العدد 5

Page 1

‫هذه األرض‬

‫‪ 7‬يونيو ‪2011‬‬

‫هي العرض لنا‬ ‫السنة األولى‬

‫العدد الخامس‬

‫‪ 7‬يونيو ‪2011‬‬

‫ثالث مالحم من حاضر بالدي‬

‫ـ من حكم على‬ ‫األهلي باإلعدام؟!‬

‫ـ ملحق العدد‪:‬‬ ‫دستور ليبيا‬


‫‪02‬‬

‫‪ 7‬يونيو ‪2011‬‬

‫هذه األرض‬

‫‪ 7‬يونيو ‪2011‬‬

‫هي العرض لنا‬ ‫العدد الخامس‬

‫السنة األولى‬

‫يونيو ‪2011‬‬

‫ثالث مالحم من حاضر بالدي‬

‫ـ من حكم على‬ ‫األهلي باإلعدام؟!‬

‫ـ ملحق العدد‪:‬‬ ‫دستور ليبيا‬

‫ميادين صحيفة ليبية متنوعة‬ ‫تصدر من بنغازي‬ ‫رئيس التحرير‬

‫إنها مرحلة انتقالية ‪...‬‬ ‫شاهدت كما غيري – عبر قناة الجزيرة – السيد محمود جبريل رئيس‬ ‫المكتب التنفيذي للمجلس الوطني االنتقالي متحدثا – ضمن ما سماه‬ ‫بخارطة طريق للمرحلة االنتقالية – عن مشروع إعادة أعمار ليبيا بعد‬ ‫الدمار الذي لحق بالمدن الليبية – ومازال يلحق بها – من قبل قوات‬ ‫القذافي حتى الساعة ‪.‬‬ ‫وقد صرح السيد محمود جبريل بأن تكلفة إعادة أعمار ليبيا تبلغ ‪480‬‬ ‫مليار دوالر أمريكي ‪.‬‬ ‫ونحن بصدد هذا الرقم الخيالي نتسأل ‪ :‬كيف توصل السيد رئيس المكتب‬ ‫التنفيذي إلي هذا الرقم؟‪،‬‬ ‫هل استعان بمكتب استشاري أثناء تواجده في الواليات المتحدة ؟ ‪ ،‬أم‬ ‫هل استعان بمكتب استشاري ليبي متخصص في األعمال المدنية وغيرها‬ ‫من التخصصات الدقيقة المتصلة بمشروع بهذه الضخامة ؟ ‪.‬‬

‫أمحد الفيتو ري‬

‫ونظرا القتناعنا بأن السيد رئيس المكتب التنفيذي ال يقدر – حقا –‬ ‫ضخامة المبلغ المذكور ‪ ،‬لذلك فيمكن أن نشير إلي أن مبلغا كهذا – وإذا‬ ‫ما قدرت فترة المشروع بعشر سنوات – يمكن ترجمته إلي ما يلي ‪:‬‬

‫مدير التحرير‬

‫ما يعادل مليون وثالثمائة ألف برميل يوميا لمدة عشر سنوات ‪ ،‬علي‬ ‫أساس سعر مائة دوالر للبرميل ‪ ،‬وهو ما محصلته خمسة مليارات برميل‬ ‫من النفط ‪.‬‬

‫سامل العوكلي‬ ‫سكرتري التحرير‬ ‫أمحد بللو‬ ‫مدير فين‬ ‫أمحد العرييب‬ ‫إشراف فين‬ ‫عمر جهان‬

‫لكن السؤال األكثر جوهرية هو ‪ :‬هل يعد مشروع إعادة أعمار ليبيا‬ ‫من ضمن اختصاصات مجلس وطني انتقالي مؤقت ؟ ‪ ،‬ولماذا يراد أن‬ ‫يتم الزج بليبيا – في ظرفها الراهن – إلي الدخول في مناقشات حول‬ ‫هذه المسألة ؛ وهي المسألة التي تعد اختصاصا أصيال من اختصاصات‬ ‫المؤسسات الدستورية المنتخبة ‪ ،‬التي تنتج ‪ -‬بدورها – حكومة شرعية‬ ‫تقدم برامج متكاملة إلعادة بناء ما دمر ‪ ،‬ووضع البالد علي طريق تنمية‬ ‫حقيقية ؟ ‪.‬‬ ‫إن السيد رئيس المجلس التنفيذي قد تجاوز صالحياته ( المؤقتة )‬ ‫بالدخول في مسألة إعادة األعمار ‪ ،‬وكان عليه أن يكتفي بتحديد المهام‬ ‫التي يتوجب عليه وعلي المجلس الوطني االنتقالي بأكمله القيام بها ‪،‬‬ ‫في مرحلة ( انتقالية ) تتعلق بتهيئة المناخ المالئم لظهور مؤسسات‬ ‫ديمقراطية منتخبة ‪ ،‬وانتهاء مهمته حينذاك ‪.‬‬ ‫إن علي المجلس الوطني االنتقالي العمل علي ضرورة إصدار ( إعالن‬ ‫دستوري مؤقت ) يحدد – بالضبط – مهام وصالحيات كل من المجلس‬ ‫الوطني والمكتب التنفيذي خالل المرحلة االنتقالية ‪ ،‬وضبط عدم تجاوزها‬ ‫إلي ما يلمس المرحلة الدائمة والتي هي من اختصاص غيره ‪ ،‬وهو ‪ -‬أي‬ ‫اإلعالن الدستوري – ينظم إدارة شئون هذه المرحلة علي وجه العموم ‪.‬‬ ‫وأخيرا ‪ ،‬فليس من المقبول أن يخاطب السيد رئيس المكتب التنفيذي‬ ‫شعبه بهذه الطريقة مكتفيا بالتصريح عبر وسائل اإلعالم ‪ .‬وإذا كان ال‬ ‫يستطيع – أو ال يريد – أن يقوم بمهام عمله من داخل ليبيا فإننا ندعو‬ ‫الستبداله برئيس مكتب تنفيذي آخر قادر علي القيام بذلك ‪.‬‬

‫‪miadeenm@yahoo.com‬‬

‫وحيد بوقعقيص‬


‫‪ 7‬يونيو ‪2011‬‬

‫‪03‬‬

‫جتربة ذاتية مع قناة اجلزيرة‬ ‫ميادين‪-‬درنة‪ -‬تقي الدين الشلوي‬ ‫لكل قصة تفاصيل ‪ ،‬و لكل حادثة رواية ‪ ،‬و طاقم قناة الجزيرة كانت له قصة ‪،‬‬ ‫فهو لم يدخل إلى أرض ليبيا بالسهولة التى قد يظنها البعض‪ ،‬و لكن سبق كل ذلك‬ ‫أعمال و تضحيات قد غاب عن متابعتها الكثير و للوقوف على هذه التفاصيل قامت‬ ‫صحيفة ميادين بإجراء حوار مع نعمان األطرش ‪ ،‬الذي يعد المسؤول منذ البداية‬ ‫عن ترتيب دخول قناة الجزيرة إلى ليبيا‪.‬‬

‫نعمان عند بداية البث المباشر بأن رسالة وصلت إليه‬ ‫من صديق يخبره فيها أن اللواء عبدالفتاح يونس لديه‬ ‫الرغبة فى أن ينسق معهم من أجل أن يدخل فى مداخلة‬ ‫مباشرة مع قناة الجزيرة‪.‬‬

‫و باستمرار البث المباشر من داخل مدينة درنه و‬ ‫يتحدث نعمان قائالً بأن اسماعيل القريتلى و هو المكلف على ملف العالقات الليبية بنغازى تم ألتصال بنعمان بشكل غير مباشر عن طريق‬ ‫فى قناة الجزيرة قد أرسل رسالة يطلب فيها منه أن يتحدث معه على وجه السرعة أحد األشخاص و الذي هدده فيها بالتصفية الجسدية ‪،‬‬ ‫ولكن ليس عبر أجهزة الهاتف النقال و إنما عبر شبكة االنترنت و ذلك ألن الخطوط و قام بعض األصدقاء بتوفير سالح له إال أنه رفض‬ ‫كانت مراقبة‪.‬‬ ‫ذلك‪.‬‬ ‫طرح القرتيلى على نعمان أن يتولى مسؤولية دخول القناة إلى ليبيا ‪ ،‬ولم يمانع و يعود نعمان بشريط الذاكرة إلى واقعة خطيرة ‪ ،‬كان فيها بداخل أحد المقرات‬ ‫باشر عملية التنسيق ‪ ،‬وقام باالتصال بمحمود زعطوط وحاتم بوشيحه و أيمن ربيع اإلعالمية التى أنشئت من أجل االتصال بالشبكة العنكبويتة حيث تم اقتحام المقر‬ ‫و الضابط وليد تربح و تم االتفاق فيما بعد على أن تذهب المجموعة إلى الحدود من قبل مجموعة من المسلحين و الذين شهروا فى وجهه السالح و قالوا « هل‬ ‫الستالم األجهزة‪.‬‬ ‫أنتم الذين تكتبون ضد القذافي و ال تريدون سيف االسالم» هذا الموقف يصفه بأنه‬ ‫من أشد المواقف التى تعرض له ‪ ،‬و تمكن هو من الهرب بأعجوبة دون ان يتأذي‪.‬‬ ‫دخل محمود زعطوط إلى األراضي المصرية و مكث بالسلوم فيما بقت المجموعة‬ ‫عند الحدود ‪،‬و عندما تاخر وصول األجهزة أضطر زعطوط ألن يبقي بمصر‪ ،‬ساعد نعمان عدد من المراسلين من الدخول إلى ليبيا ونقلهم في المكان الذي من‬ ‫و مكث الضابط وليد تربح بالجمرك الليبي و عادت باقي المجموعة إلى ليبيا‪.‬‬ ‫المفترض أن يتواجدوا فيه ‪ ،‬و في إحدى المرات ‪ ،‬أحضر له أحد المراسلين واق‬ ‫للرصاص ليقوم بارتدائه‪.‬‬ ‫و بعد أيام من األنتظار اتصل أحد الشباب من داخل مصر بنعمان و تمت عملية‬ ‫التنسيق الممهدة لدخول أجهزة الثريا و الالب توب و كاميرات التصوير و جهاز شارك األطرش فى عدد من المداخالت الهاتفية مع قناة الجزيرة و كان أشهرها حينما‬ ‫ربط الشبكة عبر اآلقمار الصناعية‪.‬‬ ‫نفى ما ورد على وسائل اإلعالم اآلخري بأن قوات القذافي قامت بإنزال مجموعة‬ ‫من الجنود فى الشرق الليبي‪ ،‬كلفته الدوحة بأن يكون منسق لقناة الجزيرة بدرنة‬ ‫عاود األطرش االتصال بمكتب الجزيرة بالدوحة و باشر الفنيون الشرح عن كيفية‬ ‫تشغيل هذه األجهزة و بدأ أول ظهور للجزيرة بشكل مباشر من مدينة درنه ‪ ،‬و قال‬

‫القصة والرواية يف ليبيا يف عدد من جملة ‹بانيبال›‬ ‫صدر العدد الجديد (رقم ‪ 40‬ربيع ‪)2011‬‬ ‫من مجلة ‹بانيبال› التي تعنى بترجمة االدب‬ ‫العربي الحديث الى االنكليزية‪ .‬وقد خصصت‬ ‫المجلة ملفها الرئيسي عن الرواية والقصة‬ ‫القصيرة في ليبيا‪ .‬تفتتح المجلة ملفها‬ ‫بمقالتين االولى عن ‹القصة القصيرة في وفي الرواية احتوى الملف على النصوص‬ ‫ليبيا› كتبها عمر أبو القاسم الككلي‪ ،‬والثانية التالية‪ :‬فصالن من رواية‪Anatomy of‬‬ ‫عن الرواية في ليبيا كتبها ابراهيم حميدان‪ ’the Disaerance .‬هشام مطر الذي يكتب‬ ‫باالنكليزية‪‘ ،‬للجوع وجوه أخرى’ وفاء‬ ‫وتضمن الملف القصص التالية‪‹ :‬الحياة البوعيسى (ترجمة روبن موجر)‪ ،‬فصل من‬ ‫العجيبة القصيرة للكلب رمضان› عمر رواية ‘ماما بيتزا’ محمد المصراتي (ترجمة‬ ‫الكدي (ترجمة روبن موجر)‪‹ ،‬البشكليطة› ليري برايز)‪‘ ،‬نساء الريح’ رزان نعيم‬ ‫عزة كامل المقهور (ترجمة جون بيت)‪ ،‬مغربي (ترجمة وليم هيتشينز)‪‘ ،‬حلق الريح’‬ ‫‹استاكوزا› أحمد ابراهيم الفقيه (ترجمة مايا صالح السنوسي (ترجمة وليم هيتشينز)‪،‬‬ ‫تابت)‪‹ ،‬حلم وردي› غازي القبالوي (ترجمة ‘الواو الصغرى’ ابراهيم الكوني (ترجمة‬ ‫غنوة حايك)‪‹ ،‬قصتان› عمر أبو القاسم الككلي وليم هيتشينز)‪ ،‬باالضافة الى مقالة كتبها‬ ‫(ترجمة إليوت كوال)‪‹ ،‬صائدة األفاعي› اليوت كوال بعنوان ‘ترجمة ابراهيم الكوني’‪،‬‬ ‫محمد العريشية (ترجمة غنوة حايك)‪‹ ،‬كان ومراجعة قصيرة لرواية ‘الدمية’ كتبها بيتر‬ ‫يحمل سبحة› محمد العنيزي (ترجمة علي كالرك‪.‬‬ ‫أزرياح)‪‹ ،‬خمس حكايات قصيرة› رضوان‬ ‫بوشويشة (ترجمة جون بيت)‪‹ ،‬حكايات من وفي قسم ‘مراجعات الكتب’ كتب أندريه‬ ‫البر االنكليزي› جمعة بوكليب (ترجمة صوفيا‬ ‫فاسالو)‪‹ ،‬فخامة الفراغ› نجوى بنشتوان‬ ‫(ترجمة سونيال موبايي)‪‹ ،‬بوعبعاب› محمد‬ ‫االصفر (ترجمة علي أزرياح)‪.‬‬

‫نفيس ساحلي عن روايتين‪‘ ،‬سر الخطاط’‬ ‫للكاتب السوري رفيق شامي التي صدرت‬ ‫عن دار أرابيا بوكس في لندن‪ ،‬و’ االقنعة‬ ‫البيضاء’ اللياس خوري التي صدرت عن‬ ‫دار أرتشبيالغو في نيويورك‪ .‬وكتبت سوزانا‬ ‫طربوش عن رواية محمد برادة ‘مثل صيف‬ ‫لن يتكرر’ الصادرة عن مطبوعات الجامعة‬ ‫االميركية في القاهرة‪ ،‬وكتب جيمس دالغيش‬ ‫عن رواية الياس خوري ‘يالو’‪ .‬نربرت‬ ‫هيرشورن كتب عن رواية الكاتبة العراقية‬ ‫عالية ممدوح ‘المحبوبات’ الصادرة عن دار‬ ‫أرابيا بوكس‪ ،‬لندن‪.‬وكتب الروائي المغربي‬ ‫عبد الكريم الجويطي مقالة عن رحيل الكاتب‬ ‫المغربي ادمون عمران المليح‪.‬‬ ‫حوار العدد خصصته المجلة للكاتبة اللبنانية‬ ‫علوية صبح‪ ،‬اذ قامت المجلة بترجمة‬ ‫المقابلة الطويلة التي اجراها عقل العويط مع‬ ‫صبح‪ ،‬والتي كانت قد نشرت في ملحق النهار‬ ‫الثقافي‪.‬‬


‫‪04‬‬

‫‪ 7‬يونيو ‪2011‬‬

‫ثالث مالحم من حاضر بالدي‬ ‫علي عمر التكبالي‬

‫‪ .1‬الكتابة حبرب احلب فوق ثرى الرمادة‬ ‫أرادت لي األقدار السعيدة أن أكون ضمن فريق يقوم بتقديم المساعدات للهاربين من جحيم العنف‬ ‫في ليبيا إلى التخوم التونسية المجاورة‪ ..‬اختلطت مع شباب نفر من كل األنحاء‪ ..‬هذا قادم من‬ ‫أمريكا‪ ،‬وآخر آت من أوروبا‪ ،‬وثالث من الصين‪ ،‬ورابع من داخل البالد‪ ،‬وخامس من آخر‬ ‫األصقاع‪ ..‬كلهم تنادوا بدون صوت وتعاهدوا بدون موعد كي يتالقوا في بقعة ال تتمثل على‬ ‫ظهر خريطة الجمهورية التونسية إال بنقطة‪ ،‬وال تطرق األسماع إال حين يلفها حدث جسيم‪.‬‬ ‫منطقة الرمادة‪ ،‬ولنسمها مدينة مجازا تنام في حضن سهل واسع تحيط به أذرع جبل نفوسة‬ ‫الصلدة وتتنفس عليه رياح القبلي زفيرا ساخنا يتلوى على هيئة غمامة شفافة من الدخان‬ ‫الراكد يأبى أن يسافر مع الريح المغادرة إلى الشمال إال بعد أن يلهب األرض بسياط من نار‪.‬‬ ‫في طرفها الغربي تصطف خيام مصنوعة من القماش الرهيف مكونة سطورا من األشباح‬ ‫البيضاء المغبرة تأوي أسرا من” الالجئين” الليبيين تبدو على سماهم عالمات التعب‬ ‫والنصب‪ ،‬وتنحني أكتافهم تحت وطأة الكارثة‪ ..‬تقترب منهم فتختفي أحزانهم وتبرز‬ ‫لك أنوفهم المشرعة التي تتغذى من قلوب مفعمة باألمل‪ ،‬فتسمع عبارات وتمتمات ال ترى‬ ‫إال المستقبل المشرق‪ ،‬وتكاد تسمع في عيونهم األجراس تقرع منذرة بسقوط الطاغية‪.‬‬ ‫فاجأتني كما فاجأت غيري قدرة الليبيين على المقاومة وجعلتني أخرج بطاقة هويتي وألوح بها كي‬ ‫يعرف الناس من أكون‪ ..‬فاجأتني هذه الحيوية المتدفقة من شباب غير هياب كما لم تفاجئني أية‬ ‫حركة سابقة في بالدنا‪ ،‬وظننت أن التاريخ أكرمنا ورد لنا اعتبارنا بهذا الزخم الوافر‪ ،‬وكفانا أن‬ ‫نطلب أكثر‪ ..‬غير أن ما رأيته في هذه البقعة من األرض التي يتشرف بها الجنوب التونسي جعلني‬ ‫أشعر بأن عصر ليبيا الذهبي قد تجاوز فترة المخاض وبدأ في إظهار رأسه من رحم الزمن‪.‬‬ ‫إخوتي الليبيين األبطال‪ ..‬مهما حكيت لكم عن غيرة الليبيين ونخوتهم‪ ..‬مهما قلت لكم عن‬ ‫وفاء أبناء بالدنا‪ ..‬مهما استعنت بعبارات من القواميس‪ ،‬واستعارات من كتب البالغة فلن‬ ‫أستطيع أن أنقل لكم الصورة الحقيقية لما يحدث هنا‪ ..‬شباب سابقوا الزهر في نضارته‪،‬‬ ‫ورجال سرق الزمان منهم العمر ولكنه عجز أن ينهب منهم األمل المعشعش في الصدور‬ ‫كالبالبل‪ .‬نساء وشابات‪ ،‬شيوخ وأطفال‪ ،‬يافعون ومسنون كلهم يكتبون بالمسك تاريخ بالدنا‬ ‫الحديث‪ ..‬هنا ملحمة كتبها شاعر فوق الحصى حين جاء بالغذاء من أرض الخراب‪ ،‬وهناك‬ ‫قصيدة عصماء سطرتها فتاة نزعت قرطها الذي تلقته من حبيبها يوم خطوبتها ورمته‬ ‫في صينية التبرعات‪ ،‬ومن هذا الجدار تناديك لوحة لونتها عجوز بدموعها ودعواتها‪.‬‬ ‫شعرت يا أحبائي بأني أصغر من أصغر طفل يضحك وهو يالحق بالونة أهديناها‬ ‫له‪ ..‬عدوت مع الصغار وأنا ألهث‪ ،‬وطرت في الهواء وأنا أشهق‪ ..‬غبت في حلم‬ ‫الغد القادم وأنا أرى زمالئي يغيبون في الزحمة‪ ،‬ويختفون بين األجساد الضئيلة‪.‬‬ ‫لقد عجز القذافي على هزيمة األمة‪ ..‬سرق منها قوتها ومالها ولم يفلح في انتزاع روحها‪ ..‬معسكرات‬

‫أشبال وبراعم الفاتح‪ ،‬معسكرات السابع من أبريل‪ ،‬الدروس العقائدية‪ ،‬والتربية الفكرية‪ ،‬اللجان‬ ‫واللجان‪ ،‬الدورات والدورات‪ ،‬الروابط والرفاق‪ ..‬تسميات غريبة وتعاليم مريبة‪ ..‬تسميم لعقول‬ ‫األطفال‪ ،‬وتشكيك في نوايا الكبار‪ ..‬محاربة للفكر والنجومية‪ ،‬وقتل للمواهب واإلبداع‪ .‬احتكار تام‬ ‫ألجهزة األعالم والفن والثقافة‪ ،‬وامتداد أخطبوطي على كل المنارات المشعة‪ ..‬ماليين الدوالرات‬ ‫أنفقت‪ ،‬وماليين الساعات أهدرت كي يسرق الطفل من أبيه‪ ،‬وتبتعد الفتاة عن ذويها‪ ..‬تسفيه للدين‬ ‫والتقاليد‪ ،‬وتمجيد للفرد الكاريزماتي األوحد‪ ...‬تسليط رهيب لنار الحقد والعدائية‪ ،‬ونفخ حثيث في‬ ‫رماد القبلية‪ ..‬ال أراني مبالغا إن قلت أنه ما من شعب تعرض لما تعرض له شعبنا من دعاية موجهة‬ ‫تمجد الفرد وتستلب عقل األمة‪ ،‬ورغم هذا عجز الطاغية الفرد على هزيمتنا‪ ..‬خرجنا إليه كالبراعم‬ ‫المندسة في بطن الثرى وتشابكنا كأيادي األغصان الوارفة ثم وقفنا في وجهه كالسنديان الثابت‪.‬‬ ‫من مخيم الرمادة النائم في حضن الجنوب التونسي البطل أسمعكم مقطوعة لم يعزفها موسيقي‪،‬‬ ‫وأقرأ على مسامعكم قصيدة لم يقلها شاعر‪ ..‬أحكي لكم عن طائر الليبو الصاعد من أتون الجحيم‪.‬‬ ‫ترقبوا هذا الفرخ الناهض فسوف تسمعون عنه العجائب‪.‬‬

‫‪ .2‬الرمادة تعزف على الناي‬ ‫تنحدر بك السيارة في طريق ملتو فيظهر لك البحر األزرق محتضنا مدينة «جرجيس»‬ ‫الناظرة قوافل الغوث القادمة من كل صوب‪ ..‬هنا تلتقي مع خليط من الناس يرطنون بلهجات‬ ‫مختلفة يحتل فيها حرف الضاد مكانا واسعا‪ ..‬قادم من األمارات العربية‪ ،‬ومسافر جاء لتوه من‬ ‫قطر‪ ،‬وآخر ينبؤك عما ترك في طرابلس‪ ،‬وزميل يحكي لك عن الفرحة في بنغازي‪ ..‬كثيرون‬ ‫يخبرونك عن حنينهم إلى الوطن بعد مشوار في الغربة‪ ..‬تسلم على هذا‪ ،‬وتحضن ذاك‪ ،‬وتومئ‬ ‫بخجل لرجل وقور يجلس في الركن‪ ،‬فتجيبك ابتسامة تنبئ عن فلج خفيف‪ ..‬هذا هو المزار األول‪..‬‬ ‫هنا تنيخ النياق وترتاح القوافل كي تبدأ المشوار‪.‬‬

‫في الصباح تحيط بك البراعم المشتاقة للنور القادم من الشرق وتبدأ في وخزك بأشواك ناعمة‬ ‫تسأل عن هويتك ومنبتك‪ ،‬وتتطلع إلى وجهك تستشف وجهتك‪ ..‬إلى تطاوين أو إلى الرمادة‪ ..‬إلى‬ ‫مدنين أو سوسة‪ ..‬أو ربما إلى بلدة كمبوت المختفية خلف التالل في الطريق إلى الرمادة‪ .‬ترتدي‬ ‫زي ليبيا الحرة وتغادر مع الرفاق إلى وجهتك‪.‬‬ ‫تجتاز الطريق الضيق إلى تطاوين فتشق الدروب المرصعة بالسبخ ونبات األثل والسدر‬ ‫فتكتوي خياشيمك وحنجرتك بالملح الذائب في الهواء الذي يختلط مع الدخان المتصاعد من سجائر‬ ‫الرفاق التي تشتعل من وهج العيون القلقة‪.‬‬ ‫في المدينة المغبرة التي تمتلئ بالرجال السمر تحييك الوجوه المضيئة بابتسامة دافئة تزيل‬ ‫وحشتك وتنسيك عناء السفر‪ ..‬بائع المقهى يقسم أال يقبض مليما‪ ،‬ويأخذ عهدك بأن تسهم بثمن‬ ‫قهوتك في عون الالجئين‪ ،‬وصاحب المتجر يالقيك بتحية أخوية تشرح قلبك وتجعلك منتشيا طوال‬ ‫اليوم‪.‬‬


‫‪ 7‬يونيو ‪2011‬‬

‫لقد أخضرت قلوب العرب مع ربيع الثورات العربية‪ ،‬وأينعت سنابل حب ووداد‪ ،‬وعادت كما‬ ‫كانت قبل أن يحيلها الحكام العرب إلى أغراس عجفاء‪.‬‬ ‫تتزود بما تريد أن يصل إلى إخوتك‪ ،‬أو تنتظر بضاعتك القادمة من ربع آخر وتيمم شطر‬ ‫الرمادة‪ .‬تمر بنقاط التفتيش القليلة بتلويحة من جواز سفرك الذي صار عنوانا لآلباء ومدعاة‬ ‫لالحترام‪ ..‬بعد خمسين من الكيلومترات تمد لك الفتة يديها من وسط الغبار تبغي احتضانك‬ ‫فتعرف أنك في الرمادة‪ ..‬تزداد دقة قلبك‪ ،‬ويندفع الدم إلى رأسك فتولج عبر البوابة بخطى ثابتة‬ ‫وتتذكر فجأة أنك في رحاب مكان مقدس تومض فيه البسمة نورا‪ ،‬وتزهر فيه الكلمة شذى‪.‬‬

‫‪05‬‬

‫بمسحوق الحقد األسود‪ ..‬تمر بيدك المرتعشة على جبينك المتغضن‪ ،‬وتتكئ إلى الخلف مزدردا‬ ‫ريقك المر‪ ..‬تشم العطر النفاذ المتبخر من إبط الثوار فترجع لك ذاكرتك الهاربة إلى زمن كانت‬ ‫فيه ليبيا مرتعا للعصافير واألرانب‪ ،‬وتنصت بحدة إلى ثائر يصف لك برفق أحداث المعركة‬ ‫األخيرة‪« :‬هنا قفز خالد على المرتزق الذي فرّ من بريق عينيه‪ ..‬وهناك في أسفل الوهدة طلب‬ ‫القاتل المسعور األمان‪ ”..‬لم يفز هذا الجيش المتهالك في معركة مواجهة واحدة فأمطر البالد‬ ‫بالقذائف الحارقة والصواريخ المدمرة‪.‬‬

‫يصاعد التل الملتوي إلى نالوت الصامدة فيقابلك حراسها بشدة المقاتلين األشاوس‪“ :‬إلى‬ ‫أين؟‪“ ”..‬إلى الزنتان» يصيح الثائر المفتخر ببلدته‪”..‬بلغوا أهلها عنا التحية والسالم” يقول الرجل‬ ‫تنزل بضاعتك كما لم ينزلها تاجر من قبل‪ ..‬تتذكر قول هللا تعالى عمن سيشتريها منك وتلقي الصلد الواقف كصخرة من صخور تكوين ككلة النافض غباره الرملي فوق األرض الجرداء‪.‬‬ ‫بنفسك في اليم حالما بسبعة سنابل في كل سنبلة مائة حبة‪ ..‬فجأة يختفي العرق النازف من الجبهة نصر على صورة تجمعنا بأبطال نالوت فنقف في صف متعانق من أمازيغ وعرب وطوارق‬ ‫المتغضنة‪ ،‬ويتالشى الغبار الصاعد من األرض الملتهبة‪ ..‬تتحد اآلراء‪ ،‬وتضيق المسافات‪ ،‬وال يخطفهم الزمن في لحظة تاريخية ما بين الومضة والومضة‪.‬‬ ‫تظهر لك إال الوجوه المتطلعة للقائك‪ ..‬طفل ضاحك يقفز في حضنك‪ ،‬وشيخ يخب فوق عكازه‪،‬‬ ‫في رحاب الجبل المنبسط تبدأ الشمس في الرقص كغانية متخفية في ثياب من الغبار المتوهج‬ ‫ورجل يمد يديه قبل لسانه‪ ،‬وإمرأة تستحثك باستحياء على إلتقاط صغار لم يستطيعوا اللحاق‬ ‫قادمة من الشرق كملكة من كتاب التاريخ‪ ،‬وتمد ألف يد تنادينا إلى أرض الكرامة‪ ،‬الزنتان‬ ‫بالركب‪ ..‬ليبيون‪ ،‬وليبيون‪ ،‬وليبيون‪ ..‬عرب وأمازيع‪ ..‬طوارق وتبو‪ ..‬غربيون‪ ..‬شرقيون‪..‬‬ ‫الصابرة‪ ..‬نمر «بكاباو وجادو والرجبان» فنقرأ في عيون المرابطين على أبوابها تاريخ بالدنا‬ ‫جنوبيون وشماليون‪ ..‬كلهم تربعوا فوق أرض يقال لها لوبيا عاشت عبر التاريخ همومها‪ ،‬وعانت الحاضر‪ ..‬أتعجب من نفسي وأنا أستذكر هذه العبارة‪ ..‬التاريخ الحاضر!‪ ..‬نعم‪ ..‬فهؤالء األبطال‬ ‫مشاقها‪ ،‬وهزمت جالديها‪.‬‬ ‫يكتبون انتصار الحاضر على التاريخ المرير الذي استمر ألكثر من أربعين عاما‪ ..‬أنى نتشعب‬

‫في الرمادة قرأت مستقبل بالدنا في عيون األطفال المشعة ببريق لم أحس وهجه‪ ،‬ولم أر في خبايا الحاضر نرى نورا وكرامة‪ ..‬وأنى نركض إلى األمام ال يظهر لنا إال الحاضر المشرف‬ ‫وميضه من قبل‪ ..‬بريق يستمد نوره من إيمان مطلق بالغد‪ ،‬وتاريخ ركض بعنفوان الشباب فوق الذي كتبه باألحمر القاني جيل ظن كل من لم يخبره أنه قد ضاع في حفرة التاريخ‪.‬‬ ‫جسور الفينيق واإلغريق والرومان والوندال والفرنجة‪ ،‬وحفر بأظافره دربا وعرا عبر سدود‬ ‫بعد ساعات من الطيران فوق اإلسفلت‪ ،‬والركض ما بين السواتر يالحظ الثوار بعيونهم‬ ‫الطليان‪ ..‬أراه اآلن يمزق رقا حاول كاتبه أن يسترقه به‪ ،‬فسقط كما سقط من جاء قبله‪.‬‬ ‫الثاقبة عمود دخان شفاف يبرز بين السحب الرمادية‪ ،‬فيصرّ ون على أن يفرد السائق جناحيه كي‬ ‫يصلوا إلى ميدان المعركة قبل أن يفوتهم شرف المشاركة فيها‪ ..‬ندخل إلى الزنتان العظيمة على‬ ‫أجلس في الركن ألم جذوري المبعثرة في ربوع قبائل مزقتها مدافع الغدر أتسمع حكاية‬ ‫صوت الزغاريد والطبول والتكبير والتهليل‪ ..‬فنرى جثث الشهداء السبعة تخترق الدروب سابحة‬ ‫شعبي يرويها ناي يصدح من خيمة تتحدى الريح‪.‬‬ ‫إلى مقبرة البلدة‪ ..‬ال نرى باكين وال مولولين‪ ..‬أحاول أن أسأل الشيخ الواقف على قبر ترابي‬ ‫عن الشهيد المسجى أمامه فيجذبني زميل برفق ليمنعني من قطع وصلة تأمل يعيشها الواقف مع‬ ‫ابنه الشاب‪ ..‬أنظر إلى ابني المتكئ بحزن على كتفي فأشعر بأني أصغر من أصغر ذرة تراب‬ ‫ذرتها الريح في سماء الزنتان المضيئة‪ ...‬في دقائق معدودة يتم الدفن‪ ..‬تتشابك القلوب في عناق‬ ‫قصير وتعود الحياة كما كنت‪.‬‬

‫‪ .3‬الدخول إىل الزنتان عنوة‬

‫نطوي األرض في عربة غنمها الثوار من كتائب االحتالل القذافي فتطير أمامنا العصافير وكأنها‬ ‫ترشدنا إلى مكمن الشمس شرق الرمادة‪ ..‬أفتح زجاج النافذة فأسمع الريح تصفر وأحس بالحصى‬ ‫المتالحق ينقر وجهي فأغمض عيني المتعبتين‪ ..‬من خالل رموشي الذابلة تظهر لي جالميد جبل‬ ‫نفوسة المحمرة كأنها أشباح تحمي الخاصرة الغربية ألرض الوطن‪.‬‬ ‫هنا في معبر وازن سطر أبطال بالدي كتبا في الفداء والشجاعة كما في كتب التضحية ونكران‬ ‫الذات التي قرأتها عليكم من الرمادة‪.‬‬

‫في الطريق إلى المستشفى الذي قصفته أشباح “الجراد” الصينية والروسية يرينا مرافقنا‬ ‫الحفر التي تثقب أسقف البيوت وفضاء المساجد‪ ..‬نقابل الممرضات الالتي رفضن الرحيل رغم‬ ‫شح الموارد‪ ،‬وانقطاع الرواتب‪ ،‬وترويع القنابل فنقرأ في وجوههن البيضاء إصرارا كسبنه من‬ ‫إصرار أبناء البلد الطيبين‪ ..‬أكثر ما تذهلنا قصة الشيخ الذي نجا من قصف صاروخ دمر بيته‬ ‫وسقط بجانب مرقده‪ ..‬يرينا ببراءة المواطن البسيط الحفرة التي نفذت في أديم األرض حذاءه‪،‬‬ ‫وعجزت عن حرقه رغم حرق وسادته‪ ..‬ننظر إلى الهوة التي أكلت معظم السقف‪ ،‬والبيت التي‬ ‫تداعت أركانه في صمت عجيب‪ ..‬هذا ما يريده الرحمن‪ ،‬فهل من متحد ألرادته؟‬

‫ندخل إلى الجرحى‪ ..‬نسلم على األيادي المربوطة بشاش أحمر‪ ،‬ونقبل الرؤوس المحاطة‬ ‫ندخل أرض الوطن فنشم عبيرا غريبا‪ ..‬يتنفس الهواء في خياشيمنا نسيما منعشا رغم سحب بهاالت الفخر‪ ،‬فنخرج أكثر إصرارا على المحاكمة‪ ...‬يشير لنا الثائر بأسى إلى ربوة بعيدة تحمل‬ ‫الدخان والغبار المخيمة على سماء المنطقة‪ ..‬ندخل الوطن عنوة برفقة الثوار الذين د ّكوا دبابات جثة ثالث عشرة ربيعا أخمدوا أنفاسها بعد أن اغتصبوها فنعصر بقايا دمعة جافة سكنت القلب‬ ‫تحزم بعلم المكلوم فيتحشرج بصوت الذبيح‪.‬‬ ‫الكتائب وأحالوها رمادا منذ يومين‪ ،‬فتالقينا وجوه الليبيين المستبشرة‪ ..‬شاب من نالوت ّ‬ ‫الوطن الحر وقف يسأل عن هويتنا ثم ضحك بخجل حين لوحنا له بجوازات عبورنا التي صارت‬ ‫يأخذنا الثائر المثابر عبر الدروب في سيارته التي تعودت القفز على الحفر إلى مأوى‬ ‫مفخرة‪ ..‬بسهولة عجيبة ولجنا مدينة وازن الذي أجبرت صواريخ “الجراد” النزقة سكانها على األسرى‪ ،‬فتخرج علينا أطياف من هامات خافضة وعيون كسيرة وقلوب تطلب الصفح‪ ..‬يمضغ‬ ‫اللجوء إلى تونس‪ ..‬رأينا آثار الدمار في حفر فاغرة الفاه تثقب رؤوس البيوت الصغيرة‪ ،‬وفي بقع الجالسون الحروف وهم يشيدون بحسن المعاملة ويشكرون الثوار على إكرامهم ويتمنون العودة‬ ‫الدماء التي تمأل نذوب الرصاص فوق الجدران البيضاء‪ ..‬هناك في أعلى التلة راية تحمل ألوانا إلى ميدان المعركة كي ينتقموا من الذين قالوا لهم أن هناك في أعلى الجبل يقطن أقوام من الكفرة‪.‬‬ ‫لم يعرفها من ولد بعد مجيء الطاغية‪ ،‬ورغم هذا وقف كي يدافع عنها ويغرسها في عيون القتلة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫بحث بعيون وجلة عن طفل يخرج من بين األنقاض كي أقرأ في وجهه آثار الجريمة‪ ،‬أو صبية‬ ‫لم نستمتع في حياتنا برحلة أجمل ولم نشم عبيرا أطيب ولم نقرأ كتابا أوفر ولم نحس بأننا‬ ‫وطأت عنفوان نهديها أقدام البرابرة فلم أرهما إال في شاهد قبر كتب عليه بخط كوفي‪“ :‬هنا يرقد أصغر من أصغر طفل إال حينما سجدنا هلل فوق ثرى الزنتان الطاهرة‪.‬‬ ‫الشهيد علي والشهيدة عالية ‪ -‬بعد فبراير ‪ 17‬من سنة ‪”2011‬‬ ‫لم يعد للدموع معنى وأنت تسمع حكايات القتل والقهر والذل المحمول في قلوب مخدرة‬


‫‪06‬‬

‫‪ 7‬يونيو ‪2011‬‬

‫أنا شخصيا تحصلت علي الحكم ومتابعه القضية والتهمه وعدد المتهمين ‪ ..‬وقلت أن القاضي‬ ‫الذي تابع الجلسات من أولها والمدعي العام وكاتب الجلسة ‪..‬كل أسمائهم عندي ‪..‬والسيد مصطفي‬ ‫عبد الجليل كان من المفترض وجوده بهيأة االستئناف ‪..‬أذكر عند ذهابي لجلسة االستئناف التقيت‬ ‫بالسيد مصطفى بالمطار وكان متجه إلى بنغازي ‪..‬كنت أعرفه شخصية محترمة وأنا على اتصال‬ ‫به ‪..‬و تربطني به عالقات شخصية حكم أنه رياضي ويحب الرياضة ‪..‬كنت التقي به عند اجتماع‬ ‫الرياضيين القدامى وكان من المعترضين على أن يرجع األهلي إلى الدرجة الثانية ‪..‬‬

‫أمحد بشون ‪:‬‬ ‫من هو الذي حكم على النادي األهلي باإلعدام ‪..‬‬ ‫بعد فترة تم الحديث عن موضوع إعادة حكم االستئناف شعبية كان في ذلك الوقت يرأسها فتحي بوشعراية ‪..‬‬ ‫‪..‬ألن الساعدي بن القذافي زعيم الكرة الليبية األوحد‬ ‫في ذلك الوقت يريد العفو ‪..‬فرفض الطلب ‪..‬و فعال تم في بداية الحدث لم يتعرض لنا أحد ‪ ..‬حتى تاريخ ‪1-9-‬‬ ‫تمريره إلى المحكمة العليا و لألسف ‪..‬محمود مرسي ‪ 2000‬م سمعنا عن نيتهم في هدم النادي ‪..‬كان يوم‬ ‫و جماعه بنغازي ما عدا عبد القادر رضوان الذي الجمعة والناس تصلي صالة الظهر بدأوا الهدم ‪..‬كنت‬ ‫تنحى بمبرر أنه كان رياضيا ً في نادي األهلي و كان في منزل أحد األقارب عندما اتصل بي ابني ليخبرني‬ ‫إداريا ً ويجوز له التنحي في هذه الحالة ‪..‬لكن البقية بما يحدث ‪..‬خرجت وإذا بهم قد أحضروا جرافات‬ ‫عبد الحفيظ الشريف ومحمود مرسي أيدوا الحكم الهدم (الكواشيك ) وهدموا المبني اإلداري ‪ ،‬وكان‬ ‫هناك من يبكي وشباب آخرون يرميهم بالحجارة ‪..‬‬ ‫باإلعدام ‪.‬‬ ‫وبتاريخ ‪15-11-2000‬م جاءني شخص من األمن‬ ‫لذا أؤكد أن السيد مصطفي عبد الجليل ليس له عالقة الداخلي وطلب مني االتصال بالعقيد سليم الفرجاني‬ ‫‪..‬أخذت رقمه واتصلت به ‪..‬فقال عليّ االتصال‬ ‫بالقضية ‪..‬هذه كلمه حق أردت قولها ‪.‬‬ ‫بالشخص عبد السالم بوغزيل ‪..‬سافرت إلى طرابلس‬ ‫تفاصيل القضية ‪..‬‬ ‫وفي الصباح ذهبت إلى محكمه الشعب ‪..‬فاخبروني‬ ‫حدثت عام ‪ 2000‬م عندما كان رئيس اتحاد الكرة أنه ليس المكان المطلوب حيث كان المكان بطريق‬ ‫((الساعدي )) ‪..‬حينها كان وضع فريق األهلي في المطار ‪..‬ذهبت للتحقيق ‪..‬كان التحقيق مبرمج على‬ ‫الدوري ذلك الموسم سيء ‪ ..‬كانت المباراة ستقام أن النادي هو حزب ‪..‬وقانون تجريم الحزبية لديهم‬ ‫ببنغازي بين فريق األهلي و فريق األخضر ‪..‬فتم نقلها يوصل إلي الحكم باإلعدام ‪ ..‬كان استجوابهم ال يخلو‬ ‫إلي المرج ‪..‬واختار لها الساعدي حكما ً ‪..‬قد يكون من الشتم والسباب والتهم القديمة ألشخاص ينتسبون‬ ‫من أسوأ الحكام وهو (سالم بالعيد ) والذي منح ركلة للنادي ‪ ...‬هذا برجوازي وهذا ضرب في السابع من‬ ‫جزاء غير صحيحة لفريق األخضر ‪..‬وتأثر الالعبون ابريل ‪..‬أسئلة أجبت عنها وأخرى أجبت علي قرار‬ ‫والجمهور لنزول فريقهم إلى الدرجة الثانية بعد هذه االتهام فيها ‪..‬ألنهم ضربوا صورة القذافي الموجودة‬ ‫المباراة و للمرة األولي بالنسبة للفريق ودخل الجمهور أمام المعسكر ‪..‬كان الدليل من جماعة من قوى الثورة‬ ‫الملعب وحدث شغب ولم تكتمل المباراة ‪..‬ورجع الهيبلو ومحمود‪........‬أنها سقطت من الريح و ليس‬ ‫اآلالف من المرج وهم متأثرين من النتيجة ‪...‬وهذه لم بشئ آخر‪..‬‬ ‫تكن سهله علي نفسية الجمهور‪.‬‬ ‫حيث كان فريق األهلي من األشياء التي يعتز بها هي‬ ‫أنه الفريق الوحيد الذي لم ينزل للدرجة الثانية قط‬ ‫‪..‬وهي مرحلة مرت بها بعض الفرق مثل الهالل و‬ ‫التحدي والنصر‪ ،‬ونتيجة لذلك تجمع الجمهور عند‬ ‫النادي وخرجوا للشارع وهتفوا ضد القذافي و ابنه ‪..‬‬ ‫وضربت صورة القذافي وكسروا المقهى عند المدينة‬ ‫الرياضية وأحرقوا سيارة ‪..‬كان ذلك بتاريخ ‪20-‬‬ ‫‪. 7-2000‬‬ ‫وقام النظام بإرسال جماعة في نفس التاريخ ليال إلزالة‬ ‫ضريح عمر المختار من مكانه ‪ ..‬ونحن على علم بان‬ ‫هناك ارتباط تاريخي بين النادي األهلي والضريح‪..‬‬ ‫حيث حُلت جمعيه عمر المختار في شهر يوليو‬ ‫عام ‪.. 1951‬وحُل النادي األهلي وأُغلقت صحيفة‬ ‫الوطن ‪..‬‬ ‫المهم أُصدروا قراراً بقفل نشاط النادي وباشروا في‬ ‫التحقيقات ‪..‬‬ ‫كان من انظمه األندية عقد مؤتمر يجتمع فيه الناس‬ ‫وتصعد فيه أمانه المؤتمر من خمس أفراد ‪..‬أمين و‬ ‫مساعد و ثالث أعضاء ‪ ..‬و أنا أُرغمت علي أن أكون‬ ‫عضواً مع الخمسة المصعدين ‪ ..‬كانت هناك لجنه‬

‫كانت التهمة هي االنتماء‬ ‫إىل تنظيم س��ري معادي‬ ‫للمجتمع اجل��م��اه�يري‬ ‫مس��ي��ت��م��وه زورا ن���ادي‬ ‫األهلي ؟ وأنا عندما رفضت‬ ‫تسليم سجل النادي كانت‬ ‫تهميت األخرى هي إخفاء‬ ‫سجالت رمسيه والتسرت‬ ‫ع��ل��ى ب��ع��ض ال��ع��ن��اص��ر‬ ‫املشبوهة ‪.‬‬

‫؟‬

‫و قالوا لي إن ولي العهد هو الرئيس الفخري للنادي‬ ‫‪..‬فأنكرت ذلك ‪..‬‬ ‫وان ولي العهد هو من وضع حجر األساس لنادي‬ ‫األهلي ؟‬ ‫فقلت نحن انتقلنا إلى مقر جديد بدون أي حفل ‪ ..‬وكنت‬ ‫أعرف أن ولي العهد هو من وضع حجر األساس‬ ‫لنادي االتحاد ‪..‬كنت سأقولها و لكنني تراجعت‬ ‫من ضمن األسئلة أنه تم القبض عليّ عام ‪1976‬‬ ‫النتمائي لحزب البعث ‪..‬فأنكرت ذلك‬ ‫سُئلت عن زاهي المغيربي وعن محمد العفاس وأخيه‬ ‫‪..‬وقالوا أن إدريس الطيب أعطى محاضرة بالنادي ؟؟‬ ‫فقلت ‪..‬المحاضرات بالنادي تقام بشكل علني وبموافقة‬ ‫أمانه الرياضة وكانوا هناك مدعوين أيضا ‪.‬‬ ‫ثم سألني عن رأيي فيما حدث مؤخرا !‬ ‫فقلت أني تكلمت مع البغدادي وكان معه البخاري‬ ‫ومفتاح بوكر أنه ال جانب سياسي فيما حدث ‪..‬بل‬ ‫كانت ردة فعل لشباب تأثروا لفريقهم الذي هبط إلى‬ ‫الدرجة الثانية‪ ،‬وما حدث لم يكن مقصودا ‪..‬و لكن‬ ‫تعبيرهم كان بهذا الشكل ‪.‬‬ ‫فرد قائال أنهم تعرضوا ( لصفيه ) بالسب عندما كانوا‬ ‫يرددون مثال ( يالساعدي يا ولد صفيه ‪...‬خربت‬ ‫الكورة الليبية )‬ ‫فقلت إني لم احضر ما حدث حيث كنت يومها في‬ ‫جنازة لوالد ناصر فكرون ‪..‬وعند رجوعي علمت بان‬ ‫المباراة لم تكتمل وحدث ما حدث ‪..‬‬ ‫اعتمد عثمان الورفلي قرار إلغاء إجراءات مفتاح‬ ‫بوكر و أرسلوا لنا من يطلب ضرورة تسليم سجل‬ ‫النادي ‪ ..‬سجل العضوية الذي هو من اختصاص أمانه‬ ‫المؤتمر التي تتولي صرف بطاقات العضوية بطريقه‬ ‫كانت منظمه ونتفق عليها جميعا قبل إصدار أي بطاقة‪،‬‬ ‫ورفضنا تسليم السجل ألن السجل يحتوي علي تاريخ‬ ‫النادي وأعضاء الشرف فيه ‪..‬فرفضنا تسليمه‬ ‫في تاريخ ‪ 16-11-2000‬أصدروا في حقي قرار‬ ‫إيقاف بسجن الجديدة ‪..‬وكما هو معروف ان هذا‬ ‫السجن جنائي به كل فئات المنحرفين من الشباب‬ ‫ومدمني المخدرات ‪..‬كنت بالقسم السابع ولعله من‬ ‫أفضل أقسامه ‪ ..‬حيث تسمح فيه الزيارات ويدخل لنا‬ ‫ما يحضره الزوار من مالبس او غذاء ‪..‬وضعت في‬ ‫عنبر به أكثر من ‪ 65‬سجيناً‪ ..‬دورة المياه بالعنبر‬ ‫بال باب ‪..‬كان من يدخل دورة المياه يكلف آخر لمسك‬ ‫قطعه من البطانية علي الباب لستره ‪..‬كانت معاناة في‬ ‫كل شئ ‪..‬بعد شهر نقلت لسجن عين زاره ‪..‬فوجدت‬


‫‪ 7‬يونيو ‪2011‬‬

‫جماعه نادي األهلي بالسجن هناك ‪..‬كان منهم من‬ ‫سجن و عمره لم يتجاوز الثامنة عشرة من العمر‬ ‫و قاموا ببحث اجتماعي معهم لصغر سنهم ‪..‬وكان من‬ ‫المواقف أثناء التحقيق ‪..‬عندما قال المحقق ألحدهم بان‬ ‫النادي وكر للكالب الضالة ‪..‬فرد الشاب بقوله كانت‬ ‫هناك كالب و لكن المشرف قام بقتلها كلها ‪..‬فقلت لهم‬ ‫بالمحكمة أرأيتم بساطه التفكير و صغر السن ‪..‬هذا‬ ‫الشاب لم يفرق بين كالب و كالب ‪ ..‬كنت أنا أكبرهم‬ ‫سنا والبقية من الشباب ‪ ..‬كانوا ثمانية من عمارات‬ ‫حي الزيتون ‪..‬واثنين من عمارات حي بوهديمة‬ ‫‪..‬واثنين من عمارات حي الكيش ‪..‬واثنين من عمارات‬ ‫الفندق‪ ،‬وفوجئنا بالتهم‪ ،‬وإذا بهم معنا محمود شمام‬ ‫وعلي الترهوني وعبد الحفيظ بن سريتي وتوفيق امنينه‬ ‫و صالح جعوده ‪..‬وحتى فتحي بوشعرايه الذي كان‬ ‫بالخارج أيضا ‪..‬المجموعه كاملة كانت ‪ 38‬شخصا ً‬ ‫‪ ..‬غير الموجودين كانوا محمود شمام و عبد الحفيظ‬ ‫بن سريتي و علي الترهوني و توفيق امنينه و فتحي‬ ‫بوشعرايه‬ ‫كانت التهمه هي االنتماء إلي تنظيم سري معادي‬ ‫للمجتمع الجماهيري سميتموه زورا نادي األهلي ؟‬ ‫واني عندما رفضت تسليم سجل النادي ‪..‬كانت تهمتي‬ ‫األخرى هي إخفاء سجالت رسميه والتستر علي بعض‬ ‫العناصر المشبوهة ‪.‬‬ ‫منتم لنادي ثقافي رياضي اجتماعي يباشر في‬ ‫فقلت بل ٍ‬ ‫نشاط علني بترخيص من الدولة و تم تجديده أكثر من‬ ‫مرة ‪..‬وكانوا يصرون على موضوع تجريم الحزبية‬ ‫ليجرونا إلي الحكم باإلعدام‬ ‫سجنت بسجن الجديدة شهراً وبسجن عين زاره خمسه‬ ‫أشهر و نصف ‪..‬تأجل فيها حكم االستئناف أكثر من‬ ‫مرة ‪...‬كنت مصاب بمرض السكري و احتاج لحقن‬ ‫األنسولين ‪..‬ودخلت في غيبوبة سكريه أكثر من مرة‬ ‫و خصوصا في شهر رمضان ‪..‬نتيجة التغذية السيئة‬ ‫‪..‬كانت األحكام متفاوتة ‪..‬حكمت بسنة وكفالة قيمتها‬ ‫مئة دينار‪ ،‬وحكم باإلعدام على ( احمد خير) أخ ونيس‬ ‫خير و (احمد العالم) و(عبد السالم القماطي ) الذي‬ ‫انتحر بسجن الكويفية ‪..‬وهناك من حكم بعشر سنوات‬ ‫وآخرون خمس وأربع سنوات ‪ ..‬حلقت رؤوسنا و‬ ‫لبسنا ثياب السجن ونحن مازلنا قيد التحقيق‪ ،‬فكان‬ ‫لها التأثير النفسي السيئ‪ ..‬و لكن كان عزاؤنا فخرنا‬ ‫بالسجن بسبب نادي األهلي ‪..‬فكان ال سبيل للحديث‬ ‫معهم ‪..‬‬ ‫عالقة النادي في تأسيسه بجمعيه عمر المختار‬ ‫فريق األهلي هو فريق كره قدم والجمعية كانت مشرفة‬

‫‪07‬‬

‫على النشاط الرياضي منذ عام ‪ 1947‬م ‪..‬في بداية‬ ‫الثورة في عام ‪ 1973‬م رفضوا تكرار أسماء الفرق‬ ‫ورفضوا تسمياتها اإلقليمية ‪..‬باإلضافة إلي أن االسم‬ ‫الذي يحمله أكثر من نادي يلغى ‪..‬وعلى النوادي‬ ‫المبادرة بتقديم أوراقها ‪..‬قمنا بتقديم أوراقنا و كذلك‬ ‫نادي األهلي طرابلس و أهلي مصراتة‪ ..‬جاءت لجنة‬ ‫من طرابلس كان رئيس اللجنة عبد السالم الميالدي‬ ‫‪..‬و اعت ّدوا بنا في النهاية ‪.‬‬

‫التحرير ‪..‬كان درجه ثانيه ‪..‬كان من الالعبين فيه‬ ‫رمضان بوخيط ‪..‬فتحي النخاط ‪..‬عبد القادر السلطني‬ ‫‪..‬علي األشهب ‪..‬محمد األشهب ‪..‬عبد السالم جويلي‬ ‫اجتمعنا و قمنا بتشكيل فريق درجه ثانيه ‪..‬في موسم‬ ‫عام ‪ 1956-1957‬م مر األهلي بظروف سيئة خسر‬ ‫فيها مع التحدي بسبعه أهداف و خسر معنا بسته أهداف‬ ‫و كان يضم العبي كرة قدم بنغازي ولكن المدرب‬ ‫كان قد تركهم في تلك الفترة واعتمدوا على مهاراتهم‬ ‫ولكنهم لم يتمرنوا بالشكل الصحيح ‪..‬وأخذ الكأس فريق‬ ‫الهالل‬

‫كانت بدايتها عند ذهابنا لمقبرة سيدي عبيد إلحياء‬ ‫ذكرى األربعين لوفاة ( علي بوقعيقيص )‪ -‬كان قد‬ ‫توفي في حادث – و عند حضورنا للمقبرة ‪..‬جاءت‬ ‫سيارة من احد المستشفيات و شممنا رائحة كريهة‬ ‫‪..‬وإذا به مواطن ليبي ميت و وصلت به حاله التسيب و‬ ‫الفوضى إلي التعفن ‪..‬حزنوا عليه و خرجوا من المقبرة‬ ‫لمنزل محمد الساقزلي في شارع محمد بن موسي في‬ ‫شكل مظاهرة هتفوا فيها ‪..‬ثم اختاروا مجموعه من‬ ‫الناس كبار السن لمقابلته‪ ،‬كانوا علي زواوى ‪..‬طاهر‬ ‫المجريسي ‪..‬والمكي بوزيد ‪..‬بعد خروجهم من عنده‬ ‫مزقوا العلم البريطاني وكسروا مكتب االستعالمات‬ ‫البريطاني وحُبس منهم مجموعه ثم صدر قرار بحل‬ ‫الجمعية وبالتالي ُح َّل النادي باعتبار أن جميع أعضاء‬ ‫النادي من منتسبي الجمعية كان ذلك بتاريخ ‪20-7-‬‬ ‫‪ 1950‬م ‪..‬وحلت الجمعية و ضاعت أوراقها لألسف‪.‬‬

‫بعدها كان هناك من العبي األهلي من انتقل وآخر‬ ‫من اعتزل ‪..‬فكلمني المكي وعبد العال وطلبوا رأيي‬ ‫في اخذ مجموعة من العبي فريق التحرير ‪..‬اجتمعنا‬ ‫واقترحت الموضوع ‪..‬‬

‫كيف حلت الجمعية ؟‬

‫لعبت مع األهلي موسم ‪ 1957-1958‬م مع فريق‬ ‫أتى من الخارج به العبون من تونس والجزائر والفريق‬ ‫به خمسه العبين جدد ‪ ،‬وفزنا بأربعة أهداف مقابل‬ ‫هدف ‪ .‬أذكر أني لعبت بحذاء سالم البرغثي رحمه هللا‬ ‫‪..‬ولعب معهم قبلنا فريق الهالل الفائز ببطولة برقه و‬ ‫خسر بأربعة أهداف ‪..‬‬ ‫مناصب إدارية‬

‫في عام ‪ 1959-1960‬م طلب منا دخول رياضيين‬ ‫لإلدارة ‪..‬أول سنه إدارة نادي األهلي عام ‪1959-‬‬ ‫‪ 1960‬م و استمريت مده أربع سنوات ‪..‬خرجت عام‬ ‫واحد لموسم ‪ 1968-1969‬م وذهبت التحاد الكرة‬ ‫‪..‬كان فيه الحاج ميالد بوغرارة رئيس االتحاد والحاج‬ ‫تاريخي مع األهلي ‪..‬‬ ‫عبد الرازق ‪ ،‬نائب الرئيس والحاج إبراهيم العفاس‬ ‫في سنه ‪ 1955‬م في منطقه سيدي خريبيش ‪..‬فريق أمين الصندوق ‪..‬استمريت معهم لمده سنه و رجعت‬ ‫بعدها للنادي و احتفظت بجميع محاضر جلسات النادي‬ ‫منذ عام ‪ 1957‬م و حرصت علي تجميعها فهي تاريخ‬ ‫النادي حتى عام ‪ 1974‬م عندما صدر قرار من‬ ‫وزير الشباب عبد الحميد الصيد الزنتاني بتعييني في‬ ‫المكتب التنفيذي للجنة االولمبية ‪ ..‬وكلفت بمنطقه‬ ‫بنغازي وأصبحت مسؤول عن االتحادات الرياضية‬ ‫وابتعدت عن النادي من عام ‪1974‬م وحتى عام‬ ‫‪ 1983‬م و رجعت بعدها في أمانه المؤتمر وبعدها‬ ‫عضوا بالمؤتمر ثم تم تعييني في اللجنة األولمبية مرة‬ ‫أخرى عام ‪ 1996‬م كنت قد مثلت رئيسا للوفد الليبي‬ ‫لدورة ألعاب البحر المتوسط في الجزائر عام ‪1975‬‬ ‫م ‪..‬ورئيسا للوفد الليبي في المغرب عام ‪ 1982‬م ‪.‬‬ ‫تصوير ‪ :‬طارق الهوني‬


‫‪08‬‬

‫‪ 7‬يونيو ‪2011‬‬

‫املنزل الصامد بني كر وفر‬ ‫سحر الجعفرى‬ ‫يبدو أنه ليس الثوار وحدهم كانوا أهدافا لقوات النظام السابق ولكن الشعارات الموجودة على‬ ‫جدران منازل المدينة كانت تثير غضبهم أيضا‪ ،‬فغدا طالء المنازل هو شغلهم الشاغل ‪ ،‬والطريف‬ ‫أن تكون الحيلة هي األسلوب المستخدم إلبعاد قوات النظام السابق عن هدم البيوت ‪.‬‬ ‫وقد وصف يوسف محمد بوقريشة احد ثوار منطقة البريقة مواجهتهم مع بعض كتائب القذافى في‬ ‫المنطقة‪ ،‬فكما روى إن أول سيارة تم التصدي لها بأسلحة خفيفة وغنموا منها ‪ 70‬بندقية كالشنكوف‬ ‫وكان عددهم ‪ ، 16‬وكما يقول ‪ :‬أسرنا منهم ‪ 10‬والباقي قتلوا‪ ،‬واستمرت عملية المواجهة إلى أن‬ ‫عرفوا بالكمين المنصوب لهم من قبل الثوار من الطريق الخارجي للبريقة‪ ،‬فغيرت قوات القذافى‬ ‫طريقها في الدخول للبريقة‪ ،‬ليكون مدخل النهر بداية انطالقهم للزحف على تلك المنطقة ‪ ،‬ولكن تم‬ ‫التصدي لهم واالستيالء على أسلحتهم ‪ ،‬وكما يقول بوقريشة‪ :‬وزعنا أنفسنا على بوابات البريقة‬ ‫لحماية المنطقة‪ ،‬ولكنهم لم ييأسوا فالتفوا عبر بوابة المطار‪ ،‬وهى بوابة من طريق بشر للبريقة ‪.‬‬ ‫هذه البوابة كانت مغلقة وذلك العتبارها بوابة نفطية لذلك كان الحرص عليه مكثفا‪ ،‬ولكن في هذه‬ ‫المرة تمكنت قوات القذافى من الدخول‪ ،‬وكانت الخسائر من قبلهم ‪ 8‬قتلى و‪ 17‬جريحا‪ ،‬وتم أسر‬ ‫بعض من الثوار ‪ .‬كانوا يهاجمون بشكل عشوائى‪ ،‬وكثيرا ما كان يُقتلون دون مقاومة ‪ ،‬وظلوا في‬ ‫مدينة البريقة إلى الساعة ‪ 6‬تماما‪ ،‬ولكن عندما جاءت قوات الثوار من المنطقة الشرقية واجدابيا‬ ‫قامت المعركة من جديد حيث قتل بعض من قوات القذافى وأسر البعض اآلخر‪ ،‬وتراجع الباقي إلى‬ ‫العقيلة وراس النوف‪ ،‬وعند دخول كتيبة القذافى للبريقة وجدت علم االستقالل مرسوما على واجهة‬ ‫منزل بحجم كبير ومن هنا تم استهداف المنزل ليتم تفجيره بقاذف(آر بى جى) بساكنيه‪ ،‬ولكن جاء‬ ‫احد الشيوخ وتحاور معهم فقاموا بطالء البيت باللون األخضر وكتبوا عليه الفاتح أبدا‪ ،‬ثم ذهبوا‪.‬‬ ‫مع العلم إن منزلنا الوحيد الذي تم طالؤه باللون األخضر ـ كما يقول بوقريشة ـ والسبب هو أن‬ ‫حجم علم االستقالل الموجود أثار غضبهم‪ ،‬وبعد تراجعهم قمنا بإعادة علم االستقالل‪ ،‬وحين عادت‬ ‫الكتائب وجدوا العلم فاستهدفوا المنزل من جديد ‪ ،‬وقاموا بتلوينه باللون األخضر ‪ ،‬وأكمل يوسف‬ ‫قصة زحفه مع الثوار إلى راس النوف قاصدين الجهة الغربية ولكن لم يواجهوا في مسيرتهم‬ ‫أية مقاومة إلى أن وصلوا باب المعسكر براس النوف (معسكر االستطالع) ووجدوا ‪ 20‬ضابطا ً‬ ‫من قبيلة الفرجان تم إعدامهم من جانب الكتائب لرفضهم تلبية األوامر بقتل أبناء وطنهم ‪ ،‬فجأة‬ ‫سمعنا أنينا‪ ،‬فرجعنا ووجدنا أحدهم ال يزال على قيد الحياة‪ ،‬فقمنا بمعالجته ليخبر أهله بان الذي‬ ‫حدث كان من قبل كتائب القذافى وليس من الثوار وقد شرح لنا انه تم إعالمهم أن الثوار يريدون‬ ‫تهديم منزلكم وقتلكم‪.‬‬ ‫وعندما وصلنا المنطقة الصناعية جاءت الخيانة من داخل المناطق السكنية فأصبح الوضع غير‬

‫ورشة تدريبية يف جمال‬

‫اإلدارة الثقافية‬ ‫تعطىاألولوية‬ ‫للمتقدمني من ليبيا‬ ‫من ‪ 6‬اىل ‪ 14‬يوليو‬ ‫‪2011‬‬

‫مفهوم األمر الذي دفعنا للتراجع‪ ،‬وحينها أعلمت آخى أنيس أننا نتراجع نتيجة لهجوم قوات القذافى‬ ‫بخيانة مدبرة وبأسلحة ثقيلة‪ ،‬والقصة ذاتها كانت في البريقة فمعظم اللجان الثورية في البريقة‬ ‫كانت خاليا نائمة وما أن وصل الكتائب بثت الحياة في تلك الخاليا‪.‬‬ ‫كان القصف العشوائي على أهالي البريقة بالجراد من أول مدخل البريقة‪ ،‬وكان معهم عدد من‬ ‫سكان البريقة وهم من اللجان الثورية‪ ،‬حيث حددوا وفى وقت سابق لهم األماكن واألهداف وبيتنا‬ ‫كان من ضمن األماكن المستهدفة لوجود علم االستقالل‪ ،‬وألننا أوينا الثوار في منزلنا خالل قترة‬ ‫المقاومة ومن هنا استمر الضرب إلى فترة المغرب بشكل عشوائي‪ ،‬األمر الذي دفعني لالتجاه‬ ‫نحو بنغازي لحماية أسرتنا‪ ،‬ولكن لم يستطع احد الخروج بعدى وذلك لقوة الهجوم من قبل‬ ‫الكتائب‪ ،‬فمنهم من أسر ومنهم من قتل‪ ،‬واتجهوا مجددا نحو منزلنا باعتباره من ضمن النقاط‬ ‫المستهدفة‪ ،‬ولكن هناك من افهمهم بحيلة بسيطة أن تحت هذا المنزل أنابيب غاز تربط المنطقة‬ ‫بالكامل‪ ،‬وأي تفجير سيدمر كل المنطقة فأمر احد رجال الكتيبة الرجل بتقشير العلم بأظافره‪،‬‬ ‫ولكنه أحضر لهم من داخل سور المنزل الطالء األخضر وتم تلونيه بالعلم األخضر وكتب عليه‬ ‫الفاتح أبدا ولكن قصة منزلنا لم تنته عند هذا اللون ولكن أصبح المنزل محور اختالف بين الثوار‬ ‫وكتائب القذافى ‪ ،‬وشاهدا على سلسلة الكر والفر في تلك المنطقة ‪.‬‬

‫تعلن مؤسسة المورد الثقافي بالتعاون مع المؤسسة الثقافية األوربية‬ ‫والمجلس الثقافي البريطاني عن إقامة ورشة تدريبية في مجال اإلدارة‬ ‫الثقافية في خالل الفترة من ‪ 6‬إلى ‪ 14‬يوليو (تموز) ‪ 2011‬بمدينة‬ ‫اإلسكندرية ‪ -‬مصر‪ .‬تقبل طلبات المشاركة من العاملين فۑ مجال‬ ‫اإلدارة الثقافية‪ ،‬وذلك يشمل مختلف مجاالت العمل الثقافي‪ ،‬مثل‬ ‫إدارة المسارح وقاعات العرض الفني والفرق والمجموعات الفنية‬ ‫والمهرجانات والجوالت الفنية وإنتاج األعمال الثقافية وغيرها‪.‬‬ ‫وتعطى األولوية للمتقدمين من ليبيا‪ ،‬مصر‪ ،‬تونس‪ ،‬سوريا‪ ،‬اليمن‬ ‫والبحرين‪.‬‬ ‫آخر موعد لتلقي طلبات المشاركة هو يوم األربعاء ‪ 8‬يونيو (حزيران)‬ ‫‪2011‬‬ ‫سيخطر فقط المتقدمون اللذين تقبل طلباتهم بالموافقة على مشاركتهم‬ ‫قبل يوم ‪ 20‬يونيو (حزيران)‪ ،‬ويؤمن المورد الثقافي نفقات سفرهم‬ ‫وإقامتهم الكاملة في االسكندرية خالل مدة الورشة‪.‬‬ ‫اللغة العربية هي اللغة المستخدمة في الورشة‪ ،‬ويقوم بالتدريس‬ ‫مختصون في اإلدارة الثقافية من الوطن العربي ومن أوروبا‪ .‬وتتناول‬ ‫الورشة موضوعات السياسة الثقافية وإدارة المؤسسات والمجموعات‬ ‫الثقافية وإدارة اإلنتاج الثقافي والفعاليات‪ .‬ينتظر من المشاركين أن‬ ‫يساهموا بفاعلية وإنتظام في جميع الجلسات وورشات العمل وان‬ ‫يتحلوا بأخالق العمل الجماعي‪..‬‬ ‫‪.....................................................................‬‬ ‫شروط المشاركة‬ ‫•أن تقدم الطلبات على االستمارة المخصصة لذلك‪.‬‬

‫•أن يكون المتقدم‪/‬ة من العاملين في اإلدارة الثقافية ولديه خبرة في‬ ‫إدارة العمل الثقافي ما بين سنة و ‪ 3‬سنوات‪.‬‬ ‫•أن يقدم طلب المشاركة كامالً باللغة العربية‪.‬‬ ‫•أن يتضمن طلب المشاركة صورة من جواز السفر‪.‬‬ ‫•أن يتضمن الطلب سيرة ذاتية توضح الخبرة المهنية خاصة في مجال‬ ‫اإلدارة الثقافية‬ ‫•أن يتضمن الطلب خطاب توضيحي يشرح الدافع للتقدم للمشاركة‬ ‫في الورشة‪.‬‬ ‫•أن يتضمن الطلب فكرة لمشروع ثقافي يود المتقدم تحقيقه مثل تنظيم‬ ‫فعالية أو انتاج عمل فني أو إدارة جولة ثقافية ويقدم على اإلستمارة‬ ‫المخصصة لذلك‪.‬‬ ‫ال ينظر على اإلطالق الى الطلبات التي ال تستوفى جميع األوراق‬ ‫المطلوبة‬ ‫أو التي تصل بعد يوم ‪ 8‬يونيو (حزيران) ‪2011‬‬ ‫ترسل طلبات المشاركة فقط بالبريد اإلليكتروني إلى‪:‬‬ ‫‪........................................‬‬ ‫‪amt@mawred.org‬‬ ‫لالستفسار اكتب إلى‪:‬‬ ‫‪amt@mawred.o‬‬


‫‪ 7‬يونيو ‪2011‬‬

‫دستـور لـيبيـا‬

‫‪09‬‬

‫أصدرته «الجمعية الوطنية الليبية» في ‪ 7‬أكتوبر ‪1951‬‬ ‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬ ‫مقـدمة‬ ‫نحن ممثلي شعب ليبيا من برقة وطرابلس الغرب وف ّزان المجتمعين‬ ‫بمدينة طرابلس فمدينة بنغازي في جمعية وطنية تأسيسية بإرادة هللا ‪.‬‬ ‫بعد االتفاق وعقد العزم على تأليف اتحاد (‪ )1‬بيننا تحت تاج الملك‬ ‫محمد ادريس المهدي السنوسي الذي بايعه الشعب الليبي ونادت به‬ ‫هذه الجمعية الوطنية التأسيسية ملكا دستوريا على ليبيا ‪.‬‬ ‫وعلى تكوين دولة ديمقراطية مستقلة ذات سيادة تؤمن الوحدة القومية‬ ‫وتصون الطمأنينة الداخلية وتهيئ وسائل الدفاع المشتركة وتكفل‬ ‫إقامة العدالة وتضمن مبادئ الحرية والمساواة واإلخاء وترعى الرقي‬ ‫االقتصادي واالجتماعي والخير العام ‪.‬‬ ‫وبعد االتكال على هللا مالك الملك ‪ ،‬وضعنا وقررنا هذا الدستور‬ ‫للمملكة الليبية المتحدة (‪)2‬‬

‫الفصـل األول‬ ‫شكل الدولة ونظام الحكم فيها‬

‫المادة (‪)8‬‬ ‫يعتبر ليبيا كل شخص مقيم في ليبيا وليس له جنسية أو رعوية أجنبية‬ ‫اذا توفر فيه أحد الشروط اآلتية ‪:‬‬ ‫‪ .1‬أن يكون قد ولد في ليبيا ‪،‬‬ ‫‪ .2‬أن يكون أحد أبويه ولد في ليبيا ‪،‬‬ ‫‪ .3‬أن يكون قد أقام في ليبيا مدة ال تقل عن عشر سنوات إقامة عادية ‪.‬‬

‫المادة (‪)9‬‬ ‫مع مراعاة أحكام المادة الثامنة من هذا الدستور تحدد بقانون الشروط‬ ‫الالزمة الكتساب الجنسية الليبية وتمنح به تسهيالت للمغتربين الذين‬ ‫هم من أصل ليبي وألوالدهم وألبناء األقطار العربية ولألجانب‬ ‫الذين أقاموا في ليبيا إقامة عادية لمدة ال تقل عن عشر سنوات عند‬ ‫العمل بهذا الدستور وما زالوا مقيمين فيها ‪ ،‬فيجوز لهؤالء األخيرين‬ ‫اختيار الجنسية الليبية طبقا للشروط المبينة في القانون على أن يطلبوا‬ ‫اكتسابها خالل ثالث سنوات تبتدئ من أول يناير ‪. 1952‬‬

‫المادة (‪)10‬‬ ‫ال يجوز الجمع بين الجنسية الليبية وأية جنسية أخرى ‪.‬‬

‫المادة (‪)1‬‬

‫المادة (‪)11‬‬

‫ليبيا دولة حرة مستقلة ذات سيادة ‪ .‬ال يجوز النزول عن سيادتها وال‬ ‫عن أي جزء من أراضيها‪.‬‬

‫الليبيون لدى القانون سواء ‪ ،‬وهم متساوون في التمتع بالحقوق المدنية‬ ‫والسياسية وفي تكافؤ الفرص وفيما عليهم من الواجبات والتكاليف‬ ‫العامة ال تمييز بينهم في ذلك بسبب الدين أو المذهب أو العنصر أو‬ ‫اللغة أو الثروة أو النسب أو اآلراء السياسية واالجتماعية ‪.‬‬

‫ليبيا دولة ملكية وراثية ونظامها نيابي وتسمى « المملكة الليبية « ‪.‬‬

‫المادة (‪)12‬‬

‫المادة (‪)3‬‬

‫الحرية الشخصية مكفولة وجميع األشخاص متساوون في الحماية‬ ‫أمام القانون ‪.‬‬

‫المادة (‪)2‬‬

‫المملكة الليبية جزء من الوطن العربي وقسم من القارة االفريقية ‪.‬‬

‫المادة (‪)4‬‬ ‫حدود المملكة الليبية هي ‪:‬‬ ‫شماال ‪ :‬البحر األبيض المتوسط ‪.‬‬ ‫شرقا ‪ :‬الجمهورية العربية المتحدة وجمهورية السودان ‪.‬‬ ‫جنوبا ‪ :‬جمهوريات السودان وتشاد والنيجر والجزائر ‪.‬‬ ‫غربا ‪ :‬تونس و الجزائر‬

‫المادة (‪)5‬‬ ‫اإلسالم دين الدولـة ‪.‬‬

‫المادة (‪)6‬‬ ‫يعين شعار الدولة ونشيدها الوطني بقانون ‪.‬‬

‫المادة (‪)13‬‬ ‫ال تفرض السخرة على أحد إال بموجب القانون في حاالت الطوارئ‬ ‫أو النوازل أو الظروف التي قد تعرض سالمة السكان أو بعضهم إلى‬ ‫خطر ‪.‬‬

‫المادة (‪)14‬‬ ‫لكل شخص الحق في االلتجاء للمحاكم وفقا ألحكام القانون ‪.‬‬

‫المادة (‪)15‬‬ ‫كل شخص متهم بجريمة يعتبر بريئا إلى أن تثبت إدانته قانونا في‬ ‫محاكمة تؤمن له فيها الضمانات الضرورية للدفاع عن نفسه وتكون‬ ‫المحاكمة علنية إال في األحوال االستثنائية التي ينص عليها القانون ‪.‬‬

‫المادة (‪)18‬‬ ‫ال يجوز بأي حال إبعاد ليبي من الديار الليبية وال يجوز أن تحظر‬ ‫عليه اإلقامة في جهة ما أو أن يلزم باإلقامة في مكان معين أو منعه‬ ‫من التنقل في ليبيا إال في األحوال التي يبينها القانون ‪.‬‬

‫المادة (‪)19‬‬ ‫للمساكن حرمه ‪ ،‬فال يجوز دخولها وال تفتيشها إال في األحوال المبينة‬ ‫في القانون وبالكيفية المنصوص عليها فيه ‪.‬‬

‫المادة (‪)20‬‬ ‫تكفل سرية الخطابات والبرقيات والمواصالت التليفونية وجميع‬ ‫المراسالت على اختالف صورها ووسائلها ‪ ،‬وال يجـوز مراقبتها أو‬ ‫تأخيرها إال في الحاالت التي ينص عليها القانون ‪.‬‬

‫المادة (‪)21‬‬ ‫حرية االعتقاد مطلقة وتحترم الدولة جميع األديان والمذاهب وتكفل‬ ‫لليبيين ولألجانب المقيمين في أرضها حرية العقيدة والقيام بشعائر‬ ‫األديان على أن ال يخل ذلك بالنظام العام وال ينافي اآلداب ‪.‬‬

‫المادة (‪)22‬‬ ‫حرية الفكر مكفولة ولكل شخص اإلعراب عن رأيه وإذاعته بجميع‬ ‫الطرق والوسائل ولكن ال يجوز إساءة استعمال هذه الحرية فيما‬ ‫يخالف النظام العام أو ينافي اآلداب ‪.‬‬

‫المادة (‪)23‬‬ ‫حرية الصحافة والطباعة مكفولة في حدود القانون ‪.‬‬

‫المادة (‪)24‬‬ ‫لكل شخص الحرية في استعمال أية لغة في المعامالت الخاصة أو‬ ‫األمور الدينية أو الثقافية أو الصحافية أو مطبوعات أخرى أو في‬ ‫االجتماعات العامة ‪.‬‬

‫المادة (‪)25‬‬ ‫حق االجتماع السلمي مكفول في حدود القانون ‪.‬‬

‫المادة (‪)7‬‬

‫المادة (‪)16‬‬

‫المادة (‪)26‬‬

‫يكون العلم الوطني على الشكل واألبعد اآلتية ‪:‬‬ ‫طوله ضعفا عرضه ويقسم على ثالثة ألوان متوازية أعالها األحمر‬ ‫فاألسود فاألخضر ‪ .‬على أن تكون مساحة اللون األسود تساوي‬ ‫مجموع مساحة اللونين اآلخرين وأن يحتوي في وسطه على هالل‬ ‫أبيض بين طرفيه كوكب أبيض خماسي األشعة ‪.‬‬

‫ال يجوز القبض على أي إنسان أو حبسه أو تفتيشه إال في األحـوال‬ ‫التي ينص عليها القانون ‪ ،‬وال يجوز إطالقا تعذيب أحد وال إنزال‬ ‫عقاب مهين به ‪.‬‬

‫حق تكوين الجمعيات السلمية مكفول وكيفية استعمال هذا الحق يبينها‬ ‫القانون ‪.‬‬

‫الفصـل الثانـي‬ ‫حقوق الشعب‬

‫المادة (‪)17‬‬ ‫ال جريمة وال عقوبة إال بناء على قانون وال عقاب إال على األفعال‬ ‫الالحقة لصدور القانون الذي ينص عليها ‪ ،‬كذلك ال توقع عقوبة أشد‬ ‫من العقوبة التي كانت نافذة وقت ارتكاب الجريمة ‪.‬‬

‫المادة (‪)27‬‬ ‫لألفراد أن يخاطبوا السلطات العامة فيما يعرض لهم من الشئون وذلك‬ ‫بكتابات موقعة بأسمائهم ‪ ،‬أما مخاطبة السلطات باسم المجاميع فال‬ ‫تكون إال للهيئات النظامية أو األشخاص المعنوية ‪.‬‬


‫‪10‬‬

‫‪ 7‬يونيو ‪2011‬‬

‫المادة (‪)28‬‬ ‫التعليم حق لكل ليبي وتعمل الدولة على نشره بما تنشئه من المدارس‬ ‫الرسمية وبما تسمح بإنشائه تحت رقابتها من المدارس الخاصة‬ ‫لليبيين ولألجانب ‪.‬‬

‫المادة (‪)42‬‬ ‫السلطة التنفيذية يتوالها الملك على حدود هذا الدستور ‪.‬‬

‫المادة (‪)29‬‬

‫المادة (‪)43‬‬

‫التعليم حر ما لم يخل بالنظام العام أو يناف اآلداب ‪ ،‬ويكون تنظيم‬ ‫أمور التعليم العام بالقانون ‪.‬‬

‫السلطة القضائية تتوالها المحكمة العليا والمحاكم األخرى التي‬ ‫تصدر أحكامها في حدود الدستور وفق القانون وباسم الملك ‪.‬‬

‫المادة (‪)30‬‬

‫________________________________________‬

‫التعليم األولي إلزامي لليبيين من بنين وبنات ‪ .‬والتعليم األولي‬ ‫واالبتدائي مجاني في المدارس الرسمية ‪.‬‬

‫الفصـل الخامـس‬

‫المادة (‪)31‬‬

‫المـلـك‬ ‫المادة (‪)44‬‬

‫مجلس الوزراء بموافقة مجلس األمة أن يعين وصيا أو مجلس‬ ‫وصاية للقيام بواجبات الملك وممارسة حقوقه وسلطاته إلى أن يبلغ‬ ‫سن الرشد أو إلى أن يصبح قادرا على ممارسة سلطاته ‪ .‬وإذا كان‬ ‫مجلس األمة غير منعقد وجبت دعوته لالجتماع ‪ ،‬أما إذا كان مجلس‬ ‫النواب منحال فيجتمع المجلس القديم فورا حتى يتم تعيين الوصي أو‬ ‫مجلس الوصاية ‪.‬‬

‫المادة (‪)51‬‬ ‫ال يجوز تعيين أي شخص نائبا للعرش أو وصيا أو عضوا في‬ ‫مجلس الوصاية إال إذا كان ليبيا مسلما وقد أتم األربعين من عمره‬ ‫بحساب التقويم الميالدي ‪ ،‬غير أنه يجوز تعيين أحد الذكور من‬ ‫أعضاء البيت المالك إذا كان قد أتم الحادية والعشرين من عمره‬ ‫بحساب التقويم الميالدي ‪.‬‬

‫المادة (‪)52‬‬ ‫من حين وفاة الملك إلى أن يؤدى خلفه أو الوصي أو أعضاء مجلس‬ ‫الوصاية اليمين الدستورية يزاول مجلـس الوزراء تحت مسئوليته‬ ‫سلطات الملك الدستورية باسم األمة الليبية ‪.‬‬

‫للملكية حرمة فال يمنع المالك من التصرف في ملكه اال في حدود‬ ‫القانون وال ينزع من أحد ملكه إال بسبب المنفعة العامة في األحوال‬ ‫المبينة في القانون وبالكيفية المنصوص عليها فيه وبشرط تعويضه‬ ‫عنه تعويضا عادال ‪.‬‬

‫مع مراعاة ما جاء بالمادة ‪ 40‬فان السيادة أمانة األمة للملك محمد‬ ‫ادريس المهدي السنوسي ثم ألوالده الذكور من بعده األكبر فاألكبر‬ ‫طبقة بعد طبقة ‪.‬‬

‫المادة (‪)53‬‬

‫المادة (‪)32‬‬

‫المادة (‪)45‬‬

‫ال يتولى الوصي أو عضو من أعضاء مجلس الوصاية منصبه ما لم‬ ‫يقسم اليمين اآلتية أمام مجلسي الشيوخ والنواب في جلسة مشتركة ‪:‬‬

‫عقوبة المصادرة العامة لألموال محظورة ‪.‬‬

‫المادة (‪)33‬‬ ‫األسرة هي الركن األساسي للمجتمع وهي في حمى الدولة ‪ .‬وتحمي‬ ‫الدولة الزواج وتشجع عليه‪.‬‬

‫المادة (‪)34‬‬ ‫العمل عنصر من العناصر األساسية للحياة االقتصادية وهو مشغول‬ ‫بحماية الدولة وحق لجميع الليبيين ‪ .‬ولكل فرد يقوم بعمل الحق في‬ ‫أجر عادل ‪.‬‬

‫المادة (‪)35‬‬ ‫تعمل الدولة على أن يتوفر بقدر اإلمكان لكل ليبي مستوى الئق من‬ ‫المعيشة له وألسرته ‪.‬‬

‫الفصـل الثالـث‬ ‫( الغي هذا الفصل بفرعيه األول والثاني بالقانون رقم ‪ 1‬لسنة ‪1963‬‬ ‫‪ ،‬ويشمل المواد ‪ 36‬و ‪ 37‬و ‪ 38‬و ‪.) 39‬‬

‫الفصـل الرابـع‬ ‫السلطات العامة‬ ‫المادة (‪)40‬‬ ‫السيادة هلل وهي بإرادته تعالى وديعة األمة ‪ ،‬واألمة مصدر السلطات‬ ‫‪.‬‬

‫المادة (‪)41‬‬ ‫السلطة التشريعية يتوالها الملك باالشتراك مع مجلس األمة ‪.‬‬ ‫ويصدر الملك القوانين بعد أن يقرها مجلس األمة على الوجه المبين‬ ‫في هذا الدستور ‪.‬‬

‫عرش المملكة وراثي طبقا لألمرين الملكيين الصادرين في ‪ 22‬من‬ ‫صفر ‪1374‬هـ ‪ ،‬و ‪ 25‬من ربيع الثاني ‪1376‬هـ ‪.‬‬ ‫ويعتبر كل من هذين األمرين المنظمين لوراثة العرش ذا صبغة‬ ‫دستورية ‪.‬‬

‫المادة (‪)46‬‬ ‫في حالة وفاة الملك وخلو العرش لعدم وجود من يخلف الملك أو لعدم‬ ‫تعيين خلف له يجتمع مجلسا الشيوخ والنواب في جلسة مشتركة فورا‬ ‫وبدون دعوة لتعيين خلف له في مدة ال تتجاوز عشرة أيام بحضور‬ ‫ثالثة أرباع أعضاء كل من المجلسين على األقل ‪ .‬ويجري التصويت‬ ‫علنا بأغلبية ثلثي األعضاء الحاضرين فإذا لم يتسن االختيار في‬ ‫الميعاد المتقدم ففي اليوم الحادي عشر يشرع المجلسان مجتمعين‬ ‫في االختيار بحضور األكثرية المطلقة ألعضاء كل من المجلسين‬ ‫وباألغلبية النسبية ‪ .‬وان كان مجلس النواب منحال فيجتمع المجلس‬ ‫القديم فورا حتى يتم تعيين الملك ‪.‬‬

‫المادة (‪)47‬‬ ‫قبل أن يباشر الملك سلطته الدستورية يقسم اليمين اآلتية أمام مجلس‬ ‫الشيوخ والنواب في جلسة مشتركة ‪:‬‬ ‫« أقسم باهلل العظيم أن أحترم دستور البالد وقوانينها وأن أبذل كل‬ ‫ما لدي‬ ‫من قوة للمحافظة على استقالل ليبيا والدفاع عن سالمة أراضيها‬ ‫«‪.‬‬

‫« أقسم باهلل العظيم أن أحترم دستور البالد وقوانينها وأن أبذل كل‬ ‫ما لدي من قوة للمحافظة على استقالل ليبيا والدفاع عن سالمة‬ ‫أراضيها وأن أكون مخلصا للملك «‪.‬‬ ‫أما نائب العرش فيقسم هذه اليمين أمام الملك أو أمام شخص يعينه‬ ‫الملك ‪.‬‬

‫المادة (‪)54‬‬ ‫ال يجوز للوزير أو أي عضو في هيئة تشريعية أن يكون وصيا أو‬ ‫عضوا في مجلس الوصاية‪ .‬وإذا كان نائب العرش عضوا في هيئة‬ ‫تشريعية فال يشترك في أعمال تلك الهيئة أثناء قيامه بنيابة العرش ‪.‬‬

‫المادة (‪)55‬‬ ‫في حالة وفاة الوصي أو عضو مجلس الوصاية المعين بموجب‬ ‫المادة ‪ ، 50‬أو اذا حدث ما يمنعه من القيام بمهام أعماله كوصي أو‬ ‫كعضو في مجلس الوصاية فلمجلس الوزراء بموافقة مجلس األمة‬ ‫أن يعين شخصا آخر بدال عنه بالشروط المذكورة في المواد ‪ 51‬و‬ ‫‪ 53‬و ‪ ، 54‬واذا كان مجلس األمة‬ ‫غير منعقد وجبت دعوته لالجتماع ‪ .‬أما اذا كان مجلس النواب‬ ‫منحال فيجتمع المجلس القديم فورا حتى يتم تعيين الوصي أو عضو‬ ‫مجلس الوصاية ‪.‬‬

‫المادة (‪)48‬‬

‫المادة (‪)56‬‬

‫يجوز للملك إذا أراد التغيب عن ليبيا أو حدث ما يعوقه أو يمنعه‬ ‫مؤقتا من ممارسة سلطاته الدستورية أن يعين نائبا عنه أو أكثر للقيام‬ ‫بالواجبات وممارسة الحقوق والسلطات التي يرى الملك تفويضها‬ ‫إلى من ينوب عنه ‪.‬‬

‫تعين مخصصات الملك والبيت المالك بقانون ‪ .‬وال يجوز نقصها‬ ‫في مدة حكمه ولكن يمكن زيادتها بقرار من مجلس األمة ‪ .‬ويحدد‬ ‫القانون مرتبات وأوصياء العرش على أن تؤخذ من مخصصات‬ ‫الملك ‪.‬‬

‫المادة (‪)49‬‬

‫المادة (‪)57‬‬

‫سن الرشد للملك تمام ثمانية عشر عاما هالليا ‪.‬‬

‫المادة (‪)50‬‬ ‫إذا كان الملك قاصرا أو إذا حدث ما يعوقه أو يمنعه من ممارسة‬ ‫سلطاته الدستورية ولم يتمكن بنفسه من تعيين نائب أو أكثر فعلى‬

‫تنظم بقانون قواعد اإلجراءات القضائية التي يجب أن تتبع في حالة‬ ‫رفع قضايا من جانب الخاصة الملكية أو ضدها ‪.‬‬

‫المادة (‪)58‬‬ ‫الملك هو الرئيس األعلى للدولة ‪.‬‬


‫‪ 7‬يونيو ‪2011‬‬

‫المادة (‪)59‬‬ ‫الملك مصون وغير مسئول ‪.‬‬

‫المادة (‪)71‬‬ ‫الملك ينشئ ويمنح األلقاب واألوسمة وغير ذلك من شارات الشرف‪.‬‬ ‫أما إنشاء الرتب المدنية فمحظور ‪.‬‬

‫المادة (‪)60‬‬ ‫يتولى الملك سلطته بواسطة وزرائه وهم المسئولون ‪.‬‬

‫المادة (‪)61‬‬

‫الملك يضع اللوائح الالزمة لتنفيذ القوانين بما ليس فيه تعديل أو‬ ‫تعطيل لها أو إعفاء من تنفيذها‪.‬‬

‫المادة (‪)64‬‬ ‫إذا طرأت أحوال استثنائية تتطلب تدابير مستعجلة ولم يكن مجلس‬ ‫األمة منعقدا فللملك الحق أن يصدر بشأنها مراسيم يكون لها قوة‬ ‫القانون على أن ال تكون مخالفة ألحكام الدستور ‪ .‬وتعرض هذه‬ ‫المراسيم على مجلس األمة في أول اجتماع له ‪ ،‬فإذا لم تعرض أو لم‬ ‫يقرها أحد المجلسين زال ما كان لها من قوة القانون ‪.‬‬

‫المادة (‪)65‬‬ ‫يفتتح الملك دورات مجلس األمة ويفضها ويحل مجلس النواب وفقا‬ ‫ألحكام الدستور وله عند الضرورة ان يجمع المجلسين معا لبحث‬ ‫أمر هام ‪.‬‬

‫المادة (‪)67‬‬ ‫للملك تأجيل انعقاد مجلس األمة على أنه ال يجوز أن تزيد مدة التأجيل‬ ‫عن ثالثين يوما وال أن يتكرر في دور االنعقاد الواحد بدون موافقة‬ ‫المجلسين ‪.‬‬

‫المادة (‪)68‬‬ ‫الملك هو القائد األعلى لجميع القوات المسلحة في المملكة الليبية ‪،‬‬ ‫ومهمتها حماية سيادة البالد وسالمة أراضيها وأمنها ‪ ،‬وتشتمل الجيش‬ ‫وقوات األمن ‪.‬‬

‫المادة (‪)69‬‬ ‫يعلن الملك الحرب ويعقد الصلح ويبرم المعاهدات ويصدق عليها بعد‬ ‫موافقة مجلس األمة‪.‬‬

‫المادة (‪)70‬‬ ‫الملك يعلن األحكام العرفية وحالة الطوارئ على أن يعرض إعالن‬ ‫األحكام العرفية على مجلس األمة ليقرر استمرارها أو إلغاءها ‪ ،‬وإذا‬ ‫وقع ذلك اإلعالن في غير دور االنعقاد وجب دعوة مجلس األمة‬ ‫لالجتماع على وجه السرعة ‪.‬‬

‫المادة (‪)84‬‬

‫الملك يعين رئيس الوزراء وله ان يقيله أو يقبل استقالته من منصبه‬ ‫ويعين الوزراء ويقيلهم أو يقبل استقالتهم بناء على ما يعرضه عليه‬ ‫رئيس الوزراء ‪.‬‬

‫المادة (‪)85‬‬

‫المادة (‪)73‬‬

‫توقيعات الملك في شئون الدولة يجب لنفاذها أن يوقع عليها رئيس‬ ‫الوزراء والوزراء المختصون ‪ .‬ويعين رئيس الوزراء ويعفى من‬ ‫منصبه بأمر ملكي‪ ،‬أما الوزراء فيكون تعيينهم وإعفاؤهم من مناصبهم‬ ‫بمراسيم يوقعها الملك ورئيس الوزراء ‪.‬‬

‫الملك يعين ويقيل الممثلين بناء على ما يعرضه عليه وزير الخارجية‬ ‫ويقبل اعتماد رؤساء البعثات السياسية األجنبية لديه ‪.‬‬

‫المادة (‪)86‬‬

‫المادة (‪)74‬‬

‫الوزراء مسئولون تجاه مجلس النواب مسئولية مشتركة عن السياسة‬ ‫العامة للدولة وكل مسئول عن أعمال وزاراته ‪.‬‬

‫الملك ينشئ المصالح العامة ويعين كبار الموظفين ويعزلهم وفقا‬ ‫ألحكام القانون ‪.‬‬

‫المادة (‪)87‬‬

‫المادة (‪)75‬‬ ‫تسك العملة باسم الملك وفقا للقانون ‪.‬‬

‫المادة (‪)76‬‬ ‫ال ينفذ حكم اإلعدام الصادر من أية محكمة ليبية إال بموافقة الملك ‪.‬‬

‫المادة (‪)77‬‬ ‫للملك حق العفو وتخفيف العقوبة ‪.‬‬

‫الفصـل السادس‬

‫المادة (‪)66‬‬ ‫للملك أن يدعو مجلس األمة إلى اجتماعات غير عادية إذا رأى‬ ‫ضرورة ذلك ‪ .‬ويدعوه أيضا متى طلب ذلك بعريضة تمضيها األغلبية‬ ‫المطلقة ألعضاء المجلسين‪ ،‬ويعلن الملك فض االجتماع غير العادي ‪.‬‬

‫يجوز الجمع بين الوزارة وعضوية مجلس األمة ‪.‬‬

‫المادة (‪)72‬‬

‫الملك يصدق على القوانين ويصدرها ‪.‬‬

‫المادة (‪)63‬‬

‫المادة (‪)83‬‬

‫تُناط بمجلس الوزراء إدارة جميع شئون الدولة الداخلية والخارجية ‪.‬‬

‫ال يتولى الملك عرشا خارج ليبيا إال بعد موافقة مجلس األمة ‪.‬‬

‫المادة (‪)62‬‬

‫‪11‬‬

‫الـوزراء‬

‫إذا قرر مجلس النواب بأغلبية جميع األعضاء الذين يتألف منهم‬ ‫المجلس عدم الثقة بالوزارة وجب عليها أن تستقيل ‪ ،‬واذا كان القرار‬ ‫خاصا بأحد الوزراء وجب عليه اعتزال الوزارة ‪.‬‬ ‫وال ينظر مجلس النواب في طلب االقتراع بعدم الثقة صريحا كان أو‬ ‫ضمنا اال اذا تقدم به خمسة عشر نائبا فأكثر ‪ .‬وال يجوز أن يطرح هذا‬ ‫الطلب للمناقشة إال بعد ثمانية أيام من يوم تقديمه ‪ ،‬وال تؤخذ اآلراء‬ ‫عنه إال بعد يومين من تمام المناقشة فيه ‪.‬‬

‫المادة (‪)88‬‬ ‫للوزراء أن يحضروا جلسات المجلسين ‪ ،‬ويجب أن يسمعوا كلما‬ ‫طلبوا الكالم ‪ ،‬وال يجوز أن يشتركوا في التصويت إال اذا كانوا‬ ‫أعضاء ‪ ،‬ولهم االستعانة بمن يختارون من موظفي وزارتهم أن‬ ‫ينيبوهم عنهم ‪ ،‬ولكل مجلس أن يطلب من أي وزير حضور جلساته‬ ‫عند الضرورة ‪.‬‬

‫المادة (‪)89‬‬

‫المادة (‪)78‬‬

‫في حالة إقالة رئيس الوزراء أو استقالته يعتبر جميع الوزراء مقالين‬ ‫أو مستقيلين ‪.‬‬

‫يؤلف مجلس الوزراء من رئيس الوزراء ومن الوزراء الذين يرى‬ ‫الملك تعيينهم بناء على ما يعرضه عليه رئيس الوزراء ‪.‬‬

‫المادة (‪)90‬‬

‫المادة (‪)79‬‬ ‫يقسم رئيس الوزراء والوزراء قبل توليهم أعمال مناصبهم اليمين‬ ‫اآلتية أمام الملك ‪:‬‬ ‫« اقسم باهلل العظيم أن أكون مخلصا للوطن والملك‪ ،‬وان احترم‬ ‫الدستور والقانون‪ ،‬وأرعى مصالح الشعب رعاية كاملة « ‪.‬‬

‫المادة (‪)80‬‬ ‫للملك أن يعين عند الضرورة وزراء بدون وزارة ‪.‬‬

‫المادة (‪)81‬‬ ‫ال يلي الوزارة إال ليبي‪.‬‬

‫ال يجوز للوزراء أن يتولوا أية وظيفة عامة أخرى في أثناء توليهم‬ ‫الحكم أو أن يمارسوا أية مهنة أو أن يشتروا أو يستأجروا شيئا من‬ ‫أمالك الدولة أو يؤجروها أو يبيعوها شيئا من أموالهم أو يقايضوها‬ ‫عليه‪ ،‬وال أن يدخلوا بصورة مباشرة أو غير مباشرة في التعهدات‬ ‫والمناقصات التي تعقدها اإلدارة العامة أو المؤسسات الخاضعة‬ ‫إلدارة الدولة أو مراقبتها ‪ ،‬كما ال يجوز لهم أن يكونوا أعضاء في‬ ‫مجلس إدارة أية شركة أو أن يشتركوا اشتراكا فعليا في عمل تجاري‬ ‫أو مالي ‪.‬‬

‫المادة (‪)91‬‬ ‫تحدد مرتبات رئيس الوزراء بقانون ‪.‬‬

‫المادة (‪)92‬‬ ‫تحدد بقانون مسئوليات الوزراء المدنية والجزائية ‪ ،‬وطريقة اتهامهم‬ ‫ومحاكماتهم فيما يقع منهم من جرائم في تأدية وظائفهم ‪.‬‬

‫المادة (‪)82‬‬ ‫ال يلي الوزارة أحد أعضاء البيت المالك ‪.‬‬

‫الفصـل السابع‬ ‫مجلس األمة‬


‫‪12‬‬

‫‪ 7‬يونيو ‪2011‬‬

‫هذه األرض هي العرض لنا‬ ‫قد سقينا تربها من دمنا‬

‫هذه األرض‬

‫كيف نرضى أن نراها وطنا‬ ‫لعدانا أو سوانا أبدا أبدا‬ ‫هذه أرض الجدود األوّلين‬ ‫هذه أرض األسود الخالدين‬ ‫عاش الوطن ‪ ..‬عاش الوطن‬ ‫سوف نمضى في ثبات ويقين‬ ‫في النضال ال نبالي أبدا أبدا‬ ‫يا شباب اليوم قم أنت األمل‬ ‫أنت نبراس الرجاء المحتمل‬ ‫نحمى الحمى نحمى الحمى‬ ‫بالنهوض بالبالد ال نكل‬ ‫لعدوّ أي شيء أبدا أبدا‬ ‫اننا نفديك يا خير وطن‬ ‫بدمانا إنها أغلى ثمن‬

‫شعر وألحان سالم فرج بشون‬

‫نحن الفداء نحن الفداء‬ ‫وإذا ما قطب الوجه الزمن‬ ‫سترانا نفتديك سرمدا‬


‫‪ 7‬يونيو ‪2011‬‬

‫راشد الزبير‬

‫‪13‬‬


‫‪14‬‬

‫‪ 7‬يونيو ‪2011‬‬

‫المادة (‪)93‬‬ ‫مجلس األمة يتكون من مجلسين ‪ :‬مجلس الشيوخ ومجلس النواب ‪.‬‬

‫الفرع األول‬

‫المادة (‪)114‬‬

‫االنتخاب ‪.‬‬

‫المادة (‪)104‬‬ ‫مدة مجلس النواب أربع سنوات ما لم يحل المجلس قبل ذلك ‪.‬‬

‫مجلس الشيوخ‬

‫المادة (‪)105‬‬

‫المادة (‪)94‬‬

‫ينتخب مجلس النواب رئيسا ووكيلين في أول كل دور انعقاد عادي‬ ‫ويجوز إعادة انتخابهم‪.‬‬

‫جلسات المجلسين علنية على أن كال منهما ينعقد بهيئة سرية بناء على‬ ‫طلب الحكومة أو عشرة من األعضاء ليقرر ما إذا كانت المناقشة في‬ ‫الموضوع المطروح أمامه تجري في جلسة سرية أو علنية‪.‬‬

‫المادة (‪)115‬‬ ‫ليس لمجلس األمة بغير موافقة الحكومة أن ينظر في دوراته غير‬ ‫العادية في غير الموضوعات التي دعي لالجتماع من أجلها ‪.‬‬

‫المادة (‪)116‬‬

‫يؤلف مجلس الشيوخ من أربعة وعشرين عضوا يعينهم الملك ‪.‬‬

‫المادة (‪)106‬‬ ‫المادة (‪)95‬‬ ‫( ألغيت هذه المادة بالقانون رقم ‪ 1‬لسنة ‪) . 1963‬‬

‫اذا حل مجلس النواب في أمر فال يجوز حل المجلس الذي يليه من‬ ‫أجل نفس األمر‪.‬‬

‫ال تعتبر جلسات المجلسين صحيحة إال إذا حضر أغلبية األعضاء عند‬ ‫افتتاح الجلسة وال يجوز ألي من المجلسين أن يتخذ قرارا إال إذا حضر‬ ‫الجلسة عند اتخاذ القرار أغلبية أعضائه ‪.‬‬

‫المادة (‪)117‬‬

‫المادة (‪)107‬‬

‫المادة (‪)96‬‬ ‫يشترط في عضو مجلس الشيوخ ‪ ،‬زيادة على الشروط المقررة في‬ ‫قانون االنتخاب ‪ ،‬أن يكون ليبيا وأال تقل سنه يوم التعيين عن أربعين‬ ‫سنة ميالدية ‪.‬‬

‫األمر الصادر بحل مجلس النواب يجب أن يشتمل على دعوة الناخبين‬ ‫إلجراء انتخابات جديدة في ميعاد ال يتجاوز ثالثة أشهر وعلى تحديد‬ ‫ميعاد الجتماع المجلس الجديد في العشرين يوما التالية لتمام االنتخاب‬ ‫‪.‬‬

‫المادة (‪)118‬‬

‫المادة (‪)97‬‬ ‫يعين الملك رئيس مجلس الشيوخ ‪ ،‬وينتخب المجلس وكيلين وتعرض‬ ‫نتيجة االنتخاب على الملك للتصديق عليها ويكون تعيين الرئيس‬ ‫وانتخاب الوكيلين لمدة سنتين ويجوز إعادة تعيين الرئيس وانتخاب‬ ‫الوكيلين ‪.‬‬

‫المادة (‪)98‬‬

‫تصدر القرارات في كل من المجلسين بأغلبية الحاضرين في غير‬ ‫األحوال المشترط فيها أغلبية خاصة ‪ ،‬وإذا تساوت األصوات عد األمر‬ ‫الذي حصلت المداولة فيه مرفوضا ‪.‬‬

‫الفرع الثالث‬ ‫أحكام عامة للمجلسين‬ ‫المادة (‪)108‬‬ ‫عضو مجلس األمة يمثل الشعب كله وال يجوز لناخبيه وال للسلطة التي‬ ‫تعينه تحديد وكالته بقيد أو شرط ‪.‬‬

‫يكون تصويت كل من المجلسين في المسائل المعروضة عليه وفقا‬ ‫للطريقة التي يبينها نظامه الداخلي‪.‬‬

‫المادة (‪)119‬‬ ‫ال يناقش كل من المجلسين مشروع قانون قبل أن تنظر فيه اللجان‬ ‫المختصة بمقتضى النظام الداخلي‪.‬‬

‫مدة العضوية في مجلس الشيوخ ثماني سنوات‪ ،‬ويجدد اختيار نصف‬ ‫الشيوخ كل أربع سنوات‪ ،‬ومن انتهت مدته من األعضاء يجوز إعادة‬ ‫تعيينه‪.‬‬

‫المادة (‪)109‬‬

‫المادة (‪)99‬‬

‫ال يجوز الجمع بين عضوية مجلس الشيوخ وعضوية مجلس النواب‬ ‫‪ ،‬وفيما عدا ذلك يحدد قانون االنتخاب أحوال عدم الجمع األخرى ‪.‬‬

‫يجتمع مجلس الشيوخ عند اجتماع مجلس النواب وتوقف جلساته معه ‪.‬‬

‫المادة (‪)110‬‬

‫المادة (‪)121‬‬

‫الفرع الثاني‬

‫قبل أن يتولى أعضاء مجلسي الشيوخ وعضوية والنواب عملهم يقسم‬ ‫كل منهم علنا ً في قاعة جلسات اليمين األتية ‪:‬‬

‫كل مشروع قانون رفضه أحد المجلسين ال يجوز تقديمه ثانية في‬ ‫الدورة ذاتها‪.‬‬

‫مجلس النواب‬

‫« أقسم باهلل العظيم أن أكون مخلصا للوطن وللملك ومحترما للدستور‬ ‫ولقوانين البالد وأن أؤدي أعمالي باألمانة والصدق «‪.‬‬

‫المادة (‪)122‬‬

‫يؤلف مجلس النواب من أعضاء يجرى انتخابهم باالقتراع السري العام‬ ‫على مقتضى أحكام قانون االنتخاب ‪.‬‬

‫المادة (‪)111‬‬

‫المادة (‪)100‬‬

‫المادة (‪)101‬‬ ‫يحدد عدد على أساس نائب واحد عن كل عشرين ألفا من السكان أو‬ ‫عن كل جزء من هذا العدد يجاوز نصفه ‪.‬‬

‫المادة (‪)102‬‬

‫يفصل كل مجلس في صحة انتخاب أعضائه وفقا لنظامه الداخلي وال‬ ‫تعتبر النيابة باطلة إال بقرار يصدر بأغلبية ثلثي األعضاء الذين يتألف‬ ‫منهم المجلس ويجوز أن يعهد بهذا االختصاص إلى سلطة أخرى‬ ‫بقانون ‪.‬‬

‫المادة (‪)112‬‬

‫االنتخاب حق لليبيين البالغين إحدى وعشرين سنة ميالدية على الوجه‬ ‫المبين في القانون‪ ،‬ويجوز للمرأة أن تمارس هذا الحق وفقا للشروط‬ ‫التي يضعها القانون ‪.‬‬

‫يدعو الملك مجلس األمة سنويا إلى عقد جلساته العادية خالل األسبوع‬ ‫األول من شهر نوفمبر‪ ،‬فإذا لم يدع إلى ذلك يجتمع بحكم القانون في‬ ‫اليوم العاشر من الشهر نفسه ‪ .‬ويدوم دور انعقاده العادي إذا لم يحل‬ ‫مجلس النواب مدة خمسة أشهر على األقل ويعلن الملك فض انعقاده ‪.‬‬

‫المادة (‪)103‬‬

‫المادة (‪)113‬‬

‫يشترط في النائب ‪:‬‬ ‫‪ )1‬أن يكون قد أتم الثالثين سنة من عمره حسب التقويم الميالدي ‪.‬‬ ‫‪ )2‬أن يكون اسمه مدرجا بأحد جداول االنتخاب ‪.‬‬ ‫‪ )3‬أن ال يكون من أعضاء البيت المالك ‪.‬‬ ‫وذلك باإلضافة إلى الشروط األخرى المنصوص عليها في قانون‬

‫أدوار االنعقاد واحدة للمجلسين فإذا اجتمع أحدهما أو كالهما في غير‬ ‫الزمن القانوني فاالجتماع غير شرعي والقرارات التي تصدر فيه‬ ‫باطلة بحكم القانون ‪.‬‬

‫المادة (‪)120‬‬ ‫كل مشروع قانون يقره أحد المجلسين يبعث به رئيسه إلى رئيس‬ ‫المجلس اآلخر ‪.‬‬

‫لكل عضو من أعضاء مجلس األمة أن يوجه إلى الوزراء أسئلة‬ ‫واستجوابات وذلك على الوجه الذي يبين بالنظام الداخلي لكل مجلس‬ ‫‪ .‬وال تجري المناقشة في استجواب ما إال بعد ثمانية أيام على األقل‬ ‫من يوم تقديمه وذلك فيما عدا حالة االستعجال وبشرط موافقة من وجه‬ ‫إليه االستجواب ‪.‬‬

‫المادة (‪)123‬‬ ‫لكل مجلس وفقا لنظامه الداخلي أن يجري تحقيقا في مسائل معينة‬ ‫تدخل في حدود اختصاصه ‪.‬‬

‫المادة (‪)124‬‬ ‫ال يجوز مؤاخذة أعضاء مجلس األمة فيما يبدون من اآلراء في‬ ‫المجلسين أو في اللجان التابعة لهما وذلك مع مراعاة أحكام نظامهما‬ ‫الداخلي ‪.‬‬

‫المادة (‪)125‬‬ ‫ال يجوز أثناء دورة االنعقاد اتخاذ إجراءات جنائية أو االستمرار فيها‬ ‫إذا كانت قد بدأت نحو أي عضو من أعضاء مجلس األمة وال القبض‬


‫‪ 7‬يونيو ‪2011‬‬

‫ال يمنح أعضاء مجلس األمة أوسمة أو نياشين أثناء مدة عضويتهم ‪،‬‬ ‫ويستثنى من ذلك األعضاء الذين يتقلدون مناصب حكومية ال تتنافى‬ ‫مع عضوية مجلس األمة ‪ ،‬الرتب واألوسمة والنياشين العسكرية ‪.‬‬

‫للملك خالل المدة المحددة إلصدار القانون أن يطلب من مجلس األمة‬ ‫إعادة النظر فيه‪ ،‬وعلى المجلس في هذه الحالة بحث القانون من جديد‬ ‫‪ ،‬فإذا أقره ثانية بموافقة ثلثي األعضاء الذين يتألف منهم كل من‬ ‫المجلسين صدق عليه الملك وأصدره خالل ثالثين يوما من إبالغ‬ ‫القرار األخير إليه ‪ .‬فإذا كانت األغلبية أقل من الثلثين امتنع النظر‬ ‫فيه في دور االنعقاد نفسه فإذا عاد مجلس األمة في دور انعقاد آخر‬ ‫إلى إقرار ذلك المشروع بأغلبية جميع األعضاء الذين يتألف منهم كل‬ ‫من المجلسين صدق عليه الملك وأصدره خالل ثالثين يوما من إبالغ‬ ‫القرار إليه‪.‬‬

‫المادة (‪)127‬‬

‫المادة (‪)137‬‬

‫يحدد قانون االنتخاب أحوال سقوط عضوية أحد أعضاء مجلس‬ ‫األمة ويصدر قرار السقوط بأغلبية جميع األعضاء الذين يتألف منهم‬ ‫المجلس التابع له العضو‪.‬‬

‫تصبح القوانين التي أصدرها الملك نافذة في المملكة الليبية بعد انقضاء‬ ‫ثالثين يوما من تاريخ نشرها في الجريد الرسمية ‪ .‬ويجوز نقص هذا‬ ‫الميعاد أو إطالته بنص خاص في هذه القوانين ‪ .‬ويجب نشر القوانين‬ ‫في الجريدة الرسمية خالل خمسة عشر يوما من تاريخ إصدارها ‪.‬‬

‫عليه إال بإذن المجلس التابع هو له‪ ،‬وذلك فيما عدا حالة التلبس بالجناية‬ ‫‪.‬‬

‫المادة (‪)126‬‬

‫المادة (‪)128‬‬

‫‪15‬‬

‫المادة (‪)147‬‬ ‫ينظم القانون وظيفة النيابة العامة واختصاصاتها وصلتها بالقضاء ‪.‬‬ ‫المادة (‪)148‬‬ ‫يكون تعيين أعضاء النيابة العامة في المحاكم وتأديبهم وعزلهم وفقا‬ ‫للشروط التي يقررها القانون ‪.‬‬

‫المادة (‪)149‬‬ ‫ينظم القانون ترتيب المحاكم العسكرية ويبين اختصاصاتها والشروط‬ ‫الواجب توفرها فيمن يتولون القضاء فيها ‪.‬‬ ‫( ألغيت المواد ‪ 150‬و ‪ 151‬و ‪ 152‬و ‪ 153‬و ‪ 154‬و ‪ 155‬و ‪156‬‬ ‫و ‪ 157‬و ‪ 158‬بالقانون رقم ‪ 1‬لسنة ‪. ) 1963‬‬

‫المادة (‪)138‬‬

‫إذا خال مقعد أحد أعضاء مجلس األمة يختار له عضو بطريق التعيين‬ ‫أو االنتخاب طبقا ألحكام هذا الدستور وذلك خالل ثالثة أشهر من يوم‬ ‫إشعار المجلس الحكومة بخلو المقعد‪ ،‬وال تدوم نيابة عضو مجلس‬ ‫الشيوخ الجديد إال إلى نهاية مدة سلفه‪ ،‬وتنتهي نيابة العضو الجديد في‬ ‫مجلس النواب بانتهاء مدة المجلس ‪.‬‬

‫للملك ولمجلسي الشيوخ والنواب حق اقتراح القوانين عدا ما كان منها‬ ‫خاصا بالميزانية أو بإنشاء الضرائب أو بتعديلها أو اإلعفاء من بعضها‬ ‫أو إلغائها فاقتراحه للملك ولمجلس النواب ‪.‬‬

‫المادة (‪)129‬‬

‫المادة (‪)139‬‬

‫المادة (‪)159‬‬

‫تجري االنتخابات لمجلس النواب خالل األشهر الثالثة السابقة النتهاء‬ ‫مدته وفي حالة عدم إمكان إجراء االنتخابات في الميعاد المذكور فان‬ ‫مدة نيابة المجلس القديم تمتد إلى حين االنتخابات المذكورة ‪ ،‬وذلك‬ ‫بالرغم من األحكام الواردة في المادة ‪. 104‬‬

‫كلما اجتمع المجلسان بهيئة مؤتمر تكون الرئاسة لرئيس مجلس‬ ‫الشيوخ وفي حالة غيابه يتولى الرئاسة رئيس مجلس النواب ‪.‬‬

‫يجب تقديم مشروع الميزانية العامة إلى مجلس األمة قبل ابتداء السنة‬ ‫المالية بشهرين على األقل لفحصها واعتمادها وتقر الميزانية بابا ً بابا ً‬ ‫‪ ،‬ويحدد بدء السنة المالية بقانون ‪.‬‬

‫المادة (‪)130‬‬ ‫يجب تجديد نصف أعضاء مجلس الشيوخ خالل األشهر الثالثة السابقة‬ ‫لتاريخ انتهاء مدة عضوية األعضاء الذين تنتهي مدتهم‪ ،‬فإن لم يتيسر‬ ‫التجديد في الميعاد المذكور امتدت عضوية األعضاء الذين انتهت‬ ‫مدتهم الى حين تعيين األعضاء الجدد ‪.‬‬

‫المادة (‪)131‬‬ ‫تحدد بقانون مكافآت أعضاء مجلس األمة على أن كل زيادة فيها ال‬ ‫تسري إال بعد انتهاء مدة مجلس النواب الذي قررها ‪.‬‬

‫المادة (‪)140‬‬ ‫ال تعد جلسات المؤتمر صحيحة إال إذا توفرت األغلبية المطلقة‬ ‫ألعضاء كل من المجلسين اللذين يتألف منهما المؤتمر ‪.‬‬

‫السلطة القضائية‬

‫المادة (‪)162‬‬

‫المادة (‪)141‬‬

‫في جميع األحوال التي ال تقر فيها الميزانية قبل بدء السنة المالية‬ ‫تفتح بموجب مرسوم ملكي اعتمادات شهرية مؤقتـة على أساس جزء‬ ‫من اثني عشر من اعتمادات السنة السابقة‪ ،‬وتجبى اإليرادات وتنفق‬ ‫المصروفات وفقا للقوانين النافذة في نهاية السنة المالية السابقة ‪.‬‬

‫تشكل المحكمة العليا من رئيس وقضاة يعينون بمرسوم ‪ .‬ويؤدون‬ ‫اليمين أمام الملك قبل توليهم مناصبهم‪.‬‬

‫يضع كل مجلس نظامه الداخلي مبينا فيه طريقة السير في تأدية أعماله‬ ‫‪.‬‬

‫المادة (‪)133‬‬

‫المادة (‪)143‬‬

‫يقوم رئيس كل من المجلسين بحفظ النظام في داخل مجلسه وال يجوز‬ ‫ألية قوة مسلحة دخول المجلس أو االستقرار على مقربة من أبوابه اال‬ ‫بطلب من رئيسه ‪.‬‬

‫يحدد القانون اختصاصات المحكمة العليا ‪ ،‬ويرتب جهات القضاء‬ ‫األخرى ويعين اختصاصاتها‪.‬‬

‫يصدق الملك على القوانين التي يقرها مجلس األمة ويصدرها خالل‬ ‫ثالثين يوما من إبالغها إليه‬

‫المادة (‪)136‬‬

‫تكون مناقشة الميزانية وتقريرها في مجلس النواب أوال ‪.‬‬

‫الفصل الثامن‬

‫يحال رئيس المحكمة العليا وقضاتها إلى التقاعد عند إتمامهم خمسا‬ ‫وستين سنة ميالدية ‪.‬‬

‫المادة (‪)135‬‬

‫المادة (‪)160‬‬

‫ال يجوز فض دور انعقاد مجلس األمة قبل الفراغ من تقرير الميزانية ‪.‬‬

‫المادة (‪)132‬‬

‫ال يجوز ألحد أن يتقدم بطلب إلى مجلس األمة إال كتابة وللمجلس‬ ‫أن يحيل إلى الوزراء ما يقدم إليه من العرائض ‪ .‬وعلى الوزراء أن‬ ‫يقدموا اإليضاحات الالزمة عما تضمنته هذه العرائض كلما طلب‬ ‫المجلس ذلك ‪.‬‬

‫النظام المالي‬

‫المادة (‪)161‬‬

‫المادة (‪)142‬‬

‫المادة (‪)134‬‬

‫الفصـل التاسـع‬

‫المادة (‪)163‬‬ ‫كل مصروف غير وارد بالميزانية أو زائد على التقديرات الواردة بها‬ ‫يجب أن يأذن به مجلس األمة ‪ ،‬ويجب استئذانه كذلك كلما أريد نقل‬ ‫مبلغ من باب إلى آخر من أبواب الميزانية ‪.‬‬

‫المادة (‪)164‬‬

‫جلسات المحاكم علنية‪ ،‬إال إذا قررت المحكمة جعلها سرية مراعاة‬ ‫للنظام العام واآلداب‪.‬‬

‫يجوز فيما بين أدوار االنعقاد وفي فترة حل مجلس النواب تقرير‬ ‫مصروفات جديدة غير واردة بالميزانية ونقل مبلغ من باب إلى آخر‬ ‫من أبواب الميزانية إذا كان ذلك لضرورة مستعجلة وعلى شرط أن‬ ‫يكون بمراسيم ملكية تعرض على مجلس األمة في ميعاد ال يتجاوز‬ ‫الشهر من اجتماعه التالي ‪.‬‬

‫المادة (‪)145‬‬

‫المادة (‪)165‬‬

‫القضاة مستقلون وال سلطان عليهم في قضائهم لغير القانون‪ ،‬وهم غير‬ ‫قابلين للعزل وذلك على الوجه المبين في القانون ‪.‬‬

‫يجوز في حالة الضرورة وضع مشروع ميزانية استثنائية ألكثر من‬ ‫سنة تتضمن موارد ونفقات استثنائية وال تنفذ إال إذا أقرها مجلس‬ ‫األمة ‪.‬‬

‫المادة (‪)146‬‬

‫المادة (‪)166‬‬

‫المادة (‪)144‬‬

‫يعين القانون شروط تعيين القضاة ونقلهم وتأديبهم ‪.‬‬

‫يقوم ديوان المحاسبة بمراقبة حسابات الحكومة ويقدم إلى مجلس‬ ‫األمة تقريرا بنتيجة هذه المراقبة ‪ .‬وتحدد بقانون اختصاصات الديوان‬ ‫وتشكيله وقواعد المراقبة التي يمارسها ‪.‬‬


‫‪16‬‬

‫‪ 7‬يونيو ‪2011‬‬

‫المادة (‪)188‬‬ ‫المادة (‪)167‬‬ ‫ال يجوز فرض ضريبة أو تعديلها أو إلغاؤها إال بقانون ‪ .‬وال يجوز‬ ‫إعفاء أحد من أداء الضرائب في غير األحوال المبينة في القانون ‪.‬‬ ‫كما ال يجوز تكليف أحد بتأدية شئ من األموال والرسوم إال في حدود‬ ‫القانون ‪.‬‬

‫للمملكة الليبية عاصمتان هما طرابلس وبنغازي ‪.‬‬

‫المادة (‪)169‬‬

‫تسليم الالجئين السياسيين محظور‪ ،‬وتحدد االتفاقات الدولية والقوانين‬ ‫قواعد تسليم المجرمين العاديين ‪.‬‬

‫المادة (‪)190‬‬

‫يحدد بقانون الوضع القانوني لألجانب وفقا لمبادئ القانون الدولي ‪.‬‬

‫تضمن الدولة لغير المسلمين احترام نظام أحوالهم الشخصية ‪.‬‬

‫ال يمنح العفو العام إال بقانون ‪.‬‬

‫المادة (‪)172‬‬

‫المادة (‪)195‬‬

‫تؤول للخزانة العامة جميع إيرادات الدولة بما فيها حصيلة الضرائب‬ ‫والرسوم وغير ذلك من األموال وفقا ألحكام الدستور والقوانين ‪.‬‬

‫ال يجوز بأية حال تعطيل حكم من أحكام هذا الدستور إال أن يكون ذلك‬ ‫وقتيا في زمن الحرب أو في أثناء قيام األحكام العرفية ‪ ،‬وعلى الوجه‬ ‫المبين في القانون ‪ ،‬وعلى أي حال ال يجوز تعطيل انعقاد مجلس األمة‬ ‫متى توفرت في انعقاده الشروط المقررة في هذا الدستور ‪.‬‬

‫المادة (‪)194‬‬

‫المادة (‪)196‬‬ ‫الفصـل العاشـر‬

‫للملك ولكل من المجلسين اقتراح تنقيح هذا الدستور بتعديل أو حذف‬ ‫حكم أو أكثر من أحكامه أو إضافة أحكام أخرى ‪.‬‬

‫المادة (‪)176‬‬

‫المادة (‪)197‬‬

‫تقسم المملكة الليبية إلى وحدات إدارية وفقا للقانون الذي يصدر في هذا‬ ‫الشأن ‪ ،‬ويجوز أن تشكل فيها مجالس محلية ومجالس بلدية ‪ ،‬ويحدد‬ ‫القانون نطاق هذه الوحدات كما ينظم هذه المجالس ‪.‬‬

‫ال يجوز اقتراح تنقيح األحكام الخاصة بشكل الحكم الملكي وبنظام‬ ‫وراثة العرش وبالحكم النيابي وبمبادئ الحرية والمساواة التي يكفلها‬ ‫هذا الدستور‪.‬‬

‫( ألغيت المواد ‪ 177‬و ‪ 178‬و ‪ 179‬و ‪ 180‬و ‪ 181‬و ‪ 182‬و ‪183‬‬ ‫و ‪ 184‬و ‪ 185‬بالقانون رقم ‪ 1‬لسنة ‪.) 1963‬‬

‫المادة (‪)198‬‬

‫الفصل الحادي عشر‬ ‫أحكام عامة‬ ‫المادة (‪)186‬‬ ‫اللغة العربية هي اللغة الرسمية للدولة ‪.‬‬

‫المادة (‪)187‬‬ ‫تحدد بقانون األحوال التي يجوز فيها استعمال لغة أجنبية في المعامالت‬ ‫الرسمية‪.‬‬

‫يظل مجلس الشيوخ قائما بتشكيله الحالي إلى أن تنتهي عضوية كل‬ ‫عضو من أعضائه ‪.‬‬

‫المادة (‪)203‬‬ ‫( ألغيت هذه المادة بالقانون رقم ‪ 1‬لسنة ‪) 1963‬‬

‫المادة (‪)204‬‬

‫المادة (‪)193‬‬

‫تحدد بقانون طريقة إنشاء وتنظيم القوات البرية والبحرية والجوية ‪.‬‬

‫اإلدارة المحلية‬

‫المادة (‪)202‬‬

‫المادة (‪)192‬‬

‫إذا استحكم الخالف بين مجلس النواب ومجلس الشيوخ على تقرير‬ ‫باب من أبواب الميزانية يحل بقرار يصدر من المجلسين مجتمعين‬ ‫بهيئة مؤتمر باألغلبية المطلقة ‪.‬‬

‫( ألغيت المواد ‪ 173‬و ‪ 174‬و ‪ 175‬بالقانون رقم ‪ 1‬لسنة ‪. ) 1963‬‬

‫إلى أن يصدر قانون اإلدارة المحلية تقسم المملكة الليبية إلى عشر‬ ‫وحدات إدارية رئيسية تسمى بقرار من مجلس الوزراء ‪ .‬ويرأس كل‬ ‫منها موظف يعين بمرسوم ملكي ‪.‬‬

‫المادة (‪)191‬‬

‫يحدد نظام النقد بقانون‪.‬‬ ‫المادة (‪)171‬‬

‫المادة (‪)201‬‬

‫ال يجوز إبعاد األجانب إال طبقا ألحكام القانون ‪.‬‬

‫ال يجوز عقد قرض عمومي وال تعهد يترتب عليه إنفاق مبالغ من‬ ‫الخزانة في سنة أو سنوات مقبلة إال بموافقة مجلس األمة ‪.‬‬

‫المادة (‪)170‬‬

‫أحكام انتقالية وأحكام وقتية‬

‫المادة (‪)189‬‬

‫المادة (‪)168‬‬ ‫ال يجوز تقرير معاش على خزانة الحكومة أو تعويض أو إعانة أو‬ ‫مكافأة إال في حدود القانون‪.‬‬

‫الفصل الثاني عشر‬

‫جميع القوانين والتشريعات واألوامر واإلعالنات المعمول بها في أي‬ ‫جزء من ليبيا وقت نفاذ هذا القانون تظل سارية بالقدر الذي ال يتعارض‬ ‫مع أحكام التعديل الدستوري المستحدث ‪ ،‬وذلك إلى أن تنقضي أو تلغى‬ ‫أو تعدل أو تستبدل بها تشريعات أخرى تسن وفقا للقواعد المبينة في‬ ‫هذا الدستور‪.‬‬ ‫( ألغيت المواد ‪ 205‬و ‪ 206‬و ‪ 207‬و ‪ 208‬و ‪ 209‬و ‪ 210‬و ‪ 211‬و‬ ‫‪ 212‬و ‪ 213‬بالقانون رقم ‪ 1‬لسنة ‪. ) 1963‬‬

‫وضعت الجمعية الوطنية الليبية وأقرت هذا الدستور في جلستها‬ ‫المنعقدة بمدينة بنغازي في يوم األحد ‪ 6‬المحرم الحرام ‪ 1371‬الموافق‬ ‫‪ 7‬أكتوبر ‪ 1951‬وعهدت إلى رئيسها ونائبيه بإصداره ورفعه إلى‬ ‫حضرة صاحب الجاللة الملك المعظم وبنشره في الجريدة الرسمية‬ ‫بليبيا ‪.‬‬ ‫تنفيذا لقرار الجمعية الوطنية قد أصدرنا هذا الدستور بمدينة بنغازي‬ ‫في يوم األحد ‪ 6‬المحرم الحرام ‪ 1371‬الموافق ‪ 7‬أكتوبر ‪. 1951‬‬

‫نائب الرئيس‬ ‫أبوبكر بن أحمد أبوبكر‬ ‫نائب الرئيس‬ ‫عمر فائـق شنيب‬ ‫رئيس الجمعية الوطنية‬ ‫محمد أبو األسعاد العالم‬

‫ألجل تنقيح هذا الدستور يصدر كل من المجلسين باألغلبية المطلقة‬ ‫ألعضائه جميعا قرارا بضرورته وبتحديد موضوعه ‪ ،‬ثم بعد بحث‬ ‫المسائل التي هي محل للتنقيح يصدر المجلسان قرارهما في شأنها‪،‬‬ ‫وال تصح المناقشة واالقتراع في كل من المجلسين إال إذا حضر ثالثة‬ ‫أرباع عدد أعضائه ‪ ،‬ويشترط لصحة القرارات أن تصدر بأغلبية‬ ‫ثالثة أرباع األعضاء الحاضرين في كل من المجلسين وأن يصدق‬ ‫عليها الملك ‪.‬‬

‫المادة (‪)199‬‬ ‫( ألغيت هذه المادة بالقانون رقم ‪ 1‬لسنة ‪) 1963‬‬

‫هوامش‬

‫المادة (‪)200‬‬

‫(‪)1‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫‪. 1963‬‬

‫تنظم بقانون المهاجرة إلى ليبيا ‪.‬‬

‫ألغى النظام االتحادي بالقانون رقم ‪ 1‬لسنة ‪. 1963‬‬ ‫عدل اسم الدولة إلى “ المملكة الليبية “ بالقانون رقم ‪ 1‬لسنة‬


‫‪ 7‬يونيو ‪2011‬‬

‫‪17‬‬

‫رسالة عن النوايا الطيبة ‪..‬‬ ‫واخلبيثة أيضا‬ ‫محمد عقيلة العمامي‬

‫يبدو أن ( رويتر ) ‪ ،‬أو على األقل‬ ‫مترجميها ‪ ،‬متفقة على صياغة أخبار‬ ‫ثوار ليبيا بأسلوب يخدم ‪ ،‬بقصد أو من‬ ‫دونه ‪ ،‬إعالم نظام القذافي !‬ ‫إن تكرار توصيف الحدث بما يشوه‬ ‫حقيقته أمر ينبغي أن ننتبه إليه ‪ ،‬فمثال‬ ‫بصحيفة الشرق األوسط عدد ‪11870‬‬ ‫بتاريخ ‪ 29/5/2011‬عنوانه ‪:‬‬ ‫( الحرب تشعل الغالء في بنغازي‬ ‫والمعارضة ال تجد التمويل ) والحقيقة‬ ‫أن الحرب أشعلت الغالء في ليبيا كلها ‪،‬‬ ‫وليس بنغازي فقط ‪ .‬وليست المعارضة‬ ‫ التي كان يتعين أن يسميها الكاتب ‪:‬‬‫الثوار ‪ -‬هي فقط التي ال تجد التمويل ‪..‬‬ ‫بل ليبيا كلها ‪ ،‬خصوصا وأن العالم كله‬ ‫يعرف كم وصلت قيمة لتر البنزين في‬ ‫طرابلس ‪ ،‬ناهيك عن المواد التموينية ‪،‬‬ ‫وهذا أمر لم يصل حدا مريبا في المناطق‬ ‫المحررة ‪ ،‬بل أن الوقود لم ينقص ولم‬ ‫يرتفع سعره ‪ .‬ولكن محرر المراسلة‬ ‫يريد أن يزرع فكرة ( انفصال ) الشرق‬ ‫عن الغرب ألسباب يريدها نظام دفع‬ ‫الماليين لتأويل أحداث تخدم غايات‬ ‫انفصالية ال وجود لها إالّ في أحالمه ‪.‬‬ ‫ثم يقول المقال المشار « اقتصاد‬ ‫بنغازي ‪ ،‬وبقية الشرق ‪ ،‬الذي تسيطر‬ ‫عليه المعارضة ‪ -‬يقصد الثوار – في‬ ‫حالة مزرية بعد أكثر من ثالثة أشهر‬ ‫من (الحرب األهلية !! ) التي قسمت‬ ‫البالد ‪ ،‬حيث ال تزال غالبية الغرب‬ ‫( تخضع !! ) للعقيد معمر القذافي ‪،‬‬ ‫وكانت المعارضة ( الثوار ) تأمل أن‬ ‫تتقدم سريعا صوب طرابلس ‪ .‬ولكن‬ ‫قوات القذافي حالت دون ذلك ‪« ..‬‬ ‫غير أن العالم كله يعرف أن هذه القوات‬ ‫مجرد مرتزقة غرر بهم !‬ ‫قد يكون الوضع المادي بالمناطق‬ ‫المحررة مزري ‪ ،‬ولكن األحوال‬ ‫المعيشية ليست كذلك على اإلطالق ‪..‬‬

‫وأي زائر ألي منطقة محررة يقف على‬ ‫هذه الحقيقة ‪ ،‬ألن برامج اإلغاثة منتظمة‬ ‫‪ ،‬والسلع متوفرة ‪ ،‬والناس واعون لم‬ ‫يتكالبوا أبدا على أية سلعة !! ‪.‬‬ ‫أما ما حاول محرر الموضوع‬ ‫تمريره هو مصطلح ( الحرب األهلية‬ ‫) التي ذكر أنها قسمت البالد ‪ ،‬وهذا‬ ‫– وحق هللا – افتراء ‪ ..‬فكيف تقسمت‬ ‫واإلمدادات الحربية من أسلحة وعتاد ‪،‬‬ ‫وأدوية ‪ ،‬وتموين يصل إلى مصراته‬ ‫‪ ،‬والجبل الغربي كل ليلة ‪ ..‬كيف‬ ‫تكون البالد مقسمة ‪ ،‬ومرتزقة القذافي‬ ‫يحاصرون مدن الغرب كلها بما فيها‬ ‫طرابلس ‪ ..‬ولذلك فإنه من األسلم أن‬ ‫يقرر الكاتب أن مدن الغرب محاصرة‬ ‫‪ ،‬محتلة ولكن ليست خاضعة لنظام‬ ‫القذافي !‬ ‫والشرق لم يضطر – كما يقول‬ ‫المقال ‪ -‬إلى ( شد الحزام على البطن )‬ ‫وإنما أهله يتقاسمون ما يصلهم من مؤن‬ ‫مع بقية أخوته المحاصرين ‪ ..‬ثم يفتري‬ ‫كاتب التقرير عندما يقول أن الناس‬ ‫يبيعون شفرات هواتفهم لشراء المواد‬ ‫الغذائية ‪ ،‬أما أسباب بيعها فكلنا تعلم أن‬ ‫إدارة شركة ليبيانا بطرابلس ‪ ،‬وبالتالي‬ ‫فإن الشفرات موجودة هناك ‪ ،‬وأن‬ ‫الذي حدث أن فني الشرق فصلوا أحدى‬ ‫الشبكتين عندما تأكد لهم تجسس النظام‬ ‫على مكالماتهم ‪ ،‬وشغلوها بالتعاون مع‬ ‫شركة قطرية‪،‬ولذلك صارت شفرات‬ ‫لبيانا مطلوبة‪ ،‬فأرتفع سعرها وهذا أمر‬ ‫نسبي خاضع لقانون العرض والطلب‪.‬‬ ‫والحقيقة أنني ال أنوي أن أجعل‬ ‫من ردي ‪،‬و تفنيدي لما تناوله المقال‬ ‫موضوعا رئيسيا ‪ ،‬ذلك ألنني اكتشفت‬ ‫أن النص الذي ورد بالصحيفة التي‬ ‫أشرت إليها هو نفسه نص ( رويتر )‬ ‫باللغة العربية ‪ ،‬وبالتالي المعلومات‬ ‫المغلوطة ‪ ،‬التي أرى أنها مدسوسة‬ ‫ال شأن للصحيفة بها ‪ ،‬وإنما المسئول‬

‫توجيه اخلطاب‬ ‫السياسي إىل الدخل‬ ‫كان ومازال مصيبة‬ ‫معظم نظم العامل‬ ‫الثالث ‪ ،‬والعربي‬ ‫على وجه اخلصوص‬ ‫‪ ،‬وحنن دولة وليدة‬ ‫ال نريد ‪ ،‬بالتأكيد‬ ‫‪ ،‬إعالم دود القز ‪،‬‬ ‫الذي يلف حريره على‬ ‫شرنقته حتى ميوت ‪.‬‬

‫‪ ،‬فما يصلهم من صحفهم ووكاالت‬ ‫أخبارهم كافيا ‪ ،‬واستبدال كلمة بأخرى‬ ‫قد ال ينتبهون إليها ‪ ،‬أو قد ال تعنيهم بقدر‬ ‫ما تعني القذافي على سبيل المثال ‪.‬‬ ‫توجيه الخطاب السياسي إلى الدخل‬ ‫كان ومازال مصيبة معظم نظم العالم‬ ‫الثالث ‪ ،‬والعربي على وجه الخصوص‬ ‫‪ ،‬ونحن دولة وليدة ال نريد ‪ ،‬بالتأكيد‬ ‫‪ ،‬إعالم دود القز ‪ ،‬الذي يلف حريره‬ ‫على شرنقته حتى يموت ‪ .‬نريد أن‬ ‫يصل صوتنا واضحا ‪ ،‬صادقا ‪ ،‬حقيقا‬ ‫إلى اآلخر ‪ ..‬إلى الغرب الذي ال نستطيع‬ ‫أن ننكر أننا لواله لوصلت كتائب‬ ‫القذافي ومرتزقته ربوة السلوم مرورا‬ ‫بأعراضنا !‬ ‫فماذا لو خصصنا – مثال ‪ -‬ساعة‬ ‫إخبارية بلغة إنجليزية ‪ ،‬أو فرنسية ‪،‬‬ ‫أو إيطالية أو جميعهن ‪ -‬إن كان ذلك‬ ‫باإلمكان ‪ -‬نوضح خاللها حقيقة وضعنا‬ ‫بدرجة ال يتجرأ معها مراسل أن ينتقى‬ ‫ما يحلو له من كلمات ‪ ،‬أو تأويالت !‬

‫عنها من حررها ‪ ،‬وهو بالمناسبة لم‬ ‫يذكر أسمه ‪ ،‬والبد أنه مراسل لرويتر‬ ‫ببنغازي ألنه يتحدث بضمير المراسل ‪،‬‬ ‫شاهد العيان ‪ ،‬فهل نقول أن له نوايا‬ ‫مضادة لثورتنا ؟ أم أن من ترجم المقال‬ ‫هو المسئول عن تشويه حقيقة الوضع‬ ‫؟ وكيفما تكون اإلجابة ‪ ،‬فإنها ال تهمنى‬ ‫‪ ،‬ألن غاية ما أريد قوله هو ضرورة‬ ‫توجيه خطاب ثورتنا اإلعالمي إلى‬ ‫اآلخر ‪ ،‬إلى أولئك المحررين القابعين‬ ‫خلف مكاتبهم الساهرة طوال الليل في‬ ‫أوربا ‪ ،‬الذين يكتبون أخبار ما يصلهم‬ ‫إلى مواطنيهم القادرين على إسقاط‬ ‫حكوماتهم وتغيير مسارها بحسب ما‬ ‫يوجهها إعالمها ‪.‬‬ ‫إن أولئك المواطنون ‪ ،‬الذين يطالعون‬ ‫أخبار العالم ‪ ،‬أول بأول لم يعد لديهم وقتا‬ ‫كافيا للتحليل المنطقي لمجريات األمور‬

‫وأعتقد أنكم تتفقون معي أن مثل‬ ‫هذا الخطاب ينبغي أن يكون حضاري‬ ‫مدروس من دون اإلعالن المسبق عن‬ ‫نوايا الذبح والشنق والسحق ‪ ،‬ومن دون‬ ‫التطاول ‪ ،‬مثال ‪ ،‬على روالن دوما الذي‬ ‫برأت محكمة فرنسية ساحته من تورطه‬ ‫في قضية رشوة ‪ ،‬وال إبراز تطوعه‬ ‫– هلل في هلل ! – للدفاع ‪ ،‬مع رفيقه‬ ‫جاك فيرجيس ‪ ،‬عن رئيس ساحل العاج‬ ‫المخلوع ( لوران غباغبو ) الذي أفنى‬ ‫آالف من شعبه من أجل بقائه في السلطة‬ ‫لفترة أخرى !!‬ ‫األمر ال يحتاج إالّ لنوايا طيبة !‬ ‫ ‬ ‫محمد عقيلة العمامي‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫‪ 30/5/2011‬م‬ ‫ ‬


‫‪18‬‬

‫‪ 7‬يونيو ‪2011‬‬

‫‪ .....‬وأمساء مستعارة‬ ‫مريم العجيلي‬ ‫عندما تستذكر بعد األشياء التي كانت تحدث‬ ‫بحياتك ‪ ،‬تضع يدك على خدك وتبدأ باسترجاعها‬ ‫تدريجيا ‪ ،‬فتجد مالمحك قد تبدلت بين االبتسامة‬ ‫و عدمها ‪ ،‬وأحيانا تسمع صوت قهقرة تخرج‬ ‫من داخلك دون أن تطلب منها ذلك‬ ‫عندما بدأت بممارسة هذه اللعبة الرائعة وهي‬ ‫استدراج الذكريات بمختلف أشكالها وأنواعها‬ ‫وألوانها وردت إلي خاطري حكاية ( األسماء‬ ‫المستعارة )‬ ‫فقد كنت أتنقل بين تلك األسماء ولم أجد لنفسي‬ ‫اسما أجمل من اسم ( مريم العجيلي) لذلك كلما‬ ‫كتبت باسم بدلته في المرة التالية دون إرادة مني‬ ‫‪.‬‬ ‫بدأت الكتابة المجهولة (نسبة إلي إن اسمي لم‬ ‫يكن معروفا) أو ( إنه لم يكن اسم علم) في‬ ‫بعض المواقع المعارضة وكان اسم ( بنت ليبيا‬ ‫) مالحقا لي‬ ‫بنت ليبيا ‪ ،‬ما أروعه من اسم ‪ ،‬فقد كنت بنت‬ ‫ليبيا التي لم تكن تستطيع الكتابة باسمها ال لشيء‬ ‫إال إن الخوف كان يقبع بداخلي كما جُل الليبيين‬ ‫بالداخل ( داخل ليبيا طبعا ) وهل الخوف شيئا ذا‬ ‫قيمة لنخفي من أجله أسمائنا التي نحب ؟‬ ‫ربما ذاك الخوف كان ناتجا عن كوني أنثي‬ ‫ونعلم جميعا ما يفعل باألنثى إن تم القبض عليها‬ ‫ال لشيء سوى إنها كتبت ما تريد قوله‪.‬‬ ‫أو ربما ذاك الخوف كان نتاج طبيعي لما‬ ‫نسمع ونرى من أفعال تم فعلها من قبل النظام‬ ‫ألشخاص كانوا أكثر من كل من يكتب باسم‬ ‫مستعار شجاعة ‪ ،‬وهل الشجاعة هي أن تقول‬ ‫ما تريد ؟ ربما هذا تعريفنا للشجاعة عندما نكتب‬ ‫اسما غير االسم الذي نعرف به ‪.‬‬ ‫ما علينا ‪ ،‬ولكن ال علينا فقد كان ذاك الخوف‬ ‫ناتج عن حرصي على أخواتي وأبي وأمي‬ ‫وبقية عائلتي فالنظام غير المنظم يضع تحت‬ ‫يديه كل أفراد العائلة وإن كانوا ال عالقة لهم‬ ‫بما قلته أنت ‪.‬‬ ‫بنت ليبيا ‪ ..‬كتبت بهذا االسم عددا بسيط من‬ ‫المقاالت ربما ال تتجاوز أصابع اليد الواحدة‬ ‫وبعض التعليقات في مواقع مختلفة‬ ‫ثم وجدت أخرى تخاف مثلما أخاف أنا وتكتب‬ ‫باسم بنت ليبيا ‪ ،‬ولكنها كانت أكثر مني إنتاجا‬ ‫وكنت أتابعها بحب ألنها تحمل اسمي المستعار‬ ‫وال اعرف ما كان اسمها الحقيقي‬ ‫ت ليبيا؟‬ ‫سألني احد األشخاص يوما هل أنت بن ِ‬ ‫فأجبته إن ليبيا لم تلد بنتا واحدة وهناك عديدات‬ ‫هن بنات ليبيا ‪.‬‬ ‫ثم كتبت باسم ليبية ‪ ..‬وما أكثر الليبيات اللواتي‬ ‫يكتبن بهذا االسم ولكن كتبت به لعشقي لهذه‬ ‫األرض التي نكتب من داخلها لنقول ما نريد‬ ‫ثم فجأة جاءت الشجاعة ‪ ،‬وكم كنت انتظرها‬ ‫وكتبت باسم مريم العجيلي وبصورة شخصية‬ ‫مصاحبه ربما رأى الصديق عادل صنع هللا‬ ‫مدير موقع جيل ليبيا بأن هذه المواضيع ال ضير‬ ‫من كتابة االسم معها وهي تتعلق بالفقراء والفقر‬

‫في ليبيا‬ ‫التي نراها ونسكت عنها ‪.‬‬ ‫بأنك تمتلك الماليين من السيارات السوداء التي‬ ‫كان عادل هو الضمير الذي يختار إما اسما كتبت( فيلم أمريكي ولكنه بنسخة مشوهة ‪ ..‬ال نعرف أسمائها تلك التي نراك تنزل منها‪ .‬أو‬ ‫مستعار أو اسم حقيقي‬ ‫المنقذ سيف اإلسالم )وتم توبيخي من عدة يتخيل لنا انك فيها‪.‬‬ ‫شجعتني قصة فوزية الليبية المتسولة أن اكتب أصدقاء عن هذا المقال وكان ردي هو إن سيف‬ ‫باسمي ‪ ..‬وكتبت بشكل بسيط والخوف يحيط بما وضع خطوطا حمراء عدة ولكنه لم يضعها ويتخيل لنا سيدي القائد بأنك ترتدي أفخم‬ ‫أكتب‪ ،‬وكان الموضوع بعنوان ( كلنا فوزية تحت اسمه‬ ‫المالبس من أشهر مصممي المالبس وأن‬ ‫فمن هي ) ولم يحدث شيء حينها ‪ ،‬أوف الحمد وعندما رأيت تجمهر عددا من الناس من اجل فقط بيتك ذاك البيت الذي طالته أيدي القوات‬ ‫هلل لم يأتي أحدا من اللجان الثورية أو من األمن الحصول على مرتباتهم كتبت مقاال عن ذلك الغاشمة في عام ‪ 1986‬غدراً وبهتانا ً مجرد‬ ‫وتوالت الكتابات عن الفقراء في مدينتي بنغازي وذيلته بـ( لنقل جميعا هووووووووووووو )‬ ‫خيمة أو كهف ومساحته تسع أن يكون عليها‬ ‫باالسم الذي اعشقه ( مريم العجيلي) وكتبت أعود لألسماء المستعارة كتبت عدة مرات بيوت وبيوت للشباب الليبيين‪.‬‬ ‫صديقتي العاهرة ويحوى قصة مجموعة بأسماء ذكورية وحاولت أن أبدل أسلوبي عفواً سيدي القائد فقد تجاوز عقلي حده الذي‬ ‫من الفتيات الليبيات اللواتي يمتهن العهر بأسلوب ذكر واعتقد بأني استطعت فعل ذلك‬ ‫خلقه هللا عز وجل عليه وفكرت لبعض الثواني‬ ‫للحصول على مبالغ مالية وربما تلقيت العديد ولكن أجمل ما كتبته باسم مستعار هو ( يا سيدي فعليك بإرسال بعض من رجالك ليقوموا‬ ‫من التعليقات الجارحة الخاصة بحياتي بعد القائد لطفا) وكان عام ‪ 2009‬بعد أن استمعت باغتيالي أو بأخذي إلي حيث ال يعلموا أهلي‬ ‫هذا المقال كون العنوان يقول صديقتي وبدأت إلي خطاب معمر بمناسبة ‪ 2‬مارس وهذا هو كما العديد من الشباب أو أن يتم القبض على‬ ‫االتصاالت بالسؤال عن من هي تلك الصديقة الموضوع‬ ‫أصدقائي‪ ،‬اعتذر سيدي فأنا من تلك المجموعة‬ ‫‪ ،‬وبدأت التخمينات ‪ ,‬ولكن تلك القصة كانت أريد أن أبثك ما يختلج في صدري من شكر لك‪ ،‬التي قلت عننا بأننا لسنا مشكلة دور الرعاية‪،‬‬ ‫تحوي قصص لفتيات عديدات اجتمعن ليكون شكر خاص من أعماق قلب ليبية تعتبرها أنت فأنت ولينا وال ولي غيرك تقينا من برد الشتاء‬ ‫موضوعا واحدة فما أقوله دائما بأن العاهرة خروف أو نعجة ال يهم‪ ،‬ما يهم انك تعتبرني وتحمي بطوننا من الم الجوع‪ ،‬وتتألم من اجلنا‪،‬‬ ‫إنسان لم نستطع أو يستطع أي شخص من بهيمة ال تفهم وتصفق لك ببالهة وعبط‬ ‫ولكن سيدي ليس مهم لنا أن نتعلم في الجامعات‬ ‫معرفة الظروف التي أدت إلي امتهنهن تلك يا سيدي القائد‪ ،‬أليس هكذا ينادونك‪ ،‬سيدي‪ ،‬يا فهي مكلفة وال أن نعالج بالمستشفيات فالمرض‬ ‫المهنة ولكن نبدأ في التحدث عنهن بعد أن يمتهن قادر على معاملتي بهكذا طريقة أحييك من قلبي‪ ،‬ال يأتينا فطعامنا شعير وخبز وماء النهر العظيم‬ ‫تلك المهنة القديمة جدا والرخيصة جدا ‪.‬‬ ‫فأنا وككل الليبيين )البهائم) الذين ال يعو وال الذي ينصح به األطباء فهو خالي من التلوث‬ ‫ومقال ( بربع جني خبزة وحكية حليب دين يفقهوا سوى التصفيق لك واالبتسامة‪ ،‬ليشعروك نحن الذين ال يهم أن كنا ستة أو خمسة ماليين‪،‬‬ ‫) وأيضا عن الفقر في مدينتي و(أنا في حافلة بأنك أنت فقط سيدنا وراعي القطيع‪ ،‬فقط نبتسم وال يهم أن كانت اإلحصائيات الحقيقية تقول بان‬ ‫الربع) والعديد من المقاالت التي استهوت لك عندما تغرينا باآللف دينار أو األلفين‪( ،‬أليس ثالثة ماليين من الشعب الليبي تحت مستوي‬ ‫الصديق يوسف ( عيسي عبدالقيوم ) الذي كتب هذا بكثير على بهائم مثلنا) تعتقد بأنك تقدم لنا العيش الطبيعي لإلنسان ألنهم نسوا سيدي بأنك‬ ‫عني ( مريم ومجتمع القاع) وكم أعجبني اقتران هبة وعلينا أن ننكس رؤوسنا لنأكل كسر الخبز ال تنظر إلينا كانسان بل كبهائم تصدق أنك‬ ‫اسمي بهذا المجتمع‬ ‫اليابس التي ترميها بأيديك الناعمة الرطبة‪ ،‬آسفة تستلف ثمن أضحية العيد وتضع اسمك ضمن‬ ‫وتعالوا نحسبوها ‪ ،‬كنت اعتقد عندما كتبت هذا سيدي القائد فقد قلت بأنك مثلنا تحيى حياتنا‪ ،‬قائمة المستفيدين من الثروة وأبنائك تعبت من‬ ‫الموضوع باني بطلة ولكن اآلن أراه موضوع وأبنائك يفعلون ما ال تريد !! آسفة سيدي القائد اجل تعليهم ونفذت أموالك واستلفت مبلغ من‬ ‫بسيط وعادي وهو يتحدث عن المصاريف التي فقد كنت استمع إليك بكل حب وتقديس وتغاضيت المال من أصدقائك المقربين جداً لكي تستطيع‬ ‫صرفت بمناسبة ذاك العيد الذي كنا نرغم على على تشغيل زر العقل حتى تنهي سيدي خطابك‪ ،‬إطعامهم ليتم تحصلهم على الدكتوراه فهم عباقرة‬ ‫االحتفال به كل عام ببداية شهر سبتمبر‬ ‫حتى ال تغضب مني وأكون أكثر مما تريد فقد ال يفكرون إال بالتعليم وليس التعرف على‬ ‫((ورغم هذه الحسبة (مش هضا موضوعنا)‪ ،‬كنت بهيمة‪ ،‬تستمع إليك بابتسامة بلهاء‪ ،‬تقول الممثالت اليهوديات في إحدى الدول األجنبية‬ ‫فموضوعي عن العائالت الليبية في مدينة نعم سيدي‪ ،‬فنحن الخمسة ماليين حيث انك وال الزواج من عارضة أزياء عارية وتعذيب‬ ‫بنغازي التي تلتحف الفقر والبرد والحرارة‪ .‬أغفلت عن المليون اآلخر حسب اإلحصائيات الخادمات‪ ،‬وليس الحصول على الدكتوراة‬ ‫عائالت ال تملك مسكنا‪.‬‬ ‫البليدة التي تؤكد بأن الشعب الليبي هو ستة البنتك الوحيدة بعد أن فشلت في الدراسة فقاموا‬ ‫ماليين وليس بخمسة ولكن بكل تأكيد سيدي هم بإعطائها مجرد شهادة دكتوراه محروم منها‬ ‫لم أعد أهتم إن كانوا طلبة جامعات‪ ،‬أو أنهم خطأ وأنت الصواب فالمليون الباقي هم مجرد أفضل طالب بجدارته ولكن لقلة حيلة والده‪.‬‬ ‫احتفلوا باألعياد واشتروا مالبس جديدة‪ ،‬ولم بهائم ربما مرمية هناك في المعتقالت أو مدفونة اعتذر سيدي‪ ،‬فهل لك أن تعذر إنسانيتي واعدك‬ ‫أعد أهتم إن اشترت تلك الطفلة شكوالتة أم ال‪ ،‬تحت التراب أو إنهم كالب ضالة ال مأوي لهم بأني سأعيد البهيمة إلى عقلي لكي تنام وهي‬ ‫ولم أعد أهتم إن ناموا بدون عشاء بعد أن دست فال تعتبرهم ليبيين وأسقطهم من حسابك سيدي مبتسمة ألنها ستسافر إلى الصين لتشتري‬ ‫أليهم أمهم منوما في المياه ليناموا دون أن يسألوا القائد وال تعكر صفو وقتك بمجرد مليون ليبي حليب الزهرة وتقول لذاك التاجر طز فيك‪،‬‬ ‫أين العشاء‪ ،‬وهذا حدث في أيامنا هذه وليس أيام ال غنى بهم‪ ،‬وتجاوزاً ذكرت سيدي‪.‬‬ ‫وسأنام مرتاحة ألني لن اضطر للعالج ألني لن‬ ‫عمر بن الخطاب‪.‬‬ ‫إن الفقراء )نسبياً) وال يوجد فقراء بليبيا هم امرض وليس مهم أن يتعلم أبنائي الن التعليم‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ما يهمني اآلن هو المسكن ياناس‪ ،‬فقد سئمنا مليون أو مليون ونصف المليون تجاوزا وكرما ليس إجباري ويجب آن نفهم الثقافة القذافية التي‬ ‫استالم إيصال وهمي القتناء منزل بسيط (شقة منك‪ ،‬فالليبيون يحيون حياة تليق بهم كقطعان سيحتذي بها كل الشعوب فأنت النبي الذي ينزل‬ ‫بدار وحمام)‬ ‫من األغنام وأنت راعيهم المتواضع الذي ال عليه الوحي قبل كل العالم والفاهم لكل العالم‪.‬‬ ‫ً‬ ‫يهتم ال بالقصور كالحكام الباقيين أو المالبس عفوا سيدي القائد‪ ،‬سأعود إلي بهيميتي وحقارتي‬ ‫أصبح ثمن أقل شقة في بنغازي خمسة وعشرون الفاخرة بعد أن نصحت زمالئك الرؤساء‪.‬‬ ‫ولن أفكر كاإلنسان فأنت فقط إنسان وما نحن‬ ‫ألفا‪ ،‬بعد تعويض أهالي المحقونين باإليدز اعتذر سيدي اقصد الحكام وليس أنت مثلهم‪ ،‬سوى مليون ضائع ومجرد قطعان‬ ‫أصبح العقار غالي جدا َوالنَّتِي َجة إيدز وطيح بأن يرتدوا مثل شعوبهم مالبس ممزقة مثلك‪ ،‬والن البهائم ال أسماء لها فسأكتب ‪..‬‬ ‫سعد‪ )).‬نشر بجيل ليبيا‬ ‫فأنت ال تحب المالبس الفاخرة! وال القصور بهيمتك الليبية‬ ‫ولكن لم يشفي هذا الموضوع غليلي من األشياء وال السيارات الفاخرة‪ .‬اعتذر سيدي فقد اعتقدنا‬


‫‪ 7‬يونيو ‪2011‬‬

‫(‪)1‬‬ ‫في خمسينيات وستينيات القرن الماضي ‪ ،‬كان أصحاب‬ ‫المتاجر في سوق الظالم وسوق الجريد بمدينة بنغازي ‪ ،‬يضعون‬ ‫كراسي أو عصي مكانس أو يربطون مناشف لغلق محالتهم ! في‬ ‫ذلك الوقت كنت أعتقد بأن السبب هو عدم رغبة هؤالء التجار‬ ‫في إدخال البضائع ‪ ،‬ومن ثمإخراجها من جديد ‪ ...‬كنت طفالً‬ ‫ألعب في الجوار ‪ ،‬مروراً بمحالّت المواد الغذائية ‪،‬‬

‫كان ياما كان‬

‫والمالبس واألقمشة ‪ ،‬ومحالّت الصّاغة من ذهب وفضّة ‪.‬‬ ‫وكنت أندهش ‪ ..‬عندما يقول صاحب محل البقالة ‪ -‬وهو‬ ‫يلتقط القرش أو النصف قرش ‪ -‬من صحن الميزان ‪ ،‬بأن فالنا ً قد‬ ‫أخذ رغيف خبز أو رغيفين وترك ثمنها ! أخيراَ أدركت بأن‬ ‫السبب الحقيقي في وضع عصا أمام المحل ‪ ،‬ووجود قطعة النقود‬ ‫في الميزان ‪ ..‬هو األمان والثقة والصدق واإلحساس باآلخرين‬ ‫‪ ..‬الذي كان يغلّف حياتنا في مدينتنا‬ ‫الحبيبة ‪ .‬وذلك قبل أن يباشر الطاغية ونظامه وزبانيته في‬ ‫زرع الخوف والرهبة وعدم الثقة والسرقة والرشوة والغش‬ ‫والكذب وإنعدام اإلحساس بآلخرين ‪.‬‬

‫عصام جملي طرخان‬ ‫وكأنها حكايات خيالية وخرافات ال يصدقونها ‪ ..‬فهل نستطيع‬ ‫اليوم أن نزرع في نفوسهم الصغيرة تلك القيم والمبادئ واألخالق‬ ‫التي عايشناها ؟ كلنا أمل في إعادة الثقة واآلمان واإلحترام‬ ‫لألجيال القادمة ‪ ..‬وأن ننزع بقوة المنغصات والشرور والفُرقة‬ ‫التي زرعها الطاغية ونظامه ‪.‬‬

‫‪19‬‬

‫وزبانيته ونظامه المدمر لألخالق والنفوس ‪ .‬فهل نستطيع بعد‬ ‫‪ 17‬فبراير ‪ ،‬أن نحقق حلمنا وننفض عنا غبار وجراثيم إثنتين‬ ‫وأربعون عاما ً من فساد األخالق والذمم ودمار النفوس والقيم ؟‬ ‫أنه تح ٍد كبير ‪ ..‬البد من إجتيازه ‪ ..‬فبالصبر والعمل الجاد‬ ‫يعود األمن واآلمان من جديد‪.‬‬ ‫( ‪)4‬‬ ‫في ستينيات القرن الماضي ‪ ،‬كان هناك مكان يسمى ( المربوعة‬ ‫) ‪ ،‬جميعنا نعرف ذلك ‪ ،‬فهي عبارة عن حجرة صغيرة في‬ ‫مدخل كل منزل من منازلنا ‪ ،‬نقضي فيها ‪ -‬شبابا ً ‪-‬معظم‬ ‫أوقاتنا مع األصدقاء والجيران ‪ ،‬للمذاكرة أو اإلستماع للراديو أو‬ ‫لتجاذب أطراف الحديث من هنا وهناك ‪ ..‬وكان أهالينا عندما‬ ‫يطلبوننا لسبب أو آلخر ‪ ،‬فإنهم يعرفون أماكن تواجدنا تحديداً‬ ‫‪ ،‬في مربوعة فالن أو فالن اآلخر ‪..‬‬ ‫كنا شباب وال نملك أوقات فراغ ‪ ..‬وال نقف علي أرصفة‬ ‫الشوارع الرئيسية نتطلع ببالهة في وجوه المارة صباحا ً ‪ -‬آسف‬ ‫ ظهراً ومساءاً ‪ .‬كنا مهتمون بالدراسة واإلطالع ‪ ،‬نتبادل‬‫الكتب والمجالت ‪ ،‬ونسعى لتطوير مواهبنا وقدراتنا ‪،‬‬ ‫وكانت المالعب الخمسة ميادين تنافسنا الرياضي ‪.‬‬

‫اليوم ‪ ..‬وبعد ثورة ‪ 17‬فبراير المباركة ‪ ..‬كلنا أمل‬ ‫ّ‬ ‫نجتث ما زرعه الطاغوت المدمر في النفوس ‪ ،‬وسوف لن‬ ‫بأن‬ ‫ً‬ ‫اآلمان‬ ‫عودة‬ ‫من‬ ‫وأحفادنا‬ ‫أبنائنا‬ ‫يحرم‬ ‫أن‬ ‫كان‬ ‫ألي‬ ‫ا‬ ‫مجدد‬ ‫نسمح‬ ‫في ستينيات القرن الماضي ‪ ،‬كانت أرصفة الشوارع الرئيسية‬ ‫والثقة والصدق واإلحساس باآلخرين ‪ ،‬ليغلّف حياتنا من جديد ‪ .‬وميادين مدينتنا بنغازي بها عدادات زمنية لوقوف السيارات ‪،‬‬ ‫وأكشاك لهواتف عامة ‪ .‬ولو قدّر هللا لسيارة أن ترتطم بأخرى‬ ‫( ‪)2‬‬ ‫واقفة وصاحبها غير موجود ‪ ،‬كنا نكتب األسم ورقم الهاتف‬ ‫في خمسينيات وستينيات القرن الماضي ‪ ،‬ك ّنا نحترم الكبير ونضعه أسفل مسًاحات الزجاج ‪ ..‬هكذا كانت بنغازي ‪ ،‬وهكذا‬ ‫ونبجّ ل المعلم ونقدّس ممتلكات اآلخرين ‪ ...‬فعندما ك ّنا صغاراً كانت أخالق سكانها ‪ ..‬أمان وثقة ومصداقية ‪.‬‬ ‫نلعب في أحد شوارع مدينتنا ‪ ،‬كان أحد كبار السن يجلس بكل‬ ‫مضت األيام والشهور وتوالت السنين ‪ ،‬وافتقد الجميع إلي‬ ‫كنا نستخدم عبارات ‪ -‬إنقرضت اآلن ‪ -‬مثل شكراً ‪،‬‬ ‫هيبة ووقار علي كرسيه يراقب ‪ .‬لم يكن في إستطاعتنا الصراخ من فضلك ‪ ،‬لو سمحت ‪ ،‬آسف ‪ ،‬بارك هللا فيك ‪ ،‬هللا تلك الحجيرة ‪ ،‬بالغة الصغر ‪ ..‬شديدة التأثير ‪ ..‬ودورها العميق‬ ‫وكنا نفسح الطريق للمارّ ة ‪ ،‬ونلتزم غير المنظور في الترابط األسري و في التربية اإلجتماعية ‪.‬‬ ‫أو العراك أو التلفظ بأية كلمات خارجة عن المألوف ‪ .‬وعندما يرحم والديك ‪...‬‬ ‫ّ‬ ‫ينهر أحدنا ويعنفه ‪ ،‬لم يكن في إستطاعة ذوينا أن يقولوا كلمة الجانب األيمن للطريق ونجتاز من اليسار ‪ ،‬وكنا نستخدم األسهم‬ ‫بارك هللا شباب شارعنا من المقاتلين الشجعان‬ ‫واحدة ‪ .‬هكذا وبكل بساطة ‪ ..‬الكل يحترمه ويقدّر موقفه الجانبية عند المنعطفات ‪ ..‬كنا ملتزمين بآداب الطريق وإحترام‬ ‫ّ‬ ‫والمتطوعين اإلجتماعيين والكشافة واإلعالميين الشرفاء ‪ ،‬وكل‬ ‫‪ .‬وويل لنا لو رآنا مدرّ س الفصل نلعب في الشارع ‪ ،‬كنا اآلخرين ‪.‬‬ ‫نأمل‬ ‫الذين قدموا أنفسهم ووهبوها لثورة ‪ 17‬فبراير ‪...‬‬ ‫نتوارى عن األنظار حتى النعاقب صباح اليوم التالي لعدم تأديتنا‬ ‫وكان شرطي المرور بكامل هيئته ‪ ،‬والبوليس الحربي يمر جميعنا بأن نعيد التفكير في دكاكين منازلنا ‪ ،‬وأن نعمل من‬ ‫فروضنا المدرسية ‪.‬‬ ‫بخطوات عسكرية منتظمة ‪ ،‬جنديان إثنان في كل مرة وبشكل جديد علي تفعيل دور ( المربوعة ) ‪ ..‬حتى يستطيع بقية‬ ‫وكانت البيوت في شارعنا مفتوحة أبوابها طوال النهار ‪ ..‬ندخل مستمر ‪ .‬وكان الحرس البلدي شريف وأهل للثقة ‪ ،‬ولذلك كانت شباب الحي في منطقتنا ‪ ،‬والذين ال يزالوا واقفين عند ناصية‬ ‫الرصيف المقابل ‪ ،‬من المساهمة بدورهم في المضي قدما ً بما‬ ‫هذا المنزل أو ذاك ‪ ،‬نتناول الخبز بالزيت والسكر‪ ،‬وكأنها بيوتنا األسعار ثابتة وفي متناول الجميع ‪.‬‬ ‫جميعا ً ‪ .‬ترسلنا األمهات إلي ( الكوشة ) لنقل أو إحضار الخبز‬ ‫بدأه رجال المربوعة وأبناءهم ‪.‬‬ ‫‪ .‬أو لنقل صحون الطعام من بيت إلي بيت ‪.‬‬ ‫كانت الرشوة وإباحة المال العام عيب وحرام وليست في‬ ‫قاموسنا الليبي ‪ ..‬بالطبع لم نكن مالئكة ‪ ،‬ولم نكن في أحسن‬ ‫أين نحن من تلك األيام ؟ نحكي عنها ألبنائنا وأحفادنا ‪ ،‬حال ‪ ،‬ولكن الحمدهلل ‪ ،‬كنا أفضل حاالً قبل أن يأتي الطاغوت‬ ‫( ‪)3‬‬

‫يف املكتبات ولدى الباعة‬ ‫العدد السادس من صحيفة الكلمة‬ ‫تقرأ فيه ‪:‬‬

‫ـ ليبيا واألمم املتحدة من سان لو إىل عبد الرمحن شلقم‬ ‫ـ قصة الشهيد عمر دبوب‬ ‫ـ من جيرؤ على اغتيال الرباءة‬ ‫ـ محزة التهامي مذيع الكالشنكوف وقصة نبشه لقرب احلاج حممد مسعود ازبيدة‬ ‫ومواضيع أخرى متوعة‬

‫جاء الطاغية بأساليبه الهدّامة ‪ ،‬وإضطر شارعنا إلى‬ ‫هدم المرابيع وتحويلها إلى دكاكين ومحالت تجارية ‪ ..‬لم يجد‬ ‫بعدها شباب الحي مكان للقاء والتسامر يشرف عليه األهل ‪..‬‬ ‫واختفت ( المربوعة ) ! فابتعد الشباب عن ذويهم ‪ ،‬واصطفوا‬ ‫على أرصفة الشارع البعيد يتطلعون ببالهة في وجوه المارة‬ ‫‪ ،‬معجبين بالعربات الفارهة وبمقدرة كل منها علي اإلسراع‬ ‫والتسارع ‪...‬‬


‫‪20‬‬

‫‪ 7‬يونيو ‪2011‬‬

‫زمن اململكة‬

‫تطور اجملتمع اللييب‬ ‫‪1969 - 1951‬‬

‫‪3‬‬

‫احلرب العاملية الثانية‬ ‫د‪.‬محمد المفتي‬

‫في ‪ 13‬سبتمبر ‪ ، 1940‬شن اإليطاليون‬ ‫هجوما على مصر بقيادة غراسياني ‪ ،‬وبعد‬ ‫ثالثة أيام وصلوا وتوقفوا عند سيدي براني‬ ‫‪ .‬وفي ‪ 9‬ديسمبر‪ ،‬ردت القوات البريطانية‬ ‫بهجوم مضاد‪ ،‬وسرعان ما انهارت الجبهة‬ ‫اإليطالية ‪ ،‬ليأسروا ‪ 130‬ألف جندي ايطالي‬ ‫( بينهم بضع آالف من المجندين الليبيين )‬ ‫و‪ 400‬دبابة و‪ 1200‬مدفع ‪.‬‬ ‫وسرعان ما تراجعت فلول الطليان‪ .‬ودخل‬ ‫اإلنجليز مدينة بنغازي ‪ ،‬ورفع العلم‬ ‫البريطاني فوق مبني البلدية‪ .‬وكان مع‬ ‫اإلنجليز وحدات من الجيش الليبي الذي‬ ‫أسس مؤخرا في مصر‪ .‬ومع ذلك عانت‬ ‫المدينة من دخول الجيش البريطاني ‪ ،‬الذي‬ ‫ضم كتائب استرالية عاث أفرادها فسادًا‬ ‫في المدينة‪ .‬كما نهبت البيوت والمباني‬ ‫الحكومية‪.‬‬ ‫قضت بنغازي ‪ 56‬يوما في ظل االحتالل‬ ‫البريطاني ‪ ..‬وفي صبيحة يوم ‪ 3‬أبريل‬ ‫‪ ،1941‬انسحبت الجيوش البريطانية شرقا‬ ‫‪ ،‬إثر نزول القوات األلمانية بقيادة الجنرال‬ ‫رومل في العقيلة‪ .‬وغادر البالد إلى مصر‬ ‫الليبيون من موظفي اإلدارة اإليطالية خشية‬ ‫انتقام الطليان ‪.‬‬ ‫وبخروج اإلنجليز‪ ،‬خرج الضباط والجنود‬ ‫المختبئون‪ ،‬مرتدين الز ّ‬ ‫ي الفاشستي‪ ،‬ورفعوا‬ ‫األعالم اإليطالية‪ ،‬وارتفعت أناشيدهم ‪..‬‬ ‫وقاد الحقد بعضهم إلى ارتكاب جرائم‬ ‫انتقامية ‪ ..‬ونهبوا متاجر العرب واليهود‬ ‫‪ ..‬ولعل أبشع تلك الجرائم قتل خمسة من‬ ‫رجال أسرة جعودة في البركة‪ ،‬ألن أحد‬ ‫أبناء األسرة وكان ضابطا بالجيش الليبي قد‬ ‫زار أهله إبان وجود اإلنجليز‪ .‬كما اعترض‬ ‫المستوطنون في فرزوغة ‪ ،‬سبعة شباب‬ ‫كانوا في سيارة محاولين اللحاق بالجيش‬ ‫البريطاني المنسحب ‪ ..‬وقتلوهم بالفؤوس‬ ‫والسواطير‪ .‬وهكذا ‪ ،‬وسط ابتهاج الطليان‬ ‫بعودة بنغازي الى السيادة اإليطالية ‪ ،‬عاش‬ ‫أهل المدينة في رعب‪.‬‬ ‫وفي قصته «بائع الحليب» ‪ ،‬يصف لنا‬ ‫الدكتور وهبي البوري‪ ،‬أجواء بنغازي‬ ‫آنذاك فيقول‪ .. ’’ :‬وخرج اإليطاليون من‬ ‫بيوتهم حاملين األعالم واألسلحة وقد تغلبت‬ ‫عليهم حالة من الهستيريا اختلطت فيها‬ ‫الهتافات وطلقات الرصاص وتحطيم أبواب‬ ‫متاجر العرب واليهود‪ ..‬منادين باالنتقام من‬ ‫الخونة‪ .‬ولزم من تبقى من أسر عربية في‬ ‫المدينة بيوتهم وأحكموا إغالقها ‪ ..‬غير أن‬ ‫ذلك لم يحل دون تعرض بعض المنازل‬ ‫لالقتحام وقتل من فيها من الرجال‘‘‪.‬‬ ‫في منتصف نوفمبر‪ ،‬قام الجيش البريطاني‬ ‫بشن هجوم معاكس ضد القوات األلمانية‬ ‫واإليطالية ‪ ،‬واحتل بنغازي للمرة الثانية‬ ‫( ‪ . )1941 / 12 / 25‬لكن بقاء اإلنجليز‬ ‫لم يتجاوز ‪ 36‬يوما ‪ ،‬اضطروا بعدها‬ ‫إلى االنسحاب‪ .‬وإثر ذلك قامت السلطات‬ ‫اإليطالية بترحيل المستوطنين الطليان‬ ‫من الجبل األخضر إلى طرابلس ومنها‬

‫إلى ايطاليا‪ .‬تقدم األلمان شرقا‪ ،‬وواصلوا‬ ‫الزحف حتى توقفوا عند منطقة العلمين ‪..‬‬ ‫لكن الجيش البريطاني ّ‬ ‫شن هجومه األخير‬ ‫‪ ..‬ودخل اإلنجليز بنغازي يوم ‪ 20‬نوفمبر‬ ‫‪ .1942‬وبهذا استقر الناس‪ ،‬واستتب األمن‪.‬‬ ‫وأسست قيادة الحلفاء‪ ،‬إدارة لتسيير األمور‪،‬‬ ‫عرفت باإلدارة العسكرية البريطانية التي‬ ‫تحولت تدريجيا إلى إدارة مدنية بمشاركة‬ ‫ليبيين‪ ،‬أصبحت مع الوقت نواة لحكومة‬ ‫برقة‪.‬‬ ‫الناس ‬ ‫شكل الليبيون‪ ،‬منذ القدم تجمعات سكانية‬ ‫مبعثرة على مدى الصحراء الفاصلة بين‬ ‫مصر وتونس ‪ ..‬فى «جزر» خصبة نسبيا‬ ‫سواء على الساحل أو فى الواحات ‪ ..‬ليبيا‬ ‫بمعنى ما أرخبيل من المستوطنات المتباعدة‬ ‫في صحراء شاسعة ‪ .‬ولعل أهم برزخ أو‬ ‫حاجز ‪ ،‬ذلك الممتد على طول خليج سرت‪،‬‬ ‫حيث تتصل الصحراء بسباخ البحر ‪ ..‬فيقسم‬ ‫البالد الى جزئين رئيسيين‪ :‬طرابلس الغرب‬ ‫وبرقة ‪ ،‬وخلفهما فزان وواحات الشرق‪.‬‬ ‫ولذلك كانت اتصاالت الجماعات الليبية‬ ‫محدودة ‪ ..‬سواء ببعضهم البعض او بالعالم‬ ‫الخارجى‪ .‬واقتصرت على قوافل التجارة‬ ‫او الحجيج شبه السنوية ‪ ..‬او عبر بعض‬ ‫مرافئ البحر المتوسط‪ .‬وزاد من عزلة‬ ‫حواضر برقة ان القوافل الشمالية المارة‬ ‫بين الشرق والغرب‪ ،‬كان عليها ان تبتعد‬ ‫عن أهم حاجزين طبيعيين‪ :‬الجبل األخضر‪،‬‬ ‫وصحراء سرت‪ ،‬باتباع خط الجغبوب ‪-‬‬ ‫سلوق ‪ -‬أوجلة ‪ -‬سوكنة‪ /‬هون ‪.‬‬ ‫القـبــــــيلة‬

‫واج����ه الليبيون‬ ‫ال��غ��زو اإليطالي‪،‬‬ ‫ب��إس�ترات��ي��ج��ي��ة‬ ‫ق����ائ����م����ة ع��ل��ى‬ ‫ال��ق��ب��ي��ل��ة‪ :‬نظام‬ ‫ال����ص����ف����وف ف��ى‬ ‫طرابلس‪ ،‬واألدوار‬ ‫فى برقة ‪.‬‬

‫برقة ‪ .‬لكن النظام القبلي كان أيضا وراء‬ ‫المطاحنات المحزنة ‪ ،‬خاصة فى طرابلس‬ ‫‪ ،‬بسبب الحساسيات القبلية ‪ ،‬وذلك فى فترة‬ ‫الهدوء النسبي للمواجهة مع العدو‪ ،‬بين‬ ‫عامي ‪.1915-1922‬‬ ‫فى بيئة محكومة بتبعثر البؤر الخصبة ‪ ..‬هـجــرات غرب – شـرق‬ ‫وبتعرضها للجفاف والمجاعات الدورية ‪،‬‬ ‫ظل النظام القبلى الطابع األساسي للمجتمع تلك هى السمات العامة للمجتمع الليبي ‪..‬‬ ‫الليبى‪ .‬فالقبيلة تسمح بحركة الجماعات وفى ثناياها نستطيع أيضا أن نتعرف على‬ ‫الصغيرة طلبا للماء والكأل ‪ ..‬كما تسمح ظاهرة ثانوية ‪ ..‬أال وهى نزوح الفائض‬ ‫بالدفاع عن هذه الموارد (البئر واألرض) السكاني فى الغرب‪ ،‬أي من طرابلس ‪..‬‬ ‫إلى الشرق ‪ .‬بل يمكننا تصور تيار هجرة‬ ‫فى مواجهة المنافسين والغزاة ‪.‬‬ ‫لكن للقبيلة وجهان ‪ :‬اإليجابي أنها منظومة بطىء جدا ‪ ،‬مع دفعات بين الحين والحين‬ ‫اجتماعية تنظم العالقات بين أفرادها‪ .. ،‬ولكنه مستمر من الغرب إلى الشرق‪.‬‬ ‫ووحدة دفاعية تحقق المنعة واالستقرار لهم والقوة الدافعة وراء ذلك التيار‪ ،‬كانت وال‬ ‫‪ ..‬والوجه السلبى أن نفس هذه المنظومة شك محدودية الموارد‪ ،‬ودورات المجاعة‬ ‫فى بيئة غير مستقرة الموارد ‪ ،‬تجعل والوباء ‪ ..‬إضافة الى وجود حوض نهر‬ ‫المجتمع القبلي موبو ًءا بالثأر والصراعات النيل الفسيح والخصب شرقي ليبيا‪ ،‬والقادر‬ ‫على امتصاص الهجرات القادمة من برقة‪.‬‬ ‫والحروب!!‬ ‫ورغم تأسيس الدولة القرمللية (‪ 1711-‬هذا التصور قد ال يتقبله البعض ممن اعتاد‬ ‫‪ )1845‬فى مدينة طرابلس على عوائد النظرة الى القبائل فى ضوء ما ترويه‬ ‫القرصنة البحرية‪ ،‬ونجاحها فى توحيد ليبيا أساطيرها وحكاياتها‪ .‬فالجماعات القبلية‬ ‫تحت سلطة واحدة ‪ ،‬فقد ظل المجتمع الليبى عادة ما تفسر نشأتها بانحدار من جد واحد‪:‬‬ ‫تميم‪ ،‬كليب‪ ،‬سعدة‪ ،‬برعاص‪ ،‬جبريل ‪..‬الخ‬ ‫فقير االمكانيات ‪ ..‬وقبليا‪.‬‬ ‫وحين جاء الطليان ‪ ..‬كان المجتمع الليبى ‪ .‬وهكذا يطلب منا أن نتصور أن برقة‬ ‫ما يزال قبليا ‪ ..‬وبدائيا‪ ،‬مع وجود امتداد كانت خالية من البشر إلى أن جاءتها سعدة‪،‬‬ ‫للدولة العثمانية‪ ،‬فى شكل قوات نظامية‪ ،‬لتمألها بذريتها‪ .‬لكن خيالية هذه القصص‬ ‫وشبه إدارة حديثة‪ .‬وواجه الليبيون الغزو ال تلغى أهميتها‪ .‬فالشك ان هذه التفسيرات‬ ‫اإليطالي‪ ،‬بإستراتيجية قائمة على القبيلة‪ :‬هامة فى ترابط الجماعات والبيوت والقبائل‬ ‫نظام الصفوف فى طرابلس‪ ،‬واألدوار فى من أجل تحقيق السالم واالستقرار في ما‬ ‫بينها‪ .‬وهى تستمد مصداقيتها‪ ،‬أيضا من‬

‫اندثار تفاصيل التاريخ الحقيقي مع الزمن‪،‬‬ ‫خاصة في مجتمع يعتمد على الروايات‬ ‫الشفهية وال يملك تاريخا مكتوبا‪.‬‬ ‫وثمة مؤشرات أكثر وضوحا ودرامية‬ ‫لظاهرة تيار الهجرة المتواصل من الغرب‬ ‫إلى الشرق الليبي‪ .‬ففي العصر القرمللي‬ ‫والعثماني هاجرت قبائل أوالد على ‪ ،‬من‬ ‫برقة الى شرقي السلوم ‪ .‬وكذلك هاجر‬ ‫الجوازي من ساحل بنغازي الى صعيد‬ ‫مصر‪ .‬ولم تكن هجرات بقرار ‪ ،‬بل كانت‬ ‫في نهاية التحليل نتيجة نمو ديموغرافي‬ ‫أي تكاثر سكاني تجاوز ما توفره األرض‬ ‫من مصادر عيش ‪ ..‬سواء تكاثر القبائل‬ ‫المهاجرة نفسها أو مقدم قبائل أخرى من‬ ‫الغرب‪.‬‬ ‫ولعل العامل الوحيد الذي ترك أثره تاريخيا‬ ‫في االتجاه المعاكس ‪ ،‬كان انتقال التجار من‬ ‫قراهم وواحاتهم وتوزعهم في باقي المناطق‬ ‫‪ ،‬وقد أسهم أهل مصراته أكثر من غيرهم‬ ‫في تأسيس التجارة الليبية عبر التاريخ‪،‬‬ ‫ربما لموقع المدينة ولتراث اجتماعي ترسخ‬ ‫لدى أهلها‪ .‬واألكيد أن التجار كانوا أول من‬ ‫وقف في وجه التعصب القبلي‪ .‬وبهذا المعني‬ ‫ساهم « أبناء مصراته « في تماسك نسيج‬ ‫المجتمع الليبي الحديث ‪ ،‬على األقل خالل‬ ‫القرنين الماضيين التي نملك عنها بعض‬ ‫المعلومات المسجلة والوثائق‪ .‬فالتاجر في‬ ‫مصراته ‪ ،‬كان يتعامل مع أبناء عمومته‬ ‫المستقرين في أسواق طرابلس أو درنة أو‬ ‫سبها ‪ ،‬بثقة سمحت بانسياب التجارة التبادلية‬ ‫بينهم ‪ ،‬وما رافق ذلك من عالقات اجتماعية‪.‬‬ ‫وبذلك نسجوا شبكة ش ّدت أطراف ليبيا ‪،‬‬ ‫فشكلوا جسورا اخترقت المسافات الجغرافية‬ ‫الشاسعة بين القرى والمدن‪ .‬أفال يمكننا‬ ‫القول أن المصارتة ‪ ..‬هم من وحّد ليبيا ‪..‬؟‬ ‫وفى زمن الطليان انتقلت جماعات من‬ ‫الغرب الليبي إلى برقة ‪ ،‬فى شكل جنود أو‬ ‫موظفين ومجاهدين ‪ .‬وبعد الحرب ‪ ،‬قاد‬ ‫الجفاف و المجاعة فى الجفارة عام ‪،1947‬‬ ‫الى نزوح أعداد كبيرة الى الشرق‪.‬‬ ‫ولهذا نجد المراكز الحضرية مثل بنغازى‬ ‫ودرنة ‪ ،‬والقرى المحيطة بها التى تعيش‬ ‫على السواني المروية على امتداد الخليج‬ ‫من بنغازي الى قمينس مأهولة بجماعات‬ ‫من الغرب الليبي وما تزال تحمل أسماء‬ ‫مواطنها األصلية ‪ :‬ورفلة‪ ،‬مصراته‪،‬‬ ‫تواجير‪ ،‬زليتن‪ ،‬أوالد شيخ ‪ ،‬فواتير‪ ،‬كراغلة‬ ‫‪..‬الخ‪ ،‬وتتعامل مع غيرها كقبائل ‪ ،‬كما لو‬ ‫كان أبناؤها ينحدرون من جد واحد‪ .‬وهذا‬ ‫مما يؤكد قولنا ان القبيلة منظومة اجتماعية‬ ‫لضبط ملكية األرض والماء‪ ،‬وتسوية‬ ‫النزاعات‪ ،‬وليست كيانا سالليا نقيا كما هو‬ ‫االعتقاد الشائع‪.‬‬


‫‪ 7‬يونيو ‪2011‬‬

‫‪21‬‬

‫محمود شمام‬

‫إنها الطبقة املتوسطة يا غيب!‬ ‫تقول النكتة السوداء إن “الصحافة العربية مرت بثالث مراحل‪ .‬في المرحلة األولى المتسامحة‪ ،‬وكنائسها المعتدلة‪ ..‬وشارعها النظيف‪ ،‬المؤدب‪ ..‬ولقمة العيش النظيفة‬ ‫كان الصحافي يكتب والمواطن يقرأ‪ ،‬في المرحلة الثانية كان الصحافي يكتب بعدما لوثها الفساد عقودا‪.‬‬ ‫والمخابرات تقرأ وفي المرحلة األخيرة تكتب المخابرات وتقرأ ما كتبت”‪ .‬وألنها‬ ‫تقرأ ما تكتب لم تنتبه للمارد الذي كان يتشكل في الفضاء الرقمي‪ .‬وعندما سمعت غدا وعلى امتداد بلدان القمع ستختفي مؤخرات الرجال المتراقصين على قنوات‬ ‫أخيرا اسمه على التويتر ظنت أنه فيروس يجب تطعيم الشعب ضده قبل أن تصدر الوناسة‪ ..‬وستختفي الجواري المنتظرات في محالت العطور والتجميل‪ ..‬وسيختفي‬ ‫أوامرها بإيداعه السجن‪ .‬كان األفضل هنا “تذكير” المخابرات بدل تأنيثها‪ ،‬فتاريخ شعراء البالط وإعالميوه‪ ..‬وستختفي فتاوى الفساد‪ ،‬وشيوخ الفضائيات‪ ..‬وسيختفي‬ ‫الزعيم الضرورة سواء‪ ..‬سندخل عصر الدولة المدنية الذي دخل فيه العالم منذ أكثر‬ ‫القمع العربي كان ذكوريا‪.‬‬ ‫من مائتي عام‪ .‬سندخله ومعنا نون النسوة‪ ،‬لن نتركهم بعد اليوم في الحوش الجواني‪.‬‬ ‫اآلن خرجت علينا صحافة المواطن تسمع وتشاهد وتتحقق وتوثق وتكتب‪ .‬والمواطن‬ ‫نفسه يعلّق ويضيف ويحذف وينشر ويعيد النشر‪ .‬يا إلهي ماذا “فعلت” بهم ثورة‬ ‫االتصاالت بعد كل ما “فعلوه” بنا‪.‬‬ ‫كان مفتي الديار منهمكا في خطب الجمعة يسبي النساء ويطلق الفتاوى ويلعن الكفار‬ ‫ويدعو لمواله بطول العمر ويحذر العامة من الخروج عليه حتى فاجأه جيل غامض‬ ‫يرتدي الجينز ويحمل الموبايل ليضع مواله في متحف الهاربين‪ ،‬ويمضي لمواله‬ ‫اآلخر القابع في الشارع المجاور‪.‬‬ ‫كان رئيس التحرير يحرق سيجارته المائة وهو يعدد في إنجازات الزعيم الضرورة‪،‬‬ ‫وحب الشعب الجارف له حتى مرر له محرر شاب رسالة نصية تخبره بأن زعيمه‬ ‫المحبوب يحزم حقائبه‪ ،‬فأشعل سيجارته األلف‪ ،‬وقلب الصفحة‪ ،‬وكتب‪ :‬يحيا العدل‪.‬‬ ‫كان مدير التلفزيون يصرخ بمنتجيه‪ ،‬أريد مزيدا من التفاهة والعري والنطنطة‬ ‫فجمهوري شاب وهو لن يرضى بهذه الرتابة المميتة‪ .‬وعندما رأى الجموع على‬ ‫شاشة “علبة الكبريت” ظنّ ألول وهلة أنها حفلة لهيفاء وهبي‪ .‬وصرخ “هاتولي واحد‬ ‫منهم” لكن “كلهم” كانوا في ميدان التحرير‪.‬‬ ‫كان أصحاب اللحى الصفراء يخرجون مواعظهم من القبور‪ ،‬ويربطون الشباب‬ ‫باألحزمة الناسفة‪ ،‬ويئدون الصبايا في بيوت “المسيار”‪ ،‬وعندما شاهدوهن يتظاهرن‬ ‫في الشوارع ظ ّنوا ألول وهلة أنهن حوريات الجنة قبل أن يكتشفن أنهن حوريات‬ ‫سيدي بوسعيد وميدان التحرير‪.‬‬ ‫في شارع الطبقة المتوسطة خرجت الطبقة بأسرها‪ ،‬بشبابها ونسائها وأطفالها وفنانيها‬ ‫وصحافييها‪ ،‬ومقرئيها وواعظيها وقساوستها‪ .‬خرجت بهواتفها الخلوية ونوتاتها‬ ‫اإللكترونية‪ .‬خرجت بأناشيدها وأغانيها وأهازيجها وبنكاتها الذكية القصيرة اللماحة‪.‬‬ ‫لم تحتج إلى صور ويافطات‪ .‬وقبل كل ذلك وبعد كل ذلك خرجت بوعيها االجتماعي‬ ‫المرهف بأن في غياب الحرية سيغيب حتى الرغيف الساخن‪.‬‬ ‫توقع البلطجيون أن جماال حك السياح مؤخراتهم عليها قادرة على أن تكسر شوكة‬ ‫الثائرين‪ ،‬وأن بلطجية تربوا بين الكباريهات ومقر الحزب الوطني قادرون على‬ ‫هزيمة روح جيل يعرف أن هذه معركة عمره‪.‬‬ ‫أخرج فالسفة الفضائيات كل ما في جعبتهم‪ .‬قالوا إنهم شباب غض‪ ،‬وإنهم غير‬ ‫ّ‬ ‫منظمين‪ ،‬وال قيادة لهم‪ .‬فضربتهم في وجوههم المطالب السبعة‪ ،‬والقيادة العشرية‪،‬‬ ‫والتكتيكات اليومية التي تخدم الهدف االستراتيجي الذي لم يغب على وعيها لحظة‬ ‫واحدة‪.‬‬ ‫إنها الطبقة المتوسطة يا غبي التي كانت تحفر قبر الدكتاتورية بالعلم والوعي فيما‬ ‫كانت الشعارات الغوغائية تغرقنا من النهر إلى النهر‪.‬‬ ‫إنها الطبقة المتوسطة يا غبي التي تمكنت في أيام من شد الطبقات الشعبية إلى ميدان‬ ‫تحريرها لتحررها من الخوف‪ .‬إنها الطبقة التي سالت دماؤها ولم تسل دماء أعدائها‪.‬‬ ‫غدا ستغرقنا بفنها الساحر‪ ،‬وإعالمها المهني‪ ،‬ومدارسها الراقية‪ ،‬وجوامعها‬

‫ليبيا‬

‫اليت يف خاطري‬

‫ماجدة سيدهم‬ ‫بيني وبينك رغيف من قمح ‪..‬قطرة من ملح ‪..‬غطاء من صقيع ‪..‬بضعة قصاصات حالمة‬ ‫وقلق‪ ..‬حبر وخبز نقش بكف العطش المحترق يصنع الصرخة ‪ :‬أني هنا وان اسمي هو أنا‬ ‫ما عرفت كيف تكون بداية السطور اآلن‪ -‬فالحدث اجل من طوع الكلمات‪،‬واليقظة أقوى من‬ ‫كوابيس اللحظة اآلنية ‪،‬بينما تومض سطور الميدان من مخاض الرغبات السعيدة ‪،‬تتالحق‬ ‫األمنيات نهمة لفرط هول المفاجأة ‪،‬هنا تولد أولى ابتكارات التنفس بعمق واالنزالق الشهي‬ ‫إلى لسعة الحياة المحيية ‪،‬يا لها من مفاجأة أن يستقيم االنحناء فيك فجأة ‪..‬أن ينطلق صوتك‬ ‫كما النطق بال تلعثم ‪ ،‬أن يعلو االرتفاع كما الركض‪ ،‬كيف لالمتداد األصفر تلون بكل دفق‬ ‫النزيف وردى االخضرار‪ ،‬بسمالت الصبار تشك عين الحلكة العارمة بينما قامة الصبية‬ ‫تلوح بين أعشاش الفرح ‪ ،‬هناك ترقد الراحة وهنا تولد البداية ‪..‬مرحبا ليبيا ‪..‬اآلن مع‬ ‫جموع األصدقاء كسبنا الرهان ‪ -‬نعم ‪..‬راهنا عليك يوما وبك‪ -‬انك أنت هي ‪..‬الحلم اآلتي‬ ‫حتما ‪ ،‬منذ السنوات الصعبة كنا على أرضك نتقاسم عرق الغربة وحلم القروش الطموحة‬ ‫‪ ،‬بشأنك صارت المناقشات والمسامرات حول عذريتك المنتهكة لكنا صمتنا خشية تلصص‬ ‫عيون الريبة ‪-‬وما خاب الظن بك يوم كسرت المزالج ‪،‬منذ يومك األول من صقيع فبراير‬ ‫وقد توالت في شارعي المصري التساؤالت والدهشات «وهل حقا الشعب الليبي في حاجة‬ ‫لثورة ‪!..‬عالم كل الجلبة وهو الشعب الغارق في نفطه المتخم ولهوه المستكين ‪..‬؟! «‬ ‫هكذا كنا نراك باهظة الرفاهية ‪،‬مدللة وأيضا غائبة ال محال لك من االهتمام ‪ ،‬وظننا أن األمر‬ ‫ال يعدو غير مساومة أو غضب تقليدي ويعبر‪ ،‬ومن بين كل مقروء ومرئي كان علي ّمن‬ ‫األمانة أن أحكى وأعيد سرد سنوات الحب والغربة فإذ أراها دهشة التعجب على مالمح‬ ‫األصدقاء ‪ ،‬لكنها صرختك وتراثك الرافض لالختصار والمناهض للطغيان أيقظ فينا‬ ‫االلتفات إليك ‪ ،‬وما لبثت الساعات قليلة حتى تالحم شعبينا تزاوج علمينا وصارت الصيحة‬ ‫بنفس الطعم بينما راحت كومات االعتذار تنسال بحنين العناق عما كنا ال نعرفه قبال عنك‪،‬‬ ‫أعالمك ملء شوارعنا‪ ،‬دماؤك قوة تواصلنا وعرفنا أن القضية اآلن ليست سقوط النظام‬ ‫وموت الموت فحسب بل هي قضية حياة أو حياة أو حياة وليس بديل فهي الحياة ‪ -‬وكانت‬ ‫ضحلة المتداول عنك من أخبار حفز دعمنا ومناصرتك ومساندتك بينما النازف منك صار‬ ‫لنا حناء المغفرة واالحترام ‪،‬طالت أيام فجرك النازف ليدفع باألحالم كي تحلق بين كفي‬ ‫المحاوالت المستحيلة‪ -‬لكن صمد الشموخ يدفع بفجرك النازف صوب نهار يختلف هو على‬ ‫شفا أن يجيء اآلن ‪،‬ونقول أيضا ‪ -‬ثورتك هي الرفض المستقيم في ثوب الكرامة بقدر‬ ‫الثمن المدفوع فيك – بتنا ننظر إليك باكتشاف مختلف ‪،‬ونحيك قراءة الحكاية من جديد ‪،‬ليبيا‬ ‫تلك المفاجأة العربية‪،‬رجال نساء فتيان فتيات صغار و شباب ذروة العمر ‪،‬ننظر اليك وملء‬ ‫عالمات التعجب تصعد بالحرية عاليا‪ ،‬تنقشين قصيدتك األولى «كيف للمجد يكون االنحناء»‬ ‫هناك تستقيم الرؤية ولك ترفع القبعات ‪ .‬صباح الخير فجر ليبيا الجميل ‪ -‬ساللنا مترقبة‬ ‫طعم أول نهار‬ ‫هنيئا لكل من شرع ونفذ وثابر‪ ،‬فلكل وزنته التى عليها أؤتمن ‪!..‬‬


‫‪22‬‬

‫‪ 7‬يونيو ‪2011‬‬

‫حينما كنت مع أصدقاء بجمعية بيت درنة‬ ‫الثقافي التي كانت تعيش حالة كر فر مع النظام‬ ‫منذ تأسيسها عام ‪ 1997‬كجمعية أهلية‪ ،‬تهتم‬ ‫بالثقافة‪ ،‬وبالشأن السياسي والحقوقي وإن كان‬ ‫بحذر‪ .‬كنت مع أصدقاء نتابع بمثابرة أحداث‬ ‫الثورة في تونس ‪ ،‬ثم في مصر‪ ،‬وكان يلوح‬ ‫سؤال في كل العيون ‪ :‬هل سيحدث هذا عندنا‬ ‫؟ أذكر أنني قلت آنذاك‪ :‬يجب أن تعرفوا أنه إذا‬ ‫حدثت ثورة في ليبيا فستكون ثورة في القرن‬ ‫الثامن عشر ‪ ،‬ال تتوقعوا مظاهرات سلمية في‬ ‫الشارع والفتات وحوارات وميادين مكتظة ‪،‬‬ ‫ألن العقيد يعيش حالة مرضية تجعله ال يمكن‬ ‫أن يرى الحشود إال وهي تهتف له وتحمل‬ ‫صوره ‪.‬‬

‫كان في ذهني أيضا أحداث مدينة درنة عام ‪ 1996‬حين تصادم‬ ‫بعض الشباب ذوو الميول الدينية مع رجال األمن في الغابة‬ ‫المحاذية للمدينة‪ ،‬كانوا مجموعة شباب غاضب تعرضوا‬ ‫لكثير من التعذيب‪ ،‬وسلسلة من المداهمات لبيوتهم وترعيب‬ ‫عائالتهم‪ ،‬فقرروا الهروب إلى الوديان المتخمة‪ ،‬وإعالن‬ ‫تمردهم على الطاغية ‪ ..‬لم يكن عددهم يتجاوز العشرين‪،‬‬ ‫فأرسل النظام جيشا يناهز عدده الخمسين ألفا ‪ ،‬وحاصروا‬ ‫المدينة حوالي أسبوعين‪ ،‬وفتشوها بيتا بيتا ‪ ،‬وأثاروا الرعب‬ ‫بين السكان ‪ ،‬وقصفوا األودية بالصواريخ والنبالم وأحرقوا‬ ‫آالف الهكتارات من الغابة والحقوهم باآلليات والدبابات في‬ ‫كل مكان ‪ ،‬في سابقة لم تجعلنا نتفاجأ بما يفعله هذا النظام‬ ‫اآلن ‪.‬‬ ‫لذلك حينما قرر الشباب الخروج إلى الشارع كانوا يدركون‬ ‫ردة فعل هذا النظام المتوحش وجنونه ‪ ،‬فحددوا يوم الغضب‬ ‫وفقا آلخر احداث دموية حدثت في مدينة بنغازي يوم ‪17‬‬ ‫فبراير ‪ 2006‬والتي أطلق فيها الرصاص على المتظاهرين‬ ‫أمام القنصلية اإليطالية بدون هوادة‪ ،‬فقتلوا ‪ 40‬متظاهراً ‪.‬‬ ‫كان منطلق تلك المظاهرة االحتجاج على الرسوم المسيئة‬ ‫للرسول‪،‬ولم يغب عن ذهنهم نظام مسيء لكل القيم اإلنسانية‪،‬‬ ‫لكن الحشد كان مفزعا للنظام ‪ ،‬وفكرة التظاهر مرعبة ‪.‬‬ ‫بالتأكيد عندما كان يتابع العقيد أحداث تونس ومصر ‪ ،‬وبعدما‬ ‫قدم لنظاميهما الدعم دون فائدة ‪ ،‬فكر في كيفية مواجهة مثل‬ ‫هذه الثورات حين تكون ضده ‪ ،‬وبالتأكيد كانت عودته إلى‬ ‫الحضن الغربي ‪ ،‬وتصوره المسبق عن كون الشعب الليبي‬ ‫القليل الكثافة والمبعثر في مدن متباعدة‪ ،‬وطالما صرح بذلك‬ ‫‪ ،‬إضافة إلى إحساسه الذي أكده نجله سيف اإلسالم في خطابه‬ ‫بان ليبيا ليست تونس وال مصر ‪ ،‬بالتأكيد كل ذلك أعطاه‬ ‫إحساسا ً بانه على األقل في الزمن المنظور بعيد عن أي‬ ‫تهديد‪ ،‬لكنه كإجراء احتياطي توجه إلى سبها وألقى خطابا‬ ‫حرض في نهايته الليبيين على اقتحام المساكن قيد التنفيذ في‬ ‫كل المدن‪ ،‬وأعطى تعليماته بعدم تدخل األجهزة األمنية في‬ ‫هذا االقتحام الذي دفعت الشركات المنفذة ثمنه الباهظ ليلهي‬ ‫الناس عما يحدث على تخومه‪ ،‬ولينشر ‪،‬وبحجة هذا االقتحام‬ ‫‪ ،‬كتائبه في مناطق مختلفة ‪ ،‬خصوصا ً في الشرق الليبي‪.‬‬ ‫وفي أسوأ األحوالن بالنسبة له‪ ،‬أتصور أن السيناريو الذي‬ ‫رسمه كان حريصا على أن يختلف عن تونس ومصر ‪،‬‬ ‫بمعنى أن يحول أي محاولة للتظاهر السلمي إلى مواجهة‬ ‫مسلحة ‪.‬‬ ‫أطلق يوم ‪ 16‬فبراير‪ ،‬وبعد تظاهرات مدينة بنغازي‪ ،‬وقبل‬ ‫موعد الفيس بوك بيوم ‪ ،‬أطلق سراح ما يسميه الجماعة‬ ‫المقاتلة في تصرف غريب ‪ ،‬لكن هذا كان جزءاً من‬ ‫السيناريو‪ :‬أن يترك الفرصة للحصول على أسلحة خفيفة‬ ‫‪ ،‬حتى يستولي اإلسالميون حسب تصوره على األسلحة ‪،‬‬

‫سيناريو النظام‬

‫سيناريو الشعب‬ ‫وبذاك سيعاود ما فعله بدرنة وبنغازي عام ‪ 1996‬مروجا‬ ‫لفكرة أنه يحارب اإلرهاب ‪ ،‬ومستفيدا من اتفاقياته مع الغرب‬ ‫لمكافحة اإلرهاب ‪.‬‬ ‫لكن السيناريو خرج من يده‪ ،‬ألنه لم يكن يعرف أن هذه‬ ‫الثورة ثورة شعب برمته‪ ،‬وإن ما روجه عن وجود الجماعات‬ ‫المقاتلة في ليبيا أو القاعدة كان مجرد أوهام وحروب وهمية‪،‬‬ ‫كان يسعى من خاللها لنيل رضا الغرب ودعمه ‪ ،‬وخصوصا ً‬ ‫أمريكا ‪.‬‬ ‫فجأة ضاع مخططه ووجد نفسه أمام ثورة عارمة استطاعت‬ ‫أن تحرر ثالث أرباع ليبيا في أربعة أيام ‪ ،‬وان تستأصل‬ ‫نظامه من هذه المدن بعد أن دفع الشعب ثمنا باهضا من دمائه‬ ‫ومن شبابه ‪.‬‬ ‫ضربت منذ البداية فزاعة تنظيم القاعدة التي كان يعدها‬ ‫إلعالمه وبطشه المؤيد من العالم‪ ،‬فلعب لعبة الحرب األهلية‬ ‫والتقسيم ‪ ،‬لكنها سرعان ما احترقت هذه الورقة أمام انتفاضات‬ ‫مدن الغرب الليبي في الزاوية والجبل الغربي وزوارة ونالوت‬ ‫ومصراته ‪ ،‬وفي طرابلس التي أطلق المتظاهرون بعشرات‬ ‫األلوف يوم ‪ 19‬فبراير على الساحة الخضراء اسم ( ميدان‬ ‫شهداء بنغازي) وقمعت مظاهرتهم السلمية بعنف لم يشهده‬ ‫التاريخ‪ ،‬ولم يتحدث عنه اإلعالم حتى اآلن‪ ،‬مثلما لم يكشف‬ ‫مأساة الزاوية المعزولة تماما عن العالم ‪.‬‬ ‫واآلن أخذت هذه الثورة منحى آخر وأصبحت الجبهة بؤرتها‬ ‫بدل أن تكون الميادين مركزها‪ ،‬دخل المراسلون ووكاالت‬ ‫األنباء المدن المحررة ليعملوا بحرية تامة‪ ،‬ودخل البعض‬ ‫منهم طرابلس ليعملوا حسب ما يراه النظام وبشروطه ‪ ،‬ولكن‬ ‫في جميع األحوال كانوا ال يعرفون شيئا عن هذا البلد الذي‬ ‫يملك ‪ 2000‬كيلومتر على شاطيء المتوسط‪ ،‬ويملك ثروة‬

‫سامل العوكلي‬ ‫نفطية ضخمة‪ ،‬تحدثت بعض الوكاالت عن الجيش الليبي ‪،‬‬ ‫رغم أنه منذ أكثر من ربع قرن ال يوجد شيء اسمه الجيش‬ ‫الليبي ‪ ،‬والذي فرغه في ألوية وكتائب أمنية دربت ودججت‬ ‫بالسالح للدفاع عن النظام ‪ ،‬والنظام فقط ‪.‬‬ ‫وتحدث البعض عن الخوف من تنظيم القاعدة ‪ ،‬رغم انه في‬ ‫ليبيا لم تسجل أبدا أي مظاهر لهذا التنظيم ‪ ،‬مثل السيارات‬ ‫المفخخة أو األحزمة الناسفة ‪ ،‬واعتمدوا في شكوكهم على‬ ‫بعض المتطوعين من الشباب الليبي في حرب الخليج أو‬ ‫األفغان‪ ،‬وهم شباب همشوا وعجزوا عن مواجهة هذا النظام‬ ‫الشرس فانطلقوا في األرض يعبرون عن رفضهم لكل‬ ‫احتالل أو طغيان‪.‬‬ ‫تحدثوا بمفردات مثل (الحرب األهلية) ‪ ،‬مع أن المواجهة‬ ‫كانت بين شعب أعزل وعائلة إقطاعية تملك كتائب‬ ‫وعصابات ومرتزقة للسيطرة على هذا الشعب ‪ .‬ومفردات‬ ‫مثل (المتمردون)تطلق على الثوار‪ ،‬رغم أن المتمرد هو‬ ‫هذا النظام الذي نزعت عنه الشرعية الداخلية والدولية‪،‬‬ ‫تلك الشرعية التي لم يملكها في يوم من األيام إال على جثث‬ ‫الليبيين الرافضين لهذا النظام منذ السنوات األولى من قيامه‪.‬‬ ‫تحدثوا عن اختالف ليبيا عن مصر وتونس‪ ،‬كونها ال تملك‬ ‫مؤسسات‪ ،‬وإن البديل فيها غامض‪ ،‬ونسوا أنه بسقوط‬ ‫النظام في تونس ومصر اختفت الدولة والمنظومة األمنية‬ ‫بالكامل‪ ،‬وتحول الناس إلى لجان شعبية يديرون عبر جهود‬ ‫اهلية هذه الدول‪ .‬فاألنظمة العربية هي الدولة ‪ ،‬والشرطة‬ ‫فيها ومؤسسات اإلعالم ملكها‪ .‬تدافع عن النظام وتطبل له‬ ‫وبمجرد أن يختفي النظام تختفي ‪.‬‬ ‫ورغم كل ذلك فإن ما حققه الشعب الليبي معجزة بكل‬ ‫المقاييس‪ ،‬إذ استطاعوا أن يديروا خالل أيام مساحة شاسعة‬ ‫تعادل مساحة فرنسا في غياب أي مظهر للدولة ‪ ،‬واستطاعوا‬ ‫أن يعزلوا النظام دوليا ويشكلوا مجلسا وطنيا من النخب‬ ‫تمكن في وقت قياسي من أن يحصل على قرارات هامة من‬ ‫المنظمات اإلقليمية والدولية ‪ ،‬واستطاع في غضون أيام أن‬ ‫يشكل نواة جيش وطني يواجه بأسلحة بدائية ترسانات النظام‬ ‫ومرتزقته ‪.‬‬ ‫واستطاعوا أن يشكلوا خالل شهر عشرات المنظمات المدنية‪،‬‬ ‫في تراجع كبير للقبلية التي عمل النظام على تأجيجها ألربعة‬ ‫عقود متتالية ‪.‬‬ ‫وبالتأكيد سيكون قادرا على تأسيس دولته المدنية الحديثة‪،‬‬ ‫التي أكدت عليها عشرات البيانات التي صدرت خالل هذه‬ ‫الفترة من عديد التشكيالت السياسية والنقابية والمدنية التي‬ ‫انبثقت من عمق الشعب الليبي ‪.‬‬ ‫لقد كان للنظام السيناريو الخاص به ‪ ،‬لكن الشعب خرج عن‬ ‫النص واآلن بجدارة يرسم سيناريو ليبيا الخاص به‪ ،‬الذي‬ ‫طالما حلم به هذا الشعب الذي يثبت التاريخ أنه قادر على‬ ‫تجاوز كل المحن ‪.‬‬


‫‪ 7‬يونيو ‪2011‬‬

‫‪23‬‬

‫ليبيا دولة األمم املتحدة‬ ‫أمحد الفيتوري‬

‫يوم ‪ 15‬فبراير خرج المتظاهرون في مدينة بنغازي‬ ‫يهتفون ‪ :‬الشعب يطالب بإسقاط النظام ‪ .‬كانت قد سبقت‬ ‫هذه التظاهرة دعوة عبر الفيس بوك تنادي بخروج‬ ‫الليبيين يوم ‪ 17‬فبراير ضد النظام ‪.‬‬ ‫لم يكن ليخطر في بال أحد ؛ ممن هتف أو من دعا أو من‬ ‫تابع أو من راقب ‪ ،‬أن انتفاضة ‪ 17‬فبراير السلمية في‬ ‫مدينة بنغازي ستحول ليبيا إلي قضية دولية ‪.‬‬ ‫لقد تمكن المنتفضون في غضون أيام أربع من إسقاط‬ ‫النظام فيما يعادل ‪ % 60‬من أراضي البالد ‪ ،‬بل سقط‬ ‫في كل البالد ‪ ،‬وان تمترس رأس النظام وراء جحافل‬ ‫من كتائبه الخاصة المدججة بالسالح فإنه من ناحية‬ ‫أخري جعل الـ ‪ % 40‬الباقية من البالد رهينة ‪ ،‬وحبس‬ ‫أهل مدنها في بيوتهم بقمع ظاهر للعيان وكده بخطب‬ ‫نارية تهدد كل من يخطر في باله التظاهر ضده ‪.‬‬ ‫واقع الحال هذا أشعل اهتماما ال نظير له في المحافل‬ ‫الدولية ‪ ،‬و شغل الدول علي المستوى المحلي ؛ كان من‬ ‫أولويات بعض الدول خاصة الكبرى منها ‪ ،‬أما الميديا‬ ‫فقد تحولت إلي حالة متشابهة مركزة علي المسألة الليبية‬ ‫‪.‬‬ ‫كما لو أن العالم كولومبس وأن ليبيا قارة أطلس ‪.‬‬ ‫في التراث اإلنساني واإلغريقي منه أطلق اسم ليبيا‬ ‫علي قارة أفريقيا ‪ ،‬وأطلق اسم هيسبريدس – الذي‬ ‫يعني حيث تغرب الشمس أي نهاية العالم ‪ -‬علي مدينة‬ ‫بنغازي التي يقع في قلبها الليثوس أي نهر النسيان حيث‬ ‫يذهب الموتى ‪.‬‬ ‫من نهر النسيان هذا بدأ وكأن ليبيا تنهض من جديد‬ ‫‪ ،‬ومن ليبيا هذه يأتي الجديد العبارة التي جاءت في‬ ‫مخطوط ألرسطو ويحب بعض الليبيين ترديدها ‪.‬‬ ‫المسألة الليبية مسألة دولية ‪:‬‬ ‫لم يكن ‪ 1973‬القرار األول من مجلس األمن الذي يخص‬ ‫ليبيا ‪ ،‬لقد تدخلت األمم المتحدة في المسألة الليبية قبل‬ ‫هذا ؛ أصدرت قرارات كما أصدرت بعض مؤسساتها‬ ‫قرارات مخصوصة في هذه المسألة ‪.‬‬ ‫وإذا كان الشعب الليبي قد تظاهر سلميا مطالبا بإسقاط‬ ‫النظام فإن هذا النظام قد جابه المتظاهرين بالرصاص‬ ‫الحي ‪ ،‬ثم بحرب ضروس استخدم فيها كل األسلحة‬

‫الثقيلة وحتى الجوية منها ‪ ،‬ولذا جاء قرار األمم المتحدة‬ ‫الخاص بتجريم النظام وتحويل رأسه وبعض من أتباعه‬ ‫إلي المحكمة الدولية المختصة بجرائم الحرب ‪ ،‬بذا‬ ‫أقرت األمم المتحدة أن ما يجري في ليبيا حرب وبالتالي‬ ‫فالمسألة الليبية مسألة دولية ‪.‬‬ ‫في أيام معدودات خرج القذافي كمتمرد علي اإلرادة‬ ‫الدولية ‪ ،‬وكان قبلها قد واجه المتظاهرين العزل بكل‬ ‫األسلحة التي تزود بها واشتراها من دول عدة في غرب‬ ‫العالم وشرقه ؛ كما لو أن سرعة إصدار القرارات‬ ‫الدولية كان ورائها ضمير شعر بالمشاركة في هكذا‬ ‫جريمة ‪.‬‬ ‫وإذا كان أرسطو قال أن من ليبيا يأتي الجديد فإن هذه‬ ‫القرارات قد صدرت بإجماع يحدث للمرة األولي في‬ ‫تاريخ األمم المتحدة ‪ ،‬وليس ذلك فحسب فإن الجامعة‬ ‫العربية ألول مرة في تاريخها تجمد عضوية دولة من‬ ‫أعضائها منذ تأسيسها قبل أكثر من عقود ست ‪.‬‬ ‫أما مسألة الحظر الجوي فلم يحدث أن تنوعت فيه‬ ‫المشاركة قبل كما حدث في الحظر الجوي علي ليبيا ‪،‬‬ ‫أما من حيث الموافقة عليه فقد حضي القرار بالموافقة‬ ‫أو علي األقل باالمتناع عن التصويت ؛ هذا جعل مسألة‬ ‫حماية الشعب الليبي مسألة شعوب األرض كافة ‪ .‬وما‬ ‫حدث من لغط حول تنفيذ القرار كان في مجمله يمس‬ ‫تفاصيل ما و ال يمس جوهر المسألة البتة ‪.‬‬ ‫فهل حدث في تاريخ البشرية أن وقف العالم إلي جانب‬ ‫شعب وضد الطاغية الذي نهض هذا الشعب ضده ؟ ‪.‬‬ ‫استقالل ليبيا ‪:‬‬ ‫لم يحدث ذلك فيما سبق وإن حدث ما شابهه ولكن ذلك‬ ‫حدث – أيضا ‪ -‬للشعب الليبي ‪.‬‬ ‫كانت ليبيا أخر والية عثمانية في قارة أفريقيا ‪ ،‬حين‬ ‫جاءت أساطيل ايطاليا في أكتوبر ‪ 1911‬م واحتلت منذ‬ ‫قرن البالد ‪ ،‬واجهتها مقاومة شعب أعزل تسلح بإرادة‬ ‫رفض هذا المستعمر الجديد ‪.‬‬ ‫تواصلت مقاومة هذا الشعب الشهيرة حتى مطلع الحرب‬ ‫العالمية الثانية ‪ ،‬هذه الحرب التي شارك فيها إلي جانب‬ ‫الحلفاء الجيش الوطني الليبي الذي تأسس ألجل تحرير‬ ‫البالد ‪.‬‬ ‫عقب الحرب حولت القضية الليبية إلي األمم المتحدة‬ ‫حيث صارت ليبيا أول دولة تحصل علي استقاللها‬ ‫بقرار من الجمعية العمومية لألمم المتحدة ‪.‬‬ ‫[ قررت األمم المتحدة يوم ‪ 21‬نوفمبر ‪1949‬م بأغلبية‬ ‫ساحقة حق ليبيا في االستقالل والوحدة وتقرير مصيرها‬ ‫وأقامت الحكم الذي تريده لنفسها بمحض إرادتها بشرط‬ ‫أن ال يتأخر هذا االستقالل عن أول يناير ‪ 1952‬م ‪ ،‬وأن‬ ‫يجتمع مندوبون عن برقة وطرابلس وفزان في جمعية‬ ‫وطنية لوضع دستور للبالد وتعيين شكل الحكومة ‪ ،‬وأن‬ ‫تعين األمم المتحدة مندوبا عنها وتختار مجلسا يساعده‬ ‫في معاونة الليبيين في سن الدستور ويكون هذا المجلس‬ ‫مؤلفا من عشرة أعضاء يمثلون حكومات مصر وفرنسا‬ ‫وايطاليا وباكستان وانجلترا والواليات المتحدة ‪ ،‬وممثل‬ ‫عن كل قسم من أقسام ليبيا الثالثة وممثل واحد عن‬

‫األقليات ‪.‬‬ ‫ثم عادت األمم المتحدة فأكدت هذا القرار في اجتماعها‬ ‫يوم ‪ 20‬نوفمبر ‪ 1950‬م عندما ناقشت تقرير مندوب‬ ‫األمم المتحدة وقررت ‪ :‬أن المندوب سيتخذ مستعينا‬ ‫ومسترشدا بمشورة أعضاء مجلس ليبيا الخطوات‬ ‫الضرورية للقيام بوجباته لتحقيق استقالل ليبيا ووحدتها‬ ‫ودعوة السلطات المعنية التخاذ كافة الخطوات‬ ‫الضرورية التي تضمن علي وجه عاجل تنفيذ القرار‬ ‫الصادر في ‪ 21‬نوفمبر ‪1949‬م بصورة كاملة وتامة ‪،‬‬ ‫و السيما تحقيق وحدة ليبيا ونقل السلطات إلي حكومة‬ ‫ليبية مستقلة ‪.‬‬ ‫وجاء في مذكرة رسمية للجامعة العربية بحثها مجلس‬ ‫الجامعة في مارس ‪1951‬م تعقيبا علي قرار األمم‬ ‫المتحدة ‪ :‬أن األمم المتحدة بتمسكها بوحدة ليبيا كانت‬ ‫معلنة ال منشئة لهذا الحق ‪ ،‬وليست قراراتها في هذا‬ ‫الشأن إال اعترافا بحق ذلك البلد في أن يتمتع بنظام‬ ‫الوحدة الطبيعي ‪.].‬‬ ‫هكذا جاء استقالل ليبيا كقرار دولي ونشأت الدولة‬ ‫الليبية بمساعدة من األمم المتحدة ‪ ،‬لكن هذا ال يعني أن‬ ‫التاريخ يعيد نفسه وإن عني تشابه المعطيات ‪.‬‬ ‫فالتدخل الدولي الحالي جاء كمطلب ليبي شعبي ألجل‬ ‫الحماية من قوة غاشمة محلية ‪ ،‬واالستجابة السريعة‬ ‫لهذا المطلب لن تحقق أماني الشعب الليبي ‪ ،‬لكنها‬ ‫تساعده وتوفر الظرف إلرادة هذا الشعب من أجل‬ ‫أقامت الدولة الدستورية التي تكفل فصل السلطات‬ ‫وتحقق الديمقراطية واالنتخابات الحرة ‪.‬‬ ‫ومن هذا الجانب تبدو المسألة الليبية مسألة دولية‬ ‫‪ ،‬كما تبدو ليبيا دولة األمم المتحدة ‪ ،‬كما أن مسألة‬ ‫حرية الشعوب من الطغيان مسألة تخص كل البشر‬ ‫ألن االستقرار ال يمكن تحقيقه و ال تحقيق األمن إال‬ ‫متى توفرت للشعوب إرادة أن تسير شؤونها بنفسها ‪،‬‬ ‫وألن الشعوب غير الحرة تمثل خطرا علي مسألة السلم‬ ‫العالمي ‪.‬‬ ‫وأي فضولي سيالحظ أن الشعب الليبي عاش نير‬ ‫االستعمار الفاشي اإليطالي بين عام ‪ 1911‬م وحتى‬ ‫‪ 1943‬م نهاية الحرب العالمية الثانية ‪ ،‬وعاش فترة‬ ‫االستقالل الوطني بين عام ‪ 1952‬م وحتى‪ 1969‬م ‪،‬‬ ‫ثم عاش تحت نير حكم عسكري سلبه اإلرادة وعبث‬ ‫بالسلطة والثروة والسالح بين عام ‪ 1969‬وحتى‬ ‫‪2011‬م ‪ ،‬وكانت الفترة األخيرة هي الفترة األطول‬ ‫في التاريخ الحديث لذا الشعب ‪ ،‬ولعله من ذا حولت‬ ‫انتفاضة ‪ 17‬فبرار – بشكل متسارع ودراماتيكي –‬ ‫مسألة ليبيا إلي مسألة دولية فما فعله النظام الدموي من‬ ‫قمع لهذه االنتفاضة كان سلسلة من قمع متواصل فيما‬ ‫سبق غض المجتمع الدولي عنه العين ‪ :‬اليوم تحول‬ ‫العالم إلي كولومبس مكتشف قارة ليبيا المفقودة ‪ ،‬فهل‬ ‫سيحقق الشعب الليبي بإرادته حريته ؟‬ ‫يبدو مما حدث ويحدث أن هذا الشعب – أيضا – اكتشف‬ ‫طريقه ‪.‬‬


‫‪ 7‬يونيو ‪2011‬‬

‫الفنان محمود الحاسي‬

‫جممع تيبسيت السياحي مبركز مدينة بنغازي يضم ‪250‬‬ ‫غرفة ‪ 22 ،‬جناحا ممتازا و‪ 8‬أجنحة رئاسية‬ ‫‪Tel + 218 61 909 0016, 909 0017 Fax + 218 61 909 0016‬‬ ‫‪http://www.tebistyhotel.com‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.