ن اﻟﻌُـﺰْﻟـﺔ ﻣُـﺪ ُ ﺷﺮﻳﻒ ﺑُﻘﻨﻪ اﻟﺸّﻬﺮاﻧﻲ
)(١ ﻣُﻮﺳﻴﻘﻰ ﺗﻐﺴﻠُﻨﻲ ﻓﻲ اﻟّﻠﻴﻞ.. آﺎﺋﻨًﺎ آﻮﻧﻴًﺎ.. ﻞ َﻳﻮْم ﻋﻨﺪﻩ آّ ..ﻋﺎﻟ ٌﻢ ﺑﺄآ َﻤﻠِﻪ، أوُﻟ ُﺪ ﻓﻲ أوّﻟِﻪ ت ﻋﻨﺪ ﺳﺎﻋﺔ اﻟﺼّﻔﺮ. وأﻣﻮ ُ أرﻣﻲ ﺑﺮﺑﺎ ِ ط ﻋﺮﺑَﺘﻲ اﻟﻰ اﻟﻨُﺠﻮم، ض ﻟﻮ أآﺘَﻔﻲ ﺑﻬﺬِﻩ اﻷر ِ واﺗﺮك ذﻟﻚ اﻟﻜﻮْن ﻻ ﻣﺨﺬو ً ﺻﺪْري. ﻓﻲ َ
)(٢ س هﺬا اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺣَﺮْب رأ ُ وﻗﺪَﻣﻴّﻪ ﺣَﺮْب وﺑﻴﻨﻬﻢ اﻟﺼﺎﺑﺌﻴﻦ ﻣﺪﻣﻨﻲ اﻟﺒّﺎرود. ﺧﻠْﺴﺔ ﺖ ُﻣﺪُﻧًﺎ ﺗﻔ ّﺮ ِ رأﻳ ُ ﻓﻲ ﻇﻠﻤﺔ اﻟﻠﻴﻞ، ﺤ ّﻢ ﻓﻲ ﻣﺎ ِء اﻟﻘُﺮى. ﺗﺴ َﺘ ِ رأﻳﺘُﻨﻲ، ﺗﺮاﺷﻘﻨﻲ اﻷﺳ ُﻬ ُﻢ و أﻧﺎ أذو ُد ﺑ ِﺪرْﻋﻲ ﻋَﻦ ﺻﺪﻳﻖ ..أﻋﺮﻓﻪ، ﺖ ﺻﺪﻳﻘﻲ ﺷ ْﻘ ُ ﺖ و َر َ ُﻗ ْﻤ ُ ﺑﺴَﻬْﻢ.. ﻧِﻤْﺖ، ﻟﻢ ُأ ْرﺷَﻖ ﻣﻦ ﺣﻴﻨﻬﺎ.
١
ن اﻟﻌُـﺰْﻟـﺔ ﺷﺮﻳﻒ ﺑُﻘﻨﻪ اﻟﺸّﻬﺮاﻧﻲ :ﻣُـﺪ ُ
)(٣ ﺠﻤَﺘﻴﻦ ي ﻣﺎﺑﻴﻦ ﻧَ ْ أﺑﺪ ﱞ َآﻮْن ﻳﻨَﺎم. ﻇﻼ ُم اﻟﻔَﻀﺎء و ﻟﻴْﻠﻪ اﻷﺑَﻴﺪ! Credo quia absurdum ﻣﻦ ﻳﻮﻗﻆ اﻟﻔﻠﻚ َﻣِﻦ إهﻠﻴﺠﻪ اﻟﻨّﻌﺴﺎن! ﻦ ﻋَﻤﻠَﻪ.. "ﻻﺷﻲ َء ﻳُﻤ ِﻜ ُ ﻖ اﻟ َﻌﻤَﻞ" وﻻﺷﻲء ﻳﺴﺘﺤ ّ أآَﻤ ُﺔ اﻷرض ﻳﺤﺎﺻﺮهﺎ ﺧﻮا ُر َﺑﻘَﺮة ﻳﺸﺒ ُﻪ ﻏﺮﻏﺮة ﺣﻨﺠﺮ ٌة ﻓﻲ ﻧﺰﻋﻬﺎ اﻷﺧﻴﺮ ل ﻏﺮﻗًﺎ ..ﺗﺘﻀﺎء ُ ﻓﻲ ُﻟﺠّﺔ اﻟﻤُﺤﻴﻂ. ﻲ اﻟ َﻔﺘْﺮة ﻋﻨﺪ دَﻓﺘ ّ ﺢ ﺳُﺄﻣًﺎ.. ﻧﻄﻔ ُ ﺨﻴْﺮ و اﻟﺸّﺮ! ﺛﻢ ﻣﺎذا ﺑﻌ َﺪ اﻟ َ ﻗﺘﻠﺘﻨﺎ ﻟﻌﻨ ُﺔ اﻟﻔﺘﺮة.
)(٤ ح ﺧَﻮان ﻋﻠﻴﻬﻢ.. ﺻﺒﺎ ٌ أرﻓ ُﻊ ﺳِﺘﺎ َر ﻧﺎﻓﺬﺗﻲ؛ ﺳﻮْداء ﺗﺮﺑّﺼﺘﻨﻲ ﺳَﻤﺎ ٌء َ ﺣﺪَة! ﻟﻢ ﺗَﺼﺤﻮ ﻓﻴﻬﺎ ﻧﺠﻤَ ٌﺔ وا ِ ﻣﺎﺗَﺖ اﻟﺸّﻤﺲ.. وﻟﻢ أﻣُﺖ أﻧﺎ! َﻳﻨْﻔﺠ ُﺮ اﻟ َﻔﺮَاغ.. ﻏﻴْﺮ ﺿَﻮْﺿﺎء، ى ﻣﻦ َ َﻓﺤْﻮ ً ﻲ ﻞ ﻣﻦ ذاﺗ ّ ﺤّ أﻧ َ ﻗﺸﻮ َر ﻻذاﺗﻲ ﻋﻮّض ﺗﺬﻣّﺮي.. أَ ت ِﺑﻜُﻞ ﻃﺮﻳﻘﺔٍ أﻋﺮﻓُﻬﺎ.. أﻣُﻮ ُ ﻦ اﻟ ِﺒﺪْء ﺢ ﻗﻮاﻧﻴ َ هﻜﺬا ..أﻓ َﺘ ِﺘ ُ ﻟ ِﻌﻠْﻢ اﻟﻔُﺠﺎءة، أزه ُﺪ ﺑﺠﻬﻠﻲ ُذﺧْﺮي اﻟﻤَﺪﻳﺪ، ﻻﺷﻲ ْء ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ اﻟﻀّﻌﻴﻔﺔ وﻻ ﺷﻲ َء ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟ ِﻢ اﻟﻜَﺒﻴﺮ،.. ﻏﻴﺮ ﻣُﺮاﺑﻄﺔ اﻟﺼّﻤﺖ ي آﺮﻳﻪ.. ﺣ َﺬ ٌر أﺑﺪ ﱞ و َ ﻞ اﻟﻄﺮﻳﻖ؛ ﺖ وﺿ ّ ﺗﻔﺎﻗﻢ اﻟﻮﻗ ُ إﻧﻬﺎ روﻋ ُﺔ اﻟﺨﺮاب 2
اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻋﺪد ١٥ﻣﺎرس ٢٠٠٨
وﺗﻬﺸّﻢ اﻟﺮّوح ﻓﻲ ﺗﻨّﻮر اﻟّﺮوح.. هﻜَﺬا، ﻲ اﻟﻔَﻮْﺿﻰ.. ﺣﺘّﻤﺖ ﻋﻠ ّ ﻋﺰْﻟﺔ اﻟﻘُﻮﻃﻲ. ف ُ أن أﺣﺘﺮ َ
)(٥ ت ﻣﻦ اﻟﺴّﻔﺮ اﻟﻄّﻮﻳﻞ.. ﻋ ْﺪ ُ ُ ﻋﻠﻰ اﻟﺮّﻏﻢ ﻣﻦ أﻧﻨﻲ ح اﻟ َﻤﻜﺎن: ﻟﻢ أﺑﺮ َ ح ﻳﺄﺗﻲ ﺻﺒﺎ ٌ ﻲ ٌء ﻳﺴﺘﻴﻘﻆ ﻓﻴﻪ ﺷَ ْ ﻓﻼ ﺗَﻐْﺮب اﻟﺸّﻤﺲ ﻣِﻦ َﺑﻌْﺪﻩ. ﻳﺄﺗﻲ زَﻣَﺎن، ﻻ ﻳﺴﺘﻌﺒ ُﺪ اﻟﻮَﺻْﻒ ﻣﻦ ﺑﻌﺪِﻩ ﺑﺎﻟ َﻜﻠِﻤﺎت.. وﻳﺴﻮ ُد اﻟﺼّﻤﺖ اﻟﺮّهﻴﺐ ﻦ ﻳﻮاري ﺑَﺎﺑَﻪ اﻟﻌَﻈﻴ ُﻢ ﺣﻴﻨَﻬﺎ َﻣ ْ وﻳﻌﺘﺰل اﻟﻨّﺎس ﻟﻸﺑَﺪ.. ﻣﺎ أﺟﻤﻞ اﻟﻌُﺰﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﺴّﺠﻦ. ﻳَﺄﺗﻲ َﻗﻀَﺎءٌ، ﺴﺄ ُم ﻓﻴﻪ ﻋﺒﺎ َد اﷲ ﻞ اﻟ َُ ﻳَﻘﺘ ُ ت اﻟ َﻤﻌْﺮﻓﺔ.. و ﺗﻤﻮ ُ ل ﻋِﻠْﻢ ﻧُﻮارى أﻃﻼ َ َﻗ ْﺪ َﻓﺴَﺪ. ﻳﺄﺗﻲ ﺻِﺮاطٌ، ﻟ ِﺘﺴْﻊ وﺗِﺴْﻌﻴﻦ اﻣﺮأة آﻞ واﺣﺪ ٍة ﻋﻘﺪَت ﺿﻔﻴﺮﺗَﻬﺎ ﻷﺧْﺮى، ﻖا ُ ﺑ ُﻌ ُﻨ ِ ﻋﻠﻰ َﻧﺤْﺮ اﻟﺘّﻞ ﻳﺘﺴﻠﻘﻦ.. ﺴﻜَﻴﻨﺔ.؛ ﺛﻢ ﻳﺘﺴﺎﻗﻄﻦ ﺑ َ ﺣﺰﻧًﺎ ﻋﻠﻰ ﻣَﻮْت اﻟﺼّﺒﻲ اﻟﻮَﺣﻴﺪ ﻓﻲ اﻟﻘَﺒﻴﻠﺔ.
)(٦ ﺣﺪْﺳﻲ زُور، ﺣُﻠﻤﻲ َﻳﻘَﻈ ٌﺔ و َ ﺠﺴَﺪي و ﺗﻬﻠﻜ ٌﺔ ﻣﺮهﻮﻧﺔ ﺗﺴﺎو ُم ﺑ َ ..ﻣﻼذًا ﻟﻠﻨّﻜﺒﺔ. ﻣﻮﺟَﺘﻲ، ﻟﻢ ﺗﺠﺪ ﺷﺎﻃﺌًﺎ ﻟَﻬﺎ 3
ن اﻟﻌُـﺰْﻟـﺔ ﺷﺮﻳﻒ ﺑُﻘﻨﻪ اﻟﺸّﻬﺮاﻧﻲ :ﻣُـﺪ ُ
ﺖ اﻟ ُﻤﺪُن ﻓﺎر َﺗﻄَﻤﺖ ﺑﺄﺳﻔﻠ ِ ﺠﻤَﺘﻲ، ﻧَ ْ ﻟﻢ ﺗﺠﺪ ﺳَﻤﺎ ًء ﺗﻀﻲ ُء ﻓﻴﻬﺎ ..ﻓﺘﺨﺒّﺄت. وذات وﺿُﻮءٍ، ﺖ ﻋﻦ َﻗ َﺪ ٍم ﺤ ُ ﺴْ ﻣَ ﺖ اﻷﺧﺮى وﻧﺴﻴ ُ ﻒ ﺳﺮﻳﺮﻩ "أﻓﻜﻠّﻤﺎ ﻧﺤُﻞ اﻟﻐﺮﻳﺐ ،وﺧ ّ ﺗﻤﺰﻗﺖ اﻟﻐﺮﻓﺔ"
)(٧ ب اﻟﺴّﺎﻋﺔ، ﺖ ﻓﻲ ﻋﻘﺎر ِ آﻠّﻤﺎ ﺣﻤﻠﻘ َ ب ..وﻳﻠﺪغ ﺟﻔْﻨﻴﻚ.. ﻳﻘﻔ ُﺰ ﻋﻘﺮ ٌ ﻋﻨﺪَﻣﺎ َﺗﺮْهﻨﻚ ﺳﺎﻋ ُﺔ ﻣﻌْﺼﻤﻚ ﻰ وﺣﻴﺪًا ﻟﻬﺎ: وﺗﺴﺘﻨﻔﺪُك ﻣﻌﻨ ً ﻻﺑﺪ أﻧﻚ ﺗﺄﺧّﺮت.. ﻲ ٍء ﺗﻔﻌﻠﻪ! ﺷ ْ أو ﺑﻜّﺮت ﻓﻲ آﻞ َ ﺖ ﻟﺴْﺖ ﺳﻮى ﻣَﺴْﺄﻟﺔ و ْﻗ ً ﺐ ﺣﻀﻮرَك! ق ﺑُﺮﺟﻮازي ﻻ ﻳﺘﻄﻠّ ُ واﺗﻔﺎ ٌ ل ﺗﻮاﻃﺄت ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻘﻮﻟُﻨﺎ أي اﺑْﺘﺬا ٍ ﻋﻘْﺮﺑﻴﻦ. غ ..ﻣﺎﺑﻴﻦ َ ﻟﻨُﻠ َﺪ َ ق ﺳﺎﻋﺎﺗﻬﻢ" "اﻟﺴﻌﺪاء ..ﻻ ﺗﺪ ّ
)(٨ ت ﻞ ﺣﺎﻻ ِ اﻟﻤﺪﻳﻨَﺔ ،أﻓﻀ ُ ي.. اﻟ َﻬﻮَس اﻟﺒﺸﺮ ّ ﺣﻴﺚ ﻗﺘﻠَﺘْﻨﺎ اﻷﺻﻨﺎم! ﺸ ْﻌﺮُ، اﻟ ّ ﻣﺎﻟَﻢ ﻳﺘّﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ وﻻﻳﺼﻠُﺢ اﻻ ﻃﺎﻟﺤًﺎ! اﻟ ُﻌﺰْﻟﺔ، ﻧﺠْﻤ ٌﺔ وﺣﻴﺪ ٌة ﺟﺪًا ﻓﻲ ﻋﻠﻴﺎء َﻣﺠْﺪهﺎ، آﺒﺮﻳﺎ ُء اﻟﺒﻘﺎء وﺣﻴﺪًا.. اﻷرْض، ﺟﺴَﺪي.. ﻟَﻬﺎ َ أﻣﺎ روﺣﻲ ﺳﻤَﺎء ﺗﺤ ِﺒﺴُﻬﺎ. ﻓﻼ َ 4
اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻋﺪد ١٥ﻣﺎرس ٢٠٠٨
)(٩ ن ﺗَﺨﻄّﻔﺘﻬﺎ ُﻣ ُﺪنٌ، ُﻣ ُﺪ ٌ واﻷﻗﺪا ُر ﺗﺤﻤﻠُﻨﺎ أﻳﺎﻣًﺎ ﻣﺆﺟّﻠﺔ ض ﻓﻲ أدﻧَﻰ اﻷر ِ ﺶ اﻟﺮّﻋﺎع ﺖ ..ﻗ ﱠ ﻧَﻨﺒ ُ ﺣﻤْﺄة اﻟﺸّﻤﺲ.. أﻗْﻔ َﺮ َ و ﻇﻼﻟُﻨﺎ.. ت ل ﻟﻘﺎءا ٍ ﻇﻼﻟُﻨﺎ ﺗﺤﺘﺎ ُ ﻟﻌَﻨﺖ وداﻋﺎﺗﻬﺎ اﻟﻤﺘﻜﺮّرة.. ﻒ.. ﺐ ﺿَﻌﻴ ٌ ﺿﻮ ٌء ﺧَﺒﻴ ٌ ﻋﺰْﻟﺘﻲ، ُ ح اﻹﻧﺎرة ﺖ ﻷآﺒﺲ ﻣﻔﺘﺎ َ ُﻗ ْﻤ ُ ..ﻓﺎﻧﻄﻔﺄت اﻟﻐﺮﻓﺔ.
)(١٠ ﻋﺘْﻤ ُﺔ اﻟﻤَﻜﺎن ُ ﻈﻠْﻤﺔ اﻟَﻘﻠْﺐ. ..ﻧﻬﺎ ٌر ﻟ ُ ﻞ ﺣﻴﺎ ًة داﺧﻠﻴّﺔ أﻗﺎﺗ ُ أﺧﺮى ..ﻋﻨﻴﻔﻪ ﻒ ﻋﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﻘُﺸﻮر ﺗﺨﺘﻠ ُ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺨﺒﺆون وراءَهﺎ، ﻖ ﺑﺮوﺣﻲ ﺶ ..أﻟﺘﺼ ُ أﻋﻴ ُ ﻣﻊ ﻃﻤﺄﻧﻴﻨ ِﺔ اﻟﻤَﻮْت، ﻣﺎﻓﻮﻗﻲ ﻣِﺤْﻨ ٌﺔَ وﻣﺎ ﺗﺤﺘﻲ ﻓﺘﻨ ٌﺔ أﻧﺎ ُﻣﻔْﺸﻴﻬﺎ. ﻖ اﻟﻌَﻴْﺶ ﺳﻮى ﻻﻳﺴﺘﺤ ﱡ اﻷﻃﻔﺎل، وأﻧﺎ ﻣَﻬْﺪو ٌر ..ﻷﺟﻠﻪ أﺳ َﺘﺠْﺪي أدﻧَﻰ ﺛِﻘﺔ ﻒ ﺗﺄووﻳﻞ، ﺚ ﻋﻦ أﺿﻌ ِ أﺑﺤ ُ ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻻ أﻗﺮأ ﺳﻮى أﺑﺠﺪﻳﺔ ﺟﺤﻴﻢ ي هﺪَف.. وﻻ أﺷﺎر ٍة ﻷ ّ ﻂ أﺳﻘ ُ ﻓﻲ اﻟﻤﻜَﺎرﺛﻴﺔ اﻟ ُﻌﻈْﻤﻰ؛ ي ل وﺟﻮد ﱞ اﻧﺤﻼ ٌ ﻞ ﺷﻲْء ﻳﻌﺰﻟﻨﻲ ﻣﻦ آ ّ ﻋ ْﺰﻟﺔٌ، ُ .. 5
ن اﻟﻌُـﺰْﻟـﺔ ﺷﺮﻳﻒ ﺑُﻘﻨﻪ اﻟﺸّﻬﺮاﻧﻲ :ﻣُـﺪ ُ
ﻟﻢ َﻳﻌْﺮﻓﻬﺎ اﻟﺠﺤﻴ ُﻢ ﻳﻮﻣًﺎ "ﻧﻔﺴﻲ ﺣﺰﻳﻨﺔ ﺣﺘﻰ اﻟﻤﻮت".. اﻟﻰ رﺑﻴ ِﻊ ﺣَﻤَﺎ ٌم ﻳﻬﺪّج ُزرْﻗ َﺔ اﻟﺴّﻤﺎء؛ ﺳﺘَﺮوﻧﻲ آﻞ َﻓﺼْﻞ ض ﺗﺬﻋُﺮﻧﻲ اﻷر ُ و وﺟ ُﻊ اﻷﺳْﻨﺎن.
)(١١ ل ﺛﻢ ﻣَْﻮت، "ﻣﻮﻟ ٌﺪ واﺗﺼﺎ ٌ ﺤﻘَﺎﺋﻖ ﻚ هﻲ ُآﻞّ اﻟ ّ ﺗﻠ َ ﺣﻴﻦ ُﺗ َﺪقﱡ اﻟﻤَﺴﺎﻣﻴُﺮ ﻓﻲ اﻟﻨّﻌﻮش" ﻋﻦ اﻟﻤَﺎرﻗﻴﻦ.. ﻋﻴﻮﻧُﻬﻢ اﻟﺤَﺰﻳﻨَﺔ ﺗﻘﻬﺮهُﻢ اﻟﺴّﻨﻮن ل َﻗﺼِﻴﺮة وﺗﻤﺰّﻗﻬُﻢ أﺟﺎ ٌ و اﻟﺤﻴﺎ ُة.. ل ﺗَﺴﻴﺮ، ﻋﻠﻰ ُآﻞّ ﺣﺎ ٍ ﻞ آﺬﻟﻚ و ﺗﻈ ﱡ ﻞ ﺟﻴﻞ ﺗُﻐﺮّر ﺑﻜ ّ ﻞ ﻓَﺮْد، وﺗﻮاﺟُﻪ آ ّ ل َﺗﺴَﻴﺮ. ..ﻋﻠﻰ ُآﻞّ ﺣﺎ ٍ ﺗﻠﻚ اﻟ َﻘﻮّ ُة اﻟ ِﻌﻤْﻼﻗﺔ، ﺗﺴﻴﺮُ ﻓﻲ ﺻَﻤْﺖ.
)(١٢ س ﻓﻴﻪ اﻟﺸّﻘﺎء ﻳﻨﻮ ُ ﻟﻴﻈﻔﺮ ﺑﺤُﺒﻮر اﻷرض ﻗﺎﻃِﺒ ًﺔ ..ﻳﻨﻐﻤ ُﺮ اﻟﻌﺎَﻟ ُﻢ ﻓﻲ روﺣِﻪ ﺲ ﻓﻴّﺎﺿﺔ. أﺣﺎﺳﻴ َ ﻟﻢ َﻳﻌْﺮف أﻧّﻪ ﺑُﺮآﺎن ﻻ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻓﺎرَت ﺣ َﻤﻤُﻪ! إّ ﻣﻴّﺖ ﻣﻦ ﻗﺎم اﻟﻨّﻬﺎر وﻧﺎم اﻟﻠﻴﻞ آﻠّﻪ، ﺐ اﻟ َﻤﻌْﻨﻰ ﻋﻠﻰ اﻻﻧﺴَﺎن ُآ ِﺘ َ ..ﻣﺤﻜﻮ ٌم ﻋﻠﻴﻚ ﺐ َﺑﺪَﻧﻚ ﻋﻴ َﺪ اﻷرْض.. أن ﺗﻬ َ أن ﺗﺮ َﺗﺠِﻞ اﻟ ُﻌﻤْﺮ آﻠّﻪ 6
اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻋﺪد ١٥ﻣﺎرس ٢٠٠٨
ﺧﻴّﺮة.. إرادَة َ ﻞ ﺷﻲْء. ﻏ َﻢ آ ّ ﺗَﺸ ُﻜ ُﺮ ُر ْ ﻲ.. ﻃﻮﺑَﻰ ﻟﻼﻧﻬﺎﺋ ّ اﻟ َﻤﻜْﻨﻮن ﻓﻲ ﺻﺪرك.
)(١٣ ﻖ ل اﻟﻤﻨﻄ ُ آﻠﻤﺎ ﺗﺨﺎ َذ َ ﺣﻨْﻜﺘﻪ.. وأﻓﻠﺴَﺖ ِ ﺐ ﻚ اﻟﺸّﻌ ُﺮ ﺑﺰﻣﺎم اﻟﻨﻮاﺋ ِ ﺴُ ﻳﻤ ُ وﻳﺴﺠّ ُﺮ ﺗﻨّﻮ َر اﻟﻘﺼﻴﺪ ِة َوهَﺠًﺎ آﻮﻧ ّﻴًﺎ.. ﺶ ﺑ ِﻤﻨْﺴﺄة اﻟﻐﻮاﻳﺔ! أه ّ ﺗﻔﺮّج آُﺮﺑﺘﻲ، ﺲ ﻓﻲ ﻓﺮادﻳﺲ ﺟﻨﺘﻲ اﻵن ﺁﻧ ُ ﻏﺪٍ، وﺟﺤﻴﻤﻲ ﺑﻌ َﺪ َ وﻣﺎ َﺑﻴْﻦ ذَﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻓّﺔ اﻟﺮّؤﻳﺎ أﺗﻀﺎﻋﻒ ﺗﻘﺪﻳﺮات ﻣُﺘﺠﺎوزة. اﻟﺸّﻌﺮ، ن أﺛﻘﻠَﻪ اﻟﺘّﺮآﻴﺰ ﻞ ﻣﻦ ِﻧﺴْﻴﺎ ٍ أﺛﻤ ُ ج ُآﻠّﻲ َﻟ ُﻪ اﻷﺣﻴﺎء واﻷﻣﻮات ﻣﺰا ٌ ﻟ ُﻪ اﻟﻜَﻮْن وﺣﺪة ﻳﺴﺨّﺮهﺎ ﻓﻼ ﻳﺸﺘﻬﻲ ﺷﻴﺌًﺎ ﺳﻮى اﻟﻌُﺰﻟﺔ. ﻞ ﺧﺘﺎﻣَﻬﺎ؛ ﻣﺠﺎ ُز اﻟّﻠﺤﻈﺔ ﺗﺴ َﺘ ِﻬ ﱡ ﻲ ٍء ﺷ ْ ﻞ َ ﺐآّ ﻋﻠﻰ أن َﺗﺴْﻜ َ ق رؤوﺳِﻨﺎ.. ﻓﻮ َ اﻟﺼّﻴﺎ ُم ﻋﻦ اﻟﺸﻌﺮ، أﻗﺬر وﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﺴﻠّﻂ ﻋﻠﻰ اﻟﺬات.
)(١٤ اﻟ َﻴ ْﻮ ُم س اﻷرْض واﻟﺴّﻤﺎء. ﻋﺮو ُ ﻻ ك ُﻣﻬَﺮو ً ج هُﻨﺎ َ ﻋﻨﺪَﻣﺎ أﺧﺮ ُ ﻋﻠﻰ اﻟ ُﻌﺸْﺐ اﻟ َﻘﺰَﺣﻲ ﺴﻖِ، ﺞ اﻟ َﻐ َ ﺴِ ﻓﻲ َﺑ َﻨ ْﻔ َ وأﺷ ُﻌ ُﺮ ﺑﺴَﺪﻳﻢ هﺬا اﻟﻔَﻀﺎء 7
ن اﻟﻌُـﺰْﻟـﺔ ﺷﺮﻳﻒ ﺑُﻘﻨﻪ اﻟﺸّﻬﺮاﻧﻲ :ﻣُـﺪ ُ
ﻲ ح ﻣﻦ ﺑﻴﻦ َآﺘِﻔ ّ ﻳﻨﺪا ُ وﺗﺤﺖ ﻗﻤﻴﺼﻲ؛ ت أﺳﻠّ ُﻢ روﺣﻲ ﻟﻠﻤُﺮﺳَﻼ ِ َﺗﺬْروﻧﻲ أﺳﻔﺎ َر إﺑْﺘﻬﺎﻻت، ك ﻟﺮوﺣﻲ أن ﺗَﺘَﻨﺎزلَ أﺗﺮ ُ ﻞ أﺣﺰاﻧِﻬﺎ.. ﻋﻦ آ ﱢ ﻞ اﻵﻻم. وﺗ ْﻐﻔِﺮ آ ّ ﺳُﻮﻧﻴﺘﻪ اﻟﺸّﺎﻋﺮ ﻞ ﺑﻴﻦ ﻣَﺮاﻳﺎ َﻣﻨْﺴﻜﻪ ﻲ ﻳﺼْﻄﻔ ُ أﻣِﻴ ٌﺮ ﻧَﻘ ﱞ إﻳﺜﺎر ﻣﻦ ﻳَﻜﺘﻔﻲ ﺑﺬاﺗِﻪ ﻣﺮآﺰًا ﻟﻠﻜﻮْن. ﻞ ﻻ ﻳﻘﺎﺗ ُ ج َﻣﺴْﻠﻮ ً آﺎن ﻓﻲ ﺻِﺒﺎﻩ ﻗﺪﺧ َﺮ َ اﻷﺑﺪﻳّﺔ وَﻟ ْﻢ ﻳﻌُﺪ اﻟﻰ دارﻩ ﻣﻦ ﺣﻴﻨِﻬﺎ، ﺴ َﺮ ﻓﻲ ﺳﻮﻳﺪاء ﺷﻘﺎءُﻩ اﻟ َﻘﻬْﺮي آﻠﻤﺎ اﻧﺤ َ ﻗﻠْﺒﻪ ﻳﺸﻌُﺮ ﺑﺮﻏﺒ ٍﺔ ﻋﺎرﻣﺔ ﻻﺟﺘﻴﺎح اﻟﻔِﻀﺎء. ﺖ هﺬا اﻟﻜﻮن اﻟﺮّاﺋﻊ ﻳُﻔﺰﻋُﻪ!. ﺻ ْﻤ ُ َ و ﺗﻜﺮا ُر اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻴﻮْﻣﻴّﺔ ﻻ َﻳﻌْﻨﻲ ﺑﺎﻟﻨّﺴﺒﺔ إﻟﻴ ِﻪ ﻧﺠﺎﺣﻪ ﻓﻲ اﻟﺒَﻘﺎء؛ واﻧّﻤﺎ ﻧﺠﺎح اﻟﺤَﻴﺎة ذاﺗﻬﺎ ﻞ ﺻَﺒﺎح. ﺶ ﺑﺎﻟﺠﻤﻴﻊ آ ّ ﻄ ُ آﺂﻟ ٍﺔ ﻣﺘﻔﻮّﻗﺔ ﺗﺒ ِ ي ﻻ ﺗﻜﻔﻴﻪ ﺳﺎﻋﺎت ﻖ وﺟﻮد ّ ﻋﻠﻰ ﻗَﻠ ٍ ﺴَﻢ ﺑﺄن ﻻّﻳﺮى اﻟﺼّﺒﺎح. اﻟﻤَﺴﺎ ِء وﻗﺪ أﻗ َ ب ﻗﺪﻳﻢ، ﺢ اﻟﻐِﻮاﻳﺔ ﺗﻄﻨّﻪ ﻣﺤﺎر ٌ وﺟ ُﻬ ُﻪ ﺗﺒﺎرﻳ ُ ث ﻗﺒﺮَﻩ ﻣﻴﻼدًا ﺳﺮّة اﻟﻠّﻴﻞ ﻗﺎﺋﻤًﺎ ﻳﺤﺮ ُ ﻻﻳﺒﺮح ُ ﻓﻲ آﻞ ﺳَﻄْﺮ ﻳﻜﺘﺒُﻪ ﺑﺎﻟﻤﺎ ِء واﻟﻨّﺎر، ﻚ اﻟﻘﺼﻴﺪةُ، ﻒ ُﻣﻤَﻐﻨﻄًﺎ ﺳﻨﺎﺑ َ َﻳﻨْﺘﺸ ُﺮ ﻳﺮﺗﺠ ُ ﺛﻢ ﻳﺠﺘﻤﻊ و ﻳﺮﺣﻞ .ﺗﻈﻞ اﻟﻮرﻗﺔ ق ﺑﺄﻟﻒ آُﺮ ٍة أرﺿﻴّﺔ! ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ آﺎﻧﺖ ﺗﻐﺮ ُ ﻗﺪﻳﻤًﺎ ﺗﺪو ُر وﺗﺤُﻠ ُﻢ أﻏﻨﻴﺎﺗًﺎ ﻣﺘﺄﻟّﻘﺔ ﺣﺘّﻰ ﻦ اﻷﻏﻨﻴﺎت اﺳﺘﻘﺎﻟَﺖ اﻟﻤَﺴﺎء ،ﻟﻜ ّ ﻷﻧﻬﺎ أﺻﻴﺒﺖ ﺑﺎﻟﺪوار. اﻟﺸّﺎﻋ ُﺮ ﻻ ﻳﺘﺮﻓّ ُﻊ ﺑﺎﻟﻠّﻐﺔ*! ﻟﻜﻨﻪ ﻳﺸﻌﻠُﻬﺎ ق ﺾ اﻟﺮّﻣﺎ َد ﻋﻦ أﺑﻴﺎت ﻗﺼﻴﺪ ٍة ﺗﺤﺘﺮ ُ وﻳﻨﻔ ُ ﻓﺘﺎﺋﻠﻬﺎ و ﺗﻨﺘﻬﻲ ﺑﺎﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ ذاﺗﻬﺎ، ﺐ ﻣﺮﺛﺎة ً ﻟﻠﺪّﺧﺎن. و ﻟﻦ ﻳﻜﺘ َ ﺷﺎﻋﺮ وﻣﺘﺮﺟﻢ ﻣﻦ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﺧﻤﻴﺲ ﻣﺸﻴﻂ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -١ﻗﻮل آﺎن ﺷﺎﺋﻌًﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺮون اﻟﻮﺳﻄﻰ ﻣﻌﻨﺎﻩ أﻧﺎ ﻣﺆﻣﻦ ﻻن ذﻟﻚ ﻳﻨﺎﻗﺾ اﻟﻌﻘﻞ -٢ﺑﻴﻜﻴﺖ -٣أﺣﻤﺪ اﻟﻤﻼ 8
اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻋﺪد ١٥ﻣﺎرس ٢٠٠٨ -٤اﻟﻤﺴﻴﺢ -٥ﺗﻲ إس اﻟﻴﻮت
9