رأي
ﺧﺎﻟﺪ ﻋﻮض اﻟﻌﻤﺮي knfalamri@alshavq.net.sa
اﻟﻌﻘـﻞ ﻫﻮ اﻟﻌﺪو اﻷول ﻟﻸﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ،وﻟﺬﻟﻚ ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻣﻦ اﻟﻨﺎدر -إن ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻦ اﻤﺴﺘﺤﻴﻞ -أن ﻧﺠﺪ ﻓﱰة ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻳﺰدﻫﺮ ﻓﻴﻬـﺎ ﻋﻤﻞ اﻟﻌﻘﻞ اﻟﺤﺮ ﰲ ﻇﻞ ﻓﻜـﺮ أﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻲ ،ﻓﺎﻟﻌﻘﻞ اﻟﺤـﺮ ﺑﻄﺒﻴﻌﺘﻪ ﺳـﻴﻄﺮة ٍ اﻟﺘـﻲ ﻻ ﺑﺪ أن ﺗٌﺨﻀﻊ ﻛﻞ ﳾء ﻟﻠﺘﺠﺮﺑﺔ واﻟﱪﻫﺎن ،ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺘﻔﻖ ﻣﻊ اﻟﺒﻼدة اﻟﻴﻘﻴﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺗﻜﺰ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎت ،وﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺮﺿﺦ ﻤﺴﻠﻤﺎﺗﻬﺎ ﻣﻬﻤﺎ ﺑﻠﻎ ﺗﻮاﺗـﺮ اﻟﻘﺒﻮل ﺑﻬﺎ دون أن ﻳﺤﺎﴏﻫﺎ ﺑﺎﻷﺳـﺌﻠﺔ واﻟﺘﺸـﻜﻴﻚ اﻤﻮﺻﻞ إﱃ ﻳﻘﻴﻨﻪ .ﻫـﺬا اﻟﺘﻀﺎد اﻟﻮاﺿﺢ ﺑـﻦ ﻃﺒﻴﻌـﺔ اﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎ وﻃﺒﻴﻌـﺔ اﻟﺘﻔﻜﺮ ،ﻛﺎن – وﻻﻳـﺰال -ﻫـﻮ اﻤﺆﺛﺮ اﻷﻛـﱪ ﰲ ﺗﺎرﻳـﺦ اﻟﺤﻀﺎرات، وﻛﺎﻧﺖ ﻧﺘﺎﺋﺠﻪ ﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪد ﺗﻘﺪم اﻷﻣﻢ أو ﺗﺨﻠﻔﻬﺎ ﺑﺤﺴـﺐ اﻤﻨﺘﴫ ﻣﻦ ﻫﺎﺗـﻦ اﻟﻄﺒﻴﻌﺘﻦ ،ﻓﻔﻲ ﺗﺎرﻳﺦ ﻛﻞ أﻣﺔ ﺗﺴـﻴّﺪت ﺣﻘﺒﺘﻬﺎ ﻧﺠـﺪ –وﻻ ﺑﺪ -ﺧﻠﻒ ﻫﺬه اﻟﺴﻴﻄﺮة واﻟﻘﻮة ﺣﺮﻛﺔ ﻋﻘﻠﻴﺔ ﻣﺰدﻫﺮة ،ﺗﻨﺘﺞ اﻟﻌﻠﻮم واﻤﻌـﺎرف ﺑﺸـﺘّﻰ أﻧﻮاﻋﻬﺎ ،وﺗﻌﲇ ﻣﻦ ﺷـﺄن اﻟﻔﻨﻮن اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ وﺗﺤﺘﻔﻲ ﺑﻤﺒﺪﻋﻴﻬﺎ ،ﻻ ﻧﻜﺎد ﻧﺠﺪ اﺳﺘﺜﻨﺎ ًء ﻣﻦ ذﻟﻚ إﻻ ﺑﻌﺾ اﻷﻣﻢ اﻟﺘﻲ ﺳﻴﻄﺮت ﺑﻘﻮﺗﻬﺎ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻓﻘﻂ ،ﺛﻢ ﺗﻼﺷـﺖ وﻟـﻢ ﺗﱰك أﺛﺮا ً ﻛﺄن ﻟـﻢ ﺗﻜﻦ ،ﻣﺜﻞ
اﻟﺘﻤﺮﻳﺾ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺑﻴﻦ ُ واﻟﺤﻘﻴﻘﺔ
اﻤﻐﻮل اﻟﺘﺘﺎر وﺑﻌﺾ ﻗﺒﺎﺋﻞ اﻟﻬﻤﺞ ﰲ أوروﺑﺎ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ، ﻓﻴﻤﺎ ﻋﺪا ﻫﺬه اﻟﻨﻤﺎذج اﻟﻨﺎدرة ،ﻓﺠﻤﻴﻊ اﻷﻣﻢ اﻤﻨﺘﴫة وذات اﻟﺤﻀـﺎرة ﻟﻢ ﺗﺴـﺘﻄﻊ اﻟﻮﺻـﻮل ﻷﻣﺠﺎدﻫﺎ إﻻ ﺣﻴﻨﻤﺎ أﺧﻀﻌـﺖ اﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻷداة اﻟﺘﻔﻜﺮ »اﻟﻌﻘﻞ«، وﺟﻌﻠﺖ ﻣﻨﻪ ﺣﻜﻤﺎ ً ﻋﻠﻴﻬﺎ وﻣﺮﺷـﺪا ً ﻟﻬﺎ .وﺣﻦ ﻧﺘﺤﺪث ﻋﻦ اﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴـﺎ ﻓﻨﺤﻦ ﻻ ﻧﻘﺼﺪ اﻷدﻳﺎن اﻟﺴـﻤﺎوﻳﺔ اﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻗﺒـﻞ أن ﻳﻄﺎﻟﻬﺎ اﻟﺘﺤﺮﻳﻒ ،ﺑﻞ ﻧﻘﺼﺪ ﻫﺬه اﻷدﻳﺎن وﻏﺮﻫﺎ ﺑﻌﺪ أن ﺷﻮﻫﺘﻬﺎ اﻟﴫاﻋﺎت ﺑﻦ اﻟﻘﻮى اﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ،وأﺻﺎﺑﻬﺎ اﻟﺘﺄوﻳـﻞ اﻤﺘﺤﻴﺰ ،وﻃﻤﺲ ﻣﻌﺎﻤﻬﺎ اﻻﻧﺘﻘـﺎء اﻟﺒـﴩي اﻤﻐﺮض ،ﻓـﻜﻞ اﻷدﻳﺎن اﻟﺴـﻤﺎوﻳﺔ ﺟـﺎءت ﺑﻤﺎ ﻳﺼﻠﺢ ﻟﻠﻨـﺎس وﻳﺼﻠﺢ أﻣـﺮ آﺧﺮﺗﻬﻢ ،ﺛﻢ أﻣﺮ دﻧﻴﺎﻫﻢ ﰲ زﻣﻨﻬﻢ اﻟﺬي ﻳﻌﻴﺸـﻮن ﻓﻴﻪ -ﺑﺎﺳـﺘﺜﻨﺎء اﻹﺳـﻼم اﻟﺬي ﻳﻤﺘﺪ زﻣﻨﻪ إﱃ ﻗﻴﺎم اﻟﺴـﺎﻋﺔ -وﻟﻜﻨﻬﺎ ﻻ ﺗﻠﺒـﺚ إﻻ ﻳﺴـﺮا ً ﻗﺒﻞ أن ﻳﺤﺮﻓﻬﺎ اﻟﻨـﺎس ﻋﻦ وﺟﻬﺘﻬﺎ وﻳﺴﺮوا ﺑﻬﺎ ،وﺗﺴﺮ ﺑﻬﻢ ﻋﲆ ﻏﺮ ﻫﺪى ،ﻛﻤﺎ ﻻ ﻧﻘﺼﺪ ٍ ﻤﻘﺪﻣﺎت ﻣﻨﻄﻘﻴﺔ ﻫﻨـﺎ اﻟﺘﻔﻜﺮ اﻤﻨﻔﻠﺖ اﻟﺬي ﻻ ﻳﺨﻀﻊ ﻳﻘﻴﻨﻴﺔ ،أو اﻟﺘﻔﻜﺮ اﻟﻘﺎﴏ اﻟﺬي ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻜﻤﻞ ﺻﺎﺣﺒﻪ أدواﺗـﻪ اﻟﻨﻘﺪﻳـﺔ ،ﺑﻞ ﻧﻘﺼـﺪ اﻟﻌﻘﻞ اﻟﻮاﻋـﻲ واﻤﻠﺘﺰم ﺑﺒﺪﻳﻬﻴﺎت اﻤﻨﻄﻖ وأﺻﻮﻟﻪ اﻟﺘـﻲ اﺗﻔﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﻌﻘﻼء،
وﻳﻜـﻮن ﻋﲆ دراﻳـﺔ ﻋﻤﻴﻘﺔ ﺑﻤﻨﺎﻫـﺞ اﻟﺘﻔﻜﺮ ودﻗﺎﺋﻖ اﻵﻟﻴـﺎت اﻟﻌﻘﻠﻴـﺔ .وﻷﻧـﻪ ﻟﻴﺲ ﻣـﻦ اﻟﺴـﻬﻞ أن ﻳﺰﻫﺪ اﻹﻧﺴـﺎن ﰲ ﻋﻘﻠﻪ وﻳﻘﺘﻨـﻊ ﺑﻌﺪم ﺟـﺪواه ،ﻓﻘﺪ ﻟﺠﺄت اﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴـﺎ إﱃ إﺳـﺒﺎغ اﻟﺼﻔﺔ اﻟﺪﻳﻨﻴـﺔ ﻋﲆ دﻋﻮى اﻟﺘﺰﻫﻴـﺪ ﻫﺬه ،ﻓﻌﻤﺪت إﱃ ﺗﺠﺎﻫـﻞ اﻟﻨﺼﻮص اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺪﻋـﻮ إﱃ اﻟﺘﻔﻜﺮ واﻟﺘﺪﺑﺮ واﻟﺘﺄﻣﻞ ﻣﺎ وﺟﺪت إﱃ اﻟﺘﺠﺎﻫﻞ ﺳﺒﻴﻼً ،وﺗﻌﺎﻣﻠﺖ ﻣﻊ ﺑﻘﻴﺔ اﻟﻨﺼﻮص اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﺳﻄﺤﻲ ﻻ ﻳﺆدي إﻻ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺴـﺘﻄﻴﻊ ﺗﺠﺎﻫﻠﻬﺎ ٍ إﱃ اﻟﻨﻈـﺮ ﰲ اﻟﺠﺒـﺎل واﻟﻨﺒﺎﺗﺎت! ﺛـﻢ ﺗﺄوﻟﺖ ﻧﺼﻮﺻﺎ ً ﺗﺪﻋـﻮ إﱃ اﻟﺘﻘﻠﻴـﺪ واﻹﺗﺒّﺎع –ووﺿﻌـﺖ ﻛﺜﺮا ً ﻏﺮﻫﺎ- ﺑﻄﺮﻳﻘـﺔ ﺗﻨﺘﻬﻲ إﱃ ﺗﻘﺪﻳﺲ ﻫـﺬا اﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ،وﺟﻌﻠﻪ ﻫﻮ اﻟﺴـﺒﻴﻞ اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟﺬي ﻳﺆدي إﱃ رﺿـﻮان اﻟﻠﻪ واﻟﻔﻮز ﺑﺠﻨﺘـﻪ!! ﻛﺎن ﻫﺬا ﻫﻮ اﻤﻨﺤﻰ اﻟﻌﺎم اﻟﺬي ﺳـﻠﻜﺘﻪ ﻛﻞ اﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴـﺎت –ﺗﻘﺮﻳﺒﺎً -ﰲ ﺣﺮﺑﻬﺎ ﻟﺸـﻴﻄﻨﺔ اﻟﻌﻘﻞ واﻟﺘﻔﻜﺮ ،وﻟﻘﺪ ﺗﺸﺎﺑﻬﺖ وﺳـﺎﺋﻞ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻫﺬا اﻟﻬﺪف رﻏﻢ ﺗﺒﺎﻳﻦ اﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎت ،ﺣﻴﺚ دارت ﻫﺬه اﻟﻮﺳـﺎﺋﻞ ﺑﻦ اﻟﻜـﺬب واﻟﻈﻠﻢ واﻹﻛﺮاه وﻧﺒـﺬ اﻤﺨﺘﻠﻒ واﻟﺘﺠﻨﻲ ﻋﻠﻴﻪ. وﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻨـﺎ أن ﻧﺘﺤﺪث ﻋﻦ ﻫﺬا اﻟﴫاع اﻷزﱄ
اﻟﻤﺴﺘﻨﻘﻊ ا وﻛﺮاﻧﻲ رﺿﻲ اﻟﻤﻮﺳﻮي
ﻣﺎﺟﺪ ﻋﺒﺪاﷲ
almosawi@alsharq.net.sa
M4.22@alsharq.net.sa
ﻋـﲆ ﺿـﻮء اﻟﻘﻀﻴـﺔ اﻤﺘﻨﺎوﻟـﺔ ﰲ اﻟﺼﺤﻒ اﻤﺤﻠﻴﺔ ﻫـﺬ ِه اﻷﻳﺎم وﻗﺒﻠﻬﺎ ﻋﲆ ﺷـﺒﻜﺔ اﻟﺘﻮاﺻﻞ ﺑﺸـﻜﻞ ﺳـﻠﺒﻲ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋـﻲ ﺗﻮﻳـﱰ اﻟﺬي أﺛﺎرﻫﺎ ٍ اﻤﻐﺮدون ﻋﲆ اﺧﺘـﻼف ﺗﻴﺎراﺗﻬﻢ ﺣﻮل ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻤﺮﺿﺎت ﻳﻌﻤﻠﻦ ﰲ ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ اﻤﻠﻚ ﻓﻬﺪ ﺑﺎﻤﺪﻳﻨﺔ اﻤﻨﻮرة ﻗﻤﻦ ﺑﻌﻤﻞ ﻣﺴـﺎﺑﻘﺔ ﻋـﻦ ﻣﻠﻜﺔ اﻟﺠﻤﺎل ﺑﻴﻨﻬﻦ ﻋـﱪ ﺑﺮﻧﺎﻣـﺞ ﻳﺘﺪاوﻟﻪ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﺴـﺘﻄﻴﻊ اﺳـﺘﺨﺪاﻣﻪ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺸـﺒﻜﺔ اﻟﻌﻨﻜﺒﻮﺗﻴﺔ ﻫﺬا اﻟﱪﻧﺎﻣـﺞ ﻳﺼﻠﻨـﻲ ﺑﺼـﻮرة ﺷـﺒﻪ دورﻳـﺔ ﻣـﻦ ﻗﺒـﻞ ﺑﻌﺾ اﻟﺰﻣـﻼء ﻋـﲆ اﻟﻮاﺗﺴـﺎب ﻟﻠﺘﺼﻮﻳﺖ إﻣﺎ ﻷﻓﻀـﻞ ﻧﺎﻃـﻖ إﻋﻼﻣﻲ وأﻓﻀـﻞ ﻣﻮ ّ ﻇﻒ ﺑﻞ ﻣـﻦ ا ُﻤﻤﻜﻦ أن ﻳُﺴـﺘﺨﺪم ﻋـﲆ ﻣُﺤﻴـﻂ اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻟﻠﺘﺼﻮﻳﺖ ﻷﺟﻤـﻞ ﻃﻔﻞ واﻟﻄﻔﻞ اﻤﻤﻴﺰ دراﺳـﻴﺎ ً ﺑﺸـﻜﻞ وﻫـﺬا ﻳﻌﻨﻲ أﻧ ُﻪ ﻣﻦ اﻤﻤﻜﻦ اﺳـﺘﺨﺪاﻣﻪ ٍ إﻳﺠﺎﺑﻲ وﻟﻌ ﱠﻞ ﺳـﻮء ﻓﻬﻢ اﻟﺘﺼﻮﻳﺖ ﻣﻦ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺟﻌﻠﻬـﻢ ﻳﺴـﺮون ﺧﻠـﻒ ﻫﻮاﻫـﻢ ،وأﻧـﺎ ُﻫﻨﺎ ﻟﻦ أﺗﺤـﺪث ﻋﻦ اﻟﺘﻔﺎﺻﻴـﻞ اﻟﺘﻲ دﻋﺘﻬـﻦ ﻟﻔﻌﻞ ذﻟﻚ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻦ ﺑﻜﻞ ﺗﺄﻛﻴﺪ دون ﻧﻴﱢﺔ ﰲ ﺗﻨﺎول اﻟﺤﺪث ﻋﲆ ﻣُﺴﺘﻮى » ﺗﻮﻳﱰ« وﻏﺮ ِه ﻣﻦ اﻤﻮاﻗﻊ اﻷُﺧﺮى وﻟﻜﻦ ﺳﻮف أر ﱢﻛﺰ ﻋﲆ اﻟﻨُﻘﺎط اﻟﺘﻲ أﺛﺎرت اﻟﺤﺪث وﺟﻌﻠﺘـ ُﻪ ﻣﺼﻴﺒﺔ ﻋُ ﻈﻤﻰ ﺑﻞ وﺻـﻞ إﱃ ﺣﺪ ﻗﺬف اﻤﺤﺼﻨـﺎت اﻟﻠﻮاﺗﻲ ﻳﻘﻤﻦ ﺑﺤﻔـﻆ أرواح اﻤﺮﴇ ﺑﻌـﺪ اﻟﻠﻪ ُ ﺳـﺒﺤﺎﻧ ُﻪ وﺗﻌﺎﱃ ،و ﻫـﺬ ِه اﻟﻘﻀﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﻳﻌﻠـﻢ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﺟﻌﻠﺖ ﻣﺴـﺆوﱄ اﻟﺼﺤﱠ ﺔ ﻳﻘﻮﻣﻮن ﻣﻦ ﻋﲆ اﻟﻜﺮاﳼ اﺳـﺘﻨﻜﺎرا ً ﻟﻠﺤﺪث وﻳُﺸـﻜﺮون ﻋـﲆ ذﻟﻚ ﺑـﻜﻞ ﺗﺄﻛﻴﺪ وﻟﻜﻦ اﻟﺬي ﻳﺠـﺐ أن ﻳَﺘَﻨَﺒﱠﻪ ﻟﻪ اﻤﺴـﺆول أن ﺑﻴﺪ ِه اﻟﻌﺼﺎ وﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻪ اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻴﻬـﺎ ﻣـﻦ اﻤﻨﺘﺼـﻒ أو أي ﺟﻬـﺔٍ ﻫـﻮ ﻳﺮاﻫـﺎ ﻣُﻨﺎﺳﺒﺔ دﻓﺎﻋﺎ ً وﺣﻔﺎﻇﺎ ً ﻋﲆ اﻟﻮﺿﻊ اﻟﻌﺎم . اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎ ً ﻛﺎن ﻟﻠﻘﻀﻴﱢﺔ أﺑﻌﺎد ﺳﻠﺒﻴﱢﺔ وﻻﺗﻤﺲ اﻟﻮاﻗـﻊ ﺑﺼﻠﺔ وﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ أن ا ُﻤﺠﺘﻤﻊ ﻳﺤﻜﻢ ﻗﺒﻞ أن ﻳﺮى وﻳﺘﺤﻘﻖ ﻣﻦ اﻟﻔﻌﻞ وﻫﺬا ﻏﺮ ﺻﺤﱢ ﻲ ﻤﺎ ﻟ ُﻪ ﻣﻦ آﺛﺎر ﻋـﲆ اﻟﻨﻔﺲ اﻟﺒﴩﻳﱢﺔ ﻓﻤﺎ ﺑﺎﻟﻜﻢ ﺑﺎﻷُﻧﺜﻰ وﻫﻲ اﻤﺨﻠﻮق اﻟﻀﻌﻴﻒ اﻟﺬي أﻣﺮﻧﺎ رﺳﻮﻟﻨﺎ ﻋﻠﻴﻪِ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ﺑﺎﻟﺮﻓﻖ ﺑﻬﺎ ،وﻟﺬﻟﻚ ﻻﺑ ﱠﺪ أن ﻳﻜﻮن اﻤﻨﻬﺞ ﰲ اﻟﺤُ ﻜﻢ ﻋﲆ اﻵﺧﺮﻳﻦ ﺛﺎﺑﺘﺎ ً و واﺿﺤﺎ ً ﻣﻊ إﺿﺎﻓﺔ رﺗﻮش ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ وﻓﻜﺮﻳﱢﺔ وﺣُ ﺴـﻦ ﻇﻦ ﻛﻤﺎ
أﻣﺮﻧـﺎ ﺑﺘﻘﺪﻳﻤﻪ ﻋﲆ ﺳـﻮء اﻟﻈـﻦ وﻟﻜﻦ ﻫﺬا ﻟﻢ ﻳ ُﻜﻦ ﰲ اﻟﻬﺎﺷـﺘﺎق اﻟﺬي أُﺛـﺮ ﻷن ﻛﺜﺮا ً ﻣﻦ ﻓﺌﺎت ا ُﻤﺠﺘﻤﻊ ﺗﺤﺪث ﺑﺴﻮء وﻗﺬف وﻟﻮ ﻛﺎن ﻣﻦ ﺟﺎﻫﻞ رﺟﺎل ﻧﺤﺴـﺒﻬﻢ ﻋﻨﺪ اﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﻟﻌﺬرﻧﺎه وﻟﻜﻦ ﻣﻦ ٍ ورﺟﺎل ﻧﺤﺴﺒﻬﻢ أﻳﻀﺎ ً ﻣﻦ ا ُﻤﺼﻠﺤﻦ اﻟﺼﺎﻟﺤﻦ ٍ ُ وﻫﻨﺎ ﺗﺪاﺧﻞ ﻟﺘﻴﺎرﻳـﻦ ﰲ ﻗﻀﻴﱢﺔ و ُﻛﻞ ﻳﺘﺤﺪث ﻋﻦ ﻣﺼﺎﻟﺤﻪ واﻟﻀﺤﻴﱢﺔ اﻟﻔﺘﻴﺎت وا ُﻤﺠﺘﻤﻊ. إﻋﻼﻣﻴـﺎ ً ﺗﺤﺪﺛﺖ ﻛﺜـﺮا ً ﻋﻦ اﻹﻋـﻼم ودور ِه اﻟﻔﻌﱠ ـﺎل ﰲ إدارة ﱠ دﻓـﺔ اﻷﺣﺪاث وﺗﺤﺪﻳـﺪا ً اﻹﻋﻼم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋـﻲ اﻟـﺬي أﺣـﺪث ﺛـﻮرة ﰲ اﻟﻌﻼﻗـﺎت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﱢـﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻧﻘـﻞ اﻤﻌﻠﻮﻣﺔ وإن ﻛﺎﻧﺖ ﺧﺎﻃﺌـﺔ وﻫـﺬا ﻣـﺎ رأﻳﻨـﺎ ُه ﰲ اﻟﺤﺪث ِﻣـﻦ ﺧﻼل ﺗﻨﺎﻗﻠﻪ ﰲ اﻟﻮاﺗﺴـﺎب ﺑﻦ اﻟﻔﺘﻴﺎت وﻣﻨ ُﻪ إﱃ ﺗﻮﻳﱰ و ِﻣﻨـﻪ إﱃ اﻹﻋﻼم اﻤﻜﺘﻮب اﻟـﺬي أرى أن اﻟﺒﻌﺾ ﻣﻨـ ُﻪ ﻓﻘـﺪ اﻤﺼﺪاﻗﻴـﺔ ﻣﻦ ﺧـﻼل اﻻﻋﺘﻤـﺎد ﻋﲆ ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ ﻧُﴩت ﰲ ﺗﻮﻳﱰ دون اﻟﻨﻈﺮ واﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻷﺑﻌـﺎد اﻷُﺧﺮى ،وﻫﺬا ﻣﺎﻟﻢ ﻧﺮه أﺑﺪا ً ﻓﻜﻞ ﻳﺮﻛﺾ ﺧﻠـﻒ ﻫﻮا ُه وﻣﺎﻟﻪ وﻣﻦ ﻳُﻘـﺮه أﻛﺜﺮ ﰲ إﺛﺎرة ﻣﺜﻞ ﻫﺬ ِه اﻷﺣﺪاث. َ وﻛﻤﺎ أﻧ ُﻪ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻨـﺎ أن ﻧﺘﺬﻛﺮ أن اﻤﺼﻠﺤَ ﺔ ِ وﻻﴐار » وﻫـﺬ ِه ﻗﺎﻋِ ـﺪة أوﻻ ً وأن » ﻻﴐر ﴍﻋﻴﱢـﺔ ﻗﺪﻣﻬـﺎ ﻟﻨـﺎ دﻳـ ُﻦ اﻟﺮﺣﻤـﺔٍ واﻟﺴـﻤﻮ، واﻟﺘﻤﺮﻳـﺾ اﻟﺴـﻌﻮدي ﱠ ﻣﺜﻘﻒ وﻣُﺘﻌ ﱠﻠـﻢ وﻳَﺒﺤﺚ ّ ﻋﻦ ﻧﻔـﺾ ﺗﻠـ َﻚ اﻟﱰاﻛﻤﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺠـﺎوزت اﻟﺤﺪ اﻷﻋﲆ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻴﱢﺎﺗﻬﻢ ،وﻳﺠﺐ ﻋﲆ اﻤﺴﺆوﻟﻦ أن ﻳﻜﻮﻧـﻮا أﻛﺜﺮ ﺣﺮﺻﺎ ً ﻋﻨﺪ اﻧﺘﻘﺎء اﻟﺮدود اﻹﻋﻼﻣﻴﱢﺔ ﺣﺘﱠـﻰ ﻻ ﺗﺘﺤﻮّل »اﻟﺤﺒﱠﺔ إﱃ ُﻗﺒﱠﺔ« .ودﻋﻮﻧﻲ أﺧﺘﻢ ﱠ اﻟﻘﺼﺔ اﻟﺘـﻲ ﻗﺮأﺗﻬﺎ ذات ﻋﻬ ٍﺪ ﻗﺪﻳﻢ ﻣﻘـﺎﱄ ﺑﻬﺬ ِه ّ اﻟﻘﺼـﺔ :إﻧـ ُﻪ ذات زﻣـﻦ وﺗﺬﻛﺮﺗﻬـﺎ اﻵن ﺗﻘـﻮل ُ ﺳﺠﻦ أﺳﺪ ﻳﺎﻓﻊ ﺑﻘﻔﺺ ﻣُﺬﻫﺐ ﻗﻴﻞ ﺣﻴﻨﻬﺎ ﻷﺟﻞ ﺣﻤﺎﻳﺘـﻪ وﻟﻴـﺲ ﻟﻠﺤﻤﺎﻳﺔ ِﻣﻨﻪ ﻓﻜﱪ اﻷﺳـﺪ ﻫﻤﱠ ﺎ ً وﻣﺮﺿﺎ ً ﻻﻧ ُﻪ ﻗﻴﻞ إن ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻣﻮن ﺑﺮﻋﺎﻳﺘﻪِ ﻟﻴﺴﻮا ﻣُﺨﺘﺼـﻦ ﰲ ذﻟـﻚ وﻟ ِﻜﻦ ﻛﺎﻧـﺖ اﻟﺤﺎﺟﺔ ﺗﻘﺘﴤ ﺣﻴﻨﻬـﺎ وﻣﺎزاﻟﺖ اﻟﺤﺎﺟﺔ ﻣُﺴـﺘﻤﺮة وﻣﻊ اﻟﻮﻗﺖ ﻛﺎﻧﻮا ﻋﻨﺪ اﺧﺘﻔﺎء ا ُﻤﺘﻌﺎﻃﻔﻦ ﻣﻊ اﻷﺳﺪ ﻳﻘﻮﻣﻮن » ﺑﺮﻓﺴـﻪِ « واﻟﻬﺮوب ﻓﻼﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﻠﺘﻔﺖ ﻟﻬﻢ اﻵن ﻷﻧ ُﻪ ﺣﺒﻴﺲ ﻫﺬا اﻟﻘﻔﺺ.
ﻟـﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻔﺎﺟﺌﺎ ً ﻟﻠﻤﺮاﻗﺒـﻦ وﺻﻮل اﻷزﻣﺔ اﻷوﻛﺮاﻧﻴـﺔ إﱃ ﻧﻬﺎﻳﺎﺗﻬـﺎ اﻤﻌﺮوﻓـﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻮﺟﺖ ﺑﻌـﺰل اﻟﺮﺋﻴـﺲ ﻓﻴﻜﺘـﻮر ﻳﺎﻧﻮﻛﻮﻓﻴﺘـﺶ ﺑﻌـﺪ ﻋﻤﻠﻴـﺎت اﻟﻘﺘﻞ اﻟﺘـﻲ ﺗﻤﺖ ﺑﺤـﻖ اﻤﺘﻈﺎﻫﺮﻳﻦ، ودﺧـﻮل اﻻﺗﺤـﺎد اﻷوروﺑﻲ واﻟﻮﻻﻳـﺎت اﻤﺘﺤﺪة ﺑﻘـﻮة ﻋﲆ ﺧﻂ اﻷزﻣﺔ ،ﺑﻌﺪ ﺗﻤﻠﺼﻬﺎ ﻣﻦ اﻻﺗﻔﺎق اﻟـﺬي ﺗﻢ ﺑﻦ اﻟﺮﺋﻴﺲ واﻤﻌﺎرﺿﺔ ووﻗﻌﺘﻪ ﺑﻠﺪان ﰲ اﻻﺗﺤـﺎد اﻷوروﺑـﻲ ورﺣﺒـﺖ ﺑﻪ واﺷـﻨﻄﻦ، ﻟﻴﺼﺒـﺢ ﻫـﺬا اﻻﺗﻔـﺎق ﰲ ﺧـﱪ ﻛﺎن ،ﺧﺼﻮﺻﺎ ﺑﻌﺪ ﻋﺰل اﻟﺮﺋﻴﺲ ووﺿﻌﻪ ﻋﲆ ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻤﻄﻠﻮﺑﻦ »ﻟﻠﻌﺪاﻟـﺔ« .ﻓﻘـﺪ ﺗﺪﺣﺮﺟﺖ ﻛـﺮة اﻟﺜﻠﺞ ﺑﴪﻋﺔ وﺳـﺤﻘﺖ ﰲ ﻃﺮﻳﻘﻬـﺎ ﻛﺜـﺮا ً ﻣـﻦ اﻤﻌﻄﻴـﺎت واﻤﺴـﻠﻤﺎت اﻟﺘـﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ اﺷـﺘﻌﺎل اﻷزﻣﺔ. وﻷن ﻣﻮﺳـﻜﻮ ﻫـﻲ اﻤﻌﻨﻴﺔ اﻷﻛﺜـﺮ ﺑﺎﻷزﻣﺔ اﻷوﻛﺮاﻧﻴـﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒـﺎر أن ﻫـﺬه اﻟﺒـﻼد واﺣـﺪة ﻣـﻦ اﻟﺤﺪاﺋﻖ اﻟﺨﻠﻔﻴﺔ ﻤﻮﺳـﻜﻮ وﻛﺎﻧﺖ ﺗﺸـﻜﻞ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺎت اﻟﺴـﻮﻓﻴﻴﺘﻴﺔ اﻟﺴـﺎﺑﻘﺔ ،ﻓﻀﻼ ﻋﻦ اﺳـﺘﺨﺪام روﺳـﻴﺎ اﻷراﴈ اﻷوﻛﺮاﻧﻴﺔ ﻟﺘﺼﺪﻳﺮ اﻟﻐـﺎز إﱃ أوروﺑﺎ ،ﻣـﺎ ﻳﻀﻊ ﻣﻮﺳـﻜﻮ ﰲ داﺋﺮة اﻟﻔﻌﻞ ﻋﲆ ﻣﺎ ﻳﺠـﺮي ﻣﻦ إﻋﺎدة ﺻﻴﺎﻏﺔ ﺗﺮﻛﻴﺒﺔ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴـﻴﺎﳼ اﻷوﻛﺮاﻧﻲ ﺣﺴـﺐ اﻤﻘﺎﺳـﺎت اﻷوروﺑﻴﺔ .إن اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ اﻟﺮوﺳـﻴﺔ ﺗﺪرس ﻋﺪﻳﺪا ً ﻣﻦ اﻟﺨﻴﺎرات اﻟﺴﻴﺎﺳـﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻟﻠﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻤﻌﺎرﺿـﺔ اﻟﺘﻲ أﻃﺎﺣـﺖ ﺑﺎﻟﺮﺋﻴﺲ اﻤﺪﻋﻮم ﻣﻦ ﻣﻮﺳﻜﻮ .ﻛﻤﺎ أن اﻹﻓﺮاج ﻋﻦ ﺧﺼﻢ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﻠـﺪود ﻳﻮﻟﻴـﺎ ﺗﻴﻤﻮﺷـﻴﻨﻜﻮ رﺋﻴﺴـﺔ اﻟـﻮزراء اﻷوﻛﺮاﻧﻴـﺔ اﻟﺴـﺎﺑﻘﺔ ،ﺑﻌـﺪ أن أﻣﻀﺖ ﺳـﻨﺘﻦ ﻛﺠﺰء ﻣﻦ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﻣﺪﺗﻬﺎ ﺳﺒﻊ ﺳﻨﻮات ﻋﲆ ﺧﻠﻔﻴﺔ اﺗﻬﺎﻣﻬـﺎ ﺑﺎﻟﻔﺴـﺎد واﻟﺘﻮرط ﰲ اﻻﺳـﺘﺤﻮاذ ﻋﲆ ﺻﻔﻘﺎت اﻟﻐﺎز واﻟﻨﻔﻂ ﻳﺸـﻜﻞ ﺗﻄﻮرا ً آﺧﺮ ،وﻗﺪ ﺟﻤﻌﺖ ﺧﻼل اﻟﻔﱰة ﻣﻦ 1995إﱃ 1997ﺛﺮوة ﺗﻘﺪر ﺑﻨﺤﻮ أﺣﺪ ﻋﴩ ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر ،وﻛﺎن زوﺟﻬﺎ ﻳﺸـﺎرﻛﻬﺎ ﰲ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺘﺠﺎرﻳـﺔ وﻫﻮ ﻻ ﻳﺰال ﰲ ﻣﺤﺒﺴﻪ ﺑﺘﻬﻤﺔ اﻟﻔﺴﺎد أﻳﻀﺎً. ﺑﻴـﺪ أن اﻤﻮﺿـﻮع أﻛـﱪ ﺑﻜﺜﺮ ﻣـﻦ ﻳﻮﻟﻴﺎ ﺗﻴﻤﻮﻧﻴﺸﻜﻮ ،وﻳﺼﻞ إﱃ اﻟﴫاع اﻟﺮوﳼ اﻟﻐﺮﺑﻲ
ﻋﲆ ﺟﻤﻬﻮرﻳﺎت اﻻﺗﺤﺎد اﻟﺴـﻮﻓﻴﻴﺘﻲ اﻟﺴـﺎﺑﻖ. ﻓﺄوﻛﺮاﻧﻴﺎ ﻫﻲ اﻤﺮﺷـﺢ اﻟﺠﺪﻳﺪ ﻟﺪﺧﻮل ﻋﻀﻮﻳﺔ ﺣﻠﻒ اﻟﻨﺎﺗﻮ اﻟﺬي ﻳﺮاد ﻣﻨﻪ أن ﻳﺸﻜﻞ ﻃﻮﻗﺎ ﻋﲆ روﺳـﻴﺎ ﻟﻠﺠﻢ ﻃﻤﻮح ﻋﻮدﺗﻬﺎ ﻟﺘﻜﻮن ﻻﻋﺒﺎ ً دوﻟﻴﺎ ً ﻛﺒﺮا ً ﺑﻌﺪ أن ﺳـﻘﻂ ﻫﺬا اﻟـﺪور ﺑﺎﻧﺘﻬﺎء اﻟﺤﺮب اﻟﺒﺎردة واﻧﻬﻴﺎر اﻟﻜﺘﻠﺔ اﻻﺷﱰاﻛﻴﺔ وﺗﺤﻮل اﻟﺪول اﻻﺷـﱰاﻛﻴﺔ ﻧﺤﻮ اﻗﺘﺼﺎد اﻟﺴﻮق .ﻟﺬﻟﻚ ﻻ ﻳﺒﺪو ﻏﺮﻳﺒﺎ ً اﻟﺒﺘﺔ دﻋـﻮة أوﻛﺮاﻧﻴﺎ ﻟﺤﻀﻮر اﺟﺘﻤﺎﻋﺎت وزراء دﻓﺎع ﺣﻠﻒ اﻟﻨﺎﺗﻮ ﰲ ﺑﺮوﻛﺴﻞ ﺑﻌﺪ ﻳﻮﻣﻦ ﺣـﻮل دﻋﻢ اﻷﻣﻦ ﰲ أﻓﻐﺎﻧﺴـﺘﺎن ،ﻓﻤـﻦ اﻤﺘﻮﻗﻊ أن ﻳﺘﺤـﻮل اﻻﺟﺘﻤﺎع إﱃ دﻋﻢ اﻟﻘﻴـﺎدة اﻟﺠﺪﻳﺪة اﻟﺘﻲ ﻓﺮﺿﺖ ﻧﻔﺴـﻬﺎ ﺧﺎرج اﻷﻃﺮ اﻟﺪﺳـﺘﻮرﻳﺔ واﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﰲ ﻛﻴﻴﻒ ،وﻫﻮ اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﺳﺨﻨﺖ ﻟﻪ ﻫـﺬه اﻟﻘﻴﺎدة ﺑﺎﻹﻋﻼن ﻋـﻦ ﺣﺎﺟﺔ اﻟﺒﻼد إﱃ 35 ﻣﻠﻴـﺎر دوﻻر ﻟﻬﺬا اﻟﻌﺎم واﻟﻌﺎم اﻤﻘﺒﻞ ،ﻓﺴـﺎرع اﻻﺗﺤﺎد اﻷوروﺑﻲ ﻟﻺﻋﻼن ﻋﻦ اﺳﺘﻌﺪاده ﻟﺘﻘﺪﻳﻢ 20ﻣﻠﻴـﺎر ﻳـﻮرو .ﺻﺤﻴـﺢ أن ﻫـﺬه اﻤﻠﻴﺎرات ﻫﻲ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻠﻴﺎرات ﻣﻮﺳـﻜﻮ اﻟﺘﻲ أﻋﻠﻨﺖ ﻋﻦ ﺿﺨﻬﺎ ﰲ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻷوﻛﺮاﻧﻲ واﻤﻘﺪرة ﺑﺨﻤﺴﺔ ﻋـﴩ ﻣﻠﻴـﺎر دوﻻر ،إﻻ أن اﻟﺼﺤﻴـﺢ أﻳﻀـﺎ أن أوﻛﺮاﻧﻴـﺎ ﺗﻌﺘﻤـﺪ اﻋﺘﻤﺎدا ﺷـﺒﻪ ﻛﲇ ﻋـﲆ اﻟﻐﺎز اﻟﺮوﳼ اﻟﺬي ﻳﺤﺮك ﻣﺼﺎﻧﻌﻬﺎ وﻳﻘﻴﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﱪد اﻟﻘﺎرس .وﻛﺮدة ﻓﻌﻞ أﻋﻠﻨﺖ ﻣﻮﺳﻜﻮ ﻋﲆ ﻟﺴﺎن رﺋﻴـﺲ وزراﺋﻬﺎ أﻧﻬﺎ ﺳـﱰاﺟﻊ اﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻤـﺖ ﻣـﻊ أوﻛﺮاﻧﻴﺎ ﺑﻤـﺎ ﻓﻴﻬﺎ اﺗﻔﺎﻗﻴـﺎت اﻟﻐﺎز. وﻫﻲ إﺷـﺎرة واﺿﺤﺔ ﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺗﻌﺎﻃﻲ ﻣﻮﺳـﻜﻮ ﻣـﻊ ﻛﻴﻴـﻒ ﰲ ﻫـﺬه اﻷزﻣـﺔ .إن ﺑﻌـﺾ ﻫـﺬه اﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺎت ﺳﻮف ﻳﺆﺛﺮ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﺮ ﻋﲆ اﻟﻮﺿﻊ اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻷوﻛﺮاﻧﻲ وﻣﻨﻬﺎ اﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺗﻢ اﻟﺘﻮﺻﻞ إﻟﻴﻬﺎ ﻣﻨﺘﺼﻒ دﻳﺴـﻤﱪ اﻤﺎﴈ ﺑﻦ ﴍﻛﺔ »ﻏﺎز ﺑﺮوم« اﻟﺮوﺳـﻴﺔ وﴍﻛﺔ »ﻧﻔﻂ وﻏﺎز أوﻛﺮاﻧﻴﺎ« وﺗﻨﺺ ﻋﲆ ﺧﻔﺾ ﺳـﻌﺮ اﻟﻐـﺎز اﻟﺮوﳼ اﻤﻮرد إﱃ أوﻛﺮاﻧﻴﺎ ﻣﻦ 400دوﻻر ﻟﻜﻞ أﻟﻒ ﻣﱰ ﻣﻜﻌﺐ إﱃ 268.5دوﻻر ﻟـﻜﻞ أﻟﻒ ﻣﱰ ﻣﻜﻌﺐ ،وﻗﺪ ﺑﺪأ اﻟﻌﻤـﻞ ﺑﺎﻻﺗﻔﺎﻗﻴـﺔ اﻟﺠﺪﻳـﺪة ﻣﻨﺬ ﻣﻄﻠـﻊ اﻟﻌﺎم اﻟﺠﺎري. ﻟﻜﻦ روﺳﻴﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻄﻠﻘﺔ اﻟﻴﺪ ﰲ أوﻛﺮاﻧﻴﺎ،
ﺣﻴﺚ ﻳﻤﺮ ﺟـﺰء ﻣﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﻐﺎز اﻤﺼﺪر ﻣﻨﻬﺎ إﱃ أوروﺑﺎ ﻋﱪ اﻷراﴈ اﻷوﻛﺮاﻧﻴﺔ .وﻫﻲ »روﺳـﻴﺎ« ﺗﻌﺘﱪ أﻛﱪ ﻣﻨﺘﺞ ﻟﻠﻐﺎز ﰲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺬي ﻳﺒﻠﻎ 655 ﻣﻠﻴﺎر ﻣﱰ ﻣﻜﻌﺐ ﺳـﻨﻮﻳﺎ ً ﺗﻠﻴﻬﺎ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﻤﺘﺤﺪة اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺑـ 545.9ﻣﻠﻴﺎر ﻣﱰ ﻣﻜﻌﺐ ،وﺗﺼﺪر ﻣﻮﺳـﻜﻮ إﱃ أوروﺑـﺎ 150ﻣﻠﻴـﺎر ﻣـﱰ ﻣﻜﻌﺐ ﺳـﻨﻮﻳﺎ ً وﻫـﻮ رﻗـﻢ ﻳﻌـﺎدل اﻟﻘـﺪرة اﻟﺘﻤﺮﻳﺮﻳﺔ ﻤﻨﻈﻮﻣـﺔ ﻧﻘﻞ اﻟﻐـﺎز اﻷوﻛﺮاﻧﻴـﺔ ،ﻟﻜﻦ ﻛﻴﻴﻒ ﻻ ﺗﺴـﺘﺜﻤﺮ إﻻ ﻧﺴـﺒﺔ %60وﻫﺬه ﻗﻀﻴﺔ ﺧﻼﻓﻴﺔ ﺑـﻦ اﻟﺒﻠﺪﻳﻦ ،ﺣﻴﺚ ﺗﻤﻜﻨﺖ ﻣﻮﺳـﻜﻮ ﻣﻦ ﻓﺮض اﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﻋﲆ ﻛﻴﻴﻒ ﻣﻔﺎدﻫﺎ »ﺧﺬ أو ادﻓﻊ«. أرادت أوﻛﺮاﻧﻴﺎ ﺗﺨﻔﻴﻒ اﻟﺼﺪاع اﻟﻘﺎدم ﻣﻦ روﺳﻴﺎ ،ووﻋﺪت ﺷﻌﺒﻬﺎ ﺑﺎﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﲆ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﰲ إﻧﺘـﺎج اﻟﻐﺎز ﻣﻦ ﺧـﻼل اﻻﺳـﺘﺜﻤﺎر ﰲ ﺣﻘﻮﻟﻬﺎ اﻟﻨﻔﻄﻴـﺔ ووﺿﻌﺖ ﺧﻄـﺔ ﻣﺪﺗﻬﺎ ﺳـﻨﺘﺎن ﻟﻜﻲ ﺗﻨﻔﺬ ذﻟﻚ اﻟﻮﻋﺪ ،إﻻ أن اﻤﻮﺿﻮع ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﺒﺴﺎﻃﺔ ﰲ دوﻟﺔ ﻻ ﻳﺰال اﻟﻔﺴـﺎد ﻳﺴﺘﴩي ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻠﺪرﺟﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﻤﻮﻇﻔﺔ أن ﺗﺠﻤﻊ ﺛﺮوة ﻣﻘﺪارﻫﺎ 11 ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر ﺛﻢ ﺗﺼﺒﺢ رﺋﻴﺴﺔ وزراء. ﰲ اﻟﺠﺎﻧـﺐ اﻵﺧـﺮ ،وﺣﻴـﺚ ﺗﻌﻠﻦ روﺳـﻴﺎ ﺗﺤﺎﻟﻔﻬـﺎ ﻣﻊ اﻟﻨﻈـﺎم اﻟﺴـﻮري ﰲ ﴏاﻋﻪ ﻣﻊ اﻤﻌﺎرﺿـﺔ واﻟﺠﻤﺎﻋـﺎت اﻤﺴـﻠﺤﺔ ،ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻘﻒ ﻋﲆ اﻟﻀﺪ ﻣﻦ اﻟﺪول اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﻳﺪ إﺳﻘﺎط اﻟﻨﻈـﺎم وﺗﻮرﻃـﺖ ﰲ اﻟﺘﻌﺎﻃـﻲ ﻣـﻊ اﻟﻘﺎﻋـﺪة وﺗﻔﺮﻳﻌﺎﺗﻬـﺎ ﰲ ﺳـﻮرﻳﺎ ،ﻓﺸـﻜﻠﺖ اﻟﺠﻤﺎﻋـﺎت اﻤﺴـﻠﺤﺔ ﺧﻄـﺮا ً ﻋـﲆ اﻟـﺪول اﻟﺘﻲ ﺟـﺎء ﻣﻨﻬﺎ اﻤﻘﺎﺗﻠـﻮن ﺑﻤـﺎ ﻓﻴﻬـﻢ أوﻟﺌـﻚ اﻟﻘﺎدﻣـﻮن ﻣـﻦ اﻟﻮﻻﻳـﺎت اﻤﺘﺤﺪة اﻷﻣﺮﻳﻜﻴـﺔ وأوروﺑﺎ ،ﻓﺼﺪرت ﻗﺮارات ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﻌﻮاﺻﻢ ﻟﺤﻤﺎﻳﺔ أﻣﻨﻬﺎ اﻟﺪاﺧﲇ ﺑﻌﺪ أن ﺗﻀﻊ اﻟﺤـﺮب أوزارﻫﺎ وﻳﻌﻮد اﻤﻘﺎﺗﻠﻮن إﱃ ﺑﻠﺪاﻧﻬﻢ .ﺑﺎﻟﻨﺴـﺒﺔ ﻤﻮﺳـﻜﻮ ﻟﻴـﺲ ﻫﺬا اﻟﺬي ﻳﺰﻋﺠﻬـﺎ ﰲ اﻤﻮﺿـﻮع ،ﻓﺄﻏﻠﺐ ﻫـﺆﻻء اﻤﻘﺎﺗﻠﻦ ﺟـﺎءوا ﻣﻦ اﻟـﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴـﺔ واﻟﺨﻠﻴﺠﻴﺔ وﺑﻠﺪان أوروﺑﺎ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ وأﻣﺮﻳﻜﺎ ،وﻗﺪ ﺗﺴـﺘﺨﺪم روﺳﻴﺎ ﻫـﺬه اﻟﺤﺎﻟـﺔ ﻛﻮرﻗـﺔ ﺗﻀﻐـﻂ ﻋـﲆ اﻟﻌﻮاﺻﻢ اﻟﻐﺮﺑﻴـﺔ ،ﺧﺼﻮﺻﺎ وأن اﻻﺣـﱰاب اﻟﺪﻣﻮي ﺑﻦ ﺗﻔﺮﻳﻌـﺎت اﻟﻘﺎﻋـﺪة ﻗـﺪ وﺻـﻞ إﱃ ﻣﺴـﺘﻮﻳﺎت اﻟﺘﺼﻔﻴـﺎت اﻟﺠﺴـﺪﻳﺔ وﺣـﺮوب اﻟﺴـﻴﺎرات اﻤﻔﺨﺨﺔ. رﺑﻤـﺎ ﺗﻘﻮد ﺗﺪاﻋﻴﺎت اﻷزﻣـﺔ اﻷوﻛﺮاﻧﻴﺔ إﱃ ﺗﻜﺸـﺮ اﻟـﺪب اﻟﺮوﳼ ﻋـﻦ أﻧﻴﺎﺑﻪ ﰲ اﻟﺴـﺎﺣﺔ اﻟﺴـﻮرﻳﺔ ﻓﻴﺬﻫﺐ ﺑﻌﻴﺪا ً ﰲ دﻋﻢ ﺣﻠﻔﺎﺋﻪ ﻟﺤﺴـﻢ اﻤﻌـﺎرك ﰲ ﻣﻨﻄﻘـﺔ ﻳﻌﺘﱪﻫـﺎ ﻣﻨﻄﻘـﺔ ﺣﻴﻮﻳﺔ ﻤﺼﺎﻟﺤـﻪ .ﻛﻤﺎ أن روﺳـﻴﺎ اﻟﺠﺮﻳﺤـﺔ ﰲ ﻛﻴﻴﻒ ﻟﺪﻳﻬـﺎ ﻣﻦ اﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺎت ﻣﺎ ﻳﺆﻫﻠﻬﺎ ﻟﻠﻌﺐ أدوار ﻗﺪ ﺗﻜﻮن أﻛﱪ ﻣﻦ ﻗﺪراﺗﻬﺎ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﺴـﺘﻔﻴﺪة ﻣـﻦ اﻷوﺿـﺎع اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳـﺔ واﻤﺎﻟﻴﺔ اﻤﻨﻜﻤﺸﺔ ﰲ اﻟﺪول اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ .وﰲ ﻛﻞ اﻟﺤﺎﻻت ﻓﺈن ﻣﻌﺮﻛـﺔ ﻛﻴﻴﻒ ﻟﻢ ﺗﻨﺘﻪ ﺑﻌـﺪ ،وﻟﻴﺲ ﻣﻦ اﻤﺮﺟﺢ أن ﻳﺴـﻠﻢ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻓﻼدﻳﻤﺮ ﺑﻮﺗـﻦ ﺑﺎﻟﻬﺰﻳﻤﺔ ﰲ ﺣﺪﻳﻘﺘﻪ اﻟﺨﻠﻔﻴﺔ.
ا رﺑﻌﺎء 26رﺑﻴﻊ ا ﺧــﺮ 1435ﻫـ 26ﻓﺒﺮاﻳﺮ 2014م اﻟﻌﺪد ) (815اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ
اﻟﺼﺤﻮة/ا ﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎ وﺷﻴﻄﻨﺔ اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ!!
ﺑﻦ اﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎ واﻟﻌﻘـﻞ ،دون اﻟﺘﻌﺮﻳﺞ ﻋﲆ ﻣﻮﺟﺔ اﻷﺳـﻠﻤﺔ اﻤﺤﻤﻮﻣﺔ اﻟﺘﻲ اﺟﺘﺎﺣﺖ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ وﻋﺼﻔﺖ ﺑﻪ ﰲ اﻟﻌﻘﻮد اﻷﺧـﺮة ،اﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﺗﻮﺻﻴﻔﻬﺎ ﺑﺎﻟﺼﺤﻮة! وﻛﺄن اﻟﻨّـﺎس ﻛﺎﻧـﻮا ﻏﺎﻓﻠـﻦ ﻗﺒﻠﻬﺎ! ﻫـﺬه اﻟﺼﺤﻮة اﻟﺘـﻲ ﺣﺎوﻟﺖ ﺣﴩ اﻟﺪﻳﻦ ﰲ ﻛﻞ اﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ،وﺳـﻌﺖ إﱃ أﺳـﻠﻤﺔ أﺷـﻴﺎء ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻠﺪﻳﻦ ﺑﻬﺎ ،ﺣﺘﻰ أﺻﺒﺤﻨﺎ ﻧﺮى اﻷﺛﺎث اﻹﺳﻼﻣﻲ واﻟﻌﻼج اﻹﺳﻼﻣﻲ واﻻﺣﺘﻔﺎﻻت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﺸـﻘﻖ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻤﻔﺮوﺷـﺔ!! واﻟﺘﱪﻳﺮ اﻟﺠﺎﻫﺰ ﻋﻨﺪ أﺻﺤﺎب اﻟﺼﺤﻮة ﻟﻬﺬا اﻟﻬﻮس ﺑﺄﺳـﻠﻤﺔ ﻛﻞ ﳾء ،ﻫﻮ أن اﻹﺳـﻼم ﺟـﺎء ﻟﻶﺧﺮة واﻟﺪﻧﻴﺎ ،وﻫﺬا ﻛﻼم ﺣـﻖ أرﻳـﺪ ﺑﻪ ﺑﺎﻃـﻞ ،ﻓﺎﻟﺤﻘﻴﻘـﺔ أن اﻟﺨﻄﺎب اﻟﺼﺤـﻮي ﻗـﺪ ﻗﻠـﺺ أﻛـﱪ ﻣﺴـﺎﺣﺎت اﻟﺘﴩﻳـﻊ اﻹﺳـﻼﻣﻲ ﺣﺘﻰ ﻛﺎدت ﺗﺨﺘﻔﻲ وﻫﻲ ﻣﺴـﺎﺣﺔ اﻟﻌﻔﻮ واﻤﺒـﺎح ،ﺣﻴﺚ ﺣﺮﺻـﺖ اﻟﺼﺤﻮة ﻋـﲆ اﻟﻮﺻﻮل إﱃ ﺗﺤﺮﻳﻢ أﻏﻠﺐ اﻷﻣﻮر اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻊ ﺿﻤﻦ ﻣﺴـﺎﺣﺔ اﻟﻌﻔﻮ، ﺑﻞ أﻟﺰﻣﺖ اﻟﻨﺎس وأﺟﱪﺗﻬـﻢ ﺑﺎﻟﻘﺒﻮل واﻟﻌﻤﻞ ﺑﺤﻜﻢ اﻟﺘﺤﺮﻳـﻢ ﻫـﺬا ،إﱃ أن وﺻﻞ اﻷﻣـﺮ ﺑﺎﻟﻨﺎس إﱃ ﻃﻠﺐ أﻣﻮر ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﺪﻳـﻦ ،ﻓﺄﺻﺒﺢ ﻋﺪد اﻟﻔﺘـﻮى ﰲ ٍ اﻟﻔﺘـﺎوى ﰲ اﻟﺜﻼﺛﻦ ﺳـﻨﺔ اﻷﺧﺮة أﻛـﱪ ﻣﻦ ﻋﺪدﻫﺎ ﻣﻨﺬ ﺑُﻌﺚ اﻟﺮﺳـﻮل ﺻﲆ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وآﻟﻪ وﺳﻠﻢ .وﻟﻜﻲ ﻳﺘﺴـﻨﻰ ﻟﻬـﺎ اﻟﺴـﻴﻄﺮة ﻋـﲆ اﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻘـﺪ ﻋﻤﺪت اﻟﺼﺤﻮة إﱃ ﺗﺸـﻮﻳﻪ اﻟﻌﻘﻞ وﺗﺴﺨﻴﻒ اﻟﺘﻔﻜﺮ ،ﺣﻴﺚ ﺑﺪأت ﺑﺬم اﻟﻔﻠﺴـﻔﺔ واﻤﻨﺎﻫﺞ اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ،ﺑﻞ واﻟﻮﺻﻮل ﺮ ﻣﻦ اﻷﺣﻴﺎن، ﺑﻬﺎ إﱃ ﻣﺴـﺘﻮى اﻻﺑﺘﺪاع واﻟﻜﻔﺮ ﰲ ﻛﺜ ٍ ﻛﻤـﺎ ﺣﺎرﺑـﺖ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﻬﺘﻢ ﺑﻬـﺎ أو ﻳﺤﺎول ﻧﴩﻫﺎ ﰲ اﻤﺠﺘﻤﻊ ،وﻗﺪ ﺧﺎﺿﺖ اﻟﺼﺤﻮة ﺣﺮوﺑﻬﺎ ﻣﻊ أﺻﺤﺎب ٍ ﻣﺴﻤﻴﺎت دﻳﻨﻴﺔ ﰲ أﻏﻠﺐ اﻷﺣﻴﺎن، اﻟﻔﻜﺮ واﻟﻌﻘﻞ ﺗﺤﺖ ﻓـﺈن ﻟﻢ ﺗﻔﻠـﺢ اﻷﻏﻄﻴـﺔ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ،ﻟﺠـﺄت إﱃ اﻟﺬراﺋﻊ ّ ٌ ﻣﻘﺪس ﻟﺪى أﺗﺒﺎع وﻛﺄن اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳـﻴﺔ اﻟﺼﺤـﻮة! .وﻛﻌﺎدة أﺻﺤـﺎب اﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎت ،ﻛﺎن ﻋﺪو اﻟﺼﺤﻮة اﻷول ﻫﻮ اﻟﻌﻘـﻞ ،ﻟﻴﺲ اﻟﻈﻠﻢ ﻋﺪوﻫﻢ وﻻ اﻟﻔﺴـﺎد ،وﻻ اﻟﺘﺨﻠـﻒ ،وﻻ اﻟﻔﻘـﺮ ،وﻻ اﻤـﺮض، وﻟﺬﻟـﻚ ﻗﺎﻣﺖ أﺷـﻬﺮ ﻣﻌـﺎرك اﻟﺼﺤﻮة ﻣـﻊ أرﺑﺎب
اﻟﻔﻜﺮ وأﺻﺤـﺎب اﻟﻘﻠﻢ ،ﻓﻔـﻲ اﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻨﻴﺎت اﻤﻴﻼدﻳﺔ ﺗـﻢ اﻟﺘﻮاﻓﻖ ﺑﻦ رﻣﻮز اﻟﺼﺤـﻮة ﻋﲆ ﺧﻮض ﻣﻌﺮﻛﺔ اﻟﺤﺪاﺛـﺔ -اﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﺰال ﻛﺜﺮ ﻣـﻦ اﻟﺼﺤﻮﻳﻦ ﻳﺠﻬﻞ ﻣﻌﻨﺎﻫـﺎ -ﻓﺘـ ّﻢ ﺗﺒﺪﻳـﻊ وﺗﻔﺴـﻴﻖ وﺗﻜﻔـﺮ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻛﺒﺮة ﻣﻦ اﻷﺳـﻤﺎء ﻣﻦ ﺷﻌﺮاء وﻛﺘّﺎب وﻣﺜﻘﻔﻦ ،ﻛﻤﺎ ﺗﻢ اﻟﺘﺸـﻜﻴﻚ ﰲ وﻃﻨﻴﺔ ﺑﻌﻀﻬـﻢ ،وﻛﺎﻧﺖ ذروة ﺗﻠﻚ اﻤﺮﺣﻠـﺔ ﻟﺤﻈﺔ ﺻﺪور أﺣﺪ أﺳـﺨﻒ اﻟﻜﺘﺐ وأﻛﺜﺮﻫﺎ ﺗﺴـﻄﻴﺤﺎ ً وﻫﻮ ﻛﺘـﺎب »اﻟﺤﺪاﺛﺔ ﰲ ﻣﻴﺰان اﻹﺳـﻼم« ﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﺆﻟﻔﻦ! وﺻﺪر ﺗﺤﺖ اﺳـﻢ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻋﻮض اﻟﻘﺮﻧـﻲ ،وﻳﺴـﺘﻄﻴﻊ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻋﺎﴏ ﺗﻠـﻚ اﻤﺮﺣﻠﺔ أو ﻗﺮأ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﻣﺎ ﺣﺪث ﻓﻴﻬﺎ ،أن ﻳﻠﻤﺲ اﻟﻬﻠﻊ واﻟﺮﻋﺐ ٍ ﻣﺤـﺎوﻻت اﻟـﺬي أﺻـﺎب أﻫـﻞ اﻟﺼﺤﻮة ﻣـﻦ ﻣﺠﺮد ﻓﻜﺮﻳﺔ ﺧﺠﻮﻟﺔ ﺗﺨﺎﻟﻒ اﻟﺴـﺎﺋﺪ واﻤﺄﻟﻮف ،ﻫﺬا اﻟﺮﻋﺐ اﻟـﺬي أﻟﺠﺄ ﺑﻌـﺾ رﻣـﻮز اﻟﺼﺤـﻮة إﱃ اﻟﻔﺠﻮر ﰲ اﻟﺨﺼﻮﻣﺔ ،واﻟﻈﻠﻢ ﰲ اﻷﺣﻜﺎم ،وأﺧﺬ اﻟﻨﺎس ﺑﺠﺮﻳﺮة ّ اﻟﻈﻦ وﺳـﻘﻴﻢ اﻟﻔﻬﻢ ،ﺛـﻢ وﺻﻞ ﺑﻬﻢ إﱃ اﻻﺳـﺘﻘﻮاء ﻋﲆ ﺧﺼﻮﻣﻬـﻢ ﺑﺎﻟﻘﺎﻣﺎت اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﻈﻰ ﺑﺎﻟﻘﺒـﻮل ﻟﺪى اﻟﻨﺎس ،واﺳـﺘﺪراج ﻫـﺬه اﻟﻘﺎﻣﺎت إﱃ ﻣﻌﺮﻛﺘﻬـﻢ ﻣـﻊ ﻃﻮاﺣﻦ اﻟﻬـﻮاء ،ﻛﻤﺎ ﺣـﺎول رﻣﻮز اﻟﺼﺤﻮة أن ﻳﺴﺘﻌﺪوا اﻟﺴﻴﺎﳼ ﻋﲆ ﻣﻦ ﺧﺎﻟﻔﻬﻢ ،وﻟﻢ ﻳـﺰل ذﻟﻚ دأﺑﻬﻢ ﻣﻊ أﻫﻞ اﻟﻔﻜﺮ وﻣﻨﺎﺳـﺒﺎت اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ، ﻓﻼ ﻳﻜﺎد ﻳﻘﺎ ُم ﻣﻨﺸ ٌ ﻂ ﺛﻘﺎﰲ إﻻ وﺗﺒﺎدروا إﱃ اﻟﺘﺸﻮﻳﺶ ﻋﻠﻴﻪ واﻟﺘﺤﺬﻳﺮ ﻣﻨﻪ ﺗﺤﺖ دﻋﺎوى اﻻﺣﺘﺴـﺎب وإﻧﻜﺎر اﻤﻨﻜﺮ ،ﻓﻤﻊ اﻗـﱰاب ﻣﻌﺮض اﻟﺮﻳﺎض اﻟﺪوﱄ ﻟﻠﻜﺘﺎب ﰲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﻟﻮﻗـﺖ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻋﺎم ،ﺗﺒﺪأ ﺟﻮﻗﺔ اﻟﺘﻀﻠﻴﻞ وﻣﺮوﺟﻮ اﻹﺷـﺎﻋﺎت ﰲ اﻟﺘﺤﺬﻳﺮ واﻟﺘﺒﺪﻳﻊ واﻟﺘﻔﺴﻴﻖ، وﻣﺎ زﻟﺖ أذﻛـﺮ ﺿﺠﻴﺠﻬﻢ اﻟﻐﻮﻏﺎﺋـﻲ اﻟﺬي أﺣﺪﺛﻮه ﻗﺒـﻞ وأﺛﻨـﺎء اﺳـﺘﻀﺎﻓﺔ اﻤﻌـﺮض ﻟﻠﻤﻔﻜـﺮ ﻣﺤﻤـﺪ اﻟﺠﺎﺑـﺮي رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ .ﻛﻞ ﻫـﺬه اﻟﺨﺼﻮﻣﺔ ﻣﻊ اﻟﻌﻘﻞ وأﻫﻞ اﻟﻔﻜﺮ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺴﺘﻐﺮﺑﺔ ،ﻷﻧّﻪ ﻻ ﻋﺪو أﻛﺜﺮ ﻧﻜﺎﻳﺔ ﺑﺎﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎ وأﻫﻠﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﻌﻘﻞ واﻟﻔﻜﺮ ،وﻟﺬﻟﻚ ﻛﺎﻧﺖ اﻤﻌﺮﻛﺔ اﻷزﻟﻴﺔ ﺑﻦ اﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎ واﻟﻌﻘﻞ اﻟﺤﺮ ﻣﻌﺮﻛﺔ وﺟﻮ ٍد ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﺘﺨﻠﻠﻬﺎ ﻫﺪﻧﺔ أو إﻟﻘﺎء ﺳﻼح.
رأي
ﺗﻌﺎﻣﻞ اﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﻣﻊ ا زﻣﺔ اﻟﺴﻮرﻳﺔ
ﻳﺘﺴـﻢ اﻟﺘﻌﺎﻣـﻞ اﻟﺴـﻌﻮدي ﻣـﻊ اﻷزﻣـﺔاﻟﺴـﻮرﻳﺔ ﺑﺎﻟﻮﺿﻮح ﻣﻨﺬ اﻟﺒﺪاﻳـﺔ ،ﻓﺎﻤﻤﻠﻜﺔ ﺗﺪﻋﻢ ﺣﻤﺎﻳﺔ اﻟﺸـﻌﺐ اﻟﺴﻮري وﺣﻘﻪ ﰲ اﻟﺤﻴﺎة وﺗﻘﺮﻳﺮ ﻣﺼﺮه ،وﺗﺪﻋﻮ اﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﺪوﱄ إﱃ إﺻﺪار اﻟﻘﺮارات اﻟﺘﻲ ﺗﻀﻤﻦ ذﻟﻚ ﻣﺴـﺘﺨﺪﻣﺎ ً ﻣﺎ ﺗﺘﻴﺤﻪ ﻟﻪ اﻤﻮاﺛﻴﻖ اﻟﺪوﻟﻴﺔ. اﻤﻤﻠﻜـﺔ ﺗﺮﻓـﺾ وﺟﻮد ﻗـﻮات أﺟﻨﺒﻴﺔ ﻋﲆاﻷراﴈ اﻟﺴـﻮرﻳﺔ ،وﺗﺮى أن اﻟﻌﻨﺎﴏ اﻤﻘﺎﺗﻠﺔ ﻣﻦ ﺣـﺰب اﻟﻠﻪ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ واﻟﻜﺘﺎﺋـﺐ اﻟﻌﺮاﻗﻴﺔ واﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ اﻟﻄﺎﺋﻔﻴـﺔ؛ ﻫـﻲ ﻗـﻮات أﺟﻨﺒﻴـﺔ ﺗﺤﺘـﻞ اﻷراﴈ
اﻟﺴـﻮرﻳﺔ وﺗﻨﺘﻬﻚ ﺳﻴﺎدة ﺳـﻮرﻳﺎ وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺳﺤﺒﻬﺎ ﻋﲆ اﻟﻔﻮر. اﻤﻤﻠﻜـﺔ ﺗـﺮى أﻧﻪ ﻻ إﻣﻜﺎﻧﻴـﺔ ﻟﻮﺟﻮد ﻧﻈﺎماﻷﺳـﺪ ﰲ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺳـﻮرﻳﺎ وأﻧﻪ ﻻ ﴍﻋﻴﺔ ﻟﻪ ﺑﻌﺪ ﺗﺴـﺒﺒﻪ ﰲ ﺗﺪﻣـﺮ ﺑﻠـﺪه وأن رﺣﻴﻠﻪ أﺣـﺪ ﻣﻔﺎﺗﻴﺢ اﻟﺤﻞ. اﻤﻤﻠﻜﺔ ﺗﺆﻳﺪ إﻳﺠﺎد ﺣﻞ ﺳﻠﻤﻲ ﻋﺎﺟﻞ وﺗﺆﻳﺪﺑﻴﺎن ﺟﻨﻴـﻒ اﻷول اﻤﺘﻀﻤﻦ ﺗﺄﺳـﻴﺲ ﻫﻴﺌﺔ ﺣﻜﻢ اﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ ﺑﺼﻼﺣﻴﺎت ﺗﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ. -اﻤﻤﻠﻜـﺔ ﺗﺸـﺪد ﻋﲆ وﺣﺪة ﺳـﻮرﻳﺎ ،وﺗﺪﻋﻢ
اﻻﺋﺘﻼف اﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﻘﻮى اﻟﺜﻮرة واﻤﻌﺎرﺿﺔ ﻛﻤﻤﺜﻞ ﻟﻠﺸﻌﺐ اﻟﺴﻮري وﺛﻮرﺗﻪ ﰲ ﻫﺬه اﻤﺮﺣﻠﺔ. اﻤﻤﻠﻜـﺔ ﻻ ﺗﺮﻳﺪ ﻟﻠﴫاع اﻟﺴـﻮري أن ﻳﻄﺎلاﺳـﺘﻘﺮار ﻟﺒﻨـﺎن أو اﻷردن ..وﺗـﺪرك أن ﻫﻨﺎك ﻣﻦ ﻳﺤـﺎول ﺗﺤﻮﻳـﻞ ﻣـﺎ ﻳﺠـﺮي ﰲ ﺳـﻮرﻳﺎ إﱃ ﴏاع إﻗﻠﻴﻤﻲ ﻳﺤﺮق اﻷﺧﴬ واﻟﻴﺎﺑﺲ. اﻤﻤﻠﻜـﺔ ﺗﺮﻓـﺾ أن ﻳـﺰجﱠ أﺣـ ٌﺪ ﺑﺄﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﰲاﻟﻘﺘﺎل اﻟﺪاﺋﺮ ﰲ ﺳـﻮرﻳﺎ ،وﻫﻲ ﺗﴩﱢ ع ﻣﻦ اﻷﻧﻈﻤﺔ ﻣﺎ ﻳﺤﻤﻴﻬﻢ ﻣﻦ اﻤﺨﺎدﻋﻦ وﻣﺰﻳﱢﻔﻲ وﻋﻲ اﻟﺸﺒﺎب ﺣﻔﺎﻇﺎ ً ﻋﻠﻴﻬﻢ وﻣﺮاﻋﺎ ًة ﻷﴎﻫﻢ.
اﻤﻤﻠﻜـﺔ ﺗﺪﻋـﻢ اﻟﺴـﻮرﻳﻦ وﺗﺒـﺬل ﺟﻬﺪا ً ﰲﻣﺠـﺎل إﻏﺎﺛﺘﻬـﻢ ﺑﺎﻤﺎل واﻟﺪواء واﻟﻐـﺬاء ،وﺗﺮﻓﺾ أن ﺗﻘـﻮم ﺟﻬـﺎت ﺑﺠﻤﻊ أﻣـﻮال ﻣﻦ اﻟﺴـﻌﻮدﻳﻦ ﺑﻄﺮق ﻏـﺮ ﻣﺮﺧﺼﺔ أو اﻤﻘﻴﻤـﻦ داﺧـﻞ اﻤﻤﻠﻜﺔ ٍ ﺑﺪﻋـﻮى إرﺳـﺎﻟﻬﺎ إﱃ اﻟﺴـﻮرﻳﻦ دون أن ﻳﻌـﺮف اﻤﺘﱪع أﻳﻦ ﺳـﻴﺬﻫﺐ ﻣﺎﻟﻪ ،ﰲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﺗﺪﺷﻦ اﻟﺤﻤﻼت اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻤﺪ ﻳﺪ اﻟﻌﻮن ﻟﻬﻢ. اﻤﻤﻠﻜـﺔ ﺗﺘﻌﺎﻣـﻞ ﻣـﻊ اﻤﻮﻗـﻒ اﻧﻄﻼﻗﺎ ً ﻣﻦﺛﻮاﺑﺘﻬـﺎ ودورﻫـﺎ ﰲ ﺧﺪﻣـﺔ ﻣﺤﻴﻄﻬـﺎ اﻟﻌﺮﺑـﻲ واﻹﺳﻼﻣﻲ واﻟﺤﻔﺎظ ﻋﲆ اﺳﺘﻘﺮار اﻤﻨﻄﻘﺔ.
13