العدد 6

Page 1

‫على أرضك‬

‫‪ 14‬يونيو ‪2011‬‬

‫يابالدنا ياجنة‬

‫السنة األولى‬

‫العدد السادس‬

‫‪ 14‬يونيو ‪2011‬‬

‫الثمن ‪ :‬دينار‬

‫ألول مرة ‪ ،‬تسجيل صوتي للشهيد حممد بن سعود قبيل إعدامه‬

‫هل الثورة ظاهرة سيكولوجية؟‬

‫ملحق العدد ‪ :‬قرارات اجمللس الوطين االنتقالي‬


‫‪02‬‬ ‫على أرضك‬

‫‪ 14‬يونيو ‪2011‬‬

‫‪ 14‬يونيو ‪2011‬‬

‫يابالدنا ياجنة‬

‫السنة األولى‬

‫العدد السادس‬

‫‪ 14‬يونيو ‪2011‬‬

‫الثمن ‪ :‬دينار‬

‫ألول مرة ‪ ،‬تسجيل صوتي للشهيد حممد بن سعود قبيل إعدامه‬

‫هل الثورة ظاهرة سيكولوجية؟‬

‫ملحق العدد ‪ :‬قرارات اجمللس الوطين االنتقالي‬

‫ميادين صحيفة ليبية متنوعة‬ ‫تصدر من بنغازي‬ ‫رئيس التحرير‬ ‫أمحد الفيتو ري‬ ‫مدير التحرير‬ ‫سامل العوكلي‬ ‫سكرتري التحرير‬ ‫أمحد بللو‬ ‫مدير فين‬ ‫أمحد العرييب‬ ‫إشراف فين‬ ‫عمر جهان‬ ‫لوحة الغالف‬ ‫حممود احلاسي‬

‫اجملتمع املدني شرط الدميقراطية‬ ‫تشتمل المبادئ العامة للديمقراطية‪ ،‬ضرورة أن يكون الشعب المصدر األساسي‬ ‫والوحيد لجميع السلطات‪ ،‬القائمة علي وضوح العالقة فيما بينها بحسب نص الدستور‪،‬‬ ‫و االنتخابات النزيهة والتعددية السياسية ووضوح العالقة بين المؤسسات السياسية‪،‬‬ ‫وحرية التعبير ووجود صحافة حرة‪ ،‬واحترام حقوق اإلنسان والحريات العامة‪ ،‬واحترام‬ ‫القانون النابع من المجتمع وخصوصياته وحاجاته التي تتعلق بالثوابت التاريخية والهوية‬ ‫الوطنية‪ ،‬و يحرسها في المجمل قضاء مستقل ونزيه‪ ،‬هذه ليست مجرد أفكار ولكنها‬ ‫قواعد وأسس النظام الديمقراطي النابع من إرادة الشعب ‪.‬‬ ‫وغالبا ما تتبلور هذه اإلرادة في تكتالت وتنظيمات نقابية ومهنية ومصلحيه‪ ،‬وفي‬ ‫مختلف األنشطة‪ ،‬وهي ما تسمي غالبا بتنظيمات المجتمع المدني‪ ،‬وهي تنظيمات‬ ‫غير حكومية تطوعية تقوم علي أساس التراضي والقبول بقيم أفرادها وفي محيطهم ‪،‬‬ ‫ويتطلب انجاز مهماتها بشكل سليم توافر شروط الديمقراطية وقيمها ‪ ،‬لكي تستطيع أن‬ ‫تقوم بدور الوسيط بين المجتمع والدولة‪ ،‬وتحقق بذلك التوازن بين مصالح األطراف‬ ‫كأساس للتطور الديمقراطي‪.‬‬ ‫والمالحظ لحركة الشارع الليبي في المناطق المحررة لثورة ‪ 17‬فبراير المجيدة‪ ،‬سيذهله‬ ‫كم الجمعيات والتنظيمات المنبثقة والمعبرة عن كيانات سياسية واجتماعية واقتصادية‬ ‫والعاملة في مختلف األنشطة اإلنسانية‪ ،‬ولكل منها منبرها اإلعالمي وصوتها المميز‬ ‫والمعبر عن ذات طرحت التوجس والخوف جانبا‪ ،‬وعبرت في سياقاتها المتنوعة عن‬ ‫االنعتاق من ارث الكبت الثقيل‪.‬‬ ‫ودور هذه التجمعات الحالي والمستقبلي ال يستهان به‪ ،‬وقد رصدته التجربة التاريخية‬ ‫اإلنسانية في مختلف مراحلها‪ ،‬ورصدت له مواقف وغايات وادوار ساهمت في تحقيق‬ ‫التنمية وتسريع عمليات إعادة البناء‪ ،‬وهو ما نحتاجه ألحداث نقلة واسعة في مجتمعنا‬ ‫علي أساس الفكر والممارسة وفي مختلف نواحي الحياة‪ .‬واالنخراط فيها اآلن والحقا‬ ‫يعبر بكل وضوح عن الرغبة العارمة للجميع في االشتراك في التنمية والبناء وصناعة‬ ‫المستقبل‪.‬‬ ‫وعلينا أن ننظر لجهدها بعين التقدير رغم ما يشوبه من ضعف‪ ،‬في البناء والتأثير‬ ‫والقدرات‪ ،‬وذلك بسبب حالة الغياب عن المشهد الديمقراطي الذي عايشته البالد زمنا‬ ‫طويال‪ ،‬خاصة ذلك المتعلق بتقييد حركة المجتمع المدني من جمعيات أهلية ونقابات‬ ‫واتحادات ومنظمات غير حكومية‪ ،‬وسن التشريعات التي تقيد حراكها وتجعلها تحت‬ ‫هيمنة الدولة بحسب مؤسساتها الرسمية‪ ،‬وادي ذلك إلي فقدانها استقالليتها وفعاليتها‪.‬‬ ‫ولكي نعيد إلي تنظيمات المجتمع المدني مكانته يجب االعتناء بما يلي‪:‬‬ ‫‪.1‬إطالق حرية تشكيل مؤسسات المجمع المدني ‪ ،‬وإلغاء القوانين المقيدة لحرية تكوين‬ ‫الجمعيات والنقابات واالتحادات مهما كان طابعها وبغض النظر عن طبيعة نشاطها‪.‬‬ ‫‪.2‬إطالق حرية تشكيل األحزاب السياسية‪ ،‬وتحرير الصحافة ووسائل اإلعالم من‬ ‫الهيمنة الرسمية‪.‬‬ ‫‪.3‬االعتراف بالتعددية السياسية ‪ ،‬وإقرار الحريات السياسية والمدنية كأساس للمشاركة‪.‬‬ ‫‪.4‬تداول السلطة من خالل االنتخابات الدورية الحرة والنزيهة ‪ ،‬المعبرة عن إرادة‬ ‫الناخبين‪.‬‬ ‫‪.5‬تشجيع المجتمع المدني وتقنين وسائل تمويله ودعمه بما يكفل استقالليته وتنوع‬ ‫مجاالته‪.‬‬ ‫‪.6‬التثقيف ونشر الوعي باهامية المشاركة المجتمعية ‪ ،‬والتشجيع علي االنخراط في‬ ‫أنشطتها‪.‬‬ ‫‪.7‬المساهمة في التعريف بمنظمات المجتمع المدني وتشجيع مبادراتها ومبادأتها‪ ،‬ودعم‬ ‫أنشطة التشبيك فيما بينها وبين المنظمات المناظرة لها إقليميا ودوليا‪.‬‬

‫‪miadeenm@yahoo.com‬‬

‫أم العز الفارسي‬


‫‪ 14‬يونيو ‪2011‬‬

‫‪03‬‬

‫قصة الفيس بوك‬

‫فتيل الثورات يف الشرق األوسط‬ ‫عندما جلس مارك جوكربيرج إمام شاشة الكمبيوتر‬ ‫في حجرته بمساكن الطلبة في جامعة هارفارد‬ ‫األمريكية العريقة‪ ،‬وبدأ يصمم موقعا جديدا على‬ ‫شبكة االنترنت‪ ،‬كان لديه هدف واضح‪ ،‬وهو تصميم‬ ‫موقع يجمع زمالءه في الجامعة ويمكنهم من تبادل‬ ‫أخبارهم وصورهم وآرائهم‪.‬‬ ‫لم يفكر جوكربيرج‪ ،‬الذي كان مشهورا بين الطلبة‬ ‫بولعه الشديد باالنترنت‪ ،‬بشكل تقليدي‪ .‬مثال لم يسع‬ ‫إلى إنشاء موقع تجاري يجتذب اإلعالنات‪ ،‬أو إلى‬ ‫نشر إخبار الجامعة او ‪ ..‬ببساطة فكر في تسهيل‬ ‫عملية التواصل بين طلبة الجامعة على أساس أن‬ ‫مثل هذا التواصل‪ ،‬إذا تم بنجاح‪ ،‬سيكون له شعبية‬ ‫جارفة‪.‬‬ ‫وأطلق جوكربيرج موقعه "فيس بوك" في عام‬ ‫‪ ،2004‬وكان له ما أراد‪.‬‬ ‫فسرعان ما لقي الموقع رواجا بين طلبة جامعة‬ ‫هارفارد‪ ،‬واكتسب شعبية واسعة بينهم‪ ،‬األمر الذي‬ ‫شجعه على توسيع قاعدة من يحق لهم الدخول إلى‬ ‫الموقع لتشمل طلبة جامعات أخرى أو طلبة مدارس‬ ‫ثانوية يسعون إلى التعرف على الحياة الجامعية‪.‬‬ ‫واستمر موقع "فيس بوك" قاصرا على طلبة‬ ‫الجامعات والمدارس الثانوية لمدة سنتين‪ .‬ثم قرر‬ ‫جوكربيرج أن يخطو خطوة أخرى لألمام‪ ،‬وهي أن‬ ‫يفتح أبواب موقعه أمام كل من يرغب في استخدامه‪،‬‬ ‫وكانت النتيجة طفرة في عدد مستخدمي الموقع‪،‬‬ ‫إذ ارتفع من ‪ 12‬مليون مستخدم إلى أكثر من ‪50‬‬ ‫مليون مستخدم بنهاية عام ‪.2007‬‬ ‫وفي نفس الوقت قرر أيضا أن يفتح أبواب الموقع‬ ‫أمام المبرمجين ليقدموا خدمات جديدة لزواره‪ ،‬وان‬ ‫يدخل في تعاقدات مع معلنين يسعون لالستفادة من‬ ‫قاعدته الجماهيرية الواسعة‪.‬‬ ‫وكان من الطبيعي أن يلفت النجاح السريع الذي‬ ‫حققه الموقع أنظار العاملين في صناعة المعلومات‪،‬‬ ‫فمن ناحية بات واضحا أن سوق شبكات التواصل‬ ‫االجتماعي عبر االنترنت ينمو بشكل هائل‪ ،‬ويسد‬ ‫احتياجا هاما لدى مستخدمي االنترنت خاصة من‬ ‫صغار السن‪ .‬ومن ناحية أخرى نجح موقع "فيس‬ ‫بوك" في هذا المجال بشكل كبير‪.‬‬ ‫وكانت النتيجة أن تلقى جوكربيرج عرضا لشراء‬ ‫موقعه بمبلغ مليار دوالر العام الماضي‪.‬‬ ‫مليار دوالر ال تكفي! إال أن جوكربيرج‪ ،‬وعمره ‪23‬‬

‫أساسية لثورات شعبية في الشرق األوسط أزاحت‬ ‫أنظمة دكتاتورية اعتمدت في سلطتها على السيطرة‬ ‫على كل مقومات االتصال والتواصل بين مواطنيها‪،‬‬ ‫وأن يصبح هذا االسم الناعم (فيس بوك) شبحا ً مرعبا‬ ‫لهذه األنظمة التي انهارت والتي تنهار ولألنظمة‬ ‫التي تنتظر دورها‪ ..‬وأن ماليين المستخدمين للموقع‬ ‫سيتدفقون إلى الميادين في مظاهرات كان الفيس‬ ‫بوك ميدانها االفتراضي األول ‪ ..‬وهل كان يتوقع أن‬ ‫يرتفع علم الفيس بوك بمحاذاة العلم المصري في‬ ‫أعلى مكان في ميدان التحرير‪.‬‬ ‫بالتأكيد لم يتوقع ذلك مثلما لم يتوقع نوبل أن‬ ‫يصبح الديناميت الذي اكتشفه أداة حروب فتكت‬ ‫بربع البشرية ‪ ،‬مع فارق‪ :‬أن مارك جوكربيرج لن‬ ‫يؤسس لجائزة سالم تكفر عن خطيئته مثلما فعل‬ ‫نوبل‪ ،‬ألن موقع الفيس بوك هو الجائزة المعطاة‬ ‫للشعوب التي ضاقت به أوطانها ‪ ،‬وألن الفيس بوك‬ ‫غدا فتيل الديمقراطيات التي بدأت تجتاح الشرق‬ ‫األوسط في طريقها إلى كل جيوب القمع المعزولة‬ ‫فوق األرض ‪.‬‬

‫عاما‪ ،‬فقط فاجأ كثيرين من حوله برفض العرض‪.‬‬ ‫إما سبب رفض جوكربيرج لهذا العرض فيرجع‬ ‫إلى انه رأى أن قيمة شبكته أعلى كثيرا من المبلغ‬ ‫المعروض‪ .‬وحسبما قال في مقابلة مع صحيفة‬ ‫فاينانشيال تايمز البريطانية فانه "ربما لم يقدر‬ ‫كثيرون قيمة الشبكة التي بنيناها بما تستحق"‪.‬‬ ‫وأضاف أن عملية االتصال بين الناس ذات اهمية‬ ‫بالغة‪ ،‬وإذا استطعنا أن نحسنها قليال لعدد كبير من‬ ‫الناس فان هذا سيكون له اثر اقتصادي هائل على‬ ‫العالم كله"‪.‬‬ ‫واثبت واقع الحال انه كان محقا في رفضه هذا‬ ‫العرض‪ .‬فقد قالت صحيفة "وول ستريت جورنال"‪،‬‬ ‫ابرز الصحف االقتصادية األمريكية‪ ،‬االثنين أن‬ ‫شركة ميكروسوفت تسعى لشراء ‪ 5%‬من قيمة‬ ‫"فيس بوك" بقيمة من ‪ 300‬إلى ‪ 500‬مليون‬ ‫دوالر‪ ،‬األمر الذي يعني أن قيمة فيس بوك" الكلية‬ ‫تصل إلى مبلغ من ستة إلى عشرة مليارات‪.‬‬ ‫تعليق‪ :‬هل توقع طالب هارفارد النابه وهو يصمم‬ ‫موقعه االجتماعي أن يصبح هذا الموقع عالمة‬

‫الفنان ‪ :‬فتحي الشويهدي‬


‫‪04‬‬

‫‪ 14‬يونيو ‪2011‬‬

‫الشاعر الغنائي ‪ :‬مسعود بشون‬

‫على أرضك يا بالدنا يا جنة‬ ‫حاوره أحمد بللو‬ ‫*هل توقعت حدوث هذه الثورة ؟‬ ‫كنت متوقع هذه الثورة منذ زمن و لكن ليس بهذه الطريقة‬ ‫التي رأيناها ‪..‬لم أكن اعتقد بان شباب في عمر الورود‬ ‫في لحظه من اللحظات يغيروا وجه تاريخ ليبيا في أيام‬ ‫معدودة ‪.‬‬ ‫*ما هي مبررات الشباب في ثورتهم ا والي ما استندوا‬ ‫في ثورتهم ؟‬ ‫استندوا علي أنهم مظلومون‪ ،‬وهناك من الناس من‬ ‫سرقوا حريتهم‪ ،‬ووجودهم وكيانهم وانتمائهم ألرضهم‬ ‫الليبية‪ ،‬فكان البد من تعبيرهم عن تعطشهم لكل ذلك ‪..‬لذا‬ ‫ظهروا في لحظه عفوية للتعبير عن وجودهم‪ ،‬وأنهم‬ ‫على استعداد للموت في سبيل الوطن و حقهم في الحرية‪،‬‬ ‫والتعبير عن رأيهم بصراحة‬ ‫*هل في نظرك أن الثورة لبت مطالبهم ؟‬ ‫أجمل ما في هذه الثورة جعلت من الليبيين لحمه واحده‪،‬‬ ‫وفعال قضت على الجهوية والقبلية أو أية تطلعات‬ ‫شخصيه ‪..‬اليوم الليبيين لهم مطلب واحد وهو الحرية‬ ‫و من اجل الحرية قدم الشعب اليوم دماء شبابه و قرة‬ ‫أعينهم وفلذات أكبادهم في سبيل الحرية‬ ‫*إلي أي مدي ترى وصول ثورة الليبيين ؟‬ ‫ثورة الليبيين اليوم في أوجها وان التعامالت أو األحداث‬ ‫اليوم هي دليل علي أن الليبيين متمسكون بحقهم في‬ ‫الحرية والحياة الكريمة‪ ،‬ومن اجل ذلك نرى كثيراً من‬ ‫مدن الغرب الزالت تحاول من اجل هذا المطلب الذي ال‬ ‫يختلف عليه اثنان ‪..‬‬ ‫*ما هو مستقبل ليبيا بعد الثورة ؟‬

‫أتوقع عموم العدالة للمدن الليبية كافة‪ ،‬وتحقق الحرية‪،‬‬ ‫والديمقراطية وحرية الرأي والكلمة والعدالة االجتماعية‬ ‫بين كافة الشعب‪.‬‬ ‫*هناك آراء تقول أن األغنية الليبية وصلت أوجها في‬ ‫الستينات ‪..‬‬ ‫يعني في رأيي اعتبر أن األغنية الليبية من أكثر النشاطات‬ ‫التي استطاعت التعبير عن هوية الليبي‪ ،‬وفي فترة‬ ‫قصيرة استطاعت الخروج من الحالة الشعبية المتداولة‬ ‫البسيطة والعفوية إلي األغنية الملحنة الموزعة ودخول‬ ‫اآلالت ‪ ..‬لكن ما بعد عام ‪ 1969‬م صار نوع من التراجع‬ ‫لصالح شيء ما‬ ‫الحقيقة تراجع األغنية الليبية بعد أن قطعت شوطا ً كبيراً‬ ‫في مجال التطور واالرتقاء بالكلمة والنغم واألداء السليم‬ ‫الخالي من أصوات النشاز التي فرضت نفسها في فترة‬ ‫من الفترات على المتلقي الليبي ‪.‬‬ ‫لألغنية الليبية نوع من التلقائية والنضج الفكري والعاطفي‬ ‫أغان كثيرة تعبر عن ما يجيش‬ ‫واالجتماعي بدليل ظهور‬ ‫ٍ‬ ‫في خلد المتلقي وظهور الكثير من الفنانين الجيدين أمثال‪:‬‬ ‫محمد نجم ‪ ,‬محمود اكريم ‪,‬خالد سعيد ‪,‬عبد اللطيف حويل‬ ‫‪ ,‬سالم قدري ‪ ,‬والكثير من الفنانين الذين تغنوا بأغان‬ ‫سلسة وجميله تعبر عن إحساس ومشاعر اآلخر‪.‬‬ ‫*كمؤلف أغاني ‪..‬يشعر المتتبع سيرتك وتعاملك مع‬ ‫ملحنين ومطربين من طرابلس بالرغم ما يشاع علي‬ ‫فكرة الجهوية إال أن األغنية واحدة‪ .‬من النشاطات‬ ‫التي شهدت هذا التالقي في فترة معينه سميت بإقليمين‬ ‫‪..‬إقليم طرابلس وإقليم برقه ‪..‬وانك عشت فترة بطرابلس‬ ‫تعرفت علي شعراء أبرزهم علي الرقيعي ‪..‬حدثنا عن‬ ‫تلك الفترة؟‬ ‫عندما كتبت األغنية في بداية عام ‪ 1957‬م‪ ،‬وأول افتتاح‬ ‫لإلذاعة الليبية في بنغازي‪ ،‬وهذه األغنية كنت قد كتبتها‬ ‫في الحركة الكشفية و تغني بها بعض الكشاف كانت تقول‬ ‫‪:‬‬ ‫كافحنا اسنين ‪...‬و ذقنا امرار ‪..‬خذينا الثار ‪..‬خذينا الثار‬ ‫‪..‬اصبحنا اليوم جنود أحرار‬ ‫ثم تغني بها الفنان محمد صدقي و سجلها باإلذاعة الليبية‪،‬‬ ‫والتي سميت عند افتتاحها بإذاعة بنغازي المحلية‪..‬‬ ‫ومنها انطلقت بالكتابة ‪..‬عام ‪ 1958‬م غنّي ولحّن الكثير‬ ‫من الملحنين و المطربين أمثال المرحوم حسن العريبي‬ ‫‪ ..‬لحن لي ستة أغاني منها ‪:‬‬ ‫طيف الحبيب جابه منام الليل ‪..‬جرت دمعتي منا امغير‬ ‫اتسيل‬ ‫و غني لي محمد صدقي و لحن لي علي الشعالية أغنية‬ ‫تقول ‪:‬‬

‫عقلي سرح مني غبا خليتا ‪..‬اداعي لهم ياطول ما عانيتا‬ ‫وبدأت من بنغازي و سجلت الكثير من األغاني ثم انتقلت‬ ‫مع الحكومة االتحادية بطرابلس كموظف بطرابلس‪،‬‬ ‫وواصلت التعاون مع الفنانين الليبيين هناك ‪..‬غني لي‬ ‫سالم قدري وعبداللطيف حويل و محمد بوقرين ومحمد‬ ‫الفرجاني ونوري كمال وخالد سعيد وأحمد سامي ومحمد‬ ‫رشيد ‪.‬‬ ‫سالم قدري غني لي ‪:‬‬ ‫علي أرضك يا بالدنا ‪..‬ياجنة اوالدنا ‪..‬نزرع ونشيد‬ ‫بنيان ونتغني بأمجادنا‬ ‫و غني ايضا‪:‬‬ ‫غزال ريتا مردوع الطول ‪..‬علي خده هذبه مسبول‬ ‫غني لي محمد رشيد خمسة أغاني كانت إحداها للملحن‬ ‫والعازف المعروف في فرقة السيدة أم كلثوم اسمه عبد‬ ‫الفتاح منسي ‪..‬و لحن آخر لعبد اللطيف حويل‪.‬‬ ‫هذا الملحن لحن لي أربع أغان ‪...‬كما لحن لي المرحوم‬ ‫كاظم نديم (قمري يما )‪..‬و لحن لي شيخ الفنانين محمد‬ ‫بشير فهمي ‪(..‬ريدي اليوم باعثلي سالمه ‪..‬بعد الياس جا‬ ‫يجدد غرامه) ‪..‬كانت قبل أغنية (يطق القلب ومجورعليا‬ ‫)‬ ‫كانت من أوائل األغاني التي بدأت مسيرتي بها في‬ ‫طرابلس‬ ‫*في السنوات األخيرة لوحظ غياب عدد كبير من مؤلفي‬ ‫األغنية ‪..‬أي عندما بدأ عطاء الفنانين و الملحنين و‬ ‫الكتاب تم إبعادهم ‪..‬هل كانت هذه العملية ذاتية أم كانت‬ ‫هناك شروط من الدولة الليبية أو النظام الليبي كان‬ ‫يقصيهم عن هذا العطاء؟‬ ‫أي فنان إن لم يقم بعمل يتناول فيه سيرة بعض الحكام أو‬ ‫الكتاب األخضر أو الفكر الثوري‪ ،‬فهو رجعي وال يحب‬ ‫النظام الحاكم ‪..‬لذلك استُبعدنا مع الكثير من الفنانين مثل‬ ‫األستاذ محمد نجم ‪ ،‬والحقيقة كانت لي كتابات و لكن‬ ‫يبدو أنها لم تكن مقبولة لدى الناس المهيمنين علي جهاز‬ ‫اإلذاعة‪ ،‬وعلي الناس التي تجيز أعمالنا ‪..‬لذا ابتعد الكثير‬ ‫من الفنانين من تلقاء أنفسهم علي أساس أنهم ال يريدون‬ ‫التورط في تهليل الفذافي‬ ‫*احدي المحطات البارزة في تاريخنا الحديث في‬ ‫السبعينات كانت حادثة إعدام المغني عمر مخزوم ‪..‬كما‬ ‫يقال أن الشهيد عمر دبوب كان يكتب الكلمة ‪..‬ماهي‬ ‫عالقتك بهؤالء الفنانين ؟‬ ‫عمر مخزوم كفنان معروف لدي الجميع بصوته الجميل‬ ‫‪..‬كذلك عمر دبوب كان صديق حميم لي و ترعرعنا‬ ‫صغارا معا ببنغازي‪ ،‬كان يسكن هو بشارع القزير وأنا‬ ‫بشارع بشون ‪..‬قرب (بيرقو نجمي ) كان نزل نجمي‬


‫‪ 14‬يونيو ‪2011‬‬

‫‪05‬‬

‫األغ�����ن�����ي�����ة‬ ‫ال��ل��ي��ب��ي��ة م��ن‬ ‫أكثر النشاطات‬ ‫اليت استطاعت‬ ‫التعبري عن هوية‬ ‫اللييب‬ ‫‪..‬كنا قد درسنا معا االبتدائية‪ ،‬ونلتقي يوميا في مقهى‬ ‫الوحدة العربية وكان عمر دبوب ذا تطلعات قومية‬ ‫وأكثر حماس لحب عبد الناصر و الثورة الناصرية‬ ‫‪..‬وله أمنيات خاصة كان يرى فيها أن ليبيا حرة فعال و‬ ‫ديمقراطية يسودها العدل و المساواة ‪..‬وكانت له أفكار‬ ‫يراها اآلخرون متطرفة بينما هي عادية إلنسان يتطلع‬ ‫لحياة كريمة ‪..‬ألنه عاش فقيرا و محروما في بيئة تحتاج‬ ‫لإلصالح والمساواة والهواء النقي الذي على كل الليبيين‬ ‫تنفسه ‪..‬اعتقد أن عمر دبوب ظلم وهو برئ كل البراءة‬ ‫مما نسب له ‪..‬من تهمه انه حزبي ومتطرف كما يقال‬ ‫وأنه يدعوا للتخريب والفساد كما أدعت بعض الجهات‬ ‫هو كالم مرفوض وبعيد كل البعد عن الشهيد عمر دبوب‬ ‫*فتحت هذه الثورة آفاقا ً جديدة للتعبير ‪..‬كيف كانت‬ ‫استجابتك لهذه الثورة ؟‬ ‫في اليوم الثاني للثورة وانتشارها في المدن الليبية‬ ‫وتجاوبها ‪..‬جادت قريحتي بأغنية قلت فيها ‪:‬‬ ‫النصر النصر النصر قريب ‪..‬رجانا في المولي ما يخيب‬ ‫‪..‬‬ ‫إنا عاشق يا أمي الحرية ‪ ..‬و الحر عالساحة ما يغيب‬ ‫النصر النصر النصر قريب‬

‫*كيف كانت برأيك آفاق الثورة ؟‬ ‫و لتفاؤلي بالنصر قلت ‪:‬‬ ‫الثورة جاءت من اجل الحرية‪ ،‬وال تتحقق الحرية‬ ‫يا ليبيا قيمي االفراح ‪..‬اليوم الهم علينا انزاح‬ ‫إال بدستور عصري تتفرع منه القوانين العصرية‪،‬‬ ‫انسي القهر و ظلم اسنين ‪..‬جانا النصر و نوره الح‬ ‫موضوعه بعناية فائقة من اجل تحقيق الرخاء و العدالة‬ ‫*متي تم علمك بالحدث أو بالثورة ببنغازي ؟‬ ‫قبل الثورة بأيام ‪...‬تحديد يوم ‪ 15-16‬فبراير رأيت مالمح و التقدم لبالدنا‬ ‫هذه الثورة من خالل حركة الناس بشوارع بنغازي ‪..‬اذكر اعتقد أن هذه المالمح التي يجتمع عليها جميع فئات‬ ‫عندما كنت مارا بشارع العقيب عند التقاطع في اتجاه المجتمع الليبي ‪..‬وإنا كنت أتمني أن يكون دستور‬ ‫ميدان الشجرة ‪..‬مر من أمامي األستاذ عبد الحفيظ غوقه وقوانين تكفل حرية الرأي والكلمة و التعبير وتحقق‬ ‫‪..‬كان مسرعا في خطاه ‪..‬كانت خطاه قريبه من الهرولة العدالة االجتماعية واالقتصادية بين الناس‪.‬‬ ‫‪..‬نظر لي بإشارة من حاجبيه‪ ،‬وكان متجها لشارع عمر *شكرا لألستاذ مسعود بشون علي أمل اللقاء بك في‬ ‫المختار ‪..‬كنت أظن أن الموضوع عادي ‪..‬وكنت علي لقاء آخر أكثر رحابه تحكي لنا فيه عن تجربتك الطويلة‬ ‫علم أن هناك دعوة للتظاهر في يوم ‪ 17‬فبراير‪ ،‬ولكن لم والزاخرة بكل العطاءات الجميلة على أمل أن هذه الثورة‬ ‫بقدر ما فرزت قياداتها السياسية واالجتماعية أيضا تفرز‬ ‫أكن أتوقع حدوث ما حدث ‪.‬‬ ‫لذا ذهلت عند نجاح الثورة ‪.‬وان هذه الثورة انتشرت لنا قادتها الفنانين لقيادة مرحلة الفن من اجل تخصيب و‬ ‫كما النار في الهشيم ‪..‬والحمد هلل علي نجاحها و تحقيقها تعميق الوجدان‪.‬‬ ‫أخيرا اعتقد أن الفن سيزدهر وستكون له آثار كبيرة في‬‫ألهدافها المبدئية‬ ‫*نحن علي علم بان الثورة لم يكن مطلبها إسقاط النظام مسيرة الحياة االجتماعية للشعب الليبي علي مسار األيام‬ ‫القادمة ‪.‬‬ ‫!!‬ ‫نعم كنت اعلم أن مطلبهم هو اإلصالح‪ ،‬و لكن عندما‬ ‫يريد هللا شيئا فهو القدير‬

‫الفنان رافع جنم‪ :‬وحتقق احللم‬ ‫الفنان دائما لديه الخيال المتفائل ‪..‬كنت في عهد نظام‬ ‫الطاغية من الفنانين الرجعيين بل الرجعي المصلحي‬ ‫األول ‪..‬وتعرضت لكثير من األمور ‪..‬وسيأتي المتسع‬ ‫من الوقت للحديث عنها ‪..‬ولكني كنت علي يقين‬ ‫منذ األيام التي بدأ فيها اإلعدام أمام الكنيسة القديمة‬ ‫ببنغازي على انه نظام دموي و نظام ال يلتقي مع الفنان‬ ‫المسرحي‪ ..‬ولكن استطعنا مع مجموعة من الفنانين‬ ‫المبدعين منهم األحياء واألموات رحمهم هللا ان نسرب‬ ‫بعض األفكار تسريبا في األعمال المسرحية ‪..‬مما دعا‬ ‫الطاغية في كتابه األخضر لقول أن المسرح ظاهرة‬ ‫غربية وغريبة وال عالقة لنا بها ‪..‬من هنا بدأت حرب‬ ‫علي المسرح لطمسه ‪..‬ولكنهم لم يتمكنوا من إصدار‬ ‫إعالن رسمي بإلغائه في ليبيا ألنها واجهه ثقافية‬ ‫ويطعن في النظرية المزعومة ‪..‬لذا لم يصدر قرار‬ ‫بإلغائه ولكن تمت محاربته في مدينة بنغازي ومحاربة‬ ‫الفنانين المسرحيين‪..‬وقامت حركة مسرحية رغما‬

‫عن نظام الطاغية مما‬ ‫اضطره إلي محاولة‬ ‫احتوائها في السنوات‬ ‫العشر األخيرة ‪..‬حيث‬ ‫البعض‬ ‫استقطب‬ ‫منهم واستمر المسرح‬ ‫واستمرت بنغازي‬ ‫مدينة المسرح الليبي ‪.‬‬ ‫ثورة السابع عشر‬ ‫من فبراير كانت‬ ‫حلما ً ‪ ،‬وكنت أتمني‬ ‫من هللا ان يطيل في‬ ‫عمري ألراها حقيقة‬ ‫‪..‬والحمد هلل ها قد‬

‫رأيتها و تحقق الحلم ‪.‬‬ ‫فبراير منذ انبالجها كنا نحرص و معي مجموعة‬ ‫منهم (الطيب الطيرة ) نحرس مسرحنا هذا الذي‬

‫سيكون منارة لحث الناس على استقبال ليبيا جديدة حرة‬ ‫ديمقراطية‬ ‫ال انسي الكثير من الفنانين بالمسرح الشعبي تالحموا‬ ‫وتواجدوا بالمسرح و بالساحة أيضا خوفا من مخربي‬ ‫النظام وبلطجيته أن تأتي لهذا المنبر الثقافي و تدمره‬ ‫‪..‬وهلل الحمد هو مصان وقريبا سنفتتحه بأعمال جديدة‬ ‫ونفسية جديدة وعصر وحياة جديدة ‪.‬‬ ‫الفنان الليبي هو من الفئات التي اضطهدت في العهد‬ ‫السابق ‪..‬وخاصة الفنانين المسرحيين و الدراما‬ ‫عموما ‪..‬ألن شهرة و نجومية و محبة من الجماهير‬ ‫‪..‬فكانت عدواً كبير للطاغية ‪..‬حيث انه ال يريد من‬ ‫أحد مشاركته النجومية و الشهرة وحب الجماهير التي‬ ‫لم تحبه أبداً ‪..‬وأيضا معرفته لخطورة الفن و تأثيره‬ ‫في الشعب ‪..‬لذا كان يعمل على اضطهاد هذه الفئة‬ ‫ويحاربها محاربة مريرة يعرفها الناس لدرجة أن‬ ‫الناس في الشارع تتأسف لظروف الفنان الليبي الذي‬ ‫غيب إعالميا‪.‬‬ ‫بالمهرجانات الدولية بالخارج ينبهر اآلخرون بعطائنا‬ ‫ويتفاجئون نتيجة التعتيم اإلعالمي وهذا دليل علي‬ ‫وجود فن حقيقي وراسخ ‪.‬‬


‫‪06‬‬

‫‪ 14‬يونيو ‪2011‬‬

‫د‪ .‬عبداهلل شامية مسؤول االقتصاد باملكتب التنفيذي‬

‫حب الوطن وعفوية االندفاع اإلنساني خفف من عبء األزمة‬ ‫حين خرج الليبيون إلى الشوارع لم تتدرج مطالبهم ‪،‬‬ ‫لكنهم هتفوا مباشرة بإسقاط النظام ‪ ،‬لوعيهم بأن هذه‬ ‫البنية السلطوية نخرها الفساد لدرجة تستحيل معها أية‬ ‫محاولة لإلصالح ‪ ،‬ودون تخطيط مسبق انتقلوا مباشرة‬ ‫إلى عملية تحرير المدن إلحساسهم المتأصل بأن هذا‬ ‫النظام الشرس ال يمت لهويتهم بصلة‪ ،‬لكنه يلعب دور‬ ‫الغاصب المحتل لوطنهم ومقدراتهم ‪ ،‬ومع سقوط‬ ‫المدن المتتالي وجدوا أنفسهم أمام فراغ مؤسساتي‬ ‫شامل استطاعوا ملئه بتحولهم التلقائي إلى جبهات‬ ‫المقاومة المختلفة ‪ ،‬ومن ثم إدارة شؤونهم بشكل‬ ‫ذاتي يستمد قوته من شغفهم بالحرية‪ ،‬ومن عشقهم‬ ‫لهذا الوطن‪ ،‬ومن ما تزخر به ليبيا من كفاءات كانت‬ ‫مهمشة في فترة هيمنت فيها معايير الوالء األعمى‬ ‫وخبرة الفساد‪ ،‬وكانت المسؤولية الملقاة على عاتقهم‬ ‫جسيمة بكل المعايير ‪ ،‬خصوصا وهم يخوضون معركة‬ ‫شرسة مع آلة النظام العسكرية المدججة ومعركة‬ ‫أخرى مع متطلبات الحياة اليومية للمواطن ‪ ،‬وألن‬ ‫االقتصاد هو العامود األساسي لهذه المعارك وشريان‬ ‫االنتفاضة الحيوي تنادت الخبرات االقتصادية الوطنية‬ ‫من خارج وداخل ليبيا لتسهم في بلورة إجراءات‬ ‫سريعة لعبور هذا النفق ‪ ،‬ورسم سياسات فاعلة إلدارة‬ ‫األزمة ‪.‬‬ ‫للوقوف على معطيات هذا التداول مع هذا المرفق‬ ‫الحيوي نستضيف خبير االقتصاد األستاذ الدكتور عبدهللا‬ ‫شامية‪ ،‬مسؤول حقيبة االقتصاد في المكتب التنفيذي‪،‬‬ ‫وإلطالعنا على واقع االقتصاد أثناء االنتفاضة الليبية‬ ‫وآفاقه المستقبلية ‪:‬‬ ‫بداية لنتعرف على آليات تسيير االقتصاد الليبي في‬ ‫هذه المرحلة االنتقالية ‪ ،‬وخطواتكم ال ُمتبعة في أثناء‬ ‫االنتفاضة ؟‬ ‫ـ سؤال مهم ويخطي الكثير من الجوانب فالملف‬ ‫االقتصادي مر بمراحل مختلفة منذ بداية الثورة الليبية‬ ‫ويتضح ذلك جليا بعد ثاني يوم من اندالعها حيث بدأنا‬ ‫في حماية المؤسسات االقتصادية واجتمعنا في أكثر‬ ‫من مكان بالتجار ورجال األعمال والعاملين بغرفة‬ ‫التجارة والصناعة والزراعة تناولنا الحديث عن كيفية‬ ‫تمويل الثوار وحماية المؤسسات من السرقة والتخريب‬ ‫والتفكير في تأمين تدفق آمن للسلع من خالل لجان ذات‬ ‫مهام مختلفة ‪ ،‬استمر العمل بهذه الكيفية حتى األسبوع‬ ‫األول من االنتفاضة ومع بداية األسبوع الثاني تم تشكيل‬ ‫المجالس المحلية للمناطق المحررة وهنا سأتكلم عن‬ ‫المجلس المحلي بمدينة بنغازي ألني شاركت في تشكيل‬ ‫المجلس وتم ربط من تولى قطاع االقتصاد والمالية‬ ‫بالمجموعات العاملة السابقة من أجل استمرار عملهم‬ ‫مع مجموعة الدعم والمشورة‪ ،‬وال ننسي دور التُجار‬ ‫ورجال األعمال في هذه المرحلة‪ ،‬فمنهم من فتح مخازنه‬ ‫لصرف كل المؤن مجانا‪ ،‬وهناك من كان له دعم للثوار‬ ‫في جبهة النضال ‪ .‬وقد كان هذا جزء من تسيير القطاع‬ ‫‪ ،‬إنما التفكير األساسي كان في توفر السيولة من اجل‬ ‫استيراد المزيد من السلع‪ ،‬وفتح قنوات لحصول الجهات‬

‫سيكون االقتصاد اللييب متناغما مع ما هو قائم يف العامل‬ ‫العاملة من مخازن ومحالت على‬ ‫وال ننسي الحظر الدولي الذي فُرض‬ ‫المواد ألمشغله والضرورية‪ ،‬كالذي‬ ‫على المصارف الليبية‪ .‬هذه القضية تم‬ ‫بميناء بنغازي من حموالت‪ ،‬طول فترة‬ ‫مناقشتها في مؤتمر الدوحة الذي يخص‬ ‫بقاءها يعرضها للفساد‪ ،‬حيث تم تدبر‬ ‫مجموعة االتصال بشان ليبيا‪ ،‬حيث‬ ‫كل هذه األمور ‪.‬‬ ‫كان لألخوة القطريين واألمارتيين‬ ‫استمر الحال على مستوى المجالس‬ ‫الدور الكبير في هذا الموضوع‪ ،‬وما‬ ‫المحلية حتى ُشكل المجلس الوطني‬ ‫بين مؤتمر الدوحة وحتى مؤتمر‬ ‫االنتقالي‪ ،‬وهو المظلة التي تغطي كافة‬ ‫روما قدمنا مذكرة لمجموعة االتصال‬ ‫المدن المحررة‪ ،‬وكل عضو بالمجلس‬ ‫باستخدام أموالنا الليبية‬ ‫بالسماح‬ ‫ُكلف بلجنة‪ ،‬حيث أوكلت إدارة الملف‬ ‫المجمدة في الخارج‪ ،‬ألن المقصود‬ ‫االقتصادي للسيد أحمد العبار‪ .‬اشتغلنا‬ ‫أجرت الحوار ‪ /‬هند الهوني بالعقوبات ألقذافي ونظامه وليس الشعب‬ ‫كمستشارين نناقش العديد من القضايا‬ ‫الليبي‪ ،‬وال يستقيم أن يُحرم الشعب‬ ‫لنضع لها الحلول؛ فمثالً أول ما واجهنا مشكلة الوقود موارده المعيشية‪. .‬‬ ‫من غاز وبنزين‪ ،‬خصوصا بعد تعرض منطقة البريقة لقد طالبنا بمبالغ تُمكنا من استيراد السلع والوقود من‬ ‫للقصف‪ ،‬ووقوع رأس النوف كمنطقة حرب‪ ،‬وبنفس أجل تسيير أمور مواطنينا في المناطق المحررة‪ ،‬ولكن‬ ‫الفترة تعالت األصوات للسؤال عن المرتبات في ظل حتى اآلن لم يدخل أي دوالر للصندوق الدولي ‪ ،‬في‬ ‫نقص السيولة ومرجعية اإلدارة العامة لمصرف ليبيا المقابل كان هناك جهد من األخوة في قطر لفتح حسابين‬ ‫المركزي إلى العاصمة طرابلس ‪ .‬كل هذه اإلشكاليات مصرفيين يضمان مبالغ بسيطة تمنح حركة للسوق‬ ‫استدعت وجود جهاز تنفيذي وظهر على إثرها جهاز الداخلي ‪ ،‬أي ودائع تُصرف على ضوئها قروض ‪...‬‬ ‫يسمي « إدارة األزمة « برئاسة الدكتور محمود جبريل‪ ..‬قروض مضمونة بودائع قطرية ونتوقع في األيام‬ ‫من ضمن هذه اإلدارة دائرة االقتصاد والنفط تولى القادمة أن يتم إخراج األموال الليبية‪ ،‬وبإمكاننا حينئذ فتح‬ ‫إدارتها السيد على الترهوني‪ ،‬وبداخل هذه الدائرة تم األعتمادات للتجار من اجل استيراد مواد تشغيل‪ ،‬ألن‬ ‫تكليفي بملف حيوي يشمل « الغذاء – الوقود – الدواء « بعض المصانع ال تعمل‪ ،‬كمصنع األعالف والعصائر‬ ‫كان همنا توفير أمن وسلس للمواد التي تُعد سلع أساسية ‪ .‬واأللبان التي تحتاج إلى المواد الخام كي تسير أمورها ‪.‬‬ ‫من ثم توجهنا للصف الثاني من الحاجات التي تنقسم إلى‬ ‫أساسية ومكملة‪ ،‬أيضا كانت هناك مهمة توفير الدواء وبعد ما يقارب ‪ 10‬أيام تم توسيع جهاز إدارة األزمة‬ ‫للثوار على خط المواجهة وفي المستشفيات داخل المدن‪ ،‬لتكون تحت مسمي « المكتب التنفيذي « الذي يضم عدة‬ ‫مع عدم إغفال أصحاب األمراض المزمنة‪.‬‬ ‫تخصصات‪ ،‬حيث تم فصل االقتصاد عن النفط والمالية‪،‬‬ ‫فيما يخص الوقود تم تداركه من قبل شركة الخليج وقد ُكلفت بهذه الحقيبة‪ ،‬حيث قمنا بالعديد من اإلجراءات‪،‬‬ ‫العربي لالستكشاف‪ ،‬أما ما كان في الواجهة هو عائق وننتظر بداية التنفيذ لما تم إعداده فيما يتعلق من توزيع‬ ‫السيولة وقلة وجود صرف أجنبي الستيراد ما نحتاجه‪ ،‬المبالغ المالية على المناطق الجغرافية وعلى القطاعات‬


‫‪ 14‬يونيو ‪2011‬‬

‫‪07‬‬

‫لقد طالبنا مببالغ مُتكنا من استرياد السلع والوقود‬ ‫من أجل تسيري أمور مواطنينا يف املناطق احملررة‬ ‫وعلى التُجار‪ ،‬حيث تم تجهيز غرفة التجارة والصناعة الطابور الخامس واألشخاص المندسة من أن يضروا أن بها مساس لما هو قائم ‪.‬هذه الرؤية اشترك في تنفيذها‬ ‫في المناطق المحررة التي يجمعها اآلن االتحاد العام بالمواطنين ‪.‬‬ ‫ماال يقل عن ‪ 100‬باحث وأكاديمي ومستشار ومفكر‪.‬‬ ‫المؤقت لغرفة التجارة والصناعة والزراعة‪ ،‬نشتغل من‬ ‫خالله ومن خالل صندوق موازنة األسعار أو ما كان ـ ثمة سؤال يفرض نفسه عن تجهيز خطة اقتصادية ـ نعلم أن الدخل الليبي يعتمد على عائدات النفط وأن‬ ‫يسمى سابقا ً مؤسسة السلع التموينية ‪ .‬لم نقم بتغيير في أي لمرحلة ما بعد ألقذافي وما هي آلية تنفيذها ؟‬ ‫السوق الليبية تعتمد على االستيراد واآلن مع انخفاض‬ ‫مؤسسة مادام القائم بمسؤوليتها شخص وطني نزيه‪ ،‬ويتم رؤيتي أن األوضاع بليبيا ستمر بمراحل ‪:‬‬ ‫سعر صرف الدينار الليبي سنشهد تضخما‪ ...‬ما السبيل‬ ‫استبعاد أي شخص يداه ملوثه بأموال ودماء الليبيين ‪،‬‬ ‫اآلن نشهد « مرحلة األزمة « التي الزالت مستمرة‪ ،‬لمعالجة ذلك ؟‬ ‫وغير ذلك فكل الموظفين والعاملين بالقطاع االقتصادي وهي مرحلة نقوم فيها بتسيير المرافق الحيوية ـ‬ ‫كما هم ‪.‬‬ ‫االقتصاد ‪ ،‬الصحة ‪ ،‬المرافق الخدمية ـ بشكل يومي‪ ،‬األزمات أحد أسباب التضخم‪ ،‬باعتبار اقتصاد ليبيا‬ ‫فاألحداث متعاقبة والمستجدات متواترة ويلزم تدبرها في شبة معطل وما يشغل منه ‪ 25%‬في نطاق التُجار ألن‬ ‫ـ ما تحدثت عنه سيد عبد هللا عن الملف اإلنساني من وقتها‪ ،‬ألنه ال علم لإلنسان بالغيب‪ ،‬وحتى على مستوى أغلب المصانع التعمل والمزارع أيضا ً ‪ ،‬حتى الحركة‬ ‫أغذية وأدوية يحيلنا إلى التساؤل عن كيفية تدبرها ومع المجلس االنتقالي يشتغلون على حل مشاكل قائمة خالل االقتصادية نتيجة نقص السيولة وقلة العملة أنتجت‬ ‫من تم ذلك ؟‬ ‫هذه المرحلة‪ ،‬والتي ستنتهي برحيل ألقذافي ومنظومته ركودا‪ ،‬وبالتالي أدى إلى قلة اإلنتاج وزيادة الطلب ‪.‬‬ ‫لتتضح الصورة أقول أنه طيلة ما يقارب الشهر والنصف الفاسدة والعمل على تفكيك العناصر التي تعيق المرحلة ولكن ما تم مالحظته أن التضخم في المناطق المحررة‬ ‫منذ اندالع الثورة كانت تأتينا اإلعانات من دول الجوار القادمة ‪.‬‬ ‫ال يُذكر بالمقارنة مع بعض الدول األخرى التي وصل‬ ‫والدول الصديقة‪ ،‬باإلضافة إلي تكاثف جهود الليبيين هذه المرحلة تحتاج إلى جهد كبير‪ ،‬ففي االقتصاد نعاني فيها لرقمين أو ثالثة أرقام‪ ،‬في حين لم يرتفع داخل‬ ‫المقيمين بالخارج‪ ،‬كانت اندفاعات عفوية بشكل إنساني مختنقات كبيرة يغيرها الوضع الجديد للبالد في المرحلة المناطق المحررة إال بقدر ‪ 5‬إلى ‪ 10%‬الن التُجار‬ ‫ودافع وطني‪ ،‬وهو ما خفف من عبء األزمة‪ .‬في المقابل القادمة ‪ .‬عندما ينتهي حكم القذافي سيكون هناك ناتجان ‪ :‬لم يرفعوا السعر واكتفوا بهامش بسيط للربح ‪ ،‬كما أن‬ ‫وفرنا مصدر للسلع األساسية التي تكفل بها صندوق البرلمان ممثل للشعب الليبي وحكومة حقيقية ممثله لكل الطلب الكلي أصبح اقل على السلع وأكثر تقنينا في‬ ‫موازنة األسعار من خالل عقود سابقة في توفير الدقيق تراب ليبيا ‪ ،‬هذا يحتاج إلى آليات ووضع أسس بقواعد ظل اإلنفاق العائلي المحدود على مستوى الضروريات‬ ‫لمطاحن عامة وخاصة‪.‬‬ ‫دستورية ومجلس تأسيسي‪ ،‬وبالتالي سيكون اقتصاد وبشكل بسيط‪ ،‬وبالرغم من وجود نازحين في مدينة‬ ‫م‬ ‫الدولة‬ ‫جار لهذه المعطيات ومتناغم معها من خالل بنغازي من المناطق المتضررة نجد أن عددهم يقابله‬ ‫ُ ٍ‬ ‫سلعة األرز توجد عقود لمدة ‪ 10‬أشهر وهو متوفر حتى تقديم رؤية علمية بدون أي طرح أيدلوجي بل من صميم خروج الوافدين العرب واألجانب المقيمين بالمدينة قبل‬ ‫‪ 7‬أشهر قادمة أما الدقيق الذي يوزع على المخابز وطني صرف ‪.‬‬ ‫االنتفاضة ‪ ،‬إذن هناك موازنة في الطلبات أدت إلى‬ ‫العاملة الفاعلة يوجد مخزون لمدة شهرين ونسعى بإذن أما حاليا ال يوجد تصور‪ ،‬ألنها أموال الشعب الليبي‪ ،‬استقرار في الطلب وبالتالي اعتدال في السعر ‪ .‬ومن‬ ‫هللا لتوفير المزيد قبل أتمام المدة مع العلم أنه تم استثناء ومن الصعب أن نحدد كجهة اقتصادية ما سيكون عليه‪ ،‬هنا يتبين عدم تسجيل تضخم في ليبيا الن معدل األسعار‬ ‫ش تسير في شكلها الطبيعي‪.‬‬ ‫الجمعيات االستهالكية من الخدمة نظرا لمشاكل التوزيع ولكن في رأيي الخاص سيكون االقتصاد الليبي متما ٍ‬ ‫بها وعدم فاعليتها ‪.‬‬ ‫مع ما هو قائم في العالم ‪.‬‬ ‫ـ هناك دعم أقرته مجموعة االتصال بما قيمته ‪ 3‬مليار‬ ‫بعد الشهر األول حيث التدفق العفوي للمعونات من موقع مسؤوليتكم هل قمتم باجتماع مع نخبة من أشار إليه السيد مصطفي عبد الجليل رئيس المجلس‬ ‫أخذت األمور مسارها الطبيعي‬ ‫االقتصاديين لوضع خطة الوطني االنتقالي بليبيا ‪ ....‬ما هي أوجه صرفها ؟‬ ‫بإجراءات معينة عبر تقسيم الكميات‬ ‫اقتصادية مستقبلية مثالً ؟‬ ‫هذا المبلغ الذي أقرته مجموعة االتصال بشأن ليبيا‪،‬‬ ‫إلى حصص وتفعيل دور لجان‬ ‫نجتمع في أطار العمل مع خالل اجتماعها األخير في روما من أجل إنشاء صندوق‬ ‫الرقابة‪ ،‬وكان ثمة تجاوب كبير من‬ ‫الخبراء زمالئنا من أجل دعم للشعب الليبي ‪ ،‬سيكون ضمن آلية مؤقتة لتسيير‬ ‫المؤسسات المعنية‪ ،‬مع عدم إغفال‬ ‫تبادل اآلراء فيما يتعلق صرف األموال الليبية المجمدة في الخارج كأساس وما‬ ‫استمرار المساهمات اإلنسانية‪ ،‬ولكن‬ ‫بقضايا عالقة ‪ ،‬أما التفكير رصدته الدول الصديقة من تبرعات مثل دولة الكويت‬ ‫ال نريد أن نعول عليه كثيرا ‪ .‬شئ‬ ‫في رؤية مستقبلية‪ ،‬كباحث وغيرها‪ ،‬وهي تعرف بآلية تمويل مؤقتة تحت أشراف‬ ‫أخر‪ ،‬ومن المؤسف أننا لم نستطع‬ ‫ومستشار في الدولة الليبية‪ ،‬األمم المتحدة ومجلس األمن ‪ ،‬هذه اآللية تم االتفاق‬ ‫شراء األدوية المدعومة سابقا‪،‬‬ ‫كان لنا تصور سابق من عليها عن طريق لجنة تسييرية مكونة من ‪ 5‬أشخاص‪،‬‬ ‫مثل عالجات األمراض السرطانية‬ ‫خالل فريق عمل برئاسة ثالث منهم ليبيون ‪ ،‬دورها تسيير صرف هذه األموال‪،‬‬ ‫أو األمراض المزمنة كالسكري‬ ‫الدكتور زاهي مغيربي ترافقها لجنة استشارية من أشخاص لديهم الخبرة‪،‬‬ ‫والضغط وغيرها ‪.‬‬ ‫وعضويتي مع الدكتور وهناك ُمراجع دولي للتأكيد على شفافية الصرف ‪ ،‬هذه‬ ‫عبد الجليل المنصوري في العملية ستكون بالتعاون مع الدائرة االقتصادية بالمجلس‬ ‫وال أخفي عليكم التجاوزات التي‬ ‫مشروع رؤية استشرافية الوطني االنتقالي من حيث مدهم بالمعلومات‪ ،‬كما أن آلية‬ ‫حصلت في دخول مواد فاسدة وأخرى‬ ‫لليبيا ‪ ،2025‬كما أن أي الصرف التي وضعتها مجموعة االتصال تشمل السلع‬ ‫محذوره من المناطق الحدودية‪ ،‬الن‬ ‫نتاج فكري كان مطلوب في الغذائية – األدوية – الوقود – صيانة المرافق الهامة‬ ‫ليس الجميع يتمتع بوطنية وإخالص‪،‬‬ ‫العهد السابق سيتم أخراجه وغيرها من المتطلبات المعيشية ‪.‬‬ ‫حيث تم ضبط هذه المواد المخالفة‬ ‫وطرحه للنقاش من قبل‬ ‫للوائح الصحية‪ ،‬ونحاول اآلن تفعيل‬ ‫الشعب الليبي‪ ،‬ألنه لم تناقش‬ ‫تشديد الحراسة واألمن على كل‬ ‫من قبل نتيجة حجبها من‬ ‫المنافذ الحدودية والموانئ حتى نمنع‬ ‫حكومة ألقذافي عندما علمت‬

‫ه��ن��اك م��وازن��ة‬ ‫يف الطلبات أدت‬ ‫إىل استقرار يف‬ ‫الطلب وبالتالي‬ ‫اعتدال يف السعر‬


‫‪08‬‬

‫‪ 14‬يونيو ‪2011‬‬

‫عن المرك���ز القومي‬ ‫للترجم���ة ص���درت‬ ‫الطبع���ة الثاني���ة من‬ ‫كتاب “ جيوب مثقلة‬ ‫بالحج���ارة ورواية لم‬ ‫تكتب بع���د” ‪2009‬‬ ‫ترجمة وتقديم فاطمة‬ ‫ناع���وت‪ ،‬مراجع���ة‬ ‫وتصدير ماهر شفيق‬ ‫فريد‪.‬‬

‫فرجينيا وولف‬ ‫ورواية‬ ‫لن تكتمل‬

‫فرجينيا وولف‬ ‫“الثورة الهادئة” اللقب الذي أطلق‬ ‫على الكاتبة البريطانية الراحلة فرجينيا‬ ‫وولف من قبل أصدقائها المقربين‪.‬‬ ‫في هذا الكتاب “ جيوب مثقلة‬ ‫بالحجارة ورواية لم تكتب بعد”‬ ‫تعرض المترجمة فاطمة ناعوت لحياة‬ ‫وولف التي بدأت في اليوم ‪_ 25‬يناير_ ‪ 1882‬وانتهت‬ ‫في ‪_ 28‬مارس_‪ 1941‬حين شعرت ان أزمة عقلية‬ ‫ثانية في الطريق إليها‪ ،‬فأثقلت جيوب ثوبها بالحجارة‬ ‫وأغرقت نفسها في نهر “ أووز” بالقرب من منزلها‬ ‫ببلدة سسيكس‪ ،‬ولم ينتشل جثمانها إال يوم ‪_ 18‬أبريل‪،‬‬ ‫حين اكتشفته مجموعة من الصبية أسفل مجرى النهر‪.‬‬ ‫ليتم إحراق الجثمان في عزلة وصمت يوم ‪_ 21‬أبريل‪.‬‬ ‫في العام ‪ 1915‬نشرت أولى رواياتها” الخروج في‬ ‫رحلة بحرية” والتي خطتها حين كان عمرها ‪ 24‬عاما‪،‬‬ ‫استغرقت كتابتها تسع سنوات أي بدأتها في العام ‪1908‬‬ ‫وانتهت منها العام ‪، 1913‬ثم توالت األعمال اإلبداعية‬ ‫بعد ذلك لنقرأ‪ :‬الليل والنهار_ االثنين أو الثالثاء_ غرفة‬ ‫يعقوب_ مسز دالواى_ صوب المنارة_ األمواج_‬ ‫أورالندو_السنوات_ مسكون باألشباح نشرت بعد‬ ‫موتها اي العام ‪. 1943‬‬ ‫وعن أعمال فرجينيا وولف كتب الناقد كرونيبيرجر” أن‬ ‫وولف لم تكن حقا ً مهتمة بالبشر‪ ،‬لكن اهتمامها األكبر‬ ‫كان باإلشارات الشعرية في الحياة مثل لحظات التحول‬ ‫بين الفصول‪ ،‬بين الليل والنهار‪،‬الخبز والنبيذ‪ ،‬النار‬ ‫والصقيع‪ ،‬الزمن والفضاء‪ ،‬الميالد والموت‪ ،‬أي التحول‬ ‫والتناقض بوجه عام”‪.‬‬ ‫متعة ثالثية‬ ‫يقول األستاذ ماهر شفيق فريد في المقدمة أن هذا الكتاب‬ ‫يقدم للقارئ متعة ثالثية تتمثل في‪:‬‬ ‫فن فرجينيا وولف القصصي الذي يمتاز بتقمصه دخائل‬ ‫النفس وقصدِه في التعبير وخلوه من الزوائد والحواشي‪،‬‬ ‫تقدم الكاتبة فاطمة ناعوت الجامعة بين سعة المعرفة‬ ‫بموضوعها والقدرة على تقمص خبرة الكاتبة على‬

‫خلود الفالح‬

‫نحو يجعل من التقدمة أثراً فنيا ً “إن النساء لكي يكتبن بحاجة إلى دخل مادي خاص بهن‪،‬‬ ‫بحقه الخاص ليس فيه دوجماطية وإلى غرفة مستقلة ينعزلن فيها للكتابة”‪ .‬هذه جملة وولف‬ ‫النقاد األكاديميين وال سطحية النقاد الشهيرة التي افتتحت بها مقاالتها “غرفة تخص المرء”‬ ‫االنطباعيين‪ ،.‬قصة فرجينيا وولف و” ثالثة جنيهات” ناقشت فيها وولف كما تقول ناعوت‬ ‫في ثوبها العربي الراهن حيث موضوعة كتابة النساء ورصدت صمت النساء اللواتي‬ ‫جاورت المترجمة فيه بين أمانة خدمن طيلة قرون باعتبارهن مرايا تمتلك قوة سحرية‬ ‫النقل مع طالقة األداء‪.‬‬ ‫بوسعها أن تعكس صورة الرجل بضعفه الحقيقي‪ ،‬تحدثت‬ ‫عن النساء اللواتي تم إقصاؤهن خالل قرون طويلة‬ ‫ويضيف ماهر شفيق ان وولف مضت ومنعهن من الدخول إلى المكتبات‪.‬‬ ‫روائية مرهفة الحس‪ ،‬حادة الذكاء‪،‬مصقولة األسلوب‪،‬‬ ‫مدربة الحساسية‪ ،‬تستحق أن يذكر اسمها في نفس واحد‬ ‫رواية لم تكتب بعد‬ ‫مع عمالقة الرواية السيكولوجية من أمثال هنرى جميز‬ ‫صدرت للمرة األولى عام ‪ 1921‬ضمن مجموعة‬ ‫وكونراد وجويس ولورنس وبروست‪.‬‬ ‫قصصية بعنوان” االثنين أو الثالثاء” وتقول ناعوت أن‬ ‫الساعات‬ ‫وولف تحاول في هذه الرواية ان تشرح عملية الكتابة‬ ‫ذاتها‪ ،‬فنجد الراوية تتكلم عن رواية تحاول أن تكتبها‪،‬‬ ‫رواية “الساعات” صدرت في العام ‪، 2002‬تأليف‪ :‬لكنها لم تكتبها بعد‪ ،‬تصف كيفية خلق الفكرة والحبكة‬ ‫مايكل كننجام‪ ،‬تتناول آخر يوم في حياة الروائية فرجينيا والسرد القصصي ومحاوالت الكتابة واإلخفاق والتعديل‬ ‫وولف عبر رصد حيوات ثالث نساء هن‪ :‬كالريسا‪ ،‬ثم إعادة الكتابة‪.‬‬ ‫لورا‪ ،‬فرجينيا‪ .‬من ثالثة عصور مختلفة وال تعرف‬ ‫الواحدة منهن األخرى‪ .‬ولكنهن يشتركن في البحث عن في هذه الرواية نجد فترات تأمل وتفكير من الروائية أو‬ ‫لحظات الوجود الحقيقية ‪ ،‬تلك اللحظات الثمينة التي لحظات توقف عن الكتابة بين الحين واآلخر عبرت عنها‬ ‫يحاول فيها المرء أن يقبض على شئ من التحقق أو يجد وولف بشرطة مطولة”ـــــــــــــــــــــــ”‪.‬‬ ‫مبرراً مقبوال لحياته‪.‬‬ ‫ويقول النقاد ان هذا النوع من السرد يتماوج بين التشكيل‬ ‫تبدأ أحداث الرواية عام ‪ 1941‬وهو العام الذي أنهت التخيلي وبين المالحظة الموضوعية الذي يقود الراوية‬ ‫فيه وولف حياتها باالنتحار وبعد ذلك يعود المؤلف صوب اكتشافات غير متوقعة سواء عن ذاتها أو عن‬ ‫بالزمن إلى الوراء ليرصد لحظات حميمية وخاصة في طبيعة الفن واإلبداع وعن كيمياء التشكيل األدبي‪.‬‬ ‫حياة وولف وهي لحظات الكتابة‪.‬‬ ‫حوار متخيل‬ ‫وتقول المترجمة ناعوت انه من الضروري على قارئ‬ ‫رواية “ الساعات” أن يكون على دراية بأسلوب كتابة أجرت المترجمة حوارا افتراضيا مع الروائية فرجينيا‬ ‫وولف الروائية حتى يتسنى له فهم الرواية بسهولة وولف تضمنت األسئلة منهجها الكتابي وآرائها حول‬ ‫وفحص مفرداتها الجمالية من حيث البناء الدرامي الحياة وقضايا المرأة وحياتها الخاصة وفي هذا اإلطار‬ ‫تقول وولف” كتاباتي عكست أفكاري ورؤاي السياسية‬ ‫وتوظيف األحداث‪.‬‬ ‫واالجتماعية‪.‬‬ ‫نذكر ان رواية “الساعات” تم تحويلها إلى فيلم سينمائي‪،‬‬ ‫جسدت فيه نيكول كيدمان دور فرجينيا وولف‪ ،‬جوليان بصدق سيشعر القارئ في نهاية الكتاب ان هناك إبداع‬ ‫موور في دور لورا‪ ،‬ميريل ستريب في دور كالريسا‪ .‬يستحق البحث عنه وقراءة المزيد من أعمال فرجينيا‬ ‫وولف الروائية‪.‬‬ ‫غرفة خاصة‬


‫‪ 14‬يونيو ‪2011‬‬

‫‪09‬‬

‫قرارات اجمللس الوطين االنتقالي‬ ‫قرار اجمللس االنتقالي رقم ( ‪ ) 34‬لسنة ‪2011‬‬ ‫بشأن تكليف مهام باملكتب التنفيذي‬ ‫بعد االطالع على بيان انتصار ثورة‬ ‫‪17‬فبراير الصادرفي ‪ 22‬فبراير ‪ 2011‬م‬ ‫وعلي قرار تشكيل المجلس الوطني‬ ‫االنتقالي المؤقت و تحديد اختصاصاته‬ ‫وعلي النظام األساسي للمجلس‬ ‫وعلى ما خلص إليه اجتماع المجلس بتاريخ‬ ‫‪ 10-5-2011‬م‬ ‫قرر‬ ‫مادة رقم (‪)1‬‬

‫‪2011‬بشان إنشاء مصلحة اآلثار‬ ‫قرر‬ ‫وعلى ما خلص إليه اجتماع المجلس‬‫مادة رقم (‪)1‬‬ ‫بتاريخ ‪ 16-‬مايو‪--2011‬‬ ‫قرر‬ ‫تنقل بشكل مؤقت اإلدارة العامة لشركة‬ ‫ليبيا للتامين من طرابلس إلي بنغازي و‬ ‫مادة رقم (‪)1‬‬ ‫ذلك إلي حين تحرير العاصمة طرابلس‬ ‫يكلف السيد ‪ /‬فضل علي محمد ‪,‬بمهام‬ ‫مادة رقم (‪)2‬‬ ‫مصلحة شؤون اآلثار‬ ‫تشكل لجنة إدارة مؤقتة لشركة ليبيا للتأمين‬ ‫مادة رقم (‪)2‬‬ ‫من‪:‬‬ ‫يعمل بهذا القرار من تاريخ صدوره و‬ ‫‪.1‬السيد ‪/‬صالح عبد هللا يونس‬ ‫يلغي ما يخالف نصوصه وعلي كل في ما‬ ‫‪. 2‬السيد‪/‬فتحي السنوسي باله‬ ‫يخصه تنفيذ هذا القرار و تبلغ به المجالس‬ ‫‪.3‬السيد‪/‬مرعي إدريس عبدالرازق‬ ‫المحلية و وسائل اإلعالم‬ ‫مادة رقم (‪)3‬‬

‫يكلف السيد محمد العالقي بشؤون العدل‬ ‫وحقوق اإلنسان بالمكتب التنفيذي للمجلس تتولى اللجنة إدارة الشركة والحفاظ علي‬ ‫أصولها الثابتة و المنقولة وفق التنظيم و‬ ‫الوطني االنتقالي‬ ‫اللوائح والقوانين المعتمدة ‪.‬‬ ‫مادة رقم (‪)2‬‬ ‫مادة رقم(‪)4‬‬ ‫يعمل به من تاريخ صدوره وعلى كل في ما‬ ‫يخصه تنفيذ هذا القرار و تبلغ به المجالس يعمل بهذا القرار من تاريخ صدوره و‬ ‫يلغي ما يخالف نصوصه و علي كل في ما‬ ‫ووسائل اإلعالم‪.‬‬ ‫يخصه تنفيذ هذا القرار و تبلغ به المجالس‬ ‫قرار اجمللس الوطين االنتقالي رقم (‪ )62‬لسنة المحلية و وسائل اإلعالم‪.‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫قرار اجمللس الوطين االنتقالي رقم (‪ )61‬لسنة‬ ‫بشأن شركة ليبيا للتأمني‬ ‫‪2011‬‬ ‫بعد االطالع علي بيان انتصار ثورة‬ ‫بشأن تكليف مبهام مصلحة شؤون اآلثار‬ ‫‪17‬فبراير الصادرفي ‪ 22‬فبراير ‪ 2011‬م‬ ‫ علي قرار تشكيل المجلس الوطني بعد االطالع علي بيان انتصار ثورة‬‫‪17‬فبراير الصادر في ‪22‬فبراير ‪ 2011‬م‬ ‫االنتقالي المؤقت وتحديد اختصاصاته‬ ‫ علي قرار تشكيل المجلس الوطني‬‫ وعلي النظام األساسي للمجلس‬‫ وعلي ما خلص إليه اجتماع المجلس االنتقالي المؤقت وتحديد اختصاصاته‬‫ وعلي النظام األساسي للمجلس‬‫بتاريخ‪17 -5-2011‬م‬ ‫‪ -‬وعلي قرار المجلس رقم (‪ )60‬لسنة‬

‫قرار اجمللس الوطين االنتقالي رقم (‪ )60‬لسنة‬ ‫‪2011‬‬ ‫بشأن إنشاء مصلحة اآلثار‬ ‫بعد االطالع على بيان انتصار ثورة‬ ‫‪17‬فبراير الصادر في ‪22‬فبراير ‪ 2011‬م‬ ‫ على قرار تشكيل المجلس الوطني‬‫االنتقالي المؤقت وتحديد اختصاصاته‬ ‫ وعلي النظام األساسي للمجلس‬‫ وعلى ما خلص إليه اجتماع المجلس‬‫بتاريخ‪16 -5-2011‬م‬ ‫قرر‬ ‫مادة رقم (‪)1‬‬ ‫إنشاء مصلحة لآلثار يكون مقرها مدينة‬ ‫طرابلس وتتخذ من مدينة بنغازي مقرا‬ ‫مؤقت ‪،‬وتكون تبعيتها للمجلس الوطني‬ ‫االنتقالي‬


‫‪10‬‬

‫‪ 14‬يونيو ‪2011‬‬

‫مادة رقم (‪)2‬‬ ‫تتولي المصلحة مهمة إدارة اآلثار في جميع‬ ‫مدن ليبيا و وضع القواعد واإلجراءات‬ ‫الالزمة لضمان حمايته و الحفاظ عليه‬ ‫مادة رقم (‪)3‬‬ ‫يعمل بهذا القرار من تاريخ صدوره و‬ ‫يلغي ما يخالف نصوصه وعلي كل في ما‬ ‫يخصه تنفيذ هذا القرار و تبلغ به المجالس‬ ‫المحلية و وسائل اإلعالم‬ ‫قرار اجمللس الوطين االنتقالي رقم (‪)59‬‬ ‫لسنة ‪2011‬‬ ‫بشأن تكليف مبهام‬ ‫بعد االطالع علي بيان انتصار ثورة‬ ‫‪17‬فبراير الصادر‬ ‫في ‪22‬فبراير ‪ 2011‬م‬ ‫ على قرار تشكيل المجلس الوطني‬‫االنتقالي المؤقت وتحديد اختصاصاته‬ ‫ وعلي النظام األساسي للمجلس‬‫ وعلي خطاب معاون رئيس األركان‬‫العامة للجيش الوطني وآمر منطقة طبرق‬ ‫ وعلى ما خلص إليه اجتماع المجلس‬‫بتاريخ‪16 -5-2011‬م‬ ‫قرر‬

‫قرارات اجمللس الوطين االنتقالي‬

‫يخصه تنفيذ هذا القرار و تبلغ به المجالس‬ ‫المحلية و وسائل اإلعالم‬

‫لسنة ‪2011‬‬ ‫بشأن تكليف مهام باملكتب التنفيذي‬

‫قرار اجمللس الوطين االنتقالي‬ ‫بعد االطالع علي بيان انتصار ثورة‬ ‫‪17‬فبراير الصادر‬ ‫رقم (‪ )58‬لسنة ‪2011‬‬ ‫في ‪22‬فبراير ‪ 2011‬م‬ ‫بشأن إنشاء اجمللس األعلى لإلفتاء‬ ‫ على قرار تشكيل المجلس الوطني‬‫بعد االطالع على بيان انتصار ثورة االنتقالي المؤقت وتحديد اختصاصاته‬ ‫ وعلي النظام األساسي للمجلس‬‫‪17‬فبراير الصادر‬ ‫ وعلي ما خلص إليه اجتماع المجلس‬‫في ‪ 22‬فبراير ‪ 2011‬م‬ ‫ على قرار تشكيل المجلس الوطني بتاريخ‪15 -5-2011‬م‬‫قرر‬ ‫االنتقالي المؤقت وتحديد اختصاصاته‬ ‫ وعلي النظام األساسي للمجلس‬‫مادة رقم (‪)1‬‬ ‫ وعلي ما خلص إليه اجتماع المجلس‬‫يكلف السيد ‪ /‬سليمان علي الساحلي‬ ‫بتاريخ‪17 -5-2011‬م‬ ‫بشؤون التعليم بالمكتب التنفيذي للمجلس‬ ‫قرر‬ ‫الوطني االنتقالي‬ ‫مادة رقم (‪)1‬‬ ‫مادة رقم (‪)2‬‬

‫ينشأ مجلس أعلى لإلفتاء يكون مقره في يعمل به من تاريخ صدوره و علي كل‬ ‫مدينة طرابلس و يتخذ من مدينة بنغازي في ما يخصه تنفيذ هذا القرار و تبلغ به‬ ‫مقرا مؤقتا له إلي حين تحرير عاصمة المجالس المحلية و وسائل اإلعالم‬ ‫ليبيا الحرة وتكون تبعيته للمجلس الوطني‬ ‫االنتقالي‬ ‫قرار اجمللس الوطين االنتقالي‬ ‫مادة رقم (‪)2‬‬ ‫رقم (‪ )54‬لسنة ‪2011‬‬ ‫يسمى الشيخ الصادق الغرياني رئيسا‬ ‫للمجلس األعلى لإلفتاء اعتبارا من بشأن تسمية اهليئة الوطنية لألمن القومي‬ ‫مادة رقم (‪)1‬‬ ‫صدورهذا القرار‬ ‫بعد االطالع على بيان انتصار ثورة‬ ‫مادة رقم (‪)3‬‬ ‫‪17‬فبراير الصادر في ‪ 22‬فبراير ‪ 1102‬م‬ ‫يكلف الطيار ‪/‬محمد منفور علي المين‬ ‫يعمل بهذا القرار من تاريخ صدوره و ‪ -‬على قرار تشكيل المجلس الوطني‬ ‫بمهام مدير مطار طبرق المدني‬ ‫يلغي ما يخالف نصوصه و علي كل في ما االنتقالي المؤقت وتحديد اختصاصاته‬ ‫مادة رقم (‪)2‬‬ ‫يخصه تنفيذ هذا القرار و تبلغ به المجالس ‪-‬وعلي النظام األساسي للمجلس‬ ‫يتولى المذكور إدارة تسيير وحماية مطار‬ ‫ وعلى قرار المجلس الوطني االنتقالي‬‫المحلية و وسائل اإلعالم‬ ‫طبرق المدني‬ ‫رقم (‪ )53‬لسنة ‪ 2011‬بشان الهيئة الوطنية‬ ‫مادة رقم (‪)3‬‬ ‫لألمن القومي ‪.‬‬ ‫قرر‬ ‫يعمل بهذا القرار من تاريخ صدوره ويلغي‬ ‫قرار اجمللس الوطين االنتقالي رقم (‪)55‬‬ ‫ما يخالف نصوصه وعلى كل في ما‬


‫‪ 14‬يونيو ‪2011‬‬

‫قرارات اجمللس الوطين االنتقالي‬

‫مادة رقم (‪)1‬‬ ‫تعيين السيد ‪/‬عوض عمر الورفلي رئيسا‬ ‫للهيئة الوطنية لألمن القومي‬ ‫مادة رقم (‪)2‬‬ ‫يتولى المعني تنفيذ المهام الواردة في‬ ‫المادة (‪ )2‬من القرار رقم (‪ )53‬لسنة‬ ‫‪ 2011‬بشأن الهيئة الوطنية لألمن القومي‬ ‫مادة رقم (‪)3‬‬ ‫يعمل به من تاريخ صدوره وعلى كل‬ ‫في ما يخصه تنفيذ هذا القرار وتبلغ به‬ ‫المجالس المحلية ووسائل اإلعالم المختلفة‬ ‫قرار اجمللس الوطين االنتقالي رقم (‪)53‬‬ ‫لسنة ‪2011‬‬ ‫بشأن اهليئة الوطنية لألمن القومي‬ ‫بعد االطالع على بيان انتصار ثورة ‪17‬‬ ‫فبراير الصادر في ‪ 22‬فبراير ‪ 2011‬م‬ ‫ على قرار تشكيل المجلس الوطني‬‫االنتقالي المؤقت وتحديد اختصاصاته‬ ‫ وعلي النظام األساسي للمجلس‬‫ وعلى ما خلص إليه اجتماع المجلس‬‫بتاريخ ‪ 2011-5-14‬م‬ ‫قرر‬ ‫مادة رقم(‪)1‬‬ ‫تنشأ هيئة وطنية لألمن القومي يكون‬ ‫مقرها المؤقت مدينة بنغازي و تتبع‬ ‫المجلس الوطني االنتقالي‬ ‫مادة رقم (‪)2‬‬

‫‪11‬‬

‫‪ .3‬مراقبة الجهات األجنبية سواء أفراد أو في ما يخصه تنفيذ هذا القرار و تبلغ‬ ‫به المجالس المحلية ووسائل اإلعالم‬ ‫مؤسسات اعتبارية‪.‬‬ ‫‪ .4‬متابعة النشاط المشبوه لليبيين بالخارج‪ .‬المختلفة‪.‬‬ ‫‪ .5‬القيام بأعمال المخابرات المعاكسة‬ ‫‪ .6‬العمل علي تامين المصالح الليبية قرار اجمللس الوطين االنتقالي رقم (‪)52‬‬ ‫لسنة ‪2011‬‬ ‫بالخارج‬ ‫‪.7‬التصدي لألنشطة التي تقوم بها الدول‬ ‫بشأن تبعية اجلامعات الليبية للمجلس‬ ‫والمنظمات والتي تستهدف الهوية الوطنية‬ ‫الوطين االنتقالي‬ ‫و القيم ومبادئ المجتمع‬ ‫‪.8‬كشف االستراتيجيات والمخططات بعد االطالع علي بيان انتصار ثورة ‪17‬‬ ‫المعادية التي تستهدف زعزعة األمن فبراير الصادر في ‪ 22‬فبراير ‪ 2011‬م‬ ‫ على قرار تشكيل المجلس الوطني‬‫واالستقرار والوحدة الوطنية‬ ‫‪.9‬مكافحة الشبكات اإلرهابية ومنظمات االنتقالي المؤقت وتحديد اختصاصاته‬ ‫ وعلي النظام األساسي للمجلس‬‫الجريمة المنظمة‬ ‫‪.10‬تأمين وسائل االتصال وشبكات ‪ -‬وعلى ما خلص إليه اجتماع المجلس‬ ‫المعلومات الدولية من االختراق األجنبي بتاريخ ‪ 2011-5-10‬م‬ ‫قرر‬ ‫أو استغاللها في أنشطة هدامة‬ ‫‪.11‬رصد وجمع المعلومات عن التحالفات‬ ‫مادة رقم (‪)1‬‬ ‫العسكرية واألمنية المشبوهة بين دول‬ ‫المنطقة فيما بينها أو مع قوى خارجية تكون تبعية الجامعات الليبية للمجلس‬ ‫الوطني االنتقالي بصفة مؤقتة وإلي حين‬ ‫أخرى‬ ‫‪.12‬إعداد الدراسات و البحوث و التنبؤات تنظيم شؤون الجامعات الحقا‬ ‫مادة رقم(‪)2‬‬ ‫في المجاالت المختلفة و في القضايا‬ ‫االستراتيجية والحيوية‬ ‫تدار الجامعات المعنية بواسطة مجلس‬ ‫‪.13‬مرافقة الوفود الرسمية بالخارج يصدر تكليفه بقرار من المجلس الوطني‬ ‫ومتابعة المؤتمرات الدولية بالداخل‬ ‫االنتقالي‬ ‫‪.14‬حماية ومرافقة الشخصيات الهامة‬ ‫مادة رقم (‪)3‬‬ ‫الوافدة إلي ليبيا وكذلك حماية مواقعهم‬ ‫يعمل به من تاريخ صدوره و علي كل‬ ‫إلي حين مغادرتهم للبالد‬ ‫‪.15‬مرافقة و تامين رئيس الدولة في ما يخصه تنفيذ هذا القرار و تبلغ به‬ ‫و الشخصيات الهامة في الرحالت المجالس المحلية و وسائل اإلعالم‬ ‫الخارجية‬ ‫‪.16‬ما تستجد من مهام ذات صلة بطبيعة‬ ‫قرار اجمللس الوطين االنتقالريقم (‪ )51‬لسنة‬ ‫عمل الجهاز أو الهيئات‬ ‫‪2011‬‬ ‫مادة رقم (‪)3‬‬

‫تتولى الهيئة المهام التالية ‪:‬‬ ‫‪ .1‬حماية أسرار الدولة والمحافظة عليها‬ ‫من التسرب‪.‬‬ ‫‪ .2‬مقاومة نشاط المخابرات األجنبية ضد‬ ‫يعمل به من تاريخ صدوره وعلى كل‬ ‫أمن وسالمة الدولة الليبية‪.‬‬

‫بشأن تبعية اجلامعات الليبية للمجلس‬


‫‪12‬‬

‫‪ 14‬يونيو ‪2011‬‬

‫بعد أكثر من ‪ 30‬سنة‬ ‫ميادين تنشر‬ ‫في زيارة لبيت المناضل الراحل‬ ‫محمد الطيب بن سعود كان استقبال‬ ‫األهل لألهل‪ ،‬بحفاوة شديدة وحسن‬ ‫ضيافة رغم مهمتنا الصحفية‬ ‫لموضوع يحز في النفس ذكراه‪،‬‬ ‫إال أن ما يُه ّون علي زوجة الراحل‬ ‫وأبنائه هذه االنتفاضة الليبية‬ ‫المباركة‬

‫نص كلمة املناضل‬

‫حممد الطيب بن سعود‬ ‫وتفاصيل اعتقاله قبل إعدامه‬

‫الراحل محمد بن سعود نفذ فيه القذافي حُكم اإلعدام يوم ‪7‬‬ ‫إبريل عام ‪ ، 1977‬كان قد نظم مسيرة جالت شارع جمال‬ ‫عبد الناصر بمدينة بنغازي معترضين على اتحاد الطلبة كما‬ ‫وضعة القذافي وأعوانه كانوا يريدون اختيار حر وديمقراطي‬ ‫لرئيس االتحاد غير أن القذافي وكي يقضي على من يقف‬ ‫بطريقة اتهمه بالتحريض واالنضمام إلى تنظيمات محظورة‬ ‫وتم القبض عليه في فبراير عام ‪ 1975‬وبقى لمدة خمسة أشهر‬ ‫بسجن الجديدة في طرابلس ومن ثم نقل إلى سجن الكويفية‬ ‫ببنغازي قضي فيه شهران وأفرجت عنه المحكمة بالبراءة ولم‬ ‫تدينه بشي ‪ ...‬جاء أربع أفراد من األمن إلي بيته ألخذه بواسطة‬ ‫الحمالة « باريال» من غرفة نومه ألنه يرقد مريض وتم ترحيله‬ ‫إلي طرابلس بعد شهرين من ذلك سمعت العائلة بحكم اإلعدام‬ ‫الذي وقع عليهم كالصاعقة ‪ ،‬لم يصدقوا ما حصل خصوصا‬ ‫بعد حكم البراءة الذي تحصل عليه لكن األخبار جاءت مؤكده‬ ‫إن القذافي أصدر أوامره بإعدامه وإعدام عمر دبوب ‪.‬‬ ‫تقول الحاجة فاطمة زوجة المناضل الراحل محمد الطيب‬ ‫بن سعود (( عندما خرج من السجن وأفرجت عنه المحكمة‬ ‫بالبراءة وقبل اعتقاله مره أخرى لإلعدام سلمني هذا الشريط‬ ‫الصوتي المسجل ونبه أن أحتفظ به وان ال يتم سماعه إال في‬ ‫يوم تكون ليبيا منتصرة أي في مثل هذا اليوم ‪.......‬‬

‫نص الكلمة كما هي‬

‫إعداد‪ ...‬طارق بوبكر ‪ /‬هند علي‬

‫(( أنا محمد الطيب بن سعود ‪ ،‬المدرس بمدرسة الجمهورية‬ ‫اإلبتدائيه في منطقة السلماني ببنغازي‪ ،‬عندما توقفت بي سيارة‬ ‫المباحث في ساحة بهو الضباط في داخل الحرس الجمهوري‬ ‫وجدنا مجموعة من الرجال‪ ،‬من بينهم « حسن إشكال « الذي‬ ‫تعرفت عليه على الفور‪ ،‬ألني سبق أن تعرفت عليه في تونس‬ ‫أثناء عملي في المركز الثقافي‪ ،‬أخبر ضابط المباحث الذي‬ ‫معي حسن أشكال بأسمى ‪ ،‬استقبلني بضحكة ساخرة وسلم‪،‬‬ ‫ثم قال بعبارة مقتضبة « أهالً بزعيم الشيوعيين في ليبيا «‬ ‫رددت عليه قائالً‪« :‬مره وحده ‪،‬فقال‪ :‬سع تشوف بعدين مره‬ ‫وحده وإال مرتين «‪ ،‬وبعد أن صافحته نادي شخص أخر كان‬ ‫يقف بالقرب من السيارة وصرخ فيه‪ « :‬خذه أحلق شعره»‬ ‫‪ ،‬وبمجرد دخولي أجلسوني على كرسي وحلقوا شعر رأسي‬ ‫صفر ‪ ،‬ثم بعد ذلك أدخلوني إلى زنزانة‪ ،‬عرفت أن مساحتها‬ ‫‪ 160‬في ‪ 170‬سنتمتر‪ ،‬بعد أن قمت بعد البالط « الزليز «‬ ‫بحوالي نصف ساعة فُتح باب الزنزانة الحديدي‪ ،‬ودخل علي‬ ‫شخص أسمر يرتدي مالبس مدنية عرفت فيما بعد أن أسمه‬ ‫عبد هللا السنوسي‪ ،‬فطلب مني الوقوف‪ ،‬وعندما نهضت سألني‬ ‫عن أسمي‪ ،‬وبينما كنت أجيبه صفعني صفعة قوية ِكدت أقع‬

‫منها على األرض‪ ،‬ثم صرخ في أن أخرج من الزنزانة‪،‬‬ ‫وعندما خرجت وجدت عدد آخر من الرجال‪ ،‬ما يقارب ‪ 6‬أو‬ ‫‪ 7‬من بينهم حسن أشكال‪ ،‬وطلبوا مني أن أجلس على األرض‬ ‫وكان بيد أحدهم عصا كبيرة فيها حبل « الفلقة « ‪ ،‬قاموا بدفعي‬ ‫بالقوة ‪ ..‬أجلسوني على األرض ‪ ..‬أدخلوا قدماي في الفلقة‬ ‫واستمروا في ضربي لفترة ال استطيع تحديدها‪ ،‬وأسأل فيهم‬ ‫خاللها (( شن تبو بس قولولي وأنا أنقوللكم )) يردون (( ال ‪.‬‬ ‫ال ‪ .‬نحن نعرف عنك كل شئ ولدينا كل شئ عنك ‪ ،‬ويجب‬ ‫أن تتكلم بنفسك )) وعند سؤالهم (( أتكلم علي ايش )) يقولون‬ ‫« منعرفش « ‪ .‬هذا الحوار كان أثناء الضرب ‪ ،‬الضرب كان‬ ‫خلفية للحوار أو الحوار خلفية للضرب ‪ ،‬ثم أدخلت مجروراً‬ ‫إلى الزنزانة ورميت فيها رميا ً ألني كنت عاجز أن أقف على‬ ‫رجلي‪ ،‬أخذت في التفكير ‪ ...‬ماهي التهمة التي جابوني من‬ ‫أجلها خصوصا ً وأنهم رفضوا أن يعطوني أي شئ باستثناء‬ ‫الفلقة ‪.‬‬ ‫في الليل نقلوني إلى مكتب في نفس السجن التابع للحرس‬ ‫وجدت فيه المقدم حسن أشكال والمالزم عبد هللا السنوسي‬ ‫ومجموعة التعليم اللي هي (( جاب هللا والحاج ميلود )) وعدد‬ ‫آخر ال أتذكر أسماءهم حوالي ‪ 5‬أو ‪ ، 6‬بعدما وضعوا رجلي‬ ‫في الفلقة وآخذو في ضربي وبدأت الصراخ ألن قدماي من‬ ‫ضرب الليلة الفائتة كانت مثل الطبل‪ ،‬أي لمسه بعصا أو مادة‬ ‫صلبة تخليني نصرخ ونعيط ‪ .‬فما بالك بدأوا الفلقة من جديد ‪.‬‬ ‫باهي شن تبو ؟؟ قالوا أنت عندك مخزن للمتفجرات ‪ .‬واستمر‬ ‫معي الضرب لدرجة ال يتصورها العقل‪ ،‬ولو الحقيقة إنهم‬ ‫اقتنعوا في تلك اللحظة أني نكذب عليهم « أيوه عندي مخزن‬ ‫متفجرات « كنت قلتها ‪ ،‬ولكن عرفت لو قلت عندي مخزن‬ ‫متفجرات يقولوا « باهي وريه لنا « وهو في الواقع غير موجود‬ ‫وال أستطيع أن « نخلقه لهم « الن الكذب « ما ينخلقش «‬ ‫طبعا ً ضربوني ضرب مبرح تقريبا ً حوالي ساعة ساعتين‬ ‫وبعدين ألقوني في الزنزانة مرة أخرى ‪ ،‬رجلي بدأت تتورم‬ ‫وهي الرجل اليسرى وقضيت ليلة ثانية في عذاب اليصدق‪.‬‬ ‫اليوم الثالث أخرجوني من الزنزانة‪ ،‬قبل ما يطلعوني من‬ ‫الزنزانة الساعة الواحدة والنصف في القايلة‪ ،‬جاءني النقيب‬ ‫على اهو يدي في الزنزانة وقالي (( يا محمد أنت راجل أبو‬ ‫عيال والمفروض ما اتعبش روحك وتحط روحك في المهلكة‬ ‫‪ ،‬راهو في جماعة قايلين عليك ونحنا عندنا عليك معلومات‬ ‫)) قلت له (( يا أخي شنو المعلومات اللي عندك عليا )) قالي‬ ‫(( المعلومات اللي عندنا أنك أنت في تنظيم ماركسي وتنظيم‬ ‫شيوعي وفي خاليا )) قتله الكالم هذا ماصارش بكل ‪.‬‬ ‫قالي‪ :‬على كل حال اهو يا محمد الورقة شوفها فيها األسماء‬ ‫واسم التنظيم واألشخاص اللي في الخلية‪ .‬وبالفعل إعطاني‬ ‫الورقة وقريتها ‪...‬‬


‫‪ 14‬يونيو ‪2011‬‬

‫الضرب ويسمع صراخه‪ ،‬واإلنسان يشعر بأنه هو من يُضرب وليس‬ ‫الشخص األخر البعيد عنه‪ ،‬خصوصا ً وأنهم يضربون في صالة كبيرة‬ ‫تتوسط الزنزانات ‪.‬‬ ‫بعدما انقضت فترة ‪ 18‬يوم على وجودي في السجن الحربي نقلت‬ ‫مباشرة إلى فيال في الفويهات الغربية تابعة إلدارة المباحث العامة‪ ،‬ثم‬ ‫مكثت فيها بعض الوقت يعني ساعات‪ ،‬ونقلت بعدها إلى إدارة المباحث‬ ‫فرع بنغازي حيث وجدت ‪ 3‬من ضباط المباحث في مكتب أدخلوني‬ ‫عليه‪ ،‬وكان واضح من حالتي ومالبسي ورجلي المربوطة بسبب الفلقة‬ ‫‪ ،‬كنت أول شخص تقريبا ً في السجن الحربي يحمل إلى المستشفى‬ ‫العسكري يوم الجمعة ‪ 16‬ابريل وهو مسجل في سجل اإلسعاف في‬ ‫مستشفى العسكري ‪ ،‬كنت أول واحد يؤخذ من اجل أجراء عملية على‬ ‫قدمي لبتر الورم اللي صار من أثر الفلقة ‪.‬‬

‫كلمة أخيره‪.....‬‬

‫عند خروجي لقيت نفس المجموعة (( حسن أشكال ‪ ،‬عبد هللا السنوسي‬ ‫‪ ،‬جاب هللا ‪ ،‬الحاج ميلود ‪ ،‬ومجموعة أخرى ‪ ،‬وحدثني عبد هللا‬ ‫السنوسي قالي أسمع يابن سعود « أنا قبل من عادتي في فترة الغذاء‬ ‫قبل ما نتغذى نرقد ساعتين وإال ثالثة في القايلة نرتاح فيهم‪ ،‬لكن‬ ‫أقسملك باهلل العظيم اليوم هظا ماني راقد وال متحرك لو كان تنقلب‬ ‫الدنيا على بعضها إال بعد ما تقولي أنت بالزبط شنو عندك ‪ ،‬قتله شن‬ ‫اللي تبوه ‪ ،‬قالي أنت ما تبيش تحكيلنا أنت مش عارف شنو ‪ ...‬راهو‬ ‫في فالن قدامك صمد واجد ‪ ،‬عمر دبوب‪ ،‬وبعدين انهار‪ ،‬وفي فالن‬ ‫ضربناه يبي يدير روحه بطل‪ ،‬ومش عارف أنظر من ‪ ،‬من يبي أيدير‬ ‫روحه شجاعة وعنده عزيمة راهو انهار‪ ،‬ونحنا وهللا العظيم غير‬ ‫زايد ما في واحد يقدر يصبي في وجهنا‪ ،‬نحنا مستعدين نسحقوك سحق‬ ‫‪ ،‬نقتلوك ‪ ،‬انقطعوك طرف طرف وتجي للكالم اللي نبوه نحنا‪ .‬قتله‬ ‫باهي شن الكالم اللي بنقوله لك‪ ،‬قالي هنا في تنظيم شيوعي فيه أنت‬ ‫ودبوب‪ ،‬قتله ابدآ ما صارش الكالم هظا مزبوط‪ ،‬وأنت جربت اليومين‬ ‫اللي فاتن جربت المعاملة ابتاعنا ‪ ...‬فيه وال ما فيش ؟‬ ‫قتله يا أخي ما فيش‪ ،‬قالي ال فيه‪ ،‬وبمجرد ما قتله مرتين ال‪ ..‬ال ‪...‬‬ ‫ركبوا في رجلي الفلقة وبدأ من جديد‪ ،‬أتذكر اليوم الثالث اللي هو اليوم‬ ‫األخير في عملية التحقيق بالضرب أعطوني ثالث فلقات متواصالت‬ ‫حتى شعرت بالموت في حنجرتي فعالً لو زا ُد « شوية أخرى « كان‬ ‫ممكن نموت أو أصاب بالسكتة القلبية أو ننجن ‪ ،‬أدخلوني المكتب اللي‬ ‫في جنبه لقيت على اهو يدي ‪ ،‬سالم المقروص‪ ،‬وضابط أخر من‬ ‫المباحث ال أتذكر اسمه‪ ،‬قالولي أحكي‪ ،‬وبعدين دخل عبد هللا السنوسي‬ ‫وحسن أشكال‪ ،‬في دخلتهم حسن إشكال مسك « توبو « وجلس‬ ‫أمامي‪ ،‬وأنا جعلوني اجلس على األرض‪ ،‬وعبد هللا السنوسي جلس‬ ‫ورائي ‪ ،‬وبدأ حسن أشكال يضرب فيا على وجهي وعبد هللا السنوسي‬ ‫يضرب فيا علي رأسي من الخلف ويقولون لي (( احكي ‪ ...‬احكي ))‪.‬‬ ‫في أثناء ما يقولون لي أحكي هم يضربون من األمام والخلف‪ ،‬وبعدما‬ ‫أخذوا مني التحقيقات المكتوبة والتحقيقات المسجلة لعل من يستمع‬ ‫إلى هذا الشريط سمعوها في الجامعة وفي أماكن أخرى‪ ،‬كما وصلتنا‬ ‫األخبار في هذا السجن‪ ،‬بعدها انتهت العمليات هذين وشخصيا لم يتم‬ ‫استدعائي ‪.‬‬ ‫بقيت بعد اليوم الثالث ‪ 15‬يوم في السجن الحربي‪ ،‬وبالرغم أني لم‬ ‫اضرب ولم أتعرض لمزيد من التعذيب‪ ،‬إال أني كنت أتعذب في كل‬ ‫لحظة ألن كل ساعة يأتي وفد جديد للسجن وسرعان ما يبدأو في‬

‫أعتقد من خالل وجودي كمواطن في هذا البلد أن األمور التي سببت‬ ‫في مثل هذه القضية هي أمور خطيرة جدا‪ ،‬ويجب أن ال تغيب عن‬ ‫ذهن المواطنين وال عن ذهن القيادة السياسية هذه األمور الخطيرة‬ ‫تحركها وتقودها فيما اعتقد مجموعة انتهازية ‪ ،‬مجموعة منافقة ‪،‬‬ ‫مجموعة إمتاع مظاهر و « بوزات « زى ما نقولو وإمتاع مصالح‬ ‫شخصية بحته ‪ ،‬ال تعرف عن الثورة شئ أو ال تعرف عن البلد شئ‬ ‫وال تعرف عن الوطنية شئ وال تعرف عن الوحدة شئ وال تعرف‬ ‫عن االشتراكية شئ وال حتى تعرف عن دينها اإلسالمي شئ بدليل في‬ ‫أثناء التحقيقات كان أغلب المسجونين يستنجدون باسم هللا كانوا يعيطوا‬ ‫(( ياربي – ياربي )) فيرد عليهم المسؤول في لجنة التحقيق ويقول «‬ ‫أي ربي هظا خليه ينز للكم ويحاول ينقذكم لو في ربي فوق )) هذه‬ ‫المجموعة اآلثمة ال أعتقد أن جرائمها تقف عند هذا الحد الذي حصل‬ ‫لألشخاص الموجودين في هذا السجن‪ ،‬ولكن إذا تركت كما هي سوف‬ ‫تكبر جرائمها وتكبر سلطتها‪ ،‬وهذا شيء أكيد‪ ،‬سوف تبتلع الثورة‬ ‫نفسها وتسرقها وتصبح هي اآلمرة والناهية‪ ،‬وعند ذلك تحل الكارثة‬ ‫العظمى بالوطن‪ ،‬وهذا ماال نتمناه وما النرجو حدوثه أبداً ‪ ،‬ونحن‬ ‫‪ ...‬وأنا أول شخص سأقاوم هذا االنحراف إذا حدث‪ ،‬وسأموت في‬ ‫سبيل أن التسقط بلدي الحبيبة في قبضة مثل هؤالء الشرذمة المجرمين‬ ‫السفاحين الذين ال يعرفون شئ إال مصالحهم الشخصية وال يرغبون‬ ‫في شئ أكثر من تحقيق بعض مأربهم القذرة‪ ،‬وهذا ماال يرضاه الناس‬ ‫وما ال يرضاه هللا ‪.‬‬ ‫وأترك كما قلت أمري إلى هللا لعله ينصفني إما في الحياة أو‬ ‫الممات‪ .....‬والسالم عليكم‬

‫‪13‬‬ ‫حننا غري زايد‬ ‫م���ا يف واح���د‬ ‫يقدر يصيب يف‬ ‫وجهنا‪ ،‬حننا‬ ‫م��س��ت��ع��دي��ن‬ ‫ن���س���ح���ق���وك‬ ‫س�������ح�������ق ‪،‬‬ ‫ن���ق���ت���ل���وك ‪،‬‬ ‫ان���ق���ط���ع���وك‬ ‫ط���رف ط��رف‪،‬‬ ‫وجت��ي للكالم‬ ‫ال���ل���ي ن��ب��وه‬ ‫حننا‪.‬‬ ‫ه���ذه اجملموعة‬ ‫اآلمثة ال أعتقد‬ ‫أن ج��رائ��م��ه��ا‬ ‫ت��ق��ف ع��ن��د ه��ذا‬ ‫احل�������د ال�����ذي‬ ‫حصل لألشخاص‬ ‫املوجودين يف هذا‬ ‫ال��س��ج��ن‪ ،‬ولكن‬ ‫إذا ت��رك��ت كما‬ ‫ه��ي س���وف تكرب‬ ‫جرائمها وتكرب‬ ‫سلطتها‪.‬‬


‫‪14‬‬

‫‪ 14‬يونيو ‪2011‬‬

‫قرارات اجمللس الوطين االنتقالي‬

‫ على قرار تشكيل المجلس الوطني‬‫التنفيذي للمجلس الوطني االنتقالي‬ ‫الوطين االنتقالي‬ ‫االنتقالي المؤقت و تحديد اختصاصاته‬ ‫مادة رقم (‪)2‬‬ ‫ وعلي النظام األساسي للمجلس‬‫بعد االطالع علي بيان انتصار ثورة ‪ 17‬يعمل به من تاريخ صدوره وعلى كل‬ ‫ وعلى ما خلص إليه اجتماع المجلس‬‫فبراير الصادر في ‪ 22‬فبراير ‪ 2011‬م في ما يخصه تنفيذ هذا القرار و تبلغ به‬ ‫بتاريخ ‪ 2011-5-10‬م‬ ‫ على قرار تشكيل المجلس الوطني المجالس المحلية ووسائل اإلعالم‬‫قرر‬ ‫قرار اجمللس الوطين االنتقالي رقم (‪)50‬‬ ‫االنتقالي المؤقت وتحديد اختصاصاته‬ ‫مادة رقم (‪)1‬‬ ‫لسنة ‪1102‬‬ ‫ وعلى النظام األساسي للمجلس‬‫ وعلى ما خلص إليه اجتماع المجلس‬‫يكلف األستاذ ‪ /‬بالقاسم النمر بشؤون‬ ‫بشأن تكليف مهام باملكتب التنفيذي‬ ‫بتاريخ ‪ 2011-5-10‬م‬ ‫البيئة بالمكتب التنفيذي للمجلس الوطني‬ ‫قرر‬ ‫االنتقالي‬ ‫بعد االطالع على بيان انتصار ثورة ‪17‬‬ ‫مادة رقم (‪)1‬‬ ‫مادة رقم (‪)2‬‬ ‫فبراير الصادر في ‪ 22‬فبراير ‪ 2011‬م‬ ‫يكلف احمد الجهاني بشؤون اإلعمار ‪ -‬على قرار تشكيل المجلس الوطني يعمل به من تاريخ صدوره وعلى كل‬ ‫في ما يخصه تنفيذ هذا القرار وتبلغ به‬ ‫والتأهيل بالمكتب التنفيذي للمجلس االنتقالي المؤقت و تحديد اختصاصاته‬ ‫الوطني االنتقالي‬ ‫المجالس المحلية ووسائل اإلعالم‬ ‫ وعلي النظام األساسي للمجلس‬‫مادة رقم (‪)2‬‬ ‫ وعلى ما خلص إليه اجتماع المجلس قرار اجمللس الوطين االنتقالي رقم (‪)47‬‬‫لسنة ‪2011‬‬ ‫يعمل به من تاريخ صدوره وعلى كل بتاريخ ‪ 2011-5-10‬م‬ ‫قرر‬ ‫في ما يخصه تنفيذ هذا القرار وتبلغ به‬ ‫بشأن تكليف مهام باملكتب التنفيذي‬ ‫المجالس المحلية ووسائل اإلعالم‬ ‫مادة رقم (‪)1‬‬ ‫بعد االطالع على بيان انتصار ثورة ‪17‬‬ ‫قرار اجمللس الوطين االنتقالي رقم (‪)50‬‬ ‫يكلف األستاذ عطية األوجلي بشؤون فبراير الصادر في ‪ 22‬فبراير ‪ 2011‬م‬ ‫لسنة ‪2011‬‬ ‫الثقافة والمجتمع المدني بالمكتب التنفيذي ‪ -‬على قرار تشكيل المجلس الوطني‬ ‫بشأن تكليف مهام باملكتب التنفيذي‬ ‫االنتقالي المؤقت و تحديد اختصاصاته‬ ‫للمجلس الوطني االنتقالي‬ ‫ وعلى النظام األساسي للمجلس‬‫مادة رقم (‪)2‬‬ ‫ وعلى ما خلص إليه اجتماع المجلس‬‫بعد االطالع علي بيان انتصار ثورة ‪ 17‬يعمل به من تاريخ صدوره وعلى كل‬ ‫بتاريخ ‪ 2011-5-10‬م‬ ‫فبراير الصادر في ‪ 22‬فبراير ‪ 2011‬م في ما يخصه تنفيذ هذا القرار و تبلغ به‬ ‫قرر‬ ‫ على قرار تشكيل المجلس الوطني المجالس المحلية و وسائل اإلعالم‬‫االنتقالي المؤقت و تحديد اختصاصاته‬ ‫مادة رقم (‪)1‬‬ ‫ وعلى النظام األساسي للمجلس‬‫يكلف الدكتور أنور الفيتوري بشؤون‬ ‫ وعلى ما خلص إليه اجتماع المجلس قرار اجمللس الوطين االنتقالي رقم (‪)48‬‬‫المواصالت واالتصاالت بالمكتب‬ ‫بتاريخ ‪ 2011-5-10‬م‬ ‫لسنة ‪2011‬‬ ‫التنفيذي للمجلس الوطني االنتقالي‬ ‫قرر‬ ‫مادة رقم (‪)2‬‬ ‫بشأن تكليف مهام باملكتب التنفيذي‬ ‫مادة رقم (‪)1‬‬ ‫بعد االطالع على بيان انتصار ثورة ‪ 17‬يعمل به من تاريخ صدوره وعلى كل‬ ‫يكلف السيد ‪/‬سالم عبدالسالم الشيخي فبراير الصادر في ‪ 22‬فبراير ‪ 2011‬م في ما يخصه تنفيذ هذا القرار وتبلغ به‬ ‫بالشؤون الدينية واألوقاف بالمكتب‬


‫‪ 14‬يونيو ‪2011‬‬

‫قرارات اجمللس الوطين االنتقالي‬

‫المجالس المحلية ووسائل اإلعالم‬ ‫قرار اجمللس الوطين االنتقالي رقم (‪)46‬‬ ‫لسنة ‪2011‬‬ ‫بشأن تكليف مهام بالمكتب التنفيذي‬ ‫بعد االطالع على بيان انتصار ثورة ‪17‬‬ ‫فبراير الصادر في ‪ 22‬فبراير ‪ 2011‬م‬ ‫ على قرار تشكيل المجلس الوطني‬‫االنتقالي المؤقت و تحديد اختصاصاته‬ ‫ وعلى النظام األساسي للمجلس‬‫ وعلى ما خلص إليه اجتماع المجلس‬‫بتاريخ ‪ 2011-5-10‬م‬ ‫قرر‬ ‫مادة رقم (‪)1‬‬ ‫يكلف الدكتور ‪/‬علي الترهوني بشؤون‬ ‫المالية والنفط بالمكتب التنفيذي للمجلس‬ ‫الوطني االنتقالي‬ ‫مادة رقم (‪)2‬‬ ‫يعمل به من تاريخ صدوره وعلى كل‬ ‫في ما يخصه تنفيذ هذا القرار و تبلغ به‬ ‫المجالس المحلية ووسائل اإلعالم‬ ‫قرار اجمللس الوطين االنتقالي رقم (‪)45‬‬ ‫لسنة ‪2011‬‬ ‫بشأن تكليف مهام بالمكتب التنفيذي‬ ‫بعد االطالع علي بيان انتصار ثورة ‪17‬‬ ‫فبراير الصادر في ‪ 22‬فبراير ‪ 2011‬م‬ ‫ على قرار تشكيل المجلس الوطني‬‫االنتقالي المؤقت و تحديد اختصاصاته‬ ‫ وعلى النظام األساسي للمجلس‬‫ وعلى ما خلص اليه اجتماع المجلس‬‫بتاريخ ‪ 2011-5-10‬م‬ ‫قرر‬

‫‪15‬‬

‫بعد االطالع علي بيان انتصار ثورة ‪17‬‬ ‫مادة رقم (‪)1‬‬ ‫فبراير الصادر في ‪ 22‬فبراير ‪ 2011‬م‬ ‫يكلف الدكتور‪ /‬عبد هللا شامية بالشؤون ‪ -‬على قرار تشكيل المجلس الوطني‬ ‫االقتصادية بالمكتب التنفيذي للمجلس االنتقالي المؤقت وتحديد اختصاصاته‬ ‫الوطني االنتقالي‬ ‫ وعلى النظام األساسي للمجلس‬‫ وعلى ما خلص اليه اجتماع المجلس‬‫مادة رقم (‪)2‬‬ ‫بتاريخ ‪ 2011-5-10‬م‬ ‫قرر‬ ‫يعمل به من تاريخ صدوره وعلى كل‬ ‫في ما يخصه تنفيذ هذا القرار وتبلغ به‬ ‫مادة رقم (‪)1‬‬ ‫المجالس المحلية ووسائل اإلعالم‬ ‫تكلف الدكتور ‪ /‬ناجي بركات بالشؤون‬ ‫قرار اجمللس الوطين االنتقالي رقم (‪ )44‬الصحية بالمكتب التنفيذي بالمجلس‬ ‫الوطني االنتقالي‬ ‫لسنة ‪2011‬‬ ‫مادة رقم (‪)2‬‬ ‫بشأن تكليف مهام بالمكتب التنفيذي‬ ‫بعد االطالع علي بيان انتصار ثورة ‪ 17‬يعمل به من تاريخ صدوره وعلى كل‬ ‫فبراير الصادر في ‪ 22‬فبراير ‪ 2011‬م في ما يخصه تنفيذ هذا القرار وتبلغ به‬ ‫ على قرار تشكيل المجلس الوطني المجالس المحلية ووسائل اإلعالم‬‫االنتقالي المؤقت و تحديد اختصاصاته‬ ‫قرار اجمللس الوطين االنتقالي رقم (‪)41‬‬ ‫ وعلى النظام األساسي للمجلس‬‫لسنة ‪2011‬‬ ‫ وعلى ما خلص اليه اجتماع المجلس‬‫بتاريخ ‪ 2011-5-10‬م‬ ‫بشأن تكليف مهام باملكتب التنفيذي‬ ‫قرر‬ ‫بعد االطالع علي بيان انتصار ثورة ‪17‬‬ ‫مادة رقم (‪)1‬‬ ‫فبراير الصادر في ‪ 22‬فبراير ‪ 2011‬م‬ ‫تكلف الدكتورة ‪ /‬هنية القماطي بالشؤون ‪ -‬على قرار تشكيل المجلس الوطني‬ ‫االجتماعية بالمكتب التنفيذي بالمجلس االنتقالي المؤقت وتحديد اختصاصاته‬ ‫ وعلى النظام األساسي للمجلس‬‫الوطني االنتقالي‬ ‫ وعلى ما خلص اليه اجتماع المجلس‬‫مادة رقم (‪)2‬‬ ‫بتاريخ ‪ 2011-5-10‬م‬ ‫يعمل به من تاريخ صدوره وعلي كل‬ ‫قرر‬ ‫في ما يخصه تنفيذ هذا القرار وتبلغ به‬ ‫مادة رقم (‪)1‬‬ ‫المجالس المحلية و وسائل اإلعالم‬ ‫قرار اجمللس الوطين االنتقالي رقم (‪)42‬‬ ‫لسنة ‪1102‬‬ ‫بشأن تكليف مهام باملكتب التنفيذي‬

‫يكلف السيد‪ /‬محمود شمام بشؤون اإلعالم‬ ‫بالمكتب التنفيذي بالمجلس الوطني‬ ‫االنتقالي‬


‫‪16‬‬

‫‪ 14‬يونيو ‪2011‬‬

‫قرارات اجمللس الوطين االنتقالي‬

‫االنتقالي المؤقت و تحديد اختصاصاته‬ ‫ وعلى النظام األساسي للمجلس‬‫مادة رقم (‪)2‬‬ ‫ وعلى ما خلص اليه اجتماع المجلس‬‫يعمل به من تاريخ صدوره و علي كل‬ ‫بتاريخ ‪ 2011-5-10‬م‬ ‫في ما يخصه تنفيذ هذا القرار و تبلغ به‬ ‫قرر‬ ‫المجالس المحلية ووسائل اإلعالم‬ ‫مادة رقم (‪)1‬‬ ‫قرار اجمللس الوطين االنتقالي‬ ‫يكلف السيد ‪ /‬جالل الدغيلي بمهام الدفاع‬ ‫بالمكتب التنفيذي بالمجلس الوطني‬ ‫رقم (‪ )40‬لسنة ‪2011‬‬ ‫االنتقالي‬ ‫بشأن تكليف مهام باملكتب التنفيذي‬ ‫مادة رقم (‪)2‬‬ ‫بعد االطالع علي بيان انتصار ثورة ‪17‬‬ ‫يعمل به من تاريخ صدوره و علي كل‬ ‫فبراير الصادر في ‪ 22‬فبراير ‪ 2011‬م‬ ‫في ما يخصه تنفيذ هذا القرار و تبلغ به‬ ‫ على قرار تشكيل المجلس الوطني‬‫المجالس المحلية و وسائل اإلعالم‬ ‫االنتقالي المؤقت و تحديد اختصاصاته‬ ‫ وعلى النظام األساسي للمجلس‬‫قرار اجمللس الوطين االنتقالي رقم (‪)37‬‬ ‫ وعلى ما خلص اليه اجتماع المجلس‬‫لسنة ‪2011‬‬ ‫بتاريخ ‪ 2011-5-10‬م‬ ‫بشأن تكليف مهام باملكتب التنفيذي‬ ‫قرر‬ ‫مادة رقم (‪)1‬‬ ‫يكلف السيد ‪ /‬أحمد حسين الضراط بمهام‬ ‫الشؤون الداخلية والحكم المحلي بالمكتب‬ ‫التنفيذي بالمجلس الوطني االنتقالي‬ ‫مادة رقم (‪)2‬‬ ‫يعمل به من تاريخ صدوره وعلى كل‬ ‫في ما يخصه تنفيذ هذا القرار وتبلغ به‬ ‫المجالس المحلية ووسائل اإلعالم‬ ‫قرار اجمللس الوطين االنتقالي رقم (‪)39‬‬ ‫لسنة ‪2011‬‬ ‫بشأن تكليف مهام بالمكتب التنفيذي‬ ‫بعد االطالع علي بيان انتصار ثورة ‪17‬‬ ‫فبراير الصادر في ‪ 22‬فبراير ‪ 2011‬م‬ ‫‪ -‬على قرار تشكيل المجلس الوطني‬

‫المجالس المحلية ووسائل اإلعالم‬ ‫قرار اجمللس الوطين االنتقالي رقم(‪)34‬‬ ‫لسنة ‪2011‬‬ ‫بإنشاء املركز اللييب القطري لألزمات والكوارث‬ ‫وتعيني رئيسا له‬ ‫بعد االطالع علي بيان انتصار ثورة ‪17‬‬ ‫فبراير الصادر في ‪ 22‬فبراير ‪ 2011‬م‬ ‫ على قرار تشكيل المجلس الوطني‬‫االنتقالي المؤقت وتحديد اختصاصاته‬ ‫ وعلى النظام األساسي للمجلس‬‫ وعلى ما خلص اليه اجتماع المجلس‬‫بتاريخ ‪ 2011-5-4‬م‬ ‫قرر‬ ‫مادة رقم (‪)1‬‬

‫ينشأ مركز متخصص يسمى المركز‬ ‫الليبي القطري لألزمات والكوارث تكون‬ ‫بعد االطالع على بيان انتصار ثورة ‪17‬‬ ‫تبعيته للمجلس الوطني االنتقالي‬ ‫فبراير الصادر في ‪ 22‬فبراير ‪ 2011‬م‬ ‫مادة رقم(‪)2‬‬ ‫ على قرار تشكيل المجلس الوطني‬‫يكلف األستاذ‪ /‬ناصر محمد المانع برئاسة‬ ‫االنتقالي المؤقت وتحديد اختصاصاته‬ ‫هذا المركز‬ ‫ وعلى النظام األساسي للمجلس‬‫مادة رقم (‪)3‬‬ ‫ وعلى ما خلص اليه اجتماع المجلس‬‫بتاريخ ‪ 2011-5-10‬م‬ ‫تكلف إدارة المركز بوضع هيكله له‬ ‫قرر‬ ‫وإعداد مهامه المختلفة و تقديمها إلى‬ ‫المجلس الوطني لالعتماد‬ ‫مادة رقم (‪)1‬‬ ‫مادة رقم (‪)4‬‬ ‫يكلف الدكتور ‪ /‬محمود جبريل بمهام‬ ‫رئيس المكتب التنفيذي بالمجلس الوطني يعمل به من تاريخ صدوره وعلى كل‬ ‫في ما يخصه تنفيذ هذا القرار وتبلغ به‬ ‫االنتقالي‬ ‫المجالس المحلية‬ ‫مادة رقم (‪)2‬‬ ‫يعمل به من تاريخ صدوره وعلى كل‬ ‫في ما يخصه تنفيذ هذا القرار وتبلغ به‬


‫‪ 14‬يونيو ‪2011‬‬

‫‪17‬‬

‫عربة اخلضار‬ ‫( حكاية لألطفال)‬ ‫إلى أم الفتى محمد بوعزيزي‬

‫كان يومه عاديا‬ ‫كان عامه عاديا‬ ‫كان عمره عاديا‬ ‫نهض على صوت المقالة باكرا‬ ‫تنشق رائحةَ‬ ‫ب عتيق في‬ ‫دخان وحلي ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ثوب أمه‬ ‫حدق في لهب الموقد‬ ‫فرأى أفقا برتقاليا يمتد دون حدود‬ ‫ع بار ٌد‬ ‫فتح الباب فالمس شعا ٌ‬ ‫أصاب َعه الخضراء‬ ‫حدق في شجرة صبار‬ ‫ٌ‬ ‫أوراقُها الصلبةُ ضارعة كدعاء أو‬ ‫هتاف‬ ‫تحسس في جيوبه الموبيل‬ ‫والقداحةَ‬ ‫وهويةً متآكلة ‪.‬‬ ‫جر عربته ومضى إلى رصيف قصي‬ ‫إلى رصيف يتسكع فيه الصمتُ‬ ‫وقلي ٌل من االنتظار‬ ‫مسح بطرف ُك ِّمه لونَ الخضرة‬ ‫فأشرق كوجه أمه وهي توقظه كل‬ ‫صباح‬ ‫كان يومه عاديا‬ ‫والشارع هادئا‬ ‫هادئا كشجرة صبار قرب السياج‬ ‫القديم‬ ‫والعابرون إلى شجونهم‬ ‫لم يروا حتى اآلن‬ ‫فتى نحيال يصطاد على الرصيف‬ ‫عشاء العائلة‬ ‫يمسح ب ُك ِّمه قشو َر الخضار‬ ‫وظ َّل دمعة في القلب ال يراها أحد‬ ‫في جيبه قداحة وهوية‬

‫سالم العوكلي‬ ‫وفي عينيه دعاء ‪..‬‬ ‫ال أحد كان يرى‬ ‫دخانَ الروح يتصاعد من عربة‬ ‫صغيرة‬ ‫على رصيف منسي في قرية بعيدة‬ ‫ال أحد سوى شرطي‬ ‫علمته التراتيب الصلبة‬ ‫أن محنة األرض‬ ‫في عربة خضار صغيرة‬ ‫تقبع في شارع تعبره األحذية‬ ‫الخرساء‬ ‫كل شيء في الوطن على ما يرام‬ ‫الصبر على ما يرام‬ ‫الهدوء على ما يرام‬ ‫الصمت على ما يرام‬ ‫لكن الفتى الفقير‬ ‫وهذه العربة الملعونة‬ ‫تخدش حياء السلطة‬ ‫تجرح عين السائح‬ ‫وتطعن جمال الوطن السعيد‬

‫رأى الشرطي جرحا ينز من خاصرة‬ ‫النظام‬ ‫لكن فوهة المسدس في عينيه‬ ‫لم ت َر الجرح النازف في روح الفتى‬ ‫لم ت َر القداحةَ‬ ‫لهب الموقد‬ ‫وال َ‬ ‫َ‬ ‫وال شجرة الصبار العنيدة ‪..‬‬ ‫علمته الوصايا الرشيدةُ‬ ‫أن ال يرى اإلنسان سوى في األختام‬ ‫أن ال يرى النجوم سوى على‬ ‫األكتاف‬ ‫أن ال يرى األخطاء سوى في‬ ‫العربات الصغيرة‬ ‫أن ال يرى الوطن سوى في الصورة‬ ‫المعلقة على كل جدار‬ ‫تدحرج الخضار على الرصيف‬ ‫المنسي‬ ‫ومضت العربة إلى سجن األحالم‬ ‫الصغيرة‬ ‫واآلن ‪...‬‬ ‫كل شيء على ما يرام‬ ‫دون فتى خارج عن القانون‬ ‫ودون عربة خضار‬ ‫صار الوطن أكثر جماال للطغاة‬ ‫صار الرصيف َم ْعبرا سالكا للصبر‬ ‫والمشه ُد لطيفا تحت الشرفات‬ ‫حدق الفتى في عيون العابرين‬ ‫في بزة الشرطي الالمعة‬ ‫في شرفة تطل منها طفلة لم تمشط‬ ‫شعرها بعد‬ ‫حدق في األرض‬ ‫حدق في السماء‬

‫فرأى األفق برتقاليا ً كلهب الموقد‬ ‫تحسس على خده صفعة «العون»‬ ‫المدرب على صيد الحمام ‪.‬‬ ‫تحسس دمعة في قلبه بحجم الوطن‬ ‫تحسس القداحة في جيبه‬ ‫ومضى إلى حفلة الشواء وحيدا‬ ‫ال صوت في الصخب‬ ‫ال روح في الروح‬ ‫ال شمس في الشمس‬ ‫ال لحم في البراد المكتظ بالخضار‬ ‫أيقظ اللهب األخير في جيبه‬ ‫فصار الجسد النحيل‬ ‫ـ المعط ُر برائحة ثوب أمه‪،‬‬ ‫الذي حدق في شجرة الصبار‬ ‫وفي عين الطفلة خلف المشربية ـ‬ ‫صار كتلةً من لهب برتقالي‬ ‫شمت األنوف ‪،‬‬ ‫التي أزكمها الصبر‪،‬‬ ‫شمت في الدخان المقدس رائحة‬ ‫الحرية‬ ‫حين يهبط المطر إلى األرض‬ ‫ثمة أغنية تستيقظ في كل األشياء ‪..‬‬ ‫حين يهبط الناس إلى الشوارع‬ ‫البد لطائرة أن تقلع في جنح الظالم‬ ‫على متنها طاغية ‪..‬‬ ‫حين يريد شعب الحياة‬ ‫البد أن تستجيب الحياة ‪.‬‬


‫‪18‬‬

‫‪ 14‬يونيو ‪2011‬‬

‫سياقات‬ ‫التنوع‬ ‫يف‬ ‫املرحلة‬ ‫احلالية‬

‫ادريس الطيب‬

‫ظلت كلمة « التنوع « بكل ما تعبر عنه من صميم جوهر‬ ‫ ‬ ‫الحياة اإلنسانية مفقودة تماما ً في الحياة السياسية الليبية لمدة تزيد عن‬ ‫أربعة عقود ‪ ،‬حيث سيطر الصوت الواحد – والقبيح بالمناسبة – على كل‬ ‫مظاهر الحياة في ليبيا تعبيراً ساطعا ً عن طبيعة تناقض نظام حكم القذافي‬ ‫مع سنن الحياة ذاتها المجبولة على التعدد والتنوع وعمله الدؤوب علي‬ ‫تذويب ذوات المواطنين الليبيين في ذاته في إحدى أشرس عمليات القمع‬ ‫في التاريخ الحديث ‪ ،‬بحيث أصبحت أية محاولة للتعبير عن الذات الفردية‬ ‫للمواطن الليبي مجرمة ‪ ،‬ابتداء من طمس أسماء العبي كرة القدم مروراً‬ ‫بطمس أسماء المسؤولين السياسيين وانتهاء باستخدام كافة أدوات القمع‬ ‫في مواجهة أية محاولة للتعبير عن أي رأي سياسي مخالف مهما كان‬ ‫ضئيالً ‪.‬‬ ‫وبذلك ساد خالل العقود األربعة الماضية مناخ جامد آسن صدئ مبني‬ ‫على آلة الديماغوجيا المرتكزة على أكذوبة « الحل النهائي « التي تعبر‬ ‫فيما تعبر‪ -‬عن العداء الكلي ألي نوع من التنوع أو االختالف الذي هو‬‫أوكسجين الحقيقة الذي ال تستطيع العيش بدونه ‪ ،‬حيث ال يمكن ألي أحد‬ ‫على وجه األرض أن يدعي أنه يحمل في جيبه وحدة منطوق « آخر كلمة‬ ‫في الموضوع « ومصادره إرادة اإلنسان في تحقيق ذاته الفردية المتطلعة‬ ‫إلى حلم الحرية والعدالة والعيش الكريم ‪.‬‬ ‫ساد ذلك الجو الخانق الذي كنا كليبيين من الداخل والخارج نرمي بين‬ ‫الفينة واألخرى في بركته اآلسنة بعض األحجار الصغيرة التي تعود‬ ‫لتذكرنا بأهمية المياه المتموجة كتعبير عن حركة الحياة الكريمة التي كنا‬ ‫نتطلع إليها عبر الكتابات والتصريحات والمواقف ‪.‬‬ ‫في هذا المناخ المطبق على النفوس كان الشوق اإلنساني إلى التعبير عن‬ ‫الذات المنتهكة والمصادرة يتزايد لدي الليبيين رجاالً ونسا ًء شيبا ً وشبابا ً‬ ‫سكانا ً ومهاجرين ‪ ،‬ويعبر عن نفسه في أشكال متنوعة‪ -‬لعلنا سنخصص‬ ‫مساحة خاصة لدراستها في يوم مستقل‪ -‬تلك األشكال التي شكلت التراكم‬ ‫الكمي النضالي الذي تحول كيفيا ً من خالل حدوث الثورة في السابع عشر‬ ‫من فبراير التي أطلقت المارد من قمقمه ‪.‬‬ ‫وبقدر ما كانت تلك الفتحات التي أحدثت في جدار كتيبة الفضيل بوعمر‬ ‫األمنية‪ -‬والتي تعتبر تجسيداً مصغراً لباب العزيزية – تمثل اختراقا ً‬ ‫استراتيجيا ً في صلب النظام عبر األعمال البطولية والفدائية التي قام بها‬ ‫الشباب األعزل ‪ ،‬بقدر ما كان االختراق االستراتيجي األهم قد تم عبر‬ ‫تحرير اإلرادة للفعل السياسي وموت الخوف بل وحتى موت الخوف من‬ ‫الخوف ‪ ،‬وأصبح أمامنا على حين غرة كونا ً هائالً فسيحا ً من الحرية التي‬ ‫ال يحدها شيء ‪.‬‬ ‫هنا تبدأ التحديات ‪:‬‬ ‫هنا يجب أن نناقش أمورنا بكثير من الجدية والموضوعية والشجاعة ‪،‬‬ ‫فالقذافي لم يعد موجوداً للتأثير على تفكيرنا وأدائنا أنه مجرد جثه سياسية‬ ‫في طريقها إلى الدفن ‪ ،‬كل ما علينا فعله هو الحد من إمكانية تأثير هذه‬ ‫الجثة على حياة األحياء منا بأي شكل ‪..‬‬ ‫كيف تشكلت الثورة سياسيا ً ؟‬ ‫لست هنا ألدخل في تفاصيل أحداث بعينها وقعت خالل الفترة ابتداء من‬ ‫الخامس عشر من فبراير ‪ ،‬فسرد تلك األحداث عمل يقوم به األحياء من‬ ‫أولئك الشباب الذين صنعوها وهو عمل عليهم أن يقوموا به اآلن في كل‬ ‫مدينة ليبية محرره على األقل عليهم أن يوثقوا األحداث بما في ذلك جمع‬ ‫الروايات الشفهية قبل أن يتراكم عليها تراب النسيان أو التحريف ‪ ،‬أقول‬ ‫لست هنا ألفعل ذلك بل سوف يتخذ حديثي منحي تحليليا ً للوقائع األساسية‬ ‫المتفق عليها ‪.‬‬ ‫كان للشباب قيادتهم الميدانية في العالم االفتراضي وهي قيادة‬ ‫ ‬ ‫حقيقة وفعاله وديمقراطية ألنها تنطلق من المبادرة والعمل التطوعي ‪ ،‬فقد‬ ‫كانت المعركة تخاض وينظم لها عبر وسائط ومواقع التفاعل االجتماعي‬ ‫قبل أيام بل قبل أكثر من شهر وقد انعدمت في هذه القيادة حواجز الداخل‬ ‫والخارج بحكم طبيعة األداة لكنهم عندما اتخذ الصراع منحى المواجهة ‪،‬‬ ‫وأصبح األمر اكبر مما خططوا له ‪ ،‬وأطلق الرصاص الحي على صدور‬ ‫الشباب األعزل وارتفع سقف المطالب وفقد النظام شرعيته ‪ ،‬عندها جاء‬ ‫الشباب إلى مبنى المحكمة‪ -‬رمز القانون والعدالة‪ -‬بحثا ً عن قيادة سياسية‬ ‫‪.‬‬ ‫وقد كان من حسن الطالع أنه كان يجري في ذات الوقت اعتصام نظمه‬ ‫رجال القانون ونساؤه أمام محكمة شمال بنغازي للمطالبة بإطالق سراح‬ ‫المحامي فتحي تربل ‪ ،‬الذي أعتقل على خلفية األحداث فاستلم رجال‬ ‫القانون ونساؤه زمام المبادرة بعفوية وتلقائية إلى حد كبير ‪ ،‬وقاموا بإدارة‬ ‫الصراع بما أملته عليهم متطلبات اللحظة وهو عمل تطلب منهم قدراً‬ ‫كبيراً من الصالبة والشجاعة والمسؤولية الوطنية كانوا في مستواها إلى‬ ‫أن تشكل ائتالف ‪ 17‬فبراير ‪ ،‬وهو ائتالف نعتقد أنه بين الشباب ورجال‬ ‫القانون الذي استمر في القيام بدوره التاريخي في إدارة الصراع أيضا‬ ‫بما كانت تمليه اللحظة رغم تغيرها جزئيا ً وتحسن األداء في التواصل‬ ‫والتنظيم مع تحسن طفيف في األداء السياسي إلى أن تشكلت المجالس‬ ‫المحلية في كافة المدن المحررة الستالم السلطة في إدارة شؤون المدن‬ ‫تحت إشراف االئتالف وانتهاء بأن توج األمر بإصدار ائتالف ‪ 17‬فبراير‬ ‫قراره التاريخي بتأسيس المجلس الوطني االنتقالي كسلطة سياسية انتقالية‬

‫عليا بتاريخ ‪ 2‬مارس ‪ 2011‬في إشارة واضحة إلى إسقاط شرعية نظام‬ ‫القذافي وإحالل سلطة شرعية جديدة بدالً عنه ‪ ،‬وكذلك استخدام التاريخ‬ ‫ذاته للتعبير عن أن عملية نقل السلطة هذه المرة تتم فعالً دون تزييف‬ ‫عكس حالة التضليل المفضوح التي مارسها القذافي على الشعب الليبي‬ ‫منذ عام ‪ 1977‬م وظل يحكم ليبيا من وراء ستار ‪.‬‬ ‫وبغض النظر عن التعقيدات والمالبسات والمسائل الحساسة‬ ‫ ‬ ‫التي رافقت تكوين المجالس المحلية والمجلس الوطني االنتقالي فإنه مما‬ ‫الشك فيه قد أصبح لدينا سلطة انتقالية على المستوين المحلي والدولي‬ ‫وأثبتت هذه السلطة بمستوييها قدرة فائقة على التحسن السريع في األداء‬ ‫اإلداري والسياسي بكل ما قد يرافقه من تعقيدات وأخطاء جزء منها ناتج‬ ‫عن طبيعة الظرف التاريخي وسماته وانعدام اإلرث الديمقراطي في‬ ‫اإلدارة والسياسة خالل نظام القذافي والجزء اآلخر ناتج عن أخطاء قد‬ ‫تضر بنا نمارسها نحن عن جهل أو عناد وهو ما يجعل العمل الدؤوب‬ ‫والشجاع من اجل إصالحها وعدم ارتكابها من جديد واجبا ً وطنيا ً في‬ ‫الدفاع عن الثورة وأهدافها في بناء الدولة الديمقراطية ‪.‬‬ ‫وسوف أبدأ باألخطاء المتعلقــة بالتداخل بين سلطـــات المجلس المحلي‬ ‫في بنغازي وبين ( سلطات ) ائتالف ‪ 17‬فبراير الذي يفترض أنه قد‬ ‫سلمها على المستوى المحلي إلى المحلي وعلى المستوي السياسي إلى‬ ‫الوطني ويبدو التداخل أكثر ما يبدو في إدارة الشؤون المحلية في بنغازي‬ ‫فلالئتالف سلطات اتخاذ قرارات بخصوص كثير من مظاهر الحياة في‬ ‫المدينة منها مثالُ التصرف في المباني العامة في المدينة وتخصيصها مما‬ ‫يعد اختصاصا ً أصيال للمجلس المحلي ‪ ،‬وكذلك حدوث نوع من ما يمكن‬ ‫تسميته ( بالتشاركيات العائلية ) في أداء المهام الوطنية مما أحدث مشكلة‬ ‫مزدوجة أول جانبيها التأثير السلبي على أداء المجلس المحلي والحد‬ ‫من قدرته على التصرف فيما هو رسميا ً في عهدته وهي خدمة الناس‬ ‫بما ينعكس في شكل حالة من التذمر من المواطنين تجاه أداء مجلسهم‪،‬‬ ‫وثانيهما حدوث حالة تذمر بين الشباب بسبب إقصائهم عن المساهمة‬ ‫الفاعلة من خالل سيطرة العالقات العائلية والشللية على تنظيم الفعاليات‬ ‫واألنشطة والرغبة من جانبهم في استبدالها بمفهوم اختيار األكثر كفاءة ‪.‬‬ ‫هناك تداخل آخر ‪ -‬ويبدو أن التداخل هو سمة الموقف ‪ -‬وهو ذلك المتعلق‬ ‫بهوية مدينة بنغازي كعاصمة مؤقتة للمدن المحررة وبين هويتها كمجرد‬ ‫مدينة ليبيه وهو ما خلق بدوره تداخالً في ذهن المواطن في بنغازي بين‬ ‫مهام المجلس المحلي والمجلس الوطني فيما يخص الخدمات التي يحق‬ ‫له الحصول عليها وهذا التداخل بين سمتي بنغازي في ذهن القائمين‬ ‫بممارسة األداء السياسي الئتالف ‪ 17‬فبراير في بنغازي خلق انطباعا ً‬ ‫لدي بعض أعضاء ائتالف ‪ 17‬فبراير في المدن المحررة األخرى التي‬ ‫زرتها بأن بنغازي تحاول فرض قيادة مركزية عليهم تصدر البيانات‬ ‫والوثائق والقرارات وتدعو اآلخرين للتوقيع عليها وال يغير من األمر في‬ ‫شي كون هذا الرأي صحيحا ً أم خاطئا ً ما يهم انه موجود ولذلك فهو مؤثر‬ ‫وقد يستمر في الـتأثير بشكل ال نرغبه ويجب البحث بشجاعة عن أسباب‬ ‫وجوده وتصحيح األمر حسب األسس الديمقراطية ‪.‬‬ ‫وإذا كان لي أن اقترح على إخوتي في ائتالف ‪ 17‬فبراير فإنني ادعوهم‬ ‫إلى عقد مؤتمر عام لكل فروع االئتالف في المدن المحررة ومن استطاع‬ ‫الحضور من المدن المحاصرة لتضع على جدول أعماله قضيتين األولى‬ ‫هي تحديد هوية هذا الجسم وموقعه في الخارطة السياسية ( هل له سلطة‬ ‫وأن كان له سلطة فهل هو مجلس قيادة ثورة أم شرعية ثورية أم شرعية‬ ‫البندقية وإن لم يكن له سلطة فهل هو مؤسسة مجتمع مدني أم غير ذلك )‬ ‫واعتباره تنظيما ً مفتوحا ً يجب العمل على ضم أكبر عدد ممكن من الشباب‬ ‫إليه وخاصة عدد كبير من الشباب الذين ساهموا في الثورة قبل شهرين‬ ‫من اندالعها وليسوا أعضاء في هذا االئتالف ومنعوا من الحصول على‬ ‫العضوية بحجة أن االئتالف قد تشكل وال يمكن زيادة أعضائه كما عبر‬ ‫لهم مسؤول في االئتالف والثانية هي اختيار قيادة جماعية يتم انتخابها‬ ‫بطريقة ديمقراطية عبر إعالن المرشحين والتصويت السري تكون معبره‬ ‫حقا ً عن هموم الشباب في ائتالف ‪ 17‬فبراير خالل المرحلة االنتقالية بما‬ ‫يجعل من االئتالف النواة ألنشط مؤسسات المجتمع المدني الذي ينظم‬ ‫ كما فعل منذ بداية الثورة ‪-‬فعاليات الشباب وينسق جهودهم التطوعية‬‫واإلنسانية في كافة مجاالت الحياة في المرحلة الراهنة ويخلق منهم في‬ ‫المستقبل قوة ضغط تقع بين السلطة الرسمية وبين قوة الرأي العام المتمثلة‬ ‫في أفراد الشعب وبذلك يكون ائتالف ‪ 17‬فبراير قد أهدى إلينا هدية ثمينة‬ ‫تتمثل في الجناح اآلخر للدولة الديمقراطية والذي ال تستطيع أن تعيش‬ ‫بدونه وهو المجتمع المدني ‪.‬‬ ‫وبهذا يكون ائتالف ‪ 17‬فبراير مخلصا ً كل اإلخالص لمهمته التاريخية‬ ‫التي أداها بكل شجاعة وحزم في أحرج ساعات الثورة واحترم قراراته‬ ‫في تسليم السلطة إلى مؤسسات شرعية وابتعد بذلك عن إمكانية أحداث‬ ‫أية عرقلة لهذه المؤسسات في القيام بدورها سواء كانت مقصودة أو غير‬ ‫مقصودة واستمر في القيام بدوره في تصليب عود هذه الثورة والمساهمة‬ ‫في بناء الدولة الديمقراطية الوليدة ‪.‬‬ ‫لكن ائتالف ‪ 17‬فبراير ليس وحدة مجال الحديث عن األخطاء انه فقط أهم‬ ‫األطراف التي يتطلب األمر ضرورة فك االرتباط بينها وبين السلطة ‪.‬‬


‫‪19‬‬

‫‪ 14‬يونيو ‪2011‬‬

‫األسر فجيعة إنسانية‬ ‫استثنائية‪ ،‬نائبة قد يكون‬ ‫وقعها األقسى على نفس‬ ‫صاحبها من أية تجربة‬ ‫مروعة يمكن أن تعصف به‬ ‫طيلة حياته‪ .‬ذلك أن األسير‬ ‫عرضة للحد األقصى من‬ ‫العنت الجسدي والنفسي‬ ‫الذي يمكن أن يطال أي‬ ‫كائن حي‪.‬‬

‫فينومينولوجيا األسر‬ ‫د‪ .‬نجيب الحصادي‬

‫واألسير سجين لم يصدر عليه حكم يقيد حريته مدة‬ ‫بعينها؛ فقد يطلق سراحه عشية أسره‪ ،‬أو يبقى في األسر‬ ‫إلى أن توافيه المنية‪ ،‬وقد يحدث تبادل لألسرى فينجو‬ ‫بنفسه‪ ،‬أو يكون جزءا من صفقة ال يرضى عنها رغم أنها‬ ‫تريحه مما هو فيه من عناء‪ .‬وهكذا يظل مصير األسير‬ ‫مجهوال إلى أجل غير مسمى‪ ،‬األمر الذي يضيف عبئا‬ ‫آخر إلى ما ورث من أعباء لحظة وقوعه في األسر‪.‬‬ ‫وفي أحيان كثيرة‪ ،‬وباستثناءات ال تقل كثرة‪ ،‬األسرى‬ ‫سواسية في الجرم‪ .‬وعلى أقل تقدير فإنهم يعاملون على‬ ‫أنهم سواسية‪ .‬ثمة عدل في الظلم‪ ،‬ومساواة في القصاص‪.‬‬ ‫من فتك بواحد كمن فتك بألف‪ ،‬ومن استجد في فنون‬ ‫الحرب كمن أمضى ج ّل عمره في ممارستها‪ .‬وغالبا ما‬ ‫يكون األسير مجرد فرد في جماعة‪ ،‬رقما في قائمة تطول‬ ‫أو تقصر‪ ،‬ما يعني أن فردانية األسرى تنمحق تماما‪ ،‬وأن‬ ‫الفتنة التي يلقاها األسرى ال تصيبن الذين ظلموا منهم‬ ‫خاصة‪.‬‬ ‫وألن األسير عزيز في قومه‪ ،‬ذليل عند عدوّه‪ ،‬وألن ذله‬ ‫عند عدوّه أشد ما يكون بعزه عند قومه‪ ،‬غالبا ما يخترق‬ ‫مبدأ سواسية األسرى بمجرد أن يتضح أن بعض األسرى‬ ‫أعز من بعض‪ ،‬فيما ينهض التمايز بينهم على قدر التفاوت‬ ‫في أهمية المعلومات التي يتكتمون عليها‪.‬‬ ‫وحال األسير أشبه بحال المحكوم عليه باإلعدام‪ ،‬فهو مثله‬ ‫يتوقع تنفيذ حكم الموت دون أن يدري بموعده‪ ،‬وكالهما‬

‫يعاني من عذابات‬ ‫االنتظار‪ .‬وال أشد‬ ‫على األسير من وقع‬ ‫الخطى التي يرقب‬ ‫في ليله ونهاره‪ ،‬فقد‬ ‫يكون أجله قد دنا‬ ‫بدونها‪ ،‬وقد يستريح‬ ‫في النهاية من خوفه‬ ‫ورجائه على حد‬ ‫سواء‪.‬‬ ‫واألسير ال ينام‪ .‬قد‬ ‫تغمض العيون‪ ،‬لكن القلب ال يغفو‪ .‬ذلك أن الرعب المخبأ‬ ‫يترصده ويحول دون مالقاته ما يلقى النائم من سكينة‬ ‫وغياب‪ .‬وما يجعل معاناته أشد أنه سوف يصحو على‬ ‫تعذيب يمارس تشفيا‪ .‬والتشفي عاطفة تنتمي إلى أسرة‬ ‫مشبوهة‪ ،‬أعضاؤها االنتقام والنكاية والشماتة‪ ،‬وفي‬ ‫جميعها ّ‬ ‫يلتذ الجالد بقدر ما يلحق األذى بضحيته‪.‬‬ ‫غير أن األسير ال يعذب تشفيا فحسب‪ ،‬بل طلبا ألسرار‬ ‫قد تودي بحياة من حارب معهم ومن أجلهم‪ ،‬ما يعني أن‬ ‫العذاب ال يخفف عنه إال بقدر ما يخون‪ ،‬وأن الجسد ال‬ ‫يستريح إال بقدر ما يشقى الضمير‪.‬‬ ‫وتعذيب التشفي وجع ال يهدأ قد يفضل األسير الموت‬ ‫عليه‪ ،‬وحسب المنايا ـ كما يقول المتنبي ـ أن يكن أمانيا‪.‬‬

‫يف األسواق ولدى الباعة‬ ‫العدد السابع من صحيفة‬

‫بيد أنه ليس من سبيل إلى الموت الذي يفضله األسير‬ ‫بسبب ما يلقى من عذاب سوى قدر أشد من ذات العذاب‬ ‫الذي فضل الموت عليه‪.‬‬ ‫عذاب األسر إذن عذاب شرس‪ ،‬والنزال بين الضحية‬ ‫والجالد يبلغ فيه الحد األقصى من عوز التكافؤ‪ ،‬فهو نزال‬ ‫بين من يملك كل شيء‪ ،‬ومن ال يملك أي شيء؛ بين من‬ ‫عتاده سيف وحقد ورغبة محمومة في تصفية الحساب‪،‬‬ ‫ومن ليس له سند سوى جلد مطافه أن يخور‪ ،‬أو صبر‬ ‫مآله أن ينفد‪.‬‬ ‫ذلك أن األسير في النهاية كائن أعزل؛ ال عين ترقب ما‬ ‫يحاك لها‪ ،‬وال ساعد يدفع عن الروح زاهقها‪ ،‬وال ساق‬ ‫تقوى على الهرب‪ .‬ومبلغ ما لديه إحساس غامر بالعجز؛‬ ‫فاليدان مكبلتان‪ ،‬واللسان أخرس‪ ،‬فإن نطق فألنه استنطق‬ ‫بما ال يرضى‪.‬‬ ‫وقد ال يجرؤ األسير الذي خرج مستعدا لمالقاة حتفه على‬ ‫النظر في عيني جالده‪ ،‬خشية أن يضعف فيستعطف‪.‬‬ ‫الراهن أنه ال يخشى على نفسه من خصمه خشيته من‬ ‫نفسه على نفسه‪ .‬ورغم أن فناء الجسد ليس فناء للروح‪،‬‬ ‫فإن في هالك الجسد شيئا من هالك الروح‪ ،‬والصراع قد‬ ‫يدور في النهاية بين نفس عزيزة تأبى أن تضام‪ ،‬وجسد‬ ‫ناحل ال يسعف إباءها؛ والنزال قد ال ينتهي إال بوهن‬ ‫عزائم ليس مرادها أن تهن‪ ،‬أو بلين قلوب ليس دأبها أن‬ ‫تلين‪.‬‬

‫السنة األوىل‬

‫القبض على جمموعة من الطابور اخلامس تع ّد إلسقاط طائرات مدنية يف بنغازي‬ ‫األحد ‪ 11‬رجب ‪ 1432‬هـ املوافق ‪ 12‬يونيو ‪ 2011‬م‬

‫العدد السابع‬

‫كليو مذاقك لــيوم ليس ككل يوم‬

‫رئيس التحرير ‪ :‬حممد املزوغي‬ ‫الكلمة ـ خاص‬ ‫ص ـر ّح مصدر مسؤول لصحيفة‬ ‫الكلمة أن ثوار بنغازي استطاعوا‬ ‫القبض على مجموعة من أعوان‬ ‫القذافي في قرية سلوق كانت تعد‬ ‫لعملية تستهدف إسقاط طائرات‬ ‫مدنية وأكد املصدر وجود صواريخ‬ ‫سام ‪ 7‬بحوزة اجملموعة وأضاف أن‬ ‫التحقيق معهم أسفر عن كشف‬ ‫مقر آخر في مزرعة مستأجرة بقرية‬ ‫سيدي خليفة الواقعة شرق بنغازي‬ ‫بنحو عشرين كيلو متر ا يوجد بها‬ ‫عــدد آخــر من الصواريخ واعترف‬ ‫أعضاء اجملموعة بأنهم كانوا ينوون‬ ‫استخدمها في إسقاط الطائرات‬ ‫التي حتط في مطار بنينا مبدينة‬ ‫بنغازي‪.‬‬ ‫هذا وستنشر صحيفة الكلمة‬ ‫حتقيقا مفصال حول هذا املوضوع‬ ‫في عددها القادم‬

‫السنة األوىل ـ العدد السابع ـ األحد ‪ 11‬رجب ‪ 1432‬هـ املوافق ‪ 12‬يونيو‪ 2011‬م‬

‫يف االجتماع الثالث جملموعة االتصال‬ ‫كلينتون تعمل على إقناع جملس الشيوخ األمريكي لدعم‬ ‫تسييل األموال اجملمدة الليبية‬ ‫الكلمة ـ أقرت مجموعة االتصال حول‬ ‫ليبيا في اجتماعها الثالث املنعقد في‬ ‫‪ 9‬يونيو ‪ 2011‬بدولة اإلمــارات العربية‬ ‫املتحدة‪ ،‬اآللية املالية لدعم اجمللس‬ ‫الوطني االنتقالي‪ ،‬و كان اجمللس الوطني‬ ‫االنتقالي قد قدم خطة مالية آللية‬ ‫التعامل مع الصندوق نالت ثقة دول‬ ‫مجموعة االتصال حول ليبيا وحسمت‬ ‫النقطة لصالح اجمللس الوطني االنتقالي‪.‬‬ ‫من جهة أخرى صرحت وزيرة اخلارجية‬ ‫األمريكية هيالري كلينتون أنها ستعمل‬

‫على إقناع مجلس الشيوخ األمريكي‬ ‫لدعم تسييل األموال الليبية اجملمدة‬ ‫لدعم اجمللس الوطني االنتقالي‪.‬‬

‫مؤسسة اإلسالم‪:‬والرؤية الشرعية للثورة الليبية‬ ‫الكلمة ـ كتب مسعود مبارك ‪:‬نظمت مؤسسة اإلسالم‬ ‫محاضرة دينية بعنوان‪:‬الرؤية الشرعية للثورة الليبية ألقاها‬ ‫فضيلة الشيخ سالم عبد السالم الشيخي ‪،‬الذي استهل‬ ‫احملاضرة بتعريف املؤسسة قائال ‪:‬إنها مؤسسة وسطية تعنى‬ ‫بالتعريف بالشريعة اإلسالمية وتوعية اجملتمع’حيث حتدث عن‬ ‫والية ولي األمر والى أين تنتهي واليته‪ ،‬وقال بأن الفائز احلقيقي‬ ‫هو الذي انتهج نهج احلبيب»صلى اهلل عليه وسلم»وأشار الى‬ ‫ورود الطغاة في القران الكرمي’وقال فلنحاول وضع القذافي محل‬ ‫فرعون؛ولكن حتى فرعون كان ليتبرأ مما فعل القذافي وعر ّج‬ ‫احملاضر في ثنايا محاضرته على موضوع اآللة اإلعالمية للقذافي‬ ‫ووجوب التصدي لها‪.‬‬

‫الثمن ‪ :‬دينار‬

‫عبد اهلل واد‪:‬‬

‫ال أدين للقذايف بشيء وأستطيع أن أقول له احلقيقة‬ ‫الكلمة ـ كتب مالك احلاسي‪ :‬حل‬ ‫السيد عبداهلل واد رئيس جمهورية‬ ‫السنغال ضيفا على الثوار في‬ ‫مدينة بنغازي وتلقى ترحيبا ً‬ ‫خاصا ً من قبل السيد مصطفى‬ ‫عبد اجلليل رئيس اجمللس الوطني‬ ‫االنتقالي‪ ،‬من جانبه صرح واد‪ ،‬بأنه ال‬ ‫يتصل باملعارضة إلعطائهم السالح‬ ‫أو املال‪ ،‬ألنه ال ميلك أيا منهما‪ ،‬لكن‬ ‫دعمه يكمن في املساهمة الفكرية‬ ‫و تقدمي النصائح‪ .‬و جاء في خطابه‬ ‫الذي ألقاه في مؤمتر صحفي عقب‬ ‫االجتماع الــذي عقده مع رئيس‬ ‫اجمللس الوطني االنتقالي و الوفد‬ ‫املرافق له‪ ،‬أن جميع أعضاء االحتاد‬ ‫األفريقي يعرف جيدا ً أنه الوحيد‬ ‫الذي يستطيع أن يقول للقذافي‬ ‫احلقيقة‪ ،‬ألنه ال يدين له بشيء‪.‬‬ ‫و قــال‪ »:‬اليوم أنظر إليك في‬

‫عينيك‪ ،‬ألنك دائما ً قبلت أن أحدثك‬ ‫بصراحة‪ ،‬ألقول لك يجب أن تتوقف‪،‬‬ ‫و ذلك بإعالن وقف إطــالق النار‬ ‫من طرف واحــد‪ ،‬ألطلب من دول‬ ‫الناتو وقف القصف‪ .‬كما أقول‬ ‫لك أنه من مصلحتك الشخصية‬ ‫و الشعب الليبي و العالم أن‬ ‫تنسحب من السياسة‪ ،‬و أال حتلم‬ ‫بالعودة للسلطة في ليبيا‪ ،‬وأعرض‬ ‫مساعدتي عليك في إعانتك على‬ ‫التنحي‪ ،‬فكلما أسرعت في الرحيل‬ ‫كان ذلك أفضل للطرفني»‪.‬‬

‫الكاتب األملاني ‪ :‬د‪ .‬تودنهوفر يف بنغازي مرة أخرى‬ ‫الكلمة ـ على الرغم من تعرضه للموت احملقق على يد كتائب القذافي عندما‬ ‫زار بنغازي في الثلث األول من شهر مارس املاضي حيث جنا هو وطاقمه بأعجوبة‬ ‫من صواريخ الكتائب التي أودت بحياة الشهيد عبد اللطيف الترهوني مبنطقة‬ ‫خورقيده غربي اجدابيا إال أن نهوفر عاد مرة أخرى وبصحبة الطاقم نفسه ملواساة‬ ‫أسرة الشهيد وتقدمي عرض مرئي للشريط الذي أعدته املصورة جوليا عن واقعة‬ ‫االستشهاد وأصداء املقابالت في الصحف والفضائيات العاملية وهو الشريط الذي‬ ‫المس عواطف أكثر من عشرة مليون أملاني وأسهم في توضيح الرؤية احلقيقية‬ ‫عما يجري في ليبيا للعالم الغربي ‪.‬صحيفة الكلمة استضافت الدكتور هوفر‬ ‫وطاقمه وأجرت معه حوارا مطوال سينشر في أعدادها القادمة مع ترجمة ملقاالته‬ ‫التي تناولت ثورة ‪ 17‬فبراير ونشرت بالصحف األملانية‪.‬‬

‫زعبية يعزز صفوف‬ ‫القادسية الكوييت بقيادة‬

‫الكرواتي – رادان (‪)13‬‬

‫الكلمة األوىل‬ ‫بطلي املبتسم‬

‫هذا الوصف أطلقه الكاتب األملاني املعروف يورجن تودنهوفر على‬ ‫الشهيد عبد اللطيف الترهوني رفيق رحلته من مصر إلى بنغازي‬ ‫ومنها إلى مشارف البريقة تلبية لرغبة الكاتب األملاني للوقوف على‬ ‫مجريات األحداث هناك‪ ،‬وفي خورقيده (شرق البريقة) وجد الوفد‬ ‫الصحفي ست سيارت مدنية تعرضت لقصف صاورخي أدى إلى‬ ‫حرقها بالكامل وقتل العائالت التي كانت تستقلها ‪،‬‬ ‫وسط دهشة وذهول الكاتب األملاني الذي لم يصدق أن تتعرض‬ ‫السيارات املدنية للقصف وبينما هم مترجلون يتفقدون اجلثث‬ ‫احملروقة ‪ ،‬ذهب عبد اللطيف باجتاه سيارته فقصف هو وسيارته‬ ‫بصاروخ أدى إلى استشهاده وتوالى القصف لينجو تونهوفر‬ ‫ومرافقوه بأعجوبة بعد سير على األقدام تواصل لسبع ساعات‪.‬‬ ‫وصل اخلبر إلى مسامع النظام وخشي سيف أن تصل أصداء هذه‬ ‫اجلرمية عن طريق الكاتب األملاني إلى مسامع العالم ‪ ،‬خصوصا‬ ‫وأن كتاب تودنهوفر عن املسألة‬ ‫العراقية املعنون بـ ( ملاذا تقتل يازيد‬ ‫) تصدر قائمة الكتب املباعة في‬ ‫العالم ومازال ضمن الكتب األكثر‬ ‫مبيعا ‪ ،‬فسارع إلى تلفيق تهمة‬ ‫معتادة وهي تنصيب عبد اللطيف‬ ‫الترهوني زعيما للقاعدة في‬ ‫ليبيا‪ ،‬وسارعت قناة العربية إلى‬ ‫نقل هذا اخلبر عبر تقرير مترجم ‪،‬‬ ‫إال أن هذه التهمة لم تستطع‬ ‫إيقاف تعاطف أكثر من عشرة‬ ‫مليون أملاني مع ثــورة الشعب‬ ‫الليبي ضد الطاغية القذافي ولم عبد اللطيف الترهوني‬ ‫تستطع أن تسكت صوت احلقيقة‬ ‫الذي أوصله الكاتب األماني إلى أبعد مدى‬ ‫لقد استطاع عبد اللطيف أن يلحق وهو أعزل متاما هزمية نكراء‬ ‫بنظام الطاغية البائس‪ ،‬وهاهو الكاتب األملاني يعود ليحدث الليبيني‬ ‫مبا صنع عبد اللطيف هذا البطل املبتسم ويدون كل ذلك في شريط‬ ‫مرئي قامت بصنعه مرافقة الصحفي األملاني املصورة جوليا‪.‬‬

‫املصور اللييب‬ ‫من تصوير الرتّهات‬

‫عبد اللطيف الترهوني كان صديقي الذي صحبته ألكثر من أربعني‬ ‫عاما وأعرف أنه كان إنسانا استثنائيا ويستطيع أن يحدث نصرا بهذا‬ ‫احلجم ‪،‬‬

‫إىل تصوير الثورات (‪)5‬‬

‫كان الصديق الذي يقف أثناء احملن ‪،‬والصديق الذي ال يفتأ محاوال‬ ‫رسم البسمة على شفاه اآلخرين‪.‬‬ ‫في األيام األولى للثورة لم يكن يعود إلى بيته إال في ساعات الصباح‬ ‫األولى فهو إما في ساحة االعتصام أو مع الثوار ومن بينهم ولده‬ ‫خلدون في اجلبهة يؤزارهم ويشد من عضدهم ويبشرهم بالنصر‬ ‫القريب ‪.‬‬

‫رحيل صاحب أشهر الرسومات الساخرة يف ليبيا‬

‫كان استثنائيا متاما لذا لم أستغرب أن يحدث هذا الدو ّي الهائل وأن‬ ‫يصل صوت الثورة من خالله إلى هذا احلد‬ ‫فيا بطلي املبتسم أكرر ماقلته فيك سابقا‬

‫(‪)9‬‬

‫احلب في عينيك شمس ليس يقهرها الذبول‬ ‫وأرى ابتسامك وردة هيهات يقهرا الذبول‬ ‫ما مت أنت احلي في كل الضمائر والعقول‬ ‫يأبى الشهيد سوى اخللود وكل طاغية يزول‬

‫رئيس التحرير‬

‫(‪)8‬‬

‫أخبار ـ حتقيقات ـ مقاالت ـ مقابالت‬

‫مراقب‬ ‫اإلخوان‬ ‫املسلمني‬ ‫يف ليبيا‪:‬‬

‫(‪)12‬‬ ‫حكاية الدبابة اليت‬ ‫مشت على الناس يف‬ ‫الذكرى العاشرة النقالب‬ ‫سبمترب فقتلت األطفال‬ ‫والشيوخ وسببت‬ ‫اإلعاقات‬

‫(‪)7‬‬

‫عبد املعز العرييب (‪)11‬‬

‫تصحيحات يف‬ ‫رصاصة يف‬ ‫تطبيقات بعض السنن البطن دخلت‬ ‫يومها املئة‬

‫وحماوالت مل‬ ‫تنجح للسفر‬

‫غايتنا َ َ‬ ‫ت ُّرر إرادة هذا الشعب و أن تكون للمواطن قيمة معتربة‬


‫‪20‬‬

‫‪ 14‬يونيو ‪2011‬‬

‫أحـاديث يف الثــورة‬

‫هل الثورة ظاهرة سيكولوجية؟‬ ‫اإلجابة السريعة على سـؤال هـذا العـنوان‬ ‫‪ ،‬هي بالتأكيد ال ‪ ..‬فالثورات ليست ظـواهر‬ ‫سيكولوجية فـقـط ‪ ..‬ومع ذلك وألنـها استجابة‬ ‫إنسانية فالبد أن تتداخل مع كل ما يحرك السلوك‬ ‫البشري ‪ .‬العوامل النفسية تبرز في مراحل‬ ‫اإلعداد واالقتحـام‪ ،‬وفي توقع ما سيتحقق ثم ردود‬ ‫الفعل ملا يتحقق فعال‪.‬‬ ‫األسـباب األولية للثـورات موضوعـية واضحـة ‪..‬‬ ‫مـنـها أسباب قد تصـدع بنـاء اجملـتـمع وتهدد‬ ‫استقراره ومتهد النهياره ‪ ..‬كاألزمات االقتصادية‬ ‫والفقـر والبطالة ‪ ..‬والظلم والفساد‪ .‬وكلما‬ ‫بحثنا عن أسباب بعيدة كلما تزايد العنصر‬ ‫النفسي ‪ ..‬بل ميكننا القول أن العامل النفسي‬ ‫هـو الذي يحدد موعـد الثورة وجنـاحـها ‪..‬‬ ‫كالقهر‪ ،‬وما يرافـقـه من شـعور باملذلة والعـار‬ ‫‪ ..‬بل ومجرد امللل من طـاغية مرت عقود على‬ ‫سيطرته على مقاليد األمور ‪ ..‬كما فعل بورقيبة‬ ‫وبن علي وحسني مبارك والقذافي وعلي عبد اهلل‬ ‫الصالح ‪..‬إلخ‪.‬‬ ‫ومبكرا في أيام ثورة ‪ 17‬فبراير اجمليدة‪ ،‬قال لي أحد‬ ‫الشباب‪ “ :‬لقد سـجنكم القذافي ‪ ..‬وها نحن‬ ‫قد انتقمنا لكم ‪ ..‬كنت صغيرا عندما سـجنوك‬ ‫يا دكتور محمد ‪ ..‬لكني كنت أرى والدي يداهن‬ ‫ويتوسل ويكذب ويتحمل اإلهانة من أجل كم‬ ‫حكـية طماطم في اجلمعية ‪ ..‬وبعدين اخلوف‬ ‫املفرط من اللجان الثورية وأجـهزة األمن ‪ ..‬فعال‬ ‫كان هناك بطش ‪ ..‬ألن كل فرد كان يواجـه النظام‬ ‫مبفرده ‪ ..‬لكن طلعوا فاشوش أمام التحرك‬ ‫اجلماعي”‪.‬‬ ‫الشجاعة واإلصرار التي أظـهـرهـما الشباب‬ ‫من اللحظات األولى للثورة ‪ ،‬كان فوق املتوقـع‪.‬‬ ‫ولم يتراجعوا أمام الرصاص احلي الذي اخترق‬ ‫أجسادهم وأردى رفاقـهـم ‪ ..‬وهذه اجلسارة‬ ‫والروح االسـتشـهادية بلغت ذروتـها في اقتحـام‬ ‫الشـهيد املهدي زيو لبوابة الكتيبة يوم ‪ .21/2‬ثم‬ ‫في بطوالت الشباب في الدفاع عن بنـغـازي على‬ ‫محـور طريق اجلامعة ‪ /‬تيكا ‪ ،‬والتي اسـتشـهد‬ ‫فيها الكثيرون‪.‬‬ ‫ثـورة فبراير اجمليـدة أدهشت العالم أيـضا مبا‬ ‫أظـهره الليبيون من نبل‪ ،‬فأعادت لنا إحساسنا‬ ‫بالكرامة والثـقـة التي عمل النظـام على‬ ‫تدميرها‪ .‬كما فجرت الثــورة طـاقات لم‬ ‫نتوقـعـها‪ ،‬وهـو ما يشـهـد عليه ظـهــور‬ ‫عـشـرات الصحـف ‪ ،‬وعشرات اجلمـعـيات وهـذا‬ ‫الفيض من العمـل اخليري ‪ ..‬كما أنها ضخت فينـا‬ ‫حالة من الفرح واجلـذل ‪ ..‬مهرجـان صـاخب نعلنه‬ ‫في كل مظـاهرة‪.‬‬ ‫لكن هذا املناخ املهرجـاني ال يجب أن ينسـينا‬ ‫االحتماالت السـيئة ‪ ..‬وطبيعي أن يتحاشى‬ ‫الناس التفكير في ما هـو مؤلم أو يعـكـر صـفو‬ ‫العرس‪ .‬لكن واجب حماية الثـورة يلزمـنـا بتأمل‬ ‫املمكن واحملتمل وكيفية االسـتعداد له‪ .‬ونحن‬ ‫بحاجـة إلى نقاش أمور كثيرة ‪ ..‬عآلنية وبصراحـة‪.‬‬ ‫وهـنا ليسمح لي القارئ أن أتناول مشكلتني‪.‬‬ ‫خاصة وأنها لم جتد طريقها إلى صفحات اجلرائد‬ ‫‪ ..‬ولم يناقـشـهما أحـد‪ .‬لكنـهـما منوذجـان‬ ‫ملا ميكن أن يشل احلياة ‪ ..‬مثل ألـغـام حتت‬ ‫أقـدامـنــا‪.‬‬

‫د‪ .‬محـمد محـمد املـفــتي‬

‫ّ‬ ‫الضي مقـطــوع ؟‬ ‫الفرار استجابة سيكولوجية ‪ ..‬رأيت مئات‬ ‫املصريني والسوريني واألتــراك والصينيني ‪..‬‬ ‫يقفون طوابير للسفـر ‪ ..‬لم يعتدي عليهم أحد‬ ‫فاملـديـنــة كانت أمنـة ‪ ..‬لكنه اخلوف من اجملهول‬ ‫‪ ..‬الصينيون كانوا موظفني وقررت شركتهمم أنه‬ ‫من األرخص ترحيلهم‪ .‬السوريون فروا من الرمضاء‬ ‫إلى النار‪ .‬واملصريون فروا لكنهم لم يجدوا أعمال‬ ‫في بالدهـم ألن االقتصاد املصري نفسه كان وما‬ ‫يزال شبه متوقـف‪ .‬إذن كلها قرارات قائمة على‬ ‫استجابات نفسية وليست ألسـباب عملية‪.‬‬ ‫الليبيون فروا من الدمار كما في مصراته واجلبل‬ ‫الغربي ‪ ..‬أو فروا من الرعب من زواره والزاوية أو‬ ‫االنـتـقــام احملتمـل في طرابلس‪ .‬لكن ماذا عن‬ ‫طـارئ يبدو بريئا ودون فـعـل فاعل؟‬ ‫قال لي صديق‪ ‘‘ :‬انقطعت الكهرباء عن شارعنا ‪..‬‬ ‫منذ العصر حتى صباح اليوم التالي‪ .‬شـنو األخبار؟‬ ‫ما فيش تلفزيون‪ ،‬وال كمبيوتر ‪ ..‬كساد ‪ ،‬ظـالم‪.‬‬ ‫هذا كله سـاهل‪ .‬الشارع مظلم واملقهى قفل‬ ‫والدكاكني سـكـّـرت ‪ ..‬ما فيش إال النوم‪ .‬قلت‬ ‫للعيال اقتصدوا في امليـّـه ‪ ..‬املضـخـة واقـفـة‬ ‫ما فيش ماء يصعد للخزان ‪ ..‬إذا استمر احلال‬ ‫بكره حتى محطات البنزين تتوقف ‪ ..‬الثالجـة‬ ‫بدأت تسـخن ‪ ..‬قلت لهم اطبخوا اللحـم اللي‬ ‫في الفريـز ‪ ..‬وماذا سـنفعل إذا استمر انقطـاع‬ ‫الكهرباء؟ بعد ثالثة أيـام ال تسـتطيع البقاء في‬ ‫بيـتـك’’‪.‬‬ ‫مشكلة بسيطة ‪ ..‬لكن تنتهي إلى موقف نفسي‬ ‫مروع ‪ ..‬الهلع والفـرار ؟ فهل لدينا خـطـة طوارئ‬ ‫؟ أم كل مشكلة ولهـا حـالل؟‬ ‫درنــة ‪ ..‬منـوذج ملا قـد حيـدث ؟‬ ‫قبل حوالي عشرة أيــام ‪ ..‬أثناء تعبئـة صواريخ‬ ‫ولعدم اخلبرة انفجرت عبوة في ‘‘ معسكر‬ ‫السـنـيني ’’ ‪ ..‬قتل خمسة‪ ..‬وجرح خمسة‪ .‬وقام‬ ‫بعض الشباب بزيارتهم في املستشفى وحاولوا‬ ‫دخول قـسـم العناية فمنعهم املمرض ‪ ..‬وكان‬ ‫أن أطلقوا عليه النار وقــتـل ‪ ..‬رجل ذو سمعة‬ ‫طيبة‪ ..‬شئ ال يخلو من نزق‪ .‬وجتمع أقارب القتيل‬ ‫في مـيـدان الصحابة ‪ ..‬محتجـني ‪ ..‬وتعاطف‬ ‫معهم الناس‪ .‬وألقيت كلمات تنتصر للثورة وتدين‬ ‫ما حدث‪ .‬ومت اجتياح املعسكر‪ ،‬دون إطالق نار‪.‬‬ ‫وحني سـألت شـاعر درنة الكبير األسـتاذ سـالم‬ ‫العـوكلي‪ ،‬قال‪ ‘‘ :‬كما تعرف‪ ،‬درنة مدينة صغيرة‬ ‫‪ ..‬السنوات اللي فاتت عانت كثيرا من التهميش‬ ‫واإلهمال وفيها نسبة عالية من البطالة ‪ ..‬وأجج‬ ‫فيها النظـام كثيرًا من الصراعات الداخلية بني‬ ‫شتى التكوينات االجتماعية ‪ ..‬أيضا موقع درنـة‬ ‫ساهم في استقرار كثير من املتطرفني بـها ‪..‬‬ ‫مالذ للعائدين من خارج ليبيا ‪ ..‬وباملـقـابل حدث‬ ‫استقطاب واضح بني الشباب ‪ ..‬واألجهزة األمنية‬ ‫ساهمت بتصرفاتها في دفع الشباب إلى أحضان‬ ‫التطرف ‪ ..‬مجرد شبهة يتعب هو وعائلـته ‪..‬‬ ‫حـالة من املطــاردة والتنـكـيل ‪ ..‬مجمل كل‬ ‫هذا شكّل حالة احتقان لم جتد سوى التطرف‬ ‫الديني للتعبير عن نفسها ‪ ..‬ورغم ما قيل عن‬ ‫تصدير درنة لالنتحاريني إلى العراق ‪ ..‬لكنها نسبة‬

‫املصارف‪ .‬وملاذا ال يحدثونا عن أسباب تلكؤ حلفائنا‬ ‫الغربيني في اإلفـراج عن أرصدتنا اجملمدة ؟ والبـد‬ ‫من توضيح االختـالف بني اعترافـهـم باجمللس‬ ‫كمـحـاور باسم‬ ‫كممثل وحيد للشعب الليبي أو‬ ‫ُ‬ ‫الشعب الليبي ؟ ألن الدول الغربية ترى أن اجمللس‬ ‫لم ينتخب دميوقراطيا‪ ،‬ثم إنه ال يسيطر على كامل‬ ‫التراب الوطني‪ .‬من جهة أخرى يقول األوروبيــون‬ ‫أن كفاءة آداء اجمللس التنفيذي غير ُمرضـية ‪..‬‬ ‫ولعل حتول أعضاء اجمللس إلى الداخل سـيحل هذه‬ ‫املشكلة‪ .‬اخلـالصـة أن ثمة شـفافية غائبة‪.‬‬ ‫هـوة التـواصـل‬

‫محدودة ‪ ،‬ورمبا لم يكن األمر حتى مسألة تطرف ‪..‬‬ ‫مجرد شـباب افـتـقـدوا معنى حلياتهـم فبحـثوا‬ ‫عن معنى ملوتـهـم ‪ ..‬في ثورة ‪ 17‬فبراير ‪ ..‬كانت‬ ‫هناك حركة احتجاج داخل اجلامعة أصال ‪ ..‬ثم‬ ‫االعتصام ‪ ..‬وسرعان ما اسـتـقـلت درنة ألنه لم‬ ‫تكن فيها كتيبة ‪ ،‬مجرد مكاتب األمن الداخلي‬ ‫واخلارجي والشباب الذين حتركوا لم يكونوا من‬ ‫املتـطرفني ‪ ..‬هـنـاك متدينني‪ ،‬لكن الليبيني‬ ‫عموما متدينني ‪ ..‬الذين قاموا بالثورة شباب ممن‬ ‫نلقاهم عند النواصي ‪ ..‬ومتعلمني تكـنـوقــراط‬ ‫‪ ..‬مهندسني وغيرهم ‪ ..‬لكن بعد الثورة انتشر‬ ‫اخلطاب الديني في االذاعة و االعتصامات ‪ ،‬وساهم‬ ‫املسلحون في تأمني مداخل املدينة ‪ ..‬رافق‬ ‫ذلك بروز « تـنـظيم» وما يرافـقـه من رموز ‪،‬‬ ‫فكرة الشيخ واملـريـدين‪ ،‬العائد من آفغانستان‪،‬‬ ‫أحـدهم ســفيان ‪ ..‬خارج من سجن جوانتـنـمو‬ ‫‪ ..‬جعلت منهم قـادة‪ ،‬وجـذبت الشباب إليـهـم‬ ‫‪ ..‬لم يكن عددهـم كبيرا لكنـهم بـرزوا ‪..‬‬ ‫الثورة ساهمت فيها كل فعاليات الشعب‪ .‬ليس‬ ‫هناك قاعـدة ‪ .. ..‬إعالم القذافي هـو الذي روج‬ ‫ألسـطورة وجـود القـاعـدة ‪ ..‬لكنـهـم مجرد‬ ‫شباب متحـمـسـني وعلى قدر من التنظيم‪.‬‬ ‫وبدأت املشكلة بتصفية مجموعة من رجال األمن‬ ‫السابقني ‪ ..‬رغم أنه لم يكن لهم دور في ما يبدو‬ ‫بدليل بقاءهم في املدينة ‪ ..‬رمبـا ثارات شـخصية‪.‬‬ ‫هذه أثارت ردود فعل ‪ ..‬بـعـد حادث االنـفـجــار‬ ‫وكان رد فعل سكان املدينة جيدا وطالبوا بسحب‬ ‫السالح‪ .‬وبدأ تدريب شباب باجليش وإنزالهم‬ ‫للبوابات‪ .‬هناك مخاوف لكن البد من التعامل‬ ‫بجدية مع السالح ‪ ..‬وبعـقـالنية ‪ ..‬وضرورة تأكيد‬ ‫ســيادة القانـون ‪ ..‬منـعــا ألي انتكاسـة ‪..‬رميا‬ ‫نحن بحاجـة إلى محاورات بني أهل املدينـة ورجال‬ ‫الدين من جـهـة واملسلحني من جهة أخرى ‪..‬‬ ‫وعلينا أن نعترف بوجـود املشـاكل ونناقـشـها ‪..‬‬ ‫الثورة ثورة شـعـب ‪ ..‬هذه املشـاكل هي امتـداد‬ ‫ألزمـات النظـام السـابق’’‪ .‬ويبقى السؤال هل‬ ‫ميكن ملشكلة درنة أن تتـكـرر في أي مدينة أخرى؟‬ ‫وما هي اإلجـراءات الفـعالـة والعادلـة السـتباق‬ ‫حـدوثها؟‬ ‫شئ من الشفقة ‪ ..‬شئ من الغـضب‬ ‫حني تراودني مالمح بعض أعضاء اجمللس الوطني‬ ‫‪ ..‬ووجوه وزرائـنا ‪ ..‬أشـعر بشئ من الشـفـقة‬ ‫عليهم وشئ من الغضب‪ .‬منهكني بالتأكيد‪.‬‬ ‫لكنني أمتنى لو كانت أولوياتـهم غير ما هي‪.‬‬ ‫آداؤهم املرهق لم ينتج كثيرا‪ ،‬باستـثـناء‬ ‫االعترافات الدبلوماسية التي تدخل الفرح على‬ ‫وجوه مذيعي القنوات ومتنحهم صورا زاهية ‪..‬‬ ‫لكن ماذا عن أرصدتنا اجملمدة ؟ فغـيابها سيعني‬ ‫نضوب املرتبات وتزايد الزحـام والتذمر أمام‬

‫نحن فعال بحـاجة إلى نقاش الكثير بصراحـة‬ ‫وعالنيـة‪ .‬وأن ال نخجـل من االعتراف بوجود‬ ‫مشاكل‪ ،‬كما قال العوكلي‪ .‬لكن هـوة التواصل‬ ‫ما تزال قائمـة ‪ ..‬رمبا ألن الكتمــان سـلوك سـائد‬ ‫في ثـقـافـتـنا أصال‪ ،‬إذ نتكـتم على مشاكلنا‬ ‫العائلية وحتى املرض الشخصي‪ .‬ولعل أكثر من‬ ‫اسـتغل التكتم هو القذافي نفسـه الذي كانت‬ ‫مواقـفـه تعتمد على الكتمان‪ ،‬فلم يكن يفـصح‬ ‫عن برامجـه املتـعاقـبة ألحد حتى ألقرب أعوانـه‪.‬‬ ‫وكما قال لي أحد املطلعـني‪‘‘ :‬غياب التواصل أو‬ ‫ارتباكه موجـود مؤسـسـات الثورة اليوم‪ ،‬بني‬ ‫اجمللس االنتقالي واللجنة التـنـفـيذية (احلكومية)‬ ‫واجمللس احمللي‪ .‬و بني أعضاء هذه املؤسـسـات ‪..‬‬ ‫وبينهـا وبني الشعب!’’‪ .‬وقال لي مندوب أجنبي أن‬ ‫وجبـات طـعام جـافة‪ ،‬وصلت ضمن جـهود اإلغاثة‬ ‫بقيت في اخملازن شـهرا قبل توزيـعـهـا!‬ ‫علينا إذن أن نخلق مؤسـسـات تتيح النـقـاش‬ ‫املسئول وحتيل اآلراء والنـقـد والتذمر إلى وجـهات‬ ‫نـظـر وقرارات ‪ ،‬ومتنح أصحـابهـا حـق اجلماعات‬ ‫الضاغطـة على األقـل‪ .‬ملاذا ال نشكل مؤمترا‬ ‫وطنيا يوفـر سـاحة للنقاش واملشاركة الواسـعة‬ ‫ملتابعـة ما يتحقق يوما بيوم ؟ أما شــعـار ‘‘ هذا‬ ‫موش وقـتـه ’’ بحجة احلرب واألزمة النـقـدية‬ ‫‪ ..‬فإنـه يحـيـل املصاعب إلى قنابل موقوتـه قـد‬ ‫تنفجـر إلى أزمات‪.‬‬ ‫وأنا إذ أدعـو لذلك فإنني أطـالب باسـتيعاب‬ ‫كل من له قـدرة وكفـاءة وأن ال نبالغ في اتـهام‬ ‫الناس‪ ،‬باسـتثـناء من تلطخت أيديهم بدماء‬ ‫الشهداء أو باالعـتداء على املال العام‪ .‬اسـتيعاب‬ ‫كل ليبي بغض النظر عن والئه السياسي‬ ‫السابق‪ .‬وال يـعـني اسـتيعاب من قاموا بالثورة‬ ‫إقـصـاء غيرهم من اخلـبــراء‪ .‬وحني التقيت‬ ‫اخلبير االقتصادي الدكتور أحمد اجلـهـاني مؤخـرا‬ ‫‪ ،‬قال لي من باب التعريف‪ ،‬أنه حاول مع الدكتور‬ ‫محمود جبريل إصالح الدولة‪ ..‬فكان ردي ‪ ‘‘ :‬وبتلك‬ ‫احملاولة األخـيرة ‪ ..‬أنتما وقـعـتما شـهادة وفـاة‬ ‫الـجـمـاهـيـرية’’‪.‬‬ ‫وقد سـبق أن قلت أن الشباب الذين فجـروا الثـورة‬ ‫وتلقوا الرصاص بصدور عارية‪ ،‬ال ميكن أن نحرمهم‬ ‫اليوم من املشاركة في اتخـاذ قرارات املسـتقـبل‬ ‫‪ ..‬ممسـتـقبلهم هم قبل أي شريحة أخرى‪.. .‬‬ ‫وكيف نطلب منهم االسـتشـهاد وال نثق في‬ ‫قدراتـهـم‪ ،‬في عالم اليوم الذي أمست فيه‬ ‫السياسة بيد الشباب حتى في الدول الكبرى‪ .‬إن‬ ‫تهميشـهم وإقصـاءهم قد يعـزز مشاعـر الغنب‬ ‫والتذمر التي تـتـزايد مع امتـداد فتـرة احلرب‪.‬‬ ‫ولهـذا فإن الدعـوة إلى إشـراكـهـم ليست مجرد‬ ‫دعـوة عاطـفيـة‪ ،‬بل اسـتباقا ألي مشاكل وأزمات‬ ‫قـادمـة‪ ،‬يجب أن نأخـذها في احلسـبان بينـما‬ ‫نـدعـو اللـه أن يجـنبنا إيـاها‪.‬‬


‫‪ 14‬يونيو ‪2011‬‬

‫‪21‬‬

‫منصور رشيد الكيخيا‬ ‫كما عرفته‬ ‫المنصف البوري‬ ‫منصور الكيخيا م��ازال‬ ‫حيا ّ في ال��ذاك��رة لم يمت‬ ‫بوجهه الصبوح ومالمحه‬ ‫الوسيمة وهندامه الحسن‬ ‫واب��ت��س��ام��ت��ه ال��وض��اءة‪،‬‬ ‫م��ن��ص��ور ال��دب��ل��وم��اس��ي‬ ‫وال��س��ي��اس��ي وال��م��ع��ارض‬ ‫واإلن��س��ان‪ ،‬ع��رف خبايا‬ ‫والدبلوماسية‬ ‫السياسة‬ ‫وح���اور ون���اور وع��ارض‬ ‫م��ن اج��ل ال��وط��ن وأهله‬ ‫ودفع ثمنا باهظا من أجله‬ ‫ولكل ذل��ك‪ ،‬ومن البديهي‬ ‫أن ي��ك��ون منصور كأي‬ ‫شخصية إنسانية أخرى‬ ‫ليس من السهل إخضاعها‬ ‫لمعيار واح���د يمكن أن‬ ‫يفسر تفسيرا جامعا كل‬ ‫تصرفاتها ومواقفها شموال‬ ‫وإحاطة‪ ،‬ولكن تبقى صفة‬ ‫واحدة تميزه عن غيره في‬ ‫التعامل مع اآلخرين‪ ،‬وهى‬ ‫االعتدال كصفة غالبة كانت‬ ‫تحكم جانبا كبيراً من حياته‬ ‫وشخصيته وتصرفاته‪.‬‬

‫عرفت منصور وأنا طفل صغير كما عرفت‬ ‫وعشت صباي وطفولتي مع بعض آل الكيخيا‬ ‫جيران وأصدقاء ورفاق‪ ،‬فقدت كانت بيوتنا‬ ‫متجاورة في شارع عمر بن الخطاب (فيا‬ ‫تورينو )‪ ،‬وكان الدكتور وهبي البوري كلما جاء‬ ‫لزيارتنا يتردد على والده الحاج رشيد الكيخيا‪،‬‬ ‫وبالمثل كان يفعل الحاج رشيد ومنصور‪ ،‬كل‬ ‫ذلك مازال ماثال أمامي وفى ذاكرتي‪ ،‬ثم بعد‬ ‫سنوات طويلة التقيته مجدداً وعرفته عن قرب‬ ‫وتحاورت وتناقشت واختلفت معه كثيرا حول‬ ‫اجتهاداته السياسية‪ ،‬ومع ذلك ظل يحمل تقديرا‬ ‫واحتراما لمن اختلفوا معه وبقى يداوم على‬ ‫زيارتي وااللتقاء بي وبالعديد من رفاقي‪ ،‬إلى‬ ‫أن غيبته االيدى اآلثمة والنفوس الشريرة التي‬ ‫لطخت وشوهت ودمرت كل شئ في الوطن‬ ‫وخارجه‪ ،‬ليس من اجل ليبيا وشعبها ولكن من‬ ‫اجل المحافظة على عرش الدكتاتور النرجسي‪.‬‬ ‫كانت خبرة منصور الكيخيا الدبلوماسية‬ ‫وأجادته ألكثر من لغة أجنبية‪ ،‬وعالقاته العديدة‬ ‫بالسياسيين والمناضلين العرب واألجانب‬ ‫لسنوات الطويلة‪،‬باإلضافة إلى عمله باألمم‬ ‫المتحدة قد أكسبته خبرة وحنكة ومرونة وفن‬ ‫في التعامل مع اآلخرين وكيفية التخاطب معهم‪.‬‬

‫وفى إطار القضية الليبية عمل منصور بجهد‬ ‫غير مسبوق من أجل وحدة القوى الوطنية‬ ‫المعارضة‪ ،‬ودون كلل أو ملل رغم كل العراقيل‬ ‫والصعوبات واالختالفات الشخصية والفكرية‬ ‫المتجذرة لدى الكثيرين حتى يومنا هذا‪ ،‬لقد‬ ‫حاور الجميع وجلس مع الكبير والصغير‬ ‫واستمع النتقادات وصلت أحيانا لدرجة‬ ‫المساس بشخصه وأهدافه الوطنية‪ ،‬وتعامل‬ ‫معها بصبر الدبلوماسي ورحابة صدر اإلنسان‬ ‫المترفع األمين‪ ،‬بل أن منصور الكخييا ذهب‬ ‫إلى ابعد من ذلك من خالل محاولة العمل حتى‬ ‫في أوساط أولئك األشخاص الدائرين في فلك‬ ‫السلطة من الذين كان على صلة بهم ويعرفهم‬ ‫معرفة جيدة لعلهم يقدمون شيئا ينقذ الوطن من‬ ‫براثن االستبداد الفردي‪.‬‬ ‫منصور كان يؤمن بالحوار السياسي مع‬ ‫الكل على اعتبار أن ذلك جزء من وظيفة‬ ‫الدبلوماسي المحنك الذي يسعى لفتح األبواب‬ ‫المغلقة ويدلل العقبات أمام التواصل حتى بين‬ ‫األعداء لحل المشاكل القائمة بينهم مع سعى‬ ‫كل طرف المتالك عناصر القوة والضغط‪،‬‬ ‫وعلى مر التاريخ كان هناك لقاء بين الخصوم‬ ‫واألعداء والمتحاربين إلنهاء ما بينهم‪ ،‬فما‬ ‫بالك بمن يعيشون فى نفس الخندق ويعملون‬ ‫من اجل الهدف وفى هذا اإلطار وجدت‬ ‫نفسي اتفق مع منصور واختلف معه في‬ ‫استثناء واحد يمثله الوضع القائم فى ليبيا‪،‬ألنه‬ ‫بكل المقاييس والمعايير العقلية والقانونية‬ ‫واإلنسانية واألخالقية يمثل حالة شاذة ال مثيل‬ ‫لها فى العصر الحديث‪ ،‬فهو المتحكم في كل‬ ‫كبيرة وصغيرة في البالد ويعيش ويصدر‬ ‫قراراته وسياساته بمزاجية متقلبة وعقلية‬ ‫غريبة األطوار ال يستقر على حال وعلى‬ ‫استعداد للتضحية بكل من حوله من اجل نفسه‬ ‫واستمرار سيطرته‬

‫ح��اور اجلميع‬ ‫وج�����ل�����س م��ع‬ ‫الكبري والصغري‬ ‫واس�����ت�����م�����ع‬ ‫الن����ت����ق����ادات‬ ‫وص��ل��ت أحيانا‬ ‫لدرجة املساس‬ ‫ب����ش����خ����ص����ه‬ ‫وأه�������داف�������ه‬ ‫ال���وط���ن���ي���ة‪،‬‬ ‫وت�����ع�����ام�����ل‬ ‫م���ع���ه���ا ب��ص�بر‬ ‫ال��دب��ل��وم��اس��ي‬ ‫ورح���اب���ة ص��در‬ ‫اإلنسان املرتفع‬ ‫األمني‪.‬‬


‫‪22‬‬

‫‪ 14‬يونيو ‪2011‬‬

‫تأمالت يف الشفافية وحماربة الفساد‬ ‫زاهي بشير المغيربي‬ ‫بعد انهيار االتحاد السوفيتي وانتهاء الحرب‬ ‫ ‬ ‫الباردة‪ ،‬هيمن على المؤسسات المهتمة بالتنمية االعتقاد‬ ‫بأن إطالق الحريات االقتصادية ونظام السوق هي السبيل‬ ‫لتحقيق التنمية االقتصادية وانتشال البلدان المتخلفة من‬ ‫براثن التخلف‪ ،‬وهيمنت هذه النظرة على المؤسسات‬ ‫المالية الدولية والبلدان المانحة على حد سواء‪ .‬وتركزت‬ ‫السياسات االقتصادية في ذلك الوقت على الدعوة إلى‬ ‫تقليص دور الدولة في النشاط االقتصادي دون أن‬ ‫يصاحب ذلك االهتمام بتعزيز القدرات المؤسسية للدولة‬ ‫(بناء الدولة أو المأسسة) لتوجيه ذلك النشاط وتنظيمه‬ ‫على المستوى الكلي‪.‬‬ ‫إال أن األزمات االقتصادية في شرق آسيا‬ ‫ ‬ ‫والبرازيل والمكسيك وروسيا االتحادية وبلدان أوربا‬ ‫األخرى خالل السنوات الثالث األخيرة من القرن‬ ‫العشرين‪ ،‬أدت إلى تحول مهم في وجهات نظر الدوائر‬ ‫التنموية وسياساتها‪ .‬ولقد كان للتطورات التي مر بها‬ ‫االقتصاد الروسي‪ ،‬وما صاحبها من مشاكل مرتبطة‬ ‫بتدني القدرات المؤسسية للدولة الروسية خالل عملية‬ ‫تطبيق سياسات السوق والخصخصة‪ ،‬تأثير حاسم في‬ ‫تغير اتجاهات وسياسات وأنماط تفكير المؤسسات‬ ‫المهتمة بقضايا التنمية‪ .‬فرغم أن خصخصة المشروعات‬ ‫االقتصادية المملوكة للدولة هدف مشروع ومناسب‬ ‫لإلصالح االقتصادي‪ ،‬إال أن ذلك يتطلب درجة عالية‬ ‫من القدرات المؤسسية للدولة لتطبيقه بصورة جيدة‬ ‫وفعالة‪ ،‬لما تتضمنه هذه العملية من تحديد لحقوق الملكية‬ ‫وتقييمها ونقلها بشفافية ووضوح‪ ،‬ففي الوقت الذي تعني‬ ‫الخصخصة تقليص نطاق النشاط االقتصادي للدولة‪،‬‬ ‫فإنها تستلزم وجود أسواق فعالة ومستوى مرتفعا ً من‬ ‫القدرات المؤسسية للدولة‪ ،‬وهذا بالتحديد ما كان مفقوداً‬ ‫في روسيا االتحادية‪ .‬ونتج عن ذلك أن معظم أصول‬ ‫الشركات العامة التي تمت خصخصتها لم تنتقل إلى‬ ‫أيدي منظمين قادرين على تحويلها إلى أصول منتجة‪،‬‬ ‫بل تحولت إلى األقليات الحاكمة والجماعات المرتبطة‬ ‫بها التي كانت مهيمنة على القطاع االقتصادي العام‪ ،‬مما‬ ‫أدى إلى تفشي الفساد المالي واإلداري وتدهور السياسات‬ ‫العامة للدولة الروسية وانهيار شرعيتها‪ .‬وأدت هذه‬ ‫التطورات إلى تزايد القناعة بأن هناك ضرورة لتطوير‬ ‫القدرات المؤسسية للدولة‪ ،‬ألن للدولة دوراً مهما ً وأساسيا ً‬ ‫في تحديد األهداف االجتماعية‪ ،‬وفي تنظيم القطاعات‬ ‫المختلفة للمجتمع‪ ،‬وفي ضمان حكم القانون‪ ،‬وحماية‬ ‫حقوق الملكية‪ ،‬وشفافية السياسات واإلجراءات وعدالتها‪.‬‬ ‫إن فكرة بناء القدرات المؤسسية للدولة‬ ‫ ‬ ‫وتعزيزها تعكس تحوالً جذريا ً في التفكير التنموي‪ ،‬فلقد‬ ‫كان االتجاه السائد خالل ثمانينيات وأوائل تسعينيات‬ ‫القرن العشرين يميل بقوة تجاه تقليص نطاق الدولة‬ ‫ودورها في القطاع االقتصادي ومحاولة نقل األنشطة‬ ‫االقتصادية من القطاع العام إلى األسواق الخاصة‬ ‫والمجتمع المدني‪ .‬فعندما بدأ العديد من البلدان في أوربا‬ ‫الشرقية وأمريكا الالتينية وآسيا وأفريقيا في التخلص‬

‫من النظم التسلطية خالل «الموجة الثالثة للديمقراطية»‪،‬‬ ‫لم يكن هناك شك في ضرورة تقليص قطاعات الدولة‬ ‫المهيمنة في هذه البلدان لما ترتب عن هذه الهيمنة من‬ ‫تدهور في اإلنتاجية االقتصادية بهذه البلدان وانهيار في‬ ‫نظمها االقتصادية‪.‬‬ ‫وفقا ً لهذه االتجاهات‪ ،‬تركزت السياسات التي‬ ‫ ‬ ‫أيدتها المؤسسات المالية الدولية والبلدان المانحة على‬ ‫مجموعة من اإلجراءات التي استهدفت تقليص درجة‬ ‫تدخل الدولة في الشؤون االقتصادية‪ ،‬والتي أطلق عليها‬ ‫تعبير «وفاق واشنطون» أو «الليبرالية الجديدة»‪ .‬وتستند‬ ‫برامج وفاق واشنطون على واقع أن قطاعات الدول في‬ ‫البلدان المتخلفة تمثل العائق األساسي أمام عملية التنمية‪،‬‬ ‫وأنه ال يمكن معالجتها على المدى الطويل إال عبر‬ ‫الليبرالية االقتصادية‪ ،‬وإعادة هيكلة هذه االقتصاديات‬ ‫وفقا ً لمبادئ اقتصاد السوق‪.‬‬ ‫لم تكن برامج وفاق واشنطون تمثل إشكالية‬ ‫ ‬ ‫في حد ذاتها‪ ،‬ولكن اإلشكالية تكمن في المعادلة الصعبة‬ ‫بين الحاجة لتقليص دور الدولة في مجاالت معينة‪ ،‬وبين‬ ‫الحاجة‪ ،‬في نفس الوقت‪ ،‬لتعزيز هذا الدور في مجاالت‬ ‫أخرى‪ .‬ورغم أن العديد من االقتصاديين الذين كانوا‬ ‫يؤيدون برامج وفاق واشنطون كانوا يدركون ذلك‪،‬‬ ‫إال أن تركيزهم كان منصباً‪ ،‬بصفة عامة‪ ،‬على تقليص‬ ‫أنشطة الدولة‪ ،‬بينما لم يتم التركيز على بناء قدرات الدولة‬ ‫وتعزيزها‪ .‬وكانت النتيجة فشل اإلصالح االقتصادي‬ ‫الليبرالي في إنجاز الوعود المأمولة في العديد من البلدان‪.‬‬ ‫وفي واقع الحال‪ ،‬أدي افتقاد اإلطار المؤسسي المناسب‬ ‫في بعض هذه البلدان إلى تدهور أوضاعها االقتصادية‬ ‫بعد تطبيق سياسات وفاق واشنطون‪ .‬وتكمن اإلشكالية في‬ ‫عدم القدرة على التمييز‪ ،‬مفاهيمياً‪ ،‬بين األبعاد المختلفة‬ ‫لمفهوم الدولة‪ ،‬وكيفية ارتباط هذه األبعاد بعملية التنمية‪.‬‬ ‫لذا يصبح من الضروري التمييز بين نطاق أنشطة الدولة‪،‬‬ ‫والذي يشير إلى وظائف الحكومات وأهدافها المختلفة‪،‬‬ ‫وبين تعزيز قدرات الدولة على تخطيط السياسات العامة‬ ‫وتنفيذها على المستوى الكلي وفرض القوانين بفعالية‬ ‫وشفافية‪ ،‬أي تعزيز « القدرات المؤسسية» للدولة‪.‬‬ ‫على الرغم من عدم وجود مقياس متفق عليه‬ ‫ ‬ ‫لتحديد القدرات المؤسسية للدولة‪ ،‬فإنه نظراً لعودة‬ ‫االهتمام باألبعاد المؤسسية للدولة خالل تسعينيات‬ ‫القرن الماضي‪ ،‬فقد تم تطوير مجموعة من المؤشرات‬ ‫التي تقيس القدرات المؤسسية للدولة‪ .‬ومن أهم هذه‬ ‫المؤشرات مؤشر مدركات الفساد الذي طورته المنظمة‬ ‫الدولية للشفافية‪ ،‬والدليل الدولي للمخاطر الذي يتضمن‬ ‫مؤشرات منفصلة للفساد‪ ،‬والنظام والقانون وجودة‬ ‫الجهاز البيروقراطي للدولة‪ .‬كذلك قام المصرف الدولي‬ ‫بتطوير مؤشرات للحكم (‪ )Governance‬تشمل أكثر‬ ‫من ‪ 200‬بلد‪ ،‬وتتضمن ستة جوانب للحكم والقدرات‬ ‫المؤسسية للدولة‪:‬‬ ‫ـ مؤشر درجة المشاركة والمساءلة‪ ،‬ويقيس الحقوق‬ ‫السياسية والمدنية واإلنسانية‪.‬‬

‫ـ مؤشر عدم االستقرار السياسي والعنف‪.‬‬ ‫ـ مؤشر فعالية مؤسسات الدولة‪ ،‬ويقيس كفاءة األجهزة‬ ‫الحكومية وجودة الخدمات العامة‪.‬‬ ‫ـ مؤشر القيود التنظيمية المفروضة على قطاع األعمال‪.‬‬ ‫ـ مؤشر سيادة القانون‪ ،‬ويقيس القدرة على فرض العقود‬ ‫وااللتزامات من خالل نظام قضائي مستقل ونزيه يضمن‬ ‫حقوقا ً واضحة ومستقرة للملكية‪.‬‬ ‫ـ مؤشر السيطرة على الفساد‪ ،‬ويقيس الفساد بمختلف‬ ‫أشكاله‪ ،‬خاصة فيما يتعلق باستغالل المنصب العام‬ ‫لتحقيق منافع شخصية‪.‬‬ ‫الراهن‪ ،‬مع دخول األلفية الثالثة‪ ،‬ركزت أدبيات التنمية‬ ‫على القدرات المؤسسية للدولة «الحكم ‪»Governance‬‬ ‫وعلى قضية الفساد وعالقتهما بعملية التنمية‪ .‬واكتسبت‬ ‫انشغاالت الحكم اهتماما ً أكبر لدى المؤسسات المالية‬ ‫الدولية والبلدان المانحة‪ ،‬وانعكس ذلك بوضوح في‬ ‫إعالن مجموعة البلدان الثمانية في يوليو ‪ ،2005‬وفي‬ ‫التقرير المشترك للجنة أفريقيا الذي أشار بصراحة إلى‬ ‫أن « الحكم الصالح هو األساس‪ ،‬وما لم يتم تطوير قدرات‬ ‫الدولة في عمليات المساءلة والسيطرة على الفساد‪ ،‬فإن‬ ‫اإلصالحات األخرى سوف تكون محدودة األثر‪».‬‬ ‫الحكم يعني‪ ،‬في جوهره‪ ،‬التقاليد والمؤسسات‬ ‫ ‬ ‫التي يتم عن طريقها ممارسة السلطة من أجل تحقيق‬ ‫الصالح العام‪ .‬وهو يشمل‪ ،‬بذلك‪ ،‬اختيار السلطات‬ ‫العامة ومساءلتها وتغييرها (البعد السياسي)‪ ،‬وقدرة هذه‬ ‫السلطات على إدارة مواردها بكفاءة وتطبيق سياساتها‬ ‫بفعالية (البعد االقتصادي)‪ ،‬ومدى احترام المواطنين‬ ‫والسلطات العامة لمؤسسات الدولة (البعد المؤسسي)‪.‬‬ ‫وأضحت هذه األبعاد الثالثة للحكم أساسا ً لتقييم القدرات‬ ‫المؤسسية للدولة والمقارنة بين مختلف البلدان في مدى‬ ‫سيطرتها على الفساد وإنجاز مستهدفات التنمية‪.‬‬ ‫أما الفساد فيعني‪ ،‬وفقا ً لتعريف المصرف‬ ‫ ‬ ‫الدولي‪ ،‬إساءة استعمال المنصب العام من أجل تحقيق‬ ‫منافع شخصية وخاصة‪ .‬وبهكذا تعريف‪ ،‬ال يقتصر الفساد‬ ‫على الجوانب المالية مثل الرشوة واختالس المال العام‪،‬‬ ‫بل يشمل أيضا ً أشكاالً أخرى مثل المحاباة والمحسوبية‬ ‫والقبلية والجهوية والتسيب وغيرها‪ .‬ويمثل الفساد مشكلة‬ ‫نظامية تستلزم معالجة على مستوى النظام ككل للقضاء‬ ‫على جاذبية العوامل االقتصادية والسياسية واالجتماعية‬ ‫المشجعة للفساد والمعززة لنموه‪ .‬ويمكن تصنيف عوامل‬ ‫الفساد إلى عوامل ثقافية وعوامل تنظيمية‪ .‬وتشمل‬ ‫العوامل الثقافية المفهوم االجتماعي للفساد في المجتمع‬ ‫ودرجة التسامح مع الفساد وتشجيعه‪ .‬أما العوامل‬ ‫التنظيمية فتتمثل في القواعد القانونية والقضائية وفعالية‬ ‫فرضها‪ ،‬كما تشمل الدور االقتصادي للدولة وبنية الحكم‪،‬‬ ‫وتنظيم عمليات جباية الموارد العامة وتوزيع المنافع‬ ‫العامة‪ ،‬ومعايير تعيين المسؤولين العامين وتحفيزهم‬ ‫وحرية التصرف المتاحة لهم‪ ،‬ودرجة مساءلتهم ورقابتهم‬ ‫مؤسسيا ً وشعبياً‪.‬‬


‫‪ 14‬يونيو ‪2011‬‬

‫‪23‬‬

‫اإلقطاع السياسي‬

‫بني الدستور و القوانني األساسية لألحزاب‬ ‫ال يختلف عاقالن على أهمية الدستور في الدول الديمقراطية‪ ،‬فهو الحكم بين السلطات‬ ‫داخل المجتمع‪ ،‬وهو الذي يحدد واجبات وحقوق المواطن‪ ،‬ويقر المواطنة كأصل وأساس‬ ‫في المجتمعات الديمقراطية‪ ،‬وهو الذي يحدد صالحيات السلطات التنفيذية والتشريعية و‬ ‫القضائية‪.‬‬ ‫إن أصل البالء في الدول الشمولية يكمن إما في‬ ‫عدم وجود دستور و عدم االعتراف بجدواه كما كان‬ ‫الحال في بالدنا‪ ،‬أو في ضعفه وخضوعه لمزاج‬ ‫ورغبات الطبقات الحاكمة‪ ،‬تغير مواده متى شاءت‬ ‫وتغيبها متى شأت‪ ،‬و قد حدث هذا في الكثير من‬ ‫البلدان العربية وغير العربية‪ ،‬أو أن يتم (تفصيله)‬ ‫على مقاس الحاكم أيا كانت صفته؛ ملكا‪ ،‬رئيس‬ ‫جمهورية‪ ،‬زعيما‪ ،‬قائدا‪ ،‬سلطانا أو أميرا‪ ،‬وفي هذه‬ ‫الحالة يتحول الدستور إلى أداة تخدم الحاكم وتحافظ‬ ‫عليه وتطلق يديه في كل شؤون الدولة وتحوله إلى‬ ‫حاكم مطلق‪ ،‬وتحول الشعب بكافة أحزابه وجمعياته‬ ‫األهلية (إن وجدت) ومقدراته وثرواته إلى خادم‬ ‫لهذا الحاكم‪.‬‬ ‫إن ما تسعى إليه بالدنا بعد تفجر ثورة ‪ 17‬فبراير‬ ‫المجيدة هو تحقيق الديمقراطية وإرساء دولة القانون‬ ‫وفصل السلطات و ترسيخ المواطنة‪ ،‬ولكن هل أن‬ ‫إصدار دستور وإطالق حرية تأسيس األحزاب‬ ‫والجمعيات األهلية وانتخاب رئيس الدولة ورئيس‬ ‫مجلس الوزراء هي الديمقراطية‪ ،‬و لنلقي نظرة‬ ‫على جوارنا العربي لنتحسس الديمقراطيات التي‬ ‫تحكمه ولنستثني من هذه النظرة تونس ومصر‪،‬‬ ‫فاالثنتان تؤسسان اآلن لمرحلة ما بعد الديكتاتورية‬ ‫ذات الواجهة الديمقراطية‪.‬‬ ‫إن العمل السياسي في عموم البلدان العربية‬ ‫قد تحول إلى إقطاع سياسي بالمعنى الحرفي لهذه‬ ‫الكلمة‪ ،‬فرؤساء الدول واألحزاب الذين لم يتذكرهم‬ ‫هللا حتى اآلن مازالوا قابعين في أماكنهم منذ ما ال‬ ‫يقل عن ثالثين سنة‪ ،‬وبالتالي فقد تحولت هذه الدول‬ ‫واألحزاب إلى إقطاعيات وهبها هللا لهم‪ ،‬وبمعنى‬ ‫آخر فان األعضاء الذين انضموا إلى هذا الحزب أو‬ ‫ذاك ولم يتجاوزوا العشرين عاما هم أالن في العقد‬ ‫الرابع أو الخامس من العمر‪ ،‬تنحصر مهامهم منذ‬ ‫انضمامهم إلى هذه األحزاب في خدمة الحزب و‬ ‫إيديولوجيته و أهدافه‪ ،‬والتي هي في حقيقة األمر‬ ‫شخص (صاحب) رئيس الحزب‪ ،‬مرشدا أو زعيما‬ ‫أو قائدا‪ ،‬فهو القائد والمؤسس والذي لواله لما‬ ‫سطعت شمس الدولة أو الحزب‪ ،‬وفي حال غيابه‬ ‫ستغرب هذه الشمس و ينهار الحزب و تنزلق‬ ‫الدولة إلى حرب أهلية و دمار لكل مؤسساتها‪ ،‬غير‬

‫أن (خدام قبو السلطان) من رجال أمن وقانونيين‬ ‫فاسدين و حزبيين قدامى‪ ،‬الذين يتعيشون على فتات‬ ‫موائد الحكام‪ ،‬والذين سرعان ما يجدون الحلول‬ ‫لكل المعضالت التي تواجه (أصحاب) الدول‬ ‫واألحزاب‪ ،‬فقد اثبت العلم الحديث في «مراكز‬ ‫األبحاث السورية و اليمنية والليبية»‪ ،‬أن العبقرية‬ ‫تورث‪ ،‬وعلى هذا فالحل أن يرث األبناء تركة‬ ‫اآلباء‪ ،‬وهذا يقره شرع هللا أيضا‪ ،‬وعلى هذه النتائج‬ ‫العلمية انعقد مجلس الشعب السوري بشخصياته‬ ‫الكرتونية وغيروا المادة التي تحدد عمر رئيس‬ ‫الدولة حتى تناسب سن العبقري ابن العبقري‬ ‫(بشار)‪ ،‬وعمل علي عبدهللا صالح وكذلك ألقذافي‬ ‫كي تورث تركاتهم إلى أبنائهم جماعة أو فرادى‬ ‫(كتائب األبناء األمنية في حالة ألقذافي) و (قيادات‬ ‫الجيش في حالتي صالح واألسد) ‪ ،‬وللعلم فأن هذه‬ ‫الكتائب والجيوش لم تطلق رصاصة واحدة تجاه‬ ‫العدو الصهيوني منذ العام ‪ 1973‬حتى ردا على‬ ‫قصف المفاعل النووي السوري العام ‪ ،2007‬بل‬ ‫أن الزعيم الليبي قد سلم (الزينقو) إلى أمريكا بعد‬ ‫أن رأى الرئيس العراقي صدام حسين على حبل‬ ‫المشنقة‪ ،‬وهو الذي يدعي انه كان يعد العدة طوال‬ ‫أربعين سنة لمحاربة أمريكا (خطاب زنقة زنقة)‪،‬‬ ‫غير أن ثالثتهم قد اخرجوا كل (الترسانة) التي‬ ‫يملكونها لكسر إرادة الشعب في ليبيا وسوريا و‬ ‫اليمن و إعادته إلى (حظيرة) صاحب اإلقطاعية‪.‬‬ ‫وفي الحالة الطائفية في لبنان نرى صورة اإلقطاع‬ ‫السياسي في أوضح صورها‪ ،‬فالرئيس سعد‬ ‫الحريري قد ورث ثروة و حزب ومنصب والده‬ ‫المقاول رفيق الحريري‪ ،‬والرئيس وليد جنبالط‬ ‫ورث رئاسة الحزب التقدمي االشتراكي من والده‬ ‫الذي اغتيل منتصف السبعينيات (أي تقدمية وأية‬ ‫اشتراكية هذه)‪ ،‬والرئيس نبيه بري يترأس حركة‬ ‫أمل والبرلمان اللبناني منذ أكثر من عقدين من‬ ‫الزمن‪ ،‬و في السودان؛ السيدان الصادق المهدي‬ ‫وحسن الترابي يقودان حزبهما منذ أكثر من‬ ‫ثالثين عاما‪ ،‬و الرئيس البشير يقود السودان ألكثر‬ ‫من عشرين سنة‪ (.‬أليست هذه الدول واألحزاب‬ ‫«تشاركيات عائلية»‪ !!!!! ...‬بالمعنى الحرفي‬ ‫للكلمة)‪.‬‬ ‫و حتى ال نستنسخ األنظمة العربية شبه‬

‫عبدهللا ألعوامي‬

‫الديمقراطية‪ ،‬والدساتير العربية البائسة‪ ،‬ونتجنب‬ ‫الوقوع في مأزق اإلقطاع السياسي والنقابي فإنني‬ ‫أرى األتي‪-:‬‬ ‫أن يقر دستورنا الجديد بأحقية كل الليبيين في خوض‬ ‫االنتخابات‪ ،‬لتولي منصبي رئاسة الدولة ومجلس‬ ‫الوزراء‪ ،‬ولمرة واحدة في الحياة‪ ،‬وفقا للضوابط‬ ‫التي سيحددها الشعب من خالل الدستور‪.‬‬ ‫أن يقدم رئيس الدولة ورئيس الوزراء المنتخبين‬ ‫ونائبيهما استقاالتهم من األحزاب المنتمين إليها‪،‬‬ ‫وان يقطعوا كافة ارتباطاتهم الحزبية‪.‬‬ ‫أن تكون فترة الرئاسة أربع أو ست سنوات وفقا لما‬ ‫يقرره الشعب‪( .‬أنا شخصيا أميل إلى فترة األربع‬ ‫سنوات)‪.‬‬ ‫يحال رئيس الدولة ورئيس مجلس الوزراء المنتهية‬ ‫واليته إلى التقاعد وال يسمح لهما بممارسة العمل‬ ‫الحزبي أو تولي الوظائف الحكومية أو مزاولة‬ ‫التجارة أو أي نشاط اقتصادي آخر‪ ،‬وينضمان إلى‬ ‫مجلس مستشاري الرئاسة‪.‬‬ ‫يحق لنائبي رئيس الدولة ورئيس مجلس الوزراء‪،‬‬ ‫حال انتهاء فترتيهما‪ ،‬أن يترشحا لمنصب رئاسة‬ ‫الدولة ورئاسة مجلس الوزراء‪.‬‬ ‫ال يحق لرؤساء األحزاب الترشح لرئاسة الدولة و‬ ‫مجلس الوزراء‪ ،‬وعلى األحزاب انتخاب مرشحيها‬ ‫من أعضاء الحزب‪.‬‬ ‫يجب أال تتعارض القوانين األساسية لألحزاب‬ ‫والنقابات مع الدستور‪ ،‬بمعنى أن رؤساء هذه‬ ‫األحزاب والنقابات ال يحق لهم الترشح ألكثر من‬ ‫دورتين و لمرة واحدة في الحياة‪ ،‬وال يحق لقرابتهم‬ ‫الترشح للدورة التي تلي دورتهم‪.‬‬ ‫ال يحق ألية جهة تغيير أو إلغاء أيا من مواد الدستور‬ ‫إال بعد موافقة الشعب من خالل استفتاء عام‪.‬‬ ‫إن كل نضاالت الشعوب من أجل الحرية قد تمت‬ ‫سرقتها من قبل مشعوذي السياسة والمنافقين وخدام‬ ‫السلطان‪ .‬إن ما يستحقه الشعب الليبي بعد كل هذه‬ ‫التضحيات‪ ،‬وكل هذه الدماء التي روت ارض ليبيا‬ ‫منذ ديسمبر ‪ 1969‬وحتى ثورة ‪ 17‬فبراير ‪2011‬‬ ‫المجيدة‪ ،‬دولةً ديمقراطية حقيقية يكونون فيها‬ ‫أحرارا متساوين في الحقوق والواجبات‪.‬‬


‫‪ 14‬يونيو ‪2011‬‬

‫جرونيكا ليبية ‪ :‬الزاوية للفنان علي الزويك‬

‫جممع تيبسيت السياحي مبركز مدينة بنغازي يضم ‪250‬‬ ‫غرفة ‪ 22 ،‬جناحا ممتازا و ‪ 8‬أجنحة رئاسية‬ ‫‪Tel + 218 61 909 0016, 909 0017 Fax + 218 61 909 0016‬‬ ‫‪http://www.tebistyhotel.com‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.