مجلة لها

Page 1

‫تحقيق لها‬

‫فتوى جريئة لشيخ األزهر عارضها مفتي مصر وآخرون‪:‬‬

‫إجهاض المغتصبة‬

‫جائز شرع ًا في كل األوقات رحمة بها‬

‫فجرت فتوى جريئة للدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ األزهر بإباحة إجهاض المغتصبة في أي وقت‪ ،‬البركان داخل المؤسسة‬ ‫الدينية التي يرأسها وكان أول المعارضين له مفتي مصر‪ ،‬في حين أيد آخرون اجتهاده‪ ،‬ألنه ينطلق من أسباب إنسانية رحمة‬ ‫بالمغتصبة حتى ال تعيش في عذاب دائم‪ .‬فماذا قال شيخ األزهر؟ وما ردود الفعل عليه من المؤيدين والمعارضين؟‬ ‫القاهرة ‪ -‬أحمد جمال‬ ‫بدأت القضية بمشروع قانون تقدم به عضو مجلس الشعب‬ ‫المصري محمد خليل قويطة طالب فيه بتعديل‬ ‫المادة ‪ 290‬من قانون العقوبات وذلك بإباحة إجهاض‬ ‫األنثى المغتصبة وأن يكون نص التعديل «إذا نتج عن جناية‬ ‫المواقعة حمل يجوز للنيابة العامة أن تأذن بإسقاطه بناء‬ ‫على تقرير من الطبيب الشرعي الذي أثبت الجناية وقبل‬ ‫انقضاء المدة الشرعية الالزمة لذلك اإلسقاط»‪.‬‬ ‫وأوضح قويطة أنه انطلق في مشروع القانون من فتوى‬ ‫سابقة للدكتور نصر فريد واصل مفتي مصر األسبق عام‬ ‫‪ 1988‬وافق فيها على إجهاض المغتصبة في فترة ما قبل‬ ‫‪ 120‬يوم ًا بشرط أن تكون بذلت أقصى ما في وسعها من‬ ‫المقاومة وابتعدت عن األماكن المشبوهة التي أدت بها‬ ‫إلى االغتصاب‪ .‬ولهذا فهناك فرق بين المغتصبة وبين من‬

‫فرطت بنفسها أو قدمت تنازالت أدت إلى اغتصابها أو‬ ‫سلمت نفسها للذئب وادعت أنها ضحية ومغتصبة‪ .‬ولهذا‬ ‫يجب قصر هذا األمر على المغتصبة فع ً‬ ‫ال وليس أدعياء‬ ‫االغتصاب ممن فرطن بأنفسهن‪.‬‬

‫فتوى جريئة‬ ‫عرض الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ األزهر‬ ‫لدوافعه في إصدار هذه الفتوى الجريئة التي أثارت هذا‬ ‫الجدل الواسع‪ ،‬بقوله‪« :‬يجوز إجهاض المغتصبة في أي‬ ‫وقت من دون التقيد بمدة معينة‪ ،‬وهي هنا ال تتحمل أي وزر‬ ‫لقيامها بالتخلص من آثار هذه الجريمة الوحشية وال تعتبر‬ ‫قاتلة للنفس التي حرم اهلل‪ .‬واإلجهاض هنا يندرج تحت‬ ‫مبدأ الحق الذي يجيز لها قتل النفس البشرية وهو استثناء‬

‫ال يتجاوز حالة المغتصبة إلى غيرها ممن ترتكب جريمة‬ ‫الزنا وتحمل سفاح ًا‪ ،‬ويشترط أن تكون ضحية االغتصاب‬ ‫بذلت ما تستطيع للدفاع عن نفسها والحيلولة دون أن ينال‬ ‫منها الجاني»‪.‬‬ ‫وأوض��ح شيخ األزه��ر أن المغتصبة «لن تشعر بعاطفة‬ ‫األمومة تجاه هذا الوليد ألنه سيذكرها بما حدث لها‬ ‫كما قد يكون سبب ًا في عدم زواجها مرة أخرى‪ ،‬ولهذا فإن‬ ‫إجهاضها سيساعدها على االندماج في الحياة بشكل‬ ‫طبيعي بعد فترة بدل العيش بعقدة ذنب ليس لها يد فيها»‪.‬‬

‫المفتي يعارض‪:‬‬ ‫وأثارت الفتوى السابقة الدكتور علي جمعة مفتي مصر‬ ‫فاعترض قائ ً‬ ‫ال‪« :‬حرم اهلل قتل النفس إال بالحق‪ ،‬ولهذا‬

‫م‬ ‫شر‬ ‫و‬ ‫ع‬ ‫قا‬ ‫نو‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫ع‬ ‫طي‬ ‫ها‬ ‫ه‬ ‫ذا‬ ‫ال‬ ‫ح‬ ‫ً‬ ‫ق‬ ‫ا‬ ‫س‬ ‫تنادا الى اآلراء المؤيدة لشيخ األزهر‬

‫سيد صبحي‬

‫الدكتور محمد رأفت عثمان‬

‫فإن فتوى شيخ األزهر تصطدم مع نصوص شرعية تحرم‬ ‫االعتداء على األرواح البريئة‪ .‬ويرى جمهور الفقهاء أنه‬ ‫يحرم إجهاض الجنين بعد نفخ الروح فيه إال للضرورة التي‬ ‫تمثل خطر ًا على حياة األم باعتبارها األصل‪ ،‬أما بعد مرور‬ ‫‪ 120‬يوم ًا أي مع بداية نفخ الروح فيه فيحرم أي عدوان‬ ‫عليه‪ ،‬وكما أن المرأة المغتصبة بريئة ال ذنب لها فإن ما في‬ ‫بطنها بريء ال ذنب له حتى ل ُيقتل‪ .‬ويقاس وضع المغتصبة‬ ‫على وضع من حملت سفاح ًا وفي الحالتين يحرم إجهاضه‬ ‫بعد أربعة أشهر‪ ،‬ويرى عدد قليل من الفقهاء أن اإلجهاض‬ ‫قد يباح بعد نفخ الروح إذا كان الجنين مشوه ًا بشكل يصعب‬ ‫عالجه حالي ًا أو مستقب ً‬ ‫ال من خالل التحاليل الطبية‪ ،‬رغم‬ ‫أن هناك من الفقهاء من يؤكد تحريم اإلجهاض حتى في‬ ‫هذه الحالة ألن الطب مستقب ً‬ ‫ال يمكن أن يتوصل لعالج‬ ‫للجنين المشوه‪ .‬ولهذا فإن الرأي األرجح أن الحالة الوحيدة‬ ‫التي ُيباح فيها اإلجهاض هي تعرض حياة األم للخطر‬ ‫بسبب الحمل بصرف النظر عن أنه جاء نتيجة زواج طبيعي‬ ‫أو سفاح أو اغتصاب فهو روح بريئة»‪.‬‬

‫مخالف للشرع‬ ‫ويرى الدكتور مصطفى الشكعة عضو مجمع البحوث‬ ‫اإلسالمية في األزه��ر أن فتوى شيخ األزه��ر «مخالفة‬ ‫لما ثبت في السنة النبوية أن امرأة حملت من غير زواج‬ ‫شرعي وجاءت للرسول صلى اهلل عليه وسلم فأمرها أن‬ ‫ترجع حتى تلده‪ ،‬فلما ولدته أمرها أن ترجع وترضعه حتى‬ ‫عامين‪ ،‬ثم جاءت بعد العامين وأقام الرسول عليها الحد‬ ‫ولم يأمرها في أي مرحلة أن تجهضه ألنه في النهاية روح‬ ‫يحرم قتلها من دون ذنب ارتكبته‪ .‬وأخشى أن يكون هذا‬ ‫التساهل من جانب شيخ األزهر في قضية اإلجهاض باب ًا‬ ‫لحل مشكالت كثير من الساقطات اللواتي يرتكبن الخطيئة‬ ‫ثم يدعين أنهن مغتصبات مع أنهن كن سبب ًا في الجريمة‬ ‫بما قدمته من تنازالت مرفوضة شرع ًا»‪.‬‬

‫اإلسراع في اإلجهاض‬ ‫يستند الدكتور محمد فؤاد شاكر استاذ الشريعة‬ ‫اإلسالمية في جامعة عين شمس إلى قاعدة «ال ضرر وال‬ ‫ضرار» في تأكيده لفتوى شيخ األزهر وخصوص ًا إذا كان‬ ‫االغتصاب حقيق ًيا ورغم ًا عن الفتاة ولم يكن لها يد فيه‬ ‫كأن تهاونت حتى وقع المحظور نتيجة تنازالتها‪ .‬وإذا كان‬ ‫االغتصاب حقيقي ًا فإنها تكره هذا الجنين حتى قبل أن‬ ‫يأتي الى الحياة ما قد يؤدي إلى تفكيرها في التخلص من‬ ‫حياتها هروب ًا من المجتمع ونظرته القاتلة إليها‪ ،‬وبالتالي‬ ‫فإن المغتصبة مطالبة بسرعة التحرك باإلجهاض قبل‬ ‫الوصول إلى فترة األربعة أشهر أي قبل نفخ الروح حتى‬ ‫تبتعد عن المحظور الشرعي‪.‬‬

‫عالج الكارثة‬ ‫ووصفت الدكتورة آمنة نصير العميدة السابقة لكلية‬ ‫الدراسات اإلسالمية االغتصاب بأنه كارثة تحل بالفتاة‬

‫الدكتورة آمنة نصير‬

‫الدكتورعلي جمعة‬

‫وأسرتها في مجتمع ال يرحم‪ ،‬مما يحطم هذه المسكينة‬ ‫وأسرتها نفسي ًا ويجعلهم غير قادرين على مواجهة الناس‪.‬‬ ‫ولن ترعى الضحية الجنين الذي هو في نظرها ونظر‬ ‫المجتمع «عار» أو ابن حرام كما يطلق العامة ما يعرضه‬ ‫للضياع مستقب ً‬ ‫ال ألنه لن يكون شخص ًا طبيعي ًا في أسرة‬ ‫سوية وإنما هو ابن امرأة تكرهه ولن تحنو عليه أبد ًا بل إنه‬ ‫سيذكرها بأتعس لحظة في حياتها‪ .‬ولهذا فإن إبقاء هذا‬ ‫الحمل حي ًا قتل ألمه حتى وإن استمرت على قيد الحياة‪،‬‬ ‫وبالتالي لن ينتظر أن يكون هذا الجنين شخص ًا سوي ًا‬ ‫في المجتمع وأضرار إبقائه على الحياة أضعاف أخطار‬ ‫إجهاضه‪ ،‬ويفضل أن يتم اإلجهاض في األيام األولى من‬ ‫الحمل لألخذ بالرأي األحوط‪.‬‬

‫انشقاق ازهري‬ ‫وانشقت لجنة البحوث الفقهية برئاسة الدكتور عبد‬ ‫الفتاح الشيخ الرئيس السابق لجامعة األزهر حول رأي‬ ‫شيخ األزهر‪ ،‬علم ًا أن أعضاءها يقعون تحت رئاسته‪ .‬فقد‬ ‫أبدى بعضهم اعتراضهم على فتوى طنطاوي مؤكدين أنه‬ ‫ال يجوز بأي حال إباحة إجهاض المغتصبة بعد أربعة أشهر‬ ‫مهما كانت األسباب طالما أن هذا ال يمثل خطر ًا على‬ ‫حياتها أما اإلجهاض قبل أربعة أشهر فجائز مع الكراهة‬ ‫للضرورة‪ .‬بل إنه ال يجوز لها عند بعض الفقهاء إجهاضه‬ ‫إذا تركته فترة في بطنها ولم تسرع بإجهاضه مبكر ًا‪ ،‬كما ال‬ ‫يجوز لمن ارتكبت الخطيئة أن تجهض نفسها في أي وقت‬ ‫سواء قبل أربعة أشهر أو بعدها ألن الحمل تم برضاها‪.‬‬

‫أدلة شرعية‬ ‫عن األدلة الشرعية التي استند إليها الفقهاء في تحديد‬ ‫المدة الفاصلة في عملية اإلجهاض بأربعة أشهر أوضح‬ ‫الدكتور محمد رأفت عثمان عضو مجمع البحوث‬ ‫اإلسالمية في األزهر أن «هناك حديثين بنى الفقهاء رأيهم‬ ‫عليهما‪ ،‬األول قول رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم «إن‬ ‫أحدكم ليجمع في بطن أمه أربعين يوم ًا ثم مثلها علقة ثم‬ ‫مثلها مضغة ثم يأمر اهلل الملك فينفخ فيه الروح ويأمره‬ ‫بكتابة أربع كلمات فيكتب أجله وعمله ورزقه وشقي أم‬ ‫سعيد»‪ .‬والحديث األخر يقول صلى اهلل عليه وسلم فيه‬ ‫«إذا مر بالنطفة اثنتان وأربعون ليلة أرسل اهلل إليها الملك‬ ‫ويأمره بخلق لحمها وعظامها»‪ .‬وهناك من الفقهاء الذين‬ ‫استندوا الى اآلراء الطبية التي تؤكد حرمة اإلجهاض من‬ ‫أول يوم حمل ألن الجنين بدأ من خاليا حية وأن هناك‬ ‫تحوالت تحدث فيها بعد ‪ 14‬يوم ًا من الحمل ولهذا يحرم‬ ‫اإلجهاض‪ ،‬ولكن الوضع في حالة االغتصاب يكون مختلف ًا‬ ‫حيث أن إج��راءات الشرطة والنيابة تستغرق وقت ًا ولهذا‬ ‫علينا التيسير بأن يكون اإلجهاض قبل أربعة أشهر أو‬ ‫بمجرد اإلحساس بالحمل»‪.‬‬

‫اقتراح حقوقي‬ ‫اقترح نجيب جبرائيل رئيس منظمة اإلنسان المصري‬

‫الدكتور محمد سيد طنطاوي‬

‫لحقوق اإلنسان تأهيل المجتمع لتقبل ه��ذه الحاالت‬ ‫المغتصبة بد ًال من تشجيع االغتصاب‪ ،‬وخصوص ًا أن‬ ‫إحدى دراسات مركز البحوث االجتماعية أكدت أن هناك‬ ‫أكثر من ‪ 20‬ألف حالة اغتصاب تتم سنوي ًا في مصر ويتم‬ ‫الزواج في قسم الشرطة وغالبيتها العظمى حاالت محكوم‬ ‫عليها بالفشل وضياع األبناء حتى وإن تمت معرفة آبائهم‬ ‫المغتصبين وخصوص ًا أن غالبية المغتصبين هم من‬ ‫العاطلين أو ذوي المهن الذين يتصفون بافتقاد الوعي‬ ‫الديني والتربية السليمة وهم ضحية ألصدقاء السوء‬ ‫وإدمان المخدرات والتفكك األسري‪ .‬من الغريب أن نسبة‬ ‫ليست بالقليلة ممن يتعرضن للتحرش الجنسي هن من‬ ‫طالبات المدارس والجامعات‪ ،‬ووصل األمر إلى احترافهن‬ ‫البغاء بغد االغتصاب بسبب رفض المجتمع دمجهن فيه‬ ‫والنظر إليهن نظرة ظالمة‪.‬‬

‫ظلم المجتمع‬ ‫وتؤيد الدكتورة سامية الساعاتي أستاذة االجتماع في‬ ‫جامعة عين شمس فتوى شيخ األزهر مؤكدة أن «المجتمع‬ ‫ال يرحم وستظل النظرة إلى «ابن االغتصاب» على أنه لقيط‬ ‫ال يستحق الحياة‪ ،‬وأن من ترعاه وهي أمه وأسرتها متهمون‬ ‫أو على األقل في قفص االتهام الذي تتوارثه األجيال‪،‬‬ ‫نوعا من‬ ‫وخصوص ًا في البيئات التي ترى االغتصاب ً‬ ‫العار الذي يجب إزالة آثاره بل ومعاقبة المغتصبة‪ ،‬وأحيان ًا‬ ‫بقتلها ألنها سببت فضائح حتى ولو كانت مظلومة‪ .‬ولهذا‬ ‫فإن التخلص من آثار االغتصاب يرحم المغتصبة وأسرتها‬ ‫ويعطيها الفرصة لبدء حياة زوجية جديدة بعيدة عن‬ ‫ذكريات الماضي األليم وآثاره المدمرة حتى ولو كان هذا‬ ‫الجنين بريئ ًا ولكنه في مرحلة لم يكتمل فيها وجوده كإنسان‬ ‫نقدم مصلحته على مصلحة أمه وأسرتها والمجتمع كلية»‪.‬‬

‫عالج نفسي‬ ‫ويؤكد الدكتور سيد صبحي أستاذ الصحة النفسية في‬ ‫جامعة عين شمس أن األلم النفسي الذي يسببه االغتصاب‬ ‫يفوق قدرة أي إنسان على تحمله حيث تظل المغتصبة‬ ‫مدمرة نفسي ًا طوال حياتها وتفتقد احترام المجتمع لها‬ ‫حتى ولو كانت بريئة ويحجم الرجال عن االرتباط بها حتى‬ ‫ولو كانت شريفة‪ ،‬فما بالنا إذا كان معها طفل هو ثمرة‬ ‫هذه الجريمة الوحشية؟ ولهذا فإن إجهاضه يقلل من هذا‬ ‫التدمير‪ ،‬النفسي وستلعب األيام دورها في نسيان هذه‬ ‫الجريمة مع انخراطها في حياة زوجية وإنجاب أطفال‬ ‫آخرين‪ .‬أما أن يظل الطفل الناتج عن االغتصاب موجود ًا‬ ‫على قيد الحياة فإن هذا سيمثل عذاب ًا بال حدود لهذه األم‬ ‫المسكينة التي ساقتها األقدار إلى الذئاب اآلدمية التي لم‬ ‫تكتف بانتهاك عرضها وآدميتها وإنما تركت لها ذكرى أليمة‬ ‫ستظل تذكرها بما حدث‪ ،‬وسيكبر األلم النفسي كلما كبر‬ ‫هذا الجنين حتى وإن أصبح رج ً‬ ‫ال صالح ًا أو امرأة صالحة‬ ‫ألن لقب «ابن االغتصاب» يالحقه في أحسن األحوال إن‬ ‫لم يطلقوا عليه «ابن الحرام»‪{.‬‬

‫معارضون ومؤيدون‪ :‬الدكتور علي جمعة‪ :‬الفتوى تبيح قتل نفس بريئة وهذا مخالف للشرع الدكتورة آمنة نصير‪:‬‬ ‫أيهما أولى المحافظة على كرامة المغتصبة أم على جنين لم يكتمل؟! الدكتور مصطفى الشكعة‪ :‬الرسول لم يبح‬ ‫اإلجهاض لمن جاءته حام ًال من سفاح الدكتور محمد فؤاد شاكر‪ :‬نعم إلجهاض المغتصبة ويستحب التعجيل به‬


‫تحقيق لها‬ ‫حادث غريب شهده صعيد مصر‪ .‬كانت أغرب طريقة تخلص فيها أب من خطيب ابنته السابق‪ ،‬لم يكفه‬ ‫أنه دمر حياة ابنته بإجبار خطيبها على فسخ الخطوبة‪ ،‬ولكن أراد انهاء حياة خطيب ابنته تماماً‪.‬‬ ‫وضع أسالكا مكهربة حول سور منزله الريفي‪ ،‬كان يعلم أن خطيب ابنته يبذل محاوالت العادة المياه‬ ‫إلى مجاريها‪ ،‬ويحاول اقناع خطيبته السابقة بأن تضغط على أسرتها إلعادة الخطوبة‪ .‬حدث ما كان‬ ‫يريده االب‪ ،‬سقطت الفريسة في المصيدة‪ ،‬اصطاد السور المكهرب خطيب هدى التي صرخت وبكت‬ ‫فقيد الحب‪ .‬ولم تدم ابتسامة األب الن الشرطة كشفت جريمته‪ ،‬وتم اقتياده إلى النيابة‪...‬‬ ‫القاهرة‪« -‬لها»‬ ‫بعض البشر يتفوقون على الشياطين في التدبير والتخطيط‬ ‫للشر‪ ،‬منهم أسعد المزارع الذي لم يتجاوز الخمسين من‬ ‫عمره‪ .‬لم تمنعه عاهته والشلل الذي أصيب به منذ نعومة‬ ‫أظافره من أن يرتدي عباءة إبليس‪ ،‬ويخطط لجريمة بشعة‬ ‫ال عهد للصعيد بها‪ ،‬بل إن رجال المباحث أكدوا أنهم لم‬ ‫يروا لها مثي ً‬ ‫ال من قبل‪.‬‬ ‫فلم تشهد سجالت االم��ن ال��ع��ام ه��ذه الوسيلة التي‬ ‫استخدمها أسعد للتخلص من خطيب ابنته السابق‪،‬‬ ‫قضى المزارع الماكر على أحالم شاب كل ذنبه وجريمته‬ ‫في حياته إنه أحب بسمة ابنه أسعد‪ ،‬ولم َ‬ ‫يرض االب عن‬ ‫هذا الزواج‪ ،‬ولكنه اضطر صاغرا التمام الخطوبة بسبب‬ ‫ضغوط األقارب‪.‬‬ ‫ط��وال ع��ام كامل ظل أسعد يخطط النهاء الخطوبة‬ ‫والتخلص من خطيب ابنته‪ .‬وأخير ًا نجحت خطته‪ ،‬ولم يدر‬ ‫المزارع حجم الخسائر التي تركها وراءه من جراء فعلته‪،‬‬ ‫النه أصبح متهما بالقتل‪ ،‬وذبح مشاعر ابنته بعدما قتل‬ ‫خطيبها السابق‪ .‬هدم أسعد المعبد على رأس الجميع دون‬ ‫أن يحسب نتائج فعلته!‬ ‫في اليوم نفسه الذي ارتفع صوت ضحكاته بعد مقتل‬ ‫خطيب ابنته سالت دموع أسعد بعدما كشفت المباحث‬ ‫تورطه في الحادث‪ ،‬وألقت القبض عليه مع بعض أقاربه‬ ‫الذين شاركوا معه في ارتكاب مصيدة الموت! مشاعر‬ ‫متناقضة كست وجوه أسرة األب القاتل‪ ،‬زوجته وابنته لم‬ ‫تكونا راضيتين عن فعلة أسعد‪ ،‬بل إنهما ساعدتا الشرطة‬ ‫في الوصول إلى كشف طريقة ارتكاب األب لهذا الحادث!‬ ‫كانت البداية زيارة غير مرغوب فيها لمنزل أسرة أسعد‪،‬‬ ‫الزائر هو جاره محمود وهو مزارع شاب يمتلك عدة أفدنة‪.‬‬ ‫لم يستطع أسعد أن يبتلع هذه الزيارة خصوص ًا في ظل‬ ‫وجود خالفات قديمة بينه وبين والد محمود‪.‬‬

‫أغرب وسيلة لتطفيش زوج االبنة‪:‬‬

‫األب كهرب السور ليصطاد زوج ابنته ويقتله!‬

‫القرية وال توجد أسرة تستطيع أن ترفض تزويجه ابنتها‪.‬‬ ‫وال يوجد مبرر مقنع ألسعد حتى يرفض إتمام الزواج!‬ ‫وجد أسعد كل من هم حوله يضغطون عليه إلتمام هذا‬ ‫الزواج‪ ،‬وافق مضطر ًا على الخطوبة‪ ،‬وارتفعت الزغاريد في‬ ‫المنزل‪ ،‬لم يكن األب سعيد ًا بما حدث‪ ،‬ولكن أقسم أال ينتهي‬ ‫األمر بهزيمته‪ ،‬أكد لنفسه أنه لن يسمح بإتمام هذا الزواج‬ ‫مهما حدث وجلس يفكر مع نفسه كيف يجبر محمود نفسه‬ ‫على الهروب‪ ،‬أو أن يفتعل مشكلة يصبح بعدها الجميع‬ ‫مؤيدين لقرار فسخ الخطوبة‪.‬‬ ‫كبيرا لتطفيش خطيب ابنته‪ ،‬لكن الشاب‬ ‫بذل أسعد ً‬ ‫جهدا ً‬ ‫محمود كان يعشق بسمة‪ ،‬تحمل كثير ًا من أجلها‪ ،‬كان يعلم‬ ‫أن حماه يكرهه ويحاول بكل الطرق جره إلى معارك جانبية‬ ‫ولكن محمود استقبل كل شيء ببرود شديد!‬ ‫ازداد غضب أسعد وتعاظم إصراره على فسخ الخطوبة‪،‬‬ ‫وبدأ يتحين الفرصة‪ ،‬تمادى في مطالبه لزوج ابنته ولكن‬ ‫محمود استجاب لكل هذه المطالب‪ ،‬وأكد أنه لن يبخل‬ ‫بشيء على حبيبته!‬ ‫ازداد ارتباط بسمة بعريسها بعدما علمت حقيقة محاوالت‬ ‫والدها‪ ،‬وتحمل خطيبها لكل هذه الضغوط‪ ،‬لكنها كانت‬ ‫تخشى نجاح والدها في تنفيذ تهديده‪ ،‬لكنها كانت محقة‬ ‫كثيرا من تحقيق هدفه‬ ‫في مخاوفها ألن والدها اقترب ً‬ ‫األسمى!‬ ‫بل وصل الكيل مداه عند محمود الذي ضاق ذرع ًا بما يفعله‬ ‫والد خطيبته الذي أخذ يماطل في تحديد موعد الزفاف‬ ‫ويتفنن في إقناع من حوله بحجج لتأجيل ال��زواج‪ .‬بدأت‬ ‫الخالفات تظهر بوضوح بين محمود ووالد خطيبته‪ ،‬ضاق‬ ‫الشاب بأسلوب حماه وبدأ يرد على إهانته المستمرة!‬ ‫كان أسعد يحاول استفزاز محمود بشتى الطرق‪ ،‬ويبدو أنه‬ ‫نجح في ذلك‪ .‬احتدم النقاش في إحدى المرات بين محمود‬

‫روميو لقى حتفه أثناء تسلقه السور والشرطة ألقت القبض‬ ‫على االب! المتهم‪ :‬لم أجد ح ًال سوى قتله بهذه الطريقة‬ ‫بسمة‪ :‬والدي أضاع االسرة‪ ...‬وقتل خطيبي ودخل السجن‬ ‫كانت المفاجأة حينما طلب محمود من أسعد الموافقة‬ ‫على تزويجه ابنته‪ .‬جن جنون أسعد ولم يصدق ما يسمعه‪،‬‬ ‫هم بطرد محمود ولكن أقارب أسعد الذين‬ ‫اعترض بشدة‪ّ ،‬‬ ‫كانوا حاضرين اللقاء تمكنوا من احتواء الخالف وطلبوا من‬ ‫محمود االنصراف اآلن ووعوده بالتفكير في األمر!‬ ‫تعرض األب لضغوط كبيرة من زوجته وابنته وبعض أخوالها‬ ‫حتى يوافق‪ .‬كلهم أخبروه أن محمود من أفضل شباب‬

‫وحماه ولم يجد الشاب أمامه سوى أن يتهم والد خطيبته‬ ‫بمحاولة عرقلة الزواج!‬ ‫أظهر أسعد غضب ًا مصطنع ًا واتهم محمود بإساءة األدب‪.‬‬ ‫لم يتحمل محمود هذه المرة وكاد األمر يتطور ويعتدي‬ ‫محمود بيده على والد خطيبته أمام الناس‪ ،‬وانسحب أسعد‬ ‫بعدما أقسم أن الخطوبة لن تستمر!‬ ‫الجميع أصبحوا في جانبه‪ ،‬أصدر أسعد فرمانا بفسخ‬

‫الخطوبة‪ ،‬بكت بسمة بمرارة وانهارت والدتها ولكن األب لم‬ ‫يحرك ساكن ًا‪ ،‬ولكن األمر لم ينته عند هذا الحد‪ .‬أسعد ظن‬ ‫أن الموضوع انتهى ولكنه كان واهم ًا!‬ ‫كان محمود يحاول بشتى الطرق إعادة العالقات‪ ،‬ويتردد‬ ‫على بسمة في غياب األب يبحث السبيل للصلح‪ ،‬جن جنون‬ ‫أسعد‪ ،‬أراد أن يقطع الطرق على محمود تمام ًا‪ ،‬وهداه‬ ‫الشيطان إلى الفكرة!‬

‫الفخ المميت!‬

‫اقترح عليه شقيقه وضع سياج كهربائي خفي على سور‬ ‫المنزل الصطياد الدخالء بحيث يتم تشغيل هذا السياج‬ ‫أثناء غياب األب‪ ،‬بالتأكيد سيسقط محمود في الفخ أثناء‬ ‫محاولته التسلق على السور لزيارة خطيبته في غياب‬ ‫والدها‪ .‬راقت الفكرة ألسعد‪ ،‬اشترك معه في تنفيذها‬ ‫ابن شقيقه‪ ،‬كانت زوجته تراقب ما يحدث والتوتر يكسو‬ ‫مالمحها‪ ،‬كانت تعلم أن زوجها يخطط لشيء ما ولكنها لم‬ ‫تكن تعلم ماذا يفعل بالتحديد‪.‬‬ ‫أدعى األب أنه مسافر إلى القاهرة لقضاء بعض األمور‬ ‫المهمة‪ .‬غادر منزله عصر ًا‪ ،‬ولم ينس أن يغلق باب المنزل‬ ‫بالمفتاح‪ ،‬أوصى أسرته أال يحاولوا استقبال أحد من خارج‬ ‫المنزل أثناء غيابه‪.‬‬ ‫ابتسم أسعد بخبث‪ ،‬كان يتصور سيناريو الموت الذي أعده‬ ‫بعناية شديدة‪ ،‬وعاد في الصباح إلى منزله ليجد كل شيء‬ ‫يسير كما خطط له‪ .‬استيقظت القرية كلها على صوت‬ ‫صرخات سيدة اكتشفت جثة محمود بجوار سور منزل‬ ‫أسعد!‬ ‫سرعان ما امتأل المكان بسيارات الشرطة واإلسعاف‪.‬‬ ‫األهالي لم يصدقوا ما حدث‪ ،‬المزارع الشاب لقي حتفه‬ ‫صعق ًا حينما حاول دخول منزل والد خطيبته السابقة‪،‬‬ ‫لمس السور المكهرب فسقط قتي ً‬ ‫ال!‬ ‫أبدى أسعد دهشة مصطنعة لما حدث‪ ،‬أكد أنه قام بكهربة‬ ‫السور لمواجهة لصوص الدواجن والماشية‪ ،‬لكن زوجة‬ ‫أسعد كشفت السر‪ ،‬أكدت لرجال المباحث أنه كان يجهز‬ ‫الرتكاب جريمة قتل‪ ،‬ولكنها لم تتخ ّيل أن عقله الشيطاني‬ ‫أهداه فكرة التخلص من محمود بهذه الطريقة!‬ ‫سارعت المباحث في القبض على ابن شقيق المزارع أسعد‬ ‫والذي يعمل في مهنة الكهرباء فاعترف أن عمه طلب منه‬ ‫مساعدته في توصيل الكهرباء عبر سور المنزل الصطياد‬ ‫محمود الذي كان ينوي زيارة المنزل أثناء غياب أسعد‪.‬‬ ‫واجهت المباحث أسعد بأقوال ابن شقيقه فلم يجد أمامه‬ ‫في النهاية سوى االعتراف بارتكاب هذه الجريمة بشكل‬ ‫متعمد حتى يقضي تمام ًا على محمود بعد حاول الزواج‬ ‫من ابنته رغم ًا عن والدها!‬ ‫قررت النيابة حبس أسعد وابن شقيقه بتهمة القتل وأكدت‬ ‫بسمة أن حياتها انهارت تمام ًا بعد القبض على والدها‪،‬‬ ‫وموت حبيبها‪{.‬‬


‫تحقيق لها‬

‫في مواجهة القسوة واالنتهاكات والتحرش‪:‬‬

‫أول صالة»جيم« لبنات الشوارع‬ ‫للمرة األولى في مصر‪ ،‬تم إنشاء صالة ألعاب‬ ‫رياضية «جيم» تفتح أبوابها الستقبال‬ ‫فتيات الشارع‪ .‬منذ حوالي ثمانية شهور‬ ‫وبعد أي��ام قليلة من حادثة التوربيني‬ ‫الشهيرة التي راح ضحيتها أكثر من ثالثين‬ ‫طفل ش��ارع‪ ،‬افتتحت مؤسسة «طفولتي»‬ ‫الجيم‪ .‬وه��و مشروع يهدف إل��ى تعليم‬ ‫الفتيات احترام أجسادهن‪ ،‬ويمنحهن وسائل‬ ‫الدفاع عن النفس بطريقة صحيحة ضد أي‬ ‫محاولة اعتداء أو تحرش‪.‬‬ ‫القاهرة‪ :‬دعاء خليفة‬ ‫تصوير‪ :‬عبد الحميد عيد‬

‫هن يحتمين في إط��ارات سيارات النقل أو في أروقة‬ ‫المساجد‪ .‬أو يمضين ليلهن مختبئات في بعض األراضي‬ ‫العشوائية أو المباني تحت اإلنشاء‪ .‬وباختصار فتيات الشارع‬ ‫معرضات لكل أنواع األخطار نتيجة اضطرارهن لتمضية‬ ‫معظم يومهن فيه وفي كثير من األحيان المبيت فيه‪.‬‬ ‫حقيقة يعلمها كل من اقترب فعلي ًا من عالم أطفال الشارع‪،‬‬ ‫ال من خالل زجاج السيارة أو نافذة المكتب‪ .‬فالتحرش‪،‬‬ ‫االنتهاك‪ ،‬االغتصاب وحتى الموت‪ ،‬نماذج لقسوة حياة‬ ‫الشارع‪ ،‬ويكون األمر أشد ضراوة حين يتعلق بالفتيات‬ ‫اللواتي بدأ عددهن يتزايد بشكل كبير مع تفاقم الضغوط‬ ‫االجتماعية واالقتصادية‪ .‬كثيرات يضطررن لممارسة‬ ‫المهن الهامشية‪ ،‬بيع المناديل وبعض السلع الرخيصة‪،‬‬ ‫وال يسمح لهن بالعودة إلى المنزل إال إذا كانت حصيلة‬

‫مكسبهن مرضية‪ .‬نسمة (‪ 11‬سنة) أحد هذه النماذج‪.‬‬ ‫تضطرها ظروفها لتمضية معظم اليوم في الشارع لبيع‬ ‫المناديل‪ ،‬وهي تتردد من آن إلى آخر على مركز استقبال‬ ‫مؤسسة «طفولتي» إحدى مؤسسات رعاية األطفال بال‬ ‫مأوى‪ .‬نسمة التي حباها اهلل وجه ًا تجمع مالمحه بين‬ ‫براءة الطفولة وجمال األنوثة المتفتحة‪ ،‬بدأت تالحظ نمو‬ ‫جسدها وتستشعر مالمح األنوثة تتسلل إليها لتثير انتباه‬ ‫شباب الشارع‪ ،‬وفي عالم الشارع وبمنطقه‪ ،‬هذه عالمات‬ ‫تنذر بالخطر‪ ،‬مما دعا الصغيرة إلى أن تطلب من مسؤولة‬ ‫المؤسسة‪ ،‬سهام إبراهيم‪ ،‬أن تساعدها على تعلم رياضة‬ ‫الكاراتية‪ ،‬التي سمعت عنها‪ ،‬لتستطيع الدفاع عن نفسها في‬ ‫حالة تعرضها للخطر (أشعر بأن نظرات الشباب تخترقني‬ ‫وأريد حماية نفسي)‪.‬‬


‫تحقيق لها‬ ‫الفكرة‬

‫واستجابة للعديد من طلبات وشكاوى الفتيات اللواتي يأتين‬ ‫إلى االستقبال‪ ،‬ويتعرضن لعنف الشارع وانتهاكاته‪ ،‬بدأت‬ ‫الفكرة تتبلور في ذهن سهام إبراهيم بأن تخصص لهن‬ ‫صالة لأللعاب الرياضية‪ .‬وللمرة األولى في مصر تم افتتاح‬ ‫صالة جيم لفتيات الشارع في منطقة حلوان‪.‬‬ ‫أسستها مؤسسة «طفولتي» بالتعاون مع برنامج تبادل‬ ‫الديون في مصر التابع لمكتب التعاون اإليطالي‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إلى منظمة أشوكا‪ .‬والهدف توجيههن وتدريبهن على‬ ‫الرياضات الدفاعية والقتالية كوسيلة للدفاع عن أنفسهن‪،‬‬ ‫وفي داخل الچيم الذي يحوي أكثر من ‪ 10‬أجهزة وأدوات‬ ‫رياضية‪ ،‬يبدو المشهد مختلف ًا‪ .‬فتيات من سن الرابعة حتى‬ ‫الثامنة عشرة‪ ،‬يرتدين المالبس الرياضية ويمارسن تمارين‬ ‫لمرونة وتقوية عضالت الجسم وإخ��راج طاقاته‪ ،‬ورغم‬ ‫طبيعتهن المتمردة يرضخن ألوامر مدرب التربية الرياضية‬ ‫في درس الكاراتيه‪ .‬ولكن قبل السماح لهن بالدخول إلى‬ ‫قاعة التدريب يخضعن إلى بعض القواعد المنظمة‪ ،‬فيجب‬ ‫أن يخرجن كل ما في جيبوهن عند البوابة‪ ،‬أمواس‪ ،‬كلة‪،‬‬ ‫سكائر‪ ،‬باإلضافة إلى بعض البضائع التي يبعنها‪.‬‬

‫مقرا دائم ًا إلقامة فتيات الشارع‪.‬‬ ‫التي تحوي ً‬ ‫أماني (‪ 4‬سنوات) من أصغر الفتيات اللواتي يترددن على‬ ‫مركز االستقبال‪ ،‬ومنذ افتتاح صالة األلعاب الرياضية‪،‬‬ ‫تقف منذ الصباح الباكر على البوابة متسائلة كل ‪ 5‬دقائق‬ ‫عن موعد فتح أبواب الجيم‪ .‬وما أن يسمح لها بالدخول‬ ‫تصر رغم صغر سنها على استخدام كل األجهزة (أريد‬ ‫أن أجربها جميع ًا حتى يقوى جسمي وأدافع عن أمي التي‬ ‫تضطر للبقاء طوال اليوم في الشارع لبيع الجبن في السوق‬ ‫لتستطيع إطعامنا أنا وإخوتي)‪.‬‬

‫طاقات البنات‬

‫نسمة‪ ،‬زينب‪ ،‬هبة‪ ،‬أخريات ما بين سن الخامسة عشرة‬ ‫والسادسة عشرة‪ ،‬يأتين بعد يوم عمل في الشارع كبائعات‬ ‫جائالت‪« .‬فتيات لديهن طاقة متفجرة‪ ،‬نجد صعوبة كبيرة‬ ‫في الحد منها خوف ًا عليهن من التعب واإلعياء»‪ .‬هكذا‬ ‫تصف حالتهن إحدى المشرفات‪ .‬وكأنه بركان من الطاقة‬ ‫والنشاط وأحيان ًا العنف‪ ،‬يحتاج إلى تهذيبه وتوجيههن‬ ‫كما يقول المدرب الخاص بهن‪ .‬فهن يخرجن طاقاتهن‪،‬‬

‫وتضيف أنه بعد أسابيع من افتتاح الچيم وجدت نفسها أمام‬ ‫مأزق حقيقي‪ .‬فالچيم بدأ يجذب فتيات يتعدى عمرهن‬ ‫الستة عشر عام ًا‪ ،‬يعانين من كل أشكال االنتهاك الجسدي‬ ‫في الشارع ويأتين بحث ًا عن األمان‪ ،‬هذه مشكلة ألنه غير‬ ‫مسموح للمؤسسة في إطارها القانوني باستقبالهن في‬ ‫اإلقامة‪ .‬كذلك هن يحتجن إلى تأهيل نفسي واختبارات‬ ‫خاصة‪.‬‬ ‫هدى (‪ 17‬سنة) أحد هذه النماذج التي انتهكتها حياة‬ ‫الشارع وضراوتها من السهل التعرف عليها بمجرد مالحظة‬ ‫اندامجها وإصرارها على ممارسة الرياضة لفترات طويلة‬ ‫وبعنف‪ ،‬كأنها تريد أن تنتقم من كل من اعتدى عليها‪.‬‬ ‫هدى التي تتردد كثير ًا على الجيم اعترفت للمشرفة في‬ ‫أحد األيام‪ ،‬التي بدت عليها فيها عالمات اإلعياء الشديد‪،‬‬ ‫أنها تعرضت لالغتصاب واالنتهاك من ‪ 12‬شاب ًا في‬ ‫ليلة واحدة‪ .‬وهي تؤكد دائم ًا أن كل ما تتمناه هو أال يتم‬ ‫«تعليمها»‪ ،‬أي ال يقوم أحدهم بعمل وشمة أو عالمة في‬ ‫جسدها‪ ،‬مما يعني ‪ -‬في مفهوم الشارع ‪ -‬أنها فتاة متاح‬ ‫استغاللها وانتهاكها‪ ،‬وتصبح بذلك فريسة سهلة لمن يريد‪..‬‬ ‫قيم همجية وقاسية تهدد هدى وغيرها من الفتيات‪.‬‬

‫انتقادات‬

‫رغم طبيعتهن‬ ‫المتمردة يرضخن ألوامر‬ ‫مدرب التربية الرياضية‬ ‫في درس الكاراتيه‬ ‫وبعد االنتهاء من التدريب‪ ،‬تسترد الفتيات البضاعة‬ ‫واألموال التي كانت معهن لكن تتم مصادرة األدوات الحادة‬ ‫والمضرة‪ .‬ثاني ًا تخضع كل فتاة لفحص طبي‪ ،‬وقبل أن تبدأ‬ ‫ممارسة أي نشاط رياضي تأخذ حمام ًا يزيل آثار الشارع‬ ‫وقاذوراته عن جسدها‪ .‬وهنا ال تستطيع بعض الفتيات‬ ‫إخفاء سعادتهن باستخدام الصابون حتى أنهن قد يذبن‬ ‫قطعة الصابون كلها أثناء االغتسال بها! وتخرج كل منهن‬ ‫مرتدية زي ًا رياضي ًا خاص ًا بها‪ ،‬وحذاءها الرياضي‪ .‬ولديها‬ ‫المنشفة أيض ًا الخاصة بها‪ ،‬فللمرة األولى تشعر كل منهن‬ ‫بامتالك شيء يخصها! مشاعر جديدة وتجربة مثيرة‬ ‫جعلت خبر إنشاء صالة الجيم ينتشر بين فتيات الشارع‬ ‫كالنار في الهشيم‪ .‬عشرات منهن يتدفقن على الصالة كل‬ ‫يوم باإلضافة إلى الفتيات المقيمات في مؤسسة «طفولتي»‬

‫ويتدربن بكثرة كما يقلن ليستطعن الدفاع عن أنفسهن‬ ‫والحفاظ على أجسادهن‪ .‬ولكنها أيض ًا فرصة للكثيرات‬ ‫منهن ليمضين بضع ساعات تحت سقف آمن‪ ،‬ويحتمين‬ ‫من قسوة الشارع‪ .‬ففتيات االستقبال يمضين بضع ساعات‬ ‫في ممارسة الرياضة‪ ،‬ولكن ال يسمح لهن بعد ذلك بالمبيت‬ ‫أو باالختالط كثير ًا بفتيات اإلقامة‪ ،‬والقواعد هنا هي التي‬ ‫تحكم‪ .‬فمن الساعة األولى وحتى الثالثة للفتيات الجديدات‪،‬‬ ‫ومن الثالثة للخامسة للمقيمات‪ .‬وتشرح سهام إبراهيم‬ ‫مسؤولة «طفولتي» أنها ال تسمح أن تختلط الفتيات كثير ًا‪،‬‬ ‫ألن الفتيات المقيمات تم تطويع سلوكهن وتوجيههن‪ ،‬بينما‬ ‫األخريات اللواتي أمضين وقت ًا طوي ً‬ ‫ال في الشارع يحتجن‬ ‫إلى مجهود خاص لتصحيح سلوكهن والحد من تأثير اآلثار‬ ‫السلبية للشارع عليهن «وأخشى أن يؤثرن في بناتي»‪.‬‬

‫تتساءل سهام لماذا ال نجمع هؤالء الفتيات في مؤسسة‬ ‫أو جمعية تحت إشراف سيدات كبيرات السن يستطعن‬ ‫بخبرتهن احتواءهن‪ .‬منحهن ً‬ ‫سقفا يحتمين به هو وسيلة‬ ‫لعدم اهانتهن ألنهن في حاجة إلى الحماية‪ ،‬بعد ذلك يمكن‬ ‫تعديل سلوكياتهن والسيطرة عليها‪.‬‬ ‫ولكنها تؤكد أن األمور ال تسير على وتيرة البساطة خاصة‬ ‫في ما يتعلق بأطفال الشارع‪ ،‬فأي مشروع جديد خاص بهم‬ ‫يثير الكثير من التساؤالت‪ ،‬وتواجههن الكثير من العقبات‪.‬‬ ‫مثل اعتبار الكثيرين أن صالة جيم لفتيات في الشارع‪ ،‬يعد‬ ‫نوعا من الرفاهية‪ ،‬وقد تعرضت سهام إبراهيم للعديد من‬ ‫ً‬ ‫التساؤالت النقدية مثل‪ :‬هل تجد فتيات الشارع ما تأكله‬ ‫حتى نؤسس لهن صالة ألعاب رياضية؟!‬ ‫وهنا يجيب الدكتور أحمد عبد اهلل استاذ علم النفس‬ ‫مؤكد ًا أهمية مثل هذا المشروع كوسيلة إلخراج طاقاتهن‬ ‫بشكل إيجابي‪ ،‬كذلك يمكنهن من التعرف على أجسادهن‬ ‫بشكل مختلف‪ ،‬وتحقيق توازن جسدي ونفسي‪ ،‬مما يؤدي‬ ‫إلى تعديل سلوكياتهن واكتسابهن معاني كثيرة‪ ،‬مثل النظافة‬ ‫والخصوصية باإلضافة إلى وسائل الحماية‪ ،‬مما يعطيهن‬ ‫وإحساسا باألمان‪.‬‬ ‫ثقة بأنفسهن‬ ‫ً‬ ‫وتضيف سهام‪ :‬لماذا ال يتكون فريق رياضي من فتيات‬ ‫الشارع؟ خصوص ًا أن ه��ؤالء األطفال اعتادوا التعاون‬ ‫والتعامل كفرق في الشارع‪ ،‬للدفاع عن أنفسهم في مواجهة‬ ‫قسوة حياة األسفلت‪.‬‬ ‫أحالم كثيرة تتمنى سهام أن تحققها لهؤالء األطفال الذين‬ ‫يشير إليهم المجتمع دائم ًا بأصابع االتهام‪ ،‬ولكنها تعتقد‬ ‫وتؤمن أننا إذا منحناهم األمان والثقة والحماية يمكننا إذن‬ ‫تأهيلهم ودمجهم في المجتمع بشكل صحيح‪.‬‬ ‫ولم ال؟ وإيمان (‪ 13‬سنة) تتمنى أن تصبح راقصة باليه‬ ‫َ‬ ‫كثيرا لتصبح مدربة رياضية‪،‬‬ ‫بينما إلهام تريد أن تتمرن ً‬ ‫فهي تحرص على صحة جسمها وال تنسى عصير الفاكهة‬ ‫والبسكويت الذي يقدم لها بعد التمرين‪ ،‬فهن يحملن الكثير‬ ‫من اآلم��ال واألح�لام رغم قسوة حياتهن‪ .‬وتتمنى سهام‬ ‫وغيرها من المهتمين عن كثب بمشكالت هؤالء األطفال‬ ‫أن يسمح لهن المجتمع بتحقيقها من دون أن يشير لهن‪.‬‬ ‫فهي تعلم يقين ًا أنه حين تستطيع إحدى هذه الفتيات الدفاع‬ ‫عن نفسها باستخدام رياضة الكاراتيه أو الجودو سيتهمها‬ ‫البعض بتعليم الفتيات العنف‪ ،‬ولكنها تؤكد أنها مستعدة‬ ‫لتحمل الكثير من أجل عيني نسمة وزميالتها‪{ .‬‬


‫تحقيق لها‬

‫كيف‬ ‫تقدّمين‬ ‫هدية‬ ‫شخصية؟‬ ‫ال ت��ق��دم��ي أبد ًا‬ ‫ه���دي���ة م���ا كنت‬ ‫لتشعري بالفرح لتلقيها‬ ‫بنفسك‪ ،‬مما يستبعد ربطات العنق والكنزات‬ ‫تقدمي هدية رائعة‪ ،‬كوني خالقة‬ ‫والشموع‪ .‬لكي ّ‬ ‫ومبتكرة وغريبة األفكار بعض الشيء‪ ،‬وغير‬ ‫نموذجية أو تقليدية‪.‬‬

‫ال تكوني مملة‪:‬‬ ‫تقرين بأنك لم تفكري‬ ‫عندما ّ‬ ‫تقدمين قسيمة هدية‪ ،‬فأنت ّ‬ ‫على اإلطالق في الهدية التي تقدمينها‪ .‬إذا كانت صديقتك‬ ‫تتحدث دائم ًا عن مطعم محدد‪ ،‬اصطحبيها لتناول العشاء‬ ‫هناك‪ .‬أو إذا كان لديها منتجع صحي ّ‬ ‫مفضل‪ ،‬احجزي لها‬ ‫موعد ًا للخضوع لعالجات محددة‪ .‬من المؤكد أنها لن ّ‬ ‫تفكر‬ ‫أبد ًا في فعل أمر كهذا من تلقاء نفسها‪.‬‬

‫ابذلي جهد ًا إضافياً‪:‬‬

‫الس ّر في االبتكار‪...‬‬ ‫والسعر ليس كل شيء‬ ‫فن تقديم الهدايا‬ ‫ال شك في أن��ك تتبادلين الهدايا مع األص��دق��اء واأله��ل واألق���ارب وال��زم�لاء في‬ ‫التخر ج أو ربما حتى من دون‬ ‫المناسبات واألعياد كذكرى ال��زواج أو األعياد أو‬ ‫ّ‬ ‫مناسبة خاصة‪ .‬ولتقديم الهدايا وتلقيها والشكر عليها إتيكيت محدد يحرص‬ ‫الناس من خالله على تقديم هدية تروق متلقيها وتناسب ذوقه من حيث الشكل‬ ‫والمضمون‪ ،‬كما يحرصون على توضيبها في شكل جميل ومميز لكي تعكس مدى‬ ‫اهتمامهم بالشخص ال��ذي يقدمونها له‪ ،‬وفي المقابل يعمد متسلم الهدية الى‬ ‫كتابة رسالة شكر شخصية أو تقديم هدية رمزية عرفان ًا بالجميل‪ .‬هل تتقنين‬ ‫فن تقديم الهدايا والشكر عليها؟ استفيدي من نصائحنا في ه��ذا المجال‪.‬‬

‫قد ّ‬ ‫يشكل إطار الصور هدية جميلة شرط أن تضعي صورة‬ ‫في داخله‪ ،‬ومن األفضل أن تختاري صورة مضحكة يكون لها‬ ‫معنى رمزي‪ .‬وينطبق األمر نفسه على الكتب‪ ،‬إال إذا كتبت‬ ‫إهدا ًء أو جملة خاصة في الجهة الداخلية من الكتاب‪ ،‬وإال‬ ‫لكان في استطاعة متلقي الهدية ابتياع الكتاب بنفسه‪ .‬كما‬ ‫يمكنك طباعة أو تطريز األحرف األولى من اسم الشخص‬ ‫الذي تقدمين إليه الهدية على أشياء مثل األثواب والمناشف‬ ‫والمجوهرات وأطر الصور إلضافة طابع شخصي أكثر إليها‪.‬‬

‫ال تنسي الحيوانات األليفة‪:‬‬ ‫األشخاص الذين يملكون كل شيء تقريب ًا ‪ ،‬يكون لديهم‬ ‫عادة حيوانات أليفة في المنزل‪ .‬ابتاعي لهم شيئ ًا خاص ًا‬ ‫بحيوانهم األليف مثل قفص للعصافير أو س ّلة للهرة‪ ،‬فهم‬ ‫سوف يعشقون هذا النوع من الهدايا‪.‬‬

‫ابتاعي الهدايا على مدار السنة‪:‬‬ ‫إذا بدأت بشراء هدايا العيد في اللحظة األخيرة قبل موعد‬ ‫العيد‪ ،‬سوف تكونين متوترة للغاية وتعجزين عن اختيار هدايا‬ ‫مبتكرة وجذابة‪ ،‬وتكون الهدايا الجميلة قد نفدت من المحال‪.‬‬ ‫عوض ًا عن ذلك‪ ،‬افتحي عينيك طوال السنة‪ ،‬وما إن يقع نظرك‬ ‫على هدية تعتقدين أنها تناسب تمام ًا هذه الصديقة أو تلك‪،‬‬ ‫ابتاعيها وضعيها جانب ًا الى أن يحين موعد تقديمها‪.‬‬

‫السعر ليس كل شيء‪:‬‬ ‫غالب ًا ما تكون أفضل الهدايا غير باهظة الثمن‪ .‬فأن تختاري‬ ‫هدية مبتكرة ومميزة ال يعني بالضرورة أن تنفقي عليها ثروة‬ ‫طائلة‪ ،‬فالفكرة وراء الهدية هي األهم‪ .‬إذا كانت صديقتك تحب‬ ‫مطالعة مجلة محددة‪ ،‬قدمي لها اشتراك ًا سنوي ًا في هذه المجلة‪،‬‬ ‫وتقدرها رغم تد ّني ثمنها‪.‬‬ ‫فهي سوف تعشق هذه الهدية ّ‬

‫كيف توضّ بين هدية جميلة؟‬ ‫يقولون إن المحتوى هو األهم‪ ،‬إال أن هذا األمر ال ينطبق على الهدايا‪ .‬فتوضيب الهدايا مهم بقدر‬ ‫يقدمها‪.‬‬ ‫محتواها‪ ،‬إذ إن الهدية‬ ‫ّ‬ ‫الموضبة في شكل جميل ومبتكر تعكس اهتمام الشخص الذي ّ‬

‫وضبي الهدية في شكل صحيح‪:‬‬ ‫ّ‬

‫ليكن توضيب الهدية شخصياً‪:‬‬

‫اختاري أنواع أوراق التوضيب المصنوعة من األلياف الطبيعية يمكنك أيض ًا أن تستوحي طريقة توضيب الهدية من‬ ‫براق ًا جد ًا شخصية الصديقة التي سوف تقدمينها لها‪ ،‬كأن تلفي مث ً‬ ‫ال‬ ‫واألوراق الجميلة‪ ،‬وابتعدي عن أي غالف قد يبدو ّ‬ ‫الهدية بالورق األبيض العادي وتلصقي عليها مجموعة‬ ‫أو اصطناعي ًا‪ .‬إذا بدت ورق��ة التوضيب‬ ‫من الصور الصغيرة الخاصة بصديقتك‪ .‬ومن‬ ‫متجعدةوقداستعملتعليهانصف‬ ‫ثم استعملي أشرطة تناسب أحد األلوان‬ ‫لفائف التلصيق‪ ،‬سوف يذهب‬ ‫أضيفي الزينة‬ ‫في الصور‪ ،‬أو حتى استعملي الطوابع‬ ‫جمالالموادالتياستعملتها‬ ‫الى علبة الهدية‪:‬‬ ‫الملونة واطبعي أحرف االسم األولى‬ ‫سدى‪ ،‬لذا احصري على‬ ‫للشخص الذي تقدمين الهدية له‪.‬‬ ‫يمكنك تجميل هدية بأي شيء قد‬ ‫توضيب الهدية في‬ ‫توسعي في أفكارك لدرجة أن‬ ‫ش��ك��ل صحيح من‬ ‫تزيني‬ ‫كأن‬ ‫مستلمها‪،‬‬ ‫شخصية‬ ‫يعكس‬ ‫ّ‬ ‫تنسقي غالف الهدية مع الهدية‬ ‫المرة األولى‪.‬‬ ‫طفل‪،‬‬ ‫الى‬ ‫هة‬ ‫موج‬ ‫كانت‬ ‫إذا‬ ‫بالسكاكر‬ ‫الهدية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫نفسها‪ .‬ك��أن تقدمي ألحدهم‬ ‫موجهة الى‬ ‫كانت‬ ‫إذا‬ ‫صغيرة‬ ‫مضرب‬ ‫وبكرة‬ ‫ّ‬ ‫ا ختا ر ي‬ ‫مجموعة من أدوات البستنة‬ ‫العب كرة مضرب‪ ،‬وببسكويت للكلب إذا كانت‬ ‫مو ضو ع ًا‬ ‫وتغلفينها بورق مز ّين برسوم عن‬ ‫موجهة الى عاشق للحيوانات األليفة‪ .‬إذا‬ ‫معيناً‪:‬‬ ‫الخضار‪.‬‬ ‫كنت تقدمين هدية في علبة صغيرة‪ ،‬ضعي‬ ‫عليها وردة كبيرة مصنوعة من الحرير‬ ‫ال ت��خ��ت��اري أوراق‬ ‫وثبتيها على العلبة بواسطة شريط‪،‬‬ ‫ية‬ ‫ا لتو ضيب ا لتقليد‬ ‫بحد‬ ‫زينة‬ ‫الهدية‬ ‫تبدو‬ ‫عندها‬ ‫استفيدي من الموارد في‬ ‫ال��م��ن��ت��ش��رة ف���ي جميع‬ ‫ذاتها‪.‬‬ ‫منزلك‪:‬‬ ‫المحال التجارية‪ .‬استوحي من‬ ‫كتاب أو فيلم معين ترك انطباع ًا‬ ‫إذا لم يكن لديك أي ورق لتوضيب الهدايا‪،‬‬ ‫لديك‪ ،‬وط ّبقي فكرته على غالف الهدية‪،‬‬ ‫استعملي وشاح ًا تكونين مستعدة لالستغناء عنه‪ ،‬أو حتى‬ ‫كأن تضعي مث ً‬ ‫ال الكثير من الشرائط واألربطة‪.‬‬ ‫استعملي ورق الجرائد والشرائط الحمراء الفاتحة اللون‪.‬‬

‫كيف تكتبين رسالة شكر؟‬ ‫ُيقال إن عدم عرفان الجميل وتقديم الشكر ل َمن فعله أقبح العيوب‪ .‬لذا ال تسمحي بأن تكوني‬ ‫قدم لهم هدية أو خدمة أو دعوة خاصة‪.‬‬ ‫من بين األشخاص الذين ال يعرفون كيف يشكرون َمن ّ‬ ‫إليك في ما يلي ما يجب أن تأخذيه في االعتبار عند كتابة رسالة شكر‪:‬‬

‫لتكن رسالة الشكر شخصية قدر المستطاع‪:‬‬

‫كوني صادقة‪:‬‬

‫خط يدك غير جميل‪ ،‬ال يجدر بك طباعة غالب ًا ما تطرح الهدية التي تلقيتها ضمن قائمة الهدايا‬ ‫حتى لو كان‬ ‫الشكر‪ .‬استعملي دائم ًا ورقة وقلم ًا خاصين بك‪ ،‬المودعة في محل تجاري‪ ،‬مشكلة بالنسبة إليك‪ .‬بهذه‬ ‫رسالة‬ ‫شخصية‪ ،‬وال تختاري أبد ًا أي ًا من البطاقات الطريقة تحرصين على أن تحصلي على الهدية التي‬ ‫واكتبي رسالة‬ ‫ترغبين فيها‪ ،‬ولكنك في المقابل سوف تواجهين صعوبة‬ ‫الجاهزة التي يكون عليها كلمات شكر‪.‬‬ ‫حس‬ ‫أكبر لدى كتابة رسالة الشكر‪ .‬يمكنك االستفادة من ّ‬ ‫الفكاهة لديك في مواقف كهذه‪ ،‬كأن تكتبي مث ً‬ ‫ال‪« :‬ما كنت‬ ‫ال تمنعي نفسك من التعبير عما في داخلك‪:‬‬ ‫أنت من اختار‬ ‫ألختار بنفسي هدية أفضل» علم ًا أنك ِ‬ ‫ال تكبحي نفسك عندما تكتبين رسالة شكر‪ ،‬بل ع ّبري عن الهدية من األصل‪ ،‬ومن ثم تتابعين بكلمة شكر صادقة‪ .‬أما‬ ‫شكرك وامتنانك بكل صدق وصراحة‪ .‬المهم هو أن تجدي إذا تلقيت هدية عبارة عن مبلغ من المال‪ ،‬فاذكري «كرم»‬ ‫العبارات المناسبة لكي تع ّبري عن سعادتك لتلقي هدية الشخص الذي قدمها لك وال تذكري المبلغ بحد ذاته‪.‬‬ ‫محددة أو للتمتع بتجربة ما تشاركتها مع أحدهم‪.‬‬

‫اذكري اللحظات المميزة‪:‬‬ ‫يجب أن تذكري في رسالة الشكر بعض اللحظات المميزة‬ ‫التي أمضيتها في تلك المناسبة‪ .‬اذكري أمر ًا محدد ًا‪ ،‬كأن‬ ‫تن ّوهي بالطعام اللذيذ‪ ،‬أو تشكري مضيفتك ألنها أجلستك‬ ‫وعرفتك على أصدقاء جدد‪.‬‬ ‫الى طاولة مميزة في منزلها ّ‬ ‫تسر مضيفتك التي‬ ‫ال شك في أن مالحظتك هذه سوف ّ‬ ‫من الواضح أنها أعمقت التفكير لكي تحرص على أن‬ ‫تستمتعي بوقتك‪.‬‬

‫قدمي هدية رمزية مع رسالة الشكر‪:‬‬ ‫في بعض األوقات‪ ،‬ال تكون رسالة الشكر كافية لكي تع ّبري‬ ‫عن مدى امتنانك‪ .‬إذا أق��ام أحدهم حفل عشاء على‬ ‫شرفك‪ ،‬حاولي أن ترسلي قالب حلوى أو باقة من الورد‬ ‫مسبق ًا الى منزل المضيف باإلضافة الى رسالة شكر‪ .‬كما‬ ‫يجدر بك تقدير بعض التجارب التي تحصل مرة واحدة‬ ‫ال الى بلد غريب ونزلت لدى‬ ‫في العمر‪ .‬فإذا سافرت مث ً‬ ‫بعض األقارب أو األصدقاء‪ ،‬ال تترددي في أن تبتاعي‬ ‫هدية رمزية للعائلة كعربون شكر قبل أن تغادري البالد‪.‬‬


‫تحقيق لها‬

‫ممنوع اقتراب‬

‫الرجال‬ ‫القاهرة ‪ -‬فادية عبود‬ ‫تصوير ‪ -‬صالح الرشيدي‬

‫إدارة القرى السياحية والفنادق في مصر بدأت تستوعب‬ ‫حاجة النساء إلى السباحة بحرية‪ ،‬بعيد ًا عن تحكم الرجال‬ ‫فرفعت على بعض الشواطئ الفتات عليها «للنساء‬ ‫ونظراتهم‪ُ ،‬‬ ‫فقط وممنوع دخول الرجال»‪ ،‬وفي الوقت نفسه تستطيع‬ ‫المرأة ارتداء المايوه الشرعي أو حتى "البكيني" طالما أنه ال‬ ‫يوجد أحد غير بنات جنسها‪.‬‬ ‫تقول نهى العمري (‪ 25‬عاما)‪" .‬الصيف بالنسبة إلي ال‬ ‫يعني سوى المايوه‪ .‬ومنذ أن ارتديت الحجاب لم أستطع‬ ‫ارت��داء المايوه إال في حمام السباحة في النادي في‬ ‫اليوم المخصص للنساء فقط‪ .‬لكن وسواس النظافة كان‬ ‫علي في كل مرة أنزل فيها الى حوض السباحة"‪.‬‬ ‫مسيطر ًا ّ‬ ‫وتضيف‪" :‬كنت دائم ًا أتساءل أال يوجد حق للمحجبة في‬ ‫الرفاهية؟ حتى قررنا االصطياف في الساحل الشمالي‪،‬‬ ‫وعلمت فور وصولي بوجود شاطئ خاص للنساء فقط‪،‬‬ ‫ً‬ ‫مرحبة بالصيف الحقيقي الذي لم أره‬ ‫فانطلقت بالبكيني‬ ‫منذ ‪ 4‬سنوات"‪.‬‬ ‫أما ميرهان جابر (‪ 23‬عام ًا) فال تستطيع مقاومة جو‬ ‫"كنت أرت��دي مايوه‬ ‫المصيف وال أم��واج البحر‪ .‬وتقول‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫المحجبات‪ ،‬حتى علمت العام الماضي بوجود شاطئ للنساء‬ ‫فقط بمارينا‪ ،‬فأصررت على أن أمضي إجازتي الصيفية مع‬ ‫أسرتي هناك ألكون على راحتي بعيد ًا عن الرجال"‪.‬‬ ‫الطالبة إيمان محمود (‪ 19‬عام ًا)‪ ،‬ترحب بفكرة الشواطئ‬ ‫المخصصة للنساء رغم أنها غير محجبة‪ ،‬وتقول‪" :‬الرجالة‬ ‫عيونهم زائغة ال يعرفون من األخالق شيئ ًا وينظرون إلى‬ ‫النساء على الشاطئ وكأنهم لم يروا نسا ًء في حياتهم قط"‪.‬‬ ‫أما ريهام علي‪ 27( ،‬عام ًا) فال تأمن للشواطئ الخاصة‬ ‫بالنساء‪ ،‬قائلة‪" :‬من أين أضمن أنه ال يمكن أن يصورني أحد‪،‬‬ ‫خصوص ًا أني دخلت أحد هذه الشواطئ ذات مرة ورأيت‬ ‫النساء يحملن هواتفهن المحمولة‪ ،‬وجميعها فيها كاميرات‪،‬‬ ‫فنحن نشهد ثورة تكنولوجية عالية‪ ،‬إذن كيف أضمن الحماية‬ ‫واألمان؟" وتتابع‪" :‬ولكنني أرتدي المايوه الشرعي في حمام‬ ‫السباحة وعلى الشاطئ المخصص للنساء من أجل ستر‬ ‫عورتي أمام أي امرأة أخرى‪ ،‬باإلضافة إلى تحقيق األمان"‪.‬‬

‫«ال نستقبل الرجال»‬ ‫"معذرة‪ ..‬ال نستقبل الرجال" شعار مقهى في ضاحية مدينة‬ ‫نصر في القاهرة‪ ،‬يعمل على توفير مناخ نسائي مريح بعيد ًا‬ ‫عن الرجال وتحرشاتهم الفجة‪.‬‬ ‫تهدف مروة إسماعيل صاحبة المقهى من تبنيها لفكرة‬ ‫مقهى للنساء فقط إلى إبعاد المرأة عن أنظار الرجال التي‬ ‫تالحقها أينما ذهبت وتلصصهم على تصرفاتها ومراقبتهم‬ ‫لضحكاتها في األماكن العامة‪ ،‬فالمرأة ال تجد خارج بيتها‬ ‫مكان ًا تشعر فيه بالحرية‪ ،‬على حد قولها‪ ،‬لذا اعتمدت مروة‬

‫أماكن للنساء فقط!‬

‫«ممنوع دخول الرجال»‪ ،‬شعار ترفعه أماكن كثيرة اآلن لتكون مخصصة‬ ‫للنساء فقط‪ ،‬فما أبرز هذه األماكن؟ وما سبب انتشارها؟ وهل تلقى‬ ‫إقبا ً‬ ‫ال من النساء؟ وما تحليل خبراء االجتماع والنفس النتشار هذه‬ ‫األماكن؟ عالمات استفهام عديدة تخترق بها «لها» عالم ًا نسائي ًا خاصاً‪.‬‬ ‫في فكرتها على البساطة ألنها لم تكن تضمن النجاح‪ .‬تقول‪:‬‬ ‫«المترددات على المكان من جميع األعمار ابتدا ًء من مرحلة‬ ‫الجامعة وصو ًال إلى األم التي تصحب بناتها في نزهة خارج‬ ‫المنزل‪ ...‬واإلقبال كبير"‪.‬‬ ‫وألن المحيطين يراقبون المرأة المحجبة والملتزمة أكثر‬ ‫من غيرها‪ ،‬تقول مروة‪" :‬هذا المقهى أعطى المحجبات‬ ‫مساحة من الحرية في االبتعاد عن المنزل خصوص ًا إذا‬ ‫ّ‬ ‫المنقبات أصبح لهن الحق‬ ‫كانت العائالت محافظة‪ ،‬كذلك‬ ‫في دخول مقهى والتخلي عن غطاء وجوههن‪ ،‬ألن جميع‬ ‫العامالت نساء‪ ،‬وال يسمح ألي عنصر ذكوري لفرض فضوله‪،‬‬ ‫لوجود حارس أمن على الباب الخارجي للمقهى يمنع دخول‬ ‫الرجال"‪ .‬ورغم أن صاحبة المقهى تعرضت في بداية عمل‬ ‫المقهى إلى فضول الكثيرين من الرجال‪ ،‬فإنها تؤكد أن أكثر‬ ‫ما كان يزعجها هو سوء الظن فيها وفي المقهى‪ ،‬إذ كان يشاع‬ ‫أنه مكان يسمح للنساء بتدخين الشيشة بعيد ًا عن األنظار‪.‬‬

‫عشت الجو‪ ،‬مما‬ ‫وسعدت بها عندما‬ ‫أن الفكرة أدهشتني‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫يدعوني ألن أقترح أن تكون سائقة التاكسي امرأة حتى نأمن‬ ‫على أنفسنا عندما نركب تاكسي لي ً‬ ‫ال»‪.‬‬

‫ضعف القيم‬ ‫يرى الدكتور محمد يحيى الرخاوي مدرس علم النفس في‬ ‫كلية اآلداب في جامعة القاهرة‪ ،‬أن ظاهرة تخصيص أماكن‬ ‫للنساء فقط يرجع إلى عاملين‪ ،‬األول أن القيم واألعراف‬ ‫المعيشية في الشارع أصبحت أضعف من أن تضبط‬ ‫سلوكيات ضعاف النفوس من الرجال‪ ،‬العامل الثاني هو‬ ‫ازدياد توجه بعض فئات المجتمع نحو المحافظة رد فعل‬ ‫على ازدياد مظاهر االنحالل والتحرش‪ ،‬باإلضافة إلى توافر‬ ‫الموارد التي تسمح بتخصيص أماكن ترفيهية لفئات معينة‬ ‫غالب ًا ما يكون مستواها المادي أعلى من المتوسط‪.‬‬

‫يوم ميالد خاص جد ًا‬

‫التمييز مرفوض‬

‫سالي إكرام طالبة جامعية‪ ،‬قررت االحتفال بيوم ميالدها‬ ‫العشرين بعيد ًا عن المنزل‪ ،‬وبعيد ًا عن الرجال‪ .‬ولكن ال يوجد‬ ‫خصوصا أنها تعشق الرقص‬ ‫خال من الرجال‬ ‫ً‬ ‫"ديسكو" ٍ‬ ‫الشرقي هي وصديقاتها فلجأت إلى ذلك المقهى المخصص‬ ‫للنساء فقط‪ ،‬فكان مليئ ًا بالضحك والرقص من دون رقابة أو‬ ‫فضول أو تحرش‪ .‬أما معتزة فتؤكد أن الدنيا من دون رجال‬ ‫أكثر راحة وهدوء ًا‪ ،‬وتتساءل‪" :‬لما ال تنتشر الفكرة حتى يصبح‬ ‫لنا أماكن خاصة ال يجرؤ الرجال على اقتحامها؟"‪.‬‬ ‫سلمى (‪ 25‬عام ًا) طبيبة‪ ،‬تطالب هي أيض ًا بانتشار الفكرة‪،‬‬ ‫وترى أن األماكن التي تختلط فيها البنات مع الرجال يكون‬ ‫عال أو اللمس أو التحرش‬ ‫فيها تجاوزات إما بالضحك‬ ‫ٍ‬ ‫بصوت ٍ‬ ‫اللفظي‪ ،‬وهي ال تحب أن ترى ذلك أو تكون عرضة له‪.‬‬ ‫إيمان (‪ 18‬عام ًا) طالبة في كلية الخدمة االجتماعية‪ ،‬تقول‪:‬‬ ‫"هذه أول مرة أحضر فيها إلى هذا المقهى‪ ،‬ولم أعرفه حتى‬ ‫إلي صديقة دعوة حفلة حناء أختها هنا‪ .‬وال أنكر‬ ‫وجهت ّ‬

‫وهناك مدن إنتاجية للنساء فقط في مصر والسعودية تهدف‬ ‫إلى استغالل طاقة النساء وتحسين مستواهن االقتصادي‪،‬‬ ‫يأمن غدر الرجال‪ ،‬كما أن السعودية افتتحت‬ ‫خصوصا من لم ّ‬ ‫ً‬ ‫محظورا على الرجال دخوله‪،‬‬ ‫مؤخر ًا فندق ًا خاص ًا بالنساء‬ ‫ً‬ ‫والبقية تأتي‪ .‬المبررات لذلك كثيرة أهمها حماية المرأة من‬ ‫غدر الرجال‪ .‬عن هذه الظاهرة يقول الدكتور سعيد المصري‬ ‫أستاذ علم االجتماع في كلية اآلداب جامعة القاهرة‪« :‬ثمة‬ ‫شواهد كثيرة على هذه الظاهرة في مجتمعات كثيرة متباينة‬ ‫ال يمكن تفسيرها بسبب واحد وإنما بأسباب اجتماعية‬ ‫وثقافية متعددة‪ .‬ومع ذلك فإن األمثلة المذكورة تعبر عن‬ ‫سببين رئيسيين‪ ،‬إما التمييز بين الجنسين لصالح التفوق‬ ‫الذكوري‪ ،‬أو الدفاع عن المرأة في مواجهة التفوق الذكوري‪.‬‬ ‫ففي السبب األول تبرز الثقافة األبوية التي تعزز الفصل بين‬ ‫الجنسين في المجاالت العامة وحجب النساء عن األنظار‬ ‫لصالح تفوق الرجال وهيمنة حضورهم في المجال العام‪ ،‬كما‬

‫{نهى‪ :‬الشواطئ الخاصة بنا جعلتنا أكثر حرية واستمتاع ًا‬ ‫{مروة‪ :‬أنشأت مقهى للنساء فقط واإلقبال كبير‬ ‫{الدكتور محمد يحيى الرخاوي‪ :‬سلوكيات بعض الرجال‬ ‫وراء انتشار تلك األماكن‪{ .‬الدكتور سعيد المصري‪:‬‬ ‫المجتمعات تتغير في اتجاه تعزيز مشاركة المرأة‬

‫هو الحال في البلدان العربية واإلسالمية‪ ،‬وهي ظاهرة شائعة‬ ‫في مصر أيض ًا‪ ،‬وبدت واضحة في الشواطئ والمواصالت‬ ‫العامة كمترو األنفاق وحمامات السباحة في األندية الرياضية‬ ‫واالجتماعية‪ .‬ويزداد انتشارها باستمرار في أماكن الحصول‬ ‫على الخدمات العامة كالتعليم في المدارس والمعاهد‬ ‫والجامعات وأماكن تلقي الخدمات الصحية والمصرفية‬ ‫وغيرها‪ .‬رغم عدم وجود نصوص قانونية واضحة تنص على‬ ‫فصل النساء عن الرجال في هذه المجاالت‪ ،‬فإننا نشاهد‬ ‫ بفعل التقاليد والعادات ودعاوى تحريم االختالط ‪ -‬مي ً‬‫ال‬ ‫تلقائ ًيا لدى كثير من الناس إلى الفصل بين الجنسين بشكل‬ ‫ملحوظ فى المحاضرات و"طوابير" الحصول على الخدمات‬ ‫وغيرها»‪ .‬أما السبب الثاني لوجود دعوات لتخصيص أماكن‬ ‫للنساء لدى شعوب أخرى‪ ،‬فقد يعود الى اعتبارات خاصة‬ ‫بظروف معينة سائدة فى تلك البلدان‪ ،‬وإن كانت هناك‬ ‫بعض الدعوات المتطرفة من داخل حركات تحرير المرأة‬ ‫تدعو إلى الدفاع عن النساء في مواجهة التفوق الذكوري‬ ‫إلى حد تخصيص أماكن وخدمات خاصة بالنساء كامتياز‬ ‫لهن‪ ،‬وهو إجراء مضاد لتخصيص أماكن وخدمات مقصورة‬ ‫على الرجال‪ .‬وهذه دعوات متطرفة ‪ -‬على حد قول الدكتور‬ ‫المصري ‪ -‬قد ال ت��ؤدي إلى تحرير المرأة‪ ،‬حسب زعم‬ ‫القائمين على هذه الحركات النسائية بقدر ما تؤدي الى مزيد‬ ‫من تكريس الفصل والتمييز بين الجنسين في الحياة العامة‪.‬‬ ‫ويضيف أستاذ علم االجتماع‪" :‬المجتمعات تتغير في اتحاه‬ ‫المزيد من مشاركة المرأة وأهمية وجودها في الحياة العامة‬ ‫جنبا الى جنب الرجل ‪ .‬ومن ثم فإن إص��رار رجال الدين‬ ‫والقائمين على التقاليد في المجتمع الشرقي على الفصل‬ ‫بين الجنسين من شأنه أن يكرس االبوية تحت مبررات‬ ‫حماية اإلناث من تحرش الرجال‪ ،‬بينما يؤدي الفصل في‬ ‫حقيقة األمر إلى حساسية دائمة بين الجنسين‪ ،‬وبالتالي‬ ‫يأتي التحرش نتاج ًا طبيعي ًا لمجتمعات غير معتادة على‬ ‫االختالط مثل المجتمعات الغربية"‪ .‬ويتابع‪" :‬لعلنا نالحظ أن‬ ‫األطفال والشباب ممن تعلموا في مدارس مختلطة ال يكونون‬ ‫ذوي حساسية مفرطة نحو الجنس اآلخ��ر‪ ،‬أما األطفال‬ ‫والمراهقون والشباب الذين لم يعتادوا على االختالط‬ ‫فيالحظ حساسيتهم المفرطة نحو الجنس اآلخر‪ .‬ولهذا‬ ‫فالفصل يزيد الفجوة بين الجنسين باستمرار ويختزل نظرة‬ ‫كال الجنسين نحو اآلخر الى مجرد اإلثارة"‪.‬‬

‫خورة الظاهرة‬ ‫يرجع الدكتور سعيد المصري‪ ،‬تفضيل النساء لالبتعاد‬ ‫عن الرجال إلى كون المرأة من أشد وأقوى المدافعين عن‬ ‫التقاليد‪ ،‬فالمرأة في المجتمع الشرقي تكرس القيم التقليدية‬ ‫وتدافع عنها‪ .‬ومن غير المتوقع حين نسأل كثير ًا من النساء‬ ‫عن آرائهن في االختالط أن نحصل على إجابة تنفي قبول‬ ‫هذا التقليد خشية أن تفهم أنها ضد الفضيلة والحشمة‪{.‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.