الى الامام / العدد 53

‫‪FORWARD‬‬

‫أساس االشتراكية‬ ‫اإلنسان ‪...‬‬

‫االشتراكية حركة‬ ‫اعادة الخيار‬

‫تصدر كل يوم اثنين‬ ‫‪ - 15‬شبـــاط ‪2021 -‬‬

‫لالنسان‬

‫االسبوعيــــة‬ ‫صحيفة سياسية عامة للحزب الشيوعي العمالي العراقي‬

‫رئيس التحرير ‪ :‬أحمد عبدالستار‬

‫‪www.wpiraq.org‬‬

‫مزمار الكاظمي وسيد المقاومة‬ ‫والميليشيات‬

‫سمير عــادل ‪:‬‬

‫ايــن مزمــار الكاظمــي فــي خضــم‬ ‫اســتعراض الصــدر لميليشــياته فــي‬ ‫بغــداد ومالحقــة المتظاهريــن فــي النجــف‬ ‫وكربــاء؟ ايــن مزمــار الكاظمــي مــن‬ ‫انفجــارات بغــداد ومــن تفجيــر محــات‬ ‫المشــروبات الكحوليــة فــي بغــداد كل‬ ‫يــوم علــى قــدم وســاق‪ ،‬وشــن سلســلة‬ ‫مــن االغتيــاالت وعمليــات االختطــاف‬ ‫التــي تحــدث؟ ايــن مزمــار الكاظمــي‪،‬‬ ‫فميليشــيات عصائــب اهــل الحــق‬ ‫تســتعرض فــي الرصافــة قبــل اكثــر مــن‬ ‫اســبوع مــن اســتعراض مليشــيات الصدر‪،‬‬ ‫وهــو يعــزف بمزمــاره بالكاظميــة فــي‬ ‫جانــب الكــرخ هــو ورئيس جهــازه مكافحة‬ ‫االرهــاب عبــد الوهــاب الســاعدي؟؟ ألــم‬ ‫يقــل لنــا الكاظمــي بأنــه يملــك مزمــار‬ ‫ويعــزف بــه بيــن الثعابيــن كمــا اتحفنــا فــي‬ ‫لقائــه مــع (بــي بــي ســي)‪ ،‬وكان يقصــد‬ ‫بالثعابيــن الصــراع الدائــر بيــن أمريــكا‬ ‫وإيــران علــى الســاحة العراقيــة‪.‬‬ ‫ولكــن يبــدو ان الكاظمــي يعــزف بيــن‬ ‫المليشــيات والمليشــيات كمــا قــال لنــا‬

‫بيــن الثعابيــن‪ ،‬مليشــيات الســاح المنفلــت‬ ‫ومليشــيات الســاح المنضبــط‪ ،‬مليشــيات‬ ‫ســيد المقاومــة كمــا يصــف الكاظمــي‬ ‫مقتــدى الصــدر‪ ،‬ومليشــيات العصائــب‬ ‫والنجبــاء وحــزب هللا بعنــوان (محــور‬ ‫المقامــة)‪ .‬وكان بالتأكيــد اي الكاظمــي‬ ‫لــم يقصــد بــأن مقتــدى الصــدر هــو ســيد‬ ‫مقاومــة الشــيطان االكبــار واالســتكبار‬ ‫العالمــي‪ ،‬بــل كان يقصــد مقاومــة‬ ‫الجماهيــر المتعطشــة للحريــة واالمــان‬ ‫والرفــاه‪ ،‬مقاومــة انتفاضــة اكتوبــر التــي‬ ‫فرضــت التراجــع علــى االســام السياســي‬ ‫ومرغــت هيبتــه بالوحــل‪ ،‬وهــذا هــو ســر‬ ‫انفــات عقالــه فــي ارتــكاب الجرائــم‬ ‫والقصــف العشــوائي للمنطقــة الخضــراء‬ ‫ومطــار بغــداد واالســتعانة بعصابــات‬ ‫داعــش للعبــث باألمــن واالمــان وقتــل‬ ‫العمــال والكادحيــن عبــر التفجيــرات‬ ‫فــي بغــداد‪ ،‬ان الصــدر ســيد مقاومــة‬ ‫فعالــي ونشــطاء االنتفاضــة؛ الذيــن‬ ‫طالبــوا بفرصــة عمــل‪ ،‬مقاومــة النســاء‬ ‫اللواتــي خرجــن فــي االنتفاضــة عندمــا‬ ‫طالــب بفصــل النســاء عــن الرجــال فــي‬ ‫احتجاجــات اكتوبــر وهتفــن ضــد الصــدر‬ ‫( ذيــل لوكي‪..‬العــن ابــو ايــران يــا بــو‬ ‫امريــكا‪ ،‬شــلع قلــع والــي كالهــا وياهــم)‪،‬‬ ‫انــه ســيد مقاومــة حملــة مشــاعل نحــو‬ ‫عــراق افضــل بــدون الصــدر والخزعلــي‬ ‫والعامــري الفيــاض… انــه ســيد مقاومــة‬ ‫انحــال البيــت الشــيعي‪ ،‬البيــت الطائفــي‬ ‫الــذي انهــار تحــت معــاول انتفاضــة‬ ‫اكتوبــر ويحــاول الصــدر ترميمــه عندمــا‬ ‫دعــى الــى اعــادة بنائــه بعــد تظاهــرات‬ ‫ســاحة الحبوبــي فــي مدينــة الناصريــة‬ ‫وطــردت عناصــر مليشــيات ســيد‬ ‫المقاومــة منهــا‪.‬‬ ‫( التتمة ص‪). . . 2‬‬

‫العدد ‪:‬‬

‫‪53‬‬

‫الشخصي هو سياسي – حول‬ ‫الحب والنسوية‬

‫نادية محمود ‪:‬‬

‫بمناســبة الحديــث عــن عيــد الحــب‪،‬‬ ‫ال بــد مــن تنــاول موضوعــة الحــب‬ ‫والمــرأة‪ .‬حيــث الهــدف مــن تنــاول‬ ‫هــذا الموضــوع هــو تحديــد «أي‬ ‫نــوع مــن النســاء او البشــر نريــد أن‬ ‫نكــون؟ واي مــن الحقــوق نريــد ان‬ ‫ننــال؟» تركــز هــذه المقالــة علــى‬ ‫حقــوق المــرأة حيــث ان المــرأة‬ ‫والرجــل ال يدخــان عالقــة متكافئــة‬ ‫ومتســاوية وعادلــة حيــن يدخــان‬ ‫فــي عالقــة حــب‪ .‬هــذا الــا تكافــؤ‬ ‫والــا مســاواة‪ ،‬كحــال اي المســاواة‬ ‫اخــرى‪ ،‬يجــب التصــدي لــه‪ .‬ونحــن‬ ‫نغتنــم هــذه المناســبة « عيــد الحــب»‬ ‫للحديــث عنــه‪.‬‬ ‫مــن ايــن جــاءت الالمســاواة فــي عالقــة وفــي مشــاعر يفتــرض ان تكــون مشــاعر‬ ‫انســانية رائعــة وانســانية بيــن اثنيــن وبمحــض اختيارهمــا؟ ان منبــع هــذا التفــاوت‪،‬‬ ‫هــو الحقــوق التــي منحهــا المجتمــع للرجــل مقارنــة بالمــرأة‪ .‬وحيــث ان الشــخصين‪،‬‬ ‫الرجــل والمــرأة حيــن يدخــان فــي عالقــة عاطفيــة‪ ،‬هــي ليســت بمعــزل عــن الواقع‬ ‫االجتماعــي والثقافــي واالخالقــي والسياســي واالقتصــادي الــذي يعيشــان فيــه‪ ،‬فمــن‬ ‫المؤكــد ان عالقتهمــا تتأثــر بهــذا الواقــع‪ ،‬بــل الواقــع هــو الــذي يرســم مالمــح‬ ‫وحــدود هــذه العالقــة‪ ،‬وحقــوق كل طــرف فــي هــذه العالقــة‪.‬‬ ‫حيــن يدخــل الرجــل عالقــة حــب‪ ،‬يفتخــر بهــا‪ ،‬يتباهــى‪ ،‬يعلنهــا‪ ،‬وليــس هنالــك‬ ‫مــن يعتــرض‪ .‬امــا حيــن تدخــل المــرأة والشــابة فــي عالقــة عاطفيــة‪ ،‬فــا يمكنهــا‬ ‫التصــرف مثــل شــريكها او حبيبهــا‪ .‬فهنالــك سلســلة مــن اشــكال التخويــف‪،‬‬ ‫ـرر للمــرأة ان ال تحــب‪.‬‬ ‫والتجريــم‪ ،‬والتذنيــب التــي تعيشــها المــرأة‪ .‬ألنــه ببســاطة قـ ّ‬ ‫واذا اتيــح لهــا الحديــث عــن الحــب فيكــون مســموحا لهــا‪ ،‬ان ســمح لهــا‪ ،‬فــي ســياق‬ ‫انهــا ستنشــأ اســرة‪ ،‬وســتربي اطفــال‪.‬‬ ‫المــرأة ممنــوع عليهــا الحــب‪ ،‬بــل وتعاقــب بشــدة عليــه‪ ،‬للحــد الــذي يوصــل‬ ‫العقوبــة للقتــل‪ .‬وليــس قليــل عــدد النســاء اللواتــي قتلــن بســبب الشــك بــان لديهــن‬ ‫عالقــات حــب‪ .‬مــن اجــل تغييــر هــذه العالقــة غيــر المتوازنــة وغيــر المتكافئــة فــي‬ ‫العالقــات العاطفيــة‪ .‬نظــام كامــل ال بــد مــن تغييــره‪ :‬النظــام السياســي‪ ،‬القوانيــن‪،‬‬ ‫الحقــوق االقتصاديــة‪ ،‬االخــاق‪ ،‬الثقافــة‪ .‬تغييــر علــى صعيــد الدولــة وعلــى‬ ‫صعيــد المجتمــع‪ ،‬مــن اجــل التمتــع بعالقــة متســاوية ومتكافئــة بيــن حبيبيــن‪ .‬وهــذا‬ ‫هــو عملنــا كناشــطات نســويات‪ ،‬كدعــاة مســاواة‪ ،‬مســاواة كاملــة وتامــة وغيــر‬ ‫مشــروطة‪ ،‬بيــن الرجــل والمــرأة‪ .‬يجــب فصــل الديــن عــن الدولــة وانشــاء دولــة‬ ‫( التتمــة ص‪). . . 2‬‬ ‫علمانيــة‪.‬‬

‫فارس محمود‬

‫ص‪3‬‬

‫ترامب والصدر‪:‬‬ ‫قضيتان وجذر‬ ‫واحد !‬

‫توما حميد ص ‪4‬‬

‫ُ‬ ‫اهداف يتوخاها‬ ‫أية‬ ‫ٍ‬ ‫استعراض «سرايا‬ ‫السالم» اليوم ؟!‬

‫« منصور حكمت »‬

‫‪2‬‬

‫مزمار الكاظمي ‪. . .‬‬

‫سمير عادل ‪:‬‬ ‫ان مزمــار الكاظمــي ال يعمــل او ال ينفــخ إال لمنع التصادم‬ ‫بيــن المليشــيات‪ ،‬وبيــن مــن توجــوه رئيســا للــوزراء‬ ‫كــي ال ينفــرط العقــد االجتماعــي بيــن القــوى القوميــة‬ ‫واالســامية وتنهــار كل العمليــة السياســية التــي جــاءت‬ ‫بشــخصية مرائيــة ومحتالــة ويجيــد مهنــة الكــذب بحرفيــة‬ ‫عاليــة ومتــورط بالتعــاون مــع ســبق اإلصــرار والترصــد‬ ‫مــع مليشــيات ســاح المنضبــط فــي قتــل المتظاهريــن‪.‬‬ ‫ان الكاظمــي الــذي غــرد فــور انتشــار عصابــات‬ ‫الصــدر بأنــه ســيمضي فــي بنــاء دولــة القانــون‪ ،‬لــم‬ ‫ق القبــض علــى أي فــرد مــن‬ ‫يحــرك ســاكنا‪ ،‬ولــم يلــ ِ‬ ‫افــراد مليشــيات الصــدر فــي الوقــت الــذي يملــك قــوات‬ ‫أمنيــة وعســكرية هائلــة مــن مكافحــة اإلرهــاب واألمــن‬ ‫والوطنــي والمخابــرات والجيــش والشــرطة االتحاديــة‬ ‫وينفــق عليهــا ‪ ٪٢٠‬مــن الميزانيــة حســب مســودته‬ ‫االخيــرة للموازنــة‪.‬‬ ‫فغــض الطــرف مــن قبــل الكاظمــي عــن كل جرائــم‬ ‫مليشــيات الصــدر وتهديداتــه ووعيــده ضــد المتظاهريــن‬ ‫والعلمانييــن والملحديــن‪ ،‬بــل تقديــم الدعــم لــه عبر ارســال‬ ‫قواتــه االمنيــة المعروفــة باألمــن الوطنــي ورئيســه عبــد‬ ‫الغنــي االســدي الــى الناصريــة عندمــا طــرد متظاهــري‬ ‫ســاحة الحبوبــي بصدورهــم العاريــة لمليشــيات ســيد‬ ‫المقاومــة‪ ،‬ودعــوة الصــدر فــي مؤتمــره الصحفــي بعــد‬ ‫انتشــار ميليشــياته بأنــه يطالــب الكاظمــي بتقديــم الدعــم‬ ‫للقــوات االمنيــة‪ ،‬وكان يقصــد تقديــم اإلســناد والدعــم‬ ‫لميليشــياته كــي يقمــع كل صــوت معــارض لصــدر‪،‬‬ ‫معــارض الســتمرار عمليــات االفقــار والفســاد والقتــل‪،‬‬ ‫كل هــذا المشــهد الدرامــي الــذي ترســمه ريشــة مليشــيات‬ ‫الصــدر علــى أنغــام عــزف مزمــار الكاظمــي‪ ،‬يقودنــا‬ ‫للــرد علــى الســؤال المطــروح‪ ،‬لمــاذا يعتبــر الكاظمــي‬

‫ســاح مقتــدى الصــدر منضبــط وهــو الســاح الــذي يقتــل‬ ‫المتظاهريــن ويطاردهــم ويعتقلهــم فــي وضــح النهــار وال‬ ‫يعلــق عليهــا ويديــر ظهــره‪ ،‬بينمــا يعتبــر ســاح “محــور‬ ‫المقاومــة” منفلــت وهــو الــذي يحتمــي بســتار الحشــد‬ ‫الشــعبي‪ ،‬فــي الوقــت الــذي يقتــل ســاح االخيــر ايضــا‬ ‫فعالــي ونشــطاء انتفاضــة اكتوبــر بــكل زهــد وبخلســة‬ ‫وبصمــت وبكواتــم الصــوت وباســتخدام دراجــات ناريــة‪،‬‬ ‫كمــا كشــفت يــوم أمــس وســائل إعــام بإلقــاء القبــض على‬ ‫عناصــر مــا ســمي بفرقــة المــوت التــي تنتمــي لحــزب‬ ‫هللا احــد اعمــدة محــور المقاومــة التــي اغتالــت المصــور‬ ‫صفــاء غالــي والصحفــي أحمــد عبــد الصمــد وسلســلة مــن‬ ‫االغتيــاالت االخــرى‪ ،‬بينمــا هربــت عناصــر اخــرى الــى‬ ‫مقــر الحشــد الشــعبي فــي البصــرة‪.‬‬ ‫والجــواب علــى الســؤال المذكــور‪ ،‬أن مــا يرمــي إليــه‬ ‫مزمــار الكاظمــي هــو تمتيــن التحالــف الســري الــذي‬ ‫بــات علنيــا ومكشــوفا ومفضوحــا‪ ،‬المبــرم بينــه وبيــن‬ ‫الصــدر هــو إلعــادة انتخابــه رئيســا للــوزراء بعــد‬ ‫تشــرين األول المقبــل مــن هــذا العــام‪.‬‬ ‫ان الكاظمــي الــذي جــاء تحــت ســقف األوهــام الوطنيــة‬ ‫والقوميــة المحليــة التــي ســادت علــى االنتفاضــة يلتقــي‬ ‫بالصــدر تحــت نفــس الســقف السياســي ‪ ،‬وهــو ســقف‬ ‫القوميــة المحليــة (الوطنيــة) التــي بيــن حيــن واالخــر‬ ‫يتحفنــا الصــدر بــه فــي تغريداتــه بــأن العــراق اوال وانــه‬ ‫خــادم العــراق ويرفــع اعــام العــراق فــي تظاهراتــه‪.‬‬ ‫ويقصــد ســيد المقاومــة “بالعــراق”‪ ،‬عــراق وزرائــه‬ ‫ومــدراءه الذيــن يضعــون نســبة مــن ســرقتهم ونهبهــم في‬ ‫الصنــدوق الخيــري للصــدر‪ ،‬وعائــدات مطــار النجــف‬ ‫والخــاوات التــي يســتحصل عليهــا فــي المــدن التــي‬ ‫تنتشــر ميليشــياته بعــد حزيــران ‪ .٢٠١٤‬فالحــرب علــى‬ ‫داعــش فتحــت خزائــن العــراق‪ ،‬وتحولــت الــى اكبــر‬ ‫مصــدر رزق ودر األمــوال علــى الصــدر وميليشــيات‬

‫محــور المقاومــة‪.‬‬ ‫واخيــرا نقــول ان مزمــار الكاظمــي يريــد انقــاذ العمليــة‬ ‫السياســية مــن ازمتهــا االقتصاديــة وازمتهــا السياســية‬ ‫التــي وصلــت الــى محطتهــا النهائيــة‪ ،‬وباعتــراف‬ ‫شــخصياتها مثــل بهــاء االعرجــي الــذي دعــى القــوى‬ ‫السياســية عبــر مقابلــة مــع ســكاي نيــوز العربيــة الــى‬ ‫تــرك القوميــة والطائفيــة وبنــاء دولــة (وطنيــة) فــي حيــن‬ ‫دعــى عمــار الحكيــم الــى تصفيــر العمليــة السياســية‪.‬‬ ‫ان الكاظمــي يحــاول بنــاء دولــة المليشــيات بســاح‬ ‫منضبــط وتحــت امرتــه‪ ،‬ويســود قانــون المليشــيات‪،‬‬ ‫يقتــل مــن يشــاء ويعتقــل مــن يشــاء ويغيــب مــن يشــاء‬ ‫ويشــكل بعدهــا لجــان تحقيقيــة لطمــس الحقائــق‪ ،‬وهنــا‬ ‫يعــزف مزمــار الكاظمــي كــي ال تشــتبك الثعابيــن‪ ،‬كــي‬ ‫تصــب بالتالــي مســاعيه الحثيثــة بلعبتــه المكشــوفة فــي‬ ‫فــرض االفقــار علــى المجتمــع بســاح منضبــط‪ ،‬وهــو‬ ‫ســاح مليشــيات الصــدر‪ .‬فإصــدار الورقــة البيضــاء‬ ‫التــي اسســت للموازنــة ال يمكــن تمريرهــا دون القمــع‪،‬‬ ‫دون اطفــاء جمــرة انتفاضــة اكتوبــر‪ ،‬دون مليشــيات لهــا‬ ‫ســاح منضبــط‪.‬‬ ‫انــه االقتصــاد الجديــد (العــراق الليبرالــي باقتصــاده‬ ‫واســتبدادية بســلطته السياســية‪ ،‬عــراق اقتصــاد الســوق‪،‬‬ ‫عــراق صنــدوق النقــد الدولــي والبنــك الدولــي‪ ،‬عــراق‬ ‫يمــول جيشــه البيروقراطــي مــن موظفــي المنطقــة‬ ‫الخضــراء والمناصــب الخاصــة والــوزراء واصحــاب‬ ‫المناصــب الخاصــة والحشــد الشــعبي والوقــف الشــيعي‬ ‫والســني‪ ،‬نقــول يمولــه مــن جيــوب العمــال والموظفيــن‬ ‫والكادحيــن) الــذي يبشــر بــه الكاظمــي ووزيــر ماليتــه‬ ‫عــاوي ويغطــي عليــه اســتعراض الصــدر وميليشــياته‬ ‫بالهجــوم علــى بيــوت المتظاهريــن واعتقالهــم واختطافهم‬ ‫وقتلهــم‪.‬‬

‫الشخصي هو سياسي ‪. . .‬‬ ‫نادية محمود ‪:‬‬ ‫يجــب الغــاء القوانيــن التــي تقــر بقوامــة الرجــل‪ ،‬وبحــق‬ ‫الرجــل بتأديــب المــرأة‪ .‬القوانيــن التــي تســمح للرجــل‬ ‫ان يعــدد الزوجــات‪ ،‬القوانيــن التــي تخفــف مــن عقوبــة‬ ‫الجرائــم المرتكبــة باســم» الدفــاع عــن الشــرف» هــذا‬ ‫الكــم مــن القوانيــن يجــب ان تتغيــر‪ .‬وهــذه معركــة‬ ‫شرســة‪ ،‬ولكــن االنتصــار فيهــا ليــس مســتحيل‪.‬‬ ‫المســار الثانــي‪ ،‬وهــو؛ نحــن نواصــل النضــال مــن اجــل‬ ‫تغييــر هــذه القوانيــن‪ ،‬ونواصــل النضــال مــن اجــل ان‬ ‫تحصــل النســاء علــى حقــوق اقتصاديــة واجتماعيــة‬ ‫متســاوية مــع الرجــل‪ ،‬ماهــي مســؤولية الرجــل او‬ ‫الشــاب؟ ومــا هــي مســؤولية المــرأة او الشــابة؟‬ ‫الشــاب المعاصــر مطلــوب منــه ومســؤول عــن اكتســاب‬ ‫اخــاق انســانية جديــدة محــل االخــاق التــي تعززهــا‬ ‫الدولــة والتقاليــد والديــن واالعــراف‪ .‬ان يعّلــم نفســه‬ ‫علــى عــادات وثقافــة جديــدة‪ .‬ان يحــرر نفســه مــن قيــم‬ ‫« الرجولــة» وان يغــرز محلهــا قيــم االنســان‪ ،‬والقيــم‬ ‫االنســانية‪ .‬يجــب ان « يتنــازل» عــن الحقــوق التــي‬ ‫منحــه اياهــا القانــون‪ ،‬مــن اجــل اقامــة عالقــة عاطفيــة‬ ‫متكافئــة وصحيــة وعادلــة‪ .‬يجــب ان يحــرر الشــاب‬ ‫والرجــل نفســه مــن « هــذه الحقــوق»‪ .‬ألنهــا حقــوق‬

‫قائمــة علــى اســاس تمايــزي وتمييــزي بيــن البشــر‪.‬‬ ‫يحتــاج الشــاب والرجــل ان يعمــل « ثــورة» علــى‬ ‫هــذه االخــاق التــي ورثهــا‪ ،‬وال يعمــل علــى تكريســها‪.‬‬ ‫لكــن الرجــال والشــباب ال يتخندقــوا كلهــم فــي خنــدق‬ ‫واحــد‪ ،‬فبعضهــم شــباب قــرر أن «يســتمتع» بحقوقــه‪،‬‬ ‫وان يبقــى فــي خنــدق الرجعيــة‪ ،‬وشــباب اخــر قــرر‬ ‫لنفســها ان يكــون فــي خنــدق المدنيــة‪ ،‬والتقــدم والمســاواة‬ ‫والعدالــة‪ .‬الشــباب والرجــال فــي هــذا الخنــدق عليهــم‬ ‫ســلخ االخــاق الرجعيــة والالمســاواتية كــم ســلوكهم‪.‬‬ ‫مــع قــول مــا تقــدم‪ ،‬الرجــل ليــس هــو المســؤول الوحيــد‬ ‫عــن رســم شــكل وحــدود وحقــوق الطرفيــن فــي العالقــة‬ ‫العاطفيــة‪ .‬المــرأة والشــابة مســؤولة ايضــا‪ .‬مســؤولة‬ ‫عــن خلــق عالقــة قائمــة علــى اســاس المســاواة‪ .‬النســاء‬ ‫والشــابات اللواتــي يســعين بــكل الطــرق الــى ارضــاء‬ ‫محبيهــن بمــا فــي ذلــك التنــازل عــن حقوقهــن‪ ،‬والقبــول‬ ‫بالخضــوع لقــرارات « الحبيــب» القبــول بهيمنــة وب»‬ ‫قوامتــه» عليهــن‪ ،‬انمــا يصنعــن اســيادا لهــن فــي هــذه‬ ‫العالقــة‪ ..‬النســاء والشــابات اللواتــي قــررن ان يكونــن‬ ‫متســاويات مــع الرجــل‪ ،‬يجــب ان يرفعــن مــن درجــة‬ ‫حساســيتهن للهيمنــة الذكوريــة وان ال يســمحن بهــا‬ ‫باســم الحــب‪ ،‬وباســم ارضــاء الحبيــب‪ .‬اي ان يدافعــن‬ ‫عــن اســتقالليتهن فــي العالقــة‪ ،‬ان ال يقبلــن الخضــوع‬

‫للتوجيهــات ولألوامــر عــن بعــد!‬ ‫فالنضــال مــن اجــل تغييــر القوانيــن «مــن فــوق» يجــب‬ ‫ان يترافــق معــه نضــال يومــي « فــي االســفل» مــن‬ ‫اجــل وضــع منطــق المســاواة موضــع التنفيــذ‪ .‬بــدون هذا‬ ‫الســعي المتواصــل مــن اجــل اثبــات وتحقيــق المســاواة‪،‬‬ ‫تثــور» العالقــات بيــن الجنســين‪ .‬نحــن‬ ‫ال يمكــن ان « ّ‬ ‫بحاجــة الــى ثــورة فــي هــذه العالقــات‪ .‬العالقــات القائمــة‬ ‫هــي عالقــات قمعيــة‪ ،‬مخيفــة‪ ،‬مرعبــة‪ ،‬اســتعالئية‪،‬‬ ‫مهيمنــة‪ ،‬وال تملــك المــرأة والشــابة امامهــا اال ان تقبــل‬ ‫بهــا صاغــرة‪ .‬ولكــن هــذا حالــه حــال ايــة قضيــة اخــرى‪.‬‬ ‫النــاس تتظاهــر مــن اجــل فــرص عمــل‪ ،‬تتظاهــر ضــد‬ ‫الفســاد‪ ،‬وضــد المحاصصــة‪ ،‬وضد سلســلة مــن المطالب‬ ‫االقتصاديــة والسياســية واالجتماعيــة‪ .‬النضــال مــن‬ ‫اجــل نيــل حقــوق متســاوية فــي الحــب‪ ،‬هــو امتــداد لهــذا‬ ‫الصــراع االجتماعــي االكبــر‪ ،‬بــل الصــراع االجتماعــي‬ ‫االكبــر يعبــر عــن نفســه فــي داخــل العالقــة العاطفيــة‪.‬‬ ‫لــذا‪ ،‬يتوجــب النضــال فــي هــذه الجبهــة العاطفيــة ايضــا‪.‬‬ ‫مــن اجــل خلــق عالقــة عاطفيــة انســانية صحيــة‬ ‫وعادلــة‪ .‬لقــد كان فــي غايــة االهميــة ان تقــوم منظمــة‬ ‫امــان للنســاء بتنظيــم نــدوة بهــذا الخصــوص‪ ،‬نتمنــى ان‬ ‫يكــون عمــا اوليــا لفتــح الحــوار والنقــاش حــول هــذا‬ ‫الموضــوع‪ :‬المســاواة فــي الحــب‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫ُ‬ ‫اهداف يتوخاها استعراض «سرايا السالم» اليوم ؟!‬ ‫أية‬ ‫ٍ‬ ‫فارس محمود ‪:‬‬

‫بثــت مليشــيات «ســرايا الســام» التابعــة للتيــار‬ ‫الصــدري الرعــب فــي المجتمــع‪ ،‬اذ قامــت باالنتشــار‬ ‫فــي مــدن النجــف‪ ،‬كربــاء‪ ،‬وبغــداد‪ .‬مليشــيات مســلحة‬ ‫لــم تكتــف بأســلحة تقليديــة‪ ،‬بــل تعدتهــا الــى اســلحة ثقيلــة‬ ‫نوعـا ً مــا تتعــدى االهــداف التــي تحدثــوا عنهــا‪ ،‬كمــا لــو‬ ‫انهــا تتمتــرس لحــرب‪.‬‬ ‫لقــد قامــوا بهــذا االنتشــار تحــت حجــة مفادهــا ان لديهــا‬ ‫معلومــات حــول هجمــات «بعثية‪-‬داعشــية» علــى‬ ‫«االماكــن المقدســة» فــي هــذه المــدن‪ ،‬دون ان يكشــفوا‬ ‫عــن طبيعــة هــذه الهجمــات‪« :‬عمليــة انتحاريــة»‪،‬‬ ‫«اعمــال تفجيريــة»‪« ،‬هجــوم جماعــة مــا»‪« ،‬اســتيالء‬ ‫علــى مدينــة» او غيرهــا‪ .‬لــم يكشــفوا شــيئا عــن هــذا‬ ‫قــط‪.‬‬

‫اكذوبة هيبة الدولة!‬ ‫تحدثــوا كثيــرا عــن «تعزيــز هيبــة الدولــة المفقــودة»‪،‬‬ ‫«دعــم الدولــة والقانــون»‪« ،‬الحيلولــة دون انفــات‬ ‫االمــن» وغيرهــا مــن ترهــات‪ .‬اذ قامــوا بــكل هــذه‬ ‫الحركــة دون ان يكــون لـ»الدولــة» او حكومــة الكاظمــي‬ ‫رأي او علــم او خبــر‪ ،‬وحتــى لــو كان لهــم ذلــك‪ ،‬ليــس‬ ‫لهــم موقــف‪ ،‬او فــي احســن االحــوال‪ ،‬اقتصــر دورهــم‬ ‫علــى االبــاغ‪ ،‬كمــا لــو ان الدولــة غيــر موجــودة‪،‬‬ ‫وباألحــرى هــي غيــر موجــودة اساســا ً فــي اي زاويــة‬ ‫مــن زوايــا ادارة البلــد‪ .‬انهــم يتحدثــون عــن هيبــة دولــة‬ ‫داســوا هــم قبــل غيرهــم علــى وجودهــا‪.‬‬ ‫كالعــادة‪ ،‬ليســت هــذه االدعــاءات ســوى اكاذيــب صرفــة‪.‬‬ ‫فمــن الــذي ّخــول مقتــدى وتيــاره الصــدري ذلــك؟! مــن‬ ‫ايــن اتــى بـ»شــرعية» هــذه الخطــوة؟! وفــق اي مرجــع‬ ‫قانونــي ورســمي‪ ،‬قــام بخطوتــه هــذه؟! ال احــد يعلــم!‬ ‫انهــا‪ ،‬كالعــادة‪ ،‬خطــوة احاديــة الجانــب‪« ،‬خارجــة عــن‬ ‫القانــون» وفــرض االمــر الواقــع علــى المجتمــع وعلــى‬ ‫«الدولــة»‪.‬‬ ‫ليــس ثمــة كذبــة اكبــر مــن «هيبــة الدولــة»‪ .‬ليســت فــي‬ ‫العــراق دولــة بالمعنــى العــادي والمألــوف للدولــة‪ .‬انهــا‬ ‫«دولــة» مليشــيات‪ ،‬تحكمهــا وتســيّر امرهــا مليشــيات‬ ‫ارهابيــة عاثــت فســادا بهــا‪ ،‬وهيمنــت علــى ثــروات البلــد‬ ‫واشــاعة القتــل والمذابــح مــن االيــام االولــى لســقوط‬ ‫النظــام البعثــي الفاشــي والــى االن‪ .‬ليــس هــذا وحســب‪،‬‬

‫بــل استشــرت مــع مــرور الوقــت‪ ،‬وباألخــص اثــر‬ ‫هيمنتهــا علــى مقــدرات البلــد الهائلــة والمجتمــع لمــا‬ ‫يقــارب ‪ 18‬عــام‪ .‬وباألخــص‪ ،‬مــع اضفــاء الرســمية‬ ‫علــى المليشــيات تحــت يافطــة «الحشــد الشــعبي‬ ‫المقــدس»! فانتشــرت مليشــيا «ســرايا الســام» مدججــة‬ ‫بأســلحة ومعــدات وســيارات الدولــة‪ .‬بأمــوال الدولــة‬ ‫دمــروا الدولــة‪ .‬بأمــوال الدولــة‪ ،‬الغــوا الدولــة‪ .‬رواتــب‬ ‫ميليشــياتها تدفعهــا الدولــة نفســها‪ .‬مليشــيات هيمنــت‬ ‫علــى المجتمــع ومقدراتــه وفرضــت هــذا كأمــر قانونــي‬ ‫ورســمي و»شــرعي»! وهــي الخطــوة التــي اكدنــا مــن‬ ‫اليــوم االول علــى مخاطرهــا‪ .‬اذ ابتلعــت المليشــيات‬ ‫الدولــة‪ ،‬ســيطرت علــى المطــارات‪ ،‬المنافــذ الحدوديــة‪،‬‬ ‫النفــط‪« ،‬الكوميشــنات» وتصــب فــي جيوبهــا المليــارات‬ ‫ســنويا‪ ،‬ليــس هــذا وحســب‪ ،‬بــل مضــوا للتدخــل حتــى‬ ‫فــي تعيينــات الســفارات والقنصليــات‪.‬‬ ‫انهــم ال يريــدون وال ينشــدون بنــاء دولــة‪ .‬ليــس ذلــك‬ ‫فــي برنامجهــم ‪ .‬او فــي احســن االحــوال يريــدون دولــة‬ ‫علــى مرامهــم الخــاص‪ ،‬فــي حــل مــن ايــة مســؤولية‬ ‫وابســط التزامــات الحكومــات والــدول امــام مجتمعاتهــا‪.‬‬

‫اهداف واقعية‬ ‫ال تتعــدى مجمــل حركــة الصدر غير افتعال اســتعراض‬ ‫عســكري صــرف بوجــه المجتمــع‪ ،‬مــن اجــل ارعــاب‬ ‫ولجــم وتركيــع مجتمــع خــرج تــوا ً مــن انتفاضــة مليونيــة‬ ‫دامــت ألشــهر مديــدة تصــدت بشراســة للســلطة القائمــة‬ ‫وميليشــياتها االجراميــة القائمــة‪ .‬اذ ال يمكــن فصــل هــذه‬ ‫الخطــوة عــن مجمــل العمليــة السياســية وصراعــات‬ ‫اطرافهــا فــي العــراق‪ .‬انهــا خطــوة لتقويــة التيــار‬ ‫الصــدري لمواقعــه السياســية والعســكرية فــي المجتمــع‪،‬‬ ‫فــرض التراجــع علــى خصومــه السياســيين فــي العمليــة‬ ‫السياســية ذاتهــا وباألخــص التيــارات الوالئيــة التــي‬ ‫استشــرت وتغطرســت باألخــص بعــد تشــكيل الحشــد‬ ‫الشــعبي والحــرب و»النصــر» علــى داعــش‪.‬‬ ‫ّمــر التيــار الوالئــي‪ ،‬المليشــيات الذيليــة المواليــة‬ ‫للجمهوريــة االســامية‪ ،‬بتراجــع جــدي جــراء عوامــل‬ ‫دوليــة ومحليــة‪ .‬تتمثــل الدوليــة منهــا بميــل ميــزان القوى‬ ‫فــي الصــراع العالمــي واالقليمــي بصالــح محــور امريــكا‬ ‫و ليــس بصالــح الجمهوريــة االســامية‪ ،‬اي تراجــع‬ ‫عرابــه وولــي نعمتــه امــام هجمــات امريــكا المتواصلــة‪.‬‬ ‫فالحصــار االقتصــادي علــى ايــران‪ ،‬التراجــع‬ ‫الرهيــب فــي قيمــة العملــة االيرانيــة‪ ،‬اغتيــال ســليماني‬ ‫والمهنــدس‪ ،‬فضيحــة الطائــرة االوكرانيــة‪ ،‬اغتيــاالت‬ ‫العلمــاء النووييــن االيرانييــن واخرهــم محســن زادة‪،‬‬ ‫اغتيــاالت مســؤولي القاعــدة فــي قلــب ايــران وغيرهــا‬ ‫تمثــل مالمــح لهــذا التراجــع‪ ،‬كمــا جــرت تغيــرات‬ ‫اقليميــة بصالــح الواليــات المتحــدة‪ ،‬اســرائيل وخليجيــة‬ ‫بالضــد مــن ايــران‪ .‬امــا علــى الصعيــد المحلــي‪ ،‬وهــو‬ ‫االهــم‪ ،‬انفضــاح التيــارات الوالئيــة امــام المجتمــع‪،‬‬ ‫وفــرض انتفاضــة اكتوبــر تراجــع جــدي وكبيــر عليهــا‪،‬‬ ‫حرقــت مقراتهــا‪ ،‬طاردتهــا‪ ،‬واالهــم مــن هــذا فضحــت‬ ‫ماهيتهــا وكشــفت عــن اياديهــا الدمويــة وقباحتهــا علــى‬ ‫صعيــد اجتماعــي واســع‪.‬‬ ‫فيمــا تلــى هــذا انشــقاق حــاد فــي الحشــد الشــعبي‪ .‬اذ‬ ‫انشــق حشــد العتبــات‪ ،‬حشــد الحــوزة‪ ،‬عــن الحشــد‬ ‫الشــعبي الــذي يهيمــن عليــه الوالئيــون‪ .‬ممــا ســحب‬ ‫بســاط المرجعيــة مــن تحــت اقــدام الوالئييــن‪ .‬تأتــي‬

‫خطــوة الصــدر هــذه ليســتغل الوضــع المتــردي الــذي‬ ‫يمــر بــه خصومــه الوالئييــن والمالكــي ليفــرض نفســه‬ ‫كيــد طولــى فــي العمليــة السياســية‪ .‬ان خطــوة التيــار‬ ‫الصــدري مــن اجــل الدفــع بعمليــة حســم مســالة الســلطة‬ ‫لصالــح تيــاره‪ .‬وليــس ثمــة ظــرف افضــل مــن هــذا‬ ‫الوضــع لتحقيــق هدفــه هــذا‪.‬‬ ‫مــن جهــة اخــرى‪ ،‬ثمــة اصطفــاف قــوي يجــري بوجــه‬ ‫الوالئييــن الذيــن يخســرون مواقعهــم هنــا وهنــاك فــي‬ ‫الخارطــة السياســية فــي العــراق‪ .‬اصطفــاف يميــل نوعــا‬ ‫مــا لصالــح امريــكا يتألــف مــن الكاظمــي عديــم القــدرة‬ ‫الــذي تحــول اليــوم الــى ملحــق للصدرييــن‪ ،‬العبــادي‪،‬‬ ‫الحكيــم‪ ،‬وطيــف واســع مــن «الســنة» القومييــن‪-‬‬ ‫االســاميين الساخطين على ممارســات التيارات الوالئية‬ ‫واســتهتارهم ونزعاتهــم التهميشــية لآلخريــن وجرائمهــم‬ ‫فــي المناطــق الغربيــة‪ .‬يســعى مقتــدى الصــدر للظهــور‬ ‫كزعيــم اوحــد لهــذا االصطفــاف الــذي تــرى فيــه امريــكا‬ ‫كقــوة جديــدة فــي العــراق للتهميــش المتعاظــم إليــران‬ ‫ودورهــا فــي العــراق والمنطقــة‪.‬‬ ‫ولهــذا ليــس غريبــا‪ ،‬او انــه ليــس بأمــر يفتقــد ألســاس‪،‬‬ ‫تصريحــات مســؤولي التيــار الصــدري‪ .‬اذ يتحــدث مــن‬ ‫امثــال الزاملــي بصريــح العبــارة عــن مــا معنــاه (اذا‬ ‫لــم يفــز التيــار الصــدري‪ ،‬هــذا يعنــي ان االنتخابــات‬ ‫مــزورة!!) او ان رئيــس الــوزراء المقبــل ينبغــي ان‬ ‫يكــون مــن التيــار الصــدري‪ ،‬او ان الحكومــة المقبلــة‬ ‫«اصالحيــة» او «ابويــة» وغيرهــا مــن تصريحــات‬ ‫«متغطرســة»! ناهيــك عــن عبــارات واوصــاف «الســيد‬ ‫القائــد»‪« ،‬قائــد العراقييــن» و»خيمــة العراقييــن»‬ ‫بشــكل مبالــغ فيــه‪ .‬واجمــاال تتمحــور مجمــل احاديــث‪،‬‬ ‫«اوامــر»‪ ،‬مقتــدى الصــدر االخيــرة‪ ،‬والتــي تزامنــت مع‬ ‫هــذه الوضعيــة‪ ،‬علــى «ال اســمح بتأجيــل االنتخابــات»‬ ‫و»ال اســمح بالتطبيــع‪ »....‬تبيــن بوضــوح مــا ينشــده‬ ‫هــذا التيــار اليــوم‪.‬‬

‫أليس لجماهير العراق قول اخر؟!‬ ‫ال يمكــن الحديــث عــن مســتقبل افضــل لجماهيــر‬ ‫العــراق دون قــول اخــر‪ .‬ان ماهيــة التيــار الصــدري‬ ‫معلومــة للجميــع‪ .‬انــه تيــار معــادي للحقــوق والحريــات‬ ‫السياســية والمدنيــة‪ ،‬مناهــض للعامــل وللمــرأة‪ ،‬للشــباب‬ ‫والتحــرر‪ ،‬للمســاواة والرفــاه‪ ،‬تيــار اســتهل وجــوده‬ ‫بعــد ‪ 2003‬بحملــة تصفيــات جســدية بحــق النســاء‬ ‫والشــباب المثلييــن‪ .‬انــه تيــار «القبعــات الزرقــاء»‪،‬‬ ‫«جيــش المهــدي»‪« ،‬المحاكــم الشــرعية»‪ .‬انــه تيــار‬ ‫مشــارك منــذ اليــوم االول فــي العمليــة السياســية بــكل‬ ‫لصوصيتهــا‪ ،‬واجرامهــا‪ ،‬واحتاللهــا‪ ،‬ومصــادرة‬ ‫حريــات الجماهيــر‪ .‬انــه تيــار اســتبدادي‪ ،‬تيــار «الزعيــم‬ ‫االوحــد»‪« ،‬القائــد المبجــل»‪« ،‬القائــد الــذي بيــده مفاتيح‬ ‫فهــم الكــون والحقيقــة» وغيرهــا!‬ ‫علــى جماهيــر العــراق ان تصعــد مــن نضالهــا بوجــه‬ ‫هــذا التيــار الدمــوي وان تتصــدى لــه بــكل األســاليب‬ ‫فــي كل زاويــة مــن زوايــا المجتمــع‪ .‬ان فــرض التراجــع‬ ‫علــى هــذا التيــار وانهــاء ســلطته وهيمنتــه علــى المجتمــع‬ ‫وتحكمــه بــه يتمتــع بأهميــة خاصــة لــكل أنســان يتطلــع‬ ‫لحيــاة تليــق ببشــر يعيــش فــي القرن الحــادي والعشــرين‪.‬‬ ‫أن حاضرنــا ومســتقبل أطفالنــا يناشــدنا ألنهــاء هــذا‬ ‫الكابــوس مــن حيــاة المجتمــع‪ ،‬مــن حيــاة نســائه‪ ،‬شــبابه‬ ‫وأطفالــه ومجمــل اآلمــال اإلنســانية والمتمدنــة‪.‬‬

‫األخيرة‬

‫‪Designed by:‬‬ ‫‪Qoutyba .A. Ahmed‬‬ ‫‪Email: qoutyba.a@gmail.com‬‬

‫‪A Political paper of‬‬ ‫‪Worker- communist‬‬ ‫‪Party of Iraq‬‬

‫‪Ela Alamam (Forward) weekly‬‬ ‫‪Editor in chief : Ahmed A. Al-Satar‬‬

‫ترامب والصدر‪ :‬قضيتان وجذر واحد !‬ ‫توما حميد ‪:‬‬ ‫نشــرت صحيفــة واشــنطن بوســت فــي ‪ 10‬شــباط‬ ‫‪ ،2021‬مقــال حــول دوافــع الهجــوم علــى الكابيتــول‬ ‫بعنــوان» غالبيــة االشــخاص الذيــن تــم اعتقالهــم بســبب‬ ‫اعمــال الشــغب فــي الكابيتــول لديهــم تاريــخ مــن‬ ‫المشــاكل الماليــة‪ -‬تثيــر سلســلة مــن حــاالت االفــاس‬ ‫والمشــاكل الضريبيــة والديــون الســيئة اســئلة لــدى‬ ‫الباحثيــن الذيــن يســعون الــى فهــم دوافــع الهجــوم»‪.‬‬ ‫ويضيــف كاتــب المقــال “اظهــر مــا يقــارب مــن‬ ‫‪ %60‬مــن األشــخاص الذيــن يواجهــون اتهامــات‬ ‫تتعلــق بأحــداث الشــغب فــي الكابيتــول عالمــات علــى‬ ‫مشــاكل ماليــة ســابقة‪ ،‬بمــا فــي ذلــك حــاالت اإلفــاس‪،‬‬ ‫واشــعارات االخــاء او الحجــر علــى العقــار‪ ،‬او ديــون‬ ‫ســيئة (مشــكوك فــي إمكانيــة دفعهــا ولهــا نســبة فائــدة‬ ‫عاليــة) او الضرائــب غيــر المســددة‪ ،‬على مــدى العقدين‬ ‫الماضييــن‪ ،‬وفقــا لتحليــل واشــنطن بوســت للســجالت‬ ‫العلنيــة ل ‪ 125‬متهمــا توفــرت عنهــم معلومــات كافيــة‬ ‫لســرد تفاصيــل تاريخهــم المالــي»‪.‬‬ ‫«ووجــدت صحيفــة واشــنطن بوســت ان معــدل افــاس‬ ‫هــذه المجموعــة هــو ‪ 18‬فــي المئــة‪ -‬وهــو معــدل اعلــى‬ ‫بمرتيــن تقريبــا عــن معــدل افــاس عامــة األمريكييــن‪،‬‬ ‫وواجــه ربعهــم دعــوى قضائيــة للحصــول علــى أمــوال‬ ‫مســتحقة لدائــن‪ ،‬وواجهــة واحــد مــن خمســة منهــم‬ ‫خســارة منزلهــم فــي وقــت مــا»‪.‬‬ ‫«وتراوحــت الــزالت الماليــة التــي ارتكبهــا المتهمــون‬ ‫بالمشــاركة فــي العصيــان بيــن ديــون صغيــرة تزيــد‬ ‫علــى بضعــة االف مــن الــدوالرات منــذ أكثــر مــن عقــد‬ ‫مضــى‪ ،‬الــى فواتيــر ضريبيــة غيــر مدفوعــة بقيمــة‬ ‫‪ 400‬الــف دوالر ومنــازل تواجــه المصــادرة فــي‬ ‫الســنوات األخيــرة‪ .‬يبــدو ان بعــض هــؤالء قــد اســتعادوا‬ ‫موضــع قدمهــم مــن الناحيــة الماليــة‪ ،‬لكــن العديــد منهــم‬ ‫وقفــوا علــى حافــة الهاويــة»‪.‬‬ ‫ويقــول كاتــب المقــال «تكشــف المشــاكل الماليــة الكثيــر‬ ‫ألنهــا تقــدم أدلــة محتملــة لفهــم ســبب اســتعداد العديــد‬ ‫مــن مؤيــدي ترامــب ‪ -‬كثيــر منهــم مــن ذوي المهــن‬ ‫ولــدى القليــل منهــم تاريــخ إجرامــي عنيــف ‪ -‬للمشــاركة‬ ‫فــي هجــوم حرضــه خطــاب الرئيــس الــذي صــور نفســه‬ ‫ومؤيديــه علــى أنهــم ضحايــا ال يســتحقون هــذا الظلــم»‪.‬‬ ‫ويتابــع الكاتــب «قالــت ســنثيا ميلــر‪-‬ادرس وهــي‬ ‫بروفســور العلــوم السياســية التــي تســاعد فــي إدارة‬ ‫مختبــر ابتــكار البحــث حــول االســتقطاب والتطــرف فــي‬ ‫الجامعــة االمريكيــة ردا علــى نتائــج واشــنطن بوســت‪،‬‬ ‫«اعتقــد مــا تكتشــفه هــو اكثــر مــن مجــرد انعــدام االمــن‬ ‫االقتصــادي‪ ،‬بــل هــو شــعور عميــق بعــدم االســتقرار‬ ‫بشــأن وضعهــم الشــخصي‪ ،‬وهــذا الوضــع الهــش جنبــا‬ ‫الــى جنــب الشــعور بالخيانــة او الغضــب الن شــخصا‬ ‫مــا ينتــزع شــيئا مهــم منهــم‪ -‬حشــد الكثيــر مــن النــاس‬ ‫فــي ذلــك اليــوم»‪ .‬وقالــت ميلــر ‪-‬ادرس «انهــا صدمــت‬ ‫بدراســة عــام ‪ 2011‬التــي وجــدت ان دخل االســرة ليس‬ ‫عامــا فيمــا إذا كان الشــباب يدعــم اليميــن المتطــرف في‬ ‫المانيــا‪ ،‬ولكــن كان مــن المؤشــرات المهمــة للغايــة‪ ،‬مــا‬ ‫اذا كانــوا قــد مــروا بمرحلــة عانــى فيهــا احــد الوالديــن‬ ‫مــن البطالــة»‪ .‬وأضافــت « هــؤالء هــم األشــخاص‬ ‫الذيــن يشــعرون انهــم فقــدوا شــيئا مــا»‪ « .‬انهــم يعرفون‬ ‫انــه يمكــن ان يضيــع‪ .‬لديهــم هــذا التاريــخ‪ -‬ثــم يأتــي‬

‫أحدهــم ليخبــرك ان هــذه االنتخابــات قــد ســرقت‪ ،‬انهــا‬ ‫تنقــر علــى نفــس الشــيء»»‪.‬‬ ‫مــن جهــة أخــرى ونقــا عــن المقــال قــال دون هايــدر‬ ‫مــاركل‪ ،‬أســتاذ العلــوم السياســية بجامعــة كانســاس‬ ‫والــذي يــدرس التطــرف السياســي‪« ،‬ان مزاعــم ترامــب‬ ‫الكاذبــة بشــان االنتخابــات ‪-....‬بــدت مصممة الســتغالل‬ ‫المشــاعر حــول هــذا الوضــع المحفــوف بالمخاطــر»‪« .‬‬ ‫مــن الصعــب تجاهــل هــذه الرســالة مــن رئاســة ترامــب‬ ‫بــان أمريــكا التــي عرفتهــا واحببتهــا فــي زوال‪ ،‬وســوف‬ ‫أقــوم انــا بحمايتهــا»‪ « .‬انهــم يشــعرون‪ ،‬علــى األقــل‪،‬‬ ‫بأنهــم تحــت التهديــد»‪.‬‬ ‫يتابــع المقــال «قــد يــؤدي التعــرض لإلفــاس او التخلــف‬ ‫عــن ســداد الضرائــب‪ ،‬حتــى قبــل ســنوات‪ ،‬الــى رد فعــل‬ ‫مماثــل» أي مماثــل لتعــرض أحــد الوالديــن للبطالــة‪.‬‬ ‫«ففــي حيــن أن بعــض المشــاكل الماليــة كانــت قديمــة‪،‬‬ ‫يبــدو أن الخســائر االقتصاديــة للوبــاء ألحقــت مزيــدًا‬ ‫مــن األلــم ببعــض األشــخاص المتهميــن بالمشــاركة فــي‬ ‫التمــرد»‪.‬‬ ‫فوفقــا للســجالت العامــة‪ ،‬قــدم رجــل مــن كاليفورنيــا‬ ‫طلــب إفــاس قبــل أســبوع مــن انضمامــه إلــى الهجــوم‪.‬‬ ‫واتُهــم رجــل مــن تكســاس بدخــول مبنــى الكابيتــول‬ ‫بعــد شــهر واحــد مــن مواجهــة شــركته غرامــة ضريبــة‬

‫الفقيــرة‪ ،‬ولكــن التراجــع والتقهقــر فــي مجمــل االوضــاع‬ ‫فــي امريــكا‪ ،‬والشــعور بالظلــم نتيجــة عــدم المســاواة‬ ‫التــي وصلــت الــى ابعــاد فلكيــة وتخلــي الرأســمالية‬ ‫عــن الطبقــة العاملــة‪ ،‬عــن طريــق نقــل اإلنتــاج الــى‬ ‫بلــدان أخــرى هــي التــي تخلــق كل هــذه المــرارة‪ ،‬لــدى‬ ‫االنســان األمريكــي وهــذا عامــل مهــم لالنتمــاء الــى‬ ‫الحــركات اليمينيــة‪.‬‬ ‫ففــي مواجهــة وضــع مثــل هــذا وفــي ظــل غيــاب بديــل‬ ‫انســاني وتقدمــي‪ ،‬تجــد الكثيــر مــن النــاس ضالتهــا فــي‬ ‫المجاميــع والحــركات اليمينيــة‪ .‬لكــي يشــعر االنســان‬ ‫بالقــوة وبالقــدرة علــى تغيــر الواقــع يجــد ضــرورة‬ ‫لالرتبــاط باألخريــن الذيــن يتقاســمون نفــس األوضــاع‬ ‫مــن خــال ايدولوجيــة أوســع‪ .‬أي يجــد ضــرورة تبنــي‬ ‫ايدولوجيــة معينــة‪ .‬ليــس علــى االنســان‪ ،‬بالضــرورة‪،‬‬ ‫ان يتفــق مــع كل جوانــب هــذه االيدولوجيــة‪ ،‬بــل يقــوم‬ ‫باختيــار مســائل معينــة منهــا يعتبرهــا مهمــة‪ .‬وهنــا يأتي‬ ‫دور شــخصيات يمينيــة مثــل دونالــد ترامــب‪ ،‬الذيــن هــم‬ ‫أســاتذة فــي اســتغالل هــذه االوضــاع‪ ،‬لحشــد النــاس‬ ‫فــي نضــال غيــر مثمــر ورجعــي يبعــد األنظــار عــن‬ ‫المســائل الجوهريــة وعــن النظــام ويوجــه الغضــب الــى‬ ‫مــكان اخــر‪ .‬فبــدال مــن مناقشــة قصــور النظــام ولمــاذا‬ ‫لــم يكــن النظــام الرأســمالي األمريكــي مهيــئ لمواجهــة‬

‫«قد يؤدي التعرض لإلفالس او التخلف عن سداد الضرائب‪ ،‬حتى قبل‬ ‫سنوات‪ ،‬الى رد فعل مماثل» أي مماثل لتعرض أحد الوالدين للبطالة‪.‬‬ ‫حكوميــة تقــارب ‪ 2000‬دوالر‪ .‬وكان هنــاك الكثيــر مــن‬ ‫االمثلــة االخــرى علــى مواجهــة المشــاركون مشــاكل‬ ‫ماليــة منــذ بــدء وبــاء كورونــا‪.‬‬ ‫رغــم ان صحيفــة واشــنطن بوســت قدمــت هــذا البحــث‬ ‫كونــه اختــراق هائــل فــي فهمنــا للتطــرف والدوافــع‬ ‫وراء الهجــوم علــى الكابيتــول‪ ،‬اال ان الــذي قــام بــه هــذا‬ ‫المقــال؛ هــو تقديــم ادلــة وشــواهد حيــة‪ ،‬علــى مــا كنــا‬ ‫نعرفــه منــذ زمــن طويــل حــول التطــرف‪ .‬فمثــا‪ ،‬لقــد‬ ‫وضحنــا بشــكل مفصــل أســباب فــوز ترامــب وصعــود‬ ‫الجماعــات اليمينيــة فــي أماكــن كثيــرة‪.‬‬ ‫لقــد كان هنــاك فالفعــل عنصرييــن ونازييــن بيــن‬ ‫المهاجميــن علــى الكابيتــول‪ .‬وهنــاك مــن وصــف‬ ‫الشــرطة مــن األصــول االفريقيــة بالقــرود ومــن اتهــم‬ ‫الشــرطة والكونجــرس بالشــيوعيين الــخ‪ .‬اذ قــال مكتــب‬ ‫التحقيقــات الفيدرالــي انــه وجــد ادلــة علــى مؤامــرات‬ ‫منظمــة مــن قبــل جماعــات متطرفــة‪ .‬ولكــن الكثيــر مــن‬ ‫المهاجميــن علــى مبنــى الكابيتــول فــي ‪ 6‬يناير—قامــوا‬ ‫بهــذا العمــل ألنهــم يشــعرون بأنهــم وصلــوا الــى طريــق‬ ‫مســدود فــي حياتهــم الشــخصية‪ ،‬ولهــم قلــق هائــل‬ ‫حــول المســتقبل الــذي ينتظرهــم وينتظــر أطفالهــم‪،‬‬ ‫ولهــذا يريــدون تغيــر الواقــع‪ .‬واألهــم مــن كل هــذا‪،‬‬ ‫ان المشــترك بيــن هــؤالء هــو الشــعور او التصــور‬ ‫بالتعــرض الــى ظلــم‪ ،‬الشــعور بفقــدان وضــع اقتصــادي‬ ‫ومكانــة دون وجــه حــق‪.‬‬ ‫لقــد اثبتــت األبحــاث بــان مــن العوامــل األساســية‬ ‫لالنضمــام الــى الحــركات اليمينيــة‪ ،‬هــو الشــعور‬ ‫بالتعــرض للظلــم‪ ،‬والتقهقــر فــي الوضــع االقتصــادي‬ ‫واالجتماعــي والصدمــات الســابقة التــي تخلــق الشــعور‬ ‫بالقلــق والشــعور بهشاشــة الوضــع الشــخصي‪ .‬ان‬ ‫الوضــع االقتصــادي لإلنســان األمريكــي‪ ،‬اليــزال‬ ‫أفضــل مــن وضــع االنســان فــي الكثيــر مــن البلــدان‬

‫وبــاء كورونــا‪ ،‬وعــدم المســاواة الهائلــة واالمــراض‬ ‫االجتماعيــة واألزمــات االقتصاديــة الدوريــة‪ ،‬يجعلــون‬ ‫هــذه األمــور تبــدوا وكأنهــا مســلمات حياتيــة خارجــة‬ ‫عــن ســيطرة االنســان مثــل الكــوارث الطبيعيــة‪ ،‬ويتــم‬ ‫توجيــه األنظــار نحــو خلــق كبــش فــداء مثــل المهاجريــن‬ ‫والســود والصيــن الــخ‪ .‬خطــاب ترامــب السياســي‬ ‫مصمــم بشــكل بــارع الســتغالل مشــاعر القلــق والخــوف‬ ‫مــن المســتقبل والشــعور بهشاشــة الوضــع الشــخصي‬ ‫والشــعور بالغبــن وفقــدان المكانــة والقــوة‪.‬‬ ‫نفــس هــذه العوامــل التــي تدفــع االنســان فــي أمريــكا الى‬ ‫أحضــان الحــركات اليمينيــة‪ ،‬تدفــع االنســان العراقــي‬ ‫الــى أحضــان الحــركات اإلســامية والقوميــة الرجعيــة‬ ‫مــع فــرق واحــد وهــو كــون االنتمــاء الــى المليشــيات‬ ‫اإلســامية مصــدر رزق أيضــا‪.‬‬ ‫إذا كان ترامــب هــو أســتاذ اليميــن الرجعــي فــي أمريــكا‬ ‫الســتغالل المصاعــب التــي يخلقهــا النظــام الرأســمالي‪،‬‬ ‫لدينــا فــي العــراق أســتاذ مشــابه لترامــب الــى حــد كبيــر‬ ‫وهــو مقتــدى الصــدر وحركتــه‪ .‬ففــي تقليــد مشــابهة‬ ‫جــدا‪ ،‬يقــوم الصــدر وتيــاره‪ ،‬رغــم امتالكــه اليــد الطولــى‬ ‫فــي الســاحة السياســية فــي العــراق بلــوم االخريــن‬ ‫مثــل االحتــال‪ ،‬والتدخــل االجنبــي والفاســدين‪ ،‬وغيــر‬ ‫المؤمنيــن الــخ‪.‬‬ ‫ان الــدرس للقــوى التقدميــة هنــا واضــح جــدا‪ .‬ان‬ ‫ســبب أساســي الرتمــاء االنســان فــي حضــن الحــركات‬ ‫اليمينيــة الرجعيــة هــو ضعــف الشــيوعيين والتقدمييــن‬ ‫فــي المجتمــع وهــو عــدم تحولهــم الــى بديــل لتغيــر‬ ‫الواقــع المريــر‪ .‬كمــا ان الفــرد المنتمــي الــى هــذه‬ ‫الحــركات هــو ليــس بعــدو‪ ،‬بــل ضحيــة مــن ضحايــا‬ ‫هــذا النظــام الــذي بــات يتقهقــر فــي كل ميــدان وفــي‬ ‫معظــم ارجــاء العالــم‪.‬‬