رأي
سهام الطويري sahhomah@alsharq.net.sa
ي كل أنح�اء العال�م الحار م�ن حولنا ،تحص�ل امرأة عى حقه�ا ي اس�تخدام امواص�ات والتنقل بطرق آمن�ة ترفعها عن التح�رش اللفظي والجس�دي من أه�ون الناس ق�درا ً أخاقيا ً ي امجتمع ،ببس�اطة متناهية لس�يادة القانون .بينما اتزال النساء ي الس�عودية العام�ات وامحتاج�ات للوصول إى مق�ر العمل ي السابعة صباحا ً وحضور جلسات امحاكم ،وامحارات الجامعية، ومواعيد امستشفى ي الس�عودية صامتات صابرات با مرر عى كل ما ش�اب آذانهن وخ�دش حياءهن مرارا ً وتك�رارا ً من تحرش السائقن اللفظي وربما الجسدي ،غر أنني ي لندن (مقر دراستي للماجس�تر) أس�تطيع أن أصفع مَ ْن يش�وب أذن�ي بلفظ مبتذل دون أن أج�د منه ي الغالب أدنى مقاومة أكثر من خجله وإنكاره اللحظي لفعله ،وهو أقى ما س�يفعله تجنبا ً إثارة مزيد من الهم والغم فوق رأس�ه ،وسيس�ندني كل امارة ،خصوصا ً أبناء الجالية امس�لمة وس�رصد الكام�رات امزروع�ة ي أنحاء لن�دن الحدث، وس�يأتي البوليس ي غضون ارتداد طرف البر ،وسيوضع وجه امتحرش عى اأرض ،وس�تلف الكلبش�ات بكلت�ا يديه من الخلف نح�و القضبان ،بعدها س�نحر معا ً لجلس�ات امحكمة التي لن تنظر بعن الرحمة أي ظرف إنساني قاده لهذا السلوك امنحرف. ي السعودية تتعرض النساء بكل أطيافهن :متعلمات ،أميات، كب�رات ،صغرات ،مريض�ات ،صحيحات للتح�رش اللفظي غر
ام�رر ي كل م�كان يتجمع في�ه الرجال اأجان�ب والوافدون عى اأغلب :ي الس�وق ،وامستش�فى ،والبنوك ،واإدارات العامة ،وغر ذلك وبش�كل خ�اص حينما تعوزهن الحاجة إى س�ائق أنه أكثر مَ ْن يس�تحوذ عى جو الخلوة «غر الرعية» ..كثرون ا يدركون أن التحرش اللفظي يؤذي رهافة أحاسيس امرأة ،ويسكب الشوك ي ش�عورها ويجعلها تكبت ي نفس�ها كثرا ً من اإهانة والقسوة، أنها ا تس�تطيع البوح ي مجتمع لن يوفيه�ا حقها ،وأنها ربيت خ�ال الثاثن س�نة اماضية عى أنها ق�ار ي كل يء ،وأن مَ ْن يقودها رجل ،فرس�خ ي أذهان بعضه�ن أن كل مَ ْن حولها أو مَ ْن تصادف من الرجال نسخة من قائدها الشهم والطيب ما أسهم ي فتح باب اابتزاز بكل أريحية ..اأسوأ من ذلك أن سيادة امتحرش عى لغة الحوار وتبلطجه جاء نتيجة بيئة محفزة جداً :النس�اء ي الوضع الراهن أشبه بنمر جريح فقد ذراعيه وأنيابه من قبل دعاة «س�د الذرائع» ..فقبل أن تجرؤ أي�ة امرأة أن تبصق عى متحرش أو تركل�ه بكعب الح�ذاء ،فإنها تفكر ألف مرة عما ستنبش�ه ردة فعله�ا من حيوانية أكثر راس�ة ي ظل غي�اب القانون ،البوليس اللحظي ،كامرات امراقبة ،وامسلمن من أشباه مسلمي الجاليات ي الغرب ،أن امتحرش ي بلدي مس�لم رقي من آسيا أو إفريقيا والجزيرة العربية! بيئة التحرش لأسف ي بلد امسلمن اأول بيئة مناس�بة لنمو التطرف ضد امرأة وإهانتها عى امس�توى اللفظي
فقه الجبراء علي الرباعي
سؤال غير منطقي حول الحرية بدر البلوي
alroubaei@alsharq.net.sa
balbalawi@alsharq.net.sa
ااستقال فطرة إرادة ح ّرة حتى ي مملكة النح�ل فحن يزدح�م امكان وتفي�ض الخلية تلجأ الشغاات إى اعتماد ملكات واافراق بهن ي منظومات حديثة ومتجددة ،ولحسن حظي ُ عايشت أجياا ً دفعت تكاليف باهظة أمام أني تعنت اآباء وإرارهم عى البقاء مع إخوتهم تح�ت س�قف الج�د اأول والحف�اظ عى إرث العائلة أنه إذا انقس�م ذهب�ت منفعته ،وكان م�ن امتعارف عليه أن أحد رم�وز العائلة يملك كاريزما س�لطوية تغريه بالتعنت وصم آذانه ع�ن ااس�تجابة مطالب اأجيال بااس�تقال، ذلك أن الحاجة اماس�ة لأيدي العاملة امنتجة تحتّ�م عليه�م ااحتف�اظ بالجمي�ع لخدم�ة ام�زارع وصيانته�ا ورعاي�ة ام�واي وخدمة البيت «امنظومة ال ُكرى «التي ا يمكن خدمة ال�ذات إا م�ن خالها ،ولعل أب�رز مظاهر تلك امرحلة رفضهم لتعليم الش�بان كونه يستهلك عليهم طاقة أبنائهم بمعدل نصف نهار يومياً، إضاف�ة إى ع�دم اهتمامه�م بالوظائف كونها عطال�ة وليس�ت مرجل�ة كالعم�ل ي الحق�ل وصيان�ة أماك اأج�داد ،ب�ل كان�وا يع ّ طلون تزويج الفتاة بحكم أنه�م ينتفعون بها كأحد أعض�اء الفري�ق اإنتاجي اليوم�ي ،وطمعا ً ي اإفادة من النش�اط اميداني لكل فرد من أفراد اأرة ،وي ظل هذه الهيمنة اأبوية والوصاية العُ رفية فقد كثر من ُ الش�بان والفتيات معنى حري�ة ااختي�ار وتلظ�ى بن�ار اإذع�ان تحت مظل�ة البيت الكبر ا ُمش�بعة جدران�ه برائحة التسلط وااستبداد ،ولم يكن يترم أهل الشاب من نس�بة زوج�ة اابن لهم جميع�ا فيقولون عن�د توصيفها «مرتن�ا» من باب ااش�راكية وا يقول�ون زوج�ة ابننا ،ولعل بع�ض القراء يُ�درك تنام�ي ظاه�رة جن�ون النس�اء ي تلك اأي�ام وما أظن�ه إا تصنع جن�ون للهرب من الضغ�ط النفي واإجه�اد البدن�ي والعصبي ع�ى م�دار الس�اعة ،وم�ن امؤس�ف أن م�ن
حاول الخ�روج عى العادات والتقاليد مرتكب حماقة وم�درج ي خان�ة العق�وق ،وبقدر ما كان الش�يبان يمنعون أبناءهم نس�يم الحرية وعب�ر ااس�تقالية بق�در م�ا كان�ت تتع�زز سلطاتهم امتكئة عى العرف الجائر ،إضافة إى تكدس اأنفاس البرية ي مس�احات ضيّقة، خصوص�ا ً ع�ى رأس الهرم ،حت�ى أن امتزوج من ُش�بّان العائلة ا حظ له من زوجته سوى س�اعات مع�دودة ي (العُ ليّة) وخل�ف جدران خش�بية ا تمكنّهما من خصوصية وا تحفظ رية ناهيك عن ااس�تحمام ورفع للعاطف�ة ّ الجناب�ة فتلك قص�ة أخرى دافع�ة للتحايل أو التيمم بحكم أن ال�رورات تبيح البدائل ،وي ظل تلك اإدارات الناجحة اقتصاديا ً والجانحة إنس�انيا ً يضم�ن كل فرد لقمت�ه ومبيته وذلك مبل�غ طموحات�ه ،ليقينه أن أي حراك س�لمي تج�اه مطالب�ة باس�تقال أو حق�وق موجب للس�خط والط�رد م�ن البي�ت حت�ى يش�فع الش�افعون ،وبرغم أن بعضنا يستعيد ويستلذ ذكري�ات تل�ك اأي�ام إا أنه�ا مرحل�ة طبعت بصمتها القاس�ية ي وجداننا وس�لبتنا عديدا من مقومات الش�خصية السوية وخلقت فينا قرويا ً متوحش�ا ً يخب�و حينا ويش�تعل أحيانا ً ّ مع�را ً ع�ن إف�رازات حق�ب الع�ذاب والصلف وامنافس�ة بن أبن�اء اأرة الواح�دة حد فتل امكائ�د وحبك امصائد للنيل من بعضهم ي ظل منظوم�ة اإكراهي�ة ،ولعل البع�ض يعزو ما لح�ق به من تخل�ف وقهر وانهزامي�ة إى زمن مغلق ك� ّرس فينا بعضا ً م�ن مامحه العنيفة وجروت�ه القاي فم�ا أتعس الجراء قياس�ا ً ع�ى مخرجاتها وما أعظم ااس�تقالية حتى ي مملكت�ي النحل والنمل « ،هامش :الجراء» من لم يع�ش يوميات الجن�وب توصيف لبقاء اأخ�وة ي بي�ت اأب ورفضهم القس�مة برغم التكدس العددي والتنافس اإداري بن الرجال والسيدات.
كنت قد قلت ي مقال ي س�ابق بعنوان «العبودية السعيدة» ونر ي نوفم�ر اماي إن« :قمة الذل لإنس�ان هو اس�تعباده ،ذلك أن العبودية تس�لب من اإنس�ان أغ�ى قيمة لدي�ه ،بل إح�دى امزايا الت�ي تميزه عن الكائنات اأخرى ،التي تجعل منه س�يدا ً وقائدا ً لهذا الكوكب ،هذه القيمة ه�ي الحرية .فم�ا قيمة الحياة وم�ا مقدارها إن افتقد اإنس�ان أهم يء يمتلكه «حريته»...وأزيد هنا بالقول إن الحرية هي القيمة اأساسية اأوى التي لدى اإنس�ان ،فكلن�ا خلقنا أحراراً ،ويج�ب أن نبقى كذلك دون أي اس�تاب أو انتقاص لحرياتنا تحت أي مس�مى ،بل حتى يجب أا يناقش موض�وع تحديد الحري�ة وتأطرها إا بالقدر الذي يج�ب أن يتنازل عنه الفرد من أجل السماح لآخرين بااستمتاع بحرياتهم .فحرية كل شخص تتوق�ف عندم�ا تط�ال أو تج�رح حريات اآخري�ن .وموض�وع الحرية بأنواعها وأشكالها موضوع كبر. حسب ااعتقاد الديني ،فإن عبادة الخالق عز وجل هي السبب الرئيس ال�ذي من أجله وجد اإنس�ان عى هذه اأرض .ورغ�م محورية ومركزية اله�دف ،إا أن الخالق ترك لإنس�ان خيار اإيمان به م�ن عدمه ،أفهناك إق�رار أكر من اإقرار بحرية اإنس�ان كالتي أعطان�ا إياها الرب عزوجل حينما قال ي محكم تنزيله« :فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر»؟!. إضافة إى أن الحرية هي حق أس�اي من حقوق اإنسان التي يجب أا تنته�ك ،هي أيضا ً من وجهة نظري «حاجة» يج�ب أن تكفلها وتدافع عنه�ا امجتمعات .فيكف مجتمع أفراده مس�لوبو الحري�ة أن يدافعوا عن وطنه�م أو يحافظ�وا عى مقدرات�ه أو يصون�وا كرامة أف�راده ،أو حتى يتطلعوا منافس�ة اأمم اأخرى عى امس�توى الحض�اري .إن امجتمعات تعت�اش وتنمو ع�ى الحرية .بل واأكثر م�ن ذلك ،ف�إن الحرية مرتبطة بدرج�ة كبرة باإبداع .فا إبداع مجتم�ع غر حر .فما تقدمت امجتمعات الغربي�ة والرقية تقدما ً حقيقيا ً إا عندما اس�تعاد الناس حقهم اأصيل ي ممارسة الحرية دون قيود سياسية أو حتى تصورات دينية خاطئة. هناك سؤال دائما ً ما يطرح بشكل تساومي حول حق الحرية اأصيل، وبأش�كال مختلفة ،كس�ؤال :ما اأهم الحرية أم الخبز؟ أو هل تفضل أن تعي�ش ي دولة تمنحك الحرية لك�ن دون رفاه اقتصادي ،أم تفضل دولة تمنحك رفاها ً لكن دون حرية؟ بالنس�بة ي ،هذا الس�ؤال يشوبه يء من التضاد ،غر منطقي وغر مطلوب ي نفس الوقت ،فرغم ما تدفعه ظروف الحرية امنتقصة وامس�تلبة التي تعيشها بعض امجتمعات إى طرح مثل هذا الس�ؤال ،إا أنه يجعلني أعرض عى هذا اافراض الضمني الذي قد يظ�ن م�ن خاله بأن الحري�ة ي تناقض مع لقمة العي�ش أو العكس .ي
نظري ا يسوِق لفكرة التناقض بن الحرية ولقمة العيش هذه ،سوى من يريد للناس أن يأكلوا ويش�كروا ويناموا دون أن يس�ألوا عن لقمة العيش الت�ي أخذوها هل هي حقهم الكامل ،أم أنه�ا أقل من حقهم بكثر! إذ إنه يمك�ن ي كثر من الظروف أن يجمع اإنس�ان بن لقمة العيش والحرية. ب�ل إنه ا يمكن تصور أن لقمة العي�ش «الكريمة» يمكن أن تتحقق دون حرية حقيقية .لذا فإن مصادرة حقوق الناس ي ممارسة الحرية ا يمكن تري�ره ب�تعويضهم عنه بتقديم رفاه اقتص�ادي .فهنا حتى عى مقصلة الرفاه ااقتصادي الكاذب جُ َزت رقبة الحرية. هذا العر الذي نعيش�ه هو عر العقل ،أي أقصد عر اس�تخدام العقل بصورة أكر مما مى من عصور س�ابقة .فكثر من الحكومات ي العالم تنظر لنفس�ها عى أنها عبارة عن مجلس إدارة تنفيذي ،يتنازل لها الش�عب عن جزء من حقهم ي اإدارة م�ن أجل إدارة مقدرات الباد إنابة عنهم خال فرة معينة من الزمن. عال وم�ن امه�م قول�ه هن�ا ،إن معظ�م ال�دول الت�ي تتمتع برف�اه ٍ واقتصاد متن ي العالم ،هي دول حرة عى امس�توى الفردي وااجتماعي وااقتصادي ،مث�ل أمريكا وبريطانيا وأمانيا والياب�ان .صحيح أن هناك بع�ض الدول لديها مس�تويات جيدة من الحرية ولكن لي�س لديها رفاه عال كبع�ض دول أوروبا الرقية وآس�يا الوس�طى وأمريكا اقتص�ادي ٍ الاتينية ،الذي لربما أحد أسبابه .بينما الدول التي لديها بعض من الرفاه ااقتصادي وليس لديها نطاق واسع من الحريات هي تغطي بالدثار اماي بعض امطالب ،لكنها قد تُجابَه بامطالبة بمزيد من امشاركة مستقباً كما يش�ربذلكامتابعونالسياس�يون. ي عامن�ا العربي ،تجد أن هناك بعض ال�دول ،لديها رفاه اقتصادي عال ،ولديها كذلك توسع ي الحريات الشخصية وااجتماعية وااقتصادية ٍ جي�د ،مما خفف من حدة امطالبات السياس�ية أو يؤجلها .ي امقابل تجد عال كمر واأردن وامغرب مثاً، بعض الدول ليس لديها رفاه اقتصادي ٍ ولكن لديها مشاركة سياسية من نوع ما إى جانب نطاق الحريات الكبر عى امس�توىالش�خيوااجتماعيوااقتصادي. عموم�ا ً ع�ى أي دول�ة ي العال�م أن تنتب�ه عندم�ا يت�آكل رفاهه�ا ااقتص�ادي ،وي نفس الوقت ا تس�مح باانفتاح عى مس�توى الحريات ااجتماعي�ة وااقتصادي�ة ب�ل وحتى الش�خصية ،ولديه�ا تحريم كامل للمش�اركة السياس�ية ،فهذا ما يجعلها ي موضع صعب عند امقارنة مع ال�دول اأخرى التي تمنح مجتمعاتها الحري�ة والرفاه ااقتصادي معا ً أو الحرية عى اأقل!
اأربعاء 21جمادى اآخرة 1434هـ 1مايو 2013م العدد ( )514السنة الثانية
قيادة النساء للسيارة.. إلى متى والصورة مبتذلة؟!
أكث�ر من الجس�دي .وللخروج من هذا ام�أزق الذي وضعت امرأة عنوة فيه ابد له�ا أن تكر قاعدة اهتمام الناس بانتقادها حينما تشكو متحرش�اً ،وا تفكر كثرا ً ي كيفية سعي مجتمع الفضيحة إلباس�ها التهم والظلم والبهتان والل�وم إى غر ذلك من امتعارف علي�ه اجتماعي�اً .لم يعد من امناس�ب ي الع�ر الراهن اإكراث بمجتم�ع أوص�ل حال ام�رأة إى ه�ذا الحد م�ن اإهان�ة وتركيع حيائها أظافر ش�هوة اأجنب�ي يخدش فيها كيفما يش�اء ،فضاً عن الس�عودي نفسه ،فلم نجن نحن النساء أية نتيجة إيجابية من تأطر امرأة منذ ما ا يزيد عى ثاثن سنة تقريبا ً ي أطر من حديد ونار تقلصت وحرت النساء حتى كادت تكتم أنفاسهن! أما مَ ْن يعارض كامي فعليه أن يس�أل نفسه كم مرة باحت له امرأته أو قريبته عن انخداش أحاسيسها مع السائق؟! فيم�ا لو تخيل أحد معاري قيادة امرأة للس�يارة يومهم با س�يارة ،ي انتظار سائق « قذر» سواء كان آس�يويا ً أو إفريقيا ً أو حتى س�عوديا ً أو يمنيا ً يعر بتاكس�يه «امظلل» الشارع ي حرارة النهار ،ثم يس�تلمه داخل امركبة بكل ما يشبع إيحاءاته الجنسية ب�ن اأبواب امغلقة وامتجهة بامش�وار نحو ام�كان! أريد أن أرى غلي�ان الغضب والغرة إى أية حد س�رتفع عى مؤر الضغط أو مقياس ريخر!! هل سيتخيل أولئك مشاعرهم حينما يكال عليهم كما ً من امش�اعر الجنس�ية العابرة تتوافق مع نظرات السائق عر مرآة الس�يارة اأمامي�ة ،وقد ا تنتهي إا بلم�س اأيادي عند أخذ نقود امش�وار؟! ا أعتقد أن رجاً حرا ً أو عبدا ً سرى بذلك الكم الساخن من التحرش وهو مجر عى الصمت بسبب عرقلة العباءة والغطوة وضعف القوة الجس�دية وقلة الحيلة الخائفة من حى الرج�م ااجتماعية ولك�ن أن يأتي بعد هذا كله ويرتضيه للنس�اء خوف�ا ً عليهن! فهذا ااجرار غر امرر لم يع�د منطقيا ً جداً .نحن نطال�ب كنس�اء بالوقوف عى هذه القضية امدني�ة التي لن يحلها س�وى قانون صارم يكف اللس�ان واليد عن امرأة ويعطيها حقها امدني امس�اوي لحق الرجل ي التنقل واستخدام امواصات .وهذا الوضع امأس�اوي ما نس�معه م�ن قصص التح�رش واابتزاز لم نك�ن لنصل إليه لوا أن ترك�ت امرأة حرة ي تفاعله�ا مع الحياة ااجتماعي�ة تواجهها من�ذ نعومة أظافرها بكل ق�وة وتحدٍ .حاليا ً فإن ترسيخ ضعف امرأة ي ذهن امتحرشن بها من كل الجنسيات التي تقطن الس�عودية تعود إى مَ ْن قصقص جناحيها وأس�كنها
القفص وأغلق عليها باب سد الذرائع. كم من امرأة تجلس تحت الش�مس ي الش�ارع ي مظهر غر حضاري جدا ً تستجدي بيمينها سيارات اأجرة ،وبمجرد دخولها الس�يارة تبدأ ي رحلة امشوار بمغالبة انخداش حيائها حتى تنزل «وا من شاف وا من درى» ،ي امقابل ينعم مَ ْن يمنعها من قيادة السيارة بنفسها بمركبته يقودها كيفما شاء ،ومتى ما أراد حافظا ً أذنه عن س�ماع كل ما يخدش�ها وممسكا ً يده عن كل مَ ْن يلمسها. وإن تجاوزنا مس�ألة التحرش ي التكاي ،فإن استقدام مزيد من الس�ائقن الخاصن لم يعد س�وى صب منب�ع جديد من مخالفي قوانن أنظمة اإقامة والعمل ،آاف الس�ائقن س�نويا ً يهربون من كفائهم بمجرد نزولهم أرض الس�عودية ،وذلك بسبب التخطيط امس�بق لتفاصي�ل اإقامة وجني ام�ال والتعاون م�ع «اأقليات» امتش�كلة ي البلد من ذات جنسية السائق ،خصوصا ً القادمن من آس�يا .من منزلنا عى س�بيل امثال هرب ثاثة سائقن عى التواي ببس�اطة أن مكاتب ااستقدام تأخذ حقها اماي وا تفي بوعودها ي اح�رام البل�د أوا ً ثم اح�رام روط امقدم ع�ى الطلب كما لم تطالب من جهة صارمة بأداء واجبها مقابل تجنب العقوبات. ع�ى أية ح�ال ،ف�إن الج�دل الامنته�ي وامتنطع م�ن قبل امعارض�ن لقي�ادة امرأة للس�يارة ابد أن يوضع جانب�ا ً من اآن فصاعدا ً فق�د أخذ به كثرا ً ولفرة من الزمن كممت أفواه النس�اء ع�ن الحديث ولم تجلب منه أية منفعة مهنية .امتنطعون يبعدون ع�ن دمائن�ا وأرواحن�ا وأماكنن�ا وه�م مخالف�ون مصالحنا ولن يعودوا علينا عمليا ً بالنفع والفائدة ..لم يفيدوننا س�وى بس�عيهم ي كل محفل بدمج أفكارهم الجنس�ية «الخليعة» ي لغة الخطاب الوعظي فلم يطبقها إا أرذل امس�تمعن إليهم وبكل أريحية ،أن امرأة صارت ي الذهنية سلعة مستباحة ي فضاء الا قانون مدني ص�ارم وقارس ..الحقيق�ة أن اأمل ي تعقل أولئك ل�ن يأتي أبدا ً كما أن زمن اانتظار النس�ائي ب�دأ ينفد صره حينما يتعلق اأمر بس�ن قوانن صارمة ترفع من قدر امرأة وتعينها عى استشعارها مكانتها امساوية للرجل ي امجتمع ،خصوصا ً فيما يتعلق بمسألة التحرش الجني واإيذاء اللفظ�ي واابتزاز اقتدا ًء بكل العالم من حولنا .الزمن يتجه إجباريا ً للمس�تقبل وامخالفون «حجر العثرة» مصالح�ي ومصال�ح غري من النس�اء أنهم يرت�دون إى الوراء فقط.
رأي
باب التوبة مفتوح
كان بإمكان امطلوب اأمني الذي قبضت عليه الجهات اأمنية، مساء أمس اأول ،أن يختر عى نفسه وأهله كثرا ،بتسليم نفسه للس�لطات ويس�تفيد من الفرص التي أعلنت عنه�ا وزارة الداخلية منذ يناير العام اماي بأخذ تس�ليم النفس ي ااعتبار عند النظر ي قضية كل مطلوب. وقد فعلها بعض امطلوبن ال� ،23وس� ّلموا أنفس�هم ،ودافعوا ع�ن مواقفه�م ،وأطلق�ت الجه�ات اأمني�ة راحه�م بع�د التأكد من س�امة س�جلهم ،كما تحفظت ع�ى آخرين .وم�ن امؤكد أنها أخذت بعن ااعتبار مبادرة تس�ليم النف�س؛ لتكون نقطة طيبة ي التحقيقات والنظر القضائي. كما رفض بعض امطلوبن تسليم أنفسهم ،وآثروا ااستمرار ي مواقفهم الضدية من اأحداث ،ومن الس�لطة ،ومن امجتمع امسالم
أيضاً .ومواصلتهم س�بل التحري�ض والفتنة ،ومن نتائج هذا العناد أن وقع بعضهم ي قبضة رجال اأمن وقوعا ً مخزيا ً بالقبض عليهم أحياء .كما سقط بعضهم قتياً ي تبادل إطاق النار. لكن عبدالله آل ريح آثر الطريق الخطأ ،وبقي هاربا ً ومشاغبا ً ومتخفي�ا ً حتى وق�ع ي يد رجال اأمن عى النح�و الذي أعلنت عنه وزارة الداخلية فجر أمس اأول. امطلوبون أمنيا ً يعلمون أنه�م محارون ،وأن القبض عليهم ه�و مجرد مس�ألة وقت ،ويفهمون أن مراع�اة كثر من اأمور هو ما يمنع رجال اأمن من اصطيادهم بس�هولة ،وإا فإن اإمكانيات الفنية والعس�كرية لدى اأجهزة اأمنية ليس�ت عاجزة عن حس�م القضية منذ اإعان عن اأسماء. ويعل�م امطلوب�ون أمنيا ً أن امجتمع الذي يعيش�ون فيه تململ
كث�را ً م�ن تعقيد اأم�ور ،واتجاهها بعي�دا ً عن الس�لم ااجتماعي واله�دوء .حت�ى امتعاطفون م�ع امطلوبن ل�م يعودوا كم�ا كانوا بع�د تزايد ح�اات العنف وتكاثر اأزمات .وإذا كانت هناك س�حابة سوداء؛ فإن امجتمع ،كل امجتمع ،يريد لهذه السحابة أن تغادر. وه�ذه الحقيق�ة تحتّم عى امطلوبن ااس�تفادة م�ن الفرصة اأخرة ليُنهوا هذا املف بأنفس�هم وبسام ،وبا مقاومة أو إساءة أو ترف غر مسؤول. اأجه�زة اأمنية قادرة ومقت�درة ،وا يُعوزه�ا أن تبادر ،وهذا الوط�ن قادر ع�ى التعامل مع جمي�ع أبنائه حتى امس�يئن منهم بعدالة ونزاهة ،ويفتح ب�اب التوبة وامناصحة للجميع دون تمييز، والع�ودة إى العقل هو امنجي الوحيد لكل من و ّرط نفس�ه ي تأزيم اأمور.
17