مجلة زهرة البارون عدد 54

‫عدد ‪54‬‬

‫‪54‬‬

‫‪2018‬‬ ‫رئيس التحرير‬ ‫البارون األخري‬ ‫حممود صالح الدين‬

‫مريم مسري‬ ‫مشروع كاتبات املستقيل‬ ‫حوار‬ ‫رواء خلف السوداني‬ ‫‪1‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫عدد ‪54‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫جملة زهرة البارون‬ ‫رئيس التحرير‬

‫للنشر االلكتروني‬

‫البارون األخير‬

‫الموصل‬

‫محمود صالح الدين‬ ‫سكرتير التحرير‬ ‫زهرة محمد‬ ‫الجزائر‬ ‫الهيئة االستشارية للمجلة‬ ‫د‪ .‬عبد الستار البدراني‬

‫د‪ .‬إبراهيم العالف‬ ‫العراق‬ ‫د‪ .‬احمد ميسر‬

‫العراق‬ ‫د‪ .‬احمد جارهللا‬

‫العراق‬

‫د‪ .‬أحالم غانم‬ ‫سوريا‬

‫د‪ .‬سناء عبد هللا عزيز الطائي‬ ‫العراق‬

‫العراق‬ ‫د‪ .‬فارس تركي‬ ‫العراق‬ ‫المحررون‬

‫هادية قصبة فرحات ‪/‬الجزائر‬

‫احمد محمد عيسى ‪ /‬مصر‬

‫رواء خلف السوداني ‪ /‬العراق‬

‫شريف العرفاوي ‪/‬تونس‬

‫نرجس عمران ‪ /‬سوريا‬

‫رسل الساعدي ‪ /‬العراق‬

‫عبد الرسول الكعبي ‪ /‬عراق‬

‫‪2‬‬

‫عدد ‪54‬‬

‫املحتويات‬ ‫مقال افتتاحي ‪5..................................................................................................................‬‬

‫قراءات‬ ‫مجانيين املوصل ‪ /‬د‪ .‬إبراهيم العالف ‪6..........................................................................‬‬ ‫تاريخ الدولة البيزنطية ‪ /‬عرض _ د‪ .‬سناء الطائي ‪13.....................................................‬‬ ‫القابضون على جمر األسئلة ‪ /‬عبد الرزاق احمد الشاعر ‪17........................................‬‬ ‫مريم سمير ومشروع كاتبات املستقبل ‪ /‬رواء خلف السوداني ‪20................................‬‬ ‫ملؤسسة الثقافة والشباب املبدع ‪ /‬فتحي عايدة ‪24.......................................................‬‬ ‫القاهرة وبغداد ‪ /‬محمود الجبوري ‪26............................................................................‬‬

‫أدب ساخر‬ ‫طلبات الفستق بوك ‪ /‬د‪ .‬احمد جارهللا ‪28....................................................................‬‬ ‫عرب ولكن ‪ /‬حسام الطحان ‪29......................................................................................‬‬

‫شعر‬ ‫بانتظار الجلجلة ‪ /‬د‪ .‬عبد الستار البدراني ‪30.................................................................‬‬ ‫جرح ‪ /‬محمود الدرويش ‪31.............................................................................................‬‬ ‫نصف حلم ‪ /‬شذى االقحوان املعلم ‪32.........................................................................‬‬ ‫هل تذكر ‪ /‬رندة يحيى العلي ‪33........................................................................................‬‬ ‫الجمال ‪ /‬نرجس عمران ‪35..............................................................................................‬‬ ‫لكل العاشقين عيد ‪ /‬فهد الصائغ ‪36..............................................................................‬‬

‫‪3‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫عدد ‪54‬‬

‫كثر السؤال ‪ /‬نوادر علي ‪38...............................................................................................‬‬ ‫عيد الحب ‪ /‬صورية حمدوش ‪39....................................................................................‬‬ ‫لرجوع الى االمام ‪ /‬أسامة البدري ‪41...............................................................................‬‬

‫عالم املرأة‬ ‫كلمات انثى ‪ /‬زهرة محمد ‪42............................................................................................‬‬ ‫العنوسة وهمومها ‪ /‬شيماء املشهداني ‪43.......................................................................‬‬

‫أقالم شابه‬ ‫عجيبة أنت ‪ /‬هدى املالكي ‪47..........................................................................................‬‬ ‫اعترف لك ‪ /‬براء الكعبي ‪48..............................................................................................‬‬ ‫في تلك الليلة انتهت االحالم ‪ /‬طيبة مهند ‪49..................................................................‬‬ ‫روتين اليومي ‪ /‬رهام علي ‪51............................................................................................‬‬

‫مسك الختام‬ ‫انت اسير عبر االثير ‪ /‬قاسم الغراوي ‪52..........................................................................‬‬

‫‪4‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫مقال افتتاحي‬

‫عدد ‪54‬‬

‫اىل مىت ؟‬

‫حتت عنوان‬ ‫اطلقوا سراح اهلل‬ ‫بقلم البارون األخير ‪ /‬محمود صالح الدين‬

‫قد يكون العنوان مستفز نوع ما ولكن اكمل القراءة فقط ‪ ،‬في يوما هذا جعلوا‬ ‫من هللا قيود على رقاب البشر وهللا ليس كما يصفون فاهلل هو الرب الرحمن‬ ‫الرحيم وقد قدما هذا على أسماء المنتقم الجبار ولكن المفاهيم الجديدة في‬ ‫معرفة هللا تسيء الى الذات الالهية وحشا هلل من ما يقولون وليس هذا فحسب‬ ‫ولكن هناك عمليات منظمة لتغيب دور هللا في الحياة وقد يسال البعض هل‬

‫‪5‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫عدد ‪54‬‬

‫هذا صحيح نعم والواقع اسوء من هذا من خالل توجهات بعض في تشويه‬ ‫مفهوم هللا من خالل من يدعون انهم وكالء له وهذا بالء عظيم بحق وقد‬ ‫برزت في السنوات الماضية حرب فكرية ضروس من خالل اظهار صورة‬ ‫هللا من خالل طرح أفكار التطرف ورسم صورة الرب الذي ال يعرف الرحمة‬ ‫ويأمر في البطش وسفك الدماء لسبب او بدون وقد كان لم خططوا نتائج‬ ‫كارثية بالفعل على ارض الواقع ومن اهم تلك النتائج التي ظهرت هي ازدياد‬ ‫تقبل فكرة االلحاد وقضية تغير الدين وهذا ما يحدث من خالل القضايا اليومية‬ ‫للمهاجرين وهنا يجب معرفة من هو هللا وقد يسال احدكم هل هناك احد ال‬ ‫يعرف هللا نعم لو كان البشر يعرفون هللا كما هو لما كان هذا حالنا اليوم هللا‬ ‫ليس هو حاله بشرية يجب ادراك هذا وادرك هذا ليس من السهل فاهلل فوق‬ ‫كل وصف فما هو يقال في وصف هللا الذي هو اقرب لك من حبل الوريد‬ ‫وليس هو انت وهو الذي يصف نفسه بالرحمة وال يرضى في تخريب ما خلق‬ ‫هو وال يقبل في التجاوز على ما احتفظ به لنفسه اال وهو قضية الحياة والموت‬ ‫فهو من يمنح الحياة لتسلبها انت وال اتحدث عن ساحات المعارك انما تلك‬ ‫العوائل التي تموت كل يوم بسم هللا وهللا من هذا برئ والكل يردد هللا اكبر‬ ‫ولم افهم لحد االن من اين لهم الحق التحدث بسم هللا ومن اعطهم الحق بهذا‬ ‫واي نص سماوي يجوز لك قتل االمنين في منازلهم والغريب والمضحك‬ ‫عندما تسال احدهم يقول لك ان كل واحد منهم عندما يموت على ما كان في‬ ‫نيته وانا اجزم بما ال يقبل الشك ان قتل االمنين هو باطل وليس من عند هلل‬ ‫ولكن بعض األفكار المنحرفة وضعت القيود على اسم الجاللة لتنفيذ اجندة لها‬ ‫ضن منها انها تفعل الصواب ولكن هؤالء هم اشقى البشر الذين ال يعرفون‬ ‫هللا وهم من يتحدث بسمه ترى اذا تكلم قال هللا ‪ ،‬وامر هللا ‪ ،‬ونفعل هذا هلل ‪،‬‬ ‫والسؤال هنا عن أي هللا يتحدث فما نعلمه ونؤمن به ان هللا واحد ال شريك له‬ ‫ولكن في ما يفترون كان هناك اكثر من هللا فترهم يكذبون ويقتلون وينافقون‬ ‫ويتكلمون في ظهور الناس ويقتلون ويسرقون وبعد كل هذا يقول انا متدين‬ ‫واعرف هللا وهنا اثقلوا كاهل كلمة هللا بما ال يلق بها‬ ‫ولهذا انا القول لكم ( اطلقوا سراح هللا )‬ ‫وهللا من وراء القصد‬

‫‪6‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫قراءات‬

‫عدد ‪54‬‬

‫جمانني املوصل‬ ‫ا‪.‬د‪ .‬ابراهيم خليل العالف‬ ‫استاذ التاريخ الحديث المتمرس‬ ‫جامعة الموصل‬ ‫ومجانين الموص ‪ -‬كما ادركتهم انا‬ ‫وابناء جيلي جيل ما بعد انتهاء‬ ‫الحرب العالمية الثانية ‪ -‬لم يكونوا‬ ‫مجانين بالمعنى العلمي بل كان قسم‬ ‫منهم من الظرفاء ‪ .‬وقد يكون قسما‬ ‫منهم من (المجذوبين ) ‪ ..‬ويقينا انهم‬ ‫مرضى نفسيين كان البد من معالجتهم ونحن في مدينة الموصل وهي مدينة‬ ‫عريقة ومتمدنة فيها كغيرها من المدن الكبرى في العالم مجانين كما ان فيها‬ ‫مفكرين وادباء وفنانين وهذه مسألة طبيعية ‪.‬‬ ‫يقول األستاذ الدكتور يحيى الرخاوي في كتابه الذي نشره سنة ‪ 1974‬بعنوان‬ ‫‪( :‬حكمة المجانين ) وقديما قالوا “خذو الحكمة من أفواه المجانين”‪،‬‬ ‫واستلهمته وأنا أكتب تجربتى األولى فى العمل شبه القصصى‬ ‫“عندما يتعرى االنسان” ‪ ..‬ثم عدت إليه –أو عاد إلى‬ ‫– هذه المرة يتحداني‪ :‬أنى لم أوصلها ألصحابها بالقدر الكافى‬ ‫‪ ،..‬وعدت أتأمل هذا القول وتعجبت لدقته وحكمته أيضا‪:‬‬ ‫أبدا‬ ‫حكيم‬ ‫المجنون‬ ‫أن‬ ‫إلى‬ ‫يشر‬ ‫لم‬ ‫قول‬ ‫فهو‬ ‫‪.‬فهو لم يعل من قدر الجنون ذاته‪ ،‬وإنما حملنا مسئولية عدم االستهانة‬

‫‪7‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫عدد ‪54‬‬

‫بما يقول المجنون‪ ،‬فكأنه يدمغ الجنون فى نفس الوقت الذى يحرص فيه عل‬ ‫ى االستفادة من “المعني” الذى يكمن وراءه ‪ .‬وإذا كان المجنون يقول أحيانا‬ ‫“كالما” هو الصدق ذاته‪ ،‬إال أنه اليتحمل مسئولية صدقه هذا‬ ‫… وال هو يلتزم بتحقيقه‪ ،‬كما أنه إذا كان المجنون يعلن بتناثره الذى يحتج‬ ‫به فشل الحياة العادية أو عجز التنويم الشائع الخادع‪ ،‬فهو اليعطى بديال‪ ،‬و‬ ‫ال مثال يحتذى‪ ،‬بل بالعكس إنه يشوه الصدق ويخيف من الحقيقة ‪.‬‬ ‫وإذا كان الطبيب النفسى يرى هذا التناقض الصارخ بين ما يخرج من‬ ‫“أفواه المجانين” من حكمة وصدق‪ ،‬وبين ما يؤكده سلوكهم اليومى‬ ‫العاجز من فشل وعبث‪ ،‬فهو فى تصورى مسئول بشكل ما عن القيام بترجم‬ ‫ة هذا الجنون المخيف إلى “معنى” حكيم يفيد المجنون فى تجربته المرعبة‪،‬‬ ‫الناس‬ ‫يفيد‬ ‫ثم‬ ‫الضيق)‬ ‫مهنته‬ ‫حدود‬ ‫إطار‬ ‫(فى‬ ‫(من خالل التزامه بوجود اجتماعى أوسع‪ ،‬ووجود إنسانى أعمق)‪،‬‬ ‫والطبيب النفسى عادة ما يقوم للمجنون بعمل “المترجم” فى أزمة وحدته‬ ‫‪ ،‬وعزلته‪ ،‬وعجزه عن فهم واقعه ‪.‬‬ ‫كان الناس في ايام زمان وحتى في يومنا هذا يتندرون بقصص المجانين‬ ‫ويتداولونها ويضحكون عليها ويقضون الساعات الطوال في سرد تفاصيل ما‬ ‫فعله اولئك المجال وما تصرفوا به ازاء هذه المسألة او ذلك الموقف ‪.‬‬ ‫احد االصدقاء مرة جمع اسماء المجانين في الموصل وكتب سيرهم الذاتية‬ ‫ولالسف توفي هذا الصديق والاعلم مصير ما قام به وضاعت جهودي في‬ ‫الحصول على ذلك سدى ‪.‬‬ ‫على اية حال المجتمع الموصلي وخاصة في االربعينات وما بعدها كان يتندر‬ ‫على افعال واقوال المجانين وكثير مما كانوا يقولونه يثير االستغراب وتصدق‬ ‫عليه المقولة الشهيرة ‪ ( :‬خذ الحكمة من أفواه المجانين) ‪.‬‬ ‫جره ‪ ،‬وشلال وكان شلال من اهالي محلة السرجخانة وكثيرا ما كان يتواجد‬ ‫في شارع الفاروق وفي محلة الشفاء مابين دورة قاسم الخياط والمستشفى‬ ‫الجمهوري ) ‪ ،‬وسالم ‪ ،‬وعبد البرجس ‪ ،‬وحامد برم ‪ ،‬وإبن حمش و(صليلكع‬ ‫) وممود وسعيد افندي وجالل المجنون وقاسم المجنون وحولي والعم حمزة‬ ‫وذنون المجنون وسعدون المجنون في رأس الجادة وعبد الرحمن العربنجي‬ ‫في باب سنجار وحازم أبو االنكليز وهاشم االحمر وأخرين ‪ ،‬اسماء لمجانين‬

‫‪8‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫عدد ‪54‬‬

‫عرفتهم في االربعينات والخمسينات وما بعد ذلك وما بعدها كانوا يشغلون‬ ‫الناس بما يقولونه وما يفعلونه ‪..‬هل هم ظرفاء الناس في زماننا كانوا يبحثون‬ ‫عن الضحكة ويدفعون الفلوس من اجلها الى درجة ان احد هؤالء الظرفاء‬ ‫واسمه شهاب توفي وكان معروفا بإفتعال المقالب كما يقولون وصاحب طرفة‬ ‫توفي فحمله اصحابه الى المقبرة وهم يرددون ‪( :‬قربانك جل شانك واشون‬ ‫ترس جبنالك ) وكما هو معروف فإن كلمة ترس تقال للطفل الذكي كثير‬ ‫الحركة كما يقول ذلك الدكتور حازم البكري في كتابه عن (االلفاظ‬ ‫الموصلية ) ‪.‬‬ ‫(ممود )واسمه باالصل محمود كما يقول االستاذ مثري العاني وحيد والديه‬ ‫وكان بيتهم مقابل جامع ام التسعة قرب المشاهدة كان انيقا ونظيفا وكان وحيد‬ ‫امه ولم يكن يستجدي واذا اعطيته مثال عشرة فلوس واردت ان تزيد عليها‬ ‫يرفض كان يجمع الفلوس وامه عندما يعود تأخذها من جيبه وعندما يسأل‬ ‫عليها تقول له ‪" :‬لقد اكلتها الفارة " ‪.‬كان انسانا هادئا ومرتبا حتى في بيته ‪.‬‬ ‫(سعيد افندي ) كان ايضا هادئا وكان يتحدث والسيكارة في فمه وهو باالصل‬ ‫مدرس لغة عربية وكان يتواجد في محلة حظيرة السادة وكان يردد ‪( :‬دحق‬ ‫دحق كل امزحلقة ) والمزحلقة هي الرشته يتكلم باللغة الفصحى ويجيب عن‬ ‫اي سؤال باللغة الفصحى وكأنه قاموس او منجد كما يقال ‪.‬‬ ‫(جالل المجنون) كان يقف قرب جامع الصفار مقابل الساعة –محلة االوس‬ ‫وبيده حصاة ويتقافز من رصيف الى رصيف واذا تورط احدهم بمزاحه‬ ‫ضربه بالحصاة التي بيده لذلك كان الناس يتجنبونه ‪.‬‬ ‫(ذنون المجنون ) كان هادئا طويل القامة مالبسه متسخة جدا ورجله أهله‬ ‫بمحلة اليهود ويتواجد في شارع الفاروق‬ ‫( قاسم المجنون ) كان مهندما وله لحية وهو من اهل محلة الخاتونية ‪ .‬وكان‬ ‫يجن اذا مسك احدهم لحيته في سنة ‪ 1959‬وعندما شاهد السحل والقتل بعد‬ ‫فشل حركة الشواف حلق لحيته فسأله الناس لماذا قال كنت انا المجنون الوحيد‬ ‫والموصل اليوم صاروا كلهم مجانين‪.‬‬ ‫( حولي ) ‪ :‬كان في محلة المكاوي والده يبيع (الفشافيش ) وكان يعمل مع‬ ‫والده وعندما يمازحه احدهم قائال ‪( :‬ال حولي ) يلقي بالصحون وهي مليئة‬

‫‪9‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫عدد ‪54‬‬

‫بالفشافيش على االرض فيقول له والده سأزوجك ياحولي فيرد على اباه‬ ‫بكلمات بذيئة ‪.‬‬ ‫( العم حمزة )‪ :‬رجل له بضع شعرات في وجهه كان عاقال لكن اتضح فيما‬ ‫بعد انه إمرأة ‪..‬كان بيتها قرب محلة الشيخ حنش ‪.‬‬ ‫( سعيد المجنون ) كان يلتقط قصف السيكاير من االرض ويضعها في حضنه‬ ‫وكان وسخا يمشي زحفا ‪..‬في نهاية النهار يضع كل ما جمعه في احدى‬ ‫البالوعات القريبة منه ‪.‬‬ ‫( جره )كان دائما مفرطا في الشرب وكان يتحدث بطالقة ويتمازح مع الناس‬ ‫وقد اعتدى عليه احدهم بأن صبغ شعر رأسه بالصبغ العادي فسدت المسامات‬ ‫ومات على اثرها رحمه هللا ‪.‬‬ ‫وهكذا شلال وحامد برم وغيرهم كثير ‪.‬‬

‫كان لكل مجنون في الموصل قصة وقصة طويلة تحتاج الى ساعات وساعات‬ ‫لكي نرويها مما اليتسع له هذا الحيز المقتضب ‪.‬‬ ‫مرة قرأت تحقيقا صحفيا في جريدة (المدى ) البغدادية وقبل خمس سنوات‬ ‫تقريبا تحدث عن مجانين الموصل ومشرديها جاء فيه ان احد هؤالء المجانين‬ ‫واسمه على االغلب ( يونس ) كان معروفا بجلوسه في شارع الدواسة ‪..‬كان‬ ‫يبدو اكثر التصاقا بالرصيف وكان يبدو وكأنه كتلة المعالم واضحة لها فهو‬ ‫يقضي معظم ساعات النهار في مراقبة العابرين متخشبا في مشهد إعتاد عليه‬

‫‪10‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫عدد ‪54‬‬

‫أصحاب المحال ويمكن له ان يظل بتلك الصورة ساعات عديدة‪ ،‬فال يتحرك‬ ‫منه سوى عينيه‪ ،‬وفي بعض االحيان يد مسرعة البعاد الذباب‪ ،‬او التلويح‬ ‫باصبعين طلبا للدخان‪ ،‬واذا حاول احد ان يحاوره‪ ،‬فلن يصل إلى شيء‪ ،‬النه‬ ‫يجيب باجوبة العالقة لها باالسئلة ‪ ،‬مع انه يصغي جيدا لمن يسأله ‪.‬‬ ‫في هذا التحقيق يتحدث الباحث االجتماعي االستاذ سلوان عبد العزيز فيقول‬ ‫ان "المؤسسات الحكومية المعنية‪ ،‬عجزت عن إيواء بعض المشردين او‬ ‫المجانين‪ ،‬بسبب هروبهم المستمر‪ ،‬او الظروف التي مرت بنينوى والعراق‬ ‫من حروب وحصارات وإنفالت امني‪ ،‬فكانت الشوارع مسرحا لتنقالتهم‪،‬‬ ‫وكانوا في الغالب مسالمين وطيبين‪ ،‬كسبوا عطف الناس‪ ،‬وأسعدوهم في كثير‬ ‫من االحيان بعروضهم العفوية المجانية المضحكة"‪ .‬ويستدرك االستاذ سلوان‬ ‫ليقول ‪ " :‬بعد االحتالل االميركي سنة ‪ 2003‬سقط العديد من مجانين‬ ‫ومشردي المدينة ضحايا لالنفجارات‪ ،‬وحرب الشوارع التي ما توقفت حتى‬ ‫بعد رحيل القوات األميركية"‪ ،‬مضيفا "القوات األميركية وبعدها العراقية من‬ ‫جيش وشرطة‪ ،‬نظرت باستمرار الى المجانين والمشردين بعين الريبة‪،‬‬ ‫خصوصا أن هنالك من تقمص شخصياتهم لتنفيذ العمليات ضد هذه القوات‪،‬‬ ‫او استخدموا المتشردين بالفعل‪ ،‬كما ان الجهات والمجاميع المسلحة أيضا‪،‬‬ ‫كانت لديها شكوك حيال المجانين والمشردين‪ ،‬وحتى المتسولين العاديين‪،‬‬ ‫وبالمحصلة‪ ،‬فان الجهتين قتلتا‪ ،‬وفي حوادث عديدة الكثير من مشردي‬ ‫الموصل ومجانينها‪ ،‬حتى باتت الشوارع خالية منهم" ‪.‬‬ ‫ويعلق الصحفي والباحث االجتماعي االستاذ حمزة حسان على هذا الرجل‬ ‫المجنون الذي اشرنا اليه وهو يجلس في احد شوارع الدواسة وهو يمد‬ ‫للمتشرد جريدة محلية قديمة ويقول ‪" :‬انه شخص نادر بالفعل " وهو غير‬ ‫معروف االسم وقد إتخذ شكل من يقرأ باندهاش شيئا ما في الجريدة‪ ،‬التي كان‬ ‫يمسكها بشكل صحيح‪ ،‬قائال "إنه يحمل الصفتين‪ ،‬ويجب ان نحافظ على تمدننا‬ ‫من خالل مساعدته والعطف عليه"‪ ،‬ويضيف "لم يعد في الموصل سينما‪ ،‬وال‬ ‫مسرح‪ ،‬وال معرض‪ ،‬وال حتى مجانين"‪ .‬ويضيف حسان أن "شخصيات‬ ‫كاريكاتيرية عديدة مرت بالموصل منذ عقود‪ ،‬بعضها خلد في قصص‬ ‫وروايات وقصائد االدباء‪ ،‬وكتب المؤرخين‪ ،‬أو تقارير أمنية أو تلفزيونية‪،‬‬ ‫ومن بين تلك الشخصيات المجانين شهاب وسالم وأبو طيط وكثير غيرهم‪،‬‬

‫‪11‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫عدد ‪54‬‬

‫إعتاد السكان على ظهورهم االحتفالي في أسواق الدواسة وشارع حلب وباب‬ ‫الطوب والنبي يونس والمجموعة في كال جانبي المدينة"‪.‬‬ ‫أما الطبيب الدكتور محمد عبد هللا فيقول ‪ ":‬أن العديد من المصابين بتخلف‬ ‫عقلي‪ ،‬محجورون اآلن في منازلهم‪ ،‬بسبب خوف ذويهم عليهم مما يجري في‬ ‫الموصل من حوادث قتل التفرق بين معافى أو مريض‪ ،‬خصوصا ان‬ ‫الكثيرين لقوا حتفهم بالفعل‪ ،‬لوجودهم في مناطق حدثت فيها أعمال عنف كما‬ ‫ان الكثيرين يحجرون اوالدهم خشية ان يتم اعتقالهم من قبل االجهزة‬ ‫األمنية"‪.‬ويقول الشاب معتز نجيب‪ ،‬وهو طالب جامعي‪ ،‬أن "المجانين أكثر‬ ‫صدقا وحبا وإخالصا للوطن من عدد من السياسيين ‪ ،‬وانا وضعت في مرات‬ ‫عدة صورا لسالم المجنون الذي يعرفه سكان مدينة الموصل‪ ،‬على صفحتي‬ ‫في الفيس بوك‪ ،‬وهو يرتدي ثيابا عسكرية واكتافه موشحة بالنجوم‪ ،‬وحتى‬ ‫دون إشارة مني‪ ،‬كانت معظم التعليقات تجري مقارنات بينه وبين الفاسدين‬ ‫وتسخر منهم وليس منه " ‪.‬‬ ‫كان الشباب في زماننا يتمازحون مع المجانين وكان هؤالء يردون عليهم‬ ‫وتجري الضحكات ولم يكن احدا ممن عرفتهم من المجانين مؤذيا ‪...‬كان‬ ‫احدهم يمسك بيده السوط ويلبس في قدمه قبقابا ويذرع الشوارع جيئة وذهابا‬ ‫وكأنه يقود عربة وينقل اناسا من مكان الى آخر ‪ .‬وكان البعض منهم يفرط‬ ‫في السكر وشرب الخمر ويبدأ بالهذيان والناس من حوله يتضاحكون وكان‬ ‫االخر يمسك بيده درهما ويظل يضرب على الدرهم بطرف إصبعه وكان‬ ‫االخر بشواربه التي يتعلق بها الصقر ينظر الى الناس بتعجب وسخرية ‪.‬‬ ‫وكان حسن المجنون يمسك بيده (استيرن ) سيارة قديمة ويقف امام مدرسة‬ ‫(بيب‬ ‫الغزالي االبتدائية للبنات في الغزالني ويصيح امام بنات المرسة‬ ‫بيب )‬ ‫وكانت ثمة نساء مجنونات منهن ( اسيا بنت جكومي )ووالدها يعمل حماال‬ ‫والنساء يهربن من امامها وهي تلحق بهن وتخيفهن ‪.‬‬ ‫هذه هي بعض من قصص مجانين الموصل هؤال اناس مظلومون بسبب‬ ‫مرضهم النفسي والبد لنا من رعايتهم ومعالجتهم وسوف تبقى مقولة (خذ‬ ‫الحكمة من أفواه المجانين ) شاخصة ما دام هناك في مجتمعنا مجنون واحد‬ ‫‪.‬‬

‫‪12‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫عدد ‪54‬‬

‫تاريخ الدولة البيزنطية‬

‫‪1453_324‬م لألستاذ الدكتور‬ ‫طه خضر عبيد‬

‫عرض ‪ :‬د‪ .‬سناء عبد هللا عزيز الطائي‬ ‫مركز الدراسات اإلقليمية‬ ‫جامعة الموصل‬ ‫الناشر ‪ :‬دار الفكر‪ /‬األردن عمان ‪2010‬‬ ‫الطبعة األولى‬ ‫عدد صفحات الكتاب‪ 295 :‬صفحة‬ ‫الدكتور طه خضر عبيد‪ ،‬مؤرخ‪ ،‬وأستاذ‬ ‫جامعي‪ ،‬وباحث‪ ،‬يعمل أستاذا في قسم‬ ‫التاريخ بكلية التربية بجامعة الموصل‬ ‫منذ أواخر السبعينات من القرن الماضي‪ ،‬وله دراسات وكتب منها‪:‬‬ ‫• تنظيمات الجيش البيزنطي ‪.‬‬ ‫• دراسات في المدن العربية واإلسالمية‪،‬‬ ‫• العيون والجواسيس بين العباسيين والبيزنطيين‬ ‫• الصراع البحري العباسي البيزنطي‬ ‫• النفير العربي اإلسالمي إلى جبهة الثغور البرية مع الدولة البيزنطية‬ ‫ودراسات أخرى عديدة منشورة في مجالت عراقية وعربية مختلفة ‪.‬‬

‫‪13‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫عدد ‪54‬‬

‫وكتابه الجديد " تاريخ الدولة البيزنطية ‪1453_324‬م" ‪ ،‬الذي أكد فيه على‬ ‫إن قيام اإلمبراطورية البيزنطية في النصف األول من القرن الرابع للميالد‪،‬‬ ‫واستمرارها إلى النصف الثاني من القرن الخامس للميالد‪ ،‬يجعلها أكثر‬ ‫اإلمبراطوريات عمرا في التاريخ‪ ،‬ألنها دامت أكثر من احد عشر قرنا من‬ ‫الزمان ‪ ،‬وكما هو معروف فأن تاريخ اإلمبراطورية يقع في ثالثة مراحل‬ ‫هي‪:‬‬ ‫المرحلة األولى‪ :‬التي تمثل العصر المبتدأ‬ ‫لقيام اإلمبراطورية الذي تميز في‬ ‫عهد اإلمبراطور دقلديانوس‬

‫(‪_284‬‬

‫‪305‬م) ويجد بداية قيام اإلمبراطور‬ ‫قسطنطين الكبير (‪337_306‬م)‪ ،‬وتستمر‬ ‫هذه المرحلة الى بداية ظهور اإلمبراطور‬ ‫هرقل (‪641_610‬م)‪.‬‬ ‫المرحلة الثانية‪ :‬وتمتد من القرن السابع‬ ‫الميالدي إلى القرن الثاني عشر الميالدي‬ ‫وهي‬

‫أزهى‬

‫البيزنطية‬

‫عصور اإلمبراطورية‬

‫(‪1185_641‬م) وتخللتها‬

‫فترات من الضعف والفوضى لكنها‬ ‫كانت عابرة‪.‬‬ ‫المرحلة الثالثة‪ :‬والتي تبدأ من نهاية القرن الثاني عشر للميالدي‬ ‫(‪1453_1185‬م) حتى سقوط اإلمبراطورية وعاصمتها على يد األتراك‬ ‫العثمانيين‪.‬‬ ‫ويؤكد الباحث إن دراسة التاريخ البيزنطي له من األهمية التي ال تنحصر في‬ ‫كونها ظهرت ثم زالت‪ ،‬وتكمن األهمية في أنها كانت أنموذج إلمبراطورية‬ ‫واسعة وقوية لها مكانتها السياسية والدينية والعسكرية ‪ ،‬وان سياسة الدولة‬

‫‪14‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫عدد ‪54‬‬

‫الداخلية كانت ذات أهمية كبيرة في تامين عناصر قوتها والتي حددت طبيعة‬ ‫سياستها وعالقتها الخارجية مع الدول المجاورة وخاصة للجوانب االقتصادية‬ ‫والتعليمية والحضارية األخرى ذات األهمية في فهم التاريخ البيزنطي وبشكل‬ ‫خاص عالقات اإلمبراطورية مع العرب المسلمين‪.‬‬ ‫قسم الكتاب إلى اثنا عشر فصال‪ ،‬تناول الفصل األول العصر المبكر للتاريخ‬ ‫البيزنطي‪ ،‬كما تضمن تسمية اإلمبراطورية وعهد اإلمبراطور دقلديانوس‬ ‫(‪305_284‬م) واإلمبراطور قسطنطين العظيم (‪337_306‬م)‪.‬‬ ‫إما الفصل الثاني فقد تناول مرحلة إعادة وتوحيد اإلمبراطورية الذي يبدأ‬ ‫بأسره جستنيان (‪610_518‬م) وأعمال اإلمبراطور جستنيان وسياسته‬ ‫الداخلية والخارجية‪.‬‬ ‫وتناول الفصل الثالث‪ ،‬أسرة هرقل (‪641_610‬م)‪ ،‬وأحوال اإلمبراطورية‬ ‫في عهد اإلمبراطور هرقل وأبنائه‪ ،‬وخلفاء هرقل التي امتدت‬ ‫(‪711_610‬م)‪،‬كما تضمن الفصل ظهور دور العرب المسلمين ونجاحاتهم‬ ‫في تحقيق النصر بين البيزنطيين في بالد الشام وحصر شمال إفريقيا‪ ،‬وتناول‬ ‫مرحلة الفوضى التي مرت بها اإلمبراطورية البيزنطية في (‪717_711‬م)‪.‬‬ ‫وعالج الفصل الرابع األسرة االيسورية (‪820_717‬م)‪ ،‬وركز على عالقات‬ ‫اإلمبراطورية مع العرب والمسلمين ومحاوالت فتح القسطنطينية وتشريعات‬ ‫اإلمبراطور ليو الثالث والموقف من الحركة االيقونية و الال ايقونية والعالقات‬ ‫مع العرب والمسلمين طيلة عهد األسرة االيسورية‪.‬‬ ‫وتناول الفصل الخامس‪ ،‬األسرة العمورية (‪867_820‬م) وتضمن العالقات‬ ‫الخارجية مع الدول المجاورة لثورة ما يسمى الصقليين‪ ،‬وفتح العرب لجزيرة‬ ‫كريت وجزيرة صقلية وكذلك فتح عمورية‪.‬‬ ‫وجاء الفصل السادس ليتناول األسرة المقدونية وبخاصة المرحلة األولى في‬ ‫حكمها والذي يمثل مرحلة االزدهار (‪912_867‬م) وتناول اإلمبراطوريين‬ ‫باسيل األول وابنه ليو السادس وإعمالهم وأحوال اإلمبراطورية في عهدهم‪.‬‬ ‫ويسمى هذا العصر بالعصر الذهبي‪.‬‬

‫‪15‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫عدد ‪54‬‬

‫وتضمن الفصل السابع المرحلة الثانية من تاريخ األسرة المقدونية‬ ‫(‪1025_912‬م) والتركيز على األباطرة األقوياء والقادة العسكريين الذين‬ ‫وصلوا الى عرش اإلمبراطورية ‪.‬‬ ‫وتناول الفصل الثامن قسمين األول األسرة المقدونية وقيام الحكومة المدنية‬ ‫(‪1059_1025‬م)‪ ،‬والقسم الثاني أباطرة أسرة دوقاس وعصر االضطراب‬ ‫والخطر السلجوقي وينتهي سنة ‪1081‬م‪.‬‬ ‫وتضمن الفصل التاسع األسرة الكومينية من (‪1185_1081‬م) وتوضيح أهم‬ ‫أباطرتها وسياستهم الداخلية والخارجية وعالقاتهم مع الدول والقوى‬ ‫المجاورة والتي شهدت بدايات الحمالت الصليبية من الغرب إلى المشرق‬ ‫العربي اإلسالمي ‪.‬‬ ‫وجاء الفصل العاشر ليعالج اإلمبراطورية (‪1354_1185‬م) ‪.‬وتناول‬ ‫الفصل الحادي عشر ظهور األتراك العثمانيين وسقوط القسطنطينية على‬ ‫أيديهم سنة ‪1453‬م‪ .‬أما الفصل الثاني عشر فكرس لمتابعة الجوانب‬ ‫الحضارية لإلمبراطورية البيزنطية ووسائل االتصال الحضاري مع العرب‬ ‫المسلمين‪ ،‬والثقافة والتعليم والتجارة البيزنطية‪.‬‬ ‫ومما يزيد في قيمة الكتاب احتوائه على عدد من الخرائط والتوضيحات‬ ‫المهمة الفريدة وهذا يدل على الجهد الكبير الذي بذله استاذنا في إخراج الكتاب‬ ‫ونأمل في ان يفيد الباحثون وطلبة الدراسات العليا منه وان يأخذ موقعه في‬ ‫المكتبة التاريخية العربية الحديثة‪.‬‬

‫‪16‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫عدد ‪54‬‬

‫القابضون على مجر األسئلة‬ ‫عبد الرازق أحمد الشاعر‬ ‫كيف يمكننا أن نقف على قدمين من‬ ‫ثبات وسط رمال الشكوك المتحركة‬ ‫التي تأخذ بأقدامنا وخصورنا‬ ‫وأرانب أنوفنا نحو مستنقع آسن؟‬ ‫وكيف نثبت ونحن نرى الناس‬ ‫تتخطف من حولنا‪ ،‬ونرى البلدان‬ ‫التي قاومت التعرية والتحلل عبر‬ ‫تاريخ طويل تتهاوي كمنازل آيلة‬ ‫للنسيان؟ كيف نطل من وراء خيام‬ ‫نزعتها الريح في يوم عاصف‬ ‫بوجوه ملؤها اليقين على غمام‬ ‫يحيط ببالدنا من المحيط إلى‬ ‫المحيط‪ ،‬لنخاطب إلهنا في ثقة‪:‬‬ ‫"افعل ما شئت‪ ،‬فإن نصرنا عليك‪".‬‬

‫يوما فر موسى من طوفان فرعون‬ ‫ومأله‪ ،‬وهرب بقومه من ريح‬ ‫صرصر ال تترك في الصدور يقينا‬ ‫إال انتزعته‪ ،‬وال ثقة إال وزلزلتها‪،‬‬ ‫وخلفه جيش سلطان يأمر بالمنكر‬ ‫وينهى عن المعروف‪ .‬وأمام بحر‬ ‫لجي من فوقه سحاب‪ ،‬قال رجل من‬ ‫قومه‪" :‬إنا لمدركون!" ليرد موسى‬ ‫في ثبات‪" :‬كال! إن معي ربي‪".‬‬ ‫وذات فرار‪ ،‬بشر أول اثنين التحقا‬ ‫بالغار سراقة بن مالك بسواري‬ ‫كسرى ومنطقته وتاجه‪ .‬فيعود‬ ‫الرجل من رحلة المطاردة اليائسة‬

‫‪17‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫عدد ‪54‬‬

‫كيف نواجه الموت القادم من‬ ‫الشمال الشرقي والجنوب الغربي‬ ‫ومن الحدود وخلف الحدود؟ ومتى‬ ‫نحصل على هدنة وإن بشروط‬ ‫مجحفة لنواري فيها قتالنا الثرى‪،‬‬ ‫ونعيد حساباتنا التي اختلطت‬ ‫بالهوى والميل والضالل؟ كيف‬ ‫نقبض على هذا الجمر الذي يتقزم‬ ‫يوما بعد يوم ليعود إلى دار األرقم‬ ‫خوفا من أبي لهب وأبي جهل؟ وإلى‬ ‫متى يتوارى العالمون ويتصدر‬ ‫الغافلون موائد القنوات الفضائية‬ ‫ليطفئوا نور هللا بأفواههم القذرة‬ ‫دون وازع من دين أو ضمير‪.‬‬

‫بيقين ال يخالطه شك بأنه سيدخل‬ ‫بالط كسرى ولو بعد حين‪ ،‬وأنه‬ ‫سيلتف حول ساعديه األزبين‬ ‫"كثيري الشعر" سواري كسرى بن‬ ‫هرمز‪.‬‬ ‫من أين لنا اليوم بيقين محمد وهو‬ ‫يبشر صاحبه وقد رآه في الغار‬ ‫مبتئسا‪" :‬ال تحزن‪ ،‬إن هللا معنا"؟‬ ‫وكيف نحتفظ بيقيننا كامال في زمن‬ ‫تناوشته الفتن‪ ،‬وجلس على كرسيه‬ ‫الخونة والمفسدون؟ كيف نمتلك‬ ‫عقولنا وقد بلغت قلوبنا الحناجر‬ ‫وأحاطت بنا جيوش األعداء من كل‬ ‫ناصية‪ ،‬تضرب عند الحدود تارة‬ ‫وتضرب في العمق تارات‪ ،‬دون‬ ‫أن تعترض مؤامراتها الكونية‬ ‫لحظة تدبر من قوم نسوا هللا‬ ‫فأنساهم كيف يعدوا للقبر عدته‪.‬‬ ‫وأين المفر من يوم كسقر‪ ،‬يحشر‬ ‫الناس فيه أحياء ليذوقوا وبال أمر‬ ‫من خان وخسر؟ وكيف نقف على‬ ‫ساقين من ثبات وريح الخيانة تعبث‬ ‫بكل خيامنا المتهالكة‪ ،‬فنخبط في‬ ‫ليلنا الكالح خبط عشواء‪ ،‬فيصيب‬ ‫بعضنا بعضا‪ ،‬ونؤكل من الفخذ‬ ‫مرة ومن األكتاف مرات‪ ،‬دون أن‬ ‫تهتز في جسد نخوتنا شفرة‪ ،‬أو‬ ‫تتحرك لنجدة الصاحب بالجنب منا‬ ‫قناة؟‬

‫‪18‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫عدد ‪54‬‬

‫؟ من يهزم الدواعش‪ ،‬ومن يبشر‬ ‫سراقة البدوي بمكتب ترامب في‬ ‫البيت البيضاوي؟ من يستطيع أن‬ ‫يرد إلينا األقصى أو يعيدنا إليه؟‬

‫تزداد الظلمة من حولنا فجرا بعد‬ ‫فجر‪ ،‬وتزداد المؤامرات اقترابا من‬ ‫محاريبنا ساعة تلو أخرى‪ ،‬ويتجرأ‬ ‫السفهاء على المعابد‪ ،‬فيلقون‬ ‫سهامهم في وجه السماء ليقتلوا‬ ‫الرب في أعماق قلوبنا الراجفة‪.‬‬ ‫وتزحف فلول الجاهلية من كل‬ ‫حدب ليطاردونا حتى حدود اليقين‪.‬‬ ‫فمن أين لنا بعصا موسى؟ وكيف‬ ‫نمتلك يقين محمد في زمن تختلط‬ ‫فيه األشياء‪ ،‬ويتوارى فيه العلماء؟‬

‫أقف أمام طوفان هذه األسئلة وأنا ال‬ ‫أمتلك عصا موسى‪ ،‬وال مركب‬ ‫نوح‪ ،‬وال يقين محمد؟ وأسأل كما‬ ‫سأل الصحابة ذات يوم حين دارت‬ ‫األعين في المحاجر وبلغت القلوب‬ ‫الحناجر‪ ،‬لكنني ال أظن باهلل‬ ‫الظنون‪ ،‬وأنتظر الوعد اآلخر بقلب‬ ‫مفعم باليقين تتردد في أذني بشارة‬ ‫محمد‪" :‬ال تحزن‪ ،‬إن هللا معنا‪".‬‬

‫من يستطيع أن يقف في وجه أطماع‬ ‫بن جوريون؟ ومن يقرض صحيفة‬ ‫المقاطعة‪ ،‬أو يمزق رسالة هوالكو؟‬ ‫من بمقدوره أن يعيد الحدود التي‬ ‫تبعثرت ويرمم الديار التي تهدمت؟‬ ‫ومن يحيي هذه األرض بعد موتها‬

‫‪19‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫عدد ‪54‬‬

‫مريم مسري ومشروع كاتبات‬ ‫املستقبل‬

‫رواء خلف السوداني‬

‫تحاول بكل قوتها ان تثبت نفسها‬ ‫للجميع ونعم فعلتها وقالت انا أمرأة‬ ‫العراقية التي سوف يأتي يوم ويقف‬ ‫العالم احترامآ لي ‪.‬‬

‫أمرأة شامخة كشموخ الجبال ال‬ ‫تنحني ألحد سواء هللا رغم معاناة‬ ‫الحياة لكنها لم تستسلم أصبحت‬ ‫كالبنيان المرصوص تشد جوانحها‬ ‫بعض البعض عندما تحاول تصفها‬ ‫تقول انها جميلة كالحياة ‪.‬‬

‫بعبير كلماتها تأخذنا من الواقع الى‬ ‫الخيال ينبرى خط قلبها بكل مايمال‬ ‫خافقها من جميل الكالم وجعلتنا‬ ‫نصغي لها بكل احساس ‪.‬‬

‫عظيمة اإلحساس رقيقة المشاعر‬ ‫طيبة القلب كأنها أم للجميع تحمل‬ ‫في خافقها محبة للجميع للتفرق بين‬ ‫احد من الناس بسطية جدا ‪.‬‬

‫ملكة و مااجملها من ملكة تملك‬ ‫فراشات جميالت يستمدنه منه‬

‫‪20‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫عدد ‪54‬‬

‫انها مريم ومااجملها من مريم ذات‬ ‫العيون الجميلة والوجه المبتسم‬ ‫دائما تشرق كأشراقة الشمس بعد‬ ‫ليلة حالكة الظالم روحها طفله‬ ‫أمرأة صارمة عازمة لك شي انت‬ ‫جميلة يامريانه ‪..‬‬

‫القوة واالصرار لمقاومة الحياة‬ ‫ومواجهة المجتمع وتصنع لنفسها‪.‬‬ ‫كيان مستقل من الجميع عبر‬ ‫مشروع أطلقت عليه "كاتبات‬ ‫المستقبل"‬

‫_في البداية من هي مريم سمير ؟‬ ‫اسمي مريم سمير من بغداد خريجة‬ ‫كلية االعالم قسم الصحافه ودبلوم‬ ‫في االذاعه‬ ‫طالبة ماجستير في لبنان مؤسسة‬ ‫مشروع‬ ‫كاتبات المستقبل هو مشروع‬ ‫تعليمي ثقافي تربوي يرمي الى‬ ‫خلق جيل واع ومثقف عن طريق‬ ‫وسائل باتت متاحة للجميع اال وهو‬ ‫السوشل ميدي‬

‫عبر مواقع التواصل االجتماعي‬ ‫حيث زرعت روح االمل والثقة في‬ ‫كل كاتبة لترى حروفها النور‬

‫_من أين جاءت بقوة التحدي‬ ‫الكبيرة التي ال تجعل احد‬ ‫يكسرها؟؟‬

‫من خالل التوعية والبرامج اليومية‬ ‫التي تقدم لهن ومقسمة كل يوم فقرة‬ ‫كونها طموحة اصرت على تحقيق‬ ‫حلمها في الدراسة ايضا ونجحت‬ ‫واآلن تدرس الماجستير وها هي‬ ‫اليوم تكمل مابدأت به بعيدا عن‬ ‫بلدها واهلها لكي تحقق حلم رسمته‬ ‫بخط يدها ولَم تستسلم لكدمات‬ ‫الزمن‬

‫منذ صغري وأنا استمع للكثير من‬ ‫األحاديث بأن المرأة ضعيفة‬ ‫واليحق لها أن تفعل هذا وهذا فنشأ‬ ‫في داخلي أصرار بأن اعكس كل‬ ‫ماسمعته واثبت بأن المرأة قادره‬ ‫على تحقيق احالمها فترعرع بي‬

‫‪21‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫عدد ‪54‬‬

‫والتقاليد لذلك هي التمتلك مطلق‬ ‫الحريه أنما لها الحريه في الدفاع‬ ‫عن نفسها وحريتها وحقوقها‬ ‫وكرامتها وهذا ماتطمح أليه كل‬ ‫مرأك‬

‫حب التحدي ومواجهة العديد من‬ ‫االفكار المتغطرسه‬

‫_كيف ترى مريم الفتاة التي تكسر‬ ‫من المجتمع ؟؟‬ ‫المرأة التي تكسر من المجتمع هي‬ ‫المرأة التي اعتبرها قوية جدا‬ ‫ألنهاوإن أنكسرت سوف تجبر من‬ ‫جديد وتكون أقوى وأقوى‬ ‫_مشروع كاتبات المستقبل مشروع‬ ‫ضخم من جميع اتجاهاته كيف‬ ‫استطعتي ان توازني بين الجميع‬ ‫وكيف سيطرت مريم سمير على‬ ‫مشروع ضمن جميع البلدان‬ ‫العربية ؟؟‬

‫_مريم سمير صحفية وكاتبة كيف‬ ‫تنظر للمرأة في هذا المجال ؟ وهل‬ ‫للمرأة حرية في كل شي !! ام انها‬ ‫يجب ان تحصن نفسها ضمن حدود‬ ‫حتى في مجال الكتابة ؟؟‬

‫اساس كل نجاح هو خطه مسبقه‬ ‫ومدروسه بشكل جيد وضعت خطه‬ ‫وحجر اساس استطعت ان أبني به‬ ‫هذا المشروع فوازنت بين جميع‬ ‫الفنون من كتابه ورسم وتعليم‬ ‫وتنميه بشريه فوضعت الشخص‬ ‫المناسب في المكان المناسب لذلك‬ ‫استطعت ان اسيطر على مشروعي‬ ‫واثبت نجاحي‬

‫المرأة مبدعه أينما كانت وحيثما‬ ‫حلت فالنساء عراقيات كتبن اروع‬ ‫قصص البطولة والشهامه منذ قديم‬ ‫زمان والى يومنا الحاضر هن‬ ‫يجاهدن في حروفهن التي كانت‬ ‫كالسيف يقطع لسان كل من يريد‬ ‫المساس بكرامة المرأة‬ ‫لكل شيء حد اليمكن تجاوزه ونحن‬ ‫نعيش في مجتمع تحكمه العادات‬

‫‪22‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫عدد ‪54‬‬

‫_برنامج الملكة برنامج عالمي‬ ‫الذي كان التحدي بين المنافسين‬ ‫كبير جدا ماهو شعورك وانتي ملكة‬ ‫البرنامج ؟؟؟‬

‫_دراستك حلمك مشروعك كيف‬ ‫واجهتي الصعوبات بهم ؟؟‬ ‫التنظيم هو اساس حياتي تنظيم‬ ‫وقت دراستي وحلمي ومشروعي‬ ‫الذي هو الجزء االكبر من حلمي‬ ‫فوازنت بين هذه االشياء حتى ال اقع‬ ‫في دوامة الحيره والتخبط‬

‫شعوري التوصفه كلمات وال‬ ‫حروف والقوافي فأنا أرى ثمرة‬ ‫جهدي أمامي واسير في طريق‬ ‫حلمي وحلم كل فتاة أرادت أن تبقى‬ ‫قويه رغم انكسارات المجتمع‬ ‫المتتاليه‬

‫_من هو االستاذ الذي كان المعلم‬ ‫االول لمريم ؟؟؟‬ ‫الكثير ممن التقت بهم مريم سمير‬ ‫كانوا اصحاب فضل في وصولها‬ ‫الى هذا المستوى وهذا المكان منهم‬ ‫االستاذ صادق الجمل‬

‫‪23‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫عدد ‪54‬‬

‫ملؤسسة الثقافية و الشباب‬ ‫املبدع‬

‫بني إهتمام و جتاهل‬ ‫فتحي عيادة‬

‫هل أصبح الطريق مسدودا ؟ أم ماذا؟ الشباب المبدع‪ ،‬خريجو الجامعات‬ ‫و المعاهد في ميدان الفنون‪ ،‬مواهب خلقت لشتى المجاالت‪ ،‬سر طريقة تحقيق‬ ‫اآلمال والطموحات مازال مبهما‪ ،‬والتعرف على كيفية الوصول إليها يعتبر‬ ‫في مقدمة أولويات أي شاب‪ ،‬حتى يصبح شخصا ناجحا وقادرا على االعتماد‬

‫‪24‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫عدد ‪54‬‬

‫على ذاته والقيام بأدواره في الحياة على أكمل وجه‪ ،‬ومن هنا تظهر أهمية‬ ‫رسم مستقبل الشباب والتعرف على العوامل المؤثرة في البنيان الثقافي‬ ‫والفكري لهم‪ ،‬سواء من جانب األسرة أو المجتمع أو األصدقاء وغيرها من‬ ‫العوامل المحيطة بهم‪.‬‬ ‫و يعتمد تحقيق مايرجوه الشباب على ما لديهم من إمكانات وقدرات يعملون‬ ‫على تطويرها ومالءمتها للواقع الذي يعيشون فيه من أجل مستقبل مشرق‪،‬‬ ‫حتى تمضي حياتهم بسالسة وبعيدا عن المصاعب واألحوال الطارئة التي‬ ‫تعرقل البعض ممن يعجزون عن رسم طريق واضح لمستقبلهم العملي‬ ‫والمهني‪.‬‬ ‫و يعيش شباب اليوم ظروفا يصبغها التغير اإلجتماعي السريع الذي أحدث‬ ‫صدمة في عادات البشر وعقائدهم وتصوراتهم فأصبح مهيئا للمعاناة في كثرة‬ ‫االضطرابات النفسية و اإلجتماعية‪ ،‬وهذا أمر يدعو لنشوء تفكك في بنية‬ ‫األسرة والمجتمع ككل ونشوء قيم سيئة كاألنانية والفردية والذاتية‪ ،‬و يدفع‬ ‫الشاب للتفكير في اإلنسحاب من واقعه أو الهروب منه‪ ،‬ذلك الواقع الذي‬ ‫يعيش فيه‪.‬‬ ‫و تبقى العالقة القائمة بين الشباب المبدع‪ ،‬وبين المؤسسات الثقافية الرسمية‬ ‫المنخرط تحت لواءها أو المهتمة بأعماله‪ ،‬الصورة األكثر حقيقية للحركة‬ ‫الثقافية التي تسود المناخ العام في أي مجتمع‪ ،‬و تختلف اآلراء وتتشابك فيما‬ ‫بينها‪ ،‬حول فعالية تلك المؤسسات والهيئات الحكومية أثناء دعمها إلبداعات‬ ‫الشباب المتنوعة‪ ،‬والواقع أن المؤسسة الثقافية وما يرتبط بها من مستوى‬ ‫الوعي الجماهيري بأهمية دورها في المجتمع وباألخص في المجتمعات‬ ‫النامية‪ ،‬تتأثر تأثرا عميقا بصور وأشكال العالقات االجتماعية المميزة‬ ‫للمجتمع ككل على أساس الثقافة والخبرات و المعاني المتاحة في المجتمع‬ ‫ناهيك عن ارتفاع المستوى المادي بصفة عامة‪.‬‬ ‫لهذا إذا كان و ال بد من دراسة الواقع االجتماعي‪ ،‬واإلهتمام بدراسة األوضاع‬ ‫االجتماعية واالقتصادية والثقافية التي ينشأ فيها الشباب‪ ،‬ثم أيضا ال يجب‬ ‫االهتمام بها ككتلة عمرية‪ ،‬بل يجب النظر إلى حيوية الشباب وحماسهم‪ ،‬إلى‬ ‫نشاطهم الفكري وسلوكهم الفاعل في المجتمع‪ ،‬إن الشباب ال يرتبط بمرحلة‬ ‫عمرية بقدر ما يرتبط بالعطاء و اإلبداع وروح االبتكار‪.‬‬

‫‪25‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫عدد ‪54‬‬

‫ألقاهرة و بغداد جناحا طائر‬ ‫أحلضارة‬

‫بقلم الكاتب محمود محمد سهيل الجبوري‬ ‫العراق ــ بابل‬

‫أألرث أألنساني أسبغ عطائه على وادي ألنيل و وادي ألرافدين منذ سبعة‬ ‫آالف عام بعد أن حط طائر ألحضارة برحله على ألنيل و ألفرات ليعيد إلى‬ ‫ألذاكرة ألعطاء و ألموروث ألحضاري ألذين أمدتا به أألنسانية آالف ألسنين‬ ‫و أصبح بينهما تالقح حضاري وفكري وثقافي ‪ ،‬باألمس ألبعيد نثرت ألملكة‬ ‫ألسومرية ( شبعاد) قيثارتها وحليها ألذهبية من زقورة أور بالناصرية و‬ ‫أعارتها إلى أجمل أهل أألرض ( نفرتيتي) ألملكة ألفرعونية في قصر‬ ‫(إخناتون) ‪ ،‬لقد شاطرت ألملكة أآلشورية ( سمير أميس) بسطوتها وجمالها‬ ‫ألملكة ألمصرية ( كليوباترا) ألتي سحرت أباطرة أوربا آنذاك ‪ ،‬جبل‬ ‫( ألمقطم) كان قلعة شامخة وصامدة بوجه عاديات ألزمن كشموخ جبل‬ ‫( كورك) في كردستان ألعراق‪ ،‬قصص ألحب ألخالدة ألتي كانت متبادلة بين‬ ‫ألملك (رمسيس) و سيدة ألدلتا و ألصعيد ( نفرتاري) قبل أكثر من ثالثة آالف‬ ‫سنة في معبد (أبو سمبل ) هي نفسها بين ألملك ألكلداني ألبابلي (نبوخذنصر‬ ‫ألثاني) وزوجته ألفينيقية ألمكللة بالورد ألجوري ‪ ،‬إحتفالنا ألسنوي بعيد‬ ‫( نوروز)في ‪ 3/21‬من كل عام أضفى بهجة و سرورا على ألمصريين في‬

‫‪26‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫عدد ‪54‬‬

‫( شم ألنسيم) ‪ ،‬ألثائر ألمصري ( أحمد عرابي ) وقف أمام (ألخديوي توفيق)‬ ‫بكل بسالة وشجاعة عام ‪ 1882‬مثلما وقف (ضاري ألمحمود) و(شعالن أبو‬ ‫ألجون) في وجه أألنكليز بالعراق أبان ثورة ألعشرين ‪،‬وفي ألعراق كانت‬ ‫ألشاعرة نازك ألمالئكة (‪1923‬ــ ‪ )2007‬رائدة حركة ألتجديد في ألشعر‬ ‫ألعربي كما كان ألشاعر ألمصري صالح عبد ألصبور(‪1931‬ــ ‪، )1981‬‬ ‫في حين أن ألدعوة لتحرير ألمرأة في مصر كان عرابها هو ألمصلح‬ ‫أألجتماعي ( قاسم أمين) شاطره فيها ألشاعرين ألعراقيين ( ألرصافي‬ ‫)و(ألزهاوي) عام ‪ 1910‬وكانا أجهر شعراء ألعراق صوتا بالدعوة لتحرير‬ ‫ألمرأة ‪ ،‬فحول ألشعر في ألعراق ضمتهم تربة مصر ألطيبة كالشاعر عبد‬ ‫ألمحسن ألكاظمي (‪1871‬ــ ‪ )1935‬و ألشاعرة (نازك ألمالئكة) ألتي أوصت‬ ‫بدفنها بمصر ‪ ،‬أللبنات أألولى للموسيقى لدى ألموسيقار ألمصري سيد‬ ‫درويش(‪1892‬ــ ‪ )1923‬و (زكريا أحمد) وضعت من قبل ألموسيقار‬ ‫ألعراقي مال عثمان ألموصلي (‪1854‬ـــ ‪ )1923‬ألذي أدخل نغمة ألحجاز‬ ‫إلى مصر و ألذي أخذ منه (عبده ألحمولي) فن ألموشحات و مزجها باألدوار‬ ‫ألمصرية ‪ ،‬ألمتنور عميد أألدب ألعربي أألديب (د‪.‬طه حسين) هو من أطلق‬ ‫لقب (شاعر ألعرب أألكبر) على ألشاعر ألعراقي محمد مهدي‬ ‫ألجواهري(‪1900‬ــ ‪ )1997‬في أربعينيات ألقرن ألماضي‪ ،‬و لقب (ورقاء‬ ‫ألعراق)ألذي أطلقه على ألفنانة ألعراقية ( سليمة مراد) هو أألديب ألمصري‬ ‫(زكي مبارك) عندما سمعها تغني ( يانبعة ألريحان) في بغداد‪ ،‬مازالت‬ ‫بصمات ألفنانة ألمصرية ( أم كلثوم) على مقاهينا أألدبية في بغداد وألحلة‬ ‫عندما زارت بغداد وغنت فيها عام ‪ ،1932‬هديتنا ألكبرى من ألقيادة‬ ‫ألمصرية لشعب ألعراق و ثورته في ‪ 1958/7/14‬هي إنشودة بغداد يا قلعة‬ ‫أألسود للشاعر ألمصري (علي ألجارم) و بصوت كوكب ألشرق‪ ،‬و أخيرا‬ ‫تناغمت دموع ألفنانين ألمصريين ( حنان شوقي)و(وفاءألحكيم)و(محمود‬ ‫ألجندي) مع دماء ألعراقيين في مهرجان هنا ألعراق ألشعري ألذي أقيم في‬ ‫بغداد بتاريخ ‪ 2015/4/10‬بعد أن شاركونا فرحتنا بتحرير مدينة تكريت‬

‫‪27‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫أدب ساخر‬

‫عدد ‪54‬‬

‫طلبات الفستق بوك‬ ‫د‪ .‬احمد جارهللا ياسين‬

‫بعض االصدقاء ( من الجنسين ) يرسلون طلبات صداقة مع صورة‬ ‫لبروفايلهم ‪( -‬وهم احرار في اختيار الصور طبعا ) التي تشير حسب فهمي‬ ‫البريء الى ان ثمة وهما وقع في توجيه الطلب ‪..‬الن صورة البروفايل حسب‬ ‫فهمي الكالسيكي العتيق تليق بتوجيهها الى صداقة عامل في ملهى ليلي مثال‬ ‫وليس توجيهها الى عبد فقير مثلي ‪. ..‬‬

‫‪28‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫عدد ‪54‬‬

‫عرب ولكن‬ ‫حسام الطحان‬ ‫يعتقد العرب منذ القدم أنهم أكثر الشعوب شجاعة حتى ان أكثر أسمائهم تدل على‬ ‫الحرب مثل عراك وفزاع وكوان وركاض وعالم وقبطان نامق بل ان هناك من اسمه‬ ‫حرب او حربي او جندي ‪.‬‬ ‫واكثرنا يعرف ان حرب داحس والغبراء امتدت ألربعين عاما بسبب ناقة ‪ ،‬وغير ذلك‬ ‫كثير ‪.‬‬ ‫يختلف االمر عند األمريكان ‪ ،‬فأن يكون اسمه جيمي او جوني اغشع ‪......‬من هوني ال‬ ‫يعني كثيرا اذا كان قادرا على تحقيق النصر ‪ ،‬وهو قادر على ذلك ألنه يملك التقنية‬ ‫الالزمة ‪ ،‬وقد رأينا كيف ان طائرة مسيرة صغيرة في عنان السماء تنتقي سيارة من‬ ‫بين عشرات السيارات وتستهدفها بصاروخ وتحولها إلى خردة ‪ ،‬دون أن يكون املتحكم‬ ‫بالطائرة مفتول العضالت او ابن حرب أو من ساللة عنتر بن شداد ‪.‬‬ ‫تلك هي عقلية البطولة الخادعة التي جعلتنا نسمي أطفالنا باسماء ربما سيعاتبوننا‬ ‫عليها مستقبال ‪ ،‬واعتقدنا أننا نستطيع أن نقاتل العالم وال نبالي ‪ ،‬ونسينا ان املطربة‬ ‫الفاضلة هيفاء وهبي قد طلبت منا عشرات ان نبوس الواوا ولكن ال حياة ملن تنادي‬ ‫‪ ،‬وتركنا الواوا تموت من دون أن نبوسها ‪.‬‬

‫‪29‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫شعر‬

‫عدد ‪54‬‬

‫بانتظار اجللجلة‬ ‫د‪ .‬عبدالستار البدراني‬

‫حجر ذابل ‪.‬‬

‫دم نازف‬

‫من يقرأ اسمي ‪.‬‬

‫من أعلى الجلجلة‬

‫أنا طفل الوقت ‪.‬‬

‫الى تراب األرض‬

‫أهذي بين عشبتين ‪.‬‬

‫واألرض عناء‬

‫والمهرجون حولي‬

‫دعينا ندخن أقداحنا‬

‫يحفرون خندقا‬

‫فالكؤوس مترعة‬

‫للبين ‪.‬‬

‫بالدماء ‪.‬‬

‫هذا بعض الخراب ‪.‬‬

‫اتركي للحرف‬

‫اخرس ‪.‬‬

‫عورة القصيدة‬

‫أيها الصمت الشريد‪.‬‬

‫واسمعي‬

‫أمامك شجر الخراب‬

‫معي دندنة السماء‬

‫وخلفك ‪.‬‬

‫خيوط الشمس‬

‫قضبان الحديد‬

‫تخنقنا ‪ ،‬تشنقنا‬

‫رطبة تلك العتمات‬

‫تشرنقنا‬

‫ووجهك ‪.‬‬

‫جيال بعد جيل‬

‫صورة العذراء‬

‫ننتظر قربان وردة‬

‫تحدق بطفلها‬

‫على صخرة‬

‫يسمر على صليب‬

‫صماء‪.‬‬

‫جديد ‪.‬‬

‫‪30‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫عدد ‪54‬‬

‫جرح‬ ‫محمود الدرويش‬ ‫جرح‬ ‫جرح‬ ‫في ريشة ذاك الوتر االول‬ ‫يصحو‬ ‫ويجيء لواعج ترحال‬ ‫ويهيجك في جفن سالي‬ ‫انا اصعد اصعد كي‬ ‫اسقط‬ ‫يا ليت بنسيان يمحو‬ ‫يا ليت وتشتاق ساللي‬ ‫لزهور من ذي االطالل‬ ‫لربيع‬ ‫وندى‬ ‫ورحيق‬ ‫انا صمت صادي‬ ‫وعتيق‬ ‫ولسوف افيق‬ ‫لسوف افيق‬

‫‪31‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫عدد ‪54‬‬

‫نصف حلم‬ ‫شذى االقحوان المعلم‬ ‫ال الصمت يرتدي‬ ‫ثوب أيوب‬ ‫ال البوح‬ ‫يزيل من القلوب‬ ‫سواد‬ ‫ال َّ‬ ‫لست ممن يرضى‬ ‫بنصف حلم‬ ‫وبضع ضياء‬ ‫أفق غائم‬ ‫مطر‬ ‫من هشيم‬

‫مركب‬ ‫غربة و سراب‬ ‫لقاء‬

‫‪32‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫عدد ‪54‬‬

‫هل تذكر؟‬ ‫رندة يحي العلي‬ ‫هل تذكر؟‪..‬‬

‫تلك القبلة التي طبعتها على جبيني‬

‫لقائنا االول‪....‬‬

‫وأنا انصهر كقطعة الثلج قرب‬ ‫الموقد‬

‫والشتاء يجمع حقائبه‪...‬‬

‫هل تذكر‪....‬‬

‫أوراق الورد تغمز للفراش‬ ‫الباسم‪...‬‬

‫كيف رحلت الشمس‪...‬‬

‫هل تذكر؟؟؟‬

‫وأودعت القمر مكانها‪..‬‬

‫هل تذكر النسمة الفتية‬

‫لينير خطواتنا على الدرب العتيق‪..‬‬

‫التي شاكست غطاء شعري‬

‫هل تذكر‪..‬؟‬

‫لتبهرك خصالتي الخجولة‪...‬‬

‫هل تذكر كم من الوقت مشينا‬

‫هل تذكر‪...‬‬

‫بإتجاه النهر‬

‫لحظة ألتقت نظراتنا‬

‫وذراعك تتوسد كتفي الحالم‪...‬‬

‫فتسمرنا بمكاننا دون حراك‬

‫هل تذكر‪....‬‬

‫هل تذكر‬

‫كما حاولنا ان نتحدث‪...‬‬

‫عندما تعانقت كفينا بالسالم‪...‬‬

‫فتتصادم كلماتنا ‪..‬‬

‫كم كانت أصابعك دافئة‬

‫فينتهي الحديث بإعتذار‬

‫وكم هي مرتعشة أصابعي ‪...‬‬

‫وضحكة مجنونة‬

‫هل تذكر‪....‬‬

‫تحت جنح المساء‪. ..‬‬

‫‪33‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫عدد ‪54‬‬

‫هل تذكر تلك السحابة المثقلة‬

‫هل تذكر‪....‬‬

‫عندما داهمتنا ونحن في غفلة‬

‫هل تذكر ذلك الصياد الكهل‬

‫من الزمن‪....‬‬

‫الذي رمقنا بنظرة طويلة‬

‫فلم نجد مانحتمي به سوى‬

‫لم نفهم حينها ماتعني‬

‫معطفك الجلدي‪...‬‬

‫ونحن نطلق الضحكات‬

‫الذي كان فوق رأسينا‬

‫كالسكارى‪....‬‬

‫كمظالت االطفال‪....‬‬

‫مع طلوع الشمس‬

‫هل تذكر ‪...‬‬

‫ونحن نزيح الحصاة‬

‫جلوسنا على الحصى‪..‬‬

‫لنحفر حروف أمسينا على الرمل‬

‫‪....‬‬

‫فتجرفها المياه بال رحمة‬

‫ونحن نرمي حبات الذرة‬

‫ونعاود الكرة ألف مرة‬

‫في النهر لنوقظ األسماك‬ ‫الصغيرة‪..‬‬

‫هل تذكر‪...‬‬ ‫هل تذكر‪..‬‬

‫هل تذكر‪....‬‬

‫كم من عهود قطعنا للبقاء‬

‫كم من القوارب صنعنا‪...‬‬

‫للوفاء‪...‬‬

‫من دفتر عاشقة مخبئ‬

‫ألجمل لقاء‪...‬‬ ‫فأين أنت‬

‫تحت شجرة الغرب‪...‬‬

‫يا ساكني‪....‬‬

‫‪34‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫مجلة زهرة البارون‬

54 ‫عدد‬

‫اجلمال‬ ‫نرجس عمران‬ ‫سورية‬ ‫صوب الجمال‬ Towards beauty

‫لنجعل األحالم مشرأبة‬

Let's make dreams come true

‫كل العطايا دالل‬ ‫لنعمر الحياة محبة‬

All gifts are Dalal

‫في الورد بعض االكتمال‬

For the life of life is love

‫لنعتمده عطرا في األسلوب‬

In roses some completeness

‫الحياة ماضية على الدوام‬

Let us adopt it in style

‫صباحكم محبة‬

‫ابن أبي‬.... ‫لتكن أيا كنت‬

Life is always going on Whatever you are .... son of my father Your morning is love

35

‫عدد ‪54‬‬

‫لكل العاشقني عيد‬ ‫فهد بن عبدهللا الصويغ‬

‫لكل العاشقين يوم لعيد الحب‬ ‫و انا و انت بكل لحظه لنا عيد‬ ‫عيدنا دايم بكل لحظة قرب‬ ‫وعيدهم جعلوه يوم لهم سعيد‬ ‫حنا السعادة ينطق بها القلب‬ ‫ويشهد عليها قمر فوق بعيد‬ ‫يفرحون بهداياهم و كلها لعب‬

‫‪36‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫عدد ‪54‬‬

‫وهديتي كل يوم منك أستزيد‬ ‫حياتهم من بعد عيدهم كرب‬ ‫وانا أكتبلك بكل لحظة قصيد‬ ‫قسم ياهناة الروح ماهو بكذب‬ ‫أقسم اني فدا حبك أكون شهيد‬ ‫يقولوا عشاق ومضيعين الدرب‬ ‫ودربي معاك مفروش سجاجيد‬ ‫من خام الحرير مفروش حب‬ ‫وكل درب معاك ممشاه تعميد‬ ‫انت للوفا يا عمري رقم صعب‬ ‫وانا للوفا ياسيد الحسن عضيد‬ ‫يجهلوا الحب يحسبونه غصب‬ ‫مادروا أن للحب شعلت بواريد‬ ‫دام قلبي بقلبك يا عمري طب‬ ‫راح تبقى سيد للروح وفريد‬ ‫انا أشهد من حبه وعزه الرب‬ ‫جعل أجمل الخلق بقلبه رصيد‬ ‫جنتي حبك دخلتها بال ذنب‬ ‫ووعدي لك من أعظم المواعيد‬ ‫الذهب كله تحت أقدامك ينكب‬ ‫و ترخص لك الروح يا عيد‬

‫‪37‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫عدد ‪54‬‬

‫كثر السؤال‬ ‫نوادر علي‬ ‫هل انا أهوااك؟ ‪....‬‬

‫وأراك تسكنني فيه‬

‫فاستداارت عيني‬

‫يناديني كلي‬

‫الى الفؤااد تسأله ‪..‬‬

‫وتهتز روحي‬

‫فقاال ‪..‬‬

‫بحثا عنك‬

‫ماا باالك تروينني‬

‫وعن ليل توارى‬

‫عذب الغراام ‪..‬‬

‫خلف تلك العيون‬

‫والروح غفت على‬

‫عن قمر‬

‫شوااﻃئ جفنه‬

‫تسكن ضلوعك‬

‫قلت ‪..‬‬

‫وعن بقايا قبلة ‪..‬‬

‫‪ ...‬أحاول دائما‬

‫فتعالى ‪ ..‬تعال ‪..‬‬

‫أن أخبئك‬

‫نحط الرحال‬

‫في كلماتي‬

‫ونتوارى‬

‫بين سطور دعائي‬

‫بين حروف العشق‬

‫أقطع كل ﻃريق‬

‫حتى في غيابك‬

‫بين حروفي‬

‫الزلت احتضن ﻃيفك‬

‫لوصلهم اليك‬

‫وأبثه أشواقي‬

‫وحين يهاجمني‬ ‫الشوق‬

‫‪38‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫عدد ‪54‬‬

‫عيد احلب‬ ‫صورية حمدوش‬ ‫الجزائر‬ ‫سأقيم لك عيدا للحب‬ ‫سأجمع كل ذكريات الشغب‬ ‫تلك التي وميضها كالشهب‬ ‫إن تألألت إحدى شرارتها للعقل تذهب‬ ‫سأعيد تلميعها حتى تغار متها كل الكواكب‬ ‫فهي أغلى عندي من كل الكنوز والذهب‬ ‫سأبرمج ذاكرتي على الفرح هذا ليس صعب‬ ‫فهذا مايحلم به القلب‬ ‫لن أتعس القرب سأجرب‬ ‫سأصدح بصوت روحي مرحبا بالحب سأشعل شموعا على الحلوى وأكتب‬ ‫عدد سنين غازلني فيها طيفك وأكذب‬ ‫أليست السعادة خداع للنفس ولعب‬ ‫سأقيم كل طقوس اإلحتفال ولن أذنب‬ ‫بعد اليوم في حقك يانبضا توارى وبقي اللهب‬ ‫كالقداس أقيم شعائره دون تعب‬ ‫كأني أتوجس من لعنة في هدوء دون تعصب‬

‫‪39‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫عدد ‪54‬‬

‫والروح إاله لها األمر والنهي وأنا تحت الطلب‬ ‫أقدم فروض الطاعة وحق الرب‬ ‫سأخون هذه الليلة العقل بإسم الحب‬ ‫ستكون ليلة حمراء يضاجعني فيها القلب‬ ‫وإن أفقت منتشية أيها العقل فال تتعجب‬ ‫فإنها مظاهر معجزات الحب‬ ‫وهدية نبضات القلب في عيد الحب‬ ‫هكذا فرحة يعجز قارون بماله من الكسب‬ ‫فالنبض وحده الحب لك يوهب‬

‫‪40‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫عدد ‪54‬‬

‫لرجوع اىل األمام‬ ‫اسامة البدري‬

‫إحتساء مؤبد بالغايات‬ ‫األباريق العارية !‬ ‫وسيلة مقطوعة األطراف‬ ‫السخونة لغة فائقة التربير‬ ‫واملوت رعشة و‪ ..‬شاي‬

‫‪41‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫عامل املرأة‬

‫عدد ‪54‬‬

‫كلمات أنثى‬ ‫حررتها ‪ :‬زهرة محمد‬

‫بالرغم من الجمال الموجود في معظم األمور‪ ،‬ال بد للمرء أن ينظر إلى النتائج‬ ‫أيضا‪ .‬يستمتع المرء عندما يذهب إلى مكان يزوره ألول مرة‪ ،‬يرى كل شيء‬ ‫هناك جميل وغاية في الروعة‪ .‬جمال الشخص بالجوهر الداخلي وليس‬ ‫بالمظهر الخارجي‪ ،‬فاألميرة تبدو غاية في الجمال واألناقة ولكن بداخلها فتاة‬ ‫كغيرها من الفتيا تتتولد المشاعر عند مالمسة يد شخص ما‪ ،‬الصوت الصادر‬ ‫من الموسيقى‪ ،‬رائحة األزهار‪ ،‬الغروب الجميل‪ ،‬الحب‪ ،‬االبتسامة‪ ،‬األمل‬ ‫واإليمان‪ ،‬جميع األعمال المفيدة وغير المفيدة تؤثر على اإلنسان نفسه‪ ،‬ولها‬ ‫نتائج فسيولوجية أيضا‪.‬‬

‫‪42‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫عدد ‪54‬‬

‫العنوسة وهمومها‬ ‫شيماء المشهداني‬

‫العنوسة وهمومها‬ ‫شيماء املشهداني‬

‫قد تكون كلمة (العنوسة )كلمة عابرة أو يضنها البعض كلمة المحل لها من‬ ‫اإلعراب والتحليل ‪....‬كال هي ناتج عن تفكير خاطئ وإهمال المرأة للتخطيط‬ ‫عن حياتها المستقبلية لعدم درايتها الكافية لعواقب العنوسة ‪...‬والعانس هي‬ ‫التي لم تستطع الزواج وان تحضى بشريك حياتها ألسباب عديدة منها قد‬ ‫تكون امرأة معاقة جسديا ‪..‬أو قد تكون امرأة استبد بها الغرور بأن تحصل‬ ‫على شهادات عليا وتفضل الوظيفة على االرتباط باعتقادها أن الوظيفة سندها‬ ‫الوحيد وهذا عين الخطأ فهي لن تفكر بأيام هرمها ولن تجد أحدا بجانبها‬ ‫‪،...‬وهنا قد اضاعت فرصة كبيرة من حياتها وهي أساس وجودها ‪ ،‬حسب‬ ‫نظريتي أنا إن العلم ليس بعائق أمام المرأة أن تختار شريك حياتها والعكس‬ ‫صحيح فحياتنا هي عبارة عن حياة علمية وعملية ‪..‬وإن المفهوم الخاطئ‬ ‫لدى أغلب النساء هو أنها التتزوج كون الرجل عائق يقف في طريق دراستها‬ ‫‪..‬إذا لما التختاري شريكا مناسبا يكون لك السند الحقيقي قبل أن تضيع حياتك‬ ‫ويمضي قطار العمر وتكوني وحيدة بال زوج وبال ولد ‪...‬البعض منه‬

‫‪43‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫عدد ‪54‬‬

‫اضحكني غروره المستبد وقالو المرأة الضعيفة هي التي تخاف أن تكمل‬ ‫مشوار حياتها إال مع رجل ‪....‬هنا االستفهام؟؟؟؟لماذا ضعيفة؟ هذا ضرب من‬ ‫الجنون ألن هللا تعالى خلق اإلنسان من ذكر وأنثى حيث قال سبحانه‪:‬‬ ‫( وخلقانكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ) نعم كل مخلوقاته‬ ‫عز وجل ازواجا من ذكر وأنثى لتستمر الحياة وتعمر األرض بالذرية‬ ‫‪..‬اتخالفون أمر هللا ‪...‬الضعيف هو من يستخف بالحياة والوجود ويتجبر ويظن‬ ‫نفسه شابا مخلدا واليتعض من ماتراه عيناه من كبار السن ومعاناتهم‬ ‫وباألخص النساء العانسات الالتي اليجدن معيال لهن وسندا حقيقيا أثناء‬ ‫هرمهن ‪ ،‬فماذا ستفعل لها آنذاك الشهادات والنقود ‪ ،‬إن لم يكن هنالك أوالد‬ ‫حولها يقدمون المساعدة لها وتعيش معززة مكرمة بينهم ‪،‬أنا أتحدث عن واقع‬ ‫حقيقي وليس خيال النساء المغرورات الالتي يظن أنهن يبقين بال حاجة لرجل‬ ‫وفي قلبها تتمنى أنها لن تضيع تلك الفرصة عندما تقدم لها فالن وفالن‬ ‫ورفضت ‪،‬وماذا بعد هل يعود الزمن إدراجه كال اليعود كل يوم من حياتنا‬ ‫بل حتى ساعاته ماضية بال رجعة ‪....‬الفطن هو الذي يفكر صح ويبني حياته‬ ‫بنيانا صحيحا متفكرا بكل عواقب األمور ‪ ...‬واحدثكم بدليل حقيقي قبل فترة‬ ‫من الزمن ليست ببعيدة التقيت امرأة أعرفها قد نالت من الشهادات مانالت‬ ‫أعجبت بذكائها واحزنني جوابها عندما قالت لي (ومافائدة اآلن حصلت على‬ ‫كل شيء علمي وهدمت حياتي واضعت فرصا كثيرة وكان يتمناني فالن‬ ‫وفالن وارفضه غرورا ‪..‬واآلن ذهب جمالها وأصبحت في خريف العمر‬ ‫‪..‬أين الحياة األسرية الدافئة؟ أين السنوات والذكريات المعلقة على جدران‬ ‫منزل زرعت في كل زواياه ضحكة طفولة وكل لهفة لصوت طفل ينطق‬ ‫حروفه األولى ‪ (.....‬فراغ ) كلها حياة (فراغ) فهذه هي أوجاع العنوسة‬ ‫الحقيقية ‪...‬ليس هو بهين الوحدة عند الكبر ‪..‬أوجه كل كالمي لكل امرأة عانس‬ ‫أو تود أن تكون عانس واقولها لها احذري فأنت ضحية غرورك مستقبال‬ ‫‪...‬عيشي حياتك كلها والتتكبري عيشيها بكل تفاصيلها فهنالك العد العكسي‬ ‫للعمر ‪..‬ادرسي ثابري اجتهدي اختاري تزوجي وانجبي وربي سترين أنها‬ ‫هي هذه الحياة الحقيقية التي تحصدين ثمارها الطيبة ولن تندمي ابدأ ألنك‬ ‫استغليتي كل الفرص بحكمة وطريق صائب ‪..‬فذلك أفضل صدقينني من وحدة‬ ‫قاسية وحسرات لذكريات أليام لن تعود ابدا‪.‬‬

‫‪44‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫عدد ‪54‬‬

‫أزياء‬

‫‪45‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫عدد ‪54‬‬

‫ناصر إبراهيم‬ ‫‪46‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫أقالم شابه‬

‫عدد ‪54‬‬

‫عجيبة أنت‬ ‫هدى المالكي‬ ‫النجف‬

‫ما هذا البرود الذي يعتلي مالمحك ؟؟‬ ‫من أين أتاك التجاهل ؟؟‬ ‫أين صادفت النسيان وأصبحتما أصدقاء ؟؟‬ ‫هه سوف أجيب عن كل هذا في جواب واحد‬ ‫الخذالن كفيل أن يجعلني أسوء من ذلك‬ ‫إعتلى البرود مالمحي بعدما ذبلت من حرارة االهتمام‪...‬‬ ‫أتاني التجاهل بعدما كنت األولى التي تضحي بكل شيء حتى نفسها‪..‬‬ ‫صادقني النسيان بعدما تركني الجميع في أكثر أوقاتي حاجة لهم‪...‬‬ ‫خذلوني وهمشوا داخلي فأصبحت بهذه الصورة التي تراني فيها لكني مثل‬ ‫النار حين اشتعل أحرق الجميع بال رحمة أولهم نفسي❤✨‬

‫‪47‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫عدد ‪54‬‬

‫اعرتف لك‬ ‫براء الكعبي‬ ‫بغداد‬

‫اعترف انك تهزج كتغريد العصافير‬ ‫اغمض عيني اسالل وتؤدة كي اراك امام وجهي تستلذ حيرتي فانا متعبه‬ ‫ايها الصب تململ قلبي دون هواك‬ ‫فأراني اسير حافية القدمين اني مصابه بلهلع‬ ‫فما بك سوف تغتنم الفرصة وادخل في ذلك الكهف البعيد ليس فيه يوى الق‬ ‫تناؤب عشقنا في حناني‬ ‫ثم هجرته فوق رف مهمل في مكتبه قديمه •••‬

‫‪48‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫عدد ‪54‬‬

‫يف تلك الليلة انتهت األحالم‬ ‫طيبة مهند‬ ‫" اختر كلماتك بعناية ‪ ،‬فأحيانا تكون اقسى من الرصاص "‬ ‫في أحدى ليالي ديسمبر الباردة قد تصادفنا في ذلك المقهى الذي اعتدنا أن‬ ‫نلتقي به قبل أن نفترق ‪ ،‬نظرت الى عيني الذابلة التي أحيطت بهاالت لعينة‬ ‫تفضح حزني و سهري من بعدك‪..‬‬ ‫و قلت لي بغرورك المعتاد‬ ‫ أال زلت تأتين الى هنا كل مساء ؟!!‬‫ أجل ‪ ،‬قد اعتدت‬‫ و هل يحلو لك المكان من دوني ؟‬‫ ٱل اعلم ‪ ،‬الى اين تريد ان تصل ؟‬‫ و انا ايضا ٱل اعلم ‪ ،‬ولكنني متيقن من أنك الزلت تأتين الى هنا على أمل‬‫رؤيتي ارحمي نفسك و اقطعي املك ارجوك ‪ ،‬عموما أتمنى لك مساء سعيدا‬ ‫برفقة قهوتك ‪..‬‬ ‫آه كم كانت كلماتك المعدودة تلك مؤذية !‬ ‫لو تعلم كم كسرت خاطري حينها ‪...‬‬ ‫أنهيت قهوتي الحلوة بمرارة كبيرة وعدت الى المنزل مسرعة حابسة‬ ‫دموعي بصعوبة بالغة‬

‫‪49‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫عدد ‪54‬‬

‫تذكرت طول الطريق كلماتك القديمة الحانية خوفك علي من برد ديسمبر و‬ ‫جلساتنا في ذلك المقهى الذي كان يعلم كل من به أننا حبيبان غارقان بالعشق‬ ‫حتى أخمص قدمينا ‪..‬‬ ‫لقد مرت كل ذكرياتنا امام عيني كشريط مسجل ‪..‬‬ ‫ك أن تتحول هكذا في غصون شهرا واحدا ؟‬ ‫كيف لَ َ‬ ‫كيف تمكنت من ركل ذكرياتنا و وعودنا ؟‬ ‫كيف غلف السواد قلبك بهذا الشكل ؟‬ ‫أين حبك القديم لي ؟ أين خوفك علي من قسوة الكلمات ؟‬ ‫أيعقل ان ينتهي حب السنين في ايام معدودة؟‬ ‫أيعقل أنك قد عيشتني في كذبة كبيرة نهايتها بحرا من الحزن ؟‬ ‫في تلك الليلة و بعد ذلك اللقاء تيقنت من إنني قد غادرت قلبك منذ زمنا‬ ‫طويل حتى قبل أن نقرر األنفصال ‪ ،‬وأنتهت كل أحالمي المتعلقة بك ‪..‬‬ ‫فلم أعد أزور ذلك المقهى ولَم أعد أتأمل رؤيتك به ‪..‬‬ ‫ولكنني على يقين انك ستندم يوما‬ ‫ستحتاج يوما الى كتفا تتكئ عليه‬ ‫و حضنا تضع رأسك عليه هربا من الحزن‬ ‫ستحتاج الى من يفهمك و يتقبلك بأخطائك‬ ‫و لن تجدني حينها فقط ستندم ‪..‬‬

‫‪50‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫عدد ‪54‬‬

‫روتيني اليومي‬ ‫رهام علي‬ ‫العراق بغداد‬

‫أستيقظ كل يوم في الصباح الباكر أفتح النوافذ التي تطل على الشارع أستنشق‬ ‫رائحة األشجار وقطرات المطر الخفيفة أرى الشوارع مليئة باألطفال وكبار‬ ‫السن والشباب والبنات كل شخص منهم يذهب الى المدارس واالخرون‬ ‫يذهبون الى الجامعات والبعض االخر يذهب الى وظيفته بعدها أخرج الى‬ ‫أمي اجدها تخرج الفطائر من الفرن أقبل يديها واشم رائحتها وابتسم في‬ ‫وجهها أذهب الى صالة أجد ابي بستمع الى أغاني فيروز الجميلة ويبدأ بأرتداء‬ ‫مالبسه من أجل الذهاب الى عمله أقبله وأغمره بقوة كأني طفلة صغيرة‬ ‫أحضر له كوب من الشاي والقليل من الفطائر التي صنعتها امي أذهب بعدها‬ ‫أجلس قليال مع أخوتي اتفقدهم اذا كانو يحتاجون شيء مني أتحدث أصدقائي‬ ‫العب دور الهبلة والغبية معهم من أجل أضاءة قلبهم المعتم وأظهار بريق‬ ‫أعينهم بعد أن انطفئت من شدة حزنهم أعطي كل مالدي من حب وطاقة‬ ‫ايجابية لتمدهم ببعض القوة ومن أجل ان أرى قلوبهم سعيدة ومفعمة بالحيوية‬ ‫هذه هي معنى السعادة الحقيقية لدي‬

‫‪51‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫مسك اخلتام‬

‫عدد ‪54‬‬

‫انت اسري عرب اﻻثري‬ ‫قاسم الغراوي‬

‫في الماضي القريب كانت الوسائل التقليدية للسيطرة على مقدرات الشعوب‬ ‫هي المعارك الحربية ‪ ،‬وكان اخر هذه المعارك التي تم خاللها استخدام‬ ‫التدمير الشامل للبنى التحتية والبشرية هي حرب العراق عام ‪.2003‬‬ ‫وصاحب القرار في الحرب هو من يتحمل عادة الخسائر في الجانب المادي‬ ‫والبشري ‪ .‬فاما الجانب المادي فيتم تعويضه من خيرات الشعوب التي يتم‬ ‫احتاللها ونهب ثرواتها ‪ ،‬واما الجانب البشري فادارة الحرب تقدس مواطنها‬ ‫وتعده كنزها االكبر وهذا مايشغلها والنها حريصة على سالمتهم فقد ابتكرت‬ ‫وسائل جديدة للسيطرة على الشعوب وتدميرها ذاتيا دون خسائر بشرية كبيرة‬ ‫‪.‬‬ ‫كانت نقطة البداية تطوير األفكار التي اخترعها الطالب االمريكي (مارك‬ ‫جوكر بيرج) البالغ من العمر ‪ 23‬سنة حينما اسس موقع التواصل االجتماعي‬ ‫‪. Facebook‬‬

‫‪52‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫عدد ‪54‬‬

‫ومن خالل توفير البيانات لذوي العقول المتفتحة والمتعلمين وانصاف‬ ‫المثقفين وحتى الجهلة من الناس باختراقهم والسيطرة على افكارهم وتوجيهها‬ ‫من خالل التواصل معهم بشتى المسميات بكافة المواضيع وتوجيههم باالتجاه‬ ‫المرسوم‪.‬‬ ‫فالبرنامج في ‪ Facebook‬يقدم معلومات وافيه عن كل انسان من خالل‬ ‫البيانات الشخصية اي يقدم تقريرا وافيا وشامال ‪ .‬فاي مقال تكتبه ‪ ،‬او اشارة‬ ‫اعجاب ‪ ،‬او تعليقآ لتلك المادة ‪ ،‬او مشاركة منك للنشر يتم تسجيلها فورا في‬ ‫صفحتك ‪ ،‬وللتاكد اقرا (على اليمين) في صفحتك‪ Activity log‬ستجد كل‬ ‫هذا مخزون‬ ‫من هذه الصفحات وصفحات اخرى تقرء من خالل المتخصصين توجهات‬ ‫الراي العام ومزاجه وافكاره ليتم توجيهها نحو االهداف المرسومه ‪ ،‬وهي‬ ‫زرع الخالفات والشقاق بين ابناء الشعب الواحد ‪ ،‬فطرح موضوع يثير‬ ‫الكراهيه والتباغض ويمس عقائد ومعتقدات الناس ليس صعبا ‪ ،‬وبهذا يتحكم‬ ‫القطب الواحد في ادارة الملفات وتحريك بوصلة اتجاه الشعوب كما مخطط‬ ‫لها وهذا ماحدث ويحدث والزال في العراق وليبيا ومصر وسوريا ودول‬ ‫اخرى ‪ Facebook .‬في منطقتنا اصبح(صفحة التنافر االجتماعي) ال‬ ‫التواصل االجتماعي والنتيجه تدميرا ذاتيا للقيم واالواصر بين ابناء الشعب‬ ‫الواحد يفضي الى الشحن والكراهيه وربما تمهيدا لمواجهات‪.‬‬ ‫ان اغالق احدى صفحات ‪ Facebook‬من قبل االداره دليل على ان الجميع‬ ‫مراقب والكل تحت السيطرة ‪.‬‬ ‫ودليل اخر عن انتشار التبليغات‪:‬‬ ‫(اعزائنا مستخدمي ‪....... whats App‬سوف يتم اغالقه لذا ننوه للجميع‬ ‫ممن يريدون استمرار البرنامج ان يرسلوا هذه الرساله لجميع المشتركين‬ ‫المقربين منهم في البرنامج‪.).......‬وغيرها ممن ننشره نحن دون ان نعي ماذا‬ ‫يعني‪.‬كم منا قام بنقل الرساله وبسرعة دون ان يكمل قرائتها الم يكن هذا‬ ‫تحكما بعقولنا وتسيدا عليها ‪ .‬اعرف كيف يتحكمون في مخك‪..‬فانت اسير‬ ‫عبر االثير‪..‬‬

‫‪53‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫عدد ‪54‬‬

‫مجلة زهرة البارون عدد ‪54‬‬

‫ألرسال النصوص البريد االلكتروني‬ ‫‪Tzozo000@gmail.com‬‬ ‫موقع الويب للمجلة‬ ‫‪https://magazineflowerbaron.wordpress.com‬‬

‫‪54‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬