الشرق المطبوعة - عدد 178 - الرياض

Page 18

‫المستبد يستخفي‬ ‫ُ‬ ‫والتقانة تفضحه‬

‫علي‬ ‫الرباعي‬

‫(ال�ضب تف�ضحه عيون ��ه) ولأبي الطي ��ب امتنبي (واإذا‬ ‫ق ��ال �ضاعر عرب ��ي‬ ‫ُ‬ ‫قلب �ض ��بٍ ‪ ،‬فعليه من كل عن دليل) هكذا كان ��ت اأوراق الع�ضاق‬ ‫خام ��ر الهوى َ‬ ‫مك�ضوفة‪ ،‬واأحوالهم معروفة‪ ،‬طاولتني هذه امقدّمة بعد اأن اأرهقني اأ�ضدقائي‬ ‫ومعاري بطلباتهم م�ضاهدة مقاطع فيديو على الهواتف اجوالة امحدّثة وعلى‬ ‫موقع يوتيوب تر�ضد جاوزات �ضخ�ضية اأو اإدارية‪ ،‬هذه التقانة احديثة األغتْ‬ ‫م ��ا يُ�ض َمى بخ�ضو�ضية الف ��رد و�ضريّته‪ ،‬فنحن حت طائل ��ة التعرية ام�ضوّرة‬ ‫عر�ض ��ة للت�ضهر والف�ض ��ح‪ ،‬التقانة فجّ ��رت �ضرخات اأم كان ��ت مدفونة حت‬ ‫اأوه ��ام العي� ��ش الرغيد‪ ،‬واأعلتْ �ض ��وت اأ�ضاء اأهدرها حاكم ��ون باأمر الله كما‬ ‫يزعمون‪ ،‬اليوم بحمد الله كلنا حت امجهر �ضواء من كان منا داخل الق�ضبان‬ ‫اأم خارجها‪ ،‬وب�ضبب هذه التقنية حجّ م بع�ش ال�ضر وتناق�ضت بع�ش مظاهر‬ ‫الف�ضاد والأمل بامزيد من �ضد منافذ ال�ضرور والأذى التي نعجز عن فهم �ض ّرها‪،‬‬ ‫و برغ ��م اأن فقهاء ال�ضريعة الإ�ضامية والقان ��ون ل يزالون يرون ي ال�ضورة‬

‫(جام ��دة اأو متحرك ��ة) قرينة ل و�ضيل ��ة اإثبات‪ ،‬ولي�ضت دلي ًا مادي� � ًا بحكم اأن‬ ‫ال�ضور قابلة للفركة والركيب وهذا م�ضلك نبيل عند الق�ضاة والعدلين كونهم‬ ‫ي�ضتاأن�ض ��ون بها اإل اأنه ��م ل يبنون اأحكامهم عليها‪ ،‬وما اأُث ��ر عن جمال الدين‬ ‫الأفغاي رحمه الله (ال�ضرق ل يحكمه اإل عادل م�ضتبد) ويبدو اأن بع�ش حكام‬ ‫ال�ضرق تبنوا هذه امقولة امبنية ول ريب على خرة الواقع وجارب احكماء‪،‬‬ ‫والتم�ضك‬ ‫وال�ضلطة تفعل فعلها حن تدفع امُت�ضلط اإى تنا�ضي واإهمال العدل‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫بال�ضتب ��داد‪ ،‬وم ��ن الده ��اء اأن يتخ َفى ام�ضتب ��د وراء فكرة رجعي ��ة ما يتبناها‬ ‫بع� ��ش اأتباع ��ه ويت�ضر ه ��و خلفها ما يُعي ��ق امجتمعات عن بن ��اء موؤ�ض�ضاتها‬ ‫عل ��ى اأ�ض�ش ع�ضرية‪ ،‬ويتعرقل باموروثات �ضر العمل التطويري والتحديثي‬ ‫‪،‬م ��ا يفقدها النم ��وذج الأميّز‪ ،‬فعو�ض ًا ع ��ن قولنا عن جتمع م ��ا اأنه اأف�ضل ي‬ ‫حداثت ��ه وحديثه نقول اإن ��ه اأقل �ضوء ًا من غره‪ ،‬وم م ��ر بالكوكب الأر�ضي‬ ‫مف ّك� � ٌر م ي�ض ُن ��ع على ام�ضتبدين واإن م ��ن وراء حجاب‪ ،‬ورما �ض� �األ �ضائل عن‬

‫في العلم والسلم‬

‫خالص جلبي‬

‫م�صتويات اجدل ثاثة‪ :‬امراء والن�صفة والبوق؛‬ ‫فاأ َما امراء فهو ما نراه ي ااجاه امعاك�س من حاولة‬ ‫ِ‬ ‫طرف التغلب على ااآخر باأنه على خطاأ كامل‪ ،‬وا َأن‬ ‫كل ٍ‬ ‫�صيطان مري ٌد‪.‬‬ ‫ااآخر‬ ‫ٌ‬ ‫وقد نهانا ر�ص ��ول الرحمة عن ذلك فقال من ترك‬ ‫امراء وهو حق بنى الله له رب�ص ًا ي اجنة؛ فاإذا دخل‬ ‫امرء النقا�س فليحرم من اأمامه ولي�صتمع له وليعرف‬ ‫له باحق ولو ي جزء من كامه؛ فكلنا �صظايا اختلط‬ ‫فيها احق بالباطل‪ ،‬اأما احقيقة احقيقية النهائية فهي‬ ‫عند ذي العزة واجال‪.‬‬ ‫وي ه ��ذا ينق ��ل عن ااإمام ال�ص ��افعي قوله ي‬ ‫اأمرين‪ :‬مناق�ص ��ة اجهلة فيقول؛ م ��ا جادلني جاهل اإا‬ ‫غلبني‪ ،‬وما جادلت عام ًا اإا غلبته‪ ،‬وااأهم من قوله ي‬ ‫تر�ص ��يخ مبداأ امناظ ��رات‪ :‬اأنا على ح ��ق يحتمل اخطاأ‬ ‫وخ�صمي على باطلٍ يحتمل ال�صواب‪.‬‬ ‫ومن ��ه ف� �ا َإن ن ��وع اجدل الث ��اي هو الن�ص ��فة اأي‬ ‫ااعراف لاآخر بعد ح�صن ال�صماع والتبن‪.‬‬ ‫وي هذا نزلت �ص ��ورة امجادلة عن امراأة ي�صمع‬ ‫لها النبي وهي ت�ص ��تكي اإليه من �ص ��وء معاملة زوجها‪،‬‬ ‫وي هذا اأي�ص� � ًا جدل ن ��وح مع قومه‪ ،‬وي هذا ياأمرنا‬ ‫الل ��ه تع ��اى ب� �اأن نناق� ��س ااآخرين كم ��ا ج ��اء ي اآخر‬ ‫«ادع اإى �صبيل ربك باحكمة واموعظة‬ ‫�صورة النحل ُ‬ ‫اح�ص ��نة وجادلهم بالتي هي اأح�صن»‪ .‬ولكن الو�صول‬ ‫اإى هذا ام�صتوى الراقي من التعامل بعيد ًا عنه العرب‬ ‫بقدر بعدهم عن روح الت�ص ��امح التي غر�صها الرحمن‬ ‫ي عب ��اده الذي ��ن م�ص ��ون عل ��ى ااأر� ��س هون ��ا واإذا‬ ‫خاطبهم اجاهلون قالوا �صاما‪.‬‬ ‫ذك ��رت امجلة التون�ص ��ية (‪ )21 - 15‬عن امناظرة‬ ‫ي ااإ�صام اإنه قال ااأول للثاي اأناظرك على �صروط‪:‬‬ ‫اأا تعج ��ب‪ ،‬وا تغ�ص ��ب‪ ،‬وا ت�ص ��غب‪ ،‬وا تدعي‪ ،‬واأا‬ ‫تاأتي باآية على مذهبك فاأ َّولتها؛ اإا �صمحت ي مثلها‪،‬‬ ‫واأن توؤثر الت�صادق‪ ،‬وتنقاد للتعارف‪ ،‬واأن يكون دليل‬ ‫كل منا اأن يكون احق ن�صيبه والرفق معامله‪.‬‬ ‫ولك ��ن مث ��ل ه ��ذه ااأج ��واء و َدعناه ��ا من ��ذ اأي ��ام‬ ‫ال�صندباد البحري‪.‬‬ ‫اأم ��ا م ��وذج اج ��دل (البوق) فهو م ��ا نراه ي‬ ‫امحطات الف�صائية من اأبواق اأنظمة عربية �صتى وهي‬ ‫ح ��اول اأن تكذب وتك ��ذب وتكذب‪ ،‬فتجعل من الكذب‬ ‫هادي� � ًا ودلي � ً�ا ون ��ور ًا و�ص ��فيع ًا‪ .‬ونح ��ن نعل ��م ا َأن م ��ن‬ ‫يف ��ري الكذب الذي ��ن ا يوؤمنون‪ .‬اإم ��ا يفري الكذب‬ ‫الذي ��ن ا يوؤمن ��ون‪ .‬ومن ��ه فق ��د ي ��زي اموؤم ��ن ويخطئ‬ ‫وي�ص ��رق ولكنه ا يك ��ذب؛ اأنه مفت ��اح كل رذيلة‪ ،‬مثل‬ ‫ااآل ��ة احا�ص ��بة الت ��ي تخ ��رب فرميها‪ ،‬فمن ال�ص ��دق‬ ‫مكن �ص ��بط كل ااأخطاء ومع الكذب يفلت كل �ص ��يء‬ ‫فيخرب فا ي�صلح‪.‬‬ ‫ق ��ال ي م ��ن اأث ��ق ب ��ه النظ ��ام ال�ص ��وري م�ص ��ك‬ ‫ب��صبعمائة متظاهر‪ ،‬فيقول منهم ‪ 699‬اإنني كنت خطاأ‬ ‫ي هذا امكان‪ ،‬وا عاقة ي باأي مظاهرة واعرا�س!‬ ‫‪kjalabi@alsharq.net.sa‬‬

‫وضع العالم‬ ‫بين قوسين‬

‫خالد‬ ‫الغنامي‬

‫‪alroubaei@alsharq.net.sa‬‬

‫اأربعاء ‪ 9‬رجب ‪1433‬هـ ‪ 30‬مايو ‪2012‬م العدد (‪ )178‬السنة اأولى‬

‫‪18‬‬ ‫مستويات‬ ‫الجدل‬ ‫الثاثة‬

‫مرد ال�ضتبداد وتناميه‪ ،‬ول ريب اأن الفرد امتو ّلد عن منظومة قامعة لن يخرج‬ ‫بطبع ��ه م�ضام ًا ودود ًا‪ ،‬ويزيد �ض َر ام�ضتب ّد ات�ضاعُ رقعة ال�ضمت والتك ُتم حوله‪،‬‬ ‫والع ��ام كله �ضه ��د وي�ضهد �ضور ا�ضتب ��داد منزوعة من قل ��وب اأربابها الرحمة‬ ‫يتف ّنن ��ون ي ت�ضلُطهم وطغيانهم ويتطاولون على كرامة الإن�ضان وحرمة دمه‬ ‫وماله وعر�ضه‪ ،‬وبرغم و�ضائل التقانة الناقلة مذابح تطال اأ�ضقاءنا ي �ضوريا‬ ‫احبيب ��ة اإل اأن اج ��رم م�ضتمر والطغيان يت�ضاعد‪ ،‬من هن ��ا اآمنت اأن لي�ش كل‬ ‫من �ضادته عيون التقنية �ضيطاوله اح�ضاب اأو العقاب لأن ال�ضتبداد نوعان‪:‬‬ ‫ا�ضتب ��داد اأفراد عر�ضة للمحا�ضبة وا�ضتبداد �ضلط ��ات ل مكن حا�ضبتها‪ ،‬ول‬ ‫ريب اأن ال�ضتبداد غريزة حتى ي ا ُ‬ ‫حب ( ليت هند ًا اأجزتنا ما تعد ‪ ،‬و�ضفتْ‬ ‫اأنف�ضنا ما جد‪ ،‬وا�ضتبدتْ مرة واحدة‪ ،‬اإما العاجز من ل ي�ضتبد‪.‬‬

‫نحو إعام معرفي‪..‬‬ ‫إذاعة الكويت نموذج ًا‬ ‫بدر البلوي‬

‫حياة امدنية التي نعي�ضها ي الوقت احا�ضر جرنا اأحيان ًا اأن م�ضي‬ ‫�ضاعات طويلة خلف مقود ال�ضيارة يومي ًا‪ ،‬حب�ضنا فيه عن مار�ضة توا�ضلنا‬ ‫امعري اإل من خال ال�ضتماع لاإذاعة كاأف�ضل و�ضيلة معرفية واإعامية اآمنة‬ ‫وم�ضموح بها اأثناء القيادة‪.‬‬ ‫ي اأي ��ام ال�ضتيني ��ات وال�ضبعيني ��ات والثمانيني ��ات‪ ،‬كان لاإذاع ��ة وقع‬ ‫كب ��ر ي نفو�ش اجماهر‪ .‬كانت هي الطاغية بال�ضهرة بحكم اأ�ضبقيتها على‬ ‫م ��ا حقها من اخراع ��ات اإعامية‪ .‬وكان هناك حول الع ��ام اأ�ضدقاء لاإذاعة‪،‬‬ ‫اأوفي ��اء لها‪ .‬يكتف ��ون بال�ضماع دون الروؤية‪ .‬ين�ضت ��ون للجميع في�ضادقونهم‬ ‫حت ��ى ول ��و كان خلف اميكرف ��ون «امُعيدي» نف�ض ��ه الذي قالت عن ��ه العرب اأن‬ ‫ت�ضمع به خر من اأن تراه‪.‬‬ ‫اأت ��ى التلفزي ��ون‪ ،‬ولك ��ن م يلغ الإذاع ��ة‪ ،‬واأت ��ى الإنرنت ولك ��ن م يلغ‬ ‫التلفزي ��ون ول الإذاع ��ة‪ .‬ي و�ضائ ��ل الإعام‪ ،‬م ين�ضخ اجدي ��د القدم‪ .‬واإن‬ ‫كان ��ت ناف�ضت غرها عل ��ى عقول اجماهر وقلوبهم‪ .‬وال�ضب ��ب اأن كل واحد‬ ‫منه ��م ي�ضبح ي فلك ختلف عن فلك الآخ ��ر‪ .‬اإل اأن ف�ضاءنا كجماهر ازدحم‬ ‫وخياراتنا تعددت وتنوعت‪ .‬وكل حوا�ضنا ا�ضتهدفت‪ .‬فاأ�ضبح العر�ش غزير ًا‬ ‫ووف ��ر ًا‪ .‬وفيه غث كثر و�ضم ��ن ي�ضر‪ .‬وهنا برز معيار النتخاب الطبيعي‬ ‫ب� �اأن البق ��اء لاأف�ضل دائم� � ًا‪ .‬ليمكث ما ينف ��ع اجمهور من و�ضائ ��ل اإعام ي‬ ‫الأر�ش‪ ،‬ويذهب ما عداه هبا ًء اأدراج الرياح‪.‬‬ ‫عل ��ى م�ضتوى الإذاع ��ة‪ ،‬تاأت ��ي اإذاعة دول ��ة الكويت ال�ضقيق ��ة من وجهة‬ ‫نظ ��ري‪ ،‬كاأبرز اإذاعة عربي ��ة ا�ضتمعت اإليها‪ .‬وقد ي�ضاط ��ري الكثرون نف�ش‬ ‫ال ��راأي‪ .‬وعلى م ��ن ل يعرف عنها �ضيئ ًا اأو م ي�ضتمع له ��ا جيد ًا‪ ،‬اأن يبحث عن‬

‫موج ��ة ‪ 1134‬لي ًا وموجة ‪ 540‬نهار ًا‪ ،‬ويتابع جي ��د ًا ليعرف كم حويه هذه‬ ‫الإذاع ��ة م ��ن قيمة كبرة‪ .‬من خ ��ال متابعتي الطويلة و�ضب ��ه الدائمة لإذاعة‬ ‫الكويت اأ�ضتطيع القول باأنها لي�ضت اإذاعة حلية تقليدية‪ ،‬بل هي اأي�ض ًا اإذاعة‬ ‫معرفي ��ة من الطراز الأول‪ ،‬ما مي ��ز اإذاعة الكويت عن غرها كثر‪ .‬بل اأعتقد‬ ‫اأن الإذاع ��ات الأخ ��رى وبالذات اإذاعتن ��ا ال�ضعودية الغ ��راء برناجها العام‬ ‫ي الريا� ��ش وبرناجها ي جدة ينق�ضها �ضن ��وات �ضوئية حتى ترتقي اإى‬ ‫م�ضتوى اإذاعة الكويت م�ضمون ًا واأ�ضلوب ًا‪ .‬كل الإذاعات لديها ح�ض�ش معينة‬ ‫م ��ن الرامج‪ .‬لكن تظل اإذاعة الكويت من وجهة نظري متميزة ي كل �ضيء‪.‬‬ ‫فمث � ً�ا براجها الفكرية رائعة بكل ما حمله الكلم ��ة من معنى‪ .‬برامج حفز‬ ‫الذهن وتنمي الفكر‪ .‬وت�ضتقطب اأف�ضل امفكرين وامثقفن من داخل الكويت‬ ‫اأو خارجها ي برامج حوارية ميزة‪ .‬وكذلك احال مع براجها الثقافية‪ .‬من‬ ‫ي�ضتم ��ع لإذاعة الكويت لن ين�ضى برامج مث ��ل‪ :‬نافذة على التاريخ‪ ،‬الذي كان‬ ‫يق ��دم اأبرز الق�ض�ش التاريخية وال�ضيا�ضية بطريقة مثيلية �ضيقة‪ .‬وبتقدم‬ ‫نخبة من اممثلن الكويتين الرائعن‪ .‬وكذلك برنامج جوم القمة‪ ،‬وذكريات‬ ‫من�ضية‪ ،‬وال�ضعر وال�ضعراء‪ .‬وغرها كثر‪.‬‬ ‫والقائم ��ة طويلة لرامج اأخرى ي كل فن ولون من حديث وقدم تاأ�ضر‬ ‫الألب ��اب وت�ضلي اخواطر‪� .‬ضدقوي من ي�ضتمع لإذاعة الكويت‪� ،‬ضوف يجد‬ ‫اأن ��ه م�ضدوه بها وم�ضدود لها طوال الوقت‪� .‬ضتتعلم اأذنه الفرق بن ال�ضتماع‬ ‫له ��ا اأو لبع� ��ش الإذاعات امفرو�ضة عليه عل ��ى موجات ال � � اإف‪ .‬اإم التي لي�ش‬ ‫لديها �ض ��وى الرويج لاأغاي الهابطة والت�ضويق للفنانن امغمورين‪ .‬ومن‬ ‫اموؤ�ض ��ف اأن يجد ام�ضتمع نف�ضه على هذه اموجة بن اإذاعة القراآن الكرم اأو‬

‫نبوءة وحيد حامد‬ ‫التي تحولت لكابوس‬ ‫حاتم حافظ‬

‫«مر�ضي اأمام �ضفيق‪ :‬هذه اجولة ي�ضميها كثر من ام�ضرين (الكابو�ش) لأنها‬ ‫�ض ��وف تاأتي لهم باأح ��د اأ�ضواأ امر�ضحن للو�ضول لكر�ض ��ي الرئا�ضة»‪ ..‬هذه الفقرة‬ ‫�ضمه ��ا مقاي الأ�ضب ��وع الفائت عن احتم ��الت الإعادة بن مر�ضح ��ي الرئا�ضة ي‬ ‫م�ضر‪ ،‬والتي و�ضفتها مثل عدد كبر من ام�ضرين بالكابو�ش‪ ،‬فقد اأ�ضفرت النتائج �‬ ‫حتى الآن � عن تقدم كل من الدكتور حمد مر�ضي � مر�ضح جماعة الإخوان ام�ضلمن‬ ‫� والفريق اأحمد �ضفيق � مر�ضح النظام القدم‪.‬‬ ‫الق ��راءة الأولي ��ة لهذه النتائج تق ��ول اإننا ب�ضدد اإ�ضكالية كب ��رة للغاية‪ ،‬على‬ ‫ام�ضري ��ن حل لغزها‪ ،‬فقد بات اأمامهم الختيار بن ا�ضتمرار النظام القدم الذين‬ ‫ث ��اروا �ض ��ده وبن اإنتاج نظام ام ��اي الديني ومن ثم ا�ضتب ��دال فا�ضية باأخرى‪..‬‬ ‫هي اإ�ضكالية كبرة خ�ضو�ضا اإذا ما عرفنا اأن الثورة ام�ضرية كانت بالأ�ضا�ش �ضد‬ ‫النظ ��ام الأبوي الفا�ضي �ضواء ذلك الذي مار�ش فا�ضيته با�ضم الدولة اأو ذاك الذي‬ ‫مار�ضه ��ا با�ضم الدين‪ .‬ولنا اأن نتفه ��م قلق ام�ضرين اإزاء هذه ام�ضكلة لأن و�ضول‬ ‫اأي من امر�ضحن قد يكون معناه اختطاف الثورة لاأبد‪.‬‬ ‫الذين يدعون للت�ضويت ل�ضفيق يحاولون تذكر ام�ضرين ب�ضيناريو الثورة‬ ‫الإيرانية التي توافقت فيها القوى ال�ضيا�ضية الليرالية والي�ضارية � وقود الثورة‬ ‫احقيق ��ي � على ال�ضت�ضام للحكم الديني للتخل�ش من ال�ضاه‪ ،‬وبعد التخل�ش من‬

‫ع � ّ�رت ي مقالة �ضابقة عن اغتباطي ب�ض ��دور ترجمة امفكر الإ�ضامي‬ ‫الدكت ��ور اأبي يعرب امرزوقي لكت ��اب «الأفكار» للفيل�ض ��وف الأماي اأدموند‬ ‫هو�ض ��رل‪ ،‬واأو ّد الي ��وم اأن األق ��ي امزيد من ال�ضوء عل ��ى اأهمية هذا ام�ضروع‬ ‫الفكري ي تاأريخ الفل�ضفة‪ .‬هو�ضرل ‪-‬بكل تاأكيد‪ -‬حطة عقلية كبرة‪ ،‬اإذ هو‬ ‫حاولة اأ�ضيلة �ضعت جعل الفل�ضفة علم ًا دقيق ًا �ضارم ًا‪ .‬يظهر هذا ي عنايته‬ ‫الكب ��رة بام�ضائ ��ل امنطقية واللغوية‪ ،‬خ�ضو�ض ًا م ��ا دار منها حول امعنى ‪.‬‬ ‫وهذه الأهمية التي اكت�ضبها هو�ضرل‪ ،‬ات�ضحت بعد موته ( ‪) 1938 1859-‬‬ ‫ل لأنه فقط و�ضم بطابعه عدد ًا لي�ش بالقليل من التيارات الفل�ضفية والفكرية‬ ‫امعا�ضرة ( الوجودية وغرها)‪ ،‬بل لأنه جح ي و�ضع منهج فل�ضفي جديد‬ ‫�ضح فيه رحم الفل�ضفة اأن يلد منهج ًا جديد ًا‪ .‬واأ�ضبحت متهمة بالعقم‬ ‫ي زمن َ‬ ‫واأنها و و�ضلت ل�ضن الياأ�ش من الولدة‪ .‬ولعل فل�ضفة هو�ضرل كلها ما هي اإل‬ ‫�ضعي نحو منهج جديد‪.‬‬ ‫ما هي الظاهراتية؟‬ ‫لي� ��ش من ال�ضه ��ل احديث عن فل�ضف ��ة هو�ضرل‪ ،‬لي� ��ش ب�ضبب �ضعوبة‬ ‫لغته فقط‪ ،‬واإما ب�ضبب امو�ضوع الذي يناق�ضه‪ .‬فم�ضروع الفينومنولوجيا‬ ‫(الظاهراتي ��ة) منه ��ج يحب�ش نف�ضه ي و�ض ��ف الظاه ��رة‪ ،‬اأو ي و�ضف ما‬ ‫ه ��و معط ��ى على نح ��و مبا�ضر‪ .‬ولذل ��ك قال هو�ض ��رل ي�ضف م�ضروع ��ه‪« :‬اإن‬ ‫الفينومنولوجي ��ا و�ض ��ف خال� ��ش مجال حايد ه ��و جال الواق ��ع امعا�ش‬ ‫واماهي ��ات التي تتمثل ي ه ��ذا امجال»‪ .‬اإذن فهي منه ��ج جديد ي الو�ضف‬ ‫الفل�ضف ��ي‪ .‬منهج ي�ضعى لتكوين نظام �ضيكولوج ��ي اأوي ‪ apriori‬يكون‬

‫الأخ ��ر قام الإ�ضاميون بذب ��ح الليرالين والي�ضارين الذي ��ن حولوا اإى �ضف‬ ‫امعار�ضة وم و�ضمهم باخوارج وبالادينين اإى اآخر تلك التهم �ضابقة التجهيز‬ ‫التي ماأ اأدبيات الأ�ضولية الدينية‪.‬‬ ‫اأم ��ا الذين يدع ��ون للت�ضويت مر�ضي فيحاولون تذك ��ر ام�ضرين ب�ضيناريو‬ ‫الثورة الرومانية التي ا�ضتطاع فيها النظام القدم ا�ضتعادة عافيته والنق�ضا�ش‬ ‫مرة اأخرى على الثورة وعلى مفا�ضل الدولة ومن ثم الوقوع مرة اأخرى ي ربقة‬ ‫ا�ضتب ��داد �ضيا�ضي معاد اإنتاجه‪ ،‬ترتب علي ��ه ذبح الثوار اأي�ضا باعتبارهم خارجن‬ ‫على ال�ضرعية‪.‬‬ ‫ي احالة ام�ضرية يبدو اأن هناك طريقا ثالثا‪ ،‬فالثورة ما تزال ي ال�ضارع‪ ،‬م‬ ‫تفلح قوى النظام القدم رغم ا�ضتعادة عنفوانها ب�ضبب انحياز امجل�ش الع�ضكري‬ ‫لها ي قمعها‪ ،‬ما زال دكتور حمد الرادعي � ملهم الثورة � يبث الأمل ي الثوار‪..‬‬ ‫يث ��ق ي قدرتهم على الن�ضر ي النهاي ��ة‪ ..‬ويثقون ي قدرته على احلم‪ ..‬الثورة‬ ‫اأي�ض ��ا فيما يبدو قد اكت�ضفت قائدها بعد �ضع ��ود جم امر�ضح النا�ضري الي�ضاري‬ ‫حمدي ��ن �ضباح ��ي ليزاحم مر�ض ��ي و�ضفي ��ق‪ ..‬الثورة اأي�ض ��ا ا�ضتطاع ��ت اأن تهزم‬ ‫الأ�ضولي ��ة الدينية ي عق ��ر دارها‪ ،‬ي الإ�ضكندرية معق ��ل ال�ضلفية العلمية ح�ضل‬ ‫حمدي ��ن عل ��ى اأعلى الأ�ض ��وات‪ ،‬وي معاق ��ل الإخ ��وان ي الوجه البح ��ري زاحم‬

‫اأ�ضا�ض� � ًا لعلم نف�ش جريبي م ��ن جهة‪ ،‬وي الوقت ذات ��ه‪ ،‬يكون فل�ضفة كلية‬ ‫�ضاملة‪ .‬وهذا الفل�ضفة ال�ضاملة تطمح اأن تكون معيار ًا لفح�ش منهجي ل�ضائر‬ ‫العلوم من جهة اأخرى‪.‬‬ ‫الظاهراتي ��ة لي�ضت كالفل�ضفات امثالي ��ة ال�ضمولية التي حولت الفل�ضفة‬ ‫لعقائ ��د جامدة واإما هي تاأمل تاأ�ضيلي يدور ي فلك نظرية امعرفة‪ ،‬اأو هي‬ ‫حاول ��ة علمية م ��ن اأجل معرفة امعرف ��ة والك�ضف عن معن ��ى امعرفة‪ .‬وذلك‬ ‫بالع ��ودة ما قبل امعرفة والرجوع ما وراء جال الأحكام والت�ضورات‪ .‬اإنها‬ ‫النطاق لع ��ام اأ�ضبق‪ ،‬اإل وهو نطاق الرك�ش اخال�ش للخرة امعا�ضة من‬ ‫حي ��ث هي كذلك‪ ،‬اآملة م ��ن وراء ذلك اأن ت�ضل اإى الك�ض ��ف عن م�ضمون هذا‬ ‫امجرى ال�ضعوري للبحث‪ .‬اإن هو�ضرل هنا ي�ضبه ديكارت من حيث اأنه ي�ضعى‬ ‫للو�ضول اإى العقل الذي يكون كفيا بالق�ضاء على كل �ضك وبناء اليقن على‬ ‫اليقن‪ ،‬وقد و�ضف هو�ضرل عمله باأنه يبداأ من و�ضع العام بن قو�ضن‪ ،‬اأي‬ ‫تعليق كل حكم بغية رد الظواهر اإى ماهيات‪.‬‬ ‫ظاهري ��ات هو�ضرل لي�ضت �ضوى نقد للمعرف ��ة امتمثلة ي العلوم التي‬ ‫كانت قائم ��ة ي ع�ضره‪ ،‬مع رغبة عارمة ظاهرة ي البحث عن اأ�ضا�ش متن‬ ‫معرفة جديدة‪ ،‬ولكي يجعل الفل�ضفة علم ًا ملك وعي ًا تام ًا ب�ضتى ام�ضائل التي‬ ‫يطرحه ��ا وام�ضكات التي يناق�ضها‪ .‬ولعل ال�ض� �وؤال الأهم عند هو�ضرل هو ‪:‬‬ ‫م ��اذا تعني امعرفة؟ اأو ماذا ع�ضى اأن تكون معرفة احقيقة؟ وما الذي مكن‬ ‫اأن ي�ضمن لنا اليقن امطلق والبينة القاطعة امحققة لكل مطالب الذهن؟‬ ‫هذا بطبيعة احال ت�ضتعيد الذاكرة ديكارت وكانط‪ ،‬اإل اأن و�ضع العلم‬

‫اإذاعات غنائية م�ضتمرة‪ .‬ي تناق�ش رهيب بن قراآن جيد وغناء ماجن!‬ ‫وم ��ن الأمور التي ت�ضتحق الذك ��ر عن اإذاعة الكوي ��ت‪ ،‬اأ�ضوات مذيعيها‬ ‫ال�ضجي ��ة‪ .‬فاأ�ض ��وات مذيعيه ��ا الرجولية جده ��ا جهورية‪ ،‬قوي ��ة‪ ،‬ومعرة‪.‬‬ ‫اأما اأ�ض ��وات مذيعاتها فتجدها حنونة ودودة عميق ��ة واأنثوية‪ .‬ل يوجد بن‬ ‫مذيعيهم اأو حتى مذيعاتهم اأحد يتك�ضر ي كامه اأو يتغنج ي طرحه‪ .‬بينما‬ ‫ج ��د وكاأن هناك مناف�ضة ب ��ن بع�ش مذيعينا على الرقق ي الكام‪ ،‬وي�ضتد‬ ‫التناف�ش بينهم ي «تخفيف حرف الراء» ي كلماتهم بطريقة مقززة ومنفرة‪.‬‬ ‫اأي ��ن هوؤلء امذيع ��ون من غالب كامل �ضاحب اجاكي ��ت الأ�ضود وحبة اخال‬ ‫الظاه ��رة على وجنت ��ه‪ ،‬اأو ماجد ال�ضبل بطلته امهيبة على ال�ضا�ضة‪ ،‬اأو جميل‬ ‫�ضم ��ان �ضاح ��ب البت�ضامة اللطيف ��ة‪ ،‬اأو عبدالرحمن الرا�ض ��د معلق الريا�ضة‬ ‫امثق ��ف‪ ،‬اأو حت ��ى �ضليمان العي�ض ��ى ي اإ�ضارته للكام ��را ب�ضبابته ي نهاية‬ ‫برناج ��ه ال�ضهر «مع النا�ش»‪ .‬رحمهم الله جميع ًا اأحيا ًء واأمواتا‪ ،‬فكم كانوا‬ ‫رحماء بنا باأ�ضواتهم واإطالتهم‪.‬‬ ‫م ��ا الذي جعل الكويتين متلكون اإذاع ��ة متميزة؟ احرية‪ .‬ل �ضيء غر‬ ‫احري ��ة‪ .‬اإذاع ��ة الكويت هي نتاج الفرد الكويتي ال ��ذي تنف�ش عبر احرية‪،‬‬ ‫و�ض ��رب كاأ�ضها دهاق ًا‪ .‬وتلك الكويت التي هي بحجم بع�ش الورد‪ ،‬هي كاأثينا‬ ‫للع ��ام القدم‪ .‬جد ي اأبن ��اء الكويت لو فت�ضت كما كان موج ��ود ًا بن اأبناء‬ ‫اأثينا‪� ،‬ضقراط احكيم واأفاطون امثاي واأر�ضطو العام ال�ضيا�ضي‪ .‬ا�ضتمعوا‬ ‫لإذعتها واأنتم �ضتعرفون‪.‬‬ ‫قراأت مرة عبارة على رو�ضة ي مدينة الريا�ش اأعجبتني كثر ًا‪ ،‬تقول‪:‬‬ ‫«اإن امعرف ��ة التي نتعلمها من خال امرح ل نن�ضاها اأبد ًا»‪ .‬من هنا اأت�ضور اأن‬ ‫تق ��دم فكرة منرة اأو معلومة مفي ��دة دون اأي اإجبار على امتلقي اأو حاولة‬ ‫امتحان ��ه بها ه ��ي اأف�ضل ال�ضبل جعله يتاأثر ومن ثم يقتدي به ��ا‪ .‬اإن الإعام‬ ‫امع ��ري �ضواء كان اإذاعي ًا اأو تلفزيوني� � ًا اأو كتابي ًا اأ�ضبح �ضرورة ي الوقت‬ ‫احا�ضر‪ ،‬لتقدم امعرف ��ة امفيدة التي تزيد ي �ضاح الإن�ضان ونفعه لنف�ضه‬ ‫ووطنه‪.‬‬ ‫اأخت ��م بق�ضة معرة‪ ،‬كن ��ت اأ�ضتمع للقاء ريا�ضي عل ��ى اإذاعة الكويت مع‬ ‫لعب كرة قدم �ضابق‪ ،‬ف�ضاأله امذيع عن راأيه بال�ضهيد ال�ضيخ فهد الأحمد رحمه‬ ‫الل ��ه‪ .‬فقال‪ :‬والله كان البع�ش يقولون عنه اأنه ديكتاتور لكن معي كان جيد ًا‪.‬‬ ‫على الرغم اأن الرنامج كان م�ضج ًا اإل اأن امقطع م يزل‪ .‬هل تت�ضورون هذا‬ ‫يحدث ي مكان اآخر غر الكويت‪ ،‬وال�ضخ�ش امعني �ضيخ و�ضهيد!‬ ‫‪balbalawi@alsharq.net.sa‬‬

‫مر�ضحه ��م و�ضبقه ي عدة اأماكن‪ ..‬م ت�ضدق الثورة كام النائب ال�ضابق لاإخوان‬ ‫الدكت ��ور عبد امنعم اأبو الفت ��وح‪ ..‬فاقت ي الأيام الأخ ��رة بعد وقوف ال�ضلفين‬ ‫واجماع ��ة الإ�ضامي ��ة وراءه‪ ..‬الثورة اختارت مر�ضح ��ا م يكن مت�ضدرا للم�ضهد‬ ‫حت ��ى اأيام‪ ..‬الأحياء ال�ضعبية ي القاهرة واجيزة التي �ضعر اأبناوؤها ب�ضدقه ي‬ ‫النحياز ل�ضف الفقراء م يبخلوا عليه باأ�ضواتهم‪ ..‬حي فقر للغاية مثل الب�ضاتن‬ ‫ي جن ��وب القاه ��رة م يح�ضل الفريق �ضفي ��ق على �ضوت واح ��د فيه فيما ح�ضل‬ ‫حمدين على اأغلبية �ضاحقة‪ ..‬هي طفرة ي الوعي اإذا‪ ..‬هوؤلء الفقراء الذين كانوا‬ ‫وقود احكم ال�ضابق للبقاء ي احكم‪ ..‬كان ي�ضري اأ�ضواتهم ويبيع لهم الوعود‪..‬‬ ‫هوؤلء ح�ضلوا على اأكيا�ش التموين التي كان الإخوان يوزعونها قبل النتخابات‬ ‫ث ��م ذهبوا لي�ضعوا عام ��ة اأمام �ضورة حمدي ��ن �ضباحي‪� ..‬ضحي ��ح اأن كثرا من‬ ‫الفقراء ي ريف م�ضر م مكنهم فعل ذلك‪ ..‬ولكن من قال اإن فقراء اح�ضر كفقراء‬ ‫الري ��ف! ما زال اأمام ام�ضرين طريق ثالث‪ ..‬هو طريق الثورة‪ ..‬ل مكن الختيار‬ ‫بن �ضفيق ومر�ضي‪ ..‬الختيار بينهما كما الختيار بن اموت �ضنقا اأو اموت �ضربا‬ ‫بالر�ضا� ��ش‪ ..‬لي� ��ش على ام�ضري ��ن ام�ضاركة ي اختيار كه ��ذا‪ ..‬عليهم التقدم ي‬ ‫الطريق الثالث‪ ..‬ي الثورة‪ ..‬ي الوقوف خلف حمدين �ضباحي‪ ..‬اأو خالد علي‪..‬‬ ‫ي ال�ضطف ��اف حول مدنية الدول ��ة ودمقراطيتها‪ ..‬ي الوقوف معا ل�ضد فا�ضية‬ ‫الدولة التي قد يحاول �ضفيق ا�ضتمرارها اإذا ما فاز ول�ضد فا�ضية الأ�ضولية الدينية‬ ‫الت ��ي قد يحاول الإخوان تر�ضيخه ��ا اإذا ما فاز مر�ضحهم‪ .‬لهذا ت�ضبح الدعوة التي‬ ‫اأطلقها البع�ش باإبطال الأ�ضوات دعوة ي حلها‪.‬‬ ‫لق ��د تنباأ الكاتب الكبر وحي ��د حامد ي فيلمه طيور الظام اأن تكون الكرة‪..‬‬ ‫كرة ال�ضيا�ضة‪ ..‬بن اأقدام لعبن اثنن فح�ضب‪ ..‬لعب النتهازية ال�ضيا�ضية التي‬ ‫مثله ��ا مدير مكتب قيادي باح ��زب الوطني ولعب الأ�ضولي ��ة الدينية التي مثلها‬ ‫حامي اجماعات الإ�ضامية‪ ..‬كان ذلك قبل الثورة ب�ضنوات طوال‪ ..‬اأما وقد قامت‬ ‫الث ��ورة ي الب ��اد فاإن نب ��وءة حامد التي حولت لكابو�ش مك ��ن جاوزها اإذا ما‬ ‫ركزنا ي الطريق الثالث‪ ..‬طريق الثورة‪.‬‬ ‫‪hatem.hafez@alsharq.net.sa‬‬

‫والفل�ضف ��ة ي زمن هو�ضرل يختلف عنه ي زمن ديكارت وزمن كانط‪ ،‬واإذا‬ ‫كان دي ��كارت قد رف� ��ش كل امعارف التي قال بها الفا�ضف ��ة قبله‪ ،‬بينما راح‬ ‫كانط يحاول اأن يقارن بن الريا�ضيات واميتافيزيقيا‪ ،‬حاو ًل بناء الأخرة‬ ‫عل ��ى اأ�ض�ش ت�ضب ��ه اأ�ض� ��ش الريا�ضيات‪ ،‬ج ��د اأن هو�ضرل ق ��د اختار منهجه‬ ‫النقدي اأن يكون اأكر اأ�ضالة وا�ضتقالية‪ .‬فانطلق من نقد النزعات النف�ضية‬ ‫امتطرفة وغرها من النزعات الراغماتية وال�ضكوكية والن�ضبية‪ ،‬ثم انطلق‬ ‫من هناك لف�ضاء اأرحب حن امتد بنقده لنقد العلم ب�ضفة عامة‪.‬‬ ‫ولنخت ��م امقالة بنقد ظاه ��رات هو�ضرل‪ .‬فنقول اإنه ��ا ل تخلو من ماآخذ‬ ‫لمه عليها اموؤرخون‪ ،‬منها اإنها ذات طابع نظري �ضرف‪ ،‬واإنها �ضارت مثالية‬ ‫ذاتي ��ة – اأي ح�ض ��ر امعرفة بالذات العارف ��ة – واإنها بالغت ي الثورة �ضد‬ ‫�ضتى النزعات التجريبية حتى اأ�ضبحت امادة با معنى‪ ،‬واأ�ضبحت امقولت‬ ‫الت ��ي يخلعها الإن�ض ��ان على العام هي وحدها التي جع ��ل من امادة حقيقة‬ ‫فيزيائية ذات معنى وقد حدث نتيجة لإعائه من قيمة احد�ش‪ .‬ومن اماآخذ‬ ‫عل ��ى هو�ض ��رل اأنه ف�ضل ي فهم حقيقة «امجتمع» كم ��ا ف�ضل ي فهم حقيقة «‬ ‫التاأري ��خ « فه ��و ل ينظر للمجتم ��ع والتاأريخ على اأنهما واقعت ��ان اأ�ضيلتان‪،‬‬ ‫ب ��ل يخلط خلط ًا عجيب� � ًا بن امجتمع وظاهرة الت�ض ��ال بالآخر‪ .‬كما يخلط‬ ‫ب ��ن التاأريخ وبن ظاهرة الزمانية‪ ،‬ب ��ل اإنه م يقم اأي اعتبار يذكر للظاهرة‬ ‫الجتماعية‪ ،‬وم ير ي اجماعة اإل جرد كرة من الأفراد‪.‬‬ ‫‪alghanami@alsharq.net.sa‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.