الحصاد المر للاخوان المسلمين خلال 60عاما للشيخ ايمن الظواهرى

Page 1


‫الحصاد المر‬ ‫بسم ال الرحن الرحيم‬ ‫جاء ف ملة الجتمع الكويتية الصادرة ف يوم الثلثاء ‪ 9‬صفر ‪ 1409‬هـ الوافق ‪ 20‬سبتمب ‪1988‬م‪ -‬العدد‬ ‫‪ -883‬السنة التاسعة مايأت‪:‬‬

‫خواطر إل "سيد" ف ذكرى استشهاده‬ ‫وافق يوم ‪ 2 9‬أغسطس الاضي ذكري استشهاد الستاذ "سيد قطب" وبذه الناسبة كتبت شقيقته "أمينة قطب"‬ ‫هذه البيات‪:‬‬ ‫إلـيـك أخـي هـذه الـاطرات‬

‫تول بـنفسي مـع الـذكـريات‬

‫فـاهـمـس والليل ييي الشجون‬

‫ويـوقـظ كـل هـموم اليــاة‬

‫فـاهتـف يا لـيـتـنا نـلـتقي‬

‫كـما كـان بالمـس قبل الفول‬

‫ويـبعث مـا عـز مـن أمـنيات‬

‫ويـوقـد جـمرا عـله الرمـاد‬

‫لحـكي إلـيك شـجون وهـمي‬

‫فكم من تباريـح هـم ثقيـــل‬

‫ولكـنـها أمـنيـات الـــني‬

‫فما عاد من غـاب بعد الرحيــل‬

‫أخـي إنـه لديـث يطـــول‬

‫وفـيه السـى وعميق الشـجـون‬

‫رأيـت تبـدل خـط الـــداة‬

‫با نـالـم من عنـاء السنـيــن‬ ‫ومـدوا الـسـور مـع‬

‫فمـالوا إل هدنـة الســتكيـن‬

‫الجرمـي‬ ‫رأوا أن ذلـك عـي الصــواب‬

‫ومادونـه عقبـات الطريــــق‬

‫بتـلك الشـورة مـال السفيــن‬

‫تأرجـح ف سـيه كالغريـــق‬

‫وف لـة اليــم تيـه يطـــول‬

‫وظلـمة ليـل طويـل عميـــق‬

‫حزنت لـا قـد أصـاب السيـر‬

‫وما يلـك القـلب غـي الدعـاء‬

‫بـأن ينقـذ اللـه تلـك السـفي‬

‫ويـمــي ربـانـا مـن بـلء‬

‫وأن يـحذروا مـن ضـلل السي‬

‫وما يدبر طي الفـــــــاء‬

‫ترى هل يعودون أم أنـــــم‬

‫يظنون ذلك خط النجـــــاح‬

‫وف وهـهم أن مد الســــور‬

‫سيمضي بآمالم للفــــــلح‬ ‫به الصــدق والفوز رغم الـراح‬

‫وينسون أن طريق الكفـــــاح‬

‫‪2‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫ولكننـي رغم هذي المــــوم‬

‫ورغم التأرجح وسط العبــــاب‬

‫فإن الـعال تبـدي االطريــــق‬

‫وتكشف ماحوله من ضــــباب‬

‫وألح أضواء فجر جديــــــد‬

‫يزلزل أركان جــــع الضلل‬

‫وتوقظ أضــواؤه النائميــــن‬

‫وتنقذ أرواحهم من كــــلل‬

‫وما عندهم من صنوف العـــذاب‬

‫ورغم الطغـــــاة وما يكرون‬

‫وتـورق أغصان نبت جديــــد‬

‫يعم البـطاح نــدي الظـلل‬

‫فنـم هانـئا يا شقيـقي البيـب‬

‫فلن يلك الظلم وقف السيــــر‬

‫فـرغم العـناء سيمضي الـمـيع‬

‫بدرب الكفاح الطويل العســـي‬

‫فعزم الباة يزيح الطغــــــاة‬

‫بعون الله العــلي القـــديـر‬

‫‪3‬‬


‫الحصاد المر‬

‫مقدمة الطبعة الثانية‬ ‫_________‬ ‫ل فل مضلَ‬ ‫ل م ْن شرورِ أنفسِنا وسيئاتِ أعمالِنا‪ ،‬منْ يه ِدهِ ا ُ‬ ‫إ ّن المدَ لِ نستعيُنهُ ونستهديهِ ونستغفرُهُ‪ ،‬ونعوذُ با ِ‬ ‫لهُ‪ ،‬ومنْ يضل ْل فل هاديَ لهُ‪.‬‬ ‫﴿يا أيها الذينَ آمنوا اتقوا الَ حقَ تقاِتهِ ول توتنْ إل وأنتم مسلمونَ﴾‪[.‬آل عمران ‪]102‬‬ ‫ث منهما رجالً كثيا ونساءً‬ ‫﴿يا أيها النْاسُ اتقوا رَبكُم الذي خلقَكُم من نفسٍ واحدةٍ وخل َق منها زوجَها وب َ‬ ‫واتقوا الَ الذي تساءلون به والرحامَ إنّ الَ إنّ عليكم رقيبا﴾‪[ .‬النساء ‪]1‬‬ ‫ح لكم أعمالَكُم ويغفرْ لكم ذنوبَكم ومنْ يطِعِ الَ ورسوَلهُ‬ ‫ل وقولوا قولً سديدا يصلِ ْ‬ ‫﴿يا أيها الذين آمنوا اتقوا ا َ‬ ‫فق ْد فا َز فوزا عظيما﴾‪[ .‬الحزاب ‪]70‬‬ ‫وبعدُ‬ ‫فهذه هي الطبعة الثانية من كتاب (الصاد الر) تأت بعد قرابة أربع عشرة سنة من الطبعة الول مرت عليها‬ ‫أحداث وأزمان‪ ،‬وقد كنت تواقا لصدار طبعة ثانية من هذا الكتاب لمور عديدة منها‪:‬‬ ‫ النقد الذي وجهه إل بعض الحبة ‪-‬الذين ل أزكيهم على ال‪ -‬ف عبارات استدركوها علي ف الكتاب‪،‬‬‫وملحظات عليه‪ ،‬ومن هؤلء الفاضل بعض من الخوان السلمي‪ ،‬الذين لم فضل علي ل أنكره‪ ،‬ول ينكر‬ ‫الفضل إل جاحد‪.‬‬ ‫وكان ما أخذوه علي عبارات شديدة ف الكتاب لو رفعت منه ما تأثر برفعها مضمون الكتاب‪ ،‬وإن بقيت فيه ل‬ ‫تنصر بفردها حقا ول تزهق وحدها باطلً‪ ،‬إل أن ف بقائها تنفيا للقلوب وشحنا للنفوس‪ .‬لن العبة ف قوة أي‬ ‫كتاب وقيمته بأدلته الت يسوقها‪ ،‬وليس با ييط بذه الدلة من عبارات وتراكيب‪.‬‬ ‫وكان من اعتذاري عن هذا الأخذ أن الخوان قد أسرفوا ف ما أوغلوا فيه‪ ،‬وشطحوا فيما جنحوا إليه‪ ،‬وغرهم‬ ‫كثرة ترديدهم لذه القوال الضعيفة‪ ،‬حت نشأ عليها الصغي‪ ،‬وهرم عليها الكبي‪ ،‬وزاد المر عن حده فقرنوا‬ ‫بالتزلف للطواغيت تريح الؤمني الجاهدين العاملي بأنواع الذم وصنوف القدح‪ ،‬ول بد لكل فعل من رد فعل‪.‬‬ ‫س َو ِء مِنَ اْل َقوْلِ إِ ّل مَن ُظ ِل َم وَكَانَ ال ّلهُ سَمِيعًا َعلِيمًا﴾‪[ .‬النساء ‪]148‬‬ ‫ج ْهرَ بِال ّ‬ ‫حبّ ال ّلهُ الْ َ‬ ‫قال ال تعال‪﴿ :‬لّ يُ ِ‬ ‫وقال التنب‪:‬‬ ‫ل تعذل الشتاق ف أشواقه حت تكون حشاك ف أحشائه‬ ‫ ومنها النقد الذي وجه إلّ بأن كنت متحيزا ضد الخوان‪ ،‬فلم أذكر عنهم إل السيئات‪ ،‬وأغفلت السنات‪،‬‬‫وهي كثية مشهود با‪ .‬فمن الذي ينكر أن الخوان هم الذين تصدوا للحملة العلمانية ولوجة التغريب وباصة‬ ‫الشتراكية والشيوعية ف مصر؟ ومن الذي ينكر أنم الذين حلوا عبء العمل الفدائي ضد الصهاينة ف فلسطي‬ ‫‪4‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫وضد النليز ف قناة السويس؟ ومن الذي ينكر أن حسن البنا ‪-‬رحه ال‪ -‬هو الذي أنقذ آلف الشباب من‬ ‫المارات وغرز الشيش وخرافات الصوفية‪ ،‬وشكلهم ونظمهم ف كتائب منظمة ف طول البلد وعرضها تتلئ‬ ‫بالماسة والستعداد للثضحية ف سبيل ال؟ ومن الذي ينكر أن حسن البنا ‪-‬رحه ال‪ -‬كان من رواد الهاد ف‬ ‫مصر‪ ،‬وأنه قرن قوله بعمله فأنشأ النظام الاص‪ ،‬ودرب الشباب على حل السلح‪ ،‬وعلم أتباعه مهنة القتال الت‬ ‫حرص الستعمر على أن يفصل بي السلمي وبينها؟ ومن الذي أنشأ حركة إسلمية عالية بعد سقوط اللفة كان‬ ‫لا أكب الثر ف إحياء روح الصحوة السلمية والتصدي لسم اليأس والقنوط الذي كان يكن أن يفتك بالمة‬ ‫السلمة بعد سقوط اللفة؟‬ ‫وكان ردي أن كل هذا وأكثر منه ل ينكر‪ ،‬ولكن هذا الكتاب ليس استعراضا لركة الخوان السلمي‪ ،‬فلم أسه‬ ‫مثلً (الخوان السلمون ف اليزان)‪ ،‬وإنا هذا الكتاب ‪-‬كما أصر وأكرر‪ -‬صيحة تذير وصرخة نذير من‬ ‫الستوى الذي اندر إليه الخوان السلمون‪ ،‬وضربت لم مثلً بأن مثلي ومثل الخوان السلمي كمثل طبيب‬ ‫يعال مريضا بسرطان العدة يوشك أن يهلكه ويفتك به‪ ،‬فليس من واجب هذا الطبيب أن يقول للمريض‪ :‬إن‬ ‫مك سليم‪ ،‬ورئتك سليمة‪ ،‬وقلبك سليم‪ ،‬وعظامك صحيحة‪ ،‬ولكن معدتك فقط با سرطان‪ ،‬بل إن من واجب‬ ‫هذا الطبيب أن يذر الريض‪ :‬بأنك تواجه مرضا خطيا فتاكا‪ ،‬يوشك أن يستشري ف جسمك‪ ،‬ويتخطى قدرة‬ ‫الطب على علجه‪ ،‬ويودي بك للهلك‪.‬‬ ‫ ومن النقد الذي وجه إل أن تعرضت بالنقد والتجريح للشيخ حسن البنا رحه ال‪ ،‬وهو رمز ف الركة‬‫السلمية ل يوز الساس به‪.‬‬ ‫وكان من ردي أن الشيخ حسن البنا ‪-‬رحه ال‪ -‬بل شك رمز رائد ف الركة السلمية‪ ،‬أكرمه ال بالشهادة‪،‬‬ ‫الت نسأل ال أن يتقبلها منه‪ ،‬ويتقبل منه سائر عمله الصال‪ ،‬ويعلم ال وحده مدى الب والحترام الذي أكنه ف‬ ‫قلب له‪ ،‬ولكن الشيخ حسن البنا ‪-‬رحه ال‪ -‬ف النهاية ليس معصوما‪ ،‬وهو أيضا شخصية عامة من حق أي دارس‬ ‫أن يتناولا بالدراسة والنقد‪.‬‬ ‫كما أن الشيخ حسن البنا ‪-‬رحه ال‪ -‬بذر بذرة الهاد ف الركة السلمية العاصرة بعد سقوط اللفة‪ ،‬ولكنه‬ ‫رحه ال‪ -‬كانت له تصرفات وسياسات خاطئة ومالفة للولء والباء‪ ،‬ث خلف من بعده خلوف ل يروا من‬‫تاريه إل تلك التصرفات والسياسات الاطئة‪ ،‬وكلما ناقشناهم وحاكمناهم إل الكتاب والسنة كان من جوابم‪:‬‬ ‫إن حسن البنا ‪-‬رحه ال‪ -‬قد فعل ذلك‪ ،‬فكان ل بد ‪-‬إذن‪ -‬من التعرض لتصرفاته بالنقد والتمحيص‪.‬‬ ‫ولكن دفعتن نصيحة هؤلء الخوة ‪-‬الت أظنها خالصة‪ -‬إل إعادة قراءة الكتاب مرات‪ ،‬وحاولت أن أرفع منه ما‬ ‫أشاروا إليه‪ ،‬دون أن يس إقامة الدليل وتوضيح الجة‪.‬‬ ‫ولقد ترددت ف إصدار الكتاب بعد أربع عشرة سنة دون أن أشي ف طبعته الثانية لا أحدثه الخوان من سقطات‬ ‫وأخطاء جسيمة ف النهج والسلوك‪ ،‬ولكن حال بين وبي ذلك أمور‪:‬‬ ‫‪5‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫أولا‪ :‬أن موضوع الكتاب يتناول مسلك الخوان السلمي ف ستي عاما (‪ ،)1988 -1928‬فإذا أضفت إل‬ ‫الكتاب أحداث أربعة عشر عاما‪ ،‬فسيكون موضوع الكتاب (الخوان السلمون ف أربعة وسبعي عاما)‪ .‬وهو‬ ‫موضوع أكب من الول‪.‬‬ ‫وثانيها‪ :‬أن أحوال تغيت ف هذه السني تغيا كبيا‪ ،‬ول أعد مستطيعا الوصول للمراجع والصادر بنفس السهولة‬ ‫أثناء كتابت للطبعة الول‪ ،‬وإذا كنت أعتب ما توصلت إليه من مراجع ومصادر ف الطبعة الول ل يكن مرضيا‬ ‫ل‪ ،‬فكيف بال الن؟‬ ‫ولذا قررت أن أبقي الكتاب على حاله دارسا لستي عاما من تاريخ الخوان‪ ،‬وأن يكون طبعة ثانية للكتاب‪،‬‬ ‫أراجع فيه النص الصلي وأضيف أو أحذف منه ما أرى أنه أفضل وأقرب للوصول للحقيقة والتدليل عليها‪.‬‬ ‫وقد أشرت إل رغبت ف هذه الراجعة ف كتاب (فرسان تت راية النب @‪ -‬تأملت ف مسية الركة الهادية‬ ‫ف مصر)‪.1‬‬ ‫وانتهزت هذه الفرصة لعيد ترتيب مواضيع الكتاب ترتيبا أرى أنه أقرب للتسلسل الوضوعي للبحث‪.‬‬ ‫وأرجو من ينقد هذا الكتاب على أساس من أصول التصنيف والبحث أن يتذكر أن كاتبه قد كتبه ف ظروف من‬ ‫القلق والتنقل ل تسمح بالوصول التأن للمصادر ول بالتابعة لكل ما يكتب أو يؤلف‪ ،‬بل ول تسمح أحيانا‬ ‫بالوصول للكتاب نفسه‪ ،‬فقد انقطعت صلت بالكتاب وفقدته مرتي أو أكثر‪ ،‬حت أكرمن ال بنسخة منه‬ ‫لراجعها‪.‬‬ ‫ولكن أنتهز فرصة هذه الطبعة الثانية لسجل عدة ملحظات أراها مفيدة ف موضوع هذا الكتاب‪:‬‬ ‫اللحظة الول ‪:‬‬ ‫أن الخوان قد ارتكبوا ف الفترة ما بي الطبعتي أخطاء منهجية جسيمة كرروا با أخطاءهم السابقة وزادوا‬ ‫عليها‪.‬‬ ‫ومن هذه الخطاء البيانات الت أصدروها لبيان عقيدتم ف مسائل مثل الشاركة السياسية ودور الرأة ودور‬ ‫السيحيي ف العمل السياسي وموقفهم من العنف والدستور والقانون‪.‬‬ ‫وقد حصلت على نسخة من بيانم العنوان بعنوان (بيان للناس) يتضمن مقدمة ث بيان موقف الخوان من‬ ‫أربع قضايا وهي‪ :‬قضية الوقف العام من الناس جيعا مسلمي وغي مسلمي وقضية الدين والسياسة وقضية العمل‬ ‫السلمي ورفض العنف واستنكار الرهاب وقضية حقوق النسان‪.‬‬ ‫وهو الكتاب الذي سرقته صحيفة (الشرق الوسط)‪ ،‬بعد أن حصلت عليه من الخابرات المريكية الت ظفرت باسوب ف‬ ‫أفغانستان‪ ،‬واختلقت قصة متهالكة لسبب حصولا عليه‪ ،‬وحذفت منه ثلثاه‪ ،‬وخلطت ترتيب الثلث الباقي‪ .‬وكان من الزء الحذوف‬ ‫فصلن أحدها عن النظام الصري والخر عن النظام السعودي‪ ،‬وما كان لصحيفة الشرق الوسط السعودية التمويل أن تنشرها!‬ ‫ونشرت (الشرق الوسط) الكتاب على حلقات بعنوان (الوصية الخية)‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪6‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫وهو بيان خطي جدا‪ ،‬يكشف مدى التهافت العقائدي الذي اندر إليه الخوان‪ ،‬وقد ألقت هذا البيان بآخر‬ ‫الكتاب‪ ،‬وليس من مقصدي الرد تفصيلً على هذا البيان‪ ،‬فقد تكفل بالرد عليه تفصيلً الخ‪ /‬أحد عبد السلم‬ ‫شاهي ف كتابه (فتح الرحن ف الرد على بيان الخوان)‪.‬‬ ‫ولكن ألحظ على هذا البيان عدة ملحظات جديرة بالتأمل‪:‬‬ ‫‪ -1‬أن البيان وهو يتعرض لقضية الدين والسياسة لم يتعرض لاكمية الشريعة ووجوب جعلها الاكمية العليا ف‬ ‫الجتمع‪ ،‬بل ول يدع البيان إل تكيم الشريعة وإعادة صياغة الدستور والقواني بناء على أحكام الشريعة‪،‬‬ ‫ولكنهم ذكروا عبارة عامة ضبابية ل يستفاد منها أي إقرار باكمية الشريعة حي قالوا‪( :‬ومنهج السلم الذي‬ ‫يلتزم به الخوان السلمون أن سياسة الناس بالعدل والق والرحة جزء من رسالة السلم‪ ،‬وأن إقامة شرائع‬ ‫السلم فريضة من فرائضه)‪ .‬ولكنهم ل يبينوا ما هي شرائع السلم ف قضية الدين والسياسة؟ وكيف تكون‬ ‫إقامتها؟‬ ‫بل وزادوا الطي بلة حي تدثوا عن شرعية الكم فقالوا‪( :‬وإنا ترجع شرعية الكم ف متمع السلمي إل إقامته‬ ‫على رضا الناس واختيارهم وإل مصلحة الشعوب ليكون لا ف الشئون العامة رأي ومشاركة ف تقرير المور)‪،‬‬ ‫فخلطوا بي حرية المة ف اختيار مثليها وبي وجوب تاكم المة السلمة للشريعة السلمية‪ ،‬النلة الت ل تستند‬ ‫على اختيار الناس‪ ،‬وإنا تستند على كونا ربانية منلة‪.‬‬ ‫والتتبع لكثي من بيانات الخوان يد هذا التعميم والتعتيم والضبابية ف ماولة لرضاء غي السلمي بعبارات‬ ‫مطاطة كثيا ما ل تنضبط بأحكام الشريعة‪.‬‬ ‫أليس مثيا للستغراب والتساؤل أن الخوان السلمي ‪-‬حينما يتحدثون عن (قضية الدين والسياسة) ف (بيان‬ ‫للناس)‪ -‬ل يتعرضون لقضية حاكمية الشريعة؟‬ ‫‪ -2‬أن البيان دعا إل الساواة بي السلمي والسيحيي ف كافة القوق السياسية والدنية حي قال‪( :‬لم ما لنا‬ ‫وعليهم ما علينا‪ ،‬وهم شركاء ف الوطن وإخوة ف الكفاح الوطن الطويل‪ ،‬لم كل حقوق الواطنة الادي منها‬ ‫والعنوي الدن منها والسياسي)‪.‬‬ ‫وبناء على ما ذكروه فإن من حق السيحيي تبوء أي منصب‪ ،‬ولكن البيان ل يتعرض لليهود مع أنم موجودون ف‬ ‫بلدنا‪ ،‬فهل يرى الخوان أن من حق اليهودي أن يكون رئيسا للدولة أو رئيسا للوزراء أو وزيراً للدفاع أو‬ ‫الارجية أو مديرا للمخابرات؟ ولاذا ل يذكروا ذلك ويقرروا هذا الق لم كما قرروه للمسيحيي‪ ،‬أم أنا‬ ‫السياسة الت تتحكم ف العقائد؟‬ ‫وهنا يظهر البون بي منهج الخوان ومنهج السلم‪ ،‬فالخوان يكادون يتطابقون مع النهج الغرب ف الكم الذي‬ ‫يقوم على العلمانية وحاكمية الغلبية والنتماء الوطن‪ ،‬بينما يقوم النهج السلمي ف الكم على الربانية‬ ‫وحاكمية الشريعة وأخوة السلم‪.‬‬ ‫‪7‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫حت أنم حينما يطالبون بتطبيق الشريعة ‪-‬ف غي هذا البيان‪ -‬إنا يطالبون بذلك على أساس من حاكمية الغلبية‪،‬‬ ‫وليس على أساس من حاكمية الشريعة‪ ،‬وهذه سقطة عقائدية خطية‪.‬‬ ‫‪ -3‬أن البيان ل يتضمن أية كلمة عن الملة الصليبية الغربية الستمرة ضدنا‪ ،‬بل ل يتضمن البيان أية كلمة‬ ‫عن احتلل الصلييي واليهود لبلد السلمي‪ ،‬وكل الذي ذكر فيه عبارة‪( :‬وميزان يظلم ويور ويبر العدوان حي‬ ‫تتصل المور بشعب من شعوب السلمي أو حكومة من حكوماتم‪ ،‬وما أنباء البوسنة والرسك ومأساة الشيشان‬ ‫منا ببعيدة)‪ .‬وعبارة‪( :‬لكننا ونن نعلن هذا كله نسجل أمام الضمي العالي أن الظال الكبى الت يشهدها هذا‬ ‫العصر إنا تقع على السلمي ول تقع من السلمي)‪ .‬أين أراضي السلمي الحتلة؟ وأين الوجود العسكري‬ ‫الصليب الذي يثم فوقها من الغرب لندونيسيا؟ وأين التحريض على وجوب جهاد هؤلء اليهود والصليبيي ف‬ ‫هذا (البيان للناس)؟ هل كل ما يعرفه الخوان هو (العمل السلمي ورفض العنف واستنكار الرهاب)؟ ما هو‬ ‫موقف الخوان السلمون ‪-‬حي صدر هذا البيان‪ -‬من قوات الصليبيي الت تتل الليج وجزيرة العرب؟ وما هو‬ ‫موقفهم من سفارة إسرائيل ف القاهرة؟ وما هو موقفهم من سيناء النوعة السلح الت تتلها القوات المريكية؟‬ ‫هل موقفهم فقط هو التظاهر وعقد الؤترات ورفض العنف واستنكار الرهاب؟‬ ‫ث ما هو موقف الخوان ف (بيانم للناس) من الذين مكنوا الصليبيي من احتلل بلدنا؟ وقدموا لم‬ ‫القواعد والتسهيلت لضرب العراق ف حرب الليج الول؟ وما هو موقفهم من الذين فتحوا لسرائيل سفارة ف‬ ‫القاهرة؟ هل موقفهم منهم إعادة انتخابم لرئاسة المهورية؟!‬ ‫‪ -4‬ل يتضمن البيان أية كلمة عن فلسطي وعن واجب السلمي جيعا ف الشاركة ف الهاد ضد اليهود‪ .‬وهذا‬ ‫أمر جدير بالتساؤل والستغراب‪.‬‬ ‫‪ -5‬ل يتضمن البيان أي اعتراف بطأ الخوان ف مواقفهم السابقة ول ف تأييدهم لترشيح حسن مبارك لرئاسة‬ ‫المهورية‪ ،‬ما يؤكد على أن الخوان موغلون فيما أسلفوا من أخطاء‪.‬‬ ‫اللحظة الثانية ‪:‬‬ ‫أن الخوان مصرون على التفريق بي العدو الوطن والعدو الجنب بل أي مستند من شرع أو عقل‪ ،‬فالعدو‬ ‫الوطن يواجه بالنهج السلمي القانون وأحيانا بإعادة انتخابه رئيسا للجمهورية‪ ،‬أما العدو الارجي فيحاربه أهل‬ ‫الرض الحتلة فقط‪ ،‬وف بلدهم الحتل فقط‪ .‬وف هذا الصدد أنقل هذا الوار الذي أراه هاما للدكتور عبد النعم‬ ‫أبو الفتوح ‪-‬عضو مكتب الرشاد ف جاعة الخوان السلمي‪ -‬ف برنامج (حوار مفتوح)‪:2‬‬ ‫(‪ -‬غسان بن جدو‪ :‬دكتور عبد النعم‪ .‬ل شك أنو ‪-‬ف حقبة تاريية عريضة‪ -‬التيار السلمي تعرض لضغوط‬ ‫شديدة من قبل الكومات‪ .‬طبعا أنتم تزعمون الن كتيار إسلمي بشكل عام ف العال العرب بأنكم أكثر تيار‬ ‫‪2‬‬

‫سيلحظ القارئ أننا نقلنا الوار بنصه بدون أي تصويب‪.‬‬ ‫‪8‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫يتعرض لذه الضغوط حت الن ف مصر ف الغرب العرب‪ .‬جزء من الغرب العرب بطبيعة الال‪ .‬ف بعض القطار‬ ‫الخرى‪.‬‬ ‫مع ذلك مع ذلك هناك من ينتقدكم أنه أنتم صحيح أنكم ل تريدون العنف ول تسعون إل هذا المر‪ ،‬ولكن‬ ‫تادنون السلطات بشكل كبي‪ ،‬بيث أنكم أصبحتم كالحزاب الخرى النخبوية ل تقبلون على التضحية‪.‬‬ ‫ الدكتور عبد النعم أبو الفتوح‪ :‬يعن الذي يقول إننا نادن السلطات يعن الئيئة ل يعن ياف القيقة‪ .‬يعن‬‫حينما يكون الخوان السلمي منذ عادوا عام سبعة وسبعي ‪-‬أُ ْخرِجوا من السجون وعلى مدار أكثر من أربعة‬ ‫وتلتي عاما‪ -‬موجودين رغم أنف السلطة حيث أن السلطة ما زالت تسميهم جاعة الخوان السلمي الحظورة‬ ‫فكيف ي‪....‬حينما ل تلو سجون مصر منذ السبعينات وحت الن ل تلو من معتقلي ومصادرين من الخوان‬ ‫السلمي‪.‬‬ ‫ غسان بن جدو‪ :‬نعم‪.‬‬‫ الدكتور عبد النعم أبو الفتوح‪ :‬حت الن حينما نكون نن الخوان السلمي الوحيدين الذين قدمنا من القوى‬‫السياسية ف مصر إل ماكمات عسكرية حينما يتم كل هذا ل يتصور أحد أن سلطة أو‪..‬سواء ف مصر أو ف‬ ‫غي مصر بصفة عامة تقمع التيار السلمي بذه الطريقة يكن أحد أن يهادنا‪ .‬ول يرضى با‪.‬‬ ‫ غسان بن جدو‪ :‬طب أعطيك مثالً حيا دكتور عبد النعم مثالً حيا على هذا المر الن هناك وجود عسكري‬‫أمريكي ف العراق يصف نفسه بالحتلل ويوصف من قبل الخرين بالحتلل‪ .‬التيار السلمي هناك المثل‬ ‫بالخوان السلمي جزء من ملس الكم النتقال‪ ،‬وهو مشارك ف هذا المر‪.‬‬ ‫ الدكتور عبد النعم أبو الفتوح‪ :‬أنا يعن حضرتك دعن أكمل‪ ،‬وحاعود على العراق ليس هروبا من قضية‬‫العراق‪ ،‬بس هاعود عليها‪ .‬ولكن يعن إذا تصور أحد أن تعاملتنا كتيار إسلمي مع الكومات الوطنية اللي هي‬ ‫من أبناء وطنا مهما اختلفنا معها ومهما تصادمنا معها سيكون بنفس السلوب الذي نتعامل فيه مع الحتل الجنب‬ ‫فدي مسألة إحنا بنرفضها‪.‬‬ ‫ غسان بن جدو‪ :‬بوضوح ما الذي تعنيه؟‬‫ الدكتور عبد النعم أبو الفتوح‪ :‬يعن حينما كان هناك متل أجنب ف مصر النليز نن قاتلناهم ومتنا‬‫واستشهدنا ف‪ ...‬وحينما كان هناك متل أجنب ف فلسطي التيار السلمي وكل التيارات الوطنية والعربية تقاتله‬ ‫وتوت‪ ،‬لكن حينما يكون اللف أو الصدام أو القمع من حكومة وطنية مهما اختلفنا معها فمن مبادئنا أل نرفع‬ ‫السلح عليها‪ .‬هذا مبدأ عندنا كده‪ .‬مهما نالنا من أذى‪ ،‬لكن ده ل يعن ف ذات الوقت أننا نستسلم لظلمها‬ ‫وقمعها‪ ،‬ولو أننا استسلمنا لظلم السلطة أو سكتنا عليه لا دخل لنا سبعة آلف معتقل ف انتخابات سنة ألفي‪.‬‬ ‫كان مكن نستجيب لذا القمع‪ ،‬ونؤول ل داعي لدخول النتخابات ما دامت التضحيات بذه بذا الشكل‬ ‫الكبي‪.‬‬ ‫‪9‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫وبالتال ولكن هي السألة مسائل كيف تقدر الصلحة الوطنية‪ ،‬وأن تكون الصلحة الوطنية العليا أهم من‬ ‫مصلحتنا‪ ،‬حت لو كانت مصلحة الخوان السلمي كتجمع أو كحزب أو مصلحة الفراد‪.‬‬ ‫ غسان بن جدو‪ :‬ماذا عن العراق؟‬‫ الدكتور عبد النعم أبو الفتوح‪ :‬قضية العراق حضرتك الذي يعن دخل ال‪ ..‬الذي دخل الجلس الجلس‬‫النتقال اتني من الزب السلمي‪ ،‬وهو حزب يشمل إخوان وغي إخوان‪ .‬أما مسألة القاومة ‪-‬فبكل وضوح‬ ‫وبدون يعن مواربة‪ -‬نن مع القاومة السلحة‪ .‬نن كإخوان مسلمي وكقيادة عالية للخوان السلمي ف العال‬ ‫نن مع القاومة السلحة ف العراق ضد الحتل المريكي مئة ف الئة‪.‬‬ ‫وأنا أتن ‪-‬أنا على مستواي الشخصي بل كل الخوان ف مصر وف العال‪ -‬أن نستطيع أن نمل السلح لواجهة‬ ‫الحتلل المريكي ف العراق‪.‬‬ ‫كما نتمن ذات المنية أن نمل السلح لواجهة الحتل الصهيون ف فلسطي‪.‬‬ ‫هذه مسألة مسألة دين ل يعن هذه ليست مسألة سياسية إذا اُحتل أرض من أراضي السلمي يصبح الهاد فرض‬ ‫عي على كل رجل وامرأة وشاب وفتاة‪ .‬ترج الرأة بدون إذن زوجها ويرج الولد دون إذن أبيه هذه مسألة يعن‬ ‫ليست‪.‬‬ ‫ غسان بن جدو‪ :‬طيب شكرا‪.‬‬‫ الدكتور عبد النعم أبو الفتوح‪ :‬مل هزار ول لعب يعن‪.‬‬‫ غسان بن جدو‪ :‬أعود للخوان هنا تفضل سيدي‪.‬‬‫ ممد الصيور من الكتب الصحفي لنظمة التحرير الفلسطينية‪.‬‬‫ غسان بن جدو‪ :‬جيد‪.‬‬‫ ممد الصيور‪ :‬يبدو يبدو أننا ندور ف دوامة لتعويدنا أو لتدجيننا من قبل الحزاب على واقع أن العجز هو أمر‬‫واقع‪ ،‬وعلى أن ل إمكانية للتغيي‪ ،‬فمشهد مشهد الطاب السياسي لي حزب ل يساوي أبدا السلوك السياسي‬ ‫لذا الزب ف الشارع أولً‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬يبدو كأننا نسي باتاه انضباط‪.‬‬ ‫ غسان بن جدو‪ :‬وضحلي النقطة الول من فضلك‪ .‬يعن مهمة‪ .‬النقطة الول اللي‪.‬‬‫ ممد الصيور‪ :‬على واقع العجز؟‬‫ غسان بن جدو‪ :‬نعم النقطة الول‪ .‬يعن كيف أن هذا الشهد‪.‬‬‫ ممد الصيور‪ :‬النقطة الثانية توضح الول‪ .‬النقطة الثانية توضح الول‪ .‬وهي أننا نسي على وتية انضباط‬‫واحدة‪ ,‬مثلً النائب أو الناضل البيطان جورج جالوي يقول‪ :‬بأن المهور المهور العرب لن يرج من دوامة‬ ‫عجزه إل بتبديل نظامه السياسي الاكم‪.‬‬ ‫‪10‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫ غسان بن جدو‪ :‬نعم‪.‬‬‫ ممد الصيور‪ :‬هنا ل أدعو لثورة‪ .‬لكن أيضا وأنا مق إن قارنت هذا الوضوع بالطفل الفلسطين الذي يمل‬‫مفظته وهو يقاوم‪ .‬بعن إنه لاذا أخاف لاذا أخاف من النظام الديكتاتوري الذي قد يضعن ف السجن لفترة‬ ‫وأخرج‪ ،‬بينما الطفل الفلسطين ذاهب قد ل يعود أبدَا وهو طفل‪ .‬فالعادلة فالعادلة بأن ل إصطدام مع النظام‬ ‫تبير لبقاء النظام بد ذاته وبقاء لتحويل الزب أيضا إل نوع من التيار النخبوي الذي يقول ما يب أن يلتزم به‬ ‫تت سقف النظام ليس فوقه‪ .‬وهنا أشدد أيضا على أن الدعوة ليست دعوة لثورة‪ .‬إنا دعوة لعل الشارع يتكلم‬ ‫من خلل برامج حزبية تنطق بشاريع وبرامج تغييية حقيقية تعطي‪.‬‬ ‫ غسان بن جدو‪ :‬خليك خليك ف حوار مع‪.‬‬‫ ممد الصيور‪ :‬رسالة‪.‬‬‫ غسان بن جدو‪ :‬مع الدكتور عبد النعم خليك‪ .‬تفضل دكتور عبد النعم‪.‬‬‫ الدكتور عبد النعم أبو الفتوح‪ :‬يعن حضرتك بتؤول نفس الكلم اللي أنا أولته‪ .‬يعن إنت بتؤول‪ :‬نن ل‬‫نقصد نن ل نقصد أننا ل نصطدم مع النظم صداما مسلحا‪ .‬أما نن ف صدام يومي مع النظام‪ .‬نن كإخوان‬ ‫مسلمي على مستوى العال ف صدام يومي مع النظم القمعية ولول أننا ف صدام يومي معها ما دخلنا السجون‬ ‫والعتقلت‪ .‬ولكن الذي أنفيه وأؤكد عليه بكل صراحة أننا لن نصطدم مع النظم الوطنية صداما مسلحا‪ .‬وبالتال‬ ‫هو ده الكلم نفسك اللي بتؤوله‪ .‬بتؤول‪ :‬ل أدعو للثورة‪ .‬ولكن أدعو‪ .‬نن غي راضي على أي نظام يكم العال‬ ‫العرب والسلمي دون أن يكمه بإرادة شعبية مئة ف الئة‪.‬‬ ‫ غسان بن جدو‪ :‬طيب دكتور‪.‬‬‫ الدكتور عبد النعم أبو الفتوح‪ :‬وننظر إل هذه النظم جيعها الت جاءت ضد رغبة شعوبا‪ .‬على أنا نظم غي‬‫مشروعة ولن نعترف بشروعيتها الدستورية إل إذا جاءت من خلل صندوق النتخابات‪ .‬ونن نترم أي نظام‬ ‫حت لو ل يرفع شعارات السلم‪ -‬جاء من خلل صندوق النتخابات‪ .‬وسنظل ف صدام مع كل نظام غي‬‫دستوري وغي معب عن إرادة الشعب أو جاء ضد رغبة الشعب‪ ،‬ونظل ف صدام معاه‪ .‬لكن لن نكون ف صداما‬ ‫مسلحا معاه‪.‬‬ ‫ ممد الصيور‪ :‬هذا يعن أن‪.‬‬‫ الدكتور عبد النعم أبو الفتوح‪ :‬وأنا بس أريد قبل أن أنسى‪ .‬وهذه تربة إخوانا الفلسطينيي حت داخل‬‫الراضي الفلسطينية‪ .‬لو أن حينما اختلفت حاس منظمة حاس مع السلطة الفلسطينية قاموا بصدام مسلح وكان‬ ‫مكن يملوا نفس النظرة لضاع الهاد الفلسطين كله‪ .‬لكن ما زلنا نمله جيعا تقديرا وإعزازا لفصائل القاومة‬ ‫الفلسطينية أنا رفضت أن تتقاتل فيما بينها وظل فوهات بنادقها موجهة للصهاينة‪.‬‬ ‫ غسان بن جدو‪ :‬نعم‪.‬‬‫‪11‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫ الدكتور عبد النعم أبو الفتوح‪ :‬ونن نلتزم داخل كل أقطارنا بنفس البدأ‪ .‬ستظل فوهات بنادقنا وقتالنا السلح‬‫ضد أعداء الوطن من الجانب‪.‬‬ ‫ غسان بن جدو‪ :‬رأيك أخي‪.‬‬‫ ممد الصيور‪ :‬ل زلنا أمام ماولة تقليل الكلفة الت قد ندفعها ف مواجهة النظام‪.‬‬‫ غسان بن جدو‪ :‬نعم‪.‬‬‫ ممد الصيور‪ :‬أنا أستطيع أستطيع بدل السبعة آلف أستطيع إن كنت أعب عن وجهة نظر عن وجهة نظر‬‫عادلة وقوية وفاعلة ف شارع بصر والشارع الصري عفوا أنا قادر أن أدخل إل السجون خسون ومئة ألف ولاذا‬ ‫ل ولاذا ل؟ الطفل الفلسطين مثال أرقى‪ .‬فلنكن دونه بكثي‪ .‬وإنا بست ٍو عادل من الداء النضال الذي يثبت أننا‬ ‫جادون بي سلوك سلوك منتج من خلل برنامج نضال يوحد الميع)‪.3‬‬ ‫‪ -1‬وف كلم الدكتور عبد النعم أبو الفتوح السابق ما يؤكد على أن عدم صدامهم مع النظمة صداما مسلحا‬ ‫ليس مربوطا بعدم القدرة‪ ،‬وإنا هو مبدأ دائم ف الال والستقبال وف جيع البلد‪ ،‬وأن قتالم سيظل فقط ضد‬ ‫الح تل الج نب‪ .‬فقد ا ستخدم عبارات‪( :‬ف من مبادئ نا أل نرفع ال سلح عليها هذا مبدأ عند نا) و(لن نصطدم مع‬ ‫النظم الوطنية صداما مسلحا) و(ستظل فوهات بنادقنا وقتالنا السلح ضد أعداء الوطن من الجانب) و(لن نكون‬ ‫ف صداما مسلحا معاه)‪.‬‬ ‫وهذا أمر مالف للشرع والعقل والتاريخ ومنه تاريخ الخوان أنفسهم‪.‬‬ ‫أ‪ -‬فهذا البدأ يالف السنة الثابتة عن النب @‪ ،‬فقد أخرج البخاري ومسلم ‪-‬رحهما ال‪ -‬عن جنادة بن أب‬ ‫أمية قال‪ ( :‬دخلنا على عبادة بن الصامت وهو مريض‪ ،‬قلنا‪ :‬أصلحك ال‪ ،‬حدّث بديث ينفعك ال به‪ ،‬سعته من‬ ‫النب @‪ ،‬قال‪ :‬دعانا النب @ فبايعناه‪ ،‬فقال فيما أخذ علينا‪ :‬أن بايعنا على السمع والطاعة‪ ،‬ف منشطنا‬ ‫ومكرهنا‪ ،‬وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا‪ ،‬وأن ل ننازع المر أهله‪ ،‬إل أن تروا كفرا بواحا‪ ،‬عندكم من ال فيه‬ ‫برهان)‪ .4‬ويالف إجاع العلماء على وجوب خلع الاكم الرتد وتعينه على من قدر عليه‪ ،5‬ول فرق ول اعتبار ف‬ ‫ذلك بكونه وطنيا أو مستوردا‪ .‬وهذا دليل على الفقر الشرعي لدى الخوان‪.‬‬ ‫ب‪ -‬وهذا البدأ يالف تار يخ ال سلم‪ :‬فهذا ال سي بن علي { وع بد ال بن الزب ي { قد خر جا على حا كم‬ ‫وطن‪ ،‬ث من بعدها من الصالي الذي أثن عليهم الئمة والؤرخون كابن الشعث وممد النفس الزكية وأحد‬ ‫‪ 3‬قناة الزير الفضائية‪ -‬برنامج حوار مفتوح‪ -‬يوم ‪1425 /3 /3‬هـ‪ -‬موضوع البنامج عن الحزاب السياسية العربية وعلقتها‬ ‫بتحركات الشارع العرب‪ -‬القدم‪ :‬غسان بن جدو‪ -‬الضيوف‪ :‬الدكتور عبد النعم أبو الفتوح وحسي عبد الرازق وعبد ال الكوران‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫صحيح البخاري‪ -‬كتاب الفت‪ -‬باب‪ :‬قول النب @‪( :‬سترون بعدي أمورا تنكرونا)‪ -‬حديث رقم‪ 6 6 4 7 :‬ج‪ 6 :‬ص‪:‬‬

‫‪ ،2 5 8 8‬صحيح مسلم‪ -‬كتاب المارة‪ -‬باب وجوب طاعة المراء ف غي معصية وتريها ف العصية‪ -‬حديث رقم‪ 1 7 0 9 :‬ج‪:‬‬ ‫‪ 3‬ص‪.1 4 7 0 :‬‬ ‫‪ 5‬الباب الول‪ :‬بي يدي البحث‪ -‬بعض الصول الشرعية‪ /‬الفصل الول‪ :‬ف بيان حكم من ل يكم با أنزل ال‪.‬‬ ‫‪12‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫بن ن صر الرا عي ‪-‬رح هم ال‪ -‬كلهم خرجوا على حكام وطني ي‪ .‬ك ما اتفق العلماء على تكف ي الدولة العبيد ية‬ ‫ووجوب الروج عليها وهي دولة وطنية ف ميزان الخوان السلمي!!‬ ‫ج‪ -‬ث إن تقسيم الكام لوطنيي وغي وطنيي تقسيم ما أنزل ال به من سلطان‪ ،‬ول اعتبار له ف ميزان الشرع‪،‬‬ ‫لن العتبار ف ميزان الشرع بسلوك الاكم وليس بوطنه‪.‬‬ ‫د‪ -‬ث أل يؤ كد هذا التق سيم أن الخوان قد خالفوا أ صول ال سلم ف ال كم ال ت تقوم على الربان ية والشورى‬ ‫وأخوة السلم‪ ،‬واستبدلوا با العلمانية (الت يسمونا الدولة الدنية) والديقراطية والرابطة الوطنية‪.‬‬ ‫هـ‪ -‬ث أل يت فق الخوان مع جال ع بد الناصر على النقلب على اللك فاروق وهو حاكم وط ن‪ ،‬طال ا بايعوه‬ ‫وأظهروا تأييدهم له؟‬ ‫و‪ -‬ثـ أل ياهـد الجاهدون الفغان نيبا بعـد خروج الروس مـن أفغانسـتان؟ وكان الخوان يؤيدونمـ على قتال‬ ‫الاكم الوطن‪ ،‬أم أن أمريكا كانت راضية يومئذ عن قتال السلطة الوطنية؟‬ ‫ز‪ -‬ون فس مبدأ عدم ال صدام مع ال سلطة الوطن ية ي كن أن ي ستخدمه الخوان ال سلمون ف العراق ل نع جهاد‬ ‫اليش العراقي الائن والشرطة العراقية الادمة والدافعة ‪-‬كدروع بشرية‪ -‬عن القوات المريكية‪.‬‬ ‫وباذا يفت الخوان الجاهدون إذا واجهوا اليش المريكي والشرطة العراقية والرس الوطن العراقي متمعي؟‬ ‫هل يفتون بقتال المريكان فقط وترك الشرطة الوطنية واليش الوطن ليقتلوا الجاهدين وينتهكوا حرماتم‪.‬‬ ‫ح‪ -‬لو طبقنا قواعد الخوان فسنقضي على الهاد لنه‪:‬‬ ‫(‪ )1‬ل نكفر الكافر مهما ظهر كفره لننا دعاة ولسنا قضاة‪.‬‬ ‫يقول الدكتور ممد جال حشمت عضو ملس الشعب عن الخوان السلمي الذين يتبأون حت من سيد قطب‪:‬‬ ‫(يكفي إصدار كتاب "دعاه ل قضاة" با ينفي قضية التكفي حت وإن كان منهم سيد قطب‪ .‬النهج الذي التزمه‬ ‫الخوان بأ نه ل تكف ي‪ ،‬وال صل العشر ين من ال صول العشر ين أ نه ل يوز ل حد أن يك فر أ حد بع صية‪ .‬أ مر‬ ‫واضح‪ ،‬وليست هناك ماولت اغتيال لتكفي تت‪ ،‬وليست هناك ادعاء بتكفي‪ ،‬ولا ادعى بعض الخوان قضية‬ ‫التكف ي خرجوا من الما عة‪ .‬اتناقشوا‪ ،‬اللي ف هم واعتدل وعاد عن غيّه ر جع تا ن‪ ،‬واللي مارج عش انف صل عن‬ ‫الماعة وقال له فصاله‪ :‬شوف لك يافطة تانية‪ .‬قضية واضحة جدا)‪.6‬‬ ‫( ‪ )2‬ل جهاد ضد السلطة الوطنية‪.‬‬ ‫(‪ )3‬يتعاون الخوان مع الكومة على استقرار المن‪ ،‬وأن الكومات تد ف وجود الخوان مصلحة‪ ،‬لنم‬ ‫يساعدونا على الفاظ على أمنها‪.7‬‬ ‫‪6‬‬

‫قناة الزيرة الفضائية‪ -‬برنامج بل حدود‪ -‬الستقبل السياسي للخوان السلمي ف مصر‪ -‬مقدم اللقة‪ :‬أحد منصور‪ -‬ضيف اللقة‪:‬‬

‫د‪ .‬ممد جال حشمت ‪-‬عضو الكتلة البلانية للخوان السلمي ف ملس الشعب الصري‪ -‬تاريخ اللقة‪.1 0 / 0 1 / 2 0 0 1 :‬‬ ‫‪ 7‬راجع‪ :‬كلم عمر التلمسان ومأمون الضيب ‪-‬رحهما ال‪ -‬ف الباب الثان‪ :‬مواقف الخوان مع الكومات ف مصر خلل ستي‬ ‫‪13‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫( ‪ )4‬ل جهاد ف غي بلدنا إل بإذن سلطتنا الوطنية ‪.8‬‬ ‫(‪ )5‬ل جهاد ضد العدو الغازي إل ف البلد الذي غزاه‪.9‬‬ ‫(‪ )6‬مشاركة الغزاة الصليبي ف توفي غطاء شرعي للحتلل‪ ،‬كما حدث من مشاركة الزب السلمي ف ملس‬ ‫الكم العميل للمريكان ف العراق‪.‬‬ ‫وتطبيق هذه القواعد يؤدي لمرين ف غاية الطورة على مصي المة السلمة ومستقبلها‪:‬‬ ‫أولما‪ :‬أن الخوان يقومون بدور الكابح والانع والعائق ضد أي توجه جهادي لقاومة الغزاة الصليبيي واليهود‬ ‫العتدين على أمتنا‪ ،‬فتطبيق هذه القواعد سيؤدي لعزل الجاهدين ف كل قطر إسلمي وحرمانم من دعم إخوانم‬ ‫السلمي وتركهم لتستفرد بم القوات الغازية الصليبية واليهودية‪ .‬وكلم الدكتور عبد النعم أبو الفتوح عن‬ ‫تأييده للمقاومة ف العراق وفلسطي كلم جيل‪ ،‬ولكنه كلم فارغ من الضمون بالنظر إل قيود الخوان‬ ‫وعوائقهم على الهاد‪.‬‬ ‫وثان هذين المرين‪ :‬أنه ل أمل ف تغيي الكام الفاسدين الفسدين عملء اليهود والصليبيي السيطرين على‬ ‫بلدنا‪ ،‬فإذا كفر الاكم ل نكفره‪ ،‬وإذا قدرنا على خلعه بالقوة لن نلعه‪ ،‬إذن فماذا بقي؟ انتظار قوة من الارج‬ ‫لتحل مشكلتنا!‬ ‫ط‪ -‬نشر هذه البادئ (عدم الهاد إل بإذن الاكم‪ -‬عدم جهاد السلطة الوطنية‪ -‬عدم تكفي الكافر الذي ثبت‬ ‫كفره) ف الوقت الذي تشتد فيه الملة الصليبية يؤدي لنق جهاد المة السلمة وتقييدها ومنعها من التصدي‬ ‫لعدوها‪ .‬ولذا ل بد من التصدي لذه البادئ بقوة وكشفها وتبيي خطرها‪.‬‬ ‫‪ -2‬وقد ورد ف كلم الدكتور عبد النعم أبو الفتوح الذكور أعله عدة أخطاء أخرى نر عليها بإياز للهية‪:‬‬ ‫أ‪ -‬فمنها اعتباره شرعية الكومات بصندوق النتخابات فقط‪:‬‬

‫عاما‪ /‬الفصل الول‪ :‬الخوان ورفض الروج على الاكم مع اللتزام بالدستور والقانون‪ -9 /‬تعاون الخوان مع الكومات على‬ ‫استقرار أمنها‪.‬‬ ‫صرح بذلك مصطفي مشهور ‪-‬رحه ال‪ -‬ف تصريه الشهي لجلة الهاد ف بشاور‪ ،‬وراجع كلم ممد حامد أب النصر رحه ال‪:‬‬ ‫جريدة النور غرة ربيع الخر ‪ 1407‬هـ ص‪ ،3 :‬وراجع تفصيل ذلك ف الباب الثان‪ :‬مواقف الخوان مع الكومات ف مصر‬ ‫‪8‬‬

‫خلل ستي عاما‪ /‬الفصل الول‪ :‬الخوان ورفض الروج على الاكم مع اللتزام بالدستور والقانون‪ -1 3 /‬القتال عند الخوان ضد‬ ‫العدو الارجي ‪-‬عدو الوطن‪ -‬فقط‪.‬‬ ‫‪ 9‬ملة لواء السلم ‪ 7/2/89‬ص‪ .15 :‬راجع تفصيل ذلك ف الباب الثان‪ :‬مواقف الخوان مع الكومات ف مصر خلل ستي‬ ‫عاما‪ /‬الفصل الول‪ :‬الخوان ورفض الروج على الاكم مع اللتزام بالدستور والقانون‪ -1 3 /‬القتال عند الخوان ضد العدو‬ ‫الارجي ‪-‬عدو الوطن‪ -‬فقط‪.‬‬

‫‪14‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫(‪ )1‬وهذا مالف لصول الشرع‪ ،‬فشرعية أي نظام تعتمد أساسا على تاكمه إل الشريعة‪ .‬أما اغتصاب الاكم‬ ‫للسلطة فهو ذنب وظلم ولكنه ل يرج النظام عن الشرعية‪.‬‬ ‫وف القابل أيضا فإن ميء أي حاكم للسلطة عب صندوق النتخابات ل يعل حكمه شرعيا‪ ،‬بل الذي يعل‬ ‫حكمه شرعيا هو التزامه بأحكام السلم‪ ،‬وإل لكانت أنظمة الكم ف الند وإسرائيل وأمريكا وبريطانيا أنظمة‬ ‫شرعية!!‬ ‫(‪ )2‬ث هل جاء حسن مبارك عب صندوق النتخابات حينما أيده الخوان؟ أم جاء بالقهر والتزوير وقواني‬ ‫الطوارئ وقتل البرياء وهتك الرمات!!‬ ‫ب‪ -‬ومن هذه الخطاء قوله‪(:‬ونن نترم أي نظام ‪-‬حت لو ل يرفع شعارات السلم‪ -‬جاء من خلل صندوق‬ ‫النتخابات)!!‬ ‫ونكرر أن النظام اللتزم بالشريعة إذا جاء عن طريق اغتصاب السلطة قد يكون مذنبا أو فاسقا‪ ،‬أما النظام الذي ل‬ ‫يرفع شعارات السلم فهو كافر أو مرتد‪ .‬والسلم الفاسق له حقوق السلم أما الكافر فل ولء بينه وبي السلم‪.‬‬ ‫والسلم الفاسق أقرب إل بقية السلمي من الكافر أو الرتد‪ ،‬وهل يترم الدكتور عبد النعم النظام ف إسرائيل‬ ‫وأمريكا وبريطانيا والند الت ارتكبت وترتكب الرائم ضد المة السلمة لنا أنظمة جاءت عب صناديق‬ ‫النتخابات؟‬ ‫ج‪ -‬ومن أخطائه أنه ذكر أن الهاد يصي فرضا عينيا ضد العدو الجنب الغازي لبلد السلم‪ ،‬ولكنه تناسى هذه‬ ‫الفريضة العينية تاما مع الاكم الرتد‪ ،‬وأصر إصرارا عجيبا ‪-‬بل مبر من شرع ول عقل‪ -‬على عدم قتاله!‬ ‫د‪ -‬ومن أخطائه أيضا استدلله بتجربة حاس مع السلطة الفلسطينية‪ ،‬ويرد عليه بأن‪:‬‬ ‫(‪ )1‬مسلك حاس ليس دليلً شرعيا ول عقليا‪.‬‬ ‫(‪ )2‬ث ربا تفعل حاس ذلك تفويتا لكب الفسدتي وهو أمر جائز ف الهاد‪ .‬وفارق بي تفويت أكب الفسدتي‬ ‫وبي البدأ الثابت ف الال والستقبال‪.‬‬ ‫(‪ )3‬وادعاؤه بأن الصدام مع السلطة الفلسطينية كان سيضيع الهاد يتناقض مع تأييدهم للمجاهدين الفغان ف‬ ‫قتالم لنجيب بعد انسحاب الروس‪ ،‬ويتناقض مع تالفهم مع عبد الناصر ضد اللك رغم وجود الحتلل‬ ‫النليزي‪ ،‬ومع ذلك انقلبوا على اللك الوطن‪.‬‬ ‫(‪ )4‬ث ل بد أن تصطدم أي حركة إسلمية ملصة ‪-‬عاجلً أو آجلً‪ -‬مع السلطة الفلسطينية العلمانية الت باعت‬ ‫فلسطي‪.‬‬ ‫هـ‪ -‬ومن أخطائه أيضا هروبه الكشوف حي برر دخول الزب السلمي لجلس الكم النتقال ف العراق‪،‬‬ ‫وهي إجابة ل تليق‪ ،‬ول تترم ذكاء السامعي‪.‬‬

‫‪15‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫ل بطأ تأييدهم لسن مبارك ف انتخابات عام‬ ‫و‪ -‬ومن أخطائه أيضا عدم اعترافه بطأ الخوان‪ ،‬فلم يعترف مث ً‬ ‫‪ ،1 9 8 7‬وهو يتحدث عن نضالم اليومي منذ عام ‪1 9 7 7‬ضد النظام الصري!!‬ ‫اللحظة الثالثة ‪:‬‬ ‫تاهل الخوان لقيقة انسداد باب التغيي السلمي‪:‬‬ ‫ما يثي الستغراب إصرار قيادة الخوان على الساليب السلمية‪ ،‬رغم انسداد أبواب هذا التغيي ف بلدنا منذ‬ ‫وقت بعيد‪ ،‬فالخوان أنفسهم يقرون بأن حسن البنا ‪-‬رحه ال‪ -‬حي قرر خوض النتخابات منع من الترشيح‬ ‫بضغط انليزي مرة‪ ،‬ث أسقط بالتزوير بضغط بريطان أيضا مرة ثانية‪.‬‬ ‫ويتناسى الخوان تاما حقيقة الواجهة الصليبية اليهودية للمة السلمة‪ ،‬وأن هذه القوى الصليبية اليهودية لن‬ ‫تسمح للمة السلمة بنيل حريتها‪ ،‬لن المة السلمة لو نالت حريتها فستعلن الهاد ضد أكابر الجرمي الصليبيي‬ ‫واليهود وضد عملئهم الاكمي لنا‪.‬‬ ‫إن إصرار الخوان على التزام الساليب السلمية واعتباره مبدًأ معتنقا ‪-‬ف الوقت الذي تارس القوى الستكبة‬ ‫ضد أمتنا السلمة كل أساليب القهر والكذب والفساد والغش والتزوير‪ -‬يعد تأمينا لذه القوى‪ ،‬ويعد أيضا‬ ‫تفريغا وحرفا لطاقات المة السلمة وباصة شبابا بعيدا عن النكاية القيقية ف أعداء السلم‪.‬‬ ‫وإذا واجهت الخوان بذه القائق يسلمون با ولكنهم يقولون‪ :‬إن أمريكا ‪-‬بعد الادي عشر من سبتمب‪ -‬تريد‬ ‫التغيي‪ ،‬وهذه فرصتنا‪ ،‬ولن نضيعها‪.‬‬ ‫والقيقة الرة أن أمريكا تريد التغيي لصلحتها لياد عملء أكثر كفاءة ف خدمة مصالها!‬ ‫اللحظة الرابعة ‪:‬‬ ‫التحول لزب مدن‪:‬‬ ‫كان شعار الخوان سابقا الصحف والسيفان تتهما عبارة (الهاد سبيلنا)‪ .‬ولا قرروا دخول النتخابات‬ ‫اعترضت الكومة على هذا الشعار‪ ،‬فغيوه إل (السلم هو الل)‪ ،‬والن مع هبوب الريح الصلحية المريكية‬ ‫غيوه إل (حزب مدن ذو مرجعية إسلمية)‪ ،‬ث إل أين‪...‬؟‬ ‫وأنقل هنا فقرات هامة من حوار أحد منصور مع كل من الدكتور ممد جال حشمت عضو ملس الشعب عن‬ ‫الخوان السلمي والدكتور عبد النعم أبو الفتوح عضو ملس الرشاد ليبي هذا التحول الطي‪:‬‬ ‫(أحد منصور‪:‬‬ ‫ممد علي أستاذ جامعي يقول لك من اليمن‪ :‬ما هو مستقبل حركة الخوان السلمي ف مصر؟‬ ‫د‪ .‬ممد جال حشمت‪:‬‬ ‫مستقبل الركة متوقف ‪-‬الن‪ -‬على تواجد شعب يلزمه اعتراف قانون‪ ،‬وأنا قلت قبل كده‪ :‬إذا كان الخوان‬ ‫منذ نشأتم‪ -‬منتهجي النهج الدستوري‪ ،‬والياة البلانية ويقولوا إنا أقرب النظم إل السلمية‪ ،‬إذا كان‬‫‪16‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫التاريخ الطويل ده يقول مثل هذا‪ ،‬وإذا كان التواجد الشعب لثل هذا الثقل‪ ،‬الذي لو تعرض له حزب أو جاعة لا‬ ‫تعرض له الخوان طوال السبعي عام ُدوُل لكان انتهى ف ظرف سنة أو سنتي‪ ،‬ولو كنا طلب سلطة للجأنا‬ ‫وذهبنا إل السلطة من أقرب الطرق‪ ،‬وكثي من الطرق يعلمها الميع‪ ،‬ولكن القضية قضية جنة أو نار‪ ،‬القضية‬ ‫قضية ثوابت لبد أن نافظ عليها‪ ،‬نن نطالب بالعتراف الرسي‪ ،‬هناك أحزاب لا رخص وليس لا وجود‪،‬‬ ‫وبالتال مش معقول الذي له وجود ف وسط الشارع ل يعترف به‪ ،‬وهذا العتراف‪ ..‬عدم العتراف أمر يضعنا ف‬ ‫مشاكل أخرى من اللحقات ومن الضايقات وكأن هذا المر مقصود علشان نتهم بعد كده بالعمل السري‪.‬‬ ‫أحد منصور‪ :‬هل موضوع عدم العتراف هذا هو الذي دفعكم ‪-‬الن‪ -‬إل العلن عن استعدادكم لتحويل‬ ‫الماعة إل حزب؟‬ ‫د‪ .‬ممد جال حشمت‪:‬‬ ‫هذا أمر وارد‪ ،‬لن ل يكن أبدا تنتهج نج‪..‬‬ ‫أحد منصور [مقاطعا]‪:‬‬ ‫يعن تضيّعوا تاريخ الماعة ف ‪ 70‬عاما‪ ..‬أكثر من ‪ 70‬عاما‪ ،‬عشان تولوها إل حزب وهي جاعة لا تاريها‬ ‫القدي؟‬ ‫د‪ .‬ممد جال حشمت‪:‬‬ ‫هذا امتداد طبيعي‪ ،‬مُحدّدات الماعة فيها ثوابت فكريّة وفيها منهج حركي‪ ،‬وفيها رفع واقع ووضع حلول‪ ،‬إذا‬ ‫وضعنا الزب نضعه ف البند الثان والثالث‪ ،‬إنا الثوابت الفكرية زي ما هي‪ ،‬وتاريخ الماعة زي ما هو‪ ،‬إنا‬ ‫ظروف الاضر‪ ..‬المام البنا عندما تكلم ف قضية الحزاب قال‪ :‬إن الحزاب بوضعها الراهن وظروفها الراهنة ل‬ ‫تصلح‪ ،‬حُط تت ظروفها الراهنة دي مائة خط‪ ،‬لا تتغي هذه الظروف الراهنة وتناسب الال‪ ،‬وتناسب الوقف‬ ‫الن إيه الانع أن يكون للخوان السلمي حزب‪ ..‬حزب مدن له مرجعية إسلمية وليس حزب دين؟‬ ‫أحد منصور‪:‬‬ ‫يعن أيه؟ الكومة الن أعلنت –مرارا‪ -‬أنا لن تسمح بأحزاب دينية‪ ،‬والخوان جاعة تعتب جاعة دينية لا توجه‪،‬‬ ‫ومعن ذلك أنكم تنطحون ف الصخر‪.‬‬ ‫د‪ .‬ممد جال حشمت‪:‬‬ ‫نن نطالب بزب مدن وليس حزب دين‪ ،‬حزب دين معناه أنه يستمد العصمة من ال‪ ،‬وهذا أمر ل يقول به‬ ‫أحد‪ .‬نن نقول‪ :‬الاكم ينتخب من الشعب‪ ،‬وياسبه الشعب‪ ،‬ويصبح للشعب حق عزله‪.‬‬ ‫أحد منصور‪:‬‬ ‫يعن معن ذلك أنكم تطالبون بزب يكن لغي السلمي ان يدخلوا فيه؟‬ ‫د‪ .‬ممد جال حشمت‪:‬‬ ‫‪17‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫شيء طبيعي طالا انتهج الفكر بتاعي‪ ،‬وهم يعيشوا ف دولة مسلمة‪.‬‬ ‫أحد منصور‪:‬‬ ‫جاعة الخوان هل أُسست لكي تشرك غي السلمي فيها؟‬ ‫د‪ .‬ممد جال حشمت‪:‬‬ ‫المعية التأسيسية كان فيها أربعة من السيحيي مع المام حسن البنا‪ .‬نن نتعامل مع إخوة وطن‪ ،‬مع شركاء وطن‬ ‫الن‪ ،‬قانون الواطنة هو الذي يكون‪..‬‬ ‫أحد منصور [مقاطعا]‪:‬‬ ‫الطرح الذي تطرحونه ربا يكون طرحا غريبا‪ ،‬لنه يقوم على فكرة جديدة بالنسبة لماعة الخوان‪.‬‬ ‫د‪ .‬ممد جال حشمت‪:‬‬ ‫تاريخ الخوان كله كده‪ ،‬تاريخ الخوان ل يكن فيه إقصاء للخر‪ ،‬ول يكن ف تغييب للمسيحيي‪ ،‬ول يكن فيه‬ ‫معارضة لثوابت الماعة‪.‬‬ ‫‪..................‬‬ ‫أحد منصور [مقاطعا]‪:‬‬ ‫دكتور‪ ..‬أرجو أن نبقى ف الطار الوضوعي‪ ،‬معن ذلك أنكم الن سوف تتحركون على قضية الريات بشكل‬ ‫عام‪ ،‬دون التركيز على الخوان بشكل خاص؟‬ ‫د‪ .‬عبد النعم أبو الفتوح‪:‬‬ ‫أيوه يا سيدي‪ ،‬هي دي قضيتنا الساسية وقضية الجتمع الصري كله مش الخوان فقط‪ ،‬قضية الريات مع‪..‬‬ ‫قضية الريات‪ ،‬وحقوق النسان‪ ،‬والعدالة‪ ،‬هي دي قضيتنا‪ -‬إحنا ليس قضيتنا مع الكومة هي قضية السلم‪،‬‬ ‫الكومة حكومة مسلمة‪ ،‬والدولة دولة مسلمة‪ ،‬والناس يبون السلم‪ ،‬ونن لسنا أفضل منهم ف حبهم لدين ال‪،‬‬ ‫لننا ل ندعي هذا‪ ،‬ول نسمح لحد أن يدعي أنه وصي على الدين‪ ،‬ل إحنا ول نطلب من الكومة‪ ،‬ول نقبل‬ ‫منها هذا‪ ،‬فبالتال إن الزمة اللي بيننا وبي الكومة أزمة على الريات‪ ،‬وعلى حقوق النسان‪ ..‬وعلى احترام‬ ‫الدستور‪..‬‬ ‫‪...................‬‬ ‫أحد منصور‪:‬‬ ‫يعن أنتو بتؤمنوا بتداول السلطة؟‬ ‫د‪ .‬ممد جال حشمت‪:‬‬ ‫نؤمن بتداول السلطة‪.‬‬ ‫أحد منصور‪:‬‬ ‫‪18‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫حت ولو كانت لغي إسلميي؟‬ ‫د‪ .‬ممد جال حشمت‪:‬‬ ‫وحت لو كانت طالا خيار الشعب‪ ،‬نن نؤمن بأن الشعب هو مصدر السلطات‪ ،‬هو اللي يتار‪ ،‬وهو اللي ياسب‪،‬‬ ‫وهو اللي يعزل‪ ،‬هذا المر ل نستمتع به ف مصر‪..‬‬ ‫أحد منصور [مقاطعا]‪:‬‬ ‫ما هي رؤيتك ‪-‬بإياز ف ‪ 30‬ثانية‪ -‬لستقبل عملكم ف البلان ومستقبل الخوان السياسي؟‬ ‫د‪ .‬ممد جال حشمت‪:‬‬ ‫‪..............‬‬ ‫نن نطالب بزب مدن له مرجعية إسلمية‪ .‬نن نقر بالنهج الدستوري‪ ،‬وف ظل هذا النهج الدستوري نن نطالب‬ ‫بغطاء قانون‪ ،‬حت ل تتم الطاردة واللحقة‪ ،‬ونوفر جهد‬ ‫الشعب الصري (والكومة) الصرية‪ .‬جزاكم ال خيا)‪.10‬‬ ‫ونن نسأل متأسفي‪ :‬ماهو الفرق بي جاعة الخوان والزب الدن؟ هل هو الفرق بي الكنيسة والدولة ف الدول‬ ‫الغربية؟ ولاذا هذا التغيي إذا كان النهج ل يتغي؟ أم أن الرياح المريكية ‪-‬بعد غزوت نييورك وواشنطن‬ ‫الباركتي‪ -‬قد غيت أشياء كثية؟‬ ‫اللحظة الامسة ‪:‬‬ ‫التناقض ف موقفيهما من حسن مبارك‪.‬‬ ‫لاذا أيد الخوان إعادة ترشيح حسن مبارك ف انتخابات عام ‪1987‬؟ ولاذا يعارضون إعادة ترشيحه الن؟‬ ‫إن القارئ لذا الكتاب سيجد أنه نج متكرر ف تاريخ الخوان‪ .‬يؤيدون الشخص ويعارضونه عدة مرات منتقلي‬ ‫من نقيض لنقيض‪.‬‬ ‫وما هو سبب تغي موقفهم من حسن مبارك؟ هل تغي حسن مبارك‪ ،‬هل كان مسلما فكفر‪ ،‬أم كان صالا‬ ‫ففسق‪ ،‬أم كان عاد ًل فظلم؟ إنه نفس حسن مبارك الجرم‪ ،‬ولكن الذي تغي هو اتاه الريح المريكية‪.‬‬ ‫اللحظة السادسة ‪:‬‬ ‫إن الخوان يطالبون الن بالصلح‪ ،‬ولكنهم وللسف يقصرونه على تغيي بعض مواد تفصيلية ف الدستور‬ ‫العلمان‪ ،‬دون التعرض لداء المة القيقي التمثل ف الملة الصليبية اليهودية على السلم والسلمي الت احتلت‬ ‫قطعا عزيزة من أراضي السلمي‪ ،‬والتمثل ف العملء الاكمي لديارنا الذين سخرونا ومقدساتنا وثرواتنا لدمة‬

‫‪10‬‬

‫قناة الزيرة الفضائية‪ -‬برنامج بل حدود‪ -‬الستقبل السياسي للخوان السلمي ف مصر‪ -‬مقدم اللقة‪ :‬أحد منصور‪ -‬ضيف اللقة‪:‬‬

‫د‪ .‬ممد جال حشمت ‪-‬عضو الكتلة البلانية للخوان السلمي ف ملس الشعب الصري‪ -‬تاريخ اللقة‪.1 0 / 0 1 / 2 0 0 1 :‬‬ ‫‪19‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫الصليبيي واليهود‪ .‬هذا الداء القيقي يتجاهله الخوان ويتمسكون ببعض الصلحات التفصيلية‪ ،‬وقد نقلنا سابقا‬ ‫قول الدكتور عبد النعم أبو الفتوح‪:‬‬ ‫(أيوه يا سيدي‪ ،‬هي دي قضيتنا الساسية وقضية الجتمع الصري كله مش الخوان فقط‪ ،‬قضية الريات مع‪..‬‬ ‫قضية الريات‪ ،‬وحقوق النسان‪ ،‬والعدالة‪ ،‬هي دي قضيتنا‪ -‬إحنا ليس قضيتنا مع الكومة هي قضية السلم‪،‬‬ ‫الكومة حكومة مسلمة‪ ،‬والدولة دولة مسلمة‪ ،‬والناس يبون السلم‪ ،‬ونن لسنا أفضل منهم ف حبهم لدين ال‪،‬‬ ‫لننا ل ندعي هذا‪ ،‬ول نسمح لحد أن يدعي أنه وصي على الدين‪ ،‬ل إحنا ول نطلب من الكومة‪ ،‬ول نقبل‬ ‫منها هذا‪ ،‬فبالتال إن الزمة اللي بيننا وبي الكومة أزمة على الريات‪ ،‬وعلى حقوق النسان‪ ..‬وعلى احترام‬ ‫الدستور)‪.11‬‬ ‫وهذا اللط ف قضية الصلح يتجاهل أن قوة المة السلمة القيقية هي ف عقيدتا عقيدة التوحيد‪ ،‬عقيدة الولء‬ ‫والباء الت ياول الخوان أن يتملصوا منها‪.‬‬ ‫ولذلك تسعى الوليات التحدة بكل وسيلة لتحارب المة السلمة ف عقيدتا الت تثل الطر الكب على وجود‬ ‫أمريكا الستكب‪ ،‬خاص ًة وقد بدأت الصوات تتعال ف داخل أمريكا أل أمل ف النتصار على ما يسمونه‬ ‫بالرهاب ‪-‬وهي التسمية الكاذبة للجهاد‪ -‬إل بتغيي أفكار السلمي وعقولم‪ ،‬وأن الواجهة العسكرية معهم لن‬ ‫تؤدي إل لزيد من السائر لمريكا بل قد تزلزل بنيان المباطورية المريكية‪.‬‬ ‫ومن هنا جاءت هذه البادرات المريكية للصلح الت تزعم أنا ستحرر السلمي من الهل والتعصب والكبت‬ ‫وتلق بم ف أفق من الرية والعدالة والعرفة‪ .‬تلك الدعوات الت ما فتأ الخوان يتجاوبون معها‪ ،‬ويستعرضون‬ ‫أمام الغرب إمكانياتم وشعبيتهم وف نفس الوقت قدرتم على كبح جاح الرهاب والقضاء عليه وماربة معتقداته‬ ‫بنفس سلحه‪.‬‬ ‫ومن الضحك البكي أن هذه الدعوات المريكية ‪-‬الت سال لا لعاب الخوان وغيهم‪ -‬تنظر إلينا بعي عوراء‬ ‫ونظر متجن وفكر متعصب‪ ،‬فالرية عندهم ل تعن مطلقا أن نقرر إزالة إسرائيل‪ ،‬ول تعن أن نتساوى مع‬ ‫إسرائيل ف السلحة التقليدية والغي تقليدية‪ ،‬ول تعن أن نتار السلم منهجا للحياة‪ ،‬ول تعن أن نطرد القوات‬ ‫المريكية الصليبية من منابع بترول السلمي‪ ،‬ول أن نبيعه بالسعر الذي نريده‪ ،‬ول أن نعلم أبناءنا الناهج الت‬ ‫نتارها لم‪ ،‬ول أن نعي إخواننا العتدي عليهم ف فلسطي والعراق وأفغانستان وكشمي والشيشان‪ ،‬ول تعن أن‬ ‫نعلن الهاد ضد أمريكا وجرائمها‪ ،‬ول تعن أن نعمل على التخلص من عملء أمريكا السلطي علينا بالقهر‬ ‫والتزوير‪ ،‬ول تعن أن نتار بإرادتنا الرة حكامنا الذين يسعون لتحرير أراضينا واستعادة ثرواتنا السلوبة‪.‬‬ ‫‪11‬‬

‫قناة الزيرة الفضائية‪ -‬برنامج بل حدود‪ -‬الستقبل السياسي للخوان السلمي ف مصر‪ -‬مقدم اللقة‪ :‬أحد منصور‪ -‬ضيف اللقة‪:‬‬

‫د‪ .‬ممد جال حشمت ‪-‬عضو الكتلة البلانية للخوان السلمي ف ملس الشعب الصري‪ -‬تاريخ اللقة‪.1 0 / 0 1 / 2 0 0 1 :‬‬

‫‪20‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫الرية عند أمريكا ل تعن ‪-‬بأي حال من الحوال‪ -‬أيا من ذلك‪ ،‬حت وإن اخترناه وصممنا عليه بكامل إرادتنا‬ ‫واختيارنا‪ ،‬لن كل ذلك ف نظر الحرار المريكان تعصب ورجعية وجهل بل وترد على السلطان المريكي‬ ‫والطاغوت الصليب اليهودي التحكم ف بن البشر‪ .‬وهذا الهل والتعصب يب أن يواجه بالقهر والكبت‬ ‫والتزوير والحتلل والقصف والتدمي وقتل عشرات اللف من النساء والطفال قربانا على مذبح الرية‬ ‫المريكي‪.‬‬ ‫الرية عند معلمي الرية المريكان تعن مموعةً من الضحكات البكيات تشمل القرار باستيلء إسرائيل على‬ ‫أراضينا وتددها كل يوم وتوسعها على حسابنا‪ ،‬وتعن عجزنا الطلق عن أية مواجهة مع الكيان الصهيون‪ ،‬وتعن‬ ‫إيقاف أية مقاومة للعدوان اليهودي على أمتنا‪ ،‬وتعن إباحة التحلل والباحية والشذوذ والسخرية من الدين‬ ‫والنبياء والخلق‪ ،‬وتعن تغيي مناهج تعليم أبنائنا لنعلمهم أن إسرائيل مظلومة ول تصل على كل مستحقاتا من‬ ‫أمتنا‪ ،‬وأن إسلمنا هو مموعة من العقائد الامدة التعصبة‪ ،‬الت ربا كانت صالةً ف غابر الزمان‪ ،‬أما الن فل‬ ‫مكان لا ف العصر المريكي الصليب الديد‪ ،‬وتعن أن نبيح بترولنا وثرواتنا لصاصي الدماء ف نييويورك‬ ‫وواشنطن‪ ،‬وتعن أن نستسلم للعصابات السلطة على بلدنا تورثنا كالعقار لبعضها البعض بالتزوير والقمع‬ ‫والقهر‪.‬‬ ‫وتعن بعد كل ذلك أن نقر ونعترف بل ونرضى ونبارك قصف أمريكا بأطنان التفجرات لية مقاومة أو شبهة‬ ‫مقاومة تبزغ ف ديارنا ضد سياسات رواد الرية والتحرر الصليبيي الدد‪ .‬حت وإن أدى ذلك إل شي لوم‬ ‫نسائنا وأبنائنا وتدمي مدننا وحرق قرانا‪.‬‬ ‫ولذا فإن الرية الت نريدها تتلف تاما عن الرية الت تريدها لنا أمريكا‪ .‬إن الرية الت نريدها ليست حرية‬ ‫أمريكا التدنية السافلة‪ ،‬ليست حرية بنوك الربا والشركات العملقة وأجهزة العلم الضللة وليست حرية تدمي‬ ‫الخرين من أجل الصال الادية وليست حرية اليدز وصناعة الفاحشة والزواج الثلي‪ ،‬وليست حرية القمار‬ ‫والمر والتفكك السري‪ ،‬وليست حرية استخدام الرأة كسلعة للب الزبائن وتوقيع الصفقات وجذب‬ ‫السافرين والترويج للبضائع‪ ،‬ليست حرية البادئ الزدوجة وتقسيم الناس إل ناهبي ومنهوبي‪ ،‬ليست حرية‬ ‫هيوشيما ونازاكي‪ ،‬وليست حرية تارة أجهزة التعذيب ودعم أنظمة القهر والكبت والقمع أصدقاء أمريكا‪،‬‬ ‫وليست حرية إسرائيل ف إبادة السلمي وهدم السجد القصى وتويد فلسطي‪ ،‬وليست حرية جوانتانامو وأبو‬ ‫غريب‪ ،‬وليست حرية جنود أمريكا ف إهانة الصحف الشريف‪ ،‬وليست حرية القصف السجادي وقنابل السبعة‬ ‫أطنان والقنابل العنقودية ومسقطات الوراق واليورانيوم النضب وتدمي القرى ف أفغانستان والعراق‪ ،‬وليست‬ ‫حرية حكومة هاليبتون وأخواتا مصاصي الدماء‪ ،‬وليست حرية احتكار أسلحة الدمار الشامل وتنميتها مع‬ ‫تريها على الخرين‪ ،‬وليست حرية احتكار القرار ف الجتمع الدول لمسة من الكبار أربعة منهم صليبيون‪.‬‬

‫‪21‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫إن حريتنا هي حرية التوحيد والخلق والعفة والناهة والعدالة‪ .‬ولذلك فإن الصلح الذي نسعى إليه يقوم على‬ ‫أسس ثلث‪:‬‬ ‫الساس الول‪ :‬حاكمية الشريعة ‪ :‬لن الشريعة النلة من ال سبحانه هي النهج الواجب التباع‪ ،‬وهذه قضية ل‬ ‫يكن لي إنسان عاقل أن يقف منها موقفا متميعا أو متذبذبا‪ ،‬وهي قضية ل يكن أن تؤخذ إل بد لنا ل تقبل‬ ‫الزل‪ ،‬فإما أن تكون مؤمنا بال فل بد أن تلتزم بكمه‪ ،‬وإما أن تكون كافرا بال فل جدوى من مناقشتك ف‬ ‫تفاصيل شرعه‪.‬‬ ‫والتميع الذي ترص العلمانية الغربية على نشره ل يكن لي عقل سليم يترم نفسه أن يقبله‪ ،‬لن الول إذا كان‬ ‫هو الالق فهو الحق بالكم‪ ،‬وهذه بديهية ل تقبل التردد العقلي‪ ،‬وإذا آمن النسان بال فليس من العقل والنطق‬ ‫أن يناقش ربه ف تفاصيل شرعه‪ ،‬أو ينح نفسه حق التحلل منه والوقوف أمامه موقفا متميعا هازلً‪ ،‬بل واجب‬ ‫العاقل الذي آمن بال أن يبحث عن شرعه لينفذه‪.‬‬ ‫ل من مناقشة تفاصيل شرعه معك‪ ،‬بل الواجب عقلً النظر ف وجود‬ ‫وكذلك لو كنت كافرا بال فل جدوى عق ً‬ ‫ال ‪-‬سبحانه وتعال‪ -‬قبل كل شيء لن هذه أخطر قضية ف الوجود‪ ،‬بل هي قضية القضايا الت تنبن عليها كل‬ ‫القضايا‪.‬‬ ‫وهكذا يب على الؤمني بال أن يناقشوا غيهم ف هذه القضية الساس أولً‪ ،‬لن الروب منها هو ما يسعى إليه‬ ‫العلمانيون الذين ل يستطيعون مواجهة الق ف هذه القضية الساطعة؛ قضية وجود ال سبحانه‪ ،‬فيلجئون إل‬ ‫حيلهم العروفة الت تسعى إل الوصول مع الؤمني إل حل وسط بعيدا عن كشف عجزهم أمام مسألة اليان‬ ‫بوجود ال‪ .‬وعقيدة السلم تأب إباءً مطلقا التفرقة بي اليان بوجود ال وبي القرار بقه ف الكم والتشريع‪.‬‬ ‫فهذا تفريق ل يقول به مؤمن جاد ول ملحد جاد‪.‬‬ ‫ولذلك كان من أهم حيل العلمانيي ف تغطية عجزهم اللط بي الرية وبي انتزاع حق التشريع من ال وإسناده‬ ‫للبشر‪ ،‬وهو خلط ل يستقيم ف العقل السليم‪ ،‬بل الرية القيقية هي ف الضوع للشريعة الترفعة عن الطماع‬ ‫والعدوات والهواء‪.‬‬ ‫الساس الثان الذي يب أن يقوم عليه الصلح وهو فرع عن الساس الول‪ :‬هو حرية ديار السلم‪ ،‬وتريرها‬ ‫من كل معتد سارق ناهب‪ ،‬فل يتصور أن يتحقق لنا أي إصلح ونن تت وطأة الحتلل المريكي واليهودي‪،‬‬ ‫ول يكن أن تقوم أية انتخابات حرة ول حكومة مستقلة ول يكن أن تصان كرامتنا وحرماتنا وقوات الصليبيي‬ ‫واليهود تدنس أرضنا تقتل من تشاء وتقصف من تشاء وتعتقل من تشاء وتعذب من تشاء‪ ،‬وتقسم الناس إل‬ ‫معتدلي لم حق الرية ومارسة السياسة وإرهابيي ليس لم إل التدمي والقتل والتعذيب‪.‬‬

‫‪22‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫ل يكن أن يتحقق لنا إصلح تت وطأة حكومات ينصبها الحتل بانتخابات مزورة تدار تت إشراف المم‬ ‫التحدة ف حاية قاصفات (الب اثني وخسي) وصواريخ طائرات الباتشي ث قنابل السبعة أطنان والقنابل‬ ‫العنقودية‪.‬‬ ‫ل يكن أن يتحقق لنا أي إصلح ونن عجزة مكشوفون أمام الترسانة النووية السرائيلية‪.‬‬ ‫ل يكن أن يتحقق لنا أي إصلح وبترولنا ينهب نبا تت تديد الساطيل المريكية‪.‬‬ ‫أما الساس الثالث للصلح وهو متفرع أيضا عن الساس الول‪ :‬فهو ترير النسان‪.‬‬ ‫يب أن تنتزع المة حقها ف اختيار الاكم وماسبته ونقده وعزله‪ ،‬وتنتزع حقها ف المر بالعروف والنهي عن‬ ‫النكر‪ ،‬ويب أن تتصدى المة لكل أشكال العدوان على حرمات الناس وحرياتم وحقوقهم‪ ،‬ول بد أن تتصدى‬ ‫المة للقمع والبطش والسرقة والتزوير والفساد وتوريث الكم‪ ،‬الذي يارسه حكامنا بباركة أمريكا ودعمها‪،‬‬ ‫ويب أن تنتزع المة حقها ف معرفة ما يدور حولا والوصول للحقائق‪ ،‬بد ًل من أن تباع وتستباح ف التفاقات‬ ‫السرية ف مقابل بقاء الزمرة الفاسدة الفسدة وأولدهم ف كراسي الكم‪.‬‬ ‫يب أن تقرر المة سلطة القضاء الشرعي‪ ،‬وأل حق لحد أن يس حقوق الناس إل بكمه‪.‬‬ ‫وهذه السس الثلاثة للصلح وهي‪ :‬حاكمية القرآن وترير الوطان والنسان‪ ،‬لن تتحقق إل بهاد وكفاح‬ ‫ونضال واستشهاد‪ ،‬لن تتحقق إل إذا طردنا أعداءنا من ديارنا وإل إذا انتزعنا حقوقنا بقوة الهاد‪ ،‬فلن يرحل‬ ‫العداء عن ديارنا بالتودد والتوسل‪ ،‬ولن تتزحزح الطغمة الفاسدة الفسدة عن كراسيها الت تعدها ليثها أبناؤها‬ ‫بغي قوة الهاد‪.‬‬ ‫وكيف يتزحزحون بغي قوة الهاد وهم الذين سدوا كل وسائل التغيي السلمي‪ ،‬بل وعاقبوا من ياوله بالسجن‬ ‫والقتل والتعذيب والنفي‪ ،‬وهم الذين نكلوا بكل صوت شريف يتصدى لطغيانم‪ ،‬وزوروا كل النتخابات‪،‬‬ ‫وجندوا جيشا من النتسبي للعلم يباركون فسادهم ويرمون أي دعوة للتغيي والصلح‪ ،‬ويصمون أي داع‬ ‫للمر بالعروف والنهي عن النكر بأنه خارجي مثي للفتنة‪ ،‬وينشرون بي المة مذهب الرجئة‪.‬‬ ‫روى ابن عساكر ‪-‬رحه ال‪ -‬عن النضر بن شيل‪-‬رحه ال‪ -‬أنه قال‪ :‬دخلت على الأمون‪ ،‬فقال ل‪ :‬كيف‬ ‫أصبحت يا نضر؟ قال قلت‪ :‬بي يا أمي الؤمني‪ .‬قال‪ :‬أتدري ما الرجاء؟ قلت‪ :‬دين يوافق اللوك يصيبون به من‬ ‫دنياهم وينقص من دينهم‪ .‬قال ل‪ :‬صدقت‪.12‬‬ ‫وهكذا ل إصلح إل بالهاد‪ ،‬قال النب @‪" :‬لئن تركتم الهاد وأخذت بأذناب البقر وتبايعتم بالعينة ليلزمنكم‬ ‫ال مذلةً ف رقابكم‪ ،‬ل تنفك عنكم حت تتوبوا إل ال"‪.13‬‬ ‫‪ 12‬شذرات الذهب ج‪ 10 :‬ص‪.276 :‬‬ ‫‪ 13‬مسند أحد‪ -‬مسند عبد ال بن عمر بن الطاب {‪ -‬حديث رقم‪ 4825 :‬ج‪ 2 :‬ص‪ 28 :‬وحديث رقم‪ 5562 :‬ج‪ 2 :‬ص‪:‬‬ ‫‪ ،84‬سنن أب داود‪ -‬باب ف النهي عن العينة‪ -‬حديث رقم‪ 3462 :‬ج‪ 3 :‬ص‪ ،274 :‬سنن البيهقي الكبى‪ -‬باب ما ورد ف‬ ‫‪23‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫فإذا تبي لنا أل سبيل إل الهاد والقاومة لتطهي أوطاننا وانتزاع حقوقنا بالقوة‪ ،‬بعد أن سد الصليبيون واليهود‬ ‫وأعوانم كل طريق للتغيي السلمي‪ ،‬فعلينا أن نسعى ف القاومة بكل سبيل متيسر لنا بدءً من التوعية والدعوة‬ ‫والتحريض والتنظيم والتشاور وجع الصفوف وانتهاءً بمل السلح والنكاية ف أعداء السلم‪ ،‬ث دعم الهاد‬ ‫والجاهدين بالال والنفس‪.‬‬ ‫وختاما كانت هذه بعض التأملت بي يدي هذا الكتاب‪ ،‬الذي أرجو أن يكون خالصا لوجه ال سبحانه وتعال‪،‬‬ ‫وأن يكون دافعا ل ولكل العاملي للسلم وخاصة الخوان السلمي لكي نقف مع أنفسنا وقفة صادقة نعيد فيها‬ ‫مراجعة أعمالنا على ضوء من أحكام الكتاب والسنة‪.‬‬ ‫وبعد هذه القدمة أقسم البحث لبابي وخاتة‪:‬‬ ‫الباب الول‪ :‬بي يدي البحث‪ -‬بعض الصول الشرعية‪.‬‬ ‫والباب الثان‪ :‬مواقف الخوان مع الكومات ف مصر خلل ستي عاما‪.‬‬ ‫وف ناية هذه القدمة أقرر أن هذا هو جهدي القل ل أدعي فيه عصمة ول أزعم فيه براءة من خطأ وهوى‬ ‫وحيدة‪ ،‬فما كان فيه من صواب وسداد فهو من توفيق الول سبحانه وإحسانه‪ ،‬وما كان فيه من انراف وزلل فهو‬ ‫من نفسي ومن الشيطان‪.‬‬ ‫وقد أبت لكل أحد أن يطبع هذا الكتاب‪ ،‬أو يتصره أو ينقل منه ما ل يل بعناه ومقصده‪ ،‬متسبا أجري عند‬ ‫ال‪ ،‬وال من وراء القصد وهو يهدي السبيل‪ ،‬وآخر دعوانا أن المد ل رب العالي‪ ،‬وصلى ال علي سيدنا ممد‬ ‫وآله صحبه أجعي‪.‬‬ ‫أبن الظواهري‬ ‫ربيع الثان ‪1426‬هـ‪ -‬مايو ‪2005‬م‬

‫كراهية التبايع بالعينة‪ -‬حديث رقم‪ 10484 :‬ج‪ 5 :‬ص‪.316 :‬‬ ‫‪24‬‬


‫الحصاد المر‬

‫الباب الول‬ ‫بيـــن يـدي البحـــث‬ ‫بعــض الصـــول الشرعيــــة‬

‫تهيد‬ ‫______________‬ ‫قال ال تعال‪ ﴿ :‬يا أي ها الذ ين آمنوا لتقدموا ب ي يدي ال ور سوله‪ ،‬واتقوا ال‪ ،‬إن ال سيع عل يم﴾ [الجرات‬ ‫‪.]1‬‬

‫‪25‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫هذا نص يأ مر ال تعال ف يه عباده أن ليقدموا على أ مر ح ت يعلموا ح كم ال ور سوله ف يه‪ ،‬وحول هذا الع ن‬ ‫دارت أقوال الف سرين‪ ،‬فيحرم على الع بد القدام على ع مل من العمال ح ت يعلم ح كم الشري عة ف يه‪ ،‬هل هذا‬ ‫الع مل وا جب أم مندوب أم مباح أم مكروه أم حرام؟‪ .‬وهذا هو مقت ضى التكل يف‪ ،‬و هو يدل على وجوب العلم‬ ‫قبل العمل‪.‬‬ ‫وك ما أ مر ال تعال عباده بالعلم ق بل الع مل‪ ،‬ف قد أمر هم أيضا أن يردوا ما تنازعوا ف يه من المور إل ح كم ال‬ ‫ورسـوله‪ ،‬فـ قوله تعال‪﴿ :‬فإن تنازعتـم فـ شيـء فردوه إل ال والرسـول إن كنتـم تؤمنون بال واليوم الخـر﴾‬ ‫[النساء ‪.]59‬‬ ‫فإذا علم الع بد ح كم ال ف ع مل ما ل ي سعه إل اتبا عه لقوله تعال‪﴿ :‬وماكان لؤ من ول مؤم نة إذا ق ضى ال‬ ‫ورسوله أمرا أن يكون لم الية من أمرهم‪ ،‬ومن يعص ال ورسوله فقد ضل ضللً مبينا﴾ [الحزاب ‪.]36‬‬ ‫و كل قول أو رأي أو ح كم خالف ح كم ال ور سوله ف هو با طل مردود يرم اتبا عه أو الع مل به‪ ،‬ح ت ولو كان‬ ‫قائله إما ما من أئ مة الد ين الشار إلي هم‪ ،‬ولو كان متهدا مطئا مثابا ف قوله إل أ نه يرم اتّبا عه‪ ،‬لقول ر سول ال‬ ‫@‪« :‬من عمل عمل ليس عليه أمرنا فهو َردّ»‪ .14‬ومعن «فهو َردّ» أي مردود ليُعمل به‪.‬‬ ‫فإذا أردنا أن نطبق هذه القواعد الشرعية على الماعات السلمية الت تمع السلمي ف صفوفها وترفع راية‬ ‫الع مل لقا مة دولة ال سلم‪ ،‬فإن أول ماي ب على هذه الماعات أن تب حث ‪-‬ق بل الشروع ف تم يع ال سلمي‪-‬‬ ‫مسألة حكم الواقع الذي تياه‪ ،‬كما يب عليها أن تبصر أتباعها بالعدو من الصديق حت لتتركهم فريسة سهلة‬ ‫لعدو متربص هم ف غفلة عنه‪.‬‬ ‫والواقـع الذي لبـد للجماعات السـلمية مـن مواجهتـه هـو الكومات القائمـة ببلدان السـلمي‪ ،‬ويبـ على‬ ‫الماعات ب ث م سألة هل هذه الكومات‪ :‬إ سلمية هي أم كافرة؟ و هل الا كم م سلم أم كا فر؟ ق بل أن ت مع‬ ‫السلمي وقبل أن ترفع راية التغيي‪ ،‬فكما أسلفنا العلم واجب قبل العمل‪ .‬وهذا ماسنتناوله ف هذا الباب الول‪،‬‬ ‫وسنقسم الكلم فيه إل ثلثة فصول‪:‬‬ ‫الفصل الول‪ :‬ف بيان حكم من ل يكم با أنزل ال‪.‬‬ ‫الفصل الثان‪ :‬ف بيان مناقضة الديقراطية للسلم‪.‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬ف بيان حكم موالة الكافرين والرتدين‪.‬‬ ‫وسأذكر ‪-‬إن شاء ال تعال‪ -‬ف فصول هذا الباب‪ :‬أن الكام الاكمي لبلد السلمي ‪-‬بغي ماأنزل ال‬ ‫بالقواني الوضعية‪ -‬هم كفار مرتدون‪ ،‬يب الروج عليهم وجهادهم وخلعهم‪ ،‬ونصب حاكم مسلم‪ .‬كما سأبيّن‬ ‫كفر الديقراطية الت اتذتا الكومات الختلفة منهجا سياسيا لا‪ .‬كما سأبيّن تري موالة هؤلء الكافرين وتري‬ ‫اتباع أهوائهم‪.،‬إذ ليدرك القارئ فساد موقف الخوان من هذه القضايا إلّ إذا علم الق فيها أولً‪.‬‬ ‫‪14‬‬

‫متفق عليه واللفظ لسلم‪.‬‬ ‫‪26‬‬


‫الحصاد المر‬

‫الفصل الول ‪:‬‬

‫ف بيان حكم من ل يكم با أنزل ال‬ ‫‪ - 1‬توافرت أدلة الكتاب وال سنة وأقوال العلماء من ال سابقي والعا صرين على أن تبد يل الشري عة ال سلمية‬ ‫بغيها كفر وبالذات بذه الصورة الشنيعة الت نراها ف بلد السلمي الن‪ .‬وأن هذه النظمة الستبدلة لشرع ال‬ ‫خارجة عن اللة السلمية للسباب التية‪:‬‬

‫‪27‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫أولً‪ :‬عدم الكم بشريعة ال واستبدالا بقواني متلطة ملفقة سّاها الشيخ أحد شاكر رحه ال (بالياسق العصري)‬ ‫كما سنذكر إن شاء ال‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬الستهزاء بالشريعة‪- :‬‬ ‫وهل هناك استهزاء أكب من أن تؤخر الشريعة‪ ،‬أو يقدم عليها غيها‪ ،‬أو تعل ورقة تعرض على هذا الراء الذي‬ ‫يسمى ملس الشعب‪ ،‬فيوافق عليها من يوافق‪ ،‬ويعترض من يعترض‪ ،‬ويعتب هذا هو الطريق الوحيد للحكم با‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬الكم بالديقراطية‪- :‬‬ ‫وهي ‪-‬كما وصفها أبو العلى الودودي رحه ال‪( -‬حاكمية الماهي) (وتأليه النسان)‪.15‬‬ ‫والديقراطية شرك بال‪ ،‬فالفاصل بي الديقراطية والتوحيد‪ :‬أن التوحيد يعل التشريع ل والديقراطية هي حكم‬ ‫شرّع فـ الديقراطيـة هـو الشعـب والشرّع فـ التوحيـد هـو ال سـبحانه وتعال‪،‬‬ ‫الشعـب لصـال الشعـب‪ .‬الُ َ‬ ‫فالديقراطية شرك بال لنا نزعت حق التشريع من الول عز وجل وأعطته للشعب‪.‬‬ ‫رابعا‪ :‬إستحلل الحرمات وتري اللل‪- :‬‬ ‫وأصل هذا البدأ عندهم موجود ف الدستور الصري ف الادة السادسة والستي‪ ،‬حيث تقول‪( :‬لجرية ولعقوبة‬ ‫إل بقانون)‪ ،‬أي أن كل مال ينص عليه الدستور وبالتال القانون أنه جرية فهو ليس جرية‪ ،‬وإن اجتمعت عشرات‬ ‫اليات ومئات الحاد يث على أ نّ هذا الع مل جري ة‪ ،‬ومال ي كن جري ة ف الد ستور ول القانون ف هو حلل ف‬ ‫ي عقو بة‪ ،‬بل‬ ‫ي موا طن يظله الد ستور والقانون أن يف عل هذا الف عل ولي ستحق أ ّ‬ ‫الد ستور والقانون‪ ،‬و من حق أ ّ‬ ‫ومن ياول أن ينعه يكون مرما ف نظر الدستور والقانون‪ ،‬وإن كان مدوحا مثابا مأجورا ف الشريعة‪ ،‬ويكون هو‬ ‫الستحق للعقوبة‪.‬‬ ‫يقول الدكتور م مد نع يم يا سي‪“ :‬ويك فر من اد عى أن له ال ق ف تشر يع مال يأذن به ال‪ ،‬ب سبب ما أو ت من‬ ‫السلطان والكم فيدعي أن له الق ف تليل الرام وتري اللل‪ ،‬ومن ذلك وضع القواني والحكام الت تبيح‬ ‫الزنا والرب وكشف العورات أو تغيي ماجعل ال لا من العقوبات الحددة ف كتاب ال وسنة رسوله‪.16”..‬‬ ‫‪ -2‬ونن هنا نسرد طائفة من أقوال العلماء ف هذه السألة‪.‬‬ ‫أولً‪ :‬يقول ابن كثي –رحه ال‪ -‬ف تفسيه لقول ال تعال‪﴿ :‬أفحكم الاهلية يبغون ومن أحسن من ال حكما‬ ‫لقومٍ يوقنون﴾ [الائدة‪.]50:‬‬ ‫قال‪“ :‬ينكر تعال على من خرج عن حكم ال الشتمل على كل خي الناهي عن كل شر وعدل إل ماسواه من‬ ‫الراء والهواء والصطلحات الت وضعها الرجال بل مستند من شريعة ال‪ ،‬كما كان أهل الاهلية يكمون به‬ ‫من الضللت والهالت ما يضعونا بآرائهم وأهوائهم‪ ،‬وكما يكم به التتار من السياسات اللكية الأخوذة عن‬ ‫‪15‬‬

‫السلم والدنية الديثة ‪ -‬للمودودي‪ :‬ص ‪.3 3‬‬

‫‪16‬‬

‫اليان ‪ -‬لحمد نعيم ياسي ‪ -‬ص ‪.1 0 3‬‬ ‫‪28‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫ملكهم جنكز خان الذي وضع لم الياسق‪ ،‬وهو عبارة عن كتاب مموع من أحكام قد اقتبسها عن شرائع شت‬ ‫من اليهودية والنصرانية واللة السلمية وغيها‪ ،‬وفيها كثي من الحكام أخذها من مرد نظره وهواه‪ ،‬فصارت ف‬ ‫بنيه شرعا متبعا يقدمونا على الكم بكتاب ال وسنة رسوله @‪ ،...‬فمن فعل ذلك فهو كافر يب قتاله حت‬ ‫يرجع إل حكم ال ورسوله فل يكم سواه ف قليل ولكثي”‪.17‬‬ ‫وقد قال العلمة ممد حامد الفقي رحه ال ف تعليقه على كتاب [فتح الجيد شرح كتاب التوحيد]‪“ :‬ومثل هذا‬ ‫وشر منه من اتذ من كلم الفرنة قواني يتحاكم إليها ف الدماء والفروج والموال‪ ،‬ويقدمها على ما علم وتبي‬ ‫له من كتاب ال وسنة رسوله @‪ ،‬فهو بل شك كافر مرتد إذا أصر عليها ول يرجع إل الكم باأنزل ال‪ .‬ول‬ ‫ينفعه أي إسم تسمى به ول أي عمل من ظواهر أعمال الصلة والصيام والج ونوها‪.18”...‬‬ ‫ثانيا‪ :‬قال الشيخ أحد شاكر ‪-‬رحه ال‪ -‬معلقا على كلم ابن كثي السابق ذكره‪-:‬‬ ‫“أفرأيتم هذا الوصف القوي من الافظ ابن كثي ‪ -‬ف القرن الثامن ‪ -‬لذلك القانون الوضعي‪ ،‬الذي وضعه عدو‬ ‫السلم (جنكيز خان)؟ ألستم ترونه يصف حال السلمي ف هذا العصر‪ ،‬ف القرن الرابع عشر إل ف فرق واحد‬ ‫أشرنا إليه آنفا‪ :‬أن ذلك كان ف طبقة خاصة من الكام‪ ،‬أتى عليها الزمن سريعا‪ ،‬فاندمت ف المة السلمية‬ ‫وزال أثر ماصنعت‪ ،‬ث كان السلمون الن أسوأ حالً وأشد ظلما وظلما منهم‪ ،‬ل ّن أكثر المم السلمية الن‬ ‫تكاد تندمج ف هذه القواني الخالفة للشريعة والت هي أشبه شيء بذلك الياسق‪ ،‬الذي اصطنعه رجل كافر ظاهر‬ ‫الكفر‪ ،‬هذه القواني الت يصنعها ناس ينتسبون للسلم‪ ،‬ث يتعلمها أبناء السلمي ويفخرون بذلك آباء وأبناء‪ ،‬ث‬ ‫يعلون مرد أمرهم إل معتنقي هذا (الياسق العصري)…‪”!..‬‬ ‫إل أن قال‪“ :‬إن المـر فـ هذه القوانيـ الوضعيـة واضـح وضوح الشمـس‪ .‬هـي كفـر بوّاح‪ ،‬ل خفاء فيـه ول‬ ‫مداورة‪ .‬ول عذر لحد من ينتسب للسلم ‪ -‬كائنا من كان ‪ -‬ف العمل با أو الضوع لا أو إقرارها‪ ،‬فليحذر‬ ‫امروٌ لنفسه‪ ،‬وكل امرئ حسيب نفسه”‪.19‬‬ ‫ثالثا‪ :‬قال شيخ السلم ابن تيمية رحه ال‪“ :‬ومعلوم بالضطرار من دين السلمي وباتفاق جيع السلمي أ ّن من‬ ‫سوّغ اتّباع غي دين السلم‪ ،‬أو اتّباع شريعة غي شريعة ممد ‪-‬صلى ال عليه وسلم‪ -‬فهو كافر وهو ككفر من‬ ‫آ من بب عض الكتاب وك فر بب عض‪ ،‬ك ما قال تعال‪﴿ :‬إن الذ ين يكفرون بال ور سله‪ ،‬ويريدون أن يفرّقوا ب ي ال‬ ‫ورسـله ويقولون نؤمـن بب عض ونكفـر بب عض‪ ،‬ويريدون أن يتّخذوا ب ي ذلك سبيل‪ ،‬أولئك هم الكافرون حقا‪،‬‬ ‫وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا﴾ [النساء ‪.20“]151 ،150‬‬ ‫‪17‬‬

‫تفسي ابن كثي‪ :‬سورة الائدة الية ‪ -5 0‬ج‪ 2 :‬ص‪.6 8 :‬‬

‫‪18‬‬

‫فتح الجيد شرح كتاب التوحيد‪ ،‬هامش ص‪ -3 9 6 :‬طبعة أنصار السنة الحمدية‪.‬‬

‫‪19‬‬

‫عمدة التفسي متصر تفسي ابن كثي‪ ،‬طبعة دار العارف‪ :‬ج‪ 4 :‬ص‪.1 7 4 ،1 7 3 :‬‬

‫‪20‬‬

‫مموع الفتاوى‪ -‬ج‪ 2 8 :‬ص‪.5 2 4 :‬‬ ‫‪29‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫رابعا‪ :‬الشنقي طي ف أضواء البيان ف تف سيه لقوله تعال‪﴿ :‬وليشرك ف حك مه أحدا﴾ [الك هف ‪ .]26‬ح يث‬ ‫يقول‪“ :‬ويفهم من هذه اليات كقوله‪﴿ :‬وليشرك ف حكمه أحدا﴾ أ ّن متّبعي أحكام الشرعي غي ماشرعة ال‬ ‫أنم مشركون بال‪.‬‬ ‫و ف تف سي قوله تعال‪﴿ :‬إ نّ هذا القرآن يهدي لل ت هي أقوم﴾ [ال سراء ‪ ،]9‬ح يث يقول‪“ :‬و من هدي القرآن‬ ‫للت هي أقوم ‪ -‬بيانه أ ّن كل من اتبع تشريعا غي التشريع الذي جاء به سيد ولد آدم ممد ابن عبد ال صلوات‬ ‫ال وسلمه عليه‪ ،‬فاتباعه لذلك التشريع الخالف كفرٌ بواحٌ مرجٌ من اللة السلمية”‪.21‬‬ ‫خامسا‪ :‬رسالة تكيم القواني للشيخ ممد بن إبراهيم ‪-‬رحه ال‪ -‬مفت السعودية السابق الت بدأها بقوله‪“ :‬إ نّ‬ ‫من الك فر ال كب ال ستبي تن يل القانون اللع ي منلة ما نزل به الروح الم ي على قلب م مد صلى ال عل يه‬ ‫وسلم”‪.‬‬ ‫إل أن قال‪“ :‬الامس (أي النوع الامس من أنواع الكفر الكب الخرج من اللة) قال‪ :‬وهو أعظمها وأشلها‬ ‫وأظهرهـا معاندة للشرع ومكابرة لحكامـه ومشاقـة ل ولرسـوله‪ ،‬ومضاهاة بالحاكـم الشرعيـة إعدادا وإمدادا‬ ‫ل وتفريعا وتشكيلً وحكما وإلزاما‪ ،‬ومرا جع وم ستندات‪ ،‬فك ما أن للمحا كم الشرع ية مرا جع‬ ‫وإر صادا وتأ صي ً‬ ‫م ستمدات مرجع ها كل ها إل كتاب ال و سنة ر سوله @‪ ،‬فلهذه الحا كم مرا جع هي‪ :‬القانون الل فق من شرائع‬ ‫شتـ‪ ،‬وقوانيـ كثية‪ ،‬كالقانون الفرنسـي‪ ،‬والقانون المريكـي والقانون البيطانـ‪ ،‬وغيهـا مـن القوانيـ‪ ،‬ومـن‬ ‫مذاهب بعض البدعي والنتسبي إل الشريعة وغي ذلك‪.‬‬ ‫فهذه الحاكم الن ف كثي من أمصار السلم مهيّأة مكمّلة مفتوحة البواب‪ ،‬والناس إليها أسراب إثر أسراب‪،‬‬ ‫يكم حكامها بينهم با يالف حكم السنة والكتاب‪ ،‬من أحكام ذلك القانون وتلزمهم به وتقرهم عليه‪ ،‬وتتمه‬ ‫عليهم‪ ...‬فأيّ كفر فوق هذا الكفر”‪ .22‬والرسالة كلها يب أن يقرأها كل أخ مسلم فهي نفيسة جدا‪.‬‬ ‫سادسا‪ :‬يقول سيد قطب رحه ال ف الظلل‪“ :‬إ ّن أخص خصائص اللوهية هي الاكمية‪ ،‬فالذي يشرع لجموعة‬ ‫من الناس يأخذ فيهم مكان اللوهية ويستخدم خصائصها‪ ،‬فهم عبيده لعبيد ال‪ ،‬وهم ف دينه ل ف دين ال”‬ ‫“إنـ هذه القضيـة هـي أخطـر وأكـب قضايـا العقيدة‪ ،‬إناـ قضيـة اللوهيـة والعبوديـة‪ ،‬قضيـة الريـة‬ ‫إل أن قال‪ّ :‬‬ ‫وال ساواة‪ ،‬قض ية تر ير الن سان‪ ،‬بل ميلد الن سان‪ ،‬من أ جل هذا كله كا نت قض ية الك فر أو اليان وقض ية‬ ‫الاهلية أو السلم‪.‬‬ ‫والاهل ية لي ست فترة تاري ية‪ ،‬إن ا هي حالة تو جد كل ما وجدت مقومات ا ف و ضع أو نظام‪ ،‬و هي ف صميمها‬ ‫الرجوع بالكم والتشريع إل أهواء البشر“‪.‬‬ ‫‪ -3‬فإذا استقر حكم هذه السألة وهو كفر من ل يكم با أنزل ال‪:‬‬ ‫‪21‬‬

‫أضواء البيان‪ :‬ج‪ 3 :‬ص‪.4 3 9 :‬‬

‫‪22‬‬

‫رسالة تكيم القواني‪ :‬ص‪ 1 7 :‬و ‪.1 8‬‬ ‫‪30‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫فما هو الواجب على السلمي تاه الاكم الذي خرج من اللة السلمية يقول الافظ ابن حجر العسقلن رحه‬ ‫ال‪:‬‬ ‫"ونقل ابن التي عن الداودي قال‪ :‬الذي عليه العلماء ف أمراء الور أنه إن قدر على خلعه بغي فتنة ول ظلم‬ ‫وجب‪ ،‬وال فالواجب الصب‪ ،‬وعن بعضهم ل يوز عقد الولية لفاسق ابتداءً‪ ،‬فان أحدث جورا بعد أن كان عدلً‬ ‫فاختلفوا ف جواز الروج عليه‪ ،‬والصحيح النع إل أن يكفر فيجب الروج عليه"‪.23‬‬ ‫وقال أيضا رحه ال‪:‬‬ ‫"وقد تقدم البحث ف هذا الكلم على حديث عبادة ف المر بالسمع والطاعة إل أن تروا كفرا بواحا با يغن‬ ‫عن إعادته وهو ف كتاب الفت‪ ،‬وملخصه أنه ينعزل بالكفر إجاعا‪ ،‬فيجب على كل مسلم القيام ف ذلك‪ ،‬فمن‬ ‫قوي على ذلك فله الثواب‪ ،‬ومن داهن فعليه الث‪ ،‬ومن عجز وجبت عليه الجرة من تلك الرض"‪.24‬‬ ‫وقال النووي رحه ال‪:‬‬ ‫"قال القاضي‪ :‬فلو طرأ عليه كفر وتغيي للشرع أو بدعة خرج عن حكم الولية‪ ،‬وسقطت طاعته‪ ،‬ووجب على‬ ‫السلمي القيام عليه وخلعه ونصب إمام عادل‪ ،‬إن أمكنهم ذلك‪ ،‬فإن ل يقع ذلك إل لطائفة وجب عليهم القيام‬ ‫بلع الكافر‪ ،‬ول يب ف البتدع‪ ،‬إل إذا ظنوا القدرة عليه‪ ،‬فإن تققوا العجز ل يب القيام‪ ،‬وليهاجر السلم عن‬ ‫أرضه إل غيها ويفر بدينه"‪.25‬‬ ‫وقال ابن حجر العسقلن ف شرحه لديث النب @‪( :‬من فارق الماعة شبا فكأنا خلع ربقة السلم من‬ ‫عنقه)‪:‬‬ ‫"وقد أجع الفقهاء على وجوب طاعة السلطان التغلب والهاد معه‪ ،‬وأن طاعته خي من الروج عليه‪ ،‬لا ف ذلك‬ ‫من حقن الدماء وتسكي الدهاء‪ .‬وحجتهم هذا الب وغيه ما يساعده‪ ،‬ول يستثنوا من ذلك إل إذا وقع من‬ ‫السلطان الكفر الصريح فل توز طاعته ف ذلك بل تب ماهدته لن قدر عليها"‪.26‬‬ ‫وقد ذكرنا من قبل قول ابن كثي لَمّا وصف حال التتار ف تفسيه للية المسي من سورة [الائدة]‪" :‬فمن فعل‬ ‫ذلك فهو كافر يب قتاله حت يرجع إل حكم ال ورسوله فل يكم سواه ف قليل ولكثي"‪.27‬‬ ‫وسوف ترى ف الباب الثان إن شاء ال‪ ،‬إصرار الخوان على عدم تكفي الكام الاكمي بغي ما أنزل ال‪ ،‬بل‬ ‫تبأوا من يُ َكفّر الكام كما سيأت ف كلم مرشدهم ممد حامد أب النصر‪ ،‬بل تبأوا من يرفع راية جهاد هؤلء‬ ‫‪23‬‬

‫فتح الباري ج‪ 1 3 :‬ص‪.8 :‬‬

‫‪24‬‬

‫فتح الباري ج‪ 1 3 :‬ص‪.1 2 3 :‬‬

‫‪25‬‬

‫شرح النووي على صحيح مسلم ج‪ 1 2 :‬ص‪.2 2 9 :‬‬

‫‪26‬‬

‫فتح الباري ج‪ 1 3 :‬ص‪.7 :‬‬

‫‪27‬‬

‫تفسي ابن كثي‪ :‬سورة الائدة الية ‪ -5 0‬ج‪ 2 :‬ص‪.6 8 :‬‬ ‫‪31‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫الطواغيت‪ ،‬وشاركوا الطواغيت ف رمي الجاهدين بتهمة النراف والتّطرف‪ ،‬وشاركوا الطواغيت ف الدعوة إل‬ ‫نبذ العنف والرهاب ذلك الوصف الذي خلعوه على فريضة الهاد ف سبيل ال تعال‪.‬‬

‫الفصل الثان ‪:‬‬

‫ف بيان مناقضة الديقراطية للسلم‬ ‫اعلم أن الديقراطية والت تعن (حكم الشعب) هي ديـن جديد يقوم على تأليه البـشر بإعطائهم حق التشريع‬ ‫غي مقيدين ف تشريعهم بأي سلطة‪ ،‬ولذلك فقد قال الستاذ أبو العلى الودودي رحه ال‪“ :‬إن الديقراطية هي‬ ‫(تأليه النسان‪ ...‬وهي حاكمية الماهي)”‪.28‬‬ ‫وهذا يعن أن الديقراطية دين وضعي كافر حق التشريع فيه للبشر‪ ،‬ف مقابل السلم الذي حق التشريع فيه ل‬ ‫تعال ل شريك له‪ ،‬والبشر الشرعون ف الديقراطية هم شركاء معبودون من دون ال‪ ،‬يعبدهم كل من يطيعهم‬ ‫فيما يشرعونه‪ ،‬قال تعال‪﴿ :‬أم لم شركاء شرعوا لم من الدين ما ل يأذن به ال﴾ [الشورى‪.]21:‬‬ ‫والدين ‪ -‬ف أحد معانيه ‪ -‬هو السلطان والكم كما قال تعال‪﴿ :‬ما كان ليأخذ أخاه ف دين اللك﴾ [يوسف‬ ‫‪.29]76‬‬

‫‪28‬‬

‫السلم والدنية الديثة ‪ -‬للمودودي‪ :‬ص ‪.3 3‬‬

‫‪29‬‬

‫تفسي القرطب‪ -‬سورة يوسف‪ -‬الية ‪ 7 6‬ج‪ 9 :‬ص‪.2 3 8 :‬‬ ‫‪32‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫فهؤلء البشر الذين يشرعون للناس ف الديقراطية هم شركاء معبودون من دون ال‪ ،‬وهم من الرباب الذكورين‬ ‫ف قوله تعال‪﴿ :‬ول يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون ال﴾ [آل عمران ‪.]64‬‬ ‫أخرج الترمذي رحه ال ‪ -‬وغيه‪ -‬وحسنه عن عدي بن حات ‪-‬رضي ال عنه‪ -‬قال‪:‬‬ ‫(أتيت النب @وف عنقي صليب من ذهب‪ ،‬فقال‪" :‬يا عدي اطرح عنك هذا الوثن"‪ .‬وسعته يقرأ ف سورة براءة‬ ‫﴿اتذوا أحبارهم ورهبانم أربابا من دون ال﴾‪ .‬قال‪" :‬أما إنم ل يكونوا يعبدونم‪ ،‬ولكنهم كانوا إذا أحلوا لم‬ ‫شيئا استحلوه وإذا حرموا عليهم شيئا حرموه")‪.30‬‬ ‫ففي هذا الديث بي النب @ لعدي بن حات < أن الول سبحانه تعال قد عد النصارى مشركي ل لنم‬ ‫يتعبدون بالشعائر لحبارهم من دون ال‪ ،‬ولكن لنم يتبعونم ف تليل الرام وتري اللل البي ف كتاب ال‪.‬‬ ‫لقد كان عدي بن حات ‪-‬رضي ال عنه‪ -‬يظن أن العبادة منحصرة ف تقدي الشعائر التعبدية كالصلة والصيام‬ ‫نوها‪ ،‬ولكن لا كان النصارى ل يصلّون لحبارهم ورهبانم ول يصومون‪ ،‬ظن أنم ل يتخذوهم أربابا‪ ،‬لكن‬ ‫رسول ال @ أزال عنه هذا اللبس‪ ،‬وبي له أنم بطاعتهم إياهم ف التحليل والتحري على وجه مالف للشرع‪،‬‬ ‫قد اتذوهم أربابا من دون ال‪ .‬وقد روي هذا التفسي عن حذيفة بن اليمان وعبد ال بن عباس رضي ال عنهم‪:‬‬ ‫قال الطبي رحه ال‪:‬‬ ‫"عن أب البختري قال قيل لذيفة أرأيت قول ال اتذوا أحبارهم؟ قال‪ :‬أما إنم ل يكونوا يصومون لم ول‬ ‫يصلون لم ولكنهم كانوا إذا أحلوا لم شيئا استحلوه وإذا حرموا عليهم شيئا أحله ال لم حرموه فتلك كانت‬ ‫ربوبيتهم‪.‬‬ ‫‪..........................‬‬ ‫عن السدي ﴿اتذوا أحبارهم ورهبانم أربابا من دون ال﴾ قال عبد ال بن عباس‪ :‬ل يأمروهم أن يسجدوا لم‪،‬‬ ‫ولكن أمروهم بعصية ال فأطاعوهم‪ ،‬فسماهم ال بذلك أربابا"‪.31‬‬ ‫وقد أجع على هذا الفهم السلف الصال وأئمة السلم‪ ،‬ونن ننقل هنا بعضا من أقوالم رحهم ال‪.‬‬ ‫قال الطبي رحه ال‪:‬‬ ‫"﴿أربابا من دون ال﴾ يعن سادة لم من دون ال‪ ،‬يطيعونم ف معاصي ال‪ ،‬فيحلون ما أحلوه لم ما قد حرمه‬ ‫ال عليهم‪ ،‬ويرمون ما يرمونه عليهم‪ ،‬ما قد أحله ال لم"‪.32‬‬ ‫‪30‬‬

‫سنن الترمذي ج‪ 5 :‬ص‪ .2 7 :‬راجع أيضا‪ :‬سنن سعيد بن منصور ج‪ 5 :‬ص‪ ،2 4 5 :‬سنن البيهقي الكبى ج‪ 1 0 :‬ص‪:‬‬

‫‪ ،1 1 6‬مصنف ابن أب شيبة ج‪ 7 :‬ص‪ ،1 5 6 :‬العجم الكبي للطبان ج‪ 1 7 :‬ص‪ ،9 2 :‬شعب اليان ج‪ 7 :‬ص‪ ،4 5 :‬فتح‬ ‫القدير ج‪ 2 :‬ص‪.3 5 5 :‬‬ ‫‪31‬‬

‫تفسي الطبي ج‪ 1 0 :‬ص‪.1 1 5 ،1 1 4 :‬‬

‫راجع أيضا‪ :‬فتح القدير ج‪ 2 :‬ص‪ ،3 5 5 :‬تفسي ابن كثي ج‪ 2 :‬ص‪.3 5 0 :‬‬ ‫‪32‬‬

‫تفسي الطبي ج‪ 1 0 :‬ص‪.1 1 5 ،1 1 4 :‬‬ ‫‪33‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫قال القرطب رحه ال‪:‬‬ ‫"قوله تعال‪﴿ :‬ول يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون ال﴾ أي ل نتبعه ف تليل إل فيما حلله ال تعال‪ .‬وهو نظي‬ ‫قوله تعال‪﴿ :‬اتذوا أحبارهم ورهبانم من دون ال﴾ معناه‪ :‬أنم أنزلوهم منلة ربم ف قبول تريهم وتليلهم لا‬ ‫ل يرمه ال ول يله ال"‪.33‬‬ ‫قال أبو بكر الصاص رحه ال‪:‬‬ ‫"وإنا وصفهم ال تعال بأنم اتذوهم أربابا‪ ،‬لنم أنزلوهم منلة ربم وخالقهم ف قبول تريهم وتليلهم‪ ،‬لا ل‬ ‫يرمه ا ل‪ ،‬ول يلله‪ ،‬ول يستحق أحد أن يطاع بثله إل ال تعال‪ ،‬الذي هو خالقهم‪ .‬والكلفون كلهم متساوون‬ ‫ف لزوم عبادة ال واتباع أمره وتوجيه العبادة إليه دون غيه"‪.34‬‬ ‫ويقول ابن حزم ‪-‬رحه ال‪ -‬عن قوله تعال‪﴿ :‬اتذوا أحبارهم ورهبانم أربابا من دون ال﴾ "لّا كان اليهود‬ ‫والنصارى يرّمون ما حرّم أحبارهم ورهبانم‪ ،‬ويلّون ما أحلوا كانت هذه ربوبية صحيحة وعبادة صحيحة قد‬ ‫دانوا با‪ ،‬وسى ال تعال هذا العمل اتاذ أرباب من دون ال وعبادة‪ ،‬وهذا هو الشرك من دون ال بل خلف‬ ‫"‪.35‬‬ ‫وقال شيخ السلم ابن تيمية ‪-‬رحه ال‪ -‬بعد أن أو َردَ حديث عدي بن حات السابق‪" :‬فقد بيّ َن النب @ أن‬ ‫عبادتم إياهم كانت ف تليل الرام وتري اللل‪ ،‬ل أنم صلوا لم وصاموا لم‪ ،‬ودعوهم من دون ال‪ ،‬فهذه‬ ‫عبادة الرجال‪ ،‬وقد ذكر ال أن ذلك شرك بقوله‪﴿ :‬ل إله إل هو سبحانه عمّا يشركون﴾"‪.36‬‬ ‫وقال ابن كثي رحه ال‪:‬‬ ‫"وقوله تعال‪﴿ :‬وإن أطعتموهم إنكم لشركون﴾ أي حيث عدلتم من أمر ال لكم وشرعه إل قول غيه‪ ،‬فقدمتم‬ ‫ذلك‪ ،‬فهذا هو الشرك‪ ،‬كقوله تعال‪﴿ :‬اتذوا أحبارهم ورهبانم أربابا من دون ال﴾ الية‪ .‬وقد روى الترمذي‬ ‫‪ 3095‬ف تفسيها عن عدي بن حات أنه قال‪ :‬يا رسول ال ما عبدوهم‪ ،‬فقال‪" :‬بلى إنم أحلوا لم الرام‬ ‫وحرموا عليهم اللل فاتبعوهم فذلك عبادتم إياهم"‪.37‬‬ ‫وقال الشوكان رحه ال‪:‬‬ ‫"ومعن الية أنم لا أطاعوهم فيما يأمرونم به وينهونم عنه كانوا بنلة التخذين لم أربابا لنم أطاعوهم كما‬ ‫تطاع الرباب"‪.38‬‬ ‫‪33‬‬

‫تفسي القرطب ج‪ 4 :‬ص‪.1 0 6 :‬‬

‫‪34‬‬

‫أحكام القرآن للجصاص ج‪ 2 :‬ص‪.2 9 7 :‬‬

‫‪35‬‬

‫الفصل ج‪ 3 :‬ص‪.6 6 :‬‬

‫‪36‬‬

‫الفتاوى ج‪ 7 :‬ص‪.6 7 :‬‬

‫‪37‬‬

‫تفسي ابن كثي ج‪ 2 :‬ص‪.1 7 2 :‬‬

‫‪38‬‬

‫فتح القدير ج‪ 2 :‬ص‪.3 5 3 :‬‬ ‫‪34‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫ويقول الشيخ ممد بن عبدالوهاب رحه ال مبوبا فوق حديث عدي السابق‪" :‬من أطاع العلماء والمراء ف تري‬ ‫ما أحل ال أو تليل ما حرم فقد اتذهم أربابا"‪.39‬‬ ‫ونن قل باخت صار ما قاله ال ستاذ سيد ق طب ‪-‬رح ه ال‪ -‬ف قوله تعال‪﴿ :‬ول يت خذ بعض نا بع ضا أربا با من دون‬ ‫ال﴾‪“ :‬إن هذا الكون بملته ل يستقيم أمره ول يصلح حاله‪ ،‬إل أن يكون هناك إله واحد‪ ،‬يدبر أمره و﴿لو كان‬ ‫فيهما آلة إل ال لفسدتا﴾‪ ..‬وأظهر خصائص اللوهية بالقياس إل البشرية‪ :‬تعبّد العبيد‪ ،‬والتشريع لم ف حياتم‪،‬‬ ‫وإقامة الوازين لم فمن ادعى لنفسه شيئا من هذا فقد ادعى لنفسه أظهر خصائص اللوهية‪ ،‬وأقام نفسه للناس‬ ‫إلا من دون ال‪ ،‬وما يقع الفساد ف الرض كما يقع عندما تتعدد اللة ف الرض على هذا النحو‪ ،‬عندما يتعبد‬ ‫الناس الناس‪ ،‬عندما يد عي ع بد من العب يد أن له على الناس حق الطاعة لذا ته‪ ،‬وأن له فيهم حق التشر يع لذا ته‪،‬‬ ‫وأن له كذلك حق إقامة القيم والوازين لذاته‪ ،‬فهذا هو ادعاء اللوهية ولو ل يقل كما قال فرعون‪﴿ :‬أنا ربكم‬ ‫العلى﴾‪.‬‬ ‫والقرار به هو الشرك بال أو الكفر به‪ ..‬وهو الفساد ف الرض أقبح الفساد ‪ -‬إل قوله ‪ -‬قال تعال‪ ﴿ :‬قل يا‬ ‫أهل الكتاب تعالوا إل كلمة سواء بيننا وبينكم أل نعبد إل ال‪ ،‬ول نشرك به شيئا‪ ،‬ول يتخذ بعضنا بعضا أربابا‬ ‫من دون ال‪ ،‬فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون﴾"‬ ‫إل قوله‪" :‬إناـ دعوة إل عبادة ال وحده ل يشركون بـه شيئا‪ .‬ل بشرا ول حجرا‪ .‬ودعوة إل أ ًل يتخـذ بعضنـا‬ ‫بعضا من دون ال أربابا‪ ،‬ل نبيا ول ر سولً‪ ،‬فكل هم ل عب يد‪ ،‬إن ا ا صطفاهم ال للتبل يغ ع نه‪ ،‬ل لشارك ته ف‬ ‫اللوهية والربوبية‪﴿ .‬فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون﴾"‪.‬‬ ‫إل قوله‪" :‬وهذه القابلة ب ي ال سلمي و من يت خذ بعض هم بعضا أربابا من دون ال‪ ،‬تقرر بوضوح حا سم من هم‬ ‫السلمون‪ ،‬السلمون هم الذين يعبدون ال وحده‪ ،‬ويتعبدون ل وحده‪ ،‬ول يتخذ بعضهم بعضا أربابا من دون ال‬ ‫ هذه من خصيصتهم من سائر اللل والنحل‪ ،‬وتيز منهج حياتم من مناهج حياة البشر جيعا‪ ،‬وإمّا أن تتحقق‬‫هذه الصيصة‪ ،‬فهم مسلمون‪ ،‬وإمّا ألً تتحقق فما هم بسلمي مهما ادعوا أنم مسلمون"‬ ‫إل قوله‪" :‬إن الناس فـ جيـع النظـم الرضيـة يتخـذ بعضهـم بعضا أربابا مـن دون ال‪ ..‬يقـع هذا فـ أرقـى‬ ‫الديقراطيات كما يقع ف أحط الديكتاتوريات سواء‪ ..‬إ نّ أول خصائص الربوبية هو حق تعبد الناس‪ ،‬حق إقامة‬ ‫النظم والناهج والشرائع والقواني والقيم والوازين‪ ..‬وهذا الق ف جيع النظمة الرضية يدعيه بعض الناس ‪ -‬ف‬ ‫صورة من الصور ‪ -‬ويرجع المر فيه إل مموعة من الناس على أي وضع من الوضاع ‪ -‬وهذه الجموعة الت‬ ‫تُخْضع الخرين لتشريعها وقيمها وموازينها وتصوراتا هي الرباب الرضية الت يتخذها بعض الناس أربابا من‬ ‫دون ال‪ ،‬وي سمحون ل ا بادّعاء اللوه ية والربوب ية‪ ،‬و هم بذلك يعبدون ا من دون ال‪ ،‬وإن ل ي سجدوا ويركعوا‪،‬‬ ‫فالعبودية عبادة ل يتوجه با إلً ل"‪.‬‬ ‫‪39‬‬

‫حاشية كتاب التوحيد ص‪.1 4 6 :‬‬ ‫‪35‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫إل قوله‪" :‬والسلم ‪ -‬بذا العن ‪ -‬هو الدين عند ال‪ ..‬وهو الذي جاء به كل رسول من عند ال‪ ،‬لقد أرسل ال‬ ‫الرسل بذا الدين ليخرجوا الناس من عبادة العباد إل عبادة ال‪ ،‬ومن جور العباد إل عدل ال‪ ..‬فمن تول عنه‬ ‫فليس مسلما بشهادة ال‪ ،‬مهما أوّل الؤولون‪ ،‬وضلل الضللون‪ ...‬إن الدين عند ال السلم"‪.40‬‬ ‫وك ما ترى يا أ خي فإن الديقراط ية تقوم على قاعدة (حاكم ية العباد للعباد) ور فض حاكم ية ال الطل قة للعباد‪،‬‬ ‫وتقوم على أ ساس أن يكون (هوى الن سان) ف أي صورة من صوره هو الله التح كم‪ ،‬وتقوم على ر فض أن‬ ‫تكون شريعة ال هي القانون الاكم‪ ،‬قال تعال‪﴿ :‬ثّ جعلناك على شريعة من المر فاتبعها ول تتبع أهواء الذين ل‬ ‫يعلمون ﴾ [الاثية ‪.]18‬‬ ‫ونمل أوجه الكفر ف الديقراطية فيما يلي ‪:‬‬ ‫‪ - 1‬إن الديقراطية تنح حق التشريع للبشر كما ف الادة السادسة والثماني ف الدستور الصري‪( :‬يتول ملس‬ ‫الشعب سلطة التشريع)‪ ،‬ولا كان التشريع حقا خالصا ل تعال‪﴿ :‬إن الكم إل ل ﴾ [يوسف ‪،]40‬‬ ‫فالديقراطية تنصب آلةً وأربابا وشركاء مع ال تعال‪ ،‬قال تعال‪﴿ :‬أم لم شركاء شرعوا لم من الدين مال يأذن‬ ‫به ال ﴾ [الشورى ‪.]21‬‬ ‫وقال تعال‪﴿ :‬اتذوا أحبارهم ورهبانم أربابا من دون ال ﴾ [التوبة ‪.]31‬‬ ‫‪ - 2‬إن القرار بالديقراطية هو إقرار بنح حق التشريع لحد من دون ال تعال كما هو مقتضى الديقراطية‪،‬‬ ‫ومن أق ّر بذا فهو كافر‪ ،‬لنه اتذ آلة من دون ال‪ ،‬لن التشريع حق خالص له تعال‪ ،‬ومن شرع للبشر شيئا فقد‬ ‫نصب نفسه إلا لم‪ ،‬ومن أقرّ له بذا فقد اتذه إلا ﴿اتذوا أحبارهم ورهبانم أربابا من دون ال﴾ [التوبة‪،]31:‬‬ ‫كما أن من أقرّ بق التشريع لحد من دون ال فقد جعل ل عدلً ونظيا مساويا ل ف سلطة التشريع‪ ،‬ومن جعل‬ ‫ل عدلً ونظيا فقد كفر‪.‬‬ ‫‪ - 3‬لا كانت الديقراطية تقوم على أساس مبدأ سيادة المة‪ ،‬ولا كانت السيادة سلطة ل يوجد أعلى منها‪ ،‬فهي‬ ‫الر جع الفا صل ف كل أ مر و كل شأن‪ ،‬وإل هذه ال سلطة ف صل الناع وح سم اللف‪ ،‬ف كل من أقرّ بذا ف هو‬ ‫كا فر‪ ،‬لن ف صل الناع وح سم اللف هو حق خالص ل تعال بالنول على ح كم الكتاب وال سنة‪ ،‬و من أن كر‬ ‫هذا وأقرّ بذا الق لغي ال تعال ‪-‬أي أقر بسيادة المة‪ -‬فهو كافر لنكاره قول ال تعال‪﴿ :‬فإن تنازعتم ف شيء‬ ‫فردوه إل ال والرسول إن كنتم تؤمنون بال واليوم الخر ﴾ [النساء ‪ ،]59‬وقوله تعال‪﴿ :‬وما اختلفتم فيه من‬ ‫ش يء فحك مه إل ال ﴾ [الشورى ‪ ،]10‬فال سيادة ‪ -‬أي ال سلطان العلى‪ -‬ف ال سلم للشري عة ل لل مة ول‬ ‫للشعب‪.‬‬ ‫‪ - 4‬لا كانت الديقراطية تقوم على مبدأ سيادة المة‪ ،‬ولا كانت السيادة سلطة عليا ل يوجد أعلى منها‪ ،‬فإن‬ ‫هذا يعنـ أن سـلطة المـة أعلى مـن سـلطان ال تعال‪ ،‬وأن سـلطة المـة تقدم على مـا يقضـي بـه ال تعال عنـد‬ ‫‪40‬‬

‫ف ظلل القرآن ج‪ 1 :‬ص‪ 4 0 6 :‬و ‪.4 0 7‬‬ ‫‪36‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫التعارض‪ ،‬كما أن هذا يعن أن شريعة ال تعال ل يكن تطبيقها ما ل توافق عليها المة وهذا يعن أن كلمة المة‬ ‫أعلى من كل مة ال تعال‪ ،‬ولذا ت د الكومات الرتدة ت ستفت الش عب ف م سألة ت طبيق الشري عة ل نّ هذا هو‬ ‫مقتضى مبدأ سيادة المة‪ .‬وكل هذا من الكفر الكب الستبي‪ ،‬وأدن ما فيه من الكفر أن يرى الاكم أو الشعب‬ ‫أنم ميون ف الكم بشريعة ال‪ ،‬وقد قال شارح العقيدة الطحاوية‪" :‬فإنه إن اعتقد أن الكم با أنزل ال غي‬ ‫واجب وأنه مي فيه أو استهان به مع تيقنه أنه حكم ال‪ ،‬فهذا كفر أكب"‪ .].41‬وقد قال ال تعال‪﴿ :‬وما كان‬ ‫لؤمن ول مؤمنة إذا قضى ال ورسوله أمرا أن يكون لم الية من أمرهم ﴾ [الحزاب ‪.]36‬‬ ‫وبعــد‪:‬‬ ‫فإن السلم لغن عن كل هذه البادئ الكافرة‪ ،‬قال تعال‪﴿ :‬اليوم أكملت لكم دينكم ﴾ [الائدة ‪ ،]3‬فمن شك‬ ‫ف اكتمال السلم واستغنائه عن غيه من أنظمة الكافرين فهو كافر مكذب بالية السابقة‪.،‬و‬ ‫والسـلم ل يقبـل اللط بغيه‪ ،‬قال تعال‪﴿ :‬قـل يـا أيهـا الكافرون ﴾ إل قوله‪ ﴿ :‬لكـم دينكـم ول ديـن‬ ‫﴾ [الكافرون ‪ 1‬إل ‪ ]6‬مفاصلة تامة وبراءة كاملة‪ ،‬وقال تعال‪﴿ :‬إنّا أنزلنا إليك الكتاب بالق فاعبد ال ملصا‬ ‫له الدين‪ ،‬أل ل الدين الالص ﴾ [الزمر ‪ ]3,2‬والالص هو ما كان مبءا من اللط‪.‬‬ ‫هذه هـي الديقراطيـة وكفرهـا ياأخـي‪ ،‬وأعضاء ملس الشعـب ياأخـي هـم الرباب مـن دون ال تعال‪ ،‬والذيـن‬ ‫ينتخبونمـ يتخذونمـ أربابا مـن دون ال تعال وينصـبونم طواغيـت معبودة مـن دون ال‪ ،‬وهذا كاف فـ تريـ‬ ‫الترشيح ف الجالس النيابية الديقراطية‪ ،‬وتري الشاركة ف انتخابات هذه الجالس‪.‬‬ ‫وإذا نصت دساتيهم على أ ّن الدولة ديقراطية ودينها الرسي السلم‪ ،‬فإنّ هذا ليغي من كفرهم شيئا‪ ،‬وهو‬ ‫مثل من قال أشهد أن ل إله إل ال وأن ممدا رسول ال وأ ّن مسيلمة رسول ال‪ ،‬فهل يشك أحد ف كفر هذا؟‬ ‫قال تعال‪﴿ :‬ومايؤمن أكثرهم بال إل وهم مشركون ﴾ [يوسف ‪ .]1 0 6‬والذي يقول عن نفسه أنه مسلم‬ ‫ديقراطي أو مسلم ينادي بالديقراطية‪ ،‬هو كمن يقول عن نفسه أنه مسلم يهودي أو مسلم نصران سواء بسواء‪.‬‬ ‫وسوف ترى ف الباب الثان إن شاء ال إصرار الخوان على الناداة بالديقراطية بل إعلنم أنا الوسيلة‬ ‫الشرعية لتغيي الوضاع بالبلد‪ ،‬وأن كلمة الشعب ورأيه هو الفيصل والَكَم‪ ،‬وقرن الخوان أقوالم بالفعال‬ ‫فشاركوا ف النتخابات البلانية بدءا من مشاركه مرشدهم الول حسن البنا ‪-‬رحه ال‪ -‬ف النتخابات عام [‬ ‫‪1 9 4 2‬و ‪ ،]1 9 4 4‬وإل يومنا هذا حيث يشارك الخوان ف النتخابات ف مصر وف الردن والسودان‬ ‫والكويت والزائر وسوريا وغيها من بلدان السلمي الحكومة بكومات كافرة مرتدة‪ .‬وما يؤسف له حشد‬ ‫الخوان للف الشباب السلم الغرّر به ف صفوف النتخابات وأمام صناديق القتراع بد ًل من حشدهم ف‬ ‫تعال‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫صفوف الهاد ف سبيل ال تعال كما أمرهم ال‬

‫‪41‬‬

‫شرح العقيدة الطحاوية ص‪.3 2 3 :‬‬ ‫‪37‬‬


‫الحصاد المر‬

‫الفصل الثالث ‪:‬‬

‫ف بيان حكم موالة الكافرين والرتدين‬ ‫نوجز هنا باختصار بعضا من أهم أركان عقيدة الولء والباء‪:42‬‬ ‫‪ -1‬النهي عن تول الكافرين‬ ‫قال ال تعال‪﴿ :‬ل يتخذ الؤمنون الكافرين أولياء من دون الؤمني ومن يفعل ذلك فليس من ال ف شيء‬ ‫إل أن تتقوا منهم تقاة ويذركم ال نفسه وإل ال الصي﴾ [آل عمران ‪.]28‬‬ ‫قال ال طبي رحه ال‪" :‬ومعن ذلك ل تتخذوا أيها الؤمنون الكفار ظهرا وأنصارا‪ ،‬توالون م على دينهم‪،‬‬ ‫وتظاهرونم على السلمي من دون الؤمني‪ ،‬وتدلونم على عوراتم‪ ،‬فإنه من يفعل ذلك فليس من ال ف شيء‪،‬‬ ‫يعن بذلك فقد برىء من ال‪ ،‬وبرىء ال منه بارتداده عن دينه ودخوله ف الكفر"‪.43‬‬ ‫وقال ال تعال‪﴿ :‬بشـر النافقيـ بأن لمـ عذابا أليما الذيـن يتخذون الكافريـن أولياء مـن دون الؤمنيـ‬ ‫أيبتغون عندهم العزة فإن العزة ل جيعا﴾ [النساء ‪.]139‬‬ ‫وقال ال تعال‪ ﴿ :‬يا أي ها الذ ين آمنوا ل تتخذوا الكافر ين أولياء من دون الؤمن ي أتريدون أن تعلوا ل‬ ‫عليكم سلطانا مبينا﴾ [النساء ‪.]144‬‬

‫‪42‬‬

‫اختصرتا من الفصل الول (أركان الولء والباء ف السلم) من رسالة‪ :‬الولء والباء عقيدة منقولة وواقع مفقود لين الظواهري‪.‬‬ ‫‪ ‬تفسي الطبي‪ -‬سورة آل عمران‪ -‬الية ‪ 2 8‬ج‪ 3 :‬ص‪.2 2 7 :‬‬

‫‪43‬‬

‫‪38‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫قال ال طبي رح ه ال‪" :‬يقول لم جل ثناؤه يا أيها الذ ين آمنوا بال ور سوله ل توالوا الكفار فتوازرو هم‬ ‫من دون أهل ملتكم ودينكم من الؤمني فتكونوا كمن أوجب له النار من النافقي"‪.44‬‬ ‫وقال ال تعال‪ ﴿ :‬يا أيها الذين آمنوا ل تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولم‬ ‫منكم فإنه منهم إن ال ل يهدي القوم الظالي﴾ [الائدة ‪.]51‬‬ ‫قال الطـبي رحهـ ال‪" :‬يعنـ تعال ذكره بقوله‪﴿ :‬ومـن يتولمـ منكـم فإنـه منهـم﴾ ومـن يتول اليهود‬ ‫والنصارى دون الؤمني فإنه منهم‪ .‬يقول‪ :‬فإن من تولهم ونصرهم على الؤمني فهو من أهل دينهم وملتهم‪ ،‬فإنه‬ ‫ل يتول متول أحدا إل وهو به وبدينه وما هو عليه راض‪ ،‬وإذا رضيه ورضي دينه فقد عادى ما خالفه وسخطه‬ ‫وصار حكمه حكمه"‪.45‬‬ ‫ولذلك أوجب ال سبحانه لم اللود ف النار‪ ،‬قال تعال‪﴿ :‬ترى كثيا منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما‬ ‫قدمت لم أنفسهم أن سخط ال عليهم وف العذاب هم خالدون‪ ،‬ولو كانوا يؤمنون بال والنب وما أنزل إليه ما‬ ‫اتذوهم أولياء ولكن كثيا منهم فاسقون﴾ [الائدة ‪.]80‬‬ ‫وقال ال تعال‪ ﴿ :‬يا أيها الذين آمنوا ل تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على اليان‬ ‫ومن يتولم منكم فأولئك هم الظالون‪ ،‬قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيتكم وأموال‬ ‫اقترفتموها وتارة تشون كسادها ومساكن ترضونا أحب إليكم من ال ورسوله وجهاد ف سبيله فتربصوا حت‬ ‫يأت ال بأمره وال ل يهدي القوم الفاسقي﴾ [التوبة ‪.]24 ،23‬‬ ‫قال ابن كثي رحه ال‪" :‬وروى الافظ البيهقي من حديث عبد ال بن شوذب قال‪ :‬جعل أبو أب عبيدة بن‬ ‫الراح ينعت له اللة يوم بدر‪ ،‬وجعل أبو عبيدة ييد عنه‪ ،‬فلما أكثر الراح قصده ابنه أبو عبيدة فقتله‪ ،‬فأنزل‬ ‫ال فيه هذه الية‪.‬‬ ‫و قد ث بت ف ال صحيح خ ‪ 15‬م ‪ 44‬ع نه ‪ e‬أ نه قال‪" :‬والذي نف سي بيده ل يؤ من أحد كم ح ت أكون‬ ‫أحب إليه من والده وولده والناس أجعي"‪.46‬‬

‫‪ -2‬بغض الكافرين وترك مودتم‬

‫أ‪ -‬نانا ال سبحانه وتعال أن نواد من حاد ال ورسوله‪.‬‬

‫قال ال تعال‪﴿ :‬ل ت د قوما يؤمنون بال واليوم ال خر يوادون من حاد ال ور سوله ولو كانوا آباء هم أو‬ ‫أبناءهم أو إخوانم أو عشيتم أولئك كتب ف قلوبم اليان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تري من تتها‬ ‫النار خالدين فيها رضي ال عنهم ورضوا عنه أولئك حزب ال أل إن حزب ال هم الفلحون﴾ [الجادلة ‪.]22‬‬ ‫‪ ‬تفسي الطبي‪ -‬سورة النساء‪ -‬الية ‪ 1 4 4‬ج‪ 5 :‬ص‪.3 3 7 :‬‬

‫‪44‬‬

‫‪ ‬تفسي الطبي – سورة الائدة‪ -‬الية ‪ 5 1‬ج‪ 6 :‬ص‪.2 7 7 :‬‬

‫‪45‬‬

‫‪ ‬تفسي ابن كثي‪ -‬سورة التوبة‪ -‬اليتان ‪ 2 3‬و ‪ 2 4‬ج‪ 2 :‬ص‪.3 4 4 ،3 4 3 :‬‬

‫‪46‬‬

‫‪39‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫قال ا بن كث ي رح ه ال‪" :‬وق يل ف قوله تعال‪﴿ :‬ولو كانوا آباء هم﴾ نزلت ف أ ب عبيدة ق تل أباه يوم بدر‪﴿ ،‬أو‬ ‫أبناءهم﴾ ف الصديق هم يومئذ بقتل ابنه عبد الرحن‪﴿ ،‬أو إخوانم﴾ ف مصعب بن عمي قتل أخاه عبيد بن عمي‬ ‫يومئذ‪( ،‬أو عشيت م) ف ع مر ق تل قريبا له يومئذ أيضا‪ ،‬و ف حزة وعلي و عبيدة بن الارث قتلوا عت بة وشي بة‬ ‫والوليد بن عتبة يومئذ فال أعلم‪.‬‬ ‫قلت و من هذا القب يل ح ي ا ستشار ر سول ال @ ال سلمي ف أ سارى بدر‪ ،‬فأشار ال صديق بأن يفادوا‬ ‫فيكون ما يؤخذ منهم قوة للمسلمي‪ ،‬وهم بنو العم والعشية‪ ،‬ولعل ال تعال أن يهديهم‪ ،‬وقال عمر‪" :‬ل أرى ما‬ ‫رأى يا رسول ال‪ ،‬هل تكنن من فلن ‪-‬قريب لعمر‪ -‬فأقتله‪ ،‬وتكن عليا من عقيل‪ ،‬وتكن فلنا من فلن‪ ،‬ليعلم‬ ‫ال أنه ليست ف قلوبنا موادة للمشركي‪ "..‬القصة بكمالا‪.‬‬ ‫‪............‬‬ ‫وف قوله تعال‪) :‬رضي ال عنهم ورضوا عنه﴾ سر بديع‪ ،‬وهو أنه لا سخطوا على القرائب والعشائر ف‬ ‫ال تعال عوضهم ال بالرضا عنهم وأرضاهم عنه"‪.47‬‬ ‫وقال ال تعال‪﴿ :‬يا أيها الذين آمنوا ل تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالودة وقد كفروا با‬ ‫جاءكم من الق يرجون الرسول وإياكم أن تؤمنوا بال ربكم إن كنتم خرجتم جهادا ف سبيلي وابتغاء مرضات‬ ‫تسرون إليهم بالودة وأنا أعلم با أخفيتم وما أعلنتم ومن يفعله منكم فقد ضل سواء السبيل‪ ،‬إن يثقفوكم يكونوا‬ ‫ل كم أعداءً ويب سطوا إلي كم أيديهم وأل سنتهم بالسوء وودوا لو تكفرون‪ ،‬لن تنفع كم أرحام كم ول أولد كم يوم‬ ‫القيامة يفصل بينكم وال با تعملون بصي‪ ،‬قد كانت لكم أسوة حسنة ف إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا‬ ‫برآء منكم وما تعبدون من دون ال كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حت تؤمنوا بال وحده إل‬ ‫قول إبراهيم لبيه لستغفرن لك وما أملك لك من ال من شيء ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك الصي﴾‬ ‫[المتحنة ‪.]4 -1‬‬ ‫قال ا بن كث ي رح ه ال‪" :‬يقول تعال لعباده الؤمن ي الذ ين أمر هم ب صارمة الكافر ين وعداوت م ومانبت هم‬ ‫والتبي منهم‪ ﴿ :‬قد كانت لكم أسوة حسنة ف إبراهيم والذين معه﴾ ‪﴿....‬إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم﴾ أي‬ ‫تبأنا منكم ﴿وما تعبدون من دون ال كفرنا بكم﴾ أي بدينكم وطريقكم ﴿وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء‬ ‫أبدا﴾ يعن وقد شرعت العداوة والبغضاء من الن بيننا ما دمتم على كفركم‪ ،‬فنحن أبدا نتبأ منكم ونبغضكم ﴿‬ ‫حتـ تؤمنوا بال وحده﴾ أي إل أن توحدوا ال فتعبدوه وحده ل شريـك له وتلعوا مـا تعبدون معـه مـن الوثان‬ ‫والنداد"‪.48‬‬ ‫ب‪ -‬وأخبنا سبحانه أن الكفار يبغضون السلمي‪.‬‬ ‫‪ ‬تفسي ابن كثي‪ -‬سورة الجادلة‪ -‬الية ‪ 2 2‬ج‪ 4 :‬ص‪.3 3 1 ،3 3 0 :‬‬

‫‪47‬‬

‫‪ ‬تفسي ابن كثي‪ -‬سورة المتحنة‪ -‬اليات من ‪ 1‬إل ‪ -4‬ج‪ 4 :‬ص‪ 345 :‬إل ‪.349‬‬

‫‪48‬‬

‫‪40‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫قال ال تعال‪ ﴿ :‬ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ول الشركي أن ينل عليكم من خي من ربكم﴾‬ ‫[البقرة ‪.]105‬‬ ‫وقال ال تعال‪﴿ :‬ود كثي من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم﴾‬ ‫[البقرة ‪.]109‬‬ ‫وقال ال تعال‪﴿ :‬هاأنتـم أولء تبونمـ ول يبونكـم وتؤمنون بالكتاب كله وإذا لقوكـم قالوا آمنـا وإذا‬ ‫خلوا عضوا عليكم النامل من الغيظ قل موتوا بغيظكم إن ال عليم بذات الصدور‪ ،‬إن تسسكم حسنة تسؤهم‬ ‫وإن ت صبكم سيئة يفرحوا ب ا وإن ت صبوا وتتقوا ل يضر كم كيد هم شيئا إن ال ب ا يعملون م يط﴾ [آل عمران‬ ‫‪.]120 -119‬‬ ‫قال القرطب رحه ال‪" :‬والعن ف الية‪ :‬أن من كانت هذه صفته من شدة العداوة والقد والفرح بنول‬ ‫الشدائد على الؤمني ل يكن أهلً لن يتخذ بطانة‪ ،‬لسيما ف هذا المر السيم من الهاد الذي هو ملك الدنيا‬ ‫والخرة"‪.49‬‬ ‫ج‪ -‬كما أخبنا سبحانه أنم لن يرضوا عن الؤمني طالا استمروا على إيانم‪.‬‬ ‫قال ال تعال‪﴿ :‬ولن تر ضى ع نك اليهود ول النصارى ح ت تتبع ملتهم قل إن هدى ال هو الدى ولئن‬ ‫اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم مالك من ال من ول ول نصي﴾ [البقرة ‪.]121 -120‬‬ ‫د‪ -‬بل إنم يتمنون أن يردوا الؤمني كفارا بعد إيانم‪.‬‬ ‫قال ال تعال‪﴿ :‬يـا أيهـا الذيـن آمنوا إن تطيعوا فريقا مـن الذيـن أوتوا الكتاب يردوكـم بعـد إيانكـم‬ ‫كافرين﴾ [آل عمران ‪.]100‬‬ ‫وقال ال تعال‪ ﴿ :‬يا أي ها الذ ين آمنوا إن تطيعوا الذ ين كفروا يردو كم على أعقاب كم فتنقلبوا خا سرين﴾‬ ‫[آل عمران ‪.]149‬‬ ‫قال ابن جرير الطبي رحه ال‪" :‬يعن بذلك ‪-‬تعال ذكره‪ -‬يا أيها الذين صدقوا ال ورسوله ف وعد ال‬ ‫ووعيده وأمره ون يه‪﴿ ،‬إن تطيعوا الذ ين كفروا﴾ يع ن الذ ين جحدوا نبوة نبيكم م مد ‪ e‬من اليهود والن صارى‬ ‫فيما يأمرونكم به وفيما ينهونكم عنه‪ ،‬فتقبلوا رأيهم ف ذلك‪ ،‬وتنتصحوهم فيما تزعمون أنم لكم فيه ناصحون‪،‬‬ ‫﴿يردوكم على أعقابكم﴾ يقول‪ :‬يملوكم على الردة بعد اليان‪ ،‬والكفر بال وآياته وبرسوله بعد السلم"‪.50‬‬ ‫هـ‪ -‬العلقة بي مبة الول –سبحانه‪ -‬وموالة الؤمني والهاد ف سبيل ال‪.‬‬ ‫ونود بعد أن بينا أمر الشريعة بوالة الؤمني ومعاداة الكافرين أن نذكر كلما نفيسا لشيخ السلم ابن‬ ‫تيمية –رحه ال‪ -‬ف العلقة الوثيقة بي مبة الول –سبحانه‪ -‬والهاد‪ .‬قال ابن تيمية رحه ال‪" :‬والنصوص ف‬ ‫‪ ‬تفسي القرطب‪ -‬سورة آل عمران‪ -‬اليتان ‪ 1 1 9‬و ‪ -1 2 0‬ج‪ 4 :‬ص‪1 8 1 :‬إل ‪.1 8 3‬‬

‫‪49‬‬

‫‪ ‬تفسي الطبي‪ -‬سورة آل عمران‪ -‬الية ‪ 1 4 9‬ج‪ 4 :‬ص‪1 2 2 :‬و ‪.1 2 3‬‬

‫‪50‬‬

‫‪41‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫فضائل الهاد وأهله كثية‪ ،‬وقد ثبت أنه أفضل ما تطوع به العبد‪ ،‬والهاد دليل الحبة الكاملة‪ ،‬قال تعال‪ :‬التوبة‬ ‫﴿قل إن كان آباؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيتكم ‪..‬الية﴾ وقال تعال ف صفة الحبي الحبوبي‪ :‬الائدة ﴿يا‬ ‫أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأت ال بقوم يبهم ويبونه أذلة على الؤمني أعزة على الكافرين‬ ‫ياهدون ف سبيل ال ول يافون لومة لئم﴾‪.‬‬ ‫فإن الحبة مستلزمة للجهاد‪ ،‬ولن الحب يب ما يب مبوبه‪ ،‬ويبغض ما يبغض مبوبه‪ ،‬ويوال من يوال‬ ‫مبوبه‪ ،‬ويعادي من يعاديه‪ ،‬ويرضى لرضاه‪ ،‬ويغضب لغضبه‪ ،‬ويأمر با يأمر به‪ ،‬وينهى عما نى عنه‪ ،‬فهو موافق ف‬ ‫ذلك‪.‬‬ ‫وهؤلء هم الذ ين ير ضى الرب لرضا هم‪ ،‬ويغ ضب لغضب هم‪ ،‬إذ هم إن ا يرضون لرضاه‪ ،‬ويغضبون ل ا‬ ‫يغضب له‪ ،‬كما قال النب @ لب بكر ف طائفة فيهم صهيب وبلل‪" :‬لعلك أغضبتهم‪ ،‬لئن كنت أغضبتهم لقد‬ ‫أغضبت ربك" فقال لم‪ :‬يا إخوت هل أغضبتكم‪ ،‬قالوا‪ :‬ل‪ ،‬يغفر ال لك يا أبا بكر‪.‬‬ ‫وكان قد مر بم أبو سفيان بن حرب فقالوا‪ :‬ما أخذت السيوف مأخذها‪ ،‬فقال لم أبو بكر‪ :‬أتقولون هذا‬ ‫ل سيد قر يش؟ وذكـر أ بو ب كر ذلك لل نب @ فقال له مـا تقدم‪ ،‬لن أولئك إناـ قالوا ذلك غضبا ل لكمال ما‬ ‫عندهم من الوالة ل ورسوله والعاداة لعدائهما"‪.51‬‬

‫‪ -3‬النهي عن اتاذهم بطانة والدلء إليهم بأسرار السلمي‪.‬‬

‫قال ال تعال‪ ﴿ :‬يا أيها الذين آمنوا ل تتخذوا بطانة من دونكم ل يألونكم خبالً ودوا ما عنتم قد بدت‬ ‫البغضاء من أفواههم وما تفي صدورهم أكب قد بينا لكم اليات إن كنتم تعقلون ﴾ [آل عمران ‪.]118‬‬ ‫قال القرطب رحه ال‪" :‬نى ال عز وجل الؤمني بذه الية أن يتخذوا من الكفار واليهود وأهل الهواء‬ ‫دخلء وولاء يفاوضونم ف الراء‪ ،‬ويسندون إليهم أموالم"‪.52‬‬

‫‪ -4‬النهي عن إعانتهم على السلمي‪.‬‬

‫قال ال تعال‪ ﴿ :‬يا أي ها الذ ين آمنوا ل تتخذوا اليهود والن صارى أولياء بعض هم أولياء ب عض و من يتول م‬ ‫من كم فإ نه من هم إن ال ل يهدي القوم الظال ي‪ ،‬فترى الذ ين ف قلوب م مرض ي سارعون في هم يقولون ن شى أن‬ ‫تصيبنا دائرة فعسى ال أن يأت بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا ف أنفسهم نادمي‪ ،‬ويقول الذين‬ ‫آمنوا أهؤلء الذ ين أق سموا بال ج هد أيان م إن م لع كم حب طت أعمال م فأ صبحوا خا سرين﴾ [الائدة ‪-51‬‬ ‫‪.]53‬‬ ‫‪ ‬التحفة العراقية ج‪ 1 :‬ص‪.6 4 ،6 3 :‬‬ ‫‪ 52‬تفسي القرطب‪ -‬سورة آل عمران‪ -‬الية ‪ 118‬ج ‪ :4‬ص‪.181 -178 :‬‬ ‫‪51‬‬

‫‪42‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫قال الطـبي رحهـ ال فـ سـبب النول‪" :‬والصـواب مـن القول فـ ذلك عندنـا أن يقال إن ال ‪-‬تعال‬ ‫ذكره‪ -‬نى الؤمني جيعا أن يتخذوا اليهود والن صارى أنصارا وحلفاءً على أهل اليان بال ور سوله‪ ،‬وأ خب أنه‬ ‫مـن اتذ هم ن صيا وحليفا ووليا مـن دون ال ورسـوله والؤمنيـ فإ نه من هم ف التحزب على ال وعلى ر سوله‬ ‫والؤمني‪ ،‬وأن ال ورسوله منه بريئان"‪.53‬‬ ‫قال ابن تيمية ‪-‬رحه ال‪ -‬عن التتار‪" :‬وكل من قفز إليهم من أمراء العسكر فحكمه حكمهم‪ ،‬وفيهم من‬ ‫الردة عن شرائع السلم بقدر ما ارتد عنه من شرائع السلم‪.‬‬ ‫وإذ كان ال سلف قد سوا مان عي الزكاة مرتد ين مع كون م ي صومون وي صلون ول يكونوا يقاتلون جا عة‬ ‫السلمي‪ ،‬فكيف بن صار مع أعداء ال ورسوله قاتلً للمسلمي‪.54".‬‬ ‫قال ا بن حزم رح ه ال‪" :‬و قد علم نا أن من خرج عن دار ال سلم إل دار الرب ف قد أ بق عن ال تعال‬ ‫وعن إمام السلمي وجاعتهم‪ ،‬ويبي هذا حديثه @ أنه‪" :‬بريء من كل مسلم يقيم بي أظهر الشركي"‪ ،‬وهو‬ ‫عليه السلم ل يبأ إل من كافر قال ال تعال‪﴿ :‬والؤمنون والؤمنات بعضهم أولياء بعض﴾ [التوبة ‪.]71‬‬ ‫قال أبو ممد رحه ال‪ :‬فصح بذا أن من لق بدار الكفر والرب متارا ماربا لن يليه من السلمي فهو‬ ‫بذا الفعل مرتد‪ ،‬له أحكام الرتد كلها من وجوب القتل عليه مت قدر عليه ومن إباحة ماله وانفساخ نكاحه وغي‬ ‫ذلك‪ ،‬لن رسول ال @ ل يبأ من مسلم‪.‬‬ ‫‪......................‬‬ ‫وكذلك من سكن بأرض الند والسند والصي والترك والسودان والروم من السلمي‪ ،‬فإن كان ل يقدر‬ ‫على الروج من هنالك لث قل ظ هر أو لقلة مال أو لض عف ج سم أو لمتناع طر يق ف هو معذور‪ ،‬فإن كان هناك‬ ‫ماربا للمسلمي معينا للكفار بدمة أو كتابة فهو كافر‪.‬‬ ‫‪.....................‬‬ ‫ولو أن كافرا ماهدا غلب على دار من دور السلم‪ ،‬وأقر السلمي با على حالم‪ ،‬إل أنه هو الالك لا‬ ‫النفرد بنفسه ف ضبطها وهو معلن بدين غي دين السلم لكفر بالبقاء معه كل من عاونه وأقام معه‪ ،‬وإن ادعى‬ ‫أنه مسلم لا ذكرنا"‪ .55‬وقوله‪" :‬كافرا ماهدا" لعله تصحيف صوابه "كافرا ماهرا" وال أعلم‪.‬‬

‫‪ -5‬العذار الت ل يقبلها الشرع من يوالون الكفار‪.‬‬ ‫ل يق بل الول سبحانه من النافق ي أعذار هم‪ ،‬بأن م يتولون الكافر ين وين صرونم خوفا من دوائر الزمان‬ ‫وتغي الدول‪ ،‬فربا انتصر الكفار على السلمي‪ ،‬فتكون للمنافقي عند الكفار يد‪ ،‬قال ال تعال‪ ﴿ :‬يا أيها الذين‬ ‫‪ ‬تفسي الطبي‪ -‬سورة الائدة‪ -‬اليات ‪ 5 1‬إل ‪ 5 3‬ج‪ 6 :‬ص‪.2 7 6 :‬‬

‫‪53‬‬

‫‪ ‬الفتاوى الكبى ج ‪ 4‬ص ‪ 3 3 2‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪54‬‬

‫‪ ‬الحلى ج ‪ 1 1‬ص ‪.1 9 9 ،2 0 0‬‬

‫‪55‬‬

‫‪43‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫آمنوا ل تتخذوا اليهود والن صارى أولياء بعض هم أولياء ب عض و من يتول م من كم فإ نه من هم إن ال ل يهدي القوم‬ ‫الظالي‪ ،‬فترى الذين ف قلوبم مرض يسارعون فيهم يقولون نشى أن تصيبنا دائرة فعسى ال أن يأت بالفتح أو‬ ‫أ مر من عنده في صبحوا على ما أ سروا ف أنف سهم نادم ي‪ ،‬ويقول الذ ين آمنوا أهؤلء الذ ين أق سموا بال ج هد‬ ‫أيانم إنم لعكم حبطت أعمالم فأصبحوا خاسرين﴾ [الائدة ‪.]53 -51‬‬ ‫قال ابن كثي رحه ال‪﴿" :‬فترى الذين ف قلوبم مرض﴾ أي شك وريب ونفاق‪( .‬يسارعون فيهم) أي‬ ‫يبادرون إل موالتمـ ومودتمـ فـ الباطـن والظاهـر‪( .‬يقولون نشـى أن تصـيبنا دائرة) أي يتأولون فـ مودتمـ‬ ‫وموالتم أنم يشون أن يقع أمر من ظفر الكافرين بالسلمي‪ ،‬فتكون لم أياد عند اليهود والنصارى"‪.56‬‬

‫‪ -6‬المر بوالة الؤمني ومناصرتم‪.‬‬

‫بعد أن بينا ما نانا ال –سبحانه وتعال‪ -‬عنه من موالة الكافرين نوجز ما أمرنا ال به من موالة الؤمني‪.‬‬ ‫قال ال تعال‪﴿ :‬إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالم وأنفسهم ف سبيل ال والذين آووا ونصروا أولئك‬ ‫بعضهم أولياء بعض والذين آمنوا ول يهاجروا ما لكم من وليتهم من شيء حت يهاجروا وإن استنصروكم ف‬ ‫الدين فعليكم النصر إل على قوم بينكم وبينهم ميثاق وال با تعملون بصي﴾ [سورة النفال ‪.]72‬‬ ‫قال القرطب رحه ال‪" :‬قوله تعال‪﴿ :‬وإن استنصروكم ف الدين﴾ يريد إن دعوا هؤلء الؤمنون الذين ل‬ ‫يهاجروا من أرض الرب عونكم بنفي أو مال لستنقاذهم فأعينوهم‪ ،‬فذلك فرض عليكم فل تذلوهم‪ ،‬إل أن‬ ‫يستنصروكم على قوم كفار بينكم وبينهم ميثاق فل تنصروهم عليهم ول تنقضوا العهد حت تتم مدته‪.‬‬ ‫ابن العرب‪ :‬إل أن يكونوا أسراء مستضعفي فإن الولية معهم قائمة‪ ،‬والنصرة لم واجبة حت ل تبقى منا‬ ‫عي تطرف‪ ،‬حت نرج إل استنقاذهم إن كان عددنا يتمل ذلك‪ ،‬أو نبذل جيع أموالنا ف استخراجهم حت ل‬ ‫يبقى لحد درهم كذلك قال مالك وجيع العلماء‪ .‬فإنا ل وإنا إليه راجعون على ما حل باللق ف تركهم إخوانم‬ ‫ف أسر العدو‪ ،‬وبأيديهم خزائن الموال وفضول الحوال والقدرة والعدد والقوة واللد"‪.57‬‬

‫‪ ‬تفسي ابن كثي‪ -‬سورة الائدة‪ -‬اليات ‪ 5 1‬إل ‪ 5 3‬ج‪ 2 :‬ص‪.7 1 :‬‬

‫‪56‬‬

‫‪ 5 7‬تفسي القرطب‪ -‬سورة النفال‪ -‬الية ‪ 7 2‬ج‪ 8 :‬ص‪5 7 :‬‬ ‫‪44‬‬


‫الحصاد المر‬

‫الباب الثان‬ ‫مواقف الخوان مع الكومات ف مصر خلل ستي عاما‬

‫‪45‬‬


‫الحصاد المر‬

‫تهيد‬ ‫_________________‬ ‫كانت مصر ولية من وليات الدولة العثمانية تكمها أسرة ممد علي منذ عام [‪1805‬م]‪ ،‬واحتل النليز مصر‬ ‫عام [‪1882‬م]‪ ،‬و صبغوها بال صبغة العلمان ية الكافرة ف التشر يع والقضاء و ف التعل يم والعلم وغي ها‪ .‬و مع‬ ‫بدا ية الرب العال ية الول عام [‪ - ]1914‬وال ت حار بت الدولة العثمان ية في ها ضد إنلترا ‪ -‬سلخت إنلترا‬ ‫مصر من التبعية للدولة العثمانية وخلعت على حاكم مصر لقب (سلطان) لول مرة با يشعر بتحرره من التبعية‬ ‫للسلطان العثما ن‪ ،‬واستكمالً للطر العلمانية للدولة دفعت إنلترا الطبقة ال ت اصطنعتها من أبناء مصر لو ضع‬ ‫دستور علمان يرسخ أسس العلمانية ف مصر‪ ،‬وكان هذا هو أول دستور مصري بل أول دستور يوضع ف البلد‬ ‫العربية وهو دستور عام [‪ ،]1923‬والذي يعتب أساس جيع الدساتي الصرية الت وضعت بعده‪ ،‬بل أساس جيع‬ ‫الدساتي ف البلد العربية الت نقلت عنه‪ .‬ولتدرك هذه القيقة سنورد فيما يلي بعض الواد من دستور [‪]1923‬‬ ‫مع إيراد مقابلها من دستور مصر الال الوضوع عام [‪.]1971‬‬ ‫(‪)1‬الواد الوجبة للحكم بالقواني الوضعية‪.‬‬ ‫ف عام [‪1883‬م] ‪ -‬أي ب عد عام وا حد من الحتلل النليزي ل صر ‪ -‬ت إ صدار القوان ي الوضع ية النقولة‬ ‫أساسا من القانون الفرنسي للحكم با ف الحاكم بصر‪ ،‬وحلت القواني الوضعية مل أحكام الشريعة السلمية‬ ‫الت ل يعد يطبق منها إل بعض الحكام التعلقة بالسرة (أو ما يعرف بالحوال الشخصية)‪.‬‬ ‫وقد صدر دستور[‪ ]1923‬ليؤكد إلزام الحاكم والقضاة بالعمل بذه القواني‪ ،‬وحذت بقية دساتي مصر حذو‬ ‫دستور [‪ ]1923‬ف هذا الشأن وإل اليوم‪ ،‬ومن الواد الدستورية اللزمة بذا الكفر‪:‬‬ ‫أ ‪ -‬ف دستور [‪ ،]1923‬مادة [ ‪( ]6‬لجرية ولعقوبة إل بناء على قانون) وهي نفس الادة [ ‪ ]66‬من دستور‬ ‫[‪.]1971‬‬ ‫ب ‪ -‬ف دستور [‪ ،]1923‬مادة [ ‪( ]31‬تصدر أحكام الحاكم الختلفة وتنفذ وفق القانون) وهي نفس الادة [‬ ‫‪ ]165‬من دستور [‪.]1971‬‬ ‫ج ‪ -‬ف دستور [‪ ،]1923‬مادة [‪( ]125‬القضاة مستقلون ول سلطان عليهم ف قضائهم لغ ي القانون) وهي‬ ‫نفس الادة [‪ ]166‬من دستور [‪.]1971‬‬

‫‪46‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫(‪ )2‬الواد الوجبة للعمل بالديقراطية‪.‬‬ ‫أ ‪ -‬ف دستور [‪ ،]1923‬مادة [ ‪( ]23‬جيع السلطات مصدرها المة) وهي نفس الادة [ ‪ ]3‬من دستور [‬ ‫‪ ]1971‬والت وردت بلفظ (السيادة للشعب وحده‪ ،‬وهو مصدر السلطات)‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬ف د ستور [‪ ،]1923‬مادة [ ‪( ]24‬السلطة التشريع ية يتول ها اللك بالشتراك مع مل سي الشيوخ‬ ‫والنواب) وقسمت هذه الادة ف دستور [‪ ]1971‬إل مادتي‪ ،‬مادة [ ‪ ]86‬وتعطي حق التشريع لجلس الشعب‪،‬‬ ‫ومادة [‪ ]112‬وتعطي حق إصدار القواني لرئيس المهورية‪.‬‬ ‫وهذه الواد تعطي حق التشريع للبشر‪ ،‬وهذا الشرك الكب هو لب الديقراطية‪ ،‬فل سيادة إلّ ل تعال ول‬ ‫حق لبشر ف التشريع للق ال تعال‪ ،‬سبحانه وتعال عما يشركون‪.‬‬ ‫ويتول رئيس الدولة (اللك أو رئيس المهورية) كما يتول الوزراء سلطاتم بوجب هذا الدستور الذي‬ ‫يوجب عليهم التزام الدستور والقانون الوضعي‪ .‬فينص دستور [ ‪ ]1 9 2 3‬ف مادته [ ‪ ]5 0‬على أنه (قبل أن‬ ‫يباشر اللك سلطته الدستورية يلف اليمي التية أمام هيئة الجلسي متمعي‪ :‬أحلف بال العظيم أن أحترم‬ ‫الدستور وقواني المة الصرية وأحافظ على استقلل الوطن وسلمة أراضيه)‪ ،‬وهو نفس مضمون الادة [ ‪]7 9‬‬ ‫من دستور [ ‪ ]1 9 7 1‬التضمنة لليمي الت يؤديها رئيس المهورية‪ .‬وتول على أساس هذه الدساتي اللك فؤاد‬ ‫حت عام [ ‪ ،]1 9 3 6‬ث اللك فاروق [ ‪ ،]1 9 5 2 -1 9 3 6‬ث ممد نيب [ ‪ ]1 9 5 4 -1 9 5 2‬ث‬ ‫جال عبدالناصر [ ‪ ،]1 9 7 0 -1 9 5 4‬ث أنور السادات [ ‪ ،]1 9 8 1 -1 9 7 0‬ث حسن مبارك [‬ ‫‪.]....، 1 9 8 1‬‬ ‫وأسس حسن البنا ‪-‬رحه ال‪ -‬جاعة الخوان عام [ ‪ ]1 9 2 8‬بدينة الساعيلية ث نقل نشاطها إل مدينة‬ ‫القاهرة عام [ ‪ ]1 9 3 2‬ف عهد اللك فؤاد‪.‬‬ ‫وسترى كيف امتدح الخوان هذه الدساتي الكافرة وشاركوا الكومات ف وصف الدساتي بالشرعية‪ ،‬كما‬ ‫سترى كيف امتدح الخوان هؤلء الكام بل استثناء با يطمس معال التوحيد ويضيع عقيدة الولء والباء‪ ،‬كما‬ ‫أصبح الخوان عونا للحكام الرتدين ف تسفيه الجاهدين النافرين لدفع الكفر والكافرين ورميهم بصفات‬ ‫التطرف والرهاب‪.‬‬ ‫وهذا أوان سـرد الوقائع الدالة على صـدق ماذكرناه عـن الخوان على مدى تاريهـم‪ ،‬وسـوف يتضمـن هذا‬ ‫الباب ثلثة فصول‪:‬‬ ‫الفصل الول‪ :‬الخوان ورفض الروج على الاكم مع اللتزام بالدستور والقانون‪.‬‬ ‫الفصل الثان‪ :‬الخوان والكام‪:‬‬ ‫ الطلب الول‪ :‬الخوان واللك‪.‬‬‫ الطلب الثان‪ :‬الخوان والضباط الحرار وجال عبد الناصر‪.‬‬‫ الطلب الثالث‪ :‬الخوان وأنور السادات‪..‬‬‫‪47‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫ الطلب الرابع‪ :‬الخوان وحسن مبارك‪.‬‬‫الفصل الثالث‪ :‬الخوان والحزاب‪:‬‬ ‫ مقدمة‪.‬‬‫ الطلب الول‪ :‬الخوان والوفد‪.‬‬‫ الطلب الثان‪ :‬الخوان والسعديون‪.‬‬‫ الطلب الثالث‪ :‬الخوان وإساعيل صدقي‪.‬‬‫‪ -‬الطلب الرابع‪ :‬الخوان وحزب الحرار الدستوريي‪.‬‬

‫‪48‬‬


‫الحصاد المر‬

‫الفصل الول ‪:‬‬

‫الخوان ورفض الروج على الاكم‬ ‫مع اللتزام بالدستور والقانون‬ ‫قد يعجب القارئ إذا ماوجد ف هذا الفصل كثيا ما يناقض الصورة الباقة الت حاول الخوان أن يظهروا با‬ ‫أمام الشباب‪ ،‬ولكننا سنترك الوثائق والدلة والخوان أنفسهم يدثونك أيها الشاب عن أنفسهم بأنفسهم‪.‬‬ ‫‪ -1‬موقف الخوان من الديقراطية ‪:‬‬ ‫ننقل هنا ‪-‬من أقوال الخوان الصرية‪ -‬رضاهم بالديقراطية الوضعية بل تأويل‪.‬‬ ‫أ‪ -‬يقول عمر التلمسان‪« :‬إننا نقف مع الحزاب كلها موقف الحترام الر لرأي الخرين وإذا كنت حريصا‬ ‫على أن يأخذ الناس برأيي‪ ،‬فلماذا أحرم على الناس ما أبيحه لنفسي؟ وهل من الرية أن أحول بي الناس وبي‬ ‫العتداد بآرائهم؟ بعد أن ينحهم أحكم الاكمي هذا الق ف وضوح ل لبس فيه ﴿فمن شاء فليؤمن ومن شاء‬ ‫فليكفر﴾‪ .58‬ونقول‪ :‬هذا حق أريد به باطل‪ ،‬فإذا كان من كلم ال تعال‪﴿ :‬ومن شاء فليكفر﴾ فإن من كلم ال‬ ‫تعال أيضا‪﴿ :‬فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب﴾ ومن كلم رسول ال @ ف الرتدين‪( :‬من بدّل دينه‬ ‫فاقتلوه)‪ .‬متفق عليه‪ .‬ول تأت الشريعة بإعطاء حرية الكلمة أو حرية العبي عن الرأي للكافر والرتد‪.‬‬ ‫ب‪ -‬ويقول م مد حا مد أ بو الن صر ف حدي ثه لجلة العال الذي ت صدره عنوان «نريد ها ديقراط ية شاملة وكاملة‬ ‫للجميع»‬ ‫يدور هذا الوار‪« :‬ماهي الفلسفة الت سيتعامل با أبو النصر مع الشارع السياسي الصري؟‬ ‫الق للجميع ‪ -‬الرية للجميع ‪ -‬العدالة للجميع»‬ ‫ويُسأل‪« :‬البعض يتهم الخوان بأنم أعداء للديقراطية‪ ،‬ويعادون التعدد الزب‪ ،‬فما هي وجهة نظركم ف هذا‬ ‫التام؟»‪.‬‬ ‫فيجيب‪« :‬الذي يقول ذلك ليعرف الخوان‪ ،‬إنا يلقي التهم عليهم من بعيد‪ ،‬نن مع الديقراطية بكل أبعادها‬ ‫وبعناها الكامل والشامل‪ ،‬ولنعترض على تعدد الحزاب‪ ،‬فالشعب هو الذي يكم على الفكار والشخاص»‪.59‬‬ ‫وقد ذكرنا ف الفصل الثان من الباب الول أن الديقراطية كفر أكب‪.‬‬ ‫‪58‬‬

‫‪59‬‬

‫الجتمع ‪.27/5/86‬‬ ‫ملة العال‪ :‬عدد ‪ 4 ،123‬شوال ‪ 1406‬هـ‪.21/6/1986 ،‬‬ ‫‪49‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫يقول أيضا حي يسأل ف ملة الصور‪«:‬هل تؤمنون بدوى الديقراطية الغربية؟‬ ‫نن نؤمن بالرية وهي مطلبنا‪ ،‬والديقراطية أكثر النظم الوضعية تقيقا للحرية لذلك فنحن لنعارضها‪.‬‬ ‫ف حال الوصول إل الكم من يتول المر‪ ،‬أهم أهل الل والعقد‪ ،‬أم مرشحون يأتون عب الطريق البلان؟‬ ‫نن لنسعي ف طلب الكم‪ ،‬ولكن لنرفضه‪ .‬إذا استدعتنا المة لذلك‪ ،‬ولشك أن أنح الوسائل ف هذا العصر‬ ‫النظام البلان الذي يعب عن إرادة المة بصدق»‪.‬‬ ‫وُيسأل أيضا‪« :‬وماهو رأيكم ف مصادرة بعض التيارات السياسية الخرى ف الامعة؟‬ ‫نن نطالب بالرية للجميع‪ ،‬والشعب هو الذي يكم لتيار ما أو عليه»‪.60‬‬ ‫ونن نقول لب النصر‪ :‬إن ال تعال هو الذي يكم فيما اختلف فيه الناس ل الشعب‪ ،‬قال تعال‪﴿ :‬وما اختلفتم‬ ‫فيه من شيء فحكمه إل ال﴾‪ .‬وهذا هو دين السلم‪.‬‬ ‫وتن شر ملة الجت مع بيان الخوان ال سلمي بنا سبة فوز حزب الب هة ال سلمية للنقاذ ف الزائر ت ت عنوان‪:‬‬ ‫«الخوان يعبون عن سعادتم بعرس الديقراطية ف الزائر»‬ ‫وتقول الجلة‪« :‬أعرب الخوان السلمون عن سعادتم بعرس الديقراطية الذي شهدته الزائر مؤخرا» «وصف‬ ‫الخوان ماحدث بأنه يشكل منعطفا حضاريا وحدثا تارييا له أعمق الثر ف حياة المة السلمية والعربية»‪.61‬‬ ‫وقد انتهي العرس الديقراطي بأت لبهة النقاذ‪ ،‬حيث تدخل اليش واعتقل قادة البهة الذين سلكوا الطريق‬ ‫البلان‪.‬‬ ‫ج ‪ -‬وأمـا فريـد عبدالالق ‪-‬فـ كتابـه «الخوان السـلمون فـ ميزان القـ»‪ -‬فيفرد الباب الثانـ لــ «فكـر‬ ‫ومفاهيم الماعة» وتت عنوان «دعائم الكم السلمي» يقول‪:‬‬ ‫«ومهما يكن من شيء فل أعتقد أن السلم يرفض مبدأ وجود أحزاب سياسية نظيفة تعب عن اجتهادات متلفة‬ ‫ف البامج الصلحية‪ ،‬ووجهات النظر السياسية والدولية»‪.‬‬ ‫ويقول أيضا‪« :‬فإذا تعذر وقامت الصلحة العامة بقيام التعددية الزبية فإن السلم يسعها»‪.‬‬ ‫ويقول أيضا‪« :‬وعلي هذا فليس ف قواعد هذا (النظام النياب) ما يتناف مع القواعد الت وضعها السلم لنظام‬ ‫ال كم‪ ،‬و هو بذا العتبار ل يس بعيدا عن النظام ال سلمي ول غري با ع نه‪ .‬وبذا العتبار ي كن أي ضا ان نقول ف‬ ‫اطمئنان أن القوا عد ال ساسية ال ت قام علي ها الد ستور ال صري لتتنا ف مع قوا عد ال سلم‪ ،‬ولي ست بعيدة عن‬ ‫النظام السلمي ولغريبة عنه‪ .‬بل إن واضعي الدستور الصري رغم أنم وضعوه على أحدث الباديء الدستورية‬ ‫وأرقا ها‪ ،‬ف قد توخوا ف يه أل ي صطدم أي نص من ن صوصه بالقوا عد ال سلمية‪ ،‬ف هي إ ما متمش ية مع ها صراحة‬

‫‪60‬‬

‫‪61‬‬

‫ملة الصور‪ :‬عدد ‪ 29 ،3217‬رمضان ‪ 1406‬هـ‪.6/7/1986 ،‬‬ ‫ملة الجتمع‪ :‬عدد ‪.26/6/1990 ،972‬‬ ‫‪50‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫كال نص الذي يقول‪« :‬د ين الدولة ال سلم‪ ،‬وأن الشري عة هي ال صدر ال ساسي للتشر يع‪ ،‬أو قابلة للتف سي الذي‬ ‫يعلها لتتناف معها كالنص الذي يقول‪« :‬حرية العتقاد مكفولة»‪.62‬‬ ‫ولبيان مانبة هذا القول للصواب راجع ما ذكرناه ف مقدمة هذا الباب عن مالفة الدساتي الاكمة لبلدنا‬ ‫للسلم‪.‬‬ ‫ويقول أيضا ف حديث لجلة الصور‪« :‬إن السلم ليتعارض مع قيام أحزاب سياسية وليتعارض مع الديقراطية‪،‬‬ ‫بل إن لب الديقراطية من صميم السلم»‪.‬‬ ‫ويقول أيضا‪«:‬ف رأينا أن حل الزمة القتصادية يرجع إل تعميق واطلق الرية والديقراطية‪ ،‬وعلج مشاكلنا‬ ‫بزيد من الديقراطية»‪.63‬‬ ‫د ‪ -‬وأما ممد الغزال فيقول‪« :‬تعلم الخوان السلمون من دينهم أن طغيان الفرد ف أمة ما جرية غليظة‪ ،‬وأن‬ ‫الا كم لي ستمد بقاؤه الشروع ول ي ستحق ذرة من التأي يد إل إذا كان م عبا عن روح الما عة وم ستقيما مع‬ ‫أهدافها‪.‬‬ ‫و من ث فال مة وحد ها هي م صدر ال سلطة‪ ،‬والنول على إرادت ا فري ضة والروج على رأي ها ترد!! ون صوص‬ ‫الدين وتارب الياة تتضافر كلها لتوكيد ذلك»‪.64‬وهكذا خلع َالغزال على المة صفات لتنبغي إل ل تعال‪.‬‬ ‫ه ـ ‪ -‬أ ما مأمون الض يب فيقول‪« :‬إن النظام الد ستوري ف سنة ‪ 1923‬هو خ ي من عب عن الشورى وأ هل‬ ‫العقد‪...‬وقال‪ :‬ومع ذلك فإن الخوان السلمي يوافقون على الديقراطية القيقية»‪.65‬‬ ‫و ‪ -‬أ ما عبدالم يد الغزال فيقول‪« :‬إن نا قد قبل نا الديقراط ية الوضع ية كبد يل عملي للشورى‪ ،‬واشترك نا ف‬ ‫انتخابات ملس الشعب عام ‪ 1987‬تت مظلة غي مظلتنا»‪.66‬‬ ‫ز‪ -‬أ ما ع صام العريان فيقول‪« :‬إن مو قف ال سلم معروف من الشورى والتعدد ية‪ ،‬فالقانون ال ساسي لما عة‬ ‫الخوان والذي ينظم العلقة بي الماعة يقر الشورى‪ ،‬كما أقرها علماء الخوان‪ ،‬بل ينظر الخوان إل الكم‬ ‫الد ستوري على أ نه أقرب ن ظم ال كم إل ال سلم‪ ،‬وليعدلون به نظا ما خا صا ك ما تؤ كد ر سالة الؤت ر الا مس‬ ‫للشهيد حسن البنا»‪.‬‬

‫‪62‬‬

‫‪63‬‬

‫‪64‬‬

‫‪65‬‬

‫‪66‬‬

‫فريد عبدالالق‪ :‬الصدر الذكور ص ‪.179 ،177‬‬ ‫الصور عدد ‪ 29 ،3217‬رمضان سنة ‪1406‬هـ‪.6/7/1986 ،‬‬ ‫الدعوة ‪ 10‬ربيع الثان ‪ 1371‬ص ‪.9‬‬ ‫الصور‪ :‬عدد ‪ 12/1990/ 21 - 3454‬ص ‪.24‬‬ ‫الصور‪ :‬عدد ‪ 12/1990/ 21 - 3454‬ص ‪.25‬‬ ‫‪51‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫وأضاف‪«:‬لاذا نؤكد ونصر على أن السلميي معادون للديقراطية؟ إن هذا افتراء عظيم‪ .‬فنحن أول من‬ ‫ينادي بالديقراطية‪ ،‬ويطبقها‪ ،‬ويذود عنها حت الوت» ‪.6 7‬‬ ‫‪ -2‬موقف الخوان من العلمانية‪:‬‬ ‫يقول عمر التلمسان ف ملة الستقبل الت تقول‪« :‬وكان لقاء «الستقبل» الستاذ عمر التلمسان أحد الطالبي‬ ‫بت طبيق الشري عة ال سلمية‪ ،‬والذي ذ هب إل إقا مة أول تالف من نو عه ب ي الخوان والو فد‪ ،‬والذي قال ل ـ‬ ‫«الستقبل» إن هناك مفاوضات مازالت تري‪ .‬واللمسات الخية ل توضع بعد‪.‬‬ ‫و عن كيف ية التحالف مع حزب عرف بوق فه العلما ن يقول التلم سان‪« :‬إن هناك فار قا واض حا ب ي العلمان ية‬ ‫واللاد‪ .‬فالعلمانية ليست ضد الدين‪ ،‬إنا تعطي للمتدين الق ف التعبي عن ذاته‪ .‬أما اللاد فهو موقف خاص‬ ‫يؤدي إل ملحقة التديني‪.‬‬ ‫وكنت زميل للستاذ فؤاد سراج الدين رئيس الوفد ف كلية القوق‪ ،‬وهو رجل صال يصلي ويصوم‪ .‬كما أن‬ ‫حزب الوفد ل يؤذ الخوان كما فعل غيه مثل الزب السعدي»‪.68‬‬ ‫فمقياسهم إذا هو معاملة الخرين للخوان وليس الكم بالسلم‪ ،‬ول كون حزب الوفد حزبا علمانيا حكم بغي‬ ‫السلم زمنا‪.‬‬ ‫وتدر اللح ظة أن الر شد العام ي ثل الخوان و هو التحدث الر سي با سهم ليس على م ستوى م صر ف قط‬ ‫ولكن على مستوى التنظيم الدول كله كما ينص على ذلك القانون العام للخوان السلمي ‪.6 9‬‬ ‫‪ -3‬موقف الخوان من الدستور‪:‬‬ ‫ف التمه يد الذكور ف أول الباب الثان ذكر نا ك يف أن د ستور ‪ 1923‬هو الذي قنّ ن الك فر والعلمان ية ب صر‪،‬‬ ‫ويقول حسن البنا ‪-‬رحه ال‪ -‬ف معرض كلمه عن دستور ‪ 1923‬إن مباديء الكم الدستوري «تنطبق انطباقا‬ ‫كامل على تعاليم السلم ونظمه وقواعده ف شكل الكم» لكونما يهديان إل «الحافظة على الرية الشخصية‬ ‫ب كل أنواع ها وعلى الشورى وا ستمداد ال سلطة من ال مة‪ ،‬وعلى م سئولية الكام أمام الش عب وما سبتهم على‬ ‫مايعملون من أعمال‪ ،‬وبيان حدود كل سلطة من السلطات»‪ ،‬وأن «نظام الكم الدستوري هو أقرب نظم الكم‬ ‫القائمة ف العال كله إل السلم» وهم «ليعدلون به نظاما آخر»‪.70‬‬ ‫لواء السلم‪:‬العدد ‪ - 8‬السنة ‪ - 20/10/1990 - 45‬تقرير بعنوان‪ :‬الخوان السلمون‪ ..‬والديقرطية ‪ -‬ندوة تولت إل‬ ‫مواجهة ‪ -‬ص ‪ 15‬وهي تلخيص لندوة ‪ -‬التطور الديقراطي ف العال العرب‪.‬‬ ‫‪ 68‬الستقبل‪ :‬عدد ‪ - 367‬السنة ‪ 1/3/1984 - 8‬ص ‪.31‬‬ ‫تنص الادة ‪ 9‬ب من القانون العام للتنظيم الدول السمى بالقانون العام للخوان السلمي على أن الرشد العام من مهامه «تثيل‬ ‫الماعة ف كل الشئون والتحدث باسها»‪ .‬راجع‪ :‬عبدال النفيسي‪ :‬الركة السلمية رؤية مستقبلية ‪ -‬أوراق ف النقد الذات ‪ -‬مكتبة‬ ‫مدبول ‪ -‬القاهرة ‪1410‬هـ ‪1989 -‬م‪ -‬ص ‪.405‬‬ ‫مموعة رسائل المام الشهيد‪ -‬رسالة الؤتر الامس ص‪ ،274 :‬الخوان السلمون والماعات السلمية ف الياة السياسية الصرية‬ ‫‪67‬‬

‫‪69‬‬

‫‪70‬‬

‫‪52‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫وأعلن صال عشماوي رغم اعترافه أن الدستور ثوب أجنب فإن الماعة لتنكر الحترام الواجب له «باعتباره‬ ‫نظام الكم القرر ف م صر‪ ،‬ول أن تاول الطعن عليه‪ ،‬أو إثارة الناس ضده‪ ،‬وحض هم على كراهيته‪ ،‬وماكان لا‬ ‫أن تفعل ذلك وهي جاعة مؤمنة تعلم أن إهاجة العامة ثورة‪ ،‬وأن الثورة فتنة‪ ،‬وأن كل فتنة ف النار»‪.71‬‬ ‫فأين الباءة الواجبة من الكافرين وكفرهم من هذا الكلم؟‪.‬‬ ‫وأعلن حسن البنا ‪-‬رحه ال‪ -‬هذا ف رسالة (مشكلتنا الداخلية ف ضوء النظام السلمي) فيقول‪« :‬وعلي هذا‬ ‫فليس ف قواعد هذا النظام النياب ما يتناف مع القواعد الت وضعها السلم لنظام الكم‪ ،‬وهو بذا العتبار ليس‬ ‫بعيدا عن النظام السلمي ولغريبا عنه‪ ،‬بذا العتبار يكن أيضا أن نقول ف اطمئنان أن القواعد الساسية الت‬ ‫قام عليها الدستور الصري لتتناف مع قواعد السلم وليست بعيدة عن النظام السلمي ولغريبة عنه‪ ،‬بل إن‬ ‫واض عي الد ستور ال صري ر غم أن م وضعوه على أحدث البادئ والراء الد ستورية وأرقا ها ف قد توخوا ف يه أل‬ ‫يصطدم أي نص من نصوصه بالقواعد السلمية»‪.72‬‬ ‫راجع مانقلناه من بعض مواد دستور ‪ 1923‬ف أول الباب الثان لترى كيف تتعارض مع عقيدة التوحيد‪.‬‬ ‫ويتحدث الب نا عن مشا كل نظام ال كم الد ستوري ف م صر فيحدد ها باثنت ي ب عد إقراره عدم تنا ف قواعده مع‬ ‫السلم فيقول‪:‬‬ ‫«ومع أن النظام النياب والدستور الصري ف قواعدها الساسية ل يتنافيان مع ماوضعه السلم ف نظام الكم‪،‬‬ ‫فإننا نصرح بأن هناك قصورا ف عبارات الدستور وسوءا ف التطبيق وتقصيا ف حاية القواعد الساسية الت جاء‬ ‫با السلم وقام عليها الدستور‪ .‬أدت جيعا ال ما نشكو منه من فساد وماوقعنا فيه من اضطراب ف كل هذه‬ ‫الياة النيابية»‪.‬‬ ‫ويكرر الرأي نفسه ‪-‬مع تسليمه وإقراره بأصول نظام الكم ف مصر ف تعقيب له على موقف صال العشماوي‬ ‫ف مقالت كتبها حول الدستور واجهت انتقادات من بعض الشخاص‪ -‬فقال‪:‬‬ ‫«لذا يعمل الخوان جهدهم حت تدد النصوص البهمة من الدستور الصري‪ ،‬وتعدل الطريقة الت ينفذ با هذا‬ ‫الدستور ف البلد‪ .‬وأظن أن موقف الخوان قد وضح بذا البيان وردت المور إل نصابا الصحيح‪ ،‬إن الخ‬ ‫صال أفندي قد أراد أن يعب ف مقاله الول عن وجهة النظر الت يراها الخوان فاحتد واشتد‪ ،‬ولا نبهناه إل أن‬ ‫هذا ليس موقفنا ف الواقع‪ ،‬فنحن نسلم بالبادئ الساسية للحكم الدستوري باعتبارها متفقة بل مستمدة من نظام‬ ‫السلم»‪.73‬‬ ‫(‪ )1948 -1928‬ص ‪.215‬‬ ‫الخوان السلمون والماعات السلمية ف الياة السياسية الصرية (‪ )1948 - 1928‬ص‪.218 :‬‬ ‫‪ 72‬مموعة رسائل المام الشهيد‪ -‬مشكلتنا الداخلية ف ضوء النظام السلمي ص ‪ ،266‬أيضا مأمون الضيب‪ :‬ملة لواء السلم‪،‬‬ ‫عدد ‪ 211‬السنة ‪ ،45‬غرة رجب ‪ 17/1/91 ،1411‬ص ‪.26‬‬ ‫مموعة رسائل المام الشهيد‪ -‬مشكلتنا الداخلية ف ضوء النظام السلمي ص‪.217 :‬‬ ‫‪71‬‬

‫‪73‬‬

‫‪53‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫ويقول صال عشماوي‪« :‬فلشك أن المعية التأسيسية النتخبة من الشعب انتخابا مباشرا‪ ،‬هي أصدق هيئة تثل‬ ‫الشعب‪ ،‬ومن حقها وحدها أن تقر مشروع الدستور الديد‪ ،‬وبذلك ليكون الدستور منحة من ملك أو حاكم‪،‬‬ ‫وإنا حق للشعب من صنعه ووضعه»‪.74‬‬ ‫‪ -4‬لينبغي أن تكون الشريعة الصدر الوحيد للقانون‪:‬‬ ‫صدرت ملة ال صور وأ حد أعداد ها ي مل غل فه صورة التلم سان وبانب ها عنوان «مواج هة خطية مع ع مر‬ ‫التلمسان» وتته خسة عنواين فرعية ثانيها هو العنوان الذكور أعلى الفقرة‪.‬‬ ‫أ ما ف دا خل العدد فت سئله الجلة « هل تا صم الدولة ال سلمية كل قانون وض عي؟ وماالعل قة ب ي الشري عة‬ ‫والقانون الوضعي؟‬ ‫التلمسان‪ :‬أبدا الدستور كان كيسا حينما نادى بأن الشريعة السلمية هي الصدر الرئيسي للتشريع‪ ،‬ول‬ ‫يقل الصدر الوحيد» ‪.7 5‬‬ ‫‪ -5‬موقف الخوان من القانون الوضعي‪:‬‬ ‫يقول عمر التلمسان‪« :‬والخوان تشكيل وعقيدة‪ .‬أما التشكيل فقد حلته الكومة‪ ،‬ونن نلتزم بقواني بلدنا‪ ،‬أما‬ ‫العقيدة فلم يادل نا في ها أ حد‪ ،‬ولن يبعد نا ل ظة من دعوة الناس إل كل مة ال‪ ،‬و سواء اعترف القانون ب نا أو ل‬ ‫يعترف فإنه ليعارض إل بالتشكيل والتنظيم‪ ،‬وهذا ماقلناه‪ ،‬إننا نلتزم بقواني بلدنا»‪.76‬‬ ‫ويقول أيضا‪« :‬ونن نلتزم القواني الوضعية‪ ،‬وإن كنا لنترمها‪ ،‬ونطالب بإلغائها»‪.77‬‬ ‫فأين هذا الكلم من قول النب @‪" :‬على الرء السلم السمع والطاعة فيما أحب وكره ما ل يؤمر بعصية‪ ،‬فإن‬ ‫أمر بعصية فل سع ول طاعة"‪.78‬‬ ‫وأ ين هذا م ا أخر جه البخاري ‪-‬رح ه ال‪ -‬عن عبادة بن ال صامت > قال‪ :‬دعا نا ال نب @ فبايعناه‪ ،‬فقال في ما‬ ‫أخذ علينا‪ :‬أن بايعنا على السمع والطاعة‪ ،‬ف منشطنا ومكرهنا‪ ،‬وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا‪ ،‬وأن ل ننازع المر‬ ‫أهله‪" ،‬إل أن تروا كفرا بواحا‪ ،‬عندكم من ال فيه برهان"‪.79‬‬

‫‪74‬‬

‫‪75‬‬

‫‪76‬‬

‫‪77‬‬

‫‪78‬‬

‫صال عشماوي‪ :‬الدعوة العدد ‪ 4 ،160‬رجب ‪« ،9/3/1954 - 1373‬أعيدوا الخوان السلمي» ص‪.1 :‬‬ ‫عمر التلمسان ملة الصور العدد ‪ 27 ،2989‬ربيع الول‪ 1402 ،‬هـ‪ 22/1/1982 ،‬م‪.‬‬ ‫ملة الجلة عدد ‪ 25 ،185‬ذي القعدة ‪ 1403‬هـ‪.2/8/1983 ،‬‬ ‫ذكريات لمذكرات ص ‪.212‬‬ ‫صحيح مسلم‪ -‬كتاب المارة‪ -‬باب وجوب طاعة المراء ف غي معصية وتريها ف العصية ج‪ 3 :‬ص‪ -1 4 6 9 :‬حديث رقم‪:‬‬

‫‪.1 8 3 9‬‬ ‫‪79‬‬

‫صحيح البخاري‪ -‬كتاب الفت‪ -‬باب قول النب @‪" :‬سترون بعدي أمورا تنكرونا"‪ -‬حديث رقم‪ 6 6 4 7 :‬ج‪ 6 :‬ص‪:‬‬

‫‪.2 5 8 8‬‬ ‫‪54‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫وقد تقدم الكلم ف السألة ف‪ :‬الباب الول‪ :‬بي يدي البحث بعض الصول الشرعية‪ /‬الفصل الول‪ :‬ف‬ ‫بيان حكم من ل يكم با أنزل ال‪.‬‬ ‫‪ -6‬موقف الخوان من النتخابات والبلان‪:‬‬ ‫ليرى الخوان أي غضاضة ف دخول البلانات الت تشرع القانون الطاغوت‪ ،‬بل ويفخرون بذلك‪ ،‬ويعلونه من‬ ‫مآثرهم‪ ،‬بل وأنه الصدر لشرعية وجودهم‪ ،‬ويصفونه بالطريق الشرعي!‬ ‫ف ما هو الطر يق غ ي الشر عي إذن؟ الدعوة إل التوح يد ومعاداة الكومات الطاغوت ية؟ والهاد؟؟؟‪ .‬يقول زكر يا‬ ‫بيومي‪« :‬قرر الخوان ف الؤتر السادس النعقد ف القاهرة سنة ‪ 1361‬هـ اشتراكهم ف انتخابات ملس النواب‬ ‫ح يث اع تبوا أن البلان «ل يس وق فا على أ صوات دعاة ال سياسة الزب ية‪ ،‬لك نه م نب ال مة ي سمع ف يه كل فكرة‬ ‫صالة‪ ،‬ويصدر عنه كل توجيه سليم‪ ،‬يعب عن رغبات الشعب‪ ،‬أو يؤدي إل توجيهه توجيها صالا نافعا‪ ،‬وأنه‬ ‫ليب أن يفت صوت دعوتم ف وقت تعلو فيه الصوات حيث لقيام للباطل إل ف غفلة الق»‪.80‬‬ ‫ويقول عمر التلمسان عن دخولم النتخابات تت لواء حزب الوفد عام ‪« :1984‬سنحت الفرصة لنعلي كلمة‬ ‫ال من فوق منب أعلي هيئة تشريعية‪ .‬فماذا نفعل ونن لنلك حزبا ندخل عن طريقه ميادين الركة النتخابية؟‬ ‫ولنستطيع أن نرشح أنفسنا كمستقلي» «ل يبق لنا إل التفكي ف قناة شرعية نستطيع عن طريقها الوصول إل‬ ‫البلان‪:‬‬ ‫* حزب التجمع‪ :‬اللف الواسع ف الرأي مانع من الدخول معه‪.‬‬ ‫* حزب الحرار‪ :‬ليس له قاعدة شعبية ف تقديرنا وقد نكون مطئي‪.‬‬ ‫* حزب العمل الشتراكي‪ :‬موقفه من جال عبدالناصر ‪ -‬رغم مافعله بالخوان ‪ -‬يول بيننا وبي الدخول ف‬ ‫قائمة واحدة معه‪.‬‬ ‫* ل يبق إل الوفد الديد»‪.81‬‬ ‫فتأمل و صفه ل ا يفعلو نه بأ نه قناة شرع ية‪ ،‬ومن العج يب أن م تالفوا مع حزب الع مل الشترا كي ب عد ذلك عام‬ ‫‪ 1987‬وانفصلوا عن الوفد!! ما يدل على أن البادئ يكن أن تتبدل وفقا للمصال‪.‬‬ ‫ويقول أيضا ف حديثه مع الصور‪« :‬والنتخابات دخلناها‪ ،‬وأنا أحد الشخاص الذين دخلوا النتخابات مرتي‪،‬‬ ‫مرة عن دائرة نوي قليوبية ومرة عن دائرة الانكة‪ ،‬ول أوفق ف الرتي»‪.‬‬ ‫ويقول أي ضا ف حد يث لجلة ال صور‪« :‬ال صور‪ :‬ف انتخابات عام ‪ 1949‬ال ت ح صل في ها الو فد على الغلب ية‬ ‫تعاونتم مع حزب الكتلة وكانت القائمة تتوي على خسي مرشحا من جاعة الخوان السلمي‪.‬‬ ‫الخوان السلمون والماعات السلمية ف الياة السياسية الصرية (‪ )1948 - 1928‬ص‪ ،218 :‬نقلها عن‪ :‬النذير ‪ 18 -‬ذي‬ ‫القعدة ‪ 1363‬هـ (‪« )4/11/1944‬لاذا يشترك الخوان ف انتخابات ملس النواب» بقلم حسن البنا‪.‬‬ ‫ذكريات لمذكرات ص‪.184 ،183 :‬‬ ‫‪80‬‬

‫‪81‬‬

‫‪55‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫التلمسان‪ :‬بعضنا دخل النتخابات مستقل‪ ،‬والخر دخل ف ظل بعض الحزاب وكان الرحوم ممد عبدالرحن‬ ‫نصي من الخوان السلمي وكان عضوا ف اليئة التأسيسية وأيضا مع الحرار الدستوريي‪.‬‬ ‫البنا رشح نفسه ف دائرة الساعيلية‪ ،‬وأمرت انكلترا الكم القائم ف ذلك الوقت بأن ينسحب‪ ،‬ولذا استدعاه‬ ‫النحاس با شا ف مي نا هاوس‪ ،‬و ظل يلح عل يه ح ت ق بل الن سحاب مقا بل تنازلت من حكو مة الو فد ل صال‬ ‫الخوان‪ ،‬ونن لسنا دعاة صدام حت نكون مصدر لتخريب البلد»‪.82‬‬ ‫ويقول مبرا لدخوله حزب الو فد‪« :‬وك نا ن ظن بأن الكو مة تر حب بذلك التاه‪ ،‬فطال ا طال بت وتد ثت عن‬ ‫الشرعية‪ ،‬ونن نستخدم الشرعية للوصول إل ملس الشعب»‪.‬‬ ‫«وإذا كان القانون حرمنـا مـن دخول النتخابات‪ ،‬وهـو القـ القرر فـ الدسـتور‪ ،‬فيكون مـن حـق الخوان أن‬ ‫يطرقوا أي باب مشروع للتم تع بق هم الد ستوري»‪ .83‬والشرع ية ال ت تو صل إل ملس الش عب هي الديقراط ية‬ ‫الشركية‪.‬‬ ‫ويقول أيضا عن القنوات الشرعية‪« :‬الخوان سيستمرون ف الطالبة بتطبيق الشريعة من خلل القنوات الشرعية‬ ‫سواء من داخل البلان أو من خارجه»‪.84‬‬ ‫ويقول ميبا عن سؤال‪ :‬هل النتخاب إلزام أم اختيار؟‬ ‫«ول أستسيغ إقحام الدين ف هذه السائل»‪ .85‬فما الفرق ياأخي بي هذا الكلم وبي قول أنور السادات (لدين‬ ‫ف السياسة)‪ ،‬إذا كان التلمسان ليستسيغ إقحام الدين ف النتخابات‪.‬‬ ‫وتقول ملة الجتمـع‪« :‬أكـد نواب الخوان السـلمي بالبلان الصـري أن ناحهـم فـ النتخابات الخية يعنـ‬ ‫منحهم الشرعية داخل البلان للتحاور مع التيارات السياسية الخري»‪ .86‬أي شرعية؟‪.‬‬

‫‪ 82‬عمر التلمسان‪ :‬الصور العدد ‪ 27 ،2989‬ربيع الول ‪ 1402‬هـ‪ 22/1/1982 ،‬م‪.‬‬ ‫‪ 83‬الستقبل ‪ 18/3/84‬ص‪.31 :‬‬ ‫الجلة عدد ‪ 5 ،281‬شوال ‪ 1405‬هـ‪ 2/7/1985 ،‬ص‪.25 :‬‬ ‫الوفد‪ ،‬العدد ‪.19/4/1984 ،5‬‬ ‫الجتمع الكويتية‪ ،‬عدد ‪ 1 ،815‬رمضان ‪.28/4/87 ،1407‬‬ ‫‪84‬‬

‫‪85‬‬

‫‪86‬‬

‫‪56‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫وتقول ملة الجتمع الخوانية‪« :‬إنه ليس هناك حرج شرعي من إنشاء حزب سياسي على مبادئ السلم‪،‬‬ ‫فالمام الشهيد حسن البنا مؤسس الماعة خاض العركة النتخابية مرتي‪ ،‬والمام الضيب ‪-‬رحه ال‪ -‬قد وافق‬ ‫قبل الصدام مع عبدالناصر على مبدأ إنشاء حزب سياسي» ‪ .8 7‬وهذا الكلم يبيّن فساد طرق الستدلل الشرعي‬ ‫عند الخوان فالجة عندهم ف أعمال مرشدهم ل ف الكتاب والسنة‪.‬‬ ‫‪ -7‬الوصول للحكم بالطريق القانون‪:‬‬ ‫يقول أحد حسي ف مرافعته ف قضية مقتل النقراشي دفاعا عن الخوان السلمي وأنم كانوا ضد العنف‪ ،‬وأن‬ ‫حسن البنا ‪-‬رحه ال‪ -‬وقف ضد حوادث تطيم الانات وطالب بتغيي القانون بالطريق النتخاب القانون‪:‬‬ ‫«وك تب حضر ته (أي ح سن الب نا رح ه ال) بن فس العدد (النذ ير ‪ )33‬مقال آ خر بعنوان «حول حوادث تط يم‬ ‫الانات» جاء ف يه‪ :‬تر ي ال مر وتعاطي ها أ مر من اخت صاص المام‪ ،‬فإذا ق صر كان خار جا عن الكتاب وال سنة‪،‬‬ ‫وعندئذ ي ب على العلماء وذوي الرأي أن يقدموا له الن صيحة‪ ،‬فإذا أ ب و جب على ال مة أن تاهده ح ت تل عه‪،‬‬ ‫ومن هنا نرى السلم هو دين نظام‪ ،‬جعل حق تغيي النكر للمام‪ ،‬ول يعط هذا الق لكل فرد من أفراد المة‪،‬‬ ‫وإل أصبح المر فوضى‪.‬‬ ‫فالكومة هي الت تقوم ف عصرنا مقام المام‪ ،‬فهي السئولة عن تري النكرات‪ ،‬فإن ل تفعل وجب على نواب‬ ‫المة أن يسحبوا ثقتهم منها‪ ،‬فإذا ل يؤد النواب واجبهم أصبح لزاما على المة أل تنحهم ثقتها‪ ،‬وتنتخب غيهم‬ ‫فإذا اجتمع تت قبة البلان نواب مسلمون‪ ،‬أمكن القضاء على كل منكر بقوة القانون وحكم النظام‪.‬‬ ‫هؤلء هم الخوان ال سلمون ف سنة (‪ ،)1939‬أي م نذ عشر سنوات يكرهون الع نف والخلل بالنظام‪ ،‬ح ت‬ ‫أنم بادروا فأعلنوا إنكارهم للجرية الت وقعت من غي صفوفهم‪ ،‬وأعلنوا حكم السلم فيها‪ ،‬وقد كانت هذه‬ ‫القوال هي الت استندت إليها النيابة ف ذلك الوقت على هؤلء التهمي ف تطيم الانات»‪.88‬‬ ‫وهذا الكلم من حسن البنا ‪-‬رحه ال‪ -‬فيه خلط‪:‬‬ ‫فهو أولً‪ :‬قد قصر المر بالعروف والمر عن النكر على الكومة فقط‪ ،‬وهذا خلف ما استقر عليه العلماء أن‬ ‫المر بالعروف والنهي عن النكر فرض على الكفاية‪ ،‬فإذا قصر فيه المراء‪ ،‬كان لكل من قدر على إزالته القيام‬ ‫بذلك‪.‬‬ ‫قال ابن تيمية رحه ال‪:‬‬

‫‪ 87‬الجتمع الكويتية‪ ،‬عدد ‪ 22 ،777‬ذي القعدة ‪ 1406‬هـ‪ ،‬ص‪.21 ،20 :‬‬ ‫‪ 88‬أشهر قضايا الغتيالت السياسية‪ ،‬وثائق أشهر قضايا مصر من سنة ‪ 1906‬إل ‪ 1982‬ص‪ 502 :‬و ‪ ،503‬الخوان السلمون‬ ‫والماعات السلمية ف الياة السياسية الصرية (‪ )1948 - 1928‬ص‪ 241 :‬و ‪ -242‬نقلها عن النذير‪ :‬العدد ‪ 33‬ف ‪ 25‬ذي‬ ‫القعدة ‪ -1357‬ديسمب ‪« 1938‬تطيم الانات ظاهرة تدعو إل التفكي الدي» بقلم حسن البنا‪.‬‬ ‫‪57‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫"وكذلك المر بالعروف والنهي عن النكر ل يب على كل أحد بعينه‪ ،‬بل هو على الكفاية كما دل عليه‬ ‫القرآن‪ ،‬ولا كان الهاد من تام ذلك كان الهاد ايضا كذلك‪ ،‬فإذا ل يقم به من يقوم بواجبه أث كل قادر بسب‬ ‫قدرته‪ ،‬إذ هو واجب على كل انسان بسب قدرته‪ ،‬كما قال النب @‪" :‬من رأى منكم منكرا فليغيه بيده‪ ،‬فإن‬ ‫ل يستطع فبلسانه‪ ،‬فإن ل يستطع فبقلبه‪ ،‬وذلك أضعف اليان"‪.89‬‬ ‫وقال أيضا رحه ال‪:‬‬ ‫"واذا كان جاع الدين وجيع الوليات هو أمر وني‪ ،‬فالمر الذى بعث ال به رسوله هو المر بالعروف‪ ،‬والنهي‬ ‫الذى بعثه به هو النهي عن النكر‪ ،‬وهذا نعت النب والؤمني‪ ،‬كما قال تعال‪﴿ :‬والؤمنون والؤمنات بعضهم أولياء‬ ‫بعض يأمرون بالعروف وينهون عن النكر﴾‪ ،‬وهذا واجب على كل مسلم قادر‪ ،‬وهو فرض على الكفاية‪ ،‬ويصي‬ ‫فرض عي على القادر الذى ل يقم به غيه‪ ،‬والقدرة هو السلطان والولية‪ ،‬فذوو السلطان أقدر من غيهم‪،‬‬ ‫وعليهم من الوجوب ما ليس على غيهم‪ ،‬فإن مناط الوجوب هو القدرة‪ ،‬فيجب على كل إنسان بسب قدرته‪،‬‬ ‫قال تعال‪﴿ :‬فاتقوا ال ما استطعتم﴾"‪.90‬‬ ‫وقال أيضا رحه ال‪:‬‬ ‫"وقول من قال ل يقيم الدود ال السلطان ونوابه إذا كانوا قادرين فاعلي بالعدل‪.‬‬ ‫كما يقول الفقهاء المر ال الاكم إنا هو العادل القادر‪ ،‬فإذا كان مضيعا لموال اليتامى أو عاجزا عنها ل يب‬ ‫تسليمها اليه مع إمكان حفظها بدونه‪ ،‬وكذلك المي إذا كان مضيعا للحدود أو عاجزا عنها ل يب تفويضها إليه‬ ‫مع إمكان إقامتها بدونه‪ .‬والصل أن هذه الواجبات تقام على أحسن الوجوه‪ ،‬فمت أمكن إقامتها من أمي ل يتج‬ ‫إل اثني‪ ،‬ومت ل يقم إل بعدد ومن غي سلطان أقيمت إذا ل يكن ف إقامتها فساد يزيد على إضاعتها‪ ،‬فإنا من‬ ‫باب المر بالعروف والنهي عن النكر‪ ،‬فإن كان ف ذلك من فساد ولة المر أو الرعية ما يزيد على إضاعتها ل‬ ‫يدفع فساد بأفسد منه‪ ،‬وال أعلم"‪.91‬‬ ‫وقال ابن كثي ‪-‬رحه ال‪ -‬ف حوادث سنة تسعة وتسعي وستمائة‪:‬‬ ‫"وف يوم المعة سابع عشر رجب أعيدت الطبة بدمشق لصاحب مصر‪ ،‬ففرح الناس بذلك‪ ،‬وكان يطب لقازان‬ ‫بدم شق وغي ها من بلد الشام مائة يوم سواء‪ ،‬و ف بكرة يوم الم عة الذكور دار الش يخ ت قي الد ين بن تيم ية‬ ‫رحهـ ال‪ -‬وأصـحابه على المارات والانات‪ ،‬فكسـروا آنيـة المور‪ ،‬وشققوا الظروف‪ ،‬وأراقوا المور‪،‬‬‫وعزروا جاعة من أهل الانات التخذة لذه الفواحش‪ ،‬ففرح الناس بذلك"‪.92‬‬ ‫‪89‬‬

‫مموع فتاوى ابن تيمية‪ -‬المر بالعروف والنهي عن النكر ج‪ 2 8 :‬ص‪.1 2 6 :‬‬

‫‪90‬‬

‫مموع فتاوى ابن تيمية‪ -‬السبة ف السلم ج‪ 2 8 :‬ص‪ 6 5 :‬و ‪.6 6‬‬

‫‪91‬‬

‫مموع فتاوى ابن تيمية ج‪ 3 4 :‬ص‪.1 7 6 :‬‬

‫‪92‬‬

‫البداية والنهاية‪ -‬ث دخلت سنة تسعة وتسعي وستمائة ج‪ 1 4 :‬ص‪.1 1 :‬‬ ‫‪58‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫وقال المام الوين رحه ال‪ -‬عن حالة شغور الزمان عن سلطان قوي‪:‬‬ ‫"فإذا ش غر الزمان عن كاف م ستقل بقوى وم نة فك يف يري قضا يا الوليات و قد بلغ تعذر ها منت هى الغايات؟‬ ‫فنقول‪ :‬أما ما يسوغ استقلل الناس فيه بأنفسهم ‪-‬ولكن الدب يقتضي فيه مطالعة ذوي المر ومراجعة مرموق‬ ‫الع صر‪ -‬كع قد ال مع و جر الع ساكر إل الهاد وا ستيفاء الق صاص ف الن فس والطرف فيتوله الناس ع ند خلو‬ ‫الدهر‪.‬‬ ‫ولو سعى عند شغور الزمان طوائف من ذوي النجدة والبأس ف نقض الطرق والسعاة ف الرض بالفساد فهم من‬ ‫أ هم أبواب ال مر بالعروف والن هي عن الن كر‪ ،‬وإن ا ين هى آحاد الناس عن ش هر ال سلحة ا ستبدادا إذا كان ف‬ ‫الزمان وزر قوام على أهـل السـلم‪ ،‬فإذا خلى الزمان عـن السـلطان وجـب البدار على حسـب المكان إل درء‬ ‫البوائق عن أهل اليان‪.‬‬ ‫ونينا الرعايا عن الستقلل بالنفس من قبيل الستحثاث على ما هو القرب إل الصلح والدن إل النجاح‪،‬‬ ‫فإن ما يتوله السلطان من أمور السياسة أوقع وأنح وأدفع للتنافس وأجع لشتات الرأي ف تليك الرعايا أمور‬ ‫الدماء‪ ،‬وش هر ال سلحة وجوه من ال بل ل ينكره ذوو الع قل‪ ،‬وإذا ل ي صادف الناس قوا ما بأمور هم يلوذون به‬ ‫فيستحيل أن يؤمروا بالقعود عما يقتدرون عليه من دفع الفساد‪ ،‬فإنم لو تقاعدوا عن المكن عم الفساد البلد‬ ‫والعباد‪ ،‬وإذا أمروا بالتقاعد ف قيام السلطان كفاهم ذو المر الهمات‪ ،‬وأتاها على أقرب الهات‪.‬‬ ‫و قد قال العلماء‪ :‬لو خلى الزمان عن ال سلطان ف حق على قطان كل بلدة و سكان كل قر ية أن يقدموا من ذوي‬ ‫الحلم والنهى وذوي العقول والجى من يلتزمون امتثال إشارته وأوامره‪ ،‬وينتهون عن مناهيه ومزاجره‪ ،‬فإنم لو‬ ‫ل يفعلوا ذلك ترددوا عند إلام الهمات‪ ،‬وتبلدوا عند إظلل الواقعات"‪.93‬‬ ‫وقال الستاذ عبد القادر عودة رحه ال‪" :‬إذا شوهد الان وهو يرتكب الناية‪ ،‬كان لي شخص أن ينعه بالقوة‬ ‫عن ارتكاب الرية‪ ،‬وأن يستعمل القوة اللزمة لنعه‪ ،‬سواء كانت الرية اعتداء على حقوق الفراد ؛ كالسرقة‪،‬‬ ‫أو اعتداء على حقوق الماعة ؛ كشرب المر والزنا‪ ،‬وهذا ما يسمى بق الدفاع الشرعي العام"‪.94‬‬ ‫وثانيا‪ :‬أنه قصر أسلوب التغيي على انتخاب نواب للمة‪ ،‬وهو ‪-‬رحه ال‪ -‬يتجاهل عدة حقائق مؤكدة‪:‬‬ ‫القيقة الول‪ :‬أن هذه النتخابات تري تت سلطان دستور علمان‪ ،‬ما يعل هذه النتخابات تأكيدا لشرعية‬ ‫هذا الدستور والتزاما به‪.‬‬

‫‪ 93‬غياث المم ج‪ 1 :‬ص‪ 279 :‬و ‪.280‬‬ ‫حكم تغيي النكر لحاد الرعية ص‪ -4 0 :‬نقلها عن‪ :‬التشريع النائي السلمي ج‪ 1 :‬ص‪ .8 6 :‬لزيد من التفصيل حول هذه‬ ‫القضية ننصح بقراءة رسالة حكم تغيي النكر لحاد الرعية لعبد الخر حاد‪.‬‬ ‫‪94‬‬

‫‪59‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫القيقة الثانية‪ :‬أن هذه الكومة أسية قوات الحتلل البيطانية‪ ،‬الت تكم مصر ف القيقة‪ ،‬وأن النتخابات –‬ ‫حت ولو جاءت بنواب مسلمي للبلان‪ -‬ستعجز عن مواجهة النليز‪ ،‬الذين منعوا حسن البنا من الترشيح‬ ‫للنتخابات مرة‪ ،‬وأسقطوه بالتزوير مرة أخرى‪.‬‬ ‫وثالث هذه القائق‪ :‬أن العلة القيقية للفساد ف مصر هي ف هذه الكومة العلمانية السية ف يد العدو الكافر‬ ‫الغازي الحتل لديار السلم‪ ،‬وسلطة كهذه ل يكن أن يسند لا سلطة تغيي النكر‪ ،‬وإقامة الدود‪ .‬وأن هذه هي‬ ‫الشكلة القيقية الت يب مواجهتها بنع الشرعية عنها‪ ،‬والدعوة للعها وعدم اللتزام بقوانينها ودستورها‬ ‫وجهادها‪ ،‬وليس القتصار على الدعوة للترشح للنتخابات تت ظل دستور علمان‪ ،‬تفرضه حكومة علمانية‬ ‫أسية ف يد قوات احتلل كافرة‪.‬‬ ‫وثالثا‪ :‬لو أن الشيخ –رحه ال‪ -‬اقتصر على مناقشة المر ببيان أن رأيه‪ :‬أن هذه الساليب غي مدية بساب‬ ‫الصال والفاسد لان المر‪ ،‬أما أن يقر بق الكومة ف النهي عن النكر‪ ،‬وأن الوسيلة الوحيدة للصلح هي‬ ‫بتغيي القانون عب النتخابات متجاهلً كل القائق الشرعية والواقعية الت أوجزناها‪ ،‬فهذه هي مشكلة منهج‬ ‫الخوان الذي ل يؤسس للصلح على أسس عقائدية سليمة‪ ،‬وياول تغطية مفاسد الواقع الصارخة بالتغاضى عن‬ ‫كثي من القائق‪.‬‬ ‫ورابعا‪ :‬أن الصيبة أن النيابة استغلت هذه الكتابات كأدلة إدانة لن قام بتحطيم الانات‪.‬‬ ‫وخامسا‪ :‬إن هذا هو النفق الطلم الذي ل يرج منه الخوان منذ مبايعتهم لفاروق‪ ،‬والدوامة الت ل زالوا يدورون‬ ‫فيها حت مبايعتهم لسن مبارك‪ .‬ومع مرور الزمن يتراجعون كل فترة خطوة للخلف ف ماولة أن ترضى عنهم‬ ‫السلطة القائمة أو القوى العظمى الارجية‪ ،‬ول ترض‪ ،‬ولو أنم جهروا بالقيقة وطالبوا بالعلج الصحيح‪ ،‬لكانوا‬ ‫قد قطعوا ف طريق الصلح مراحل‪ ،‬بد ًل من مطالبهم الزئية بترقيع النظام‪ ،‬مع تنازلتم التكررة الت يفتحرون‬ ‫با‪ .‬إن القيقة الت يب القرار با هي أن بلدنا تكم بسلطة علمانية فاسدة‪ ،‬تابعة للقوى الارجية العادية‬ ‫للسلم‪ ،‬وأن الفريضة الشرعية هي ف التبؤ من هذا التحالف النكد وجهاده‪ .‬وليس بالروب من هذه القيقة‬ ‫والتعلق بطالب جزئية أو غي شرعية‪ :‬كالطالبة بإصلح النظام‪ ،‬أو توسيع نطاق الريات‪ ،‬أو إعطاء الخوان‬ ‫مشاركة أكب ف الكم‪ ،‬أو إظهار الستعداد الشروط للمشاركة ف ماربة الرهاب‪.‬‬ ‫وإذا كنا قد ذكرنا أن حسن البنا –رحه ال‪ -‬كان يدعو للتغيي عب اللتزام بالقانون والنظام‪ ،‬فإنه ‪-‬رحه ال‪-‬‬ ‫كان يرى ‪-‬أيضا‪ -‬ضرورة اللتزام بعاهدة سنة ‪- 1936‬برغم مافيها من إجحاف‪ -‬وأن مساعدة مصر لنكلترا‬ ‫إن ا تكون دا خل البلد ال صرية وم صورة ف حدود معي نة‪ ،‬وأن كل زيادة على ذلك تفر يط ف حقوق الو طن‬

‫‪60‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫وجناية على المة‪ ،95‬وسوف تتضح هذه القيقة أكثر عند تناولنا لوقف الخوان من مقتل الازندار‪ ،‬كما سيأت‬ ‫إن شاء ال‪.‬‬ ‫ويقول ع مر التلم سان‪ « :‬هل جاء الخوان بد ين جد يد؟ أبدا‪ .‬هل اتبعوا غ ي الكتاب وال سنة؟ ل‪ .‬هل نادوا‬ ‫بالعنف والرهاب؟ كل على الطلق‪.96».‬‬ ‫ويقول ماط با الطواغ يت الكام‪« :‬ل كم علي نا ع هد ال‪ ،‬ون ن صادقون‪ ،‬أل نعارض كم إل بالن صيحة الال صة‪،‬‬ ‫والرغبة الصادقة ف حب الي لكم‪ ،‬فصلح السلطان عندنا‪ ،‬أمل ووسيلة وغاية‪ ،‬فبصلحه تصلح الرض ومن‬ ‫عليها‪ .‬دعوكم من تقارير الباحث والخابرات»‪.97‬‬ ‫ويقول عن ح سن الض يب‪« :‬وإ ن على يق ي من أن نظرة فضيل ته الادئة‪ ،‬وعمله ف القضاء عشرات ال سني‪،‬‬ ‫كانت أكب دليل على بعد الخوان عن الرهاب الذي يرمينا به أعداء هذه الدعوة السلمية السالة»‪.98‬‬ ‫ويقول ممد حامد أبو النصر حول قرار حل الماعة‪« :‬ليس لدينا سوي الطرق والوسائل القانونية ونن نثق ف‬ ‫القضاء العادل»‪.99‬‬ ‫ويقول ميبا عن سؤال حول أهداف حزبم الرتقب‪:‬‬ ‫«وأحب أن الفت النظر إل أن تقيق أهدافنا لن يتم إل بالطريقة الشرعية دون ضغط أو إكراه أو عنف»‬ ‫ويقول أيضـا فـ نفـس الوار‪«:‬وأكرر مرة أخري إننـا لن نأتـ إل الكـم إل إذا اسـتدعينا لذا عـن طريـق‬ ‫النتخابات»‪.100‬‬ ‫أ ما فر يد عبدالالق فيقول عن ت صوره عن أ سلوب حر كة الخوان ف الرحلة القبلة‪«:‬ول مبر لل سرية أو‬ ‫التق ية‪ ،‬وي سري دم الدعوة ف شراي ي الجت مع‪ ،‬وتكت سب مباد يء ال سلم ث قة ال مة‪ ،‬وي د الناس ف الدعاة إل‬ ‫تطبيق شرع ال المل والقدوة‪ .‬وسيجد الخوان أنفسهم مطالبي ف مارسة العمل السياسي بالتحرك من خلل‬ ‫قنواته الدستورية والقانونية مهما شاب المارسة من قصور» ‪.1 0 1‬‬ ‫‪ -8‬التدرج ف تطبيق الشريعة ‪:‬‬ ‫كثرت أقوال قادة الخوان التفاهي مع الكومة على أن تطبيق الشريعة يكون بالتدريج وبالدوء‪.‬‬ ‫‪95‬‬

‫مذكرات الدعوة والداعية ص ‪ ،264 ،262‬الخوان السلمون والماعات السلمية ف الياة السياسية الصرية ( ‪- 1 9 2 8‬‬

‫‪ )1 9 4 8‬ص‪ ،97 :‬الخوان السلمون لريتشارد ميتشيل ص‪ -56 :‬القاهرة ‪.1973‬‬ ‫ذكريات لمذكرات ص‪.232 :‬‬ ‫‪ 97‬ذكريات لمذكرات ص‪.255 :‬‬ ‫ذكريات لمذكرات ص‪.259 :‬‬ ‫ملة العال عدد ‪ ،123‬السبت ‪ 14‬شوال ‪ 1406‬هـ‪ 21/6/1986 ،‬ص‪.12 :‬‬ ‫جريدة النور ‪ 24‬ربيع الول ‪ 1407‬هـ ص‪.3 :‬‬ ‫الخوان السلمون ف ميزان الق ص‪.149 :‬‬ ‫‪96‬‬

‫‪98‬‬

‫‪99‬‬

‫‪100‬‬

‫‪101‬‬

‫‪61‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫وللسف لنعلم ‪-‬ف حدود علمنا‪ -‬عالا منتسبا للقبلة قال بذا القول‪.‬‬ ‫أ‪ -‬يقول عمر التلمسان الرشد الثالث حي يسأل ف ملة الصور‪« :‬الصور‪ :‬إذن السألة ليست تطبيق الشريعة‬ ‫السلمية بشكل فوري؟‬ ‫التلمسان‪ :‬ل‪ ...‬ل يقل أحد بذلك»‬ ‫ويقول أيضا‪« :‬السلم يراعي كل شيء ولكن من يكمون ليريدون أن يعرفوا هذا للسف الشديد‪.‬‬ ‫يكفين أن يقول الاكم‪ :‬إننا نريد تطبيق حدود ال ولكن هناك متطلبات لبد وأن نتيحها قبل ذلك»‪.102‬‬ ‫ويقول أيضا‪« :‬أنا قلت لرفعت الحجوب ف ملس الشعب عندما دعون ف جلسة استماع تطبيق الشريعة‪ :‬على‬ ‫مهل‪ ...‬تدرييا‪ ...‬وكان الحجوب دائما يستشهد برأيي هذا»‪.103‬‬ ‫ويقول أي ضا ف ملس الش عب ف ل نة الشئون الدين ية‪« :‬إن نا لنر يد أن نط بق ال سلم مرة واحدة «اللل ب ي‬ ‫والرام بي»‪.‬‬ ‫ال مر حرام يع ن حرام‪ ،‬القمار‪ ....‬ال سرقة‪ ،‬هذه م سائل منته ية ل سنا ب صدد التشر يع من جد يد‪ .‬إن ا الكلم ف‬ ‫السلوب كيف نصل إل تنفيذ هذه الهام‪ ،‬فهذا السلوب يقتضينا التأن»‪.104‬‬ ‫و من الد ير بالذ كر أن جل سات ال ستماع ف ل نة الشئون الدين ية لجلس الش عب كا نت حيلة سياسية لتغط ية‬ ‫مطالبة الشيخ صلح أبو إساعيل ‪-‬رحه ال‪ -‬بإقرار مشاريع ست قواني مدفونة ف أوراق ملس الشعب‪ ،‬فجاء‬ ‫الخوان وشاركوا الوفـد والكومـة فـ هذه اليلة السـياسية‪ ،‬وطالبوا بالتدرج‪ ،‬وأن الوقـف غيـ معـد للتطـبيق‬ ‫الفوري‪.‬‬ ‫وعلي هذا يرد الش يخ صلح أ بو إ ساعيل ‪-‬رح ه ال‪ -‬ف ح سرة‪« :‬و كل مناداة با ستئناف م سية الشري عة إن ا‬ ‫تنطوي على تاهل العمل الكبي الذي ت إنازه‪.‬‬ ‫وماينادى به من تيئة الناخ العام ف الجتمع الصري هو نداء تناسى الستفتاءات العديدة الت طلب إل الشعب‬ ‫فيها أن يقول كلمته ف التاه السلمي‪ ،‬فأسفرت عما يشبه الجاع على الطالبة بالشريعة السلمية‪ ،‬فأي مناخ‬ ‫نريد أن نعده؟ والشريعة فيها ضمان الوحدة الوطنية والعدل والرخاء والمن‪.‬‬ ‫والناداة بالتدرج هـي مناداة بشيـء فـ غيـ موضعـه‪ ،‬لن التدرج كان فـ نقـل الجتمـع مـن الاهليـة إل أنوار‬ ‫السلم‪ .‬وأرفض الناداة بالتنقية‪ ،‬فهذا أمر قد ت وأخذ من عمر الزمان ‪ 40‬شهرا‪ ،‬ومضى على تامه ‪ 36‬شهرا‪،‬‬ ‫ونن الن أمام تراث موجود ف اللجنة التشريعية ف البلان»‪.105‬‬ ‫‪102‬‬

‫‪103‬‬

‫‪104‬‬

‫‪105‬‬

‫الصور عدد ‪ 27 - 2989‬ربيع الول ‪ 1402‬هـ ‪22/1/1982 -‬م‪.‬‬ ‫الدعوة‪ :‬عدد ‪ 112‬السنة ‪ -36‬جادى الول ‪ 1406‬هـ‪ -‬يناير ‪1986‬م‪.‬‬ ‫الدعوة‪ :‬عدد ‪ 102‬السنة ‪ - 35‬جادى الخرة ‪ 1405‬هـ ‪ -‬مارس ‪ 1985‬م‪.‬‬ ‫ملة الجلة ‪ -‬عدد ‪ 15 - 9 - 281‬شوال ‪1405‬هـ‪ 2/7/1985 - 26/6 ،‬ص‪.27 :‬‬ ‫‪62‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫أما رفعت الحجوب ‪-‬الذي سنورد رأي التلمسان فيه إن شاء ال‪ -106‬فيكشف مطط التواطؤ قائل‪« :‬أؤكد ف‬ ‫البداية أن البلان والكومة حريصان على تطبيق الشريعة أكثر من أي جهة أخرى‪ ،‬ولكن ليس بأسلوب الرهاب‬ ‫وفرض الرأي وإصدار النشورات واستغلل منابر الساجد والسيات لتهديد النواب وإرهابم والتشهي بالبلان‬ ‫وإثارة الرأي العام بتقدي وقائع غي صحيحة‪.‬‬ ‫ويك في أن البلان ع قد على مدار ‪ 6‬أ سابيع ‪ 5‬جل سات عقدت ا ل نة الشئوون الدين ية بالبلان لناق شة ت طبيق‬ ‫الشريعة السلمية‪ ،‬وحضرها كافة التاهات الزبية والدينية‪ ،‬وأتيحت الفرصة للجميع للحديث‪ ،‬ث عقدت عدة‬ ‫اجتماعات ف مك تب مع مثلي الحزاب‪ ،‬وأعدت اللج نة تقريرا عرض على البلان لناقش ته‪ ،‬وأتي حت الفر صة‬ ‫لوال ‪ 11‬نائ با للحد يث‪ ،‬واتف قت ج يع الراء على التدرج ف الت طبيق وتنق ية القوان ي القائ مة‪ ،‬لن ل يس كل‬ ‫القواني مالفة للشريعة‪ ،‬ولنستطيع أن ندم التراث»‪.107‬‬ ‫والتراث الذي يعنيه الحجوب هو القواني الوضعية تراث الكفر والكافرين‪.‬‬ ‫أرأيت يا أ خي القارئ الطة الت اشترك فيها الخوان ‪-‬بقيادة مرشدهم‪ -‬لعطاء مرج للحكومة للفلت من‬ ‫تطبيق الشريعة وللمشاغبة على الشيخ صلح أبو إساعيل ‪-‬رحه ال‪ -‬وتضييع صوته ف خلل حلة استغرقت ‪6‬‬ ‫أسابيع‪ ،‬اتفق فيها الميع (لحظ كلمة الميع) على التدرج والتنقية‪.‬‬ ‫والذي حدث بعد ذلك أن رئيس الجلس أعلن إناء الدورة التشريعية‪ ،‬وبذلك يكون الوضوع قد أغلق‪ ،‬وليوز‬ ‫مناقشته ف دورة أخري طبقا للئحة الجلس‪.‬‬ ‫ث فصل حزب الوفد الشيخ صلح أبو إساعيل ‪-‬رحه ال‪ -‬من عضويته‪ ،‬ول يتنفس أحد من الخوان ف البلان‬ ‫بب نت ش فة‪ ،‬مع أن م ر سيا أعضاء ف حزب الو فد‪ ،‬ودخلوا البلان بوا سطة حزب الو فد‪ ،‬بل ودخلوا مع حزب‬ ‫الوفد بتوسط الشيخ صلح أبو إساعيل رحه ال‪.‬‬ ‫والقصود من هذا نزع الصفة الزبية عن الشيخ صلح ‪-‬رحه ال‪ -‬حت ليتمكن من الدخول لي انتخابات‬ ‫قادمـة حسـب القانون الذي كان سـاريا‪ ،‬وتواطـأ الخوان على السـكوت على فصـل الشيـخ صـلح رحهـ ال‪،‬‬ ‫وتركوا الؤامرة تر‪ ،‬مع أن الشيخ صلح ‪-‬رحه ال‪ -‬هو الذي أدخلهم للوفد‪.‬‬ ‫ون ن نود أن نؤكد أن اثبات نا لكل مة الش يخ صلح ‪-‬رح ه ال‪ -‬لتع ن موافقتنا على مافيها‪ ،‬فن حن لنوافق على‬ ‫أسلوبه ونراه غي مد شرعا وعقل‪.‬‬

‫‪ 1 0 6‬الباب الثان‪ :‬الصاد الر مواقف الخوان مع الكومات ف مصر خلل ستي عاما‪ /‬الفصل الثان‪ :‬عن علقة الخوان بالكام‪/‬‬ ‫الطلب الامس‪ :‬عن علقة الخوان بسن مبارك‪.‬‬ ‫ملة الجلة ‪ -‬عدد ‪ 15 - 9 - 281‬شوال ‪1405‬هـ‪ 2/7/1985 - 26/6 ،‬ص‪.26 :‬‬ ‫‪107‬‬

‫‪63‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫وها قد مضت ست سنوات وتوف خللا الشيخ صلح ‪-‬رحه ال‪ -‬ولزال الناخ العام ل يهييء ولن يهييء طالا‬ ‫أن تطبيق الشريعة قضية مناورة سياسية‪.108‬‬ ‫و من الد ير بالذ كر أن الش يخ صلح أ بو إ ساعيل ‪-‬رح ه ال‪ -‬و فف شاهدا ف قض ية الهاد ال كبى (القض ية‬ ‫‪ 81 /462‬أمن دولة عليا) فقرر بأل أنه حاول سدى تطبيق الشريعة عب النتخابات والبلان‪ ،‬فلم ين من جهوده‬ ‫التواصلة إل الفشل‪ ،‬وقد سجل هذه الشهادة التاريية ف كتابه الام (شهادة الق)‪ .‬رحه ال رحة واسعة‪.‬‬ ‫ويتكلم عمر التلمسان عن منهج الخوان فيقول‪« :‬بذا التاريخ البيض الناصع يتحدث الخوان السلمون عن‬ ‫تطبيق الشريعة السلمية‪.‬‬ ‫وليقرون السيات ول الؤترات ولمناصبة الكومات العداوات‪ .‬لن أسلوبم ف الدعوة إل ال حقق مال تققه‬ ‫الندفاعات والماس الطائش‪.‬‬ ‫فنحن اليوم إذ ندعو إل الت طبيق رويدا رويدا‪ ،‬لنتنكر لاضينا ول نتناقض مع أنفسنا‪ ،‬ولكننا نسي على منهجنا‬ ‫القدي نفسه»‪.109‬‬ ‫وف آخر خطبة له يقول‪« :‬نن لنريد عنتا ولنريد إحراجا‪ .‬نن ندعو إل تقني الشريعة السلمية على مهل حت‬ ‫لتتلط المور»‪.110‬‬ ‫ب ‪ -‬أ ما حا مد أ بو الن صر الر شد الرا بع ف حوار مع ملة العال في سأل‪ « :‬هل يتلف موقف كم ب صوص ت طبيق‬ ‫الشريعة مع موقف الستاذ التلمسان الذي طالب الدولة بالبدء ف تطبيق الشريعة بالتدرج؟!‪.‬‬ ‫* لشك أن الستاذ عمر التلمسان ‪-‬رحه ال‪ -‬كان بعيد النظر‪ ،‬لقد كان يهدف إل معرفة رؤية الكومة‪ :‬هل‬ ‫تريد تطبيق الشريعة أم ل بالضبط؟ وبالتال كشف موقفها‪ .‬ونن نطالب بضرورة السراع ف اتاذ خطوات عملية‬ ‫لتطبيق الشريعة السلمية‪ ،‬حت تطمئن النفوس وترتاح القلوب ونرضي ال»‪.111‬‬ ‫ونقول للخون الطالبيـ بالشريعـة على مهـل‪ :‬لاذا لتطبقون أنتـم ياإخوان مايبـ عليكـم مـن شريعـة ال‪ ،‬لاذا‬ ‫لتكفرون الكام الذين كفّرهم ال ورسوله @ وكفّرهم علماء السلمي الثبات‪ ،‬ولاذا لتطبقون الشريعة الت‬ ‫توجب عليكم جهاد هؤلء الكام الرتدين؟‬ ‫وفـ حوار فـ جريدة النور يسـأل‪« :‬ماالسـلوب المثـل ‪-‬مـن وجهـة نظركـم‪ -‬الذي يتـم بـه تطـبيق الشريعـة‬ ‫السلمية إذا ماأقر ملس الشعب مبدأ التطبيق؟‪.‬‬ ‫هل تتصور مثل ان يكلف الرئيس مبارك الستاذ حامد أبو النصر بتشكيل الوزارة؟‬ ‫والن هاهي الطبعة الثانية تصدر بعد عشرين عاما من هذه الادثة‪ ،‬ول يتهيأ الناخ بعد‪ ،‬ولن يتهيأ إل إذا أقام السلمون دولة‬ ‫السلم بالهاد‪ ،‬وكفوا عن هذه الساليب الت ل طائل من ورائها‪.‬‬ ‫الختار السلمي‪ :‬عدد ‪ 6/1986 - 43‬ص‪.17 :‬‬ ‫ملة الطباء عدد ‪ 98‬سنة ‪ - 31‬ذو الجة ‪ 1406‬هـ ‪ -‬أغسطس ‪ 1986‬م‪.‬‬ ‫العال‪ :‬عدد ‪ 14 123‬شوال ‪ 1406‬هـ‪.21/6/1986 -‬‬ ‫‪108‬‬

‫‪109‬‬

‫‪110‬‬

‫‪111‬‬

‫‪64‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫* أول‪ ...‬أنا مستبعد أن يكلفن الرئيس مبارك بتشكيل وزارة‪ ،‬إذا حدث ذلك فلبد أن تكون هناك فترة انتقالية‬ ‫يتم فيها تيئة الناخ‪ ،‬ث بعد ذلك يأت الفكر السلمي للحكم بقواعده وكوادره‪ .‬والفترة النتقالية الت أشي إليها‪،‬‬ ‫هي بثابة هزة الوصل بي الوضع الال و الوضع الذي نتطلع إليه ف ظل الجتمع السلمي‪ ،‬وذلك حت تتهيأ‬ ‫البلد للحكم السلمي‪.‬‬ ‫فنحن لنقول هيا نقطع يد السارق دون أن ندد مت تقطع هذه اليد تديدا دقيقا ونعلنه للناس‪ ،‬ث يب أن تؤخذ‬ ‫المور على مراحل‪ ،‬حت لنقع ف الخطاء الت وقع فيها غينا عند التطبيق‪.‬‬ ‫وأطالب بأن يكون السي ف هذه الراحل بتؤدة وبطوات مسوبة ومدروسة»‪.112‬‬ ‫أرأيت أيها القارئ الواعي‪ ،‬حت لو اختي لرئاسة الوزارة فلن يطبق الشريعة انتظارا لتهيئة الناخ!!‬ ‫ج ‪ -‬ويقول مأمون الض يب‪« :‬ل نه لخلف ب ي التيار الدي ن والكو مة حول ت طبيق الشري عة ال سلمية‪ ،‬وإن ا‬ ‫اللف يتركز حول إمكانيات التطبيق»‪.‬‬ ‫وأضاف‪« :‬إن نا نطلب توا فر امكانيات ت طبيق الشري عة ال سلمية‪ ،‬ل نه لي كن تطبيق ها ب ي يوم وليلة‪،‬‬ ‫ولبد من وجود هيئة قضائية مستقلة يتشبع أعضاؤها بالشريعة‪ ،‬تتول عملية التطبيق‪ ،‬لن الشريعة ليست حدود‬ ‫فقط‪ ،‬ومن ينتقي الدود من الشريعة لتطبيقها فهو خارج على أحكام الشريعة» ‪.1 1 3‬‬ ‫أرأيت أبضا أيها القارئ الواعي‪ ،‬ل بد من هيئة قضائية مستقلة يتشبع أعضاؤها بالشريعة‪ ،‬أوما شبعنا من‬ ‫الفساد الذي جرته علينا القواني الوضعية الت فرضها علينا عملء الصليبية العالية والصهيونية بالقهر والتزوير؟‬ ‫د‪ -‬و ف جريدة لواء ال سلم ‪-‬ل سان حال الخوان‪ -‬ك تب م مد ع قل عن دخول الخوان الكو مة ف الردن‪:‬‬ ‫«مع بداية العام اليلدي الديد يكون «الخوان السلمون» قد بدأوا سياستهم العامة بنقلة نوعية ف مال إصلح‬ ‫الكم‪ ،‬وذلك عن طريق دخولم حكومة السيد مضر بدران رئيس وزراء الردن بمس حقائب وزارية لول مرة‬ ‫ف تاريخ حركة «الخوان السلمون»‪.‬‬ ‫ويقول أي ضا‪« :‬إن هذا التطور ف الو قف «الخوا ن» بشأن الشار كة ف أنظ مة ال كم القائ مة‪ ،‬ليدل على إن م‬ ‫ينتهجون طري قا تعاون يا مع الكومات ال ت لتنا صب الر كة ال سلمية العداء بش كل سافر‪ ،‬ول سيما وإن هذه‬ ‫الكومة قد استجابت إل اثن عشر مطلبا ومنها أن تعل التشريع الردن يتجه نو الشريعة السلمية»‪.‬‬ ‫ويقول أي ضا‪«:‬وا ستطاعوا أي الخوان تكو ين ائتلف ا سلمي ضم الكتلة ال سلمية ال ستقلة وب عض التاهات‬ ‫القوميـة السـلمية بيـث كونوا أكثريـة مترمـة التـ أوصـلت د‪ .‬عبداللطيـف عربيات إل رئاسـة ملس النواب‬ ‫الردن‪ ،‬وبذلك يكون الخوان السلمون ف الردن قد استلموا رئاسة السلطة التشريعية‪.‬‬ ‫لقد أقرت جاعة «الخوان» مبدأ الشاركة ف الكم بعد مداولت مستفيضة»‬ ‫‪112‬‬

‫‪113‬‬

‫جريدة النور ‪ 24 -‬ربيع الول ‪1407‬هـ ص‪.3 :‬‬ ‫الشرق الوسط ‪.11/5/1987 -‬‬ ‫‪65‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫ويقول أيضا‪« :‬إن رأي الخوان قد استقر على الشاركة ف حكومة السيد مضر بدران الذي استجاب ف تنفيذ‬ ‫أكثر مطالب نواب الخوان والوعد القاطع باستمرار العمل نو تطبيق الشريعة السلمية»‪.114‬‬ ‫وف نفس الصفحة يؤيدهم أبو النصر ببقية على هذا التاه التعاون مع اللك حسي ورئيس وزرائه يقول فيها‪:‬‬ ‫«نبعث يتحياتنا إل جيع الخوة السلميي الذين شاركوا كوزراء ف حكومة معال السيد مضر بدران»‪.‬‬ ‫يقول أيضا‪« :‬ونذكرهم بأن أسلم طريق للصلح هو العمل نو تطبيق الشريعة السلمية خاصة‪ ،‬وقد وعدكم‬ ‫السيد رئيس الوزراء وعدا قاطعا بالعمل نو تطبيقها»‪.‬‬ ‫ويرد عليه ممد عبدالرحن خليفة ببقية يؤكد فيها أنم يتعاونون مع الكومة ف وقت تتاج الكومة فيه لتعاونم‬ ‫فيقول‪« :‬وقد لجت اللسنة بالدعاء لكم‪ ،‬مع وافر الشكر وجزيل المتنان ل تعال على ما أنعم وتفضل من تأييد‬ ‫المة لطنا السياسي السلمي وحاجة الكومة لذا التأييد‪ ،‬بالشاركة الفعالة الت سعت إل إخواننا بقبول جيع‬ ‫طلباتم الصلحية التوجهة نو تطبيق الشريعة السلمية ماوسعتهم الظروف اللئمة»‪.115‬‬ ‫‪ -9‬تعاون الخوان مع الكومات على استقرار أمنها‪:‬‬ ‫موقف الخوان من الكام كما سنرى هو موقف التملق والتهاون واللينة وعدم اللجوء إل العنف‪ ،‬بل ومنع أي‬ ‫طائفة من أن تقاومهم‪.‬‬ ‫هذا ليس كلمنا‪ ،‬بل هي نصوص كلمهم الت تواترات عانم كما سترى أيها القارئ الواعي‪ ،‬وسنشي ‪-‬إن شاء‬ ‫ال ع ند حديث نا عن الوالة واللك‪ -116‬إل دور الوالة ف تأي يد اللك والتاف له ومبايع ته مرارا وتكرارا‪ ،‬ك ما‬ ‫حكى أحد عادل كمال ل كما حكينا‪.‬‬ ‫أ ما ع مر التلم سان فيقول عن موقف هم من الكومات عا مة «إن الخوان ال سلمون يودون من أعماق قلوب م أن‬ ‫يطمئن إليهم السؤولون‪ ،‬وأن يعينوهم على أداء رسالة التوعية الدينية ليأخذ الد السلمي طريقه سهل ميسرا‪ ،‬أنا‬ ‫ل أقول إننا ند أيدينا طاهرة نظيفة منذ اليوم بل لقد مددناها من أول يوم قامت فيه هذه الدعوة ورسائل المام‬ ‫الشهيد أوضح دليل»‪.117‬‬ ‫ويقول عن موقف حسن البنا ‪-‬رحه ال‪ -‬من اللفاء ف الرب العالية الثانية‪« :‬لا قامت الرب العالية الثانية‬ ‫عام ‪ ،1939‬والخوان على قوت م‪ ،‬كان من الم كن أن ي سببوا الكث ي من التا عب للحلفاء‪ .‬ل كن المام الشه يد‬ ‫ملة لواء السلم العدد ‪ ،11‬السنة ‪ ،45‬غرة رجب ‪ 1411‬هـ‪ ،17/1/1991 ،‬ص ‪.35 ،34‬‬ ‫ملة لواء السلم العدد ‪ ،11‬السنة ‪ ،45‬غرة رجب ‪ 1411‬هـ‪ ،17/1/1991 ،‬ص ‪ .35 ،34‬وهاهي الطبعة الثانية من‬ ‫الكتاب تصدر بعد أربعة عشر عاما ول زالت الظروف اللئمة ل تسعهم!‬ ‫الباب الثان‪ :‬الصاد الر مواقف الخوان مع الكومات ف مصر خلل ستي عاما‪ /‬الفصل الثان‪ :‬عن علقة الخوان بالكام‪/‬‬ ‫الطلب الول‪ :‬عن علقة الخوان باللك‪.‬‬ ‫ذكريات ل مذكرات ص ‪.160‬‬ ‫‪114‬‬

‫‪115‬‬

‫‪116‬‬

‫‪117‬‬

‫‪66‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫حسن البنا أصدر أوامره إل كل الشعب والناطق أن تلتزم جانب الدوء‪ ،‬وأن تتفرغ لنشر الدعوة‪ ،‬وأن تعطيها‬ ‫كل اهتمامها وجهدها بعيدا عن الستثارة‪ ،‬حت انتصر اللفاء‪.‬‬ ‫وكان مو قف هذه النط قة ‪-‬ال ت ت عج بالخوان ال سلمي ف كل مكان‪ -‬سببا من أ سباب انت صارهم‪ ،‬ولكن هم‬ ‫جازوا المام الشهيد جزاء سنمار! أل يستحق موقف المام الشهيد من تلك الحداث ف ذلك الي‪ ،‬أن يسجل‬ ‫ف صفحات اللود»‪.118‬‬ ‫ويقول أيضا بصراحة ودون لف أو دوران عن صفقتهم مع الكومة‪« :‬وساهت ف الكثي من الواقف الت كانت‬ ‫تتاج الكومات إل معو نة الخوان ال سلمي في ها‪ ،‬والبدا هة تق ضي بأ نه اعتراف ضم ن من الكومات بوجود‬ ‫الخوان على الساحة‪ ،‬رغم المر بل جاعتهم‪ ،‬وكنت على شبه اتصال دائم برجال المن ف وزارة الداخلية‪،‬‬ ‫أقدم كل مايسهم ف ترسيخ المن ف مصر‪.‬‬ ‫وماكنت أجعل أحدا فيهم صغيا أو كبيا يضر إل‪ ،‬وأكتفي بأن يتصلوا ب تليفونيا لذهب إليهم ف الوزارة‪،‬‬ ‫الل هم إل ف ب عض النا سبات ال صحية أو العياد‪ ،‬فكانوا يزورون ن مشكور ين‪ ،‬وكان من ف ضل ال عليّ أن ن‬ ‫ماذهبـت إل كليـة ثائرة لمـر مـن المور‪ ،‬إل وعدت موفقـا‪ ،‬وكان جهدي موضـع شكـر السـؤولي فـ وزارة‬ ‫الداخلية‪ .‬ولعل أحدا ل ينس موقفي من أحداث الزاوية المراء‪ .‬وماتفضل به وزير الداخلية حسن أبو باشا من‬ ‫تصريات خاصة ب‪ ،‬وبأن الخوان السلمي أبعد مايكونون عن الرهاب والتخريب‪ ...‬وأن الماعات الرهابية ل‬ ‫ترج من ت ت عباءة الخوان ال سلمي‪ ،‬فكان أول م سؤول عن ال من أف ضى بذه القي قة ال ت طال ا شوهت ها‬ ‫إذاعات خصوم الخوان‪.‬‬ ‫و قد أخذت على نف سي يوم أن ك نت أك تب إفتتاحيات ملة الدعوة بأل أ مس أي إن سان من ناحي ته الشخ صية‪،‬‬ ‫وكنت ألتزم الوضوعية البحتة‪ ،‬وأدعو إل ضبط العصاب عند الحداث الثية‪ ،‬حت قال ل أحد العتقلي من‬ ‫الحزاب ف سبتمب (أيلول) ‪ 1981‬إنن جدت أعصاب الشباب ووضعتها ف ثلجة‪ ،‬ولست أدري أكان يدح‬ ‫أو يقدح‪ ،‬وعلى كل حال ف قد شكرت له قوله إن ن صاحب تأث ي‪ ،‬ور غم ذلك فإن ن ل أ نج من غمزات ب عض‬ ‫الكتاب ‪-‬ول كن على خف يف‪ -‬وإن صافا لل سادات ‪-‬رح ن ورح ه ال وغ فر ل وله‪ -‬أ نه أتاح للخوان جوا من‬ ‫الرية لبأس به‪ ،‬فأعدنا إصدار ملة الدعوة‪ ،‬وكنا نقيم الحتفالت ف الناسبات الدينية ف شت أرجاء القطر»‪.119‬‬ ‫و ف مقا بل هذا التل طف من التلم سان للطواغ يت و سعيه لتر سيخ أمن هم‪ ،‬تراه يقول عن الشباب الجا هد‪« :‬قل نا‬ ‫للمسئولي أكثر من مرة‪ ،‬دعونا نن نتحدث مع هؤلء الشباب‪ ،‬ونصحح له الفهم الاطئ‪ ،‬ونقيمه على الصراط‬ ‫الستقيم‪ ،‬لن معالة المر ليس بالعنف‪ ،‬لن العنف يولد العنف»‬

‫‪118‬‬

‫‪119‬‬

‫ذكريات ل مذكرات ص ‪.253‬‬ ‫ذكريات ل مذكرات ص ‪.177 ،176‬‬ ‫‪67‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫ويقول أي ضا‪ « :‬ف ب عض الحيان كان وز ير الداخل ية ير سلن إل ب عض كليات الام عة‪ ،‬وح ي ك نت أخ طب ف‬ ‫الشباب كانوا يتقبلون كل مي ر غم أن م كانوا ليعرفون ن‪ ،‬كانوا يقبلون كل مي ون صيحت ضد التظا هر و ضد‬ ‫الع نف و ضد الضراب و ضد التخر يب والعت صام‪ ،‬كل هذه الظا هر ك نت أقاوم ها بنت هي الوضوح ومنت هي‬ ‫الصراحة‪ ،...‬وف الزاوية المراء‪ ،‬أنا أول إنسان اتصل به السيد نبوي إساعيل‪ ،‬وأنا أول إنسان خدمته ف هذا»‪.‬‬ ‫ويقول أي ضا «إن نا كجما عة إذا طلب نا أي حزب أو أي حا كم للقائه أكون مطئا لو قلت أن نا نر فض‪ ،‬لن مع ن‬ ‫ذلك إننا نعلن الرب عليه»‪.‬‬ ‫ولا سئل عقب خروجه من السجن ف يناير ‪ 1982‬عن رأيه ف الولويات الت أمام الرئيس مبارك قال‪« :‬أرى‬ ‫أيضا أن تظل الؤسسات القائمة كما هي‪ ...‬ملس الشعب أو الوزراء لداعي الن للتغيي والتجديد حت ل أعطي‬ ‫فرصة لن هم خارج مصر ف الكلم عن اهتزاز الوضاع»‪.120‬‬ ‫أي اهتزاز الوضاع عقب اغتيال السادات ف أكتوبر ‪!1981‬‬ ‫ويقول أيضا‪« :‬وليغيب عن فهم الخوان ويعلمون أنم الستهدفون دون غيهم لكل عقبة وصعاب‪ ،‬ورغم ذلك‬ ‫كله ل يعملوا يوما لثارة القلقل ضد أية حكومة»‪.‬‬ ‫ويقول أي ضا‪« :‬بذا التار يخ الب يض النا صع يتحدث الخوان ال سلمون عن ت طبيق الشري عة وليقرون ال سيات‬ ‫ول الؤترات ولمناصبة الكومات العداوات»‪.121‬‬ ‫أ ما مأمون الض يب فيقول بنت هي ال صراحة‪« :‬إن الكو مة لت ستطيع حال يا انكار وجود نا ب عد أن اعترفت خلل‬ ‫النتخابات الخية‪ ،‬وظهر ذلك ف وسائل العلم الرسية والصحف القومية وحصولنا على ‪5‬ر ‪ 1‬مليون صوت‪،‬‬ ‫ولبد أن نتعامل مع الواقع الوجود والقائم خاصة أن وجود الماعة يثل مصلحة للحكومة‪ ،‬لنا تلجأ إلينا كثيا‬ ‫لضبط التيار الدين التطرف»‪.122‬‬ ‫‪ -1 0‬الخوان وعدم تدي السلطة‪:‬‬ ‫عدم تدي السلطة بأي صورة أصبح الن مبدأ مستقرا وعقيدة لزمة للخوان‪.‬‬ ‫يقول عمر التلمسان‪« :‬وقام الخوان ونحوا بفضل ال أول‪ ..‬ث نظام السر ثانيا‪ .‬هذه السر الت تتمع على‬ ‫توجيهات أخلقية‪ ،‬ونفحات روحية‪ ،‬وقواعد دينية‪ ،‬وتعارف ومبة بي الناس‪ ،‬ولكن للسف الشديد يرى رجال‬ ‫المن أنا أكب خطر على المن‪ ،‬لنا من المكن أن تتسلح‪ .‬ولا كان هذا المر يهم المن فعل‪ ،‬فقد استجاب‬ ‫الخوان ليقاف نظام السر‪ ،‬حت ليتهموا بالعناد والتحدي»‪.123‬‬ ‫‪120‬‬

‫‪121‬‬

‫‪122‬‬

‫‪123‬‬

‫الصور عدد ‪ 22 ،2989‬ربيع الول ‪ 1402‬هـ‪ 22/1/1982 ،‬م‪.‬‬ ‫الختار السلمي عدد ‪ 43‬يونيو ‪ 1986‬ص ‪.17‬‬ ‫جريدة الشرق الوسط ‪.11/5/1987‬‬ ‫ذكريات ل مذكرات ص‪.102 :‬‬ ‫‪68‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫يقول أيضا «والعجيب ف اتام الكثيين تصورهم أن دعوتنا تدعو إل قلب الوضاع القائمة‪ ،‬ونن بذه الصورة‬ ‫متآمرون‪ ،‬وليس لذا ظل من القيقة عند الفهم السليم الال من العلل الظاهرة والباطنة»‪.124‬‬ ‫وحي يسأل‪«:‬هل يكن أن يصل المر بينكم وبي الكومة إل حد الصدام؟‬ ‫* نن لن ناشن أحدا ولنسعي للمخاشنة حت لو وصل المر بم إل وضعنا ف السجون فلن نصطدم»‪.‬‬ ‫ويقول أيضا عن علقتهم بالسية الت دعا إليها الشيخ حافظ سلمة «الخوان يؤكدون برائتهم ما حدث يوم‬ ‫الم عة‪ ،‬وم ا قد يدث م ستقبل‪ .‬ف هم لي سعون إل صدام ب عد أن ارتضوا أن يكونوا جزءا من الياة ال سياسية‬ ‫الشرعية‪ ،‬وهم غي راغبي أو مهيئي للدخول ف صدام مع الكومة»‪.125‬‬ ‫ويقول أيضا‪« :‬الخوان مافكروا يوما ف القوة كسلح لتغي ي أو إنقلب أو ثورة‪ ،‬لنم سلفيون‪ ،‬و سلفيون ب ق‬ ‫وفهم‪ .‬والسلف رغم ماأثروا به الفكر من قمم وسعة واتساق‪ ،‬ينكرون استعمال العنف ضد الاكم حت ولو كان‬ ‫فاسقا وظالا»‪.126‬‬ ‫ويقول أيضا‪« :‬والعجيب ف أفهام الكثيين تصورهم أن دعوتنا تدعو إل قلب نظام الوضاع القائمة‪ ،‬ونن بذه‬ ‫الصورة متآمرون‪ ،‬وليس لذا ظل من القيقة عند الفهم السليم الال من العلل الظاهرة والباطنة»‪.127‬‬ ‫ويقول أي ضا‪« :‬كان نظام ال سر ف الخوان يز عج رجال ال من‪ ،‬فل ما حلت الما عة انت هي هذا النظام‪ .‬ول كن‬ ‫ماقابلت أحدا مـن رجال وزارة الداخليـة إل تدث عـن هذا النظام وعودة الخوان إليـه‪ ،‬وكنـت أنفـي لمـ هذا‬ ‫ال ظن‪ ،‬وماكانوا ليقتنعوا بذا الن في‪ .‬ح ت بلغ ال مر أن ن قلت لحد هم إذا قبض تم على تشك يل أ سري إخوا ن‬ ‫فاقطعوا رقابم»‪.128‬‬ ‫ويقول عن التنظيم الاص وإنه لصلة له بالوثوب على الكم‪« :‬أما أن فضيلة الرشد العام الستاذ الضيب‬ ‫رضوان ال عليه‪ -‬أراد باختيار الشهيد «يوسف طلعت» تصفية النظام الاص‪ ،‬فما دار ذلك ف خلد فضيلته‪،‬‬‫ولكنه أراد أن يعلن على الل أن هذا التشكيل ليس تنظيما سريا‪ ،‬يعمل تت الرض للوثوب على حكم‪ ،‬ولكنه‬ ‫تدريب لطائفة من الشباب على احتمال الشاق ف خلق فاضل‪ .‬وكل من يظن أن النظام أعد شيئا ما يزعمون‪،‬‬ ‫فهو واهم»‪.129‬‬ ‫‪ -11‬موقف الخوان من العنف‪:‬‬

‫‪124‬‬

‫‪125‬‬

‫‪126‬‬

‫‪127‬‬

‫‪128‬‬

‫‪129‬‬

‫ذكريات ل مذكرات ص‪.187 :‬‬ ‫ملة الجلة عدد ‪.2/7/1985 - 281‬‬ ‫ذكريات لمذكرات ص‪.66 :‬‬ ‫ذكريات لمذكرات ص‪.187 :‬‬ ‫ذكريات لمذكرات ص‪.191 :‬‬ ‫ذكريات لمذكرات ص‪ 208 :‬و‪.209‬‬ ‫‪69‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫ل تل قيادة الخوان وخاصة الالية من التبؤ من أي عنف فهي ترفض العنف لجرد كونه عنفا‪ .‬ونن ف عجالة‬ ‫ننقل أقوالم ف ذلك‪- :‬‬ ‫يقول الض يب ف حد يث ل صحيفة المهور ال صري ول صحيفة ال صري تعقي با على قرارات مؤت ر الطلب العام‬ ‫النعقد ف الركز العام للخوان السلمي يوم الميس ‪ 10‬مرم سنة ‪ 1371‬والذي توصلوا فيه إل خسة قرارات‬ ‫ملخصها كما يلي‪- :‬‬ ‫القرار الول‪ :‬مطالبة الكومة بإعلن الرب مع انكلترا‪ ،‬وإباحة حل السلح والعتداء على النكليز‪ ،‬وسحب‬ ‫امتيازات النكليز‪ ،‬وماكمة مرمي الرب‪ ،‬والفراج عن الجاهدين‪ ،‬وعدم العتراف باكم السودان النكليزي‪.‬‬ ‫القرار الثان‪ :‬إذا قامت الكومة بذلك فسيتكتل الشعب من ورائها وإل فسيضعها مع النكليز ف صف واحد‪.‬‬ ‫القرار الثالث‪ :‬تأليف حرس وطن قوامه ‪ 16‬ألف‪.‬‬ ‫القرار الرابع‪ :‬عقد مؤتر شعب إسلمي‪.‬‬ ‫القرار الامس‪ :‬التحذير من الحلف الستعمارية‪.130‬‬ ‫فقال الضيب لندوب المهور الصري «هل تظن أن أعمال العنف ترج النكليز من البلد؟ إن واجب الكومة‬ ‫اليوم هو أن تفعل مايفعله الخوان السلمون من تربية الشعب وإعداده‪ ،‬فذلك هو الطريق لخراج النكليز»‬ ‫ث نفي الض يب أن الماعة طلبت من الكومة تدريب ‪ 16‬ألف شخص‪ ،‬ونفي أن ف نية الماعة التوجه بذا‬ ‫الطلب‪ ،‬فل ما سئل عن مع ن القوة ال ت ينادي ب ا الخوان؟ أجاب‪« :‬القوة الروح ية‪ ،‬أ ما القوة الاد ية ف هي من‬ ‫اختصـاص الكومـة»‪ ،‬فلمـا سـئل عمـا يكون عليـه الوضـع إذا ل تلجـأ الكومـة للقوة؟ قال‪« :‬فلتقصـر‪ ،‬فنحـن‬ ‫لنستطيع أن نفعل شيئا أكثر من مطالبتها بالقيام بالواجب»‪.131‬‬ ‫كما صرح لصحيفة الصري تعليقا على قرارات شباب الخوان‪ :‬أن الكفاح العملي قد يأخذ صورا متلفة غي‬ ‫مقاطعة النكليز‪ ،‬وأن قرارات الشباب هذه لتلزم الماعة «لقيمة لقرارات تصدر من غي الركز العام للخوان‬ ‫السلمي»‪.132‬‬ ‫أما عمر التلمسان فيقول «ولئن اغتال بعض الشباب بعض الوزراء فهذا مال تقره جاعة الخوان السلمي»‪.133‬‬ ‫ويقول أيضـا أن الضيـب قال ليوسـف طلعـت‪«:‬أنـا ضـد هذه التدريبات وضـد فكرة الغتيالت مهمـا كانـت‬ ‫السباب‪ ،‬وإن ل أضمن الندفاع والتهور‪ ،‬وأنا بريء من كل دم يسفك»‪.‬‬ ‫ملة الدعوة‪ :‬السنة الول‪ ،‬عدد ‪ 15 ،36‬مرم‪ 10/51/ 16 1371،‬ص‪.5 :‬‬ ‫الركة السياسية ف مصر ‪ 1952 – 1945‬ص‪ -375 :‬نقلها عن‪ :‬المهور الصري ‪.22/10/1951‬‬ ‫الركة السياسية ف مصر ‪ 1952 – 1945‬ص ‪ -375‬نقلها عن‪ :‬صحيفة الصري ‪ ،21/10/1951‬ممد الغزال «تريف‬ ‫الكلم عن مواضعه» ملة الدعوة ‪ -‬عدد ‪151‬ـ ‪ 5/1/54‬ص‪.3‬‬ ‫ذكريات ل مذكرات ص‪.104 :‬‬ ‫‪130‬‬

‫‪131‬‬

‫‪132‬‬

‫‪133‬‬

‫‪70‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫وقال له ذلك لا علم أن بعض الشباب يضر الحتفالت الت يضرها عبدالناصر بدف التدريب‪.134‬‬ ‫كما يكي التلمسان أن ممود الواتكي قال لنداوي دوير عندما علم أنه يبحث عن مسدس «هناك تعليمات‬ ‫من الرشد بعدم الغتيالت»‪.135‬‬ ‫ويقول أيضا‪« :‬ولسنا ندف إل عنف‪ ،‬بدليل أنه ف الطاب الخي للرئيس الراحل الرحوم أنور السادات قال‪:‬‬ ‫أنا أعرف عمر رجل سلم‪ ،‬ومعن هذا أننا ندعو إل السلم علنية وف الفاء»‪.136‬‬ ‫ويقول أيضا‪« :‬نن لنركب الوجات‪ ،‬وماتركنا موقفا من الواقف الت تدعو إل استنكار العنف وشغب‬ ‫الماعات إل ووقفنا بانبه»‪.137‬‬ ‫ويقول أيضا‪« :‬أنا أعارض فكر العنف ف مواقفي كلها وكتابات كلها‪ ،‬انا استنكرت واستنكر بكل قوة العنف أو‬ ‫القتل أو الغتيال‪ ،‬وأنا قد اتمت من الماعات السلمية بوالة الكم القائم‪ ،‬ول أهتم بذا التام»‪.138‬‬ ‫ويقول أي ضا‪« :‬ن ن لنن كر على الشباب اتا هه الدي ن‪ ،‬بل ن ن ن ضه على هذا التاه ولكن نا نن كر الع نف بأي‬ ‫صورة من صوره»‪.139‬‬ ‫ويقول أيضا‪« :‬إذا أسس أحدهم جاعة وأصبح أميها فهذا شيء ينبغي أن نفرح به‪ ،‬ونأخذه بالسلوب السلمي‬ ‫الذي يقره الشرع‪ ،‬ولكن أن تتكون الماعة بدف العنف‪ ،‬فهذا ماننكره ولنرضى عنه ولنقره‪ ،‬ولنقبل به بأي‬ ‫صورة من الصور»‪.140‬‬ ‫ويقول أيضا عن اغتيال السادات‪« :‬أما أن نايته جاءت على يد الخوان السلمي‪ .‬أظن أن هذا حرام‪ ،‬بعد أن‬ ‫قرر رئيس المهورية الال أن الخوان السلمي أبعد مايكونون‪ ،‬ولعلقة لم بذا الغتيال‪ ،‬إذن فنحن الخوان‬ ‫السلمون لعلقة لنا‪ ،‬ول تكن ناية السادات على أيدينا‪.‬‬ ‫والشباب الذي نتكلم ع نه و عن انرا فه ف ف هم ال سلم و عن أخذه بذه ال ساليب‪ .‬ن ن نن كر أن يكون ف‬ ‫السلم عنف‪ ،‬والخوان السلمون ليس لم شأن فيما حدث أبدا»‪.141‬‬

‫‪134‬‬

‫‪135‬‬

‫‪136‬‬

‫‪137‬‬

‫‪138‬‬

‫‪139‬‬

‫‪140‬‬

‫‪141‬‬

‫ذكريات ل مذكرات ص‪.169 :‬‬ ‫ذكريات ل مذكرات ص‪.170 :‬‬ ‫الصور‪ :‬عدد ‪ 27 ،2989‬ربيع الول ‪ 1402‬هـ‪.22/1/1982 ،‬‬ ‫الصور‪ :‬عدد ‪ 27 ،2989‬ربيع الول ‪ 1402‬هـ‪.22/1/1982 ،‬‬ ‫الصور‪ :‬عدد ‪ 27 ،2989‬ربيع الول ‪ 1402‬هـ‪.22/1/1982 ،‬‬ ‫الصور‪ :‬عدد ‪ 27 ،2989‬ربيع الول ‪ 1402‬هـ‪.22/1/1982 ،‬‬ ‫الصور‪ :‬عدد ‪ 27 ،2989‬ربيع الول ‪ 1402‬هـ‪.22/1/1982 ،‬‬ ‫الصور‪ :‬عدد ‪ 27 ،2989‬ربيع الول ‪ 1402‬هـ‪.22/1/1982 ،‬‬ ‫‪71‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫ويقول أيضـا‪« :‬أيهـا الخوة سـعتمون أكثـر مـن مرة أتدث إليكـم‪ ،‬ل أتدث إل فـ السـلم وفـ المـن وفـ‬ ‫الستقرار وف عدم التظاهر وعدم التخريب وعدم الصادمات»‪.142‬‬ ‫ويقول أيضا‪« :‬الدعاة إل ال دعاة سلم وأمان‪ ،‬ول أتصور أن شابا يدعو ل‪ ،‬وقد تكنت الدعوة من قلبه تاما‪،‬‬ ‫ث يدمر ويرب أو أن يضرب أو ان يعنف»‪.143‬‬ ‫أما ف ملة الفن (فيديو ‪ )14‬فيشتكي من أن ندوة الرأي ‪-‬الت تشرف عليها الباحث لنشر السلم الكومي‬ ‫النحرف‪ -‬لتأخذ وقتا كافيا ف التلفاز فيقول‪« :‬إن الساتذة الذين ياربون الفكر الرهاب ف السلم يتم عمل‬ ‫ندوة لم مرة كل أسبوع‪ ،‬وقبل أن ينتهي الستاذ من تكملة كلمه ينتهي وقت البنامج‪ ،‬وهكذا يضطر الستمع‬ ‫إل تأجيل القتناع إل السبوع التال‪ ،‬أو يضيع أثر كل شيء»‪.144‬‬ ‫أما ممد حامد أبو النصر فيقول إجابة على سؤال حول ظاهرة العنف‪«:‬العنف عموما لنوافق عليه»‪.145‬‬ ‫أ ما فر يد عبدالالق فيقول حول سلوك الع نف لب عض الماعات ال سلمية ف الامعات‪«:‬وعلي أ ية حال فإن ن‬ ‫لست مع العنف وأرفضه‪ ،‬فالسلم بريء منه»‪.146‬‬ ‫‪ -1 2‬حكم الحكمة ف قضية السيارة اليب دليل على أن الخوان أبرياء من العنف والرهاب والسعي‬ ‫لقلب نظام الكم‪:‬‬ ‫يعتب ممود الصباغ ‪-‬وهو من قيادات النظام الاص للخوان ف كتابه «حقيقة التنظيم الاص ودوره ف دعوة‬ ‫الخوان السلمي»‪ -‬أن حكم الحكمة ف قضية السيارة اليب دليل على براءة الخوان من تمة الروج على‬ ‫الكم فيقول عن هذه القضية‪« :‬ولقد عزمت على أن ل أقدم للقراء عن هذا اليش وأهدافه ووسائله إل ما أعلنه‬ ‫هؤلء القضاة‪ ،‬ليطمئنوا جي عا أن مايقرأون ف هذا ال صدد إن ا هو القي قة الال ية من كل ز يف ال بأة من كل‬ ‫غرض‪ ،‬فالفضل ماشهدت به العداء»‪.‬‬ ‫ويقول أيضا‪«:‬يتضح ما سجلته الحكمة أعله أن الحكمة قد حكمت‪:‬‬ ‫أول‪ :‬بأن الماعة كانت حريصة على أن تسجل ف قانونا التزام الوضاع الدستورية بتحقيق أغراضها‪.‬‬ ‫ثان يا‪ :‬أن الما عة عملت فعل على تنف يذ الغراض ال ت وض حت ف قانون ا وطب قا للو سائل الشار إلي ها‪ ،‬فأنشأوا‬ ‫صحيفة يومية لنشر دعوتم وأقاموا مؤسسات اقتصادية ومستوصفات‪ ،‬كما كونوا فرقا للجوالة‪ ،‬وكان رئيسهم‬ ‫يتابع نشر الدعوة وتفهيم الناس بقيقتها وذلك بإلقاء أحاديث دورية أسبوعية وماضرات وخطب ف الناسبات‪.‬‬ ‫ملة الطباء‪ :‬السنة ‪ ،31‬عدد ‪ ،98‬ذي الجة ‪ 1406‬هـ‪ ،‬أغسطس ‪ 86‬ص‪.34 ،33 :‬‬ ‫ملة الطباء‪ :‬السنة ‪ ،31‬عدد ‪ ،98‬ذي الجة ‪ 1406‬هـ‪ ،‬أغسطس ‪ 86‬ص ‪.33،34‬‬ ‫فيديو ‪ 6 ،14‬صفر ‪ 1405‬هـ‪ 10/84/ 21 ،‬ص ‪.17‬‬ ‫الصور‪ :‬عدد ‪ 22 ،3217‬رمضان ‪ 1406‬هـ‪.6/7/86 ،‬‬ ‫‪ 146‬الصور‪ :‬عدد ‪ 22 ،3217‬رمضان ‪ 1406‬هـ‪.6/7/86 ،‬‬ ‫‪142‬‬

‫‪143‬‬

‫‪144‬‬

‫‪145‬‬

‫‪72‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫فلم يعـد بعـد ذلك هذا الكـم النهائي الصـادر مـن مكمـة مشكلة بقرار صـادر مـن حكومـة هـي أعدى أعداء‬ ‫الخوان السلمي‪ ،‬وقد وافق عليه مثل التام ف هذه الكومة بدليل أنه ل يتقدم إل مكمة النقض لنقضه اعترافا‬ ‫منه بعدالة هذا الكم ومطابقته للمر الواقع‪.‬‬ ‫ول يعد بعد ذلك لؤرخ أو كاتب أن يتهجم على دعوة الخوان السلمي وأغراضها ووسائلها‪ ،‬لنه إن فعل شيئا‬ ‫من ذلك كان كاذبا على التاريخ إن كان مؤرخا وكاذبا على المة إن كان كاتبا دون جدال»‪.‬‬ ‫ويقول أيضا‪«:‬فالمر واضح كل الوضوح لكل من له عي تقرأ وأذن تسمع‪ ،‬وهذا نص ماقالته الحكمة تت هذا‬ ‫العنوان «الدين والسياسة»‪.‬‬ ‫"حكم الحكمة ف قضية الدين والسياسة‪:‬‬ ‫وحيث أن التام أخذ على جاعة الخوان تدخلهم ف السائل السياسية مع أن دعوتم بدأت دينية‪ ،‬وهذا ليتفق‬ ‫مع القيقة العلومة أن السلم دين ودولة‪ ،‬وقد سبق للمرشد العام أن تدث ف هذا الصدد فقال‪ :‬ف كتيب نشر‬ ‫ف سنة (‪1948‬م) عنوانه «مشكلتنا القتصادية والدستورية» قال فيه‪:‬‬ ‫إن السلم يتخذ من «الكومة» قاعدة من قواعد النظام الجتماعي الذي جاء به للناس‪ ،‬فمن ظن أن السلم‬ ‫ليعرض للسياسة وأن السياسة ليست من مباحثه‪ ،‬فقد ظلم نفسه وظلم علمه بذا السلم‪.‬‬ ‫وأشار بعد ذلك إل الطأ ف فصل الدين عن السياسة عمليا مع النص ف الدستور على أن دين الدولة هو‬ ‫السلم‪ ،‬وقال إن الكومة ف السلم تقوم على قواعد معروفة هي مسئولية الاكم ووحدة المة واحترام‬ ‫إرادتا‪ ،‬وهذه القواعد هي الت قام عليها الدستور الصري‪ ،‬لن السلم ييز أن يفوض رئيس الدولة غيه ف‬ ‫مباشرة السلطة وتمل السئولية‪ ،‬فيصبح السئول‪ ،‬هي الوزارة ل رئيس الدولة‪.‬‬ ‫وحيث أنه يظهر جليا من أقوال الرشد العام أن الماعة لتناهض نظام الكم القائم ف مصر‪ ،‬بل تراه متفقا مع‬ ‫النظم السلمية‪ ،‬وأنا كانت تدف إل تقيق نظام شامل للنهضة والصلح طبقا لحكام الدين السلمي‬ ‫وبالطرق الدستورية العروفة طبقا لا جاء ف قانونا الساسي السابق تفصيله"‪.‬‬ ‫وبذه النصوص الواضحة تكون الحكمة قد سجلت خطأ التام الذي يأخذ به البعض على الخوان السلمي‬ ‫بأنم بدأوا جاعة دينية‪ ،‬ث انرفوا إل السياسة والذي انساقت النيابة العامة وراءه‪ ،‬فذكرته من بي تمها إل‬ ‫الخوان‪ ،‬فنحن ند الحكمة تقول بصراحة أن هذا التام ليتفق مع القيقة العلومة أن السلم دين ودولة‪ ،‬ث‬ ‫استدلت الحكمة على صحة هذه القيقة من نصوص ماكتبه المام الشهيد معلنة ف النهاية بأن الخوان السلمي‬ ‫ليناهضون نظام الكم القائم ف مصر‪ ،‬بل يرونه متفقا مع النظم السلمية»‪.147‬‬

‫حقيقة التنظيم الاص ودوره ف دعوة الخوان السلمي ص‪،102 ،100 ،98 ،94 ،88 ،86 ،85 ،78 ،76 ،75 ،67 :‬‬ ‫‪.165 ،164 ،107‬‬ ‫‪147‬‬

‫‪73‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫‪ -1 3‬القتال عند الخوان ضد العدو الارجي ‪ -‬عدو الوطن ‪ -‬فقط ‪:‬‬ ‫يقول ممد حامد أبو النصر ف حوار ف صحيفة النور‪« :‬أما فيما يتعلق ببايعت للمام على الصحف والسدس‬ ‫فقد كانت على أساس أن الق لبد له من قوة تميه‪ ،‬ليس من أجل أن نغتال أو نقتل أحدا‪ ،‬كل ولكن لكي نعلن‬ ‫استعدادنا الدائم للقتال ف سبيل ال‪.‬‬ ‫* قتال من؟‬ ‫** قتال أعداء السلم وأعداء الوطن‪ ،‬فالهاد أصل من أصول دعوتنا‪ ،‬وكل أخ لبد أن يكون عنده استعداد‬ ‫للجهاد فـ سـبيل ال‪ ،‬وأمامـك الثال الواضـح‪ ،‬فعندمـا ظهرت قضيـة فلسـطي سـافرالخوان فورا إل هناك‪،‬‬ ‫وجاهدوا‪ ،‬ولو أن المر ميسر لنا لذهبنا إل أفغانستان للجهاد ف سبيل ال‪.‬‬ ‫* ولكن مسدساتكم هذه يكن أن توجه ضد حاكم مسلم أو حزب أو جاعة إذا ماخالفوكم ف الرأي أو ل‬ ‫يستجيبوا لدعوة تطبيق الشريعة ف مصر‪.‬‬ ‫** ل‪ ...‬ل‪ ...‬إطلقا إن دعوتنا تقوم على قاعدة «وجادلم بالت هي أحسن» ونن داخل الدولة ندعو بالكلمة‬ ‫فقط»‪.148‬‬ ‫أما صلح شادي ‪-‬صاحب التبير الشهور لنتخاب حسن مبارك رئيسا للجمهورية‪ -‬فيقول بوضوح شديد‪:‬‬ ‫«يب أول أن نعلم أن الدف الذي من أجله قام الخوان السلمون لتحريره‪ ،‬هو جلء النكليز عن مصر وطرد‬ ‫الصهاينة من فلسطي‪ ،‬فهاتان كانتا شغل الخوان الشاغل عندما تركت رماحهم إل إصابة أهدافهم نو هذين‬ ‫العدوين‪ ،‬ومن هنا خاصمتنا الدنيا وشنت علينا حروبا العشواء‪.‬‬ ‫أ ما ما صمة الكومات من أ جل هذا الدف ف هو ل يس غا ية ف ذا ته وإن ا هو ا ستتباع لذا ال صراع ح يث إن‬ ‫الكومات ف هذا الو قت كا نت تدم أطماع النكل يز وأطماع ال صهاينة‪ .‬أ ما الن و قد طرد النكل يز من م صر‬ ‫فليس هناك داع لن يظل الصراع حامي الوطيس بيننا وبي الكومات‪ ،‬وخاصة إذا كان دستورها ينص على أن‬ ‫د ين الدولة الر سي هو ال سلم‪ ،‬فلزم علي نا أن ن قق بالو سائل الشرو عة ف الد ستور هذه القي قة ال ت تلو كل‬ ‫غبش عن دعوة السلم‪ ،‬وبذا نري أننا ل يبق أمامنا إل طعان الصهاينة وهذا أمر ليكون إل ف عقر دارهم الت‬ ‫احتلوها»‪.149‬‬ ‫وكلم صلح شادي مل يء بالتناقضات‪ :‬فالكومات السابقة كانت د ساتيها ‪-‬أيضا‪ -‬تنص على أن دينها‬ ‫الرسي هو السلم‪ ،‬كما أن الكومات الالية أيضا تدم الطماع المريكية والصهيونية!!‬ ‫‪ -14‬جع الخوان للسلح كان لفلسطي وليس لقلب نظام الكم ‪:‬‬

‫‪148‬‬

‫‪149‬‬

‫جريدة النور غرة ربيع الخر ‪ 1407‬هـ ص‪.3 :‬‬ ‫ملة لواء السلم ‪ 7/2/89‬ص‪.15 :‬‬ ‫‪74‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫يقول أح د عادل كمال و هو من قيادات النظام الاص‪« :‬و قع انفجار بب ن كان ملح قا بالر كز العام للخوان‬ ‫السلمي ف شارع ممد على بالقاهرة بالقرب من مسجد قيسون بفعل بعض اللغام الت تآكلت أجهزة المان با‪.‬‬ ‫وأرادت تقارير البوليس وقتها أن تذهب إل أن اليهود فعلوها ردا على نسف حارتم‪ ،‬ولكن الستاذ البنا أعلنها‬ ‫ف صراحة‪ ،‬إنا مفرقعاتنا الت نقوم بإعدادها لخواننا التطوعي ف حرب فلسطي‪ .‬ولقد أراد بذا العلن عن أننا‬ ‫مازل نا ن مع ال سلح ون صلحه ونرم ه ب عد سحب الترخ يص ح ت ليهاج نا ب عد ذلك أ حد بدعوى أن ف يد نا‬ ‫سلحا‪ ...‬ومع ذلك شهدنا تلك البجاحة بعد ذلك حي عرضت قضايانا على القضاء بتهمة جع السلح للعمل‬ ‫على قلب نظام الكم‪.‬‬ ‫يظهر كتابنا هذا بعد سقوط اللك واللكية بأربعة وثلثي عاما‪ ،‬فل يضينا أبدا أن نفاخر بأن ذلك السلح كان‬ ‫لقلب حكم فاسد انقلب فعل‪ ،‬ولكن ذلك ياف القيقة‪ ،‬إ نه التام السهل‪ ،‬وقد تكرر ذلك الزعم بعد ذلك أيام‬ ‫جال عبدالناصر‪ ...‬مزاعم أيضا تاف القيقة لتبر مذابح دبرها للتخلص من الماعة ث ليصي جبارا ف الرض»‬ ‫ويقول أيضا ناقل لنص نشرة للنظام الاص‪:‬‬ ‫«أخ الدى‪:‬‬ ‫هذه الطبوعات ال ت ت صلك إن ا هي درا سات إعداد ية ل مر عظ يم توهوه اعتداء على البرياء المن ي‪ ،‬وتوهوه‬ ‫خرو جا على السلطات‪ ،‬وتوهوه قل با لنظام الكم‪ ،‬توهوه خلطا ب ي الد ين وال سياسة‪ ،‬وأفرطوا ف الوهم ماشاء‬ ‫لم ظنهم‪ ،‬والظن ليغن من الق شيئا»‪.150‬‬ ‫ويقول كامل الشريف عن الهاز السري‪« :‬وكان صاحب الفكرة هو الرشد الول حسن البنا‪ ،‬ول يكن يهدف‬ ‫من ورائه ال ماربة الكومات وقلب أنظمة الكم واغتيال الزعماء‪ ،‬كما حاولت الدعاية الغرضة أن تصوره وإنا‬ ‫كان هدف الرجل الكبي أول وأخيا هو إعداد قوة قتالية معدة لقتال النكليز إذا سنحت فرصة مناسبة‪ ،‬ولقد‬ ‫مات حسن البنا قبل معركة القناة ول يقدر له أن يشهد الدور الذي لعبه تلميذه»‪.151‬‬ ‫ويقول م مد الغزال‪« :‬وكان ال ستاذ الب نا نف سه‪ ،‬و هو يؤلف جاع ته ف الع هد الول يعلم أن العيان الوجهاء‬ ‫وطلب الن سبة الجتماع ية الذ ين يكثرون ف هذه التشكيلت لي صلحون لوقات ال د‪ ،‬فألف ماي سمى بالنظام‬ ‫الاص وهـو نظام يضـم شبابـا مدربيـ على القتال‪ ،‬وكان الفروض مـن إعدادهـم مقاتلة الغزاة مـن النكليـز‬ ‫واليهود»‪.152‬‬

‫‪150‬‬

‫‪151‬‬

‫‪152‬‬

‫النقاط فوق الروف‪ -‬الخوان السلمون والنظام الاص ص‪.270 ،188 :‬‬ ‫القاومة السرية ف قناة السويس‪ :‬ص ‪.54 - 51‬‬ ‫من معال الق ف كفاحنا الديث ص ‪.264‬‬ ‫‪75‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫ون سألم إذا كن تم بذه ال سالة للنظام القائم‪ ،‬وإذا كا نت أقوال كم تف يض ب تبير هذه ال سالة‪ ،‬فلماذا تعاون تم مع‬ ‫جال عبد الناصر ف النقلب على النظام القائم؟ ولاذا تليتم عن مبدئكم الذي ل زالتم ترددونه؟ أم هي سياسة‬ ‫اقتناص الغان وانتهاز الفرص الت تقفز من النقيض للنقيض عند الطمع ف الربح؟‬ ‫‪ -1 5‬اغتيال الازندار وماكشفه من خلط ف أفكار الخوان‪:‬‬ ‫عند استعراضنا لذا الادث ومايرويه الخوان عنه ستقرأ ياأخي كثيا من الضحكات البكيات‪.‬‬ ‫لنسمع القصة من بدايتها من أحد عادل كمال حيث يكي كيف أنه أثناء حضوره للسة ماكمة اثني من النظام‬ ‫الاص متهم ي بإلقاء القنا بل على جنود الحتلل النكليزي «اعت مد الدفاع أ ساسا على ن في إتيان التهم ي لي‬ ‫اعتداء على جنود اللفاء‪ ،‬ث على طريقة الحامي ذهب الدفاع إل أنه إذا افترضنا جدل أن لما شأنا ف ضرب‬ ‫النود النكليز السكاري بالقنابل‪ ،‬فأي دافع يكون وراء ذلك؟ لشك أنه دافع وطن يهدف إل ترير أرضنا من‬ ‫دنس الحتلل و‪....‬‬ ‫وإذا بالازندار بك ينتفض فوق منصته ويدقها بقبضته ويصيح ف الستاذ الحامي الذي كان يترافع بذلك فقال‬ ‫له «كلم فارغ إيـه ده ياأسـتاذ اللي بتقوله؟ دول حلفاء موجوديـن هنـا للدفاع عنـا بوجـب معاهدة الشرف‬ ‫وال ستقلل‪ ...‬تب قي فو ضي ل ا ن سيب كل وا حد يدي أحكام على كي فه وينطلق الولد ف الشوارع بالقنا بل‬ ‫والرصاص! ل ده كلم فارغ مانسمعوش أبدا!!» من الناحية القانونية الصرفة الت لشأن لا بأي اعتبار آخر ربا‬ ‫كان كلمه سليما‪ ...‬ولكن‪...‬‬ ‫كان هذا الكلم صدمة لنا‪.‬‬ ‫وكشاب مشحون بالماس ف الثانية والعشرين من عمري رجعت من الحكمة أطالب برأس الازندار حاية لنا‬ ‫ف عملياتنا الستقبلة‪ ،‬واعتبت أن الرجل يصدر أحكامه والدفاع ل يتم مرافعته‪ ...‬ولعله ل يكن أصدر أحكاما‬ ‫ويبن هذه الحكام على أن وجود جيش الحتلل ف مصر وجود شرعي وأن جنوده حلفاء‪ ....‬وأن معاهدة الذل‬ ‫والحتلل هي معاهدة شرف وا ستقلل‪ ،‬إ نه من وج هة نظر نا ر جل صفته كذا وكذا‪ ...‬ول ت كن مفاجأة ل أن‬ ‫أعلم أنه ل يكن رأيي وحدي وأن هناك غيي من تطوع لغتيال الازندار‪.‬‬ ‫وصدرت الحكام‪ .‬حكم على حسي عبدالسميع بالبس ثلث سنوات وعلى عبدالنعم عبدالعال بالسجن خس‬ ‫سنوات‪ ،‬واستأنف الخوان الحكام»‪.153‬‬ ‫أما عن ردود الفعل الناجة عن هذا الادث فليسمح القارئ أن أنقل ببعض السهاب ماكتبه اثنان من قيادات‬ ‫النظام الاص حولاـ واعتذر للقارئ عـن هذه الطالة التـ أراهـا ضروريـة لتوضيـح هذا اللط فـ فكـر قيادات‬ ‫الخوان السلمي‪.‬‬

‫‪153‬‬

‫حقيقة التنظيم الاص ودوره ف دعوة الخوان السلمي ص‪.148 :‬‬ ‫‪76‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫يقول أح د عادل كمال‪« :‬و ف الوا قع أ نه ولو أن اللذ ين قتل أح د الازندار كا نا من الخوان بل من إخوان‬ ‫النظام‪ ...‬ولو أن ذلك الق تل ت بناء على تعليمات صدرت من ر قم وا حد ف النظام‪ ....‬وبالر غم من أن تلك‬ ‫العملية كانت تاوبا مع ماف نفوس بعضنا إن ل يكن كثي منا‪ ...‬بالرغم من كل ذلك فقد كانت عملية فردية‪.‬‬ ‫ذلك أن الوحيد الذي ينطق باسم الماعة ويدد اتاهها هو الرشد العام‪.‬‬ ‫فماذا كان مو قف الر شد العام؟ ل قد كان الر جل رح ه ال أك ثر الناس مفاجأة بذا الادث‪ ،‬فاللذان قتل الر جل‬ ‫من جاعته ومع ذلك ل يؤخذ رأيه ول يبه أحد مسبقا‪ ...‬وهذه هي القيقة‪ .‬غضب الستاذ البنا غضبا شديدا‬ ‫وناقش عبدالرحن الساب‪.‬‬ ‫ل يكن اعتراض الستاذ البنا مقصورا على تطيط العملية‪ ،‬وإنا انصب اعتراضه ف القام الول على شرعيتها‪.‬‬ ‫كان من رأيه أن من حق القاضي أن يطيء وأن اغتياله غي جائز شرعا‪.‬‬ ‫هنا وبعد أن عرفنا هذا انتكست أحساسيسنا وارتد حاسنا لذه العملية وأشفقنا أيا إشفاق على حسن عبدالافظ‬ ‫وممود زين هم‪ .‬إن نا نفعل مانفعل ‪-‬كل مانف عل‪ -‬جهادا ف سبيل ال وابتغاء رضاه فإذا انتهي نا إل أن الع مل غ ي‬ ‫جائز شر عا‪ ،‬ف من شأن هذا أن ي صيبنا بصدمة‪ .‬ل ست أدري لاذا ل ناول أن نعال الشكلة معال ة شرع ية؟ لاذا ل‬

‫ناول أن نؤدي الديـة إل ورثـة الازاندار وأن نسـترضيهم حتـ يرضوا؟‪ ....‬رباـ كانوا رضوا ورباـ كانوا‬

‫رفضوا‪ ....‬ولكننا ل ناول‪.‬‬ ‫قد يذهب البعض إل أنا سيئة للنظام الاص‪ ،‬باعتبار أن وجوده يمل ف طياته احتمال مثل تلك الندفاعات‪ ،‬با‬ ‫ل يكن تنبه‪ ،‬وبا يعن أن قيام النظام ف حد ذاته كان خطأ من هذا الوجه‪ .‬وف هذا مناقشة للموضوع ف غي‬ ‫إطاره‪ .‬فإن نا إذا أرجع نا المور إل مناخ ها العام لوجد نا أن النظام قد ك بح جاح كثي ين من أن ينطلقوا بدا فع‬ ‫الماس الذي ساد تلك السنوات بكل مبراته إل أعمال لحصر لا من مثل هذه‪.‬‬ ‫ف كم من أفراد أرادوا تنف يذ أشياء منع ها النظام‪ ،‬فإذا أفل تت عمل ية أو عمليتان ولو من م سئولي ف النظام ف في‬ ‫مواز ين النصاف ي كن القول إن هذه مقابل تلك‪ ،‬ودون زعم أنه قياس بعناه الشرعي نذكر أن سيف ال خالد‬ ‫بن الوليد قد قتل ف بعض سراياه من أدى شهادة السلم باجتهاد خاطئ أنكره عليه رسول ال @‪ .‬ث حدث‬ ‫مثل ذلك مرة أخرى منه أيضا ف حروب الردة با أنكره عليه أبو بكر وعمر‪ .‬وسألن سائل‪ :‬إذا حكم اليوم قاض‬ ‫أفغا ن م سلم ف ما كم أفغان ستان على الجاهد ين الفغان على أ ساس أن الوجود الرو سي شر عي ف أفغان ستان‪،‬‬ ‫أيكون قتل القاضي خطأ؟‬ ‫لست أقصد بذا السرد أن أؤيد العملية وأدافع عنها‪ ،‬وليسعن هذا بعد أن استبانت كافة جوانبها‪ ،‬إنا أردت‬ ‫أن أوضح أبعادها كما حدثت‪ ،‬أما الن فل يسعن إل أن أقر بطئها‪ .‬لئن قلنا إنه كان بسن قصد‪ ،‬فإننا نقول‬ ‫أيضا إنه كان أمرا جسيما‪ ،‬وحي رفضه الستاذ البنا وأنكره فقد كان يقدره حق قدره»‪.154‬‬ ‫‪154‬‬

‫النقاط فوق الروف‪ -‬الخوان السلمون والنظام الاص ص‪ 176 :‬إل ‪.178‬‬ ‫‪77‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫إذن نلخص ماقاله الستاذ أحد عادل كمال ف الت‪:‬‬ ‫أول‪ :‬إن الازندار يرى شرعية معاهدة ‪ ،1936‬وأن النكليز وجودهم شرعي ف مصر‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬إن كل شباب الخوان السلمي بل والشباب الوطن كان يتمن التخلص من الازندار‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬إن حسن البنا كان يرى عدم شرعية قتل الازندار‪ ،‬وأن من حقه أن يتهد فيخطئ‪ ،‬وقد ذكرنا من قبل أن‬ ‫حسن البنا ‪-‬رحه ال‪ -‬كان يرى ضرورة اللتزام بعاهدة ‪.1551936‬‬ ‫رابعـا‪ :‬إن هذا الرأي أصاب الشباب بالصدمة‪.‬‬ ‫خامسا‪ :‬ث يصيغ أحد عادل كمال سؤال حول القاضي السلم الفغان الذي يكم على الجاهدين بالسجن‪.‬‬ ‫سادسا‪ :‬إنه يقر بطأ النظام الاص وصواب رأي البنا ف النهاية‪.‬‬ ‫وف رأيي أن الستاذ أحد عادل كمال ليزال يعيش هذا الصراع منذ ساع رأي شيخه البنا ‪-‬رحه ال‪ -‬حت‬ ‫كتب كتابه هذا‪.‬‬ ‫والدل يل على ذلك هو هذا ال سؤال الذي ترك إجاب ته القطوع ب ا للقارئ ولك نه ي ستحي أن ي يب لن الجا بة‬ ‫لتوافق رأي شيخه فيستتر وراء القارئ ويترك القارئ ليواجه رأي شيخه ولنا هنا ملحظتان‪:‬‬ ‫أول‪ :‬إن القاضي الفغان الذي ياكم الجاهدين ويعاقبهم على جهادهم ليس بقاض مسلم‪ ،‬لنه ليكم با أنزل‬ ‫ال ولنه يوال أعداء ال ويعادي أولياءه بسبب دينهم‪ ،‬وهو قاض مرتد مهدر الدم سواء كان أفغانيا أو مصريا أو‬ ‫غيها‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬إن هذه العصبية للرؤساء والشايخ هي الت أدت إل غياب المر بالعروف والنهي عن النكر‪ ،‬وهو ف رأينا‬ ‫سبب أساسي لنيار جاعة الخوان حت وصل بم المر إل تأييد ترشيح حسن مبارك رئيسا للجمهورية ‪-‬كما‬ ‫سترى‪ -‬بعد ستي عاما من النضال والدماء والتعذيب والسجن والتشريد‪.‬‬ ‫وليس أدل على ذلك من هذا الصراع الحتدم ف ضمي الستاذ أحد عادل والذي ل يستطع أن يكتمه فصاغه ف‬ ‫صورة سؤال!!‬ ‫أ ما ال ستاذ ممود ال صباغ فيحاول حل هذا الشكال فيأ ت بغرائب ألأ ته إلي ها ضرورة التوف يق ب ي تناقض ي‪:‬‬ ‫صحة تصرف قتلة الازندار وبشاعة جرمه ف ميزان الشريعة‪ ،‬ومعارضة البنا ومن معه لذا الفعل واعتباره حراما‪.‬‬ ‫واستمعوا لسرد الصباغ‪ ،‬وأعتذر عن الطالة لهية توضيح هذه الثغرة ف فكر الخوان السلمي‪ ،‬يقول الصباغ‪:‬‬ ‫«حادث مقتل الازندار بك‪:‬‬ ‫أقرر بكل الصدق أن كل من الخوان السلمي كجماعة إسلمية يرأسها الرشد العام للخوان السلمي والتنظيم‬ ‫الاص للخوان السلمي ‪-‬كتنظيم عسكري سري خصص لعمال الهاد ف سبيل السلم‪ -‬بريء كل الباءة‬ ‫من هذا الادث الذي يكن أن يقع بدوافع وطنية‪ ،‬ولكنه مالف ومستنكر من الشريعة السلمية الت اتذها كل‬ ‫‪155‬‬

‫الخوان السلمون والماعات السلمية ف الياة السياسية الصرية ( ‪ )1 9 4 8 - 1 9 2 8‬ص‪.9 7 :‬‬ ‫‪78‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫من الخوان السلمي وتنظيمهم السري أساسا لكل عمل يقومون به‪ ،‬ومن ث يكون استنكار المام الشهيد له علنا‬ ‫أمام إخوانه جيعهم‪ ،‬وإحساسهم جيعا باللم الت سببها لم هذا الادث‪ ،‬استنكارا مصدره العقيدة السلمية الت‬ ‫يعتنقها المام الشهيد ويدعو لا بكل جهده وطاقته‪ ،‬كما يكون استنكار النظام الاص لذا الادث مستمدا من‬ ‫نفس السباب الت استنكر المام الشهيد با قتل الازندار بك‪ ،‬على الرغم من أن مرتكب هذا الادث هم ثلثة‬ ‫أفراد من الخوان السلمي بصفتهم الشخصية‪ ،‬هم عبدالرحن السندي‪ ،‬وممود سعيد زينهم‪ ،‬وحسن عبدالافظ‪.‬‬ ‫ولقـد اسـتحل هؤلء الخوان الثلثـة لنفسـهم القيام بذا العمـل لدوافـع وطنيـة اقتضتهـا ظروف هذا الادث‬ ‫واستشعرها جيع شعب مصر ف حينها‪ ،‬دون أن يكون لحد من الخوان السلمي أو من قيادة النظام الاص أمر‬ ‫أو إذن به‪.‬‬ ‫وليغ ي من هذه القي قة كون عبدالرح ن ال سندي رئي سا للنظام الاص ول كون الخو ين ممود سعيد زين هم‬ ‫وح سن عبدالا فظ أعضاء ف النظام الاص‪ ،‬لن النظام الاص لي كن أن يتح مل إل العمال ال ت تقر ها قياد ته‬ ‫متم عة‪ ،‬بأمر صريح من الرشد العام‪ ،‬ومال يتحقق هذ ين الشرط ي لي ع مل من أعمال النظام الاص‪ ،‬فإن هذا‬ ‫العمل يكون عمل فرديا تقع مسئوليته كاملة على من قام به»‪.‬‬ ‫ويقول أي ضا‪« :‬ل قد و قع هذا الادث ف و قت ك نت قد تر كت ف يه م سئوليت ف النظام الاص مؤق تا متفر غا‬ ‫للجهاد ف فلسطي‪ ،‬ول يرد على خواطرنا قبل هذا التفرغ قتل هذا القاضي على الطلق‪ ،‬حيث ل يطرحه علينا‬ ‫الخ عبدالرحن السندي للدراسة كتعليمات الرشد العام من ناحية‪ ،‬ول يقم ف ذهن أحدٍ منا أن هناك واجبا على‬ ‫النظام الاص قبل هذا القاضي يستحق أن يستأذن الرشد العام ف القيام به‪.‬‬ ‫إل أن الظروف اللبسة لذا الادث كانت تثي الشعور الوطن ضد هذا القاضي من الصريي كافة‪ ،‬وهو مايبر‬ ‫أن يفكر بعض التطرفي منهم ف اغتياله إرضاءا لذا الشعور‪ ،‬حيث تزامن ف هذا الوقت ثلث قضايا نظرت أمام‬ ‫القاضي الازندار‪ ،‬واحدة منها قضية وطنية هي إلقاء قنابل على النكليز ف مدينة السكندرية‪ ،‬بأيدي مموعة من‬ ‫شباب حزب مصر الفتاة‪ ،‬فالمر كما قلت كان هديرا وطنيا ضد النكليز ف هذه الظروف من كافة أحزاب مصر‬ ‫وهيئات ا‪ ،‬و من بين هم الخوان ال سلمون‪ ،‬و قد أدا نت الدائرة ال ت يرأ سها الازندار بك هؤلء الشباب بال سجن‬ ‫عشر سنوات ف نفس الوقت الذي قضت فيه دائرة يرأسها الازندار بك على سفاح السكندرية الدعو حسن‬ ‫قناوي الذي راح ضحي ته سبعة قتلى‪ ،‬بدوا فع جن سية قذرة‪ ،‬نقلت ها ج يع ال صحف إل الش عب ال صري ب صورتا‬ ‫الواقعية الت تثي الذعر والشئزاز ف نفس كل مصري ومصرية‪ ،‬حت أن جيع أفراد شعب مصر وبدون أي مبالغة‬ ‫تنوا أن يلص القضاء الصري سعة مصر وشرفها وحياءها من هذا الوحش الكاسر الدنء‪ ،‬وقد عب التام مثل‬ ‫ف الستاذ أنور حبيب وكيل نيابة عن هذه الرغبة الشعبية العارمة بطلب العدام‪ ،‬ولكن حكم هذه الدائرة الذي‬ ‫نطق به الستشار الازندار بك كان ميبا لكل المال‪ ،‬إذ قضي بالسجن سبع سنوات مع الشغال الشاقة‪ ،‬المر‬ ‫الذي أسعد التهم أيا سعادة‪ ،‬وهو يسمع هذا الكم مبتسما على النحو الذي نقلته الصحف لميع أفراد الشعب‬ ‫‪79‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫ف هذه اليام‪ ،‬و قد أجري ج يع أفراد الش عب مقار نة ب ي ح كم الازندار بك على الشباب الوط ن الذي يل قي‬ ‫قنابل على النكليز بالسجن عشر سنوات‪ ،‬وبي حكمه على هذا الوحش الدنء بالسجن سبع سنوات‪ ،‬وخرج‬ ‫با ستبعاد أن يكون هذا القا ضي وطن يا على أي صورة من ال صور‪ ،‬و بل باتا مه بمالة النكل يز والق سوة على‬ ‫أعدائ هم والرح ة بأعداء الش عب‪ .‬ف كل ماي صدر ع نه من أحكام‪ .‬إن هذا ال كم القا سي على الازندار بك ل‬ ‫يرج عليه أي مواطن‪ ،‬بل كان شبه حكم إجاعي من الصريي عامهم وخاصهم‪ ،‬خاصة أن هذه القارنة ل تقتصر‬ ‫على قض ية ح سن قناوي‪ ،‬بل أش يع أن دائرة برئا سة الازندار بك أي ضا حك مت و ف ن فس الظروف على سيدة‬ ‫ات مت بتعذ يب خادمت ها تعذي با وحش يا إل حد إحاء عود من حد يد وإدخاله ف مو ضع الع فة من ها‪ ،‬ح ت أودى‬ ‫بيات ا‪ ،‬بال سجن لدة عام وا حد مع إيقاف التنف يذ‪ ،‬فكان التعل يق على ح كم الازندار بك ب سجن شباب م صر‬ ‫الفتاة بالغ القسوة ل من رجال مصر الفتاة وحدهم‪ ،‬بل من رجال السياسة ف مصر ومنهم المام الشهيد حسن‬ ‫البنا»‪.‬‬ ‫ويقول أي ضا‪« :‬ول قد حدث أن رج عت إل القاهرة ف زيارة خاط فة لعداد ب عض العدات اللز مة للمجاهد ين‪،‬‬ ‫فأ صبت بالنفلونزا خلل هذه الزيارة ولز مت الفراش‪ ،‬فزار ن الخ ح سن عبدالا فظ بنل قب يل وقوع مق تل‬ ‫الازندار بك وصارحن بأن الخ عبدالرحن السندي اختاره مع أخ آخر لقتل الازندار بك لا ظهر من جحوده‬ ‫للشعور الوطن وتعاطفه مع القتلة والسفاكي ف أحكامه‪.‬‬ ‫وقد ذهلت لذا الب‪ ،‬وأصدرت أمرا صريا إل الخ حسن عبدالافظ باعتباري أمي مموعته إل ماقبل سفري‬ ‫إل فل سطي أن لين فذ تعليمات عبدالرح ن ف هذا الشأن‪ ،‬لن نا باعتبار نا من جا عة الخوان ال سلمي ل يس بين نا‬ ‫وب ي ال ستشار الازندار بك أي عداء‪ ،‬ف قد كان حك مه على الخو ين ح سي عبدال سميع‪ ،‬وعبدالن عم إبراه يم‪،‬‬ ‫التهمي بإلقاء قنابل على النود النكليز بالقاهرة ف ليلة عيد اليلد سنة ‪ 1946‬بالسجن ثلث سنوات هو حكم‬ ‫معقول لتثريب عليه‪ ،‬فالفعل وإن كان وطنيا خالصا يتفق مع كل الشرائع السماوية والدوافع الوطنية النبيلة‪ ،‬إل‬ ‫أنه مالف للقانون الوضعي الذي يكم به القضاء الصري ف ذلك الوقت‪ ،‬المر الذي يعل ف هذا الكم مراعاة‬ ‫للدوافع النبيلة الت دفعت هذين الخوين لذا الفعل الفدائي الرغوب من كل وطن ملص‪ ،‬وكل مسلم صادق»‪.‬‬ ‫ث يقول أيضا‪«:‬الطالبة بدم الضحايا الثلث لذا الادث الؤسف‪:‬‬ ‫كانت غضبة قيادة النظام على تصرف عبدالرحن عارمة‪ ،‬فليس من حقه على الطلق أن يأمر بثل هذا العمل‬ ‫الذي لتله شريعة ال سلم وإن سحت به الشاعر الوطنية‪ ،‬دون عر ضه على قيادة النظام‪ ،‬والتحقق من صدور‬ ‫أمر من الرشد العام بتنفيذه‪.‬‬ ‫ولا كان من المكن أن يكم القضاء ف هذه القضية بإعدام هذين الخوين نتيجة لذا التصرف الذي ل يراع فيه‬ ‫عبدالرحن موقعه من النظام كمسئول‪ ،‬فيع تب الخوان أوامره شرعية صادرة من الرشد العام دون نقاش‪ ،‬فلبد‬ ‫وأن يتحمل عبدالرحن دم الثلثة وحده‪.‬‬ ‫‪80‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫وعقدت قيادة النظام الاص ماكمة لعبدالرحن على هذا الرم الستنكر‪ ،‬وحضر الحاكمة كل من فضيلة الرشد‬ ‫العام الشه يد ح سن الب نا وبا قي أفراد قيادة النظام ب ا ف ذلك الخوة صال عشماوي‪ ،‬والش يخ م مد فرغلي‪،‬‬ ‫والدكتور خ يس حيدة‪ ،‬والدكتور عبدالعز يز كا مل‪ ،‬وممود ال صباغ‪ ،‬وم صطفي مشهور‪ ،‬وأح د ز كي ح سن‪،‬‬ ‫وأح د حسني‪ ،‬والدكتور ممود ع ساف‪ ،‬وقد أ كد عبدالرح ن ف الحاك مة أنه فهم من العبارات ال ساخطة الت‬ ‫سعها من الرشد العام ضد أحكام الستشار الازندار الستهجنة‪ ،‬أنه سيضى عن قتله لو أنه نفذ القتل فعل‪ ،‬وقد‬ ‫تأثر الرشد العام تأثرا بالغا لكلم عبدالرحن لنه يعلم صدقه ف كل كلمة يقولا تعبيا عما يعتقد‪ ،‬وبلغ من تأثر‬ ‫فضيلة الرشد العام أنه أجهش بالبكاء ألا لذا الادث الليم الذي يستوجب غضب ال‪ ،‬لنه قتل لنفوس بريئة من‬ ‫غي نفس‪ ،‬كما يعتب مادة واسعة للتشهي بالدعوة ورسالتها ف الهاد من أجل إقامة شرع ال‪ ،‬وقد تقق الخوان‬ ‫الاضرون لذه الحاك مة من أن عبدالرح ن قد و قع ف ف هم خا طئ ف مار سة غ ي م سبوقةٍ من أعمال الخوان‬ ‫السلمي‪ ،‬فرأوا أن يعتب الادث قتل خطأ‪ ،‬حيث ل يقصد عبدالرحن ول أحد من إخوانه‪ ،‬سفك نفس بغي نفس‪،‬‬ ‫وإنا قصدوا قتل روح التبلد الوطن ف بعض الطبقة الثقفة من شعب مصر أمثال الازندار بك‪.‬‬ ‫ولا كان هؤلء الخوان قد ارتكبوا هذا الطأ ف ظل انتمائهم إل الخوان السلمي وبسببه‪ ،‬إذ لول هذا النتماء‬ ‫ل ا اجتمعوا على الطلق ف حيات م ليفكروا ف م ثل هذا الع مل أو غيه‪ ،‬ف قد حق على الما عة د فع الد ية ال ت‬ ‫شرعها السلم كعقوبة على القتل الطأ من ناحية‪ ،‬وأن تعمل اليئة كجماعة على إنقاذ حياة التهمي‪ ،‬البيئي من‬ ‫حبل الشنقة بكل ماأوتيت من قوة‪ ،‬فدماء الخوان ليست هدرا يكن أن يفرط فيه الخوان ف غي أداء فريضة‬ ‫واجبة يفرضها السلم‪ ،‬حيث تكون الشهادة أبى وأعظم من كل حياة‪.‬‬ ‫ولا كانت جاعة الخوان السلمي جزءا من الشعب‪ ،‬وكانت الكومة قد دفعت بالفعل مايعادل الدية إل ورثة‬ ‫الرحوم الازندار بك‪ ،‬ح يث دف عت ل م من مال الش عب عشرة آلف جنيه‪ ،‬فإن من ال ق أن نقرر أن الد ية قد‬ ‫دفعتها الدولة عن الماعة وبقى على الخوان إنقاذ حياة الضحيتي الخرتي ممود زينهم‪ ،‬وحسن عبدالافظ‪.‬‬ ‫واستراح الميع لذا الكم دون استثناء‪ ،‬بل إنه لقى موافقة إجاعية من كل الضور با ف ذلك فضيلة المام‬ ‫الشهيد»‪.156‬‬ ‫وهنا تدر ملحظة أمر خطي هو أن حسن البنا ‪-‬رحه ال‪ -‬وقيادات الخوان ل ينصب نقدهم على عدم ملءمة‬ ‫الادث للظروف الحيطة‪ ،‬أو أن ضرره أكب من نفعه إذن لان المر ولصبح لقولم وجه‪ ،‬ولكن الطورة أنم‬ ‫يع تبونه مناف يا للشرع‪ ،‬ث يتخبطون هذا التخ بط الض حك‪ ،‬فيقولون إن ال سندي مطالب بدم الخو ين لو ح كم‬ ‫عليهما بالعدام وبدم الازندار‪.‬‬ ‫ث يرون ان الادث قتل خطأ وليس عمدا ضاربي عرض الائط بأي فهم شرعي‪.‬‬ ‫لاذا كان خطأ؟ لن الخوين أرادا قتل الستاذ‪ /‬روح التبلد الوطن فأصابوا الازندار أرأيت!‬ ‫‪156‬‬

‫حقيقة التنظيم الاص ودوره ف دعوة الخوان السلمي ص‪ 255 :‬إل ‪ 260‬و‪ 263‬ال‪.265‬‬ ‫‪81‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫والتبلد الوطن أين يسكن ف نفوس بعض أفراد الطبقة الثقفة من أمثال الازندار!‬ ‫ولذا يب عليهم الدية ولا كانوا ف جاعة الخوان فقد وجبت الدية على الماعة!‬ ‫ول ا كا نت الما عة جزءا من الش عب‪ ،‬وكا نت الكو مة أم الش عب وأباه‪ ،‬ف قد دف عت الكو مة ما هو أك ثر من‬ ‫الدية!‬ ‫فإذن الكومة دفعت عن الماعة‪ ،‬وبقى على الماعة إنقاذ الضحيتي اللتي ل تتا بعد قتلهم للضحية الثالثة‪.‬‬ ‫واستراح الميع لذا الكم!‬ ‫أما نن والخلصون والعقلء فلم نسترح بعد‪ ،‬فإن أي فهم شرعي بل أي منطق عقلي ليلهث لاثا شديدا وهو‬ ‫ياول دون جدوى أن يلحق بالستاذ الصباغ ف هذا التبير‪.‬‬ ‫وطبعا إذا كان هذا هو تعليق أحد عادل كمال والصباغ وها من قيادات النظام الاص‪.‬‬ ‫فما هو تعليق التلمسان؟ يقول التلمسان‪ :‬عن الصليبية والشيوعية والصهيونية وكيف أنا ترض حكام البلد‬ ‫السلمية ضد الخوان‪:‬‬ ‫«وقد ساعد على ذلك بعض الخطاء الت وقع فيها بعض الشباب من أعضاء النظام مثل قتل الستشار الازندار‪،‬‬ ‫فقد أساء بعض الشباب الفهم ف تصرف قانون سليم‪ ،‬ولكن لهلهم بالقانون اقترفوا جريتهم دون وعي المر‬ ‫الذي أزعج الرشد كثيا وأحزنه‪ ،‬وأوقعه ف الرج»‬ ‫ث يسرد القارنة بي حكم الازندار على الخوة الجاهدين وحكمه على سفاح السكندرية‪ ،‬ث يقول «وقد قارن‬ ‫الشباب السلم بي الكمي‪ ،‬وبي الدف منهما‪ ،‬فظن الخطئون الظنون بالسيد الستشار»‪.157‬‬ ‫ونعود فنذكر الخ القارئ هنا با قلناه ف صدر الباب الول من وجوب معرفة حكم الواقع بالنسبة للجماعات‬ ‫السلمية الت تواجه هذا الواقع وترفع راية السعي لتغييه‪.‬‬ ‫ول عل ال سرد ال سابق التعلق باد ثة اغتيال القا ضي الازندار يُظ هر صدق ماقلناه من عدم تبنّ ي الخوان ل كم‬ ‫صريح ف الوا قع الذي يواجهو نه‪ ،‬بل إن م ‪-‬ولل سف الشد يد‪ -‬يتبنون حك ما مال فا لل حق‪ ،‬وم ا أثار البلبلة‬ ‫والضطراب ف صفوف التباع‪ ،‬ف قد ات فق ح سن الب نا ‪-‬رح ه ال‪ -‬وأح د عادل كمال وممود ال صباغ وع مر‬ ‫التلمسان على مايلي‪:‬‬ ‫استنكار الادث واعتباره مالفا للشريعة‪.‬‬ ‫اعتبار القاضي رجل مسلم تق له الدية‪.‬‬ ‫اعتبار حكم القاضي بسجن من ألقى القنابل على النليز ف حكم القبول ولو أخطأ‪.‬‬ ‫أن حسن البنا ‪-‬رحه ال‪ -‬كان يرى ضرورة اللتزام بعاهدة ‪ 1936‬الت تعطي النليز وجودا شرعيا بصر‪.‬‬

‫‪157‬‬

‫ذكريات لمذكرات ص‪.37 :‬‬ ‫‪82‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫تبأ حسن البنا ‪-‬رحه ال‪ -‬من أتباعه‪ ،‬واعتب أن فعلهم مالف للشريعة‪ ،‬وهو نفس الوقف الذي يتخذه الخوان‬ ‫اليوم من الشباب الجاهد بصر‪ ،‬إذا أقدم على نكاية ف العدو الاكم الكافر تبأ منه قادة الخوان‪ ،‬ووصفوا‬ ‫أفعال الشباب بأنا ليست من السلم ف شيء‪ ،‬وأن السلم بريء منها‪.‬‬ ‫وتع جب من أن من شعار هم (الهاد سبيلنا)‪ ،‬فت سألم جهاد من؟‪ .‬قالوا ن ن لنك فر الكام‪ ،‬وإن ا الهاد ضد‬ ‫النليـز‪ ،‬إذا فلماذا كان البنـا يرى اللتزام بعاهدة ‪1936‬؟ ولاذا رفـض حسـن الضيـب أي مشاركـة رسـية‬ ‫للخوان ف العمال الفدائية ضد النليز ف منطقة القناة عام ‪ 1951‬كما ذكرنا؟‬ ‫سيتضح لك هذا التخبط ف منهج الخوان وسلوكهم عقب حادثة مقتل النقراشي كما اتضح عقب مقتل‬ ‫الازندار‪.‬‬ ‫‪ -1 6‬مقتل النقراشي وماكشفه من اختلف ونقائص ف منهج الخوان السلمي‪.‬‬ ‫كان مقتل النقراشي مأساة من مآسي الخوان السلمي‪ ،‬فقد كشف عن الوة الواسعة بي مايدعو قادة الخوان‬ ‫شبابم إليه وبي واقعهم وضعفهم وعجز هذه القيادات عن الرتفاع لستوى الصراع بي الاهلية والسلم سواء‬ ‫من الناحية الشرعية أو من الناحية العملية‪.‬‬ ‫وسوف نترك الخوان يقصون علينا هذه الية والتخبط ولنستمع أول لحمود الصباغ أحد قيادي النظام الاص‬ ‫ماذا يقول عن النقراشي ومقتله‪:‬‬ ‫«ليكن أن نعتب قتل النقراشي باشا من حوادث الغتيالت السياسية فهو عمل فدائي صرف‪ ،‬قام به بعض‬ ‫أبطال الخوان السلمي‪ ،‬لا ظهرت خيانة النقراشي باشا صارخة ف فلسطي‪ ،‬بأن أسهم ف تسليمها لليهود‪ ،‬ث‬ ‫أعلن الرب على الطائفة السلمة الوحيدة الت تنل ضربات موجعة لليهود»‪.‬‬ ‫«فحل جاعتهم واعتقل قادتم وصادر متلكاتم‪ ،‬وحرم أن تقوم دعوة ف مصر تدعو إل هذه البادئ الفاضلة إل‬ ‫البد‪ ،‬فكانت خيانة صارخة لتستتر وراء أي عذر أو مبر‪ ،‬ما يوجب قتل هذا الائن شرعا‪ ،‬ويكون قتله فرض‬ ‫عي على كل مسلم ومسلمة‪ ،‬وهذا ما حدث له من بعض شباب النظام الاص للخوان السلمي دون أي توجيه‬ ‫مـن قيادتمـ العليـا‪ ،‬فقـد كان الجرم الثيـم قـد أودعهـم جيعـا السـجون والعتقلت وحال بيـ الخوان‬ ‫ومرشدهم»‪.158‬‬ ‫ويفصل الصباغ ف تفاصيل خيانة النقراشي ف فلسطي ث يتمها بالتلخيص التال‪:‬‬ ‫«أول‪ :‬أسلموا القيادة العامة للجيوش العربية السلحة إل انكليزي صهيون هو جلوب باشا وتلك هي ذروة‬ ‫اليانة‪.‬‬

‫‪158‬‬

‫حقيقة التنظيم الاص ودوره ف دعوة الخوان السلمي ص‪.312 :‬‬ ‫‪83‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫ثانيا‪ :‬سحوا بتوغل اليش الصري ف فلسطي دون أن يضع خطة عملية لفض اليوب «اليهودية» الطية‪ ،‬الت‬ ‫توز عت ف صحراء «الن قب»‪ ،‬ح ت يا صر هذا ال يش من النوب بقوات م ستعمرات الن قب‪ ،‬و من الشمال‬ ‫بالقوات اليهودية ف الستعمرات الصهيونية‪ ،‬فتتحقق بذلك هزيته‪ ،‬وإعلن إسرائيل‪.‬‬ ‫ثالثـا‪ :‬قبلوا الدنـة الول والثانيـة لعطاء اليهود فرصـة نادرة لسـتجلب أحدث أنواع الطائرات والدبابات‬ ‫وغيها‪ ،‬وحبسوا واعتقلوا أبناء مصر البرة التطوعي ف سبيل ال‪ ،‬فمنعوهم من مواصلة العمل‪ ،‬لا رأوا أن ف‬ ‫مصر رجال هم أهل فعل لنزال الزية بالعداء‪ ،‬وتييب آمال حكام مصر ف الولء والفناء ذل وانكسارا لؤلء‬ ‫العداء‪.‬‬ ‫راب عا‪ :‬غيوا دون سبب معقول هدف ال يش ال صري ف احتلل تل أب يب و هو يتقدم إل الشمال دون مقاو مة‬ ‫مافة أن ينهار العدو باحتلل عاصمته‪ ،‬وقبل تل أبيب بعشرين ميل عددوا له الهداف ليضطرب صفه وينكمش‬ ‫جعه‪ ،‬ويقترب من الزية‪ ،‬وييأس من القاومة والستبسال‪.‬‬ ‫خام سا‪ :‬سلحوا ال يش بأ سلحة تر تد إل جنوده لتقتل هم‪ ،‬ولتند فع إل المام لتن صرهم‪ ،‬الل هم إل القل يل من‬ ‫السلحة الفيفة‪ ،‬الت ل يستطيعوا سحبها‪ ،‬وإحللا با فسد‪ ،‬لثقتهم أنا لن تسم العركة‪ ،‬وأن خدمة العدو ف‬ ‫تقدي شعب مصر مثل ف جيشها فداء للعداء هي خدمة أكيدة ومققة‪.‬‬ ‫فما يكون جزاء مثل هؤلء الونة الغدارين ف السلم؟»‬ ‫أ ما ك يف ت الغتيال فيح كي ال صباغ الق صة مت صرة «كان الشه يد ال سيد فا يز هو م سئول النظام الاص عن‬ ‫مدي نة القاهرة ب عد اعتقال كل من يعلوه ف القيادة سواء رجال الدعوة العا مة أو من رجال النظام الاص‪ ،‬ف قد‬ ‫اعتقل جيع أعضاء اليئة التأسيسية وحيل بي الرشد العام وبي جيع الخوان‪ ،‬فأصبح سيد فايز هو السئول الول‬ ‫عن حاية الدعوة ف هذه الظروف الشاذة وله حق الجتهاد‪.‬‬ ‫وقد نظر السيد فايز ف قرار حل الخوان السلمي وف الظروف الت تيط بذا القرار سواء ف اليدان أو داخل‬ ‫م صر‪ ،‬فش عر أ نه مكوم بكو مة مار بة لل سلم وال سلمي وقرر الدخول مع ها ف حرب وع صابات فوق أرض‬ ‫مصر‪.‬‬ ‫ول ي كن لل سيد فا يز من بد ف أن يتح مل هذه ال سئولية‪ ،‬ف كل إخوان الدعوة العا مة معتقلون والر شد العام‬ ‫مجوب عن اللقاء بالخوان بوضعه تت العدسة الكبة لرجال المن طوال ساعات النهار والليل‪ ،‬فليس هناك‬ ‫مال للت صال به أو أ خذ التعليمات م نه‪ ،‬وبدأ ال سيد فا يز معار كه برأس اليا نة؛ ممود فه مي النقرا شي‪ ،‬كون‬ ‫سرية من ممد مالك وشفيق أنس وعاطف عطيه حلمي والضابط أحد فؤاد وعبدالجيد أحد حسن وممود كامل‬ ‫لقتل النقراشي باشا غيلة‪ .‬ولتتحطم رأس الستبداد‪ ،‬وقد أسند قيادة هذه السرية إل الشهيد أحد فؤاد‪.‬‬ ‫وقد رسوا الطة على النحو الذي ظهر ف تقيقات هذه القضية»‪.159‬‬ ‫‪159‬‬

‫حقيقة التنظيم الاص ودوره ف دعوة الخوان السلمي ص‪.451 ،245 ،428 ،427 :‬‬ ‫‪84‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫ول أدري ما الفرق الذي ي عل ممود ال صباغ ي صف ق تل الازندار بأنًه كان عمل وطن يا خال صا يت فق مع كل‬ ‫الشرائع السماوية والدوافع الوطنية النبيلة‪ ،‬وأنه العمل الفدائي الرغوب من كل وطن ملص وكل مسلم صادق‪،‬‬ ‫وف نفس الوقت بأنه العمل الذي لتله شريعة السلم؟ بينما يتحمس لقتل النقراشي ويعتبه جزاء الغدارين ف‬ ‫السلم‪ ،‬ما الفرق الشرعي والخلقي بي الادثي‪ ،‬أم أنه اللط العقائدي الذي ل يثبت على أساس؟‬ ‫وبعد الغتيال تطلب الكومة من حسن البنا ‪-‬رحه ال‪ -‬إصدار بيان باستنكار الادث فيصدر بيانا يقلب فيه‬ ‫الق باطل ويصور فيه أعداء السلم بصورة أبطاله ولكن هل نفع هذا بشيء؟‬ ‫وكان نص البيان الذي صدر بعنوان «بيان للناس» كالت‪:‬‬ ‫«ل قد كان هدف دعوت نا ح ي نشأت‪ ،‬الع مل ل ي الو طن و إعزاز الد ين‪ ،‬ومقاو مة دعوات اللاد والباح ية‪،‬‬ ‫والروج على أحكام السلم وفضائله‪ ،‬تلك الدعوات الت دوى بوقها وراجت سوقها ف تلك اليام‪.‬‬ ‫وإذا كان ذلك كذلك‪ ،‬فما كانت الرية ول الرهاب ول العنف من وسائلها‪ ،‬لنا تأخذ عن السلم وتنهج‬ ‫نجه وتلتزم حدوده‪.‬‬ ‫وو سيلة ال سلم ف الدعوة م سجلة ف كتاب ال ﴿ادع إل سبيل ر بك بالك مة والوع ظة ال سنة﴾‪ ،‬والقرآن‬ ‫الكري هو الكتاب الذي رفع من قدر الفكر وأعلى من قيمة العقل وجعله مناط التكليف‪ ،‬وفرض احترام الدليل‬ ‫والبهان وحرم العتداء ح ت ف القتال ﴿ولتعتدوا إن ال لي ب العتد ين﴾‪ ،‬وال سلم الن يف هو د ين ال سلم‬ ‫الشامل والطمأنينة الكاملة والروحانية الصافية وال ثل النسانية الرفيعة‪ ،‬ومن واجب كل مسلم ينتسب إليه أن‬ ‫يكون مظهرا لذه القيقة الت صورها النب @ بقوله‪" :‬السلم من سلم السلمون من لسانه ويده"‪.‬‬ ‫ولقد وقعت أحداث نسبت إل بعض من دخلوا هذه الماعة دون أن يتشربوا روحها‪ ،‬وتل هذا الادث الروع‬ ‫اغتيال رئ يس الكو مة ممود فه مي النقرا شي با شا الذي أ سفت البلد لوفا ته‪ ،‬وخ سرت بفقده عل ما من أعلم‬ ‫نضتها‪ ،‬وقائدا من قادة حركتها‪ ،‬ومثل طيبا للناهة والوطنية والعفة من أفضل أبنائها‪ ،‬ولسنا أقل من غينا أسفا‬ ‫من أجله وتقديرا لهاده وخلقه‪.‬‬ ‫ول ا كا نت طبي عة دعوة ال سلم تتنا ف مع الع نف‪ ،‬بل تنكره‪ ،‬وت قت الري ة مه ما ي كن نوع ها‪ ،‬وت سخط على‬ ‫مرتكبيها‪ ،‬فنحن نبأ إل ال من الرائم ومرتكبيها‪.‬‬ ‫ول ا كا نت بلد نا تتاز الن مرحلة من أدق مرا حل حيات ا‪ ،‬م ا يو جب أن يتو فر ل ا كا مل الدوء والطمأني نة‬ ‫وال ستقرار‪ ،‬وكان جللة اللك الع ظم ‪-‬حف ظه ال‪ -‬قد تف ضل فو جه الكو مة القائ مة‪ ،‬وفي ها هذه الل صة من‬ ‫رجالت مصر هذه الوجهة الصالة‪ ،‬وجهة العمل على جع كلمة المة وضم صفوفها‪ ،‬وتوجيه جهودها وكفاياتا‬ ‫متمعة لموزعة إل مافيه خيها وإصلح أمرها ف الداخل والارج‪.‬‬ ‫وقد أخذت الكومة من أول لظة على تقيق التوجيه الكري ف إخلص ودأب وصدق‪ ،‬وكل ذلك يفرض علينا‬ ‫أن نبذل كل جهد ونستنفد كل وسع ف أن نعي الكومة ف مهمتها‪ ،‬ونوفر لا كل وقت ومهود للقيام بواجبها‪،‬‬ ‫‪85‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫والنهوض بعبئ ها الثق يل‪ ،‬وليت سن ل ا ذلك ب ق‪ ،‬إل إذا وث قت تا ما من ا ستتباب ال من وا ستقرار النظام‪ ،‬و هو‬ ‫واجب كل مواطن ف الظروف العادية‪ ،‬فكيف بذه الظروف الدقيقة الاسة الت ليستفيد فيها من بلبلة الواطر‬ ‫وتصادم القوى‪ ،‬وتشعب الهود إل خصوم الوطن وأعداء نضته‪.‬‬ ‫لذا أناشد إخوان‪ ،‬ل وللمصلحة العامة أن يكون كل منهم عونا على تقيق هذا العن وأن ينصرفوا إل أعمالم‪،‬‬ ‫ويبتعدوا عن كل عمل يتعارض مع استقرار المن وشول الطمأنينة‪ ،‬حت يؤدوا بذلك حق ال وحق الوطن عنهم‪،‬‬ ‫وال أسأل أن يفظ جللة اللك العظم‪ ،‬ويكله بعي رعايته‪ ،‬ويسدد خطى البلد حكومة وشعبا ف عهده الوفق‬ ‫إل مافيه الي والفلح آمي»‪.160‬‬ ‫وقد لحظنا أن الستاذ ممود الصباغ لا ذكر البيان حذف جلة «جللة اللك العظم حفظه ال قد تفضل‪»....‬‬ ‫وأبدل ا بكل مة «الا كم» ك ما حذف خات ة البيان الحتو ية على الدعاء والثناء على اللك‪ ،‬ول يس هذا من أما نة‬ ‫النقل‪.161‬‬ ‫قارن هذا الرثاء من ح سن الب نا ‪-‬رح ه ال‪ -‬للنقرا شي واعتباره مثل للنا هة والوطن ية والع فة بطال بة الخوان‬ ‫للملك أن يق يل النقرا شي من الوزارة ك ما نقل نا هذا من ق بل‪ ،‬وقارن كلم الب نا بكلم ال صباغ الذي ذ كر خ سة‬ ‫أسباب تعل النقراشي مستحقا لوصف اليانة وتعله مستحقا للقتل‪.‬‬ ‫فهل نفع هذا اللط بشيء؟ أبدا لقد كانت نتيجته قتل حسن البنا ‪-‬رحه ال‪ -‬كما سنرى‪.‬‬ ‫ين قل ال صباغ ‪ -‬عن م سن م مد ف جريدة ال سلمون في ما نقله عن وثائق الارج ية البيطان ية‪ -‬هذا الوار ب ي‬ ‫إبراهيم عبدالادي رئيس الوزراء و تشابان أندروز الوزير البيطان الفوض‪:‬‬ ‫«النطباع الذي أخذته من بيان حسن البنا أنه بدأ يتراجع أمام تصرف الكومة‪ .‬ث يطمئن أندروز قائل له‪ :‬إن‬ ‫واثق من الصول على أفضل مالدى الخوان‪ ،‬ولكن مستعد للقضاء عليهم»‪.162‬‬ ‫وتل خص د‪ .‬لطي فة سال هذه الأ ساة فتقول‪« :‬وم ضى التخط يط‪ ،‬إبراه يم عبدالادي ‪-‬و من ورائه فاروق‪ -‬يقود‬ ‫حلته الوحشية على الخوان‪ ،‬وحسن البنا يوال نشاطه وهو يعلم أن النتقام آت لريب فيه‪ ،‬لكنه ياول التمويه‪،‬‬ ‫فتن شر صحيفة لبورص حدي ثا له ي ستنكر ف يه الق تل وا ستعمال القوة و يبي أن ما ليتفقان مع الد ين ال سلمي‪،‬‬ ‫ويأسف لا جرى للنقراشي‪ .‬ولكنه حسم المر سريعا‪ ،‬وانتصر جانب القوة‪ ،‬وف ‪ 12‬فباير ‪- 1949‬اليوم التال‬ ‫لعيد اليلد اللكي‪ -‬اغتيل الرشد العام رغم اليطة الت أحاط با نفسه‪ ،‬ويذكر السفي البيطان أنه كان قد تسلم‬

‫‪160‬‬

‫‪161‬‬

‫‪162‬‬

‫الخوان السلمون‪ -‬أحداث صنعت التاريخ ج ‪ 2‬ص‪ 57 :‬إل ‪.59‬‬ ‫حقيقة التنظيم الاص ودوره ف دعوة الخوان السلمي ص‪ 482 :‬إل ‪.484‬‬ ‫حقيقة التنظيم الاص ودوره ف دعوة الخوان السلمي ص‪.484 :‬‬ ‫‪86‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫قبيل اغتياله خطابات تديد بأنه سيقتل إن ل يقم بإرشاد الكومة عن مازن السلحة الاصة بالماعة‪ .‬وف حديث‬ ‫جري بي اللك وكامبل عن الادث‪ ،‬أوضح الول أن مقتل حسن البنا كان انتقاما لقتل النقراشي»‪.163‬‬ ‫كان هذا هو موقف حسن البنا ‪-‬رحه ال‪ -‬وكانت هذه هي حصيلة أقواله‪ ،‬تبأ من النظام الاص الذي أنشأه‬ ‫أمام الناس فكا نت النتي جة أن سجلت عل يه هذه القوال‪ ،‬ول يك سب أي مك سب مادي م ا كان يط مع ف يه‪ ،‬بل‬ ‫على العكس كان نصيبه ال سارة الطلقة فشباب الخوان ف ال سجون‪ ،‬وهذه البيانات تستخدم للض غط عليهم‪،‬‬ ‫ولعل أوضح مثال على ذلك هو انيار عبدالجيد أحد حسن قاتل النقراشي‪ ،‬وتوله طوال فترة ماكمته إل أداة‬ ‫ليذاء إخوانه والقاء التهم عليهم نتيجة هذه البيانات‪.‬‬ ‫ولي سمح ل القارئ أن أتو قف ع ند هذه النق طة وأزيد ها تف صيل ل ا في ها من درس خط ي لي حر كة إ سلمية‪،‬‬ ‫وسوف أعرض على القارئ فقرات هامة من مرافعة الحامي أحد حسي ف دفاعه عن بعض التهمي ف قضية مقتل‬ ‫النقرا شي‪ .‬وفي ها يو ضح خ طة الكو مة ورئ يس وزرائ ها إبراه يم عبدالادي ف خداع ح سن الب نا ‪-‬رح ه ال‪-‬‬ ‫والتأث ي على عبدالج يد أح د ح سن قا تل النقرا شي ليعترف ولي صي أداة ف يد البول يس ال سياسي لدا نة زملئه‪.‬‬ ‫وماقاله أحد حسي يؤيده الصباغ فيما سننقله عنه ف الفقرة التالية إن شاء ال‪.‬‬ ‫يقول أح د ح سي‪« :‬وبين ما كان رجال الق سم ال سياسي يعملون ف صب لعلج الت هم كان من هم أ كب من هم‪،‬‬ ‫كان رئيس الوزراء إبراهيم باشا عبدالادي يعمل من ناحيته للتأثي على عبدالجيد وتطيم أعصابه‪ .‬وقد روي أن‬ ‫أعظم مايطم أعصابه هو اليقاع بينه وبي «حسن البنا» بمل حسن البنا على التبؤ منه واستنكار فعلته»‬ ‫ويقول أيضا ماطبا القضاة‪« :‬أريد أن تستدعوا إبراهيم باشا عبد الادي ومعال مصطفي بك مرعي‪ ،‬لتسألوها‬ ‫عن الظروف الت صدر فيها هذا البيان ولاذا صدر؟ فقد كان هناك أمر عسكري بل (الخوان السلمون) ومنع‬ ‫أي نشاط خاص بم‪ ،‬كانت الدعوة لم مظورة‪ ،‬وكل من نطق بكلمة يشتم منها رائحة النشاط للخوان يرتكب‬ ‫جرية‪ ،‬وكان ذلك كله قبل مقتل النقراشي باشا‪ ،‬فلماذا وتت أي دافع وأي مؤثر سح للمرحوم الشيخ «حسن‬ ‫البنا» بأن يذيع بيانا للناس‪ ،‬يستهله بالدعاية لماعته ولركته‪.‬‬ ‫ماالذي حل «حسن البنا» على إذاعة هذا البيان‪ ،‬وقد رفض النقراشي باشا أن يسمح له قبل موته بإذاعة بيانات‬ ‫من هذا القبيل؟ وماالذي حل إبراهيم باشا عبدالادي على السماح له بإذاعة هذا البيان‪ ،‬وماالقصود منه؟‬ ‫ل قد كا نت إذا عة هذا البيان ثرة مفاوضات طويلة مت صلة ب ي الرحوم الش يخ «ح سن الب نا» وب ي م صطفي بك‬ ‫مرعي وزير الدولة‪ ،‬وكان أساس هذه الفاوضات أن يذيع الشيخ «حسن البنا» هذا النداء تهيدا للنظر ف إعادة‬ ‫(الخوان السلمون) بعد إدخال إ صلحات على خططهم وأنظمتهم‪ .‬هذا هو موضوع الفاوضات كما زعموه‬ ‫لسن البنا‪ ،‬ولكن القيقة أنم كانوا يريدون أن ينتزعوا منه هذا البيان الذي يتبأ فيه من القاتل‪ ،‬ويستنكر الرية‬

‫‪163‬‬

‫فاروق وسقوط اللكية ف مصر ( ‪) 1 9 5 2 -1 9 3 6‬ص‪.710 :‬‬ ‫‪87‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫والجرمي‪ ،‬لا يدثه هذا البيان من أثر ف نفس عبدالجيد‪ .‬ولقد أجاب الرحوم «حسن البنا» طلبهم بسن نية‪،‬‬ ‫فأصدر البيان كخطوة ف سبيل عودة السلم‪.‬‬ ‫ول قد د هش الناس ف ذلك الو قت ل صدور هذا البيان الذي يدل صدوره على قرب عودة الياه إل ماري ها‪ ،‬ب ي‬ ‫الش يخ «ح سن الب نا» والكو مة‪ ،‬فل ما سألت واحدا من كبار ال سعديي عن تف سي هذا البيان‪ ،‬و هل هو مقد مة‬ ‫لعودة (الخوان السلمون)؟ إذ به يضحك ويقول‪« :‬بل لقد غررنا بسن البنا لنحصل منه على بيان للتأثي به على‬ ‫عبدالجيد من ناحية‪ ،‬وليكون مقدمة لا يل بعد ذلك بسن البنا»‪.‬‬ ‫فهذا البيان كان ثرة مناورات غرر فيهـا بسـن الب نا‪ ،‬فهـو مـا كان ليصـدره إل بناء على وعود قطعـت له‪ ،‬فلمـا‬ ‫أصدره أسرعت النيابة إل استغلل هذا البيان فيما قصد إليه‪ ،‬فاستدعت عبدالجيد أحد حسن ف نفس اليوم‪،‬‬ ‫وهكذا يأب ال إل أن يكشف لنا الستور بالدليل من أوراق التحقيق‪ .‬فلم يكن ثة داع للتحقيق مع عبدالجيد ف‬ ‫هذا اليوم‪ ،‬ولكنه استحضر ليتلى عليه بيان «حسن البنا»‪ ،‬ليحدث تأثيه ف نفس عبدالجيد‪.‬‬ ‫ولقد صدم عبدالجيد بتلوة البيان من غي شك‪ ،‬ولكن نفسه القوية قاومت الصدمة ف بادئ المر‪ ،‬فكان رد فعل‬ ‫البيان أن تسك عبدالجيد بفعل ته‪ ،‬وأن قرر أنه مصر على مافعل وليندم عليه‪ ،‬بالرغم ما قاله «حسن البنا» أو‬ ‫سيقوله ف الستقبل‪ ،‬وعند هذا القدر أعيد عبدالجيد إل السجن ليتفاعل ف نفسه تأثي هذا الوقف الديد‪ .‬لقد‬ ‫أقدم عبدالج يد على فعل ته معتقدا أ نه يؤدي واج با دين يا‪ ،‬وها هو الزع يم الدي ن الذي عاش عبدالج يد ال سنوات‬ ‫الخية من حياته يتطلع إليه‪ ،‬ويعتبه مثل أعلى يقرر على رؤوس الشهاد براءته منه‪ ،‬وإنكاره لذا العمل وبراءة‬ ‫السلم من هذا الرم‪.‬‬ ‫لجدال ف أن عبدالجيد أصيب من جراء هذا البيان بيبة أمل شديدة‪ ،‬عب عنها بنفسه ما علل سبب اعترافاته‬ ‫فيما بعد‪ .‬وف هذا الظرف الوات تقدم له أصحابنا رجال القسم السياسي يستخدمون أساليبهم ومناوراتم‪.‬‬ ‫فهذا هو «ح سن الب نا» قد تبأ م نه‪ ،‬و قد فعل ذلك ث نا لعودة (الخوان ال سلمي) على ح سابه‪ ،‬وها هو ذا ف‬ ‫البيان يثن على النقراشي باشا وعلى الكومة القائمة‪ ،‬فعبد الجيد إذن يضحي بنفسه من أجل زعيم ليستحق‪،‬‬ ‫وجاعة غي صادقة ف جهادها‪ ،‬هذا هو ماقيل لعبدالجيد للتأثي عليه‪ ،‬وبعد يومي صدر بيان هيئة كبار العلماء‬ ‫وفيه تأييد لا جاء ف بيان «حسن البنا» بإنكار القتل وأنه ضد الشريعة»‪.164‬‬ ‫هل وعي نا هذا البدأ الشيطا ن الذي تكرر أمام نا عشرات الرات؛ التفاوض للح صول على أف ضل التنازلت ث‬ ‫السجن‪.‬‬ ‫أي التفاوض من أجل التنازل فتتشقق صفوف السلمي من الداخل ث الضرب بقوة من الارج‪.‬‬ ‫ث قتل النظام حسن البنا ‪-‬رحه ال‪ -‬ف الشارع فذهب إل ربه وترك لنا هذا الدرس القاسي‪.‬‬

‫‪164‬‬

‫أشهر قضايا الغتيالت السياسية‪ ،‬وثائق أشهر قضايا مصر من سنة ‪ 1 9 0 6‬إل ‪ 1 9 8 2‬ص‪ 555 :‬إل ‪.557‬‬ ‫‪88‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫ث خرج ب عض الخوان ‪-‬كما ي كي أحد عادل كمال‪ -‬من العتقلت بعد ذلك فشكك ف الهاد‪ ،‬وادعوا أن‬ ‫لجهاد إل بليفة‪ ،‬وأن علينا الدعوة بالسن فقط‪ ،‬وهكذا تراجعت الركة السلمية عشر خطوات للوراء‪.165‬‬ ‫كانت هذه تربة حسن البنا ‪-‬رحه ال‪ -‬وهو الذي بذر بذرة الهاد‪ ،‬ث حاول التفاهم مع الطاغوت أمام الناس‬ ‫فاستنكر جهاد إخوانه‪ ،‬وألبس الجرمي مسوح الشهداء والولياء‪ ،‬ومضي إل ربه بذه الجتهادات الطية‪.‬‬ ‫ث خلف من بعده خلوف تسكوا فقط بذه القوال الهتزة للبنا‪ ،‬وجعلوها أساسا ونباسا‪ ،‬فسرى السرطان ف‬ ‫السم وتكن‪ ،‬حت أصبح الشفاء ميئوسا منه إل أن يشاء ال شيئا‪.‬‬ ‫فيقول ع مر التلم سان «ف في كل حزب و ف كل هيئة قد يت صرف ب عض أفراد ها ت صرفات لتقر ها رئا سة هذا‬ ‫الزب‪ .‬وقد تمل الخوان السلمون كل العباء الت حدثت من بعد‪ ،‬ولذلك عندما طلب من المام الشهيد ‪-‬ف‬ ‫أيام النقراشي باشا رحة ال عليه‪ -‬أن يصدر بيانا يستنكر فيه ماحدث كان المام على أت الستعداد‪ ،‬ونشر ف‬ ‫الصحف بيانا عنوانه‪« :‬هذا بيان للناس» وبيان آخر بعنوان «ليسوا إخوانا وليسوا مسلمي»‪ .‬الطأ نن لنتمسك‬ ‫به ولندافع عنه»‪.166‬‬ ‫ويقول فريد عبدالالق وهو ليترم ذكاء قرائه‪:‬‬ ‫«سادسا‪ :‬أحداث سنة ‪ 1948‬أو ذريعة التآمرين‪:‬‬ ‫كانـت هذه السـنة هـي مسـرح الحداث التـ أخذهـا التآمرون ‪-‬على إنزال ضربـة قاضيـة بالخوان السـلمي‬ ‫ومرشدهم‪ -‬ذريعة لتنفيذ مؤامراتم‪ ،‬وسهلت لم جريتهم أمام الرأي العام ف وقتها وفضحتها الوثائق بعدها‪.‬‬ ‫أ مر علي ها ه نا ف إياز‪ ،‬ف في مارس ‪ 1948‬اغت يل الازندار ب يد اثن ي م ن ينت سبون إل الخوان‪ ،‬وح كم عليه ما‬ ‫بال سجن الؤ بد ف ‪ 22‬نوف مب ‪ ،1948‬و ت هذا العتداء بغ ي علم الر شد‪ ،‬وبدون إذ نه‪ ،‬م ا أثرعل يه تأثيا بال غا‬ ‫وحزن له حزنا شديدا‪ ،‬وقد أثبت التحقيق عدم صلة الماعة بالادث‪ ،‬وف ‪ 28‬ديسمب ‪1948‬م اغتيل النقراشي‬ ‫باشا رئيس الكومة بعد عشرين يوما من صدور قرار حل الماعة‪ ،‬واتم القاتل بصلته بالماعة‪ ،‬ولكن التحقيق‬ ‫نفى صلة الماعة بالادث‪ ،‬وف ‪ 20‬يونيو نسفت بعض الساكن ف حارة اليهود ف القاهرة‪ ،‬وكان ذلك ردا من‬ ‫مرت كب هذا الادث على مذب ة د ير يا سي ال ت ارتكب ها اليهود ف فل سطي ‪ ،9/4/1948‬و ف ‪ 19‬يول يو و قع‬ ‫نسف ملي شيكوريل وأوريكو‪ ،‬وكان ذلك ردا من مرتكب هذا الادث على إلقاء طائرة إسرائيلية ف ‪ 16‬يوليو‬ ‫قذيفة على أحد الحياء الفقية ف حي عابدين‪ ،‬فهدمت منازل كثية وقتلت عددا من السكان‪ ،‬وف ‪ 12‬نوفمب‬ ‫دمر انفجار آخر «شركة العلنات الشرقية» الت كانت مركز النشاط الصهيون ف ذلك الي‪ ،‬وحوادث أخرى‬

‫‪165‬‬

‫‪166‬‬

‫النقاط فوق الروف‪ -‬الخوان السلمون والنظام الاص ص‪ 260 :‬إل ‪.263‬‬ ‫ملة الصور عدد ‪ 27 ،2989‬ربيع الول ‪ 1402‬هـ‪.22/1/82 ،‬‬ ‫‪89‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫ل يسفر التحقيق فيها هي الخرى عن صلة الماعة أو مرشدها با»‪ .167‬هذا كلم فريد عبدالالق‪ ،‬ولكن كل‬ ‫هذه الحداث اعترف ممود الصباغ وأحد عادل كمال بقيام النظام الاص با‪.168‬‬ ‫‪ - 1 7‬بيان «ليسوا إخوانا وليسوا مسلمي»‪:‬‬ ‫حاول النظام الاص أن يرق أوراق قضية السيارة اليب‪ ،‬فكلف شفيق أنس بوضع قنبلة حارقة بانب دولب‬ ‫حفظ أوراق القضية‪ ،‬ولكن القنبلة أكتشفت‪ ،‬فأصدر حسن البنا ‪-‬رحه ال‪ -‬بيانا يتبأ فيه من العملية‪ ،‬بعنوان‬ ‫«ليسوا إخوانا وليسوا مسلمي» ويقول فيه‪ :‬إن الذين فعلوا هذا ليسوا إخوانا وليسوا مسلمي‪ ،‬وليستحقون‬ ‫شرف الواطنة الصرية‪.‬‬ ‫وف هذا يقول ممود الصباغ‪:‬‬ ‫«وقد هللت أجهزة الكومة مدعية أن الغرض كان نسف الحكمة‪ ،‬وبالغت أبواق التام تيئ الو للقضاء التام‬ ‫على الخوان ال سلمي‪ ،‬م ا اض طر الر شد العام إل إ صدار بيا نه (لي سوا إخوا نا ولي سوا م سلمي)‪ ،‬لي ساعد على‬ ‫تفيف حدة الضغط على الخوان‪ ،‬وهو أمر جائز شرعا ف الرب ويعد من خدعه‪ ،‬كما أوضحنا عند ذكر سرايا‬ ‫رسول ال @ لغتيال أعداء السلمي‪ ،‬ولكن الخ عبدالجيد أحد حسن ل ينتبه إل ذلك وتأثر بالبيان تأثرا قاده‬ ‫إل العتراف على إخوانه»‪.169‬‬ ‫ونن نتعجب من هذا التبير فليس من الدعة أن يكفر حسن البنا ‪-‬رحه ال‪ -‬أتباعه ويتبأ منهم‪.‬‬ ‫وا ستسمح القارئ عذرا ف أن أن قل أي ضا ب عض التفا صيل حول هذا البيان لعل نا أن نتوب عن هذا ال سلوب‬ ‫العوج الذي يضيع الدين والدنيا‪.‬‬ ‫ين قل ال ستاذ ممود عبدالل يم عن ال ستاذ م مد اللي ثي الذي كان م صاحبا للش يخ ح سن الب نا ‪-‬رح ه ال‪ -‬ف‬ ‫أيامه الخية مايأت‪:‬‬ ‫«وبعد أن وقع حادث ماولة نسف مكمة الستئناف الؤسف‪ ،‬والذي كان له أسوأ الثر ف نفس فضيلة الرشد‪،‬‬ ‫طلب مر عي من فضيل ته أن ي صدر بيا نا آ خر لنشره بال صحف يقول ف يه ب صراحة (إ نه يع تب أي حادث من هذه‬ ‫الوادث يقع من أي فرد سبق له التصال بماعة الخوان موجها إل شخصه وليسعه ‪-‬أي الستاذ البنا‪ -‬إل أن‬ ‫يقدم نف سه للق صاص‪ ،‬أو يطلب إل جهات الخت صاص تريده من جن سيته ال صرية ال ت لي ستحقها إل الشرفاء‬ ‫البرياء)‪.‬‬

‫الخوان السلمون ف ميزان الق ص‪.152 :‬‬ ‫النقاط فوق الروف‪ -‬الخوان السلمون والنظام الاص ص‪ 173 :‬إل ‪ ،189 ،188 ،179‬وأيضا‪ :‬حقيقة التنظيم الاص‬ ‫ودوره ف دعوة الخوان السلمي ص‪.312 ،287 – 285 ،268 -262 ،260 - 255 :‬‬ ‫حقيقة التنظيم الاص ودوره ف دعوة الخوان السلمي ص‪.452 :‬‬ ‫‪167‬‬

‫‪168‬‬

‫‪169‬‬

‫‪90‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫ولقد أوجد حادث ماولة نسف الحكمة جوا صالا مكن مرعي من الوصول إل مايريد من بيانات يريد الصول‬ ‫عليها‪ ،‬وقد صدر البيان موقعا عليه من فضيلته بعنوان «ليسوا إخوانا وليسوا مسلمي»‪.‬‬ ‫وت سلمت الكو مة البيان ولكن ها بدل من أن تنشره ف اليوم التال لادث ن سف الحك مة نشر ته ف اليوم التال‬ ‫لادث اغتيال الشيخ البنا‪ ،‬ث قدمته لهات التحقيق زاعمة أن الخوان السلمي هم الذين قتلوا شيخهم لصداره‬ ‫هذا البيان‪.‬‬ ‫ولعل هناك حكمة ليعلمها إل علم الغيوب ث مرعي بك ف أن يظل هذا البيان حبيسا شهرا كامل‪ ،‬وأن ليفرج‬ ‫عنه إل لكي تنشره إحدى الصحف («الساس» صحيفة السعديي) بالزنكوغراف تت عنوان «النار بدأت تأكل‬ ‫بعضها ‪-‬الرهابيون ينقلبون على شيخهم»‪.170‬‬ ‫وينقل أيضا الستاذ ممود عبدالليم عن أحد الرقباء على الصحف ف وزارة إبراهيم عبدالادي هذا النص من‬ ‫شهادته ف ماكمة قتلة حسن البنا رحه ال‪:‬‬ ‫«وبعد الادث بيوم أو بيومي على ما أذكر طلب منا إعطاء البيان للصحف لنشره على أساس أن يلقي ف‬ ‫الذهان أن الادث كان مرجعه إل تذمر بعض الخوان السلمي تذمرا أدى إل ارتكابم الادث»‪.171‬‬ ‫وهكذا أصدر حسن البنا ‪-‬رحه ال‪ -‬البيان الول وتنازل فيه كما اعترف الخوان أنفسهم طمعا ف الفراج عن‬ ‫العتقلي‪ ،‬ولكن الكومة استغلت البيان الذي صور أعداء السلم بصورة أولياء ال الصالي ف تطيم أعصاب‬ ‫عبدالجيد أحد حسن ‪-‬باعتراف الخوان‪ -‬حت أصبح أداة طيعة ف يد البوليس السياسي للعتراف على إخوانه‬ ‫أثناء تقيق الشرطة ث أثناء الحاكمة‪ .‬ث تنازل حسن البنا ‪-‬رحه ال‪ -‬مرة ثانية فأصدر البيان الثان «ليسوا إخوانا‬ ‫وليسوا مسلمي»‪ ،‬فأخرج تلميذه من السلم‪ ،‬ومن الطريف أن الخوان ليلون من قولم إنم ليكفرون أحدا‪.‬‬ ‫بل و سنرى صلح شادي ع ند تأييده ل سن مبارك يبر ذلك بأ نه ليكفره‪ ،‬و مع ذلك ات م ح سن الب نا ‪-‬رح ه‬ ‫ال‪ -‬شفيق أنس وسيد فايز ومن عاونما ف حادث ماولة نسف الحكمة بأنم ليسوا مسلمي‪ ،‬فهل أجدى ذلك‬ ‫شيئا؟ أبدا ل قد كان هذا البيان ك ما رأي نا حل قة ف سلسلة مؤامرة اغتيال ح سن الب نا ‪-‬رح ه ال‪ -‬وكان يراد به‬ ‫صرف النظار عن القتلة القيقيي وتوجيه الشك إل الخوان بأنم بدأوا يقتلون بعضهم بعضا‪.‬‬ ‫وربا يبذل الخوان قصارى جهدهم ف الدفاع عن شيخهم وتبير موقفه‪ ،‬وربا يستغل ضعاف النفوس فهم هذه‬ ‫البيانات لتأييد خط التراجع داخل الماعة‪ ،‬بل وربا يهاجوننا رغم أننا ل ننقل إل أقوالم‪ ،‬ولكن كل هذا ليس‬ ‫مايعنينا إنا الذي يعنينا ويهمنا هو استخلص العبة والدرس‪.‬‬

‫‪170‬‬

‫‪171‬‬

‫الخوان السلمون‪ -‬أحداث صنعت التاريخ ج‪ 2 :‬ص ‪.132 ،131‬‬ ‫الخوان السلمون‪ -‬أحداث صنعت التاريخ ج‪ 2 :‬ص‪.136 :‬‬ ‫‪91‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫ل يس هدف نا و صف فلن بكذا أو كذا من الو صاف‪ .‬إن ا هدف نا أن نن قل لخوان نا من شباب الر كة ال سلمية‬ ‫ولشباب الخوان خاصة‪ -‬هذه القائق الت مافتئنا نكررها‪ ،‬وهي أن الوار والتنازل للطاغوت لن ينصر دينا‬‫ولن يصلح دنيا‪.‬‬ ‫وهذا هو الدل يل من سية الخوان أنف سهم وبأقلم هم‪ ،‬ورغم هذا يندفعون ف ن فس الاو ية م صرين على‬ ‫أنم الركة الم‪ ،‬وأنم يتلكون الشرعية وحدهم‪ ،‬وفوق كل هذا أنم القادرون على ترويض التطرفي لو أتاح‬ ‫الطاغوت لم حرية الركة‪.‬‬ ‫‪ -1 8‬استنكار الجوم على حسن أب باشا‪:‬‬ ‫استنكرت قيادات الخوان ف الداخل والارج الجوم على حسن أب باشا رغم الصفحات الت سودوها عنه ف‬ ‫كتبهم عن التعذيب ف عهد عبدالناصر‪.‬‬ ‫فعقب الجوم عليه أصدر الخوان السلمون بيانا نشرته ملة الجتمع‪« :‬‬ ‫الخوان يستنكرون الادث‬ ‫وقد أصدر الخوان السلمون بيانا أعلنوا فيه استنكارهم للعنف طريقا للتعامل بي أبناء الوطن الواحد حكاما‬ ‫ومكوم ي‪ ...‬وقال البيان‪« :‬إن الع نف ليولد إل عن فا‪ ،‬وإن الوار بالك مة والوع ظة ال سنة ل و سبيل ال سلم‬ ‫كمـا جاء بذلك صـريح القرآن‪ ...‬كمـا يدعـو الخوان السـلمون ذوي الشأن وحلة القلم‪ ،‬أن يكبحوا جاح‬ ‫الن فس‪ ،‬وان ينتظروا ماي سفر ع نه التحق يق ف م ثل هذه المور‪ ،‬وأل يعلقوا كل مايدث على ش جب الماعات‬ ‫السلمية فرب «ملتح» ل صلة له بالسلم وإنا يبغي الفتنة‪»..‬‬ ‫ود عا البيان ج يع الواطن ي أن يكموا الع قل والتروي ف م ثل هذه المور ح ت لن صل إل ما لي مد عقباه من‬ ‫الفوضى والتربص‪ ،‬وكفى ال مصر شر هذا الصي‪.‬‬ ‫وكان عدد من نواب الخوان ف البلان قد أرسلوا برقيات للواء أبو باشا ف الستشفي ‪-‬نظرا لنع الزيارة له‪-‬‬ ‫يعلنون فيها رفضهم لسلوب الوار بالرصاص‪ ،‬ويتمنون له الشفاء‪ ،‬معربي أن أي خلف بينهم وبينه ليكن أن‬ ‫يصل إل هذا الد‪ ،‬ولكنه موكول إل ال أول ث إل القضاء العادل ليد الظال إل أهلها‪.172»....‬‬ ‫وقال حسن المل أحد قيادات الخوان وعضو ملس الشعب لجلة الجلة‪« :‬هذا الادث مفتعل كحادث المن‬ ‫الركزي ف العام الاضي الذي استقال بسببه وزير الداخلية السابق أحد رشدي‪ ،‬وأن أصابع خفية تلعب وراء هذه‬ ‫الحداث‪ ،‬ولأعتقد أن من فعل هذا الادث ‪-‬مه ما كا نت دواف عه‪ -‬إن سان عا قل‪ ،‬ومان شر عن أن من ارت كب‬ ‫الادث ها مسلمان ملتحيان ماولت ينسبونا إل التيار السلمي وهو منها بريء‪ ،‬لنه ليس هناك مسلم يؤيد‬ ‫مثل هذه الرية النكراء‪ ،‬وماحدث للواء حسن أبو باشا جرية يرفضها السلم وكل مسلم بل ويدينها»‪.‬‬

‫‪172‬‬

‫الجتمع‪ :‬مايو ‪ – 1987‬ص‪ ،28 :‬وأيضا العال ‪ 2‬شوال ‪ 1407‬هـ ‪ 20/5/87 -‬العدد ‪ 172‬ص‪.20 :‬‬ ‫‪92‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫وتسأله‪ :‬هل هناك ثأر بي حسن أبو باشا والتيار التطرف بسبب مواقفه التشددة تاه بعض الماعات السلمية‬ ‫ذات النشاط التصـاعد؟ فيقول‪« :‬إن الكو مة تلط بيـ التيار السـلمي مثل ف الخوان السـلمي وبيـ ب عض‬ ‫الماعات الخرى وتعتبهم اتاها واحدا‪ ،‬وف كل الحوال فأنا استبعد حت عن الماعات السلمية فعل هذا‬ ‫الادث‪ ،‬وأظن ها ماولت لضرب التيار ال سلمي‪ ،‬مثلهـا م ثل ماولة اثارة فت نة طائفيـة ف اليام الاضيـة وقبيـل‬ ‫النتخابات»‪.‬‬ ‫ويقول عصـام العريان‪« :‬إن هذا الادث غريـب على مصـر وعلى طبيعـة الشعـب الصـري‪ ،‬وفـ ظنـ أن اللواء‬ ‫حسن أبو باشا ليس أول ول أخر من سيوجه اليهم التام باساءة استخدام سلطاتم حت يبر مثل هذا الادث‪،‬‬ ‫وأنه حادث غي مقبول مهما قيل من أنه تصفية حسابات أو معالة لواقف سابقة‪ .‬وهي جرية نكراء‪ ،‬ليستطيع‬ ‫أي منصف أن يلتمس لا مبرا أو يدافع عنها‪ ،‬ورغم أنا جرية لا توصيفها القانون‪ ،‬فليأخذ القانون مراه‪ ،‬و ليلق‬ ‫فاعلو ها العقاب الذي ي ستحقونه‪ .‬وأرى أن هذا الادث ستكشف أ سراره اليام القبلة‪ ،‬ول كن ق يل أن مرت كبيه‬ ‫ملتحيان‪ ،‬ويرتديان جلبيب‪ ،‬ولذا أتساءل‪ :‬كيف يفعلون هذا؟ وهل من يرتكب هذا الادث بثل هذه الوصاف‬ ‫قادر على فعله؟ أم ل بد أن يلق ذق نه أول ويغ ي ملب سه ح ت لتو جه إل يه التامات؟ وح ي ق تل التيار التطرف‬ ‫الرئ يس الرا حل أنور ال سادات قتلوه ب عد حلق ليت هم‪ ،‬وكانوا مرتد ين الزي الع سكري‪ ،‬ولذا أتو قع أن تك شف‬ ‫اليام القبلة أسرار هذا الادث‪.173».‬‬ ‫أما سعيد العبد ال ف ملة الجتمع الكويتية فيأت بال تستطعه الوائل‪ ،‬فيقول‪« :‬لاذا حدثت هذه الحاولة؟‬ ‫ب عد النجاح ال كبي الذي أحرزه الخوان ال سلمون ف انتخابات ملس الش عب‪ ،‬أرادت ج هة ما سونية صليبية‬ ‫صهيونية‪ ،‬زعزعة ثقة رجل الشارع الصري بالماعة السلمية‪ ،‬بوضع قنابل حارقة ف مسية الماعة السلمية‪،‬‬ ‫حت تبعثر صفها‪ ،‬وتعصف بكيانا‪ ،‬وترك خفافيش القلم الترعة بالقد على الماعة السلمية‪.‬‬ ‫إن ماولة اغتيال وز ير الداخلية الصري السابق ماولة عفنة قدية‪ ،‬يلجأ إليها أعداء السلم‪ .‬ان شعار النسان‬ ‫السلم ﴿وجادلم بالت هي أحسن﴾‪ .‬لبد إل أن تشرق شس الق‪ ،‬وترق غدر الاكرين»‪.174‬‬ ‫أ ما مأمون الض يب فيقول‪« :‬إن نا ندد ماأعلناه ح ي ت العتداء على اللواء أ بو با شا من ا ستنكار لذا ال سلوب‬ ‫وإدان ته‪ .‬ولنقبله على الطلق‪ .‬و ف ن فس الو قت أي ضا لنق بل الرهاب الكو مي‪ ،‬فإرهاب الفراد مه ما بل غت‬ ‫خطورته ليكن إطلقا أن يساوي شيئا إل جانب الرهاب الكومي»‪.175‬‬

‫‪173‬‬

‫‪174‬‬

‫‪175‬‬

‫ملة الجلة‪ :‬العدد ‪ 5/87/ 19 - 13 ،279‬ص‪.19 :‬‬ ‫الجتمع‪ :‬عدد ‪ 23/6/87 - 822‬ص‪.49 :‬‬ ‫لواء السلم‪ :‬عدد ‪ ،11‬السنة ‪ ،45‬غرة رجب ‪ 1/91/ 17 ،1411‬ص‪.26 :‬‬ ‫‪93‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫بقيت كلمة أخية وهي أن حسن أبو باشا هو قاتل كمال السنانيي ‪-‬رحه ال‪ -‬وهذا معلوم لنا ولم‪.‬‬ ‫‪ -19‬قصة الضابط ممود عبده‪:‬‬ ‫وهذه القصة باختصار حت لنطيل‪ :‬أن النقيب ممود عبده كان من الخوان‪ ،‬وكان متطوعا ف حرب فلسطي‬ ‫وكان مشهودا له بالبطولة والفداء‪ ،‬فلما صدر أمر حل الخوان ف القاهرة أودع هو وإخوانه العتقل ف البهة‪،‬‬ ‫ول ا احتا جت القوات ال صرية لبطول ته لعجز ها عن ال ستيلء على الت بة ‪ ،86‬ذ هب إل يه القائد العام‪ ،‬وطلب م نه‬ ‫احتلل التبة فخرج هو وإخوانه واحتلوا التبة بعد بطولت واستشهادات‪ ،‬ث دخلوا إل السجن متارين طائعي‬ ‫والخوان يعتبون ا من مفاخرهم‪ ،176‬وأ نا أعتب ها دليل على الفلس العقائدي للقيادة ال ت سحت للحكو مة أن‬ ‫تستخدم جنودها لصلحتها ث تودعهم السجون مت شاءت‪.‬‬ ‫والعجيب أن هذه الفاهيم لزالت سارية ف الخوان‪ ،‬وسترد ‪-‬إن شاء ال‪ -‬أقوال صلح شادي الت يعتب فيها‬ ‫حسن مبارك إماما شرعيا لتوز منابزته‪.177‬‬ ‫والعبة يا أخي القارئ أن هذا هو مايريد الخوان أن يستغلوك لجله‪ ،‬تتطوع لحاربة أعداء الكومة‪ ،‬ث تدخل‬ ‫العتقل وقتما تشاء الكومة‪.‬‬ ‫فإذا أضفت هذا إل موقفهم من إخوانم قتلة الازندار ومن أخيهم عبدالجيد أحد حسن قاتل النقراشي ث‬ ‫موقفهم التخبط من جال عبدالناصر وعصابته ث موقفهم من أنور السادات وحسن أبو باشا وحسن مبارك‬

‫‪178‬‬

‫لعلمت ماذا يريد قادة الخوان منك!!‬ ‫وبعد هذه الولة الضنية ف هذا الطوفان الذي أتى على حركة الخوان لن أزيد ف هذا الفصل شيئا إل قولة حق‪،‬‬ ‫انطلقت من بقية الي ف الخوان‪ ،‬وماأشبههم بالنبض الكدود ف جسد الريض الشرف على اللك‪.‬‬ ‫صوت ليستطيع الخوان أن ينكروه أو أن يتهموه أو يشوهوه‪ ،‬إنه صوت من ذلك البيت الطاهر الؤمن الثابت‬ ‫بيت آل قطب على شهدائهم رحة ال‪.‬‬

‫‪176‬‬

‫ممود الصباغ‪ :‬الصدر الذكور ص ‪.397 ،396 ،387 ،385‬‬

‫‪ 1 7 7‬الباب الثان‪ :‬الصاد الر‪ -‬مواقف الخوان مع الكومات ف مصر خلل ستي عاما‪ /‬الفصل الثان‪ :‬الخوان والكام‪ /‬الطلب‬ ‫الامس‪ :‬الخوان وحسن مبارك‪.‬‬ ‫الباب الثان‪ :‬الصاد الر‪ -‬مواقف الخوان مع الكومات ف مصر خلل ستي عاما‪ /‬الفصل الثان‪ :‬الخوان والكام‪.‬‬ ‫‪178‬‬

‫‪94‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫صوت الؤمنة التقية النقية الصابرة الحتسبة السيدة الليلة‪ /‬أمينة قطب ف قصيدتا الزينة‪ ،‬الت أهدتا إل روح‬ ‫شقيقها الستشهد تت لواء «ل إله إل ال» الستاذ‪ /‬سيد قطب ‪-‬رحه ال‪ -‬ف «ذكراه»‪ ،179‬نتار منها هذه‬ ‫البيات ‪-‬والقصيدة بأكملها قد أثبتناها ف مقدمة الكتاب‪ -‬تقول السيدة الفاضلة للخ الشهيد‪:‬‬ ‫أخـي إنـه لديـث يطـــول‬

‫وفـيه السـى وعميق الشـجـون‬

‫رأيـت تبـدل خـط الـــداة‬

‫با نـالـم من عنـاء السنـيــن‬

‫فمـالوا إل هدنـة الســتكيـن‬

‫ومـدوا الـسـور مـع الجرمـي‬

‫رأوا أن ذلـك عـي الصــواب‬

‫ومادونـه عقبـات الطريــــق‬

‫بتـلك الشـورة مـال السفيــن‬

‫تأرجـح ف سـيه كالغريـــق‬

‫وف لـة اليــم تيـه يطـــول‬

‫وظلـمة ليـل طويـل عميـــق‬

‫حزنت لـا قـد أصـاب السيـر‬

‫وما يلـك القـلب غـي الدعـاء‬

‫بـأن ينقـذ اللـه تلـك السـفي‬

‫ويـمــي ربـانـا مـن بـلء‬

‫وأن يـحذروا مـن ضـلل السي‬

‫وما يدبر طي الفـــــــاء‬

‫ترى هل يعودون أم أنـــــم‬

‫يظنون ذلك خط النجـــــاح‬

‫وف وهـهم أن مد الســــور‬

‫سيمضي بآمالم للفـــــلح‬

‫وينسون أن طريق الكفـــــاح‬

‫به الصــدق والفوز رغم الـراح‬

‫ونن ننادي مع السيدة الفاضلة‪ :‬ترى هل يعودون أم أنم‪.....‬؟؟‬

‫ملة الجتمع العدد ‪ -883‬السنة التاسعة‪ -‬الثلثاء ‪ 9‬صفر ‪ 1409‬هـ ‪ 20‬سبتمب ‪ 1988‬ص‪ -43 :‬قصيدة بعنوان «خواطر‬ ‫إل سيد ف ذكرى استشهاده»‪.‬‬ ‫‪179‬‬

‫‪95‬‬


‫الحصاد المر‬

‫الفصل الثان‬ ‫الخوان والكام‬ ‫‪96‬‬


‫الحصاد المر‬

‫الطلب الول ‪:‬‬

‫الخوان واللك‬ ‫‪ -1‬إظهار التأييد للملك ف صحف الخوان ورسائلهم والعديد من مواقفهم‪:‬‬ ‫ل يَ ُكفّ الخوان عن إظهار تأييدهم للملك منذ أن كونوا جعيتهم ف الساعيلية رغم مادبره اللك ضدهم‪.‬‬ ‫وعن بداية هذه العلقة يذكر الشيخ البنا ف مذكراته أنه ف فترة وجود الماعة بالساعيلية وشى به البعض لدي‬ ‫ال سلطات واتموه بال سب ف الذات اللك ية‪ ،‬وث بت من التحق يق بطلن الته مة‪ ،‬وأن الب نا كان يلي على طلب ته‬ ‫موضوعات ف الثناء على اللك‪ ،‬ويعدد مآثره‪ ،‬ك ما أ نه د فع العمال يوم مرور اللك بال ساعيلية إل تي ته‪ ،‬وقال‬ ‫لم‪“ :‬لزم تذهبوا إل الرصفة وتيوا اللك حت يفهم الجانب ف هذا البلد أننا نترم ملكنا ونبه‪ ،‬فيزيد احترامنا‬ ‫لنـ يكتـب أحـد رجال البوليـس تقريرا بذه الناسـبة يقترح فيـه تشجيـع الكومـة‬ ‫عندهـم”‪ .‬وكان ذلك دافعا ّ‬ ‫للجماعة وتعميم فروعها ف البلد لن ف ذلك “خدمة للمن والصلح”‪.180‬‬ ‫أ ما عن دعوة الل فة فإن جريدة الخوان ال سلمي قد نادت ب ا لفاروق ف ماولة ا ستغلل مابدا من م يل لد يه‬ ‫للد ين ل صال دعوتم‪ .181‬و قد طالب كث ي من الكام الرتد ين بالل فة ال سلمية لنف سهم ب عد إلغاء الل فة‬ ‫العثمانية رسيا عام [‪ ،]1924‬كان منهم اللك فؤاد ث ابنه فاروق‪ ،‬وكلها كان يكم بقتضى دستور [‪]1923‬‬ ‫العلمان‪.‬‬ ‫وأمام ازدياد نشاط البشر ين وق عت الما عة خطابا إل اللك فؤاد سنة [ ‪ ]1 9 3 3‬تطلب ف يه و ضع حد‬ ‫لذا النشاط‪ ،‬واختتمت نداءها بكلمة‪“ :‬لزلتم للسلم ذخرا‪ ،‬وللمسلمي حصنا“ ‪.1 8 2‬‬ ‫مذكرات الدعوة والداعية ‪ -‬ص ‪ ،87‬الركة السياسية ف مصر ‪ 1952 - 1945‬ص ‪.43‬‬ ‫الخوان السلمون (‪« 18/3/1938 )1356‬اللفة جامعة السلمي موحدة لهودهم»‪.‬‬ ‫الخوان السلمون ‪ -‬العدد ‪ 27 - 6‬ربيع أول ‪« )1933( 1352‬إل جللة اللك» بقلم توفيق علي حسن‪ ،‬ريتشارد ميتشيل ‪-‬‬ ‫الخوان السلمون ‪ -‬ترجة عبدالسلم رضوان ‪ -‬مكتبة مدبول ‪ -1977‬ص‪.46 :‬‬ ‫‪180‬‬

‫‪181‬‬

‫‪182‬‬

‫‪97‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫وعندمـا مات فؤاد رثتـه صـحيفة الخوان بقال بعنوان [مات اللك ييـا اللك] كان الغرض مـن ورائه هـو‬ ‫جذب عطـف ول عهده اللك الديـد ‪-‬فاروق الذي كان يتول رعايتـه رجـل دينـ هـو الشيـخ الراغـي‪ -‬على‬ ‫أسلوب الماعة ودعوته للتمسك بالتقاليد السلمية الت كان ‪-‬كما ذكر القال‪ -‬يتحلى با والده ‪ ،1 8 3‬وكما‬ ‫والت ال صحيفة ن شر عدة مقالت تدور حول هذا الغرض ت صف في ها فاروق‪“ :‬ب سمو الن فس وعلو ال مة وأداء‬ ‫فرائض ال واتباع أوامره‪ ،‬واجتناب نواهيه” ‪.1 8 4‬‬ ‫وت ت عنوان [جللة الفاروق ال ثل العلى لم ته] تولت جريدة الخوان السلمي مه مة تعبئة الرأي العام ولفت‬ ‫نظره إل خطوات فاروق الدينية‪ ،‬ف تبي ك يف ملك قلوب رعي ته بغي ته على الد ين‪ ،‬وتصف ا ستقبال الماه ي له‬ ‫و هو ف طري قه إل م سجد أ ب العلء لتأد ية ال صلة ودعوات م له وهتافات م بيا ته‪ ،‬وتن قل ب عض اللقاءات‪ ،‬وتأ ت‬ ‫بالقصـص التـ تنـم على أن هناك مـن البناء الفاسـدين مـن قـد قوموا وعرفوا طريـق السـاجد وانصـرفوا إليهـا‪،‬‬ ‫والسبب أنم اتذوا من اللك السوة السنة‪ ،‬وبالتال اعتبته الثل العلى لمته‪.185‬‬ ‫ويكتب حسن البنا ‪-‬رحه ال‪ -‬تت عنوان [حامي الصحف] ليثبت العن وينشر الدعوة‪ ،‬فيذكر أنه أثناء رحلة‬ ‫فاروق لل صعيد أخرج أ حد الرافق ي له ف صا أثر يا‪ ،‬وقال إ نه الذي يلب له ال ظ وال ي‪ ،‬وأخرج آ خر مفتاحا‬ ‫وادعى مثل هذه الدعوى‪ ،‬فما كان من فاروق إلّ أن أخرج مصحفا وقال ‪“ :‬إن هذا هو مفتاح كل خي عندي”‪.‬‬ ‫ويصل زعيم الخوان إل أنه إذا كان قد ضم القرآن إل قلبه ومزج به روحه‪ ،‬فإنه ل يدم نفسه ف الدنيا والخرة‬ ‫فحسب‪ ،‬ولكنه بذلك يضمن لصر “حسن التوجيه ويول بينها وبي العناد ويقيمها على أفضل الناهج ويسلك با‬ ‫أقرب الطرق إل كـل خيـ‪ ،‬وهـو فـ الوقـت نفسـه يضمـن ولء أربعمائة مليون مـن السـلمي فـ آفاق الرض‪،‬‬ ‫وتشرئب أعناقهم‪ ،‬وتفو أرواحهم إل اللك الفاضل الذي يبايعهم على أن يكون حاميا للمصحف‪ ،‬فيبايعونه على‬ ‫أن يوتوا بي يديه جنودا للمصحف‪ ،‬وأكب الظن أن المنية الفاضلة ستصي حقيقة ماثلة‪ ،‬وأن ال قد اختار لذه‬ ‫الداية العامة الفاروق‪ ،‬فعلى بركة ال ياجللة اللك ومن ورائك أخلص جنودك“‪.186‬‬ ‫وف التاسع والعشرين من يوليو [‪ ]1937‬انتهت الوصاية على فاروق حيث بلغت سنه ثانية عشر عاما قمرية‪،‬‬ ‫وأ صبح ملكا ر سيا على البلد‪ ،‬وع قد الخوان مؤتر هم الرا بع للحتفال بذه الذكرى وحشدوا عشر ين ألفا أو‬ ‫يزيد ‪-‬تشاركهم جاعة الشبان السلمي‪ -‬من فرق الرحالة (الوالة) ووفود شعبهم ف القاليم‪ ،‬وهتفوا ببايعتهم‬ ‫للملك العظم مع هتافات إسلمية‪ ،‬ول يدث مايعكر صفو الظاهرات‪.‬‬

‫‪ 183‬الخوان السلمون‪ -‬العدد ‪ 14( 4‬صفر سنة ‪« )5/5/1936( )1355‬مات اللك ييا اللك»‪.‬‬ ‫‪ 184‬الخوان السلمون‪ -‬العدد ‪ 28( 6‬صفر سنة ‪« )19/5/1936( )1355‬الناس على دين ملوكهم» بقلم طاهر العرب‪.‬‬ ‫الخوان السلمون‪ -‬العدد ‪ 19 -10‬ربيع أول ‪« )16/6/1936( 1355‬جللة فاروق الثل العلى لمته» بقلم طاهر العرب‪.‬‬ ‫الخوان السلمون (‪( 9/2/1937 )1356‬حامي الصحف) بقلم حسن البنا رحه ال‪.‬‬ ‫‪185‬‬

‫‪186‬‬

‫‪98‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫وانمر سيل الخوان إل ساحة قصر عابدين رافعي أعلمهم يهتفون‪“ :‬ال أ كب ول المد‪ ،‬الخوان السلمون‬ ‫يبايعون اللك العظم‪ ،‬نبايعك على كتاب ال وسنة رسوله“‪.187‬‬ ‫وجاء زواج اللك سنة [‪ ]1938‬ليحدث مايعكر صفو العلقات بي جاعة الخوان واللك‪ ،‬فقد اعتكفت عن‬ ‫الشاركة ف حفل الزواج لا حدث به من اختلط ورقص وخور ف وقت ينادونه فيه بأمي الؤمني‪ ،‬وألقت اللوم‬ ‫ف ذلك على الش يخ الرا غي‪ ،‬وطالب ته بالرص على الل قب و حض اللك والكو مة على ت طبيق شري عة ال سلم‪،‬‬ ‫ل كن الما عة مع ذلك أعل نت عن عدم تلي ها عن تأي يد اللك وال سعي م عه لتحق يق أمن ية الل فة‪ ،‬وأعل نت‬ ‫صحيفتهم أنم يهبونه الروح‪.188‬‬ ‫ونشرت جريدة الخوان ف هذه الفترة عدة مقالت لكتاب تابع ي للملك و قد ل قب أحد هم نف سه ب ـ “الحرر‬ ‫العرب بالديوان اللكي السلمي”‪.189‬‬ ‫وكان الخوان قريـب عهـد بالروج إل العترك السـياسي‪ ،‬فدعوا إل إلغاء الحزاب السـياسية‪ ،‬واسـتعدوا‬ ‫لصومتهم‪ ،‬لكنهم ف الوقت نفسه أكّدوا استمرار علقتهم بالقصر الذي لقى ف دعوتم استحسانا‪ ،‬لا ستؤدي‬ ‫إل يه من تو سيع سلطانه‪ ،‬فتن شر جريدة النذ ير ف عدد ها الول مايؤ كد ذلك ح يث يقول الب نا ف نا ية القال‬ ‫الفتتاحي‪“ :‬وإنّ لنا ف جللة اللك السلم أيده ال أملّ مققاّ”‪.190‬‬ ‫و من الل حظ أ نه ف الو قت الذي ساءت ف يه عل قة فاروق بوزارة م مد ممود‪ ،‬انقلب الخوان علي ها‪ ،‬وكان‬ ‫واضحا تعاطف هم مع علي ما هر ورغبت هم ف تول يه ال سلطة‪ ،‬واع تبوا أن ال سبيل للح كم ال صال إلغاء الحزاب‪.‬‬ ‫ويك تب ح سن الب نا ‪-‬رح ه ال‪ -‬ف النذ ير مقال بعنوان [إل مقام صاحب الللة اللك فاروق الول] ير فع ف يه‬ ‫الر شد العام الرجاء للملك بناء على ال هر بال ق وتقد ي الن صيحة‪ ،‬و ببي حا جة م صر إل الوحدة وال ستقرار‪،‬‬ ‫وي س الو تر ال ساس لدي فاروق‪ ،‬فيش ي إل أن م صر زعي مة للعال ال سلمي‪ ،‬وعل يه ل بد أن تكون القدوة‪،‬‬ ‫والسلم ل يعرف الفرقة‪ ،‬ول يقر الصومة والتمزق‪ ،‬ويستشهد باليات القرآنية والحاديث النبوية‪.191‬‬ ‫وتغال جريدة الخوان السلمي ف مدح فاروق‪ ،‬بل قد وصل المر بالصحيفة إل التغن بكارمه والشادة إل‬ ‫تأثر رجال الوعظ والرشاد به وقولم الشعر فيه رغم أنم ل يصوغونه إلّ لدافع قوي يتصل بهمتهم ف المر‬ ‫بالعروف والنهي عن النكر‪ ،‬هذا الشعر الذي يعب عن رجاء أن يُظل التاج الصري يوما المم العربية والعجمية‪،‬‬ ‫مذكرات الدعوة والداعية ص‪ ،237 -235 :‬الخوان السلمون لريتشارد ميتشيل ص‪.47 :‬‬ ‫الخوان السلمون‪ -‬العداد ‪ 31 ،30‬ف ‪« 1/1938/ 28 ،21‬هدية الخوان السلمي إل عرش مصر»‪« ،‬إل الستاذ الكب‬ ‫أهكذا تكون إمارة الؤمني؟» بقلم ممد الشافعي‪.‬‬ ‫الخوان السلمون ‪ -‬عدد ‪ 59/60‬ف ‪.9/9/1938‬‬ ‫الركة السياسية ف مصر ‪ 1952 -1945‬ص‪.48 :‬‬ ‫فاروق وسقوط اللكية ف مصر (‪ )1952 - 1936‬ص‪ -701 ،700 :‬نقلتها عن‪ :‬النذير عدد ‪ 2‬ف ‪ 6‬ربيع آخر ‪( 1357‬‬ ‫‪ )1938‬ص‪.4 :‬‬ ‫‪187‬‬

‫‪188‬‬

‫‪189‬‬

‫‪190‬‬

‫‪191‬‬

‫‪99‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫ويستعيد السلم مده‪ ،‬وتنتهي إل أن الخوان السلمي يعقدون المال على اللك ف خدمة السلم‬ ‫والسلمي‪.192‬‬ ‫وت ت عنوان [الفاروق ي يي سنة اللفاء الراشد ين] ل تع تبه النذ ير مرد خلي فة‪ ،‬ولكن ها أ صرت على أ نه ي يي‬ ‫سنة اللفاء الراشد ين‪ ،‬وذلك على إ ثر خطب ته ف رمضان‪ ،‬وال ت حلت ب ي طيات ا الترض ية للجما عة في ما ي تص‬ ‫بالسعي لي مصر والمم السلمية‪.193‬‬ ‫ويلحـق الخوان تركات فاروق‪ ،‬فحيـ يتقرر عودتـه إل القاهرة‪ ،‬يصـدر مكتـب الرشاد العام أمره إل جيـع‬ ‫الفروع ف القال يم‪ ،‬لي صطف العضاء بأعلم هم وجوالت هم على الحطات ال ت ي قف في ها القطار الل كي “لداء‬ ‫فروض الولء والحتفاء بالطلعة الحبوبة”‪.194‬‬ ‫ويكتب حسن البنا ‪-‬رحه ال‪ -‬تت عنوان [ملك يدعو‪ ،‬وشعب ييب‪ .‬إل جللة اللك الصال فاروق الول‬ ‫من الخوان السلمي] مواصل جهوده ليعتمد فاروق على الماعة‪ ،‬فيفع إليه صورة من الظاهر الت ل تتفق مع‬ ‫السلم من بؤر المور ودور الفجور وصالت الرقص وأندية السباق والقمار والرأة السافرة التبجة‪ ،‬وكيف أن‬ ‫حدود ال معطلة‪ ،‬ويطلب منه أن يصدر أمرا ملكيا بألّ يكون ف مصر السلمة إ ّل مايتفق مع السلم “فإنه مائة‬ ‫ألف شاب مؤمن تقي من شباب الخوان السلمي ف كل ناحية من نواحي القطر‪ ،‬ومن ورائهم هذا الشعب‪،‬‬ ‫كلهم يعملون ف جد وهدوء ونظام يترقبون هذه الساعة‪ ...‬إن النود على تام الهبة‪ ،‬وإنّ الكتائب معبأة وقد‬ ‫طال با أمد النتظار”‪.195‬‬ ‫ويأت حادث ‪ 4‬فباير [‪ ،]1942‬وفيه فرض النليز على اللك أن يول الوزارة للوفد بقوة السلح‪ ،‬وتزداد‬ ‫كراهية الخوان للوفد‪ ،‬ولكن اللك ل يسترح لسن البنا ‪-‬رحه ال‪ -‬الذي استخدم سياسة منتصف العصا بي‬ ‫الوفد واللك‪ ،‬وأدرك فاروق ذلك‪ ،‬ومن ث تصرف الرشد العام بسرعة‪ ،‬وبإعادة إصدار صحيفة الخوان ف [‬ ‫‪ ]29‬أغسطس[‪ ،]1942‬يتصدر الغلف صورة فاروق وف يده السبحة‪ ،‬ويذهب وفد برئاسة حسن البنا ‪-‬رحه‬ ‫ال‪ -‬إل قصر عابدين لرفع هذا العدد “إل صاحب الللة اللك الحبوب أيده ال”‪ ،‬وتتكرر نفس الصورة مرة‬

‫‪192‬‬

‫‪.8‬‬

‫فاروق وسقوط اللكية ف مصر (‪ )1952 - 1936‬ص‪ -701 ،700 :‬نقلتها عن‪ :‬النذير عدد ‪ 42‬ف ‪ 26‬يناير ‪ 1937‬ص‪:‬‬

‫فاروق وسقوط اللكية ف مصر (‪ )1952 - 1936‬ص‪ -701 ،700 :‬نقلتها عن‪ :‬النذير عدد ‪ 24‬ف ‪ 15‬رمضان ‪( 1357‬‬ ‫‪ )1938‬ص‪.1 :‬‬ ‫‪ 194‬فاروق وسقوط اللكية ف مصر (‪ )1952 - 1936‬ص‪ -701 ،700 :‬نقلتها عن‪ :‬النذير عدد ‪ 30‬ف ‪ 4‬ذي القعدة ‪( 1357‬‬ ‫‪ )1939‬ص‪.6 :‬‬ ‫فاروق وسقوط اللكية ف مصر (‪ )1952 - 1936‬ص‪ -701 ،700 :‬نقلتها عن‪ :‬النذير عدد ‪ 2‬مرم ‪ )1939( 1358‬ص‪:‬‬ ‫‪.3‬‬ ‫‪193‬‬

‫‪195‬‬

‫‪100‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫ثانية مع الحتفال بعيد الجرة‪ ،‬ومرة ثانية وهو ملتح وكتب تتها “القدوة الصالة”‪ .196‬وراحت بعض القلم‬ ‫تسطر عن تاريخ ممد علي ومآثره‪.197‬‬ ‫ويرأس حسن البنا ‪-‬رحه ال‪ -‬وفدا من الركز العام‪ ،‬ويسافر به إل القصاصي عقب حادثة اللك‪ ،‬وتنتقل إليها‬ ‫وفود من شعب القاليم وفرق الوالة‪ ،‬وتصفهم صحيفة الخوان بأنم “يدوهم جيعا شعورهم نو مليك البلد‬ ‫حفظه ال وعجل له بالعافية وسرعة الشفاء”‪ ،198‬وتشيد بفاروق عندما ترك الحتفال بعيد ميلده وذهب إل‬ ‫الصعيد “يواسي النكوبي منه ويزور الفقراء العدمي ويصلهم بعطفه وبره”‪.199‬‬ ‫بذه ال صورة أث بت الخوان ولء هم للملك حر صا من هم على الحاف ظة على الرض ال ت اكت سبوها‪ ،‬وإيانا بأن‬ ‫الكومات غي مستقرة ولكن العرش ثابت‪.200‬‬ ‫وبإقالة الوزارة الوفدية تغي الوضع‪ ،‬ول يعد هناك تنازع بي اللك وحكومته‪ ،‬وكان على الخوان النعطاف‬ ‫كلية نو القصر والصول على الساندة اللكية‪ ،‬وراحت صحيفة الخوان تظهر رياءها للملك‪ ،‬فتنتهز فرصة عيد‬ ‫ميلده [ ‪ ]1 9 4 5‬فيحمل غلفها صورته ‪ ،2 0 1‬وتسطر بأن عيد اللك هوعيد الشعب‪ ،‬وأن الب الذي يكنه له‬ ‫هذا الش عب ل ين حه لغيه من قبل ‪ ،2 0 2‬ويش يد ح سن الب نا ‪-‬رح ه ال‪ -‬ف مقاله [رحلة الجاز] بالقابلة ب ي‬ ‫فاروق وابن سعود‪ ،‬ويبعث ببقية باسم الخوان إل رئيس الديوان لرفعها للملك يهنئه فيها بسلمة العودة وأنه‬ ‫“يعز السلم والعروبة بالفاروق العظيم” ‪.2 0 3‬‬ ‫وف عريضة بعث با حسن البنا ‪-‬رحه ال‪ -‬إل الفاروق ف ناية يونيو [‪ ]1945‬يطالبه بإلغاء الحكام العرفية‬ ‫ويتمها بقوله‪“ :‬وهي فرصة سانة لصر الديثة تت لواء الفاروق أن تنهض من جديد بعبء الرسالة السلمية‬ ‫الشرقة”‪.204‬‬

‫الخوان السلمون عدد ‪ 1‬ف ‪ 29‬أغسطس ‪ ،1942‬عدد ‪ 12‬سبتمب ‪ 1942‬ص‪ ،3 :‬عدد ‪ 11‬ف ‪ 23‬يناير ‪ ،1943‬عدد‬ ‫‪ 14‬ف ‪ 20‬مارس ‪.1943‬‬ ‫‪ 197‬الخوان السلمون عدد ‪ 4‬ف ‪ 10‬أكتوبر ‪ 1942‬ص‪.4 ،3 :‬‬ ‫الخوان السلمون عدد ‪ 24‬ف ‪ 11‬ديسمب ‪ 1943‬ص‪.2 :‬‬ ‫الخوان السلمون عدد ‪ 29‬ف ‪ 26‬فباير ‪ 1944‬ص‪.3 :‬‬ ‫‪ 200‬فاروق وسقوط اللكية ف مصر (‪ )1952 - 1936‬ص‪.701 ،700 :‬‬ ‫‪ 201‬فاروق وسقوط اللكية ف مصر (‪ )1952 - 1936‬ص‪.703 ،702 ،701 :‬‬ ‫‪ 202‬الخوان السلمون عدد ‪ 53‬ف ‪ 2/1945/ 14‬ص‪.2 :‬‬ ‫‪196‬‬

‫‪198‬‬

‫‪199‬‬

‫الخوان السلمون عدد ‪ 5 3‬ف ‪.2 / 19 4 5 / 1 4‬‬ ‫‪ 204‬الخوان السلمون عدد ‪ 62‬ف ‪ 28‬يونيو ‪ 1945‬ص‪.4 :‬‬ ‫‪203‬‬

‫‪101‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫وبنا سبة لقاء فاروق با بن سعود تش يد بهود الول ف تدع يم النه ضة ال سلمية وبناء الام عة العرب ية‪ ،‬وتت صدر‬ ‫صوره مع الضيوف العرب صفحاتا‪.205‬‬ ‫وبناسبة تول صدقي للوزارة يقف زعيم الخوان ف الامعة ليوجه الشكر للملك على استقالة النقراشي‪ ،‬ويشيد‬ ‫برئيس الوزراء الديد‪.206‬‬ ‫وتضي صحيفة الخوان ف طريقها‪ ،‬فيبعث الرشد العام برسالة إل اللك‪ .‬عندما بدأت الفاوضات ‪-‬مفاوضات‬ ‫اللء بي صدقي والنليز‪ -‬مشيا إل أنه معقد المال والرجاء‪.207‬‬ ‫واستمرت الجلة على نجها واحتلت صور فاروق أغلفتها‪ ،‬وهو قائم يصلي‪ ،‬وهو يستمع إل آيات الذكر‬ ‫الكيم‪ ،‬وهو يتفل بالناسبات الدينية‪ ،‬وتقيم فرق الوالة الحتفالت بالناسبات اللكية‪ ،‬ويطب الرشد العام‬ ‫ليهنئ ويدعو أن يعز بالفاروق السلم‪.208‬‬ ‫وقامـت حرب فلسـطي‪ ،‬فتنشـر صحيفتهم صورة فاروق بلبسـه العسـكرية‪ ،‬وتتبـع حركاتـه فـ البهـة ولقائه‬ ‫بالعسكريي وحديثه معهم‪ ،‬وزيارته للجرحى ف الستشفيات العسكرية‪.209‬‬ ‫وتكتب بناسبة ذكرى تول فاروق سلطاته الدستورية تقول‪“ :‬إذا كانت الحداث الاضية وعلى رأسها الرب ث‬ ‫يوم ‪ 4‬فباير الشؤم قد أظهرت وطنية اللك الفدى ف أحلى صورة‪ ،‬فقد كللت معركة فلسطي هامته بفخار‬ ‫تزهو به مصر‪ ،‬ويباهي به التاريخ‪ ،‬قدنا يامولي ماشئت‪ ،‬فالمة من ورائك وال من حولك خي حافظ وأقوى‬ ‫معي”‪ .210‬هذا ف الوقت الذي كان فيه فاروق متورطا ف قبض عمولت من صفقة السلحة الفاسدة للجيش‬ ‫الصري بفلسطي وكانت القضية منظورة أمام الحاكم‪ ،‬وكان فاروق ف هذا الوقت ‪-‬منتصف [‪ -]1948‬قد‬ ‫بلغ الغاية ف الجون والفجور وقد شاعت فضائحه الخلقية ف شت أناء مصر‪.‬‬ ‫وير سل ح سن الب نا ‪-‬رح ه ال‪ -‬على صفحات النذ ير ف[‪ ]8‬الحرم [‪1358‬ه ـ] هذه الر سالة إل فاروق ال ت‬ ‫و صفتها ملة الدعوة في ما ب عد ب ـ [الكلمات الالدة]‪“ :‬أعت قد يا صاحب الللة أن الخلص لل سلم والعرش‬ ‫والوطن يفرض عليّ أن أضع تت نظركم السامي صورة مصغرة جدا من الظاهر العجيبة الت تتناف مع السلم”‬ ‫ث يقول أيضا‪“ :‬يا صاحب الللة‪ ،‬حدود ال معطلة لتقام‪ ،‬وأحكامه مهملة ليعمل با ف بلد ينص دستوره على‬ ‫‪ 205‬الخوان السلمون عدد ‪ 85‬ف ‪ 12/1/46‬ص‪ ،2 :‬عدد ‪ 19/1/1946 86‬ص‪.2 :‬‬ ‫‪206‬‬

‫‪207‬‬

‫‪208‬‬

‫فاروق وسقوط اللكية ف مصر ( ‪ )1 9 5 2 -1 9 3 6‬ص‪.705 :‬‬ ‫الخوان السلمون عدد ‪ 100‬ف ‪ 4/1946/ 30‬ص‪ ،3 :‬فاروق وسقوط اللكية ف مصر ص‪.705 :‬‬ ‫الخوان السلمون العداد ‪ ،120 ،114 ،111‬ف ‪ -28/9/1946 ،10/8 ،7/ 20‬الغلفة‪ ،‬فاروق وسقوط اللكية ف مصر‬

‫( ‪ )1 9 5 2 -1 9 3 6‬ص‪.706 :‬‬ ‫الخوان السلمون عدد ‪ 200‬ف ‪ -22/5/1948‬الغلف‪ ،‬عدد ‪ 205‬ف ‪ -26/6/1948‬الغلف‪ ،‬عدد ‪ 673‬ف ‪ 8‬يوليو‬ ‫‪ 1948‬ص‪ ،1 :‬عدد ‪ 677‬ف يوليو ‪ 1948‬ص‪.2 :‬‬ ‫الخوان السلمون عدد ‪ 689‬ف ‪.30/7/1948‬‬ ‫‪209‬‬

‫‪210‬‬

‫‪102‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫أن دينه هو السلم” و يسترسل ف وصف الفاسد ث يتم رسالته بقوله‪“ :‬قلها كلمة منقذة‪ ،‬واصدره أمرا ملكيا‬ ‫كريا‪ ،‬أ ًل يكون ف مصر السلمة إ ّل مايتفق مع السلم”‪.211‬‬ ‫ول تنسـى ملة الدعوة تنئة فاروق بعيـد جلوسـه على العرش فعلى غلف العدد [‪ ]15‬تظهـر صـورة اللك فـ‬ ‫وسط الصفحة وبانبها كتبت الجلة‪“ :‬عيدان سعيدان احتفل يوم الحد الاضي ف جيع أناء وادي النيل بعيد‬ ‫جلوس حضرة صاحب الللة اللك فاروق الول على عرش أجداده العتيد‪....‬‬ ‫كما احتفل بزواج جللته بضرة صاحبة الللة اللكة ناريان‪.....‬‬ ‫والدعوة إذ تتقدم بعظيم التهنئة بالعيد ين‪ ،‬تبت هل إل ال العلى الكبي أن يفظ ذات اللك‪ ،‬وأن يعل أيامه كلها‬ ‫أعيادا سعيدة‪ ،‬وأن يعزه بالسلم‪ ،‬ويعز السلم به”‪.212‬‬ ‫هذا الدعاء ف الوقت الذي كانت الظاهرات تتف فيه ضد مباذل فاروق‪ ،‬حت لقد هتفت الماهي عندما طلق‬ ‫زوجته الول “خرجت الطهارة من بيت الدعارة”‪ ،‬ولكن ملة الدعوة أيضا ف السنة التالية ل تفوت فرصة عيد‬ ‫اللوس اللكي‪ ،‬ففي العدد [‪ ]64‬وقبيل انقلب يوليو بوال شهرين ونصف تظهر صورة فاروق على الصحفة‬ ‫الول وبانبها كتبت الجلة‪“ :‬عيد اللوس اللكي‪ ،‬تتفل مصر اليوم بعيد جلوس حضرة صاحب الللة فاروق‬ ‫الول ملك مصر والسودان على عرش آبائه وأجداده‪ ،‬ونن إذ نرفع إل مقام صاحب الللة اللك وإل السرة‬ ‫الالكة الكرية أجل تانينا‪ ....‬ندعو ال ملصي أن ييء هذا العيد اليمون ف العام القبل ووادي النيل يرفل ف‬ ‫حلة قشيبة من حلل الرية القة والستقلل الكامل والوحدة النشودة”‪.213‬‬ ‫ولكن الول ‪-‬جلت حكمته‪ -‬ل يستجب دعاءهم فلم يأت هذا العيد اليمون ف أي عام تال‪ ،‬وحلت مل صور‬ ‫فاروق صورة م مد ن يب على عدد خاص أ صدرته الدعوة عن حر كة ال يش ال ت ز عم الخوان أن ا حركت هم‪،‬‬ ‫فتأمل‪.214‬‬ ‫أمـا حسـن الضيـب ففور تعيينـه مرشدا عام يذهـب إل قصـر عابديـن فـ [‪ ]14/11/1951‬ليوقـع فـ سـجل‬ ‫التشريفات مظهرا تأييده وطاعتـه لقاتـل شيخـه‪ ،‬ويصـحبه فـ ذلك لفيـف مـن قادة الخوان ونشرت صـحيفة‬ ‫المهورية صورة موثقة من التوقيعات‪.215‬‬

‫‪211‬‬

‫‪212‬‬

‫‪213‬‬

‫‪214‬‬

‫الدعوة العدد ‪ 41‬السنة الول ‪ 27‬صفر ‪ 27/11/1951 -1371‬ص‪.7 :‬‬ ‫الدعوة العدد ‪ 15‬السنة الول ‪ 8/5/1951‬الغلف‪.‬‬ ‫الدعوة العدد‪ 64‬السنة الثانية ‪ 12‬شعبان ‪ 6/5/1952 ،1371‬ص‪.1 :‬‬ ‫الدعوة العدد ‪ 17 -86‬مرم ‪.7/10/1952 -1372‬‬

‫فاروق وسقوط اللكية ف مصر ( ‪ )1 9 5 2 -1 9 3 6‬ص‪ -706 :‬نقلتها عن‪ :‬صحيفة المهورية عدد ‪ 271‬ف ‪8/9/1954‬‬ ‫ص‪.5 :‬‬ ‫‪215‬‬

‫‪103‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫وتشكك د‪ .‬لطيفة ممد سال ف أن كل من كتب اسه قد صاحب الرشد نتيجة الصراع داخل الخوان حول‬ ‫هذا التصرف‪ ،‬ولكنها تؤكد أن الرشد قد ذهب ومعه بعض القيادات‪.216‬‬ ‫أمّا عن زيارة حسن الضيب للملك ف [‪ ]20/11/1951‬فسنفرد لا فقرة خاصة لهيتها‪ ،‬ولكننا نسجل هنا‬ ‫أن حسن الضيب ‪-‬بالضافة لقابلته للملك‪ -‬قد زار قصر عابدين فيما نعلم ثلث مرات (إن ل يكن أكثر) ليوقع‬ ‫ف سجل التشريفات‪ ،‬مرة عند تعيينه وقد ذكرناها‪.‬‬ ‫والرة الخرى ف [‪ ]16/1/1952‬يتو جه للق صر مهنئا بولد ول الع هد ف و قت كا نت الموع ت تف ف‬ ‫الشوارع ضد فاروق وضد فساده‪.‬‬ ‫والرة الثال ثة يو قع ف سجل التشريفات ف [‪ ]25/5/1952‬رافعا ولءه م ستنكرًا هذه ال صيحات ال ت تعالت‬ ‫ضد العتاب السامية مبئا الخوان من الشتراك ف مثل هذه العمال‪.217‬‬ ‫ومن الطريف أن أحد كتاب الخوان وهو فريد عبدالالق ‪-‬بعد كل هذا‪ -‬يقول‪ :‬إن الضيب “كان الوحيد بي‬ ‫الزعماء السياسي الذي ل حاجة به إل مصانعة اللك”!!‪.218‬‬ ‫وأختم هذه الفقرة بكلمتي لعمر التلمسان ل أظنه يترم فيهما ذكاء القارئ‪.‬‬ ‫أما الول فيقول عن فاروق‪“ :‬واستقبله الخوان استقبالً باهرا‪ ،‬ل ليظهروا قوتم أمامه‪ ،‬ولكن ليعربوا عن‬ ‫فرحتهم به‪ ،‬وليعلم أن القوة والنعة ف السلم”!!‪.219‬‬ ‫أ ما الثان ية فقوله‪ “ :‬من يدري لو ل ت قم حر كة الخوان ال سلمي ف م صر عام [‪ ]1928‬ماذا يكون الال أيام نا‬ ‫هذه؟! كان اللك فاروق ‪-‬رحنا ورحه ال‪ -‬مستقرا على عرشه تسنده قوة اليش والشرطة”‪.220‬‬ ‫‪ -2‬الوالة واللك ‪:‬‬ ‫ا ستغل ح سن الب نا ‪-‬رح ه ال‪ -‬ا ستعراضات الوالة ليظ هر قوة الما عة ويظ هر ب ا أن جاع ته القو ية تؤ يد اللك‬ ‫وت سانده‪ ،‬ف قد كان أول ظهور للجوالة ف ش كل ا ستعراض ع ند تن صيب اللك فاروق على عرش م صر [‪193‬‬ ‫‪.221]7‬‬

‫فاروق وسقوط اللكية ف مصر ( ‪ )1 9 5 2 -1 9 3 6‬ص‪.716 :‬‬ ‫‪ 217‬فاروق وسقوط اللكية ف مصر (‪ )1952 -1936‬ص‪ -721 ،720 :‬نقلتها عن‪ :‬المهورية عدد ‪ 271‬ف ‪.8/9/1954‬‬ ‫‪ 218‬الخوان السلمون ف ميزان الق ص‪.68 :‬‬ ‫ذكريات لمذكرات ص‪.154 :‬‬ ‫‪ 220‬ذكريات لمذكرات ص‪.241 :‬‬ ‫مذكرات الدعوة والداعية ص‪ 234 :‬إل ‪ ،237‬الخوان السلمون والماعات السلمية ف الياة السياسية الصرية (‪- 1928‬‬ ‫‪216‬‬

‫‪219‬‬

‫‪221‬‬

‫‪ )1948‬ص‪ ،126 ،125 :‬فاروق وسقوط اللكية ف مصر ( ‪ )1 9 5 2 -1 9 3 6‬ص‪.697 :‬‬ ‫‪104‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫وت ستمر احتفالت الوالة بالنا سبات اللك ية فتشارك ف الحتفالت بعودة اللك للقاهرة ب عد إ صابته ف حادث‬ ‫سيارة ف القصاصي‪ .222‬ويلحق الخوان تركات فاروق فحي يتقرر عودته للقاهرة‪ ،‬يصدر مكتب الرشاد العام‬ ‫أمره إل ج يع الفروع ف القال يم لي صطف العضاء بأعلم هم وجوالت هم على الحطات ال ت ي قف في ها القطار‬ ‫اللكي “لداء فروض الولء والحتفاء بالطلعة الحبوبة”‪.223‬‬ ‫وزار اللك عبدالعز يز آل سعود م صر‪ ،‬فكا نت فر صة ل ستعراض الخوان لوالت هم أمام شر فة ق صر الضيا فة‪،‬‬ ‫وكان يقف إل جواره أحد السكري الوكيل العام للخوان‪ ،‬واندس حسن البنا ‪-‬رحه ال‪ -‬بي الماهي يشاهد‬ ‫الستعراض‪ ،‬وتكررت الستعراضات ف عيد ميلد اللك أو عيد جلوسه‪ ،224‬وتصف النذير الوال بأن عليه أن‬ ‫يكون ملصا ل وللوطن وللملك ولوالديه ولرؤسائه ومرؤوسيه‪.225‬‬ ‫‪ -3‬عقد الؤتر الرابع للخوان السلمي‪:‬‬ ‫عقـد الخوان السـلمي مؤترهـم الرابـع عام [‪ ]1937‬بناسـبة تتويـج فاروق خلفـا لوالده وللحتفال بذه‬ ‫الذكرى‪.226‬‬ ‫‪ -4‬السعي للمناداة باللفة لفاروق‪:‬‬ ‫سعت صحف الخوان إل الطالبة بإقامة اللفة وتولية فاروق لا واغراءه بذلك‪.‬‬ ‫فتحت عنوان [اللفة جامعة السلمي موحدة لهودهم] نادت باللفة لفاروق ف ماولة استغلل مابدا من ميل‬ ‫لد يه للد ين ل صال دعوتم‪ ،227‬وح ي انتقدت ملة الخوان ال سلمون الفا سد ال ت جرت ف ح فل زفاف اللك‬ ‫وج هت اللوم للشيخ الراغي!! لنه ل يض اللك والكومة على التزام السلم‪ ،‬وكتبت هذا الع ن ف مقالت‬ ‫ت ت عناو ين [هد ية الخوان ال سلمي إل عرش م صر]‪“ ،‬إل ال ستاذ ال كب أهكذا تكون إمارة الؤمن ي؟” ك ما‬

‫‪222‬‬

‫النقاط فوق الروف‪ -‬الخوان السلمون والنظام الاص ص‪.51 :‬‬

‫فاروق وسقوط اللكية ف مصر ( ‪ )1 9 5 2 -1 9 3 6‬ص‪ -698 :‬نقلتها عن النذير‪ :‬عدد ‪ -30‬ف ‪ 4‬ذي القعدة ‪( 1357‬‬ ‫‪ )1939‬ص‪.6 :‬‬ ‫النقاط فوق الروف‪ -‬الخوان السلمون والنظام الاص ص‪.51 :‬‬ ‫‪ 225‬الخوان السلمون والماعات السلمية ف الياة السياسية الصرية (‪ )1948 - 1928‬هامش صفحت ‪ -125 ،124‬نقلها عن‬ ‫النذير‪ :‬العدد ‪ 28 -5‬ربيع ثان‪ 1357 -‬هـ يونيو ‪.1938‬‬ ‫مذكرات الدعوة والداعية ص‪ ،237 -235 :‬الخوان السلمون والماعات السلمية ف الياة السياسية الصرية (‪- 1928‬‬ ‫‪ )1948‬ص‪ ،88 ،28 :‬الخوان السلمون لريتشارد ميتشيل ص‪.43 :‬‬ ‫‪ 227‬الخوان السلمون‪ ،18/3/1938 :‬الخوان السلمون والماعات السلمية ف الياة السياسية الصرية (‪)1948 - 1928‬‬ ‫ص‪.206 :‬‬ ‫‪223‬‬

‫‪224‬‬

‫‪226‬‬

‫‪105‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫أكدت ملة القلم الصريح هذا العن تت عنوان [اللفة السلمية] وأشارت فيه إل أن الطالبة باللفة تقضي‬ ‫على الفاسد وباصة البغاء والمور‪.228‬‬ ‫ولقد قرر الدكتور زكريا سليمان بيومي التعاطف مع الخوان السلمي ‪-‬كما يصف نفسه ف مقدمة بثه عن‬ ‫الخوان ال سلمي وأن نظر ته منبث قة من دا خل الركات ال سلمية‪ -229‬هذا ال مر ح يث يقول‪“ :‬إن الماعات‬ ‫ال سلمية ‪-‬مثلة ف جاع ت الخوان وشباب م مد‪ -‬قد هاد نت القصر بل مال ته أحيانا ونادت له بالل فة ر غم‬ ‫معاداة سلوكه ‪-‬ف الغالب‪ -‬للحركة الوطنية والشريعة السلمية‪ ،‬ما اعتب جنوحا من هذه الماعات إل طريق‬ ‫ل عن إسهامها ف الساءة إل منصب اللفة نفسه“‪.230‬‬ ‫معاداة الركة الوطنية فض ً‬ ‫وكما رأى القارئ ما سبق‪ ،‬وكما سيى ‪-‬إن شاء ال‪ -‬ما يلي‪ ،‬كيف أفرط البنا والخوان ف مدح اللك والثناء‬ ‫عليه ووصفه بالسلم والتقوى‪ ،‬وهو ملك يكم البلد بوجب دستور علمان وقانون وضعي‪ ،‬ورجل فاسق فاجر‬ ‫مته تك زك مت فضائ حه النوف‪ ،‬وحا كم خائن اشترى لي شه سلحا فا سدا مقا بل عمولت يقتن صها‪ .‬إن هذا‬ ‫السلك الخوان يطمس التوحيد واليان‪ ،‬وييع عقيدة الوالة والعاداة‪ ،‬وُيعَمّي على السلمي أعداءهم بلف ما‬ ‫وسـبُلهم‪ ،‬قال تعال‪﴿ :‬وكذلك نفصـل اليات ولتسـتبي سـبيل‬ ‫أمـر ال تعال بـه مـن وجوب معرفـة الجرميـ ُ‬ ‫الجرمي﴾ [النعام ‪.]55‬‬ ‫ول يكتف الخوان بذا التمييع العقائدي بأقوالم ومواقفهم‪ ،‬بل أ صّلوا هذه اليوعة تأصيلً شرعيا‪ ،‬وجعلوها من‬ ‫عقائد هم‪ ،‬عند ما أعلن مرشد هم الثا ن ح سن الض يب مبدأ "دعاة ل قضاة"‪ ،‬وألف كتابا ين هي ف يه أتبا عه عن‬ ‫الوض ف مسألة الكم الشرعي ف الواقع الذي يواجهونه‪.‬‬ ‫‪ -5‬التفاهم مع اللك على إزاحة النقراشي ف مقابل إظهار التأييد للملك ف فباير [ ‪.]1 9 4 6‬‬ ‫يكي أحد عادل كمال عن هذه الادثة ‪-‬وكان وقتها طالبا ف الامعة‪ -‬فيقول‪“ :‬وف منتصف الليل تقف سيارة‬ ‫ملك ية فاخرة ف ال ي الش عب اللم ية الديدة أمام الب يت التوا ضع الذي ي سكنه الر جل الفق ي الذي ي هز الدولة‬ ‫وي هز العرش‪ ...‬ح سن الب نا رح ه ال‪ ،‬وطلب الر جل لقابلة عاجلة مع رئ يس الديوان الل كي أح د ح سني با شا‪.‬‬ ‫وكان موقف حسن البنا ‪-‬رحه ال‪ -‬حاسا وواضحا‪ ...‬لقد أساء النقراشي بالعتداء على أبنائنا الطلب الذين ل‬ ‫يقترفوا إثا إلّ الطالبة بأمانينا القومية‪ ...‬إنم ل يطلبوا إلّ جلء قوات الحتلل ووحدة وادي النيل‪ ،‬وهي مطالب‬ ‫مشروعة ل ينكرها إل خائن‪ ...‬ولذلك ل بد أن يرج النقراشي من الوزارة ول يرج الرجل من سراي عابدين‬ ‫إ ّل ومعه وعد بذلك”‬ ‫‪ 228‬الخوان السلمون‪ :‬العداد ‪ 31 ،30‬ف ‪ ،1/1938/ 28 ،21‬الخوان السلمون والماعات السلمية ف الياة السياسية‬ ‫الصرية (‪ )1948 - 1928‬ص‪.209 :‬‬ ‫‪229‬‬

‫الخوان السلمون والماعات السلمية ف الياة السياسية الصرية ( ‪ )1 9 4 8 - 1 9 2 8‬ص‪.3 :‬‬

‫‪230‬‬

‫الخوان السلمون والماعات السلمية ف الياة السياسية الصرية ( ‪ )1 9 4 8 - 1 9 2 8‬ص‪ 320 :‬و‪.321‬‬ ‫‪106‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫ويقول أيضا‪" :‬وف نفس الوقت كانت اتصالت أخرى تري معنا نن الطلب‪ .‬اتصل ب عمر أمي سكرتي قسم‬ ‫الطلب آنذاك ‪-‬وكان طالبا بكلية الندسة‪ -‬وطلب إلّ الضور مندوبا عن كلية التجارة ف موعد حدده بيدان‬ ‫عبدالنعم بـ "الدقي" لقابلة رئيس الديوان اللكي! وف الوعد وجدت مندوبي من الخوان عن سائر الكليات‪.‬‬ ‫كنت ف العشرين من عمري‪ ،‬وكانوا نو ذلك‪ ،‬وتقدمنا إل الفيل الت كان يقطنها أحد حسني باشا فأدخلنا إل‬ ‫حجرة الصالون‪ ...‬وعلمت أن واسطة التصال بي الباشا وبيننا كان الصحاف العروف الستاذ ‪/‬مصطفى أمي‪،‬‬ ‫وكان هو نفسه حاضرا‪ ،‬كما شهد جانبا من الجتماع كري ثابت الستشار الصحفي للقصر اللكي‪.‬‬ ‫وجاء الباشا وكان حريصا كل الرص إن يتباسط معنا ف الديث‪ ،‬وذكر أن اللك شاب مثلنا‪ ،‬وأنه يبنا لننا‬ ‫من جيله‪ ،‬ولنه يس بأحاسيسنا ويشعر بشاعرنا‪ ،‬وسقط كري ثابت‪ ،‬فقال إن اللك مثلنا يب معاكسة الفتيات‪،‬‬ ‫ول يكن منتبها فيما يبدو إل أننا إخوان مسلمون‪ ،‬وأراد حسني باشا أن يتدارك المر ولكن بعد فوات الوان‪.‬‬ ‫وا ستمر يقول إ نه لذلك ف هو ‪-‬جللة اللك‪ -‬عا تب علي نا أ شد الع تب ل ا فعله الطلب ف الام عة‪ .‬وأجب نا بأن‬ ‫النقراشي أساء وضربنا‪ ،‬وقال هناك سلطة عليا ف البلد وهي اللك وأنه كان باستطاعتنا أن نشكو النقراشي إل‬ ‫اللك‪.‬‬ ‫قلنا إن النقراشي منع مظاهرة سلمية من الوصول إل قصر عابدين‪ ،‬وزج بإخواننا ف السجون ومازال يبحث عنا‬ ‫للقبض علينا!‬ ‫وانتهـى الديـث بيننـا إل أن أصـبح صـفقة‪ :‬النقراشـي يرج مـن الكـم‪ ،‬ويفرج عـن القبوض عليهـم‪ ،‬وتفـظ‬ ‫القضايا‪.‬‬ ‫ونن نقوم بظاهرة من الامعة إل قصر عابدين تتف بياة اللك! حفاظا على كرامتنا ف البلد وقد ضحى اللك‬ ‫بالنقراشي‪ ،‬وكان كل مايهمه هيبته هو‪ ،‬وكان مايهمنا هو سقوط النقراشي والفراج عن إخواننا"‪.231‬‬ ‫وسوف ترى يا أخي أن هذا النقراشي سيأت مرة أخرى للحكم‪ ،‬وسيؤيده الخوان ث سيهاجونه ويقتلونه لنه‬ ‫خائن‪.‬‬ ‫أ ما الذي أ تى بعده ف هو إ ساعيل صدقي عم يل النكل يز والقرب إل كبار أثرياء اليهود‪ ،‬و سيؤيده الخوان ث‬ ‫يهاجونه‪ .‬نفس النهج الذي ل يستند على عقيدة الولء والباء والستمر حت اليوم‪.‬‬ ‫‪ -6‬تدخل للملك لعادة البنا بعد نقله والفراج عنه بعد اعتقاله [ ‪1 9 4 1‬م]‪.‬‬ ‫تدخلت السراي إل جانب البنا لعادته إل القاهرة بعد نقله إل الصعيد بأمر من حسي سري ‪-‬رئيس الوزراء‪-‬‬ ‫وبوحي من النكليز‪ .‬وكذلك تدخلت للفراج عنه ووكيله بعد اعتقالما سنة [‪.232]1941‬‬ ‫‪ 231‬النقاط فوق الروف‪ -‬الخوان السلمون والنظام الاص ص‪.138 ،137 :‬‬ ‫‪232‬‬

‫الخوان السلمون والماعات السلمية ف الياة السياسية الصرية ( ‪ )1 9 4 8 - 1 9 2 8‬ص‪ ،212 :‬و فاروق وسقوط‬

‫اللكية ف مصر ( ‪ )1 9 5 2 -1 9 3 6‬ص‪ -700 :‬نقلً عن‪ :‬تقارير المن العام‪ -‬مفظة ‪ 186/ 34/183‬وثيقة ‪ 43‬ف ‪/ 30‬‬ ‫‪107‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫‪ -7‬اتفاق حسن البنا ‪-‬رحه ال‪ -‬مع اللك على ماربة الشيوعية تت لوائه‪:‬‬ ‫ب عث ح سن الب نا ‪-‬رح ه ال‪ -‬إل فاروق بعري ضة ف أوا خر [‪“ :]1945‬أشار في ها إل الفكار القل قة ال ت تدد‬ ‫القواعد الساسية للمجتمع وأن السبيل إل مواجهتها هو العتصام ببل ال وهي فرصة سانة لصر الديثة تت‬ ‫لواء فاروق أن تنهض من جديد بعبء الرسالة السلمية الشرقة”‪.233‬‬ ‫‪ -8‬دعم اللك للجماعة ‪:‬‬ ‫ينقل ممود الصباغ عن العدد [‪ ]45‬من ملة السلمون البقية التالية للسفي البيطان عقب إعادة البنا بتأثي‬ ‫السراي من الصعيد بعد أن نقله حسي سري رئيس الوزراء بإياء من النكليز‪.‬‬ ‫“إن القصر اللكي بدأ يد ف الخوان أداة مفيدة‪ ،‬وأن اللك أصدر بنفسه أوامر لديري القاليم الحافظي بعدم‬ ‫التدخل ف أنشطة الخوان الذين يعملون بل أطماع شخصية لرفاهية البلد‪”.‬‬ ‫وقال السفي‪“ :‬ل شك أن الماعة استفادت كثيا من ماباة القصر لا”‪.234‬‬ ‫وتنقل د‪ .‬لطيفة ممد سال عن تقارير الارجية البيطانية عن وضع الخوان أثناء وزارة حسن صبي مايلي‪“ :‬ول‬ ‫يسهم الضرر أثناء وزارة حسن صبي حيث ساندهم القصر وواصل إمدادهم بالعانات الالية الت بدأت منذ [‬ ‫‪.235“]1940‬‬ ‫كما تنقل أيضا أن ل مبسون يشكو لكومته من الماعة ويبي أنا مستمرة ف العمل ضد بريطانيا بتشجيع من‬ ‫القصر‪.236‬‬ ‫وتنقل أيضا ‪-‬عن نفس التقارير‪ -‬أن اللك قد أوقف العونات الالية الت كانت تتلقاها الماعة من القصر‪ ،‬ول‬ ‫يعد هناك تفاهم مدد بي الطرفي بعد اتفاق حسن البنا ‪-‬رحه ال‪ -‬والنحاس على تنازل البنا عن ترشيح نفسه ف‬ ‫مقابل بعض التنازلت من الكومة‪.237‬‬ ‫وتذكـر أيضا أنـه بسـقوط الوزارة الوفديـة تغيـ الوضـع‪ ،‬ول يعـد هناك تنازع بيـ اللك وحكومتـه‪ ،‬وكان على‬ ‫الخوان النعطاف كل ية با نب الق صر وإ سقاط الفجوة القائ مة وال صول على ال ساندة اللك ية‪ ،‬وهذا ما سعوا‬

‫‪.10/1941‬‬ ‫‪ 233‬الخوان السلمون‪ :‬عدد ‪ 62‬ف ‪ 6/1954/ 28‬ص‪ ،4 :‬فاروق وسقوط اللكية ف مصر (‪ )1952 -1936‬ص‪.703 :‬‬ ‫حقيقة التنظيم الاص ودوره ف دعوة الخوان السلمي ص‪.468 ،467 :‬‬ ‫‪ 235‬فاروق وسقوط اللكية ف مصر (‪ )1952 -1936‬ص‪ -700 ،699 :‬نقلتها عن‪:‬‬ ‫‪F.O.921.199,34 - 44 - 10,P.I.C.Paper No 49, IKhwan El Maslimeen,1944.‬‬ ‫‪ 236‬فاروق وسقوط اللكية ف مصر (‪ )1952 -1936‬ص‪ -700 :‬نقلتها عن‪:‬‬ ‫‪F.O. 31569, J 1111 -39 - 16, Lampson - Eden, Cairo, Feb- 12, 1942, No:156.‬‬ ‫فاروق وسقوط اللكية ف مصر ( ‪ )1 9 5 2 -1 9 3 6‬ص‪.701 :‬‬ ‫‪234‬‬

‫‪237‬‬

‫‪108‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫إليه‪ ،238‬وتنقل أيضا أن اللك ذكر للسفي البيطان أنه على صلة وثيقة بم‪ ،‬ويشي إل انتشارهم‪ ،‬لكنه يطمئنه‬ ‫بأنم ل يتدخلون ف السياسة‪.239‬‬ ‫ل عن مذكرة وال تر سارت ال ستشار الشر قي لل سفارة البيطان ية حول لقائه مع ح سن رف عت‬ ‫وتذ كر أيضا نق ً‬ ‫وك يل وزارة الداخل ية ف حكو مة النقرا شي‪ ،‬الذي أ خبه أ نه ل يس هناك ضرر من أن يع طي فاروق ل م ب عض‬ ‫التشجيع‪ ،‬لنم أحسن أداه لحاربة الشيوعية‪ ،‬كما صرح حسن رفعت بأن حسن البنا ‪-‬رحه ال‪ -‬قد تلقى أموألً‬ ‫من اليطاليي واللان والقصر والوفد لتوسيع تنظيمه‪.240‬‬ ‫وتذكر د‪ .‬لطيفة أيضا أن اللك ساند الخوان كوسيلة لحاربة الوفد ف وزارة النقراشي الول‪ ،‬ولذلك ل يكن‬ ‫غريبا أن يسمح النقراشي للخوان ف سبتمب [‪ ]1945‬بعقد الؤتر العام لنواب القاليم ف الوقت الذي منع فيه‬ ‫كل الؤترات والجتماعات‪ ،‬وتر تب على ذلك أن م ح صلوا على حر ية التجوال والتن قل‪ ،‬وهذا ماكانوا ي سعون‬ ‫إليه‪.241‬‬ ‫وتذكـر د‪ .‬لطيفـة أيضا أن وزارة إسـاعيل صـدقي مثلت قمـة الرتباط بيـ فاروق والخوان‪ ،‬ويسـتاء القائم‬ ‫بالعمال البيطان لذلك وأنه مع حكومته أصبحا مرتكزان على الخوان السلمي الذين زادت قوتم إل درجة‬ ‫كبية وبالفعل فقد قدمت الماعة خدماتا ف مشاركتها ف الملة على الشيوعيي‪.‬‬ ‫وانع كس الر ضا الل كي على الما عة‪ ،‬فد عي ح سن الب نا ‪-‬رح ه ال‪ -‬إل إحدى ولئم ق صر عابد ين‪ ،‬وجاء ف‬ ‫الدعوة أن الضور بالردنوت‪ ،‬فاعتذر لنه ل يلك الال الذي يشتريه به‪.242‬‬ ‫وتنقل د‪ .‬لطيفة أيضا عن القائم بالعمال البيطان ف ناية سبتمب [‪ ]1948‬أن القصر ف بعض الظروف يقدم‬ ‫على تأييد الخوان لنم التنظيم الديابوجي الوحيد ذو القوة الكافية الت تكن فاروقا من الصول على التأييد‬ ‫الشعب وإحكام الوازنة ف حالة عودة الوفد للحكم‪.243‬‬ ‫ومن المانة العلمية أن نذكر أن كل الروايات الت بي أيدينا عن تلقي الماعة إعانات مالية من القصر أو غيه‬ ‫‪ 238‬فاروق وسقوط اللكية ف مصر (‪ )1952 -1936‬ص‪ -702 :‬نقلتها عن‪:‬‬ ‫‪F.O. 371 - 35540, J 4752 - 2- 16, P.I.C.M.E -War Office, Nov.12 - 1943, No: 5340.‬‬ ‫‪ 239‬فاروق وسقوط اللكية ف مصر (‪ )1952 -1936‬الذكور ص‪ -702 :‬نقلتها عن‪:‬‬ ‫‪F.O. 954 - 5 , Part 4 , Eg - 44 - 67, Killearn - Eden, Cairo, Nov. 16, 1944, No:232.‬‬ ‫‪ 240‬فاروق وسقوط اللكية ف مصر (‪ )1952 -1936‬ص‪ -703 :‬نقلتها عن‪:‬‬ ‫‪F.O. 371 - 45928, J 3955 - 3 - 16, Bowker - F.O. Cairo, Nov. 9, 1945, Minute By‬‬ ‫‪Smart on the Role of Ikhwan Muslimeen‬‬ ‫فاروق وسقوط اللكية ف مصر ( ‪ )1 9 5 2 -1 9 3 6‬ص‪ -704 :‬نقلتها عن‪:‬‬ ‫‪ 242‬الدعوة‪ :‬عدد ‪ 151‬ف ‪ 5‬يناير ‪ 1954‬ص‪ ،13 :‬فاروق وسقوط اللكية ف مصر (‪ )1952 -1936‬ص‪ -705 :‬نقلتها عن‪:‬‬ ‫‪F.O. 53289, J 1330 - 39 - 16, Bowker - Bevin, Cairo, March 15, 1946, No:380.‬‬ ‫‪‬فاروق وسقوط اللكية ف مصر ( ‪ )1 9 5 2 -1 9 3 6‬ص‪ 7 0 7 :‬و ‪.7 0 8‬‬ ‫‪F.O. 69277, J 6564 - 68 - 16, Andrews - Scott, Cairo, Oct. Ist,1948.‬‬ ‫‪241‬‬

‫‪243‬‬

‫‪109‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫هي من مصدرين‪ :‬أحدها الصادر البيطانية‪ ،‬وهي مصادر ل يستطيع الرء أن يزم بصحة ما تتناقله‪ ،‬وثانيهما‬ ‫شهادة الستاذ أحد حسي حيث صرح بأن الكومة دعمت ومولت جوالة الخوان‪.‬‬ ‫أما تأييد الكومة –واللك خاصة‪ -‬للجماعة ف فترات عديدة فهو أمر ثابت‪ ،‬تكرر بتفصيل ف الشهادة الامة‬ ‫للستاذ أحد حسي ‪.2 4 4‬‬ ‫وقد يسأل سائل‪ :‬وما الضرر أن تستفيد جاعة (الخوان السلمون) من الوضاع والتناقضات السياسية لصال‬ ‫دعوتا؟ وليس هذا هو السؤال الصحيح؟ بل السؤال الصحيح هو‪ :‬هل يكن أن تتنازل جاعة إسلمية عن مبادئها‬ ‫وعقيدة الولء والباء من أجل ما تزعمه مصلحة للدعوة؟ هذا هو السؤال الطي‪ ،‬وهو الذي ييب عليه أصحاب‬ ‫الدعوات وأتباع الرسل بالرفض والنفي‪ ،‬لن قيمة الدعوة السلمية هي ف هداية الناس لعقيدة التوحيد‪ ،‬وليس‬ ‫ف قفزها من موقف لنقيضه‪ ،‬ول ف استفادتا من بعض فتات الدنيا تغاضيا عن الولء والباء‪ .‬قال ال ‪-‬سبحانه‬ ‫ض ْعفَ‬ ‫ض ْعفَ الْحَيَاةِ َو ِ‬ ‫ل {‪ }74‬إِذا ّلَأ َذقْنَاكَ ِ‬ ‫وتعال‪ -‬لنبيه @‪َ ﴿ :‬وَلوْلَ أَن ثَبّتْنَاكَ َل َقدْ كِدتّ َترْكَ ُن إِلَ ْي ِهمْ شَيْئًا َقلِي ً‬ ‫جدُ َلكَ َعلَيْنَا َنصِيًا﴾ [السراء ‪ 74‬و ‪.]75‬‬ ‫الْمَمَاتِ ُثمّ َل تَ ِ‬ ‫‪ -9‬استشارة اللك للبنا ف تعيي إساعيل صدقي رئيسا للوزارة‪:‬‬ ‫ولن ن سهب ه نا ف تفا صيل عل قة إ ساعيل صدقي بالخوان‪ ،‬ف سنفرد ل ا موضعا خا صا‪ ،245‬ولكن نا ه نا نتناول‬ ‫واق عة ا ستشارة اللك ل سن الب نا ‪-‬رح ه ال‪ -‬ف تعي ي صدقي‪ .‬تقول د‪ .‬لطي فة م مد سال‪“ :‬عند ما و قع اختيار‬ ‫اللك على تول إساعيل صدقي الوزارة‪ ،‬بعث برسول إل حسن البنا ‪-‬رحه ال‪ -‬ليستشيه ف أمر ميء رئيس‬ ‫الوزراء الديد‪ ،‬ول يب ظن فاروق‪.‬‬ ‫فقد سر الرشد العام من أنه أصبح يستشار ف السياسة العليا ووافق موافقة تامة على الختيار‪ ،‬وف اليوم التال‬ ‫لتأل يف الوزارة‪ ،‬ذ هب إ ساعيل صدقي إل الر كز العام للخوان وترك بطا قة‪ ،‬ورد له ح سن الب نا ‪-‬رح ه ال‪-‬‬ ‫الزيارة‪ .‬وو قف زع يم الخوان ف الام عة يو جه الش كر للملك على ا ستقالة النقرا شي‪ ،‬ويش يد برئ يس الوزراء‬ ‫الديد“‪.246‬‬ ‫‪ - 1 0‬سعى البنا للقاء اللك‪:‬‬ ‫حاول حسن البنا ‪-‬رحه ال‪ -‬لقاء اللك لطمأنته بأن الخوان ل يريدون به شرا فيما بي يدينا من مصادر ثلث‬ ‫مرات‪ ،‬منها واحدة اعترف با عمر التلمسان ف مذكراته وهي الت كانت عن طريق طبيب اللك يوسف رشاد‬ ‫راجع‪ :‬الباب الثان‪ :‬مواقف الخوان مع الكومات ف مصر خلل ستي عاما‪ /‬الفصل الثالث‪ :‬الخوان والحزاب‪ /‬الطلب الثان‪:‬‬ ‫الخوان والسعديون‪ /‬ب‪ -‬تشجيع ورعاية السعديي للخوان‪ )1( /‬شهادة أحد حسي‪.‬‬ ‫راجع‪ :‬الباب الثان‪ :‬مواقف الخوان مع الكومات ف مصر خلل ستي عاما‪ /‬الفصل الثالث‪ :‬الخوان والحزاب‪ /‬الطلب الثالث‬ ‫الخوان وإساعيل صدقي‪.‬‬ ‫‪ 246‬فاروق وسقوط اللكية ف مصر (‪ )1952 -1936‬ص‪.705 :‬‬ ‫‪244‬‬

‫‪245‬‬

‫‪110‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫وزوج إحدى عشيقا ته (نا هد رشاد)‪ .247‬وي مل التلم سان الواق عة فيقول‪“ :‬وفعلً الت قى طبيبه (أي طبيب اللك)‬ ‫الاص يو سف رشاد بالمام الشه يد‪ ،‬ول كن اليدي ال ت ل تض مر خيا لشرع ال زرعوا ف قل به (اللك) الوف‬ ‫من الخوان”‪.248‬‬ ‫أما تفاصيل هذه الواقعة فقد بدأت عندما اتصل ممد أنور السادات ‪-‬عقب خروجه من العتقل‪ -‬بالرشد العام‪،‬‬ ‫فأف صح الخ ي عن أن التا عب تأت يه من ناحيت ي‪ ،‬ناح ية اللك‪ ،‬وناح ية الجا نب‪ ،‬وب ي أن فاروقا يش عر بطورة‬ ‫دعوة الخوان على أساس أنا تقوم على أن يكون اللك بالبايعة ل بالوراثة‪ ،‬وعليه فإنه يشى أن يضرب ضربته‬ ‫والركة ل تبلغ بعد أوج قوتا‪.‬‬ ‫وذ كر أن الجا نب ي كن أن يطمئنوا للدعوة لو اطمأن إلي ها اللك‪ ،‬وأ نه ي ستطيع أن يك سب ذلك لو تقا بل م عه‬ ‫حيث يكنه أن يزيل من نفسه الوهام والشكوك‪ ،‬ف الوقت الذي أوضح فيه أنه ل يريد أن يبدأ معه سياسة وفاق‬ ‫أو تعاون‪ ،‬وطلب من السادات التوسط للتنفيذ لدي صديقه يوسف رشاد‪ ،‬وتت الهمة‪ ،‬وطلب فاروق أن يقابل‬ ‫يو سف رشاد الر شد العام‪ ،‬وي ستمع إل يه‪ ،‬وين قل له الد يث‪ ،‬ليى إن كان يقابله‪ ،‬ث عاد اللك وأل غى ما ارتآه‪،‬‬ ‫وتكررت الحاولة مرة أخرى‪ ،‬وانت هى ال مر باللقاء‪ ،‬وجرى الد يث الذي خرج م نه يو سف رشاد مقتنعا بلوص‬ ‫نية حسن البنا ‪-‬رحه ال‪ -‬نو اللك والت استبعدها فاروق‪.‬‬ ‫ولكن الرتياب عاد إل نفس السادات من البنا لستمرار علقة الخي بالقصر عن طريق غي يوسف رشاد‪.249‬‬ ‫أما الحاولة الثانية فكانت ف ناية [‪ ]1948‬لا ظهرت ف الفق فكرة حل الماعة‪ ،‬ول تكن فكرة حل الماعة‬ ‫وليدة لظتها‪ ،‬وإنا رددت حولا القوال‪ ،‬ما ألأ حسن البنا ‪-‬رحه ال‪ -‬إل مرتضى الراغي وكان مديرا للمن‪،‬‬ ‫وتدث معه بشأن خطورة تنفيذ هذا الجراء‪ ،‬وأبدى غضبه على النقراشي واتمه بأنه يكيل التهم للخوان لدى‬ ‫فاروق‪ ،‬وتتضمن أنم يريدون قتله وينبذون تصرفاته‪ ،‬ورفض الرشد العام وساطة مرتضى الراغي عند النقراشي‪،‬‬ ‫وبي أنه مكن الصب عليه‪ ،‬لنه قد يترك منصبه ف أي وقت‪ ،‬أما اللك فهو باق‪ ،‬وطلب أن ينقل له رسالة شفوية‬ ‫بأن الخوان ل يريدون به شرا ول ينبذون تصرفاته‪ ،‬وأنم ليسوا بقوامي عليه‪ ،‬ورجاه أن يقنعه بالعدول عن اتاذ‬ ‫تلك الطوة واعتب ها جري ة نكراء‪ ،‬ول كن عند ما عرض مد ير ال من العام على م سامع رئ يس الوزراء الر سالة‬ ‫عارض ف توصيلها للملك‪.250‬‬ ‫أما الحاولة الثالثة فكانت عندما اغتيل حكمدار القاهرة‪ ،‬وعقب اغتياله بأربعة أيام أصدر النقراشي أمرا عسكريا‬ ‫ف [‪ 8‬ديسمب ‪ ]1948‬بل جاعة الخوان وفروعها بالقاليم ومصادرة أموالا‪ ،‬وجاء من بي التهم الت وجهت‬ ‫‪247‬‬

‫‪248‬‬

‫‪249‬‬

‫فاروق وسقوط اللكية ف مصر ( ‪ )1 9 5 2 -1 9 3 6‬ص‪.930 :‬‬ ‫ذكريات ل مذكرات ص‪.154 :‬‬ ‫الخوان السلمون لريتشارد ميتشيل ص‪ 96 :‬إل ‪ ،98‬فاروق وسقوط اللكية ف مصر ( ‪ )1 9 5 2 -1 9 3 6‬ص‪،702 :‬‬

‫الخوان السلمون والماعات السلمية ف الياة السياسية الصرية ( ‪ )1 9 4 8 - 1 9 2 8‬ص‪.250 ،213 :‬‬ ‫مذكرات مرتضي الراغي‪( :‬ملة أكتوبر) عدد ‪ 496‬ف ‪ 27‬أبريل ‪ ،1986‬ص‪.46 ،45 :‬‬ ‫‪250‬‬

‫‪111‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫إلي ها أن ا ت عد للطا حة بالنظام ال سياسي القائم عن طر يق الرهاب‪ ،‬م ا أدى بالر شد العام لل ستغاثة بكر ي ثا بت‬ ‫الستشار الصحاف للملك‪ ،‬وطلب وساطته‪ ،‬وأبرز له أهية حركة الخوان ومدى الفائدة الت يكسبها العرش إذا‬ ‫عرف كيف يستفيد من نشاطها الدين‪ ،‬واعترف أن اشتغالم بالسياسة كان خطأً‪ ،‬وأن عليهم قصر رسالتهم على‬ ‫خدمة الدين‪.‬‬ ‫وطلب من كري ثابت نقل هذا الديث للملك مع الرجاء بأن يتدخل بنفوذه لدي النقراشي ليوقف تدابي الل‬ ‫والصادرة‪ ،‬وليبقى على الخوان كهيئة دينية تنصرف إل تأدية رسالتها الخلقية دون أن تاوزها‪ ،‬ث عاد وكرر‬ ‫أن الخوان من هذا النطلق هم عون كبي للملك ف مقاو مة الشيوع ية والبادئ الدا مة‪ ،‬واخت تم حدي ثه بأ نه إذا‬ ‫ل لهمة الكومة إذاعة بيان يعلن فيه أن الخوان لن يشتغلوا بالسياسة بتاتا‪ ،‬وأنم‬ ‫وافق اللك‪ ،‬فهو مستعد تسهي ً‬ ‫سيوجهون جهودهم للغراض الدينية وحدها‪.‬‬ ‫وعندما هم كري ثابت بالتوسط‪ ،‬وجد فاروق ف شدة الغضب على حسن البنا رحه ال‪ ،‬حيث أخرج من أحد‬ ‫الدراج نتيجة من النتائج الت تطبعها مصلحة الساحة ومنوع منها صورته وملصق مكانا صورة الرشد العام‪،‬‬ ‫وعلق عليهـا بأناـ صـورة اللك الديـد‪ ،‬وكان رجال الباحـث قـد عثروا عليهـا فـ دمنهور ومـن ثـ فشلت‬ ‫الوساطة‪.251‬‬ ‫‪ -1 1‬اختيار الضيب مرشدا عاما‪:‬‬ ‫ت اختيار حسن الضيب مرشدا عام للخوان السلمي بعد وفاة حسن البنا رحه ال‪ ،‬وقد تطى هذا الختيار‬ ‫قانون الماعة‪ ،‬إذ إن الضيب ل يكن ف جاعة الخوان السلمي‪ ،‬وأراد التيار الذي اختار الضيب لنصب الرشد‬ ‫العام تصيل عدة فوائد منها إرضاء اللك وإرضاء القضاة وإبعاد التيار التطرف وخاصة قيادات النظام الاص عن‬ ‫القيادة‪ ،‬وقد صرح بذا الخوان أنفسهم والذين أرخوا لم‪ .‬كما أن الوادث نفسها أثبتت أن حسن الضيب‬ ‫سعى لرضاء القصر وللقضاء على الانب التشدد من الماعة‪ ،‬كما سنرى ف بقية البحث‪.‬‬ ‫ونن هنا نعرض لقوال الخوان ث لقوال غي الخوان حول اختيار حسن الضيب‪ ،‬وكلها تدور حول العان الت‬ ‫أسلفناها‪.‬‬ ‫يقول فر يد عبدالالق‪“ :‬وا ستبشر الخوان برشد هم الد يد‪ ،‬وأولوه ثقت هم‪ ،‬والتفوا حوله‪ ،‬و قد رأوا ف اختياره‬ ‫على رأس الما عة ت صالا مع القضاء الذي ساءته ت صرفات ب عض الفراد وارتكاب م حوادث ع نف ف عام [‬ ‫‪ ]1948‬قبل صدور قرار حل الما عة‪ ،‬ول يزال الرأي العام يذكر مقتل النقرا شي واغتيال الازندار‪ ،‬وف هذه‬

‫‪ 251‬جريدة مايو ‪ 8/5/84‬ص‪.5 :‬‬

‫‪112‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫التصرفات ما شوه صورة الماعة ف نظره‪ ،‬وف موافقة الستاذ الضيب على أن يكون مرشدا للخوان السلمي‬ ‫تصحيح لذه الصورة”‪.252‬‬ ‫ويقول أيضا عند كلمه على عمل الضيب ف الماعة بعد توليه شئونا‪“ :‬وكان البناء الداخلي هو الخر يتاج‬ ‫إل علج بعد التاعب الت حلت به ف أخريات أيام المام "حسن البنا"‪ ،‬عندما وقعت تلك التصرفات الفردية عن‬ ‫قيادة وب عض أعضاء "النظام الاص" بقيام هم بادث ت الغتيال اللذ ين سبقت الشارة إليه ما‪ ،‬دون علم الر شد‪،‬‬ ‫وعلى غي من هج الماعة ووسائلها ف تق يق أهدافها‪ ،‬ال ت ليس في ها الغتيال أو العنف‪ ،‬فقد أعتب ح سن البنا‬ ‫ذلك خروجا على نظام الماعة”‪.253‬‬ ‫ويقول صال عشماوي ‪-‬عضو مكتب الرشاد وأحد أقطاب الماعة وصاحب ملة الدعوة والذي غضب عليه‬ ‫الضيب وفصله من الماعة فيما بعد‪ -‬ف خطابه أمام اليئة التأسيسية للخوان السلمي‪“ :‬ث عندما أراد الستاذ‬ ‫مني دلة تعيي مرشد عام للجماعة‪ ،‬وعندما اقترح اسم الستاذ حسن الضيب‪ ،‬ول يكن معروفا لحد من الخوان‬ ‫ف ذلك الوقت إلّ العدد القليل‪ ،‬وكيف إنه قال بأن هذا الل هو الذي يمع شل الخوان‪ ،‬ويعلهم على قلب‬ ‫ر جل وا حد‪ ،‬وي نع تنازع هم وفرقت هم‪ ،‬وك يف أن م ذكروا اعتبارات أخرى ومزا يا لذا الختيار ل م ل لذكر ها‬ ‫الن‪ ،‬ث ذ كر ك يف أ نه ت طى العقبات القانون ية” إل أن قال‪“ :‬وت ت الجراءات ر غم مالفت ها ال صرية لنظام‬ ‫الماعة”‪.254‬‬ ‫ويقول أيضا ف مقال لحق‪“ :‬يطئ من يظن أن الحداث الخية ف ميط الخوان كانت نتيجة لقرار الكتب‬ ‫القا ضي بف صل أرب عة من خية الخوان من غ ي توج يه اتام إلي هم أو تق يق مع هم‪ ،‬وبدون إبداء ال سباب‪ ،‬إن ا‬ ‫القيقـة أن هذا القرار كان عارضا لرض أصـاب الدعوة منـذ ميـء السـتاذ حسـن الضيـب مرشدا عاما‬ ‫للجماعة”‪.255‬‬ ‫وتقول د‪ .‬لطي فة م مد سال عن أحداث [‪“ :]1951‬وعلى أ ية حال‪ ،‬فإن التاه التطرف ل يتح كم ف الو قف‪،‬‬ ‫وضح ذلك ف اختيار حسن الضيب مرشدا عاما‪ ،‬وتاهل الختيار قانون اليئة التأسيسية‪ ،‬ول يكن الضيب عضوا‬ ‫في ها‪ ،‬ول ف مكتب الرشاد‪ ،‬ول رئيس شعبة‪ ،‬ول يكن يضر درس الثلثاء‪ ،‬لكن ق يل إن هذا الرجل هو الذي‬ ‫اختاره حسـن البنـا فـ أيام الحنـة ووكله الشراف على رعايـة أسـر الخوان‪ ،‬وقـد عمـل بالقضاء فترة طويلة‪،‬‬ ‫والواقع أنه ل يتمتع بالشخصية القوية الت تؤهله للزعامة الفردية كسلفه‪ ،‬وكان هذا هو القصود‪ ،‬نظرا لصعوبة‬ ‫البيعة لحد العناصر القوية التنافسة‪ ،‬ذلك من ناحية‪ ،‬وللسياسة الديدة الت ارتأى الخوان انتهاجها تاه فاروق‪،‬‬ ‫‪ 252‬الخوان السلمون ف ميزان الق ص ‪.64‬‬ ‫الخوان السلمون ف ميزان الق ص ‪.64‬‬ ‫‪ 254‬الدعوة عدد ‪ 8 - 148‬ربيع الخر ‪ 1373‬هـ‪ 15/12/1953 -‬ص‪.1 :‬‬ ‫الدعوة عدد‪ 29 - 151‬ربيع الخر ‪ 1373‬هـ‪ 5/1/1954 -‬ص‪.1 :‬‬ ‫‪253‬‬

‫‪255‬‬

‫‪113‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫وهي تعتمد على مهادنة القصر لستعادة الماعة لكانتها من ناحية أخرى‪ ،‬فالختار يت بصلة نسب لناظر الاصة‬ ‫اللك ية ولرئ يس الق سم الخ صوص النليزي بالديوان‪ ،‬ومعروف ع نه دما ثة أخل قه‪ ،‬وكان الق صر ي سعى لتبوئه‬ ‫الركز‪.‬‬ ‫وبدأت مرحلة تالف جديدة بي فاروق والخوان‪ ،‬وألغى قرار حل الماعة وعادت إل شرعيتها‪ ،‬لكنها ارتدت‬ ‫ثوبا آخر يتفق مع التاه الديد‪ ،‬وكان أول خطاب وجهه الرشد العام يعكس ذلك‪ ،‬حيث قصر نداءه للجماعة‬ ‫على تقوى ال وطاعته وترتيل القرآن”‪.256‬‬ ‫أما طارق البشري فيد على القول بأن اللك ل يكن له دور ف اختيار الضيب بدليل أن الماعة احتفظت به بعد‬ ‫الثورة فيقول‪“ :‬وقد ل تكون صلة الصاهرة بي الضيب وناظر الاصة ذات شأن سياسي هام‪ .‬وهي كذلك ليست‬ ‫بذات شأن هام‪ .‬براعاة ا ستقللية الدعوة‪ .‬وبراعاة ماتكش فت ع نه شخ صية الض يب من صلبة نادرة ف أوقات‬ ‫الحن‪ ،‬ولكن يظل اختيار الضيب ف الظروف السياسية لعام [‪ ،]1951‬اختيار مقصودا به اللينة والياء بفوت‬ ‫الانب التمرد الشاكس من نشاط الماعة”‪ .‬ويقول أيضا‪“ ً:‬إن هذا الط السياسي اللين قد تقرر بي الخوان‪،‬‬ ‫ف ظروف مد ثوري وتصاعد‪ ،‬فجاءت حركة الخوان غي متمشية مع الزخم الاصل‪ ،‬خاصة بعد إلغاء معاهدة [‬ ‫‪ .”]1936‬ويقول أيضا‪“ :‬جاءت سياسة اتاه الض يب ف الخوان بإملء من ال سياق الداخلي للجما عة والتطور‬ ‫الذات لا‪ ،‬جاءت تاصر التنظيم السري السلح للخوان وتعمل على تقليم أجنحته“‪.257‬‬ ‫وهكذا ت اختيار حسن الضيب مرشدا عاما ف [‪ .]19/10/1951‬وف [‪ ]14/11/1951‬توجه هو ولفيف‬ ‫من قيادات الخوان إل قصر عابدين ليسجلوا أساءهم ف سجل التشريفات بناسبة تعيي الرشد الديد لتقدي‬ ‫آيات الولء لقاتل شيخهم‪.‬‬ ‫و ف [‪ ]20/11/1951‬ت مل سيارة من سيارات الديوان الل كي ح سن الض يب ليتشرف بقابلة فاروق الول‬ ‫ملك مصر والسودان وليخرج من القابلة فيعلق “مقابلة كرية للك كري“‪.‬‬ ‫وهكذا أهدرت قيادة الخوان دم حسن البنا ‪-‬رحه ال‪ -‬حي هرولت لتؤيد وتتشرف بقابلة قاتله‪.‬‬ ‫ويدور الزمان دور ته‪ ،‬ويق تل عبدالقادر عودة ف مك مة اثنان من قضات ا الثل ثة هم‪ :‬أنور ال سادات وح سي‬ ‫الشاف عي‪ ،‬ويهدر الخوان أيضا دم عبدالقادر عودة وم مد فرغلي وإبراه يم الط يب ح ي يهرولون ويؤيدون أنور‬ ‫السادات‪ ،‬بل ويعتبون أن له منة عليهم‪ ،‬ويذهب عمر التلمسان كما سنرى إل قصر عابدين مرة أخرى ليسجل‬ ‫امتنانه على إفراج السادات عنهم وهكذا يضيع أيضا دم عبدالقادر عودة ورفيقاه‪.‬‬ ‫أما دم سيد قطب ‪-‬فكما سنرى من موقف الخوان منه‪ -‬فليس له بواكٍ‪ ،‬ويدور الزمان دورة ثالثة ويقتل كمال‬ ‫السنانيي ف سجن استقبال طرة بيد حسن أب باشا وزير داخلية مصر السبق‪ ،‬ويرج الخوان من العتقلت‬ ‫‪ 256‬فاروق وسقوط اللكية ف مصر (‪ )1952 -1936‬ص‪ ،715 :‬الدعوة عدد ‪ 37‬ف ‪ 30/10/1951‬ص‪.1 :‬‬ ‫الركة السياسية ف مصر ‪ -1952 – 1945‬القدمة ص‪.65 :‬‬ ‫‪257‬‬

‫‪114‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫فيتوجهون بالشكر إل حسن مبارك‪ ،‬بل ويبايعونه على رئاسة المهورية كما سنرى‪ ،‬ول يرتفع لم صوت ‪-‬رغم‬ ‫فصاحتهم ف التبؤ من التطرف والعنف‪ -‬ف الطالبة بدم السنانيي‪ ،‬بل وعندما يقوم بعض الشباب بحاولة‬ ‫اغتيال حسن أبو باشا‪ ،‬يستنكرون مايفعله الشباب ويتبؤن منه‪ ،‬ويعدونه جرية تستحق العقاب كما سنرى‪،‬‬ ‫وهكذا ضاع أيضا دم كمال السنانيي‪.‬‬ ‫وكم من الدماء ستضيع على أعتاب مصلحة الدعوة!!!!‬ ‫وصـدق ال العظيـم ﴿ل تدـ قوما يؤمنون بال واليوم الخـر يوادون مـن حاد ال ورسـوله ولو كانوا أباءهـم أو‬ ‫أبناءهم أو إخوانم أو عشيتم أولئك كتب ف قلوبم اليان وأيدهم بروح منه‪ ،‬ويدخلهم جنات تري من تتها‬ ‫النار خالد ين في ها‪ ،‬ر ضي ال عن هم ورضوا ع نه‪ ،‬أولئك حزب ال‪ ،‬أل إن حزب ال هم الفلحون﴾ [الجادلة‬ ‫‪.]22‬‬

‫‪ -1 2‬لقاء الضيب باللك‪:‬‬

‫قتل حسن البنا ‪-‬رحه ال‪ -‬ف شارع رمسيس ف مساء يوم [‪ ،]12/2/1949‬واختي حسن الضيب مرشدا‬ ‫عاما ف [‪ ،]19/10/1951‬وكان ف القصر اللكي يوم [‪ ]14/11/1951‬موقعا ف سجل التشريفات ث زائرا‬ ‫للملك ف يوم [‪.]20/11/1951‬‬ ‫و قد أحد ثت هذه الزيارة دويا هائلً اعترف به الخوان أنف سهم‪ ،‬وأنكر ها كث ي من هم‪ ،‬لن ا كش فت عن خط‬ ‫جد يد ف الما عة‪ ،‬وإن كان هذا ال ط قد بدأ ق بل اغتيال ح سن الب نا رح ه ال‪ .‬ولذلك ف قد أفرد نا لذه الزيارة‬ ‫وماقيل حولا فقرة خاصة‪.‬‬ ‫كان أول رد فعل إخوان تقريبا هو مانشرته جريدة الدعوة بعد القابلة بأسبوع‪ ،‬حيث أوردت الب التال‪“ :‬ف‬ ‫الضرة اللكية‪ :‬ف الساعة السادسة من مساء يوم الثلثاء الاضي قصد حضرة صاحب الفضيلة الستاذ الرشد‬ ‫العام للخوان السلمي إل قصر القبة العامر حيث تشرف بقابلة جللة اللك‪ ،‬وقد دامت القابلة [‪ ]45‬دقيقة‪،‬‬ ‫وهذه أول مقابلة رسية بي جللة اللك وبي فضيلة الرشد العام للخوان السلمي‪ ،‬وكانت مثار تكهنات ومبعث‬ ‫قلق ف كثي من الدوائر السياسية“‪.258‬‬ ‫وكان هذا أول رفض مهذب للتيار العارض للزيارة‪ ،‬أما مؤيدي الزيارة فقد حاولوا تفيفها قدر المكان‪.‬‬ ‫يقول فريد عبدالالق‪“ :‬فأما اللك فقد سعى إل مقابلة الرشد‪ ،‬وتت القابلة‪ ،‬ورحب اللك به‪ ،‬وكان ما قاله له‪:‬‬ ‫“إننـ رجـل مسـلم وأحـب السـلم وأتنـ له اليـ‪ ،‬وقـد أمرت بإنشاء مسـاجد كذا وكذا‪ ...‬فلم يكرهنـ‬ ‫الخوان؟… إن الخوان قد أفهموا خ طأ أن ن الذي أمرت بلهم واعتقال م وباغتيال "ح سن البنا"…‪ .‬هذا وال‬ ‫العظ يم خ طأ ول أف عل شيئا من هذا… إن الذ ين فعلوا هم ال سعديون…‪ .‬النقرا شي وإبراه يم عبدالادي‪ ،‬و ف‬ ‫اللحظة الت تكنت فيها أقلت إبراهيم عبدالادي وأمرت الوزارة الديدة الت عينتها بالفراج عن الخوان” ولا‬ ‫‪258‬‬

‫الدعوة‪ :‬عدد ‪ .41‬الثلثاء ‪ 27‬صفر ‪ 11/1951/ 27 - 1371‬ص‪.7 :‬‬ ‫‪115‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫رأى أن الرشـد ل يرد على سـؤاله‪ ،‬أعاده قائل‪“ :‬مارأيـك إذن فيمـا قلتـه‪ ،‬وفـ أننـ على اسـتعداد أن أعمـل‬ ‫للسلم؟!!” فرد عليه الرشد‪“ :‬إن سأعرض المر على الخوان ونسأل ال التوفيق”‪.259‬‬ ‫بل إن ملة الدعوة ف أعقاب ثورة [‪ ]1952‬أحست برج الخوان من هذا التصرف‪ ،‬فنشرت لسن الضيب‬ ‫الديـث التال‪“ :‬قابـل مندوب الدعوة فضيلة السـتاذ الرشـد العام‪ ،‬وطلب مـن فضيلتـه الدلء بديـث إل قراء‬ ‫الدعوة‪ ،‬فأبدى فضيلته استعداده الكري لذا‪ ،‬فقال الندوب‪“ :‬مازالت مسألة مقابلة فضيلتكم للملك السابق تثي‬ ‫اهتمام الرأي العام نظرا لكانة الخوان ومرشدهم عند الرأي العام‪ .‬فنرجو أن تدثوا قراء الدعوة بشيء عن هذه‬ ‫الزيارة” فقال فضيل ته‪“ :‬الوا قع أ نه ل ي كن ف هذه الزيارة ش يء غ ي عادي‪ ،‬ف قد ذه بت إل الزيارة ف موعد ها‪،‬‬ ‫وعندما دخلت على اللك ال سابق بدأ هو بالتح ية‪ ،‬فقال‪ :‬السلم علي كم‪ ...‬ث بدأ الديث وواصله واستمر فيه‬ ‫مدة الزيارة كلها الت استغرقت نو [‪ ]35‬دقيقة‪.‬‬ ‫و قد بدأ بكلمات تتعلق بشخ صي وماعر فه ع ن كقا ضي‪ ...‬وتكلم عن الخوان‪ ،‬وأن م كدعوة إ سلمية يب ها‬ ‫الميع‪ ،‬وأنه رجل متدين بطبعه ويب الدين‪ ،‬وأشار إل أن البعض القليل من الخوان قد انرفوا‪ ،‬وأنه يأمل الي‬ ‫ف الكثرية‪ ،‬كما يأمل نسيان الاضي وبدء صفحة جديدة‪.‬‬ ‫فقلت‪ :‬إن الخوان السلمي ينظرون دائما إل الستقبل‪ ،‬ويأملون فيه الي‪ ،‬ول ينظرون إل الاضي إل‬ ‫ليستخلصوا منه العبة الفيدة‪.‬‬ ‫ث تدث عن صلة اللك بالش عب‪ ،‬وأشار بيد يه موضو عة إحداه ا فوق الخرى فقال‪ :‬الش عب ث اللك ث ال‬ ‫فوق‪ ....‬ومعن هذا أن اللك أقرب للشعب من ال‪!!...‬‬ ‫وه نا تكل مت فقلت‪ :‬ل‪ ...‬هذا تد يد موض عي فال سبحانه ف كل مكان‪ ،‬ول مكان له‪ ،‬و هو قر يب من ج يع‬ ‫عباده‪ ...‬ال وقلت مايصحح الوضع‪ ...‬فقال اللك‪ :‬أيوه‪ ...‬تام ول يناقشن‪.‬‬ ‫وصحيح أنه حدد ل وسيطا يكون صلة بيننا‪ ،‬ولكنه ل يذكر ل اسه‪ ،‬ول سألت أنا عنه‪ .‬وقد خرجت من هذه‬ ‫القابلة إل الركز العام وكان بالظاهر‪ ،‬فألقيت تصريا موجزا ف ماضرة الثلثاء عن هذه القابلة‪.‬‬ ‫ث ان صرفت إل منل‪ ،‬فوجدت هذا الو سيط ف انتظاري هناك‪ ،‬ولبث نا ب عض الو قت‪ ،‬وتدث نا فعر فت م نه أ نه‬ ‫مكلف بوضع نفسه تت تصرف‪ ،‬حت إذا كان عندي ما أبلغه للملك قام بذلك‪ ،‬ولكن من ناحيت ل أسترح إل‬ ‫هذا الشخص‪ ،‬ول أدري لاذا؟ ول أكلفه بأي شيء‪.‬‬ ‫وكان ما قاله ل اللك أيضا ً‪ :‬إن النكليز خارجون من البلد حتما‪ ،‬ولكن الوف من الشيوعية‪ ،‬وهي ل تتفق مع‬ ‫الدين‪.‬‬ ‫فقلت معقبا‪ :‬هذا حق‪ .....‬ولكن يب أن يطبق الدين بذافيه‪ ،‬ونرعى حق الفقي فوافق على ذلك‪.‬‬

‫‪259‬‬

‫الخوان السلمون ف ميزان الق ص‪.69 :‬‬ ‫‪116‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫وما يذكر أن هذا الديث ل يدون ف وقته‪ ،‬وهذا ما أذكره منه‪ ...‬ولكن الؤكد أن اللك السابق ل يذكر الوفد‬ ‫ول أي حزب سياسي‪ ،‬ول يذ كر القنال ومقاو مة النكل يز ول حر كة التحر ير‪ ،‬ول أشار أ قل إشارة إل أن يلزم‬ ‫الخوان سياسة معينة‪ ،‬ول ذكر شيئا ما تداوله الناس وقت ذاك وذهبت الظنون فيه كل مذهب”‪.260‬‬ ‫وقد أثبتنا هذا الديث بكامل نصه لنؤكد أن الضيب أقر على اتفاقه مع اللك على شيئي‪:‬‬ ‫‪ - 1‬أن هناك قلة منحر فة ف الخوان‪ ،‬وأ نه ل يوا فق على ماو قع من ها وأ نه ير يد أن يف تح مع اللك صفحة‬ ‫جديدة‪.‬‬ ‫‪ - 2‬أنه متفق مع اللك على ماربة العدو الهم والذي منه الوف وهو الشيوعية أما النكليز فهم خارجون‬ ‫حتما‪.‬‬ ‫أما عمر التلمسان فكان واضحا كعادته‪ ،‬فقال عندما سئل‪“ :‬هل يكن أن تلقي بعض الضوء على علقة الخوان‬ ‫باللك فاروق؟”‪.‬‬ ‫التلمسان‪“ :‬كل الذي أعرفه ويعرفه الناس أن الرشد العام طلب لقابلة اللك فاروق‪ ،‬وخرج يقول مقابلة كرية‬ ‫للك كر ي‪ .‬ورجال الثورة أخذوا عل يه هذا‪ .‬وف عل م ثل هذا يع طي فكرة عن قيادة الخوان و عن أ ساليبهم ف‬ ‫التعامل مع الكام‪ ،‬نن ل نريد أن نصطدم بأحد‪.261”.‬‬ ‫وياول عمر التلمسان شيئا من الدفاع عن هذه الادثة ولكنه ل أظنه احترم ذكاء قراءه حيث يقول‪:‬‬ ‫“وكان من التوقع أن يطلب الستاذ الضيب مقابلة فاروق للمشاركة ف انقاذ الوطن ما كان ينحدر إليه ف جيع‬ ‫نواحيه‪ ،‬ولكنه رفض خشية أن يقال عنه أنه يسعى لقابلة فاروق‪ ،‬ولنه كان يرى أن وضعه كمرشد للخوان‬ ‫السلمي فوق ذلك براحل شاسعة‪ ،‬وهو أحرص مايكون على هذه الكرامة الت متعه ال با ف مراحل حياته‪،‬‬ ‫وأخيا استدعاه وهو ل يلك إ ّل أن يستجيب‪ ،‬فذهب وخرج من تلك القابلة وهو يصفها بأنا‪“ :‬مقابلة كرية‬ ‫للك كري”‪.‬‬ ‫ث يسهب ف أنا مقابلة كرية لن اللك احترمه فيها ث يقول‪“ :‬أما وقد كان موقف اللك على هذه الصورة معه‪،‬‬ ‫فليس من النطق أو اللياقة أن يصفه بأنه ملك لئيم أو ما أشبه ذلك”‪.262‬‬ ‫أ ما الرافضون لذه الزيارة من قيادات الخوان فلم ي صرّحوا ب ا ف قلوب م إلّ عند ما انف جر اللف بين هم وب ي‬ ‫الرشد بعد انقلب يوليو [‪ ،]1952‬فيقول أمي إساعيل ف ملة الدعوة‪“ :‬اغتيال جديد‪ :‬وكان الرشد العام قد‬ ‫ق يد ا سه ف سجل التشريفات بنا سبة إعلن انتخا به ر سيا” “وتل قف رجال ال سراي أداء الر شد لذا التقل يد‬ ‫الشكلي‪ ،‬فصوروه أنه ووصفوه بأنه يعلي تبديل ف سياسة إعلن الولء للجالس على العرش!! ووصفوه بأنه يعلي‬ ‫‪260‬‬

‫‪261‬‬

‫‪262‬‬

‫الدعوة العدد ‪ 19 - 82‬ذي الجة ‪ 1371‬هـ ‪ 9/9/1952 -‬ص‪.5 :‬‬ ‫الصور العدد ‪ 27 - 2989‬ربيع الول ‪.22/1/82 - 1402‬‬ ‫ذكريات لمذكرات ص‪.108 :‬‬ ‫‪117‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫تبديل ف سياسة الخوان تاه ال سراي واللك‪ ،‬و ف عجلة غ ي مألو فة‪ ،‬ات صلت ال سراي ع صر أ حد أيام الثلثاء‬ ‫بالرشد العام تدعوه للتشرف بقابلة اللك بعد ساعة من الزمن فعطل ظرف الستدعاء كل تفكي إل التفكي ف‬ ‫الستدعاء لراسيم القابلة ذاتا”‪.‬‬ ‫“الرعب القاتل‪ :‬جاعة الخوان السلمي وهذا هو كشف حسابا وتلك هي صحيفة اتامها‪ ،‬تصافح يد فاروق يد‬ ‫مثلهم ورمزهم!؟ ياله من نصر سياسي!؟‬ ‫ومـن جهـة أخرى فإن تالف الخوان مـع اللك الكروه يفقدهـم مبـة الشعـب‪ ،‬ويول دون اتاه الناس إليهـم‪،‬‬ ‫وت ت القابلة وكا نت ب ي اثن ي ل ثالث ل ما إل ال‪ ،‬وا ستغرقت وقتا طويل‪ ،‬وبالط بع ل يدر الد يث خلل هذه‬ ‫الدة الطويلة فقط حول الو والتهنئة والسؤال عن الصحة الت هي غاية القصد والراد من رب العباد‪ ...‬ل شك‬ ‫أنه دار حديث وأي حديث‪.‬‬ ‫ل بد أنه تناول الخوان‪ ،‬وتناول أهداف الخوان‪ ،‬وتناول وسائل الخوان!! ول بد من ذكر للماضي ومآسيه‪،‬‬ ‫ول بد من أمل ف نسيانه أو تناسيه!!‬ ‫ول بد من رجاء بفتح صفحة بيضاء ترصد فيها السنات‪ ،‬ول مكان فيها للذنوب والسيئات!! وما ليس منه بد‬ ‫أن يفهم الخوان أن الاكم أقرب إليهم من ال‪ ،‬سبحانه وتعال عمّا يأفكون”‪.263‬‬ ‫ويقول أيضا ف العدد الذي يليه‪“ :‬ظروف القابلة اللكية‪ :‬كان لقابلة الستاذ حسن الضيب الرشد العام للخوان‬ ‫السلمي لفاروق دو يّ شديد ف ميدان السياسة الصرية والعالية‪ ،‬فقد جاءت ف يوم [‪ 20‬نوفمب ‪ ،]1951‬أي‬ ‫بعد أن بدأت حكومة الوفد والسراي ف التراجع عن الوقف الذي أخذ يتطور ف القناة بتأييد الشعب عمليا للقوة‬ ‫الر سية (يق صد العر كة ب ي قوات بلوكات النظام والنكل يز)” ويقول‪“ :‬و من البدي هي أن الر شد العام للخوان‬ ‫ال سلمي ي ثل التكتلت الشعب ية الواع ية العاملة” ويقول أيضا‪“ :‬وكذلك فإن ال صحف اليوم ية والدور ية كا نت‬ ‫تت ساءل كل صباح عن دور الخوان ف العر كة‪ ،‬وكا نت ال صحافة بذا صدى ل ا يدور ف الرأي العام‪ ،‬وكان‬ ‫الرأي العام كله ‪-‬داخلي وخارجـي‪ -‬يعتقـد أن كسـب القضيـة متوقـف على اشتراك الخوان إشتراكا كاملً فـ‬ ‫العركة”‬ ‫ويقول أيضا‪“ :‬فلماذا إذن ل ياول فاروق أن يسـيطر على الخوان ويلي عليهـم سـياسة‪ ،‬كمـا حاول الحزاب‬ ‫وكما حاول النكليز من قبل‪!...‬؟‪.‬‬ ‫وطارت فـ الوـ إشاعات وإشاعات‪ ،‬واسـتند الناس فيمـا يقولون على صـلت وصـلت…‪ .‬قالوا‪ :‬إن علقـة‬ ‫الصاهرة بي الستاذ الضيب وبي الستاذ ممد سال ناظر الاصة اللكية لا شأن…‪ .‬وقالوا‪ :‬إن علقة النسب‬ ‫ب ي ال ستاذ الض يب وال ستاذ ع مر ح سن رئ يس الق سم الخ صوص النكليزي ل ا شأن وأي شأن… وقالوا‪ :‬إن‬ ‫علقة الستاذ الضيب بالستاذ مصطفى مرعي لا هي الخرى شأن وشأن‪ ،‬وقالوا‪ :‬قبل ذلك وبعد ذلك إن عدم‬ ‫‪ 263‬الدعوة‪ :‬العدد ‪ 22 - 150‬ربيع الخر ‪ 29/12/1953 - 1373‬ص‪.6 :‬‬ ‫‪118‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫إلام السـتاذ الضيـب إلاما كافيا بأسـلوب الخوان وتنظيمات الخوان وتشكيلت الخوان وأعمال رجالت‬ ‫الخوان هي السبب الذي جعله ينتحي أسلوبا حزبيا لذه القابلة اللكية”‪.264‬‬ ‫وقال أيضا ف العدد الذي يليه‪“ :‬قلت ف العدد الاضي أن مقابلة الستاذ الضيب للملك البغيض الخلوع ف [‬ ‫‪ 20‬نوفمب ‪ ،]1951‬قد أحدثت أثرا سيئا ف صفوف الخوان السلمي ف مصر وف غي مصر‪ ،‬كما أحدثت‬ ‫ن فس ال ثر ف التكتلت الشعب ية ال ت كا نت تن ظر إل الخوان نظرة الغر يق إل من ينتشله‪ ،‬وال ت كا نت تنت ظر‬ ‫الماد التـ ل بـد أن يسـجلها الخوان فـ معركـة القناة‪ ....‬فلقـد كانـت القابلة فـ وقـت بدأت فيـه الكومـة‬ ‫والسراي والقطاع تلوي وجهها عما يدث ف القناة‪ ،‬وتدبر كيف تلص من الأزق الذي وضعتها فيه تصرفات‬ ‫غي مدروسة‪ ،‬ما كانوا يظنون أن الشعب سيتلقفها سريعا ويضي فيها بد وبق مهما كلفه المر‪ ،‬ومهما كان‬ ‫البون شاسعا بي إمكانياته الساذجة وبي إمكانيات جيش الحتلل‪....‬‬ ‫وقلت أيضا أن علقات الن سب ب ي ب عض كبار رجال ال سراي وال ستاذ الض يب من ناح ية وبي نه وب ي رئ يس‬ ‫القسم الخصوص الذي كان يعمل بوحي النكليز من ناحية أخرى‪ ،‬قد أضفت على الوقف الكثي من علقات‬ ‫الستفهام وعلمات التعجب‪.265”....‬‬ ‫وتقول د‪ .‬لطيفة ممد سال‪“ :‬وكانت الطوة الثية‪ ،‬تلك الزيارة الت قام با الضيب للملك بقصر القبة ف‬ ‫مساء [ ‪ 2 0‬نوفمب ‪ ]1 9 5 1‬واستمرت ساعة إل ربع‪ ،‬وأثارت التكهنات‪ ،‬وبعثت القلق ف الدوائر السياسية‪.‬‬ ‫وخرج الرشد العام منها ول يفض بشيء عما ت ف هذه القابلة الرسية سوى قوله‪“ :‬زيارة كرية للك كري”‪.‬‬ ‫لكنه روى فيما بعد‪ ،‬فذكر أنه ف نفس ذلك اليوم اتصل به عبداللطيف طلعت كبي المناء‪ ،‬وأخبه أن اللك‬ ‫يريد مقابلته وحدد له السادسة مساء‪ ،‬وطلب منه أل يب أحدا‪ ،‬وجرى اللقاء‪ ،‬وأشاد فيه فاروق بضيفه من حيث‬ ‫نزاهته وعقليته‪ ،‬وأمل أن تكون رئاسته خيا‪ ،‬وتكلم عن الدعوة وكيف انرف البعض من الخوان‪ ،‬وأبدى رغبته‬ ‫ف نسيان لاضي‪ ،‬وعرج على ما يب أن تقوم به الكومة لدمة الشعب‪ ،‬ث تول إل الغرض الرئيسي موضحا‪:‬‬ ‫“إن النكليز سيخرجون من بلدنا حتما‪ ،‬ولكن الذي يب علينا أن نقاومه هو الشيوعية لنا تتناف مع الدين”‬ ‫فأجابه الضيب‪“ :‬نعم الشيوعية تتناف مع الدين بشرط أن يطبق بذافيه ونراعي حق الفقي ف ثروات الغنياء”‪،‬‬ ‫فوافق فاروق وطلب من مضيفه تبليغ إخوانه تياته ‪.2 6 6‬‬ ‫واعترف الر شد العام بأن اللك حدد له و سيطا وكان مكلفا بدم ته وتنف يذ البنا مج الل كي‪ ،‬وم ا يذ كر أن‬ ‫فاروقا ل يشر بأن يلتزم الخوان سياسة معينة‪ ،‬لكنه عرف فيما بعد أنه اتفق على إحالة الماعة إل جعية خيية ف‬ ‫مدى عشر سنوات على الكثر‪ ،‬وطلب أن يتجنب الخوان خوض النتخابات ف أي صورة من الصور‪ ،‬حيث أن‬ ‫‪264‬‬

‫‪265‬‬

‫‪266‬‬

‫الدعوة‪ :‬العدد ‪ 29 -151‬ربيع الخر ‪ 5/1/1954 -1373‬ص‪.13 :‬‬ ‫الدعوة‪ :‬العدد ‪ 7 - 152‬جادي الول ‪ 12/1/1954 - 1373‬ص‪.14 :‬‬ ‫الدعوة‪ ،‬عدد ‪ 82‬ف ‪ 9‬سبتمب ‪ ،1952‬ص‪.5 :‬‬ ‫‪119‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫الشتراك ف النتخابات مارسة للسياسة‪.‬‬ ‫وما تدر الشارة إليه أنه ف مساء يوم القابلة ‪-‬وعقب عودة الرشد العام إل منله‪ -‬وجد الوسيط ينتظره‪ ،‬ودار‬ ‫بينهما حديث عرف منه الضيب الهام الوكولة لذا الوسيط‪.267‬‬ ‫وين قل ال سفي البيطا ن لكوم ته مل خص القابلة‪ ،‬وب ي أن ا ارتكزت على الوار حول الشيوع ية كعدو رئي سي‪،‬‬ ‫ويسجل أن الرشد العام أكد أنه ليس لدي الخوان النية ف حل السلح‪ ،‬وأنم يساندون تطهي الدارة‪ ،‬ويشي‬ ‫إل أن اللقاء اتسم بالود‪ ،‬ويعلق على أن الضيب أصبح مقربا من اللك‪ ،‬وتبعث لندن لسفيها تبلغه با يتردد على‬ ‫ألسنة البعض ف السفارة الصرية حول قرار فاروق بشأن ضم الخوان إل جانبه‪ ،‬وأن ذلك يرجع إل الرغبة ف‬ ‫تكوين جبهة قوية ضد الوفد‪.268‬‬ ‫وم ثل ذلك الوا قع‪ ،‬ف في تلك الفترة كان اللك ي عد ال مر‪ ،‬وينت ظر اللح ظة ال ت يع مل في ها ضد النحاس‪ ،‬وهذا‬ ‫ماصرح به حافظ عفيفي لعميد الالية البيطانية ف مصر‪ ،‬حيث أوضح أن الستقبال اللكي للمرشد العام نوع‬ ‫من التخطيط لذلك‪.269‬‬ ‫كما أن فاروقا كان على دراية تامة بالوضع التدهور الذي وصل إليه وفقدانه للشعبية نائيا‪ ،‬ومن ث أراد احتواء‬ ‫الماعة‪ ،‬علّها تعطيه جزءا ما انتزع منه‪ ،‬لا لا من تأييد شعب ودور وطن‪ ،‬وحت ل تتحول إل جبهة العارضة‪،‬‬ ‫وتتخذ موقفا مضادا له‪.‬‬ ‫أما من ناحية الخوان‪ ،‬فقد خرج الضيب من القابلة‪ ،‬فتوجه إل الركز العام حيث اجتمع مكتب الرشاد‪ ،‬وألقى‬ ‫تصريا موجزا عنها‪ ،‬وعرض التاهات الاصة بالخوان وخاصة ما يتعلق بالشيوعية‪ ،‬واشترك باقي العضاء ف‬ ‫الناقشات الت كان لا طابع الدة‪ ،270‬وما يدل على الختلفات الت سرت بينهم‪ ،‬ولكن الضيب ‪-‬بكم السلطة‬ ‫الخولة له‪ -‬أجرى بعـض التعديلت فـ الهاز السـري‪ ،‬حيـث أبعـد صـال عشماوي ومـن على شاكلتـه نظرا‬ ‫لتضارب وجهات النظر ومن بينها الشكل الديد للعلقة مع اللك‪.271‬‬

‫‪267‬‬

‫الدعوة‪ ،‬عدد ‪ 82‬ف ‪ 9‬سبتمب ‪ ،1952‬ص‪.5 :‬‬

‫فاروق وسقوط اللكية ف مصر ( ‪ )1 9 5 2 -1 9 3 6‬ص‪ 716 :‬إل ‪ -719‬نقلتها عن‪:‬‬ ‫‪F.O. 96870, JE 1018 - 1, Stevenson - F.O, Cairo, Jan, 1 st, 1952, F.O - Cairo, Jan 15,‬‬ ‫‪1952, 90109, JE 1013 - 41, Stevenson - F.O. Cairo, Dec. 4, 1951, No:135.‬‬ ‫فاروق وسقوط اللكية ف مصر ( ‪ )1 9 5 2 -1 9 3 6‬ص‪ 7 1 6 :‬إل ‪ -7 1 9‬نقلتها عن‪:‬‬ ‫‪.F.O. 141, 10121 - 24 - 51 G, Memorandum from Cecil Campbell Oct.22,1952‬‬ ‫‪ 270‬الدعوة‪،‬عدد ‪ 82‬ف ‪ 9‬سبتمب‪ 1952،‬ص ‪.5‬‬ ‫الركة السياسية ف مصر ‪ 1952 – 1945‬ص‪.372 :‬‬ ‫‪268‬‬

‫‪269‬‬

‫‪271‬‬

‫‪120‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫وا ستعاد الخوان مكانت هم وعادت ل م متلكات م وأموال م ال ت كان مجوزا علي ها‪ ،‬و قد أ صبح ذلك ضرورة‬ ‫شرع ية بعد ح كم ملس الدولة‪ ،‬ويستعرض ال سفي البيطا ن للندن تليلت هذا الجراء‪ ،‬فيذكر أ نه تر جم على‬ ‫أساس أنه ماولة من الكومة لكسب الخوان‪ ،‬وأن البعض يعزوه إل أنةالتقارب بي الخوان والقصر‪.272‬‬ ‫والقول الخي هو القرب للصحة‪ ،‬ومضى الرشد العام ف تركاته وقام بزيارات إل القاليم‪ ،‬خطب فيها وركز‬ ‫على تطهي المة‪ ،273‬كما صرح بإقصاء أعمال العنف‪ ،‬وف ذلك ما يرضي فاروق‪ ،‬ونفى ما أشيع من أن الماعة‬ ‫طلبـت مـن الكومـة تدريـب ‪ 16‬ألف شخـص‪ ،‬وبيـ أن الكفاح العملي قـد يأخـذ صـورا متلفـة غيـ مقاطعـة‬ ‫النكليز‪ ،274‬ومثل هذه التصريات جعلت ستيفنسون يصف تصرفاته بالرزانة‪.275‬‬ ‫‪ -1 3‬تنئة الض يب لا فظ عفي في (عم يل النكل يز) و ما أحد ثه من أز مة ف صفوف الخوان وغ ضب‬ ‫الضيب لذلك‪:‬‬ ‫ف نا ية عام [‪ ]1951‬ع ي اللك حا فظ عفي في العروف بولئه للنكل يز رئي سا للديوان الل كي‪ ،‬فذ هب إل يه‬ ‫الضيب ليهنئه‪ ،‬وسوف نترك الخوان يقصون علينا هذه القصة‪:‬‬ ‫يقول صال عشماوي ف ملة الدعوة‪“ :‬ف في يوم أول ينا ير سنة [ ‪ ]1 9 5 2‬ظهرت الدعوة و ف صدرها‬ ‫مقال بقلم كا تب هذه ال سطور ت ت عنوان [ل مفاو ضة ول معاهدة]‪ ،‬جاء ف يه «كان تعي ي حا فظ عفي في با شا‬ ‫رئي سا للديوان الل كي بثا بة قنبلة ف اليدان ال سياسي‪ ،‬ف في الو قت الذي ك فر ف يه الزعماء والوزراء بأ سلوب‬ ‫الفاوضات‪ ،‬و ف الو قت الذي الت قت ف يه الكو مة مع الش عب ‪-‬لول مرة‪ -‬على طر يق الكفاح والهاد‪ ،‬و ف‬ ‫الوقت الذي يستحث فيه الشعب الكومة لتسرع الطى ف هذه السبيل الوحيدة الوصلة لنتزاع الرية الغصوبة‬ ‫والقوق السلوبة‪ ...‬ف هذا الوقت يعي ف هذا النصب الطي حافظ عفيفي (باشا) صاحب التصريح الشهور‬ ‫الذي (امتدح فيه معاهدة ‪ ،1 9 3 6‬وأشاد فيه بالدفاع الشترك‪ ،‬وحبذ التفاق ل مع انكلترا فحسب‪ ،‬بل ومع‬ ‫أمريكا أيضا!) ث مضينا نقول‪«:‬ولعجب إذا فهم الشعب من هذه اللبسات والقرائن أن هناك اتاها إل العودة‬ ‫إل الفاوضات والو صول إل اتفاق سريع مع بريطان يا‪ ،‬وكان رد الف عل ‪-‬ال سريع أي ضا‪ -‬مظاهرات قا مت ف‬ ‫الامعات ف القاهرة وال سكندرية أدت إل غلق ها‪ ،‬ث انتقلت الر كة إل الدارس الثانو ية وال صناعية‪ ،‬وانتشرت‬ ‫الظاهرات فشملت القال يم جي عا‪ ،‬وشار كت مدارس البنات ومدارس البن ي» ث علق نا على هذه الظاهرات ال ت‬ ‫هتف فيها بسقوط اللك الفاجر «فاروق» فقلنا‪« :‬وتدل هذه الظاهرة على احساس مرهف ووعي ناضج‪ ،‬للشعب‬ ‫عامة والطليعة الثقفة خاصة»‪.‬‬ ‫‪272‬‬

‫‪273‬‬

‫‪274‬‬

‫‪275‬‬

‫فاروق وسقوط اللكية ف مصر ( ‪) 1 9 5 2 -1 9 3 6‬ص‪ 7 1 6 :‬إل ‪ -7 1 9‬نقلتها عن‪:‬‬ ‫‪.F.O. 371 - 90109, JE 1013 - 42, Stevenson - F.O, Cairo, Dec. 21, 1951, No:141‬‬ ‫الدعوة‪ ،‬عدد ‪ 44‬ف ‪ 18‬ديسمب ‪ 1951‬ص‪ ،3 :‬عدد ‪ 46‬ف أول يناير ‪ 1952‬ص‪.3 :‬‬ ‫الركة السياسية ف مصر ‪ 1952 –1945‬ص‪.375 :‬‬ ‫فاروق وسقوط اللكية ف مصر ( ‪) 1 9 5 2 -1 9 3 6‬ص‪ 7 1 6 :‬إل ‪.7 1 9‬‬ ‫‪121‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫ث يقول صال عشماوي ف نفس القال «ولكن هذا الوقف كان أكب من أن يتحمله‪ ،‬أو يتحمل مسئوليته بعض‬ ‫الرؤساء‪ ،‬فصدرت «الدعوة» وف صدرها بيان يعلن للناس أن ملة «الدعوة» لتنطق إل باسم صاحبها‪ ،‬ولتعب‬ ‫إل عـن رأي مررهـا! وكان هذا البيان بثابـة إشارة الجوم للبوليـس السـياسي ولرجال القصـر‪ .‬فقـد توالت‬ ‫الصادرات التتابعة لعداد «الدعوة» والتحقيق معي بوصفي رئيس التحرير»‪.276‬‬ ‫وننـ ننقـل هنـا نـص البيان لهيتـه «بيان‪ :‬جاءنـا البيان التال‪ :‬يكرر الركـز العام للخوان السـلمي أن ملة‬ ‫«الدعوة» لتصدر عنه‪ ،‬ولتنطق بلسانه‪ ،‬ولتثل سياسته‪ ،‬وأنا صحيفة شخصية تعب عن أراء صاحبها‪ ،‬ولتتقيد‬ ‫دعوة الخوان السلمي با ينشر فيها‪.‬‬ ‫عبدالكيم عابدين السكرتي العام»‪.277‬‬ ‫ويقول أح د جلل با ستخدام التلم يح‪« :‬و ف عهد فاروق كان للخوان ال سلمي ملة‪ ،‬وكان الخوان ال سلمون‬ ‫يكتبون في ها عن الآ سي والهازل ال ت ت ت ف هذا الع هد الظلم‪ ،‬وطال ا بينوا رأي هم في ما كان يدث ف ع هد‬ ‫الرهاب‪ ،‬وقد تمل هؤلء الخوان التهديد والصادرة من رجال العهد البائد‪ ،‬بل إنم قد تملوا بعض الذى من‬ ‫بعض «الخوان السلمي» وهم ول المد قليلو العدد‪.‬‬ ‫وظلت ملة الخوان تك تب عن ع هد الرهاب وع هد فاروق‪ ،‬و تبي للناس أن هذا الع هد زائل لمالة‪ ،‬وأن كل‬ ‫الهود التـ تبذل إن هـي إل ماولة يائسـة لزخرفـة أنقاض هذا العهـد أو ماولة فاشلة لنقاذ مال يكـن إنقاذه‪،‬‬ ‫وتعرض الكتاب فـ هذا لبلء ل يعلم بـه إل ال وحده‪ ،‬وتعرضـت الجلة لقرار يصـدر مـن مكتـب الرشاد بأناـ‬ ‫لتثل الخوان السلمي ولرب شعواء بي صفوف الخوان أنفسهم مازالت مستمرة للن»‪.278‬‬ ‫أ ما م مد الغزال فيقول‪ :‬ب عد أن سرد مو قف الض يب من كتائب الخوان الفدائ ية ف القناة‪ ،‬و هو ما سنعرضه‬ ‫تف صيل في ما ب عد‪ ،‬يقول‪«:‬فل ما تول حافظ عفيفي با شا ريا سة الديوان الل كي يومئذ‪ ،‬وعرف القا صي والدا ن أن‬ ‫اللك فاروقا جاء به للجهاز على حركات الجاهد ين وإعادة الروا بط التقط عة مع انكلترا‪ ،‬وإقا مة ح كم ي سال‬ ‫النكل يز ويطعن الفدائي ي من اللف‪ ،‬سارع الستاذ حسن الض يب إل تنئة الرجل بنصبه مراغما بذا السلك‬ ‫شعور المة الغضب والخوان الشدوهي‪ ،‬وغلبن السخط على ذلك العمل الشاذ‪ ،‬ورأيت إنقاذا لكرامة السلم‬ ‫ودعوته أن أصور الوقف الذي يب أن يقفه الخوان السلمون‪ ،‬فنحن لنتبع ملكا خائنا‪ ،‬ولنؤيد سياسة غادرة‪،‬‬

‫‪276‬‬

‫‪277‬‬

‫‪278‬‬

‫الدعوة‪ :‬العدد ‪ 28 -155‬جادى الول ‪ 2/2/1954 -1373‬ص‪ 4 :‬و‪.13‬‬ ‫الدعوة‪ :‬العدد ‪ 10 - 47‬ربيع الثان ‪ 8/1/1952 -1371‬ص‪.1 :‬‬ ‫الدعوة‪ :‬العدد ‪ 29 -151‬ربيع الثان ‪ 5/1/1954 -1371‬ص‪.3 :‬‬ ‫‪122‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫ومن ث نشرت بريدة الصري ف ‪ 31/12/1951‬كلمة تت عنوان «لن تبلغ أمة أهدافها إل إذا نظفت جبهتها‬ ‫الداخلية»‪.‬‬ ‫ث يستطرد بعد أن ذكر كلمته‪« :‬ماذا ف تلك الكلمة يغضب الرشد العام؟ لقد اعتبن يوم صدورها خارجا على‬ ‫الماعة»‪.279‬‬ ‫وتلخص د‪ .‬لطيفة ممد سال هذه الادثة فتقول‪« :‬وتفاقمت اللفات بي أعضاء مكتب الرشاد والضيب بعد‬ ‫أن استتب الوضع للجماعة‪ ،‬ولكنه نظرا للصلحيات الت يلعها النظام على الرشد العام‪ ،‬أمكنه توجيه سياستها‬ ‫وفقا لشيئته‪ ،‬ومع ناية عام ‪ 1951‬حدث تصدع ظهرت صورته بوضوح عندما ذهب الضيب إل حافظ عفيفي‬ ‫ع قب يوم ي من تعيي نه رئي سا للديوان ليهنئه بالن صب الد يد‪ ،‬ر غم أن القا صي والدا ن علم أن فارو قا جاء به‬ ‫للجهاز على الر كة الوطن ية وم سالة النكل يز‪ ،‬وردا على هذا الت صرف ك تب م مد الغزال أ حد أعضاء مك تب‬ ‫الرشاد مقال ف صحيفة ال صري بعنوان «لن تبلغ أ مة هدف ها إل إذا نظ فت جبهت ها الداخل ية» تكلم ف يه عن‬ ‫ال سلم ومنادا ته بالشتراك ية ال سلمية‪ ،‬ور فض الخوان الرتباط بأ ية كتلة معتد ية‪ ،‬وأ نه ليوز بقاء أي جندي‬ ‫انكليزي ف العال السلمي‪ ،‬ث يبي أن الخوان أدوا واجبهم ف معركة القناة‪ ،‬وأن للمة أن تعتمد على رجولتهم‬ ‫دائما‪ .‬وغضب الرشد العام من القال واعتب الغزال خارجا عن الماعة‪.‬‬ ‫وعندما هاجت ملة الدعوة تعيي رئيس الديوان‪ ،‬أصدر عبدالكيم عابدين السكرتي العام للجماعة بيانا قال فيه‬ ‫إن الجلة لتصدر عن الركز العام للخوان ولتنطق بلسانه» ‪.2 8 0‬‬

‫الطلب الثان ‪:‬‬

‫الخوان والضباط الحرار وجال عبد الناصر‬ ‫ت عد عل قة الخوان بالضباط الحرار عل قة متشاب كة مليئة بالدروس الريرة ال ت ي ب أن يدركها ال سلمون‪ ،‬ول ا‬ ‫كان الوضوع يتاج ف عل جه إل ب ث م ستقل‪ ،‬ول ا كان هذا الب حث لي سمح إل برور سريع بذه العل قة‪،‬‬ ‫فسوف نذكر تت هذا العنوان بعضا من القائق التاريية الت يستفاد منها دروس خطية‪.‬‬

‫‪279‬‬

‫الدعوة‪ :‬العدد ‪ 7 -152‬جادى الول ‪ 12/1/1954 -1373‬ص‪.3 :‬‬

‫فاروق وسقوط اللكية ف مصر ( ‪ )1 9 5 2 -1 9 3 6‬ص‪ ،719 :‬راجع أيضا‪ :‬الركة السياسية ف مصر ‪1952 –1945‬‬ ‫ص‪.374 :‬‬ ‫‪280‬‬

‫‪123‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫‪ -1‬بدأت معرفة جال عبد الناصر بالخوان ف أكتوبر عام ‪ ،1942‬كما يدد عبد النعم عبد الرؤوف الذي‬ ‫دعا جال عبد الناصر إل الخوان‪ ،‬وأن عبد النعم وجال عبد الناصر وخسة آخرين ‪-‬هم كمال الدين حسي‬ ‫وسعد حسن توفيق وخالد مي الدين وحسي حودة وصلح الدين خليفة‪ -‬قد بايعوا الخوان على السمع‬ ‫والطاعة ف أوائل عام ‪ 1946‬ف منل ف حي الصلبية بوار سبيل أم عباس‪.281‬‬ ‫وهذه القي قة ال ت ذكرنا ها تواترت علي ها روايات الخوان م ثل ال صباغ وأح د عادل و صلح شادي بل وع بد‬ ‫الناصر نفسه‪.282‬‬ ‫و سوف نرى أن العل قة ب ي الخوان والضباط الحرار ب عد ذلك كان شعار ها الت ساهل ف الباد يء من أ جل‬ ‫الكاسب‪ ،‬فل هي أبقت على البادئ‪ ،‬ولهي جنت الكاسب‪.‬‬ ‫‪ -2‬يرى الباحث الستاذ‪ /‬أسامة حيد ف كتابه (موجزتاريخ القبة العلمانية ف مصر) أنه‪« :‬ف البداية دار جدل‬ ‫بيـ حسـن البنـا وممود لبيـب (ورباـ اشترك فـ النقاش آخرون) حول مـا إذا كان ينبغـي الهتمام بغرس القيـم‬ ‫السلمية ف نفوس العضاء‪ ،‬أم يكتفي بتجميع العناصر الوطنية التحمسة‪ ،‬ث يأت تويلهم إل السلم ف مرحلة‬ ‫لحقة‪ ،‬وف النهاية انتصرت وجهة النظر الخية‪ ،‬وهكذا كان كثي من أعضاء التنظيم ليملون الفكر السلمي‪،‬‬ ‫وكانت كل أفكارهم لتعدو بعض التصورات السطحية اللمية»‪.283‬‬ ‫وهذا القول يؤكده سي الوادث وسية هؤلء الضباط بعد ذلك‪ ،‬بل ومادونوه هم أنفسهم ف مذاكراتم‪.284‬‬ ‫ويرى أيضا الستاذ‪ /‬أسامة حيد أن ممود لبيب كان متساهل ف بعض أفكاره‪ ،‬ول يكن يرى تعارضا بي الوطنية‬ ‫الصرية وبي السلم‪ ،‬وأن روايته «حاة السلوم» يتضح منها أنه بالضافة لقبوله لفكرة الوطنية كان يترم أشياء‬ ‫غريبة مثل مايسمى بالنضباط العسكري والشرف العسكري‪ ...‬ال‪.285‬‬ ‫ونتيجة لذا التساهل ترك ممود لبيب قيادة التنظيم وأسراره لمال عبد الناصر بعد وفاته‪.286‬‬ ‫‪ -3‬وف أواخر عام ‪ 1949‬بدأ جال عبد الناصر يصرح لزملئه ‪-‬أمثال عبد النعم عبد الرؤوف وحسي حودة‬ ‫وع بد الرح ن ال سندي‪ -‬أ نه لي ستطيع اللتزام بن هج الخوان التز مت‪ ،‬و سوف ي ضم ضبا طا غ ي ملتزم ي‪ ،‬بل‬ ‫أرغمت فاروق على التنازل عن العرش‪ -‬مذكرات عبد النعم عبد الرؤوف ص‪.46 ،45 ،44 ،43 :‬‬ ‫حقيقة التنظيم الاص ودوره ف دعوة الخوان ص‪ ،22 :‬موجز تاريخ مصر ف القبة العلمانية (‪ )1986 -1809‬ص‪،116 :‬‬ ‫‪ -117‬نقلها عن‪ :‬مذكرات جال عبد الناصر بجلة الصور ‪.31/10/1952‬‬ ‫موجز تاريخ مصر ف القبة العلمانية (‪ )1986 - 1809‬ص‪.117 :‬‬ ‫راجع مثل‪ :‬شهادة ابراهيم بغدادي ف‪ :‬موجز تاريخ مصر ف القبة العلمانية (‪ )1986 - 1809‬ص‪ -118 :‬نقلها عن‪ :‬قصة‬ ‫ثورة ‪ 23‬يوليو لحد حروش ج‪ 4 :‬طبعة بيوت‪.‬‬ ‫موجز تاريخ مصر ف القبة العلمانية (‪ )1986 - 1809‬ص‪.118 :‬‬ ‫موجز تاريخ مصر ف القبة العلمانية (‪ )1986 - 1809‬ص‪ ،118 :‬أرغمت فاروق على التنازل عن العرش‪ -‬مذكرات عبد‬ ‫النعم عبد الرؤوف ص‪.64 :‬‬ ‫‪281‬‬

‫‪282‬‬

‫‪283‬‬

‫‪284‬‬

‫‪285‬‬

‫‪286‬‬

‫‪124‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫وذهب جال ‪-‬فيما رواه أحد عادل‪ -‬إل أنه ليضر التنظيم أن ينضم إليه ضابط وطن من غي دين السلم‪ ،‬وبعد‬ ‫وفاة ممود لبيب وحسن البنا انقطعت صلة التنظيم بالخوان‪ .‬يروي أحد عادل أن السندي قد عرض المر على‬ ‫الضيب الذي سلم بالمر الواقع‪ ،‬فأجابه جال بأنه سوف يستمر صديقا للخوان‪.287‬‬ ‫إل أن فريد عبد الالق يرجع بداية هذا النسلخ إل عام ‪ ،1946‬وينقل عن كمال الدين حسي اعتراضه على‬ ‫هذا السلوب وهؤلء الضباط‪ ،‬كما ورد ف كتاب (الصامتون يتكلمون)‪« :‬إن هؤلء كانوا أول من أساء إل‬ ‫الثورة بعد قيامها بتصرفاتم وتقيق الكاسب الادية لنفسهم وتكوين الثروات من الال الرام»‪ ،‬وأما عن أهداف‬ ‫التنظيم فيقول كمال الدين حسي‪« :‬إن أهداف تنظيم الضباط الحرار كانت العمل على تطبيق السلم‪ ،‬ولنعلم‬ ‫له هدفا غي ذلك»‪ ،‬ويقول ف خطابه الذي دونه لعبد الكيم عامر‪« :‬إن حركة الضباط الحرار منذ دخلها سنة‬ ‫‪1944‬م‪ ،‬ليعرف لا هدف سوي الكم بكتاب ال‪ ،‬وأنم جيعا ‪-‬عبد الناصر وعبد الكيم عامر وعبد النعم‬ ‫عبد الرؤوف‪ -‬قد بايعوا ممود لبيب والرشد والسندي‪ ،‬وأن الركة قد انتكست عندما أضاف إليها عبد الناصر‬ ‫ضباطا من غرز الشيش والمارات منذ سنة ‪.288»1948‬‬ ‫وأن جال عبد الناصر كان يمع هذا الغثاء ف جلسات لتحضي الرواح لكي يتبهم على حد تبيره‪.289‬‬ ‫بل ويذكر عبد النعم عبد الرؤوف أنه قبيل اغتيال حسن البنا بأسابيع دعي إل بيت يوسف رشاد الطبيب الاص‬ ‫باللك‪ ،‬وكان حاضرا معهم عدد من الضباط منهم أنور السادات‪ ،‬وف هذا اللقاء أثن يوسف رشاد على اللك‪،‬‬ ‫وتكلم عن ضرورة التخلص من مصطفى النحاس لنه عميل انكليزي ومن حسن البنا ‪-‬رحه ال‪ -‬لطورته على‬ ‫اللك وعلى أمن البلد‪ ،‬وأن الاضرين أمنوا على حديثه‪ ،‬وأبلغ عبد النعم ممود لبيب با حدث‪ ،‬وبعد أسابيع‬ ‫اغتيل حسن البنا ‪-‬رحه ال‪ -‬ف ‪ ،12/2/1949‬وقبل ذلك كانت قد انفجرت عبوة ناسفة عند بيت النحاس ف‬ ‫‪ ،30/4/1948‬ومن ذلك عرف عبد النعم من هم الدبرون لذه الحداث‪.290‬‬ ‫‪ -4‬وب سبب حرب فل سطي تف كك الي كل التنظي مي للضباط الحرار (الذي كا نت عوا مل تفك كه موجودة ف‬ ‫ال صل)‪ ،‬وب عد انتهاء الرب ‪-‬و ف مطلع ‪ -1950‬تش كل تنظ يم «الضباط الحرار» من جد يد‪ ،‬وكا نت لن ته‬ ‫التأسيسية هذه الرة مكونة من خسة إشخاص‪ :‬عبد الناصر وكمال الدين حسي وعبد النعم عبد الرؤوف وحسن‬ ‫إبراهيم وخالد ميي الدين‪ ،‬ول يكن على صلة تنظيمية بالخوان سوى عبد النعم‪ ،‬وإن بقيت لكمال الدين حسي‬ ‫صلت بالخوان‪ ،‬ولكن بصورة غي تنظيمية‪.‬‬ ‫‪ 287‬أرغمت فاروق على التنازل عن العرش‪ -‬مذكرات عبد النعم عبد الرؤوف ص‪ ،67 ،66 ،65 ،64 :‬النقاط فوق الروف‪-‬‬ ‫الخوان السلمون والنظام الاص ص‪ ،301 ،300 :‬موجز تاريخ مصر ف القبة العلمانية (‪ )1986 - 1809‬ص‪.121 :‬‬ ‫الخوان السلمون ف ميزان الق ص‪.82 :‬‬ ‫موجز تاريخ مصر ف القبة العلمانية (‪ )1986 - 1809‬ص‪ -121 :‬ينقل عن ملة الصور الصادرة ف ‪ 7‬نوفمب ‪ 1952‬وصفا‬ ‫لحدى هذه اللسات ف بيت عبد الكيم عامر كما يرويها عبد الناصر‪.‬‬ ‫أرغمت فاروق على التنازل عن العرش‪ -‬مذكرات عبد النعم عبد الرؤوف ص‪.63 ،62 :‬‬ ‫‪288‬‬

‫‪289‬‬

‫‪290‬‬

‫‪125‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫وبعد عدة شهور ضم خسة آخرون للجنة التأسيسية‪ :‬صلح وجال سال وعبد اللطيف بغدادي وعبد الكيم‬ ‫عامر والسادات‪ .‬وهكذا أصبح التنظيم على صلة بالخوان (عبد النعم عبد الرؤوف) وبالشيوعيي (خالد ميي‬ ‫الدين) وباللك (السادات)‪.291‬‬ ‫ور غم ذلك فقد بقي الخوان على صلة بذا التنظ يم‪ ،‬وظلوا أصدقائه‪ ،‬ولقد ذكرنا من قبل ‪-‬عند الكلم على‬ ‫صلة البنا باللك‪ -‬أن حسن البنا ‪-‬رحه ال‪ -‬قد وسط السادات لدى يوسف رشاد ليدبر لقاءا بينه وبي اللك‪،‬‬ ‫إذن فالصلة الشبوهة للسادات بالرس الديدي ل تكن خافية على الخوان‪.‬‬ ‫‪ -5‬وكان طبيعيا أل يكون لذا الليط فكر مدد‪:‬‬ ‫وبسبب الفتقاد إل فكر فقد كان طبيعيا أل يتم تديد العدو بدقة‪ ،‬ورغم أن مقر الركة الصهيونية كان قد انتقل‬ ‫إل أمري كا ب عد‪ 1945 ،‬ور غم دور أمري كا الوا ضح ف حرب ‪ ،1948‬فلم ي كن الضباط (با ستثناء ال سلميي)‬ ‫يكرهون أمريكا‪ ،‬ولذلك ل يد الضباط حرجا ف التصال برجال الخابرات المريكية‪.292‬‬ ‫بل إن أح د حروش ياول تبير ذلك بقوله‪« :‬والقطوع به أن المريكي ي قد وجدوا ف التنظ يم ال سري لر كة‬ ‫الضباط الحرار بعض مايقق لم أهدافهم ف النطقة‪ ،‬ولكنهم ل يستطيعوا أبدا أن يكونوا مسيطرين عليه»‪.293‬‬ ‫‪ - 6‬ورغم‪:‬‬ ‫أ ‪ -‬ان التنظيم بل فكر مدد‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬وأنه يضم شيوعيي‪.‬‬ ‫ج ‪ -‬وأنه يضم أفرادا على صلة قوية بالرس الديدي للملك الذي شارك ف اغتيال حسن البنا ‪-‬رحه‬ ‫ال‪ -‬باعتراف عبد النعم عبد الرؤوف‪.‬‬ ‫د ‪ -‬ورغم أن جال عبد الناصر قد نكث بيعته معهم وانقلب عليهم‪.‬‬ ‫هـ ‪ -‬ورغم ان التنظيم يضم ضباطا جعوا من المارات وغرز الشيش‪.‬‬ ‫و ‪ -‬ورغم إحساسهم بأنه على صلة بالخابرات المريكية‪.‬‬ ‫ر غم ذلك كله ف قد ا ستمر الخوان على صلة به بوا سطة ع بد الن عم ع بد الرؤوف الذي كان عضوا ف اللج نة‬ ‫التأسيسية‪.‬‬ ‫ووافقوا على التعاون معه ف القيام بالثورة وتفاوضوا معه ويلخص فريد عبد الالق هذا بقوله‪:‬‬ ‫«دور الخوان ف حركة ‪ 23‬يوليو‪.‬‬ ‫‪291‬‬

‫‪292‬‬

‫موجز تاريخ مصر ف القبة العلمانية (‪ )1986 - 1809‬ص‪ -120 :‬نقلها عن‪ :‬ج‪ 1 :‬ص‪.146 :‬‬ ‫موجز تاريخ مصر ف القبة العلمانية (‪ )1986 - 1809‬الصدر السابق ص‪.123 :‬‬

‫‪ 2 9 3‬موجز تاريخ مصر ف القبة العلمانية (‪ )1986 - 1809‬ص‪ -123 :‬نقلها عن قصة ثورة ‪ 23‬يوليو لحد حروش‪ :‬ج‪1 :‬‬

‫ص‪ 1 8 2 :‬إل ‪.1 8 8‬‬ ‫‪126‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫(أ) حدد عبد الناصر ف لقائه مع الجموعة الت كلفت من الرشد بالتصال به‪ ،‬الغاية من النقلب ف ثلثة أمور‪:‬‬ ‫‪ - 1‬إصلح النظام السياسي بإرساء قواعد حكم نياب سليم‪.‬‬ ‫‪ - 2‬تطهي اليش وأجهزة الدولة من عملء اللك وعناصر الفساد‪.‬‬ ‫‪ - 3‬إصلح اجتماعي واقتصادي شامل‪.‬‬ ‫وكانت وجهة نظر الجموعة الخوانية تتلخص ف أن مباديء السلم هي الساس الوحيد الصال لكم مصر‬ ‫ولعلج الوانب السياسية والقتصادية والجتماعية‪.‬‬ ‫وأقر عبد الناصر ذلك‪ ،‬وأكد تسكه بالسلم أساسا للتغيي النشود‪ ،‬وأن هدفه السلم‪ ،‬إل أنه قال‪ :‬إن الصلحة‬ ‫عدم الجاهرة بذلك ف بادئ ال مر‪ ،‬ول كن تؤ خذ المور تدري يا‪ ،‬ح ت ليارب أعداء ال سلم الر كة ف أول‬ ‫عهدها‪.‬‬ ‫(ب) ت ت مناق شة المور الترت بة على قيام النقلب‪ :‬وعرضوا للحزاب ال سياسية القائ مة وعدم صلحها لتول‬ ‫الكم خل الزب الوطن‪ ،‬ولكنه استبعد لضعف تكوينه‪.‬‬ ‫وأو ضح ع بد النا صر أن موضوع ل ن ي سند ال كم ليرج عن ثل ثة احتمالت عرض ها بدهاء وو صل ب ا إل‬ ‫مايريد‪:‬‬ ‫الخوان أو ال يش أو شخ صية م ستقلة‪ .‬وخل صت الناق شة إل ا ستبعاد الخوان لئل ينك شف التاه ال سلمي‬ ‫للحر كة من بادئ ال مر تفاد يا لردود الفعال الدول ية‪ .‬وكذلك ا ستبعد الع سكريون لن التجارب دلت على أن‬ ‫تدخلهم ف السياسة وتوليهم الكم يؤدي إل انرافهم وإل الطغيان الشديد وتاوز الهداف الت قاموا من أجلها‬ ‫وقد تول مهاجة تول العسكريي أحد الخوان‪ ،‬وقد لحظ الخوان وجوم عبد الناصر الشديد لوجهة النظر هذه‪،‬‬ ‫واتفق على اختيار «علي ماهر» رئيسا للحكومة‪.‬‬ ‫(ج) التفاق على أن يتول الخوان م سئولية حا ية النقلب من جان به الش عب‪ ،‬ويتول الضباط الحرار الا نب‬ ‫العسكري‪ ،‬والصلحة هنا كلها له‪ ،‬وقد راغ من الجاهرة بالدف الذي أقره باسم مصلحة الركة والدف نفسه‬ ‫من البداية‪ ،‬ياله من ثعلب ماكر!‪.‬‬ ‫(د) أما عن احتمالت التدخل الجنب‪:‬‬ ‫اته التفكي إل أمريكا وانلترا واحتمال تدخلهما‪ ،‬وقال عبد الناصر ف هذا الوضوع‪« :‬إن أمريكا لن تقف ف‬ ‫صف اللك إذا حدث النقلب‪ ،‬بل إنا تؤيد أي ثورة أو انقلب يطيح به»‪ .‬وقد فهم الخوان أنه يبن رأيه على‬ ‫أساس معلومات مؤكدة‪ ،‬ومع ذلك ل يغن الخوان فهمهم‪ ،‬وسقط القناع سدى»‪.294‬‬ ‫ولنا هنا وقفة نورد فيها شهادة الصحاف مصطفى أمي أحد رجال جال عبد الناصر وأحد وسطائه ف التعامل مع‬ ‫الخابرات المريك ية أو على و جه الد قة العم يل الزدوج‪ ،‬الذي ل ي كن ي د ف ذلك حر جا‪ ،‬طال ا أن سيده جال‬ ‫‪294‬‬

‫الخوان السلمون ف ميزان الق ص‪ 82 :‬إل ‪.84‬‬ ‫‪127‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫عبد الناصر كان يعلم ويستفيد‪ ،‬وراوي هذه الشهادة ليكن اتامه بالكيد لعبد الناصر بل هو رجله الوف‪ ،‬الذي‬ ‫صعد على أكتافه‪ ،‬ولزال يرفل ف الثروة من بيع الكتب عن علقاته بعبد الناصر ومعلوماته عن عبد الناصر‪،‬‬ ‫ذلك الراوي المي على سعة سيده هو ممد حسني هيكل العميل الزدوج أيضا للمخابرات الركزية المريكية‬ ‫باعتراف الميع با فيهم الشاهد مصطفي أمي نفسه ف هذه الشهادة‪ ،‬وهذه الشهادة كما يكي هيكل سلمها له‬ ‫عبد الناصر ف ملف يتضمن اعترافات مصطفى أمي ف الخابرات العامة على يد صلح نصر المي على أمن عبد‬ ‫الناصر‪ ،‬وسلمها عبد الناصر إل هيكل المي على سعة عبد الناصر‪.‬‬ ‫فماذا يقول مصطفى أمي ف هذه الشهادة الت استغرقت ستي صفحة ننقل منها هذه الفقرة‪:‬‬ ‫«وعرفن كافري بستر ليتلند وليكلند‪ ....‬وعندما قامت الثورة أبلغن ليتلند أنه ف ليلة قيامها أيقظ السفي‬ ‫البيطان ف واشنطن مستر دين وزير الارجية من النوم‪ ،‬وأبلغه أن ثورة شيوعية قامت ف مصر‪ ،‬وأن الكومة‬ ‫البيطانية قررت التدخل العسكري فورا‪ ،‬وترك اليش البيطان من فايد لقمع الثورة‪ ،‬وقال ل ليتلند‪ :‬أن دين‬ ‫اتشيسون طلب مهلة للتشاور‪ ،‬وأنه أبرق إل كافري يسأله رأيه‪ ،‬وأن ليتلند هو الذي أعد البقية العنيفة الت‬ ‫على إثرها أبدت أمريكا اعتراضها على التدخل العسكري البيطان ف مصر»‪.295‬‬ ‫ولن أدخل ف تفاصيل العلقة الطية بي الثورة والخابرات الركزية المريكية فلذلك مال آخر‪.‬‬ ‫ولكن أؤكد هنا فقط‪ :‬أنه برغم كشف عبد الناصر لفاوضيه من الخوان عن ضمانات أمريكا له‪ ،‬وأنم كما‬ ‫يقول فريد عبد الالق فهموا «أنه يبن رأيه على أساس معلومات مؤكدة»‪ ،‬ورغم تسر فريد عبد الالق ف قوله‪:‬‬ ‫«ومع ذلك ل يغن الخوان فهمهم‪ ،‬وسقط القناع سدي» كما نقلنا‪.‬‬ ‫ورغم ماذكرناه عن التركيبة الريبة للضباط الحرار‪.‬‬ ‫ورغم أن الثقل الصهيون قد انتقل لمريكا‪.‬‬ ‫ور غم أن مباد يء الثورة ال ستة ل تتض من كل مة واحدة عن فل سطي‪ ،‬ر غم كل ذلك الذي علمناه والذي عل مه‬ ‫الخوان الشهورون بالطلع على بواطن المور‪.‬‬ ‫ر غم كل ذلك اتفقوا مع ع بد النا صر‪ ،‬وا ستمروا ف تأييده‪ ،‬رب ا لن م علموا أن اللك قد انت هت أيا مه‪ ،‬ك ما‬ ‫سنوضح‪.‬‬ ‫ول عل هذه القائق تع طي ب عض الجا بة على هذا ال سؤال‪ :‬لاذا شارك الخوان ف الثورة ضد اللك‪ ،‬ر غم أن م‬ ‫دائما يقفون مع النظام الاكم وليعادون إل الحتل الجنب؟ لاذا خرج الخوان على قاعدتم هذه الت استمرت‬ ‫منذ اللك فؤاد حت حسن مبارك‪ ،‬الذي يؤيدونه وينتخبونه رئيسا للجمهورية‪ ،‬ويصفون العلقة بينهم وبينه أنا‬

‫‪295‬‬

‫بي الصحافة والسياسة ليكل ص‪ ،1 8 8 :‬جريدة العرب اللندنية ‪ 1 7‬يناير ‪ ،1 9 8 4‬كلمت للمغفلي للل كشك‪ -‬الطبعة‬

‫الثانية ‪ 1 9 8 5‬ص‪.1 3 0 :‬‬ ‫‪128‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫علقة حب يزيد وينقص كما سنرى‪ ،‬كما سنرى ‪-‬إن شاء ال‪ -‬فيما سننقله من كلم ممد حامد أبو النصر‬ ‫وصلح شادي‪.296‬‬ ‫لاذا خرج الخوان على هذه القاعدة وتالفوا ضـد فاروق مـع الضباط الحرار؟ ومالفارق بيـ فاروق والضباط‬ ‫الحرار والسادات ومبارك؟؟؟‪.‬‬ ‫أعتقد أن من حقنا أن نقول‪:‬‬ ‫أ‪ -‬إن الخوان يعلنون ولءهم للحاكم‪ ،‬ويؤكدون على شرعيته‪ ،‬ويتزلفون إليه‪ ،‬ويرشحونه ‪-‬رغم علمانيته‬ ‫وفسقه‪ -‬لنصب اللفة‪ ،‬ولكنهم يرجون عليه ويسقطون شرعيته إذا وجدوا أن فرصة ناح الارجي راجحة‪،‬‬ ‫وأن القوى العظمى تؤيدهم‪.‬‬ ‫ب‪ -‬إن الخوان ليتحرجون مـن النتقال مـن النقيـض للنقيـض‪ ،‬فهذا هـو الضيـب الذي يهرول إل سـجل‬ ‫تشريفات قصر عابدين ث إل لقاء اللك ف أول شهر من توليه منصب الرشد العام‪ ،297‬ث يتوجه بعد ذلك مرتي‬ ‫ليسجل ولءه للملك ف سجل التشريفات ف ‪ 16/1/1952‬وف ‪- 29825/5/1952‬أي قبل أقل من شهرين‬ ‫من قيام الثورة‪ -‬ليد أي حرج ف أن يرسل رجاله ليتفاوضوا مع جال عبد الناصر لقلب نظام فاروق‪.‬‬ ‫ج ‪ -‬إن الخوان كانوا يعرفون تركيبة الضباط الحرار‪ ،‬فجمال عبد الناصر اختلف مع الخوان لنم متزمتون‪،‬‬ ‫ولما نع عنده من أن ي ضم أي ضا بط وط ن لتنظي مه ولو كان من غ ي د ين ال سلم‪ ،‬ك ما نقل نا عن أح د عادل‬ ‫كمال‪ ،‬كما أن التنظيم كان يضم شيوعيي وعملء للملك وكان على صلة بالخابرات المريكية كما بينا‪.‬‬ ‫وهذه التركي بة لي كن أن تق يم حكو مة إ سلمية بأي حال‪ ،‬و مع ذلك ع قد الخوان مع هم صفقة على تأييد هم‪،‬‬ ‫رغم مناورة عبد الناصر بأنه لبد من أخذ المر تدرييا وعدم الجاهرة بالصبغة السلمية من أول يوم‪.‬‬ ‫‪ - 7‬ولذلك ل يكن غريبا أن يتنصل جال عبد الناصر من التفاق‪ ،‬ولكن الغريب أن هذا التنصل جاء بعد خسة‬ ‫أيام من ناح النقلب ف أول لقاء له مع الر شد‪ .‬ك ما يروي صال أ بو رق يق‪« :‬وعند ما و صلنا‪ ...‬ود خل ع بد‬ ‫النا صر و صافح الر شد فوجئت به يقول للمر شد‪ « :‬قد يقال لك إن اح نا اتفق نا على ش يء‪ ...‬إح نا ل نت فق على‬ ‫شيء»‪.‬‬ ‫وكانت مفاجأة‪ ...‬فقد كان اتفاقنا أن تكون الركة إسلمية ولقامة شرع ال‪ ..‬واستمرت القابلة ف مناقشات‬ ‫أناها الرشد بقوله لمال عبد الناصر‪« :‬اسع ياجال‪ ....‬ماحصلش اتفاق‪ ...‬وسنعتبكم حركة إصلحية‪ ...‬إن‬ ‫الباب الثان‪ :‬مواقف الخوان مع الكومات ف مصر خلل ستي عاما‪ /‬الفصل الثان‪ :‬الخوان والكام‪ /‬الطلب الامس‪ :‬موقف‬ ‫الخوان من حسن مبارك‪.‬‬ ‫‪ 297‬الباب الثان‪ :‬مواقف الخوان مع الكومات ف مصر خلل ستي عاما‪ /‬الفصل الثان‪ :‬الخوان والكام‪ /‬الطلب الول‪ :‬الخوان‬ ‫واللك‪ /‬الفقرة ‪ -12‬لقاء الضيب باللك‪.‬‬ ‫‪ 298‬الباب الثان‪ :‬مواقف الخوان مع الكومات ف مصر خلل ستي عاما‪ /‬الفصل الثان‪ :‬الخوان والكام‪ /‬الطلب الول‪ :‬الخوان‬ ‫واللك‪ /‬الفقرة‪ -1 :‬إظهار التأييد للملك ف صحف الخوان ورسائلهم والعديد من مواقفهم‪.‬‬ ‫‪296‬‬

‫‪129‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫أحسنتم فأنتم تسنون للبلد‪ ...‬وإن أخطأت فسنوجه لكم النصيحة با يرضي ال» وانصرف جال‪ .‬وقال لنا الرشد‬ ‫وكأنه كان يستطلع الغيب‪« :‬الرجل ده مافهش خي‪ .‬ويب الحتراس منه»‪.299‬‬ ‫ويذكر فريد عبد الالق رواية قريبة من تلك‪ ،‬ولكنه يقول أن تاريخ اللقاء كان ف ‪ 30‬يوليو ‪ ،1952‬ويصفه‬ ‫بأنه «أول شعور بيبة المل»‪.300‬‬ ‫‪ -8‬ومع كل هذا ومع أن الثورة ل تط أي خطوة جادة نو التحول السلمي ‪-‬بل ول يكن لا أي فكر مدد إل‬ ‫ممو عة من الشعارات التهري ية‪ -‬ف قد ا ستمر الخوان ف تأييد ها وخداع الناس وخداع أنف سهم أن هذه هي‬ ‫حركتهم‪ ،‬وسوف نضرب بعض المثلة فقط لذا الطوفان من التأييد‪.‬‬ ‫أ‪ -‬صدر عدد كا مل من الدعوة بتار يخ ‪ 17‬مرم ‪ 7/10/1952 ،1372‬عن حر كة ال يش وعلى صفحته‬ ‫الول صورة ممد نيب بساحة الصفحة كلها‪ ،‬وهي نفس الصفحة الت كانت تتلها صورة فاروق قبل خسة‬ ‫أشهر‪.301‬‬ ‫ب‪ -‬وفـ ‪ 1953 /5 /29‬أقام الخوان حفل بناسـبة ذكري غزوة بدر ألقيـت فيهـا كلمـة للمرشـد جاء فيهـا‬ ‫«وإننا مع هذا نتابع جهودنا ف ميدان الصلح الداخلي‪ ،‬متعاوني مع كل من يريد الصلح والي لذا الوطن‪،‬‬ ‫مؤيدين رجال العهد الاضر ف ذلك تأييد الكري للكري‪ ،‬ليألون عونا إن أصاب ول نصحا خالصا إن أخطأ‪...‬‬ ‫معرضي عن كل ماياوله أعداء الصلح ف عهده الديد من إيغار الصدور‪ ،‬وتفريق الصفوف‪ ...‬وموقفنا هذا ما‬ ‫يفرضه حق المة والوطن على جاعة تدعو إل الصلح‪ ،‬لتبتغي من الناس جزاء ولشكورا»‪.302‬‬ ‫ج‪ -‬وف ‪ 4/6/1953‬تت مقابلة بي الرشد العام ووكالة السوشيتد برس‪ ،‬وكان ما جاء فيها‪:‬‬ ‫«س‪ :‬هل الخوان السلمون على استعداد للتعاون مع الكومة ف أي إجراء تقرره لتحقيق اللء عن القناة مهما‬ ‫يكن هذا الجراء؟‬ ‫ج‪ :‬إن أحدا ليشك ف ذلك ‪-‬ولو ل نكن موقني بأن صب الكومة الال وانتظارها ف مصلحة مصر لسبقناها‬ ‫وخطونا الطوات الضرورية الت يب على مصر اتاذها بشأن هذا النضال بميع الوسائل المكنة ضد القوات‬ ‫البيطانية‪ ،‬وعندما تقرر الكومة أن الوقت قد آن للتحرك فستجد الخوان السلمي على استعداد للتجاوب بكل‬ ‫الجراءات والعمليات الضرورية لتحقيق آمال مصر وحقوقها»‪.303‬‬ ‫الخوان السلمون‪ -‬أحداث صنعت التاريخ ج‪ 3 :‬ص‪.25 :‬‬ ‫الخوان السلمون ف ميزان الق ص‪ ،85 ،84 :‬موجز تاريخ مصر ف القبة العلمانية (‪ )1986 -1809‬ص‪.127 :‬‬ ‫‪ 301‬الدعوة‪ :‬العدد ‪ 17 -86‬مرم ‪ 7 -1372‬أكتوبر ‪ ،1952‬الدعوة‪ :‬العدد ‪ -64‬السنة الثانية‪ 12 -‬شعبان ‪-1371‬‬ ‫‪ 6/5/1952‬ص‪.1 :‬‬ ‫الخوان السلمون‪ -‬أحداث صنعت التاريخ ج‪ 3 :‬ص‪.128 ،127 :‬‬ ‫الخوان السلمون‪ -‬أحداث صنعت التاريخ ج‪ 3 :‬ص‪.129 ،128 :‬‬ ‫‪299‬‬

‫‪300‬‬

‫‪302‬‬

‫‪303‬‬

‫‪130‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫د‪ -‬استجاب الخوان لطلب عبد الناصر بل الهاز السري‪ ،‬وتأييدا لذا ينقل ممود عبدالليم رأيا لفريد عبد‬ ‫الالق حول ماولة اغتيال عبد الناصر يقول فيه‪« :‬لشك أنا كانت ماولة وهية لغتيال عبد الناصر‪ ...‬فلم يكن‬ ‫أحد ابتداء من الرشد إل أعضاء مكتب الرشاد يفكر ف اغتيال عبد الناصر‪ ....‬بل إن الرشد هو الذي استجاب‬ ‫لنداء عبـد الناصـر بلـ الهاز السـري عندمـا طلب منـه ذلك وأعلن أن ل سـرية فـ الدعوة‪ ...‬وعندمـا رفـض‬ ‫عبدالرحن السندي حل الهاز عزله وعي يوسف طلعت بد ًل منه تهيدا لتصفيته»‪ .304‬فأين حل الهاز السري‬ ‫من رفع شعار (الهاد سبيلنا)؟‪.‬‬ ‫‪ -9‬بعـد الثورة بأشهـر فـ أوائل سـبتمب ‪ 1952‬عرض جال عبـد الناصـر على الخوان دخول الوزارة‪ ،‬ولكـن‬ ‫مكتب الرشاد رفض‪.‬‬ ‫وعن هذا يذكر ممود عبدالليم نقل عن صلح شادي «وذهبنا إل الرشد‪ ...‬واجتمع مكتب الرشاد‪ ،‬واتذوا‬ ‫قرارا بعدم الشتراك ف الوزارة بعد مناقشات طويلة‪ ...‬فقد رأى البعض أن اشتراكنا ف الوزارة سيجعلنا مبصرين‬ ‫بكل الطوات الت تقوم با الكومة‪ ...‬ولكن الرشد كان له رأي آخر‪ ،‬وهو أنه‪ :‬لو حدثت أخطاء من الكومة‬ ‫فإن ا ستلقى على الخوان‪ ،‬فضل عن أن ر سالة الخوان ك ما كان يرا ها الك تب ف تلك الو نه هي عدم الزج‬ ‫بأنفسهم ف الكم»‪.‬‬ ‫فاتصل الضباط بالباقوري‪ ،‬واستمالوه لانبهم‪ ،‬فقبل الوزارة‪ ،‬فضغط عليه الضيب ليستقيل من الخوان‪ ،‬وأعلن‬ ‫ذلك ف ال صحف‪ ،‬ف قد جاء ف «أخبار اليوم» ف ‪ 13/9/1952‬مان صه‪« :‬ات صل ال ستاذ ح سن الض يب رئ يس‬ ‫جاعـة الخوان السـلمي بميـع الصـحف ليلة تأليـف وزارة ممـد نيـب‪ ،‬وطلب إليهـا أن تنشـر على لسـانه أن‬ ‫الستاذ أحد حسن الباقوري قد استقال من الخوان قبل قبوله النصب الوزاري»‪.‬‬ ‫وف الصباح التال توجه الرشد إليه ف مكتبه بوزارة الوقاف مهنئا له‪.‬فقال له الباقوري‪ :‬اعذرن يامولي‪ ....‬إنا‬ ‫شهوة نفس‪.‬‬ ‫فرد الرشد تتع با كما تشاء‪ ....‬اشبع با»‪.305‬‬ ‫ول كن لع مر التلم سان روا ية أخرى‪ ،‬أن م ل يرفضوا مبدأ دخول الوزارة‪ ،‬ول كن اللف كان على ال ساء ح يث‬ ‫يقول‪« :‬ل قد أ قر فضيلة الر شد «ح سن الضيـب» هذا النقلب أو التغييـ‪ ،‬لن الخوة الذيـن كانوا على صلة‬ ‫بمال عبد الناصر كانوا يتصلون بعلم فضيلته وإشارته وتوجيهه‪ ،‬والدليل على ذلك أن جال عبد الناصر لا طلب‬ ‫من فضيلته ترشيح عدد من الخوان ليدخلوا الوزارة رشح الشهيد عبدالقادر عودة‪ ،‬فقالوا إنم لينسجمون معه‪،‬‬ ‫فر شح ل م ال ستاذ من ي دلة‪ ،‬فقالوا إ نه ل ي صل ب عد إل در جة م ستشار‪ ،‬فر شح ل م الرحوم ال ستاذ العشماوي‬

‫‪304‬‬

‫‪305‬‬

‫الخوان السلمون‪ -‬أحداث صنعت التاريخ ج‪ 3 :‬ص‪.46 :‬‬ ‫الخوان السلمون‪ -‬أحداث صنعت التاريخ ج‪ 3 :‬ص‪ ،148 ،25 ،24 :‬ذكريات ل مذكرات ص‪.258 :‬‬ ‫‪131‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫فقالوا إ نه صغي ال سن‪ ،‬فترك ل م حر ية الختيار‪ ،‬فاختاروا ال ستاذ الباقوري‪ ،‬فق بل دون أن ي ستأذن الر شد أو‬ ‫مكتب الرشاد‪ ،‬وبعد أن استنفذوا غرضهم من تعيينه قالوا فيه ما قالوا»‪.306‬‬ ‫ويقول ف ملة الصور ردا على سؤال‪« :‬الصور‪ :‬الذي نعرف ان قيادات الخوان السلمي قدمت للرئيس قائمة‬ ‫بعدد من شخصيات الخوان أرادوا اشراكها ف الكم‪ ،‬وأصروا على هذه الشخصيات بذاتا؟‬ ‫التلمسان‪ :‬ل نقدم قائمة‪ .‬لكن طلبنا أن يشترك بعض الخوان السلمي ف الوزارة‪ .‬وقدم الستاذ الضيب بعض‬ ‫الساء‪ .‬وقد اعترض عبد الناصر على أحد التقدمي وقال إنه صغي السن وهو حسن عشماوي رحه ال‪ ،‬كما‬ ‫اعترض على عبدالقادر عودة‪ .‬أما أحد الباقوري فقد دخل الوزارة على مسئوليته»‪.307‬‬ ‫أما صال عشماوي فيقول عن أول وزارة بعد الثورة والت دخلها الباقوري واستقال من مكتب الرشاد من أجل‬ ‫دخول ا‪« :‬ل قد فرح نا بذه الوزارة‪ ،‬وهؤلء الوزراء‪ ،‬ل لن نا نعرف هم ونر يد أن نتغ ن بحامد هم‪ ،‬ونن شر صورهم‬ ‫على الناس‪ ،‬ونصفق ل م‪ ،‬ولكن نا فرح نا لنم وزراء ثورة‪ ،‬أحدثوا و سيحدثون انقلبا ف أفكار الناس وتقديراتم‬ ‫ونظراتم إل الناصب وأصحابا»‪.308‬‬ ‫وأيـا كان الذي حدث‪ ،‬فإن اعتراض الخوان ل يكـن على مبدأ الشتراك فـ الوزارة‪ ،‬وإناـ كان اعتراضهـم على‬ ‫حسـاب الكاسـب والسـائر ال سياسية‪ .‬فعلى الروا ية الول‪ :‬ل يريدوا أن يتحملوا تبعـة النقـد الوجـه للحكومـة‬ ‫الديدة‪ ،‬وعلى الرواية الثانية‪ :‬اختلفوا على الساء‪ ،‬والقضية كلها متناقضة‪ :‬فلماذا طردوا الباقوري ث ذهبوا ف‬ ‫ال صباح يهنئو نه؟ وإذا كا نت الكو مة الديدة إ سلمية فلماذا رفضوا مشاركت ها؟ وإذا ل ت كن حكو مة م سلمة‬ ‫فلماذا يؤيدنا؟‬ ‫بل إن المر أشد من ذلك‪ ،‬فلربا يعجب القاريء الكري إذا علم أن اليئة التأسيسية انقسمت بعد لقاء ‪ 28‬يوليو‬ ‫بي الرشد وجال عبد الناصر إل ثلثة أقسام‪ :‬قسم يظن أن مايبهم به الضيب مبالغ فيه ومستبعد‪ ،‬وطلبوا مهلة‬ ‫للتحقق من المر‪ ،‬وقسم دفعتهم صداقتهم الشخصية بمال عبد الناصر إل الدفاع عنه بكم الصداقة‪ ،‬وقسم‬ ‫صدق ماقاله الرشد‪.‬‬ ‫حت أصبحت جلسات اليئة التأسيسية صراعا بي تيارين‪ :‬تيار يذهب لمال ويواجهه با قال الرشد‪ ،‬فينكر جال‬ ‫ويقول هذا كذب‪ ،‬وأنا سأحكم بالقرآن‪ ،‬ولكن حي يأت الظرف الناسب‪ ،‬فيعود أصحاب هذا التيار ليطالبوا‬ ‫بتأييد جال تأييدا مطلقا‪ ،‬لنه كما يقولون‪« :‬أخ لنا»‪ ،‬وتيار يذر من مغبة التأييد الطلق مقتنعا برأي الرشد‪.‬‬

‫‪306‬‬

‫‪307‬‬

‫‪308‬‬

‫ذكريات ل مذكرات ص‪.122 :‬‬ ‫ملة الصور عدد ‪ 27 ،2989‬ربيع الول ‪ 1402‬هـ‪ 24 ،‬يناير ‪1982‬م‪.‬‬ ‫ملة الدعوة‪ :‬العدد ‪ 26 ،83‬ذي الجة ‪ 1371‬هـ‪9/1952/ 16 ،‬م ص‪.3 :‬‬ ‫‪132‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫والعجب ياأخي القارئ لو علمت من كان على رأس التيار الؤيد لمال الذي يعتبه أخا له؟ إنه فقيه الماعة‬ ‫ووكيلها وشهيدها فيما بعد على يد جال وعصابته الستاذ‪ /‬عبدالقادر عودة رحه ال‪ ،‬حت لقد أفرد مؤرخ‬ ‫الخوان ممود عبدالليم له فصل كامل ف كتابه عن الخوان بعنوان «مواقف مرجة عبدالقادر عودة»‪.309‬‬ ‫إذا علمت هذا ياأخي القارئ لدركت أي خبط وارتباك ف الفكار والوازين كانت تويه جاعة الخوان‪ ،‬وأنه‬ ‫ليس هناك أي مقاييس أو ثوابت شرعية تقاس با المور‪ ،‬وإنا السائل عواطف وأهواء ومتابعات ومصال وآمال‪.‬‬ ‫فماذا قدم عبد الناصر من أدلة على التزامه حت يتخبط فيه الخوان؟ ث أليس هو صاحب التنظيم الخلط الذي‬ ‫بيّنا سوءاته باختصار من قبل‪ ،‬ث أليس ف تنظيمه أنور السادات وماأدراك ماأنور السادات‪ ،‬أنور السادات رجل‬ ‫الرس الديدي للملك وصديق يوسف رشاد وقد ذكرنا أحد لقاءاته وآرائه من قبل‪.‬‬ ‫ويشاء القدر أن يكون أنور ال سادات هذا وح سي الشاف عي وجال سال هم أعضاء الحك مة ال ت حك مت على‬ ‫عبدالقادر عودة وخسة من رفاقه ‪-‬رحهم ال‪ -‬بالعدام‪.‬‬ ‫أنور ال سادات وح سي الشاف عي ه ا الوحيدان اللذان بق يا من ملس قيادة الثورة نائب ي لمال ع بد النا صر ح ت‬ ‫هلك‪ ،‬لن ما ليعارضان وليعترضان‪ .‬أنور ال سادات ر جل إ سرائيل الول‪ ،‬الذي ر فع علم ها ف القاهرة‪ ،‬يأ ت‬ ‫للحكم فيتصال الخوان معه ف رئاسته للجمهورية‪ ،‬ويذكرونه بالي كما سنرى‪ ،‬وينسون دم أخيهم عبدالقادر‬ ‫عودة رحهـ ال‪ ،‬كمـا نسـوا مـن قبـل دم شيخهـم‪ ،‬حينمـا ذهبوا إل قصـر عابديـن لي سجلوا ولءهـم فـ سـجل‬ ‫التشريفات لدى قاتله بعد تشكيل مكتب الرشاد الديد‪.‬‬ ‫وك ما ن سوا من ب عد دم كمال ال سنانيي ‪-‬رح ه ال‪ -‬الذي يعلمون جيدا ك يف قتله ح سن أ بو با شا‪ ،‬و ذهبوا‬ ‫ي ستنكرون العدوان عل يه وي صفون فاعله بأ نه مرم ي ستحق أق صى العقاب‪ ،‬بل وك ما ذكر نا ادعوا إن ا مؤامرة‬ ‫صهيونية شيوعية ماسونية كما أوردنا وذهبوا يبايعون حسن مبارك الذي قتل السنانيي ف عهده كما سنرى‪.‬‬ ‫إذا علمت هذا ياأخي علمت مدي الفقر العقائدي والشرعي ف هذه الماعة‪.‬‬ ‫وهذه الآسـي التـ نقصـها عليـك أخـي الكريـ لتزال تتكرر دون أن يعـي السـلمون الدرس‪ ،‬ودون أن يعوا أن‬ ‫التعاون مع الشبوه ي والتأي يد العاط في للذ ين ليبدون التزا ما حقيق يا بال سلم والذ ين يقولون سنحكم بالقرآن‬ ‫ول كن ع ند الظرف النا سب ‪-‬هذا التأي يد الذي لي ستند على أدلة وثوا بت شرع ية‪ -‬أدى ويؤدي و سيؤدي إل‬ ‫خسارة الدنيا والدين‪.‬‬ ‫‪ -10‬ونفس هذا الوقف التناقض من الوزارة وقفوه من عرض جال عبد الناصر عليهم أن يدخلوا هيئة التحرير‪،‬‬ ‫وأن يتولوا قيادتا فرفضوا المر لسباب سياسية‪ ،‬وقالوا نن نتول التربية السلمية‪ ،‬ونؤيدك‪ ،‬وتتول أنت اليئة‬ ‫السياسية‪ ،‬كما يكي مؤرخهم ممود عبدالليم عنهم‪:‬‬

‫‪309‬‬

‫الخوان السلمون‪ -‬أحداث صنعت التاريخ ج‪ 3 :‬ص‪ 141 :‬إل‪.146‬‬ ‫‪133‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫«يقول صلح شادي‪ :‬ف أ حد اليام ف أوائل عام ‪ 1953‬اتصل ب جال ع بد النا صر وقال ل‪ :‬يا صلح‪ ...‬أ نا‬ ‫باعت لك إبراهيم الطحاوي‪ ،‬وسيحدثك ف موضوع هام‪ ،‬وعايز رأيك ورأي جاعة الخوان فيه‪.‬‬ ‫وفعل جاءن إبراهيم الطحاوي‪ ،‬وقال ل‪ :‬إن الرئيس عبد الناصر يريد من جاعة الخوان أن تنصهر داخل هيئة‬ ‫التحرير ويصبحا تنظيما واحدا‪.‬‬ ‫وقلت له‪ :‬مش مكن‪ ...‬إن معن هذا القضاء على جاعة الخوان‪ ...‬وهيئة التحرير ماهي إل حزب سياسي ونن‬ ‫جاعة دينية‪.‬‬ ‫وفوجئت به يقول ل‪ :‬ماهو الرئيس عايزك تسك هيئة التحرير‪.‬‬ ‫وأجبته‪ :‬إنن ل أبث عن مصلحة شخصية‪ ...‬لكن من الطأ أن تطلب منا ذلك‪..‬‬ ‫وانصرف إبراهيم الطحاوي‪ ...‬وبطبيعة الال أبلغ الرسالة إل عبد الناصر الذي طلب أن تنعقد جلسة عمل ف‬ ‫منل عبدالقادر حلمي‪ ...‬النل الذي شهد كثيا من الجتماعات‪.‬‬ ‫وح ضر جال ع بد النا صر وم عه ع بد اللط يف البغدادي وكمال الد ين ح سي والرحوم ع بد الك يم عا مر وأح د‬ ‫أنور الذي كان وقتئذ قائدا للبوليس الرب‪ ...‬وكان يضر هذا اللقاء من الخوان أنا وصال أبو رقيق وفريد عبد‬ ‫الالق وبطبيعة الال عبدالقادر حلمي الذي دعانا لتناول الغداء‪ ...‬وبعد أن انتهينا منه جلس عبد الناصر يتحدث‬ ‫عن هيئة التحرير وعن رغبته أن تنصهر داخلها جاعة الخوان السلمي لتكون تنظيما قويا‪.‬‬ ‫ويرد صـال أبـو رقيـق ويقول‪ :‬شوف ياجال‪ ...‬الكومـة أيا كانـت مادامـت فـ الكـم وأرادت تكويـن حزب‬ ‫فم صيه الف شل‪ ...‬سيولد الزب ميتا‪ ..‬لن الذ ين سينضمون إل عضوي ته وي سارعون إلي ها هم أعداؤ ها ق بل‬ ‫أن صارها وذلك خو فا من ها‪ ..‬وعندك تر بة إ ساعيل صدقي ف سنة ‪ 1930‬خ ي دل يل على ذلك‪ ...‬فعند ما تول‬ ‫الكـم شكـل حزب الشعـب وزور النتخابات ونحـ مرشحوه‪ ...‬ولاـ خرج مـن الكـم انتهـي حزب الشعـب‬ ‫وتلشى‪.‬‬ ‫وجنح جال وقال ببث‪ :‬أنتم عصاة‪.‬‬ ‫فناداه فريد عبد الالق أن يلس إل جواره على أريكة ف جانب غرفة الصالون‪ ،‬ودار بي الثني حديث يرويه‬ ‫فريد‪ ،‬ويقول‪ :‬قلت له ياجال إنن أرى الو ينذر بصدام ليس من مصلحة أحد ف البلد أن يقع‪ ...‬وكنت بذلك‬ ‫أشي إل رغبته ف أن تنصهر جاعة الخوان داخل هيئة التحرير وكذلك لعدة مواقف اعتبناها عدائية‪ ،‬وكانت‬ ‫مظاهرها حذف الرقابة جيع بيانات الماعة وعدم نشرها ف الصحف‪.‬‬ ‫فأجابن‪ :‬أعملكم إيه‪ ...‬ما انتم عصاة‪..‬‬ ‫تعجبت لرده وقلت له مستنكرا‪.‬‬ ‫ـ مـن الهداف الوطنيـة للثورة‬ ‫عصـاة‪ ...‬دي كلمـة كـبية ياجال‪ ...‬عصـاة ليـه‪ ...‬هـل ننـ نقـف موقفا عدائي ا‬ ‫ومصلحة البلد‪ ...‬إننا نريد تقيق الديقراطية وعودة الياة النيابية‪.‬‬ ‫‪134‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫فأجابن بسرعة‪ :‬ماأنتم كده بتحرجون‪ ...‬طالبي انتخابات حرة‪ ...‬يعن عايزين النحاس باشا يرجع تان‪ ،‬وتعود‬ ‫ن فس الوضاع‪ ...‬أ نا بأقول ل كم ادخلوا هيئة التحر ير وتولوا أن تم أمر ها‪ ،‬وت صبح هي م سرح نشاط كم‪...‬وأن تم‬ ‫بترفضوا‪...‬عايزين إيه أمال؟‬ ‫فقلت له ا سع ياجال‪ ...‬إح نا بن صارحك‪ ...‬الديقراط ية لبد يل ل ا‪ ،‬وأ نت ي ب أن تكون عندك الث قة ف أن‬ ‫الشعـب سـيتمسك بـك‪ ،‬ولن يرضـي عنـك بديل‪ ...‬أمـا أن تتشكـك فـ ذلك فهذا أمـر غريـب فعل‪ ....‬لاذا‬ ‫تتشكك؟‪ ...‬أما بالنسبة لدخولنا هيئة التحرير فليس هناك تعارض من أن تقود أنت التنظيم السياسي عن طريق‬ ‫هيئة التحرير‪ ،‬ونبقى نن دعاة للتربية السلمية‪ ،‬أما رأيك أن تندمج الماعة مع هيئة التحرير فهذا بالضبط أشبه‬ ‫ب ن ي ضع زي تا وماء ف زجا جة وياول أن يزجه ما بب عض‪ ...‬مش م كن أبدا يتزجان‪ ...‬و من الف ضل لل سلم‬ ‫وللبلد ولك أن نبقى بعيدين عن السياسة ومؤيدين لك كحركة إسلمية‪ ....‬والتزام الكمة وضبط النفس يكن‬ ‫أن يكون ج سرا لت عب من فو قه الز مة‪ ...‬ول يس من هدف نا نائ يا أن نناف سك ف ال كم فن حن لنر يد ال كم‪...‬‬ ‫ولذلك ل أرى أي سبب للت صادم وعدم تق بل الن صيحة‪ ،‬وخا صة أن الر شد قال لك ع ند بدء اللف بالرف‬ ‫الوا حد‪« :‬ياجال عند ما تش عر بض يق من الخوان أبلغ ن‪ ،‬وأ نا أ سلمك مفتاح الر كز العام‪ ،‬ونقفل ها ح ت لت قع‬ ‫فتنة»‪.310‬‬ ‫‪ -11‬قبول الخوان لتوسط الضباط بينهم ف الفتنة الت نشبت بينهم ف نوفمب ‪:1953‬‬ ‫وفي ها ات م كل طرف الطرف ال خر بأ نه يع مل مع الكو مة‪ ،‬ول يس ف هذا مايعني نا إل بقدر بيان تدهور و ضع‬ ‫الماعة الداخلي‪ ،‬أما قبول تدخل الضباط ف الوساطة بينهم فهذه إحدى الدواهي‪.‬‬ ‫ففي ملة الدعوة بتاريخ ‪ 1/12/1953‬بيان باسم صال عشماوي وممد الغزال وأحد عبدالعزيز جلل ‪-‬وكان‬ ‫مك تب الرشاد قد ف صلهم‪ -‬جاء ف يه‪« :‬دعا نا البكبا شي جال ع بد النا صر إل منله‪ ،‬فتو جه عن اللج نة ال ستاذ‬ ‫صال عشماوي ومعه الشيخ سيد سابق حيث وجدا البكباشي زكريا ميي الدين وزير الداخلية والصاغ صلح‬ ‫سال وز ير الرشاد القو مي والش يخ م مد فرغلي مندو با عن مك تب الرشاد‪ ،‬ث ب ث الو قف برم ته ف هذا‬ ‫الجتماع‪ ،‬واتفـق على تكويـن لنـة للتحقيـق مـع الخوان الفصـولي وتديـد موقفهـم وعلى تدئة الواطـر فـ‬ ‫الجتماع الذي انعقد بعد العصر‪ ،‬وف نفس الوقت اتصل بنا الستاذ عبدالعزيز كامل وأبلغنا أنه أفلح ف إقناع‬ ‫أعضاء الكتب بالوافقة على تكوين لنة للتحقيق»‪.311‬‬

‫‪310‬‬

‫‪311‬‬

‫الخوان السلمون‪ -‬أحداث صنعت التاريخ ج‪ 3 :‬ص‪.27 ،26 :‬‬ ‫ملة الدعوة عدد ‪ 146‬السنة الثالثة ‪ 24‬ربيع الول ‪ 1373‬هـ‪ 1/12/1953 -‬ص‪.4 :‬‬ ‫‪135‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫و قد أ صاب أح د عادل كمال ك بد القي قة ح ي قال‪« :‬و قد كان جال ع بد النا صر يت صل بطر ف اللف ف‬ ‫الما عة بدعوى إ صلح ذات الب ي‪ ،‬ولك نه كان يف سد ذات الب ي‪ ،‬ويدبر لقرار حل الما عة‪ ،‬والتخلص من ها‬ ‫نائيا»‪.312‬‬ ‫‪ -12‬وفـ ‪ 1954 /26/10‬وقـع حادث النشيـة‪ :‬وعلى الفور صـدر قرار حـل الخوان وتشكلت ماتسـمى‬ ‫بحك مة الش عب برئا سة جال سال وعضو ية ال سادات وح سي الشاف عي‪ ،‬ال ت أ صدرت أحكا ما ضد ‪ 867‬من‬ ‫الخوان (اضافة إل ‪ 254‬حوكموا أمام ماكم عسكرية)‪ ،‬وانتهت الحكمة أيضا إل اعدام ستة‪.313‬‬ ‫ث ظهر الستاذ «الضيب» ف السكندرية مستقل القطار إل القاهرة‪ ،‬ومن بيته ف الروضة بعث إل «جال عبد‬ ‫الناصر» بالطاب التال مكتوبا بط يده‪:‬‬ ‫[ «السيد جال عبد الناصر‬ ‫رئيس ملس الوزراء‬ ‫السلم عليكم ورحة ال‬ ‫أحد ال اليكم‪ ،‬ال تعال [كذلك ف النص] وأصلي وأسلم على رسوله الكري‪.‬‬ ‫وبعد‬ ‫ف قد وجدت أثناء قدو مي من ال سكندرية أ مس مو طا بظا هر تو حي بأن الكو مة تتو قع قيام الخوان ال سلمي‬ ‫بر كة‪ ،‬رب ا كا نت لخذي عنوة‪ ،‬ولو أن الكو مة أعل نت رغبتها ف ميئي لبادرت وال بالج يء أ سعى إلي ها من‬ ‫تلقاء نفسي دون أن يرسن حارس‪ .‬على أن هذه الظاهر قد أورثتن حسرة‪ ،‬وجعلتن أتن لو وهبت البلد حيات‬ ‫ف سبيل جع الكلمة وصفاء النفوس‪ .‬فأحببت أن أبادر بالكتابة إليك‪ .‬أرجو أن يتسع صدرك للقائي بضع دقائق‬ ‫أش ي عليك فيها با يقق أمانيك وأما ن‪ ،‬وأ نا أعلم أ نك قد تكون راغ با عن هذا اللقاء‪ ،‬ولذا تر كت أمر تدبي‬ ‫الماعة من نو خسة أشهر إل غيي فلم يصلوا معك إل شيء‪ ،‬وأريد الوصول إل شيء حت تتجه البلد كلها‬ ‫اتاها واحدا‪ ،‬ث ليدن أحد ف مكان الذي أنا فيه من الخوان‪.‬‬ ‫وأبادر فأقول لك‪ :‬إن ما سي اختفاء قد أدهش ن أن ين سب إل تدب ي جرائم‪ ،‬فهذا كان مفاجأة ل‪ ،‬وأق سم بال‬ ‫العظيم وكتابه الكري أن ماعلمت بوقوع جرية العتداء عليك إل ف الساعة تسعة من صباح اليوم التال‪ ،‬ول‬ ‫كان ل با علم‪ ،‬وقد وقعت من نفسي موقع الصاعقة‪ ،‬لنن من يعتقدون أن الغتيالت ما يؤخر حركة الخوان‪،‬‬ ‫ويؤ خر ال سلم وال سلمي‪ ،‬ويؤ خر م صر‪ ،‬و قد ك نا بث نا هذه ال سألة (الغتيالت) ف الما عة م نذ ز من بع يد‪،‬‬ ‫وا ستقر رأي نا على ذلك‪ ،‬وأخذ نا نو جه الشباب إل هذه القي قة‪ ،‬ح ت لقد مضى وجودي بينهم ثلث سنوات ل‬

‫‪312‬‬

‫‪313‬‬

‫النقاط فوق الروف‪ -‬الخوان السلمون والنظام الاص ص ‪.288 ،287‬‬ ‫موجز تاريخ مصر ف القبة العلمانية (‪ )1986 - 1809‬ص‪.138 ،137 :‬‬ ‫‪136‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫يقع فيها شيء من العنف‪ ،‬ولست أجد سبب لذلك بنعمة ال‪ ،‬ول اختلفنا على كثي‪ ،‬وإنا جسم اللف أنه ل‬ ‫يسمح ل بإدلء رأيي‪.‬‬ ‫فأمـا العاهدة فانـ كنـت أخـبتكم أن الخوان ليوافقون على معاهدات وأعداؤهـم فـ داخـل البلد‪ ،‬ولكنهـم‬ ‫يصرحون أن هذه العاهدة قد قربت البلد من أمانيها قربا كبيا‪ ،‬ونلح ف استكمال الباقي حت ليطمع النكليز‬ ‫فينا‪ ،‬وهذا هو مصل رأيك أنت ف السألة‪.‬‬ ‫وأما مسألة الملة الت شنها عليك الخوان ف سوريا فان ل أعلم با ول بتفاصيلها‪ ،‬فان عبد الكيم عابدين‬ ‫(عضو مك تب الرشاد) ودع نا ف الطار يوم ‪ 3‬يون يو ول أره إل الن‪ ،‬ول ي كن بي ن وبي نه أي نوع من الت صال‪،‬‬ ‫وحي عدت بعد عيد الضحي وجدته ذهب لداء فريضة الج‪ ،‬ومن هناك إل دمشق‪ ،‬ويب أن نتحقق عما إذا‬ ‫كان قد اشترك ف هذه الملة‪ ،‬وحضر اجتماعات ا‪ ،‬وقد بلغ ن أنه رماك بأ نك قابلت رجال من إ سرائيل ف أثناء‬ ‫سياحتك ف البحر‪ .‬وهذه على وجه الصوص إذا كان قد قالا أحدا ليقره عليها بل يستنكره كل الستنكار‪،‬‬ ‫وفوق ذلك فإنا (واقعة قول عبد الكيم عابدين بذلك) حصلت أيام اعتكاف‪.‬‬ ‫وأما هذا العتكاف فقد أشار عليّ به بعض الخوان لسبب ما هو الوف من وقوع حوادث مؤسفة على أثره‪،‬‬ ‫ولقد كنت أخبت الخوان بأن أضع استقالت تت تصرفهم إذا وجدوا ف وجودي مايعطل التفاق بينهم وبي‬ ‫الكومة‪ ،‬وأكدت ذلك لم بطاب أرسلته لم من هناك وتركت لم التصرف ف شئونم من تلقاء أنفسهم‪.‬‬ ‫هذا وقد يكون ف الشافهة خي كثي ‪ -‬إن شاء ال ‪ -‬وقد يكون ف نفسك أشياء تب أن تستجليها‪.‬‬ ‫ول أذكر التحقيق الذي يري‪ ،‬فان متمل كل مايس شخصي‪ ،‬وسأدفعه ‪-‬بإذن ال‪ -‬با يريح نفسك إل الق‬ ‫الذي هو بغية الميع‪ ،‬هذا وأسأل ال تعال أن يوفقكم ويوفق البلد كلها للخي والرص على والوئام‪.‬‬ ‫والسلم عليكم ورحة ال‪.‬‬ ‫الخلص حسن الضيب»]‬

‫‪314‬‬

‫والذي يعنينا ف هذه الرسالة ليس دللتها ف وقتها‪ ،‬فربا تكون قد صدرت تت ظروف من الرهاب والوف‪،‬‬ ‫وإنا الذي يعنينا أن هذه العان لتزال تتردد حت بعد أن صار الخوان أحرارا طلقاء‪.‬‬ ‫‪ - 13‬ون تم هذا الطلب بع مر التلم سان ح يث يقول «لق يت من الرحوم ي إبراه يم عبدالادي وع بد النا صر‬ ‫الكثي من الظلم فلم أحقد ول أضمر سوءا»‪.315‬‬ ‫ويقول عـن جال سـال قاتـل عبدالقادر عودة ورفاقـه رحهـم ال‪« :‬وكان الخوان يقدمون إل هذه الحاكمـة‬ ‫باعترافاتم‪ ،‬وكلهم مثخنون بالراح‪ ،‬وعلمات التعذيب‪ ،‬ث يكم عليهم باعترافاتم الزعومة‪ .‬وياليت المر وقف‬

‫‪314‬‬

‫‪315‬‬

‫حرب الثلثي سنة‪ -‬ملفات السويس ص‪.310 ،309 :‬‬ ‫ذكريات لمذكرات ص‪.26 :‬‬ ‫‪137‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫عند هذا الد‪ .‬بل إن الخ الذي كان ينكر العترافات القدمة للمحكمة‪ ،‬كان يعاد إل السجن الرب لينظر ف‬ ‫أمره‪ ،‬ث ييء وقد أيقن بأن الستجي بالحكمة من معذبيه‪ ،‬كالستجي من الرمضاء بالنار‪.‬‬ ‫وكان جال سال هو الذي يقوم بالسخرية والهانات‪ ،‬أما العضوان الخران‪ ،‬فقد ظل طوال الحاكمة صامتي‪.‬‬ ‫وقـد انتهـي المـر بمال سـال إل خلع بدلتـه العسـكرية‪ ،‬وارتدى اللباب البيـض والعباءة البنيـة اللون‪ ،‬وكان‬ ‫يقضي أغلب ساعات النهار ف مسجد السيدة زينب‪.‬‬ ‫هل ندم وعلى أي شيء؟ وهل تاب من أي شيء؟ أل إن رحة ال واسعة‪ ،‬ولن تضيق بن يلجأ إليه‪ ،‬مهما كانت‬ ‫جرائمه وإن من أكب الذنوب عند ال‪ ،‬من يستعظم جريته على عفو ال‪.‬‬ ‫أما تقييمي لرئيس تلك الحكمة‪ ،‬فيقف عند قول رسول ال @ (اذكروا ماسن موتاكم)»‪.316‬‬ ‫هذا كلم التلمسان أما نن فنقول إن جال سال ليس من موتانا بل من موتى الكافرين‪.‬‬ ‫وي كي التلم سان أي ضا «أن الخ الاج م مد جودة شفاه ال‪ ،‬دعا ن يو ما إل منله‪ ،‬وكان م عي فضيلة الرحوم‬ ‫السـتاذ البهـي الول‪ ،‬وعنـد وصـولنا إل هناك‪ ،‬وجدت حوال سـبعة مـن الضباط الحرار‪ ،‬ل أعرف منهـم إل‬ ‫إبراه يم الطحاوي وأح د طعم ية‪ ،‬وعقدت جل سة تض ي أرواح‪ ،‬والقي قة أ ن ده شت لعر فة الو سيط عن طر يق‬ ‫الروح الستحضرة ولبعض التفصيلت وكانت الصوات رفيعة ومضايقة للذن‪ .‬ولن ل أكن أعرف الوسيط إذ‬ ‫دخل والجرة مظلمة‪ ،‬قدرت أنه يعرف هذه التفصيلت‪ ،‬فيلقيها كأنه موحي به إليه من تلك الروح‪ ،‬وكان كل‬ ‫كلم الروح حلة على السيد «ممد نيب» وفضيلة الرشد الستاذ الضيب»‪.317‬‬

‫الطلب الثالث‪:‬‬

‫الخوان وأنور السادات‬ ‫نعرض ه نا ف عجالة سريعة لو قف الخوان من أنور ال سادات عند ما أ صبح رئي سا للجمهور ية متنا سي دوره‬ ‫الشبوه فـ الرس الديدي للملك ويديـه اللوثتيـ بدم عبدالقادر عودة ورفاقـه ‪-‬رحهـم ال‪ -‬وخدمتـه الطويلة‬ ‫لسيده عبدالناصر‪.‬‬ ‫‪316‬‬

‫‪317‬‬

‫ذكريات لمذكرات ص‪.174 :‬‬ ‫ذكريات لمذكرات ص‪.139 :‬‬ ‫‪138‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫‪ -1‬يقول عمر التلمسان عن شكره للسادات بعد الفراج عنهم «وحي خرجنا من السجون ‪ 1971‬كان أول‬ ‫شيء فعلته هو ذهاب إل قصر عابدين لتسجيل شكري للرئيس السادات بإفراجه عنا»‬ ‫ويقول أيضا «عندما ماأفرج السادات عنا ذهبت أنا باعتباري أمثلهم‪ ،‬وقدمت واجب الشكر وكتبت تقديري‬ ‫وشكري»‪.318‬‬ ‫ل أدري على ماذا يشكره؟ على طول سجنهم أم على قتله لعبدالقادر عودة ورفاقه؟‪.‬‬ ‫ث أل يس هذا الذهاب لق صر عابد ين لش كر قا تل إخوان م مذ كر بذهاب م من ق بل لق صر عابد ين لش كر قا تل‬ ‫شيخهم؟ كما ذكرنا من قبل‪.319‬‬ ‫‪ -2‬اتفاق الخوان مع السادات‪:‬‬ ‫ذكرنا من قبل كلم التلمسان الصريح بأنه كان يضع نفسه ف خدمة وزارة الداخلية وكلم مأمون الضيب عن‬ ‫مصلحة الكومة ف وجود الماعة‪ ،‬وأنه لخلف بي الكومة والماعة حول تطبيق الشريعة‪.320‬‬ ‫ون ن الن نل قي مزيدا من الضوء على هذه الفاوضات ب ي حكو مة أنور ال سادات والخوان وا ستعداد الخوان‬ ‫التام للتعاون مع الكومة‪ .‬كل هذا بأقلم الخوان أنفسهم‪.‬‬ ‫يقول عمر التلمسان عن جولت اتفاقه مع الكومة وعن استعداده دائما للتعاون‪« :‬وجاءن ف عام ‪1973‬‬ ‫فضيلة الشيخ «سيد سابق»‪ .‬أخبن أن السيد «أحد طعيمة» ‪-‬وكان وزيرا ف عهد السادات‪ -‬جاءه‪ ،‬وأخبه أن‬ ‫السادات على استعداد للقاء بي الخوان السلمي العروفي لزالة ماف النفوس والتعاون على خدمة الوطن‪.‬‬ ‫وكان ذلك قبل استبعاد الباء السوفيت بقليل‪ ،‬فرحبت بالفكرة‪ ،‬وذهبت إل فضيلة الرشد «حسن الضيب»‬ ‫الذي كان ف السكندرية‪ ،‬وأخبته بديث الشيخ سيد سابق معي‪ ،‬فقال ل فضيلته إن الفكرة لبأس با إن‬ ‫صحت النوايا عند أصحابا‪ ،‬وكلفن أن أستمر ف الفاوضات الت سارت سيا حثيثا‪ ،‬وصل إل الدرجة الت طلب‬ ‫من فيها الشيخ سيد سابق ‪-‬طبقا لا طلب منه السيد أحد طعيمة‪ -‬أن أقوم بتكوين لنة من الخوان تقابل‬ ‫السادات ف السكندرية لوضع الصيغة النهائية للتفاق‪ ،‬واتصلت بالسيد أحد طعيمة تليفونيا‪ ،‬وأعلمته بأساء‬ ‫الخوة الذين سيقابلون السادات بناء على طلبه‪ ،‬ث حدث توقف تام‪ ،‬ل أدر ماأسبابه؟ إل أن التقيت بالشيخ سيد‬ ‫سابق مصادفة عند الزهر‪ ،‬وسألته عن النتائج‪ ،‬فأخبن أن الماعة ‪-‬يقصد السادات‪ -‬رأوا إرجاء المر إل‬ ‫حي»‪.‬‬ ‫ملة الصور عدد ‪ 27 ،2989‬ربيع الول ‪ 1402‬هـ‪22/1/1982 ،‬م‪.‬‬ ‫‪ 319‬الباب الثان‪ :‬مواقف الخوان مع الكومات ف مصر خلل ستي عاما‪ /‬الفصل الثان‪ :‬الخوان والكام‪ /‬الطلب الول‪ :‬الخوان‬ ‫واللك‪.‬‬ ‫‪318‬‬

‫‪320‬‬

‫الباب الثان‪ :‬مواقف الخوان مع الكومات ف مصر خلل ستي عاما‪ /‬الفصل الول‪ :‬الخوان ورفض الروج على الاكم مع‬

‫اللتزام بالدستور والقانون‪ -9 /‬تعاون الخوان مع الكومات على استقرار أمنها‪.‬‬ ‫‪139‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫ويقول أيضا‪« :‬الهم أن الخوان ‪-‬وعلى رأسهم فضيلة الرشد‪ -‬كانوا ف قمة السؤولية والتقدير عند أية بادرة‬ ‫من البوادر تدف إل إصلح هذا الوطن العزيز»‪.‬‬ ‫ويقول أي ضا‪« :‬و ف مرة أخرى طلب م نا ال سيد «عثمان أح د عثمان» ‪-‬و قد كان وزيرا لل سكان حينذاك‪ -‬أن‬ ‫تلقاه ممو عة م نا‪ ،‬فذه بت مع الدكتور أح د اللط والاج ح سن عبدالبا قي وال ستاذ صال أ بو رق يق‪ ،‬وقابلناه‪،‬‬ ‫فرأى أ نه من ال ي أن نقدم لل سادات وج هة نظر نا ف ال صلح كتا بة‪ ،‬ح ت يدرس ال مر ف رو ية وعلى م هل‪،‬‬ ‫فكتبنا له وجهة نظرنا ف تسع صفحات فولسكاب‪ ،‬حلها إليه السيد «عثمان أحد عثمان»‪ ،‬ث كانت ل مقابلت‬ ‫مع السيد ممد حسن مبارك‪ ،‬وكان نائبا لرئيس المهورية ف ذلك الي‪ ،‬لقيته ف منله ف مصر الديدة منفردا‬ ‫مرارا‪ .‬ومعي الستاذ مصطفي مشهور مرات أخرى‪ ،‬لبعض استفسارات عن بعض ماجاء بتلك الصفحات التسع‪،‬‬ ‫ث انتهى المر إل صمت مطبق‪ ،‬وتوقفت اللقاءات‪ ،‬ماهي السباب؟ لست أدري‪.‬‬ ‫وال هم مرة أخرى هو وثوق ال سؤولي بث قل الخوان ف الشارع ال سياسي‪ ،‬وأثره ف الرأي العام‪ .‬وإل ف ما الذي‬ ‫ي مل ال سؤولي على م ثل هذه الت صرفات؟ والذي أؤكده على و جه الق طع واليق ي أن الخوان ال سلمي كانوا‬ ‫ومايزالون و سيظلون بف ضل ال على م ستوى ال سؤولية الوطن ية‪ ،‬وأن م أب عد مايكونون عن التع صب‪ ،‬وأن م على‬ ‫ا ستعداد كا مل ل كل حوار من ورائه رفعة شأن هذا الو طن الغال ال بيب‪ ،‬وم ا ل شك ف يه أن هذه اللقاءات ال ت‬ ‫كانت تتم بي السؤولي تقطع بباءة الخوان من اليانة والعمالة والتبعية»‪.321‬‬ ‫ولأدري أهذه اللقاءات دليل الباءة أم دليل الدانة؟‬ ‫والن وب عد أن نقل نا كلم ع مر التلم سان ‪-‬الر شد العام والتحدث الر سي با سم الخوان‪ -‬فلنقرأ روا ية م مد‬ ‫حسني هيكل حول هذه التصالت‪:‬‬ ‫«ل يكن ذلك هو الطريق الوحيد الذي اتبعه اللك فيصل ف تشجيع ومساعدة اليمي الدين ف مصر‪ ،‬وإنا ذهب‬ ‫إل أب عد من ذلك ح ي حاول أن ير تب م صالة ب ي الرئ يس ال سادات وممو عة من الخوان ال سلمي‪ .‬كان‬ ‫الخوان السـلمون الن موزعيـ على عدة مموعات‪ .‬كانـت هناك أول تلك القلة التـ ظلت على اعتقادهـا بأن‬ ‫العنف والرهاب ها أفعل الوسائل لتحقيق أهدافهم‪ ،‬لكن معظم هؤلء كانوا ليزالون إما ف السجون أو متفي‬ ‫تت الرض‪ .‬وكانت هناك مموعة ثانية‪ ،‬هم هؤلء الذين غادروا مصر هربا من الضطهاد أو بثا وراء فرصة‬ ‫عمل ف الارج‪ ،‬وكان كثيون من هؤلء قد جعوا ثروات طائلة‪ .‬وأخيا كانت هناك مموعة هؤلء الذين آثروا‬ ‫البقاء ف مصر وحاولوا قدر ما يستطيعون أن يواصلوا الدعوة ف ظل الظروف القائمة مهما تكن صعوباتا‪.‬‬ ‫وف صيف سنة ‪ 1971‬نح اللك فيصل ف أن يرتب اجتماعا بي السادات وبي مموعة الخوان السلمي الذين‬ ‫ذهبوا إل الارج‪ .‬وبالف عل ف قد ع قد اجتماع ف ا ستراحة الرئ يس ف «جاناكل يس» ف إطار من ال سرية الطل قة‪،‬‬ ‫حضره زعماء الخوان ف الارج ب عد أن ح صلوا على ضمان بتأم ي دخول م إل م صر وخروج هم من ها‪ ،‬والتقوا‬ ‫‪321‬‬

‫ذكريات لمذكرات ص‪.115 ،114 ،113 :‬‬ ‫‪140‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫هناك بالرئيس السادات‪ .‬كان بي هؤلء الدكتور «سعيد رمضان» الذي عاش بعض الوقت ف السعودية‪ ،‬ث قصد‬ ‫إل جن يف ح يث رأس منظ مة إ سلمية ترعا ها المل كة العرب ية ال سعودية‪ .‬وخلل الناقشات ال ت جرت ف ذلك‬ ‫الجتماع قال الرئيس السادات للخوان الذين قابلهم إنه يواجه الشاكل من نفس العناصر الت قاسوا هم منها‬ ‫(كان قد فرغ لتوه من معرك ته مع مرا كز القوى)‪ ،‬ث أ نه يشارك هم أهداف هم ف مقاو مة اللاد والشيوع ية‪،‬‬ ‫وكذلك فإن عبدالناصر قد خلف له تركة ثقيلة‪ .‬وقد عرض عليهم استعداده لتسهيل عودتم إل النشاط العلن ف‬ ‫مصر‪ ،‬بل وكان على استعداد لعقد تالف معهم‪ .‬لكن الخوان الذين قابلهم السادات ف ذلك الوقت ل يكونوا‬ ‫قادريـن على اتاذ قرار‪ ،‬ويبدو أنمـ ل يكونوا واثقيـ مـن احتمالت التعاون معـه‪ ،‬وكانـت لمـ شكوكهـم حول‬ ‫نواياه‪ .‬وف كل الحوال فإنم حت ذلك الوقت كانوا يعتبونه جزءا من ثورة ‪ 23‬يوليو الت اصطدموا معها‪.‬‬ ‫ومضت سنوات‪ ،‬والن أصبح الخوان السلمون ‪-‬شأنم شأن غيهم من القوى ف مصر‪ -‬يدركون رغبة نظام‬ ‫السادات ف التعاون مع العناصر الدينية‪ .‬ووجد بعضهم رعاية خاصة من أحد الصدقاء القربي للرئيس‪ ،‬وهو‬ ‫الهندس عثمان أحد عثمان‪ .‬كان عثمان أحد عثمان من أغن الناس ف مصر‪ ،‬وكان ينحدر من أسرة أصلها من‬ ‫العريش عاصمة سيناء‪ ،‬وقد جاء إل الساعيلية ليعمل ف القاولت‪ ،‬ونت أعماله حت ف الوقت الذي كانت فيه‬ ‫م صر تت خذ ن جا اشتراك يا‪ .‬وكا نت ال ساعيلية ال ت أ صبحت قاعدة نشا طه ف ذلك الو قت هي الو طن الذي‬ ‫تأسـست فيـه جاعـة الخوان السـلمي‪ ،‬فهناك قام بإنشائهـا مرشدهـا العام الول الشيـخ «حسـن البنـا» سـنة‬ ‫‪ .»1928‬إل أن يقول عن الخوان بعد منة سنة ‪:1954‬‬ ‫«وفر من استطاع إل الارج‪ .‬ووجد بعضهم مال فسيحا ف مشروعات «عثمان أحد عثمان» الذي كانت‬ ‫ظروف التحول الشتراكي ف مصر قد جعلته يتوسع ف نشاطه خارجها‪ .‬كان على استعداد لن يعطيهم وظائف‬ ‫ف مشروعاته‪ ،‬وعلى استعداد لساعدتم ف الصول على أعمال خارج مشروعاته‪ .‬وبعد تغي الظروف ف مصر‬ ‫عاد بعضهم إليها ومعهم بعض ما جعوه من مال‪ .‬ولقد عادوا إل مصر ليجدوا أن «عثمان أحد عثمان» قد أصبح‬ ‫قوة كبية فيها بقرب الرئيس السادات‪ .‬كان مازال صديقا لم‪ ،‬وكان من حوافزه للحتفاظ بذه الصداقة أنه‬ ‫يشاركهم العداء ل «جال عبدالناصر» ولتجربته ف التحول الشتراكي‪ ،‬إل جانب أنه كان حريصا على الصول‬ ‫على تأييدهم للسادات كقوة ف الشارع تواجه من كان يسميهم ‪-‬ويسميهم السادات معه‪ -‬بالناصريي‬ ‫والشيوعيي‪ .‬ولقد راح ياول إقناعهم بالتعاون مع السادات‪ ،‬بل إنه كان يبدو أمامهم مفوضا من السادات‬ ‫بالتعامل معهم‪ .‬ولقد حل إليهم تطمينات كثية باسم الرئيس‪ ،‬لكن بعضهم كان ليزال متشككا»‪.322‬‬ ‫وهيكل يبز دور اللك فيصل وعثمان أحد عثمان‪ ،‬وهو كلم جدير بالتأمل‪ ،‬لن روايته تتفق ‪-‬ف معظمها‪ -‬مع‬ ‫أقوال التلمسان‪ ،‬كما أن سي الحداث‪ -‬الذي عاصرناه جيعا‪ -‬ليتناقض معها‪.‬‬

‫‪322‬‬

‫خريف الغضب ‪ -‬قصة بداية وناية عصر أنور السادات ص‪ 2 2 7 :‬إل ‪.2 2 9‬‬ ‫‪141‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫و قد حدث أن ع قد نادي التدر يس بام عة القاهرة ندوة عن «وا قع وم ستقبل التيار ال سلمي ف م صر» نشرت‬ ‫ملخصها ملة الجتمع‪.323‬‬ ‫أنكر فيها عصام العريان على سعد الدين إبراهيم قوله‪« :‬وقد لعب السادات دورا ف توفي الو اللئم لذه‬ ‫الركات لفرض نفسها‪ ،‬ليوازن بينها وبي التيارات اليسارية و القومية‪ ،‬وكان هذا هو التفاق الضمن للخوان‬ ‫مع الدولة لعدم استخدام العنف»‬ ‫وت ساءل ع صام العريان «م ت بدأ التفاق الضم ن مع ال سادات؟ وقال ان الد يث مع التفاق الضم ن ليد خل‬ ‫ضمن البحث العلمي الاد»‪.‬‬ ‫ولعل فيما ذكرناه آنفا ‪-‬عن تفاصيل مفاوضات الخوان مع السادات‪ -‬الرد الكاف على عصام العريان عند أي‬ ‫طالب للحق‪.‬‬ ‫‪ -3‬و ف لقاء ع مر التلم سان الشهور مع ال سادات والذي يف خر بأ نه واج هه ف يه‪ ،‬اعترف التلم سان بشرع ية‬ ‫رئا سة ال سادات ف قد قال له‪« :‬لو أن غيك و جه إلّ م ثل هذه الت هم لشكو ته إل يك‪ .‬أ ما وأ نت يا م مد يا أنور‬ ‫السادات صاحبها‪ ،‬فإن أشكوك إل أحكم الاكمي‪ ،‬وأعدل العادلي لقد آذيتن يارجل وقد ألزم الفراش أسابيع‬ ‫من وقع ماسعت منك»‪.324‬‬ ‫ث بعد هذه الواجهة!! دعاه ال سادات إل لقاء خاص ف القناطر‪ ،‬يقول التلم سان‪«:‬الرة الثانية كانت بعد ذلك‪،‬‬ ‫كان لقاءا خاصا ف القناطر اليية‪ ،‬وف هذا اللقاء أضفى علي من الصفات ماجعلن أخجل‪ ،‬وعرض علي عضوية‬ ‫ملس الشورى واعتذرت»‪.325‬‬ ‫ويقول أيضا‪« :‬ليفوتن أن أذكر إنصافا للسادات أنن يوم أن قابلته باستراحة القناطر اليية ف ديسمب (كانون‬ ‫الول) ‪ 1979‬أنن وجدت أمامه مموعة من أعداد ملة الدعوة‪ ،‬وأخبن أن السرائليي يشكون ويتجون على‬ ‫هذه الملت الخوانية‪ .‬فأجبته بأن معارضت لعاهدة السلم والتطبيع وموقف إسرائيل بأجعه مبعثه دين مض‬ ‫ول علقة له با ي سمونه سياسة دول ية أو غ ي دول ية‪ ،‬وأن دي ن ي تم علي أن أ ستمر ف هذه الملة‪ ،‬ح ت تنجلي‬ ‫الغمة‪ ،‬وراعن حقا أن الرجل بعد الستماع إلّ قال ل بنتهي الصراحة والوضوح والرضا‪ :‬أكتب‪ ،‬ولن أنساها‬ ‫للسادات ماحييت رغم مالقيته منه يرحن ويرحه ال»‪.326‬‬ ‫إذا كان دينك يتم عليك مهاجة اليهود أفل يتم عليك جهاد الكام الرتدين الاكمي بغي ماأنزل ال؟‬ ‫ملة الجتمع عدد ‪ 29 ،852‬جادى الول ‪ 1408‬هـ‪1988 /19/1 ،‬م ص‪ 22 :‬و‪ ،23‬مقال بعنوان «ندوة سياسية بامعة‬ ‫القاهرة تعترف‪ :‬الستقبل لركة الخوان السلمي ف مصر»‪.‬‬ ‫ذكريات لمذكرات ص‪ ،219 :‬الصور‪ -‬عدد ‪ 27 -2989‬ربيع الول ‪ 1402‬هـ‪ 2/1/1982 -‬م‪.‬‬ ‫‪ 325‬ملة الصور عدد ‪ - 2989‬ربيع الول ‪ 1402‬هـ‪ 22/1/1982 ،‬م‪.‬‬ ‫ذكريات ل مذكرات ص‪.222 ،180 ،179 :‬‬ ‫‪323‬‬

‫‪324‬‬

‫‪326‬‬

‫‪142‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫‪ -4‬ويقول معترفا بفضله‪« :‬وإنصافا للسادات ‪-‬رحن ورحه ال وغفر ل وله‪ -‬أنه أتاح للخوان جوا من الرية‬ ‫لبأس به‪ ،‬فأعدنا إصدار ملة الدعوة‪ ،‬وكنا نقيم الحتفالت الدينية ف شت أرجاء القطر»‪ .‬وكان القابل هو‬ ‫ضمان الخوان لهاجة أي ترك إسلمي ضد السادات‪.‬‬ ‫ويقول أيضا‪« :‬أما نظام السادات فقد بدأ بداية طيبة‪ ،‬فأفرج عن العتقلي السياسيي والحكوم عليهم سياسيا‪،‬‬ ‫وإن كان الفراج ل يتم فورا‪ ،‬بل طال وقته حت بلغ قرابة العامي»‪.‬‬ ‫ويقول أيضا‪« :‬أظنن قد تقدم من الكلم عن موقف السادات من الخوان السلمي‪ ،‬قلت إ نه أخرج الخوان‬ ‫من العتقلت‪ ،‬وأنه ترك لم جانبا كبيا من الرية ف التنقل وإقامة الحتفالت الخوانية ف الناسبات الدينية‪،‬‬ ‫وقد استقبل الخوان كل ذلك بالمد والثناء»‪ .327‬وهكذا ينسى الخوان دماء إخوانم الت شارك السادات ف‬ ‫إهدارها عام ‪.1954‬‬ ‫‪ -5‬وليعترف بفضله فقط‪ ،‬بل ويدعو له بطول البقاء لقصى مدة مكنة!! ويواجهه الستاذ‪ /‬إساعيل الشطي بذا‬ ‫القول ف لقاء التلم سان بجلة الجت مع في سأله‪« :‬يؤ خذ عل يك ماط بة ال سادات ب صورة غ ي مقبولة إ سلميا‪.‬‬ ‫كقولك أتن بقاؤك لقصى مدة مكنة‪ ،‬ومن العلوم أن ف بقائه البعد عن السلم فما هو ردك؟»‪.‬‬ ‫فرد التلمسان بأنه ل يفرض عليه أحد أن يأت للسادات‪ ،‬وأنه أتى عن طيب خاطر‪ ،‬وذكر أنه ف مصر وحدها‬ ‫ي ستطيع الخوان أن يقولوا مايريدون‪ ،‬وذ كر أ نه عارض ال سادات ابتداء من ا ستقبال الشاه وانتهاء بالعاهدة مع‬ ‫إسرائيل‪.328‬‬ ‫‪ -6‬وبالطبع يستنكر قتل السادات الذي استقبل معروفه بالمد والثناء‪ ،‬والذي أضفى عليه من الصفات ماجعله‬ ‫يجل!!‬ ‫فعندما يُسأل ف حواره مع الصور‪« :‬الصور‪ :‬أين العتقد الدين ف مقتل عثمان بن عفان وأين العتقد الدين ف‬ ‫حادث الكلية الفنية العسكرية وف اغتيال د‪.‬الذهب‪ ،‬ث ف اغتيال السادات؟‬ ‫التلمسان‪ :‬قبل الجابة أسأل سؤال‪ :‬أين العتقد الدين فيمن يقول أنه صلب السيح‪ ،‬وهذا رسول من الرسل؟‬ ‫العتقد الدين بعيد كل البعد عن هذه الرائم»‪.329‬‬ ‫أ ما ن ن فنقول إن العت قد الدي ن بع يد كل الب عد ع ما يقوله التلم سان و هو ي ثل ج يع الخوان بقت ضي قانون م‬ ‫الساسي‪.‬‬

‫‪327‬‬

‫‪328‬‬

‫‪329‬‬

‫ذكريات ل مذكرات ص‪.217 ،211 ،177 :‬‬ ‫الجتمع عدد ‪ 776‬ف ‪.15/4/1980‬‬ ‫الصور‪ ،‬عدد ‪ 27 -2989‬ربيع الول ‪ 1402‬هـ‪ 22/1/1982 -‬م‪.‬‬ ‫‪143‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫‪ -7‬ويشكك عمر التلمسان ف حادثة قتل أنور السادات فيقول‪:‬‬ ‫«ل قد أش يع أن ر صاصا أطلق من اللف‪ ،‬وأن ال صفة التشري ية للج ثة أثب تت هذا‪ ،‬ول أقول إن ا حقي قة مقطوع‬ ‫بصحتها‪ ،‬ولكنها شائعة‪ ،‬وإل جانبها تقوم الكمة العروفة أنه (لدخان من غي نار)»‪.‬‬

‫‪330‬‬

‫ول تثبت الصفة التشريية ما يزعمه‪ ،‬ول أدري حول من يثور الدخان؟‪.‬‬ ‫‪ -8‬ويقول ع مر التلم سان عن لقائه بفؤاد م يي الد ين رئ يس الوزراء ف ع هد ال سادات «و كم ك نت أود لو‬ ‫تكررت هذه اللقاءات وبذا السـلوب الرقيـق‪ ،‬ولكـن النيـة عاجلتـه‪ ،‬فرحةـ ال عليـه وعلينـا أجعيـ‪.‬ولو قدر‬ ‫السـئولون أن هذا التصـرف له أثره فـ جعـ صـفوف الشعـب لرصـوا عليـه وأكثروا منـه»‪.331‬وكعادتـه يوزع‬ ‫التلمسان الرحات على من يشاء‪.‬‬

‫الطلب الرابع ‪:‬‬

‫الخوان وحسن مبارك‬ ‫كنا قد ذكرنا ف الفقرة السابقة أن إحدى جولت الفاوضات بي الخوان والكومة كانت بي عمر التلمسان‬ ‫وحسن مبارك‪ ،‬كما ذكر التلمسان‪ ،‬ونن الن نلقي بعض الضوء على موقفهم من مبارك كما جاء على لسانم‬ ‫وبأقلمهم‪:‬‬ ‫‪330‬‬

‫‪331‬‬

‫عمر التلمسان‪ :‬ذكريات لمذكرات ‪ -‬دار الطباعة والنشر السلمية‪ .‬القاهرة ‪ 1985‬ص ‪.216‬‬ ‫ذكريات لمذكرات ص‪.115 :‬‬ ‫‪144‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫‪ -1‬فهذا عمر التلمسان عندما يسئل ف ملة الصور‪« :‬ترى أن سيادتك متحمس جدا للرئيس مبارك‪ ،‬لنعتقد أن‬ ‫الرئ يس مبارك قدم لك أك ثر م ا قد مه الرئ يس الرا حل ال سادات‪ ،‬فهذا أخر جك من ال سجن وهذا ف عل ن فس‬ ‫الشيء‪ .‬ماهي مبرات الماس والتفاؤل الشديد؟‪.‬‬ ‫التلم سان‪ :‬أ نا كم سلم عند ما أرى إن سانا يع مل ال ي أقول له‪:‬أك ثر ال من أمثالك‪ ،‬وأعا نك‪ ،‬وأدا مك ف هذا‬ ‫البلد‪ ،‬وهذا هو ماقلته لسن مبارك‪.‬‬ ‫أقول له أفرجت عن البعض‪ ،‬ولكن هذا ليكفي‪ ،‬لبد أن تفرج عن كل معتقل أو متحفظ عليه‪ ،‬وأسأل ال أن‬ ‫يعينك على هذا‪ ،‬ويوفقك فيه طالا أنت تسي على هذا الط السليم‪ .‬فالكل راض عنك»‪.332‬‬ ‫وعن موقفه من حكم مبارك فيقول‪ :‬إنه يذكر له السنات‪ ،‬أما أي موقف شرعي فليس له ف كلمه أثر‪ ،‬يقول‬ ‫عمر التلمسان «سألن الكثيون عن موقفنا من حكم السيد «ممد حسن مبارك» رئيس المهورية‪ ،‬وكان جواب‬ ‫الذي ل يتغ ي أ نه بدأ عهده بدا ية طي بة‪ ،‬فأفرج عن العتقل ي ال سياسيي‪ ،‬وم نع ال صحف من مهاج ة حكام البلد‬ ‫العربية‪ ،‬وإن كنت أود لو أن هذه الصحف سلكت ذلك الطريق دون أمر أو توجيه‪ ،‬ولكنها لتزال تظهر نفسها‬ ‫بأنا لتتوجه إل بتوجيه‪.‬‬ ‫ك ما أ نه أطلق لصحف العار ضة حق ها ف الن قد‪ ،‬ك ما أ نه حر يص ف كل منا سبة على الت صريح بالتزا مه جا نب‬ ‫الرية‪ ،‬وأنه لن يعدل عنها‪ ،‬كل هذه مبشرات‪ ،‬ومن حقه علينا أن نذكرها له»‪.‬‬ ‫ث يتم كلمه فيقول‪« :‬ورغم ذلك فقد قلنا مرارا وتكرارا أننا لسنا معارضي‪ ،‬ولكننا ناقدون وناصحون‪ ،‬وهذا‬ ‫أضعف مايكن أن يكون‪ ،‬لسنا من عشاق العارضة»‪.333‬‬ ‫أنت تقول أنك لست معارضا‪ ،‬وال سبحانه وتعال يقول‪﴿ :‬يَا َأّيهَا اّلذِينَ آ َمنُوْا قَاِتلُواْ اّلذِينَ َيلُوَنكُم مّنَ الْ ُكفّارِ‬ ‫جدُواْ فِي ُكمْ ِغلْ َظ ًة وَا ْعلَمُوْا أَنّ ال ّل َه مَعَ الْمُّتقِيَ﴾ [التوبة ‪.]123‬‬ ‫وَلِيَ ِ‬ ‫ويعترف به كرئيس للدولة وأن له عليه حقا فيقول‪« :‬إننا ل ندخل مع السيد رئيس المهورية ف حوار إل اليوم‪،‬‬ ‫لن المر ليس بأيدينا‪ ،‬فهو صاحب الق‪ ،‬كرئيس للدولة‪ ،‬أن يستدعي من يشاء لي غرض من الغراض‪ ،‬يرى‬ ‫أن فيه مصلحة للوطن‪ .‬أما الواطن فليس من حقه أن يفرض نفسه على رئيس الدولة ليستمع إليه‪ ،‬وكل حقه أن‬ ‫يعارض أو ينتقد أو ينصح»‪.334‬‬ ‫ويقول إن نقطة اللف الوحيدة أن مبارك رئيس لزب ث يكرر العتراف السابق فيقول‪« :‬بدأ السيد «ممد‬ ‫حسن مبارك» عهده بدءا طيبا بالفراج عن العتقلي السياسيي وإطلق الريات للصحف والحزاب‪ ،‬أن تنتقد‬ ‫كما تشاء‪ ،‬وكل ما أخالف سيادته فيه أن يكون رئيسا لزب بذاته‪ .‬فظروفنا وتقاليدنا ليست كالوليات التحدة‬ ‫‪ 332‬الصور‪ ،‬عدد ‪ 27 -2989‬ربيع الول ‪ 1402‬هـ‪ 22/1/1982 -‬م‪.‬‬ ‫ذكريات لمذكرات ص‪.214 ،213 :‬‬ ‫ذكريات ل مذكرات ص‪.186 :‬‬ ‫‪333‬‬

‫‪334‬‬

‫‪145‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫أو غيها‪ .‬ولكن لعل له ف ذلك حكمة لندركها‪ .‬وقد كثر تساؤل الناس لاذا ل يقابل الرئيس مبارك «عمر‬ ‫التلمسان» كما قابل غيه‪ ،‬فكان جواب هو أن هذا تصرف متروك تقديره لسيادته‪ .‬خاصة وأن معاملت كغيي‬ ‫لتزيدن قدرا‪ ،‬ولتط من شأنا‪ ،‬فمرجع ذلك لسيادته باعتباره رئيسا للدولة‪ ،‬يقدر مايفعله‪ ،‬ومال يفعله‪ ،‬دون أن‬ ‫يكون لذلك أثر على أحد»‪.335‬‬ ‫ولل سف فإن ع مر التلم سان غ ي صادق‪ ،‬فلم تفرغ ال سجون من آلف ال سلمي من بدا ية ح كم مبارك وإل‬ ‫الن‪ ،‬و ف عهده ق تل كمال ال سنانيي م ساعد ع مر التلم سان‪ ،‬ك ما ق تل العشرات غيه من ال سلمي‪ ،‬وعلى‬ ‫رأسهم ممد عبدالسلم وصحبه البرار قتلة السادات تقبلهم ال ف الشهداء‪.‬‬ ‫و من الؤ سف أن تعترف النظمات الكافرة كمنظ مة الع فو الدول ية بذه القائق وت صيها‪ ،‬ونفا جأ بالر شد العام‬ ‫للجماعة الم ياول أن يطمسها‪.‬‬ ‫وعمر التلمسان ل يتوقف عند العتراف برئاسته وشكره ولكنه‪ ،‬يعلن على الل ثقته فيه فيقول «هل فقدنا الثقة‬ ‫ف وأنا لأثق فيه‪ .‬نن نثق ف رئيس المهورية إنا هم‪.336»!....‬‬ ‫ف بعض؟ رئيس المهورية ليثق ّ‬ ‫هذا الكلم يقوله ع مر التلم سان ف عام ‪1406‬ه ـ‪1986 -‬م‪ ،‬أي ب عد خ س سنوات من ح كم الجرم مبارك‬ ‫ملها بالرائم ضد شعبه وأمته والسلم والسلمي‪ ،‬بئست الثقة وبئس الوثوق به‪.‬‬ ‫‪ -2‬أما الرشد الرابع أبو النصر فيقول متبءا من يكفر الاكم‪:‬‬ ‫«إننا ند يدنا إل كل العاملي ف مال الدعوة النتسبي إل التيار السلمي‪ ،‬فيما عدا أولئك الذين يكفرون الاكم‬ ‫أو أي إنسان‪ ،‬فإننا ضد التكفي بصفة عامة»‪.337‬‬ ‫ويقول معترفا برئاسة حسن مبارك‪« :‬ليس هناك داع أن أقدم نفسي للسيد الرئيس وأقول له إنن أريد كذا وكذا‬ ‫وكذا‪ ...‬ولكنه هو كرئيس للجمهورية‪ ،‬وباعتبار أن المة كلها جنوده وشعبه‪ ،‬فإنه يستطيع أن يل مشكلتنا الت‬ ‫يعرفها جيدا دون أن نرج أنفسنا أو نرجه»‪ .338‬وقد يكون أبو النصر من جنود مبارك كما يدعي‪ ،‬ولكنا نن‬ ‫لسنا من جنوده‪ ،‬فليتحدث أبو النصر عن نفسه فقط ل عن المة كلها‪.‬‬ ‫أما عن علقته مع النظام فيقول عنها‪« :‬أما علقتنا مع النظام فهي علقة ود ومبة تزيد وتنقص‪ ،‬وإن كنا نتمن‬ ‫لا الزيادة»‬ ‫ويقول أيضا‪« :‬علقتنا بالقيادة علقة حب ومودة وتقدير يزيد وينقص‪ ،‬ونتمن له الزيادة»‪.‬‬

‫‪335‬‬

‫‪336‬‬

‫‪337‬‬

‫‪338‬‬

‫ذكريات ل مذكرات ص‪.197 ،196 :‬‬ ‫عمر التلمسان ملة الطباء عدد ‪ 98‬السنة ‪ ،31‬ذي الجة ‪ 1406‬هـ‪ ،‬أغسطس ‪ 1986‬ص ‪.34‬‬ ‫ملة النور ‪ 24‬ربيع الول ‪1407‬هـ ص‪.3 :‬‬ ‫ملة النور ‪ 24‬ربيع الول ‪1407‬هـ ص‪.3 :‬‬ ‫‪146‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫جدُ َق ْومًا ُي ْؤمِنُونَ بِال ّلهِ وَالَْي ْومِ الْآ ِخرِ ُيوَادّو َن مَنْ حَادّ ال ّل َه َورَسُوَلهُ ‪﴾...‬‬ ‫ولكن ال سبحانه وتعال يقول‪﴿ :‬لَا تَ ِ‬ ‫الية [الشر ‪.]22‬‬ ‫ولا سئل عن مشاركة مندوب الرئيس ف جنازة عمر التلمسان قال‪« :‬لفتة كرية نعتز با‪ ،‬وقمنا بالرد عليها فقام‬ ‫مموعة من الخوان بتسجيل شكرهم ف سجل التشريفات بقصر عابدين»‪.339‬‬ ‫ذلك السجل الذي يعرفون الطريق إليه جيدا كما أوضحنا‪.‬‬ ‫‪ -3‬أما مأمون الضيب رائد الشرعية البلانية والتفاهم مع الكومة فيقول عن حسن مبارك‪« :‬إنه لتوجد أي‬ ‫حساسية أو كراهية بي الخوان السلمي والرئيس حسن مبارك‪ ،‬فهو ل يشترك ف اضطهاد الخوان أو تعذيبهم‬ ‫ف عهود سابقة‪ ،‬كما لتوجد أي عداوة بي جاعة الخوان وأي تيارات سياسية أو أحزاب»‪.340‬‬ ‫إذن ف عهد من قتل كمال السنانيي؟‬ ‫وهبه أنه ل يعذب الخوان‪ ،‬أل يعذب آلف السلمي ويقتل العشرات منهم؟ أم أن السلمي هم الخوان فقط؟‬ ‫ومن الذي قصف جزيرة أبا بالسودان عام ‪ ،1970‬أليس هو حسن مبارك وقت أن كان قائدا لحدي القواعد‬ ‫الوية بصر؟‬ ‫‪ -4‬أما صلح شادي فيقول مبرا سقطة الخوان التاريية بترشيحهم لسن مبارك لفترة رئاسة ثانية‪« :‬وأسلوب‬ ‫النابزة هذا يدفع إل الصدام وتفريق كلمة المة‪ ،‬فهل هذه النتائج مرجوة ف هذا الوقت الذي بلغت فيه القلوب‬ ‫الناجر»‪.‬‬ ‫ونقول‪ :‬وأي خي ف اجتماع كلمة المة على حكم كافر خائن؟‬ ‫ويقول صلح شادي أي ضا «فل ال صمت يغ ن‪ ،‬ول الكتفاء به صحيح‪ ،‬ول الواف قة على الترش يح أ مر صحيح‬ ‫كذلك‪ ،‬ول كن اعلن الطالب وال سعي إل تقيق ها وعدم اليأس من ال ضي إلي ها هو الطر يق الذي رآه التحالف‬ ‫مثمرا ومتفقا مع أسلوب الدعاة بالرغم من غطرسة نظام الكم»‪.‬‬ ‫ويقول أي ضا فيز يد الط ي بلة‪« :‬ول يس من سعة ال فق ‪ -‬ف التفك ي ال سياسي‪ -‬أن ن عل ‪-‬ب عد معر فة كل هذه‬ ‫الظروف‪ -‬ترشيح مبارك معركة أساسية يقوم لا التحالف ويقعد»‪.‬‬ ‫ويقول وياليته ماقال‪« :‬ونن لننابز الاكم العداء‪ ،‬ولنقف منه موقف الدفع‪ ،‬إل أن يأت كفرا بواحا ف الدود‬ ‫الت رسها الشرع ف دفع النكر»‪.‬‬

‫‪339‬‬

‫‪340‬‬

‫ملة العال عدد ‪ 14 -123‬شوال ‪ 1406‬هـ‪ 1986 /6 /21 -‬ص‪.13 ،12 ،11 :‬‬ ‫الجتمع‪ ،‬عدد ‪ -815‬أول رمضان ‪ 1407‬هـ‪.28/4/1987 -‬‬ ‫‪147‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫ويتم كلمه بالطامة الكبى فيقول‪« :‬وهذا شأننا مع الاكم أمر بالعروف وني عن النكر حال ظلمه‪ ،‬فنحن‬ ‫جاعة ولسنا دولة‪ ،‬ولنقدر إل مايقدر عليه الناس‪ ،‬نناصح ونكافح ف مال النصح حكامنا وأول المر منا بقدر‬ ‫مانستطيع باليد واللسان أو القلب‪ ،‬فهذا دورنا ومن الظلم أن يطالبنا أحد بغيه»‪.341‬‬ ‫إذن فهو ول أمرك الشرعي السلم وليوز لك الروج عليه‪.‬‬ ‫ولكن للسف هو نفسه ليوافقك على ذلك‪ ،‬فهو ليس الليفة‪ ،‬ولكنه مرشخ لرئاسة جهورية مصر العربية ذات‬ ‫النظام الشتراكي الديقراطي والت لتطبق فيها الشريعة باعترافك‪.‬‬ ‫وحاول الخوان لنقاذ البق ية الباق ية من ماء وجوه هم أن يدّعوا أن موافقت هم كا نت مشرو طة‪ ،‬لن م اذاعوا مع‬ ‫تأييدهم لبارك بيانا بطالبهم‪ ،‬فقالوا كما صرح أحدهم‪« :‬وكأنا موافقة مشروطة»! ولكن مبارك ل يأبه بم‪ ،‬أو‬ ‫حت يرد عليهم‪ ،‬حت يكون هناك عقد بي طرفي وله شروط‪.‬‬ ‫‪ -5‬ث أبوا إل أن يفضحوا ح ت هذه اليلة‪ .‬فيخرجون مقال ف ملة الجت مع بعنوان « هل الخوان ف حل من‬ ‫تأييد مبارك»‪ ،‬يسألون فيه عصام العريان هذا السؤال فيأب ويتمسك بالبايعة‪.‬‬ ‫يسئله مراسل الجت مع‪« :‬اشترط نواب الخوان للموافقة على تد يد رئا سة مبارك شروطا م ثل الع مل من أ جل‬ ‫تطبيق الشريعة وإلغاء القواني القيدة للحريات وحرية تكوين الحزاب‪ ..‬ال‪ ،‬وإل الن ل يتحقق منها شيء فهل‬ ‫أنتم ف حل من هذه الوافقة؟»‪.‬‬ ‫فيج يب‪« :‬لي ستطيع إن سان أن ين كر أ نه ر غم كل هذه القيود‪ ،‬إل أن هناك م ساحة ن سبية من الريات العا مة‬ ‫موجودة ف مصر بالقار نة بغيها من الدول الخرى‪ ،‬سواء العربية أو السلمية‪ ،‬وهناك حر ية نشاط إل حد ما‬ ‫موجودة‪ ،‬وهناك حرية صحافة إل حد كبي‪ ،‬ولشك ف أن هذا يتم بناء على توجه النظام‪ ،‬لحاولة التنفيس حت‬ ‫لتنف جر الوضاع‪ ،‬أ يا كان ال تبير الذي ي كن أن يل جأ إل يه النظام لذا ال مر‪ .‬إل أن مواف قة الخوان على إعادة‬ ‫ترشيـح الرئيـس حسـن مبارك‪ ،‬جاءت بناء على هذا التقييـم‪ ،‬أنـه مـن أجـل تدعيـم هذا القدر التاح مـن الريـة‬ ‫وتوسـيعه‪ ،‬ومـن أجـل الطالبـة بتطيبـق الشريعـة السـلمية ل نعترض على ترشيـح الرئيـس لفترة رئاسـة ثانيـة‪،‬‬ ‫ولنستطيع أن نكم بسرعة خلل سنة‪ ،‬فمدة الرئاسة الثانية ست سنوات ل تض إل سنة واحدة‪ ،‬وقد يكون ف‬ ‫الستقبل إجراءات أفضل وهناك تغييات منتظرة ف مصر‪ ،‬قد تكون هذه التغييات أنباء سارة ف الستقبل إن شاء‬ ‫ال»‪.342‬‬ ‫ولندري أيـة حريـة هذه التـ يتحدث عنهـا؟ وآلف الشباب السـلم قابـع فـ السـجون مكبـل بالغلل يلقـي‬ ‫التعذيب والوان‪ ،‬والنساء السلمات يتجزن رهائن ف سجون مبارك ويردن من ملبسهن ويعذبن‪.343‬‬ ‫‪341‬‬

‫‪342‬‬

‫‪343‬‬

‫التحالف ونظام الكم‪ :‬جريدة الشعب ف ‪ 14/7/1987‬ص‪.3 :‬‬ ‫ملة الجتمع‪ ،‬عدد ‪ 24 ،902‬جادى الخرة ‪ 1409‬هـ‪.31/1/1989 ،‬‬ ‫وهاهي الطبعة الثانية من الكتاب ترج بعد سبعة عشر عاما من سقطتهم التاريية ببايعتهم لسن مبارك والمور ف تدهور من‬ ‫‪148‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫‪ -6‬أما د‪ .‬ممد السيد حبيب عضو البلان فيقول عن حسن مبارك‪« :‬إنن أعتب على رئيس المهورية الذي‬ ‫يعلم بأن عاطفة جاهي الشعب الصري مع السلم»‪.344‬‬ ‫ويقول ال ستاذ العا تب‪« :‬ل شك أن نا نع يش عهدا ي ستطيع الفرد ف يه أن يقول كل ماعنده دون خوف‪ ،‬وهذه‬ ‫حسنة من حسنات العهد الذي نعيشه‪ ،‬ويب أن يكون منصفي‪ ،‬وإن كنا نطمع ف الزيد»‪ ،345‬فإذا كنت تستطيع‬ ‫أن تقول كل ماعندك دون خوف فماذا تر يد أي ضا؟ يبدو أن كل ماعندك هو العتاب على تا هل العوا طف‪ ،‬لذا‬ ‫فأنت لست بائف‪.‬‬ ‫أ نا لن أرد عل يك إل بقول أ ستاذك مأمون الض يب ح يث يقول‪« :‬إ نه م نذ سنة ‪ 1986‬وح ت ‪ 1989‬بلغ عدد‬ ‫العتقل ي ال سياسيي ‪680‬ر ‪...»12‬ويض يف‪« :‬و من سوء العاملة ل قى ثل ثة م صرعهم‪ ،‬وقال أن الدكتور م مد‬ ‫السيد سعيد أغمى عليه من التعذيب‪ ،‬وقد رآه مكرم ممد أحد بنفسه عندما زاره بصفته نقيب الصحفيي»‪.346‬‬ ‫‪ -7‬ونتم بعمر التلمسان‪:‬‬ ‫أ‪ -‬يقول عمر التلمسان عن العاملة ف السجن ف يناير ‪« :1982‬وإن كنت على يقي أنم يعاملون (أي‬ ‫العتقلي) الن معاملة طيبة وإنسانية وفيها احترام للدمية‪ ،‬بل إن الطلبة فيما أعلم بدأت تصلهم الكتب ليذاكروا‬ ‫فيها»‪.347‬‬ ‫وأشهد ال‪ ،‬ويشهد آلف العتقلي‪ ،‬بل وتشهد جثة كمال السنانيي –رحه ال‪ -‬أنه غي صادق‪.‬‬ ‫ب‪ -‬ويقول ح ي ذ هب لرف عت الحجوب رئ يس ملس الش عب‪ ،‬ب عد أن طلب الحجوب لقاءه ف مكت به‬ ‫بجلس الشعب ليوضح له القصود بكلمته‪« :‬على العقائد أن تتنحى جانبا حت يأخذ الب مكانه والكلمة مكانا»‬ ‫بجلة أكتوبر‪ ،‬وبعـد اللقاء كتـب التلمسـان‪« :‬وفـ اللقاء لسـت مـن سـيادته مدى تسـكه بدينـه وحرصـه على‬ ‫مثالياته»‪.‬‬ ‫ويقول أيضا‪« :‬وتنيت أن يتعامل كل مسئول مع أفراد الشعب بذا السلوب الر الرفيع الذي تلى به السيد‬ ‫رئيس الجلس‪ ،‬فذلك أدعى إل توفر الثقة الكاملة بي السئولي وأفراد الشعب»‪.‬‬

‫سيء لسوء‪ ،‬لكن الذي ازدهر ف هذه السنوات هو الهاد ف أفغانستان والعراق وفلسطي‪ ،‬هذا الهاد الذي تقبلته جاهي المة‬ ‫بالتأييد‪ ،‬ورفع راية توحد حولا الكثي من الجاهدين‪ ،‬ونكل بأمريكا نكال تارييا ف غزوت نيويورك وواشنطن الباركتي بفضل ال‬ ‫وقوته‪.‬‬ ‫ملة الجتمع عدد ‪ 11 -841‬ربيع الول ‪ 1408‬هـ‪.3/11/1987 -‬‬ ‫ملة الجتمع عدد ‪ 29 -852‬جادى الول ‪ 1408‬هـ‪.19/1/1988 -‬‬ ‫الصور عدد ‪.21/12/1990 -3454‬‬ ‫الصور عدد ‪ 27 - 2989‬ربيع الول ‪ 1402‬هـ ‪.22/1/1982 -‬‬ ‫‪344‬‬

‫‪345‬‬

‫‪346‬‬

‫‪347‬‬

‫‪149‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫ويقول أيضا‪« :‬إن مالسته ‪-‬منصفا‪ -‬علم غزير وأدب جم ونقاش مثمر وحرص على جع الصفوف وتوحيد‬ ‫الكلمة‪ .‬ليس بين وبي الرجل معرفة سابقة‪ ،‬ولكن أثر هذا اللقاء بث ف نفسي آمال فسيحة لي كثي‬ ‫مرتقب»‪.348‬‬

‫‪348‬‬

‫الجتمع ‪. 2/10/84‬‬ ‫‪150‬‬


‫الحصاد المر‬

‫الفصل الثالث‬ ‫الخوان والحزاب‬

‫مقدمة‬ ‫____________________‬ ‫‪ -1‬يقف الخوان من الحزاب والياة الزبية موقفا متميعا يتقلب مع الصال‪ .‬ففي بداية حركتهم أعلنوا أنم‬ ‫ليرحبون بالياة الزبية كما أوضح حسن البنا ‪-‬رحه ال‪ -‬ف رسالة «نو النور» وف رسالته للملك ف ملة‬ ‫النذير‪.349‬‬ ‫‪ -2‬ولكن من جاء بعده ‪-‬وخاصة ف فترة السبعينات‪ -‬طفحت أقوالم بالترحيب بالياة الزبية والختلف‬ ‫الزب‪.‬‬ ‫أ‪ -‬وف هذا يقول عمر التلمسان إجابة على سؤال عن تعاونم مع حزب الكتلة ضد حزب الوفد ف انتخابات‬ ‫‪« :1949‬بعضنا دخل النتخابات مستقل‪ ،‬والخر دخل ف ظل بعض الحزاب‪ .‬وكان الرحوم ممد عبدالرحن‬ ‫نصي من الخوان السلمي‪ ،‬وكان عضوا ف اليئة التأسيسية وأيضا مع الحرار الدستوريي»‪.350‬‬ ‫ويقول أيضا ف ذكرياته‪« :‬‬ ‫عضويت ف الخوان والوفد‬ ‫فاروق وسقوط اللكية ف مصر (‪ )1952 -1936‬ص‪ -698 ،697 :‬نقلتها عن‪ :‬النذير‪ :‬عدد ‪ 2‬ف ‪6‬ربيع الخر ‪( 1357‬‬ ‫‪ )1938‬ص‪ ،4 :‬راجع أيضا‪ :‬الركة السياسية ف مصر (‪ )1952 –1945‬ص‪ ،54 :‬الخوان السلمون والماعات السلمية ف‬ ‫الياة السياسية الصرية (‪ )1948 -1928‬ص‪.93 ،92 :‬‬ ‫ذكريات ل مذكرات ص‪.151 ،150 :‬‬ ‫‪349‬‬

‫‪350‬‬

‫‪151‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫كانت صلت بالحزاب كلها صلة مودة‪ ،‬رغم انعطاف إل الوفد ف مطلع حيات وأذكر أن صلت بالرحوم أحد‬ ‫حزة باشا ‪-‬وزير التموين ف ذلك العهد‪ -‬جعلته يقيد اسي ف دفاتر الوفد باعتباري عضوا بلجنة الوفد الركزية‬ ‫ف مديرية القليوبية‪ ،‬وف الوقت نفسه أدرج الرحوم ممد الفقي بك ‪-‬عضو ملس النواب ف شبي القناطر عن‬ ‫الحرار الدستوريي‪ -‬اسي ف عضوية ذلك الزب‪ .‬دون أن يؤخذ رأيي ف هذا أو ذاك‪ .‬وماكنت أرى ف ذلك‬ ‫حرجا‪ ،‬لن الرحوم ممد عبدالرحن نصي ‪-‬النائب عن بنها ف حزب الحرار الدستوريي‪ -‬كان عضوا ف اليئة‬ ‫التأسيسية لماعة الخوان السلمي‪ ،‬وماكان للمام الشهيد من اعتراض على ذلك‪ ،‬ففي ذلك الي كان الوفدي‬ ‫أو الر الدستوري أو السعدي أو الكتلي أو الزب الوطن يستطيع أن يباشر عضويته ف تلك الحزاب‪ ،‬وهو‬ ‫إخوان‪ ،‬مادامت مبادئ الخوان والدعوة إل ال هي هدفه‪ ،‬وماكنت أرى ف ذلك أنه تقلب بي الحزاب‬ ‫والبادئ‪ ،‬لن مافكرت يوما أن أستغل عضويت ف أي حزب وسيلة لر مغان ذاتية»‪.351‬‬ ‫ب‪ -‬ويقول الرشد الرابع ممد حامد أبو النصر‪« :‬موقفنا من الحزاب القائمة هو الترحيب با‪ ،‬من منطلق أن‬ ‫وجود الراء الختلفة والبات التعددة هو أمر يب تسخيه لصال البلد وبا يعود عليها بالنفع والتقدم‪ ،‬ومن‬ ‫هنا فإننا لسنا ضد تعدد الراء عب الحزاب السياسية»‪.352‬‬ ‫ج‪ -‬ونفس هذا العن يؤكده مأمون الضيب فيقول‪« :‬لتوجد أي حساسية أو كراهية بي الخوان السلمي‬ ‫والرئيس حسن مبارك فهو ل يشترك ف اضطهاد الخوان أو تعذيبهم‪ ،‬كما حدث ف عهود سابقة‪ ،‬كما لتوجد‬ ‫أي عداوة بي جاعة الخوان وأي تيارات سياسية أو أحزاب»‪.353‬‬ ‫ويقول أبو النصر أيضا حي يسأله الصحفي‪« :‬سؤال بشكل مدد‪ ،‬هل أنتم توافقون أصل على وجود حياة‬ ‫حزبية ف مصر ف ظل دعوتكم؟‪.‬‬ ‫نن ليس لنا اعتراض على الياة الزبية ف مصر‪ ،‬شريطة أن تكون حرية تكوين الحزاب مكفولة للجميع‪ ،‬حت‬ ‫يتمكن كل تيار من التيارات الوجودة ف الجتمع من التعبي عن نفسه وعن فكره‪ ،‬وف ظل هذا المر فإن الرية‬ ‫سوف تتحقق للجميع ف ظل أن «نتعاون فيما اتفقنا فيه‪ ،‬ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه»‪.354‬‬ ‫ويقول أيضا‪« :‬ف حالة عدم صدور الكم بعودة الماعة فنحن مضطرون للمطالبة بتشكيل حزب سياسي‪ ،‬على‬ ‫اعتبار أن الزب قناة رسية للشتراك مع الشرفاء ف بناء الوطن العزيز»‪.355‬‬ ‫ذكريات ل مذكرات ص‪.151 ،150 :‬‬ ‫الصور‪ :‬عدد ‪ 29 -3217‬رمضان ‪ 1406‬هـ‪.6/7/1986 ،‬‬ ‫الجتمع‪ 1 :‬رمضان ‪ 1407‬هـ‪ 4/87/ 28 -‬عدد ‪.815‬‬ ‫الصور‪ :‬عدد ‪ 29 -217‬رمضان ‪ 1406‬هـ‪.6/7/1986 -‬‬ ‫الصور‪ :‬عدد ‪ 29 -3217‬رمضان ‪ 1406‬هـ‪ ،6/7/1986 -‬العال‪ :‬عدد ‪ 14 -123‬شوال ‪ 1406‬هـ‪/ 21 -‬‬ ‫‪ 6/1986‬ص‪.12 :‬‬ ‫‪351‬‬

‫‪352‬‬

‫‪353‬‬

‫‪354‬‬

‫‪355‬‬

‫‪152‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫مع العلم بأن قانون الحزاب ف مصر يشترط أن ليقوم أي حزب على أساس دين أو طائفي أو يعارض معاهدة‬ ‫كامب ديفيد‪.‬‬ ‫ويقول أيضا‪« :‬نرفض النضمام تت لواء أي حزب من الحزاب السياسية الصرية القائمة الن»‪ ،‬وأضاف‪ :‬إن‬ ‫مفاوضات الخوان مع حزب «الحرار» و «المة» انتهت إل لشيء وفق رغبة الخوان‪ ،‬وإن تعاون الخوان مع‬ ‫حزب الوفد كان فقط بسبب قانون النتخابات بالقائمة النسبية»‪.356‬‬ ‫وقد نقلنا هذا القول الخي لنبي مدى التقلب ف مارسات الخوان فمن العروف أنم الن قد تالفوا مع‬ ‫حزب الشعب والحرار‪.‬‬ ‫‪ -3‬لمانع من وجود حزب شيوعي ف ظل الكم السلمي أو أي أحزاب أخرى‪.‬‬ ‫أ‪ -‬يقول ممد حامد أبو النصر‪« :‬نن نعتقد أن الكم السلمي لبد أن يسمح بتعدد الحزاب السياسية‪ ،‬لنه‬ ‫كلما كثرت الراء وتنوعت كلما كثرت الفائدة‪ ،‬ونن نعتقد أيضا أنه لبد من أن ينح الكم السلمي حرية‬ ‫تشكيل الحزاب حت للتيارات الت قلت عنها أنا تصطدم بالسلم كالشيوعية والعلمانية‪ ،‬وذلك حت يكون من‬ ‫التاح مواجهتها بالجة والبهان‪ ،‬وهذا أفضل من أن تنقلب هذه التيارات إل مذاهب سرية‪ ،‬وعلي ذلك فل مانع‬ ‫عندنا من إنشاء حزب شيوعي ف دولة إسلمية»‪.‬‬ ‫ب‪ -‬و من قبله قال الض يب «الشيوع ية لتقاوم بالع نف والقوان ي‪ ،‬ولما نع لدي من أن يكون ل م حزب ظا هر‪،‬‬ ‫وإن السلم كفيل بضمان وسلمة الطرق الت تسلكها البلد»‪.357‬‬ ‫ج‪ -‬أما أحد سيف السلم حسن البنا (نل حسن البنا رحه ال) فيقول حي يسأل ف ملة الجتمع‪:‬‬ ‫«الجتمع‪ :‬ما رأيكم وماموقفكم من حق تكوين الحزاب لميع التاهات والنتماءات ومن ضمنها الشيوعيون؟‬ ‫البنا‪ :‬لا هذا الق‪ ....‬والسلم ليب النسان على اللتزام بعقيدة (ل إكراه ف الدين)»‬ ‫ويضيف «وأنا أرى شخصيا أنه ف ظل متمع إسلمي من حق كل الناس أن تعلن أراءها ومعتقداتا»‪.358‬‬ ‫‪ -4‬ل مانع من وجود حزب ناصري ف مصر‪:‬‬ ‫ويقول عمر التلمسان «وقد سُئلتُ هل تسمح بإقامة حزب ناصري ف مصر‪ ،‬وقلت‪ :‬أسح فالرية الشخصية ل‬ ‫حد لا بالرة»‪.359‬‬ ‫‪ -5‬ونتم هذه القدمة بعمر التلمسان ف ذكرياته حيث يقول‪« :‬ل يبق لنا إل التفكي ف قناة شرعية نستطيع عن‬ ‫طريقها الوصول إل البلان‪:‬‬ ‫العال‪ :‬عدد ‪ 14 ،123‬شوال ‪ 1406‬هـ‪ 6/1986/ 21 -‬ص‪.11 :‬‬ ‫جريدة النور‪ 24 -‬ربيع الول ‪1407‬هـ ص‪ ،3 :‬راجع أيضا‪ :‬سيف السلم البنا ف الجتمع عدد ‪ 9 -884‬جادى الول‬ ‫‪ -22/12/87 -1408‬ص‪.21 :‬‬ ‫الجتمع‪ :‬عدد ‪ 9 - 884‬جادى الول ‪ 1408‬هـ ‪.22/12/1987 -‬‬ ‫ملة الدعوة (من النمسا) عدد ‪ ،112‬السنة ‪ ،36‬جادي الول ‪ 1401‬هـ ص ‪.21‬‬ ‫‪356‬‬

‫‪357‬‬

‫‪358‬‬

‫‪359‬‬

‫‪153‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫* حزب التجمع‪ :‬اللف الواسع ف الرأي مانع من الدخول معه‪.‬‬ ‫* «الحرار‪ :‬ليس له قاعدة شعبية ف تقديرنا وقد نكون مطئي‪.‬‬ ‫* «العمل الشتراكي‪ :‬موقفه من جال عبدالناصر ‪-‬رغم مافعله بالخوان‪ -‬يول بيننا وبي الدخول معه ف قائمة‬ ‫واحدة‪.‬‬ ‫ل يبق إل الوفد الديد‪)390( 360».‬‬ ‫ومن الضحكات البكيات الت امتلت با مصر على حد قول التنب‪:‬‬ ‫وكم ذا بصر من الضحكات ولكنه ضحـك كالبكا‬ ‫أن الخوان الن ليتعاونون فقط مع حزب العمل الشتراكي ولكنهم احتلوه احتلل‪ .‬فتأمل‪ !....‬إنا النتهازية‬ ‫السياسية‪ ،‬سياسة انتهاج الفرص مع ضرب العقائد والباديء بعرض الائط‪ ،‬نفس قصة الخوان ونفس تالفاتم‬ ‫مع على ماهر ث الوفد ث النقراشي ث صدقي واللك ث الضباط الحرار‪ ،‬نفس النتهازية السياسية تت مع حزب‬ ‫الوفد الديد ف انتخابات عام ‪ 1984‬ث مع حزب العمل عام ‪.1987‬‬ ‫إنا سياسة توظيف طاقات الشباب السلم ف نصرة الطواغيت وف نصرة الحزاب العلمانية وف إحياء‬ ‫الديقراطية الوثنية‪ ،‬فأين هذا كله من الوالة ف ال والعاداة ف ال‪ ،‬وأين هذا من شعارهم «الهاد سبيلنا»؟؟‪.‬‬ ‫وبعد هذه القدمة سنقسم الكلم ف هذا الفصل إل أربعة مطالب‪:‬‬ ‫الطلب الول‪ :‬الخوان والوفد‪.‬‬ ‫الطلب الثان‪ :‬الخوان والسعديون‪.‬‬ ‫الطلب الثالث‪ :‬الخوان وإساعيل صدقي‪.‬‬ ‫الطلب الرابع‪ :‬الخوان والحرار الدستوريون‪.‬‬

‫‪360‬‬

‫ذكريات لمذكرات ص‪.184 :‬‬ ‫‪154‬‬


‫الحصاد المر‬

‫الطلب الول ‪:‬‬

‫الخوان وحزب الوفد‬ ‫العلقة بي الخوان والوفد علقة متشابكة متقلبة‪ ،‬تعصف با أمواج الصال السياسية والناورات الزبية‪ ،‬وسوف‬ ‫نفصل لذه العلقة باختصار حسب مايقتضيه الجال‪ ،‬وسوف نهد لا بالتعريف ببعض القائق الثابتة عن الوفد‪ ،‬ث‬ ‫نتكلم من موقف الخوان من الوفد قبل الثورة ث موقفهم من الوفد الال‪.‬‬

‫‪ -1‬حقائق عن الوفد‪:‬‬ ‫أ‪ -‬حقائق عن سعد زغلول‪:‬‬ ‫نشأ سعد زغلول ف أحضان حزب المة الذي رفع لواء القومية الصرية‪ ،‬وهو حزب أنشأه النليز ف مصر‬ ‫لعارضة الزب الوطن الذي تزعمه مصطفى كامل‪ ،‬وكان يدعو للجامعة السلمية‪.361‬‬ ‫وسعد هو صهر مصطفى فهمي رئيس الوزراء ف عهد الحتلل وصاحب لقب (أشهر صديق للنكليز ف مصر)‪،‬‬ ‫وسعد هو وزير القانية الذي حاكم ممد فريد‪ ،‬وهو وزير العارف الذي رفض تعريب التعليم‪ ،‬وهو الذي أعاد‬ ‫العمل بقانون الطبوعات سيء السمعة‪ ،‬وكان يلعب اليسر حت آخر حياته‪ ،‬وبسببه خسر كل ثروته‪ ،‬وقد وصف‬ ‫كرومر ف مذاكراته بأنه‪« :‬يتنور منه (من كرومر) ف حياته السياسية»‪ ،‬ووصف ماأصابه عند ساع إقالة كرومر‪:‬‬ ‫«كنت كمن تقع ضربة شديدة على رأسه‪ ،‬أو كمن وخز بآلة حادة فلم يشعر بألها لشدة هولا»‪.‬‬ ‫ومن أعضاء الوفد كل زعماء مؤتر أسيوط وأقطاعيو حزب المة السابق وأيضا فتحي زغلول شقيق سعد‬ ‫زغلول‪ ،‬وعضو الحكمة الت أصدرت أحكام العدام على أهال دنشواي‪ ،‬والت رقي بسببها وكيل لوزارة‬ ‫القانية‪.362‬‬ ‫وفتحي زغلول هذا هو الذي ذكره أحد شوقي أمي الشعراء –رحه ال‪ -‬ف أبياته الشهورة لا دعي للحفل‬ ‫النعقد ف شبد بناسبة ترقية فتحي زغلول إل درجة وكيل لوزارة القانية‪ ،‬فرفض الدعوة وأرسل هذه البيات‪:‬‬

‫‪361‬‬

‫‪362‬‬

‫إذا ما جعتم أمركم وهمــــتمو‬

‫بتقدي شيء للوكيـــل ثيــــن‬

‫خـذوا حبــل مشنوق بغي جريرة‬

‫وسـروال ملود وقيـد سجيــــن‬

‫ول تعـرضوا شـعري عليه فحسـبه‬

‫من الشعـر حكم خطه بيميـــــن‬

‫اليهود الصريون بي الصرية والصهيونية ص‪.34 :‬‬ ‫موجز تاريخ مصر ف القبة العلمانية (‪ )1986 - 1809‬ص‪.61 ،60 :‬‬ ‫‪155‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫ول تقرءوه ف شـبد بل اقــرءو‪.............‬ه على مل ف دنـشـواي حزيـــن‬

‫‪363‬‬

‫واستفاد اليهود من دعوة سعد للوحدة الوطنية وعدم التفريق بي الصريي على أساس الدين‪ ،‬لدرجة أن بعض‬ ‫الصهيونيي استطاعوا التغلغل ف صفوف الوفد‪ ،‬حت أن ليون كاسترو ‪-‬مؤسس النظمة الصهيونية ف مصر‪-‬‬ ‫أصبح السكرتي الاص لسعد زغلول‪ ،‬وصحبه ف مفاوضاته إل أوروبا‪ ،‬وقد سح هذا الوضع بلشك لكاسترو‬ ‫أن يفيد الركة الصهيونية‪ ،‬فهو كيهودي استطاع أن يكسب ثقة وصداقة زعيم المة‪ ،‬ما يعطي انطباعا بعدم‬ ‫تعارض النشاط الصهيون مع النضال الوطن الصري‪ ،‬لن كليهما موجه ضد بريطانيا‪ ،‬وبالتال يكفل للصهيونيي‬ ‫حرية الركة‪.364‬‬ ‫ب‪ -‬بعض مواقف حزب الوفد‪:‬‬ ‫ف ‪ 4‬فباير ‪ 1942‬حاصرت الدبابات البيطانية قصر عابدين‪ ،‬وأرغمت فاروق على إسناد الوزارة لصطفى‬ ‫النحاس‪ ،‬وكانت هذه أكب وصمة ف تاريخ الوفد‪.‬‬ ‫وقد نقل الستاذ‪ /‬أسامة حيد عن ممد علء الدين شوقي ماتوصل إليه ف دراسته‪ ،‬من أن النكليز هم الذين‬ ‫أعادوا النحاس للحكم ف ‪ 1930‬و ‪ 1936‬وبالطبع ‪ ،1942‬وأن القصر لو ترك حرا لا تول النحاس‪.‬‬ ‫وف مؤتر مونترو قبل الوفد التغيي التشريعي ف مصر وإقصاء الشريعة‪ ،‬وبعد الؤتر هاجم الوفد الطالبي‬ ‫بالشريعة‪ ،‬لن ذلك لن يرضي الجانب‪ ،‬ث أصر الوفد على فصل الدين عن السياسة وعارض أن يعمل شيخ‬ ‫الزهر بالسياسة‪.365‬‬ ‫وكانت العلقة بي الوفد والقصر علقة تنازع من أجل الصول على الكاسب وعلي رضا الندوب السامي‬ ‫البيطان‪.‬‬ ‫ولكن انتهى المر ف وزارة الوفد الخية ‪-‬قبل الثورة‪ -‬إل اتفاق الطرفي على سلب خيات مصر والتعاون من‬ ‫أجل ذلك‪ ،‬وغرقا ف الفضائح‪ ،‬حت أن مصطفى النحاس ليصرح شاكرا مليكه‪« :‬ليسعن إل أن اسجد ل شكرا‬ ‫على هذه النعم‪ ،‬وإن لواقف حيات على العمل على تقيق ثقة جللة اللك الفدى ف خادمه المي»‪.366‬‬ ‫ويرفع حسي الندي ‪-‬وزير الوقاف الوفدي السابق‪ -‬تقريرا اشترك ف وضعه ينسب اللك للسللة النبوية‪.367‬‬

‫‪363‬‬

‫‪364‬‬

‫‪365‬‬

‫‪366‬‬

‫أشهر قضايا الغتيالت السياسية‪ -‬وثائق أشهر قضايا مصر من سنة ‪ 1 9 0 6‬إل ‪ 1 9 8 2‬ص‪.61 :‬‬ ‫اليهود الصريون بي الصرية والصهيونية ص‪.34 :‬‬ ‫موجز تاريخ مصر ف القبة العلمانية (‪ )1986 - 1809‬ص ‪.76 ،75‬‬ ‫فاروق وسقوط اللكية ف مصر ( ‪ )1 9 5 2 -1 9 3 6‬ص‪ -211 :‬نقلتها عن‪ :‬الهرام عدد ‪ 14/7/1950-23272‬ص‪:‬‬

‫‪.4‬‬ ‫‪367‬‬

‫فاروق وسقوط اللكية ف مصر ( ‪ )1 9 5 2 -1 9 3 6‬ص‪.244 :‬‬ ‫‪156‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫كان هذا استعراضا سريعا حت يدرك القارئ الديث الذي ل يطلع على تاريخ الوفد مدى خطورة هذا الزب‬ ‫الذي كان وكر العلمانية وباذر بذرتا ف مصر‪.‬‬

‫‪ -2‬موقف الخوان من الوفد قبل الثورة‪:‬‬ ‫أ‪ -‬مدح حسن البنا ‪-‬رحه ال‪ -‬للنحاس‪.‬‬ ‫ف ‪ 6/1936/ 14‬يرسل حسن البنا ‪-‬رحه ال‪ -‬للنحاس عتابا رقيقا على تصريه لوكالة الناضول عن مصطفى‬ ‫كمال‪ ،‬يلؤه بالديح للنحاس‪ ،‬وما جاء ف تصريح النحاس عن أتاتورك‪« :‬ولست أعجب فحسب بعبقريته‬ ‫العسكرية‪ ،‬بل أعجب أيضا بعبقريته الالصة وتفهمه لعن الدولة الديثة‪ ،‬الت تستطيع وحدها ف الالة العالية‬ ‫الاضرة أن تعيش‪ ،‬وأن تنمو»‪.‬‬ ‫وف سياق خطاب حسن البنا ‪-‬رحه ال‪ -‬يقول‪« :‬وبعد‪ ...‬فدولتكم أكب زعيم شرقي عرف الميع فيه صدق‬ ‫الدين وسلمة اليقي ‪ ...‬وموقف الكومة التركية الديثة من السلم وأحكامه وتعاليمه وشرائعه معروف»‬ ‫ث يقول حسن البنا‪«:‬لذا كان وقع تصريح دولتكم للمراسل الاص لوكالة الناضول التلغرافية بالقاهرة غريبا‬ ‫على الذين ل يعرفوا دولتكم إل زعيما شرقيا مسلما فخورا بشرقيته متمسكا بإسلمه»‪.‬‬ ‫ويقول أيضا‪«:‬وقد أخذ الكثيون من طالعوا هذا التصريح يتساءلون‪ :‬هل يفهم من هذا أن دولة النحاس باشا‬ ‫وهو الزعيم السلم الرشيد‪ -‬يوافق على ان تكون لمته ‪-‬بعد النتهاء من القضية الساسية‪ -‬برنامج كالبنامج‬‫الكمال»‪.‬‬ ‫ويقول أيضا‪«:‬لذا ياصاحب الدولة‪ ....‬نتوجه إليكم بذه الكلمة‪ ...‬وهي كلمة الولء الحض والنصح الالص‬ ‫والشفاق الكبي‪ ،‬رجاء أن تتفضلوا بإلاق هذا التصريح با يطمئن نفوسا قلقة»‪.368‬‬ ‫ولشك أن البنا ‪-‬رحه ال‪ -‬غي صادق ف وصفه للنحاس بصدق الدين والتمسك بالسلم‪.‬‬ ‫ب‪ -‬التلمسان الوفدي‪:‬‬ ‫يكي التلمسان عن نفسه حينما كان طالبا بالامعة‪« :‬كنت وفديا بكل كيان وكنت كثي التردد على بيت‬ ‫المة»‪ ،369‬وبيت المة هو منل سعد زغلول‪.‬‬ ‫ويكي عن سبب كثرة رسوبه ف كلية القوق‪« :‬كثرة ترددي على بيت المة‪ ،‬واللوس إل سعد زغلول‬ ‫والستماع إليه لنه كان جذابا‪ ،‬يرغم الصم على تتبع حركات شفتيه»‪.370‬‬ ‫ويكي أنه رغم دخوله النتخابات مرشحا عن الخوان‪« :‬كان السئولون عن الوفد ف القليويبة يكتبون اسي ف‬ ‫عضوية الوفد‪ ،‬وكان الحرار الدستوريون يكتبون اسي ف عضوية حزب الحرار الدستوريي‪ ،‬وكنت اسكت‬ ‫‪368‬‬

‫‪369‬‬

‫‪370‬‬

‫الخوان السلمون‪ -‬أحداث صنعت التاريخ ج‪ 2 :‬ص‪.369 ،368 :‬‬ ‫ذكريات ل مذكرات ص‪.22 :‬‬ ‫ذكريات ل مذكرات ص‪.20 :‬‬ ‫‪157‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫على استحياء‪ ،‬لعدم قدرت على رفض مايطلب من‪ ،‬مادام ليرجن من دائرة اللل‪ ،‬وليدخلن ف دائرة‬ ‫الرام»‪.371‬‬ ‫وهذا الكلم ل يتفق مع عقيدة الولء والباء‪.‬‬ ‫ويكي أيضا‪« :‬وف الشهر نفسه ذهبت إل طملة قليوبية‪ ،‬لضور اجتماع لنة الوفد الركزية ف منل آل علما‬ ‫باشا‪ ،‬وف الشهر نفسه انتخب مكرم عبيد نقيبا للمحامي‪ ،‬ول يكن وقتها ماينع الخ السلم من المع بي كونه‬ ‫أخا وكونه عضوا ف حزب من الحزاب السياسية»‪.372‬‬ ‫ج‪ -‬التعاون مع النحاس إبان الرب العالية الثانية‪:‬‬ ‫اتذت سياسة الخوان من الوفد طابع الهادنة ف أثناء الرب العالية‪ ،‬وف هذا كتب السفي البيطان يقول‪:‬‬ ‫«تتخذ العلقات بي الخوان والوفد شكل الدنة من الناحية الفعلية‪ ،‬ومن الفيد بالنسبة للخوان أن يتفظوا‬ ‫بعلقات طيبة مع الوفد‪ ،‬طالا أن العارضة من شأنا أن تؤدي إل إغلق مقارهم واعتقال قادتم وإلاق أضرار‬ ‫جسيمة بستقبل الماعة‪ ،‬وقد التزم حسن البنا بنصيبه من التفاق بالمتناع عن توجيه النقد الستفزازي‬ ‫للحكومة رغم أن موقفه الفكري من مبادىء الوفد ل يتغي»‪.373‬‬ ‫ويبق القائم بالعمال المريكي إل واشنطن ف ‪ 29‬أبريل ‪ 1944‬قائل‪« :‬ينظر النحاس إل البنا باعتباره قوة‬ ‫يسب لا حساب‪ ،‬فقد حضر أعضاء من وزارته اجتماعات أقامها البنا وقيل إنه منح الماعة إعانة مالية كبية‪.‬‬ ‫ومن الواضح أن الخوان مستعدون للتعاون مع الكومة الالية الوجودة ف السلطة‪ ،‬ومن الشكوك فيه أن يتبع‬ ‫الخوان هذه الكومة إل العارضة ف حالة سقوط الوزارة»‪0‬‬

‫‪374‬‬

‫(‪ )1‬السياسة العامة للخوان مع اللفاء ف أثناء الرب العالية الثانية‪.‬‬ ‫يقول التلمسان‪« :‬لا قامت الرب العالية الثانية عام ‪ ،1939‬والخوان على قوتم كان من المكن أن يسببوا‬ ‫الكثي من التاعب للحلفاء‪ ،‬لكن المام الشهيد حسن البنا أصدر أوامره إل كل الشعب والناطق ان تلتزم جانب‬ ‫الدوء‪ ،‬وأن تتفرغ لنشر الدعوة‪ ،‬وأن تعطيها كل اهتمامها وجهدها بعيدا عن الستثارة‪ ،‬حت انتصر اللفاء‪.‬‬ ‫وكان موقف هذه النطقة ‪-‬الت تعج بالخوان السلمي ف كل مكان‪ -‬سببا من أسباب انتصارهم (يقصد‬ ‫اللفاء)‪ ،‬ولكنهم جازوا المام الشهيد والخوان جزاء سنمار»‪.375‬‬

‫‪371‬‬

‫‪372‬‬

‫‪373‬‬

‫‪374‬‬

‫‪375‬‬

‫ذكريات ل مذكرات ص‪. 24 :‬‬ ‫ذكريات ل مذكرات ص‪.205 :‬‬ ‫حقيقة التنظيم الاص ودوره ف دعوة الخوان السلمي ص‪ 470 :‬نقلها عن‪ :‬العدد ‪ 47‬من جريدة السلمون‪.‬‬ ‫حقيقة التنظيم الاص ودوره ف دعوة الخوان السلمي ص‪.471 :‬‬ ‫ذكريات ل مذكرات ص‪.253 :‬‬ ‫‪158‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫ويقول أيضا ردا على ماكتبته جريدة التيمس عن الخوان إبان الرب‪« :‬وكان هناك مايمل على العتقاد ف عام‬ ‫‪1941‬م على أنم يقومون بأعمال التخريب (تقصد ضد النكليز)‪ ،‬ويمعون العلومات عن قوات اللفاء‪،‬‬ ‫ويقومون بالدعاية العادية لم وماولة إحباط مهودهم الرب بصفة عامة ف مصر»‪.‬‬ ‫فيد عليها قائل‪« :‬خلفا للحقيقة الت يعلمونا فقد كانت السياسة الت اتذها الرشد ف فترة الرب الشتغال‬ ‫بالبناء الداخلي والصلح الجتماعي والبتعاد عن سياسة البتزاز ف وقت عصيب‪ ،‬إل حد أنه ل يناد مثل أو‬ ‫يطالب الكومة ف ذلك الوقت با طالبها به بعد ناية الرب من إلغاء العاهدة وإجلء النكليز عن أرض مصر‪،‬‬ ‫بل كان مساندا للحكومة ف سياستها ومقدرا للظروف ومصلحة الوطن بقبول التنازل عن ترشيح نفسه ف‬ ‫النتخابات!»‪.376‬‬ ‫ويقول فريد عبدالالق‪« :‬أنه ف سبيل إناز هذا العمل الكبي يب على الخوان ‪-‬ف خلل فترة الرب‪ -‬أن‬ ‫يغضوا الطرف عن الشئون السياسية‪ ،‬فيتجنبوا اتاذ مواقف سياسية مددة ما استطاعوا إل ذلك سبيل‪ ،‬مكتفي‬ ‫بالتعرض لا سوى ذلك من الشئون التربوية والجتماعية والقتصادية‪ ،‬وإذا دههم موقف سياسي معي فعليهم أن‬ ‫يتفادوه‪ ،‬وأن يطوّعوه لدمة هدفهم الكبي»‪.377‬‬ ‫ويتضح ما سبق أن حسن البنا ‪-‬رحه ال‪ -‬كان ‪-‬وعن عمد‪ -‬عونا كبيا على الستقرار الداخلي ف مصر أثناء‬ ‫الرب العالية الثانية حت تكن النليز من النتصار‪ ،‬فأين هذا الوقف من الدعوى أن التنظيم الاص كان هدفه‬ ‫جهاد النليز؟ وأين هذا من كلم حامد أبو النصر أن الهاد يكون ضد العدو الجنب؟‬

‫(‪ )2‬ومن مظاهر هذه السياسة مع الوفد واللفاء‪:‬‬ ‫[أ] تنازل حسن البنا ‪-‬رحه ال‪ -‬عن ترشيحه بناء على اتفاق مع النحاس‪:‬‬

‫وف هذا يقول عمر التلمسان‪« :‬لقد رشح إمامنا نفسه للنتخاب مرتي‪ ،‬فثارت ثائرة الحتلي‪ ،‬وطلبوا من النحاس‬ ‫باشا رحه ال‪ ،‬أن يتنازل الستاذ عن ترشيح نفسه ف الساعيلية‪ ،‬فطلبه لقابلته ف «مينا هاوس»‪ ،‬ودار بينهما‬ ‫نقاش طويل‪ ،‬فلما رأى النحاس إصرار المام الشهيد على الضي ف العركة النتخابية‪ ...‬كشف له النحاس باشا‬ ‫عن التهديد البيطان‪ ،‬وأن الوطن معرض لخطار جسيمة‪ ،‬وهنا رضي المام بالتنازل عن الترشيح‪ ،‬درءا للخطار‬ ‫الت يتعرض لا الوطن بسبب الستمرار ف العركة النتخابية‪ ،‬وقد غضب الخوان من هذا التنازل‪ ،‬وكنت من‬ ‫بي الغاضبي‪ ،‬فانقطعت عن التردد على الركز العام»‪.378‬‬

‫‪376‬‬

‫‪377‬‬

‫‪378‬‬

‫ذكريات ل مذكرات ص‪.79 :‬‬ ‫الخوان السلمون ف ميزان الق ص‪.33 :‬‬ ‫ذكريات ل مذكرات ص‪.79 :‬‬ ‫‪159‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫ويقول أيضا‪« :‬البنا رشح نفسه ف دائرة الساعيلية‪ ،‬وأمرت إنكلترا الكم القائم ف ذلك الوقت بأن ينسحب‪،‬‬ ‫ولذا استدعاه النحاس باشا ف مينا هاوس‪ ،‬وظل يلح عليه حت قبل النسحاب مقابل تنازلت من حكومة الوفد‬ ‫لصال الخوان‪ ...‬ونن لسنا دعاة صدام لكي نكون مصدر تريب ف البلد»‪.379‬‬ ‫ويقول فريد عبدالالق أن النحاس أوضح له أنه إن ل يستجب‪ ،‬فسيحل الخوان‪ ،‬وينفي زعماءها خارج البلد‬ ‫بأمر النكليز‪.380‬‬ ‫وقد أدى ذلك إل هدنة بي الطرفي‪ ،‬عبت عنها صحيفة الخوان بترحيبها لطوات الكومة لهتمامها بشروع‬ ‫فرض الزكاة ومشروع تسي الصحة والقرار العسكري الاص بإلغاء الدعارة‪.381‬‬ ‫ولنعرف أنه كان ف مصر الديثة يوما جع زكاة ول تسي صحة‪ ،‬أما الدعارة فهي ف ازدهار‪ ،‬وأن كان الذي‬ ‫أصدر قانون إلغاء تراخيصها هو إبراهيم عبدالادي فيما بعد‪ ،‬وباعتراف أحد عادل كمال أن هذا القانون كان‬ ‫شكليا فقط ل ينع الدعارة‪.382‬‬

‫تعليق هام حول السعي لتحقيق الكم السلمي عن طريق النتخابات‪:‬‬ ‫إن انتقاد الخوان وكل من يزعم أنه سيحقق الكم السلمي عن طريق النتخابات ينبن على أمرين‪:‬‬ ‫الول‪ :‬أنه ل اعتراض على النتخابات بوصفها وسيلة تتار با المة حكامها ومثليها‪ ،‬ولكن العتراض على‬ ‫إجراء النتخابات تت سلطة الدستور العلمان الخالف للشريعة‪ ،‬الت أنزلا الول سبحانه وتعال‪ ،‬والت ارتضتها‬ ‫المة السلمة دينا وعقيدة وسلوكا‪.‬‬ ‫وبعن أوضح أنه لو تققت حاكمية الشريعة وسيادتا على القواني والدستور وتنظيم الياة والسلوك بد ًل من‬ ‫حاكمية الماهي‪ ،‬الت تثل الرجعية العليا ف الدستور العلمان‪ ،‬فالنتخابات حينئذ ‪-‬تت سلطان حاكمية‬ ‫الشريعة‪ -‬وسيلة فعالة شرعية لنتخاب المة لكامها ومثليها‪.‬‬ ‫أما إذا كان الدستور العلمان هو السيطر‪ ،‬والعدو الجنب يتل ديار السلم‪ ،‬ويفرض مشيئته وإرادته‪،‬‬ ‫فالنتخابات حينئذ اعتراف بذا الواقع الخالف بل العادي للسلم والسلمي‪.‬‬ ‫ومن الدير بالذكر أن هذه الدساتي العلمانية الت تكمنا فرضت علينا بالقهر والتزوير ول تترها المة بريتها‬ ‫ومض إرادتا‪ ،‬وهذا من تناقض أعداء السلم الارجيي والداخليي‪ ،‬فهم يطالبوننا بأن نكون ديقراطي بناء على‬ ‫قواعد غي ديقراطية فرضوها بقوة السلح والغش‪.‬‬ ‫‪379‬‬

‫الصور عدد ‪ 27 -2989‬ربيع الول ‪1402‬هـ ‪.22/1/1982 -‬‬

‫الخوان السلمون ف ميزان الق ص‪ ،35 :‬وراجع أيضا‪ :‬فاروق وسقوط اللكية ف مصر ( ‪ )1 9 5 2 -1 9 3 6‬ص‪، 701 :‬‬ ‫النقاط فوق الروف‪ -‬الخوان السلمون والنظام الاص ص‪.58 ،57 :‬‬ ‫الخوان السلمون والماعات السلمية ف الياة السياسية الصرية (‪ )1948 - 1928‬ص‪.227 :‬‬ ‫النقاط فوق الروف‪ -‬الخوان السلمون والنظام الاص ص‪.247 :‬‬ ‫‪380‬‬

‫‪381‬‬

‫‪382‬‬

‫‪160‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫المر الثان‪ :‬أن النتخابات لن توصل العاملي للسلم للحكم‪ ،‬فالعال الغرب وعملؤه الحليي الذين يزعمون أنم‬ ‫ديقراطيون‪ ،‬يصرون الديقراطية واستخدام النتخابات للوصول للحكم عليهم وعلى أتباعهم العملء فقط‪ ،‬أما‬ ‫إذا استطاعت حركة إسلمية الفوز ف النتخابات فإنم يبادرون بتزوير النتخابات أو إلغاء نتيجتها بالبطش‬ ‫والعسف‪ ،‬والواقع الشاهد ف العال السلمي عامة وف تربة الزائر خاصة دليل ناطق بذلك‪.‬‬ ‫أي أننا نعترض على سبيل النتخابات ف واقعنا العاصر باعتبارها وسيلة غي شرعية وغي عملية ف آن واحد‪ .‬إنا‬ ‫وسيلة غي شرعية لحترامها للتشريعات الخالفة للسلم‪ ،‬وغي عملية لتجاهلها لطبيعة الصراع مع أعداء‬ ‫السلم‪.‬‬ ‫ومن الؤسف أن الذين يزعمون أنم سيحكمون بالسلم عن طريق النتخابات ‪-‬بدلً من أن يقاوموا التشريعات‬ ‫الخالفة للسلم علما وعمل‪ -‬تراجعوا ويتراجعون كل يوم عن مبادئهم السلمية حت تتوافق مع العقائد‬ ‫والتشريعات العلمانية الخالفة للسلم‪.‬‬ ‫أي أن دخولم معركة النتخابات ل تؤد لصلح واقع المة السلمة ورفع التشريعات العلمانية الفروضة عليها‪،‬‬ ‫بل أدت بم النتخابات إل الزية الفكرية والنكسار العقائدي ف ماولة للتكيف مع الواقع العلمان الفروض‬ ‫على أمتنا بقوة الصليبية اليهودية ووكلئها الاكمي لبلدنا‪ .‬كل هذا حت تسمح لم القوى العادية للسلم‬ ‫بامش من الرية والركة‪ .‬فانتقلوا من موقف الجاهد القاوم المر بالعروف والناهي عن النكر الستعلي بإيانه‬ ‫وتوحيده إل موقف التزلف التسول الستكي النتظر لفرصة رضا أكابر الجرمي عنه‪.‬‬ ‫وهاهو تاريخ الخوان وواقعهم ينبئنا أن الديقراطية كلمة يدع با الغبياء‪ ،‬فهاهي بريطانيا الديقراطية وهاهو‬ ‫حزب الوفد ‪-‬حامي حى الديقراطية والدستور‪ -‬يتدخلن بالتهديد السافر لنع حسن البنا ‪-‬رحه ال‪ -‬من‬ ‫النتخابات‪.‬‬ ‫وها هو حسن البنا ‪-‬رحه ال‪ -‬يتقدم للترشيح مرتي مرة ينع فيها‪ ،‬ومرة يقول الخوان إن الكومة تدخلت‬ ‫بالتزوير لسقاطه‪.‬‬ ‫ث يأتون بعد ذلك ويادلوننا ف جدوى النتخابات! ويشدون شبابم من أجل النتخابات بدل من أن يشدوهم‬ ‫لهاد الطواغيت‪.‬‬ ‫والغريب أن حسن البنا ‪-‬رحه ال‪ -‬قبل التنازل بطلب من النحاس‪ ،‬ولكنه ل يقبله لا طلب أحد ماهر منه ذلك‪،‬‬ ‫وقد نا إل علم الخوان أن السفارة البيطانية ‪-‬مرة أخرى‪ -‬أرسلت خطابا لحد ماهر بطلب منع البنا من‬ ‫التقدم للنتخابات‪ ،‬وطلب «أحد ماهر» مقابلة الرشد‪ ،‬فلما قابله طلب منه أن يسحب ترشيحه‪ ،‬وحاول أن يقنعه‬ ‫فرفض‪ ،‬فقال له‪ :‬لاذا تتشدد معي‪ ،‬وقد قبلت مثل هذا من حكومة «مصطفى النحاس» وتنازلت عن ترشيحك؟‬ ‫فرد عليه بقوله‪« :‬إن حكومة النحاس باشا كانت تواجه حالة سياسية مضطربة ف الداخل والارج‪ ،‬ول يكن هناك‬

‫‪161‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫بد ‪-‬إجابة لداعي الوطنية الكرية‪ -‬من أن نقبل منها هذا‪ ،‬إذ كانت الالة تدعو إل توحيد الهود ل إل توزيعها‬ ‫لوجود العداء داخل الراضي الصرية»‪.383‬‬ ‫ل أدري أية وطنية؟ وأية كرامة؟ وهل كان العداء غي موجودين داخل الراضي الصرية أثناء وزارة النقراشي؟‬ ‫وماالفارق بي الوقفي؟‬

‫[ب] موقف الخوان من حادثة ‪ 4‬فباير سنة ‪:1942‬‬ ‫ظلت العلقة بي الخوان والوفد ف شبه هدنة طوال عام ‪ 1945‬ومطلع عام ‪ ،1946‬فنجد صحف الماعة‬ ‫تتنع عن مشاركة صحف الحزاب السياسية ف مهاجة الوفد بسبب حادث ‪ 4‬فباير‪ ،‬بل تاجم هذه الصحف‬ ‫مكرم عبيد زعيم الكتلة لوقفه من الوفد بسبب هذا الادث‪ .384‬وقد سببت مهادنة الخوان للوفد جفوة بينهم‬ ‫وبي اللك‪ ،‬حاولوا إصلحها فيما بعد كما ذكرنا‪ ،‬إنا النتهازية السياسية لتحقيق أسرع الكاسب على حساب‬ ‫العقائد‪.‬‬

‫[ج] موقف الخوان من «الكتاب السود»‪:‬‬

‫حدث انشقاق ف حزب الوفد خرج به مكرم عبيد من الزب وأصدر بتحريض من اللك كتابا عن فضائح الوفد‬ ‫ومازيه‪ ،‬أساه الكتاب السود‪ ،‬وقد استطاعت حكومة الوفد كسب الخوان لانبها ف هذه الزمة‪.385‬‬ ‫وحول هذا الكتاب يقول عمر التلمسان‪« :‬إن أعتب أن هذا الكتاب ماكان ليصدره مكرم عبيد باشا بعد أن‬ ‫عاشر حزب الوفد منذ نشأته إل حي تكوينه لزب الكتلة‪ ،‬ذلك لن وزراء أي حزب يطلعون على كثي من‬ ‫السرار الزبية‪ ،‬بكم الثقة الفترضة فيهم أثناء مشاركتهم ف الكم مع حزبم‪ ،‬إن ل أستسيغ هذا الجراء‪ ،‬وإل‬ ‫ضاعت الثقة والمانة الفترضة ف أعضاء الزب الواحد أو اليئة الواحدة‪ .‬وقد بنيت رأيي هذا على ماروي من‬ ‫أن أحد النافقي جاء رسول ال @ مسلما‪ ،‬وكان إسلمه صحيحا وحقيقيا‪ ،‬فقال لرسول ال @‪ :‬إن كنت‬ ‫رأسا فيهم‪ ،‬فهل أدلك عليهم؟ فألقى رسول ال @ الدرس الخلقي النسان الرائع‪ ،‬حيث قال‪ :‬له مامعناه‪:‬‬ ‫«اتفعل؟‪ ...‬من جاءنا مسلما تائبا مثلك قبلناه واستغفرنا له‪ ،‬ومن بقي على حاله‪ ،‬فال حسيبه» وختم حديثه هذا‬ ‫بدرس مازال يتعلمه العال كله‪ ،‬ويتأدب به‪ ،‬وُي َؤمّنُ الناس على الكثي من أسرارهم‪ ،‬قال له‪« :‬لترق على أحد‬ ‫ستره»‪ .‬هذا درس من دروس الدعوة السلمية‪ ،‬ينشره الخوان السلمون على الناس‪ ،‬ويتأدبون بأدبه ويعيشون‬ ‫ف جلله»‪.386‬‬ ‫الخوان السلمون ف ميزان الق ص‪.45 :‬‬ ‫الخوان السلمون والماعات السلمية ف الياة السياسية الصرية (‪ )1948 -1928‬ص‪ -228 :‬نقلها عن‪ :‬الخوان‬ ‫السلمون‪ 19 -‬ذي الجة ‪ 1364‬هـ‪« -24/11/1945 -‬خفايا السياسة» بقلم صال عشماوي‪.‬‬ ‫‪383‬‬

‫‪384‬‬

‫‪385‬‬

‫‪386‬‬

‫فاروق وسقوط اللكية ف مصر ( ‪ )1 9 5 2 -1 9 3 6‬ص‪.701 :‬‬ ‫ذكريات ل مذكرات ص‪.201 :‬‬ ‫‪162‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫وهذا فهم خطي يؤدي إل التكتم على السرقات والختلسات والتزوير واستغلل إمكانات المة والرائم الت‬ ‫تستوجب القضاء‪ ،‬وتتعلق بق المة العام بجة الستر الميل!!!‬ ‫وهذا يكشف لنا عن هذا النراف ف فهم الخوان‪ ،‬وأنم مستعدون ‪-‬بناءا على هذا الفهم الذي ينشره‬ ‫مرشدهم والتحدث باسهم‪ -‬للتستر على أية فضائح مالية أو عامة داخل الماعة أو خارجها‪ ،‬أليس هو القائل أن‬ ‫هذا درس ينشره الخوان بي الناس؟ أليس هذا إضاعة لفريضة المر بالعروف والنهي عن النكر؟‬

‫[د] وزراء الوفد يزورون الركز العام‪:‬‬

‫وتشيا مع سياسة الهادنة الت أشرنا إليها يقوم وزير وفدي ‪-‬ولول مرة‪ -‬بزيارة للمركز العام للخوان‪ ،‬ويبدي‬ ‫رغبته ف التعاون معهم‪ ،‬وبرغم أن الكومة قد أغلقت شعب الخوان دون الركز الرئيسي‪ ،‬يقوم وفد من وزرائها‬ ‫يضم فؤاد سراج الدين وعبدالميد عبدالق وأحد حزة وممود سليمان غنام وصلح الدين ومعهم مموعة من‬‫نواب الوفد‪ -‬بزيارة لدار الخوان‪ ،‬ويعلن زعيم هذا الوفد أنه يعتب نفسه جنديا ف جيش الخوان الرار‪ ،‬ويقول‬ ‫عبدالميد عبدالق أنه «يعتقد أن دعوة الخوان سيكون لا شأن عظيم ف الستقبل حيث سيلتقي عندها الميع‬ ‫وتكون الوسيلة الوحيدة لنقاذ الجتمع الصري»‪ ،‬ويعد الميع بتنفيذ مطالب الخوان‪ ،‬وطالبوا الكومة بنح‬ ‫الماعة قطعة أرض لبناء دار لا وبد صحفها بالورق اللزم‪ ،‬ويتلو هذه الزيارة زيارة أخرى من فؤاد سراج الدين‬ ‫إل شعبة الخوان بالنصورة‪ .387‬فانظر هذا التزلف والتزييف التبادل‪ ،‬فحسن البنا ‪-‬رحه ال‪ -‬يصف النحاس‬ ‫بالزعيم السلم الرشيد‪ ،388‬ورجال الوفد يقولون إنم جنود ف جيش الخوان‪.‬‬

‫‪ -3‬مواقف الخوان مع الوفد الال‪:‬‬ ‫أ‪ -‬يكي عمر التلمسان قصة التعاون مع الوفد فيقول‪« :‬‬ ‫قصة التعاون مع الوفد‬ ‫إذن كيف نبدأ؟ أراد ال أن يذلل لنا هذه العقبة‪ ،‬فبمجرد أن دعي الشعب للنتخاب‪ ،‬زارن الخ الستاذ‬ ‫«صلح أبو إساعيل»‪ ،‬وتدث معنا ف الوضوع‪ ،‬وكان يثل العارضة الوفدية ف البلان‪ ،‬فوجد عندنا استعدادا‬ ‫للتعاون مع الوفد‪ ،‬والتقيت بالسيد فؤاد سراج الدين ف منله باردن سيت ومعي مموعة من الخوان هم الخوة‬ ‫«صال أبو رقيق وممد السماري وشس الدين الشناوي وإبراهيم شرف وجابر رزق وممد عبدالقدوس» ودار‬ ‫حديث ألصه ف الت‪:‬‬ ‫‪ - 1‬الوفد قناة شرعية‪ ،‬والخوان قاعدة شعبية‪ ،‬فمن الي أن يتعاونا على مافيه خي هذا الوطن‪.‬‬ ‫الخوان السلمون والماعات السلمية ف الياة السياسية الصرية (‪ )1948 - 1928‬ص‪ -227 :‬نقلها عن‪ :‬الخوان‬ ‫السلمون ‪ 14‬شوال ‪ 1361‬هـ‪ 1942 /10 /24 -‬و‪ 9‬جادى الخرة ‪ 1362‬هـ‪12/6/1943 -‬ومرم ‪ 1363‬هـ‪-‬‬ ‫‪ 22/1/1944‬م‪ ،‬ذكريات ل مذكرات ص‪ ،154 :‬الصور عدد ‪ 27 -2989‬ربيع الول ‪ 1402‬هـ‪ 22/1/1982 -‬م‪.‬‬ ‫الخوان السلمون‪ -‬أحداث صنعت التاريخ ج‪ 2 :‬ص‪.369 ،368 :‬‬ ‫‪387‬‬

‫‪388‬‬

‫‪163‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫‪ - 2‬الوفدي وفدي‪ ،‬والخوان إخوان‪.‬‬ ‫‪ - 3‬نقف مع الوفد كمعارضي‪ ،‬إل إذا قدمت الكومة قانونا أو مشروعا فيه خي للبلد فنحن ‪-‬الوفد‬ ‫والخوان‪ -‬نقره ونؤيده‪.‬‬ ‫‪ - 4‬إذا كان ف قدر ال أن تعود جاعة الخوان‪ ،‬فالوقف واضح ليتاج إل نقاش‪.‬‬ ‫‪ - 5‬حضور النواب الخوان جيع اجتماعات اليئة الوفدية‪.‬‬ ‫‪ - 6‬أنه تعاون ل تكتيك ول استراتيجية‪.‬‬ ‫‪ - 7‬الرص على هذا التعاون‪ ،‬وكما قلت للسيد فؤاد سراج الدين إننا لن نكون سببا أو بادئي بإيقاف هذا‬ ‫التعاون‪.‬‬ ‫وت التفاق بي الخوان والوفد على خوض النتخابات متعاوني‪ ،‬حت الدوائر الت ليس فيها مرشحون للخوان‬ ‫فإن الخوان با سيعطون أصواتم للوفد»‪.‬‬ ‫ويقول أيضا‪« :‬وأخذت الصحف القومية تستعيد من الاضي تما‪ ،‬لتشوه موقفنا أمام الناخبي‪ ،‬وأخذت تذكر‬ ‫الناس با كان بي الوفد والخوان‪ ،‬ول يكن بيننا وبي الوفد إل مقالت وانتقادات‪ ،‬ل أكثر ول أقل‪ ،‬هذا إل أن‬ ‫الوفد ل يعذب‪ ،‬ول يقتل‪ ،‬ول يصادر أموال أحد من الخوان السلمي‪ ،‬رغم ماكان بيننا وبينه من خلفات»‪.389‬‬ ‫هذا هو مقياس الكم عندهم كأن الخوان هم السلم نفسه‪.‬‬ ‫ونن فقط نسأل سؤال بريئا‪ :‬إذا كان الوفد على الق فلماذا ل تندموا معه؟ ولاذا الوفدي وفدي والخوان‬ ‫إخوان؟‬ ‫وإذا كان على الباطل فلماذا تعاونتم معه؟‬ ‫ونسأل أيضا‪ :‬لاذا تعاونتم مع الوفد ث لاذا تركتموه؟‬ ‫ويزول العجب كله إذا سعت التلمسان يقول عن النتخابات‪« :‬ول أستسيغ إقحام الدين ف هذه السائل»‪،390‬‬ ‫وما الفرق بي هذه القولة وبي قول أنور السادات «ل دين ف السياسة ولسياسة ف الدين»؟‬ ‫ب‪ -‬هذا عن قصة التعاون‪ ،‬وطبعا لتمرير هذا لبد من أن يقوم زعماء الخوان بتلميع وجه الوفد والشادة‬ ‫بآثره‪.‬‬ ‫وف هذا يقول التلمسان‪« :‬وليفوتن أن أشي أنه ف عهد الوزارات الوفدية‪ ،‬كان الناس يشعرون بأمن واطمئنان‬ ‫أكثر ما يشعرون ف عهد غيها من الوزارات الخرى‪ ،‬هذا وإن كان بعض العيان من الوفديي يعكرون صفو‬ ‫هذا المن بشيء من التصرفات المقاء»‪.391‬‬ ‫‪389‬‬

‫‪390‬‬

‫‪391‬‬

‫ذكريات ل مذكرات ص‪.185 ،184 :‬‬ ‫الوفد‪ ،‬العدد ‪.19/4/1984 ،5‬‬ ‫ذكريات ل مذكرات ص‪.200 :‬‬ ‫‪164‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫ويقول ممود الصباغ‪« :‬طلبت السفارة البيطانية من النحاس باشا عام ‪ 1942‬والرب العالية على أشدها‬ ‫واللان على البواب حل الخوان السلمي وتعطيل نشاطهم‪ ،‬فأب أن ييبها إل ذلك واكتفى بإغلق الشعب‬ ‫كلها مع بقاء الركز العام إل حي‪( ،‬وهذا هو الفرق بي حكومات الغلبية الريصة على شعبها وبي حكومات‬ ‫القلية العميلة للمحتل)»‪.392‬‬ ‫يقصد بالخية حكومة النقراشي‪.‬‬ ‫وهذا منطق عجيب يدل على أن الخوان ليعتبون أن الوفد جاء ف عام ‪ 1942‬على فوهات مدافع دبابات‬ ‫النليز ليحقق مصالهم وييمها‪ ،‬ويؤمن لم جبهة مصر الداخلية‪ ،‬ويدل على أن تعاملهم مع الحزاب ليس‬ ‫باليزان الشرعي ولكن بيزان الصال والكاسب‪.‬‬ ‫ويقول حامد أبو النصر‪«:‬الخوان يعتبون الوفد حزبا شعبيا له جذوره وهو الذي احتضن الوحدة الوطنية منذ‬ ‫العشرينات ونن على علقة طيبة معه وكذلك علقتنا مع جيع الحزاب»‪.393‬‬ ‫وهذا كلم فيه تاوز فلقد كانت العلقة بينهم أحيانا تصل إل حد الشتائم ومن ذلك هجوم جريدة النذير على‬ ‫جريدة الوفد الصري لا هاجت الشيخ الراغي وتدخله ف السياسة وعدم مراعاة القباط حت لقد وصفوا الوفد‬ ‫ببيت الشعر القائل‪:‬‬ ‫قوم إذا صفع النعال وجوههم شكت النعال لي ذنب تصفع‬

‫‪394‬‬

‫ويقول أبو النصر أيضا‪« :‬علقة الخوان بزب الوفد علقة طيبة حت الن‪ ،‬لن الوفد أقدم الحزاب الشعبية‬ ‫وله تاريه ف خدمة البلد‪ ،‬ث إنه الزب الوحيد الذي تبن فكرة الوحدة الوطنية الت أتت بأطيب الثمرات والت‬ ‫يؤمن با الخوان‪ ،‬وستكون علقتنا بالوفد علقة طيبة ل تنفصم»‪.395‬‬ ‫الوحدة الوطنية!! وعلقة لتنفصم!! ولكنها انفصمت للبحث عن حليف جديد‪.‬‬ ‫ويقول عمر التلمسان‪« :‬الوفد أقل الحزاب إيذاء للخوان السلمي‪ ،‬ل يعتقل ل يصادر ل يعذب»‪.396‬‬

‫‪ 392‬حقيقة التنظيم الاص ودوره ف دعوة الخوان السلمي ص‪.481 :‬‬ ‫الجتمع‪ :‬عدد ‪ 775‬ف ‪.15/7/1986‬‬ ‫الدعوة‪ :‬عدد ‪ -115‬السنة ‪ 36‬سبتمب ‪ 1986‬ص‪ ،15 :‬الصور عدد ‪ 29 -3217‬رمضان ‪1406‬هـ ‪،6/7/1986 -‬‬ ‫الخوان السلمون والماعات السلمية ف الياة السياسية الصرية (‪ )1948 -1928‬ص‪ -222 :‬نقلها عن‪ :‬النذير ‪12‬جادي‬ ‫الخرة سنة ‪ 1357‬هـ‪ -‬سبتمب ‪.1938‬‬ ‫الجتمع‪ :‬عدد ‪ 775‬ف ‪.15/7/1986‬‬ ‫الختار السلمي‪ :‬عدد ‪ - 43‬يونيو ‪ 1986‬ص ‪.20‬‬ ‫‪393‬‬

‫‪394‬‬

‫‪395‬‬

‫‪396‬‬

‫‪165‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫مع أننا نقلنا آنفا أن الوفد أغلق كل شعب الخوان إل الركز العام‪ ،‬وأنه ل يفرج عن العتقلي من الخوان‪ ،‬كما‬ ‫عزم فؤاد سراج الدين على شراء مبن الركز العام وتويله إل نقطة شرطة‪ ،‬ولكن ملس الدولة أبطل قرار‬ ‫البيع‪.397‬‬ ‫ويقول عمر التلمسان أيضا عن اللك‪« :‬وكانت الحزاب كلها تتملقه إل سعد زغلول والوفد من بعده بزعامة‬ ‫النحاس باشا رحهم ال جيعا‪ ،‬ولذلك ل يل الوفد الكم إل سني قليلة‪ ،‬لكثرة مايدث من مواقف لترضي اللك‬ ‫فؤاد وفاروق من بعده»‪ .398‬وكعادته ينشر التلمسان الرحات بل حساب‪.‬‬ ‫ويقول أيضا‪« :‬وليفوتن ف ذكريات السياسية أن أذكر أن الوفد ‪-‬كان صاحب الشعبية الكاسحة‪ -‬ل يتول‬ ‫الكم خلل الياة النيابية الت دامت من ‪ 1952 -1924‬سوى ثان سنوات‪ ،‬ما يدل على أنه ل يكن على‬ ‫وفاق مع النكليز»‪.399‬‬ ‫وهذا قول مناف للحقيقة‪ ،‬فلقد كان الوفد كثيا على وفاق مع النليز‪ ،‬وهم الذين فرضوه على اللك بالدبابات‬ ‫عام ‪.1942‬‬ ‫ولكن الذي ل يكن على وفاق مع الوفد هو اللك‪ ،‬الذي كان يريد إياد قاعدة شعبية موالية له كتلك القاعدة‬ ‫الوالية للوفد‪ .‬وكان البديل أمام اللك هو احتواء الخوان كقاعدة شعبية له‪ ،‬ول يتأخر الخوان عن هذا‪ ،‬وكان‬ ‫مهندس هذه السياسة هو علي ماهر‪.‬‬ ‫ج‪ -‬الؤامرة على (صلح أبو إساعيل) رحه ال‪:‬‬ ‫وقد ذكرنا تفاصيلها آنفا ف الكلم حول موقف الخوان من التدرج ف تطبيق الشريعة‪ .400‬ونن هنا نورد فقط‬ ‫تعليق عمر التلمسان حول موقف صلح أبو إساعيل ‪-‬رحه ال‪ -‬وأثره على علقة الخوان بزب الوفد‪ .‬يقول‬ ‫التلمسان‪« :‬أما موقف فضيلة الستاذ «صلح أبو إساعيل» فما بدأ حت انتهى‪ ،‬وكأنه ل يكن‪ ،‬دون أن يترك أي‬ ‫أثر على العلقات بي الوفد والخوان»‪.401‬‬ ‫د‪ -‬ونتم هذه الفقرة بأمنية ودعاء للتلمسان حيث يقول‪« :‬لن يقوم خلف بي الخوان والوفد‪ ،‬لن كل منهما‬ ‫يعرف حقوقه‪ ،‬ويتمسك با‪ ،‬ويعرف واجباته ويؤديها‪ ،‬وحت لو اختلفنا ‪-‬وأسأل ال أل يكون هناك خلف‪ -‬فما‬ ‫بيننا من مودة وتقدير كفيل بعدم السفاف‪ ،‬الذي طهر ال أخلقنا منه»‪.402‬‬ ‫‪397‬‬

‫‪398‬‬

‫‪399‬‬

‫فاروق وسقوط اللكية ف مصر (‪ )1952 - 1936‬ص‪.713 :‬‬ ‫ذكريات ل مذكرات ص‪.242 :‬‬ ‫ذكريات ل مذكرات ص‪.270 :‬‬

‫‪400‬‬

‫الباب الثان‪ :‬مواقف الخوان مع الكومات ف مصر خلل ستي عاما‪ /‬الفصل الول‪ :‬الخوان ورفض الروج على الاكم مع‬

‫اللتزام بالدستور والقانون‪ -8 /‬التدرج ف تطبيق الشريعة‪.‬‬ ‫ذكريات ل مذكرات ص‪.185 :‬‬ ‫ذكريات ل مذكرات ص‪.185 :‬‬ ‫‪401‬‬

‫‪402‬‬

‫‪166‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫ول تتحقق المنية‪ ،‬ول يستجب الدعاء! فلم يدم تالف الخوان مع الوفد إل ثلث سنوات (‪- 1984‬‬ ‫‪ ،)1987‬ث تالفوا مع حزب الشعب والحرار ف انتخابات عام ‪.1987‬‬

‫الطلب الثان ‪:‬‬

‫الخوان والسعديون‬

‫‪ -1‬مقدمة عامة‪:‬‬

‫علقة الخوان بالسعديي كما سنرى علقة قفز من النقيض للنقيض‪ ،‬ولنرى جامعا بي مواقف الخوان إل‬ ‫ماولة كسب الفرص بغض النظر عن البادئ‪ ،‬ما نتج عنه فقدان مصال الدنيا وتضييع مقاصد الدين‪.‬‬ ‫وليسمح ل القارئ هاهنا أن أنقل فقرات من مقدمة كتاب طارق البشري «الركة السياسية ف مصر ‪- 1945‬‬ ‫‪ ،1952‬مراجعة وتقدي جديد‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ -1983 ،1403‬دار الشروق»‪.‬‬ ‫وطارق البشري كاتب وطن أميل إل تيار اليسار‪ ،‬وقد كتب كتابه ف طبعته الول ف أواخر الستينيات وأوائل‬ ‫السبعينيات وظهرت الطبعة الول سنة ‪1972‬م‪ ،‬ولكنه عاد ف الطبعة الثانية وغي كثيا من مواقفه‪ ،‬وباصة‬ ‫‪167‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫مواقفه من الخوان‪ ،‬فتراجع عن كثي من النقد الذي وجهه لم‪ ،‬واقترب من فهمهم‪ ،‬ولكن بقى للخوان بعض‬ ‫الواقف ظل هو غي قادر على تبيرها أو قبول دفاع الخوان عنها‪.‬‬ ‫ولنترك طارق البشري يدث القارئ ‪-‬حي يتكلم عن علقة الخوان بالسعديي بعد أن تكلم عن علقتهم‬ ‫بالوفد‪ -‬فيقول‪« :‬ويري هذا التعقيب على وجهته نفسها‪ ،‬بالنسبة لوقف الخوان من وزارة النقراشي الثانية‪ ،‬فل‬ ‫يبدو سبب معقول يبر مساندة الخوان للسعديي ف ‪ 1947‬وعداءهم للوفد‪ .‬والسعديون ف مأخذهم الضاري‬ ‫العام وماضيهم السياسي هم قطعة من الوفد‪ ،‬انفصلت عنه وانذبت إل اللك تدور ف فلكه السياسي‪.‬‬ ‫لقد أيد الخوان النقراشي ف وزارته الول سنة ‪ ،1945‬ث وقفوا ضد الوزارة‪ .‬فلما عاد ثانية بعد صدقي أيدوه‬ ‫ف البداية مرة أخرى‪ ،‬ويذكر ممود عبدالليم تفسيا لذلك‪ ،‬أن النقراشي ل يكن له مندوحة من اللجوء إل‬ ‫الخوان يستمد التأييد‪ ،‬لنه ل يصل على تأييد الوفد‪ ،‬فاستجاب الخوان وأيدوا حكومته «بعد أن أعلنت‬ ‫استجابتها لطالب البلد»‪ .‬وذكر أن الخوان عملوا على تكوين جبهة منهم ومن الشباب السلمي ومصر الفتاة‬ ‫والزب الوطن والكتلة وحزب الفلح وحزب العمال‪ ،‬وانضم إليها السعديون والحرار‪ ،‬وإن كان صال حرب‬ ‫هو الفوض ف عملية توحيد الصفوف‪ ،‬ولكنه أعلن فشله بسبب أن النقراشي أصرّ على العمل منفردا ف مواجهة‬ ‫النكليز‪ .‬ويذكر «حينئذ رأي الخوان أنم أمام أمرين أحلها مر‪ .‬إما أن يعملوا على إسقاط النقراشي‪ ،‬وف هذا‬ ‫إضاعة للوقت الثمي وللجهد الوطن الخلص‪ ،‬وف هذا مواجهة مباشرة للملك‪ ....‬وستتحول العركة من مواجهة‬ ‫الستعمر إل مواجهة داخلية وهو ما يتمناه الستعمر‪ .‬وإما أن يؤيدوا النقراشي بعد أن قيّد نفسه بتصريات رسية‬ ‫أنه سيفتح صفحة جديدة ف مواجة الستعمر‪ ...‬واختار الخوان أمرا اعتبوه أخف الضرار» (ص ‪- 389‬‬ ‫‪.)392‬‬ ‫ويثور التساؤل هنا أيضا‪ ،‬ماالوقت الثمي والهد الخلص الذي كان سيضيع بإسقاط النقراشي؟ وكان النقراشي‬ ‫وحزبه يؤازران حكومة صدقي ومفاوضات صدقي‪ -‬بيفن حت النهاية‪ ،‬وقد وقع مشروع التفاقية بالحرف‬ ‫الول كلً من صدقي رئيس الوزراء ومن إبراهيم عبدالادي وزير خارجية صدقي والرجل الثان ف حزب‬ ‫السعديي وقتها‪ ،‬والذي تول رئاسة السعديي بعد اغتيال النقراشي‪ .‬قد يكون سبب موقف الخوان هو الذر من‬ ‫مواجهة اللك‪ ،‬ولكن ما الوف من اللك إن وقف الخوان ضده مع غيهم من القوى الوطنية‪ ،‬وإذا كان توف‬ ‫الخوان من الوفد قد ألأهم إل تأييد وزارة مكروهة‪ ،‬يتوقع سلفا من مسلكها أل تُفيد القضية الوطنية‪ ،‬وهي‬ ‫نفسها شُكلت من حزب تورط ف تأييد مشروع معاهدة رفضه الخوان أنفسهم‪ ،‬وجاء كل ذلك من الخوان‬ ‫حذرا من مواجهة اللك‪ ،‬إذ كان ذلك كذلك‪ ،‬أفل يكون للوفد وجه أحقية ف مهاجة الخوان والذر منهم‪،‬‬ ‫وكيف يُلم الوفد على ذلك‪.‬‬ ‫وبالنسبة لصال الخوان كجماعة‪ ،‬لقد كانت خاتة مثل هذه السياسات أن حكومة النقراشي هذه نفسها‪ ،‬هي‬ ‫من حل جاعة الخوان بعد عامي‪ ،‬وكان خليفة النقراشي ف الزب والكومة هو من كال للخوان من ألوان‬ ‫‪168‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫العذاب وصنوفه ف السجون ومعسكرات العتقال‪ ،‬أل تكن هذه الكومة واللك هم من اغتال الشيخ حسن‬ ‫البنا؟ ومع كل ذلك ل يصادفنا ف أدبيات الخوان الديثة ما ينقد موقفهم هذا القدي‪ ،‬وليزال عند الكثيين‬ ‫تأييدهم الول للنقراشي مبرا‪ ،‬وأن الوفد كان عدوهم الول‪.‬‬ ‫نن لننكر هنا استقلل الخوان التنظيمي والسياسي عن اللك ول عن أي من حكومات القليات‪ ،‬والسياق‬ ‫التاريي مع فهم أهداف الخوان وشواغلهم العامة شاهد على ذلك‪ .‬ولكن كيف يتأتى الستمساك بصواب‬ ‫سياسات جنت على الخوان مثل ماجنت على غيهم بل أكثر‪ ،‬وف كل الوقفي مع صدقي ومع النقراشي‪،‬‬ ‫فشلت سياسات الخوان على الستويي‪ :‬مستوي القضية العامة ومستوي صال الماعة الاص»‪.403‬‬ ‫وبعد هذه القدمة سوف نعرض لعلقة السعديي بالخوان تت عنواني (أولما رعاية وتشجيع السعديي‬ ‫للخوان‪ ،‬وثانيهما تأييد الخوان للسعديي) ث ننهي الكلم باتة بعنوان «الصاد الر»‪.‬‬

‫‪ -2‬تشجيع ورعاية السعديي للخوان‪:‬‬ ‫أ‪ -‬شهادة أحد حسي‪:‬‬

‫ليسمح لنا القارئ أن نورد ‪-‬بشيء من التفصيل‪ -‬هنا أجزاء من مرافعة أحد حسي ف قضية مقتل النقراشي‪،‬‬ ‫وهذه الشهادة نعدها خطية جدا للسباب التية‪:‬‬ ‫أول‪ :‬أن أحد حسي كان ماميا موكلً عن كل من السيد فايز وممد نايل وعبدالعزيز البقلي وممد أحد‬ ‫علي‪.404‬‬ ‫إذن فهو كلم الوكيل عن الصيل‪ ،‬وليس كلم الصم‪ ،‬وقد أقر الوكلون ‪-‬بسكوتم عن هذا الكلم وهم‬ ‫يسمعونه‪ -‬برضاهم عنه‪ ،‬ول يبدوا أي اعترض عليه أثناء شهودهم له‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬إن الخوان يذكرون هذه الرافعة بالثناء‪ ،‬كما حكى مثل الستاذ ممود عبدالليم ف كتابه عن الخوان‪،‬‬ ‫ث نقله عنه ممود الصباغ ف كتابه عن التنظيم الاص‪.405‬‬ ‫ثالثا‪ :‬إن الخوان ل يصدر منهم ‪-‬منذ أن القيت هذه الرافعة ف أواخر الربعينيات حت الن‪ -‬أي رد أو نقد أو‬ ‫تعليق عليها‪ ،‬بل العكس اعتبها الصباغ كلمة حق عند إمام جائر ف ثنائه الذي ذكرناه عليها‪.‬‬

‫‪403‬‬

‫الركة السياسية ف مصر (‪ -)1952 –1945‬القدمة ص‪ 60 :‬إل ‪.62‬‬

‫أشهر قضايا الغتيالت السياسية‪ -‬وثائق أشهر قضايا مصر من سنة ‪ 1 9 0 6‬إل ‪ 1982‬ص‪.407 :‬‬ ‫الخوان السلمون‪ -‬أحداث صنعت التاريخ ج‪ 2 :‬ص‪ ،32 :‬حقيقة التنظيم الاص ودوره ف دعوة الخوان السلمي ص‪،83 :‬‬ ‫‪.84‬‬ ‫‪404‬‬

‫‪405‬‬

‫‪169‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫رابعا‪ :‬إن أحد حسي أقرب للخوان منه إل الوفد أو النقراشي أو اللك بالتأكيد‪ ،‬ث إنه وإن كان بينه وبينهم‬ ‫عداوات‪ ،‬إل أنه ‪-‬ف أثناء مرافعته‪ -‬اعترف بأن عداوته انتهت‪ ،‬وأنه بعد استشهاد الشيخ البنا ‪-‬رحه ال‪ -‬أصبح‬ ‫من أشد الدافعي عنه‪ ،‬كما جاء ف الرافعة‪.406‬‬ ‫خامسا‪ :‬إن الخوان حاليا انتهوا بالتحالف مع حزب العمل الشتراكي‪ ،‬الذي هو امتداد حزب أحد حسي‬ ‫«مصر الفتاة»‪ ،‬بل إنم تللوه تاما‪ ،‬واتذوه قاعدة لم‪.‬‬ ‫لذا فنحن نعد هذه الشهادة بالغة الهية تارييا‪ ،‬لنا شهادة الصديق الوكيل الدافع عن صديقه‪ ،‬وسوف نسرد‬ ‫الفقرات الأخوذة منها حسب تسلسل ورودها ف الرافعة‪.‬‬ ‫فماذا يقول أحد حسي؟‬ ‫يقول أحد حسي عن زيارة الوزير حامد جودة لسن البنا ‪-‬رحه ال‪ -‬ف العتقل عام ‪ 1941‬أثناء الرب‬ ‫العالية الثانية‪« :‬وعند هذا القدر قامت الرب‪ ،‬وأودعت أنا وزملئي العتقل وأوقف كل نشاط لنا‪ ،‬ول يبق لنا من‬ ‫عمل إل أن نراقب الرحوم «حسن البنا» وحركة الخوان‪ ،‬فإذا حدثتكم اليوم عن السئول الول عن انراف‬ ‫الخوان‪ ،‬فهو حديث العارف الراقب‪ ،‬وإن لرجو أن تققوا ف كل واقعة أقولا لكم‪ ،‬اللهم إل إذا سلمت النيابة‬ ‫با‪.‬‬ ‫اعتقل الستاذ «حسن البنا» وقادة (الخوان السلمون) ف مستهل الرب‪ ،‬كما اعتقلنا‪ ،‬فما راعنا ف أحد اليام‬ ‫إل وزير الدولة ف ذلك الوقت‪ ،‬وهو سعادة حامد بك جودة يزور الستاذ حسن البنا ‪-‬رحه ال‪ -‬ف معتقل‬ ‫الزيتون‪ ،‬ويلس معه عدة ساعات‪ ،‬ويعرف بعد ذلك أن حامد بك جودة يسعى ف الفراج عن الرحوم الشيخ‬ ‫«حسن البنا»‪ ،‬وكان ذلك ف سنة (‪ ،)1941‬ولكم أن تقدروا ياحضرات الستشارين والضباط العظام تأثي ذلك‬ ‫ف المة وف الرأي العام بصفة عامة‪ ،‬وف النتمي للخوان السلمي بصفة خاصة‪ .‬فهذا الشيخ «حسن البنا»‬ ‫يعتقله الاكم العسكري ورئيس الكومة‪ ،‬ويعلمه أنه يعمل على الفراج عنه‪ ،‬ث ل تضي أيام حت يفرج عنه‪.‬‬ ‫ونريد أن نقف هنا قليل‪ ،‬لاذا فعل ذلك حامد بك جودة؟ لنه يتوقف على ذلك الواب معرفة السئول الول‬ ‫عن كل التطورات الت طرأت على حركة الخوان بعد ذلك‪.‬‬ ‫هل فعل ذلك غية على الق؟ وأن «حسن البنا» قد ظلم باعتقاله؟ فماذا عسى هو قائل ف مئات العتقلي‬ ‫الخرين؟ والذين كنت واحدا منهم‪ ،‬وإل أي مدى أثرنا اهتمامه ف ذلك الوقت أو التفاته؟ ل يعبأ حامد بك‬ ‫جودة ف ذلك الوقت إل بشخص واحد هو الرحوم «حسن البنا»‪ ،‬فمن حقنا أن نقول‪ :‬إن هذا الهتمام لتعليل‬ ‫له إل واحد من اثني‪ ،‬إما أن حامد بك جودة كان ف ذلك الوقت قد أصبح واحدا من أتباع «حسن البنا» الذين‬ ‫يدينون له بالولء‪ ،‬وإما أن حامد بك جودة قد ذهب لسن البنا‪ ،‬وسعى للفراج عنه لكي يستغله‪ ،‬ويستغل‬ ‫حركته ف تدعيم نفوذ حزبه السياسي‪ ،‬هذه هي الواقعة الت طلبت من حضراتكم أن تستدعوا أمامكم حامد بك‬ ‫‪406‬‬

‫أشهر قضايا الغتيالت السياسية‪ -‬وثائق أشهر قضايا مصر من سنة ‪ 1 9 0 6‬إل ‪ 1 9 8 2‬ص‪.491 :‬‬ ‫‪170‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫جودة لداء الشهادة عنها‪ ،‬لنا ف اعتقادي واقعة خطية وهامة‪ ،‬لنا تدد لنا بالضبط أن دعوة (الخوان‬ ‫السلمون) كان منيا عليها‪ ،‬وأن رجال السياسة هم الذين بدءوا يلقون شباكهم عليها‪ ،‬ويرجونا من دائرة‬ ‫السياسة وألعيب السياسة‪ ،‬ومطامع السياسة ومغامرات السياسة‪.‬‬ ‫استدعوا حامد بك جودة ياحضرات الستشارين‪ ،‬وقولوا له‪ :‬ماالذي كان يعرفه عن «الخوان السلمون» ف سنة‬ ‫‪1941‬؟ عندما سعى للفراج عن زعيمهم‪ ...‬استدعوه وأسألوه‪ :‬ماذا كان ف رأسه؟ وأي خطط كان يرسها من‬ ‫وراء هذا السعي؟ ولن تستطيعوا أن تكونوا اقتناعكم‪ ،‬وأن تلقوا الضوء على نواحي هذه القضية إذا أغفلتم هذه‬ ‫الناحية‪ ،‬فلم ل تققونا؟ ولذلك فإنن أطالب بتحقيقها‪.‬‬ ‫خرج الستاذ «حسن البنا» من العتقال وقد ازداد جاها وعزا بوقوف الوزراء إل جواره‪ ،‬ومضى ف دعوته حرا‬ ‫طليقا‪ ،‬يوب البلد‪ ،‬يؤلف الشعب‪ ،‬وينظم الماعات‪ ،‬ويدعو إل سبيل ال بالكمة والوعظة السنة‪ ،‬وهو شاعر‬ ‫بميل حامد بك جودة من غي شك عارف له هذه اليد‪ .‬واشتهر ف البلد أن (الخوان السلمون) ف حاية‬ ‫الكومة القائمة وف حاية السعديي بصفة خاصة»‪.407‬‬ ‫ث يتكلم أحد حسي عن ميء وزارة أحد ماهر فالنقراشي السعدية بعد وزارة الوفد فيقول‪« :‬وجاء عهد آخر‬ ‫يتلخص برنامه ف شيء واحد‪ ،‬وهو القضاء على الوفد قضاء مبما‪ ،‬والعفاء على آثاره نائيا‪ ،‬وكان طبيعيا أن‬ ‫يتنكر العهد الديد للخوان باعتبارهم من دعائم الوفد‪.408‬‬ ‫ولكن الخوان أنكروا هذه التهمة وأعلنوا أنم لعلقة لم بالحزاب‪ ،‬وإنا هم يتعاونون مع الكومة القائمة أيا‬ ‫كان لونا باعتبارها حركة روحية‪ ،‬ولكن ولة المور ل يقبلوا منهم هذا الوقف‪ ،‬ول يرضوا منهم بأقل من أن‬ ‫يظهروا خصومتهم للوفد وتنكرهم له‪ ،‬إذا شاءوا أن يستمروا ف نشاطهم‪ ،‬ول يكن باستطاعة الخوان أن يترددوا‬ ‫ف هذا السبيل‪ ،‬فأعلنوا خصومتهم للوفد باعتباره حزبا سياسيا‪ ،‬وخصومة حزب سياسي معي معناها انراط‬ ‫صريح ف سلك السياسة الزبية‪ ،‬وهكذا شهد عام ‪ 1946‬انراف الخوان وتولم من حركة روحية بتة‪،‬‬ ‫تصادق الميع وتتعاون مع الميع إل هيئة لا رأي ف السياسة الزبية‪ ،‬فتناصر فريقا ضد فريق‪ ،‬وقد كان إنزلقا‬ ‫من غي شك‪ ،‬ولكن الخوان دفعوا إليه دفعا‪ ،‬وأكرهوا عليه إكراها‪ ،‬فلم يكن أمامهم حرية الختيار فإما أن‬ ‫يسلكوا هذا السبيل‪ ،‬وإما أليسمح لم بالبقاء‪ ،‬فاندفعوا ف هذا التيار‪.‬‬

‫‪407‬‬

‫أشهر قضايا الغتيالت السياسية‪ -‬وثائق أشهر قضايا مصر من سنة ‪ 1 9 0 6‬إل ‪ 1 9 8 2‬ص‪.511 ،510 :‬‬

‫‪ 4 0 8‬أشرنا فيما سبق إل تعاون الخوان مع الوفد إبان الرب العالية ف الباب الثان‪ :‬مواقف الخوان مع الكومات ف مصر خلل‬ ‫ستي عاما‪ /‬الفصل الثالث الخوان والحزاب‪ /‬الطلب الول‪ :‬الخوان والوفد‪ -2 /‬موقف الخوان من الوفد قبل الثورة‪ /‬ج‪ -‬التعاون‬ ‫مع النحاس إبان الرب العالية الثانية‪ .‬فلياجع‪.‬‬ ‫‪171‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫وكان معن هذا الوقف الديد أن ياصمهم الوفد‪ ،‬وأن ياصموه‪ ،‬فبدأت الحتكاكات بي الطرفي‪ ،‬وبدأ‬ ‫الصدام على طول الط‪ ،‬وكان طبيعيا أن تقف الكومة إل جوار الخوان السلمي ف كل صدام يقع بينهم وبي‬ ‫الوفد‪ ،‬بل وكانت تميهم وتشد أزرهم ما استطاعت إل ذلك سبيل»‪.409‬‬ ‫ث يستطرد أحد حسي متحدثا عن جوالة الخوان‪« :‬أنشأ الخوان السلمون منذ وقت مبكر نظام الوالة‪ ،‬وقد‬ ‫كان هذا النظام منذ اللحظة الول ضد القانون‪ ،‬فالحزاب واليئات السياسية مظور عليها بقتضى قانون‬ ‫القمصة اللونة أن تتخذ تشكيلت عسكرية أو شبه عسكرية وإليكم نص القانون رقم ‪ 17‬لسنة ‪:1937‬‬ ‫[مادة ‪ -1-‬تظر المعيات أو الماعات‪ ،‬دائمة كانت أو مؤقتة الت يكون لا سواء من حيث تأليفها أو عملها‪،‬‬ ‫أو من حيث تدريب أعضائها أو نظامها أو زيهم أو تهيزهم‪ ،‬صورة التشكيلت شبه العسكرية خدمة لزب أو‬ ‫مذهب سياسي معي]‪.‬‬ ‫ولقد كان هذا القانون ينطبق إنطباقا تاما على جوالة (الخوان السلمون)‪ ،‬الت كانت ف حقيقتها تؤلف جيشا‬ ‫بكل ماتمله هذه الكلمة من معن‪ ،‬وقد بلغ عددهم ف فترة من الفترات عشرين ألفا‪ ،‬باستطاعة قيادة الخوان أن‬ ‫تعبئهم ف أي مكان شاءت‪.‬‬ ‫كيف سحت الكومة بقيام هذا اليش التابع لحدى اليئات على خلف القانون؟ هذا سؤال نريد أن نسمع‬ ‫عنه جوابا من النيابة العمومية‪ .‬ومن ولة المور الذين تولوا الكم ف العهد الاضي‪ ،‬ث جاءوا على حي غرة‬ ‫يبطشون بؤلء الشبان‪ ،‬ويقولون لم أيها الجرمون القتلة!‬ ‫ما السر الذي خول لدعوة (الخوان السلمون) ‪-‬وبعد أن انرطت ف النازعات الزبية‪ -‬أن يكون لا هذا‬ ‫اليش من الوالة؟‬ ‫اسألوا السياسة العامة الت سعتموها تتردد أمامكم من الشهود‪ ،‬اسألوا السياسة العامة الت ل تسكت فحسب‪ ،‬بل‬ ‫لقد شجعت ومولت هذا اليش‪ ،‬ظنا منها أنه عدة لا ضد خصومها‪ ،‬وأنه سلح ضد الوفد الذي يريدون القضاء‬ ‫عليه بأي ثن‪ ،‬ولو بالروج على كل قانون وكل عرف وكل مألوف‪.‬‬ ‫لقد قيل ف وقت من الوقات إن هؤلء الوالة إنا سح بقبامهم تطبيقا لقانون الكشافة‪ ،‬ولكنكم لو رجعتم إل‬ ‫قانون الكشافة لوجدتوه يظر حظرا باتا على الكشافة أن تنتمي إل جاعات سياسية دينية‪ ،‬وعلى هذا فقد كانت‬ ‫جوالة (الخوان السلمون) ضد القانوني العام والاص على السواء‪ ،‬فهي ضد قانون الكشافة الذي يظر تدخل‬ ‫الكشافة ف السياسة أو الدين‪ ،‬وكلها كانت جوالة الخوان موصوفة به‪ ،‬وعقوبة مالفة هذا النص هو حل فرق‬ ‫الكشافة أو الوالة‪ ،‬ولكن جوالة (الخوان السلمون) كانت تل مصر من أقصاها لدناها‪ ،‬تسي ف كل مكان‬

‫‪409‬‬

‫أشهر قضايا الغتيالت السياسية‪ -‬وثائق أشهر قضايا مصر من سنة ‪ 1 9 0 6‬إل ‪ 1 9 8 2‬ص‪.513 ،512 :‬‬ ‫‪172‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫وف كل مدينة وف كل قرية‪ ،‬وهي تكب وتلل‪ ،‬وتظهر قوتا وبطشها‪ ،‬وكانت اجتماعات (الخوان السلمون)‬ ‫تعقد ف كثي من الحيان تت حاية هذا اليش النظم‪ ،‬فلم تنكر الكومة أو تعترض‪ ،‬فمن السئول إذن»‪.410‬‬ ‫ث يستطرد‪« :‬إذا كان النظام الاص هو جيش الدعوة فإن الوالة كانت جيشها الرسي العترف به من الكومة‪،‬‬ ‫تده بالعانات‪ ،‬وتسمح له بالستعراضات‪.‬‬ ‫إن أرجوكم ياحضرات الستشارين والضباط العظام أن تسمعوا شهادة رشدي بك الغمراوي‪ ،‬مفتش البوليس‬ ‫الذي اصطدم بوالة (الخوان السلمون) عندما كان مأمورا لقسم الليفة‪ ،‬لتتبينوا السئولية الطية الت كانت‬ ‫لرجال العهد الاضي ف الناية على بعض شبان (الخوان السلمون)‪ ،‬وحلهم على النزلق فالشطط‪.‬‬ ‫تتلخص الواقعة ف أن مأمور قسم الليفة تلقى تعليمات مكتوبة أن يول دون سي طوابي أو مواكب ف‬ ‫الشوارع‪ ،‬ولست أريد أن أقول‪ :‬من الذي كان مقصودا بذا النشور‪ ،‬ولكن رشدي بك الغمراوي‪ ،‬وهو ضابط‬ ‫مستقيم‪ ،‬ينفذ ما لديه من التعليمات طبق النشور على جوالة (الخوان السلمون)‪ ،‬فخرج بعساكره وجنوده‬ ‫ليحولوا بينهم وبي السي‪ ،‬فأبوا ورفضوا‪ ،‬فكان أن وقع بينهم هذا الصطدام الطي الذي أشار إليه عمار بك ف‬ ‫مذكرته‪ ،‬ولكن الذي ل يقله عمار بك ول إمام بك ف شهادتيهما‪ ،‬أن رشدي بك الغمراوي مأمور القسم قد‬ ‫عوتب على موقفه واصطدامه مع (الخوان السلمون)‪ ،‬وسوي الوقف بإقامة احتفال ضخم لوالة الخوان أمام‬ ‫قسم الليفة كمظهر على انتصار (الخوان السلمون) وسلطانم»‪.411‬‬ ‫ث يستطرد‪« :‬ولقد صادفت هذه الركة هوى من الميع‪ ،‬فأقبل رؤساء الحزاب وأقطاب السياسة والكومة‬ ‫على تأييدها‪ ،‬والتشرف بالنتساب إليها‪ .‬فمرة حامد جودة‪ ،‬ومرة الرحوم صبي باشا وفؤاد سراج الدين‪ ،‬وثالثة‬ ‫صدقي‪ ،‬وهو من هو‪ ،‬وزعيم الماعة مفوف بالكرامة والرعاية يدعى إل اللوس ف مالت عالية‪ ،‬وتستعي به‬ ‫الكومة ف لانا العليا‪ ،‬فتختاره عضوا ف لان تشرف على التعليم‪ ،‬أو تعمل على تنقيح برامج بعض العاهد‪،‬‬ ‫وتزاول الماعة نشاطا اجتماعيا ل يسبق له مثيل ف مكان من أناء العال‪ ،‬أل ينفتح قلبه لذه الدعوة‪ ،‬ولييل لا‪،‬‬ ‫ويأخذ بناصرها‪ ،‬وهذه ف مصر فثمة مستشفيات خيية ومدارس لتحفيظ القرآن وجعيات للب والحسان‪ ،‬وكل‬ ‫هذه الؤسسات كانت تنشأ تت إشراف وزارة الشئون الجتماعية‪ ،‬وتنح الؤسسات والعانات اللزمة‪.‬‬ ‫لقد بلغ عدد شعب الخوان السجلة ف الشئون‪ ،‬والت تستحق إعانة خيية مايزيد على خسمائة شعبة‪ ،‬كانت‬ ‫كلها تنح إعانات‪ ،‬أو بسبيل أن تعان‪ ،‬وكانت مالس الديريات والبلديات ف كل مكان تسارع إل شد أزر هذه‬ ‫الؤسسات وتقويتها‪ .‬وإل جوار هذه الؤسسات اليية قامت شركات مالية ناجحة‪ ،‬راحت تنشئ مصانع لختلف‬ ‫صنوف النتاج‪ ،‬وهذا هو العنصر الثان‪.‬‬ ‫حضرات الستشارين‪:‬‬ ‫‪410‬‬

‫أشهر قضايا الغتيالت السياسية‪ -‬وثائق أشهر قضايا مصر من سنة ‪ 1 9 0 6‬إل ‪ 1 9 8 2‬ص‪.515 ،514 :‬‬

‫‪411‬‬

‫أشهر قضايا الغتيالت السياسية‪ -‬وثائق أشهر قضايا مصر من سنة ‪ 1 9 0 6‬إل ‪ 1 9 8 2‬ص‪.516 :‬‬ ‫‪173‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫ضعوا إل جوار ذلك كله حرية شاملة كاملة يتمتع با (الخوان السلمون) ف أحلك الوقات والظروف‪،‬‬ ‫وحسبكم أن تلقوا نظرة على هذه الورقة الضبوطة ف أوراق المعية والوجهة من شعبة الحجر إل فضيلة الرشد‬ ‫العام‪ ،‬يطرونه فيها بأنم يعتزمون الجتماع كل خيس ف دار الشعبة‪ ،‬ويطلبون منه أن يتخذ الجراءات الكفيلة‬ ‫بريتهم‪ ،‬فيؤشر عليها فضيلة الرشد بإخطار الحافظة‪ ،‬وبوليس قسم الليفة باعتماد شعبة الحجر‪ ،‬كي ليتعرض‬ ‫لجتماعها‪.‬‬ ‫ماذا تكون الصولة أكثر من هذا؟ وماذا يكون النفوذ ف ذروته العليا أكثر من هذه التأشية الت تشبه أن تكون‬ ‫تأشية وزير الداخلية؟»‪.412‬‬ ‫ث يستطرد عن موقفهم من الوفد‪« :‬ل يكن هناك مناص من تطور أساليب الماعة وسط هذه الظروف‪ ،‬وأن ترى‬ ‫نفسها مضطرة للتسلح تسلحا دفاعيا ضد هذا الزب ف باديء المر‪ ،‬ث ينقلب التسلح هجوميا على هذا الزب‬ ‫بالذات‪ ،‬مادام كله يوافق هوى الاكمي وولة المور»‪.413‬‬ ‫ث يستطرد‪« :‬وهكذا تول الناع السياسي بي (الخوان السلمون) وبي الوفد إل نزاع يشوبه العنف‪ ،‬فكان من‬ ‫الطبيعي أن يهب (الخوان السلمون) للدفاع عن أنفسهم بنفس السلح‪ ،‬خاصة وأن الكام والقائمي بالمر‬ ‫ليبغون منهم أن يدافعوا عن أنفسهم فحسب‪ ،‬بل لو استطاعوا أن يسحقوا الصوم لكانوا مل العجاب‪.‬‬ ‫فهل تعجبون ياحضرات الستشارين والضباط العظام‪ ،‬وهذه هي الظروف وهذه هي اللبسات أن يفكر بعض‬ ‫التطرفي من (الخوان السلمون) بينهم وبي أنفسهم ف إنشاء نظام خاص‪ ،‬يكون القصود منه حاية الدعوة الت‬ ‫نت وترعرت واستوت على سوقها‪ ،‬والت تظى برضاء ال من فوق ساواته السبع‪ ،‬وتظى برضاء الاكمي ولة‬ ‫المور على ظهر الرض؟»‪.414‬‬ ‫ث يتكلم عن عبدالرحن عمار مدير المن والذي أعد مذكرة حل الخوان‪« :‬لقد مثل أمامكم سعادة عبدالرحن‬ ‫بك عمار‪ ،‬ولقد رأيتم كيف راح يهدر كالمل‪ ،‬ويزأر كالسد‪ ،‬ويصب جام النقمة والغضب على رأس (الخوان‬ ‫السلمون)‪ ،‬وهؤلء التهمي البؤساء‪ ،‬فإذا سئل ف شيء ما جاء ف مذكرته‪ ،‬ظن أننا نتشكك ف وقوع هذه‬ ‫الوادث‪ ،‬ويروح يؤكدها ويقسم عليها أغلظ اليان‪ ،‬ث ليرضى بأقل من أن يتم كلمه بذه العبارة الت كررها‬ ‫أكثر من مرة «وليس هذا إل قليل من كثي من الرائم الت ارتكبتها هذه الماعة» ياسبحان ال‪ ،‬وأين كنت‬ ‫يامدير المن العام الازم الباطش وهذه الرائم الت يشيب لولا الولدان‪ ،‬والت عددتا ف مذكرتك ليست إل‬

‫‪412‬‬

‫أشهر قضايا الغتيالت السياسية‪ -‬وثائق أشهر قضايا مصر من سنة ‪ 1 9 0 6‬إل ‪ 1 9 8 2‬ص‪.518 ،517 :‬‬

‫‪413‬‬

‫أشهر قضايا الغتيالت السياسية‪ -‬وثائق أشهر قضايا مصر من سنة ‪ 1 9 0 6‬إل ‪ 1 9 8 2‬ص‪.518 :‬‬

‫‪414‬‬

‫أشهر قضايا الغتيالت السياسية‪ -‬وثائق أشهر قضايا مصر من سنة ‪ 1 9 0 6‬إل ‪ 1 9 8 2‬ص‪.519 :‬‬ ‫‪174‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫قليل من كثي؟ أين كنت أيها السد الصور‪ ،‬يا من تصول اليوم ف ساحة القضاء وتول؟ أين كنت وهذه الرائم‬ ‫تترى وتتراكم تراكم السحاب وتطل هطول المطار؟»‪.415‬‬ ‫ث يستطرد‪« :‬عندما قدمت لضراتكم مذكرة بذه السئلة الت أريد توجيهها لسعادة عمار بك‪ ،‬ووجدت ف‬ ‫رأس هذه السئلة مايشي إل أن عمار بك كان يضر اجتماعات (الخوان السلمون) وهو مدير‪ ...‬لبد أنكم‬ ‫ارتبتم ف هذا المر ف دخيلة أنفسكم‪ ،‬ولكن أحد ال على أن سعادته ل يوجه له هذا السؤال حت اعترف به ول‬ ‫ينكره‪ ،‬فهل تعرفون لاذا بادر عمار بك بالعتراف؟ لنه خشي أن نواجهه بذا المر مكتوبا ومنشورا على‬ ‫صفحات الرائد‪ ،‬بل وتزيد الصحف عليه أنه خطب ف حضرة الرحوم «حسن البنا»‬ ‫ولعلكم قد رأيتم من شهادته أمام حضراتكم أنه خطيب متدفق فصيح‪ ،‬ل ينطق إل بالبيان والبديع‪ ،‬ولكم أن‬ ‫تتصوروا عندما يقف ف حفل للخوان السلمي فماذا يقول؟ وماذا عساه يبدي ويعيد؟‪.‬‬ ‫ول يكن هناك مناص وهو الذكي الريب‪ ،‬من أن يعترف بواقعة شهوده لفل (الخوان السلمون) ف مدينة بنها‪،‬‬ ‫على أن يعلله على هواه‪ ،‬وهو أنه فعل ذلك باعتباره مديرا للمديرية‪ ،‬ليتعرف على نشاط المعيات العامة القائمة‬ ‫ف منطقة إدارته‪.‬‬ ‫آمنا وصدقنا‪ ،‬أنه قد حضر إل هذا الفل مراقبا أو بالحرى مستمعا‪ ،‬فيجب أن نسجل عليه أنه قد أدرك من‬ ‫شأن (الخوان السلمون) ف هذا الفل وما سبقه ومالقه ماأدرك‪.‬‬ ‫قرر أمامكم عمار بك أننا تقابلنا معه ف وزارة الداخلية أنا والرحوم «حسن البنا»‪ ،‬وقد أنكر ف بادئ المر أن‬ ‫الرحوم «حسن البنا» قال عنه‪ :‬إنه عضو ف الخوان‪ ،‬وأنه ل يعترض على ذلك‪ ،‬ثار عبدالرحن بك عمار وفار‬ ‫وأنكر أن يكون ذلك قد حدث‪ ،‬ث استطرد بعد ذلك‪ ،‬فاعترف اعترافا جزئيا ‪-‬يؤسفن أنه ل يسجل ف مضر‬ ‫اللسة‪ -‬وهو أنه قال‪« :‬على أن أحد حسي ل يقل‪ :‬إنن قلت بل إن حسن البنا ‪-‬رحه ال‪ -‬هو الذي قال»‪.‬‬ ‫على أية حال ياحضرات الستشارين فيما يتعلق بذه الواقعة لست أريد أن أقول‪ :‬إن عمار بك كان كاذبا‪،‬‬ ‫فحاشاي أن أسيء إل أحد أو أن أجرحه بكلمة نابية‪ ،‬ولكن أقول لكم‪ :‬إنن صادق فيما أقول‪ ،‬ولست أنا عضوا‬ ‫من (الخوان السلمون)‪ ،‬ولست هنا لدافع عنهم‪ ،‬وإنا لدافع عن الق‪ ،‬وليس بين وبي عمار بك مايدعو لن‬ ‫أكذب عليه‪ ،‬وهذا الذي أقوله قد وقع أمامي‪ ،‬ولكم أنتم وحدكم أن تصدقون أو تكذبون‪.‬‬ ‫طبيعي أن ينكر عمار بك الن أن تكون هذه الكلمة قد قيلت ف حضرته‪ ،‬وهو يقول عن الخوان بدون استثناء‬ ‫أنم عصابة من الجرمي الثائرين الرهابيي‪ ،‬أما ف ذلك الوقت فقد كان النتساب إل (الخوان السلمون) شرفا‬ ‫أي شرف وناحا مابعده ناح‪ ،‬ولكن ذاكرة عمار بك تضعف ف بعض الحيان‪ ،‬وإل فهل يستطيع عمار بك أن‬ ‫يقول لنا‪ :‬ماباله ‪-‬وقد أصبح مديرا للمن العام ث وكيل لوزارة الداخلية‪ -‬لا تقع الرائم من بعض أفراد ينتمون‬ ‫إل هذه الماعة فل ينكرها؟ وما باله ‪-‬وهو يزعم أنه خالط الماعة باعتبارها جاعة دينية ولزيادة‪ -‬وما باله‬ ‫‪415‬‬

‫أشهر قضايا الغتيالت السياسية‪ -‬وثائق أشهر قضايا مصر من سنة ‪ 1 9 0 6‬إل ‪ 1 9 8 2‬ص‪.520 :‬‬ ‫‪175‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫لينكر عليها نشاطا سياسيا راحت تظهره وتبديه؟ نشاطا بدأ يهدد المن العام‪ ،‬إذ يقع الصطدام بينها وبي‬ ‫خصومها ف الرأي‪ ،‬فتسيل الدماء أنارا‪ ،‬وتكلف البوليس عنتا وإرهاقا‪.‬‬ ‫أما كان يدر بوكيل وزارة الداخلية السئول عن المن ‪-‬والذي يعرف من أمر (الخوان السلمون) كما يقول‪:‬‬ ‫إنا جعية دينية ليرى حرجا من شهود اجتماعاتا وهو مدير‪ -‬أما كان واجبا عليه أن ينبه ويذر من هذا‬ ‫النراف؟‬ ‫لقد سألتموه ياحضرات الستشارين فيما سألتموه عما فعله عقب هذه الوادث‪ ،‬فكان يقول لكم‪ :‬إنه اتذ‬ ‫الجراءات اللزمة لنع تكرار وقوع هذه الوادث‪ ،‬وليس أدل على أن هذا غي صحيح من مذكرته بالذات‬ ‫حيث نرى فيها الوادث التكررة ف نفس الكان الواحد‪ ،‬وهي ف كل مرة تزداد شدة وخطورة‪ ،‬ما يدل على أنه‬ ‫ل تتخذ أي إجراءات‪.‬‬ ‫وف اليوم الذي صدر فيه قرار الل ل تكن الكومة ول يكن البوليس قد اتذ أي إجراء وقائي ضد نشاط‬ ‫الخوان‪ ،‬وليس أدل على ذلك من حالة الفزع الت كان فيها رجال البوليس عندما كان المر بالل يوشك أن‬ ‫يصدر‪ ،‬ول يتخذوا للمر أهبته‪.‬‬ ‫فليست عندهم دوسيهات لعضاء الخوان‪ ،‬وليعرفون التطرف منهم من غي التطرف‪ ،‬مع أن البوليس‬ ‫السياسي يعرف هذه العلومات عن كل اليئات والحزاب السياسية ف مصر‪ ،‬إذ حدث ف مرة من الرات أن‬ ‫اشترينا ف بيتنا (زوجا من الفراخ) لوجدتوه ف تقارير القسم السياسي‪ ،‬باعتباري خطرا من أشد الطرين‪ ،‬ولو‬ ‫قيلت نكتة ف مدينة أسوان على لسان أحد أعضاء «مصر الفتاة» لتضمنتها تقارير القسم السياسي‪ .‬أما بالنسبة‬ ‫للخوان فحت آخر دقيقة ل يكن القسم السياسي يعرف من أمورهم شيئا‪.‬‬ ‫راحت النيابة تلقي ظل على هؤلء التهمي البؤساء بأن تثو ف وجههم الشبهات من قضية سيارة اليب‪،‬‬ ‫وراحت تبدي وتعيد وتسهب وتطنب ف إظهار خطورة التنظيم‪ ،‬والشبكة الواسعة النطاق الت كان يعدها هؤلء‬ ‫النقلبيون فيغمرون ف طوفان من الدم‪.‬‬ ‫أول تسائل النيابة نفسها‪ :‬وأين البوليس السياسي من هذه المور الطية؟ أين البوليس السياسي الذي تغدق‬ ‫عليه الدولة الرتب واللقاب والعلوات والترقيات والكافآت؟ أين القسم السياسي بوله وطوله والذي اعتمدت‬ ‫عشرات اللوف من النيهات للغداق على رجاله؟ أين هو من هذه الشروعات الطية الت استغرقت شهورا‬ ‫وسني لعدادها؟ أول يصل إليه طرف منها؟ أول يشم رائحة منها؟ أول تتحرك غريزته البوليسية فيستشعر الطر‬ ‫الداهم؟‪ ...‬إنم يقولون لنا ف تصريات رسية وف خطب منبية وف البلان وف كل مكان‪ :‬إن مصر يب أن تتيه‬ ‫ببوليسها‪ ،‬وعلى رأسه البوليس السياسي‪ .‬فكيف يتفق هذا مع جهل البوليس الطبق بذه الشروعات الت توصف‬ ‫اليوم بأنا جهنمية؟ أين كان البوليس من هذا اليش الطويل العريض الذي تطلق عليه جيش الرهاب؟‬

‫‪176‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫أفهم أن يفى على البوليس مؤامرة تدور بي شخصي أو ثلثة ف جهة من الهات‪ ،‬أما أن تفى على البوليس‬ ‫جيوش بأسرها تعد وتنظم‪ ،‬فاسحوا ل أل أبتلع هذه الغالطة‪ ،‬وأن أسي الشياء بأسائها‪ ،‬وأن أعرضها عليكم على‬ ‫حقيقتها الت لتمل شكا أو جدل أو مناقشة‪.‬‬ ‫فالق كل الق أن الذي كان يري إنا كان برضاء السلطات الاكمة‪ ،‬وأن هذا العداد للخوان إنا كان مل‬ ‫رعايتهم وتشجيعهم‪ ،‬ولذلك فقد كان على البوليس السياسي أن يغمض عينيه‪ ،‬حت ليورط نفسه ويورط‬ ‫الاكمي ف مشاكل‪ ،‬واعتبت دعوة (الخوان السلمون) على هذا الساس منطقة حراما ليوز للبوليس أن‬ ‫يقربا‪ ،‬ولذلك نت الؤسسات والنظمات وترعرعت ف جو من المن والدفء والسكينة والعوامل الشجعة‪.‬‬ ‫ليس صحيحا إذن ماقاله عمار بك من أن إجراءات كانت تتخذ عقب وقوع حادث من هذه الوادث للحد من‬ ‫نشاط (الخوان السلمون)‪ ،‬وإنا الصحيح هو العكس‪ ،‬وأنم عقب كل حادثة كانوا يلقون تشجيعا وتأييدا‪ ،‬لنا‬ ‫كانت تظهر أنم باوصلوا إليه من القوة صالون كل الصلحية للمهمة الت يراد منهم القيام با‪ .‬وهي ‪-‬كما‬ ‫قلت لكم‪ -‬القضاء على حزب يراد القضاء عليه بأي ثن من الثان ولو على حساب القانون وعلى حساب‬ ‫المن والسلم‪.‬‬ ‫فلتطو النيابة إذن أوراقها وصفحاتا الاصة بالتفاقات النائية والتمهيد للنقلبات‪ ،‬فلقد اتفقنا على أل يكون‬ ‫لذلك أي تأثي على جوهر الواقعة الطروحة أمامنا‪ ،‬وسوف أتكلم عن هذه السألة من الناحية القانونية ف القسم‬ ‫القانون من مرافعت‪ ،‬أما اليوم فحسب أن أقول للنيابة‪ :‬سدوا هذا الباب ولتفتحوه‪ ،‬فإن رائحة تزكم النوف‬ ‫تب منه‪.‬‬ ‫لتتحدثوا عن النقلب والرهاب‪ ،‬فلقد كنتم شركاءنا فيه جيعا‪ .‬لقد قدمت قضايا فحفظتموها‪ ،‬وضبطتم وقائع‬ ‫فلم تنكروها‪ ،‬فلو ل تكونوا شركاءنا ف الرأي لنكرت هذه المور كما تنكرونا اليوم»‪.416‬‬ ‫ث يستطرد ف موضع لحق‪« :‬أصدر النقراشي باشا أمرا بل (الخوان السلمون) ومصادرة أموالا‪ ،‬وف ذات‬ ‫الوقت أصدر أمره باعتقال كل أعضاء ملس الرشاد الذي هو بثابة ملس إدارة (الخوان السلمون)‪ ،‬واعتقل‬ ‫كثيا من الفراد الظاهرين ف الخوان‪ ،‬ولكن شخصا واحدا ل يعتقله وذلك هو «حسن البنا»‪ ،‬فهل كان‬ ‫النقراشي باشا ف ذلك رجل أمن ياول أن يطفيء نيان الفتنة؟ أشهد أنه ف هذا الجراء ل يكن كذلك‪ ،‬وإنا‬ ‫كان رجل سياسيا حزبيا غارقا ف الزبية إل الذقان‪ ،‬فهو يبطش بصمه‪ ،‬ث يريد ف ذات الوقت أن يقره على‬ ‫مانشرت الجلت والصحف‪ .‬فقد ذكرت كلها بدون استثناء أن «حسن البنا» طلب من النقراشي باشا أن يعتقله‬ ‫فيمن اعتقل‪ ،‬فقال له الرحوم النقراشي باشا‪ :‬إنه لخطر منك بعد أن قصصنا أجنحتك‪.‬‬ ‫ل ياحضرات الستشارين والضباط العظام ذلك موقف كله تناقض وشذوذ‪ ،‬وهو ليس من الكمة ف قليل أو‬ ‫كثي‪ ،‬كيف يقبض على أشخاص ويعتقلون بجة أنم رؤوس مدبرة ف (الخوان السلمون) ث ليقبض على الرأس‬ ‫‪416‬‬

‫أشهر قضايا الغتيالت السياسية‪ -‬وثائق أشهر قضايا مصر من سنة ‪ 1 9 0 6‬إل ‪ 1 9 8 2‬ص‪ 520 :‬إل ‪.524‬‬ ‫‪177‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫الكب؟ كيف يقدم النقراشي باشا على هذا الجراء الخي‪ ،‬وهو البطش بالخوان هذه البطشة الكبى‪ ،‬ث‬ ‫يتصور أنه يظل منطقيا مع نفسه بالبقاء على «حسن البنا» حرا طليقا؟ وأين حاية المن؟ وأين اتقاء الطر وهذا‬ ‫هو رأس الفتنة ‪-‬كما تقولون‪ -‬مطلق السراح؟ مرة ثانية أشهد بأن هذه غلطة من النقراشي باشا‪ ،‬وقد دفعه إليها‬ ‫شديد حرصه على تقي «حسن البنا» وإظهاره بظهر الرجل الذي لحول له ولقوة ولطول‪ ،‬وأن أصغر معاون‬ ‫من معاونيه هو أخطر منه شأنا‪.‬‬ ‫هذا هو الوقف ياحضرات الستشارين والضباط العظام يب أن نلخصه مرة أخرى ف كلمات قلئل‪ ،‬لتتضح‬ ‫القائق‪ ،‬فنستطيع أن نستخلص منها النتائج‪.‬‬ ‫* تشجيع ياوز كل معروف ومألوف لتقوية (الخوان السلمون) وتدعيمها حت أصبحت قوة مرهوبة الانب‬ ‫يعمل لا ألف حساب‪.‬‬ ‫* تاون عجيب على طول الط ف تقيق الرائم الت تقع من بعض أفراد (الخوان السلمون)‪ ،‬وتستر على هذه‬ ‫الرائم أحيانا‪.‬‬ ‫* تعطيل القانون بالنسبة (للخوان السلمون) فيسمح لم بتأليف الفرق شبه النظامية‪ ،‬وجع السلحة على أوسع‬ ‫نطاق عرفته مصر‪.‬‬ ‫* وفجأة يراد وضع حد لذلك كله ف لحة عي‪.‬‬ ‫* فتحل المعية‪ ،‬وتصادر أموالا على خلف القانون والدستور والحكام العرفية‪.‬‬ ‫* ويزج ف العتقلت بئات من رؤوس (الخوان السلمون)‪.‬‬ ‫* ويترك حسن البنا حرا طليقا لتحقيه وإذلله‪.‬‬ ‫فما هي النتيجة الطبيعية لكل هذه القدمات؟ لشيء سوى اغتيال النقراشي باشا‪ ،‬ولقد أدرك هذه النتيجة كل‬ ‫إنسان ف ذلك الوقت كما أثبت لضراتكم»‪.417‬‬ ‫ث يذكر أيضا‪« :‬تصوروا ياحضرات الستشارين والضباط العظام شبانا صغارا عاشوا ف بيئة كلها تدين‪ ،‬وعاشوا‬ ‫ف جاعة نت وترعرعت ف كنف الكومات الصرية التعاقبة‪ ،‬فوجدوا هذه الكومات تتسابق للحصول على‬ ‫حظوة هذه المعية وتأييد قائدها‪.‬‬ ‫تصوروا شبانا يرون القانون ليطبق بالنسبة (للخوان السلمي) ويرون الرية الشاملة الكاملة ف الركة‬ ‫والنشاط والجتماع لتتوافر إل (للخوان السلمي)»‪.418‬‬

‫‪417‬‬

‫أشهر قضايا الغتيالت السياسية‪ -‬وثائق أشهر قضايا مصر من سنة ‪ 1 9 0 6‬إل ‪ 1 9 8 2‬ص‪.541 ،540 :‬‬

‫‪418‬‬

‫أشهر قضايا الغتيالت السياسية‪ -‬وثائق أشهر قضايا مصر من سنة ‪ 1 9 0 6‬إل ‪ 1 9 8 2‬ص‪.542 :‬‬ ‫‪178‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫وقد ذكرنا من قبل ف الكلم حول حادث مقتل النقراشي‪ 419‬ماشهد به أحد حسي من مفاوضات ومناورات بي‬ ‫مصطفى مرعي وحسن البنا ‪-‬رحه ال‪ -‬كانت ثرتا بيانا بعنوان «بيان للناس»‪ ،‬استنكر فيه حسن البنا ‪-‬رحه‬ ‫ال‪ -‬قتل النقراشي‪ ،‬ووصفه بأنه من البطال ودعا فيه للملك‪ .‬وكيف أن هذا البيان استخدم لتحطيم عبدالجيد‬ ‫أحد حسن‪ ،‬وحله على اليقاع بإخوانه‪ ،‬كما بينا تفصيل با يغن عن إعادته‪ .‬ومن أهم مايستخلص من كلم‬ ‫الحامي أحد حسي أن هذا الجم الضخم لماعة الخوان كان لتشجيع الكومات التعاقبة دور كبي ف صنعه‪.‬‬ ‫ب‪ -‬ساح النقراشي للخوان بعقد مؤترهم العام رغم حظر كل الؤترات والجتماعات‪:‬‬ ‫تقول د‪ .‬لطيفة سال‪« :‬وعاد اللك وأدخل ف اعتباره ماربة الوفد عن طريق مساندة الخوان على أساس أنه ف‬ ‫هذه الفترة بدا واضحا التنافس بي الزب والماعة من أجل التأثي على الماهي‪ ،‬ومن ث فلم يكن غريبا أن‬ ‫يسمح النقراشي للخوان ف سبتمب ‪ 1945‬بعقد الؤتر العام لنواب القاليم ف الوقت الذي منع فيه كل‬ ‫الؤترات والجتماعات‪ ،‬وترتب على ذلك أنم حصلوا على حرية التحرك والتجول‪ ،‬وهذا ما كانوا يسعون‬ ‫إليه»‪.420‬‬ ‫ج‪ -‬تقرير جيس بوكر القائم بالعمال البيطان ف نوفمب ‪ 1945‬عن لقاء والتر سارت الستشار الشرقي‬ ‫للسفارة البيطانية وحسن رفعت وكيل وزارة الداخلية ف عهد النقراشي‪:‬‬ ‫يقول التقرير أن سارت قال لسن رفعت‪« :‬يتحرق حسن البنا شوقا ليحل مل النحاس باشا والوفد»‪.‬‬ ‫رد حسن رفعت قائل‪« :‬ليكن أن نعارض أمرا يثل التطور الطبيعي»‪ .‬وأضاف‪« :‬يتعاون الخوان السلمون معي‬ ‫للتقليل ف حجم الظاهرات الت ستجري غدا بشأن قضية فلسطي ف ذكرى وعد بلفور‪ .‬لقد صاروا الن أقوياء‬ ‫للغاية‪ ،‬كما أن البنا قائد ملتزم تاما‪ ،‬وهو خطيب مفوه‪ ،‬ولديه قدرة عالية علىالتنظيم»‪.‬‬ ‫قال والتر سارت‪ :‬من الطر مساندة الخوان واستخدامهم كسلح حت ليأت يوم تد فيه هذه الكومة ‪-‬وكل‬ ‫الكومات‪ -‬أن التعامل معهم صار أمرا عسيا‪ ،‬فهم جاعة تعمل ف الظلم ومعادية للجانب‪ .‬واستخدامهم‬ ‫كسلح يؤدي بالتأكيد إل نو قوتم‪ ،‬وبالتال تصبح السيطرة عليهم مستحيلة‪ ،‬وإن أدرك بالطبع زيادة قوتم‪،‬‬ ‫ولكن متمسك برأيي ف أن أنشطتهم يكن أن تؤدي إل قيام حركة معادية للقباط»‪.‬‬ ‫رد حسن رفعت قائل‪« :‬ل أعتقد بوجود خطر من وراء ذلك‪ ،‬فحسن البنا حريص للغاية على عدم السماح بثل‬ ‫هذه العمال»‪.‬‬ ‫أصر سارت على موقفه وقال‪« :‬لزلت متمسكا تاما برأيي ف أن أي تشجيع للخوان السلمي يعد من المور‬ ‫الطية»‪.‬‬ ‫‪419‬‬

‫الباب الثان‪ :‬مواقف الخوان مع الكومات ف مصر خلل ستي عاما‪ /‬الفصل الول‪ :‬الخوان ورفض الروج على الاكم مع‬

‫اللتزام بالدستور والقانون‪ -1 6 /‬مقتل النقراشي وماكشفه من اختلف ونقائص ف منهج الخوان السلمي‪.‬‬ ‫فاروق وسقوط اللكية ف مصر (‪ )1952 - 1936‬ص‪ ،704 :‬الركة السياسية ف مصر (‪ )1952 –1945‬ص‪.51 :‬‬ ‫‪420‬‬

‫‪179‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫كما ذكر حسن رفعت أنه ليس هناك ضرر من أن يعطي فاروق لم بعض التشجيع‪ ،‬لنم أحسن أداة لحاربة‬ ‫الشيوعية‪ ،‬كما صرح حسن رفعت لسمارت بأن الخوان تلقوا أموال من اليطاليي واللان والقصر والوفد‪.421‬‬ ‫وهذا التقرير يدل بوضوح على إدراك كل من النليز ومسئول الداخلية الصري أن الكومة الصرية ترعى جاعة‬ ‫الخوان وتستخدمها سياسيا لتحقيق مآربا‪ .‬ول يكن حسن البنا ‪-‬رحه ال‪ -‬يهل ذلك بل قام بدوره خي قيام‪،‬‬ ‫كما ذكرنا أمثلة من قبل‪ .‬ولكن البنا من جانبه اعتب أن هذه مناورة منه ليقوي جاعته‪ ،‬ول تغفل الكومة عن‬ ‫مناورة البنا ول تهله حت يتمم ما يريد‪ ،‬بل لا أحست الكومة بأن الماعة قد تصبح خطرا عليها عاجلتها بضربة‬ ‫مهضة ف آخر عام ‪.1948‬‬

‫‪ -3‬مواقف الخوان ف تأييد السعديي (الزء الثان من الصفقة)‬

‫أ‪ -‬بعد مقتل أحد ماهر على يد أحد شباب الزب الوطن ذهب حسن البنا ‪-‬رحه ال‪ -‬إل النقراشي معزيا ف‬

‫أحد ماهر وموضحا لرسالة جاعته‪ ،‬إل أن النقراشي ل يستجب لطلبهم برية العمل وعقد الجتماعات‪.422‬‬ ‫وقد نقلنا مايصدق ذلك من مرافعة أحد حسي؛ أن السعديي ل يرضوا من الخوان إل بالتبؤ من الوفد‬ ‫ومهاجته حت يساعدوهم‪ ،‬فاستجاب الخوان‪ ،‬فلياجع‪.‬‬ ‫ب‪ -‬تأييد الخوان لوزارة النقراشي الول‪:‬‬ ‫نقلنا ف القدمة ما أورده طارق البشري عن تأييد الخوان للنقراشي ف وزارتيه‪ ،‬ث انقلبم عليه ف الرتي‪،‬‬ ‫وتساؤله عن الفرق بي السعديي وغيهم من الحزاب العلمانية‪ ،‬فلياجع‪.‬‬ ‫وف هذا يقول فريد عبدالالق أيضا وهو يتكلم عن الفترة بعد سقوط وزارة الوفد وميء وزارة أحد ماهر‬ ‫فالنقراشي الول‪« :‬وقد تول الكم ف هذه الرحلة ثلث وزارت‪ ،‬تناسى الخوان ف سبيل مصلحة الوطن العليا‬ ‫أحقادهم وإساءاتم وإيذاءهم إليهم‪ ،‬وحرصوا على تقدي النصيحة وإبداء الستعداد للتضحية من أجل تقيق‬ ‫مطالب الشعب بكل مايلكون‪ ،‬إن اتهت الكومة إل تقيقها‪ ،‬وقادت الشعب ف الطريق إليها‪ ،‬ولكن أول هذه‬ ‫الكومات فشلت ف أداء واجبها‪ ،‬ول تط خطوة جادة لستخلص حقوق البلد خلل عام لا ف الكم‪ .‬فقام‬ ‫الشباب ف القاهرة والسكندرية يعلن احتجاجه‪ ،‬وتكررت مأساة كوبري عباس الت حدثت ف عام ‪،1936‬‬ ‫بفارق أن الذي أمر بضرب الطلبة بالرصاص ‪-‬فوق كوبري عباس عام ‪ -1936‬كان إنكليزيا‪ ،‬ف حي أن الذي‬ ‫أمر بضربم فوق نفس الكوبري هذه الرة كان مصريا‪.423‬‬ ‫‪ 421‬حقيقة التنظيم الاص ودوره ف دعوة الخوان السلمي ص‪ ،473 :‬فاروق وسقوط اللكية ف مصر (‪ )1952 - 1936‬ص‪:‬‬ ‫‪ -703‬نقلتها عن‪:‬‬ ‫‪F.O. 371 - 45928 , J 3955 - 3 - 16, Bowker - F.O, Cairo, Nov. 9, 1945, Minute By‬‬ ‫‪.Smart on the Role of Ikhwan Muslimeen‬‬ ‫الخوان السلمون والماعات السلمية ف الياة السياسية الصرية (‪ )1948 -1928‬ص‪.101 :‬‬ ‫يقصد النقراشي‪.‬‬ ‫‪422‬‬

‫‪423‬‬

‫‪180‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫وهو صاحب قرار حل الماعة فيما بعد‪ ،‬وكان النفذ مصريا أيضا هو اللواء سليم زكي‪ ،‬الذي قتل ف مصادمة‬ ‫أخرى قادمة‪ ،‬وأصيب ‪ 160‬طالبا إصابات شديدة وفقد ‪ 28‬طالبا حيث كانوا يلقون بأنفسهم من فوق الكوبري‬ ‫ف النيل اتقاء للرصاص النهمر‪ .‬وف اليوم نفسه قامت مظاهرات شعبية ف أكثر من بلد‪ ،‬وحاصر البوليس الركز‬ ‫العام للخوان ودورهم بالقاهرة‪ ،‬وأمام هذه القاومة الشعبية العارضة اضطرت الكومة إل تقدي استقالتها ف‬ ‫‪ 14/2/1946‬فقبلت»‪.424‬‬ ‫وقد نقلنا من قبل كلم أحد عادل كمال عن الصفقة مع أحد حسني على أن تسقط وزارة النقراشي‪ ،‬ويفرج‬ ‫عن الخوان ف مقابل قيامهم بظاهرة تأييد للملك‪.425‬‬ ‫ج‪ -‬وزارة النقراشي الثانية وتأييد الخوان لا‪:‬‬ ‫وف هذا يقول فريد عبدالالق مبرا أيضا تأييدهم للنقراشي بعد هجومهم الذي سبقه تأييدهم له!!‪« :‬وجاءت‬ ‫وزارة النقراشي الثانية‪ ،‬وف ميئه تد لشاعر الشعب عامة‪ ،‬ومشاعر الخوان خاصة‪ ،‬لواقفه من الركات الشعبية‬ ‫حي أرادت أن تعلن عن احتجاجها على موقف الكومة التخاذل مع النكليز‪ ،‬فإن الخوان ‪-‬إنقاذا لقضية البلد‬ ‫وتلفيا لضياع الوقت الثمي‪ -‬تناسوا تاريخ الرجل وسابق فشله وسوء تصرفه وتقدموا إليه بطة كاملة ونصيحة‬ ‫ملصة‪ ،‬فقد بعثوا إليه ف ‪ 5‬يناير ‪ 1947‬بطاب يطالبون فيه بقطع الفاوضات ومطالبة النكليز بلء قواتم عن‬ ‫أرض الوادي‪ ،‬فإن ل يستجيبوا فعليه أن يتقدم بقضية الوطن إل ملس المن وإل مكمة العدل الدولية‪ ،‬وإل كل‬ ‫ممع دول نأنس فيه ميل إل النصاف‪ ،‬وأن يطلق الريات‪ ،‬وأكدوا له أنه لن يكون معه شعب وادي النيل‬ ‫وحده‪ ،‬ولكن سيكون معه سبعون مليونا من العرب‪ ،‬يؤازرهم ثلثائة مليون من السلمي ‪-‬آنذاك‪ -‬تفق قلوبم‬ ‫لصر‪ ،‬وتتحرك مشاعرهم»‪.426‬‬ ‫وهكذا وعد الخوان النقراشي بتأييدهم له وتأييد الصريي والعرب بل وكل السلمي إن هو احتكم إل من؟ إل‬ ‫المم التحدة‪ ،‬فتأمل هذا اللل العقائدي‪ .‬وهل المم التحدة إل طاغوت صنعه النتصرون ف الرب العالية‬ ‫الثانية‪ ،‬ليسبغوا به الشرعية الدولية على إجرامهم‪ .‬أليست هذه المم التحدة هي الت أصدرت قانون تقسيم‬ ‫فلسطي عام ‪ 1947‬بي العرب واليهود‪ ،‬لتجعل لليهود دولة ذات صفة قانونية دولية ف فلسطي‪.‬‬ ‫وتأمل هذا التأرجح السياسي الذي أدى إل أن ينتقدهم كل الؤرخي كما أوردنا ف كلم طارق البشري ف‬ ‫القدمة!!!‪.‬‬

‫‪424‬‬

‫الخوان السلمون ف ميزان الق ص‪.39 ،38 :‬‬

‫‪ 4 2 5‬الباب الثان‪ :‬مواقف الخوان مع الكومات ف مصر خلل ستي عاما‪ /‬الفصل الثان‪ :‬الخوان والكام‪ /‬الطلب الول‪ :‬الخوان‬ ‫واللك‪ -5 /‬التفاهم مع اللك على إزاحة النقراشي ف مقابل إظهار التأييد للملك ف فباير [ ‪.]1 9 4 6‬‬ ‫الخوان السلمون ف ميزان الق ص‪.41 :‬‬ ‫‪426‬‬

‫‪181‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫د‪ -‬ول يقف المر عند التأييد البدئي للنقراشي‪ ،‬بل وقفوا معه بكل قوة حينما ذهب للمم التحدة‪ ،‬وهاجوا كل‬ ‫من انتقده واستقبلوه بماس حينما عاد فاشل‪.‬‬ ‫وف هذا يقول ممود الصباغ‪« :‬ولعل التاريخ ل يشهد منذ أبينا آدم إل اليوم ضلل أجل وأخطر من ضلل‬ ‫ممود فهمي النقراشي باشا ف هذه العركة‪ ،‬فقد أعلن هذه الرب على الخوان السلمي وهم أصدقاؤه‬ ‫الوحيدون على أرض مصر ف ذلك الزمان‪ ،‬حيث صدقوه حي لبس مسوح الوطنية‪ ،‬وأخذ ينادي بلء النكليز‬ ‫عن مصر ف هيئة المم التحدة‪ ،‬يستصرخ العال لنصرته ف قضيته العادلة‪ ،‬بل وتدى الخوان السلمون الزعيم‬ ‫الصري مصطفى النحاس باشا‪ ،‬الذي كان يعلم من وراء الكواليس من هو ممود فهمي النقراشي باشا‪ ،‬فأبرق إل‬ ‫هيئة المم التحدة يعلن أن هذا الرجل ليثل مصر‪ ،‬ولكن الخوان السلمي ‪-‬مثلي ف مرشدهم المام الستاذ‬ ‫حسن البنا‪ -‬أبرقوا إل هيئة المم التحدة‪ :‬بأن مايقوله النقراشي باشا هو رأي مصر وقول مصر‪ .‬متبعي ف ذلك‬ ‫أمر دينهم النيف ﴿وماشهدنا إل با علمنا وماكنا للغيب حافظي﴾ [يوسف ‪.427»]81‬‬ ‫ويقول أيضا ف وضوح أكثر‪« :‬‬ ‫تعاون (الخوان السلمون) مع حكومة ممود فهمي النقراشي باشا الثانية‬ ‫رأت جاعة الخوان السلمي أن تأييد النقراشي باشا‪ ،‬إذا ما سلك أسلوبا جديدا ف مواجهة النكليز أجدى‬ ‫وأنفع من دخول البلد ف اضطرابات داخلية جديدة وإسقاط النقراشي باشا استنادا إل ماضيه الشائن أثناء توليه‬ ‫وزارته الول من مارس ‪ 1945‬إل فباير سنة ‪ ،1946‬فقد تقدم إل الكومة البيطانية حينئذ بذكرة هزيلة‪ ،‬ما‬ ‫أطمع النكليز وجعلهم ليردون عليه ولو بالرفض‪ ،‬فثارت الطوائف الشعبية يتقدمها الخوان السلمون‪ ،‬ووقعت‬ ‫مصادمات عنيفة بي الشعب والبوليس ف القاهرة والسكندرية‪ ،‬وقتل البوليس فيها الكثي من شباب الامعة‬ ‫الصرية‪ ،‬كما حدث فوق كوبري عباس ف ‪ 9‬فباير ‪ ،1946‬بتعليمات من عبدالرحن عمار بك نفذها اللواء‬ ‫سليم زكي باشا‪ ،‬وقد أصيب فيها ‪ 160‬طالبا إصابات شديدة‪ ،‬وفقد ‪ 28‬طالبا حيث كانوا يلقون بأنفسهم من‬ ‫فوق الكوبري ف النيل من شدة الضرب بالرصاص وبالراوات والكرابيج‪ ،‬واستمرت مقاومة الشعب له حينئذ‬ ‫حت اضطر إل تقدي استقالته يوم ‪ 14‬فباير سنة ‪ ،1946‬وعلى الرغم من ذلك كله فقد رأى الخوان تأييد‬ ‫النقراشي باشا ف حكومته الثانية عندما أعلن على الشعب أنه قرر قطع الفاوضات مع النكليز‪ ،‬وعرض القضية‬ ‫على ملس المن أمل أن يبدأ صفحة جديدة من العمل الوطن‪ .‬وكان من مظاهر تأييد الخوان السلمي‬ ‫للنقراشي باشا ف هذه الوزارة أنه فيما كان يلقي خطابا ف ملس المن دفاعا عن قضية مصر الوطنية إذا برفعة‬ ‫النحاس باشا زعيم حزب الوفد يبعث ببقية ضد موقف النقراشي باشا‪ ،‬يندد فيها بأن حكومة النقراشي حكومة‬ ‫غي ديقراطية‪ ،‬ويتهمها أنا حكومة ديكتاتورية‪ ،‬ما حدا بالمام الشهيد إل إرسال برقية باسم الخوان السلمي‬ ‫هذا نصها‪:‬‬ ‫‪427‬‬

‫حقيقة التنظيم الاص ودوره ف دعوة الخوان السلمي ص‪.19 :‬‬ ‫‪182‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫«إل جناب رئيس ملس المن وسكرتي هيئة المم التحدة‪.‬‬ ‫يستنكر شعب وادي النيل البقية الت بعث با إل الجلس وإل هيئة المم التحدة رئيس حزب الوفد الصري‪،‬‬ ‫ويراها مناورة حزبية‪ ،‬ل أثر للحرص على العتبارات القومية فيها‪ ،‬وسواء كانت حكومة مصر ديقراطية أو‬ ‫ديكتاتورية فإن الشعب الصري يعلن على الل أمام هيئة المم التحدة أن ذلك أمر يعينه وحده‪ ،‬وأنه ليسمح‬ ‫لي دولة أجنبية بالتدخل فيه‪ ،‬فله وحده الق ف أن يتار نوع الكم الذي يريده‪ ،‬طبقا ليثاق الطلنطي ومبادئ‬ ‫هيئة المم‪ ،‬وله وحده الق ف أن يعرض على حكومته مايريد‪ ،‬وأن يؤاخذها على كل تقصي يراه‪.‬‬ ‫كما يعلن كذلك أن حقوقه الثابتة ف اللء التام عن مصره وسودانه والرص الكامل على استقلله أمر ليقبل‬ ‫جدال أو مساومة‪ ،‬وأن الوحدة بي شاله وجنوبه حقيقة واقعة وضرورة لميص عنها‪ ،‬وليول بينها وبي الظهور‬ ‫على حقيقتها وروعتها إل هذه الرادة الثنائية الت فرضتها بريطانيا عليه بالكراه‪ ،‬والت طلبت الكومة الصرية‬ ‫ف عريضة دعواها إلغاءها‪ ،‬وأشارت إل بطلن العاهدة الت سجلتها بريطانيا‪ ،‬والت ل يرض عنها الشعب الصري‬ ‫ول يسلم با يوما من اليام‪.‬‬ ‫وأنتهز الفرصة فأوكد لعضاء الجلس واليئة أن شعب وادي النيل عظيم المل ف لوء المم والشعوب إليها‪،‬‬ ‫وتضاعف ثقتهم ببادئ العدالة العالية ويقظة الضمي العالي‪ ،‬وأنه لن يستقر سلم ف الشرق ولن تدأ ثائرة‬ ‫شعوب العروبة وأمم السلم حت ينال وادي النيل حقه كامل‪ ،‬وليس إرضاء مموعة من البشر قوامها أربعمائة‬ ‫مليون بالشيء الذي يستهي به الريصون على المن والسلم»‬ ‫وقد قامت الذاعة الصرية بإذاعة برقية المام الشهيد ف كل نشراتا الخبارية يومي كاملي‪ ،‬كما سافر الخ‬ ‫مصطفى مؤمن إل أمريكا موفدا من جبهة الدعاية لوادي النيل‪ ،‬ليسمع صرخة وادي النيل ف الجالت الدولية‪،‬‬ ‫وخطب من شرفة ملس المن منددا بتواجد القوات البيطانية ف مصر‪ ،‬وقاد مظاهرات من الشباب الصري ف‬ ‫قلب الدينة يملون لفتات ضد الستعمار البيطان‪ ،‬ونح ف لفت نظر العال لقضية وادي النيل»‪.428‬‬ ‫وقد نقلنا ف مقدمة هذه الفقرة مانقله طارق البشري عن ممود عبدالليم أن أهم أسباب تأييد الخوان‬ ‫للنقراشي هو حرصهم على عدم الواجهة الباشرة للملك‪ ،‬أضف إل ذلك كل تفاصيل التعاون بي النقراشي‬ ‫والخوان الت حكاها أحد حسي ف مرافعته فراجعها‪.‬‬ ‫وراجع أيضا ماذكره البشري من أن موقف الخوان متناقض‪ ،‬لنم أيدوا الرجل الذي أيد بقوة معاهدة صدقي‪-‬‬ ‫بيفي‪ ،‬الت هاجوها‪ ،‬والت وقع عليها مع إساعيل صدقي إبراهيم عبدالادي وزير خارجية صدقي وساعد‬ ‫النقراشي الين‪ ،‬وأن النقراشي حت مقتله ل يتراجع عن هذه التفاقية‪ ،‬فتعجب!‬ ‫وأستسمح القارئ عذرا أن نزيد المر تفصيل لا ف ذلك من فائدة جليلة من الوعي بالتاريخ وبأساليب الخوان‬ ‫الت هي موضع هذا البحث‪ ،‬هذه الساليب التذبذبة الت نراها تطبق حرفيا أمامنا ف مواقف الخوان اليوم‪ ،‬فأنقل‬ ‫‪428‬‬

‫حقيقة التنظيم الاص ودوره ف دعوة الخوان السلمي ص‪ 320 :‬إل ‪.322‬‬ ‫‪183‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫هنا سرد زكريا بيومي لذه الحداث‪ ،‬وكيف أن الخوان ل يؤيدوا النقراشي فقط‪ ،‬بل وهاجوا من هاجه‪ .‬يقول‬ ‫زكريا بيومي‪:‬‬ ‫«وحينما ألقى النقراشي بيانا ف ملس النواب يشرح فيه الطالب الوطنية وما وصلت إليه الفاوضات‪ ،‬هاجم‬ ‫الخوان البيان لنه (ل يشف الغلة ول يروا الظمأ) ووصفوا بيانه بالغموض‪ ،‬ودعوا الكومة إل إلغاء معاهدة‬ ‫‪ 1936‬وعرض القضية على ملس المن فإن فشل ذلك الطريق فل يبقى سوى الهاد‪.‬‬ ‫وحينما قرر ملس الوزراء برئاسة النقراشي ف ‪ 25‬يناير ‪ 1947‬عرض القضية على ملس المن ‪-‬وهو الرأي‬ ‫الذي دعا إليه الخوان‪ -‬أرسل البنا برقيات تأييد للنقراشي‪ ،‬كما استنكر بشدة موقف زعيم الوفد الذي أبرق‬ ‫لجلس المن موضحا أن النقراشي ليس صوتا شرعيا يتحدث باسم مصر‪ ،‬وقد أدى ذلك إل عودة الوفد لتام‬ ‫الخوان بالعمالة للحكومة وخيانة قضية المة‪ ،‬ويرد الخوان على موقف الوفد باتام زعمائه بتفريق كلمة المة‪،‬‬ ‫وأنم بذلك يساعدون النكليز ف وقت يب فيه غرس الكره والسخط عليهم ف نفوس الشباب والشيوخ‬ ‫وتأليب العال عليهم لنم‪( :‬أسوأ أمة عرفها التاريخ)‪ ،‬ويقف الخوان من زعيم الكتلة (مكرم عبيد) نفس موقفهم‬ ‫من الوفد حينما وقف ف ملس النواب معارضا عرض القضية على ملس المن ومطالبا بعودة الفاوضات‪ ،‬بعد أن‬ ‫كان من الداعي إل قطعها واللجوء إل اليئات الدولية‪ .‬ومن ناحية أخرى أرسل الخوان مندوبا عنهم مع‬ ‫النقراشي إل المم التحدة‪ ،‬وهو مصطفى مؤمن ف ‪ 26‬يوليو‪ ،‬وعندما عرض اقتراح ف ملس المن بشأن عودة‬ ‫الفاوضات ألقى مندوب الخوان خطبة قوية تستنكر ذلك‪ ،‬وقدم وثيقة موقعة بدماء الطلب‪ ،‬وجدد الدعوة‬ ‫للجلء التام ووحدة وادي النيل‪ ،‬وقاد مظاهرة أمام مبن المم التحدة‪ ،‬وقد أدى ذلك إل طرده من مبن المم‬ ‫التحدة‪ ،‬فعاد متخفيا قبل إنتهاء جلسات ملس المن إل مصر‪.‬‬ ‫وف مصر انتهزت قوى العارضة وعلى رأسها الوفد الغموض الذي أحاط بالقضية ف ملس المن‪ ،‬لتشتد ف‬ ‫الجوم على الكومة من خلل دعوتا بعودة الفاوضات وعدم جدوى عرض القضية على ملس المن‪ ،‬وبالرغم‬ ‫من أن الخوان قد ساروا ف خط تأييد الكومة إل أنم قد اتموها بالسهام ف هذا الغموض‪ ،‬لن فيه ضياع‬ ‫لصلحة المة‪ ،‬وأنه ينبغي إثارة الماهي استعدادا للكفاح‪ .‬وحينما أحس الخوان بأن الكومة تراوغ ف عرض‬ ‫القضية على ملس المن وتؤخر عرضها حفاظا على البقاء ف الكم‪ ،‬تغي موقفهم وصاروا يهاجونا‪ ،‬وأعلنوا أن‬ ‫من واجبهم «إثارة الماس بي الناس وإثارة روح البذل والتضحية لن القضية ف مصر‪ ،‬وليست ف أمريكا‪ ،‬وأن‬ ‫الحتكام هو استنفاذ للوسائل السلمية وامتحان للضمي العالي ومبادئ الرية والعدل»‪.‬‬ ‫لكن موقف الخوان الؤيد للحكومة عاد مرة ثانية حينما تقدم سفي مصر ف الوليات التحدة (ممود حسن)‬ ‫بذكرة من النقراشي أوضح فيها القضية الصرية ومطالب الصريي الوطنية الشروعة ف ‪ ،8/7/1947‬و قد أنكر‬ ‫الوفد على الكومة حق تثيل المة‪ ،‬فشنت ملة الخوان هجوما على حزب الوفد متهمة إياه بتحقيق أغراض‬ ‫النكليز ف تقيق الفرقة والنقسام‪ ،‬وأنه بذا يقوم بدور (الطابور الامس) الذي يعتمد عليه الحتلل‪ ،‬ودعا‬ ‫‪184‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫الخوان إل مظاهرة قادها البنا بنفسه لتأييد موقف الكومة‪ ،‬مع تأكيد على عدم العودة للمفاوضات‪ ،‬ونقلت‬ ‫ملتهم فقرات من بيان النقراشي ف ملس المن‪ ،‬وأطرت هذا البيان‪ ،‬ول ينع فشل القضية ف ملس المن‬ ‫الخوان من استقبال النقراشي استقبال حاسيا آملي أن يعينهم على الطوة التالية‪ ،‬وهي تعبئة الماهي وتيئتها‬ ‫لستخدام القوة ضد النكليز‪ ،‬ونشروا بيانا تركز أغلبه ف دعوة الدول العربية والسلمية لقاطعة اليئة الدولية‬ ‫والدول الوربية الت عارضت القضية الصرية ف ملس المن»‪.429‬‬ ‫أما عمر التلمسان الرجل الصريح الذي ل يشى اللوم‪ ،‬فيقولا بصراحة شديدة‪« :‬لعلكم تذكرون جيعا أن‬ ‫النقراشي باشا ذهب إل هيئة المم فأرسلنا نن من يؤيده هناك‪ ،‬والحزاب جيعها كانت تعارضه وتتهمه باليانة‪،‬‬ ‫بينما قلنا نن أنه مادام ف الارج ويدافع عن حقوق مصر ‪-‬كل مصر‪ -‬يب أن نسانده»‪.430‬‬ ‫وبعد كل هذا الري وراء الخوان من موقف لنقيضه أطلب من القارئ الذكي أن نقف قليل لنحاول أن نمع‬ ‫شتات أفكارنا فنقول‪:‬‬ ‫‪ - 1‬أيد الخوان النقراشي ف وزارته رغم كراهية كل الفئات له ث انقلبوا عليه‪.‬‬ ‫‪ - 2‬أيد الخوان النقراشي رغم تأييده الصريح لعاهدة صدقي‪ -‬بيفي الت وقع عليها وزير خارجية صدقي‬ ‫إبراهيم عبدالادي (الرجل الثان ف السعديي) ورئيس الوزارة بعد ذلك‪.‬‬ ‫‪ - 3‬رضى الخوان بالتحاكم للمم التحدة ومبادئ الرية والعدل والضمي العالي و‪.....‬‬ ‫‪ - 4‬قيام حسن البنا ‪-‬رحه ال‪ -‬بقيادة مظاهرة تأييدا للنقراشي وإرسال برقية للمم التحدة تأييدا له وإرسال‬ ‫مصطفى مؤمن معه ليؤيده ومهاجة الوفد ومكرم عبيد من أجله!!!‬ ‫‪ - 5‬انقلب الخوان على النقراشي وطلبهم من اللك إزاحته‪.431‬‬ ‫هذه هي مفاهيم الولء والباء الخوانية‪.‬‬ ‫وحسبنا ال ونعم الوكيل‪.‬‬ ‫هـ‪ -‬ول يقف المر عند هذا الد أيها القارئ الكري فبعد تنكيل النقراشي بالخوان وحل جاعتهم‪ ،‬وبعد‬ ‫تعذيب إبراهيم عبدالادي لم وقتل مرشدهم هدية للملك ف عيد ميلده‪.‬‬ ‫بعد كل هذا يشرق على الخوان فجر جديد‪ ،‬فيأت الضيب ويعرف الطريق إل سجل تشريفات قصر عابدين بل‬ ‫وإل اللك قاتل شيخه بل وإل مودة إبراهيم عبدالادي حت وإن غضب الخوان‪ ،‬وف هذا يقول عمر التلمسان‪:‬‬

‫‪429‬‬

‫‪430‬‬

‫‪431‬‬

‫الخوان السلمون والماعات السلمية ف الياة السياسية الصرية (‪ )1948 -1928‬ص‪ 112 :‬إل ‪.115‬‬ ‫الصور عدد ‪ 27 -2989‬ربيع الول ‪1402‬هـ‪ ،22/1/1982 -‬انظر أيضا‪ :‬ذكريات لمذكرات ص‪.154 :‬‬ ‫فاروق وسقوط اللكية ف مصر (‪ )1952 - 1936‬ص‪.707 ،706 :‬‬ ‫‪185‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫«ول يكن من أخلق الضيب أن يبيت على ضغن لحد‪ ،‬حت أنه زار إبراهيم عبدالادي ف إحدى الناسبات الت‬ ‫تستدعي الزيارة شرعا»‪.432‬‬ ‫وحقا فهمنا عبارة «إحدى الناسبات»‪ ،‬أما «شرعا» فلم نفهم ماذا ذهب ليفعل؟ هل ذهب ليتبأ منه؟ أم هل‬ ‫ذهب ليصدع ف وحهه بالق؟ أم هل ذهب ليجاهده؟ أم هل ذهب ليطالبه بدم حسن البنا رحه ال؟‬ ‫ويقول أيضا متباهيا‪« :‬كل الذي أعرفه ويعرفه الناس أن الرشد العام طلب لقابلة اللك فاروق فقابله وخرج‬ ‫يقول‪ :‬مقابلة كرية للك كري‪ .‬ورجال الثورة أخذوا عليه هذا‪ .‬وفعل مثل هذا يعطي فكرة عن قيادة الخوان‬ ‫وعن أساليبهم ف التعامل مع الكام‪ ،‬ونن لنريد أن نصطدم بأحد‪ ،‬ولقد زار الستاذ الضيب إبراهيم عبدالادي‬ ‫ف منله وهو الذي بدأ فكرة التعذيب مع الخوان!!»‪.433‬‬ ‫ويقول ممد الغزال ف ذلك‪«:‬خرج الخوان السلمون من منتهم بعد أن حلت جاعتهم وقتل إمامهم الشهيد‪،‬‬ ‫ولقوا أشد ألوان العذاب والتنكيل على يد حكومة السعديي ونواب السعديي ورئيس السعديي الجرم إبراهيم‬ ‫عبدالادي‪ .‬ومع ذلك فما كان الستاذ الضيب يسافر ف رحلة إل الصعيد حت ذهب إل زيارة نواب السعديي‪،‬‬ ‫وعلم الخوان بالب فغضبوا‪ ،‬وف اجتماع لعضاء اليئة التأسيسية ف القاهرة أثيت السألة‪ ،‬وثار الخوان لذه‬ ‫الزيارة‪ ،‬وطلبوا من الستاذ الرشد أل يزور أحدا من السعديي مرة أخرى‪ ،‬ولكنه ثار عليهم وقال‪« :‬إن سأزور‬ ‫السعديي‪ ،‬وسأتصل بإبراهيم عبدالادي أيضا» متحديا بذلك شعور الخوان وعواطفهم‪ ،‬فلما قوبل هذا الصرار‬ ‫بغضبة من الخوين الستاذين ممود الباوي وممد الضري‪ ،‬ترك اللسة وخرج غاضبا!»‪.434‬‬ ‫و‪ -‬ونتم هذه الفقرة بالتلمسان الذي يقول‪« :‬وإن أنس ل أنسى أن النقراشي ‪-‬غفر ال له‪ -‬قبض على الخوان‬ ‫الجاهدين وهم على أرض العركة ف فلسطي»‪.435‬‬ ‫ويقول أيضا‪«:‬لقيت من الرحومي إبراهيم عبدالادي وعبدالناصر‪ ،‬الكثي من الظلم‪ ،‬فلم أحقد ول أضمر‬ ‫سوءا»‪ .436‬وأين الب ف ال والبغض ف ال‪.‬‬ ‫وكانت ثرة علقة الخوان بالسعديي ماعلمه الناس جيعا من تنكيل السعديي بم وحل جاعتهم وقتل مرشدهم‬ ‫وسلب أموالم وهتك أعراضهم (العسكري السود)‪.‬‬ ‫ومع ذلك هل خرج الخوان بأي درس؟‬ ‫هل اعترفوا بأي خطأ؟‬ ‫‪432‬‬

‫‪433‬‬

‫‪434‬‬

‫‪435‬‬

‫‪436‬‬

‫ذكريات ل مذكرات ص‪.124 :‬‬ ‫الصور عدد ‪ 27 -2989‬ربيع الول ‪ 1402‬هـ‪.22/1/82 -‬‬ ‫الدعوة‪ -15/1/1954 :‬مقال (نريد الصلح)‪.‬‬ ‫ذكريات لمذكرات ص‪.272 :‬‬ ‫ذكريات لمذكرات ص‪.26 :‬‬ ‫‪186‬‬


‫الحصاد المر‬

‫الطلب الثالث ‪:‬‬

‫الخوان وإساعيل صدقي‬ ‫من الواقف الت ليكن تبيرها إل بجرد الرص على الصلحة ‪-‬مهما كانت التضحية بالعقائد بل حت‬ ‫وبالسمعة‪ -‬هو موقف الخوان من وزارة إساعيل صدقي الثانية‪ ،‬الت جاءت بعد وزارة النقراشي الول‪.‬‬ ‫أ‪ -‬من هو إساعيل صدقي‪:‬‬ ‫إذا أردنا أن نلخص من هو إساعيل صدقي ف كلمات قليلة فهو رأسإل شريك لليهود‪ ،‬متعاطف معهم ف قضية‬ ‫فلسطي‪ ،‬عميل للنكليز وداع للتفاهم معهم‪ ،‬علمان حت النخاع‪ ،‬مزور للنتخابات وباطش بموع الشعب‬ ‫وساحق لتنفاضاته‪ ،‬هذا هو إساعيل صدقي‪ ،‬وعن هذا يقول طارق البشري وهو يناقش مبرات الخوان ف‬ ‫التعاون مع على ماهر أو ممد ممود وأنه قد يكنه قبولا مع التسامح الكبي‪:‬‬ ‫«مع كل ذلك‪ ،‬يبقي تأييد الخوان لساعيل صدقي عصيا على التبير‪ .‬من وجهة نظر الركة الوطنية وصال‬ ‫الخوان معا‪ ،‬وصدقي بأي معيار من العايي هو رجل الصال الجنبية ف مصر‪ .‬ومن الناحية الوطنية ل يؤثر عنه إل‬ ‫العداء لكل فصائلها‪ .‬ومن الناحية الديقراطية هو من هو عداء لا‪ .‬ومن الناحية القتصادية هو ذو العلقة العضوية‬

‫‪187‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫الوثيقة برؤوس الموال الجنبية‪ ،‬وبالاليات الجنبية اليهودية الهيمنة على القتصاد وقتها‪ ،‬ول تكن تنقصه‬ ‫شجاعة الهر بكل ذلك‪ ،‬ولتنقصه شجاعة الهر وحيدا بعارضته لرب فلسطي ف ‪ ،1948‬ومن ناحية السلم‬ ‫والتغريب ل يؤثر عنه أنه تلى أو تمل بأي من آثار السلم ف أي من الجالت»‪.437‬‬ ‫وتقرر سهام نصار عنه أنه‪« :‬كانت تربطه باليهود علقات صداقة؟ وعلقات عمل فقد كان دانيال السيم‬ ‫كوارييل من أصدق أصدقائه‪ ،‬لذا وجدناه يتخذ مواقف معادية للفلسطينيي الذين كانوا يقيمون بصر‪ ،‬ويتبن‬ ‫موقفا ليتسم بأدن قدر من التعاطف معهم‪ ،‬فقد اعتقل عام ‪- 1925‬وهو وزير للداخلية‪ -‬الوطنيي الفلسطينيي‬ ‫الذين هتفوا ضد بلفور أثناء مروره على مصر لضور الحتفال بافتتاح الامعة العبية‪ ،‬وعندما تول رئاسة الوزارة‬ ‫عام ‪ 1930‬أغلق جريدة «الشورى» الفلسطينية لصاحبها ممد علي الطاهر‪ ،‬الذي كان من مؤيدي حزب الوفد‪،‬‬ ‫ف حي أبقى على جريدة «إسرائيل» الصهيونية»‪.438‬‬ ‫أما عن موقفه من بريطانيا فيلخصه طارق البشري‪« :‬كان ظن صدقي إذا أنه يكن تقيق اللء بالفاوضة مع‬ ‫إنشاء حلف عسكري إقليمي مع بريطانيا‪ ،‬وأن هذا سيؤدي إل تصفية السألة الوطنية‪ ،‬رغم أن الركة الوطنية‬ ‫وقتها كانت متنبهة لذا الثمن‪ ،‬الذي يكن أن يقدم مقابل اللء‪ ،‬فرفعت شعار اللء غي الشروط ورفض مبدأ‬ ‫التحالف أو الدفاع الشترك‪ .‬ويتأكد إخلص صدقي لبدأ التحالف با ذكره ف مذاكراته‪ ،‬إذ يصف بريطانيا بأنا‪:‬‬ ‫«البلد العظيم صديقنا وحليفنا»‪ .‬ويقول إن‪« :‬رغبتنا ف التحالف معهم ل تكن باجة إل التدليل عليها‪ ،‬كما أنه ل‬ ‫تكن بنا حاجة للبحث عن أمة كبية نساعدها وتساعدنا عند وقوع الطر‪ ...‬فإن بيننا وبي بريطانيا العظمي حلفا‬ ‫قائما فعل‪ ،‬ظهر أثره أثناء الرب الخية وجن النكليز من مزاياه بقدر ما جن الصريون»‪ ،‬أما بالنسبة لسألة‬ ‫السودان فقد حدد سياسته ف مقال ‪ 7‬فباير ذاته بأن‪« :‬مصر لتزال بالنسبة للسودان ف دور البحث‬ ‫والتفكي‪( ...‬ويب أن) يقضى على التعاقب ف مطلبينا الساسيي‪ :‬اللء ووحدة وادي النيل‪ ،‬ولو دعت الال‬ ‫إل مرور فترة من الوقت بي الطلب الول والطلب الثان»‪ .‬ومعن هذا أنه يرى فصل مسألة اللء عن مسألة‬ ‫السودان‪ ،‬وأن تقتصر الفاوضات على السألة الول‪ ،‬وذلك على خلف ما استقر ف تراث الكفاح الصري من‬ ‫وجوب حل السألتي معا‪ ،‬وعلى خلف الشعار الديد الذي بدأ يرفعه الشعب بعد الرب وهو اللء عن وادي‬ ‫النيل»‪.439‬‬ ‫ومن الدير بالذكر انه ل ين هذا البدأ على مستوى الركات السياسية ف تاريخ مصر إل حركتان‪ :‬الشيوعيون‬ ‫والضباط الحرار‪ ،‬وللعلم فهذا هو أيضا موقف أمريكا‪.440‬‬ ‫‪437‬‬

‫‪438‬‬

‫‪439‬‬

‫‪440‬‬

‫الركة السياسية ف مصر (‪ -)1952 – 1945‬القدمة ص‪.59 -58 :‬‬ ‫اليهود الصريون بي الصرية والصهيونية ص‪.35 :‬‬ ‫الركة السياسية ف مصر (‪ )1952 – 1945‬ص‪.94 :‬‬ ‫موجز تاريخ مصر ف القبة العلمانية (‪ )1986 - 1809‬ص‪.144 :‬‬ ‫‪188‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫وصدقي بعد ذلك هو الذي واجه إضرابات العمال بالديد والنار‪ ،‬وهو الذي زيف انتخابات ملس النواب‪.‬‬ ‫هذا هو صدقي مع الختصار الشديد‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬وجاء صدقي لرئاسة الوزراء‪:‬‬ ‫ونذكر القارئ الذكي أن صدقي جاء بعد سقوط وزارة النقراشي الول‪ ،‬وأن سقوطها جاء بالتفاهم مع‬ ‫الخوان‪ ،‬أو ما أساه أحد عادل كمال بالصفقة‪ ،‬وقد ذكرنا هذا من قبل‪ ،‬ولكن نعيده للتذكرة‪ .‬يقول أحد‬ ‫عادل‪:‬‬ ‫«النقراشي يترنح‪:‬‬ ‫كان الخوان السلمون هم زعماء تلك الركة وقادتا وجنودها‪ ،‬وطلب الامعة من ورائهم‪ .‬ولذلك حي وجه‬ ‫الستاذ البنا رسالة إل السراي يطلب فيها إخراج النقراشي من الكم فقد كان لذلك الطلب وزنه‪ ....‬بل كان‬ ‫ولو أنه ل يمل ذلك السلوب‪ -‬بثابة إنذار‪ ،‬وف منتصف الليل وقفت سيارة ملكية فاخرة ف الي الشعب‬‫اللمية الديدة أمام البيت التواضع الذي يسكنه الرجل الفقي الذي يهز الدولة ويهز العرش‪ ...‬حسن البنا‪.‬‬ ‫وطلب الرجل لقابلة عاجلة مع رئيس الديوان اللكي أحد حسني باشا‪ .‬وكان موقف حسن البنا ‪-‬رحه ال‪-‬‬ ‫حاسا وواضحا‪ ...‬لقد أساء النقراشي بالعتداء على أبنائنا الطلب الذين ل يقترفوا إثا إل الطالبة بأمانينا‬ ‫القومية‪ ...‬إنم ل يطلبوا إل جلء قوات الحتلل ووحدة وادي النيل‪ ،‬وهي مطالب مشروعة لينكرها إل‬ ‫خائن‪ ...‬ولذلك لبد أن يرج النقراشي من الوزارة‪ .‬ول يرج الرجل من سراي عابدين إل ومعه وعد بذلك‪.‬‬ ‫وسئل عن رأيه فيمن يلي الوزارة من بعد النقراشي‪ ،‬وأجاب بأنه ليهمه شخص من ييء‪ ...‬الهم سياسته‪.‬‬ ‫«مقابلة مع حسني باشا‬ ‫وف نفس الوقت كانت اتصالت أخرى تري معنا نن الطلب»‪.‬‬ ‫إل أن يقول أن حسني باشا قال‪« :‬إنه لذلك فهو ‪-‬جللة اللك‪ -‬عاتب علينا أشد العتب لا فعله الطلب ف‬ ‫الامعة‪ .‬وأجبنا بأن النقراشي أساء وضربنا‪ .‬قال‪ :‬هناك سلطة عليا ف البلد وهي اللك‪ ،‬وأنه كان باستطاعتنا أن‬ ‫نشكو النقراشي إل اللك‪ .‬قلنا‪ :‬إن النقراشي منع مظاهرة سلمية من الوصول إل قصر عابدين‪ ،‬وزج إخواننا ف‬ ‫السجون‪ ،‬وهو مازال يبحث عنا للقبض علينا‪.‬‬ ‫وانتهى الديث بيننا إل أن أصبح صفقة‪ :‬النقراشي يرج من الكم‪ ،‬ويفرج عن القبوض عليهم‪ ،‬وتفظ‬ ‫القضايا‪ ،‬ونن نقوم بظاهرة من الامعة إل قصر عابدين تتف بياة اللك حفاظا على كرامته ف البلد‪ .‬وقد‬ ‫ضحى اللك بالنقراشي‪ ،‬وكان كل مايهمه هيبته هو‪ .‬وكان مايهمنا سقوط النقراشي والفراج عن إخواننا»‬ ‫«وزارة إساعيل صدقي‪:‬‬

‫‪189‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫ذهب النقراشي ف فباير ‪ 1946‬وجاء من بعده إساعيل صدقي‪ ،‬ولصدقي باشا تاريخ أسود‪ ،‬فقد ترأس الوزارة‬ ‫قبل ذلك عام ‪ ،1930‬وف بعض الضرابات الطلبية الت أثارها ضده خصومه أمر البوليس فاقتحم الدارس‬ ‫وضرب الطلب بالرصاص ف الفصول‪.‬‬ ‫عاد إساعيل صدقي‪ ،‬وبدأ يطب ود الخوان ويطلب ‪-‬علنية‪ -‬الصفح عن ماضيه‪ ،‬ويستشهد ف سبيل ذلك‬ ‫بستقبله وما سوف يفعل‪.‬‬ ‫لقد كان الظن أن اللك سيعهد بالوزارة إل خاله شريف صبي‪ ،‬فلما عدل عن ذلك فجأة إل إساعيل صدقي‬ ‫ظن الرجل أن حسن البنا ‪-‬رحه ال‪ -‬هو الذي طلبه‪ ،‬ولعله نا إل علمه أن مقابلة تت بي حسن البنا ‪-‬رحه‬ ‫ال‪ -‬وأحد حسني‪ ،‬ومر على دار الخوان باللمية الديدة فلم يد الرشد العام‪ ،‬فانصرف بعد أن ترك له بطاقة‪،‬‬ ‫وترى الستاذ البنا وقتا يعلم غياب صدقي عن مكتبه‪ ،‬فرد له الزيارة وترك له بطاقته‪ ،‬ورأى الخوان أن ينحوا‬ ‫الرجل الفرصة الت استجداها»‪.441‬‬ ‫ويؤكد هذا فريد عبدالالق بشيء من التفصيل‪« :‬وجاءت من بعدها حكومة صدقي ول يكن حزبيا‪ ،‬وكان واقعيا‬ ‫ولس ف واقع الياة الصرية أن الخوان صاروا العنصر الفعال ف الركات الشعبية العملية العبة عن سخط‬ ‫المة‪ ،‬ورأى خطورة الوقف بالنسبة لستقبل البلد‪ ،‬فقرر أن ليقبل هذا النصب إل إذا اطمأن إل تأييد من هذه‬ ‫اليئة الشعبية واتصل صدقي بالرشد‪ ،‬وكاشفه باتاه النية إل اختياره لرئاسة وزارة غي حزبية لفاوضة النكليز‪،‬‬ ‫وعرض الرشد المر على الماعة وانتهى الخوان إل رأي‪ .‬واعتذر صدقي عن ماضيه السياسي بأنه كان يتعامل‬ ‫مع خصومه على أساس الساليبب الزبية الت لتتقيد بآداب‪ ،‬وإنا تصدر عن الكيد الشخصي والزب‪ ،‬وأنه وقد‬ ‫تطورت الياة السياسية ف مصر‪ ،‬ونشأت فيها هذه اليئة الت تقوم على الدين واللق‪ ،‬فإن «أخلع ثوب القدي‬ ‫وأفتح صفحة جديدة»‪ .‬واجتمعت اليئة التأسيسية ودرست الوقف من كل جوانبه‪ ،‬واتذت قرارها بقبول مبدأ‬ ‫التفاهم على أساس الد الدن الذي ليقبل الخوان بأقل منه من مطالب البلد ف اللء والستقلل ووحدة‬ ‫وادي النيل‪ .‬ووافق صدقي على هذا الد الدن‪ ،‬وأعطي اليثاق على نفسه بذلك»‪.442‬‬ ‫والذي يذكره الستاذ فريد غي دقيق‪ ،‬فإن رأي صدقي ف الفاوضة والتحالف وإرجاء مسألة السودان ل يكن‬ ‫مهول‪ ،‬بل هو قد نادى إبان وزارة النقراشي بآرائه هذه ف برقيته إل ملس النواب ف ‪ ،2/8/1945‬والت‬ ‫نشرتا الهرام وف مقاليه ف ‪ 1/1946/ 17‬و ‪.4437/2/1946‬‬ ‫إذن فصدقي وآراؤه ف الفاوضات ل تكن مهولة‪ ،‬فإذا جاء الخوان بعد ذلك وعارضوه ف اتفاقية صدقي‪-‬‬ ‫بيفي‪ ،‬وقالوا خدعنا ف الرجل‪ ،‬ل يقبل منهم ذلك‪ ،‬خاصة وأنم ‪-‬وهم من هم خبة ف السياسة الصرية‪ ،‬بل هم‬ ‫‪441‬‬

‫‪442‬‬

‫‪443‬‬

‫النقاط فوق الروف‪ -‬الخوان السلمون والنظام الاص ص‪.139 -137 :‬‬ ‫الخوان السلمون ف ميزان الق ص‪.40 ،39 :‬‬ ‫الركة السياسية ف مصر (‪ )1952 – 1945‬ص‪.94 ،93 ،24 :‬‬ ‫‪190‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫أساتذة التحالفات والنقلبات الزبية والسياسية‪ -‬أخب منا ألف مرة بالرجل‪ .‬أول تقرأ معي ياأخي القارئ الذكي‬ ‫قول أحد عادل كمال السابق‪« :‬ولصدقي باشا تاريخ أسود»‪.‬‬ ‫ولاذا ل يتضمن الد الدن من التفاق مع صدقي ‪-‬على حد تعبي فريد عبد الالق‪ -‬أي ذكر لتطبيق الشريعة‬ ‫ولقضية فلسطي؟ وصدقي هو صديق اليهود والعارض لي قتال معهم‪ ،‬ماذا قدم صدقي للسلم ولفلسطي حت‬ ‫يؤيد هذا التأييد؟ كما سنيد المر تفصيل لحقا‪.‬‬ ‫بل إن بعض الروايات تقول إن حسن البنا ‪-‬رحه ال‪ -‬شارك ف اختيار صدقي فالدكتورة لطفية سال تقول عن‬ ‫علقة الخوان باللك ف تلك الفترة‪« :‬ومع القلقل والضطرابات والوقف العادي الذي اتذه الطلبة من فاروق‪،‬‬ ‫قرر العتماد عليهم [أي الخوان] لنقاذ الوقف‪ ،‬ويسجل بوكر للندن ذلك‪ ،‬ويبي أنم عائدون إل أحضان‬ ‫القصر مرة أخرى‪.‬وبدا ذلك واضحا‪ ،‬فعندما وقع اختيار اللك على تول إساعيل صدقي الوزارة‪ ،‬بعث برسول‬ ‫إل حسن البنا ليستشيه ف أمر ميء رئيس الوزراء الديد‪ ،‬ول يب ظن فاروق‪ ،‬فقد سر الرشد العام من أنه‬ ‫أصبح يستشار ف أمر السياسة العليا‪ ،‬ووافق موافقة تامة على الختيار‪ ،‬وف اليوم التال لتأليف الوزارة ذهب‬ ‫إساعيل صدقي إل الركز العام للخوان وترك بطاقة‪ ،‬ورد له حسن البنا الزيارة‪ ،‬ووقف زعيم الخوان ف الامعة‬ ‫يوجه الشكر للملك على استقالة النقراشي‪ ،‬ويشيد برئيس الوزراء الديد»‪.444‬‬ ‫وهذه الرواية إن صحت تدل على أن الخوان ل يفاجأوا بصدقي‪ ،‬بل اختاروه وهم يعلمون موقفه من الفاوضات‬ ‫والتحالف مع النكليز‪ ،‬وهذه الرواية متسقة مع رواية أحد عادل كامل السابقة عن مقابلة أحد حسني والبنا‬ ‫وإصرار البنا على ذهاب النقراشي‪.‬‬ ‫بل إن البنا ‪-‬رحه ال‪ -‬نفسه له رأي عجيب ف التحالف بي مصر والغرب بعد الستقلل‪ ،‬فقد نشرت صحيفة‬ ‫(الخوان السلمون) حديثا للمرشد العام ‪-‬رحه ال‪ -‬أجاب فيه على أسئلة مراسل أمريكي تدور حول إمكانية‬ ‫التصدي لثورة بلشفية قد توجدها روسيا ف الشرق الوسط‪ ،‬وأجاب بضرورة الرتباط بحالفات مع دول الغرب‬ ‫بعد الستقلل‪ ،‬تسهم بقتضاها هذه الدول ف تكوين جيوش ملية وصناعات عسكرية‪ ،‬تكن أهل النطقة من‬ ‫التصدي لثل هذه الثورة‪ ،‬وحت يتدخل للشتراك ف صدها‪ ،‬على أنه ل يب اتاذ دول الغرب من هذا الحتمال‬ ‫تكأة للماطلة ف اللء‪.445‬‬

‫فاروق وسقوط اللكية ف مصر (‪ )1952 - 1936‬ص‪.705 ،704 :‬‬ ‫الخوان السلمون والماعات السلمية ف الياة السياسية الصرية (‪ )1948 -1928‬ص‪ -188 :‬نقلها عن‪ :‬الخوان‬ ‫السلمون‪ 29 -‬صفر ‪1365‬هـ‪ -2/2/1946 -‬حديث للمرشد العام مع الستر سبنسر الراسل الرب المريكي‪.‬‬ ‫‪444‬‬

‫‪445‬‬

‫‪191‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫ج‪ -‬وبدأ الخوان يأيدون إساعيل صدقي بوضوح‪:‬‬ ‫وخطب زعيم الخوان بالامعة مصطفى مؤمن مثنيا على وعود إساعيل صدقي ف الفاوضة‪ ،‬مستشهدا بالية‬ ‫الكرية‪﴿ :‬واذكر ف الكتاب إساعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسول نبيا﴾‪.446‬‬ ‫وعن هذه الحداث يكي صبي أبو الجد‪« :‬وما من مظاهرة خرجت ‪-‬بعد أن منع إساعيل صدقي الظاهرات‪-‬‬ ‫الت كان يدعو لقيامها يوم أن ألف الوزارة‪ ،‬مامن مظاهرة عارضت وزارة إساعيل صدقي إل وتصدى شباب‬ ‫الخوان السلمي لا بالسكاكي والعصي‪.‬‬ ‫وإنن لذكر يوما دخل فيه طلب الخوان السلمي بقضهم وقضيضهم إل قاعة الحتفالت الكبي بامعة فؤاد‬ ‫جامعة القاهرة الن‪ -‬بعد أن كسروا البواب وت عقد مؤتر كبي لتأييد إساعيل صدقي‪ ،‬افتتحه الخ والصديق‬‫الهندس الكبي مصطفى مؤمن بقوله تعال وهو أصدق القائلي‪﴿ :‬واذكر ف الكتاب إساعيل إنه كان صادق‬ ‫الوعد وكان رسول نبيا﴾»‪.447‬‬ ‫فانظر كيف بلغ تلق الخوان للحكام أن خلعوا عليهم صفات النبياء‪ ،‬رغم اعترافهم بتاريخ صدقي السود‪.‬‬ ‫أليس هذا استخفافا بالقرآن بالستدلل به ف غي ماأنزل؟‬ ‫د ‪ -‬تأييد صدقي ف الفاوضات ث العدول عن ذلك‪:‬‬ ‫يقول زكريا سليما بيومي‪« :‬وف الوقت الذي طالبت فيه الماعة بالوقوف خلف صدقي لنجاح الفاوضات ف‬ ‫مقابل أن يتعهد صدقي بالعداد للجهاد العام ف حالة فشلها‪ ،‬كان الوفد يعارض مفاوضات صدقي ل لنه‬ ‫يرفضها كوسيلة للكفاح بل لكونه يرى ف صدقي أنه ليثل الغلبية‪ ،‬ويسعى لخراجه من الكم‪ ...‬ث عادت‬ ‫الماعة وأعلنت رفضها التام للمفاوضات‪ ،‬واعتبته وسيلة الضعفاء داعية إل عرض القضية على ملس‬ ‫المن‪.448»...‬‬ ‫ولا عاد من لندن بعد توقيع العاهدة بالحرف الول هاجه الخوان هجوما شديدا ونسوا أنه صدقي صادق‬ ‫الوعد؟؟؟‬ ‫هـ ‪ -‬وقد استفاد الخوان من تأييدهم لصدقي‪:‬‬ ‫وف هذا يقول زكريا بيومي‪« :‬وقد استطاعت جاعة الخوان الصول على بعض التسهيلت من جانب حكومة‬ ‫صدقي من أهها ترخيص باصدار صحيفة يومية ف مايو ‪ ،1946‬وامتيازات ف شراء ورق الطباعة بالسعار‬ ‫الرسية‪ ،‬وتسهيلت خاصة بالوالة تتمثل ف تفيض سعر زيها الرسي وحرية استخدام العسكرات ومنح قطع من‬ ‫الرض لقامة الناطق اللزمة ف الناطق الريفية‪ ،‬كما ضمت الكومة ممد حسن العشماوي كوزير للمعارف‬ ‫‪446‬‬

‫‪447‬‬

‫‪448‬‬

‫الركة السياسية ف مصر (‪ )1952 – 1945‬ص‪.108 :‬‬ ‫سنوات الغضب‪ -‬مقدمات ثورة ‪ 23‬يوليو ‪ 1952‬ص‪.28 :‬‬ ‫الخوان السلمون والماعات السلمية ف الياة السياسية الصرية (‪ )1948 -1928‬ص‪.229 :‬‬ ‫‪192‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫وهو معروف بيوله الدينية‪ ،‬وكذلك تتعت الماعة ببعض الساعدات غي الباشرة من وزارت التعليم والشئون‬ ‫الجتماعية»‪.449‬‬ ‫وينقل الصباغ تقريرا للقائم بالعمال البيطان يقول فيه عن صدقي‪« :‬هذا جزء من اللعبة الدياجوجية‪ ،‬لقد ألغى‬ ‫تدابي الكومة السابقة بنع اجتماعات الخوان السلمي‪ ،‬وكلف حسن رفعت باشا وكيل وزارة الداخلية من‬ ‫جانب صدقي باشا بتنفيذ هذه السياسة»‪ .‬أما الفوضية المريكية فقد كتبت إل واشنطن تقول‪« :‬يتزايد تنظيم‬ ‫الخوان كل يوم كقوة سياسية‪ ،‬وبالذات منذ تول صدقي باشا السلطة‪ ،‬وقد رفع رئيس الوزراء الظر الذي‬ ‫فرضه النقراشي باشا على اجتماعات الخوان‪ ،‬وهو يامل الخوان‪ ،‬ربا بدعم مإل بأمل فصم ارتباطهم‬ ‫بالوفد»‪.450‬‬ ‫وقد يسأل سائل فيقول‪ :‬وما الضرر ف أن يستفيد الخوان من تناقضات السياسة لتمهيد السبيل لدعوتم؟‬ ‫والواب بسيط‪ :‬الستفادة من تناقضات السياسة لتمهيد السبيل للدعوة ل ضرر فيها إذا ل تكن على حساب‬ ‫الدعوة‪ ،‬وإذا ل تؤد للصاق صفات النبياء بأصحاب التاريخ السود‪ ،‬فهاهنا الضرر الكب‪.‬‬ ‫ونتم كلمنا عن صدقي برأي صريح للمرشد الثالث عمر التلمسان‪-‬يبعث اليأس ف النفس‪ -‬يقول فيه‪:‬‬ ‫«وأنا رغم وفديت‪ ،‬كان ل ف الرحوم إساعيل صدقي باشا رأي أخالف به الكثيين‪ .‬فالق أن صدقي باشا ل‬ ‫يكن مبوبا من الشعب‪ ،‬وكان قاسيا ف حكمه على الماهي‪ ،‬وكان يصف الشعب الصري بأنه شعب كل‬ ‫حكومة! وقد كان مطئا ف نظرته‪ ،‬استبداديا ف معاملته للجماهي‪ ،‬لكن كنت أراه سياسيا واقعيا‪ ،‬يدير سياسته‬ ‫على أساس من الواقع الذي يعيش فيه‪ .‬كانت سياسته أن القوق إذا استحال الصول عليها كلها‪ ،‬فمن الي أن‬ ‫يصل عليها جزءا بعد جزء‪ ،‬وف هذه السياسة مال يضر‪ ،‬إذا ما تتابعت الهود»‪. 451‬‬

‫‪449‬‬

‫‪450‬‬

‫‪451‬‬

‫الخوان السلمون والماعات السلمية ف الياة السياسية الصرية (‪ )1948 -1928‬ص‪.107 ،106 :‬‬ ‫حقيقة التنظيم الاص ودوره ف دعوة الخوان السلمي ص‪.477 ،476 :‬‬ ‫ذكريات لمذكرات ص‪.22 :‬‬ ‫‪193‬‬


‫الحصاد المر‬

‫الطلب الرابع ‪:‬‬

‫الخوان وحزب الحرار الدستوريي‬ ‫حزب الحرار الدستوريي هو حزب كبار ملك الراضي وحزب عتاة العلمانيي التحالفي معهم من أمثال طه‬ ‫حسي ولطفي السيد‪ ،‬ومع ذلك نرى ممود عبدالليم يصف رئيس الزب ممد باشا ممود بأنه كان حريصا ف‬ ‫مسلكه الشخصي على آداب السلم‪ ،‬ويتعجب البشري من هذه التفرقة بي الوفد الذي اعتاد الخوان مهاجته‬ ‫وبي مدحهم لحمد ممود‪« :‬فإن الرجل كان على رأس حزب الحرار‪ ،‬والحرار أدن تيارات السياسة الصرية‬ ‫لوجة التغريب الفكري والضاري‪ ،‬وأدناهم صلة بالحتل النكليزي‪ .‬وهم أنفسهم خلفاء حزب المة‪ .‬ول أظن‬ ‫هجوما يري من الخوان على الوفد‪ ،‬إل فيما يكون أخذه الوفد من حزب المة‪ ،‬وإل فيما يتشابه فيه الوفد مع‬ ‫الحرار»‪.452‬‬ ‫‪452‬‬

‫الركة السياسية ف مصر (‪ -)1952 – 1945‬القدمة ص ‪.58‬‬ ‫‪194‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫ومن الدير بالذكر أن حسن البنا ‪-‬رحه ال‪ -‬لا نقل إل قنا ف وزارة حسي سري بأمر النكليز تدخل نواب‬ ‫ورئيس حزب الحرار الدستوريي لعادة النقل وف هذا ينقل ممود الصباغ عن هيكل باشا ف مذاكراته‪:‬‬ ‫«أدى نقل البنا إل مال يؤد إليه نقل مدرس غيه‪ ،‬جاءن غي واحد من النواب الدستوريي ياطبن ف إعادته إل‬ ‫القاهرة ويرجون ف ذلك بإلاح‪ ،‬ولا ل أقبل هذا الرجاء‪ ،‬ذهب هؤلء إل رئيس الزب عبدالعزيز فهمي باشا‬ ‫وطلبوا إليه أن ياطبن ف المر‪ ،‬وخاطبن الرجل فذكرت له أن حسي سري باشا هو الذي طلب نقل الشيخ‬ ‫بجة أن له نشاطا سياسيا‪ ،‬وأن النشاط السياسي مرم على رجال التعليم‪ ،‬كما أنه مرم على غيهم من الوظفي‪،‬‬ ‫وأنه لمانع عندي من إعادة الرجل إل مدرسة الحمدية بالقاهرة‪.‬‬ ‫وخاطب عبدالعزيز باشا رئيس الوزراء ف المر‪ ،‬وذكر له إلاح طائفة من النواب الدستوريي ذوي الكانة‪،‬‬ ‫وأبدى ل سري باشا أنه ليرى مانعا من إعادة الرجل إل القاهرة فأعدته»‪.453‬‬ ‫وقد نقلنا من قبل كيف تدخل اللك للضغط لعادة البنا فلياجع‪.454‬‬ ‫أما عمر التلمسان بصراحته العهودة فيقول‪ :‬إن الوفد كان يضعه على قوائم مرشحيه ف القليوبية وأيضا الحرار‬ ‫الدستوريي وف نفس الوقت كان ف الخوان السلمي‪ ،‬وأن ممد عبدالرحن نصي كان من الحرار الدستوريي‬ ‫وعضوا ف اليئة التأسيسية للخوان‪ ،‬فتأمل‪.455‬‬

‫خاتة‬ ‫____________‬ ‫كانت هذه أيها القارئ الكري جولة مضنية ف تاريخ الخوان‪ ،‬حاولت فيها أن أدلل على اللل العقائدي‬ ‫والنهجي الذي بدأ يتسلل إل صفوف الخوان بدءا من تأييد اللك منذ نشأة الخوان ف الساعيلية إل تأييدهم‬ ‫لسن مبارك‪.‬‬ ‫والن بعد تلك الولة فإن أدعو كل مسلم حريص على دينه والدفاع عنه ضد هجمات الملة الصليبية اليهودية‬ ‫الديدة وضد أعوانا التحكمي ف رقاب السلمي‪ ،‬أدعوه لن يقرأ هذا الكتاب جيدا‪.‬‬ ‫فإما أن يد ما فيه حقا‪ ،‬فأسأله ‪-‬بق ال والسلم‪ -‬أن ينشره‪ ،‬ويبلغ ما فيه‪ ،‬ويعمل به‪.‬‬ ‫وإما أن يد أن الخوان أبرياء ما اتمتهم به‪ ،‬وأن أدلت ليست كافية لثبات اتامات‪ ،‬وأن الخوان كانوا ول‬ ‫زالوا متمسكي بالولء للمؤمني والباءة من الكافرين‪ ،‬وأنم يتصدون للعدو الصليب اليهودي ف كل مكان‬ ‫‪453‬‬

‫حقيقة التنظيم الاص ودوره ف دعوة الخوان السلمي ص‪.467 :‬‬

‫‪ 4 5 4‬الباب الثان‪ :‬مواقف الخوان مع الكومات ف مصر خلل ستي عاما‪ /‬الفصل الثان‪ :‬الخوان والكام‪ /‬الطلب الول‪ :‬الخوان‬ ‫واللك‪ - 6 /‬تدخل للملك لعادة البنا بعد نقله والفراج عنه بعد اعتقاله [ ‪1 9 4 1‬م]‪.‬‬ ‫ذكريات لمذكرات ص‪ ،151 ،24 :‬الصور‪ :‬عدد ‪ 27 - 2989‬ربيع الول ‪1402‬هـ‪ 1982 /22/1 ،‬ص‪.17 :‬‬ ‫‪455‬‬

‫‪195‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫وزمان ل ينتظرون إذنا من حاكم‪ ،‬ول يصرون مواجهتهم ف البلد الحتل‪ ،‬ول يتعاونون مع الحتل الغازي لديار‬ ‫السلم ف مالسه الت تسبغ الشرعية على غزوه‪ ،‬وأنم يتصدون للطواغيت الاثي على صدورنا باليد واللسان‪،‬‬ ‫وأنم ل يدخرون فرصة للعداد للعهم ومنابذتم والصدام معهم‪ ،‬وأنم يؤمنون باكمية الشريعة ويرفضون‬ ‫حاكمية الماهي‪ ،‬ول يؤمنون بالنتخابات الت تدار على أساس من الدستور العلمان والقانون الوضعي‪ ،‬وأنم ل‬ ‫يتعاونون مع الكومات العلمانية العميلة على استقرار أمنها‪ ،‬بل هم يتعاونون مع إخوانم الجاهدين ف كل‬ ‫مكان على جهاد الصليبيي واليهود وأعوانم الطغاة من أمثال مبارك وآل سعود ومشرف وكره زي‪.‬‬ ‫فحينئذ سأكون أسعد الناس بعدم كفاية أدلت‪ ،‬وأحد ال أن قد اتفقت معه على الق حت وإن ل يقتنع بأدلت‪،‬‬ ‫وأناشده حينئذ ‪-‬بق ال والسلم‪ -‬أن ينشر ما يعتقد‪ ،‬ويبلغه‪ ،‬ويعمل به‪.‬‬ ‫وإما أن يعتب أن ما أدعو إليه باطل‪ ،‬وأن ما يدعو إليه الخوان من التقلب بي التأييد والعاداة للطواغيت‪ ،‬واليان‬ ‫باكمية الماهي‪ ،‬وأن الكومات الت تكمنا مسلمة‪ ،‬وأن الصدام السلح معهم منوع وحرام‪ ،‬وأن مواجهة‬ ‫الصليبيي واليهود ل تكون إل بإذن حكامنا العملء وف البلد الذي احتلوه‪ ،‬وأل حرج من التعاون مع الغاري‬ ‫الحتل ف مالس تعترف بشرعية الحتلل‪ ،‬وأن سعادة العمل السلمي وفوزه هو ف الصول على اعتراف‬ ‫قانون بزب مدن ذي مرجعية إسلمية‪ ،‬يؤمن بالديقراطية والرابطة الوطنية الت تسوي بي السلم وغي السلم‬ ‫من أبناء الوطن الواحد‪ ،‬وتفرق بي السلمي من غي أبناء الوطن الواحد‪ ،‬وأن كل ذلك الذي يدعو إليه الخوان‬ ‫هو الق والفوز والنجاح‪ .‬فهذا إذن هو الداء العضال‪ .‬وأدعو صاحب هذا الفهم لن يراجع عقيدته على أساس‬ ‫من الكتاب والسنة وفهم السلف الصال‪ ،‬فإن المر جد خطي فقد قال النب @‪" :‬النة أقرب إل أحدكم من‬ ‫شراك نعله‪ ،‬والنار مثل ذلك"‪ .456‬ول أملك له إل الدعاء بأن يمع ال بين وبينه والسلمي على الق الذي‬ ‫يرضيه‪.‬‬ ‫وإذا كانت هذه هي دعوت لكل مسلم حريص على دينه وحريص على الدفاع عنه ضد الصليبيي واليهود‬ ‫وعملئهم الطواغيت‪ ،‬فإن أدعو كل فرد من الخوان السلمي خاصة أن يقرأ هذا الكتاب‪ ،‬وأن ياول الستفادة‬ ‫من النقد الوارد فيه‪ ،‬فقد قال علي ‪-‬كرم ال وجهه‪ -‬لن قال له‪ :‬أطلحة والزبي كانا على باطل؟ (يا هذا إنه‬ ‫ملبوس عليك‪ .‬إن الق ل يعرف بالرجال‪ .‬اعرف الق تعرف أهله)‪.457‬‬ ‫فإن أزعم أن الخوان السلمي ل بد لم من وقفة تصحيحية لسار الركة‪ ،‬خاصة بعد سقطتهم التاريية بتأييد‬ ‫حسن مبارك ف انتخابات عام ‪ ،1987‬وبعد اكتفائهم بالظاهرات والبيانات والؤترات والشاركة ف مالس‬ ‫الحتلي بعد الملة الصليبية على أفغانستان والعراق‪.‬‬ ‫‪ 456‬صحيح البخاري‪ -‬كتاب الرقاق‪ -‬باب النة أقرب إل أحدكم من شراك نعله والنار مثل ذلك‪ -‬حديث رقم‪ 6123 :‬ج‪ 5 :‬ص‪:‬‬ ‫‪.2380‬‬ ‫‪457‬‬

‫فيض القدير ج‪ 4 :‬ص‪.1 7 :‬‬ ‫‪196‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫وف ختام هذا الكتاب فإن أمد يدي لكل مسلم داعيا إل الوحدة تت راية التوحيد والولء للمؤمني والباءة من‬ ‫الكافرين‪ ،‬والتصدي للحملة الصليبية اليهودية الديدة بالنفس والال واليد واللسان‪ ،‬والعمل الاد على خلع‬ ‫الطواغيت أذناب الصليبيي واليهود‪ ،‬وبذل كل غال ونفيس ف جهادهم وقتالم وخلعهم‪ ،‬فهلم إل توحيد الكلمة‬ ‫تت كلمة التوحيد‪.‬‬ ‫ت وَإِلَ ْيهِ ُأنِيبُ﴾ [هود ‪.]88‬‬ ‫ت َومَا َت ْوفِيقِي إِلّ بِال ّلهِ َعلَ ْيهِ َتوَ ّك ْل ُ‬ ‫ح مَا اسْتَ َط ْع ُ‬ ‫﴿إِ ْن ُأرِيدُ إِلّ ا ِلصْلَ َ‬ ‫وآخر دعوانا أن المد ل رب العالي‪ ،‬وصلى ال على سيدنا ممد وآله وصحبه أجعي‪.‬‬

‫ملحق‬ ‫بيان للناس من الخوان السلمي‬ ‫‪--‬‬‫إن من أخطر الظواهر الت صاحبت ول تزال تصاحب هذه الرحلة التاريية عند ملتقى مسارات النسانية‬ ‫الختل فة اختلط الفاه يم وتشا بك اليوط والطوط وذيوع النطباعات الاطئة عن الخر ين وكل ها أمور ل عب‬ ‫العلم العالي ف خلقها وتزكيتها دورا بالغ الطورة جسيم الضرر‪.‬‬ ‫و قد أ صابت ال سلمي من ذلك كله سهام طائ شة م سمومة صورتم ك ما لو كانوا شعو با بدائ ية هج ية‬ ‫مردة من الس النسان والوعي العقلي والتجربة العملية لسنة التطور والتقدم‪ ،‬منكرة حقوق الخرين ف الياة‬ ‫وف الرية وف اختلف الرأي وتباين النظر‪ ...‬حت أوشكت الدنيا أن تسيء الظن بكل ما هو إسلمي وكل من‬ ‫هو مسلم‪.‬‬ ‫ومن المانة أن نعترف جيعا بأن جزءا من السئولية من هذا اللط الظال يقع على عاتق السلمي لا يقدمه‬ ‫بعضنا من أفكار ورؤى‪ ،‬وما يارسونه من مواقف عملية تشهد لذا الظن السيئ وتفتح أبواب التوجس الشروع‬ ‫وغ ي الشروع وتنسب إل السلم ‪-‬وسط ذلك كله‪ -‬أمورا ل أصل لا فيه‪ ،‬ول شاهد لا من مبادئه وقواعده‬ ‫ونصوصه فضل عن قيمه العليا ومقاصده الكبى‪.‬‬ ‫وإذا كان الخوان السلمون قد رأوا أن من حق الناس عليهم وحقهم على أنفسهم أن يعلنوا بنبة عالية‬ ‫وصوت جهي وحسم ل تردد فيه موقفهم الواضح من عدد من القضايا الكبى الت هي موضع الوار القائم بي‬ ‫‪197‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫أصـحاب الضارات الختلفـة‪ ...‬فأصـدروا فـ العام الاضـي بيانات تدد موقفهـم الصـريح مـن قضايـا الشورى‬ ‫والتعددية السياسية وحقوق الرأة‪.‬‬ ‫وإذا كانت هذه البيانات فيما نعلم قد لقيت قبول عاما لدى النصفي والباحثي عن القيقة‪ ...‬الذين‬ ‫يسعدهم أن يلتقي الناس جيعا على الي والعدل والق‪ ...‬فإن استمرار ماولت التشكيك وسوء الظن التعمد‬ ‫واختلق القاو يل والراج يف‪ ،‬إضرارا بالتيار الضاري ال سلمي ف عمو مه‪ ،‬وردا على من ياربو نه وير صون‬ ‫على إزاحته من الطريق يعلنا نعود من جديد لنعلن ف وضوح كامل موقفنا من القضايا الكبى الت تشغل أمتنا‬ ‫وتشغل الناس من حولنا‪.‬‬ ‫وأول هذه القضايا‪ :‬قضية الوقف العام من الناس جيعا مسلمي وغي مسلمي‪.‬‬ ‫وه نا نبادر فنقول‪ :‬إن موقف نا من هذه القضا يا و من غي ها ل يس مرد مو قف انتقال واختباري قائم على‬ ‫الستحسان وإنا هو موقف منتسب إل السلم ملتزم ببادئه صادر عن مصادره‪ ..‬وعلى رأسها كتاب ال تعال‬ ‫والسنة الصحيحة الثابتة عن نبيه صلى ال عليه وسلم‪.‬‬ ‫والخوان السلمون يرون الناس جيعا حلة خي‪ ،‬مؤهلي لمل المانة والستقامة على طريق الق وهم ل‬ ‫يشغلون أنفسهم بتكفي أحد إنا يقبلون من الناس ظواهرهم وعلنيتهم ول يقولون بتكفي مسلم مهما أوغل ف‬ ‫العصية فالقلوب بي يدي الرحن‪ ،‬وهو الذي يؤت النفوس تقواها وياسبها على مسعاها‪.‬‬ ‫ونن الخوان نقول دائما‪ :‬إننا دعاة ولسنا قضاة‪ ،‬ولذا ل نفكر ساعة من زمان ف إكراه أحد على غي‬ ‫معتقده أو ما يدين به ونن نتلو قوله تعال {ل إكراه ف الدين}‪.‬‬ ‫وموقفنا من إخواننا السيحيي ف مصر والعال العرب موقف واضح وقدي ومعروف‪ ،‬لم ما لنا وعليهم ما‬ ‫علينا وهم شركاء ف الوطن وإخوة ف الكفاح الوطن الطويل‪ ،‬لم كل حقوق الواطنة الادي منها والعنوي الدن‬ ‫منها والسياسي والب بم والتعاون معهم على الي فرائض إسلمية ل يلك مسلم أن يستخف با أو يتهاون ف‬ ‫أخذ نفسه بأحكامها ومن قال غي ذلك فنحن براء منه وما يقول ويفعل‪.‬‬ ‫إن ساسة العال وأ صحاب الرأي ف يه يرفعون هذه اليام شعار التعدد ية وضرورة الت سليم باختلف رؤى‬ ‫الناس ومذاهبهم ف الفكر والعمل‪.‬‬ ‫والسلم منذ بدأ الوحي إل رسول ال صلى ال عليه وسلم يعتب اختلف الناس حقيقة كونية وإنسانية‬ ‫ويقيـم نظامـه السـياسي والجتماعـي والثقافـ على أسـاس هذا الختلف والتنوع {وجعلناكـم شعوبـا وقبائل‬ ‫لتعارفوا}‪.‬‬

‫‪198‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫والتعددية ف منطق السلم تقتضي العتراف بالخر كما تقتضي الستعداد النفسي والعقلي للخذ عن‬ ‫هذا الخر فيما يري على يديه من حق وخي ومصلحة‪ ..‬ذلك أن الكمة ضالة الؤمن أن وجدها فهو أحق الناس‬ ‫ب ا‪ ،‬لذلك يظلم ال سلم وال سلمي أ شد الظلم من ي صورهم جا عة مغل قة منحازة وراء ستار يعزل ا عن العال‪،‬‬ ‫ويول بينها وبي تبادل الخذ والعطاء مع شعوبه‪.‬‬ ‫والخوان ال سلمون يؤكدون ‪ -‬من جد يد‪ -‬التزام هم بذا الن ظر ال سلمي ال سديد الرش يد‪ ،‬ويذكرون‬ ‫أتباعهم والخذين منهم بأن على كل واحد منهم أن يكون فيما يقول ويعمل عنوانا صادقا على هذا النهج‪..‬‬ ‫يألف ويؤلف ‪ ...‬ويفتح عقله وقلبه للناس جيعا ل يستكب على أحد ول ين على أحد ول يضيق بأحد وأن تكون‬ ‫يده مبسوطة إل الميع بالي والب والصدق وأن يبدأ الدنيا كلها بالسلم قول وعمل‪.‬‬ ‫القضية الثانية‪ :‬قضية الدين والسياسة‪..‬‬ ‫ومنهج السلم الذي يلتزم به الخوان السلمون أن سياسة الناس بالعدل والق والرحة جزء من رسالة‬ ‫السلم‪ ،‬وأن إقامة شرائع السلم فريضة من فرائضه‪.‬‬ ‫ولكن الكام ف نظر السلم بشر من البشر ليست لم على الناس سلطة دينية بقتضى حق إلي وإنا‬ ‫ترجع شرعية الكم ف متمع السلمي إل إقامته على رضا الناس واختيارهم وإل مصلحة الشعوب ليكون لا ف‬ ‫الشئون العا مة رأي ومشار كة ف تقر ير المور‪ ،‬وللناس أن ي ستحدثوا ب عد ذلك من الن ظم وال صيغ وال ساليب‬ ‫لتحقيق هذا البدأ ما يناسب أحوالم وما لبد أن يتغي ويتلف باختلف الزمنة والمكنة وأحوال الناس‪.‬‬ ‫وإذا كان للشورى معناها الاص ف نظر السلم فإنا تلتقي ف الوهر مع النظام الديقراطي الذي يضع‬ ‫زمام المور ف يد أغلب ية الناس دون أن ي يف ب ق القليات على اختلف ها ف أن يكون ل ا رأي ومو قف آخران‬ ‫وأن يكون لا حق مشروع ف الدفاع عن هذا الرأي والدعوة إل ذلك الوقف‪.‬‬ ‫و من ه نا يرى الخوان ال سلمون ف العار ضة ال سياسية النظ مة عا صما من ا ستبداد الغلب ية وطغيان ا‪،‬‬ ‫وذلك {إن النسان ليطغى أن رآه استغن}‪.‬‬ ‫وبذلك تكون العارضـة السـياسية النظمـة جزءا مـن البناء السـياسي وليسـت خروجـا عليـه أو تديدا‬ ‫لستقراره ووحدته‪.‬‬ ‫وبذلك أي ضا تكون سلمة النتخابات ال سياسية وإجراؤ ها ف حر ية تا مة ونزا هة كاملة تتم تع ب ما ج يع‬ ‫القوى وضمانا حقيقيا لمن الجتمع واستقراره‪ ،‬وعاصما للمة من خروج بعض فئاتا على نظامها واتاذها العمل‬ ‫السياسي سبيل تز أمن الجتمع واستقراره‪ ...‬وها شرطان ل غن عنهما لتوجيه جهد المة إل البناء ومضاعفة‬ ‫النتاج وتعظيم معدلت التنمية‪.‬‬ ‫‪199‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫القضية الثالثة‪ :‬قضية العمل السلمي ورفض العنف واستنكار الرهاب‬ ‫ولقـد أعلن الخوان السـلمون عشرات الرات خلل السـنوات الاضيـة أنمـ يوضون الياة السـياسية‬ ‫ملتزمي بالوسائل الشرعية والساليب السلمية وحدها‪ ،‬مسلحي بالكلمة الرة الصادقة والبذل السخي ف جيع‬ ‫ميادين العمل الجتماعي‪ ...‬مؤمني بأن ضمي المة ووعي أبنائها ها ف ناية المر الكم العادل بي التيارات‬ ‫الفكرية والسياسية الت تتنافس تنافسا شريفا ف ظل الدستور والقانون‪.‬‬ ‫وهم لذلك يددون العلن عن رفضهم أساليب العنف والقسر لميع صور العمل النقلب الذي يزق‬ ‫وحدة المة‪ ،‬والذي قد يتيح لصحابه فرصة القفز على القائق السياسية والجتمعية ولكنه ل يتيح لم أبدا فرصة‬ ‫التوا فق مع الرادة الرة لماه ي ال مة ك ما أ نه ي ثل شر خا هائل ف جدار ال ستقرار ال سياسي وانقضا ضا غ ي‬ ‫مقبول على الشرعية القيقية ف الجتمع‪.‬‬ ‫وإذا كان جو الك بت والقلق والضطراب الذي ي سيطر على ال مة قد ورط فري قا من أبنائ ها ف مار سة‬ ‫إرهابية روعت البرياء وهزت أمن البلد وهددت مسيتا القتصادية والسياسية‪ ،‬فإن الخوان السلمي يعلنون‬ ‫ف غ ي تردد ول مداراة أن م براء من ش ت أشكال وم صادر الع نف م ستنكرين ش ت أشكال وم صادر الرهاب‪،‬‬ ‫وأن الذين يسفكون الدم الرام أو يعينون على سفكه شركاء ف الث واقعون ف العصية وأنم مطالبون ف حزم‬ ‫وبغي إبطاء بأن يفيئوا إل الق‪ ،‬فإن السلم من سلم الناس من لسانه ويده وليذكروا ف غمرة ما هم فيه وصية‬ ‫الرسول صلى ال عليه وسلم ف حجة وداعه‪ :‬أيها الناس إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم إل يوم‬ ‫القيامة كحرمة يومكم هذا ف عامكم هذا ف بلدكم هذا‪.‬‬ ‫أما الذين يلطون الوراق عامدين ويتهمون الخوان السلمي ظالي بالشاركة ف هذا العنف والتورط ف‬ ‫ذلك الرهاب متعللي ف ذلك بإصرار الخوان على مطالبة الكومة بأل تقابل العنف بالعنف وأن تلتزم بأحكام‬ ‫القانون والقضاء‪ ،‬وأن تستوعب دراستها ومعالتها لظاهرة العنف جيع السباب واللبسات ول تكتفي بالواجهة‬ ‫المنيـة‪ ،‬فإن ادعاءاتمـ مردودة عليهـم بسـجل الخوان الناصـع كرابعـة النهار على امتداد سـني طويلة شارك‬ ‫الخوان خلل بعضهـا فـ الجالس النيابيـة والنتخابات التشريعيـة واسـتبعدوا خلل بعضهـا الخـر عـن تلك‬ ‫الشاركـة ولكنهـم ظلوا على الدوام ملتزميـ بأحكام الدسـتور والقانون حريصـي على أن تظـل الكلمـة الرة‬ ‫الصادقة سلحهم الذي ل سلح غيه ياهدون به ف سبيل ال {ل يافون لومة لئم}‪.‬‬ ‫القضية الرابعة‪ :‬قضية حقوق النسان‬ ‫ومن الفارقات الحزنة أن توجه إل السلمي تمة الستخفاف بقوق النسان والور عليها وتديدها ف‬ ‫عصـر يتعرض فيـه السـلمون شعوبـا وحكومات وجاعات وأفرادا للوان غيـ مسـبوقة مـن العدوان على أبسـط‬ ‫حقوق هم وأي سر حريات م‪ ،‬و هم يرون الكومات وال ساسة ف دول العال ال كبى يكيلون بكيال ي ويزنون المور‬ ‫‪200‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫والواقـف بيزانيـ‪ ،‬ميزان يتحرى العدل والنصـاف واللتزام بواثيـق حقوق النسـان حيـ تتصـل المور بغيـ‬ ‫السـلمي‪ ،‬وميزان يظلم ويور ويـبر العدوان حيـ تتصـل المور بشعـب مـن شعوب السـلمي أو حكومـة مـن‬ ‫حكوماتم‪ ،‬وما أنباء البوسنة والرسك ومأساة الشيشان منا ببعيدة‪.‬‬ ‫ولعـل مـن القول العاد أن نذكـر أنفسـنا‪ ،‬ونذكـر العال معنـا بأن السـلم كمـا نعلم قـد كان ول يزال‬ ‫النموذج الفكري والسـياسي الوحيـد الذي كرم النسـان والنسـانية مرتفعـا بذا التكريـ فوق اختلف اللسـنة‬ ‫واللوان والجناس‪ ،‬وإنـه منـذ اللحظـة الول لجيئه قـد عصـم الدماء والرمات والموال والعراض‪ ،‬وجعلهـا‬ ‫حرا ما جاعل من اللتزام الطلق فري ضة دين ية وشعية إ سلمية ل ي سقطها عن ال سلمي إخلل الخر ين {ول‬ ‫يرمنكم شنآن قوم على أل تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى}‪.‬‬ ‫وإذا كان بعـض السـلمي هنـا أو هناك‪ ،‬الن أو فـ بعـض مـا مضـى مـن الزمان ل يضعوا هذه الفريضـة‬ ‫ال سلمية موضع ها ال صحيح وق صروا ف أدائ ها للناس‪ ،‬فإن مار سات هؤلء ل يوز أن ت سب على ال سلم أو‬ ‫تنسب إليه‪ ،‬وقد تعلمنا أن نعرف الرجال بالق ول نعرف الق بالرجال‪.‬‬ ‫ل كن ب قي ه نا كذلك أن نقول لنف سنا ول كل الخذ ين ع نا وللدن يا من حول نا‪ :‬إن نا ف مقد مة ر كب‬ ‫الداع ي إل احترام حقوق الن سان‪ ،‬وتأم ي تلك القوق للناس جي عا وتي سي سبل مار سة الر ية ف إطار الن ظم‬ ‫الخلقية والقانونية‪ ،‬إيانا بأن حرية النسان هي سبيله إل كل خي وإل كل نضة وكل إبداع‪.‬‬ ‫إن العدوان على القوق والريات تت أي شعار ولو كان شعار السلم نفسه‪ ،‬يتهن إنسانية النسان‪،‬‬ ‫ويرده إل مقام دون القام الذي وضعه فيه ال ويول بي طاقاته ومواهبه‪.‬‬ ‫لكننا ‪-‬ونن نعلن هذا كله‪ -‬نسجل أمام الضمي العال ي أن الظال الكبى الت يشهدها هذا العصر إنا‬ ‫تقع على السلمي ول تقع من السلمي وأن على العقلء والؤمن ي ف كل مكان أن يرفعوا أصواتم بالدعوة إل‬ ‫الساواة ف التمتع بالرية وحقوق النسان‪ ،‬فهذه الساواة هي الطريق القيقي إل السلم الدول والجتماعي وإل‬ ‫نظام عالي جديد يقاوم الظلم والذى والعدوان‪.‬‬ ‫هذا كتاب نا ف يين نا وهذه شهادت نا بال ق على أنف سنا وهذه دعوت نا بالك مة والوع ظة ال سنة إل صفحة‬ ‫جديدة ف علقات الناس والشعوب ننتزع با جذور الشر ويفئ با الميع إل ساحة العدل والرية والسلم‪.‬‬ ‫{ربنا افتح بيننا وبي قومنا بالق وأنت خي الفاتي}‪.‬‬ ‫وصلى ال على سيدنا ممد وعلى آله وصحبه وسلم‪.‬‬ ‫الخوان السلمون‬

‫‪201‬‬


‫الحصاد المر‬

‫الراجع‬ ‫__________________________‬ ‫وقد رتبتها ترتيبا أبديا‪ .‬وذكرت فيها تفاصيل طبعة كل مرجع موجود ف الكتاب ليسهل الرجوع إليه لن أراد‪،‬‬ ‫وأسأل القارئ العذرة عما وقع فيها من نقص لظروف التنقل وقلة الستقرار‪ ،‬وال من وراء القصد وهو يهدي‬ ‫السبيل‪.‬‬ ‫ أحكام القرآن لحد بن علي الرازي الصاص أب بكر رحه ال‪ ،‬دار إحياء التراث العرب‪ ،‬بيوت‪ ،‬سنة‬‫‪1405‬هـ‪.‬‬ ‫ الخوان السلمون لريتشارد ميتشيل‪ ،‬ترجة عبد السلم رضوان‪ ،‬مكتبة مدبول ‪.1977‬‬‫ الخوان السلمون‪ ،‬أحداث صنعت التاريخ لحمود عبد الليم‪ ،‬دار الدعوة للطباعة والنشر ‪ 1401‬هـ‪.‬‬‫ الخوان السلمون ف ميزان الق لفريد عبد الالق‪ ،‬دار الصحوة‪ ،‬الطبعة الول ‪1407‬هـ‪1987 ،‬م‪،‬‬‫القاهرة‪.‬‬ ‫ الخوان السلمون والماعات السلمية ف الياة السياسية الصرية (‪ )1948 -1928‬لزكريا سليمان‬‫بيومي‪ ،‬دكتوراه ف التاريخ الديث من جامعة عي شس (‪ ،)1978‬نشرتا مكتبة وهبة (‪.)1979‬‬ ‫ أرغمت فاروق على التنازل عن العرش‪ -‬مذكرات عبد النعم عبد الرؤوف لعبد النعم عبد الرؤوف‪ ،‬الزهراء‬‫للعلم العرب ‪1988‬م‪ ،‬القاهرة‪.‬‬ ‫ أشهر قضايا الغتيالت السياسية‪ ،‬وثائق أشهر قضايا مصر من سنة ‪ 1906‬إل ‪ 1982‬لحمود كامل‬‫العروسي‪ ،‬الزهراء للعلم العرب ‪ 1409‬هـ‪ 1989 ،‬م‪.‬‬ ‫ أضواء البيان للشيخ ممد المي الشنقيطي رحه ال‪.‬‬‫ اليان لحمد نعيم ياسي‪.‬‬‫‪202‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫ البداية والنهاية لساعيل بن عمر بن كثي القرشي أب الفداء‪ ،‬مكتبة العارف‪ ،‬بيوت‪.‬‬‫ بي الصحافة والسياسة لحمد حسني هيكل‪.‬‬‫ تكيم القواني لحمد بن إبراهيم آل الشيخ رحه ال‪ ،‬الطبعة الول سنة ‪1411‬هـ‪ ،‬دار السلم‪ ،‬الرياض‪.‬‬‫ تفسي القرآن العظيم لساعيل بن عمر بن كثي الدمشقي أب الفداء رحه ال‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بيوت‪ ،‬سنة‬‫‪1401‬هـ‪.‬‬ ‫ التوحيد الذي هو حق ال على العبيد للشيخ ممد بن عبد الوهاب رحه ال‪.‬‬‫ الامع لحكام القرآن لحمد بن أحد بن أب بكر بن فرح القرطب أب عبد ال رحه ال‪ ،‬دار الشعب‪ ،‬القاهرة‪،‬‬‫سنة ‪ ،1372‬الطبعة الثانية‪.‬‬ ‫ جامع البيان عن تأويل آي القرآن لحمد بن جرير بن يزيد بن خالد الطبي أب جعفر رحه ال‪ ،‬دار الفكر‪،‬‬‫بيوت‪ ،‬سنة ‪1405‬هـ‪.‬‬ ‫ الامع الصحيح سنن الترمذي لحمد بن عيسى أب عيسى الترمذي السلمي‪ ،‬دار إحياء التراث العرب‪ ،‬بيوت‪.‬‬‫ الامع الصحيح الختصر لحمد بن إساعيل أب عبدال البخاري العفي‪ ،‬دار ابن كثي ‪ ,‬اليمامة‪ ،‬بيوت‪ ،‬سنة‬‫‪ 1407‬هـ‪ 1987 -‬م‪ -‬الطبعة الثالثة‪.‬‬ ‫ جريدة الخبار‪.‬‬‫ جريدة الهرام‪.‬‬‫ جريدة الشرق الوسط‪.‬‬‫ جريدة الشعب‪.‬‬‫ جريدة العرب اللندنية‪.‬‬‫ جريدة (السلمون)‪.‬‬‫ جريدة الوفد‪.‬‬‫ جريدة النور‪.‬‬‫ حرب الثلثي سنة‪ -‬ملفات السويس لحمد حسني هيكل‪ ،‬الطبعة الول ‪ 1407‬هـ‪1986 ،‬م‪ ،‬مركز‬‫الهرام للترجة والنشر‪.‬‬ ‫ الركة السلمية رؤية مستقبلية ‪ -‬أوراق ف النقد الذات لعبد ال النفيسي‪ ،‬مكتبة مدبول‪ ،‬القاهرة ‪1410‬‬‫هـ‪1989 -‬م‪.‬‬ ‫ الركة السياسية ف مصر ‪ 1952 -1945‬لطارق البشري‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ 1403‬هـ‪1983 -‬م‪ ،‬دار‬‫الشروق القاهرة‪.‬‬ ‫ حقيقة التنظيم الاص ودوره ف دعوة الخوان السلمي لحمود الصباغ‪ ،‬دار العتصام ‪1407‬هـ‪.‬‬‫‪203‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫ حكم تغيي النكر لحاد الرعية لعبد الخر حاد الغنيمي‪ ،‬الطبعة الثانية‪1418 ،‬هـ ‪1997 -‬م‪ ،‬مكتب‬‫البحوث الثقافية للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬طرابلس‪ ،‬لبنان‪.‬‬ ‫ خريف الغضب‪ -‬قصة بداية وناية عصر أنور السادات لحمد حسني هيكل‪ ،‬الطبعة الول «ف مصر»‬‫‪1408‬هـ‪1988 -‬م‪ ،‬مركز الهرام للترجة والنشر‪.‬‬ ‫ ذكريات لمذكرات لعمر التلمسان‪ ،‬دار الطباعة والنشر السلمية‪.1985 ،‬‬‫ سنن أب داود لسليمان بن الشعث أب داود السجستان الزدي‪ ،‬دار الفكر‪.‬‬‫ سنن البيهقي الكبى لحد بن السي بن علي بن موسى أب بكر البيهقي‪ ،‬مكتبة دار الباز‪ ،‬مكة الكرمة‪ ،‬سنة‬‫‪1414‬هـ ‪1994 -‬م‪.‬‬ ‫ سنن سعيد بن منصور لسعيد بن منصور‪ ،‬دار العصيمي‪ ،‬الرياض‪ ،‬سنة ‪1414‬هـ‪ ،‬الطبعة الول‪.‬‬‫ سنوات الغضب‪ -‬مقدمات ثورة ‪ 23‬يوليو ‪ 1952‬لصبي أبو الجد‪ ،‬كتاب الرية‪ ،‬الطبعة الول‪1409 ،‬‬‫هـ‪.1989 -‬‬ ‫ شذرات الذهب ف أخبار من ذهب لعبد الي بن أحد العكري الدمشقي‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيوت‪.‬‬‫ شرح العقيدة الطحاوية لحمد بن أب العز النفي‪ ،‬ط ‪1404‬هـ‪.‬‬‫ شعب اليان لب بكر أحد بن السي البيهقي رحه ال‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيوت‪ ،‬سنة ‪1410‬هـ‪ ،‬الطبعة‬‫الول‪.‬‬ ‫ صحيح مسلم لسلم بن الجاج أب السي القشيي النيسابوري‪ ،‬دار إحياء التراث العرب‪ ،‬بيوت‪.‬‬‫ صحيح مسلم بشرح النووي لب زكريا يي بن شرف بن مري النووي‪ ،‬دار إحياء التراث العرب‪ ،‬بيوت‪،‬‬‫سنة ‪1392‬هـ‪ ،‬الطبعة الثانية‪.‬‬ ‫ عمدة التفسي متصر تفسي ابن كثي للشيخ أحد شاكر رحه ال‪ ،‬طبعة دار العارف‪.‬‬‫ غياث المم ف التياث الظلم لعبد اللك بن عبد ال بن يوسف الوين أب العال‪ ،‬دار الدعوة‪ ،‬السكندرية‪،‬‬‫سنة ‪ ،1979‬الطبعة الول‪.‬‬ ‫ فاروق وسقوط اللكية ف مصر (‪ )1952 -1936‬للدكتورة لطيفة ممد سال‪ ،‬الطبعة الول ‪1409‬هـ‪،‬‬‫‪1989‬م‪ ،‬مكتبة مدبول‪ ،‬القاهرة‪.‬‬ ‫ فتح الباري شرح صحيح البخاري لحد بن علي بن حجر أب الفضل العسقلن الشافعي‪ ،‬دار العرفة‪، ،‬‬‫بيوت‪ ،‬سنة ‪1379‬هـ‪.‬‬ ‫ فتح القدير الامع بي فن الرواية والدراية من علم التفسي لحمد بن علي الشوكان رحه ال‪ ،‬دار الفكر‪،‬‬‫بيوت‪.‬‬ ‫ فتح الجيد شرح كتاب التوحيد‪ ،‬بتعليق الشيخ ممد حامد الفقي رحه ال‪ ،‬طبعة أنصار السنة الحمدية‪.‬‬‫‪204‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫ الفصل ف اللل والنحل لب ممد بن حزم رحه ال‪.‬‬‫ فيض القدير شرح الامع الصغي لعبد الرؤوف الناوي‪ ،‬الكتبة التجارية الكبى‪ -‬مصر‪ -‬سنة ‪1356‬هـ‪-‬‬‫الطبعة الول‪.‬‬ ‫ ف ظلل القرآن للستاذ الشهيد ‪-‬كما نسبه‪ -‬سيد قطب رحه ال‪.‬‬‫ كلمت للمغفلي لحمد جلل كشك‪ ،‬الطبعة الثانية ‪.1985‬‬‫ ملة (أكتوبر)‪.‬‬‫ ملة الدعوة‪.‬‬‫ ملة العال‪.‬‬‫ ملة الجتمع‪.‬‬‫ ملة لواء السلم‪.‬‬‫ ملة الجلة‪.‬‬‫ مموعة رسائل المام الشهيد حسن البنا رحه ال‪.‬‬‫ مموع الفتاوى لحد بن عبد الليم بن تيمية الران أب العباس رحه ال‪ ،‬مكتبة ابن تيمية‪.‬‬‫ مذكرات الدعوة والداعية لسن البنا رحه ال‪.‬‬‫ مسند المام أحد بن حنبل لحد بن حنبل أب عبدال الشيبان‪ ،‬مؤسسة قرطبة‪ ،‬مصر‪.‬‬‫ الصنف ف الحاديث والثار لب بكر عبد ال بن ممد بن أب شيبة الكوف رحه ال‪ ،‬مكتبة الرشد‪ ،‬الرياض‪،‬‬‫سنة ‪1409‬هـ‪ ،‬الطبعة الول‪.‬‬ ‫ العجم الكبي لسليمان بن أحد بن أيوب أب القاسم الطبان رحه ال‪ ،‬مكتبة العلوم والكم‪ ،‬الوصل‪ ،‬سنة‬‫‪1404‬هـ‪1983 -‬م‪ ،‬الطبعة الثانية‪.‬‬ ‫ القاومة السرية ف قناة السويس لكامل الشريف‪.‬‬‫ من معال الق ف كفاحنا الديث لحمد الغزال‪.‬‬‫ موجز تاريخ مصر ف القبة العلمانية (‪ )1986 - 1809‬لسامة حيد‪.‬‬‫ النقاط فوق الروف‪ ،‬الخوان السلمون والنظام الاص لحد عادل كمال‪ ،‬الزهراء للعلم العرب‪.‬‬‫ الولء والباء عقيدة منقولة وواقع مفقود لين الظواهري‪.‬‬‫‪ -‬اليهود الصريون بي الصرية والصهيونية لسهام نصار‪ ،‬دار الوحدة العربية‪.‬‬

‫‪205‬‬


‫الحصاد المر‬

‫فهرس الكتاب‬ ‫الــحــتــويــات‬

‫الصفحة‬

‫قصيدة أمينة قطب‬

‫‪1‬‬

‫مقدمة الطبعة الثانية‬

‫‪3‬‬

‫الباب‬

‫الول‪ :‬بي يدي البحث‪ -‬بعض الصول الشرعية‬

‫تهيد‬

‫الفصل الول‪ :‬ف بيان حكم من ل يكم با أنزل ال‬ ‫الفصل الثان‪ :‬ف بيان مناقضة الديقراطية للسلم‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬ف بيان حكم موالة الكافرين والرتدين‬

‫الباب‬

‫‪31‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪47‬‬

‫الثان‪ :‬مواقف الخوان مع الكومات ف مصر خلل ستي عاما‬

‫تهيد‬

‫‪57‬‬

‫الفصل الول‪ :‬الخوان ورفض الروج على الاكم مع اللتزام بالدستور والقانون‬

‫‪60‬‬

‫‪ -1‬موقف الخوان من الديقراطية‬

‫‪60‬‬

‫‪ -2‬موقف الخوان من العلمانية‬

‫‪63‬‬

‫‪ -3‬موقف الخوان من الدستور‬

‫‪64‬‬

‫‪ -4‬لينبغي أن تكون الشريعة الصدر الوحيد للقانون‬

‫‪66‬‬

‫‪ -5‬موقف الخوان من القانون الوضعي‬

‫‪67‬‬

‫‪ -6‬موقف الخوان من النتخابات والبلان‬

‫‪67‬‬

‫‪ -7‬الوصول للحكم بالطريق القانون‪ :‬ويتضمن الرد على كلم فيه خلط لسن البنا ‪-‬رحه‬

‫‪70‬‬

‫ال‪ -‬عن المر بالعروف والنهي عن النكر وأسلوب تغيي الكم‬

‫‪ -8‬التدرج ف تطبيق الشريعة‪ :‬ويتضمن بيان اليلة الت تواطأ فيها الخوان مع الكومة لياد ‪76‬‬

‫مرج للحكومة من مطالبة الشيخ صلح أبو إساعيل ‪-‬رحه ال‪ -‬لا بوجوب التطبيق الفوري‬ ‫للشريعة‪.‬‬ ‫‪206‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫‪ -9‬تعاون الخوان مع الكومات على استقرار أمنها‬

‫‪82‬‬

‫‪ -10‬الخوان وعدم تدي السلطة‬

‫‪85‬‬

‫‪ -11‬موقف الخوان من العنف‬

‫‪87‬‬

‫‪ -12‬حكم الحكمة ف قضية السيارة اليب دليل على أن الخوان‬

‫‪90‬‬

‫أبرياء من العنف والرهاب والسعي لقلب نظام الكم‬ ‫‪ -13‬القتال عند الخوان ضد العدو الارجي ‪-‬عدو الوطن‪ -‬فقط‬

‫‪92‬‬

‫‪ -14‬جع الخوان للسلح كان لفلسطي وليس لقلب نظام الكم‬

‫‪93‬‬

‫‪ -15‬اغتيال الازندار وماكشفه من خلط ف أفكار الخوان‬

‫‪95‬‬

‫‪ -16‬مقتل النقراشي وماكشفه من اختلف ونقائص ف منهج الخوان السلمي‬

‫‪104‬‬

‫‪ - 17‬بيان «ليسوا إخوانا وليسوا مسلمي»‬

‫‪114‬‬

‫‪ -18‬استنكار الجوم على حسن أب باشا‬

‫‪116‬‬

‫‪ -19‬قصة الضابط ممود عبده‬

‫‪119‬‬

‫الفصل الثان‪ :‬الخوان والكام‬ ‫الطلب الول‪ :‬الخوان واللك‬

‫‪123‬‬

‫‪ -1‬إظهار التأييد للملك ف صحف الخوان ورسائلهم والعديد من مواقفهم‬

‫‪123‬‬

‫‪ -2‬الوالة واللك‬

‫‪132‬‬

‫‪ -3‬عقد الؤتر الرابع للخوان السلمي‬

‫‪133‬‬

‫‪ -4‬السعي للمناداة باللفة لفاروق‬

‫‪133‬‬

‫‪ -5‬التفاهم مع اللك على إزاحة النقراشي ف‬

‫‪134‬‬

‫مقابل إظهار التأييد للملك ف فباير [‪]1946‬‬

‫‪ -6‬تدخل للملك لعادة البنا بعد نقله والفراج عنه بعد اعتقاله [‪1941‬م]‬

‫‪136‬‬

‫‪ -7‬اتفاق حسن البنا ‪-‬رحه ال‪ -‬مع اللك على ماربة الشيوعية تت لوائه‬

‫‪136‬‬

‫‪ -8‬دعم اللك للجماعة‬

‫‪136‬‬

‫‪ -9‬استشارة اللك للبنا ف تعيي إساعيل صدقي رئيسا للوزارة‬

‫‪139‬‬

‫‪ -10‬سعى البنا للقاء اللك‬

‫‪140‬‬

‫‪ -11‬اختيار الضيب مرشدا عاما‬

‫‪142‬‬

‫‪ -12‬لقاء الضيب باللك‬

‫‪145‬‬

‫‪ -13‬تنئة الضيب لافظ عفيفي (عميل النكليز) وما أحدثه‬

‫‪153‬‬

‫من أزمة ف صفوف الخوان وغضب الضيب لذلك‬ ‫الطلب الثان‪ :‬الخوان والضباط الحرار وجال عبد الناصر‬

‫‪157‬‬

‫‪ -1‬بداية معرفة جال عبد الناصر بالخوان السلمي‬

‫‪157‬‬

‫‪207‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫‪ -2‬معظم الضباط ف التنظيم العسكري للخوان ل يملون الفكر السلمي‬

‫‪157‬‬

‫‪ -3‬تلص جال عبد الناصر من جاعة الخوان‬

‫‪158‬‬

‫‪ -4‬تفكك اليكل التنظيمي للضباط الحراربسبب حرب فلسطي‬

‫‪159‬‬

‫‪ -5‬افتقار تنظيم الضباط الحرار لي فكر مدد‬

‫‪160‬‬

‫‪-6‬تعاون الخوان مع الضباط الحرار ف النقلب رغم افتقارهم لفكر مدد‬

‫‪160‬‬

‫‪ -7‬تنصل جال عبد الناصر من التفاق مع الخوان السلمي‬

‫‪164‬‬

‫‪ -8‬طوفان تأييد الخوان للثورة رغم عدم جديتها نو التغي السلمي‬

‫‪165‬‬

‫‪ -9‬رفض الخوان السلمي دخول الوزارة وعصيان الباقوري ث تنئتهم له‬

‫‪166‬‬

‫‪ -10‬رفض الخوان دخول هيئة التحرير وحصر اللف حول الديقراطية‬

‫‪170‬‬

‫‪ -11‬توسط الضباط ف الفتنة الت نشبت بي الخوان ف نوفمب ‪1953‬‬

‫‪172‬‬

‫‪ -12‬حادث النشية وخطاب الضيب لعبد الناصر‬

‫‪172‬‬

‫‪ -13‬التلمسان يتذكر ماسن أعداء السلم‬

‫‪175‬‬

‫الطلب الثالث‪ :‬الخوان وأنور السادات‬

‫‪177‬‬

‫‪ -1‬شكر الخوان للسادات بعد الفراج عنهم‬

‫‪177‬‬

‫‪ -2‬اتفاق الخوان مع السادات‬

‫‪177‬‬

‫‪ -3‬مواجهة التلمسان للسادات ث لقاؤه به ف القناطر‬

‫‪181‬‬

‫‪ -4‬حد الخوان للسادات وثناؤهم عليه‬

‫‪182‬‬

‫‪ -5‬دعاء التلمسان للسادات بطول البقاء لقصى مدة مكنة‬

‫‪183‬‬

‫‪ -6‬استنكار التلمسان لقتل السادات واعتباره جرية بعيدة عن العتقد الدين‬

‫‪183‬‬

‫‪ -7‬تشكيك عمر التلمسان ف حادثة قتل أنور السادات‬

‫‪183‬‬

‫‪ -8‬ثناء التلمسان على فؤاد ميي الدين‬

‫‪184‬‬

‫الطلب الرابع‪ :‬الخوان وحسن مبارك‬

‫‪185‬‬

‫‪ -1‬رضا التلمسان عن حسن مبارك ودعاؤه له بالدوام واعترافه برئاسته‬

‫‪185‬‬

‫‪ -2‬اعتبار حامد أب النصر نفسه جنديا لسن مبارك وتبؤه من يكفر الاكم‬

‫‪187‬‬

‫‪ -3‬مأمون الضيب ينفي كراهية الخوان لسن مبارك لنه ل يضطهدهم‬

‫‪188‬‬

‫‪ -4‬صلح شادي يبر سقطة الخوان التاريية بترشيح حسن مبارك للرئاسة‬

‫‪188‬‬

‫‪ -5‬عصام العريان يتمسك ببايعة حسن مبارك‬

‫‪189‬‬

‫‪ -6‬عتاب ممد السيد حبيب لسن مبارك‬

‫‪190‬‬

‫‪ -7‬التلمسان ل يصدق ف حديثه عن السجن ويثن على رفعت الحجوب‬

‫‪191‬‬

‫‪208‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬الخوان والحزاب‬ ‫مقدمة‬

‫‪193‬‬

‫‪ -1‬موقف حسن البنا ‪-‬رحه ال‪ -‬من الحزاب‬

‫‪193‬‬

‫‪ -2‬موقف خلفاء حسن البنا ‪-‬رحه ال‪ -‬من الحزاب‬

‫‪193‬‬

‫‪ -3‬لمانع من وجود حزب شيوعي ف ظل الكم السلمي أو أي أحزاب أخرى‬

‫‪195‬‬

‫‪ -4‬ل مانع من وجود حزب ناصري ف مصر‬

‫‪196‬‬

‫‪ -5‬عمر التلمسان وتقلب موقف الخوان من حزب العمل الشتراكي‬

‫‪196‬‬

‫الطلب الول‪ :‬الخوان والوفد‬

‫‪198‬‬

‫‪ -1‬حقائق عن الوفد‬

‫‪198‬‬

‫أ‪ -‬حقائق عن سعد زغلول‬

‫‪198‬‬

‫ب‪ -‬بعض مواقف حزب الوفد‬

‫‪199‬‬

‫‪ -2‬موقف الخوان من الوفد قبل الثورة‬

‫‪200‬‬

‫أ‪ -‬مدح حسن البنا ‪-‬رحه ال‪ -‬للنحاس‬

‫‪200‬‬

‫ب‪ -‬التلمسان الوفدي‬

‫‪201‬‬

‫ج‪ -‬التعاون مع النحاس إبان الرب العالية الثانية‬

‫‪202‬‬

‫(‪ )1‬السياسة العامة للخوان مع اللفاء ف أثناء الرب العالية الثانية‬

‫‪202‬‬

‫(‪ )2‬ومن مظاهر هذه السياسة مع الوفد واللفاء‬

‫‪204‬‬

‫[أ] تنازل حسن البنا ‪-‬رحه ال‪ -‬عن ترشيحه بناء على اتفاق مع النحاس‬

‫‪204‬‬

‫تعليق هام حول السعي لتحقيق الكم السلمي عن طريق النتخابات‬

‫‪205‬‬

‫المر الول‪ :‬ل اعتراض على النتخابات كوسيلة لختيار نواب وحكام المة‪ ،‬ولكن‬

‫‪205‬‬

‫العتراض على إجرائها تت سلطة الدستور العلمان الخالف للشريعة‬ ‫المر الثان‪ :‬النتخابات لن توصل للحكم السلمي‪ ،‬فالغرب وعملؤه يصرون‬

‫‪205‬‬

‫الديقراطية عليهم وعلى أتباعهم العملء فقط‬ ‫[ب] موقف الخوان من حادثة ‪ 4‬فباير سنة ‪1942‬‬

‫‪207‬‬

‫[ج] موقف الخوان من «الكتاب السود»‬

‫‪207‬‬

‫[د] وزراء الوفد يزورون الركز العام‬

‫‪208‬‬

‫‪ -3‬مواقف الخوان مع الوفد الال‬

‫‪209‬‬

‫أ‪ -‬قصة التعاون مع الوفد‬

‫‪209‬‬

‫ب‪ -‬الشادة بآثر الوفد‬

‫‪210‬‬

‫ج‪ -‬الؤامرة على (صلح أبو إساعيل) رحه ال‬

‫‪212‬‬

‫د‪ -‬أمنية ودعاء للتلمسان‬

‫‪213‬‬

‫‪209‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫الطلب الثان‪ :‬الخوان والسعديون‬

‫‪214‬‬

‫‪ -1‬مقدمة عامة‬

‫‪214‬‬

‫‪ -2‬تشجيع ورعاية السعديي للخوان‬

‫‪216‬‬

‫أ‪ -‬شهادة أحد حسي‬

‫‪216‬‬

‫ب‪ -‬ساح النقراشي للخوان بعقد مؤترهم العام رغم حظر الؤترات‬

‫‪229‬‬

‫ج‪ -‬تقرير عن لقاء مستشار السفارة البيطانية ووكيل وزارة الداخلية‬

‫‪229‬‬

‫‪ -3‬مواقف الخوان ف تأييد السعديي (الزء الثان من الصفقة)‬

‫‪230‬‬

‫أ‪ -‬رفض النقراشي ف البداية السماح للخوان برية العمل وعقد الجتماعات‬

‫‪230‬‬

‫ب‪ -‬تأييد الخوان لوزارة النقراشي الول‬

‫‪230‬‬

‫ج‪ -‬وزارة النقراشي الثانية وتأييد الخوان لا‬

‫‪231‬‬

‫د‪ -‬تأييد النقراشي ف المم التحدة ومهاجة منتقديه واستقباله حي عاد فاشل‬

‫‪232‬‬

‫هـ‪ -‬زيارة الضيب ‪-‬رحه ال‪ -‬لبراهيم عبد الادي ماملً ف منله‬

‫‪238‬‬

‫الطلب الثالث‪ :‬الخوان وإساعيل صدقي‬

‫‪240‬‬

‫أ ‪ -‬من هو إساعيل صدقي‬

‫‪240‬‬

‫ب ‪ -‬وجاء صدقي لرئاسة الوزراء‬

‫‪242‬‬

‫ج‪ -‬وبدأ الخوان يأيدون إساعيل صدقي بوضوح‬

‫‪245‬‬

‫د ‪ -‬تأييد صدقي ف الفاوضات ث العدول عن ذلك‬

‫‪246‬‬

‫هـ ‪ -‬وقد استفاد الخوان من تأييدهم لصدقي‬

‫‪246‬‬

‫الطلب الرابع‪ :‬الخوان وحزب الحرار الدستوريي‬

‫‪248‬‬

‫خاتة‬

‫‪250‬‬

‫ملحق‬

‫‪253‬‬

‫الراجع‬

‫‪260‬‬

‫الفهرس‬

‫***‬

‫صدر للمؤلف‪:‬‬ ‫‪210‬‬


‫الحصاد المر‬ ‫‪ * 1‬تقيق التوحيد بهاد الطواغيت سنة ربانية ل تتبدل‪.‬‬ ‫‪ * 2‬رسالة بناسبة استشهاد الخ عصام القمري رحه ال‪.‬‬ ‫‪ * 3‬الكتاب السود قصة تعذيب السلمي ف عهد حسن مبارك‪ -‬الطبعة الثانية‪.‬‬ ‫‪ * 4‬شفاء صدور الؤمني‪ -‬رسالة عن بعض معان الهاد ف عملية إسلم آباد‪.‬‬ ‫‪* 5‬مصر السلمة بي سياط اللدين وعمالة الائني‪.‬‬ ‫‪ * 6‬فرسان تت راية النب @‪ ،‬تأملت ف مسية الركة الهادية بصر‪.‬‬ ‫‪ *7‬الولء والباء عقيدة منقولة وواقع مفقود‪.‬‬ ‫‪ * 8‬إعزاز راية السلم‪ :‬رسالة ف تأكيد تلزم الاكمية والتوحيد‪.‬‬ ‫‪ * 9‬ريح النة‪ :‬رسالة عن أشرف ُق ُربَات العُبّاد؛ حلت الوت والستشهاد‪.‬‬

‫‪211‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.