العدد 55

Page 1

‫السنة الثانية العدد ‪ 29 ( 55-‬مايو ‪ 4‬يونيو ‪)2012‬‬

‫‪WWW.miadeen.com‬‬

‫السنة الثانية‬

‫العدد ‪55‬‬

‫‪ - 29‬مايو ‪ 4 -‬يونيو ‪2012‬‬

‫الثمن ‪ :‬دينار‬

‫ االنتخابات ‪ ..‬الدستور الدستور الدستور‬‫( مصر بني اإلخواني حممد مرسي والبيدق القاتل أمحد شفيق‪..‬ليبيا بني من ومن؟ ‪).‬‬

‫اإلخوان الليبيون ‪ ...‬من أين وإىل أين ؟‬ ‫ اجلزائر ‪ :‬اإلعالم مغاربي و لغته الفرنسية !‬‫وسيارات السنوسي حبيب‬ ‫أسفار ّ‬

‫قصة سيارة ياسني بوسيف ياسني‬


‫‪02‬‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 29 ( 55-‬مايو ‪ 4‬يونيو ‪)2012‬‬

‫االفتتاحية يكتبها ‪ :‬أحمد الفيتوري‬

‫االنتخابات ‪ ....‬الدستور الدستور الدستور !‬

‫‪afaitouri_55@yahoo.com‬‬ ‫‪afaitouri_55@hotmail.com‬‬ ‫عنوان الصحيفة ‪ :‬خلف عمارة‬ ‫شركة ليبيا للتأمين ‪ -‬فندق مرحبا‬ ‫سابقا ‪ -‬الدور األول‬

‫ميادين صحيفة ليبية متنوعة‬ ‫تصدر من بنغازي‬

‫رئيس التحرير‬ ‫أمحد الفيتو ري‬ ‫املدير العام‬ ‫فاطمةغندور‬ ‫سكرتري التحرير‬ ‫هليل البيجو‬ ‫مراسلو ميادين‬ ‫حسني املسوري ‪ /‬درنة‬ ‫سلوى العالقي‪ /‬الزواية‬ ‫خدجية االنصاري ‪ /‬اوباري‬ ‫مدير إداري‬ ‫خليل العرييب‬ ‫‪0925856779‬‬ ‫إخراج وتنفيذ‬

‫حسني محزة بن عطية‬

‫لوحات داخلية‬ ‫حممود احلاسي‬ ‫طباعة‬ ‫دار النور للطباعة‬

‫أحمد شفيق‬

‫ُكن��ت ف��ي االعداد االولي لجري��دة ( ميادين ) الص��ادرة في ‪ 1‬ماي��و ‪2011‬م‪ ،‬قد كتب��ت ُمطالبا بأهمية‬ ‫االنتخاب��ات ‪ ،‬وكان الطاغي��ة س��اعتها يجثُم علي ج��ز ٍء من البالد حين طالبت باج��راء انتخابات تخص‬ ‫المجل��س المحل��ي لمدينة بنغازي‪ ،‬وأن ه��ذه االنتخابات لو تمت في عاصمة الثورة س��تكون كما اختبار‬ ‫عملي ‪ ،‬اليوم تم ذلك ‪،‬وإن بعد عام‪ ،‬وإن تأخر عن موعده كثيرا فقد حصل ‪.‬‬ ‫والمهم أنه تم بصورة أجمع المسؤولون بأنها تمت بطريقة فاجأتهم ؛مما يبين غربتهم وتصورهم القاصر‬ ‫لليبيين الذين انتظموا إلس��قاط النظام بطريقة ابه��رت العالم‪ ،‬وما انتخابات بنغازي اال حصيلة لما زرع‬ ‫الليبيون أثناء ثورتهم ‪.‬‬ ‫وفي بنغازي منذ لحظات الثورة االولي انتظم الشعب‪ ،‬وعاش دون سلطة غير سلطته‪ ،‬ودون إدارة غير‬ ‫إدارته ‪،‬ودون مال غير ما ادخر ‪ ،‬وحتى الكهرباء كانت تُقنن‪ ،‬والبنزين كذلك ‪ ،‬دون تذمر أو اعالن ‪.‬‬ ‫هذا هو الش��عب الذي أنجح االنتخابات المحلية في مدينـة بنغازي بطريقـة اذهلت مس��وؤلي البالد وهذه‬ ‫االنتخاب��ات تُخ��رس كل المحبطين المثاليين ‪،‬واعداء النجاح ‪،‬ومن لم يتمكنوا من الحصول علي منصب‬ ‫يُرضى غروررهم ‪،‬فصاروا سماس��رة اليأس وباعةَ االحباطات‪ ،‬وتبين أن االرادة س��اهمت في اس��قاط‬ ‫النظ��ام الدم��وي‪ ،‬ونجحت في خلق اجماع حول قي��ادة محلية واحدة‪ ،‬وفي إيج��اد اجماع دولي‪ ،‬وتدخل‬ ‫عس��كري بموافقة من كل دول وش��عوب العالم كما لم يحصل البتة في التاريخ الحديث‪ ،‬وما ال مثيل له‬ ‫حتى الس��اعة‪ ،‬هذه االرادة نجحت الس��اعة في انتخابات المجلس المحلي لمدينة بنغازي وقادرة – دون‬ ‫مفا َجأت – في انجاح انتخابات المؤتمر الوطني‬ ‫لق��د كانت قناعاتي وراء هذا التوكد من أن الش��عب الليبي قادرعلى اس��قاط النظ��ام ومن ذا لم انتظم في‬ ‫صفوف االصالحيين الذين احترمت خياراتهم حينها ‪ ،‬ومن ذا كنت وما زلت ُمتوكدا من أن هذا الشعب‬ ‫الموسوم بالجهل واألمية السياسية والعلمية قادر على اجتياز امتحان االنتخابات‬ ‫لكن األهم اآلن هو ما بعد االنتخابات ‪.‬‬ ‫وهذا يعنى أنه من لزوم ما يلزم أن نعم َل اآلن من أجل ما بعد هذه ؟‬ ‫‪ ...‬بعد تعنى أننا ندرك ونعمل من أجل الهدف األبرز لالنتخابات ‪ :‬الدستور ‪.‬‬ ‫منذ ‪ 15‬فبراير وحتى ظهور الدس��تور هي مرحلة واحدة ‪ ،‬مرحلة التحرير كما اتفقنا على تس��مية حربنا‬ ‫ضد الفاشية ‪ ،‬واالنتقالية كما اتفقنا اصطالحا علي تسمية مؤسساتنا التي تدير ‪.‬هذه المرحلة والتي تمكنا‬ ‫من اقامتها بسرعة واجماع مثاليين‬ ‫ه��ذا المنج��ز هو ما يوط��د تصوراتنا‪ ،‬فما تم انجازه هنا لم تتمكن ش��عوب في اليمن وس��وريا منه حتى‬ ‫الس��اعة‪ ،‬وهذا يس��تحثنا كى نُلزم أنفس��نا باجراء انتخابات في ضوء هدفنا الرئيس ؛ الدستور الذي نريد‬ ‫‪ ،‬وأن ال ننس��ي و نس��تخف بانتخابات المؤتمر الوطني التي من يقاطعها يس��اهم في وضع دستور للبالد‬ ‫مخال��ف لم��ا يريد ومن أجله يفعل ‪ :‬مثال ال فيدرالية دون دس��تور‪ ،‬وس��تبقي مصراته والزنتان تظهران‬ ‫كمدينتين متمردتين على الدولة المركزية ‪،‬وأن لغة هذا أو ذاك لن تكون لغة ثانية للبالد ‪ ...‬وهلم جر‪.‬‬ ‫و ال ننسي أننا حين كنا تحت نظام الطاغية كان يحكمنا تحت بند رئيس أن القرآن شريعة المجتمع‪ ،‬وأنه‬ ‫مص��در التش��ريع األول واألخير ‪ ،‬وكان��ت قوانينه تمنع الخمور‪ ،‬وتجلد‪ ،‬وتعدم بهذه الش��ريعة ‪ ،‬وتهدم‬ ‫القبور‪ ،‬وتحدد نوعية الملبس وحتى المأكل ‪ ،‬لقد كان س��لفيا‬ ‫حتى النخاع وكان قائدا لالخوان المس��لمين في العالم‪ ،‬ثم ها‬ ‫هو الش��يخ الس��اعدي يبش��رنا بذلك مرة ثانية ‪ ،‬ويكرر علينا‬ ‫خط��اب الطاغية الذي حكمنا لعق��ود أربعة‪ ،‬كان متحزبا من‬ ‫كان��ت الحزبية في عرفه خيان��ة‪ ،‬وكان إماما و ُمفتيا يفتي في‬ ‫كل ش��يء وفي كل وقت ‪ ،‬ولذا فدس��توره – الذي لم يكتب –‬ ‫كان الدين والعرف‪.‬‬ ‫ه��ذه االنتخاب��ات القائمة هي التي س��تبين أنن��ا خرجنا على‬ ‫الطاغي��ة وعل��ى تصعيداته‪ ،‬ومنها س��نحدد دس��تورنا الذي‬ ‫ح��ددت مالمحه وجوه��ره منذ لحظات الث��ورة االولى حين‬ ‫هتفن��ا بإس��قاط النظام‪ ،‬وعملن��ا بكل أطيافن��ا منذها من أجل‬ ‫الديمقراطي��ة التي تتيح للبعض منا – اآلن – أن يعيد خطاب‬ ‫القذاف��ي ‪،‬وإن بصي��غ تبريري��ة مختلفة الصياغ��ة‪ .‬وفي هذه‬ ‫محمد مرسي‬ ‫االنتخاب��ات يمكن التحقق من أننا فعلناها أي أس��قطنا النظام‬ ‫فع�لا بتحق��ق التعددي��ة والديمقراطية في دس��تور يكفل حق‬ ‫المواطنة واالختالف‪ ،‬وأنه قد صار لنا وطن ال إقصاء فيه ‪،‬و ال فاشية‪ ،‬و ال طغيان لفكر واحد أحد‪ ،‬ال‬ ‫يأتيه الباطل وهو الحق ‪.‬‬ ‫انتخابات المؤتمر الوطني هي الفرصة االولي للتحقق من ذلك‪ ،‬وهي ليس��ت األخيرة بأي حال‪ ،‬فش��عب‬ ‫‪ 15‬فبراير هو المفاجأة التي جعلت من انتخابات المجلس المحلي في بنغازي مفاجأة لمن يعتقد غير ذلك‬ ‫حول الشعب الليبي‪.‬‬


‫السنة الثانية العدد ‪ 29 ( 55-‬مايو ‪ 4‬يونيو ‪)2012‬‬

‫هل ينجح االخوان المسلمون ؟‬ ‫قب��ل القبل أوك��د على حقيقة تغي��ب عنا في الحال��ة االنتقالية‬ ‫التي نعيش��ها ‪ :‬أن نجاح ثورة فبراير لم يكن من الس��هل لوال‬ ‫الفع��ل اإلقليمي والدولي ؛ لقد قامت ثورتان في بيتي الجيران‬ ‫‪ ،‬الليبي��ون ال يمكن أن ينس��وا البواب��ات المفتوحة في غرب‬ ‫وش��رق البالد وحت��ى الجنوب منذ ان��دالع ثورتهم‪ ،‬و الدور‬ ‫الحاسم للتدخل الدولي في نجاحها ‪.‬‬ ‫كن��ت في القاهرة خالل اليومي��ن الماضيين‪ ،‬وقد الحظت أن‬ ‫المصريي��ن كعادتهم يس��تبعدون كل العوامل بس��تثناء الدور‬ ‫العظيم والخارق وما ليس كمثله شيء لشعب مصر‪ ،‬وفي هذا‬ ‫كل ُمتحدث في دخيلة نفسه يتحدث عن ذاته‪ .‬ولقد الحظت أن‬ ‫النخبة تنفي تأثير أو فعلية أي قوة في الشأن المصري‪ ،‬مع أن‬ ‫الجمي��ع يتحدث عن مال مجهول المص��در‪ ،‬وأحيانا يوكدون‬ ‫بأن مصدره الخارج وبعضهم صرح ‪ :‬السعودية ‪.‬‬ ‫أض��ف لذل��ك أن الق��وة غير اإلس�لامية توكد على خس��ران‬ ‫القوة اإلس�لامية لنفوذها على الش��ارع‪ ،‬ويشيرون بذلك على‬ ‫الخصوص إلى االخوان المس��لمين ‪ ،‬وهم في ذلك يمارسون‬ ‫يقين��ا ديني��ا ورغبوي��ا ‪ ،‬فال إحص��اء لديهم ‪،‬وكذلك ينس��ون‬ ‫أو يتناس��ون مجلس الش��عب اإلس�لامي ‪ 100%‬تقريبا ‪ ،‬ثم‬ ‫يواصل��ون عناده��م بأنهم على اس��تعداد لمن��ح أصواتهم إلى‬ ‫أح��د من الفلول ‪،‬و ال يمنحونه��ا إلخواني‪ ،‬وهم ألجل ذلك لم‬ ‫يناقشوا البتة اختصاصات هذا الرئيس ‪.‬‬ ‫لهذا فإن هؤالء يصوتون لإلخوان المس��لمين ويقسمون البالد‬ ‫بي��ن ه��ؤالء اإلخ��وان واؤلئك الفل��ول رجال مب��ارك ‪ ،‬انهم‬ ‫يتحدون الشعب ويتجاهلون خياراته األمية ذات الطابع الديني‬ ‫واالحتياج��ات االقتصادي��ة والمعاناة اليومي��ة ‪ ،‬خاصة وأن‬ ‫هن��اك ترويج مطرد للخوف من الجوع‪ ،‬وانعدام األمن‪ .‬وهذه‬ ‫النخبة التي وضعت بيضها في سلة االخوان بهكذا اسلوب لم‬ ‫تهتم بشكل جاد بالمهمة الرئيسة ‪ :‬الدستور‪.‬‬ ‫نحن نجد هذه الحيثيات متجسدة في صياغة ليبية استخفافية أو‬

‫ال مبالية بالش��ارع الذي جعل‬ ‫‪ :‬الش��عب الوطن��ي االنتقالي‬ ‫مس��تبعدا م��ن حس��ابات كل‬ ‫األط��رف الوطني��ة الت��ي‬ ‫بعضها مأسور من قبل البنك‬ ‫الوطني أو وطن البترول ‪.‬‬ ‫محم��ود جبري��ل ومحم��ود‬ ‫ش��مام وفتحي البعجة ومحمد‬ ‫العالق��ي ‪ ....‬وغيره��م؛‬ ‫يعتق��دون أن اس��ماعيل‬ ‫القريتلي اإلخواني المنش��أ –‬ ‫كذا الكبتي زعيم االخوان من‬ ‫ابعد ش��بابهم وممثلهم سليمان‬ ‫عب��د القادر ‪ -‬ال ثق��ل له عند‬ ‫الش��عب الوطن��ي االنتقالي ‪،‬‬ ‫وإن ل��م يفصح��وا ع��ن ذلك‬ ‫باالسم لكن ممارساتهم بيانها‬ ‫أكث��ر فصاح��ة‪ ،‬أما بالنس��بة‬ ‫للبيدق القاتل ( أحمد شفيق في النموذج المصري ) فال وجود‬ ‫له في حسابات هؤالء و ال حتى لالخرين ‪.‬‬ ‫لقد اطمئ��ن الجميع إلى أنه تم اجتثات النظام في ليبيا ‪،‬وأن ال‬ ‫أحد من جماعته قادر على التسردب عبر االنتخابات ‪ ،‬ناسين‬ ‫أن أي خط��اب ال ديمقراطي بالضرورة يحمله رجال القذافي‬ ‫بالمعنى الحقيقي ‪.‬‬ ‫وم��ن جهة أخرى نح��ن مورطون في قي��ادات ليبية كثيرة ال‬ ‫تقرأ ‪،‬أوال ‪ ،‬وتُغني وجناحها يرد عليها ‪ ،‬ثانيا ‪ ،‬وثالثا ‪،‬الكثير‬ ‫منهم غاب عن البالد فترة طويلة فعاد الناطق الفاتق ُمس��تخفا‬ ‫في دواخل نفس��ه بأهله وخاص��ة النخبة في الداخل؛ حتى أننا‬ ‫ش��اهدنَهُ يُحيط نفس��ه بالفعل بالش��باب كما لو كان هو أباهم‪،‬‬ ‫وبالق��وة خطاب أن فبراير ثورة الش��باب الذين هو زعيمهم‪،‬‬

‫‪03‬‬

‫تظهره ش��يخوخته وترهله وأمراضه كمعاق الجسد‪ ،‬ومتحنط‬ ‫الذهنية لكل مالحظ‪.‬‬ ‫نح��ن بحاج��ة لالقرار ب��أن كل تجربة مهما عظمت تش��وبها‬ ‫ش��وائب ال يُظهره��ا غي��ر النقد ال��ذي قد يخط��يء لكنه في‬ ‫ذات��ه الصواب ‪ ،‬فما تق��دم يوكد أن نج��اح االنتخابات الليبية‬ ‫ش��كال قد تبيناه في انتخابات المجل��س المحلي لمدينة بنغازي‬ ‫لك��ن مهمة ه��ذا المجلس هي ما غابت عن��ا‪ ،‬كما هو حاصل‬ ‫م��ع االنتخابات المصري��ة التي تغافلت ع��ن اختصاص هذا‬ ‫الرئيس‪ ،‬واالنتخاب��ات الليبية للمؤتمر الوطني هدفها الرئيس‬ ‫– غير االدارة االنتقالية لشؤن البالد – الدستور‪.‬‬ ‫فهل لدينا من الوقت م��ا يجعلنا نراجع الذات والموضوع كل‬ ‫لحظة من هذه اللحظات االستثنائية‪.‬‬

‫أخبار‬

‫‪ ...‬فنلنديات ينقلن خربتهن اىل التونسيات والليبيات‬ ‫أقامت منظمة صوت المرأة اللیبیة بالتعاون مع األحزاب‬ ‫السیاس��یة من أجل الدیمقراطیة ف��ي فنلندا "دیمو" وبدعم‬ ‫م��ن الحكوم��ة الفنلندی��ة ن��دوة بعن��وان "التحضیر ألول‬ ‫انتخاب��ات‪ -‬التمكین السیاس��ي للمرأة ف��ي لیبیا" في فندق‬ ‫الودان بطرابلس يومي ‪15-16-‬مايو ‪.2012‬‬ ‫وكان إفتت��اح ھذا الحدث من قبل ‪ :‬الس��فیرة الفنلندیة في‬ ‫لیبی��ا وتونس الس��یدة تین��ا جورتیكا النتین والس��يد وكيل‬ ‫وزارة الثقافة والمجتمع المدني عطية االوجلي ‪ ،‬والسيدة‬ ‫أالء المرابط مؤسس��ة منظمة صوت المرأة اللیبیة‪ ،‬وهي‬ ‫المنظم��ة ال ُمتحصل��ة على االعت��راف الدول��ي من قبل‬ ‫"ویم��ن دیلیفري" إثر إصداره��ا الخاص"میثاق المرأة"‬ ‫باعتب��اره واح��د م��ن "أفض��ل ‪ 50‬فكرة ملھمة" للنس��اء‬ ‫والفتی��ات ف��ي جمیع أنحاء العال��م ‪ ،‬وكان أن قدمت نخبة‬ ‫من الس��يدات (فنلندا وتون��س وليبيا ) حديثا عن تجاربهن‬ ‫في المش��اركة النسوية السياسية وقد اس��تهل اليوم االول‬ ‫بتقديم س��يدات من فنلندا لتجربتهن في الممارسة السياسية‬ ‫وكان��ت على رأس المتحدثات ‪ :‬الس��يدة رئیس��ة الوزراء‬ ‫الفنلندیة الس��ابقة الس��یدة ماري كیفینییم��ي ‪ ،‬التي قامت‬ ‫بتوضی��ح موقفھا اتجاه مش��اركة المرأة‪.‬قائلة ‪ " :‬أرى أنه‬ ‫من المھم أن یش��ارك جمی��ع المواطنین‪ ،‬وبق��وة في بناء‬ ‫الدیمقراطی��ة في لیبیا منذ البدایة‪ ،‬فمن الضروري لتحقیق‬

‫تنمیة متوازنة للمجتمع ككل ‪ ،‬أن تكون مشاركة النساء في‬ ‫صنع القرار ممكنة ومؤمنة بالطریقة نفسھا التي للرجال‪،‬‬ ‫ثم تحدثت السیدتان ساتو ھابانین ‪،‬والسیدة أسترید تورس‬ ‫عن مش��اركة خبراتھن بالعمل كنساء في الحیاة السیاسیة‬ ‫الفنلندیة‬ ‫كما قامت الس��يدة تین��ا كوكامب��ا القائمة بأعم��ال المدیر‬ ‫التنفی��ذي لمنظم��ة دیمو الفنلندیة قال��ت ‪" :‬ھذه الندوة ھي‬ ‫مث��ال جید عل��ي كیف یمك��ن للسیاس��یات الفنلندیات أن‬ ‫یدعم��ن أخواتھن في أجزاء أخ��رى من العالم‪ ،‬لیبیا تفتقر‬ ‫إلي التقالید الدیمقراطیة والدعم الخارجي مھم حتى یتمكن‬ ‫اللیبیین من تش��كیل حكومة تقوم علي نظام تمثیلي متعدد‬ ‫األحزاب ‪.‬‬ ‫و قامت المترش��حات اللیبیات‪ :‬الدكت��ورة ماجدة الفالح‪،‬‬ ‫والس��یدة زاھی��ة عطیة ‪ ،‬بتوضی��ح أمالھن في السیاس��ة‬ ‫اللیبیة‪ ،‬كما قامت الس��یدة س��میرة مرع��ي فریعة‪ ،‬والتي‬ ‫انتخبت مؤخراً في الجمعیة التأسیس��یة بتونس‪ ،‬بالتحدث‬ ‫عن طریقھا الخاص في السیاسة ما بعد الثورة‪.‬‬ ‫وكان أن ُخص��ص الي��وم التال��ي لإلجاب��ة عل��ي جمی��ع‬ ‫االس��ئلة التي تتعلق بالتحدیات الت��ي تواجه المرأة عربيا‬ ‫وعالميا وقد قامت منظمة دیمو الفنلندیة بتس��ییر ورش��ة‬ ‫عم��ل ل ‪ 41‬مرش��حة ع��ن المؤتمر الوطن��ي‪ ،‬إلعدادھم‬

‫لحمالتھن االنتخابیة‪ ،‬وتحدثن المرش��حتین الس��یدة حلوم‬ ‫الف�لاح والدكتورة إنتصار بیت الم��ال عن آمالھن العالیة‬ ‫في المش��اركة النس��ائیة‪ ،‬وقلن بأن علي النساء أخد زمام‬ ‫المب��ادرة‪ ,‬والمطالب��ة بحقوقھ��ن‪ .‬وكلتاھ��ن مرش��حتین‬ ‫مس��تقلتین في بنغازي وطرابلس عل��ي التوالي‪ .‬الدكتورة‬ ‫زینب بعیو مرش��حة عن حزبھا السیاس��ي‪ ,‬حزب العدالة‬ ‫والتأس��یس‪ ,‬في مصراتة وذكرت أن نق��ص المعلومات‪،‬‬ ‫والمعرفة السیاسیة ھي التي یجب للمجتمع أن یتصدي لھا‬ ‫لضمان مشاركة المرأة‪.‬‬ ‫وقد صرحت الس��يدة أالء المرابط ُمؤسسة منظمة صوت‬ ‫المرأة اللیبیة‪ُ ،‬مش��يرة الي التحدیات التي قد تواجھ المرأة‬ ‫اللیبیة مثل ‪ " :‬قلة الموارد المالیة‪ ،‬وعدم سھولة الوصول‬ ‫إلي المعلومات والتثقیف السیاسي‪ ،‬المسؤولیات األسریة‬ ‫والمجتمعیة‪ ،‬وعدم وجود الشبكة السیاسیة الالزمة لتحقیق‬ ‫النج��اح االنتخابي‪ ،‬عدم اس��تقرار الوضع األمني وغیاب‬ ‫األحزاب ذات األسس الراسخة‪ ،‬وبطبیعة الحال‪ ،‬وما ھو‬ ‫في رأي األكثر ضررا ‪ :‬س��وء فھم وتفس��یر واس��تخدام‬ ‫الدین‪ ،‬والتي زیفا ً أبعدت النس��اء عن الس��احة السیاسیة "‬ ‫مؤكدة أنھا ولھذه األسباب فإن اإلعداد ضروري لنجاحھم‬ ‫في المستقبل‪.‬‬


‫‪04‬‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 29 ( 55-‬مايو ‪ 4‬يونيو ‪)2012‬‬

‫يف اجلزائر ‪ :‬الفضاء االعالمي املغاربي ‪...‬بلغة فرنسية !!‬ ‫خاص ميادين – اجلزائر ‪.‬‬ ‫بالعاصم��ة الجزائر تم افتتاح الملتقى الدولي حول الفضاء‬ ‫االعالمي والمجال السياس��ي ف��ي المجتمعات المغاربية ‪،‬‬ ‫وب��إدارة من جامع��ة الجزائر ومخابره��ا العلمية ‪ :‬مخبر‬ ‫تحلي��ل السياس��ات ‪،‬ومخب��ر االقتص��اد الكم��ي التطبيقي‬ ‫ف��ي التنمي��ة ‪ ،‬كم��ا رع��ى الملتق��ى المؤسس��ة االلمانية‬ ‫هانزسيدل‪،‬إلتئم الملتقى بقاعة فندق الجزائر وكان االفتتاح‬ ‫صباح االحد ‪ 20‬مايو ‪،‬وكان المتحدث االول البرفس��ور‬ ‫رضا محمد م��زوري (وبلغة فرنس��ية) خاطب الحضور‬ ‫والضيوف ‪،‬شاكرا المنظمين وشاكرا الحضور‪ :‬الضيوف‬ ‫من خارج الجزائر‪ ،‬وأساتذة جامعة الجزائر المنظمة لهذا‬ ‫اللق��اء ‪ ،‬مرك��زا على حالة االنتع��اش واالصالحات التي‬ ‫تش��هدها الجزائر بعد انتهاء االنتخابات الشفافة ! ‪ ،‬جميل‬ ‫حي��در مدير مؤسس��ة هانزس��يدل في المنطق��ة المغاربية‬ ‫الداعمة للمش��اريع واللقاءات العلمية ‪ :،‬قال وبلغة عربية‬ ‫‪ :‬اغتن��م الفرص��ة للترحيب بالجميع‪،‬الس��ادة الس��يدات ‪،‬‬ ‫الحري��ة كل ش��امل ال يتج��زأ ‪ ،‬وحري��ة الفك��ر والتفكير‬ ‫لها صور ش��تى تتج��اوز عالقات االفراد‪ ،‬ال��ى إتصالهم‬ ‫ببعضه��م البعض خارج الدائرة القريبة فقط ‪ ،‬لتش��مل أحد‬ ‫اه��م مظاهر الحرية م��ا نتوق إليه في المش��هد االعالمي نحن كع��رب عموما ‪،‬وكمغاربة هن��ا‪ ،‬بحاجة العالم حر‬ ‫ال��ذي أخذ ف��ي التباين التضارب ف��ي المغرب العربي في ومستقل من حقه محاسبة السلطة ‪،‬‬ ‫الجزائر س��لطة مضادة حضارية كم هائل من احكام تؤيد تمت المباش��رة في أعمال الملتقى ف��ي يومه االول ببحث‬ ‫النظام الس��ائد‪ ،‬من المفارق��ات لم تغير من واقع االعالم ‪ ،‬أو دراس��ة مقارن��ة حول الخطاب المعي��اري بين الغورا‬ ‫في بالد الثورات هناك انفالت اعالمي وتوقف المؤسسات والس��وربون والبرلمانات في س��احل العاج وفق منهجية‬ ‫الرقابية تحولت الى حس��ابات لتصفية الحسابات ‪،‬وسيظل هايبرم��اس‪ ،‬قدمه من الك��وت ديفواراالس��تاذ الجامعي(‬ ‫هاجس حرية االعالم مطلب ش��عبي ديمقراطي لتش��جيع أدموند كواس��ي ) ‪ ،‬ثم ورقة عمل ُمش��تركة بين الباحثتين‬ ‫التعددي��ة ‪ ،‬وتطوي��ر التقني��ات والمعايي��ر ‪ ،‬نحن كعرب االلمانيتين ‪:‬تابا غرازيس��كا وساندرا زيزيت حول تفاعل‬ ‫عموما وكمغاربة هنا بحاجة العالم حر ومستقل من حقه وس��ائل االع�لام مع السياس��ة العامة في ألماني��ا !‪،‬ثم قدم‬ ‫محاسبة الس��لطة ‪،‬واالنفتاح على جمهوره ونقل رأيه كما البرفس��ور محمد مواقل االخضر قراءة احصائية (كمية)‬ ‫ال��رأي االخر ‪ ،‬ال تواطأ وال ع��داوة ‪،‬هناك معادلة صعبة تتبع��ت الخط��اب االعالمي ف��ي ميادين الربي��ع العربي(‬ ‫في العالقة أفهم ذلك ‪ ،‬ارجو أن تكلل بالنجاح خطوات هذا إرحل – الش��عب يريد اس��قاط النظ��ام ‪ )... -‬خاصا بحثه‬ ‫اللقاء وأن تفضي الى مشتركات باتجاه فضاء اعالمي حر بثورتي تونس ومصر ؟‬ ‫تحترم فيه االستقاللية والمصداقية وتؤدى فيه الحقوق كما عصام بن حسان (تونس )‬ ‫تطالب به الواجبات ‪.‬‬ ‫بعد الثورة يمكن القول أن هناك تطور تش��ريعي ملحوظ‬ ‫جميل حيدر ‪:‬‬ ‫وفقه قضائي محدود‬

‫الحضور في القاعة الرئيسية‬

‫وم��ن تونس ع��رض القانوني عصام بن حس��ان ألحوال‬ ‫قوانين الصحافة التونسية في المرحلة‬ ‫االنتقالي��ة‪ ،‬مب��رزا ف��ي اس��تهالله تاري��خ ص��دور مجلة‬ ‫الصحاف��ة (التي اضطلعت بقواني��ن الصحافة في تونس)‬ ‫فبع��د االس��تقالل احتكر الح��زب الدس��توري كل أجهزة‬ ‫الدول��ة بما فيها االع�لام الذي لم يش��هد انفراجته وبعض‬ ‫التحررحت��ى نهاية الس��بعينيات ومطل��ع الثمانينيات ‪ ،‬ثم‬ ‫تقلص هامش التعبير مع مجيء بن علي للس��لطة ‪،‬وأورد‬ ‫الباحث التونس��ي عصام نماذج لتجاوزات النظام اقصاءا‬ ‫واحتكارا تجاه الصحافة والصحفيين‪ ،‬وأبرزها تحكم وزير‬ ‫الداخلي��ة عند منح��ه االذن الصدار صحيفة يش��ترط فيها‬ ‫تس��لم وصل منه‪ ،‬فالمشرع التونس��ي قيد حرية الصحافة‬ ‫حتى أن نصف قواني��ن مجلة الصحافة ذات طابع جزائي‬ ‫(‪ 80‬مادة ‪ 40 ،‬منها جرائم وعقوبات) بعد ثورة الياسمين‬ ‫أكد المش��رع على أن الح��ق في حري��ة التعبير مضمون‬ ‫وحصل تحس��ن في الوضع التش��ريعي‪ ،‬ويمكن القول أن‬ ‫هناك تطور تشريعي ملحوظ وفقه قضائي محدود فلم يعد‬ ‫وزير الداخلية ُمكلفا بإصدار الوصل ‪ ،‬بل يس��تلم الوصل‬ ‫ومباش��رة بعد أن يقدم الى رئي��س المحكمة ‪،‬رغم التحرر‬ ‫الواض��ح في صحافة تونس فلم يعد القل��ق من القانون بل‬ ‫من خوف الس��يطرة المطلقة على االعالم من قبل أجهزة‬ ‫الحكومة ‪.‬‬ ‫وعقب اس��تراحة قصيرة‪ ،‬تمت إتاح��ة الفرصة للحضور‬ ‫إللقاء مداخالتهم وأس��ئلتهم للباحثين ‪،‬والتي تراوحت بين‬ ‫نق��د المنهجية ومنزالقتها فيما ق��دم من بحوث ‪ :‬مابين وما‬ ‫تحت المنهجية !‪،‬وبين أحوال الجزائر انتخابات أو فضاء‬ ‫اعالم��ي ‪ ،‬وكان أن تقدم��ت االعالمي��ة والباحث��ة فاطمة‬ ‫غن��دور ال ُمش��اركة من ليبي��ا بمالحظتي��ن إحداهما حول‬ ‫الخل��ل التنظيمي الواض��ح بعدم وج��ود الترجمة أو على‬ ‫االقل ُملخصات لألوراق ال ُمقدمة بلغات هذه الندوة الدولية‬ ‫‪،‬والت��ي تق��ام على أرض عربي��ة ‪ :‬العربي��ة واالنجليزية‬ ‫والفرنس��ية ‪ ،‬خاصة وأن الوقت المتاح لكل ورقة هو ‪15‬‬ ‫دقيق��ة ‪،‬وقد أش��ار معظ��م الباحثين من عل��ى المنصة الى‬ ‫أنهم يقدمون ملخص��ا ألهم ماأوردوه عن موضوع بحثهم‬

‫ادموند من الكوت ديفوار‬


‫السنة الثانية العدد ‪ 29 ( 55-‬مايو ‪ 4‬يونيو ‪)2012‬‬

‫فاطمة غندور مع الباحثتين االلمانيتين‬

‫‪،‬خوفا من الوقت الذي قد يُغيب كثيرا مما تقصدوا عرضه ودورها في رس��م السياس��ات العامة (الجزائر نموذجا !)‬ ‫‪،‬وكان��ت المالحظ��ة الثاني��ة ‪،‬تش��ير واللقاء هن��ا فضاؤه – حليم محمد العمامي ‪ :‬دور االعالم في رس��م السياس��ة‬ ‫مغارب��ي كيف لم يت��م تتبع خطاب ميدان الث��ورة في ليبيا الخارجية – فضيلة عكاش��ي ‪:‬مكان��ة الهوية في الخطاب‬ ‫‪ ،‬ومي��دان ش��رارتها االولى بنغازي ‪ ،‬وقد تابعته وس��ائل السياسي الجزائري – خليل عبدالنور ‪ :‬الحرية االعالمية‬ ‫إعالم متاحة للجميع ‪،‬وكذلك ما شاع على مواقع وشبكات في الدول المتوسطية –‬ ‫االنترنت ‪،‬وعادة ما يجد الباحث من أجل أن يقدم في بحثه الملتق��ى في يومه الثان��ي وفي أولى جلس��اته صباحا قدم‬ ‫ماهو عصي ومقصي وذلك ما يحسب له فلماذا تم إقصاء بحثه حول الثورات العربية ‪،‬والحراك السياسي بالمغرب‬ ‫الغربي ‪:‬البرفسور رضا محمد مزوري ‪،‬أعقبه من جامعة‬ ‫ليبيا وخطاب ميدانها ‪،‬‬ ‫توال��ت االجابات والنقاش��ات المنهجية وفيما تعلق بتغيب فرنسا الباحث قينوغرامشي‬ ‫ليبيا وخطاب جمهورها في ميدان الثورة أجاب البرفسور الفضاء االعالمي المواطني عبر مواقع االنترنت – ومن‬ ‫االخض��ر أن ال مصداقي��ة أو ثق��ة فيم��ا ت��م بثه س��واء ‪ :‬تونس قدم مراد سليم ورقته عن صحافة تونس في المرحلة‬ ‫تلفزيونات أوشبكات االنترنت‪،‬وأن شكوك كثيرة يطرحها االنتقالي��ة طارح��ا أهم تس��اؤالته ‪:‬كيف كان��ت الصحافة‬ ‫الباحث حولها ‪ ،‬تم علل أيضا عدم احاطته بليبيا أن الزمن أثن��اء ديكتاتورية بن علي ‪،‬ماهي مس��ؤلية الصحفيين في‬ ‫المرحل��ة االنتقالية ‪،‬وكيف تفاعل��ت الصحافة الجديدة مع‬ ‫المحدد لبحثه ال تدخل ثورة شعب ليبيا في دائرته ؟‬ ‫الث��ورة الش��عبية ‪ ،‬ومن الجزائ��ر قدمت الصحفي��ة نبيلة‬ ‫فاطمة غندور(ليبيا )‬ ‫اللق��اء هن��ا فض��اؤه مغاربي كيف ل��م يتم تتب��ع الخطاب بوش��عالة ورقتها االولى حول الفضاء االعالمي وصدى‬ ‫المناقش��ات الجماهيري��ة – طارق حفي��ظ باحث جزائري‬ ‫االعالمي لميدان الثورة في ليبيا‪،‬بنغازي)‬ ‫مس��اء الي��وم االول ويلي وجب��ة الغذاء مباش��رة توزع أيض��ا قدم ورقته حول االش��كاالت التي تواجه الصحفي‬ ‫الباحثون الضيوف وبعض من الحضور وأغلبهم أس��اتذة عن��د تقصيه للمعلومات م��ن مصدرها – بعد وجبة الغذاء‬ ‫جامع��ة الجزائر وبعض الطالب ‪ ،‬ال��ى قاعات الورش ‪ ،‬ت��وزع الحض��ور (والذي كان أقل من الي��وم االول ) بين‬ ‫فحول مائدة مس��تديرة تم تكوي��ن حلقتي نقاش ‪ :‬حلقة (‪ )1‬الضي��وف وبعض أس��اتذة الجامعة ف��ي ورش عمل حول‬ ‫مخبراالساليب الكمية حول وسائل االعالم وقدم كل من ‪ -‬المائدة المستديرة ‪ ،‬الحلقة (‪ )3‬وكانت االوراق المعروضة‬ ‫وهم أس��اتذة جزائريون‪ : -‬السادة ‪ -:‬هنية قراشي ‪،‬خديجة م��ن كل م��ن القانونيتي��ن التونس��يتين ‪ :‬مري��م بوزرار‪،‬‬ ‫س��عدي ‪،‬وبحث مختب��ري عنوانه ‪ :‬االعالم ومؤش��رات واحس��ان الغريبي وتناولتا القان��ون االعالمي قبل وأثناء‬ ‫مجتمع المعلومات ‪ -‬رش��يد بن عمروش��ي ‪ :‬استطالعات ثورة تونس ‪ ،‬وقدمت فاطمة غندور من ليبيا ورقتها حول‬ ‫الرأي العام في وس��ائل االتص��ال االجتماعي بالجزائر الصحاف��ة في المرحلة االنتقالية وبتلخيص موجز ُمعرجة‬ ‫– رش��يد طوماش��ي ‪ :‬تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت عل��ى تاريخ الصحافة الليبية منذ جريدة طرابلس غرب ثم‬ ‫ف��ي جزائر ما بعد التنمية – كم��ال رزق ‪ :‬نظام االتصال الحريات التي منحت إب��ان حكم الملك ادريس ‪،‬ثم انقالب‬ ‫االعالمي في مواجهة االقتصادي الحالة المغاربية نموذجا س��بتمبر الذي روج للحري��ات لكنها كانت بروباغندا أكثر‬ ‫ خال��د روازقي ‪ :‬الصحافة الجزائرية والمعايير العالمية منها ممارس��ة عملية فقد نال الصحفيون الكثير من االذى‬‫لالتصال االعالمي‪ -‬ساعدي نوفل (باللغة االنجليزية وقد اعتقاال واغتياال ‪،‬وإقصائ��ا ‪،‬لمجرد الكتابة بحرية وإبراز‬ ‫جوبه بنقد عال من بروفس��ورة من جامع��ة الجزائر ألنه رأيه��م مطالبين بحقوقهم ‪ ،‬ماقب��ل وأثناء ثورة ‪ 17‬فبراير‬ ‫كانت صحافة المواطن حيث نشط المئات بل االالف عبر‬ ‫ارتكب خطأ جسيما لعدم تحدثه بالفرنسية) ‪.‬‬ ‫أتيح��ت الفرصة لمناقش��ة الباحثين‪ ،‬وقد تم��ت الحوارت مواقع ومدونات االنترنت الذي أتاح الفرصة وسط الخنق‬ ‫بأجمعه��ا باللغ��ة الفرنس��ية رغم خصوصي��ة الموضوع والكبت واالعالم الرس��مي الذي داوم على التطبيل للرأي‬ ‫القذافي ونظريته ‪،‬وكذلك تميزت صحافة المعارضة التي‬ ‫االعالمي الجزائري ‪.‬‬ ‫س��جلت اس��ثناءا رغم ما تعرضت له من محاوالت الغلق‬ ‫الحلقة ‪2‬‬ ‫واالقص��اء التقني ‪ ،‬ثورة ‪ 17‬فبراي��ر أظهرت نماذج في‬ ‫قضايا الفضاء االعالمي العام و السياسات العامة‬ ‫ عل��ي ساس��ية ‪ :‬قواني��ن الصحاف��ة المغاربي��ة (تون��س العم��ل االعالمي المغام��ر والغير مس��بوق (من بنغازي‬‫الجزائر موريتانيا واس��تبعد ليبي��ا معلقا بأنها حالة غائمة محمد نبوس وزمالئ��ه‪ ،‬والصحفية مريم العجيلي وعملها‬ ‫؟) ‪ -‬نصي��رة س��ماره ‪ :‬التواصل السياس��ي المقارن في الس��ري ضد اعالم الطاغي��ة بصحيفة قورين��ا ) ثُم الكم‬ ‫المغ��رب العرب��ي‪ -‬نعيم��ة بورناني ‪ :‬التنظيم��ات المدنية الغزير(‪ 250‬اصدار) وفيه النوعي أيضا من االصدارات‬

‫‪05‬‬

‫جانب من الحضور‬

‫الصحفية جرائد ومجالت ونشرات ‪ ،‬الصعوبات والعوائق‬ ‫التي تواجه المش��هد الصحفي الليبي في المرحلة االنتقالية‬ ‫فاليبيا اليوم بال دولة بال دس��تور ‪ ،‬يفتقد المش��هد لصحفية‬ ‫يومية تمثل قضايا ومش��اكل وصلة الوصل بين الش��ارع‬ ‫وم��ا يجري خالل��ه في هك��ذا مرحلة ‪ ،‬افتق��اد االمكانات‬ ‫البش��رية المدربة رغم توافد المؤسسات العربية والعالمية‬ ‫لكننا لم نؤسس بعد لمراكز تدريب وتأهيل وطنية ‪ ،‬وكذلك‬ ‫االمكانات المادية ‪ ،‬التي تمثل الدعم الس��تمرار الصحف‬ ‫الح��رة والمس��تقلة ‪ ،‬لم يتم التوافق بعد على هيئة مس��تقلة‬ ‫بعيدا عن المجلس االنتقالي أو وزارة الثقافة لنحفظ للمناخ‬ ‫االعالمي حريته واس��تقالليته ‪ ،.‬كان بعض من الحضور‬ ‫ش��غوفا بالحصول على المعلومات ح��ول الثورة في ليبيا‬ ‫وع��ن المس��تقبل السياس��ي ‪ ،‬وكيفية التخل��ص من تركة‬ ‫الطاغية ‪ :‬افكارا ومقوالت وس��لوكا وسالحا ُزرع ووزع‬ ‫بين الناس ‪.‬‬ ‫عين على الفضاء االعالمي المغاربي الذي عقد بالجزائر‬ ‫‪:‬‬ ‫* س��يطر حض��ور جزائ��ري عل��ى االوراق المقدم��ة‬ ‫والمواضي��ع أيض��ا ‪ ،‬فإذا كان��ت تونس حض��رت ممثلة‬ ‫بأربع مش��اركين مع تق��ارب مواضي��ع االوراق المقدمة‬ ‫التي ارتكزت على الجانب القانوني االعالمي ‪ ،‬فقد سجل‬ ‫غي��اب موريتان��ي ‪،‬وتم تغيب ثالث مش��اركين م��ن ليبيا‬ ‫واالكتفاء بباحثة واحدة ‪.‬‬ ‫* غ��اب الجمه��ور عن حضور الجلس��ات والذي عزاه‬ ‫البع��ض ال��ى المكان القص��ي للندوة ‪ ،‬ثم االنش��غال العام‬ ‫باالمتحان��ات ‪،‬وب��دا وكأن الباحثين يلق��ون أوراقهم على‬ ‫بعضه��م البع��ض ‪ ،‬وإن ظه��رت بع��ض الموضوع��ات‬ ‫الجزائري��ة متفق عليها وأحادية ال��رأي إن لم تكن مقولبة‬ ‫كالدفاع عن الوضع السياس��ي القائم والتحدث عن شفافيته‬ ‫التي أوصلت االنتخابات الى براالمان !‪.‬‬ ‫* بما نس��بته ‪ 99,9‬كانت اللغة الفرنسية أكسجين الملتقى‬ ‫فأينم��ا يممت بوجهك تزاحم أذناك رطانة فرنس��ية القاعة‬ ‫الرئيس��ية ‪،‬المائدة المس��تديرة صالة الوجب��ات ‪،‬وممرات‬ ‫وغ��رف الفندق وقد صارحتني اس��تاذة جامعية ترأس��ت‬ ‫جامعة الجزائر أنها ال تكتب حرفا وال تستطيع نطق جملة‬ ‫كاملة بعربية س��ليمة وانها تدي��ن لوالدتها بمحافظتها على‬ ‫لهجة موطنها ؟‬ ‫* ب���دأت باحثة جزائرية ورقتها‪ :‬ش���كرا هلل أن التقينا‬ ‫كأس���اتذة من الجامعة الجزائرية في هك���ذا ندوة علمية‬ ‫ومهمة ‪ ،‬لنرى بعضنا ونسمع أصواتنا ‪ ...‬؟‬


‫‪06‬‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 29 ( 55-‬مايو ‪ 4‬يونيو ‪)2012‬‬

‫بيان صادر عن جملس املفوضية العليا لالنتخابات‬ ‫أكثر من ‪ ، 2700000‬مليوني وسبعمائة ألف ناخب سجلوا أنفسهم‬ ‫تسجيل ‪ 4000‬مرشح قدموا طلباتهم اىل املفوضية كمرتشحني افراد أو يف إطار قوائم الكيانات السياسية‬ ‫عدد القوائم االنتخابية اليت تقدمت ‪ 374‬سيتنافسون يف ‪ 20‬دائرة انتخابية‬ ‫تحي��ة اكبار ل��كل الليبين ف��ي هذا الي��وم الهام من‬ ‫تاريخ مس��ار الحي��اة السياس��ية الجدي��دة من اجل‬ ‫ليبي��ا ح��رة وديمقراطي��ة‪ ،‬ه��ذا اليوم ال��ذي تدخل‬ ‫في��ه العملي��ة االنتخابية في بالدن��ا بمرحلة االعداد‬ ‫ليوم االقت��راع حيث يتوجه الناخب��ون الليبيون في‬ ‫نهاية م��اف هذه المرحل��ة الى صنادي��ق االقتراع‬ ‫ب��كل حرية وش��فافية ل�لإدالء بأصواته��م الختيار‬ ‫أعضاء المؤتمر الوطني العام الس��لطة التش��ريعية‬ ‫المنتخب��ة والت��ي س��تدير البالد بع��ون هللا الى بناء‬ ‫ليبيا الجديدة وفق االس��س الدستورية والقانونية ‪...‬‬ ‫مس��اء يوم االثنين الموافق ‪ 21‬ماي��و ‪ 2012‬اليوم‬ ‫االخير في مرحلة تس��جيل الناخبين بعد أن استمر‬ ‫لم��دة ‪ 21‬يوم��ا وقبل ذل��ك بأيام قفل باب تس��جيل‬ ‫المترش��حين من االفراد والكيانات السياسية والذي‬ ‫استمر ‪ 17‬يوما كان الليبيون وبشهادة المراقبين من‬ ‫كل ح��دب وصوب في حج��م التحديات حيث أثبت‬ ‫الليبيون للعالم أنهم متمس��كون بوحدتهم الوطنية ‪،‬‬ ‫ومتغاض��ون ع��ن صغائر االم��ور ‪ ،‬متفقون على‬ ‫ضرورة بناء بلدهم ‪ ،‬منطلقون من المرتكزات التي‬ ‫انطلق��ت منها ث��ورة ‪ 17‬من فبراي��ر والتي ضحى‬ ‫من أجلها الثوار بأنفسهم وأموالهم وقدموا أرواحهم‬ ‫رخيصة ‪ ،‬وس��الت دماؤهم الطاهرة لتروي تراب‬ ‫الوط��ن لينبت ش��جرة الحرية ‪ ،‬هذه الش��جرة التي‬ ‫نحمي جذوره��ا هذه االيام بالح��رص على انجاح‬ ‫العملية االنتخابية ‪.‬‬

‫أكثر من مليوني وس��بعمائة ألف ناخب س��جلوا‬ ‫أنفس��هم ‪..‬نجاح باهر وكبير في المرحلة االساسية‬ ‫للعملي��ة االنتخابي��ة ‪ ،‬هذا النجاح ال��ذي يجعلنا في‬ ‫المفوضية العليا لالنتخابات نش��عر بالسعادة أيضا‬ ‫بالعتزاز رافعين رؤس��نا نواجه عدس��ات وسائل‬ ‫االعالم العالمية لنقول له��م هكذا هم الليبيون دائما‬ ‫‪ ،‬لن��رى في أعي��ن هؤالء أنه��م يس��جلون التقدير‬ ‫واالحترام لهذا الش��عب الذي حق��ق أعلى معدالت‬ ‫المصداقية واالمان في ثورات الربيع العربي ‪.‬‬ ‫وقد تم تس��جيل ‪ 4000‬مرش��ح قدم��وا طلباتهم الى‬ ‫المفوضية كمترش��حين اف��راد أو في إط��ار قوائم‬ ‫الكيانات السياس��ية ‪ ،‬وكان ع��دد القوائم االنتخابية‬ ‫التي تقدمت ‪ 374‬سيتنافسون في ‪ 20‬دائرة انتخابية‬ ‫‪،‬ونح��ن االن نق��وم بإعداد هذه القوائم ليتم نش��رها‬ ‫غدا صباحا ولمدة يومين وبالمكان الطعن في أهلية‬ ‫أي مرش��ح خالل ‪ 48‬س��اعة من نش��ر هذه القوائم‬ ‫لدى المحاكم المختصة حسب ما نص عليه القانون‬ ‫وبإمكان المرش��حين والكيانات السياس��ية الذين تم‬ ‫نشر اسمائهم بطريقة خاطئة أو عدم ورود أسمائهم‬ ‫ف��ي القوائم االولية ‪،‬التوجه ال��ى مكاتب المفوضية‬ ‫لتعديل الخطأ‪.‬‬ ‫وق��د تم احالة ه��ذه القوائم أيضا ال��ى هيئة النزاهة‬ ‫والوطني��ة والت��ي بدورها س��تقوم بفرز االس��ماء‬ ‫وف��ق معايير الش��فافية والنزاهة ‪،‬وس��تقوم بإبالغ‬ ‫المفوضية بأسماء المرشحين غير المؤهلين ‪.‬‬

‫وف��ي ذات الوقت س��تقوم المفوضية بنش��ر س��جل‬ ‫الناخبي��ن االول ف��ي مراكز التس��جيل غدا صباحا‬ ‫ولم��دة اربعة أيام تنتهي مس��اء يوم االحد ‪ 27‬مايو‬ ‫الج��اري ‪ .‬وس��تتاح الفرص��ة لجمه��ور الناخبي��ن‬ ‫التأكد من أن أس��ماؤهم مدرجة بالسجل وباالمكان‬ ‫االعتراض على ادراج أي ناخب في سجل الناخبين‬ ‫االولي حسب ما نص عليه القانون ‪.‬‬ ‫الليبي��ون من اليوم يبدأون العد التنازلي في مس��ار‬ ‫الوصول الى نقطة االنطالق ‪،‬أس��ابيع تحوي أياما‬ ‫مع��دودة ‪،‬تفصلنا عن موعد ي��وم االقتراع ‪،‬االمر‬ ‫الذي يستدعي تفهما أكثر من قبل المعنيين بالعملية‬ ‫االنتخابية من الناخبين والمترشحين ‪ ،‬بألية االقتراع‬ ‫‪،‬وه��ذه المس��ألة كما هي مناطة بكاه��ل المفوضية‬ ‫الوطنية العلي��ا لالنتخابات في تكثيف حملتها االيام‬ ‫القادم��ة في توعي��ة وتثقيف الناخبين والمرش��حين‬ ‫حي��ث قامت المفوضية بوضع خطة ش��املة وعلى‬ ‫كافة المستويات بهذا الخصوص بالتعاون والتنسيق‬ ‫مع المؤسس��ات المختصة في المجاالت التواصلية‬ ‫واالتصالي��ة ‪،‬ف��إن المهم��ة أيض��ا تقع عل��ى كافة‬ ‫مؤسسات المجتمع المدني ووسائل االعالم المحلية‬ ‫والوطنية ومؤسس��ات الدولة للمش��اركة في تفعيل‬ ‫ه��ذا الدور م��ن أجل الوصول ال��ة انتخبات نزيهة‬ ‫المكان فيها إال باألخذ بمعايير النزاهة والوطنية ‪.‬‬ ‫باس��م مجلس المفوضية أتق��دم بالتهاني لكل الليبين‬ ‫بتحقي��ق هذا النجاح ‪ ،‬ونس��أل هللا العل��ي القدير أن‬ ‫يحقق لهذا البلد االستقرار واالمان ‪.‬‬ ‫وهللا ولي التوفيق‬ ‫والسالم عليكم ورحمة هللا تعالى وبركاته‬ ‫مجلس المفوضية العليا لالنتخابات‬ ‫ صدر في طرابلس بتاريخ ‪:‬‬‫ـ‪22‬ـ ‪ 2012 -5‬ميالدية ‪.‬‬


‫السنة الثانية العدد ‪ 29 ( 55-‬مايو ‪ 4‬يونيو ‪)2012‬‬

‫‪07‬‬

‫بيان من وزارة الثقافة واجملتمع املدني‬ ‫ف��ي هذه المرحلة المهمة من تاريخنا‪ ،‬ونحن مقدمون على أول انتخابات تجرى‬ ‫في ليبيا منذ أكثر من أربعة عقود؛‬ ‫تدع��و الوزارة المثقفين والفنانين ورجاالت المجتمع المدني إلى المس��اهمة في‬ ‫بل��ورة خطاب تغيي��ر يتبنى لغة ومقارب��ات ومفاهيم تليق بالتح��والت الجذرية‬ ‫التي تش��هدها البالد‪ ،‬ويعيد لليبيين ثقتهم بأنفس��هم‪ ،‬ويكشف عن رواسب الجور‬ ‫والطغي��ان‪ ،‬ويرصد أس��اليب التخوين والتهميش واالش��تباه‪ ،‬ويش��خص ثقافة‬ ‫المطال��ب والتصعيد والجمهرة والزحوف والمثابات والمس��يرات والتصفيات‪،‬‬ ‫بم��ا تثيره م��ن فتن قبلية ونع��رات جهوية وحميّ��ات عرقية وما تس��لم إليه من‬ ‫ت��دن ف��ي األداء العام وعوز ف��ي مراكمة المنجزات؛ خطاب تتس��ع له ضمائر‬ ‫الناس ألنه يعبر عن هويتهم وتطلعاتهم‪ ،‬ويس��هم في وضع ليبيا في منزلة تليق‬ ‫بتاريخه��ا وكف��اءات أبنائها؛ خطاب مفرداته الدس��تور ودول��ة القانون والدولة‬ ‫المدنية وحقوق المواطنة وحقوق اإلنس��ان وس��ائر المضامين الديمقراطية التي‬ ‫قامت ثورة فبراير المجيدة من أجلها‪.‬‬ ‫وكان��ت ال��وزارة قد بذلت خالل الفت��رة الماضية ما في وس��عها من أجل تهيئة‬ ‫الظروف الداعمة لمنظمات المجتمع المدني والتأس��يس لمشهد ثقافي أقدر على‬ ‫مواكبة العصر‪ .‬وبعد عقود من المحاوالت الممنهجة والمس��تمرة لتنجيع الثقافة‬ ‫وتس��طيح الموروث واختزاله في أعمال ش��عبوية ال يش��غلها سوى كيل المديح‬ ‫للزمرة الحاكمة‪ ،‬تعكف الوزارة على صياغة مشروع يقارب المخزون الثقافي‬ ‫مقاربة تحليلية نقدية ويشرّع األبواب على مختلف التجارب اإلنسانية بغية اإلفادة‬ ‫منه��ا والتفاعل معها‪ .‬وفي محاولة لمقاومة الفس��اد الثقاف��ي والتلوث الوجداني‬ ‫والفك��ري‪ ،‬وضعت الوزارة معايير موضوعية الختيار األعمال الثقافية والفنية‬ ‫الجديرة بدعمها ورعايتها‪.‬‬ ‫وف��ي س��ياق أش��مل‪ ،‬طرح��ت ال��وزارة رؤى استش��رافية قامت عل��ى ركائز‬ ‫ومنطلقات تحددت بمقتضاها رس��الة‪ ،‬واقترحت وفقها خطط إستراتيجية أخذت‬ ‫في اعتبارها ما يتوفر في البيئة الثقافية المحلية من خمائر وكوامن‪ ،‬وما تواجهه‬ ‫هذه البيئة من تحديات وعوائق‪.‬‬ ‫وفضال ع��ن اللقاءات والن��دوات والمحاض��رات والمؤتم��رات والمهرجانات‬ ‫وورش العمل واألعم��ال الثقافية والفنية التي قامت برعايتها‪ ،‬صاغت الوزارة‬ ‫خالل األش��هر الماضية‪ ،‬وبمؤازرة نخبة من المثقفين والفنانين‪ ،‬حزمة مشاريع‬ ‫ثقافية تفعّل ما اقترحت من خطط إس��تراتيجية وتجس��د ما تبنت من رؤى‪ .‬ومن‬ ‫بي��ن هذه المش��اريع‪ :‬تطوير الهيأة العامة للفنون والهي��أة العامة للكتاب ومركز‬ ‫الدراس��ات والبحوث الثقافية‪ ،‬وتأسيس المجلس األعلى للثقافة والمركز الوطني‬ ‫للترجمة ومركز دعم المجتمع المدني‪.‬‬ ‫وكما ال يخفى على أحد‪ ،‬واجهت الوزارة كغيرها من الوزارات عوائق إدارية‬ ‫ومالية حالت إلى حد كبير دون تحقيق ما كانت تطمح إليه‪ ،‬فيما لم يسهم تحميل‬ ‫الوزارة بأعباء وزارة اإلعالم إال في تش��تيت انتباه القائمين عليها والتأثير سلبا‬ ‫في أدائها‪ .‬وغني عن فضل البيان أن الثقافة واإلعالم بؤرتان عاث فيهما النظام‬ ‫الس��ابق فس��اداً ودماراً على الصعد السياس��ية والفكرية واإلداري��ة كافة ‪ ،‬وأن‬ ‫الوزارة ورثت تركة متخلفة وبنية إدارية منهارة ‪ ،‬وكفاءات بش��رية ش��حيحة ‪،‬‬ ‫ومناح��رات بي��ن العاملين ال تنتهي إال لتبدأ ‪ ،‬مدفوعة إل��ى حد كبير ببقايا ثقافة‬ ‫التصعي��د والش��خصنه وغيرها من بقايا العهد الفوض��وي ‪ ،‬أضف إلى كل ذلك‬ ‫الغياب الكامل للدولة عن حراسة وحماية المرافق اإلعالمية‪.‬‬ ‫ويلزم الوزارة في هذه المرحلة التنبيه إلى مجموعة من الظواهر الس��لبية وإلى‬ ‫خطره��ا في عرقل��ة النقلة المرجوة من الثورة إلى الدول��ة‪ .‬ومن هذه الظواهر‪:‬‬ ‫المس��اومة بالمواق��ف الثورية والتعجل ف��ي تحقيق النتائج وتجاه��ل حقيقة أننا‬ ‫نعان��ي تركة ثقيل��ة أعطبت منظومة قيمية بأس��رها؛ التعدي عل��ى هيبة الدولة‬ ‫وعرقلة ما يبذل من جهود من أجل اس��تعادة هيبتها؛ التش��كيالت المس��لحة التي‬ ‫تتوس��ل العنف س��بيال في فرض رؤاها وتعطي نفسها الحق في العبث والسطو‬

‫على الممتلكات العامة والخاصة‪ .‬وفي هذا الس��ياق تؤكد الوزارة‪ :‬أن للتلكؤ في‬ ‫مس��اعي المصالحة الوطنية وتطبيق آليات العدالة االنتقالية وتفعيل المؤسسات‬ ‫القضائية آثاره الس��لبية والمدمرة على االس��تقرار واس��تتباب األمن؛ كما تؤكد‬ ‫مبادئ قانونية وبدهية مؤداها شخصية العقوبة‪ ،‬وعدم أخالقية جماعية العقوبة‪،‬‬ ‫وعدم ش��رعية اس��تيفاء الحق بالذات‪ ،‬وأن المصلحة العامة قد تقتضي التنازل‬ ‫عن الحقوق الخاصة‪.‬‬ ‫وال يفوتن��ا أن ننبه بوجه خاص النتهاكات حقوق اإلنس��ان والكرامة البش��رية‪،‬‬ ‫وظاهرة هدم األضرحة والنصب التي قد تتفاقم وتطال اآلثار التاريخية الش��اهد‬ ‫األعظم على ما أزدهرت به بالدنا من حضارات‪.‬‬ ‫وعل��ى الرغم من تفهم الوزارة حقيقة أن المن��اداة بالفيدرالية قد تكون ردة فعل‬ ‫مبالغا ً فيها على التهميش واإلقصاء الذي عانت منه بعض المناطق الليبية‪ ،‬فإنها‬ ‫تؤكد ضرورة عصمة البالد مما قد تورثه النزعات االنفصالية من فرقة وتشظ‪،‬‬ ‫ورفض محاولة تطبيق هذا النظام عبر أساليب غير ديمقراطية‪ .‬وتؤسس الوزارة‬ ‫رفضها هذا على حقائق أهمها‪ :‬التضحيات المشتركة التي بذلها أبناء الوطن من‬ ‫كل مناطق��ه في كل مناطقه‪ ،‬والتي وحدت البالد بعد أن كانت مهددة بالتقس��يم؛‬ ‫ومرور البالد بمرحلة انتقالية لم يتش��كل فيها بعد إجماع على ش��كل الحكم الذي‬ ‫يحقق طموحات أبنائها؛ وانتشار السالح وعجز الدولة عن تشكيل جيش وطني‬ ‫يضم تحت لوائه كل التش��كيالت المس��لحة؛ وهشاشة الكيانات السياسية القزمية‬ ‫الحديث��ة ف��ي الفضاءات العربية واإلفريقية وعجزها عن اس��تيفاء اس��تحقاقات‬ ‫التنافس��ية العالمي��ة؛ فضال عن إمكان حل إش��كاليات التهمي��ش واإلقصاء عبر‬ ‫دسترة الالمركزية اإلدارية والحكم المحلي‪.‬‬ ‫وألن التجليات الخارجية لثقافة المجتمع تصدر في النهاية عن مخططات عقلية‬ ‫ومنظوم��ات قيمية تنطبع في عقول األفراد وتنغرس في نفوس��هم وتصوغ لكل‬ ‫جماعة خصوصيات تميزها‪ ،‬وبحس��بان االنحراف��ات واالختالالت التي تعاني‬ ‫منه��ا المنظوم��ة القيمية التي حاول النظام الس��ابق تكريس��ها‪ ،‬تس��عى الوزارة‬ ‫إلى تأس��يس محاولة النه��وض بالمجتمع عل��ى رصد لألفكار القيمية الش��ائعة‬ ‫والمفاهيم المسبقة والميول الغالبة‪ ،‬واستقراء دورها في إنجاح أو عرقلة الخطط‬ ‫اإلس��تراتيجية التي تسترشد بها المشاريع التنموية‪ ،‬وذلك برعاية مؤتمر سوف‬ ‫يعق��د خالل األش��هر القادمة ح��ول الثقافة والتنمية‪ ،‬وهي تع ّول على ما س��وف‬ ‫يعرض فيه من دراس��ات وما يس��فر عنه من توصيات في رصد طبيعة الثقافة‬ ‫الس��ائدة وتلمس السبل األمثل لتنش��ئة اجتماعية وسياسية كفيلة باستحداث ثقافة‬ ‫أقدر على تحسين األداء العام وتنفيذ مشاريع التنمية المستدامة الكفيلة بخلق ليبيا‬ ‫الجديدة التي نطمح إليها‪.‬‬ ‫علينا جميعا ً أن نعي مس��ؤوليتنا التاريخية في ه��ذا المنعطف الحرج ‪ ،‬وأن نقر‬ ‫بعيوبن��ا والت��ي من أبرزها الش��خصنة الت��ي ال ترى األمور إال م��ن المنظور‬ ‫الش��خصي الضيق ‪ ،‬أو الخندقة التي تجعل القبلية هي الس��مة المميزة لعالقاتنا‬ ‫وتنقلها حتى إلى بيئة العمل لتحيلها إلى معترك قبلي ‪.‬‬ ‫علينا أن نبقي على ذلك الزخم الرائع الذي وحّدنا أيام الثورة ‪ ،‬وأال نفقد الثقة‬ ‫بأنفس��نا ورس��التنا ‪ ،‬وأن نرتفع فوق الصغائر الفردية والقبلية والجهوية ‪ ،‬وأن‬ ‫نض��ع نصب أعيننا أبناءنا وأحفادنا واليوم الذي س��يحكمون فيه لنا بأننا قد أ ّدينا‬ ‫األمانة أو علينا بأننا قد ضيّعناها‪.‬‬ ‫وال يس��عنا في النهاية س��وى أن نقول إننا أمضيا عقودا نس��ير بخطى سريعة‬ ‫في االتجاه الخاطئ‪ ،‬وإننا إذا كنا نسير اآلن بخطى وئيدة‪ ،‬فسلوانا أننا نسير في‬ ‫االتجاه الصحيح‪.‬‬ ‫عاشت ليبيا حرة مستقلة‪ ،‬والمجد للشهداء‪ ،‬والعزة للوطن‪.‬‬ ‫‪2012 /5 /12‬‬


‫‪08‬‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 29 ( 55-‬مايو ‪ 4‬يونيو ‪)2012‬‬

‫الكاتب الفلسطيين نعيم اخلطيب ‪:‬‬

‫ّ‬ ‫علمين التاريخ وعلم االجتماع ّ‬ ‫أن الظلم والفساد ال دين هلما‪.‬‬ ‫وجدان عياش‬ ‫ٌ‬ ‫كاتبٌ‬ ‫الحرف ‪،‬وم��ع هذا ال يج ُد وصفا ً لغ ّزة‬ ‫مس��كون بول ِه‬ ‫ِ‬ ‫الصمود ‪ ،‬وكان األمر أشبه بأن يصف العاشق نفسه‪ ،‬يحمد‬ ‫هلل‪ ،‬ويسعى للحياة بكرامة‪،‬رغم صعوباتها‪ ،‬وال يرى نفسه‬ ‫يتنعم بالحياة في مكان آخر غير غزة ‪،‬يقول هامساُ‪ ..‬هناك‬ ‫أش��ياء ال نمل ُ‬ ‫ك فيها الخيار‪ ،‬مثل آبائن��ا‪ ،‬ومع ذلك ال نملك‬ ‫إال أن نحبهم‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫كاتبٌ وقاص قريبٌ حد االنتباه السكرى ونحن نوقِظ صباح‬ ‫ب حروفنا ‪ ،‬وبعي ٌد ح��د عويل أم�� ٍة تُحاو ُل نزع‬ ‫غ��زة بِله�� ِ‬ ‫خبز الصاج ‪ ..‬قاصٌ‬ ‫خنج��ر ذلها ‪ ،‬صوته اآلتي من رائح ِة ِ‬ ‫بالحرف اآلس��ر ‪ ،‬ألمحه يصر ُخ ‪،‬‬ ‫يُب ِد ُد ماء المعنى ويبوح‬ ‫ِ‬ ‫يتوجع ‪ ،‬يش��تهي ‪ ،‬وفي نهاي ِة هذا النزف تتش��ك ُل العطايا ‪،‬‬ ‫تفج ُر س َر الكون وتغد ُ‬ ‫الورق نبيذها المحموم ‪ ،‬فكان‬ ‫ق على‬ ‫ِ‬ ‫كش��ف لعوال��م الحرف ‪ ..‬أنه الكاتب‬ ‫لها المأوى بعد رحلة‬ ‫ٍ‬ ‫مخيم ما‪ ،‬في‬ ‫والقاص الفلسطيني ( نعيم الخطيب ) ولِد في‬ ‫ٍ‬ ‫مدينة رفح‪ ،‬في جنوب قطاع غزة‪ ،‬عام ‪ ،1968‬من أس��رة‬ ‫الجئة من قرية القبيبة في قضاء الرملة‪.‬‬ ‫ـ أنه��ى دراس��ته في مدارس المدينة‪ ،‬ع��ام ‪ ،1986‬وأنتقل‬ ‫للدراس��ة في جامعة بيرزيت‪ ،‬تم إغ�لاق الجامعة بعد عام‬ ‫ونصف بقرار إسرائيلي‪.‬‬ ‫ـ توج��ه بعدها إلي الجامعة األمريكية في القاهرة‪ ،‬وحصل‬ ‫على بكالوريوس في علوم الحاسوب‪ ،‬مع تخصص فرعي‬ ‫في المسرح‪ ،‬عام ‪.1993‬‬ ‫ـ أكمل دراسته بعد زمن في جامعة كولورادو في الواليات‬ ‫المتحدة ليحصل على درجة الماجستير في علوم الحاسوب‪،‬‬ ‫عام ‪ ،2003‬وعاد كعاشق ُمتيم ككل مرة إلى قطاع غزة‪.‬‬ ‫ـ عمل في مؤسس��ات خاصة‪ ،‬وحكومية‪ ،‬ودولية في قطاع‬ ‫غزة‪.‬‬ ‫ـ ل��م يم��ارس الكتابة بش��كل عمل��ي إال في وق��ت متأخر‪،‬‬ ‫وص��درت ل��ه مجموعة نصوص س��ردية بعن��وان "على‬ ‫الغ��ارب"‪ ،‬ع��ن دار أزمنة‪ ،‬ع��ام ‪ ،2010‬ول��ه مجموعة‬ ‫أخرى تحت الطبع حالياً‪.‬‬ ‫ م���ا ال���ذي يخفي���ه توه���ج الح���رف في���ك ُمن���ذ‬‫نش���أتك األول���ى وحت���ى ص���دور نصوصك الس���ردية‬ ‫( على الغارب ) ؟؟‬ ‫نعيم ‪ //-‬ش��جرة كينا كان لها اس��م‪ ،‬قصص أبي ذاتها ك ّل‬ ‫م��رّة‪ ،‬حف��رة ف��ي الطريق إلى المدرس��ة‪ ،‬بيت ج�� ّدي بعد‬ ‫الهج��رة‪ ،‬صبر أ ّمي على أ ّمها‪ ،‬وج��وه‪ ،‬وأماكن‪ .‬ربّما ك ّل‬ ‫هذا‪ ،‬وربّما حزن ال تخفيه األقنعة‪.‬‬ ‫وح��دث ذات مرّة أن أفقدتن��ي الحرب كثيرًا من ذكرياتي‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫صرت‬ ‫فخفت أن تنس��ال حياتي من بين أصابعي‪ .‬وعندما‬ ‫ُ‬ ‫اكتش��فت وقته��ا ّ‬ ‫ي قلي�لاً كافيً��ا م��ن الحبّ‬ ‫أن ل��د ّ‬ ‫خفيفً��ا‪،‬‬ ‫ي حصيلةً من الحكايا الّتي تس��تح ّ‬ ‫واألصدقاء‪ ،‬و ّ‬ ‫أن لد ّ‬ ‫ق أن‬ ‫تُحكى ـ أو هكذا خيّل لي‪.‬‬ ‫أبواب‬‫ُأس��� ُر ظلي ‪ ،‬المحه فتيا ً يتعاطى الش���جنَ‬ ‫ُ‬ ‫الريح ت ِ‬ ‫ِ‬ ‫روح‬ ‫تدليل الح���رف ‪ ،‬بين االكتفاء والفقد‬ ‫وال يتوب عن‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬ ‫س القلق ‪ ،‬أهنالك ما يثي ُر الرضا ؟؟‬ ‫مسكونةٌ بهواج ِ‬ ‫ق‪،‬‬ ‫نعيم ‪ // -‬الحياة موجعة وقصيرة‪ ،‬ال س��يّما‬ ‫لش��خص قل ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫مسكون بالتّفاصيل‪ .‬يحدث أن نلهو قليالً‪ ،‬ث ّم ننتبه أننا صرنا‬ ‫ٍ‬

‫آباءنا‪ .‬ومع كل هذا نتساءل ك ّل يوم‪ :‬أهناك ما يستح ّ‬ ‫ق الحياة‬ ‫حقًّا؟ فيباغتنا ما يلمس أرواحنا‪ ،‬هامسً��ا‪ :‬لس��ت وحيدًا هنا‪.‬‬ ‫طفل‪،‬‬ ‫يح��دث أن يباغتن��ا الجمال وجهًا لوجه في ابتس��امة ٍ‬ ‫وفي لحظ��ة ذروة مقطوع ٍة موس��يقيّة‪ ،‬وف��ي لحظة تجلّي‬ ‫ممثّ ٍل على خش��بة المس��رح‪ ،‬وفي كلم ٍة من أربعة أحرف‪،‬‬ ‫سطر في نهاية نصٍّ خطّته ال ّشهقة‪.‬‬ ‫وفي‬ ‫ٍ‬ ‫ دلعونا وميجانا وع األوف مش���عل أوف مش���عالني ‪،..‬‬‫متى وكيف نس���تفيد من توظيف التُراث والحكايا الشعبية‬ ‫في نصوصنا اإلبداعية ؟؟‬ ‫نعيم ‪ //-‬التّراث والحكايا ال ّشعبيّة ستحضر غير مدع ّو ٍة في‬ ‫ت‪ ،‬وتنا ًّ‬ ‫صا‪ ،‬وأشكاالً أخرى‪ ،‬ألنّها تش ّكل مك ّونًا‬ ‫النصّ دالال ٍ‬ ‫ها ّمً��ا في معرفتن��ا‪ ،‬وهويّتنا‪ .‬ما يثي��ر اهتمامي في األمر ـ‬ ‫وغيرتي أيضًا ـ هو ذلك ال ّشيء الّذي يجعل من الحكاية أو‬ ‫األغنية عمالً كالس��يكيًّا‪ ،‬عاب��رًا لألزمنة‪ .‬ذلك الّذي يجعل‬ ‫(الرّوزنة) كأغني��ة‪ ،‬أكثر أهميّةً من كاتبها وممن ذهبو في‬ ‫الس��فينة‪ ،‬ويجع��ل (وح��دن) كأغنية أكثر أهميّ��ةً من ثالث ٍة‬ ‫مرّوا ف��ي الغابة‪ ،‬ويجعل ق ّ‬ ‫معاصر موضوعًا‬ ‫ب‬ ‫صةً لكات�� ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫لبري ٍد الكترون ّي يتناقل��ه الجميع دون معرفة كاتبه‪ .‬يبدو ّ‬ ‫أن‬ ‫صناعة األسطورة أم ٌر ممكن‪.‬‬ ‫ظل شجره‬ ‫ على حاف ِة ِجدا ِر‬‫الفصل العنصري وطنٌ ُ‬ ‫ش ِر َد بِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫العشق مع نسائه ‪ ،‬احتال ٌل ‪،‬‬ ‫وجنون‬ ‫ورائح ِة ُخب ِز صاجه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وهدم بيوت على‬ ‫أح�ل�ام أهلها ‪ ،‬كيف لنا ونحنُ‬ ‫تجري���فُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ونخرج‬ ‫دار‬ ‫الج‬ ‫هذا‬ ‫غ‬ ‫با‬ ‫ن‬ ‫أن‬ ‫الحرف‬ ‫بوهج‬ ‫نش���غلين‬ ‫ال ُم‬ ‫تَ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض ؟؟‬ ‫نفق االحتالل لبواب ِة نشي ِد األر ِ‬ ‫من ِ‬ ‫نعي��م ‪// -‬هذا موضوع يغ��ري بالتّنظي��ر‪ ،‬دعيني أجرّب‪:‬‬ ‫سنخرج من نفق االحتالل عندما نتيقّن ّ‬ ‫أن الضوء في آخره‬ ‫لي��س قطارًا أهوج بال كوابح‪ .‬أ ّم��ا بعيدًا عن التّنظير‪ّ ،‬‬ ‫فبأن‬ ‫نه��دم جدرنا الصغيرة‪ /‬أقنعتنا‪ّ ،‬‬ ‫ب��أن نحبّ الحياة كما نحبّ‬ ‫بأن نحتفل بمس��تقلّينا‪ّ ،‬‬ ‫الموت‪ّ ،‬‬ ‫بأن نرى القيمة والضّرورة‬ ‫في اختالفنا حتّى مع ذواتنا‪.‬‬ ‫الربي���ع العربي ‪ ،‬ثمة‬ ‫جان���ب ثور ِة‬ ‫ كثي��� ٌر م���ن الرما ِد‬‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ذل ‪ ،‬ثمة رموز‬ ‫ساط‬ ‫دما ٌء بريئةٌ ُ‬ ‫س���فِحت على بِ ِ‬ ‫حاكم من ٍ‬ ‫ِ‬ ‫لطخت مس���يرة نِضالها وتغافلت عما يرتكبه مريديهم من‬ ‫أبسط حقوقه المشروعة‬ ‫ب أعزل إال من‬ ‫ت ضد شع ٍ‬ ‫تجاوزا ٍ‬ ‫ِ‬ ‫أن يحيا بكرام ٍة ‪ ،‬م���ا موقف المثقف العربي من ُمنعطف‬ ‫تاريخ أمتنا التي تعودت على النكبات ؟؟‬ ‫خطي ٍر كهذا في‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫نعيم ‪// -‬كغيرهم ـ وربما أكثر قليال ـ حتما سيتأثر المثقف‬ ‫والكاتب بالحدث‪ .‬يغريني القول ّ‬ ‫أن على المثقّف أن ينتصر‬ ‫للح ّ‬ ‫َّ‬ ‫ولكن ما س��يأتي س��ريعاً‪ ،‬سيكون حماسيّاً‪،‬‬ ‫ق والحريّة‪.‬‬ ‫متعجّ�لاً‪ ،‬وربّم��ا راكبا ً للموج��ة‪ .‬وأ ّما الجمي��ل واألصيل‬ ‫فسيأتي متأنيّاً‪ ،‬ناضجاً‪ ،‬لكي يبقى‪.‬‬ ‫علّمن��ي التاريخ وعل��م االجتماع ّ‬ ‫أن الظلم والفس��اد ال دين‬ ‫وأن الثّورة والسّلطة تتبادال األدوار‪ّ ،‬‬ ‫لهما‪ّ ،‬‬ ‫وأن هناك دائ ًما‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مس��احة أكثر من كافية للسّ��ياق وللتأويل‪ .‬على المثقف أن‬ ‫يعت��ذر كثيرًا؛ فالثّبات عل��ى الموقف الخطأ هو اختصاص‬ ‫السّياس�� ّي فقط‪ ،‬وعليه أيضًا أن يختار جيّدًا متى يصمت –‬

‫ساكتًا عن الفتنة‪ ،‬وليس الح ّ‬ ‫ق‪.‬‬ ‫الريح‬ ‫نكت���ب ‪ ..‬كي نكونَ أكثر قُربا ً م���ن ِغنا ِء‬ ‫وجدان ‪-‬‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ي الصرخات أقرب لِفي���ض روحك ‪ ،‬القصة‬ ‫والبح��� ِر ‪ ،‬أ ُ‬ ‫القصيرة في ومضتها الس���احرة ‪ ،‬وهي تختزل بِش���ارة‬ ‫رؤانا ‪ ،‬أم الرواية في تجردها من السائد والمؤطر ‪ ،‬وهي‬ ‫تحظى بِسردنا ؟؟‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫نعي��م ‪ -‬الفكرة ال تأتي ع��ادة مجرّدة من إطارها‪ ،‬ويتطور‬ ‫بناء ال ّشكل أثناء الكتابة‪ .‬أهتم بال ّشكل األدب ّي‪ ،‬وال أف ّكر فيه‬ ‫كثي��رًا‪ .‬يغريني النصّ القصير‪ ،‬المقتنص للفكرة‪ ،‬المل ّخص‬ ‫للمفارقة‪ ،‬الصّانع لل ّدهش��ة‪ ،‬المختزل للغصّة‪ ،‬السّ��اخر من‬ ‫األلم ّ‬ ‫والذات أحيانًا‪ .‬وتغريني اللّغة السّ��هلة‪ ،‬الرّشيقة‪ ،‬الّتي‬ ‫ٌ‬ ‫يفصلها عن العاد ّ‬ ‫صنّف‬ ‫ي خيط رفيع‪ .‬ليس مه ّمًا بعدها إن ُ‬ ‫ً‬ ‫صةً قصيرةً‪ ،‬أو ن ّ‬ ‫ما أكتب ق ّ‬ ‫صا مفتوحًا‪ ،‬أو قصيدة نثر‪.‬‬ ‫الرواية أ ّم األشكال األدبيّة جميعها‪ ،‬وك ّل كاتب لديه مشروع‬ ‫رواية – ربّما روايته الش��خصيّة‪ .‬أنا أب ّدد روايتي س��اردًا‪،‬‬ ‫وربّم��ا أخطّه��ا دون أن أخطّ��ط لها‪ .‬أعتق��د ّ‬ ‫أن نصوصي‬ ‫جميعها فصو ٌل في رواي ٍة غير مكتوبة‪.‬‬ ‫ولكن الح ّ‬ ‫ق أنّني أنحاز وجدانيًّا للمس��رح‪ ،‬المس��رحيّة هي‬ ‫حت ًما مشروعي المنتظر‪.‬‬ ‫– يقول الشاعر الفلس���طيني محمد القيسي (( بمن يُند ُد‬ ‫النشيد ؟ هل يقول المديح جديداً في الممدوح الذي يُعري‬ ‫مناخ الم���ادح ويفضح طق���س العرب ‪ ،‬ه���ي ذي محنة‬ ‫اإلنسان البعيد عن رماة الحجارة والمكان ‪ ،‬محنة الشاعر‬ ‫وموته الصرف أو حياته ‪ ،‬هي ذي ساحة البأس الباذخ ‪،‬‬ ‫واليأس العظيم ‪ ،‬وهو الحجر الذي ال يعطيك نفسا ً اللتقاط‬ ‫نفس ‪ ،‬أمام الدهش���ة المتوالدة في تتاب���ع ال انقطاع فيه‬ ‫‪ ،‬أمام هذا النطق الفصيح لحجارة الش���عب ‪ ،‬هكذا تنطق‬ ‫الحجارة عنا ))‪.‬‬ ‫ب‬ ‫نص��ر قري ٍ‬ ‫ب وخنج ُر الصل ِ‬ ‫أكان علين��ا أن نُمني الرو َح بِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫هدف واح ٌد‬ ‫يُح ِك�� ُم غدره على رؤى تماسُ��كنا كأم ٍة يجمعها‬ ‫ورؤى واحدة ‪ ،‬أهي حتمية النضال ودور المثقف ال ُمنشغل‬


‫السنة الثانية العدد ‪ 29 ( 55-‬مايو ‪ 4‬يونيو ‪)2012‬‬

‫بقضايا شعبه حثتك على ُمثابر ِة الكتابة ؟؟‬ ‫ّ‬ ‫نعي��م ‪// -‬ال ه��ذه وال تل��ك! ال أ ّدعي النض��ال وال الثقافة‪.‬‬ ‫لقد بدأت الكتابة متأ ّخرًا ـ بمعنى نش��ر ما أكتب ـ مدفوعًا‬ ‫بإحس��اس الفقد‪ ،‬واقتناص الجمال‪ .‬أنا أسرد حكايتي فقط‪،‬‬ ‫وليس مصادفةً أنّها حكاية فلسطينيّة‪ .‬القاسم المشترك فيما‬ ‫أكت��ب‪ :‬هو ذاتي‪ .‬أح��اول أن أتحرّى تورّط��ي فيما أكتب‬ ‫وصدق اإلحس��اس والتجربة‪ .‬لي��س مه ّمًا بعدها إن جاءت‬ ‫ب أكلته الحرب‬ ‫الكتاب��ة عن بيت ج ّدي في القبيب��ة‪ ،‬أو كتا ٍ‬ ‫تمثال لس��يّدة متخيّلة في مدينة لم أزرها‬ ‫قب��ل أن أكمله‪ ،‬أو‬ ‫ٍ‬ ‫سوى م ّر ٍة واحدة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ال أع��رف بخص��وص المثابرة؛ أنا لس��ت كاتبً��ا متف ّرغا‪،‬‬ ‫يثقلن��ي تع ّدد األدوار الّتي ألعبها في حياتي‪ ،‬وتثقلني الحياة‬ ‫ذاته��ا‪ .‬تجافين��ي الكتابة‪ ،‬وأش��عر بالعجز أحيانً��ا‪ ،‬وتأتي‬ ‫الفكرة خجولةً أحيانًا‪ ،‬فأدلّلها بقس��و ٍة وقلق‪ .‬أما عندما تأتي‬ ‫ناضجةً‪ ،‬فس��تباغتني وقتما وكيفما تشاء‪ .‬ال يكفي أن أكتب‬ ‫شيئًا مه ّماً‪ ،‬بل يجب أن يكون مختلفًا وممتعًا‪.‬‬ ‫ أين نحن ك ُمثقفين ومجتم���ع نخبوي من حرية الكلم ِة‬‫والصور ِة ‪ ،‬حريةٌ ال تُعبِ ُر بالضرور ِة عن فك ٍر مؤدلج لدى‬ ‫حكومته ؟؟‬ ‫نعيم ‪ //-‬دور الكاتب‪ ،‬كما تقول الروائيّة الفرنس��يّة (أن ال‬ ‫يقول ما بإمكاننا جميعًا قوله‪ ،‬بل ما ال يمكننا قوله)‪ .‬التعبير‬ ‫عن فك��ر مؤدلج‪ ،‬وعن رأي السّ��لطة والجماع��ة والقبيلة‬ ‫والح��زب والتّنظيم ال يحتاج إلى مثقّفي��ن‪ .‬العاقل ـ وليس‬ ‫المثقّف فقط ـ هو من يحترم فرديّته‪ ،‬وعقله بالضّرورة‪.‬‬

‫‪09‬‬

‫م��ن الناحي��ة النظريّة‪ ،‬نح��ن قريب��ون من حريّ��ة الكلمة‬ ‫والصّورة بقدر بعدنا عن محاكمة أنفسنا والسّماح لآلخرين‬ ‫بالحكم علينا‪.‬‬ ‫ المرأةُ ذاك الوهج الذي يُغي ُر مسارات بال ٍد وشعوب ‪،‬‬‫خيالك‬ ‫ِ‬ ‫ذلك الوهج الحقيقي ‪ ،‬المح ُك تُدلِ ُل الحرف وتترك لِ‬ ‫ق األنثى الندى ونغمة الناي ‪ ،‬كيف المرأ ٍة من لحم‬ ‫أن يُعان َ‬ ‫ودم ون���دى أن تختصر الكون بأس���ره وتومض في حياة‬ ‫الكاتب باشراقة الحرف والكلمة ؟؟‬ ‫ق ش��ائك وشه ّي‪ ،‬هبوطاً‬ ‫نعيم ‪ // -‬المرأة س�� ٌر أزل ٌي‪ ،‬طري ٌ‬ ‫م��ن الجنّة وصعودًا إليها م ّرةً أخرى‪ .‬هذا س��ؤال ال أتمنى‬ ‫معرف��ة إجابته؛ البحث عن إجابة س��ؤال كه��ذا‪ ،‬في ذاته‪،‬‬ ‫محاولة الستمرار الكتابة والحياة‪.‬‬ ‫ب عجزنا العربي عل���ى ُمثابر ِة النص ِر وبِناء دول ٍة‬ ‫ نُد ِر ُ‬‫ض األلم العربي أن‬ ‫ديمقراطية تُحقِ ُ‬ ‫ق العدالة ‪ ،‬كيف لِمخا ِ‬ ‫مائل للزوال ‪.‬؟؟‬ ‫ظلم‬ ‫ٍ‬ ‫يُبشرنا بفج ِر ٍ‬ ‫نعيم ‪ // -‬ما يحدث في ال ّشارع العرب ّي اليوم مثي ٌر لل ّشجون‪.‬‬ ‫ما أش��اهده عل��ى التّلفاز يب��دو مألوفًا‪ ،‬ففلس��طين حاضرةٌ‬ ‫ف��ي خلفيّة المش��هد‪ .‬يحزنني أن القاتل عرب�� ّي هذه المرّة‪،‬‬ ‫ويحزنن��ي أنّه لم يتعل��م بعد ّ‬ ‫أن ال ّدم في ال ّش��ارع هو وقود‬ ‫الثّورة‪ .‬ليس منطقيًّا أن يس��اهم من يظلم ش��عبه في تحقيق‬ ‫عدل‪ ،‬أو تحرير أرض‪ .‬زوال هؤالء‪ ،‬والحدود بين ال ّدول‬ ‫العربيّة ـ الّتي تقهرنا أكثر من االحتالل أحيانًا ـ يب ّشر بأمل‬ ‫رغم األلم‪.‬‬

‫أكادميية الدراسات العليا بنغازي تعلن‬ ‫يف إطار النش���اطات املختلفة إلدارة التدريب وتنمية املوارد البش���رية بأكادميية الدراسات العليا ‪،‬‬ ‫تعلن األكادميية عن تنظيم دورة عملية متخصصة يف الكتابة الصحفية ‪.‬‬

‫يقدم هذه الدورة األستاذ ‪( /‬سعد إمساعيل ) الكاتب واملذيع السابق يف‬ ‫إذاعة اليب بي سي العربية بلندن‬ ‫حيث ستتطرق الدورة للموضوعات الدراسية التالية ‪:‬‬ ‫ـ طرق تنمية املهارات الضرورية للعمل الصحفي ‪.‬‬ ‫ـ البحث عن اخلرب ‪.‬‬ ‫ـ أساليب كتابة اخلرب ‪.‬‬ ‫ـ املقاالت اخلربية واالستقصائية ‪.‬‬ ‫ـ املقابلة الصحفية ‪.‬‬ ‫ـ طرق البحث عن املعلومات ‪.‬‬ ‫للتسجيل واالستفسار يرجى االتصال باألرقام التالية ‪:‬ـ ‪ 0612231768‬ــ ‪0612231791‬‬ ‫ـ املقاالت والتحقيقات واالستطالعات ‪.‬‬ ‫داخلي ‪ 116‬أو مراجعتنا مبقر األكادميية الكائن بالصابري قرب فندق النوران ‪.‬‬


‫‪10‬‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 29 ( 55-‬مايو ‪ 4‬يونيو ‪)2012‬‬

‫رفـــح‬ ‫نعيم اخلطيب‬

‫أقدامي مازالت معلقةً في أعلى أعشاشها‪ ،‬ولكنها لم تعد‬ ‫مدينتي‪ .‬ش��وارع رفح لم تعد تشبهني‪ ،‬أناسها في أحسن‬ ‫أحواله��م عمال أنف��اق وتجار أجه��زة كهربائية وبائعي‬ ‫مالمح تشبههم‬ ‫سكاكر‪ ،‬وفي أسوء أحوالهم أبناء وأحفاد‬ ‫ٍ‬

‫ألناس كانت تج ّمعهم القدرة على الضحك ثم الضحك ثم‬ ‫الضحك‪ ،‬لساعات وساعات‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ترجلت من سيارتي عندما رأيته قادما من بعيد‪ ،‬مشغوالً‬ ‫بحديث هاتفي‪ .‬قاطعته‪ ،‬فأعارني يده ولم يعرني اهتمامه‪.‬‬ ‫لم أطلق يده‪ ،‬فأعارني ش��هقةً هذه المرة‪" :‬ياااه يا نعيم ‪..‬‬ ‫كم كبرت‪ ،‬كم كبرنا!"‪.‬‬ ‫يصغرني في العمر والحجم‪ ،‬كان يعرف كل ش��يء عن‬ ‫العصافي��ر والطيور‪ .‬الدوري واليم��ام خطان أحمران‪،‬‬ ‫كان ي��ردد دائم��اً‪ ،‬م��ا عداهما كل ش��يء قاب��ل للصيد‪.‬‬ ‫الش��تاء‪ ،‬موس��م الكركز‪ ،‬كان ’يُدحّلها‘ كالحاوي أمامه‬ ‫نحو الفخ المدف��ون‪ .‬علّمني صيد الذباب باليد من مجمع‬ ‫القمامة‪،‬ولضمه��ا بخيط طعم��ا ً للكركز‪ .‬كان يعرف أين‬ ‫يجد الدود األبيض البض من رائحة الطين الرطب‪.‬‬ ‫فقط الدوري واليمام خطان أحمران‪.‬‬ ‫كان��ت الم��دارس الخالي��ة ذات أش��جار الكينا الش��اهقة‬ ‫س��احتنا في الربي��ع‪ .‬علّمني نصب الش��بكة‪ ،‬وصنع لي‬ ‫واح��دةً من ش��باك الصيادين الدقيق��ة والبوص الخفيف‪.‬‬ ‫كان األمر يتطلب حسّونا ً ’ز ّعيقاً‘ لجلب رفا ً من رفاقه‪،‬‬ ‫وآخ��ر ’حرّي��كاً‘ مربوطا ً بخيط‪ ،‬وبرك��ة ماء صغيرة‪،‬‬ ‫وكثيراً كثيراً من الصبر‪ .‬نذهب لصيد الحسّ��ون‪ ،‬فنعود‬

‫بالخضّ��ر‪ ،‬والبس��بوس‪ ،‬والتفّ��ح‪ .‬كان يعرفه��ا جميعها‬ ‫بأنواعها وألوانها وأجناس��ها‪ ،‬وكان يميز حتى األخطاء‬ ‫في إنشادها‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫فقط الدوري واليمام خطان أحمران‪ .‬أصر في س��ؤالي‪،‬‬ ‫فيخبرن��ي إن الدوري ال ينفع في ش��يئ‪ ،‬وإنه ال يس��من‬ ‫حتى من ج��وع‪ .‬أجتهد إن أمي تقول إن في هديل اليمام‬ ‫توحيد للخالق‪ ،‬فيصمت‪.‬‬ ‫كان شريكا ً بخبرته‪ ،‬وأنا برأس المال‪ .‬ترك األقفاص في‬ ‫عهدتي يوما ً ‪ ،‬ليع��ود بعد يومين فيجد نصف العصافير‬ ‫ق��د مات من الج��وع والعط��ش‪ .‬فيخبرن��ي إنني أصلح‬ ‫لتربية الصراصير فقط‪.‬‬ ‫فقط الدوري واليمام خطان أحمران‪.‬‬ ‫كان يتسلق الكينا كالنسناس صغيراً‪ ،‬يعرف كل األعشاش‬ ‫والبيض والفراخ‪ ،‬ويعرف متى يجني الزغاليل‪ .‬أعجبته‬ ‫يوما ً يمامةً‪ ،‬فقرر أن تكون له برّاقة العينين تركها ألمها‬ ‫كي ترعاها له‪ ،‬وحبك خطته‪ ،‬وخيطه حول أقدامها‪ ،‬أين‬ ‫ستذهب تلك اللئيمة وروحها مربوطة بخيط‪.‬‬ ‫ع��اد يوما ً ليجني صيده‪ ،‬كان العش خاليا ً ‪ ..‬إال من زوج‬ ‫ق بطرف خيط‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫أقدام معل ٍ‬ ‫غزة ‪ 11 -‬مارس ‪2010‬‬

‫قصص قصرية‬ ‫عايدة بادي‬

‫العطر‬ ‫عطر ينبع من صاحبته ذات الجلباب األسود ال ُمرصع‬ ‫بالخرز الفضي‪ ،‬انجذبت له و سرت خلفه‪ ...‬أتفقد أثره‬ ‫‪..‬ولكنه ظل بعيدا ًعني‪ ...‬فكلما اقتربت منه بعد عني‪..‬‬ ‫وظللت الطريق‪ ..‬ألنه أعماني‪ ...‬صاحب حظ تعيس‪.‬‬

‫أكلة شامية‬

‫‪ ...‬تأثرت بهذه األكلة بمجرد تذوقي لسعة الليمون وخشونة‬ ‫الحبيبات الرمادية البنية مع قطع حمراء المختلفة األشكال‬ ‫واألحجام المتجانسة مع وريقات خضراء حادة الزوايا‪،‬‬ ‫لوحة توحي لي بالطبيعة الخالبة فسرحت في صمت و‬ ‫تخيلتها كالورد في ساحة خضراء تتخللها حبيبات الرمل‬ ‫الخشن‪ ...‬أحسست بشعور جميل ألول مرة وكل ذلك‬ ‫بفضل التبولة‪.....‬‬

‫عامل جمنون‬

‫رأيت رجالً اسمر البشرة في وجهه مالمح امرأة تارة‬ ‫ومالمح رجل تارة أخرى !!! ذهلت بهذا المخلوق‬ ‫العجيب‪ ..‬فترى الحاجبان الرقيقان ورموش عينه الطويلة‬

‫المطلية بالكحل تشوه جمال عينيه ‪ ،‬فيخفي حقيقته بقناع‬ ‫‪(.‬شكيمة ) حنكه المصبوغة باألصفر هي الشيء‬ ‫التبرج ِ‬ ‫الوحيد الذي يوحي بأنه رجل !!! فلماذا هذا التنكر ؟ هل‬ ‫هو الهروب من الواقع أو دافع بأن يعزل نفسه ويتقوقع في‬ ‫عالمه المجنون أو هذا ثمن الشهرة ‪.‬‬

‫تطهري الروح‬

‫كنت في البيت عندما سمعت حشد يهتفون بلغة لم‬ ‫افهمها‪ ...‬خرجت من البيت مسرعا ‪ ،‬و تبعتهم حتى وصلو‬ ‫إلى مسرح روماني كبير ثم وقفوا أمام المنصة الرئيسية‬ ‫يرددون بصوت عالي ‪ :‬القديس ‪ ...‬القديس‪ ،‬ممسكين‬ ‫شموع طويلة تضيء المكان بنور خافت يريح النفس في‬ ‫هذا الظالم الدامس ‪...‬ترتب الحشد في صفوف متوازية ‪،‬‬ ‫أعينهم مغمضة وهم في انسجام تام‪ ،‬ووقف أمامهم رجل‬ ‫مسن ال يظهر من وججه سوى آنفه فشعره الطويل يغطي‬ ‫كافة مالمحه‪ ،‬لقد طلب منهم أن يرفعوا أيديهم وليرددوا‬ ‫وراءه ما يقوله من طالسم ملوحا ‪ ،‬بيديه يمينا ‪ ،‬وشماال ‪،‬‬ ‫فبدأ الناس بالبكاء والدعاء رافعين ايدهم يطلبون الغفران‬ ‫!!! فسألت أحدهم لما هذا التجمع وفي هذا المكان بالذات؟‬ ‫فأجابني ‪ :‬هذا لتطهير أرواحنا من الشر و كأننا نولد من‬ ‫جديد ونقوم بذلك في كل سنة مرة‪ ،‬فعند حلول الظالم‬ ‫نتوجه الى المنصة الرئيسية حيث يقابلنا القديس وتبدأ‬

‫رحلة الطقوس لطلب الغفران وسعة الرزق والعافية‪ .‬وعند‬ ‫اإلنتهاء من هذه الطقوس يقوم القديس بإعطائهم كوب من‬ ‫الماء المقدس يأخذه من إناء كبير في المنصة الرئيسية‬ ‫موضوعا على عمود رخامي‪ ،‬ثم يغادرون المكان فرحين‬ ‫منتظرين قدوم السنة الجديدة وبدء طقوس تطهير الروح‬ ‫لتبقى نقية طاهرة بدون شوائب تعكر صفوها‪ ...‬وبعدها‬ ‫تجولت حول المسرح أتأمل في تفاصيله قطعة قطعة‪،‬‬ ‫فهو يختلف عن بقية المسارح التي قمت بزيارتها من حيت‬ ‫التصميم و المواد المستخدمة في بنائه‪،‬واكثر ما اذهلني لون‬ ‫الرخام الرمادي مما يذكرني بالغيوم المحملة بالمطر‪ ،‬ومنذ‬ ‫تلك اللحظة لم أعد أرى األمور كما في السابق واكتشفت‬ ‫انني كنت مخطئا في كثير من القضايا التي تمس حياتنا و‬ ‫من ناحية اخرى لم اعد اشعر بالكراهية اتجاه أي مخلوق‪،‬‬ ‫واحس بالنبات والحيوان واإلنسان كوحدة واحدة سخرت‬ ‫حياتها لخدمة الكون‪ ،‬وال يوجد شيء يمكن اعتباره تافه‪،‬‬ ‫بدأت احترم كل شي مهما كان صغيرا ‪ ،‬فعند وقوفي في‬ ‫تلك المنصة تخير في ذهني كيف بني هذا المسرح وكم‬ ‫تكبد العمال العناء إلتمام هذا المسرح‪ ...‬و عدت افكر في‬ ‫ما حصل منذ لحظات في تلك المنصة‪ ،‬مرت علي األحداث‬ ‫بسرعة و لم افكر في شيء حينها ولكن نظرتي للحياة‬ ‫قد تغيرت و احسست بتحسن كبير في طريقة تصرفي و‬ ‫تعاملي مع مخلوقات الكون‪..‬‬


‫السنة الثانية العدد ‪ 29 ( 55-‬مايو ‪ 4‬يونيو ‪)2012‬‬

‫‪11‬‬

‫املستشار سليمان زوبي‬ ‫ياسني ابوسيف ياسني‬ ‫ب��رز اس��م المستش��ار‬ ‫س��ليمان زوب��ي ف��ي‬ ‫االنتخاب��ات األخي��رة‬ ‫لعضوي��ة المجال��س‬ ‫المحلي��ة لمدينة بنغازي‬ ‫الت��ي قاده��ا بدراي��ة‬ ‫القاض��ي الحصي��ف‬ ‫ونزاهة الرجل النظيف‬ ‫وحكمة الشيخ المجرب‬ ‫‪ ..‬وعندم��ا همم��ت‬ ‫بالكتاب��ة ع��ن س��ليمان‬ ‫زوب��ي استش��عرت‬ ‫الح��رج ‪ ..‬فش��هادتي‬ ‫في��ه مجروح��ة عل��ى‬ ‫كل االح��وال ‪ ..‬حال��ة‬ ‫كونه زوجا ألختي وأبا‬ ‫ألثني��ن من ش��هداء ‪17‬‬ ‫فبراير األبرار‪.‬‬

‫وترجع معرفتي بالس��يد سليمان زوبي الى اوائل الستينات‬ ‫م��ن القرن الماضي حين كان ش��ابا في مقتب��ل العمر وقد‬ ‫تخ��رج من كلي��ة الحقوق وعين وكيال للنياب��ة ‪ ..‬تقدم ذلك‬ ‫الش��اب حديث التخرج لخطبة أختي م��ن والدها المرحوم‬ ‫بوسيف ياسين ‪ ..‬حضر وحده وبكلمات مختصرة وثقة في‬ ‫النفس بال حدود قدم نفسه ‪:‬‬ ‫" انا اس��مي س��ليمان زوبي ال أملك من حطام الدنيا ش��يئا‬ ‫غير شهادة جامعية ووظيفة وكيل نيابة مبتدءا سلّم وظيفة‬ ‫القض��اء من أوله ‪ ..‬ويش��رفني ان أتقدم لكم طالبا الزواج‬ ‫من كريمتكم المصونة ‪ ..‬فإن كنت تبحث عن رجل يتمتع‬ ‫بصفات االستقامة والتدين ومخافة هللا ويوفر البنتكم حياة‬ ‫كريم��ة فانا ذلك الرجل وان كنت تريد ماال او جاها فليس‬ ‫عندي من ذلك شيئ يذكر‪".‬‬ ‫به��ذه الجرأة تكلم وهو يعرف جيد المعرفة من يخاطب ‪..‬‬ ‫فابوس��يف ياس��ين رجل ليس كبقية الرجال ‪ ..‬رجل مهاب‬ ‫قوي الش��خصية ‪ ..‬من ذلك النوع م��ن الرجال الذي يقف‬ ‫الم��رء أمامه بحثا عن الكلمات وال يكاد يخرجها من حلقه‬ ‫‪ ..‬وكانت المفاجئة ان وافق والدي على طلبه بدون شروط‬

‫تذكر كما جرت عليه العادة في ذلك الوقت‪.‬‬ ‫والمعرف��ة نوع��ان ‪ :‬معرف��ة س��مع ‪ ..‬ومعرف��ة معامل��ة‬ ‫وممارس��ة ‪ ..‬وعندن��ا نحن الليبيين مث��ل يقول " المعرفة‬ ‫دوس" اي ان��ك ال تعرف انس��ان ح��ق المعرفة ما لم يكن‬ ‫بينكم��ا تزاور واخذ وعط��اء ‪ ..‬وقد قال أحدهم هل تعرف‬ ‫فالن��ا فرد الثاني أجل اعرف��ه فقال األول هل تعاملت معه‬ ‫فرد الثاني كال ‪ ..‬فقال األول انك في هذه الحالة ال تعرفه‪.‬‬ ‫أكاد أزعم أنني أعرف سليمان زوبي ‪ ..‬وأكاد أزعم ايضا‬ ‫أنه ال يعرفني إال كواحد من أصهاره الكثيرين ‪ ..‬الكثيرين‬ ‫ع��ددا والقليلين بركةً ‪ ..‬فالمعرف��ة دوس وتواصل وصلة‬ ‫رحم ‪ ..‬وهو لديه ما يشغله عن هذا كله ‪ ..‬فضال عن كوني‬ ‫قضي��ت معظم حياتي خارج الوطن بس��بب الممارس��ات‬ ‫الظالمة في عهد طاغية ليبيا‪.‬‬ ‫ولكن يظل المستشار سليمان زوبي علما من أعالم القضاء‬ ‫الليبي ورمزا من رموزه الوضّاءة ‪ ..‬وأحكامه ستظل خير‬ ‫شاهد له او عليه‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪yasinabuseif@yahoo.com‬‬


‫‪12‬‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 29 ( 55-‬مايو ‪ 4‬يونيو ‪)2012‬‬ ‫السنة الثانية العدد ‪ 29 ( 55-‬مايو ‪ 4‬يونيو ‪)2012‬‬

‫نثر‬

‫سرد نصف ّ‬ ‫الظل‬ ‫العماري‬ ‫مفتاح ّ‬ ‫(‪)1‬‬ ‫ال ب��أس ي��ا أ ّمي ‪ ،‬أن��ا بخير ‪،‬وم��ا من ش��يء يزعجني ‪،‬‬ ‫المستشفى نظيف ‪ ،‬والطبيب حاذق والممرضة حنونة ‪.‬‬ ‫م��ا من ش��يء ‪ ،‬فقط س��هوت الليل��ة عن تنظيف أس��ناني‬ ‫من نتف الحروف الكس��ولة ‪ ،‬كأنّي س��أدع العبارة التائهة‬ ‫رهن��ا بمخال��ب ضياعها ‪ ،‬وكلّم��ا وخـز الج��وع مخيّلتي‬ ‫س��ألتهم الصور الطازجة التي غفل عنها الصيّادون ‪،‬وبعد‬ ‫ذل��ك ‪،‬حتما س��أف ّكر في إيجاد مخرج م��ن متاهة هذا النفق‬ ‫القات��م ‪ /‬لعلّ��ي أنفذ بم��ا تبقى من كلمات ‪ ،‬ب�لا أثر لظلّي ‪/‬‬ ‫س��يبحثون عني تحت لحاف األشعار النائمة وأقبية المجاز‬ ‫كأجمل أس��ير لتيه البالغات وخيانة المعنى ‪/‬سيفتّشون في‬ ‫قوائم الفنادق والمعاجم والموس��وعات وسجالت الشرطة‬ ‫والسجون والمستشفيات ‪ ،‬وفي جميع محركات البحث التي‬ ‫ف��ي مواقع الس��ماء ‪ /‬لكنهم لن يحصدوا س��وى المزيد من‬ ‫المتاهة ولن يعرفوا ما إذا كنت من الش��هداء أو المفقودين‬ ‫أو في عداد األس��رى ‪ /‬سأنقرض تماما كأي دينا صور أو‬ ‫خرافة تفس��خت أجس��اد قاطنيها وغ��دت محض غبار من‬ ‫رفات ال اس��م له ‪،‬غبار قلق وملول يتطاير كلما خدش��ت‬ ‫مشاعره معاول األثريين ‪/‬سأحرّض فاتنات قصيدتي على‬ ‫غواية الكهوف المجهولة في كل كهف أرسم مملكة جديدة‬ ‫للخي��ال والمطر ‪ /‬وفي كل غاب��ة أعتق الزهور واألرانب‬ ‫والقصائ��د لتصلي على طريقتها ‪ /‬س��أترك أصابعي حرّة‬ ‫ترقن زغب الشهوة دونما رقيب ‪ /‬أترك ظاللي كلما خفقت‬ ‫أجنح��ة الرغبة تحلّق الهب��ة إلى أن يحطّ بها التعب فتغفو‬ ‫على ظهر س��حابة متوحّش��ة ‪ ،‬كل نافذة يحرسها قمر وف ّي‬ ‫‪ ..‬له��ذا أكت��ب اآلن ما يتب��ادر لذاكرة أصابع��ي من ح ّمى‬ ‫الس��اعة ‪ /‬ل��م يبق لي غير القصيدة أغ��وي بناتها بعد أن‬ ‫قررت أقفال جميع أبوابي التي طالما اس��تقبلت الضيوف‬ ‫والعابري��ن وأبناء الس��بيل ‪ ،‬أبناء الصدف ‪ /‬أش��قاء النار‬ ‫الذي��ن أطعمته��م ثري��د طوافي ‪/‬ل��م يبق غير ه��ذا الرتل‬ ‫م��ن الجنود الفارين م��ن ثكناتهم ‪ ،‬وهم يقف��ون على حافة‬ ‫خروج��ي ‪ /‬لم يبق س��وى أن أهديكم ه��ذا النثر الذي كتبته‬ ‫كيفما يريد ‪ /‬حادسا بأنني سأتماثل قريبا لهزيمة المرض ‪/‬‬ ‫لم يبق لي شيء أربّيه سوى نسياني ‪ /‬أريد أن أمحو الكثير‬ ‫من العناوين ‪ ،‬وما فاض من الوجع ‪ /‬الشيء يخيفني اآلن‬ ‫كما يخيفني جسدي ‪.‬‬ ‫ل��م يبق لي إال الوقوف وا ّدعاء الكبرياء ‪ /‬بعد أن اردع ما‬ ‫يغزو ش��راييني من ش��وارع وصراخ ‪ ،‬ما أظنه فاجعة أو‬ ‫يأس��ا س��ألوي عنقه ‪ /‬لن تخدعني األدوية ‪ /‬صرت نصف‬ ‫خيال‪ /‬نصف ظ ّل يترنح ‪ /‬لكن يظل نصف الجسد ‪ ،‬نصف‬ ‫الموس��يقى ‪،‬والقهوة ممزوجة بالت��وق والحليب والمواعيد‬ ‫‪ /‬س��أرمي نص��ف أوجاعي إلى الضب��اع وأحتفظ بنصفي‬ ‫لكتابة‬ ‫س��يرة النفق الضائع ‪ /‬س��أفتتح السرد بنش��يد بدائي يدعو‬ ‫لمديح الحدائق وإبادة األلم ‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫ل��م يبق لي إال ّ أن أعلّق س��ترتي على مس��مار القصيدة ‪،‬‬ ‫وأجلس متقرّفصا عش��رين سنة أخرى بال نوم ‪ ،‬فقط أف ّكر‬

‫كي��ف أثبت لنصف جس��دي بأنني أكثر عن��ادا مما يتوقع‬ ‫األطباء ‪ /‬ولن ألتفت للخمس��ين صيفــا الماضية ‪ /‬س��أبدأ‬ ‫م��ن صف��ر الحكاية أو من حكاي��ة الصفر ‪ /‬من طق ‪ ،‬طق‬ ‫‪..‬حيث ال أحد غيري داخل هذا النصف النادر من الجس��د‬ ‫المتروك على حافة قبر‪ /‬داخل ثيابي الوحيدة التي تتّس��ع‬ ‫لعزلة الضحك وفراغ األلوان من بس��اتينها ‪/‬سأحش��د كل‬ ‫حواسي لرقن الحروف المنتظرة لرقن الليل مخلوطا حتى‬ ‫حافته بلغة الصباح ‪...‬‬ ‫لم يبق إال أن أرفع قصيدتي عاليا ‪ ،‬لتظ ّل شاهقة ومغوية‬ ‫ومس��تحيلة ‪ /‬بغض النظر عن غش��اوة النظر ‪،‬أو هشاشة‬ ‫البياض الذي يترصد ظالم الفكرة كغرفة مملوءة باألصابع‬ ‫النش��يطة سأغزو ما وراء الخفاء ‪ /‬حاشدا الصمت وحده‬ ‫في مقدمة جيش��ي ‪ /‬س��أطلق النار على الع��روض دونما‬ ‫اكتراث بسخط الحمقى ‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫تس��تيقظ امرأتي أو تنام ‪ ،‬هذا ش��أنها ‪ ،‬فس��يان عندي أن‬ ‫تشرق شمس‬ ‫ّ‬ ‫تجف‬ ‫في هذه األس��طورة أو تلك‪ /‬أن تبت ّل سرّة األرض أو‬ ‫‪ /‬أن تترهل مخدتها بالدموع و األكاذيب أو تعطش أوردة‬ ‫ليله��ا أن تغ��رق في انهار من العس��ل والنبيذ ‪ ..‬أن تمتلئ‬ ‫قرب��ة الراع��ي أو تظم��أ قريحته ‪ /‬أن تش��تعل الحرب في‬ ‫التلفاز أو في كراريس رس��م األطف��ال أن تكتب القصيدة‬ ‫عل��ى طريقة صوب خليل أو الهايك��و ‪ /‬أن تقول الكلمات‬ ‫نفس��ها ‪،‬أو صمتها ‪ ،‬أو تنعي خيالها ‪ ،‬أن يطلق عل ّي النقّاد‬ ‫‪ :‬ش��اعر حداث��ة ‪ ،‬أو حذلق��ة ‪/‬أن تنصفني األيام أو تنس��ج‬ ‫حولي ما يروق لها من األكاذيب وقصص الخيال السوداء‬ ‫‪ /‬أن تصلن��ي بطاقة دعوة لحض��ور المنتديات أو المآتم ال‬ ‫فرق طالما ما من أحد س��يقيم وزنا لبكائي س��واء ثرثرت‬ ‫في المقهى أو ابتهلت مع المصلين في صحن الجامع ‪ /‬أن‬ ‫حزت على رضا القراء أو كسبت المزيد من بصاقهم على‬ ‫وجه قصيدتي ‪ /‬أن ينادى على اس��مي ف��ي محافل النجوم‬ ‫أو ف��ي أقبي��ة المرض��ى ‪ /‬أن أجد امرأة تصل��ي ألجلي أو‬ ‫تمطرني باللعنات ‪ /‬أن أقف على أقدامي مجددا‪ ،‬أو أسجى‬ ‫في تابوت الخواتم ‪ /‬أن أجد غيمة في جيبي أو بين أوراقي‬ ‫ال فرق طالما سأتبلّل في نهاية األمر ‪ /‬أن استقبل التعازي‬ ‫في موت الش��عر أو موت الغاب��ات ‪ /‬أن أكون مليونيرا أو‬ ‫شحاذا ‪ ،‬ال ضير طالما سأمسي في نهاية المطاف مفلسا ‪،‬‬ ‫بحيث لن احمل معي شيئا سوى نصف ظلّي ‪/‬‬ ‫أن تعل��ن حالة الط��وارئ ويحضر التجول في ش��وارع‬ ‫الن��ت أو ف��ي بريد المراهق��ات ‪ /‬أن يتربّ��ص اللصوص‬ ‫غفلة حراس السماء ويسرقون األمطار والمجرات وقوس‬ ‫ق��زح ‪،‬ال بأس ‪ ..‬عندي ما يكفي من الس��ماوات و خزائن‬ ‫الثري��ا ‪ ،‬أن يهجم قطّاع الحلم وينهبون القطن من الهواء‬ ‫واألوكس��جين وطائرات ال��ورق ‪ /‬أن يعت��رض قراصنة‬ ‫األثير رحلة ش��احنات الخيال ‪/‬لن يغيظني ذلك في ش��يء‬ ‫‪ ،‬سأش��عل س��يجارة وأف ّكر جادا في ابتكار مخيلة جديدة ‪/‬‬ ‫أن تنتش��ر الفضائيات أو تختفي البحار من خارطة الشعر‬ ‫فج��أة لتظل الن��وارس عالقة في الف��راغ ‪ /‬أن أكون أو ال‬

‫أك��ون في معاجم الش��عراء والعش��اق أو حت��ى في معاجم‬ ‫الظالل والرياح والحكايات أو سجالت المواليد ‪..‬فال فرق‬ ‫بي��ن بقائ��ي على قاع بئر ‪ ،‬أو فوهة بركان ‪ ،‬لم يبق أي‬ ‫شيء يمكنه أن يكون صفة أو شطيرة خيال أو قبلة تحتفظ‬ ‫برحيق مو ّدتها ‪ /‬ال شيء في الجسد يزعجني غير نصفي‪.‬‬ ‫ل��ن أحتفظ بعد اآلن بتفاحة في القصيدة أو وردة في كتاب‬ ‫من ّدى ‪/‬ساترك فم حبيبتي لحبيبتي ‪ /‬وغرفة عشقي للفراغ‬ ‫‪.‬‬ ‫ألنّ��ي قررت طرد نصف��ي من نصفي فاصدا كل أوردته‬ ‫وصوره وحباله الصوتية من ش��عري وتاريخي ‪ /‬سوف‬ ‫أكون العارف الذي ال يعرف الموت حياتي‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬ ‫هذه القصيدة لك يا شقيقة سفري ‪ ،‬خذيها كي تطير ‪.‬‬ ‫(‪)5‬‬ ‫ل��م يبق س��وى أن أبقى وحي��دا ال أحد ‪ /‬لس��ت أدري‪ ،‬تاه‬ ‫يس��اري ‪ ،‬أو ضاع يميني يا حبيبي ال احد ‪ /‬ال‪ ،‬لن أطرق‬ ‫الب��اب مرة أخرى ‪،‬ودعني ‪ ،‬فال أرى في ما أرى ‪،‬غرب‬ ‫ظل��ي ‪ /‬تاه التفاح عن تيهي وهذه الصحراء أضحت ضيقة‬ ‫على جس��دي النحي��ل ‪ ،‬وقصيدت��ي ‪ ،‬ال ‪.........‬ال تحتمل‬ ‫قصيدت��ي جراح��ة أخ��رى ‪ ،‬تب�� ّدد نصف دم��ي ونصف‬ ‫تاريخ��ي بين طرابل��س وروما ‪.‬لم يبق ش��يء في ما تبقّى‬ ‫غير هذا السرد من نصف الجسد ‪.‬‬


‫‪13‬‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 29 ( 55-‬مايو ‪ 4‬يونيو ‪)2012‬‬ ‫السنة الثانية العدد ‪ 29 ( 55-‬مايو ‪ 4‬يونيو ‪)2012‬‬

‫بالد تغار من ألواني الزاهية‪..‬‬ ‫رامز رمضان النويصري‬ ‫ت‬ ‫لون المو ِ‬ ‫الوجوهُ في ِ‬ ‫والصخبُ تحبسهُ أسال ُ‬ ‫ك رقيقة‬ ‫ْ‬ ‫ليست لي‬ ‫البال ُد‬ ‫العظام صديقي‬ ‫وال البر ُد الذاهبُ في‬ ‫ِ‬ ‫يصفعُني ك َّل صباح‪،‬‬ ‫ويسر ُ‬ ‫ق من صدري أغنية‪.‬‬ ‫أصرُخ‬ ‫يسحبُ صديقي طاقيته‪ ،‬يخفي أ ُذنيه‬ ‫أعيد الصراخ‬ ‫المارة ال يلتفتون‪ ،‬والنواف ُذ صامتة‬ ‫للحظة‪ ،‬رميت بيدي علي أصطاد سحابة‬ ‫لكن السحاب ال يذهب جنوباً‪ /‬تخبرني الحكاية‬ ‫ت الفتات‪.‬‬ ‫والنوارسُ تعود ِ‬

‫تبسمي‬ ‫هليل البيجو‬

‫تكت ُم فتاةُ العلك ِة صوتي‬ ‫‪/‬صاحبي يبتسم‪/‬‬ ‫ترف ُع فقاعتها عالياً‪ /‬ورديةً‬ ‫تلعق انفجارها على شفتيها‬ ‫أذوووب‬ ‫يرفعني صوت السائق ويرميني خارج المحطة‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫ٌ‬ ‫عجوز‬ ‫عازف‬ ‫صامت‬ ‫ُ‬ ‫ت العشاء‬ ‫أوتار‬ ‫يبحث في‬ ‫الجيتار عن بنسا ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫الصغيرات يضحكن‬ ‫ٌ‬ ‫عزف حزين‬ ‫الخلف‬ ‫وفي‬ ‫ِ‬ ‫ًّ‬ ‫تدس حزنها في مفاتيح األوكورديون‬ ‫أ ٌم‬ ‫طف ٌل يمارسُ فرحه على الطبل‬ ‫والصغي ُر يفت ُح طاقيته‬ ‫‪.//!!!!....Please‬‬ ‫الوجوه‬ ‫الليالي البائتة المذاق‬ ‫األيدي الباردة‬ ‫والسحاب اليحاصر عيني‬ ‫هذه البالد ليست لي‪.‬‬ ‫‪ :‬أخرج‪.‬‬ ‫نيوكاسل‪05.02.2008 :‬‬

‫تبســـمي يـــا ليبيا تبسمي‬

‫تبسـمي فجــرا يشع في دمـــي‬ ‫أبناؤك األحرار هبوا فامرحي‬ ‫ما بين هاتيك الروابي واحلمي‬ ‫هبوا إلى نيل األماني فانهضي‬ ‫في ظلـهم صوب الغــد المنعم‬ ‫يا زهرة بل الندى أكمامها‬ ‫أهــواك فعل العــاشق المــتيم‬ ‫جبينك الوضاح في دنيا الورى‬ ‫أمـــل يبدد كـل ليـــل ُمظــلم‬ ‫أفديك من دار لها في خاطري‬ ‫ذكر على طول المدى لم يَهرم‬ ‫يا لحظة هاج الحنين لذكرها‬ ‫دومي لنا رمز المحبة وأسلمي‬ ‫يا ليبيا األمجاد أنت سبيلها‬ ‫سكت الجــميع مهابة فتكلمي‬ ‫كي يكتب التاريخ حلم حروفه‬ ‫بمـدادك القــاني الذي لم يُهزم‬ ‫يا ليبيا عهدا لئن جد السُرى‬ ‫عهــدا بغير سمائك لن نحـتمي‬ ‫أرواحنا فوق الكفوف هدية‬ ‫متى دعا داعي الجهاد تُكرمي‬ ‫نحارب الباغي إذا الباغي عدا‬ ‫نســـالم الدنيـــا إذا لــم تُظــلم‬


‫‪14‬‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 29 ( 55-‬مايو ‪ 4‬يونيو ‪)2012‬‬

‫اتذكر ــ‬

‫السنوسي حبيب‬

‫ميادين ‪ :‬الش��اعر السنوس��ي حبيب معاركا مرضه يتخذ الكتابة الس��يروية في استعادة مالم‬ ‫يكتبه من قبل س�لاحه في مواجهة غربة الزمان والمكان ‪...‬هنا يخص ميادين التي نش��رت‬ ‫سابقا سلسلة جزءه االول ‪ ،‬بجزءه الثاني من سيرته ال ُمسلسلة ‪ :‬أتذكر‬ ‫اجلزء الثاني – احللقة االوىل‬

‫وسيارات‬ ‫أسفار ّ‬ ‫كون مدينت��ي الصغيرة هون تقع ف��ي قلب الصحراء‬ ‫الليبي��ة عل��ى مس��افة متباع��دة ع��ن الم��دن الكبرى‬ ‫فطرابلس على بعد ‪ 650‬كيلومترا‪ ،‬وبنغازي على بعد‬ ‫‪ 850‬كيلومترا ‪،‬ومصرات��ه على بعد ‪ 450‬كيلو مترا‬ ‫‪،‬اما س��بها وهي اقرب المدن فعلى بعد ‪ 350‬كيلومترا‬ ‫‪ ،‬وحي��ث أن القرى والمدن الصغي��رة تفتقر الى كثير‬ ‫م��ن الخدمات الضرورية األمر الذي يتطلب ان يدأب‬ ‫قاطنوها على الس��فر الى المدن األكبر طلبا للخدمات‬ ‫‪ ،‬اذكر م��رة في العام ‪1970‬م إلتهب احد اضراس��ي‬ ‫واشتد المه درجة ان فقدت القدرة على النوم ‪،‬ولم يكن‬ ‫ف��ي البلدة حينها طبيب اس��نان ‪ ,‬وبع��د اربعة أيام من‬ ‫األلم والمعاناة ووضع األسبرين والقرنفل وانواعا من‬ ‫األعشاب على الضرس الملتهب في محاوالت يائسة‬ ‫لتس��كين األلم دون جدوى اضطررت الى الس��فر الى‬ ‫مدينة س��بها في الحافلة ليال الصلها فجرا واتوجّه الى‬ ‫المستشفى الخلع ضرسي عند الساعة العاشرة صباحا‬ ‫واعود بالحافلة عند الساعة الثانية ظهرا ‪.‬‬ ‫عب��ر رحلة عمري الممتدة اثنين وس��تين عاما حتى‬ ‫كتابة هذه الس��طور سافرت بانواع واحجام وماركات‬

‫متنوع��ة من الس��يارات وعبر ط��رق ترابية واخرى الثالث ولنركب في اتجاه هون في حفرة تتوسط اعلى‬ ‫مزفّتة وثالثة متآكلة الرصف اإلسفلتي ‪ ,‬كانت الرحلة‬ ‫األول��ى التي اعيها وأتذكرها رحلة عودتي واألس��رة‬ ‫من بنغ��ازي الى ه��ون س��نة ‪1956‬م وكان الطريق‬ ‫الممتد ‪1000‬كيلومترا ترابيا تقطعه سيول االودية في‬ ‫بعض المناطق وكثبان الرم��ال المتحركة في مناطق‬ ‫اخرى والذئاب وقطاع الطرق في مناطق ثالثة وكان‬ ‫على س��ائق السيارة والر ّكاب ان يضعوا في حسبانهم‬ ‫كل تل��ك الظ��روف والعقب��ات ‪ ,‬كان��ت رحلتن��ا تلك‬ ‫بسيارة ش��حن بضائع فيات ‪ 32‬العروفة باسم (ترينتا‬ ‫كواترو) ‪ ,‬قام سائقها باستعمالها كحافلة يجلس النساء‬ ‫واألطفال على ارضية السيارة وربما يضعون تحتهم‬ ‫بعض اغطيتهم وامتعتهم ‪ ,‬ويستقل الرجال المقطورة‬ ‫الملحقة بالس��يارة (الريموك ) متزاحمين ومجاورين‬ ‫األغطي��ة والحقائ��ب والت��ي كان��ت وقتها ف��ي اغلب‬ ‫األحوال صناديق خش��بية يتم تصنيعها محليا كحقائب حمولة البضائع في الش��احنة المتجهة الى مدينة سبها‬ ‫سفر‪ ,‬اس��تمرت رحلتنا بهذه الحافلة المزعومة يومين ‪ ,‬متجشمين ليوم كامل تصاعد الغبار الى انوفنا ولسع‬ ‫طويلين تح��ت قصف الرعد والمط��ر احيانا وهبوب لفحات الريح الباردة ‪ ,‬وصهد شمس الظهيرة الحارق‬ ‫الري��اح الباردة احيانا اخرى لنصل مصراتة في اليوم على رؤوسنا فترة القيلولة ‪.‬‬ ‫في ستينيات القرن العشرين وبعد ان رصف طريق‬ ‫فزان رابطا اياها بمدن الساحل الليبي صار في امكان‬ ‫س��كان القرى والبلدات الواقعة عل��ى جنبات الطريق‬ ‫ان يس��تفيدوا من خدمات شركتي نقل الركاب (النسر‬ ‫) والهادي حمودة المعروفة ب( ‪ ,) HH‬ولسوء الحظ‬ ‫كانت حافالت الشركتين تمران على هون في ساعات‬ ‫متأخ��رة من اللي��ل‪ ,‬وحين تصل الحافل��ة تكون غالبا‬ ‫ممتلئة إال من كرسي او اثنين يكون بعض الركاب قد‬ ‫نزل في ودان المجاورة وتكون الفرصة المتاحة غالبا‬ ‫في الكراس��ي اإلضافية الصغيرة الواقعة بين صفوف‬ ‫الكراسي األصلية وفي اغلب األحيان تكون حتى هذه‬ ‫الكراسي غير شاغرة مما يضطرنا الى السفر واقفين‪,‬‬ ‫وحين ن��كل من الوقوف نجلس عل��ى ارضية الحافلة‬ ‫في الحفرة الموالية للباب وهكذا نصل سبها ونحن في‬ ‫حالة من اإلرهاق والتع��ب المبرح ولكن لضرورات‬ ‫الذهاب الى المدرسة الثانوية الوحيدة بالجنوب الليبي‬


‫السنة الثانية العدد ‪ 29 ( 55-‬مايو ‪ 4‬يونيو ‪)2012‬‬

‫احكامه��ا وكان ح��رص اهلن��ا على متابعة دراس��تنا‬ ‫الثانوية مطلبا اليمكن تجاهله او الفرار منه حيث كان‬ ‫الحصول على مس��توى متقدم م��ن التعليم هو المدخل‬ ‫اآلمن الوحيد لتأمين حياة وظيفية الئقة ‪.‬‬ ‫بع��د انتع��اش الوضع اإلقتصادي ف��ي مجمل انحاء‬ ‫ليبي��ا أواخر الس��تينيات بفضل عائ��دات النفط وبعد‬ ‫ان ربطت المنطقة بما عرف بالطريق الس��احلى الى‬ ‫كل م��ن طرابلس وبنغازي ‪ ,‬تدفقت عبر هذا الطريق‬ ‫ان��واع جدي��دة من س��يارات األج��رة (التاكس��يات )‬ ‫كان اش��هرها (مكروب��اص )من مارك��ة تاونس التي‬ ‫تعرف ش��عبيا باس��م الفردينة ‪ ,,‬تس��توعب ‪ 10‬ركاب‬ ‫والسائق وسيارات اخرى اصغر ماركة بيجو (‪)404‬‬ ‫والت��ي تحمل ‪7‬ركاّب والس��ائق الثامن ‪ ,‬كان الركاب‬ ‫ينضغطون على بعضهم فيما يشبه علبة السردين كما‬ ‫كنا نش��بّه الوضع حينها ‪ ,‬وقد اشتهرت هذه السيارات‬ ‫البيج��و بالس��رعة وايضا بكثرة الح��وادث حتى لفّبت‬ ‫بالقب��ر المتح��رك ‪ ,‬ولكن رغ��م ذلك مث��ل تدفّق هذه‬ ‫التاكس��يّات حال مالئما ومقبوال للسفر عبر صحرائنا‬ ‫المترامية األطراف ‪ ,‬بهذه التاكس��يات البيجو سافرت‬ ‫كثي��را ال��ى مدينة بنغ��ازي حي��ن التحق��ت بالجامعة‬ ‫س��نة‪ 1970‬م‪ ,‬كان��ت الرحلة من هون ال��ى بنغازي‬ ‫والعكس ضربا من المعاناة يس��تمر حوالي ‪12‬س��اعة‬ ‫ويكون من اس��باب المعاناة ان ينام زميلك على كتفك‬ ‫او ان تعب��ق الس��يارة بروائح الع��رق الكريه ودخان‬ ‫الس��جائر مما يضطرك الى فت��ح النوافذ ويكون تدفق‬ ‫الهواء البارد مؤلما في فصل الش��تاء‪ ،‬وكذلك لفحات‬ ‫الهواء الصحراوي الساخن ان كان الفصل صيفا‪.‬‬ ‫حي��ن احتوتن��ي س��جون القذاف��ي لمدة اثني عش��ر‬ ‫عاما وكان��وا في الم��دة األولى ولمتطلب��ات التحقيق‬ ‫والمحكمة يس��افرون بنا مخفوري��ن ومكبلين بالحديد‬ ‫في أغلب األحيان ‪ ,‬في الرحالت السجنية هذه عرفت‬ ‫اش��كاال عدة للسيارات منها الصغيرة ومنها ما يعرف‬ ‫بنص��ف النق��ل ومنه��ا االتوبيس��ات ومنه��ا الكبيرة‬ ‫الش��بيهة بالحاويات وسيارات نقل اللحوم وجميع هذه‬ ‫الس��يارات كانت مصفحة بالحديد المس��طّح والمشبك‬ ‫وتفتقر الى التهوية واإلضاءة الجيدة ‪ ,‬كانت السيارات‬ ‫الصغيرة والحافالت تس��تعمل في التنقل داخل المدن‬ ‫من السجن الى النيابة أو المحكمة او المستشفى وكان‬ ‫الحراس يجلس��ون ملتصقين بالس��جناء س��واء كانوا‬ ‫مقي��دي األي��دي بالحدي��د أم ال‪ ،‬وفي بع��ض المرات‬ ‫يق��وم الح��ارس ان كان وحيدا بربط يده بيد الس��جين‬ ‫بالقي��د الحديدي (الكليبش��ة)‪ ,‬اذكر م��رة وبعد معاناة‬ ‫وجه��د جهيد حصلت على امر بالخ��روج الى العيادة‬ ‫الت��ي كانت قريبة من الس��جن ‪ ,‬فانطل��ق بي العريف‬ ‫الس��يء الذكر نوري س��يرا على األقدام بعد ان وضع‬ ‫القيد الحديدي في يدي اليمنى وفي يده اليس��رى ‪ ,‬كان‬ ‫يح��رص على أن يظل ملتصقا بي كي يخفي القيد عن‬ ‫اعي��ن المارين في الطريق وكنت احاول اإلبتعاد عنه‬ ‫كي يظهر القيد للعي��ان األمر الذي اغاضه وتوعدني‬

‫بعدم الخروج الى العيادة مرة اخرى‪.‬‬ ‫اعود الى موضوع السيارات السجنية التي كان اكثرها‬ ‫ازعاج��ا وإيذ اءا لنا تلك الكبيرة الش��بيهة بس��يارات‬ ‫نقل اللح��وم والتي كانت محكمة الباب الخلفي المد ّعم‬ ‫بحدي��د إضافي ومقس��مة من الداخ��ل ال‪10‬زنزانات‬ ‫في صفين متقابلين ‪ ,‬يفتح بابها الى الخارج والتتس��ع‬ ‫للش��خص إأل واقفا او جالس��ا على كرس��ي ش��ريطي‬ ‫بعرض حوالي ‪10‬س��نتمترات ‪ ,‬ه��ذا النوع كان معدا‬ ‫اص�لا للتنق��ل داخل المدينة حيث التزي��د مدة الرحلة‬ ‫عن نصف الساعة في اقصى الحدود ‪ ,‬ولكن مسؤولي‬ ‫سجون القذافي لم يكن يهمهم باي حال صحة السجين‬ ‫أو راحته ‪ ,‬غايتهم فقط ان يظل تحت الس��يطرة التامة‬ ‫‪ ,‬في هذه الس��يارات التي تمثل س��جنا متنقّال سافرت‬ ‫اربع مرات بين طرابلس وبنغازي ذهابا وايابا لمسافة‬ ‫اجمالية بط��ول اربعة آالف كيلومت��ر ‪ ,‬كان اصعبها‬

‫‪15‬‬

‫وامرّها رحلتنا األول��ى من طرابلس الى بنغازي بعد‬ ‫ان ت ّم��ت محاكمتنا بطرابلس ‪ ,‬ادخلنا الحراس بعد ان‬ ‫وضع��وا القيود الحديدية في ايدين��ا كل واحد منا في‬ ‫زنزان��ة مفردة ‪،‬واقفل عليه الباب من الخارج ‪ ,‬لم تعد‬ ‫لن��ا أي صلة بالعالم خارج الزنزانة س��وى عبر نافذة‬ ‫صغيرة في اعلى الجانب الموالي للخارج ‪ ,‬لم يكن في‬ ‫اس��تطاعة أي منا الجلوس المريح او اإلسترخاء رغم‬ ‫طول الرحلة التي اس��تغرقت النهار بأكمله وجز ًء من‬ ‫الليل‪ ،‬رغم م ّر الش��هور والسنوات الزلت اتذكر آالم‬ ‫ومعاناة تلك الرحلة السجنية‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫باري��س ‪ -‬مستش��فى جورج بمبي��دو ‪ -‬في ‪6‬‬ ‫ ‬‫ابريل ‪2012‬م‬


‫‪16‬‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 29 ( 55-‬مايو ‪ 4‬يونيو ‪)2012‬‬

‫اإلخوان الليبيون ‪ ...‬من أين وإىل أين ؟‬ ‫ابراهيم عبداهلل قدورة‬ ‫تجربة العمل السياسي في ليبيا ليست غنية‪ ،‬وما ينتج عنها‬ ‫من اجتهادات سياسية ال تدفع لإلطمئنان‪ ،‬كما انه ال يعول‬ ‫كثيرا على درجة الوعي السياسي الناشئ والذي بدأ يتشكل‬ ‫األن بعد اربعة عقود م��ن المنع والتغييب المتعمد‪ ،‬ولذلك‬ ‫فإن اي إجتهاد البد ان يكون واضحا شفافا قابال لإلستيعاب‬ ‫والفه��م‪ ،‬ال مواراة فيه وال غبش‪ ،‬فالش��عب الذي ثار بقوة‬ ‫وقدم التضحيات‪ ،‬لن يقبل بغير الوضوح والصدق س��وا ًء‬ ‫م��ن من يطلق عليهم "اس�لاميون" م��ع تحفظي على هذه‬ ‫التسمية‪ -‬أو من اقصى اليسار اذا صح وجوده‪.‬‬ ‫خرجت العدي��د من اإلجتهادات‪ ،‬التي جله��ا يتبنى العدالة‬ ‫والديمقراطي��ة والمس��اواة‪....‬الى اخ��ر هذه الش��عارات‪،‬‬ ‫والت��ي ينقصه��ا احيانا التحديد بل يخفيها الش��مول اللفظي‬ ‫ال��ذي يضعها في مص��اف أال مفهوم وأال واضح‪ ،‬وتجنب‬ ‫كثيرون الخوض في العمل السياس��ي المس��تعجل مكتفيين‬ ‫بمتابعة حراكه‪ ،‬حذرين من الس��قوط المبكر في معتركه‪،‬‬ ‫وكل ه��ذا امر طبيع��ي ومطلوب ألن المخاض السياس��ي‬ ‫عس��ير جدا في ه��ذه الفترة بالنظر ال��ى التجربة الماضية‬ ‫القاسية التي مر بها شعبنا‪.‬‬ ‫من��ذ ايام عق��د األخوان المس��لمون في ليبي��ا وعلى العلن‬ ‫وألول م��رة مؤتمرهم على ارض الوطن‪ ،‬فتحية لهم على‬ ‫ه��ذا اإلنفتاح والذي بال ش��ك ل��ه توابع��ه وتحدياته‪ ،‬وفي‬ ‫الوقت الذي اقف فيه على مس��افة م��ن اجتهادات اإلخوان‬ ‫السياسية والتي ال اتفق مع معظمها وعلى راسها اجتهادهم‬ ‫باإلس��تفادة من مشروع ما س��مي بليبيا الغد‪ ،‬فان اإلخوان‬ ‫مدرس��ة تزرع مبادئ إجتماعية وإسالمية طيبة في نفوس‬ ‫منتسبيها تظل رصيد ومصدر يستفيد منه اإلنسان في حياته‬ ‫العملية وكم كنت اتمنى ان ينخرط خريجي هذه المدرس��ة‬ ‫في خضم الحياة السياسية ومؤسسات المجتمع المدني بعيدا‬ ‫عن العرقلة التنظيمية المقيدة حيث ان األنس��ان الذي يملك‬ ‫الثوابت ال يخش��ى م��ن التحديات وما التنظي��م اال اداة ان‬ ‫عصيت على المنتسب استخدامها فعليه البحث عن غيرها‪.‬‬ ‫ولكي اكون عمليا‪ ،‬فحينما أُسس��ت الجبه��ة الوطنية إلنقاذ‬ ‫ليبيا كانت حسب فهم منظريها‪ ،‬انها تنظيم سياسي نضالي‬ ‫في ش��كل تيار ش��عبي يقوده فريق تجمعه ايديولوجية ذات‬ ‫مرجعية إس�لامية‪ ،‬منه��م من ينتمي الى اإلخ��وان تنظيما‬ ‫ومنه��م من ينتمي لهم فكرا وآخرين ذوي خلفية اس�لامية‪،‬‬ ‫كل هؤالء جمعهم ش��كل تنظيمي سمي بالحركة اإلسالمية‬ ‫ليبي��ا له��ا مجل��س ش��ورى وامين ع��ام ومنب��ر إعالمي‪،‬‬ ‫و"واجهتها السياسية " او" تنظيمها السياسي" هي الجبهة‬ ‫الوطنية إلنقاذ ليبيا‪ .‬بمعنى آخر كان معظم اعضاء الجبهة‬ ‫ليس��و اعض��اء في الحرك��ة وقي��ادات في الحرك��ة كانوا‬ ‫قيادات ف��ي الجبهة‪ ،‬تداخلت العالقة بش��كل معقد وتداخل‬ ‫معها ارتباط اإلخوان بالتنظيم الدولي لإلخوان المس��لمين‪،‬‬ ‫واندف��ع التنظيم السياس��ي " الجبهة الوطني��ة إلنقاذ ليبيا "‬ ‫في مس��يرته النضاليه ففاقت حركته وبسرعة مذهلة قدرة‬ ‫التنظي��م األديولوجي عل��ى مواكبته مما دف��ع اإلخوان ان‬

‫يخرجوا من التنظيم وانتهى بالحركة ان حلت واندمج جزء‬ ‫كبير من اعضاءها في صفوف الجبهة الوطنية إلنقاذ ليبيا‪،‬‬ ‫هذا باختصار وسأترك التفاصيل للباحثين ليؤرخوه‪ ،‬ولكن‬ ‫ما يهمني في س��رد هذا هو ان الفكرة فش��لت لسبب بسيط‬ ‫وهو ان اي جس��د ال يستطيع ان يعيش برأسين وباألخص‬ ‫الجسد السياس��ي الذي يريد بناء الوطن بالشفافية المتميزة‬ ‫بعيد عن الكولس��ة والصراع��ات السياس��ية الداخلية التي‬ ‫تخضع عادة للوالءات التنظيمية اكثر من الوالء للوطن‪.‬‬ ‫وهن��ا نأت��ي الى ما اري��د قوله انطالقا م��ن حرصي على‬ ‫س�لامة مسار العمل السياس��ي الوليد في ليبيا وتأكيدا على‬ ‫حق كل انس��ان في ان يمارس العمل السياس��ي من خالل‬ ‫اي بوابة سياس��ية تسعى الى بناء ليبيا الحديثة‪ ،‬فإن اجتهاد‬ ‫األخ��وان والذي لخصه بي��ان المؤتمر في " تَبنّى اإلخوان‬

‫التنظيمين‪ ،‬ناهيك عن الكولسة السياسية واإلقصاء الفردي‬ ‫والقوائم المتفق عليها مقدما وكل ما في السياسة من عيوب‬ ‫تتفاق��م ف��ي ارضية هذا الطرح السياس��ي ال��ذي تنعدم فيه‬ ‫الشفافية وتخصب فيه الصراعات السياسية‪ ،‬في وقت نحن‬ ‫اح��وج فيه الى الوضوح وخاصة من تنظيم عريق كتنظيم‬ ‫اإلخ��وان‪ ،‬فكيف س��يكون ال��والء؟ هل للتنظيم السياس��ي‬ ‫ام التنظي��م األيديولوج��ي؟‪ ،‬وهناك الكثير من التس��اؤالت‬ ‫والت��ي تتعلق بالعمل السياس��ي اليومي والذي س��يخوضه‬ ‫تنظي��م بقيادة تتلقى اوامرها‪ ،‬ش��اءت ام ابت‪ ،‬من مرجعية‬ ‫ايديولوجية تتفاوت مواكبتها وس��رعة تجاوبها مع القضايا‬ ‫السياس��ية اليومية‪ ،‬والدعوة مفتوحة لإلخوان ان يستفيدوا‬ ‫من تجارب اآلخرين‪ .‬أن ال��والء أآلن وبعد التحرير الذي‬ ‫كلف الشعب الليبي ارواح ودماء يكون اوال هلل ثم الوطن ال‬

‫المسلمون مقترحا بتأسيس حزب سياسي وطني بمرجعية‬ ‫إسالمية تتاح فيه فرصة العضوية والمشاركة لكل الليبيين‬ ‫المؤمنين برس��الته ورؤيته وأهدافه‪ ".‬ول��م يتطرق البيان‬ ‫ال��ى مصير تنظيم اإلخوان هل س��يظل موجود الى جانب‬ ‫التنظيم السياس��ي ام انه س��يحل ويدم��ج فيه‪ ،‬وعن مصير‬ ‫تنظي��م اإلخوان عند اس��تكمال تأس��يس الحزب السياس��ي‬ ‫المش��ار اليه في البيان‪ ،‬اكد احد قيادات الجماعة ان تنظيم‬ ‫اإلخوان س��يظل موج��ود ومنفصل تنظيمي��ا على الحزب‬ ‫السياسي المنشود!!‬ ‫في إعتقادي ان هذا اإلجتهاد جانبه الصواب‪ ،‬لوجود معضلة‬ ‫في اتخاذ القرار في ظل رأس��ين للتنظيم كما أسلفت‪ ،‬رأسا‬ ‫للتنظيم السياس��ي وآخر للتنظيم األيديولوجي (اإلخوان)‪،‬‬ ‫وهناك ايضا عدم ش��فافية س��تصنعها طبيع��ة العالقة بين‬

‫لهي��اكل تنظيمية هي في ذاتها ادوات لتحقيق اهداف تنتهي‬ ‫فعاليته��ا باختالف األرضية والوقت والظروف‪ ،‬فال يجب‬ ‫ان تش��دنا المس��ميات مهما كنا نملك من عواطف وارتباط‬ ‫تجاهه��ا والتي يج��ب ان ال تفوق ارتباطن��ا بوطننا وحبنا‬ ‫لش��عبه‪ ،‬كما ان قرارنا يجب ان يكون ليبيا ً منطلق من ليبيا‬ ‫والى ليبي��ا بما فيها من خصوصية‪ ،‬فمكانة الليبيين ارتقت‬ ‫ف��ي العقل العالمي الى صفوف اصح��اب اإلرادة وصناع‬ ‫التاريخ ورواد الش��عوب‪ .‬فلنكن عند حس��ن ظن شهدائنا‪،‬‬ ‫ولنصدق ش��عبنا الذي نحن جزءا ال يتجزء منه‪ ،‬حتى ننال‬ ‫ثقت��ه فنصونها وندف��ع الجميع ال��ى األداء البناء من خالل‬ ‫برامج سياس��ية واقتصادية وتعليمي��ة واجتماعية واضحه‬ ‫ترسم خطط لبناء الدولة المنشودة الراشدة‪.‬‬


‫السنة الثانية العدد ‪ 29 ( 55-‬مايو ‪ 4‬يونيو ‪)2012‬‬

‫‪17‬‬

‫احلاج صاحل والقذايف‬ ‫احلسني عبد الكريم املسوري‬ ‫كان الح��اج صالح ش��حات فالح رحمة هللا علي��ه يملك دكانا‬ ‫صغي��را ف��ي س��وق الظالم الش��هير بمدين��ة درن��ة يبيع فيه‬ ‫المالبس واألقمشة واألحذية وغيرها ‪.‬‬ ‫كان دكانه يقع علي الجهة اليس��رى للس��وق وأنت داخل من‬ ‫المدخ��ل الجنوب��ي ‪ ،‬حي��ث يعيش الحاج صال��ح من خالل‬ ‫تجارت��ه التي يجل��ب بضاعته م��ن بنغازي‪ ،‬ليعول أس��رته‬ ‫المكونة من تس��عة أفراد أربع��ة أوالد وأربع بنات ‪،‬وزوجته‬ ‫الحاج��ة عزيزة رحمة هللا عليها تلك الجدة الطيبة التي كانت‬ ‫م��ن أجمل ذكريات الطفول��ة عندما كنا نس��تمع إلي حكايتها‬ ‫وكأنه شريط س��ينمائي‪ ،‬هي تروي القصة والسيناريو ونحن‬ ‫نخرجه صورا في خيالنا‪.‬‬ ‫نع��ود إل��ي جدي الح��اج صالح فال��ح ال��ذي كان يعول هذه‬ ‫األس��رة الكبيرة من دكانه الصغير‪ ،‬ولديه ابنه يوسف يدرس‬ ‫ف��ي بنغازي وابنه إدريس رحم��ة هللا عليه درس في المرج‬ ‫ف��ي المعهد الزراعي ‪،‬وكان يدف��ع الضرائب للدولة لرخصة‬ ‫الدكان ‪،‬ويدفع اش��تراك الضمان االجتماعي‪ ،‬ويس��دد فاتورة‬ ‫الماء والكهرباء الخاصة بالبيت والكهرباء للدكان ‪.‬‬ ‫كان الجمي��ع يش��هد للحاج صال��ح فالح التزام��ه وانضباطه‬ ‫بتس��ديد كل ه��ذه الفواتي��ر والضرائ��ب للدول��ة‪ ،‬وانه رجل‬ ‫عصامي و((حقاني )) يأخ��ذ حقه ويعطيك حقك حتى عندما‬ ‫أصبح ش��قيقه األصغر محمد فالح رئيس��ا للشرطة العسكرية‬ ‫ف��ي ليبي��ا ‪،‬وفيما بعد عميدا لبلدية درن��ة فانه لم يتغير ‪ ،‬ولم‬ ‫يتغير وضعه االقتصادي ولم يس��تفد أي شيء من المناصب‬ ‫التي اعتالها شقيقه ‪.‬‬ ‫نع��ود إلي التزام الح��اج صالح فالح‪ ،‬من يدفع كل ما هو حق‬ ‫للدولة من فواتير الكهرباء وضرائب رخصة الدكان وقسط‬ ‫الضمان االجتماعي‪ ،‬لقد كانت الدولة الليبية مستفيدة من الحاج‬ ‫صال��ح فالح وأمثاله ؛فهم يدفع��ون لها وال تعطيهم الدولة من‬ ‫الخزين��ة العامة مرتباتهم‪ ،‬لكن المعتوه المقبور معمر القذافي‬

‫ل��م يعجبه ذلك وجاء الدور عل��ي التجار وليضرب االقتصاد‬ ‫والتجارة الليبية ويتحكم في أرزاقهم‪ ،‬ففي نهاية الس��بعينات‬ ‫الغ��اء العقيد المقبور التج��ارة وأمم المحالت والدكاكين‪ ،‬وتم‬ ‫تحويل التجار وأصحاب المهن في القطاع الخاص إلى مالك‬ ‫الدول��ة الوظيف��ي فأصب��ح المقاولون موظفين في ش��ركات‬ ‫األشغال العامة‪ ،‬وأصبح التجار موظفين في شركة األسواق‬ ‫العام��ة ‪،‬ويتقاضون مرتباتهم من خزين��ة الدولة‪ ،‬وأصبحت‬ ‫الدولة تدفع عنهم أقس��اط الضمان االجتماعي‪ ،‬ولم يعد الحاج‬ ‫صال��ح يدفع فات��ورة كهرباء ال��دكان وال ضرائب الرخصة‬ ‫ألنه ببس��اطه تم الزحف علي دكانه الصغير وتأميمه وأصبح‬ ‫هو م��ن يأخذ من الدول��ة بعدما كان يعطيها ه��و وغيره من‬

‫اآلالف من التجار في كل أنحاء ليبيا وهكذا خس��رت الدولة‬ ‫الليبية وفقد المجتمع الليبي المليارات التي كان يدفعها التجار‬ ‫م��ن ضرائب وجمرك وفواتير الكهرباء والماء بس��ب إلغاء‬ ‫التج��ارة وتأمي��م القطاع الخاص ولألس��ف الخس��ارة للدولة‬ ‫الليبي��ة ل��م تتوقف عن��د هذا الحد بل زادت الخس��ائر بس��ب‬ ‫ص��دور قانون الموزع الفرد الذي أعاد فتح المحالت وإعادة‬ ‫التجارة بش��رط أال يكون من التجار الس��ابقين الذين تم تأميم‬ ‫محالته��م وبذل��ك ت��م تخصيص المح�لات والدكاكي��ن إلى‬ ‫أشخاص انتهازيين ال أخالق لهم وال ضمير وبال كرامة وال‬ ‫يخافون هللا وكعادة العقيد المقبور لم يألو جهدا في وجود مثل‬ ‫هؤالء الش��راذم والحثال��ة الحقيرة الذين طبق��وا كل ما اقره‬ ‫المقب��ور دون أي وازع أخالق��ي أو اجتماعي أو ديني وبعد‬ ‫إصدار قانون إع��ادة األمالك إلى أصحابها أعاد أبناء الحاج‬ ‫صالح الذي انتقل إلى رحمة هللا دكانهم بعد رحلة طويلة في‬ ‫أروقة المحاكم وس��احات القضاء ومرة أخرى ستدفع الدولة‬ ‫تعويضات عن س��نوات اغتصابها لهذه المحالت والدكاكين‬ ‫كل هذا يقودنا إلى معضلة تعاني منها الدولة الليبية اليوم وهو‬ ‫ارتفاع ع��دد الموظفين في الدولة وتضخ��م المالك الوظيفي‬ ‫مقارنة بعدد السكان وهو نتيجة طبيعيه للسياسات التي اتبعها‬ ‫المقبور القذافي منذ س��نة ‪1977‬م ولحل هذه المش��كلة نحتاج‬ ‫إلي استحداث هيئة مستقلة للتنمية البشرية والموارد الطبيعية‬ ‫يكون لها فروع في كل المدن ويجب أن يتولي إدارتها خبراء‬ ‫تكنوق��راط بعيدين ع��ن الصراعات السياس��ية وتختص هذه‬ ‫الهيئة بوضع خطه لمعرفة حاجة البالد للمهن والتخصصات‬ ‫العلمي��ة وربطه��ا بمنظومة التعليم في ليبيا والمش��اريع التي‬ ‫تخلق وتوفر فرص عمل وتحتاجها ليبيا وما مدي قدرة خلق‬ ‫قطاع خاص يس��تطيع أن يستوعب هذه الكوادر المعطلة فيما‬ ‫يسمي بالقوي العاملة‬

‫صبغة شعر‬ ‫إبراهيم عثمونة‬ ‫أنا من مواليد ‪ 1962‬أي كنت على حافة الخمسين يوم تلقيت‬ ‫عرض��ا ً في��ه أربعين عام أخ��رى كلها ش��باب وطفولة‪ ....‬لم‬ ‫يس��تغرق األمر طويالً حت��ى تخليت عن نظارات��ي الطبية‪،‬‬ ‫وعن أش��رطة أم كلث��وم‪ ،‬وما عادت مرآت��ي تعكس لي تلك‬ ‫الخط��وط الرفيع��ة التي ظهرت مؤخراً عل��ى وجهي‪ ,‬والتي‬ ‫كانت تؤسس لمشروع الشيخوخة‪.‬‬ ‫لم تسعني الفرحة‪.‬‬ ‫وأنا الذي لطالم��ا تصورت لو أن لألرض دورة أخرى غير‬ ‫ه��ذه التي تدور رويداً رويداً بنا نحو الس��تين والس��بعين‪ ،‬لو‬ ‫له��ا دورة أخ��رى غير هذه الت��ي ماانفكت تدفعن��ا بعيداً عن‬ ‫أحلى أيام العمر‪،‬لو لألرض حركة عكس��ية تقود إلى الشباب‬ ‫والطفولة ال إلى الشيخوخة‪.‬‬ ‫لم تسعني الفرحة‪.‬‬ ‫وأنا الذي لطالما خيل لي لو أن طبيعة الحياة يولد فيه اإلنسان‬ ‫م��ن القبر ويموت أو ينتهي أو يتالش��ى نطف��ة في رحم أمه‪،‬‬

‫فتتالشى عندئذ التجاعيد من الوجوه رويداً رويداً‪ ،‬وتتبدد مع‬ ‫العمر آالم المفاصل رويداً رويدا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ه��ذه األوهام بات��ت تراودني مبكرا مذ ولج��ت األربعينات‪،‬‬ ‫فتص��ور لي كي��ف يمكن لتق��دم العمر أن يمض��ي بعيداً عن‬ ‫الشيخوخة‪ ،‬وكيف يمكن أن يجلب معه الحيوية والنشاط عام‬ ‫بعد عام وليس العكس‪.‬‬ ‫س��ألت عالما ً نفس��انيا ً عن حالت��ي الواهم��ة فأخبرني أن هذا‬ ‫خوف من المس��تقبل‪ ،‬كان كل‬ ‫الحنين الذي يس��كنني هو وليد‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫يوم وش��هر يأت��ي في األربعين��ات يأتي معه مزي��دا من هذا‬ ‫الحني��ن للماضي‪ ،‬دون أن أعرف أن من بين أعوام هذا العقد‬ ‫الراب��ع يوجد عام يحم��ل معه أربعين عاما ً أخ��رى فيها من‬ ‫الشباب والطفولة ما لم تحمله األربعين األولى‪.‬‬ ‫نعم‪ ....‬دارت األرض دورتها العكس��ية بطريقتها‪ ،‬وبش��كل‬ ‫مختل��ف عما تصورته‪ ،‬فأعطت ظهره��ا ألرذل العمر ‪،‬وما‬ ‫ع ُ‬ ‫ُ��دت أخ��اف الوهن والش��يب وما ش��ابه ذل��ك‪ ،‬تخليت عن‬

‫نظاراتي الطبية‪ ،‬وعن أش��رطة أم كلثوم‪ ،‬وما عادت مرآتي‬ ‫تعك��س لي تل��ك الخطوط الرفيعة التي ظه��رت مؤخراً على‬ ‫وجه��ي‪ ،‬ص��رت كل صب��اح أقف أم��ام الم��رآة ألزيل حب‬ ‫الش��باب‪ ،‬وكل صب��اح ألبس وأتعطر ألخرج للش��ارع‪ ،‬وما‬ ‫عدت أُصلي وال أفكر جديا ً في الحج أرى ذلك سابقا ً ألوانه‪.‬‬ ‫ول��و عاش أبي‪ ...‬أبي الذي توفي في ‪ 2003‬هو اآلخر عاش‬ ‫عق��وده األخيرة تحت وط��أة حنين ج��ارف للماضي ‪،‬صار‬ ‫يغيب لدقائق ع َمن حول��ه غارقا ً في ماضيه ‪،‬كان في أعماقه‬ ‫شبحا ً مخيفا ً لمستقبل أسود دون أن يدري ‪،‬فأنكسر توقه للحياة‬ ‫ورجع به إل��ى الماضي‪ ،‬يومها كان الظ�لام يتفاقم والخوف‬ ‫يتفاقم والموت راحة‪ ...‬فمات‪.‬‬ ‫ك��م تمنيت لو امتد عمره حتى هذا الع��ام‪ ,‬لكان هو اآلخر قد‬ ‫تلق��ى نفس الع��رض‪ ،‬ووضع ع��كازه جانبا ً ‪،‬وصبغ ش��عره‬ ‫وارتدى بذل��ة وربطة عنق ‪،‬بدالً من الجرد والفرملة‪ ،‬ولكان‬ ‫أيضا ً قد فكر جديا ً في الزواج من بنت في العشرينات‪.‬‬


‫‪18‬‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 29 ( 55-‬مايو ‪ 4‬يونيو ‪)2012‬‬

‫بالد الزهر واحلنة‪..‬وليلى‪..‬‬ ‫(انتصرت فرباير اجمليدة وقتل الشعب جالده)‬ ‫كرمية الفاسي‬ ‫(‪)1‬‬ ‫"ليلى" حكاية بالدي‪ ،‬الش��رق كله مرتع األس��اطير وهلوسة‬ ‫الش��عر والخي��ال وطفلة العب في (ش��ارعنا القديم) الذي كلما‬ ‫أغادره أعود إليه‪ ،‬زنقة في طريق الس��ور مقابل البريد وراء‬ ‫الطعمية‪ ،‬عنواني البس��يط الممتد عبر فص��ول حياتي‪ ،‬وليلى‬ ‫حسب األس��طورة البد أن تكون جميلة وهادئة وللمفارقة هي‬ ‫جارتن��ا!! وكلما ق��رأت قصة ليلى والذئ��ب‪..‬أو مرت بي في‬ ‫مسلس��ل أو تمثلي��ة ال تكون مالم��ح لي�لاي إال لـــ(ليلى بنت‬ ‫جيرانا)‪ ،‬مالمح ناعمة رقيق��ة ودودة وتضع قرطين أحمرين‬ ‫وتقف��ز في لعبة (اليس��تيك‪ ،‬ف��ي راس الش��ارع) بالقفطان ذو‬ ‫الح��زام‪ ،‬ل��م أزال طفل��ة عندم��ا كب��رت ليل��ى وتوقف��ت عن‬ ‫لعب(اليس��تيك والنقي��زة في راس الش��ارع) ال تغ��ادر البيت‬ ‫وتتكلم عن أمور غريبة فهي ستخبأ كتب اللغة االنجليزية ولن‬ ‫تسلمها للمدرسة‪ ،‬تقول أنهم سيحرقونها (لن أسلم كتبي)؟‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫ْ‬ ‫(الزهَ��ر) ال (ال َز ْهر) هو وريدات أش��جار البرتقال والليمون‬ ‫قبل ان تتفتح بتالتها (‪ )orange blossom‬وفي هذه المرحلة‬ ‫يصنع منها (خناقات الزهر) أي عقود الزهر وماء الزهر( (�‪or‬‬ ‫‪ )ange blossom water‬ويوضع في قوارير فضية ليرش‬ ‫به على المحتفلين في المناس��بات الس��عيدة هو عالمة مسجلة‬ ‫لبالدي بامتياز وكل ش��مال أفريقيا إذ المعروف في المش��رق‬ ‫العرب��ي هو ماء الورد وليس الزهر‪ ،‬وزهر ليبيا األروع‪.‬هذه‬ ‫مفرداتنا للفرح‪ :‬الزهر والحن��اء والزغاريد‪ ،‬نتفق عليها نحن‬ ‫الليبي��ون باختالفنا وأخوات ثالث عقدن العزم انه إن تحررت‬ ‫ليبيا من الطاغية الدموي سيخضبن أيديهن وأرجلهن بالحناء‪،‬‬ ‫اتفاق انضمت له كل من س��معت به م��ن القريبات والجارات‬ ‫والصديق��ات‪ ،‬فالحناء هوس الم��رأة الليبية وصديقتها الحنونة‬ ‫بها تدش��ن مواس��م الفرح‪ .‬وما انفكت إذاعة القذافي تروج في‬ ‫عهد س��ابق ألغنية (يد تقاتل يد تحني بسالحه يهني يا بو كف‬ ‫رقيق محني بس�لاحه يغني)‪ ،‬أليست هذه عالمة من عالمات‬ ‫‪ 17‬فبراير المجيدة التي أتت مبكرا ولم يفهمها العقيد‪ ،‬السالح‬ ‫والحن��اء وإال كان ق��د قطع كل األكف واألي��دي وجرم الحناء‬ ‫وس��اواها بالحش��يش والمخدرات وان كان يسمح باألخيرين ‪.‬‬ ‫أما ه��ذا الخميس الخريفي بدأ صباحه عاديا بالنس��بة لي غير‬ ‫أن زوجي رأى شمسه تختلف ورأى أحمد األبكم األخرس ابن‬ ‫جيرانن��ا في فجره خالص الليبيين عندما أيقظ خالته قبيل أذان‬ ‫الفجر يش��رح لها بحركات يدي��ه انه‪:‬ربتتين على الكتف تعني‬ ‫العقيد القذافي‪ ،‬وجرة يد على العنق فيما تش��به حركة الس��كين‬ ‫في الذبح تعني انه سيقتل‪ ،‬وايمائة اإلصبع السبابة إلى األسفل‬ ‫تعني انه اليوم‪ :‬اليوم س��يقتل العقيد‪ ،‬نبوءة (احمد البكوش) أو‬ ‫(الفقي��راحم��د)فج��رالخمي��س‪.2011/10/20‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫في الجامعة تلقيت اتصاال هاتفيا من زوجي (شدوا شفشوفة)‪،‬‬ ‫كنت متجه إلى كش��ك التصوير فوجدت صاحبه يقفز (ش��دوا‬ ‫القذاف��ي) هو ش��اب ملتحي مقص��ر ازاره ورزين‪ ،‬نس��خ لي‬ ‫الورق��ة مجانا وطار مغادراً‪ ،‬تعجل��ت بالعودة إلى البيت‪ ،‬فإن‬ ‫صحت الرواية ستزدحم كل الطرق وستمطر السماء رصاصا‬ ‫وذخيرة وان لم تصح س��يحدث ذات الش��يئ أيضا‪ ،‬هذا كل ما‬ ‫فك��رت فيه وما همن��ي‪ ،‬فخيبتين اثنتين بإش��اعة القبض على‬ ‫ابنيه المعتصم وس��يف أبيه كفلت��ا إن أتريث في انفعالي قليال‪.‬‬ ‫في التفاته بدا كأن كل من في العالم يقول ويس��مع ذات الجملة‬ ‫(ش��دوا شفشوفة)‪ ،‬في الطريق المزامير وأنوار السيارات‪ ،‬أنا‬ ‫من ضمنهم‪ ،‬حتى وصلت (ش��ارعنا القديم ش��ارعنا الزمان)‬ ‫زنقة في طريق السور أمام البريد وراء الطعمية‪.....‬‬

‫(‪)4‬‬ ‫والشفشوفة زوا عليه‬ ‫اوليه اوليه اوليه‬ ‫يا صفية اليوم عزا‬ ‫اوليه اوليه اوليه‬ ‫يا مفارق��ة األيام‪ ،‬يجتمع الموت والفرح‪ ،‬كان يخطر ببالي أن‬ ‫م��وت القذافي يوما ً عس��يراً‪ ،‬فالبد له ان يم��وت ليس مخلداً‪،‬‬ ‫ستعلن عليه الحكومة حداداً قد يصل إلى أربعمائة يوم وستُقفل‬ ‫كل مراف��ق الحياة وس��تنكس الراي��ة القذافي��ة وينقطع حليب‬ ‫األطف��ال وحفاظاتهم‪ ،‬وتماما كما كانوا يس��توردون راقصات‬ ‫م��ن كل الدني��ا لالحتف��ال بم��ا يدعى عي��د الفات��ح األربعيني‬ ‫والعش��ريني والس��ابع عش��ري واالحدى عش��ري سيشحنون‬ ‫ب��كل الم��رارة والح��زن واألس��ى (حاويات م��ن الرقاصات‬ ‫اقصد الناحب��ات والندابات والعياطات والش��لدات من فصيلة‬ ‫وين تحطه تلقاه)‪ ،‬وانه س��يخرجون علينا بسيف القذافي وريثا‬ ‫ألبيه وسينش��ق المعتصم القذافي عل��ى وريث أبيه ويقتطع له‬ ‫جزءا من البالد كنصيبه في التركة‪ ،‬ولن يسكت احمد ابراهيم‬ ‫القذافي ابن عم القذافي‪ ،‬كي��ف؟ وهو ابن القذافي االيدولوجي‬ ‫البكر وان كان االخرين ابنائه البيولوجيين‪ ،‬وس��ينحاز خميس‬ ‫الخيه س��يف في مواجهة هانيبال المعتد بالمعتصم أما عائشه‬ ‫ستدعم من يضمن لها ويدفع تكاليف عمليات التجميل والترقيع‬ ‫والنفخ والش��فط مدى الحياة‪ ،‬وان كل مناصب الدولة وحقائبها‬ ‫ستوزع حسب الفريضة (فالقذافي ملك البالد والعباد‪..‬والملوك‬ ‫ايضا) وبحس��ب هذا فإن ورثة القذافي ل��ن تكون تركتهم ليبيا‬ ‫والليبيين فقط بل سيقتسمون ملوك إفريقيا ورؤسائها واألفارقة‬ ‫عموم��ا وبعض من حكام أمريكا الالتيني��ة وقد يجدون وثائق‬ ‫تملكهم رقاب هذا أو ذاك من الرؤساء األوربيين ‪،‬من يدري؟‬ ‫والفريض��ة هي النصيب الذي قدره الش��ارع للوارث‪ ،‬وتطلق‬ ‫الفرائض على علم الميراث‪ ،‬وقد يكون هذا سبب حرج لعلماء‬ ‫األم��ة‪ ،‬إذ يحتاجون إلى اجتهاد وجهد جهي��د ليطلقوا الفتاوى‬ ‫ف��ي إماء وعبي��د العصر الحدي��ث‪ ،‬اللذين هم نحن الش��عوب‬ ‫لمالك��ي الرقاب وأولي��اء األمر فينا‪،‬وأصح��اب الفرائض‪:‬هم‬ ‫الش��ارع لهم ق��درا معلوما من التركة‬ ‫األش��خاص الذين جعل‬ ‫ِ‬ ‫وه��م اثنا عش��ر‪:‬ثمان م��ن اإلناث وه��ن الزوج��ة‪ ،‬والبنت‪،‬‬ ‫وبن��ت االبن‪،‬واألخت الش��قيقة ‪ ،‬واألخ��ت ألب‪،‬واألخت ألم‪،‬‬ ‫واألم والج��دة الصحيحة وأربعة من الذكور‪ :‬هم‪ :‬األب والجد‬ ‫الصحيح والزوج واألخ ألم‪.‬‬ ‫‪.‬لك��ن ه��ذا ال يح��دث والقذافي لم يعد يحكمنا ولس��نا عبيد و‬ ‫إماء مؤتمراته الش��عبية وال عصابات لجانه الشعبية والثورية‬ ‫الخض��راء‪ .‬انه مطارد‪ ،‬وقُتل وهو مط��ارد مهان وذليل فقُبح‬ ‫م��ا أذله‪ ،‬ونحن ال يُعلن علينا الح��داد أربعمائة يوم بل ها هي‬ ‫زغاريدن��ا تلون الس��ماء والتكبير يهلل في االف��ق (والزكرة‬

‫تخبط)‪،‬ك ٌل يحتفل بطريقته‪.‬‬ ‫وهنا زنقة في طريق السور مقابل البريد وراء الطعمية‪ ،‬يهلل‬ ‫الجميع ‪ ،‬تدخل ليلى الزنقة بس��يارتها (الكالكس والفليتش��ات‬ ‫االربعة)‪/‬المزامي��ر واألض��واء‪ ،‬لعم��ري ترق��ص األرض‬ ‫والس��ماء‪ ،‬ليل��ى وأم ليل��ى وأخت ليل��ى وجيران ليل��ى (اللي‬ ‫غطت راس��ها واللي بالش ‪،‬اللي لبست شبشب واللي حفيانه)‬ ‫وعيادة األس��نان ومن فيها من موظفي��ن وأطباء وممرضات‬ ‫والبريد وم��ن فيه والطعميه وزبائنها والعاملين فيها‪ ،‬واألربع‬ ‫ش��وارع ومن يمر بهم وحتى اإلش��ارة المرورية(السمافرو)‬ ‫كانت ترقص‪ ،‬اخضر احمر‪،‬اصفر‪ ،‬والعمود اسود والخطوط‬ ‫على اإلس��فلت بيضاء إنه��ا ألوان التحرير! وم��ا َعلِم القذافي‬ ‫وعصبته بها؟؟؟ كانوا س��يقولون أجن��دة مرورية ويقطعونها‬ ‫إربا!‪ ،‬وطريق الس��ور ومن يس��كنها وطرابل��س ومن يحبها‪،‬‬ ‫ويتحول عزاء الش��هيد إلى عرس الش��هيد وأمه ترقص وسط‬ ‫اإلس��فلت بعد أن اقتلعت صفيحة أمام خيمة العزاء ُكتب عليها‬ ‫مأت��م واحضر إخوت��ه (الزكار)‪،‬الجميع يرقص فقد استش��هد‬ ‫البارحة في س��رت‪،‬ويوزعون (شواالت) من الشوكوالته‪ ،‬لقد‬ ‫شبعنا ش��وكوالته هذا اليوم وهذه الش��وارع تجملت وامتألت‬ ‫بوج��وه ناض��رة وفاحت بعط��ور الزهر الذي يرش��ه الجميع‬ ‫عل��ى الجميع وبدل العطارات الصغيره صارت قناني الخمس‬ ‫لترات وبراميل العش��ر لترات‪ ،‬لعمري هذا االس��فلت اغتسل‬ ‫بالطيب‪ ،‬واالبل تنحر هنا وهناك وتوزع على األهالي‪ ،‬ونحن‬ ‫موكب شارعنا ‪/‬زنقتنا مقابل البريد و وراء الطعمية من ثالث‬ ‫س��يارات نجوب الش��وارع القريبة ونغني ونزغرد ونستمتع‬ ‫بطعم الش��وكالته ونلتقي كما لم نلتقي يوما وهذه الحشود كأنه‬ ‫الحش��ر غي��ر أن ال مرضع��ة تذهل عمن أرضع��ت غير انه‬ ‫الفرح والمحبة غير إن السيارة التي أمامنا تقف تماما ويخرج‬ ‫السائق منها أيضا ليوقف حركة المرور والتي هي أصال شبه‬ ‫واقفة ‪ ،‬وإذ به يركض في اتجاه شاب يأتيه هو األخر راكضا‬ ‫ب��زي طبيب ج��راح ويتعانقان والممرضة م��ن خلف الطبيب‬ ‫تبكي فرحا ومن في س��يارة السائق يقفزون ويهللون ومن في‬ ‫س��يارة ليلى يهتفون ويزغردون هو الش��ار ع أمام مستش��فى‬ ‫طرابلس المركزي (مستش��فى ش��ارع الزاوية) وبرغم زحام‬ ‫الزغاريد في السماء إال أن الثوار ال يزالون يهللون باسلحتهم‬ ‫ويهتف��ون ‪:‬وين الزغ��رودة وين ‪/‬وين الزغ��رودة وين‪ ..‬وفي‬ ‫الش��ارع امام عمارة الصحافة الكاتب رضا بن موس��ى المحه‬ ‫بين المئات وس��ط الطريق منكوش الشعر يكاد يطير قميصه‬ ‫م��ن عل��ى جلده فرح��اً‪ ،‬يكاد يرم��ي بنعليه‪ ،‬يهت��ف ويصرخ‬ ‫ويهلل‪ ،‬فألوح له من س��يارة ليلى وس��ط الج��ارات فيلوح لي‪،‬‬ ‫ه��ل عرفني؟ أجزم انه ع��رف الفرح في وجوهنا والمزيد من‬ ‫الش��وكوالته وماء الزهر‪ ،‬لحظة! هنا اريد التنبيه أن ما أصفه‬ ‫اآلن هو عزاء القذافي اقصد العزاء الفرح أي فرح الليبيين‪ ،‬ال‬ ‫أدري هل من أحد يقدر على تركيب هذه الجملة‪/‬الفرحة؟ وفي‬ ‫ش��ارعنا جارتنا ابلة نعيمة االم الروحي��ة لكل األجيال األكبر‬ ‫واألصغر سنا ذات الزغرودة المميزة وأطرافها االصطناعية‬ ‫وعكازه��ا تبارك الفرح وتُعلي صوت ش��ريط التس��جيل من‬ ‫س��يارتها (تعلى ف��ي العالي تعلى بونجمة وه�لال) ليعلو علم‬ ‫االس��تقالل الش��ريف كل النوافذ واألبواب واألسطح ‪ ،‬الراية‬ ‫التي روتها دماء عشرات اآلالف الشهداء‪.‬‬ ‫ليبيا تفرح‪ :‬يا قذافي موت موت الشعب الليبي كله خوت‬ ‫وبموت شفش��وفة تنتهي قصة ليل��ى والذئب ولن تُحرق كتب‬ ‫ليلى مرة ثانية‪.‬‬ ‫كل انتصار وانت بخير ايها الليبي‬


‫السنة الثانية العدد ‪ 29 ( 55-‬مايو ‪ 4‬يونيو ‪)2012‬‬

‫‪19‬‬

‫الدميقراطيّة وخطوات الفقهاء ّ‬ ‫املتعثرة‬ ‫صالح نقاب‬ ‫( نقطة الضعف ـوالقوّة أيضا ً ‪ ،‬في رسالة الدين أنّها دعوة‬ ‫سياسي آخر‪ ،‬وتعمل‬ ‫نظام‬ ‫سياسيّة تتوجّه علنا ً لهدم كل‬ ‫ٍّ‬ ‫ٍ‬ ‫س ينادي صراحةً بإسقاط جميع أنواع‬ ‫بمثابة‬ ‫منشور مق ّد ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫الحكم التي ال تقوم على مسؤوليّة اإلنسان ع ّما كسبت يداه‬ ‫) الصادق النيهوم ‪ /‬إسالم ضد اإلسالم ( إقامة العــدل‬ ‫‪ ،‬أم إقامة الشعــائر )‬ ‫إن طرح أي مسأل ٍة أو إشكاليّ ٍة يحتمل أجوبةً متعد ّدةً بل‬ ‫ب‪،‬‬ ‫و متناقضةً أحايين كثيرةً ‪ ،‬تُقرأ على أكثر من جان ٍ‬ ‫تحتمل الصواب والخطأ وفق المنظور الذي يُنظر إليها‬ ‫ت متع ّددةً ‪ ،‬يفرضها‬ ‫عبره ‪ ،‬صيغة السؤال تحتمل قراءا ٍ‬ ‫الوعي المسبق ‪ ،‬الحكم المضّطرد عبر جملة من التعليالت‬ ‫‪ ،‬خطاب الفقيه ضاع عبر هذه المتاهة من األسئلة ‪ ،‬فاتّجه‬ ‫نحو إبعاد الدين عن واقع الناس ‪ ،‬عبر رفض كل الحلول‬ ‫التي تطرح أمام الرأي العام ‪ ،‬فمن حلول ( الوحدة ) ‪( ،‬‬ ‫االشتراكيّة ) وصوالً الى حلول ( ال َعلمانيّة ) و ( الحريّة )‬ ‫ب مح ّد ٍد ‪ ،‬فقط ألن‬ ‫‪ ،‬كل هذه الحلول كانت مرفوضةً ال لسب ٍ‬ ‫ت جهنّميّ ٍة و رجيم ٍة لهذه األفكار ‪ ،‬و قام‬ ‫الفقيه وضع قراءا ٍ‬ ‫ّي ملي ٍء بالتناقضات‬ ‫بتجميد الدين داخل ترك ِة خطا ٍ‬ ‫ب نص ٍّ‬ ‫داخله بالدرجة األولى ‪.‬‬ ‫الهوة المتّسعة بين المجتمعات اإلسالميّة ‪ ،‬و بين‬ ‫المجتمعات المنتجة للحداثة و المدنيّة ‪ ،‬جعل المسلمين‬ ‫يبحثون عن بواب ٍة ( سحريّ ٍة ) ‪ ،‬يدخلون عبرها في اتّجاه‬ ‫الحلول الجاهزة نحو جنّة الحياة الدنيا غير الممكنة ‪،‬‬ ‫حتّى لو كانت هذه الحلول ملطّخةً بأفكار سوداويّ ٍة ‪ ،‬مليئ ٍة‬ ‫باإلشارات المريبة ‪ ،‬و المثيرة للشك ‪ ،‬فكانت السلفيّة التي‬ ‫تبني طريقا ً نحو المجهول ‪ ،‬ظالم السلفيّة كان هو أحد تلك‬ ‫الحلول ‪ ،‬هذا الظالم الذي يعكس فقط درجة اليأس ‪ ،‬و‬ ‫حالة الرهاب المفتعلة من االحتكاك و التفاعل مع اآلخر‬

‫‪ ،‬فكان المفتاح السحري أمام الشعوب المتهالكة تحت‬ ‫شروط‬ ‫وطأة الدكتاتوريّات هو الوصول الى النتائج ‪ ،‬دون‬ ‫ٍ‬ ‫مسبق ٍة ؟ ‪ ،‬كان أن قام الفقهاء بإغالق الباب على أنفسهم ‪،‬‬ ‫معلنين أن كل من هو خارج دائرة الخطاب الفقهي الذي‬ ‫يتبنّونه ‪ ،‬ال يستحق سوى الموت ‪.‬‬ ‫فكان مفهوم الديمقراطيّة في الفكر اإلسالمي ‪ ،‬مفهوما ً‬ ‫مختلقا ً عبر قراء ٍة إجتثاتيّة للنص القرآني ‪ ،‬الشورى حالةٌ‬ ‫عامةٌ في حال األمور السطحيّة و المسائل بسيطة التعقيد‬ ‫‪ ،‬أ ّما في حال لحديث عن المسائل الها ّمة و القرارات‬ ‫المصيرية التي تغيّر مسار األ ّمة و تحدد مصيرها ‪ ،‬فإن‬ ‫الشعب يُعزل عن منظومة الشورى تحت غطاء ( طاعة‬ ‫ولي األمر ) ‪ ،‬وهذه قراءةٌ أخرى ‪ ،‬فولي األمر لم يُذكر في‬ ‫القرآن البتّة ‪ ،‬إال بصفة الجماعة في خدمة الجماعة { يَا‬ ‫ُوا للاهّ َ َوأَ ِطيع ْ‬ ‫وا أَ ِطيع ْ‬ ‫أَيُّهَا الَّ ِذينَ آ َمنُ ْ‬ ‫ُوا ال َّرسُو َل َوأُوْ لِي األَ ْم ِر‬ ‫ُول إِن‬ ‫ِمن ُك ْم فَإِن تَنَا َز ْعتُ ْم فِي َش ْي ٍء فَ ُر ُّدوهُ إِلَى للاهّ ِ َوال َّرس ِ‬ ‫ً‬ ‫ك َخ ْي ٌر َوأَحْ َسنُ تَأْ ِويال }‬ ‫اآلخ ِر َذلِ َ‬ ‫ُكنتُ ْم تُ ْؤ ِمنُونَ بِاللهّ ِ َو ْاليَوْ ِم ِ‬ ‫النساء ‪ ، 59‬التطوّر الطبيعي لمنظومة الشورى يجب أن‬ ‫يمر عبر الجماعة ال فوقها أو تحتها ‪ ،‬مفردة ( ولي األمر )‬ ‫لم ترد في النص القرآني ‪ ،‬بل كان األمر منوطا ً بالجماعة‬ ‫( أولي األمر ) تتوالها الجماعة لخدمة الجماعة ‪ ،‬شرع‬ ‫الجماعة ليس طقوسا ً موقوتةً تمارسهاالجماعة كالصالة‬ ‫‪ ،‬الصيام أو الحج ‪ ،‬بل هو نظا ٌم اجتماع ٌّي مفع ٌم بالحيويّة‬ ‫‪ ،‬تسنّه الجماعة من الداخل ال من الخارج ‪،‬الديمقراطيّة‬ ‫تتحقّق فقط في حالة كون الجماعة تعي وجود دورها و‬ ‫ب آخر ‪ ،‬و عبر‬ ‫تفعلّه في واقعها الحي ‪ ،‬لكن و علي جان ٍ‬ ‫ً‬ ‫رؤيا موازية ‪ ،‬نكتشف أن منظومة الشورى أيضا ليست‬ ‫مساحةً مباحةً للجماعة في المطلق ‪ ،‬بل هي نظا ٌم نخبو ٌّ‬ ‫ي‬ ‫يهدف إلى عدم عزل النخبة عن الجماعة ‪ ،‬بجعل الجماعة‬ ‫ككل مجموعةً نخبويّ ٍة تقودها األفكار النيّرة عبر التفاعل‬ ‫مع واقع هذه الجماعة و مكانها و زمانها للنمو بالمجتمع‬ ‫في االتجاه العمودي ال األفقي { فَبِ َما َرحْ َم ٍة ِّمنَ للاهّ ِ لِنتَ‬ ‫ب الَنفَضُّ ْ‬ ‫ك فَاعْفُ‬ ‫وا ِم ْن َحوْ لِ َ‬ ‫لَهُ ْم َولَوْ ُكنتَ فَظّا ً َغلِيظَ ْالقَ ْل ِ‬ ‫َ‬ ‫اورْ هُ ْم فِي األ ْم ِر فَإِ َذا َع َز ْمتَ فَتَ َو َّكلْ‬ ‫َع ْنهُ ْم َوا ْستَ ْغفِرْ لَهُ ْم َو َش ِ‬ ‫ِّ‬ ‫َعلَى للاهّ ِ إِ َّن للاهّ َ ي ُِحبُّ ْال ُمتَ َوكلِينَ } آل عمران ‪. 159‬‬ ‫الديمقراطية ليست ( أيديولوجيا ) ‪ ،‬ال يمكن تصوّر تطبيق‬ ‫ق أو كنتيج ٍة منفصل ٍة عن سابقاتها أو‬ ‫الديمقراطيّة كمطل ٍ‬ ‫بيئتها ‪ ،‬بل هي نظا ٌم مرتبطً بوعي المجتمع بالدرجة األولى‬ ‫‪ ،‬مجتم ٌع على أعلى مستوى من التنظيم و التطوّر ‪ ،‬ليتم‬ ‫عام يؤسّس لبنيان مدين ٍة فاضل ٍة ‪ ،‬لكن على‬ ‫التأسيس‬ ‫لنظام ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫طرف النقيض ‪ ،‬و عبر رؤيا مغاير ٍة ‪ ،‬فإن الديمقراطيّة‬ ‫رافض ‪ ،‬و بيئ ٍة‬ ‫مجتمع‬ ‫إذا ما استجلبت عنوة الى داخل‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫طارد ٍة غير مهيأ ٍة لقبول االختالف ‪ ،‬و عرض األفكار‬ ‫بحريّ ٍة و حياديّ ٍة أيضا ً ‪ ،‬فإن فكرة تطبيقها ستكون كارثةً‬ ‫على أكثر من صعيد ‪ ،‬المسألة هي محاولة الفرار من‬ ‫أيدي الفقهاء من يؤسسون لكهنوت يمجّد ( الدكتاتوريّة )‬ ‫و يعطي طاعتها صفة قداس ٍة غير مالئم ٍة لها بوصفها (‬ ‫ولي األمر ) ‪ ،‬و بين الوقوع في مطب استيراد ما ال يمكن‬ ‫ب ال‬ ‫استيراده ‪ ،‬عبر إرغام المجتمع أن يُقحم داخل قال ٍ‬ ‫كمثال لهذه الحالة األخيرة ‪،‬‬ ‫يالئمه بطريق ٍة فوقيّ ٍة ( و لنا‬ ‫ٍ‬ ‫حالة الجزائر تسعينيّات القرن المنصرم ) ‪.‬‬ ‫الديمقراطيّة تنمو في المجتمعات التي يتنازل بنائها‬ ‫الهرمي الى مستوى المساواة الطبقيّة ‪ ،‬بمعنى المجتمعات‬

‫التي ينهار فيه البناء الهرمي (البلوريتاريا – البرجوازية‬ ‫– األرستقراطية) ‪ ،‬ليأخذ شكل المسطح الذي تستحوذ فيه‬ ‫الطبقة الوسطى ( البرجوازيّة ) على المساحة األكبر‪،‬‬ ‫إذ حيث تكون البرجوازيّة هي الحالة المسيطرة على‬ ‫المجتمع تتراجع حاالت التش ّدد و التوتّر األصولي ‪ ،‬و‬ ‫يفقد الفقيه مكانه كموجّه لهذا التيّار نحو تدمير الذات في‬ ‫أغلب األحيان ( و لنا في مثال الحركات السلفيّة الوهابيّة‬ ‫مثال على هذه الحالة)‪ ،‬المد األصولي السلفي يمتد‬ ‫خير‬ ‫ٍ‬ ‫حيث تجد أيديولوجيا ( فقهاء الدوالر ) صوتا ً مسموعا ً‬ ‫عند طبقات الفاشلين ‪ ،‬اليائسين و البائسين ‪ ،‬هنا تتحول‬ ‫الديمقراطيّة – بل مجرّد عرضها – حالةً من حاالت‬ ‫القطيعة بين الدولة و الناس ‪ ،‬و بين الناس والناس أيضا ً ‪.‬‬ ‫هنا يأتي دور الفقيه الذي يفتح المجال أمام السلطة الحاكمة‬ ‫ت فقهيّة بعيد ٍة عن روح الدين وهو ( إشاعة‬ ‫‪ ،‬تحت مسميّا ٍ‬ ‫العدل بين الناس ) ‪ ،‬بإعطائه صفةً تبيح لها اإلنفراد بتقرير‬ ‫مصائر الشعوب ‪ ،‬عبر حال ٍة من حاالت الطغيان ‪ ،‬طغيان‬ ‫السلطة على الشعب ‪ ،‬و طغيان طبقات الشعب الكبرى‬ ‫على طبقات ذات الشعب الصغرى ‪ ،‬و بقاء الفقيه يأخذ‬ ‫دور المتفرج أحيانا ً ‪ ،‬و المخ ّدر أحايين أخرى ‪ ،‬ليتوقّف‬ ‫دور الدولة عن كونها منظّم ‪ُ ،‬م َع ْقلِ ٍن للنظام المدني ‪،‬‬ ‫ليتحوّل الى حال ٍة من حاالت العنف المشَرْ عَن ‪ ،‬و يتحوّل‬ ‫المواطن الى إنسان يمارس العنف ض ّده فوق األرض من‬ ‫قبل أجهزة مباحث الدولة ‪ ،‬و تحت األرض في الخفاء عن‬ ‫ت خارج الحياة‬ ‫طريق صوت الفقيه الذي يسحبه خطوا ٍ‬ ‫نحو التفكير بما بعدها ‪ ،‬عبر هال ٍة من الال ورائيّات غير‬ ‫القابلة للتصديق ‪ ،‬و للتكذيب أيضا ً !! ؟ ‪.‬‬ ‫مجرم ‪ ،‬و يكون المجتمع المدني‬ ‫هنا تتحوّل الدولة الى‬ ‫ٍ‬ ‫( األهلي ) ضحيّةً ‪ ،‬ضمن إشكاليّة ( الذئب و الحمل ) ‪،‬‬ ‫ليتحوّل الصراع الى طبقات الشعب ‪ ،‬و يكون الفقراء ‪،‬‬ ‫األقليّات الثقافيّة ‪ ،‬الدينيّة و اللغويّة ‪ ،‬كما النساء هم الضحيّة‬ ‫األولى لهذا التحول المسخ ‪ ،‬فيعود المجتمع الى الوراء ‪،‬‬ ‫بعد أن يفقد صفة الجماعة أوالً ‪ ،‬و تنمو حاالت التديّن‬ ‫الرجعي بين أفراد القطيع ‪ ،‬يسير المجتمع نحو الرجعيّة‬ ‫‪ ،‬بتأطير مظاهر الحياة العامة و الخاصة داخل إطار فهم‬ ‫ث دين ّي قديم ‪ ،‬عبر حالة ( نوستالجيا ) الحنين الى‬ ‫ترا ٍ‬ ‫ً‬ ‫الماضي ‪ ،‬هذا الماضي الذي يمتلك قداسة و صورةً برّاقة ‪،‬‬ ‫رسمها الفقيه عبر قراء ٍة غير حقيقيّ ٍة لتاريخ السلف األسود‬ ‫‪ ،‬ليتحول العنف المسلطة من أجهزة السلطة ومؤسّسات‬ ‫الكهنوت الفقهيّة الى حال ٍة ثالث ٍة من حاالت العنف ‪ ،‬وهو‬ ‫(العنف المعنوي أو النفسي ) ‪ ،‬عبر فرض الرقابة الداخليّة‬ ‫من الشعب على نفسه ‪ ،‬كي يقوم بطمس كل محاوالت‬ ‫التفكير المستقل ( و لنا في تكفيرالصادق النيهوم من قبل‬ ‫مثال على ذلك )‪.‬‬ ‫المتأسلمين و مثقّفي الكهنوت خير‬ ‫ٍ‬ ‫الديمقراطيّة ليست هي طاعة السلطة الحاكمة ‪ ،‬و ليست‬ ‫ت يتم حرق إطارات السيّارات فيها ‪ ،‬و‬ ‫الشغب في مظاهرا ٍ‬ ‫يفر المتظاهرون من هراوة رجال الشرطة من هم يطيعون‬ ‫أوامر ال تفيدهم طاعتها ‪ ،‬بمقدار ما يفيدهم الوقوف على‬ ‫الجانب اآلخر ‪،‬الديمقراطيّة (أو نظام الشورى) ‪ ،‬نسي ٌج‬ ‫من عقليّات المجتمع الحر ‪ ،‬ظاهرةٌ اجتماعيّة تنتج كنتيج ٍة‬ ‫ال كحال ٍة جاهز ٍة ‪ ،‬المجتمعات المسلمة ال تقبل فيها السلطة‬ ‫نتائج االنتخابات فقط ألن المجتمعات فيها ال تقبل الرأي‬ ‫ب آخر ‪ ،‬و هذا هو مربط الفرس‪.‬‬ ‫المختلف ‪ ،‬ال لسب ٍ‬


‫‪20‬‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 29 ( 55-‬مايو ‪ 4‬يونيو ‪)2012‬‬

‫قصة سيارة‬ ‫ياسني ابوسيف ياسني‬ ‫في احدى س���فرياتي بالس���يارة الى ليبيا قادما من مصر واجهني موقف غريب عجيب فحينما‬ ‫وصلت الى امساعد طلب مني ضابط الجمرك ويدعى جمعه بن غزي ابراز كتيب ملكية السيارة‬ ‫وعنده���ا قال ل���ي البد من التأكد من بنغازي فقلت له هاهو التليف���ون امامك للتتأكد فاجابني انه‬ ‫سيرسل برقية وينتظر الرد الذي استغرق ثالثة أيام كاملة وعندما وصلت النتيجة ايجابية قررت‬ ‫الرجوع من حيث اتيت ‪ ..‬وكانت هذه القصيدة ثمرة معاناتي طيلة ثالثة ايام لم يخفف من وقعها‬ ‫ووطأتها سوى اهل امساعد الطيبين الكرام فقلت‪:‬‬ ‫جا يد ّنا‬

‫قولولي بن غزي كنه‬

‫وخالد من خيرة بيتات‬

‫الواجب عنده شي محتوم‬

‫تخرج منها كليات‬

‫الشرطة ومعاها العلوم‬

‫بذل ما عنده مجهودات‬

‫وال قصر ال طاله لوم‬ ‫اياما كنا‬

‫بوه رفيقي ف اقرايات‬

‫دارلنا في امساعد غ ّنه‬

‫دار لنا فيها دورات‬

‫ومقلب من النوع المعلوم‬

‫نطلب كل اللي نتمنى‬

‫دون امنه‬

‫___________‬

‫حلف جمعه البد اتبات‬

‫سوا ظالم والال مظلوم‬

‫وفي الشده فيه ارجاالت‬

‫يشدوا حيل اللي مهموم‬

‫انجيت تقلّب في احسابات‬

‫تالقي روحك غير اتعوم‬

‫عقيد رجب صاحب همات‬

‫وله نظرة في الناس اعموم‬

‫يقابل يضحك لك مرات‬

‫او مرات يكشر ويزوم‬

‫عميد غيث وله توصيات‬

‫سريعة بامضاءه مختوم‬

‫مرة ما يرد سالمات‬

‫او مرة كنك ليش تحوم‬

‫عميد يونس عنده طلعات‬

‫ايحل الملعوب المبروم‬

‫مرة مرحب بالجيات‬

‫او مرة ما عندكش لزوم‬

‫مرة يطلب شاهيات‬

‫او مرة وايش تريد اليوم‬

‫مرة عاقد حجاجات‬

‫ايفنص ويهاجم في القوم‬

‫عميد بوهدمه مشكورات‬

‫دارن رنه االمر المستعصي حلنه‬

‫هواتف منه‬

‫_______________‬

‫يعللّي في الحس باالصوات‬

‫اتقول قيصر في وسط الروم‬

‫ديمه نقرا في اكتابات‬

‫انسيت كتابي ليش اليوم‬

‫وهو ما عنده شي نيات‬

‫خبيثة الكنه امحروم‬

‫رفيقا ما الش مثيالت‬

‫وال يسيبك غير عند النوم‬

‫وآخر يوم على وكالت‬

‫حلف راه الكسكس مبروم‬

‫عنده للمشكل حالت‬

‫ال يقلق ال زاد ايلوم‬

‫ال منك يشكي حاالت‬

‫وعنده توريطة للقوم‬

‫كان مسكته له رايات‬

‫اتجيك بترتيبا معلوم‬

‫ماعنداش عروق محنه‬

‫ايقرب لك كل مسافات‬

‫ويبعد عنك كل اهموم‬

‫يخطر ع العقل احكايات‬

‫قديمة من تاريخ الروم‬

‫ثالث ليالي متصالت‬

‫بين امساعد والسلوم‬

‫ومن تاريخ المخلوقات‬

‫اللي منها ما هو مفهوم‬

‫وراحة ف احسن هوتيالت‬

‫وجو تنعنش فيه انسوم‬

‫وعن بر و بحر ونوات‬

‫وعن كون مزين بنجوم‬

‫ولكن يسوى خمس انجوم‬

‫وعن سيف وفيه اهالالت‬

‫وعن منجل شقه قادوم‬

‫جمل واسمه فيه الصيفات‬

‫الصبر اولهن راه اليوم‬

‫وعن واحد دار عالقات‬

‫وعن واحد رايه مذموم‬

‫ويادم شلوي له لفتات‬

‫وضيفه ما يقعد محروم‬

‫وعن سبع ونمر وغابات‬

‫يوصي ديمه عالعشوات‬

‫سوا عازم والال معزوم‬

‫ايعدن منه‬

‫فيسع يبعث برقيات‬

‫تحلف انه‬

‫‪---------------------------‬‬

‫فندق متواضع ف الذات‬

‫وعن صقر وعن طير البوم‬ ‫دفينة من نوع المكتوم‬

‫وعن حسد وحقد ورغبات‬

‫يجنك باصناف عديدات‬

‫محاشي رز او فيه لحوم‬

‫ومحمود ترك العويله والعيالت‬

‫وقاعد يرجا في السلوم‬

‫وقعدة ما بين رفاقات‬

‫تجللي ع الخاطر لهموم‬

‫ال جاب معاه اغطاوات‬

‫وال بيجامه ال الهدوم‬

‫سهاري سمحه وحكايات‬

‫معاهم ما تطلب ع النوم‬

‫عبدالرازق له وقفات‬

‫مع الصاحب كان جاه يلوم‬

‫يقدم للناس الخدمات‬

‫بطيبة قلب او وجه بسوم‬

‫وله في السلوم عالقات‬

‫متينة ما يحرزها سوم‬

‫يلاقوه بود وبسمات‬

‫وترحيب وقدره مفهوم‬

‫او ف الشعر ان قال ابويتات‬

‫تقول هذا شاعر ملهوم‬

‫تجيه ايصبي ف العازات‬

‫مثيلة نادر بين اعموم‬

‫في فندق سرت لويالت‬

‫قاعد يستنا مالال غ ّنا ال خش امساعد ال الجنه‬ ‫__________‬

‫خطرها طاري السيارات‬

‫اللي جابنا‬

‫ونا ما نحمل له غالت‬

‫وال نتمنا‬

‫يلعن ه ّنا‬

‫له غير الخير وما م ّنا‬ ‫اتريد الحق‬

‫‪yasinabuseif@yahoo.com‬‬

‫خلن بن غزي يد ّنا‬


‫‪10‬‬

‫ميادين الفن‬

‫‪21‬‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 29 ( 55-‬مايو ‪ 4‬يونيو ‪)2012‬‬

‫خليل العرييب‬

‫عودة الروح‬ ‫ملسرح درنه‬

‫مشاركة ليبية متميزة‬

‫بعد توقف ألكثر من سنتين أضيئت األنوار‬ ‫من جديد علي خشبة المسرح الوطني‬ ‫بمدين��ة درنة ‪ ،‬حي��ث أصدر الس��يد وزير‬ ‫الثقافة والمجتمع المدني قرار بتكليف الفنان‬ ‫المخرج منصور س��رقيوة مديرا للمس��رح‬ ‫الوطني بمدينة درنه ‪.‬‬ ‫والفنان منصور سرقيوة حاصل علي دبلوم‬

‫عادت فرقة المسرح القومي ببنغازى من‬ ‫القاهرة بعد مشاركةال متميزة في فعاليات‬ ‫مهرج��ان المس��رح العرب��ي ف��ي دورته‬ ‫العاشرة‬ ‫بمش��اركة عربي��ة لع��دة دول من ش��رق‬ ‫وغرب الوطن العربي ‪.‬‬ ‫مش��اركة فرق��ة المس��رح القوم��ي كانت‬ ‫بمسرحية ( زحمة ) تأليف محمد العقوري‬ ‫وإخراج س��عد المغربي وتمثيل ياس��مين‬ ‫موسيقي‬

‫عال في الفنون المسرحية من جمهورية‬ ‫المج��ر وهو ممث��ل ومخرج ل��ه العديد من‬ ‫التجارب المس��رحية ومتحصل علي العديد‬ ‫من‬ ‫الجوائز ‪ .‬وبدوره أصدر س��رقيوة تعليماته‬ ‫إلي المخرج نزار الهنيد للمباشرة في إجراء‬ ‫التدريب��ات عل��ي المس��رحية الجدي��دة‬ ‫(فوضي ) من تأليف الكاتب عادل بوجلدين‬ ‫وتمثيل ‪:‬‬ ‫عبدالقادر امهدى – عصام العالم – رمضان‬ ‫الطيرة – محمد الهنيد – عدنان بوعجيلة –‬ ‫منصور سرقيوة – ونزار الهنيد ‪.‬‬ ‫ه��ذه المس��رحية ستش��ارك ف��ي فعالي��ات‬ ‫مهرج��ان المس��رح الكوميدى الذي س��يقام‬ ‫بمدينة بنغازي هذا الصيف ‪.‬‬

‫أمسية ثقافية‬

‫مبدعون في الذاكرة‬ ‫( شاعر الوطن أحمد رفيق المهدوي )‬ ‫ببي��ت المدين��ة الثقاف��ي الخمي��س‬ ‫‪ 2012 /5 /31‬الساعة السادسة مساء‬

‫وإضاءة أش��رف العريب��ي ‪ ،‬وقد نال هذا‬ ‫العرض الليبي أفضل العروض المسرحية‬ ‫من خالل آراء النق��اد المتابعين لعروض‬ ‫هذا المهرجان ‪.‬‬ ‫وقام��ت العدي��د م��ن القن��وات الفضائي��ة‬ ‫والصحف العربية بتغطية خاصة للعرض‬ ‫الليب��ي وخصته قناة ليبيا اوال في أكثر من‬ ‫برنامج ولقاءات مع الفنانين الليبيين ‪.‬‬ ‫وعلي هام��ش المهرجان عق��د اإلجتماع‬ ‫التأسيس��ي للجمعي��ة العربي��ة للفناني��ن‬

‫المسرحيين حيث تم إختيار مدينة بنغازى‬ ‫مق��را له��ذه الجمعي��ة ‪،‬كما قام المس��رح‬ ‫القوم��ي بتكري��م الفن��ان الكبي��ر ج�لال‬ ‫الش��رقاوي والدكتور عم��ر دوارة رئيس‬ ‫المهرجان ‪.‬‬ ‫وكان��ت إدارة المهرجان قد كرمت الفنانة‬ ‫كريمان جب��ر في ه��ذا المهرجان إضافة‬ ‫الي فنانين من الوطن العربي ‪ .‬كما أختير‬ ‫الفن��ان المخرج ف��رج بوفاخ��رة عضوا‬ ‫للجنة التحكيم بالمهرجان ‪.‬‬

‫الفن والثورة‬ ‫دائم��ا الفنون ه��ي المرآة العاكس��ة لثقافة‬ ‫وحضارة الشعوب والفنون اإلبداعية‬ ‫ترص��د وتجس��د كل طموح��ات وأم��ال‬ ‫الشعوب في حياة حرة كريمة ‪.‬‬ ‫ومنذ إنطالق��ة ثورة ‪ 17‬فبراي��ر المجيدة‬ ‫كان للفن��ون كافة س��واء أكان��ت أغنية أو‬ ‫موسيقي أو لوحة تشكيلية ورسوم ساخرة‬ ‫ومسرح وفنون تعبيرية جميعها‬

‫واكب��ت هذه الثورة من��ذ اللحظات األولي‬ ‫ألنطالقته��ا وترس��م مالمحهاوتح��رض‬ ‫وترص��د المالحم البطولية التي س��طرها‬ ‫الث��وار حتي حقق��وا لهذا الش��عب حريته‬ ‫وكرامته وعزت��ه ‪ ،‬وال زالت هذه الفنون‬ ‫اإلبداعية تساهم في بناء ليبيا الجديدة ليبيا‬ ‫الحرة‬ ‫الديمقرطي��ة دول��ة الدس��تور والقان��ون‬

‫وإس��تقالل القض��اء وحري��ة اإلع�لام‬ ‫واإلبداع ‪.‬‬ ‫م��ن خ�لال كافة ه��ذه الفنون الت��ي تنمي‬ ‫الوع��ي والمعرف��ة وترس��خ الثقاف��ة‬ ‫الديمقرطية‬ ‫وترتقي بفكراإلنس��ان ليصبح قادرا علي‬ ‫إرساء قيم الحرية والعدالة ‪.‬‬

‫أمين األعرت ينفي جلوءه السياسي ويصدر أغنية‬ ‫أصدر الش��اب أيمن األعتر أغنية منفردة‬ ‫بعن��وان "ي��ا ليلتي" (كلمات ي��م وتوزيع‬ ‫عص��ام الش��رايطي) مس��توحاة من لحن‬ ‫زنجباري قديم‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫"س��معت‬ ‫وتح ّدث أيمن عن األغنية قائالً‪:‬‬ ‫األغني��ة من��ذ أكث��ر من س��نة‪ .‬ه��ي من‬ ‫زنجب��ار‪ ،‬وقديم��ة جداً وأعجبن��ي اللحن‬ ‫كثيراً‪ .‬وعندما التقيت الش��اعر المبدع يم‪،‬‬ ‫تكلّمنا ف��ي الموضوع وكنا نش��تغل على‬ ‫أغني��ات أخرى‪ ،‬فكتب كالم��ا ً جميالً عن‬ ‫اللح��ن وتولّى المبدع عصام الش��رايطي‬ ‫أن األغنية تبث حصريا ً‬ ‫التوزيع"‪ .‬علم��ا ً ّ‬ ‫على إذاعة "أم‪ .‬بي‪ .‬سي‪ .‬أف أم" وستبثها‬ ‫الحقا ً اإلذاعات كلّها‪.‬‬ ‫أغنية جديدة بعنوان "ليبيا"‬ ‫وعن جديده‪ ،‬صرّح الفنان الليبي لـمصدر‬ ‫صحف��ي‪ ":‬ل��د ّ‬ ‫ي أغني��ة جدي��دة بعنوان‬

‫"ليبيا" تتغزل ببلدي‪ .‬كنت أحضّر لها منذ‬ ‫أشهر‪ ،‬وتأخرت لظروف إنتاجية‪ .‬أنتجتها‬ ‫على حس��ابي‪ ،‬ووجدت صعوبات كبيرة‪.‬‬ ‫ق منها إال القليل وس��أنتهي‬ ‫عموم��اً‪ ،‬لم يب َ‬ ‫منها قريباً"‪.‬‬ ‫لم أطلب اللجوء السياسي‬ ‫أيم��ن المتواجد حاليا ً في لندن الس��تكمال‬ ‫دراسته‪ ،‬تحدث عن كل ما ُكتب عن لجوئه‬ ‫السياس��ي الى لن��دن أثناء الث��ورة الليبية‬ ‫بس��بب رفض��ه الظهور عل��ى التلفزيون‬ ‫الليب��ي ودع��م القذافي‪ .‬وق��ال‪" :‬صحيح‬ ‫أنّني ُ‬ ‫كنت في لندن قبل أسبوع من اندالع‬ ‫الث��ورة‪ .‬وأنا أدرس حاليا ً ف��ي لندن‪ ،‬ولم‬ ‫أطل��ب اللجوء السياس��ي‪ .‬ال لج��وء أبداً‪،‬‬ ‫اعتقدوا ذلك ّ‬ ‫ألن البعض شاهدني هناك"‪.‬‬


‫‪22‬‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 29 ( 55-‬مايو ‪ 4‬يونيو ‪)2012‬‬

‫وزارة الشباب والرياضة تعلن عن موعد والية انتخابات االندية‬

‫أعلنت وزارة‬ ‫الشباب والرياضة‬

‫عن االلية التي س���تتبعها في اجراء عملية انتخابات االندية التي تنطلق حملتها من ‪/15‬مايو حتى‬ ‫‪ 14‬يونيو ‪ 2012‬وتسبقها عدة مراحل‪.‬‬ ‫وتم���ر عملية االنتخابات حس���ب اآللية المعلنة م���ن قبل الوزارة بأربع مراحل تب���دأ بحملة اعالمية‬ ‫كمرحلة أولى تش���مل فتح باب االنتس���اب لألندية الدعاية واإلعالن عن القوائم المترش���حة في كل‬ ‫ن���ادي يليها فتح باب الطعون ثم البث في الطع���ون المقدمة قبل انطالق المرحلة الثانية وهي الحملة‬ ‫االنتخابية والتي تس���تمر لمدة ‪ 31‬يوما يتم خالها اجراء االنتخابات‪ ،‬تليها مرحلة الفصل في الطعون‬ ‫لمدة ‪ 7‬ايام واعتماد النتائج لمدة ‪ 6‬ايام‪.‬‬ ‫وتختتم العملية االنتخابية بتش���كيل لجنة لالستالم والتسليم من االدارات القديم الى االدارات الجديدة‬ ‫التي تم انتخابها‬ ‫يذكر ان هذه االنتخابات تعتبر االولى من نوعها في ليبيا ولها اهمية كبيرة في تطوير الرياضة الليبية‬ ‫خاصة وان الجماهير الرياضية لألندية هي من ستنتخب مجالس اداراتها‪.‬‬ ‫وفيما يلي تفاصيل مراحل الية االنتخابات وشروط الترشيح لمجلس االدارة‪:‬‬

‫مــــراحل آليـــة انتخـــابــات األنــديــة الـــريــاضيــــة‬ ‫المرحلة األولى وتشمل ‪:‬‬ ‫•الحملة اإلعالمية من ‪ 4 /16‬إلى ‪2012 /7 /10‬م‪.‬‬ ‫•فتح باب االنتساب لألندية لمدة (‪ 25‬يوم)‬ ‫من ‪ 16/4‬إلى ‪2012 /5 /10‬م‪.‬‬ ‫•فتح باب الترشح لمجالس اإلدارات األندية لمدة (‪ 20‬يوم)‬ ‫من ‪ 16/4‬إلى ‪2012 /5 /5‬م‪.‬‬ ‫•الدعاية واإلعالن للقوائم لمدة (‪ 18‬يوم)‬ ‫من ‪ 18/4:‬إلى ‪2012 /5 /5‬م‪.‬‬ ‫•فتح باب الطعون لمدة (‪ 8‬يوم)‬ ‫من ‪ 1/5 :‬إلى ‪8/5/2012‬م‪.‬‬ ‫•البث فى الطعون قبل أجراء االنتخابات لمدة (‪ 11‬أيام)‬

‫من ‪ 2‬ـ ‪2012 /5 /12‬م‪.‬‬ ‫المرحلة الثاني وتشمل ‪:‬‬ ‫•انطالق الحملة االنتخابية لمدة (‪ 31‬يوم)‬ ‫من ‪ 15/5‬إلى ‪2012 /6 /14‬م‪.‬‬ ‫المرحلة الثالثة وتشمل ‪:‬‬ ‫•الفصل فى الطعون بعد أجراء العملية االنتخابية لمدة (‪7‬أيام)‬ ‫من ‪ 15/6‬إلى ‪2012 /6 /21‬م‪.‬‬ ‫•إعتماد النتائج لمدة (‪ 6‬أيام)‬ ‫من ‪26-30/6/2012‬م‪.‬‬ ‫المرحلة الرابعة وتشمل ‪:‬‬ ‫•تشكيل لجان التسليم واالستالم لمدة (‪ 10‬أيام)‬ ‫من ‪ 7 /1‬إلى ‪2012 /7 /10‬م‪.‬‬

‫مادة ‪3‬‬

‫شروط الرتشيح جللس االدارة‬ ‫تقدم قوائم المرشحين لعضوية مجلس اإلدارة حسب الشروط التالية ‪-:‬‬ ‫•أال تقل سن المرشح عن (خمسة وثالثون سنة)‬ ‫•أن يكون حاصل على مؤهل جامعي أو دبلوم عالي مع خبرة خمسة سنوات أو معهد متوسط أو الثانوية العامة مع خبرة ال تقل عن عشرة سنوات‪.‬‬ ‫•أن يكون قد س���دد كافة اش���تراكاته المقررة للعضوية لمدة سنة واحدة قبل تقديم ترشحه ويس���تثنى من ذلك فئة الشباب وفقا ً لما يحدده وزير الشباب‬ ‫والرياضة بحيث تكون المدة ال تتجاوز ستة أشهر‪.‬‬ ‫•أن تكون القائمة متحصله على تزكية كتابية من عدد (خمس���ين من أعضاء الجمعية العمومية المعتمدين فى س���جل العضوية للنوادي العامة وخمسة‬ ‫وعشرون تزكية للنوادي المتخصصة) من أعضاء الجمعية العمومية المعتمدين فى سجل العضوية‪.‬‬ ‫•أن يكون ملتزم المرشح بعدم استغالل المال بصورة غير شرعية للفوز برئاسة أو عضوية مجلس اإلدارة أثناء االقتراع‪.‬‬ ‫•أن ال يكون قد سبق إسقاط عضويته من الجمعية العمومية أو مجلس اإلدارة بالنادي أو فى اللجنة االولمبية أو البارالمبية أو باالتحادات الرياضية أو‬ ‫أي مؤسسة أو هيئة شبابية أو رياضية ويستثنى من ذلك من أسقطت عضويته بسبب اتجاهاته السياسية أو مواقفه الوطنية‪.‬‬ ‫•إال يكون قد حكم عليه فى جناية أو جنحة مخلة بالشرف ما لم يرد له اعتباره‪.‬‬ ‫•أن يرفق المتقدم للمرش���ح إضافة إلى طلبه كرئيس القائمة الجماعية الس���يرة الذاتية له ولجميع األسماء المدرجة فى القائمة ويتحمل المعني تبعات‬ ‫صحة البيانات‪.‬‬ ‫•على المرشح عند التقدم للترشح دفع رسوم الترشح بقيمة (‪ 1000‬د‪.‬ل) للنوادي العامة و(‪ 500‬د‪.‬ل) للنوادي التخصصية وتودع هذه القيمة فى حساب‬ ‫النادي المعني ويرفق المرشح قسيمة اإليداع فى ملف الترشح وتعود القيمة الرسوم المدفوعة للنادي المعني‪.‬‬


‫ميادين الرياضة‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 29 ( 55-‬مايو ‪ 4‬يونيو ‪)2012‬‬ ‫أمحد بشون‬

‫فـى زمن الطاغية ‪ ،،‬أفضل العب كرة قدم يبيع ( البوطاس)‬ ‫فتحي علي الساحلي‬ ‫الالعب عوض المغربـي الش��هير ( بالفونشة )‬ ‫هو أفضل العب كرة قدم عرفته المالعب الليبية‬ ‫فى عش��ر ينيات القرن الماضي كان يتمتع بكل‬ ‫مزاي��ا العبـي الكرة العالميين ‪ ،‬حساس��ية على‬ ‫الكرة ‪ ،‬لياقة بدنية ‪ ،‬تس��ديدات قوية‪ ،‬قدرة على‬ ‫المح��اورة ف��ى األماكن الضيق��ة ‪ ،،‬وباختصار‬ ‫ش��ديد فهو من س�لالة العبين انقرضوا اآلن ‪،،‬‬ ‫مث��ل البرازيليي��ن ‪ ،،‬فافا ‪ ،‬دي��دي ‪ ،‬وزجالو ‪،،‬‬ ‫واليضاهيه فى الالعبين العرب س��وى العمالق‬ ‫المغربـ��ي ( بن مب��ارك ) أو العراقـي عمو بابا‬ ‫‪ ،،‬الفونش��ة العب من طينة غي��ر عادية ‪ ،،‬فقد‬

‫بهر االيطاليين فى الثالثينيات وهم الذين أطلقوا‬ ‫عليه لقب الفونشة ( أي الالعب الذي يستطيع أن‬ ‫يضع الكرة فى الزوايا الصعبة للمرمي ) وكانوا‬ ‫يتمتعون بمشاهدته وهو يحاور الالعبين ويلقيهم‬

‫على األرض ‪.‬‬ ‫وهو من جيل أعميرنية وحسن مادي‬ ‫ ‬ ‫تربل وكسيكس��و ومضغية والحوته ومصطفي‬ ‫دومة ومحمد دومه وأمحمد الفيتوري ‪ ،،‬وحكي‬ ‫لي يوما ً أمحم��د الفيتوري أنه لم يري فى حياته‬ ‫العب يطير فى الهواء ليضرب الكرة برأسه فى‬ ‫االتجاه المعاكس إال عوض الفونشة ‪ ،،‬وقد حكي‬ ‫لي أيضا ً والدي أن الفونشة فى بعض المباريات‬ ‫كان يح��اور جميع العب��ي الفريق األخر ويقف‬ ‫عن��د مرم��ي الخصم وه��و يضح��ك وال يضع‬ ‫الك��رة فى المرمي ‪ ،،‬وأنه العب ماهر إلي أبعد‬ ‫الحدود‪ ،،‬ولش��دة ما سمعت عنه كنت أذهب إلي‬ ‫منزله فى الس��اعة السابعة صباحا ً وانتظر حتى‬ ‫يخرج الوصله إلي ( دكانه ) بش��ارع بالة مقابل‬ ‫أن أسمع منه بعض الحكايات عن الكرة القديمة‬ ‫أيام االس��تعمار االيطال��ي ‪ ،،،‬وقد أخبرني ذات‬ ‫مرة عن صداقته الرائع��ة مع الالعب المبروك‬ ‫البس��يوني ال��ذي كان يزوره دائم��ا ويقدم له يد‬ ‫العون وكان يخصص راتبا ً ش��هريا ً له يحضره‬ ‫إليه كل نهاية ش��هر ويقول له كلمته المشهورة (‬ ‫كيف الحال يا بوها )‪.‬‬ ‫وفى نهاية الحرب العالمية الثانية ‪1942‬م وبداية‬ ‫إش��هار الفرق الرياضية فى مدينة بنغازي كان‬ ‫الفونش��ة أحد مؤسسي فريق النجمة عام‪1943‬م‬ ‫بش��ارع بال��ة ولع��ب له أيض��ا ً فى أخ��ر حياته‬ ‫الرياضية ‪.! ..‬‬ ‫وبع��د اعتزال��ه للرياضي��ة و زواج��ه وإنجابه‬ ‫للكثي��ر من األبناء أصحبت لقم��ة العيــــــــــش‬ ‫صعبـــــــــــة جداً وأس��تأجر دكان بشارع بالة‬ ‫وفتحه إلصالح وتأجي��ر الدراجـــــــــات ‪ ،‬ولم‬

‫يكرمه أحد كالعب كبير وغير عادي ‪ ..‬ال فـي‬ ‫عهد المملكة وال فـي عهد الطاغية‪.‬‬ ‫وفـى عهد الطاغية فتح دكانه ليبيع فيه البوطاس‬ ‫وكان دكانه هذا قبله لجميع الرياضيين والفنانين‬ ‫‪ ،‬وكن��ت أجد دائما معه المطرب الش��عبى على‬ ‫الجهان��ى (العلويك��ي ) وكان ي��زوره الالع��ب‬ ‫الكبير أتعوله شتوان وأحميدة جعوده وبن عيسي‬ ‫الجربي والمرحوم فرج ال��وداوي وغيرهم من‬ ‫الرياضيين ‪.‬‬ ‫وهك��ذا جع��ل الطاغي��ة العبينا الكب��ار يبيعون‬ ‫البوط��اس ويجففون الخبز فوق أس��طح البيوت‬

‫ويش��تغلون على س��ياراتهم الخاص��ة ويبيعون‬ ‫الخردة فى س��وق النملة وسوق ( دينارين ) أما‬ ‫جه��اد المنتصر فله س��يارة ( فراري ) هدية من‬ ‫أبن الطاغية ألنه أفضل العب ليبي‪.‬‬

‫يف اهلدف ؟!‪..‬‬ ‫فرج العقيلي‬

‫الشغب جريمة يعاقب عليها القانون فالمشاغب هدفه‬ ‫إثارة المشاكل وزعزعة استقرار الجماعة أينما‬ ‫كانت في نا ٍد أو ميدان أو شارع أو أي مجمع كان ‪.‬‬ ‫فالمشاغب مجرم في نظر القانون مهما كانت المبررات ‪ ،‬لهذا فالنادي‬ ‫ليس مسئوالً عما يفعله بعض المشاغبين أثناء المباراة أو بعدها ‪.‬‬ ‫فمعاقبة النادي ال يمكن أن تردع المشاغب الذي يتلذذ أصالً بما يثيره‬ ‫من مشاكل نتيجة لتعصبه وضعف إدراكه لعواقب األمور وسوء سلوكه‬ ‫‪ ،‬فهذا المشاغب هو نفسه الذي يضايق الطالبات وبعض المارة بشكل‬ ‫عدواني ين ًم عن سوء تربية وقلة أدب ‪ ،‬لهذا يجب ان يعاقب المشاغب‬ ‫في شخصه العقاب الرادع إذا أردنا أن نعالج هذه المشكلة ونجنب أنديتنا‬ ‫جريرة عمل المشاغبين الذين ال يهمهم أبداً ما يتعرض له النادي من‬ ‫عقوبات و غرامات لذلك أرى أن تراعى الجهات المختصة في قوانينها‬ ‫ولوائحها اإلجراءات الكفيلة بردع هذه الفئة الالسوية وحفاظا ً على‬ ‫األسوياء واألبرياء من مجتمعنا الطيًب ‪ ،‬فالقانون يحتاج إلى قوة السلطة‬ ‫لردع كل من ال يحترم سلطة القانون ‪.‬‬ ‫فقد اشتكت أنديتنا مراراً وتكراراً من ظاهرة الشغب وعانت مشاكل ال‬ ‫حصر لها من جرائها ‪ ،‬وخاطبت عبر صحفها في السابق وعبر منابر‬ ‫اإلعالم المختلفة مناصريها بعدم التعصب وااللتزام بالتشجيع الراقي الذي‬

‫يسهم في تطور اللعبة وتقدمها والتأكيد على أواصر العالقات الطيبة بين‬ ‫المؤسسات الرياضية ومشجعيها مهما كانت النتائج ‪.‬‬ ‫نأمل من الجهات المختصة استدراك ذلك مستقبالً قبل العودة إلى مباشرة‬ ‫أي نشاط رسمي خاصة في كرة القدم والسلة واليد والكرة الطائرة ‪.‬‬

‫‪23‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪11‬‬ ‫كلمـة العـدد‪..‬‬

‫شكراً ‪ ...‬رباية‬ ‫الذايح !!‪..‬‬ ‫ايها النغم الجميل في لحن الخلود الرائع ‪..‬‬ ‫يا قيثارة الزمان ومدينة الشجعان ‪ ..‬أيتها‬ ‫النجمة المضيئة في سماء النضال والحرية‬ ‫‪ ..‬يا بنغازي الحبيبة ‪ ..‬ماذا أقول لك ‪..‬‬ ‫كيف أتحدث عنك ؟ ماذا أقول وأنا أدرك‬ ‫‪ ..‬وأنا أدرك مقدما ً أن الكلمات مهما حسن‬ ‫اختيارها ‪ ..‬العبارات مهما ارتفع شأنها ‪..‬‬ ‫األلفاظ مهما اجتهدت في انتقائها سوف تقف‬ ‫عاجزةً على أن تعطيك حقك الذي تستحقين‬ ‫ولن تكون قطرة من بحر عطائك يا مدينة‬ ‫الرجال األبطال والحرائر الشريفات ‪..‬‬ ‫يا ليبيا الصغرى التي تحتضن كل الناس‬ ‫‪ ..‬كل األطياف ‪ ..‬كل األعراف ‪ ..‬كل‬ ‫القبائل يعيشون جميعا ً أخوة متحابين في‬ ‫رحابك وتحت جناحك ‪ ..‬يا شرارة الثورة‬ ‫‪ ..‬وانتفاضة الحق والحياة ‪ ..‬لم تركعي يوما ً‬ ‫ولم تستسلمي للظلم والطغيان ‪ ..‬كنت دائما ً‬ ‫(( عصية )) كنت دائ ًما (( أبية )) تقدمين‬ ‫الشهداء من اجل ليبيا الحرة الموحدة و‬ ‫تهتفين ال شرقية وال غربية ‪ ..‬كان أبنائك‬ ‫في ساحة الحرية منذ األيام األولى لثورتنا‬ ‫المجيدة يهتفون و ينادون ‪ ..‬يا شباب‬ ‫العاصمة نبو ليلة حاسمة ‪ ،‬يا شباب الزاوية‬ ‫نبو ليلة ضاوية ‪ ،‬يا حنان يا منان انصر‬ ‫مصراتة و الزنتان ‪ ،‬أعود بك أيتها الحبيبة‬ ‫العالية الى التاسع عشر من مارس (( ‪2011‬‬ ‫)) عندما أرسل فرعون األرض وطاغوت‬ ‫الزمان ذلك الجيش الجرار ألجل أن يفتألك‬ ‫‪ ...‬ألجل أن يقتل ويعتقل الرجال ويستبيح‬ ‫النساء واألطفال عندما قال ابنه ( الزيف‬ ‫) أن قواتنا على مشارف بنغازي كيف‬ ‫واجههم شبابنا ورجالنا وطيارينا األشاوس‬ ‫بصدورهم وشجاعتهم وحبهم لك وليسقط‬ ‫منهم المئات شهداء على مشارفك من أجلك‬ ‫ومن اجل ليبيا كلها ‪ !..‬و أالن البد أن نذكر‬ ‫يوما ً أخر هو رقم (( ‪ )) 19‬ايفا انه التاسع‬ ‫عشر من مايو الجاري ‪ ..‬يوم االنتصار على‬ ‫الذات وبداية صنع الدولة الديمقراطية الحرة‬ ‫‪ ..‬يوم انتخاب مجلسنا المحلي بعد أن أصبح‬ ‫معمر القذافي في مزبلة التاريخ ‪ ..‬هذا اليوم‬ ‫الذي سيذكره التاريخ ويمجده ويكتبه بمداد‬ ‫من ذهب ‪ ..‬يوم خالد ‪ ..‬مدينة مستبشرة‬ ‫فرحة ‪ ..‬رجال ونساء وشباب وشيوخ كبار‬ ‫في السن يقفون في طوابير بكل سعادة ‪..‬‬ ‫شباب تطوعوا لعدة شهور للعمل مجانا ً و‬ ‫آخرون يمدون المياه الباردة والمشروبات‬ ‫للواقفين في الطوابير ‪ ..‬لجنة عليا مشرفة‬ ‫من خيار القوم ‪ ..‬مستشارون قانونيون من‬ ‫أنزه وأصدق الرجال ‪. !!..‬‬ ‫هذه أنت يا بنغازي الرائعة ‪ ..‬يا حاضنة كل‬ ‫الناس ‪ ..‬هذه أنت الذين قالوا عنك بفضل‬ ‫كرمك وحنانك ‪ ..‬وحبك للناس ‪ ..‬حبك‬ ‫لشعب ليبيا ‪ ..‬قالوا عنك (( رباية الذايح ))‬ ‫شكراً جزيالً يا رباية الذايح ‪.‬‬


‫السنة الثانية العدد ‪ 29 ( 55-‬مايو ‪ 4‬يونيو ‪)2012‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.