ALSAYEEH MAGAZINE - Issue 13

Page 1

‫اﻟﻌــﺪد ‪ - ١٣‬ﻛــﺎﻧــﻮن اﻷول ‪٢٠٢٠‬‬

‫” ‪” ... THE HOPE‬‬ ‫»ﻳﺘﺠﻤﻞ« ﺑﺎﻟﻌﻄﺎء‬ ‫ا ﻟﻢ‬ ‫ّ‬

‫ﻟﺒﻨﺎن ‪ :٢٠٢٠‬ﺛﻮرة ﻟﻢ ﺗﻜﺘﻤﻞ‪ ...‬اﻧﻔﺠـﺎر واﻧﻬﻴـﺎر‬ ‫ﻛﻮروﻧﺎ‪ ...‬ﻧﻤﻂ ﻗـﺎس ﻟﻠﺒﺸـﺮﻳﺔ‬ ‫ذاﻛـﺮة اﻟﺴـﺎﺋﺢ‪ :‬ﺷﺨﺼﻴـﺎت‪...‬وﻣﺸﻮار ﺟﻤﻴـﻞ‬ ‫ﺳﻴﺎﺣـﺔ ﻓﻲ ﻳﺨـﺖ اوﻧـﺎﺳﻴـﺲ‬ ‫اﻟﻔﻨـﻮن ﻓﻲ ﻟﺒﻨـﺎن‪ :‬إﺑﺪاع ‪...‬ﺷﻌـﺮ وﺣ ِـﺮَف ﺗﺮاﺛـﻴﺔ‬


IDEAS

BRANDING

CREATIVE DESIGN

LOGOS

STATIONERY

flyers POSTERS

branding catalogs PHOTOGRAPHY

PRINTING ADVERTISING

Billboards UNIPOLES Led Screen Banner stands

Marketing Offline Marketing Motion Design Booth Design PROMOTIONAL ITEMS

Online Marketing Website E-commerce E-marketing Social Media SEO SEM

We Mark You Up


‫االفتتـاحيـة‬ ‫السـاحة اختفـت وطـواها النسيــان‬ ‫وصلــت الــى زاويتــي وجلســت اراقــب المــارة وانــا فــي‬ ‫ ‬ ‫غيبوبــة حلــم تشــدني الــى المقعــد كلمــا حاولــت نهوضــا‬ ‫للحــراك‪.‬‬ ‫الضبــاب الفاحــم ينذرنــي بــان اهــرب بعيــدا عــن بوابــة‬ ‫شــارعها‪ ،‬وفــي ســبات عميــق‪ ،‬استســلمت لذكريــات قــرأت‬ ‫تاريــخ جميزتهــا فــي الكتــب المقدســة وتاريــخ الفراعنــة‬ ‫التــي كانــت مدافنهــم تصنــع مــن خشــبها لتصونهــا مــن الفنــاء‪ ،‬ورافقــت الســواح يهرولــون‬ ‫اليهــا كــي يتفيــأوا ظلهــا كلمــا وصلــت ســفينتهم الــى المينــاء القريــب‪.‬‬ ‫الجميــزة قطعهــا االســاف ليبنــوا مقــرا باســمها علــى طريــق كتبــت علينــا خطاهــا فــي ازمنــة‬ ‫هاربــة‪ ،‬وهــي اآلن تتماســك علــى شــفير هاويــة العمــر يغمرهــا هشــيم االطــال وتفــوح منهــا‬ ‫رائحــة المــوت‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وكلمــا اســتيقظت مــن الحلــم الجميــل شــدني المقعــد الــى الذكريــات مجــددا‪ .‬يــوم عــدت بعد‬ ‫الحــرب لــم اســأل احــدا عــن مطــارح الصبــا والعشــق فــي مدينــة بيــروت‪ ،‬فكانــت محطتــي‬ ‫االولــى فــي جميزتــي‪ .‬عبــرت معالمهــا وصــوال الــى المحطــة االخيــرة "للسـ ِّـهيرة" فــي زمنهــا‬ ‫الجميــل‪ ،‬وهــي ســاحة البــرج‪ ،‬فصعقــت‪ ...‬الســاحة اختفــت وطواهــا النســيان فاغرورقــت‬ ‫عينــاي بالدمــوع‪.‬‬ ‫وقبــل ايــام معــدودة تعانــق الهــال والصليــب فــي ســاحة الحريــة فنســيت الماضــي االســود‪،‬‬ ‫ودخلــت الشــارع مــع الثائــرات الحالمــات والثائريــن الحالميــن‪ ،‬وفــي كل يــد مــن ايديهــنّ‬ ‫وايديهــم اللوحــة والقلــم والفرشــاة‪.‬‬ ‫وبــدأ عــرس االمــل الكبيــر علــى ارصفتهــا وعلــى درجهــا العتيــق وفــي مقاهيهــا كاســواق بيروتنــا‬ ‫القديمــة‪ ،‬وع ّمــت االفــراح واالهازيــج مــع بصمــات حضاريــة أعــادت الــى المدينــة لمســات‬ ‫قيامــة مــن تاريــخ العــزة والكرامــة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫مجددا بالريشة والحرف و"الشعب العنيد"‪.‬‬ ‫بيروت قامت‬ ‫رقصت وهللت وانتشرت الفرحة منتشية بحلمها الجديد‪.‬‬ ‫وبغفــو ٍة‪ ،‬غــدر بنــا الحاقــدون معتقديــن انهــم بصواعقهــم يمحــون حــروف رســالتنا وهــم‬ ‫العابــرون كغيرهــم‪.‬‬ ‫عابــرون هــمُ كغيرهــم ال يقــرأون ارقامهــم علــى صخــور نهــر يحلــق الفنيــق فوقــه وفــوق بحــره‬ ‫هازئـ ًـا مــن عوائهــم وفجورهــم‪.‬‬

‫لويس الحايك‬


Branding Advertising Printing Mobile Apps Social Media Websites

Beshara El Khoury Blvd. Beshara El Khoury Tower 7th floor (B), Beirut, Lebanon


‫العــدد ‪ - 13‬كــانــون األول ‪2020‬‬

‫املديــر العام‬ ‫لويـس احلايك‬ ‫اإلشراف والتحرير‬ ‫إسكندر لويس احلايك‬

‫الفهرس‬

‫املديرة التنفيذية والفنية‬ ‫غـادة آغــا‬ ‫أسرة التحرير‬ ‫أنطوان جان يزبك‪ ،‬لؤي إسكندر‪،‬‬ ‫كمال حنا ‪ ،‬كريستينا حرب‪ ،‬كاتيا‬ ‫جوهر‪ ،‬هدى اخلوري‪ ،‬نيڤني شدياق‪،‬‬ ‫ميني‪.‬‬ ‫كاتي ّ‬

‫من االمل اىل االمل‬

‫االنهيار‪ ،‬احلركة السياسية‬

‫إستشارات عامة‬ ‫د‪ .‬فؤاد احلركة‪ ،‬أ‪ .‬مارون احلايك‪،‬‬ ‫إستشارات قانونية‬ ‫احملامي األستاذ مروان سنو‬ ‫اإلدارة‬ ‫شركة آرت ماركـــــس ش‪.‬م‪.‬م‬

‫أوتوسـتراد بشارة اخلوري‪ ،‬برج بشارة‬ ‫اخلوري طـ‪ ٧‬بلوك ب‪ ،‬بيروت ‪ -‬لبنـان‬ ‫هاتف‪+٩٦١ ٠١ ٦٤٢٣٢٦ :‬‬ ‫خلَوي‪+٩٦١ ٧١ ١٢٧٧٧٠ :‬‬ ‫‪+٩٦١ ٧٠ ٩٧٩٨٦٢‬‬ ‫ ‬ ‫بريد الكتروني‪lou-i@live.com :‬‬ ‫بريد الكتروني‪info@alsayeeh.com :‬‬ ‫موقع الكتروني‪www.alsayeeh.com :‬‬

‫أديـب من عقيـق‬

‫ذاكرة السائح خاص أحمد عبداهلل‬

‫الكورونا والوضع الصحي‬

‫فلسفة التعليم اىل رحابة الواقع الرقمي‬

‫يــوم االبـداع اللبنــاين‬

‫لالعالنات‪:‬‬

‫‪info@alsayeeh.com‬‬ ‫‪info@artmarksagency.com‬‬

‫توزيع‬

‫شركة األوائل لتوزيع الصحف واملطبوعات‬

‫بيـروت‪ ،‬خنـدق الغميــق‪ ،‬شـــارع ســـعد‪،‬‬ ‫بنايــة فـــواز هاتف‪٠١/٦٦٦٣١٥ :‬‬

‫ال ُعقــد " مع الســمنة القــاتلة‬


‫الغالف‬ ‫‪6‬‬

‫مشروع “‪...”THE HOPE‬‬ ‫"يتجمل" بالعطاء‬ ‫فن األلم‬ ‫ّ‬ ‫بوحشية كبيرة وألم ال ُي حتمل دخل‬ ‫ ‬ ‫انفجار مرفأ بيروت حياة اللبنانيين في ‪4‬‬ ‫آب ‪ ،2020‬وبينهم مجموعة تضم مبدعين في‬ ‫مجاالت الرسم والتصوير وناشطين اجتماعيين‬ ‫واستشاريين في مجاالت السياحة والتطوير‬ ‫الهندسي‪ ،‬أذابوا مشاعر قلوبهم المعتصرة‬ ‫بالغصات واآلحزان في مشروع عطاء إلعادة‬

‫آغا مشهد األلم ب ُب عد جمالي عبر لوحتين‬ ‫إختلفتا في أبعاد الرؤية‪ .‬وتضمنت اوالهما‬ ‫رسائل سالم وأمل توجهها حمامة ترفرف فوق‬ ‫الدمار‪ ،‬وطائرة قادمة من السماء‪ ،‬وهو حال‬ ‫اللوحة الثانية ايض ًا عبر حمامة سالم تتأمل‬ ‫الدمار بنفسها من شرفة برج "‪"LA COTE‬‬ ‫المد ّم ر‪ ،‬وفي فمها غصن زيتون‪.‬‬

‫األمل‪...‬‬ ‫إنطلق مشروع "‪ "THE HOPE‬من فكرة رسم‬ ‫لمشهد الدمار بريشة الفنانة غادة آغا‪ ،‬وربطه‬ ‫بشريط مص ّور يتضمن مشاهد فائقة التقنية‬ ‫وفقرات كالمية تع ّب ر عن حال البؤس الشديد‬ ‫الذي تركته الكارثة في النفوس‪ ،‬والنقمة‬ ‫الكبيرة مما حصل‪.‬‬ ‫وأمام المنظر المرعب الذي أط ّل ت عليه من‬ ‫نافذة الطابق السابع في برج "‪"LA COTE‬‬ ‫المد ّم ر من اإلنفجار‪ ،‬رسمت ريشة الفنانة غادة‬

‫ومع إنجاز الفيديو المص ّور المتفاعل مع لوحتي‬ ‫غادة آغا وتفاصيل مشروع "‪"THE HOPE‬‬ ‫وأهدافه‪ ،‬بدأت مرحلة تطوير الطريقة المثالية‬ ‫لكسب التفاعل الخارجي معه‪ ،‬تمهيد ًا‬ ‫لجلب هبات ُت ستخدم في مساعدة السكان‬ ‫المنكوبين‪ ،‬وأصحاب المشاريع في مناطق‬ ‫الجميزة ومار مخايل واألشرفية‪ ،‬والذين نجحوا‬ ‫في تحويل المنطقة خالل عقد من الزمن الى‬ ‫قبلة ألبناء بيروت والسياح من أنحاء العالم‪.‬‬ ‫وس ُت طلق شركة "‪ "ART MARKS‬المشرفة‬


‫الغالف‬

‫على المشروع برنامج ًا تفاعلي ًا عبر االنترنت‬ ‫ومواقع التواصل بين الناس من كل مكان في‬ ‫العالم وإحدى اللوحتين‪ ،‬يرتكز على فكرة ربط‬ ‫األصدقاء واألشخاص المقربين بصور متبادلة‬ ‫توفر ايرادات ستوضع في تصرف لجنة تشرف‬ ‫على تنفيذ برامج المساعدات على األرض‪،‬‬ ‫وايصالها الى المحتاجين الحقيقيين‪.‬‬ ‫وستتولى تنظيم المساعدات منظمة‬ ‫" ‪ "G R A S S R O O T S‬و جمعيـة‬ ‫"‪ "TARMIM‬اللتيـن تنفــذان منــذ ‪4‬‬ ‫آب نشاطات إنسانية واجتماعية كثيرة في‬ ‫مناطق اإلنفجار‪.‬‬ ‫وسيخضع المشروع إلشراف شركة مالية‪ ،‬بينما‬ ‫تتولى ‪ ?PGA‬تنظيم النشاطات الملحقة بالمشروع‪،‬‬ ‫وبينها حفالت التكريم الخاصة بممثلي‬

‫البلدان األكثر منح ًا للهبات‪ ،‬وبرامج تعرض‬ ‫إنجازات المشروع‪ ،‬خصوص ًا تلك المرتبطة‬ ‫بتطوير المنطقة المنكوبة الحيوية للقطاع‬ ‫السياحي‪.‬‬ ‫وهكذا ستتفاعل المشاركة العالمية بمشروع‬ ‫"‪ "THE HOPE‬مع متطلبات اللحظة‬ ‫المتمثلة في جلب هبات للمتضررين‪ ،‬من‬ ‫اجل المساهمة في وضع حلول ايجابية تخلق‬ ‫مستقب ًال أفضل لهم‪ .‬كما ستعزز هذه المشاركة‬ ‫عملية دمج الفن بالسياحة لتوسيع الجاذبية‬ ‫العالمية بلبنان الحياة والكرم والضيافة‬ ‫والفرح‪ ،‬وصنع ذاكرة النهوض السريع والتفوق‬ ‫على المصائب واآلالم بأفكار المبدعين‬ ‫وطموحاتهم التي ال حدود لها‪.‬‬


‫الغالف‬ ‫غـادة آغـا‪ :‬بيـروت لن تبقى صـامتة‬

‫‪8‬‬

‫يظل إلتقاط الجمال وحال الفرح بالطبيعة‬ ‫والحياة والوجود العنوان الملهم الدائم ألي‬ ‫فنان‪ .‬اما اإللتقاء مع وحشية الدمار وصراخ‬ ‫الوجع فهو الخيال المُ ستبعد بالكامل من‬ ‫ذهن الفنان وروحه‪.‬‬ ‫لكن غادة آغا قبلت تحدي نقل صورة المأساة‬ ‫بجمالية فنية تصنع أمل العطاء والمساعدة‪.‬‬ ‫وهي قالت في مقابلة معها‪" :‬أقدم مشروع‬ ‫"‪ "THE HOPE‬لجميع المتضررين من‬ ‫انفجار بيروت‪ ،‬وأضع فني في خدمتهم عبر‬ ‫‪ ٢٠‬لوحة أواصل رسمها منذ االنفجار ستشكل‬ ‫نقاط تواصــل وتفــاعل مع ‪ ٢٠‬بــلد ًا لجــلب‬ ‫مســاعدات‪.‬‬

‫وتتابع‪" :‬أطلقت اسم "‪ "THE HOPE‬على‬ ‫المشروع‪ ،‬ألنني أريد االنتقال من ألم اإلنفجار‬ ‫الذي تفاعلت بأحاسيسي الكاملة معه‪ ،‬الى‬ ‫األمل‪ .‬أرسم األلم مع جعله وسيلة لجلب السالم‬ ‫والحب والمساعدات اإلنسانية إلعادة اعمار‬ ‫المنطقة في صورة أجمل‪ ،‬وجعلها تستعيد‬ ‫ميزتها كشريان حياة بيروت ونبضها المتحرك‬ ‫طوال ‪ ٢٤‬ساعة‪ ،‬حيث الجميع كان يعيش في‬ ‫سعادة وفرح‪ ،‬ويتمتع بعروض بالفن والرسم‬ ‫والمهرجانات والمعارض‪ ...‬الجميزة ومار‬ ‫مخايل واألشرفية هي نبض بيروت الصامت‬ ‫حالي ًا‪ ،‬لكنها ستصبح مجدد ًا نبض بيروت‬ ‫الحي‪ ،‬والذي ال تتوقف الحياة فيه ابد ًا‪.‬‬


‫الغالف‬


‫الغالف‬

‫يد ًا بيد مع "‪"THE HOPE‬‬ ‫"‪،"LA COTE‬‬

‫المهندس المعماري لبرج‬ ‫سركيس ازاديان‪ ،‬اشار في حديث لـ "السائح"‬ ‫ان مالك البرج عبداهلل "قرر بشجاعة كبيرة‪،‬‬ ‫بعد انفجار المرفأ في ‪ ٤‬آب ‪ ،٢٠٢٠‬إعادة بناء‬ ‫المبنى وتحديثه‪ .‬وقررنا ان شكل البناء‬ ‫سيتغير بالكامل‪ ،‬وتحويله الى صرح هندسي‬ ‫جديد يدفع بفكرة األمل بالمستقبل المشرق‬ ‫لجميع سكان المنطقة"‪.‬‬ ‫سركيس‬ ‫وتابع‬ ‫ازاديان‪ ،‬الذي كان‬ ‫ُك لف أعمال بناء‬ ‫"‪COTE‬‬

‫النصر المرتفعة الى السماء لتوجيه رسالة‬ ‫األمل بالمستقبل المشرق للمنطقة"‪.‬‬ ‫وكشف سركيس ازاديان ان البرج سيحمل‬ ‫اسم ًا جديد ًا يعكس مفاهيم مستحدثة في‬ ‫كل مجاالت اعماله الهندسية‪ ،‬مشدد ًا على‬ ‫ان "مشروع اعماره الثاني يستهدف منح أمل‬ ‫جديد للمنطقة المنكوبة التي تشكل معلم ًا‬ ‫مهم ًا لبيروت ومزيجها المتنوع الذي تلتقي‬

‫‪"LA‬‬

‫بعد حرب تموز في‬ ‫‪" :٢٠٠٦‬سننطلق مما‬ ‫بقي من البناء بعد‬ ‫االنفجار‪ ،‬أي الهيكل‬ ‫الذي ال يزال صلب ًا‬ ‫ومتماسك ًا‪ ،‬وسنجعله‬ ‫محور كل التغييرات‬ ‫الداخلية والخارجية‬ ‫س ُن جريها‬ ‫التي‬ ‫مجدد ًا‬ ‫لتتناسب‬ ‫مع الموقع المعماري‬ ‫الفريد للبرج‪ ،‬باعتباره‬ ‫‪ 10‬يشكل نافذة على البحر‪ ،‬وينقل ميزات‬ ‫المنطقة المحيطة المليئة بالحياة‪ ،‬في قلب‬ ‫مناطق المدور والجميزة ومار مخايل‪ ،‬وتقاطع‬ ‫اوتوستراد شارل حلو الذي يشكل بوابة بيروت‪.‬‬ ‫واوضح سركيس ازاديان ان "مواد جديدة‬ ‫وس تع ّب ر األلوان‬ ‫س ُت ستخدم في عملية البناء‪ُ .‬‬ ‫عن األمل‪ ،‬وبينها األخضر‪ ،‬وستزداد أهمية‬ ‫اإلنارة واألضواء المحيطة بالبرج‪ ،‬في حين‬ ‫ستبقى الشرفات المصصمة في شكل عالمة‬

‫فيه حضارات الشرق والغرب والمتوسط‪ ،‬حتى‬ ‫في عماراتها التي تضم أساليب هندسية‬ ‫مختلفة تجمع المباني القديمة التقليدية‬ ‫وتلك التي تعود الى حقبة االستعمار‪ ،‬وكذلك‬ ‫األبراج العصرية الحديثة"‪.‬‬ ‫واعتبر سركيس ازاديان ان "إعادة بناء المنطقة‬ ‫التي تجمع ‪ ٢٠٠‬سنة من التاريخ‪ ،‬أمر حساس‬ ‫جد ًا‪ ،‬لذا اعتقد بأنه يجب الحفاظ على‬ ‫معالم المباني القديمة‪ ،‬وهويتها‪ ،‬في مقابل‬


‫الغالف‬

‫تحديث تلك العصرية بطرق مختلفة"‪ .‬لذا‬ ‫استبعد اعتماد فكرة واحدة في إعادة االعمار‪،‬‬ ‫فكل مبنى يحتاج الى حلول مختلفة لعكس‬ ‫ميزاته التي يجب الحفاظ عليها"‪.‬‬

‫ريتا نادر‬ ‫اكدت ريتا نادر في حديث خاص لـ "السائح"‬ ‫ان لبنان ُي عتبر أحد اكثر البلدان شهرة‬ ‫بالسياحة في الشرق األوسط التي توفر ‪ ٢٠‬في‬ ‫المئة من إيراداته"‪ .‬وشددت على ان المطاعم‬ ‫والمالهي "هي األهم ألعمال القطاع الذي ُي شتهر‬ ‫بالمستوى الراقي لخدماته ومأكوالته الشهية‪،‬‬ ‫وتقديمه مستوى ترفيه عا ٍل"‪ .‬وحذرت من ان‬ ‫غياب قطاع السياحة يؤثر على اقتصاد لبنان‪،‬‬ ‫ويغ ّي ر صورة البالد في العالم"‪.‬‬ ‫واوضحت ريتا نادر ان "المطاعم ومراكز الترفيه‬

‫س كثيرة خالل ‪ ٢٠‬سنة‬ ‫في لبنان واجهت مأ ٍ‬ ‫من الحرب األهلية‪ ،‬لكنها استطاعت النهوض‬ ‫مجدد ًا من الدمار‪ ،‬واستعادت هويتها المميزة‬ ‫من خالل التكيف مع المتطلبات المستجدة‬ ‫لواقع العمل والزبائن"‪.‬‬ ‫وأكدت ريتا نادر ان "النكبة الحالية كبيرة‬ ‫جد ًا‪ ،‬إذ تتجاوز ديون المطاعم والمالهي ‪٣١٦‬‬ ‫مليون دوالر‪ .‬من هنا يجب ان ندعم بعضنا‬ ‫البعض بكل الوسائل المتاحة‪ ،‬خصوص ُا ان‬ ‫األزمة الحالية تزيد حركة انتقال األعمال الى‬ ‫الخارج وهجرة األدمغة‪ .‬ومن الضروري ان نساعد‬ ‫المطاعم ومراكز الترفيه المميزة على البقاء‬ ‫في البالد‪ ،‬ونتكاتف جمعي ًا مع المهندسين‬ ‫والمنظمات غير الحكومية وأصحاب الخبرات‬ ‫لتحقيق ذلك‪ ،‬ومنح دفعة دعم ألصحاب‬ ‫المشاريع‪ ،‬سواء عبر أموال او نصائح لتحسين‬ ‫األعمال"‪.‬‬ ‫ولفتت ريتا نادر الى ان "الجميزة المد ّم رة‬ ‫اليوم ما تزال عند اللبنانيين احد اهم مراكز‬ ‫الحياة‪ .‬وهذه الذاكرة يجب اال تخرج من‬ ‫عقولهم‪ .‬من هنا نريد ان نضع افكار ًا تتعلق‬ ‫باجتذاب العمالت األجنبية من الخارج‪ ،‬ووضع‬ ‫السياح في مسار دعم المطاعم اللبنانية‬ ‫مباشرة‪ ،‬والمساعدة في إيجاد أفكار لعمل‬ ‫هذه المطاعم‪ .‬وكل ذلك ال يمكن ان يفعله‬ ‫شخص واحد‪ ،‬بل مجموعة من أصحاب‬ ‫النيات الحسنة التي تطلق مبادرات‪ ،‬وتتبنى‬ ‫حمالت إعالن في العالم"‪.‬‬


‫الغالف‬

‫انفجــار بيــروت‪ ...‬جرعـات األلـم‬

‫قبل ان يبدأ‬ ‫النسيان‪ ،‬وكأن اي‬ ‫شيء لم يكن من‬ ‫انفجار مرفأ بيروت‬ ‫في ‪ 4‬آب ‪ ،2020‬ال بد‬ ‫من استعادة شهادة‬ ‫ألم تسكن نفس ًا‬ ‫وليس حجر ًا عبرته‬ ‫"عاصفة األمونيوم"‪...‬‬ ‫هي نفس مضطربة‬ ‫بعواصف‬ ‫ايض ًا‬ ‫الهموم الكبيرة التي‬ ‫لبنان‪...‬‬ ‫تضرب‬ ‫بصمت‬ ‫تناضل‬ ‫للصمود والحفاظ‬ ‫على بصيص أمل‬ ‫إلنطالقة جديدة‪.‬‬ ‫الفارق الوحيد بين هذه النفس وأخرى تسكن‬ ‫في حي غورو ضمن منطقة الجميزة األقرب الى‬ ‫اهراءات المرفأ التي وقع االنفجار على بعد أمتار‬ ‫منها في العنبر رقم ‪ ،12‬أنها ظلت تتنشق الهواء‪.‬‬ ‫بقيت الحياة في هذه النفس‪ ،‬وتفتحت‬ ‫العينان مجدد ًا عليها بعدما ُوضعت للحظات‬ ‫في ُظ لمة سألت فيها هل ستخرج منها‪ .‬ثم‬ ‫‪ 12‬انتظرت لتعرف هل من اي شعور بأذى في‬ ‫الجسم الذي "طار" من مكانه وتطايرت عليه‬ ‫أشياء صلبة‪.‬‬ ‫شعور النجاة من انفجار هو صدمة تجعل‬ ‫المشهد تائه ًا وسط عجز كامل عن التفاعل‬ ‫معه‪ .‬فال عويل الناس يحركك‪ ،‬وال رؤية دماء‬ ‫جرحى مصبرين في أماكنهم او حتى قتلى‪.‬‬ ‫تعبر امام الدمار كمشاهد ولوحات بال تأثر‬ ‫ببساعتها‪ .‬تسمع صرخات االستغاثة وتلك‬

‫الصادرة من حناجر الهارعين الى محاولة إنقاذ‬ ‫الجرحى‪ ،‬وايض ًا أصوات اجراس االنذار‪ ،‬وكأنها‬ ‫آتية من بعيد‪.‬‬ ‫لكن الحقيقة أنك ما تزال في موقع النكبة‬ ‫الذي هو مكان سكنك وعملك وتركن سيارتك‬ ‫في محيطه‪ ،‬فتنتقل ببطء وبال قوة كبيرة‪،‬‬ ‫لرؤية ما حصل‪.‬‬ ‫من المنزل الذي تهاوى بابه وأقت ِل عت شبابيكه‬ ‫وتحطم زجاجه وتزعزعت جدرانه تغادر لتتفقد‬ ‫متجر والدك الذي بات مصدر رزقك الوحيد‬ ‫الشحيح بعدما خسرت وظيفتك‪ ،‬فتراه غارق ًا‬ ‫في نثرات الزجاج بال الباب الخارجي الذي‬ ‫سقط‪ ،‬وهشمت سكته الكرسي الذي تجلس‬ ‫عليه في الداخل‪.‬‬ ‫هنا تفكر سريع ًا ان هذا مكان موت محتم‪ ،‬لوال‬ ‫ان القدرة اإللهية أبعدتك عنه‪ ،‬بعدما شعرت‬


‫الغالف‬

‫بالجوع قبل موعده‬ ‫االعتيادي بالنسبة‬ ‫اليك‪ ،‬اي قبل الساعة‬ ‫السادسة‪ ،‬ثم أبقتك‬ ‫مكالمة تلقيتها من‬ ‫اخيك في المنزل‪.‬‬ ‫رويد ًا رويد ًا ستدرك‬ ‫بعد ايام أنك‬ ‫تواجدت في لحظة‬ ‫االنفجار في الموقع الوحيد للنجاة‪ ،‬سواء من‬ ‫سقوط أجسام ثقيلة عليك او من كمية الزجاج‬ ‫التي أصابت أي شيء القته كطلقات رصاص‪.‬‬ ‫وألن طريق جلجلة االنفجار ال يتوقف هنا‪،‬‬ ‫تسير شارعين الى األسفل‪ ،‬لتصبح أكثر قرب ًا من‬ ‫المرفأ‪ ،‬وترى ما حل بالسيارة المركونة تحت‬ ‫مبنى يضم مكاتب‪ ،‬فتعبر نزو ًال وسط "أشالء"‬ ‫اشجار‪ ،‬وعشرات السيارات‬ ‫المحطمة‪ ،‬فتتوقع ان‬ ‫يكونك المشهد التالي‬ ‫امام سيارتك مماث ًال‪ ،‬وهو‬ ‫الحال فع ًال فالسيارة‬ ‫"انكمشت على نفسها"‪،‬‬ ‫كأنها قطعة من أسفنج‪.‬‬ ‫األبواب األربعة ال يمكن‬ ‫فتحها والسقف منحني‬ ‫الى الداخل‪ ،‬ومصابيح‬ ‫اإلنارة الخلفية محطمة‪.‬‬ ‫اكتملت الضربة الثالثية‬ ‫القاضية‪ ،‬في حين يعلم‬ ‫الجميع ان الحكم في‬ ‫رياضة المالكمة يوقف‬ ‫المباراة بعد الضربة‬ ‫القاضية األولى لتفادي ارتكاب جريمة غير‬ ‫انسانية في حق المهزوم‪.‬‬ ‫ثالث ضربات قاضية دفعة واحدة‪ .‬من يوقف‬

‫جرعات األلم؟ ال أحد‪ .‬وامام العجز الكامل‬ ‫تقودك غريزة البقاء الى "لملمة" ما تبقى‪ .‬أشياء‬ ‫صغيرة قد تبقيك في ذاكرة مكان منكوب‬ ‫ومعدوم الحياة الى حين‪.‬‬ ‫بعد ساعتين ساد ظالم الليل‪ .‬تخرج مع‬ ‫عشرات من سكان الحي حام ًال حقيبة صغيرة‬ ‫او كيس ًا تجمع فيه أغراضك الشخصية او تلك‬ ‫الحميمة‪ .‬ال سبيل للبقاء بين األنقاض حتى لو‬

‫كانت ذكريات حياة‪ .‬تعبر مثل الجميع طريق‬ ‫المغادرة سريع ًا‪ ...‬أجبرت على الهروب والخروج‬ ‫قد يطول‪ ...‬لكنك ستعود‪.‬‬


‫الغالف‬

‫بـيـــروت ُ‪...‬‬ ‫ٌ‬ ‫قيــامــة!‬ ‫الدمــا ِر‬ ‫بعـد ّ‬ ‫َ‬ ‫وفجأ ًة َد َّوى انْ ِفجار ْ ‪،‬‬ ‫ترات " ونار ْ !‬ ‫يا َهو َل ُه بُ َ‬ ‫ركان " ِن ْي ٍ‬ ‫أ‬ ‫فكان ما كان ْ‬ ‫َزلز َل ِت ال ُ‬ ‫رض ‪َ ..‬‬ ‫الشيطان ْ !‬ ‫قص ّ‬ ‫َ‬ ‫ور َ‬ ‫َحزينةٌ بيروتُنا ‪ ..‬حزي َن ْه !‬ ‫الغراب‬ ‫يُ َح ِّو ُم‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫حول فَضا َمرفَئها‬ ‫الخراب ‪،‬‬ ‫من‬ ‫يَغدو ِمساحةً َ‬ ‫ْ‬ ‫كام ‪،‬‬ ‫الر ْ‬ ‫َ‬ ‫من ُّ‬ ‫الرماد ْ !‬ ‫َ‬ ‫من َّ‬

‫‪14‬‬

‫بيروتُنا ‪،‬‬ ‫المسا ْء ‪،‬‬ ‫هذا َ‬ ‫الم ‪،‬‬ ‫من ال ّظ ْ‬ ‫غر ُق في بُ ٍ‬ ‫حيرة َ‬ ‫تَ َ‬ ‫من البكا ْء ‪،‬‬ ‫في َس ٍ‬ ‫كرة َ‬ ‫الدما ْء ‪،‬‬ ‫و في‬ ‫روائح ِّ‬ ‫ِ‬ ‫الدمار ْ ‪،‬‬ ‫بؤرة ّ‬ ‫في ِ‬ ‫السكي َن ْه‬ ‫في َر ِ‬ ‫هبة َّ‬ ‫من الموت ْ ‪! ..‬‬ ‫و في ٍ‬ ‫عباءة َ‬

‫رميون شبلي‬ ‫والشمو ْع‬ ‫خور ّ‬ ‫نَرك َُع ‪ ..‬نُ ِ‬ ‫الب َ‬ ‫شع ُل َ‬ ‫الصالة ْ‬ ‫ونَ ُ‬ ‫رفع ّ‬ ‫الص ْمت ْ ‪:‬‬ ‫في َخ َ‬ ‫شع ِة َّ‬ ‫بيروت ُ للف َ​َرح ْ‬ ‫وللحياة ْ ‪،‬‬ ‫للحياد ْ‬ ‫لبنانُنا ِ‬ ‫الم ‪...‬‬ ‫وللس ْ‬ ‫ّ‬ ‫الس ُل ال َق ْهر ْ‬ ‫َس ِ‬ ‫نكسر ْ ‪،‬‬ ‫س َت ِ‬ ‫ُّ‬ ‫وكل ُمغ َلق ْ‬ ‫نفتح ْ ‪..‬‬ ‫سي ِ‬ ‫َ‬ ‫السجي َن ْه‬ ‫وتَ ُ‬ ‫خرج َّ‬ ‫الم ُدن ْ‬ ‫تَعود ُ نجمةَ ُ‬ ‫الشرق ْ ‪،‬‬ ‫و ُد َّر َة ّ‬ ‫تَن َت ِصر ُ البالد ْ !‬ ‫أال َ َن ُش َّّقت ْ ق َُّبةُ الفضا ْء ‪،‬‬ ‫السما ْء ‪،‬‬ ‫أال َ َن تَ َ‬ ‫سم ُع ّ‬ ‫ستن َه ُض المدي َن ْه‬ ‫الربيع ْ ‪..‬‬ ‫تَ ُ‬ ‫طائر َّ‬ ‫لبس َ‬ ‫الشيطان ْ ‪!..‬‬ ‫نهز ُم ّ‬ ‫يَ ِ‬ ‫للو َطن ْ ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫والمجد ُ َ‬

‫‪٢٠٢٠ - ٨ - ٥‬‬



‫أحمد عبداهلل‬

‫مدير التسويق يف "ليبانون تورز"‬

‫نعمل للبنان‪...‬وارتقاء السياحة‬

‫مشــوار لبنــان الجميــل ينطلــق مــن ذاكــرة جميلــة‬ ‫ألحلــى ربــوع الضيافــة والخدمــة الراقيــة والثقافــة‬ ‫العاليــة والطبيعــة الخالبــة‪ ،‬واآلثــار الشــاهدة علــى‬ ‫تواريــخ الشــرق ومهــد حضارات اإلنســانية والديانات‪.‬‬ ‫مشــوار لبنــان الجميــل يأخذنــا الــى ركــن "زاهــد"‬ ‫بحــب الوطــن يلتمــس بــراءة العيــش مــن اللقمــة‬ ‫الشــهية ُ‬ ‫وحــب ضيافــة اآلخــر‪...‬‬ ‫اإلنســان الباحــث عــن لحظــات الســعادة فــي ذاكــرة‬ ‫ســياحية ال تمــوت‪ ،‬والــذي يتطلــع الــى مســتقبل زاهــر‬ ‫رغــم الصعوبــات‪ .‬إنــه مديــر التســويق فــي مؤسســة‬

‫"ليبانــون تــورز" الســياحية احمــد عبــداهلل‪ ،‬صاحــب‬ ‫إطاللــة الحلقــة األولــى مــن برنامــج "ذاكــرة الســائح"‬ ‫الــذي قدمتــه مجلــة "الســائح" لجمهــور اإلعــام‬ ‫االلكترونــي‪ ،‬كــي يفتــح بوابــة إلبــراز ذاكــرة الحيــاة‬ ‫عبــر ذكريــات الســفر الجميلــة لشــخصيات مــن لبنــان‬ ‫والبلــدان العربيــة والعالــم‪ ...‬شــخصيات تأخذنــا‬ ‫فــي أزمنــة وأماكــن تدغــدغ أحالمنــا بمشــاهد الفــرح‬ ‫العابــرة‪ ،‬وتلـوّن أمنياتنــا فــي عالــم نوســتالجيا الســفر‪،‬‬ ‫ومتعــة التواصــل والتعــرف علــى شــعوب وحضــارات‬ ‫متنوعــة‪.‬‬


‫ذاكرة السائح‬

‫" ُزهــد" احمــد عبــداهلل بلبنــان وبســاطة اإلنســان يجعلــه‬ ‫يتعلــق بحــب العيــش فــي وطنــه حتــى فــي ظــل الظــروف‬ ‫الصعبــة اليــوم‪ .‬وهــو يــرد علــى ســؤال عــن البلــد األجمــل‬ ‫الــذي يتمنــى العيــش فيــه لــو اتيحــت لــه الفرصــة فــي‬ ‫المســتقبل قائـ ً‬ ‫ـا‪" :‬ال أحــب إال لبنــان‪ ،‬لكننــي قــد أرغــب‬ ‫فــي اكتشــاف بلــدان أخــرى لــم يســبق ان زرتهــا مثــل‬ ‫اســتراليا وروســيا"‪.‬‬ ‫وعــن ذكريــات رحالتــه فــي أشــطر العالــم‪ ،‬واهمهــا فــي‬ ‫بلــدان افريقيــة والواليــات المتحــدة‪ ،‬يســتعيد احمــد‬ ‫عبــداهلل أجــواء رحلتــه األولــى الــى شــاطئ العــاج التــي‬ ‫يقــول انــه تعــرف فيهــا علــى شــعب مختلــف "أكثــر‬ ‫عفويــة وطيبــة فــي التعامــل‪ ،‬مــا أوجــد بالنســبة لــي‬ ‫مشــاعر مختلفــة تركــت اثـ ًـرا كبيـ ًـرا فــي نفســي‪ .‬لــذا أحــب‬ ‫العــودة الــى هــذا البلــد ألن طبــاع شــعبه تســعدني واتمتــع‬ ‫بأســلوب ضيافتــه‪ .‬كمــا أتلــذذ بمأكــوالت أطبــاق الســمك‬ ‫هنــاك‪ ،‬وهــو مــا يحصــل ايضـ ًـا لــدى زيارتــي ســوريا"‪.‬‬

‫"ليبانون تورز" والتحفيز‬ ‫و"يزهــد" احمــد عبــداهلل اكثــر واكثــر فــي اهميــة دور شــركة‬ ‫"ليبانــون تــورز" التــي يملكهــا شــقيقه حســين عبــداهلل‪،‬‬ ‫فــي نقــل الصــورة الجميلــة للبنــان‪ ،‬فيوضــح ان المؤسســة‬ ‫تطــورت مــن فريــق عمــل صغيــر يهتــم بتنظيــم رحــات‬ ‫داخليــة الــى التواجــد ضمــن طليعــة شــركات الســياحة‬ ‫اللبنانيــة‪ّ ،‬‬ ‫ويعلــق‪" :‬تحقــق ذلــك بفضــل التعــب والســهر‬ ‫وتمســكنا بإيصــال رســالتنا كمؤسســة ســياحية الــى‬ ‫العالــم‪ ،‬وإبــراز اســم لبنــان الــذي نريــد ان نحفــ ًز كل‬ ‫العالــم لزيارتــه ومعاينــة مــدى اهتمــام أهلــه بالضيافــة‪،‬‬ ‫وامتالكــه أماكــن مميــزة تســتحق المجــيء إلكتشــافها‪،‬‬ ‫إضافــة الــى إرث فنــي وثقافــي وحضــاري يجعلــه نقطــة‬ ‫اهتمــام للباحثيــن عــن اختبــارات مميــزة‪ ،‬تخلــق ذكريات‬

‫ال تمحــى لديهــم"‪.‬‬ ‫ويُتابــع‪" :‬فــي األحــوال العاديــة يبــرز لبنــان كأحــد أهــم‬ ‫ً‬ ‫زوارا مــن اســتراليا‬ ‫البلــدان الســياحية‪ ،‬ويســتقطب‬ ‫واميــركا‪ .‬وهــو مقصــد لكثيريــن يبحثــون عــن معالــم‬ ‫الشــرق الخالــدة باعتبــاره مهبــط الرســائل الســماوية‪ ،‬كمــا‬ ‫يُقــال بالعاميــة‪ .‬مــن هنــا نــردد أنــه ُيشــرفنا ان ننتمــي‬ ‫الــى أرضــه الصغيــرة الحجــم‪ ،‬لكنهــا كبيــرة بعطاءاتهــا‬ ‫للعالــم والتاريــخ‪ .‬ومــا نريــده هــو تحفيــز الجميــع بــا‬ ‫تمييــز علــى زيارتــه"‪.‬‬


‫ذاكرة السائح‬ ‫خدمة السياح "في كل خطوة"‬

‫‪18‬‬

‫الكلفــة‪ ،‬لــذا مــن الضــروري العمل لتحســين جاذبية لبنان‬ ‫عبــر وضــع موازنــات مخ ّفضــة‪ .‬وهــو مــا يســتدعي إدارة‬ ‫دقيقــة للعمليــة الســياحية بيــن قطاعاتهــا المختلفــة مــن‬ ‫شــركات الطيــران الــى المؤسســات الســياحية والفندقيــة‬ ‫ومراكــز التســوق وســواها"‪.‬‬ ‫ويُضيــف‪" :‬هنــا يبــرز دور وزارة الســياحية فــي تشــكيل‬ ‫مركــز هــذه العمليــة ومراقبــة كل نواحيهــا‪ ،‬وبينهــا ايضـ ًـا‬ ‫الترويــج الخارجــي‪ ،‬ألن الخيــارات متعــددة والمنافســة‬ ‫محتدمــة‪ ،‬وتــزداد يومـ ًـا بعــد يــوم‪ .‬وبالتأكيــد يجــب‬ ‫ان تشــجع كل قطاعــات الســياحة الخدمــة المميــزة‬ ‫بالميزانيــة األقــل كنقطــة إنطــاق لجــذب أكبــر عــدد‬ ‫مــن الســياح‪ .‬ونــرى ان مــا ينقصنــا هــو التنظيــم‪ ،‬فــي‬ ‫حيــن نملــك القــدرة علــى توفيــر خدمــات مناســبة لــكل‬ ‫الميزانيــات‪ ،‬وخلــق برامــج مناســبة تمتــد أليــام عــدة‬ ‫تمنــح الزائــر ميــزات االســتمتاع األكبــر برحلتــه علــى‬ ‫امتــداد أســبوع كامــل علــى ســبيل المثــال‪ ،‬خصوصـ ًـا أننــا‬ ‫نملــك طبيعــة ال تتواجــد فــي أي مــكان آخــر"‪.‬‬

‫ويعــرض احمــد عبــداهلل لتفاصيــل تقديــم شــركة "ليبانون‬ ‫تــورز" الخدمــات األفضــل للســياح‪" ،‬فنحــن نرشــدهم الــى‬ ‫أيــن يذهبــون‪ ،‬ونرافقهــم فــي كل مراحــل زيارتهــم منــذ‬ ‫وصولهــم الــى المطــار‪ ،‬وانتقالهــم الــى الفنــدق‪ .‬ثــم نوفــر‬ ‫لهــم المرشــدين المناســبين لمرافقتهــم‪ ،‬وندخلهــم فــي‬ ‫أجــواء الرحلــة الغنيــة التــي تحيطهــم بالرفاهيــة وتضعهــم‬ ‫فــي أجــواء الطبيعــة الفريــدة واألماكــن الراقية‪ ،‬واكتشــاف‬ ‫ً‬ ‫وصوال الى جعلهم يتذوقون‬ ‫الثقافــات والمواقــع األثريــة‪،‬‬ ‫أطيــاب المأكــوالت اللبنانيــة التــي س ـيُحبونها بالتأكيــد‪،‬‬ ‫وبينهــا الحمــص والتبولــة‪ ...‬كل ذلــك يمثــل بالنســبة لنــا‬ ‫وســيلة لتــرك اإلنطبــاع األفضــل لــدى الســياح مــن اجــل‬ ‫تكــرار تجربــة زيارتهــم لبنــان‪ ،‬ونقــل تجاربهــم الحلــوة الى‬ ‫أقرباهــم وأصدقاهــم‪ ،‬مــا يجعــل مؤسســتنا تضطلــع بــدور‬ ‫مهــم فــي نقــل الصــورة اإليجابيــة للســياحة فــي لبنــان‪،‬‬ ‫مــن خــال تعزيــز العالقــات الشــخصية مــع الــزوار الذيــن‬ ‫ً‬ ‫انطالقــا‬ ‫ســيتحدثون بمديــح عــن رحالتهــم المبهجــة‪،‬‬ ‫اهمية العمل المشترك‪ ...‬والمرأة "الرفيقة"‬ ‫مــن تجاربهــم الممتعــة"‪.‬‬ ‫ويُصـ ّر احمــد عبــداهلل علــى تفعيــل العمــل المشــترك بيــن‬ ‫ّ‬ ‫قطاعــات الســياحة فــي لبنــان‪ ،‬وتزويــد شــركات الســياحة‬ ‫"المخفضة"‬ ‫الموازنات‬ ‫ويتوقــف احمــد عبــداهلل عنــد نقــاط االختــاف فــي األجنبيــة بالعــروض األكثــر جاذبيــة علــى صعيــد البرامــج‬ ‫الســياحة اللبنانيــة بيــن األمــس واليــوم‪ ،‬ويوضــح ان والكلفــة‪ .‬و"هــو مــا تعمــل عليــه ليبانــون تــورز حاليـ ًـا مــع‬ ‫"خدمــات االوناليــن غ ّيــرت طريقــة حصــول الســياح علــى شــركائها فــي الخــارج‪ ،‬وتعتبــره إحــدى وســائل الخــروج‬ ‫معلومــات عــن وجهــات رحالتهــم‪ ،‬واهمهــا علــى صعيــد مــن الشــلل الناتــج مــن تفشــي وبــاء كورونــا الــذي ألحــق‬


‫الس َّياح يف قلب مشاريع مساعدة لبنان‬ ‫بالنســبة الــى أســاليب مواكبــة القطــاع الســياحي مبــادرات جلــب مســاعات للمنكوبيــن والمؤسســات المتضــررة مــن‬ ‫انفجــار مرفــأ بيــروت فــي ‪ 4‬آب ‪ ،2020‬يؤكــد احمــد عبــداهلل ان "ليبانــون تــورز وكل المؤسســات الســياحية لــن تقصــر‬ ‫فــي تقديــم أي دعــم إلنهــاض بيــروت مجـ ً‬ ‫ـددا‪ ،‬ومســاعدة المنكوبيــن فــي احتــواء اآلثــار الســلبية للدمــار المــادي‬ ‫والمعنــوي الــذي خلفتــه الكارثــة علــى حياتهــم وممتلكاتهــم ومصــادر رزقهــم"‪ .‬ويُضيــف‪ " :‬ال بــد مــن تعزيــز اختيــار‬ ‫الســياح لبنــان كوجهــة لرحالتهــم‪ ،‬مــن اجــل وضعهــم فــي قلــب عمليــة المســاهمة اإلنســانية بإعمــار بيــروت وإعــادة‬ ‫ابناهــا المتضرريــن مجـ ً‬ ‫ـددا الــى قلــب الحيــاة‪ .‬وهنــا نبحــث مــع شــركانا وبعــض مؤسســات اإلغاثــة فــي تقديــم برامــج‬ ‫الكترونيــة تجعــل الســياح يهتمــون بمشــاريع المســاعدات‪ ،‬ونحــن نرحــب بــكل األفــكار فــي هــذا المجــال ونريــد ان‬ ‫نضطلــع بدورنــا فــي تقديــم شــيء لبلدنــا وابنائــه األعــزاء علــى قلوبنــا‪ ،‬وهــذا ســيبقى فــي ذاكــرة لبنــان"‪.‬‬

‫ذاكرة السائح‬

‫ً‬ ‫أضــرارا كبيــرة بالســياحة فــي لبنــان والعالــم‪ ،‬وجعــل‬ ‫شــركات طيــران ومؤسســات ســياحية وفندقيــة بــا‬ ‫مداخيــل‪ ،‬مــا أضطرهــا الــى اإلغــاق ووقــف نشــاطاتها‪.‬‬ ‫لكــن األمــور ال بــد ان تتغيــر‪ ،‬ومؤسســتنا لــن تتوقــف‬ ‫عــن العمــل الــدؤوب واإلصــرار علــى اإلرتقــاء باســتخدام‬ ‫أســلحة القــوة الداخليــة والخارجيــة التــي تملكهــا"‪.‬‬ ‫ويُلفــت احمــد عبــداهلل الــى ان المــرأة شــريكة أساســية‬ ‫فــي الســياحة "فهــي تضفــي لمســة ال يمكــن تعويضهــا فــي‬ ‫مجــاالت الضيافــة والطبــخ واالســتقبال‪ ،‬كمــا انهــا رفيقــة‬ ‫الرحــات الجميلــة"‪.‬‬


‫سياحة‬

‫سياحة يف يخت اوناسيس‬

‫أكتب فصال من ذكرياتي‬ ‫بقلم الكوميسري أديب العقيقي‬ ‫جاء الى مرفأ بيروت‪ ،‬في أوائل العقد‬ ‫ ‬ ‫السادس بعد التسعمئة وألف‪ ،‬يخت الثري‬ ‫أوناسيس وعلى متنه أوناسيس وونستون‬ ‫تشرشل رئيس وزراء بريطانيا سابقا وإبنة‬ ‫أوناسيس كرستينا التي يحمل اليخت‬ ‫اسمها وهي في العاشرة من عمرها‪ ،‬ومربيتها‬ ‫البريطانية التابعية وماريا كالس المغنية‬ ‫‪ 20‬اليونانية الشهيرة وبريجيت باردو الممثلة‬ ‫الفرنسية ومدخلة العري الى التمثيل ومرافق‬ ‫تشرشل عسكري من اسكوتالنديار برتبة‬ ‫ضابط ‪.‬‬ ‫مكث اليخت ثالثة ايام في مرفأ بيروت‪ ،‬في‬ ‫الحوض األول ‪ ،‬وانا كنت مكلفا بمهمة أمنية‬ ‫على متن اليخت طيلة فترة رسوه في المرفأ‪.‬‬

‫للبحرية البريطانية باعته البحرية الوناسيس‬ ‫فحوله الى يخت طوله ثمانون مترا ‪ ،‬على‬ ‫موخرته تحط طائرة مروحية حمراء اللون‬ ‫من طراز "آلويت" ‪ ،Allouette‬قبالة مهبط‬ ‫الطائرة توجد غرفة العمليات التي يتصل‬ ‫منها اوناسيس في جميع ناقالته‪ ،‬مع ح ّم ام‬ ‫جاكوزي‪ ،‬جدران الحمام من زجاج يم ّك ن من‬ ‫مواصفات اليخت‬ ‫في الداخل ان يرى من في الخارج اما من في‬ ‫كان اليخت في األصل طرادا حربيا تابعا الخارج ال يمكن ان يرى من في الداخل‪.‬‬


‫يوجد في الطابق األول تحت الدك ردهة يوجد‬ ‫في جدرانها يمينا ويسرة "ماكيت" ‪Maquette‬‬ ‫مصنوعة من عظام االسرى الفرنسيين بحارة‬ ‫االسطول الفرنسي الذي هزم في معركة أبو قير‪.‬‬ ‫أبو قير ميناء مصري على المتوسط غرب‬ ‫اإلسكندرية جرت هناك معركة بحرية بين‬ ‫االسطول البريطاني بقيادة نلسون انتصر‬ ‫فيها على االسطول الفرنسي التابع لنابوليون‬ ‫بونابرت ‪.١٧٩٨‬‬ ‫هذه القطع المصنوعة من عظام االسرى‬ ‫ِّ‬ ‫المتوف ين والتي تمثل قطع اسطول بونابرت‬ ‫شكال ونوعا موضوعة في حجرات بجدار‬ ‫اليخت ومقفل عليها بزجاج سماكة اربع‬ ‫سنتيمترات يمسكها برواز حدي ٍد ملحوم‬ ‫بالجدار الحديدي حتى يستحيل مدّ اليد الى‬ ‫هذه القطع اوتسرق‪ ،‬النها ال تقدر بثمن قد‬ ‫يصل الى ماليين السترليني‪.‬‬ ‫يوجد قبالة هذه الردهة باتجاه مقدمة اليخت‬ ‫بار امامه حوض سباحة‪ ،‬واذا لم يراد استعماله‬ ‫للسباحة‪ ،‬يرتفع قعره بواسطة رافعات‬ ‫ايدروليك فيصير القعر باحة للرقص‪ ،‬يوجد‬ ‫تحت هذه الردهات غرفة الطعام مع صالونات‬ ‫وغرف النوم‪.‬‬ ‫قام تشرشل في اليوم الثاني بزيارة الى آثار دير‬ ‫القلعة في بيت مري نقلته سيارة تابعة للسفارة‬ ‫البريطانية‪ ،‬جلس تشرشل في المقعد الخلفي‬ ‫الى اليمين ‪٠‬والى اليسار جلس اوناسيس وانا‬ ‫جلست في المقعد االمامي الى جانب السائق‪.‬‬ ‫سلكنا طريق كورنيش المزرعة‪ .‬مكث تشرشل‬ ‫نصف ساعة بين آثار دير القلعة ثم عدنا الى‬ ‫اليخت‪ ،‬وكان ذلك بعد الظهر‪ .‬قبل الظهر جاء‬

‫سياحة‬

‫النائب الشيخ خليل بشاره الخوري يريد زيارة‬ ‫تشرشل ورؤية بريجيت باردو‪ ،‬فلم اسمح له‬ ‫بدخول اليخت‪ ،‬وقلت له عليه ان يحصل‬ ‫على بطاقة دخول من السفارة البريطانية‪،‬‬ ‫حسب التعليمات المعطاة لي‪ ،‬فغادر ولم يعد‪،‬‬ ‫مكثت على متن اليخت ثالثة أيام وليلتان‪.‬‬ ‫أهداني تشرشل سيكارين ماركة تشرشل وهو‬ ‫النوع الذي كان يدخنه وربطتي عنق ال أزال‬ ‫احتفظ بها‪ ،‬السيكارتان وضعتهما في انبوبين‬ ‫من زجاج مسحوب منها الهواء ومقفلة بالشمع‬ ‫كي ال يأكلها السوس وال تزال بحالة ممتازة‪.‬‬


‫قامات أنثوية‬ ‫‪22‬‬

‫المرأة ‪ ..‬حلم‬

‫حيــن تغمــض عينيــك لتفكــر مــا هــي أهــمُّ النعــم‬ ‫ســتجد دون شــك أهــم نعمــة فــي الحيــاة هــي‬ ‫الحيــاة ذاتهــا ‪.‬‬ ‫نعمة الحياة هي كنزنا األغلى‬ ‫ًّ‬ ‫هنيئــا لمــن يعــرف كيــف ُ‬ ‫يعيش حيا َت ُه مســتغل كل‬ ‫لحظــة منهــا وكأنها الحيــاة بأكملها ‪.‬‬ ‫عيشــي حياتــك مســتمعة الــى رغبــة نفســك العميقــة‬ ‫محترمــة نعمــة الحيــاة ‪ ،‬دون تزييــف أو كســل أو‬ ‫محابــاة للوجــوه ‪ ،‬ناســجة أحالمهــا مــن خيــوط‬ ‫عربــي أصيــل ســاهر علــى بناتــه الشــرقيَّات‬ ‫قمــر‬ ‫ٍّ‬ ‫المناضــات ‪.‬‬ ‫فالمــرأة حيــن تحلــم تراقــص احالمها غيوم الســماء‬ ‫علــى حافــة األفق ‪...‬‬ ‫انهــا كائــن مرتبــط ارتباطــا وثيقــا بعاطفــة هــذا‬ ‫الكــون المرهفــة ‪ ،‬وبقدســ َّية الوجــوه الشــ ّفافة ‪.‬‬ ‫عندمــا تبكــي المــرأة ‪ ،‬تنحنــي الســماء لدموعهــا ‪،‬‬ ‫وعندمــا تفــرح ‪ ،‬تراقـ ُ‬ ‫ـمس كواكـ ُـب الفضــاء ‪.‬‬ ‫ـص الشـ َ‬ ‫ال تتوقفــي عــن النظــر ألحالمــك بــكل احتــرام‬ ‫وتقديــر لمواهبــك وقدراتــك‬ ‫امســحي الغبــار عــن أحالمــك المســترخية علــى‬ ‫كرســيك الهــزاز مراقصــة البخــار المتصاعــد مــن‬ ‫فنجــان قهوتــك الصباحيــة ‪ ،‬نعــم ‪ ..‬دعــي تلــك‬ ‫األحــام تشـ ُّ‬ ‫ـتف قهوتهــا تســتعيد نشــاطها ‪ ،‬تخــرج‬ ‫مــن فكــرك ‪ ،‬تغلــق البــاب وراءهــا بهــدوء وتنطلــق‬ ‫الــى معتــرك الحيــاة لتحقــق ذاتهــا ‪.‬‬ ‫فتلــك األحــام هــي ايضــا انثــى ‪ ،‬تصــرخ مــن أعماق‬ ‫قلبهــا ‪ ،‬ال تحرمنــي نعمــة الحياة ‪.‬‬ ‫حــذاري صديقتــي القارئــة ان تكونــي انــت قاتلــة‬ ‫احالمــك ألنــه ‪ ،‬وفــي تلــك اللحظــة سـ ُتنزلين علــى‬ ‫نفســك عقوبــة اإلعــدام ‪.‬‬ ‫تذكــري ان الحــدود لــك ايتهــا المــرأة وقــد اخطــأ‬

‫مــن قــال ان حــدودك الســماء ‪.‬‬ ‫ثقــي انــك قــادرة ‪ ،‬وادعمــي كل امــرأة تلتقيهــا ألنهــا‬ ‫صورتــك وتحمــل هويتــك وتعيــش معاناتــك ‪،‬‬ ‫وتتفهــم دموعــك عندمــا يلمــس اليــأس قلبــك ‪.‬‬ ‫مــا حققتــه المــرأة حتــى اآلن ‪ ،‬فــي مجتمــع لــم‬ ‫يكــن يومــا يؤمــن بقدراتهــا ‪ ،‬فليكــن حافــزا بــل‬ ‫دعــوة لــكل انثــى علــى دعــم بنــات جنســها ولــكل‬ ‫رجــل رجــل لدعــم المناضــات فــي مجتمعــه لكســر‬ ‫القيــود الباليــة التــي وقفــت لســنوات عائقــا امــام‬ ‫تقــدم المــرأة‬ ‫فيكــون الرجــل ‪ ،‬بهــذا الدعــم ‪ ،‬يفتــح بــاب النجــاح‬ ‫أمــام جيــل إبنتــه مغلقــا بــاب الظلــم الــذي انتهــك‬ ‫حقــوق جيــل امــه وربمــا زوجتــه ‪.‬‬ ‫معـ ًـا لبنــاء مجتمــع متــوازن وقــادر ‪ ،‬يؤمــن بقــدرات‬ ‫أبنائــه وبناتــه ‪ ،‬ولنصــدر معــا وثيقــة وفــاة لمجتمــع‬ ‫عقيــم ثمــاره قتــل األحــام ورجــم الطموحــات ‪.‬‬ ‫نســرين األشقــر‬ ‫ ‬


‫قامات أنثوية‬


‫قامات أنثوية‬ ‫‪24‬‬

‫رسالة إىل امرأة‪:‬‬ ‫جمالك الداخلي نورك على العامل‬ ‫تبــدو إمـ ُ‬ ‫ـرأة القــرن الحــادي والعشــرين جميلــة وواثقــة مــن‬ ‫نفســها‪ ،‬لكنهــا أكثـ ُر تعبـ ًـا وقلقـ ًـا وتفتقــد الرضــا‪ ...‬تعيـ ُ‬ ‫ـش‬ ‫زمنـ ًـا متسـ ً‬ ‫ـرض عليهــا االنخــراط مجـ ً‬ ‫ـارعا فـ َ‬ ‫ـددا وبعــد قــرن‬ ‫مــن الزمــن فــي صــراع اإلســتقاللية والتحـرّر لكــن بصيـ ٍـغ‬ ‫جديــدة تتجــاوز ثنائيــات ّ‬ ‫التعلم واألم ّيــة‪ ،‬العمل والعائلة‪،‬‬ ‫النجــاح والتضحيــة‪ ،‬العفويــة والتص ّنــع‪ ،‬التســطيح‬ ‫ً‬ ‫ـتقطابا‪.‬‬ ‫والتنميــط‪ ،‬إلــى مســائل أكثــر خطــورة واسـ‬ ‫ومــن الضــروري القــول إن "ثــورة ال"‪"Social Media‬‬ ‫والتســويق اإلعالنــي عبــر المؤثريــن (‪)influencers‬‬ ‫زادت إربــاك امــرأة هــذا الزمــن بـ ً‬ ‫ـدال مــن تســهيل حياتهــا‪،‬‬ ‫ولــم تبـ ِـق مــن وعيهــا إال قشــرته الســطحية الخارجيــة"‪.‬‬ ‫إمــرأة القــرن الحــادي والعشــرين تعيــش سـ ً‬ ‫ـباقا مــن درامــا‬ ‫الزينــة الخارجيــة عنوانــه "المزيــد والمزيــد مــن كل شــيء"‪،‬‬ ‫حتــى انطفــأت فيهــا روح الرضــا مقابــل ســيطرة شــغف‬ ‫المــادة‪.‬‬

‫ســلع ومســتحضرات ولعبــة التنافــس‪ ،‬أكــرر‪ ،‬ان للجمــال‬ ‫مظاهــر مختلفــة تشــمل التم ّيــز واالبــداع والنجــاح والثقافة‬ ‫والحضــور والتحـ ّـدي واالنخــراط فــي مياديــن اإلنتــاج‬ ‫والمشــاركة والفعاليــة‪ ...‬هــذه كلهــا أبــواب لتحقيــق الذات‪،‬‬ ‫واكتشــاف أبعــاد عميقــة لمعنــى الجمــال يجــب أن تحضــر‬ ‫وتلعــب دورا أكثــر أهميــة فــي حياتهــا‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫ـال حقيقــي ال ينقصــه إال ان تثــق‬ ‫كل امــرأة تتمتــع بجمـ ٍ‬ ‫وتؤمــن بــه‪ ،‬كــي يتحــول الــى واقــع ويشــعّ فــي كيانهــا‪،‬‬ ‫وينعكــس نــورا علــى العالــم حولهــا‪.‬‬ ‫قــد تعتقــد المــرأة أن مصطلــح "الجمــال الداخلــي" تعبيــر‬ ‫لشــيء ســاذج فكاهــي ال ُيــرى بالعيــن المجــردة! لكــن هــذا‬ ‫مفهــوم خاطــئ وغيــر واقعــي وفـ ّـخ لإليقــاع بهــا‪ ،‬فالحقيقـ ُـة‬ ‫عكــس ذلــك‪ ،‬إذ عندمــا نلتقــي ّأي شــخص للمــرة األولــى‬ ‫نالحــظ جمالــه الخارجــي لدقائــق‪ ،‬ثــم يظهــر مــع مــرور‬ ‫الوقــت الجمــال الحقيقــي الداخلــي فــي الحضــور والتأثيــر‬ ‫والعفويــة‪.‬‬ ‫عندمــا تمــأ المــرأة أفكارهــا بالطاقــة اإليجاب ّيــة والجمــال‬ ‫الداخلــي‪ ،‬يــزداد تقديرهــا لـ ّ‬ ‫ـكل مــا هــو حولهــا‪ .‬والقضيــة‬ ‫اليــوم أن المــرأة باتــت ال تؤمــن بالجمــال الداخلــي أو‬ ‫ال تعرفــه‪ ،‬لدرجــة أنهــا باتــت مقتنعــة بــأن الجمــال هــو‬ ‫القشــرة الخارجيــة!‬ ‫القضيــة إذن هــي وعـ ُـي المــرأة لحقيقــة الجمــال ودوره‬ ‫ومظاهــره وحــدوده‪ ،‬ففوضــى اإلعــام الموجّ ــه ووســائل‬ ‫التواصــل خلقــت تصـو ًّرا نمطيـ ًـا عــن الجمــال أخرجــه عــن‬ ‫معنــاه وعفويتــه وســحره وإنســانيته‪.‬‬ ‫الجمــال‪ ،‬عزيزتــي‪ ،‬ليــس جمالــك فــي عيــن اآلخــر‪ ،‬بــل هــو‬ ‫ـال اآلخــر فــي عينك‪ .‬الجمـ ُ‬ ‫جمـ ُ‬ ‫ـال في عين تنظر الى اآلخر‬ ‫والحيــاة والمخلوقــات واألشــياء والكــون‪ ،‬فــإدراك الجمــال‬ ‫أمــر نســبي‪ ،‬ومــا يجــده شــخص مــا جميـ ً‬ ‫ـا قــد يجــده آخــر‬ ‫بخـ ّ‬ ‫ـاف ذلــك‪ ...‬وهنــا يكمــن سـ ّر كمــال الكــون‪.‬‬ ‫عــودي إلــى الثقــة والرضــا‪ ،‬وتصالحــي مــع جمالــك الداخلــي‬ ‫وليــس مــع التجميــل ‪ ،‬فقــط كونــي انــت‪.‬‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫قطــارا‬ ‫شــيئا مــن هويــة ذاتهــا‪ ،‬وركبــت‬ ‫فقــدت المــرأة‬ ‫مجهــول الطريــق‪ ،‬وربمــا بــا وجهــة‪ .‬تحــاول الخــروج منــه‪،‬‬ ‫لكنهــا تجــد نفســها مرغمـ ًـة كأنهــا أصبحــت غريبــة‪ ،‬وربمــا‬ ‫منبــوذة فــي مجتمــع التنميــط(‪)Society Profiling‬‬ ‫هــن اللواتــي َ‬ ‫كثيــرات َّ‬ ‫بتــن ال يشــعرن بالثقــة والراحــة‬ ‫النفســية‪ ،‬ليــس بســبب افتقــار اإلمكانــات الثقافيــة أو‬ ‫الماديــة أو حتــى الجماليــة الــذي يزيــل اعجابهــن بشــكلهن‬ ‫الخارجــي‪ ،‬ويجعلهــن يقارنــن أنفســهن بنســاء أخريــات‬ ‫والبلوغــرز (‪ )Bloggers‬و"عارضــات المظهــر" و"المُ علنــات"‬ ‫علــى وســائل التواصــل‪ ،‬لــذا يعتقــدن أن مفهــوم الجمــال‬ ‫يرتكــز علــى المظهــر الخارجــي!‬ ‫ً‬ ‫مرغمــة‪ ،‬فــي موقــع ال تتجــرأ فيــه‬ ‫هكــذا تصبــح المــرأة‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫أقــول غيــر قــادرة) علــى تحقيــق ذاتهــا‪ ،‬أو حتــى‬ ‫(وال‬ ‫تشــعر بالرضــا بمــا ح ّققتـ ُـه‪ ،‬ألنهــا باتــت ببســاطة مرتبطــة‬ ‫حتــى االنجــذاب بمعاييــر شــديدة الســطحية ناتجــة عــن‬ ‫أفــكار فرضتهــا بعــض أنمــاط اإلعــام ووســائل التواصــل‪،‬‬ ‫ومنســاقة فــي ســباق تجــاري تنافســي موســمي ال ينتهــي‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫نانسي فاخوري‬ ‫الجمــال هبــة ربانيــة‪ ،‬ولمــن قــال ان األســاس هــو حصــر ‬ ‫الجمــال الخارجــي للمــرأة بمعاييــر معينــة ترتبــط بتســويق‬ ‫‪Insta: nanc117 F: nancy fakhoury‬‬


‫قامات أنثوية‬

‫اجلمـال احلقيقــي‪...‬‬ ‫ـاس داخلـ ٍّـي بالتألــق‪ ،‬لذا‬ ‫ينبــع الجمــال الحقيقــي مــن إحسـ ٍ‬ ‫يجــب ان تشــعر المــرأة بأنهــا جميلــة وواثقــة‪ ،‬وتؤمن بذلك‬ ‫مــن دون ان تنتظــر ان يراهــا احــد جميلــة كــي تــدرك ذلــك‬ ‫فــي مظهرهــا الخارجــي وشــعورها الداخلــي ً‬ ‫معا ‪.‬‬ ‫وهنــا ال بــد مــن التوقــف عنــد ســمات الجمــال الداخلــي‬ ‫ومنهــا انــه‬ ‫ يجعلنــا نــرى نقـ ّـدر األشــخاص أكثــر من األشــياء المادية‪،‬‬‫وال نسـ ّ‬ ‫ـتغل النــاس أو نحكــم عليهــم بصفــات ســلبية‪ ،‬بــل‬ ‫نســاعدهم متــى احتاجــوا ذلــك بــكل رحمــة وتواضــع‪.‬‬ ‫ الجمــال الداخلــي يســاعدنا فــي تقديــر أجســادنا‪ ،‬لــذا‬‫نحــن ال نمــارس الرياضــة ونــأكل الطعــام الصحــي كــي‬ ‫ــكل معيــن‪ ،‬بــل للحفــاظ علــى صحتنــا‬ ‫نحصــل علــى َش ٍ‬ ‫وقــوة جســدنا‪.‬‬

‫ يُكســبنا الجمــال الداخلــي الكثيــر مــن األصدقــاء‬‫المخلصيــن الذيــن نعرفهــم جيـ ً‬ ‫ـدا‪ ،‬لكننــا ال ُنبعــد بقيــة‬ ‫ال ّنــاس عــن حياتنــا بــل نعاملهــم بلطــف ورقـ ّـي‪.‬‬ ‫يدفعنــا الجمــال الداخلــي الــى إظهــار األخــاق الفاضلــة‪،‬‬‫والتســامح مــع الذيــن أخطــأوا فــي حقنــا كــي ال نســمح‬ ‫للضغينــة بــأن تطغــى علــى حياتنــا ومشــاعرنا‪.‬‬ ‫ يمنحنــا الجمــال الداخلــي القــوة لمواجهة ظــروف الحياة‬‫ـس الفكاهة‪،‬‬ ‫الصعبــة بشــجاعة وحكمــة‪ ،‬ويجعلنــا نملــك حـ ّ‬ ‫لكننــا نكــون جدييــن وحاســمين متــى ّ‬ ‫تطلــب األمر‪.‬‬ ‫ يجعلنــا الجمــال الداخلــي نقـ ّـدر قيمــة الكلمــة الطيبــة‪،‬‬‫فننشــرها حولنــا‪.‬‬

‫ ‬


‫تحت الضوء‬ ‫‪26‬‬

‫عام من الثورة‪ :‬ال نتيجةمباشرة‬ ‫ثــورة "بــا نتيجــة" هــو حــال عــام مــن الحــراك الشــعبي‬ ‫العارم الذي إنطلق صبيحة ‪ 17‬تشرين األول ‪ .2019‬هزلية‬ ‫المشــهد تعــدت اطــار نجــاح السياســيين‪ ،‬بـــ "أفخــاخ"‬ ‫المعــادالت الطائفيــة والحزبيــة‪ ،‬فــي إســقاط المطلــب‬ ‫األول للشــعب المنتفــض‪ ،‬والمتمثــل فــي رحيلهــم "كلــن‬ ‫يعنــي كلــن"‪ .‬فالسياســيون لــم يكتفــوا بالبقــاء "كلــن يعني‬ ‫كلــن"‪ ،‬بــل أعــادوا بعــد عــام تمامـ ًـا تســليم "شــعلة اإلنقــاذ"‬ ‫الــى رئيــس الــوزراء ســعد الحريــري الــذي تظاهــر الشــعب‬ ‫ضــده صبيحــة يــوم الثــورة‪ ،‬ثــم أطــاح حكومتــه بعــد ايــام‪.‬‬ ‫إجترحــت زمــرة الحكــم والنظــام الفاشــل "عجيبــة‬ ‫البقــاء الكبــرى" فــي جســم وطــن منكــوب ومهتــرئ‬ ‫بــكل انــواع "الســرطانات" الطائفيــة وفبــركات المصالــح‬ ‫والمحســوبيات‪ ،‬وعــادوا ينــادون ببشــائر الحيــاة الواعــدة‬ ‫امــام كل مظاهــر المــوت اإلقتصاديــة واإلجتماعيــة‬ ‫والصحيــة والتعليميــة‪ ،‬وأعظــم الكــوارث التــي ضربــت‬ ‫العاصمــة بيــروت‪ ،‬بإنفجــار أطنــان مــن اليورانيــوم داخــل‬ ‫العنبــر رقــم ‪ 12‬فــي المرفــأ فــي ‪ 4‬آب ‪.2020‬‬ ‫فــي كفــة الثــوار الذيــن تراجعــوا عن حراك الشــارع ولبســوا‬ ‫"طائيــة اإلخفــاء" للعــودة الــى العمــل لألســف مــن الخــط‬

‫الخلفــي‪ ،‬او حتــى انســحبوا بالكامل مــن المواجهة‪ ،‬زالت‬ ‫كثيــرة وكبيــرة أضاعــت الفــرص الســانحة لتغييــر واقــع‬ ‫"التســليم للقــدر الطائفــي" ونزواتــه المجبولــة بالمآســي‪،‬‬ ‫ومــا أكثرهــا خــال مئــة ســنة مــن والدة لبنــان الكبيــر‪.‬‬ ‫الثــوار هــم وجــوه جديــدة لقيــادة لبنــان الــى التغييــر‪.‬‬ ‫لكــن وجودهــم بقــي "خجـ ً‬ ‫ـوال" فــي دور البطولــة الممنــوح‬ ‫اليهــم مــن الشــعب‪ ،‬فتــاه ســيناريو فيلــم الحلــول الكبــرى‬ ‫المرتجــاة‪ .‬وهــل يُعقــل ان الثــوار خاضــوا ملحمــة‬ ‫المواجهــة مــع الطائفييــن والفاســدين وكبــار المتاجريــن‬ ‫بالوطــن واألمــة واألرواح البريئــة والفقــراء والمذلوليــن‪،‬‬ ‫مــن دون ان يقــرروا فــي أي جهــة يُلقــون شــبكة‬ ‫الخــاص بعدمــا اختــاروا التوقيــت‪ ،‬ومــن يُلقيهــا؟ وإذا‬ ‫كانــت الدولــة المدنيــة‪ ،‬علــى ســبيل المثــال‪ ،‬هــي أحــد‬ ‫الحلــول التــي تعــددت النــدوات فــي شــأنها‪ ،‬أيــن خريطــة‬ ‫الطريــق لتحقيقهــا؟‬ ‫امــا فــي كفــة الســلطة فــا يوجــد طــوال عــام اال "جرائــم"‪،‬‬ ‫ومــا أكثرهــا وأثقــل وزرهــا علــى النــاس الذيــن أقحمــوا‬ ‫رغمـ ًـا عنهــم فــي "أتونــات" عــذاب قــد ال تنتهــي قريبـ ًـا‪.‬‬ ‫إنهــا جرائــم" ليــس مبالغـ ًـا ان ُيقــال فيهــا أنهــا تفــوق‬


‫تحت الضوء‬

‫القــدرة اإلنســانية علــى التحمــل‪ ،‬وتخطــت كل حــدود‬ ‫الضغــوط الماديــة والمعنويــة والجســدية‪ ،‬لكــن "ال أســف"‬ ‫علــى ضحاياهــا إذا حرمتهــم البنــوك مــن اســتحصال‬ ‫مدخراتهــم الماديــة‪ ،‬حتــى لــو ألغــراض طارئــة‪ ،‬أو حجّ ــم‬ ‫التجــار قدراتهــم الشــرائية بســبب أزمــة شــح الــدوالر‪،‬‬ ‫التــي تشــكل حكمـ ًـا لعبــة وســخة للطبقــة الحاكمــة‪.‬‬ ‫وكذلــك "ال أســف" علــى ضحايــا ســقطوا بســبب تخزيــن‬ ‫ـان‬ ‫‪ 2700‬طــن مــن األمونيــوم علــى مســافة ‪ 300‬متــر مــن مبـ‬ ‫ســكنية‪ .‬فــا أحــد مــن القــادة لــم يعلــم بوجودهــا أصـ ٍـاً‬ ‫فــي مرفــأ بيــروت‪ ،‬والتحقيــق "متعثــر" حتــى ربمــا لــو‬ ‫ظهــرت بعــض نتائجــه فــي المرحلــة المقبلــة‪ ،‬فــي حيــن‬ ‫ان االتهــام السياســي لــم يســتبعد الثــوار نفســهم‪...‬‬ ‫وهنــا يطــرح الســؤال نفســه‪ ،‬مــا الســبيل للعيــش فــي‬ ‫ال شــك ان النكســة التــي أصابــت ثــورة تشــرين قــد‬ ‫تركــت آثارهــا علــى العديــد منــا‪ ،‬اال ان هــذه المجموعــة‬ ‫"وحــدة المســائلة والتخطيــط" قــادره اكثــر مــن غيرهــا‬ ‫علــى اجــراء تقييــم ونقــد ذاتــي موضوعــي بهــدف التعلــم‬ ‫مــن األخطــاء وتصحيــح األداء‪.‬‬ ‫بدايــة وبرأيــي الشــخصي‪ ،‬لــم توفــق الثــورة بأعتمــاد مبــدأ‬ ‫إســقاط الســلطة بهدف الحلول مكانها‪ ،‬اذ كان يفترض‬ ‫عليهــا ان تلعــب دورهــا ضمــن المجتمــع المدنــي وتكــون‬ ‫ناشــطة فــي المراقبــة والمحاســبة اكثــر مــن محاولــة‬ ‫الوصــول الــى الســلطة وذلــك ضمــن جمعيــات مرخصــة‬ ‫متخصصــة فــي عــدد كبيــر مــن االنشــطة‪ .‬أرى ان هــذه‬

‫"جمهوريــة" ال تهتــم اال بضمــان حقــوق الطائفييــن‪ ،‬وهل‬ ‫مــن جــدوى حتــى مــن طــرح فكــرة وضــع ميثــاق جديــد‬ ‫وســط تركيبــة معقــدة‪ ،‬وشــعب يفتقــد‪ ،‬فــي اي حــال‪،‬‬ ‫النفــس الطويــل فــي خــوض معــارك انتــزاع حقوقــه‪،‬‬ ‫ويــرى كثيــرون انــه "مخـ ّـدر فعـ ً‬ ‫ـا" فــي خــوض لعبــة‬ ‫تحديــد مصيــره الــذي يضعــه فــي كــف زعمائــه "األكبــر‬ ‫مــن وطــن"‪.‬‬ ‫عــام مــن الثــورة مضــى بــا نتيجــة‪ ...‬وقــد يمضــي عامــان‬ ‫وأعــوام‪" .‬خراطيــش" الحيــاة الكريمــة فــي وطــن مســتقر‬ ‫تــكاد ان تنفــد‪ ،‬امــا "خراطيــش" تصفيــة األمــة لحســاب‬ ‫مصالــح الحــكام فــا تــزال علــى قــدر همــم القضــاء علــى‬ ‫كثيريــن‪ ...‬وواقــع الحــال ال يعــد ب ـ "انفراجــات"‪.‬‬ ‫ ‬

‫كمال حنا‬

‫المجموعــة بمــا تملــك مــن خبــرات مــن جهــة وانخفــاض‬ ‫عــدد الوصولييــن فيهــا مــن مســتوزرين او طالبــي شــهرة‪،‬‬ ‫قــادرة علــى اجــراء هكــذا نقلــة نوعيــة وبالتالــي االرتقــاء‬ ‫بــاألداء بمــا يتناســب مــع الوضــع العــام وضــرورات‬ ‫المرحلــه‪ .‬لــذا مــن المطلــوب والضــروري انطالقــا مــن‬ ‫نظرتــي هــذه الــى العــودة الــى لــم الصــف وتنشــيط‬ ‫التحــرك الن فشــلنا ونحــن الذيــن نعتبــر نفســنا مــن رواد‬ ‫هــذا المجتمــع يعنــي حكمــا الفشــل العــام ونهايــة لبنــان‬ ‫الــذي نحلــم بــه‪.‬‬ ‫د‪ .‬وائل عبيد‬ ‫ ‬


‫اقتصــاد‬

‫غـابـي بجـــاين‬

‫دكتور يف االقتصاد واملال‬

‫لبنان اىل وصـاية جديـدة‬ ‫ال شك في ان "لبنان‬ ‫ ‬ ‫المئوي" الذي ُي شارف االنهيار‬ ‫الكامل اليوم‪ ،‬يبحث عن شبكة‬ ‫خالص اقتصادية ملحة جد ًا‬ ‫وسط مواجهة أبنائه حاالت‬ ‫بالغة التعقيد من الضيق والعوز‬ ‫تنذر بعواقب خطرة جد ًا لكيان‬ ‫وجودهم واستمرار جمهوريتهم‬ ‫التي يؤكد خبراء كثيرون‪ ،‬وبأدلة‬ ‫دامغة‪ ،‬انها تفتقد أي ذرة نضوج‬ ‫في معالجة كوارث الحال التي‬ ‫تتخبط بها‪ .‬ومن المؤسف‬ ‫ان هذه الحال ال ترتبط بعجز‬ ‫القدرات اللبنانية عن إيجاد‬ ‫حلول‪ ،‬بل بـ "استبعاد" ارادة‬ ‫السياسيين لسلوك طريق‬ ‫األمان‪ ،‬واصرارهم على التصرف بطريقة توحي‬ ‫دائم ًا بأن اللبنانيين "ال يصلحون الى ان‬ ‫يكونوا اسياد أنفسهم"‪.‬‬

‫في حديثه لمجلة "السائح"‪ ،‬أص ّر غابي‬ ‫ ‬ ‫‪ 28‬بجاني‪ ،‬دكتور االقتصاد والمال المتخصص في‬ ‫أسواق المال العالمية وإدارة األموال‪ ،‬على ان‬ ‫مشكلة لبنان "غير كبيرة‪ ،‬ألن حجم اقتصاده‬ ‫صغير وأقل حتى من حجم أعمال شركة‬ ‫مايكروسوفت األميركية‪ .‬وجوهر المشكلة سياسي‪،‬‬ ‫ويعرقل غالب ًا التوافق على الخطط المقدمة‪ ،‬ألن‬ ‫الهدف األساس هو تعزيز مكاسب أركان السلطة‬ ‫وزيادة ثرواتهم"‪.‬‬

‫وأس ف الدكتور بجاني الى ان "مرحلة االنتعاش‬ ‫ِ‬ ‫االقتصادي األهم التي اعقبت الحرب األهلية‬ ‫المشؤومة حصلت في زمن الوصاية السورية عليه‬ ‫بين عامي ‪ 1991‬و‪ .2005‬واليوم يقفز حل الوصاية‬ ‫مجدد ًا الى الواجهة من خالل المبادرة الفرنسية‪،‬‬ ‫في وقت بات ال جدوى من معالجة الشجع‬ ‫المفرط لدى السياسيين الذين لم يستطع أحد‬ ‫ايقافهم‪ ،‬والذين أهدروا بحسب ارقام موثوقة ‪240‬‬ ‫مليار دوالر من االستثمارات بين عامي ‪ 1991‬و‪،2019‬‬ ‫اضافة الى أكثر من مئة مليار دوالر من الديون"‪.‬‬ ‫وشدد بجاني على ان أركان الحكم في لبنان‬ ‫"يتقنون بالكامل كل تفاصيل لعبتهم‪،‬‬ ‫ويحيطونها منذ سنوات طويلة بتغطية داخلية‬ ‫وخارجية متماسكة وفائقة الدقة‪ ،‬لذا فشلت ثورة‬ ‫‪ 17‬تشرين األول في اختراقهم‪ ،‬رغم ان نجاحها‬


‫اقتصــاد‬ ‫كان ضروري ًا إلطالق عجلة التغيير‪ ،‬فبقيت حراك ًا‬ ‫وأم ًال مهدور ًا"‪.‬‬ ‫وتابع الدكتور بجاني‪" :‬ال يمكن االستخفاف‬ ‫بعقول الناس الذين يعلمون جيد ًا ان الوضع‬ ‫الداخلي مب ّك ل لمصلحة تحقيق السياسيين‬ ‫أهدافهم في المحاصصة وتقاسم الغنائم‪.‬‬ ‫فهدر المال العام عبر االستثمارات المفبركة‬ ‫والتعيينات الخاضعة لمبدأ المحسوبية‪ ،‬وفرض‬ ‫واقع سوء اإلدارة والتخطيط‪ ،‬وكل االنتهاكات‬ ‫فوق الطاولة وتحتها‪ ،‬تحصل عن كامل تصور‬ ‫وتصميم‪ .‬اما القضاة فهم أزالم السلطة‪ ،‬وال نفع‬ ‫من البحث حتى عن واحد من أصل مئة منهم‬ ‫غير تابع لطرف سياسي‪ ،‬وال يلتزم تنفيذ أجندة‬ ‫من ع ّي نه في منصبه‪ .‬وينطبق الواقع ذاته على‬ ‫عناصر األمن والعسكريين وموظفي اإلدارة العامة خطة السنة ونصف السنة‬ ‫الذين ال يمكن أص ًال ان يشغلوا مناصبهم من ويوضح الدكتور بجاني ان "خطة تثبيت الوضع‬ ‫في لبنان محددة بفترة سنة ونصف السنة‪،‬‬ ‫دون مواالة السياسيين والتزام أوامرهم"‪.‬‬ ‫وتشمل الحصول على قرض تتراوح قيمته بين‬ ‫‪ 3‬و‪ 4‬مليارات دوالر من صندوق النقد الدولي‪،‬‬ ‫"مؤامرات مكشوفة"‬ ‫وقروض أخرى قيمتها ‪ 11‬مليار دوالر من مؤتمر‬ ‫ولفت الدكتور بجاني الى ان "المؤامرات المكشوفة سيدر للدول المانحة للبنان"‪.‬‬ ‫للسياسيين بلغت ذروتها اخير ًا بإصدار حاكم ويضع الدكتور بجاني عنوان "الحريري البطل‪،‬‬ ‫المصرف المركزي رياض سالمة في شهر تشرين وماكرون البطل" للمرحلة المقبلة في لبنان‪ ،‬مع‬ ‫األول الماضي التعميم رقم ‪ 154‬لحصر السيولة التركيز على ان "تحريك الغاز من لبنان ال يمكن‬ ‫بالليرة اللبنانية‪ ،‬والتحكم بمفاصلها"‪ .‬وسأل‪ :‬ان يحصل من دون تسوية مع اسرائيل التي‬ ‫"لماذا لم يتخذ سالمة هذا القرار منذ حتى ما س ُتستخدم أنابيب تعبر أراضيها لنقل الغاز الى‬ ‫قبل الثورة‪ ،‬رغم انه كان سيلجم تدهور قيمة اوروبا"‪.‬‬ ‫الليرة‪ ،‬ويقطع حكم ًا الطريق امام عمليات شراء‬ ‫ك‪.‬ح‪.‬‬ ‫الدوالر‪ ،‬وهو ما يعرفه جيد ًا اي طالب اقتصاد في ‬ ‫السنة الجامعية الثالثة"؟‬ ‫ورأى الدكتور بجاني ان سالمة استخدم هذا‬ ‫التوقيت "لتقديم هدية لرئيس الوزراء سعد‬ ‫الحريري الذي ُيرجح ان تع ّمر حكومته حتى‬ ‫نهاية عهد رئيس الجمهورية ميشال عون‪ ،‬تمهيد ًا‬ ‫النتخاب سالمة رئيس ًا"‪.‬‬ ‫وتابع‪" :‬إذا كانت شراكات العهد التالي ُوضعت‬ ‫على السكة داخلي ًا‪ ،‬فهي تلتقي مع الشريك األول‬ ‫الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي يحاول‬ ‫وضع موطئ قدم قوية لمواجهة األتراك في‬ ‫المنطقة‪ ،‬وتحقيق مكاسب اقتصادية عبر ثروات‬ ‫لبنان النفطية لمعالجة مشاكل داخلية تواجهها‬ ‫حكومته‪ .‬من هنا س ّرعت فرنسا بالتعاون مع‬ ‫األميركيين عملية ترسيم الحدود البحرية والبرية‬ ‫بين لبنان وإسرائيل"‪.‬‬


‫اقتصــاد‬ ‫‪30‬‬

‫المهندس ادمون الشماس‬

‫الخبير في شؤون اإلقتصاد والطاقة‪.‬‬

‫اصالحات "الخط الوطني"‬ ‫في أيلول الماضي‪ ،‬عرض المهندس إدمون‬ ‫شماس‪ ،‬الرئيس التنفيذي لشركة "انتربرايز‬ ‫بيزنس سولوشنز" الرائدة في اعتماد‬ ‫التكنولوجيا في مجال األعمال‪ ،‬والخبير في‬ ‫الشؤون االقتصادية وقطاع الطاقة‪ ،‬خطة‬ ‫لإلصالحات واإلنقاذ المالي واإلقتصادي‪.‬‬ ‫ورأى شماس ان السياسات اإلقليمية والداخلية‬ ‫ستحدد قدرة الحكومة المقبلة على تبني خطة‬ ‫اإلصالحات وتنفيذها‪ ،‬من اجل إزالة اثقال‬ ‫ممارسات المسؤولين الخاطئة والبعيدة عن‬ ‫الخط الوطني‪ ،‬عن كاهل المواطنين‪.‬‬ ‫واوضح شماس‪ ،‬في مؤتمر صحافي‪ ،‬بأن خطته‬ ‫تتبنى خطوات عاجلة تضع موازنة مستقبلية‬ ‫لمدة ‪ 5‬سنوات بهدف الوصول الى صفر عجز‬ ‫في الموازنة خالل أربع سنوات وفائض في‬ ‫االرباح في السنة الخامسة‪ .‬وقال‪" :‬يحتاج ذلك‬ ‫الى وقف التوظيف لمدة خمسة سنوات‪ ،‬وإلغاء‬ ‫جميع عمليات التوظيف غير القانونية التي‬ ‫سبقت االنتخابات النيابية عام ‪ ،2018‬فمعاشات‬ ‫ومرتبات موظفي القطاع العام تشكل نحو‬ ‫‪ 48‬في المئة من نفقات الموازنة السنوية (اذا‬ ‫استثنينا كلفة الفوائد على الدين العام)‪ ،‬و"هو‬ ‫عبء كبير وكلفة مرتفعة جد ًا مقارنة بدول‬ ‫أخرى‪ ،‬لذآ يجب خفض حجم وكلفة القطاع‬ ‫العام نحو ‪ 40‬في المئة خالل ‪ 5‬سنوات"‪.‬‬ ‫كما عرض شماس ألهمية خفض الدين العام‬ ‫بنسبة ‪ ٥٠‬في المئة‪ ،‬ومقدارها نحو مئة مليار‬ ‫دوالر تتوزع كاآلتي‪:‬‬ ‫ مليار دوالر لصالح مصرف لبنان‪ ،‬معظمها‬‫سندات خزينة بالليرة‪ ،‬وبينها ‪ 5.5‬مليار دوالر‬ ‫سندات اليوروبوندز‪،‬‬ ‫نحو ‪ 30‬مليار دوالر لصالح المصارف اللبنانية‪:‬‬‫حوالي ‪ 17‬مليار دوالر سندات خزينة بالليرة‪ ،‬و‪13‬‬ ‫مليار سندات اليوروبوندز‪.‬‬

‫حوالي ‪ 14‬مليار دوالر سندات اليوروبوندز‬‫لصالح جهات خارجية‪.‬‬ ‫الخطة تدعو الى شطب ‪ ٦٥‬في المئة من‬ ‫سندات اليوروبوندز‪ ،‬أي حوالي ‪ ٢٠‬مليار دوالر‪،‬‬ ‫من خالل التفاوض المباشر بين الحكومة‬ ‫المقبلة وحاملي هذه السندات‪ ،‬على ان تسدد‬ ‫الدولة اللبنانية الـ ‪ ١١‬مليار دوالر بال فوائد خالل‬ ‫فترة ‪ ٧‬سنوات من تنفيذ االتفاق‪.‬‬

‫قانون "الكابيتال كونترول"‬ ‫وأيد شماس تطبيق قانون "الكابيتال‬ ‫ّ‬ ‫كونترول" الذي حاولت الحكومة اللبنانية من‬ ‫دون نجاح إقراره تمهيد ًا إلرساله الى مجلس‬ ‫النواب‪ ،‬وجعل إجراءاته تسري على المصارف‬ ‫لمدة ‪ ٤‬سنوات غير قابلة للتجديد‪ ،‬مع جعل‬ ‫بنده األول استرجاع األموال المهربة الى الخارج‬ ‫ومقدارها ‪ ١٥‬مليار دوالر‪.‬‬ ‫واعتبرت الخطة ان تأسيس شركة قابضة باسم‬ ‫"شركة االستثمار الوطنية اللبنانية" هو الحل‬ ‫األفضل الستثمار بعض اصول الدولة‪ ،‬وإدارة‬ ‫هذه القطاعات بعيد ًا من التدخالت السياسية‪،‬‬ ‫وتعويض اموال المودعين‪ ،‬وسداد مستحقات‬ ‫سندات اليوروبوندز‪.‬‬ ‫ولمح ت الخطة ايض ًا الى ضرورة زيادة اإليرادات‬ ‫ّ‬ ‫عبر اعتماد الخصخصة الجزئية على هيئة‬ ‫شراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص (‪)PP‬‬ ‫من اجل تحويل عدد كبير من موظفي القطاع‬ ‫العام إلى القطاع الخاص"‪.‬‬ ‫وشددت الخطة على زيادة اإليرادات في‬ ‫قطاعات حيوية‪ ،‬بينها االتصاالت‪ .‬واقترحت‬ ‫في قطاع النفط الخطة إنشاء شركة وطنية‬ ‫للنفط تضع االستراتيجيات‪ ،‬واسترداد حصرية‬ ‫استيراد النفط ومشتقاته من كارتيل الموردين‪.‬‬ ‫وإعادة صيانة وتشغيل خط انابيب النفط من‬


‫اقتصــاد‬

‫السعودية إلى مصفاة الزهراني‪ ،‬ومن العراق الى‬ ‫مصفاة البداوي (طرابلس) للتصدير إلى أوروبا‪،‬‬ ‫وكذلك إعادة تأهيل وتشغيل مصفاة الزهراني‬ ‫ومصفاة ال ‪ IPC‬في البداوي (طرابلس) لبيع مشتقات‬ ‫النفط المكررة لألسواق اللبنانية وتصدير القسم‬ ‫اآلخر إلى أسواق في أوروبا والشرق األوسط‪ .‬وايض ًا‬ ‫خلق صناعات نفطية جديدة كبناء مصانع غازو‬ ‫بتروكيماوية‪.‬‬ ‫وفي قطاع الكهرباء‪ ،‬عرضت الخطة إدارة‬ ‫وتشغيل القطاع كمؤسسة خاصة تبغي الربح‬ ‫وسحبه بالكامل من سطوة السياسيين وادارة‬ ‫وزارة الطاقة‪ .‬واقترحت اعتماد الشراكة بين‬ ‫القطاع العام والقطاع الخاص (‪ )PP‬والالمركزية‬ ‫االدارية في تطبيق الخطة من ناحية إنتاج‬ ‫الكهرباء‪ ،‬واالمداد والتوصيل‪ ،‬وخدمات‬ ‫المبيعات والجباية والصيانة‪ ،‬وايض ًا إنشاء ‪٣‬‬ ‫ ‪ ٤‬شركات وطنية للكهرباء على ان يتم بيع‬‫حوالي ‪ ٤٠‬في المئة منها الى شريك اجنبي من‬ ‫خالل مناقصات عالمية‪ ،‬وبيع ‪ ٢٠‬في المئة الى‬ ‫المواطنين‪.‬‬ ‫ودعت الى إعادة تقويم الرسوم المترتبة على‬ ‫األمالك البحرية‪ ،‬ووضع آليات وضوابط جديدة‬ ‫واالستعانة بشركات تدقيق عالمية إلحتواء‬ ‫التهرب الضريبي والجمركي‪ ،‬ومعالجة مشاكل‬ ‫المؤسسات والمرافق األساسية‪ ،‬مثل الكازينو‬ ‫والميدل ايست والريجي والمرفأ والمطار عبر‬ ‫اعتماد استراتيجية الخصخصة‪.‬‬

‫تحرير الودائع‬ ‫وبالتوازي مع انشاء شركة االستثمار الوطنية‬ ‫اللبنانية إلدارة أصول الدولة وقانون "الكابيتال‬ ‫كونترول" من اجل استرجاع حوالي ‪ ١٥‬مليار دوالر‬ ‫حولت الى الخارج بعد ‪ ١٧‬تشرين ‪ ٢٠١٩‬واالتفاق‬ ‫مع صندوق النقد الدولي لضخ بضعة مليارات‬ ‫من الدوالر الى خزينة الدولة‪ ،‬اقترح شماس‬ ‫تحرير الودائع التي يبلغ حجمها مليون دوالر أو‬

‫اقل‪ ،‬ودفعها خالل ‪ ٤‬سنوات‪" ،‬اما الودائع التي‬ ‫تتجاوز مليون دوالر فيجري تحرير أول مليون‬ ‫دوالر على ‪ ٤‬دفعات‪ ،‬وتحويل الباقي الى اسهم‬ ‫بقيمة الوديعة من هذه الشركات المملوكة كلي ًا‬ ‫وجزئي ًا من شركة االستثمار الوطنية اللبنانية‬ ‫التي تتداول اسهمها على بورصة بيروت‪ ،‬ويسمح‬ ‫ببيع اسهم المودعين بعد ‪ 5‬سنوات من تاريخ‬ ‫إصدارها وحسب سعر تداول سوق البورصة‪.‬‬ ‫واعتبرت الخطة ان تأسيس شركة قابضة باسم‬ ‫"شركة االستثمار الوطنية اللبنانية" هو الحل‬ ‫األفضل إلستثمار بعض اصول الدولة‪ ،‬وإدارة‬ ‫هذه القطاعات بعيد ًا من التدخالت السياسية‪،‬‬ ‫وتعويض اموال المودعين‪ ،‬وسداد مستحقات‬ ‫سندات اليوروبوندز بعد شطب ‪ ٢١‬مليار دوالر اي‬ ‫حوالي ‪ ٦٥‬في المئة من قيمتها‪.‬‬ ‫القطاعات التي اقترحت الخطة وضعها تحت‬ ‫ملكية الشركة الوطنية لالستثمار هي الكهرباء‬ ‫والمياه والنفايات والخليوي واالتصاالت وقطاع‬ ‫استيراد النفط ومشتقاته وتكرير النفط والكازينو‬ ‫وشركة طيران الشرق األوسط وبنك انترا وادارة‬ ‫الريجي وادارة مرفأ بيروت وطرابلس وتحصيل‬ ‫الضريبة على القيمة المضافة‪ ،‬وغيرها‪...‬‬


‫تحت الضوء‬ ‫‪32‬‬

‫"‪"GRASSROOTS‬‬

‫ً‬ ‫دائما مع الشعب اللبناني‬ ‫في حركة النكسات العابرة للبنان منذ‬ ‫ ‬ ‫فترات طويلة والتي اشتدت مآسيها منذ ثورة‬ ‫‪ 17‬تشرين األول ‪ ،2019‬يخوض الحراك المدني‬ ‫لمنظمة "‪ "GRASSROOTS‬للعمل اإلنساني‬ ‫مواجهة صمود الشعب اللبناني بإندفاع غير‬ ‫عادي وتصميم على العبور بسفينة الوطن الى‬ ‫بر األمان‪ ،‬رغم التحديات الكثيرة والصعوبات‬ ‫الكبيرة‪.‬‬ ‫الميزة األهم لـ "‪ "GRASSROOTS‬هي رفض‬ ‫الخروج من ساحة مؤازرة الشعب اللبناني تحت‬ ‫ضغط اي ظرف‪ ،‬لذا استقطبت شرائح مختلفة‬ ‫من المجتمع اللبناني‪ ،‬وبات تأثيرها واضح ًا‬ ‫في مجاالت عدة‪ ،‬تمتد من المساعدة في‬ ‫تأمين احتياجات الحياة اليومية‪ ،‬الى اطالق‬ ‫برامج لدعم التعليم وتجاوز عراقيله خصوص ًا‬ ‫بعد ظهور موجة وباء كورونا‪ ،‬وصو ًال الى دعم‬ ‫جهود اإلغاثة الميدانية بعد نكبة انفجار مرفأ‬ ‫بيروت في ‪ 4‬آب ‪.2020‬‬

‫بلوغ المجتمع المثالي‬ ‫تقول االستاذة ميساء منصور من مؤسسي‬ ‫"‪ "GRASSROOTS‬ان المبادرة ال تتمسك‬ ‫فقط بحب العطاء وخدمة مواطنين باتوا اكثر‬ ‫من مسحوقين‪ ،‬بل ترتفع الى األفق األعلى‬ ‫ألمنياتهم الكبيرة عبر محاولة دعم بلوغهم‬ ‫مجتمع ًا مثالي ًا ال يقبل الرضوخ للقمع‪ ،‬وقيود‬ ‫الحرمان من الحقوق والعيش األفضل‪.‬‬ ‫من هنا اهتمت "‪ "GRASSROOTS‬خالل‬ ‫مراحل مسيرتها بكل مجاالت العمل اإلنساني‪،‬‬ ‫سواء تلك المرتبطة بحاالت طارئة نتجت من‬ ‫نكبات مؤسسات السلطة‪ ،‬مثل المشاركة في‬

‫العمليات الميدانية إلخماد الحرائق في صيف‬ ‫‪ ،2019‬وحمالت التعويض عن األضرار وإصالحها‪.‬‬ ‫وحضرت بقوة في ساحات ثورة ‪ 17‬تشرين األول‬ ‫‪ 2019‬التماس ًا للتغيير القادر وحده على انقاذ‬ ‫البالد من الخراب والمستقبل القاتم ألجيال‬ ‫واجيال قادمة‪.‬‬ ‫ايض ًا‪ ،‬اضطلعت "‪ "GRASSROOTS‬بدور‬ ‫بارز في مواجهة تفشي وباء كورونا‪ ،‬عبر نقل‬ ‫التعليمات الصحية الى سكان المناطق‬ ‫والالجئين والعاملين األجانب‪ ،‬وساندت‬ ‫سيدات تعرضن للعنف المنزلي خالل فترة‬ ‫الحجر‪ ،‬وذلك عبر مالحقة القضايا مع الجهات‬ ‫المختصة ومنظمات حقوقية أخرى‪ ،‬وتوفير‬ ‫الدعم النفسي لدعم هؤالء الضحايا‪.‬‬


‫تحت الضوء‬

‫لملمة جراح انفجار مرفأ بيروت‬ ‫ومنذ اللحظات األولى إلنفجار مرفأ بيروت‬ ‫في ‪ 4‬آب ‪ ،2020‬تواجدت "‪"GRASSROOTS‬‬ ‫على األرض لمواكبة عمليات انقاذ العالقين‬ ‫المهدمة‪ ،‬وتقديم أغذية‬ ‫تحت انقاض المباني‬ ‫ّ‬ ‫للمتضررين‪ ،‬وتنظيف الركام المتناثر في كل‬ ‫مكان‪ ،‬ورفعت الصوت عالي ًا ضد بطء الدولة‬ ‫في االستجابة لنداءات التدخل السريع ومواكبة‬ ‫المطالب االنسانية الملحة‪.‬‬ ‫وقدمت "‪ "GRASSROOTS‬بالتالي مع‬ ‫منظمات محلية أخرى العون المطلوب قبل‬ ‫اي تدخل خارجي للدول او المنظمات الدولية‪،‬‬ ‫ثم نفذت في األسابيع التالية مبادرات جبارة‬ ‫لمحاولة لملمة جراح المنكوبين من انفجار‬ ‫مرفأ بيروت‪ .‬وهي ما تزال بعد اسابيع عدة‬ ‫على االنفجار تتعامل مع متطلبات مساعدة‬ ‫المتضررين بمرونة عالية وإصرار على عدم‬ ‫االستسالم حتم استمرار حضورها الميداني‬ ‫الفاعل في تأمين انواع متعددة من المساعدات‪.‬‬ ‫ما تنشده "‪ "GRASSROOTS‬هو عبور الشعب‬ ‫اللبناني الى واقع جديد‪ ،‬وتعزيز التكاتف‬ ‫والتعاون في إطار سلمي يرفع قيمة المجتمع‬ ‫الساعي الى التكاثر كالعشب لصنع ارض‬ ‫خصبة بالمبادرات الشعبوية التي تحقق‬ ‫التغيير المنشود عبر ارادة الناس‪ ،‬وتطلعهم الى‬ ‫مستقبل واعد‪ ،‬وهوية وطنية وثقافية مميزة‪.‬‬


‫تحت الضوء‬ ‫‪34‬‬

‫عمل المجتمع المدني " ُمه ّدد" في لبنان‬

‫نقاش عبر االنترنت في الجامعة األميركية‬

‫"مقارنة بدول المنطقة تمتع لبنان بالهامش‬ ‫ ‬ ‫األوسع فيما يتعلق بحرية المجتمع المدني‪ ،‬وحرية‬ ‫منظمات المجتمع المدني ونشاطها‪ .‬لكن منذ ‪،٢٠١٥‬‬ ‫وبوتيرة أسرع خالل ‪ ،٢٠١٩‬اتسعت رقعة التضييق‬ ‫على الهامش المتوافر لهذه الجمعيات‪ ،‬خصوص ًا في‬ ‫مجال حرية التعبير‪ ،‬إذ جرى التحقيق مع نحو ‪60‬‬ ‫شخص ًا بين ‪ 17‬تشرين األول ‪ 2019‬وحزيران ‪ ،2020‬في‬ ‫قضايا حرية الرأي والتعبير‪ ،‬ما يهدد عمل المجتمع‬ ‫قدم الدكتور ياسين النقاش‪ ،‬أستاذ‬ ‫المدني"‪ .‬هكذا ّ‬ ‫السياسات والتخطيط في الجامعة األميركية في‬ ‫بيروت‪ ،‬حلقة نقاش عبر االنترنت بعنوان "ما حقيقة‬ ‫ضغوط السلطة اللبنانية على المجتمع المدني في‬ ‫ملف الالجئين السوريين؟"‪ ،‬نظمها معهد عصام‬ ‫فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية في الجامعة‬ ‫األميركية‪ ،‬بالتعاون مع مركز "وصول" لحقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫وشارك في الجلسة مديرة البرامج في شبكة المنظمات‬ ‫العربية غير الحكومية للتنمية زهرة بزي‪ ،‬ومارييل‬ ‫الحايك الباحثة في مجال حقوق اإلنسان في مركز‬ ‫"وصول"‪ ،‬وجورج حداد مدير البرامج في منظمة "ألف"‬ ‫(تحرك من أجل حقوق اإلنسان)‪.‬‬

‫والحظ االعتماد على جمعيات ومنظمات المجتمع‬ ‫المدني في موضوع إعادة اإلعمار والمساعدات اإلنسانية‪،‬‬ ‫بعد انفجار بيروت‪" ،‬لكن ذلك ال يلغي وجود تناقض‬ ‫أو ازدواجية في طريقة تعامل السلطة في لبنان مع‬ ‫المجتمع المدني"‪.‬‬

‫الحايك‪ :‬السلطة اللبنانية و"التضييق"!‬

‫وتطرقت الحايك إلى الدور الرئيسي الذي تضطلع‬ ‫به منظمات المجتمع المدني في ملف اللجوء‬ ‫السوري‪ ،‬والتغييرات التي شهدها المجتمع المدني‬ ‫وقال الدكتور النقاش في مقدمته‪" :‬يشهد لبنان‪ ،‬بسبب اللجوء‪ ،‬والمنح والتعهدات المقدمة إلى لبنان‬ ‫بذرائع إدارية وبيروقراطية‪ ،‬تشديد ًا على عمل منظمات لالستجابة لألزمة‪ ،‬إضافة إلى طريقة إدارة الحكومة‬ ‫المجتمع المدني مع الالجئين السوريين‪ .‬وليست هذه اللبنانية ملف اللجوء والسياسات التي تب ّنتها منذ ‪.2011‬‬ ‫وقالت‪" :‬رغم أن القوانين الدولية والمحلية تك ّرس حق‬ ‫الممارسات جديدة‪ ،‬بل تعود الى أعوام سابقة"‪.‬‬ ‫إنشاء الجمعيات‪ ،‬لكن المشكلة تتمثل في تطبيقها‬ ‫من خالل ممارسات السلطات اللبنانية التي تتعارض‬ ‫مع االتفاقات الدولية والدستور اللبناني"‪.‬‬ ‫وعددت الحايك "الصعوبات التي تواجهها الجمعيات‬ ‫في التسجيل وإنشاء حساب مصرفي‪ ،‬ومنها‬ ‫البيروقراطية في تنفيذ المعامالت‪ ،‬وتشديد السلطات‬ ‫على موضوع الجمعية‪/‬المنظمة وأهدافها وجنسية‬ ‫أعضائها‪ ،‬والضغط على المنظمات‪/‬الجمعيات في‬ ‫تنفيذ المشاريع الخاص‪ ،‬بالالجئين السوريين‪ ،‬ومنها‬ ‫المشاريع الطبية ومشاريع التدريب المهني"‪.‬‬


‫تحت الضوء‬

‫وأضافت‪" :‬تستخدم الحكومة سلطتها للتضييق على‬ ‫الالجئين السوريين عبر الضغط على المنظمات العاملة‬ ‫مع الالجئين من اجل تنفيذ مصالحها السياسية‪.‬‬ ‫واألكيد ان هذه الضغوط تؤثر في الالجئين بطرق‬ ‫مباشرة وغير مباشرة"‪.‬‬

‫بزي‪ :‬منطق "قصير األم د" للدولة‬ ‫من جهتها‪ ،‬تحدثت بزي‪ ،‬مديرة البرامج في شبكة‬ ‫المنظمات العربية غير الحكومية للتنمية‪ ،‬عن مقاربة‬ ‫الدولة لملف اللجوء وأسباب التضييق على الحيز‬ ‫المدني على مستويات عدة‪ .‬وقالت‪" :‬تتزايد االنتهاكات‬ ‫حين يعلو منسوب المعارضة إلى أسس النظام السياسي‬ ‫واالقتصادي أو الطائفي"‪.‬‬ ‫ولفتت الى ان لبنان "هو البلد الوحيد في المنطقة‬ ‫الذي كفل حق إنشاء الجمعيات منذ بداية القرن‬ ‫الماضي‪ ،‬وراعى حرية التأسيس واإلنشاء وفق نظام‬ ‫العلم والخبر‪ .‬والقوانين التي تحمي حقوق اإلنسان‬ ‫وآلياتها موجودة إلى حد كبير في لبنان‪ ،‬لكن هناك‬ ‫أخطاء في الممارسات‪ ،‬من دون التغاضي عن غياب‬ ‫اإلرادة السياسية الفعلية للتغيير"‪.‬‬ ‫واعتبرت أن الدعم الحكومي لمنظمات المجتمع‬ ‫المدني "يشوبه خروق تتعلق بالمحسوبية والفساد‬ ‫والتحيز‪ ،‬فض ًال عن القيود على المعامالت المالية‬ ‫وصعوبة االعتماد على التمويل األجنبي"‪.‬‬

‫وفس ّرت أن "مقاربة الدولة لملف اللجوء اعتمدت على‬ ‫منطق قصير األمد ركز على الحد من تدفق الالجئين‬ ‫والتشديد على أن وضعهم موقت‪ ،‬فض ًال عن فرض‬ ‫قيود على الحصول على تصاريح اإلقامة أو تجديدها"‪.‬‬ ‫وكررت ان اتساع الحيز المدني في لبنان او ضيقه‬ ‫مرتبط بمصالح السلطة‪ ،‬و"هو متاح عندما ال يتعارض‬ ‫مع مصالح السلطة الحاكمة أو سياساتها"‪.‬‬

‫حداد‪ :‬ال إلهمال الفئات المهمشة‬ ‫وركز جورج حداد‪ ،‬مدير البرامج في منظمة "ألف"‪ ،‬على‬ ‫"الحاجة إلى الشفافية‪ ،‬خصوص ًا أن هناك فص ًال على‬ ‫األرض بين المجتمع المدني والمواطنين والدولة"‪ .‬وذ ّك ر‬ ‫بـ "المطالبة الطويلة باستقالل القضاء التي لم تجد‬ ‫نفع ًا"‪ ،‬مشير ًا الى ان اإلقفال العام بسبب جائحة كورونا‬ ‫وحال الطوارئ التي تلت انفجار المرفأ "أستخدما‬ ‫للتضييق على المواطنين اللبنانيين‪ ،‬ما انعكس سلب ًا‬ ‫على الالجئين"‪.‬‬ ‫وذ ّكر بأهمية عدم إهمال الفئات المهمشة في المجتمع‪،‬‬ ‫وضرورة التزام االتفاقات الدولية حتى في ظل األزمات‬ ‫التي يمر بها لبنان‪ ،‬معتبر ًا انه يجب أن نبحث في‬ ‫طريقة التنسيق بين مؤسسات الدولة ومنظمات‬ ‫المجتمع المدني إليجاد حلول مشتركة ألزمة الالجئين‬ ‫في لبنان"‪.‬‬


‫صحتك أهم‬

‫الدكتـور ربيـع زغيـب‬ ‫الطـب التجميـلي‪ ...‬ذوق لبنـانـي راقـي‬ ‫من أحد أهم أنظمة التعليم في العالم‬ ‫ ‬ ‫ينطلق لبنان ليصنع ريادته في مجال الطب‪،‬‬ ‫ويغزو التطوير السريع في مواكبة العالجات‬ ‫الحديثة والتعامل مع ابرز االبتكارات التقنية‬ ‫لتوفير الخدمات الفائقة الجودة‪ .‬وتتقدم هذه‬ ‫الخدمات بأشواط على نظيرتها المتوافرة في‬ ‫المحيط العربي واالقليمي‪ ،‬وتفرض معرفتها‬ ‫الكبيرة في تخصصات الممارسة الطبية‬ ‫لدرجة ال يمكن مجاراة ميزاتها التي تتمتع‬ ‫بحضور بالغ القوة في لبنان والخارج‪.‬‬

‫الدكتور ربيع زغيب‪ ،‬المتخصص في‬ ‫ ‬ ‫تجميل الفك واألسنان‪ ،‬أحد ركائز شهرة الطب‬ ‫اللبناني الذي تتجلى إبداعاته بحرفية صنع‬ ‫ابتسامة الوجه األجمل وإطاللته األكثر اشراق ًا‬ ‫على الناس‪ ،‬وذلك بمعيار وضع لمسات التجميل‬ ‫الراقية جد ًا‪ ،‬واستخدام أفضل المواد التي‬ ‫أخضعت لدراسات طوال اعوام‪ ،‬وحظيت برضى‬ ‫كبير لدى الزبائن‪.‬‬ ‫يضع الدكتور زغيب علومه وخبراته الطويلة‬ ‫المصقولة بالتخصص في أرقى الجامعات‬ ‫األميركية‪ ،‬في تصرف زبائن يأتون من أنحاء‬ ‫‪ 36‬العالم ويبحثون عن أدق تفاضيل الظهور المبهر‪،‬‬ ‫ويتحول الى احد أركان السياحة التجميلية في‬ ‫لبنان‪ ،‬والتي تؤكد انه بلد مبدعي الفن والتجميل‬ ‫في كل المجاالت‪.‬‬

‫يتغزل بكل شيء متحرك في الوجه‪ ،‬واهمها الشعر‬ ‫والعيون والفم‪ ،‬وكذلك رؤية الطبيب الى إكمال‬ ‫االبتسامة التي تليق بكل انسان‪ ،‬وتتناسب مع‬ ‫ميزات شكل وجهه أكان دائري ًا ام مستطي ًال ام‬ ‫مربع ًا‪ ،‬وايض ًا شخصيته‪.‬‬

‫لمسة ديكور داخل الفم‬

‫ويوضح ان االهتمام األول يتركز على إبعاد اي‬ ‫خلل في المظهر "المزيف" لألسنان عبر اتقان‬ ‫لعبة توفير االنعكاس المناسب للضوء على المواد‬ ‫المستخدمة‪ ،‬وكأنها لمسة ديكور داخل الفم‬ ‫تحس ن ميزة االنبهار بشكل الوجه وحيويته في‬ ‫ّ‬ ‫التفاعل مع محيطه بثقة وسرور‪ ،‬وحب للحياة‪.‬‬ ‫ابتسامة تليق بكل انسان‬ ‫ويؤكد الدكتور زغيب ان "الطب اللبناني يملك‬ ‫ويشرح الدكتور زغيب ان تجميل الفك واألسنان منذ سنوات أهم عيادات العناية الراقية باألسنان‬ ‫الشعر الذي التي تواكب أحدث االختراعات على صعيد المواد‬ ‫يستند الى أفكار جمالية يعكسها ِ‬


‫الحفاظ على الموقع رقم واحد‬ ‫و ُي ضيف الدكتور زغيب ان "السياحة الطبية‬ ‫قوية جد ًا في لبنان‪ ،‬وتستطيع بفضل الكفاءات‬ ‫العلمية العالية والقدرة على التكيف بسهولة مع‬

‫ ‬ ‫‪drrabihzoghaib‬‬

‫ك‪.‬ح‪.‬‬

‫‪Rabihzoughaib‬‬ ‫‪+961 3 216 621‬‬

‫صحتك أهم‬

‫المستخدمة واألجهزة المتفاعلة مع ابتكارات‬ ‫المعلوماتية والتصوير التي تضع الزبائن امام‬ ‫خيارات الحلة المنشودة لوجوههم قبل مباشرة‬ ‫العمل الطبي‪ ،‬وترافق مراحله بفاعلية لتسريعه‬ ‫واكسابه النتائج المرجوة‪ .‬وهكذا تكتمل مقومات‬ ‫تفوق الطبيب اللبناني في المستوى العلمي‬ ‫والتجهيز وامتالك الزوق في اظهار ميزات العمل‬ ‫التي تجذب اليوم زبائن من الواليات المتحدة‬ ‫وكندا والسعودية والعراق وسواها‪ ،‬وال تتأثر بأي‬ ‫عراقيل سواء على صعيد الذهنية التقليدية‬ ‫للضوابط النقابية غير المنفتحة على التعاون‬ ‫بين االختصاصات والتواصل الرقمي‪ ،‬او على‬ ‫صعيد الوضع المادي المعقد وسيئات افتقاد‬ ‫البالد امكانات صنع المستلزمات الطبية"‪.‬‬

‫مراكز البحوث والتطوير في العالم‪ ،‬ومواكبة أي‬ ‫تطور علمي يحصل بوتيرة جنونية منذ نحو‬ ‫‪ 30‬سنة‪ .‬وقد أدخلنا سريع ًا في الفترة األخيرة‬ ‫تقنيات االبتسامة الرقمية‪ ،‬والتصوير كاد كام‪،‬‬ ‫واستخدام األبعاد الثناية والثالثية‪ ،‬وغيرها من‬ ‫التحديثات المطلوبة ضمن خدمات الهاي آند‪.‬‬ ‫ونحن نتمسك بمبدأ الحفاظ على موقعنا كرقم‬ ‫واحد في طب األسنان عبر خدمات الجودة‬ ‫العالية‪ ،‬وليس العمل بوتيرة مصنع‪ ،‬كما هو الحال‬ ‫في تركيا‪ .‬وننظر بإيجابية الى مستقبلنا المشرق‬ ‫الذي يجعلنا نتمسك بالبقاء في وطننا الذي ال‬ ‫يمكن ان ننزع قميصه بسهولة عن جسدنا"‪.‬‬ ‫ويستشهد الدكتور زغيب بقول صديقه الفنان‬ ‫جورج خباز إن "لبنان بلد يصعب العيش فيه‪،‬‬ ‫لكن يصعب علينا ايض ًا ان نعيش من دونه"‪.‬‬ ‫ويزيد‪" :‬أجزم ان الشعب يحب لبنان كما العالم"‪.‬‬


‫صحتك أهم‬

‫الدكتـور نبيـل أيـوب‬

‫عقــد " مع الســمنة القــاتلة"‬ ‫ال ُ‬ ‫ ‬ ‫ ‬

‫إتقان الجراحات المعقدة أمر سهل جد ًا‬ ‫على األطباء اللبنانيين الذين دفعت قدراتهم‬ ‫العالية كبرى مراكز العالج في الوطن العربي‬ ‫والعالم الى جذبهم الى كوادرها‪ .‬واعتمدت هذه‬ ‫المراكز على خبرات األطباء اللبنانيين وميزات‬ ‫عملهم المتقن والمتطور في تخطي المشاكل‬ ‫الصحية المرتبطة بأساليب حياة باتت‬ ‫تضع أثقا ًال أكبر على جسم االنسان العامل‪،‬‬ ‫والخاضع لمتطلبات التكنولوجيا والعصرنة‪.‬‬

‫ُيعرف الدكتور نبيل أيوب منذ سنوات‬ ‫ ‬ ‫طويلة بتحقيقه نجاحات كبيرة في جراحة‬ ‫تنحيف المعدة‪ ،‬وإعادته اآلمال الى اشخاص‬ ‫يعانون من البدانة ومضاعفاتها على حياتهم‪.‬‬ ‫الس منة القاتلة هي معيار‬ ‫يشرح الدكتور أيوب ان ُ‬ ‫اجراء عملية التنحيف‪ ،‬استناد ًا الى احتساب‬ ‫نسبة ‪ )BMI (BODY MASS INDEX‬الذي يحدد الوزن المثالي حسب‬ ‫مساحة الجسم‪ .‬ويوضح ان تجاوز ‪ BMI‬نسبة ‪ ٣٥‬في‬ ‫المئة يعني الحاجة الى عملية لتصغير المعدة‪،‬‬ ‫علم ًا ان الوزن الزائد مرتبط بأمراض الكوليستيرول‬ ‫‪ 38‬وتصلب الشرايين‪ ،‬وجلطات الدماغ واآلم الظهر‬ ‫ومفاصل الركبة وسواها‪...‬‬

‫وضغط الدم والنوبات القلبية‪ .‬وهي تحصل عبر‬ ‫نوعين من التدخل الجراحي‪ ،‬أولهما تكميم‬ ‫المعدة‪ ،‬أي قص نسبة تتراوح بين ‪ ٨٠‬و‪ ٨٥‬في‬ ‫المئة من منطقة الجوع‪ ،‬والثانية طي المعدة‪ ،‬أي‬ ‫اغالق قسم منها‪.‬‬

‫تطورات األعوام األخيرة‬

‫ويقول الدكتور أيوب ان "عمليات تصغير المعدة‬ ‫تطورت كثير ًا في األعوام الـ ‪ ١٥‬األخيرة‪ ،‬خصوص ًا‬ ‫عملية تصغير المعدة‬ ‫في مجاالت وقت تنفيذها والتعافي اللذين‬ ‫تزيل أم راض القلب والسكري وضغط الدم‬ ‫تقلصا كثير ًا‪ ،‬وكذلك على صعيد التقنيات‬ ‫ويشير الدكتور أيوب الى ان عملية تصغير المعدة المستخدمة في القص والكبس واجراء جراحات‬ ‫تأخذ في االعتبار ايض ًا المشاكل الصحية التي بالمنظار والتضميد بالليزر‪ ،‬إضافة الى احتواء‬ ‫يعاني منها المريض في األصل‪ ،‬مثل السكري معظم مضاعفات الجراحات‪ ،‬واهمها االلتهابات‬


‫الش راهة والعادات السيئة‬

‫وال ُيخفي الدكتور أيوب مواجهة من يخضعون‬ ‫لعمليات جراحية الى أزمات نفسية‪" ،‬فالشراهة‬ ‫الس منة القاتلة مرتبطة‬ ‫التي قادت المريض الى ُ‬

‫ ‬

‫‪+961 3 607 899‬‬

‫ك‪.‬ح‪.‬‬

‫‪For more information‬‬ ‫‪Contact Dr Nabil Ayoub‬‬

‫صحتك أهم‬

‫الناتجة عنها والتي ق ّلت عموم ًا"‪.‬‬ ‫ويتابع‪" :‬تبقى المتابعة الطبية الدقيقة للمريض‬ ‫امر ًا ضروري ًا‪ ،‬خصوص ًا في الشهر األول للعملية‪،‬‬ ‫ما يستدعي ايض ًا تعاون المريض في اتباع‬ ‫التعليمات واالرشادات‪ ،‬والتزام ريجيم غذائي‬ ‫يخضع إلشراف طبيب مختص"‪.‬‬ ‫ويؤكد الدكتور أيوب األهمية البالغة لتغيير‬ ‫العادات الغذائية للمريض بعد العملية‪ ،‬وتفادي‬ ‫المشروبات ذات السعرات الحرارية العالية‪ ،‬والتي‬ ‫تزيد األخطار في أماكن أخرى في جسمه بعد‬ ‫العملية‪.‬‬

‫بأزمات نفسية لن تزول بسهولة بعد العملية‪ .‬كما‬ ‫ان هناك عادات اجتماعية تعزز مشكلة الشراهة‪،‬‬ ‫واهمها الجلسات الليلية التي تمتد ساعات‪،‬‬ ‫وتخرج من اطار السيطرة على صعيد تناول‬ ‫المأكوالت والمشروبات"‪.‬‬ ‫ورغم المشاكل الطارئة على لبنان‪ ،‬يؤكد الدكتور‬ ‫أيوب ان طب الجراحة التجميلية " ُيالحق كل‬ ‫التطورات‪ ،‬ويتمسك بالنتائج األكثر فاعلية‬ ‫بالنسبة الى المريض‪ .‬وال نزال عالمة فارقة‬ ‫للمواطنين العرب‪ ،‬وحتى ألولئك الذين يواجهون‬ ‫مشاكل من عمليات أجروها سابق ًا في الخارج"‪.‬‬


‫كورونا‬ ‫‪40‬‬

‫قاس للبشرية‬ ‫‪ ...2020‬منط‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫انطالقــا مــن مدينــة ووهــان الصينيــة الكبيــر فــي أنظمــة الرعايــة الصحيــة فــي الكثيــر مــن‬ ‫منــذ ان تفشــى‬ ‫نهايــة العــام ‪ ،٢٠١٩‬أوجــد وبــاء كورونــا حــاالت قاهــرة الــدول‪ ،‬وعلــى رأســها الــدول الكبــرى قبــل الناميــة‪.‬‬ ‫للنــاس أخرجتهــم بالقــوة مــن اطــار نشــاطات حياتهــم‬ ‫ً‬ ‫انعــزاال كورونا والمجتمع‬ ‫االعتياديــة‪ ،‬ووضعتهــم ضمــن أنمــاط أكثــر‬ ‫شــملت العالــم كلــه علــى مراحــل‪ .‬وتالحقــت الموجــات ولــم تكــن وطــأة ضربــات الفيــروس أخف علــى المجتمع‪،‬‬ ‫التــي كانــت دائمــا اقــوى مــن أســاليب المواجهــة‪ .‬وهــذه إذ عــزز الفيــروس الفرديــة المطلقــة فــي العالقــات‪،‬‬ ‫الحــال مســتمرة مــع توقــع خبــراء ان يبــدأ العالــم فــي وحضــور التكنولوجيــا فــي حيــاة النــاس‪ ،‬حيــث لــكل فــرد‬ ‫االعتيــاد علــى أنمــاط قاســية مــن األزمــات تمتــد أعوامـ ًـا فــي االجتمــاع منظومتــه الخاصــة فيــه وشاشــته وح ّيــزه‬ ‫المكانــي‪ ،‬مــا يزيــد ترســيخ الفرديــة المنغلقــة علــى الــذات‬ ‫عــدة‪.‬‬ ‫أكثــر مــن الســابق‪.‬‬ ‫بالطبــع تلقــف القطــاع الصحــي الضربــات األكبــر مــن لكــن كثيريــن عانــوا ايضـ ًـا مــن فقــدان الوظائــف وزيــادة‬ ‫كوفيــد ‪ ،١٩‬كونــه فــي خــط المواجهــة األول‪ .‬وهــو خــاض األعبــاء العائليــة‪ ،‬وهــم أولئــك األقــل قــدرة علــى العمــل‬ ‫معــارك كبيــرة ضــد الوبــاء‪ ،‬وكســب بعضهــا لكنــه خســر مــن المنــزل‪ ،‬واخــرون يعملــون فــي قطاعــات خدماتيــة‬ ‫معــارك أخــرى ذات تأثيــر كبيــر علــى واقــع التفشــي العــارم أو يوميـ ًـا‪.‬‬ ‫وارتفــاع عــدد المصابيــن والوفيــات‪ ،‬واهمهــا علــى صعيــد‬ ‫تعزيــز المســاواة االجتماعيــة خصوصـ ًـا فــي التعامــل مــع‬ ‫ً‬ ‫وايضــا علــى صعيــد‬ ‫المرضــى المتقدميــن فــي الســن‪.‬‬ ‫إيجــاد لقــاح للمــرض يُم ّهــد للقضــاء علــى الوبــاء بالكامــل كورونا والسياسة‬ ‫وبــا رجعــة‪ .‬وهــو امــر غيــر مضمــون فــي كل األحــوال وإذا كانــت السياســية فــي قلــب إجــراءات احتــواء‬ ‫اسـ ً‬ ‫ـتنادا الــى تجــارب مــع أمــراض وفيروســات أخــرى‪ ،‬الجائحــة التــي تحتــاج الــى تدابيــر تفرضهــا اإلدارات‬ ‫وأجهــزة األمــن‪ ،‬والتــي يمكــن ان تســتفيد ايضـ ًـا مــن‬ ‫وبينهــا فيــروس نقــص المناعــة المكتســبة (ايــدز)‪.‬‬ ‫ولعــل الحقيقــة الجليــة التــي كشــف عنهــا الوبــاء‪ ،‬القصــور فاعليــة تطبيــق خطــط التصــدي لتعزيــز شــعبيتها‪ ،‬يــرى‬ ‫خبــراء أن "الوبــاء ســيقوّي الدولــة ويعــزز القوميــة علــى‬ ‫حســاب العولمــة‪ ،‬مــا يخلــق عالمـ ًـا أقــل انفتاحـ ًـا وازدهـ ً‬ ‫ـارا‬ ‫وحريــة"‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وفعليــا اتخــذت حكومــات‪ ،‬بحجــة محاولــة الســيطرة‬ ‫علــى انتشــار الفيــروس‪ ،‬تدابيــر اســتبدادية تهــدف إلــى‬ ‫تعزيــز قبضتهــا علــى الســلطة‪ ،‬وتقويــض أي مظهــر‬ ‫للديموقراطيــة فــي مجتمعاتهــا‪ ،‬وبينهــا الصيــن التــي‬ ‫عبــأت بنيتهــا التحتيــة الضخمــة والمع ّقــدة للمراقبــة مــن‬ ‫اجــل تنفيــذ حملــة الحظــر باســتخدام القــوة‪.‬‬


‫كورونا‬

‫كورونا واالقتصاد‬

‫اقتصاديـ ًـا‪ ،‬دفعــت صدمــة الوبــاء‬ ‫المجتمــع الــى قبــول التعديــل‬ ‫علــى الثقافــة االســتهالكية‪ ،‬مــن اجــل الحفــاظ علــى‬ ‫المــوارد‪ ،‬خصوصـ ًـا أن بعــض الحكومــات وشــركات كثيــرة‬ ‫اســتغلت الموقــف لصالــح خفــض رواتــب العامليــن‬ ‫وتعديــل أنظمــة المكافــآت‪.‬‬ ‫واثـرّت الجائحــة علــى سالســل التوريــد‪ ،‬بعدمــا انتقلــت‬ ‫دول عــدة الــى سالســل محليــة‪ ،‬بســبب القيــود الكبيــرة‬ ‫التــي فرضتهــا علــى الحــدود والمنافــذ الجمركيــة‬ ‫بعــد اغــاق الموانــئ والمطــارات وتقييــد الصــادرات‬ ‫والــواردات‪.‬‬ ‫وانخفــض انتقــال رأس المــال وســفر رجــال االعمــال‪،‬‬ ‫ً‬ ‫خصوصــا أنــه يمكــن انجــاز أعمــال كثيــرة مــن خــال‬ ‫االجتماعــات واللقــاءات والمناقشــات االفتراضيــة عبــر‬ ‫شــبكة االنترنــت‪.‬‬

‫الحيــة‪.‬‬ ‫وافــادت نتائــج اســتخلصها باحثــون مــن مركــز «أبحــاث‬ ‫الطاقــة والهــواء النقــي»‪ ،‬المتخصــص فــي دراســة‬ ‫التبعــات الصحيــة لتلــوث الهــواء‪ ،‬بــأن انبعاثــات غــاز‬ ‫ثانــي أكســيد الكربــون‪ ،‬الناجــم بــدوره عــن اســتخدام‬

‫كورونا والبيئة‬ ‫وفــي جانــب مشــرق‪ ،‬اثمــرت الجائحــة نتائــج بيئيــة‬ ‫إيجابيــة لمناطــق ومجتمعــات عــدة فــي العالــم‪.‬‬ ‫وخفضــت عمليــات اإلغــاق وإجــراءات أخــرى بنســبة‬ ‫‪ 25‬فــي المئــة مــن انبعاثــات الكربــون‪ ،‬مــا أنقــذ حســب الوقــود األحفــوري‪ ،‬تراجعــت ايضـ ًـا‪ ،‬بنســبة ‪ 25‬فــي المئــة‪،‬‬ ‫علمــاء أنظمــة األرض نحــو عشــرات اآلالف مــن الكائنات وبنســبة ‪ 30‬فــي المئــة للمــرة األولــى منــذ ثالثيــن ســنة‪.‬‬ ‫لكن خبراء ومهتمون بالشــأن البيئي أكدوا أن المحافظة‬ ‫علــى المكتســبات البيئيــة الناتجــة عــن الجائحــة مســألة‬ ‫فــي غايــة التعقيــد‪ ،‬نظـ ًـرا الــى الرهانــات والتحديــات‬ ‫المطروحــة علــى المســتويين االقتصــادي واالجتماعــي‪.‬‬ ‫كمال حنا‬ ‫; ‬


‫كورونا‬ ‫‪42‬‬

‫الكورونا‪ ...‬وزحلةعروس البقاع‬ ‫فـي ِّ‬ ‫ظـل مـرض العصـر "الكورونـا" يقطـعُ المـرءُ ّ‬ ‫بـأن‬ ‫السـياحة فـي العالـم بأجمعـه قـد خفتـت بارقتها‪ ،‬وباتت‬ ‫شبه منعدمة‪ ،‬وقد أصاب الناس ما أصابهم من خطوب‬ ‫هـذه ّ‬ ‫العلـة الخطيـرة التـي أخـذت بمجامـع القلـوب التـي‬ ‫أضناهـا فـراق األحبـاب أو الخوف من اإلصابة بالمرض‪،‬‬ ‫أو تكب ِّـد ِه فعلي ًّـا‪.‬‬ ‫ال ّشـك إذن ّأن الكورونـا قـد جـرّت اإلقتصـاد فـي لبنـان‬ ‫إلـى دهاليـز ملتويـة مـن التراجـع واإلنحـدار‪ ،‬فنـدرت‬ ‫األعـراس ّ‬ ‫وقلـت المناسـبات اإلجتماعيـة والثقافيـة‬ ‫والفكريـة‪ّ ،‬‬ ‫وتقلـص عـددُ السـائحين إلـى َّ‬ ‫حـد كبير‪ ،‬ولكنّ‬ ‫التأقلـم الـذي ينصهـر مـع طبيعـة اإلنسـان عـادة‪ ،‬قد أخذ‬ ‫طريقـه إلـى بلـورة الوضـع ليتكيّف معـه الجميع‪ ،‬فما زال‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫حاضنـا للطبيعـة‬ ‫نابضـا بمياهـه الصافيـة‪،‬‬ ‫نهـ ُر البردونـي‬ ‫ّ‬ ‫الخالـدة‪ ،‬وأشـجاره الباسـقة الملتفـة علـى ظاللهـا والتـي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫تباعـد‬ ‫نـادرة للعيـن المجـرّدة‪ ،‬مـع وجـود‬ ‫لوحـة‬ ‫ترسـمُ‬ ‫ٍ‬ ‫إجتماعـي بيـن الزائريـن‪ ،‬اللذيـن يشـرفوننا مـن كافـة‬ ‫المناطـق اللبنانيـة حيـث ان اللبنانـي بطبعـه محـب‬ ‫للسـياحة وقـد اسـتبدل سـياحته الخارجيـة بالسـياحة‬ ‫‪،‬وحـذر مرتقـب لتج ّنـب اإلختالط المباشـر من‬ ‫الداخليـة‬ ‫ٍ‬ ‫دون مسـاف ٍة معيّنـة ‪.‬‬ ‫لقـد ّأثـرت الكورونـا بوقعهـا الهائـل علـى اإلنسـانية‬ ‫برمّتهـا‪ ،‬وبالطبـع فقـد أصابـت وطأتهـا الثقيلـة مدينـة‬ ‫زحلـة‪ ،‬فتأ ّزمـت فيها السـياحة وتجهّمـت األحداث ً‬ ‫تباعا‬ ‫إلـى جانـب كورونـا‪ ،‬مـن تدهور اإلقتصاد وغالء المعيشـة‬ ‫وارتفـاع سـعر العملـة الالمعقـول التـي تزيـد مـن امكانيـة‬ ‫احيـاء السـياحة ولـو نسـبي ًّا‪ ،‬وقـد قـال األديـب الكبيـر‬ ‫جبـران خليـل جبـران‪ ":‬شـيئان يغيّـران نظرتـك للحيـاة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫تبدلت ُ‬ ‫المرض والغربة"‪ ،‬وقد ّ‬ ‫والسـكان‬ ‫نظرة السـائحين‬ ‫المحليّيـن علـى ّ‬ ‫حـد سـواء إلـى تفاصيـل الحيـاة الرغيـدة‬ ‫التـي اعتـادوا عليهـا‪ ،‬فهجـروا معظـم عاداتهـم فـي السـفر‬ ‫والتن ّقـل الحـر‪ ،‬ولك ّننـا مـا زلنـا ننظـر بعيـن التفـاؤل إلـى‬ ‫المسـتقبل‪ ،‬ونأمـل أن ال يجرفنـا تيّـا ُر الخطـر إلـى أبعـد‬ ‫مـن تلـك النقطـة التـي وصلنـا إليهـا‪ ،‬وأن ّ‬ ‫تتبـدل األمـور‬ ‫وتزدهـر الحيـاة السـياحية واإلقتصاديـة مـن جديـد‪،‬‬

‫فلطالمـا ر ّوعـت لبنـان الكثيـ ُر مـن المحـن واجتازهـا‬ ‫بصالبـة وإيمـان‪ ،‬وبمرونـ ٍة ويسـر‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫تأثـر العالـم ّ‬ ‫بعلـة كورونـا جـاء جماعي ًّـا حتـى فـي البلـدان‬ ‫الحديثـة التـي وضعـت حسـاباتها المسـبقة لهـذا الهبـوط‬ ‫الحاد في سياحتها‪ ،‬مثلما حدث منذ حقبة بعيدة األمد‬ ‫عندمـا هاجـم الطاعـون معظـم البلـدان اآلمنـة‪ ،‬فأقلـق‬ ‫راحتهـا وروّع س ّـكانها‪ ،‬ولكـنّ الفـرج أتـى الحق ًـا وتجمهـر‬ ‫النـاس يومهـا علـى عقيـدة اإليمـان ب ّ‬ ‫ـأن اهلل يصيـب مـن‬ ‫يشـاء ولك ّنه رؤوف بعباده‪ ،‬وحسـبما م ّر بالبشـرية على م ِّر‬ ‫العصور‪ ،‬فقد الحظنا ّأن إنتشـار المرض الخطير يتفاقم‬ ‫بشـكل حـاد ثـم يبـدأ باإلنحسـار التدريجـي ليختفـي بعد‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫تقريبا مسـامير الدورة‬ ‫ذلـك‪ ،‬وتبـدأ بعـد اختفائه بسـنتين‬ ‫االقتصاديـة باالنتشـار فـي محافـل الزراعـة والصناعـة‬ ‫والتجـارة‪ ،‬فتجـري دمـاءُ الحيـاة فيهـا مـن جديـد‪ ،‬وهـذا‬ ‫اإلزدهـا ُر هـو مـا نطم ُـح إليـه فع ًلا ونتم ّنـاه أن يعـمّ فـي‬ ‫وطننـا وفـي العالـم بأسـره‪.‬‬ ‫مارون خمول‬

‫رئيس جملس قضاء زحلة الثقايف‬


‫على المحك‬


‫كورونا‬

‫أين اهلل يف زمن الكورونا؟‬ ‫األب الدكتور بشارة إيل ّيا‬

‫‪44‬‬

‫هــا هــي الكنائــس خاليــة مــن المؤمنيــن‪ ،‬واالحتفــاالت‬ ‫الليتورجيّــة يغيــب عنهــا العلمانيّــون‪ .‬هــا هــم الكهنــة‬ ‫ّ‬ ‫يقدمــون الذبيحــة علــى المذبــح منفرديــن‪ .‬وقداســة‬ ‫الحبــر األعظــم البابــا فرنســيس قــد منــح البركــة مــن‬ ‫المدينــة إلــى المــدن وســاحة القديــس بطــرس تغــص‬ ‫باإلفتراضييــن‪ .‬لكــن الســؤال‪ :‬أيــن هــو اهلل‪ ،‬أيــن المســيح‬ ‫فــي زمــن الكورونــا؟ هــل هــو فــي حالــة غيــاب‪ ،‬فــا‬ ‫يســتيقظ مــن صــراخ العابديــن الحقيقيّيــن‪ ،‬حتــى لــو‬ ‫كانــوا ّقلــة علــى أرضنــا!‬ ‫لطالمــا شــهدت الكنيســة فــي زمــن الصــوم خصوبــة‬ ‫اإليمــان والعــودة‪ .‬هــذا الزمــن الــذي غ ّيــر نظــرة اإلنســان‬ ‫ومفهومــه إلــى اهلل وإلــى نفســه‪ ،‬بعدمــا كان ّ‬ ‫يقــدم هلل‬ ‫المتعالــي التضحيــات والذبائــح لنيــل الرضــى‪.‬‬ ‫كشــف المســيح‪ ،‬فــي مــلء الزمــن‪ ،‬عــن وجــه اهلل الــذي‬ ‫يبحــث عــن اإلنســان ويســترضيه ويلتقيــه ً‬ ‫إدراكا منــه ّأن‬ ‫باللقــاء تتــمّ التوبــة والعــودة‪ .‬فــاهلل مــع المســيح لــم يعــد‬ ‫ينتظــر التســبيح والتمجيــد‪ ،‬فتحطمــت حواجــز اإلنســان‬ ‫مــن العبــور بتكســير جســده السـ ّ‬ ‫ـري ليرفعنــا‪.‬‬ ‫ولكن أين المسيح اليوم في زمن الكورونا؟‬ ‫ّكلنــا ننتظــر منــه معجــزة تفــوق اإلدراك‪ّ ،‬‬ ‫وكل يــوم يزيــد‬

‫انتظارنــا ً‬ ‫يأســا!‬ ‫العالــم فــي حالــة عجــز‪ ،‬وكأنــه مــا عــرف اهلل وال كتبــه وال‬ ‫آياتــه‪ .‬فلــم نكتســب مــن عالقتنــا بــه شــي ًئا‪.‬‬ ‫فــي زمــن التجســد‪ ،‬زاد المســيح الــدم البــريء علــى‬ ‫األرض بمقتــل اطفــال بيــت لحــم‪ ،‬وفــي مســيرته لــم‬ ‫ـض علــى غطرســات‬ ‫ين ـ ِه اإلحتــال الرومانــي… ولــم يقـ ِ‬ ‫الكبريــاء والطمــع والشــهوات‪ ،‬علــى الرغــم مــن أ ّنــه اجتــرح‬ ‫ـأت المســيح ليغ ّيــر وجــه األرض‪ ،‬بــل‬ ‫العجائــب‪ .‬لــم يـ ِ‬ ‫ليغ ّيــر قلــب اإلنســان ويعطــي معنــى خالص ًّيــا لــكل شــيء‪.‬‬ ‫أتــى ليقــول لإلنســان ال مــرض ال ضعــف ال غنــى ال‬ ‫فقــر وال ّ‬ ‫ألي شــيء كلمــة فصــل‪ّ ،‬إل لإليمــان وحــده‪.‬‬ ‫وهــذا مــا ّأكــده بدســتوره الجديــد وخطابــه القســم فــي‬ ‫بدايــة مســيرته‪ ،‬بمــا يعــرف بخطبــة الجبــل‪ ،‬بالتطوبــات‬ ‫اإللهيــة‪ ،‬ليزيــد اإلنســان إنســانيّة‪ .‬وقــد ّ‬ ‫وقــع خطابــه‬ ‫بدمــه البــريء المهــرق علــى طريــق الجلجثــة وعلــى أقــدام‬ ‫الصليــب‪.‬‬ ‫فلنقلــب الســؤال ًإذا ونقــول‪ :‬أيــن نحــن اليــوم فــي زمــن‬ ‫الكورونــا؟‬ ‫أيــن ّ‬ ‫ّ‬ ‫والتقشــفات التــي قمنــا بهــا؟ هــل‬ ‫كل الصلــوات‬ ‫كانــت حقيق ّيــة نابعــة مــن القلــب‪ ،‬أم أنهــا كانــت عوائــد‬


‫كورونا‬

‫وفــروض وواجبــات اجتماعيــة فارغــة؟ مــاذا ّ‬ ‫تعلمنــا مــن‬ ‫الصليــب‪ ،‬ومــن اإليمــان الحقيقــي العميــق؟ أليســت‬ ‫حيــاة اإلنســان بطولهــا وقصرهــا كيــوم أمــس عابــر؟‬ ‫ومهمــا اختلفــت طرائــق المــوت‪ ،‬تبقــى الحيــاة مــع اهلل‬ ‫وفيــه هــي األهــم‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫لنتذكــر يســوع فــي بســتان الزيتــون‪ ،‬ينفصل عــن تالميذه‬ ‫ويحجــر كيانــه ليلتقــي وجهــا لوجــه مــع اآلب قبــل اتمــام‬ ‫المشــيئة‪ .‬ليــس لنــا أن نســأل اهلل أيــن أنــت فــي زمــن‬ ‫الكورونــا‪ ،‬بــل علينــا أن نســأل انفســنا‪ :‬أيــن نحــن منــك‬ ‫يــا اهلل؟‬ ‫وفــي زمــن الكورونــا ســقطت الضمانــات الماليّــة‬ ‫واالقتصاديّــة واالجتماعيّــة وحتــى الصحيّــة ّكلهــا‪.‬‬ ‫فطوبــى لمــن يعــود إلــى جوهــر الحيــاة واإليمــان‪ ،‬ويقبــل‬ ‫بواقــع الحيــاة‪ ،‬ألن اهلل ال ّ‬ ‫يتكلــم فــي الفــراغ‪ ،‬إ ّنمــا فــي‬ ‫أحــداث الزمــان‪.‬‬

‫هــا إن المســيح يقــول لنــا اليــوم‪ :‬ال اريــد ذبيحــة فارغــة‬ ‫مــن معانــي الحــب والرحمــة وقبــول الخــاص‪ ،‬إ ّنمــا‬ ‫اريــد قل ًبــا ينبــض بالحــب والرحمــة والســام‪ .‬ولــم يقــل‬ ‫المســيح لنــا إن ملكــوت اهلل فــي داخلكــم؟ ّ‬ ‫وأكــد للمــرأة‬ ‫الســامرية‪" :‬يحيــن وقــت يعبــد النــاس فيــه اآلب ال فــي‬ ‫هــذا الجبــل وال فــي اورشــليم… ولكــن تجــيء ســاعة بــل‬ ‫جــاءت اآلن‪ ،‬يعبــد فيهــا العابــدون الصادقــون اآلب‬ ‫بالــرّوح والحـ ّـق‪ .‬هــؤالء هــم العابــدون الذيــن يريدهــم‬ ‫اآلب‪ .‬اهلل روح وبالــروح والحــق يجــب علــى العابديــن‬ ‫أن يعبــدوه" (يوح ّنــا ‪.)24-21 :4‬‬ ‫ومــع الكورونــا ال ينتفــي فينــا الرجــاء! إذ نعيــش األســرار‬ ‫المقدســة بالشــوق والــروح‪ ،‬ولنســأل ذواتنــا أيــن نحــن‬ ‫منــك يــا اهلل؟ ونطلــب منــك أن تغفــر لـ ّ‬ ‫ـكل مــن يســأل‪:‬‬ ‫أيــن اهلل فــي زمــن الكورونــا؟‬


‫كورونا‬

‫زمن الوباء !‬ ‫ ‬

‫"كورونا"‬

‫فيروس العدد(*)‬

‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫إكليل َح ْت ٍف‬ ‫نجنا من ذلك العددْ ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫مفتاح ُ‬ ‫َ‬ ‫ألف!‬ ‫َتوَّ َج‬ ‫التناغمْ ‪،‬‬ ‫يا‬ ‫اآلالف في ٍ‬ ‫َ‬ ‫لخطف‬ ‫عاج َل العم َر َزحْ ًفا‬ ‫بإراد ٍة أزلي َّْه!‬ ‫ٍ‬ ‫ْ‬ ‫استئذان‪.‬‬ ‫بال‬ ‫‪----‬‬‫ ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫توَّ َج الصغيرَ‪ ..‬والكبيرَ‪..‬‬ ‫نجنا من ذلك العدد‪،‬‬ ‫َ‬ ‫إبري ٌز مُ َغ َّطى‪:‬‬ ‫يا مُ زيل التشاؤم‪،‬‬ ‫ِس ٌ‬ ‫نان ِت ْلوَ ِس ْ‬ ‫نان!‬ ‫بنعم ٍة كوني َّْه!‬ ‫ال يُحابي بل يُقاضي‬ ‫‪----‬‬‫ ‬ ‫اعتالل و ُن ْ‬ ‫قصان‪،‬‬ ‫على‬ ‫نجّ نا من ذلك العدد‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫قاب وعُ‬ ‫صيان‪،‬‬ ‫اإلبداع‬ ‫يا قدرة‬ ‫على ِع ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫على َجو ٍْر وط ْ‬ ‫غيان‪،‬‬ ‫بوحد ٍة روحيّه!‬ ‫على ُك ْف ٍر وب ْ‬ ‫ُهتان!‬ ‫‪----‬‬‫ ‬ ‫ر َّبما! ِل ِع َّل ٍة في َن ْف ٍس‬ ‫نجّ نا من ذلك العدد؛ ‬ ‫ُ‬ ‫َت ِئ ُّن من َله ٍْو َوق ْص ٍف‬ ‫يدمغ الصدور‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫وانخطاف‬ ‫تمجيد‬ ‫عن‬ ‫وشكران! ب َُّحا ُت ُه شوكي َّْه!‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫أين أنت يا َ‬ ‫المجد؟‬ ‫تاج‬ ‫‪----‬‬‫ ‬ ‫ِ‬ ‫إرفع "اإلبري َز"‬ ‫نجّ نا من ذلك العدد‬ ‫ِ‬ ‫رؤوس المضنوكينْ‬ ‫عن‬ ‫ينتظرُ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫رؤوس التائبينْ‬ ‫عن‬ ‫الواحد‪،‬‬ ‫يخطف‬ ‫ِ‬ ‫رؤوس المخطوفينْ !‬ ‫من كمام ٍة آ ِني َّْه !‬ ‫َعن ْ ِ‬ ‫َ‬ ‫رجع ال َنفخ‬ ‫‪----‬‬‫ ‬ ‫أ ِ‬ ‫الرعيان‬ ‫بمزمار‬ ‫نجّ نا من ذلك العدد‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫يَق َبعُ‬ ‫العائدين إلى حظير ِة‬ ‫ِّ‬ ‫واإليمان!‬ ‫والحب‬ ‫الوجدان‬ ‫ينزوي‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫‪46‬‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ٌ‬ ‫أنين‬ ‫س‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫في‬ ‫لعل‬ ‫حروف بدائي َّْه!‬ ‫في‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ْ‬ ‫هذيذ‬ ‫إلى‬ ‫‪----‬‬‫وغفران! ‬ ‫ ٍ‬ ‫نجّ نا من ذلك العدد‬ ‫ ‪ 2020/3/20‬في زوايا‬ ‫وألوان شيطاني ّْه!‬ ‫ ‬ ‫ٍ‬ ‫‪----‬‬‫ ‬ ‫(*) العــدد يرمــز إلــى الشــيطان فــي رؤيــا القدّ يــس‬ ‫يوحنــا‪ ،‬وهــو العــدد ‪.666‬‬

‫أ‪ .‬مارون احلايك‬ ‫نجّ نا من ذلك العدد‪،‬‬ ‫مخاض‪،‬‬ ‫من‬ ‫ٍ‬ ‫هالك‪،‬‬ ‫من ٍ‬ ‫يا َن ْسمَ ًة رجائي َّْه!‬

‫َم ْحوُ العدد‬ ‫ٌ‬ ‫مرعوبة‬ ‫ألنفس‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫والليل مستن ِف ٌر‬ ‫ُ‬ ‫عنكبوت الشقا ْء‬ ‫يجول في‬ ‫ِ‬ ‫أيُّها َ‬ ‫"الق َدر"!‬ ‫تعالى‪ ،‬أنا‪ ،‬موتي رجاءْ‪.‬‬ ‫‪----‬‬‫ ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫أرتديه‬ ‫ال ظل لي‬ ‫ثوب‪ ،‬أو َكمامةً‬ ‫وال َ‬ ‫في الدي ْر‬ ‫َت ْحميني و ُتحييني‬ ‫وينتح ُر اإلثمُ في الوباءْ‪.‬‬ ‫‪----‬‬‫ ‬ ‫ّ‬ ‫غبار‪ ،‬إنما من ضيا ْء‬ ‫فما أنا من ُ ٍ‬ ‫مهما يَصول ُّ‬ ‫الدجى‬ ‫َأبقى وتبقى معي‬ ‫لمحو العددْ في ُج ِّب الفناءْ‪ .‬‬ ‫ِ‬ ‫ ‬ ‫‪2020/5/10‬‬ ‫ ‬

‫َم ْن ِف ٌّي!‬

‫منفي‬ ‫ٌّ‬ ‫في الغرف ِة‬ ‫في الحديق ِة‬ ‫منفي‪.‬‬ ‫ٌّ‬ ‫تنامُ األشياءُ‬ ‫ْ‬ ‫تستيقظ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫الصالة ال تنامْ !‬ ‫لكن‬ ‫بالباب؟‬ ‫ر َّبما يم ُّر‬ ‫ْ‬


‫كورونا‬

‫ُ‬ ‫يقرع‪..‬‬ ‫جواب!‬ ‫ال‬ ‫ْ‬ ‫منفي‬ ‫ٌّ‬ ‫قبل أن ي َْخط َرُ‬ ‫ْ‬ ‫المكان‬ ‫في‬ ‫في البال!ْ‬ ‫منفي‬ ‫ٌّ‬ ‫مُ َحاط‪ٌ،‬‬ ‫يلتهمُ ‪،‬‬ ‫المنفي‬ ‫يرمي‬ ‫َّ‬ ‫في ُقمامة الماضي‬ ‫يجت ُّر‬ ‫ْ‬ ‫يعج ُز عن َ‬ ‫الهض ِم‬ ‫ُ‬ ‫يسقط في رتابة‪.‬‬ ‫منفي‬ ‫ٌّ‬ ‫يخاف مُ رورَهُ‬ ‫ال يستطيعُ ال َّنومْ ! ‬ ‫ ‬ ‫‪2020/5/20‬‬ ‫ ‬

‫ُ‬ ‫كأس الفناء‬ ‫َ‬ ‫عايش ُه‬ ‫المكتب‬ ‫فوق‬ ‫ْ‬ ‫فوق السري ْر‬ ‫فوق المائدهْ‬ ‫َ‬ ‫ضاي َ​َقه‪َ ،‬‬ ‫أقلقه‪ ،‬أ َزع َجه !‬ ‫َّ‬ ‫عقم نفسه‪:‬‬ ‫بالماء‬ ‫بالصالة‬ ‫بالصوم‬ ‫تلمَّ َس حضورَه‬ ‫لم يَجدْ هُ‬ ‫تلمَّ َس صوتهَ‬ ‫لم ي َْسمَ عْ ه‬ ‫تلمَّ س ِس ْحرَهُ‬

‫لم يُدْ ِر ْك ُه‬ ‫نسمَ َت ُه‬ ‫تلمَّ َس ْ‬ ‫َ‬ ‫أوشك االختناقْ‬ ‫أوشك ُّ‬ ‫َ‬ ‫الل ْ‬ ‫هاث‬ ‫َ‬ ‫أوشك َّ‬ ‫الضنى‪:‬‬ ‫في الوج ِه‬ ‫في َ‬ ‫الح ْنجرَة‬ ‫في الرئتين‪.‬‬ ‫يهب متى شا ْء‬ ‫ُّ‬ ‫يهب حيث يشا ْء‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ينتقل من هواء‪ ..‬إلى هوا ْء‬ ‫يتبوَّ ُأ َ‬ ‫عرش الرذاذ‬ ‫ِّ‬ ‫بالهمس‪،‬‬ ‫يرطب باللمس‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫حناياهُ الجرداءْ‪.‬‬ ‫ينتظ ُر‬ ‫ِّ‬ ‫يرحل مع كل وجه‬ ‫ُ ‬ ‫مع ِّ‬ ‫كل ّ‬ ‫ظل‬ ‫تحت الرُّكامْ‬ ‫من ِ‬ ‫من‬ ‫صمت العظامْ‬ ‫ِ‬ ‫وَ حْ َدهُ‬ ‫يشرب َ‬ ‫ُ‬ ‫كأس الفناء!‬ ‫ ‬ ‫‪2020/6/1‬‬ ‫ ‬

‫َح َلمْ ُت !‬

‫باألمس‬ ‫ِ‬ ‫َح َلمْ ُت‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫زرافات العَ َددْ‬ ‫َ‬ ‫رابض ْه‬ ‫في الخاليا‬ ‫في حنايا االنتظارْ!‬ ‫َ‬ ‫ساعة‬ ‫ُ‬ ‫الوقت‬ ‫ي َِر ُّن‬ ‫ُ‬ ‫وي َ‬ ‫الستارْ!‬ ‫ُسدل ِّ‬ ‫َ‬ ‫ساعة‬

‫ُي َز ُّف النومُ‬ ‫ويبقى التذكارْ!‬ ‫َي ْنعى‬ ‫َ‬ ‫الجسد المنها ْر‬ ‫بسياط العَ ددْ ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ال يرتاحُ‬ ‫ُ‬ ‫يرجمُ‬ ‫بالقلقْ‬ ‫َ‬ ‫باأل ْ‬ ‫ضغاث‬ ‫أحالمَ األبدْ ‪.‬‬ ‫هو الداءُ ‪ ،‬الوباءُ‬ ‫ُ‬ ‫الرابض‬ ‫في الفضا ْء‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫النفوس‬ ‫يصارع‬ ‫لمحو األسما ْء‬ ‫من َِس ِّ‬ ‫جل السماءْ‪.‬‬ ‫هو الداءُ ‪ ،‬الوباءُ‬ ‫ُ‬ ‫الساكن‬ ‫في َ‬ ‫الخفا ْء‬ ‫َ‬ ‫الجاهل‬ ‫يُرا ِف ُق‬ ‫ ‬ ‫نحو "فردوس" الشقاءْ!‬ ‫ ‬ ‫‪2020/6/15‬‬ ‫ ‬


‫كورونا‬

‫ِالزَموا بيو َتكم‬

‫رميون شبلي‬

‫ألعا َل ُم ك ُّل ُه " ِال َزموا بيوتَكم " ‪.‬‬

‫غاص في ما ِّديَّ ٍة ت ُْس ِك ُر ُه‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫العقل يُ َج ُّن‬ ‫فكأَن ْ كا َد بها‬ ‫ ‬

‫بال ( كما رأينا‬ ‫و َل َّما يَ َز ِل‬ ‫ُ‬ ‫البعض ‪َ ،‬‬ ‫غير ُم ٍ‬ ‫عندنا ‪َ ،‬‬ ‫أحمق‬ ‫أمس‬ ‫جاه ًل أو َ‬ ‫َ‬ ‫واليوم على الخصوص ) ؛ يَبدو ِ‬ ‫ِ‬ ‫قاسية ‪...‬‬ ‫قبضة‬ ‫أو مجنونًا ‪ !..‬فال َّبد من‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬

‫ال ت َ​َبر ِح البيت ْ‬ ‫أ‬ ‫الق َ‬ ‫نديل بال ّزيْت ْ‪..‬‬ ‫شعل ْ شمو ًعا ْ‬ ‫وام ِل ِ‬ ‫أَ ِ‬ ‫الص ْمت ْ‪.‬‬ ‫وص ِّل في‬ ‫خشوع َّ‬ ‫َص ِّل َ‬ ‫ِ‬ ‫خان‬ ‫موم ُّ‬ ‫فر ْغ ‪ ،‬من عابريها ال ُّطرق ُ ‪ ،‬ومن ُس ِ‬ ‫الد ِ‬ ‫َف ْل َت أ َ‬ ‫أ‬ ‫وص ْوت ‪.‬‬ ‫ماكن ُّكل ٍ‬ ‫غادر ال َ‬ ‫حركة َ‬ ‫الجوا ُء ‪ ،‬و ْل ُي ِ‬

‫ال ت َ​َبر ِح البيت ْ ؛‬ ‫الوقايَهْ‬ ‫َ‬ ‫هو ِ‬ ‫الوبا ْء ‪،‬‬ ‫ِم َن َ‬ ‫الحمايَهْ ‪.‬‬ ‫َوهْ َو ِ‬

‫كبار ‪ ..‬و ِا ّل فلن تَنف َ​َع " يا ليت " ‪.‬‬ ‫واالس ِت َ‬ ‫االس ِت َ‬ ‫هتار ْ‬ ‫َد ِع ْ‬ ‫حرب‬ ‫ال تَ َخ ْف من " كورونا " وبا ًء ِ‬ ‫خط ًرا ‪ ..‬بي َنكما ٌ‬ ‫ومسافةُ َوقت ‪..‬‬

‫‪48‬‬

‫روس " ؟‬ ‫هُ َو " فايْ ْ‬ ‫وكابوس " !‬ ‫ِا ْي ‪..‬‬ ‫ْ‬ ‫غل ْب ُه ‪:‬‬ ‫بلزومكَ‬ ‫َ‬ ‫البيت تَ ِ‬ ‫حاربْ ُه ِ‬ ‫ِ‬

‫ال ت َ​َبر ِح ال َب ْيت ْ‬ ‫رب‬ ‫َنطفئ َ‬ ‫الح ُ‬ ‫ت ِ‬ ‫عب‬ ‫الر ُ‬ ‫يَنك َِس ِر ُّ‬ ‫الرجا ْء ‪.‬‬ ‫يَن َت ِص ِر َّ‬

‫ٌ‬ ‫جرثومة‬ ‫َصفعهُ‬ ‫فجأ ًة ت ُ‬ ‫ئن !‬ ‫ ‬ ‫تَز َدري " َع ْبق َ​َر ُه " وهْ و يَ ُّ‬ ‫الكالم عليه في العا َل ِم ك ِّل ِه ‪.‬‬ ‫كثر‬ ‫ُ‬ ‫َثر ويَ ُ‬ ‫ك َ‬ ‫وبارك ْ‬ ‫ِا َلعن ْ ‪ ،‬يا ُّ‬ ‫رب ‪ ،‬هذا الوبا َء " كورونا " ‪ِ ،‬‬ ‫قه جرثومةً خبيثةً مؤذيةً ح ّتى‬ ‫واس َح ُ‬ ‫أبنا َءكَ ‪ِ .‬ا َلع ْن ُه ْ‬ ‫سريع ال ّتنق ُِّل ‪ ،‬تَعج ُز عن‬ ‫يطانيا "‬ ‫َ‬ ‫الف ِ‬ ‫َتك ‪َ " ..‬ش َب ًحا َش ًّ‬ ‫الخمس !‬ ‫واس‬ ‫ِ‬ ‫َر ِ‬ ‫صد ِه " رادارات ُ " َ‬ ‫الح ِّ‬ ‫مكن َج ْب ُه ُه والقضا ُء عليه ؟‬ ‫هل يُ ُ‬ ‫الجبانة ( الموق ِّتة )‬ ‫أسلحت ِه " بدايةً " ‪:‬‬ ‫بأحد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِا ْي ! ِ‬ ‫الوقاية‬ ‫واالحتياط ‪ ،‬وضرور ُة‬ ‫الحذَ ِر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫حتميةُ َ‬ ‫؛ وهي ّ‬ ‫الط ‪.‬‬ ‫والالاخت ِ‬ ‫ِ‬ ‫مد َة‬ ‫وص َمدنا ك ُّلنا ‪ ،‬ق َّصرنا ّ‬ ‫فك ّلما تَ َّ‬ ‫صديْنا له ك ُّلنا ‪َ ،‬‬ ‫العنيف من‬ ‫تلق منه‬ ‫ضده وك‬ ‫َ‬ ‫َسرناه ‪ .‬ومهما نَ َّ‬ ‫الحرب ّ‬ ‫ِ‬ ‫أ‬ ‫ذُ‬ ‫فالمصير هو‬ ‫المرارات‬ ‫من‬ ‫ليم‬ ‫ال‬ ‫ق‬ ‫ن‬ ‫و‬ ‫ربات‬ ‫الض‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫جمعات‬ ‫صدمنا‬ ‫ُ‬ ‫االجتماعات وال ّت ّ‬ ‫االنتصار ‪ .‬وكم تَ ُ‬ ‫الكثيرين‬ ‫قي َد‬ ‫َ‬ ‫الحمقا ُء أو المعتوهةُ ا ّلتي تُ ِّ‬ ‫قوض تَ ُّ‬ ‫تأخير الف َ​َرج !‬ ‫سه ُم في‬ ‫ِ‬ ‫بمالزمة بيو ِتهم ‪ ،‬ف ُت ِ‬ ‫ِ‬ ‫بعض خوف‬ ‫قدام يَشوبُ ُه ُ‬ ‫حرب ( وهذه ‪ ،‬هنا ‪ِ ،‬ا ٌ‬ ‫ِانّها ٌ‬ ‫أثمان باهظةٌ‬ ‫رهقة ‪.‬‬ ‫) س َتترتّ ُب عليها ٌ‬ ‫متنوعةٌ ُم ِ‬ ‫ُ‬ ‫ونتائج ِّ‬ ‫ٌ‬ ‫الخوف ‪ ،‬هنا ‪ِ ،‬فطنةٌ وحكمةٌ‬ ‫والتفاف على‬ ‫وبعض‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫العدو ‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫كيف ؟‬ ‫نزواء في البيت‬ ‫ِبا‬ ‫جراءات موق ٍّتة ‪ّ ،‬أو ُلها هو ُ‬ ‫التزام ِ‬ ‫اال ِ‬ ‫ٍ‬ ‫دون ِاراد ِته ‪( ،‬‬ ‫‪ ،‬وثانيها هو‬ ‫ُ‬ ‫تصريح ُ‬ ‫صاب به من ِ‬ ‫الم ِ‬ ‫َور ِه وبال تر ُّد ٍد ) ‪ ،‬متى َ‬ ‫ليه ‪:‬‬ ‫انتقل ِا ِ‬ ‫من ف ِ‬

‫وليس َعي ًبا ِاذا ما‬ ‫ليس عا ًرا ‪َ ،‬‬ ‫َ‬ ‫َم َّر " كورونا " صام ًتا ‪ ..‬وأقاما‬ ‫ ‬ ‫‪٢٠٢٠ – ٣ - ٢١‬‬

‫أنت صوتًا‬ ‫في خالياكَ ‪ ..‬ا ْف َض ْحهُ ‪ ..‬ك ُْن َ‬ ‫كاشفًا ‪ ،‬صاد ًقا ‪ ..‬وك ُْن ِمقداما‪.‬‬ ‫ ‬ ‫ِ‬


‫كورونا‬

‫الب َشريّ ِة ‪ ..‬فمتى ُع ِر َف غ ُِل َب ‪.‬‬ ‫" كورونا " هو ُّ‬ ‫عدو َ‬ ‫أ‬ ‫االقتصاد ‪،‬‬ ‫دم‬ ‫جساد َ‬ ‫ِ‬ ‫وه ِ‬ ‫صد ال ِ‬ ‫ستم ُّر في َح ِ‬ ‫وهو يَ ِ‬ ‫عليه ً‬ ‫عاجل كما نَتم ّنى ونَتوق َُّع ( ال‬ ‫سيقضى ِ‬ ‫ْ‬ ‫ولكن ‪ُ ،‬‬ ‫اَ ِج ًل ) ‪.‬‬ ‫أ‬ ‫حاربت ِه ‪.‬‬ ‫شعبنا ‪ ،‬ويا‬ ‫رض ‪ِ ،‬الى ُم ِ‬ ‫شعوب ال ِ‬ ‫َ‬ ‫ه ُل َّم يا َ‬ ‫وللمختبرات‬ ‫نتصر ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫لواج ِب َ‬ ‫فال َّبد ِ‬ ‫الحذَ ِر من أن يَ َ‬ ‫قاح ‪ ...‬وتَنتهي‬ ‫بتك َر ّ‬ ‫العلمي ِة من أن تَ ِ‬ ‫الدوا َء وال َل َ‬ ‫ّ‬ ‫المأسا ُة ‪.‬‬ ‫‪٢٠٢٠ - ٤ - ١٣‬‬ ‫جائحة " كورونا " شا َء ‪ ،‬على الخصوص‬ ‫بداية‬ ‫ِ‬ ‫في ِ‬ ‫أ‬ ‫رئيس‬ ‫ميركي (ترامب) ‪ ،‬ومن ِ‬ ‫الر ِ‬ ‫‪ٌّ ،‬كل من ّ‬ ‫ئيس ال ِّ‬ ‫غالق‬ ‫الوزراء‬ ‫البريطاني (جونسون) ‪َ " ،‬‬ ‫ِ‬ ‫عدم ِا ِ‬ ‫ِّ‬ ‫االقتصاد " ‪ ،‬ولو اقتضى القرار ُ ال ّتضحيةَ‬ ‫بالكثير‬ ‫ِ‬ ‫ين !!‬ ‫من ُ‬ ‫الم ِس ّن َ‬ ‫كان‬ ‫وح َد َث ما َ‬ ‫وكانت المأسا ُة ‪ ..‬ث َُّم َ‬ ‫حدث ‪ِ ..‬‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫خالقي ‪-‬‬ ‫غير ال‬ ‫القرار‬ ‫ال ّتراجع ُ عن ذلك‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الوحش ِّي ِ‬ ‫ِّ‬ ‫نساني !‬ ‫ِ‬ ‫اال ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ستهتر ُ َبمن َد َخ َل مرحلةَ‬ ‫ولكل َمن يَ ِ‬ ‫" ال ّتقاعد " يُ ُ‬ ‫قال ‪:‬‬

‫قال ‪ْ :‬لخَ ْت ْي َر ْه‬ ‫مين ْ ِ‬ ‫َم ْسخْ َر ْه ؟!‬ ‫ِي ْس ْتحوا ‪ِ ..‬ي ْت َب ْي ْبتوا‬ ‫ْو ِي ْسكْ توا ‪!..‬‬ ‫ْلكَ ْب َر ْه‬ ‫ِه ْي ِحك ِْمهْ ْو ِخ ْب َر ْه‬ ‫ْو َم ْفخْ َر ْه ‪.‬‬

‫‪٢٠٢٠ - ٧ - ٣‬‬

‫جوع ودموع‬ ‫َشاؤما ؟ ال ‪ِ ..‬انّما‬ ‫أَ ت ً‬ ‫صوت ُ‬ ‫صرخُ‬ ‫الوقائع يَ ُ‬ ‫ِ‬ ‫شمخُ ‪:‬‬ ‫يَم َت ُّد ‪ ،‬يَعلو يَ َ‬

‫أرباع‬ ‫بعيد ‪ّ ،‬تي ٌار من ِ‬ ‫غير ٍ‬ ‫نتشر ُ ‪ ،‬في ٍ‬ ‫سي ِ‬ ‫َ‬ ‫يوم ِ‬ ‫ثالثة ِ‬ ‫الجوع‬ ‫أكثر ) ‪ ..‬هو " ّتيار ُ‬ ‫َّ‬ ‫عب ( وقد ُ‬ ‫الش ِ‬ ‫يكون َ‬ ‫ِ‬ ‫والدموع " !‬ ‫ُّ‬ ‫حنانَ ْيكَ يا ِا ُله !‬ ‫‪٢٠٢٠ – ٤ - ٢٨‬‬ ‫رج ًل َل َق َتل ُت ُه "‬ ‫" لو َ‬ ‫الفقر ُ‬ ‫كان ُ‬ ‫علي ‪-‬‬ ‫ ِ‬‫أالمام ّ‬ ‫ً‬ ‫هب ً‬ ‫الكذ ُب‬ ‫رجال‬ ‫ورجال ‪ ...‬وكذلك ِ‬ ‫ماذا لو كان ال َّن ُ‬ ‫‪ ،‬العبوديّةُ ‪ ،‬ال ُّظ ُلم ‪ ،‬الخيانة ‪ ،‬الباطل ‪ " ،‬البلطجة "‬ ‫‪ ،‬و ‪ ..‬و ‪...‬؟!‬ ‫المعقول‬ ‫د‬ ‫حدو‬ ‫االهترائي‬ ‫ُ‬ ‫الوضع‬ ‫ز‬ ‫تجاو‬ ‫بعد أن‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫امل ‪،‬‬ ‫الش‬ ‫االنهيار‬ ‫دائرة‬ ‫عمق‬ ‫خل‬ ‫د‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫والمقبول‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ّ ِ‬ ‫وبعد نَ ْع ِي ِهم‬ ‫الكامل ‪..‬‬ ‫المصيري‬ ‫‬‫الوجودي‬ ‫والخ أ َط ِر‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫أ ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِ‬ ‫نهاية لهذا‬ ‫لنا بالدهى و"‬ ‫بعظائم المور " ‪ ،‬هل من ٍ‬ ‫ِ‬ ‫فقيامة وخالص ٍ للبناننا ِا ّل بأن‬ ‫‪،‬‬ ‫قيل‬ ‫ث‬ ‫ال‬ ‫ٍ‬ ‫ويل ّ ِ‬ ‫الليل ال ّط ِ‬ ‫ِ‬ ‫علي ؟‬ ‫شبه ك ِّل ِه َ‬ ‫عب ك ُّل ُه أو ُ‬ ‫ستعير ّ‬ ‫سيف ِ‬ ‫اال ِ‬ ‫يَ‬ ‫الش ُ‬ ‫َ‬ ‫مام ٍّ‬ ‫واء الك َُّي ‪.‬‬ ‫اَ ِخ ُر ّ‬ ‫الد ِ‬ ‫‪٢٠٢٠ – ٥ - ٧‬‬ ‫أ‬ ‫السوداء ‪ ،‬نصف ُ​ُه‬ ‫عب‬ ‫ّ‬ ‫ألش ُ‬ ‫اللبناني ‪ ،‬في هذه اليّ ِام ّ‬ ‫ُّ‬ ‫عار " كما َخ َلق َتني يا ِا ُله " ‪ ،‬وثُل ُث ُه لم يَ َبق عليه سوى‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫أشهر أو‬ ‫بعد‬ ‫‪،‬‬ ‫عنه‬ ‫ط‬ ‫ستسق‬ ‫تي‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ة‬ ‫اخلي‬ ‫الد‬ ‫ه‬ ‫مالبس‬ ‫َ‬ ‫ِ ِ ّ ِّ‬ ‫ٍ‬ ‫شير َس ْي ُر‬ ‫ي‬ ‫كما‬ ‫‪،‬‬ ‫العاري‬ ‫صف‬ ‫ن‬ ‫بال‬ ‫ق‬ ‫لتح‬ ‫وسي‬ ‫ُ‬ ‫أ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫أسابيع ‪َ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫حداث ُّ‬ ‫المعطيات !!‬ ‫ال ِ‬ ‫وكل ُ‬ ‫عد ؟‬ ‫وبَ ُ‬ ‫أرضية‬ ‫عج ٍزة سماويّ ٍة أو‬ ‫ال َ‬ ‫خالص ‪ ،‬كما يبدو ‪ِ ،‬ا ّل ُبم ِ‬ ‫ّ‬ ‫‪٢٠٢٠ - ٦ - ٢٧‬‬


‫تـربـــويــــات‬

‫فلسفة التعليم‬

‫من سجن اجلدران إىل رحابة الواقع الرقمي‬ ‫د‪ .‬ليلى حلمي‬

‫‪50‬‬

‫جــاء عــام ‪ 2020‬بتقلبــات لــم تكن في‬ ‫الحســبان‪ ،‬وجــاء فيــروس كورونــا‬ ‫ليــؤدي إلــى غلــق دول ومجتمعــات‬ ‫فــي محاولــة الحتــواء جائحــة‬ ‫عصفــت باألخضــر واليابــس‪ .‬وكان‬ ‫التعليــم مــن بيــن المجــاالت التــي‬ ‫تأثــرت بشــكل جــذري‪ ،‬فقــد اضطــر‬ ‫العالــم إلــى غلــق المــدارس والمعاهــد‬ ‫ً‬ ‫منعــا للتكــدس‬ ‫والجامعــات‪،‬‬ ‫والتزاحــم وانتشــار الفيــروس‪.‬‬ ‫وطــال انتظــار العــودة إلــى حيــاة‬ ‫ً‬ ‫وانقــاذا لمــا يمكــن‬ ‫"طبيعيــة"‪،‬‬ ‫انقــاذه‪ ،‬تقــرر اللجــوء إلــى حيــاة‬ ‫"افتراضيــة"‪ ،‬فتحولــت المؤسســات‬ ‫التعليميــة إلــى التعليــم عــن بعــد‬ ‫باعتمــاد التكنولوجيــا واالنترنــت‬ ‫وســيلة الســتكمال العــام الدراســي‪.‬‬ ‫وكانــت هــذه الخطــوة أشــبه بتلــك‬ ‫اللحظــات التاريخيــة‪ ،‬عندمــا يتغيــر‬ ‫مســار البشــرية‪ ،‬وانقســم النــاس بيــن‬ ‫مؤيــد ومعــارض‪ ،‬وظهــرت مشــكالت‬ ‫تقنيــة وقانونيــة‪ ،‬وتشــكك الكثيــر‬ ‫فــي جــودة العمليــة التعليميــة ذاتهــا‪.‬‬

‫فجــاء أصحــاب معســكر المعارضــة‬ ‫بحجــج‪ ،‬يبــدو الكثيــر منهــا منطقيـ ًـا‪،‬‬ ‫أوالهــا ضعــف البنيــة التحتيــة‬ ‫الضروريــة للتعليــم اإللكترونــي فــي‬ ‫لبنــان‪ ،‬مــن مشــكالت انقطــاع التيــار‬ ‫الكهربائــي وضعــف شــبكة االنترنــت‪،‬‬ ‫ووجــود الفجــوة الرقميــة ســواء بيــن‬ ‫جيــل األســاتذة مــن تربــوا وترعرعــوا‬ ‫فــي نظــم تعليميــة تقليديــة بيــن‬ ‫جــدران أربعــة‪ ،‬وجيــل الشــباب‬ ‫ممــن ولــدوا ليجــدوا أنفســهم‬ ‫يفضلــون العيــش بيــن جنبــات‬ ‫العالــم اإللكترونــي‪ ،‬أو الفجــوة‬ ‫الرقميــة اجتماعيـ ًـا واقتصاديـ ًـا بيــن‬ ‫طبقــة األغنيــاء ممــن لديهــم أجهــزة‬ ‫حاســوبية وتلفونيــة حديثــة‪ ،‬وقــدرة‬ ‫علــى االشــتراك فــي أكثــر مــن مصــدر‬ ‫لإلنترنــت‪ ،‬مقابــل طبقــة وســطى‬ ‫وفقيــرة تســتخدم العالــم الرقمــي‬ ‫بترشــيد‪ ،‬ينحصــر عــادة فــي عمليــات‬ ‫تواصــل واتصــال بســيطة‪ .‬وارتبــط‬ ‫هــذا الرفــض للتغييــر إلــى حــد مــا‪،‬‬ ‫بعــدم اعتــراف القانــون اللبنانــي‬

‫بالدرجــات العلميــة التــي يتــم منحهــا‬ ‫ببرامــج دراســية إلكترونيــة‪ .‬ولعــل‬ ‫عــدم االعتــراف هــذا يعتمــد علــى‬ ‫ثقافــة ســائدة بــأن االنترنــت مجــال‬ ‫يمتــاز بعــدم الجديــة والســطحية‪،‬‬ ‫خاصــة أن اســتخداماته فــي العالــم‬ ‫العربــي انحســرت طويـ ً‬ ‫ـا فــي تلبيــة‬ ‫احتياجــات التواصــل والترفيــه‪،‬‬ ‫ومــع ســيادة مواقــع فيســبوك بيــن‬ ‫الشــباب‪ ،‬أمســى االنترنــت مضيعــة‬ ‫للوقــت‪.‬‬ ‫ولعــل الحجــة الثالثــة الكبــرى التــي‬ ‫يســوقها المعارضــون – وهــم محقــون‬ ‫فــي الجانــب األكبــر منهــا – أن‬ ‫التعليــم مــن خــال االنترنــت يفســد‬ ‫بفســاد ثقافتيــن ســائدتين‪ .‬أولهــا‪،‬‬ ‫ثقافــة الحفــظ عــن ظهــر قلــب لمــا‬ ‫هــو مكتــوب أو يتــم تلقينــه‪ ،‬فمــع‬ ‫غيــاب التواصــل البشــري المباشــر‪،‬‬ ‫يــرى هــذا الفريــق أن عمليــات‬ ‫الحفــظ البحــت ســتزيد‪ ،‬ممــا قــد‬ ‫يــؤدي إلــى أجيــال ال قــدرة لهــا علــى‬ ‫التعامــل مــع ســياق القــرن الحــادي‬


‫بكســل الطالــب "االلكترونــي"‪،‬‬ ‫وتشــتته‪ ،‬وغيابــه‪ ،‬والمباالتــه‪ ،‬وعــدم‬ ‫التزامــه بتســليم الواجبــات فــي‬ ‫ً‬ ‫وأحيانــا بشــغبه‪.‬‬ ‫موعدهــا‪ ،‬بــل‬ ‫ولكــن ‪ ...‬هنــاك مؤشــرات عــدة علــى‬ ‫نجــاح هــذه التجربــة علــى الرغــم‬ ‫ممــا شــابهها مــن عيــوب‪ ،‬فطبيعــة‬ ‫اإلنســان النشــوء والتطــور‪ ،‬ومــن ثــم‬

‫طبقـ ًـا الحتياجاتــه الشــخصية‪ ،‬ولعل‬ ‫فــي هــذا قــدر مــن احتــرام الحريــة‬ ‫الشــخصية للمتعلــم لــم تتوفــر قــط‬ ‫فــي ظــل التعليــم التقليــدي‪.‬‬ ‫كمــا أن الطبيعــة متعــددة الوســائط‬ ‫لإلنترنــت وتكنولوجيــا التعليــم مــن‬ ‫منصــات وبرمجيــات‪ ،‬تفتــح آفاقـ ًـا ال‬ ‫نهائيــة للتعليــم والتعلــم معـ ًـا‪ ،‬فتعــزز‬

‫تـربـــويــــات‬

‫والعشــرين ومهاراتــه‪ .‬وثانيهــا‪ ،‬ثقافــة‬ ‫الغــش والســرقة العلميــة‪ ،‬حيــث يرى‬ ‫الكثيــر مــن مســتخدمي االنترنــت‬ ‫أنــه مشــاع وأن كل مــا ينشــر عليــه‬ ‫ال صاحــب لــه‪ ،‬كمــا أنــه مــع غيــاب‬ ‫لجنــة االمتحــان المؤمنــة مــن خــال‬ ‫اجــراءات رقابــة شــبه عســكرية‪ ،‬قــد‬ ‫يجــد الطالــب نفســه قـ ً‬ ‫ـادرا علــى أن‬ ‫ً‬ ‫نقــا دون رقيــب‪ ،‬فينجــح‬ ‫ينقــل‬ ‫دون جهــد أو مجهــود‪.‬‬ ‫أمــا القضيــة الرابعــة‪ ،‬فتتمثــل فــي‬ ‫مشــكلة التفاعــل المثمــر بيــن المعلــم‬ ‫والمتعلــم‪ ،‬فتكثــر شــكوى األســاتذة‬

‫التعلــم‪ .‬وال شــك أن كافــة أطــراف‬ ‫العمليــة التعليميــة قــد تعلمــوا القليل‬ ‫أو الكثيــر‪ ،‬وتطــورت كينونتهــم‬ ‫ً‬ ‫رقميــا‪.‬‬ ‫ولعــل أهــم مــا يميــز عمليــة التعلــم‬ ‫ً‬ ‫إلكترونيــا – علــى الرغــم مــن الجهــد‬ ‫المضاعف واالنشــغال شــبه المســتمر‬ ‫– زيــادة االنضبــاط والتنظيــم مــن‬ ‫ناحيــة‪ ،‬ومرونــة المضــي قدمـ ًـا‬ ‫مــن نقطــة إلــى أخــرى‪ .‬فالتعليــم‬ ‫اإللكترونــي يتيــح للطالــب "حضــور"‬ ‫محاضراتــه فــي الوقــت الــذي‬ ‫يناســبه‪ ،‬ويســمح لــه جدولــة يومــه‬

‫امكانيــة الوصــول للمعلومــة‪ ،‬مــع‬ ‫اكتســاب مهــارات العالــم االفتراضــي‬ ‫الضروريــة فــي القــرن الحــادي‬ ‫والعشــرين‪ ،‬ومــن ثــم ترســخ للكثيــر‬ ‫مــن مهــارات ســوق العمــل الضروريــة‬ ‫للنجــاح مسـ ً‬ ‫ـتقبال‪.‬‬ ‫ومــن ناحيــة أخــرى‪ ،‬فــإن تعــدد‬ ‫الوســائط والمرونــة فــي التوقيــت‪،‬‬ ‫تتيــح أيضـ ًـا مخاطبــة مختلــف‬ ‫أســاليب التعلــم لــدى الطــاب‪،‬‬ ‫فيتغيــر التعليــم أحــادي االتجــاه‬ ‫الــذي يســود الصــف الدراســي‬ ‫التقليــدي‪ ،‬إلــى شــبكة مــن تعــدد‬ ‫اتجاهــات التعلــم‪ ،‬إذا مــا توســعت‬ ‫بشــكل علمــي‪ ،‬صبــت فــي تكويــن‬ ‫جيــل مبــدع ومثقــف وقــادر علــى‬ ‫التعلــم المســتمر‪.‬‬ ‫ومــن هنــا ‪ ...‬وجــب علينــا تجــاوز‬ ‫معضلــة االنتقــال مــن حــرم الجــدران‬ ‫األربعــة إلــى الفضــاء االفتراضــي‪،‬‬ ‫ويتطلــب هــذا ً‬ ‫أوال التعــرف علــى‬ ‫أوجــه القــوة لهــذا العالــم الجديــد‬ ‫وامكاناتــه التــي يمكــن استكشــافها‬ ‫واســتغاللها‪ ،‬ومــن ثــم تحديــد أوجــه‬ ‫الضعــف والنقــص لــدى األطــراف‬ ‫المعنيــة‪ .‬فمــن خــال نظــم إدارة‬ ‫التعلــم المختلفــة المتاحــة‪ ،‬يمكــن‬ ‫ـواز‪ ،‬ال ينقصــه‬ ‫خلــق صــف تفاعلــي مـ ٍ‬ ‫شــيء مقارنــة بالصــف التقليــدي‪.‬‬ ‫وفــي هــذا االطــار‪ ،‬ينبغــي أن يــدرك‬ ‫الجميــع أن كلمــة الســر فــي عصــر‬ ‫المعلومــات هــي "معرفــة كيفيــة‬


‫تـربـــويــــات‬ ‫التعلــم"‪ ،‬وأن كلمــة الســر فــي عصــر‬ ‫التعلــم اإللكترونــي هــي "الحفــاظ‬ ‫علــى إنســانيتنا"‪ .‬وهنــا يقــع – كالعــادة‬ ‫– العــبء األكبــر علــى كاهــل المعلــم‪،‬‬ ‫فالعمليــة التعليميــة اإللكترونيــة لــن‬ ‫تنجــح دون دعــم المعلــم وابتــكاره‬ ‫وحرصــه علــى تحفيــز طالبــه‪ .‬أمــا‬

‫المتعلــم‪ ،‬فمــن الضــروري أن يصقــل‬ ‫مهــارات البحــث والتنقيــب والتنقيــح‬ ‫والتوليــف‪ .‬ويتأتــى هــذا علــى خلفيــة‬ ‫وضــع الضوابــط الالزمــة التــي تعمــل‬ ‫علــى تيســير هــذه العمليــة‪.‬‬ ‫ان التحــول إلــى التعليــم اإللكترونــي‬ ‫قائــم ال محالــة‪ ،‬فســوق العمــل‬

‫ذاتــه انتقــل فــي أوجــه كثيــرة إلــى‬ ‫الواقــع االفتراضــي‪ .‬لــذا أمســى مــن‬ ‫الضــروري أن نعمــل علــى تنميــة‬ ‫الــذكاء الرقمــي لألجيــال القادمــة‪،‬‬ ‫فاالكتفــاء بمهــارات القــرن الحــادي‬ ‫والعشــرين لــم يعــد كافيـ ًـا‪.‬‬

‫التعليم االلكرتوين‪ :‬أعباء مضاعفة‬

‫‪52‬‬

‫مــن أكثــر الجوانــب التــي تغيــرت بســبب جائحــة كورونــا‬ ‫هــو أســلوب التعليــم فــي أنحــاء العالــم‪ .‬فمــع انتشــار‬ ‫الوبــاء اتخــذت دول كثيــرة إجــراءات ســريعة وحاســمة‬ ‫للتخفيــف مــن تطــور الجائحــة‪ ،‬وبينهــا توقيــف‬ ‫الحضــور الــى المــدارس والجامعــات‪ ،‬واســتبداله بــدروس‬ ‫ومحاضــرات تعطــى مــن بعــد عبــر برامــج علــى االنترنت‪.‬‬ ‫وباتــت هــذه التجربــة امـ ًـرا واقعـ ًـا‪ ،‬لكــن نجاحهــا يرتبــط‬ ‫بالدرجــة األولــى بمقــدار تقبــل التالميــذ والطــاب‬ ‫لنظــام التعليــم والتكيــف مــع متطلباتــه‪.‬‬ ‫الصعوبــات التــي يواجههــا الطــاب في برامــج المنصات‬ ‫اإللكترونيــة تلقــي بثقلهــا علــى األهــل أيضــا الذيــن‬ ‫يعانــون مــن ضغــوط للتعــاون مــع أوالدهــم فــي هــذه‬ ‫العمليــة‪.‬‬ ‫ووصفــت أم لـــ‪ 3‬أطفــال فــي قســم الروضــة تجربتهــا‬ ‫بأنهــا مميــزة‪ ،‬ولهــا جوانــب ســلبية وإيجابيــة مــن‬ ‫ناحيــة التنويــع فــي تقديــم المعلومــات وطريقــة تفاعــل‬ ‫الطــاب فــي شــكل محبــب الســتخدامهم التكنولوجيــا‪.‬‬ ‫لكنهــا لفتــت الــى ان الطفــل فــي المراحــل األولــى ال‬ ‫يســتطيع التركيــز أكثــر مــن ‪ 15‬دقيقــة‪ ،‬لــذا تــؤدي كثــرة‬ ‫النشــاطات إلــى تشــتته‪.‬‬ ‫والحظــت هــذه األم تطــور أطفالهــا علــى صعيــد‬

‫المهــارات الشــخصية الخاصــة بالتعلــم المســتقل والذاتي‬ ‫واكتســاب المعلومــات‪ ،‬لكــن "مهمــا كان الطالــب ذكيـ ًـا‬ ‫فهــو يحتــاج لمتابعــة مباشــرة مــن معلميــه"‪.‬‬ ‫وأوضحــت أم أخــرى أنــه ُفــرض عليهــا التكيــف مــع‬ ‫تطبيقــات "معقــدة" تســتخدمها المدرســة لمســاعدة‬ ‫أوالدهــا علــى تجــاوز الصعوبــات التقنيــة‪ ،‬إضافــة الــى‬ ‫إرســال الــدروس الجديــدة علــى منصــة للتعليــم البنهــا‬ ‫فــي قســم الروضــة‪ ،‬مــع كل وســائل التوضيــح المطلوبــة‪.‬‬ ‫وهــي قالــت‪" :‬العــبء صــار مضاعفـ ًـا علــي مــن ناحيــة‬ ‫التدريــس‪ ،‬وهــي مهمــة األســاتذة والمعلمــات فــي نهايــة‬ ‫المطــاف"‪.‬‬ ‫وال شــك فــي ان مهمــة األســاتذة والمعلمــات فــي إيصال‬ ‫ً‬ ‫خصوصــا‬ ‫المعلومــات للتالميــذ باتــت أكثــر صعوبــة‬ ‫لمعلمــات ريــاض األطفــال اللواتــي يعتمــدن فــي شــكل‬ ‫كبيــر علــى التواصــل المباشــر مــع التالميــذ‪.‬‬ ‫وقالــت معلمــة روضــة عــن تجربتهــا بأنهــا أحسســت‬ ‫بإربــاك شــديد عنــد أول محاولــة لقــاء افتراضــي مــع‬ ‫تالميذهــا‪ ،‬بســبب عــدم القــدرة علــى االحتــكاك معهــم‬ ‫فــي شــكل مباشــر مــن خــال تزويدهــم بوســائل حســية‬ ‫تعتبــر أساسـ ًـا للتعلــم فــي هــذه المرحلــة"‪.‬‬


‫تساؤالت في زمن العولمة‬ ‫َ‬ ‫العولمة‪،‬‬ ‫أألن‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫وغناها‬ ‫رغم تأل ِقها ِ‬ ‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫التاريخ‪،‬‬ ‫يغتال‬ ‫وحش‬ ‫ويقطع َّ‬ ‫طريق‪،‬‬ ‫كل‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫األمس‬ ‫بين‬ ‫ِ‬ ‫اليوم‬ ‫وبين‬ ‫ْ‬ ‫لحظات‬ ‫ويطوي في‬ ‫ٍ‬ ‫الكوكب‪،‬‬ ‫مسافات‬ ‫كل‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫الكوكب‬ ‫أصبح هذا‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫كرة‬ ‫األقدام‬ ‫تتقاذفها‬ ‫ْ‬ ‫أرقام‬ ‫ورقم ًا من‬ ‫ِ‬ ‫الوحش‬ ‫حواسيب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫األرقام‪...‬؟!‬ ‫تسخ ُر منه‬ ‫ْ‬

‫*‬

‫أألن األرقام َق َد ْر‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫األشياء‬ ‫قد ُر‬ ‫يتضاءل ْ‬ ‫ِ‬ ‫األنباء‬ ‫وقد ُر‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫اآلراء‬ ‫وقد ُر‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ويُ ُّ‬ ‫اإلنسان‬ ‫رهان‬ ‫شل‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫اإلنسان‬ ‫على‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫العقل‬ ‫ويستغني‬ ‫العقل‬ ‫عن‬ ‫ِ‬ ‫األرقام‪...‬؟!‬ ‫لسلطان‬ ‫ْ‬

‫*‬

‫َ‬ ‫الهائل‬ ‫أألن العد َد‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫األرض‬ ‫سكان‬ ‫من‬ ‫ِ‬ ‫للسكان‪،‬‬ ‫هم ًا‬ ‫أصبح ّ‬ ‫ْ‬ ‫منقسم‪،‬‬ ‫العالم‬ ‫وألن‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫القتل‪ ..‬وبين القتل‪ْ،‬‬ ‫بين‬ ‫ِ‬ ‫الجوع‪،‬‬ ‫يقتله‬ ‫قسم‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬

‫ْ‬ ‫األكل‪،‬‬ ‫وقسم يقتله‬ ‫ٌ‬ ‫يتحد ُ‬ ‫العلم‬ ‫أرباب‬ ‫ث‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫الجهل‬ ‫أرباب‬ ‫ويسكت‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫للجينات‬ ‫قنبلة‬ ‫عن‬ ‫ْ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫تفتك إ َّلا‬ ‫ال‬ ‫وباألعراق‬ ‫بالطبقات‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الدنيا‬ ‫ُّ‬ ‫المخلوقات‪...‬؟!‬ ‫وتسالم باقي‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬

‫*‬

‫اإلنسان‬ ‫أألن‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫يحاول دوم ًا‬ ‫كان‬ ‫خالقه‬ ‫أن يتجاو َز‬ ‫ُ‬ ‫الموت‪..‬‬ ‫وألن‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫كان جدارا ً‬ ‫الخالق‬ ‫بين‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫والمخلوق‪،‬‬ ‫جاء الحاسوب‪:‬‬ ‫َ‬ ‫يحاول أيضا‪ً،‬‬ ‫أن يتجاو َز‬ ‫خا ِل َق ُه‬ ‫اإلنسان‪...‬؟!‬ ‫الحاسوب‪:‬‬ ‫فهل سيفو ُز‬ ‫ُ‬ ‫الخالق‬ ‫ويلعب دور‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫والمخلوق‪...‬؟!‬

‫*‬

‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫العولمة‬ ‫ستظل‬ ‫هل‬ ‫وغناها‪،‬‬ ‫رغم تألُّ ِقها ِ‬ ‫وحش ًا‪...‬‬ ‫دج َن ُه أسيا ٌد‬ ‫َّ‬ ‫الكوكب‬ ‫يمتلكون‬ ‫ْ‬ ‫يبنون لهم‪...‬‬

‫نـــاجي بيـضــون‬ ‫الكوكب‬ ‫فوق‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫مملكة‪...‬‬ ‫ســكان‬ ‫ترحــم‬ ‫ال‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫كــب ‪ . . .‬؟ !‬ ‫ا لكو‬ ‫ْ‬

‫*‬

‫ُّ‬ ‫الحاسوب‬ ‫سيظل‬ ‫هل‬ ‫ُ‬ ‫سالح ًا‬ ‫ُ‬ ‫يغتال‪..‬‬ ‫يحمي أو‬ ‫عنه‬ ‫وال يستغني ُ‬ ‫المنتحرون‪...‬؟!‬ ‫ْ‬ ‫ُّ‬ ‫الحاسوب‬ ‫سيظل‬ ‫هل‬ ‫ُ‬ ‫حنان‬ ‫بال رؤيا وبدون‬ ‫ْ‬ ‫ً‬ ‫وأداة‪...‬‬ ‫تجتت الفق َر‬ ‫ُّ‬ ‫الفقراء‬ ‫بقتل‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫الجوع‬ ‫وتُزيل‬ ‫َ‬ ‫األرض‬ ‫عن‬ ‫ِ‬ ‫جياع‬ ‫بقتل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫األرض‬ ‫وتح ُّ‬ ‫ظلــم‬ ‫ــل قضايــا‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫س‬ ‫ا لنــا ِ‬ ‫المظلومين‪...‬؟!‬ ‫بقتل‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬

‫*‬

‫هل سيصي ُر الفقر‬ ‫ْ‬ ‫حكاية‬ ‫الجوع‬ ‫ويصي ُر‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫حكاية‬ ‫ْ‬ ‫حكاية‬ ‫الظلم‬ ‫ويصي ُر‬ ‫ُ‬ ‫الناس‬ ‫ويصي ُر‬ ‫ُ‬ ‫حكاية‪...‬؟!‬


‫تــــــراث‬

‫وسام حوري‬

‫إرث لبنان يف احلِ َرف‬

‫مــا زالــت الصناعــات الحرفيــة التقليديــة فخــر‬ ‫ ‬ ‫التــراث اللبنانــي الــذي نتوارثــه عبــر االجيــال مــن االجــداد‬ ‫مــرورا باآلبــاء ووصــوال الــى األبنــاء‪ .‬صناعــات عــدة بــرزت‬ ‫ُ‬ ‫وبعــض مــا زال صامــدا رغــم‬ ‫فــي لبنــان‪ ،‬بعضهــا اختفــى‬ ‫مــرور الزمن‪.‬هــذه الصناعــات الحرفيــة كانــت تمارســها بعــض‬ ‫األســر وبقيــت تتوارثهــا حتــى وقتنــا الحالــي‪ ..‬عائلــة حــوري‬ ‫هــي احــدى العائــات التــي حافظــت علــى تــراث اجدادهــا‬ ‫الذيــن احترفــوا صناعــة ســرج الخيــل وابدعــوا فــي التصميــم‬ ‫والتقنيــة فــي التصنيــع‪" .‬مجلــة الســائح" التقــت مستشــار‬ ‫المكتــب التنفيــذي لنقابــة الحرفييــن فــي لبنــان وســام‬ ‫حــوري الحفيــد واجــرت معــه الحــوار التالــي‪:‬‬

‫‪54‬‬

‫مؤسســة زكــور التــي تميــزت فــي‬‫صناعــة ســروج الخيــل واألشــغال‬ ‫الجلديــة مؤسســة حرفيــة إرثيــة‬ ‫ال تــزال تحافــظ علــى بصمتهــا‬ ‫التقليديــة‪ .‬هــا تطلعنــا علــى‬ ‫تاريخهــا؟ وكيــف كانــت البدايــة؟‬ ‫أســس جــدي زكريــا المؤسســة‬ ‫عــام ‪ 1922‬وكان مقرهــا آنــذاك فــي‬ ‫مســتديرة الطيونــة‪ُ ،‬‬ ‫وســميت زكــور‬ ‫تيمنــا باســمه‪ .‬وقــد اســتطاع جــدي‬ ‫تعلــم صناعــة ســرج الخيــل وكافــة‬ ‫األشــغال الجلديــة مــن الشــرطة‬ ‫الفرنســية التــي برعــت فــي هــذه‬ ‫الصناعــة حينهــا‪.‬‬ ‫عــام ‪ 1965‬خــاض والــدي أيضــا‬ ‫هــذا المجــال وتعلــم ســر المهنــة مــن‬ ‫والــده الــذي أورثــه فنــون الصناعــة‬ ‫وأصولهــا‪ .‬وفــي العــام ‪ 1990‬كان‬ ‫ال ّ‬ ‫بــد‪ ،‬وانــا امثــل الجيــل الثالــث‪،‬‬ ‫مــن متابعــة المســيرة الحرفيــة التــي‬ ‫أرســاها األجــداد‪ ،‬فدرســت فــي‬

‫معهــد ( هرمــس و دوبريــه)‪ ،‬وبــدأت‬ ‫تطويــر هــذه الصناعــة وتحديثهــا‬ ‫إلعــادة إحيائهــا مــن خــال إدخــال‬ ‫رســوم حديثــة كالــورود واألزهــار علــى‬ ‫ســروج الخيــل ومزجهــا بالنقشــات‬ ‫التقليديــة القديمــة لكــي تحاكــي‬ ‫عصرنــا‪ ،‬وتتماشــى مــع ذوق الجيــل‬ ‫الجديــد‪.‬‬

‫السوشيال ميديا‬ ‫سمحت بوصولنا اىل‬ ‫اكرب شريحة‬ ‫من الناس‬ ‫ال شك أن هذه الصناعة التقليدية‬‫مميــزة وتحمــل فــي طياتهــا إرثـ ًـا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وحضاريــا‪ .‬كيــف تمكنتــم‬ ‫ثقافيــا‬ ‫مــن نشــرها علــى أكبــر نطــاق لكــي‬ ‫يتعــرف عليهــا النــاس ويتحمســون‬ ‫للتعــرف علــى منتجاتهــا؟‬

‫بمــا أن مواقــع التواصــل االجتماعــي‬ ‫ً‬ ‫أصبحــت نشـ ً‬ ‫ضروريــا‬ ‫ـاطا يوميـ ًـا‬ ‫لتبــادل المعلومــات واألفــكار‬ ‫ونشــرها‪ ،‬وأداة مهمــة فــي عالــم‬ ‫التســويق‪ ،‬بــدأت بعــرض أعمالــي‬ ‫علــى الميديــا ضمــن نطــاق العالــم‬ ‫ً‬ ‫رواجا‬ ‫العربــي والفرنســي‪ .‬وقــد القــت‬ ‫ملفتـ ًـا منــذ البدايــة نظــرا الحترافيــة‬ ‫العمــل واتقانــه‪ .‬وهكــذا تمكنــا مــن‬ ‫الوصــول الــى اكبــر شــريحة مــن‬ ‫النــاس‪ ،‬وترويــج منتجاتنــا‪.‬‬ ‫ هــل تتعاملــون مــع العالمــات‬‫التجاريــة العالميــة؟‬ ‫بالواقــع‪ ،‬هنــاك عــدة شــركات‬ ‫طلبــت ان نصنــع منتجــات خاصــة‬ ‫لهــا ووضعتهــا تحــت اســمها‪ ،‬لذلــك‬ ‫عملنــا علــى اطــاق مجموعتنــا‬ ‫الخاصــة والتــي تحمــل اســمنا‪.‬‬ ‫ هــل مــن توجــه معيــن لكــي‬‫تملكــون خــط انتــاج خــاص بكــم؟‬ ‫أنشــأنا صفحــة علــى مواقــع التواصــل‬


‫االجتماعــي وموقــع الكترونــي منــذ‬ ‫ثــاث ســنوات‪ ،‬وفــي القريــب‬ ‫العاجــل ســتحمل العالمــة التجاريــة‬ ‫توقيعنــا علــى االصنــاف‪.‬‬ ‫ هــل تأثــرت نشــاطات معارضكــم‬‫بجائحــة كورونــا‪.‬‬ ‫ســوف نعتمــد طريقــة التســويق عبــر‬ ‫األون اليــن‪ ،‬وحاليــا نعمــل علــى‬ ‫اكثــر مــن ورشــة عمــل‪.‬‬ ‫ مــا هــي الحــرف والصناعــات التــي‬‫تعلمونهــا فــي النقابــة؟ وإلــى أي‬ ‫النقابــات تنتمــون؟‬ ‫ هناك العديد من األشغال اليدوية‬‫والحــرف اإلرثيــة التــي تــدرس علــى‬ ‫أيــدي أســاتذة كبــار فــي هــذا المجــال‬ ‫نذكــر منهــا‪ :‬الفسيفســاء والصابــون‬ ‫والنحــاس والجلديــات‪ ...‬وننتمــي‬ ‫الــى وزارة الشــؤون االجتماعيــة التــي‬ ‫نشــكر دعمهــا‪ ،‬ولكن نحــن كحرفيين‬ ‫نطالــب دائمــا بــأن ننتســب لــوزارة‬ ‫الســياحة لكــي يكــون لنــا وجــود فــي‬ ‫المهرجانــات او لــوزارة الثقافــة ألننــا‬ ‫نمثــل ثقافــة بلدنــا وصناعاتــه؟‬ ‫ً‬ ‫ماديا‬ ‫ هــل وزارة الشــؤون تدعمكــم‬‫لتطويــر منتجاتكم وصناعاتكم؟‬ ‫فــي الحقيقــة لــم تدعمنــا ماديــا إنمــا‬ ‫كانــت تســلط الضــوء علــى اعمالنــا‬ ‫مــن خــال تغطيــة نشــاط المعــارض‬ ‫خــارج لبنــان ومواكبتنــا‪ .‬ونأمــل أن‬ ‫تدعمنــا بالمــواد األوليــة‪.‬‬ ‫فالحرفــي هــو مــن يحــوّل المــواد‬ ‫األوليــة الــى منتــج حضــاري باتقــان‬ ‫رفيــع وبالتالــي يكــون بحاجــة دائمــا‬ ‫الــى توفــر المــواد األوليــة‪.‬‬ ‫‪ -‬كيــف تمكنتــم مــن تحديــث‬

‫النقابــة ومــا هــي التطــورات‬ ‫التــي طــرأت عليها؟وهــل قامــت‬ ‫بنشــاطات معينــة؟‬ ‫ال شــك ان العمــل النقابــي هــو‬ ‫عمــل مجموعــة ال افــراد‪ .‬وبهمــة‬ ‫جميــع اعضــاء المجلــس التنفيــذي‬ ‫الجديــد قمنــا بتحديــث النقابــة مــن‬ ‫خــال وضــع نظــام داخلــي جديــد‬ ‫وخلــق لجنــة لتقييــم أداء مــن يريــد‬ ‫االنتســاب اليهــا‪ ،‬وانشــأنا لجنــة‬ ‫للتواصــل مــع الــوزارات والمعنييــن‬ ‫الرســميين‪ ،‬ولجنــة المعــارض‪.‬‬ ‫وهكــذا باتــت النقابــة تمثــل إطـ ً‬ ‫ـارا‬ ‫ً‬ ‫جامعــا للحرفييــن ومنصــة تمكنهــم‬ ‫مــن تحقيــق طموحاتهــم ورؤيتهــم‬ ‫والحفــاظ علــى اإلرث الثقافــي‪.‬‬ ‫فالحــرَف هويــة اساســية للبلــد‬ ‫ِ‬ ‫وثقافتــه تعبـ ّر عــن ماضيــه وحاضــره‬ ‫ومســتقبله‪ .‬أمــا فيمــا يتعلــق‬ ‫بالنشــاطات‪ ،‬فشــاركنا بعــدة معــارض‬ ‫كانــت ُأقيمــت في مختلــف المناطق‬ ‫اللبنانيــة مــن خــال البلديــات التــي‬ ‫تعاونــت معنــا فــي شــكل ملفــت‪.‬‬ ‫كمــا جمعنــا الحرفييــن كــي يقدمــوا‬ ‫اعمالهــم الــى اكبــر شــريحة مــن‬ ‫النــاس‪ .‬والجديــر ذكــره ان المعــارض‬ ‫جمعــت بيــن المنتجــات اليدويــة‬ ‫األصيلــة مــن أغذيــة وأشــغال يدويــة‬ ‫وحرفيــة وبيــن المعــاد تدويرهــا‬ ‫واســتعمالها بطــرق تقليديــة محدثــة‬ ‫بهــدف تقديمهــا‪ ،‬وحاولنــا تشــجيع‬ ‫الجيــل الجديــد علــى العــودة إلــى‬ ‫الجــدود ‪ ،‬وإعــادة إحيــاء هــذه‬ ‫الصناعــات والمنتجــات التقليديــة‬ ‫كــي ال تندثــر‪ .‬كمــا كان لنــا عمــل‬ ‫مشــترك مميــز بيــن نقابــة الحرفييــن‬ ‫ونقابــة الفنانيــن التشــكليين‪.‬‬

‫ كيف ترى مستقبل هذا القطاع؟‬‫باختصــار الحرفــي يحتــاج الــى‬ ‫دعــم وتأميــن المــواد األوليــة لــه‪،‬‬ ‫كذلــك الــى خلــق أســواق لتصريــف‬ ‫منتجا تــه‪.‬‬ ‫ هــل الحرفــي بحاجــة الــى دورات‬‫تثقيفيــة لتطويــر ذاتــه؟‬ ‫التطويــر يحتــاج الــى دورات دائمــة‪،‬‬ ‫ونــرى أن األســاتذة ينفــذون دورهــم‬ ‫علــى اكمــل وجــه ضمــن القــدرات‬ ‫المتوافــرة‪ ،‬ويقدمــون خبراتهــم‬ ‫كــي يســتفيد منهــا عــدد كبيــر مــن‬ ‫الطــاب ‪.‬‬

‫تــــــراث‬

‫احلِ َرف هوية اساسية للبلد وثقافته‬ ‫رب عن ماضيه وحاضره ومستقبله‬ ‫تع ّ‬


‫فـــــن‬

‫الثورة هي الفن‬ ‫نظمــت شــركة آرت ماركــس يــوم االحــد فــي ‪٢٠٢٠/٢/٢‬‬ ‫بالتنســيق مــع مجموعــات مــن الحــراك المطلبــي‪،‬‬ ‫احتفـ ً‬ ‫ـاال فــي ســاحة الشــهداء تحت عنــوان "يوم اإلبداع‬ ‫اللبنانــي"‪ ،‬تضمــن إقامــة "قريــة اإلبــداع فــي الســاحة‬ ‫ومحيطهــا حيــث تــوزع أكثــر مــن مائــة فنــان وفنانــة‬ ‫فــي مجــاالت الرســم والنحــت والغرافيتــي والموزاييــك‬ ‫والتصويــر الفوتوغرافــي‪ ،‬نفــذوا أعمـ ً‬ ‫ـاال تحاكــي الحــراك‬ ‫منــذ ‪ 17‬تشــرين األول الماضــي‪ ،‬وأنتجــت جداريــة‬ ‫مــن اللوحــات المرســومة تحاكــي خريطــة اجمــل‬ ‫االماكــن الســياحية فــي لبنــان‪ .‬كمــا تضمنــت حلقــات‬ ‫رقــص ودبكــة ومعزوفــات مــن الفولكلــور اللبنانــي‪،‬‬ ‫وســط مشــاركة الفتــة مــن المواطنيــن الوافديــن‬ ‫إلــى الســاحة للمشــاركة فــي هــذا اليــوم الــذي إســتمر‬

‫‪56‬‬

‫لثمانــي ســاعات متواصلــة‪ ،‬ال ســيما علــى المســرح أمــام‬ ‫"قبضــة الثــورة"‪ ،‬بالتزامــن مــع رســم مباشــر ســمپوزيوم‪.‬‬ ‫وقدمــت فرقــة كــورال الفيحــاء العالمــي‪ ،‬عرضـ ًـا فنيـ ًـا بدأتــه‬ ‫بالنشــيد الوطنــي اللبنانــي‪ ،‬ثــم بعــض أعمالهــا المميــزة‪،‬‬ ‫بقيــادة المؤلــف الموســيقي الدكتــور جمــال أبــو الحســن‬ ‫الــذي قــدم خصيصـ ًـا مــن الواليــات المتحــدة األميركيــة‬ ‫للمشــاركة بالعــرض وأطلـ َِـق "نشــيد الثــورة فــي االحتفــال‬


‫فـــــن‬

‫ً‬ ‫متواصــا مــع رســم لوحــات فنيــة‬ ‫الــذي‬ ‫وموســيقية الكترونيــة علــى شاشــة عمالقــة‬ ‫وترجمــة أنغــام موســيقى زكــي ناصيــف‬ ‫وكلمــات ســعيد عقــل بلوحــات موســيقية‬ ‫ثوريــة خالبــة‪ ،‬ثــم لحــن خــاص بالحــراك‬ ‫"القونــا" لجبــران خليــل جبــران وبصــوت‬ ‫الفنــان جوزيــف بــو نصــار ‪ ،‬إضافــة إلــى‬ ‫عــروض خاصــة بهــذا اليــوم لفــرق تراثيــة‬ ‫فنيــة كفرقــة الخيالــة وفرقــة العباديــة‬ ‫الفنيــة‪ .‬وشــارك فــي هــذا اليــوم نائــب‬ ‫رئيــس العــاب الخفــة فــي العالــم الســاحر‬ ‫جينــو المعــروف بـــ ‪، GINO Lord of Magic‬‬ ‫وفرقــة الــراپ "دمــار ريكــوردز" التــي قدمــت‬ ‫أغنيــة خاصــة لهــذا الحــدث‪ ،‬باإلضافــة‬ ‫إلــى أغانيهــا الثوريــة المشــهورة‪ ،‬وتالمــذة‬ ‫مدرســة الصــم الذيــن انشــدوا ّ‬ ‫وعلمــوا‬ ‫النشــيد الوطنــي للجمهــور بطريقتهــم أي‬ ‫بواســطة لغــة اإلشــارة‪ ،‬كمــا قــدم الفنــان‬ ‫بيــار جعجــع لوحــات فنيــة راقصــة صممهــا‬ ‫خصيصـ ًـا لهــذا اليــوم‪ ،‬إضافــة إلــى مشــاركة‬ ‫مطربيــن وممثليــن بأعمــال علــى المســرح‪،‬‬ ‫َ‬ ‫وأنشــد‬ ‫إســتمرت حتــى منتصــف الليــل‪،‬‬ ‫المنظمــون والجمهــور والفنانــون أغنيــة‬ ‫ثوريــة خاصــة علــى وقــع موســيقى تراثيــة‬ ‫لبنانيــة ‪ ،‬مــن كلمــات الشــاعر رامــي نصــار‬ ‫‪ .‬واختتــم هــذا اليــوم بحفــل شــارك فيــه‬ ‫عــدد مــن المطربيــن أطلقــوا مــن خاللــه‬ ‫ـان وطنيــة خاصــة تــم تســجيلها سـ ً‬ ‫ـابقا‪.‬‬ ‫أغـ ٍ‬


‫فـــــن‬ ‫‪58‬‬

‫ً‬ ‫اســتكماال لنشــاط يــوم اإلبــداع اللبنانــي‪ ،‬والــذي‬ ‫انطلــق مــن ســاحة الشــهداء فــي بيــروت‪ ،‬شــهدت‬ ‫ً‬ ‫عرضــا للوحــات فنيــة‬ ‫ســاحة النــور فــي طرابلــس‬ ‫لعــدد مــن الفنانيــن بعنــوان‪" :‬يــوم فنــي ثــوري فــي‬ ‫الســاحة"‪ ،‬حيــث تض ّمــن أعمـ ً‬ ‫ـاال فنيــة مــن الرســامين‬ ‫الفنانيــن التشــكيليين والحرفييــن والغرافيتــي ومــن‬ ‫وحــي الثــورة الذيــن تو ّزعــوا فــي أرجــاء الســاحة‬ ‫التــي شــارك فيهــا اكثــر مــن ‪ 100‬فنــان مــن مختلــف‬ ‫المناطــق اللبنانيــة‪.‬‬ ‫لوحــات مع ّبــرة عــن اإلنتفاضــة‪ ،‬تجسّ ــدت مــن خالل‬ ‫رســم لوحــة علــى ارض الســاحة انطالقـ ًـا مــن ثــورة ‪17‬‬ ‫ـتعل يقــذف بحممــه‬ ‫تشــرين‪ ،‬علــى شــكل بـ ٍ‬ ‫ـركان مشـ ٍ‬ ‫عبــر دواليــب مشــتعلة ليتــو ّزع بعدهــا فــي ارجــاء‬ ‫الســاحة‪ ،‬تاركيــن لريشــاتهم التعبيــر بألــوان مختلفــة‬ ‫وبألــوان الغضــب والمشــاركة فــي شــعار "«كلــن يعنــي‬ ‫كلــن"‪.‬‬ ‫إنــه يــوم غيــر عــادي لمدينــة طرابلــس عاصمــة لبنــان‬ ‫الثانيــة شــهدت ورشــة عمــل مــن وحــي الثــورة ومــن‬ ‫باطــن االنتفاضــة ولـ ّـدت الرســومات التــي عكســت‬ ‫غضــب الشــعب ومحبــة النــاس لوطنهــم لبنــان‪.‬‬ ‫تغيّــرت ألــوان المدينــة وتزيّنــت بألــوان زاهيــة‬ ‫طغــى عليهــا اللــون األحمــر وهــو رمــز الحــب والــدم‬ ‫والعنفــوان‪،‬‬ ‫تخلــل هــذا اليــوم الطويــل حضــور مطربــي الثــورة‬ ‫الفنــان بــال موســى وابراهيــم االحمــد الــذي أعطــى‬ ‫الزخــم للثــورة التــي لــن تنطفــئ شــعلتها اال بعــد‬ ‫تحقيــق مطالبهــا بلجــم حالــة الفســاد ومحاكمــة‬ ‫الفاســدين واســترجاع األمــوال المنهوبــة‪.‬‬


‫فـــــن‬


‫فـــــن‬

‫فنانون ُيعيدون‬ ‫"بعض احلياة" اىل‬ ‫اجلميزة‬ ‫رســمات الوجــع واألمــل والتــراث طغــت على‬ ‫ ‬ ‫معــرض النهضــة ‪ 8‬الــذي نظمتــه جمعيــة الفنانيــن‬ ‫اللبنانييــن فــي ‪ 3‬و‪ 4‬تشــرين األول ‪ 2020‬فــي منطقــة‬ ‫الجميــزة‪ ،‬المنكوبــة بانفجــار مرفــأ بيــروت فــي ‪ 4‬آب‬ ‫‪.2020‬‬ ‫فنانــو الرســم والتصويــر الفوتوغرافــي تصــدروا‪،‬‬ ‫كمــا عادتهــم‪ ،‬مبــادرات محاولــة إعــادة شــيء مــن‬ ‫الفــرح الحيــاة الــى منطقــة الجميــزة‪ ،‬وهــو شــعورهم‬ ‫الدائــم المتجــذر فــي أماكنهــا التــي تلهــم غبطتهــم‪،‬‬ ‫واجواءهــم المريحــة وفنهــم الجميــل‪ .‬كمــا انضمــوا‬ ‫بقــوة الــى حملــة إعــادة إعمــار المنــازل المد ّمــرة‪ ،‬مــن‬ ‫خــال التبــرع بنســبة ‪ 50‬فــي المئــة مــن ايــرادات بيــع‬ ‫اعمالهــم لهــذا العمــل النبيــل‪.‬‬ ‫تنوعــت مواضيــع اللوحــات المعروضــة بيــن صــور‬ ‫مشــاهد المنــازل التراثيــة الكثيــرة فــي الجميــزة‪،‬‬ ‫وبيــن الصــور المعبــرة عــن الوجــع الــذي ّ‬ ‫خلفــه انفجــار‬ ‫المرفــأ فــي النفــوس‪ ،‬واخــرى تحــاول ربــط مشــاهد‬

‫‪60‬‬

‫الدمــار باألمــل اآلتــي‪ ،‬تمسـ ً‬ ‫ـكا بالفكــرة الجميلــة‬ ‫للوحــات حتــى وســط النكبــات‪ ،‬واإللتهــاء بمصاعــب‬ ‫األوضــاع االقتصاديــة والسياســية المترديــة‪ ،‬والحــال‬ ‫الصحيــة الخطــرة بســبب تفشــي وبــاء كورونــا‪.‬‬ ‫وتذكــر فنانــون كثيــرون بغصــة مظاهــر الفــرح الكبيــرة‬ ‫فــي الجميــزة‪ ،‬والتــي أوجــدت ذكريات عزيــزة لديهم‪،‬‬ ‫مبديــن رغبتهــم فــي إظهــار تأثرهــم بمــا حصــل مــن‬ ‫خــال أعمالهــم‪ .‬لكنهــم أكــدوا حماســتهم للمشــاركة‬ ‫مــن اجــل المســاهمة فــي المشــاريع االنســانية‬ ‫وإعــادة بنــاء مــا تهــدم‪ ،‬ومســاعدة النــاس فــي العــودة‬ ‫الــى بيوتهــم "فمــن الصعــب تصــور خســارة كل شــيء‬ ‫وأقربــاء وأصدقــاء برمشــة عيــن تبكــي اليــوم علــى‬ ‫بيــروت"‪.‬‬ ‫ونقلــت إحــدى الرســمات وقفــة الرحيــل مــع رســالة‬ ‫ً‬ ‫مجددا‪.‬‬ ‫تفيــد بأنــه "مهمــا حصــل ســنحاول ان نقــف‬ ‫وبعــد كل مصيبــة هنــاك أمــل‪ .‬ونحــن نتطلــع الــى‬ ‫ان تعــود بيــروت مثلمــا كانــت‪ .‬لــذا نحــن فخــورون‬ ‫بدورنــا فــي إعــادة الحيــاة للجميــزة"‪.‬‬


‫فـــــن‬


‫تحليل وتنخيل‬

‫أديب من عقيق‬

‫اعــود بظــل الذكريــات الــى مقاعــد الدراســة فــي رحــاب‬ ‫صــرح صنــع للعربيــة امجادهــا بنخبــة ‪:‬‬ ‫هامها حكمة االزمان صامدة‬ ‫ترعى عهودا لها في ارض عدنانا‬ ‫ ‬ ‫هــذا البيــت الــذي يعــود بنــا الــى ســنين ولــت مــن عمرنــا‬ ‫الهــارب ‪ ،‬قطفتــه مــن قصيــدة بعنــوان ‪ //‬هــذي تواريخنــا‬ ‫‪ //‬فــي ديــوان يفــوح منــه اريــج صبابــة كفــوح الشــراب‬ ‫للشــاعر اديــب العقيقــي وكنــت مصــرا عليــه قبــل طبــع‬ ‫الكتــاب وبحكــم الزمالــة والصداقــة ان تحتــل هــذه‬ ‫القصيــدة مكانهــا فــي هيــكل صلواتــه ‪ // ...‬هــي الصــاة‬ ‫‪ //‬وان تقــادم عهدهــا النهــا باكــورة ابداعــه ‪.‬‬ ‫هــي الصــاة‪ ،‬عنــوان ديوانــه البكــر ‪ ،‬ملفوح بنشــوة حمراء‬ ‫مطيبــة بالبــراءة ومعــززة بالحكمة يقول فيها بلســانه ‪:‬‬ ‫نشأ الحب في فؤادي كبيرا وشبابي غدا يدق نفيرا‬ ‫ويقول بلسان حواء ‪:‬‬ ‫قم قبيل الصباح ز ْر َ‬ ‫نبت كرم ٍ‬ ‫سوف تغدو بها الدنان مليئه‬ ‫لي زماني اريده نشوة حمراء‬ ‫ارتادهـــــــا وابقــــــى هنيئـــــــــه‬ ‫ويتألــق فــي بعــض قصائــده محلقــا فــي عالــم روحــي ال‬ ‫حــدود لــه وال نهايــات‪ ،‬عالــم ال يســتطيع ان يلجــه غيــر‬ ‫الشــعراء ‪.‬‬ ‫ففــي قصيــدة بعنــوان ‪ // :‬التماســات ‪ //‬يســوح مغــردا‬ ‫علــى متــن ‪ /‬بســاط الريــح ‪ /‬وبعــد تماسّ ــه بالســماء تســقط‬ ‫‪ 62‬عليــه لمعــة مــن شــرارات عبقــر يتواصــل معهــا وكأن روح‬ ‫فــوزي المعلــوف تقمّصتــه وهــي مجنحــة فــي فضائهــا‬ ‫الفســيح‪ ،‬مســتريحة فــي رحابــه ترفــض العــودة الــى‬ ‫االرض ‪:‬‬ ‫يا الهـــي وخالقــــــي ومعيني‬ ‫اترك النسر طائــرا في فضائــــه‬ ‫دعه يفري العباب حرًّا طليقا‬ ‫يرقب الخلد في أعالي سمائه‬

‫باحثا في مطارح النجم عنها‬ ‫لمعــات به ـ ـ ــا رمـ ــوز بق ــائ ـ ــه‬ ‫بأرض‬ ‫عبثا يطلب المقـ ـ ـ ــام ٍ‬ ‫لم تكن ّ‬ ‫اال مسرحــا لشقـائ ـ ــه‬ ‫معابــر مــن االلــم ‪ ،‬وعبــور فــي اســرار الكــون ‪ ،‬وجمــوح‬ ‫صبابــة بريئــة ترافــق قصائده مــن البدايات الى النهايات‪،‬‬ ‫وهــو معانــد صامــد بتزمــت وتمســك بمبــادىء الشــرف‬ ‫واالمانــة والتســامي التــي عايشــها منــذ طفولتــه ومارســها‬ ‫فــي حياتــه ولــم يحــرف الزمــن خطــوة مــن خطواتهــا ‪،‬‬ ‫هــذا التجــذر المســتميت أضــاع تأريــخ قصائــده الغزليــة ‪،‬‬ ‫عــدا واحــدة تؤكــد ســكناه فــي بــال حبيبتــه التــي أبــى أن‬ ‫يشــرك االخريــن بهــا ‪ ،‬غيــرة وحفاظــا علــى عالقــة تم ّثلــت‬ ‫لــه ببــراءة العامريــة وهــي تودعــه خــارج مضــارب الخيــام ‪،‬‬ ‫اوائــل صيــف هــمّ بــه علــى فراقهــا فــي رحلــة علــى مســافة‬ ‫شــلح ِة حجـ ٍـر مــن المدينــة ‪:‬‬ ‫ودمعها طيف وفاء للمنى ال ُيطال‬ ‫ما البعد عنها هجرة وارتحال‬ ‫ ‬ ‫وكــي ال يؤنبــه ضميــره يدعوهــا الــى التمتــع بــكل مــا فــي‬ ‫الدنيــا لتفعــل مــا تشــاء ‪ ..‬ومــا هــمّ ‪ ...‬ه ّمــه الوحيــد ان‬ ‫تظـ ّـل لحنــا خالــدا فــي بالــه ومهجتــه وهــذا كل مبتغــاه ‪.‬‬ ‫فــي تتبــع قصائــده نلحــظ الوجــود الواضــح لمتيمتــه مــع‬ ‫لمســات مــن التماســاته يمتزجــان فــي ســياحة فضائيــة‬ ‫ترفــض االنحــدار والهبــوط متعاليــة عــن غوايــات االرض‬ ‫الفانيــة ومغرياتهــا ‪:‬‬ ‫احرقي يا شرارة الحب احشائي‬ ‫ومري على الغصون طريّا‬ ‫ ‬ ‫ان في خاطري لصورة مجدي‬ ‫لو محاها الزمان ّ‬ ‫بت شقيّا‬ ‫ ‬ ‫رسمتها غمامة في الربيع السمح‬ ‫رسما يفوق رسم الثر ّيـ ـ ــا‬ ‫ ‬ ‫ّ‬ ‫ودعاني في هيكلي طرب غنى‬ ‫على روحي حائرا وشجيّا‬ ‫ ‬ ‫هــذا البــوح الصافــي برمــوزه المشــعة والمنبعثــة مــن‬


‫التماسات أخيرة‬

‫تحليل وتنخيل‬

‫حــرور االلــم والعــذاب واإلبــاء والعنفــوان وخيــال حبيبــة‬ ‫تالحقــه ّ‬ ‫كظلــه يشـ ِّـكل بمجموعــه وحــدة قصائــد التشــبب‬ ‫بوجــه متيمتــه التــي حــرص كل الحــرص ان تكــون‬ ‫القفلــة بهــا وباســم مــن اســمائها " فوفينــا" التــي قفــزت‬ ‫فــوق قصائــده اآلخــرى وفــوق قصيــدة الكتــاب الطويلــة‬ ‫" هي الصالة " احدى رائعاته ‪.‬‬ ‫"فوفينــا" فــاح عبيرهــا فــوق العتبــات االخيــرة فــي زمــن هــذه االســطر القليلــة مــن توســاته كانــت أخــر‬ ‫هــارب وظلــت تــراوده بالحلــم لتوقظــه وتعيــد اليــه زهــوة كتاباتــه رحمــه اهلل قبــل تشــرين األول ‪ .2020‬وكنــا‬ ‫انــذاك نحضــر مــواد مجلــة "الســائح" وكان يجــب ان‬ ‫الشــباب واالمــل المفقــود ‪:‬‬ ‫نختــار مــن مذكراتــه مــا هــو قابــل للنشــر‪.‬‬ ‫يا من دعاني اليك الحب ال تسلي‬ ‫تلــك هــي جماعــات البشــر تســير فــي معــارج الرقــي‬ ‫ ‬ ‫عن حال قلب به النيران تكوينا والعمــران حتــى لقــد خيــل الــي ان االنســان قــد‬ ‫ماذا اقول ‪ ،‬وفي كانون فرحتنا‬ ‫ابتــدع طبيعــة ثانيــة يريــد ان يضاهــي بصنعهــا الخالــق‬ ‫وميالد لفادينـا العجيــب الــذي ك ـوّن الطبيعــة واالنســان معً ــا ‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫ ‬ ‫رأس لعـــــــــــام ٍ‬ ‫ولكــن ازاء هــذا الترقــي نــرى التأخــر فــي زمــن اكتشــف‬ ‫دمت الجميلة ما دامت لنا حقب‬ ‫بالسعد بالمجد باالفراح تزهينا‪ .‬الكهربــاء ‪ ،‬يســير فــي ظــام الجهــل وائــا مــن ســعير‬ ‫ ‬ ‫االصــوات مــع تموجــات االثيــر ‪ ،‬بســعير البــاء مــع‬ ‫وبالعــودة الــى أول رائعــة نظمهــا ونحــن فــي صــرح تموجــات انانيتــه وكبريائــه ‪.‬‬ ‫مدرســة " الحكمــة" يــوم زارنــا الرئيــس الراحــل انــور هنــا صــادق وهنــاك منافــق ‪ ،‬هنــا د ّيـ ٌـن وهنــاك ملحــد‪،‬‬ ‫الســادات وكانــت مـ ًّـدا وطنيــا يعتــز بــه فــي ســللك انتمــى هنــا مــن يــرأف بالنملــة فــا يدوســها ‪ ،‬وهنــاك مــن‬ ‫يغتــال اخــوه االنســان دون ان يرتجــف لــه عضــو وال‬ ‫اليــه بعــد التخــرج ‪:‬‬ ‫يوبخــه ضميــر ‪.‬‬ ‫لنا الحضارة تأتينا ونطلعها‬ ‫اللهــمّ لــك الدنيــا بخيرهــا وشـرّها ‪ ،‬لــك الظلمــة والنــور ‪،‬‬ ‫ ‬ ‫وتلتقونا بدرب الفكر اخوانا لــك ال ِقمــة والهاويــة ‪.‬‬ ‫واالرز ما سير االفالك شارعة‬ ‫فاجعلنــي ان يقســم لــي مــن دنيــاك الخيــر واذا وقــع‬ ‫وال اقــام لمجــد العلــم علــي ال منــي الشــر ‪ ،‬فليكــن حبــا لــك وميــا اليك‪ .‬أهلني‬ ‫ ‬ ‫الســلك فــي النــور واذا شــملتني الظلمــة فاجعــل لقلبــي‬ ‫نــا‬ ‫بنيا‬ ‫عينــا تــراك مــن وراء الســجوف فــا تفســد مســالكي‬ ‫ّ‬ ‫اال وفي صدره حب يجود به‬ ‫وال تعثــر قدمــاي ‪ ،‬وقونــي البلــغ القمــة فاقتــرب‬ ‫ ‬ ‫لناشد الغيث امّا جاء ظمانا مــن عليائــك وابتعــد عــن مهــاوي الجهلــة والمنافقيــن‬ ‫بعــد القــاء القصيــدة ســلم علــى الرئيــس الــذي بــدت علــى والمجرميــن ‪.‬‬ ‫واذا وقعــت فــي الهاويــة فليكــن ذلــك يــا اهلل مرقــاة‬ ‫وجهــه مســحة تقديــر وادهاش‪.‬‬ ‫لقــد صــدق مقــدم الكتــاب الســفير فــؤاد التــرك بقولــه ‪ :‬لغيــري لعلهــم بســقوطي يعتبــرون فيصعــدون الــى‬ ‫هــذا الكوميســير ‪ "،‬أديــب مــن عقيــق " شــاعرا وانســانا حيــث يدركــون مجــدك ويســحرون بعظمتــك‪.‬‬ ‫ولبنانيــا بامتيــاز ‪.‬‬ ‫ذلــك مــا التمســه منــك يــا اقــوى االقويــاء واعظــم‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫‪ 19‬ايار ‪ 2014‬ـ جريدة االنوار العظمــاء‪.‬‬ ‫الكوميسير اديب العقيقي‬ ‫لويس الحايك ‬


‫تحليل وتنخيل‬

‫النظارة السوداء‬

‫مرحبـ ًـا بالعقــول الراقيــة علــى صفحــات دفتــري‬ ‫ ‬ ‫وبيــن أحبــار قلمــي وســطوري ومعانــي كلماتــي ‪ ،‬الناظــر‬ ‫إلــى عنــوان مقالــي يثــور إلــى عقلــه أنهــا النســخة الثانيــة‬ ‫مــن روايــة الكاتــب والروائــي المصــري أنيــس منصــور‬ ‫الــذي ســطر بأناملــه ملحمــة قصتــه التــي تحمــل ذات‬ ‫العنــوان تصــارع فيهــا مــع مفرداتــه ليبــرز للقــراء قصــة‬ ‫الفتــاة الثريــة التــي ترتــدي دائمـ ًـا نظــارة ســوداء وكأنهــا‬ ‫ترغــب فــي إخفــاء آالمهــا وصراعهــا النفســي‪.‬‬ ‫بينمــا اليــوم نحــن علــى موعــد مــع أســطورة النظــارة‬ ‫الســوداء إحــدى الفتيــات التــي ترعرعــت علــى أرض‬ ‫العــرب وتحــت حــرارة شمســها التــي تصــدر منهــا أشــعة‬ ‫‪ 64‬الــدفء ولــون الذهــب‪ ،‬فتــاة تمــردت علــى كل مــا هــو‬ ‫تقليــدي ولهــا مذاقهــا الخــاص فــي تنــاول الموضوعــات‬ ‫فتركــت كل نقـ ٍـد هــدام وانصرفــت نحــو طريــق نجاحهــا‬ ‫لتحقــق فــي القــرن المعاصــر أفضــل نجاحــات عرفتهــا‬ ‫األيــام رغبــة منهــا فــي حفــر اســمها علــى جــدار الزمــان‬ ‫مهمــا كانــت الصعــاب ‪.‬‬ ‫غيــر مكترثــة بســهام األلســنة التــي تختــرق القلــوب‬ ‫والمشــاعر قبــل األجســاد وأصبحــت مــن أقــوى‬ ‫الشــخصيات فــي محيطهــا ‪ ،‬بــل تخطــت حــدوده‬ ‫ووصلــت إلــى العالميــة اإلنســانية وتبنــت كل فكــر يقــدر‬

‫معنــى اإلنســانية وحقــوق اإلنســان فــي الحيــاة ‪ ،‬وتعــدد‬ ‫جهادهــا فــي مجــاالت كثيــرة وجعلــت مــن نفســها درعـ ًـا واقيـ ًـا‬ ‫لحقــوق النــاس ودرســت فــي كثيـ ٍـر مــن علــوم األرض ‪ ،‬لتتــوج‬ ‫ملحمــة حياتهــا بأســمى معانــي اإلنســانية مراعــاة لحقــوق‬ ‫النــاس ‪.‬‬ ‫وعلــى عكــس مــا يتوقــع أصحــاب النفوس المريضــة في عصرنا‬ ‫الحديــث أن ارتــداء النظــارة الســوداء للنســاء هــو قمــة المجون‬ ‫‪ ،‬فالنظــارة الســوداء أو الســواد بوجــه خــاص لــون يعبــر عــن‬ ‫التســتر فقديمـ ًـا وحديثـ ًـا الســواد رداء تتســتر بــه النســاء ‪ ،‬كمــا‬ ‫أن الليــل يتوشــح بالســواد أيضـ ًـا ليســتر كل مــا هــو جميــل أو‬ ‫قبيــح ‪ ،‬يســتر كل فعــل طيــب للخيريــن ‪ ،‬ويســتر كل عيــب‬ ‫وجريمــة يرتكبهــا القبيحيــن فهــو لــون التســتر ‪ ،‬حتــى بواطــن‬ ‫البحــار والمحيطــات أثبــت العلــم أنهــا ســوداء مظلمــة لتخفــي‬ ‫فــي باطنهــا كل ثميــن ‪ ،‬فــا يطفــو علــى الســطح إال الجيــف ‪.‬‬ ‫وأخيـ ًـرا ‪ :‬ليــس كل ســواد يســتر قبحـ ًـا فبطلــة قصتنــا تختفــي‬ ‫تحــت عدســات ســوادها أرقــى عيــون تلــك التــي تنظــر مناصــرة‬ ‫لإلنســانية ببصيــرة مســتقاة مــن خالقهــا الــذي بــث بداخلهــا‬ ‫حــب الحــق ونصرتــه ومراعــاة اإلنســانية وتبنيهــا فأخلصــوا‬ ‫النوايــا وال تطلقــوا ســهام ألســنتكم وتصرعــوا بهــا قلــوب‬ ‫اإلنســانية فتلــك هــي النظــارة الســوداء أو بمعنــى أدق صاحبــة‬ ‫النظــارة الســوداء ‪.‬‬ ‫د‪ .‬سمر الشامسي‬


‫حاشـا ‪ ،‬اعذرينـي أيتهـا القديسـة مريـم‪ .‬هـذا مـا يتفـوّه‬ ‫بـه بعـض مـن يدعـون اإلنفتـاح فـي بلـدي ‪ ...‬يقولـون‪:‬‬ ‫الحجـاب تخلـف و المحجبـات متخلفات ! و يتناسـون‬ ‫أنـك أنـت‪ ،‬أم المسـيح‪ ،‬أول مـن كرسـت الحجـاب مبـدأ‬ ‫للعفـة و الطهـاره‪ ،‬و ليـس منبـرا للتخلـف‪ .‬فإلـى متـى‬ ‫سـيبقى هـذا الجهـل يلـف عقـول بعـض المتفلسـفين؟‬ ‫إلـى متـى سـتبقى المحجبـة بنظـر البعـض متخلفـه ‪،‬‬ ‫و الغيـر محجبـة بنظـر البعـض اآلخـر مرتـده ؟ أمـا آن‬ ‫األوان لكـي نخلـع حجـاب الظلمـة و الجهـل عـن أرواحنا‬ ‫المريضـه؟‬ ‫إلـى مـن ّ‬ ‫يدعـون أن الحجـاب هـو تخلـف‪ ،‬فأنا أسـألهم؟‬ ‫مـا هـو التقـدم و التحـرر بنظركـم؟ هـل التعـري هـو مـا‬ ‫يجعـل المـرء أكثـر تحـررا و تقدمـا؟ فـإن كان كذلـك‪،‬‬ ‫فـإن الحيوانـات هـم أكثـر المخلوقـات تقدمـا‪ ،‬إذ أنهـم‬ ‫ال يرتـدون أيـة مالبـس‪ .‬و إلـى الذيـن يدعـون أن عـدم‬ ‫الحجـاب هـو كفـر أو ارتـداد عـن الديـن‪ ،‬فمـن نصبكـم‬ ‫أوليـاء هلل علـى األرض؟‬ ‫علينـا جميعـا أن نعلـم أنـه هنـاك رب واحـد فـي السـماء‪،‬‬ ‫و ال يحـق ألي أحـد أن يتهـم أحـدا بالتخلـف أو الكفر أو‬ ‫اإلرتداد ألن اهلل هو من يحاسـب الجميع و هو يعلم ما‬ ‫فـي األنفـس و مـا "تخفـي الصـدور" ‪ .‬أمـا مشـكلتنا فهـي‬ ‫أننـا ال نعـي أنـه هنـاك رب واحـد فـي السـماء‪ ،‬و ال يحـق‬ ‫لنـا أن يدعـي أي منـا األلوهيـة علـى األرض‬ ‫فيُك ّفر و يحاسب و يحكم على البشر‪.‬‬ ‫يكثر الجدل في لبنان بشكل خاص حول عدم توظيف‬ ‫المحجبـات فـي بعـض اماكـن العمل أو المستشـفيات او‬ ‫المقاهـي ‪ ،‬فمـا هـو الجـرم الـذي اقترفنـه ليُمنعـن مـن‬ ‫العمـل ؟ إن اإلنسـانية‪ ،‬التـي هـي أسـاس كل األديـان‪،‬‬

‫تدعونـا جميعـا إلـى عـدم التحيـز أو النظـر إلـى اآلخـر مـن‬ ‫منظار الشـكل فقط و تناسـي المضمون‪ ،‬و هذا ما يميزنا‬ ‫عـن غيرنـا مـن المخلوقـات‪ .‬فهـل سـنختار أن نكـون‬ ‫"إنسانا" أم "مخلوقا"؟‬ ‫أختتم بقولي‪ ،‬أن ال يهم إن اختارت الفتاة أن تحجب‬ ‫شـعرها أو جسـدها عـن اآلخريـن‪ ،‬أو أن ال تتحجـب‬ ‫أصلا‪ ،‬فهـذا قـرار شـخصي؛ مـا يهـم هـو أن نخلـع جميعـا‬ ‫ُح ُجـب الظلام و الجهـل عـن نفوسـنا و أرواحنـا لنرقـى‬ ‫إلـى رتبـة إنسـان‪ .‬فلنتذكـر أن مـا يجمعنـا هـو اإلنسـانية‬ ‫و األخلاق‪.‬‬ ‫فاطمة عارف مشيك "أم مريم"‬

‫وجهة نظر‬

‫"الحجاب تخلف"!‬ ‫‪ ...‬فهل العذراء (ع) متخلفه؟‬


‫شــعر‬

‫أألرض ‪ -‬ال َب َر َكة ‪.‬‬ ‫وم َضوا‬ ‫ُهم ! ُ‬ ‫عاشوا لها َ‬ ‫ِضيا ُعنا ِارث ْ‬ ‫الوفا ‪ ..‬زيدوا على ال َّت ِرك َْه‬ ‫وص َ‬ ‫ون ‪ :‬كُونوا َ‬ ‫يُ ُ‬ ‫أ‬ ‫جوع ِالى‬ ‫تَعو ُد لل ِ‬ ‫رض ‪ ..‬يا ِط َ‬ ‫يب ُّ‬ ‫الر ِ‬ ‫ْــط ِف البــ َ َرك َْه‬ ‫تــرابها َ‬ ‫الخ ّيـ ِـ ِر ! ْاز َرع ْ واق ِ‬ ‫ِ‬

‫الب َّس ُام ! يا ف َ​َر ًحا‬ ‫يُغَ ِّر ُد َ‬ ‫الم ْو ِس ُم َ‬ ‫بالح َرك َْه ‪.‬‬ ‫يُ ِ‬ ‫الر َ‬ ‫الج ْس َم َ‬ ‫وح ‪ ..‬يَشفي ِ‬ ‫راق ُص ُّ‬

‫رميون شبلي‬

‫‪٢٠٢٠ – ٦ - ١٥‬‬ ‫فش ويَ ْمضي ‪..‬‬ ‫والر َ‬ ‫حم ُل ِ‬ ‫صب ٍح يَ ِ‬ ‫الم َ‬ ‫ك َُّل ْ‬ ‫عو َل َّ‬ ‫قلب ُه يَرق ُ​ُص ُح ًّبا ويُغَ ِّني ِغ ْبطَةً ‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫واب ‪:‬‬ ‫ِان تَ َسل ُه ‪َ ،‬‬ ‫فالج ْ‬ ‫راب !‬ ‫أرضي الف َّل ُح وال ّزار ُع‪ ،‬والما ُء َ‬ ‫وخ ْيرات ُ ال ُّت ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫قل ُله ‪ :‬في الغَ ِد أرضي ‪.‬‬ ‫‪٢٠٢٠ - ٦ - ١٨‬‬ ‫أ‬ ‫رض‬ ‫صر ُف ُ‬ ‫الع ْم َر في ُمغا َز َل ِة ال ِ‬ ‫يَ ِ‬ ‫ْ‬ ‫هاب ‪:‬‬ ‫ ‬ ‫يُغَ ِّني ُ‬ ‫وقلب ُه في ال ِت ِ‬ ‫راب ترابي‬ ‫ ‬ ‫هذه داري ‪ ،‬وال ُّت ُ‬ ‫والوفا ُء كتابي‬ ‫ ‬ ‫ِا ُ‬ ‫رث أجدادي‪َ ..‬‬ ‫َ‬ ‫بين ‪ ..‬وأجني‬ ‫أَ ِ‬ ‫عص ُر َّ‬ ‫الزنْ َد َ‬ ‫والج َ‬ ‫رات ‪ِ ..‬زد ْيا ترابي‬ ‫ ‬ ‫بات َ‬ ‫الخ ْي ِ‬ ‫َط ِّي ِ‬ ‫!‬

‫‪66‬‬

‫‪٢٠٢٠ - ٦ - ٢٠‬‬

‫جـرف َْه‬ ‫عو َل ِ‬ ‫حم ِل ِ‬ ‫ِا ِ‬ ‫الم َ‬ ‫والم َ‬ ‫أ‬ ‫َــه‬ ‫ ‬ ‫واقْر ِأ ال َ‬ ‫عرف ْ‬ ‫رض ا ْك َت ِس ْب َم ِ‬ ‫وز ْد ُه َم ًدى ؛‬ ‫َج ِّر ِح ال ُّت َ‬ ‫ــرب ِ‬ ‫ْ‬ ‫أنت وكُــن ْ شــ َ َرف َْه !‬ ‫ ‬ ‫َفل َيــكُن ْ َ‬ ‫ــه ‪ ..‬ابْ َتسـ َ َمت ْ‬ ‫ُك َّلمـا أَ ْو َجع َت ُ‬ ‫البيضــا ُء ُم ْنك َِشــف َْه ‪.‬‬ ‫يَ ُ‬ ‫ــد ُه َ‬

‫‪٢٠٢٠ - ٦ - ٢٩‬‬

‫َ‬ ‫غم ُر ُه‬ ‫قال ِ‬ ‫والغبطةُ تَ ُ‬ ‫هاد ‪:‬‬ ‫الج ِ‬ ‫طر ِ‬ ‫وعلى َكف َّْي ِه ِع ُ‬ ‫الباطون " أُ ِبد ُل ُه‬ ‫أق َل ُع "‬ ‫َ‬ ‫داد‬ ‫ ‬ ‫بالو ِ‬ ‫ٍ‬ ‫عابق ِ‬ ‫بتراب ٍ‬ ‫تالت " أَغنى بها ‪،‬‬ ‫زر ُع " َّ‬ ‫الش ِ‬ ‫أَ َ‬ ‫لحصاد !‬ ‫ضر َة ‪ ..‬يا َل‬ ‫ ‬ ‫قط ُف ُ‬ ‫ِ‬ ‫أَ ِ‬ ‫الخ َ‬ ‫وها‬ ‫شبر ‪َ ،‬‬ ‫قلت ‪ِ :‬ش ْب ٌر بَ َ‬ ‫ُ‬ ‫عد ٍ‬ ‫رع يَ ُع ُّم بالدي ‪.‬‬ ‫ ‬ ‫َش َب ُع ال َّز ِ‬ ‫‪٢٠٢٠ - ٧ - ١‬‬ ‫بيع ْه‬ ‫ُخذْ ني ِالى ال َّط َ‬ ‫ ِالى رؤً ى َو ِس َيع ْه‬ ‫حريَّ ٍة‬ ‫ِالى َمدى ِّ‬ ‫وديع ْه ‪..‬‬ ‫َ‬ ‫دأة َ‬ ‫وه ٍ‬ ‫أَ ْسكَ ُر من هوائها ‪،‬‬ ‫الرضو َع ْه‬ ‫ من ِ‬ ‫عينها َّ‬ ‫ترابها ‪،‬‬ ‫ِومن َشذا ِ‬ ‫ ‬ ‫جيع ْه ‪..‬‬ ‫ِمن َش ْم ِسها ال َّن َ‬ ‫ِّ‬ ‫وأَنحني ُم َصل ًيا ‪:‬‬ ‫َجيع ْه ‪.‬‬ ‫ َف ْل َت ْن َت ِه الف َ‬ ‫‪٢٠٢٠ - ٧ - ٢‬‬


‫شــعر‬

‫من رباعيـاتــي‬ ‫لزمــن آخــر‬ ‫إسقني‬ ‫إسقني دمعي يـا إلهي فـإني‬ ‫بدموعي شربت س ًّرا مباحا‬ ‫روح َ‬ ‫ـك منـي‬ ‫سل ْب َ‬ ‫ت َ‬ ‫وبروحـي َ‬ ‫فت جراحا‬ ‫وعلى‬ ‫الدرب قد نُ ِز ُ‬ ‫ِ‬ ‫أسك َرتني بقدسهــا واحتوتنـي‬ ‫رت قلبي لحظة فاستراحاَ‬ ‫هج ْ‬ ‫ّ‬

‫لويس احلـــايك‬

‫فاشتياقي َ‬ ‫ً‬ ‫انخطافا‬ ‫اليك كان‬ ‫بالراح كـان َفالحـا‬ ‫وانعتــاقي‬ ‫ِ‬

‫أط ّلت صدفة‬

‫مزاج الدنيا‬

‫ً‬ ‫صدفة ووجدت نفسي‬ ‫أط ّلت‬ ‫جس‬ ‫تم ّتع‬ ‫ِ‬ ‫بالغواية دون ِر ِ‬

‫بالمبـاح‬ ‫تبادلني اإلثار َة‬ ‫ِ‬ ‫للرياح‬ ‫وفي نفسي جنوح‬ ‫ِ‬

‫آن تو ّلــى‬ ‫فـال ٌ‬ ‫ندم علــى ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫وامـس‬ ‫آت‬ ‫وال‬ ‫أسـف علــى ٍ‬ ‫ِ‬

‫إلبحـا ٍر بأحـالم السكـــارى‬ ‫ارتيـــــاح‬ ‫هيم بال‬ ‫ألشواق تَ ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬

‫تماهت غادتي ولظى جراحي‬ ‫صحراء نفسي‬ ‫بلحظ فارتوت‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬

‫فجسمي العاب ُر المسعو ُر لي ً‬ ‫ال‬ ‫الصبــاح‬ ‫ــه الفــالح مع‬ ‫يؤ ِّنـ ُب ُ‬ ‫ِ‬

‫مواجــ ًا هـمـيـمــ ًا‬ ‫بغيث جـاد ّ‬ ‫ٍ‬ ‫همس‬ ‫وطيب‬ ‫وصب باللهاث‬ ‫ٍّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬

‫ُ‬ ‫ويجهل ان للدنيــا ِمزاجــ ًا‬ ‫بالمـزاح‬ ‫المظ َّن َة‬ ‫يقاسمها ِ‬ ‫ِ‬


‫شــعر‬

‫صباح النور يا ست الدنيا يا بريوت‬ ‫علي بكري‬

‫بيروت‪ ////‬يا عطر الورود‬ ‫ودرة‪ ///////‬الشرق الفريد‬ ‫و"ست دنيانا" ‪ //////‬التي‬ ‫عبقت‪ ////‬بأبيات القصيد‬

‫ذبحوك ‪////‬ساسة موطني‬ ‫واغتالوا‪ ///‬مرفأك الوحيد‬ ‫نهبوا دراهم ‪ ////////‬أهلنا‬ ‫واستعذبوا العيش السعيد‬

‫رباه ‪ //////‬بدد‪ ///‬شملهم‬ ‫خذهم ‪ ////‬إلى البر البعيد‬ ‫واقطع إلهي ‪ //////‬نسلهم‬ ‫وأرحنا من "داء" ‪ //‬جديد !!‬

‫************************‬

‫انشاهلل عليهن‪ //‬ما تنعاد‬ ‫كل‪ ////‬رجال " المعالي "‬ ‫وما يجيبو ‪/‬بدالت جداد‬ ‫وما يضلو ‪ //////‬بالعاللي‬ ‫وينحرمو‪ ////‬نعمة الوالد‬ ‫ويصيرو‪ ////‬بأسوأ حالي‬ ‫سرقونا‪ ///‬ونهبو ‪//‬البالد‬ ‫وأخدو ‪///‬مالي ورسمالي‬

‫وكهربتي‪ //‬تقنينا ‪ ///‬زاد‬ ‫بكتب والشمعة ‪ ///‬قبالي‬ ‫ومي مقطوعة ع األجواد‬ ‫شوارع ملياني ‪ ///‬زبالي‬ ‫وجن األخضر‪ /‬ظلمو زاد‬ ‫كل شي‪ //‬بالماركت غالي‬ ‫والكورونا جنونا ‪ ////‬عاد‬ ‫يومية‪ " ////‬دوزا " عالي‬

‫وغابت‪ /‬من بيتي األعياد‬ ‫قاعد إحكي مع ‪ ///‬حالي‬ ‫""زلزلها"" يا أهلل ‪ ////‬بالد‬ ‫عن يميني ‪ ///‬وع شمالي‬ ‫وخدني ‪//‬صوب بالد بعاد‬ ‫حتى متل " العالم " عيش‬ ‫وربي‪ " //‬بالضو "‪ /‬عيالي‬

‫************************‬

‫صباح الثورة ‪//‬‬ ‫لكل ظالم نهاية‬ ‫‪ 68‬الشعب اللبناني‪ ////‬موجوع‬ ‫من وزراؤو ‪ ////////‬ونوابو‬ ‫صار يعاني‪ /////‬فقر وجوع‬ ‫وفضيو من ‪///‬العملة جيابو‬ ‫يومية ع خدودو ‪ ////‬دموع‬ ‫وشعراتو براسو ‪ //////‬شابو‬ ‫من حسابو‪ //‬يسحب ممنوع‬ ‫"الحرامية" سرقو ‪///‬حسابو‬

‫ورجع بدارو ‪/‬يضوي شموع‬ ‫عيونو من‪ //‬العتمي‪ ///‬دابو‬ ‫وقسطل مياتو ‪ ////‬مقطوع‬ ‫للمي‪ /////‬اشتاق ‪ ////‬ترابو‬ ‫وسعر الدوالر نط ‪ ///‬طلوع‬ ‫يلعن أهلو‪ ////////‬وصحابو‬ ‫والماركت ‪ ///‬ناطر ع الكوع‬ ‫مكشر ‪ ///‬عن كل ‪ ////‬نيابو‬ ‫وحتى ما يطول ‪ /‬الموضوع‬ ‫ونزهق من طول ‪ /////‬كتابو‬

‫الشعب اللبناني ‪ ///‬الموجوع‬ ‫الواجب‪ ///‬يعلن ‪ ///‬إضرابو‬ ‫صوب بيوتن ‪ //‬روحو جموع‬ ‫والظالم ‪ ////‬هدو ‪ ////‬عتابو‬ ‫الحاكم راجع ‪ ////‬فينا رجوع‬ ‫صرنا ‪ ///‬نتمنى‪ ///////‬غيابو‬ ‫ونسبو ‪ ///‬برأيي ‪ ///‬مشروع‬ ‫إختو ‪ ///‬وإخت ‪ //‬اللي جابو‬


‫شــعر‬

‫هدى اخلوري‬ ‫أناشيد الصباح‬ ‫َ‬ ‫صوتك ينثال في مسمعي‬ ‫خمر‬ ‫من دنّ قلبك الفائض‬ ‫بالصفاء‪،‬‬ ‫برهيف النبض‪،‬‬ ‫بمع ّتق النقاء‪.‬‬

‫له أن ُيطفئ القلوب ‪،‬‬ ‫أن َ‬ ‫يقتل هللا‬

‫المليـارات فـي‬ ‫ويجرجـر‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫جنازتـه ‪.‬‬

‫ولي أن أولدَ أبد ًا‬ ‫تفاحة منسية‬ ‫في فيء‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫رض‬ ‫ال ِ‬ ‫وأطوف في أ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫الزاحف‬ ‫الزمن‬ ‫قلبـي‬ ‫َ‬ ‫ململمة في َ‬ ‫مخمل صوتك يدور في فضائه إلى الماضي‬ ‫كثيفة ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫يرسم وجهي خطوط نسيم‬ ‫غابات ٍ‬ ‫صور ٍ‬ ‫طيورها‬ ‫تهجرها‬ ‫تسكن بها الرياح‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫لواقع الحال‪.‬‬ ‫يقطر شهده عسل بهاء‪.‬‬ ‫تتركها ِ‬ ‫ُ‬ ‫مة‬ ‫العيـدان‬ ‫أحمل شـظايا‬ ‫ّ‬ ‫المفح ِ‬ ‫ِ‬ ‫أقالما‬ ‫ً‬ ‫يومـض وجـده شـهابا رشـيق‬ ‫البـوح‪،‬‬ ‫أرسم بها الواقع ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫شجي نثاره طيف غياب‪،‬‬ ‫ً‬ ‫يذ ّر ّ‬ ‫مشنقة‬ ‫الفحم‬ ‫وينعقد‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫وتر ّنم في جوقه العصافير‬ ‫إغراء لرأسي ‪،‬‬ ‫تتلوى ً‬ ‫اناشيد الصباح‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ويفصل بيننا الزمان‪،‬‬ ‫ٌّ‬ ‫كل‬ ‫ُّ‬ ‫يخطه‬ ‫بيـننا‬ ‫بنبضه ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫يتل أل‬ ‫طيف‬ ‫ِ‬ ‫الجاللة أ‬ ‫الغابات‬ ‫زغ ًبا من‬ ‫ِ‬ ‫بني سماء وسماء‬ ‫الودية‪.‬‬ ‫في ثنايا أ‬ ‫يومها ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫نوار ّنوارا‪.‬‬ ‫القلب ُ‬ ‫ُ‬ ‫ال ِ‬ ‫يسبح في أ‬ ‫رقصا ً‬ ‫خفيفا ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ارتفعت ً‬ ‫يتصارع في ظلماته‪،‬‬ ‫للعالم أن‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫غيما ً‬ ‫رقيقا ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫تناثرت ً‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫أقداره ‪،‬‬ ‫كآبة‬ ‫يخط‬ ‫له أن‬ ‫ِ‬ ‫استمطرتني يداك ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫يحرق الغابات‬ ‫له أن‬ ‫ٌ‬ ‫منتهى ‪،‬‬ ‫بال‬ ‫سيل‬ ‫وكان‬ ‫ً‬ ‫و ُي َ‬ ‫بلهبها ذا َته ‪.‬‬ ‫غرق ِ‬ ‫سماء وسماء ‪.‬‬ ‫بين ٍ‬

‫ّ‬ ‫أرق العيون‬ ‫ٌ‬ ‫حزينة ‪،‬‬ ‫الدمع‬ ‫بحيرات‬ ‫تجمع‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫سدود الصمت‬ ‫خلف‬ ‫ِ‬ ‫وإيهام الجفاف ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ترقب في وجهي‬ ‫ُ‬ ‫مراياها ‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫شفافة ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫النـزف‬ ‫عتبة‬ ‫ترسل عندَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫التماعات ابتهالها ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫إشراقات‬ ‫تصغي إلى‬ ‫ِ‬ ‫وجهي يس ّب ُح الحياة‪.‬‬ ‫تطلقني‬ ‫أضمها‬ ‫ّ‬ ‫أود لو ُّ‬ ‫أتو ُج بها كلماتي‪،‬‬ ‫لو ِّ‬ ‫ُ‬ ‫تصوغ زمني‪،‬‬ ‫وتمضي‪،‬‬ ‫تبتكر َ‬ ‫آفاق حياتي ‪.‬‬ ‫ُ‬


‫رياضة‬ ‫‪70‬‬

‫طــالل العـرب‬

‫التايكواندو فلسفة‬ ‫حياة‪ ...‬وجناح‬ ‫ينتمـي طلال العـرب الـى الجيـل الذهبـي لرياضـة‬ ‫التايكوانـدو اللبنانيـة التـي توشـحت بميداليـات مـن‬ ‫ً‬ ‫معادن مختلفة في استحقاقات بارزة ً‬ ‫وآسيويا في‬ ‫عربيا‬ ‫التسـعينات مـن القـرن الماضـي وبدايـة األلفيـة الثالثـة‪.‬‬ ‫وهـو ينقـل اليـوم الى تالميذه فـي اللعبة واللياقة البدنية‬ ‫روحيـة المقاتـل الملـيء باالندفـاع لرياضتـه المحببـة‬ ‫واالرتقـاء بأهدافهـا األصليـة التـي تصنـع االنسـان القـادر‬ ‫علـى اسـتخراج طاقـة النجـاح فـي كل المجـاالت‪ ،‬وبلورة‬ ‫الذهنيـة المصفـاة مـن الشـر لحسـاب السلام الداخلـي‬ ‫وحـب التفـوق واثبـات الـذات‪ ،‬والتعالي على اي طاقات‬ ‫سـلبية قد تعرقل مسـيرة التقدم‪ ،‬والتغلب على الصعاب‬ ‫مهمـا كان حجمهـا‪.‬‬ ‫مـع بدايـة مشـواره فـي عالـم التايكوانـدو‪ ،‬والـذي شـهد‬ ‫احتـكاره لقـب بطـل لبنـان لـوزن ‪ 58 - 54‬كيلوغـرام‬ ‫بيـن عامـي ‪ 1989‬و‪ ،2000‬وتتويجـه بميداليـات عـدة‬ ‫فـي اسـتحقاقات خارجيـة اهمهـا ذهبيـة دورة األلعـاب‬ ‫العربيـة عـام ‪ ،1997‬زاول العـرب اللعبـة كأسـلوب حيـاة‪،‬‬ ‫وتلمـس احسـاس المقاتـل المميـز مـن خلال توجيهـات‬ ‫مدربـه فـي نـادي النسـر األسـود‪ ،‬اآلن نجـم‪.‬‬ ‫وقـال العـرب‪" :‬فـي التماريـن بلـغ االلتـزام حـده األقصـى‬ ‫وكذلـك المجهـود المبـذول ألن متطلبـات التفـوق كانـت‬ ‫كبيـرة‪ ،‬إذ كان المطلـوب توظيـف كل قـدرات الجسـم‬ ‫إلمتلاك طاقـات تسـديد قبضـات وركالت قويـة ً‬ ‫جـدا‬ ‫لمجـاراة الخصـوم بحسـب نظـام النقـاط المحتسـبة‬ ‫ً‬ ‫اسـتنادا الـى موقعهـا علـى الـرأس او فـي األسـفل‪ ،‬وهو ما‬ ‫ال نـراه اليـوم فـي ظـل تطبيق نظام نقاط اسـتبدل القوة‬ ‫بمجـرد اللمـس"‪.‬‬ ‫وتابـع‪" :‬لـم يكـن أسـلوب اللعب الخشـونة الزائدة‪ ،‬فمبدأ‬ ‫التايكوانـدو األول هـو تجنـب إحـداث أذى كبيـر‪ ،‬حتـى‬ ‫لـو امتلـك ممارسـها قـدرة فعـل ذلـك‪ .‬والمدربـون اهتمـوا‬

‫ً‬ ‫جـدا بصقـل مواهـب تسـيطر على النزعـات الى االنفالت‬ ‫فـي القتـال لتحقيـق الرقـي النفسـي فـي األداء والحضـور‬ ‫الرياضـي المميـز‪ .‬لكـن علـى بسـاط المباريـات تطلـب‬ ‫الفـوز اسـتراتيجية غيـر عاديـة تتعامـل مـع ضـرورة أخـذ‬ ‫الالعـب ‪ 5‬قـرارات فـي الثانيـة الواحـدة‪ ،‬والتمتـع بـرد‬ ‫فعـل ينفلـت مـن اي اطـار للتفكيـر‪ ،‬وهـو مـا يأتـي عبـر‬ ‫التدريـب الكثيـف"‪.‬‬ ‫وألن عـدد المباريـات المحليـة المتاحـة س ً‬ ‫ـنويا لألبطـال‬ ‫المحلييـن كانـت قليلـة‪ ،‬تعـززت اهميـة تدريبهـم باعتماد‬ ‫ايقـاع تحضيـرات الجيـوش علـى صعيـد االلتـزام‪ .‬ووضع‬ ‫المدربـون خطـط التطويـر بحكمـة كبيـرة واسـتراتيجية‬ ‫تعتمـد خيـارات متعـددة للتميـز‪.‬‬ ‫ولفـت العـرب الـى ان المدربين "نفذوا حينها ً‬ ‫ايضا مهمة‬ ‫شـاقة ج ً‬ ‫ـدا تتمثـل فـي حمايـة ثقـة الرياضييـن بنفسـهم‪،‬‬ ‫واعطـوا دروس ًـا كبيـرة فـي جعـل الفشـل أداة للنجـاح‪،‬‬


‫رياضة‬

‫فكانـوا يُعيـدون شـحن قـدرات الالعبيـن المهزوميـن‬ ‫بسـرعة‪ ،‬واقناعهـم بـأن كبـوات عروضهـم ليسـت الحكـم‬ ‫النهائـي لمواهبهـم وانجازاتهـم المسـتقبلية‪ .‬وهكـذا‬ ‫تحققـت نتائـج بـارزة كثيـرة للبنـان فـي الخـارج‪ ،‬وبينهـا‬ ‫انتزاعـي ذهبيـة دورة األلعـاب العربيـة فـي ‪ ،1997‬وذهبية‬ ‫بطولـة جـدة المفتوحـة فـي العـام ذاتـه‪ ،‬وذهبيـة بطولـة‬ ‫قبـرص الدوليـة فـي ‪ ،1996‬اضافـة الـى برونزيـة بطولـة‬ ‫األهرامـات المفتوحـة عـام ‪ ،1995‬والتـي جمعت اصحاب‬ ‫ميداليـة عالميـة واوروبيـة مـن كوريـا الجنوبيـة وتايـوان‬ ‫والدنمـارك ومصـر‪.‬‬ ‫وتابـع‪" :‬تحولـت هـذه النتائـج الـى رسـائل للحيـاة‬ ‫بالنسـبة لـي جعلتنـي ارفـض اي محاولـة إلضعـاف عزمي‬ ‫ً‬ ‫ناجحا‪ ،‬وأملك‬ ‫علـى التطـور‪ ،‬فأنـا كمقاتل ُخ ِلقت ألكـون‬ ‫ارادة صلبـة لرفـض وضـع المهـزوم‪ ،‬وكذلـك القـدرة علـى‬ ‫تغييـر الطريـق‪ ،‬فـي حيـن يبقـى الهـدف المنشـود مصـدر‬ ‫االندفـاع والتفـوق علـى الـذات"‪.‬‬ ‫واستشـهد العـرب بقـول نجـم الكونـغ فو العالمـي الراحل‬ ‫بروس لي إن "معرفة األشياء ال تكفي‪ ،‬إذ يجب وضعها‬ ‫فـي الممارسـة"‪ ،‬كشـعار لإلسـتمرار فـي العطـاء‪ ،‬وتقديـم‬ ‫األفضـل فـي كل مجـاالت الحيـاة‪ .‬كمـا اكـد رفضـه ربـط‬ ‫ً‬ ‫انطالقـا مـن مقولة‪" :‬انا‬ ‫االنجـازات بالحـظ‪ ،‬بـل بالعمـل‬ ‫اعمـل فـي وقـت نومـك‪ ،‬لـذا ال تصفني بأننـي محظوظ"‪.‬‬

‫ويعلـن العـرب والءه للمدرسـة القديمـة فـي التايكوانـدو‪،‬‬ ‫وتأييـده النظـام السـابق فـي احتسـاب نقـاط المباريـات‬ ‫"األكثـر قـدرة علـى جـذب الجماهيـر للعبـة واكسـابها‬ ‫االثـارة الكبيـرة فـي النـزاالت‪ ،‬فـي وقـت ال يُخفـى ان‬ ‫النظـام الحالـي وُ جـد لمراعاة متطلبات الممولين‪ ،‬وزيادة‬ ‫االشـتراكات وعـدد الممارسـين"‪.‬‬ ‫ويضيـف‪" :‬يجـب ان تعـود التايكوانـدو الـى كنف النظام‬ ‫القديـم‪ ،‬وتتباهـى بعناصـر قوتهـا التـي تخولهـا التفـوق‬ ‫علـى رياضـة فنـون القتـال المتنوعـة (‪ ،)MMA‬وهـو مـا‬ ‫تظهـره اشـرطة فيديـو كثيـرة علـى موقـع يوتيـوب"‪.‬‬ ‫يهـدف العـرب لتدريـب المنتخـب الوطنـي علـى اسـس‬ ‫و اسـاليب مختلفـة تمامـا و غيـر مألوفـة فـي حـال امنـه‬ ‫االتحـاد علـى هـذه المهمـة و ذلـك لرؤيتـه الفريـدة فـي‬ ‫طريقـة صنـع ابطـال يلمعـون علـى المسـتوى العالمـي‪.‬‬ ‫كمال حنا‬ ‫ ‬ ‫‪talal.l.arab‬‬ ‫‪talalelarabphotography‬‬ ‫‪+961 81 971 544‬‬


‫موسيقى‬

‫دراسة لألب الدكتور بديع احلاج‬ ‫مسرحية "أيام فخر الدين"‪:‬‬ ‫موسيقى الرحــــابنــة لبناء وطن مثا ّ‬ ‫يل‬

‫نقــرأ فــي مجلــة "هنــا بيــروت"‪ ،‬مجّ لــة اإلذاعــة اللبنان ّيــة‬ ‫فــي عــدد آب ‪ 1966‬صفحــة ‪" :29‬تســع ســنوات مضــت‬ ‫ولجنــة مهرجانــات بعلبــك الدوليّــة دائبــة فــي عملهــا‬ ‫المتواصــل لخدمــة لبنــان‪ .‬ومــع افتتــاح الســهرة األولــى‬ ‫التــي أحيتهــا كوكــب الشــرق الســيدة أم كلثــوم دخلــت‬ ‫المهرجانــات ربيعهــا العاشــر"‪.‬‬

‫‪72‬‬

‫وقالــت الســيدة ســلوى الســعيد‪ ،‬رئيســة لجنــة الفــن‬ ‫الشــعبي التابعــة لمهرجانــات بعلبــك‪ّ :‬‬ ‫"قدمــت اللجنــة‬ ‫ليالــي لبنان ّيــة رائعــة إبتــداء من "موســم العز" الى "دواليب‬ ‫الهــوا"‪ ،‬ثــم رأت أنهــا لــم تقــدم العمــل الفنـ ّـي الخالــد‪ ،‬لــذا‬ ‫ارتــأت بعــد اجتماعــات اســتمرت ثالثــة اشــهر تقديــم‬ ‫تمثيل ّيــة غنائ ّيــة مســتوحاة مــن صميــم التاريــخ اللبنانــي‬ ‫القصة‬ ‫ومشــبعة بالواقعيــة التــي يطلبهــا الجمهــور‪ .‬فكانت ّ‬ ‫عــن حيــاة األميــر فخــر الديــن الثانــي الكبيــر‪ ،‬ونفذهــا‬ ‫األخويــن الرحبانــي ضمــن مشــروعهما الــذي يرتكــز علــى‬ ‫بنــاء وطــن مثالـ ّـي مــن خــال الفــنّ ‪ ،‬ليتجسّ ــد ويتح ّقــق‬ ‫شــي ًئا فشــي ًئا علــى أرض الواقــع‪ ،‬مــا يجعــل األغنيــة تبقــى‬ ‫وتســتم ّر وتحكــي التاريــخ مــن جيــل الــى جيــل بالكلمــة‬ ‫واللحــن‪.‬‬

‫اسم فخر الدين "يقترن" بصوت فيروز‬ ‫ومــع انطــاق مهرجــان بعلبــك ‪ ،1966‬كتــب أنســي الحــاج‬ ‫فــي ملحــق "النهــار"‪" :‬فــي أيــام فخــر الديــن‪ ،‬دخلــت‬ ‫فيــروز تاريــخ لبنــان دخــول النــور فــي الظــام‪ ،‬فشعشــعته‬ ‫وجعلتــه صحـ ً‬ ‫ـوا رائعـ ًـا‪ .‬مــا كان يمكــن فخــر الديــن أن‬ ‫ينــال تكريمـ ًـا أجمــل مــن هــذا الصــوت‪ ،‬مــا كان يمكــن‬ ‫تاريــخ لبنــان أن يســمع أجمــل مــن هــذا الصــوت‪ .‬بعــد‬ ‫اآلن ســيقترن اســم فخــر الديــن بصــوت فيــروز وســيكون‬ ‫مدينـ ًـا لــه‪ ،‬كمــا ســيكون مدينـ ًـا لفيــروز"‪.‬‬ ‫نســج األخــوان رحبانــي التفاصيــل بمشــاهد تصوّروهــا‬ ‫وتخيّلوهــا‪ ،‬ولكــن بموضوع ّيــة وبوحــي مــن المجتمــع‬ ‫اللبنانــي الــذي حافــظ علــى عاداتــه وتقاليــده عبــر التاريــخ‬ ‫حتــى وصــل اليهــم بعــد ‪ 350‬ســنة تقري ًبــا‪.‬‬ ‫مســرحيّة "أيــام فخــر الديــن" عرضــت منــذ أكثــر مــن ‪55‬‬ ‫ســنة ال تــزال باقيــة فــي وجــدان اللبنانييــن‪ .‬نســتمع إليها‬ ‫ونخالنــا مــع األميــر الكبيــر نعايشــه فــي ّ‬ ‫أدق تفاصيــل‬ ‫حياتــه‪ .‬وقــد شـ ّـدد األخــوان رحبانــي علــى أميــر ه ّمــه ال‬ ‫الحــرب وال الظلــم وال الطمــع‪ ،‬بــل شــغفه للفــنّ وح ّبــه‬


‫موسيقى‬

‫لإلعمــار ومــا الحــرب ســوى دفــاع عــن الوطــن وكرامــة‬ ‫شــعبه‪.‬‬ ‫فــي دراســة أعدهــا عــن التعبيــر الموســيقي فــي مســرح‬ ‫األخويــن رحبانــي‪ ،‬اســتعرض األب الدكتــور بديــع الحــاج‬ ‫ميــزات اللحــن الرحبانــي فــي مســرحية "أيــام فخــر‬ ‫الديــن"‪ ،‬وكتــب‪:‬‬ ‫تبــدأ المســرحية بمشــهد اســتقبال األميــر فخــر الديــن‬ ‫العائــد مــن توســكانا بعــد نفــي خمــس ســنين‪ ،‬ويتضمــن‬ ‫‪ ١٥‬دقيقــة مــن الموســيقى فيهــا النفــس الغربــي‪ ،‬موســيقى‬ ‫شــرقيّة‪ ،‬دبكــة‪ ،‬غنــاء لفيــروز منفــردة‪ ،‬غنــاء الكــورس‬ ‫وتمايــز الصــوت النســائي عــن الصــوت الرجالــي بحــوار‬ ‫جميــل متجانــس‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ويغنــي الشــعب لحنــا موزعــا بوليفون ًّيــا ويؤديــه الشــعب‬ ‫بفخــر وق ـوّة للتعبيــر عــن الفــرح وااللتــزام بمشــروع بنــاء‬ ‫الوطــن‪ ،‬فيمــا تــؤدّي فيــروز ً‬ ‫نوعــا مــن الغنــاء يســمّى‬ ‫ً‬ ‫أصــا للرجــال‪ ،‬ويقــال بعــد‬ ‫المخصــص‬ ‫بالحوربــة‬ ‫ّ‬ ‫االنتصــار فــي الحــروب‪ ،‬واالســتقباالت الشــعبيّة للزعمــاء‬ ‫وكبــار القــوم‪.‬‬ ‫ثــم تبــدأ ســهرة الفــرح والعيــد الشــعبيّة القرو ّيــة لإلحتفــاء‬ ‫بعــودة األميــر‪ ،‬وتتضمــن اغنيــات األنمــاط التراثيّــة‬ ‫ّ‬ ‫الموشــح البلــدي فــي الطليعــة‪،‬‬ ‫التقليديّــة الزجليّــة‪:‬‬ ‫غنــاء حــواري بيــن إيلــي شــويري وملحــم بــركات وفيــروز‬ ‫والردّيــدة (الجماعــة التــي تعيــد الالزمــة)‪ .‬و ُتســتكمَ ل‬ ‫الســهرة علــى أغنيــة "دبكــة لبنــان" التــي تنتهــي بهيصــة‬ ‫ووعــد "لعيونــك لعيونــك"‪.‬‬ ‫فــي الدقيقــة ‪ ،٢٤،٥٥‬يظهــر دور "عطــر الليــل" (فيــروز)‬ ‫ودور الموســيقى واألغنيــة‪ ،‬فيقــول لهــا فخــر الديــن‬ ‫ـت‬ ‫عندمــا ســألته "أنــا شــو بقــدر أعمــل؟"‪" ،‬أنــا الســيف وإنـ ِ‬ ‫الغ ّنيّــة"‪" ،‬أنــا بســيفي بحــرّر هالمناطــق وبح ّقــق لبنــان‬ ‫وانــت بالغنيّــة ّ‬ ‫بتخليلــو اســمو ّ‬ ‫يزهــر ويــن مــا كان‪...‬‬

‫ومتــى الــكل صــاروا يغ ّنــوه بيصيــروا يح ّبــوه ويريــدوه‬ ‫ويصيــر هـ ّ‬ ‫ـوي الغنيــة‪ .‬وإذا يــا عطــر الليــل صــار مــا صــار‬ ‫ّ‬ ‫وانكســر الســيف بتك ّمــل الغن ّيــة"‪.‬‬ ‫فــي الدقيقــة ‪ ،٢٤،٢٧‬تصــور جملــة موســيقى ذات أبعــاد‬ ‫كروماتيك ّيــة (‪ 3‬درجــات‪ ،‬نصــف درجــة بيــن الدرجــة‬ ‫واألخــرى)‪ ،‬وتأتــي بعــد تحذيــر عطــر الليــل مــن الكجــك‬ ‫أحمــد‪ ،‬الحــذر والــا إطمئنــان‪ .‬ثــم يســتعمل األخــوان‬ ‫رحبانــي الجملــة الموســيقيّة لتجسّ ــد حالــة نفس ـيّة بــل‬ ‫حالــة درام ّيــة مســرحيّة‪.‬‬ ‫وخــال مشــهد يُظهــر تذمــر األميــرة منتهــى والكجــك‬ ‫أحمــد مــن نجاحــات األميــر وتآمرهمــا عليــه‪ ،‬يســتعمل‬ ‫األخــوان رحبانــي الجملــة الموســيقيّة لتجسّ ــد جــو‬ ‫المؤامــرة القاتــم والمخيــف‪ ،‬ثــم تدخــل المســرحيّة فــي‬ ‫ـان بصــوت فيــروز يــر ّد‬ ‫جـ ّو مــن الفــرح والحمــاس عبــر أغـ ٍ‬ ‫عليهــا الجميــع وأهازيــج شــعبيّة ترافقهــا رقصــة الدبكــة‪،‬‬ ‫أغــان ســريعة اإليقــاع‪ ،‬مو ّزعــة بطريقــة فيهــا مــن التــراث‬ ‫والحداثــة إن مــن حيــث اختيــار اآلالت الموســيقيّة أو‬ ‫ـيقي‪.‬‬ ‫التوزيــع الموسـ ّ‬ ‫هــذه الفقــرة تعكــس الحيــاة االجتماعيــة فــي زمــن األميــر‬ ‫ـس‬ ‫فخــر الديــن‪ .‬تخبــر عــن اإلزدهــار والعمــران والحـ ّ‬ ‫الوطنـ ّـي واإلفتخــار باإلنجــازات التــي يقــوم بهــا الشــعب‬ ‫بتوجيــه وقيــادة مــن األميــر الكبيــر‪ .‬موســيقى‪ ،‬صـرّخ يــا‬ ‫ميــر مــن وادي لــوادي‪ ...،‬عــم تتعلــى جســورا‪...‬‬ ‫فــي الدقيقــة ‪ ،٣٧،٠٨‬نالحــظ جـ ّو الفكاهــة والمــرح الــذي‬ ‫يضفيــه كل مــن فيلمــون وهبــه بــدور جرجــي وصــاح‬ ‫تيزانــي بــدور شــكري‪ .‬فــي كل بلــدة وقريــة وضيعــة هنــاك‬ ‫أنــاس مرحــون‪ ،‬ح ّتــى لــو كانــوا كســولين ويص ّنفــون‬ ‫بغيــر النافعيــن ولكــن لــكل شــخص مكانــه ودوره‪ ،‬فهــم‬ ‫يضفــون جــوًّ ا مــن المــرح ويخ ّففــون عــن األهالــي تعبهــم‬ ‫عبــر مزاحهــم‪.‬‬


‫موسيقى‬

‫هنــا الموســيقى بســيطة تشــبه األهازيــج الشــعبيّة التــي والدهــا عبــاس‪ ،‬ذكريــات إبنــة تجــاه والدهــا الحنــون‪،‬‬ ‫يســتعملها الرحبانيّــان لقربهــا مــن النــاس ووجدانهــم وداع جميــل ومع ّبــر بالصــوت واللحــن والكلمــة‪.‬‬ ‫الثقافــي‪.‬‬

‫التعليمي لألخوين رحباني‬ ‫الشق‬ ‫ّ‬

‫‪74‬‬

‫فــي الدقيقــة ‪" ،٤٩،٥٠‬غــرّب الحســون والزنبــق تكــي"‬ ‫(مــن وحــي يـ ّـا تنــام يـ ّـا تنــام)‪ .‬لحــن حنــون علــى مقــام‬ ‫البياتــي مــن نــوع الهدهــدة مرافــق بآلــة البــزق بعــزف‬ ‫خفيــف واللحــن مــؤدّى بصــوت فيروز‪ .‬لحن ّ‬ ‫يبشــر بوداع‬ ‫فصــل الصيــف (غ ـرّب الحســون والزنبــق تكــي) للتلميــح‬ ‫بتح ـوّل المســرحيّة مــع حيــاة األميــر فخــر الديــن مــن‬ ‫حيــاة وعمــران وازدهــار وفــرح الــى ج ـ ّو النــوم مــن جهــة‬ ‫مــع فصلــي الخريــف والشــتاء والــى جـ ّو المؤامــرة ونهايــة‬ ‫األميــر بعــد انتصــار مرحلــي فــي عنجــر الــى خســارة نهائ ّيــة‬ ‫وتركــه البــاد‪.‬‬ ‫فــي الدقيقــة ‪ ،٥١،٢٧‬نجــد فــي دعوة لتجميع أغنية عتيقة‬ ‫"مــن تــمّ (فــم) الختير ّيــة"‪ ،‬بيــي راح مــع هالعســكر‪ ،‬حمــل‬ ‫ســاح راح وبكــر‪ ،‬بيــي عـ ّـا ب ّيــي ع ّمــر‪ ،‬الشــق التعليمـ ّـي‬ ‫ـص تجميــع التــراث قبــل‬ ‫لألخويــن رحبانــي فــي مــا يخـ ّ‬ ‫زوالــه واندثــاره‪ .‬وهــذا مــا قامــا بــه فــي جمــع األغانــي‬ ‫التراث ّيــة القديمــة والعمــل عليهــا لتكــون مواضيــع ملهمــة‬ ‫ألعمالهمــا الموســيقيّة والغنائ ّيــة والمســرحيّة؟‬ ‫ميدانــي يعتبــر ســب ًّاقا فــي لبنــان‪ ،‬عمــل تجميــع‬ ‫عمــل‬ ‫ّ‬ ‫التــراث الغيــر المـ ّ‬ ‫ـادي‪ ،‬عمــل إثنوموســيقوليجي (موســيقى‬ ‫الشــعوب) الــذي قــام بــه بارتــوك وكــوداي فــي أوروبــا‬ ‫الشــرقيّة علــى ســبيل المثــال ال الحصــر‪.‬‬ ‫فــي الدقيقــة ‪ ،٥٢،٢٧‬يُســتقبل األميــر "بجلســة فروس ـيّة"‬ ‫علــى نفيــر األبــواق علــى مختلــف الطبقــات الموســيقيّة‪،‬‬ ‫والموســيقى العســكريّة واآلالت النحاس ـيّة التــي دخلــت‬ ‫لبنــان تحــت تأثيــر الموســيقى العثمانيــة العســكريّة‪.‬‬ ‫هــذا دليــل بـ ّ‬ ‫ـأن األميــر يســاوي بحفــاوة اســتقباله كبــار‬ ‫ّ‬ ‫حــكام الســلطنة العثمانيّــة‪ .‬لكــن لــم تقــف موســيقى‬ ‫اإلســتقبال هنــا‪ ،‬بــل ّ‬ ‫توقــف النفيــر واألبــواق لتدخــل‬ ‫موســيقى لبنانيّــة ممزوجــة بأصــوات الســيف والتــرس‬ ‫التــي هــو مــن التــراث اللبنانــي‪ .‬وهنــا إصــرار مــن األخويــن‬ ‫رحبانــي علــى "لبنان ّيــة" فخــر الديــن رغــم والئــه للســلطنة‬ ‫العثمانيّــة‪.‬‬ ‫وينــذر النفيــر علــى آلــة البــوق بالتغييــر والخطــر اآلتــي‪،‬‬ ‫ويليــه نغمــة شــرقيّة حنونــة فــي تداخــل جميــل ً‬ ‫جــدا‬ ‫ومتكامــل بيــن الجملتيــن الموســيقيّتين‪.‬‬ ‫الموســيقى تعكــس لوحتيــن‪ .‬االولــى أوامــر نقــل حــرس‬ ‫األميــر ومــن بينهــم والــد عطــر الليــل‪ ،‬والثانيــة لقــاء عطــر‬ ‫الليــل بوالدهــا المبعَ ــد الــى بعلبــك‪ .‬مشــاعرها تجــاه‬

‫"األغنية اللغز" بيّي راح مع هالعسكر‬

‫وتــؤدي فيــروز "األغنيــة اللغــز" ب ّيــي راح مــع هالعســكر‪،‬‬ ‫بطريقــة حزينــة غيــر مرافقــة بالموســيقى‪ .‬نهايــة األغنيــة‬ ‫تبقــى غيــر معروفــة‪ ،‬تدنــدن اللحــن بانتظــار إكمالهــا مــن‬ ‫خــال "الختيــار القاعــد ع بــاب الــدكان" بـ ّ‬ ‫ـكل ضيعــة‪.‬‬ ‫‪ :١،٠٩،٤٦‬أغنيــة بارطيــل بارطيــل‪ ،‬مشــهد فكاهــي ولكــن‬ ‫ضمــن الحبكــة‪ ،‬المؤامــرة ضــد األميــر‪ .‬لحــن تركــي مــع‬ ‫لهجــة ترك ّيــة فــي أدائــه‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫‪ :١،١٤،٢٧‬يعلــن األميــر "القناصــل‬ ‫يتفضلــوا" فيتــمّ‬ ‫اســتقبال قناصــل الــدول علــى التوالــي بإعــان دولــة كل‬ ‫قنصــل علــى وقــع موســيقى غرب ّيــة هادئــة تعكــس خطــى‬ ‫القنصــل وطريقــة مشــيته المتمايلــة علــى خشــبة المســرح‪.‬‬

‫نشيد تركي "كنسي"؟!‬

‫‪ :١،١٥،١٦‬تقديــم وفــد البــاب العالــي‪ .‬وتظهــر عظمــة‬ ‫وقـوّة الســلطنة العثمان ّيــة مــن خــال عــزف نشــيد بنمــط‬ ‫تركـ ّـي عثمانـ ّـي بــآالت نحاسـيّة وبإيقــاع منتظــم يعكــس‬ ‫واقــع العســكر العثمانــي المنتشــر فــي أنحــاء الســلطنة‪.‬‬ ‫هــذا النشــيد الــذي اســتخدمه األخــوان رحبانــي ليــس‬ ‫ـمي ولــم ّ‬ ‫نتمكــن إثباتــه‬ ‫نشــيد الســلطنة العثمان ّيــة الرسـ ّ‬ ‫بأ ّنــه مــن األناشــيد الترك ّيــة أو العثمان ّيــة المعروفــة‪ ،‬ولكــنّ‬ ‫الرحبان ّييــن ر ّبمــا يعرفــاه مــن خــال ترتيلــة كنسـيّة (ح ّتى‬ ‫مــا هــذا الجفــا) يذكــر التــراث عنهــا بـ ّ‬ ‫ـأن لحنهــا مأخــوذ‬ ‫عــن نشــيد تركـ ّـي‪ .‬وقــد أضــاف عليــه الرحبان ّيــان كالمً ــا‬ ‫ترك ًّيــا يتكلــم عــن الســلطان‪.‬‬ ‫ً‬ ‫بعــد البحــث وجدنــا هــذا اللحــن مد ّونــا فــي كتــاب باريــزو‬ ‫(‪( )Dom Jean Parisot‬تقريــر حــول مه ّمــة علم ّيــة فــي ترك ّيــا اآلســيويّة)‬ ‫ويص ّنــف باريــزو هــذا اللحــن ضمــن مجموعــة "أغانــي‬ ‫عرب ّيــة"‪ .‬هــذا اللحــن هــو رمــز الوجــود العثمانــي والنشــيد‬ ‫العثمانــي األساسـ ّـي فــي مســرحيّة أيــام فخــر الديــن‪.‬‬ ‫إعتمــد األخــوان رحبانــي التوزيــع المعتمــد فــي النشــيد‬ ‫الرســمي العثمانــي‪.‬‬ ‫‪ :1.18.59‬بعــد جــواب األميــر علــى كتــاب الســلطان‬ ‫والتحذيــر والتهديــد‪ ،‬تدخــل فيــروز بم ـوّال "يــا قمــر‬ ‫مشــغره"‪ .‬يســبق الم ـوّال موســيقى فيهــا مــن الحــذر ثــمّ‬ ‫صــوت البــوق لتدخــل فيــروز ّ‬ ‫وكأن صوتهــا امتــداد لصوت‬ ‫البــوق علــى نفــس الطبقــة وعلــى نغمــة حزينــة مــن جنــس‬ ‫الصبــا بم ـوّال "ي ــا قمــر مشــغره" بإيقــاع ح ـ ّر بنبــرة وروح‬ ‫فيهــا التم ّنــي ("قولــوا انشــاهلل القمــر‪ )"...‬والخــوف مــن‬


‫موسيقى‬

‫خطــر مداهــم ("ال يطــال عــزو حــدا وال يصيــب وجّ ــو‬ ‫ضيــم") فــي آن‪ .‬الحــذر والحــزن يفسّ ــر ً‬ ‫الحقــا عندمــا‬ ‫ّ‬ ‫متحدثــة عــن األميــر (قمــر مشــغره‬ ‫تتوسّ ــع فــي األغنيــة‬ ‫وبــدر وادي التيــم)‪:‬‬ ‫يا قمر مشغرة يا بدر وادي التيم‬ ‫يا ِجبهة العالي وميزرة بالغيم‬ ‫َ‬ ‫قولوا انشاهلل القمر يبقى َ‬ ‫مضوّي وقمَ ْر‬ ‫ال ي ْ‬ ‫ْطال ِع ّزو َحدا وال ي ِْص ْ‬ ‫يب ِوجّ و َضيْمْ‬ ‫‪ :١،١٩،٥٣‬خبطــة قدمكــن عــاالرض ّ‬ ‫هدارة‪ :‬أغنية حماسـيّة‬ ‫ترافقهــا الدبكــة بحركــة ســريعة و"بخبطــة قــدم" مدوّيــة‬ ‫إلظهــار الق ـوّة تجــاه وفــد الســلطان مــن جهــة وإعطــاء‬ ‫المعنو ّيــات لجيــش األميــر وشــعبه مــن جهــة ثان ّيــة‪.‬‬ ‫‪ :١،٢٣،٠٥‬تغييــر المشــهد بواســطة الموســيقى وانتقــال الــى‬ ‫الوجــه اآلخــر مــن المســرحيّة‪ .‬بعــد جــو الفــرح واالســتقرار‬

‫والســام والحمــاس يتحـوّل مــن اآلن وصاعـ ًـدا الــى جـ ّو‬ ‫حــذر ّ‬ ‫وترقــب وتهديــد وحــرب‪.‬‬ ‫تعكــس الموســيقى هــذا الشــعور‪ ،‬اذ تبــدأ بإيقــاع رباعـ ّـي‬ ‫متواصــل رتيــب دون نغــم‪ ،‬وإيقــاع يعكــس حركــة عســكر‬ ‫األميــر الــذي يتج ّمــع لإلســتعداد (‪ .)1.23.16-1.23.05‬ثــمّ‬ ‫تدخــل الموســيقى تدريجيـ ًـا لتعــزف "يــا مهيــرة العاللــي"‬ ‫مرافقــة بنفــس اإليقــاع ووتيرتــه وعلــى آلــة معدن ّيــة تبــدو‬ ‫وكأ ّنهــا بدائ ّيــة وليســت بآلــة موســيقى باألســاس‪.‬‬ ‫وبعدهــا ترافــق آلــة البيانــو والكالرينــت اإليقــاع‪ ،‬ثــمّ‬ ‫نســمع آالت الكمــان تعــزف علــى طبقــة عاليــة وبصــوت‬ ‫واحــد دون توزيــع لتنــذر بحالــة ّ‬ ‫الترقــب والخــوف مــن‬ ‫الحــرب وويالتهــا‪ .‬وهــذا تصويــر بالموســيقى للوحــة‬ ‫أرادهــا الرحبان ّيــان ّ‬ ‫وكأن جيــش األميــر يلــمّ صفوفــه‬ ‫ويتجمّــع ويسـ ّ‬ ‫ـتعد للمعركــة‪.‬‬


‫موسيقى‬ ‫معركة عنجر (‪)1622/10/31‬‬

‫‪76‬‬

‫‪ :١،٣٤،٥٥ – ١،٢٧،٣٤‬صوّرهــا األخــوان رحبانــي فــي‬ ‫المســرحيّة بمرونــة كبيــرة‪ .‬لــم تجـ ِـر معركــة علــى خشــبة‬ ‫المســرح وأمــام المشــاهدين لك ّنهــا ظهــرت بوضــوح‬ ‫ّ‬ ‫والمؤثــرات‬ ‫مــن خــال النــص والموســيقى التصوير ّيــة‪،‬‬ ‫الصوتيّــة كأصــوات المدافــع وطبــول الحــرب والنفيــر‬ ‫وصيحــات المتقاتليــن ونشــيدي الجيشــين العثمانــي‬ ‫وجيــش األميــر‪.‬‬ ‫الحــدا‪ ،‬اللحــن اللبنانــي‬ ‫العاللــي"‪،‬‬ ‫مهيــرة‬ ‫‪" :١،٢٤،٥٤‬يــا‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫الــذي يع ّبــر عــن الحــرب والفخــر والرجولــة والعـز‪ .‬تعكــس‬ ‫ســهر عســكر األميــر ّ‬ ‫وترقبــه واســتعداده بــكل رجولــة وعـ ّزة‬ ‫للدفــاع عــن وطنــه‪.‬‬ ‫يعطــي األميــر ّ‬ ‫خطــة المعركــة وضمنهــا دور الموســيقى‪:‬‬ ‫"خلــوا الموســيقى تضــرب‪ ،‬ع طــول تضـ ّـا تضــرب‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫وخلــي‬ ‫إيديكــم تضــرب‪ ،‬تتصيــر قلوبــن تضــرب"‪ .‬ومــن هنــا‬ ‫أصــل موســيقى الحــدا والحوربــة‪ ،‬نمطــان مــن الموســيقى‬ ‫اللبنان ّيــة التقليد ّيــة ترتبطــان بالحــرب أصـ ًـا‪.‬‬ ‫‪ :١،٢٧،٣٣‬اآلالت الوتريّــة تعــزف نوطــة واحــدة بإيقــاع‬ ‫منتظــم والنفيــر يصــدح كاس ـرًا الصمــت‪ ،‬إنتظــار ّ‬ ‫وترقــب‬ ‫ومراقبــة لوصــول الجيــش المهاجــم الــى الكميــن المد ّبــر‬ ‫مــن جيــش األميــر‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫‪ :١،٢٧،٥٣‬النشــيد "التركــي" يمثــل العســكر العثمانــي‬ ‫الزاحــف‪ .‬الشــيخ خاطــر‪" :‬قرّبــوا يــا ميــر" مــع اقتــراب‬ ‫صــوت الموســيقى التركيــة‪ .‬يــر ّد األميــر بصــوت الواثــق‬ ‫مــن نفســه‪"َ :‬خ ِّليُــن يقرّْبــوا أكتــر"‪.‬‬ ‫‪ :١،٢٨،٠٧‬يقــوى صــوت الموســيقى (النشــيد التركــي)‬ ‫تدريجيًّــا‪ ،‬وصــل العســكر العثمانــي للمواجهــة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫محاطــا بــاآلت‬ ‫‪ :١،٢٨،٢٠‬موســيقى النــاي الغربــي (الفلــوت)‬ ‫اخــرى وبتســليطه علــى درجــة واحــد (نوطــة) بوقــت ‪8‬‬ ‫أزمنــة إيقاع ّيــة تنــذر بتغييــر اللحــن‪ .‬ويأتــي لحــن الحــدا‬ ‫بصــوت رجولـ ّـي بطولـ ّـي‪ :‬يــا مهيــرة العاللــي‪ ،‬الحــدا الــذي‬ ‫هــو بمثابــة نشــيد لـ"لبنــان األميــر" بالنســبة لألخويــن‬

‫رحبانــي‪ .‬تالحــم الموســيقتين‪ ،‬العثمان ّيــة واللبنان ّيــة‪،‬‬ ‫يجسّ ــد تالحــم الجيشــين فــي المعركــة‪.‬‬ ‫‪ :١،٢٨،٥٦‬المعركــة‪ ،‬صيحــات الرجــال األبطــال‪ ،‬المدافــع‪،‬‬ ‫تتمــازج ّكلهــا مــع الموســيقى‪.‬‬ ‫وخــال المعركــة الداميــة وأصــوات المدافــع‪ ،‬يح ـوّل‬ ‫األخــوان رحبانــي المشــهد إلــى البلــدة التــي اجتمــع‬ ‫فيهــا النســاء والصغــار يتض ّرعــون ل ـ "ســاكن العالــي" بــأن‬ ‫يســاندهم وينصرهــم بأغنيــة خالــدة لفيــروز "يــا ســاكن‬ ‫العالــي طـ ّـل مــن العالــي‪ ،‬عينــك علينــا‪ ."...‬موســيقى‬ ‫ناعمــة وأصــوات مدافــع بعيــدة‪ .‬إنتظــار النتيجــة مــع‬ ‫الدعــاء والصــاة‪ .‬النســاء ّ‬ ‫تصليــن للرجــال "أزواج‪ ،‬إخــوة‪،‬‬ ‫أوالد" فــي أرض المعركــة‪.‬‬ ‫وهكــذا تكتمــل الصــورة‪ :‬جيــوش تتقاتــل‪ ،‬أصــوات‬ ‫مدافــع‪ ،‬موســيقى تصوير ّيــة مع ّبــرة‪ ،‬صــاة‪ ،‬قلــق‪ ،‬انتظــار‪،‬‬ ‫وبالتالــي شــروط المعركــة مســرحيًّا"‪.‬‬ ‫‪ :١،٣٣،١٨‬بعــد انحســار أصــوات المدافــع وموســيقى‬ ‫الحــرب‪ ،‬صمــت ومــن ثــمّ يشــدو جيــش األميــر بصــوت‬ ‫واحــد دون مرافقــة موســيقيّة "يــا مهيــرة العاللــي"‪ ،‬نشــيد‬ ‫"اإلمــارة" مــع غيــاب النشــيد العثمانــي‪ .‬صــورة النتصــار‬ ‫جيــش األميــر فــي المعركــة ضـ ّـد العثمانييــن‪ .‬صرخــة‬ ‫النســاء‪ ،‬فــرح واحتفــال بالنصــر‪ .‬صــوت الرجــال يقــوى‬ ‫تدريج ًّيــا‪ ،‬إقتــراب العســكر مــن النــاس‪ ،‬العــودة‪.‬‬ ‫‪ :١،٣٥،٠٥‬اإلحتفــال باإلنتصــار فــي معركــة عنجــر يبــدأ‬ ‫المخصصــة للرجــال‬ ‫بالهوبــار‪ ،‬مــن الصرخــات التقليد ّيــة‬ ‫ّ‬ ‫إلعــان خبــر مفــرح‪.‬‬ ‫‪ :١،٣٥،٤٥‬تكتمــل أغنيــة "ب ّيــي راح مــع العســكر" (األغنيــة‬ ‫اللغــز) بالشــطر األخيــر "حــارب وانتصــر بعنجــر"‪.‬‬


‫موسيقى‬

‫بــدو يصيــر إذا مــش كجــك أحمــد بــدو يجــي غيــرو‪."...‬‬ ‫المعركة األخيرة (‪:)1633‬‬ ‫ـخصي والنتيجــة‪ ،‬فيقــول لهــا األميــر‪:‬‬ ‫أ ّمــا عــن مصيــره الشـ ّ‬ ‫ســببها تاريخيًّــا‪ ،‬الوشــايات والشــكاوى التــي وصلــت "بــس النســر الزم يتق ـوّص قــواص‪ ،‬مــش الزم يختيــر‬ ‫الســلطان مــراد أحمــد العثمانــي مــن ّأن فخــر الديــن ويمــوت بوكــرو عالقــش"‪.‬‬ ‫يعمــل علــى تقويــة بــاده وتحصينهــا مــن أجــل أن‬ ‫يســتقل عــن الدولــة العثمانيّــة‪ .‬وكان زعيــم الواشــين ‪ :٢،٠٤،٢٨‬موســيقى ســريعة تعكــس حركــة العســكر‬ ‫ّ‬ ‫تمكــن مــن إقنــاع الصــدر األعظــم المندفــع الــى أرض المعــارك وبينهــم والــد عطــر الليــل‪.‬‬ ‫الكجــك أحمــد الــذي ّ‬ ‫وهمــا يلتقيــان ويــدور بينهمــا محــاورة موســيقيّة قصيــرة‬ ‫المعنــي‪.‬‬ ‫بوجــوب محاربــة األميــر‬ ‫ّ‬ ‫‪ :١،٥٨،٤٠‬قــرع طبــول الحــرب‪ ،‬وموســيقى تصوير ّيــة تنــذر خالــدة تص ـوّر للمســتمع جميــع الحــاالت اإلنســانيّة فــي‬ ‫تصاعــدي إن مختلــف الظــروف واألزمــان بيــن جنــدي أب محــارب‬ ‫ّ‬ ‫بالخطــر‪ .‬خليّــة موســيقية تتكــرّر بشــكل‬ ‫مــن حيــث قـوّة الصــوت وإن مــن حيــث إرتفــاع الدرجــة ضــد الطغيــان وابنتــه وأســئلتها البريئــة وهــي تبحــث عــن‬ ‫والترقــب عالمــة مــا كــي َت ْطمَ ِئــنّ وعــن ســبب هــذه الحــرب ولمــاذا‬ ‫ّ‬ ‫ـيقي‪ ،‬وهــذا يعكــس التو ّتــر‬ ‫علــى السـ ّـلم الموسـ ّ‬ ‫والخــوف‪ .‬لتدخــل بعــده آالت النفــخ الخشــبيّة علــى ال يدعوننــا وشــأننا وإلــى متــى ســتبقى هــذه الحــرب‬ ‫(وراحتــا كتيــر؟)‪.‬‬ ‫طبقــة عاليــة وبنغمــة ســريعة‪.‬‬ ‫‪ :٢،٠٠،٤٦ – ٢،٠٠،٣٨‬تحضيــر لدخــول عطــر الليــل لتعبّــر ‪ :٢،١٢،٢٢‬رســالة عطــر الليــل باقيــة ولبنــان بــاق‪ .‬تقــول‬ ‫عــن خوفهــا‪" :‬أنــا‪ ...‬خايفــة"‪ ،‬ثــم اغنيــة "أنــا‪ ،‬خايفــة‪ ،‬عطــر الليــل لألميــر قبــل أن يسـ ّـلم ويرحــل‪" ... :‬وبتتــرك‬ ‫أنــا خايفــة" تؤديهــا عطــر الليــل علــى نغمــة العجــم فيهــا لبنــان؟"‪ .‬صــوت األميــر فيــه الكثيــر من العنفــوان والقوّة‪.‬‬ ‫مزيــج مــن الخــوف والبــراءة‪ ،‬وكأ ّنهــا بــراءة الطفولــة‪ ،‬براءة لــم ينكســر‪ .‬انتصــر‪" ...‬أنــا شــو بيهــمّ ْب ِقيــت او مــا ْب ِقيــت‪،‬‬ ‫المتوقــع‪ .‬وهــذا هـ ّ‬ ‫ـوي بيبقــى" أي لبنــان‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫اإلنســان الــذي فاجــأه األذى والشـ ّر الغيــر‬ ‫ّ‬ ‫الشــعور نجــده فــي النغمــة الموســيقيّة وطريقــة أدائهــا‪ .‬بــدا مشــهد اإلستســام النهائــي كأنــه طوعـ ّـي وليــس تحت‬ ‫‪ :٢،٠١،٢٠‬تغييــر مفاجــئ فــي الموســيقى مــن موســيقى ضغــط اإلنكســار‪ ،‬وذلــك لســببين‪ :‬الســبب األول عــدم‬ ‫ومتقطعــة وقويّــة‪ ،‬ومــن التضحيــة بالمزيــد مــن النــاس ("صــار الثمــن كبيــر وكتــرو‬ ‫ّ‬ ‫هادئــة الــى موســيقى ســريعة‬ ‫صــوت عطــر الليــل القريــب مــن الطفولــة الــى صــوت األحبــا اللــي راحــو‪ )"...‬والســبب الثانــي أتــى جو ًبــا مــن‬ ‫فيــه مــن المواجهــة والعتــاب وحتــى الغضــب‪ .‬عطــر األميــر علــى طلــب أحــد أعوانــه‪" :‬ليــش عملــت هيــك‪...‬؟‬ ‫خلــي صوتــك بعــد فينــا نقــاوم خلينــا نقــاوم يــا ميــر"‪ .‬فيجيبــه األميــر‪:‬‬ ‫الليــل تواجــه بصرخــة‪" :‬وينــك‪ ...‬وينــك؟ ّ‬ ‫يط ّم ّنــي" (الســطرين األوليــن مــن المدوّنــة الموســيقيّة "أل‪ .‬مــا بدنــا نه ّبــط اللــي عمّرنــاه‪ ،‬واللــي بدنــا نقولــو قلنــاه‬ ‫أدنــاه)‪ .‬وتأتــي موســيقى هادئــة بنغمــة مترابطــة دون وعرفــوا بأنــو لبنــان كان وصــار وبـ ّـدو يبقــى‪."...‬‬ ‫تقطيــع بإيقــاع بطــيء‪ ،‬ليــر ّد األميــر بصــوت فيــه مــن ‪ :٢،١٣،٠٨‬وتشــتعل الموســيقى الصاخبــة بموكــب فخــر‬ ‫األب ـوّة والحنــان والحــزم علــى درجــة موســيقيّة واحــدة الديــن المهيــب وهــو يــودع لبنــان للمــرة األخيــرة‪.‬‬ ‫"شــو بـ ِـك يــا عطــر الليــل؟" (الســطر الثالــث مــن المدوّنــة موســيقى الــوداع هــي ذاتهــا موســيقى اإلســتقبال قبــل‬ ‫الموس ِــيقيّة أدنــاه)‪ .‬لتجاوبــه عطــر الليــل بســؤال علــى خمــس عشــرة ســنة‪.‬‬ ‫نغمــة موســيقيّة فيهــا مــن األلــم والنــدب والحــزن‪ ،‬يستســلم األميــر فــي النهايــة دون أن يفقــد موقعــه كأميــر‬ ‫بصــوت صــارخ معاتــب‪" :‬ليــش صــار هيــك؟ كيــف صــار عمــاق وكبطــل أسـ ّ‬ ‫ـطوري تبقــى روحــه تســري فــي قلــوب‬ ‫هيــك؟" (الســطر الرابــع مــن المدوّنــة أدنــاه)‪ .‬وتكمــل بعــد النــاس بأنــه ســيعود يومً ــا كشــعلة حر ّيــة وســيعود معــه‬ ‫ذلــك وتبــرّر ســؤالها الممــزوج بالعتــب بتعــداد مــا قــام الوطــن كطائــر الفنيــق أحلــى وأقوى"‪".‬بيخلصــوا األبطــال‬ ‫بــه الشــعب مــن تعــب وشــقاء ووالء وطاعــة فــي ســبيل وقصصهــم مــا بتخلــص وبتضــل القنديــل ل ـ بتضـ ّ‬ ‫ـوي‬ ‫نجــاح مشــروع األميــر أال وهــو بنــاء الوطــن‪ .‬والنتيجــة‪...‬؟ بالبــال"‪ .‬كمــا يقــول النشــيد األخيــر‪ :‬راجــع بصــوات‬ ‫ـكل عنفــوان‪" :‬هيــك البالبــل‪.‬‬ ‫ليــش صــار هيــك؟ ليجــاوب األميــر بـ ّ‬


‫مجتمــع‬

‫عيد امليالد مليء بالفرح والعطاء‬ ‫يف دار الرعاية املارونية للمسنني‬ ‫مهمــا اشــتدت الظــروف‪ ،‬يبقــى الفــرح هــو مــا ينشــده كل‬ ‫انســان فــي األعيــاد التــي تســتعيد معانــي قيــم الحيــاة‬ ‫الســامية وحــب العطــاء والمشــاركة مــع اآلخريــن‪.‬‬ ‫‪ 78‬احتفــال عيــد الميــاد احيتــه فــي ‪ 12‬كانــون األول‬ ‫‪ 2020‬دار الرعايــة المارونيــة للمســنين فــي فــرن الشــباك‬ ‫التابعــة لجمعيــة راهبــات القديســة تريــزا والطفــل يســوع‬ ‫بفــرح كبيــر وبهجــة عارمــة عكســا اهميــة العمــل االنســاني‬ ‫للجمعيــة والعطــاءات الكبيــرة لمنظمــة الليونــز – فــرع‬ ‫جزيــن التــي رعــت المناســبة‪.‬‬ ‫مجموعــة مــن تراتيــل الميــاد انشــدها منظمــو وضيــوف‬ ‫االحتفــال مــع رواد الــدار مــن المســنين الذيــن تفاعلــوا‬ ‫مــع اجــواء العيــد رقصـ ًـا وغنــا ًء وضحــكات مــن القلــب‬

‫اعــادت اليهــم مشــاعر مشــاركة الحيــاة مــع اآلخريــن‬ ‫حولهــم‪ ،‬فــي وقــت تحتــم اخطــار تفشــي وبــاء كورونــا‬ ‫ابتعــاد اقربائهــم عنهــم‪.‬‬ ‫رئيســة الــدار األخــت جــان مــاري رحبــت بالمشــاركين‬ ‫فــي االحتفــال "الــى جانــب المســنين المتمســكين‬ ‫باالمــل والرجــاء‪ ،‬والذيــن يجــب ان نعمــل إلســعادهم‬ ‫بــكل الوســائل المتاحــة‪ ،‬وهــو مــا نفعلــه فــي هــذه الــدار‬ ‫التــي نعتبرهــا بيــت كل شــخص يُنشــد الخيــر ألخيــه‬ ‫االنســان والوقــوف الــى جانبــه‪ ،‬ونشــر المحبــة والســام‬ ‫واألحاســيس الراقيــة‪ ،‬وهــو مــا نفتقــده فــي هــذه االيــام‬ ‫الصعبــة التــي ال نســمع فيهــا لألســف اال امـ ً‬ ‫ـورا تثيــر‬ ‫الخــوف وتوجــد الحــزن"‪.‬‬


‫دار الرعاية املارونية للمسنني ومهمة الرتكيز‬ ‫على ايجابيات خلق اللحظات السعيدة بني الناس‬ ‫بغض النظر عن آي فوارق بينهم‬

‫وأثنــت األخــت جــان مــاري علــى اهميــة العطــاء الــذي بــدوره‪ ،‬اكــد الجنــرال فــؤاد خــوري الــذي واكــب جوقــة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫كبيــرا"‪ ،‬مؤكــدة اهميــة التراتيــل غنــا ًء وعزفـ ًـا‪ ،‬ســعادته الكبيــرة بمشــاركة احتفــال‬ ‫اجــرا‬ ‫"يُكســب واهبــه بالتأكيــد‬ ‫"التركيــز علــى ايجابيــات خلــق اللحظــات الســعيدة بيــن عيــد الميــاد مــع مســني بيــت الرعايــة المارونيــة "الملــيء‬ ‫بالعطــاء والتضحيــة"‪ ،‬ووضــع موهبتــه فــي الغنــاء فــي‬ ‫النــاس‪ ،‬بغــض النظــر عــن اي فــوراق بينهــم"‪.‬‬ ‫تصــرف "افــراح ذات اهميــة كبيــرة لإلنســانية وقيمهــا‪،‬‬ ‫وهــو مــا أفعلــه فــي احتفــاالت ومناســبات روحيــة‬ ‫مختلفــة"‪.‬‬


‫مجتمــع‬ ‫ورأى الجنــرال خــوري ان "المســنين يحتاجــون‬ ‫مثــل اي فئــة فــي المجتمــع الــى اإلحســاس‬ ‫بالعيــد ‪ ،‬ومــن وجبنــا ان ننقــل اليهــم فرحــة‬ ‫العيــد وســط النــاس‪ ،‬مــع مراعــاة كل متطلبــات‬ ‫الحفــاظ علــى ســامتهم الصحيــة فــي مواجهــة‬ ‫فيــروس كورونــا"‪.‬‬

‫‪80‬‬

‫وعــن نشــاطات منظمــة "الليونــز" التــي رعــت‬ ‫احتفــال دار المســنين‪ ،‬اوضحــت اليــس نصــر‬ ‫ان المنظمــة تضــع نفســها دائمـ ًـا فــي تصــرف‬ ‫خدمــة اهــداف نشــر الفــرح والعطــاء بيــن‬ ‫النــاس‪ ،‬وبينهــم المســنون الذيــن نحــرص‬ ‫علــى مواكبــة اي نشــاط يســاهم فــي تعزيــز‬ ‫قدراتهــم النفســية والصحيــة واســاليب‬ ‫حياتهــم ضمــن االمكانــات المتوافــرة‪.‬‬


‫مجتمــع‬ ‫واشــارت نصــر الــى ان "الليونــز تنفــذ مشــاريع عــدة المدعومــة مــن هبــات مصدرهــا فرنســا والمانيــا نحــو ‪6‬‬ ‫طــوال العــام وفــي فتــرة اعيــاد نهايــة الســنة خصوصـ ًـا‪ .‬آالف عائلــة تلقــت إعانــات اغذيــة وألبســة‪...‬‬ ‫وفــي األســابيع األخيــرة مــن ‪ ،2020‬شــملت مســاعداتنا‬


‫‪IDEAS‬‬

‫‪BRANDING‬‬

‫حتت ‪DESIGN‬‬ ‫‪CREATIVE‬يكرب الرجاء‬ ‫الشدائد‬

‫‪LOGOS‬‬

‫ ‬

‫‪STATIONERY‬‬ ‫مــرت جامحــة تلــوِّ ح بورقــة خضــراء‬

‫‪POSTERS‬ل ـوّث ســماءها‬ ‫تكنــس بهــا نضــرة االرض وت‬ ‫‪flyers‬‬ ‫بوبــاء يهــزأ بنــا يهــزأ بعلومنــا ومعارفنــا‬

‫‪branding‬‬ ‫‪PHOTOGRAPHY‬والصلــوات واعاجيــب‬ ‫وبالتعاويــذ واالدعيــة‬ ‫‪catalogs‬‬

‫الســماء ‪.‬‬ ‫كانت السنة " الكثيرة " ‪.‬‬

‫‪PRINTING‬‬ ‫‪ADVERTISING‬‬

‫الســنة التــي اختصــرت كل ســنوات الدمــار‬ ‫واالنهيــار والــزالزل واالوبئــة القاتلــة واالمــراض‬ ‫المســتعصية فكأنهــا انــذار اخيــر ينبــىء بــزوال‬ ‫االرض واالنســان ‪.‬‬ ‫لكنهــا ‪ ،‬بــكل مــا حملــت مــن فواجــع لــم تقــض‬ ‫‪Billboards UNIPOLES‬‬ ‫‪Led‬مــن نعــم اهلل ‪.‬‬ ‫‪Screen‬كل نعمــة‬ ‫علــى‬ ‫‪Banner‬غارقيــن بمشــاكل الدنيــا‬ ‫‪stands‬ـد كنــا نائميــن‬ ‫قـ‬ ‫مستســلمين ألهوائنــا ‪ ،‬عابريــن خــارج الســرب‬ ‫‪Offline‬‬ ‫يشــهده انهيــار حضــارة مــن‬ ‫‪ Marketin‬فلتــان لــم‬ ‫فــي‬ ‫‪ْ Booth‬ت‪Motion Design‬‬ ‫‪ITEMS‬‬ ‫مسـ َـح‬ ‫‪ PROMOTIONAL‬ســالف االزمنــة‬ ‫الحضــارات فــي‬ ‫‪ ، Design‬فقــد َ‬ ‫وتحكمــت بمصائرنــا‬ ‫‪ E-commerce‬عقولنــا‬ ‫التكنولوجيــا‬ ‫‪Online Marketing‬‬ ‫‪Website‬‬ ‫وحولتنــا الــى هيــاكل آليــة تخضــع لمشــيئة‬ ‫بأوامرهــا ‪E-marketing Social.‬‬ ‫‪Media‬‬ ‫‪SEO‬وتأتمــر‬ ‫‪SEM‬عالمهــا‬

‫‪Marketing‬‬

‫‪82‬‬

‫كلمــا حاولنــا الخــروج مــن فضائنــا الصغيــر‬ ‫وعبرنــا الكــون الــى عوالــم لــم يعرفهــا االنســان‬ ‫مــن قبــل إذا بنــا نعــود الــى ارض الواقــع ليهزمنــا‬ ‫الواقــع فــي االرض‪ .‬وهــذا لنعلــم اننــا مهمــا كابرنــا‬ ‫فــي فــرد اجنحتنــا لــن نتخطــى عظمــة نســر‬ ‫يحلــق فــي فضائنــا الفســيح ‪.‬‬

‫كاتيا جوهر‬ ‫ان تلغــي وجــوده فأشــعلت الحرائــق فــي مدنــه‬ ‫وقــراه واصابتــه الــزالزل فدفنــت حضاراتــه لكنــه‬ ‫وفــي كل حادثــة كان ينهــض كطائــر الفينيــق‬ ‫وكان يبرأ من افتك األوباء‪.‬‬ ‫وهــو اليــوم ايتهــا الســنة الجامحــة بمرضهــا‬ ‫العصــي لــن تعصيــى عليــه واإلنفجــار لــن يهــد‬ ‫اركانــه وأم الشــرائع تعدتــه فــي غورهــا الســحيق ‪.‬‬ ‫نحــن صابــرون ســنعتاد عليــك كمــا يعتــاد‬ ‫المريــض البائــس علــى مرضــه ولــن تســتطيعي‬ ‫رغــم جنوحــك ان تطفئــي شــعلة االمــل فــي‬ ‫قلوبنــا ‪.‬‬

‫هــذه الســنة بظاللهــا الســوداء واحداثهــا األليمــة‬ ‫‪ Mark‬ســباتنا‬ ‫‪You‬نســتيقظ مــن‬ ‫‪Up‬جعلتنــا‬ ‫التــي ال تحصــى‬ ‫‪We‬‬ ‫العميــق ومــن غفــات الزمــن وجعلتنــا نجــدد‬ ‫ايماننــا بوطــن ِّأمــه الطامعــون بترابــه المقــدس‬ ‫مــن كل حــدب وصــوب وحاولــت وحشــية الغــزاة ‬

‫ً‬ ‫وداعا ‪٢٠٢٠‬‬




Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.