مجلة تواصل - العدد العاشر

‫مجلة تواصل‬

‫العدد العاشر |نوفمبر ‪ | 2018‬صفر ‪1440‬هـ‬

‫‪1‬‬

‫مجلة تواصل‬

‫العدد العاشر |نوفمبر ‪ | 2018‬صفر ‪1440‬هـ‬

‫أهمية األخالق في اإلسالم‬ ‫ال شـ ّ‬ ‫ـأن األخــاق هــي ســمة ال ُمجتمعــات ال ّراقيــة ال ُم ّ‬ ‫ُجـدَت األخــاق فث ّمــة الحضــارة‬ ‫ـك بـ ّ‬ ‫تحضــرة‪ ،‬فأينمــا و ِ‬ ‫والســام جعل مــن َمه ّمــات دعوته‬ ‫الصــاة ّ‬ ‫وال ّرقــي والتّقــدم‪ ،‬ولمــا أرســل اهلل تعالــى نب ّيــه مح ّمــد عليــه ّ‬ ‫ـم األخــاق و ُيك ّملهــا‪ ،‬فاألخــاق موجــودة راســخ ٌة برســوخ األمــم ونشــوئها قبــل‬ ‫وصميــم رســالته أن ُيتـ ّ‬ ‫النب ـ ّوة والبعثــة‪ ،‬غيــر أنّهــا كانــت ناقص ـ ًة مســلوبة الــروح والمضمــون‪ ،‬فجــاءت ّ‬ ‫الشــريعة اإلســام ّية‬ ‫ل ُتك ّملهــا وتُلبســها لباسـاً ُيج ّملهــا و َيجعلهــا فــي أحســن صــورة‪ ،‬واألخالق الحســنة هــي حالة إنســان ّية‬ ‫ســلوك ّية يســعى كثيـٌر مــن النّــاس الباحثيــن عــن الكمــال للوصــول إليهــا وإدراكهــا‪ ،‬واألخــاق ترفــع‬ ‫درجــة اإلنســان فــي الحيــاة الدّنيــا وفــي اآلخــرة‪ ،‬فالنّــاس ُيحبّــون صاحــب األخــاق الحســنة الحميــدة‬ ‫ويتق ّربــون إليــه ويتمنّــون صحبتــه وصداقتــه‪ ،‬وهــي كذلــك ترفــع درجــة ال ُمؤمــن عنــد ربّــه جـ ّ‬ ‫ـل وعــا‪،‬‬ ‫النبــي عليــه‬ ‫بــل وتجعلــه مــن أقــرب النّــاس َمجلســاً إلــى رســول اهلل يــوم القيامــة‪ ،‬وقــد ورد عــن‬ ‫ّ‬ ‫وإن َ‬ ‫أبغ َضكــم‬ ‫أحاسـنُكم أخال ًقــا َّ‬ ‫ـي وأق َربَكــم منِّــي فــي اآلخــر ِة‬ ‫والســام أنــه قــال‪َّ :‬‬ ‫الصــاة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫(إن أ َحبَّكــم إلـ َّ‬ ‫ـارون)‪.‬‬ ‫ـون ال َثّرثـ َ‬ ‫ّقون ال ُمتفيهقـ َ‬ ‫ـد َ‬ ‫ـي َ‬ ‫وأبعدَكــم منِّــي فــي اآلخــر ِة أسـ َو ُؤكم أخال ًقــا ال ُمتشـ ِ‬ ‫إلـ َّ‬ ‫ـاق والمــكارم الحميــدة والخصــال الط ّيبــة‪ ،‬وحـ َّ‬ ‫ـث عليهــا‪ ،‬وحبّــب‬ ‫الدّيـ ُ‬ ‫لقــد شــمل ِ‬ ‫ـن اإلسـ ّ‬ ‫ـامي كا ّفــة األخـ ِ‬ ‫مــن التخلّــق بهــا‪ ،‬وقــد اس ـ ُت ِمدّت تلــك الفضائــل واألخــاق مــن نصــوص القــرآن الصريحــة وأحاديــث‬ ‫الســنة الصحيحــة‪ ،‬ومــن هنــا تنبــع أهم ّيتهــا‪ ،‬ولذلــك فــإن تلــك األخــاق تمتــاز وتتّصــف بمجموعــة مــن‬ ‫الصفــات التــي تجلعهــا أثبــت مــن غيرهــا مــن الدّيانــات واألعــراف‪ ،‬وهــي راســخ ٌة ثابت ـ ٌة بثبــوت تلــك‬ ‫ّ‬ ‫ـم مــا ُيم ّيــز تلــك األخــاق مــا يأتــي‪:‬‬ ‫المصــادر‪ ،‬وأهـ ّ‬ ‫ُّ‬ ‫ريِ‪.‬‬ ‫دق والد ّقة‬ ‫مول وال َّتكا ُم ِل وال َّتوا ُفقِ َ‬ ‫الخلود واالستمرار ّية ِّ‬ ‫قلي وال ِف ْط ّ‬ ‫الع ّ‬ ‫والص ِ‬ ‫والش ِ‬ ‫فالحمد هلل على نعمة اإلسالم وأخالقه وصلى اهلل على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫مجلة تواصل‬

‫العدد العاشر |نوفمبر ‪ | 2018‬صفر ‪1440‬هـ‬

‫بقلم‪ :‬د‪.‬أحمد عبده‬ ‫مدير مركز تواصل فنزويال‬

‫‪2525‬نافس اآلخرين في مجال الدعوة منافس ًة شريفة‪.‬‬ ‫‪2626‬موســى عليــه الســام لمــا كلّفــه ربنــا عــز وجــل بالرســالة‪ ،‬رأى أن هــارون عليــه الســام أفصــح منــه‪ ،‬فطلــب أن ُيبعــث‬ ‫هــارون نبي ـاً‪ ،‬فلــم يكــن أناني ـاً‪ ،‬فيــا ليــت بعــض الدعــاة يقتــدون بــه‪.‬‬ ‫‪2727‬علــى الداعيــة أن يكــون إجتماعيـاً ويشــارك النــاس أحزانهــم‪ ،‬ويحــل مشــكالتهم‪ ،‬ويــزور مرضاهــم‪ ،‬فاإلنقطــاع عــن النــاس‬ ‫ليــس بصحيــح‪.‬‬ ‫‪2828‬إختر األماكن المناسبة والوقت المناسب والطريقة المناسبة لتدعو الناس فيها إلى اهلل تعالى‪.‬‬ ‫‪ 2929‬الجلــوس والتواصــل مــع الدعــاة الذيــن ســبقوك فــي العمــل الدعــوي والتعلــم مــن خبرتهــم يضيــف لــك معلومــات مهمــة‬ ‫فــي دعوتــك‪.‬‬ ‫‪3030‬حبــذا لــو أن الدعــاة الذيــن لهــم تاريــخ فــي العمــل الدعــوي كتبــوا خواطرهــم والقصــص المهمــة التــي وقعــت لهــم لتكــون‬ ‫عبــر ًة وفائــد ًة لغيرهم‪.‬‬ ‫‪3131‬مــن الطبيعــي أن َينتقــد بعــض النــاس برنامجــك وتحركاتــك الدعويــة الجيــدة والمؤثــرة‪ ،‬فــا تقلــق مــن نقــد النــاس وال‬ ‫تتأثــر‪ ،‬فعملُــك هــو إلرضــاء اهلل وليــس إلرضــاء النــاس‪.‬‬ ‫‪3232‬إبحــث عــن رضــا اهلل فــإن رضــا اهلل جــل جاللــه سـ ُيرضي عليــك اآلخريــن‪ ،‬وتذكــر أن إرضــاء اهلل تعالــى غايـ ٌة ال تُتــرك وإرضــاء‬ ‫النــاس غايـ ٌة ال تُــدرك‪ ،‬فاتــرك مــا ال ُيــدرك إلــى مــا ال ُيتــرك‪.‬‬ ‫‪3333‬ال تنزعــج مــن تصرفــات بعــض النــاس معــك وال تقابــل اإلســاءة باإلســاءة وقابلهــا باإلحســان‪ ،‬وإتخــذ األنبيــاء والرســل مثــا ًال‬ ‫وقــدو ًة لــك فــي ذلــك‪.‬‬ ‫‪3434‬إحــذر مــن أصحــاب البصمــات الســيئة فإنهــم يؤثّــرون علــى حلمــك الدعــوي تأثيــراً قبيح ـاً‪ ،‬إمــا أن ُيــزال حلمــك الدعــوي أو‬ ‫يتأخــر تحقيقــه‪.‬‬ ‫‪3535‬المنافقــون ينتظــرون خطــأً منــك حتــى يهاجمــوك و ُيش ـ ّوهوا صورتــك أمــام النــاس حتــى ال يثقــوا بــك‪ ،‬لذلــك إحــذر مــن‬ ‫الوقــوع فــي األخطــاء قــدر المســتطاع‪.‬‬ ‫مالحظة‪ :‬النصائح من ‪ ٢٤ -١‬قد نشرت في األعداد السابقة‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫مجلة تواصل‬

‫العدد العاشر |نوفمبر ‪ | 2018‬صفر ‪1440‬هـ‬

‫النشاطات الدعوية‬ ‫لمركز تواصل‬

‫تعريف طالب الجامعات باإلسالم في إيطاليا‬

‫تعريف الناس باإلسالم بالحكمة والموعظة‬ ‫الحسنة في األماكن العامة‬

‫‪4‬‬

‫مجلة تواصل‬

‫العدد العاشر |نوفمبر ‪ | 2018‬صفر ‪1440‬هـ‬

‫تعريف الناس‬ ‫باإلسالم في األماكن‬ ‫العامة وتوزيع الكتب‬ ‫والمطويات الدعوية‬ ‫عليهم‬

‫تقديم الطعام‬ ‫والدواء للمحتاجين‬ ‫وتعريفهم برحمة‬ ‫االسالم وإحسانه‬

‫‪5‬‬

‫مجلة تواصل‬

‫العدد العاشر |نوفمبر ‪ | 2018‬صفر ‪1440‬هـ‬

‫قضايا معاصرة‬

‫مــا هــو دور المؤسســات والجمعيات‬ ‫االسالمية في المحافظة على الهوية‬ ‫االسالمية لالسرة المسلمة؟‬ ‫فــي العــدد الســابق مــن المجلــة تــم نشــر أهم‬ ‫المشــكالت التــي تواجــه األســرة المســلمة‬ ‫فــي بــاد غيــر المســلمين وتهــدد هويتهــم‬ ‫اإلســامية‪ ،‬وفــي هــذا العــدد نعــرض أهــم‬ ‫الحلــول المقترحــة للمحافظــة علــى الهويــة‬ ‫اإلســامية‪.‬‬ ‫إن الحفــاظ علــى الهويــة االســامية لألســرة‬ ‫المســلمة هــي مســؤولية األفــراد والجمعيــات‬ ‫والمؤسســات االســامية‪ ،‬لذلــك يتطلــب‬ ‫توثيــق الجهــود لمواجهــة هــذا الخطــر‬ ‫العظيــم ولذلــك يجــب ‪:‬‬ ‫‪ )١‬إنشــاء المســاجد والمصليــات لألقليــات‬ ‫المســلمة فــي أماكــن تواجدهــم‪ ،‬ألن‬ ‫للمســجد أهميــة كبيــرة فــي المجتمــع‬ ‫اإلســامي وقداســة ليســت كأي مــكان آخــر‪،‬‬ ‫فهــي بيــوت اهلل ســبحانه وتعالــى وهــو حجــرة‬ ‫األســاس لمجتمعنــا اإلســامي‪ ،‬ومحــور حركــة‬ ‫ذاك المجتمــع أو ذاك الفــرد الرّســاليّ‪ ،‬فمنــذ‬ ‫هجــرة النبــي صلــى اهلل عليــه وســلم مــن مكة‬ ‫إلــى المدينــة كان أول مــا قــام بــه هــو بنــاء‬ ‫مســجد بالمدينــة ثــم شــرع فــي صياغــة معالم‬ ‫ذلــك المجتمــع المثالــي وســن أحكامــه‪ ،‬لذلــك‬ ‫أصبــح المســجد النبــوي محــور حركــة المجتمــع‬ ‫اإلســامي فهــو المســجد الــذي تقــام فيــه‬ ‫صــاة الجماعــة وتــدار فيــه أمــور المجتمــع‬ ‫اإلســامي وأفــراده‪.‬‬

‫‪6‬‬

‫‪ )٢‬إنشــاء المــدارس االســامية والجامعــات‬ ‫والمعاهــد االســامية‪ ،‬فكمــا تعلمــون فــإن‬ ‫العلــم فريضــة علــى كل مســلم ومســلمة‬ ‫والمدرســة هــي البيــت الثانــي للطالــب‪،‬‬ ‫كمــا يتطلــب العنايــة فــي وضــع المناهــج‬ ‫التدريســية بعنايــة فائقــة واختيــار المعلمين‪،‬‬ ‫وعندمــا تقــدم العقيــدة الصحيحــة والعلــم‬ ‫النافــع إلــى الناشــئين‪ ،‬ينتــج عــن ذلــك‬ ‫تصفيــة الحقائــق وتنقيتهــا منــكل الشــوائب‬ ‫واألخطــاء‪ ،‬والمبالغــات واألكاذيــب والبــدع‬ ‫والضــاالت‪ ،‬لتبقــى عقيــدة الناشــئين ســليم ًة‬ ‫وعقولهــم قويمــة‪ ،‬ومعارفهــم االســامية‬ ‫صحيحــة‪.‬‬

‫ال حاضر المة تجهل ماضيها‬ ‫وال مستقبل ألمة تنسى‬ ‫فضائلها‪.‬‬ ‫‪ )٣‬يجــب أن نعلــم أنــه ال حاضــر المــة تجهــل‬ ‫ماضيهــا وال مســتقبل ألمــة تنســى فضائلها‪،‬‬ ‫وإن أحــق أمــم االرض باالعتــزاز بهــذه‬ ‫الفضائــل بجــدارة واقتــدار أمــة نبينــا محمــد‬ ‫المختــار وذلــك بشــهادة العزيــز ّ‬ ‫الغفــار ‪ ،‬قــال‬ ‫تعالــى‪ُ :‬‬ ‫(كنتُــم خيــر أمــة أخرجــت للنــاس‬

‫تأمــرون بالمعــروف وتنهــون عــن المنكــر‬ ‫وتؤمنــون بــاهلل)‪.‬‬ ‫لذلــك يتوجــب علــى الجمعيــات والمؤسســات‬ ‫االســامية إحيــاء التــراث والتاريــخ االســامي‬ ‫وربطــه بالحاضــر‪ ،‬عــن طريــق عقــد‬ ‫المحاضــرات والمؤتمــرات والــدروس العلميــة‬ ‫بشــكل منتظــم والتــي تُعــرف بهــذا التــراث‬ ‫والتاريــخ العظيــم ودعــوة األســر المســلمة‬ ‫رجــاال ونســاء لحضورهــا وتعريفهــم‬ ‫بخطــورة الذوبــان فــي الثقافــة الغربيــة‬ ‫وتحقيــر كل مــا هــو إســامي وتمجيــد كل‬ ‫مــا غربــي‪.‬‬ ‫‪ )٤‬يتوجــب علــى الجمعيــات والمؤسســات‬ ‫االســامية تقويــة العقيــدة واإليمــان‬ ‫والتوحيــد والوعــي لــدى األســر المســلمة عــن‬ ‫طريــق عقــد الــدروس الدينيــة فــي المســجد‬ ‫للرجــال والنســاء واألطفــال بشــكل منتظــم‬ ‫ومســتمر‪ ،‬ويتوجــب زيــارة األســر المســلمة‬ ‫فــي بيوتهــم بشــكل مســتمر وتفقــد‬ ‫أحوالهــم لتفــادي خطــر ضيــاع العقيــدة‬ ‫وزعزعــة اإليمــان وانتشــار البــدع وتحصينهــم‬ ‫مــن النشــاط التنصيــري وضيــاع هويتهــم‬ ‫االســامية‪.‬‬ ‫‪ )٥‬يتوجــب علــى المؤسســات االســامية‬ ‫توعيــة األســر المســلمة وتثقيفهــم للــرد‬ ‫علــى الشُــبهات التــي يبثهــا أعــداء االســام‬ ‫والتــي قــد تؤثــر عليهــم وعلــى أوالدهــم‬

‫مجلة تواصل‬

‫العدد العاشر |نوفمبر ‪ | 2018‬صفر ‪1440‬هـ‬

‫وتتســبب فــي زعزعــة عقيدتهــم وضيــاع اإلســامية االهتمــام فــي اختيــار األئمــة‬ ‫هويتهــم االســامية‪ ،‬وذلــك عــن طريــق والخطبــاء والدعــاة العامليــن معهــم‪ ،‬فهــم‬ ‫عقــد المحاضــرات والــدروس وتوزيــع الذيــن يوجهــون وينصحــون وقــد يتأثــر‬ ‫الكتــب التــي تــرد علــى الشُــبهات وإنشــاء الكثيــرون مــن المســلمين وغيــر المســلمين‬ ‫مواقــع الكترونيــة لتقويــة العقيــدة والــرد بأخالقهــم ومعاملتهــم‪ ،‬فــإن كانــوا علــى قدر‬ ‫علــى الشُــبهات ودعوتهــم لمتابعتهــا‪ .‬المســؤولية كان النفــع لالســام والمســلمين‬ ‫‪ )٦‬االهتمــام بشــكل أساســي باللغــة وإن لــم يكونــوا كان هنــاك الكثيــر مــن‬ ‫العربيــة وذلــك لشــدة ارتباطهــا بالقــرآن المشــكالت والســلبيات‪.‬‬ ‫واإلســام‪ ،‬وأثرهــا فــي وحــدة األمــة‪ )١١ ،‬يجــب علــى األفــراد العمــل علــى إصــاح‬ ‫والحفــاظ علــى الهويــة االســامية‪ ،‬لذلــك النفــس وتربيتهــا‪ ،‬فعلــى كل إنســان أن‬ ‫يتطلــب مــن المؤسســات االســامية يبــدأ بإصــاح نفســه فــإن صلــح الفــرد صلحــت‬ ‫تدريــس اللغــة العربيــة بشــكل أساســي األســرة وإن صلحــت األســرة صلــح المجتمــع‬ ‫فــي المــدارس االســامية وحلقــات العلــم وإن صلــح المجتمــع صلحــت األمــة كلهــا‪،‬‬ ‫وعقــد المســابقات وتقديــم الجوائــز وحــث ولذلــك بــدأ المولــى عــز وجــل بالنفــس قبــل‬ ‫االســرة المســلمة علــى التحــدث مــع األهــل فــي الحــث علــى الوقايــة مــن النــار‬ ‫فقــال‪( :‬يــا أيهــا الذيــن آمنــو قــوا أنفســكم‬ ‫أبنائهــم باللغــة العربيــة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫قــال شــيخ اإلســام ابــن تيميــة ـ رحمه اهلل وأهليكــم نــارا وقودهــا النــاس والحجــارة‬ ‫ـ‪( :‬اللغــة العربيــة مــن الديــن‪ ،‬ومعرفتهــا عليهــا مالئكــة غــاظ شــداد ال يعصــون اهلل‬ ‫فــرض واجــب‪ ،‬فــإن فهــم الكتــاب والســنة مــا أمرهــم ويفعلــون مــا يؤمــرون)‪.‬‬ ‫فــرض‪ ،‬وال يفهمــان إال بفهــم اللغــة وصــدق مــن قــال ‪ :‬وأصلــح النفس واســتكمل‬ ‫العربيــة‪ ،‬ومــا ال يتــم الواجــب إال بــه فهــو فضائلهــا فأنــت بالنفس ال بالجســم إنســان‪.‬‬ ‫ومــا أحوجنــا كمســلمين إن كنــا نعيــش‬ ‫واجــب)‪​.‬‬ ‫ً‬ ‫‪ )٧‬األم مدرســة إذا أعددتهــا أعــدت شــعبا فــي بــاد غيــر إســامية أن نــؤدب أنفســنا‬ ‫طيــب األعــراق‪ ،‬وألن األم هــي مــن أهــم وأن نلجمهــا بلجــام التقــوى وأن نحثهــا علــى‬ ‫أركان اال س ـ ـ ر ة المســلمة لذلــك يجــب طاعــة اهلل والبعــد عــن الشــهوات والشــبهات‬ ‫علــى المؤسســات والجمعيــات االســامية والنــزوات وفــي هــذا دافــع كبيــر فــي الحفــاظ‬ ‫االهتمــام بتعليمهــا وتثقيفهــا وتوعيتها علــى هويتنــا االســامية ‪.‬‬ ‫بشــكل ســليم لتقــوم هــي فيمــا بعــد ‪ )١٢‬حفــظ األهــل ‪ :‬مــع إصــاح المســلم‬ ‫بتعليــم أوالدهــا بشــكل صحيــح وســليم‪ .‬لنفســه عليــه أن يقــوم بإصــاح أهله وأســرته‪،‬‬ ‫‪ )٨‬يتوجــب علــى المؤسســات االســامية فقــد قــال صلــى اهلل عليــه وســلم ‪( :‬أال كلكم‬ ‫االهتمــام بشــكل رئيســي با ل ش ـ ـ ب ا ب راع وكلكــم مســؤول عــن رعيتــه) ‪.‬‬ ‫المســلم وهــو مــن أكثــر العناصــر ولكــن المحافظــة علــى األســرة المســلمة‬ ‫اســتهدافاً مــن قبــل أعــداء الديــن ومــن بعيــداً عــن المجتمعــات اإلســامية تحتــاج‬ ‫أكثرهــم عرضــة للضيــاع‪ ،‬فهنــاك العديــد إلــى جهــد جهيــد ألن األســرة المســلمة‬ ‫مــن الشــباب المســلم فــي بــاد المهجــر قد فــي المجتمعــات اإلســامية تتعاضــد مؤثــرات‬ ‫فقــد هويتــه االســامية وتنصّــر أو أصبــح كبيــرة خــارج إطارهــا فــي التأثيــر عليهــا‪،‬‬ ‫ال يعــرف عــن االســام إال إســمه‪ ،‬لذلــك وهــذا مــا يفســر لنــا ظاهــرة صــاح أفــراد‬ ‫يتوجــب علــى الجمعيــات والمؤسســات فــي أســر غيــر صالحــة فــي الــدول اإلســامية‪،‬‬ ‫االســامية بنــاء مشــروع كامــل خــاص لكــن األســرة المســلمة التــي تعيــش وســط‬ ‫بالشــباب عــن طريــق توفيــر المــدارس مجتمــع غيــر مســلم ينــدر فيهــا وجــود تلــك‬ ‫لتعليمهــم والمســاجد لتثبيتهــم الظاهــرة‪ ،‬ألن تلــك األســرة المســلمة مهمــا‬ ‫وتوعيتهــم وعقــد نشــاطات رياضيــة كان وضعهــا اإلســامي ســيئاً‪ ،‬فمــا هــو‬ ‫ومخيمــات ترفيهيــة وتعليميــة لجذبهــم خارجهــا أســوأ‪ ،‬ولذلــك وللمحافظــة علــى‬ ‫وحثهــم علــى الــزواج لتحصينهــم‪ ،‬وزرع هويــة األســرة المســلمة البــد مــن إيجــاد‬ ‫االخــاق االســامية فيهــم وباألخــص مناخيــن مالئميــن‪ :‬منــاخ داخــل المجتمــع‬ ‫الصغيــر وهــو األســرة نفســها بــأن يعمــل‬ ‫برهــم آلبائهــم‪.‬‬ ‫‪ )٩‬محاولــة إنشــاء قنــاة إذاعيــة و راعــي األســرة علــى صناعــة منــاخ إســامي‬ ‫تلفزيونيــة اســامية دعويــة لتوعيــة فــي بيتــه‪ ،‬ويحصــل ذلــك فــي أن يجعــل‬ ‫المجتمــع االســامي رجــاال ونســاء وشــباباً الراعــي مــن نفســه قــدوة حســنة لرعيتــه فــي‬ ‫وأطفــا ًال وتثقيفهــم ليكونــوا محصنيــن التزامــه باإلســام اعتقــاداً وقــو ًال وعمـاً وخلقـاً‬ ‫مــن الضيــاع والذوبــان فــي المجتمعــات وســلوكاً‪ ،‬ثــم أن يعمــل علــى تربيــة أســرته‬ ‫الغربيــة وبــث كل مــا يثبــت عقيدتهــم تربيــة إســامية بتحســين فعــل الخيــرات لهــا‬ ‫االســامية الصحيحــة ويحمــي هويتهــم وتقبيــح اقتــراف الموبقــات فــي شــعورها‪ ،‬وأن‬ ‫يخصــص ألجــل ذلــك وقت ـاً لتعليمهــا دينهــا‪،‬‬ ‫االســامية‪.‬‬ ‫‪ )١٠‬يتوجــب علــى المؤسســات والجمعيــات وتهذيــب أخالقهــا‪ ،‬أمــا المنــاخ اآلخــر فهــو‬

‫الهوية االسالمية‬ ‫لألسرة المسلمة‬ ‫هي مسؤولية األفراد‬ ‫والجمعيات والمؤسسات‬ ‫االسالمية‪،‬‬

‫منــاخ المجتمــع الخارجــي بــأن تحــرص األســرة‬ ‫المســلمة علــى أن تكــوّن لهــا مجتمعــاً أكبــر‬ ‫بــأن تســتميت فــي أن تجــاور أســراً مســلمة‬ ‫ليصيــر هــذا أدعــى إلــى تمســكها بدينهــا‪،‬‬ ‫وأن يشــد بعضهــا أزر بعــض‪ ،‬وإن لــدى إخواننــا‬ ‫المســلمين ذوي األصــول الهندية والباكســتانية‬ ‫ممــن يعيشــون أقليــات فــي العالــم تجربــة‬ ‫فريــدة مــن التماســك بالتزامهــم بالتجــاور‬ ‫والتواصــل بينهــم‪ ،‬ولذلــك فهــم مــن أطــول‬ ‫الجاليــات المســلمة حفاظــاً علــى تقاليدهــم‬ ‫وعاداتهــم وهــم فــي بــاد الغربــة‪.‬‬ ‫‪ )١٣‬الدعــوة إلــى اهلل ‪ :‬إن مــن أعظــم وســائل‬ ‫حفــظ الهويــة اإلســامية فــي المجتمعــات غيــر‬ ‫اإلســامية هــو دعــوة غيــر المســلمين للدخــول‬ ‫فــي ديــن اهلل‪ ،‬ألن االشــتغال بالدعــوة خيــر‬ ‫الســبل إلــى اســتقراره في نفــوس المؤمنيــن به‪،‬‬ ‫وإن الحــرص علــى إدخــال النــاس فــي ديــن اهلل‬ ‫يرســخ االخــاق الحميــدة فــي نفــوس الدعــاة‪،‬‬ ‫ليكونــوا قــدوة صالحــة لمــن يدعونهــم‪ ،‬وإن‬ ‫اهتــداء غيــر المســلمين لإلســام يشــجع أهــل‬ ‫اإلســام ويرفــع معنوياتهــم تجــاه اســتمرارهم‬ ‫علــى االلتــزام بدينهــم‪ ،‬وقــد رأينــا كثيــراً ممــن‬ ‫يَحســن إســامهم حيــن يقفــون مواقــف‬ ‫تضطرهــم إلــى التعريــف باإلســام والدعــوة‬ ‫إليــه ممــا ينعكــس إيجاب ـاً فيهــم ‪.‬‬ ‫نسأل اهلل أن يحفظ أبناءنا وأبناء المسلمين‪.‬‬ ‫بقلم د‪ .‬أحمد عبدون‬

‫‪7‬‬

‫هـ‬1440 ‫ | صفر‬2018 ‫العدد العاشر |نوفمبر‬

‫مجلة تواصل‬

WITHOUT

‫ﺑﺪون واﺗﺴﺎب‬

‫ﺑﺪون ﻓﻴﺴﺒﻮك‬

‫ﺑــﺪون ﺗــﻮﻳــﺘــﺮ‬

‫ﺑﺪون اﻧﺴﺘﻐﺮام‬

BUT 1.8 BILLION ACTIVE FOLLOWERS

‫ ﻣﻠﻴﺎر ﻣﺘﺎﺑﻌﻴﻦ ﻧﺸــﻄﻴﻦ‬1.8

1.8

BILLION

Europe

80 MILLION

MUSLIMS

ASIA-PACIFIC

1.80 BILLION

Middle East & North Africa

350 MILLION

Sub Saharan Africa

280 MILLION

other

10 MILLION

MUHAMMED ‫إﻧﻪ اﻟﻨﺒﻲ ُﻣ َﺤ ﱠﻤ ْﺪ‬

HE IS PROPHET

8

‫مجلة تواصل‬

‫العدد العاشر |نوفمبر ‪ | 2018‬صفر ‪1440‬هـ‬

‫هكذا دخلوا‬

‫اإلسالم‬

‫السيدة يسبيل معتنقة جديدة لإلسالم‬ ‫كانــت يســبيل تقــرأ وتبحــث عــن اإلســام فــي اإلنترنــت‪ ،‬وفــي‬ ‫ـوم مــن األيــام شــاهدة اإلعــان الــذي ُيعـ ّرف باإلســام‪ُ ،‬كنّــا‬ ‫يـ ٍ‬ ‫قــد وضعنــاه فــي أحــد الشــوارع الرئيســية فــي فنزويــا‪ ،‬إتصلت‬ ‫يســبيل وقالــت أُريــد كتبــاً تُعــ ّرف باإلســام‪ ،‬إســتقبلناها‬ ‫وتحدثنــا معهــا‪ ،‬وأهديناهــا بعــض الكتــب الدعويــة‪ ،‬ثــم بدأنا‬ ‫فــي تعليمهــا تعاليــم اإلســام واإلجابــة عــن تســاؤالتها لمــدة‬ ‫ســتة أشــهر تقريبــاً‪ ،‬وبعــد ذلــك إتخــذت قرارهــا باعتنــاق‬ ‫اإلســام‪.‬‬

‫كانــت مجتهــد ًة‪ ،‬فقــد تعلمــت قــراءة اللغــة‬ ‫ـت‬ ‫العربيــة وأمــور الطهــارة والصــاة فــي وقـ ٍ‬ ‫قصيــر جــداً‪ ،‬وكانــت حريصــ ًة علــى فهــم‬ ‫ٍ‬ ‫اإلســام فهمــاً صحيحــاً وشــام ًال قبــل أن‬ ‫تدخــل فيــه‪.‬‬ ‫هــي اليــوم تعمــل فــي شــرك ٍة لبيــع األدويــة‪،‬‬ ‫وقــد تبرعــت ببعــض األدويــة للفقــراء‬ ‫والمســاكين‪ ،‬دفعهــا إلــى ذلــك مــا تعل َم ْتــه‬ ‫فــي اإلســام‪ ،‬وهــو اإلحســان إلــى اآلخريــن‪.‬‬ ‫نســأل اهلل لهــا الهدايــة والتوفيــق والثبــات‬ ‫علــى اإلســام‪.‬‬

‫فوائد‪:‬‬

‫الفعالــة والمؤثــرة فــي‬ ‫* إبحــث عــن الطــرق ّ‬ ‫دعــوة النــاس إلــى اإلســام‪.‬‬ ‫* ال تســتعجل فــي البحــث عــن نتائــج عملــك‬ ‫الدعــوي‪ ،‬وكــن صبــوراً‪.‬‬ ‫* الدعــوة اإللكترونيــة هــي مهمـ ٌة وســهل ٌة‬ ‫وبســيط ٌة وســريعة اإلنتشــار‪ ،‬فــا تغفــل‬ ‫عنهــا‪.‬‬

‫‪9‬‬

‫مجلة تواصل‬

‫العدد العاشر |نوفمبر ‪ | 2018‬صفر ‪1440‬هـ‬

‫ﻓﺎﺋﻀﻜﻢ ﻓﺮﺣﻪ ﻟﻬﻢ‬

‫‪2 5 2 3 3 3 9 9‬‬ ‫‪9 9 0 0 4 9 8 8‬‬ ‫ٌ‬ ‫أﺟـﺮ إﻟـﻴـﻚ‬ ‫ﻫـﺒـﺔ ﻣـﻨـﻚ ‪...‬‬ ‫ٌ‬

‫ﻧﻮﺻـﻠﻬـﺎ ﻟﻠﻤـﺤﺘﺎﺟﻴﻦ‬

‫أو ﻧﺪﻋﻢ ﺑـﻬﺎ ﻣﺸـﺎرﻳﻊ ﺧﻴﺮﻳﺔ‬ ‫‪10‬‬

‫‪@ hebati_kw‬‬

‫‪@ hebati_kw‬‬

‫‪@ hebati.kw‬‬

‫مجلة تواصل‬

‫العدد العاشر |نوفمبر ‪ | 2018‬صفر ‪1440‬هـ‬

‫َ‬ ‫تهيئــة اهلل لهــم ْ‬ ‫إن َّ‬ ‫وفقــه اهلل إلــى ذلــك؛‬ ‫ويقتنــص‬ ‫ليصنــع مــا يتوافــق مــع حــال المتربِّــي‪.‬‬ ‫‪ )٢‬تنمية المواهب والقدرات‪:‬‬ ‫“ َيحكــي المق َّربــون منــه َّ‬ ‫أن الدكتــور الســميط بــدأ‬ ‫الخيــري وأعمــال ال ِبــ ِّر منــذ صغــره؛ ففــي‬ ‫العمــل‬ ‫َّ‬ ‫المرحلــة الثانو َّيــة‪ ،‬أراد مــع بعــض أصدقائــه أن يقومــوا‬ ‫ـغ مــن المــال مــن‬ ‫بعمــل‬ ‫ُّ‬ ‫تطوعــي‪ ،‬فقامــوا بجمــع مبلـ ٍ‬ ‫ـد‬ ‫ـي‪ ،‬واشــتروا ســيارة‪ ،‬وكان يقــوم أحـ ُ‬ ‫مصروفهــم اليومـ ِّ‬ ‫الع َّمــال‬ ‫أفــراد المجموعــة بعــد انتهــاء دوامــه بنقــل ُ‬ ‫عم ِلهــم‪ ،‬أو إلــى بيو ِتهــم دون‬ ‫ال ُب َ‬ ‫ســطاء إلــى أماكــن َ‬ ‫مقابــل”‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫قــدرات وطاقــات تحتــاج إلــى‬ ‫لدينــا فــي المجتمــع‬ ‫َّ‬ ‫دعو َّي ْيــن‪ :‬االس ِت ْكشــاف‪ ،‬والتنميــة‪.‬‬ ‫عم َل ْيــن‬ ‫ِ‬ ‫التحدي عند الداعية‪:‬‬ ‫‪ )٣‬زرع‬ ‫ِّ‬ ‫يقــول الدكتــور‪“ :‬ليــس ِمــن عادتــي ْ‬ ‫أن أَرجــع دون قريــة‬ ‫كنــت أنــوي َّ‬ ‫الذهــاب لهــا”‪ ،‬وإذا اســتعرضنا العقبــات‬ ‫َّ‬ ‫التــي تع َّر ْضنــا لهــا فــي إفريقيــا‪ ،‬أدركنــا أن الداعيــة ال بــد‬ ‫التحــدي واإلصــرار‪ ،‬وبهــذا‪:‬‬ ‫أن يتر َّبــى علــى روح‬ ‫ِّ‬ ‫تتجدد الهمة في قلبه‪.‬‬ ‫•‬ ‫َّ‬ ‫• تزول االنهزامية لديه‪.‬‬

‫رب العالمين‪،‬والصــاة والســام علــى‬ ‫الحمــد هلل ِّ‬ ‫ـي الكريــم وبعــد‪:‬‬ ‫الن ِبـ ِّ‬ ‫عبدالرحمــن الســميط‪ ،‬خــادم الفقــراء األيتــام‪،‬‬ ‫يســمي نفســه‪َ ،‬لــم َي ْف َخــر‬ ‫يحــب أن‬ ‫هكــذا‬ ‫ُّ‬ ‫ِّ‬ ‫بنفســه فــي حيــن َّ‬ ‫أن الخليــج يفتخــر بــه‪ ،‬علــى‬ ‫الســنة أن َيفخــر بهــم‬ ‫عــادة المص ِلحيــن مــن أهــل ُّ‬ ‫أهلوهــم‪.‬‬ ‫هــو الدكتــور‪ :‬عبدالرحمــن حمــود الســميط‪،‬‬ ‫كويتــي الجنســية ‪ ،‬رئيــس مجلــس إدارة جمعيــة‬ ‫ً‬ ‫ســابقا)‪،‬‬ ‫العــون المباشــر (مســلمي إفريقيــا‬ ‫تخــ َّرج مــن جامعــة بغــداد بعــد أن حصــل علــى‬ ‫ـب والجراحــة‪ ،‬حصــل علــى دبلــوم‬ ‫بكالوريــوس الطـ ِّ‬ ‫أمــراض مناطــق حــارَّة مــن جامعــة ليفربــول‬ ‫عــام ‪1974‬م‪ ،‬واســتكمل دراســاته العليــا‬ ‫متخص ًصــا فــي‬ ‫فــي جامعــة ماكجــل الكند َّيــة‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫األمــراض الباطنيــة والجهــاز الهضمــي‪ ،‬عمــل‬ ‫إخصائ ً ّيــا فــي مستشــفى الصبــاح فــي الفتــرة‬ ‫مــن ‪1983 - 1980‬م‪ ،‬ونشــر العديــد مــن األبحــاث‬ ‫العلم َّيــة والطبيــة فــي مجــال القولــون والفحــص‬ ‫بالمنظــار ألورام الســرطان‪ ،‬كمــا أصــدر أربعــة كتــب‬ ‫هــي‪“ :‬لبيــك إفريقيــا”‪ ،‬و”دمعــة علــى إفريقيــا”‪ )٤ ،‬اهلل عند قلوب المساكين‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫ـوي فــي الفتــرة‬ ‫“رســالة إلــى ولــدي”‪“ ،‬العــرب والمســلمون فــي َمــن يقــرأ القــرآن‬ ‫المكــي‪ ،‬وال َّنهــج النبـ َّ‬ ‫مدغشــقر”‪ ،‬باإلضافــة إلــى العديــد مــن البحــوث المك َّيــة‪ ،‬يلحــظ أ َّنهــا اعت َن ْ‬ ‫ــت بالفئــة الضعيفــة فــي‬ ‫شــرت‬ ‫وأوراق العمــل ومئــات المقــاالت التــي نُ ِ‬ ‫متنوعــة‪.‬‬ ‫فــي صحــف‬ ‫ِّ‬ ‫الدروس التربو َّية من حياة السميط‪:‬‬ ‫ُّ‬ ‫أفرادا ألعمال مستقبلية‪:‬‬ ‫‪ )١‬اهلل يه ِّيئ‬ ‫ً‬ ‫قــال الدكتــور الســميط‪“ :‬منــذ كان عمــري خمــس‬ ‫أتصــور أنِّــي فــي إفريقيــا‬ ‫دائمــا‬ ‫ســنوات وأنــا‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫عصــا أنــام‬ ‫والغابــات‪ ،‬وأذكــر أنِّــي كانــت عنــدي ً‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫للكشــافة‬ ‫عصــا تابعــة‬ ‫وأض ُعهــا بجانبــي‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ألجــل األفاعــي‪ ،‬وتعلمــت كيــف أصيــد األفاعــي‬ ‫ْ‬ ‫الســامة”‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫تأمــل‬ ‫وهــذا مــن َت ْهيئــة اهلل لبعــض عبــاده‪ ،‬ومــن َّ‬ ‫قصــص كثيــ ٍر مــن الناجحيــن‪ ،‬تب َّيــن لــه َّ‬ ‫أن فكــرة‬ ‫َ‬ ‫إمــا بخيــال‬ ‫الص َغــر؛ َّ‬ ‫مشــروعه كانــت تُــراوده فــي ِّ‬ ‫أو بتفكيــر‪.‬‬ ‫وهــذا يجعــل المربِّــي يلتفــت إلــى أحــوال مربِّيــه‪،‬‬

‫االلتفات للمناطق‬ ‫الدعاة‬ ‫َ‬ ‫على ُّ‬ ‫المحتاجة‬ ‫الضعيفة والفئات ُ‬

‫المجتمــع‪ ،‬ومنهــم‪ :‬الفقــراء واأليتــام‪ ،‬واألرامــل‬ ‫واألســرى؛ كمــا قــال تعالــى‪َ ﴿:‬ويُ ْط ِع ُمـ َ‬ ‫ام‬ ‫ـون َّ‬ ‫الط َع َ‬ ‫ســي ًرا ﴾(اإلنســان‪.)٨ :‬‬ ‫يمــا َوأَ ِ‬ ‫سـ ِ‬ ‫َع َلــى ُح ِّبـ ِ‬ ‫ـه ِم ْ‬ ‫ـكي ًنا َو َي ِت ً‬ ‫َلــم تكــن إفريقيــا خيــا ًرا اضطرار ًيّــا للدكتور الســميط؛‬ ‫فقــد كانــت أوربــا الجميلــة الفاتنــة خيــا ًرا ممك ًنــا‪،‬‬ ‫كمــا قــال‪“ :‬كان بإمكاننــا أن نعيــش فــي كنــدا‪ ،‬كان‬ ‫وع ِرضــت علينــا‬ ‫بإمكاننــا أن نعيــش فــي أوروبــا‪ُ ،‬‬ ‫ُفــ َرص َ‬ ‫رف ْضناهــا‪ ،‬ورفضــت ح َّتــى اإلقامــة فــي‬ ‫الكويــت”‪.‬‬ ‫َ‬ ‫االلتفــات للمناطــق‬ ‫الدعــاة‬ ‫وهــذا يح ِّتــم علــى ُّ‬ ‫المحتاجــة‪ ،‬وعــدم االقتصــار‬ ‫الضعيفــة والفئــات ُ‬ ‫الدعــوي فــي المجتمعــات‬ ‫علــى العمــل‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫بالطبقــات الغن َّيــة‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫المتحضــرة‪ ،‬واللقــاء‬ ‫‪ )٥‬الثبات واالستمرار في العمل الدعوي‪:‬‬ ‫الصحابــة الكــرام‬ ‫َّ‬ ‫كان عمــر بــن‬ ‫الخطــاب يُ ِ‬ ‫رســل َّ‬ ‫إلــى البلــدان واألمصــار‪ ،‬فا َّت َفــق مولدهــم فــي‬ ‫َ‬ ‫واختلف ْ‬ ‫ــت قبورهــم علــى أنحــاء األمصــار‬ ‫الحجــاز‪،‬‬ ‫اإلســام َّية‪.‬‬ ‫لقــي‬ ‫حينمــا ُ‬ ‫ســ ِئل الدكتــور الســميط‪“ :‬متــى تُ ِ‬ ‫عصــا ال َّترحــال؟” قــال‪“ :‬ســأُلقي عصــا الترحــال يــوم‬ ‫أن تضمــن الج َّنــة لــي‪ ،‬ومــا دمــت دون ذلــك فــا‬ ‫مفــ َّر مــن العمــل ح َّتــى يأتــي اليقيــن”‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫وقــال‪“ :‬كان باإلمــكان أن أعيــش بالكويــت مؤخــ ًرا‪،‬‬ ‫بعدمــا شــعرت أنِّــي قضيـ ُ‬ ‫ـت فتــرة مــن حياتــي‪ ،‬كان‬ ‫ـل خيــري أفضــل”‪.‬‬ ‫باإلمــكان أن ِ‬ ‫نقض َيهــا فــي عمـ ٍ‬ ‫هــذه الخاطــرة التــي َ‬ ‫ذك َرهــا الدكتــور كثيـ ًرا مــا َت ْطــرأ‬ ‫ـوي حيــث يظـ ُّ‬ ‫ـن‬ ‫علــى العامليــن فــي الحقــل الدعـ ِّ‬

‫‪11‬‬

‫مجلة تواصل‬

‫العدد العاشر |نوفمبر ‪ | 2018‬صفر ‪1440‬هـ‬

‫الســميط رحمــة اهلل رفــض أن يشــتري تلفــا ًزا‪ ،‬وال‬ ‫راديــو‪ ،‬وال جرائــد‪ ،‬أراد أن يعيــش للفقــراء‬

‫ض ْعـ ُ‬ ‫ـة إلــى االعتــزال‪ ،‬وكان مــن نتائــج ذلــك َ‬ ‫ـف األعمــال وتخ ُّلــف‬ ‫الشــخص أنــه أ َّدى دو ًرا مشــكو ًرا وبحاجـ ٍ‬ ‫بعضهــا‪َّ ،‬‬ ‫إن دور الداعيــة ينتهــي بمــوت صاحبــه‪ ،‬بينمــا يبقــى مشــروعه مســتم ً ّرا‪.‬‬ ‫‪ )٦‬الداعية والمعاناة الدعوية‪:‬‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫الداعيــة‬ ‫بالمــكاره‪ ،‬فمــن األخطــاء الدعو َّيــة أن ينظــر‬ ‫طريــق شــاق‪،‬‬ ‫الدعــوة إلــى اهلل‬ ‫طريــق َّ‬ ‫محفــوف َ‬ ‫الماســة‪.‬‬ ‫الدعويــة‬ ‫للمــكان المريــح‪ ،‬وتوفــر الخدمــات أكثــر مــن نظرتــه للحاجــة َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫قريــة َي ْنقطــع فيهــا الكهربــاء والمــاء‬ ‫ســك َنها‪“ :‬أنــا أعيــش فــي‬ ‫يقــول الســميط عــن البلــدة التــي‬ ‫ٍ‬ ‫ـيء كثيــر؛ ألنــي مصــاب بالسـ َّ‬ ‫ـكري‪ ،‬وأســتخدم ِإ َبــر األنســولين‬ ‫يوم ً ّيــا‪ ،‬وهــذا بالنســبة لــي شــخص ً ّيا شـ ٌ‬ ‫ـس مــرات فــي اليــوم‪ ،‬وعنــدي أدويــة ال بــد أن أضعهــا فــي الث َّ‬ ‫ـة ح َّتــى‬ ‫الجــة‪ ،‬أنــا أعيــش فــي قريـ ٍ‬ ‫خمـ َ‬ ‫ـة ال يوجــد فيهــا‬ ‫كيــس النايلــون لشــراء ِّ‬ ‫أي حاجــة بالســوق ال أتحصــل عليــه بيســر‪ ،‬أنــا أعيــش فــي قريـ ٍ‬ ‫أشــياء كثيــرة ممــا تعا َر ْفنــا عليــه أنــا وأنــت علــى أ َّنــه مــن أساســيات الحيــاة”‪.‬‬ ‫أليــس مــن َ‬ ‫الدعــوي أن تُتــرك الدعــوة فــي القــرى والهجــر؛ لقصــور خدماتهــا‪ ،‬أو ِل ُبعدهــا عــن‬ ‫الغ ْبــن‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫الســنن الدعويــة أن ال َّنجــاح علــى قــدر المعانــاة‪.‬‬ ‫الموطــن األصلــي؟ مــن‬ ‫المتقــرر فــي ُّ‬

‫ـرب ومــن بــاد العــرب‪َّ ،‬‬ ‫ـي لهــا داللــة‬ ‫أ َّننــا عـ ٌ‬ ‫إن كلمــة عربـ ّ‬ ‫خاصــة عنــد كثيــ ٍر مــن الشــعوب‪ ،‬ففــي إفريقيــا يقــول‬ ‫َ‬ ‫مناطــق بأكملهــا فــي شــرق كينيــا‪،‬‬ ‫الدكتــور‪“ :‬فــي‬ ‫إذا رأَوا اإلنســان العربــي يدخلــون فــي اإلســام بــدون‬ ‫ويقدرونــه‪،‬‬ ‫العربــي‬ ‫ســؤال وال جــواب‪ ،‬وهــم يحترمــون‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫ٍ‬ ‫بينمــا َ‬ ‫اآلخــرون صــار لهــم مائــة ســنة وعشــرة ســنوات‬ ‫َيعملــون عندهــم”!‬ ‫ُ‬ ‫وق ْ‬ ‫َّ‬ ‫أقــل‬ ‫وبشــكل‬ ‫ــل مثــل ذلــك فــي البلــدان الشــرق َّية‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫االلتفــات ِلمــا‬ ‫الدعــاة العــ َرب‬ ‫فــي بــاد الغــرب‪ ،‬فعلــى ُّ‬ ‫َّ‬ ‫فض َلهــم اهلل بــه‪ ،‬وتســخيره لدعوتهــم‪.‬‬ ‫‪ )١٠‬صناعة الدعاة (البلديِّين)‪:‬‬ ‫ـاة مــن‬ ‫ِمــن أنجــح مشــاريع الدكتــور الســميط‪ :‬صناعــة دعـ ٍ‬ ‫أهــل البلــد نفســه‪ ،‬وهــو بذلــك يُقـ ِّرر تجربـ ً‬ ‫ـة رائــدة للعمــل‬ ‫دعــاة مــن ِّ‬ ‫كل بلــد‪،‬‬ ‫الدعــوي؛ أن يعمــل علــى إخــراج‬ ‫ِّ‬ ‫ٍ‬ ‫فأهــل البلــد أعــ َر ُ‬ ‫َ‬ ‫القصــة‬ ‫ف ببلــده‪ ،‬ويــروي لنــا الدكتــور‬ ‫داع اســمه عبدالرحمــن ينجــورو كان‬ ‫التاليــة‪“ :‬عندنــا ٍ‬ ‫تاج ـ َر (ألمــاظ)‪ ،‬وط َّلـ َ‬ ‫ـدا‪ ،‬وبيتــه اآلن‬ ‫ـق التجــارة‪ ،‬كان غ ِن ً ّيــا جـ ً ّ‬ ‫ِ‬ ‫ـد يجــيء ويســكن عنــده ثالثــة‬ ‫مفتــوح ك َّلمــا أســلم واحـ ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫خلــوة للقــرآن‪ ،‬يع ِّلــم القــرآن‪،‬‬ ‫أشــهر‪ ،‬و َي ْذهــب‪ ،‬عنــده‬ ‫ويعلــم مبــادئ اإلســام‪ ،‬وتجــد عنــده مســلمين أشــكا ًال‬ ‫وألوا ًنــا‪ ،‬ولكــن هــذا الرجــل ر َّبانــي‪ ،‬هــذا الرجــل عنــده طـ ٌ‬ ‫ـرق‬ ‫الدعــوة”‪.‬‬ ‫غريبــة فــي َّ‬ ‫و ِبهــذا نق ـ ِّرر نظر َّيــة فــي علــم الدعــوة‪َّ :‬‬ ‫ـاة‬ ‫أن صناعــة دعـ ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫ـرورة دعويــة‪.‬‬ ‫بلديِّيــن ضـ‬ ‫‪ )١١‬الداعية وإستراتيج َّية اقتالع اليأس‪:‬‬ ‫ـي َيعــرف مقــدار اليــأس ا َّلــذي خ َّيم على‬ ‫الداعيــة الميدانـ ُّ‬ ‫َّ‬ ‫يتذكــرون حاجــة مشــاريعهم‬ ‫الدعــاة حيــن‬ ‫قلــوب بعــض ُّ‬ ‫الدعــم المالــي‪َ ،‬‬ ‫وف ْقرهــم فــي التواصــل مــع‬ ‫إلــى َّ‬ ‫المتب ِّرعيــن‪ ،‬وصعوبــة الوصــول ألهــل ال َبـ ْـذل واإلحســان‪،‬‬ ‫ثــم صعوبــة إقناعهــم‪ ،‬وق َّلــة مــا يجــودون بــه أحيا ًنــا!‬ ‫َ‬ ‫العقبــات جع َلــت البعــض ال يف َتــح مجــا ًال لنفســه‬ ‫هــذه‬ ‫ـروع دعــوي‪ ،‬وهــذا مــا حــدث للدكتــور‬ ‫بال َّتفكيــر فــي مشـ ٍ‬

‫أحمد معوقات العمل الخيري أن صاحبها ُيعطيها فضو ً‬ ‫ال‬ ‫من وقته‪.‬‬

‫فريدا‪:‬‬ ‫‪ )٧‬االنقطاع للعمل الدعوي يجعله‬ ‫ً‬ ‫ِم َّمــا يعيــق بعــض األعمــال الدعويــة‪ :‬أن صاحبهــا يُعطيهــا فضــو ًال مــن وقتــه‪ ،‬قــد يكــون ذلــك مقبــو ًال‬ ‫ـب التقديــرات الدعو َّيــة‪ ،‬إال أنــه مرفـ ٌ‬ ‫مامــا فــي العمــل الــذي يُــوازي حجــم‬ ‫ـوض َت ً‬ ‫فــي بعــض الحــاالت حسـ َ‬ ‫ْ‬ ‫التفــوق فــي ِعلمــه‪،‬‬ ‫عم ِلــه‪ ،‬ع َرفنــا ســ َّر‬ ‫ــمعنا الدكتــور الســميط‬ ‫س ِ‬ ‫َّ‬ ‫األمــة بكاملهــا‪ ،‬إذا َ‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫يتحــدث عــن َ‬ ‫فيقــول عــن نفســه‪“ :‬أنــا مــا عنــدي تلفــاز‪ ،‬أنــا أقــدر أن آتــي بــه‪ ،‬لكــن أنــا رفضـ ُ‬ ‫ـت أن أشــتري تلفــا ًزا‪ ،‬وال‬ ‫ـم غيــر هــؤالء”‪.‬‬ ‫راديــو‪ ،‬وال جرائــد‪ ،‬أنــا أريــد أن أعيــش لهــؤالء فقــط‪ ،‬مــا عنــدي هـ ٌّ‬ ‫واهتمامــه‬ ‫ـوي يجعــل ِف ْكــر الداعيــة‬ ‫َ‬ ‫الجملــة األخيــرة هــي س ـ ُّر نجاحــه؛ فاالنقطــاع فــي العمــل الدعـ ِّ‬ ‫يركــز فيــه عم َلــه وتطويــره‪ ،‬ويعيشــه فــي ِّ‬ ‫ـدد‪ِّ ،‬‬ ‫كل لحظــة‪ ،‬وهــذا الشــعور‬ ‫ونظرتــه ت َّت ِحــد إلــى جـ ٍ‬ ‫ـزء محـ َّ‬ ‫ِّ‬ ‫ألجهِّ‬ ‫الصــاة”‪.‬‬ ‫ـن الخطــاب ‪ -‬رضــي اهلل عنــه ‪“ :-‬إنــي‬ ‫ــز الجيــوش وأنــا فــي َّ‬ ‫يجعلنــا نفهــم قــول عمــر بـ ِ‬ ‫‪ )٨‬الحال التي وصلت إليها األمة في زماننا‪:‬‬ ‫األمـ ُ‬ ‫ـم المعانــاة التــي وص َلـ ْ‬ ‫ـة فــي زماننــا‪،‬‬ ‫مــن خــال ســيرة الدكتــور الســميط‪ ،‬ظه ـ َر لنــا حجـ ُ‬ ‫ـت إليهــا َّ‬ ‫وهــي حـ ٌ‬ ‫َّ‬ ‫ـال إذا ســمعها اإلنســان المســلم‪ ،‬شــعر باألســى علــى نفســه فــي التخــاذل عــن إصالحهــا‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫األمــة اإلفريقيــة‪“ :‬ســألت‪ ،‬قلــت لهــم‪ :‬أيــش دينكــم؟ قالــوا‪ :‬الحمــد اهلل نحــن‬ ‫فيقــول الدكتــور عــن حــال َّ‬ ‫مســلمون بروتســتانت! قلـ ُ‬ ‫ـت لهــم‪ :‬كيــف تكونــون مســلمين بروتســتانت؟ قالــوا‪ :‬أجدادنــا قالــوا لنــا‪:‬‬ ‫إ َّننــا مســلمون‪ ،‬لك َّننــا ال نعــرف كيــف نص ِّلــي‪ ،‬وال كيــف نصــوم‪ ،‬فجاءنــا البروتســتانت ‪ -‬جزاهــم اهلل خيـ ًرا!‬ ‫ـوا لنــا هــذه الكنيســة ‪ -‬وأرونــي الكنيســة ‪ -‬وأعطونــا اإلنجيــل”!‬ ‫وع َّلمونــا كيــف نص ِّلــي‪ ،‬وب َنـ ْ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ـع الجهــل‪،‬‬ ‫هــذا الواقــع األليــم لواقــع َّ‬ ‫األمــة المرحومــة‪ ،‬يحتــم علــى أفرادهــا فــي زماننــا الدعــوة‪ ،‬ورفـ َ‬ ‫ـذل والتعــاون علــى َّ‬ ‫والبـ َ‬ ‫كافــة المســتويات واألصعــدة‪ ،‬ولع َّلــه ً‬ ‫أيضــا يعيــد ال َّنظــر فــي بعــض مســائل‬ ‫ْ‬ ‫العــذر بالجهــل‪.‬‬ ‫العقيــدة؛ مثــل‪ُ :‬‬ ‫‪ )٩‬الداعية العربي من بالد العرب‪:‬‬ ‫فضــل اهلل جنــس العــرب علــى ســائر األجنــاس‪ ،‬وجعــل ال َّت ُ‬ ‫َّ‬ ‫فاضــل بينهــم بالتقــوى‪ ،‬ومــن يُتابــع كتابــات‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫الدكتــور الســميط َيلحــظ أننــا نملــك وســيلة دعو َّيــة لــم نلتفــت لهــا‪ ،‬وهــي‪:‬‬

‫‪12‬‬

‫الســميط فــي بدايــة العمــل‪ ،‬فقــد تفاجــأ بـ َّ‬ ‫ـأن مجمــوع‬ ‫َ‬ ‫فســقط ْت‬ ‫مــا حصــل عليــه (‪ 1000‬دوالر فــي الســنة)‪،‬‬ ‫وح ْفــر اآلبار‪ ،‬وتشــييد‬ ‫مــن ذه ِنــه مشـ ُ‬ ‫ـاريع بنــاء المســاجد َ‬ ‫الجامعــات‪ ،‬إال َّ‬ ‫الدعــاة إســتراتيج َّية‬ ‫أن الدكتــور أعطــى ُّ‬ ‫مهمــة‪ ،‬وهــي‪ :‬تغييــر سياســة جمــع الت َبرعــات‪،‬‬ ‫دعويــة‬ ‫َّ‬ ‫واســتبدال الطبقــة الغن َّيــة بالطبقــة المتوســطة‪،‬‬ ‫متوســطي الدخــل؛ شــعرنا َّ‬ ‫ِّ‬ ‫بــأن‬ ‫“نركــز علــى‬ ‫فيقــول‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫واحتــرام لل ِّرجــال ‪َ -‬‬ ‫ً‬ ‫المــرأة ‪ -‬مــع ِّ‬ ‫بركــة‬ ‫أكثــ ُر‬ ‫كل تقديــ ٍر‬ ‫ٍ‬ ‫مــن ال َّرجــل‪ ،‬وقــادرة عاطف َّيــة‪ ،‬وتُعطــي أكث ـ َر مــن الرجــل‪،‬‬ ‫شــعرنا بـ َّ‬ ‫ـأن المــرأة ا َّلتــي عمرهــا بيــن ‪ 25‬و ‪ ،45‬و َت ْعمــل‬ ‫ً‬ ‫طبيبــة‪ ،‬أو غيرهــا‪ ،‬تعطينــا َّ‬ ‫كل‬ ‫مُ درِّســة أو مم ِّرضــة أو‬ ‫شــهر مائــة ريــال‪ ،‬أو مائتــي ريــال‪ ،‬أو خمســمائة ريــال”‪.‬‬ ‫وأخي ًرا‪:‬‬ ‫أتــرك مدرســة الدكتــور الســميط مفتوحـ َ‬ ‫ـج‬ ‫ـة األبــواب؛ ِل َي ِلـ َ‬ ‫والم َر ُّبــون يســتنبطون مــن خبر ِتهــا‪،‬‬ ‫الدعــاة‬ ‫إليهــا اإلخــوة ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ويســ َت ْل ِهمون مــن سياســتها‪ ،‬و َي ْنهَ لــون مــن صفــو‬ ‫َ‬ ‫وشــك َر اهلل‬ ‫دعوتهــا‪ ،‬فجــزاه اهلل خيــ ًرا علــى دعوتــه‪،‬‬ ‫وأحسـ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ـن‬ ‫رف َعــه التكليــف عــن رقابنــا‪ ،‬فأجـ ِز ِل ال َّلهــم أجــره‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫عم َلــه‪ ،‬واختــم لــه بالصالحــات‪ ،‬وص َّلــى اهلل وســ َّلم‬ ‫محمــد‪.‬‬ ‫علــى نب ِّينــا‬ ‫َّ‬

‫مجلة تواصل‬

‫العدد العاشر |نوفمبر ‪ | 2018‬صفر ‪1440‬هـ‬

‫‪ )١‬ما هو ذروة سنام الدين؟‬ ‫‪ )٢‬من الذي لقب بأمين األمة؟‬ ‫‪ )٣‬من الذي لقب بسيف اهلل المسلول؟‬

‫األسئلة‪:‬‬

‫‪ )٤‬من الذي لقب بأسد اهلل؟‬ ‫‪ )٥‬من الذي لقب بذو النورين؟‬ ‫‪ )٦‬ما هي أركان اإلسالم؟‬ ‫‪ )٧‬ما هي أركان اإليمان؟‬

‫الـأجوبة‬

‫‪ )١‬الجهاد في سبيل اهلل‬ ‫‪ )٢‬أبو عبيدة بن الجراح‬ ‫‪ )٣‬خالد بن الوليد‬ ‫‪ )٤‬حمزة بن عبد المطلب‬ ‫‪ )٥‬عثمان بن عفان‬ ‫‪ )٦‬الشهادتين‪ ،‬الصالة‪ ،‬الصوم‪ ،‬الزكاة‪ ،‬الحج‪.‬‬ ‫‪ )٧‬اإليمان باهلل ومالئكته وكتبه ورسله واليوم اآلخر والقدر خيره وشره‪.‬‬

‫‪13‬‬

‫هـ‬1440 ‫ | صفر‬2018 ‫العدد العاشر |نوفمبر‬

How to

‫مجلة تواصل‬

BRIDGE

THE

GAP By: Faten Sabri

Alittle girl was watching her

mother cooking fish, she noticed that the mother cut off the fish’s head and tail before cooking it.

When the girl asked the mother why she did that, the mother replied: “that’s how my mother taught me.” The girl was curious to know why they cut the fish’s head and tail before cooking it so she asked the grandmother as well but found the same answer. The girl became more curious and she asked the great grandmother, and the great grandmother replied: “simply because my frying pan is not big enough to fit the fish with the head and the tail attached, so I cut them off.”

The mother and the grandmother had never questioned the process, so they never thought about could make their cooking better.

This story leads us to understand that if we always do something in

a certain way, that doesn’t make it right. So as long as we stick to our stereotypes, and let them become widely spread among us, we will not be able to change. God the almighty said: “…. Indeed, God will not change the condition of a people until they change what is in themselves…” (Qur’an 13:11).

What Muslims could do better?

God the almighty said in the holy book Qur’an: “O mankind, indeed We have created you from male and female and made you peoples and tribes that you may know one another. Indeed, the most noble of you in the sight of God is the most righteous of you. Indeed,

God is Knowing and Acquainted.”

(Qur’an 49:13).

Muslims should not expect others to understand them, until they understand others first, this means that they have to listen to others, answer their questions and stop labeling themselves as sects.

They must help others to break down the barriers of mistrust and suspicions and have more knowledge, if all of this is done then they can get the interaction and acceptance from others which God the almighty wants them to have. As a result they will find out how others are in fact very similar to them, and that they are all combined by humanity and by their similarities. They all have the same issues, aspirations, challenges and they all want the same things for themselves and for their children. God the almighty said in the Holy Book Qur’an: “Say, ‘O People of the Scripture, come to

14

a word that is equitable between us and you - that we will not worship except God (The Creator) and not associate anything with Him and not take one another as lords instead of God.’ But if they turn away, then say, ‘Bear witness that we are Muslims’ [submitting to Him].”

(Qur’an 3:64).

They will find that they have the same Creator, the same source of existence and that all their religious differences are about the intermediaries between the human being and His Creator, so when they all pray direct to the Creator, they will get united. As a result all the cultural, traditional and political barriers will be removed, then they would have peace. Muslims have to stand up and say who they are, and try to explain to the world what their values are, what they stand for, and to make the world realize that they are in the same boat, they are just likely to be victims of terrorism as non-Muslims. In fact when you look at the acts of terrorism that

15

‫هـ‬1440 ‫ | صفر‬2018 ‫العدد العاشر |نوفمبر‬

‫مجلة تواصل‬

have taken place in the past few years, you will find that the majority of victims have been Muslims, so Muslims have to explain that they are in this with others together. This is how they have to define themselves.

issues. And they should cooperate with the moderates of Muslims to understand their religion and culture more and take the information from authentic sources, as the moderates are the majority of Muslims.

They have to understand that Islam is a universal religion, as the majority of Muslims are Non Arabs, so their judgment should be fair and based on right knowledge and good understanding.

What Non-Muslims could do better?

If Non-Muslims instead of relying on the media and judg-

ing blindly without questioning, they start asking, understanding, and interacting with Muslims to know more about Islam, they will realize that they are also causing this gap. They don’t have to bring Islam under suspicion and judge Islam based on how Muslims act, think, dress or how they look like. Not every Muslim practices Islam correctly. Moreover, they must stop looking at the religious symbols as political