المستبد يستخفي ُ والتقانة تفضحه
علي الرباعي
(ال�ضب تف�ضحه عيون ��ه) ولأبي الطي ��ب امتنبي (واإذا ق ��ال �ضاعر عرب ��ي ُ قلب �ض ��بٍ ،فعليه من كل عن دليل) هكذا كان ��ت اأوراق الع�ضاق خام ��ر الهوى َ مك�ضوفة ،واأحوالهم معروفة ،طاولتني هذه امقدّمة بعد اأن اأرهقني اأ�ضدقائي ومعاري بطلباتهم م�ضاهدة مقاطع فيديو على الهواتف اجوالة امحدّثة وعلى موقع يوتيوب تر�ضد جاوزات �ضخ�ضية اأو اإدارية ،هذه التقانة احديثة األغتْ م ��ا يُ�ض َمى بخ�ضو�ضية الف ��رد و�ضريّته ،فنحن حت طائل ��ة التعرية ام�ضوّرة عر�ض ��ة للت�ضهر والف�ض ��ح ،التقانة فجّ ��رت �ضرخات اأم كان ��ت مدفونة حت اأوه ��ام العي� ��ش الرغيد ،واأعلتْ �ض ��وت اأ�ضاء اأهدرها حاكم ��ون باأمر الله كما يزعمون ،اليوم بحمد الله كلنا حت امجهر �ضواء من كان منا داخل الق�ضبان اأم خارجها ،وب�ضبب هذه التقنية حجّ م بع�ش ال�ضر وتناق�ضت بع�ش مظاهر الف�ضاد والأمل بامزيد من �ضد منافذ ال�ضرور والأذى التي نعجز عن فهم �ض ّرها، و برغ ��م اأن فقهاء ال�ضريعة الإ�ضامية والقان ��ون ل يزالون يرون ي ال�ضورة
(جام ��دة اأو متحرك ��ة) قرينة ل و�ضيل ��ة اإثبات ،ولي�ضت دلي ًا مادي� � ًا بحكم اأن ال�ضور قابلة للفركة والركيب وهذا م�ضلك نبيل عند الق�ضاة والعدلين كونهم ي�ضتاأن�ض ��ون بها اإل اأنه ��م ل يبنون اأحكامهم عليها ،وما اأُث ��ر عن جمال الدين الأفغاي رحمه الله (ال�ضرق ل يحكمه اإل عادل م�ضتبد) ويبدو اأن بع�ش حكام ال�ضرق تبنوا هذه امقولة امبنية ول ريب على خرة الواقع وجارب احكماء، والتم�ضك وال�ضلطة تفعل فعلها حن تدفع امُت�ضلط اإى تنا�ضي واإهمال العدل ُ ُ بال�ضتب ��داد ،وم ��ن الده ��اء اأن يتخ َفى ام�ضتب ��د وراء فكرة رجعي ��ة ما يتبناها بع� ��ش اأتباع ��ه ويت�ضر ه ��و خلفها ما يُعي ��ق امجتمعات عن بن ��اء موؤ�ض�ضاتها عل ��ى اأ�ض�ش ع�ضرية ،ويتعرقل باموروثات �ضر العمل التطويري والتحديثي ،م ��ا يفقدها النم ��وذج الأميّز ،فعو�ض ًا ع ��ن قولنا عن جتمع م ��ا اأنه اأف�ضل ي حداثت ��ه وحديثه نقول اإن ��ه اأقل �ضوء ًا من غره ،وم م ��ر بالكوكب الأر�ضي مف ّك� � ٌر م ي�ض ُن ��ع على ام�ضتبدين واإن م ��ن وراء حجاب ،ورما �ض� �األ �ضائل عن
في العلم والسلم
خالص جلبي
م�صتويات اجدل ثاثة :امراء والن�صفة والبوق؛ فاأ َما امراء فهو ما نراه ي ااجاه امعاك�س من حاولة ِ طرف التغلب على ااآخر باأنه على خطاأ كامل ،وا َأن كل ٍ �صيطان مري ٌد. ااآخر ٌ وقد نهانا ر�ص ��ول الرحمة عن ذلك فقال من ترك امراء وهو حق بنى الله له رب�ص ًا ي اجنة؛ فاإذا دخل امرء النقا�س فليحرم من اأمامه ولي�صتمع له وليعرف له باحق ولو ي جزء من كامه؛ فكلنا �صظايا اختلط فيها احق بالباطل ،اأما احقيقة احقيقية النهائية فهي عند ذي العزة واجال. وي ه ��ذا ينق ��ل عن ااإمام ال�ص ��افعي قوله ي اأمرين :مناق�ص ��ة اجهلة فيقول؛ م ��ا جادلني جاهل اإا غلبني ،وما جادلت عام ًا اإا غلبته ،وااأهم من قوله ي تر�ص ��يخ مبداأ امناظ ��رات :اأنا على ح ��ق يحتمل اخطاأ وخ�صمي على باطلٍ يحتمل ال�صواب. ومن ��ه ف� �ا َإن ن ��وع اجدل الث ��اي هو الن�ص ��فة اأي ااعراف لاآخر بعد ح�صن ال�صماع والتبن. وي هذا نزلت �ص ��ورة امجادلة عن امراأة ي�صمع لها النبي وهي ت�ص ��تكي اإليه من �ص ��وء معاملة زوجها، وي هذا اأي�ص� � ًا جدل ن ��وح مع قومه ،وي هذا ياأمرنا الل ��ه تع ��اى ب� �اأن نناق� ��س ااآخرين كم ��ا ج ��اء ي اآخر «ادع اإى �صبيل ربك باحكمة واموعظة �صورة النحل ُ اح�ص ��نة وجادلهم بالتي هي اأح�صن» .ولكن الو�صول اإى هذا ام�صتوى الراقي من التعامل بعيد ًا عنه العرب بقدر بعدهم عن روح الت�ص ��امح التي غر�صها الرحمن ي عب ��اده الذي ��ن م�ص ��ون عل ��ى ااأر� ��س هون ��ا واإذا خاطبهم اجاهلون قالوا �صاما. ذك ��رت امجلة التون�ص ��ية ( )21 - 15عن امناظرة ي ااإ�صام اإنه قال ااأول للثاي اأناظرك على �صروط: اأا تعج ��ب ،وا تغ�ص ��ب ،وا ت�ص ��غب ،وا تدعي ،واأا تاأتي باآية على مذهبك فاأ َّولتها؛ اإا �صمحت ي مثلها، واأن توؤثر الت�صادق ،وتنقاد للتعارف ،واأن يكون دليل كل منا اأن يكون احق ن�صيبه والرفق معامله. ولك ��ن مث ��ل ه ��ذه ااأج ��واء و َدعناه ��ا من ��ذ اأي ��ام ال�صندباد البحري. اأم ��ا م ��وذج اج ��دل (البوق) فهو م ��ا نراه ي امحطات الف�صائية من اأبواق اأنظمة عربية �صتى وهي ح ��اول اأن تكذب وتك ��ذب وتكذب ،فتجعل من الكذب هادي� � ًا ودلي � ً�ا ون ��ور ًا و�ص ��فيع ًا .ونح ��ن نعل ��م ا َأن م ��ن يف ��ري الكذب الذي ��ن ا يوؤمنون .اإم ��ا يفري الكذب الذي ��ن ا يوؤمن ��ون .ومن ��ه فق ��د ي ��زي اموؤم ��ن ويخطئ وي�ص ��رق ولكنه ا يك ��ذب؛ اأنه مفت ��اح كل رذيلة ،مثل ااآل ��ة احا�ص ��بة الت ��ي تخ ��رب فرميها ،فمن ال�ص ��دق مكن �ص ��بط كل ااأخطاء ومع الكذب يفلت كل �ص ��يء فيخرب فا ي�صلح. ق ��ال ي م ��ن اأث ��ق ب ��ه النظ ��ام ال�ص ��وري م�ص ��ك ب��صبعمائة متظاهر ،فيقول منهم 699اإنني كنت خطاأ ي هذا امكان ،وا عاقة ي باأي مظاهرة واعرا�س! kjalabi@alsharq.net.sa
وضع العالم بين قوسين
خالد الغنامي
alroubaei@alsharq.net.sa
اأربعاء 9رجب 1433هـ 30مايو 2012م العدد ( )178السنة اأولى
18 مستويات الجدل الثاثة
مرد ال�ضتبداد وتناميه ،ول ريب اأن الفرد امتو ّلد عن منظومة قامعة لن يخرج بطبع ��ه م�ضام ًا ودود ًا ،ويزيد �ض َر ام�ضتب ّد ات�ضاعُ رقعة ال�ضمت والتك ُتم حوله، والع ��ام كله �ضه ��د وي�ضهد �ضور ا�ضتب ��داد منزوعة من قل ��وب اأربابها الرحمة يتف ّنن ��ون ي ت�ضلُطهم وطغيانهم ويتطاولون على كرامة الإن�ضان وحرمة دمه وماله وعر�ضه ،وبرغم و�ضائل التقانة الناقلة مذابح تطال اأ�ضقاءنا ي �ضوريا احبيب ��ة اإل اأن اج ��رم م�ضتمر والطغيان يت�ضاعد ،من هن ��ا اآمنت اأن لي�ش كل من �ضادته عيون التقنية �ضيطاوله اح�ضاب اأو العقاب لأن ال�ضتبداد نوعان: ا�ضتب ��داد اأفراد عر�ضة للمحا�ضبة وا�ضتبداد �ضلط ��ات ل مكن حا�ضبتها ،ول ريب اأن ال�ضتبداد غريزة حتى ي ا ُ حب ( ليت هند ًا اأجزتنا ما تعد ،و�ضفتْ اأنف�ضنا ما جد ،وا�ضتبدتْ مرة واحدة ،اإما العاجز من ل ي�ضتبد.
نحو إعام معرفي.. إذاعة الكويت نموذج ًا بدر البلوي
حياة امدنية التي نعي�ضها ي الوقت احا�ضر جرنا اأحيان ًا اأن م�ضي �ضاعات طويلة خلف مقود ال�ضيارة يومي ًا ،حب�ضنا فيه عن مار�ضة توا�ضلنا امعري اإل من خال ال�ضتماع لاإذاعة كاأف�ضل و�ضيلة معرفية واإعامية اآمنة وم�ضموح بها اأثناء القيادة. ي اأي ��ام ال�ضتيني ��ات وال�ضبعيني ��ات والثمانيني ��ات ،كان لاإذاع ��ة وقع كب ��ر ي نفو�ش اجماهر .كانت هي الطاغية بال�ضهرة بحكم اأ�ضبقيتها على م ��ا حقها من اخراع ��ات اإعامية .وكان هناك حول الع ��ام اأ�ضدقاء لاإذاعة، اأوفي ��اء لها .يكتف ��ون بال�ضماع دون الروؤية .ين�ضت ��ون للجميع في�ضادقونهم حت ��ى ول ��و كان خلف اميكرف ��ون «امُعيدي» نف�ض ��ه الذي قالت عن ��ه العرب اأن ت�ضمع به خر من اأن تراه. اأت ��ى التلفزي ��ون ،ولك ��ن م يلغ الإذاع ��ة ،واأت ��ى الإنرنت ولك ��ن م يلغ التلفزي ��ون ول الإذاع ��ة .ي و�ضائ ��ل الإعام ،م ين�ضخ اجدي ��د القدم .واإن كان ��ت ناف�ضت غرها عل ��ى عقول اجماهر وقلوبهم .وال�ضب ��ب اأن كل واحد منه ��م ي�ضبح ي فلك ختلف عن فلك الآخ ��ر .اإل اأن ف�ضاءنا كجماهر ازدحم وخياراتنا تعددت وتنوعت .وكل حوا�ضنا ا�ضتهدفت .فاأ�ضبح العر�ش غزير ًا ووف ��ر ًا .وفيه غث كثر و�ضم ��ن ي�ضر .وهنا برز معيار النتخاب الطبيعي ب� �اأن البق ��اء لاأف�ضل دائم� � ًا .ليمكث ما ينف ��ع اجمهور من و�ضائ ��ل اإعام ي الأر�ش ،ويذهب ما عداه هبا ًء اأدراج الرياح. عل ��ى م�ضتوى الإذاع ��ة ،تاأت ��ي اإذاعة دول ��ة الكويت ال�ضقيق ��ة من وجهة نظ ��ري ،كاأبرز اإذاعة عربي ��ة ا�ضتمعت اإليها .وقد ي�ضاط ��ري الكثرون نف�ش ال ��راأي .وعلى م ��ن ل يعرف عنها �ضيئ ًا اأو م ي�ضتمع له ��ا جيد ًا ،اأن يبحث عن
موج ��ة 1134لي ًا وموجة 540نهار ًا ،ويتابع جي ��د ًا ليعرف كم حويه هذه الإذاع ��ة م ��ن قيمة كبرة .من خ ��ال متابعتي الطويلة و�ضب ��ه الدائمة لإذاعة الكويت اأ�ضتطيع القول باأنها لي�ضت اإذاعة حلية تقليدية ،بل هي اأي�ض ًا اإذاعة معرفي ��ة من الطراز الأول ،ما مي ��ز اإذاعة الكويت عن غرها كثر .بل اأعتقد اأن الإذاع ��ات الأخ ��رى وبالذات اإذاعتن ��ا ال�ضعودية الغ ��راء برناجها العام ي الريا� ��ش وبرناجها ي جدة ينق�ضها �ضن ��وات �ضوئية حتى ترتقي اإى م�ضتوى اإذاعة الكويت م�ضمون ًا واأ�ضلوب ًا .كل الإذاعات لديها ح�ض�ش معينة م ��ن الرامج .لكن تظل اإذاعة الكويت من وجهة نظري متميزة ي كل �ضيء. فمث � ً�ا براجها الفكرية رائعة بكل ما حمله الكلم ��ة من معنى .برامج حفز الذهن وتنمي الفكر .وت�ضتقطب اأف�ضل امفكرين وامثقفن من داخل الكويت اأو خارجها ي برامج حوارية ميزة .وكذلك احال مع براجها الثقافية .من ي�ضتم ��ع لإذاعة الكويت لن ين�ضى برامج مث ��ل :نافذة على التاريخ ،الذي كان يق ��دم اأبرز الق�ض�ش التاريخية وال�ضيا�ضية بطريقة مثيلية �ضيقة .وبتقدم نخبة من اممثلن الكويتين الرائعن .وكذلك برنامج جوم القمة ،وذكريات من�ضية ،وال�ضعر وال�ضعراء .وغرها كثر. والقائم ��ة طويلة لرامج اأخرى ي كل فن ولون من حديث وقدم تاأ�ضر الألب ��اب وت�ضلي اخواطر� .ضدقوي من ي�ضتمع لإذاعة الكويت� ،ضوف يجد اأن ��ه م�ضدوه بها وم�ضدود لها طوال الوقت� .ضتتعلم اأذنه الفرق بن ال�ضتماع له ��ا اأو لبع� ��ش الإذاعات امفرو�ضة عليه عل ��ى موجات ال � � اإف .اإم التي لي�ش لديها �ض ��وى الرويج لاأغاي الهابطة والت�ضويق للفنانن امغمورين .ومن اموؤ�ض ��ف اأن يجد ام�ضتمع نف�ضه على هذه اموجة بن اإذاعة القراآن الكرم اأو
نبوءة وحيد حامد التي تحولت لكابوس حاتم حافظ
«مر�ضي اأمام �ضفيق :هذه اجولة ي�ضميها كثر من ام�ضرين (الكابو�ش) لأنها �ض ��وف تاأتي لهم باأح ��د اأ�ضواأ امر�ضحن للو�ضول لكر�ض ��ي الرئا�ضة» ..هذه الفقرة �ضمه ��ا مقاي الأ�ضب ��وع الفائت عن احتم ��الت الإعادة بن مر�ضح ��ي الرئا�ضة ي م�ضر ،والتي و�ضفتها مثل عدد كبر من ام�ضرين بالكابو�ش ،فقد اأ�ضفرت النتائج � حتى الآن � عن تقدم كل من الدكتور حمد مر�ضي � مر�ضح جماعة الإخوان ام�ضلمن � والفريق اأحمد �ضفيق � مر�ضح النظام القدم. الق ��راءة الأولي ��ة لهذه النتائج تق ��ول اإننا ب�ضدد اإ�ضكالية كب ��رة للغاية ،على ام�ضري ��ن حل لغزها ،فقد بات اأمامهم الختيار بن ا�ضتمرار النظام القدم الذين ث ��اروا �ض ��ده وبن اإنتاج نظام ام ��اي الديني ومن ثم ا�ضتب ��دال فا�ضية باأخرى.. هي اإ�ضكالية كبرة خ�ضو�ضا اإذا ما عرفنا اأن الثورة ام�ضرية كانت بالأ�ضا�ش �ضد النظ ��ام الأبوي الفا�ضي �ضواء ذلك الذي مار�ش فا�ضيته با�ضم الدولة اأو ذاك الذي مار�ضه ��ا با�ضم الدين .ولنا اأن نتفه ��م قلق ام�ضرين اإزاء هذه ام�ضكلة لأن و�ضول اأي من امر�ضحن قد يكون معناه اختطاف الثورة لاأبد. الذين يدعون للت�ضويت ل�ضفيق يحاولون تذكر ام�ضرين ب�ضيناريو الثورة الإيرانية التي توافقت فيها القوى ال�ضيا�ضية الليرالية والي�ضارية � وقود الثورة احقيق ��ي � على ال�ضت�ضام للحكم الديني للتخل�ش من ال�ضاه ،وبعد التخل�ش من
ع � ّ�رت ي مقالة �ضابقة عن اغتباطي ب�ض ��دور ترجمة امفكر الإ�ضامي الدكت ��ور اأبي يعرب امرزوقي لكت ��اب «الأفكار» للفيل�ض ��وف الأماي اأدموند هو�ض ��رل ،واأو ّد الي ��وم اأن األق ��ي امزيد من ال�ضوء عل ��ى اأهمية هذا ام�ضروع الفكري ي تاأريخ الفل�ضفة .هو�ضرل -بكل تاأكيد -حطة عقلية كبرة ،اإذ هو حاولة اأ�ضيلة �ضعت جعل الفل�ضفة علم ًا دقيق ًا �ضارم ًا .يظهر هذا ي عنايته الكب ��رة بام�ضائ ��ل امنطقية واللغوية ،خ�ضو�ض ًا م ��ا دار منها حول امعنى . وهذه الأهمية التي اكت�ضبها هو�ضرل ،ات�ضحت بعد موته ( ) 1938 1859- ل لأنه فقط و�ضم بطابعه عدد ًا لي�ش بالقليل من التيارات الفل�ضفية والفكرية امعا�ضرة ( الوجودية وغرها) ،بل لأنه جح ي و�ضع منهج فل�ضفي جديد �ضح فيه رحم الفل�ضفة اأن يلد منهج ًا جديد ًا .واأ�ضبحت متهمة بالعقم ي زمن َ واأنها و و�ضلت ل�ضن الياأ�ش من الولدة .ولعل فل�ضفة هو�ضرل كلها ما هي اإل �ضعي نحو منهج جديد. ما هي الظاهراتية؟ لي� ��ش من ال�ضه ��ل احديث عن فل�ضف ��ة هو�ضرل ،لي� ��ش ب�ضبب �ضعوبة لغته فقط ،واإما ب�ضبب امو�ضوع الذي يناق�ضه .فم�ضروع الفينومنولوجيا (الظاهراتي ��ة) منه ��ج يحب�ش نف�ضه ي و�ض ��ف الظاه ��رة ،اأو ي و�ضف ما ه ��و معط ��ى على نح ��و مبا�ضر .ولذل ��ك قال هو�ض ��رل ي�ضف م�ضروع ��ه« :اإن الفينومنولوجي ��ا و�ض ��ف خال� ��ش مجال حايد ه ��و جال الواق ��ع امعا�ش واماهي ��ات التي تتمثل ي ه ��ذا امجال» .اإذن فهي منه ��ج جديد ي الو�ضف الفل�ضف ��ي .منهج ي�ضعى لتكوين نظام �ضيكولوج ��ي اأوي aprioriيكون
الأخ ��ر قام الإ�ضاميون بذب ��ح الليرالين والي�ضارين الذي ��ن حولوا اإى �ضف امعار�ضة وم و�ضمهم باخوارج وبالادينين اإى اآخر تلك التهم �ضابقة التجهيز التي ماأ اأدبيات الأ�ضولية الدينية. اأم ��ا الذين يدع ��ون للت�ضويت مر�ضي فيحاولون تذك ��ر ام�ضرين ب�ضيناريو الثورة الرومانية التي ا�ضتطاع فيها النظام القدم ا�ضتعادة عافيته والنق�ضا�ش مرة اأخرى على الثورة وعلى مفا�ضل الدولة ومن ثم الوقوع مرة اأخرى ي ربقة ا�ضتب ��داد �ضيا�ضي معاد اإنتاجه ،ترتب علي ��ه ذبح الثوار اأي�ضا باعتبارهم خارجن على ال�ضرعية. ي احالة ام�ضرية يبدو اأن هناك طريقا ثالثا ،فالثورة ما تزال ي ال�ضارع ،م تفلح قوى النظام القدم رغم ا�ضتعادة عنفوانها ب�ضبب انحياز امجل�ش الع�ضكري لها ي قمعها ،ما زال دكتور حمد الرادعي � ملهم الثورة � يبث الأمل ي الثوار.. يث ��ق ي قدرتهم على الن�ضر ي النهاي ��ة ..ويثقون ي قدرته على احلم ..الثورة اأي�ض ��ا فيما يبدو قد اكت�ضفت قائدها بعد �ضع ��ود جم امر�ضح النا�ضري الي�ضاري حمدي ��ن �ضباح ��ي ليزاحم مر�ض ��ي و�ضفي ��ق ..الثورة اأي�ض ��ا ا�ضتطاع ��ت اأن تهزم الأ�ضولي ��ة الدينية ي عق ��ر دارها ،ي الإ�ضكندرية معق ��ل ال�ضلفية العلمية ح�ضل حمدي ��ن عل ��ى اأعلى الأ�ض ��وات ،وي معاق ��ل الإخ ��وان ي الوجه البح ��ري زاحم
اأ�ضا�ض� � ًا لعلم نف�ش جريبي م ��ن جهة ،وي الوقت ذات ��ه ،يكون فل�ضفة كلية �ضاملة .وهذا الفل�ضفة ال�ضاملة تطمح اأن تكون معيار ًا لفح�ش منهجي ل�ضائر العلوم من جهة اأخرى. الظاهراتي ��ة لي�ضت كالفل�ضفات امثالي ��ة ال�ضمولية التي حولت الفل�ضفة لعقائ ��د جامدة واإما هي تاأمل تاأ�ضيلي يدور ي فلك نظرية امعرفة ،اأو هي حاول ��ة علمية م ��ن اأجل معرفة امعرف ��ة والك�ضف عن معن ��ى امعرفة .وذلك بالع ��ودة ما قبل امعرفة والرجوع ما وراء جال الأحكام والت�ضورات .اإنها النطاق لع ��ام اأ�ضبق ،اإل وهو نطاق الرك�ش اخال�ش للخرة امعا�ضة من حي ��ث هي كذلك ،اآملة م ��ن وراء ذلك اأن ت�ضل اإى الك�ض ��ف عن م�ضمون هذا امجرى ال�ضعوري للبحث .اإن هو�ضرل هنا ي�ضبه ديكارت من حيث اأنه ي�ضعى للو�ضول اإى العقل الذي يكون كفيا بالق�ضاء على كل �ضك وبناء اليقن على اليقن ،وقد و�ضف هو�ضرل عمله باأنه يبداأ من و�ضع العام بن قو�ضن ،اأي تعليق كل حكم بغية رد الظواهر اإى ماهيات. ظاهري ��ات هو�ضرل لي�ضت �ضوى نقد للمعرف ��ة امتمثلة ي العلوم التي كانت قائم ��ة ي ع�ضره ،مع رغبة عارمة ظاهرة ي البحث عن اأ�ضا�ش متن معرفة جديدة ،ولكي يجعل الفل�ضفة علم ًا ملك وعي ًا تام ًا ب�ضتى ام�ضائل التي يطرحه ��ا وام�ضكات التي يناق�ضها .ولعل ال�ض� �وؤال الأهم عند هو�ضرل هو : م ��اذا تعني امعرفة؟ اأو ماذا ع�ضى اأن تكون معرفة احقيقة؟ وما الذي مكن اأن ي�ضمن لنا اليقن امطلق والبينة القاطعة امحققة لكل مطالب الذهن؟ هذا بطبيعة احال ت�ضتعيد الذاكرة ديكارت وكانط ،اإل اأن و�ضع العلم
اإذاعات غنائية م�ضتمرة .ي تناق�ش رهيب بن قراآن جيد وغناء ماجن! وم ��ن الأمور التي ت�ضتحق الذك ��ر عن اإذاعة الكوي ��ت ،اأ�ضوات مذيعيها ال�ضجي ��ة .فاأ�ض ��وات مذيعيه ��ا الرجولية جده ��ا جهورية ،قوي ��ة ،ومعرة. اأما اأ�ض ��وات مذيعاتها فتجدها حنونة ودودة عميق ��ة واأنثوية .ل يوجد بن مذيعيهم اأو حتى مذيعاتهم اأحد يتك�ضر ي كامه اأو يتغنج ي طرحه .بينما ج ��د وكاأن هناك مناف�ضة ب ��ن بع�ش مذيعينا على الرقق ي الكام ،وي�ضتد التناف�ش بينهم ي «تخفيف حرف الراء» ي كلماتهم بطريقة مقززة ومنفرة. اأي ��ن هوؤلء امذيع ��ون من غالب كامل �ضاحب اجاكي ��ت الأ�ضود وحبة اخال الظاه ��رة على وجنت ��ه ،اأو ماجد ال�ضبل بطلته امهيبة على ال�ضا�ضة ،اأو جميل �ضم ��ان �ضاح ��ب البت�ضامة اللطيف ��ة ،اأو عبدالرحمن الرا�ض ��د معلق الريا�ضة امثق ��ف ،اأو حت ��ى �ضليمان العي�ض ��ى ي اإ�ضارته للكام ��را ب�ضبابته ي نهاية برناج ��ه ال�ضهر «مع النا�ش» .رحمهم الله جميع ًا اأحيا ًء واأمواتا ،فكم كانوا رحماء بنا باأ�ضواتهم واإطالتهم. م ��ا الذي جعل الكويتين متلكون اإذاع ��ة متميزة؟ احرية .ل �ضيء غر احري ��ة .اإذاع ��ة الكويت هي نتاج الفرد الكويتي ال ��ذي تنف�ش عبر احرية، و�ض ��رب كاأ�ضها دهاق ًا .وتلك الكويت التي هي بحجم بع�ش الورد ،هي كاأثينا للع ��ام القدم .جد ي اأبن ��اء الكويت لو فت�ضت كما كان موج ��ود ًا بن اأبناء اأثينا� ،ضقراط احكيم واأفاطون امثاي واأر�ضطو العام ال�ضيا�ضي .ا�ضتمعوا لإذعتها واأنتم �ضتعرفون. قراأت مرة عبارة على رو�ضة ي مدينة الريا�ش اأعجبتني كثر ًا ،تقول: «اإن امعرف ��ة التي نتعلمها من خال امرح ل نن�ضاها اأبد ًا» .من هنا اأت�ضور اأن تق ��دم فكرة منرة اأو معلومة مفي ��دة دون اأي اإجبار على امتلقي اأو حاولة امتحان ��ه بها ه ��ي اأف�ضل ال�ضبل جعله يتاأثر ومن ثم يقتدي به ��ا .اإن الإعام امع ��ري �ضواء كان اإذاعي ًا اأو تلفزيوني� � ًا اأو كتابي ًا اأ�ضبح �ضرورة ي الوقت احا�ضر ،لتقدم امعرف ��ة امفيدة التي تزيد ي �ضاح الإن�ضان ونفعه لنف�ضه ووطنه. اأخت ��م بق�ضة معرة ،كن ��ت اأ�ضتمع للقاء ريا�ضي عل ��ى اإذاعة الكويت مع لعب كرة قدم �ضابق ،ف�ضاأله امذيع عن راأيه بال�ضهيد ال�ضيخ فهد الأحمد رحمه الل ��ه .فقال :والله كان البع�ش يقولون عنه اأنه ديكتاتور لكن معي كان جيد ًا. على الرغم اأن الرنامج كان م�ضج ًا اإل اأن امقطع م يزل .هل تت�ضورون هذا يحدث ي مكان اآخر غر الكويت ،وال�ضخ�ش امعني �ضيخ و�ضهيد! balbalawi@alsharq.net.sa
مر�ضحه ��م و�ضبقه ي عدة اأماكن ..م ت�ضدق الثورة كام النائب ال�ضابق لاإخوان الدكت ��ور عبد امنعم اأبو الفت ��وح ..فاقت ي الأيام الأخ ��رة بعد وقوف ال�ضلفين واجماع ��ة الإ�ضامي ��ة وراءه ..الثورة اختارت مر�ضح ��ا م يكن مت�ضدرا للم�ضهد حت ��ى اأيام ..الأحياء ال�ضعبية ي القاهرة واجيزة التي �ضعر اأبناوؤها ب�ضدقه ي النحياز ل�ضف الفقراء م يبخلوا عليه باأ�ضواتهم ..حي فقر للغاية مثل الب�ضاتن ي جن ��وب القاه ��رة م يح�ضل الفريق �ضفي ��ق على �ضوت واح ��د فيه فيما ح�ضل حمدين على اأغلبية �ضاحقة ..هي طفرة ي الوعي اإذا ..هوؤلء الفقراء الذين كانوا وقود احكم ال�ضابق للبقاء ي احكم ..كان ي�ضري اأ�ضواتهم ويبيع لهم الوعود.. هوؤلء ح�ضلوا على اأكيا�ش التموين التي كان الإخوان يوزعونها قبل النتخابات ث ��م ذهبوا لي�ضعوا عام ��ة اأمام �ضورة حمدي ��ن �ضباحي� ..ضحي ��ح اأن كثرا من الفقراء ي ريف م�ضر م مكنهم فعل ذلك ..ولكن من قال اإن فقراء اح�ضر كفقراء الري ��ف! ما زال اأمام ام�ضرين طريق ثالث ..هو طريق الثورة ..ل مكن الختيار بن �ضفيق ومر�ضي ..الختيار بينهما كما الختيار بن اموت �ضنقا اأو اموت �ضربا بالر�ضا� ��ش ..لي� ��ش على ام�ضري ��ن ام�ضاركة ي اختيار كه ��ذا ..عليهم التقدم ي الطريق الثالث ..ي الثورة ..ي الوقوف خلف حمدين �ضباحي ..اأو خالد علي.. ي ال�ضطف ��اف حول مدنية الدول ��ة ودمقراطيتها ..ي الوقوف معا ل�ضد فا�ضية الدولة التي قد يحاول �ضفيق ا�ضتمرارها اإذا ما فاز ول�ضد فا�ضية الأ�ضولية الدينية الت ��ي قد يحاول الإخوان تر�ضيخه ��ا اإذا ما فاز مر�ضحهم .لهذا ت�ضبح الدعوة التي اأطلقها البع�ش باإبطال الأ�ضوات دعوة ي حلها. لق ��د تنباأ الكاتب الكبر وحي ��د حامد ي فيلمه طيور الظام اأن تكون الكرة.. كرة ال�ضيا�ضة ..بن اأقدام لعبن اثنن فح�ضب ..لعب النتهازية ال�ضيا�ضية التي مثله ��ا مدير مكتب قيادي باح ��زب الوطني ولعب الأ�ضولي ��ة الدينية التي مثلها حامي اجماعات الإ�ضامية ..كان ذلك قبل الثورة ب�ضنوات طوال ..اأما وقد قامت الث ��ورة ي الب ��اد فاإن نب ��وءة حامد التي حولت لكابو�ش مك ��ن جاوزها اإذا ما ركزنا ي الطريق الثالث ..طريق الثورة. hatem.hafez@alsharq.net.sa
والفل�ضف ��ة ي زمن هو�ضرل يختلف عنه ي زمن ديكارت وزمن كانط ،واإذا كان دي ��كارت قد رف� ��ش كل امعارف التي قال بها الفا�ضف ��ة قبله ،بينما راح كانط يحاول اأن يقارن بن الريا�ضيات واميتافيزيقيا ،حاو ًل بناء الأخرة عل ��ى اأ�ض�ش ت�ضب ��ه اأ�ض� ��ش الريا�ضيات ،ج ��د اأن هو�ضرل ق ��د اختار منهجه النقدي اأن يكون اأكر اأ�ضالة وا�ضتقالية .فانطلق من نقد النزعات النف�ضية امتطرفة وغرها من النزعات الراغماتية وال�ضكوكية والن�ضبية ،ثم انطلق من هناك لف�ضاء اأرحب حن امتد بنقده لنقد العلم ب�ضفة عامة. ولنخت ��م امقالة بنقد ظاه ��رات هو�ضرل .فنقول اإنه ��ا ل تخلو من ماآخذ لمه عليها اموؤرخون ،منها اإنها ذات طابع نظري �ضرف ،واإنها �ضارت مثالية ذاتي ��ة – اأي ح�ض ��ر امعرفة بالذات العارف ��ة – واإنها بالغت ي الثورة �ضد �ضتى النزعات التجريبية حتى اأ�ضبحت امادة با معنى ،واأ�ضبحت امقولت الت ��ي يخلعها الإن�ض ��ان على العام هي وحدها التي جع ��ل من امادة حقيقة فيزيائية ذات معنى وقد حدث نتيجة لإعائه من قيمة احد�ش .ومن اماآخذ عل ��ى هو�ض ��رل اأنه ف�ضل ي فهم حقيقة «امجتمع» كم ��ا ف�ضل ي فهم حقيقة « التاأري ��خ « فه ��و ل ينظر للمجتم ��ع والتاأريخ على اأنهما واقعت ��ان اأ�ضيلتان، ب ��ل يخلط خلط ًا عجيب� � ًا بن امجتمع وظاهرة الت�ض ��ال بالآخر .كما يخلط ب ��ن التاأريخ وبن ظاهرة الزمانية ،ب ��ل اإنه م يقم اأي اعتبار يذكر للظاهرة الجتماعية ،وم ير ي اجماعة اإل جرد كرة من الأفراد. alghanami@alsharq.net.sa