ال�سبت املوافق 15من كانون الأول 2018العدد 4209ـ ال�سنة ال�ساد�سة ع�شرة
| كتاب |
Saturday ,15 December . 2018 No. 4209 Year 16
7
الفـخ الرئـا�سـي للرفاق حفريات جديدة يف ذاكرة جمزرة قاعة اخللد متوز 1979 ت�أليف � -شامل عبد القادر ( كتاب يف حلقات ) ( )3الفريق الركن وليـد حممـود �سـريت َ حاول ف�ؤاد االبتعاد عن اجلدران ،والتح�س�س من ً �سماعها للكالم ،باخلروج معا اىل الباحة املجاورة، بحجة انقطاع النف�س ،وقرب ال�شعور باالختناق، و�أج��اب عن ال�س�ؤال ال��ذي وجهه قبل قليل قائال: لقد ه��وى ه��ذا ال�ضابط العظيم ،ب�سبب تاريخه الع�سكري الفريد� ،إنه الأول يف تخرجه على دورته يف الكلية الع�سكرية الربيطانية "�سانت هري�ست" وكذلك الأول على كلية الأرك���ان العراقية� .أجاد اللغة الإجنليزية بطالقة ،فهم العربية بحرفية عالية� .ألف يف العلوم الع�سكرية كتب ًا ،وكرا�سات ع��دة بعد تخرجه مبا�شرة� .أ َّ مل ب�صنوف اجلي�ش وتعاليمها �أكرث من �أ�صحابها .ع�شق مهنته ،بات فيها معلم ًا من الطراز الأول� .أحب عائلته و�أخل�ص لها .ق�� َّدر �أ�صدقائه القليلني� .آرا�ؤه عن التوازن والردع ،وعن الطبيعة ،والتاريخ ،وعلوم النف�س، واالجتماع تبهر �سامعيه ،تثري احرتام العارفني، وعداء اجلهلة الو�صوليني واالنتهازيني .ثم عاود ط��رح ال�����س���ؤال :ه��ل ع��رف��تَ ، مل ه��وى ه��ذا النجم ال�لام��ع ،و�سط ال��ظ�لام؟ .ف���أج��اب��ه� :أن ه��ذا الكالم خطري ،ي���أم��ل ع��دم ت��ك��راره �أم���ام �أح��د ���س��واي قال حامت ،ومع هذا قد يكون ما ح�صل نتيجة ا�شتباه، وقد يعود قريب ًا اىل مقره ،خا�صة وان القيادة ال تفرط منطقي ًا ،بقائد كبري مثل ال��ل��واء ول��ي��د .مل ي�ؤيده يف هذا ال��ر�أي� ،أك��د وهم ًا يتلب�سه يف هذا اجل��ان��ب على وج��ه اخل�صو�ص .ولتعزيز وجهة نظره اخلا�صة بالوهم ،ق�ص عليه ما �سمعه من خاله ا�سماعيل حنتو�ش ،الذي ولد يف الكرخ عام ،1900وعا�ش معهم �أعزب يف البيت القدمي ب�سوق حمادة ،من �أن �صناعي ًا من �أهل الكرخ ،كان ماهر ًا يف �صنعته .عكف على �صنع بندقية ت�شبه بندقية الربنو الأملانية ال�شهرية� .أهداها اىل امللك في�صل الأول الذي كرمه على �صنعها� .س�أل حامت ،وما �شكل العالقة بني املو�ضوعني؟ ..فطلب ف���ؤاد الرتيث، وعدم اال�ستعجال حتى انتهاء الق�صة .و�أكمل ،ان ال�صنائعي املاهر ،مات يف ال�سجن بعد تكرمي امللك ب�شهور ،بتهمة التج�س�س للأملان .ومن ذاك اليوم، مل ن�سمع �أح��د ًا يف العراق �صنع بندقية� ،أو حتى �إبرة لها ،و�سوف لن ن�سمع من الآن ف�صاعد ًا ،عن قائد متميز وعامل كبري .منهي ًا كالمه ،بالت�أكيد على عدم عودة القائد ،لأن وجود ُه عامل ًا ،و�ضابط ًا جيد ًا �أ�صبح عائق ًا �أمام ت�سلق الأقل منه قدم ًا ،ومنزلة من
الطالب وليـد حممـود �سـريت الأول على طالب الكلية الع�سكرية الربيطانية
باقي ال�ضباط. ف���ؤاد� ،أنت تهذي ،ماذا تقول؟ .دعنا ننتظر الأيام و�سن�سمع ال��ع��ج��ب .ال��ق��ائ��د �سيقدم حياته ثمن ًا لقدرات عالية ،و�سط �صفوف من اجلهلة ،و�صائدي فر�ص انتهازيني. ما زلت تهذي. ً رد وعيونه كادت تدمع حزنا على قائد ،وبلد بعبارة ق�صرية "وما فائدة الهذيان �سوى ال�تروي��ح عن النف�س ،التي خارت قواها من وقع ال�صدمة". �إنها رواية وثقت �أحداث وتفا�صيل كثرية ،مبئتني و�أرب���ع و�أرب��ع�ين �صفحة ،ت�ستحق �أن يطلع على مو�ضوعها العراقيني وغريهم ملعرفة احلقيقة. ملحوظه :وردت بع�ض اال�سماء مغايره لأغرا�ض الرواية ،والبع�ض الآخر حقيقية. كتب اال���س��ت��اذ ف����ؤاد ح�سني علي – �ضابط كبري م��ت��ق��اع��د -يف ع���ام 2014ع��ن ذك��ري��ات��ه م��ع وليد ���س�يرت( :حياتي وحياتك ،وح��ي��اة اخللق مليئة باملفارقات ،وكذلك بالذكريات مت�سح من خاليا احلفظ املوجودة يف العقل .وقبل �أن يحدث هذا امل�سح ،ا�ستوقفتني �أحداها كانت الأكرث تنططا يف
خميلتي التي تزدحم بالذكريات ،حلوها ومرها، وك�أنها تريد �أن تخلد يف ذاكرة الغري قائدا ع�سكريا ي�ستحق التخليد ..تناولته بقدر م��ن التف�صيل دفعني اللهاث عائدا اىل ال��وراء ،اىل العام 1977 يوم تخرجت من كلية االرك��ان العراقية بدورتها ،42وانتظرت مع ثالثني متخرجا ح�صيلة الدورة ن�صيبا من التن�سيب على ال��وح��دات الع�سكرية، ك�سياق كان متبعا لتوزيع اخلريجني .جاء الن�صيب �ضابط ركن الثالث حركات يف لواء امل�شاة التا�سع ع�شر ،فرحت يف حينه الرتباط اللواء التا�سع ع�شر بثورة 14متوز ،1958وحزنت �أخريا لتيقني �أن قادته الذين ق��ادوا الثورة مع اللواء الع�شرين قد فتحوا �أب��واب اال�ضطراب وع��دم اال�ستقرار على ع���راق ك��ان �سائرا اىل امل�ستقبل بخطى بطيئة، مقبولة مبقا�سات اليوم� ،إذ �أنهم وعندما حاولوا اال�ستعجال وج��دوا �أنف�سهم وال��ع��راق يف طريق مليء باحلفر ال ميكن الو�صول اىل نهايته ب�سالم. اللواء التا�سع ع�شر كان مقره يف منطقة �شارل�سنت التي تتو�سط يف خ�ضرتها اجلميلة جبل �آ�سو�س ال�شامخ بعلوه وجبل قره �سرد املطل بهامته على بحرية دوك���ان ال�ساحرة مبائها ال��ع��ذب و�سمكها البني اللذيذ .موقع جميل ومنظر خ�لاب ،ين�سي الع�سكر ه��م��وم ال�ترق��ب و�أع��م��ال القتال يف هذه املنطقة التي مل تهد�أ منذ ع�شرات ال�سنيني .االيام وقعها بطيء ،وال بد من التعود على هذا الواقع، م��رت االي��ام الع�شرون االوىل منها ب�سالم ،وحل موعد االج��ازة الدورية ،تبلغت بح�صول املوافقة على التمتع بها م�ساءا ،رزمت حوائجي ،جل�ست �أت���أم��ل �صفاء ال�سماء وجنومها املتفرقة يف هذه املنطقة اجلميلة� ،أفكر يف الغد ،ويف كيفية التمتع ب�أول �إجازة يل بحياتي اجلديدة ك�ضابط ركن .رن جر�س الهاتف امليداين ،تبليغ من �آمر اللواء بت�أجيل الإجازات الدورية ب�سبب الزيارة التي ينوي قائد الفرقة ال�سابعة العميد الركن وليد حممود �سريت القيام بها اىل قاطع اللواء� .إحباط م�شوب بقلق الرتقب والرغبة بالتعرف ،فت�أجيل الإج��ازات يف اخلدمة الع�سكرية �أثناء احلركات الفعلية من �أكرث الأمور �إحباطا للع�سكر ،لأنها بال�ضد من الرغبات ال�شخ�صية .ومالقاة قائد مثل وليد حممود �سريت فيها قدر من التوتر لأنه ال يجامل �أحدا يف مواقف ال�شعور بالتق�صري .وال��ت��ع��رف على �شخ�صيته الفريدة عن قرب فر�صة ال تعو�ض ،لأنها �شخ�صية ع�سكرية فريدة ،ومعرفية راقية واجتماعية متزنة، �أنه قائد ال ي�ضاهيه �آخر من جيله تلك الأي��ام .حل ال�����ص��ب��اح م��ب��ك��را يف رب��ي��ع املنطقة اخل�����ض��راء – حو�ض �شارل�سنت ،-كل اال�ستح�ضارات قد متت، التوتر على �أ�شده بني عموم ال�ضباط �أنه العميد الركن وليد حممود �سريت قائد الفرقة ال�سابعة، طائرته ال�سمتية املخ�ص�صة لال�ستطالع حتوم يف املنطقة ،ابتعدت قليال ،ظن البع�ض �أنه قد ال ينزل يف مهبط املقر ،وظننت مبحاولته الإمل��ام بطبيعة امل��ن��ط��ق��ة ،ق��ب��ل ال��ن��زول ب�ين ع�سكرها ،ه��ك��ذا هي عادته وباقي القادة الكبار ..رغبة يف الإمل��ام بكل التفا�صيل قبل الدخول يف املواقف ذات ال�صلة بها! و�صل القائد� ،أ�صطف ال�ضباط يف �صف عري�ض ح�سب القدم الع�سكري� ،أ�صبحت مبواجهته ،قدمت نف�سي وفقا لل�سياقات الع�سكرية ،رد التحية بيده الي�سرى على غري العادة لإ�صابة يده اليمنى يف
�أع��م��ال قتال �سابقة .قيافته الع�سكرية كاملة ،له هيبة القادة العظام ،ق�صر قامته �أ�ضاف له م�سحة وج��اه��ة ق��ل ح�صولها بالن�سبة ل�ل�آخ��ري��ن� .أجرى ج��ول��ة ك��ان يريدها معرفية ،رك��ز على جغرافية املنطقة و�أثرها على القتال ،وقف �أم��ام اخلرائط امل�سطرة على لوحة احل��رك��ات� ،س�أل عن عالمات ونتوءات جبلية ،و�أ�شجار متفرقة ،ومنابع املياه، ك���أن��ه مكت�شف للطبيعة ولي�س ق��ائ��دا يف ميدان ق��ت��ال .تكلم ق��ب��ل م��غ��ادرت��ه ال��ل��واء ع��ن جغرافية املنطقة وتفا�صيل االر�ض مثل �أهل االخت�صا�ص. �أث����ار ا���س��ت��غ��راب��ي ،ت��اب��ع��ت م�سريته الح��ق��ا ،تبني �أن��ه قد تخرج االول على طالب الكلية الع�سكرية الربيطانية ،والأول على كلية االرك��ان العراقية، يجيد االنكليزية بطالقة ،ويفهم العربية باحرتاف، وان���ه ب���د�أ الت�أليف يف ال�����ش���ؤون الع�سكرية بعد تخرجه مبا�شرة .وتبني �أنه ملم ب�صنوف اجلي�ش �أكرث من �أ�صحابها ،يحاججهم وين�صحهم بالعودة اىل املكتوب يف الكرا�سات الع�سكرية ،ك�أنه هو من �ألفها ..عا�شق حقا ملهنته� ،أحبها بجد ،ف�ضلها على عائلته و�أ�صدقائه و�أقاربه ،معلم من الطراز االول، مربي فا�ضل ،ريا�ضي مقتدر ،طروحاته عن التوازن والردع ،وعن احلمام الزاجل والتاريخ واالقت�صاد والنف�س االن�سانية ،تبهر �سامعيه ،فتثري احرتام العارفني ملكانته ،وعدوانية اجلهلة ل�شخ�صه ،كلمته واح��دة ال يتنازل عنها مهما ك��ان اخلطر ،ور�أيه ثاقب يف كل الظروف واملواقف ،ير�شد املخطئ اىل الطريق ال�صواب بهدوء مقلق ،ي�ؤنب املذنب بذات ال��ه��دوء ،نزيه اىل �أبعد احل���دود ،يطبق القانون بجدية دون حتريف .مرت االيام ،وطوى الن�سيان
احللقة 28 �أدرك بفطنته النبهة حرجي ،فغري املو�ضوع� ،سائال عن طبيعة اجلولة اال�ستطالعية. حطت الطائرة يف املهبط ،مل يتوجه اىل اال�سرتاحة من ي��وم عمل طويل ،وب��دال من ذل��ك طلب مت�شية االم���ور ال�بري��دي��ة� ،أجن���زه بعد ف�ت�رة� ،أط��ف���أ نور مكتبه ،؟�إي��ذان��ا لباقي هيئة ال��رك��ن بانتهاء يوم العمل .جاء ال�صباح ،نه�ض مبكرا قبل غريه من ال�ضباط .توجه اىل مكتبه بكامل قيافته الع�سكرية النظيفة ،وتوجهنا نحن كل اىل مكتبه ،خلية نحل تعمل دومنا كلل� .أ�صوات �أق��دام مبعرثة يف املمر الرئي�سي ،وهم�س كالم م�سموع بني املا�شني ،منظر غريب غري طبيعي ،تنبه اليه اجلميع ،فخرجوا يف غالبهم من الغرف ي�ستفهمون� ،أمني �سر الفرع الع�سكري حلزب البعث يف مقدمة املا�شني ،وثالثة من �أع�ضاء الفروع يتبعانه بطريقة ال توحي �أنهم قادمون لعقد االجتماع احلزبي يف مكتب القائد باعتباره �أح��د �أع�����ض��اء ال��ف��رع ،معهم �ضباط من اال�ستخبارات تدل هيئتهم على انهم قادمون من ب��غ��داد .حلظات ترقب عا�شه املقر ،كانت وك�أنها �سنة ،انتهت ب��خ��روج القائد ال��ل��واء ال��رك��ن وليد حممود �سريت ،كان �شاخ�صا بنظره �صوب ال�ضباط الواقفني وراء ابواب الغرف ،ك�أنه يريد �أن يقول �شيئا مل نكن نفهمه يف تلك اللحظات القا�سية ،ومل ن�ستطع �أدراك مغزاه ،فالقائد وليد �سريت هو ابن ال��دول��ة وع�ضو ف��رع يف حزبها احل��اك��م ،و�ضابط م�شهور يف �إخال�صه للدولة .غلقنا اب��واب غرفنا الفريق الركن وليـد حممـود �سـريت ينزل من الطائرة مع مرافقه
ذاك ال��ل��ق��اء ،و�سيطرت م�شاعل القتال على نهج التفكري ،وا�ستب�شر املنت�سبون بنقل قائد فرقتهم اىل من�صب ق��ائ��د الفيلق االول يف ك��رك��وك� ،أنه �سيبني فيلقا ع�سكريا بقيا�سات الفخر واالعتزاز. كان الكر�سي ال��ذي �شهد ت�أجيل الإج��ازة الدورية قبل عام ،موجود يف نف�س املكان الذي يطل على البحرية من بعيد ،وكانت اجلل�سة امل�سائية للت�أمل هي ذاتها يف ذلك اليوم ،وكان جر�س الهاتف يرن لأم��ور بينها ما يتعلق بالقتال الدائر وبينها ماله �صلة بالعالقات اخلا�صة بني اال�صدقاء ،كان هذه املرة �آمر اللواء �شخ�صيا �ألقى التحية مثل كل مرة يبد�أ فيها الكالم ،بلغني ب�ضرورة ت�سليم ما بذمتي تنفيذا لأمر النقل من مقر اللواء اىل مقر الفيلق، ح�سب �أم��ر �صدر من قائد الفيلق ،العمل يف مقر الفيلق خمتلف متاما ،يبد�أ منذ ال�صباح الباكر ،وال ينتهي عند امل�ساء ،فالوقت ثمني وهو ملك للفيلق طول االيام التي ميكث فيها ال�ضباط يف املقر ،من يتعرث يعرف �أن��ه على قائمة النقل القادمة ،ومن يبدع يعي مقدار حتمله ملزيد من الأعباء ،هكذا هي �أ�صول العمل ونهجه يف الفيلق ،ال�سرعة والدقة عوامل مطلوبة ،ي�ؤكد عليها القائد با�ستمرار .كان العام 1979وكان القائد اللواء الركن وليد حممود ���س�يرت ،ق��د طلبني ملرافقته يف ج��ول��ة ا�ستطالع بالطائرة ال�سمتية �شملت منطقة ال�سليمانية حتى احلدود العراقية االيرانية ،عدنا منها بعد منت�صف الليل بقليل ،كنت �أرق��ب��ه ط��وال اجل��ول��ة� ،شعرت وك�أنه مهموم� ،س�ألني قبل هبوط الطائرة: رائد ركن ف�ؤاد هل ما يجري يف بغداد هذه االيام،�أمر طبيعي؟ فاجئني ب�����س���ؤال��ه� ..أج��ب��ت��ه بطريقة ال��ت��ه��رب من الإجابة ..نعم �سيدي..
بائ�سني قلقني ،غ��ادر ال�سجانون وال�ضحية معا مقر الفيلق ،مي�سكون �صيدا ثمينا� ،شعرنا �ساعتها �أننا ال�ضحية ،و�أننا على نف�س اخلط �سائرون .مر اليوم ،ومل يغادرنا منظر القيود يف يد القائد الذي كان �أع�ضاء الفرع يقفون خلفه ،يح�سبون ح�سابه قبل �ساعات .تعددت االقاويل بني ال�ضباط الذين توقفوا عن العمل وانهمكوا بالتحليل والتكهنات، وجاء الع�صر يحمل معه �أنباء االتهام املوجه لهذا القائد اجل�سور باال�شرتاك يف الت�آمر على احلزب وال���ث���ورة .مل ي�سعفنا ال��وق��ت مل��زي��د م��ن التكهن والتحليل ،فاليوم الثاين حمل �أنباء احلكم باالعدام رميا بالر�صا�ص على اللواء الركن وليد حممود �سريت و�آخ��ري��ن من رفاقه الع�سكريني واملدنيني بذات التهمة التي مل ن�صدقها يف دواخلنا املتعبة، و�أن تكلمنا عن حدوثها يف العلن ،م�سايرة للنهج العام وتفاديا لالتهام اجلاهز ..مل ينته الأمر بعد، ومل تتوقف اجتاهات احل�يرة ،ف�أعمدة الت�سقيط من�صوبة ،وتهم التلفيق موجودة� ،أيام مل تن�شف فيها ال��دم��اء ،ومل ينته القلق من النفو�س ،بد�أت دوامة التحقيق مع �ضباط الفيلق االول ،يف متثيلية يراد منها الت�أكيد على �أن م�ؤامرة قد حدثت بالفعل ان اللواء الركن وليد حممود �سريت كان م�شاركا فيها ،وما دام الأمر هكذا ،فال بد و�أن يكون هناك �ضباط و�إي��اه م�شاركون .ا�ستدعينا اىل التحقيق وب��د�أ امل�سل�سل عن العالقة بالقائد وليد �سريت، ن�سي املحققون �أو تنا�سوا طبيعة العمل الع�سكري، وماهية العالقة املهنية بالقائد ،ا�ستمروا بف�صول التمثيلية اىل نهايتها ،ق�سموا نتائجها لكي تكون معقولة ،بع�ض من �أحيل على التقاعد والبع�ض الآخ��ر �أحيل لوظائف مدنية و�آخ���رون نقلوا اىل �أبعد نقطة يف العراق)..