مجلة تواصل - العدد الواحد والثلاثون

‫مجلة تواصل‬

‫العدد الواحد والثالثون |أغسطس ‪ | 2020‬ذو الحجة ‪1441‬هـ‬

‫‪1‬‬

‫مجلة تواصل‬

‫العدد الواحد والثالثون |أغسطس ‪ | 2020‬ذو الحجة ‪1441‬هـ‬

‫ال ضرر وال ضرار‬ ‫أمــر النبــي صلــى اللــه عليــه وســلم مــن أكل ثومـ ًـا أو بصـاً أن يعتــزل المســجد حتــى ال يــؤذي غيــره‬ ‫فالمالئكــة والنــاس يتـ ْ‬ ‫ـأذون بهــذه الروائــح؛ فمــا بالــك بمــن يحمــل األمــراض المعديــة!!‬ ‫فاألولــى لإلنســان أن يعتــزل المســاجد إن كان حام ـاً لمــرض معــدي حتــى ال يــؤذي غيــره‪ ،‬وهــذا‬ ‫مــن هــدي الحبيــب المصطفــى صلــى اللــه عليــه وســلم‪.‬‬ ‫فقــد قــال النبــي صلــى اللــه عليــه وســلم‪( :‬ال يــورد ممــرض علــى مصــح)‪ ،‬هــذا يعنــي أنــه ال ينبغــي‬ ‫لإلنســان المريــض أن يُ عــدي غيــره مــن األصحــاء والبــد لــه أن يلتــزم بيتــه ويعتــزل النــاس‪.‬‬ ‫وعلــى المصليــن أن يلتزمــوا بشــروط وزارة الصحــة فــي كل بلــد حتــى يحمــوا أنفســهم وغيرهــم‬ ‫قبــل القــدوم الــى المســجد‪ ،‬فكمــا قــال صلــى اللــه عليــه وســلم‪( :‬ال ضــرر وال ضــرار)‪.‬‬ ‫ـد َ‬ ‫ـات ب َغيــر َمــا َ‬ ‫ؤمنيـ َ‬ ‫َ‬ ‫﴿و َّالذيـ َ‬ ‫ـن َو ُ‬ ‫ـؤذون ُ‬ ‫ويقــول اللــه تعالــى‪َ :‬‬ ‫احت َملــوا‬ ‫ســبوا َف َقـ ِ‬ ‫اكت َ‬ ‫الم ِ‬ ‫الم ِ‬ ‫ـن يُ ـ‬ ‫ؤمنـ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ثمــا ُم ً‬ ‫ً‬ ‫ُهتانــا َو ِإ ً‬ ‫بينــا﴾‪.‬‬ ‫ب‬ ‫لذلــك إخوانــي األعــزاء أوصيكــم بتقــوى اللــه وعــدم التســبب بالضــرر الخوانكــم المســلمين‪،‬‬ ‫فمــن كان حامــا لمــرض معــدي فليلــزم بيتــه‪ ،‬ومــن كان صحيحــا ســالما مــن األمــراض فليلتــزم‬ ‫باإلرشــادات الصحيــة لــوزارة الصحــة عنــد دخــول المســجد ‪.‬‬ ‫نسأل الله السالمة والعافية لجميع المسلمين‪.‬‬ ‫بارك الله بكم وجزاكم خيرا‬

‫‪2‬‬

‫مجلة تواصل‬

‫اﻟﺘﺄﺳﻴﺲ‪:‬‬ ‫اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ‪:‬‬

‫العدد الواحد والثالثون |أغسطس ‪ | 2020‬ذو الحجة ‪1441‬هـ‬

‫ﺗﺄﺳﺲ ﻣﺮﻛﺰ ﺗﻮاﺻﻞ ﻓﻲ ﻋﺎم ‪ 2006‬ﺑﺪوﻟﺔ اﻟﻜﻮﻳﺖ وﻫﻮ ﺗﺎﺑﻊ ﻟﻠﻬﻴﺌﺔ اﻟﺨﻴﺮﻳﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ‪.‬‬ ‫ﻳﻌﺘﺒﺮ اﻟﻤﺮﻛﺰ اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ اﻟﻮﺣﻴﺪة اﻟﺘﻲ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﻣﺘﻜﺎﻣﻠﺔ ﺣﻮل اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ ﺑﺎﻟﺤﻮار واﻟﺘﻮاﺻﻞ ﻣﻊ ﻏﻴﺮ‬ ‫اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ وﻧﺸﺮ اﻹﺳﻼم ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ أﻧﺤﺎء اﻟﻌﺎﻟﻢ‪.‬‬

‫أﻫﺪاﻓـﻨـﺎ‪:‬‬

‫ﺗﺼﺤﻴﺢ ﺻﻮرة اﻹﺳﻼم وﺑﻴﺎن وﺳﻄﻴﺘﻪ وإﺑﺮاز ﺻﻮرﺗﻪ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﺑﻤﺎ ﻳﺤﻤﻞ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﻧﻲ ﺳﺎﻣﻴﺔ؛ ودﻋﻮة اﻟﻨﺎس ﻹﻋﺘﻨﺎﻗﻪ‬ ‫واﻹﻫﺘﻤﺎم ﺑﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ اﻟﺠﺪد‪.‬‬

‫رؤﻳـﺘــﻨـﺎ‪:‬‬ ‫رﺳﺎﻟﺘــﻨـﺎ‪:‬‬

‫أن ﻧﻜﻮن ﻣﻦ أﻧﺠﺢ اﻟﻤﺮاﻛﺰ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﻧﺸﺮ اﻹﺳﻼم وﺑﻴﺎن وﺳﻄﻴﺘﻪ وإﺑﺮاز ﺻﻮرﺗﻪ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ‪.‬‬ ‫اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻷﻣﻢ واﻟﺸﻌﻮب ﺑﺄﺧﻼق اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ وﻧﺸﺮ اﻹﺳﻼم وﺗﻌﺎﻟﻴﻤﻪ ﺑﺎﻟﺤﻜﻤﺔ واﻟﻤﻮﻋﻈﺔ اﻟﺤﺴﻨﺔ‪.‬‬

‫ﻣﺮاﻛﺰﻧــﺎ‪:‬‬

‫ﻫﻨﺎك ‪ 10‬ﻣﺮاﻛﺰ ﺗﻤﺜﻴﻠﻴﺔ ﺣﻮل اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﻨﺘﺸﺮة ﻓﻲ إﻳﻄﺎﻟﻴﺎ وﻓﻨﺰوﻳﻼ واﻟﻔﻠﺒﻴﻦ واﻟﻬﻨﺪ واﻟﻤﻜﺴﻴﻚ وﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﺒﻠﺪان‪،‬‬ ‫وﻫﻨﺎك أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ‪ 40‬ﻣﻜﺘﺐ ﺗﻤﺜﻴﻠﻲ ﺣﻮل اﻟﻌﺎﻟﻢ‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫مجلة تواصل‬

‫العدد الواحد والثالثون |أغسطس ‪ | 2020‬ذو الحجة ‪1441‬هـ‬

‫فتــاوى‬

‫بقلم الشيخ حامد هالل‬ ‫مدير عام بوزارة األوقاف المصرية‪.‬‬

‫أحكام االضحية‬ ‫ما حكم األضحية مع االستطاعة؟‬ ‫هــي ﺳﻨﺔ ﻣﺆﻛﺪﺓ‪ ،‬ﺗﺸﺮﻉ ﻟﻠﺮﺟﻞ ﻭاﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﺗﺠﺰﺉ ﻋﻦ اﻟﺮﺟﻞ ﻭﺃﻫﻞ ﺑﻴﺘﻪ‪،‬‬ ‫ﻭﻋﻦ اﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﺃﻫﻞ ﺑﻴﺘﻬﺎ‪.‬‬ ‫هل تجزئ الشاة عن الرجل وأهل بيته؟‬

‫ﺗﺠﺰﺉ اﻟﺸﺎﺓ اﻟﻮاﺣﺪﺓ ﻋﻦ اﻟﺮﺟﻞ ﻭﺃﻫﻞ ﺑﻴﺘﻪ؛ ﻷﻥ اﻟﻨﺒﻲ ﻛﺎﻥ ﻳﻀﺤﻲ ﻛﻞ‬ ‫ﺳﻨﺔ ﺑﻜﺒﺸﻴﻦ ﺃﻣﻠﺤﻴﻦ ﺃﻗﺮﻧﻴﻦ ﻳﺬﺑﺢ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻋﻨﻪ ﻭﻋﻦ ﺃﻫﻞ ﺑﻴﺘﻪ‪ ،‬ﻭاﻟﺜﺎﻧﻲ‬ ‫ﻭَﺣﺪَ اﻪﻠﻟ ﻣﻦ ﺃﻣﺘﻪ‪.‬‬ ‫ﻋﻤﻦ َّ‬ ‫هل للمضحي أن يشرك أحد في ثواب أضحيته؟‬ ‫له أن يشرك في ثوابها من شاء من األحياء واألموات‪.‬‬ ‫هــل تجــزئ أضحيــة الوالــد عنــي وعــن زوجتــي‬ ‫وأوالدي؟‬ ‫ﺇﺫا ﻛﻨﺖ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ ﻣﺴﺘﻘﻞ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺸﺮﻉ ﻟﻚ ﺃﻥ ﺗﻀﺤﻲ ﻋﻨﻚ ﻭﻋﻦ ﺃﻫﻞ‬ ‫ﺑﻴﺘﻚ‪ ،‬ﻭﻻ ﺗﻜﻔﻲ ﻋﻨﻚ ﺃﺿﺤﻴﺔ ﻭاﻟﺪﻙ ‪ ،‬فهي ﻋﻨﻪ ﻭﻋﻦ ﺃﻫﻞ بيته ﻷﻧﻚ ﻟﺴﺖ‬ ‫ﻣﻌﻬﻢ ﻓﻲ معيشــة واحــدة ‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫رجــل متــزوج بزوجتيــن األولــى عنــده واألخــرى‬ ‫عنــد أهلهــا هــل يلزمــه أضحيــة أم أضحيتيــن؟‬ ‫األضحيــة فــي البيــت الــذي هو فيه تكفي ألنهــا من أهلــه وإن كانت‬ ‫هي عنــد أهلها‪.‬‬ ‫هل يجوز االستدانة لالضحية؟‬ ‫ال حــرج أن يســتدين المســلم ليضحــي إذا كان عنــده قــدرة علــى‬ ‫الوفــاء‪ ،‬ﻛﺈﻧﺴﺎﻥ ﻟﻪ ﺭاﺗﺐ ﺷﻬﺮﻱ‪ ،‬ﺃﻭ ﺃﻧﻪ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ اﻟﻌﻴﺪ ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﻳﺪﻩ‬ ‫ﺷﻲء ﻟﻜﻨﻪ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻘﺮﺽ ﻣﻦ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻭﻳﻮﻓﻲ ﺇﺫا ﺟﺎء اﻟﺮاﺗﺐ‬ ‫ﻓﻬﺬا ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﻘﻮﻝ ﻟﻪ‪ :‬ﻟﻚ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﻘﺮﺽ ﺇﺫﻥ ﻭﺗﻀﺤﻲ ﺛﻢ ﺗﻮﻓﻲ‪.‬‬ ‫ﺃﻣﺎ ﺇﺫا ﻛﺎﻥ ﻻ ﻳﺄﻣﻞ اﻟﻮﻓﺎء ﻋﻦ ﻗﺮﻳﺐ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﺴﺘﺤﺐ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻘﺮﺽ‬ ‫ﻟﻴﻀﺤﻲ؛ ﻷﻥ ﻫﺬا ﻳﺴﺘﻠﺰﻡ ﺇﺷﻐﺎﻝ ﺫﻣﺘﻪ ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ‪.‬‬ ‫متى يكون وقت ذبح األضحية؟‬ ‫يــوم النحــر وأيــام التشــريق الثالثــة‪ ،‬وهــي مــن فــراغ صــاة العيد‬ ‫إلى مغيب الشــمس ليلة الثالث عشــرة‪ ،‬فتكون األيام أربعة‪ :‬هي‬ ‫يــوم العيــد وثالثة أيــام بعده‪.‬‬

‫مجلة تواصل‬

‫العدد الواحد والثالثون |أغسطس ‪ | 2020‬ذو الحجة ‪1441‬هـ‬

‫ما هي شروط االضحية؟‬ ‫‪ )١‬أن تكون من بهيمة األنعام‪ :‬وهي اإلبل والبقر والغنم‪.‬‬ ‫‪ )٢‬أن تبلــغ الســن المعتبــر شــرعً ا‪ :‬فــي الضــأن‪ :‬ســتة أشــهر وفــي‬ ‫المعــز‪ :‬ســنة‪ ،‬وفــي البقــر‪ :‬ســنتان وفــي اإلبــل‪ :‬خمــس ســنوات‪.‬‬ ‫‪ )٣‬أن تكــون ســليمة مــن العيــوب المانعــة مــن اإلجــزاء وهــي‪:‬‬ ‫العــوراء الب ِّيــن عورهــا والمريضــة الب ّين مرضها والعرجــاء الب ِّين‬ ‫عرجها والعجفاء التي ال ُتنقي (ليس فيها ُمخ‪ ،‬لهزلها وضعفها)‪.‬‬ ‫ما حكم األضحية بمقطوعة األذن أو القرن؟‬ ‫جائزةمجزئةلكنهامكروهة؛ألنهاناقصةالخلقة‪.‬‬

‫ﻓﺎﻷﻣﺮ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻭاﺳﻊ‪ ،‬ﻭﺃﻣﺎ اﻷﺿﺤﻴﺔ ﻋﻦ ﻧﻔﺲ اﻟﻤﺴﻠﻢ اﻟﺤﻲ ﻭﻋﻦ ﺃﻫﻞ‬ ‫ﺑﻴﺘﻪ ﻓﺴﻨﺔ ﻣﺆﻛﺪﺓ ﻟﻠﻘﺎﺩﺭ ﻋﻠﻴﻬﺎ‪ ،‬ﻭﺫﺑﺤﻬﺎ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ اﻟﺼﺪﻗﺔ ﺑﺜﻤﻨﻬﺎ‪.‬‬ ‫هــل يجــوز اشــتراك خمســة أفــراد فــي أضحيــة‬ ‫واحــدة؟‬ ‫ال يجزئ أن يشترك اثنان فأكثر اشتراك ملك في األضحية الواحدة‬ ‫من الغنم‪ ،‬ﺃﻣﺎ اﻻﺷﺘﺮاﻙ ﻓﻲ اﻟﺒﻘﺮﺓ ﺃﻭ اﻟﺒﻌﻴﺮ ﻓﻴﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﺸﺘﺮﻙ ﺳﺒﻌﺔ‬ ‫ﻓﻲ اﻟﻮاﺣﺪﺓ‪.‬‬

‫ماحكم ذبح الخصي في األضحية؟‬ ‫يجــوز أن يذبــح الخصــي فــي األضحيــة حتــى إن بعــض أهل العلم‬ ‫قــد َّ‬ ‫فضلــه علــى الفحــل ألن لحمه يكــون أطيب‪.‬‬ ‫كيف يقسم المضحي لحم األضحية؟‬ ‫الســنة للمضحــي‪ :‬أن يــأكل منها ‪ ،‬ويهــدي ألقاربه وجيرانه منها‪،‬‬ ‫ويتصدق منها‪.‬‬ ‫ما الحكمة من تقسيم لحم األضحية أثالثا؟‬ ‫حتىيجتمعفياألضحيةثالثةأمورمقصودةشرعية‪:‬‬ ‫األول‪ :‬التمتع بنعمة اهلل وذلك في األكل منها‪.‬‬ ‫الثاني‪ :‬رجاء ثواب اهلل وذلك بالصدقة منها‪.‬‬ ‫الثالث‪:‬التودّدإلىعباداهللوذلكبالهديةمنها‪.‬‬ ‫أيهمــا أفضــل فــي األضحيــة كبيــرة الحجــم كثيــرة‬ ‫الشــحم واللحــم أم غاليــة الثمــن؟‬ ‫ﻓﺈﺫا ﻧﻈﺮﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﻔﻌﺔ اﻷﺿﺤﻴﺔ ﻗﻠﻨﺎ اﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﺃﻓﻀﻞ‪ ،‬ﻭﺇﻥ ﻗﻠﺖ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ‪،‬‬ ‫ﻭﺇﻥ ﻧﻈﺮﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﺻﺪﻕ اﻟﺘﻌﺒﺪ ﻪﻠﻟ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻗﻠﻨﺎ ﻛﺜﻴﺮﺓ اﻟﺜﻤﻦ ﺃﻓﻀﻞ‪،‬‬ ‫ﻓﺎﻧﻈﺮ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺃﺻﻠﺢ ﻟﻘﻠﺒﻚ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﺭﺃﻳﺖ ﺃﻥ اﻟﻨﻔﺲ ﻳﺰﺩاﺩ ﺇﻳﻤﺎﻧﻬﺎ ﻭﺫﻟﻬﺎ‬ ‫ﻪﻠﻟ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺑﺒﺬﻝ اﻟﺜﻤﻦ ﻓﺎﺑﺬﻝ اﻟﺜﻤﻦ اﻟﻜﺜﻴﺮ‪.‬‬ ‫هــل إهــداء لحــم األضحيــة يكــون نــيء أم‬ ‫مطبــو خ ؟‬ ‫اإلهداء والصدقة إنما يكون في اللحم النيء دون المطبوخ‪.‬‬ ‫هــل يجــوز أن يجمــع لحــم األضاحــي ثــم يــوزع‬ ‫علــى الفقــراء ولــو تأخــر عــن يــوم العيــد؟‬ ‫ال بأس به أكل اللحم وتوزيعه ال حد له‪.‬‬ ‫حكم التصدق بثمن األضحية؟‬ ‫إﻥ ﻛﺎﻧﺖ اﻷﺿﺤﻴﺔ ﻣﻨﺼﻮﺻﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﻒ ﺃﻭ اﻟﻮﺻﻴﺔ ﻟﻢ ﻳﺠﺰ ﻟﻠﻮﻛﻴﻞ‬ ‫اﻟﻌﺪﻭﻝ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻰ اﻟﺼﺪﻗﺔ ﺑﺜﻤﻨﻬﺎ‪ ،‬ﺃﻣﺎ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻄﻮﻋﺎ ﻋﻦ ﻏﻴﺮﻩ‬

‫‪5‬‬

‫مجلة تواصل‬

‫العدد الواحد والثالثون |أغسطس ‪ | 2020‬ذو الحجة ‪1441‬هـ‬

‫النشاطات الدعوية‬ ‫لمركز تواصل‬

‫تعريف الناس‬ ‫باإلسالم في فنزويال‬ ‫عن طريق توزيع‬ ‫المطويات الدعوية‬ ‫عليهم والتحدث‬ ‫معهم عن تعاليم‬ ‫اإلسالم السمحة‪.‬‬

‫‪6‬‬

‫مجلة تواصل‬

‫العدد الواحد والثالثون |أغسطس ‪ | 2020‬ذو الحجة ‪1441‬هـ‬

‫توزيع المطويات‬ ‫الدعوية وتعريف‬ ‫الناس باإلسالم في‬ ‫الهند‬

‫التعريف باإلسالم‬ ‫في الهند عن‬ ‫طريق توزيع‬ ‫المطويات الدعوية‬ ‫والتحدث مع الناس‬ ‫عن تعاليم اإلسالم‬

‫‪7‬‬

‫مجلة تواصل‬

‫العدد الواحد والثالثون |أغسطس ‪ | 2020‬ذو الحجة ‪1441‬هـ‬

‫االقليات المسلمة‬ ‫التعايش االيجابي‬ ‫والحاجز الوهمي‬

‫بقلم أ‪ .‬خالد الصبيحي‬ ‫رئيس مجلس إدارة‬ ‫المركز العالمي للتواصل الحضاري‬

‫الحمــد هلل والصــاة والســام علــى أشــرف خلــق اهلل‬ ‫وعلــى آلــه وأصحابــه أجمعيــن وبعــد‪،‬‬ ‫فــإن اإلســام يدعــو إلــى التعايــش والتواصــل والتعــارف‬ ‫بيــن النــاس والتعامــل معهــم بالرحمــة واإلحســان‬ ‫والعــدل‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫قــال تعالــى‪﴿ :‬يــا أ ُّي َهــا ال ّن ُ‬ ‫ــاس ِإ ّنــا خ َلقناكــم ِمــن‬ ‫َذ َك ٍــر وَ ُأنثــى وَ َج َع ُ‬ ‫بائ َ‬ ‫عارفــوا ِإ َّن‬ ‫ــل ِل َت َ‬ ‫لناكــم ُشــعوبًا وَ َق ِ‬ ‫كر َم ُكــم ِعنــدَ ال َّل ِــه َأ ُ‬ ‫بيــر﴾‪.‬‬ ‫تقاكــم ِإ َّن ال َّلــهَ عَ ٌ‬ ‫َأ َ‬ ‫ليــم َخ ٌ‬ ‫قات ُ‬ ‫وقــال تعالــى‪﴿ :‬ال ي ُ‬ ‫َنهاكـ ُـم ال َّلـ ُـه عَ ـ ِـن ا َّلذيـ َ‬ ‫لوكم‬ ‫ـن َلــم يُ ِ‬ ‫خر ُ‬ ‫يار ُكــم َأن َتب َّر ُ‬ ‫وهــم‬ ‫جوكــم ِمــن ِد ِ‬ ‫ِفــي الدّ يـ ِـن وَ َلــم يُ ِ‬ ‫قسـ َ‬ ‫ـطين﴾‬ ‫ـب ُ‬ ‫قســطوا ِإ َل ِ‬ ‫يهــم ِإ َّن ال َّلــهَ يُ ِحـ ُّ‬ ‫الم ِ‬ ‫وَ ُت ِ‬ ‫إخوانــي الكــرام‪ ،‬التعايــش هــو أن تعيــش فئــة مــن‬ ‫النــاس باحتــرام ومحبــة فيمــا بينهــم مــع اختــاف‬ ‫أديانهــم وثقافاتهــم وأعراقهــم فــي بقعــة جغرافيــة‬ ‫واحــدة‪.‬‬ ‫فــي ضمــن هــذا التعايــش ممكــن أن يكــون اإلنســان‬ ‫مؤث ـرًا أو متأث ـرًا أو كالهمــا وذلــك فــي إطــار اختالطــه‬ ‫وتواصلــه مــع هــؤالء النــاس ‪ ،‬والمســلم الفطــن هــو‬ ‫الــذي يؤثــر فــي غيــره بأخالقــه وحســن معاملتــه التــي‬ ‫أمرنــا بهــا إســامنا الحنيــف‪.‬‬ ‫ينقسم التعايش إلى أربعة أقسام وهي‪:‬‬

‫‪8‬‬

‫‪ )١‬التعايــش مــع النفــس‪ ،‬وهــو عــن طريــق مراجعــة‬ ‫األفــكار واألقــوال واألفعــال ومحاولــة تطويــر الــذات‬ ‫واكتشــاف إيجابياتهــا وســلبياتها‪.‬‬ ‫‪ )٢‬التعايــش مــع اآلخــر ســلبيًا‪ ،‬وهــو مــا يقــع بــه‬ ‫بعــض المســلمين مــن ســوء معاملــة مــع اآلخريــن‬ ‫وإظهــار العــداء لهــم‪ ،‬ممــا يغــذي ســوء فهــم أولئــك‬ ‫لإلســام ويؤثــر ســلبيا علــى بقيــة المســلمين‪ ،‬وهــؤالء‬ ‫ولألســف يســيؤون لإلســام والمســلمين ‪ ،‬وهــم الذيــن‬ ‫يســتغلهم اإلعــام الظالــم لتشــويه صــورة اإلســام‪.‬‬ ‫‪ )٣‬التعايــش المحايــد‪ ،‬وهــو أن ينعــزل اإلنســان عــن‬ ‫محيطــه ومجتمعــه وينطــوي علــى نفســه وعائلتــه‬ ‫بحجــة ضيــق وقتــه وكثــرة مشــاكله‪ ،‬وهــذا النــوع هــو‬ ‫ســلبي أيضــا‪.‬‬ ‫«المؤم ُ‬ ‫ــن الــذي‬ ‫قــال النبــي صلــى اهلل عليــه وســلم‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫خال ُ‬ ‫َصبــرُ علــى ُ‬ ‫ــم ‪ ،‬أفضــل مــن‬ ‫ــط‬ ‫أذاه ْ‬ ‫يُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫النــاس و ي ِ‬ ‫ـاس و ال يَصبــرُ علــى ُ‬ ‫أذاه ْم»‪.‬‬ ‫خالـ ُـط ال َّنـ َ‬ ‫ِ‬ ‫المؤمـ ِـن ا َّلــذي ال يُ ِ‬ ‫‪ )٤‬التعايــش اإلبداعــي‪ ،‬وهــو التعايــش االيجابــي عــن‬ ‫طريــق التواصــل مــع اآلخريــن باحتــرام ومحبــة؛‬ ‫واالبــداع فــي إظهــار صــورة اإلســام الحقيقيــة عــن‬ ‫طريــق إقامــة النشــاطات واألفــكار الجميلــة المؤثــرة‬ ‫التــي تبــرز تعاليــم وأخــاق اإلســام الســمحة‪.‬‬

‫مجلة تواصل‬

‫العدد الواحد والثالثون |أغسطس ‪ | 2020‬ذو الحجة ‪1441‬هـ‬

‫مثــال علــى ذلــك‪ :‬توزيــع الهدايــا علــى الجيــران‬ ‫بمناســبة العيــد وتعريفهــم بســماحة االســام‪،‬‬ ‫وتقديــم المســاعدات للفقــراء والمســاكين؛ وغيرهــا‬ ‫مــن النشــاطات الخيريــة واإلنســانية التــي تــزرع‬ ‫المحبــة واإلحســان فــي نفــوس النــاس وتعرفهــم‬ ‫بســماحة االســام وإحســانه وعدلــه ورحمتــه‪.‬‬ ‫اخوانــي الكــرام‪ ،‬إن الكلمــة الطيبــة واالبتســامة‬ ‫وحســن المعاملــة لهــي الــدواء لــكل حاجــز يُ بعــد‬ ‫بيــن النــاس ‪.‬‬ ‫قــال النبــي صلــى اهلل عليــه وســلم‪ « :‬تبســمك فــي‬ ‫وجــه أخيــك صدقــة «‪.‬‬ ‫َأمــرُ ِب َ‬ ‫حســان‬ ‫ــدل وَ ِاإل‬ ‫وقــال تعالــى‪﴿ِ :‬إ َّن ال َّلــهَ ي ُ‬ ‫ِ‬ ‫الع ِ‬ ‫إيتــاء ِذي ُ‬ ‫الم َ‬ ‫نك ِــر‬ ‫ــن ال َف‬ ‫وَ‬ ‫حشــاء وَ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫القربــى وَ يَنهــى عَ ِ‬ ‫َغــي ي َِع ُظ ُكــم َل َع َّل ُكــم َت َذ َّك َ‬ ‫ــرون﴾‬ ‫وَ الب ِ‬ ‫يقــول عمــر بــن الخطــاب رضــي اهلل عنــه‪ :‬كونــوا‬ ‫دعــاة إلــى اهلل وأنتــم صامتــون قبــل كيــف؟ قــال‬ ‫بأخالقكــم‪.‬‬ ‫إخوانــي المســلمين‪ ،‬كونــوا مثــاال يقتــدى بــه فــي‬ ‫فــن التعايــش االبداعــي والمحبــة واالحســان‪،‬‬ ‫وازرعــو تعاليــم اإلســام الســمحة فــي كل بلــدان‬ ‫العالــم وأذيبــو الحواجــز الوهميــة بينكــم وبيــن‬ ‫النــاس بالــكالم الطيــب والمعاملــة الراقيــة وكونــوا‬ ‫ســفراء لالســام فــي بــاد المهجــر وأبشــروا بالخيــر‬ ‫إن شــاء اهلل‪.‬‬

‫‪9‬‬

‫مجلة تواصل‬

‫العدد الواحد والثالثون |أغسطس ‪ | 2020‬ذو الحجة ‪1441‬هـ‬

‫قصص‬ ‫القرأن‬ ‫قصة‬ ‫أصحاب‬ ‫الكهف‬ ‫أصحــاب الكهــف مــن َّ‬ ‫الشــخصيات التــي أوردهــا‬ ‫اللــه ســبحانه وتعالــى لنــا فــي القــرآن الكريــم؛‬ ‫لمــا فيهــا مــن العبــر والعظــات التــي يجــب علــى‬ ‫المســلمين أن َّ‬ ‫يطلعــوا عليهــا ويســتفيدوا‬ ‫منهــا‪.‬‬ ‫ــم َي ْ‬ ‫وأنــزل اللــه تعالــى ســورة ُس ِّ‬ ‫ت “ســورة‬ ‫الكهــف” بمناســبة ذكرهــا لقصتهــم؛ قــال‬ ‫ســبْ َ‬ ‫ــاب ْال َك ْ‬ ‫ت َأ َّن َأ ْص َح َ‬ ‫يــم‬ ‫ه ِ‬ ‫تعالــى‪َ :‬أ ْم َح ِ‬ ‫ــف َوالر َِّق ِ‬ ‫ـن آيَ ات َِنــا َع َجبً ــا إ ْذ َأ َوى ْال ِف ْت َيـ ُ‬ ‫َك ُانــوا ِمـ ْ‬ ‫ـة ِإ َلــى ْال َك ْ‬ ‫ـف‬ ‫هـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َح َمـ ً‬ ‫ه ِّيـ ْ‬ ‫ـئ َل َنــا ِمـ ْ‬ ‫َف َق ُالــوا َرب َ​َّنــا آت َِنــا ِمـ ْ‬ ‫ـة َو َ‬ ‫ـن َل ُد ْنـ َ‬ ‫ـك ر ْ‬ ‫ـن‬ ‫ــدا َف َضرَبْ َنــا َع َلــى َ‬ ‫ــم ِفــي ْال َك ْ‬ ‫ِه ْ‬ ‫َأ ْم ِر َنــا ر َ​َش ً‬ ‫ــف‬ ‫ه ِ‬ ‫آذان ِ‬ ‫ــم ل َِن ْع َل َ َ‬ ‫ِســن َ‬ ‫ــم بَ َع ْث َن ُ‬ ‫اه ْ‬ ‫ــد ًدا ُث َّ‬ ‫ِين َع َ‬ ‫ي ْالحِ ْز ْ‬ ‫ــن‬ ‫بَي ِ‬ ‫ــم أ ُّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َأ ْح َصــى ل َِمــا َل ِبثــوا أ َم ً‬ ‫ــدا [الكهــف‪.]9-12 :‬‬ ‫القصــة َّ‬ ‫َّ‬ ‫أن أصحــاب‬ ‫أكــد اللــه تعالــى فــي بدايــة‬ ‫ً‬ ‫شــيئا عجيبً ــا بالنســبة‬ ‫الكهــف لــم يكونــوا‬ ‫بَي َ‬ ‫ل وعــا‪ ،‬ثــم َّ‬ ‫ــن أنهــم لجــأوا إليــه‬ ‫لقدرتــه جــ َّ‬ ‫هي َ‬ ‫ســبحانه وتعالــى عســى ْ‬ ‫ً‬ ‫أن يُ ِّ‬ ‫رشــدا‬ ‫ــئ لهــم‬ ‫مــن أمرهــم‪ ،‬بعــد أن خالفــوا قومهــم وآمنــوا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫آمنــة‬ ‫حيــاة‬ ‫باللــه وفــرُّوا مــن بطشــهم وتركــوا‬ ‫ـول يبــدو أنــه صعـ ٌ‬ ‫ـب‬ ‫بمقاييــس الدنيــا إلــى مجهـ ٍ‬ ‫خشـ ٌ‬ ‫ـد عــن‬ ‫ـف بعيـ ٍ‬ ‫ـاس؛ حيــث لجــأوا إلــى كهـ ٍ‬ ‫ـن قـ ٍ‬ ‫النــاس‪ ،‬فــرارًا بدينهــم مــن مجتمـ ٍـع يأبــى اإليمــان‬ ‫بــه ســبحانه وتعالــى‪.‬‬ ‫بإخالص‬ ‫فقــد طلــب أصحــاب الكهــف رحمــة ربهــم‬ ‫ٍ‬

‫‪10‬‬

‫طلب أصحاب الكهف‬ ‫بإخالص‬ ‫رحمة ربهم‬ ‫ٍ‬ ‫وصدق‬ ‫ه ُ‬ ‫ــؤلَءِ َق ْو ُم َنــا َّات َخ ُ‬ ‫ــذوا ِم ْ‬ ‫وصــدق‪ ،‬قــال تعالــى‪َ :‬‬ ‫ــن‬ ‫ٍ‬ ‫ــولَ يَ ْ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ِّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ــن‬ ‫بَي‬ ‫ان‬ ‫ط‬ ‫ــل‬ ‫س‬ ‫ُ‬ ‫ب‬ ‫ــم‬ ‫ه‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ــون‬ ‫ت‬ ‫أ‬ ‫ل‬ ‫ــة‬ ‫ِه‬ ‫ل‬ ‫آ‬ ‫ُدونِــهِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َف َم ْ‬ ‫ــن أظل ُ‬ ‫ــن افتــرَى َعلــى اللــهِ َكذِ بًــا َو ِإ ِذ‬ ‫ــم ِم َّم ِ‬ ‫اللــه َف ْ‬ ‫ــد َ‬ ‫اع َت َز ْل ُت ُم ُ‬ ‫وه ْ‬ ‫ــم َو َمــا يَ ْعبُ ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ــأ ُووا ِإ َلــى‬ ‫ون ِإلَّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َح َمتِ ــهِ َويُ ه ِّيــئ لكـ ْ‬ ‫ـم َربُّكـ ْ‬ ‫ـف يَ نشـ ْر لكـ ْ‬ ‫ـم ِمــن ر ْ‬ ‫ـم‬ ‫ْالكهـ ِ‬ ‫ِم ْ‬ ‫ــن َأ ْم ِر ُك ْ‬ ‫ــم ِمر َْف ًقا[الكهــف‪.]15-16 :‬‬ ‫َّ‬ ‫فهيــأ اللــه لهــم أكثــر ممــا كانــوا يطلبــون‪ ،‬فجزاهم‬ ‫اللــه خيــر جــزاءٍ ‪َ ،‬‬ ‫وخ َّلـ َ‬ ‫ـد ذكرهــم إلــى يــوم القيامــة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وأســوة يعتبــر النــاس بقصتهــم‬ ‫قــدوة‬ ‫وجعلهــم‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫إخــاص اإليمــان للــه‪ ،‬والت َو ُّجــهِ لــه‬ ‫أهميــة‬ ‫فــي‬ ‫ِ‬ ‫أحــد غيــرَه‬ ‫ٍ‬ ‫إشــراك‬ ‫ِ‬ ‫ســبحانه وتعالــى وحــده دون‬ ‫أرض أو راحــةٍ ‪ ،‬وجعــل لهــم ً‬ ‫آيــة‬ ‫مــال أو‬ ‫معــه مــن‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫هيــأ اللــه لهــم الكهــف؛ فت َحت ُ‬ ‫عظيمــة؛ فقــد َّ‬ ‫ــه‬ ‫َّ‬ ‫ــمالية‪ ،‬بحيــث ال تخترقــه أشــعة الشــمس عنــد‬ ‫َش‬ ‫الشــروق‪ ،‬وتكــون أبعــد عــن فتحتــه عنــد الغــروب‪،‬‬ ‫فيكــون َّ‬ ‫الكهــف معتــدلً‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫جــو‬ ‫ونامــوا فيــه ثالثمائــة وتســعة ســنين َّ‬ ‫متصلــة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫يمينــا‬ ‫يتقلبــون فــي نومهــم هــذا‬ ‫وجعلهــم‬

‫مجلة تواصل‬

‫العدد الواحد والثالثون |أغسطس ‪ | 2020‬ذو الحجة ‪1441‬هـ‬

‫وشــمالً؛ لعلــه لحفــظ أجســامهم‪ ،‬كمــا جعلهــم‬ ‫َ‬ ‫الخــوف والر َ‬ ‫علــى هيئــة َت ْجل ُ‬ ‫ُّعــب وتدفــع‬ ‫ِــب‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫حفظــا لهــم مــن وصــول‬ ‫الناظــر إليهــم للفــرار؛‬ ‫تعالى‪:‬و َتــرَى َّ‬ ‫الش ْ‬ ‫َ‬ ‫ــم َس ِإ َذا‬ ‫أحــد إليهــم؛ قــال‬ ‫ٍ‬ ‫ــت َت َ‬ ‫ــم َذ َ‬ ‫َط َل َع ْ‬ ‫او ُر َع ْ‬ ‫ــن َك ْ‬ ‫ــز َ‬ ‫ه ْ‬ ‫يــن َو ِإ َذا‬ ‫ه ِف ِ‬ ‫ات ْال َي ِم ِ‬ ‫ات ِّ‬ ‫ـم َذ َ‬ ‫َغ َر َبـ ْ‬ ‫ال َو ُ‬ ‫ـت َت ْق ِر ُض ُ‬ ‫الشـ َ‬ ‫هـ ْ‬ ‫هـ ْ‬ ‫ـم ِفــي َف ْجـ َـوةٍ‬ ‫ـم ِ‬ ‫ــات اللــهِ َم ْ‬ ‫ِــك ِم ْ‬ ‫اللــه َف ُ‬ ‫ــن يَ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ــه َذل َ‬ ‫ُ‬ ‫ِم ْن ُ‬ ‫ــو‬ ‫ــد‬ ‫ه ِ‬ ‫ــن آيَ ِ‬ ‫ل َف َل ْ‬ ‫ــد َو َم ْ‬ ‫ْال ُم ْ‬ ‫ْش ً‬ ‫ــن َت ِج َ‬ ‫ــد َل ُ‬ ‫ــدا‬ ‫ــه َول ًِّيــا ُمر ِ‬ ‫ه َت ِ‬ ‫ــن يُ ْضلِــ ْ‬ ‫َ‬ ‫ه ْم أيْ َق ً‬ ‫ـم َذ َ‬ ‫اظــا َو ُ‬ ‫ـود َو ُن َق ِّلبُ ُ‬ ‫ســبُ ُ‬ ‫ـم ر ُ​ُقـ ٌ‬ ‫هـ ْ‬ ‫هـ ْ‬ ‫ات‬ ‫َو َت ْح َ‬ ‫ات ِّ‬ ‫يــن َو َذ َ‬ ‫ال َو َك ْلبُ ُ‬ ‫الش َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ــط ِذر َ‬ ‫اس ٌ‬ ‫َاع ْيــهِ‬ ‫ــم بَ ِ‬ ‫ْال َي ِم ِ‬ ‫ــم ِ‬ ‫ـم َل َو َّل ْيـ َ‬ ‫اط َل ْعـ َ‬ ‫ـت ِم ْن ُ‬ ‫هـ ْ‬ ‫هـ ْ‬ ‫ـو َّ‬ ‫ـم ِفرَارًا‬ ‫ـت َع َل ْي ِ‬ ‫ِب ْال َو ِصيـ ِ‬ ‫ـد َلـ ِ‬ ‫َو َل ُمل ِْئ َ‬ ‫ــت ِم ْن ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫ــم ر ُْعبً ــا [الكهــف‪.]17-18 :‬‬ ‫ثــم بعثهــم اللــه مــن هــذا الرُّقــادِ الطويــل‬ ‫ليخبرهــم بنعمتــه التــي أنعمهــا عليهــم؛ قــال‬ ‫ِــك ب َ​َع ْث َن ُ‬ ‫ــاء ُلوا ب َْي َن ُ‬ ‫تعالــى‪َ :‬و َك َذل َ‬ ‫ه ْ‬ ‫اه ْ‬ ‫ــم ل َِي َت َ‬ ‫ــم‬ ‫س َ‬ ‫ل ِم ْن ُ‬ ‫ـم َل ِب ْث ُتـ ْ‬ ‫ـم َكـ ْ‬ ‫هـ ْ‬ ‫ـم َق ُالــوا َل ِب ْث َنــا يَ ْو ًمــا َأ ْو‬ ‫َقــا َ‬ ‫ل َقا ِئـ ٌ‬ ‫بَ ْعـ َ‬ ‫ـض يَ ـ ْـوم َق ُالــوا َرب ُ‬ ‫ـم ِب َمــا َل ِب ْث ُتـ ْ‬ ‫ـم َأ ْع َلـ ُ‬ ‫ُّكـ ْ‬ ‫ـم َفابْ َع ُثــوا‬ ‫ٍ‬ ‫هــذِ هِ إ َلــى ْال َم ِد َ‬ ‫ــم ِب َو ِر ِق ُك ْ‬ ‫َأ َح َد ُك ْ‬ ‫ينــةِ َف ْل َي ْن ُظــ ْر‬ ‫ــم َ ْ ِ‬ ‫ْ‬ ‫َأيُّ َ‬ ‫امــا َف ْل َيأت ُِكـ ْ‬ ‫هــا َأ ْز َكــى َط َع ً‬ ‫ق ِم ْنـ ُ‬ ‫ـه َو ْل َي َت َل َّط ْف‬ ‫ـم ِبـ ِـرز ٍ‬ ‫ـعر َّ‬ ‫ـم ِإ ْن يَ ْظ َ‬ ‫ـدا ِإ َّن ُ‬ ‫هـرُوا َع َل ْي ُكـ ْ‬ ‫هـ ْ‬ ‫َن ِب ُكـ ْ‬ ‫ـم َأ َحـ ً‬ ‫ـم‬ ‫َولَ يُ ْشـ ِ‬ ‫يد ُ‬ ‫ْج ُم ُ‬ ‫ــم َو َل ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫وك ْ‬ ‫وك ْ‬ ‫ــم َأ ْو يُ ِع ُ‬ ‫يَ ر ُ‬ ‫ــن‬ ‫ــم ِفــي ِم َّلتِ ِ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ُت ْفل ُ‬ ‫ِحــوا ِإذا أب ً‬ ‫َــدا [الكهــف‪.]19-20 :‬‬ ‫فأرســلوا أحدهــم بدراهمهــم القديمــة التــي‬ ‫َّ‬ ‫ليتخي ـ َر لهــم‬ ‫كانــت معهــم قبــل ثالثمائــة عــام‪،‬‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫تغيــر‬ ‫طعامــا طيبً ــا‪ ،‬فنــزل إلــى المدينــة وقــد‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫طعامــا‬ ‫النــاس وتغيــرت دراهمهــم‪ ،‬فطلــب‬ ‫فســئل عنهــا إذ َل ْ‬ ‫ــم َت ُع ْ‬ ‫ــد ُتســتخدم‪،‬‬ ‫بدراهمــه‪ُ ،‬‬ ‫ً‬ ‫صالحــا‪ ،‬وقيــل‪:‬‬ ‫فذهبــوا بــه إلــى َملِكِ هــم وكان‬ ‫إن المدينــة حينئــذٍ صــارت مؤمنـ ً‬ ‫َّ‬ ‫ـة باللــه‪ ،‬فذهــب‬ ‫معــه‬

‫الملِــك إلــى أصحابــه‪ ،‬فدخــل عليهــم صاحبهــم‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫آيــة لقومهــم‬ ‫جميعــا‪ ،‬فكانــوا‬ ‫قبلــه‪ ،‬فماتــوا‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫بي ُ‬ ‫ل ُ‬ ‫وللعالميــن‪ُ ،‬ت ِّ‬ ‫الم ْطلقــة‬ ‫ــن قــدرة اللــه عــز وجــ َّ‬ ‫التــي ليــس لهــا حــدود‪ُ ،‬‬ ‫وت ِّ‬ ‫جــزاء الصالحيــن‬ ‫بيــن‬ ‫َ‬ ‫المخلصيــن للــه ســبحانه وتعالــى وتنزيهــه عــن‬ ‫ا لشــر كا ء ‪.‬‬

‫قصة أصحاب الكهف دروس‬ ‫وعبر‪:‬‬

‫جعــل اللــه هــؤالء القــوم يعثــرون علــى أصحــاب‬ ‫َّ‬ ‫ليتأملــوا هــذه الكرامــات التــي يمنحهــا‬ ‫الكهــف؛‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫عبــاده الصالحيــن‪ ،‬قــال تعالــى‪َ :‬و َكذل َ‬ ‫ِــك أ ْعثر َْنــا‬ ‫ــد اللــهِ َح ٌّ‬ ‫ه ْ‬ ‫ــم ل َِي ْع َل ُمــوا َأ َّن َو ْع َ‬ ‫الس َ‬ ‫ــاع َة لَ‬ ‫ــق َو َأ َّن َّ‬ ‫َع َل ْي ِ‬ ‫َ‬ ‫يهــا إ ْذ يَ َت َن َ‬ ‫از ُعـ َ‬ ‫ـم أ ْمر ُ‬ ‫ـون بَ ْي َن ُ‬ ‫ـب ِف َ‬ ‫هـ ْ‬ ‫رَيْ ـ َ‬ ‫َه ْم َف َق ُالــوا ابْ ُنوا‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ل الذِ يـ َ‬ ‫ـم بُن َيانــا َرب ُ‬ ‫هـ ْ‬ ‫ـم أ ْعلـ ُ‬ ‫ُّهـ ْ‬ ‫هـ ْ‬ ‫ـن غلبُ ــوا‬ ‫ـم ِب ِ‬ ‫َع َل ْي ِ‬ ‫ـم قــا َ‬ ‫ــم َل َن َّتخِ َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫ــج ًدا [الكهــف‪:‬‬ ‫ــذ َّن َع َل ْي ِ‬ ‫َع َلــى َأ ْم ِر ِ‬ ‫ــم َم ْس ِ‬ ‫‪ ،]21‬فلقــد َّ‬ ‫دلــت قصتهــم علــى إمكانيــة البعــث بعــد‬ ‫المــوت‪ ،‬وأن يــوم القيامــة حـ ٌّ‬ ‫ـان‬ ‫ـق‪ ،‬ثــم دعــوا إلــى بنيـ ِ‬ ‫ل‬ ‫ٍ‬ ‫مســجد عليهــم يتعبــدون للــه فيــه؛ لكــي تظــ َّ‬ ‫ذكراهــم حاضــرة وعبرتهــم قائمــة‪.‬‬ ‫ومــن دالالت هــذه القصــة ً‬ ‫أيضــا فــي ِّ‬ ‫الصياغــة‬ ‫َّ‬ ‫القرآنيــة‪َّ ،‬أنهــا أغفلــت ذكــر مدينتهم أو أســمائهم‪،‬‬ ‫ومــدةَ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫بــل قلل ْ‬ ‫َّ‬ ‫ــت مــن شــأن معرفــة عددهــم‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫ألهميــة‬ ‫تنبيهــا للمســلمين‬ ‫ـف‪،‬‬ ‫بقائِهــم فــي الكهـ ِ‬ ‫التركيــز علــى العبــر المســتفادة واالقتصــاد فــي‬ ‫ذكــر التفاصيــل التــي ال ِّ‬ ‫تحقيــق فائــدة‬ ‫تؤثــر فــي‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫العاليــة‪.‬‬ ‫حقيقيــة‪ ،‬وهــذا مــن بالغــة القــرآن‬

‫‪11‬‬

‫مجلة تواصل‬

‫العدد الواحد والثالثون |أغسطس ‪ | 2020‬ذو الحجة ‪1441‬هـ‬

‫أحداث شهرية‬ ‫وفاة أحد أوائل من أسلموا‬ ‫يف تواصل فرنسا‬

‫وفــاة أحــد أوائــل مــن أســلموا فــي تواصــل فرنســا قبــل ‪٢٠‬‬ ‫عــام‬ ‫الحــاج محمــد المولــود بإســم ريمونــد بلنجيــة فــي مدينــة‬ ‫باريــس فــي تاريــخ ‪ ٢٨‬نوفمبــر ‪ ،١٩٣٤‬بــدأ حياتــه فــي بيــع‬ ‫األقمشــة ليخــدم فــي العســكرية برتبــة صــف ظابــط فــي‬ ‫المغــرب لمــدة ‪ ٣٠‬شــهر‪.‬‬ ‫كان يخــدم تحــت إمرتــه المســلمون وكان يحيطهــم‬ ‫بالعنايــة فــي شــهر رمضــان وقــد يكــون من دعــوة أحدهم‬ ‫لــه أن دخــل فــي االســام عــام ‪٢٠٠٦‬م‪.‬‬ ‫بعــد عودتــه مــن المغــرب عمل كســائق شــاحنة في فرنســا‬ ‫لمــدة طويلــة‪ ،‬وبعــد اســامه تعــرف علــى أخــوة مــن‬ ‫الكويــت الشــيخ حامــد الرفاعــي والشــيخ خالــد الصبيحــي‬ ‫الذيــن أهــدوه الحــج عــام ‪ ٢٠٠٨‬والــذي تأجــل بســبب‬ ‫إصابتــه بســرطان المــريء ليحــج فــي العــام الــذي يليــه‪.‬‬ ‫دخــل األخ محمــد فــي مرحلــة الشــيخوخة والضعــف مــن ‪٣‬‬ ‫ســنوات ليتوفــاه اللــه تعالــى بعــد إصابتــه بوبــاء الكورونــا‪.‬‬ ‫نســأل اللــه لــه الرحمــة والمغفــرة والجنــة وإنــا للــه وإنــا إليــه‬ ‫راجعون‪.‬‬

‫‪12‬‬

‫مجلة تواصل‬

‫العدد الواحد والثالثون |أغسطس ‪ | 2020‬ذو الحجة ‪1441‬هـ‬

‫األسئلة‪:‬‬ ‫الـأجوبة‬ ‫‪ )١‬من هو النبي الذي دعا قومه ‪ ٩٥٠‬سنة؟‬ ‫‪ )٢‬ما هي خير أيام السنة؟‬ ‫‪ )٣‬صيــام هــذا اليــوم ّ‬ ‫يكفــر اللــه بــه ذنــوب الســنة‬ ‫الماضيــة والالحقــة‪ ،‬فمــا هــو هــذا اليــوم؟‬ ‫‪ )٤‬في أي شهر يحج المسلمون إلى مكة؟‬ ‫‪ )٥‬في أي سنة هجرية نعيش اليوم؟‬

‫‪ )١‬نوح عليه السالم‬ ‫‪ )٢‬العشر األوائل من شهر ذي الحجة‪.‬‬ ‫‪ )٣‬صيــام يــوم عرفــة (التاســع مــن ذي‬ ‫ا لحجــة )‬ ‫‪ )٤‬شهر ذي الحجة‪.‬‬ ‫‪ ١٤٤١ )٥‬هجري‬

‫‪13‬‬

‫هـ‬1441 ‫ | ذو الحجة‬2020 ‫العدد الواحد والثالثون |أغسطس‬

‫مجلة تواصل‬

KNOWING GOD IN THE TIME OF CORONA PART - 1111

By: Faten Sabri The Mercy of the Creator:

ogue with an atheist, I told him that It’s enough to understand or to believe that the Creator is waiting for us to judge us, and that He is very merciful with us. To make this idea very clear or very close to our minds, we just need to imagine that our mothers will be the one to judge us. How happy will we be? We will be so happy, relaxed, and relieved. For us, it’s enough for us to get reassurance in this life that our mothers are waiting to judge us on the day of judgement. So, there’s no need to be scared.

I gave him a simple example of the importance of knowing God. I told him: If they told you that Faten Sabri is a lion tamer for example, and that she has a strong and unforgiving personality.

When you come to meet her of course you will be careful to talk to her because you don’t know anything about her except that she has a tough personality.

But the people who know her will laugh at this claim and will be surprised be-

cause everyone knows very well that Faten is afraid of cats.

During the visit of a priest from the Vatican and his colleague to our center, I took him to show him the mosque. While we were discussing the concept of monotheism, I was telling them that God the Almighty, is the Creator, according to our faith. Allah the One and the Only, who does not come to earth in any animal form or human form, Who is very merciful, He has no son, no partner, He created us to have mercy on us, and he sent one message through many prophets to all nations. He sent this message with Prophet Abraham, Jacob, Moses, Jesus Christ, and more. Jesus Christ for us is a human messenger who was created without a father, without a male, as well as

14

‫هـ‬1441 ‫ | ذو الحجة‬2020 ‫العدد الواحد والثالثون |أغسطس‬

Prophet Adam, who was created without a father or a mother. We pray to God, we worship Him like Prophet Jesus did, and like Mary, the mother of Jesus, like Prophet Muhammad, but we don’t pray to Mary or to Jesus or to Muhammed.

We pray like them.

So, he told me that we don’t pray to Mary, but we use Mary as an intermediary to let our supplication reach the Creator. As you know, in most families, when the children want something from their father, they prefer to speak to the mother. The mother, first of all, she’s very merciful and she has a very soft heart, and she loves her children very much. So, she can take their requests and speak with her father. So that’s why we speak to Mary first, to let our supplication reach the Creator.

I told him: Yes, you are right, but this is in case the children don’t know the real nature of their father. They don’t know that he’s very merciful, more than their mothers, and he loves them more.

And maybe he doesn’t show this love.

He said: No, no,.. let me explain more about this point. Mary for us is like a tray. When you serve your guests, you put the juice or the water on a tray to give the visitor.

So, Mary is like a tray. We put our supplication on this tray to give it to the Creator.

I told him: Okay, so who was Mary’s tray? Mary prayed directly to God; she didn’t use anyone for her supplication to reach her Creator. She prayed directly to Him. So, who was Mary’s tray?

15

‫مجلة تواصل‬

This story was for me the starting point for spreading the true concept of God and was the reason for writing my book: The Original Concept of God, in which I wanted to explain to the world that the true concept of God is the missing point now.

Not knowing the Lord of the Worlds leads to misconceptions about God, such as being embodied in three hypostases or represented in the flesh of a human being.

Distorting the true concept of God in the Old Testament not only confused people’s minds and put them at a loss, but also caused them to resort to atheism and distract them from religion altogether.

The Torah, which God Almighty revealed to Moses, peace be upon him, stated that God, is the One and the Only. The One who is Eternal, Merciful, and Exalted is the Creator of every defect or deficiency, but we find in the Old Testament (the distorted Torah) that they claim certain attributes that do not fit God’s Majesty (Forgetting, Lack of Knowledge, Fear, Tiredness), Glory be to Him. In my childhood I always wondered why God Almighty mentioned in the Holy Qur’an that he created the heavens without getting tired and I was very surprised by the need to mention this point, as it is known that God Almighty does not get tired, until I started my conversations with non-Muslims, when I knew that the Christian believes that God When He created the heavens and the earth, He rested on Sunday. And they always ask me why Muslims do not consider Sunday to be a holy day and I say simply because God does not get tired to rest. Surprisingly, they laugh and say: yes, you are right.

‫مجلة تواصل‬

‫العدد الواحد والثالثون |أغسطس ‪ | 2020‬ذو الحجة ‪1441‬هـ‬

‫ﻓﺎﺋﻀﻜﻢ ﻓﺮﺣﻪ ﻟﻬﻢ‬

‫‪2 5 2 3 3 3 9 9‬‬ ‫‪9 9 0 0 4 9 8 8‬‬ ‫ٌ‬ ‫أﺟـﺮ إﻟـﻴـﻚ‬ ‫ﻫـﺒـﺔ ﻣـﻨـﻚ ‪ٌ ...‬‬

‫ﻧﻮﺻـﻠﻬـﺎ ﻟﻠﻤـﺤﺘﺎﺟﻴﻦ‬

‫أو ﻧﺪﻋﻢ ﺑـﻬﺎ ﻣﺸـﺎرﻳﻊ ﺧﻴﺮﻳﺔ‬ ‫‪16‬‬

‫‪@ hebati_kw‬‬

‫‪@ hebati_kw‬‬

‫‪@ hebati.kw‬‬