بيان وزير الخارجية والمغتربين ناصيف حتّي بداية أودّ ان أعبّر عن امتناني لكل من أبدى ثقة بشخصي لتولي وزارة الخارجية والمغتربين، لم يكن قراري بتح ّمل هذه المسؤولية الكبيرة شأنا ً عاديا ً في خضم انتفاضة شعبية قامت ضد الفساد واالستغالل ،ومن اجل بناء دولة العدالة االجتماعية ،فيما يشهد لبنان أزمات متعددة األشكال واألسباب سوا ًء في الداخل أو في اإلقليم. ما أصعب االختيار بين اإلقدام والعزوف عن خدمة الوطن حتى ولو تالشت احتمالية تحقيق اليسير في نظام غني بالتحديات المصيرية وفقير باإلرادات السديدة. حملت آماالً كبيرة بالتغيير واإلصالح ولكن الواقع أجهض جنين األمل في صنع بدايات واعدة من رحم النهايات الصادمة .ال لم ولن أساوم على مبادئي وقناعاتي وضميري من أجل أي مركز أو سلطة. للحرية والفكر والعلم والثقافة ،لبنان المنارة تربيت ونشأت وعشقت واعتنقت لبنان مؤال ّ والنموذج ،لبنان موطن الرسالة وملتقى الشرق بالغرب. لبنان اليوم ليس لبنان الذي أحببناه وأردناه منارة ونموذجاً، للتحول إلى دولة فاشلة السمح هللا، لبنان اليوم ينزلق ّ وإنني أسائل نفسي كما الكثيرين كم تلكأنا في حماية هذا الوطن العزيز وفي حماية وصيانة أمنه المجتمعي، إنني وبعد التفكير ومصارحة الذات ،ولتعذّر أداء مهامي في هذه الظروف التاريخية حراً مستقالً فاعالً ومشعّا ً في المصيرية ونظراً لغياب رؤية للبنان الذي اؤمن به وطنا ً ّ بيئته العربية وفي العالم ،وفي غياب إرادة فاعلة في تحقيق اإلصالح الهيكلي الشامل المطلوب الذي يطالب به مجتمعنا الوطني ويدعونا المجتمع الدولي للقيام به،