7 7
رأي
اإلثنين | 1نيسان 2013
السنة الثانية | العدد 32
مفاجأة أوجالن والخريطة الجديدة تتالحق األحداث غالب ًا ما يجعلنا نتناسى بعضها ونهتم بالبعض اآلخر ألنه تبدالت كثير ٍة يؤثر بطريق ٍة أو بأخرى على مصائرنا ،والجارة تركيا التي تشهد ٍ على صعيد المواقف السياسية واالستراتيجية ،ينبغي النظر إليها بعين االعتبار والتمعن ،فامتداد الحدود بين البلدين على طول تسعمئة كيلو متر يخلق مجا ًال حيوي ًا تؤثر أحداثه على سوريا تأثير ًا مباشر ًا. لقد فاجأ عبد الله أوجالن زعيم حزب العمال الكردستاني أتباعه والحكومة وقف إلطالق النار مع الدولة التركية، التركية واإلقليم بإعالنه في يوم النيروز عن ٍ بعد صراع دام ثمانية وعشرين عام ًا رعا فيه النظام السوري الحزب هذا وزعيمه حتى هددت تركيا في نهاية تسعينات القرن العشرين بمهاجمة سوريا إذا استمرت األخيرة باستضافته فسلمته لها فور ًا.
بكثير ِمن التعجرف ضد حليفتها االستراتيجية ،وأدى ذلك إلى توثيق الحلف قبل ذلك بشهر أتم حلف الناتو نشر صواريخ «الباتريوت» على الحدود مع التركي السوري آنذاك ليصل إلى أعلى مستوياته قبل الثورة وفي بدايتها. سوريا ،ويزعم البعض أنها استهدفت بعض صواريخ السكود المتجهة للشمال السوري قبل انفجارها ،ومع أن خطوة نشر الصواريخ قد قوبلت بإستياء إيراني نختم بالتساؤل هنا عن المغزى ِمن تلك المواقف ،أال تدل على اصطفاف جديد روسي ،ولكنها حدثت دونما إبطاء وعلى الفور بعد انتهاء المباحثات في لتحالفات المنطقة؟ أال يدعو األمر لالستغراب بعد مهادنة تركيا لعدوها الكردي الحلف جراء قصف النظام لقرى تركية و ِمن قبلها في منتصف العام الماضي اللدود المسمى حزب العمال؟ هل ستؤثر تلك الهدنة على مسار األحداث في حينما أسقطت دفاعات النظام طائرة إف 16تركية ساعة تحليقها قرب سوريا التي يعمل فيها الحزب بتفويض وتفاهم غير مباشر بينه وبين النظام؟ هل سيفقد النظام ورقة حزب العمال الكردستاني في صراعه ضد شعبه؟ وهل األجواء السورية. تطبيع تركيا مع إسرائيل ينبئ بتنسيق ما بين الحكومتين من أجل تسوية وضع لربما لن يكون ِمن نافلة الحديث إشارتنا إلى االعتذار اإلسرائيلي عن اعتداء نظام األسد؟ كل تلك األسئلة في رسم المستقبل ليجيب عنها. جيشها على سفينة قافلة الحرية قبل ثالثة أعوام ،فلطالما تصرفت إسرائيل فتيل طائفي من األراضي المحتلة
أوباما ..زيارة معلنة ونوايا خفية للدور األمريكي في الشرق األوسط مكانةٌ كبرى، فهي الدولة التي تملك قواعد عسكري ٍة في عدة بلدان ،ولها تحالف استراتيجي مع كثيرٍ من الدول وخصوص ًا إسرائيل، إضاف ًة إلى أنها الشريك االقتصادي األبرز لها ولمعظم تلك الكيانات ولتركيا أيض ًا ،وقد نشد بعض السوريين الخير من الموقف األميركي ،وتمنوا في كثير ِمن األحيان تدخ ًال مباشر ًا لحسم الحالة السورية ولكن األمر كان دوم ًا عكس ما يتمنى البعض ،فالميزان االستراتيجي في في هذه المنطقة شديدة الحساسية يرجح لصالح روسيا التي استمرت بإمداد النظام األسدي بالسالح منذ أكثر ِمن نصف قرن والتي هيمنت على األردن يخاف على أمنه القومي بسبب األحداث في القرار السوري منذ عهد حافظ األسد وعهد ابنه حتى اآلن. سوريا ،فالالجئون السوريون يبدلون رويد ًا رويد ًا معطياته زار أوباما األسبوع الماضي إسرائيل والضفة الغربية واألردن ،الديموغرافية ويبرزون عبثية الحدود بين الدولتين ويؤثرون تقول نشرات األخبار التي غالب ًا ما تناقش مثل هذه على اقتصاده تأثير ًا مباشر ًا ،ولذلك فزيارة أوباما ضرورية األحداث بقصور أنه لم تتم مناقشة القضية الفلسطينية لألردنيين الذين يخشون امتداد الكارثة الحاصلة في سوريا على النحو المراد ،فحديث أوباما مع قادة هذه الدول لم يكن إلى أرضهم ،لتقديم بعض الضمانات والتطمينات ،فاألردن يهدف لتحريك عملية السالم مطلق ًا ،بل يهدف بالدرجة على عكس سوريا من المناطق الحيوية للنفوذ الغربي. األولى لمداولة ملف سوريا وإيران ،فالعملية اإلسرائيلية على مركز األبحاث في ريف دمشق أوحت أن إسرائيل تمتلك تفويض ًا ما من أجل ردع النظام ،وقد ال يكون النظام وحده من يشمله التفويض ،فقد يمتد األذى ليستهدف الجيش الحر إن استطاع تحقيق مكاسب ال يرغب المجتمع الدولي في تحقيقها ،إذ إن إسرائيل تتحرك بموجب عالقات مميزة مع أميركا وروسيا الدولتين العظميين ،ومصر كبرى الدول العربية، وتركيا أقوى دول الجوار السوري بعدها ،خصوص ًا بإعالن إسرائيل إبان زيارة أوباما لها عن اعتذارها لتركيا عن جريمة سفينة قافلة الحر ّية.
أعلن الرئيس الروحي للطائفة العربية الدرزية في إسرائيل ،الشيخ موفق طريف ،أن مئات الشبان من أبناء الطائفة توجهوا إليه مبدين االستعداد لدخول األراضــي السورية لمحاربة «جبهة النصرة» ،التي تعتدي ،كما قال ،على عائالت درزية في المناطق التي ينسحب منها جيش النظام. كل ذلك جاء بعد ما وصفه أهالي قرية الخضر الدرزية الحدودية بأنهم تعرضوا العتداء من قبل عناصر جبهة النصرة لوقوفهم على الحياد في الثوة السورية.. ومع الرعب االسرائيلي من فقدان السيطرة على الحدود مع سورية واقتراب المقاتلين اإلسالميين من الهضبة تسعى إسرائيل كحليفها األسد إلشعال فتيل طائفي انطالق ًا من األراضــي المحتلة في الهضبة عبر رعاية تلك التصريحات.. حيث أن أبناء الطائفة الدرزية في سوريا ولبنان والجليل الفلسطيني الواقع في تخوم إسرائيل، هم من أصل واحد .وتربط بينهم أواصر القربى .و يخدم الشبان الدروز في الجيش اإلسرائيلي بشكل إلزامي رغم تمرد معظمهم عن الخدمة..