ض ��ا �أكث ��ر‬ ‫�صراح ��ة م ��ع ال�شع ��ب الم�ص ��ري‪ .‬عليه ��م �أن‬ ‫يكون ��وا �صادقي ��ن بالن�سب ��ة ال ��ى الت�ضحي ��ات‬ ‫التي يحتاجونها من ��ه‪ ،‬ومن �سيكون م�س�ؤوال"‬ ‫ع ��ن الف�شل ف ��ي تحقي ��ق التنمي ��ة االقت�صادية‬ ‫والتق ��دم‪� .‬إن �إفتع ��ال �صخ ��ب محق ق ��د يك�سب‬ ‫ح ��كام م�صر فترة �سماح ق�صي ��رة‪ ،‬لكن النتائج‬ ‫الملمو�س ��ة هي الوحيدة التي �ستنقذ م�ستقبل‬ ‫البالد المع ّر�ض للخطر‪.‬‬ ‫القاهرة ‪ -‬محمد عبد المتولي‬

‫العدد الأول‪ - ‬ت�شرين الأول (�أكتوبر) ‪٢٠١٢ -‬‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫"وول �ستريت جورنال"‪:‬‬ ‫دم�شق ّ‬ ‫خططت ال�ستخدام‬ ‫الم�صارف الرو�س ّية‬ ‫لتجنّب العقوبات‬

‫نائب رئيس الوزراء السوري قدري جميل‪:‬‬ ‫إتفاقات سرية مع موسكو‬

‫�أوردت �صحيف ��ة "وول �ستري ��ت جورن ��ال"‬ ‫الأميركي ��ة‪� ،‬أن النظ ��ام ال�س ��وري و�ض ��ع‬ ‫خططا" م ��ن �ش�أنها �إ�ستخ ��دام الم�صارف‬ ‫الرو�سي ��ة "كج ��زء من جه ��وده لتجنب �آثار‬ ‫العقوب ��ات الأميركية والأوروبية المفرو�ضة‬ ‫علي ��ه‪ ،‬وال �سيم ��ا ف ��ي القطاعي ��ن النفطي‬ ‫والم�صرف ��ي م ��ن ناحية‪ ،‬وتعزي ��ز عالقاته‬ ‫بمو�سكو من ناحية �أخرى"‪.‬‬ ‫وا�ستندت ال�صحيفة ال ��ى وثائق معلوماتية‬ ‫�سوري ��ة �أوردتها في �سي ��اق تقرير بثته على‬ ‫موقعه ��ا الإلكترون ��ي‪ ،‬لت�ؤك ��د �أن م�س�ؤولين‬ ‫بارزي ��ن في الحكوم ��ة ال�سورية عقدوا على‬ ‫م ��دار الأ�سابي ��ع القليل ��ة الما�ضي ��ة �سل�سلة‬ ‫م ��ن االجتماعات لمناق�ش ��ة �سبل ا�ستئناف‬ ‫التعامالت المالية عق ��ب حرمان الحكومة‬ ‫ف ��ي دم�شق من �إج ��راء معامالت م�صرفية‬ ‫وتجارية مع الدول الغربية‪ .‬و�أ�شارت الى ان‬ ‫نائ ��ب رئي�س الوزراء ال�س ��وري قدري جميل‬ ‫�أعل ��ن �أن ب�ل�اده ورو�سي ��ا ناق�شت ��ا اتفاقات‬ ‫طويل ��ة الأمد ف ��ي مجال النف ��ط في خالل‬ ‫اجتماعات عقدت في مو�سكو بين م�س�ؤولي‬ ‫البلدين‪.‬‬ ‫و�أك ��دت ان تل ��ك الوثائ ��ق ر�ص ��دت �أي�ض ��ا‬ ‫العراقيل الت ��ي تواجه الحكوم ��ات الغربية‬ ‫�أمام ا�ستمرار فر� ��ض عقوبات �شاملة �ضد‬ ‫�سوريا‪ ،‬في الوقت الذي تحافظ دم�شق على‬ ‫متانة عالقاتها وتحالفها مع مو�سكو‪.‬‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫مهرب‬ ‫ن�صف الأموال المح ّولة من العراق ّ‬

‫ك�ش ��ف م�س� ��ؤول عراقي بارز ان ن�ص ��ف الأموال‬ ‫المحول ��ة م ��ن العراق �إل ��ى الخ ��ارج منذ ‪2004‬‬ ‫�أم ��وال م َه ّرب ��ة‪ ،‬م�ؤك ��دا" �أن ه ��ذه الأم ��وال لم‬ ‫تقابله ��ا ب�ضائ ��ع �أو خدم ��ات �أو �إيف ��اء لدي ��ون‬ ‫مترتب ��ة �إثر تعامالت تجارية وغيرها‪ ،‬بل يمكن‬ ‫�إدراجها �ضم ��ن �إطار التهريب لم�صلحة جهات‬ ‫و�صفها بالمافي ��ا ترتبط بمفا�صل عديدة داخل‬ ‫الدول ��ة العراقية وخارجه ��ا‪ .‬وتتبادل ال�سلطتان‬ ‫الت�شريعية والتنفيذية �إتهام ��ات بتهريب �أموال‬ ‫من �ضمن الإطار الر�سمي �أو ما يعرف بحواالت‬ ‫الم�صرف المركزي العراق ��ي لم�صلحة زبائنه‬ ‫من م�صارف �أهلية و�شركات مالية‪.‬‬ ‫وكان الأمي ��ن الع ��ام لمجل� ��س ال ��وزراء عل ��ي‬ ‫الع�ل�اق‪ ،‬اعت ��رف ب� ��أن خم�س ��ة ف ��ي المئ ��ة من‬ ‫التحوي�ل�ات الخارجي ��ة فق ��ط تُعتب ��ر قانونية‪،‬‬ ‫م�ؤكد ًا ان "المبال ��غ التي هُ ّربت خالل ال�سنوات‬ ‫الما�ضي ��ة تقدر بـ ‪ 180‬ملي ��ار دوالر"‪ ،‬ومعتبرا"‬ ‫"ان الحكوم ��ة عندم ��ا تحاول تكثي ��ف رقابتها‬ ‫على حرك ��ة الأموال‪ ،‬ف�إن ذل ��ك ال يعد تدخال"‬ ‫ف ��ي عمل الم�ص ��رف المركزي ب ��ل ي�أتي بهدف‬ ‫الحفاظ على المال العام"‪.‬‬ ‫وقال‪ُ :‬‬ ‫"طل ��ب من المركزي ت�شديد الرقابة على‬ ‫حركة الأموال وتفعيل مكتب المفت�ش العام الذي‬ ‫عين ��ه رئي� ��س ال ��وزراء‪� ،‬إال ان الم�ص ��رف رف�ض‬ ‫مبا�ش ��رة المكتب عمله"‪ ،‬مو�ضحا" ان «محافظ‬ ‫المرك ��زي تعهد ب�إتخاذ بع� ��ض الإجراءات للحد‬ ‫م ��ن عملي ��ات تهري ��ب العمل ��ة ومراقب ��ة عم ��ل‬

‫رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي‪:‬‬ ‫ما هي خطته لمجابهة عمليات التهريب؟‬

‫الم�صارف‪ ،‬لك ��ن الحكومة لم تلم� ��س �أية نتائج‬ ‫للإج ��راءات وو�صل ��ت الأمور �إل ��ى ان ُيح ّول من‬ ‫الع ��راق ‪ 180‬ملي ��ار دوالر م ��ن دون م�ستن ��د �أو‬ ‫وثيق ��ة تحوي ��ل �أو �إخ ��راج‪ ،‬خ�صو�ص� � ًا ان المبلغ‬ ‫يمث ��ل ن�ص ��ف �إي ��رادات البالد خ�ل�ال ال�سنوات‬ ‫الما�ضية"‪ .‬ووف ��ق الم�ص ��رف المركزي‪ ،‬تمكن‬ ‫مزاد العم�ل�ات الذي ُي�شرف علي ��ه منذ ‪،2004‬‬ ‫من بيع نحو ‪ 200‬مليار دوالر �إلى م�صارف �أهلية‬ ‫و�شركات تحوي ��ل مالي‪ ،‬وتراوحت معدالت البيع‬ ‫اليومية بين ‪ 125‬مليون دوالر و‪ 200‬مليون خالل‬ ‫خم� ��س جل�سات ف ��ي الأ�سب ��وع‪ .‬و�سجل ��ت �أ�سعار‬ ‫�ص ��رف ال ��دوالر ف ��ي مقاب ��ل الدين ��ار‪ ،‬قبل بدء‬ ‫�آلي ��ات المزاد‪� ،‬ألفين و‪ 400‬دينار للدوالر‪ ،‬بينما‬ ‫يبلغ ال�سعر حاليا" �ألفا" و‪ 120‬دينارا" للدوالر‪،‬‬ ‫كم ��ا نجح الم�ص ��رف المركزي ف ��ي تقليل ن�سب‬ ‫الت�ضخم من ‪ 59‬في المئة �إلى اقل من �سبعة في‬ ‫المئة خالل ال�سنين الت�سع الما�ضية‪.‬‬

‫البنك الدولي‪ :‬الإقت�صاد الفل�سطيني ال يكفي لدعم �إقامة دولة‬ ‫ر�أى البن ��ك الدول ��ي ان "ق ��وة الإقت�ص ��اد‬ ‫الفل�سطيني ال تزال غير كافية لدعم �إقامة دولة‬ ‫م�ستقلة"‪ ،‬داعيا" الى "تقلي�ص نفقات ال�سلطة‬ ‫الفل�سطيني ��ة وتر�شي ��د العم ��ل ف ��ي الم�ؤ�س�سات‬ ‫الر�سمية"‪.‬‬ ‫وج ��اء ف ��ي تقري ��ر جديد اع ��ده البن ��ك الدولي‬ ‫ان "ال�سلط ��ة الفل�سطيني ��ة �أح ��رزت تقدم ��ا"‬ ‫م�ستم ��را" ف ��ي مج ��ال �إقام ��ة الم�ؤ�س�س ��ات‬ ‫ال�ضروري ��ة للدول ��ة الم�ستقبلية‪ ،‬لكن ��ه ال يمكن‬ ‫بن ��اء الق ��درة الإقت�صادي ��ة عل ��ى الم�ساع ��دات‬ ‫الخارجي ��ة والتبرع ��ات وحدها‪ ،‬وتالي ��ا" يتع ّين‬

‫عل ��ى ال�سلطة تعزيز التب ��ادل التجاري وت�شجيع‬ ‫النمو في القطاع الخا�ص"‪.‬‬ ‫وق ��ال ان "الإج ��راءات الأمني ��ة الت ��ي تتخذها‬ ‫�إ�سرائي ��ل ال تزال تع ّوق زي ��ادة الإ�ستثمارات في‬ ‫مناطق ال�سلطة الفل�سطينية"‪ ،‬معتبرا" �أنه "ما‬ ‫لم يتم التو�صل الى ت�سوية �سيا�سية‪ ،‬من ال�صعب‬ ‫العمل على ازالة هذه المع ّوقات"‪.‬‬ ‫ودع ��ا البنك الدول ��ي ال�سلط ��ة الفل�سطينية الى‬ ‫"مح ��اكاة بع�ض الدول الآ�سيوي ��ة التي حققت‬ ‫ن�سب ��ة نم ��و عالي ��ة بف�ض ��ل مبادالته ��ا التجارية‬ ‫الدولية"‪.‬‬

‫�أعل���ن معاون مدير الإنت���اج النباتي في وزارة‬ ‫الزراعة ال�س���ورية ريا�ض ابرهيم �أن �س���وريا تتبو�أ‬ ‫مرك���زا" متقدم���ا" عالمي���ا" ف���ي �إنتاج الل���وز‪�" ،‬إذ‬ ‫احتلت المرتبة الثانية في ‪ 2005‬وال�ساد�س���ة في‬ ‫‪ 2009‬ب�إنت���اج و�ص���ل �إلى ‪� 97‬أل���ف طن‪ ،‬واحتلت‬ ‫المرتبة ال�ساد�س���ة �أي�ض���ا" في ‪ 2010‬ب�إنتاج ‪73‬‬ ‫�ألف طن‪ .‬وقال �إن زراعة �أ�ش���جار اللوز في �س���وريا‬ ‫ت�أت���ي في المرتب���ة الثانية بعد الزيت���ون من حيث‬ ‫الم�ساحة‪ ،‬وت�شكل ‪ %26‬من �إجمالي الم�ساحة الكلية‬ ‫الم�شجرة‪ .‬وتبلغ الم�ساحة الم�ستثمرة ب�أ�شجار اللوز‬ ‫‪� 71‬ألف هكتار مزروعة بـ‪ 29,5‬مليون �شجرة‪ ،‬منها‬ ‫‪ 21‬مليون �شجرة في طور االثمار ومن المخطط لها‬ ‫�أن تنتج نحو ‪� 220‬ألف طن من الثمار‪.‬‬ ‫�أعلن���ت "مجموع���ة المط���ار الدول���ي"‪ ،‬ال�ش���ركة‬ ‫الأردني���ة الم�س����ؤولة عن �إع���ادة ت�أهيل مط���ار الملكة‬ ‫علي���اء الدولي وتو�س���يعه وت�ش���غيله‪ ،‬تحقي���ق تقدم‬ ‫�ض���خم في عملية تجديد م�ستودعات المطار الرئي�سة‬ ‫التي ت�شكل عن�صراً مهما ً في �سال�سل التزويد‪ .‬وبد�أت‬ ‫عملي���ة التطوي���ر ع���ام ‪ ،2007‬فور ت�س���لم المجموعة‬ ‫عملية �إدارة المطار‪ ،‬بينما ت�أتي هذه الخطوة كجزء من‬ ‫�إ�س���تراتيجية طويلة الأمد‪ ،‬ت�س���عى �إلى �إ�ضفاء مكانة‬ ‫�إقليمية له‪ .‬و�إ�ستهدفت التجديدات الجوانب الأ�سا�س‬ ‫للبني���ة التحتي���ة اللوجي�س���تية والت�ص���ميم الداخل���ي‬ ‫و�إعادة هند�س���ة العمليات و�سل�س���لة تزويد المخزون‬ ‫و�إدارته‪ ،‬م�ستخدمة �أحدث التطبيقات التقنية‪.‬‬ ‫�أعلن���ت �ألمانيا ا�س���تعدادها للعمل م�س���تقبالً‬ ‫مع الحكومة اليمنية الجديدة للإعمار وم�س���اعدتها‬ ‫لتنفي���ذ م�ش���اريع �إنمائية‪ ،‬خ�صو�ص���ا ً ف���ي مجالي‬ ‫التعليم والتدريب المهني وت�أمين مياه ال�شفة‪.‬‬ ‫وقررت برلي���ن رفع الم�س���اعدة المالي���ة الإنمائية‬ ‫الت���ي �أقرته���ا في خري���ف العام الما�ض���ي من ‪85‬‬ ‫�إل���ى ‪ 100‬مليون يورو‪ ،‬يجري �ص���رفها على مدى‬ ‫�س���نتين‪ .‬ولف���ت بيان �ص���ادر ع���ن وزارة التعاون‬ ‫االقت�ص���ادي والإنمائ���ي الألماني���ة �أن م�س����ؤولين‬ ‫�أجروا مع وفد حكومي يمني برئا�سة وزير التخطيط‬ ‫والتعاون الدولي محمد ال�سعدي محادثات في بون‬ ‫بهدف �إعادة تن�شيط الم�ساعدات الإنمائية وتعزيز‬ ‫العالقات القائمة في هذا المجال بين الحكومتين‪.‬‬ ‫ق���ال م�س����ؤول كبير في قطاع النق���ل �إن جنوب‬ ‫ال�س���ودان يبحث عن �شركة طيران عالمية لم�ساعدته‬ ‫في ت�ش���غيل ناقلته الولي���دة من خالل �ش���راكة بين‬ ‫القطاعين العام والخا�ص وي�أمل في �أن يختار �شركة‬ ‫في غ�ضون �شهر‪ .‬وقال مايوم كوك مالك نائب وزير‬ ‫النقل في مقابلة "�سنقيم �شراكة مع القطاع الخا�ص‬ ‫لإن�ش���اء �ش���ركة طيران لجنوب ال�س���ودان‪� ...‬س���تدار‬ ‫تجاريا من جانب �شركة عالمية مرموقة"‪.‬‬

‫‪Issue 1 - October - 2012‬‬

‫‪13‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون عربية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫خير الكالم‬

‫اليمن يحتاج الى �أكثر من معونة غذائية‬ ‫اليم ��ن ف ��ي �أزمة‪ .‬لق ��د �سمع الجمي ��ع حتى الآن‬ ‫ع ��ن �أزم ��ة الغ ��ذاء الكارثي ��ة ف ��ي تل ��ك الب�ل�اد‪،‬‬ ‫و�شاه ��دوا في ال�صحف وعل ��ى �شا�شات التلفزيون‬ ‫�ص ��ور الأطف ��ال والم�سني ��ن الذي ��ن يعان ��ون م ��ن‬ ‫�س ��وء التغذي ��ة‪ .‬ما يق ��رب من ن�ص ��ف ال�سكان‪10 ،‬‬ ‫ماليين ن�سم ��ة‪ ،‬يت�ض ّورون من الجوع‪ ،‬في حين‬ ‫�أن حوالي ‪ 300,000‬طفل يعانون من �سوء تغذية‬ ‫قا�س و�شديد‪.‬‬ ‫ودفع ��ت الأزم ��ة الإن�ساني ��ة ف ��ي اليم ��ن ب ��دول‬ ‫مجل� ��س التع ��اون الخليج ��ي‪ ،‬وخ�صو�ص ��ا" دول ��ة‬ ‫الإم ��ارات والمملك ��ة ال�سعودي ��ة‪ ،‬ال ��ى الإ�ستجابة‬ ‫للم�ساع ��دة ال�سريع ��ة‪ .‬و�أعلن ��ت هيئ ��ة اله�ل�ال‬ ‫الأحم ��ر الإماراتي حمل ��ة "�ساندهم" التي بد�أت‬ ‫ي ��وم ‪ 29‬حزيران (يوني ��و) الما�ضي‪ ،‬حيث جمعت‬ ‫ماليي ��ن ال ��دوالرات لتوفي ��ر الدع ��م الإن�سان ��ي‬ ‫الفوري لليمن‪.‬‬ ‫ال�ش ��ك ان حمل ��ة "�ساندهم" ه ��ي ا�ستجابة نبيلة‬ ‫من قيادة الدولة والمجتمع في الإمارات لتلبية‬ ‫الملحة‪ .‬في حين �أن م�ساعدات‬ ‫�إحتياجات اليمن ّ‬ ‫الإغاث ��ة تب ��دو ال�ش ��يء ال�صحي ��ح ال ��ذي ينبغ ��ي‬ ‫القي ��ام به‪ ،‬و�سوف تنقذ بالت�أكيد حياة الكثيرين‪،‬‬ ‫علين ��ا �أن نتذك ��ر �أن الغ ��ذاء لي�س دائم ��ا" كافيا"‪.‬‬ ‫م ��ع العلم ان �إمدادات الط ��وارئ وت�أمين الم�أوى‬ ‫والرعاي ��ة ال�صحي ��ة والمياه النظيف ��ة كلها �أمور‬ ‫�ضرورية و�أ�سا�سية‪.‬‬ ‫ولكن ماذا بعد ذلك؟‬ ‫الواق ��ع ان اليمنيي ��ن ال يعانون من �سوء التغذية‬ ‫ب�سب ��ب نق�ص المواد الغذائي ��ة‪ ،‬ولكن لأنهم غير‬ ‫قادرين على �شراء الغذاء الذي هو متاح فعليا"‪.‬‬ ‫ان �أزم ��ة اليم ��ن الإن�ساني ��ة ل ��م تك ��ن مفاجئ ��ة‪.‬‬ ‫فالو�ض ��ع الم ��زري نات ��ج ع ��ن التخ ّل ��ف المزم ��ن‪،‬‬ ‫وال ��ذي تفاقم ب�سبب �سن ��وات من ال�صراع والنمو‬ ‫البط ��يء‪ .‬وعل ��ى الرغم م ��ن تخل� ��ص البالد من‬ ‫الرئي� ��س ال�ساب ��ق عل ��ي عب ��د اهلل �صال ��ح بع ��د ‪33‬‬ ‫عام ��ا" ق�ضاه ��ا ف ��ي ال�سلط ��ة‪ ،‬ال ت ��زال �أ�ص ��داء‬ ‫الم�ش ��اكل ال�سيا�سية والإجتماعي ��ة والإقت�صادية‬ ‫التي تلت ذلك تتزايد وتتع ّقد‪.‬‬ ‫لق ��د زادت الإنتفا�ض ��ات ال�شعبي ��ة ال�ضغ ��ط عل ��ى‬ ‫بيئة متقلبة فعلي ��ا" ما �أدّى الى ركود �إقت�صادي‪،‬‬ ‫وت�ض ��ا�ؤل في احتياطات النف ��ط وبالتالي تراجع‬ ‫‪12‬‬

‫عائدات ��ه‪� ،‬إ�ضافة الى م�شاكل البالد المزمنة مع‬ ‫النق� ��ص الح ��اد ف ��ي المي ��اه وتزايد ع ��دد ال�سكان‬ ‫ حي ��ث ان الثلثي ��ن ه ��م دون �س ��ن ال‪ ،24‬وثلث ��ا"‬‫عاط�ل�ا" ع ��ن العم ��ل‪ .‬اليمن ه ��و �أفق ��ر دولة في‬ ‫ال�ش ��رق الأو�س ��ط مع ‪ 40‬في المئ ��ة من مواطنيه‬ ‫يعي�شون على �أقل من دوالرين في اليوم‪ ،‬و ‪ 50‬في‬ ‫المئ ��ة هم م ��ن الأميين (وفق ��ا" لبيانات منظمة‬ ‫اليوني�سيف)‪ .‬ومع ت�شكيل الأطفال ما يقرب من‬ ‫ن�ص ��ف عدد ال�سكان تواجه الب�ل�اد فعليا" الكثير‬ ‫م ��ن التحدي ��ات‪ ،‬بم ��ا ف ��ي ذل ��ك �إنخفا� ��ض معدل‬ ‫ت�سجي ��ل الموالي ��د‪ ،‬وهب ��وط مع ��دل الإلتح ��اق‬ ‫بالمدار�س‪ ،‬والزواج المبكر‪.‬‬ ‫و�أم ��ام كل تل ��ك الم�ش ��اكل مجتمع ��ة‪ ،‬لدي ��ك �أمة‬ ‫ت�صارع �أزمة �إن�سانية كارثية‪.‬‬ ‫ان معالجة �سوء التغذية والفقر ال تعني �أن نر�سل‬ ‫عل ��ب الحلي ��ب المجف ��ف‪ ،‬و�أكيا� ��س الأرز و�أل ��واح‬ ‫التم ��ر‪ .‬والحقيق ��ة ان م ��ا ل ��م ي�ستط ��ع الكثيرون‬ ‫�إدراك ��ه ه ��و انه حت ��ى لو تم �إحت ��واء الأزم ��ة‪ ،‬ف�إن‬ ‫جي�ل�ا" من ال�س ��كان �سينم ��و مع �ضع ��ف وتدهور‬ ‫في الإدراك والمعرفة نتيجة ل�سوء التغذية‪.‬‬ ‫يحت ��اج الأطف ��ال اليمني ��ون �إل ��ى الع ��ودة �إل ��ى‬ ‫المدار� ��س والتمت ��ع بحال ��ة �صحي ��ة جي ��دة‪ .‬كما‬ ‫يري ��د �أهله ��م الع ��ودة �إل ��ى العمل ك ��ي ي�ستطيعوا‬ ‫ت�أمين الطعام و�شراء الأدوية والمالب�س لهم‪.‬‬ ‫لقد �إ�ستجاب البع� ��ض لحاالت الطوارئ وقدموا‬ ‫الم�ساعدات ال�سريعة‪ .‬لكن ذلك لن يحل الأزمة‪،‬‬ ‫كم ��ا انه بالت�أكيد لن ي�ستطيع منع حدوثها‪� .‬إنها‬ ‫في الواقع حل ق�صير الأجل‪ .‬التحديات المزمنة‬ ‫مث ��ل الفقر والجوع والبطال ��ة هي �أكثر تعقيدا"‬ ‫ويلزمها �أكثر من ذلك للمعالجة‪.‬‬ ‫الواق ��ع ان ��ه �إذا ل ��م يت ��م توفي ��ر الم ��واد الغذائية‬ ‫والم�ساع ��دات ذات ال�صل ��ة للتخفي ��ف م ��ن ح ��دة‬ ‫الج ��وع على نحو ف ّع ��ال‪ ،‬فقد يك ��ون لذلك ت�أثير‬ ‫�ضار �أي�ض ��ا" على الإقت�صاد‪ .‬فعلى �سبيل المثال‪،‬‬ ‫�إن ل ��م يت ��م �ش ��راء عيني ��ة الم�ساع ��دات الغذائي ��ة‬ ‫محلي ��ا"‪ ،‬يمكن �أن ت�سب ��ب العملية �إختالالت في‬ ‫ال�س ��وق وتق ّو� ��ض �أو�ضاع المزارعي ��ن المحليين‪.‬‬ ‫وله ��ذا ال�سبب‪ ،‬كان قرار دول ��ة الإمارات العربية‬ ‫المتح ��دة ذكي ��ا" وف ّع ��اال" عندم ��ا ق ّدم ��ت منحة‬ ‫قدره ��ا حوال ��ي ‪ 150‬ملي ��ون دوالر ل�ش ��راء المواد‬

‫العدد الأول‪ - ‬ت�شرين الأول (�أكتوبر) ‪٢٠١٢ -‬‬

‫الغذائي ��ة من ال�سوق المحلي ��ة وتوزيعها ب�صورة‬ ‫عاجلة على ال�شعب اليمني‪.‬‬ ‫وم ��ع ذل ��ك ف� ��إن الم�ساع ��دات الطارئ ��ة ل ��ن تقدم‬ ‫ح�ل�ا" �سحري ��ا"‪� .‬إنه ��ا ج ��زء ال يتج ��ز�أ م ��ن‬ ‫الإ�ستجاب ��ة الأول ��ى لح ��االت الط ��وارئ لإ�سترداد‬ ‫العافية الطبيعية التي يتع ّين من بعدها التركيز‬ ‫على التنمية الطويلة الأجل‪.‬‬ ‫ف ��ي ‪� 4‬أيل ��ول (�سبتمب ��ر) الما�ضي �أك ��دت نائبة‬ ‫رئي�س البن ��ك الدول ��ي لل�شرق االو�س ��ط و�شمال‬ ‫�إفريقيا �إينغر �أندر�سن خ�ل�ال م�ؤتمر المانحين‬ ‫المخ�ص� ��ص لليم ��ن في الريا�ض ال ��ذي �شاركت‬ ‫في ��ه ‪ 35‬دول ��ة‪،‬ان �إجمال ��ي تعه ��دات المانحين‬ ‫بل ��غ ‪ 6,4‬ملي ��ارات دوالر لم�ساع ��دة �صنع ��اء في‬ ‫مكافحة الإرهاب وتنمية �إقت�صاد البالد‪ ،‬منها ‪4‬‬ ‫ملي ��ارات �أعلنها �إجتماع "�أ�صدقاء اليمن" الذي‬ ‫�إ�ست�ضافت ��ه الريا� ��ض في �أيار (ماي ��و) الفائت‪،‬‬ ‫بينها ‪ 3,25‬مليارات من ال�سعودية‪.‬‬ ‫التنمي ��ة والأم ��ن هم ��ا وجه ��ان لعمل ��ة واح ��دة‪.‬‬ ‫وق ��د �ص ��رح وزي ��ر التخطي ��ط اليمن ��ي محم ��د‬ ‫�سع ��دي في �أيار (ماي ��و) الما�ضي‪" :‬ان الم�شاريع‬ ‫الإ�ستثماري ��ة‪ ،‬عل ��ى �أهميته ��ا‪ ،‬يمك ��ن ت�أجيله ��ا‪،‬‬ ‫ولك ��ن ال يمكن ت�أجيل الم�ساع ��دات الإن�سانية"‪.‬‬ ‫الحقيق ��ة ان المجتم ��ع الدول ��ي ف ��ي حاج ��ة �إل ��ى‬ ‫تكري� ��س �إهتم ��ام �أكب ��ر ومن ��ح الم ��وارد الالزم ��ة‬ ‫لتحدي ��ات التنمي ��ة ف ��ي اليم ��ن‪ ،‬لأن ��ه ما ل ��م يتم‬ ‫تن ��اول التنمي ��ة ف ��ي وقت واح ��د مع الأم ��ن ‪ ،‬ف�إن‬ ‫الأخير �سوف ينهار‪.‬‬ ‫لك ��ي يزده ��ر اليم ��ن ويخ ��رج �أهله م ��ن محنتهم‪،‬‬ ‫تتطل ��ب الإ�ستجاب ��ة لح ��االت الط ��وارئ م�ساح ��ة‬ ‫لإع ��ادة الإعم ��ار والإنتعا� ��ش والتنمي ��ة‪ .‬يجب �أ ّال‬ ‫تلغ ��ي الم�ساع ��دة الفوري ��ة الحاج ��ة �إل ��ى �إلت ��زام‬ ‫طوي ��ل الم ��دى‪ .‬ال ي ��زال اليم ��ن ف ��ي حال ��ة ه�شة‬ ‫للغاي ��ة‪ .‬الب�ل�اد ال ت ��زال تواج ��ه تحدي ��ات غي ��ر‬ ‫عادي ��ة‪ .‬م ��ن دون �إلت ��زام طوي ��ل الأج ��ل ودع ��م‬ ‫دولي‪ ،‬وعربي خ�صو�صا"‪ ،‬فاليمن قد ي�سقط في‬ ‫فو�ضى خطيرة‪.‬‬ ‫ان اال�ستجابة لحاالت الطوارئ تبد�أ �أوال" بتلبية‬ ‫الملحة ومن ث ��م التركيز‬ ‫الحاج ��ات ال�ضروري ��ة ّ‬ ‫على التنمية الطويلة الأمد‪.‬‬ ‫�صنعاء ‪ -‬محمد مكارم‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫دول الخليج ت�ستثمر مئة مليار دوالر لمواجهة نق�ص المياه‬ ‫�أكدت درا�سات �أخيرة عل ��ى �أن حكومات الدول‬ ‫الخليجي ��ة قد خ�ص�ص ��ت �أكثر م ��ن ‪ 100‬مليار‬ ‫دوالر لم�شاري ��ع المياه ف ��ي الفترة ما بين ‪2011‬‬ ‫و‪ 2016‬بهدف تح�سي ��ن تقنيات التحلية العاملة‬ ‫عل ��ى الطاق ��ة ال�شم�سي ��ة وتعزيزه ��ا‪ ،‬والتركيز‬ ‫على معالجة المياه المه ��درة و�إعادة تدويرها‪،‬‬ ‫الفتة الى �أن العال ��م العربي على م�شارف �أزمة‬ ‫مياه حادة بحلول ‪ 2025‬ما لم ت َقر �آليات توجيه‬ ‫فوري ��ة لإدارة م�ستدام ��ة للمي ��اه وتو�ضع معايير‬ ‫خا�صة لخف�ض ا�ستهالك الري للمياه‪.‬‬ ‫و�أف ��ادت "فنت�شرز ال�ش ��رق الأو�سط" في تقرير‬ ‫�أ�صدرت ��ه في �أبو ظبي ف ��ي منا�سبة الإعالن عن‬ ‫ال ��دورة المقبلة م ��ن "معر�ض ال�ش ��رق الأو�سط‬ ‫للطاقة والمياه" الذي يقام ما بين ‪ 8‬و‪ 10‬ت�شرين‬ ‫الأول (�أكتوب ��ر) الج ��اري في "مرك ��ز �أبو ظبي‬ ‫الوطن ��ي للمعار�ض"‪" :‬ح�ض االرتفاع الكبير في‬ ‫�أعداد ال�سكان و�إنخفا�ض جودة المياه حكومات‬ ‫ال ��دول الخليجي ��ة عل ��ى �إتخاذ خط ��وات فاعلة‬ ‫و�سريع ��ة لمواجه ��ة النق�ص في المي ��اه و�ضمان‬ ‫م�صادر م�ستدامة في الم�ستقبل"‪.‬‬ ‫ولفتت الى ان �شركة �أوروبية مخت�صة في المياه‬ ‫وتقني ��ات معالجة المياه المه ��درة‪ ،‬وتجاوب ًا مع‬ ‫ه ��ذه المعطيات‪ ،‬قدمت �سل�سل ��ة من المنتجات‬ ‫والحل ��ول المتخ�ص�صة والم�صممة للتوفيق بين‬ ‫ج ��ودة المياه وبيئة العمل ف ��ي ال�شرق الأو�سط‪.‬‬ ‫ويعتبر المعر�ض الذي يقام بال�شراكة مع «هيئة‬ ‫م ��اء وكهرباء �أبو ظبي»‪� ،‬إلى جانب غرفة تجارة‬ ‫و�صناعة �أبو ظبي ك�شريك �إ�ستراتيجي‪ ،‬من �أبرز‬ ‫الفعالي ��ات المتخ�ص�ص ��ة بخدم ��ات ومنتجات‬

‫الطاقة والمياه في المنطقة‪.‬‬ ‫و�أكد المدير العام للهيئة عبداهلل �سيف النعيمي‬ ‫"�أن الماء مورد نادر جد ًا في ال�شرق الأو�سط‬ ‫و�أن دول الخلي ��ج تعتبر م ��ن بين �أكبر ع�شر دول‬ ‫منتج ��ة للمياه المحالة ف ��ي العالم‪ ،‬لذلك فمن‬ ‫الطبيع ��ي ج ��د ًا �أن تحظ ��ى �إ�ستثم ��ارات تحلية‬ ‫المياه ب�أولوي ��ة عالية من قب ��ل دول المنطقة"‪.‬‬ ‫و�أ�ض ��اف‪" :‬ان تحلي ��ة مي ��اه البح ��ر تغطي ثلثي‬ ‫متطلبات ال�ش ��رق الأو�سط من المياه‪ .‬والتركيز‬ ‫الكبي ��ر عل ��ى الإ�ستثم ��ارات ف ��ي ه ��ذا القطاع‬ ‫جنب� � ًا الى جن ��ب م ��ع توعي ��ة الم�ستهلكين حول‬ ‫ع ��دم اال�سراف ف ��ي �إ�ستخدام المي ��اه‪� ،‬سيمكن‬ ‫المنطقة م ��ن تجنب �أزمة المي ��اه وتخطيها في‬ ‫المدى الطويل"‪.‬‬ ‫ولل�سعودي ��ة ‪ 15‬م�شروع� � ًا جدي ��د ًا تنطلق العام‬ ‫الحالي بقيمة �إجمالية مقدارها ثمانية مليارات‬ ‫و‪ 800‬ملي ��ون دوالر من �ضمنه ��ا م�شروع محطة‬ ‫"القري ��ة الم�ستقل ��ة للطاق ��ة" بتكلف ��ة ملياري‬ ‫دوالر ومحطة "ال�شعيب ��ة ‪ "2‬بقيمة مليار و‪200‬‬ ‫مليون دوالر‪ .‬وخططت الإمارات التي ت�ست�ضيف‬ ‫المعر� ��ض لع ��دد م ��ن م�شاري ��ع معالج ��ة المياه‬ ‫المه ��درة و�إع ��ادة تدويرها لتعزي ��ز ممار�سات‬ ‫�إدارة المياه بهدف تلبي ��ة الطلب المتزايد على‬ ‫ه ��ذا الم�ص ��در المح ��دود وم�ص ��ادره المكلفة‪.‬‬ ‫و�ست�ضي ��ف �أبو ظبي اكثر م ��ن ‪ 30‬مليون غالون‬ ‫من المي ��اه المحالة �إلى �شبك ��ة مياهها بعد �أن‬ ‫�أعطت ال�ضوء الأخ�ض ��ر لتو�سيع م�صنع الطاقة‬ ‫والمي ��اه في المرف�أ بالمنطقة الغربية من امارة‬ ‫�أبو ظبي‪.‬‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫محطة تحلية مياه في السعودية سيبنى مثلها ‪ 15‬مشروعا جديدا‬

‫الموجز الخليجي‬ ‫�إرتف���ع الت�ض���خم ف���ي الإمارات في الن�ص���ف‬ ‫الأول م���ن العام بمعدل ‪ 0.64‬ف���ي المئة‪ ،‬مقارنة‬ ‫بالن�ص���ف الأول م���ن الع���ام الما�ض���ي‪ .‬وج���اء هذا‬ ‫االرتف���اع ف���ي �ش���كل يتطاب���ق تقريبا ً م���ع الرقم‬ ‫المقاب���ل لفت���رة المقارن���ة ذاته���ا بي���ن ‪2010‬‬ ‫و‪ .2011‬و�أ�ش���ارت م�ص���ادر اقت�ص���ادية �إل���ى �أن‬ ‫ه���ذا االرتف���اع كان متوقعا ً في �ض���وء �إعالن وزارة‬ ‫االقت�ص���اد الإماراتية �أن معدل الت�ضخم في البالد‬ ‫�سي�ص���ل �إلى ثالثة في المئ���ة نهاية العام‪ .‬ولفتت‬ ‫الم�صادر �إلى �أن معدل الت�ضخم في نهاية الن�صف‬ ‫الأول م���ن العام بلغ ‪ 2.5‬في المئة‪ ،‬ا�س���تناداً �إلى‬ ‫تقرير معه���د التمويل الدولي الذي �أ�ش���ار �إلى �أن‬ ‫معدل الت�ضخم في الإمارات �سيكون المعدل الأقل‬ ‫بين الدول العربية‪.‬‬ ‫�إرتف���ع ع���دد الن���زالء ف���ي الفنادق وال�ش���قق‬ ‫الفندقي���ة في �أبوظبي بن�س���بة ‪ 14‬ف���ي المئة في‬ ‫الن�ص���ف الأول من الع���ام‪ ،‬مقارنة بالفت���رة ذاتها‬ ‫من العام الما�ضي‪ ،‬ما ي�ؤ�شر �إلى �أن قطاع ال�سياحة‬ ‫في الإمارة ي�س���ير نحو تحقيق الهدف الذي حددته‬ ‫هيئة ال�س���ياحة والثقافة ف���ي �أبوظبي لهذا العام‪،‬‬ ‫با�ستقبال الفنادق ‪ 2.3‬مليون نزيل بزيادة ‪300‬‬ ‫�ألف عن الهدف المعلن في ‪.2011‬‬ ‫ا�س���تحوذت مجموع���ة م���ن الم�س���تثمرين‬ ‫القطريين على ح�ص���ة ف���ي �ش���ركة "نيتيف الند"‬ ‫لتنمية العق���ارات الفاخرة في لندن‪ ،‬في �ص���فقة‬ ‫هي الأحدث �ض���من �سل�سلة �ص���فقات عززت فيها‬ ‫قطر ممتلكاتها في العا�صمة البريطانية �أخيرا"‪.‬‬ ‫و�أعلن���ت "نيتي���ف الن���د" الت���ي تبن���ي من���ازل في‬ ‫�أرق���ى �أحي���اء لندن مث���ل ت�شيل�س���ي وبلغرافيا‪� ،‬أن‬ ‫"م�س���تثمرا" كبيرا" خا�صا" مقره الخليج" ا�ستحوذ‬ ‫على ح�ص���ة ‪ %45‬من ال�ش���ركة‪ .‬وت���ردد انه قطري‬ ‫وعلى �صلة بالأ�سرة الحاكمة‪.‬‬ ‫وت�شمل ال�صفقة احتفاظ االدارة بح�صة ‪ ،%45‬بينما‬ ‫�س���تخف�ض مجموع���ة "بوكليوت�ش" اال�س���كتلندية‬ ‫العقارية ح�صتها �إلى ‪.%10‬‬ ‫�س��� ّجلت موازنة الكويت فائ�ضا" قيا�سيا" بلغ‬ ‫‪ 13,2‬ملي���ار دين���ار (‪ 47‬مليار دوالر) في ال�س���نة‬ ‫المالية المنتهية في �آذار (مار�س) ‪ ،2012‬بف�ضل‬ ‫�إرتفاع �إيرادات النفط و�إنخفا�ض الإنفاق عما كان‬ ‫متوقعا"‪.‬‬ ‫وكان الفائ����ض بل���غ ‪ 5٫3‬ملي���ارات دينار (‪%14,8‬‬ ‫من الناتج) لعام ‪ 2010‬في ‪ .2011 - 2010‬علما"‬ ‫ان الكويت و�ض���عت موازن���ة ‪ 2012 -2011‬على‬ ‫�أ�سا�س عجز متوقع بمقدار ‪ 6‬مليارات دينار بناء على‬ ‫�إفترا�ض �أن يبلغ �سعر النفط ‪ 60‬دوالرا" للبرميل‪.‬‬

‫‪Issue 1 - October - 2012‬‬

‫‪15‬‬


‫�ش�ؤون خليجية‬ ‫من الخليج‬

‫من �أجل �سوق خليجية م�شتركة‬ ‫تحت ��اج كل دولة خليجية �إلى تعزيز جهوده ��ا في تقديم الت�سهيالت‬ ‫نف�سه ��ا التي تمنحها ال ��ى مواطنيها لتقديمها �أي�ض ��ا" الى مواطني‬ ‫بل ��دان مجل�س التعاون الخليجي الأخ ��رى ‪� -‬سواء كان ذلك بالن�سبة‬ ‫الى الإ�ستثمار �أوالعم ��ل �أوالتعليم �أوالملكية العقارية وفقا" للمبادئ‬ ‫التي �إتُفق عليها لجعل ال�سوق الخليجية الم�شتركة حقيقة واقعة‪.‬‬ ‫لق ��د �أن�ش� ��أت الدول ال�س ��ت الأع�ضاء ف ��ي مجل�س التع ��اون الخليجي‬ ‫الإتح ��اد الجمركي في ‪ 2003‬وال�سوق الخليجية الم�شتركة في ‪2008‬‬ ‫كجزء من �سعيها الى �إن�شاء الإتحاد النقدي الخليجي‪ .‬وعلى الرغم‬ ‫م ��ن التقدم الذي �أحرزته �أوروبا في �إن�ش ��اء �إتحادها‪ ،‬ف�إن على دول‬ ‫مجل�س التعاون الخليجي �إجتياز طريق طويل لتحقيق هذا الهدف‪.‬‬ ‫ف ��ي ه ��ذا ال�ص ��دد‪ ،‬كان التقري ��ر الأخير ل ��وزارة المالية ف ��ي دولة‬ ‫الإمارات ال ��ذي عر�ض الت�سهيالت التي تقدمه ��ا �أبو ظبي لمواطني‬ ‫دول مجل� ��س التعاون بمثابة فتح �أعي ��ن جاراتها ولفت �إنتباهها‪ .‬لقد‬ ‫قف ��ز معدل ت�سجيل الملكية العقارية ف ��ي الإمارات من قبل مواطني‬ ‫دول مجل� ��س التع ��اون ‪ 32‬في المئة ف ��ي العام الما�ض ��ي عن المعدل‬ ‫الم�سجل خالل الفترة نف�سها في ‪ ،2010‬في حين ان توظيف مواطني‬ ‫ّ‬ ‫دول مجل�س التعاون في الإمارات �إرتفع بن�سبة ‪ 22‬في المئة‪ .‬حاليا"‪،‬‬ ‫هناك ‪ 212,020‬م�ستثمرا" خليجي ��ا" ي�ستثمرون في تداول الأ�سهم‬ ‫الإماراتي ��ة‪ .‬كما �إرتفع عدد الرخ�ص التجاري ��ة الممنوحة لمواطني‬ ‫دول مجل� ��س التعاون الخليج ��ي ‪ 10.2‬في المئة ف ��ي العام الما�ضي‬ ‫�إلى ‪.28,909‬‬ ‫والواقع ان التقرير يعك�س �إنفتاح دولة الإمارات على جذب الإ�ستثمار‬ ‫وف ��ي الوقت نف�سه تقديم فر�ص عمل وتو�سيع نطاق الفر�ص المتاحة‬ ‫في الإ�ستثمار العقاري‪.‬‬ ‫وفق ه ��ذا النهج‪ ،‬تر ّوج �أب ��و ظبي �أي�ضا" ل"الجن�سي ��ة الخليجية" ‪-‬‬ ‫تو�سع وتعزّز كامل الحقوق والت�سهيالت لمواطني‬ ‫وهي ال�سيا�سة التي ّ‬ ‫دول مجل� ��س التع ��اون الأخرى التي يتمتعون بها ف ��ي بلدهم الأ�صلي‬ ‫وفقا" لتو�صيات ال�سوق الخليجية الم�شتركة‪.‬‬ ‫من جهة �أخرى‪ ،‬تحتاج دول مجل�س التعاون �أي�ضا" �إلى تو�سيع البنية‬ ‫التحتية المادي ��ة لإتاحة المزيد من التنقل عبر الحدود‪ ،‬التي يمكن‬ ‫�أن ت�ساعد التجارة وال�سياحة وقطاعات التجزئة‪ .‬وفي هذا المجال‪،‬‬ ‫يجب ان تكون �شبك ��ة الكهرباء وال�سكك الحديدية في دول المجل�س‬ ‫ال�سباقة وان ت�أخذ م�سارا" �سريعا" للتنفيذ‪.‬‬ ‫مع بيئتها المتطورة والودية للأعمال‪� ،‬أ�صبحت دولة الإمارات العربية‬ ‫ّ‬ ‫المف�ضلة للإ�ستثمار وممار�سة‬ ‫المتحدة من دون �أدنى �ش ��ك الوجهة‬ ‫الأعم ��ال التجارية في المنطقة‪ .‬لذا تحتاج بقية دول مجل�س التعاون‬ ‫الخليج ��ي �أي�ضا" الى اللحاق بركبها‪ .‬وبخالف ذلك‪� ،‬ستبقى ال�سوق‬ ‫الخليجي ��ة الم�شتركة حلما"‪ ،‬ناهيك عن العمل ��ة الموحدة والإتحاد‬ ‫النقدي الخليجي‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫�أبو ظبي ‪� -‬سليم �سلوم‬ ‫‪14‬‬

‫العدد الأول‪ - ‬ت�شرين الأول (�أكتوبر) ‪٢٠١٢ -‬‬

‫زراعة‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫قطر‪ 3,5 :‬مليارات يورو ل�شراء عقارات في �أوروبا‬

‫ً‬ ‫متجر "هارودز" في لندن‪ :‬صار ملكا لقطر‬

‫�أنفق ��ت قطر ‪ 3,5‬مليارات يورو (‪ 4,3‬مليارات دوالر) على ثماني �صفقات‪،‬‬ ‫�أبرزه ��ا القرية الأولمبية في لندن ومركز ت�سوق في �شارع ال�شانزليزيه في‬ ‫باري� ��س‪ ،‬لت�صبح �أكبر م�شتر �سيادي للعق ��ارات الأوروبية في الأ�شهر الـ ‪12‬‬ ‫الما�ضية‪.‬‬ ‫ي�ساوي هذا الإنفاق في هذه الأ�شهر حتى منت�صف �آب (�أغ�سط�س) الفائت‪،‬‬ ‫بالن�سبة الى قطر‪� ،‬أكبر م�صدر للغاز الطبيعي الم�سال في العالم‪� ،‬إيرادات‬ ‫‪� 6‬أ�سابيع من �صادرات الغاز الطبيعي الم�سال‪.‬‬ ‫وت ��رى �صناديق الثروة ال�سيادي ��ة �أن العقارات الممتازة في �أف�ضل المواقع‪،‬‬ ‫رهان �آمن في ظل الأزمة المالية العالمية‪.‬‬ ‫وق ��ال مدير تحليالت ال�سوق لدى �شركة "ريال كابيتال �أناليتيك�س" جوزف‬ ‫كيل ��ي‪" :‬بالن�سبة الى �صناديق الثروة ال�سيادي ��ة مثل جهاز قطر لال�ستثمار‬ ‫يك ��ون اله ��دف من ال�صفق ��ات العقارية ه ��و المحافظة على الث ��روة ولي�س‬ ‫العائ ��د‪" .‬لديهم �أموال كثيرة لينفقوها‪ ،‬لذلك تكون ال�صفقات كبيرة عادة‬ ‫وفي المدن التي يعرفونها جيدا""‪.‬‬ ‫ويق� �دّر التج ��ار في �سوق الغاز‪� ،‬أن قطر التي يبل ��غ عدد مواطنيها نحو ‪250‬‬ ‫�ألف� � ًا‪ ،‬حققت �إي ��رادات قدرها ‪ 36‬مليار دوالر من الغ ��از الم�سال في ‪2011‬‬ ‫لكن من ال�صعب الح�صول على رقم دقيق من البيانات المتاحة‪.‬‬ ‫و�أظه ��رت بيان ��ات "ري ��ال كابيت ��ال �أناليتيك� ��س" �أنه م ��ن بين �شت ��ى �أنواع‬ ‫الم�ستثمري ��ن العقاريي ��ن في �أوروبا‪ ،‬ج ��اءت قطر في المرتب ��ة الثانية بعد‬ ‫�شرك ��ة بالك�ستون عمالقة الإ�ستثم ��ار المبا�شر التي �أنفقت ‪ 4‬مليارات يورو‬ ‫على ‪� 19‬صفقة من بينها مبان �إدارية ووحدات �صناعية‪.‬‬ ‫و�أف ��ادت ال�شرك ��ة �أن جهاز قط ��ر للإ�ستثمار يعتبر �أن�ش ��ط �صندوق �سيادي‬ ‫�ش ��رق �أو�سط ��ي في االعوام القليل ��ة الما�ضية �أنفق ‪ 5,7‬ملي ��ارات يورو على‬ ‫العقارات منذ ‪ ،2007‬كان نحو ‪ %80‬منها في لندن وباري�س‪.‬‬ ‫وقام ��ت قط ��ر كذلك بتمويل بناء "ب ��رج �شارد"‪� ،‬أط ��ول ناطحة �سحاب في‬ ‫الإتحاد الأوروبي والتي تم افتتاحها في لندن في تموز (يوليو) الفائت‪.‬‬ ‫وتمتل ��ك كذلك متج ��ر "هارودز" وح�ص ��ة تبلغ ‪ %27‬في �شرك ��ة "�سونغبرد‬ ‫ا�سيت�س" التي تملك غالبية الحي المالي كناري وورف في لندن‪.‬‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫التجارة الخارجية للإمارات تنمو ‪ 23‬في المئة‬ ‫�سجل ��ت التج ��ارة الخارجي ��ة الإماراتي ��ة نم ��و ًا‬ ‫بلغ ��ت ن�سبته ‪ 23‬في المئ ��ة‪ ،‬لتبلغ ‪ 927.6‬مليار‬ ‫درهم الع ��ام الما�ضي‪ .‬و�أعلن ��ت وزارة التجارة‬ ‫الخارجي ��ة الإماراتي ��ة‪� ،‬أن الإقت�ص ��اد "نما في‬ ‫ال�سن ��وات الأخيرة التي تلت الأزمة العالمية‪� ،‬إذ‬ ‫ارتف ��ع الناتج المحلي بالأ�سع ��ار الجارية بن�سبة‬ ‫‪ 19.3‬ف ��ي المئ ��ة‪ ،‬لت�ص ��ل قيمته �إل ��ى ‪1.244‬‬ ‫تريليون درهم ( ‪ 340‬مليار دوالر)‪.‬‬ ‫ولفت ��ت الوزارة في تقرير‪� ،‬إل ��ى "ت�سجيل زيادة‬ ‫في قيم ��ة المبادالت التجارية في ‪ 2010‬مقارنة‬ ‫بالع ��ام ‪ 2009‬ن�سبته ��ا ‪ 14.2‬في المئ ��ة‪ ،‬لتنمو‬ ‫الع ��ام الما�ضي بن�سب ��ة ‪ 23‬في المئ ��ة‪ .‬وتزامن‬ ‫ذلك م ��ع �إرتفاع ف ��ي قيمة ال�ص ��ادرات و�إعادة‬ ‫الت�صدير لل�سلع غير النفطية في ‪ 2011‬مقارنة‬ ‫بالع ��ام ‪ 2010‬بن�سب ��ة ‪ 20.8‬ف ��ي المئ ��ة‪ .‬بينما‬ ‫�إزدادت قيمة الواردات في فترة المقارنة ذاتها‬ ‫بن�سبة ‪ 24.2‬في المئة"‪ .‬و�أ�شار التقرير‪� ،‬إلى �أن‬ ‫زيادة ن�سبة ال ��واردات "تعك�س تطور القطاعات‬ ‫الإقت�صادية للدولة ومنه ��ا ال�صناعة التحويلية‬ ‫وقط ��اع البن ��اء والت�شييد‪ ،‬من بي ��ن القطاعات‬ ‫الت ��ي تحت ��اج �إل ��ى م ��واد �أولي ��ة وخ ��ام كمدخل‬ ‫للإنت ��اج ف ��ي الدول ��ة"‪ .‬و�أظه ��رت خريطة �أهم‬ ‫ال�ش ��ركاء التجاريين بالن�سب ��ة �إلى ال�صادرات‪،‬‬ ‫خروج بع�ض ال ��دول وحلول �أخ ��رى مكانها‪ ،‬في‬ ‫حي ��ن حافظت ثالث �أ�سواق عل ��ى ترتيبها الأول‬ ‫والثان ��ي والثالث خالل عام ��ي ‪،2011 - 2010‬‬ ‫هي الهند و�سوي�سرا وال�سعودية‪.‬‬

‫وح ّلت ال�س ��وق الهندية �أول ��ى م�ست�أثرة بـ ‪31.9‬‬ ‫في المئة وبقيم ��ة بلغت ‪ 9.9‬مليارات دوالر من‬ ‫ال�ص ��ادرات الإجمالية لتنمو هذه القيمة بن�سبة‬ ‫‪ 30.3‬ف ��ي المئة الع ��ام الما�ض ��ي‪ ،‬تلتها ال�سوق‬ ‫ال�سوي�سرية بن�سب ��ة ‪ 12.6‬في المئة بقيمة ‪3.9‬‬ ‫مليارات دوالر‪ ،‬وفي المرتبة الثالثة ح ّلت ال�سوق‬ ‫ال�سعودية �إذ بلغ ��ت قيمة ال�صادرات �إليها ‪1.5‬‬ ‫ملي ��ار دوالر لتنمو بن�سبة ‪ 50‬ف ��ي المئة مقارنة‬ ‫بالع ��ام ‪ .2010‬وتقدم ��ت �إي ��ران مرتب ��ة واحدة‬ ‫لتح ��ل رابع ��ة م�ستح ��وذة عل ��ى ‪ 4.2‬ف ��ي المئة‬ ‫م ��ن ال�صادرات الإماراتية غي ��ر النفطية وبنمو‬ ‫‪ 85.7‬في المئ ��ة‪ ،‬بينما تقدم ��ت الكويت بواقع‬ ‫�أرب ��ع درجات لتحل �ساد�سة بعدما كانت عا�شرة‬ ‫في ‪.2010‬‬

‫رئيس دولة اإلمارات الشيخ خليفة بن زايد‪:‬‬ ‫إزدهار تجاري في بالده رغم كل األزمات‬

‫‪ 10‬مليارات دوالر ا�ستثمارات قطرية متوقعة في م�صر‬ ‫�أكد محرم ه�ل�ال‪ ،‬رئي�س الجانب الم�صري في‬ ‫مجل�س الأعمال الم�صري القطري‪ ،‬بعد �إجتماع‬ ‫مجل� ��س االعم ��ال الم�صري القط ��ري الذي تم‬ ‫ت�شكيله تمهيدً ا ال�ستقبال اال�ستثمارات القطرية‬ ‫في م�صر‪ ،‬على �أن حجم اال�ستثمارات القطرية‬ ‫المتوقعة ت�صل �إلى ‪ 10‬مليارات دوالر‪.‬‬ ‫وق ��ال هالل �إن �إعالن قطر �إي ��داع مبلغ ملياري‬ ‫دوالر ف ��ي البن ��ك المرك ��زي الم�ص ��ري يع ��د‬ ‫خطوة تعك�س رغب ��ة الجانب القطري في تعزيز‬ ‫اال�ستثمارات القطرية ف ��ي م�صر خالل الفترة‬ ‫المقبل ��ة‪ ،‬م�شي� � ًرا �إل ��ى �أن االجتم ��اع لمجل� ��س‬

‫الأعم ��ال الم�ص ��ري القطري الم�شت ��رك ناق�ش‬ ‫و�ضع خطط تن�شيط العالقات اال�ستثمارية بين‬ ‫البلدين في مختلف المجاالت‪.‬‬ ‫و�أ�شار �إل ��ى �أن هناك مجموعة من الم�شروعات‬ ‫اال�ستثماري ��ة الحكومي ��ة المطروح ��ة �أم ��ام‬ ‫الم�ستثمري ��ن القطريين ومنه ��ا م�شروع "�شرق‬ ‫التفريع ��ة" في بور �سعيد وم�شروعات الكهرباء‪،‬‬ ‫وغيره ��ا من الم�شروعات الجاه ��زة لدى وزارة‬ ‫الإ�ستثمار‪ ،‬بالإ�ضافة �إلى م�شروعات �أخرى على‬ ‫الم�ستوى الفردي معرو�ضة لال�ستثمار الم�شترك‬ ‫في م�صر‪� ،‬سواء بالم�شاركة �أو اال�ستحواذ‪.‬‬

‫يتطلع �ص���ندوق الث���روة ال�س���يادية القطري‬ ‫الخذ اال�س���م التجاري "هارودز" �إل���ى العالمية في‬ ‫مدن مثل باري�س ونيويورك‪ ،‬و�س���يبد�أ �إن�شاء فندق‬ ‫فاخ���ر في منطقة الت�س���وق "بوكي���ت بينتانغ" في‬ ‫العا�صمة الماليزية كوااللمبور بكلفة ‪ 634‬مليون‬ ‫دوالر‪ .‬ووفق بيان لـ"قطر القاب�ض���ة"‪ ،‬فان الخطة‬ ‫الم�س���تهدفة هي فتح فنادق "هارودز" في مواقع‬ ‫ف���ي م���دن رئي�س���ة مث���ل كوااللمب���ور ونيوي���ورك‬ ‫وباري����س وفي ال�ص���ين‪ .‬وكانت "قطر القاب�ض���ة"‬ ‫ا�ش���ترت "هارودز" ف���ي ‪ 2010‬من رج���ل الأعمال‬ ‫الم�ص���ري محم���د الفاي���د بنح���و ‪ 1,5‬ملي���ار جنيه‬ ‫ا�س���ترليني (‪ 2,3‬ملياري دوالر)‪ .‬و�أنهت ال�صفقة‬ ‫ملكي���ة الفاي���د للمتجر التي ا�س���تمرت ‪� 25‬س���نة‪،‬‬ ‫و�أ�صبح بعدها رئي�سا" فخريا"‪.‬‬ ‫�أك���دت وزارة المال الإماراتي���ة‪ ،‬ارتفاع �أعداد‬ ‫الم�س���تثمرين من �أبناء دول المجل�س في ال�شركات‬ ‫الم�ساهمة العامة الم�سجلة في هيئة الأوراق المالية‬ ‫وال�سلع في الإمارات والم�س���موح بتداول �أ�سهمها‬ ‫لمواطني دول المجل�س �إلى ‪ 212,020‬م�س���تثمراً‬ ‫ع���ام ‪ 2011‬في مقابل ‪ 208,316‬م�س���تثمراً عام‬ ‫‪.2010‬‬ ‫و�أ�ش���ار تقري���ر لل���وزارة‪� ،‬إلى "ارتفاع ع���دد العقود‬ ‫لمالك���ي العق���ار م���ن مواطن���ي دول المجل����س في‬ ‫الإمارات بن�سبة ‪ 32‬في المئة لي�صل �إلى ‪44,902‬‬ ‫عقد في عام ‪ 2011‬مقارن���ة بـ ‪ 34,029‬عقداً في‬ ‫‪ ."2010‬و�أو�ض���حت ال���وزارة‪ ،‬ان �إ�ص���دار التقري���ر‬ ‫"يندرج في �إطار حر�صها الدائم على تعزيز التكامل‬ ‫المالي واالقت�صادي بين دول مجل�س التعاون"‪.‬‬ ‫�أعلن���ت هيئة تنظي���م الإت�ص���االت الإماراتية‪،‬‬ ‫م�ص���ادرة �أكثر من ‪ 27,600‬جهاز �إت�ص���االت غير‬ ‫معتمدة وغي���ر مطابقة للموا�ص���فات‪ .‬و�أو�ض���حت‬ ‫الهيئ���ة ف���ي بي���ان‪ ،‬ان ه���ذه الخط���وة تنطلق من‬ ‫�سيا�س���تها الرامي���ة �إل���ى "الحف���اظ عل���ى �س���وق‬ ‫الإت�ص���االت في الدولة من الإ�س���تخدام الع�شوائي‬ ‫لأجهزة االت�ص���االت غير المعتم���دة وغير المطابقة‬ ‫للموا�ص���فات"‪ .‬ولفت���ت �إل���ى النج���اح ف���ي ذل���ك‬ ‫"بف�ض���ل جهود فرق التفتي�ش في القيام ب�أو�سع‬ ‫حمل���ة �ض���بط و�أكبره���ا‪ ،‬نت���ج عنها م�ص���ادرة هذه‬ ‫الكميات ال�ضخمة من الأجهزة"‪.‬‬ ‫ك�شف �سهيل الم�صري نائب الرئي�س للمبيعات‬ ‫ف���ي موقع التوظيف بيت‪.‬ك���وم‪� ،‬أن الإمارات جاءت‬ ‫الثاني���ة عربيا ً من حيث قوة ا�س���تقطاب �أ�ص���حاب‬ ‫�أف�ضل الكفاءات في المنطقة م�ستحوذة على ن�سبة‬ ‫(‪ )% 45‬بعد قط���ر ‪ % 49‬وتليهما المملكة العربية‬ ‫ال�س���عودية ‪ %39‬و�أن ‪ % 63‬من �أ�صحاب العمل في‬ ‫الإمارات ينوون التوظيف في ‪.2012‬‬

‫‪Issue 1 - October - 2012‬‬

‫‪17‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون خليجية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫�إحتماالت طفرة في القطاع العقاري في الكويت‬ ‫خ�ل�ال ال�سنين الع�ش ��ر الما�ضي ��ة �إرتفعت ع�شرات‬ ‫المبان ��ي ال�شاهق ��ة ف ��ي مدين ��ة الكويت ف ��ي �شكل‬ ‫غير م�سب ��وق‪ .‬و�إرتفعت �أع ��داد الأدوار �إلى ‪ 70‬في‬ ‫بع�ضها‪ ،‬ما يمث ��ل تطور ًا مهم ًا في التنمية العقارية‬ ‫ف ��ي الكويت �إذ كان م ��ن المعتاد �أن ال تزداد �أعداد‬ ‫�أدوار �أي مبن ��ى عل ��ى الع�شري ��ن دور ًا‪ .‬لكن ما هي‬ ‫المبررات الإقت�صادية لهذه النقلة النوعية ولماذا‬ ‫�أ�صبحت بلدية الكويت ت�سمح بهذه الإرتفاعات؟ ال‬ ‫�ش ��ك في �أن �أ�سع ��ار الأرا�ضي ف ��ي الكويت عموم ًا‪،‬‬ ‫وفي مدينة الكويت في �شكل خا�ص‪ ،‬مرتفعة بدرجة‬ ‫غير عادية بما يعني �أن �إ�ستغالل الأرا�ضي يجب �أن‬ ‫يكون متوافق ًا مع متطلب ��ات الجدوى الإقت�صادية‪.‬‬ ‫فكيف يمكن �أن يكون الم�شروع العقاري مجدي ًا �إذا‬ ‫كان �سع ��ر المت ��ر المربع من الأر� ��ض يفوق خم�سة‬ ‫�آالف دين ��ار كويت ��ي م ��ن دون �إقامة مبن ��ى متعدد‬ ‫الأدوار وبما يحقق اال�ستثمار الأمثل للأر�ض؟‬ ‫ي�ضاف �إلى ذلك �أن توقعات كثيرين من الم�ستثمرين‬ ‫ب�أن الكويت مقبلة على تطور �إقت�صادي وا�سع‪ ،‬و�أنها‬ ‫�ست�صب ��ح مرك ��ز ًا تجاري� � ًا ومالي ًا مهم� � ًا في �شمال‬ ‫الخلي ��ج العربي‪ ،‬دفع �إل ��ى التفا�ؤل ومن ثم توظيف‬ ‫الأم ��وال الطائل ��ة في تلك الم�شاري ��ع العقارية‪ .‬وال‬ ‫�شك في �أن �إ�سقاط نظام �صدام ح�سين في العراق‬ ‫عزز الره ��ان عل ��ى �أن ي�صبح الع ��راق ور�شة عمل‬ ‫كبي ��رة تتطل ��ب توظي ��ف الإمكان ��ات الإقت�صادية‪،‬‬ ‫تجاري� � ًا ومالي ًا‪ ،‬في الكويت لال�ستفادة من الفر�ص‬ ‫المتوقع ��ة‪ .‬ولذل ��ك فاق ��ت الم�ساح ��ات القابل ��ة‬ ‫للإ�ستغالل كمكاتب �أو متاجر داخل مدينة الكويت‬ ‫وخارجها كل التوقعات وزادت عن الطلب الحقيقي‬ ‫ف ��ي الدولة حالي ًا‪ .‬وقبل خم� ��س �سنوات وفي غمرة‬ ‫االندف ��اع والتف ��ا�ؤل وقبل �أن ي�ستكم ��ل بناء العديد‬ ‫من تل ��ك المباني المكتبية والتجاري ��ة‪ ،‬كان �إيجار‬ ‫المت ��ر المربع من م�ساحات المكاتب بلغ ‪ 15‬دينار ًا‬ ‫�شهري� � ًا‪� ،‬إال �أن عوامل الأزم ��ة الإقت�صادية وغياب‬ ‫�إمكان ��ات تن�شيط الكوي ��ت كمركز مال ��ي وتجاري‬ ‫وظ ��روف العراق غير الم�ستقرة حالت دون تحقيق‬ ‫طموحات الم�ستثمرين في العقارات‪.‬‬ ‫وهكذا تراجعت المعدالت الإيجارية لمباني المكاتب‬ ‫�إل ��ى ما بي ��ن خم�سة و�سبع ��ة دنانير للمت ��ر المربع‬ ‫�شهري ًا في مبان جديدة حديثة التجهيزات‪ .‬ويمكن‬ ‫الزع ��م ب�أن الزي ��ادة في المعرو�ض م ��ن م�ساحات‬ ‫المكاتب جعلت من ال�سوق �سوق م�ست�أجرين بمعنى‬ ‫�أن ه� ��ؤالء الم�ست�أجري ��ن يمك ��ن �أن يح�صل ��وا على‬ ‫‪16‬‬

‫مدينة الكويت‪ :‬صارت مليئة بناطحات السحاب‬

‫�ش ��روط تعاقدية �أف�ضل‪ ،‬وربما ت�سهيالت في الدفع‬ ‫والح�ص ��ول عل ��ى خدم ��ات مجانية مث ��ل الكهرباء‬ ‫والمياه والحرا�سة من قبل المالكين‪ .‬كذلك يمكن‬ ‫لكثي ��ر م ��ن الم�ؤ�س�س ��ات والمن�ش� ��آت �أن تنتقل من‬ ‫مب ��ان قديمة �إلى مبان حديثة وبتكاليف �أقل خالل‬ ‫ال�سنوات القليلة المقبلة‪ .‬هذه هي توقعات كثيرين‬ ‫م ��ن المخت�صين في ال�ش� ��ؤون العقارية في الدولة‪،‬‬ ‫وربما تتح�سن �أو�ضاع المبان ��ي المكتبية بعد مرور‬ ‫�سنوات قليلة‪ ،‬عندما تتوافر ظروف مالئمة لإنجاز‬ ‫م�شاريع تنموية كبيرة في الدولة‪.‬‬ ‫ربم ��ا ال تكون �أو�ض ��اع ال�سكن اال�ستثم ��اري مثل ما‬ ‫ه ��ي علي ��ه �أو�ض ��اع ال�سك ��ن الإداري ف ��ي الكويت ‪،‬‬ ‫�إذ ال ت ��زال الإيج ��ارات ال�شهرية لل�شق ��ق م�ستقرة‬ ‫وغي ��ر متراجعة‪ ،‬وعلى رغم زي ��ادة �أعداد المباني‬ ‫ال�سكني ��ة‪ ،‬ال بد �أن يت�أثر ه ��ذا النوع من العقارات‪،‬‬ ‫و�إن بعد حين‪ ،‬بم�ستوى الن�شاط الإقت�صادي العام‬ ‫ف ��ي الدول ��ة‪ .‬ومعل ��وم �أن ال�سكن اال�ستثم ��اري في‬ ‫الكويت يعتمد عل ��ى طلب الوافدين‪ ،‬الذين يعملون‬ ‫ف ��ي �شكل رئي� ��س ف ��ي م�ؤ�س�سات ومن�ش� ��آت القطاع‬ ‫الخا� ��ص‪ ،‬وعندم ��ا يتراج ��ع ن�شاط ه ��ذه الأعمال‬ ‫العائدة �إلى القط ��اع الخا�ص ال بد �أن ي�ستغنى عن‬ ‫كثيرين من الوافدين ومن ثم مغادرتهم الدولة‪.‬‬ ‫ال ت ��زال الأو�ض ��اع معقول ��ة ول ��م تح ��دث عملي ��ات‬ ‫�إ�ستغن ��اء ع ��ن العمال ��ة ف ��ي �ش ��كل وا�س ��ع �إال �أن‬ ‫عملي ��ات التوظيف الجديدة �شب ��ه متوقفة وال يبدو‬ ‫�أن �إمكان ��ات تح�س ��ن فر� ��ص التوظي ��ف للوافدي ��ن‬ ‫كبيرة ف ��ي الم�ستقبل المنظور‪ .‬كم ��ا �إن التوجهات‬ ‫ال�سيا�سي ��ة والإقت�صادي ��ة الهادفة ال ��ى تعزيز دور‬ ‫الكويتيي ��ن في قوة العمل �ست�ض ��ع حدود ًا للتوظيف‬ ‫الجدي ��د للوافدين‪ .‬بيد �أن هناك تفاوت ًا في الطلب‬

‫العدد الأول‪ - ‬ت�شرين الأول (�أكتوبر) ‪٢٠١٢ -‬‬

‫على ال�شقق ف ��ي مباني ال�سك ��ن الإ�ستثماري �إذ �إن‬ ‫هناك تف�ضي ًال لمناطق محددة على ح�ساب �أخرى‪،‬‬ ‫�إذ تف�ض ��ل المناطق التقليدي ��ة والقريبة من مدينة‬ ‫الكويت مثل حول ��ي وال�سالمية على ح�ساب مناطق‬ ‫في الجنوب �أو الغ ��رب‪ .‬ي�ضاف �إلى ذلك �أن نوعية‬ ‫المبان ��ي وجودته ��ا تعززان من الطل ��ب‪ ،‬خ�صو�ص ًا‬ ‫من �أ�صح ��اب المداخيل المرتفعة والم�ستقرين مع‬ ‫عائالته ��م‪ ،‬في مقابل فئات ت�أت ��ي من دون �أ�سرها‬ ‫لإنخفا�ض الرواتب‪.‬‬ ‫و�إذا كان ��ت �أو�ض ��اع المبان ��ي المكتبي ��ة وال�سكنية‬ ‫والإ�ستثمارية غير مريحة ف�إن الطلب على ال�سكن‬ ‫الخا� ��ص المتعل ��ق بالكويتيي ��ن م ��ا زال قوي� � ًا‪� ،‬إذ‬ ‫ترتفع �أ�سع ��ار الأرا�ضي ال�سكني ��ة الخا�صة وت�صل‬ ‫�إل ��ى م ��ا يق ��ارب الأل ��ف دين ��ار للمت ��ر المربع في‬ ‫المناط ��ق ال�سكنية القريبة م ��ن المدينة‪ .‬وال �شك‬ ‫ف ��ي �أن تزاي ��د الطلب على ال�سكن م ��ن قبل الأ�سر‬ ‫الكويتية ال�شابة الجديدة‪ ،‬و�شح الأرا�ضي ال�سكنية‬ ‫المملوكة في القطاع الخا� ��ص ي�ؤديان �إلى ت�ضخم‬ ‫القيم العقارية‪ .‬ومعل ��وم �أن الكويت تتبنى �سيا�سة‬ ‫الرعاي ��ة ال�سكني ��ة عبر الهيئ ��ة العام ��ة للإ�سكان‬ ‫�أو "بن ��ك الت�سلي ��ف والإ ّدخ ��ار"‪ .‬لك ��ن م ��ا يواجه‬ ‫طلب ��ات ال�سكن هو العجز في التنفيذ بما �أدى �إلى‬ ‫تراك ��م هذه الطلبات ال�سكنية ل ��دى الهيئة العامة‬ ‫للإ�س ��كان �إلى ما يقارب المئة �ألف‪ ،‬وامتداد فترة‬ ‫الإنتظ ��ار للمتقدمين بهذه الطلبات �إلى ما يقارب‬ ‫الع�شرين عام ًا‪ .‬كم ��ا �أن مجل�س الأمة قبل �سنوات‬ ‫قليل ��ة �أ�صدر قانون ًا يحظر على ال�شركات العقارية‬ ‫الخا�ص ��ة تطوير وبيع ال�سك ��ن الخا�ص للمواطنين‬ ‫بم ��ا عطل من تح�سين القدرة على مواجهة الطلب‬ ‫المتزايد‪.‬‬


‫خدمات‬

‫�سياحة‬

‫الموجز الدولي‬

‫تراجع �إنتاج ال�سيارات في �إيران‬ ‫تراجع �إنتاج ال�سي ��ارات في �إيران نحو ‪ %36‬في‬ ‫الف�ص ��ل الأخي ��ر م ��ن ‪ ،2011‬وف ��ق �إح�صاءات‬ ‫وزارة ال�صناع ��ة الت ��ي ب ��ررت ذل ��ك بـ"نق� ��ص‬ ‫االموال لدى ال�شركات"‪.‬‬ ‫وتفي ��د االح�ص ��اءات بتراج ��ع االنت ��اج نح ��و‬ ‫‪� 241.500‬سيارة للف�صل االول من ال�سنة (من‬ ‫‪ 21‬اذار الى ‪ 20‬حزيران)‪ .‬وكانت ايران‪ ،‬المنتج‬ ‫االول لل�سي ��ارات ف ��ي ال�شرق االو�س ��ط‪� ،‬صنعت‬ ‫اكثر من ‪ 1,5‬مليون �سيارة في ‪.2012/2011‬‬ ‫ويتزامن ه ��ذا االنهيار مع توقف �شركة "بيجو"‬ ‫الفرن�سي ��ة ع ��ن ار�س ��ال قط ��ع غيار ال ��ى ايران‬ ‫ب�سبب العقوبات الغربية‪.‬‬ ‫و�شرك ��ة "بيجو" هي �شري ��ك لـ"ايران خودرو"‪،‬‬ ‫�أبرز �شركة �إيراني ��ة لإنتاج ال�سيارات التي تنتج‬

‫معمل إيراني لصنع السيارات‪:‬‬ ‫صناعة صارت مهددة لنقص في السيولة‬

‫محلي ��ا" �سيارات من ن ��وع "بيجو ‪ "405‬و"بيجو‬ ‫‪ ،"206‬لكنه ��ا ال ت ��زال ت�ست ��ورد ‪ 5‬الى ‪ %10‬من‬ ‫قطع الغيار م ��ن فرن�سا‪ .‬ويمثل النموذجان نحو‬ ‫‪ %40‬من الإنتاج االيراني لل�سيارات الخا�صة‪.‬‬ ‫واعلنت "بيجو" ف ��ي �شباط (فبراير) الما�ضي‬ ‫التوق ��ف ع ��ن �إر�س ��ال قط ��ع غي ��ار ال ��ى �إيران‪،‬‬ ‫وا�ستدع ��ت الق�سم الأكبر من موظفيها متذرعة‬ ‫بال�صعوب ��ات الناجم ��ة عن الحظ ��ر الم�صرفي‬ ‫الغرب ��ي‪ ،‬بما ع ّقد المب ��ادالت التجارية وت�س ّبب‬ ‫في نق�ص على �صعيد العمالت الأجنبية‪ .‬و�ش ّكل‬ ‫ما كان ت�ستورده "�إيران خودرو" من قطع الغيار‬ ‫م ��ن �شركة "بيج ��و" نحو ‪ 700‬ال ��ى ‪ 800‬مليون‬ ‫يورو �سنوي ��ا"‪ ،‬كما تفيد الأرق ��ام المتوافرة في‬ ‫طهران‪.‬‬ ‫وب ��رر رئي�س نقابة �صانعي ال�سي ��ارات في �إيران‬ ‫�أحم ��د نعم ��ت بخ�شي تراج ��ع الإنت ��اج بـ"نق�ص‬ ‫الم ��ال المو�ض ��وع ف ��ي ت�ص ��رف ال�ش ��ركات من‬ ‫الدولة‪ ،‬والذي �أدّى الى تراجع ال�سيولة"‪.‬‬ ‫ونقلت مجل ��ة "دنياي �إقت�صاد" ع ��ن م�س�ؤولين‬ ‫ف ��ي القط ��اع ان هذا التراجع ف ��ي الإنتاج "غير‬ ‫الم�سب ��وق من ��ذ ‪ 20‬عام ��ا" ق ��د يع ّر� ��ض قطاع‬ ‫ال�سي ��ارات للخط ��ر‪ ،‬وخ�صو�ص ��ا ال�ش ��ركات مع‬ ‫�إقف ��ال م�صان ��ع و�ص ��رف عم ��ال اذا ل ��م تفرج‬ ‫الدولة عن م�ساعدة قيمتها مليار دوالر‪.‬‬ ‫وي ّوف ��ر قطاع ال�سي ��ارات نح ��و ‪ 500‬الف فر�صة‬ ‫عمل مبا�ش ��رة وغي ��ر مبا�شرة في اي ��ران‪ ،‬وفق‬ ‫التقديرات الر�سمية‪.‬‬

‫�إ�سبانيا تخ ّف�ض الإنفاق وتزيد الـ ‪%3 TVA‬‬ ‫م ��ا ان �أعلن ��ت �إ�سباني ��ا خفو�ض ��ا" جدي ��دة في‬ ‫الإنف ��اق بمق ��دار ‪ 65‬مليار ي ��ورو ف ��ي ال�سنتين‬ ‫المقبلتين وزيادة �ضريبة القيمة الم�ضافة ‪،% 3‬‬ ‫حتى احتج العاطلون عن العمل وموظفو القطاع‬ ‫العام على حزمة التق�شف التي �ستطول الطبقة‬ ‫المتو�سط ��ة بم ��ا ق ��د يرف ��ع مع ��دل البطالة في‬ ‫موازاة �ضخّ المليارات النقاذ الم�صارف‪.‬‬ ‫اعلن رئي� ��س الوزراء اال�سبان ��ي ماريانو راخوي‬ ‫مجموع ��ة �إج ��راءات تق�شفي ��ة ت�شم ��ل فر� ��ض‬ ‫�ضرائ ��ب جديدة وخفو�ض ًا في الإنفاق ت�ستهدف‬ ‫خف� ��ض ‪ 65‬ملي ��ار ي ��ورو من عج ��ز الموازنة في‬

‫حل ��ول ‪ ،2014‬بينما تواجه �إ�سباني ��ا التي تعاني‬ ‫الركود‪� ،‬صعوبة في االيفاء باالهداف الم�شددة‬ ‫التي اتفقت عليها مع االتحاد االوروبي‪.‬‬ ‫واقت ��رح راخوي ف ��ي خطاب القاه ف ��ي البرلمان‬ ‫وقاطعت ��ه الإهان ��ات و�صيح ��ات الإ�ستهجان من‬ ‫ن ��واب المعار�ض ��ة‪ ،‬زي ��ادة ‪ %3‬ل�ضريب ��ة القيمة‬ ‫الم�ضافة على ال�سلع والخدمات الى ‪ ،%21‬وك�شف‬ ‫عن خفو�ض في �إعان ��ة البطالة ورواتب الخدمة‬ ‫المدني ��ة‪ .‬و�أك ��د �ض ��رورة القي ��ام ب�إ�صالح ��ات‬ ‫هيكلية يحتاج �إليه ��ا �إقت�صاد �إ�سبانيا "لي�ستعيد‬ ‫تناف�سيته ومرونته من اجل النمو والوظائف"‪.‬‬

‫ف���ي لندن‪ ،‬ت�س���اءل ع���دد من كبار م�س���اهمي‬ ‫"�س���تاندرد ت�ش���ارترد" وع�ض���و لجنة التمويل في‬ ‫عم���ا �إذا كانت‬ ‫البرلم���ان البريطان���ي ج���ون م���ان‪ّ ،‬‬ ‫الوالي���ات المتح���دة ت�س���عى ال���ى تقوي����ض لندن‬ ‫كمركز مالي عالمي "وهذا انق�ض���ا�ض �سيا�س���ي"‪.‬‬ ‫وقالوا �إن "�س���تاندرد ت�ش���ارترد"‪ ،‬ثالث م�ص���رف‬ ‫الزج به ف���ي تحقيقات �أميركية في‬ ‫بريطان���ي يتم ّ‬ ‫الأ�شهر القليلة الما�ض���ية‪ .‬ور�أى مان � ّأن ثمة جهداً‬ ‫منظما ً على �أعلى م�س���توى في الحكومة الأميركية‪،‬‬ ‫معتبراً �أن وا�ش���نطن تحاول ك�س���ب معركة تجارية‬ ‫لتحويل معامالت تجارية من لندن �إلى نيويورك‪.‬‬ ‫ور�أى م�س����ؤول بريطاني في �ش���ركة تع��� ّد من �أكبر‬ ‫‪ 25‬م�س���اهما ً ف���ي الم�ص���رف‪ّ � ،‬أن ثم���ة تح���ركا ً ل���ه‬ ‫دوافع �سيا�سية من جانب الم�س�ؤولين الأميركيين‬ ‫الذين �أغ�ض���بهم الدور الرئي�س الذي ت�ؤديه لندن‬ ‫في ال�ص���ناعة المالية العالمية‪ .‬و�س����أل "هل بد�أنا‬ ‫تحي���زاً �ض���د لن���دن ف���ي الأن�ش���طة الرقابية‬ ‫ن���رى ّ‬ ‫الأميركية؟"‪.‬‬ ‫ق����ال رئي�����س ال����وزراء البريطان����ي ديفي����د‬ ‫كاميرون �أن بالده توجه ر�س����الة وا�ضحة للعالم‬ ‫مفاده����ا �أن بريطانيا فتحت �أ�س����واقها مجددا"‬ ‫على اال�ستثمارات االجنبية‪ ،‬مو�ضحا �أنها ت�سعى‬ ‫الى زيادة الإ�س����تثمارات الأجنبية‪" ،‬و�سنتعامل‬ ‫م����ع عجز الموازنة ونحاف����ظ على معدل منخف�ض‬ ‫للفائدة‪ ،‬و�سن�ستمر في �إتخاذ القرارات ال�صعبة‬ ‫التي نحتاجها للح�ص����ول على ثقة الم�ستثمرين‬ ‫في م�ستقبل م�شرق للإ�س����تثمار في بريطانيا"‪.‬‬ ‫وكان كاميرون‪� ،‬أ�شار في ت�صريحات �سابقة الى‬ ‫ان ‪ 13‬مليار �إ�س����ترليني هي حجم اال�ستثمارات‬ ‫المتوقع����ة عق����ب الألع����اب الأولمبية‪-‬لن����دن‬ ‫‪ ،2012‬م�ض����يفا �أن الإ�ستثمار الأجنبي المبا�شر‬ ‫ب����د�أ يظه����ر فع��ل�ا "و�سي�س����تمر ل�س����نوات عقب‬ ‫الأولمبياد"‪.‬‬ ‫تواجه الحكومة اال�ش���تراكية في فرن�سا موجة‬ ‫من خطط الغاء الوظائف في �شركات كبرى ابرزها‬ ‫"بيج���و" (‪� 8‬آالف وظيفة) و"�ألكاتي���ل" (‪� 5‬آالف)‬ ‫و"�إي���ر فران����س" (اكثر م���ن ‪� 5‬آالف) و"�س���انوفي"‬ ‫(‪ 1500‬وظيف���ة)‪ ،‬مم���ا ي�ش���ير الى م����أزق القدرة‬ ‫التناف�س���ية للقط���اع ال�ص���ناعي الفرن�س���ي و�أزمة‬ ‫البطال���ة التي بلغت م�س���تويات قيا�س���ية‪ .‬كما ان‬ ‫ق���رارات الإلغ���اء ته���دد العديد م���ن الوظائف في‬ ‫قطاعات الخليوي والتوزيع والبناء‪.‬‬ ‫وت�ش���هد البطال���ة ف���ي فرن�س���ا �إرتفاع���ا" كبيرا"‪،‬‬ ‫�إذ باتت ت�ش���مل نح���و ‪ 3‬ماليين �ش���خ�ص ومن غير‬ ‫المتوقع ت�سجيل �أي تح�سن على هذا ال�صعيد على‬ ‫�ضوء �إنعدام النمو‪.‬‬

‫‪Issue 1 - October - 2012‬‬

‫‪19‬‬


‫زراعة‬

‫�ش�ؤون دولية‬

‫�صناعة‬

‫جتارة‬

‫الموقف الدولي‬

‫الواليات المتحدة‪ :‬عالمات �إقت�صادية للإنتخابات الرئا�سية‬ ‫ه ��ل تتب ��ع �إنتخاب ��ات ‪ 2012‬الرئا�سي ��ة �إتجاهات‬ ‫ومعال ��م تاريخي ��ة‪� ،‬أم �أن هن ��اك ديناميكية �أكثر‬ ‫تعقي ��دا" في اللعبة ه ��ذا العام؟ ف ��ي �آخر م�ؤ�شر‬ ‫ل"كي ��ف نفع ��ل" (‪ )How We’re Doing‬قبل‬ ‫موع ��د الإنتخابات‪ ،‬وجد فري ��ق من الباحثين في‬ ‫معه ��د بروكينغز على �أن نمو الإقت�صاد الأميركي‬ ‫خ�ل�ال الأرب ��اع الخم�س ��ة الأخيرة م ��ن ال�سنتين‬ ‫الفائت ��ة والحالية قد تباط�أ‪ ،‬فيم ��ا تلوح في الأفق‬ ‫�أزم ��ة مالية محلي ��ة و�أخرى �أوروبي ��ة‪ .‬تاريخيا"‪،‬‬ ‫كان �إرتف ��اع مع ��دالت البطال ��ة و�ضع ��ف النم ��و‬ ‫االقت�ص ��ادي �سببين كافيي ��ن لإ�سقاط �أو ل�سقوط‬ ‫�أي رئي� ��س‪ ،‬وم ��ع ذل ��ك ال ي ��زال م�ست ��وى الت�أييد‬ ‫ال�شعب ��ي للرئي�س باراك �أوباما م�ستقرا" ن�سبيا"‪.‬‬ ‫وال�س� ��ؤال هنا‪ :‬ه ��ل �ستُخا�ض �إنتخاب ��ات ت�شرين‬ ‫الثاني (نوفمبر) حول حال ��ة الإقت�صاد الوطني‪،‬‬ ‫�أم ق ��د تك ��ون الظ ��روف االقت�صادي ��ة الأف�ض ��ل‬ ‫ن�سبي ��ا" في الواليات المت�أرجح ��ة الرئي�سة كافية‬ ‫لإعادة �إنتخاب �أوباما؟‬ ‫ال ي ��زال الإقت�ص ��اد الأميركي ينم ��و ولكن بوتيرة‬ ‫م�شجعة‪ .‬لقد �إرتفع الناتج المحلي الإجمالي‬ ‫غير ّ‬ ‫الحقيقي بمعدل متدن بلغ ‪ 1.5‬في المئة �سنويا"‬ ‫خ�ل�ال الربع الثاني م ��ن ‪ .2012‬كم ��ا �أن ظروف‬ ‫العم ��ل قد تعززت ه ��ذا العام‪ ،‬وبل ��غ متو�سط نمو‬ ‫الوظائ ��ف الجديدة حوال ��ي ‪ 100,000‬وظيفة في‬ ‫ال�شهر من ��ذ ني�سان (�إبريل)‪ .‬لك ��ن هذا ال يكفي‬ ‫لوق ��ف مع ��دل البطالة م ��ن الإرتف ��اع‪ .‬الواقع ان‬ ‫النقط ��ة الم�ضيئ ��ة الوحي ��دة كانت ف ��ي التح�سن‬ ‫الأخي ��ر المعت ��دل الذي حدث في �س ��وق الإ�سكان‬ ‫المكتئب ��ة طوي�ل�ا"‪ .‬لق ��د ب ��د�أت وف ��رة المن ��ازل‬ ‫تتق ّل� ��ص وتهد�أ‪ ،‬مم ��ا ي�ؤدي �إلى بن ��اء المزيد من‬ ‫الم�ساكن و�إرتفاع الأ�سعار‪.‬‬ ‫لي� ��س م ��ن المرج ��ح �أن تتح�س ��ن التوقع ��ات‬ ‫الإقت�صادية كثيرا"‪ ،‬هذا �إذا تح�سنت‪ ،‬قبل موعد‬ ‫الإنتخاب ��ات‪ .‬من المتوقع ان يظ ��ل النمو �أقل من‬ ‫‪ 2‬ف ��ي المئة في الربع الثال ��ث‪ ،‬في حين �أن معدل‬ ‫البطال ��ة �سيبق ��ى �أعلى من ‪ 8‬ف ��ي المئة‪ .‬ويتزايد‬ ‫القل ��ق م ��ن �أن الكونغر� ��س لن يعمل عل ��ى تفادي‬ ‫"الأزم ��ة المالية الخطي ��رة" المت�أتية من زيادة‬ ‫ال�ضرائ ��ب وخف� ��ض الإنفاق المتوق ��ع �أن ي�صبحا‬ ‫نافذي ��ن ف ��ي كان ��ون الثان ��ي (يناي ��ر) المقب ��ل‪،‬‬ ‫‪18‬‬

‫تمثال الحرية في نيويورك‬

‫واللذي ��ن توقع مكتب الموازنة ف ��ي الكونغر�س �أن‬ ‫ي�ؤديا بالواليات المتحدة �إلى الركود‪.‬‬ ‫من جهة �أخرى‪ ،‬ت ��زداد الأزمة في منطقة اليورو‬ ‫�سوءا"‪ ،‬ويت�صاعد التهدي ��د للإقت�صاد العالمي‪.‬‬ ‫لقد بلغت عائدات ال�سن ��دات الحكومية لإيطاليا‬ ‫و�إ�سبانيا ذروتها مقارنة بتلك الألمانية‪ ،‬مما �أثار‬ ‫تكهنات ح ��ول اال�ستدامة الإقت�صادية وال�سيا�سية‬ ‫للي ��ورو كعمل ��ة م�شترك ��ة‪ .‬وب�سب ��ب ع ��دم اليقين‬ ‫الم�ستم ��ر في �أوروب ��ا‪ ،‬فقد عدّل �صن ��دوق النقد‬ ‫الدولي جزئي ��ا" توقعاته بالن�سبة ال ��ى �إنخفا�ض‬ ‫النم ��و ف ��ي ال�صي ��ن والهن ��د للعامي ��ن الحال ��ي‬ ‫والمقبل‪ .‬ف ��ي المقابل‪ ،‬ف� ��إن التوقع ��ات بالن�سبة‬ ‫ال ��ى �ص ��ادرات الوالي ��ات المتح ��دة �إل ��ى �أوروب ��ا‬ ‫والإقت�ص ��ادات النا�شئة �آخذة ف ��ي التدهور‪ .‬قبل‬ ‫كل �شيء‪ ،‬م ��ن المرجح ان ت�ؤدي الأزمة الأوروبية‬ ‫ال ��ى تخفي�ض الإ�ستثمار و�إعاق ��ة تنفيذ القرارات‬ ‫والى ت�أخير تعافي الإقت�صاد الأميركي الهزيل‪.‬‬ ‫م ��اذا يعن ��ي كل ه ��ذا بالن�سب ��ة ال ��ى الإنتخابات‬ ‫الرئا�سية الأميركية؟‬

‫العدد الأول‪ - ‬ت�شرين الأول (�أكتوبر) ‪٢٠١٢ -‬‬

‫م ��ن المه ��م �أن نتذكر �أن ما يجري ف ��ي ال�ساد�س‬ ‫من ت�شرين الثاني (نوفمبر) المقبل لي�ست حملة‬ ‫وطني ��ة لك ��ن �إنتخابات في ‪ 50‬والي ��ة (دولة) في‬ ‫وقت واحد ‪ -‬ويمكن التنب�ؤ بنتائج ‪ 40‬منها بدقة‪.‬‬ ‫وف ��ي هذا العام‪ ،‬ينبغي عل ��ى مراقبي الإنتخابات‬ ‫�أ ّال تقلقه ��م كثي ��را" �أرق ��ام البطال ��ة الوطني ��ة‪.‬‬ ‫المفتاح يكمن في متابعة الم�ؤ�شرات الإقت�صادية‬ ‫وال�سيا�سية في الوالي ��ات الع�شر التي يتم التنازع‬ ‫عليه ��ا‪� :‬أوهاي ��و‪ ،‬فلوري ��دا‪ ،‬بن�سلفاني ��ا‪ ،‬نيف ��ادا‪،‬‬ ‫كولورادو‪� ،‬أيوا‪ ،‬فرجينيا‪ ،‬كارولينا ال�شمالية‪ ،‬نيو‬ ‫هامب�شير‪ ،‬ووي�سكون�سن‪.‬‬ ‫الواق ��ع ان كثي ��را" من الوالي ��ات المت�أرجحة هي‬ ‫في حال �أف�ضل �إقت�صاديا" من باقي البالد ككل‪.‬‬ ‫�أوهايو‪ ،‬على �سبي ��ل المثال‪ ،‬لديها معدل البطالة‬ ‫‪ 7.2‬في المئة‪� ،‬أي �أقل ب�أكثر من نقطة من المعدل‬ ‫الوطن ��ي‪ .‬وتظهر �إ�ستطالعات الر�أي الأخيرة في‬ ‫معظ ��م الوالي ��ات المت�أرجحة عن تف ��وق �أوباما‬ ‫بهام�ش �أكبر من الإ�ستطالعات الوطنية‪.‬‬ ‫لك ��ن يتم ّثل �أكبر تهديد لأوباما في �إرتفاع الت�أييد‬ ‫ف ��ي وق ��ت مت�أخر لمي ��ت رومني‪ ،‬ال ��ذي يمكن �أن‬ ‫يحدث ��ه �إنهيار في منطقة اليورو و�ضعف �أكبر في‬ ‫الإقت�صاد المحلي‪ .‬من المعل ��وم �أنه في �إقت�صاد‬ ‫�سي ��ى‪ ،‬يقت ��رع الناخب ��ون الذي ��ن يق ��ررون ف ��ي‬ ‫وق ��ت مت�أخر ف ��ي كثير من الأحي ��ان لمناف�س ذي‬ ‫م�صداقية‪ ،‬لذلك يحت ��اج فريق �أوباما الى العمل‬ ‫للح�صول على زيادة كبيرة في �إ�ستطالعات الر�أي‬ ‫الآن‪ ،‬قب ��ل حدوث �أي �ضع ��ف �إقت�صادي �إ�ضافي‪.‬‬ ‫م ��ن المع ��روف ان الر�ؤ�س ��اء الذي ��ن يف�شلون في‬ ‫�ضب ��ط الإيقاع في وقت مبكر عادة ما ينتهي بهم‬ ‫المطاف الى الف�شل‪ ،‬كما كان الأمر مع الرئي�سين‬ ‫ال�سابقين جيمي كارتر وجورج بو�ش (الأب)‪.‬‬ ‫ل ��ذا‪ ،‬نعم‪�" ،‬إن ��ه الإقت�صاد يا غب ��ي"‪ .‬ولكن هذا‬ ‫الع ��ام‪� ،‬إنه �إقت�صاد تمت ��د م�ؤ�شراته المحلية على‬ ‫‪ 10‬والي ��ات رئي�سة فقط وربما ال ��ى خطر �ضعف‬ ‫الإقت�صادين الوطني والعالمي‪ .‬لذا يحتاج �أوباما‬ ‫�إلى الأمل وال�صالة من �أجل �أن تبقى �إقت�صادات‬ ‫الواليات المت�أرجحة عل ��ى الأقل م�ستقرة‪ ،‬و�أن ال‬ ‫ت�أتي �أي �أخبار �سيئة من الخارج �إ ّال بعد ‪ 6‬ت�شرين‬ ‫الثاني (نوفمبر) ‪.2012‬‬ ‫وا�شنطن ‪ -‬با�سم رحال‬


‫لندن ‪ -‬هاني مكارم‬

‫ً‬ ‫المعارك في المدن السورية قد تتمدد الى الجوار قريبا!‬

‫بع ��د �أكثر من ‪� 18‬شهرا" على بدايتها‪،‬‬ ‫تطورت الحرب الأهلية في بالد ال�شام‬ ‫م ��ن �سيىء �إل ��ى �أ�سو�أ حيث تزايد ع ��دد ال�ضحايا‬ ‫وت�ضاعف ��ت الأه ��وال‪ .‬وم ��ن الوا�ض ��ح ان الحروب‬ ‫الأهلي ��ة‪ ،‬كالتي في �سوريا‪ ،‬ه ��ي م�آ�س بالن�سبة الى‬ ‫البلدان التي تعي�شها‪ ،‬ولكنها يمكن �أن تكون �أي�ضا"‬ ‫ك ��وارث لجيرانه ��ا‪ .‬الواق ��ع ان مثل ه ��ذه الحروب‬ ‫الدموي ��ة الطويل ��ة الأمد غالبا" م ��ا تتجاوز حدود‬ ‫بالدها لتن�شر الحرب والب�ؤ�س في دول الجوار‪.‬‬ ‫ف ��ي الع ��ام ‪ ،2006‬فيم ��ا كان ال�ص ��راخ يت�صاعد‬ ‫من �أعم ��اق المذابح الطائفية في العراق‪� ،‬صدرت‬ ‫درا�س ��ات وتحلي�ل�ات عدة ح ��ول �إمت ��داد او تمدد‬ ‫الح ��روب الأهلية التي حدثت �أخي ��را" في البلقان‬ ‫وال�ش ��رق الأو�س ��ط و�أفريقي ��ا وغيره ��ا م ��ن �أج ��ل‬ ‫التع ��رف عل ��ى �أنم ��اط كيفي ��ة �إنت�ش ��ار النزاعات‬ ‫وتمدده ��ا عبر الح ��دود‪ .‬ومنذ ذل ��ك الحين‪ ،‬ز ّود‬ ‫الع ��راق نف�س ��ه‪ ،‬جنبا" �إل ��ى جنب م ��ع �أفغان�ستان‬ ‫وليبي ��ا واليمن‪� ،‬أمثلة �إ�ضافية ع ��ن كيفية و�أ�سباب‬ ‫تم ��دد خطر الح ��روب‪ .‬على �سبيل المث ��ال‪ ،‬م ّكنت‬ ‫�أ�سلحة من ليبيا مقاتلي ��ن في مالي من الإ�ستيالء‬ ‫عل ��ى م�ساح ��ات وا�سعة من ه ��ذا البل ��د‪ ،‬في حين‬ ‫�إ�ستغ ��ل �إرهابيون عل ��ى �صلة بتنظي ��م "القاعدة"‬ ‫الفو�ضى في اليمن ل�ش ��ن هجمات �إرهابية ناجحة‬ ‫عل ��ى ال�سلط ��ة اليمني ��ة وتقريب ��ا" عل ��ى الواليات‬ ‫المتحدة‪.‬‬ ‫ويع ��ود تمدد الحرب مرة �أخ ��رى الى الأخبار فيما‬ ‫ال�ص ��راع ف ��ي �سوري ��ا يب ّي ��ن ف ��ي و�ض ��وح الأنماط‬ ‫الخط ��رة نف�سها التي �أجمع ��ت عليها �آراء الخبراء‬ ‫و�أبح ��اث ‪� .2006‬آالف الالجئي ��ن يتدفق ��ون عب ��ر‬ ‫الح ��دود الى تركي ��ا فيما تب ��دو �أنقرة ح ��ذرة من‬ ‫الجماعات الكردي ��ة ب�إ�ستخ ��دام �أفرادها �شمالي‬ ‫�سوريا كمالذ �آمن‪ .‬مجتمعات الالجئين المتزايدة‬ ‫ب ��د�أت ت�سبب التوتر في الأردن ولبنان‪ .‬وفي الوقت‬ ‫عين ��ه‪ ،‬يمكن لأ�سر ‪� 48‬إيراني ��ا" من قبل "الجي�ش‬ ‫ال�سوري الح ��ر"‪ ،‬الذين قد يكون ��ون متخ�ص�صين‬ ‫بال�ش�ؤون الع�سكرية‪ ،‬وت�أكيد قائد "الحر�س الثوري"‬ ‫الجنرال محمد عل ��ي جعفري عن وجود قوات من‬ ‫"ل ��واء القد� ��س" ف ��ي �سوريا ولبن ��ان‪ ،‬ان يجذب‬ ‫طه ��ران وي�شدّها �أكث ��ر الى ال�ص ��راع القائم‪ .‬من‬ ‫جهته ��ا تنظر �إ�سرائيل بعيون حذرة الى التطورات‬ ‫في �سوري ��ا‪ ،‬متذكرة الحروب المتكررة والقلق من‬ ‫هجم ��ات �إرهابية عب ��ر الجوالن‪ ،‬وب�سب ��ب تر�سانة‬

‫الأ�سلح ��ة الكيميائي ��ة ال�ضخم ��ة ف ��ي ذل ��ك البلد‪.‬‬ ‫بالن�سبة الى الواليات المتحدة‪ ،‬هذه التطورات لها‬ ‫�أهمي ��ة خا�صة لأن تمدد الح ��رب الأهلية قد يهدد‬ ‫الم�صالح الحيوية الأميركية �أكثر بكثير من حرب‬ ‫م�سيطر عليها داخ ��ل الحدود ال�سورية‪� .‬أما رو�سيا‬ ‫فب�ل�اد ال�شام بالن�سب ��ة �إليها �أكثر م ��ن مهمة فهي‬ ‫تعتبرها �آخر موطئ لها في ال�شرق الأو�سط‪.‬‬ ‫وبطبيع ��ة الحال‪ ،‬ف�إن الكثي ��ر يعتمد بال�ضبط على‬ ‫م ��دى التمدد وكيفيت ��ه ‪ -‬بالت�أكي ��د ال �أحد يعرف‬ ‫حت ��ى الآن ما الذي �سيحدث في الحرب الع�شوائية‬ ‫من �أج ��ل ال�سيط ��رة على �سوري ��ا‪ .‬ولك ��ن �إذا كان‬ ‫الما�ضي يعل ��م الحا�ضر‪ ،‬ف�إن م ��دى ت�أثير الحرب‬ ‫يرتبط عادة بقوة و�شدّة �إمتداد تداعياتها وغالبا"‬ ‫مع عواقب وخيمة‪ .‬في �أ�سو�أ حاالتها‪ ،‬يمكن لحرب‬ ‫�أهلي ��ة في بلد واح ��د ان ت�سبب حروب ��ا" �أهلية في‬ ‫ال ��دول المج ��اورة �أو تنت�ش ��ر لتتح ��ول �إل ��ى حرب‬ ‫�إقليمي ��ة‪ .‬وان �شدة تمدد التداعيات هي التي تملي‬ ‫الرد المنا�سب‪.‬‬ ‫وال�س� ��ؤال هن ��ا‪ :‬ه ��ل هن ��اك �أنم ��اط معين ��ة ت�شير‬ ‫ال ��ى �إمكانية تم ��دد الح ��روب الأهلية ال ��ى الدول‬ ‫المج ��اورة؟ وبالتالي الى �أي م ��دى تنطبق على ما‬ ‫يجري في �سوريا حاليا"؟‬ ‫تجم ��ع �آراء الخبراء و�أكثر الدرا�سات التي �أجريت‬ ‫�أخي ��را" وفي الع ��ام ‪ 2006‬على ان هن ��اك خم�سة‬ ‫�أنماط رئي�سة لإمتداد الحروب الأهلية‪.‬‬

‫�أوال"‪ :‬الالجئون‬ ‫يب ��د�أ تم ��دد الحرب غالب ��ا" مع الالجئي ��ن‪ .‬كلما‬ ‫كان هن ��اك �صراع يف ��ر المدنيون �إلى ب ��ر الأمان‪.‬‬ ‫والحقيق ��ة المحزن ��ة ع ��ن الح ��روب الأهلي ��ة ف ��ي‬ ‫كثي ��ر من الأحيان ه ��و �أن المدنيين ه ��م �أهداف‪:‬‬ ‫من دون وج ��ود خطوط �أمامي ��ة معروفة‪ ،‬وعندما‬ ‫يك ��ون "المقاتل ��ون الأع ��داء" م�ؤلفي ��ن م ��ن �أي‬ ‫�شب ��اب ي�ستطيع ��ون �إلتقاط بندقي ��ة‪ ،‬يبدو الخطر‬ ‫وا�ضحا"‪ .‬وبالتالي ف�إن هدف الجيو�ش المتحاربة‬ ‫ف ��ي كثير من الأحيان هو قتل �أكبر عدد ممكن من‬ ‫المدنيي ��ن في الجانب الآخر �أو على الأقل طردهم‬ ‫من دياره ��م‪ .‬ولتجنب النهب والدمار الإقت�صادي‬ ‫اللذين ي�صاحبان هذا النوع من ال�صراعات‪ ،‬تلوذ‬ ‫مجتمعات ب�أكملها �أحيانا" بالفرار �إلى بلد �أجنبي‬ ‫�أو ي�صبح �أفراده ��ا م�شردين داخل حدود بلدهم‪،‬‬ ‫كما فعل �أكثر من مليون �سوري حتى الآن‪.‬‬ ‫بالإ�ضاف ��ة �إل ��ى ب�ؤ�سهم الخا�ص‪ ،‬يمك ��ن لالجئين‬ ‫خل ��ق م�ش ��اكل خطي ��رة – حت ��ى مدم� � ّرة ‪ -‬للدول‬

‫‪Issue 1 - October - 2012‬‬

‫‪21‬‬


‫مو�ضوع الغالف‬

‫سوريا‬

‫الذي يحدث في �سوريا لن يبقى في �سوريا‬

‫نار الشام تشعل الشرق األوسط!‬ ‫كل المعلومات ت�ش��ير الى ان ما يحدث في �س��وريا لن يبقى فيها‪ ،‬فنظرة الى‬ ‫تداعياته��ا على دول الج��وار وخ�صو�صا" لبنان والع��راق تو�ضح ال�صورة �أكثر‬ ‫لم��ا ينتظ��ر ال�ش��رق الأو�سط بما في��ه تركيا م��ن ت�أثيرات قد ت ��ؤدي حتى الى‬ ‫تق�سي��م المنطقة‪ .‬ولكن كيف �سيكون ذلك؟ وما هي العالمات والمعلومات‬ ‫الت��ي تنبىء بهذا التمدد للأزمة ال�سورية؟ وبالتال��ي هل هناك �أحد �أعد العدة‬ ‫لمواجهة العواقب غير المق�صودة للحرب في بالد ال�شام؟‬

‫‪20‬‬

‫العدد الأول‪ - ‬ت�شرين الأول (�أكتوبر) ‪٢٠١٢ -‬‬


‫الأعداء الى الرد والهجوم �ضد تجمعات الالجئين‬ ‫الت ��ي ت�ست�ضيف ��ه‪ .‬ف ��ي ح ��االت �أخ ��رى‪ ،‬ق ��د يقرر‬ ‫الإرهابيون مهاجمة الأنظمة المجاورة‪� ،‬أو �شريحة‬ ‫من المجتمع المجاور‪ ،‬التي ت�ساعد خ�صومهم في‬ ‫محاولة لإرهابها كي توقف دعمها و م�ساعداتها‪.‬‬ ‫وف ��ي معظ ��م الأحي ��ان يب ��د�أ االرهابي ��ون �أوال"‬ ‫بالتدف ��ق ب�إتجاه الح ��روب الأهلية‪ ،‬ولكن في وقت‬ ‫الح ��ق بع ��د ان يحقق ��وا نوع ��ا" م ��ن الإنت�صارات‬ ‫يتدفقون بعيدا" منها‪ .‬ذهب الجهاديون �أوال" �إلى‬ ‫�أفغان�ستان للقتال في الحرب الأهلية التي �إ�شتعلت‬ ‫ف ��ي الثمانين ��ات م ��ن الق ��رن الما�ض ��ي ولكن في‬ ‫الت�سعين ��ات التي تلت بد�أوا ي�ستخدمونها كقاعدة‬ ‫ل�ش ��ن هجمات �ضد بلدان �أخ ��رى ‪ -‬بما في ذلك‪،‬‬ ‫بطبيع ��ة الح ��ال‪ ،‬الواليات المتحدة ف ��ي ‪� 11‬أيلول‬ ‫(�سبتمبر) ‪.2001‬‬

‫يجد نظام الأ�سد نف�سه محا�صر ًا على‬ ‫كل ال�صعد وقد يجبر على �إ�ستخدام‬ ‫تر�سانته من الأ�سلحة الكيميائية �أو‬ ‫�إطالق هجمات "�إرهابية" على �إ�سرائيل‬ ‫في محاولة لتحويل الحرب الأهلية‬ ‫�إلى �صراع عربي‪� -‬إ�سرائيلي‬

‫ثالثا"‪ :‬الإنف�صال‬ ‫�أظه ��رت دول البلقان في ت�سعين ��ات القرن الفائت‬ ‫يفجر‬ ‫�أن �إنت�صار المراهنات الإنف�صالية يمكن �أن ّ‬ ‫الجوار ويك ��ون له ت�أثير الدومينو‪ .‬فقد ت�أث ّر �إعالن‬ ‫�سلوفينيا لإ�ستقالله ��ا بكرواتيا‪ ،‬والذي دفع بدوره‬ ‫بالبو�سنة �أن تفعل ال�شيء نف�سه‪ ،‬الأمر الذي �شجع‬ ‫الحق ��ا" مقدونيا‪ ،‬ثم كو�سوفو‪ .‬وق ��د تبع‪ ،‬بالطبع‪،‬‬ ‫كل هذه الإعالنات الإ�ستقاللية �صراع وفتنة‪.‬‬ ‫تكون �أحيان ��ا" رغبة مجموعة فرعية واحدة داخل‬ ‫دول ��ة بالإنف�صال �سبب ��ا" في �إ�شعال ح ��رب �أهلية‬ ‫ف ��ي المق ��ام الأول‪ .‬ف ��ي ح ��االت �أخ ��رى‪ ،‬تتناف�س‬ ‫مجموعات مختلف ��ة لل�سيطرة عل ��ى الدولة‪ ،‬ولكن‬ ‫كلما ط ��ال و�إ�ستمر القت ��ال‪ ،‬تقرر واح ��دة �أو �أكثر‬ ‫من الجماع ��ات �أن الحل الأخي ��ر والملج�أ الوحيد‬ ‫هو الإنف�صال‪ .‬في بع�ض الأحيان‪ ،‬تخ�شى مجموعة‬ ‫�أقلي ��ة مرتاحة ف ��ي ظل النظ ��ام القدي ��م التمييز‬ ‫والتع�ص ��ب �ضدها من قبل حك ��م جديد‪ .‬ومنطقة‬ ‫�أو�سيتيا الجنوبية‪ ،‬على �سبيل المثال‪ ،‬قبلت الحكم‬ ‫الرو�سي ولكنها تم� � ّردت عندما �إنف�صلت جورجيا‬ ‫ع ��ن االتح ��اد ال�سوفيات ��ي‪� ،‬إذ �أن مواطنيه ��ا كانوا‬ ‫يخ�شون مواجهة التمييز �ضدهم في دولة جورجيا‬ ‫الجديدة‪ .‬بعدما �ساعدت رو�سيا �أو�سيتيا الجنوبية‬ ‫على هزيم ��ة القوات الجورجية التي حاولت �إعادة‬ ‫احت�ل�ال المنطق ��ة ف ��ي الفت ��رة ‪،1992-1991‬‬ ‫تاب ��ع "الدومين ��و" طريقه عندما تم ��ردت منطقة‬ ‫الأبخ ��ازي العرقية �أي�ض ��ا"‪ ،‬و�أن�ش ��ا �أهلها منطقة‬ ‫م�ستقل ��ة خا�صة بهم ف ��ي الفترة ذاته ��ا‪ .‬ال�صراع‬ ‫المج ّم ��د الذي نتج عن هذه الحرب الأهلية �إنفجر‬

‫�إج ��راءات قا�سي ��ة ف ��ي بلدانه ��م �ض ��د جماع ��ات‬ ‫يعتبرونه ��ا �أنه ��ا تتعاطف مع العدو عب ��ر الحدود‪.‬‬ ‫وبالتال ��ي‪ ،‬ف�إن الحرب الأهلية العراقية بين ‪2005‬‬ ‫و‪ 2007‬ح�ش ��دت المواطني ��ن ال�سن ��ة ف ��ي م�ص ��ر‬ ‫والأردن والمغ ��رب العرب ��ي ودول مجل� ��س التعاون‬ ‫الخليج ��ي على حد �سواء لمطالب ��ة حكوماتهم في‬ ‫ب ��ذل المزيد من الجهد لدع ��م الجماعات ال�سنية‬ ‫العراقي ��ة (على الأق ��ل في منطق ��ة الخليج) و�إلى‬ ‫معاملة �أكثر ق�سوة ل�سكان بالدهم من ال�شيعة‪.‬‬ ‫في �أخط ��ر الحاالت‪ ،‬يمكن لهذا الجانب من تمدد‬ ‫التداعي ��ات ان ي�ساه ��م في ح ��روب �أهلية في دول‬ ‫الجوار‪ .‬لقد دفعت الح ��رب الأهلية اللبنانية التي‬ ‫ب ��د�أت في العام ‪ 1975‬بالطائفة ال�سنية في �سوريا‬ ‫الى �شن حرب �أهلي ��ة خا�صة �ضد الرئي�س الراحل‬ ‫حافظ الأ�سد في ‪ ،1976‬وهو ال�صراع الذي لم ينته‬ ‫�إ ّال مع مجزرة ب�شعة راح �ضحيتها بين ‪ 20,000‬الى‬ ‫‪� 40,000‬شخ�ص في مدينة حماه في ‪.1982‬‬

‫خام�سا"‪ :‬التدخل‬

‫الرئيس السوري بشار األسد‪ :‬الى متى يستطيع البقاء ؟‬

‫�أخي ��را" وتح ّول �إل ��ى حرب �إطالق ن ��ار دولية بين‬ ‫جورجيا ورو�سيا في �آب (�أغ�سط�س) ‪.2008‬‬

‫رابعا"‪ :‬التطرف‬ ‫من �أقوى مظاه ��ر الإمتداد او التمدد لل�صراع هو‬ ‫توجه حرب �أهلية في �أحد البلدان الى ح�شد ودفع‬ ‫�سكان الدول المجاورة نحو التطرف‪ .‬فالمتطرفون‬ ‫ع ��ادة ي�سع ��ون الى ن�ش ��ر تطرفهم بين �س ��كان بلد‬ ‫مح ��از عندم ��ا تحدد مجموع ��ة ما في ه ��ذا البلد‬ ‫موقفه ��ا بانها ت�ؤي ��د مجموع ��ة ذات �صلة بالحرب‬ ‫الأهلي ��ة عبر الح ��دود‪ .‬والواقع ان ه ��ذه الم�شاعر‬ ‫القبلي ��ة والعرقية والطائفية ت�سبق دائما ال�صراع‪،‬‬ ‫ولكن �إن ��دالع الحرب بين الجماع ��ات نف�سها عبر‬ ‫الح ��دود فح�سب يجعلها ملمو�س ��ة وفورية – الأمر‬ ‫الذي يمنحها �سبب ��ا" لكراهية الجي ��ران و�إ�ستياء‬ ‫�ضد دولتهم‪.‬‬ ‫قد يطلب ه�ؤالء من حكومتهم �أو قادة المجتمعات‬ ‫المحلي ��ة ان يدعم ��وا ه ��ذا الط ��رف �أو ذاك‪ .‬وفي‬ ‫بع� ��ض الح ��االت‪ ،‬فقد يتحرك ��ون من �أج ��ل �إتخاذ‬

‫ولكن ربما كان �أخطر �أ�شكال تداعيات التمدد هو‬ ‫عندما تتدخل دول الجوار في حرب �أهلية‪ ،‬وتح ّول‬ ‫ال�ص ��راع المحل ��ي ال ��ى �آخ ��ر �إقليم ��ي‪ .‬وبحماقة‪،‬‬ ‫يك ��ون اله ��دف في كثير م ��ن الأحي ��ان التقليل من‬ ‫مخاطر تداعيات التمدد مثل الإرهاب والتطرف‪.‬‬ ‫ولك ��ن يمك ��ن �أن يتخذ �أ�ش ��كاال" عدي ��دة‪ :‬التدخل‬ ‫بطريق ��ة مح ��دودة �إما لإيق ��اف الح ��رب الأهلية‪،‬‬ ‫�أو لم�ساع ��دة ف ��وز فري ��ق عل ��ى �آخر‪� ،‬أو م ��ن �أجل‬ ‫الق�ضاء على م�صدر تمدد التداعيات فح�سب‪ .‬في‬ ‫بع�ض الأحيان‪ ،‬ت ��رى دولة مجاورة الحرب الأهلية‬ ‫باعتبارها فر�صة لإنتزاع بع�ض الموارد التي تطمع‬ ‫بها منذ وقت طويل �أو بع�ض الأرا�ضي‪.‬‬ ‫عادة‪ ،‬حت ��ى تدخل مح ��دود من قبل ق ��وة �إقليمية‬ ‫واح ��دة فقط يجعل الم�شكلة �أ�سو�أ‪ .‬البلدان ترتبط‬ ‫ب"عمالء" �ضم ��ن الحرب الأهلية وبالتالي ينتهي‬ ‫الأم ��ر بم�ضاعفة حملة دعمها له ��م‪� .‬إنها تفتر�ض‬ ‫�أن "قلي�ل�ا" �أكث ��ر" �سي� ��ؤدي �إلى تحوي ��ل الم ّد الى‬ ‫�صالحه ��ا‪ .‬الأ�س ��و�أ من ذل ��ك‪ ،‬انها يمك ��ن �أن ترى‬ ‫مناف�سين في الجوار يتدخلون بدورهم في الحرب‬ ‫الأهلية فت�شعر ب�أنها مجبرة على فعل ال�شيء نف�سه‬ ‫لمنع عدوها م ��ن تحقيق مكا�سب‪ .‬فعندما تدخلت‬ ‫رواندا و�أوغندا في الكونغو في منت�صف ت�سعينات‬ ‫الق ��رن المن�ص ��رم‪ ،‬لوقف الإب ��ادة الجماعية التي‬ ‫كان ��ت تمار�سه ��ا ميلي�شيات م�س ّلحة ف ��ي مخيمات‬ ‫الالجئي ��ن و�إ�سق ��اط نظ ��ام مع ��اد ف ��ي كين�شا�سا‬

‫‪Issue 1 - October - 2012‬‬

‫‪23‬‬


‫مو�ضوع الغالف‬

‫¶‬

‫�سوريا‬

‫المعارضة السورية‪:‬‬ ‫قوية ولكن مقسمة‬

‫التي ت�ست�ضيفهم‪ .‬محن ��ة الالجئين الفل�سطينيين‬ ‫و�أثره ��ا على م�ص ��ر والأردن ولبن ��ان و�سوريا منذ‬ ‫‪ 1948‬ه ��ي خير مثال عل ��ى ذلك‪ .‬لقد �ساهمت في‬ ‫ع ��دم الإ�ستقرار في البل ��دان الم�ضيفة‪ ،‬والإرهاب‬ ‫الدولي‪ ،‬و�إ�شعال الحروب بين دول الم�شرق العربي‬ ‫و�إ�سرائيل‪.‬‬ ‫�أبعد من ذلك‪ ،‬يمكن لالجئين غالبا" �أن ي�صبحوا‬ ‫حاملي ��ن لل�ص ��راع‪ .‬تم ّث ��ل تج ّمع ��ات الالجئي ��ن‬ ‫الغا�ضبي ��ن والمحبطين مكانا" مثالي ��ا" للتجنيد‬ ‫والتوظي ��ف بالن�سب ��ة ال ��ى الجيو� ��ش المتحارب ��ة‪.‬‬ ‫لق ��د ج ّندت حرك ��ة طالب ��ان الأفغاني ��ة الالجئين‬ ‫ال�شب ��اب الغا�ضبي ��ن الذي ��ن ن�ش�أوا ف ��ي باك�ستان‪،‬‬ ‫ومنحته ��م فر�ص ��ة الإنتقام وال�سلط ��ة‪ .‬في الواقع‪،‬‬ ‫�أ�صبحت مخيمات الالجئين في كثير من الأحيان‬ ‫قواع ��د للراح ��ة‪ ،‬والتخطي ��ط‪ ،‬ومرحل ��ة لإط�ل�اق‬ ‫عملي ��ات قتالية مرة �أخ ��رى في البلد الذي فر منه‬ ‫الالجئون‪ .‬على �سبي ��ل المثال‪� ،‬إن المخيمات التي‬ ‫�أقيمت ف ��ي جمهورية الكونغ ��و الديموقراطية بعد‬ ‫الإبادة الجماعية في روان ��دا �سرعان ما �أ�صبحت‬ ‫قاعدة للعمليات لمتم ��ردي الهوتو الفارين لإعادة‬ ‫‪22‬‬

‫�أبحاث عن الحروب الأهلية‪:‬‬ ‫تمدد الحرب الأهلية الى الدول‬ ‫المجاورة لها ‪� 5‬أنماط وكلها موجودة‬ ‫في الأزمة ال�سورية‬

‫تجميع �صفوفهم‪.‬‬

‫ثانيا"‪ :‬الإرهاب‬ ‫تح ّول ��ت ح ��روب �أهلي ��ة ع ��دة ال ��ى مرت ��ع خ�صب‬ ‫لجماع ��ات "�إرهابي ��ة" خا�صة‪ ،‬وبع�ضه ��ا طائفي‪،‬‬ ‫حيث �أن�ش�أ عدد منها مالذات م�ضيافة للمجموعات‬ ‫الموج ��ودة لتدريبه ��ا وتجنيدها و�إج ��راء عمليات‬ ‫ ف ��ي بع�ض الأحي ��ان �ضد خ�ص ��وم ال عالقة لهم‬‫تمام ��ا" بالحرب نف�سها‪ .‬ح ��زب اهلل وحركة نمور‬ ‫التامي ��ل وتنظي ��م القاع ��دة‪ ،‬على �سبي ��ل المثال ال‬

‫العدد الأول‪ - ‬ت�شرين الأول (�أكتوبر) ‪٢٠١٢ -‬‬

‫الح�ص ��ر‪ ،‬كلها تع ��ود �أ�صوله ��ا �إلى الح ��روب بين‬ ‫الطوائف‪.‬‬ ‫الي ��وم‪ ،‬بعد �سنوات من �إط�ل�اق الواليات المتحدة‬ ‫هجم ��ات الطائ ��رات من دون طيار ف ��ي باك�ستان‪،‬‬ ‫�ضعفت �أ�س�س "القاعدة"‪ ،‬ولكن فروعها الخارجية‬ ‫ال تزال قوي ��ة في البلدان التي مزقتها ال�صراعات‬ ‫الداخلية مثل اليمن وال�صومال‪ .‬في الآونة الأخيرة‬ ‫�إ�شتعلت الحرب في مالي التي فر �إليها المقاتلون‬ ‫الإ�سالميون م ��ن ليبيا معمر القذاف ��ي مع �أ�سلحة‬ ‫نهبت من تر�ساناته‪ ،‬وا�ستولوا على �أجزاء من تلك‬ ‫البالد حيث فر�ضوا عليها ال�شريعة الإ�سالمية في‬ ‫�شكل �صارم‪ .‬في حين كانت هناك ثورات متقطعة‬ ‫في �شمال مالي من ��ذ �سنوات‪ ،‬ف�إن الحرب الأهلية‬ ‫ف ��ي ليبيا زادت في �ش ��كل كبير ق ��درة المتمردين‬ ‫وخلق ��ت �أ�سو�أ م�شكلة �إرهابية ف ��ي المنطقة وربما‬ ‫للعالم‪.‬‬ ‫هذه الجماعات الإرهابية نادرا" ما تظل مح�صورة‬ ‫داخل حدود الب�ل�اد‪ .‬بع�ضها يع�شع�ش بين ال�سكان‬ ‫الالجئي ��ن‪ ،‬ث ��م ينطل ��ق منه ��ا ل�شن هجم ��ات في‬ ‫البالد التي تع ��رف حربا" �أهلية‪ ،‬وهو بذلك يدعو‬


‫الرئيس باراك أوباما‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫محير بين الرأي العام ومصالح أميركا‬

‫رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان‪:‬‬ ‫كالم بال تنفيذ‬

‫العاهل األردني الملك عبدالله الثاني‪:‬‬ ‫مطلوب إصالحات‬

‫ال ��دول المجاورة؛ حدود ي�سه ��ل اختراقها‪ ،‬وتاريخ‬ ‫من العنف بين الجيران‪.‬‬ ‫للأ�سف‪ ،‬تحمل بالد ال�شام وجيرانها هذه ال�صفات‬ ‫على وجه التحديد‪ ،‬ما يو�ضح ال�سبب في �أننا ن�شهد‬ ‫بالفعل �أنماطا" نموذجية في ات�ساع نطاق الحرب‬ ‫الأهلي ��ة ال�سورية‪ ،‬الأمر الذي ي�شي ��ر الى �أن تمدد‬ ‫ال�صراع يمكن �أن يزداد �سوءا" �أكثر‪.‬‬ ‫ولقد نتج عن ال�صراع ال�سوري �أكثر من ‪250,000‬‬ ‫الج ��ئ م�سج ��ل ر�سمي ��ا"‪ ،‬ولك ��ن الرق ��م الحقيقي‬ ‫�أقرب �إل ��ى ‪ .400,000‬لدى تركيا ‪ 60.000‬الجئ‬ ‫�سوري م�سجل وربم ��ا �أكثر من ‪ 25.000‬الذين لم‬ ‫يت ��م ت�سجيلهم‪ .‬ويعتقد الأت ��راك �أن حزب العمال‬ ‫الكرد�ستان ��ي (‪ ،)PKK‬وه ��ي مجموع ��ة �إرهابية‬ ‫�إنف�صالية كردية‪ ،‬ت�ستخدم هذه الفئة من ال�سكان‬ ‫للت�سل ��ل ال ��ى تركيا لإط�ل�اق محاول ��ة جديدة من‬ ‫العنف من �أجل �إع�ل�ان الإ�ستقالل‪� .‬أنقرة مقتنعة‬ ‫ب� ��أن مقاتلي حزب العم ��ال الكرد�ستان ��ي تحالفوا‬ ‫مع نظ ��ام الأ�سد و�سيطروا على �أجزاء من �سوريا‪،‬‬ ‫وبخا�ص ��ة في المناطق الكردي ��ة في البالد‪ .‬وردا"‬ ‫عل ��ى ذل ��ك تفر� ��ض تركي ��ا رقاب ��ة �شدي ��دة عل ��ى‬ ‫حدودها حتى وه ��ي ت�ساعد الالجئي ��ن ال�سوريين‬ ‫الذين ينطلق بع�ضهم من �أرا�ضيها للإ�شتراك في‬ ‫المعرك ��ة الدائرة في وطنهم‪ .‬ويق ��ف الر�أي العام‬ ‫في تركيا بق ��وة �ضد الأ�سد ونظامه‪ ،‬لكن الإحباط‬ ‫ال�شعبي ينم ��و �إذ تبدو �أنقرة عاج ��زة وغير قادرة‬ ‫على وقف العنف‪.‬‬ ‫والعراق يكاف ��ح هو الآخر من �أجل تجنب االنزالق‬ ‫الى حرب �أهلية‪ .‬فهو بالتالي ال يحتاج الى �أي دفع‬ ‫م ��ن �سوريا كي ي�س ��وء و�ضعه �أكث ��ر‪ ،‬ولكن هذا هو‬ ‫بال�ضبط ما هو حا�ص ��ل‪ .‬العراقيون ال�سنة‪ ،‬الذين‬

‫ي�ؤي ��دون تماما" �إخوانهم ال�سوريي ��ن ال�سنة‪ ،‬يرون‬ ‫ان القتال �ض ��د حكومة دم�شق الت ��ي يهيمن عليها‬ ‫العلويون (ال�شيع ��ة) وتدعمها �إيران ‪ -‬هي موازية‬ ‫ومت�شابهة تماما" مع ظروفه ��م الخا�صة وواقعهم‬ ‫ال ��ذي يعي�شون ��ه مع �شيع ��ة العراق و�إي ��ران‪ .‬ويفيد‬ ‫بع� ��ض التقارير ب� ��أن الدعم الخارج ��ي للمعار�ضة‬ ‫ال�سوري ��ة يتد ّف ��ق من المملك ��ة العربي ��ة ال�سعودية‬ ‫وقط ��ر وغيرهما م ��ن الحكومات العربي ��ة ال�سنية‬ ‫بوا�سط ��ة القبائ ��ل ال�سنية في غرب الع ��راق‪ ،‬التي‬ ‫بع�ضها يمتد حتى الحدود ال�سورية‪ .‬ويبدو ان هذا‬ ‫الدع ��م هو �أحد �أه ��م �أ�سباب ع ��ودة ظهور تنظيم‬ ‫القاع ��دة ف ��ي الع ��راق وت�صاعد العن ��ف الطائفي‬ ‫هناك‪.‬‬

‫وي ّدع ��ي النظ ��ام العراقي (ع ��ن حق) �أن ��ه يقاتل‬ ‫الإرهابيي ��ن �أنف�سه ��م الذين يعان ��ي منهم النظام‬ ‫البعث ��ي ال�سوري على الجان ��ب الآخر من الحدود‪.‬‬ ‫ول ّم ��ا كان العلوي ��ون طائف ��ة من�شقة م ��ن ال�شيعة‪،‬‬ ‫ف� ��إن التع ��اون المتنامي بين دم�ش ��ق ونظام بغداد‬ ‫ال ��ذي يهيمن علي ��ه ال�شيعة يغ ّذي مخ ��اوف ال�سنة‬ ‫من التحال ��ف ال�شيعي الكبير الذي تق ��وده �إيران‪.‬‬ ‫كل ه ��ذا ي�ستح�ضر ويع ّد كل ما يل ��زم لوقوع حرب‬ ‫طائفية‪.‬‬ ‫في الوق ��ت نف�سه‪ ،‬يفك ��ر الأك ��راد العراقيون الآن‬ ‫ب�إط�ل�اق محاولة م ��ن �أجل الإ�ستق�ل�ال عن بغداد‬ ‫بطريق ��ة يحلمون به ��ا منذ �سن ��وات‪ .‬لقد خل�صت‬ ‫القي ��ادات الكردي ��ة الرئي�س ��ة الى نتيج ��ة‪ ،‬بما في‬ ‫ذل ��ك رئي� ��س �إقلي ��م كرد�ست ��ان م�سع ��ود بارزاني‪،‬‬ ‫ب�أنه ��ا ال ت�ستطي ��ع العم ��ل مع رئي�س ال ��وزراء نوري‬ ‫المالك ��ي‪ -‬الذي تنعته في �شكل روتيني ب" �صدّام‬ ‫ال�شيع ��ة"‪ .‬وتعتقد ف ��ي �شكل متزاي ��د �أن تركيا قد‬ ‫تقتنع في نهاية المطاف بدعم مثل هذه المحاولة‪.‬‬ ‫لذل ��ك هذا يجع ��ل كل ما يحدث مع �أك ��راد �سوريا‬ ‫ذات �أهمي ��ة خا�صة‪ .‬في الواق ��ع‪ ،‬ي�ضغط الأتراك‬ ‫وبارزان ��ي �ضد حزب العمال الكرد�ستاني والنظام‬ ‫ال�س ��وري للح�صول عل ��ى والء الأك ��راد ال�سوريين‪،‬‬ ‫الذي ��ن قد يحاول ��ون �أي�ض ��ا" �إع�ل�ان الإ�ستقالل‪،‬‬ ‫الأمر الذي �سي�ض ��ع حينها �ضغطا" متزايدا" على‬ ‫�أكراد العراق كي يفعلوا ال�شيء نف�سه‪.‬‬ ‫�أم ��ا لبنان فهو يعان ��ي الأ�سو�أ حت ��ى الآن من تمدد‬ ‫التداعي ��ات ال�سوري ��ة‪ .‬لقدغمرت ��ه موج ��ات م ��ن‬ ‫الالجئي ��ن ال�سوريي ��ن – ‪ 47,000‬ق ��د �سجل ��وا‬ ‫�أ�سماءهم لدى مفو�ضية الأم ��م المتحدة ال�سامية‬ ‫ل�ش�ؤون الالجئين‪ ،‬ولكن الإرتفاع الأخير في العنف‬

‫يقف الر�أي العام في تركيا بقوة �ضد‬ ‫الأ�سد ونظامه‪ ،‬لكن الإحباط ال�شعبي‬ ‫ينمو �إذ تبدو �أنقرة عاجزة وغير قادرة‬ ‫على وقف العنف في بالد ال�شام‬ ‫العراق يكافح من �أجل تجنب‬ ‫االنزالق الى حرب �أهلية لذا فهو‬ ‫ال يحتاج الى �أي دفع من �سوريا كي‬ ‫ي�سوء و�ضعه �أكثر ولكن هذا‬ ‫هو بال�ضبط ما هو حا�صل‬

‫‪Issue 1 - October - 2012‬‬

‫‪25‬‬


‫مو�ضوع الغالف‬

‫¶‬

‫�سوريا‬

‫ال ��ذي يدعمهم‪ ،‬كذل ��ك فعلت �أنغ ��وال حيث �سعت‬ ‫الى منعهم ��ا‪ .‬وبينما تابعت نار ال�ص ��راع �أجيجها‬ ‫حاولت قوى عدة �إقامة مناطق عازلة حيث ّ‬ ‫ف�ضلت‬ ‫�أن يديره ��ا ويحكمه ��ا عمالء له ��ا ‪ -‬وحيث يمكن‬ ‫الإ�ستيالء على بع�ض الموارد الطبيعية الوفيرة في‬ ‫الكونغ ��و‪ .‬و�إنتهى المطاف �أخيرا" بتدخل �سبع من‬ ‫ال ��دول المجاورة للكونغ ��و‪ ،‬وتحولت بذلك الحرب‬ ‫الأهلي ��ة الكونغولي ��ة الى م ��ا �أ�صبح يع ��رف با�سم‬ ‫"الحرب العالمية الأفريقية"‪.‬‬ ‫ف ��ي �أ�س ��و�أ حاالت ��ه‪ ،‬يمك ��ن له ��ذا النم ��ط ان ينتج‬ ‫�صراع ��ا" مبا�ش ��را" بي ��ن ال ��دول المتدخل ��ة على‬ ‫�أ�شالء البالد في حرب �أهلية‪ .‬تدخلت �سوريا �أوال"‬ ‫ف ��ي لبنان في ‪� 1975‬سيا�سي ��ا" لو�ضع حد لتطرف‬ ‫مواطنيه ال�سن ��ة (المدعومين م ��ن الفل�سطينيين‬ ‫والق ��وى الي�ساري ��ة)‪ .‬ولك ��ن �سرع ��ان م ��ا وج ��د‬ ‫ال�سوري ��ون ان الديبلوما�سي ��ة‪ ،‬والعمليات ال�سرية‪،‬‬ ‫ودع ��م الفئ ��ات المختلف ��ة غير كاف‪ .‬ل ��ذا �أطلقت‬ ‫على م�ض�ض غزوا" وا�سع النطاق في العام التالي‪.‬‬ ‫من جانبها‪ ،‬عان ��ت �إ�سرائيل من الإرهاب المنبثق‬

‫حتى الآن نجا الأردن ن�سبي ًا من‬ ‫تداعيات الأزمة ال�سورية ولكن‬ ‫هذا قد ال ي�ستمر �إذ ان عمان تواجه‬ ‫فعليا" تحديات كبيرة من الالجئين‬ ‫الفل�سطينيين والعراقيين والآن بد�أ‬ ‫الالجئون ال�سوريون يتدفقون‬ ‫عن الحرب الأهلية اللبنانية ودعمت �سرا" عمالء‬ ‫خا�صي ��ن بها ومتعاوني ��ن معها (�أح ��زاب الكتائب‬ ‫والأح ��رار وحرا� ��س الأرز)‪ ،‬و�أطلق ��ت عملي ��ات‬ ‫مكافح ��ة �إره ��اب م�ستهدفة‪ ،‬وتوغ�ل�ات ع�سكرية‬ ‫مح ��دودة وذلك قب ��ل ان تتخذ ق ��رارا" في ‪1982‬‬ ‫بغ ��زو لبنان ف ��ي محاولة لفر�ض حكوم ��ة (ودية)‬ ‫واح ��دة في بيروت‪ .‬وكان ��ت النتيجة حرب تقليدية‬

‫بي ��ن �إ�سرائي ��ل و�سوريا ج ��رت على �أر� ��ض لبنان‪.‬‬ ‫ولكن الإنت�ص ��ار لم يفعل الكثي ��ر لإ�سرائيل‪ .‬وبعد‬ ‫ثالثين عاما" ‪ 18 -‬منه ��ا في احتالل م�ؤلم كلفها‬ ‫الكثي ��ر في جنوب لبنان – ال تزال �إ�سرائيل تواجه‬ ‫م�شكلة �إره ��اب من لبنان‪ ،‬وع ��دو الدولة اليهودية‬ ‫ح ��زب اهلل‪ ،‬المول ��ود م ��ن االجتي ��اح الإ�سرائيلي‪،‬‬ ‫يهيمن على ال�سيا�سة اللبنانية‪.‬‬ ‫ولك ��ن الي حد هذه الأنم ��اط الخم�سة موجودة في‬ ‫الأزمة ال�سورية ؟‬

‫عالمات �سيئة في �سوريا‬ ‫ي�شي ��ر �أهل الخبرة والأبحاث التي جرت في ‪2006‬‬ ‫�أي�ض ��ا" الى العوام ��ل التي ت�ؤدي �إل ��ى �أ�سو�أ �أ�شكال‬ ‫تم ��دد التداعي ��ات‪ ،‬وهي ت�شم ��ل‪ :‬الع ��رق والدين‪،‬‬ ‫�إ�ضاف ��ة الى "هوي ��ة" مجموعات �أخ ��رى موجودة‬ ‫في البالد التي وقعت في حرب �أهلية وفي البلدان‬ ‫المحازي ��ة؛ ال ��دول المج ��اورة ت�شترك ف ��ي العرق‬ ‫نف�سه والدين ذاته اللذي ��ن تنق�سم حولهما البالد‬ ‫وتخو�ض من �أجلهما حربا" �أهلية؛ �أنظمة ه�شة في‬

‫الإقت�صاد ال�سوري يتدهور ببطء على نحو ثابت‬ ‫بع ��د ‪� 18‬شه ��را" على �إن ��دالع الإنتفا�ضة �ض ��د النظام‪،‬‬ ‫ب ��ات الإقت�ص ��اد ال�س ��وري منه ��ارا"‪� ،‬إال ان ��ه م ��ا زال في‬ ‫و�سع ��ه ال�صمود رغم العقوبات بف�ض ��ل م�ساعدة "دول‬ ‫�صديقة" مثل رو�سيا والعراق و�إيران وفنزويال‪.‬‬ ‫وت�شي ��ر كل الم�ؤ�ش ��رات ال ��ى تده ��ور الإقت�ص ��اد ف ��ي‬ ‫ه ��ذا البل ��د الذي ت�شت ��د فيه �أعمال العن ��ف‪ ،‬مع �إنهيار‬ ‫�إجمال ��ي النات ��ج الداخل ��ي وو�ص ��ول الت�ضخ ��م ال ��ى‬ ‫م�ستوي ��ات قيا�سية و�إرتفاع البطالة وتزايد العجز في‬ ‫الح�سابات العامة‪.‬‬ ‫وق ��ال مدي ��ر مجل ��ة "�سيري ��ا ريب ��ورت" الإقت�صادي ��ة‬ ‫الإلكتروني ��ة جه ��اد يازج ��ي‪� ،‬أن "الإقت�صاد منهك‪ ،‬انه‬ ‫يتده ��ور بب ��طء وانماعلى نح ��و ثابت‪ ،‬بم ��وازاة فقدان‬ ‫الحكومة ال�سيطرة ب�صورة تدريجية"‪.‬‬ ‫وه ��ذا الواق ��ع‪ ،‬تعك�س ��ه الأرق ��ام عل ��ى �أف�ض ��ل وج ��ه �إذ‬ ‫تتوق ��ع الدرا�س ��ة ال�سنوي ��ة الت ��ي تجريه ��ا م�ؤ�س�س ��ة‬ ‫"ايكونومي�ست �إنتليجن�س يونيت" ال�صادرة في تموز‬ ‫(يولي ��و) ان يتراج ��ع �إجمالي النات ��ج الداخلي بن�سبة‬ ‫‪ %8‬في ‪.2012‬‬ ‫و�أ�ص ��در معهد المالية الدولي ��ة درا�سة �أكثر ت�شا�ؤما"‪،‬‬ ‫�إذ توق ��ع �إنكما� ��ش الن�ش ��اط الإقت�ص ��ادي بن�سبة تراوح‬ ‫م ��ا بي ��ن ‪ 14‬و‪ %20‬ف ��ي ‪" 2012‬ب�سب ��ب تراج ��ع الإنت ��اج‬ ‫الزراع ��ي و�إنح�سار الإ�ستثمارات و�إنخفا�ض ال�صادرات‬ ‫نتيجة المعارك والعقوبات االوروبية"‪.‬‬ ‫وبل ��غ الت�ضخ ��م ‪ %32,5‬ف ��ي �أي ��ار (ماي ��و) مقارن ��ة م ��ع‬ ‫ال�شه ��ر عينه م ��ن العام الما�ض ��ي‪ ،‬و‪ %15,4‬منذ مطلع‬ ‫‪24‬‬

‫ال�سنة‪ ،‬وفق االح�ص ��اءات الر�سمية ال�سورية‪ ،‬والو�ضع‬ ‫مر�شح لمزيد من التدهور‪.‬‬ ‫وق ��ال يازجي ان "معارك اال�سابي ��ع االخيرة في حلب‬ ‫ودم�ش ��ق �ستزي ��د م ��ن ح ��دة ال�ضغ ��وط الت�ضخمي ��ة‬ ‫لأهمية هاتين المدينتين كمركزين لالنتاج"‪.‬‬ ‫كذل ��ك تعك� ��س الم�ؤ�ش ��رات الأخ ��رى ت ��ردي الو�ض ��ع‬ ‫الإقت�ص ��ادي ال�س ��وري‪� ،‬إذ يتوق ��ع ان يتراج ��ع الدخ ��ل‬ ‫للفرد من ‪ 4784‬دوالرا" العام ‪ 2010‬الى ‪ 4259‬دوالرا"‬ ‫ف ��ي ‪ ،2012‬م ��ع تخط ��ي الدي ��ن الع ��ام ن�سب ��ة ‪ %50‬م ��ن‬ ‫اجمال ��ي النات ��ج الداخل ��ي ع ��ام ‪ 2012‬بالمقارن ��ة م ��ع‬ ‫‪ %22,6‬عام ‪.2010‬‬ ‫وتن ��ذر االرق ��ام م ��ن جه ��ة اخ ��رى بتزاي ��د العج ��ز ف ��ي‬ ‫الموازن ��ة عل ��ى نحو كبير م ��ع توقع تراج ��ع العائدات‬ ‫ال�ضريبي ��ة بن�سب ��ة ‪ %40‬و�إرتفاع النفق ��ات بن�سبة ‪%20‬‬ ‫خالل �سنتين‪.‬‬ ‫وق ��ال خبير �إقت�صادي �أوروب ��ي �أن "الإقت�صاد ال�سوري‬ ‫يعم ��ل ب� �ـ ‪ %30‬فقط م ��ن قدرات ��ه والنظ ��ام الم�صرفي‬ ‫تراج ��ع كثي ��را" عم ��ا كان علي ��ه ن�شاط ��ه قبل ع ��ام الن‬ ‫الم�صارف العامة تخ�ضع لعقوبات دولية والم�ؤ�س�سات‬ ‫الخا�صة تباط�أ ن�شاطها من باب الحذر"‪.‬‬ ‫وفق ��دت اللي ��رة ال�سوري ��ة ‪ %50‬من قيمته ��ا في مقابل‬ ‫ال ��دوالر خ�ل�ال ‪� 17‬شه ��را"‪ ،‬رغ ��م عمليت ��ي بي ��ع ذهب‬ ‫وف�ضة اقدم عليهما البنك المركزي وبلغت عائداتهما‬ ‫ثالثة مليارات دوالر‪ ،‬وفق الخبير االقت�صادي‪.‬‬ ‫ام ��ا مجم ��وع االحتياط ��ي ال ��ذي كان يبل ��غ ‪ 19,5‬مليار‬

‫العدد الأول‪ - ‬ت�شرين الأول (�أكتوبر) ‪٢٠١٢ -‬‬

‫دوالر‪ ،‬ف�سوف يتراجع الى ‪ 9,6‬مليارات في ‪ 2012‬وفق‬ ‫تقديرات معهد ايكونومي�ست اينتليجن�س يونيت‪.‬‬ ‫واوردت ال�صح ��ف الر�سمي ��ة ال�سوري ��ة ف ��ي الأ�سابي ��ع‬ ‫الأخيرة �أخبارا" �إقت�صادية �سيئة‪.‬‬ ‫فف ��ي مطل ��ع �آب (�أغ�سط� ��س) �أف ��ادت �صحيف ��ة الوطن‬ ‫القريب ��ة من النظام‪ ،‬نقال عن �صونيا خانجي الع�ضو‬ ‫ف ��ي غرفة التجارة في دم�ش ��ق ان ‪ %30‬من الم�ؤ�س�سات‬ ‫ال�صغ ��رى والو�سط ��ى ال�سوري ��ة اغلق ��ت م ��ا ادى ال ��ى‬ ‫ارتف ��اع في البطالة التي باتت تطول حوالى ‪ %25‬من‬ ‫ال�سكان في �سن العمل‪.‬‬ ‫وقال ��ت خانج ��ي لوكال ��ة فران�س بر� ��س ان "�سوريا في‬ ‫حال ��ة ح ��رب‪ ،‬ويج ��در بالحكوم ��ة ان تتوخ ��ى المزي ��د‬ ‫م ��ن التما�سك في تحركها بغية �إعادة انعا�ش" البالد‪،‬‬ ‫داعي ��ة ال ��ى اتخ ��اذ تدابي ��ر مالي ��ة و�ضريبي ��ة ونقدية‬ ‫لمواجهة العقوبات الدولية‪.‬‬ ‫وو�ص ��ف م�صرف ��ي لبنان ��ي الإقت�ص ��اد ال�س ��وري "ان ��ه‬ ‫�إقت�ص ��اد �إ�ستم ��رار‪� ،‬إقت�ص ��اد ح ��رب‪ ،‬ويمك ��ن للبالد ان‬ ‫توا�ص ��ل العي�ش في �ش ��كل متباطئ لفترة طويلة لأنها‬ ‫اعت ��ادت العي�ش في �إكتفاء ذاتي وخف�ض وارداتها على‬ ‫نحوكبير با�ستثناء اال�سلحة"‪.‬‬ ‫م ��ن جهته لفت يازج ��ي الى ان "�إتفاق التبادل الأخير‬ ‫م ��ع رو�سي ��ا والقر� ��ض بقيم ��ة ملي ��ار دوالر ب�ش ��روط‬ ‫مي�س ��رة ال ��ذي منحته اي ��ران �أخيرا"‪ ،‬في ح ��ال تاكدا‪،‬‬ ‫انم ��ا �سيثبت ��ان ان ال�سلط ��ات ال تفتقر بال�ض ��رورة الى‬ ‫الحلول"‪.‬‬


‫هناك م ��ا يبرر التناق� ��ض العمي ��ق �إزاء �إلتزامات‬ ‫ع�سكري ��ة جديدة في منطقة ال�شرق الأو�سط‪ .‬وقد‬ ‫�أثارت ق�ص�ص الم�آ�سي ال�سورية قليال" من ال�شفقة‬ ‫من ال�شعب الأميركي‪ .‬وهذا يخلق مع�ضلة بالن�سبة‬ ‫الى �إدارة �أوباما والأميركيين المعنيين وهم يرون‬ ‫�سوريا تحترق‪ :‬من جهة لي�ست لديهم م�صلحة في‬ ‫الم�شارك ��ة‪ ،‬ولكن الوقوف موق ��ف المتفرج ي�شكل‬ ‫�أم ��را" محفوف ��ا" بالمخاطر من جه ��ة ثانية‪� .‬إذا‬ ‫تمددت تداعيات الأزمة ال�سوري ��ة �أكثر‪ ،‬فالتوفيق‬ ‫في هذه الدائرة قد ي�ش ّكل تحديا" كبيرا"‪.‬‬ ‫على �أقل تقدير‪ ،‬يجب عل ��ى وا�شنطن و�ضع �أولوية‬ ‫عل ��ى � اّأل تبق ��ى الح ��رب الأهلي ��ة ال�سوري ��ة الى ما‬ ‫ال نهاي ��ة‪ .‬عليها تكثي ��ف الجهود لتدري ��ب وت�سليح‬ ‫وتوحي ��د ف�صائ ��ل المعار�ض ��ة ال�سوري ��ة المهمة ‪-‬‬ ‫ه�ؤالء الذين يقاتل ��ون النظام في �سوريا بدال" من‬ ‫�أولئ ��ك الذي ��ن يت�شاحنون خارج الب�ل�اد ‪� -‬سيكون‬ ‫�شيئ ��ا" جيدا" للبدء‪ .‬من المرجح ان يكون التقدم‬ ‫مح ��دودا"‪ ،‬ولكن وا�شنطن تحم ��ل ع�صا �أكبر من‬

‫لبنان يعاني الأ�سو�أ حتى الآن‬ ‫من تمدد التداعيات ال�سورية بعدما‬ ‫غمرته موجات من الالجئين ال�سوريين‬ ‫ومزّ ق ال�صراع ال�سوري فعليا" الطبقات‬ ‫ال�سيا�سية المجز�أة فيه‬ ‫الحلف ��اء االقليميي ��ن الذي ��ن يدعم ��ون معار�ض ��ي‬ ‫الأ�سد‪ ،‬وقيادة الواليات المتحدة يمكن �أن ت�ساعد‬ ‫عل ��ى منعهم م ��ن العمل ف ��ي �أغرا� ��ض متناق�ضة‪.‬‬ ‫ودع ��م الجهود التي يبذله ��ا حلفا�ؤها في المنطقة‬ ‫ف ��ي مج ��ال تقدي ��م م�ساع ��دات التغذي ��ة‪ ،‬وت�أمين‬ ‫الم� ��أوى‪ ،‬و�إدارة الأم ��ن في مجتمع ��ات الالجئين‬ ‫يكون خي ��ارا" �آخ ��ر‪ .‬ويمك ��ن �أي�ض ��ا" لبع�ض دول‬

‫الج ��وار طل ��ب الم�ساع ��دة للتعام ��ل م ��ع م�شاكلها‬ ‫الخا�ص ��ة ال�سيا�سية واالقت�صادي ��ة‪ ،‬التي يمكن �أن‬ ‫ت�ساعده ��ا �ضد امتداد الم�شاكل من �سوريا‪ .‬وربما‬ ‫تكون هناك حاجة �إلى بع�ض المعالجات‪ :‬ال�ضغط‬ ‫على الأ�صدقاء االقليميي ��ن للبدء في الإ�صالحات‬ ‫الت ��ي ط ��ال �إنتظاره ��ا الت ��ي �س ��وف ت�ساع ��د على‬ ‫التخفي ��ف م ��ن التميي ��ز والب�ؤ�س بي ��ن مواطنيهم‬ ‫اللذي ��ن يمك ��ن �أن يكون ��ا �سببا" لإ�شع ��ال ال�شرارة‬ ‫عندما ت�صل التداعيات من �سوريا‪.‬‬ ‫ال �ش ��ك ان الح ��رب الأهلي ��ة ال�سورية ه ��ي م�أ�ساة‬ ‫كبيرة ل�شعب ذلك البلد‪ .‬وكلما طالت مدة حريقها‬ ‫من المرجح �أنه �سوف ي�شعل ما هو �أ�سو�أ من ذلك‬ ‫بكثي ��ر‪ .‬ومع ذل ��ك ف�إنه من ال�صع ��ب �إنهاء القتال‬ ‫اليوم‪ ،‬و�س ��وف يكون من الأ�صع ��ب الحقا" عندما‬ ‫تت�ضاعف دورات العنف ويتو�سع التمدد‪ .‬لكن يمكن‬ ‫�أن تك ��ون تداعياتها �أقل وتمددها �أ�ضعف �إذا حلت‬ ‫الأزمة قريبا"‪ .‬وهذا يبدو من �سابع الم�ستحيالت‬ ‫ح�سب �آخر المعطيات‬

‫"�ستاندرد �أند بورز"‪ :‬لبنان الأكثر عر�ضة لأخطار الأزمة ال�سورية بين دول الجوار‬ ‫�إن�ضم ��ت وكال ��ة الت�صني ��ف "�ستان ��درد �أن ��د ب ��ورز"‬ ‫‪ Standard & Poor’s‬ال ��ى الم�ؤ�س�سات الدولية التي‬ ‫تح ��ذر من �إنعكا�س الح ��وادث في �سوري ��ا على الو�ضع‬ ‫الإقت�ص ��ادي ف ��ي لبن ��ان‪� ،‬إذ �إعتبرت �أن ��ه "البلد الأكثر‬ ‫عر�ضة للأخطار الخارجية والإقت�صادية وال�سيا�سية‬ ‫الناتجة عن ال�صراع في �سوريا"‪.‬‬ ‫مف�ص ��ل �أوردت ��ه الن�ش ��رة اال�سبوعي ��ة‬ ‫وف ��ي تقري ��ر ّ‬ ‫لمجموع ��ة بن ��ك بيبلو� ��س ‪،Lebanon This Week‬‬ ‫�أ�شارت الوكالة الى �أن الحرب في �سوريا يمكن �أن ت�ؤثر‬ ‫�سلب� �اً على الإقت�ص ��اد وت�صنيفاته ال�سيادية عبر ثالث‬ ‫قن ��وات‪ .‬الأولى تكمن في زعزع ��ة العالقات التجارية‬ ‫وخف� ��ض التدفقات المالية الخارجية‪ ،‬بما قد ي�ساهم‬ ‫في زيادة قابلية لبنان للتعر�ض للأخطار الخارجية‪.‬‬ ‫�أم ��ا القن ��اة الثاني ��ة فه ��ي عب ��ر التدهور ف ��ي الموازنة‬ ‫العام ��ة الناج ��م ع ��ن خف� ��ض الإي ��رادات ال�ضريبي ��ة‬ ‫وت�صاع ��د الأعب ��اء المالي ��ة الناتج ��ة م ��ن �إ�ست�ضاف ��ة‬ ‫الالجئي ��ن ال�سوريي ��ن‪ .‬فيما تكمن القن ��اة الثالثة في‬ ‫�إزدياد الأخط ��ار الأمنية وال�سيا�سية التي �ست�ؤثر على‬ ‫المن ��اخ المحلي ل�صن ��ع ال�سيا�سات‪ .‬و�ش ��ددت �أن لبنان‬ ‫ه ��و �أكث ��ر عر�ض ��ة له ��ا م ��ن الأردن‪ ،‬والع ��راق‪ ،‬وتركي ��ا‬ ‫و�إ�سرائي ��ل نتيجة لعالقات ��ه ال�سيا�سي ��ة والإقت�صادية‬ ‫المت�شعبة مع �سوريا‪.‬‬ ‫عل ��ى �صعيد االخطار الخارجي ��ة‪ ،‬ر�أت ‪� S&P‬أن النزاع‬ ‫ف ��ي �سوريا �سي�ؤثر ب�شكل مبا�شر على لبنان من خالل‬ ‫القن ��وات التجارية‪ ،‬وب�شكل غي ��ر مبا�شر على التمويل‬

‫الخارج ��ي‪ .‬و�أ�ضافت �أن �سوريا تن ��درج بين �أهم ‪ 6‬دول‬ ‫لل�ص ��ادرات اللبنانية والأردنية‪ ،‬غي ��ر �أن �سوقها ت�شكل‬ ‫�أهمي ��ة �أكب ��ر للبنان مم ��ا ي�شكله ل�ل��أردن‪ ،‬فيما فقدت‬ ‫العالق ��ة التجاري ��ة م ��ع �سوري ��ا �أهميته ��ا بالن�سبة الى‬ ‫تركيا‪.‬‬ ‫و�إذ توقع ��ت �أن تنخف� ��ض مداخي ��ل الح�س ��اب الج ��اري‬ ‫اللبنان ��ي لإرتب ��اط التج ��ارة الخارجي ��ة والترانزي ��ت‬ ‫ب�سوري ��ا‪� ،‬أ�ش ��ارت ال ��ى �أن حاج ��ات لبن ��ان للتموي ��ل‬ ‫الخارج ��ي �ستتعر� ��ض للخط ��ر �إذا �أث ��ر ال�ص ��راع عل ��ى‬ ‫نظ ��رة الم�ستثمرين في تقييمهم لمخاطر الإ�ستثمار‬ ‫ف ��ي لبن ��ان‪ .‬واعتب ��رت �أن ذلك ق ��د يُترج ��م ب�إنخفا�ض‬ ‫�أو توق ��ف �أو تغي ��ر مفاج ��ئ ف ��ي تدفق ر�ؤو� ��س الأموال‬ ‫الت ��ي ت�شمل الودائ ��ع الم�صرفي ��ة‪ ،‬التدفق ��ات المالية‬ ‫في �سندات الخزينة والأ�سهم والإ�ستثمارات الأجنبية‬ ‫المبا�شرة و�إيرادات ال�سياحة‪.‬‬ ‫ف ��ي المقاب ��ل‪� ،‬أو�ضحت �أن الأردن يعتم ��د �أ�سا�سا" على‬ ‫القن ��وات الر�سمي ��ة لتوفي ��ر تمويل ��ه الخارج ��ي ب�شكل‬ ‫مي�سرة والتي ترتبط بالدعم ال�سيا�سي‬ ‫مِ َنح وقرو�ض ّ‬ ‫الدول ��ي‪ .‬فيم ��ا ر�أت �أن ثق ��ة الم�ستثم ��ر ف ��ي تركي ��ا‬ ‫و�إ�سرائي ��ل ل ��ن تهت ��ز �إال �إذا ت�صاعد العن ��ف في �سوريا‬ ‫ب�شكل خطير‪.‬‬ ‫م ��ن جه ��ة المخاط ��ر الإقت�صادي ��ة‪� ،‬أف ��ادت ‪S&P‬‬ ‫�أن ال�ص ��راع ال�س ��وري يرم ��ي بثقل ��ه عل ��ى الإقت�ص ��اد‬ ‫اللبنان ��ي على نحو مبا�شر وغير مبا�شر‪ ،‬الأمر الذي‬ ‫يخفّ�ض الإيرادات ال�ضرائبية وي�ضغط على المالية‬

‫العام ��ة‪ .‬و�أ�شارت ال ��ى �أن م�ستوى العن ��ف في �سوريا‪،‬‬ ‫ق ��د يح� � ّول �إقام ��ة بع� ��ض الالجئي ��ن ال�سوريي ��ن في‬ ‫لبن ��ان والأردن وتركيا �إلى �إقامة دائمة‪ ،‬مما �سي�شكل‬ ‫�أخط ��ارا" مالي ��ة‪� ،‬سيا�سي ��ة و�أمني ��ة له ��ذه ال ��دول‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف ��ت �أن حج ��م الت�أثي ��ر عل ��ى �إقت�ص ��ادات ه ��ذه‬ ‫ال ��دول �سيختل ��ف وف ��ق حج ��م �إقت�صاده ��ا وموارده ��ا‬ ‫المالي ��ة‪ ،‬م�شي ��رة �أن الت�أثير ال�سلب ��ي الأكبر �سيطول‬ ‫لبن ��ان والأردن‪ .‬و�أردفت �أن �أعباء �إ�ستقبال الالجئين‬ ‫ال�سوريي ��ن �سي� ��ؤدي �إل ��ى �إنف ��اق حكوم ��ي �أكب ��ر مم ��ا‬ ‫�سيرف ��ع م ��ن المخاط ��ر عل ��ى المالي ��ة العام ��ة لهذه‬ ‫الدول الحا�ضنة‪.‬‬ ‫�أم ��ا بالن�سبة الى المخاطر ال�سيا�سية‪ ،‬فاعتبرت ‪S&P‬‬ ‫�أن ال�ص ��راع ف ��ي �سوري ��ا ي�ضع ��ف �إ�ستق ��رار الم�ؤ�س�سات‬ ‫ال�سيا�سي ��ة ف ��ي لبن ��ان وفاعليته ��ا‪ ،‬ويقلل م ��ن قدرتها‬ ‫عل ��ى �صنع القرار‪ ،‬فيما تق ��ل هذه الأخطار �أهمية في‬ ‫الأردن وتركيا‪.‬‬ ‫وكانت ‪ S&P‬قد غيرت النظرة الم�ستقبلية للت�صنيفات‬ ‫الإئتماني ��ة ال�سيادي ��ة الطويل ��ة الأج ��ل للبن ��ان م ��ن‬ ‫"م�ستق ��ر" �إل ��ى "�سلب ��ي" في �أي ��ار (ماي ��و) الما�ضي‬ ‫نتيج ��ة �إرتف ��اع المخاط ��ر المحلي ��ة والجيو�سيا�سي ��ة‬ ‫الناتج ��ة م ��ن الإ�ضطراب ��ات الم�ستم ��رة ف ��ي �سوري ��ا‪.‬‬ ‫ولفت ��ت ال ��ى �أن �إم ��كان ت�أثي ��ر ال�ص ��راع ال�س ��وري عل ��ى‬ ‫الإ�ستق ��رار الإجتماعي وال�سيا�سي ف ��ي لبنان �إرتفعت‪،‬‬ ‫رغ ��م �سيا�س ��ة الن� ��أي بالنف� ��س الت ��ي تتبعه ��ا الحكومة‬ ‫اللبنانية حيال الأزمات في الدول المجاورة‪.‬‬

‫‪Issue 1 - October - 2012‬‬

‫‪27‬‬


‫مو�ضوع الغالف‬

‫¶‬

‫�سوريا‬

‫غالبا" ما يكون �أ�ض ��اف موجات �أخرى على الأقل‬ ‫‪ – 10,000‬وه ��و عدد بب�ساطة ال يمكن ان يتحمله‬ ‫البل ��د ال�صغي ��ر‪ .‬ال�ص ��راع ال�سوري يم� �زّق فعليا"‬ ‫الطبق ��ات ال�سيا�سية المجز�أة ف ��ي لبنان‪ .‬الطائفة‬ ‫ال�سني ��ة فيه تدافع ع ��ن المعار�ض ��ة ال�سورية فيما‬ ‫الطائف ��ة ال�شيعي ��ة‪ ،‬يتزعمه ��ا ح ��زب اهلل‪ ،‬تدعم‬ ‫نظام البع ��ث ال�سوري‪ ،‬مما �أثار �إ�شتباكات م�سلحة‬ ‫ف ��ي �ش ��وارع بي ��روت وطرابل�س‪ .‬في الوق ��ت عينه‪،‬‬ ‫تق ��وم المملكة العربية ال�سعودي ��ة بتوريد الأ�سلحة‬ ‫�إل ��ى المعار�ض ��ة ال�سوري ��ة من خ�ل�ال الجماعات‬ ‫ال�سني ��ة في لبن ��ان وجماع ��ات المعار�ضة بدورهم‬ ‫يبن ��ون قواع ��د لهم ف ��ي لبن ��ان‪ ،‬الأمر ال ��ذي �أثار‬ ‫هجم ��ات �إنتقامية من قبل ق ��وات النظام ال�سوري‬ ‫وحلفاء حزب اهلل‪.‬‬ ‫حتى الآن‪ ،‬نجا الأردن ن�سبيا" من تداعيات الأزمة‬ ‫ال�سوري ��ة‪ ،‬ولكن ه ��ذا قد ال ي�ستم ��ر‪ .‬تواجه عمان‬ ‫فعليا" تحديات كبيرة من الالجئين الفل�سطينيين‬ ‫والعراقيي ��ن‪ ،‬والآن ب ��د�أ الالجئ ��ون يتدفق ��ون من‬ ‫�سوريا (‪ 40,000‬تقريبا" في �آخر �إح�صاء ر�سمي‪،‬‬ ‫ولك ��ن م�صادر �أخ ��رى و�ضع ��ت العدد �أق ��رب �إلى‬ ‫‪ .)140,000‬وق ��د وقع ��ت �إ�شتباكات بي ��ن الجي�ش‬ ‫ال�س ��وري وقوات حر�س الح ��دود الأردنية فيما كان‬ ‫الأردنيون يحاولون م�ساعدة الالجئين ال�سوريين‪.‬‬ ‫وع�ل�اوة على ذلك‪ ،‬كثير من االردنيين‪ ،‬بمن فيهم‬ ‫�أولئ ��ك الذين هم من �أ�ص ��ل فل�سطيني �إ�ضافة �إلى‬ ‫�أن�صار النظام الملكي التتقليديين‪ ،‬فقدوا ال�صبر‬ ‫م ��ن وع ��ود الملك عب ��د اهلل الثان ��ي التي ل ��م يتم‬ ‫الوفاء بها بالن�سبة ال ��ى الإ�صالح الأمر الذي اثار‬ ‫�أح ��داث �شغب والتي ال عالقة لها ب�أحداث �سوريا‪.‬‬ ‫الواق ��ع انه يمكن للمزيد م ��ن الالجئين والإرهاب‬ ‫والتط ��رف‪� ،‬أن يك ��ون �أكث ��ر مما تتحمل ��ه المملكة‬ ‫الأردنية الها�شمية‪.‬‬ ‫م ��ن جه ��ة �أخ ��رى �إ�ستطاع ��ت ا�سرائيل ف ��ي �شكل‬ ‫ملح ��وظ ان تخ ��رج حت ��ى الآن م ��ن دون ت�أثير مما‬ ‫يحدث على حدوده ��ا ال�شمالية‪ .‬لكن من الحماقة‬ ‫الإ�ص ��رار والإعتق ��اد كم ��ا يفعل البع� ��ض على نحو‬ ‫�أعمى انها لن تت�أثر بالتداعيات ال�سورية‪.‬‬ ‫كلم ��ا ط ��ال �أمد الح ��رب الأهلية في ب�ل�اد ال�شام‪،‬‬ ‫م ��ن المرجح ان ي ��زداد تمدد تداعياته ��ا �سوءا"‪.‬‬ ‫وم ��ن الممكن ان ت�ستمر هذه الحرب ل�شهور وربما‬ ‫ل�سن ��وات‪ .‬دولي ��ا"‪ ،‬حت ��ى الآن ل ��م تظهرالواليات‬ ‫المتح ��دة ودول كبرى �أخ ��رى �أي ميل �إلى التدخل‬ ‫لإطف ��اء نار ال�صراع‪ .‬وفي داخ ��ل �سوريا �أظهر كل‬ ‫من النظام والمعار�ض ��ة �أنهما قويان جدا" بحيث‬ ‫‪26‬‬

‫الرئيس اللبناني ميشال سليمان‪:‬‬ ‫مهمة صعبة لحكومته في وجه تمدد األزمة السورية‬

‫ال يمك ��ن ه ��زم �أحدهم ��ا لكنهم ��ا �أ�ضع ��ف من �أن‬ ‫ينت�ص ��ر �أحدهما على الآخر‪ .‬وق ��د تركت الحرب‬ ‫�أي�ضا" البلد غارقا" ومليئا" بالأ�سلحة‪ ،‬لذلك ف�إن‬ ‫�أي ��ة حكومة جدي ��دة �ستواجه مهم ��ة �شاقة لتوحيد‬ ‫و�إعادة بن ��اء البالد‪ .‬ويتمثل الجان ��ب الأ�سو�أ‪ ،‬ب�أن‬ ‫المعار�ضة منق�سمة ب�شدة‪ ،‬وبالتالي ف�إن الإنت�صار‬ ‫على الأ�سد قد يعن ��ي بب�ساطة الإنتقال �إلى جوالت‬ ‫جدي ��دة م ��ن القت ��ال بي ��ن جماع ��ات المعار�ض ��ة‬ ‫المختلف ��ة‪ ،‬تمام ًا كما ح�صل م ��ع المجاهدين في‬ ‫�أفغان�ست ��ان الذين ذبح بع�ضه ��م بع�ضا" حتى قبل‬ ‫�أن يجه ��ز عل ��ى النظ ��ام المدعوم م ��ن ال�سوفيات‬ ‫هناك في ‪.1992‬‬ ‫ف ��ي �أف�ضل الأح ��وال‪ ،‬ف� ��إن الم�ش ��اكل الحالية قد‬ ‫تتعمق لكن ال تنفجر‪� .‬سوف يزيد تدفق الالجئين‪،‬‬ ‫ويفر�ض عبئ ًا �أكبر من �أي وقت م�ضى على البلدان‬ ‫الم�ضيف ��ة له ��م‪ ،‬ولك ��ن ال�ضغ ��ط ل ��ن ي�سب ��ب �أي‬ ‫�إنهي ��ار‪ .‬و�سوف ي�ستمر الإره ��اب و�سيموت المزيد‬ ‫م ��ن النا� ��س الأبري ��اء‪ ،‬لكنه ل ��ن ي�ستطي ��ع تمزيق‬ ‫�أي من ال ��دول المجاورة‪ .‬ومن وجه ��ة نظر �ض ّيقة‬ ‫لم�صالح الواليات المتحدة‪� ،‬سوف ي�ستمر التركيز‬ ‫عل ��ى العن ��ف داخ ��ل �سوريا ب ��دال" م ��ن �أن ت�صبح‬ ‫�إقليمي ��ة‪� ،‬أو عالمية‪ .‬مجموع ��ات مختلفة – بدءا"‬ ‫م ��ن الأكراد العراقيي ��ن ‪� -‬سوف ت�ستم ��ر بمغازلة‬ ‫الإنف�صال الأمر الذي يثير توترات �أخرى على نار‬ ‫خفيف ��ة‪ ،‬ولكن �أيا" من ه ��ذه العوامل لن يغلي فوق‬ ‫الح ��رارة المطلوبة‪ .‬و�سوف يق ��دم الجيران بع�ض‬ ‫�أ�ش ��كال الدعم للجماع ��ات المختلفة داخل �سوريا‬ ‫م ��ن دون عب ��ور �أي جنود‪ .‬وعموما"‪ ،‬ف� ��إن منطقة‬ ‫ال�ش ��رق الأو�سط �سي ��زداد و�ضعها �سوءا" ولكن لن‬ ‫تدمر او ي�ضحى بها‪.‬‬

‫العدد الأول‪ - ‬ت�شرين الأول (�أكتوبر) ‪٢٠١٢ -‬‬

‫هذا ال�سيناريو الأف�ضل لي�س جيدا"‪ ،‬كما انه ل�سوء‬ ‫الحظ لي� ��س مرجحا"‪ .‬تبدو �أ�س ��و�أ ال�سيناريوهات‬ ‫�أكثر قبوال"‪ .‬ه�شا�شة الو�ضع في لبنان والعراق على‬ ‫وج ��ه الخ�صو� ��ص يجعلهما عر�ضة لح ��روب �أهلية‬ ‫جديدة خا�ص ��ة بهما‪ .‬قد يكون من ال�صعب‪ ،‬ولكن‬ ‫لي�س من الم�ستحيل‪� ،‬أن نت�صور تزايد �إحتمال وقوع‬ ‫حرب �إقليمية من الم�ستنقع ال�سوري‪ .‬وتبدو تركيا‬ ‫المر�ش ��ح الرئي�س للتدخل والم�شارك ��ة في �سوريا‪:‬‬ ‫المخ ��اوف من ان مطالب الأك ��راد بالإنف�صال قد‬ ‫تنت�شر‪ ،‬وتزايد الإنتق ��ادات ب�أن النظام الإ�سالمي‬ ‫يتجاه ��ل الفظائ ��ع في البل ��د المج ��اور‪� ،‬أو �إعتقاد‬ ‫محفوف بالمخاطر انه يمك ��ن لأنقرة ترجيح كفة‬ ‫الميزان ل�صالح فريق على �آخر قد ي�ؤدي في نهاية‬ ‫المط ��اف �إلى تدخل ع�سكري تركي ‪ -‬على م�ض�ض‬ ‫وبالطبع في �شكل محدود في البداية‪ .‬و�إذا تفاقمت‬ ‫محنة نظام الأ�سد �أكثر‪ ،‬و�شارك الأتراك في �شكل‬ ‫كبير‪ ،‬فقد ت�ضغط �إيران على العراق لزيادة دعمه‬ ‫المبا�ش ��ر لنظ ��ام دم�ش ��ق وم�ضاعف ��ة م�ساعداته‬ ‫الخا�ص ��ة‪ .‬م ��ن المتوق ��ع ان تكون بغ ��داد مترددة‪،‬‬ ‫ولكنه ��ا من الممك ��ن �أن ت�شعر �أكث ��ر ميال" للقيام‬ ‫بذلك �إذا وا�صل الأت ��راك دعم الأكراد العراقيين‬ ‫ف ��ي معركتهم مع الحكوم ��ة المركزي ��ة‪ .‬و�إذا �أدّى‬ ‫ذلك الى تفاق ��م الإنق�سامات الداخلية في العراق‬ ‫– �سيتفاق ��م من دون �شك ب�سبب تمدد ال�صراع‬ ‫ف ��ي �سوري ��ا ‪� -‬سي�صبح المالك ��ي �أكث ��ر اعتمادا"‬ ‫على دعم الحكومة االيرانية‪.‬‬ ‫يج ��د نظ ��ام الأ�س ��د نف�س ��ه محا�ص ��را" عل ��ى كل‬ ‫ال�صع ��د‪ ،‬و�إذا واجه تدخال" تركي ��ا" �أكبر من �أي‬ ‫وق ��ت م�ضى‪� ،‬سيجبر على �إ�ستخ ��دام تر�سانته من‬ ‫الأ�سلح ��ة الكيميائي ��ة‪� ،‬أو بدال" م ��ن ذلك‪� ،‬إطالق‬ ‫حتى هجم ��ات �إرهابية عل ��ى �إ�سرائيل في محاولة‬ ‫لتحوي ��ل الح ��رب الأهلي ��ة �إل ��ى �ص ��راع عرب ��ي‪-‬‬ ‫�إ�سرائيل ��ي‪ ،‬وه ��و تط ��ور يمك ��ن �أن يح� � ّول ال ��ر�أي‬ ‫العام المحلي والإقليم ��ي ل�صالح النظام‪ ،‬وت�شويه‬ ‫�سمعة المعار�ضين للأ�سد‪ .‬في ظل هذه الظروف‪،‬‬ ‫قد تقوم ا�سرائيل ب�شن عمليات ع�سكرية محدودة‬ ‫ف ��ي �سوري ��ا للق�ضاء عل ��ى �أ�سلحته ��ا الكيميائية �أو‬ ‫القواع ��د "االرهابي ��ة"‪ ،‬الت ��ي ال �ش ��ك �ستكون لها‬ ‫�إنعكا�س ��ات على الدول المج ��اورة ل�سوريا بخا�صة‬ ‫والدول العربية في �شكل عام‪.‬‬ ‫حتى الآن‪ ،‬ح ّركت الكوابي� ��س الإن�سانية في �سوريا‬ ‫قليال" م ��ن الم�شاعر لدى ال ��ر�أي العام االميركي‬ ‫وم�ساع ��دات متوا�ضعة من حكوم ��ة وا�شنطن‪ .‬بعد‬ ‫ع�ش ��ر �سنين من الحرب ف ��ي �أفغان�ستان والعراق‪،‬‬


‫وردا" على ذلك حاول ��ت الواليات المتحدة ت�أمين‬ ‫م�صالحه ��ا ف ��ي الع ��راق‪� .‬ضغط ��ت عل ��ى حكومته‬ ‫لوق ��ف الرح�ل�ات الجوي ��ة من اي ��ران الت ��ي تعبر‬ ‫المجال الجوي العراقي لنقل الأ�سلحة والمقاتلين‬ ‫�إلى حكومة الأ�سد‪ ،‬كما ان وكالة "�أ�سو�شيتد بر�س"‬ ‫ق ��د ذكرت في ‪� 22‬أيل ��ول (�سبتمبر) ب�أن متحدثا"‬ ‫ب�إ�سم الحكومة �أكد لها �أن القوات العراقية �ستبد�أ‬ ‫عملية تفتي�ش ع�شوائية للطائرات الإيرانية‪.‬‬ ‫ف ��ي حي ��ن �أن بع� ��ض زعم ��اء الكونغر�س ق ��د هدد‬ ‫بقط ��ع الم�ساع ��دات ع ��ن الع ��راق اذا ل ��م تتوقف‬ ‫الرح�ل�ات الإيراني ��ة‪ ،‬تح ��اول وا�شنط ��ن ت�سري ��ع‬ ‫مبيع ��ات ال�س�ل�اح �إلى بغداد ل�ضم ��ان تحويلها الى‬ ‫حلي ��ف‪ ،‬ح�س ��ب الجنرال روب ��رت كا�سل ��ن القائد‬

‫بع�ض الخبراء‪ :‬القيادة العراقية التي‬ ‫يهيمن عليها ال�شيعة خائفة من فوز‬ ‫المتطرفين ال�سنة في �سوريا الأمر الذي‬ ‫دفعها ويدفعها الى التقرب �أكثر من �إيران‬

‫الأميرك ��ي الم�س�ؤول عن ه ��ذه المهمة‪ .‬ولكن بينما‬ ‫يتدهور الأم ��ن الإقليمي‪ ،‬تج ��د الواليات المتحدة‬ ‫�صعوب ��ة لت�سلي ��م الأ�سلح ��ة – خ�صو�ص ��ا" النظم‬

‫الم�ض ��ادة للطائ ��رات‪ -‬بال�سرع ��ة الكافي ��ة لتلبية‬ ‫طل ��ب العراقيي ��ن‪ ،‬الذين بد�أوا يبحث ��ون في مكان‬ ‫�آخر‪ ،‬بما في ذلك رو�سيا‪.‬‬ ‫"عل ��ى الرغم من �أن العراقيي ��ن يريدون �شراكة‬ ‫�إ�ستراتيجي ��ة م ��ع الوالي ��ات المتح ��دة‪ ،‬ف�إنه ��م‬ ‫يعرف ��ون نقط ��ة ال�ضع ��ف‪� ،‬إنهم يرغب ��ون الذهاب‬ ‫مع دولة تكون قادرة عل ��ى توفير مطالبهم‪ ،‬وتلبية‬ ‫�إحتياجاتهم في �أ�سرع وقت ممكن"‪ ،‬يقول الجنرال‬ ‫كا�سل ��ن‪ ،‬الذي ي�ش ��رف على مكت ��ب البنتاغون في‬ ‫بغ ��داد الذي يعمل كو�سيط لمبيع ��ات الأ�سلحة �إلى‬ ‫العراق تحت �إ�شراف ال�سفارة الأميركية‪.‬‬ ‫تق ��دم وا�شنطن الى العراق مدافع مجددة م�ضادة‬ ‫للطائرات‪ ،‬مجانا"‪ ،‬لكنها لن ت�صل حتى حزيران‬

‫‪Issue 1 - October - 2012‬‬

‫‪29‬‬


‫مو�ضوع الغالف‬

‫سوريا‬

‫مالمح تمدد لأزمة بالد ال�شام الى بالد ما بين النهرين‬

‫الحرب األهلية السورية تهدد الوضع الهش في العراق‬ ‫كلما ط��ال �أمد الأزمة ف��ي �سوريا‬ ‫كلم��ا �إزداد خط��ر تمدده��ا ال��ى‬ ‫بل��دان الج��وار‪ ،‬ح�س��ب معظ��م‬ ‫الخبراء‪ .‬والو�ض��ع في العراق هو‬ ‫مثال ح��ي على ذل��ك كما يروي‬ ‫التقرير التالي‪:‬‬ ‫بغداد ‪ -‬ل�ؤي �سكر‬ ‫يب ��دو ان الح ��رب الأهلي ��ة ف ��ي �سوريا‬ ‫ب ��د�أت ُتج ��ري تجاربها عل ��ى المجتمع‬ ‫العراقي اله� ��ش والديموقراطية الوليدة‪ ،‬بت�أثيرها‬ ‫ال�سلبي على الو�ضع الأمن ��ي الذي يتدهور ب�سرعة‬ ‫وزي ��ادة التوت ��رات الطائفي ��ة‪ ،‬وبدفع الع ��راق �إلى‬ ‫�أح�ض ��ان �إي ��ران‪� ،‬إ�ضافة الى ت�سلي ��ط ال�ضوء على‬ ‫�أوج ��ه الق�صور الأمني​​بعد ت�سعة �أ�شهر على �إنتهاء‬ ‫�إحتالل الق ��وات الأميركية الطويل والمكلف لبالد‬ ‫ما بين النهرين‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫يتوح ��د الم�سلحون ف ��ي العراق مع‬ ‫خوفا" م ��ن �أن ّ‬ ‫المتطرفين في �سوريا على �شن معركة على جبهتين‬ ‫من �أجل الهيمنة ال�سنية‪� ،‬أمر رئي�س الوزراء نوري‬ ‫المالكي �أخيرا" الجي�ش على الحدود الغربية بمنع‬ ‫الرجال البالغين‪ ،‬بمن فيهم الأزواج والآباء الذين‬ ‫ي�صحبون عائالتهم‪ ،‬من العبور الى العراق جنبا"‬ ‫�إلى جنب م ��ع �آالف الالجئين الفارين من الحرب‬ ‫الطاحنة المجاورة‪.‬‬ ‫من جه ��ة �أخرى ‪ ،‬هناك ه ٌّم �أبع ��د الى ال�شمال‪...‬‬ ‫ل ��دى الم�س�ؤولي ��ن العراقيين م�صدر �آخ ��ر للقلق‪،‬‬ ‫يتعل ��ق �أي�ض ��ا" بالقتال عب ��ر الحدود‪ .‬لق ��د ك ّثفت‬ ‫الطائرات الحربية التركي ��ة هجماتها على الجبل‬ ‫حيث يختبىء الم�سلح ��ون الأكراد الذين ح ّفزتهم‬ ‫وح ّم�ستهم الحرب في �سوريا‪ ،‬مما ي�ؤكد عدم قدرة‬ ‫العراق على ال�سيطرة على مجاله الجوي‪.‬‬ ‫�أكثر من ذلك‪ ...‬جاء ت�صلب مواقف الخ�صوم في‬ ‫�سوريا ‪ -‬الذي دوى ف ��ي �أرجاء العراق ‪ -‬وا�ضحا"‬ ‫ف ��ي الأم ��م المتحدة ي ��وم الإثني ��ن ف ��ي ‪� 24‬أيلول‬ ‫‪28‬‬

‫(�سبتمبر) الفائت‪ ،‬عندما �أعطى المبعوث الدولي‬ ‫الخا� ��ص الجدي ��د ل�سوريا‪ ،‬الأخ�ض ��ر الإبراهيمي‪،‬‬ ‫تقويما" قاتم ��ا" حول ال�صراع في بالد ال�شام �إلى‬ ‫مجل�س الأمن‪ ،‬وقال انه ال يرى �أي �إحتمال لتحقيق‬ ‫�إنفراج في �أي وقت قريب‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الواق ��ع �أن �إمت ��داد الح ��رب ال�سوري ��ة �أيق ��ظ و�سلط‬ ‫الإنتب ��اه عل ��ى حقائ ��ق غي ��ر مريح ��ة بالن�سب ��ة ال ��ى‬ ‫الم�س�ؤولي ��ن الأميركيي ��ن‪ :‬على الرغ ��م من نحو ت�سع‬ ‫�سنوات م ��ن التدخ ��ل الع�سكري‪ ،‬وهو جه ��د ال يزال‬ ‫م�ستم ��را" حت ��ى اليوم م ��ع برنامج مبيع ��ات �أ�سلحة‬ ‫ب‪ 19‬ملي ��ار دوالر‪ ،‬ف�إن الأم ��ن في العراق غير م�ؤكد‬ ‫وغي ��ر م�ستت ��ب �إ�ضاف ��ة ال ��ى ان تحال ��ف بغ ��داد مع‬ ‫الحكوم ��ة الثيوقراطية في طهران �آخذ في الإزدياد‪.‬‬ ‫يب ��دو‪ ،‬ح�سب بع�ض الخب ��راء‪ ،‬ان القي ��ادة العراقية‬ ‫التي يهيمن عليها ال�شيعة خائفة من فوز المتطرفين‬ ‫ال�سن ��ة ف ��ي �سوريا الأمر ال ��ذي دفعه ��ا ويدفعها الى‬ ‫التق ��رب �أكث ��ر من �إي ��ران الت ��ي ت�شاركه ��ا م�صلحة‬ ‫مماثلة في دعم الرئي�س ال�سوري ب�شار الأ�سد‪.‬‬ ‫ويفي ��د زعماء الع�شائر العراقي ��ة �أن هناك بالفعل‬ ‫بع�ض الدالئل على �أن المتمردين ال�سنة في العراق‬ ‫قد حاولوا التن�سيق مع المقاتلين في �سوريا لتفجير‬

‫العدد الأول‪ - ‬ت�شرين الأول (�أكتوبر) ‪٢٠١٢ -‬‬

‫حرب �إقليمية طائفية‪.‬‬ ‫"ذهب مقاتلون من الأنبار الى �سوريا لدعم �أهل‬ ‫طائفته ��م ال�سنة"‪ ،‬يق ��ول ال�شيخ حمي ��د الهاي�س‪،‬‬ ‫وه ��و زعيم قبل ��ي ورئي� ��س �إنقاذ محافظ ��ة الأنبار‬ ‫(غرب العراق)‪ ،‬ال ��ذي قاد في الما�ضي مجموعة‬ ‫م ��ن المتمردي ��ن ال�سابقين الذين غ ّي ��روا والءهم‬ ‫و�إن�ضم ��وا ال ��ى االميركيي ��ن لمكافح ��ة ومحارب ��ة‬ ‫تنظيم القاعدة في العراق‪.‬‬ ‫إنفجارات في العراق‪:‬‬ ‫من تداعيات األزمة السورية‬


‫�ضابط كبير من الحر�س الثوري يدير عمليات فيلق "القد�س" في بالد ال�شام‬

‫ماذا تفعل �إيران في �سوريا؟‬ ‫هل هناك وجود ع�سكري �إيراني في �سوريا؟ �أم �أن في ت�صريحات بع�ض الم�س�ؤولين‬ ‫في فيلق القد�س التابع للحر�س الثوري عن وجوده في بالد ال�شام هدف �آخر؟‬ ‫الع ��راق �آن ��ذاك‪ ،‬مدعيا" فيه ��ا ب�أنه ي�سيطر عل ��ى ال�سيا�سة‬ ‫لندن ‪ -‬علي الوافدي‬ ‫الإيراني ��ة ف ��ي العراق ولبن ��ان وغ ��زة و�أفغان�ست ��ان‪ .‬وكانت‬ ‫حت ��ى وق ��ت قري ��ب‪ ،‬كان ت ��ورط الجمهوري ��ة الإ�سالمي ��ة‬ ‫ر�سال ��ة �سليمان ��ي وا�ضحة‪ :‬يتعين عل ��ى الواليات المتحدة‬ ‫الع�سك ��ري ف ��ي �سوري ��ا يكتنف ��ه الغمو� ��ض‪ .‬عندم ��ا ق ��ام‬ ‫التفاو� ��ض مع فيلق "القد�س" بدال" م ��ن الفروع الأخرى‬ ‫"الجي� ��ش ال�س ��وري الحر" في عر� ��ض �أع�ضاء مزعومين‬ ‫ف ��ي الجمهوري ��ة الإ�سالمية م ��ن �أجل ح ّل الم�ش ��اكل التي‬ ‫م ��ن قوات الحر�س الث ��وري الإيراني على قن ��اة "العربية"‬ ‫تواجهها في ال�شرق الأو�سط وجنوب �شرق �آ�سيا‪.‬‬ ‫التلفزيوني ��ة خالل �صيف هذا العام‪� ،‬أ�ص ّر الم�س�ؤولون في‬ ‫بطبيع ��ة الح ��ال كانت ر�سالة �سليمان ��ي لبترايو�س لخدمة‬ ‫طهران �أن المخطوفين كانوا "حجاجا""‪ ،‬وان دعم �إيران‬ ‫م�صال ��ح ذاتية‪� .‬إذا كان ��ت وا�شنطن عل ��ى �إ�ستعداد للدخول‬ ‫لنظ ��ام الأ�س ��د يقوم عل ��ى الم�ساندة المعنوي ��ة والم�ساعدة‬ ‫ف ��ي مفاو�ضات مع ��ه‪ ،‬ف�سوف يعزز بذل ��ك مكانته و�سيطرة‬ ‫الإقت�صادية فح�سب‪.‬‬ ‫فيل ��ق "القد�س" على م�سار �إتخاذ القرارات الإ�ستراتيجية‬ ‫م ��ع ذل ��ك‪ ،‬كان هن ��اك تح� � ّول ف ��ي المواق ��ف الإيراني ��ة في‬ ‫في �إيران‪ .‬وبالمثل‪� ،‬إن ت�أكيد قاءاني وجعفري على وجود‬ ‫الأ�شه ��ر الأخيرة‪ .‬لقد �أخ ��ذ م�س�ؤولو النظام يعلنون ب�شكل‬ ‫الحر� ��س الث ��وري الع�سك ��ري ف ��ي ب�ل�اد ال�ش ��ام ه ��و و�سيل ��ة‬ ‫قاط ��ع عل ��ى نح ��و متزايد ع ��ن وج ��ود ع�سك ��ري �إيراني في‬ ‫�إت�ص ��ال ب�أولئ ��ك الذين يرغبون في ح ��ل تفاو�ضي للأزمة‬ ‫�سوريا‪ ،‬م ��ع الحفاظ في الوقت عينه على بع�ض الغمو�ض قائد الحرس الثوري محمد علي عزيز جعفري ف ��ي �سوري ��ا ور�سالة ب�أن عليه ��م ان ي�شملوا فيلق "القد�س"‬ ‫ح ��ول طبيعة التدخ ��ل‪ .‬وفي الآون ��ة الأخي ��رة‪ ،‬وبالتحديد‬ ‫في مفاو�ضاتهم‪.‬‬ ‫ف ��ي ‪� 16‬أيل ��ول (�سبتمب ��ر) الما�ض ��ي‪� ،‬إعت ��رف قائ ��د الحر� ��س الث ��وري محم ��د عل ��ي من جهة �أخرى‪ ،‬تعار�ض وزارة الخارجية‪ ،‬تورط �إيران ع�سكريا" في �سوريا خ�شية‬ ‫عزي ��ز جعفري �أن "فيلق القد�س" التاب ��ع لقواته‪ ،‬الذي يم ّثل ذراع عمليات الحر�س �أن ي� ��ؤدي الأم ��ر �إلى �أخذ فيلق "القد�س" زمام المب ��ادرة بالن�سبة الى �سيا�سة �إيران‬ ‫الث ��وري خ ��ارج الحدود‪" ،‬موجود" في �سوريا ولبن ��ان‪ .‬لكنه �أ�ضاف �أن "هذا ال يعني هن ��اك‪ .‬وه ��ذا ق ��د ال يف�سر فقط ه ��دف ت�أكي ��د "مهمانبر�ست" عل ��ى �أن �إيران لي�س‬ ‫�أن �إي ��ران لديه ��ا وج ��ود ع�سك ��ري" هن ��اك‪ ،‬و�أن الم�ساعدات الإيراني ��ة محدودة على لديه ��ا "�أي وج ��ود ع�سك ��ري ف ��ي المنطقة"‪ ،‬ولك ��ن �أي�ض ��ا" يو�ضح مح ��اوالت وزارة‬ ‫"الإ�ست�شارات والم�ساعدة الإقت�صادية"‪.‬‬ ‫الخارجية المنهجية في التو�سط بين المعار�ضة ونظام الرئي�س ب�شار الأ�سد‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن ه ��ذا الغمو� ��ض‪ ،‬ح�س ��ب معظ ��م المتابعي ��ن‪ ،‬يعك� ��س خالف ��ات ح ��ول ويعط ��ي بع� ��ض الخب ��راء ف ��ي ال�ش� ��ؤون الإيراني ��ة تف�سي ��را" لت�صريح ��ات التدخ ��ل‬ ‫الإ�ستراتيجي ��ة الت ��ي يج ��ب �إتباعه ��ا بالن�سب ��ة ال ��ى الو�ضع ف ��ي �سوريا بي ��ن النخب الع�سك ��ري الإيران ��ي عل ��ى �أنه ��ا و�سيل ��ة تهديد ي�ستخدمه ��ا الحر�س الث ��وري لزيادة‬ ‫الحاكمة في الجمهورية الإ�سالمية – الأمر الذي يمثل تهديدا" م�ستترا" يمكنه تدخل ��ه‪ ،‬الت ��ي م ��ن �ش�أنها �أن تح� � ّول الحرب الأهلية ف ��ي �سوريا الى ح ��رب �إقليمية‪.‬‬ ‫ان ي� ��ؤدي ال ��ى �إ�ستعرا� ��ض ع�ضالت �إي ��ران الع�سكرية �أكثر في بالد ال�ش ��ام‪ .‬بعد يوم التهدي ��د يه ��دف بو�ضوح �إلى جع ��ل الغربيين والأت ��راك وال�سعوديي ��ن والقطريين‬ ‫م ��ن ت�صريح ��ات جعفري ال�صريح ��ة‪ ،‬على �سبيل المثال‪ ،‬زاد المتح ��دث ب�إ�سم وزارة يفك ��رون مرتي ��ن قب ��ل زي ��ادة تورطهم في ح ��رب تج ��ري بالوكالة‪ .‬وم ��ع ذلك‪ ،‬فقد‬ ‫الخارجية الإيرانية "رامين مهمانبر�ست" موقف بالده تعقيدا" ب�إدانته ما �أ�سماه تك ��ون الخدع ��ة �أو الحيل ��ة �صغيرة ج ��دا" ومت�أخرة جدا"‪� :‬إن نظ ��ام الأ�سد �صار في‬ ‫"�إنتقائية بع�ض و�سائل الإعالم غير ال�صحيحة‪ ،‬و�إ�ستخدام (ما قاله جعفري ) في مرحلة النزاع وعدم النجاة وي�صعب عليه الخال�ص‪ ،‬وزيادة وجود الحر�س الثوري‬ ‫دواف ��ع ولم� ��آرب �سيا�سي ��ة"‪ .‬و�شدّد على ان "�إيران لي�س لها‪ ،‬ب�أي �شكل من الأ�شكال‪ ،‬الإيراني في �سوريا ال ي�شكل �ضمانة للنجاح‪.‬‬ ‫�أي وجود ع�سكري في المنطقة‪ ،‬ال �سيما في �سوريا"‪.‬‬ ‫وفق ��ا" ل�صحيف ��ة "وول �ستري ��ت جورن ��ال"‪ ،‬تم �إر�س ��ال �ضابط يدعى الل ��واء ح�سين‬ ‫ل ��م يك ��ن الجدال الأخير حول بيان جعفري الأول من نوعه الذي تر�سل فيه �إيران حمدان ��ي الى �سوري ��ا للإ�شراف على العملي ��ات الع�سكرية لفيل ��ق "القد�س" هناك‪.‬‬ ‫�إ�ش ��ارات مت�ضارب ��ة حول طبيعة م�شاركته ��ا في �سوريا‪ .‬في ‪� 26‬أي ��ار (مايو)‪� ،‬إعترف ولي� ��س م ��ن ال�صع ��ب الفهم لم ��اذا ت ��م �إختي ��ار الحمداني‪ :‬وفق ��ا" ل�سيرت ��ه الذاتية‬ ‫نائ ��ب فيل ��ق "القد�س" الل ��واء �إ�سماعيل قاءاني ب� ��أن القوات الإيراني ��ة موجودة في الر�سمي ��ة "تكلي ��ف �أ�س ��ت ب ��ارادار" ("�أيه ��ا الأخ‪� ،‬إن ��ه واج ��ب")‪� ،‬إن ��ه يتمت ��ع بخب ��رة‬ ‫�سوري ��ا ف ��ي محاول ��ة "لمن ��ع المج ��ازر الكبي ��رة" هناك‪ .‬ث ��م ف ��ي ‪� 22‬آب (�أغ�سط�س) وا�سع ��ة ف ��ي قمع الح ��ركات الكردي ��ة الإنف�صالي ��ة في كرد�ست ��ان الإيراني ��ة مار�سها‬ ‫الفائ ��ت‪� ،‬أعل ��ن وزي ��ر الدف ��اع �أحمد وحي ��دي �إ�ستع ��داد �إي ��ران ل"تنفي ��ذ �إلتزاماتها ف ��ي �أعق ��اب ث ��ورة ‪ 1979‬وخ�ل�ال الح ��رب بي ��ن �إي ��ران والعراق ف ��ي الثمانين ��ات‪ .‬في‬ ‫الدفاعي ��ة والأمني ��ة عندم ��ا تطلب �سوريا ذل ��ك"‪ ،‬لكنه رف�ض الإعت ��راف ب�أن ايران ‪َ ،2005‬ع َّي ��ن جعف ��ري‪ ،‬القائ ��د الم�ؤ�س�س لمرك ��ز الدرا�س ��ات الإ�ستراتيجية للحر�س‬ ‫تحافظ على �أي وجود ع�سكري هناك في الوقت الراهن‪.‬‬ ‫الث ��وري‪ ،‬الحمدان ��ي نائب ��ا" ل ��ه‪ ،‬حيث و�ضعا مع ��ا" خطة مواجه ��ة تعاليم ومذاهب‬ ‫عندما يتعلق الأمر ب�إختالفات محتملة بين النخب الحاكمة في �إيران‪ ،‬ف�إنه لي�س "الثورات المخملية"‪ .‬في عامي ‪ 2009‬و‪ ،2010‬تم ّكن الحمداني من قمع الم�سيرات‬ ‫من الم�ستغرب �أن يتباهى الم�س�ؤولون في الحر�س الثوري علنا" بالوجود الع�سكري المناه�ضة للنظام في طهران ب�شكل ف ّعال‪.‬‬ ‫الإيراني في �سوريا‪� .‬إن لدى المنظمة م�صلحة في جعل وجودها معروف من �أجل ق ��د تق ��دم خلفي ��ة الحمدان ��ي بع� ��ض الم�ساع ��دة ل ��ه الي ��وم‪ .‬وم ��ع ذل ��ك‪ ،‬م ��ع تحوُّل‬ ‫زيادة نفوذها على غيرها من فروع ال�سلطة الإيرانية‪ .‬لي�ست هذه هي المرة الأولى الإحتجاج ��ات ف ��ي �سوري ��ا الى ثورة وتمرد م�سل ��ح‪ ،‬ومع ح�صول الث ��وار على �أ�سلحة‬ ‫الت ��ي ن�شه ��د فيها هذه الظاه ��رة‪ :‬في ربيع ‪ ،2008‬بعث قائد فيل ��ق "القد�س" اللواء �أكث ��ر تطورا"‪ ،‬فقد يجد نف�س ��ه يخو�ض حربا" مختلفة جدا" من تلك التي ربحها‬ ‫قا�س ��م �سليمان ��ي بر�سال ��ة �إلى الجنرال ديفي ��د بترايو�س‪ ،‬قائد الق ��وات الدولية في �ضد متظاهرين �سلميين في �شوارع طهران‪.‬‬ ‫‪Issue 1 - October - 2012‬‬

‫‪31‬‬


‫مو�ضوع الغالف‬

‫¶‬

‫�سوريا‬

‫(يونيو) المقبل‪ .‬في غ�ضون ذلك‪ ،‬جمع العراقيون‬ ‫�صواريخ م ��ن عهد الحرب الب ��اردة عثر عليها في‬ ‫مخلف ��ات ف ��ي قاع ��دة جوية �شم ��ال بغ ��داد‪ ،‬وهم‬ ‫حاليا" يحاول ��ون ت�صليحها وتجديده ��ا و�إعادتها‬ ‫ال ��ى العمل‪ .‬ومن جهة �أخ ��رى يتفاو�ض العراق مع‬ ‫رو�سي ��ا ل�شراء منظومات دفاع جوي التي يمكن �أن‬ ‫يت ��م ت�سليمها ب�سرعة �أكث ��ر بكثير من تلك التي تم‬ ‫�شرا�ؤها من الواليات المتحدة‪.‬‬ ‫"يعترف الم�س�ؤولون في بغداد ب�أنهم ال ي�سيطرون‬ ‫على مجال بالدهم الجوي‪ ،‬و�أنهم ح�سا�سون جدا "‬ ‫بالن�سب ��ة الى ذل ��ك"‪ ،‬يقول الجن ��رال كا�سلن‪ .‬في‬ ‫كل مرة تدخ ��ل مقاتالت تركية الأج ��واء العراقية‬ ‫لق�ص ��ف الأهداف الكردية‪ ،‬ي�ضي ��ف‪ ،‬الم�س�ؤولون‬ ‫العراقي ��ون "ي ��رون ذل ��ك‪ ،‬ويعرفون ذل ��ك و�إنهم‬ ‫م�ستا�ؤون من ذلك"‪.‬‬ ‫ويع ِّلق �إ�سكندر وتوت وهو �ضابط �سابق في القوات‬ ‫الجوي ��ة العراقية ونائب ع�ضو ف ��ي اللجنة الأمنية‬ ‫ف ��ي البرلم ��ان‪" ،‬ان �شاء اهلل �سوف ن ��زود العراق‬ ‫بالأ�سلحة المنا�سبة لتكون قادرة على �إ�سقاط هذه‬ ‫الطائرات"‪.‬‬ ‫�إن�سحب الجي�ش الأميركي في نهاية العام الما�ضي‬ ‫بعد �إنهيار المفاو�ض ��ات لتمديد الوجود الع�سكري‬ ‫لأن العراقيي ��ن لم يوافقوا على تمديد الح�صانات‬ ‫القانوني ��ة لأي ��ة ق ��وة ع�سكري ��ة �أميركي ��ة متبقية‪.‬‬ ‫وبمج ��رد �أن غ ��ادر االميركي ��ون‪� ،‬إحتف ��ل الع ��راق‬ ‫بع ��ودة �سيادته‪ ،‬رغ ��م ان الم�س�ؤولي ��ن الع�سكريين‬ ‫ف ��ي كال البلدي ��ن �أبدوا �إنزعاجه ��م وقلقهم ب�ش�أن‬ ‫�أوج ��ه الق�ص ��ور في الجي� ��ش العراقي و�سع ��وا �إلى‬ ‫العمل معا" بطريق ��ة ال تتطلب النقا�ش العام حول‬ ‫الح�صانات‪.‬‬ ‫يتفاو� ��ض العراق والوالي ��ات المتحدة حاليا" حول‬ ‫�إتف ��اق يمكن �أن ي� ��ؤدي �إلى عودة وح ��دات �صغيرة‬ ‫من الجن ��ود الأميركيي ��ن �إلى الع ��راق في مهمات‬ ‫تدريبية‪ .‬بن ��اء على طلب من الحكوم ��ة العراقية‪،‬‬ ‫وفق ��ا" للجن ��رال كا�سلن‪ ،‬جاءت وح ��دة من جنود‬ ‫العملي ��ات الخا�ص ��ة ف ��ي الجي� ��ش �أخي ��را" ال ��ى‬ ‫الع ��راق لتقديم الم�شورة ب�ش� ��أن مكافحة الإرهاب‬ ‫والم�ساعدة في اال�ستخبارات‪.‬‬ ‫ل ��ذا رغ ��م ان البلد يميل ويقترب �أكث ��ر �إلى �إيران‬ ‫وي�أمل ف ��ي �شراء �أ�سلحة من رو�سي ��ا‪ ،‬ف�إنه ال يزال‬ ‫ي�سعى �إلى الدعم الع�سكري من الواليات المتحدة‪.‬‬ ‫وذل ��ك لأن الع ��راق ال ي ��زال يواجه تم ��ردا" قويا"‬ ‫حيث �أثارت الهجمات الأخيرة المتكررة ت�سا�ؤالت‬ ‫ح ��ول قدرة قوات مكافحة الإره ��اب العراقية على‬ ‫‪30‬‬

‫رئي�س �إنقاذ محافظة الأنبارال�شيخ‬ ‫حميد الهاي�س‪�" :‬أن�ش�أ المتمردون وحدة‬ ‫ع�سكرية مرتبطة بالقاعدة تحت ا�سم‬ ‫"الجي�ش العراقي الحر"‪ ،‬وهم يعقدون‬ ‫�إجتماعات ولقاءات ويجنِّدون"‬ ‫مواجهة هذا التهديد‪.‬‬ ‫في الأنب ��ار‪ ،‬قال ال�سيد الهاي� ��س‪ ،‬الزعيم القبلي‪،‬‬ ‫ان المتمردين ق ��د �أن�ش�أوا وحدة ع�سكرية مرتبطة‬ ‫بالقاع ��دة تحت ا�س ��م "الجي�ش العراق ��ي الحر"‪،‬‬ ‫لتقليد ال�شعار الذي يقاتل بموجبه وفي ظله ال�س ّنة‬ ‫ف ��ي �سوريا‪ .‬و�أ�ض ��اف‪" :‬انهم يعق ��دون �إجتماعات‬ ‫ولق ��اءات ويج ِّن ��دون"‪ .‬وتمل ��ك المجموع ��ة �أي�ضا‬

‫رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي‪ :‬واقع بين "شاقوفين"‬

‫الشيخ حميد الهايس‪ :‬مقاتلون من األنبار يقاتلون في سوريا‬

‫العدد الأول‪ - ‬ت�شرين الأول (�أكتوبر) ‪٢٠١٢ -‬‬

‫ح�ساب تويتر و�صفحة على فاي�سبوك‪.‬‬ ‫وانت�ش ��رت وح ��دات مماثلة ف ��ي محافظ ��ة ديالى‪،‬‬ ‫حي ��ث �إ�ستخدمت الدعوة لحم ��ل ال�سالح والجهاد‬ ‫ف ��ي �سوري ��ا ك�أداة للتوظي ��ف‪ ،‬وفق ��ا" لم�س�ؤولي ��ن‬ ‫محليي ��ن‪ .‬وعندم ��ا يم ��وت المقاتلون ف ��ي �سوريا‪،‬‬ ‫تقي ��م الأ�سر المحلية جنازات �سرية حتى ال تلحظ‬ ‫�أو تنتب ��ه ق ��وات الأمن الت ��ي يهيمن عليه ��ا ال�شيعة‬ ‫ب�أنه ��ا �أر�سلت �أبناءها للقتال ف ��ي �سوريا‪ .‬و�أقيمت‬ ‫جن ��ازة واح ��دة �أخيرا" من هذا القبي ��ل بحجة �أن‬ ‫المقات ��ل لقي حتف ��ه في حادث تحط ��م �سيارة في‬ ‫الأردن‪ ،‬ولي�س كما حدث في الواقع‪ ،‬في القتال في‬ ‫حلب‪ ،‬وفقا ل�ضابط المخابرات المحلية‪.‬‬ ‫ينظ ��ر وا�ضع ��و ال�سيا�س ��ات الغربي ��ة ال ��ى التدخل‬ ‫في �سوري ��ا بجدية ويدر�سون الأم ��ر بروية‪ ،‬لكنهم‬ ‫ي�شع ��رون بالقل ��ق م ��ن �أن الحرب في تل ��ك البالد‬ ‫يمك ��ن ان تتح ��ول الى �ص ��راع طائف ��ي �شامل مثل‬ ‫تل ��ك التي اجتاحت العراق م ��ن ‪� 2005‬إلى ‪.2007‬‬ ‫بالن�سب ��ة ال ��ى العراقيي ��ن الذين فروا �إل ��ى �سوريا‬ ‫ويع ��ودون الآن‪ ،‬لي� ��س ب�إختياره ��م ولك ��ن لإنق ��اذ‬ ‫حياتهم‪� ،‬صارت �سوريا حاليا" العراق �سابقا"‪.‬‬ ‫"انه تماما" مثلما كان الأمر في العراق"‪ ،‬قالت‬ ‫زين ��ة ريث ��ا (‪ 29‬عام ��ا") الت ��ي عادت ال ��ى بغداد‬ ‫بع ��د �سن ��وات عدة ف ��ي دم�ش ��ق‪ .‬ف ��ي �إ�ش ��ارة الى‬ ‫يدمر‬ ‫الجي� ��ش ال�س ��وري الحر‪ ،‬قال ��ت ريثا‪�" :‬إن ��ه ِّ‬ ‫منازل ال�شيع ��ة‪ .‬انه يخطف النا� ��س‪ ،‬وخ�صو�صا"‬ ‫العراقيين وال�شيعة"‪.‬‬ ‫في �صباح �أحد الأيام‪ ،‬زارت زينة وحماتها مركزا"‬ ‫للعائدي ��ن في العراق‪ ،‬لتقب� ��ض‪ ،‬كباقي العائدين‪،‬‬ ‫�أربعة ماليين دينار عراقي‪� ،‬أي ما يعادل ‪$ 3,400‬‬ ‫عن �أ�سرتها‪ ،‬من الحكومة‪ .‬بالن�سبة الى العراقيين‬ ‫ف ��ي �سوريا‪ ،‬يقول النا�س ف ��ي المركز‪ ،‬لي�س هناك‬ ‫�أم ��ن‪ .‬المتم ��ردون ُيهاجم ��ون ال�شيع ��ة‪ ،‬والق ��وات‬ ‫الحكومية تهاج ��م ال�سنة‪ .‬ويمكن ف ��ي �أي وقت �أن‬ ‫تكون م�ستهدفا" فقط لكونك �أجنبيا"‪.‬‬ ‫عب ��د الجبار عبد ال�ست ��ار‪ ،‬عازب ف ��ي الأربعينات‬ ‫من عم ��ره‪ ،‬وهو من الطائفة ال�سنية‪ .‬بعد التفجير‬ ‫الكبي ��ر ال ��ذي وق ��ع في دم�ش ��ق في تم ��وز (يوليو)‬ ‫و�أودى بحياة عدد من الم�س�ؤولين االمنيين‪ ،‬عانى‬ ‫الحي ال ��ذي ي�سكن فيه جوالت م ��ن الق�صف على‬ ‫مدار ال�ساعة‪ .‬عاد �إلى العراق مع مجموعة واحدة‬ ‫م ��ن المالب�س‪ ،‬والقليل من الم ��ال‪ ،‬بعد �أن تعر�ض‬ ‫لل�سرقة في �أثناء فراره‪.‬‬ ‫"انه ��ا الحال ��ة عينه ��ا الت ��ي كان ��ت م�ست�شري ��ة في‬ ‫العراق"‪ ،‬قال‪" .‬كل واحد يخاف من الآخر"‬


‫ر�أي مراقب‬

‫لبنان ّ‬ ‫"الهش" ال يريد مشاركة سوريا في مصيرها‬ ‫بقلم جون بل*‬

‫تب ��دي الجماعات المتناف�سة في لبن ��ان‪ ،‬التي ما زالت‬ ‫ذكريات الألم وعدم جدوى الحرب الأهلية جديدة في‬ ‫ذاكرتها‪� ،‬ضبط نف�س مثيرا" للإعجاب‪.‬‬ ‫على مدى الأ�سابيع القليلة الما�ضية‪ ،‬كان هناك حديث كثير حول‬ ‫�إحتمال تمدد م�شاكل �سوريا �إلى لبنان‪ ،‬ب�إثارة التوترات الطائفية‬ ‫و�إع ��ادة الب�ل�اد وو�ضعها اله�ش ال ��ى فو�ضى وح ��رب �أهلية‪ .‬ولكن‬ ‫الواق ��ع هو �أنه ينبغ ��ي تهنئة اللبنانيين لأنه ��م �إ�ستطاعوا �أ�سا�سا"‬ ‫تجنب الوقوع في هذا الفخ خالل �أكثر من ‪� 18‬شهرا" الما�ضية‪.‬‬ ‫لي�س هناك �شك في �أن النظام ال�سوري‪ ،‬من خالل طرق مختلفة‪،‬‬ ‫حاول �إ�شعال الم�سرح اللبناني كو�سيلة لت�شتيت الإنتباه عن المحنة‬ ‫الت ��ي يعي�شها‪ ،‬والتذكي ��ر بكل �ألعاب ��ه القديم ��ة كم�شاك�س وح ّالل‬ ‫الم�ش ��اكل الذي ال غن ��ى عنه في الوقت عين ��ه‪�" :‬إذا كنت تريد �أن‬ ‫يكون لبنان م�ستقرا"‪ ،‬ف�أنت في حاجة �إلى نظام الأ�سد"‪.‬‬ ‫ولك ��ن ‪ -‬على الرغم من مح ��اوالت التفجير والإغتياالت وعمليات‬ ‫الخط ��ف – �إ�ستطاعت المجموعات اللبنانية المختلفة‪ ،‬با�ستثناء‬ ‫طرابل� ��س‪ ،‬تجنب الغرق في الم�صير المحزن الذي ي�صيب �سوريا‬ ‫اليوم‪.‬‬ ‫هن ��اك �أ�سباب كثيرة وراء ب ��روز هذه الحكم ��ة ال�سيا�سية النادرة‬ ‫ل ��دى اللبنانيين حتى الآن ‪ -‬ولماذا �أحداث طرابل�س هي �إ�ستثناء‪.‬‬ ‫�أوال"‪ ،‬لقد عرف اللبنانيون فعليا" حربا" �أهلية طويلة وغير مجدية‬ ‫وم ��ا زالت ح ّية في الذاكرة‪ .‬و�صدم ��ة هذه الكارثة الوطنية‪ ،‬حيث‬ ‫خا� ��ض الجميع معارك مدمرة �ضد بع�ضه ��م البع�ض م�ستخدمين‬ ‫وقود الإنتقام وجنون الأ�سلحة‪ ،‬ال تزال �آثارها قوية وت�ضع الفرامل‬ ‫�أم ��ام ردود الفع ��ل القبلية والطائفية التي يمك ��ن ان تقع على نحو‬ ‫غير متنا�سب على الأحداث‪.‬‬ ‫ثاني ��ا"‪ ،‬جمبع قادة المجموعات الرئي�س ��ة ‪ -‬قبل كل �شيء‪ ،‬حزب‬ ‫اهلل والجماعات ال�سنية المتنوعة‪� ،‬إ�ضافة الى الدروز والم�سيحيين‬ ‫�أي�ضا"‪ -‬ال يرون �أية فائدة من التحول �إلى م�سرح جانبي ل�سوريا‪.‬‬ ‫وه ��ذا �صحيح ف ��ي الواق ��ع ب�صفة خا�ص ��ة لح ��زب اهلل‪ ،‬الذي هو‬ ‫حليف لدم�شق‪ ،‬ولكنه يجيد �أي�ضا" تحليل خلفيات الأحداث ور�ؤية‬ ‫�إنح�س ��ار �شرعية وقوة ومتانة نظ ��ام الأ�سد‪ .‬لذا من المرجح �أن ال‬ ‫تق ��ع هذه المنظم ��ة ال�شيعية في م�ستنقع �آث ��ن وت�ستخدم �سالحها‬ ‫م ��ن �أجل �سوري ��ا‪� :‬إذا حارب ��ت لبنانيين �آخري ��ن‪� ،‬أو �إ�ستولت على‬ ‫�أجزاء غير �شيعية من البالد‪ ،‬ف�شرعيتها كحركة مقاومة ونواياها‬

‫الح�سن ��ة كح ��زب �سيا�سي لبناني �س ��وف يختفي ��ان ويتبخران في‬ ‫الهواء‪.‬‬ ‫بي ��د �أن طرابل�س هي ا�ستثن ��اء لهذه القاع ��دة‪ ،‬لأن الداء اللبناني‬ ‫لإهم ��ال المناطق البعي ��دة قد �أبق ��ى المدينة �أ�سي ��رة الجماعات‬ ‫ال�سني ��ة المتطرفة والجهاديين‪ .‬ه ��ذه الأطراف لها روابط مقربة‬ ‫و�أخوي ��ة م ��ع حماه وحم�ص �أكث ��ر من بيروت‪ .‬وع�ل�اوة على ذلك‪،‬‬ ‫ت�ست�ضي ��ف المدينة عددا" كبيرا" م ��ن الطائفة العلوية اللبنانية‪.‬‬ ‫وه ��ذا يندمج مع الحما�س ال�سن ��ي هناك الذي ي�ضمن عملية نقل‬ ‫الع ��دوى ال�سورية الدموية‪ .‬ولذلك‪ ،‬خالف ��ا" لبقية لبنان‪ ،‬انه من‬ ‫غير المحتمل ان ت�ست ��رد طرابل�س التما�سك تماما" طالما �سوريا‬ ‫تغلي‪.‬‬ ‫بطبيع ��ة الحال‪ ،‬ال تزال الم�سائ ��ل ح�سا�سة جدا" في لبنان‪ ،‬ولكن‬ ‫هذا لي� ��س جديدا"‪ .‬البل ��د كان دائما" وال يزال ه�ش ��ا"‪ ،‬وبالتالي‬ ‫ي�ش ّكل مو�ضوع ��ا" مريحا" لتتناوله التقارير ال�سيا�سية ال�سهلة في‬ ‫جميع �أنحاء العالم‪.‬‬ ‫هن ��اك خطر من تفاقم الأم ��ور‪ .‬يمكن للنظام ال�س ��وري �أن يطلق‬ ‫العنان ل�سيا�سة "من بعدي الطوفان" اذا تعثر و�ضعه ب�شدة‪ .‬تخ ّيل‬ ‫لو و�ض ��ع مثيرو ال�شغب قنابل في المناطق ال�شيعية في بيروت‪ ،‬ما‬ ‫�سي�سف ��ر عن مقتل كثيرين‪ ،‬و�إلقاء الل ��وم على المتطرفين ال�سنة‪،‬‬ ‫و ربم ��ا يت�سب ��ب ذلك في نوبة من العنف ف ��ي العا�صمة‪ .‬ولكن �إلى‬ ‫مت ��ى قد يدوم مثل ه ��ذا ال�سيناري ��و الأ�سو�أ ؟ هل ل ��دى �أي طرف‬ ‫ومن �سيقاتل َمن‬ ‫لبنان ��ي القدرة على تحمل الحرب لفت ��رة طويلة َ‬ ‫بال�ضبط؟‬ ‫لمرة واح ��دة‪ ،‬بدال من �شجب اللبنانيين‪ ،‬وق ��رع �أجرا�س الإنذار‪،‬‬ ‫ينبغ ��ي تهنئتهم لإظهارهم درجة غير عادي ��ة من الحنكة والح�س‬ ‫ال�سلي ��م في تجنب المزال ��ق التي د ّمرت البالد ف ��ي الما�ضي‪ .‬في‬ ‫الواق ��ع‪ ،‬ان م�ش ��اكل لبن ��ان الأكث ��ر �إلحاحا" اليوم ق ��د تكون �أكثر‬ ‫�إت�ص ��اال" ب�شبكت ��ه الكهربائي ��ة وبنيتها التحتي ��ة المد ّمرة‪ ،‬وعدم‬ ‫وج ��ود �إدارة ر�سمية يومية وتلوث الهواء والم ��اء والأر�ض ‪� ...‬أكثر‬ ‫منها بال�صراع الطائفي‪.‬‬ ‫يبق ��ى �أن ��ه ق ��د يكون م ��ن الأف�ض ��ل لو�سائ ��ل الإع�ل�ام الدولية �أن‬ ‫تر ّك ��ز �أكثر على هذه الم�سائل الحرجة التي ق ��د ت�ؤدي �إلى �إنهيار‬ ‫�إجتماعي و�إقت�صادي بدال" م ��ن �إعتماد الدراما والإثارة بالن�سبة‬ ‫الى ال�سيا�سات المتفجرة في ال�شرق الأو�سط‬

‫* جون بيل هو مدير برنامج الشرق األوسط والبحر األبيض المتوسط​​في مركز "توليدو" الدولي للسالم في مدريد‪.‬‬

‫‪Issue 1 - October - 2012‬‬

‫‪33‬‬


‫املهند�س رئيف احللو‬

‫درا�سات وتنفيذ يف لبنان والدول العربية‬ HELOU ENGINEERING GROUP Tel: 961 1 256755-257009 Fax: 961 1 256755 E-mail: raif@raifhelou.com


‫والأ�سع ��ار باري�سي ��ة‪ ،‬والأج ��ور �صومالي ��ة"‪ .‬وف ��ي‬ ‫الوقت نف�س ��ه‪� ،‬إنخف�ضت الم�ساع ��دات الخارجية‬ ‫ب�ش ��كل كبير‪ .‬عقابا" للرئي� ��س الفل�سطيني محمود‬ ‫عبا� ��س على محاولته �إقام ��ة دولة من جانب واحد‬ ‫م ��ن خ�ل�ال الأم ��م المتح ��دة‪ ،‬حجب ��ت وا�شنط ��ن‬ ‫م�ساعدته ��ا البالغة ‪ 200‬ملي ��ون دوالر فيما الدول‬ ‫العربية‪ ،‬في الوقت عينه‪ ،‬لم تقم بالوفاء بتعهداتها‬ ‫المالية‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬تواجه ال�سلطة الفل�سطينية‬ ‫�أزم ��ة مالية‪ ،‬مع ديون و�صلت الى ‪ 1.5‬مليار دوالر‬ ‫وعجز نقدي قدره ‪ 500‬مليون دوالر‪.‬‬ ‫وق ��د �أجبرت هذه الم�ش ��اكل المالية الحكومة على‬ ‫الت�أخر في دفع الرواتب للموظفين المدنيين البالغ‬ ‫عددهم ‪ 153,000‬في منا�سبات عدة خالل الأ�شهر‬ ‫القليلة الما�ضية‪� .‬إ�ضافة �إلى ذلك هناك �إتهامات‬ ‫على نط ��اق وا�سع تتعلق بالف�س ��اد والمح�سوبية في‬ ‫�أو�ساط النخبة الحاكمة‪ ،‬فيما الو�ضع االقت�صادي‬ ‫ينذر بالخطر وعدم الإ�ستدامة‪.‬‬ ‫‪ -2‬الو�ض ��ع ال�سيا�س ��ي �سي ��ىء‪ :‬عل ��ى الرغ ��م‬ ‫م ��ن الق�ضاي ��ا الإقت�صادي ��ة ال�شائك ��ة‪ ،‬ف� ��إن هذه‬ ‫االحتجاجات هي نتاج الإحباط ال�سيا�سي �أي�ضا"‪.‬‬ ‫لقد بدا الأم ��ر وا�ضحا" تماما" �إث ��ر المظاهرات‬ ‫الفل�سطيني ��ة ال�شعبي ��ة الأخي ��رة التي ج ��رت �ضد‬ ‫"بروتوكول باري�س"‪ ،‬وهو �إتفاقية �إقت�صادية و ِّقعت‬ ‫كمرف ��ق لإتفاق ��ات �أو�سل ��و التي ربط ��ت الإقت�صاد‬ ‫الفل�سطين ��ي ب�إ�سرائي ��ل‪ .‬وبرف� ��ض الإتفاقية‪ ،‬على‬ ‫الرغ ��م م ��ن الفوائ ��د الملمو�س ��ة ج ��دا" للتع ��اون‬ ‫الإقت�ص ��ادي م ��ع �إ�سرائي ��ل‪ ،‬يظه ��ر الواق ��ع كيف‬ ‫�صارت ثق ��ة الفل�سطينيين �ضعيفة وكم بات �أملهم‬ ‫�ضئيال" ب�إطار �إتفاقات �أو�سلو‪.‬‬ ‫من جهته يرف�ض عبا�س‪ ،‬في الوقت ذاته‪ ،‬التفاو�ض‬ ‫م ��ع الإ�سرائيليين � اّإل �إذا ح ��دث تجميد كامل على‬ ‫�إقام ��ة م�ستوطن ��ات – موقف يراه رئي� ��س الوزراء‬ ‫اال�سرائيلي بنيامين نتنياهو غير مقبول‪ .‬بدال" من‬ ‫الديبلوما�سي ��ة‪ ،‬تعهدت القيادة الفل�سطينية �إحياء‬ ‫�سعيها لإقامة دولة من خالل الأمم المتحدة‪ .‬ومع‬ ‫المرجح ��ة في �أح�سن الأحوال‬ ‫ذل ��ك‪ ،‬ف�إن النتيجة ّ‬ ‫له ��ذا التوجه الح�صول على و�ضع مراقب فح�سب‪.‬‬ ‫في غ�ض ��ون ذلك‪ ،‬فقد العال ��م الإهتمام بالق�ضية‬ ‫الفل�سطيني ��ة‪� ،‬إذ ان الإنتب ��اه يترك ��ز ف ��ي ه ��ذه‬ ‫المرحل ��ة على الإنتخاب ��ات الرئا�سي ��ة الأميركية‪،‬‬ ‫والمخ ��اوف الإقت�صادي ��ة العالمية‪ ،‬و�أزم ��ة �إيران‬ ‫النووية‪.‬‬ ‫لك ��ن الفل�سطينيي ��ن يعرفون ب� ��أن م�شاكله ��م تبد�أ‬ ‫في المن ��زل‪ .‬الإنق�سام بين قي ��ادة فتح في ال�ضفة‬

‫الرئيس الفلسطيني محمود عباس‪ :‬إنتهت واليته منذ ‪2009‬‬

‫الغربي ��ة ومنظمة حما�س في غ ��زة ال يزال يق ِّو�ض‬ ‫مفه ��وم الهوي ��ة الوطني ��ة الفل�سطيني ��ة‪ .‬لق ��د منع‬ ‫هذا ال�صراع الداخلي م ��رارا" �إجراء الإنتخابات‬ ‫الت�شريعي ��ة والرئا�سي ��ة‪ ،‬الأمر الذي ت ��رك �سكان‬ ‫ال�ضف ��ة الغربي ��ة يدرك ��ون تمام ��ا" �أن حكومته ��م‬ ‫غي ��ر الفاعل ��ة والفا�س ��دة �إنتهت م ��دة �صالحيتها‬ ‫وواليتها‪.‬‬ ‫‪ -3‬ال�سلط ��ة الفل�سطيني ��ة ف ��ي المرم ��ى‪ :‬تواج ��ه‬ ‫ال�سلطة الفل�سطينية التحدي الداخلي الأكبر منذ‬ ‫‪ 18‬عام ��ا" عل ��ى وجودها‪ .‬ال يمك ��ن للفل�سطينيين‬ ‫تجاه ��ل حقيق ��ة �أن حكومته ��م ب ��ددت فر�صة بعد‬ ‫�أخرى‪ ،‬من ف�شل يا�س ��ر عرفات ل�صنع ال�سالم مع‬

‫عقابا" للرئي�س الفل�سطيني محمود‬ ‫عبا�س على محاولته �إقامة دولة من‬ ‫جانب واحد من خالل الأمم المتحدة‬ ‫حجبت وا�شنطن م�ساعدتها فيما الدول‬ ‫العربية‪ ،‬في الوقت عينه‪ ،‬لم تقم‬ ‫بالوفاء بتعهداتها المالية‬ ‫�أ�شارت �إحدى لوحات الإحتجاج‪ ،‬التي‬ ‫ع ِّلقت ب�شكل خ ّالق على ظهر حمار ‪:‬‬ ‫"فقط في فل�سطين‪ :‬الطق�س خليجي‬ ‫والأ�سعار باري�سية والأجور �صومالية"‬

‫رئي� ��س ال ��وزراء اال�سرائيلي ايهود ب ��اراك في قمة‬ ‫كام ��ب ديفيد ع ��ام ‪� ،2000‬إلى الإنهي ��ار الغام�ض‬ ‫للمحادث ��ات في ‪ 2008‬بين عبا� ��س ورئي�س الوزراء‬ ‫اال�سرائيل ��ي �إيه ��ود �أولم ��رت‪ ،‬ال ��ذي كان يمك ��ن‬ ‫�أن ي�ض ��ع ح ��دا" �أي�ض ��ا" لل�ص ��راع الفل�سطين ��ي‪-‬‬ ‫الإ�سرائيلي‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن ��ه كان من المفتر� ��ض دائم ��ا" �أن تكون‬ ‫ال�سلط ��ة الفل�سطينية هيئ ��ة م�ؤقتة لتمهيد الطريق‬ ‫لقيام دول ��ة فل�سطينية حقيقية‪ .‬ف ��ي غياب عملية‬ ‫ال�س�ل�ام‪ ،‬فقد فقدت �سب ��ب وجودها‪ .‬لهذا ال�سبب‬ ‫يطال ��ب البع�ض بتفكيك ال�سلط ��ة الفل�سطينية‪ .‬ان‬ ‫تعاون رام اهلل الإقت�ص ��ادي والأمني مع �إ�سرائيل‪،‬‬ ‫يقول النقاد‪ ،‬ال ي�ؤدي � اّإل �إلى م�صلحة الإ�سرائيليين‪.‬‬ ‫بالطب ��ع‪ ،‬تقدم تل �أبي ��ب مجموعة م ��ن الخدمات‬ ‫الأ�سا�سي ��ة لل�سلط ��ة الفل�سطينية ‪ -‬ولك ��ن هذا ما‬ ‫ي�ؤك ��د م ��ن جه ��ة �أخ ��رى �ض ��رورة تحم ��ل ال�سلطة‬ ‫وهيئتها الإدارية جميع م�س�ؤوليات الحكم‪.‬‬ ‫لقد تح� �دّت مزاع ��م الف�س ��اد المتزاي ��دة �شرعية‬ ‫ال�سلط ��ة الفل�سطيني ��ة و�أث ��رت �سلب ��ا" عليها منذ‬ ‫فت ��رة طويل ��ة قب ��ل ان تب ��د�أ ق ��وات الأم ��ن التابعة‬ ‫له ��ا �إ�شتباكاته ��ا م ��ع المواطني ��ن‪ .‬الإحتجاج ��ات‬ ‫ه ��د�أت لكنها لم تتوق ��ف و�إ�ستمرارية هذه الأجواء‬ ‫الم�شحون ��ة تجع ��ل الأم ��ور �أكثر �س ��وءا"‪ .‬من جهة‬ ‫�أخرى و�ضع معظم المحللين ال�سلطة الفل�سطينية‬ ‫ورئي�سها في خانة "الم�ستبدين" (الديكتاتوريين)‬ ‫العرب ‪ -‬كما م�صر ح�سني مبارك ‪ -‬وهذا بال�ضبط‬ ‫ال ي�ش ��كل الحك ��م المطلوب والأكث ��ر �إحتراما" في‬ ‫هذه الأيام في المنطقة‪.‬‬ ‫‪� -4‬س�ل�ام فيا� ��ض ف ��ي م� ��أزق‪ :‬واح ��د م ��ن �أكث ��ر‬ ‫ال�شخ�صي ��ات �إرتباط ��ا" بال�سلط ��ة الفل�سطيني ��ة‬ ‫ه ��و رئي� ��س ال ��وزراء �س�ل�ام فيا� ��ض‪ .‬فالم�س� ��ؤول‬ ‫ال�ساب ��ق ف ��ي البنك الدول ��ي‪ ،‬ال ��ذي كان محبوبا"‬ ‫من الغ ��رب لجهوده الرامية �إل ��ى مكافحة الف�ساد‬ ‫وزيادة ال�شفافية في رام اهلل‪� ،‬صار �شخ�صا" غير‬ ‫مرغوب ب ��ه وهدف ��ا" لغ�ض ��ب الفل�سطينيين‪ .‬لقد‬ ‫طال ��ب المحتجون في ال�ش ��وارع با�ستقالته ورددوا‬ ‫"�إذهب‪� ،‬إ�ستقل يا فيا�ض" خالل الجولة الأخيرة‬ ‫من المظاهرات‪ .‬يوم ‪� 8‬أيل ��ول (�سبتمبر)‪� ،‬أحاط‬ ‫ح�ش ��د غا�ض ��ب بالوف ��د المراف ��ق لف ّيا� ��ض بعدما‬ ‫�أنه ��ى مقابلة �إذاعية ف ��ي رام اهلل‪ ،‬ويوم ‪� 10‬أيلول‬ ‫(�سبتمب ��ر) �ألقى المحتج ��ون الأحذية على �صورة‬ ‫لرئي�س الوزراء‪.‬‬ ‫وعد فيا�ض بالتنحي �إذا كان هناك "طلب حقيقي‬ ‫م ��ن ال�شع ��ب" ‪ -‬ولك ��ن رحيل ��ه �سيك ��ون خ�س ��ارة‬

‫‪Issue 1 - October - 2012‬‬

‫‪35‬‬


‫الم�شرق العربي‬

‫فلسطين‬

‫"�إنتفا�ضة داخلية" تهدد ال�سلطة في رام اهلل‬

‫ّ‬ ‫هل دقت ساعة الربيع الفلسطيني؟‬ ‫فيم��ا كانت الإحتجاج��ات تعم معظم �أرج��اء العالم العرب��ي �إ�ستياء من‬ ‫فيل��م "براءة الإ�سالم" الم�سيء الى الدي��ن الحنيف‪ ،‬كان هناك نوع �آخر‬ ‫من الإ�ضطرابات ي�ضرب معظم م��دن ال�ضفة الغربية ويهدد ب"�إنتفا�ضة‬ ‫داخلية" فل�سطينية‪.‬‬ ‫الخراط‬ ‫لندن ‪� -‬سامي ّ‬ ‫عرف �أيلول (�سبتمبر) الفائت �أياما"‬ ‫م ��ن الإحتجاج ��ات في �أنح ��اء ال�شرق‬ ‫عم غ�ضب‬ ‫الأو�س ��ط وبع�ض الدول الإ�سالمية‪ .‬لقد ّ‬ ‫�شعب ��ي ع ��ارم تم َّث ��ل بمظاه ��رات و�أعم ��ال عنف‪،‬‬ ‫بداي ��ة في م�صر وليبيا‪ ،‬ومن ثم �إنتقل �إلى اليمن‪،‬‬ ‫وتون�س‪ ،‬ولبن ��ان‪ ،‬وال�سودان وبع�ض مدن باك�ستان‪،‬‬ ‫وذل ��ك للإحتجاج على فيلم معاد للإ�سالم عنوانه‬ ‫"براءة الإ�سالم"‪ .‬ولم تكن �أهداف المتظاهرين‬ ‫متمايزة جدا"‪ :‬فهم لم يهاجموا البعثات الأميركية‬ ‫في القاهرة وبنغازي و�صنعاء فح�سب‪ ،‬بل �أ�ضرموا‬ ‫�أي�ضا" النيران في ال�سفارة الألمانية في ال�سودان‬

‫و�أحرق ��وا مطع ��م "كنتاك ��ي فراي ��د ت�شيك ��ن" في‬ ‫طرابل�س ‪ -‬لبنان‪.‬‬ ‫و�سط ه ��ذه ال�ضج ��ة والإنفعاالت‪ ،‬ق ��د يكون غاب‬ ‫عن ب ��ال الكثيرين عددا" م ��ن الإحتجاجات التي‬ ‫وقعت ل�سب ��ب �أكثر واقعية‪ .‬لق ��د تظاهر محتجون‬ ‫ف ��ي مختلف �أنحاء ال�ضف ��ة الغربية في وقت �سابق‬ ‫م ��ن �أيلول (�سبتمبر) المن�ص ��رم‪ ،‬ما �أثار تكهنات‬ ‫لدى بع� ��ض المراقبين ب� ��أن "الربي ��ع العربي" قد‬ ‫و�صل �أخي ��را" الى فل�سطين‪ .‬في الأي ��ام الأخيرة‪،‬‬ ‫ن ��زل الفل�سطينيون‪ ،‬ف ��ي بيت لح ��م والخليل ورام‬ ‫اهلل‪ ،‬ال ��ى ال�ش ��وارع‪ .‬لك ��ن ه ��ذه الم ��رة‪ ،‬ل ��م تكن‬ ‫�إحتجاجاتهم �ضد االحتالل الإ�سرائيلي – بل �ضد‬ ‫زعمائهم‪.‬‬

‫ولكن ما هي �أ�سباب الغ�ض ��ب ال�شعبي الفل�سطيني‬ ‫وبالتالي ما هي �أهدافه؟‬ ‫الواق ��ع ان هن ��اك ثماني ��ة �أ�شي ��اء تو�ض ��ح �سب ��ب‬ ‫الإ�ستباء ال�شعبي الذي قد يتمكن من �إ�شعال �شعلة‬ ‫الربيع الفل�سطيني‪ ،‬ح�سب بع�ض المراقبين‪ .‬وهي‬ ‫كالآتي‪:‬‬ ‫‪ -1‬و�ض ��ع الإقت�ص ��اد مترد‪ :‬ب ��د�أت الإحتجاجات‬ ‫�أوال" كرد فعل غا�ضب عل ��ى �إرتفاع �أ�سعار الوقود‬ ‫في المنطقة‪ .‬ولكن كما الحظت �صحيفة "وا�شنطن‬ ‫بو�س ��ت" الأميركي ��ة‪" ،‬ان المتظاهري ��ن م�ستا�ؤون‬ ‫�أي�ضا" م ��ن غالء تكالي ��ف ال�سل ��ع الأ�سا�سية‪ ،‬بما‬ ‫ف ��ي ذلك منتجات الألبان وغ ��از الطهي‪ ،‬التي يتم‬ ‫�إ�ستيراده ��ا م ��ن �إ�سرائي ��ل �أي�ضا" وتب ��اع ب�أ�سعار‬ ‫مماثلة لتلك التي تباع بها في الدولة العبرية‪ ،‬على‬ ‫الرغم من �أن متو�سط​​الدخ ��ل في ال�ضفة الغربية‬ ‫�أقل بكثير"‪.‬‬ ‫الحقيق ��ة ان الفل�سطينيي ��ن ي�شع ��رون ب�ضغ ��ط‬ ‫�إقت�ص ��ادي خان ��ق‪ .‬وكم ��ا �أ�ش ��ارت �إح ��دى لوحات‬ ‫الإحتج ��اج‪ ،‬الت ��ي ع ِّلق ��ت ب�شكل خ�ل ّ�اق على ظهر‬ ‫حم ��ار‪" :‬فق ��ط ف ��ي فل�سطي ��ن‪ :‬الطق� ��س خليجي‪،‬‬

‫مظاهرات الضفة الغربية‪ :‬هل هي بداية للربيع الفلسطيني؟‬

‫‪34‬‬

‫العدد الأول‪ - ‬ت�شرين الأول (�أكتوبر) ‪٢٠١٢ -‬‬


‫الم�شرق العربي‬

‫األردن‬

‫على الرغم من الم�ؤ�شرات ال�سلبية المت�أثرة بما يحدث في المنطقة‬

‫األردن‪ :‬إنعاش اإلقتصاد مفتاحه‬ ‫قطاع تكنولوجيا المعلومات واإلتصاالت‬ ‫يم��ر الإقت�ص��اد الأردن��ي كغي��ره‬ ‫م��ن �إقت�ص��ادات المنطقة بمرحلة‬ ‫�صعب��ة تتمي��ز بالك�س��اد و�إرتف��اع‬ ‫مع��دل البطال��ة وخ�صو�ص��ا" بين‬ ‫ال�شب��اب‪ ،‬لك��ن يب��دو ان هن��اك‬ ‫مخرجا" قد ي�ساع��د على النجاح‬ ‫الم�ستقبل��ي للإقت�صاد في الأردن‬ ‫كما ي�شرح التقرير التالي‪:‬‬ ‫عمان ‪� -‬سلوى ال�شامي‬ ‫يبدو الح�ص ��ول على ق ��راءة �صحيحة‬ ‫لري ��ادة الأعمال والقط ��اع الخا�ص في‬ ‫المملك ��ة الأردني ��ة الها�شمية مهمة �شاق ��ة‪� ،‬إذ ان‬ ‫الآراء في هذا المجال تختل ��ف �إختالفا" كبيرا"‪.‬‬ ‫لك ��ن هناك �شيئ ��ا" وا�ضح ��ا"‪ :‬ان من ��اخ الأعمال‬ ‫الأردن ��ي هو حاليا" جذاب �أكثر مما كان عليه قبل‬ ‫ع�شر �سنين‪.‬‬ ‫يركب االقت�ص ��اد الأردني الموجات الحالية للقوى‬ ‫الأكب ��ر �إقليمي ��ا" وكذل ��ك عالميا"‪ .‬وق ��د تم ربط‬ ‫الدين ��ار بالدوالر االميركي منذ االزمة المالية في‬ ‫الع ��ام ‪ ،1989‬ويتم �ضخ مجموعة من الم�ساعدات‬ ‫المالي ��ة الأميركية وال�سعودية �إلى الأردن �سنويا"‪.‬‬ ‫في حين �أن بع�ضها ي�ستخدم بطريقة جيدة‪ّ ،‬‬ ‫يتبخر‬ ‫بع�ضها الآخر في جيوب "المحظوظين"‪ ،‬على قدر‬ ‫غير متنا�سب‪ ،‬ف ��ي ظروف غام�ضة‪ .‬تحتوي الئحة‬ ‫الم�شتب ��ه بهم على �ص ��ور نمطي ��ة معروفة‪ .‬هناك‬ ‫م�س�ؤولون حكوميون بيروقراطيون وكبار المديرين‬ ‫التنفيذيين م ��ن "المدر�سة القديمة" الذين‪ ،‬على‬ ‫غ ��رار العديد م ��ن م�س�ؤولي الدول ف ��ي المنطقة‪،‬‬ ‫يقبعون م�سترخين وم�ستريحين ل�سنوات حيث يتم‬ ‫دعمهم ب�شكل مريح من قبل النظام القائم‪.‬‬

‫"أويسيس‪ :"500‬حلمها كبير‬

‫رئي�س "�أوي�سي�س ‪� "500‬أ�سامة ف ّيا�ض‪:‬‬ ‫"هدفي الأكبر هو �إحداث تغيير ثقافي‬ ‫في المجتمع‪ .‬فنحن ال تنق�صنا المهارات‬ ‫والدراية الفنية �أو حتى تحريك‬ ‫الأقرا�ص‪� .‬إنها م�س�ألة خلق ثقافة حيث‬ ‫ي�صبح �إن�شاء وبعث �شركات واحدا" من‬ ‫�أكثر الأمور �إحتراما" ومكاف�أة"‬

‫ف ��ي تناق�ض �ص ��ارخ مع ما ورد �سابق ��ا" برز جيل‬ ‫�ش ��اب م ��ن �سي ��دات و رج ��ال الأعم ��ال‪ .‬م�سل ��ح‬ ‫بالتعلي ��م الأجنب ��ي‪ ،‬والطم ��وح‪ ،‬وروح المب ��ادرة‪،‬‬ ‫عمد الى �إط�ل�اق �صناعة تكنولوجي ��ا المعلومات‬ ‫والإت�ص ��االت‪ .‬وكان �إل ��ى حد كبي ��ر م�س�ؤوال" عن‬ ‫�إرتف ��اع ع ��دد الم�شتركي ��ن على �شبك ��ة االنترنت‬ ‫والمواق ��ع الإلكتروني ��ة (الوي ��ب) ف ��ي المملك ��ة‬ ‫الأردني ��ة‪ .‬على الرغ ��م من �أن ن�سب ��ة المواطنين‬ ‫الع ��رب الذي ��ن يعي�شون ف ��ي الأردن تبل ��غ حوالي‬ ‫‪ ،٪2‬ينت ��ج البلد حوالي ‪ ٪75‬من محتوى االنترنت‬ ‫باللغ ��ة العربية‪ ،‬وفقا" لخط ��اب الأميرة الأردنية‬ ‫�سمي ��ة ف ��ي الم�ؤتمر ال�سن ��وي الثام ��ن لمجموعة‬

‫‪Issue 1 - October - 2012‬‬

‫‪37‬‬


‫الم�شرق العربي‬

‫¶‬

‫فل�سطين‬

‫للحرك ��ة الفل�سطيني ��ة‪ .‬فه ��و ال ي ��زال بي ��ن �أف�ضل‬ ‫الرهان ��ات لل�سلطة الفل�سطيني ��ة لتفعيل الإ�صالح‬ ‫ال�سيا�سي والإقت�صادي‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ان �إ�ستقالليته‬ ‫وعدم �إنتمائه �أو �إن�ضمامه الى "حركة فتح" و ّلدت‬ ‫ل ��ه العديد من الخ�ص ��وم ال�سيا�سيين ‪ -‬بمن فيهم‬ ‫محمود عبا�س‪ .‬ان العالقات القوية التي تربطه مع‬ ‫الوالي ��ات المتحدة و�إ�سرائيل ل ��م تك�سبه بال�ضبط‬ ‫الم�ؤه�ل�ات الت ��ي يطلبه ��ا ال�ش ��ارع ف ��ي رام اهلل‬ ‫�أي�ض ��ا"‪ .‬ويتكه ��ن بع�ض الفل�سطينيي ��ن بهدوء الى‬ ‫ان قيادات في "فتح" ت�ساعد على تنظيم م�سيرات‬ ‫مناه�ض ��ة لف ّيا�ض‪� ،‬إذ ان العنا�ص ��ر الموالية لفتح‬ ‫جعلت �صوتها م�سموعا" في عدد من المظاهرات‪.‬‬ ‫وقد ذكر بع�ض التقارير ان ع�ضواللجنة المركزية‬ ‫لحرك ��ة فت ��ح محم ��د �شطي ��ح ومدي ��ر المخابرات‬ ‫ال�سابق في ال�سلط ��ة الفل�سطينية توفيق الطيراوي‬ ‫كانا بين المح ّر�ضين على االحتجاجات‪.‬‬ ‫‪ -5‬محم ��ود عبا� ��س ف ��ي م� ��أزق �أي�ض ��ا"‪� :‬إذا كان‬ ‫م�س�ؤولون في "فتح" وراء الإحتجاجات المناه�ضة‬ ‫لف ّيا�ض‪ ،‬فانهم يلعبون بالنار‪ .‬لأنه �إذا ذهب فيا�ض‬ ‫يمكن �أن يذهب بعده مبا�شرة عبا�س‪ .‬فالمحتجون‬ ‫يطالبون فعليا" ب�إ�ستقالة الرئي�س‪.‬‬ ‫لق ��د حاول عبا�س‪ ،‬الخروج ف ��ي المظاهرات �أمام‬ ‫المحتجي ��ن‪ ،‬معلن ��ا" في وق ��ت �ساب ��ق "�إن الربيع‬ ‫الفل�سطين ��ي قد ب ��د�أ"‪ .‬لك ��ن رحلته الأخي ��رة �إلى‬ ‫الهند و�سط هذه اال�ضطرابات ي�ؤكد �إفتقاره التام‬ ‫لإحترام الر�أي العام‪ .‬ومن الجدير بالذكر �أن والية‬ ‫عبا�س �إنته ��ت ر�سميا" في كان ��ون الثاني (يناير)‬ ‫‪ .2009‬ف ��ي ع�صر "الربيع العربي"‪ ،‬القادة الذين‬ ‫يتم�سكون بال�سلطة وي�ستطيعون البقاء رغم �إنتهاء‬ ‫مدتهم في الحكم �أ�صبحوا من �ساللة نادرة‪.‬‬ ‫‪ -6‬غزة �آمنة ‪ ...‬في الوقت الراهن على الأقل‪ :‬في‬ ‫‪� 3‬أيلول (�سبتمبر) الما�ضي‪� ،‬أحرق �شاب في قطاع‬ ‫غزة نف�سه‪ ،‬عل ��ى طريقة التاج ��ر التون�سي محمد‬ ‫البوعزي ��زي‪ ،‬الذي �أطلق �شرارة الربيع العربي في‬ ‫�أواخر ‪ .2010‬وقد نقلت وكالة الأخبار الفل�سطينية‬ ‫"معا"" عن القيادي في حركة حما�س مو�سى �أبو‬ ‫م ��رزوق قوله �إن االحتجاجات ف ��ي ال�ضفة الغربية‬ ‫ق ��د تمتد قريبا" �إلى غزة‪ ،‬ولكن حما�س نفت ذلك‬ ‫من ��ذ ذلك الحين‪ .‬مع ذلك‪ ،‬تب ��دو غزة في الوقت‬ ‫الراهن معزولة عن االحتجاجات‪ .‬حما�س‪ ،‬بعد كل‬ ‫�ش ��يء‪ ،‬ال تتلقى م�ساعدات غربي ��ة‪ ،‬وبالتالي ف�إنها‬ ‫لن تتورع عن �سحق المعار�ضة القليلة‪.‬‬ ‫ف ��ي الوقت عينه‪� ،‬أنه من الأ�سلم والأ�صح القول ان‬ ‫الحرك ��ة الإ�سالمية تراقب ال�ضف ��ة الغربية بفارغ‬ ‫‪36‬‬

‫رئيس الحكومة سالم فياض‪ :‬هل يستقيل؟‬

‫إسماعيل هنية‪ :‬ما هو موقف "حماس" ؟‬

‫ال�صبر‪ .‬منذ فوز حما�س في االنتخابات الت�شريعية‬ ‫الفل�سطيني ��ة ف ��ي ‪ ،2006‬وقادتها يعتق ��دون �أنهم‬ ‫الورث ��ة ال�شرعي ��ون لل�سلط ��ة الفل�سطيني ��ة‪� .‬إن‬ ‫اال�ضطراب ��ات الحالية‪ ،‬ناهيك ع ��ن الهجوم على‬ ‫قي ��ادة ال�سلطة الفل�سطينية‪ ،‬تب ��دو مبررة بالن�سبة‬ ‫الى الحركة اال�سالمية وتعطيها حقها‪.‬‬

‫وعد �سالم فيا�ض بالتنحي �إذا كان‬ ‫هناك "طلب حقيقي من ال�شعب" ولكن‬ ‫رحيله �سيكون خ�سارة للحركة‬ ‫الوطنية لأنه ال يزال بين �أف�ضل‬ ‫الرهانات لل�سلطة الفل�سطينية لتفعيل‬ ‫الإ�صالح ال�سيا�سي والإقت�صادي‬

‫العدد الأول‪ - ‬ت�شرين الأول (�أكتوبر) ‪٢٠١٢ -‬‬

‫‪ -7‬الالعن ��ف يتح ��ول �إل ��ى عن ��ف‪ :‬لق ��د �أح ��رز‬ ‫الفل�سطيني ��ون الكثي ��ر عب ��ر المقاوم ��ة ال�شعبي ��ة‬ ‫ال�سلمية غير العنيفة في ال�سنوات الأخيرة كو�سيلة‬ ‫تحد لإ�سرائيل‪ .‬وكما ات�ضح‪ ،‬ي�ستخدمون جدا" الآن‬ ‫هذه التكتيكات �ضد �سلطتهم الفل�سطينية‪ .‬في حين‬ ‫تمي ��زت الأيام القليلة الأولى من االحتجاجات �إلى‬ ‫حد كبير ب�إ�ضرابات النقل وهتافات الح�شود‪ ،‬فقد‬ ‫ن�سي بع� ��ض المتظاهرين توجيهات و�أقوال غاندي‬ ‫ومارت ��ن لوثر كينغ‪ .‬في �إحدى المظاهرات يوم ‪10‬‬ ‫�أيلول (�سبتمبر)‪ّ ،‬‬ ‫حطم الفل�سطينيون نوافذ مبنى‬ ‫البلدي ��ة في مدينة الخليل وحاول ��وا �إقتحامها قبل‬ ‫ان ي�شتبكوا مع ال�شرطة‪ .‬ثمانون �شخ�صا" �أ�صيبوا‬ ‫في تلك اال�شتب ��اكات‪ .‬تخ ّيل ماذا يمكن �أن يحدث‬ ‫لو ح ّر� ��ض عنف المتظاهرين ق ��وات �أمن ال�سلطة‬ ‫ودفعها الى �ش ��ن حملة قا�سية ردا" على ذلك‪ .‬هل‬ ‫يمك ��ن للمتظاهري ��ن الفل�سطينيي ��ن الحفاظ على‬ ‫الإن�ضباط؟‬ ‫‪�" -8‬إنتفا�ض ��ة داخلي ��ة"‪ ...‬ف ��ي الوق ��ت الراهن‪:‬‬ ‫م ��ع مزي ��د م ��ن الإحتجاج ��ات المخط ��ط لها في‬ ‫جمي ��ع �أنح ��اء ال�ضف ��ة الغربية‪ ،‬ال يظه ��ر "الربيع‬ ‫الفل�سطين ��ي" �أية عالمات عل ��ى التراجع‪ .‬رغم ان‬ ‫الغ�ض ��ب الوا�ضح �ض ��د الإ�سرائيليي ��ن هو مو�ضوع‬ ‫م�شت ��رك‪ ،‬يب ��دو �أن الإحتجاج ��ات ته ��دف ف ��ي‬ ‫المق ��ام الأول ال�سلطة الفل�سطيني ��ة‪� .‬إنها ‪ ،‬بالإذن‬ ‫م ��ن المحلل الأميرك ��ي ديفيد بول ��وك‪�" ،‬إنتفا�ضة‬ ‫داخلي ��ة" "‪ "intrafada‬ولي�س ��ت �إنتفا�ض ��ة �ضد‬ ‫�إ�سرائيل‪.‬‬ ‫بطبيع ��ة الح ��ال‪ ،‬يمك ��ن �أن يتغير الأم ��ر الحقا"‪.‬‬ ‫�إذا ح�ص ��ل �إ�شتباك مع الجي� ��ش الإ�سرائيلي و�أدى‬ ‫ذل ��ك الى �ضحايا فل�سطينيين فان هذا ربما ي�ؤدي‬ ‫ب�سرعة الى جولة جدي ��دة من العنف‪ ،‬الأمر الذي‬ ‫يمك ��ن �أن يحول ال�ضف ��ة الى منطقة قت ��ال �سيىء‬ ‫ومقرف‪.‬‬ ‫ه ��ل ترح ��ب قي ��ادة ال�سلط ��ة الفل�سطيني ��ة بهذه‬ ‫الفر�صة لإطالق العنان للح�شود الغا�ضبة لتنطلق‬ ‫ب�إتج ��اه �إ�سرائي ��ل؟ بالت�أكيد من �ش� ��أن ذلك خلق‬ ‫فر�صة لإلتقاط الأنفا�س بالن�سبة �إليها عن طريق‬ ‫�إعادة توجي ��ه الغ�ضب ال�شعبي الى �أماكن �أخرى‪.‬‬ ‫الغ�ض ��ب �ض ��د �إ�سرائيل هو �أدن ��ى قا�سم م�شترك‬ ‫ف ��ي ال�ش ��ارع الفل�سطين ��ي حاليا"‪ .‬ولك ��ن هذا ال‬ ‫يعن ��ي �أن النا� ��س ف ��ي ال�ضفة الغربي ��ة ال يريدون‬ ‫تنظي ��م بيتهم ودولتهم لم�ستقبل �أف�ضل‪ .‬قد يكون‬ ‫الوقت مت�أخرا"‪ ،‬لكن الربيع العربي ما زال يتابع‬ ‫م�سيرته‬


‫تاكتك‪ :‬نجحت في حقل المعلوماتية واأللعاب‬

‫ومن بي ��ن العديد م ��ن ال�شركات الت ��ي ذهبت من‬ ‫عم ��ان �إلى الخليج �أو �أج ��زاء �أخرى من المنطقة‪،‬‬ ‫يتب ��ادر ال ��ى معظ ��م �أذه ��ان الأردنيي ��ن �شرك ��ة‬ ‫"�أرامك� ��س" التي �أ�س�سه ��ا فادي غندور في العام‬ ‫‪ ،1982‬و�أ�صبحت الحق ��ا" عالمة تجارية عالمية‪،‬‬ ‫وال�شركة الأردنية الأول ��ى التي يتم تداول �أ�سهمها‬ ‫في بور�صة "نا�سداك"‪.‬‬ ‫"الأردن هو �سوق �صغيرة‪ ،‬و�إن�شاء �أعمال تجارية‬ ‫يعن ��ي ان ��ه ال ب ��د من النظ ��ر �إل ��ى نم ��و المنطقة‪.‬‬ ‫فعل ��ت �ش ��ركات �أردني ��ة ع ��دة ذل ��ك ب�ش ��كل جيد‬ ‫للغاي ��ة‪ .‬بينه ��ا كان ��ت مجموعتن ��ا "نق ��ل" م ��ع‬ ‫عالماتها التجاري ��ة القوية "فاين"‪ ،‬و�شركة �أدوية‬

‫الحكم ��ة‪ ،‬و�أرامك�س‪ ،‬ومكت ��وب والعديد غيرها "‪،‬‬ ‫يقول غندور‪ ،‬والذي جعله نجاحها وميلها لالبتكار‬ ‫رمزا" محليا" وطنيا"‪.‬‬ ‫ويعطي غندور �أهمية كبيرة لدور م�ؤ�س�سات القطاع‬ ‫الخا� ��ص ف ��ي الأردن‪ ،‬م�ؤكدا انه ��م "�أرباب عمل‪،‬‬ ‫ومدي ��رون جي ��دون‪ ،‬وي�ساهم ��ون م�ساهم ��ة كبيرة‬ ‫ف ��ي الناتج المحل ��ي الإجمال ��ي للبالد‪ .‬فق ��د بنوا‬ ‫بع�ض ال�صناعات مثل �صناعة الأدوية‪ ،‬وال�سياحة‪،‬‬ ‫والخدمات اللوج�ستية و�أنهم قد برعوا في ذلك‪".‬‬ ‫�أخي ��را"‪ ،‬ف ��ي منطق ��ة تع ��ج بكب ��ار المديري ��ن‬ ‫التنفيذيي ��ن الذين يتم�سكون بال�سلطة حتى الرمق‬ ‫الأخي ��ر‪� ،‬أق ��دم غندور عل ��ى خطوة غي ��ر م�سبوقة‬

‫حيث ا�ستقال‪ .‬في قيامه بذلك‪� ،‬ش ّكل �سابقة ق ّيمة‬ ‫تثب ��ت �أن العادات النمطية في المنطقة لي�ست من‬ ‫حجر‪.‬‬ ‫الواق ��ع ان ��ه يمكن للو�صم ��ات التي تط ��ارد ال�شرق‬ ‫الأو�سط ان تكون غالبا" مع ّوقة اقت�صاديا"‪ .‬يعتقد‬ ‫البع�ض �أن العمل الو�ضيع لي�س في م�ستواه‪ ،‬ويخاف‬ ‫العديد من رجال الأعمال مواجهة الف�شل‪ ،‬والنظر‬ ‫اليه ��م من قب ��ل المجتمع عل ��ى هذا النح ��و ب�أنهم‬ ‫فا�شلون‪ .‬ويقر فيا�ض بهذا‪ ،‬ويعمل على مكافحته‪.‬‬ ‫"هدفي الأكب ��ر مع "�أوي�سي� ��س‪Oasis500 "500‬‬ ‫ه ��و �إح ��داث تغيي ��ر ثقافي ف ��ي المجتم ��ع‪ .‬فنحن‬ ‫ال تنق�صن ��ا المه ��ارات والدراي ��ة الفني ��ة �أو حت ��ى‬ ‫تحري ��ك الأقرا� ��ص‪� .‬إنها م�س�ألة خل ��ق ثقافة حيث‬ ‫ي�صب ��ح �إن�ش ��اء وبعث �ش ��ركات واحدا" م ��ن �أكثر‬ ‫الأمور �إحتراما"‪ ،‬ومكاف�أة‪ ،‬ويحث على البحث عن‬ ‫�أن�شطة في البالد "‪.‬‬ ‫مهما كانت �أنواع الأعمال التي يقدم عليها فيا�ض‬ ‫وزمال�ؤه لتعزيز روح المبادرة في الأردن‪ ،‬يبدو �أنها‬ ‫تعم ��ل ونتيجتها حتى الآن جيدة‪ .‬على الئحة ‪2012‬‬ ‫التي جمعها ر�شيد ال�صفريوي‪ ،‬م�ؤ�س�س �شركة ر�أ�س‬ ‫المال المغام ��ر‪ ،‬ومقرها كاليفورنيا‪ ،‬جاءت عمان‬ ‫كعا�ش ��ر �أف�ضل مدينة ف ��ي العالم لإطالق م�شاريع‬ ‫تقني ��ة‪ .‬وف ��ي الآون ��ة الأخي ��رة‪� ،‬أطلق ��ت �صحيف ��ة‬ ‫"غولف نيوز" على العا�صمة الأردنية لقب "وادي‬ ‫ال�سيليكون في ال�شرق الأو�سط"‪.‬‬ ‫وعموم ��ا"‪ ،‬ف� ��إن الأ�شي ��اء عينها الت ��ي تعاني منها‬ ‫ال�س ��وق العالمية تع� � ّوق �أي�ضا التو�س ��ع االقت�صادي‬ ‫الأردن ��ي‪ ،‬بما في ذلك البطالة‪ ،‬و�إنعدام الم�ساءلة‬ ‫لل�شركات‪ ،‬وغياب الم�س�ؤولية االجتماعية‪.‬‬ ‫"�إن القط ��اع الخا� ��ص الأردن ��ي‪ ،‬وكذل ��ك جميع‬ ‫القطاع ��ات الخا�ص ��ة ف ��ي مختلف �أنح ��اء العالم‪،‬‬ ‫ف ��ي حاجة الى التفكير �أبع ��د من �أرباحها وحدها‪،‬‬ ‫عليه ��ا التفكير ف ��ي ما يمك ��ن القيام ب ��ه بالن�سبة‬ ‫ال ��ى المجتمع ب�شكل ع ��ام‪ .‬اال�ستثمار في المجتمع‬ ‫هو ا�ستثمار ف ��ي م�ستقبل اال�ستقرار واالزدهار في‬ ‫البالد "‪ ،‬ين�صح غندور‪.‬‬ ‫ويبق ��ى ان الخط ��وة التالي ��ة بالن�سبة ال ��ى الأردن‬ ‫تكم ��ن في معرفة الإتجاه الذي يجب �أن تكون عليه‬ ‫الخطوة التالية‪ .‬في حين �أن م�ستقبل المنطقة غير‬ ‫وا�ضح ويلفه عدم اليقين كما كان دائما"‪ ،‬تمكنت‬ ‫البالد حت ��ى الآن م ��ن البقاء واقفة عل ��ى قدميها‬ ‫وعائمة في بح ��ر اال�ضطراب الذي يلف المنطقة‪.‬‬ ‫في �أي ��ة حال‪ ،‬ف�إن لقط ��اع تكنولوجي ��ا المعلومات‬ ‫واالت�صاالت دورا" رئي�سا" يقوم به‬

‫‪Issue 1 - October - 2012‬‬

‫‪39‬‬


‫الم�شرق العربي‬

‫¶‬

‫الأردن‬

‫الإ�ست�شاريي ��ن الع ��رب لالت�ص ��االت ال�سلكي ��ة‬ ‫والال�سلكية في ‪.2011‬‬ ‫تعتب ��ر "�أوي�سي�س ‪ "Oasis500" "500‬واحدة من‬ ‫ال�ش ��ركات الرائ ��دة الت ��ي جعل ��ت ذل ��ك ممكنا"‪.‬‬ ‫تح ��ت قي ��ادة رئي�سه ��ا التنفي ��ذي �أ�سام ��ة فيا�ض‪،‬‬ ‫�إ�ستطاع ��ت ان تك ��ون �أول م�ؤ�س�س ��ة خا�ص ��ة تدعم‬ ‫ال�ش ��ركات النا�شئ ��ة والواع ��دة‪ ،‬وتق ��وم بتموي ��ل‬ ‫و�إحت�ضان الم�شاريع النا�شئة في مجال التكنولوجيا‬ ‫ف ��ي منطقة ال�شرق الأو�سط و�شم ��ال �أفريقيا‪ .‬وقد‬ ‫نجح ��ت "�أوي�سي�س ‪ "500‬ان ت�صب ��ح �شركة فاعلة‬ ‫في تحفيز مب ��ادرات لت�أ�سي�س �شركات عربية ذات‬ ‫تقني ��ة عالية‪ ،‬وتتطلع �إلى دع ��م ‪� 500‬شركة نا�شئة‬ ‫جدي ��دة ف ��ي الأردن ‪ ،‬فهي توفر الم ��ال ال�ضروري‬ ‫لأي �أردن ��ي �أو عرب ��ي يرغ ��ب ف ��ي ت�أ�سي� ��س �شركة‬ ‫جدي ��دة في المملكة‪ ،‬و�ساهمت بالفعل في ت�أ�سي�س‬ ‫ع�ش ��رات ال�ش ��ركات النا�شئة في مج ��ال االنترنت‬ ‫ذات المحت ��وى العرب ��ي لتزدهر عملي ��ا" بين ليلة‬ ‫و�ضحاها‪.‬‬ ‫"�إن متو�س ��ط التوظيف في �شرك ��ة متخرجة ​​في‬ ‫عملي ��ة الت�سري ��ع لدينا يبل ��غ في �أي م ��كان ما بين‬ ‫‪� 5‬إل ��ى ‪ 15‬موظفا" جديدا"‪ ،‬وتزي ��د قيمتها ثالثة‬ ‫�إل ��ى ع�ش ��رة �أ�ضع ��اف وتع ��رف �إرتفاع ��ا" هائال"‬ ‫ف ��ي الإيرادات ف ��ي غ�ضون �أربع ��ة �أ�شهر فقط بعد‬ ‫ان�ضمامها الى �أوي�سي�س‪ ،"500‬يقول فيا�ض‪.‬‬ ‫وكان المل ��ك عبد اهلل الثاني عاه ��ل الأردن داعية‬ ‫لتطوير قدرة تكنولوجيا المعلومات في البالد منذ‬ ‫بداية عه ��ده‪ ،‬حيث �أثمرت دعوته ف ��ي العديد من‬ ‫الأوجه‪ .‬وعلى م�ست ��وى �أكثر عمومية‪ ،‬ان خلق بيئة‬ ‫�أف�ض ��ل للعمل من خالل برنام ��ج الخ�صخ�صة في‬ ‫العق ��د الما�ض ��ي كان عامال" مهم ��ا" وراء العديد‬ ‫من م�شاري ��ع تكنولوجي ��ا المعلوم ��ات النا�شئة في‬ ‫البالد‪.‬‬ ‫"ان برنام ��ج الخ�صخ�ص ��ة ق ��د تق ��دم وتط ��ور‪،‬‬ ‫واعتب ��ره البنك الدولي واحدا" من �أنجح البرامج‬ ‫ف ��ي منطقة ال�ش ��رق الأو�س ��ط و�شم ��ال �أفريقيا"‪،‬‬ ‫ي�ؤك ��د فيا� ��ض‪" .‬من خ�ل�ال �إعتم ��اد نه ��ج متعدد‬ ‫الم�سارات بالن�سبة �إل ��ى الخ�صخ�صة التي �شملت‬ ‫الإ�ستثم ��ارات في الأ�سهم‪ ،‬والبي ��ع الى م�ستثمرين‬ ‫�إ�ستراتيجيي ��ن‪ ،‬خ�صو�صا" تطوي ��ر البنية التحتية‬ ‫ونم ��اذج عملي ��ة‪ ،‬وعق ��ود الإدارة‪ ،‬نج ��ح برنام ��ج‬ ‫الخ�صخ�صة في خلق �سوق حرة تناف�سية‪".‬‬ ‫غيث قعوار‪ ،‬الم�ؤ�س�س والرئي�س التنفيذي ل�شركتي‬ ‫"تاكت ��ك" “‪ ”Taktek‬و "�صفر ‪،”Zero 3“ "3‬‬ ‫وهما م ��ن �أه ��م ال�شركات ف ��ي المنطق ��ة لتطوير‬ ‫‪38‬‬

‫الملك عبدالله الثاني‪ :‬المحرك لقطاع‬ ‫تكنولوجيا المعلومات واإلتصاالت‬

‫�شب ��كات الإنترنت والمواق ��ع الألكترونية (الويب)‬ ‫و�ألعاب القم ��ار‪ ،‬يعتبر ان الأردن ه ��و مكان موات‬ ‫لبناء �شركات تكنولوجيا‪.‬‬ ‫"مي ��زة عمان الرئي�سة تكم ��ن في رخ�ص وجودة‬ ‫العمالة"‪ ،‬يقول قعوار‪�" .‬أ�ستطيع الإ�ستعانة بفريق‬ ‫من مط ��وري الويب ف ��ي الأردن بن�صف ال�سعر في‬ ‫�أمي ��ركا‪ ،‬والعي ��ب الوحي ��د الحقيقي �سيك ��ون ب�أن‬ ‫العمال الأردنيين لي� ��س لديهم الم�ستوى نف�سه من‬ ‫الخبرة"‪.‬‬ ‫م ��ع فري ��ق وطني محل ��ي مئة ف ��ي المئ ��ة ‪� ،‬صارت‬ ‫"تاكت ��ك" "‪ "Taktek‬عل ��ى و�ش ��ك االف ��راج عن‬ ‫اثني ��ن من "�آي ب ��اد" ‪ "”iPad‬و�ألعاب "�آي فون"‬ ‫“‪ ” iPhone‬اللتين تم �شرا�ؤهما من قبل اثنتين‬ ‫م ��ن العالم ��ات التجارية العالمي ��ة‪ ،‬واحدة منهما‬ ‫هي �ألعاب "‪."EA‬‬ ‫عل ��ى الرغم من �أن القط ��اع الخا�ص يقوم بالكثير‬ ‫لت�شجيع المبتدئين في عال ��م المواقع الإلكترونية‬

‫غيث قعوار‪ ،‬الم�ؤ�س�س والرئي�س التنفيذي‬ ‫ل�شركتي "تاكتك"” و "�صفر ‪:"3‬‬ ‫"ميزة ع ّمان الرئي�سة تكمن‬ ‫في رخ�ص وجودة العمالة حيث‬ ‫�أ�ستطيع الإ�ستعانة بفريق من مطوري‬ ‫الويب في الأردن بن�صف ال�سعر‬ ‫الذي يدفع في �أميركا"‬

‫العدد الأول‪ - ‬ت�شرين الأول (�أكتوبر) ‪٢٠١٢ -‬‬

‫(الويب)‪ ،‬هن ��اك الكثير الذي يج ��ب القيام به"‪،‬‬ ‫ي�ضي ��ف قع ��وار‪ ،‬م�ست�شه ��دا" بمث ��ال م ��ن �إح ��دى‬ ‫الجامع ��ات الأميركية ال�شهيرة التي تمنح الطالب‬ ‫المتخرجي ��ن قرو�ض ��ا" للب ��دء بموق ��ع �إلكترون ��ي‬ ‫(ويب)‪ ،‬وهو نموذج يعتقد ان على الأردن محاولة‬ ‫تقليده‪.‬‬ ‫في بلد ذي م ��وارد طبيعية قليلة‪ ،‬يعتبر كثيرون ان‬ ‫تكنولوجي ��ا المعلوم ��ات واالت�صاالت ه ��ي �صناعة‬ ‫منطقي ��ة للتطوي ��ر ف ��ي الأردن‪ .‬وفق ��ا" لفيا� ��ض‪،‬‬ ‫"بالإ�ضافة �إلى ال� �ـ‪ 15,000‬فر�صة من الوظائف‬ ‫المبا�ش ��رة الت ��ي يوفرها ه ��ذا القطاع‪ ،‬فه ��و يو ّلد‬ ‫وي�س ّب ��ب بما مجموع ��ه نح ��و ‪ 84,000‬فر�صة عمل‬ ‫غي ��ر مبا�شرة‪ ،‬وهذا يعن ��ي �أن لكل وظيفة مبا�شرة‬ ‫هن ��اك �أكث ��ر من ‪ 5‬وظائ ��ف �أخرى يج ��ري خلقها‬ ‫و�إن�شا�ؤها"‪.‬‬ ‫ويعتقد معظم الخبراء �أن معدل البطالة ال�صحيح‬ ‫في الأردن يبل ��غ حوالي ‪ 30‬في المئة‪ ،‬لذلك هناك‬ ‫حاجة �إل ��ى كل واحدة م ��ن تلك الوظائ ��ف‪ .‬ويرى‬ ‫فيا�ض �أن تكنولوجي ��ا المعلومات واالت�صاالت هي‬ ‫واحدة م ��ن ال�صناعات التي عل ��ى الأردن الإفادة‬ ‫منه ��ا‪ ،‬ال �سيم ��ا �إذا بد�أت تتداخل م ��ع غيرها من‬ ‫المجاالت‪.‬‬ ‫"وي�شير تحليل �ص ��در �أخيرا" �إلى �أن هذا العدد‬ ‫يمك ��ن �أن يرتف ��ع �أكث ��ر م ��ع زي ��ادة التكام ��ل بين‬ ‫تكنولوجي ��ا المعلومات واالت�صاالت في القطاعات‬ ‫العمودي ��ة مث ��ل ال�صح ��ة والتعلي ��م والت�صني ��ع‬ ‫والتجارة‪ ،‬وخلق �أكثر م ��ن ‪ 9‬وظائف غير مبا�شرة‬ ‫ت�سببه ��ا كل وظيف ��ة مبا�شرة في حق ��ل تكنولوجيا‬ ‫المعلومات واالت�صاالت"‪.‬‬ ‫دين ��ا دبا� ��س الرفاع ��ي‪ ،‬الم�ؤ�س�س ��ة الم�شارك ��ة ل‬ ‫‪ ،fustuq.com‬وه ��ي مجموع ��ة تتو�سع ف ��ي �شراء‬ ‫المواقع الإلكترونية التي تعمل لأن "النا�س يحبون‬ ‫الخ�صومات‪ ،‬وبخا�صة هم في حاجة �إليها في هذا‬ ‫الو�ضع الإقت�ص ��ادي"‪ .‬قالت انها تالحظ �أنه فيما‬ ‫يعتب ��ر الأردن �سوقا" �صغي ��رة لي�ست‪ ‬ب�أي حال من‬ ‫الأح ��وال‪� ،‬سهلة‪ ،‬يمكنها �أن تك ��ون بمثابة الإختبار‬ ‫الحقيقي لنجاح �أية �شركة في بقية المنطقة‪.‬‬ ‫"عم ��ان هي نواة مثالية للإنتقال �إلى غيرها من‬ ‫�أ�س ��واق ال�ش ��رق الأو�س ��ط‪ .‬بع�ض م ��ن المناف�سين‬ ‫ل�شرك ��ة "ف�ست ��ق" والذي ��ن �إنطلق ��وا ف ��ي منطق ��ة‬ ‫الخليج ث ��م انتقلوا الى عمان �أقفل ��وا �أبوابهم‪ ،‬في‬ ‫حين ب ��د�أت "ف�ستق" في عم ��ان وتو�سعت ونجحت‬ ‫حتى الآن في الكويت "‪.‬‬ ‫وق ��د �إ�ستخدم ��ت عمان كنقطة انط�ل�اق من قبل‪.‬‬


‫العمالة األجنبية‪ :‬مشكلة إقتصادية أساسية‬

‫كثي ��ر م ��ن ال�سعوديي ��ن يتطلع ��ون ال ��ى الوظائ ��ف‬ ‫الحكومي ��ة ك�أ�سهل الحل ��ول و�أ�أمنها حيث يح�صلون‬ ‫من خاللها على راتب جنبا" الى جنب مع مجموعة‬ ‫م ��ن المزايا تتم ّث ��ل بالرعاية ال�صحي ��ة المدعومة‪،‬‬ ‫وال�سي ��ارات والم�ساك ��ن‪ .‬وم ��ع ذلك‪ ،‬ف� ��إن القطاع‬ ‫العام المت�ضخم في �شكل ال ي�صدق‪ ،‬غير قادر على‬ ‫التعامل مع تدف ��ق الخريجي ��ن ال�سعوديين الجدد‪.‬‬ ‫وبالتال ��ي‪ ،‬ف�إن الدول ��ة ‪ -‬وعلى عك� ��س دول الخليج‬ ‫الأخ ��رى ‪ -‬لم تعد قادرة على �ضم ��ان فر�ص العمل‬ ‫لجميع مواطنيها‪ .‬وهذا ي�ش ��كل خروجا" ملحوظا"‬ ‫ع ��ن خم�س ��ة وع�شري ��ن عام ��ا" م�ض ��ت‪ ،‬عندما لم‬ ‫يكن معدل البطالة ق�ضي ��ة �إجتماعية �أو �إقت�صادية‬ ‫رئي�سة‪.‬‬ ‫بالن�سب ��ة ال ��ى القط ��اع الخا� ��ص‪ ،‬يواج ��ه ال�شباب‬ ‫ال�سعودي ق�ضايا ومناف�س ��ة فيه �أي�ضا"‪ .‬لعقود عدة‬ ‫ن�ش� ��أ ف ��ي المملكة �إدم ��ان غير �صحي عل ��ى العمالة‬ ‫الأجنبية الرخي�ص ��ة جدا"تم ّثلت في الإعتماد على‬ ‫ع ّم ��ال من ال ��دول النامي ��ة‪ .‬لقد �ص ��ارت ال�شركات‬ ‫ت�أخ ��ذ الحذر م ��ن توظي ��ف ال�سعودي الأكث ��ر كلفة‬ ‫و�أق ��ل �إنتاجا" ن�سبيا"‪ ،‬للقي ��ام بالمهمة عينها التي‬ ‫يقوم بها عمال من الهند‪ ،‬وبنغالد�ش‪ ،‬و�أندوني�سيا‪،‬‬ ‫واليم ��ن �أو باك�ست ��ان‪ .‬لمكافح ��ة ه ��ذه الظاه ��رة‪،‬‬ ‫�شه ��دت الع�ش ��ر �سني ��ن الأخي ��رة �س ��ن ت�شريع ��ات‬ ‫حكومية تلزم جمي ��ع ال�شركات الكبيرة في المملكة‬ ‫توظي ��ف ‪ 30‬في المئة في الق ��وى العاملة لديها من‬ ‫ال�سعوديين‪ .‬بينما كان هذا الأمر ف ّعاال" في خف�ض‬ ‫عدد العاملي ��ن الغربيين الذي ��ن يتقا�ضون �أجورا"‬ ‫مرتفعة‪ ،‬ل ��م يتغ ّير الأمر كثيرا" في الطرف الأدنى‬ ‫من ال�سوق حيث ما زالت وظائف كثيرة حكرا" على‬ ‫العمال االجانب‪.‬‬ ‫ويمك ��ن �أن يعزى ه ��ذا الو�ضع �إلى �ضع ��ف الأجور‪،‬‬ ‫جنب ��ا" �إلى جنب مع و�صمة الع ��ار االجتماعية التي‬ ‫تحيط بعمل ف ��ي �أدوار معينة‪ ،‬الأم ��ر الذي يفر�ض‬ ‫عل ��ى العديد م ��ن ال�شب ��اب ال�سعودي رف� ��ض تنفيذ‬

‫خريجو الجامعات في السعودية يواجهون مشكلة في العثور على فرصة عمل‬

‫�أعمال تعتبر (في مجتمعه ��م) و�ضيعة ومهينة مثل‬ ‫العمل اليدوي‪� ،‬أو حتى العمل في �سوبر ماركت‪.‬‬ ‫وبالمث ��ل‪ ،‬عن ��د التمع ��ن ف ��ي القط ��اع الإقت�صادي‬ ‫ال�سع ��ودي‪ ،‬يلف ��ت ك ��م ان الدول ��ة الريعي ��ة تخن ��ق‬ ‫النم ��و التناف�سي البناء من خالل دعمها للمنتجات‬ ‫الرئي�س ��ة‪ .‬على الورق تب ��دو العديد م ��ن ال�شركات‬ ‫الكبي ��رة في المملكة رابحة للغاي ��ة‪ ،‬لكنها �أ�سا�سا"‬ ‫ه ��ي نمور م ��ن ورق‪ .‬عل ��ى �سبي ��ل المث ��ال‪ ،‬ت�ستورد‬ ‫الدول ��ة ال�سعودي ��ة كميات هائلة من الم ��واد الخام‬ ‫وتبيعه ��ا ب�أ�سع ��ار �أقل م ��ن كلفة ال�س ��وق لل�شركات‪،‬‬ ‫التي ت�صبح بدوره ��ا بعدها قادرة على بيعها ب�سعر‬ ‫مناف� ��س عالميا" لعمالئها‪ ،‬والح�ص ��ول على �أرباح‬ ‫كبيرة‪ .‬ومثل ه ��ذه المفارق ��ات الإقت�صادية �شائعة‬ ‫جدا" في �إقت�صاد مدفوع ومدعوم بالنفط‪.‬‬ ‫ف ��ي الواقع‪ ،‬م ��ع الكثير من النفط تح ��ت ت�صرفها‪،‬‬ ‫فم ��ن الطبيع ��ي �أن نفتر� ��ض �أن المملك ��ة العربي ��ة‬ ‫ال�سعودي ��ة يج ��ب ان تكون م�ستقل ��ة كليا" في مجال‬ ‫الطاق ��ة‪ .‬لك ��ن من المثي ��ر للإهتم ��ام �أنه ��ا لي�ست‬

‫على الورق تبدو‬ ‫�شركات �سعودية كبيرة رابحة‬ ‫للغاية لكنها �أ�سا�سا" هي‬ ‫نمور من ورق‬ ‫رغم انها من �أكبر منتجي النفط‬ ‫في العالم ت�ستورد المملكة ال�سعودية‬ ‫البترول في ال�صيف لإ�شباع نهم‬ ‫محطات توليد الكهرباء‬

‫كذل ��ك‪ .‬في ف�ص ��ل ال�صيف‪ ،‬عل ��ى �سبي ��ل المثال‪،‬‬ ‫حي ��ث يرتفع الطلب على الطاق ��ة ‪ -‬يغذيه في جزء‬ ‫ال�ضغ ��ط م ��ن ع ��دد ال يح�صى م ��ن �أنظم ��ة تكييف‬ ‫الهواء على �شبكة الكهرباء – يتوجب على الريا�ض‬ ‫فعليا" �إ�ستيراد البترول لإ�شباع نهم محطات توليد‬ ‫الطاقة‪ .‬وت�شير التقديرات �إلى �أنه �إذا لم يتم العثور‬ ‫على احتياطات جديدة‪ ،‬ف�إن المملكة �سوف ت�صبح‬ ‫م�ست ��وردا" �صافي ��ا" للنف ��ط بعد خم� ��س وع�شرين‬ ‫�سنة م ��ن الآن‪ .‬بالإ�ضافة الى ذلك‪ ،‬مع �سعر بنزين‬ ‫رخي� ��ص مدعوم في الم�ضخ ��ات‪ ،‬ال توجد �أية قيود‬ ‫عل ��ى الإ�ستهالك المف ��رط والإعتم ��اد الكبير على‬ ‫النفط‪.‬‬ ‫بينما عرفت ال�سعودي ��ة بع�ض ق�ص�ص النجاح‪ ،‬من‬ ‫حيث التقدم في العديد من الم�ضامير االقت�صادية‬ ‫والتكنولوجية الذي حققته على مدى �أربعين عاما"‪،‬‬ ‫ف� ��إن الحقائ ��ق االقت�صادي ��ة تتحدث ع ��ن نف�سها‪.‬‬ ‫�أ�سا�سا" لدى المملكة قطاع خا�ص �ضعيف و�إعتماد‬ ‫مف ��رط عل ��ى الم ��وارد الطبيعي ��ة من �أج ��ل �ضمان‬ ‫نم ��و �إقت�صادي ق�صير الأجل‪ .‬ه ��ذه المجموعة من‬ ‫الظ ��روف ال تب�شر بالخي ��ر بالن�سبة ال ��ى التوقعات‬ ‫على المدى الطويل‪.‬‬ ‫بالإ�ضاف ��ة �إل ��ى ذل ��ك‪ ،‬ف�إن �إرتف ��اع ن�سب ��ة البطالة‬ ‫بين ال�شب ��اب ال�سعودي جنبا" �إل ��ى جنب مع تزايد‬ ‫الإعتم ��اد الكلي على الدعم الحكومي للمواد الخام‬ ‫الأ�سا�سية وحتى الم ��واد الغذائية يك ّون م�شكلة على‬ ‫المدى الطويل لإقت�صاد الب�ل�اد‪ .‬فهو يجعله يعتمد‬ ‫ف ��ي �شكل مف ��رط عل ��ى العمال ��ة الأجنبي ��ة‪ ،‬ويزيل‬ ‫الحاج ��ة �إل ��ى الإبت ��كار والمناف�س ��ة‪ ،‬وي�ضمن عدم‬ ‫وج ��ود خطة دائم ��ة للنمو في الم�ستقب ��ل في ع�صر‬ ‫م ��ا بعد النف ��ط‪ .‬المملكة العربي ��ة ال�سعودية لي�ست‬ ‫دول ��ة فا�شل ��ة �إقت�صاديا"‪ ،‬لكنها تعان ��ي من �صداع‬ ‫�إقت�ص ��ادي وم�شاكل مع ّقدة ق ��د ت�ستغرق معالجتها‬ ‫وحلها في �شكل كام ��ل وف ّعال �سنوات وربما عقودا"‬ ‫من الزمن‬

‫‪Issue 1 - October - 2012‬‬

‫‪41‬‬


‫الخليج العربي‬

‫السعودية‬

‫على الرغم من ال�صورة الباهية الظاهرة ‪ ...‬هناك م�شاكل يجب حلها‬

‫المفارقات االقتصادية في المملكة العربية السعودية‬ ‫تواج��ه االقت�صاد ال�سعودي المحلي تحديات ب��ارزة في الم�ستقبل تتعلق بالنم��و ال�سكاني وتزايد‬ ‫مع��دل الطلب على الخدم��ات الأ�سا�سية‪ ،‬وتحديات توفير المياه وال�ضغ��ط على الموارد المائية‪،‬‬ ‫وتنام��ي ظاه��رة العولم��ة الإقت�صادية المتمثلة ف��ي تزايد الإندم��اج والترابط بين �أج��زاء الإقت�صاد‬ ‫العالمي‪ ،‬والحاجة الى تنويع م�صادر الإي��رادات الحكومية‪ ،‬وتحديات القطاع الم�صرفي والمالي‬ ‫ف��ي ظل قوانين منظمة التجارة العالمية‪� ،‬إ�ضافة الى تحدي��ات تتعلق في زيادة حدة المناف�سة التي‬ ‫تواجهها المنتجات الوطنية‪ .‬ولكن هناك �أي�ضا" م�شاكل �أخرى يتحدث عنها التقرير التالي‪:‬‬ ‫الريا�ض ‪� -‬سمير الح�سيني‬ ‫قد يكون ال�سعوديون يعومون على ثروة‬ ‫نفطية هائلة‪ ،‬لك ��ن بالدهم تعاني من‬ ‫�صداع �إقت�ص ��ادي وم�شاكل مع ّقدة �س ��وف ي�ستغرق‬ ‫ح ّلها �سنوات وربما عقودا"‪.‬‬ ‫الواق ��ع ان المملك ��ة العربية ال�سعودي ��ة هي مرادفة‬ ‫عل ��ى حد �س ��واء لإم ��دادات النفط الوفي ��ر والثروة‬ ‫الهائلة الناتج ��ة عنه‪ .‬ولما كانت موطنا" لأكثر من‬ ‫خم� ��س الإحتياط ��ات النفطية الم�ؤك ��دة في العالم‪،‬‬ ‫وم ��ا يق� �دّر ب ‪ 260‬مليار برميل م ��ن الإنتاج‪ ،‬تعتبر‬ ‫م ��ن دون منازع عمالقة الطاق ��ة الأولى في منطقة‬ ‫ال�شرق الأو�سط‪ ،‬ويمكن القول‪ ،‬في العالم‪.‬‬ ‫نتيج ��ة لهذه الث ��روة الطبيعية‪ ،‬ف� ��إن ال�سعودية هي‬ ‫واح ��دة من �أ�سرع البل ��دان نموا" ف ��ي جميع �أنحاء‬ ‫العال ��م‪ ،‬مع نات ��ج محلي �إجمالي مرتف ��ع حيث يبلغ‬ ‫دخ ��ل الفرد منه حوال ��ى ‪ 24,000‬دوالر في ال�سنة‪.‬‬ ‫وبالمقارن ��ة م ��ع دول ال�ش ��رق الأو�س ��ط والزي ��ادة‬ ‫ال�سكاني ��ة الكبي ��رة ف ��ي المملك ��ة‪ ،‬تب ��دو ال�ص ��ورة‬ ‫�إيجابي ��ة‪ .‬و�إذا �أمعن ��ا النظ ��ر في الم ��دن القديمة‬ ‫والنا�شئ ��ة الجديدة منه ��ا‪ ،‬و�شبكة الط ��رق والبنية‬ ‫التحتية العالية التكلفة‪ ،‬فم ��ن الم�ستغرب الإعتقاد‬ ‫ب� ��أن ه ��ذا البلد كان من ��ذ �أقل من ق ��رن من الزمن‬ ‫معزوال" ودولة �صحراوية بدوية‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬فالمملكة العربي ��ة ال�سعودية هي �أي�ضا"‬ ‫بلد مل ��يء بالمفارقات االقت�صادي ��ة تتم ّثل بتفاوت‬ ‫�إجتماع ��ي كبير من حيث توزي ��ع الثروة‪� ،‬إلى جانب‬ ‫قط ��اع خا�ص �ضعي ��ف يعتمد في �ش ��كل مفرط على‬ ‫دع ��م الدول ��ة‪ .‬ف ��ي الواق ��ع‪ ،‬ان �إنتعا� ��ش االقت�صاد‬ ‫‪40‬‬

‫ال�سعودي‪ ،‬ف ��ي مجمله‪ ،‬يت�أثر بالنف ��ط كعامل دافع‬ ‫رئي� ��س‪ .‬وت�شير الأرق ��ام �إلى �أن العائ ��دات النفطية‬ ‫ت�ش ّكل ‪ 75‬في المئة من �إيرادات موازنة الدولة و ‪90‬‬ ‫ف ��ي المئة من عائدات الت�صدير‪ .‬هذه الإح�صاءات‬ ‫التي تعطي �ص ��ورة �إقت�صادية عامة غام�ضة‪ ،‬ت�شير‬ ‫�إل ��ى �أن الإقت�صاد لي�س وردي ��ا" كما قد يبدو للعيان‬ ‫في البداية‪ .‬لذلك فم ��ن الممكن �أن تكون مثل هذه‬ ‫النظرة الإيجابية غ ّذتها الثروة النفطية‪ ،‬بدال" من‬ ‫التركي ��ز على �إبتكار و�إب ��داع القطاع الخا�ص �أو نمو‬ ‫م�ستقل يدل على وجود �إقت�صاد ديناميكي‪.‬‬ ‫وتكم ��ن �أول �إ�شارة الى التوقع ��ات الإقت�صادية غير‬ ‫الوا�ضح ��ة ف ��ي �أرق ��ام البطال ��ة المرتفع ��ة ن�سبيا"‬ ‫بين ال�شب ��اب‪ .‬وقدّر مقال �صدر �أخي ��را" في مجلة‬

‫العدد الأول‪ - ‬ت�شرين الأول (�أكتوبر) ‪٢٠١٢ -‬‬

‫"االيكونومي�س ��ت" بعن ��وان "الخ ��روج من منطقة‬ ‫الراح ��ة" “‪� ،”Out Of The Comfort‬أن ن�سب ��ة‬ ‫بطال ��ة ال�شب ��اب غي ��ر الر�سمي ��ة ه ��ي ف ��ي ح ��دود‬ ‫ال‪ ٪35‬بي ��ن الرج ��ال الذين ه ��م ف ��ي الع�شرينات‬ ‫من العمر – علم ��ا" انه ّ‬ ‫يحظر على المر�أة �إلى حد‬ ‫كبي ��ر بطبيعة الح ��ال العمل‪� ،‬سوى ف ��ي القطاعات‬ ‫المتخ�ص�ص ��ة ف ��ي درجة عالية‪ -‬ل ��ذا قد يكون في‬ ‫الواقع هذا الرقم �أعلى من ذلك‪� .‬صحيح �أن معظم‬ ‫ال�شباب في المملكة يدر�سون الآن في الجامعات في‬ ‫مختلف �أنح ��اء البالد‪ ،‬الأمر ال ��ذي يو ّفر قوة عمل‬ ‫�سعودي ��ة مثقفة ومتعلم ��ة ورفيعة الم�ست ��وى؛ ولكن‬ ‫الم�شكلة ان كثيري ��ن من الخريجين الجدد يجدون‬ ‫�صعوبة في العثور على وظيفة في �سوق العمل‪.‬‬

‫الملك عبدالله بن عبد العزيز‪ :‬صداع إقتصادي ومشاكل معقدة يجب عليه حلها‬


‫الو�ص ��ول الى التنويع االقت�صادي‪ ،‬يجب خلق و�إيجاد‬ ‫فر�ص �إ�ستثمار منا�سب ��ة وم�شجعة لهذا القطاع‪ .‬لذا‬ ‫فان الزيادة في الأجور في القطاع العام جعلت الأمر‬ ‫�أكثر �صعوبة لجذب �إ�ستثمارات وخلق فر�ص عمل‪.‬‬ ‫"ف�إم ��ا �أن ال ي�ستثم ��ر الم�ستثم ��رون محلي ��ا" ف ��ي‬ ‫ال�سلطن ��ة والذه ��اب �إل ��ى م ��كان �آخر حي ��ث الأجور‬ ‫منخف�ض ��ة �أو �س ��وف ي�ست ��وردون العمال م ��ن �أماكن‬ ‫�أخ ��رى‪ .‬ف ��ي كل الأح ��وال �ستك ��ون التحدي ��ات �أكثر‬ ‫�س ��وءا" لأن الحكومة قد �إتخ ��ذت تدابير معينة غير‬ ‫منا�سب ��ة والت ��ي خلقت الآن م�شكل ��ة وو ّلدت حاجزا"‬ ‫�أمام زيادة فر�ص العمل في القطاع الخا�ص "‪ ،‬يع ّلق‬ ‫الدكتور �إقبال‪.‬‬ ‫ولك ��ن م ��اذا يج ��ب ان تعم ��ل الحكوم ��ة لتنوي ��ع‬ ‫�إقت�صادها؟‬ ‫اذا كان ��ت م�سقط ت�سعى بجدية ال ��ى تحقيق التنويع‬ ‫االقت�ص ��ادي ف�ل�ا ب ��د له ��ا �أن تج ��د و�سيل ��ة لخف�ض‬ ‫الأج ��ور فيم ��ا تحاول في الوقت عين ��ه تجنب رد فعل‬ ‫�سيا�سي‪ .‬و�سيكون عليها العثور على �صناعات تتطلب‬ ‫كثافة عمالية للحد م ��ن البطالة ولكن لديها القدرة‬ ‫�أي�ضا"على �إنتاج �إيرادات كبيرة‪.‬‬ ‫"الم�شكلة تكمن في �أن �صناعة النفط هي �صناعة‬ ‫ر�أ�سم ��ال مكثف جدا" وال ّ‬ ‫توظ ��ف الكثير من النا�س‪.‬‬ ‫ويعمل معظم المواطنين م ��ع الحكومة‪ .‬فهم �إما في‬ ‫ق ��وات الأمن �أو موظفون في الحكومة المدنية و�أنهم‬ ‫ق ��د و�صلوا �إلى ح ّده ��م من العم ��ل المربح‪ .‬ويوظف‬ ‫القط ��اع الخا� ��ص بع� ��ض العمانيي ��ن ولك ��ن ال يزال‬ ‫ي�ستخ ��دم الكثير من العمال ��ة الأجنبية وبخا�صة في‬ ‫ال�صناع ��ات التي ال تتطلب المه ��رة �أو �شبه المهرة‪،‬‬ ‫و�أنه ��ا تفع ��ل ذل ��ك لأن التكاليف �أقل بكثي ��ر"‪ ،‬يقول‬ ‫الدكتور بيتر�سون‪.‬‬ ‫هن ��اك �صناعات مث ��ل ال�سياحة التي �شه ��دت نموا"‬ ‫كبي ��را" ف ��ي ال�سنوات الأخي ��رة‪ .‬وهذه ه ��ي �صناعة‬ ‫كثيف ��ة العمال ��ة‪ ،‬ولكنه ��ا ل ��م تو ّل ��د ذلك الن ��وع من‬ ‫العائدات الالزمة للتحول من النفط �إلى القطاع غير‬ ‫النفطي‪ .‬وقد �ساعدت الم�شاكل في بلدان �أخرى في‬ ‫المنطق ��ة على زيادة عدد ال�سياح ال ��ى ُعمان‪ ،‬ولكن‬ ‫عندما تعود الأمور الى طبيعتها في بلدان مثل م�صر‬ ‫ولبن ��ان‪ ،‬فقد يفقد هذا النمو في قطاع ال�سياحة من‬ ‫زخمه‪.‬‬ ‫هذا ال يعني �أن التنويع االقت�صادي ال يمكن تحقيقه‪،‬‬ ‫لكن ��ه يتطلب من الحكومة و�ض ��ع خطة واقعية طويلة‬ ‫الأج ��ل‪ .‬مع ذل ��ك‪ ،‬الأم ��ر �سي�ستغرق وقت ��ا" لتطوير‬ ‫ال�صناع ��ات‪ ،‬وخلق مهارات جديدة ف ��ي قوة العمل‪،‬‬ ‫وج ��ذب الإ�ستثمارات الى القطاع الخا�ص‪ .‬و�ستعتمد‬

‫ّ‬ ‫النفط‪ :‬اإلعتماد عليه قد يولد مشكلة في المستقبل‬

‫السياحة نجحت كثيرا" ولكنها ليست كافية‬

‫دكتور جي �إي بيتر�سون‪:‬‬ ‫"�إنتاج �سلطنة عمان من النفط تراجع‬ ‫منذ �سنوات غير قليلة‪ ،‬لذا فهو لن‬ ‫ي�ستمر على المدى الطويل والبدائل‬ ‫الآن تبدو قليلة"‬

‫النتيج ��ة عل ��ى الحاج ��ة الملح ��ة الت ��ي �ستنتهجه ��ا‬ ‫الحكومة بالن�سبة ال ��ى �إ�ستراتيجية التنويع وقدرتها‬ ‫عل ��ى معالجة ق�ضية الأجور الت ��ي تعرقل نمو القطاع‬ ‫الخا�ص‪.‬‬ ‫"يج ��ب على ال ُعمانيين �أن يكونوا في و�ضع يم ّكنهم‬ ‫من و�ض ��ع �إ�ستراتيجية وا�ضحة عل ��ى مدى ال�سنوات‬ ‫الثمان ��ي �إل ��ى الع�ش ��ر المقبل ��ة حيث �س ��وف يكونون‬ ‫قادري ��ن عندها على مواجه ��ة �أي انخفا�ض كبير في‬ ‫عائ ��دات النفط‪ ،‬ولكن عليهم الب ��دء في العمل على‬ ‫ذلك منذ الآن"‪ ،‬يقول الدكتور �إقبال‬

‫‪Issue 1 - October - 2012‬‬

‫‪43‬‬


‫الخليج العربي‬

‫ُعمان‬

‫مهدد بنفاد قوته الدافعة‬ ‫الإزدهار في ال�سلطنة ّ‬

‫ُعمان‪ :‬التنويع اإلقتصادي ّ‬ ‫وإال مواجهة الركود والبطالة‬ ‫تع��رف �سلطن��ة عُ م��ان �إزدهارا"‬ ‫�إقت�صادي��ا" �إعتم��د كلي��ا" عل��ى‬ ‫عائدات النفط‪ ،‬الأمر الذي يقول‬ ‫عنه �أهل الخبرة ب�أنه غير �صحي‪،‬‬ ‫ويفي��دون ب�أنه �إذا ل��م تغيّر م�سقط‬ ‫توجهها الإقت�صادي فهذا الإزدهار‬ ‫الحالي �سيتحول الى ركود‪.‬‬ ‫م�سقط ‪ -‬فاطمة الأ�سير‬ ‫للوهلة الأولى‪ ،‬تب ��دو �سلطنة عمان على‬ ‫�أن لديها كل �شيء ‪ -‬ال�شواطئ الجميلة‪،‬‬ ‫والفنادق الكبرى‪ ،‬والثروة النفطية الوفيرة – ولكن‬ ‫يبدو ان هذا ال�سح ��ر يخفي بين ثناياه ق�ضايا تهدد‬ ‫�إ�ستدامة النمو الإقت�صادي في البالد‪.‬‬ ‫�ساع ��د �إرتف ��اع �أ�سع ��ار النفط ال�سلطن ��ة على تعزيز‬ ‫و�ضعه ��ا المال ��ي المحل ��ي ومي ��زان مدفوعاته ��ا‬ ‫الخارجية‪ .‬وم ��ن المتوقع ان ينم ��و �إقت�صادها ‪ 5‬في‬ ‫المئ ��ة هذا الع ��ام فيم ��ا �سيظل الت�ضخ ��م في معدل‬ ‫معتدل‪ .‬وم ��ن جهتها ت�ستثمر الحكوم ��ة في م�شاريع‬ ‫عام ��ة مثل �شبكة ال�س ��كك الحديدية‪ ،‬وموانىء جوية‬ ‫وبحري ��ة جدي ��دة‪ ،‬بالإ�ضافة ال ��ى البني ��ة الأ�سا�سية‬ ‫الإجتماعية وقطاع التعليم‪.‬‬ ‫وم�شجعة‪ ،‬ف�إن م�سقط‬ ‫ورغ ��م �أن هذه التدابير جيدة ّ‬ ‫تواجه عل ��ى المدى الطويل تحدي ��ات خطيرة لدعم‬ ‫نم ّوه ��ا والمحافظ ��ة علي ��ه ب�سب ��ب �إعتماده ��ا عل ��ى‬ ‫عائ ��دات النفط‪ ،‬الت ��ي ت�ستخدمه ��ا الدولة لمواجهة‬ ‫م�شكلة �أخرى تلوح في الأفق ‪ -‬البطالة‪.‬‬ ‫"الإقت�ص ��اد في حال ��ة جيدة ب�سبب �إرتف ��اع �أ�سعار‬ ‫الم ��واد الهيدروكربونية‪ .‬الم�شكل ��ة مع النفط هو �أنه‬ ‫مح ��دود و�إنت ��اج �سلطنة عم ��ان منه ق ��د تراجع منذ‬ ‫�سنوات غي ��ر قليلة‪ .‬لذا النفط �سوف لن ي�ستمر على‬ ‫الم ��دى الطويل‪ .‬والبدائ ��ل الآن تبدو قليل ��ة"‪ ،‬يقول‬ ‫الدكتور جي �إي بيتر�سون‪ ،‬الم�ؤ ّرخ والمحلل ال�سيا�سي‬ ‫المتخ�ص�ص في منطقة الخليج‪.‬‬ ‫‪42‬‬

‫السلطان قابوس‪ :‬أمام حكومته عمل كبير‬

‫ينم‬ ‫دكتور �إقبال الزبير‪�" :‬إذا لم ُ‬ ‫القطاع العام بال�سرعة الكافية �سوف‬ ‫ت�صبح البطالة م�شكلة كبيرة لأن‬ ‫العاطلين عن العمل يمثلون نحو ‪٪25‬‬ ‫من القوى العاملة"‬

‫العدد الأول‪ - ‬ت�شرين الأول (�أكتوبر) ‪٢٠١٢ -‬‬

‫م ��ع التغ ّي ��رات الجاري ��ة ف ��ي المنطقة الت ��ي يحملها‬ ‫"الربي ��ع العربي"‪� ،‬إتخ ��ذت الحكوم ��ة تدابير عدة‬ ‫ال�ستر�ضاء �شعبها من خالل خلق وظائف في القطاع‬ ‫العام ورفع الأجور‪ .‬وقد و ّفرت �أ�سعار النفط المرتفعة‬ ‫في الما�ض ��ي �إيرادات كافية لمثل هذه الإ�ستثمارات‪،‬‬ ‫ولك ��ن ت�شير التوقع ��ات الحالية ال ��ى ان �إنتاج النفط‬ ‫المحلي �سينخف�ض ف ��ي الم�ستقبل القريب‪ ،‬وبالنظر‬ ‫�إلى التباط�ؤ الإقت�صادي العالمي الحالي هناك خطر‬ ‫يتمثل في �أن تنخف�ض �أ�سعار البترول �أو تركد‪.‬‬ ‫"الخ ��وف ه ��و �أن ��ه ب�سب ��ب التباط� ��ؤ الإقت�ص ��ادي‬ ‫العالمي‪ ،‬والركود في �أوروب ��ا‪ ،‬والتباط�ؤ الإقت�صادي‬ ‫ف ��ي ال�صي ��ن و�أماك ��ن �أخ ��رى‪ ،‬ل ��ن ترتف ��ع �أ�سع ��ار‬ ‫النفط"‪ ،‬يقول دكتور �إقب ��ال الزبير‪� ،‬أ�ستاذ م�شارك‬ ‫في معهد ال�شرق الأو�سط في وا�شنطن‪.‬‬ ‫وي�ضي ��ف ال ��ى �أن "التح ��دي يتم ّث ��ل ف ��ي �أن ال ترتفع‬ ‫�أ�سعار النفط كثيرا"‪ ،‬و�إذا �إنخف�ض​​الإنتاج �ستواجه‬ ‫الموازنة العامة �ضغطا" كبيرا"‪ .‬و�إذا حدث ذلك لن‬ ‫يكون ف ��ي �إ�ستطاعة الحكومة ولن تك ��ون قادرة على‬ ‫توليد فر�ص عم ��ل في القطاع الع ��ام‪ .‬و�أخيرا"‪� ،‬إذا‬ ‫ينم القطاع العام بال�سرعة الكافية‪� ،‬سوف ت�صبح‬ ‫لم ُ‬ ‫البطالة م�شكلة كبيرة لأن العاطلين عن العمل يمثلون‬ ‫نحو ‪ ٪25‬من القوى العاملة"‪.‬‬ ‫نظرا" لطول الأمد قبل ان يحدث �إنخفا�ض كبير في‬ ‫�إنت ��اج النفط �أو ركود �أ�سع ��اره‪ ،‬تواجه ُعمان تحديا"‬ ‫كبيرا" ويتم ّث ��ل في محاولة تنوي ��ع �إقت�صادها وخلق‬ ‫وظائ ��ف ف ��ي كل م ��ن القطاعي ��ن الع ��ام والخا�ص‪.‬‬ ‫ف ��ي ‪ 2010‬كان �إجمال ��ي العمال ��ة في القط ��اع العام‬ ‫‪( 164,000‬با�ستثن ��اء الدف ��اع والأم ��ن) وت�ضاعفت‬ ‫ب‪� 44,000‬شخ�ص �آخري ��ن في ‪ .2011‬وزادت �أجور‬ ‫العاملين ف ��ي القطاع العام �أي�ض ��ا" ب�أكثر من ‪،٪30‬‬ ‫مم ��ا و�ضع �ضغط ��ا" على الموازنة‪ .‬ومث ��ل هذا النمو‬ ‫ال�سري ��ع في الإنف ��اق الحكومي لن يك ��ون م�ستداما"‬ ‫�إال �إذا �إرتفع ��ت �أ�سع ��ار النفط بن�سبة ‪ %3 – 2.5‬كل‬ ‫ع ��ام‪ ،‬ونظرا" لتباط� ��ؤ الإقت�صاد العالم ��ي ف�إن هذا‬ ‫غير متوقع‪.‬‬ ‫الواق ��ع ان ق ��رار الحكوم ��ة بزي ��ادة �أج ��ور القط ��اع‬ ‫الع ��ام بن�سب ��ة ‪ ٪40-30‬لم ت�ضاع ��ف ال�ضغوط على‬ ‫موازنته ��ا فح�سب‪ ،‬ولك ��ن برهنت �أي�ض ��ا" على �أنها‬ ‫كانت عائق ��ا" �أمام نمو القط ��اع الخا�ص‪ .‬ومن �أجل‬


‫وت�سعى الحكومة المغربية الى �إ�ستقطاب �إ�ستثمارات‬ ‫خليجي ��ة لتن�شيط �إقت�صاد الب�ل�اد‪ ،‬وذلك في �سياق‬ ‫�شراك ��ة �إ�ستراتيجية جديدة مع دول مجل�س التعاون‬ ‫الخليجي‪.‬‬ ‫و�سي�شارك وفد مغربي رفيع الم�ستوى ي�ضم الملك‬ ‫محم ��د ال�ساد�س ورئي�س الحكوم ��ة في قمة مجل�س‬ ‫التع ��اون الخليج ��ي المقبل ��ة‪ ،‬حي ��ث �سيبح ��ث مع‬ ‫كب ��ار الم�س�ؤولين ورج ��ال الأعم ��ال والمجموعات‬ ‫اال�ستثماري ��ة ف ��ي الخلي ��ج العربي �سب ��ل �إجتذاب‬ ‫مزي ��د م ��ن اال�ستثم ��ارات الخليجي ��ة عب ��ر قنوات‬ ‫جدي ��دة لتوجي ��ه ال�صنادي ��ق ال�سيادي ��ة الخليجية‬ ‫للم�ساهم ��ة ف ��ي �ش ��كل �أكب ��ر ف ��ي تموي ��ل م�شاريع‬ ‫المغرب الإقت�صادية من خالل �إن�شاء هيئة مغربية‬ ‫للإ�ستثمار‪.‬‬ ‫كم ��ا تراهن الرب ��اط عل ��ى �إ�ستقط ��اب الم�صارف‬ ‫الإ�سالمي ��ة الخليجية ف ��ي قطر والكوي ��ت والمملكة‬ ‫العربي ��ة ال�سعودي ��ة لفت ��ح م�ص ��ارف ف ��ي المملك ��ة‬ ‫المغربية �إنطالقا" من نهاية العام الجاري مبا�شرة‬ ‫بع ��د �ص ��دور قان ��ون الم�ص ��ارف الإ�سالمي ��ة‪ ،‬الذي‬ ‫�أحالت ��ه الحكومة �إلى مجل� ��س النواب في �شهر �أيلول‬ ‫(�سبتمبر)‪.‬‬ ‫ويع ّول المغرب في �شكل كبير على قانون الم�صارف‬ ‫الجدي ��د لجذب اال�ستثم ��ارات الخليجية في القطاع‬ ‫البنك ��ي‪ ،‬بعد امتناع ��ه لأكثر من ‪� 21‬سن ��ة عن منح‬ ‫التراخي� ��ص لأكثر من ‪ 15‬مجموعة ا�ستثمارية كانت‬ ‫ترغب في فتح م�صارف �إ�سالمية‪.‬‬ ‫وك�ش ��ف م�س�ؤول م ��ن وزارة المالية ب� ��أن "الم�صرف‬ ‫المركزي تلقى ‪ 15‬طلبا" لإحداث م�صارف �إ�سالمية‬ ‫منذ �سنة ‪� ،1991‬إال �أن ��ه كان يرف�ض طلباتها ب�سبب‬ ‫القان ��ون الم�صرف ��ي ال ��ذي ال يجي ��ز �إ ّال �إن�ش ��اء‬ ‫الم�صارف التجارية الكال�سيكي ��ة‪ ،‬لكن مع التعديل‬ ‫الجديد‪ ،‬الذي يرتقب �أن يدخل حيز التطبيق خالل‬ ‫�أ�شهر قليلة جدا"‪� ،‬ستتغير الأمور"‪.‬‬ ‫و�أ�ض ��اف الم�س�ؤول‪" :‬هن ��اك الآن ثالثة طلبات �شبه‬ ‫جاهزة من مجموع ��ات م�صرفية عربية من الخليج‬ ‫العرب ��ي‪ ،‬وال تنتظ ��ر �سوى �صدور قان ��ون الم�صارف‬ ‫المعدل"‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وال يخف ��ي محلل ��ون متخ�ص�ص ��ون ف ��ي القط ��اع‬ ‫الم�صرفي المغربي‪� ،‬أن الأزمة االقت�صادية العالمية‬ ‫الت ��ي ت�سبب ��ت في اندث ��ار مجموعة م ��ن الم�صارف‬ ‫العالمي ��ة‪ ،‬مقاب ��ل �صم ��ود الم�ص ��ارف الإ�سالمية‪،‬‬ ‫ق ��د دفع ��ت بال�سلطات المغربي ��ة �إلى �إع ��ادة النظر‬ ‫ف ��ي موقفه ��ا م ��ن ه ��ذه الم�ص ��ارف‪ ،‬والت�سريع في‬ ‫م�سار تعدي ��ل موقفه ��ا وال�سم ��اح لم�ستثمرين عرب‬ ‫وخليجيين باال�ستثمار في القطاع الم�صرفي و�إن�شاء‬ ‫بنوك �إ�سالمية‪.‬‬

‫رئيس الحكومة المغربية عبد اإلله بنكيران‪:‬‬ ‫مهمة صعبة‬

‫عبد الإله بنكيران‪" :‬الح�صول على‬ ‫خط �إئتماني وقائي من �صندوق النقد‬ ‫الدولي ي�شكل نوعا" من الإحتياط لما‬ ‫قد يقع من زيادة غير منتظرة في �أ�سعار‬ ‫المحروقات ومواجهة �أي �ضغط محتمل‬ ‫على احتياطي العملة ال�صعبة"‬ ‫وزير الإقت�صاد المغربي نزار بركة‪:‬‬ ‫"بحكم متانة العالقات التي تجمع‬ ‫بالدنا ودول مجل�س التعاون الخليجي‪،‬‬ ‫وفي �إطار البحث عن بدائل للتمويل‪،‬‬ ‫�سنعمل على ت�أمين التمويالت المتاحة‬ ‫�أمام بالدنا من تلك الدول"‬

‫وزير اإلقتصاد المغربي نزار بركة‪:‬‬ ‫التعويل على مجلس التعاون‬

‫وفيما ت�ستع ��د المجموعات اال�ستثماري ��ة الخليجية‬ ‫لول ��وج القط ��اع الم�صرف ��ي المغرب ��ي‪ ،‬ت�شي ��ر‬ ‫الإح�صائيات الر�سمية المغربية �إلى �أن اال�ستثمارات‬ ‫الخليجي ��ة �شه ��دت طفرة كبيرة ف ��ي المملكة خالل‬ ‫الع ��ام الما�ض ��ي‪ ،‬حي ��ث �سجل ��ت �إرتفاع ��ا" بن�سب ��ة‬ ‫‪ 50.4‬في المئة‪ ،‬وذلك بعد ت�سجيل تراجع كبير في‬ ‫�إ�ستثمارات باقي بلدان العالم خ�صو�صا" في فرن�سا‬ ‫حي ��ث �إنخف�ض ��ت بن�سبة ‪ 39‬في المئ ��ة خالل الفترة‬ ‫عينها‪.‬‬ ‫وح�س ��ب �إح�صائيات الم�صرف المرك ��زي المغربي‬ ‫ومكت ��ب ال�ص ��رف (هيئ ��ة مراقب ��ة المعام�ل�ات‬ ‫والتدفق ��ات المالي ��ة بي ��ن المغرب والخ ��ارج) فقد‬ ‫ارتفع ��ت ح�صة دول مجل� ��س التع ��اون الخليجي في‬ ‫الإ�ستثم ��ارات الخارجية المبا�ش ��رة في المملكة �إلى‬ ‫‪ 27‬ف ��ي المئة �سن ��ة ‪ ، 2011‬مقابل ‪ 13‬في المئة عام‬ ‫‪.2010‬‬ ‫وتب ��و�أت اال�ستثم ��ارات ال�سعودي ��ة والإماراتي ��ة‬ ‫المرتبتين الثانية والثالثة على التوالي‪ ،‬وراء فرن�سا‪،‬‬ ‫عل ��ى الئحة �أكثر الدول ا�ستثمارا" في المغرب حيث‬ ‫�أظه ��رت �إ�ستثم ��ارات الدولتي ��ن العربيتي ��ن حيوي ��ة‬ ‫خا�ص ��ة خالل �سن ��ة ‪ ،2011‬حيث �سجل ��ت ارتفاعا"‬ ‫بن�سب ��ة ‪ 173‬ف ��ي المئة بالن�سبة ال ��ى ال�سعودية منها‬ ‫و‪ 71‬في المئة بالن�سبة الى اال�ستثمارات الإماراتية‪.‬‬ ‫والواق ��ع ان الإ�ستثم ��ارات الخليجية في المملكة قد‬ ‫�إنتع�شت في �سي ��اق ال�شراكة اال�ستراتيجية الجديدة‬ ‫بين المغرب ودول مجل�س التعاون الخليجي‪ ،‬التي تم‬ ‫�إعتمادها في العام الما�ضي‪.‬‬ ‫وم ��ن المع ��روف ان ال�صناديق ال�سيادي ��ة الخليجية‬ ‫ت�ساهم في �شكل كبير في الم�شاريع ال�سياحية داخل‬ ‫المملكة المغربية‪ ،‬حيث قدمت ال�صناديق ال�سيادية‬ ‫لدول الكويت وال�سعودية والإمارات وقطر �إلى جانب‬ ‫الهيئ ��ة المغربية للإ�ستثمارات ال�سياحية ‪ 2.5‬مليار‬ ‫دوالر لإطالق �صندوق "و�ص ��ال" للتنمية ال�سياحية‪.‬‬ ‫ويه ��دف ه ��ذا ال�صن ��دوق �إل ��ى مواكب ��ة المخط ��ط‬ ‫الجديد للنهو�ض بال�سياحة في المغرب‪.‬‬ ‫و�ستت ��م م�ضاعف ��ة ر�أ�سم ��ال �صن ��دوق "و�ص ��ال"‬ ‫اال�ستثم ��اري �إل ��ى ‪ 5‬ملي ��ارات دوالر خ�ل�ال الع ��ام‬ ‫الحالي عبر اللجوء �إلى تمويالت م�صرفية و�إ�صدار‬ ‫�سندات في �سوق الأوراق المالية‪.‬‬ ‫ويظ ��ل الأمل معقودا" عل ��ى دول الخلي ��ج لم�ساعدة‬ ‫المملك ��ة المغربية للخروج م ��ن �أزمتها االقت�صادية‬ ‫الخانقة والتي �أثرت عل ��ى التوازنات المالية‪ ،‬ح�سب‬ ‫رئي�س الحكومة عبد الإله بنكيران الذي يرجع �أ�سباب‬ ‫الأزم ��ة الى �سوء التدبير ف ��ي الحكومات ال�سابقة‪...‬‬ ‫فهل �ستنقذ دول مجل�س التعاون الخليجي الإقت�صاد‬ ‫المغربي وتنقله �إلى بر الأمان؟‬

‫‪Issue 1 - October - 2012‬‬

‫‪45‬‬


‫المغرب العربي‬

‫المغرب‬

‫تداعيات الأزمة الأوروبية ت�ؤرق حكومة الرباط‬

‫هل ينقذ مجلس التعاون الخليجي‬ ‫اإلقتصاد المغربي من اإلنهيار؟‬ ‫يواجه الإقت�صاد المغربي �أزمة خانقة جراء تباط�ؤ الإقت�صاد العالمي وتداعيات الأزمة الأوروبية‪ ،‬لذا‬ ‫عم��دت الحكومة في الرباط الى الإ�ستعانة ب�صندوق النقد الدولي لإيجاد ال�سيولة لمواجهة بع�ض‬ ‫التحدي��ات‪ ،‬لكن يبدو ان هذا لن يكفي‪ ،‬لذلك ق��ررت التوجه الآن الى مجل�س التعاون الخليجي‬ ‫لم�ساعدتها على تخطي ال�صعاب الحالية‪.‬‬ ‫الدار البي�ضاء ‪ -‬محمد لديب‬ ‫يعقد عبد الإله بنكيران‪ ،‬رئي�س الحكومة‬ ‫المغربي ��ة والأمي ��ن الع ��ام لأكبر حزب‬ ‫�إ�سالمي ف ��ي المغرب‪� ،‬آماال" كبيرة على ال�صناديق‬ ‫اال�ستثماري ��ة ال�سيادي ��ة الخليجي ��ة لم�ساعدت ��ه في‬ ‫�إخراج المملكة م ��ن �أخطر �أزمة �إقت�صادية تترب�ص‬ ‫بها منذ بداية ثمانينات القرن الما�ضي‪.‬‬ ‫فقد انعك�س تباط� ��ؤ االقت�صاد العالمي وتدهور مناخ‬ ‫الأعم ��ال في �أوروبا (التي ت�ست ��ورد ‪ 90‬في المئة من‬ ‫ال�صادرات المغربية) خالل الف�صل الثاني من �سنة‬ ‫‪� ،2012‬سلبا" على نمو الطلب الخارجي الموجه نحو‬ ‫المغرب‪.‬‬ ‫وبنكي ��ران رئي� ��س ح ��زب العدال ��ة والتنمي ��ة ال ��ذي‬ ‫اكت�سح االنتخابات البرلماني ��ة المبكرة نهاية العام‬ ‫الما�ض ��ي م�ستفيدا" من ت�أثي ��رات الربيع العربي‪ ،‬ال‬ ‫يخفي �إن�شغاله الكبير من �إحتمال ت�سجيل �إنخفا�ض‬ ‫متوا�صل في �ص ��ادرات المملكة المغربية من ال�سلع‪،‬‬ ‫ج� � ّراء تراجع الطل ��ب الخارجي بالن�سب ��ة الى بع�ض‬ ‫المواد وخ�صو�صا" الفو�سفات‪.‬‬ ‫فرئي� ��س الحكومة وف ��ي معر� ��ض ت�شخي�صه لمالمح‬ ‫الو�ضعي ��ة الحقيقية الراهنة لإقت�ص ��اد بالده‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫"يم ��ر الإقت�صاد المغربي في و�ضعية غير مريحة‪،‬‬ ‫لكن تم ّكن المملك ��ة من الح�صول على خط �إئتماني‬ ‫وقائ ��ي م ��ن �صن ��دوق النق ��د الدول ��ي بقيم ��ة ‪6.2‬‬ ‫ملي ��ارات دوالر‪ ،‬ي�شكل نوعا" م ��ن الإحتياط لما قد‬ ‫يقع من زي ��ادة غير منتظرة في �أ�سعار المحروقات‪،‬‬ ‫ومواجه ��ة �أي �ضغ ��ط محتمل عل ��ى احتياطي العملة‬ ‫ال�صعب ��ة التي نمول بها وارداتن ��ا الحيوية من ال�سلع‬ ‫والخدمات"‪.‬‬ ‫وي�ضي ��ف رئي� ��س الحكوم ��ة المغرب ��ي ب� ��أن المملكة‬ ‫‪44‬‬

‫بح�صولها على ‪ 6.2‬مليارات دوالر في خط ال�سيولة‬ ‫الوقائي �أ ّمنت "�ضمانة حقيقية لطم�أنة الم�ستثمرين‬ ‫المغاربة والأجانب‪ ،‬وهي �شه ��ادة للثقة التي تحظى‬ ‫به ��ا بالدنا من ل ��دن الم�ؤ�س�س ��ات الدولي ��ة ونجاعة‬ ‫ال�سيا�سة االقت�صادية"‪.‬‬ ‫من جه ��ة �أخ ��رى �أو�ضح وزي ��ر الإقت�ص ��اد المغربي‬ ‫ن ��زار بركة‪" :‬لقد تمكنت بالدن ��ا من الح�صول على‬ ‫خ ��ط �إئتماني وقائي "خ ��ط الوقاي ��ة وال�سيولة" من‬ ‫طرف �صندوق النقد الدولي بقيمة تعادل ‪ %700‬من‬ ‫ح�صته في ال�صندوق �أي ‪ 6,2‬مليارات دوالر �أميركي‬ ‫الملحة‪ ،‬وفي حالة‬ ‫يمك ��ن �إ�ستعمالها عند ال�ض ��رورة ّ‬ ‫م ��ا وقعت �أزم ��ة‪ ،‬وبحكم ال�ضبابي ��ة التي تحوم حول‬ ‫م�ستقب ��ل الإقت�ص ��اد العالم ��ي‪ ،‬ومدى عم ��ق الأزمة‬ ‫بالن�سب ��ة ال ��ى الإقت�ص ��ادات الأوروبي ��ة المتو�سط ��ة‬ ‫بخا�ص ��ة‪ ،‬والمنح ��ى الت�صاع ��دي لأ�سع ��ار الم ��واد‬ ‫الأولوية والطاقة"‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف الم�س�ؤول المغربي‪" :‬ي�شكل ح�صول المغرب‬

‫الملك محمد السادس‪:‬‬ ‫دعم الحكومة للبحث عن التمويل من الخليج‬

‫العدد الأول‪ - ‬ت�شرين الأول (�أكتوبر) ‪٢٠١٢ -‬‬

‫على خ ��ط الوقاي ��ة وال�سيول ��ة �ضمانة �أكب ��ر لزيادة‬ ‫�صالب ��ة الإقت�ص ��اد الوطن ��ي وق ��درة الحكومة على‬ ‫مواجه ��ة التحدي ��ات‪ ،‬وه ��ذا م ��ن �ش�أن ��ه �أن يطمئن‬ ‫الم�ستثمرين وال�شركاء الماليي ��ن الأجانب ووكاالت‬ ‫الت�صنيف الدولية حول الآفاق االقت�صادية والمالية‬ ‫لبالدنا‪ ،‬كما ي�ساعد على جمع تمويالت خارجية في‬ ‫الأ�سواق المالية الدولية ب�شروط مالئمة‪� ،‬إ�ضافة الى‬ ‫�إ�ستم ��رار �ضم ��ان ال�سيادة على الق ��رار االقت�صادي‬ ‫لبالدنا"‪.‬‬ ‫و�أ�شار وزير الإقت�صاد المغربي �أي�ضا"‪" :‬زيادة على‬ ‫ذل ��ك‪ ،‬وبحك ��م متانة العالق ��ات التي تجم ��ع بالدنا‬ ‫ودول مجل� ��س التعاون الخليجي‪ ،‬وف ��ي �إطار البحث‬ ‫ع ��ن بدائ ��ل للتموي ��ل‪ ،‬ومن بينه ��ا تطوي ��ر ال�شراكة‬ ‫م ��ع �إخواننا في منطق ��ة الخليج �سنعم ��ل على طلب‬ ‫التمويالت المتاحة �أمام بالدنا في هذا الإطار"‪.‬‬ ‫ولم يتردد عادل الدويري‪ ،‬القيادي البارز في حزب‬ ‫اال�ستقالل‪ ،‬الحليف الرئي�س لحزب العدالة والتنمية‬ ‫في الحكوم ��ة المغربية الحالية‪ ،‬في القول ب�أن الحل‬ ‫الوحي ��د المتوفر امام المغرب في ظ ��ل الأزمة التي‬ ‫يم ��ر بها ه ��و االقترا�ض م ��ن الخارج ل�س ��د النق�ص‬ ‫البال ��غ ‪ 6‬ملي ��ارات دوالر ف ��ي التج ��ارة الخارجي ��ة‬ ‫للمملكة‪.‬متوقع ��ا" �أن ترتف ��ع المديوني ��ة الخارجي ��ة‬ ‫للب�ل�اد ف ��ي نهاية الع ��ام الج ��اري �إلى نح ��و ‪ 60‬في‬ ‫المئة من الدخل القومي للمملكة‪.‬‬ ‫وتوق ��ع الدويري‪ ،‬الذي �شغ ��ل من�صب وزير ال�سياحة‬ ‫�سابق ��ا" ب� ��أن يك ��ون " الو�ض ��ع ف ��ي ال�سن ��ة المقبلة‬ ‫�صعب ��ا" جدا"‪� ،‬إ ّال �إذا حدث ��ت مفاج�آت‪ ،‬ك�أن يتمكن‬ ‫المغرب من اجتذاب �إ�ستثمارات خارجية تغطي هذا‬ ‫النق� ��ص‪ ،‬و�أعتقد �أن المملكة يمكنها ان تراهن على‬ ‫تموي�ل�ات دول الخليج‪ ،‬في ظل وجود عالقات وثيقة‬ ‫تربط المغرب بدول مجل�س التعاون"‪.‬‬


‫وح�س ��ب �آخ ��ر البيانات ف�إن عائ ��دات النفط والغاز‬ ‫ت�ش ��كل ‪ 60‬في المئة من موازنة الجزائر في ‪.2012‬‬ ‫وتقت�ص ��ر ال�ضرائ ��ب عل ��ى ‪ 47.8‬ف ��ي المئ ��ة م ��ن‬ ‫العائدات الحكومية‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬في حين �أن دخال"‬ ‫م�ضمون ��ا" كه ��ذا قد يبدو مفي ��دا"‪ ،‬خ�صو�صا" في‬ ‫ظ ��ل المن ��اخ ال�سلب ��ي الإقت�ص ��ادي العالم ��ي‪ ،‬فهو‬ ‫لي� ��س كذل ��ك‪ .‬ان الإعتم ��اد المفرط عل ��ى الموارد‬ ‫الهيدروكربوني ��ة ق ��د �أدّى الى ع ��دم تنمية وتطوير‬ ‫القطاع الخا�ص في الإقت�صاد الجزائري‪.‬‬ ‫وق ��د ن�ش�أ م ��ن جراء ذل ��ك �إقت�ص ��اد �س ��وق �سوداء‬ ‫موازي ��ا"‪ ،‬فيم ��ا الم�ؤ�س�س ��ات التي تديره ��ا الدولة‬ ‫�أ�صبح ��ت غير ف ّعال ��ة للغاية‪ ،‬الأمر ال ��ذي �أدى الى‬ ‫غي ��اب المناف�س ��ة في ال�س ��وق‪ ،‬و�إ�ست�ش ��راء الف�ساد‬ ‫في كل م ��كان‪ ،‬و�إ�ضعاف القط ��اع الخا�ص في �شكل‬ ‫ال ي�صدق‪.‬‬ ‫ولك ��ن‪ ،‬الى اي حد �إنت�شرت ال�سوق ال�سوداء وما هي‬ ‫�أهميتها بالن�سبة الى الإقت�صاد الجزائري وهل هي‬ ‫مناف�سة �أم داعمة له ؟‬ ‫ف ��ي م�ؤتم ��ر �إدارة الأعم ��ال الدولية ال ��ذي عقد في‬ ‫العا�صم ��ة الجزائرية �أخيرا"‪� ،‬أدل ��ى وزير التجارة‬ ‫الجزائ ��ري ‪ -‬م�صطفى ب ��ن بادة ‪ -‬ببي ��ان مذهل‪.‬‬ ‫قال ب� ��أن "معظم الوكالء الم�شاركي ��ن في الم�ؤتمر‬ ‫الإقت�ص ��ادي‪ ،‬والم�سجلي ��ن ل ��دى وزارة التج ��ارة‬ ‫والإقت�صاد يمار�سون �أعماال" في ال�سوق ال�سوداء"‪.‬‬ ‫وع�ل�اوة عل ��ى ذل ��ك م�ضيف ��ا"‪� ..." :‬إن ن�ص ��ف‬ ‫مداخيلهم ت�أتي عن طريق ال�سوق ال�سوداء"‪.‬‬ ‫في الواقع‪ ،‬كلفت ال�سوق ال�سوداء الدولة في الجزائر‬ ‫خ�سارة حوالي ‪ 10‬مليارات يورو من المداخيل منذ‬ ‫‪ .2009‬والمبل ��غ ه ��و خ�سارة مهمة للدخ ��ل بالن�سبة‬ ‫الى بلد كانت عائ ��دات الحكومة فيه ‪ 62‬مليار يورو‬ ‫ف ��ي ‪ .2011‬حتى عند الأخذ ف ��ي الإعتبار �إحتياطي‬ ‫النق ��د الأجنب ��ي المثي ��ر للإعج ��اب ف ��ي الجزائر‬ ‫والبال ��غ ‪ 129.5‬مليار يورو‪ ،‬ف� ��إن فقدان دخل بهذا‬ ‫الحجم مهم للغاية‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ف�إن الحكومة ال تبدو‬ ‫مكترثة لهذه الخ�سارة من الدخل لأن موازنة الدولة‬ ‫تعتمد �أ�سا�سا" على عائدات �صادرات النفط والغاز‬ ‫التي عرفت زيادات �أخيرة في �أ�سعارها‪.‬‬ ‫وتكمن الم�س�ألة حول ما �إذا كانت هذه ال�سوق ال�شبه‬ ‫م�ؤ�س�سية وغي ��ر القانونية هي لعن ��ة على الإقت�صاد‬ ‫الجزائري‪� ،‬أم ‪ -‬في الواقع ‪ -‬المنقذ له‪.‬‬ ‫من المعلوم ان الإقت�صاد الجزائري يركز في �شكل‬ ‫رئي� ��س على ال�صناع ��ة الهيدروكربوني ��ة‪ ،‬مع وجود‬ ‫قط ��اع �صناع ��ي مح ��دود و قط ��اع خا� ��ص �ضعيف‪.‬‬ ‫ومعظ ��م ال�شركات الكبرى تملكه ��ا وتديرها الدولة‬

‫الرئيس عبد العزيز بوتفليقة‪ :‬بين يديه الحل‬

‫وزير التجارة الجزائري مصطفى بن بادة‪ :‬السوق السوداء ضرورة!!!‬

‫– وه ��ذا م ��ا �أدى �إل ��ى ت�ضخم عال ف ��ي الأ�سعار‬ ‫وخن ��ق المناف�س ��ة �أو حري ��ة االختي ��ار‪ .‬بالإ�ضاف ��ة‬ ‫�إلى تجان� ��س هذه ال�شركات الر�سمي ��ة بالن�سبة الى‬ ‫�إ�ست�ش ��راء الف�ساد النظامي‪� ،‬إلى جانب المح�سوبية‬ ‫و�شبكاتها‪.‬‬ ‫وق ��د �سنت �إ�صالح ��ات ت�شريعي ��ة �إقت�صادية كبرى‬ ‫ بهدف ج ��ذب الم�ستثمرين الأجانب الى البالد‪-‬‬‫ولكن هذه القوانين ل ��م ت�ؤ ّد الى �شيء يذكر ن�سبيا"‬ ‫لإحي ��اء �إقت�صاد تحتكره الدول ��ة‪ .‬وعلى الرغم من‬

‫ان الجزائ ��ر تعتب ��ر �ساد� ��س �أكب ��ر م�ص ��در للمواد‬ ‫الهيدروكربوني ��ة ف ��ي العالم فان قطاع ��ات الوقود‬ ‫وتم‬ ‫غير الأحفوري ��ة في االقت�صاد لديه ��ا لم تطور ّ‬ ‫تجاهلها �إلى حد كبير‪ .‬وهذه م�شكلة كبيرة‪ .‬اليوم‪،‬‬ ‫م ��ع بطال ��ة ال�شب ��اب المزمن ��ة ‪ -‬تحوم ح ��ول ‪٪21‬‬ ‫ ينظ ��ر الى ال�س ��وق ال�سوداء على �أنه ��ا و�سيلة من‬‫و�سائل التو�سيد والتهدئة للفقراء والمحرومين من‬ ‫ال�شباب الجزائريين العاطلين عن العمل‪.‬‬ ‫الواق ��ع ان ال�سوق ال�سوداء �سمح ��ت على نحو ف ّعال‬ ‫ف ��ي خل ��ق �إقت�ص ��اد �سري م ��واز ‪ -‬غي ��ر منظم من‬ ‫قب ��ل الدولة ولي�س ��ت لدي ��ه الكف ��اءة وبيروقراطية‬ ‫الم�ؤ�س�س ��ات المفرطة – حيث �أعط ��ى فر�ص عمل‬ ‫ودخ�ل�ا" �إل ��ى ال�شب ��اب الجزائريي ��ن الذي ��ن لواله‬ ‫لوجدوا �صعوبة كبيرة من �أجل تغطية نفقاتهم‪.‬‬ ‫وت�أخ ��ذ ال�س ��وق ال�س ��وداء �أ�ش ��كاال" كثي ��رة‪ .‬وه ��ي‬ ‫تت ��راوح بين االك�ش ��اك غير القانونية ف ��ي ال�شوارع‬ ‫المعب� ��أة بال�سلع الرخي�صة ذات التكلفة المنخف�ضة‬ ‫ النظ ��ارات ال�شم�سي ��ة‪ ،‬والعط ��ور‪ ،‬والفاكه ��ة‪،‬‬‫والأحزم ��ة‪ ،‬وما �إلى ذلك – الى بي ��ع المواد الخام‬ ‫لل�ش ��ركات الر�سمي ��ة‪ .‬المث ��ال الأخير يب ��رز �أ�سا�س‬ ‫التعاون بين عنا�صر الإقت�صاد الر�سمي والآخر غير‬ ‫الر�سمي‪ .‬في الجوهر‪ ،‬يدار الإقت�صاد الر�سمي من‬ ‫قبل الدول ��ة حيث يواجه م�شاكل في مجال �إ�ستيراد‬ ‫الم ��واد الخ ��ام الالزمة‪ .‬ولمعالج ��ة وت�صحيح هذه‬ ‫الم�شكلة يتح ��ول العديد من ال�ش ��ركات �إلى ال�سوق‬ ‫ال�سوداء‪ .‬وبالتالي ت�صبح م�شكلة الدولة حال" لهذه‬ ‫ال�سوق‪.‬‬ ‫وهكذا‪ ،‬ف�إن الإقت�صاد الر�سمي يواجه مفارقة‪ .‬ف�إنه‬ ‫يفقد دخ�ل�ا" و�أرباح ��ا" ل�صالح ال�س ��وق ال�سوداء‪،‬‬ ‫ولك ��ن من دون خدم ��ات م�سوقي ه ��ذه ال�سوق فانه‬ ‫�سيتوقف عن العم ��ل و�سيتحرك بع�سر ‪ .‬في الواقع‪،‬‬

‫ان �أ�س�س البالد ال تزال غير م�ستقرة في‬ ‫الملحة من‬ ‫�شكل كبير والم�شاكل ّ‬ ‫بطالة ال�شباب و�ضعف القطاع الخا�ص‬ ‫ونظام �سيا�سي غير منا�سب‪� ،‬سوف‬ ‫ت�ساهم كلها في عدم اال�ستقرار في‬ ‫الم�ستقبل و�إنعدام الأمن‬ ‫وزير التجارة الجزائري م�صطفى‬ ‫بن بادة خالل م�ؤتمر �إفت�صادي‪" :‬معظم‬ ‫الوكالء الم�شاركين في هذا الم�ؤتمر‪،‬‬ ‫والم�سجلين لدى وزارة التجارة‬ ‫ّ‬ ‫والإقت�صاد يمار�سون �أعماال" في ال�سوق‬ ‫ال�سوداء و‪� ...‬إن ن�صف مداخيلهم‬ ‫ت�أتي عن طريقها"‬

‫‪Issue 1 - October - 2012‬‬

‫‪47‬‬


‫المغرب العربي‬

‫الجزائر‬

‫بلد المليون �شهيد ي�سبح في بحر من الم�شاكل‬

‫الجزائريون يستعينون بالسوق السوداء‬ ‫لمواجهة التحديات اإلقتصادية‬ ‫الجزائ��ر هي الدول��ة الوحيدة في‬ ‫�شم��ال افريقي��ا الت��ي ظلت حتى‬ ‫الآن �أق��ل ت�أثرا" بالهج��وم الوا�سع‬ ‫لعوا�صف "الربيع العربي"‪ .‬ولكن‬ ‫قد يكون ذلك الهدوء مخادعا"‪.‬‬ ‫الجزائر ‪� -‬سالمة نعمان‬ ‫قب ��ل ع�شرين عام ��ا"‪ ،‬ه� �زّت الجزائر‬ ‫حرب ��ا" �أهلية وح�شي ��ة‪ .‬قوبلت مطالب‬ ‫التغيي ��ر الإجتماع ��ي وال�سيا�س ��ي ب�إنقالب ع�سكري‬ ‫وقم ��ع �شديد‪ .‬على ه ��ذا النحو فازوا ف ��ي حينه في‬ ‫الإنتخاب ��ات في �شكل قاطع‪ .‬لقد كان قادة الجزائر‬ ‫وقتذاك من الخط نف�سه لحكام اليوم‪.‬‬ ‫مع ذلك‪ ،‬ان ما ح�صل عليه �أهل ال�سلطة يومها كان‬ ‫�سالما" مبتورا"‪ ،‬لأنه ل ��م ينتج عن تحقيق رغبات‬ ‫ال�شعب بل من خالل الرغبة الم�شتركة النهاء �سفك‬ ‫الدماء‪ .‬وعلى هذا الأ�سا�س جاء حال" و�سطا" غير‬ ‫�صح ��ي‪ :‬في مقابل �إيق ��اف عمليات القت ��ل‪ ،‬تتوقف‬ ‫المطالب ��ة بالتغيي ��ر ال�سيا�س ��ي‪ .‬وبناء عل ��ى ذلك‪،‬‬ ‫عرف ��ت الجزائ ��ر الى ح ��د كبير ال�س�ل�ام لأكثر من‬ ‫ع�ش ��ر �سني ��ن؛ ولك ��ن التحدي ��ات العميق ��ة التي لم‬ ‫يت ��م التطرق اليه ��ا �أو تناوله ��ا ومواجهتها ما زالت‬ ‫قائمة‪.‬‬ ‫�إقت�صادي ��ا"‪ ،‬تتمت ��ع الجزائ ��ر باحتياط ��ات‬ ‫هيدروكربوني ��ة كبي ��رة‪ ،‬لكنه ��ا �أ�صيب ��ت بلعنة من‬ ‫�آثارها؛ ال �سيما وانه ��ا دولة ريعية‪ .‬والدولة الريعية‬ ‫م�صطل ��ح نظري ف ��ي العلوم ال�سيا�سي ��ة والعالقات‬ ‫الدولي ��ة لت�صنيف ال ��دول التى تعتمد كلي ��ا" �أو في‬ ‫ج ��زء كبير م ��ن �إيراداته ��ا الوطنية عل ��ى مواردها‬ ‫الطبيعي ��ة م ��ن دون الحاج ��ة �إلى االذع ��ان تماما"‬ ‫لرغب ��ات ال�شعب‪ .‬ولذلك ف�إن ر�أي ال�سكان في حكم‬ ‫البالد مح ��دود‪� ،‬إذ ان ال�ضرائب الم�ستحقة عليهم‬ ‫ال ت�شكل نقطة محورية في الدخل الحكومي‪.‬‬ ‫‪46‬‬

‫العدد الأول‪ - ‬ت�شرين الأول (�أكتوبر) ‪٢٠١٢ -‬‬

‫النفط في الجزائر عماد اإلقتصاد‬


‫ر�أي حر‬

‫مطلوب إشعال ثورة في اإلقتصادات العربية‬ ‫بقلم �سمير الحلو‬ ‫�أدت حال ��ة ع ��دم اليقي ��ن ال�سيا�س ��ي الت ��ي تحي ��ط بالربيع‬ ‫العربي في جمي ��ع �أنحاء ال�شرق الأو�س ��ط و�شمال �أفريقيا‪،‬‬ ‫ال ��ى زعزع ��ة �إ�ستقرار بع� ��ض الأنظم ��ة االقت�صادية‪ .‬مع ذل ��ك‪ ،‬ورغم‬ ‫ه ��ذه الخلفي ��ة‪ ،‬ف�إن ل ��دى ال ��دول العربي ��ة الآن فر�صة لإع ��ادة ت�شكيل‬ ‫�إقت�صاداته ��ا‪ ،‬مع نم ��و وعمالة و�إرتفاع م�ستوي ��ات المعي�شة‪ ،‬التي ينظر‬ ‫�إليها على �أنها حا�سمة بالن�سبة الى م�ستقبلها‪.‬‬ ‫المواجه ��ة بي ��ن الإ�سالميين في م�ص ��ر والح ��كام الع�سكريين‪ ،‬قبل ان‬ ‫يح�سمه ��ا �أخيرا" الرئي� ��س محمد مر�سي ل�صالحه‪ ،‬ه ��ي تذكير وا�ضح‬ ‫ل�صعوب ��ة كيفي ��ة التح ��ول الديموقراطي ف ��ي العالم العرب ��ي‪ .‬والف�شل‬ ‫ف ��ي التو�ص ��ل الى �إتف ��اق لإقت�سام ال�سلط ��ة يطيل �أمد ع ��دم الإ�ستقرار‬ ‫ال�سيا�سي‪ .‬لكن التقاع�س عن العمل االقت�صادي و�إنعا�شه يلحق �ضررا"‬ ‫�أكبر لتوطيد الحكم الديموقراطي‪.‬‬ ‫القادة العرب النا�شئون‪ ،‬من الإ�سالميين �إلى م�س�ؤولي الأنظمة ال�سابقة‬ ‫المتجددي ��ن‪ ،‬يدركون تماما" الحاجة �إل ��ى تح�سين الآفاق االقت�صادية‬ ‫لبلدانه ��م‪ .‬انه ��م يعلمون جيدا" �أن ��ه ال يمكن ل�شعبيته ��م ان ت�ستمر �إال‬ ‫�إذا كان ��وا قادرين على تحقي ��ق النمو وفر�ص العم ��ل و�إرتفاع م�ستويات‬ ‫المعي�ش ��ة‪ .‬وه ��ذا �سيكون تحديا" �صعبا" تح ��ت �أي ظرف من الظروف‬ ‫ و ه ��و مثب ��ط �أكثر للعزيمة و�أ�صعب على خلفية ع ��دم �إ�ستقرار النظم‬‫االقت�صادي ��ة جراء الربي ��ع العربي في منطقة ال�ش ��رق الأو�سط و�شمال‬ ‫�أفريقيا‪.‬‬ ‫حتى في دول مثل تون�س وم�صر‪ ،‬حيث الإنتقال �إلى الديموقراطية هو �أكثر‬ ‫تقدما"‪� ،‬أ ّثر ع ��دم اليقين ال�سيا�سي �سلبا" على الإنجازات الإقت�صادية‪.‬‬ ‫في العام ‪� ،2011‬إنكم�ش الإقت�صاد التون�سي بن�سبة ‪ 1.8‬في المئة – وهو‬ ‫�أول انكما� ��ش ل ��ه منذ الع ��ام ‪ .1986‬وبلغت ن�سبة البطال ��ة ‪ 18‬في المئة‪،‬‬ ‫بزيادة خم�س نقاط على العام ‪ .2010‬وبدوره �إنكم�ش االقت�صاد الم�صري‬ ‫بن�سبة ‪ 0.8‬في المئة‪ ،‬وفقد مليون �شخ�ص وظائفهم‪ .‬كما ج ّفت تدفقات‬ ‫الإ�ستثم ��ارات الخارجية الى م�صر�أي�ضا"‪ ،‬و�إنخف�ضت من ‪ 6.4‬مليارات‬ ‫دوالر في ‪� 2010‬إلى ‪ 500‬مليون دوالر فقط في ‪.2011‬‬ ‫الواق ��ع ان هذه الإتجاهات ت�ؤثر على توازنات هذه البلدان المالية‪ .‬لقد‬ ‫بلغ العجز في موازنة م�صر ‪ 10‬في المئة من الناتج المحلي الإجمالي‪،‬‬ ‫في حي ��ن �أن الإحتياطات من العمالت الأجنبية قد �إنخف�ضت �إلى مبلغ‬ ‫‪ 15‬ملي ��ار دوالر ‪� -‬أي م ��ا يكف ��ي بال ��كاد لتغطية قيمة ال ��واردات خالل‬ ‫الأ�شهر الثالثة المقبلة‪ .‬في تون�س‪� ،‬إت�سع العجز في الموازنة بحدة منذ‬ ‫قيام الثورة‪ ،‬حيث �إرتفع من ‪ 2.6‬في المئة من الناتج المحلي الإجمالي‬ ‫في ‪� 2010‬إلى ‪ 6‬في المئة في ‪.2011‬‬ ‫ه ��ذا التده ��ور االقت�ص ��ادي ال�سري ��ع‪ ،‬جنب ��ا" �إل ��ى جنب م ��ع توقعات‬ ‫�سيا�سي ��ة عالية‪ ،‬يخلق �شعورا" بالحاج ��ة الملحة الى �إيجاد حل عاجل‪.‬‬ ‫الجهات ال�سيا�سية الفاعل ��ة النا�شئة نف�سها م�ضطرة الى تطوير برامج‬

‫�إقت�صادية �أكث ��ر تف�صيال" والى معالجة المظال ��م المادية المتزايدة‪.‬‬ ‫عل ��ى �سبيل المثال‪ ،‬ف ��ي حي ��ن ان الإ�سالميين قد رك ��زوا �سابقا" على‬ ‫موا�ضيع �سيا�سية‪ ،‬فقد �شهدت الحمالت االنتخابية الأخيرة تحوال" في‬ ‫الخطاب �إلى التطلعات االقت�صادية‪.‬‬ ‫عموم ��ا"‪� ،‬إعتمد الالعبون ال�سيا�سيون النا�شئ ��ون – بخا�صة الأحزاب‬ ‫الإ�سالمي ��ة ‪ -‬لهج ��ة ت�صالحي ��ة ف ��ي م ��ا يتعل ��ق بالتعامل م ��ع الجهات‬ ‫الدولي ��ة الفاعل ��ة‪ .‬برامج هذه الأحزاب الإقت�صادي ��ة هي �إلى حد كبير‬ ‫م�ؤي ��دة لإقت�صاد ال�سوق‪ ،‬وت�ؤكد على دور القطاع الخا�ص في دفع عجلة‬ ‫النم ��و والحاجة �إلى جذب ر�ؤو�س الأم ��وال الأجنبية‪ .‬وتنظر الى الدولة‬ ‫باعتبارها و�سيلة ل�ضمان العدال ��ة االجتماعية‪ ،‬وهناك �إ�شارات �ضئيلة‬ ‫لمبادئ ال�شريعة الإ�سالمية‪.‬‬ ‫في تون�س وم�صر على حد �سواء ‪ ،‬على �سبيل المثال‪� ،‬أعطى ال�سيا�سيون‬ ‫الإ�سالميون �ضمانات ب�أن قطاع ال�سياحة لن تع ّوقه ال�شريعة الإ�سالمية‪.‬‬ ‫وتتوق ��ع برامجه ��م الإقت�صادي ��ة �أي�ض ��ا دورا" للم�ؤ�س�س ��ات الدولية في‬ ‫الم�ساعدة على التغلب على التحديات‪.‬‬ ‫في الواقع‪ ،‬في حين �أن المقاومة للتدخل الأجنبي والم�ساعدة كانت قوية‬ ‫في ما يتعل ��ق بالإ�صالحات الديموقراطية‪ ،‬يب ��دو القادة العرب الجدد‬ ‫�أكث ��ر تقبال" لدعم الغرب بالن�سبة الى الأهداف الإقت�صادية‪ .‬هذه هي‬ ‫فر�صة غير م�سبوقة لم�شاركة دولية مع القيادة العربية الجديدة‪ ،‬والتي‬ ‫ينبغي �أن تت�ضمن �أهدافا" ق�صيرة ومتو�سطة وطويلة الأجل‪.‬‬ ‫يج ��ب �أن تك ��ون للأه ��داف الق�صيرة الأج ��ل الأولوي ��ة‪ ،‬لأن العديد من‬ ‫الأح ��زاب الإ�سالمية تواجه �ضغط ��ا" لإعطاء نتائ ��ج �إيجابية في دورة‬ ‫�إنتخابي ��ة واح ��دة‪ .‬فالحكوم ��ات الجدي ��دة تواج ��ه تحدي ��ا" مبا�شرا"‬ ‫متمث�ل�ا" في خلق فر�ص العمل‪ ،‬حيث هناك و�صفة وحيدة متاحة لذلك‬ ‫تتم ّثل في اال�ستثمار على نطاق وا�سع في م�شاريع الأ�شغال العامة‪.‬‬ ‫يمك ��ن للمجتم ��ع الدول ��ي م�ساع ��دة الحكوم ��ات العربية ف ��ي مثل هذه‬ ‫المب ��ادرات بوا�سطة طرق ع ��دة‪ :‬يمكنه زيادة مبل ��غ الم�ساعدة المالية‬ ‫الموع ��ودة‪ .‬يمكن ��ه �أن يوف ��ر الخبرة الفنية ف ��ي مج ��ال �إدارة الديون‪.‬‬ ‫ويمكن ��ه �أن ي�ساعد عل ��ى �إن�شاء �إطار �آمن قانون ��ي وتنظيمي لل�شراكات‬ ‫بين القطاعين العام والخا�ص‪ .‬كم ��ا يمكن للأطراف الدولية الفاعلة‪،‬‬ ‫باال�شتراك مع الحكومات العربية‪� ،‬أن ت�ساعد في ت�سويق هذه الفر�ص‪.‬‬ ‫وح ��ده مزيج من هذه الخي ��ارات ي�سم ��ح للإقت�ص ��ادات العربية توفير‬ ‫فر� ��ص عمل الآن‪ ،‬م ��ع تجنب مخاط ��ر الإختالالت المالي ��ة المزعزعة‬ ‫للإ�ستقرار �أو عدم وجود تموي ��ل لإ�ستثمارات القطاع الخا�ص‪ .‬الغرب‪،‬‬ ‫من جانبه‪� ،‬سوف يك�سب بطرق ال تعد وال تح�صى‪ .‬حتى في خ�ضم �أزمة‬ ‫العمل ��ة التي طال �أمده ��ا‪ ،‬يمكن للحكومات الأجنبي ��ة بالت�أكيد التوقيع‬ ‫على ج ��دول �أعمال يعط ��ي الأولوية لنق ��ل الدراي ��ة والمعرفة (‪know‬‬ ‫‪ )how‬الى جانب ال�ضخ النقدي‬ ‫‪Issue 1 - October - 2012‬‬

‫‪49‬‬


‫المغرب العربي‬

‫¶‬

‫الجزائر‬

‫ف ��ي اقت�ص ��ادات مثل الجزائ ��ر من ال�ض ��روري في‬ ‫بع� ��ض الأحي ��ان غ�ض الط ��رف عن بع� ��ض القواعد‬ ‫الإقت�صادي ��ة والإعتراف ب�أن مث ��ل هذه التناق�ضات‬ ‫يمكن �أن تعمل في الواقع‪.‬‬ ‫وع�ل�اوة على ذلك‪ ،‬ف�إن ت�أثي ��ر ال�سوق ال�سوداء على‬ ‫المجتم ��ع الجزائري – بعيدا" م ��ن كونه �سلبيا" ‪-‬‬ ‫هو �إيجابي‪ .‬فهو يخف�ض ب�إ�ستمرار م�ستوى البطالة‬ ‫في �صفوف ال�شباب‪ ،‬وي�سمح بقدر �أكبر من المرونة‬ ‫ف ��ي ال�شركات التي تديرها الدول ��ة‪ ،‬ويمكن العديد‬ ‫من الأ�سر ذات الدخ ��ل المنخف�ض تغطية نفقاتها‪.‬‬ ‫ان ه ��ذا المدخل الإقت�صادي بالن�سبة الى المجتمع‬ ‫مهم ال يق ��در بثمن‪ .‬كافح ��ت الجزائر طويال" من‬ ‫�أج ��ل قي ��ام قط ��اع �صناعي م ��ن دون نتيج ��ة مهمة‬ ‫وذل ��ك من �أجل تنوي ��ع م�ص ��ادر �إقت�صادها بعيدا"‬ ‫م ��ن �صناعة النف ��ط والغ ��از‪ .‬في حي ��ن ان �صناعة‬ ‫الهيدروكربون ��ات تق ��دم غالبي ��ة العائ ��دات للبلد‪،‬‬ ‫فانه ��ا بالت�أكيد ال توف ��ر غالبية فر� ��ص العمل‪ .‬وقد‬ ‫كاف ��ح الإقت�ص ��اد الر�سم ��ي بو�سائل ع ��دة من دون‬ ‫جدوى لخف�ض معدل البطالة المزمنة بين ال�شباب‬ ‫في الجزائر‪ ،‬لذلك يعتب ��ر االقت�صاد الثانوي الذي‬ ‫توف ��ره ال�سوق ال�س ��وداء مثاليا" لرف ��ع ال�ضغط عن‬ ‫النظام‪.‬‬ ‫على م ��ر التاري ��خ‪ ،‬يرتبط عادة م�صطل ��ح "ال�سوق‬ ‫ال�س ��وداء" ب ��دالالت �سلبية‪ ،‬ولكن م ��ن الوا�ضح �أنه‬ ‫بالن�سب ��ة ال ��ى المواط ��ن الجزائ ��ري يمث ��ل كيانا"‬ ‫�إيجابي ��ا" للغاي ��ة‪ .‬وهذا ما اعترف ب ��ه حتى الوزير‬ ‫م�صطف ��ى بن ب ��ادة ال ��ذي �أ�ض ��اف‪" :‬م ��ن المفيد‬ ‫�إجتماعي ��ا" الإتاح ��ة لع�ش ��رات الآالف م ��ن الأ�سر‬ ‫لك�سب العي�ش"‪.‬‬ ‫ولكن الى �أي حد �إ�ستطاع الإقت�صاد الر�سمي والآخر‬ ‫الموازي له تح�سين الو�ضع الإقت�صادي والإجتماعي‬ ‫وبالتالي �إعادة التجان�س الى ال�سكان و�إزالة �أ�سباب‬ ‫الإنتفا�ضات المحلية؟‬ ‫تفي ��د �أكثر مراكز الإح�صاء ان ما يقدر ب ‪ 9.7‬في‬ ‫المئة من �س ��كان الجزائر هم عاطلون عن العمل و‬ ‫‪ 23‬في المئة منهم يعي�شون تحت خط الفقر‪ .‬وتبلغ‬ ‫ن�سب ��ة البطالة بي ��ن ال�شباب حوال ��ي ‪ 21‬في المئة‪،‬‬ ‫م ��ا �أدى �إلى �إثارة غ�ض ��ب وخيبة �أمل لدى مجموعة‬ ‫كبيرة من ال�شباب الجزائري‪ .‬ومثل ه�ؤالء ال�شبان‬ ‫قام ��وا بمظاهرات �أو �أعمال �شغب �ضد الأنظمة في‬ ‫بقية �أنحاء منطقة ال�شرق الأو�سط و�شمال �إفريقيا‪.‬‬ ‫الحقيق ��ة ان ال�شع ��ور بالعجز‪ ،‬وع ��دم القدرة على‬ ‫ال ��زواج‪ ،‬وال�شعور بعدم �إف ��ادة المجتمع‪ ،‬و ّلدت قوة‬ ‫ف ّعالة‪.‬‬ ‫‪48‬‬

‫الشباب في الجزائر‪ :‬السوق السوداء أعطتهم فرص عمل‬

‫في االنتخابات الأخي ��رة‪ ،‬فاز حزب جبهة التحرير‬ ‫الوطن ��ي‪ ،‬الحاك ��م منذ الع ��ام ‪ ،1962‬بالغالبية في‬ ‫البرلمان‪ .‬خ�ل�ال خم�سين �سنة م ��ن اال�ستقالل لم‬ ‫يتغير �ش ��يء على ال�صعي ��د ال�سيا�س ��ي‪ .‬بقي الجيل‬ ‫الحاك ��م نف�س ��ه ‪ ،‬والح ��زب ذات ��ه‪ ،‬وروح الحك ��م‬ ‫عينه ��ا‪ .‬كثير م ��ن الجزائريي ��ن ي�شع ��رون �أن ذلك‬ ‫�أدى ال ��ى ع ��زل جيل ال�شب ��اب و�إ�ستبع ��اده‪ .‬ويحكم‬ ‫الآن الرئي� ��س عبد العزي ��ز بوتفليقة‪ ،‬محارب قديم‬ ‫منذ الإ�ستقالل‪ ،‬بلدا" ال تتطابق تركيبته ال�سكانية‬ ‫مطلقا" مع ت�شكيلة النخبة ال�سيا�سية‪.‬‬ ‫ويجم ��ع معظ ��م المتابعي ��ن ب� ��أن جبه ��ة التحري ��ر‬ ‫الوطن ��ي‪ ،‬المثقل ��ة بموا�ضي ��ع م�ألوف ��ة م ��ن الف�ساد‬ ‫و�س ��وء الإدارة والمح�سوبي ��ة‪ ،‬لي�س ��ت ممثلة لل�شعب‬ ‫الجزائري‪ ،‬ولكنها ح�صري ��ا" �صورة من الما�ضي‪.‬‬

‫‪ 9.7‬في المئة من �سكان الجزائر هم‬ ‫عاطلون عن العمل و ‪ 23‬في المئة منهم‬ ‫يعي�شون تحت خط الفقر وتبلغ ن�سبة‬ ‫البطالة بين ال�شباب حوالي ‪ 21‬في المئة‬ ‫خالل الربيع العربي و�ضعت‬ ‫الق�ضايا التي كان ينبغي �أن تعالجها‬ ‫الجزائر خارج المناق�شة وهذا قد‬ ‫تكون له عواقب متفجرة �سواء بالن�سبة‬ ‫الى البلد �أوالمنطقة �أوالغرب‬

‫العدد الأول‪ - ‬ت�شرين الأول (�أكتوبر) ‪٢٠١٢ -‬‬

‫وقد ا�ستند فوزها ف ��ي االنتخابات النيابية الأخيرة‬ ‫على ح ��ل و�سط‪ .‬فهي �إنتخبت ل�ضم ��ان الإ�ستقرار‪،‬‬ ‫ولم ��ا كان الجزائريون ال يثق ��ون تماما" في العملية‬ ‫الديموقراطية فكانت الجبه ��ة الخيار الإفترا�ضي‪.‬‬ ‫وقد �إنعك�س عدم مب ��االة الناخبين في الإقبال على‬ ‫عملي ��ة الإقتراع الذي قدر ب ‪ 42‬ف ��ي المئة‪ ،‬والذي‬ ‫ال يعتب ��ر دعم ��ا" مدويا" لجبه ��ة التحرير الوطني‪.‬‬ ‫وعل ��ى الرغم من �أن ه ��ذا الحل الو�س ��ط يمكن �أن‬ ‫يعم ��ل في الوقت الراه ��ن‪ ،‬ف�إنه ال يلغ ��ي حقيقة �أن‬ ‫النظ ��ام ال�سيا�سي في الجزائر يحت ��اج �إلى �إ�صالح‬ ‫جدي‪.‬‬ ‫الواقع ان تحديات الجزائر مهمة جدا"‪ .‬خالل الربيع‬ ‫العربي‪ ،‬و�ضع ��ت الق�ضايا التي كان ينبغي �أن تعالج‬ ‫خارج المناق�شة‪ .‬وهذا قد تكون له عواقب متفجرة‪،‬‬ ‫�سواء بالن�سبة الى البلد �أوالمنطقة �أوالغرب‪ .‬تعتبر‬ ‫الجزائر بقعة �إ�ستراتيجية بالغة الأهمية ب�إعتبارها‬ ‫مو ّرد رئي�س للمواد الهيدروكربونية لأوروبا‪ ،‬وحليفة‬ ‫الوالي ��ات المتحدة في حربها �ضد تنظيم القاعدة‪.‬‬ ‫والحقيق ��ة ان �أ�س�س البالد ال تزال غير م�ستقرة في‬ ‫الملحة من بطالة ال�شباب‪،‬‬ ‫�شكل كبير‪ ،‬والم�ش ��اكل ّ‬ ‫و�ضع ��ف القط ��اع الخا� ��ص‪ ،‬ونظ ��ام �سيا�س ��ي غير‬ ‫منا�س ��ب‪� ،‬سوف ت�ساه ��م كلها في ع ��دم اال�ستقرار‬ ‫في الم�ستقب ��ل و�إنعدام الأمن‪ .‬وف ��ي رف�ض النظام‬ ‫الجزائري الإعت ��راف بهذه الم�ش ��اكل ذات ال�صلة‬ ‫فهو يلعب بالنار‪.‬‬ ‫ف ��ي �أيار (مايو) ‪ ،1945‬جاء �س ��كان بلدة جزائرية‬ ‫تدع ��ى "�سطي ��ف" م ��ن تلق ��اء �أنف�سه ��م وتجمع ��وا‬ ‫ب�أع ��داد كبيرة للمطالب ��ة بالإ�ستق�ل�ال عن الحكم‬ ‫الفرن�س ��ي‪ .‬ف�أ�صاب الذع ��ر الم�س�ؤولي ��ن المحليين‬ ‫ف�أطلق ��وا النار على الح�ش ��د‪ .‬فتم ذبحهم‪ .‬وكان رد‬ ‫فعل فرن�س ��ا بعد االنتفا�ضة بال رحم ��ة‪ ،‬فعلى مدار‬ ‫الأ�شه ��ر التالي ��ة �إجتاح جنوده ��ا المنطق ��ة ونكلوا‬ ‫ب�سكانها‪ ،‬ما �أ�سفر عن مقتل ‪� 8000‬شخ�ص‪ .‬وبينما‬ ‫كان الجنرال الفرن�سي دوفال يالحظ الدمار الذي‬ ‫�أحدث ��ه جي�شه‪ ،‬كت ��ب ببعد نظر �إل ��ى باري�س‪" :‬لقد‬ ‫اعطيت لك ��م ال�سالم لمدة ع�ش ��ر �سنين‪ ،‬ولكن �إذا‬ ‫ل ��م تفعل فرن�س ��ا �شيئا بعد ذلك‪� ،‬س ��وف نواجه من‬ ‫جديد ما هو �أ�سو�أ وغير قابل للعالج"‪.‬‬ ‫بع ��د مرور ع�ش ��ر �سنين‪ ،‬بد�أت ح ��رب الجزائر من‬ ‫�أج ��ل الإ�ستق�ل�ال‪ .‬ه ��ل تك ��ون الح ��رب الأهلية في‬ ‫الت�سعينات هي �أي�ضا" تمهيدا" لكارثة �أكبر ت�ضرب‬ ‫�أم ��ة م�ضطربة بالفعل �أم ي�ستيقظ �أهل ال�سلطة قبل‬ ‫فوات الأوان ؟‬ ‫الجواب عند الرئي�س بوتفليقة وحده‬


‫عدم الإ�ستق ��رار ال�سيا�سي‪ .‬لقد ت�أثرت كل قطاعات‬ ‫الإقت�صاد فيها ب�سب ��ب الإ�ضطرابات‪ :‬من الزراعة‪،‬‬ ‫(الت ��ي تم ّث ��ل ‪ 11‬ف ��ي المئ ��ة م ��ن النات ��ج المحل ��ي‬ ‫الإجمال ��ي)‪ ،‬ال ��ى ال�صناعة التحويلي ��ة (‪ 16.7‬في‬ ‫المئة)‪ ،‬والخدمات (‪ 45.5‬ف ��ي المئة)‪ ،‬وال�سياحة‬ ‫(‪ )6.3‬في المئة‪.‬‬ ‫والبطال ��ة‪ ،‬التي كانت مرتفعة فعليا" قبل الأحداث‪،‬‬ ‫و�صل ��ت ال ��ى ‪ 18‬ف ��ي المئ ��ة ف ��ي الع ��ام ‪ .2011‬في‬ ‫مناطق داخلية عدة ‪ -‬التي �شهدت تفاوتا" في النمو‬ ‫وخ�صو�ص ��ا في الجنوب والغرب‪ ،‬مقارنة مع مناطق‬ ‫ال�شم ��ال وال�ش ��رق التي ه ��ي �أقرب �إلى �س ��وق تون�س‬ ‫للت�صدي ��ر الى االتح ��اد الأوروب ��ي – بلغت معدالت‬ ‫البطال ��ة ‪ 40‬في المئة بين ال�شب ��اب‪ ،‬وفقا" للمحللة‬ ‫ف ��ي "�إيكونومي�س ��ت �أنتليجن� ��س يوني ��ت" عائ�ش ��ة‬ ‫�سابافاال‪.‬‬ ‫"من الم�ؤكد �أن عامل البطالة �سيوا�صل في ت�سبب‬ ‫اال�ضطراب ��ات الداخلي ��ة"‪ ،‬تق ��ول �ساف ��اال‪" .‬م ��ع‬ ‫المخ ��اوف الناتجة عن الو�ض ��ع اليوناني‪ ،‬بالإ�ضافة‬ ‫�إلى م�شاكل ال�سندات الأ�سبانية التي تلوح في الأفق‪،‬‬ ‫تبدو �إمكانات النمو ف ��ي تون�س في العام ‪ 2012‬غير‬ ‫واعدة"‪.‬‬ ‫الواق ��ع �أن ��ه في مواجه ��ة عج ��ز كبير ف ��ي الميزان‬ ‫التج ��اري والموازنة العامة‪ ،‬و�س ��كان قلقين يبحثون‬ ‫عن نتائج �سريعة وفوري ��ة‪ ،‬تحاول الحكومة الموقتة‬ ‫الجدي ��دة �أن تعبر طريقها بحذر للخروج من عملية‬ ‫�إنتقالي ��ة �سيا�سية �صعبة وعدم �إ�ستق ��رار �إجتماعي‬ ‫و�إقت�ص ��ادي‪ .‬ويق ��ول وزير المالية ح�سي ��ن ديما�سي‬ ‫ب�أن الحكومة تجري حالي ��ا" مفاو�ضات مع المملكة‬ ‫العربي ��ة ال�سعودية للح�صول عل ��ى دعم مالي قدره‬ ‫‪ 750‬مليون دوالر‪.‬‬

‫الرئيس التونسي الموقت المنصف المرزوقي‪:‬‬ ‫تقطيع الوقت بإنتظار الدستور واإلنتخابات‬

‫مجموعة االزمات الدولية‪ :‬المظالم‬ ‫االقت�صادية تت�أجج وتتماوج تماما"‬ ‫تحت ال�سطح ويمكن �أن ت�صل �إلى‬ ‫غليان كامل مرة �أخرى فالأ�سباب‬ ‫االقت�صادية واالجتماعية التي فجرت‬ ‫الإنتفا�ضة هي �أبعد ما تكون عن حل‬

‫رجال الشرطة في العاصمة تونس‪ :‬عادت هيبة القانون ولكن‬

‫"ح�صلن ��ا عل ��ى قر� ��ض م ��ن قط ��ر‪ ،‬ونح ��ن ف ��ي‬ ‫مفاو�ضات مع المملك ��ة العربية ال�سعودية للح�صول‬ ‫عل ��ى ‪ 750‬ملي ��ون دوالر"‪ ،‬يقول ديما�س ��ي‪" .‬وكانت‬ ‫دولة الإم ��ارات العربي ��ة المتحدة قدم ��ت لنا مبلغ‬ ‫‪ 200‬مليون دوالر ‪ -‬ت ��م ا�ستخدام معظمه في قطاع‬ ‫ال�صحة"‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف "نحن على ات�صال مع �أ�شقائنا في الخليج‪،‬‬ ‫و�إذا ل ��زم الأم ��ر ف�س ��وف ن�سع ��ى للح�ص ��ول عل ��ى‬ ‫م�ساعدة من �صندوق النق ��د الدولي"‪ ،‬م�شيرا" الى‬ ‫ان تون� ��س "ال ت�سعى و ال تبغي م�ساعدة المنظمة في‬ ‫الوقت الراهن"‪.‬‬ ‫ف ��ي ني�س ��ان (�إبري ��ل) الفائ ��ت منحت قط ��ر تون�س‬ ‫قر�ضا" بلغت قيمته ملي ��ار دوالر بفائدة منخف�ضة‪،‬‬ ‫حي ��ث ذهب ن�صف ��ه ب�سعر فائدة �سن ��وي قدره ‪2.5‬‬ ‫ف ��ي المئة ال ��ى البنك المرك ��زي‪ .‬وم ��ن المتوقع ان‬ ‫ت�صدر الدولة المغاربية ف ��ي الأيام المقبلة �سندات‬ ‫�سيادية م�ضمونة من قبل حكومة الواليات المتحدة‬ ‫تبل ��غ قيمته ��ا ‪ 300‬مليون دوالر‪ ،‬عل ��ى الرغم من �أن‬ ‫تاريخ الإ�ص ��دار �سوف يحدد‪ ،‬يقول ديما�سي‪ ،‬نتيجة‬ ‫لظروف ال�سوق و�إقبال الم�ستثمرين‪.‬‬ ‫و�س ��وف يم ّكن ال�ضمان الأميركي الحكومة التون�سية‬ ‫م ��ن الو�ص ��ول �إلى تموي ��ل ال�سوق‪ ،‬وخف� ��ض تكاليف‬ ‫االقترا�ض للدول ��ة‪ .‬هذه االموال �ست�ساعد تون�س في‬ ‫معالجة عجزها المالي‪ ،‬الذي يقدر هذا العام بنحو‬ ‫‪ 6.6‬ف ��ي المئة من الناتج المحلي الإجمالي‪ ،‬ح�سب‬ ‫ديما�سي‪.‬‬ ‫من جهة �أخرى‪ ،‬نما �إقت�صاد البالد بن�سبة ‪ 4.8‬في‬ ‫المئ ��ة في اال�شهر الثالثة االول ��ى من ‪ 2012‬مقارنة‬ ‫م ��ع الفت ��رة نف�سه ��ا من الع ��ام ‪ ،2011‬ف ��ي حين ان‬ ‫ي�سجل نمو الناتج المحلي‬ ‫توقعات الحكومة ترجح ان ّ‬

‫من معالم السياحة التونسية‬ ‫‪Issue 1 - October - 2012‬‬

‫‪51‬‬


‫المغرب العربي‬

‫تونس‬

‫على الرغم من مرور �أكثر من ‪� 20‬شهر ًا على الثورة‪ ...‬الو�ضع لم يتغ ّير‬

‫اإلقتصاد التونسي بين سندان أزمة الديون‬ ‫األوروبية ومطرقة السلفيين الداخلية‬ ‫يجم��ع �أه��ل الخب��رة المتابع��ون‬ ‫للو�ضع في تون���س على �أن الثورة‬ ‫قد �إ�ستطاعت ع��زل زين العابدين‬ ‫ب��ن عل��ي وتغيي��ر نظام��ه‪ ،‬لكنها‬ ‫ف�شل��ت حت��ى الآن ف��ي �إحداث‬ ‫�أي تغيي��ر في النظ��ام الإقت�صادي‬ ‫والمالي للبالد‪ ،‬الأمر الذي يبقي‬ ‫المظالم التي �أ�شعل��ت الإنتفا�ضة‬ ‫في مكانها كجم��ر تحت الرماد‪،‬‬ ‫ويجعل الو�ضع على كف عفريت‬ ‫ال�سلفيي��ن الذي��ن ي�سع��ون ب��كل‬ ‫الو�سائ��ل للت�أثي��ر عل��ى �ص��وغ‬ ‫الد�ست��ور وبالتالي �صن��ع م�ستقبل‬ ‫جدي��د مغاي��ر لتون���س بورقيب��ة‬ ‫العلمانية‪.‬‬

‫تون�س ‪ -‬محمد بدر الدين‬ ‫�صارع محمد البوعزيزي ‪ 18‬يوما" قبل‬ ‫ان يفارق الحي ��اة بعدما �أ�شعل النار في‬ ‫نف�سه في ‪ 17‬كانون الأول (دي�سمبر) ‪ .2010‬لكن بعد‬ ‫�أكثر من ‪� 20‬شهرا" عل ��ى ذلك‪ ،‬تت�ساءل تون�س التي‬ ‫ح ّرك ��ت "الربي ��ع العربي" م ��ا �إذا كانت تخلفت عن‬ ‫اللحاق بركب رياح التغيير التي �إجتاحت المنطقة‪.‬‬ ‫لق ��د و ّلى حكم زين العابدي ��ن بن علي الذي دام ‪23‬‬ ‫عام ��ا"؛ وتم ت�شكيل حكومة �إئتالفي ��ة مكانه بقيادة‬ ‫حزب النه�ض ��ة اال�سالمي‪� .‬إال �أنه يب ��دو ان التبديل‬ ‫ف ��ي القيادة لم يفعل �شيئا" يذكر لتغيير االختالالت‬ ‫الهيكلي ��ة ف ��ي �إقت�صاد الب�ل�اد‪ ،‬وخل ��ق فر�ص عمل‬ ‫لل�شب ��اب‪ ،‬و�إحياء قطاع ال�سياح ��ة الم�صاب بال�شلل‬ ‫ج ��راء الثورة‪ ،‬و�إيجاد �أ�س ��واق بديلة من ال�صادرات‬ ‫الت ��ي قد تقلل من تعر�ضها لأزمة الديون في �أوروبا‪.‬‬ ‫�إن المظال ��م التي غ ّذت التمرد والث ��ورة في المقام‬ ‫الأول ق ��د ب ��د�أت تعود بب ��طء مرة �أخ ��رى كي تحتل‬ ‫�صدارة جدول الأعمال‪.‬‬ ‫"المظالم االقت�صادية تت�أجج وتتماوج تماما" تحت‬ ‫ال�سطح"‪ ،‬ت�ؤكد مجموعة االزمات الدولية (مركزها‬ ‫بروك�س ��ل) ف ��ي تقرير �ص ��در في حزي ��ران (يونيو)‬

‫السلفيون في تونس‪ :‬عنصر مقلق ألهل اإلقتصاد‬

‫‪50‬‬

‫العدد الأول‪ - ‬ت�شرين الأول (�أكتوبر) ‪٢٠١٢ -‬‬

‫الما�ض ��ي‪" .‬ويمك ��ن �أن ت�صل �إلى غلي ��ان كامل مرة‬ ‫�أخ ��رى‪ .‬فالأ�سب ��اب االقت�صادي ��ة واالجتماعية التي‬ ‫فجرت الإنتفا�ضة منذ العام ون�صف العام هي �أبعد‬ ‫ما تكون عن حل �أو حتى تمت مناق�شتها �أو معالجتها‬ ‫على نحو كاف"‪.‬‬ ‫ي�ش� � ّكل قطاع ال�سياحة ف ��ي تون�س ‪ 6.3‬في المئة من‬ ‫الناتج المحل ��ي الإجمالي‪ .‬وق ��د �أدت اال�ضطرابات‬ ‫ف ��ي الع ��ام الما�ض ��ي �إل ��ى �إنخفا� ��ض ع ��دد الزوار‬ ‫وال�سي ��اح بن�سب ��ة ‪ 31‬ف ��ي المئ ��ة‪ .‬وتراج ��ع بالتال ��ي‬ ‫م ��ردود ال�سياح ��ة‪ ،‬التي تم ّثل نح ��و ‪ 15‬في المئة من‬ ‫عائ ��دات البالد م ��ن العمل ��ة الأجنبي ��ة‪ ،‬بن�سبة ‪46‬‬ ‫في المئ ��ة‪ ،‬كما �إنخف�ض الإ�ستثم ��ار الأجنبي بن�سبة‬ ‫‪ 17.8‬في المئة‪ ،‬وفقا" لم�صرف التنمية الأفريقي‪.‬‬ ‫وتجمع �آراء وتخمينات خب ��راء الإقت�صاد ان البالد‬ ‫ق ��د خ�سرت �أكثر من ‪ 8‬ملي ��ارات دوالر �أو نحو �أربعة‬ ‫ف ��ي المئة م ��ن الناتج المحل ��ي الإجمالي ف ��ي �أثناء‬ ‫الأحداث الأخيرة‪.‬‬ ‫بالإ�ضاف ��ة �إلى ع ��دم اليقين المحلي‪ ،‬ف� ��إن التباط�ؤ‬ ‫االقت�ص ��ادي في منطق ��ة الي ��ورو‪ ،‬والإنتفا�ضة �ضد‬ ‫معم ��ر القذاف ��ي ف ��ي ليبي ��ا المج ��اورة �أي�ض ��ا" لم‬ ‫ي�ساع ��دا مطلق ��ا" الو�ض ��ع ف ��ي تون�س الت ��ي تق ّل�ص‬ ‫�إقت�صاده ��ا بن�سب ��ة ‪ 1.8‬في المئة ف ��ي ‪ 2011‬ج ّراء‬

‫مطار تونس قرطاج‪ :‬بواية البالد السياحية الكبرى‬


‫�شفافية الحوكمة وخ�ضوعها للم�ساءلة‪.‬‬ ‫و�أو�ضح ��ت الوثيقة‪� ،‬أنّ هذا النه ��ج الجديد لمذ ّكرة‬ ‫الإ�ستراتيجي ��ة الموقتة يهدف �إل ��ى م�ساعدة تون�س‬ ‫على تخطي مرحلة حا�سمة في العملية الإنتقالية‪.‬‬ ‫كم ��ا �أ ّك ��د البن ��ك الدول ��ي عل ��ى �أنّ ه ��ذه المذكرة‪،‬‬ ‫الت ��ي �ستحل مح ��ل �إ�ستراتيجية ال�شراك ��ة القطرية‬ ‫‪ ،2013-2010‬الت ��ي كان ��ت ف ��ي حاج ��ة �إل ��ى �إعادة‬ ‫�صياغة لتلبي �إحتياج ��ات تون�س بعد الثورة‪� ،‬ستركز‬ ‫عل ��ى ثالثة مج ��االت للم�ساندة‪ .‬يه ��دف الأول منها‬ ‫�إل ��ى و�ض ��ع الأ�سا�س ال�ل�ازم لتحقيق نم ��و م�ستدام‬ ‫وتوفي ��ر فر� ��ص العم ��ل‪ .‬و�سيت ��م توجي ��ه البرام ��ج‬ ‫ذات ال�صل ��ة �ص ��وب ا�ستعادة ثق ��ة الم�ستثمرين في‬ ‫الأج ��ل الق�صير‪ ،‬وتعزي ��ز �أن�شطة القط ��اع الخا�ص‬ ‫ف ��ي الأجل الطوي ��ل‪� ،‬أما المجال الثان ��ي فيتمثل في‬ ‫ت�شجي ��ع الإحت ��واء الإجتماع ��ي والإقت�ص ��ادي م ��ن‬ ‫خ�ل�ال تح�سين الح�صول على الخدم ��ات الأ�سا�سية‬ ‫للمجتمع ��ات المحلي ��ة المحروم ��ة منه ��ا‪ ،‬وزي ��ادة‬ ‫كف ��اءة برامج الأم ��ان االجتماعي‪ .‬ويرك ��ز المجال‬ ‫الثالث عل ��ى تعزيز الحوكمة عب ��ر تح�سين الو�صول‬ ‫�إل ��ى المعلومات العام ��ة ك�أ�سا�س لزي ��ادة الم�ساءلة‬ ‫االجتماعية وال�شفافية‪.‬‬ ‫وق ��ال �سيمون غراي‪ ،‬المدير القطري للبنك الدولي‬ ‫لمنطق ��ة المغ ��رب العرب ��ي‪" :‬تمر تون� ��س بمنعطف‬ ‫تاريخ ��ي بالغ الأهمي ��ة‪ ،‬وهي في �سبيله ��ا الى كتابة‬ ‫د�ستور حديث والتو�صل الى عقد اجتماعي جديد"‪،‬‬ ‫م�ضيف ��ا" ان "هدفن ��ا ه ��و م�ساع ��دة تون� ��س عل ��ى‬ ‫توفي ��ر البيئة ال�صحيح ��ة لهذه العملي ��ة‪ ،‬من خالل‬ ‫تلبي ��ة الحاجة الما�سة ل ��دوران عجلة االقت�صاد من‬ ‫جدي ��د بحي ��ث يمكنه خل ��ق فر�ص عم ��ل للمواطنين‬ ‫التون�سيين‪ ،‬بغ�ض النظ ��ر عن المكان الذي يعي�شون‬ ‫فيه داخل البلد"‪.‬‬ ‫ُيذك ��ر �أنّ م�ؤ�س�سة التمويل الدولي ��ة زادت منذ ثورة‬ ‫‪ 14‬كانون الثان ��ي (يناير) ‪ 2011‬م�شاركتها‪ ،‬ولعبت‬ ‫دورا" تحفيزي ��ا" ف ��ي م�سان ��دة القط ��اع الخا� ��ص‬ ‫التون�سي‪ ،‬و�أ�صبح لها وجود للمرة الأولى في تون�س‪.‬‬ ‫وتع� � ّول الحكوم ��ة من جهته ��ا �أي�ضا" عل ��ى حوالي ‪3‬‬ ‫ملي ��ارات دين ��ار (‪ 1.89‬ملي ��ار دوالر) من عائدات‬ ‫ال�سياح ��ة هذا العام يد ّرها نحو �ستة ماليين �سائح‪.‬‬ ‫ف ��ي الأ�شه ��ر الخم�س ��ة الأول ��ى م ��ن ‪ ،2012‬زادت‬ ‫�إي ��رادات ال�سياحة ‪ 36‬في المئة ع ��ن الفترة نف�سها‬ ‫م ��ن ‪ ،2011‬كما �إرتفع عدد ال�سي ��اح حتى الآن فيما‬ ‫الو�ض ��ع ال�سيا�س ��ي ف ��ي م�ص ��ر وليبيا ال ي ��زال غير‬ ‫م�ستقر‪ .‬والحقيق ��ة ان معدل النمو في ليبيا �سيكون‬ ‫مهم ��ا" بالن�سب ��ة ال ��ى تون� ��س لأنه ق ��د ت ��م �أخيرا"‬

‫وزير المالية التونسي حسين ديماسي‪:‬‬ ‫البحث عن التمويل من دول الخليج‬

‫البنك الأفريقي للتنمية ‪ :‬يتوقف‬ ‫�إ�ستقرار الإقت�صاد الكلي (ماكرو –‬ ‫�إقت�صاد) على اال�ستقرار ال�سيا�سي‪،‬‬ ‫وال�شفافية الم�ؤ�س�سية‪ ،‬وتح�سين‬ ‫مناخ الأعمال‪ ،‬والإ�ستمرار في �سيا�سة‬ ‫�إ�ستثمار عامة في البنية التحتية‬ ‫توظيف العديد من التون�سيي ��ن فيها‪ ،‬بالإ�ضافة الى‬ ‫ان ال�ص ��ادرات من المنتج ��ات الزراعية لهذا البلد‬ ‫الى "الجماهيرية" ال�سابقة قد ت�ضاعفت‪.‬‬ ‫وم ��ع ذل ��ك‪� ،‬إذا حدث ��ت �إ�ضطراب ��ات داخلي ��ة ف ��ي‬ ‫تون�س‪ ،‬عل ��ى وجه التحديد �إ�شتباكات بين ال�سلفيين‬ ‫الإ�سالميي ��ن المت�شددي ��ن م ��ن جه ��ة واالح ��زاب‬ ‫العلماني ��ة وال�شرطة من جهة �أخ ��رى‪ ،‬ف�سوف يتغير‬ ‫االتج ��اه المت�صاعد ن�سبيا" ف ��ي قطاع ال�سياحة الى‬ ‫�إنخفا� ��ض‪ .‬وم ��ن المعلوم ان تون� ��س تاريخيا" كانت‬ ‫تع ّو�ض العجز وت�سده من فوائ�ض الخدمات‪ ،‬وطالما‬ ‫�أن البلد ال يزال يعاني من عدم اال�ستقرار ال�سيا�سي‬ ‫ف�إن عدد الزوار لن يكون كبيرا"‪.‬‬ ‫"يتوق ��ف �إ�ستق ��رار االقت�ص ��اد الكل ��ي (ماكرو –‬

‫�إقت�ص ��اد) عل ��ى اال�ستق ��رار ال�سيا�س ��ي‪ ،‬وال�شفافية‬ ‫الم�ؤ�س�سي ��ة‪ ،‬وتح�سي ��ن مناخ الأعم ��ال‪ ،‬والإ�ستمرار‬ ‫في �سيا�س ��ة �إ�ستثمار عامة في البنية التحتية"‪� ،‬أكد‬ ‫البنك الأفريقي للتنمية في تقرير‪.‬‬ ‫في منت�صف �شهر حزي ��ران (يونيو) الفائت‪ ،‬زادت‬ ‫ح ��دة التوت ��ر في الب�ل�اد عندما غ�ض ��ب الأالف من‬ ‫الإ�سالميي ��ن من معر� ��ض فني يعتق ��دون ب�أنه �أهان‬ ‫الإ�سالم‪ ،‬حي ��ث خرجوا �إلى ال�ش ��وارع وا�شتبكوا مع‬ ‫رج ��ال ال�شرط ��ة في تون� ��س العا�صمة‪ .‬وق ��د تمكنت‬ ‫ال�شرط ��ة من �إعتقال ‪� 90‬شخ�ص ��ا" في ‪ 12‬حزيران‬ ‫(يونيو)‪ ،‬معظمه ��م من المت�شددي ��ن اال�سالميين‪،‬‬ ‫خالل ع ��دد م ��ن الهجمات عل ��ى مكات ��ب الحكومة‬ ‫و�إ�شتب ��اكات مع ق ��وات االمن‪ .‬وعل ��ى الرغم من ان‬ ‫الإ�سالميين لم تكن لهم قوة محورية في الثورة التي‬ ‫�أطاحت زين العابدين بن علي �إال ان دور الدين في‬ ‫الحكم وفي الحياة اليومية بات مو�ضوعا" خالفيا"‬ ‫ومثيرا" للإنق�سام‪.‬‬ ‫"حت ��ى لو كان ق�سم م ��ن ال�سكان �أعرب عن خيبة‬ ‫�أمل ��ه بهدوء‪ ،‬ف�إن ح�ش ��دا" �آخر جاه ��ز للقتال‪ .‬لأن‬ ‫ه ��ذا الأخير ي�ضم �إ�سالميي ��ن وعلمانيين‪ ،‬ومهنيين‬ ‫وعماال" نا�شطي ��ن‪ ،‬ف�ضال" ع ��ن المواطنين الذين‬ ‫يعب ��رون ع ��ن م�شاعر اال�ستي ��اء والغ�ض ��ب العادية‪،‬‬ ‫ويت�ص ��ف �سلوكه ��م غالب ��ا" ب ��روح م ��ن ان كل رجل‬ ‫لنف�سه "‪ ،‬تقول مجموعة االزمات الدولية ‪.‬‬ ‫بالن�سبة الى الحكومة الموقتة في البالد‪ ،‬ف�إن �صوغ‬ ‫الد�ست ��ور خالل ت�شري ��ن الأول (�أكتوب ��ر) الجاري‪،‬‬ ‫واج ��راء االنتخاب ��ات النيابي ��ة ف ��ي �آذار (مار� ��س)‬ ‫‪� ،2013‬سيكونا بمثابة �إختبار جدي للو�ضع العام في‬ ‫تون�س‪� .‬إذا ح ّل الإ�ستقرار ال�سيا�سي‪ ،‬يمكن �أن ينتع�ش‬ ‫النم ��و االقت�صادي الى ‪ 4.5‬ف ��ي المئة في ال�سنوات‬ ‫الث�ل�اث المتتالي ��ة المقبلة الت ��ي تل ��ي االنتخابات‪،‬‬ ‫وفقا" ل"�إيكونومي�ست �أنتليجن�س يونيت"‪.‬‬ ‫وم ��ع ذل ��ك‪ ،‬ال ��ى حي ��ن �إج ��راء الإنتخاب ��ات وو�ضع‬ ‫د�ست ��ور جدي ��د‪ ،‬م ��ن المرج ��ح ان تت�صاع ��د وتيرة‬ ‫اال�ضطرابات‪.‬‬ ‫"�س ��وف يح ��اول ال�سلفي ��ون فر� ��ض �أفكارهم على‬ ‫المجتمع التون�سي حيث يتطلعون �إلى �إعتماد قواعد‬ ‫�أخالقي ��ة �صارم ��ة‪ ،‬وفر� ��ض ال�شريع ��ة الإ�سالمية‪،‬‬ ‫وجع ��ل �صوتهم م�سموع ��ا" �أكثر كلم ��ا �إقترب تاريخ‬ ‫االنته ��اء م ��ن �ص ��وغ الد�ست ��ور" تق ��ول المحللة في‬ ‫"�إيكونومي�ست �أنتليجن�س يونيت" �سابافاال‪" .‬الواقع‬ ‫ان الحكوم ��ة �س ��وف تج ��د نف�سها ف ��ي موقف �صعب‬ ‫ج ��دا" في محاولته ��ا لتحقيق الت ��وازن بين كل هذه‬ ‫الرغبات والمطالب"‬

‫‪Issue 1 - October - 2012‬‬

‫‪53‬‬


‫المغرب العربي‬

‫¶‬

‫تون�س‬

‫الإجمال ��ي ن�سب ��ة ‪ 3.5‬في المئة ه ��ذا العام‪ .‬ويتوقع‬ ‫�صن ��دوق النقد الدول ��ي �إنخفا�ض مع ��دل النمو الى‬ ‫‪ 2.2‬في المئة‪ ،‬بينما تقدر "�إيكونومي�ست �إنتليجن�س‬ ‫يونيت" ‪ Economist Intelligence Unit‬الن�سبة‬ ‫بـ‪ 2.8‬ف ��ي المئة‪ .‬والحقيقة ان النمو يمكن ان يكون‬ ‫�أق ��ل �إذا ح�صل �إنكما�ش في منطق ��ة اليورو �أقل من‬ ‫‪ 0.7‬في المئة وفقا" لبع�ض المراقبين‪.‬‬ ‫وت�ؤك ��د المحلل ��ة الإقت�صادي ��ة �ساباف ��اال عل ��ى �أن ��ه‬ ‫يج ��ب ان تكون البطالة ومحارب ��ة الف�ساد على ر�أ�س‬ ‫جدول �أعم ��ال الحكوم ��ة‪�" :‬إنها الطريق ��ة الوحيدة‬ ‫الت ��ي ت�ستطيع بوا�سطتها تون� ��س الخروج من الركود‬ ‫والع ��ودة �إل ��ى النمو الإقت�ص ��ادي‪ .‬ويكم ��ن التحدي‬ ‫الم�ستقبل ��ي في العجز الحا�صل ف ��ي المالية العامة‬ ‫والح�س ��اب الج ��اري‪ ،‬ال ��ذي �سيمن ��ع الحكوم ��ة من‬ ‫الإف ��ادة م ��ن الأ�س ��واق للإقترا� ��ض عندم ��ا تحتاج‬ ‫ال ��ى تموي ��ل العج ��ز‪� ،‬إذ �أن تكالي ��ف الإئتمان �سوف‬ ‫ترتف ��ع "‪ .‬وت�ضيف‪" :‬ما تحتاج ��ه تون�س هو ر�أ�سمال‬ ‫الإنفاق عل ��ى م�شاريع البنية التحتي ��ة‪ .‬و�إذا لم ت�أت‬ ‫الم�ساع ��دات الخارجية بال�سرع ��ة الكافية‪ ،‬ف�سوف‬ ‫تقع م�شاكل كبي ��رة بالن�سبة الى القدرة على تحقيق‬ ‫هذا النمو لخلق فر�ص العمل الالزمة والو�صول الى‬ ‫�إنعا�ش االقت�صاد من انخفا�ضه في ‪."2011‬‬ ‫ف ��ي �شه ��ر �أيار (ماي ��و) الما�ض ��ي‪ ،‬خف�ض ��ت وكالة‬ ‫"�ستان ��درد �أند ب ��ورز" الدولية ت�صني ��ف االئتمان‬ ‫ال�سي ��ادي لتون� ��س الى �أدن ��ى م�ست ��وى (‪� ،)junk‬أي‬ ‫الى ‪ ،BB‬مع ّللة ذل ��ك "ب�سبب ال�ضعف غير المتوقع‬ ‫للم�ؤ�شرات الإقت�صادية والديون المالية والخارجية‪،‬‬ ‫على الرغم من اال�ستقرار ال�سيا�سي العام"‪.‬‬ ‫"عل ��ى الرغم من اال�ستقرار ال�شامل والتوافق منذ‬ ‫�إطاح ��ة الرئي� ��س زين العابدي ��ن بن علي ف ��ي �أوائل‬ ‫‪ ،2011‬ف�إنن ��ا نعتقد ب� ��أن عدم اليقي ��ن بالن�سبة الى‬ ‫ال�سيا�سة على المدى المتو�س ��ط​​�سوف ي�ستمر‪ ،‬على‬ ‫الأق ��ل حتى تتبنى تون�س د�ست ��ورا" جديدا" وتنتخب‬ ‫حكوم ��ة جديدة‪ .‬نحن ال نتوقع ه ��ذا ان يح�صل قبل‬ ‫منت�صف العام ‪ ،" 2013‬تقول "�ستاندرد �أند بورز"‪.‬‬ ‫الواقع ان حكومة تون�س االنتقالية ‪ -‬في ال�سلطة منذ‬ ‫كان ��ون الأول (دي�سمب ��ر) ‪ - 2011‬من غير المرجح‬ ‫�أن "تك ��ون ق ��ادرة على �إتخ ��اذ تدابي ��ر ت�صحيحية‬ ‫�إ�ستباقية‪ ،‬لمواجهة ال�ضع ��ف الإقت�صادي والمالي‪،‬‬ ‫الت ��ي م ��ن �ش�أنه ��ا �أن تك ��ون مت�سق ��ة ومالئم ��ة م ��ع‬ ‫ت�صني ��ف لدرج ��ة �إ�ستثمارية"‪ ،‬ت�ؤك ��د الوكالة‪ .‬ومع‬ ‫ذل ��ك ت�ضيف ب� ��أن له ��ا نظ ��رة م�ستقبلي ��ة م�ستقرة‬ ‫بالن�سبة ال ��ى ت�صنيفات المدى الطوي ��ل في تون�س‪،‬‬ ‫م�شيرة �إلى االعتقاد ب� ��أن "عملية التحول ال�سيا�سي‬ ‫‪52‬‬

‫رئيس الحكومة الموقتة حمادي الجبالي‪:‬‬ ‫مهمة صعبة‬

‫"�إيكونومي�ست �أنتليجن�س يونيت"‪:‬‬ ‫�إذا ّ‬ ‫حل اال�ستقرار ال�سيا�سي يمكن �أن‬ ‫ينتع�ش النمو االقت�صادي الى ‪ 4.5‬في‬ ‫المئة في ال�سنوات الثالث المتتالية‬ ‫المقبلة التي تلي �إنتخابات‬ ‫�آذار (مار�س) ‪2013‬‬ ‫�سوف تجري على نحو �سل�س‪ ،‬لكن يتع ّين على البالد‬ ‫تحم ��ل ال�صدم ��ات الخارجي ��ة الناجم ��ة ع ��ن �أزمة‬ ‫الديون في �أوروبا"‪.‬‬ ‫ان تخفي� ��ض "�ستان ��درد �أن ��د ب ��ورز" ه ��ذا‪� ،‬س ��وف‬ ‫ل ��ن ي� ��ؤدي �سوى ال ��ى �إ�ضاف ��ة الم�شاكل ف ��ي تون�س‪.‬‬ ‫و�سيجع ��ل الأم ��ر �أكثر تكلف ��ة لهذا البل ��د للح�صول‬ ‫على التمويل من الأ�سواق العالمية حتى مع م�ساعدة‬ ‫الواليات المتح ��دة‪ .‬وتقدر الحكومة ح�سب الموازنة‬ ‫المنقح ��ة ان تجني العائدات م ��ن فر�ض ال�ضرائب‬ ‫عل ��ى ال�ش ��ركات الت ��ي ا�ستف ��ادت ف ��ي ظ ��ل نظ ��ام‬ ‫زي ��ن العابدي ��ن بن عل ��ي‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬م ��ا يقرب من‬ ‫الثلث �س ��وف ي�أتي م ��ن مبيع ��ات الخ�صخ�صة وبيع‬ ‫التراخي�ص والت�صاريح‪.‬‬

‫العدد الأول‪ - ‬ت�شرين الأول (�أكتوبر) ‪٢٠١٢ -‬‬

‫ح�صل ��ت �شرك ��ة "توني�سيان ��ا"‪ ،‬الم�ش ّغ ��ل الأكبر في‬ ‫تون�س للهواتف المحمولة بوا�سطة اال�شتراكات‪ ،‬على‬ ‫رخ�صتين من الحكوم ��ة‪ :‬واحدة للجيل الثالث ‪،3G‬‬ ‫و�أخ ��رى لخدمات الهات ��ف الثابت‪ .‬وق ��د دفعت الى‬ ‫الحكوم ��ة لق ��اء ذلك نحو ‪ 200‬ملي ��ون دينار تون�سي‬ ‫(‪ 126.26‬ملي ��ون دوالر)‪ ،‬الأم ��ر ال ��ذي �سيت ��رك‬ ‫عج ��زا" ق ��دره ‪ 800‬ملي ��ون دين ��ار (‪ 505‬ماليي ��ن‬ ‫دوالر) في عائدات الموازنة الذي يجب ان ي�أتي من‬ ‫الخ�صخ�صة ومبيعات التراخي�ص‪.‬‬ ‫"ان تراخي�ص الإت�صاالت عادة تكون �أ�سهل للبيع‪،‬‬ ‫ولك ��ن عندما يك ��ون البح ��ث جاريا" ع ��ن بيع جزء‬ ‫منه ��ا �إلى القط ��اع الخا� ��ص‪ ،‬ف�إنه م ��ن ال�صعب �أن‬ ‫نرى م ��ن �أين �سيتم الح�صول عل ��ى بقية العائدات‪،‬‬ ‫حيث �أن غالبية عملي ��ات الخ�صخ�صة الما�ضية قد‬ ‫�أقدمت عليها البنوك"‪ ،‬تفيد المحللة �سابافاال‪.‬‬ ‫الواق ��ع ان الحكومة ت�أمل ف ��ي �أن ت�ساعد �صادراتها‬ ‫عل ��ى جل ��ب العم�ل�ات الأجنبي ��ة‪ ،‬وتعزي ��ز النم ��و‬ ‫االقت�ص ��ادي‪ .‬وتم ّثل فرن�س ��ا‪ ،‬و�إيطاليا و�ألمانيا �أهم‬ ‫الأ�سواق لل�صادرات التون�سية‪ ،‬والتي تل ّقت معا" ‪55‬‬ ‫في المئة من مجموعها في ‪ .2011‬وظلت ال�صادرات‬ ‫مرن ��ة ج ��دا" ونمت ف ��ي اال�شهر الثالث ��ة االولى من‬ ‫العام بن�سبة ‪ 9.1‬في المئة‪ ،‬وفقا للأرقام الر�سمية‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪� ،‬إذا زادت �أزمة الديون في �أوروبا �سوءا"‪،‬‬ ‫و�إذا كان هن ��اك انكما� ��ش �أعمق مم ��ا كان متوقعا"‬ ‫ف ��ي القارة القديمة فذلك �سي�ؤثر على طلب االتحاد‬ ‫الأوروبي من ال�صادرات التون�سية‪.‬‬ ‫وم ��ن المعلوم ان تون�س تعتم ��د �أي�ضا" على االتحاد‬ ‫الأوروبي بالن�سبة الى تحويالت التون�سيين العاملين‬ ‫في دوله �إليها واال�ستثمارات الأجنبية في قطاعاتها‬ ‫الإقت�صادية‪.‬‬ ‫"بم ��ا اننا ل�سن ��ا معزولين عما يجري في العالم‪،‬‬ ‫وف ��ي �أوروب ��ا على وج ��ه الخ�صو�ص‪ ،‬م ��ن المنطقي‬ ‫ان نتوق ��ع ت�أثر بع� ��ض القطاعات �أكثر م ��ن غيره"‪،‬‬ ‫�أج ��اب الوزي ��ر ديما�س ��ي‪ ،‬عندم ��ا �سئ ��ل عم ��ا اذا‬ ‫كان ��ت لديه مخاوف حول ق ��درة اقت�صاد بالده على‬ ‫ا�سترداد عافيته في �أعقاب �أزمة الديون الأوروبية‪.‬‬ ‫من جهة �أخرى‪ ،‬ك�ش ��ف البنك الدولي‪ ،‬في ‪ 07‬تموز‬ ‫(يوليو) الفائت‪ ،‬عن �إ�ستراتيجيته المرحلية للتعاون‬ ‫م ��ع تون�س‪ ،‬خالل فترة ما قبل االنتخابات‪ .‬وقال في‬ ‫وثيقة ل ��ه‪ ،‬ن�شرها على موقع ��ه الر�سمي‪ ،‬انّ ن�شاطه‬ ‫ف ��ي تون�س‪ ،‬خالل العامين المقبلي ��ن‪� ،‬سيتر ّكز على‬ ‫توفي ��ر فر� ��ص العمل وتحقي ��ق �إنتعا� ��ش اقت�صادي‪،‬‬ ‫�إلى جان ��ب م�ساندة الإ�صالح ��ات الرامية �إلى منح‬ ‫المواط ��ن ف�سح ��ة �أكبر من حري ��ة التعبي ��ر وزيادة‬


‫ر�أينا في ذروة �إحتجاجات الحركة الخ�ضراء – هي‬ ‫ان الطبق ��ة العامل ��ة االيراني ��ة القلقة عل ��ى و�ضعها‬ ‫المعي�ش ��ي وم ��ن المواجه ��ة المالي ��ة المبا�شرة غير‬ ‫قادرة على الإنخراط في الن�ضال من �أجل الحريات‬ ‫ال�سيا�سية‪.‬‬ ‫بالإ�ضاف ��ة �إل ��ى ذل ��ك‪ ،‬يق ��ول الخبي ��ر االقت�صادي‬ ‫ج ��واد �صالحي �أ�صفهاني ان "الخدم ��ات الأ�سا�سية‬ ‫قد تدهورت‪ ،‬وال�صف ��وف الطويلة التي كانت ت�شكل‬ ‫م�شاهد م�شتركة خالل الحرب الإيرانية‪ -‬العراقية‬ ‫ع ��ادت الى الظهور‪ ،‬لذا �سوف ت�صبح الحكومة مرة‬ ‫�أخرى لي�س الم�صدر ولكن العالج لم�شاكل النا�س"‪.‬‬ ‫وق ��د �أثبت المت�شددون ال�شعوبي ��ون في �إيران براعة‬ ‫ف ��ي ا�ستغ�ل�ال نقاط ال�ضع ��ف االقت�ص ��ادي لتعزيز‬ ‫ال�سلط ��ة ال�سيا�سي ��ة‪ ،‬واال�ستثم ��ار في دوائ ��ر الفئة‬ ‫العاملة وتوزيع الم�ساعدات المالية مبا�شرة‪ ،‬وحتى‬ ‫الم ��واد الغذائي ��ة وال�سلع الأ�سا�سي ��ة‪ .‬وبالتالي‪ ،‬لقد‬ ‫لعب ��ت العقوب ��ات دورا" رئي�س ��ا" في تحوي ��ل �إيران‬ ‫من دول ��ة يحكمها رج ��ال الدين الى دول ��ة يحكمها‬ ‫"الم�ستغل ��ون والمت�سلط ��ون"‪ .‬وم ��ع �إنخفا�ض عدد‬ ‫�ش ��ركات القطاع الخا� ��ص على نح ��و متزايد‪� ،‬صار‬ ‫الإيراني ��ون �أكث ��ر �إعتم ��ادا" عل ��ى الدول ��ة و "على‬ ‫هذا النح ��و غير قادري ��ن وخائفين م ��ن الإنخراط‬ ‫ف ��ي الن�ش ��اط المدن ��ي" في ظ ��ل التهدي ��د بفقدان‬ ‫�سبل عي�شه ��م‪ ،‬وفقا" لتقرير حرك ��ة العمل الدولية‬ ‫للمجتمع المدني‪.‬‬ ‫في الوقت نف�س ��ه‪ ،‬وجد التقري ��ر �أن الن�ساء يحملن‬ ‫عبئ ��ا" غي ��ر متنا�سب ف ��ي ظ ��ل العقوب ��ات‪ .‬المر�أة‬ ‫المتعلم ��ة‪ ،‬التي "كانت المح ��رك الأ�سا�سي للتغيير‬ ‫الإجتماع ��ي وال�سيا�س ��ي في �إي ��ران" تواجه نق�صا"‬ ‫في الفر� ��ص في المجالي ��ن الع ��ام والخا�ص ب�سبب‬ ‫�إ�ستغ�ل�ال المحافظي ��ن للتداعي ��ات ال�سيا�سي ��ة‬ ‫والإقت�صادي ��ة للعقوبات و�إ�ستخدامه ��ا ذريعة لدفع‬ ‫جدول �أعمال الرجعية الإجتماعية‪.‬‬ ‫والحقيق ��ة ان هذه العقوبات ال ت�س ��رق �أكبر �أ�صول‬ ‫الن�ضال من �أجل الديموقراطية في �إيران فح�سب ؛ بل‬ ‫هي �أي�ضا" تك ّر�س القوى المناه�ضة للديموقراطية‪،‬‬ ‫مثل الحر�س الثوري االيراني الذي ي�شكل �شبه دولة‪،‬‬ ‫و �شب ��ه جي� ��ش‪ ،‬وال ��ذي كان الم�ستفي ��د الرئي�س من‬ ‫ثالثين عاما" من العقوبات‪ ،‬لقد �أن�ش�أ و�ضعا" �شبه‬ ‫�إحتكاري على ال�صعي ��د الإقت�صادي في �إيران فيما‬ ‫العقوبات تت�شدد وت�سحق القطاع الإيراني الخا�ص‪،‬‬ ‫وتدفع بالطبقة الو�سطى الى الإبتعاد عن ال�شركات‬ ‫الم�شروعة‪ .‬علما" ان الحر�س الثوري نف�سه لم يت�أثر‬ ‫�إلى حد كبير من العقوبات االقت�صادية‪.‬‬ ‫�إذا �أدت العقوب ��ات في الواقع الى ردود فعل محلية‪،‬‬ ‫ف�إنها لن ت�أتي في �شكل حركة م�ؤيدة للديموقراطية‪،‬‬

‫الرئيس باراك أوباما خالل توقيعه على القرار األخير بفرض عقوبات جديدة على إيران‬

‫ولكن ب ��دال" من ذلك �ستكون في �شكل �أعمال �شغب‬ ‫التي من �ش�أنه ��ا �أن تجعل القائمين بها لقمة �سائغة‬ ‫لأجه ��زة الأمن في النظام الإيراني‪ .‬ومن المعروف‬ ‫ان طريقة عمل الحر�س الث ��وري تقوم على الإعداد‬ ‫للق�ض ��اء على �أية �إ�ضطراب ��ات داخلية في مرحلتها‬ ‫الجنيني ��ة‪ ،‬وغوغ ��اء الخب ��ز �ستوف ��ر ذريع ��ة مثالية‬ ‫ل ��ه لتعزي ��ز قوته م ��ن خ�ل�ال فر�ض حظ ��ر التجول‬ ‫الر�سمي‪ ،‬وذلك ب�إ�ستخدام القوة ال�ساحقة للق�ضاء‬ ‫على �أي من مثيري ال�شغ ��ب‪ ،‬ومحاولة الق�ضاء على‬ ‫المعار�ضة الداخلية وجرف �إيران نحو الديكتاتورية‬

‫الخبير االقت�صادي جواد �صالحي‬ ‫�أ�صفهاني‪" :‬الخدمات الأ�سا�سية قد‬ ‫تدهورت وال�صفوف الطويلة ‪ ...‬عادت‬ ‫الى الظهور لذا �سوف ت�صبح الحكومة‬ ‫مرة �أخرى لي�س الم�صدر ولكن‬ ‫العالج لم�شاكل النا�س"‬ ‫"وول �ستريت جورنال"‪:‬‬ ‫"فر�ض عقوبات �أكثر �صرامة لن‬ ‫تقنع النظام في طهران بالقبول بحل‬ ‫و�سط ب�ش�أن برنامجه النووي"‬

‫الع�سكرية‪.‬‬ ‫اذا كان ��ت وا�شنط ��ن تهت ��م حق ��ا" ف ��ي �إر�س ��اء‬ ‫الديموقراطي ��ة في �إيران‪ ،‬ينبغ ��ي عليها �أوال" وقبل‬ ‫كل �ش ��يء فهم طبيع ��ة ال�ص ��راع االيران ��ي الطويل‬ ‫من ��ذ �أكثر من قرن من �أج ��ل الديموقراطية‪ :‬الثورة‬ ‫الد�ستورية في العام ‪ ،1906‬والديموقراطية الوليدة‬ ‫الت ��ي اطي ��ح به ��ا مع محم ��د م�ص ��دق ف ��ي ‪،1953‬‬ ‫والحركة الخ�ضراء ف ��ي ‪ .2009‬وهذه الأخيرة التي‬ ‫تج�سد �أنجح حركة م�ؤي ��دة للديموقراطية بعد ثورة‬ ‫‪� ،1979‬إ�ستطاع ��ت الحف ��اظ عل ��ى �ست ��ة �أ�شهر من‬ ‫الإحتجاج ��ات م ��ن خ�ل�ال �شب ��كات منظم ��ة طوال‬ ‫الحملة االنتخابية ف ��ي العام ‪ .2009‬انها في الواقع‬ ‫تمثل �إ�ستم ��رارا" للدفعة الديموقراطية التي عملت‬ ‫ف ��ي �إيران خ�ل�ال الق ��رن الما�ض ��ي‪ ،‬فهي ل ��م تكن‬ ‫�إنفج ��ارا" عفويا" لغ�ضب �أعم ��ى على �أ�سعار المواد‬ ‫الغذائية‪.‬‬ ‫ان معاقب ��ة العم ��ود الفق ��ري الإجتماع ��ي للحركة‬ ‫الديموقراطي ��ة ف ��ي �إي ��ران‪ ،‬ف ��ي محاول ��ة لإث ��ارة‬ ‫�سخ ��ط م�ص ّم ��م ومهند� ��س ي ��دل على ع ��دم فهم‬ ‫�أ�سا�س ��ي لأ�ص ��ول الحرك ��ة وقوته ��ا‪ .‬لك ��ن يبدو ان‬ ‫المدافعي ��ن عن ه ��ذه الإ�ستراتيجية غي ��ر مبالين‬ ‫بالتفا�صيل‪ .‬مثلما ان دعاة العقوبات الذين هدفوا‬ ‫الى �إيقاف البرنامج الن ��ووي لإيران يعترفون الآن‬ ‫بانه ��م ف�شلوا‪� ،‬سي�أتي الوقت ال ��ذي �سيكون �أي�ضا"‬ ‫الإدع ��اء ب� ��أن فر�ض العقوب ��ات كان يرم ��ي لإنتاج‬ ‫�إي ��ران ديموقراطية ق ��د �أعلن وفات ��ه‪ .‬ومع "حرب‬ ‫اقت�صادي ��ة" ل ��م تع ��د عل ��ى الطاولة‪� ،‬سيق ��ول لنا‬ ‫�صق ��ور فر�ض العقوبات لم يبق هن ��اك �سوى خيار‬ ‫واحد يكمن في "تحرير" �إيران‬

‫‪Issue 1 - October - 2012‬‬

‫‪55‬‬


‫العالم‬

‫إيران‬

‫الم�ؤيدون لها في وا�شنطن يعترفون بف�شلها‬

‫العقوبات على إيران‬ ‫تق ّوي النظام ّ‬ ‫وتشل الطبقة الوسطى!‬ ‫خ�لال �شهري تم��وز (يولي��و) و�آب‬ ‫(�أغ�سط���س) الما�ضيي��ن‪ ،‬ت�صاعدت‬ ‫ح��دة العقوب��ات عل��ى �إي��ران م��ن‬ ‫االتح��اد الأوروب��ي والوالي��ات‬ ‫المتح��دة‪ ،‬وط��رح البي��ت الأبي�ض‬ ‫والكونغر���س ف��ي وا�شنط��ن تدابير‬ ‫جديدة "معوقة" على �أ�سا�س مرة كل‬ ‫�أ�سبوعي��ن تقريبا"‪ ،‬و�أ�صب��ح الو�ضع‬ ‫بالن�سب��ة ال��ى الإيرانيي��ن العاديي��ن‬ ‫قا�سيا" على نحو متزايد‪ .‬وقد بد�أت‬ ‫منظمات �صحية تعلن عن نق�ص في‬ ‫الدواء الذي يمك��ن �أن يعرّ�ض حياة‬ ‫ع�شرات الآالف من الأطفال للخطر‪.‬‬ ‫و�إرتفع��ت �أ�سع��ار الم��واد الغذائي��ة‬ ‫وال�سل��ع الأ�سا�سي��ة‪ .‬وتواج��ه �أ�س��ر‬ ‫الطبق��ة الو�سطى �شع��ورا" متزايدا"‬ ‫من م�شكالت ومعاناة �إقت�صادية‪.‬‬

‫وا�شنطن ‪ -‬محمد زين الدين‬ ‫يوا�صل كثي ��رون في وا�شنط ��ن‪ ،‬بما في‬ ‫ذل ��ك �إدارة �أوبام ��ا‪ ،‬الت�أكي ��د عل ��ى �أن‬ ‫الألم الذي ت�سببه العقوبات الوا�سعة على الإيرانيين‬ ‫العاديين ه ��و مجرد "نتيجة غي ��ر مق�صودة"‪ .‬لكن‬ ‫اللوب ��ي الم�ؤي ��د للعقوب ��ات يقول غير ذل ��ك ويعزف‬ ‫على نحو متزايد لحنا" مختلفا"‪ .‬فقد �أعلنت مقالة‬ ‫ن�شرت �أخيرا" في �صحيفة "وول �ستريت جورنال"‪،‬‬ ‫عل ��ى �سبيل المث ��ال‪ ،‬على �أن "فر� ��ض عقوبات �أكثر‬ ‫�صرامة ل ��ن تقنع النظام في طه ��ران بالقبول بحل‬ ‫و�س ��ط ب�ش�أن برنامجه النووي"‪ ،‬وتعترف ب�أنه "على‬ ‫الرغ ��م من ان م�س�ؤولي الحكوم ��ة لم يت�أثروا‪ ،‬يجب‬ ‫عل ��ى الإيرانيي ��ن العاديين ان يعان ��وا ويكافحوا كل‬ ‫يوم" مع العقوبات‪.‬‬ ‫ه ��ذه لي�ست كلمات من الم�شككين بالعقوبات‪ ،‬ولكن‬ ‫م ��ن الم�ؤيدي ��ن الرئي�سيين لفر�ضه ��ا‪� .‬أولئك الذين‬ ‫�ساع ��دوا عل ��ى �ص ��وغ الئح ��ة العقوب ��ات وت�سويقها‬ ‫ب�إعتباره ��ا �أف�ض ��ل و�سيلة لتحقيق ح ��ل ديبلوما�سي‬ ‫للن ��زاع الن ��ووي‪ ،‬يقولون الآن ب�أنه ��ا �صممت بالفعل‬ ‫لفر�ض عقاب جماعي على ال�شعب االيراني لل�ضغط‬ ‫علي ��ه لينتف�ض �ض ��د النظام‪ .‬وفقا" له ��ذا المنطق‪،‬‬ ‫ف� ��إن العقوبات تجعل الحي ��اة بب�ساطة قا�سية جدا"‬ ‫بالن�سبة الى الإيراني العادي الأمر الذي يو ّلد حركة‬ ‫معار�ض ��ة ردا" على ذلك ب�سب ��ب الي�أ�س وتعمل على‬ ‫�إ�سقاط النظام‪ .‬وجادل �آخرون في المع�سكر الم�ؤيد‬

‫الحرس الثوري‪ :‬المستفيد األكبر من العقوبات‬

‫‪54‬‬

‫العدد الأول‪ - ‬ت�شرين الأول (�أكتوبر) ‪٢٠١٢ -‬‬

‫للعقوبات �أنها �سوف تدفع بالطبقة العاملة في �إيران‬ ‫للإن�ضمام الى "الحركة الخ�ضراء" االديموقراطية‬ ‫ّ‬ ‫وتن�شطها‪ .‬ولكن كل هذه التحليالت تتجاهل التاريخ‬ ‫الطويل والمدم ��ر للح�صار على م�ست ��وى العقوبات‬ ‫التي ف�شلت في �إنتاج �أي نظام ديموقراطي‪.‬‬ ‫ب ��دال" م ��ن التكه ��ن من بعي ��د‪ ،‬ينبغ ��ي ف ��ي الواقع‬ ‫الإ�ستماع عن كثب الى الإيرانيين على االر�ض الذين‬ ‫ينا�ضلون من �أجل الديموقراطية‪ .‬لقد عار�ض قادة‬ ‫الحرك ��ة الخ�ض ��راء‪ ،‬ومنظم ��ة حق ��وق الإن�سان في‬ ‫�إي ��ران والمدافع ��ون ع ��ن الديموقراطي ��ة‪ ،‬ب�ش ��دة‬ ‫عقوبات وا�سع ��ة النطاق وحذروا م ��ن ان المواجهة‬ ‫والعزل ��ة والعقوب ��ات االقت�صادي ��ة الوا�سع ��ة �سوف‬ ‫تق ّو� ��ض ق�ضي ��ة الديموقراطية و�سي ��ادة القانون في‬ ‫البالد‪ .‬وك�شف تقرير جدي ��د �أ�صدرته حركة العمل‬ ‫الدولية للمجتمع المدني بالوثائق كيف ان العقوبات‬ ‫تدم ��ر م�صادر التغي ��ر االجتماعي في �إي ��ران‪�" .‬إن‬ ‫الطبق ��ة الو�سطى ف ��ي المدن التي لعب ��ت تاريخيا"‬ ‫دورا" رئي�سا" في �إحداث التغيير وتعزيز التقدم في‬ ‫ايران هي ال�ضحية الرئي�سية لنظام العقوبات"‪.‬‬ ‫وكما يوثق التقرير على �أر�ض الواقع‪ ،‬ف�إن العقوبات‬ ‫لم وال تق ��ود الطبقة العاملة للإن�ضمام الى الحركة‬ ‫االيراني ��ة الديموقراطي ��ة‪ ،‬بل انها تفع ��ل العك�س ‪-‬‬ ‫تق�ضي على الطبق ��ة الو�سطى‪ ،‬التي كانت في �صلب‬ ‫الحركة الديموقراطية‪ ،‬م ��ن خالل تكثيف همومها‬ ‫الحياتي ��ة وكفاحها االقت�ص ��ادي‪ .‬ان العقبة الكبرى‬ ‫بالن�سبة الى الحرك ��ة الم�ؤيدة للديموقراطية ‪ -‬كما‬

‫أسواق طهران ‪ :‬أيام العز الذي كان‬


‫وخل ��ق �آليات جديدة لتوجيه م ��وارد عموم �أوروبا‬ ‫�إل ��ى القط ��اع المالي الأوروبي‪ ،‬رف ��ع ال�ضغط عن‬ ‫ال�س ��وق و�أراحها لب�ضع �ساع ��ات فقط‪ .‬ولعل �أكثر‬ ‫م ��ا يثي ��ر القلق من الو�ض ��ع هو �أن ��ه ال يوجد �أحد‬ ‫يب ��دو ان لديه خطة‪ ،‬م ��ع تحذير رئي� ��س الوزراء‬ ‫البريطان ��ي ديفي ��د كاميرون ب�أن منطق ��ة اليورو‬ ‫يج ��ب �إن "تحل �أزمتها او تح ��ل نف�سها" – الذي‬ ‫بدا كتهديد �ضمني ب�أن التوقع الأخير هو المرجح‬ ‫على نحو متزايد‪.‬‬ ‫ولك ��ن قبل كتابة ورقة نعي للي ��ورو‪ ،‬دعونا نتذكر‪:‬‬ ‫�إن القوة الدافع ��ة وراء الإتحاد النقدي الأوروبي‬ ‫ل ��م تكن مح�ض ��ا" �أو حتى �أ�سا�س ��ا" مالية‪ .‬كانت‬ ‫�سيا�سية ‪ -‬وهذه القوة الملزمة ال تزال قوية‪ .‬بعد‬ ‫ق ��رون من ال�صراعات و�سف ��ك الدماء في القارة‬ ‫بلغت ذروتها في حربي القرن الما�ضي العالميتين‬ ‫الأولى والثانية‪ ،‬ن�ش�أ االتحاد الأوروبي واليورو في‬ ‫نهاية المطاف من رغبة عميقة للق�ضاء على خطر‬ ‫ال�صراع بي ��ن دولة ودولة‪ .‬ان الإن ��زالق مجددا"‬ ‫ال ��ى ال�صراع ��ات القومي ��ة ه ��و خ ��وف دائم في‬ ‫�أذهان ال�شع ��وب والقادة ال�سيا�سيين الأوروبيين‪.‬‬ ‫وهك ��ذا‪ ،‬عل ��ى الرغم م ��ن المخ ��اوف المتزايدة‬ ‫ح ��ول فوائد تقا�سم عملة موحدة في جميع �أنحاء‬ ‫‪ 17‬بلدا"‪ ،‬ما زالت ال ��دول الأع�ضاء تدعم جدا"‬ ‫مع �شعوبه ��ا الم�شروع الأوروبي واليورو‪ .‬ورغم �أن‬ ‫الأزم ��ة الأخي ��رة قد ت�سبب ��ت ف ��ي �إنخفا�ض هذا‬ ‫الدعم قلي�ل�ا"‪ ،‬تبين الدرا�س ��ات با�ستمرار على‬ ‫�أن الألمان والفرن�سيين واال�سبان يف�ضلون البقاء‬ ‫ف ��ي نظام الي ��ورو النقدي‪ .‬حت ��ى ان �أكثر من ‪70‬‬ ‫في المئة من اليونانيي ��ن‪ ،‬الذين يعي�شون عامهم‬ ‫الخام� ��س ف ��ي الرك ��ود‪ ،‬ويتطلعون �إل ��ى عقد من‬ ‫التق�ش ��ف القا�س ��ي‪ ،‬ي ّدعون �أنهم يري ��دون البقاء‬ ‫ف ��ي الإتح ��اد النقدي‪ .‬وعلى الرغم م ��ن �أنهم قد‬ ‫ال ي�ستطيع ��ون الح�صول عل ��ى رغبتهم �إذا �ساءت‬ ‫الأمور المالية والإقت�صادية �أكثر في البالد‪ ،‬ف�إن‬ ‫ت�أييدهم القوي يو�ضح حقيقة �أ�سا�سية �أن الإرادة‬ ‫ال�سيا�سية للحفاظ على اليورو ال تزال قوية‪.‬‬ ‫�صحي ��ح �أن �أوروب ��ا لي�ست لديها حت ��ى الآن خطة‬ ‫�شامل ��ة لتحقي ��ق الت ��وازن بي ��ن ق�ضاي ��ا ح�سا�سة‬ ‫و�صعب ��ة عل ��ى نح ��و متزاي ��د تتعل ��ق بال�سي ��ادة‬ ‫الوطنية‪ ،‬والموارد المالية‪ ،‬والنماذج االقت�صادية‬ ‫المتباينة‪ ،‬وقوة �أع�ضاء منطقة اليورو‪ .‬وال�صحيح‬ ‫�أي�ضا" �أن هذا يمثل قطيعة حا�سمة عن م�سار ما‬ ‫بعد الحرب العالمية الثانية بالن�سبة الى التكامل‬ ‫الأوروب ��ي‪ ،‬ال ��ذي بن ��ي عل ��ى ر�ؤيتي ��ن عظيمتين‬

‫الرئيس األميركي باراك أوباما‪:‬‬ ‫األزمة األوروبية أكبر مما واجهته أميركا في ‪2008‬‬

‫حتى الإ�شارة الى "�أزمة" واحدة في‬ ‫منطقة اليورو هي ت�سمية خاطئة؛ �إذ‬ ‫انها ت�شمل في الواقع ت�سمية الديون‬ ‫ال�سيادية‪ ،‬والبنوك‪ ،‬والنمو والقدرة‬ ‫التناف�سية‪ ،‬و�أزمات بنيوية ‪ -‬وكلها‬ ‫للأ�سف‪ ،‬تتغذى على بع�ضها البع�ض‬ ‫ناجحتي ��ن على ح ��د �س ��واء‪" :‬ال�س ��وق الم�شتركة‬ ‫والعمل ��ة الموح ��دة"‪ ،‬و�أق ��ل من ذل ��ك "معاهدة‬ ‫ل�شبون ��ة الت ��ي و�ضع ��ت الأ�سا� ��س لمجموع ��ة من‬ ‫الم�ؤ�س�سات ال�سيا�سية الأوروبية الدولية"‪.‬‬ ‫الواق ��ع ان م ��ا ل ��دى �أوروبا‪ ،‬غير مح� ��ض الرغبة‬ ‫والإرادة‪ ،‬عملي ��ة منظم ��ة “‪ ”Process‬هدفه ��ا‬ ‫الت�أك ��د م ��ن �أن الي ��ورو واالتح ��اد الأوروب ��ي‬ ‫�سي�صم ��دان و�سيبقي ��ان مع ��ا"‪ .‬ان التكالي ��ف‬ ‫ال�سيا�سي ��ة واالقت�صادي ��ة المترتب ��ة ع ��ن �إنفجار‬ ‫داخل ��ي لمنطقة الي ��ورو ال تزال مرتفع ��ة جدا"‪،‬‬ ‫وفوائ ��د الحفاظ عل ��ى العملة الموح ��دة حقيقية‬ ‫ج ��دا" بالن�سب ��ة الى البل ��دان المعني ��ة‪ ،‬التي لن‬ ‫ت�سم ��ح ان يح�ص ��ل الت�ص ��دع مهم ��ا كان الوج ��ع‬ ‫والألم‪ .‬من المرجح ان تقدم �أوروبا على خطوات‬

‫ثابتة‪ ،‬ومتع ّث ��رة‪ ،‬وعك�سية غي ��ر منتجة في بع�ض‬ ‫الأحي ��ان‪ ،‬لإن�ش ��اء �إتحاد م�ص ��ارف‪ ،‬وفيديرالية‬ ‫مالي ��ة مح ��دودة‪ ،‬وم�س ��ار �إل ��ى وح ��دة �سيا�سية‪.‬‬ ‫والطري ��ق م ��ن هنا الى هن ��اك لن تك ��ون �سل�سة‪،‬‬ ‫مثلم ��ا لم تكن خالل العامي ��ن الما�ضيين ‪ -‬لكنه‬ ‫من المرجح �أن تكون كافية للحفاظ على الوحدة‬ ‫النقدية‪.‬‬ ‫والخال�ص ��ة مم ��ا �سب ��ق‪ :‬م ��ن الممكن ج ��دا" �أن‬ ‫تك ��ون �أوروبا متجهة نحو �أزم ��ة عميقة‪ ،‬وقد نرى‬ ‫حتى خروج واح ��دة �أو �أكثر من ال ��دول الأع�ضاء‬ ‫م ��ن الإتحاد النقدي‪ ،‬على الأرجح اليونان‪ .‬ولكن‬ ‫ال ��دول الأخرى لن ت ��رى خروج اليون ��ان على �أنه‬ ‫�إ�ش ��ارة �إلى ترك الإتحاد؛ في الواقع‪ ،‬ان التدابير‬ ‫المتخذة نتيجة لذلك قد تعزز �أي�ضا" فر�ص الدول‬ ‫الأع�ض ��اء الخا�صة في �إطار االتحاد النقدي‪ .‬لذا‬ ‫ف� ��إن �إحتمال حدوث �إنفج ��ار وت�صدع في منطقة‬ ‫الي ��ورو والعودة �إل ��ى العمالت الوطني ��ة في رقعة‬ ‫وا�سعة من �أوروبا ال يزال �ضئيال" للغاية‪.‬‬ ‫ولكن ما هي �أ�سباب الأزمة وهل ح�صل "كل �شيء‬ ‫ب�سبب اليونان" ح�سب بع�ض المحللين؟‬ ‫طبعا" الج ��واب كال‪ .‬ان اليونان تتحمل بالت�أكيد‬ ‫قدرا" كبي ��را" من الم�س�ؤولية ع ��ن الم�أزق الذي‬ ‫ت�شه ��ده �أوروبا اليوم (وبطبيع ��ة الحال م�أزقها)‪.‬‬ ‫لق ��د كذبت �أثينا بالن�سبة ال ��ى موازنتها وماليتها‬ ‫العامة للو�صول الى اليورو في ‪ ،1999‬وفعلت ذلك‬ ‫بهدف البقاء في منطقة اليورو خالل العقد الذي‬ ‫انق�ضى‪ ،‬وت�ستمر في التحايل والتالعب ب�إدعائها‬ ‫الإمتثال ل�شروط عملي ��ات �إنقاذها‪ ،‬موافقة على‬ ‫�إرتفاع �سخيف لتوقعات معدالت النمو‪ ،‬وعائدات‬ ‫ال�ضرائ ��ب‪ ،‬وعائ ��دات الخ�صخ�ص ��ة‪ .‬لقد لعبت‬ ‫اليونان كثيرا" على �أوروبا ّ‬ ‫وغ�شتها‪ ،‬والآن تدفعان‬ ‫الثمن معا" على حد �سواء‪.‬‬ ‫لك ��ن معجزة تحول اليونان بي ��ن ع�شية و�ضحاها‬ ‫عل ��ى م ��ا يب ��دو م ��ن مب � ّ�ذرة ال ��ى دول ��ة م�س�ؤولة‬ ‫يتطل ��ب من ال�سلطات الأوروبية "غ�ض الطرف"‪.‬‬ ‫والحقيقة ان �سبب الإخفاء الذي مار�سته اليونان‬ ‫يكمن في المقام الأول في عملية البناء الخاطئة‬ ‫للي ��ورو نف�سه‪ ،‬التي تم فيها و�ضع جميع المخاطر‬ ‫ال�سيادي ��ة في منطقة الي ��ورو كي تكون �شيئا" من‬ ‫الما�ضي‪.‬‬ ‫ف ��ي ت�سعينات القرن الما�ضي قبل �إطالق اليورو‪،‬‬ ‫�ص ّنف ��ت الأ�سواق المالية اليونان على نطاق وا�سع‬ ‫وف ��ي �شكل �صحيح ببلد خط ��ر في حقل الإئتمان‪.‬‬ ‫ونتيجة لذلك‪ ،‬لم تكن �أثينا قادرة على االقترا�ض‬

‫‪Issue 1 - October - 2012‬‬

‫‪57‬‬


‫العالم‬

‫أزمة اليورو‬

‫الم�شاكل الإقت�صادية الأوروبية على م�شرحة "�أ�سواق العرب"‬

‫أزمة أوروبا ليست واحدة بل أربع‬ ‫واليورو لن ينهار‬ ‫�أك��دت باري���س وبرلين انهما "عازمت��ان على القيام بكل م��ا في و�سعهما‬ ‫لحماي��ة منطق��ة اليورو"‪ ،‬وذلك في بي��ان م�شت��رك للم�ست�شارية االلمانية‬ ‫وق�صر االليزيه �صدر في ‪ 27‬تموز (يوليو) الما�ضي بعد محادثة هاتفية بين‬ ‫الرئي�س الفرن�سي فرن�سوا هوالند والم�ست�شارة االلمانية انجيال ميركل‪.‬‬ ‫وج��اء ف��ي البيان‪" :‬يتعي��ن على ال��دول االع�ضاء وكذل��ك الم�ؤ�س�سات‬ ‫االوروبية ان تفي بالتزاماتها لهذا الغر�ض كل بح�سب �صالحياتها"‪.‬‬ ‫وكان رئي���س الم�صرف المركزي االوروبي ماريو دراغي طم�أن اال�سواق‬ ‫المالية في ‪ 26‬تموز (يوليو) عندما �أبدى ا�ستعداد الم�صرف "للقيام بكل‬ ‫ما يلزم للحفاظ على اليورو"‪.‬‬ ‫ولك��ن رغم كل هذه التطمين��ات ف�إن الأزمة المالية ف��ي القارة الأوروبية‬ ‫هي �أكثر ت�أزما" مما تبدو عليه‪.‬‬

‫بروك�سيل ‪ -‬ليلى الحلو‬ ‫"اليورو يتجه نحو الإنهيار"!‪.‬‬ ‫ال تراهن على ذلك‪ ...‬بالت�أكيد‪ ،‬تبدو‬ ‫الأم ��ور �سيئة‪ .‬ان هذه الأزمة‪ ،‬التي هي في عامها‬ ‫الثالث‪ ،‬حيث �أجبرت اليونان و�إيرلندا والبرتغال‬ ‫و�إ�سباني ��ا وقبر�ص ‪ ...‬على طل ��ب مختلف �أ�شكال‬ ‫برام ��ج الإنق ��اذ المال ��ي الدولي ��ة‪ ،‬ال تظه ��ر �أية‬ ‫عالمات على تراجعها‪ .‬بع ��د عامين من الرف�ض‬ ‫والإنكار والتدابير الن�صفي ��ة‪ ،‬ال يثق الم�شاركون‬ ‫ف ��ي ال�سوق كثي ��را" في ق ��درة �صن ��اع القرار في‬ ‫�أوروبا عل ��ى التو�صل �إلى حل‪ .‬فعائدات ال�سندات‬ ‫ال�سيادية اال�سبانية ترتفع في �شكل مخيف‪ ،‬وتلك‬ ‫التي ت�صدرها �إيطاليا‪� ،‬أكبر مقتر�ض في القارة‪،‬‬ ‫تتبعه ��ا مبا�شرة عن كثب‪ .‬ان �إعالن ال�صيف عن‬ ‫خطة غام�ضة لإعادة ر�سمل ��ة البنوك الإ�سبانية‪،‬‬ ‫زعماء منطقة اليورو‪:‬‬ ‫هل يستطيعون إيجاد الحل قبل فوات األوان؟‬

‫‪56‬‬

‫العدد الأول‪ - ‬ت�شرين الأول (�أكتوبر) ‪٢٠١٢ -‬‬


‫الكي ��ان الأوروب ��ي الوحيد الم�ستع� � ّد على ما يبدو‬ ‫�أو القادر على القي ��ام بذلك‪ .‬و�أظهرت مرونة لم‬ ‫تك ��ن متوقعة بالن�سب ��ة الى مجموع ��ة وا�سعة من‬ ‫الأف ��كار والمبادرات التي من ��ذ وقت لي�س بعيدا"‬ ‫كانت محظورة تماما"‪ :‬ا�سترخاء متعدد الأوجه‪،‬‬ ‫و�إعادة التفاو�ض على ال�شروط المطلوبة لليونان‬ ‫للح�صول على �أم ��وال الإنقاذ لها‪ ،‬و�إعادة ر�سملة‬ ‫مبا�ش ��رة للنظ ��ام الم�صرفي الإ�سبان ��ي‪ ،‬و�إن�شاء‬ ‫�آلي ��ات الإنقاذ الأوروبية مث ��ل �صندوق اال�ستقرار‬ ‫المال ��ي الأوروب ��ي‪ ،‬ومنظم ��ة �آلي ��ة اال�ستق ��رار‬ ‫الأوروبي (‪ ،)ESM‬والأخذ بعين الإعتبار والنظر‬ ‫في �سندات الي ��ورو الم�شتركة‪ ،‬وخدمات الإتحاد‬ ‫الم�صرفي ��ة‪ ،‬و�إتحاد مالي‪ ،‬وموافقة �ضمنية على‬ ‫تدخالت البنك المركزي الأوروبي في �سوق غير‬ ‫تقليدية‪.‬‬ ‫الواق ��ع ان �ألماني ��ا تلقت اللوم �إلى ح ��د كبير لأن‬ ‫الكثيري ��ن‪ ،‬ف ��ي الوالي ��ات المتح ��دة عل ��ى وج ��ه‬ ‫الخ�صو� ��ص‪ ،‬تطلعوا �إلى برلين ك ��ي تلعب دورا"‬ ‫�أق ��رب �إل ��ى ال ��دور ال ��ذي لعبت ��ه وا�شنط ��ن ف ��ي‬ ‫الأزمات المالية الما�ضية‪� :‬ص ��وغ خطة �إ�ستجابة‬ ‫�شاملة للأزم ��ة والإلتزام بمبل ��غ كبير من المال‬ ‫لتنفيذه ��ا‪� .‬ألماني ��ا ال يمكنه ��ا ولن تفع ��ل ذلك‪،‬‬ ‫وميله ��ا �إلى الحل تدريجا"‪ ،‬بع ��د موافقة البلدان‬ ‫المنكوب ��ة على تدابير �إ�ص�ل�اح كبيرة فح�سب‪ ،‬ال‬ ‫ي ��زال خطيرا" لأن الأزمة تتح ��رك باطراد‪ .‬وفي‬ ‫�شكل عام‪ ،‬مع ذلك‪ ،‬كانت �ألمانيا في ظل ميركل‬ ‫�أكثر واقعي ��ة وف ّعالة ومديرة جي ��دة للأزمة �أكثر‬ ‫مما تم االعتراف به عموما"‪.‬‬ ‫ولكن هل �أزمة منطقة اليورو هي �أزمة واحدة ؟‬ ‫�إنه ��ا ال تق ��ل عن �أربع �أزم ��ات‪ ،‬وربما �أكثر وذلك‬ ‫�إعتمادا" على كيفية طريقة العد‪ .‬الدول الأوروبية‬ ‫الطرفي ��ة (عل ��ى الأط ��راف) لديه ��ا العديد من‬ ‫الم�ش ��اكل‪ ،‬وتتط ّلب في درج ��ات متفاوتة حلوال"‬ ‫مماثلة على المدى الق�صير‪ .‬لكن البحث عن حل‬ ‫واحد يعالج م�ش ��اكل الجميع (كما هي الحال مع‬ ‫البرتغال‪� ،‬إيرلن ��دا‪� ،‬إيطاليا‪ ،‬اليونان‪ ،‬و�إ�سبانيا)‬ ‫غير مج ��د لأنه يتجاه ��ل الإختالف ��ات الحقيقية‬ ‫ج ��دا" التي تف�ص ��ل بينها والتي م ��ن �ش�أنها على‬ ‫الم ��دى الأط ��ول �أن تتطل ��ب �سيا�س ��ة تدخ�ل�ات‬ ‫مختلف ��ة‪ .‬حتى الإ�ش ��ارة الى "�أزم ��ة" واحدة في‬ ‫منطقة اليورو هي ت�سمي ��ة خاطئة؛ �إذ انها ت�شمل‬ ‫في الواق ��ع ت�سمية الدي ��ون ال�سيادي ��ة‪ ،‬والبنوك‪،‬‬ ‫والنم ��و والق ��درة التناف�سي ��ة‪ ،‬و�أزم ��ات بنيوية ‪-‬‬ ‫وكلها للأ�سف‪ ،‬تتغذى على بع�ضها البع�ض‪.‬‬

‫المستشارة األلمانية أنجيال ميركل‪:‬‬ ‫لم تعط حقها بعد‬

‫لن�أخذ �إيرلندا‪ ،‬على �سبيل المثال‪ ،‬التي عانت من‬ ‫�أزمة م�صرفية في ‪ 2010‬ما لبثت ان تحولت �إلى‬ ‫�أزمة ديون �سيادية‪ .‬لقد م ّولت البنوك الأيرلندية‬ ‫قط ��اع العقارات ال ��ذي حرك "فقاع ��ة" محلية‪،‬‬ ‫وعندم ��ا �إنفجرت "الفقاع ��ة" تحركت الحكومة‬ ‫االيرلندي ��ة ب�سرع ��ة لت�أمي ��م بع� ��ض الم�صارف‪،‬‬ ‫و�إتخ ��اذ المخاط ��ر المالي ��ة للبع� ��ض الآخر على‬ ‫موازنته ��ا العام ��ة‪ .‬ونتيج ��ة لذل ��ك‪� ،‬إرتفع معدل‬ ‫الدي ��ن �إلى الناتج المحل ��ي الإجمالي من ‪ 34‬في‬ ‫المئ ��ة �إلى �أكث ��ر من ‪ 100‬في المئ ��ة‪ ،‬الأمر الذي‬ ‫�ش ّل قدرة �إيرلندا على االقترا�ض‪.‬‬ ‫وتت�شاب ��ه م�شاكل �إ�سبانيا �إلى ح ��د ما مع م�شاكل‬ ‫�إيرلن ��دا‪ ،‬ولك ��ن م ��ع بع� ��ض التغيير‪ .‬مث ��ل دبلن‪،‬‬

‫تلقت �ألمانيا اللوم �إلى حد كبير لأن‬ ‫الكثيرين‪ ،‬في الواليات المتحدة على‬ ‫وجه الخ�صو�ص‪ ،‬تطلعوا �إلى برلين كي‬ ‫تلعب دورا" �أقرب �إلى الدور الذي لعبته‬ ‫وا�شنطن في الأزمات المالية الما�ضية‪:‬‬ ‫�صوغ خطة �إ�ستجابة �شاملة للأزمة‬ ‫والإلتزام بمبلغ كبير من المال لتنفيذها‬

‫تج ��د مدريد نف�سها في مواجهة م�شكلة م�صرفية‬ ‫ول ��دت من "فقاعة" العقارات‪ .‬ولكن المجتمعات‬ ‫الإ�سباني ��ة �أو الأقاليم المتمتع ��ة بالحكم الذاتي‪،‬‬ ‫والت ��ي �آل ��ت �إليه ��ا‪ ،‬في �إط ��ار الهي ��كل االتحادي‬ ‫الأ�سباني‪� ،‬إدارة الموازنات الخا�صة بها‪� ،‬أفرطت‬ ‫ف ��ي �شكل منهج ��ي ف ��ي الإقترا� ��ض و�أ�سرفت في‬ ‫النفقات خ�ل�ال ال�سنين الع�ش ��ر الما�ضية‪ ،‬وخب�أ‬ ‫الجمي ��ع الأمر وكذبوا على ما يبدو على الحكومة‬ ‫المركزية‪ .‬وعندم ��ا برزت "فقاع ��ة" العقارات‪،‬‬ ‫�شعرت الأقاليم بوط�أة الأزمة كما البنوك‪ ،‬والآن‬ ‫ق ��د ت�ضط ��ر الحكوم ��ة الإ�سباني ��ة الإتحادية �إلى‬ ‫دعم الفريقين على حد �سواء‪.‬‬ ‫�أم ��ا البرتغ ��ال‪ ،‬فعل ��ى النقي�ض من ذل ��ك‪ ،‬كانت‬ ‫وال ت ��زال لديه ��ا م�شكلة القدرة عل ��ى المناف�سة‪.‬‬ ‫لق ��د �إ�ستمتعت ل�شبونة بتموي ��ل اليورو الرخي�ص‪،‬‬ ‫ولفت ��رة من الوق ��ت تمتعت بفوائ ��ده‪ .‬ولكن بدال"‬ ‫من الإ�ستثمار في م�ستقبلها الإقت�صادي‪� ،‬أغدقت‬ ‫المال الأوروبي غير المتوقع على قطاع الخدمات‬ ‫الذي ع ��رف طفرة ال تحتمل وال ��ذي كان يخفي‪،‬‬ ‫لبع� ��ض الوقت‪ ،‬الحاج ��ة �إلى �إج ��راء �إ�صالحات‬ ‫هيكلي ��ة‪ .‬وعندم ��ا �ض ��رب الواق ��ع االقت�ص ��ادي‬ ‫و�إنخف�ض الطلب على الخدم ��ات‪�ُ ،‬ش ّل الإقت�صاد‬ ‫البرتغالي‪ .‬ال تزال طريق البرتغال �إلى المناف�سة‬ ‫ت�شكل عالمة ا�ستفهام كبيرة‪ ،‬على الرغم من ان‬ ‫بنوكها عموما" في و�ضع مالي جيد‪.‬‬ ‫من جهة �أخرى ينبع م�أزق �إيطاليا الحالي �أي�ضا"‬ ‫م ��ن الق�ضاي ��ا الهيكلية والقدرة عل ��ى المناف�سة‪.‬‬ ‫وق ��د �إنخف�ض نموه ��ا الإقت�ص ��ادي بطريقة �شبه‬ ‫طويل ��ة (خطي ��ة) مبا�شرة لم ��دة ‪ 60‬عاما"‪ ،‬من‬ ‫‪ 5‬في المئة ف ��ي العقد الأول بعد الحرب العالمية‬ ‫الثانية �إل ��ى خط �أفقي ظاهر ف ��ي القرن الواحد‬ ‫والع�شري ��ن‪ .‬الف�س ��اد ّ‬ ‫متوط ��ن‪ ،‬والتعلي ��م العالي‬ ‫متوا�ض ��ع‪ ،‬والكراهي ��ة للإ�ص�ل�اح مرتفع ��ة‪ .‬على‬ ‫الرغ ��م من �شماله ��ا القوي �صناعي ��ا"‪ ،‬ف�إن �آفاق‬ ‫النم ��و ف ��ي ايطالي ��ا ككل تب ��دو قاتم ��ة م ��ن دون‬ ‫�إ�صالح ��ات هيكلية‪ .‬وتع ��د �إيطاليا البل ��د الأكبر‬ ‫في ت�صدي ��ر الديون ال�سيادي ��ة المق ّومة باليورو‪،‬‬ ‫مع مديونية بلغ مجموعها ‪ 2‬تريليون يورو و�ضعها‬ ‫عل ��ى حافة م ��ا ي�سمي ��ه �صن ��دوق النق ��د الدولي‬ ‫"اال�ستدام ��ة"‪ .‬عل ��ى الرغم م ��ن �أن العجز في‬ ‫موازن ��ة البالد ال�سنوية �صح ��ي ن�سبيا"‪ ،‬من دون‬ ‫�إ�ص�ل�اح يمكن �أن تجد الب�ل�اد نف�سها غير قادرة‬ ‫عل ��ى تموي ��ل نف�سه ��ا الأمر ال ��ذي قد ي� ��ؤدي الى‬ ‫�إفال�سها‪.‬‬

‫‪Issue 1 - October - 2012‬‬

‫‪59‬‬


‫العالم‬

‫¶‬

‫�أزمة اليورو‬

‫�إال ن ��ادرا"‪ ،‬وكان عليها �أن تدف ��ع معدالت فائدة‬ ‫عالي ��ة للقيام بذل ��ك‪ .‬على مر ال�سني ��ن‪ ،‬تخلفت‬ ‫اليون ��ان وعا�شت م�ش ��اكل ل�سداد ديونه ��ا ب�أ�سعار‬ ‫عالية‪ :‬ل ��م ت�ستطع الدفع‪ ،‬هبط ��ت قيمة عملتها‪،‬‬ ‫اقتر�ضت �أكثر‪ ،‬وا�ستمرت الدورة‪.‬‬ ‫كان اله ��دف المفتر� ��ض م ��ن وراء االن�ضم ��ام‬ ‫ال ��ى العملة الموح ��دة �إزالة كل مخاط ��ر اليونان‬ ‫االئتمانية (�إذ لم ت�سدد ديونها) ومخاطر العملة‬ ‫(�أي انه ��ا �ستعي ��د قرو�ضه ��ا بعملة �أخ ��رى بقيمة‬ ‫�أق ��ل بكثي ��ر م ��ن الواحدة الت ��ي اقتر�ض ��ت بها)‪.‬‬ ‫ربم ��ا كانت ه ��ذه الأهداف نبيل ��ة‪ ،‬ولكن المنطق‬ ‫االقت�ص ��ادي �إرتك ��ز هن ��ا على �إفترا�ض ��ات كانت‬ ‫خاطئة ف ��ي �أح�سن الأحوال‪ .‬و�أ�ش ��ار الإقت�صادي‬ ‫ميلتون فريدمان ال ��ى هذه العيوب‪ ،‬من بين �أمور‬ ‫�أخرى‪ ،‬عندما تنب�أ ب�أن اليورو �سيكون محظوظا"‬ ‫�إذا �إ�ستط ��اع البق ��اء عل ��ى قيد الحي ��اة حتى �آخر‬ ‫ه ��ذا العقد‪ .‬كما ّ‬ ‫حذر هو وغي ��ره في ذلك الوقت‬ ‫والذي يب ��دو وا�ضحا" الآن‪ ،‬من ان اعتماد اليورو‬ ‫ل ��ن ي�ستطيع �إحداث تحوي ��ل �سحري في دول مثل‬ ‫اليون ��ان وجعلها مث ��اال" لال�ستقام ��ة المالية‪ .‬مع‬ ‫ذلك �أخ ��ذت البنوك الأوروبي ��ة مخاطر االئتمان‬ ‫ال�سي ��ادي عل ��ى عالته ��ا‪ ،‬وق ّدم ��ت مبال ��غ مالية‬ ‫�ضخمة ال ��ى اليون ��ان ب�أ�سع ��ار فائ ��دة منخف�ضة‬ ‫تاريخيا" ومريحة‪ ،‬مع العلم ب�أن البنك المركزي‬ ‫الأوروب ��ي (‪ )ECB‬قد تعه ��د بتوفير �سيولة فورية‬ ‫تقريب ��ا" عل ��ى ال�سن ��دات اليوناني ��ة ال�ص ��ادرة‬ ‫حديث ��ا"‪ ،‬حتى يت�سن ��ى للمقر�ضين ب ��دء العملية‬ ‫برمته ��ا مرة �أخ ��رى بعد ذل ��ك بوق ��ت ق�صير‪ .‬و‬ ‫العملي ��ة لم ت�ستمر فح�سب‪ ،‬لكنها نمت على مدى‬ ‫ع�شر �سنين حت ��ى �أ�صبح حجم المبالغ المعنية ال‬ ‫يمكن تحمله‪ ،‬والأزمة كما نعلم الآن في ذروتها‪.‬‬ ‫وكان م ��ن المفتر�ض �أن ي�ستخ ��دم تدفق الأموال‬ ‫الرخي�ص ��ة في اال�ستثم ��ار والتجارة ف ��ي اليونان‬ ‫وبل ��دان الأط ��راف (الهام�شي ��ة) الأخ ��رى ف ��ي‬ ‫�أوروب ��ا‪ ،‬الذي من �ش�أنه �أن ي� ��ؤدي في النهاية �إلى‬ ‫التق ��ارب االقت�ص ��ادي م ��ع �صميم ول � ّ�ب منطقة‬ ‫الي ��ورو‪ .‬والواق ��ع انه عندم ��ا �إقتر�ض ��ت اليونان‬ ‫الم ��ال بحمول ��ة �شاحن ��ة‪ ،‬ف�إنه ��ا كان ��ت تفع ��ل‬ ‫بال�ضب ��ط ما ق�صده وهدف اليه مهند�سو منطقة‬ ‫الي ��ورو والبنك المرك ��زي الأوروبي‪ .‬لكنهاعمدت‬ ‫ال ��ى الإنفاق من دون ح�س ��اب وفي �شكل �سيئ في‬ ‫غياب �إتخاذ بع�ض الخط ��وات لإ�صالح الم�شاكل‬ ‫النظامي ��ة مث ��ل الته ��رب م ��ن دف ��ع ال�ضرائ ��ب‪،‬‬ ‫والف�س ��اد‪ ،‬و�إنتف ��اخ القطاع الع ��ام‪ .‬وكان ال�سبب‬ ‫‪58‬‬

‫رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون‪:‬‬ ‫منطقة اليورو تحل أزمتها او تحل نفسها‬

‫الوحي ��د لح�صولها على الم ��ال للإنفاق في �شكل‬ ‫�سيىءج ��دا" هو الإفراط في التف ��ا�ؤل (و�أحيانا"‬ ‫الوهم ��ي �أ�ص�ل�ا") بالن�سب ��ة ال ��ى االفترا�ض ��ات‬ ‫التي يق ��وم عليها نظ ��ام العملة الموح ��دة‪ .‬وكان‬ ‫بولونيو� ��س (�إح ��دى �شخ�صي ��ات �شك�سبي ��ر ف ��ي‬ ‫هامل ��ت) عل ��ى ح ��ق عندم ��ا ق ��ال‪" :‬ان يك ��ون ال‬ ‫مقتر� ��ض وال مقر�ض"‪ .‬في �أوروبا‪ ،‬يقع اللوم على‬ ‫الفريقين معا" لأنهما تجاهال هذه الن�صيحة‪.‬‬ ‫�إذا لم يك ��ن الحق كله على اليونان �أال يعود �سبب‬ ‫الأزمة الى خط�أ المانيا ؟‬ ‫الج ��واب ال مرة �أخرى‪ .‬من ال�سه ��ل �إلقاء اللوم‬ ‫عل ��ى العناد الألماني ف ��ي الدعوة الى التق�شف‪،‬‬ ‫والإ�ص�ل�اح‪ ،‬والإن�ضب ��اط‪ ،‬و�إتهام برلي ��ن ب�أنها‬

‫كان الهدف المفتر�ض من وراء‬ ‫�إن�ضمام اليونان الى العملة الموحدة‬ ‫�إزالة كل المخاطر االئتمانية ومخاطر‬ ‫العملة‪ .‬وربما كانت هذه الأهداف‬ ‫نبيلة ولكن المنطق االقت�صادي �إرتكز‬ ‫هنا على �إفترا�ضات كانت خاطئة‬ ‫في �أح�سن الأحوال‬

‫العدد الأول‪ - ‬ت�شرين الأول (�أكتوبر) ‪٢٠١٢ -‬‬

‫وراء "ال ��ورم الخبي ��ث" الم�ستم ��ر للأزم ��ة‪.‬‬ ‫والواق ��ع ان كثيرين ي�ضعون الل ��وم على �ألمانيا‬ ‫ف ��ي الم�ساع ��دة عل ��ى خل ��ق الأزمة ف ��ي المقام‬ ‫الأول‪ ،‬بعدم ��ا �أ�س�س البن ��ك المركزي الأوروبي‬ ‫عل ��ى غ ��رار البنك المرك ��زي الألمان ��ي و�أطلق‬ ‫اليورو مت�أثرا" بالمارك‪ .‬لقد قبل �صناع القرار‬ ‫ال�سيا�سي الألماني البناء غير المكتمل لمنطقة‬ ‫العمل ��ة الموحدة وغ�ض كثي ��رون منهم الطرف‬ ‫عن طيب خاطر عن العقد الأول حيث تم العبث‬ ‫ب�أرق ��ام الموازنة في المحيط الخارجي‪ ،‬والذي‬ ‫�ساعدهم عل ��ى اال�ستفادة من �س ��وق الت�صدير‬ ‫الأ�سي ��رة التي اف ��ادت ال�ش ��ركات الألمانية في‬ ‫�شكل كبي ��ر‪ .‬وكانت ت�صريح ��ات بع�ض ال�سا�سة‬ ‫الألمان عن ال ��دول الأوروبية المتعثرة في كثير‬ ‫م ��ن الأحي ��ان قبيح ��ة‪ ،‬ودع ��ا بع�ضهم ال ��ى بيع‬ ‫الجزر اليونانية و�أكروبولي�س لم�ساعدة اليونان‬ ‫عل ��ى دفع ديونه ��ا الدولية؛ وحتى وزي ��ر المالية‬ ‫االلمان ��ي فولفغان ��غ �شويبل ��ه ذ ّك ��ر اليونانيي ��ن‬ ‫بو�ض ��وح �أن "الع�ضوي ��ة ف ��ي االتح ��اد الأوروبي‬ ‫لي�س ��ت �إلزامية "‪.‬لك ��ن ربم ��ا كان الأ�صعب في‬ ‫هذا الو�ضع عج ��ز الم�ست�شارة الإلمانية �أنجيال‬ ‫مي ��ركل على فه ��م �شدة الم� ��أزق ال ��ذي تعي�شه‬ ‫�أوروبا – �إذ قالت انها تعترف ب�أن منطقة اليورو‬ ‫"في �سباق مع الأ�سواق"‪ ،‬ومن ثم حددت مدى‬ ‫ال�سرع ��ة التي �ستعمل عليه ��ا �ألمانيا – محبطة‬ ‫الأ�صدقاء والأعداء على حد �سواء ‪.‬‬ ‫والحقيقة �أن �ألمانيا منذ البداية �إلتزمت من دون‬ ‫ت ��ردد في �شكل هائ ��ل بالم�ش ��روع الأوروبي‪ .‬منذ‬ ‫�إن�شاء االتحاد الأوروبي للفحم وال�صلب (ال�سابق‬ ‫للإتحاد الأوروب ��ي) بعد �أقل من عقد من الزمن‬ ‫على الح ��رب العالمية الثانية وحت ��ى يومنا هذا‪،‬‬ ‫دعم ��ت �ألمانيا ب�ش ��دة وت�سببت في بع ��ث �سل�سلة‬ ‫م ��ن الخط ��وات الت ��ي كان له ��ا الأث ��ر الكبير في‬ ‫�إخ�ض ��اع القوة الألمانية �إلى غايات �أو�سع نطاقا"‬ ‫لعموم �أوروبا‪ .‬وعلى الرغم من ان ع ّراب الإتحاد‬ ‫الأوروبي روبرت �شومان كان فرن�سيا"‪ ،‬فال يوجد‬ ‫بل ��د �إحت�ضن وتبنى روح �إعالنه �أكثر من �ألمانيا‪،‬‬ ‫وهذا لم يتغ ّير‪.‬‬ ‫�أكث ��ر من ذلك‪� ،‬شه ��دت �ألمانياعل ��ى مدى العام‬ ‫الما�ض ��ي تح ��وال" �سريعا" ف ��ي �ش ��كل ال ي�صدق‬ ‫عل ��ى �صعي ��د دورها ف ��ي �أوروب ��ا‪ .‬نب ��ذت التردد‬ ‫المتج � ّ�ذر ف ��ي تاريخه ��ا ف ��ي الق ��رن الع�شري ��ن‬ ‫الم�شح ��ون لب�سط �سيطرتها عل ��ى �أوروبا‪ ،‬وتو ّلت‬ ‫برلي ��ن زم ��ام القي ��ادة في وق ��ت بدت عل ��ى �أنها‬


‫�صعبة بالفعل في هذا الوقت بالذات‪ ،‬هناك �شك‬ ‫قلي ��ل في �أن ي�ستطيع �صندوق ��ا الإنقاذ ت�أمين كل‬ ‫الأموال الت ��ي يحتاجانها بال�ضبط عندما يكونان‬ ‫في حاجة �إليها‪.‬‬ ‫ويبق ��ى ‪...‬هل كانت ا�ستجاب ��ة الواليات المتحدة‬ ‫للرد على الأزمة الأوروبية فا�شلة ؟‬ ‫الواق ��ع ان الج ��واب ع ��ن ذل ��ك مع ّق ��د‪ .‬كان رد‬ ‫فع ��ل وا�شنط ��ن بالن�سبة الى الأزم ��ة في منطقة‬ ‫الي ��ورو بطيئ ��ا" و�صغي ��را" ج ��دا"‪ .‬ل ��م يكت ��ف‬ ‫�صن ��اع ال�سيا�سة الأميركية بع ��دم الإعتراف في‬ ‫البداي ��ة ب�شدة وخط ��ورة الأزمة‪ ،‬لكنه ��م ركزوا‬ ‫لفت ��رة طويلة جدا"عل ��ى �إعتب ��ارات مالية بحتة‬ ‫فح�س ��ب ولي� ��س عل ��ى �إعتب ��ارات �إ�ستراتيجي ��ة‪.‬‬ ‫م ��ع �أخ ��ذ وزي ��ر الخزان ��ة تيموثي غايثن ��ر زمام‬ ‫المب ��ادرة‪ ،‬عل ��ى الرغ ��م م ��ن جه ��ود وزي ��رة‬ ‫الخارجي ��ة هيالري كلينتون الت ��ي ت�ستحق الثناء‬ ‫لت�شم ��ل �أدوات �إقت�صادي ��ة في مجموع ��ة �أدوات‬ ‫�سيا�سة �أمي ��ركا الخارجية‪ ،‬كان موقف الواليات‬ ‫المتحدة "�إقت�صادي ��ا"" بحتا" من​​دون "كفاءة‬ ‫�سيا�سية"‪ .‬يبدو �أن بع�ض الم�س�ؤولين االميركيين‬ ‫كان را�ضي ��ا"‪ ،‬على افترا�ض �أن الأزمة الأوروبية‬ ‫لي�س ��ت من �صنعه ��م والآث ��ار المحتمل ��ة �ستبقى‬ ‫محلي ��ة �إل ��ى ح ��د كبي ��ر عل ��ى م�ست ��وى الق ��ارة‬ ‫القديمة‪ .‬والأوروبيون‪ ،‬كما �أ�صروا‪� ،‬أرادوا �إيجاد‬ ‫الح ��ل ب�أنف�سه ��م ف ��ي نهاي ��ة المط ��اف‪ .‬ونتيجة‬ ‫لذل ��ك‪ ،‬لم يتدخ ��ل الرئي� ��س �أوبام ��ا �شخ�صيا"‬ ‫بجدي ��ة حتى �صي ��ف ‪ ،2011‬وعندما تدخّ ل‪ ،‬كان‬ ‫ذل ��ك محدودا" �إلى حد كبي ��ر على م�ستوى عال‬ ‫من الجهود ال�سيا�سية القناع نظرائه االوروبيين‬ ‫للتو�صل الى حل‪ .‬كانت الأزمة في حينه تطورت‪،‬‬ ‫وتدخالته لم يكن مرحب بها من قبل الجميع وال‬ ‫ف ّعالة في �شكل كبير‪.‬‬ ‫على الرغم من عدم وجود عذر تماما"‪ ،‬ف�إن هناك‬ ‫تف�سر ف�شل الواليات المتحدة في‬ ‫عوامل مخففة ّ‬ ‫لعب دور �أكث ��ر �إيجابية في حل الأزمة‪ .‬بداية‪ ،‬ان‬ ‫حجم الفو�ضى المالية في �أوروبا كان �أكبر بكثير‬ ‫من �أي �شيء عرفته �أميركا كي ت�ستطيع الم�ساعدة‬ ‫في عملي ��ة الح ��ل‪ ،‬والوالي ��ات المتح ��دة وحدها‬ ‫بب�ساط ��ة لي�س لديه ��ا ما يكفي من الم ��ال لقيادة‬ ‫ا�ستجاب ��ة دولية قوية مع كمي ��ات هائلة من النقد‬ ‫المطل ��وب لم�ساندة �أوروبا ‪ .‬م ��ع �إقت�صاد يتعافى‬ ‫بب ��طء من �أزمة ‪ 2008‬المالي ��ة‪ ،‬ودولة غارقة في‬ ‫الدي ��ون‪ ،‬والبع�ض في وا�شنط ��ن ي�شكك على نحو‬ ‫متزايد في دع ��م الواليات المتح ��دة للم�ؤ�س�سات‬

‫�أكثر من ‪ 70‬في المئة من اليونانيين‬ ‫الذين هم في عامهم الخام�س من‬ ‫الركود ويتطلعون �إلى عقد من التق�شف‬ ‫القا�سي‪ ،‬يريدون البقاء في االتحاد‬ ‫الأوروبي النقدي‬ ‫�أزمة �أوروبا من عالمات الع�صر‬ ‫وعدم فعالية ال�سيا�سة الأميركية يعود‬ ‫الى حجم الم�شكلة �أكثر من ف�شل‬ ‫�سيا�سي �صريح‬ ‫المالي ��ة الدولية‪ ،‬فقدت �إدارة �أوباما القدرة على‬ ‫التدخل في �شكل حا�سم منذ بداية الأزمة‪ .‬وهذا‬ ‫الو�ضع ل ��م يتغير‪ ،‬و في ع�ص ��ر التق�شف المالي‪،‬‬ ‫ف�إنه �سيبقى كذلك‪.‬‬ ‫عندما �سح ��ب االوروبي ��ون �أخي ��را" معار�ضتهم‬ ‫لتدخ ��ل �صندوق النق ��د الدولي في �أي ��ار (مايو)‬ ‫‪ ،2010‬ووافق ��وا على ال�سماح لل�صن ��دوق للقيام‬ ‫ب ��دور محوري ف ��ي الت�ص ��دي للأزم ��ات‪� ،‬أعلنت‬ ‫الواليات المتحدة في و�ضوح �أنها لن توفر المزيد‬ ‫من التمويل ل�صندوق النقد الدولي لدعم قدرته‬ ‫على الت�صدي للأزم ��ات المالية‪ .‬في وقت �سابق‬ ‫م ��ن هذا الع ��ام‪ ،‬عندم ��ا �أعل ��ن �صن ��دوق النقد‬ ‫الدول ��ي ع ��ن زي ��ادة في تمويل ��ه الط ��ارئ لت�صل‬ ‫قيمت ��ه �إلى نحو ‪ 450‬مليار دوالر‪ ،‬كانت وا�شنطن‬ ‫غائب ��ة‪ ،‬معتبرة على حد �سواء �أن �أوروبا يجب �أن‬ ‫ت�ستخ ��دم مواردها الخا�صة م ��ن �أجل حل الأزمة‬ ‫الخا�ص ��ة به ��ا‪ ،‬و�أن بن ��ك الإحتي ��اط الأميرك ��ي‬ ‫المرك ��زي و ّف ��ر حت ��ى الآن ف ��ي ه ��دوء كمي ��ات‬ ‫هائلة م ��ن ال�سيولة بالدوالر �إل ��ى القطاع المالي‬ ‫الأوروب ��ي‪ ،‬لتفادي �أزمة �أ�سو�أ من ذلك بكثير‪ .‬كل‬ ‫ذلك �صحيح‪ ،‬ولكن غياب الواليات المتحدة كان‬ ‫فا�ضحا"‪.‬‬ ‫ولكن دعونا نكون �صادقين – لم يكن الأوروبيون‬ ‫ف ��ي المق ��ام الأول يتوق ��ون لقب ��ول �أي ��ة م�ساعدة‬ ‫�أميركي ��ة‪ .‬من الم�ؤك ��د �أن حكمته ��م وعملياتهم‬ ‫الجماعي ��ة‪ ،‬والحد الأدنى من االلتزامات المالية‬ ‫�ستك ��ون كافية‪ ،‬كم ��ا انهم و�ضعوا ف ��ي اعتبارهم‬

‫و�صمة الع ��ار التي �سيجلبها و�ض ��ع المتو�سل‪ ،‬لذا‬ ‫�أبق ��ت �أوروب ��ا ذراع وا�شنطن بعي ��دة في العامين‬ ‫الما�ضيي ��ن‪ .‬عندم ��ا تحركت الوالي ��ات المتحدة‬ ‫�أخي ��را" علنا" وف ��ي �شكل حا�س ��م للم�ساعدة في‬ ‫التو�صل الى حل‪ ،‬في اجتماع وزراء مالية منطقة‬ ‫الي ��ورو في بولندا ف ��ي �أيلول (�سبتمب ��ر) ‪،2011‬‬ ‫ل ��م ي�ستقب ��ل وزي ��ر الخزان ��ة الأميركي ��ة غايثنر‬ ‫بالترحاب (رئي�س منطقة اليورو جان كلود يونكر‬ ‫ق ��ال �أن �أوروب ��ا ل ��ن "تناق� ��ش زي ��ادة التو�سع في‬ ‫اال�ستق ��رار المالي مع دولة غير ع�ضو في منطقة‬ ‫اليورو")‪ ،‬وبال�سخرية (وزيرة المالية النم�ساوية‬ ‫ماري ��ا فيكت ��ر‪ ":‬لق ��د وجدت م ��ن الغري ��ب �أنه‪،‬‬ ‫عل ��ى الرغم من �أن الأميركيي ��ن لديهم في �شكل‬ ‫ملح ��وظ بيانات مالية �أ�سا�سي ��ة �أ�سو�أ من منطقة‬ ‫الي ��ورو‪ ،‬يري ��دون ان يقول ��وا لنا ما يج ��ب علينا‬ ‫القي ��ام ب ��ه ")‪ ،‬وبالرف� ��ض التام (وزي ��ر المالية‬ ‫البلجيك ��ي ديديي ��ه راين ��درز ق ��ال‪ :‬ينبغ ��ي على‬ ‫غايتنر" اال�ستماع بدال" م ��ن الحديث ")‪ .‬ولكن‬ ‫في المناق�شات الخا�صة‪ ،‬كان الوزراء الأوروبيون‬ ‫�أكثر تقبال" مما توح ��ي الت�صريحات االنفعالية‪،‬‬ ‫ولكن رف�ضهم العام العلني بعث بر�سالة وا�ضحة‪:‬‬ ‫وا�شنطن يجب ان تبقى بعيدة وال تتدخل‪.‬‬ ‫ف ��ي الأزمات المالية الما�ضية‪ ،‬مث ��ل �أزمة البيزو‬ ‫المك�سيك ��ي ف ��ي ‪ ،1994‬احتفظ ��ت الوالي ��ات‬ ‫المتح ��دة بهدوئها علنا" وعمل ��ت وراء الكوالي�س‬ ‫لتقدي ��م الم�صدات المالي ��ة الالزمة‪ ،‬وفي الوقت‬ ‫عينه بنت تحالفات عالمية لمعالجة الو�ضع الذي‬ ‫ه ��و في متن ��اول اليد‪ .‬لك ��ن عندما ب ��د�أت �أوروبا‬ ‫تواج ��ه �أزمته ��ا �إعتم ��دت وا�شنط ��ن �إ�ستراتيجية‬ ‫جديدة‪ :‬التحدث �أكثر قلي�ل�ا" ب�صوت عال‪ ،‬على‬ ‫�أم ��ل �أن تحمل الأ�سواق الع�صا‪� .‬إعتقدت الواليات‬ ‫المتح ��دة‪ ،‬ربم ��ا تحركه ��ا الآم ��ال والأمان ��ي‪� ،‬أن‬ ‫التعبي ��ر ع ��ن القل ��ق الع ��ام م ��ن �ش�أن ��ه �أن يدفع‬ ‫الن�ش ��اط ف ��ي ال�س ��وق ال ��ى زي ��ادة ال�ضغ ��ط على‬ ‫الزعم ��اء الأوروبيي ��ن التخ ��اذ �إج ��راءات �أ�س ��رع‬ ‫و�أفع ��ل‪ .‬من جهته ��ا �أرادت �أوروبا م ��ن �أميركا ان‬ ‫تك ��ون هادئة و�أن توفر التموي ��ل؛ ما ح�صلت عليه‬ ‫لم يتع� � ّد محا�ضرات �أميركية‪ .‬لك ��ن في حين �أنه‬ ‫من المغري التطرق الى ع ��دم فعالية هذا النهج‬ ‫م ��ن �صانعي ال�سيا�سة الأميركي ��ة‪ ،‬لم تكن لديهم‬ ‫خيارات �أخ ��رى كثيرة؛ ان ما ح ��دث ويحدث في‬ ‫�أوروبا هو �أقرب �إلى عالمة من عالمات الع�صر‪،‬‬ ‫وعدم فعالي ��ة ال�سيا�سة الأميركية يعود الى حجم‬ ‫الأزمة �أكثر من ف�شل �سيا�سي �صريح‬

‫‪Issue 1 - October - 2012‬‬

‫‪61‬‬


‫العالم‬

‫¶‬

‫�أزمة اليورو‬

‫�أم ��ا اليونان فه ��ي الأقرب �إل ��ى العا�صفة الكاملة‬ ‫بين مختلف الرياح الت ��ي "تجلد" �أوروبا‪ .‬فلديها‬ ‫ق�ضايا تتعلق بالهيكلية والق ��درة على المناف�سة‪،‬‬ ‫و�سل�سلة خيانة الأمانة التي مار�ستها �أثينا بالن�سبة‬ ‫الى موارده ��ا المالية ال تزال في فئة خا�صة بها‪.‬‬ ‫لق ��د قامت الدولة فعليا" بتب ��ادل م�ؤلم وفو�ضوي‬ ‫للديون‪ ،‬ومع برنامجها الثالثي الثاني في خطر‪،‬‬ ‫فقد يتب ��ع �آخر‪ .‬ومع ذل ��ك‪� ،‬ص ��ارت الم�ؤ�س�سات‬ ‫المالي ��ة اليوناني ��ة ق�ضي ��ة فح�س ��ب‪ ،‬عندم ��ا تم‬ ‫تخفي�ض قيمة مقتنياتها من ال�سندات الحكومية‬ ‫اليونانية و�سح ��ق التراجع الن�ش ��اط االقت�صادي‬ ‫ف ��ي الب�ل�اد‪ ،‬لدرج ��ة �أن التوقع ��ات االخيرة ترى‬ ‫�إنكما�ش ��ا" يق ��رب م ��ن ‪ 7‬ف ��ي المئ ��ة ف ��ي الناتج‬ ‫المحلي الإجمالي هذا العام‪ .‬في بع�ض النواحي‪،‬‬ ‫ف ��ان حالة اليونان هي عك� ��س الحالة االيرلندية‪:‬‬ ‫ان �أزمة الديون ال�سيادية �سببت �أزمة م�صرفية‪،‬‬ ‫ولي�س العك� ��س‪� .‬إ�ضافة �إل ��ى �أن الخطر الم�ستمر‬ ‫يكم ��ن في �أن اليونان قد تكون البلد الوحيد الذي‬ ‫قد ي�ضطر حقا" الى مغادرة منطقة اليورو مع ما‬ ‫يعانيه وبنوكه من كل ما تعانيه منطقة اليورو‪.‬‬ ‫مم ��ا ال �شك فيه ان الأزم ��ات في بلدان الأطراف‬ ‫في منطقة اليورو تت�شارك بع�ض القوا�سم‪ ،‬ولكن‬ ‫هذا ال يعن ��ي �أن �أ�سبابها �أو الحلول المحتملة هي‬ ‫نف�سها‪ .‬ما يعني �أن و�سيلة �أوروبا للخروج من هذا‬ ‫الم�ستنقع تعد ب�أن تكون �أكثر تعقيدا" مما تبدو‪.‬‬ ‫وال�س�ؤال الآخر هنا‪ :‬هل و�ضع الأوروبيون �أخيرا"‬ ‫المال الكبير المطلوب في هذه الم�شكلة؟‬ ‫لي� ��س �إذا ت ��م البحث ع ��ن كث ��ب‪ .‬ي�شي ��ر �أن�صار‬ ‫�إ�ستجاب ��ة �أوروب ��ا للأزم ��ة ال ��ى �صندوق ��ي �إنقاذ‬ ‫مهمي ��ن‪� ،‬صن ��دوق اال�ستق ��رار المال ��ي الأوروبي‬ ‫ومنظم ��ة �آلي ��ة الإ�ستقرار المالي‪ ،‬م ��ع قوة مالية‬ ‫�سائل ��ة تق ��در مجتمع ��ة بم ��ا يزيد عل ��ى تريليون‬ ‫دوالر ‪� -‬أي �أكثر بكثير من برنامج �إغاثة الأ�صول‬ ‫المتعثرة (‪ )TARP‬في الواليات المتحدة‪ .‬ويقول‬ ‫ه�ؤالء ان مركبتي الإنقاذ هاتين تم ّثالن �إلتزامات‬ ‫جدية م ��ن العملة ال�صعبة الب ��اردة للق�ضاء على‬ ‫المخاط ��ر النظامي ��ة ف ��ي النظ ��ام الم�صرف ��ي‬ ‫االوروبي‪ .‬للأ�س ��ف‪ ،‬ال يوجد مال حقيقي ن�سبيا"‬ ‫ي�ض ��خ في الأ�س ��واق وت�صرفات البن ��ك المركزي‬ ‫الأوروبي قد جعلت االمور �أكثر �سوءا"‪.‬‬ ‫وم ��ع ع ��دم وج ��ود الم ��ال الفعل ��ي ف� ��إن �صندوق‬ ‫الإ�ستقرار المالي الأوروبي لي�س �أكثر من مجموعة‬ ‫وعود ق ّدمتها دول منطق ��ة اليورو لدفع الدائنين‬ ‫ف ��ي وق ��ت ما ف ��ي الم�ستقب ��ل �إذا لم يك ��ن هناك‬ ‫‪60‬‬

‫الرئيس الفرنسي فرنسوا هوالند‪ :‬أزمة كبيرة منذ بداية عهده‬

‫�أي نقد بعد ف ��ي ال�صندوق‪� .‬إعتم ��ادا" على هذه‬ ‫الوعود‪ ،‬كان من المفتر� ��ض على هذا ال�صندوق‬ ‫جمع تمويله بالكامل من �أ�سواق ر�أ�س المال‪ ،‬لكنه‬ ‫ال يملك �سجال" كبيرا" في هذا المجال‪ .‬ونتيجة‬ ‫لذل ��ك‪ ،‬على الرغم من انه �سم ��ح له �إقترا�ض ما‬ ‫ي�ص ��ل �إلى ‪ 440‬ملي ��ار يورو‪ ،‬فق ��د �إ�ستطاع جمع‬ ‫حوالى ‪ 30‬مليار يورو فقط حتى الآن‪.‬‬ ‫م ��ع عدم وجود م ��ال فعلي و�شهي ��ة محدودة لدى‬ ‫الم�ستثمرين ل�سنداته‪� ،‬أعلن �صندوق اال�ستقرار‬ ‫المال ��ي بب�ساطة عن �إ�صداره �سن ��دات خا�صة به‬ ‫لتك ��ون جيدة كم ��ا النق ��د‪ ،‬وو ّفرها �إل ��ى البلدان‬ ‫المتلقية‪ ،‬والبنوك‪ ،‬والم�ستثمرين بدال" من المال‬ ‫الحقيقي الذي لم يتمكن من �إقترا�ضه في الواقع‬ ‫من الأ�سواق‪ .‬لكن ال�س�ؤال هنا يدور حول الكيفية‬ ‫التي �سيتم فيها ت�سديد ال�سندات في النهاية‪.‬‬ ‫المركب ��ة الثاني ��ة‪ ،‬الت ��ي تتمثل ف ��ي منظمة �آلية‬ ‫الإ�ستقرار المال ��ي (‪ )ESM‬المفتر�ض ان تكون‬ ‫جدي ��دة ومح�سنة‪ ،‬ه ��ي ق�صة م�شابه ��ة‪ .‬بداية‪،‬‬ ‫في حين انه ت ��م الإلتزام فعلي ��ا" بدفع �أموالها‪،‬‬ ‫ف ��ان المعاه ��دة التي �سمح ��ت ب�إن�شائه ��ا لم يتم‬ ‫الت�صديق عليها في العديد من الدول الأع�ضاء‪.‬‬ ‫لكن حتى مع الإفترا�ض ان �آلية الإ�ستقرار المالي‬ ‫�صدقت و�ص ��ارت قانونية‪ ،‬ف� ��إن تمويلها الظاهر‬ ‫ب‪ 500‬ملي ��ار يورو �سيكون ف ��ي الغالب �سرابا"‪.‬‬ ‫وق ��د �أن�شئت �آلي ��ة الإ�ستقرار المال ��ي بحيث يتم‬ ‫م�ساهم ��ة دول منطق ��ة الي ��ورو بمبل ��غ ‪ 80‬مليار‬

‫العدد الأول‪ - ‬ت�شرين الأول (�أكتوبر) ‪٢٠١٢ -‬‬

‫يورو خالل ‪� 30‬شهرا"‪ .‬ومن المفتر�ض �أن ي�ؤ ّمن‬ ‫المبل ��غ المتبقي ‪ 420‬مليار يورو من �أ�سواق ر�أ�س‬ ‫المال‪ ،‬مع توقع �شراء الم�ستثمرين ال�سندات التي‬ ‫تعتم ��د على ال�ضمانات التي تقدمها دول منطقة‬ ‫اليورو – والتي ق ��د يكون العديد من هذه الدول‬ ‫ف ��ي نهاية الأمر الم�ستفيد م ��ن �أي مال ي�ستطيع‬ ‫ال�صندوق في الواقع جمعه‪.‬‬ ‫ف ��وق كل ه ��ذا‪ ،‬يتزاي ��د قل ��ق الم�ستثمري ��ن ف ��ي‬ ‫ال�س ��وق بالن�سبة الى الكي ��ان الوحيد الذي يعتبره‬ ‫كثي ��ر من المراقبين المنق ��ذ في نهاية المطاف‪،‬‬ ‫البنك المرك ��زي الأوروبي‪ ،‬ف ��ي ان يكون جزءا"‬ ‫م ��ن الم�شكل ��ة‪ .‬انهم يخ�شون من �أن ��ه �سيكون في‬ ‫مق ��دوره �ضم ��ان �أولوي ��ة ال�س ��داد له‪ ،‬مم ��ا يحد‬ ‫بالتال ��ي من الإحتم ��االت لم�ستثمرين �آخرين �إذا‬ ‫وقع بلد في متاعب‪ ،‬ولم ي�ستطع الدفع في الوقت‬ ‫المح ��دد ‪� -‬أو على الإطالق‪ .‬ه ��ذه المخاوف لها‬ ‫م ��ا يبررها‪ :‬هذا ما ح ��دث فعليا" في اليونان في‬ ‫الربيع الما�ضي‪.‬‬ ‫لذا ف�إن �صندوقي "االنقاذ" لأوروبا غير مم ّولين‬ ‫ال ��ى ح ��د كبير‪ .‬فهم ��ا ي�ستن ��دان على �آم ��ال ب�أن‬ ‫الأ�سواق �سوف توفر لهما كميات هائلة من النقد‬ ‫عل ��ى خلفي ��ة هند�سة وع ��ود مالي ��ة حكومية التي‬ ‫لم ت ��درج عل ��ى موازناته ��ا العمومي ��ة ال�سيادية‪،‬‬ ‫م ��ع ح ��ذر الم�ستثمري ��ن بالن�سب ��ة ال ��ى المعاملة‬ ‫الت ��ي يلقونها على يد البن ��ك المركزي الأوروبي‪،‬‬ ‫ما يجع ��ل الأمور ت ��زداد �سوءا"‪ .‬ف ��ي بيئة تمويل‬


‫امل�صارف‬

‫�رشكات الت�أمني‬

‫�رشكات الإ�ستثمار‬

‫لبنان في �صدارة الترتيب الإقليمي لأق�ساط الت�أمين �إلى الناتج‬ ‫احتل لبنان المرتبة الأولى �إقليمي ًا و‪ 46‬عالمي ًا من حيث مجموع �أق�ساط الت�أمين �إلى الناتج المحلي‬ ‫الإجمال ��ي ف ��ي ‪ .2011‬وحافظ على �صدارة الترتيب الإقليمي للم ��رة ال�سابعة تواليا"‪ ،‬مع تح�سن في‬ ‫الترتيب العالمي بـ‪ 6‬مراكز مقارنة بالـ‪. 2010‬‬ ‫ه ��ذه النتائج وردت في الن�شرة الأ�سبوعية لبنك ع ��وده ‪ ،Lebanon Weekly Monitor‬ا�ستنادا"‬ ‫الى التقرير ال�سنوي للم�ؤ�س�سة العالمية الرائدة في قطاع �إعادة الت�أمين ‪ Swiss Re‬بعنوان "الت�أمين‬ ‫العالم ��ي ف ��ي ‪ ،"2011‬والذي يغطي قط ��اع الت�أمين لـ‪ 147‬بل ��د ًا في العال ��م‪ .‬و�أورد التقرير �أن ن�سبة‬ ‫الأق�ساط �إلى الناتج المحلي الإجمالي بلغت ‪ %2,9‬في لبنان في ‪( 2011‬مقارنة بـ‪ %2,8‬في ‪.)2010‬‬ ‫وت�س ��اوى لبنان في الترتي ��ب الإقليمي مع كل من المغرب ومتقدم ًا عل ��ى البحرين والأردن‪ .‬وتتجاوز‬ ‫ه ��ذه الن�سب ��ة في لبن ��ان متو�سط ن�سب ��ة الأق�ساط �إلى النات ��ج المحلي الإجمالي ف ��ي منطقة ال�شرق‬ ‫الأو�سط و�شمال �أفريقيا (‪ ،)%0,9‬بينما تتما�شى ن�سبي ًا مع متو�سط الأ�سواق النا�شئة (‪.)%2,7‬‬ ‫ومن حيث الإنفاق الفردي على �أق�ساط الت�أمين‪ ،‬احتل لبنان المرتبة الخام�سة في المنطقة والمرتبة‬ ‫‪ 52‬عالمي� � ًا بمجم ��وع ‪ 287‬دوالرا" مقاب ��ل ‪ 253‬في ‪ ،2010‬اذ تج ��اوز الإنفاق الف ��ردي على �أق�ساط‬ ‫الت�أمين في لبنان كل من متو�سط منطقة ال�شرق الأو�سط و�شمال �أفريقيا (‪ 86,4‬دوالرا") ومتو�سط‬ ‫الأ�سواق النا�شئة (‪ 117,8‬دوالرا")‪.‬‬

‫‪ 2.6‬تريليون دوالر �أ�صول الم�صارف العرب ّية‬ ‫�أنهت الم�صارف العربية الربع الأ ّول من ‪،2012‬‬ ‫بنم ّو في �أ�صولها الإجمالية ن�سبته ‪ %2.5‬مقارنة‬ ‫بنهاي ��ة الع ��ام الما�ض ��ي‪ ،‬لتبل ��غ ‪ 2.65‬تريليون‬ ‫دوالر‪ ،‬فيما ي�سيطر عدم اليقين على المنطقة‪،‬‬ ‫وتبقى تحديات التنمية ماثلة �أمام بلدانها‪.‬‬ ‫طرح اتحاد الم�ص ��ارف العربية هذا الرقم في‬ ‫افتت ��اح الق ّمة الم�صرفية العربي ��ة الدولية التي‬ ‫عقدت ف ��ي برلين‪ ،‬م�شيد ًا ب� ��أداء م�صارف لغة‬ ‫ال�ضاد‪ .‬فهذا النمو نت ��ج‪ ،‬وفق ًا لرئي�س االتحاد‪،‬‬ ‫عدن ��ان �أحم ��د يو�سف‪ ،‬م ��ن نمو ن�سبت ��ه ‪%4.7‬‬ ‫ف ��ي الإم ��ارات‪ %3.3 ،‬ف ��ي ال�سعودي ��ة‪ %3 ،‬في‬ ‫البحري ��ن‪ %2.47 ،‬ف ��ي الكوي ��ت‪ %3.38 ،‬ف ��ي‬ ‫عم ��ان‪ %2.75 ،‬في لبنان‪ ...‬وف ��ي الوقت نف�سه‬ ‫نم ��ت الودائع ف ��ي الم�ص ��ارف العربي ��ة بن�سبة‬ ‫‪.%2.75‬‬ ‫غي ��ر �أنّ الم�صرفيي ��ن ل ��م ُي�شي ��روا �إل ��ى كيفية‬ ‫م�ساهمة البنوك في عملية نهو�ض الإقت�صادات‬ ‫العربي ��ة عب ��ر تموي ��ل الم�شاري ��ع الأ�سا�سية في‬ ‫االقت�ص ��ادات المتنوع ��ة‪ ،‬مث ��ل لبن ��ان‪ ،‬وف ��ي‬ ‫�إ�ستخ ��دام الم ��وارد المتواف ��رة ف ��ي البل ��دان‬ ‫النفطي ��ة‪ ،‬وه ��ي نتيجة �إزده ��ار �إنت ��اج النفط‪،‬‬ ‫ف ��ي جع ��ل الإقت�صاد �أكث ��ر تنوع ًا و�أق ��ل ارتهان ًا‬ ‫للهيدروكرب ��ون‪ .‬وي ��زداد النقا� ��ش ح ��ول ه ��ذه‬

‫رئيس إتحاد المصارف العربية عدنان أحمد يوسف‬

‫الم�س�ألة في هذه المرحلة من التح ّوالت العربية‬ ‫وتو ّقع تزاي ��د التحديات‪ .‬فبح�سب عدنان �أحمد‬ ‫يو�سف‪« ،‬تحتاج الدول الت ��ي تم ّر حالي ًا بمرحلة‬ ‫انتقالية �إل ��ى ‪� 3‬سنوات ت�شه ��د خاللها مخا�ض ًا‬ ‫�سيا�سي� � ًا و�إقت�صادي� � ًا و�إجتماعي� � ًا»‪ .‬و ُيح ّذر من‬ ‫�أ ّن ��ه خالل هذه الفترة �سترتفع معدّالت البطالة‬ ‫وينخف� ��ض الن�ش ��اط االقت�صادي‪ .‬م ��ع العلم �أن‬ ‫المنطق ��ة تعان ��ي �أعل ��ى مع ��دالت البطال ��ة في‬ ‫�أو�ساط ال�شباب عالمي ًا‪.‬‬

‫من األسواق‬ ‫"فرن�س���بنك للأعم���ال" جائ���زة "�أف�ض���ل‬ ‫ح���از‬ ‫َ‬ ‫م�ص���رف للأعمال" ل�س���نة ‪ 2012‬من مجلة "وورلد‬ ‫فاينان����س" ‪ World Finance‬العالمي���ة‬ ‫المتخ�ص�ص���ة في الأ�س���واق المالية والم�ص���رفية‪،‬‬ ‫وذل���ك ف���ي �أح���دث تقويم �س���نوي تجري���ه المجلة‬ ‫للم�صارف والم�ؤ�س�سات المالية في العالم‪.‬‬ ‫"فرن�س���بنك للأعمال"‬ ‫وجاء التكريم تقديراً اللتزام‬ ‫َ‬ ‫ور�ؤيت���ه ف���ي تقدي���م خدم���ات م�ص���رفية ممي���زة‬ ‫لعمالئ���ه‪ ،‬وذل���ك عب���ر تبن���ي �أف�ض���ل التطبيقات‬ ‫والممار�سات العالمية في توفير خدمات م�صرفية‬ ‫موثوقة للأعمال والإ�ستثمار‪.‬‬ ‫من جانبه‪ ،‬قال رئي����س مجل�س االدارة المدير العام‬ ‫الق�ص���ار "نحن فخورون‬ ‫لفرن�س���بنك للأعمال نديم‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫بهذا التقدير الذي ي�أتي بمثابة تج�سيد لم�ستويات‬ ‫الثقة الناجمة عن تميز �أداء م�صرفنا الم�ستمر‪.‬‬ ‫طالبت غرفة تجارة دم�ش���ق م�ص���رف �س���وريا‬ ‫المركزي بالتدخل المبا�ش���ر في ال�س���وق وبخف�ض‬ ‫�س���عر ال�ص���رف بغية اث���ارة الإرتي���اح لقدرته على‬ ‫التدخل وتكبيد الم�ضاربين بالدوالر خ�سائر النهم‬ ‫يراهنون على ارتفاعات م�ستمرة للدوالر‪.‬‬ ‫وطالبت في بيان التركيز على الإنفاق اال�ستثماري‪،‬‬ ‫م�ؤكدة �ض���رورة خف�ض عجز الموازن���ة الى الحدود‬ ‫المقبول���ة عالمي���ا"‪ .‬و�ش���ددت عل���ى �ض���رورة‬ ‫�إعتماد منهج وا�ض���ح فى الإ�ص�ل�اح الإاقت�ص���ادي‬ ‫والإجتماع���ي‪ ،‬والتركيز �أكثر عل���ى تكاف�ؤ الفر�ص‬ ‫بي���ن المواطني���ن و�إع���ادة �إحياء الطبقة الو�س���طى‬ ‫"لأنها المحرك الأ�سا�س للعمل الإقت�صادي"‪.‬‬ ‫بلّ���غ بن���ك الخلي���ج المتحد البحريني بور�ص���ة‬ ‫الكوي���ت بموافق���ة جمعيت���ه العمومية عل���ى الغاء‬ ‫ادراج �أ�سهمه في بور�صة الكويت‪.‬‬ ‫و�أف���ادت بور�ص���ة الكوي���ت ف���ي بيان ن�ش���ر على‬ ‫موقعه���ا االلكترون���ي‪ ،‬ان الم�س���اهمين فو�ض���وا‬ ‫مجل�س �إدارة البنك لإتخاذ الخطوات الالزمة لتنفيذ‬ ‫هذه التو�ص���ية‪ .‬ولم يذكر البيان �أية تفا�صيل عن‬ ‫�سبب االن�سحاب‪.‬‬ ‫�أك���دت م�ص���ادر م�ص���رفية �أن قط���ر �س���تبيع‬ ‫�س���ندات �إ�س�ل�امية بقيم���ة ‪ 4‬ملي���ارات دوالر على‬ ‫دفعتين‪ ،‬ومن المقرر ت�س���عيرها بعد تراجع ال�سعر‬ ‫اال�ستر�ش���ادي الأول���ي بف�ض���ل الطل���ب الهائ���ل‪.‬‬ ‫واجتذب���ت ه���ذه ال�ص���فقة‪ ،‬وه���ي تت�ض���من �أول‬ ‫�صكوك دولية ت�ص���درها قطر منذ نحو ‪ 10‬اعوام‪،‬‬ ‫طلب���ات اكتتاب بنحو ‪ 22‬مليار دوالر‪ ،‬بما ي�س���مح‬ ‫للمقتر����ض ب�أخ���ذ الحد الأق�ص���ى المت���اح‪ ،‬وهو ‪4‬‬ ‫مليارات دوالر‪.‬‬

‫‪Issue 1 - October - 2012‬‬

‫‪63‬‬


‫البور�صات العربية والدولية‬

‫�أخبار �أ�سواق المال‬

‫العمالت‬

‫المؤشر‬

‫الربح في بور�صات الخليج ممكن في الأيام ال�صعبة‬ ‫�أدّت م�ؤ�ش ��رات الأ�سه ��م ف ��ي العال ��م العرب ��ي �أ�سو�أ‬ ‫�أداء بالن�سب ��ة ال ��ى كل المقايي�س في ‪ ،2011‬جراء‬ ‫تداعي ��ات "الربي ��ع العرب ��ي" الت ��ي �أث ��رت عل ��ى‬ ‫البور�ص ��ات في ��ه و�ضاعف ��ت م ��ن خ�سائره ��ا‪ .‬لكن‬ ‫نظ ��رة فاح�ص ��ة ال ��ى ع ��دد م ��ن الأ�سه ��م الفردية‬ ‫تك�ش ��ف انه ما زال في الإمكان الك�سب في �أ�سواق‬ ‫ر�أ�س المال العربية‪.‬‬ ‫لق ��د خ ّلف ��ت الإنتفا�ض ��ات المتنقل ��ة بي ��ن تون�س‪،‬‬ ‫وم�ص ��ر‪ ،‬وليبيا‪ ،‬واليمن و�سوريا ‪� ...‬آثارا" �سلبية‬ ‫عل ��ى �أ�س ��واق ر�أ� ��س الم ��ال ف ��ي ال�ش ��رق الأو�س ��ط‬ ‫و�شم ��ال �إفريقي ��ا‪ .‬م ��ع رب ��ح �سن ��وي �صغي ��ر تم ّثل‬ ‫ف ��ي واح ��د ف ��ي المئ ��ة‪ ،‬كان م�ؤ�ش ��ر بور�صة قطر‬ ‫ه ��و المقيا� ��س العرب ��ي الوحيد ال ��ذي تقدم على‬ ‫مدار العام الما�ضي‪ .‬على الرغم من �أن الإمارات‬ ‫العربي ��ة المتح ��دة ‪ -‬مث ��ل قط ��ر ‪ -‬ل ��م ت�شه ��د‬ ‫�أي ��ة �إنتفا�ض ��ة �أو �إحتجاج ��ات م ��ن �أي ن ��وع‪ ،‬هوت‬ ‫م�ؤ�ش ��رات الأ�سهم في دب ��ي و�أبو ظبي ‪ ٪17‬و ‪٪13‬‬ ‫على التوالي‪ ،‬ويرجع ذلك �أ�سا�سا" �إلى التحديات‬ ‫الم�ستمرة في القطاع العقاري‪.‬‬ ‫ف ��ي الواق ��ع‪ ،‬كان ��ت ن�سب ��ة الخط ��ر المنهجي في‬ ‫�أ�س ��واق الم ��ال مرتفع ��ة ف ��ي ‪ ،2011‬حي ��ث �س ��ادت‬ ‫حال ��ة ع ��دم اليقي ��ن‪ ،‬لي� ��س ب�سب ��ب اال�ضطرابات‬ ‫الإقليمي ��ة فح�س ��ب‪ ،‬ب ��ل �أي�ض ��ا" ب�سب ��ب الآث ��ار‬ ‫الجانبي ��ة ال�سلبي ��ة المترتب ��ة عن �أزم ��ة الديون‬ ‫ف ��ي الوالي ��ات المتح ��دة ومنطق ��ة الي ��ورو‪ .‬ومع‬ ‫ذل ��ك �إذا تمع ّن ��ا ف ��ي �أداء الأ�سه ��م الفردي ��ة خالل‬ ‫الن�صف الثاني من ‪ ،2011‬يتب ّين �أن الم�ستثمرين‬ ‫الذين خاطروا ب�أموالهم كوفئوا في العديد من‬ ‫الحاالت ف ��ي كل دول مجل�س التعاون الخليجي‪.‬‬ ‫وينبغ ��ي للق ��راء الت�سجي ��ل هن ��ا ب� ��أن مناق�ش ��ات‬ ‫الأوراق المالي ��ة التالي ��ة ال تم ّث ��ل تو�صي ��ات‬ ‫لل�ش ��راء‪ ،‬كما �أن الأداء الما�ض ��ي لأ�سهم مع ّينة ال‬ ‫ي�ضمن �أية عائدات في الم�ستقبل !‬ ‫ف ��ي حين عرف الم�ؤ�شر العام ل�سوق دبي المالي‬ ‫(‪ )DFMGI‬هبوط ��ا" م�ستمرا"م ��ن تم ��وز‬ ‫(يولي ��و) �إل ��ى كان ��ون الأول (دي�سمب ��ر) ‪،2011‬‬ ‫�إرتفع ��ت �أ�سه ��م �شرك ��ة "�أرابت ��ك للإن�ش ��اءات"‬ ‫ وه ��ي م ��ن الأ�سه ��م الأكث ��ر �سيول ��ة ف ��ي دول ��ة‬‫الإم ��ارات ‪ -‬ال ��ى ‪ ٪26‬خالل الفت ��رة عينها و�سط‬ ‫ت ��داول مرتفع الأحجام ولك ��ن متق ّلب‪ .‬وكان تم‬ ‫‪62‬‬

‫بورصة الكويت‬

‫تدويل "�أرابتك"‪ ،‬ومقرها دبي‪ ،‬وتنويع محفظة‬ ‫عميله ��ا‪ .‬وبل ��غ ال�سع ��ر بالن�سب ��ة ال ��ى الربحي ��ة‬ ‫مع ��دل ‪( 7.69‬وفق ��ا" للبيانات الت ��ي جمعت في‬ ‫�سجل ال�سع ��ر بالن�سبة‬ ‫�س ��وق دب ��ي المالي)‪ ،‬كم ��ا ّ‬ ‫الى القيمة الدفترية معدل ‪ ،0.88‬وهما معدالن‬ ‫منخف�ض ��ان ن�سبيا" حيث �إجتذب ��ا الباحثين عن‬ ‫م�ساومة و�صيادي المنا�سبات‪.‬‬ ‫ف ��ي بور�ص ��ة "نا�س ��داك""‪ "Nasdaq‬دب ��ي‪ ،‬كان‬ ‫�أداء تاج ��ر المجوه ��رات "داما� ��س" "‪"Damas‬‬ ‫م ��ن �أف�ض ��ل الأداءات ‪ .‬لق ��د ت�ضاعف ��ت قيم ��ة‬ ‫�أ�سهم ��ه مرتي ��ن تقريب ��ا" خ�ل�ال الن�ص ��ف الثاني‬ ‫م ��ن ال�سن ��ة م ��ن ‪ 0.10‬دوالر �إل ��ى ‪ 0.19‬دوالر‪،‬‬ ‫عل ��ى الرغ ��م من �إنخفا�ض �أحج ��ام التداول‪ .‬لقد‬ ‫�إ�ستفاد "داما�س" من ارتفاع �أ�سعار الذهب‪ ،‬ومن‬ ‫�إ�ستراتيجي ��ة ت�سويق ن�شيطة �إ�ستطاع بوا�سطتها‬ ‫ج ��ذب الم�ستهلكي ��ن خالل �شهر رم�ض ��ان في �آب‬ ‫(�أغ�سط�س) ‪ ،2011‬وفي نهاية العام الفائت‪.‬‬ ‫وف ��ي بور�ص ��ة "ت ��داول" ف ��ي الريا� ��ض‪ ،‬كان ��ت‬ ‫�ش ��ركات الت�أمين الأف�ضل �أداء‪ .‬في �أعقاب الأزمة‬ ‫المالي ��ة‪� ،‬أ�صبحت الم�ؤ�س�س ��ات والأفراد على حد‬ ‫�سواء �أكثر وعيا" للمخاطر التي قد تنجم �إذا ما‬ ‫ترك ��وا ممتلكاتهم‪ ،‬و�صحته ��م‪� ،‬أو ال�سلع الفاخرة‬ ‫التي يملكونها من غير ت�أمين‪ .‬في الوقت نف�سه‪،‬‬ ‫�إتخذت م�ؤ�س�سة النقد العربي ال�سعودي (�ساما)‬ ‫خط ��وات لتطوي ��ر الإط ��ار القانون ��ي ل�ش ��ركات‬ ‫الت�أمين‪ .‬و�أثار هذا �إقباال" متزايدا" على �شركات‬ ‫الت�أمي ��ن التقليدي ��ة والإ�سالمي ��ة المدرج ��ة‪.‬‬

‫العدد الأول‪ - ‬ت�شرين الأول (�أكتوبر) ‪٢٠١٢ -‬‬

‫وارتفع ��ت قيم ��ة �أ�سهم‪ ،‬م�ش ّغ ��ل "تكاف ��ل"‪� ،‬شركة‬ ‫الراجح ��ي للت�أمين التعاوني عل ��ى �سبيل المثال‬ ‫من ‪ 35‬رياال" �سعوديا" في بداية ‪� 2011‬إلى �أكثر‬ ‫م ��ن ‪ 52.75‬ري ��اال" (م ��ع �إقفال "ت ��داول" في ‪28‬‬ ‫كانون الأول (دي�سمبر) المن�صرم)‪.‬‬ ‫م ��ن جه ��ة �أخرى‪� ،‬إرتفع ��ت �أ�سعار النف ��ط (الخام‬ ‫االميرك ��ي) بن�سب ��ة ‪ ٪10.5‬ف ��ي الع ��ام ‪ ،2011‬لكن‬ ‫م�ؤ�ش ��ر �أ�سع ��ار النف ��ط الح�سا� ��س ل�س ��وق الكويت‬ ‫ل�ل��أوراق المالية �إنخف�ض �أكث ��ر من ‪ ٪16‬نتيجة‬ ‫لأزم ��ة ف ��ي مجل� ��س الأم ��ة الكويت ��ي‪ .‬وم ��ع ذلك‪،‬‬ ‫�إرتفع ��ت �أ�سه ��م �شركة طيران الجزي ��رة الكويتية‬ ‫�أكث ��ر من ثالثة �أ�ضعاف عل ��ى مدى االثني ع�شر‬ ‫�شه ��را" الما�ضي ��ة‪ .‬وق ��ال الرئي� ��س التنفي ��ذي‬ ‫ل�شركة طي ��ران الجزيرة �ستيف ��ان بيت�شلر‪�" :‬إننا‬ ‫ل ��ن نفع ��ل �شيئ ��ا" �ض ��د م ��ا يخل ��ق قيم ��ة م�ضافة‬ ‫للم�ساهمي ��ن"‪ .‬الواق ��ع ان بيت�شل ��ر‪ ،‬وه ��و م ��ن‬ ‫قدامى العاملين في �صناعة الطيران وال�سياحة‬ ‫والمدي ��ر التنفي ��ذي ال�ساب ��ق ل�شرك ��ة "توما� ��س‬ ‫كوك"‪� ،‬إ�ستطاع تو�سيع عمليات "الجزيرة" حيث‬ ‫ح�ص ��د ف ��ي الوقت المح ��دد �أداء عالي ��ا" بلغ �أكثر‬ ‫من ‪.٪95‬‬ ‫يبقى ان الأمثلة المذكورة �أعاله تظهر المالمح‬ ‫التي ينبغي للم�ستثمرين درا�ستها عند الإ�ستثمار‬ ‫ف ��ي الأ�سه ��م‪� :‬إ�ستراتيجي ��ة ال�شرك ��ة الفردي ��ة‬ ‫وتنفيذه ��ا؛ تقيي ��م �سع ��ر ال�سه ��م المنخف� ��ض‪،‬‬ ‫و�إتجاهات القطاع الداعم ونوعية الإدارة‪.‬‬ ‫دبي ‪ -‬ب�سام الجندي‬


‫�أ�سواق المال‬

‫عالم المصارف‬

‫في ظل �إقت�صاد كلي �ضعيف‬

‫القطاع المصرفي المصري‬ ‫في عين العاصفة!‬ ‫ي�شير خبراء المال الى ان توقعاتهم بالن�سبة الى القطاع الم�صرفي الم�صري في‬ ‫العام ‪ 2012‬لي�ست متفائلة ف��ي ظل ماكرو‪�-‬إقت�صاد (�إقت�صاد كلي) �ضعيف‪،‬‬ ‫ومخاطر انخفا�ض قيمة العملة‪ ،‬و�إرتفاع مخ�ص�صات خ�سائر القرو�ض‪.‬‬ ‫القاهرة ‪ -‬هدى �أحمد‬ ‫ف ��ي ظ ��ل خلفي ��ة �إقت�ص ��اد كل ��ي �ضعيفة‪،‬‬ ‫ومخاط ��ر �إنخفا�ض قيم ��ة العملة‪ ،‬وعدم‬ ‫اليقين بالن�سبة ال ��ى الو�ضع ال�سيا�سي على الرغم من‬ ‫�إنتخ ��اب محمد مر�س ��ي رئي�سا" للجمهوري ��ة وت�شكيله‬ ‫لحكوم ��ة جدي ��دة‪ ،‬ال ت ��زال توقعات الخب ��راء بالن�سبة‬ ‫الى القطاع الم�صرفي الم�صري في ‪ 2012‬حذرة‪ .‬في‬ ‫الواقع‪ ،‬ان �إعتماد التو�سع في الموازنات العمومية من‬ ‫المرجح �أن يظل بعيدا" من �سيا�سات الم�صارف حتى‬ ‫‪ 2013‬عل ��ى �أقرب تقدير‪ .‬و�أح ��دث البيانات ال�صادرة‬ ‫ع ��ن البنك المرك ��زي الم�ص ��ري ي�سلط ال�ض ��وء على‬ ‫م�شكل ��ة في ه ��ذا القط ��اع‪� ،‬إذ ان التو�سع ف ��ي الأ�صول‬ ‫المحلية لم يبلغ �سوى ن�سبة ‪ ٪0.2‬فقط في العام على‬ ‫ا�سا� ��س �سنوي في ت�شرين الثان ��ي (نوفمبر) الما�ضي‪،‬‬ ‫لي�ص ��ل ال ��ى ‪ 1.3‬تريلي ��ون جني ��ه م�ص ��ري (‪221.8‬‬ ‫مليار دوالر)‪ .‬م ��ع توقف منح قرو�ض جديدة في �شكل‬ ‫ف ّعال‪ ،‬جاء التو�سع الرئي�س في نمو الأ�صول في المقام‬ ‫الأول نتيجة لزي ��ادة في محافظ ال�سندات من البنوك‬ ‫الحكومية‪.‬‬ ‫خ�ل�ال ال ‪� 11‬شه ��را" االولى من ‪ ،2011‬نم ��ا �إجمالي‬ ‫القرو�ض في القطاع الم�صرفي بن�سبة ‪ ٪4.2‬فقط على‬ ‫�أ�سا�س �سنوي‪ ،‬في مواجه ��ة نمو في محفظة ال�سندات‬ ‫في ه ��ذا القطاع بلغت ن�سبت ��ه ‪ .٪11.6‬و�أدى هذا الى‬ ‫رف ��ع ن�سبة ن�صي ��ب ال�سندات من مجم ��وع الموجودات‬ ‫�إلى ‪ ٪37.1‬مقابل ن�سبة ‪ ٪36‬من القرو�ض‪ .‬وكما �أفاد‬ ‫بع� ��ض الخبراء ف ��ي منا�سبات عديدة �سابق ��ة‪� ،‬أنه مع‬ ‫موا�صلة �إتجاه العائ ��دات على �سندات الدولة المحلية‬ ‫�صعدا"‪ ،‬ف� ��إن البنوك التي تمل ��ك ح�ص�صا" �أكبر من‬ ‫�أ�صوله ��ا م ��ن الأوراق المالية الحكومي ��ة من المرجح‬ ‫�أن تظ ��ل مدعومة جيدا" من �صاف ��ي عائدات الفائدة‬ ‫و�س ��ط الك�آب ��ة الإقت�صادية الأو�سع نطاق ��ا"‪ .‬على هذا‬

‫الأ�سا�س تبدو توقعات الخبراء �أقل تفا�ؤال" ب�ش�أن �آفاق‬ ‫نم ��و القرو�ض‪� ،‬إ�ضاف ��ة الى ان ع ��دم اليقين المحيط‬ ‫بالو�ضع ال�سيا�س ��ي من المرجح ان يبقي نمو االئتمان‬ ‫في م�صر �ضعيفا"‪.‬‬ ‫م ��ن جه ��ة �أخرى‪ ،‬م ��ا زالت تدفق ��ات الودائ ��ع �أي�ضا"‬ ‫تتباط�أ‪ ،‬ما �أثار مخاوف الجمهور وبد�أ يه ّز ثقته الكامنة‬ ‫بالن�سب ��ة الى القط ��اع الم�صرفي‪ .‬ف ��ي ت�شرين الثاني‬ ‫(نوفمب ��ر) الفائت‪� ،‬إرتفع ر�صي ��د �إجمالي الودائع في‬ ‫النظام الم�صرف ��ي ‪ ٪4.5‬على �أ�سا�س �سنوي (مقابل‬ ‫ت�ضخم في �أ�سع ��ار الم�ستهلكين يلغت ن�سبته ‪،)٪9.1‬‬ ‫م�سج�ل�ا" بذل ��ك �أبط�أ وتيرة نم ��و في �سل�سل ��ة بيانات‬ ‫الخب ��راء التي تعود �إلى حزي ��ران (يونيو) ‪ .2005‬كما‬ ‫�أ�شار الخبراء الى �أن هناك �أي�ضا" �إتجاها" ملحوظا"‬ ‫للدول ��رة داخ ��ل النظام‪ ،‬وال ��ذي يتوقعون ��ه �أن ي�ستمر‬ ‫نظ ��را" ال ��ى المخاط ��ر الم�ستمرة ج ��راء الإ�ضطراب‬ ‫والإنخفا� ��ض الق�س ��ري لقيمة �سعر الجني ��ه الم�صري‬ ‫خ�ل�ال الأ�شهر المقبلة‪ .‬في ت�شري ��ن الثاني (نوفمبر)‬ ‫‪ ،2011‬ارتفع ��ت ودائع العمل ��ة المحلية بن�سبة ‪ ٪2‬على‬ ‫ا�سا�س �سن ��وي (مقارنة ب ‪ ٪1.5‬في ال�شهر نف�سه من‬ ‫العام ‪ .)2010‬لكن على الرغم من �أن الثقة في العملة‬ ‫تنهار‪ ،‬ف�إن هنك �أمرا" م�شجعا" مع ذلك‪ ،‬يتم ّثل بعدم‬ ‫ح ��دوث عمليات �سحب عملة بالجمل ��ة من الودائع في‬ ‫القطاع الم�صرفي‪.‬‬ ‫�أم ��ا بالن�سبة ال ��ى كيفي ��ة ت�أثير تخفي�ض قيم ��ة العملة‬

‫الخبراء‪ :‬الميزان الكلي للقطاع الم�صرفي‬ ‫الم�صري �سينمو بن�سبة ‪ %7‬في ‪2012‬‬ ‫�إنخفا�ض ًا بحولى ‪ %1‬عن ‪2011‬‬

‫الرئيس محمد مرسي‪ :‬إنتخابه لم يبدد بعد حالة عدم اليقين‬

‫الر�سمي ��ة على اال�ستق ��رار الأ�سا�سي يتوقع الخبراء ان‬ ‫تك ��ون هن ��اك مهلة‪ ،‬ذل ��ك �أن هذا القط ��اع يعاني من‬ ‫عدم تطابق بين الودائع والقرو�ض فح�سب‪ .‬و�إعتبارا"‬ ‫من �أول ت�شري ��ن الثاني (نوفمب ��ر) الما�ضي‪ ،‬لم تم ّثل‬ ‫القرو� ��ض بالعم�ل�ات الأجنبي ��ة �س ��وى ‪ ٪27.6‬م ��ن‬ ‫�إجمال ��ي مخ ��زون القرو� ��ض غير الم�س ��ددة‪ ،‬في حين‬ ‫�أن الودائ ��ع بالعم�ل�ات الأجنبي ��ة بلغ ��ت ‪ ٪21.2‬م ��ن‬ ‫المجم ��وع‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ف�إن تخفي� ��ض الجنيه الم�صري‬ ‫ب ‪ ،٪15‬كم ��ا يتوق ��ع الخبراء‪� ،‬سوف ي�ؤث ��ر على قدرة‬ ‫المقتر�ضين على ال�سداد‪ ،‬والذين يعانون فعليا" و�سط‬ ‫ركود في االقت�صاد الأو�سع نطاقا"‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬من‬ ‫المتوقع �أن ان ترتفع مخ�ص�صات الم�صارف لخ�سائر‬ ‫القرو� ��ض على الأقل خالل الن�ص ��ف الأول من ‪،2012‬‬ ‫والت ��ي �سوف ت�ص ��ل من دون �ش ��ك �إل ��ى الربحية هذا‬ ‫الع ��ام‪ .‬وكان توفي ��ر مثل هذه المخ�ص�ص ��ات بالت�أكيد‬ ‫عام�ل�ا" في التدهور الملحوظ للبنك التجاري الدولي‬ ‫ف ��ي الع ��ام ‪ 2011‬مع هب ��وط �صافي �أرباح ��ه الى �أكثر‬ ‫م ��ن ‪ ٪20‬ف ��ي العام عل ��ى �أ�سا� ��س �سن ��وي لي�صل الى‬ ‫م ��ا يقرب من ‪ 1.6‬ملي ��ار جنيه م�صري‪ .‬ف ��ي الواقع‪،‬‬ ‫و�ض ��ع البنك جانب ��ا" ‪ 321‬مليون جني ��ه لأحكام العام‬ ‫الما�ض ��ي‪� ،‬إرتفاع ��ا" م ��ن ‪ 6‬ماليي ��ن جنيه ف ��ي العام‬ ‫‪ .2010‬وفق ��ا" للبن ��ك التج ��اري الدول ��ي‪ ،‬كان توفي ��ر‬ ‫المخ�ص�صات العالية للقرو�ض مقيا�سا" وقائيا" �إتخذ‬ ‫من �أجل مواجهة اال�ضطرابات االقت�صادية الجارية‪.‬‬ ‫الواق ��ع ان توقع ��ات الخب ��راء الح ��ذرة بالن�سب ��ة ال ��ى‬ ‫القطاع الم�صرفي الم�صري ال تزال في خانة الت�شا�ؤم‬ ‫ن�سبي ��ا"‪ .‬حالي ��ا"‪ ،‬يتوق ��ع معظ ��م المتابعي ��ن تو�سعا"‬ ‫ونم ��وا" في المي ��زان الكل ��ي للقطاع بن�سب ��ة ‪ ٪7‬فقط‬ ‫ف ��ي ‪� 2012‬إنخفا�ض ��ا" بحوال ��ي ‪ ٪1‬ع ��ن ‪ .2011‬كما‬ ‫يتوق ��ع الخب ��راء ان ينم ��و �إجمالي القرو� ��ض في �شكل‬ ‫طفي ��ف‪ ،‬و�أن يك ��ون ‪ ،٪5‬مقارن ��ة بحوال ��ي ‪ ٪2‬ف ��ي‬ ‫العام ‪2011‬‬

‫‪Issue 1 - October - 2012‬‬

‫‪65‬‬



‫‪Hong Kong Modern Service Industry‬‬ ‫‪ ،"Cooperation Zone‬وه ��ي تق ��ع بالقرب من‬

‫الح ��دود م ��ع هون ��غ كون ��غ المزدحمة وتبل ��غ تكلفة‬ ‫�إن�شائه ��ا ‪ 45‬ملي ��ار دوالر‪ .‬وكان ��ت التفا�صيل التي‬ ‫�أعلن ��ت حول اال�صالح ��ات المالية الت ��ي �ستحدث‬ ‫بال�ضبط في المنطقة متناثرة وغير وا�ضحة‪ .‬لكن‬ ‫م ��ن الممك ��ن‪ ،‬ح�سب بع� ��ض الخب ��راء‪� ،‬أن ت�شمل‬ ‫التدابي ��ر �إ�ص ��دار ت�صاري ��ح ورخ� ��ص لمنح بع�ض‬ ‫القرو� ��ض بالعمل ��ة ال�صيني ��ة (المعروف ��ة باليوان‬ ‫�أو الرنمينب ��ي) لل�شركات عبر الح ��دود بين هونغ‬ ‫كونغ والبر ال�صيني‪ .‬ولك ��ن الهدف بان وا�ضحا"‪:‬‬ ‫ان ال�صي ��ن �ستتخذ خط ��وات لتحرير الطرق �أمام‬ ‫عملتها الوطني ��ة لإ�ستخدامها في مج ��ال التمويل‬ ‫الدول ��ي‪" .‬ال�سيا�سة العامة للبالد تقوم على الفتح‬ ‫التدريج ��ي لح�س ��اب ر�أ�سماله ��ا وتحقي ��ق قابلي ��ة‬ ‫التحويل الكامل لليوان"‪ ،‬قال ت�شانغ �شياو ت�شيانغ‪،‬‬ ‫نائب رئي�س مجل�س �إدارة "اللجنة الوطنية ال�صينية‬ ‫للتنمية واال�صالح" الم�ؤثرة‪ .‬و�أ�ضاف‪" :‬ينبغي على‬ ‫كيانهاي "‪ ،"Qianhai‬كمنطقة تجريبية �أولى في‬

‫�صناع ��ة الخدمات الحديثة فى الب�ل�اد‪� ،‬أن تكون‬ ‫رائدة في ذلك"‪.‬‬ ‫ف ��ي �إعالنها عن ه ��ذه المنطق ��ة‪ ،‬تتخ ��ذ ال�صين‬ ‫خط ��وة مهمة نحو تحقيق �أحد �أهدافها الرئي�سة ‪-‬‬ ‫رفع و�ضعها من مجرد قوة ت�صنيع عالمية فح�سب‬ ‫�إل ��ى ق ��وة مالية دولي ��ة �أي�ضا"‪ .‬الحقيق ��ة ان بكين‬ ‫ت�سع ��ى جاه ��دة لجعل عملته ��ا الوطني ��ة ت�ستخدم‬ ‫عل ��ى نطاق �أو�س ��ع دولي ��ا"؛ وبف�ضل تزاي ��د �أهمية‬ ‫ال�صي ��ن في التجارة العالمية‪ ،‬ك�سب اليوان �شيئا"‬ ‫م ��ن الأهمية ف ��ي جمي ��ع �أنح ��اء العال ��م‪ .‬والواقع‬ ‫ان الي ��وان ق ��د �إ�ستخ ��دم عل ��ى نحو �أكث ��ر تواترا"‬

‫�أعلنت بكين عن �إن�شاء منطقة‬ ‫�إقت�صادية جديدة لإجراء تجارب على‬ ‫تحويل العملة قد تكون نقطة تحول‬ ‫كبيرة في نظامها المالي‬ ‫مدينة تشنتشن‪:‬‬ ‫ثورة إصالحية‬ ‫ثانية على الطريق‬

‫ف ��ي العملي ��ات التجاري ��ة التي جرت بي ��ن ال�صين‬ ‫و�شركائه ��ا‪ .‬في ث�ل�اث �سنوات فق ��ط‪ ،‬زاد ن�صيب‬ ‫تجارتها الدولية التي �س ��ددت باليوان من ال �شيء‬ ‫الى ‪ ٪8‬في ‪ .2011‬وكانت بكين ت�شجع هذا االتجاه‬ ‫م ��ن خ�ل�ال �سل�سلة م ��ن ترتيبات مقاي�ض ��ة العملة‬ ‫لجع ��ل اليوان �أكثر توافرا"‪ .‬وقد و ّقعت ال�صين في‬ ‫حزيران (يونيو) الما�ضي �صفقة تقدر ب‪ 30‬مليار‬ ‫دوالر مع البرازيل‪ .‬كم ��ا �سمحت لبع�ض ال�شركات‬

‫ال�صيني ��ة بت�سوي ��ة �صفق ��ات تجارية بالي ��وان من‬ ‫خ�ل�ال بنوك هونغ كون ��غ‪ ،‬مح ّولة بذل ��ك المنطقة‬ ‫الإداري ��ة الخا�ص ��ة ال ��ى مرك ��ز رئي� ��س للأعم ��ال‬ ‫التجاري ��ة بالعملة ال�صينية ف ��ي الخارج‪ .‬فالأوراق‬ ‫المالي ��ة المق ّومة باليوان متاحة للم�ستثمرين‪ ،‬مثل‬ ‫�سن ��دات "دي ��م �س ��ام" " ‪ ،"Dim Sum‬في هونغ‬ ‫كون ��غ‪ .‬وفيم ��ا ق ��وة ال�صي ��ن الإقت�صادي ��ة ال تزال‬ ‫تنم ��و‪ ،‬ف�إن نفوذ عملتها �سوف يزداد حتما" معها‪.‬‬ ‫"م ��ن الوا�ضح �أن البنوك المركزي ��ة �أكثر و�أكثر‬ ‫ت ��درك انه ال ��ى جانب التراج ��ع العالم ��ي للدوالر‬ ‫الأميرك ��ي كعمل ��ة احتياطي ��ة‪ ،‬ف�إنه م ��ن المحتمل‬ ‫ان ي�صب ��ح الرنمينبي العملة الأخرى التي �ستك�سر‬ ‫�إحتكار ال ��دوالر في نظام االحتياط ��ي العالمي "‪،‬‬ ‫كتب "جون ما"‪ ،‬الخبير االقت�صادي لدى "دويت�شه‬ ‫بن ��ك" ‪ ،‬في تقرير �صدر ف ��ي ‪ 25‬حزيران (يونيو)‬ ‫الفائت‪.‬‬ ‫لك ��ن هناك حدودا" وا�ضحة لم ��دى �سرعة اليوان‬ ‫كي ي�ستطيع ان ي�صب ��ح مناف�سا" حقيقيا" للدوالر‬ ‫�أو حت ��ى اليورو‪ .‬اليوان ال ي ��زال غير قابل للتحويل‬ ‫الكامل في المعام�ل�ات المالية‪ ،‬كما �أنه ال يتداول‬ ‫عل ��ى نطاق وا�س ��ع خارج ال�صي ��ن‪ .‬وقيمته ت�سيطر‬ ‫عليه ��ا وتحدده ��ا الحكوم ��ة ال�صيني ��ة‪ .‬وبم ��ا ان‬ ‫و�صول الم�ستثمرين الأجانب الى الأ�سهم ال�صينية‬ ‫وغيره ��ا من الأ�صول مق ّيد‪ ،‬فلي� ��س لديهم بالتالي‬ ‫كمية كبيرة من اليوان كي ي�ستطيعوا فعل �أي �شيء‬ ‫يذكر‪ .‬الى ان ت�صبح التجارة بوا�سطة اليوان �أكثر‬ ‫توجها" نح ��و ال�س ��وق و�شفافة‪ ،‬والعمل ��ة ال�صينية‬ ‫والأ�ص ��ول المق ّومة به ��ا متاحة على نط ��اق وا�سع‪،‬‬ ‫وت�صب ��ح الأ�س ��واق المالية في ب�ل�اد ماوت�سي تونغ‬ ‫�أكث ��ر �إنفتاح ��ا"‪ ،‬ف�إن حلم بكين ك ��ي تلعب عملتها‬ ‫دورا" مهيمنا" عل ��ى ال�صعيد الدولي �سيكون غير‬ ‫قابل للتحقيق‪" .‬م ��ن دون ح�ساب ر�أ�سمال مفتوح‪،‬‬ ‫ف�إن تدويل الرنمينبي يمكن �أن يحقق �أقل من ‪٪10‬‬ ‫م ��ن �إمكاناته فق ��ط"‪ ،‬يفيد الخبي ��ر الإقت�صادي‬ ‫"ج ��ون م ��ا"‪" .‬ان �ضواب ��ط ر�أ�س الم ��ال‪� ،‬إن لم‬ ‫تتم �إزالته ��ا‪� ،‬سوف ت�صبح مفت ��اح عنق الزجاجة‬ ‫الرئي�س لتدويل اليوان في ال�سنوات المقبلة"‪.‬‬ ‫له ��ذا ال�سب ��ب تعتبر منطق ��ة العمل ��ة الجديدة في‬ ‫"�شنت�ش ��ن" مهم ��ة ج ��دا"‪ .‬من خ�ل�ال �سماحها‬ ‫بحري ��ة المعامالت المالية بالي ��وان عبر الحدود‪،‬‬ ‫ف�إن بكي ��ن تتخذ خط ��وة نحو تفكي ��ك القيود على‬ ‫ر�أ� ��س الم ��ال التي كبح ��ت و� ّأخ ��رت عمل ��ة البالد‬ ‫من ان تك ��ون قوة في االقت�ص ��اد العالمي‪ .‬التاريخ‬ ‫يفيدنا ب� ��أن ما يحدث فى "�شنت�ش ��ن" ال يبقى فى‬

‫‪Issue 1 - October - 2012‬‬

‫‪67‬‬


‫�أ�سواق المال‬

‫عمالت‬

‫بعدما هيمنت �صناعي ًا على العالم‬

‫الصين تسعى إلى الهيمنة على أسواق المال‬ ‫ً‬ ‫منافسا للدوالر!‬ ‫بجعل اليوان‬ ‫في ‪ 29‬حزي��ران (يونيو) الما�ضي‬ ‫�أعلن��ت بكين ع��ن �إن�ش��اء منطقة‬ ‫�إقت�صادي��ة جدي��دة ف��ي مدين��ة‬ ‫"�شنت�شن" القريبة من هونغ كونغ‬ ‫في محاول��ة �أولى لتحرير محدود‬ ‫لعملته��ا‪ ،‬وبذل��ك تتط ّل��ع ال�صين‬ ‫ال��ى ما�ضيه��ا الإ�صالح��ي ف��ي‬ ‫الثمانينات لإط�لاق تجربة مهمة‬ ‫ته��دف �إل��ى تو�سي��ع دوره��ا ف��ي‬ ‫النظام المالي العالمي‪.‬‬

‫ّ‬ ‫مسهلة للمشروع الجديد‬ ‫مدينة هونغ كونغ‪:‬‬

‫‪66‬‬

‫بكين ‪ -‬عبد ال�سالم فريد‬ ‫تع ��رف "�شنت�ش ��ن" "‪"Shenzhen‬‬ ‫بالمدين ��ة التي �إنطلقت منها المعجزة‬ ‫االقت�صادية ال�صينية لتعم باقي الأقاليم الوطنية‪.‬‬ ‫ف ��ي العام ‪� ،1980‬أطل ��ق الزعي ��م ال�صيني �آنذاك‬ ‫دنغ �شياو بينغ ورفاقه في بكين �سيا�سة "الإ�صالح‬ ‫والإنفت ��اح"‪ ،‬والت ��ي عل ��ى �أ�سا�سه ��ا بني ��ت منطقة‬ ‫�إقت�صادية خا�صة في القطاع الجنوبي القريب من‬ ‫هونغ كونغ ف ��ي مدينة "�شنت�ش ��ن" حيث �أ�صبحت‬ ‫ف ��ي ما بعد مركزا" لتجربة كبرى رائدة في عملية‬ ‫�إدخال الر�أ�سمالي ��ة الحرة الى ال�صين ال�شيوعية‪.‬‬ ‫وقد وجه ��ت الدعوات في حينه ال ��ى الم�ستثمرين‬ ‫الأجان ��ب لإقامة م�صانع في المنطقة‪ ،‬الأمر الذي‬ ‫فتح الإقت�صاد ال�شيوع ��ي المقفل والمراقب ب�شدة‬ ‫عل ��ى العالم الخارجي‪ .‬وفيما كانت الأموال تتدفق‬ ‫لت�صل الى حوالي ‪ 30‬مليار دوالر من الإ�ستثمارات‬ ‫الأجنبي ��ة‪ ،‬الت ��ي اجتذبتها اليد العامل ��ة ال�صينية‬

‫العدد الأول‪ - ‬ت�شرين الأول (�أكتوبر) ‪٢٠١٢ -‬‬

‫الرخي�صة والوفيرة‪ ،‬كان تاريخ العالم االقت�صادي‬ ‫يتغ ّي ��ر تدريج ��ا" �إلى الأب ��د‪ .‬لقد تح ��ول العمالق‬ ‫الآ�سي ��وي م ��ن حال ��ة زراعي ��ة محلية ال ��ى "ور�شة‬ ‫العال ��م" والمناف�س الرئي�س للهيمن ��ة االقت�صادية‬ ‫الأميركية‪.‬‬ ‫الآن تع ��ود بكي ��ن مجددا" ال ��ى "�شنت�شن" لتجري‬ ‫دفعة جديدة م ��ن تج ��ارب الر�أ�سمالية عن طريق‬ ‫نف�ض الغبار عن تلك الفكرة القديمة من المنطقة‬ ‫االقت�صادي ��ة الخا�ص ��ة وتطويعه ��ا لأغرا�ض مالية‬ ‫�أخ ��رى‪ .‬ويمك ��ن ان تك ��ون عواق ��ب ه ��ذه الخطوة‬ ‫كبي ��رة بالن�سب ��ة ال ��ى كل م ��ن ال�صي ��ن والعال ��م‪.‬‬ ‫ف ��ي ‪ 29‬حزي ��ران (يونيو) الفائ ��ت‪ ،‬ك�شف وا�ضعو‬ ‫ال�سيا�س ��ات ال�صيني ��ة ر�سمي ��ا" �أن جزءا"م ��ن‬ ‫"�شنت�ش ��ن" �سيتح ّول الى نوع جديد من المنطقة‬ ‫االقت�صادي ��ة الخا�ص ��ة لإجراء تجرب ��ة في تحويل‬ ‫العمل ��ة‪ .‬ودعيت هذه المنطق ��ة الجديدة "منطقة‬ ‫تع ��اون �صناع ��ة الخدم ��ات الحديث ��ة لكيانه ��اي‬ ‫�شنت�ش ��ن وهون ��غ كون ��غ" ‪Qianhai Shenzhen-‬‬


‫�أ�سواق المال‬

‫¶‬

‫عمالت‬

‫"�شنت�شن"‪ .‬ف�إ�صالحات فتح الأ�سواق التي بد�أت‬ ‫في المدين ��ة في الثمانينات �ص ��ارت و�إنت�شرت في‬ ‫نهاي ��ة المط ��اف على نط ��اق وطني‪ .‬ه ��ذه المرة‪،‬‬ ‫من المرجح ان تكون �إ�صالحات العملة المقترحة‬ ‫لمنطق ��ة �شنت�ش ��ن الجديدة �أي�ض ��ا" مجرد خطوة‬ ‫�أول ��ى على طريق عملية تحري ��ر �أو�سع بكثير ليوان‬ ‫(الرنمينبي) الذي‪ ،‬م ��ن الناحية النظرية‪ ،‬يمكن‬ ‫�أن تنتهي الى قابلية تحويل كاملة‪.‬‬ ‫وه ��ذا من �ش�أن ��ه �أن يحول حقا" الي ��وان �إلى عملة‬ ‫دولية كبرى قادرة عل ��ى تمثيل تحد لو�ضع الدوالر‬ ‫رق ��م ‪ .1‬لكننا في الواقع ال نزال بعيدين جدا" عن‬ ‫تحقي ��ق ه ��ذه النتيج ��ة‪ .‬ف�شنت�شن ه ��ي واحدة من‬ ‫النواح ��ي الإ�صالحية المهمة العدي ��دة التي يجب‬ ‫تنفيذه ��ا‪ .‬وي�سرد الخبير "جون م ��ا" ‪ 18‬تدبيرا"‬ ‫مهما" من ال�سيا�سات التي ي�شعر ان البالد تحتاج‬ ‫ال ��ى �إتخاذها لتعزيز تدوي ��ل اليوان‪ ،‬بما في ذلك‬ ‫فت ��ح �أ�سواق ر�أ� ��س الم ��ال ال�صيني ��ة للم�ستثمرين‬ ‫الأجان ��ب‪ ،‬وت�شجيع ت�سعير ال�سل ��ع باليوان‪ ،‬وزيادة‬ ‫مرونة �سعر �صرف العملة‪.‬‬ ‫الحقيق ��ة انه لي�س هناك ما يدع ��و الى الإعتقاد‬ ‫ب� ��أن مثل ه ��ذه الإ�صالحات �سوف تت ��م ب�سرعة‪.‬‬ ‫ف ��ي الواق ��ع‪ ،‬لي�س هن ��اك ما ي�ضم ��ن �أنها �سوف‬ ‫تحدث عل ��ى الإطالق‪ .‬ان جهود ال�صين الرامية‬ ‫الى تحري ��ر تدفقات ر�أ�س الم ��ال ونظام عملتها‬ ‫تتقدم بخط ��ى متثاقلة‪ .‬ان عملي ��ة تقييم اليوان‬ ‫ه ��ي �أكثر توجها" قليال" نح ��و ال�سوق مما كانت‬ ‫علي ��ه قبل �سب ��ع �سن ��وات‪ ،‬عندما ت ��م رفع ربطه‬ ‫بالدوالر‪ .‬ومن جهة �أخرى‪ ،‬ال يزال �صناع القرار‬ ‫في ال�صي ��ن يخ�شون هذا النوع من التدفق الحر‬ ‫لر�ؤو� ��س الأم ��وال عبر الح ��دود ال ��ذي يمكن �أن‬ ‫ي�صب ��ح مزعزعا" للإ�ستقرار ف ��ي �أوقات ال�شدة‬ ‫االقت�صادية‪ .‬فهم ي ��رون ان �ضوابط ر�أ�س المال‬ ‫في الب�ل�اد ه ��ي �أداة رئي�سة لحماي ��ة الإقت�صاد‬ ‫الوطني من ويالت ما بعد �أزمة م�صرف "ليمان‬ ‫ب ��راذرز" المالية في العام ‪ .2008‬كما ان هناك‬ ‫م�صالح قوية‪ ،‬م ��ن م�صدرين الى بنوك الدولة‪،‬‬ ‫يمك ��ن �أن تعار� ��ض التحري ��ر المال ��ي ال�سري ��ع‪.‬‬ ‫وللو�ص ��ول الى ي ��وان قابل للتحوي ��ل ب�شكل كامل‬ ‫هن ��اك �إ�صالح ��ات كبي ��رة يج ��ب ان تحدث في‬ ‫القط ��اع المالي المحل ��ي لل�صي ��ن‪ ،‬والتي �سوف‬ ‫يترت ��ب عليه ��ا تحري ��ر �أ�سع ��ار الفائ ��دة‪ ،‬وجعل‬ ‫القطاع الم�صرف ��ي �أكثر قدرة عل ��ى المناف�سة‪.‬‬ ‫ومع انتقال �سيا�سي رئي�س يتم في وقت الحق من‬ ‫هذا العام‪ ،‬ف�إنه لي� ��س من الوا�ضح ما هي �أفكار‬

‫كي يتحرر اليوان كامال" على‬ ‫ال�صين �إدخال �إ�صالحات كبيرة الى‬ ‫القطاع المالي والتي يترتب عليها‬ ‫تحرير �أ�سعار الفائدة وجعل القطاع‬ ‫الم�صرفي �أكثر قدرة على المناف�سة‬

‫الكوادر ال�سيا�سية الجدي ��دة بالن�سبة الى وتيرة‬ ‫الإ�ص�ل�اح االقت�صادي‪ ،‬ما ي�ضع عالمة ا�ستفهام‬ ‫كبيرة على مدى التقدم في الم�ستقبل‪.‬‬ ‫م ��ع ذلك ال يمك ��ن الإ�ستهانة بالآث ��ار المترتبة على‬ ‫تجربة �شنت�ش ��ن الجديدة عل ��ى الإقت�صاد العالمي‪.‬‬ ‫مثلم ��ا غ ّيرت ه ��ذه المدين ��ة الت�صني ��ع العالمي في‬ ‫الثمانين ��ات‪ ،‬يمكنه ��ا �أي�ضا" �أن تغ ّي ��ر �أ�سواق المال‬ ‫والعم�ل�ات العالمية في ال�سن ��وات المقبلة‪ .‬وبما ان‬ ‫المعجزة ال�صينية ال تزال تتابع م�سيرتها‪ ،‬فالم�س�ألة‬ ‫على الأرجح �ستكون متى ولي�س �إذا �أو لو‬ ‫الزعيم الصيني‬ ‫الراحل دنغ شياو‬ ‫بينغ‪ :‬أطلق ثورة‬ ‫اإلصالح من‬ ‫تشنتشن‬

‫‪Issue 1 - October - 2012‬‬

‫‪69‬‬


‫‪SOL‬‬

‫‪Residence DEL‬‬

‫ريزيدن�س دل �سول‬

‫شقق مفروشة لإليجار‬ ‫من مختلف األحجام‬ ‫شتاء‬ ‫إقامة مريحة صيفًا‬ ‫ً‬ ‫موقع رائع على مشارف بيروت‬ ‫ومطل من األعالي على مناظر خالبة‬

‫عني �سعادة ‪ -‬لبنان‬ ‫‪Tel: +961 4870202‬‬


‫تقلبات �أ�سعار النفط تفاقم م�شاكل الإقت�صاد العالمي‬ ‫يثي ��ر ارتف ��اع �أ�سع ��ار النف ��ط وانخفا�ضه ��ا قل ��ق العال ��م‪ ،‬م ��ا يتطل ��ب تح ��ركاً �سريع� �اً ل�ضبطها في‬ ‫االتجاهين‪ ،‬نظراً �إلى الأ�ضرار التي تلحقها التقلبات باالقت�صاد العالمي واال�ستثمارات الموجهة‬ ‫�إلى هذا القطاع‪.‬‬ ‫ور�أت �شرك ��ة "نف ��ط اله�ل�ال" في تقري ��ر �أ�صدرته ف ��ي تموز (يولي ��و) الفائ ��ت‪� ،‬أن "�أ�سعار النفط‬ ‫ه ��ي الأكث ��ر تح ��ركاً وتغيراً من بي ��ن عوامل ومتغيرات �أ�سا�سي ��ة كثيرة لها ت�أثي ��ر �سلبي في م�سار‬ ‫االقت�ص ��اد العالمي"‪ .‬والحظت �أن مي ��زان العر�ض والطلب "فقد توازنه في هذه الفترة‪ ،‬وتوقف‬ ‫ع ��ن الحرك ��ة وكذل ��ك مع ��دالت نمو االقت�ص ��اد العالمي تحديداً ف ��ي الدول ال�صناعي ��ة‪ .‬في حين‬ ‫ل ��م يُلح ��ظ �إرتف ��اع معدالت نمو الإقت�ص ��اد العالمي في �آذار (مار�س) الما�ض ��ي مث ً‬ ‫ال‪ ،‬لي�صل �سعر‬ ‫برمي ��ل نف ��ط برنت �إل ��ى �أعلى م�ستوياته ه ��ذه ال�سنة م�سج�ل ً�ا ‪ 122.97‬دوالر‪ .‬فيم ��ا و�صل م�ؤ�شر‬ ‫"نايمك�س" �إلى ‪ 110‬دوالرات للبرميل في الفترة ذاتها"‪.‬‬

‫"الع�صر الذهبي" للغاز يبقى بعيد ًا من "�أوروبا العجوز"‬ ‫تو ّق ��ع خبراء في دوفيل (�شم ��ال غرب فرن�سا)‬ ‫ان ي�شه ��د الغ ��از الطبيع ��ي "ع�ص ��را" ذهبي ��ا""‬ ‫عل ��ى الم�ست ��وى العالم ��ي‪ ،‬مدفوع ��ا" بالكثي ��ر‬ ‫م ��ن نقاط الق ��وة وانطالق عملي ��ات ا�ستخراج‬ ‫الغ ��از الحج ��ري‪ .‬لك ��ن اوروب ��ا قد تبق ��ى خارج‬ ‫هذا الع�صر‪.‬‬ ‫وف ��ي الوقت ال ��ذي يكون الطلب عل ��ى الطاقة‬ ‫مقب�ل�ا" عل ��ى االنفج ��ار ف ��ي العق ��ود المقبلة‪،‬‬ ‫فان "الذهب االزرق" يفيد من درجة ت�صنيف‬ ‫‪ ،AAA‬وف ��ق المدير الع ��ام ل�شركة "جي �آر تي‬ ‫غ ��از" التي تدير ال�شبكة الفرن�سية لنقل الغاز‬ ‫الطبيعي فيليب بوكلي‪.‬‬ ‫وف ��ي منتدى "اينر بر� ��س" للطاقة الذي ّ‬ ‫نظم‬ ‫�أخي ��را" ف ��ي المنتج ��ع الفرن�س ��ي ف ��ي منطقة‬ ‫النورمان ��دي‪� ،‬أو�ضح بوكل ��ي ان الغاز الطبيعي‬ ‫ه ��و في الوق ��ت عينه "متوافر بكث ��رة ومقبول‬ ‫و�سهل المنال"‪.‬‬ ‫وبالفعل‪ ،‬فان االحتياطات المحددة في العالم‬ ‫تكف ��ل اكثر م ��ن ‪� 200‬سنة من الإ�ستهالك على‬ ‫م�ستوى الكرة االر�ضية‪ ،‬وفق الوتيرة الحالية‪.‬‬ ‫كذل ��ك‪ ،‬ف� ��إن �إنبعاث ��ات ثان ��ي �أك�سي ��د الكربون‬ ‫ال�ضعيفة الناجمة عن الغاز‪ ،‬تجعل منه طاقة‬ ‫بيئي ��ة مف�ضلة على الفحم والنفط‪ .‬الى ذلك‪،‬‬ ‫ف ��ان �سعره مغر مقارنة بم�ص ��ادر طاقة �أخرى‬ ‫ولو انه يتق ّلب بقوة بح�سب المناطق‪.‬‬ ‫وبف�ضل هذه العوامل‪ ،‬ينمو الطلب على الغاز‬ ‫ف ��ي كل م ��كان‪ ،‬م ��ع ا�ستثن ��اء كبي ��ر ه ��و اوروبا‪،‬‬

‫إستخراج الغاز الحجري في أميركا قد ينعش اإلقتصاد‬

‫وف ��ق المتخ�ص�صة في �ش� ��ؤون الغاز في وكالة‬ ‫الطاق ��ة الدولية �آن �صوفي كوربو التي تتوقع‬ ‫زي ��ادة الطل ��ب العالمي على الغ ��از بن�سبة ‪%17‬‬ ‫في غ�ضون ‪ 5‬اعوام‪.‬‬ ‫وقالت كوربو "عندما ننظر الى الو�ضع العام‪،‬‬ ‫يمكننا القول ان العالم يتجه نحو ع�صر ذهبي‬ ‫للغاز‪ .‬لكن لي�س في اوروبا على االرجح"‪.‬‬ ‫وكان ه ��ذا التف ��اوت فا�ضح ��ا" الع ��ام الما�ضي‪.‬‬ ‫اذ قف ��ز �إ�سته�ل�اك الغ ��از بن�سب ��ة تق ��ارب ال� �ـ‪%2‬‬ ‫ف ��ي العال ��م‪ ،‬م ��ع بق ��اء منطق ��ة واح ��دة ت�سي ��ر‬ ‫عك� ��س التيار تماما"‪ ،‬وهي القارة العجوز التي‬ ‫�شه ��دت خالف ��ا" لذل ��ك‪ ،‬تدهورا" كبي ��را" في‬ ‫الإ�سته�ل�اك (‪ %11-‬ف ��ي الإتح ��اد االوروب ��ي)‬ ‫نتيجة المناخ الحار الذي �ساد في ‪ 2011‬وتحت‬ ‫ت�أثي ��ر الأزم ��ة الأوروبي ��ة‪ ،‬ولك ��ن خ�صو�ص ��ا"‬ ‫بمعادل ��ة �أ�صبح ��ت �أكث ��ر �صعوب ��ة ف ��ي مج ��ال‬ ‫توليد الكهرباء‪.‬‬

‫بإيجاز‬ ‫ت�ؤدي �أ�س���عار النف���ط دوراً مهما ً في �ض���مان‬ ‫�إ�س���تقرار الو�ض���ع اللبنان���ي الحال���ي‪ .‬فرغ���م � ّأن‬ ‫�إرتفاعه���ا ي�ؤذي الم�س���تهلكين اللبنانيين‪ ،‬ويرفع‬ ‫فاتورة الإ�س���تيراد‪� ،‬إال � ّأن كلّ زيادة بن�سبة ‪ %1‬في‬ ‫مدخول البلدان النفطية الخليجية‪ ،‬حيث الإنت�ش���ار‬ ‫اللبنان���ي م�ص���در التحوي�ل�ات‪ ،‬ت����ؤ ّدي �إل���ى زيادة‬ ‫التحويالت �إلى لبنان‪ ،‬بواقع ‪ 40‬مليون دوالر وفقا ً‬ ‫ل�صندوق النقد الدولي‪.‬‬ ‫ف���ي البحري���ن‪� ،‬أعلن عن توقيع �إتفاق م�ش���روع‬ ‫تو�س���عة رفع الطاقة الإنتاجية ل�شركة "غاز البحرين‬ ‫الوطنية" (بناغاز) و "�ش���ركة تو�س���عة غاز البحرين"‬ ‫وي�شار �إلى‬ ‫(التو�سعة) بكلفة ‪ 15.42‬مليون دوالر‪ُ .‬‬ ‫�أن الم�ش���روع �سيعمل على زيادة معدل الغاز الداخل‬ ‫�إلى الم�ص���نع من م�ص���فاة التكرير التابعة لـ "�شركة‬ ‫نف���ط البحرين" (بابكو) لإ�س���تخال�ص معدل الزيادة‬ ‫في ال�سوائل‪ ،‬كما ي�شمل �إ�ضافة بع�ض المعدات في‬ ‫ويتوقع انتهاءه منت�صف ‪.2014‬‬ ‫الوحدات العاملة‪ُ ،‬‬ ‫ف���ي الكويت‪ ،‬تعتزم «�ش���ركة نفط الكويت»‬ ‫الحكومية تد�ش���ين محطة لتعزيز �إ�س���تخراج الغاز‬ ‫من حق���ل برقان النفطي بقيمة ‪ 162‬مليون دينار‬ ‫(‪ 576.5‬مليون دوالر)‪ .‬وت�س���تورد الكويت الغاز‬ ‫الطبيعي عبر �ش���ركات عالمية بهدف تلبية الطلب‬ ‫المتزايد‪ ،‬كما ت�سعى �إلى رفع �إنتاجها من نحو ‪150‬‬ ‫مليون ق���دم مكعبة يوميا ً �إلى �أربع���ة مليارات في‬ ‫‪ .2030‬وتبلغ الطاقة الإنتاجية للمحطة نحو ‪500‬‬ ‫مليون قدم مكعبة من الغاز الم�صاحب يوميا ً‪.‬‬ ‫اتفق���ت "قطر للبترول" و�ش���ركة "�ش���ل" على‬ ‫�إط�ل�اق المرحل���ة التالي���ة من درا�س���ات الهند�س���ة‬ ‫والت�ص���ميم لم�ش���روع يق�ض���ي ب�إن�ش���اء م�ص���نع‬ ‫بتروكيماوي���ات كبي���ر ف���ي مدين���ة را����س لف���ان‬ ‫ال�ص���ناعية‪ .‬و�أو�ض���ح البي���ان الم�ش���ترك �أن "قط���ر‬ ‫للبترول" �س���تملك ‪ 80‬في المئة من الم�ص���نع فيما‬ ‫تبلغ ح�صة "�شل" ‪ 20‬في المئة"‪.‬‬ ‫�أعلن م�س����ؤول في قطاع النفط في العراق �أن‬ ‫بغداد "منحت �ش���ركة "با�ش���نفت" الرو�سية حقوق‬ ‫تطوي���ر منطق���ة الإمتي���از النفط���ي ‪ .12‬ومنح���ت‬ ‫ال���وزارة الإمتي���از ل���ـ «با�ش���نفت» بعدم���ا قبل���ت‬ ‫الر�سوم المحددة وهي خم�سة دوالرات للبرميل من‬ ‫المكافئ النفطي و�ش���روطا ً �أخ���رى‪ .‬ووقعت بغداد‬ ‫مجموع���ة من العقود مع �ش���ركات نفطي���ة �أجنبية‪،‬‬ ‫وت�س���تهدف طاقة �إنتاجية تبل���غ ‪ 12‬مليون برميل‬ ‫يومي���ا ً بحلول عام ‪ ،2017‬في مقابل ثالثة ماليين‬ ‫برميل يوميا ً تنتج حاليا"‪.‬‬

‫‪Issue 1 - October - 2012‬‬

‫‪71‬‬


‫النفط‬

‫�أخبار الطاقة‬ ‫من اآلبار‬

‫النفط يت�أرجح على �إيقاع الأزمات‬ ‫بينما ظلت �أ�سع ��ار النفط م�ستقرة ن�سبيا" في‬ ‫الأ�شه ��ر القليلة الما�ضية‪ ،‬ف�إن التوقعات تبدو‬ ‫�أكث ��ر غمو�ض ��ا" م ��ن �أي وق ��ت م�ض ��ى بالن�سبة‬ ‫�إل ��ى �إحتمال �إنهي ��ار الأ�سع ��ار �أو �إرتفاعها على‬ ‫ح ��د �س ��واء في الم ��دى القري ��ب‪ ،‬وذل ��ك جراء‬ ‫�إيقاع الأو�ضاع الإقت�صادية والجيو – �سيا�سية‬ ‫العالمية التي تزداد �سوءا"‪.‬‬ ‫للوهل ��ة الأول ��ى تبدو �أ�سعار النف ��ط وك�أنها قد‬ ‫و�صل ��ت الى الت ��وازن في الأ�شه ��ر الأخيرة بين‬ ‫‪ 100‬دوالر و‪ 120‬دوالرا" للبرمي ��ل الواح ��د‬ ‫(هبط ��ت لفترة ال ��ى ‪ 85‬دوالرا")‪ ،‬وهو المدى‬ ‫ال ��ذي تراوح ��ت في ��ه الأ�سع ��ار ف ��ي معظ ��م‬ ‫مداوالت العام ‪.2011‬‬ ‫م ��ع ذلك‪� ،‬إذا �س�ألت العدي ��د من خبراء ال�سوق‬ ‫ف�إنه ��م ال يعتقدون �أن الأ�سعار �ستبقى في هذا‬ ‫النط ��اق‪ .‬ف ��ي الواقع هن ��اك �إنق�س ��ام كبير بين‬ ‫�أولئ ��ك الذي ��ن يتوقع ��ون �إرتفاع ��ا" ح ��ادا" في‬ ‫الأ�سع ��ار‪ ،‬والذي ��ن يتوقعون �إنهياره ��ا‪ .‬ال�شيء‬ ‫الوحيد الذي يتفق عليه الجانبان هو ان �أزمة‬ ‫خطي ��رة �ستق ��ع م ��ن الن ��وع الأول �أو الثاني في‬ ‫‪.2012‬‬ ‫�إن مخاطر الإتجاه الت�صاعدي لأ�سعار النفط‬ ‫الحالي ��ة تبدو وا�ضح ��ة‪ ،‬وت�أتي نتيج ��ة التوتر‬ ‫بي ��ن الغ ��رب و�إي ��ران �إث ��ر تهدي ��دات الأخي ��رة‬ ‫ب�إغ�ل�اق م�ضي ��ق هرم ��ز‪ ،‬والت ��ي تبي ��ن م ��دى‬ ‫تقلب البيئة والأجواء وعطب الو�ضع‪� .‬إ�ضافة‬ ‫ال ��ى ان �إمدادات النف ��ط العالمية ال تزال غير‬ ‫كافي ��ة و�ضعيف ��ة م ��ع �إ�ستم ��رار تف� � ُّوق الطل ��ب‬ ‫على العر�ض كما كانت الحال منذ بداية العام‬ ‫‪.2010‬‬ ‫حالي ��ا" يل ّب ��ى الطل ��ب م ��ن المخزون ��ات‬ ‫الموج ��ودة‪ ،‬وبالتال ��ي ف� ��إن �أي �إنقط ��اع ب�سب ��ب‬ ‫خ�س ��ارة ف ��ي الإنت ��اج ج ��راء �أي ح ��ادث جي ��و‪-‬‬ ‫�سيا�سي قد ي�ؤ ّثر مبا�شرة على الأ�سعار‪.‬‬ ‫م ��ن ناحية �أخ ��رى‪ ،‬هن ��اك مخاط ��ر �إنحدارية‬ ‫كبي ��رة ج ��دا"‪ .‬ان �أزم ��ة منطق ��ة الي ��ورو تهدد‬ ‫برم ��ي الإتح ��اد الأوروبي‪ ،‬وه ��ي منطقة تم ّثل‬ ‫حوال ��ى ‪ %24‬م ��ن النات ��ج المحل ��ي الإجمال ��ي‬ ‫العالمي و‪ %16‬من الطلب الدولي على النفط‪،‬‬ ‫في حالة من الركود الإقت�صادي الم�ستمر‪.‬‬ ‫‪70‬‬

‫ف ��ي الوق ��ت عين ��ه‪ ،‬هن ��اك دالئ ��ل ت�شي ��ر الى ان‬ ‫الإقت�ص ��اد ال�صيني بد�أ يبرد �أي�ضا"‪ ،‬مع هبوط‬ ‫�سوق الأ�سهم فيه بن�سبة ‪ 23‬في المئة في العام‬ ‫حت ��ى تاريخ ��ه‪ .‬ويمك ��ن لإنخفا�ض ف ��ي الطلب‬ ‫عل ��ى النف ��ط م ��ن ه ��ذه المناطق ان ي� ��ؤدي الى‬ ‫هبوط �أ�سعار النفط العالمية الى حد كبير من‬ ‫تلق ��اء نف�سها‪ ،‬ولكن عندما يقترن �إزدهار �إنتاج‬ ‫ال�سوائل الهيدروكربوني ��ة الأميركية بزيادة ‪3‬‬ ‫ف ��ي المئ ��ة ف ��ي ‪ 2011‬مقاب ��ل ‪ 2010‬حت ��ى الآن‪،‬‬ ‫هن ��اك خط ��ر حقيق ��ي ج ��راء زي ��ادة المعرو�ض‬ ‫العالمي �إذا تع ّثر الإقت�صاد الدولي‪.‬‬ ‫وال�س� ��ؤال‪ :‬ما الذي يمكن عمله للتخفيف من‬ ‫هذه المخاطر؟‬ ‫�أوال"‪ :‬م ��ن المه ��م �أن يت�ص� � ّرف المنتج ��ون‬ ‫بم�س�ؤولي ��ة والعم ��ل مع ��ا" م ��ع الم�ستهلكي ��ن‬ ‫لإعط ��اء الثقة للعالم ب�أن ال خوف من �إنقطاع‬ ‫النفط الخام وهو بالتالي م�ضمون‪.‬‬ ‫ثاني ��ا"‪ :‬الح ��د م ��ن المخاطر الحرج ��ة الأمر‬ ‫الذي يعزز الثقة في الإقت�صاد العالمي‪.‬‬ ‫�إن ق ��رار منظم ��ة الأوب ��ك الأخي ��ر للحف ��اظ‬ ‫عل ��ى �إنت ��اج النف ��ط عن ��د م�ست ��وى ‪ 30‬ملي ��ون‬ ‫برمي ��ل يوميا" ف ��ي الن�صف الأول م ��ن ‪،2012‬‬ ‫ه ��و عالم ��ة �إيجابية ف ��ي هذا الإتج ��اه‪ ،‬نظرا"‬ ‫ال ��ى نتائ ��ج �إجتماعات المنظم ��ة ال�سابقة التي‬ ‫�إنتهت الى طريق م�سدود‪.‬‬ ‫وع�ل�اوة عل ��ى ذل ��ك‪ ،‬ف�إن ��ه لأمر جي ��د �أن نرى‬ ‫�أن يت ��م تطبيع عالقة العراق مع "�أوبك" بعد‬ ‫�أكثر من عقد من الزمن في طي الن�سيان‪.‬‬ ‫ف ��ي كل الأح ��وال‪ ،‬يج ��ب القي ��ام بمزي ��د م ��ن‬ ‫العم ��ل لتوفير الثقة لم�ستهلكي النفط الذين‬ ‫يواجهون م�ستقبال" �إقت�صاديا" ه�شا"‪.‬‬ ‫�إن �أف�ضل و�سيلة لمنتجي الخليج للقيام بذلك‬ ‫هو الت�أكد من �إ�ستمرار الإ�ستثمار في القدرات‬ ‫الإنتاجية و�ضمان تنويع طرق الت�صدير حتى‬ ‫يمك ��ن توفي ��ر �إم ��دادات كافي ��ة ال ��ى ال�س ��وق‬ ‫مهم ��ا حدث من �إ�ضطراب ��ات‪ .‬و�أف�ضل طريقة‬ ‫ال ��ى تحقي ��ق ذل ��ك تكمن ف ��ي ت�شجي ��ع القطاع‬ ‫الخا� ��ص والإف ��راج ع ��ن �إمكانات ��ه ال�ضخم ��ة‬ ‫لتن�شيط قطاع النفط والغاز في المنطقة‪.‬‬ ‫�أبو ظبي ‪� -‬سليم �سلوم‬

‫العدد الأول‪ - ‬ت�شرين الأول (�أكتوبر) ‪٢٠١٢ -‬‬

‫الطاقة‬

‫الطاقة البديلة‬

‫لبنان في المرتبة ‪71‬‬ ‫عالمي ًا حيال حواجز و�إعاقة‬ ‫اال�ستثمار في النفط والغاز‬

‫معمل الجية لتوليد الكهرباء‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫المسيل‬ ‫المطلوب مده بالغاز‬

‫�سج ��ل لبن ��ان نتيج ��ة ‪ 45٫61‬ف ��ي ‪2012‬‬ ‫حي ��ال �شدة حواج ��ز اال�ستثمار ف ��ي القطاع‬ ‫النفطي‪ ،‬محتال بذلك المرتبة ‪ 71‬عالميا"‬ ‫وال�سابع ��ة �إقليمي ��ا"‪ ،‬وف ��ق معه ��د فري ��زر‬ ‫الكندي الرائد في مج ��ال ال�سيا�سة العامة‬ ‫للبح ��وث‪ .‬ف ��ي حي ��ن لف ��ت خبي ��ر الطاق ��ة‬ ‫�شفي ��ق اب ��و �سعيد ال ��ى ان لبن ��ان يحتاج الى‬ ‫�إ�ستراتيجي ��ة ترمي الى م ��د معامل الإنتاج‬ ‫الكهربائ ��ي عل ��ى ط ��ول ال�ساح ��ل اللبنان ��ي‬ ‫بالغ ��از الم�سي ��ل (الطبيع ��ي) ب ��دل الإت ��كال‬ ‫على "الفيول �أويل" لتوليد الطاقة‪.‬‬ ‫يعتب ��ر ‪ %20‬من الم�ستطلعي ��ن‪ ،‬وفق تقرير‬ ‫المعه ��د ال ��ذي �ص ّن ��ف ‪ 147‬دول ��ة بح�س ��ب‬ ‫الفر� ��ص الواعدة التي تتيحه ��ا للإ�ستثمار‬ ‫ف ��ي قطاعات النف ��ط والغ ��از‪ ،‬ان الإ�ستقرار‬ ‫ال�سيا�سي ف ��ي لبنان ي�شكل رادعا" معتدال"‬ ‫للإ�ستثم ��ار ف ��ي قط ��اع النف ��ط‪ ،‬ف ��ي حي ��ن‬ ‫�ص ��رح ‪ %30‬منه ��م ان ه ��ذا اال�ستق ��رار رادع‬ ‫�أ�سا�س للإ�ستثمار‪.‬‬ ‫وم ��ن بي ��ن العوامل الأخ ��رى الت ��ي �ص ّنفها‬ ‫الم�ستطلع ��ون ك ��رادع للإ�ستثمار في قطاع‬ ‫النف ��ط والغ ��از‪ ،‬ه ��و المن ��اخ التنظيم ��ي في‬ ‫الب�ل�اد (نح ��و ‪ %36‬م ��ن الم�ستطلعي ��ن)‪،‬‬ ‫والبيئ ��ة التنظيمي ��ة والقانوني ��ة (نح ��و‬ ‫‪ ،)%22‬وكلف ��ة الإط ��ار التنظيم ��ي (نح ��و‬ ‫‪� ،)%34‬إ�ضاف ��ة ال ��ى الحواج ��ز التجاري ��ة‬ ‫(نحو ‪.)%40‬‬


‫بع� ��ض البلدان‪ ،‬ف�إنه ��ا ال تزال �أكثر م ��ن كافية لتلبية‬ ‫�إحتياجات ال�شع ��ب الفل�سطيني على م ��دى ال�سنوات‬ ‫الـ‪ 15‬المقبلة عل ��ى م�ستويات اال�ستهالك الحالية في‬ ‫ال�ضفة الغربية وقطاع غزة‪.‬‬ ‫الواقع ان الف�شل في تطوير حقلي الغاز الفل�سطينيين‬ ‫هو مث ��ال قوي عل ��ى ان المزيد م ��ن الم�ساعدات من‬ ‫الجهات المانح ��ة لي�س هو الح ��ل‪ ،‬خ�صو�صا" بعدما‬ ‫�إعت ��ادت �إ�سرائي ��ل تدمي ��ر مختلف م�شاري ��ع التنمية‬ ‫الأوروبي ��ة في الأرا�ضي الفل�سطيني ��ة‪� .‬إن حقلي الغاز‬ ‫هما ملك ال�شع ��ب الفل�سطيني كما هو وا�ضح بموجب‬ ‫القانون الدولي‪ .‬حت ��ى �إ�سرائيل نف�سها ال تنازع هذا‪.‬‬ ‫والحقيق ��ة �أنه عندم ��ا �أعطت �إ�سرائي ��ل كون�سورتيوم‬ ‫التطوي ��ر ال�ض ��وء االخ�ض ��ر للتنقيب عن الغ ��از قبالة‬ ‫�ساح ��ل غ ��زة ف ��ي �أواخ ��ر الت�سعين ��ات‪ ،‬كان الت�صور‬ ‫�أن �إ�سرائي ��ل �ستك ��ون ه ��ي الم�شت ��ري الرئي� ��س للغاز‬ ‫الفل�سطيني‪.‬‬ ‫وي�شي ��ر خب ��راء الطاق ��ة ال ��ى �أن ��ه �إذا ت ��م بي ��ع الغاز‬ ‫قبالة �شاط ��ئ غزة ح�سب �سعر ال�س ��وق‪ ،‬ف�إن ال�سلطة‬ ‫الفل�سطينية �سوف تجني مكا�سب كبيرة من العائدات‪،‬‬ ‫حتى بعد �أن ي�سترد الم�ستثمرون �إ�ستثماراتهم الأولية‪.‬‬ ‫وعالوة على ذلك‪ ،‬بالإ�ضافة �إلى العائدات المبا�شرة‬ ‫الت ��ي تك�سبه ��ا ال�سلط ��ة الفل�سطينية م ��ن اال�ستغالل‬ ‫التجاري لحق ��ول الغاز‪ ،‬يمكن للإقت�صاد الفل�سطيني‬ ‫ان يوف ��ر �أكث ��ر م ��ن ‪ 8‬ملي ��ارات دوالر ف ��ي تكالي ��ف‬ ‫الطاق ��ة على مدى عم ��ر الم�شروع �إذا ت ��م �إ�ستخدام‬ ‫الغ ��از لتوليد الكهرباء في غ ��زة وفي ال�ضفة الغربية‪.‬‬ ‫وبعب ��ارة �أخرى‪� ،‬إن دولة فل�سطينية م�ستقلة لن تقوم‪،‬‬ ‫في الم�ستقبل‪ ،‬على الم�ساعدات من المجتمع الدولي‬ ‫حت ��ى ت�ستطيع البقاء‪ ،‬ولك ��ن �سيكون لها ما يكفي من‬ ‫الموارد لتكون قادرة على تمويل تنميتها‪.‬‬ ‫وم ��ع ذل ��ك‪ ،‬بع ��د ‪ 13‬عام ��ا" عل ��ى �إكت�ش ��اف هذين‬ ‫الحقلي ��ن للغ ��از المجديي ��ن تجاري ��ا"‪ ،‬ف� ��إن الجهود‬ ‫المبذول ��ة لتطويرهما ال تزال متعثرة على الرغم من‬ ‫الدع ��م الدولي الذي يتمتع ب ��ه الم�شروع‪ .‬وفي الوقت‬ ‫نف�س ��ه‪ ،‬يعاني قطاع غزة المحا�صر من �إنقطاع التيار‬ ‫الكهربائ ��ي لفترات طويل ��ة واالقت�ص ��اد الفل�سطيني‬ ‫يتحم ��ل تكلفة مالية �ضخمة ‪ -‬والت ��ي يتحمل بع�ضها‬ ‫دافع ��و ال�ضرائ ��ب ف ��ي الغ ��رب لإبقائه واقف ��ا" على‬ ‫قدميه‪.‬‬ ‫وفق ��ا" ل�شركة �إتح ��اد المقاولين ‪ ،‬يع ��ود ف�شل تطوير‬ ‫وت�سوي ��ق الغاز في غ ��زة الى نتيجة �إ�ص ��رار الحكومة‬ ‫الإ�سرائيلية على �شراء الغ ��از ب�أ�سعار �أقل من القيمة‬ ‫ال�سوقي ��ة‪ .‬على ما يبدو‪ ،‬تريد �إ�سرائيل التفاو�ض على‬ ‫عقد مع الكون�سورتي ��وم الم�ستثمر حيث انها تريد ان‬ ‫تدف ��ع دوالرين فقط لكل قدم مكع ��ب بدال" من �سعر‬ ‫ال�س ��وق الذي يتراوح بي ��ن ‪ 5‬دوالرات �إلى ‪ 7‬دوالرات‪.‬‬

‫الرئيس الفلسطيني محمود عباس‪:‬‬ ‫مطلوب منه العمل الجاد لتطوير حقلي الغاز‬

‫وكما �أفاد م�صدر في ال�شركة نف�سها‪" :‬ان �أكبر مورد‬ ‫في فل�سطين ي�سيطر علي ��ه الإ�سرائيليون‪� ،‬إذا تم حل‬ ‫الم�شكل ��ة حول ��ه ف� ��إن الدعم ال ��ذي يمنح ��ه الإتحاد‬ ‫الأوروبي والواليات المتحدة الى ال�سلطة الفل�سطينية‬ ‫�سينخف�ض"‪.‬‬ ‫حت ��ى الع ��ام ‪ ،2009‬كانت ت ��ل �أبيب تعتب ��ر �أن حقلي‬ ‫الغاز قبالة غزة �ضروري ��ان لأمن الطاقة لديها‪ ،‬على‬ ‫الرغ ��م م ��ن �أنها اكت�شف ��ت حقل غاز "بح ��ر تيثي�س"‬ ‫ف ��ي الوقت عين ��ه تقريب ��ا"‪ ،‬وذل ��ك لأن حقله ��ا كان‬ ‫عل ��ى و�شك الن�ض ��وب‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬من ��ذ العام ‪،2009‬‬ ‫تو�صل ��ت �إ�سرائي ��ل الى اكت�شاف ��ات كبيرة م ��ن الغاز‬ ‫في حقل ��ي "تمار" و"الطاغوت"‪ .‬تم ��ار‪ ،‬الذي يحوي‬ ‫نح ��و ‪ 9‬ملي ��ارات قدم مكعب م ��ن الغاز‪ ،‬ه ��و حاليا"‬ ‫قي ��د التطوير‪ ،‬وم ��ن المتوقع �أن يبد�أ ف ��ي �إنتاج الغاز‬ ‫بحلول ‪ .2013‬و�سوف يوف ��ر ما يكفي من الغاز لتلبية‬ ‫�إحتياج ��ات الدولة العبرية لل�سن ��وات ال ‪ 25‬المقبلة‪.‬‬ ‫�أما الطاغ ��وت فيحمل كميات �أكبر من الغاز (حوالى‬

‫رئي�س �صندوق الإ�ستثمار الفل�سطيني‬ ‫محمد م�صطفى‪ :‬يك ّلف تطوير حقل‬ ‫"غزة البحري" ‪ 800‬مليون دوالر وال‬ ‫توجد �أية �شركة للطاقة م�ستعدة‬ ‫تم‬ ‫لتقديم هذا االلتزام المالي �إال �إذا ّ‬ ‫العثور على م�شتر يوافق على توقيع‬ ‫عقد طويل الأجل يتم فيه تعيين �سعر‬ ‫الغاز ب�سعر مماثل للقيمة ال�سوقية‬

‫‪ 17‬تريلي ��ون ق ��دم مكع ��ب)‪ ،‬ولكنه بعيد م ��ن �ساحل‬ ‫ا�سرائي ��ل‪ ،‬وتكلفة تطوي ��ره �أكثر بكثي ��ر‪ .‬ويبدو انه ال‬ ‫توج ��د خطة وا�ضحة حتى الآن لتطويره‪ ،‬ولكن عندما‬ ‫تب ��د�أ عملي ��ة �إ�ستثم ��اره‪ ،‬فه ��ذا م ��ن �ش�أن ��ه �أن يح ّول‬ ‫�إ�سرائي ��ل �إلى دولة م�صدرة �صافي ��ة للغاز‪ .‬وبالتالي‪،‬‬ ‫ف� ��إن تل �أبيب لديها كميات �ضخمة من الغاز الخا�صة‬ ‫به ��ا‪ ،‬ولي�ست في حاجة ال ��ى الحقلين قبالة غزة‪ .‬لذا‬ ‫يمك ��ن للمرء �أن ي�ستنتج �أن �إ�سرائيل م�ستمرة في منع‬ ‫تطوي ��ر حقلي الغاز كجزء من الح�صار الذي تفر�ضه‬ ‫على قطاع غزة‪.‬‬ ‫بح�س ��ب الدكت ��ور محم ��د م�صطف ��ى‪ ،‬رئي� ��س مجل�س‬ ‫الإدارة والرئي� ��س التنفي ��ذي ل�صن ��دوق اال�ستثم ��ار‬ ‫الفل�سطين ��ي ‪ -‬الم�ش ��ارك ف ��ي كون�سورتي ��وم م�شروع‬ ‫"غ ��زة البحري" – ان تطوير حقل "غزة البحري"‬ ‫يكل ��ف ‪ 800‬ملي ��ون دوالر‪ .‬وال توجد �أية �شركة للطاقة‬ ‫م�ستع ��دة لتقدي ��م ه ��ذا االلت ��زام المال ��ي �إال �إذا ّتم‬ ‫العث ��ور عل ��ى م�شت ��ر يواف ��ق عل ��ى توقيع عق ��د طويل‬ ‫الأجل يتم فيه تعيي ��ن �سعر الغاز ب�سعر مماثل للقيمة‬ ‫ال�سوقي ��ة‪ .‬ولكي يوافق م�شتر جيد على توقيع عقد مع‬ ‫الكون�سورتيوم الإ�ستثماري‪ ،‬ف�إن المط ّورين في حاجة‬ ‫ال ��ى �إذن �سيا�سي و�آخر �أمني م ��ن �إ�سرائيل لت�صدير‬ ‫الغ ��از‪ .‬ل�سوء الحظ‪ ،‬كان ��ت الحكوم ��ات الإ�سرائيلية‬ ‫المتعاقب ��ة غير راغبة ف ��ي تقديم ه ��ذه الت�سهيالت‪.‬‬ ‫وبالتال ��ي‪ ،‬يواجه المطورون �إن ��ذارا"‪� :‬إما ان يوافقوا‬ ‫على بي ��ع الغاز لإ�سرائيل ب�أ�سعار �أقل من �سعر ال�سوق‬ ‫�أو ال يبيعون على الإطالق‪.‬‬ ‫والمغ ��زى من الق�صة ه ��و �أن االتحاد الأوروبي‪ ،‬الذي‬ ‫ي�ستثم ��ر في �شكل كبير ف ��ي االقت�ص ��اد الفل�سطيني‪،‬‬ ‫�سيكون �أف�ضل حاال" في م�ساعدة ال�سلطة الفل�سطينية‬ ‫ف ��ي تطوي ��ر حقل ��ي الغ ��از بدع ��وة �إ�سرائي ��ل علن ��ا"‬ ‫وال�ضغ ��ط عليها لل�سم ��اح بتطويرهما‪ ،‬ب ��دال" من �أن‬ ‫يدعو دوال" ثالثة للتب ��رع بمزيد من الأموال لم�شاريع‬ ‫محددة معتمدة من الإتحاد الأوروبي‪ .‬خ�صو�صا" انه‬ ‫م ��ن الوا�ضح �أن �أكثر من رب ��ع الم�شاريع الفل�سطينية‬ ‫الت ��ي هدمته ��ا ا�سرائي ��ل ف ��ي ‪ 2011‬م ّولت م ��ن قبل‬ ‫المانحين الدوليين بما في ذلك الحكومات الأوروبية‬ ‫واالتح ��اد الأوروبي‪� .‬إن الكهرباء هي �ضرورة بالن�سبة‬ ‫ال ��ى الفل�سطينيي ��ن‪ ،‬وخ�صو�صا" ل�س ��كان قطاع غزة‬ ‫المحا�ص ��ر حي ��ث ان �إنقط ��اع التي ��ار الكهربائي بات‬ ‫من الحوادث العادية اليومي ��ة‪� .‬إن العائدات المت�أتية‬ ‫م ��ن بيع الغاز و ّمدخ ��رات قطاع الطاق ��ة الفل�سطيني‬ ‫تعطيان دفع ��ة مالية �ضخمة �إلى ال�سلطة الفل�سطينية‬ ‫و�ستمكنها م ��ن توفير الأ�س�س لقي ��ام دولة فل�سطينية‬ ‫م�ستقل ��ة حقا"‪ .‬وم ��ن جهة �أخرى �سيو ّف ��ر هذا الأمر‬ ‫مبالغ كبيرة من المال للإتحاد الأوروبي كما للواليات‬ ‫المتحدة خ�صو�صا" في زمن التق�شف المالي‬

‫‪Issue 1 - October - 2012‬‬

‫‪73‬‬


‫عالم الطاقة‬

‫غاز‬

‫المعونات الدولية لن تقيم دولة م�ستقلة قابلة للحياة‬

‫فلسطين‪ :‬المطلوب من الغرب الضغط على إسرائيل‬ ‫كي تسمح بتطوير حقلي الغاز على سواحل غزة‬ ‫هل تقديم الم�ساعدات المالية التي‬ ‫يمنحها الغ��رب الى الفل�سطينيين‬ ‫ت�ساعد على قيام دول��ة فل�سطينية‬ ‫م�ستقلة قابلة للحي��اة‪� ،‬أم �أن هناك‬ ‫طريق��ا" �أف�ضل؟ التحلي��ل التالي‬ ‫يحاول الرد على هذا ال�س�ؤال‪.‬‬ ‫رام اهلل ‪� -‬سمير حن�ضل‬ ‫خ�ل�ال �إجتماع ��ه الأخي ��ر ح ��ول عملي ��ة‬ ‫ال�سالم في ال�شرق الأو�سط‪ ،‬ك ّرر مجل�س‬ ‫الإتحاد الأوروبي تحذيره من �أن قيام دولة فل�سطينية‬ ‫قابل ��ة للحي ��اة تعي�ش في �س�ل�ام �إلى جان ��ب �إ�سرائيل‬ ‫�أ�صبح ف ��ي خطر‪ .‬ويبدو �أن ما �أث ��ار غ�ضب المجل�س‬ ‫كان ��ت التقارير التي �ص ��درت �أخيرا" ع ��ن منظمات‬ ‫دولية وتحدثت عن �أن �أكثر من ‪ 60‬م�شروعا" تنمويا"‬ ‫مم ّولة م ��ن المفو�ضي ��ة الأوروبي ��ة والعدي ��د من دول‬ ‫�أوروب ��ا هدم ��ت عمدا" من قب ��ل �إ�سرائي ��ل‪ ،‬لذا وجه‬ ‫المجل� ��س اللوم ال ��ى حكومة تل �أبيب عل ��ى �أنها تهدد‬

‫ح ��ل الدولتين وجعله "م�ستحي�ل�ا"" من خالل البناء‬ ‫اال�ستيطان ��ي المتزايد‪ ،‬وهدم من ��ازل الفل�سطينيين‪،‬‬ ‫ونق ��ل ال�س ��كان الق�س ��ري‪ ،‬و�إلغ ��اء حق ��وق الإقام ��ة‬ ‫للفل�سطينيي ��ن في القد� ��س‪ .‬وحثّ الإتح ��اد االوروبي‬ ‫مجتم ��ع المانحي ��ن ‪ -‬وال �سيم ��ا الجه ��ات المانح ��ة‬ ‫ف ��ي ال�ش ��رق الأو�س ��ط ‪� -‬إلى بذل المزي ��د من الجهد‬ ‫لم�ساعدة الفل�سطينيين عن طريق تقديم الم�ساعدة‬ ‫المالية للم�شاريع التي يم ّولها المانحون في المناطق‬ ‫الخا�ضعة ل�سيطرة ال�سلطة الفل�سطينية‪.‬‬ ‫ولكن‪ ،‬من ال�صعب �أخ ��ذ ا�ستنتاجات مجل�س الإتحاد‬ ‫الأوروب ��ي بالن�سب ��ة ال ��ى الحاج ��ة �إل ��ى مزي ��د م ��ن‬ ‫الم�ساع ��دات من "الجه ��ات المانحة ف ��ي المنطقة"‬ ‫عل ��ى محمل الج ��د‪ .‬خ�صو�ص ��ا"‪ ،‬ان ال ��دول العربية‬ ‫لديه ��ا تاري ��خ طويل ف ��ي تقدي ��م الدع ��م المالي الى‬ ‫الفل�سطينيي ��ن منذ ان�شاء ا�سرائيل في ‪ .1948‬كما �أن‬ ‫المزي ��د من الم�ساعدات ‪ -‬مهما كان م�صدرها ‪ -‬هو‬ ‫بالت�أكي ��د لن ي�ؤدي الى �إقامة دول ��ة فل�سطينية‪ ،‬والتي‬ ‫�أعل ��ن الإتحاد االوروبي �أنه ملتزم به ��ا‪ .‬لذا فالدعوة‬ ‫ال ��ى تقدي ��م المزيد م ��ن الم�ساع ��دات ال ��ى ال�سلطة‬ ‫الفل�سطيني ��ة يم ّثل تناق�ضا" مع هذا الإلتزام‪ ،‬لأن �أية‬ ‫دولة م�ستقلة حقة مع �سيادة على �سكانها‪ ،‬و�أرا�ضيها‪،‬‬ ‫وموارده ��ا الطبيعية يجب ان ال تق ��وم على المعونات‬ ‫الت ��ي يقدمه ��ا "المجتمع الدول ��ي" للبق ��اء على قيد‬

‫مجلس اإلتحاد األوروبي‪ :‬كالمه يناقض إلتزامه‬

‫‪72‬‬

‫العدد الأول‪ - ‬ت�شرين الأول (�أكتوبر) ‪٢٠١٢ -‬‬

‫الحياة ‪ .‬وكما �أقر االتحاد الأوروبي‪ ،‬لقد "تم ا�ستيفاء‬ ‫معظ ��م موازن ��ة ال�سلط ��ة الفل�سطيني ��ة م ��ن واردات‬ ‫الجم ��ارك الخا�صة بها وعائدات ال�ضرائب"‪� .‬إ�ضافة‬ ‫ال ��ى هذه الم ��وارد ال�ضريبي ��ة‪ ،‬يمك ��ن للفل�سطينيين‬ ‫�أي�ض ��ا" �أن يجن ��وا الم ��ال م ��ن مجموع ��ة كبي ��رة من‬ ‫الأن�شطة االقت�صادية الأخرى مثل ال�سياحة وت�صدير‬ ‫الغاز الطبيعي‪.‬‬ ‫وم ��ن المعلوم �أن هناك حقال غ ��از طبيعي في المياه‬ ‫الإقليمية الفل�سطينية قبالة �سواحل قطاع غزة‪ .‬ويقع‬ ‫الحق ��ل الأول الرئي� ��س "غ ��زة البح ��ري"‪ ،‬على عمق‬ ‫‪� 603‬أمت ��ار تحت م�ستوى �سط ��ح البحر‪ ،‬على بعد ‪36‬‬ ‫كيلومترا" غرب مدينة غزة‪ .‬بينما يقع الحقل الأ�صغر‬ ‫الثان ��ي‪" ،‬حقل الح ��دود"‪ ،‬على التخ ��وم التي تف�صل‬ ‫المي ��اه االقليمي ��ة لقطاع غزة ع ��ن المي ��اه الإقليمية‬ ‫الإ�سرائيلي ��ة‪ .‬ووفق ��ا" للموقع الإلكترون ��ي لمجموعة‬ ‫الغ ��از البريطاني ��ة (‪ ،)British Gas Group‬الت ��ي‬ ‫تدي ��ر الحقلين (�ضمن كون�سورتي ��وم دولي ومحلي)‪،‬‬ ‫تقدر االحتياطات الم�ؤكدة للبئرين بحوالى ‪ 1‬تريليون‬ ‫قدم مكعب من الغ ��از الطبيعي‪ .‬وتعتقد �شركة �إتحاد‬ ‫المقاولين (‪� ،)CCC‬شريك ��ة المجموعة البريطانية‬ ‫ف ��ي م�ش ��روع حقل "غ ��زة البح ��ري"‪� ،‬أن هناك ‪1.4‬‬ ‫تريلي ��ون قدم مكعب‪ .‬وعلى الرغم من �أن هذه الكمية‬ ‫م ��ن الغاز لي�س ��ت هائل ��ة بالمقارن ��ة م ��ع احتياطات‬

‫حكومة إسرائيل‪ :‬تريد إستغالل النفط الفلسطيني لصالحها‬


‫وقد حمل التراجع في مبيعات النفط الخام الى طهران‬ ‫تحديات متعددة‪ .‬باال�ضافة ال ��ى الت�أثير المالي‪ ،‬يجب‬ ‫عل ��ى اي ��ران �أن تجد طريقة وح�ل�ا" للت�صرف بالنفط‬ ‫الذي ما زالت تنتجه‪ .‬ف�آبارها ت�ضخ حوالي ‪ 2.8‬مليون‬ ‫برمي ��ل يومي ��ا" ‪ -‬ب�إنخفا� ��ض فعل ��ي قدره نح ��و مليون‬ ‫برميل يوميا" منذ بداية العام‪ .‬لكنها ت�صدر فقط بين‬ ‫‪ 1.6‬الى ‪ 1.8‬مليون برميل في اليوم‪.‬‬ ‫وت�ستخ ��دم الجمهوري ��ة الإ�سالمي ��ة‪ ،‬ح�س ��ب تقديرات‬ ‫الخب ��راء‪ ،‬ثلثي �أ�سطول ناقالتها لتخزين النفط الخام‬ ‫غير المباع‪ .‬وفي الوق ��ت الذي يبحر معظم ال�سفن في‬ ‫�شكل دائري حول الخلي ��ج العربي ت�سعى �إيران الى بيع‬ ‫الخام الثقيل في الغالب ب�أ�سعار مخ ّف�ضة جدا"‪.‬‬ ‫ويق� �دّر خبراء نفط دولي ��ون ب�أن �إي ��ران الآن تخزّن ما‬ ‫ي�ص ��ل ال ��ى ‪ 40‬مليون برميل ‪� -‬أي ما يع ��ادل �أ�سبوعين‬ ‫من الإنتاج ‪ -‬على ناق�ل�ات النفط‪� .‬إ�ضافة الى تخزين‬ ‫‪ 10‬ماليين برميل على ال�شاطئ‪.‬‬ ‫"�إنن ��ا م�ضط ��رون الآن لبي ��ع منتجاتن ��ا الأكث ��ر قيمة‬ ‫للت�صدي ��ر بطريقة �سري ��ة"‪ ،‬قال ن ��ادر كريمي جوني‪،‬‬ ‫وه ��و �صحافي �إيران ��ي متخ�ص�ص في النف ��ط‪" .‬كانت‬ ‫لإي ��ران �سمع ��ة جي ��دة عظيم ��ة؛ والآن علين ��ا تزوي ��ر‬ ‫بوال�ص ال�شحن و�إخفاء �أ�صل النفط وتخزينه على متن‬ ‫ال�سفن"‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫والحيل ��ة تنف ��ذ عل ��ى م�ستويات ع ��دة‪ ،‬ولك ��ن هنا‪ ،‬في‬ ‫المي ��اه قبالة ميناء بندر عبا�س‪ ،‬كل �شيء يتمحور حول‬ ‫الناقل ��ة "نبتون"‪ .‬تحت الط�ل�اء الأ�سود الطازج‪ ،‬حمل‬ ‫هيكل ال�سفينة �إ�سم ال�شركة الناقلة "ال�شركة الإيرانية‬ ‫الوطني ��ة للنق ��ل" "‪ "NITC‬باللغتي ��ن الإنكليزي ��ة‬ ‫والفار�سية‪.‬‬ ‫ت ��م بناء ال�سفينة‪ ،‬التي هي واحدة من �أ�صغر الناقالت‬ ‫الإيراني ��ة‪ ،‬في الع ��ام ‪ 2000‬في كوري ��ا الجنوبية‪ .‬وهي‬ ‫ال تحم ��ل �أي علم‪ ،‬ومر�ساه ��ا الرئي�س هو ميناء بو�شهر‬ ‫– وكان ��ت �أبحرت �سابقا" �إلى فاليتا عا�صمة مالطا‪،‬‬ ‫بعدما طليت اي�ضا" بلون �آخر‪ .‬ويقال الآن �أنها �ستتوجه‬ ‫الى "فونافوتي"‪ ،‬عا�صمة جزيرة "توفالو" الواقعة في‬ ‫المحيط الهادئ ‪.‬‬ ‫لإخفاء مواقعها ‪ -‬وربم ��ا لإخفاء عدد ال�سفن المحملة‬ ‫ف ��ي عر� ��ض البح ��ر – تغلق ناق�ل�ات النف ��ط االيراني‬ ‫�أي�ضا" في كثير من الأحي ��ان �أجهزة التعقب "‪،"GPS‬‬ ‫وفق ��ا" ل� �ـ"‪ ،"HIS Fairplay‬وه ��ي �شرك ��ة بريطانية‬ ‫مركزه ��ا لن ��دن متخ�ص�ص ��ة ب�إ�ص ��دار بيان ��ات تتب ��ع‬ ‫ال�سف ��ن‪ .‬وقد ر�سم ��ت �آخر الوجه ��ات المعروفة لجميع‬ ‫الناق�ل�ات الإيراني ��ة‪ ،‬بم ��ا في ذل ��ك "�آ�ستان ��ة �إيران"‬ ‫“‪ ،”Iran Astaneh‬وخل�ص ��ت �إل ��ى الق ��ول ب� ��أن ‪21‬‬ ‫�سفينة �شوهدت �آخر مرة في الخليج العربي‪.‬‬ ‫"�أ�سم ��ع �أن هناك ناقالت �أكثر ف ��ي ال�شمال بالقرب‬ ‫م ��ن محطات النفط"‪ ،‬يقول المه� � ّرب ر�ستم بينما كان‬

‫ي�سحب حرفته ال�صغيرة لت�صل �إلى جانب الناقلة‪.‬‬ ‫يم ��ر المهرب ��ون بانتظام عبر م�ضي ��ق هرمز في زوارق‬ ‫�سريع ��ة �صغيرة في الطرف ال�شمال ��ي من عمان‪ ،‬يفيد‬ ‫ر�ستم و�آخرون‪ ،‬حيث يجمعون ب�صناديق كل �أنواع ال�سلع‬ ‫لبيعها ف ��ي ال�سوق ال�سوداء‪ .‬على ط ��ول الطريق‪ ،‬ي�شير‬ ‫ر�ستم‪ ،‬الى ان ��ه يرى الأدلة المادية للتوتر المتزايد في‬ ‫ممر الم�ضيق حيث يعبر خم�س النفط العالمي للو�صول‬ ‫الى ال�سوق‪.‬‬ ‫"تعتر�ضن ��ا ب�إ�ستم ��رار �سف ��ن البحري ��ة الأميركية"‪،‬‬ ‫ي�ضي ��ف ر�ستم‪" .‬انهم يوقفونن ��ا عندما يكون على متن‬ ‫زورقن ��ا بع� ��ض ال ��ركاب فح�س ��ب‪ ،‬ولي�س عندم ��ا نقوم‬ ‫ب�شحن الب�ضائع "‪.‬‬ ‫وق ��ال ان قط ��ع بحري ��ة الحر� ��س الث ��وري االيراني هي‬ ‫�أي�ض ��ا" تبح ��ر ف ��ي تلك المي ��اه‪ ،‬ويقع مقره ��ا في هذه‬ ‫المدين ��ة ال�ساحلي ��ة‪ ،‬بن ��در عبا�س‪ .‬وت�ستخ ��دم القوات‬ ‫البحري ��ة االيراني ��ة الزوارق ال�سريعة ب�ش ��كل رئي�س مع‬ ‫قاذف ��ات �صواريخ محمولة على متنه ��ا‪ ،‬والتي في حال‬ ‫المواجه ��ة عليه ��ا مقارعة مجموع ��ة �أكب ��ر بكثير من‬ ‫ال�سف ��ن التابعة للبحرية الأميركي ��ة بوا�سطة الع�شرات‬ ‫من هذه القوارب‪.‬‬

‫خبراء نفط دوليون‪:‬‬ ‫تخزّ ن �إيران الآن ‪ 40‬مليون برميل‬ ‫ �أي ما يعادل �أ�سبوعين من الإنتاج ‪-‬‬‫على ناقالت النفط �إ�ضافة الى تخزين‬ ‫‪ 10‬ماليين برميل على ال�شاطئ‬

‫مرفأ بندر عباس‪ :‬من هنا ينطلق النفط الخام اإليراني‬

‫وقد حدث مث ��ل هذا النزاع من قب ��ل‪ ،‬والهزيمة دفعت‬ ‫ب�إي ��ران الى تغيي ��ر عقيدة قواتها البحري ��ة الع�سكرية‪.‬‬ ‫خالل مواجهة �إ�ستمرت يوم ��ا" واحدا" في هذه المياه‬ ‫في الع ��ام ‪ 1988‬بي ��ن الق ��وات الإيراني ��ة والأميركية‪،‬‬ ‫غرق ��ت فرقاط ��ة �إيرانية‪ ،‬ف ��ي حين �أن طه ��ران �إدّعت‬ ‫ب� ��أن قواته ��ا �أ�سقطت طائ ��رة هليكوبت ��ر �أميركية‪ .‬بعد‬ ‫ب�ضعة �أ�شهر عل ��ى ذلك‪� ،‬أ�سقطت ني ��ران �سفينة تابعة‬ ‫للبحرية الأميركية طائرة مدنية �إيرانية‪ ،‬ما �أ�سفر عن‬ ‫مقتل ‪� 290‬شخ�صا"‪ ،‬وهو الحدث الذي �إحتفلت ايران‬ ‫بذكراه في ‪ 2‬تم ��وز (يوليو) الفائت‪ .‬وتقول الجمهورية‬ ‫الإ�سالمي ��ة ان �إ�سقاط الطائ ��رة كان عمدا"‪ ،‬في حين‬ ‫تقول الواليات المتحدة انه كان حادثا"‪.‬‬ ‫ان �إحتم ��ال ح ��دوث مواجه ��ة ي ��زداد يوما" بع ��د �آخر‬ ‫م ��ع تراكم ال�ضغ ��ط على ايران في الوق ��ت الذي بد�أت‬ ‫العقوب ��ات‪ ،‬و�إنخفا� ��ض �أ�سعار النف ��ط‪ ،‬يقطعان بعمق‬ ‫�شريان الحياة المالية في طهران‪.‬‬ ‫لق ��د تراجع ��ت �أ�سعار النف ��ط بنحو ‪ 10‬ف ��ي المئة منذ‬ ‫بداي ��ة ال�سن ��ة ‪ -‬ما يقرب من ‪ 20‬ف ��ي المئة من الذروة‬ ‫الت ��ي بلغته ��ا في �شه ��ر �آذار (مار� ��س)‪ -‬ب�سبب �ضعف‬ ‫الطل ��ب م ��ن �أوروب ��ا والوالي ��ات المتحدة و�أج ��زاء من‬ ‫العالم النامي‪ ،‬ف�ضال" عن زي ��ادة الإنتاج من المملكة‬ ‫العربية ال�سعودية والعراق وليبيا‪ .‬ويقدر خبراء النفط‬ ‫�أن عائدات اي ��ران من �صادرات النف ��ط قد انخف�ضت‬ ‫نحو ‪ 35‬في المئة مقارنة مع بداية العام‪.‬‬ ‫وعل ��ى نح ��و متزاي ��د‪ ،‬يح� � ّذر الم�س�ؤول ��ون ف ��ي �إي ��ران‬ ‫مواطنيهم للإ�ستعداد لأوقات �صعبة مقبلة‪ .‬في ‪ 2‬تموز‬ ‫(يولي ��و)‪ّ ،‬ق ��دم علي �أكب ��ر �صالحي‪ ،‬وزي ��ر الخارجية‪،‬‬ ‫مقارنات مع ح ��رب الثماني �سنوات بين العراق و�إيران‬ ‫حي ��ن ناق�ش مع �صحافيين ال�ضغ ��وط المت�صاعدة على‬ ‫بالده‪.‬‬ ‫و�أك ��د نائ ��ب الرئي�س االيران ��ي‪ ،‬محمد ر�ض ��ا رحيمي‪،‬‬ ‫الذي كان يتحدث خالل م�ؤتمر ديني في الأول من تموز‬ ‫(يولي ��و)‪ ،‬ب�أن بالده لن ي�ستطي ��ع �أحد وقف م�سيرتها‪،‬‬ ‫وطلب الح�ص ��ول على دعم ال�شعب‪ ،‬ح�س ��ب التلفزيون‬ ‫الر�سمي‪ ،‬و�أ�ضاف "اليوم‪ ،‬نحن نواجه �أ�ش ّد العقوبات‪،‬‬ ‫و�إنن ��ا نطلب م ��ن النا�س م�ساع ��دة الم�س�ؤولين في هذه‬ ‫المعركة"‪.‬‬ ‫على متن الناقلة "نبتون"‪ ،‬عرف الطاقم ما يعني ذلك‪:‬‬ ‫قتل المزيد من الوق ��ت و"الجلو�س" على النفط الخام‬ ‫ف ��ي البحر‪ .‬ف ��ي الأول من تم ��وز (يوليو) م�ش ��ى �أفراد‬ ‫الطاق ��م تحت �أ�شعة ال�شم�س الحارقة وا�ستحوذوا على‬ ‫المر�س ��اة‪ .‬كانوا يعلمون �أنهم لن يذهبوا �إلى �أي مكان‪،‬‬ ‫لكنه ��م �إنتهزوا الفر�صة لتنظي ��ف ال�سفينة من ال�صد�أ‬ ‫والغبار‪ّ .‬ثم �صاحوا �إلى الركاب في قارب �صغير ير�سو‬ ‫بالق ��رب من �سفينته ��م‪ ،‬في محاول ��ة للتهريج و�إطالق‬ ‫مزحة‬

‫‪Issue 1 - October - 2012‬‬

‫‪75‬‬


‫عالم الطاقة‬

‫نفط‬

‫مع بدء العقوبات الأوروبية البترولية و�إنخفا�ض الطلب من الهند واليابان وال�صين‬

‫اإليرانيون يخزنون نفطهم‬ ‫على متن سفن عائمة بإنتظار من يشتري‬ ‫مع زيادة العقوبات الغربية وفر�ض‬ ‫الحظ��ر الأوروب��ي عل��ى �ش��راء‬ ‫وت�أمين النفط الإيراني خ�ص�صت‬ ‫طهران مليارات الدوالرات لت�أمين‬ ‫ناقالتها بنف�سها في �أحدث جهود‬ ‫تبذلها لإي�صال النفط الى من بقي‬ ‫م��ن زبائنها ‪ ،‬وتح��اول في الوقت‬ ‫عينه البحث ع��ن مخرج لتخزين‬ ‫وبيع بترولها‪.‬‬ ‫بندر عبا�س ‪ -‬ه�شام الجعفري‬ ‫ف ��ي بداية تموز (يولي ��و) الفائت �شوهدت‬ ‫ناقلة النف ��ط العمالقة "نبت ��ون" تتحرك‬ ‫بال هدف ف ��ي المياه الدافئة ف ��ي الخليج العربي‪ ،‬وقد‬ ‫طليت بطبق ��ة جديدة من الل ��ون الأ�سود ال ��ذي بالكاد‬ ‫يخفي هويتها الحقيقي ��ة الإيرانية‪ ،‬وهي محملة بمئات‬ ‫الأالف م ��ن برامي ��ل النفط التي ال �أح ��د على ا�ستعداد‬ ‫ل�شرائها‪.‬‬ ‫ا�س ��م ال�سفينة الحقيقي ه ��و "�آ�ستانة �إي ��ران"‪ ،‬وكانت‬ ‫�إحدى قطع �أ�سطول النفط الإيراني الم�ؤلف من حوالي‬ ‫‪ 65‬ناقل ��ة التي ت�ستخدم كمرافق عائمة لتخزين النفط‬ ‫الإيران ��ي‪ .‬لق ��د �أعطي ��ت كل واح ��دة �سج�ل�ا" بحريا"‬ ‫جديدا" لإخفاء م�صدرها حيث من الأ�سهل العثور على‬ ‫م�شتر‪ .‬وكان ��ت "نبتون" حتى ذلك الحين تطفو هناك‬ ‫لأكثر من �شهر‪ ،‬ويق ��ول ال�صيادون المحليون ان هناك‬ ‫ناقلتين �أكبر را�سيتان في مكان قريب‪.‬‬ ‫�إيران‪ ،‬الت ��ي تواجه عقوبات �إقت�صادي ��ة دولية �صارمة‬ ‫مفرو�ض ��ة لإجباره ��ا عل ��ى التخل ��ي عن �أي ��ة طموحات‬ ‫لتطوير �أ�سلحة نووية‪ ،‬كانت مترددة بالن�سبة الى خف�ض‬ ‫�إنتاجها من النف ��ط‪ ،‬خوفا" من ان يلحق ذلك �ضررا"‬ ‫ب�آبارها‪ .‬لكن لي�ست لدى الجمهورية الإ�سالمية م�ساحة‬ ‫كافية لتخزين النفط الخام الذي ال يمكنها بيعه‪ .‬لذا‪،‬‬ ‫‪74‬‬

‫الرئيس محمود احمدي نجاد‪:‬‬ ‫العقوبات األخيرة كانت "األقوى حتى اآلن"‬

‫نائب الرئيس اإليراني محمد رضا رحيمي‪:‬‬ ‫نطلب دعم الشعب‬

‫في حين تعمل ب�شرا�سة على بناء قدرات للتخزين على‬ ‫ال�شاط ��ئ‪ ،‬عمدت الى تحويل منتوجه ��ا البترولي ونقله‬ ‫الى عر�ض البحر‪.‬‬ ‫"لم نر �أبدا" هذا العدد الكبير من الناقالت ينتظر‬ ‫ف ��ي ه ��ذه المنطقة"‪ ،‬ق ��ال محم ��د ر�ستم‪ ،‬وه ��و �صياد‬ ‫ومه ّرب يعمل بانتظام في هذه المياه‪.‬‬ ‫بعد �سنوات م ��ن التحدي واال�صرار عل ��ى ان العقوبات‬ ‫غي ��ر م�ؤثرة ف ��ي البالد‪ ،‬بد�أ الإيراني ��ون االعتراف ب�أن‬ ‫الجول ��ة االخيرة م ��ن العقوب ��ات ت�ضاع ��ف القلق‪ .‬لقد‬ ‫�أك ��د الرئي�س االيراني محمود احمدي نجاد في ‪ 3‬تموز‬ ‫(يولي ��و) ان العقوب ��ات الأخي ��رة كان ��ت "الأقوى حتى‬ ‫الآن"‪.‬‬

‫ويفي ��د خب ��راء نف ��ط دولي ��ون ان ��ه ت � ّ�م فعلي ��ا" خف�ض‬ ‫ال�صادرات الهيدروكربونية االيرانية بن�سبة الربع على‬ ‫الأق ��ل من ��ذ بداية الع ��ام‪ ،‬الأمر الذي ك ّل ��ف طهران ما‬ ‫يق ��رب من ‪ 10‬مليارات دوالر حت ��ى الآن من االيرادات‬ ‫ال�ضائع ��ة‪ .‬ويق ��ول العدي ��د م ��ن الخب ��راء ان الألم هو‬ ‫بداي ��ة فح�س ��ب‪� ،‬إذ �أن �أ�سع ��ار النفط �س ��وف تتراجع‪،‬‬ ‫ومبيع ��ات �إيران من المتوقع �أن تنخف�ض �أكثر من ذلك‬ ‫مع الحظ ��ر الأوروبي الذي دخل حيز التنفيذ في بداية‬ ‫تموز (يوليو) الفائت‪.‬‬ ‫"�إنهم مح�شورون في الزاوية"‪ ،‬يقول �سداد الح�سيني‪،‬‬ ‫نائ ��ب الرئي� ��س التنفيذي ال�ساب ��ق للتنقي ��ب والتطوير‬ ‫لل�شركة الحكومي ��ة ال�سعودية �أرامك ��و‪" ،‬هناك الكثير‬ ‫من المتاعب تنتظر من ي�شتري النفط الإيراني‪ .‬لماذا‬ ‫تن ّف ��ر وتعادي الوالي ��ات المتحدة و�أوروب ��ا؟ وبقية دول‬ ‫�أوبك لي�ست �سعيدة جدا" مع �إيران اي�ضا"‪.‬‬ ‫ف ��ي ‪ 4‬تم ��وز (يوليو) �أعلن م�س�ؤول نفط ��ي كيني لوكالة‬ ‫"رويترز" �أن ب�ل�اده �ألغت �إتفاقا" لإ�ستيراد ما ي�صل‬ ‫الى ‪ 80,000‬برميل م ��ن النفط يوميا" من الجمهورية‬ ‫الإ�سالمية بعدما ح ّذرت بريطانيا كينيا من �أن �إتفاقها‬ ‫يتعار�ض مع العقوبات‪ .‬في ه ��ذه الأثناء‪� ،‬أ�شارت كوريا‬ ‫الجنوبية الى �أن وارداتها من النفط الإيراني �إنخف�ضت‬ ‫بن�سب ��ة ‪ 50‬في المئة في �أي ��ار (مايو)‪ ،‬مقارنة مع �شهر‬ ‫ني�سان (�إبريل)‪.‬‬

‫ت�ضخ �آبار النفط الإيرانية حوالي ‪2.8‬‬ ‫مليون برميل يوميا" ‪ -‬ب�إنخفا�ض فعلي‬ ‫قدره نحو مليون برميل يوميا" منذ‬ ‫بداية العام‪ ،‬لكنها ت�صدر فقط بين ‪1.6‬‬ ‫�إلى ‪ 1.8‬مليون برميل في اليوم‬

‫العدد الأول‪ - ‬ت�شرين الأول (�أكتوبر) ‪٢٠١٢ -‬‬


‫الإقت�صادات النا�شئة لديها توقعات �إقت�صادية �أكثر �إيجابية (جدول رقم ‪)2‬‬ ‫م�ستوى عي�ش �أف�ضل من و�ضع �إقت�صادي وطني و�ضع �إقت�صادي �أف�ضل حا ًال مالياً مقارنة من ال�سهل على الأوالد‬ ‫بـ‪� 5‬سنوات م�ضت ‪%‬‬ ‫�شخ�صي جيد ‪%‬‬ ‫جيد ‪%‬‬ ‫الأهل في العمر ذاته ‪%‬‬ ‫�إيجاد عمل �أف�ضل ‪%‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪67‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪74‬‬ ‫الإقت�صادات النا�شئة‬ ‫‪14‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪68‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪60‬‬ ‫الواليات المتحدة‬ ‫‪9‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪59‬‬ ‫�أوروبا‬ ‫‪16‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪33‬‬ ‫الدول العربية‬ ‫حالة جيدة‪.‬‬ ‫م ��ع ذلك‪ ،‬ف� ��إن النا�س في �ش ��كل عام �أكث ��ر �إيجابية‬ ‫ح ��ول �أو�ضاعه ��م الإقت�صادي ��ة ال�شخ�صي ��ة مما هم‬ ‫حول الو�ض ��ع الإقت�صادي في بالدهم‪ .‬حوالى ‪ 52‬في‬ ‫المئة م ��ن المواطنين في ‪ 21‬دولة �شملها اال�ستطالع‬ ‫ي�شع ��رون بالإرتياح بالن�سبة ال ��ى ظروفهم الخا�صة‪.‬‬ ‫الأميركي ��ون ه ��م مرتان �أكث ��ر ترجيحا" للق ��ول ب�أن‬ ‫�ش� ��ؤون الأ�سرة المالية ه ��ي في حالة جيدة من القول‬ ‫ب�أن الحال ��ة االقت�صادية الوطنية ه ��ي جيدة‪ .‬هناك‬ ‫�إختالف ��ات كبي ��رة ف ��ي بريطاني ��ا والياب ��ان‪ ،‬حي ��ث‬ ‫�أن �أولئ ��ك الذي ��ن يقولون ب� ��أن و�ضعه ��م الإقت�صادي‬ ‫ال�شخ�صي جي ��د يتجاوز عدد الذي ��ن لديهم وجهات‬ ‫نظ ��ر �إيجابية عن الإقت�صاد الوطني وذلك ب�أكثر من‬ ‫�أربعة �إلى واحد‪� .‬إال �أن ال�صينيين هم �أكثر �إحتماال"‬ ‫للقول ب� ��أن الإقت�صاد الوطني هو في حالة �أف�ضل من‬ ‫موارد �أ�سرهم المالية‪�( .‬أنظر جدول رقم ‪)1‬‬

‫�أقل من ثلث االميركيين (‪)٪31‬‬ ‫يقولون �أن �إقت�صاد الواليات المتحدة‬ ‫ي�سير جيد ًا ب�إرتفاع ‪ 13‬نقطة مئوية‬ ‫عن العام ‪( .2011‬لكنه �إنخف�ض ‪19‬‬ ‫نقطة عن العام ‪ 2007‬قبل �سنة‬ ‫من االزمة المالية)‬ ‫المواقف الإقت�صادية قاتمة في الدول‬ ‫االربع التي �شملها الإ�ستطالع في العالم‬ ‫العربي‪ .‬هناك فقط ثلث من الذين‬ ‫�شملهم الإ�ستطالع يعتقدون �أنهم �أف�ضل‬ ‫حا ًال من �آبائهم في العمر نف�سه‬

‫وهن ��اك بع� ��ض التف ��ا�ؤل ب� ��أن الأم ��ور �ستتح�س ��ن في‬ ‫الأ�شه ��ر ال ‪ 12‬المقبل ��ة‪ ،‬خ�صو�ص ��ا" ف ��ي البرازي ��ل‬ ‫(‪ ،)٪84‬ال�صين (‪ )٪83‬وتون�س (‪ .)٪75‬ومع ذلك‪،‬‬ ‫ف� ��إن الت�شا�ؤم حول قدرة ال�شب ��اب على تحقيق نتائج‬ ‫�أف�ضل م ��ن �آبائهم متف�ش‪ ،‬وبخا�صة ف ��ي �أوروبا (في‬ ‫المتو�س ��ط ‪ ٪9‬فق ��ط متفائل ��ون) والياب ��ان (‪.)٪10‬‬ ‫م ��رة �أخرى هناك ا�ستثناء وحي ��د يتم ّثل في ال�صين‪،‬‬ ‫حيث يعتق ��د ‪ ٪57‬من �شعبها ان ��ه �سيكون من ال�سهل‬ ‫على �أوالدهم �أن ي�صبحوا �أكثر ثراء �أو الح�صول على‬ ‫وظيفة �أف�ضل من الأهل‪.‬‬ ‫من جه ��ة �أخرى‪ ،‬هناك تناق�ض �صارخ بين التوقعات‬ ‫االقت�صادي ��ة في �أرب ��ع من الأ�س ��واق النا�شئة �شملهم‬ ‫اال�ستطالع ‪ -‬وه ��ي البرازيل وال�صين والهند وتركيا‬ ‫– والأوروبيون والأميركيون الذين يعي�شون في هذه‬ ‫االقت�ص ��ادات ع ��ادة م ��ا يكون ��وا �أكث ��ر ترجيحا" من‬ ‫الأميركيين �أو الأوروبيين الذين يعي�شون في �أوطانهم‬

‫�أن يقول ��وا �أنهم في حال �أف�ضل م ��ن والديهم‪ .‬هناك‬ ‫عل ��ى الأرجح مرتان �أكثر م ��ن الأميركيين و�أكثر من‬ ‫ثالث مرات من الأوروبيين يعتقدون على ان الأو�ضاع‬ ‫االقت�صادي ��ة في بلدانهم جيدة‪ .‬وهناك على الأرجح‬ ‫ثالث مرات �أكثر من الأوروبيين و�أكثر من مرتين من‬ ‫الأميركيي ��ن يقولون �إنهم �أف�ضل ح ��اال" من الناحية‬ ‫المالي ��ة مقارنة م ��ع خم�س �سن ��وات م�ض ��ت‪ .‬وبينما‬ ‫النا� ��س في الأ�سواق النا�شئة ي�شع ��رون بالقلق �أي�ضا"‬ ‫من الحراك الإقت�صادي بالن�سبة الى �أبنائهم‪ ،‬ف�إنهم‬ ‫�أرب ��ع مرات �أكثر تفا�ؤال" ح ��ول م�ستقبل �أوالدهم من‬ ‫الأوروبيين ومرتان متفائلين على قدر الأميركيين‪.‬‬ ‫ف ��ي المقاب ��ل‪ ،‬المواق ��ف الإقت�صادي ��ة قاتم ��ة ال �سيما‬ ‫ف ��ي ال ��دول االربع الت ��ي �شملها الإ�ستطالع ف ��ي العالم‬ ‫العربي‪ .‬هناك فقط ثلث من الذين �شملهم الإ�ستطالع‬ ‫يعتق ��دون �أنه ��م �أف�ض ��ل حاال" م ��ن �آبائهم ف ��ي العمر‬ ‫نف�سه‪ .‬هن ��اك حوالى ‪ ٪30‬فقط يقول ��ون انهم على ما‬

‫الأميركيون هم الأكثر �إيمان ًا بالعمل الكادح (جدول رقم ‪)3‬‬ ‫الن�سبة المئوية تفيد ب�أن �أكثرية النا�س ت�ستطيع النجاح �إذا عملت بجد‬

‫‪%77‬‬ ‫‪%59‬‬ ‫‪%55‬‬ ‫‪%50‬‬

‫الواليات المتحدة‬ ‫الإقت�صادات النا�شئة‬ ‫البلدان العربية‬ ‫الإتحاد الأوروبي‬

‫متوس � � ��ط النسبة المئوية بالنس � � ��بة الى أوروبا يشمل بريطانيا‪ ،‬فرنس � � ��ا‪ ،‬ألمانيا‪ ،‬إسبانيا‪ ،‬إيطاليا‪،‬‬ ‫اليونان‪ ،‬بولندا والجمهورية التش � � ��يكية‪ .‬ومتوس � � ��ط النس � � ��بة المئوية بالنس � � ��بة الى البلدان العربية‬ ‫يشمل مصر‪ ،‬األردن‪ ،‬لبنان وتونس‪.‬‬ ‫ومتوسط النسبة المئوية بالنسبة الى اإلقتصادات الناشئة يشمل تركيا‪ ،‬الصين‪ ،‬الهند والبرازيل‪.‬‬ ‫‪Issue 1 - October - 2012‬‬

‫‪77‬‬


‫�إ�ستطالع ال�شهر‬

‫�إ�ستطالع م�سح ‪ 21‬دولة بينها ‪ 4‬دول عربية و�إ�ستطلع �أراء ‪� 26.210‬أ�شخا�ص‬

‫التشاؤم يخ ّيم على اإلقتصاد العالمي‬ ‫بي��ن ‪� 17‬آذار (مار���س) و‪ 20‬ني�س��ان (�إبري��ل) ‪� 2012‬أج��رى مرك��ز بي��و للأبح��اث‬ ‫(‪� )Pew Research Center‬ضم��ن برنامجه الدولي �إ�ستطالعا" حول �شعور‬ ‫العال��م �إقت�صادي��ا"‪ ،‬وم�سح من �أجل ذل��ك ‪ 21‬بلدا" حول العال��م بينها �أربع دول‬ ‫عربي��ة هي لبنان‪ ،‬م�صر‪ ،‬تون�س والأردن‪ .‬وق��د �إ�ستطلع �آراء ‪� 26.210‬أ�شخا�ص‪.‬‬ ‫"�أ�سواق العرب" بالإتفاق مع المركز تن�شر �أهم نتائج هذا الإ�ستطالع‪.‬‬ ‫�أجرى الإ�ستطالع مركز بيو للإبحاث‬

‫الم ��زاج االقت�ص ��ادي كئي ��ب ج ��دا" في‬ ‫جمي ��ع �أنح ��اء العال ��م‪ .‬حوال ��ى ‪ 27‬ف ��ي‬ ‫المئ ��ة فق ��ط يعتق ��دون ان �إقت�صاده ��م الوطن ��ي في‬ ‫حالة جيدة‪ ،‬وفق ��ا" لم�سح �أجراه مركز بيو للأبحاث‬ ‫(‪ )Pew Research Center‬ف ��ي ‪ 21‬دول ��ة‪ .‬لق ��د‬ ‫وج ��د الإ�ستطالع انه ف ��ي ال�صي ��ن (‪ ،)٪83‬و�ألمانيا‬ ‫(‪ ،)٪73‬والبرازي ��ل (‪ )٪65‬وتركيا (‪ )٪57‬فح�سب‬ ‫يفي ��د معظم النا�س �أن الظروف الحالية الإقت�صادية‬ ‫الوطنية جيدة‪.‬‬ ‫وق ��د �س ��اءت الحالة المزاجي ��ة العام ��ة بالن�سبة الى‬ ‫ثمان م ��ن ‪ 15‬دولة‬ ‫االقت�ص ��اد منذ الع ��ام ‪ 2008‬في ٍ‬ ‫الت ��ي توجد حوله ��ا بيانات قابل ��ة للمقارنة‪ ،‬في حين‬ ‫�أنه لم يحدث تغيي ��ر �أ�سا�سي في �أربع �أخرى‪ .‬وي�شكل‬ ‫ال�صينيون ف ��ي هذا المجال الإ�ستثن ��اء الوحيد‪ .‬لقد‬ ‫كان ��وا �إيجابيين بالن�سبة ال ��ى �إقت�صادهم على مدى‬ ‫العقد الما�ضي‪.‬‬ ‫�أقل م ��ن ثلث االميركيين (‪ )٪31‬يقولون �أن �إقت�صاد‬ ‫وي�سجل هذا الرقم‬ ‫الواليات المتحدة ي�سي ��ر جيدا"‪ّ .‬‬ ‫�إرتف ��اع ‪ 13‬نقط ��ة مئوي ��ة ع ��ن الع ��ام ‪( .2011‬لكنه‬ ‫�إنخف� ��ض ‪ 19‬نقط ��ة عن الع ��ام ‪ 2007‬قب ��ل �سنة من‬ ‫االزم ��ة المالي ��ة)‪ .‬حوالى ‪ ٪16‬فقط م ��ن الأوروبيين‬ ‫�شمله ��م اال�ستط�ل�اع يعتق ��دون ان �أداء �إقت�صاده ��م‬ ‫عل ��ى الم�ستوى نف�سه‪ .‬وتت�ضمن �شريحة الم�ستطلعين‬ ‫‪ ٪2‬م ��ن اليونانيي ��ن و ‪ ٪6‬من اال�سب ��ان وااليطاليين‪.‬‬ ‫الواق ��ع انه بين الأوروبيين‪ ،‬لي�س هناك �سوى الألمان‬ ‫(‪ )٪73‬الذين يقولون ب�أن �إقت�صادهم ممتاز‪ .‬وفقط‬ ‫‪ ٪7‬م ��ن اليابانيي ��ن يعتق ��دون �أن اقت�صادهم هو في‬ ‫‪76‬‬

‫تراجع التوقعات الإقت�صادية الوطنية (جدول رقم ‪)1‬‬ ‫و�ضع �إقت�صادي وطني جيد‬ ‫و�ضع �إقت�صادي �شخ�صي جيد‬ ‫تغيير‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫تغيير‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪11+‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪3‬‬‫‪68‬‬ ‫‪71‬‬ ‫الواليات المتحدة‬ ‫‪20+‬‬ ‫‪73‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪7+‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪67‬‬ ‫�ألمانيا‬ ‫‪23‬‬‫‪29‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪18‬‬‫‪45‬‬ ‫‪63‬‬ ‫بولندا‬ ‫‪0‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪3‬‬‫‪65‬‬ ‫‪68‬‬ ‫فرن�سا‬ ‫‪-‬‬‫‪16‬‬ ‫‪-‬‬‫‪-‬‬‫‪50‬‬ ‫‪-‬‬‫ت�شيكيا‬ ‫‪15‬‬‫‪15‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪8‬‬‫‪64‬‬ ‫‪72‬‬ ‫بريطانيا‬ ‫‪29‬‬‫‪6‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪11‬‬‫‪57‬‬ ‫‪68‬‬ ‫�إ�سبانيا‬ ‫‪-‬‬‫‪6‬‬ ‫‪-‬‬‫‪-‬‬‫‪41‬‬ ‫‪-‬‬‫�إيطاليا‬ ‫‪-‬‬‫‪2‬‬ ‫‪-‬‬‫‪-‬‬‫‪17‬‬ ‫‪-‬‬‫اليونان‬ ‫‪20‬‬‫‪32‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪1+‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪46‬‬ ‫رو�سيا‬ ‫‪36+‬‬ ‫‪57‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪20+‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪40‬‬ ‫تركيا‬ ‫‪11‬‬‫‪28‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪2+‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪31‬‬ ‫الأردن‬ ‫‪17‬‬‫‪27‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪3‬‬‫‪23‬‬ ‫‪26‬‬ ‫م�صر‬ ‫‪-‬‬‫‪17‬‬ ‫‪-‬‬‫‪-‬‬‫‪57‬‬ ‫‪-‬‬‫تون�س‬ ‫‪2+‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪5‬‬‫‪26‬‬ ‫‪31‬‬ ‫لبنان‬ ‫‪32‬‬‫‪9‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪19‬‬‫‪51‬‬ ‫‪70‬‬ ‫باك�ستان‬ ‫‪1+‬‬ ‫‪83‬‬ ‫‪82‬‬ ‫‪3+‬‬ ‫‪69‬‬ ‫‪66‬‬ ‫ال�صين‬ ‫‪-‬‬‫‪49‬‬ ‫‪-‬‬‫‪-‬‬‫‪64‬‬ ‫‪-‬‬‫الهند‬ ‫‪6‬‬‫‪7‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪3‬‬‫‪34‬‬ ‫‪37‬‬ ‫اليابان‬ ‫‪-‬‬‫‪65‬‬ ‫‪-‬‬‫‪-‬‬‫‪75‬‬ ‫‪-‬‬‫البرازيل‬ ‫‪1‬‬‫‪35‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪8‬‬‫‪52‬‬ ‫‪60‬‬ ‫المك�سيك‬

‫العدد الأول‪ - ‬ت�شرين الأول (�أكتوبر) ‪٢٠١٢ -‬‬


‫�إ�ستطالع ال�شهر‬

‫معظم النا�س �أف�ضل حا ًال في �إقت�صاد ال�سوق الحرة (جدول رقم ‪)4‬‬ ‫ي�ؤيدون كلياً ‪ /‬عموماً ‪%‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2002‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪67‬‬ ‫‪68‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪72‬‬ ‫الواليات المتحدة‬ ‫‪50‬‬ ‫‪-‬‬‫‪75‬‬ ‫‪73‬‬ ‫‪71‬‬ ‫�إيطاليا‬ ‫‪47‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪57‬‬ ‫‪67‬‬ ‫‪-‬‬‫�إ�سبانيا‬ ‫‪53‬‬ ‫‪68‬‬ ‫‪65‬‬ ‫‪68‬‬ ‫‪44‬‬ ‫بولندا‬ ‫‪61‬‬ ‫‪64‬‬ ‫‪66‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪66‬‬ ‫بريطانيا‬ ‫‪50‬‬ ‫‪-‬‬‫‪63‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪62‬‬ ‫ت�شيكيا‬ ‫‪58‬‬ ‫‪67‬‬ ‫‪57‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪61‬‬ ‫فرن�سا‬ ‫‪69‬‬ ‫‪73‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪65‬‬ ‫‪69‬‬ ‫�ألمانيا‬ ‫‪44‬‬ ‫‪-‬‬‫‪-‬‬‫‪-‬‬‫‪-‬‬‫اليونان‬ ‫‪47‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪45‬‬ ‫رو�سيا‬ ‫‪62‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪64‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪76‬‬ ‫لبنان‬ ‫‪48‬‬ ‫‪57‬‬ ‫‪65‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪50‬‬ ‫باك�ستان‬ ‫‪55‬‬ ‫‪64‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪60‬‬ ‫تركيا‬ ‫‪43‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪47‬‬ ‫الأردن‬ ‫‪50‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪-‬‬‫م�صر‬ ‫‪42‬‬ ‫‪-‬‬‫‪-‬‬‫‪-‬‬‫‪-‬‬‫تون�س‬ ‫‪38‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪43‬‬ ‫اليابان‬ ‫‪74‬‬ ‫‪84‬‬ ‫‪79‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪70‬‬ ‫ال�صين‬ ‫‪61‬‬ ‫‪-‬‬‫‪-‬‬‫‪-‬‬‫‪-‬‬‫الهند‬ ‫‪75‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪-‬‬‫‪-‬‬‫‪-‬‬‫البرازيل‬ ‫‪34‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪-‬‬‫‪-‬‬‫المك�سيك‬

‫يرام من الناحية المالية‪ .‬وحوالى ‪ ٪16‬فقط يعتقدون‬ ‫ان �أوالده ��م �س ��وف يتمتعون بوقت �سه ��ل كي ي�صبحوا‬ ‫�إقت�صاديا" �أف�ضل حاال" منهم‪�( .‬أنظر جدول رقم ‪)2‬‬ ‫لق ��د ق ّو�ضت الأوق ��ات ال�صعبة �أخالقي ��ات العمل في‬ ‫ع ��دد م ��ن البل ��دان بي ��ن الأ�شخا� ��ص الذي ��ن يعانون‬ ‫�إقت�صاديا"‪� .‬أولئك الذين يقولون ان و�ضعهم المالي‬ ‫ال�شخ�صي في فو�ضى‪ ،‬هم اقل بكثير على الأرجح من‬ ‫�أولئك الذين يتمتعون بو�ضع جيد‪ ،‬يعتقدون �أن معظم‬ ‫النا�س ينجحون �إذا عملوا بكد وجهد‪.‬‬ ‫متو�سط الن�سب ��ة لأوروبا يت�ضم ��ن بريطانيا‪ ،‬فرن�سا‪،‬‬ ‫�ألمانيا‪� ،‬إ�سبانيا‪� ،‬إيطاليا‪ ،‬اليونان‪ ،‬بولندا والجمهورية‬ ‫الت�شيكي ��ة‪ .‬ومتو�سط الن�سبة للإقت�ص ��ادات النا�شئة‬ ‫يت�ضمن تركيا‪ ،‬ال�صين‪ ،‬الهند‪ ،‬والبرازيل‪ .‬ومتو�سط‬ ‫الن�سب ��ة للدول العربية يت�ضم ��ن م�صر‪ ،‬تون�س‪ ،‬لبنان‬ ‫والأردن‪�( .‬أنظر جدول رقم ‪)3‬‬ ‫وقد �ساهم ��ت الأزمة االقت�صادي ��ة العالمية في ت�آكل‬ ‫الدع ��م للر�أ�سمالية حيث �إنخف�ض في �شكل كبير‪ .‬في‬ ‫‪ 11‬من ‪ 21‬دول ��ة �شملها الم�سح‪ ،‬ن�صف الم�ستطلعين‬ ‫�أو �أق ��ل بقلي ��ل يوافق ��ون الآن م ��ع البي ��ان القائل ب�أن‬ ‫النا� ��س �أف�ضل حاال" في ظل �إقت�ص ��اد ال�سوق الحرة‬ ‫رغ ��م �أن بع�ض النا�س �أغني ��اء وبع�ضهم فقراء‪ .‬ومثل‬ ‫ه ��ذا الدعم �إنخف� ��ض في ‪ 9‬من ‪ 16‬دول ��ة مع بيانات‬ ‫قابل ��ة للمقارنة منذ الع ��ام ‪ ،2007‬قبل بداية الك�ساد‬ ‫الكبي ��ر ب�سنة‪ .‬هناك خيبة �أمل حادة في �شكل خا�ص‬ ‫في �إيطاليا (حيث �إنخف� ��ض الدعم لإقت�صاد ال�سوق‬ ‫الح ��رة ‪ 23‬نقط ��ة مئوي ��ة)‪ ،‬و�إ�سباني ��ا (‪ 20‬نقط ��ة)‬ ‫وبولندا (‪ 15‬نقطة) (�أنظر جدول رقم ‪)4‬‬

‫‪12 - 07‬‬ ‫تغيير ‪%‬‬ ‫‪3‬‬‫‪23‬‬‫‪20‬‬‫‪15‬‬‫‪11‬‬‫‪9‬‬‫‪2+‬‬ ‫‪4+‬‬ ‫‪-‬‬‫‪6‬‬‫‪12‬‬‫‪12‬‬‫‪5‬‬‫‪4‬‬‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬‫‪11‬‬‫‪1‬‬‫‪-‬‬‫‪-‬‬‫‪--‬‬

‫�أو�ضاع �إقت�صادية وطنية �سيئة ب�إ�ستثناء ال�صين‬

‫عدد �أقل ي�ؤيد الر�أ�سمالية‬

‫ن�سبة مئوية قالت ب�أن ال�شروط الإقت�صادية في بالدها جيدة‬

‫تفيد الن�سبة المئوية ب�أن �أكثر النا�س هم �أف�ضل حا ًال في �إقت�صاد ال�سوق الحرة‬

‫ال�صين ‪%83‬‬

‫‪82‬‬ ‫‪63‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪46‬‬

‫الواليات‬

‫المتحدة ‪%31‬‬ ‫الغالبية‬

‫الم�سلمة ‪%27‬‬ ‫�أوروبا ‪%19‬‬ ‫‪2012‬‬

‫‪2010 2011‬‬

‫‪2009‬‬

‫‪2008‬‬

‫‪2007‬‬

‫‪100‬‬

‫‪0‬‬

‫متوس � � ��ط النس � � ��ب ألوروبا يتضمن بريطانيا‪ ،‬فرنسا‪ ،‬ألمانيا‪ ،‬إسبانيا‬ ‫وبولندا‪ .‬ومتوس � � ��ط النس � � ��ب لل � � ��دول ذات الغالبية اإلس� �ل ��امية يتضمن‬ ‫تركيا‪ ،‬مصر‪ ،‬األردن‪ ،‬لبنان وباكستان‪.‬‬

‫ال�صين‬ ‫الواليات‬ ‫المتحدة‬ ‫�أوروبا‬ ‫الغالبية‬ ‫الم�سلمة‬

‫‪85‬‬

‫‪75‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪67‬‬ ‫‪60‬‬

‫‪%74‬‬ ‫‪%67‬‬ ‫‪%58‬‬ ‫‪%50‬‬

‫‪40‬‬ ‫‪2012‬‬

‫‪2010 2011‬‬

‫‪2009‬‬

‫‪2008‬‬

‫‪2007‬‬

‫متوس � � ��ك النسبة المئوية بالنسبة الى أوروبا يشمل بريطانيا‪ ،‬فرنسا‪،‬‬ ‫ألمانيا‪ ،‬إسبانيا‪ ،‬وبولندا‪ .‬متوسط النسبة المئوية بالنسبة الى لدول‬ ‫ذات الغالبية المسلمة يشمل تركيا‪ ،‬مصر‪ ،‬األردن‪ ،‬لبنان وباكستان‪.‬‬ ‫‪Issue 1 - October - 2012‬‬

‫‪79‬‬



‫�إ�ستطع ��تُ �أن �أرى ه ��ذا الإع�ل�ان‪ .‬وف ��ي مكان ما‬ ‫خارج المدين ��ة‪ ،‬في مجمع م�س ّور يدعى "�أليغريا"‬ ‫ويعن ��ي بالإ�سبانية "البهج ��ة"‪ -‬كانت تنتظرني‬‫بالفع ��ل حياة �أكث ��ر �إخ�ضرارا"‪ .‬ف ��ي ذلك المكان‬ ‫"يك ّر� ��س �أكث ��ر م ��ن ‪ 80‬ف ��ي المئة م ��ن �أرا�ضي‬ ‫المنتجع للم�ساحات الخ�ض ��راء والعامة”‪ ،‬يفتخر‬ ‫كت ّي ��ب المط� � ّور بالقول‪" ،‬ما يعني �أن ��ك لن تخ�سر‬ ‫ال�سالم واله ��دوء اللذين ي�سيران جنبا" �إلى جنب‬ ‫مع العي�ش في الهواء الطلق"‪.‬‬ ‫قب ��ل الو�صول الى "الجانب الأخ�ضر من الحياة"‪،‬‬ ‫وكان ذل ��ك ف ��ي �صيف ح ��ارق �ساخن قب ��ل �أ�شهر‬ ‫عدة م ��ن �إندالع الث ��ورة الم�صري ��ة‪ ،‬كان ال بد ان‬ ‫تم ��ر عب ��ر الطري ��ق ال�سري ��ع ال ��ذي تتم ��دد تحته‬ ‫"الم�ستوطنات" غير ال�شرعية حيث يعي�ش حوالى‬ ‫‪ 60‬ف ��ي المئة م ��ن �سكان مدينة القاه ��رة الكبرى‬ ‫البال ��غ ‪ 18‬مليون ن�سمة‪ .‬بع�ضهم �إ�ستخدم �أطراف‬ ‫لوح ��ات للحفاظ على هي ��اكل الطوب كي ال تنهار‪.‬‬

‫كثيرون لي�ست لديهم مي ��اه جارية‪ ،‬و�أولئك الذين‬ ‫�إ�ستطاعوا العث ��ور على �صنابير وجدها في معظم‬ ‫الأحيان جافة‪ ،‬لأنه ت ��م تحويل المياه التي تغ ّذيها‬ ‫�إل ��ى م�شاريع �سياحي ��ة باذخة ف ��ي ال�ضواحي مثل‬ ‫�أليغريا‪ ،‬دريم الن ��د‪ ،‬بيفرلي هيلز‪ ،‬بحيرة البجع‪،‬‬

‫تعاني م�صر من �أزمة مياه خطيرة‬ ‫بعدما �إنخف�ض معدل خط "الفقر‬ ‫المائي" �إلى �أقل من المعدل المعترف‬ ‫به عالمي ًا‪( ،‬الذي هو ‪ 1000‬متر مكعب‬ ‫للفرد �سنوي ًا)‪ ،‬الى ‪ 700‬متر مكعب‬ ‫لل�شخ�ص الواحد‬

‫يوتوبي ��ا – الأم ��ر ال ��ذي �أدى ال ��ى تحجي ��م قدرة‬ ‫الدولة على ت�شغيل �شبكات توزيع المياه ومحطات‬ ‫معالجة النفايات‪.‬‬ ‫عندم ��ا اندلع ��ت �إنتفا�ض ��ة مي ��دان التحري ��ر في‬ ‫�شت ��اء ‪� ،2011‬إ ّدع ��ت و�سائل الإع�ل�ام الدولية ان‬ ‫الم�صريي ��ن الديموقراطيي ��ن ق ��د �أعلن ��وا ث ��ورة‬ ‫دعمتها "و�سائل الإعالم الإجتماعية" لقلب نظام‬ ‫الحك ��م القمع ��ي للرئي�س ح�سني مب ��ارك‪ .‬لكن لم‬ ‫يتط ��رق �أحد الى مو�ضوع خطي ��ر �آخر وهو �أن هذا‬ ‫البل ��د كان �أي�ضا" ف ��ي �أزمة مياه خطي ��رة‪ ،‬بعدما‬ ‫�إنخف� ��ض معدل خط "الفق ��ر المائي" �إلى �أقل من‬ ‫المع ��دل المعترف ب ��ه عالميا" (ال ��ذي هو ‪1000‬‬ ‫مت ��ر مكعب للفرد �سنويا")‪ ،‬ال ��ى ‪ 700‬متر مكعب‬ ‫لل�شخ� ��ص الواح ��د‪ .‬لذا لي� ��س من قبي ��ل المبالغة‬ ‫الق ��ول ب� ��أن ث ��ورة ‪ 25‬يناي ��ر (كانون الثان ��ي) لم‬ ‫تكن مجرد ث ��ورة محرومين فح�سب؛ كانت �أي�ضا"‬ ‫كم ��ا �سماها البع�ض " ث ��ورة العط�شى"‪ .‬في �أر�ض‬ ‫القاهرة‪ :‬بين ثناياها تغلي ثورة العطشى الجديدة‬

‫‪Issue 1 - October - 2012‬‬

‫‪81‬‬


‫تحقيق ال�شهر‬

‫لم تكن �إنتفا�ضة ‪ 25‬يناير في م�صر "ثورة المحرومين" فح�سب‬

‫ثورة العطشى في القاهرة!‬ ‫عندم��ا �إندلع��ت الإ�ضطرابات �ضد نظام ح�سني مب��ارك في ‪ 25‬كانون‬ ‫الثاني (يناير) ‪� ،2011‬أعاد المراقبون �أ�سبابها الى القهر والحرمان اللذين‬ ‫عانى منهم��ا الم�صريون على مدى �أكثر م��ن ‪ 20‬عاما"و�سمّ وها "ثورة‬ ‫المحرومي��ن"‪ ،‬ولكن غاب عن بال ه�ؤالء ب ��أن هناك �سببا" �آخر �أي�ضا"‬ ‫كان وراء تلك الإحتجاجات وهي ندرة الماء في العا�صمة ‪ .‬التحقيق‬ ‫التالي ي�سلّط ال�ضوء على هذه الأزمة وعلى "ثورة العط�شى"‪.‬‬

‫‪80‬‬

‫العدد الأول‪ - ‬ت�شرين الأول (�أكتوبر) ‪٢٠١٢ -‬‬

‫القاهرة ‪ -‬مي�شال مظلوم‬ ‫"�أه�ل�ا" بكم ف ��ي الجان ��ب الأخ�ضر‬ ‫م ��ن الحي ��اة" تقول لوح ��ة على طريق‬ ‫القاهرة الدائ ��ري‪ ،‬والتي تظهر رج�ل�ا" في قبعة‬ ‫يتبخت ��ر عل ��ى ملعب غول ��ف �أخ�ضر يعان ��ق الأفق‪.‬‬ ‫لقد َعلِقتُ في �إزدح ��ام حركة المرور هناك حيث‬ ‫"�أُج ِبرتُ " على تنف�س مزيج من غبار ال�صحراء‬ ‫وتلوث مع ��روف �أي�ض ��ا" با�سم "اله ��واء"‪ ،‬وهكذا‬


‫وي�ستفيد منتجع "�أ ّليغريا" من هالة الغمو�ض التي‬ ‫تلف ��ه‪ ،‬حيث تقوم �إدارته بتقدي ��م ور�ش عمل ون�شر‬ ‫م�سابق ��ات الغولف يوميا" عل ��ى �صفحته الخا�صة‬ ‫عل ��ى الفاي�سب ��وك‪ .‬كما ي�ست�ضيف بط ��والت كثيرة‬ ‫للغول ��ف ومهرجان ��ات وحف�ل�ات عدة‪ ،‬مث ��ل "يوم‬ ‫الريح ��ان لل�سي ��دات ف ��ي �أليغريا"‪ ،‬حي ��ث تح�صل‬ ‫الم ��ر�أة ب‪ 150‬دوالرا" عل ��ى �ش ��راب الريح ��ان‬ ‫(الحب ��ق) كترحي ��ب‪ ،‬وغ ��داء "قائم ��ة الريح ��ان‬ ‫االيطالية"‪ ،‬وجولة من الغولف معززة ب"منا�شف‬ ‫وج ��ه معطرة بالحبق"‪ .‬وفي بطولة "بي �إم دبليو"‬ ‫ال�سنوي ��ة‪ ،‬يت ��م عر�ض ال�سي ��ارات الجدي ��دة حول‬ ‫الممرات والمتاحة لإختبار �سرعة المحركات‪.‬‬ ‫كما ه ��ي الحال ف ��ي المنتجعات البعي ��دة كثيرا"‪،‬‬ ‫يتمتع منتجع �أليغريا ب�إكتفاء ذاتي وحياة م�ستقلة‪.‬‬ ‫ويت ��م ت�شجي ��ع الن�س ��اء عل ��ى الم�ش ��ي ف ��ي مراكز‬ ‫الت�س ��وق الراقي ��ة وزي ��ارة المطاعم ف ��ي المدينة‬ ‫الخا�ص ��ة "وي�ست ��اون" (المملوك ��ة �أي�ض ��ا" م ��ن‬ ‫م�ؤ�س�س ��ة ‪� 6‬أكتوبر) �أو �أخ ��ذ الحافلة المجانية �إلى‬ ‫"ديزاينوبولي�س" ل�شراء المفرو�شات المنزلية‪ .‬في‬ ‫عطل ��ة نهاية الأ�سبوع‪ ،‬يمكن للأ�س ��ر زيارة واحدة‬ ‫م ��ن المتنزه ��ات القريبة‪ ،‬دريم ب ��ارك ‪� -‬صممته‬ ‫ال�شرك ��ة الت ��ي بنت كال" من "م ��ول �أوف �أميركا"‬ ‫ف ��ي بلومينغتون في والية ميني�سوت ��ا‪ ،‬ويونيفر�سال‬ ‫�ستودي ��وز في لو�س انجلي� ��س – الذي يوفر الإغاثة‬ ‫والراحة واله ��رب من حرارة ال�صح ��راء بوا�سطة‬ ‫الترفي ��ه المائي‪ ،‬بم ��ا في ذلك عر� ��ض للدالفين‪،‬‬ ‫ورحلة ف ��ي الغابة‪ ،‬ورك ��وب الخي ��ل‪ ،‬وال�سير تحت‬ ‫�شالل المي ��اه‪ .‬عندما يبلغ الأطف ��ال من العمر ما‬ ‫يكفي‪ ،‬يمكنهم الت�سجيل في المدر�سة البريطانية‬ ‫الدولية المرموقة‪ ،‬والتي انتقلت �أخيرا" من و�سط‬ ‫القاهرة �إلى �أليغريا‪.‬‬ ‫لقد بد�أ �إزده ��ار ال�ضواح ��ي والمنتجعات الفخمة‬

‫ف ��ي م�صر ف ��ي الت�سعينات مع الموج ��ة الأولى من‬ ‫خ�صخ�ص ��ة الم�ؤ�س�س ��ات الحكومي ��ة والأرا�ض ��ي‬ ‫العامة‪ .‬وقد بيعت م�ساحات �شا�سعة من ال�صحراء‬ ‫ب�أ�سعار رخي�صة لأ�صدقاء و�أقارب الرئي�س ال�سابق‬ ‫ح�سن ��ي مب ��ارك‪ ،‬الذي ��ن تلق ��وا �أي�ض ��ا" �ضمانات‬ ‫لإن�ش ��اء البني ��ة التحتي ��ة مث ��ل الط ��رق والكهرباء‬ ‫وخطوط المياه‪ .‬و�أدت هذه ال�صفقات الداخلية الى‬ ‫مطالبات فاح�شة من الحقوق المائية‪ ،‬مثل الت�أكد‬ ‫م ��ن المي ��اه الجوفي ��ة الأحفورية غي ��ر المحدودة‬ ‫وت�أمينه ��ا �إل ��ى �أمي ��ر �سع ��ودي ال ��ذي كان يرغ ��ب‬ ‫في زراع ��ة المحا�صي ��ل الغذائية ف ��ي ال�صحراء‪.‬‬ ‫وتناف�س ��ت �شركات عالمي ��ة بدورها للح�صول على‬ ‫عقود لبن ��اء من�ش�آت لمعالجة المي ��اه‪ .‬مما ال �شك‬ ‫في ��ه انه لم تكن الحياة في ال�ضواحي ال�صحراوية‬ ‫دائم ��ا" مثالي ��ة كما ت ��م الإعالن عنه ��ا؛ لقد وعد‬

‫بد�أ �إزدهار ال�ضواحي والمنتجعات الفخمة‬ ‫في م�صر في الت�سعينات مع الموجة‬ ‫الأولى من خ�صخ�صة الم�ؤ�س�سات‬ ‫الحكومية والأرا�ضي العامة‪ ،‬وقد بيعت‬ ‫م�ساحات �شا�سعة من ال�صحراء ب�أ�سعار‬ ‫رخي�صة لأ�صدقاء و�أقارب الرئي�س ال�سابق‬

‫المط� � ّورون والمتعهدون للمج ّمعات المغلقة تقديم‬ ‫�آلية جديدة لت�أمين المياه تقوم على عك�س تنا�ضح‬ ‫التر�شي ��ح المائي‪ ،‬ولكن العديد وجدوا �أنه �أرخ�ص‬ ‫لل�س ��كان و�أف�ض ��ل الإعتم ��اد عل ��ى خط ��وط المياه‬ ‫البلدي ��ة – والتعويل على محط ��ات معالجة المياه‬ ‫غي ��ر الم�ضمونة التي تديرها الدولة والتي ال يمكن‬ ‫الركن اليها– من بناء مرافق مخ�ص�صة‪ .‬ال يزال‬ ‫ال�سكان يدفعون ما ي�صل �إلى ‪ 350‬دوالرا" �شهريا"‬ ‫في �ش ��كل ر�سوم �صيانة المراف ��ق العامة متوقعين‬ ‫تدف ��ق المي ��اه النظيف ��ة بحري ��ة عندم ��ا يفتحون‬ ‫ال�صنب ��ور‪ ،‬وف ��ي �أكث ��ر الأحيان ال يح�ص ��ل ذلك‪.‬‬ ‫ووجدت درا�سة حديث ��ة �أجريت في �ضاحيتين من‬ ‫�ضواح ��ي القاهرة �أن ‪ 69‬في المئة من ال�سكان في‬ ‫مدين ��ة ال�ساد� ��س م ��ن �أكتوبر‪ ،‬و ‪ 42‬ف ��ي المئة في‬ ‫القاه ��رة الجديدة يح�صلون على المياه على مدار‬ ‫ال�ساعة وفي جميع الأوقات‪.‬‬ ‫ف ��ي حين كانت المي ��اه تتدفق ويت ��م تحويل �أموال‬ ‫دافع ��ي ال�ضرائ ��ب �إلى واحات ال�ضواح ��ي الغنية‪،‬‬ ‫كان الماليي ��ن م ��ن �س ��كان القاه ��رة القديم ��ة‬ ‫ينا�ضل ��ون للعث ��ور على مناف ��ذ مح ��دودة لمرافق‬ ‫ال�صرف ال�صحي‪ .‬ان الث ��روة المائية التي جعلت‬ ‫من الممكن �إن�شاء "الجانب الأخ�ضر من الحياة"‬ ‫�أ�صبحت رمزا" لف�ساد الحكومة‪ .‬وفي هذه الأثناء‬ ‫كانت ثورة العط�شى ت�ستجمع قواها‪.‬‬ ‫و�إذا كان ه ��ذا ه ��و و�ض ��ع �ضواح ��ي ومنتجع ��ات‬ ‫الأثرياء فكيف هي حال عا�صمة المعزّ؟‬ ‫القاه ��رة ه ��ي عا�صمة مزدحمة للغاي ��ة‪ ،‬مع كثافة‬ ‫�سكاني ��ة تبل ��غ �ضعف ��ي "مانهاتن" ف ��ي نيويورك‪،‬‬ ‫ويرج ��ع ذل ��ك �أ�سا�س ��ا" ال ��ى نم ��و المناط ��ق غير‬ ‫ال�شرعية‪ .‬وخالفا" لبع�ض الم�ستوطنات الع�شوائية‬ ‫من ال�صفي ��ح والخ�ش ��ب الرقائق ��ي المنت�شرة في‬ ‫بع�ض المدن الأفريقية‪ ،‬ف�إن القاهرة غير ال�شرعية‬

‫أليغريا‪ :‬منتجع األثرياء هل تؤممه الدولة؟‬

‫‪Issue 1 - October - 2012‬‬

‫‪83‬‬


‫تحقيق ال�شهر‬ ‫تقريبا" ال يهطل عليها المطر‪ ،‬يز ّود نهر النيل ‪97‬‬ ‫ف ��ي المئة من الطاقة المتج ��ددة للموارد المائية‪.‬‬ ‫وفي هذه الأيام يج ��ري توجيه ح�صة متزايدة من‬ ‫هذه المياه الى المجمعات ف ��ي ال�ضواحي الراقية‬ ‫حي ��ث يعي�ش ع ��دد كبير من النخب ��ة ال�سيا�سية‪-‬‬‫لدع ��م "الجان ��ب الأخ�ضر من الحي ��اة"‪ .‬في هذه‬ ‫الأثن ��اء‪ ،‬في ال�سن ��وات التي �سبقت الث ��ورة‪� ،‬إرتفع‬ ‫مع ��دل الطلب على مراف ��ق مياه الدول ��ة في �شكل‬ ‫كبي ��ر للمقيمين ف ��ي و�سط القاه ��رة‪ ،‬حيث يعي�ش‬ ‫نحو ‪ 40‬في المئة من ال�سكان على �أقل من دوالرين‬ ‫في اليوم‪.‬‬ ‫ف ��ي وقت الحق م ��ن ذلك العام‪ ،‬بعدم ��ا عدت الى‬ ‫لن ��دن حيث كان ��ت �صور الإنتفا�ضة تم�ل��أ �شا�شات‬ ‫التلفزيون‪ ،‬فوجئت ب�أن المع ّلقين بدوا غير مدركين‬ ‫لأزم ��ة المياه ونتائجها‪ ،‬وال�ضغ ��وط الجيو�سيا�سية‬ ‫الدولي ��ة الت ��ي جعل ��ت من الأزم ��ة �أكث ��ر ت�أكيدا"‪.‬‬ ‫لق ��د ر ّكزت و�سائ ��ل الإعالم العربي ��ة والغربية في‬ ‫�ش ��كل رئي� ��س على الف�س ��اد الداخل ��ي والقهر‪ .‬ولم‬ ‫تق ��دم تقريرا" عن دور القوى العظمى الدولية في‬ ‫الت�أثير عل ��ى نظام مبارك لخ�صخ�ص ��ة الأرا�ضي‬ ‫العام ��ة للبل ��د والمياه؛ كم ��ا �أنها ل ��م تتطرق‪ ،‬على‬ ‫�سبيل المثال‪ ،‬الى �أنه منذ الت�سعينات �أعلن البنك‬ ‫الدول ��ي ع ��ن �أن الخ�صخ�ص ��ة تع ��زز "الكفاءة"‪،‬‬ ‫وو�ض ��ع تحقيقها �شرطا" لتقدي ��م القرو�ض؛ و�أدى‬ ‫هذا الأمر في ‪ 2004‬الى �إجبار الحكومة الم�صرية‬ ‫عل ��ى الإقدام عل ��ى خ�صخ�صة المراف ��ق المائية‪،‬‬ ‫وتحويله ��ا �إل ��ى �ش ��ركات كان عليه ��ا ان تعمل على‬ ‫الربح‪ ،‬حيث ب ��د�أت بالتالي ممار�س ��ة "اال�سترداد‬ ‫الكام ��ل للتكاليف"‪ ،‬التي ت�ضمن ��ت �إ�ستعادة تكلفة‬ ‫البنية التحتية الجديدة من خالل رفع الأ�سعار‪.‬‬ ‫بع ��د �أ�شه ��ر عل ��ى �إط�ل�اق برنام ��ج الخ�صخ�صة‪،‬‬ ‫ت�ضاعف �سعر المياه في بع� ��ض مناطق العا�صمة‪،‬‬ ‫وب ��د�أ المواطن ��ون الإحتج ��اج‪ .‬وف ��ي واح ��دة م ��ن‬ ‫المظاهرات في �شمال القاهرة في ‪" ،2005‬طارد‬ ‫ال�س ��كان الغا�ضبون جباة الفواتي ��ر في ال�شوارع"‪.‬‬ ‫�أولئ ��ك الذي ��ن ال ي�ستطيع ��ون تحم ��ل الأ�سع ��ار‬ ‫الجدي ��دة لم يكن لديهم خيار �س ��وى الذهاب �إلى‬ ‫�ضواح ��ي المدين ��ة لجم ��ع المي ��اه من قن ��وات نهر‬ ‫الني ��ل الق ��ذرة‪ .‬وف ��ي ‪� ،2007‬أقف ��ل المتظاهرون‬ ‫الطري ��ق ال�ساحل ��ي الرئي�س في دلت ��ا النيل بعدما‬ ‫ق ��ررت �شركة المي ��اه الإقليمية تحوي ��ل المياه من‬ ‫الزراعة و�صيد الأ�سماك الى مج ّمعات ومنتجعات‬ ‫الأثري ��اء‪" .‬لق ��د �أر�سل ��ت ال�سلطات ق ��وات �شرطة‬ ‫مكافح ��ة ال�شغب الخماد ه ��ذه" اال�ضطرابات""‪،‬‬ ‫‪82‬‬

‫الرئيس محمد مرسي‪ :‬هل يستطيع حل مشكلة العطشى؟‬

‫منذ الت�سعينات �أعلن البنك الدولي‬ ‫عن �أن الخ�صخ�صة تعزز "الكفاءة"‬ ‫وو�ضع تحقيقها �شرطا" لتقديم‬ ‫القرو�ض و�أدى هذا الأمر في ‪ 2004‬الى‬ ‫�إجبار الحكومة الم�صرية على الإقدام‬ ‫على خ�صخ�صة المرافق المائية‬ ‫كت ��ب فيلي ��ب مارفليت‪� ،‬أ�ست ��اذ في جامع ��ة �شرق‬ ‫لن ��دن‪" ،‬بينما كانت المياه تتدفق وتتحول من دون‬ ‫�إنقط ��اع �إلى مجتمع ��ات مغلقة‪ ،‬ون ��واد ومنتجعات‬ ‫المتو�سط‬ ‫​​‬ ‫راقية ف ��ي البالد عل ��ى البحر الأبي� ��ض‬ ‫و البح ��ر الأحم ��ر "‪ .‬ف ��ي ال�سن ��وات القليل ��ة التي‬ ‫تبعت ذلك نمت ه ��ذه المظاهرات في �شكل كبير‪.‬‬ ‫وكم ��ا ي�شي ��ر النا�شط عب ��د المول ��ى �إ�سماعيل �إلى‬ ‫�أن "�إحتجاج ��ات العط� ��ش �أو الإنتفا�ض ��ات‪ ،‬كم ��ا‬ ‫ب ��د�أ بع�ض النا�س يدعوه ��ا‪ ،‬تمثل م�سارا" جديدا"‬ ‫لحرك ��ة �إجتماعي ��ة"‪ .‬من هذا الطري ��ق �إ�ستهلكت‬ ‫الث ��ورة الأمة الم�صرية في ‪ 2011‬ويبدو �أن ال مفر‬ ‫من �سلوكه الآن �إذا ل ��م يكن هناك من ح ّل‪ .‬يمكن‬ ‫�أن يعي� ��ش النا�س في حالة من الفقر لفترة طويلة‪،‬‬ ‫لكنهم ال ي�ستطيعون العي�ش من دون ماء‪.‬‬ ‫الواق ��ع ان ��ه لفه ��م ع ��دم الم�س ��اواة المتزايد في‬ ‫الح�ص ��ول على المياه في م�ص ��ر‪ ،‬ال بد من العودة‬

‫العدد الأول‪ - ‬ت�شرين الأول (�أكتوبر) ‪٢٠١٢ -‬‬

‫الرئيس السابق حسني مبارك‪ :‬تهم رشاوى وفساد إداري‬

‫مرة �أخرى �إل ��ى "الجانب الأخ�ضر م ��ن الحياة"‪.‬‬ ‫ت�ش� � ّكل �أ ّليغري ��ا الت ��ي �أن�شئ ��ت ف ��ي ‪ ،2007‬واحدة‬ ‫م ��ن ع�ش ��رات ال�ضواح ��ي والمجمع ��ات المعزولة‬ ‫الت ��ي ظهرت ف ��ي منطق ��ة ال�صح ��راء الكبرى في‬ ‫العق ��د الما�ضي‪ .‬وقد �أن�ش�أته ��ا "م�ؤ�س�سة ال�ساد�س‬ ‫م ��ن �أكتوب ��ر للتنمية واال�ستثم ��ار " كمجمع عالمي‬ ‫يتمح ��ور ح ��ول الغول ��ف وال�سباح ��ة‪ .‬انه ��ا تفتخر‬ ‫ب"نم ��ط حياة �أكث ��ر �سعادة و�أكث ��ر �صحة" وتعلن‬ ‫بفخ ��ر عن ملع ��ب للغولف م ��ن ‪ 18‬حف ��رة �صممه‬ ‫غريغ نورم ��ان‪ ،‬و"�إطاللة عل ��ى �أهرامات الجيزة‬ ‫العظيمة"‪ .‬يمكن للم�شتري ��ن المحتملين الإختيار‬ ‫م ��ن بي ��ن خرائ ��ط وت�صامي ��م ل‪ 30‬في�ّل�اّ ‪ ،‬وكلها‬ ‫�صممها مهند�س معماري دولي م�شهور‪ .‬وتوجد في‬ ‫كل فيلاّ �أو مجمع �شقق �سكني بركة �سباحة خا�صة‬ ‫وحدائق‪ .‬وت�شرف �أربع �شركات على �إدارة و�صيانة‬ ‫المناظر الطبيعية وحدها‪.‬‬ ‫لعب ��ة الغول ��ف لي�س ��ت ريا�ض ��ة جديدة ف ��ي م�صر‬ ‫لق ��د عرفتها البالد منذ ‪ 1882‬عندما بنى حكام‬‫اال�ستعم ��ار البريطاني ن ��ادي الجزيرة الريا�ضي‪-‬‬ ‫لكنه ��ا ل ��م تكت�سب �شعبي ��ة وا�سع ��ة �إ ّال ف ��ي العقد‬ ‫الما�ضي‪ ،‬حيث بد�أ المط� � ّورون والمقاولون تعزيز‬ ‫وت�سويق "عطل ��ة الغولف" على ال�سي ��اح الأجانب‪.‬‬ ‫ومن ��ذ ذل ��ك الحي ��ن �إنت�ش ��رت ه ��ذه الريا�ضة في‬ ‫�ضواح ��ي ال�صح ��راء‪ ،‬و�أ�صبح ��ت رم ��زا" للمكانة‬ ‫الت ��ي ت�ؤكد القدرة على القي ��ام بالأعمال التجارية‬ ‫ف ��ي �أي مكان ف ��ي العالم طالما هن ��اك ممر مائي‬ ‫جي ��د‪ .‬في م�ص ��ر‪ ،‬يعتبر تعل ��م لعب ��ة الغولف الآن‬ ‫خط ��وة �ضرورية للإن�ضمام �إل ��ى النخبة العالمية‪.‬‬


‫المناطق هن ��اك "غير �آمن ��ة" وطالبت المقيمين‬ ‫الإنتق ��ال الى م�ش ��روع �سكني يبع ��د ‪ 20‬ميال" الى‬ ‫الغ ��رب من القاهرة‪ .‬بع ��د �إنتقالهم‪ ،‬ح�صل بع�ض‬ ‫المحظوظي ��ن على وظائف مث ��ل خدم في المنازل‬ ‫�أو عمال ف ��ي حدائق ومنتجعات مثل �أليغريا‪ ،‬لكن‬ ‫البع�ض الآخر لم يجد عمال" او يح�صل على دخل‬ ‫في ال�ضواحي‪ ،‬كما لم يجد �أية و�سائل للنقل العام‬ ‫للذهاب الى المدين ��ة‪ .‬ونتيجة لذلك تحدى بع�ض‬ ‫ال�س ��كان قرار الحكومة بتغيير ال�سكن‪ ،‬ما �أدى الى‬ ‫رد �سريع وقا�س من قبل الدولة؛ في حالة متطرفة‪،‬‬ ‫جرف ��ت جرافة �أحد المنازل ف ��ي من�شية نا�صر مع‬ ‫العائلة التي كانت ال تزال في داخله‪.‬‬ ‫في الواقع‪ ،‬تبدو ق�صة الثورة الم�صرية الم�ستمرة‬ ‫في العديد من الأوجه الى حد كبير كق�صة من�شية‬ ‫نا�صر‪ .‬بحلول �صي ��ف ‪ ،2010‬كان الغليان ال�شعبي‬ ‫في �أحي ��اء �شتى في �أنحاء القاهرة ب ��د�أ ي�ست�شري‬ ‫ب�سب ��ب الإحب ��اط من عدم وج ��ود البني ��ة التحتية‬ ‫المدنية‪ ،‬ون ��درة المياه و�س ��وء ال�صرف ال�صحي‪.‬‬ ‫لكن الثورات ال تتحق ��ق �إال �إذا كان النا�س قادرين‬ ‫على تنظي ��م �أنف�سهم؛ وبالن�سب ��ة الى هذه النقطة‬ ‫كان الماليي ��ن من �س ��كان القاه ��رة يح�شدون في‬ ‫مجتمعاتهم الخارجة عن نط ��اق القانون ع�شرات‬ ‫ال�سني ��ن من الخب ��رة في مجال التنظي ��م الذاتي‪.‬‬ ‫وق ��د و�صف المهند�س كريم ابراهيم الو�ضع‪" :‬في‬ ‫الأ�سا� ��س‪ ،‬لي� ��س هن ��اك تخطيط مدن ��ي بل هناك‬ ‫�أفعال نا�س‪ ،‬في المق ��ام الأول �أنا�س من الطبقات‬ ‫االجتماعي ��ة واالقت�صادية الفقيرة‪ ،‬الذين �إتخذوا‬ ‫في �شكل غير ر�سمي على عاتقهم معالجة ومواجهة‬ ‫م�شكالته ��م‪ ... .‬يبدو الأم ��ر وك�أن النا�س قد قبلوا‬ ‫�أنه ��م لي�سوا حق ��ا" مواطني بلد لدي ��ه م�س�ؤوليات‬ ‫تجاههم"‪ .‬خالل �إحتجاجات يوم "جمعة الغ�ضب"‬

‫ف ��ي ‪ 28‬كانون الثاني (يناي ��ر) ‪� ،2011‬أبرم �سكان‬ ‫"من�شي ��ة نا�صر" النار في مكتب ال�سلطة ومركز‬ ‫ال�شرط ��ة المحليين؛ كل من هذي ��ن المكتبين كان‬ ‫م�س�ؤوال" ع ��ن عمليات الط ��رد الجماعي‪ .‬و�إحتلت‬ ‫العائالت بعد ذلك المباني الحكومية الفارغة الى‬ ‫حين تم طردهم من قبل �شرطة مكافحة ال�شغب‪.‬‬ ‫ومث ��ل هذه الث ��ورات الم�صغ ��رة وقعت ف ��ي جميع‬ ‫�أنحاء البالد‪ ،‬لك ��ن نادرا" ما كانت قنوات التلفاز‬ ‫تب ��ث �أخباره ��ا �أو حتى تغ ّرد عل ��ى و�سائل الإعالم‬ ‫الإجتماعية (تويتر و فاي�سبوك)‪.‬‬ ‫وحتى تاريخ �إنطالقة �ش ��رارات الثورة و�إندالعها‪،‬‬ ‫و�صوال" �إلى الأيام الأخيرة من نظام مبارك‪ ،‬كان‬ ‫الم�ستثمرون الدولي ��ون والبنك الدولي يثنون على‬ ‫نجاح برنامج الخ�صخ�صة في م�صر‪ .‬وكما �أعلنت‬ ‫"فورب�س" في �أح ��د �أعدادها الذي رعته البنوك‬ ‫الكب ��رى والمط� � ّورون‪" :‬عل ��ى الرغ ��م م ��ن الأزمة‬ ‫االقت�صادية العالمية في ‪ ،2009‬تمكنت م�صر من‬ ‫الحفاظ على نمو بن�سبة ‪ ٪4.7‬في الناتج المحلي‬ ‫الإجمالي ‪-‬مع ��دل تح�سدها عليه معظم البلدان‪-‬‬

‫وجدت منظمة غير حكومية‪ ،‬بعد تحليلها‬ ‫لمياه "من�شية نا�صر"‪� ،‬أن ‪ 75‬في المئة من‬ ‫الع ّينات "ال تلبي الحد الأدنى من المعايير‬ ‫المقبولة لمياه ال�شرب في م�صر"‪ ،‬ولكن‬ ‫نظرا" لأن المنطقة هي غير �شرعية‬ ‫وخارج نطاق القانون‪ ،‬ال يمكن ل�سكانها‬ ‫المطالبة بتح�سين البنية التحتية‬

‫�إل ��ى حد كبير ب�سب ��ب �أ�س�س النم ��و القوية وفعالية‬ ‫�إ�صالحات ال�س ��وق"‪ .‬وا�صالحات ال�سوق – وتعني‬ ‫هن ��ا برام ��ج الخ�صخ�ص ��ة ‪ -‬رفع ��ت ف ��ي الواقع‬ ‫النات ��ج المحلي الإجمالي للب�ل�اد‪ ،‬ولكن فقط عن‬ ‫طريق �إن�شاء "فقاعة" من التكهنات والم�ضاربات‬ ‫الهائلة ف ��ي العقارات والمياه لأولئك الذين لديهم‬ ‫�إت�صاالت بالحكم ورجال ال�سلطة‪ .‬في ‪� ،2010‬أ�شاد‬ ‫البنك الدولي بم�صر على �أنها "بين �أول ع�شر دول‬ ‫�إ�صالحية الأكث ��ر ن�شاطا" على م�ست ��وى العالم"‪،‬‬ ‫م�شيرا" الى "نجاحه ��ا في الحد من الفقر المثير‬ ‫للإعجاب"‪ ،‬و "النمو االقت�صادي ال�سريع"‪ .‬ووعد‬ ‫البنك بموا�صلة دعم "�إ�صالحات م�صر في قطاع‬ ‫�إم ��دادات المياه وال�صرف ال�صحي" بما في ذلك‬ ‫�سيا�س ��ة ا�ست ��رداد التكالي ��ف والخ�صخ�صة‪ .‬ثم‪،‬‬ ‫ف ��ي كان ��ون الثاني (يناي ��ر) ‪ ،2011‬قام ��ت قيامة‬ ‫الأمة‪ ،‬وت�ساءل عديدون كيف يمكن للبنك الدولي‬ ‫ان يقت ��رف مثل هذا الخط� ��أ ‪ ...‬وكيف لم ي�ستطع‬ ‫ال�شعور بالكارثة قبل ان تقع؟‪.‬‬ ‫ولك ��ن‪ ...‬ما ه ��و و�ضع الم ��اء بعد الث ��ورة وو�صول‬ ‫محمد مر�سي الى رئا�سة الجمهورية؟‬ ‫ف ��ي وقت مبكر بعد نجاح الث ��ورة في �شتاء ‪،2011‬‬ ‫خالل الأي ��ام العنيفة التي تل ��ت �إ�ستقالة الرئي�س‬ ‫مبارك‪ ،‬تم �إ�ستدعاء م�س�ؤولين حكوميين �سابقين‬ ‫ومط ��وري �أرا� ��ض م ��ن قب ��ل ال�سلط ��ات الموقت ��ة‬ ‫للتحقيق معهم حول مزاعم �صفقات الخ�صخ�صة‬ ‫الفا�سدة‪ .‬رجل الأعمال مج ��دي را�سخ‪ ،‬الم�ؤ�س�س‬ ‫والرئي� ��س ال�ساب ��ق لم�ؤ�س�س ��ة ‪� 6‬أكتوب ��ر للتنمي ��ة‬ ‫والإ�ستثمار‪( ،‬ووالد زوج ��ة عالء ح�سني مبارك)‬ ‫ف ّر من البالد لتجنب االعتقال‪ .‬وقد حوكم غيابيا"‬ ‫و�أدين في ربيع ه ��ذا العام بالإ�ستيالء على �أرا�ض‬ ‫عام ��ة ب�صورة غير قانوني ��ة‪ ،‬وحكم عليه بال�سجن‬

‫منشية ناصر‪ :‬من الضواحي غير الشرعية للفقراء‬

‫‪Issue 1 - October - 2012‬‬

‫‪85‬‬


‫تحقيق ال�شهر‬

‫منتجع "دريم الند"‪ :‬قائم على الماء !!!‬

‫هي بيئة متما�سكة ب�صري ��ا" تنت�شر فيها �أبنية من‬ ‫�أربع ��ة وخم�س ��ة طوابق من الط ��وب الأحمر‪ ،‬حيث‬ ‫تبرز من العديد منها �أعمدة متدلية من ال�سقوف‪،‬‬ ‫في انتظ ��ار الطاب ��ق التالي‪ .‬المناط ��ق المخططة‬ ‫وغي ��ر المخطط ��ة م ��ن المدين ��ة عل ��ى ح ��د �سواء‬ ‫مزدحمة بالأ�س ��واق والمقاهي؛ ولكن في المناطق‬ ‫غير ال�شرعية يهيمن �إقت�صاد "من تحت الطاولة"‬ ‫(التهريب)‪ ،‬وبالن�سبة الى البنية التحتية يجب ان‬ ‫تت ��م بالمقاي�ضة او تبنى بوا�سط ��ة �أبناء الحي لأن‬ ‫ال�سلطات البلدية ال توفر ذلك‪ .‬في بع�ض الأحياء‪،‬‬ ‫بني ��ت الط ��رق ال�ضيقة ل�سي ��ارات الأج ��رة بحيث‬ ‫ال ت�ستطي ��ع ا�ستيع ��اب حرك ��ة المرور ف ��ي حاالت‬ ‫الطوارئ‪ .‬وتتراوح خدمات ال�سباكة بين حفرة في‬ ‫الطريق �إل ��ى خندق في الأر�ض‪ ،‬والت ��ي تف ّرغ كلها‬ ‫بوا�سط ��ة �شاحنات ال�صرف ال�صح ��ي التي ترمي‬ ‫�أحيانا" نفاياتها في قنوات النيل التي ي�أخذ النا�س‬ ‫منها مياه ال�شرب عندما تجف الحنفيات‪.‬‬ ‫ف ��ي منطق ��ة "من�شي ��ة نا�ص ��ر" غي ��ر ال�شرعي ��ة‬ ‫المعروفة ب�إ�سم "مدينة القمامة" لأن �إقت�صادها‬‫يعتم ��د على جم ��ع القمامة‪ -‬يعي� ��ش حوالى مليون‬ ‫�شخ�ص ف ��ي �أربعة �أمي ��ال ون�صف مي ��ل مربع‪ ،‬ما‬ ‫يجعله ��ا واحدة م ��ن �أكثر المناطق كثاف ��ة �سكانية‬ ‫ف ��ي العالم العرب ��ي و�إفريقيا‪ .‬وتقوم هن ��ا البلدية‬ ‫بت�أمين �أقل من ‪ 15‬في المئة من احتياجات المياه‬ ‫النظيفة؛ ويعتمد معظم ال�سكان على "مئات الآبار‬ ‫م ��ن المياه الجوفي ��ة الخا�صة ال�صغي ��رة ال�ضحلة‬ ‫المل ّوثة" التي يغذيها نهر النيل‪ .‬وقد وجدت منظمة‬ ‫غي ��ر حكومية‪ ،‬بعد تحليلها لمياه المنطقة‪� ،‬أن ‪75‬‬ ‫‪84‬‬

‫ف ��ي المئة م ��ن الع ّينات "ال تلبي الح ��د الأدنى من‬ ‫المعايير المقبولة لمياه ال�شرب في م�صر"‪ .‬ولكن‬ ‫نظرا" لأن المناط ��ق‪ ،‬مثل من�شية نا�صر‪ ،‬هي غير‬ ‫�شرعية وخ ��ارج نطاق القان ��ون‪ ،‬ال يمكن ل�سكانها‬ ‫المطالب ��ة بتح�سين البنية التحتي ��ة‪ .‬فهم يقومون‬ ‫بجمع المياه في �صفائح‪ ،‬وبح�ش حفر للمراحي�ض‪،‬‬ ‫ويعلقون الأ�س�ل�اك على �أعم ��دة الكهرباء ب�صورة‬ ‫غير م�شروعة‪ .‬و�إ�شتك ��ى �أحد ال�سكان‪" :‬هل يمكن‬ ‫�أن تخبرن ��ي لم ��اذا �أولئ ��ك النا� ��س هن ��اك (ف ��ي‬ ‫ال�ضواح ��ي ال�شرعي ��ة الر�سمي ��ة) يح�صل ��ون على‬ ‫�أف�ض ��ل ال�شوارع‪ ،‬و�أنق ��ى المياه‪ ،‬و�أف�ض ��ل الأ�شياء‬ ‫�أكث ��ر منا؟ هل ي�ستحقون �أكث ��ر؟ "وي�ضيف �آخر‪":‬‬ ‫�إذا �أ�صي ��ب �أنبوب ماء بعطل ف ��ي حي راق في�ص ّلح‬ ‫ف ��ي اليوم نف�سه‪ .‬عندم ��ا تنفجر�أنابيب هنا‪ ،‬نبقى‬ ‫بال ماء �أكثر من �أ�سبوع‪ .‬ويعتبر م�س�ؤولون ان ذلك‬

‫بعد �أ�شهر على �إطالق‬ ‫برنامج الخ�صخ�صة ت�ضاعف �سعر‬ ‫المياه في بع�ض مناطق العا�صمة وبد�أ‬ ‫المواطنون الإحتجاج‪ .‬وفي واحدة من‬ ‫المظاهرات في �شمال القاهرة‬ ‫في ‪ 2005‬طارد ال�سكان الغا�ضبون‬ ‫جباة الفواتير في ال�شوارع‬

‫العدد الأول‪ - ‬ت�شرين الأول (�أكتوبر) ‪٢٠١٢ -‬‬

‫نعم ��ة ‪� -‬إنها فر�ص ��ة لبيع ح�صتنا م ��ن المياه �إلى‬ ‫واحد من اتباعهم "‪.‬‬ ‫مثل العديد من �س ��كان من�شية نا�صر‪ ،‬تعمل "�أم ّية‬ ‫عمرو" في حقل الزبالة‪ ،‬حيث تقوم بفرز القمامة‬ ‫ف ��ي �أثناء النه ��ار التي يجلبها زوجه ��ا الى المنزل‬ ‫ف ��ي الليل؛ من ثم يتم حزم القمامة وبيعها لإعادة‬ ‫تدويره ��ا‪ ،‬وتوفير م�ص ��در دخل رئي� ��س للأ�سرة‪.‬‬ ‫وكم ��ا ّ‬ ‫تو�ض ��ح ال�صحافية الإلماني ��ة جوليا غيرالخ‬ ‫ف ��ي مقالة م�ؤثرة‪ :‬تعي�ش �أمي ��ة‪ ،‬التي تبلغ الثالثين‬ ‫من عمرها‪ ،‬في غرفة �صغيرة في الطابق الأر�ضي‬ ‫م ��ن منزل قديم حيث تنام مع ابنتها على الأر�ض‪.‬‬ ‫زوجه ��ا ين ��ام عل ��ى مقع ��د؛ لك ��ن ولديه ��ا الإثنين‬ ‫فينام ��ان معا" في �أف�ض ��ل �أماك ��ن الإقامة ‪ -‬على‬ ‫ال�سري ��ر الوحي ��د ف ��ي المن ��زل‪ .‬وتت�ش ��ارك جميع‬ ‫العائ�ل�ات الت ��ي ت�سكن المبن ��ى الم�ؤلف من ثالثة‬ ‫طواب ��ق ف ��ي �إ�ستخ ��دام حم ��ام واح ��د‪ ،‬وتح�ص ��ل‬ ‫�أم ّي ��ة على الماء م ��ن �أحد الجيران عب ��ر ال�شارع‪.‬‬ ‫ويم�ضي بع�ض الأيام بب�ساطة من دون الحاجة الى‬ ‫�إ�ستعمال الم ��اء‪" .‬كنا نريد بن ��اء �أنابيب للمياه"‪،‬‬ ‫تق ��ول‪" ،‬لكنه ��م قال ��وا ال ينبغي ذل ��ك لأن المنزل‬ ‫قديم ج ��دا" والجدران عفنة‪ .‬وق ��د تت�سبب المياه‬ ‫ب�إنهيار المنزل"‪.‬‬ ‫في العام ‪� ،2008‬أ�صبحت م�شكالت �أمية عمرو �أكثر‬ ‫�إلحاحا" عندما حدثت �إنهيارات �صخرية قتلت ما‬ ‫ال يق ��ل عن ‪� 199‬شخ�صا" وجرحت ‪� 55‬آخرين في‬ ‫"من�شية نا�صر"‪ ،‬وذلك ب�سبب مياه ال�صرف غير‬ ‫المعالج ��ة التي ب ّللت و"م ّرغ ��ت" المنحدرات فوق‬ ‫منزلها‪ .‬بعد ذلك �أعلنت الحكومة الم�صرية بع�ض‬


‫تحقيق ال�شهر‬ ‫لم ��دة خم�س �سن ��وات م ��ع الأ�شغ ��ال ال�شاقة ودفع‬ ‫غرامة قدرها ‪ 330‬مليون دوالر‪ ،‬جنبا" �إلى جنب‬ ‫م ��ع �إبراهيم �سليم ��ان محمد‪ ،‬وزي ��ر الإ�سكان في‬ ‫عهد مب ��ارك لفترة طويلة‪ .‬وحكم على مط ّور �آخر‬ ‫للمجتمع ��ات والمنتجعات المغلق ��ة بال�سجن لمدة‬ ‫‪� 10‬سني ��ن‪ .‬ووفق ��ا" ل�صحيف ��ة "ذي نا�شيونال"‪،‬‬ ‫"ظه ��رت الآالف م ��ن مزاع ��م الف�س ��اد‪ ،‬وبع�ض‬ ‫م ��ن �أب ��رز رجال الأعم ��ال في الب�ل�اد المعروفين‬ ‫�إ�ستدعي ��وا للمحاكم ��ة"‪ .‬و�إ ّته ��م مب ��ارك نف�س ��ه‬ ‫بتلق ��ي ر�ش ��اوى مبا�شرة م ��ن المط ّوري ��ن ف�ضال"‬ ‫ع ��ن اال�ستثم ��ارات ف ��ي الم�شاريع ف ��ي ال�ضواحي‬ ‫الجدي ��دة‪ ،‬وقد ت � ّ�م تجمي ��د �أ�صوله‪ -‬الت ��ي بلغت‬ ‫ح�س ��ب بع� ��ض التقدي ��رات ‪ 70‬ملي ��ار دوالر ‪ -‬كما‬ ‫حاولت م�صر تعقب م�صادر ثروته‪.‬‬ ‫اليوم‪ ،‬فيما تتقدم مالحق ��ة تهم الف�ساد عن طريق‬ ‫المحاك ��م‪ ،‬يراقب محللو ال�س ��وق عن كثب في جميع‬ ‫�أنح ��اء العالم‪ .‬ال�س� ��ؤال المطروح هو م ��ا �إذا كانت‬ ‫تلوح ف ��ي الأفق ب ��وادر لم�صادرة الأرا�ض ��ي والمياه‬ ‫الت ��ي �أن�شئت عليها م�شاريع مثل "�أليغريا" وت�أميمها‬ ‫و�إعادته ��ا ال ��ى الدول ��ة‪ .‬يعتق ��د معظ ��م المحللي ��ن‬ ‫الماليي ��ن الأجان ��ب م ��ن �أن هذا لن يح ��دث‪ .‬وفقا"‬ ‫للمحل ��ل المالي في دبي عنكور خط ��وات‪" ،‬ال نعتقد‬ ‫ان الحكوم ��ة �ست�سترج ��ع كل الأرا�ض ��ي‪ .‬يف�ض ��ل‬ ‫الم�س�ؤولون تحقيق ت�سوية الن كل �شيء متع ّلق بالمال‬ ‫ف ��ي نهاية المطاف"‪ .‬وتوقع ��ت الم�ؤ�س�سة الأميركية‬ ‫الإ�ست�شاري ��ة "فرو�ست �آن ��د �سوليفان"‪ ،‬ومقرها في‬ ‫كاليفورني ��ا‪ ،‬ان تجني �شركات المياه الخا�صة‪ ،‬التي‬ ‫حققت ‪ 1.35‬مليار دوالر في م�صر في العام ‪،2010‬‬ ‫�ضع ��ف ه ��ذا الرق ��م بحل ��ول الع ��ام ‪2015‬؛ وخل�ص‬ ‫تقري ��ر ال�شركة الى‪" :‬ان ن ��درة المياه في م�صر هي‬ ‫واح ��دة من الأكثر �أهمية ف ��ي المنطقة ‪ ...‬وقد خلق‬ ‫هذا الكثير من الفر�ص لتحقيق التنمية"‪.‬‬ ‫ف ��ي هذه الأثناء‪ ،‬حافظ البنك الدولي‪ ،‬جنبا" �إلى‬ ‫جنب مع �صندوق النقد الدولي‪� ،‬إلى حد كبير على‬ ‫موقفهما المعت ��اد بالن�سبة الى العمل مع الحكومة‬ ‫الموقت ��ة وم ��ن ثم الحك ��م الجدي ��د‪ ،‬بتقديم ‪4.5‬‬ ‫ملي ��ار دوالر ف ��ي �ش ��كل قرو�ض على م ��دى عامين‬ ‫للم�ساعدة ف ��ي "الإنتعا�ش الإقت�ص ��ادي"‪ .‬ووفقا"‬ ‫للبن ��ك الدول ��ي‪�" ،‬سيت ��م ربط نحو ملي ��اري دوالر‬ ‫من ه ��ذه القرو�ض لإحراز تق ��دم في الإ�صالحات‬ ‫الحكومية"‪ ،‬بما في ذلك الخ�صخ�صة‪ .‬ردا" على‬ ‫ذل ��ك‪� ،‬أ�صدرت ع�ش ��رات من جماع ��ات المجتمع‬ ‫المدن ��ي في م�صر بيانا" �أعلنت فيه ان "�سيا�سات‬ ‫�صن ��دوق النقد الدولي والبنك الدولي قد �ساهمت‬

‫رئيس الحكومة الجديد هشام قنديل‪ :‬هل يستطيع إيجاد الحل؟‬

‫في دعم الأنظم ��ة القمعية في المنطقة"‪ ،‬وطالبوا‬ ‫بدال" من ذلك ب�أن "يقود ال�شعب عملية التنمية"‪.‬‬ ‫لق ��د و�صف الجغرافي البريطان ��ي جيم�س دونكان‬ ‫المدين ��ة اال�ستعماري ��ة ب�أنه ��ا "م�سل ��ك �سيا�س ��ي‬ ‫مكتوب ف ��ي الف�ضاء ومنحوت ف ��ي حجر‪ .‬الم�شهد‬ ‫ه ��و جزء من ممار�س ��ة ال�سلطة"‪ .‬الي ��وم �أ�صبحت‬ ‫�ضواح ��ي القاه ��رة الخ�ض ��راء والمغلق ��ة الم�سلك‬ ‫ال�سيا�س ��ي لليبرالي ��ة الجدي ��دة التي ط ��ر�أت على‬ ‫الق ��وة المتنامي ��ة للنخب ��ة العالمي ��ة (ناهيك عن‬

‫�أكثر من �سنة ون�صف‬ ‫بعد الثورة ما زالت مياه و�سط‬ ‫القاهرة تتدفق �إلى ال�ضواحي‬ ‫ومعها الحياة في العا�صمة‬

‫الف�س ��اد الذي �شارك ف ��ي تنميتها)‪ .‬فهي منتجات‬ ‫لنم ��وذج ال�شركات والخ�صخ�صة الذي هيمن على‬ ‫م�صر ل�سن ��وات عديدة؛ هناك في ال�صحراء يبدو‬ ‫منط ��ق ال�س ��وق وا�ضحا" ف ��ي مجتمع ��ات م�سرفة‬ ‫تعي� ��ش في في�ّل�اّ ت مك ّيف ��ة باله ��واء تزنرها مروج‬ ‫مخملي ��ة – وكل ذلك تحت عنوان ووعد ب�أن المال‬ ‫يمكن �شراء كل الماء في العالم‪.‬‬ ‫�أكث ��ر من �سن ��ة ون�صف بعد الثورة‪ ،‬م ��ا زالت مياه‬ ‫و�س ��ط القاه ��رة تتدف ��ق �إل ��ى ال�ضواح ��ي‪ ،‬ومعها‬ ‫الحي ��اة ف ��ي العا�صم ��ة‪ .‬ف ��ي الح ��رم الجامع ��ي‬ ‫الجدي ��د للجامع ��ة الأميركي ��ة ف ��ي القاه ��رة‪ ،‬في‬ ‫�ضاحية القاهرة الجدي ��دة‪ ،‬هناك ‪ 27‬نافورة ماء‬ ‫و "مالم ��ح عابقة بالمياه"؛ وف ��ي الوقت عينه‪ ،‬في‬ ‫الح ��رم الجامعي القديم في ميدان التحرير‪ ،‬فقد‬ ‫تم �أخيرا" �إحراق المكتبة‪ ،‬وغطت الكتابة الثورية‬ ‫الجدران‪ ،‬و�إ�ستمرت المناو�شات خالل �أيام الثورة‬ ‫بي ��ن مثي ��ري ال�شغ ��ب ورج ��ال ال�شرط ��ة �أ�سبوعا"‬ ‫�أحيان ��ا"‪ .‬في حين �أن �أرب ��اح منتجع �أليغريا تدنت‬ ‫قلي�ل�ا" ولفترة بعد �سقوط مبارك وحكومته عادت‬ ‫�أخيرا" الى الإرتفاع‪ .‬وفي الذكرى ال�سنوية الأولى‬ ‫للث ��ورة‪� ،‬أعلنت �إدارته‪" :‬لإحي ��اء ذكرى ‪ 25‬يناير‪،‬‬ ‫�سوف نقدم ‪ 50‬في المئة من الر�سوم الخ�ضراء"‪.‬‬ ‫وف ��ي ذلك ال�شهر �أي�ضا" و ّقعت "م�ؤ�س�سة ‪� 6‬أكتوبر‬ ‫للتنمي ��ة والإ�ستثم ��ار" عق ��دا" جدي ��دا" للتطوير‬ ‫العقاري بلغ ��ت قيمته ‪ 36‬مليون دوالر‪ ،‬الأمر الذي‬ ‫�ضاعف �أ�سعار الأ�سهم في غ�ضون �ستة �أ�سابيع‪.‬‬ ‫ترى ماذا تغ ّير �أو �سيتغ ّير؟‬

‫‪Issue 1 - October - 2012‬‬

‫‪87‬‬


Lody Saliby Haute Couture Wedding dresses, Evening clothes, Selling or Renting, Pret-a- Porter, Accessories

Christ Le Rois Center, 8th Floor, Adonis Road, Zouk Mossbeh, Lebanon Tel: 00961 – (0) 9221643 , Email: lodysaliby@hotmail.com, Web: www.lodysaliby.com


‫كتاب‬

‫مروان ب�شارة في "العربي الخفي"‪:‬‬ ‫الصحوة العربية بدأت منذ زمن طويل‬ ‫وتفجرت في "الربيع العربي"‬ ‫�صدر �أخيرا" بالإنكليزية كتاب "العربي الخفي‪ :‬الوعد والخطر للثورات‬ ‫العربية" ( ‪The Invisible Arab: The Promise and Peril‬‬ ‫‪ )of the Arab Revolution‬لرئي�س المحللين ال�سيا�سيين في قناة‬ ‫"الجزيرة بالإنكليزية" مروان ب�شارة‪ .‬في ما يلي مراجعة لهذا الكتاب‪.‬‬ ‫مراجعة نعمة خليل‬ ‫وفقا" لرواية و�سائل الإعالم الغربية للربيع‬ ‫العربي‪ ،‬قرر فج�أة ال�شعب المظلوم التح ّول‬ ‫�ض ��د م�ضطهديه‪ ،‬وبف�ضل التكنولوجي ��ا الغربية والإلهام‬ ‫والوحي ‪� ،‬إنتف�ض في �ش ��كل عفوي لإ�ستعادة حريته‪ .‬هذا‬ ‫التف�سير يتما�شى مع تب�سيط الأو�صاف الغربية الم�شتركة‬ ‫للعالم العرب ��ي ب�أنه غير متق ّبل للديموقراطية والحرية‪.‬‬ ‫في كتابه الجدي ��د بالإنكليزية‪" ،‬العرب ��ي الخفي‪ :‬الوعد‬ ‫والخطر للثورات العربية " ‪ ،‬ي�ستبعد مروان ب�شارة كل ما‬ ‫�أوردته و�سائل الإعالم الغربية عن الثورات العربية وي�ؤكد‬ ‫على �أن ال�صحوة العربية "كانت (في طريقها) �آتية منذ‬ ‫وقت طويل"‪.‬‬ ‫ف ��ي �صل ��ب تحليل ب�ش ��ارة المع ّق ��د للث ��ورات العربية هم‬ ‫ال�شب ��اب في العال ��م العربي‪ .‬والكتاب يح ��دد جيل اليوم‬ ‫وي�ضعه في الن�سيج الع ��ام للإ�ستعمار والوطنية وال�سلطة‬ ‫المطلقة‪ .‬وعلى الرغم من ان ال�شباب‪ ،‬في تون�س وم�صر‬ ‫واليم ��ن وليبي ��ا و�سوري ��ا‪� ،‬إ�ستخدم ��وا و�سائ ��ل الإع�ل�ام‬ ‫الجديدة ل�صالحهم‪ ،‬ف"الفاي�سبوك ال ي�ستطيع التنظيم‪،‬‬ ‫بل النا� ��س هم الذين يفعلون" ي�شير ب�ش ��ارة‪ .‬على عك�س‬ ‫الثورة الخ�ضراء في �إي ��ران في ‪� ،2009‬إ�ستطاع ال�شباب‬ ‫العربي �إ�سقاط الطغاة ب�سبب معرفتهم الطويلة والمع ّقدة‬ ‫والإجتماعية والإقت�صادية وال�سيا�سية للأنظمة‪.‬‬ ‫�أكثر من ن�صف �سكان العالم العربي هم تحت ال‪� 30‬سنة‬ ‫من العمر‪ ،‬فيما ربعهم تتراوح �أعمارهم بين ‪ 15‬و ‪" ،29‬ما‬ ‫يجعل هذا الجيل �أكبر جماعة �شبابية في تاريخ المنطقة"‬ ‫يكت ��ب ب�ش ��ارة‪ .‬وق ��د ف ��اق النم ��و ال�سكاني فر� ��ص العمل‬ ‫المتاحة ل�سنوات‪ ،‬ما �أدى �إلى "طفرة ال�شباب"‪ .‬ونتج عن‬ ‫هذه الطفرة �إختالف في بنية الأ�سرة‪ .‬في الجيل ال�سابق‪،‬‬ ‫كان ��ت ن�سب ��ة المتزوجين ‪ 63‬ف ��ي المئة بي ��ن الذين بلغوا‬ ‫منت�صف الع�شرينات؛ بحلول ‪ 2010‬تد ّنت الن�سبة الى ‪50‬‬ ‫ف ��ي المئة فقط بي ��ن الذين هم تحت �س ��ن ‪ .29‬لقد �صار‬

‫ال�شب ��اب �أكث ��ر و�أكثر غير قادرين عل ��ى العي�ش م�ستقلين‬ ‫ب�سب ��ب �إرتف ��اع تكاليف ال�سكن‪ .‬الكفاح م ��ن �أجل التعليم‬ ‫والعمل جعل اال�ضطرابات االجتماعية ال مفر منها‪.‬‬ ‫لإحت ��واء الإ�ضطراب ��ات المحتملة‪� ،‬إ�ستخدم ��ت الأنظمة‬ ‫العربية الم�ستبدة ع ��ددا" من الإ�ستراتيجي ��ات‪� .‬أن�ش�أت‬ ‫التجنيد الع�سك ��ري جنبا" �إلى جنب م ��ع برامج التلقين‬ ‫(الحزبي ��ة)‪� .‬إ�ستهدف ��ت الجامعات حي ��ث كان الطالب‬ ‫يلعب ��ون تاريخيا" دورا" مه ّما" ف ��ي معظم الإ�ضطرابات‬ ‫الإجتماعي ��ة وال�سيا�سية‪ .‬في م�صر‪ ،‬عل ��ى �سبيل المثال‪،‬‬ ‫ز ّورت وزارة التربي ��ة �إنتخاب ��ات �إتحاد الطلبة في ‪،2010‬‬ ‫وحظرت المر�شحي ��ن الإ�سالميي ��ن والي�ساريين ل�صالح‬ ‫الطالب التابعين للحزب الوطني الديموقراطي الحاكم‪.‬‬ ‫وربط الطغ ��اة �أي�ضا" النوادي الريا�ضي ��ة على نحو �أوثق‬ ‫ب�أنظمته ��م‪ ،‬حي ��ث و�ضع ��وا وزارات ال�شب ��اب والريا�ضة‬ ‫تحت �سيطرة‪ ،‬م ��ا ي�سميه ب�شارة‪" ،‬الح ��كام الم�ستبدّين‬ ‫الذين ينتظ ��رون دورهم"‪ .‬في ليبيا عل ��ى �سبيل المثال‪،‬‬ ‫جعل معمر القذاف ��ي �إبنه ال�ساعدي نجما" وطنيا" لكرة‬ ‫الق ��دم الليبية‪ .‬اله ��دف من ه ��ذه الإ�ستراتيجية هو خلق‬ ‫�آلي ��ة "تحويل ل ّين م ��ن المح�سوبية وال ��والء لدى ال�شباب‬ ‫وفي الوقت عينه عدم ت�شجيعهم و�إبعادهم عن ال�سيا�سة‬ ‫وتوجيههم نحو كرة القدم والريا�ضة"‪ ،‬يقول ب�شارة‪.‬‬ ‫كان �إ�سق ��اط الطغ ��اة التاريخ ��ي تتويج ��ا" لن�ض ��االت‬ ‫�إجتماعي ��ة و�سيا�سي ��ة طويلة الأمد‪ ،‬ف�ض�ل�ا" عن عدد ال‬ ‫يح�صى من الإعت�صامات والإ�ضرابات‪ ،‬والمظاهرات من‬ ‫قبل النا�س الذي ��ن عانوا من الترويع وخاطروا بحياتهم‪.‬‬ ‫حرك ��ة �شباب ‪� 6‬أبريل (ني�سان) ف ��ي م�صر‪ ،‬والتي بد�أت‬ ‫ف ��ي ‪ 2008‬لدعم عمال المحل ��ة الكبرى‪� ،‬ش ّكلت مثل هذا‬ ‫التخوي ��ف والتهدي ��د ‪ .‬في �أي ��ار (ماي ��و) ‪� ،2008‬إعتقلت‬ ‫ال�سلطات الم�صرية �أحمد ماهر‪� ،‬أحد م�ؤ�س�سي الحركة‪،‬‬ ‫في محاولة لإغالقها‪.‬‬ ‫ب ��د�أت الثورات م ��ع �إحتجاجات المطالب ��ة بالإحتياجات‬ ‫اليومي ��ة مث ��ل فر� ��ص العم ��ل‪ ،‬ومي ��اه جاري ��ة نظيف ��ة‪،‬‬

‫غالف كتاب‬ ‫"العربي‬ ‫الخفي"‪:‬‬ ‫تحليل جيد‬ ‫لوضع معقد‬

‫والكهرب ��اء‪ ،‬وحري ��ة التجم ��ع‪ .‬و�إرتبطت ه ��ذه المطالب‬ ‫تلب مطالب‬ ‫الأ�سا�سية بتح�سين �إدارة الحكم‪ .‬وعندما لم ّ‬ ‫المحتجين ‪ ،‬تظاهروا �ضد عدم الكفاءة الإدارية والظلم‪.‬‬ ‫وطالب ال�شباب في تون� ��س وم�صر بالحقوق الإقت�صادية‬ ‫والإجتماعية لهم وللفق ��راء‪ .‬و�أو�ضح نا�شطون م�صريون‬ ‫�أن الفق ��راء ف ��ي �أحي ��اء القاه ��رة "واجه ��وا تخفي�ضات‬ ‫و�إنقطاع ��ا" ف ��ي الكهرب ��اء لأن حكومته ��م باع ��ت الغاز‬ ‫الم�ص ��ري �إل ��ى �إ�سرائي ��ل ب�أ�سعار رخي�ص ��ة"‪ .‬في اليمن‬ ‫إحتج الطالب وال�شباب تحت �شعار "نريد الح�صول على‬ ‫� ّ‬ ‫التعلي ��م‪ ،‬نريد و�ضع حد للبطال ��ة والفقر والأمية "‪ ،‬فيما‬ ‫ال�شباب في �سوريا كانوا يرددون �أي�ضا" �سلمية‪� ،‬سلمية "‬ ‫عندما �ساروا على خطى نظرائهم العرب‪.‬‬ ‫و�ساع ��د "الربي ��ع العرب ��ي" �أي�ض ��ا" الإرتف ��اع الكبير في‬ ‫ع ��دد �شبكات الأقم ��ار الإ�صطناعية العربي ��ة التي و ّفرت‬ ‫لل�شب ��اب رمزا" قوميا" جماعيا"‪ .‬من خالل ربط النا�س‬ ‫ف ��ي الوقت الحقيق ��ي‪� ،‬سمحت هذه القن ��وات لكل عربي‬ ‫بمتابعة الأحداث الجارية في مناطق النزاع في المنطقة‪.‬‬ ‫ان تلفزيونات الأقمار الإ�صطناعية "ط ّورت العربي �أكثر‬ ‫من ال�شبكات التجارية الغربية‪ .‬لقد �إ�ستك�شفت الرغبات‬ ‫العربي ��ة بدال" من �إن�شغاالت وهم ��وم الواليات المتحدة‪،‬‬ ‫قدمت دراما عربية بدال" من �أدب فرن�سي"‪ ،‬يع ّلق ب�شارة‪.‬‬ ‫�أتاحت هذه القنوات الف�ضائية العربية ف�ضاء �إفترا�ضيا"‬ ‫لمناظ ��رات ومناق�ش ��ات بي ��ن العلمانيي ��ن والليبراليي ��ن‬ ‫والي�ساريين والحركات الن�سائية والمحافظين‪ ،‬و�ساعدت‬ ‫على �إ�شراك الم�شاهدين في الق�ضايا ذات ال�صلة بهم‪.‬‬ ‫لق ��د و ّف ��رت م�شاه ��دة الم�صريي ��ن لإحتجاج ��ات تون�س‬ ‫الوا�سع ��ة‪ ،‬ور�ؤية اليمنيين لما يجري في م�صر‪ ،‬جماعية‬ ‫جدي ��دة عاب ��رة للحدود الوطني ��ة والتي �أ�سف ��رت عن �أن‬ ‫ي�صير العربي الخفي غير المرئي �أخيرا" مرئيا"‪ .‬كتاب‬ ‫"العربي الخفي‪ :‬الوعد والخطر للثورات العربية" ي�ساعد‬ ‫عل ��ى جع ��ل كل ما هو غي ��ر مرئي للعي ��ن الغربي ��ة ب�ش�أن‬ ‫"الربيع العربي" مرئيا" كذلك‬

‫‪Issue 1 - October - 2012‬‬

‫‪89‬‬


‫الموقف الثقافي‬

‫الرقابة قبل الثورة وبعدها‬ ‫لندن ‪ -‬هيكل مهدي‬

‫هل غ ّيرت الثورة في تون�س وم�صر و�ضع الرقابة‬ ‫بالن�سب ��ة الى حري ��ة التعبير بعدم ��ا �إ�ستطاعت‬ ‫تغيير النظام ال�سيا�سي في البلدين؟‬ ‫�س� ��ؤال بد�أ يطرح نف�س ��ه كثيرا" في الآون ��ة الأخيرة بعدما‬ ‫�ص ��درت ت�صريح ��ات و�أفعال م ��ن م�س�ؤولين �أث ��ارت بع�ض‬ ‫ال�شكوك لدى معظم المثقفين‪.‬‬ ‫ف ��ي مقابلة له مع "�أ�ص ��وات عالمية �أون الي ��ن" (‪Global‬‬ ‫‪ )Voices Online‬ف ��ي �أواخ ��ر �آب (�أغ�سط� ��س) الفائت‪،‬‬ ‫�أو�ض ��ح ر�س ��ام الكاريكات ��ور ال�سيا�سي التون�س ��ي المجهول‬ ‫"زد‪ ".Z" ".‬لماذا لم يك�شف عن �إ�سمه بعد‪:‬‬ ‫"�إتخذت �أق�صى درجات الحيطة والحذر ب�ش�أن هويتي في‬ ‫علي‬ ‫عه ��د بن عل ��ي البائد ب�سب ��ب موقفي من نظام ��ه‪ .‬كان ًّ‬ ‫بالت�أكي ��د حماي ��ة نف�سي لتجن ��ب �أي �أعم ��ال �إنتقامية‪ .‬لقد‬ ‫يجر‬ ‫�سقط ��ت الديكتاتورية قبل ‪� 19‬شه ��را"‪ ،‬وحتى الآن لم ِ‬ ‫تحقيق واحد جاد بالن�سبة الى جهاز الرقابة البولي�سية على‬ ‫�شبكة الإنترن ��ت‪ .‬هذا الجهاز‪� ،‬س ّمين ��اه ع ّمار ‪ ،404‬والذي‬ ‫كان ي�ستخدم لن�شر الرعب عل ��ى �شبكة العنكبوت التون�سية‬ ‫(رقابة و�إعتق ��االت وتهديدات ‪ ،)...‬يمكن �أن يكون ال يزال‬ ‫قائما" حتى اليوم في انتظار �إ�شارة تن�شيط‪ ،‬لذلك بالن�سبة‬ ‫�إل � ّ�ي ال �شيء تغ ّير حق ��ا" على الرغم م ��ن المظاهر‪ ،‬ولهذا‬ ‫ال�سبب ما زلت �أرف�ض الك�شف عن هويتي"‪.‬‬ ‫وقال "زد" م�ضيفا"‪�" :‬إن ��ي �أعترف �أننا نتمتع حاليا" بجو‬ ‫�أف�ض ��ل من الحرية ال يقارن مع ما ك ّنا نعي�شه في ظل نظام‬ ‫ب ��ن عل ��ي"‪ .‬ومع ذل ��ك‪ ،‬فقد تخلل ه ��ذا الجو م ��ن الحرية‬ ‫هجم ��ات م ��ن ال�سلفيين على الكت ��اب المبدعي ��ن و�أماكن‬ ‫الفن ��ون‪ ،‬بما في ذلك هجوم عل ��ى ال�شاعر التون�سي الكبير‬ ‫محمد ال�صغير �أوالد �أحمد‪.‬‬ ‫في م�صر‪ ،‬في هذه الأثناء‪ ،‬تزداد قب�ضة الرقابة قوة رويدا"‬ ‫رويدا" حول رقاب الم�ؤلفين والكتاب وال�صحافيين‪ .‬في �آب‬ ‫(�أغ�سط� ��س) الما�ضي‪ ،‬تم �ضبط و�سحب ن�سخ من �صحيفة‬ ‫الد�ستور م ��ن الأ�سواق بعدما ن�ش ��رت �سل�سلة من المقاالت‬ ‫الت ��ي تنذر �ضد‪ ،‬وتح ّذر من �أ�سلمة الدولة من قبل الإخوان‬ ‫الم�سلمين‪ .‬ومن جهتها منعت �صحيفة "الأخبار" المملوكة‬ ‫م ��ن الدولة من ن�شر مقال ليو�س ��ف القعيد الذي ينتقد فيه‬ ‫دور الإخوان في مظاهرات تم ّيزت بالعنف‪.‬‬ ‫ف ��ي �آب (�أغ�سط�س) المن�صرم �أي�ض ��ا"‪ ،‬تم �إعتقال �إ�سالم‬

‫عفيف ��ي رئي�س تحرير �صحيفة الد�ست ��ور‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬في ما‬ ‫ب ��دا وك�أنه �إنت�صار‪� ،‬أ�صدر الرئي�س الم�صري محمد مر�سي‬ ‫قانون ��ا" يمنع �إعتقال �أولئك الذي ��ن تجرى معهم تحقيقات‬ ‫تتعل ��ق بق�ضايا مت�صل ��ة بالن�ش ��ر‪ ،‬و�أُطلق على �أث ��ره �صراح‬ ‫عفيفي‪.‬‬ ‫ولك ��ن ف ��ي بداية �أيل ��ول (�سبتمب ��ر) الفائ ��ت‪ ،‬وفي خطوة‬ ‫�أخ ��رى قد تخنق �أعم ��ال ال�شعراء والر�سامي ��ن والروائيين‬ ‫وكت ��اب الق�ص ��ة الق�صي ��رة‪ ،‬وال�صحافيي ��ن‪ ،‬وغيرهم في‬ ‫م�ص ��ر‪ ،‬وافقت اللجن ��ة الت�أ�سي�سية ل�صياغ ��ة الد�ستور من‬ ‫حي ��ث المبد�أ على م ��ادة د�ستوري ��ة جديدة م ��ن �ش�أنها �أن‬ ‫تج� � ّرم التجدي ��ف‪ .‬و"التجديف" ال ي�شم ��ل التعليقات التي‬ ‫تعتب ��ر مهينة �إلى اهلل �أو الأنبياء فح�سب‪ ،‬ولكن �أي�ضا" تلك‬ ‫الت ��ي تعتبر م�سيئة ال ��ى "زوجات النبي محم ��د‪ ،‬والخلفاء‬ ‫الرا�شدين و�صحابة النبي"‪.‬‬ ‫وكان نقد الدين ي�ش ّكل خطا" �أحمر في الكتابات الم�صرية‬ ‫من ��ذ وقت طويل‪ -‬على �سبيل المث ��ال‪ ،‬عندما ن�شرت مجلة‬ ‫"�إبداع" ق�صيدة "على �شرفة ليلى مراد" لل�شاعر حلمي‬ ‫�سالم‪� ،‬أ�صدر رئي�س الهيئة الم�صرية العامة للكتاب قرارا"‬ ‫ب�سحب ن�سخ العدد م ��ن الأ�سواق لأنه ر�أى ب�أن بع�ض ماورد‬ ‫في الق�صيدة "ي�سيء �إلى الذات الإلهية"‪ .‬كما �إتهم مجمع‬ ‫البح ��وث الإ�سالمي ��ة‪ ،‬وهو �أح ��د هيئات م�ؤ�س�س ��ة الأزهر‪،‬‬ ‫ال�شاع ��ر �سالم ف ��ي تقرير بكتابة ق�صي ��دة "تحمل �إلحاد ًا‬ ‫وزندقة"‪ .‬وتع َّر�ض كاتب الق�صيدة �أي�ضا" الى حملة تطالب‬ ‫بما و�صف "با�ستتابته" بعدما ُو ِّقع بيان بالأمر من نحو مئة‬ ‫�شخ�صية �إ�سالمية‪ ،‬والحقا" و�صف مثقفون م�صريون هذه‬ ‫الهجمة على ال�شاعر "بحملة تكفيرية وبثقافة الإرهاب"‪-‬‬ ‫علم ��ا" ان تجريم الق�صي ��دة لم يكن مح ��ددا" �أو م�شارا"‬ ‫�إليه في د�ستور ‪.1971‬‬ ‫وك ّثف �أخيرا" عدد من الكتاب الم�صريين الكالم والإعالن‬ ‫وتم ت�شكيل مجموعة تدعى "حماية‬ ‫ل�صالح حرية التعبير‪ّ ،‬‬ ‫العقل الم�صري"‪ .‬وقد قادت المجموعة مظاهرة في نهاية‬ ‫�آب (�أغ�سط� ��س)‪ ،‬ولك ��ن ال يب ��دو �أنه ��ا �إ�ستطاعت تحقيق‬ ‫الكثي ��ر م ��ن الأث ��ر حت ��ى الآن‪ .‬لذا �ص ��ار الأم ��ر وا�ضحا"‬ ‫وملح ��ا"‪ :‬هن ��اك حاج ��ة و�ض ��رورة لحماية حري ��ة الكلمة‬ ‫والتعبي ��ر في م�صر وتون�س‪ ،‬و�إ ّال َلم كانت الثورة في المقام‬ ‫الأول؟ فهل هناك من �سامع؟‬


‫لقطات من‬

‫زيارة الشيخة موزة الى‬

‫بعض البلدان األوروبية‬

‫‪Issue 1 - October - 2012‬‬

‫‪91‬‬


‫عالمها‬

‫ال�شيخة موزة بنت نا�صر الم�سند فاعلة �سيا�سياً و�إجتماعياً‬

‫أيقونة األناقة العربية!‬ ‫على عك�س العديد من زوجات الملوك والأمراء‪ -‬ر�ؤ�ساء الدول الأخريات‬ ‫في ال�ش��رق الأو�سط‪ ،‬تتمتع ال�شيخة موزة بنت نا�ص��ر الم�سند بدور فاعل‬ ‫ورفي��ع عل��ى الم�ستويين ال�سيا�س��ي والإجتماع��ي في بالده��ا‪ ،‬و ت�شارك‬ ‫بن�شاط في الدولة القطرية‪ .‬وق��د �صنّفتها مجلة "فورب�س" ب�أنها واحدة من‬ ‫�أقوى ‪� 100‬سيدة في العالم وو�ضعتها في المرتبة ‪ .74‬فيما و�صفتها مجلة‬ ‫"فانيتي فير" �أخيرا" ب�أنها "واحدة من الن�ساء الأكثر �أناقة في العالم"‪.‬‬ ‫الدوحة ‪� -‬إيفيت ياغي‬

‫الشيخة‬ ‫موزة‪:‬‬ ‫فاعلة‬ ‫سياسيا"‬ ‫وإجتماعيا"‬

‫و�سط تجدد الأمل وعالمات الإنتعا�ش‬ ‫والتعاف ��ي الت ��ي يعرفه ��ا الإقت�ص ��اد‬ ‫القط ��ري‪ ،‬تم�ض ��ي الزوج ��ة الثانية الأنيق ��ة لأمير‬ ‫الب�ل�اد ال�شيخة م ��وزة بنت نا�ص ��ر الم�سند قدما"‬ ‫ف ��ي مب ��ادرات طموحة ت�سته ��دف تمكي ��ن الن�ساء‬ ‫وم�ساع ��دة الأطف ��ال وتطوير التعلي ��م‪ .‬وهي تعمل‬ ‫بن�شاط عل ��ى مكافحة العنف المنزل ��ي‪ ،‬وتح�سين‬ ‫حق ��وق العم ��ال القا�صري ��ن‪ ،‬و�إتاحة فر� ��ص �أكثر‬ ‫ل ��ذوي الإحتياجات الخا�صة لإيج ��اد فر�ص عمل‪.‬‬ ‫ومن �أج ��ل وقف �إنت�شار التط ��رف‪ ،‬تقود هذه الأم‬ ‫ل�سبع ��ة �أوالد برام ��ج رائ ��دة ف ��ي قط ��ر لتح�سين‬ ‫التعلي ��م وزي ��ادة فر� ��ص العمالة لل�شب ��اب‪ .‬وكان‬ ‫الم�ست�شفى الجديد للن�ساء والأطفال الذي يتمتع‬ ‫بالتكنولوجيا الحديث ��ة العالية �أحد الم�ستفيدين‬ ‫الكث ��ر من هبة قدّمتها ال�شيخة للم�شروع البالغة‬ ‫تكاليفه ‪ 7.9‬مليارات دوالر‪.‬‬

‫مجلة فورب�س �صنّفتها واحدة من‬ ‫�أقوى ‪� 100‬سيدة في العالم وو�ضعتها‬ ‫في المرتبة ‪ ،74‬فيما �إنتخبتها مجلة‬ ‫"فانيتي فير" �أخيرا" واحدة من الن�ساء‬ ‫الأكثر �أناقة في العالم لـ‪2012‬‬ ‫‪90‬‬

‫العدد الأول‪ - ‬ت�شرين الأول (�أكتوبر) ‪٢٠١٢ -‬‬

‫ولكن من هي ال�شيخة موزة ؟‬ ‫ه ��ي ابن ��ة نا�صر بن عب ��داهلل الم�سن ��د (توفي في‬ ‫‪ ،)2007‬ال ��ذي كان معار�ض ��ا" لل�شي ��خ خليفة بن‬ ‫حم ��د بن عب ��د اهلل �آل ثاني‪ ،‬وال ��د الأمير الحالي‪.‬‬ ‫عا� ��ش مع الأ�سرة في المنفى ف ��ي م�صر والكويت‪،‬‬ ‫ولكن ��ه ع ��اد �إل ��ى قط ��ر للم�شاركة في حف ��ل زواج‬ ‫كريمت ��ه م ��وزة الى ال�شي ��خ حمد ب ��ن خليفة (كان‬ ‫يومها ما زال وليا" للعهد) في ‪ 1977‬وهي ما زالت‬ ‫ف ��ي الثامنة ع�شرة من عمره ��ا‪ ،‬بينما كانت تتابع‬ ‫درو�سه ��ا الجامعية في جامع ��ة قطر‪ .‬وقد ح�صلت‬


‫تحمل كأس الع‬

‫الم في كرة القدم عندما‬

‫م�صمم الأزياء البريطاني‬ ‫جوليان ماكدونالد‪" :‬لم يعرف العالم‬ ‫منذ جاكلين كينيدي �سيدة �أولى تتمتع‬ ‫ب�صدى عالمي في حقل الأناقة‬ ‫مثل ال�شيخة موزة"‬

‫�أمير قطر في تقريرها ال�سنوي‪ .‬لقد نالت ال�شيخة‬ ‫م ��وزة �سابق ��ا" ت�أييدا" قيا�سيا" م ��ن قراء المجلة‬ ‫في �إ�ستطالع كبير في ‪.2009‬‬ ‫ويفي ��د �أكثر المقربين من �سيدة قطر الأولى ب�أنها‬ ‫تح ��ب عالم المو�ضة والأزياء ال ب ��ل مولعة به‪ .‬لقد‬ ‫دفعت خزانة مالب�سها الر�سمية‪ ،‬خالل زيارة دولة‬ ‫مع زوجها �إل ��ى المملكة المتحدة في ت�شرين الأول‬ ‫(�أكتوب ��ر) ‪ ،2010‬بم�صم ��م الأزي ��اء البريطان ��ي‬ ‫جوليان ماكدونالد الى و�صفها بـ"�أيقونة الأناقة"‪.‬‬ ‫"�إنه ��ا جذابة ومتطورة �إنها مثال جيد للملكية"‪،‬‬ ‫قال الم�صمم‪.‬‬ ‫وي�ؤك ��د ماكدونال ��د ب�أن ��ه "ل ��م يع ��رف العالم منذ‬ ‫جاكلين كينيدي �سي ��دة �أولى لها �صدى عالمي في‬ ‫حقل الأناقة مثل ال�شيخة موزة"‪ .‬و�أ�ضاف‪�" :‬أحب‬ ‫�أن �أ�صمم لها �أزياءها‪� .‬أ�سلوبها ال�شخ�صي غني مع‬ ‫ال�سلطة والثقة‪ ،‬ولكنها تحتفظ ب�أنوثة حقيقية التي‬ ‫تطمح �إليها العديد من الن�ساء"‪.‬‬ ‫وو�ضع ��ت الأ�سرة الحاكمة في قط ��ر ب�صمتها على‬ ‫�صناعة الأزياء والأناقة في ال�سنوات الأخيرة‪ .‬فقد‬ ‫�إ�شت ��رت في تموز (يولي ��و) الما�ضي بي ��ت الأزياء‬ ‫الإيطالي المعروف "فالنتينو" ب‪ 700‬مليون يورو‪.‬‬ ‫ح�صل ��ت "مايهوال للإ�ستثمارات " الملكية الكاملة‬ ‫لمجموع ��ة �أزي ��اء فالنتينو من �شرك ��ة "بيرميرا"‬ ‫ل�صن ��دوق الأ�سه ��م الخا�ص ��ة ف ��ي لن ��دن و�شرك ��ة‬ ‫الن�سيج الإيطالية "مارزوتو"‪.‬‬ ‫وكان ��ت م�ؤ�س�س ��ة قط ��ر القاب�ض ��ة لال�ستثم ��ار‬ ‫�إ�ستح ��وذت على محالت هارودز الفاخرة في قلب‬ ‫العا�صمة البريطانية م ��ن رجل الأعمال الم�صري‬ ‫محمد الفايد بمبلغ ‪ 1.5‬مليار جنيه �إ�سترليني في‬ ‫�أيار (مايو) ‪.2010‬‬ ‫يذك ��ر ان "فانيتي فير"‪ ،‬التي ب ��د�أت ن�شر القائمة‬ ‫للمرة الأولى في ‪ ،1940‬تعتبر واحدة من المجالت‬ ‫الأكثر ت�أثيرا" في عالم المو�ضة الدولية‬

‫لقطة‬

‫فازت قطر بإستض‬ ‫افة نهائياتها في ‪2022‬‬

‫أخرى مع ملكة بريطانيا‬

‫مع رئيس حكومة تر‬

‫كيا رجب طيب أردوغان‬

‫‪Issue 1 - October - 2012‬‬

‫‪93‬‬


‫عالمها‬

‫الشيخة موزة برفقة زوجها الشيخ حمد بن خليفة في إحدى زياراته الرسمية‬

‫مع ملكة بريطانيا‬ ‫أليزابيث الثانية‬

‫‪92‬‬

‫العدد الأول‪ - ‬ت�شرين الأول (�أكتوبر) ‪٢٠١٢ -‬‬

‫ف ��ي م ��ا بعد ف ��ي ‪ 1986‬م ��ن هن ��اك عل ��ى �شهادة‬ ‫البكالوريو�س في علم الإجتماع‪.‬‬ ‫والمعروف عن ال�شيخة موزة �أنها في حركة دائمة‬ ‫ال تهد�أ لكثرة ما لديها من م�س�ؤوليات‪ ،‬فهي رئي�سة‬ ‫م�ؤ�س�سة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع منذ‬ ‫‪ ،1995‬ورئي�س ��ة م�ؤ�س�س ��ة "�صلت ��ك" من ��ذ ‪،2008‬‬ ‫ورئي�سة الم�ؤ�س�سة العربية للديموقراطية‪ ،‬ورئي�سة‬ ‫المجل�س الأعلى ل�ش� ��ؤون الأ�سرة منذ ‪ .1998‬وهي‬ ‫�أي�ض ��ا" نائبة رئي�س المجل�س الأعل ��ى للتعليم منذ‬ ‫‪ ،2002‬وكانت المبعوثة الخا�صة لليون�سكو للتعليم‬ ‫الأ�سا�س ��ي والعال ��ي ف ��ي ‪ .2003‬حالي ��ا"‪ ،‬تعم ��ل‬ ‫ع�ضوا" في مجل�س الم�شرفين على كلية طب "وايل‬ ‫كورنيل"‪ ،‬بالإ�ضافة ال ��ى �أنها �أي�ضا" رئي�سة مركز‬ ‫�سدرة للطب والأبحاث في الدوحة‪.‬‬ ‫على عك�س العديد من زوج ��ات الملوك والأمراء‪-‬‬ ‫ر�ؤ�س ��اء ال ��دول الأخري ��ات ف ��ي ال�ش ��رق الأو�سط‪،‬‬ ‫تعتب ��ر ال�شيخ ��ة م ��وزة �شخ�صية رفيع ��ة الم�ستوى‬ ‫عل ��ى ال�صعيدي ��ن ال�سيا�س ��ي والإجتماع ��ي ف ��ي‬ ‫بالده ��ا حيث ت�شارك بن�شاط في الدولة القطرية‪.‬‬ ‫وكانت القوة الدافعة وراء المدينة التعليمية وقناة‬ ‫الجزيرة للأطفال‪ .‬بالإ�ضاف ��ة �إلى ذلك‪� ،‬ص ّنفتها‬ ‫مجل ��ة فورب�س الأميركية رقم ‪ 74‬على الئحة �أقوى‬ ‫‪� 100‬سيدة في العالم‪.‬‬ ‫و�إذا كان عالم الأعمال ال�سيا�سية والإجتماعية‬ ‫ي�أخذ معظم وقتها‪ ،‬تجد ال�شيخة موزة وقتا" كافيا"‬ ‫للإطالع على عالم الأناقة‬ ‫وال�م��و��ض��ة ال ��ذي تحبه‬ ‫وتتابع �آخ��ر �إب��داع��ات��ه‪،‬‬ ‫الأم��ر ال��ذي جعل مجلة‬ ‫"فانيتي فير" الم�شهورة‬ ‫تختارها �أخيرا" واحدة‬ ‫م��ن بين الن�ساء الأك�ث��ر‬ ‫�أناقة في العالم‪ .‬وبذلك‬ ‫�إن� ��� �ض� �م ��ت ال� � ��ى زوج� ��ة‬ ‫الأم �ي��ر البريطاني وليم‬ ‫دوق��ة كامبريدج كاترين‪،‬‬ ‫وم�صممة الأزي� ��اء �ستيال‬ ‫م� �ك ��ارت� �ن ��ي‪ ،‬و�� �ش ��ارل ��وت‬ ‫كا�سيراجي‪ ،‬على القائمة‬ ‫الدولية للن�ساء الأكثر �أناقة‬ ‫لعام ‪.2012‬‬ ‫والواق ��ع �أنه ��ا لي�س ��ت المرة‬ ‫الأول ��ى الت ��ي ت�شم ��ل الئح ��ة‬ ‫مجل ��ة "فانيت ��ي في ��ر" زوجة‬


‫لدى الحيوانات يعتقد �أنه مت�صل بعدم المتعة لدى‬ ‫الب�شر‪ .‬ان الم�صابين باالكتئاب ي�شعرون بمتعة �أقل‬ ‫بالن�سب ��ة الى الأ�شياء الت ��ي اعتادوا ان تكون ممتعة‬ ‫لهم "‪.‬‬ ‫ه ��ذه التج ��ارب الحيواني ��ة للإكتئ ��اب ه ��ي نف�سها‬ ‫التي ت�ستخ ��دم لتحقيق فعالي ��ة العقاقير الم�ضادة‬ ‫له‪ ،‬وتحدي ��د م ��ا �إذا كان ينبغي اختباره ��ا �أي�ضا"‬ ‫على الب�شر‪� .‬إن م�ض ��ادات االكتئاب فعالة في �شكل‬ ‫موث ��وق ف ��ي عك�س �سلوكي ��ات االكتئ ��اب‪ ،‬والأبحاث‬ ‫ال�سابق ��ة �أظهرت �أي�ضا" �أنها ت�شجع تكوين الخاليا‬ ‫الع�صبي ��ة في ق ��رن �آم ��ون‪ ،‬حيث تعك� ��س الإجهاد‬ ‫الناج ��م ع ��ن تلف في تل ��ك المنطقة‪( .‬كم ��ا �أظهر‬ ‫العالج الكهربائي �أن له الت�أثير نف�سه)‪.‬‬ ‫ف ��ي الواق ��ع‪ ،‬كان ��ت �أول درا�س ��ة لرب ��ط الخالي ��ا‬ ‫الع�صبية بالإكتئاب درا�سة عن م�ضادات الإكتئاب‪،‬‬ ‫الت ��ي وج ��دت �أن ه ��ذه العقاقير تحفز نم ��و خاليا‬ ‫جدي ��دة في ق ��رن �آم ��ون‪ .‬الدرا�سة الثاني ��ة الكبرى‬ ‫لدع ��م الفر�ضية‪ ،‬التي �أجراها دكتور "رينيه هن"‪،‬‬ ‫مدير ق�سم علم الأع�صاب التكاملي في معهد والية‬ ‫نيويورك للطب النف�سي‪ ،‬مع زمالئه‪ ،‬وجدت �أن منع‬ ‫تكوين الخاليا الع�صبية خف�ضت في �شكل كبير من‬ ‫�آثار العقاقير الم�ضادة للإكتئاب‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف ��ت كامي ��رون‪�" :‬أعتق ��د �أن عملن ��ا يدل على‬ ‫�أنن ��ا ن�سير عل ��ى الطري ��ق ال�صحيح م ��ع م�ضادات‬ ‫الإكتئ ��اب"‪ ،‬ال ��ذي ت ��م تموي ��ل درا�سته ��ا م ��ن قبل‬ ‫الحكوم ��ة‪ ،‬ولي� ��س م ��ن �صناع ��ة الم�ستح�ض ��رات‬ ‫ال�صيدالنية‪ .‬وقالت‪" :‬وجدنا �أن الإرتباط لي�ست له‬ ‫اية عالقة مع م�ضادات االكتئاب"‪ ،‬و�أ�شارت �إلى �أن‬ ‫"فر�ضية تكوين الخاليا الع�صبية في الواقع تبدو‬ ‫�أنه ��ا �صحيحة و�صالح ��ة‪ ،‬وبما �أننا نع ��رف بالفعل‬ ‫�أن م�ض ��ادات الإكتئ ��اب [ت�شج ��ع تكوي ��ن الخالي ��ا‬ ‫الع�صبية]‪ ،‬ف� ��إن نتائجنا تدعم الفكرة القائلة ب�أن‬ ‫م�ضادات الإكتئاب [لها ت�أثيرات حقيقية] "‪.‬‬ ‫(وم ��ن غي ��ر المعروف م ��ا �إذا كان ع�ل�اج الكالم‬ ‫(المحادث ��ة) ي�ؤث ��ر عل ��ى الخالي ��ا الع�صبي ��ة ف ��ي‬ ‫الإن�سان ‪ -‬وم ��ن الم�ستحيل �أن يجرى عالج الكالم‬ ‫على الفئران ‪ -‬ولك ��ن البحوث الحيوانية ت�شير �إلى‬ ‫�أن توفير بيئة �إجتماعية ومادية �أف�ضل ي�ساعد على‬ ‫تعزيز نمو خاليا الدماغ الجديدة)‪.‬‬ ‫وم ��ن المثي ��ر للإهتم ��ام ان تثبيط تكوي ��ن الخاليا‬ ‫الع�صبية في الفئران �أحدث تفاقما" في ا�ستجابتها‬ ‫في المق ��ام الأول وح ّولها �إلى �إجهاد نف�سي‪ ،‬والذي‬ ‫ينط ��وي على خوف �أو هزيم ��ة �إجتماعية بدال" من‬ ‫�أل ��م فعل ��ي �أو �إ�صابة‪ .‬في �إختب ��ارات �ضبط النف�س‬

‫دكتورة هيذر كاميرون‪:‬‬ ‫دراسة ممتازة‬

‫دكتور رينيه هن‪:‬‬ ‫اإلكتئاب مرض معقد‬

‫الق�سري في ال�سباحة‪ ،‬على �سبيل المثال‪ ،‬لم ت�صب‬ ‫الفئ ��ران ب�أذى‪ ،‬لقد خ�شيت من �أن مجرد �ألم �أو ما‬ ‫هو �أ�سو�أ قد يحدث لها‪.‬‬ ‫وق ��د ب ّينت �أبح ��اث �سابقة �أي�ضا" عل ��ى �أن الفئران‬ ‫الت ��ي تظه ��ر عليه ��ا �أعرا� ��ض الإكتئ ��اب‪ ،‬تك ��ون‬ ‫ا�ستجابته ��ا للإجه ��اد البدن ��ي ‪ -‬ن ��زف وتخدير �أو‬ ‫ب ��رد – �أم ��را" طبيعي ��ا"‪ .‬ف ��ي الدرا�س ��ة الحالية‪،‬‬ ‫عندما �أخ�ضع الباحث ��ون الفئران ‪ v-TK‬للتخدير‪،‬‬ ‫�إ�ستجاب ��ت م�ستوي ��ات هرم ��ون الإجه ��اد لديها في‬ ‫�شكل طبيعي‪.‬‬ ‫"�إنه ��ا درا�س ��ة مثي ��رة لالهتم ��ام �إذ �أنه ��ا تق ��وم‬ ‫ب�شيئي ��ن‪ :‬ت�ؤك ��د م ��ن جه ��ة النتائ ��ج ال�سابق ��ة ب�أن‬ ‫تكوي ��ن الخالي ��ا الع�صبي ��ة ف ��ي ق ��رن �آم ��ون ت�ؤثر‬ ‫[نظام �ضغط و�إجهاد رئي�س في الدماغ]‪ ،‬وبالتالي‬ ‫�إنتاج هرمونات الإجهاد"‪ ،‬يقول دكتور "هن"‪ ،‬الذي‬ ‫لم ي�شارك في هذه الدرا�س ��ة‪" .‬الجزء الجديد هو‬ ‫�أنه ��ا تربط هذا مع التغيرات ال�سلوكية التي تحدث‬

‫دكتور هيذر كاميرون‪:‬‬ ‫"نتائج الدرا�سة تن�سجم تماما"‬ ‫مع الفكرة القائلة بان الإجهاد يمكن‬ ‫ان ي�سبب االكتئاب �أو �أن حاالت الإجهاد‬ ‫يمكن �أن ت�ؤدي الى الك�آبة"‬ ‫دكتور رينيه هن‪" :‬الإكتئاب غير متجان�س‬ ‫للغاية‪ ...‬وتعقيدات هذا المر�ض ت�ساعد‬ ‫في تف�سير لماذا تبدو م�ضادات الإكتئاب‬ ‫في بع�ض الأحيان �أنها لي�ست �أف�ضل من‬ ‫مهدئات في تجارب �سريرية"‬

‫ا�ستجابة لإجهاد حاد �أو مزمن"‪.‬‬ ‫وبطبيع ��ة الح ��ال‪ ،‬ان فق ��دان الخالي ��ا الع�صبي ��ة‬ ‫لي�س هو ال�سبب الوحي ��د للإكتئاب‪ ،‬ولي�س ا�ستعادة‬ ‫وظيفت ��ه هي الطريقة الوحي ��دة للتعامل معه‪ .‬و�إال‪،‬‬ ‫ف�إن م�ضادات الإكتئاب ت�صلح للجميع‪ ،‬وهي لي�ست‬ ‫كذل ��ك‪ ،‬كما ان من ��ع تكوين الخالي ��ا الع�صبية قد‬ ‫يق�ض ��ي تمام ��ا" على مزايا العقاقي ��ر‪ ،‬وهو ال يفعل‬ ‫ذل ��ك‪ .‬الحقيق ��ة �إن �آلي ��ات الإكتئاب ه ��ي بالت�أكيد‬ ‫�أكثر تعقيدا"‪.‬‬ ‫"الإكتئ ��اب غي ��ر متجان� ��س للغاية"‪ ،‬يق ��ول دكتور‬ ‫"ه ��ن"‪ ،‬م�شي ��را" �إلى �أن تعقي ��دات هذا المر�ض‬ ‫ت�ساعد ف ��ي تف�سير لماذا تبدو م�ض ��ادات الإكتئاب‬ ‫في بع� ��ض الأحيان �أنها لي�س ��ت �أف�ضل من مهدئات‬ ‫في تجارب �سريرية‪.‬‬ ‫حوال ��ي ‪� ٪30‬إل ��ى ‪ ٪50‬م ��ن النا� ��س ف ��ي التجارب‬ ‫ال�سريرية ال ي�ستجيب ��ون لم�ضادات الإكتئاب‪ ،‬يفيد‬ ‫دكت ��ور "هن"‪ .‬وه ��ذا يعطي �شع ��ورا" زائف ��ا" ب�أن‬ ‫اال�ستجابة ال�شاملة للأدوية هي �ضئيلة جدا"‪ .‬ولكن‬ ‫اذا نظ ��ر الى الم�ستجيبين وغي ��ر الم�ستجيبين من‬ ‫ال�سكان على حدة‪� ،‬سيتب ّي ��ن �أن "الذين ي�ستجيبون‬ ‫فعال" ي�ستجيبون حقا""‪ ،‬ي�ضيف‪.‬‬ ‫�س� ��ؤال �آخ ��ر طرحته درا�س ��ة كاميرون وه ��و لماذا‬ ‫ي�ستجي ��ب الدم ��اغ للإجه ��اد بقتل خالي ��ا الدماغ‪،‬‬ ‫وجعل نف�سه �أكثر ح�سا�سية للإجهاد في الم�ستقبل؟‬ ‫"هناك طريقة واحدة للتفكير في تكوين الخاليا‬ ‫الع�صبي ��ة ه ��ي �أنها عملية ف ��ي الدم ��اغ ت�سمح لك‬ ‫بالتكي ��ف م ��ع البيئ ��ات المتغي ��رة"‪ ،‬يق ��ول دكت ��ور‬ ‫"هن"‪" .‬في بيئات مجهدة حيث لديك �أدنى تكوين‬ ‫للخاليا الع�صبية‪ ،‬قد يكون هذا تك ّيفا" مع حقيقة‬ ‫ان ��ه عندما تكون في و�ضع مجهد‪ ،‬م ��ن الأف�ضل �أن‬ ‫تبقى م�ستعدا""‪.‬‬ ‫"اذا كن ��ت ف ��ي بيئة خطرة للغاي ��ة‪ ،‬ربما التك ّيف‬ ‫مع ع ��دم الرغبة في الخ ��روج والبحث عن تجارب‬ ‫جديدة جي ��د ‪ .‬انه على االرجح يبق ��ى من الأف�ضل‬ ‫البق ��اء عل ��ى مقربة م ��ن المنزل وو�ض ��ع منخف�ض‬ ‫والتركي ��ز عل ��ى البق ��اء على قي ��د الحي ��اة "‪ ،‬تقول‬ ‫كاميرون‪.‬‬ ‫"ه ��ذه ه ��ي وظيف ��ة عادي ��ة‪ ،‬ولك ��ن �إذا �أ�صبحت‬ ‫العملي ��ة مبالغ ��ا" فيه ��ا يمكن ��ك [انظ ��ر كيف] ان‬ ‫ت�صبح غير قادر على الت�أقلم"‪ ،‬يقول دكتور هن‪.‬‬ ‫ولع ��ل النتائ ��ج الجدي ��دة �س ��وف ت�ساع ��د العلم ��اء‬ ‫والبحاثةعل ��ى تطوي ��ر عالج ��ات �أف�ضل ل ��ل‪ ٪20‬من‬ ‫النا�س الذين يعانون من الإكتئاب الذي ف�شل المر�ض‬ ‫لديهم في الإ�ستجابة الى �أي عالج حالي‬

‫‪Issue 1 - October - 2012‬‬

‫‪95‬‬


‫�صحة‬

‫درا�سة جديدة تلقي �ضوءاً �آخرعلى دوره في حياتنا‬ ‫اإلجهاد المزمن يمكن أن يؤدي إلى االكتئاب‬ ‫ه��ل ي�سب��ب الإجه��اد المزم��ن‬ ‫الإكتئ��اب؟ درا�س��ة جدي��دة‬ ‫�أجريت على فئ��ران تجيب عن‬ ‫هذا ال�س ��ؤال وتك�شف ع��ن �أدلة‬ ‫مهم��ة تلقي ال�ض��وء على كيفية‬ ‫عمل م�ضادات الإكتئاب‪.‬‬ ‫نيويورك ‪ -‬كاتيا �سمعان‬ ‫�أظه ��رت درا�سة �صدرت �أخيرا"‪ ،‬وبنت‬ ‫نتائ ��ج بحثه ��ا عل ��ى درا�س ��ات �سابق ��ة‬ ‫ون�شرته ��ا مجل ��ة "نات ��ور" (‪� ،)Nature‬أن �إرتف ��اع‬ ‫الإجه ��اد المزم ��ن (‪ )Chronic Stress‬يقت ��ل‬ ‫الخالي ��ا الع�صبية‪ ،‬ويمنع تكوينها ‪� -‬أو والدة خاليا‬ ‫دماغي ��ة جديدة ‪ -‬في منطقة تدع ��ى "قرن �آمون"‬ ‫(‪ .)Hippocampus‬ويب ��دو ان تكوي ��ن الخالي ��ا‬ ‫الع�صبي ��ة في قرن �آمون �ضرورية ال�ستجابة �صحية‬ ‫على الإجهاد‪.‬‬ ‫بقيادة الدكت ��ورة هيذر كامي ��رون‪ ،‬رئي�سة المرونة‬ ‫الع�صبي ��ة ف ��ي المعهد الوطن ��ي لل�صح ��ة العقلية‪،‬‬ ‫قارن ��ت مجموعة م ��ن الباحثي ��ن الفئ ��ران العادية‬ ‫بفئ ��ة ت�سم ��ى فئ ��ران " ‪ ." v-TK‬وه ��ي فئ ��ران‬ ‫هند�سه ��ا الباحث ��ون لتك ��ون ق ��ادرة عل ��ى الخ�ضوع‬ ‫لتكوي ��ن الخاليا الع�صبية في قرن �آمون كما الب�شر‬ ‫البالغين في ال�سن‪.‬‬ ‫وق ��د �إختب ��ر الباحث ��ون �إ�ستجاب ��ة الحيوان ��ات‬ ‫الفيزيولوجية لل�ضغوط والإجهاد‪ -‬في هذه الحالة‪،‬‬ ‫تم �ضب ��ط النف�س لمدة ‪ 30‬دقيق ��ة‪ .‬وحقنت فئران‬ ‫‪ v-TK‬بم�ستوي ��ات مرتفعة م ��ن هرمونات الإجهاد‬ ‫بعد ‪ 30‬دقيقة على عملية �ضبط النف�س‪ .‬وبالمقارنة‬ ‫بالفئ ��ران العادية‪ ،‬تب ّي ��ن �أن الحيوانات المهند�سة‬ ‫كانت �أقل قدرة على ال�شفاء في هذه التجربة‪.‬‬ ‫"عندم ��ا �ضغطنا على الحيوانات و�أزلنا الإجهاد‪،‬‬ ‫وجدن ��ا ان لديه ��ا ا�ستجابة للإجه ��اد ت�ستمر لفترة‬ ‫�أطول"‪ ،‬تقول كاميرون‪.‬‬ ‫و�إختب ��ر الباحث ��ون �أي�ض ��ا" �إ�ستجاب ��ة الحيوان ��ات‬ ‫‪94‬‬

‫ال�سلوكي ��ة للإجه ��اد‪ .‬وف ��ي �إختبار واح ��د‪ ،‬و�ضعت‬ ‫فئران جائعة في حقل مفت ��وح غير م�ألوف‪ .‬ويعتبر‬ ‫ه ��ذا الو�ضع مخيف ��ا" للقوار�ض‪ ،‬لأن ��ه يترك لديها‬ ‫�شع ��ورا" ب�أنه ��ا غي ��ر مح�صن ��ة �ض ��د الحيوان ��ات‬ ‫الأخ ��رى‪ .‬ث ��م و�ضع ��ت كمي ��ة �صغي ��رة م ��ن الغذاء‬ ‫ف ��ي �شكل كروي ف ��ي و�سط الحق ��ل‪� .‬إقترب كل من‬ ‫الفئ ��ران الطبيعي ��ة والفئ ��ران ‪ V-TK‬ف ��ي ح ��ذر‬ ‫م ��ن الطعام‪ ،‬حي ��ث �إ�ستغرق كل منه ��ا الوقت ذاته‬ ‫لت�أ�سي�س و�إثارة ال�شجاعة لديها‪.‬‬ ‫لك ��ن عندم ��ا �أخ�ضع ��ت الفئ ��ران �أوال" ال ��ى عملية‬ ‫�ضب ��ط النف� ��س لم ��دة ‪ 30‬دقيق ��ة قب ��ل و�ضعها في‬ ‫الحقل المفتوح‪� ،‬أظه ��رت الفئران ‪� v-TK‬أعرا�ض‬ ‫�إكتئ ��اب ‪ -‬في هذه الحالة‪ ،‬تجن ��ب المواد الغذائية‬ ‫ف ��ي بيئة غي ��ر م�ألوفة – حيث �أخ ��ذت وقتا" �أطول‬ ‫مم ��ا ت�ستغرق ��ه القوار� ��ض العادي ��ة القتنا�ص كمية‬ ‫الغ ��ذاء الكروي ��ة ال�صغي ��رة‪ .‬ل ��م ي�ؤث ��ر ال�ضغط �أو‬ ‫الإجه ��اد على زمن اال�ستجابة بالن�سبة الى الفئران‬ ‫العادية‪.‬‬ ‫في �إختبار �آخر حيث �أجبرت الفئران على ال�سباحة‬

‫العدد الأول‪ - ‬ت�شرين الأول (�أكتوبر) ‪٢٠١٢ -‬‬

‫ف ��ي �إ�سطوان ��ة بال�ستيكية ال منف ��ذ فيها للخال�ص‪،‬‬ ‫توقف ��ت الفئ ��ران ‪ v-TK‬ع ��ن ال�سباح ��ة ف ��ي وقت‬ ‫�أق�ص ��ر بكثي ��ر م ��ن الفئ ��ران الطبيعي ��ة‪� :‬أعرا�ض‬ ‫�أخ ��رى �شبيهة بالإكتئاب‪ ،‬والت ��ي �أظهرتها البحوث‬ ‫ال�سابقة‪ ،‬يمكن عك�سها بم�ضادات �ضد االكتئاب‪.‬‬ ‫"�أعتق ��د �أن النتائ ��ج تن�سجم تمام ��ا" مع الفكرة‬ ‫القائل ��ة بان الإجه ��اد يمكن ان ي�سب ��ب االكتئاب �أو‬ ‫�أن ح ��االت الإجه ��اد يمك ��ن �أن ت�ؤدي ال ��ى الك�آبة"‪،‬‬ ‫تقول كاميرون‪.‬‬ ‫ف ��ي اختبار ثالث النعدام التلذذ‪� ،‬أو �إنعدام المتعة‪،‬‬ ‫وهي �سمة مميزة من �أعرا�ض االكتئاب التي غالبا"‬ ‫ما تترك ل ��دى النا�س �شعور الي�أ� ��س وعدم العزاء‪،‬‬ ‫�أعطي ��ت للفئران فر�صة الإختيار بين الماء العادي‬ ‫والم ��اء المح ّل ��ى بال�سك ��ر‪ .‬والمعل ��وم ان الفئ ��ران‬ ‫ال�سليم ��ة تحب ال�سكر‪ ،‬لذا �س ��وف ت�شرب في �شكل‬ ‫طبيع ��ي قدرا" كبيرا" من الم ��اء المح ّلى‪ ،‬وهذا ما‬ ‫فعلت ��ه في الدرا�س ��ة الحالية‪ .‬لك ��ن الفئران ‪v-TK‬‬ ‫رف�ضت و�شربت الماء العادي‪.‬‬ ‫وتعل ��ق كامي ��رون على ذلك ب� ��أن "تف�ضي ��ل ال�سكر‬

‫‪ 20‬في المئة من الناس يعانون من اإلكتئاب‬


‫جنيفر أنيستون تستخدم جسم فتاة عشرينية‬ ‫للقطات المالبس الداخلية في فيلمها المقبل‬

‫ما زالت نجم ��ة الم�سل�سل التلفزيوني "�أ�صدقاء" (‪ )Friends‬ال�سابقة به ��ا ف ��ي الع�شرينات من العمر‪ -‬وهي على ق ��دم الم�ساواة من اللياقة‬ ‫جنيفر �أني�ستون تتمتع ب�شكل مثير وجميل‪ ،‬لكن بكل توا�ضع �إختارت فتاة البدنية التي تتمتع بها �أني�ستون المثيرة للإعجاب‪.‬‬ ‫�شابة �شبيهة لها تبدو بن�صف عمرها كي تح ّل مكانها في الأعمال المثيرة وق ��د تحدث ��ت الفنان ��ة �سابق ��ا" لمجل ��ة "�إن �ستاي ��ل" في ع ��دد �آذار‬ ‫الطحانون"‪.‬‬ ‫(مار� ��س) الفائت حيث ك�شف ��ت عن كيفية عملها‬ ‫والخط ��رة خالل ت�صوي ��ر فيلم "نح ��ن ّ‬ ‫وهذه هي المرة الأولى التي تقوم بذلك‪.‬‬ ‫اليوم ��ي القا�سي من �أج ��ل المحافظة على �شكلها‬ ‫وجنيف ��ر لي�ست غريبة عن �أخب ��ار وعرو�ض و�سائل‬ ‫ور�شاقتها – في نظ ��ام يت�ضمن ‪ 40‬دقيقة للقلب‬ ‫الإع�ل�ام المثيرة حوله ��ا‪ ،‬ولكن نجم ��ة "�أ�صدقاء"‬ ‫كل ي ��وم‪ ،‬عل ��ى �أن ي�ستكم ��ل ف ��ي بع� ��ض الأحيان‬ ‫ال�سابق ��ة ال ي ��زال لديها �شع ��ور جيد م ��ن التوا�ضع‬ ‫باليوغا �أو "بيالتي�س"‪.‬‬ ‫عندما يتعلق الأمر ب�ش�ؤون ال�سينما‪.‬‬ ‫"�أحم ��ل دائما" معي قطع ��ة للتمرين الريا�ضي‬ ‫بينم ��ا كان ��ت على م�س ��رح العمليات خ�ل�ال ت�صوير‬ ‫ت ��زن ‪ 8‬باون ��د كلم ��ا نزل ��ت ف ��ي فن ��دق"‪ ،‬قالت‬ ‫فيلمه ��ا المقبل "نحن الطحانون" في والية كارولينا‬ ‫للمجلة‪" .‬انه من المفي ��د دائما القيام بتمارين‬ ‫ال�شمالي ��ة‪ ،‬لم تخلع الممثل ��ة (‪ 43‬عاما") مالب�سها‬ ‫ال ��ذراع عندما ت�شاه ��د التلفزي ��ون �أو التحدث‬ ‫�أب ��دا" خالل م�شه ��د حي ��ث يتطلب دوره ��ا الهروب‬ ‫عل ��ى الهات ��ف"‪ .‬كما "�أح ��ب �أي�ض ��ا �أن �أمار�س‬ ‫رك�ض ��ا" م ��ن مبن ��ى ي�شتعل‪ .‬ذل ��ك �أنه ��ا �إ�ستخدمت جينيفر أنيستون‪ :‬إستعارت جسد ريا�ضة التمدد (‪ )stretch‬قبل �أن �أذهب �إلى‬ ‫فتاة أكثر شبابا"‪ ‬‬ ‫ال�سرير"‬ ‫الممثل ��ة المخ�ضرمة ف ��ي مكانها فت ��اة �شابة �شبيهة‬

‫أنجلينا جولي تتبرع لالجئين السوريين‬ ‫قدم ��ت الممثل ��ة الأميركي ��ة‪� ،‬أنجلينا جول ��ي‪ ،‬مبلغ مئ ��ة الف دوالر "باالهتم ��ام �أكثر مج ��ددا" بالوقاية من النزاع ��ات"‪ ،‬ب�إعتبارها‬ ‫للمفو�ضي ��ة العليا ل�ش� ��ؤون الالجئي ��ن بهدف دع ��م الم�ساعدة التي "الطريقة الوحيدة لإيجاد حلول دائمة لالجئين"‪.‬‬ ‫تقدمها هذه الوكال ��ة التابعة لالمم المتح ��دة لالجئين ال�سوريين‪ .‬و�سب ��ق و�أن قدمت جولي وزوجها (من ��ذ �أب (�أغ�سط�س) الما�ضي)‬ ‫وقدم ��ت الممثلة وهي الموفدة الخا�ص ��ة للمفو�ضية‪ ،‬هذا المبلغ في ووال ��د �أطفالها‪ ،‬النجم الأميركي براد بي ��ت‪ ،‬تبرعات عديدة‪ .‬ففي‬ ‫الي ��وم الذي تحتفل به المنظمة بالي ��وم العالمي لالجئين وذلك في كان ��ون الأول (دي�سمبر) ‪ ،2010‬تبرع االثنان بمليوني دوالر ل�صالح‬ ‫مت�صف تموز (يوليو)‪.‬‬ ‫محمي ��ة نانكو�س ��ي للحي ��اة البرية ف ��ي ناميبيا‪،‬‬ ‫وف ��ي ر�سال ��ة ف ��ي منا�سب ��ة ه ��ذا الي ��وم‬ ‫م�سقط ر�أ�س ابنتهما "�شيلوه"‪.‬‬ ‫�أ�ش ��ارت الممثلة الى انه‪" :‬في هذا العام‬ ‫وق ��دم النجم ��ان التب ��رع با�سم "�شيل ��وه" رغبة‬ ‫�شخ�ص ��ا نزح ��وا عن‬ ‫هن ��اك ‪432,011‬‬ ‫منهم ��ا �أن تترعرع ابنتهما "وه ��ي متفهمة للبلد‬ ‫ً‬ ‫ار�ضه ��م وال ي ��زال هن ��اك ‪ 2.7‬ملي ��ون‬ ‫الذي ولدت فيه‪”.‬‬ ‫الج ��ئ �أفغاني‪ ،‬و‪ 12‬ملي ��ون �شخ�ص من‬ ‫و�شيل ��وه‪� 6 ،‬أع ��وام‪ ،‬ه ��ي �أول طفل ��ة بيولوجي ��ة‬ ‫دون وطن"‪.‬‬ ‫لثنائي هوليوود‪ ،‬ولدت ف ��ي منطقة �سواكوبموند‬ ‫وقالت جول ��ي‪" :‬لل�سن ��ة الخام�سة على‬ ‫ف ��ي ناميبي ��ا‪ ،‬ف ��ي ‪� 27‬أي ��ار (ماي ��و) ‪� ،2006‬إلى‬ ‫التوالي يزيد عدد الالجئين في العالم‬ ‫جان ��ب تو�أم و�ضعت ��ه جولي ف ��ي ‪ ،2008‬ومن بين‬ ‫ع ��ن ‪ 42‬مليونا"‪ ،‬وينتج العالم للأ�سف‬ ‫�أطفالهما ال�ستة ثالث ��ة جرى تبنيهم من كمبوديا‬ ‫عددًا اكبر م ��ن النازحين مما يتطلب‬ ‫و�أثيوبي ��ا وفيتن ��ام‪ .‬يذك ��ر ان النجم ��ة الح�سن ��اء‬ ‫�إيجاد حلول لنزوح ال�سكان"‪.‬‬ ‫تق ��وم حالي ًا بت�صوي ��ر فيلمها الجدي ��د "ال�شرير"‬ ‫أنج‬ ‫لينا‬ ‫ج‬ ‫ولي‪:‬‬ ‫سف‬ ‫(‪)maleficent‬‬ ‫وطالب ��ت جول ��ي المجتم ��ع الدول ��ي‬ ‫يرة كريمة لالجئين‬

‫‪Issue 1 - October - 2012‬‬

‫‪97‬‬


‫عالم النجوم‬

‫نانسي عجرم‪ :‬عمري ‪ 29‬وبدأت الغناء وأنا طفلة‬ ‫ك�شف ��ت الفنانة اللبنانية نان�سي عجرم عن عمره ��ا الحقيقي الذي يبلغ ‪ 29‬عام ًا فقط (على‬ ‫ذ ّمته ��ا)‪ ...‬م�ؤكدة على �أنها دخلت المجال الفن ��ي منذ �أن كانت طفلة‪ .‬وقالت ب�أنها في �أولى‬ ‫حفالتها الغنائية كانت ترتجف من الرهبة والخوف‪ ،‬لكن �شجاعتها كانت تعود �إليها عندما‬ ‫كان الجمهور ي�صفق لها‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف ��ت خالل لقائها مع الإعالمي ني�شان ديرهاروتيونيان‪ ،‬في برنامجه '�أنا والع�سل' الذي‬ ‫ُي ��ذاع على ف�ضائي ��ة ''الحياة‪� ،''2‬أن زمالءها طالبوها ب�ضرورة خو� ��ض ميدان التمثيل‪ ،‬لكنها‬ ‫ف�ضل ��ت ت�أجي ��ل الأمر حاليا" لأنها ت�شع ��ر بنجاح �أكبر في مجال الغن ��اء م�ؤكدة على �أن كل‬ ‫�شيء تفكر فيه و تحلم به يتحقق الآن ‪.‬‬ ‫و�أ�ش ��ارت عجرم �إلى �أن �أهم �أولوياتها في الوقت الحا�ضر الإهتمام بعائلتها ومن ثم الفن‪،‬‬ ‫لكنه ��ا ت�سع ��ى �إلى النجاح في المجالين‪ ،‬وتوجه ال�شكر هلل يومي ًا لحب النا�س لها لأن محبة‬ ‫النا�س هي �أهم �شيء ‪.‬‬ ‫وع ��ن حياتها ال�شخ�صية قالت ب�أنها ترف�ض �أ�سل ��وب التربية ب�ضرب الأبناء ‪ ،‬م�ضيفة على‬ ‫�أنها ال ت�ضرب بناتها لأنها �ضد العنف الأ�سري وتتوا�صل معهن طوال الوقت خالل �سفرها‪.‬‬ ‫'�أر ّبي بناتي مثلما تر ّبيت ‪ ،‬و�أريدهن �أن يكنّ �سعيدات بالأ�شياء ال�صغيرة‪ ،‬ويقدرن ذلك في‬ ‫حياتهن' ح�سب قولها‬

‫نانسي ع‬

‫جرم‪ :‬أفضل الغناء على التمثيل‬

‫إليسا‪ :‬ال توجد بيئة مناسبة للفن في العالم العربي اآلن‬ ‫تحدث ��ت المطرب ��ة اللبناني ��ة �إلي�سا �أخي ��را" ب�إ�سهاب ع ��ن �ألبومها ال ترغب في ذلك حالي ًا‪.‬‬ ‫الجديد "�أ�سعد واحدة" في مقابلة تلفزيونية‪ ،‬م�ؤكدة �أنها ال تح�سب كم ��ا تحدثت �إلي�سا ع ��ن الأو�ض ��اع ال�سيا�سية الحالي ��ة‪ ،‬م�ؤكدة ب�أنه‬ ‫ح�ساب ًا للفرق في العدد بين الأغني ��ات اللبنانية والم�صرية‪ ،‬وب�أنها ال توج ��د بيئ ��ة منا�سب ��ة للفن الآن‪ ،‬ووجه ��ت تحية �إل ��ى النجم وائل‬ ‫تق ��دم ما ت�شع ��ر به جيد ًا‪ ،‬كم ��ا تكلمت ع ��ن تعاونها م ��ع الملحنين كفوري‪،‬‬ ‫الم�صريي ��ن‪ ،‬و�أ�شارت �إلى �أن الرقم ‪ 3‬الموجود على غالف �ألبومها من جهة �أخ ��رى ح�صلت �أغنية "تتر" التي غنته ��ا �إلي�سا في م�سل�سل‬ ‫"مع �سبق الإ�صرار" الذي عر�ض خالل �شهر رم�ضان‪،‬‬ ‫ه ��و داللة على ح�صولها ‪ 3‬م ��رات على جائ ��زة "الميوزيك �أوورد"‪،‬‬ ‫عل ��ى المرك ��ز الأول في معظ ��م الإ�ستفت ��اءات التي‬ ‫وب�أن عينها عل ��ى الرابعة والخام�سة‪،‬‬ ‫�أجرته ��ا و�سائل الإع�ل�ام الم�صرية‪ .‬وكان ��ت �إلي�سا‬ ‫لأن ��ه ال يوج ��د م ��ن ال يح ��ب النجاح‪.‬‬ ‫�سابقا" ترف�ض مبد�أ الغناء للأعمال الدرامية منذ‬ ‫و�أو�ضح ��ت �أن عالقته ��ا م ��ع الإعالم‬ ‫بدايتها الفنية‪� ،‬سواء كانت هذه الأعمال �سينمائية‬ ‫تح�سن ��ت وبات ��ت �أف�ضل م ��ن ال�سابق‬ ‫�أم تلفزيوني ��ة‪ ،‬وقد عر�ضت عليها ع�شرات التترات‬ ‫رغ ��م �أن بع� ��ض الإعالميي ��ن يك ��رر‬ ‫في ال�سنوات الما�ضية‪ ،‬لكنها رف�ضت غناءها‪ .‬ومع‬ ‫ال ��كالم نف�سه منذ �سنوات من دون �أن‬ ‫�إ�ص ��رار �أ�سرة م�سل�س ��ل "مع �سب ��ق الإ�صرار" على‬ ‫ي�سمع الألبوم‪.‬‬ ‫ً‬ ‫المطربة ال�شابة غناء التتر �إ�ضطرت الى الموافقة‬ ‫و�أك ��دت �إلي�س ��ا �أنه ��ا ال تعي� ��ش حالي� �ا‬ ‫حي ��ث كان النج ��اح حليفه ��ا‪ .‬وم ��ن المع ��روف ان‬ ‫�أية حالة ح ��ب‪ ،‬معلنة �أنه ��ا كانت على‬ ‫م�سل�سل "مع �سبق الإ�ص ��رار" هو من بطولة غادة‬ ‫عالق ��ة قب ��ل ت�سجي ��ل الألب ��وم ولكنها‬ ‫عب ��د ال ��رازق وماج ��د الم�ص ��ري و�أحم ��د رات ��ب‬ ‫كان ��ت عالق ��ة �إعجاب وق ��د انتهت قبل‬ ‫سنوات وروجين ��ا ومحم ��د �شوم ��ان ومي ��ار الغيطى‪ ،‬ومن‬ ‫البدء في ت�سجي ��ل الألبوم‪ .‬و�أكدت �أنها‬ ‫عض اإلعالميين يردد الكالم نفسه منذ‬ ‫ب‬ ‫يسا‪:‬‬ ‫لو كانت تريد �أن تتزوج لتزوجت ولكنها إل‬ ‫ت�أليف �أيمن �سالمة و�إخراج محمد �سامي‬

‫‪96‬‬

‫العدد الأول‪ - ‬ت�شرين الأول (�أكتوبر) ‪٢٠١٢ -‬‬


‫نادين لبكي‪:‬‬ ‫"نمت فكرة الفيلم من �أحداث‬ ‫‪ 2008‬التي و ّلدت لدي �أفكارا" بينما‬ ‫كنت �أنتظر مولوداً جديداً"‬ ‫تطرقت نادين لبكي‬ ‫في فيلمها الأول �إلى الجن�س‬ ‫خارج الزواج وال�سحاق‪ ،‬في حين �أن‬ ‫هذا العمل ي�سخر بلطف من الدين‬ ‫والطقو�س وال�شعائر‬

‫"لأخذ عقول" الرجال من القتال‪.‬‬ ‫في حي ��ن كان الفتا" �أن "كرامي ��ل"‪ ،‬رغم كونه‬ ‫فيلم ��ا" لبناني ��ا"‪ ،‬ل ��م يتط ��رق ال ��ى ال�ص ��راع‬ ‫�ّل� لوي ��ن؟" الق�ضي ��ة‬ ‫الطائف ��ي‪ ،‬يتن ��اول "ه� ّ أ‬

‫نادين لبكي‪ :‬نجاح محلي وعالمي‬

‫جوسلين صعب‪ :‬سبقت لبكي ولكن ‪...‬‬

‫مبا�ش ��رة ووجها" لوجه حيث ول ��دت فكرته من‬ ‫�صراع ‪ 2008‬في لبنان‪.‬‬ ‫"بينما كنت �أنتظر مولودا" في ‪� 7‬أيار (مايو)‬ ‫‪ ،2008‬ت�سلل ��ت الح ��رب ف ��ي ذل ��ك الي ��وم الى‬ ‫بي ��روت مرة �أخ ��رى‪ ،‬مع عودة حواج ��ز الطرق‬ ‫و�إغ�ل�اق المط ��ار و�إ�شتع ��ال الحرائ ��ق وغي ��ر‬ ‫ذل ��ك"‪ ،‬تقول لبك ��ي‪" .‬قل ��ت لنف�س ��ي‪� ،‬إذا كان‬ ‫ل ��ي �إبن‪ ،‬ما الذي يمكنني القي ��ام به لمنعه من‬ ‫�إلتق ��اط بندقي ��ة والذه ��اب �إلى ال�ش ��ارع؟ و�إلى‬ ‫�أي م ��دى �أ�ستطي ��ع الذه ��اب لوق ��ف ول ��دي من‬ ‫الذه ��اب لر�ؤية ما يحدث في الخارج ويفكر في‬ ‫الدفاع عن المبنى الذي هو فيه‪ ،‬ويحمي عائلته‬ ‫ومعتقداته؟ لقد نمت فكرة الفيلم من هذا"‪.‬‬ ‫على الرغ ��م من �أنه �أخرق ول ��م يبرع في بع�ض‬ ‫الأحيان في الطريقة التي يدمج فيها الكوميديا​​‬ ‫"هل لوين؟" ف ��ي هذا ال�سياق‬ ‫والدرام ��ا‪ ،‬يتبع ّ أ‬ ‫فيلم جو�سلين �صعب "غزل البنات"‪ ،‬الذي �أنتج‬ ‫في ‪ 1985‬ف ��ي ذروة الحرب الأهلي ��ة اللبنانية‪.‬‬ ‫لق ��د تعامل الفيلم ��ان مع ال�س� ��ؤال التالي‪ :‬كيف‬ ‫يمك ��ن للم ��ر�أة مواجه ��ة ال�ص ��راع الطائف ��ي؟‬ ‫ولكن في حي ��ن ان �صعب �أنتجت عمال" ثقيال"‬ ‫من حيث الت�صوير وخفيف ��ا" من حيث ال�سرد‪،‬‬ ‫و�أخرج ��ت فيلما" لجمهور من نقاد ال�سينما في‬ ‫مهرجان "كان" الفرن�سي‪ ،‬توجه فيلم لبكي الى‬ ‫الجماهي ��ر ال�شعبية في ال�ش ��رق الأو�سط والتي‬ ‫جعل ��ت منه �أعلى فيلم يحقق �إيرادات في تاريخ‬

‫ال�سينما اللبنانية‪ .‬كما كان �أدا�ؤه جيدا" �أي�ضا"‬ ‫على ال�صعي ��د العالمي‪ ،‬وفاز بجائ ��زة "�إختيار‬ ‫ال�شع ��ب" ف ��ي مهرج ��ان تورونت ��و ال�سينمائ ��ي‬ ‫الدولي‪.‬‬ ‫الواق ��ع يبدو الفيل ��م قويا" جدا" ف ��ي ت�صويره‬ ‫ل�شخ�صي ��ات ن�سائية ال تن�س ��ى‪ .‬وكما هي الحال‬ ‫في "كراميل"‪ ،‬بع�ض من �أذكى و�أكثر �إنفعاالت‬ ‫الح ��وار ال ي�أخ ��ذ مكان ��ه في لحظ ��ات الدراما‪،‬‬ ‫ولك ��ن في تل ��ك اللحظ ��ات التي تتوج ��ه الن�ساء‬ ‫نحو �أعماله ��ن اليومية‪ .‬من خ�ل�ال �شخ�صيات‬ ‫ن�سائية قوي ��ة ومحببة‪ ،‬ت�ستك�شف لبكي موا�ضيع‬ ‫ح�سا�سة؛ فيلمها الأول تطرق �إلى الجن�س خارج‬ ‫الزواج وال�سحاق‪ ،‬في حين �أن هذا العمل ي�سخر‬ ‫بلطف من الدين والطقو�س وال�شعائر‪.‬‬ ‫ولك ��ن نج ��د ب� ��أن‪ ،‬وراء قي ��م �إنت ��اج الفيل ��م‬ ‫الخ�صب ��ة‪ ،‬الر�سال ��ة غير وا�ضح ��ة وتميل نحو‬ ‫الرومان�سي ��ة‪ ،‬وان �إ�ستخ ��دام قري ��ة مجهول ��ة‬ ‫ف ��ي فترة غي ��ر مح ��ددة ت�سمح للق�ص ��ة تجنب‬ ‫الرد على �أي م ��ن الأ�سئلة ال�صعبة الحقة التي‬ ‫يطرحه ��ا العن ��ف ف ��ي الع ��ام ‪� 2008‬أو حاليا"‬ ‫بعدم ��ا �إمت � ّ�د ال�ص ��راع ال�س ��وري �إل ��ى لبنان‪.‬‬ ‫وم ��اذا ع ��ن �أولئ ��ك الن�س ��اء اللوات ��ي دفنّ في‬ ‫�صمت جرائم �أزواجه ��نّ و�أبنائهنّ في الحرب‬ ‫الأهلي ��ة اللبنانية؟ �إنت ��اج فيلم الآن يجيب عن‬ ‫تل ��ك الأ�سئلة �س ��وف تكون ق�صت ��ه �أكثر �أهمية‬ ‫ومثي ��رة�أكث ��رللإهتم ��ام‪...‬‬

‫‪Issue 1 - October - 2012‬‬

‫‪99‬‬


‫نقد فني‬

‫"هلأ لوين؟" �أعلى �إيرادات لفيلم لبناني منذ والدة ال�سينما اللبنانية‬ ‫رغم تحقيق ّ‬

‫رسالة نادين لبكي لم تكن واضحة‬ ‫ومالت إلى الرومانسية‬

‫على الرغم من نزوله الى الأ�سواق‬ ‫العربي��ة في العام الما�ضي‪ ،‬ما زال‬ ‫فيل��م المخرج��ة اللبناني��ة نادين‬ ‫"ه�ّل� لوي��ن" يعر���ض في‬ ‫لبك��ي ّ أ‬ ‫ال�ص��االت الأوروبي��ة والأميركية‬ ‫ويعرف �إقب��اال" �شعبيا"‪ .‬وقد نال‬ ‫في �أيلول (�سبتمبر) ‪ 2011‬جائزة‬ ‫"�إختي��ار ال�شعب" ف��ي مهرجان‬ ‫تورنتو ال�سينمائي الدولي‪.‬‬

‫لندن ‪� -‬سميرة يازجي‬ ‫في �أعق ��اب النجاح التج ��اري الذي‬ ‫حققته في فيلمه ��ا ال�سينمائي الأول‬ ‫"كراميل" (‪ ،)2007‬الذي يروي حياة وق�ص�ص‬ ‫حب خم�س ن�ساء في �صالون تجميل في بيروت‪،‬‬ ‫حاول ��ت المخرج ��ة اللبناني ��ة نادي ��ن لبكي في‬ ‫عملها الثاني معالجة ق�ضية �أكثر خطورة تتعلق‬ ‫بالعنف الطائفي في لبنان‪.‬‬ ‫�ّل�أ لوي ��ن؟" ‪ -‬ال ��ذي م ��ا زال بعر� ��ض ف ��ي‬ ‫"ه� ّ‬ ‫الأ�سواق الأوروبية والواليات المتحدة – ي�ص ّور‬ ‫قري ��ة لبنانية مجهول ��ة اال�س ��م ي�سكنها مجتمع‬ ‫م�سل ��م – م�سيح ��ي �سلم ��ي‪ .‬وهي تقب ��ع بعيدا"‬ ‫في الجب ��ال‪ ،‬حيث ل ��م ي�ستطع القروي ��ون فيها‬

‫من فيلم‬ ‫أّ‬ ‫"هل لوين"؟‬

‫‪98‬‬

‫العدد الأول‪ - ‬ت�شرين الأول (�أكتوبر) ‪٢٠١٢ -‬‬

‫الح�ص ��ول على �إر�سال تلفزيون ��ي �إلى �أن عثروا‬ ‫عل ��ى بقعة في �سهل قريب يمك ��ن فيها �إ�ستقبال‬ ‫الإر�س ��ال‪ ،‬فحولوها الى مكان يتجمعون فيه في‬ ‫الأم�سي ��ات لي�أكلون الطع ��ام ويتناولون ال�شراب‬ ‫والتمتع بالم�سل�سالت معا"‪.‬‬ ‫وم ��ع ذلك‪ ،‬عندما ب ��ث التلف ��از للقرويين خبرا"‬ ‫يبلغه ��م بوق ��وع عنف طائف ��ي في ج ��زء �آخر من‬ ‫البالد‪ ،‬ثارت ال�شكوك‪ ،‬وتم تق�سيم القرية ال�سلمية‬ ‫مرة واحدة على �أ�س�س دينية‪ .‬ويالحق فيلم لبكي‬ ‫الن�س ��اء في القرية وير ّكز عليه ��ن‪ ،‬حيث يحاولن‬ ‫منع وق ��وع العنف بي ��ن الأزواج والأبناء‪ ،‬والإفادة‬ ‫من �إ�ستخدام "حي�ل�ات" �أو "حيل" هزلية ‪ -‬من‬ ‫التظاه ��ر بح ��دوث معجزات ف ��ي الكني�س ��ة‪ ،‬الى‬ ‫دع ��وة مجموعة من راق�صات‪-‬البطن الرو�سيات‬


‫هوليوود‪ :‬عاصمة السينما‬ ‫من دون منازع‬

‫ف ��ي ال�ساب ��ق زوال هولي ��وود‪ ،‬حي ��ث‬ ‫�إرتفع عدد هذه التوقعات تقريبا" في‬ ‫كثير من الأحيان مث ��ل عدد االفالم‪.‬‬ ‫تحدث الراف�ضون والمت�شائمون �أكثر‬ ‫من �أي وقت م�ضى‪ ،‬منذ عهد ال�سينما‬ ‫ال�صامت ��ة حت ��ى ظه ��ور التلفزي ��ون‪،‬‬ ‫عن �إنهي ��ار و�شيك لعا�صم ��ة ال�سينما‬ ‫الأميركية‪ .‬في بداية الثمانينات‪� ،‬أعلن‬ ‫منتج "عربات النار" “‪Chariots of‬‬ ‫‪ ”Fire‬ديفيد بوتن ��ام انه يعتقد ب�أن‬ ‫م�ستقب ��ل هوليوود يكمن ف ��ي الأفالم‬ ‫ذات الموازن ��ات ال�صغيرة التي يمكن‬ ‫�أن تتناف� ��س م ��ع بقية العال ��م ‪ -‬فقط‬ ‫ليجد �أن العك�س قد حدث‪ .‬على الرغم‬ ‫من ت�أثير العولمة ال�ضار على كثير من‬ ‫القطاع ��ات ال�صناعية ف ��ي الواليات‬ ‫المتح ��دة‪ :‬من الن�سي ��ج‪ ،‬وال�سيارات‪،‬‬ ‫الى الكمبيوتر‪ ،‬ف� ��إن �صناعة ال�سينما‬ ‫والتلفزيون ال تزال �إلى حد كبير عالم‬ ‫�أميركا الخا�ص‪.‬‬ ‫وه ��ذا الأم ��ر �صحي ��ح خ�صو�صا" في‬ ‫�أمي ��ركا نف�سها‪ ،‬حي ��ث ان عدم نجاح‬ ‫الفيل ��م الأجنب ��ي �ساعدت ��ه كراهي ��ة‬ ‫الأميركيي ��ن للترجمات وعدم الإلمام‬ ‫بالدبلجة ‪ -‬على عك�س دول مثل �ألمانيا‪،‬‬ ‫حيث الدبلجة �أمر روتيني‪� ،‬أو فرن�سا‪،‬‬ ‫حيث ال�سكان المحليون لديهم الخيار‬ ‫بين م�شاهدة ن�سخة مدبلجة �أو �أخرى‬ ‫"ن�سخة �أ�صلية"‪ .‬في العقود ال�سابقة‬ ‫قب ��ل الع ��ام ‪ ،1947‬عندم ��ا �أ�صدرت‬ ‫المحكم ��ة العلي ��ا الأميركي ��ة حكما"‬ ‫يطلب م ��ن الإ�ستوديوهات ب� ��أن تلغي‬ ‫�سل�سل ��ة الم�سارح وال�ص ��االت لديها‪،‬‬

‫كان �ض ��د م�صالحه ��ا يومه ��ا الإقدام �صناعة الأف�ل�ام الأجنبية ‪ -‬وبالتالي‬ ‫عل ��ى فعل �أي �ش ��يء يمك ��ن �أن ي�شجع ف� ��إن تكنولوجيا الدبلجة المتطورة لم‬ ‫تر النور ف ��ي �أميركا‪" .‬لقد حاولنا �أن‬ ‫ندبلج‪ ،‬لك ��ن النقادعنده ��ا كانوا في‬ ‫�إنتظارنا لقتلنا‪ -‬وهذه الأفالم تعر�ض‬ ‫بد�أت �إ�ستوديوهات هوليوود ع ��ادة للجمه ��ور ال ��ذي يهت ��م بقراءة‬ ‫المراجع ��ات والنق ��د ف ��ي ال�صح ��ف‬ ‫اال�ستثمار في �أفالم �أجنبية‪ ،‬والمج�ل�ات"‪ ،‬يق ��ول م ��ارك جي ��ل‪،‬‬ ‫وهناك �شركات �أن�ش�أت �أق�ساما" الرئي� ��س ال�سابق ل"وارن ��ر �أندبندنت‬ ‫بيكت�شرز" ‪Warner Independent‬‬ ‫تخت�ص بتمويل �صناعة‬ ‫‪."”Pictures‬‬ ‫�أفالم "ال�سكان الأ�صليين"‬ ‫ولأن الم�ستثمري ��ن ال يتوقع ��ون ان‬ ‫"‪( "indigenous‬لغة تنجح الأفالم الأجنبية في �شكل جيد‬ ‫هوليوود للأفالم الأجنبية)‬ ‫ف ��ي الواليات المتح ��دة‪ ،‬التي ال تزال‬ ‫حتى الآن �أكبر و�أهم �سوق في العالم‬ ‫(تتناف�س الهند وال�صين واليابان على‬

‫المركز الثاني‪ ،‬ولكن كل واحدة منها‬ ‫تجني ع�شر ما يجمعه �شباك التذاكر‬ ‫في الواليات المتح ��دة وكندا معا")‪،‬‬ ‫ف�إنه ��م ال يح�صلون على الإنتاج نف�سه‬ ‫وموازن ��ات الإعالن عينه ��ا كما يفعل‬ ‫االميركي ��ون‪ .‬في الوقت ذاته‪ ،‬ترف�ض‬ ‫�شب ��كات الب ��ث التلفزيون ��ي �ش ��راء‬ ‫منتج ��ات اللغ ��ات الأجنبي ��ة‪ ،‬تارك ��ة‬ ‫بذل ��ك العب ��ا" �أ�سا�سي ��ا" ف ��ي تمويل‬ ‫الأف�ل�ام غائب ��ا" عندما يتعل ��ق الأمر‬ ‫بتجمي ��ع ذلك الن ��وع م ��ن ال�صفقات‬ ‫المتعددة الم�ص ��ادر التي تح�صل في‬ ‫معظ ��م الأف�ل�ام الت ��ي ت�ص ��ور خارج‬ ‫الإ�ستوديو في هذه الأيام‪.‬‬ ‫"كان لدين ��ا �إفتت ��اح فيلم لبناني في‬ ‫ف�ص ��ل الربيع‪" ،‬ه�ّل ّ�أأ لوي ��ن؟"‪ ،‬وفي‬

‫فيلم "أفاتار" (‪:)Avatar‬‬ ‫منعته بكين فإحتج الشعب‬

‫‪Issue 1 - October - 2012‬‬

‫‪101‬‬


‫الفن ال�سابع‬

‫الإنحدار الإقت�صادي الأميركي لم ي�ؤثر عليها‬ ‫هوليوود تغزو العالم من جديد‬ ‫عل��ى الرغم م��ن كل الحديث عن‬ ‫االنحدار الأميركي‪ ،‬هناك �شيء واحد ال تزال الواليات المتحدة‬ ‫هي الأف�ضل والأقوى في مجاله على هذا الكوكب‪� :‬صناعة ال�سينما‪.‬‬ ‫هوليوود ‪� -‬سمير �صفير‬ ‫فيم ��ا كان ��ت المناف�س ��ة‬ ‫ال�سينمائي ��ة الت�سويقي ��ة‬ ‫ت�ستعر في الأ�سابيع الأخيرة قبل حفل‬ ‫توزيع الجوائز الأكاديمية في مهرجان‬ ‫الأو�س ��كار ف ��ي ‪� 26‬شب ��اط (فبراير)‬ ‫الما�ضي‪ ،‬كانت تجري وراء الكوالي�س‬ ‫معرك ��ة غريب ��ة لإقن ��اع هولي ��وود ب�أن‬ ‫�أبرز الأفالم المناف�سة في الم�سابقة‪،‬‬ ‫"الفن ��ان" “‪ ،”The Artist‬هو فيلم‬ ‫�أميرك ��ي ‪ -‬عل ��ى الرغ ��م م ��ن �أن‬ ‫فرن�سيا" هو من كتب ق�صته و�أخرجه‪،‬‬ ‫وفرن�سيا" �آخر �أنتج ��ه بمال فرن�سي‪،‬‬ ‫وفرن�سي ��ا" وفرن�سي ��ة لعب ��ا دوري‬ ‫البطولة فيه‪ .‬هارفي وين�ستين‪ ،‬رئي�س‬ ‫�شركة "وين�ستين للإنتاج"‪ ،‬التي تقوم‬ ‫بتوزيع الفيلم الم�شهور‪� ،‬إ�ستطاع حتى‬ ‫�إقن ��اع مدين ��ة لو�س �أنجلي� ��س ب�إعالن‬ ‫‪100‬‬

‫‪ 31‬كان ��ون الثان ��ي (يناي ��ر) "ي ��وم‬ ‫الفن ��ان"‪ ،‬مجادال" ومعي ��دا" ال�سبب‬ ‫ال ��ى �أن ت�صوي ��ر الفيلم ق ��د تم فيها‪.‬‬ ‫ومهم ��ا يك ��ن ف� ��إن "الفن ��ان"‪ ،‬الذي‬ ‫�صور بالأ�س ��ود والأبي�ض وتدور ق�صته‬ ‫ح ��ول �سقوط نجم �صام ��ت من القمة‬ ‫ث ��م العودة �إل ��ى ال�شه ��رة‪� ،‬أ�صبح �أول‬ ‫فيلم غير �أنغلو�سك�سوني يفوز بجائزة‬ ‫او�س ��كار ‪ 2012‬كاف�ض ��ل فيل ��م‪ ،‬على‬ ‫الرغ ��م من �أنه حق ��ق ‪ 45‬مليون دوالر‬ ‫فقط في �أميركا ال�شمالية منذ �أن بد�أ‬ ‫عر�ض ��ه ف ��ي ال�صاالت ف ��ي ‪ 20‬كانون‬ ‫الثاني (يناير) ‪.2012‬‬ ‫الواق ��ع ان الأف�ل�ام الأجنبية بب�ساطة‬ ‫لم وال تنجح م ��ع الجمهور الأميركي‪.‬‬ ‫فهي‪ ،‬ف ��ي المتو�سط‪ ،‬ت�ش ��كل �أقل من‬ ‫‪ 1‬ف ��ي المئ ��ة م ��ن اي ��رادات �شبابيك‬ ‫التذاك ��ر الأميركي ��ة‪ ،‬كما يق ��ول بول‬ ‫ديرغارابيدي ��ان‪ ،‬رئي� ��س ق�سم �شباك‬

‫العدد الأول‪ - ‬ت�شرين الأول (�أكتوبر) ‪٢٠١٢ -‬‬

‫التذاكرف ��ي‬ ‫ف ��ي الحقيق ��ة‪ ،‬بالمقارنة م ��ع الإنتاج‬ ‫في هولي ��وود‪ ،‬ف�إن الأف�ل�ام الأجنبية‬ ‫ال تلع ��ب جي ��دا" حت ��ى ف ��ي �أ�سواقها‬ ‫الوطني ��ة المحلي ��ة‪ .‬عل ��ى الرغم من‬ ‫االنحدار الإقت�صادي الن�سبي لأميركا‬ ‫والطفرة الهائلة ف ��ي �صناعة الأفالم‬ ‫‪.Hollywood.com‬‬

‫ال�سينمائي بول ديرغارابيديان‪:‬‬ ‫"الأفالم الأجنبية بب�ساطة لم‬ ‫وال تنجح مع الجمهور الأميركي‬ ‫فهي في المتو�سط ت�شكل �أقل‬ ‫من ‪ 1‬في المئة من �إيرادات‬ ‫�شبابيك التذاكر الأميركية"‬

‫ف ��ي بل ��دان مث ��ل الهن ��د‪ ،‬البرازي ��ل‪،‬‬ ‫وال�صي ��ن‪ ،‬وكوري ��ا الجنوبي ��ة‪ ،‬ف� ��إن‬ ‫هولي ��وود ال تزال تهيمن على �شبابيك‬ ‫التذاكر في مختلف �أنحاء العالم‪ .‬وما‬ ‫زال فيل ��م جيم�س كامي ��رون "�آفاتار"‬ ‫“‪ ”Avatar‬الفيل ��م الأعل ��ى م ��ن‬ ‫حي ��ث الإيرادات في تاري ��خ ال�سينما‪،‬‬ ‫وعندم ��ا حاولت ال�سلط ��ات ال�صينية‬ ‫�إزالت ��ه م ��ن ال�صاالت‪ ،‬قوب ��ل قرارها‬ ‫ب�إحتجاج ��ات �شعبية‪ .‬على الرغم من‬ ‫�أن بع� ��ض الأف�ل�ام ف ��ي العال ��م الذي‬ ‫حق ��ق نجاحا"كبي ��را" وم ��ردودا"‬ ‫عالي ��ا"‪ -‬مث ��ل "ري ��و"‪" ،‬ال�ساموراي‬ ‫الأخي ��ر"‪ ،‬و"المومي ��اء"‪ ،‬و"قب ��ر‬ ‫االمبراط ��ور التنين"‪ -‬قد �ص ّور خارج‬ ‫الواليات المتحدة �أو ركز على البلدان‬ ‫الأخ ��رى‪ ،‬ف� ��إن �أف�ض ��ل مئ ��ة فيلم في‬ ‫العالم �أنتجتها هوليوود‪.‬‬ ‫توق ��ع كثي ��رون من نقاد الف ��ن ال�سابع‬


‫الفيلم اللبناني‬ ‫أّ‬ ‫"هل لوين"‬ ‫(?‪:)Where We do Go Now‬‬ ‫عرض في ‪ 10‬صاالت فقط‬

‫ف ��ي الخ ��ارج يعمل ��ون على البن ��اء له‬ ‫وجذب ��ه‪ .‬ت�ش ��كل �إي ��رادات الأف�ل�ام‬ ‫الأميركي ��ة خ ��ارج �أمي ��ركا ال�شمالية‬ ‫�أكث ��ر من ‪ 60‬ف ��ي المئ ��ة كل عام من‬ ‫عائدات �إ�ستوديوهات هوليوود‪ ،‬وهذا‬ ‫الرقم ق ��د ارتفع من �أق ��ل من ‪ 40‬في‬ ‫المئ ��ة منذ عقود ع ��دة‪ .‬وجنت �شركة‬ ‫"باراماون ��ت"‪ ،‬عل ��ى �سبي ��ل المثال‪،‬‬ ‫‪ 3.21‬ملي ��ارات دوالر م ��ن مجم ��وع‬ ‫�أرباحها البال ��غ ‪ 5.17‬مليارات دوالر‬ ‫ف ��ي دور ال�سينم ��ا لع ��ام ‪ 2011‬ف ��ي‬ ‫الخارج‪ .‬ه ��ذا على الرغم من حقيقة‬ ‫�أن الأف�ل�ام الأجنبية جن ��ت �أرباحا"‬ ‫متزاي ��دة م ��ن �صناعاته ��ا‪ :‬اليابان ��ي‬ ‫ي�شاه ��د الأف�ل�ام الياباني ��ة �أكثر من‬ ‫�أي وق ��ت م�ضى‪ ،‬وهك ��ذا يفعل الهنود‬ ‫والرو� ��س‪ ،‬وال�صيني ��ون‪ ،‬والكوري ��ون‪.‬‬ ‫ان عائ ��دات �شبابيك التذاكر في تلك‬ ‫البلدان تتزايد من كل �أنواع الأفالم‪.‬‬ ‫ال�صي ��ن‪ ،‬البال ��غ ع ��دد �سكانها ‪1.3‬‬ ‫ملي ��ار ن�سم ��ة وتبن ��ي �أكث ��ر م ��ن �ألف‬ ‫�صال ��ة عر� ��ض �سينمائي ��ة كل �سن ��ة‪،‬‬ ‫ت�ض ��ع بالفع ��ل قي ��ودا" �صارم ��ة على‬

‫عدد الأفالم الأميركية التي يمكن �أن‬ ‫تعر�ض على �أرا�ضيه ��ا‪ .‬ولماذا ينبغي‬ ‫ان يتغ ّير هذا جذريا"‪ ،‬فيما الواليات‬ ‫المتحدة ال تزال تقاوم عر�ض الأفالم‬ ‫ال�صينية؟ حتى �أكبر فيلم �صيني حتى‬ ‫الآن من حيث الموازنة التي بلغت ‪90‬‬ ‫ملي ��ون دوالرالذي �أخرج ��ه زانغ ييمو‬ ‫تحت عنوان "زهور الحرب" حقق ‪90‬‬ ‫ملي ��ون دوالر‪ ،‬منه ��ا ‪ 205,778‬دوالر‬ ‫فقط ف ��ي الوالي ��ات المتح ��دة‪" .‬لقد‬ ‫كان ف�شال" كامال""‪ ،‬يقول جيل‪.‬‬ ‫الحقيقة ان ��ه من دون �س ��وق ت�صدير‬ ‫قوي ��ة‪ ،‬ف� ��إن بلدانا" مث ��ل ال�صين من‬ ‫المرجح �أن تقاوم ال�ضغوط الأميركية‬ ‫للتعام ��ل م ��ع التهدي ��د و�أح ��د �أكب ��ر‬ ‫المخاط ��ر لإي ��رادات الإ�ستوديوهات‬ ‫الأميركي ��ة‪ :‬القر�صن ��ة‪ ،‬والت ��ي نم ��ت‬ ‫و�إ�ست�شرت في �شكل كبير جراء مواقع‬ ‫�إلكتروني ��ة عل ��ى الإنترن ��ت تعم ��ل في‬ ‫كل م ��كان من نيجيريا �إل ��ى �أوكرانيا‪.‬‬ ‫وقدرت �إحدى الدرا�سات التي �صدرت‬ ‫ف ��ي ‪� 2007‬أن الوالي ��ات المتح ��دة‬ ‫تخ�س ��ر ‪ 58‬ملي ��ار دوالر �سنوي ��ا"‬ ‫ب�سب ��ب قر�صن ��ة الأف�ل�ام والتلفزيون‬ ‫والمو�سيق ��ى‪ ،‬وملكيات فكرية �أخرى‪،‬‬ ‫وتب ��دو �إ�ستوديوهات هوليوود مرعوبة‬ ‫لأن ه ��ذه القر�صن ��ة �إذا زادت ف�إنه ��ا‬ ‫�س ��وف تقت ��ل �أعمالها‪ .‬وا�ش ��اد �صناع‬ ‫الف ��ن في �أمي ��ركا باالتف ��اق الذي تم‬ ‫توقيعه �أخيرا" بين الواليات المتحدة‬

‫وال�صي ��ن‪ ،‬الذي ي�سم ��ح بعر�ض عدد‬ ‫�أكث ��ر م ��ن الأف�ل�ام الأميركي ��ة ف ��ي‬ ‫ال�صي ��ن‪ ،‬و�إعتب ��روه ثوري ��ا"‪ ،‬حي ��ث‬ ‫�أ�ضاف ‪ 14‬الى ‪ 20‬حاليا" من الأفالم‬ ‫الت ��ي يمك ��ن عر�ضه ��ا في ه ��ذا البلد‬ ‫�سنوي ��ا"‪( .‬وم ��ع ذلك هن ��اك تحذير‬ ‫مهم في هذه ال�صفقة‪ ،‬يجب �أن تكون‬ ‫الأفالم ‪� 3D‬أو ‪.)IMAX‬‬ ‫من جهة �أخرى‪ ،‬ب ��د�أت �إ�ستوديوهات‬ ‫هوليوود الإ�ستثمار في �أفالم �أجنبية‪،‬‬ ‫و�شركات‪ ،‬مثل �سوني و�شركة "فوك�س‬ ‫للقرن ‪� ،"20‬أن�ش�أت �أق�ساما" تخت�ص‬ ‫بتموي ��ل �صناع ��ة �أف�ل�ام "ال�س ��كان‬ ‫الأ�صليي ��ن" "‪( "indigenous‬لغ ��ة‬ ‫هولي ��وود ف ��ي و�ص ��ف الأف�ل�ام‬ ‫الأجنبية)‪ ،‬ولكن هذه الأفالم مق ّيدة‬

‫فيلم "�إنف�صال" الإيراني الذي‬ ‫نال �أو�سكار ‪ 2012‬ك�أف�ضل فيلم‬ ‫�أجنبي‪ ،‬و�أكبر الأفالم الأجنبية‬ ‫الكا�سبة حتى الآن من بين‬ ‫الأفالم التي ر�شحت لجائزة‬ ‫�أف�ضل فيلم بلغة �أجنبية هذا‬ ‫العام‪ ،‬جنى ‪ 1.6‬مليون دوالر‬ ‫فقط في �أميركا ال�شمالية‬ ‫‪Issue 1 - October - 2012‬‬

‫ب�ش ��روط لإطالق �سراحها في بلدانها‬ ‫�أو تل ��ك الت ��ي تتكل ��م اللغ ��ة نف�سه ��ا‪،‬‬ ‫مثل فيلم "�ساواريا" “‪”Saawariya‬‬ ‫التي �شاركت ف ��ي تمويله "�سوني" مع‬ ‫"بوليوود"‪،‬والفيلم الهندي "�شاندني‬ ‫�ش ��وك ال ��ى ال�صي ��ن" ال ��ذي م ّولت ��ه‬ ‫�شركة "وارنر بروذرز"‪.‬‬ ‫وبالع ��ودة الى بداية �صناع ��ة ال�سينما‪،‬‬ ‫ن ��رى ان الحلم الأميرك ��ي في هوليوود‬ ‫ن�ش� ��أ على �أيدي �أجانب ‪� -‬أ�شخا�ص مثل‬ ‫لوي�س ب ماير و�صامويل غولدن‪ ،‬اللذان‬ ‫ت ��ركا وطنيهم ��ا بلعرو� ��س (مين�س ��ك)‬ ‫وبولندا (وار�سو) حيث �سحرهما �إغراء‬ ‫هولي ��وود الكبير‪ ،‬ال ��ذي ال يزال يجذب‬ ‫�أ�سماء كبيرة مث ��ل فلوريان هينكل فون‬ ‫دونير�سمارك الذي فاز بجائزة او�سكار‬ ‫عن فيلم "حي ��اة الآخرين"‪ ،‬وبعد ذلك‬ ‫ق ��دم بداية الممثل جوني ديب في فيلم‬ ‫"ال�سائح"‪.‬‬ ‫ويعت ��رف فيلي ��ب ف ��االردو‪ ،‬المخرج‬ ‫الفرن�سي‪ -‬الكندي ومر�شح الأو�سكار‬ ‫ع ��ن فيل ��م "�سي ��د لزه ��ر"‪" :‬لق ��د‬ ‫اختب ��رت �س ��وق الوالي ��ات المتح ��دة‬ ‫– وقد �إت�صل بي وكالء فيها‪ ،‬ونعم‬ ‫�أرغ ��ب في العمل ف ��ي هوليوود"‪ .‬لذا‬ ‫‪�...‬إذا �إ�ستطاعت هوليوود الإ�ستمرار‬ ‫ف ��ي ج ��ذب الأف�ض ��ل والأذك ��ى م ��ن‬ ‫الخ ��ارج‪ ،‬بغ� ��ض النظ ��ر ع ��ن م ��دى‬ ‫�إنح ��دار قوة �أمي ��ركا‪ ،‬ف� ��إن هوليوود‬ ‫�ستبقى موج ��ودة وعا�صم ��ة لل�سينما‬ ‫في العالم من دون منازع‬ ‫‪103‬‬


‫الفن ال�سابع‬ ‫فيلم "إنفصال" اإليراني‪:‬‬ ‫ربح األوسكار ولكنه لم يربح‬ ‫السوق األميركية‬

‫الفنان" (‪:)The Artist‬‬ ‫فيلم "‬ ‫رادوا جعله أميركيا"‬ ‫أ‬

‫لبن ��ان حق ��ق ه ��ذا الفيل ��م نجاح ��ا"‬ ‫كبي ��را" وكان عل ��ى و�ش ��ك ان ي�صبح‬ ‫الفيلم الأعلى مردودية على االطالق‬ ‫محليا"‪ ،‬متج ��اوزا" تايتانيك"‪ ،‬يقول‬ ‫ت ��وم بيرن ��ارد‪ ،‬الرئي� ��س الم�ش ��ارك‬ ‫ل�شركة "�سوني بيكت�شرز كال�سيك�س"‪،‬‬ ‫�إحدى ال�شركات القليلة التي ما زالت‬ ‫ت�ستمر في دعم الإ�صدارات الأجنبية‬ ‫في الواليات المتحدة على الرغم من‬ ‫كل المعوق ��ات‪ ،‬وقد تم عر�ضه في ‪10‬‬ ‫�صاالت فقط في �أميركا‪ ،‬كما يقول ‪-‬‬ ‫مقارن ��ة م ��ع ‪� 4,000 – 3,000‬صالة‬ ‫تعر�ض فيها عادة �أفالم الإ�ستديوهات‬ ‫الكبرى‪.‬‬ ‫ان قي ��م الإنت ��اج المالي ��ة للأف�ل�ام‬ ‫الأميركية تتف ��وق جدا"على مثيالتها‬ ‫الأجنبي ��ة‪ ،‬مدعم ��ة بموازن ��ات يمكن‬ ‫�أن تتج ��اوز ‪ 200‬ملي ��ون دوالر (‪100‬‬ ‫مرة �أكثر م ��ن موازنات �أفالم �أجنبية‬ ‫‪102‬‬

‫كثي ��رة‪ ،‬وم ��ا ال يقل ع ��ن ‪ 30‬مرة من‬ ‫"هل لوين؟"‬ ‫موازن ��ة الفيلم اللبناني ّ أ‬ ‫المق ��درة ب‪ 6‬ماليي ��ن دوالر)‪ .‬وم ��ع‬ ‫ت�ضخ ��م تكالي ��ف ت�سوي ��ق الأف�ل�ام‪،‬‬ ‫ف� ��إن الفيل ��م الأجنب ��ي الذي ه ��و �أقل‬

‫على الرغم من �أن بع�ض‬ ‫الأفالم في العالم الذي حقق‬ ‫نجاحا"كبيرا" ومردودا" عاليا"‪-‬‬ ‫مثل "ريو"‪" ،‬ال�ساموراي‬ ‫الأخير"‪ ،‬و"المومياء"‪ ،‬و"قبر‬ ‫االمبراطور التنين"‪ -‬قد �ص ّور‬ ‫خارج الواليات المتحدة‪ ،‬ف�إن‬ ‫�أف�ضل مئة فيلم في العالم‬ ‫�أنتجتها هوليوود‬

‫العدد الأول‪ - ‬ت�شرين الأول (�أكتوبر) ‪٢٠١٢ -‬‬

‫كلف ��ة م ��ن مثيل ��ه الأميرك ��ي‪ ،‬يكاد‬ ‫يكون م ��ن الم�ستحيل علي ��ه العثور‬ ‫عل ��ى جمه ��ور وا�سع ف ��ي الواليات‬ ‫المتح ��دة من دون �إنفاق الماليين‬ ‫من الدوالرات التي تفوق في بع�ض‬ ‫الأحيان موازنته‪.‬‬ ‫هن ��اك ا�ستثناءات‪ ،‬و�أبرزه ��ا االفيلم‬ ‫ال ��ذي عر�ض ف ��ي الع ��ام ‪" 2000‬نمر‬ ‫راب�ض وتنين خفي"‪ ،‬الذي حقق ‪128‬‬ ‫مليون دوالر "محلي ��ا"" ‪ -‬كما ي�صف‬ ‫المدي ��رون التنفيذي ��ون ف ��ي هوليوود‬ ‫�أمي ��ركا ال�شمالية ‪ -‬ولك ��ن حتى هذا‬ ‫الفيل ��م فقد كتب ��ه و�أنتج ��ه الأميركي‬ ‫جيم� ��س �شامو�س و�أخرج ��ه التايواني‬ ‫ الأميركي �آنغ لي‪.‬‬‫الواق ��ع ان معظ ��م الأف�ل�ام الأجنبية‬ ‫ف ��ي �شباك التذاك ��ر الأميركي ما زال‬ ‫فا�شال"‪ .‬وقد ح�صل �شامو�س و�آنغ لي‬ ‫على فيلمهما الالحق "�شهوة الحذر"‬ ‫الذي �صدر باللغة ال�صينية على ‪4.6‬‬ ‫ملي ��ون دوالر في الوالي ��ات المتحدة‪،‬‬ ‫مقارن ��ة ب ‪ 62.4‬ملي ��ون دوالر عل ��ى‬ ‫ال�صعي ��د الدولي‪ .‬وفيل ��م "�إنف�صال"‬ ‫الإيران ��ي ال ��ذي ن ��ال �أو�س ��كار ‪2012‬‬ ‫ك�أف�ض ��ل فيلم �أجنب ��ي‪ ،‬و�أكبر الأفالم‬

‫الأجنبية الكا�سب ��ة حتى الآن من بين‬ ‫الأف�ل�ام التي ر�شح ��ت لجائزة �أف�ضل‬ ‫فيل ��م بلغ ��ة �أجنبي ��ة ه ��ذا الع ��ام‪ ،‬قد‬ ‫جنى ‪ 1.6‬ملي ��ون دوالر فقط محليا"‬ ‫(�أميركا ال�شمالية)‪.‬‬ ‫"مقابل كل فيلم جيد ك "نمر راب�ض‬ ‫وتني ��ن خف ��ي" هن ��اك المئ ��ات م ��ن‬ ‫الأف�ل�ام الأجنبي ��ة الت ��ي ال تجني �أية‬ ‫�أموال هن ��ا"‪ ،‬يق ��ول ديرغارابيديان‪.‬‬ ‫"م ��ن �أج ��ل �صن ��ع �أف�ل�ام مقبول ��ة‬ ‫للجمه ��ور الأميركي‪ ،‬عليه ��ا �أن تكون‬ ‫باللغة الإنكليزي ��ة‪ ،‬ولهذا ال�سبب نرى‬ ‫ن�سخ ��ات �أميركي ��ة من الأف�ل�ام مثل‬ ‫"الفت ��اة مع و�ش ��م التني ��ن"‪ .‬علما"‬ ‫ان الن�سخ ��ة اال�سكندنافي ��ة كان ��ت‬ ‫جيدة تماما"‪ ،‬ولك ��ن ال �أحد ر�آها في‬ ‫الواليات المتحدة"‪.‬‬ ‫م ��ن جه ��ة �أخ ��رى هن ��اك مفارق ��ة‬ ‫غريب ��ة ف ��ي ه ��ذا المجال هن ��ا‪ :‬فيما‬ ‫�أف�ل�ام هولي ��وود تفق ��د جمهورها في‬ ‫الداخ ��ل‪ ،‬الذي �أخذ يتح� � ّول في �شكل‬ ‫متزايد بعي ��دا" من ال�شا�شة ‪ -‬تجذبه‬ ‫و�سائل الإعالم االجتماعية‪ ،‬والألعاب‬ ‫الإلكتروني ��ة‪ ،‬والإنترن ��ت‪ -‬ف�إنه ��م‬


‫البابا يتوسط (عن يمينه) مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني وشيخ‬ ‫عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن و(عن يساره) نائب رئيس المجلس الشيعي‬ ‫األعلى الشيخ عبد األمير قبالن و رئيس المجلس اإلسالمي العلوي الشيخ أسد عاصي‬

‫البابا ليلة لقائه مع الشباب وبدا الى يمينه البطريرك الماروني‬ ‫مار بشارة بطرس الراعي والكاردينال نصرالله صفير‬

‫البابا يحيي الجموع لدى وصوله الى ساحة البيال إلقامة القداس اإللهي‬

‫وينحني ليضعوا على رأسه القبعة البابوية قبل قداس األحد‬

‫أكثر من ‪ 350‬ألف شخص حضروا قداس األحد الذي أقامه البابا في الببيال‬

‫الشعب يصور البابا والكرادلة يصورون الشعب‬ ‫لدى وصول البابا الى البيال‬

‫البابا يلقي الكلمة الوداعية قبل ان يستقل طائرة تابعة لطيران الشرق األوسط وبدا‬ ‫الرئيس سليمان مستمعا" والى يمين الصورة قائد الجيش العماد جان قهوجي جالسا"‬ ‫‪Issue 1 - October - 2012‬‬

‫‪105‬‬


‫مجتمع‬

‫زيارة البابا بنديكتوس السادس عشر الى لبنان‬ ‫توح ��د لبنان بجناحي ��ه الم�سلم والم�سيحي في �إ�ستقب ��ال بابا روما بنديكتو�س‬ ‫ّ‬ ‫ال�ساد� ��س ع�شر ف ��ي زيارته التاريخي ��ة الى لبنان التي كان ��ت مليئة ومزدحمة‬ ‫بالإرتباط ��ات والن�شاطات‪ .‬وت�أتي هذه الزيارة بعد ‪ 15‬عاما" على زيارة البابا‬ ‫يوحنا بول�س الثاني في ‪.1997‬‬ ‫وقد دعا البابا بنديكتو�س ال�ساد� ��س ع�شر الم�سلمين والم�سيحيين واليهود‬ ‫�إلى "ا�ستئ�صال اال�صولية الدينية" التي ت�شكل تهديد ًا "قات ًال"‪ .‬وكتب البابا‬ ‫خالل توقيعه الإر�شاد الر�سولي في حري�صا المحطة الأولى في زيارته �إلى‬ ‫أوجه دعوة ملحة �إلى كل الم�س�ؤولي ��ن الدينيين الم�سلمين واليهود‬ ‫لبن ��ان "� ّ‬ ‫والم�سيحيي ��ن في المنطقة لكي ي�سعوا �إلى بذل كل الجهود ال�ستئ�صال هذا‬ ‫التهديد الذي يطال من دون تفرقة وب�شكل قاتل الم�ؤمنين من كل الأديان"‪.‬‬ ‫واعتب ��ر البابا "�أن ه ��ذه الأ�صولية ت�صيب بالأل ��م كل المجموعات الدينية‬ ‫وتنك ��ر العي� ��ش الم�شترك العلماني" الذي طبع ب�إيجابي ��ة دو ًال مثل لبنان"‪.‬‬ ‫وجاء في الإر�شاد الر�سولي الذي يت�ضمن تو�صيات ال�سينود�س حول ال�شرق‬

‫الأو�س ��ط الذي عق ��د في ت�شري ��ن الأول (�أكتوبر) ‪ 2010‬ف ��ي الفاتيكان �أن‬ ‫"التقلب ��ات الإقت�صادية‪ -‬ال�سيا�سية وقدرة التالعب لدى البع�ض والفهم‬ ‫المنقو� ��ص للدي ��ن‪ ،‬بين �أ�سباب �أخ ��رى‪ ،‬ت�ش ّكل مهد ًا للأ�صولي ��ة الدينية"‪.‬‬ ‫وتزامن ��ت زيارة الباب ��ا �إلى لبنان مع تظاهرات �شهدته ��ا �أكثر من عا�صمة‬ ‫عربي ��ة و�إ�سالمي ��ة �إحتجاج ًا على فيل ��م "براءة الإ�س�ل�ام" الم�سيء للدين‬ ‫الحنيف‪.‬‬ ‫وكان ��ت نظمت مرا�سم �إ�ستقبال ر�سمية و�شعبي ��ة للبابا لدى و�صوله �إلى لبنان‬ ‫ف ��ي زي ��ارة �إ�ستمرت ثالث ��ة �أي ��ام ‪� 16 – 14‬أيلول (�سبتمب ��ر)‪ .‬وت�ضمنت ت�سع‬ ‫محط ��ات �أ�سا�سية‪ :‬ثالث منه ��ا خا�صة بزيارة الدولة‪ ،‬و�أرب ��ع خا�صة بالزيارة‬ ‫الرعوية و�إثنتان م�شتركتان‪.‬‬ ‫وقد و�ضع ��ت ال�سلطات اللبنانية كل �أجهزتها الأمني ��ة في حالة من الإ�ستنفار‬ ‫قب ��ل بدء الزيارة و�أثناءه ��ا‪ ،‬بخا�ص ًة �أنها ت�أتي في ظ ��ل مخاوف من تداعيات‬ ‫الأزمة ال�سورية على هذا البلد‪.‬‬

‫البابا بنديكتوس السادس عشر لدى وصوله الى منصة الشرف‬ ‫في المطار والى جانبه الرئيس ميشال سليمان‬

‫ويصافح على مرأى من الرئيس اللبناني السيدة منى الهراوي وبدا خلفها النائب‬ ‫العماد ميشال عون والرئيس فؤاد السنيورة والشيخ عبد األمير قبالن‬ ‫نائب رئيس "المجلس الشيعي األعلى"‬

‫ويهم بمصافحة السيدة نايلة معوض‬ ‫ّ‬ ‫الجميل‬ ‫وبدا خلفها الرئيس الشيخ أمين‬

‫‪104‬‬

‫العدد الأول‪ - ‬ت�شرين الأول (�أكتوبر) ‪٢٠١٢ -‬‬

‫ّ‬ ‫يوقع على دفتر الزيارات في القصر الجمهوري‬ ‫على مرأى من الرئيس سليمان والسيدة األولى‬


‫أسعد هرموش‪ ،‬خليل الهراوي‪ ،‬الوزير نقوال نحاس‪ ،‬جاك صراف‬

‫خليل ومنى زنتوت‬

‫دالل وعبد الرحمن الشيخة‪ ،‬األميرة حياة إرسالن‬

‫ميشال وجوزيف ساسين‬

‫النقيب محمد بعلبكي وعقيلته سحر‬

‫العميد الركن عامر زيلع وعقيلته لينا‪ ،‬سفير قطر سعد علي هالل المهدي‪،‬‬ ‫سيرج طورسركيسيان‬

‫النائبان أحمد فتفت ومحمد الحجار‪ ،‬صالح سالم‬

‫النائبة ستريدا جعجع‬ ‫‪Issue 1 - October - 2012‬‬

‫‪107‬‬


‫مجتمع‬

‫العيد الوطني السعودي في بيروت‬ ‫بعدما وزع كلمة نوه فيها بالجهد الذي تبذله القيادة ال�سعودية “لموا�صلة نه�ضة المملكة وتعزيز ح�ضورها دولة ذات كلمة فاعلة لي�س في منطقة ال�شرق االو�سط‬ ‫فح�س ��ب ب ��ل عل ��ى ال�صعيد الدولي”‪� ،‬أقام �سفير المملكة العربية ال�سعودية في لبنان علي عوا�ض ع�سيري‪ ،‬ف ��ي منا�سبة العيد الوطني لبالده‪ ،‬حفل �إ�ستقبال في‬ ‫قاع ��ة روي ��ال بافيون في "البيال" ف ��ي بيروت ح�ضره عدد كبير من الر�سميين اللبنانيي ��ن والديبلوما�سيين العرب والأجانب �إ�ضاف ��ة الى رجال الأعمال والمال‬ ‫وال�صحاف ��ة‪ .‬تقدم الح�ض ��ور ممثلون عن الر�ؤ�ساء الثالثة‪ :‬الجمهورية (نائب رئي�س مجل�س الوزراء �سمير مقب ��ل) ومجل�س النواب (النائب علي بزي) ومجل�س‬ ‫الوزراء (وزير الإعالم وليد الداعوق)‪.‬‬

‫الوزير وليد الداعوق‪ ،‬النائب علي بزي‪ ،‬السفير السعودي علي عواض عسيري‪ ،‬ونائب رئيس مجلس الوزراء سمير مقبل‬

‫النواب مصباح األحدب‪ ،‬مروان حماده‪ ،‬فؤاد السعد‬

‫أنجيل مينا‪ ،‬ليلى كرامي‪ ،‬هال عراجي‪ ،‬ثريا المفتي‬

‫‪106‬‬

‫العدد الأول‪ - ‬ت�شرين الأول (�أكتوبر) ‪٢٠١٢ -‬‬

‫جوزيف الهاشم‪ ،‬حسين الحسيني‪ ،‬لبنى وجان عبيد‪،‬‬ ‫جوزيف حبيس‪ ،‬النائب خالد زهرمان‬

‫النائبان سمير الجسر وميشال فرعون‬


‫الوزير سليم جريصاتي وقرينته مع روجيه نسناس (واقفا") وقرينته جويل‬

‫النائب ميشال فرعون وقرينته منى‬

‫الوزير السابق إيلي سكاف وقرينته ميريام‬

‫النائب ميشال موسى وقرينته جنان‬

‫النائب مروان فارس وقرينته منى‬

‫النائب روبير غانم وقرينته فيفيان‬

‫من اليمين‪ :‬جوسلين ورامز كفوري‪ ،‬سامية وكمال سماحة‬

‫القاضي فوزي خميس وقرينته تمام‬ ‫‪Issue 1 - October - 2012‬‬

‫‪109‬‬


‫مجتمع‬

‫البطريرك لحام يرعى الحفل السنوي للمجلس األعلى للروم الملكيين الكاثوليك‬ ‫�أق ��ام المجل� ��س الأعلى لطائفة الروم الملكيين الكاثوليك في لبنان‪ ،‬حفل ع�شائه ال�سنوي في فندق "هيلتون ‪ -‬حبتور" في �سن الفيل (بيروت)‪ ،‬برعاية وح�ضور‬ ‫لحام‪ .‬ح�ضر الحفل وزير العمل اللبناني �سليم جري�صاتي‪ ،‬ال�سفير البابوي في‬ ‫بطريرك �إنطاكيا و�سائر الم�شرق للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريو�س الثالث ّ‬ ‫لبن ��ان غابريالي كات�شا‪ ،‬والنواب مي�شال فرعون‪ ،‬م ��روان فار�س‪ ،‬طوني �أبو خاطر‪ ،‬مي�شال مو�سى وروبير غانم‪ ،‬الوزيرين ال�سابقين اليا�س �سكاف واليا�س حنا‪،‬‬ ‫والمطارن ��ة كيرلل� ��س �سليم ب�ستر�س‪ ،‬يوحنا حداد وميخائيل �أبر� ��ص‪ ،‬والرئي�سين العامين جان فرج ونجيب طوبجي‪� ،‬إ�ضافة الى ح�شد من ال�شخ�صيات الروحية‬ ‫والفكرية والع�سكرية والإقت�صادية والم�صرفية والإعالمية والإجتماعية‪.‬‬

‫البطريرك غريغوريوس الثالث ّ‬ ‫لحام يتوسط (من اليمين) جويل وروجيه نسناس‪،‬‬ ‫منى والنائب ميشال فرعون‪ ،‬دكتور بسام الفرن والمطران يوحنا حداد‬

‫إيلي وباوال نسناس‬

‫النائب أنطوان أبو خاطر وقرينته غلوريا‬

‫‪108‬‬

‫العدد الأول‪ - ‬ت�شرين الأول (�أكتوبر) ‪٢٠١٢ -‬‬

‫ّ‬ ‫من اليمين‪ :‬ليلى ووليد مزنر‪ ،‬تونيا وظافر الشاوي‪ ،‬سارة وخليل جبر‬

‫دكتور بسام الفرن وقرينته بوليت‬

‫مسعود األشقر يتوسط قرينته غريتا وندي النمار‬


‫اإلستقالل األوكراني في لبنان‬ ‫ف ��ي منا�سب ��ة الذك ��رى ‪ 21‬لإ�ستقالل �أوكرانيا دعا �سفيرها ف ��ي لبنان فولوديمير كوفال الى حف ��ل �إ�ستقبال في فندق فيني�سيا في بي ��روت ح�ضره عدد كبير من‬ ‫ال�شخ�صي ��ات ال�سيا�سي ��ة والإقت�صادية والإجتماعية وال�صحافية تقدمهم ممثل ر�ؤ�ساء الجمهورية ومجل�س النواب والحكومة النائب مي�شال مو�سى‪ ،‬وممثل وزير‬ ‫الدفاع وقائد الجي�ش العميد �أنطوان ب�شعالني‪.‬‬

‫السفير األوكراني فولوديمير كوفال (الى اليسار) مع ممثل الرؤساء الثالثة النائب ميشال موسى‬

‫النائب رياض رحال وعقيلته سيلينا مع السفير البابوي غابريالي كاتشا واألب سليم دكاش‬

‫ممثل وزير الدفاع وقائد الجيش العميد أنطوان بشعالني وقرينته جوسلين‬

‫النقيب حسين رمال وعقيلته أسيل والنقيب خضر زعرور‬

‫ّ‬ ‫السفير األوكراني يقلد رجل األعمال اللبناني رفيق ضو وساما" أوكرانيا" تكريميا"‬

‫مارك وماريا ظريفة‬

‫شربل وإيلينا زين‬

‫جورج وأولغا عيد‬ ‫‪Issue 1 - October - 2012‬‬

‫‪111‬‬


‫مجتمع‬

‫العيد الوطني البرازيلي في بيروت‬ ‫ل ّبى عدد كبير من ال�شخ�صيات الي�سيا�سية والإجتماعية اللبنانية و�أع�ضاء ال�سلك الديبلوما�سي المعتمدين في لبنان دعوة �سفير البرازيل في بيروت بولو روبرتو‬ ‫دافونتورا وقرينته الى حفل �إ�ستقبال عامر �أقيم في مقر ال�سفارة في الريحانية – بعبدا‪ ،‬وذلك في منا�سبة العيد الوطني للبرازيل‪ .‬وكانت منا�سبة للحديث عن‬ ‫�ش�ؤون و�شجون المنطقة وكيف ترى البرازيل نتائج "الربيع العربي"‪.‬‬

‫السفير البرازيلي بولو روبرتو دافونتورا مع ديبلوماسيين يعمالن في سفارته‬

‫غابي تامر‪ ،‬السفير وليم حبيب‪ ،‬دكتور أنطوان نصرالله‪ ،‬خطار حدثي‪ ،‬وفايز جباضو‬

‫هيلين بدارو‪ ،‬ميشال دو بسترس‪ ،‬أديت تقال‬

‫جوهرة شاهين وزهير دباس‬

‫‪110‬‬

‫العدد الأول‪ - ‬ت�شرين الأول (�أكتوبر) ‪٢٠١٢ -‬‬

‫إدغار حرب‪ ،‬زينة غصيب‪ ،‬لينا حرب‬

‫لورا سرور وفاطمة أبو ديوان‬

‫صونيا أبو جودة وكاتيا بدروزو‬


‫مجتمع‬

‫وسام األرز للزميل إميل خوري‬ ‫تح ��ت رعاي ��ة وزير الإعالم اللبناني وليد الداعوق �أقام ��ت بلدية غلبون �إحتفاال" ك ّرمت خالله ال�صحافي الزميل �إميل خ ��وري‪( ،‬من �أ�سرة الزميلة النهار) في‬ ‫منا�سبة منحه و�سام الأرز الوطني من رتبة �ضابط في ح�ضور عدد كبير من الوزراء والنواب و�أهل الإعالم‪ .‬وقد �أقيم الحفل في فندق هيلتون ‪-‬الحبتور في �سن‬ ‫الفي ��ل (بي ��روت)‪ .‬وتحدث في المنا�سبة رئي�س البلدية �إيل ��ي جبرايل‪ ،‬ورئي�سة مجل�س �إدارة "النهار" النائبة نايلة تويني ‪ -‬مكتبي‪ ،‬والرئي�س التنفيذي لمجموعة‬ ‫الإقت�ص ��اد والأعم ��ال الزميل ر�ؤوف �أب ��و زكي‪ ،‬ونقيب ال�صحافة محمد بعلبكي‪ .‬وكان م�سك الختام كلمة الوزير الداع ��وق الذي منح الزميل خوري بعدها ب�إ�سم‬ ‫رئي�س الجمهورية و�سام الأرز‪.‬‬

‫الوزير وليد الداعوق يمنح الزميل إميل خوري وسام األرز اللبناني‬

‫النائبة نايلة تويني تلقي كلمة "النهار"‬

‫مديرة الوكالة الوطنية لإلعالم لورا سليمان صعب‬ ‫تلقي كلمة بالنيابة عن وزير اإلعالم إلصابته ببحة‬

‫الوزراء ‪ :‬غازي العريضي‪ ،‬ناظم الخوري‪ ،‬وليد الداعوق‪ ،‬الزميل إميل خوري‪ ،‬الوزيران‬ ‫السابقان ليلى الصلح حماده وخليل الهراوي‪ ،‬النائب نبيل دو فريج وإيلي جبرايل‬

‫الزميل إميل خوري يتسلم درعا" من رئيس بلدية غلبون‬ ‫وأعضاء المجلس البلدي‬

‫النائب أحمد فتفت‪ ،‬الزميل خوري‪ ،‬ليلى الصلح حماده‪،‬‬ ‫إيلي جبرايل وأحد أعضاء المجلس البلدي‬ ‫‪Issue 1 - October - 2012‬‬

‫‪113‬‬


‫‪TEAM‬‬ ‫في خدمتكم لي ًال نهار ًا ‪ 7/7‬و ‪24/24‬‬ ‫ن�ؤمن طلباتكم �إلى جميع المناطق اللبنانية وال�سورية‬ ‫�سيارات مك ّيفة ومج ّهزة ال�سلكي ًا وم�ؤ ّمنة �ضد الحوادث والأ�ضرار الج�سدية‬

‫المن�صورية (المتن)‬ ‫الأ�شرفية (بيروت)‬ ‫هاتف ‪03264534 - 04401458 :‬‬



‫�آخر العنقود‬

‫الضوء في عينيها‬ ‫بقلم كابي طبراني‬ ‫�أثار دور المر�أة في الإ�سالم جدال" كبيرا" على ال�صعيد الدولي خ�صو�صا" بعد و�صول الإ�سالميين الى ال�سلطة في تون�س و م�صر‬ ‫ومطالب ��ة بع�ضه ��م ب�إع ��ادة دورها الى المنزل وتغيير القوانين ال�سابقة التي تعطيها �أكثر من ذلك‪ .‬خالل الأ�سابيع الما�ضية ت�س ّنى‬ ‫ل ��ي ر�ؤي ��ة فيل ��م وثائق ��ي رائع‪ ،‬موجه لأهل الغرب‪ ،‬يلق ��ي �ضوءا" على هذه المناق�ش ��ة من خالل ق�صة الداعي ��ة ال�سورية الإ�سالمية‬ ‫هدى الحب�ش والذي �أدعو الكثيرين ممن يهتمون بهذا المو�ضوع الى م�شاهدته‪.‬‬ ‫الفيل ��م الأول ال ��ذي �ص� � ّور وتاب ��ع �أعم ��ال �إمر�أة في م�سج ��د في �سوريا‪ ،‬ويحمل عن ��وان "ال�ضوء في عينيه ��ا" (‪The Light in Her‬‬ ‫‪ )Eyes‬ي�أخ ��ذ الم�شاهدي ��ن �إل ��ى عال ��م ن ��ادرا" م ��ا ي�شاه ��ده الغرباء وغي ��ر الم�سلمي ��ن‪ .‬وتقول واحدة م ��ن المخرجتي ��ن للفيلم لورا‬ ‫نيك� ��س‪" :‬لق ��د ت ��م عر� ��ض نوعي ��ن من الن�س ��اء ف ��ي الإ�س�ل�ام للأميركيين‪ :‬واح ��د مظلوم والآخ ��ر الذي رف� ��ض �إيمانه م ��ن �أجل �أن‬ ‫يتح ��رر"‪ .‬ان ه ��ذا الفيلم ال يغ ّذي هذا النقا�ش المفعم بالإ�ستقطاب والمتعب بين الإيمان والحداثة‪ .‬بدال" من ذلك‪ ،‬يعر�ض لماذا‬ ‫تختار الن�ساء الع�صريات ممار�سة الإ�سالم في مجتمع �سريع التغ ّير‪.‬‬ ‫ف ��ي الع ��ام ‪ ،1982‬وكان ��ت م ��ا زالت ف ��ي ال�سابعة ع�شرة‪� ،‬إفتتح ��ت هدى الحب� ��ش مدر�سة لتعليم الق ��ر�آن للن�ساء والفتي ��ات في م�سجد‬ ‫الزه ��راء ف ��ي العا�صم ��ة ال�سورية دم�شق‪ .‬وكانت ه ��ذه المدر�سة تفتح �أبوابها خالل ف�صل ال�صيف‪ ،‬وذلك ك ��ي ال يتعار�ض دوامها مع‬ ‫�أوق ��ات التعلي ��م الر�سم ��ي العلماني في المدار�س الأخرى والذي كانت ت�صر هدى على طالباتها �أخذه �أي�ضا" على محمل الجد‪ .‬في‬ ‫داخل الم�سجد‪� ،‬أن�ش�أت الحب�ش م�ساحة �آمنة لطالباتها لم�شاطرة �آرائهن ولكن �أي�ضا" لمناق�شتها وللطعن بها‪.‬‬ ‫ولم يتوقف الفيلم عند ق�صة هدى الحب�ش فح�سب بل تو�سع ليت�ضمن مقاطع عدة لرجال دين م�سلمين محافظين ي�شرحون فيها‬ ‫عن كيفية وجوب قيام المر�أة بدورها الوحيد والذي هو في نظرهم يقت�صر على الأن�شطة المنزلية فح�سب وال دور في ر�أيهم لها‬ ‫ف ��ي الم�ساج ��د �أو غيره ��ا‪ .‬وف ��ي ذكاء جنبا" �إلى جنب مع هذه المقاطع يبرز �سرد مقارن بدي ��ل لأقوال من التقليد الإ�سالمي حول‬ ‫الن�ساء الم�سلمات اللواتي خدمن كعالمات دين ومعلمات في �أثناء وبعد زمن النبي محمد‪ ،‬وهو تقليد تتبعه هدى الحب�ش‪.‬‬ ‫م ��ن خ�ل�ال تحفيظ القر�آن‪ُ ،‬تم ّكن الحب�ش ال�شابات من معرفة دينهنّ وحقوقهنّ وواجباتهنّ و�إلتزاماتهنّ ‪ .‬فهي من خالل التعليم‬ ‫ك�ش ��كل م ��ن �أ�ش ��كال العب ��ادة‪ ،‬تبحث عن �سبل جدي ��دة ومبتك ��رة للطالبات لـ"محب ��ة الم�سجد‪ ،‬والق ��ر�آن‪ ،‬والإ�س�ل�ام"‪ ،‬وحفزهنّ على‬ ‫الم�ساهم ��ة ف ��ي تح�سي ��ن المجتم ��ع‪ .‬ووفق ��ا" للمخرجة ل ��ورا نيك�س‪ ،‬هناك ر�سال ��ة مهمة للفيلم ه ��و "التعلم على تحم ��ل م�س�ؤولية‬ ‫حياتك الخا�صة و�إ�ستخدام التعليم ك�أداة لدفع ما تريد القيام به لنف�سك‪".‬‬ ‫بالت�أكيد ان طالبات الحب�ش يعرفن �أهمية التعليم‪ .‬وكما قالت طالبة �شابة في الفيلم ببالغة‪" ،‬المر�أة هي مدر�سة‪ .‬ع ّلمها‪ ،‬ف ُتعلمّ‬ ‫بدورها جيال" كامال""‪.‬‬ ‫م ��ن خ�ل�ال التغطي ��ة الحميمة لأن�شطة و�أحاديث كل يوم‪ ،‬يقدّم هذا الفيلم الوثائقي �صورة لإمر�أة م�سلمة رائدة ور�ؤيتها لم�ستقبل‬ ‫ال�شابات اللواتي ينتمين الى ديانتها‪" .‬ال�ضوء في عينيها" هو لمحة نادرة الى العالم ‪ -‬ت�شتد الحاجة �إليها‪ -‬من خالل عيون ن�ساء‬ ‫م�سلمات ع�صريات‪.‬‬ ‫تم الإنتهاء من ت�صوير "ال�ضوء في عينيها" في ت�شرين الثاني (نوفمبر) ‪ ،2010‬قبل �أربعة �أ�شهر من الإنتفا�ضة ال�سورية‪ .‬ونظرا"‬ ‫لظ ��روف قا�سي ��ة‪ ،‬ف ��رت هدى الحب�ش وعائلتها و�أغلقت المدر�س ��ة �أبوابها‪ .‬وتدّعي مخرجتا الفيلم جولي ��ا ميلتزر ولورا نيك�س "�أنه‬ ‫م ��ن الم�ستحي ��ل �أن تع ��رف ما �سيحدث في �سوريا‪ ،‬ولكن بالت�أكيد �أعطت هدى طالباته ��ا �أ�سا�سا" من الإيمان والإن�ضباط لمواجهة‬ ‫التحديات التي تعتر�ضهن"‬

‫‪114‬‬

‫العدد الأول‪ - ‬ت�شرين الأول (�أكتوبر) ‪٢٠١٢ -‬‬


Khalidiya Street - Abu Dhabi - UAE Tel: +971 2 6813741 brioni.com

TO BE ONE OF A KIND


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.