عهد الشام | العدد الـ 34

Page 1

‫لقاء خاص‬ ‫من داريا مع قائد‬ ‫«المقداد بن عمرو»‬

‫‪12‬‬

‫‪34‬‬

‫أسـبوعية ثوريّـــة مستـقلة ‪ -‬تصدر مؤقتاً نصف شهرياً‬

‫السنة الثانية ‪ -‬األربعاء ‪/1 -‬أيار ‪2013‬‬

‫‪ WEDNESDAY 1 MAY - 2013‬‬

‫‪www.facebook.com/Ahed.alsham‬‬

‫إيران تحذر من انتصار المعارضة السورية ونصر اهلل يدافع عن المقامات ـ ‪2‬‬ ‫حجز الحياة عن مخيم اليرموك واتستراد األربعين طريق للموت ‪3‬‬ ‫كلمة‪« :‬غبار الفساد»‬

‫‪U‬‬

‫على كوم ٍة من الفساد استم ّر لعقو ٍد رقد حكم آل‬ ‫األسد على ذروة َسنام السرقة والنهب‪ ،‬أما على‬ ‫مستوى األفراد فتش ّوهت التعامالت التجارية‪،‬‬ ‫واألعمال المخالفة للقانون لم تغب يوم ًا بل‬ ‫أصبحت عادة ًلكل من يريد الدخول في مجال‬ ‫األعمال؛ ناهيك عن الفساد اإلداري والوظيفي‬ ‫والرشوة ‪..‬‬ ‫كان األمل في ثورة التح ّرر والتغيير التي انطلقت‬ ‫إليقاف نهب البالد الممنهج ليس من قبل عائلة‬ ‫فقط‪ ،‬بل من قبل كل من ساهم بمنظومة الفساد‬ ‫تلك‪ّ ،‬‬ ‫العصبة‬ ‫ولعل المقصود بذلك مع رموز ُ‬ ‫الحاكمة‪ ،‬ذاك الموظف الذي يستغل حاجة أحدنا‬ ‫لورق ٍة رسمي ٍة ‪ ،‬أو لعله الطبيب الذي اغتنى من‬ ‫«أوجاع» النازحين‪ ،‬وذاك صاحب البيوت الذي‬ ‫ما زال يعلي أجار البيت أمام الهاربين من جحيم‬ ‫القصف والمعارك؛ وهو صاحب العمل الذي يأكل‬ ‫مال ع ّماله بحجة ّ‬ ‫تعطل السوق وهو قاد ٌر على دفع‬ ‫ذلك ويزيد‪ ..‬وهي أيض ًا ذاك «المقاتل» الذي‬ ‫حمل سالحه ال ليقاتل دفاع ًا عن أهله وعرضه‪،‬‬ ‫بل مغتنم ًا فرصة الق ّوة التي بين يديه ليجعل من‬ ‫أثاث البيوت تجارة ًسوداء‪..‬‬ ‫إنها تفاصيل الفساد القابع فينا وليست آثاره‪،‬‬ ‫وال فائدة من رمي كل ذلك على رأس هرم الفساد‬ ‫فهو يزول ويخبو يوم ًا بعد يوم؛ بل هي األحجار‬ ‫التي تراكمت فيما بيننا حتى أصبحت عائق ًا لنصر‬ ‫الله عز وجل‪ ،‬فلنكمل الثورة بنفض غباره عن تلك‬ ‫التفاصيل ‪ ..‬وقطع يد الفاسد منا‪.‬‬ ‫فريق التحرير‬ ‫ ‬

‫ً‬ ‫صبرا «صبرا» ‪..‬‬ ‫اتسع الخرق على الراقع‬

‫مجتمع‬

‫‪10‬‬

‫عدسة سام‬

‫حقوق‬

‫رأي‬

‫‪7‬‬

‫ّ‬ ‫مصور الثورة ‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫هوية ووجع في صورة‬

‫أطفال سوريا تطحنهم‬ ‫الحرب‬

‫‪6‬‬

‫العفو العام بين‬ ‫التطبيق والتحقيق‬

‫مسـ ـ ـتـق ـبــل سـ ــوريا‬ ‫فـي ظـل أزمتها االقتصادية‬

‫‪5‬‬

‫هل انحرفت الثورة‬ ‫بحمل السالح !؟‬

‫معتقلون‬

‫‪13‬‬

‫فلسطينيون سوريون‬ ‫ّ‬ ‫الحرية‬ ‫ينشدون‬

‫‪6‬‬

‫‪8‬‬


‫األربعاء | ‪ 1‬أيار ‪2013‬‬

‫مواقف‬

‫السنة الثانية | العدد ‪34‬‬

‫سيـاسـي ‪ -‬دولي‬

‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬

‫نصر هللا يدافع عن المقامات واألسير يعبر الحدود‬

‫الجمهوريون يضغطون على أوباما‬ ‫ضغط عدد من األعضاء الجمهوريين في مجلس الشيوخ‬ ‫األمريكي يوم األحد على الرئيس باراك أوباما للتدخل في‬ ‫«الحرب األهلية» بسوريا قائلين إن أمريكا تستطيع مهاجمة‬ ‫القواعد الجوية السورية بالصواريخ لكنها يجب أال ترسل قوات‬ ‫برية إلى هناك‪ ،‬وقال السناتور الجمهوري لينزي جراهام لقناة‬ ‫(سي بي إس) إن من شأن تحييد السالح الجوي الذي يتيح تفوقا‬ ‫للقوات الحكومية على مقاتلي المعارضة ان «يحول مجرى‬ ‫المعركة سريعا»‪ ،‬وقال أوباما يوم الجمعة إن استخدام أسلحة‬ ‫كيماوية في سوريا سيغير «قواعد اللعبة» بالنسبة للواليات‬ ‫المتحدة لكنه اوضح انه لن يتعجل بالتدخل على اساس أدلة‬ ‫وصفها بانها ال تزال أولية‪.‬‬

‫إيران ّ‬ ‫تحذر‬ ‫أكد وزير الخارجية اإليراني علي أكبر صالحي أمس األحد‬ ‫استعداد بالده الستضافة اجتماع وزراء خارجية اللجنة الرباعية‬ ‫التي تضم تركيا ومصر والسعودية وإيران للمساعدة في حل‬ ‫األزمة السورية‪.‬‬ ‫يأتي ذلك في وقت حذر فيه الرئيس اإليراني محمود أحمدي‬ ‫نجادمن أن انتصار المعارضة في سوريا سيجلب موجة من عدم‬ ‫االستقرار تمثل «تهديدا للمنطقة برمتها»‪.‬‬

‫فرنسا التملك أدلة‬ ‫قالت الخارجية الفرنسية أنها لم تمتلك بعد دالئل على‬ ‫استخدام قوات األسد ألسلحة كيماوية في سوريا‪ .‬تجدر اإلشارة‬ ‫إلى قول ميجيل رودريجيز مدير مكتب الشؤون التشريعية في‬ ‫البيت األبيض برسالة إلى المشرعين «إن تقييمات المخابرات‬ ‫وحدها غير كافية ‪ -‬فالحقائق المتسقة والجديرة بالثقة التي‬ ‫توفر لنا قدرا من اليقين هي وحدها التي سترشدنا في اتخاذ‬ ‫القرار» وهذا ما يؤكد أنه رغم المعطيات االستخبارية فال بد من‬ ‫وجود إرادة سياسية أميركية التخاذ أي إجراء‪.‬‬

‫محادثات روسية مع حزب هللا‬

‫ركزت زيارة نائب وزير الخارجية الروسي بوغاندوف للبنان مؤخر ًا‬ ‫ وحسب مصادر ديبلوماسية ‪ -‬في محادثاتها مع حزب الله‬‫وممثلي المعارضة السورية على مصير المطرانين األرثوذكسين‪،‬‬ ‫اللذين اختطفا في سوريا‪ ،‬لتحريرهما باستخدام كافة القنوات‬ ‫المتاحة‪ ،‬وألن خطفهما يحمل طابعا حساسا‪ ،‬وفضل بوغدانوف‬ ‫أن يجري ذلك بعيدا عن الكاميرات»‪ ،‬وكما قيل فقد كان الهدف‬ ‫األول ِمن هذه الزيارة تحييد لبنان عن الصراع الدائر في سوريا‬ ‫رغم مشاركة عناصر لحزب الله علن ًا في القتال بسوريا وخاصة‬ ‫في منطقة القصير قرب حمص‪.‬‬

‫قال األمين العام لحزب الله حسن نصر الله يوم الثالثاء إن المعارضة السورية لن تقدر‬ ‫على االطاحة بالرئيس بشار األسد عسكريا ملمح ًا إلى إمكانية تدخل قواته في المواجهات‬ ‫الميدانية في حال تطور الوضع على األرض‪ .‬وقال نصر الله «بعد مضي سنتين ومن‬ ‫خالل وقائع الميدان ‪...‬ال قدرة على هذا الموضوع مع العلم أنكم مازلتم تقاتلون الجيش‬ ‫السوري والقوات الشعبية الموالية للنظام في سوريا‪ .‬حتى هذه اللحظة ال توجد قوات‬ ‫إيرانية‪ .‬ومضى يقول بنبرة تهديدية ُف ِّسرت على أنها تبري ٌر العتدائه اآلني والمستقبلي‬ ‫على التراب السوري «بالخط العريض إن لسوريا في المنطقة والعالم أصدقاء حقيقيين لن‬ ‫يسمحوا لسوريا أن تسقط في يد أمريكا أو يد إسرائيل أو في يد الجماعات التكفيرية‪ .‬لن‬ ‫يسمحوا‪ .‬كيف؟ هذا تفصيله وتفسيره يأتي الحقا‪».‬‬ ‫وفي إشارة إلى انخراط مقاتلي حزب الله في «الدفاع» عن مقام السيدة زينب كما يدعي قال‬ ‫«هناك من يدافع عن هذه البقعة ومن يستشهد دفاعا عن هذه البقعة وهؤالء هم الذين بدفاعهم‬ ‫ودمائهم وشهادتهم يمنعون الفتنة المذهبية وليس هم الذين يفتحون الباب للفتنة المذهبية‪».‬‬ ‫وفي سياق متصل وكخطوة اعتبرت رمزية‪ ،‬دخلت مجموعة من المقاتلين اللبنانيين السنة‬ ‫إلى مدينة القصير السورية تحت زعامة الشيخ أحمد األسير‪ ،‬وقد أراد الشيخ من وراء هذه‬ ‫الخطوة إثبات «أن هنالك فئة من اللبنانيين تستشعر عدوان حزب الله على سوريا وتريد‬ ‫مشاركة الجيش الحر (جهاده) على األرض السورية ضد النظام وجماعة حسن نصر الله»‪،‬‬ ‫و ُيخشى من هذه الخطوة أن تح ِّرض على نشوب اضطرابات في األراضي اللبنانية في ظل‬ ‫وضع سياسي واقتصادي واجتماعي وأمني هش تعاني منه البالد على وقع األحداث في‬ ‫سوريا‪ ...‬وما يزيد ِمن تأثير هذه األزمة على الالجئين السوريين أن ما يقرب ِمن نصف مليون‬ ‫منهم يقطن في لبنان حسب إحصاءات األمم المتحدة‪.‬‬

‫صحافة دولية‬ ‫ُن ِقل عن الفاينانشال تايمز ٌ‬ ‫مقال لديفيد غاردنير بعنوان‬ ‫«خطوات عملية إلنقاذ سوريا من األسد البائس»‪« :‬إن‬ ‫العديد من المراقبين يرون أنه بعد التثبت من االدعاءات‬ ‫بأن النظام السوري استخدم أسلحة كيميائية‪ ،‬يكون‬ ‫الرئيس السوري اختبر إلى أي مدى يسمح له العالم بذبح شعبه»‪ .‬وأضاف غاردنير‬ ‫«في الماضي‪ ،‬عندما كانت سوريا تواجه خطرا حقيقيا‪ ،‬فإن الرئيس بشار األسد شأنه‬ ‫كشأن والده الذي ورث عنه سدة الحكم‪ ،‬يميل إلى التراجع‪ ،‬إال أن هذه المعركة التي‬ ‫يواجهها بشار األسد والتي استمرت زهاء السنتين وفشل في االنتصار فيها‪ ،‬تعتبر‬ ‫مسألة مصيرية»‪ ،‬مشير ًا إلى أن «ذلك ما تعكسه الوحشية التي ينتهجها األسد في‬ ‫خضم هذا الصراع ليحافظ على حكمه‪ ،‬إذ أنه مستعد لتقسيم سوريا وتشرذم أهلها إن‬ ‫لم يستطع البقاء في سدة الرئاسة»‪ .‬ويقول مراسل الصحيفة ‪ :‬يجب أن يكون هناك‬ ‫هجوم استخباراتي‪ ،‬واستخدام تكتيكات شبيهة بتلك التي استخدمت ضد الرئيس‬ ‫الليبي الراحل معمر القذافي وسلوبودان ميلوسوفيتش في صربيا»‪.‬‬


‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬

‫مـحـلـيـات‬

‫األربعاء | ‪ 1‬أيار ‪2013‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪34‬‬

‫مراسلون‬

‫حجز الحياة عن‬ ‫مخيم اليرم ــوك‬

‫مراسلون‬

‫طوابير على حاجز البطيخة إلحصاء ما يدخل‬

‫يقع حاجز البطيخة عند مدخل مخيم اليرموك من الجهة‬ ‫الشمالية وسمي بهذا االسم نسبة لدوار البطيخة الموجود‬ ‫في أول المخيم ‪ ،‬ويعد البوابة الوحيدة التي تصل المخيم‬ ‫بباقي األحياء الدمشقية واسواقها ‪ .‬كما يطلق سكان‬ ‫المخيم على هذا الحاجز اسم “ معبر البطيخة “ ربط ًا منهم‬ ‫بالذاكرة الفلسطينية المرتبطة بالمعابر في فلسطين‬ ‫المحتلة ‪ ،‬والمعاملة السيئة الشبيهة بمعاملة جنود‬ ‫االحتالل الصهيوني للمواطنين الفلسطينين عند المعابر ‪.‬‬ ‫‪ .‬فبعد إغالق معظم الصيدليات والمشافي ألبوابها و‬ ‫توقف المخابز عن العمل ‪ ،‬اصبح هذا الممر هو الطريق‬ ‫الوحيد لتأمين لقمة العيش لسكان المخيم ‪ .‬وتحدث‬ ‫الكثيرون من السكان عن الممارسات الالإنسانية التي يقوم‬ ‫بها العناصر المتواجدون على هذا الحاجز ومساهمتهم‬ ‫في تدهور الوضع اإلنساني في المخيم وقتل واعتقال‬ ‫الكثير من ابنائه ‪ ،‬حيث شهد الحاجز عدة حاالت إعدام‬ ‫ميداني ‪ ،‬كما يشهد حاالت اعتقال يومية عن طريق‬ ‫االستعانة ببعض الملثمين للتعرف على الناشطين‬

‫والمتعاملين مع الجيش الحر ‪ ،‬ووصل األمر‬ ‫إلى عدم سماحه بإدخال اي مواد مشتعلة‬ ‫كالبنزين والمازوت او اية تجهيزات تقنية‬ ‫او طبية ‪ ،‬ومنعه دخــول المواد الغذائية‬ ‫والخبز إال بكميات قليلة ال تكفي إال ليوم‬ ‫واحــد ومصادرة المتبقي او اتالفه ‪ .‬كما‬ ‫يضطر الداخل إلــى المخيم للوقوف في‬ ‫طابور لساعات حتى يتمكن من الدخول‬ ‫أو الــخــروج بعد التفتيش الدقيق ‪ ،‬مع‬ ‫تعرض كل المارين لسيل من الشتائم‬ ‫وقيام العناصر باللجوء إلى الضرب احيان ًا ‪.‬‬

‫آالف السنين في سوريا تدمر‬ ‫قدمت هيئة اإلذاعة البريطانية «بي بي سي» تقرير ًا يكشف عن‬ ‫أحد األشكال التي يطبق بها جيش النظام في سوريا مقولة «األسد‬ ‫أو نحرق البلد» حيث بلغ حجم اآلثار المسروقة من سوريا قيمة (‪)2‬‬ ‫مليار دوالر‪،‬والتي تم إخراجها لدول الجوار وبيعها هناك‪،‬معظم هذه‬ ‫اآلثار سرقت من المناطق الساخنة‪،‬ومن جانب آخر تعتبر المناطق‬ ‫األثرية في دمشق والتي أصبح معظمها ثكنات عسكرية لجيش النظام‬ ‫معرضة اليوم لخطرين‪،‬إما أن يد ِمرها «بشار األسد» حين يفقد السيطرة‬ ‫عليها‪،‬كما حصل في المسجد األموي في حلب حيث حرقه جيش النظام‬ ‫من الداخل قبل خروجهم منه‪،‬أو أن يسرقوا مايستطيعون حمله وسرقته‬ ‫من هذه اآلثار‪،‬وقلعة دمشق واحدة من هذه األماكن المه ِمة المعرضة‬ ‫لذلك‪.‬ويصف المحللين هذه األفعال كأحد أنواع العمليات اإلنتقامية‪،‬‬ ‫التي يستخدمها المحتلون لسرقة حضارة الشعوب‪،‬وإضاعة معالمها‬ ‫الثقافية والتاريخية التي تمتد آلالف السنين‪،‬كما أنها مطابقة ألفعال‬ ‫المحتلين الخارجيين حين غزت أمريكا العراق عام ‪ 2003‬وتعرض على‬ ‫إثرها المتحف الوطني في بغداد للسرقة‪.‬ويذكر أنه يوجد في سوريا‬ ‫ستة أماكن أثرية مهمة مدرجة في قائمة «اليونسكو» للتراث الثقافي‬ ‫وهي «المركزالقديم والتاريخي» لمدينتي دمشق وحلب‪ ،‬و»آثار تدمر»‪،‬‬ ‫ومدينة «بصرى القديمة»‪ ،‬و»قلعة الحصن»‪ ،‬و»قلعة صالح الدين»‬ ‫و»اآلثار القديمة في شمال البالد»‪.‬‬

‫ويعد هذا الحاجز احد الجبهات القتالية‬ ‫لقوات األســد نظرا ًلموقعه الفاصل بين‬ ‫المناطق المحررة كمخيم اليرموك واألحياء‬ ‫الجنوبية من مدينة دمشق والمناطق التي‬ ‫تقع تحت سيطرة قوات األسد كحي الميدان ‪،‬‬ ‫حيث يتمركز على هذا الحاجز أكثر من ‪150‬‬ ‫عنصر ًا من قوات األسد باإلضافة إلى وجود‬ ‫ثكنة مجاورة للحاجز تضم أعداد ًا كبيرة من‬ ‫العناصر ‪ ،‬كما يتمركز عدة قناصة على اسطح‬ ‫األبنية المجاورة له لحماية العناصر المتواجدة‬ ‫فيه واستهداف المواطنين العزل في شوارع‬ ‫المخيم ‪. .‬‬

‫اتستراد األربعين طريق للموت في دمشق‬ ‫لم تعد الطرقات موصلة عند اإلنسان السوري للمنزل أو العمل‪،‬بل أصبح كثي ُر منها‬ ‫يعتبر أقصر طريق للسماء‪،‬خاصة تلك القريبة من األحياء الساخنة والموصلة‬ ‫لها‪،‬مع انتشار حواجز الجيش النظامي والدبابات عليها‪،‬ومراقبتها من القناصة‪،‬ومن‬ ‫أخطر هذه الطرقات اتستراد األربعين الممتد من دمشق وريفها الغربي حتى يصل‬ ‫إلى القنيطرة‪.‬ومع تواجد الجيش الحر في منطقتي «داريا والمعضمية» منذ حوالي‬ ‫(‪ )5‬أشهر متواصلة‪،‬والخسائر اليومية التي يتكبدها جيش النظام في هاتين‬ ‫المنطقتين‪،‬أصبح هذا الطريق مكان ًا لتصفية الحسابات‪،‬وتنفيذ حمالت اإلعدامات‬ ‫الميدانية واإلنتقامية بحق األبرياء سواء أكانوا شباب أم شيوخ أم نساء‪،‬لمجرد‬ ‫أن تكون هوية الشخص من داريا أو المعضمية‪،‬فهو معرض ألن يتم إنزاله من‬ ‫الـمسمى بالـ(‪ )40‬وقتله بدم بارد‪،‬أما من اضطرته الظروف‬ ‫سيارته على الحاجز َ‬ ‫ليمر من هذا الطريق لي ًال فيجب أن يطفئ أضواء سيارته ويمشي ببطئ‪،‬تحسب ًا ألن‬ ‫ال تستهدفه القناصة المراقبة للطريق من األحياء الموالية للنظام‪ ،‬والتي تطلق‬ ‫النار على أي شيئ يتحرك في الليل‪،‬كما يذكر شهود عيان أنه أصبح من الطبيعي‬ ‫أن تجد جثة إنسان ملقاة على جنبات هذا الطريق أثناء مرورك منه‪،‬حيث اليمر منه‬ ‫شخص من مناطق الريف الدمشقي إال لظروف خاصة جد ًا‪،‬ويذكر أنه يتواجد أكثر‬ ‫من (‪ )10‬حواجز على هذا الطريق على مسافة تقدر بـ (‪ )20‬كم‪.‬‬


‫األربعاء | ‪ 1‬أيار ‪2013‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪34‬‬

‫تحقيقات‬

‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬

‫ُم ّ‬ ‫الثورة‪ ..‬ه ّ‬ ‫صور ِه‬ ‫ـوي ُـتـه ووج ُـعــه فـي‬ ‫صو ُر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬

‫ُ‬ ‫ناشـ ِـطـي التصـوي ِـر في سوريا‪..‬‬ ‫واقع ِ‬ ‫عهد الشام | تحقيق ‪ -‬خاص‬

‫إنساني‪،‬‬ ‫وتواصل‬ ‫كامل‬ ‫تفاهم‬ ‫أول طريقة‬ ‫ ‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫باب للتوثيق وحفظ التاريخ‪ ..‬هي الصورة التي‬ ‫وأوسع ٍ‬ ‫نطقت أوجاع كافة األمم‪ ،‬لكنها في سوريا ّ‬ ‫توجعت‬ ‫بدورها من كثرة اآلالم التي أثخنتها واآلهات التي‬ ‫أثقلت إطارها؛ فسوريا ُص ِن َف ْت في المرتبة (‪ )176‬على‬ ‫ّ‬ ‫المصورين الصحفيين‬ ‫قائمة الدول األكثر خطورة ًعلى‬ ‫حسب تقرير منظمة (مراسلون بال حدود)؛ فيما نظر‬ ‫فريق المعهد الدولي للصحافة إلى سوريا على أنها‬ ‫صاحبة الصراع األعنف منذ عام (‪)1997‬؛ َ‬ ‫لت ْص َط ِب َغ بدماء‬ ‫ّ‬ ‫الناقلين للحقيقة‪ ،‬سوا ًء كانوا‬ ‫المصورين الصحف ّيين‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫المنصرم فيها‬ ‫سوريين‪ ،‬وت َس ِجل العام‬ ‫عربا أو أجانبا أو‬ ‫ِ‬ ‫كاألكثر دموية ًوخطورة ًعليهم‪ ،‬بعدما ُق ِتل في سوريا‬ ‫ّ‬ ‫مصورين وفق إحصائيات مركز‬ ‫أكثر من مئةٍ وعشرة‬ ‫حرية اإلعالم للعام (‪. )2012‬‬

‫عدسة سام‬

‫أكثر‬ ‫وخطورة على‬ ‫دموية‬ ‫األكثر‬ ‫« سوريا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫المصورين بعدما ُق ِت َل فيها ُ‬ ‫ُ‬ ‫من ‪ 110‬منهم »‬ ‫ّ‬ ‫مصو ُرو الثورة السورية‪ ،‬ومتابعة ِح َي ِلهم‬ ‫وفي سبيل ُمعايَ َش ِة الخطر اليومي الذي َخ ِبرَ ُه‬ ‫صور ناطقةٍ بالحياة؛ التقت جريدة (عهد الشام) بأربعة‬ ‫وآلياتهم الجديدة والبسيطة في إبداع‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يتنقلون ضمن العاصمة دمشق‬ ‫والمتحرك ِممّ ن‬ ‫من الناشطين في مجال التصوير الثابت‬ ‫ّ‬ ‫وأعدت هذا التحقيق‪..‬‬ ‫وريفها؛‬

‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫السوري بكاميرا الثورة‬ ‫الشارع‬ ‫أبو حسن) لعهد الشام عن نقاط تمركزه في أحياء‬ ‫تتن ّوع المشاهد التي ترصدها أعيُنُ المص ّورين لتقفز القابون وجوبر وبلدات الغوطة الشرقية؛ ليرصد لحظات‬ ‫في إطار عدساتهم‪ ،‬فـ(عماد الحمصي) وهو مص ّو ٌر من القصف من الدبابات وغارات الطيران الحربي‪ ،‬ثم‬ ‫شاب‬ ‫ّ‬ ‫دمشقي‪ ،‬عادةً ما يتموضع في أماكنَ ينتقل لتوثيق ما خ ّلفه القصف من دمارٍ وشهداء‪.‬‬ ‫فريق عدسة ٍ‬ ‫مسافات بعيد ٍة‪ ،‬فيص ّور مشاهد القصف‬ ‫عالي ٍة أو من‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫وتصاعد أعمدة الدخان إثره‪ ،‬كما يص ّور األنشطة الثورية مَ ن َس ِم َع َ‬ ‫ليس كمَ ن رأى !!‪..‬‬ ‫السلمية والعمليات العسكرية النوعية‪ ..‬تقول (سارة وعن اختيارهم لمجال التصوير في الثورة‪ ،‬أجمع‬ ‫الميدانية) وهي محترفة تصويرٍ س ّري ٍفي تج ّمع نبض الناشطون على الح ّيز الكبير للصورة في جملة نقل‬ ‫العاصمة‪ ،‬إنّ أكثر ما يستفزّها لتوثيقه هو الحواجز األخبار‪ ،‬ودورها األبرز في إيقاظ وجذب انتباه الرأي‬ ‫المنتشرة بكثاف ٍة لخنق العاصمة‪ ،‬وما يعانيه المدن ّيون العام‪ ..‬يقول (عبد الله)‪« :‬تستطيع الصورة أن تدحض‬ ‫بسببها من‬ ‫ازدحام وتقطيع ٍللطرق‪ ،‬إضافة ًإلى األقاويل واألكاذيب التي ت ُ‬ ‫ُقال حول ثورتنا‪ ،‬كما تحدّد‬ ‫ٍ‬ ‫تجاوزات عناصر األسد بالتب ّلي على المدن ّيين وخاصة المجرم الحقيقي وتكشف الكذب المستمر للنظام‪،‬‬ ‫ًالشباب منهم الذين تطولهم االعتقاالت العشوائية وتوصل صوتنا لمختلف أنحاء العالم عبر بث الصور‬ ‫واإلهانات والضرب؛ وتضيف (سارة)‪« :‬وال ننسى على مواقع التواصل االجتماعي‪ ،‬كي ال نكون ضحاي ًا‬ ‫حساب‬ ‫عمليات النهب والسرقة التي ينفذها عناصر األسد في منس ّيين أو نُمحى من صفحات التاريخ دون‬ ‫ٍ‬ ‫َو َضح النهار‪ ،‬دون‬ ‫خجل أو ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫خوف من مالحق ٍة أو محاكم ٍة للمجرمين؛ كما حدث في الثمانينات حين‬ ‫ضوابط أو ٍ‬ ‫الشامي)‪،‬‬ ‫الله‬ ‫(عبد‬ ‫الفوتوغراف‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫مص‬ ‫ومحاسب ٍة»‪ .‬أ ّما‬ ‫ّ‬ ‫اِر ُت ِكبت أبشع المجازر بحق أهالي مدينة حماه‪ ،‬دون‬ ‫فيرصد بعدسته المواد شديدة االنفجار التي تقصف أن يعلم العالم ما حدث ومن ُقتل وبأي ذنب ُقتل»‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫فتفضل‬ ‫بها قوات األسد المناطق الثائرة كالعنقودي والصواريخ أما (سارة) ورغم مهنتها بالتصوير الثابت‬ ‫وغيرها؛ أيض ًا التعزيزات العسكرية المتوجهة يومي ًا الصورة المتحركة في نقل الوقائع‪ ،‬واصفة ًإياها‬ ‫لمحاوالت اقتحام المدن‪ ،‬وما ترتكبه عناصرها من باألسرع وصو ًال واألكثر تأثير ًا على الجمهور‪ ،‬وضربت‬ ‫واعتقاالت‬ ‫وانتهاكات‬ ‫مداهمات‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫وتخريب للمرافق على ذلك مثا ًال شهير ًا‪« :‬تصوير (محمد ال ُد َّرة) وهو‬ ‫ٍ‬ ‫العامة‪ .‬فيما كشف مص ّور الفيديوهات الميدانية (خالد يسقط شهيدا ً في حضن والده كانت نصا ً مفهوما ً من‬

‫العمرية واالجتماعية كافة ًووضعتنا‬ ‫قبل المستويات ُ‬ ‫وبشكل عام أرى الصورة بمليون‬ ‫في الحالة تمام ًا‪..‬‬ ‫ٍ‬ ‫كلمة»‪ .‬فيما يرى (عماد) في اختياره مجال التصوير‬ ‫تحدّي ًا للنظام الذي ُي ّ‬ ‫سخر كل طاقاته اإلعالمية لتشويه‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫واقع الثورة والثوار حاليا؛ وعائقا في نجاحه بذلك رغم‬ ‫قدرات هائل ٍة مقارنة ًبما يملكه الثوار؛‬ ‫ما يملكه من ٍ‬ ‫تخصصه ببعض اللقطات عن ُب ْعد ومن‬ ‫وعن سبب ّ‬ ‫ارتفاعات‪ ،‬أضاف (عماد)‪« :‬بسبب ما توفره من‬ ‫على‬ ‫ٍ‬ ‫أمان وقدر ٍة على انتقاء اللقطة المناسبة براح ٍة؛ وأيضاً‬ ‫ٍ‬ ‫لقطات واسع ٍة وشامل ٍة للمنطقة»‪.‬‬ ‫القدرة على أخذ‬ ‫ٍ‬ ‫الحياة‬ ‫بين‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫والموت‪ ..‬لقطة ٌناجحة ٌ‬

‫توج ِه النظام إلى سياسة ال َف ْب َركة لما يريد‪ ،‬والتعتيم‬ ‫مع ّ‬ ‫اإلعالمي على ما ال يريد‪ ،‬تعاظم خوفه الشديد من‬ ‫عدسة الكاميرا التي تنقل الحدث الى وسائل اإلعالم‪،‬‬ ‫بدايات الثورة بالتحذيرات العلن ّية من‬ ‫وتج ّلى ذلك منذ‬ ‫ِ‬ ‫استخدام أي وسيل ِة تصويرٍ من ج ّو ٍال وغيره؛ فأصبح‬ ‫عام كمن يرفع سالح ًا‬ ‫من يرفع كاميراته في أي ٍ‬ ‫مكان ٍ‬ ‫أصبحت الكاميرا أخطر من‬ ‫في وجه قوات األسد‪ ،‬وربما‬ ‫ِ‬ ‫الحربي نفسه‪ ..‬فالخوف من أي مواجه ٍة مع‬ ‫السالح‬ ‫ّ‬ ‫قوات األسد هو الهاجس الوحيد الذي يعترض (سارة)‬ ‫المص ّورة الس ّرية‪ ،‬فتقول‪ « :‬يزداد خوفي عندما يكون‬ ‫تماس مباشرٍ مع قوات األسد‪ ،‬فعندما‬ ‫التصوير على ٍ‬


‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬

‫تحقيقات‬

‫آخذ لقطة ًمعينة ًفإنها ترتكز على ق ّوة‬ ‫أعصابي وتضط ّرني لإلسراع دون لفت‬ ‫النظر؛ وقد يظهر ذلك على الصورة‬ ‫نفسها‪ ،‬فتظهر إما مائلة ًأو مهتزة ًأو‬ ‫بيضا َء تماما ً‪ ،‬وأكثر األحيان ال أضغط‬ ‫على زر الكاميرا أساس ًا !!»‪ ..‬أما (عماد‬ ‫دمشقي‬ ‫شاب‬ ‫ّ‬ ‫الحمصي) أحد عدسات ٍ‬ ‫يعاني مما وصفه بتسارع أحداث الثورة‪،‬‬ ‫متحدث ًا عن بعض النشاطات الثورية‬ ‫السلمية والعسكرية التي ال تستم ّر أكثر‬ ‫من ُر ْب ِع ساع ٍة‪ ،‬ما يفرض عليه أخذ‬ ‫لقطات سريع ٍة وغير واضح ٍة‪ ،‬إلى جانب‬ ‫ٍ‬ ‫التوتر والخوف السائد في هذه المدة‬ ‫الزمنية الوجيزة‪ ،‬من أن يباغته عناصر‬ ‫األمن‪ ،‬أو يتع ّرض المكان الذي يرتاده‬ ‫لقصف متجد ٍد يهدّد حياته‪ .‬وقد وافقه‬ ‫ٍ‬ ‫مص ّور الفيديو (خالد أبو حسن) في‬ ‫نظرية األحداث المتسارِعة حتى في‬ ‫التغطية الميدانية؛ مضيف ًا عليها مثا ًال‬ ‫ال على سبيل الحصر‪ ،‬غارات الطيران‬ ‫فيقصف‬ ‫الحربي الذي يح ّلق فوقه فجأة ً ِ‬ ‫ويعود‪ ،‬ما ُي َ‬ ‫ضطر (خالد) لرصده مسبق ًا‬ ‫والتفرغ التام لتصويره‪ ،‬كما وافقه في‬ ‫مخاوفه من أن يتع ّرض مكان وجوده‬ ‫إلى القصف‪ ،‬مضيف ًا إلى ذلك خوفه‬ ‫كون المناطق التي يص ّور‬ ‫من القنّاصين‪ِ ،‬ل ِ‬ ‫منها (خالد) مكشوفة ً عادة ً لقوات األسد‪.‬‬ ‫أما (عبد الله الشامي) فينهج آلية ًأخرى‬ ‫تحافظ على أمنه وأمانه ما بعد التصوير‪،‬‬ ‫مرات عديدة‬ ‫إذ يراجع تفاصيل الصورة ٍ‬ ‫ًقبل نشرها‪ ،‬ليتأكد من أنها ال تع ّرض‬ ‫مكانه للخطر‪ ،‬ويضيف (عبد الله)‪:‬‬ ‫«مع ذلك أقوم بكثيرٍ من التجاوزات‬ ‫والمخاطرات ألهمية الصورة»‪.‬‬ ‫«‬ ‫الصورة ال‬ ‫أتأك ُد من ّأن‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫لخطر‪،‬‬ ‫مكان َي‬ ‫ض ِ‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫تعر ُ‬ ‫ات‬ ‫ز‬ ‫تجاو‬ ‫أخوض‬ ‫ذلك‬ ‫مع‬ ‫ٍ‬ ‫ألهم ِيتها‬ ‫ات ّ‬ ‫ومخاطر ٍ‬ ‫»‬ ‫ٌ‬ ‫معلومات زا ِئدة‬ ‫لقطة ٌجيدة‪..‬‬

‫لم ت َُعد الصورة بالنسبة إليهم لقطة‬ ‫انتهاك و ُتن َْش ُر فقط‪ ،‬بل‬ ‫ًتو ّثق ّأي‬ ‫ٍ‬ ‫أركان‬ ‫أصبحت فن ًا قائم ًا بذاته ذو ٍ‬ ‫احترافي ٍة‪ ،‬إذ يتّفق الناشطان (سارة)‬ ‫و(عبد الله) على أن اإلبداع في اللقطة‬ ‫الواحدة يحتاج في المرتبة األولى نظرة‬ ‫ًذكية ًومبدعة ًمن المص ّور؛ فهو من‬ ‫يختار اللقطة ذات المعاني والدالالت‬ ‫المتعددة‪ ،‬وفي المرتبة الثانية تأتي‬

‫األربعاء | ‪ 1‬أيار ‪2013‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪34‬‬

‫تقنية ودقة وتط ّور آلة التصوير‪ ،‬ألن‬ ‫المشهد قد يكون رائعا ًولكن الكاميرا‬ ‫السيئة ستَب ِخ ُس ُه ح ّقه من التصوير‪ ،‬على‬ ‫وصف (عبد الله)‪،‬‬ ‫ح ّد ِ‬ ‫«‬ ‫بعيوننا يكون‬ ‫المشهد‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ولكن الكاميرا السيئة‬ ‫ائعا‬ ‫ر ً‬ ‫ّ‬ ‫حقه من‬ ‫َ‬ ‫ست ِبخ ُس ُه ّ‬ ‫التصوير‬ ‫»‬ ‫وهنا يجدر بالذكر آالت التصوير التي َع ِمل‬ ‫بها هؤالء الناشطون‪ ،‬بدءا ًمن كاميرات‬ ‫هواتفهم المحمولة والتي مازالت (سارة)‬ ‫تقتصر عليها‪ ،‬ثم الكاميرات «نصف‬ ‫االحترافية»‪ ،‬حتى الكاميرات االحترافية‬ ‫الدقيقة التي استطاع بعضهم تأمينها‬ ‫مؤخر ًا‪ ،‬مثل (‪)Sony HDR - CX260‬‬ ‫و( (‪Cx2013‬و((‪650D Canon EOS‬‬ ‫مواهب تتط ّور‬ ‫وهذا ما يضعنا أمام‬ ‫ٍ‬ ‫ذاتي ًا ليس في أصعب الظروف فقط‬ ‫بل وحتى بأبسط اآلالت‪ ..‬فيما ح ّبذ‬ ‫(عماد الحمصي) اختراع آلي ٍة جديد ٍة‬ ‫تخلق اإلبداع في لقطاته وتضخّ الحياة‬ ‫في صورته؛ فتحدث عن ذلك‪« :‬يجب‬ ‫اختيار زاوي ٍة جديد ٍة غيرِ مطروق ٍة‪ ،‬فمث ًال‬ ‫مقصوف‬ ‫من االعتيادي جد ًا تصوير بنا ٍء‬ ‫ٍ‬ ‫من الخارج‪ ،‬ولكن الجديد هنا هو تصوير‬ ‫البناء من الداخل‪ ،‬والتركيز على الزوايا‬ ‫التي توحي بق ّو ِة الحياة القادمة أو‬ ‫تبعث على التفاؤل بها؛ أو على ما تركته‬ ‫العائالت النازحة مثل لعب ٍة سليم ٍة رغم‬ ‫القصف‪ ،‬أو نبت ٍة خضرا َء َن َمت من بين‬ ‫ال ُركام»‪ .‬أما (خالد أبو حسن) فقد أضاف‬ ‫معايي َر أخرى تؤهّ ل الفيديو ليكون مادة‬ ‫ًناجحة ً‪ ،‬وهي اإلفادة من المحتوى أو‬ ‫المادة المض ّمنة‪ ،‬تصوير الحدث من كافة‬ ‫جوانبه‪ ،‬وسرعة إيصاله وعرضه للجمهور‪.‬‬

‫الثورة ُالسورية ُ ُ‬ ‫تنال (البوليتزر)‪..‬‬

‫«صور األزمة السورية تتصدّر جوائز‬ ‫بوليتزِر لعام ألفين وثالثة عشر»‪ ..‬بهذا‬ ‫َع ْن َون َْت شبكة بي بي سي العربية‬ ‫إحدى الزوايا الرئيسية على موقعها‬ ‫اإللكتروني مؤخر ًا؛ بعدما فاز أربعة‬ ‫ّ‬ ‫مص ّورين من وكالة (أسوشيتيد برس)‬ ‫بجائزة (بوليتزر) الصحفية للتصوير عن‬ ‫فئة صور األخبار العاجلة‪ ،‬وذلك بعد‬ ‫تغطيتهم للحرب في سوريا‪ ،‬وقد عرضت‬ ‫إحدى هذه الصور الفائزة‪ ،‬لقطة ًترصد‬ ‫هرب عائل ٍة من االشتباكات الدائرة في‬ ‫إدلب بين الجيش الحر وقوات األسد‬ ‫بتاريخ ‪ ..2012/03/10‬كما نال مصو ٌر‬ ‫من وكالة (فرانس برس) وهو (خافيير‬ ‫مانزانو) جائزة (بوليتزر) أخرى عن فئة‬ ‫صور المن ّوعات؛ بعد التقاطه صورة‬ ‫ًيظهر فيها مقاتالن من الجيش الحر‪،‬‬ ‫تمركزا في مو ِقعهما لخوض االشتباكات‬ ‫من غرف ٍة تُع ِت ُمها أجواء التوتّر‪ ،‬وتُنيرهما‬ ‫ُ‬ ‫ثقوب أحدثتها‬ ‫شعاعات نورٍ تتس ّرب من ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫حائط ونافذ ٍة وراءهما؛‬ ‫رصاصات في ٍ‬ ‫وقد وصفت لجنة (البوليتزر) هذه الصور‬ ‫بأنها من أروع ما وصلها عن تغطية‬ ‫األخبار ووصف األحداث‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫الم ْخرَز‪..‬‬ ‫عين في‬ ‫مواجهة ِ‬ ‫ِ‬

‫وليس بعيدا ًعن حاالت االعتقال‬ ‫واالنتهاكات الالإنسانية‪ ،‬هناك أيضا‬ ‫ًالشهداء ِم ّمن أسماهم بعض زمالئهم‬ ‫بقدّيسي الصورة وعين الحقيقة؛ نذكر‬ ‫منهم‪ ..‬باسل شحادة‪ ..‬الذي تن ّقل‬ ‫بعدسته بين النقاط السلمية الثائرة‪،‬‬ ‫فبداية ‪ 2011‬كان في لبنان يص ّور‬ ‫مظاهرات المثقفين السلمية ويوثق‬ ‫اعتداءات األمن عليها؛ ثم استق ّر في‬ ‫حمص عاصمة الثورة السورية‪ ،‬ليو ّثق‬ ‫عمليات القصف واالقتحامات‪ ،‬ويد ّرب‬

‫الناشطين على التصوير واإلخراج‪ ،‬وأخير ًا‬ ‫أخرج فيلم ًا قصير ًا بعنوان (سأعبر غد ًا)‬ ‫يرصد تص ّيد قناصي األسد للمدنيين‬ ‫أثناء عبورهم الشوارع المحاصرة‪..‬‬ ‫ُشهد في ‪ 2012/5/29‬متأثر ًا‬ ‫است ِ‬ ‫بجراحه إثر القصف الهمجي على حي‬ ‫باب السباع‪ ،‬وهو أبرز دُعاة السلمية‬ ‫والالعنف‪ .‬رامي السيد‪ ..‬الذي و ّدع زوجته‬ ‫وابنته ليمتهن التصوير بدء ًا من كاميرا‬ ‫ج ّواله إلى التقنيات االحترافية‪ ،‬ويكون‬ ‫في رصيده أكثر من مئة ساع ٍة من‬ ‫تصوير البث المباشر‪ ،‬وألف فيديو على‬ ‫قناة شبكة أخبار بابا عمرو‪ ،‬وعشرات‬ ‫التقارير المص ّورة على الفضائيات‪..‬‬ ‫يب أثناء تصويره تشييع أحد‬ ‫أص َ‬ ‫ِ‬ ‫شهداء بابا عمرو‪ ،‬حيث انهالت عليهم‬ ‫الصورايخ‪ ،‬ون ِقل إلى المشفى الميداني‬ ‫ساعات حتى‬ ‫الذي بقي فيه ينزف ثالث‬ ‫ٍ‬ ‫نطق الشهادتين بتاريخ ‪.2012/2/22‬‬ ‫زهير محمد الشاهر‪ ..‬ص ّور الدمار الذي‬ ‫خلفته الحمالت العسكرية على مدينة‬ ‫دير الزور‪ ،‬ووثق لحظات القصف وأساليب‬ ‫القتل الممنهج لقوات األسد‪ ،‬وكان أحد‬ ‫المص ّورين العاملين في فريق (عدسة‬ ‫ُشهد يوم ‪2012/8/1‬‬ ‫شاب ديري)‪ ،‬است ِ‬ ‫قناص‪ ..‬سقط هو وبقيت‬ ‫برصاصة‬ ‫ٍ‬ ‫عدسته ح ّية ًفوثقت لحظة إصابته‬ ‫وارتقائه‪.‬‬ ‫«‬ ‫سقط َ هو على األرض‬ ‫حية‬ ‫وبق َي ْت َ‬ ‫ِ‬ ‫عد َس ُت ُه ّ‬ ‫إصابت ِه‬ ‫لحظة‬ ‫ًفوث َقت‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫استشهاد ِه‬ ‫ثم‬ ‫ِ‬ ‫ومن ّ‬ ‫»‬ ‫وهؤالء هم على سبيل المثال ال الحصر‪،‬‬ ‫فيما تطول قائمة شهداء الصحافة‬ ‫المص ّورة يومي ًا‪..‬‬


‫األربعاء | ‪ 1‬أيار ‪2013‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪34‬‬

‫اقتصاد ‪ -‬حقوق ‪6‬‬ ‫‪6‬‬

‫اقتصاد‬

‫مسـ ـ ـتـق ـبــل سـ ــوريا‬ ‫فـي ظـل أزمتها االقتصادية‬ ‫عودة االستقرار إلى الليرة السورية واقتصادها أضحى هاجس كل‬ ‫ً‬ ‫بمجموعها حتى‬ ‫خاصة في ظل الخسائر االقتصادية التي بلغت‬ ‫سوري‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫اآلن حسب المجلس الوطني السوري نحو‪140‬مليار دوالر‪ ،‬ما يشكل‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫كبيرا ألي مشاريع مسقبلية هدفها إعادة سوريا لسكة الدول‬ ‫تحديا‬ ‫الحديثة‪.‬‬

‫تتمثل األزمة االقتصادية في سوريا حسب اإلحصائيات األولية‪ ،‬بتدميرِ أكثر‬ ‫مبنى‪ ،‬وانهيار مايقارب ‪ %75‬من البنى التحية في األرياف‬ ‫من ثالثة ماليين ً‬ ‫السورية و‪ %40‬منها في المدن‪ ،‬إلى جانب تدهور القطاع الزراعي وتراجعه إلى‬ ‫أكثر من ‪ ،%30‬إضافة لتوقف آالف المصانع عن العمل لكون أغلبها موجود‬ ‫في األرياف المدمرة ومدينة حلب الصناعية‪ ،‬زد على ذلك صعوبات تن ّقل‬ ‫األفراد والبضائع داخلي ًا‪ ،‬ما رفع أسعار النقل بعد تقطع أوصال البالد وأدى إلى‬

‫نقص العديد من المواد األولية‪ ،‬وبالتالي‬ ‫تق ّلص االستهالك المحلي وارتفعت نسب‬ ‫البطالة حتى ‪%50‬والتضخم حتى ‪.%48‬‬ ‫أما بما يتعلق بالدخل الخارجي‪ ..‬فت ُ‬ ‫ُعطل‬ ‫ُ‬ ‫وتراجع‬ ‫والعقوبات االقتصادية‬ ‫السياحة‬ ‫ُ‬ ‫الصادرات من ‪14‬مليار دوالر حتى ‪2‬مليار‬ ‫فقط أدت إلى فقدان ما يقارب ‪400‬مليون‬ ‫دوالر شهري ًا‪ ،‬هذا ما جعل البنوك تخسر‬ ‫أكثر من ‪ %70‬من ودائعها‪ ،‬كما أن احتياطي‬ ‫النقد األجنبي أوشك على النفاذ‪.‬‬ ‫ومع زيادة رقعة المعارك ُس ّجلت خسائر‬ ‫في أغلب القطاعات المحلية‪ ،‬كما تباينت‬ ‫األرقام التقديرية غير الرسمي ِة المتوافر ُة‬ ‫حول موضوع إعادة اإلعمار العقاري في‬ ‫سوريا‪ ،‬فبينما ق ّد َر البعض تكلفتها بأقل‬ ‫من ‪ 40‬مليار دوالر‪ ،‬ذهب البعض اآلخر‬ ‫إلى القول إنها ستكون في حدود ‪ 60‬مليار‬ ‫ٌ‬ ‫دراسات أخرى بأن تكلفة‬ ‫دوالر‪ ،‬فيما ّرجحت‬ ‫إعادة االعمار لن َّ‬ ‫تقل عن ‪200‬مليار دوالر‬ ‫واالرقام قد تتصاعد في حال عدم وقف‬ ‫القصف والتدمير العشوائي‪.‬‬ ‫من جهته أكد المنسق العام لمجموعة‬ ‫عمل اقتصاد سوريا «أسامة القاضي»‪ ،‬أن‬

‫المخاوف المستقبلة على االقتصاد تفرض‬ ‫حلول عملية‪ّ ،‬‬ ‫لعل أهّ مها استقطاب‬ ‫وجود ٍ‬ ‫رجال األعمال المعارضين والسعي لتشجيع‬ ‫القطاع الخاص على المساهمة بنهضة‬ ‫ماجسده مؤتمر‬ ‫االقتصاد في سوريا‪ ،‬وهو ّ‬ ‫دبي الذي حضره ‪500‬رجل أعمال سوري‬ ‫ُج ِمع فيه ما يقارب ‪ 5‬مليارات دوالر مبدئيا‪،‬‬ ‫ما يش ّكل دعم ًا للثورة‪ ،‬كما يمكن االستعانة‬ ‫بخبرات الدول العربية وتشجيع استثماراتها‬ ‫في سوريا الحقا كدولة اإلمارات‪.‬‬ ‫وحسب «القاضي»‪ ،‬سيتم التركيز مستقبال‬ ‫على مشاريع تشمل قطاعات الصحة‬ ‫واألغذية والزراعة واإلعالم والتعليم إضافة‬ ‫للعمران‪ ،‬مما يخلق فرص عمل تغطي نسب‬ ‫البطالة التي الزالت تستمر باالرتفاع‪.‬‬

‫الخـــســـائــر بـــ‪ 140‬ملــيــار‬ ‫دوالر ‪ ,‬و‪ 200‬مليار دوالر‬ ‫إلعادة األعمار !‬

‫حقوق‬

‫الـعـ ـفــو الـ ـعـ ــام بين التحقيق و التطبيق‬ ‫أصدر األسد مرسوما تشريعيا يقضي بمنح عفو‬ ‫عام عن الجرائم المرتكبة قبل تاريخ ‪ 4\16‬من‬ ‫العام الحالي‪ ،‬وذلك عشية عيد الجالء‪ ،‬حيث‬ ‫تدرج العفو عن ربع العقوبة إلى نصفها وحتى‬ ‫كامل العقوبة‪ ،‬مع استثناءات شملت العديد‬ ‫من مواد القوانين في مقدمتها مواد بقانون‬ ‫«مكافحة اإلرهاب»‬

‫ومن المعروف أن قانون مكافحة اإلرهاب وضع إ ّبان‬ ‫الثورة كبديل عن قانون الطوارئ‪ ,‬لكن هذا القانون‬ ‫لم يكن سوى عذر ًا لمزيد من االعتقاالت والمحاكمات‬ ‫الميدانية‪ ,‬وتسميته «باإلرهاب» لم تكن سوى‬ ‫غطاء ًا للتستر على شرعية الثورة وقلب المسميات‪,‬‬ ‫لذلك نرى أن العفو العام لم يشمل من المحالين‬ ‫لمحكمة «االرهاب» سوى جنحة كتم المعلومات‬ ‫المنصوص عليها في المادة ‪ 10‬من قانون االرهاب‬ ‫ويخرج مرتكبها خالل أيام‪ ,‬وربع المدة لجريمتي‬

‫المؤامرة و عقوبتها أشغال شاقة مؤقتة خمس‬ ‫سنوات‪ ,‬واالنتماء لتنظيم يهدف الى قلب نظم‬ ‫الدولة ‪ ,‬وعقوبتها بين العشرة والعشرين سنة‪,‬‬ ‫وهذان الجرمان تم تشميل ربع العقوبة بهما لكن‬ ‫مرتكبهما ال يخرج إال بعد انقضاء العقوبة المحكوم‬ ‫بها‪.‬‬ ‫اما ‪..‬‬ ‫( تهمة التمويل ) اي اإلغاثة‬ ‫( والتحريض ) اي حيازة منشورات تشجع «اإلرهاب»‬ ‫( والقيام او االشتراك او التدخل بعمليات عسكرية)‬ ‫فلم يشملها العفو ابدا ‪.‬‬ ‫وهكذا فإن المحالين إلى المحاكم الميدانية إذا كانوا‬ ‫يحاكمون على أساس قانون اإلرهاب فال يشملهم ‪.‬‬ ‫أما إذا كانوا يحاكمون على قانون العقوبات فإنهم‬ ‫يستفيدون من مرسوم العفو‬ ‫هذه هي سياسة الكيل بمكيالين التي يشتهر بها‬

‫النظام السوري بتغطية الالشرعي بغطاء شرعي‬ ‫وإلباسه ثوب القانون الفضفاض لتحقيق المآرب‬ ‫والمكتسبات ضد شعبه حيث أن أكثر من تسعين‬ ‫بالمئة من المحالين لمحكمة اإلرهاب المزعومة لم‬ ‫يشملهم العفو !‬ ‫جدير بالذكر أن بعض المحاميين دعوا الى مقاطعة‬ ‫محكمة اإلرهاب نظر ًا لكونها محكمة غير شرعية‬ ‫كمحام‪.‬‬ ‫وانعدام دور المحامي فيها‬ ‫ٍ‬


‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬

‫رأي‬

‫األربعاء | ‪ 1‬أيار ‪2013‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪34‬‬

‫الواليات المتحدة و ك ــذبــة الحـقي ــقة!!‬

‫قراءة في الموقف األمريكي والتصريحات حول الألسلحة الكيماوية‬

‫مختبرات لتصنيع أسلحة الدمار الشامل‪ ,‬وكانت كما‬ ‫ادعى حصيلة معلومات استخباراتية مؤكدة‪ ,‬وبموجب‬ ‫ادعاءاته تلك احتلت الواليات المتحدة العراق وبقيت‬ ‫فيه سنين ًا عديدة‪ ,‬وحينما أقيل ذلك الوزير ِمن منصبه‬ ‫قال أن المعلومات التي ذكرها بذلك الخصوص ملفقة‬ ‫وغير صادقة‪ ,‬وهذا يدل على أنهم قادرون على تلفيق‬ ‫األكاذيب إن أرادوا فعل شيء ال أن يكتشفوا «الحقيقة»‬ ‫بأنفسهم والتي بات السوريون على يقين بها ويخشون‬ ‫أن يكونوا الوحيدين الذين سيدفعون ثمن تبعاتها‪.‬‬

‫في يــوم الخميس الماضي‪ ,‬وفــي الساعة السابعة‬ ‫والنصف تحديد ًا بتوقيت دمشق‪ ,‬نشرت صفحة رويترز‬ ‫على اإلنترنت خبر ًا عن أن البيت األبيض أضحى يمتلك‬ ‫معلومات استخباراتية تنتظر التأكيد ِمن «جهة ما» أن‬ ‫نظام بشار قد استخدم أسلحة كيماوية في عدة مناطق‬ ‫بسوريا‪ ,‬وأضاف مدير مكتب الشؤون التشريعية في‬ ‫البيت األبيض برسالة إلى المشرعين حرفي ًا‪ :‬في ضوء ما‬ ‫ينطوي عليه األمر من مخاطر وما تعلمناه من تجاربنا في‬ ‫اآلونة األخيرة فإن تقييمات المخابرات وحدها غير كافية‬ ‫ فالحقائق المتسقة والجديرة بالثقة التي توفر لنا قدرا‬‫المانع األميريكي من التدخل أشد تعقيد ًا‪ ,‬فروسيا داخلةٌ‬ ‫من اليقين هي وحدها التي سترشدنا في اتخاذ القرار‪.‬‬ ‫بثقلها كدولة عظمى ولن تسمح بتدخل أميركي وقح‬ ‫من الب ِّين أن الواليات المتحدة تنتظر شيئ ًا ما‪ ,‬أو أنه وواسع أمام المأل بهدف إبراز جبروتها «المتضائل»‪,‬‬ ‫يلجمها‪ ,‬فذراعها الطويلة التي تمتد إلى أي مكان في وإسرائيل التي تعلم أن أي تدخل غربي في سوريا‬ ‫العالم ساعة تشاء‪ ,‬تجعل حصولها على أي معلومة سيكلفها غالي ًا تلجم أميريكا أيض ًا‪ ...‬يجدر بنا السؤال‬ ‫أمــر ًا ج َّد سهل‪ ,‬فالقضية إذ ًا ليست مجرد تأكيدات هنا‪ ,‬ترى لماذا؟ ألن النظام سيعلم ساعتها أنه منت ٍه ال‬ ‫استخباراتية‪ ,‬ويكذب السياسيون األميريكيون إن قالوا محالة على يد المجتمع «المتحضر»‪ ,‬وبيده أسلحة خطيرة‬ ‫بأن المعلومات االستخباراتية غير كافية‪ ,‬فـ«كولن باول» وذات أثر يفتك باألرواح دونما حساب لعددها‪ ,‬إضافة‬ ‫وزير الخارجية األميريكي األسبق عرض في مجلس األمن إلى أنه فاقد للشرعية بموجب التدخل «الدولي» إياه‪,‬‬ ‫قبل حرب العراق بأشهر أمام الجميع صور ًا زعم بأنها فسيستخدم تلك األسلحة دونما رأفة‪ ,‬سواء على القرباء‬

‫ً‬ ‫صبرا «صبرا» ‪..‬‬ ‫اتسع الخرق على‬ ‫الراقع‬ ‫قبل القمة العربية – التي ُع ِقد َْت في الدوحة نهاية‬ ‫شهر آذار – بثالثة أيام‪ ,‬أعلن الشيخ معاذ الخطيب‬ ‫استقالته من منصبه بصفته رئيس ًا لالئتالف‪ ,‬وجدد‬ ‫استقالته تلك في مؤتمر أصدقاء سوريا بإسطنبول‪,‬‬ ‫بعد أن بات يبعث برسائل تحمل رموز ًا وتأويالت وضع‬ ‫القراء والمتابعين بحيرة حيالها‪ ,‬فلماذا يصر على عدم‬ ‫تسمية األمور بمسمياتها؟ هل هي ضغوط تجبره على‬ ‫الصمت؟ هل هي مصالح دولية رأى بعض تجلياتها‬ ‫فخاف منها؟ هل اطلع على ما لم يطلع اآلخرون؟‬ ‫أسئلة لربما تجيب عليها األيام القادمة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫االئتالف المشكل َة سريع ًا‪,‬‬ ‫«ح َّل»‬ ‫ولكن وبقرار مفاجئ‪َ ,‬‬ ‫فتمكن السيد جورج صبرة من الحصول «مؤقت ًا» على‬ ‫منصبه الثاني بعد اجتماع لتالفي «الفراغ» الناتج عن‬ ‫استقالة الشيخ‪ ,‬والتي أوحى لنا المعارضون بأنها مفاجئة‬ ‫شب ْ‬ ‫عت مناقشات وكشفت‬ ‫مع أنها أتت على «دفعات»‪ُ ,‬وأ ِ‬

‫عن حجم «التنافر» بين أعضاء االئتالف‪ .‬البعض ينفي‬ ‫مقولة أن وجود االئتالف «مثل عدمه»‪ ,‬قائ ًال أنه ال بد‬ ‫ٌ‬ ‫«ممثل»‬ ‫في ظرف دولي كهذا أن يكون للثورة السورية‬ ‫في المحافل الدولية ينطق «باسمها»‪.‬‬ ‫ترى‪ ,‬هل ما فعله االئتالف في هذا الظرف االستثنائي‬ ‫«وكأننا كنا منذ بداية الثورة في ظرف غير استثنائي»‬ ‫هو عبارة عن إحراج للمجتمع الدولي «العاجز» عن دعم‬ ‫الثورة كي تنتصر؟ وهل ِمن منجزات ذلك االئتالف أنه‬ ‫حظي باعتراف من الجامعة العربية بصفته ممث ًال شرعي ًا‬ ‫للشعب السوري؟ وهل الشعب السوري ذو ال َّن َفس الطويل‬ ‫سيبقى مستمر ًا حتى تحقيق آخر متطلباته مهما طالت‬ ‫مدة «تأنِّي» االئتالف؟ والسؤال األشد أهمية؛ هل‬ ‫ستبقى سوريا التي نعرفها مثلما هي ريثما يستوعب‬ ‫معارضو نظامنا األفذاذ فظاعة ما نحن فيه؟‬ ‫وامتداد ًا ألسئلتنا الكثيرة‪ ,‬لماذا أنشئ االئتالف؟ هل‬ ‫من أجل الشيخ معاذ الخطيب؟ كيف يحصل صبرة ولو‬ ‫مؤقت ًا على منصبين في وقت واحد؟ أحدهما لمجلس‬ ‫الئتالف تمخض عن ذلك‬ ‫لم يحقق أي شيء‪ ,‬والثاني‬ ‫ٍ‬ ‫المجلس وظن الكثيرون أنه س ُيح ِد ُث أثر ًا ما ؟ أال تزيد‬ ‫قرارات معارضتنا السوريالي َة السوريين إحباط ًا؟‬ ‫ُ‬ ‫شعرت كم أن‬ ‫حينما تمعنت في أمــر المعارضة‪,‬‬ ‫السياسيين السوريين مصابون بعلل ذات أثر كارثي‬ ‫على الوطن‪ ,‬إنهم مفتتون‪ ,‬غير مستعدين للتنازل عن‬

‫أو البعيدين‪ ,‬ومنهم إسرائيل‪ ,‬وحينئذ ستتسع الرقعة‬ ‫لتشمل إقليم الشرق األوسط بأسره‪ ,‬ثم تتداخل خسائر‬ ‫أصحاب المصالح الكبرى وتتفاقم فيتورط العالم في‬ ‫تلك الحرب وباألخص الدول العظمى‪ ,‬وعلى ما يبدو‬ ‫فإن الكوكب غير جاهز لحرب عالمية ثالثة اآلن‪ ,‬مع أنه‬ ‫ينحدر إليها بالتدريج‪ ,‬ذلك أن جميع الخيوط الدولية‬ ‫تتقاطع في سوريا‪ ,‬وهم بطريقة ما أو بأخرى جعلوا هذه‬ ‫األرض بعرفهم السياسي كبش فداء ويسعون لتصفية‬ ‫حساباتهم خاللها‪ ,‬ولكنهم بدؤوا يغوصون في رمالها‬ ‫المتحركة وكلهم على يقين بأن القضية السورية لن‬ ‫تنتهي حسبما يرون‪ ,‬ففي كل يوم تتكشف أمور وحقائق‪,‬‬ ‫وهم «أي الدول العظمى» ال يتصرفون بمنطق المتمكن‬ ‫المتحكم بمسار الحدث‪ ,‬بل بمنطق الساعي لحرق سوريا‬ ‫ودفنها تحت الرماد هي وقضيتها‪ ,‬دون أن تصل ألسنة‬ ‫لهبها إلى أماكن ال تريدها والمستقبل يعدنا بالمزيد الذي‬ ‫ال نتوقعه‪.‬‬

‫أيديولوجياتهم التي عفى عن معظمها الزمن كي‬ ‫يكونوا بمقدار المسؤولية الملقاة على عواتقهم‪ ,‬إنهم‬ ‫كما يرى الكثيرون يتعاملون بصبيانية مع قضية تحتاج‬ ‫لحكمة أفالطون الفلسفية‪ ,‬وحنكة بسمارك السياسية‪,‬‬ ‫وشجاعة نابليون القيادية‪ ,‬ونضاالت مارتن لوثر كينغ‬ ‫األخالقية‪.‬‬ ‫اعتاد معظمهم حياة االغتراب وعانى كلهم من التشتت‬ ‫والشك باآلخر‪ ,‬فأكثر الكلمات المتداولة على ألسنتهم‬ ‫بحق غيرهم‪ :‬عمالء ومأجورون‪ ..‬ألن النظام جعل على‬ ‫معظمهم رقباء لحركاتهم وسكناتهم كي يبقوا على‬ ‫صراط األسد المستقيم‪ ,‬وحينما سقط سلطانه المباشر‬ ‫عليهم بفضل الثورة السورية‪ ,‬اختار بعضهم اللعب‬ ‫أمام الغرب الذي سئم بشار‪ ,‬وما لبثوا أن علموا بأنه ال أثر‬ ‫فعلي ًا لهم على الداخل السوري‪ ,‬ولن يستطيعوا التحكم‬ ‫بميزان القوى في وطنهم الذي يتحاشى معظمهم حتى‬ ‫زيارته‪ ...‬فاستحبوا أن يكونوا واجهة سوريا السياسية‪,‬‬ ‫وتغاضوا عن كونها واجهة كاذبة‪..‬‬ ‫واتجهوا للغرب الذي علموا أكثر من مرة أنه لن يساعدهم‬ ‫ولن يسلمهم الحكم بعد إسقاط بشار‪ ,‬إنهم جزء من‬ ‫الحالة المرضية التي أصابت النخب في وطننا‪ ,‬والتي‬ ‫ساهم بترسيخها ونشرها وتعميمها‪ ,‬النظام خالل أربعة‬ ‫عقود ِمن الحقن الفكري والواقعي في عقول وسلوك‬ ‫السوريين‪ ,‬كي يبقوا عبثيين‪ ,‬ويائسين‪.‬‬


‫األربعاء | ‪ 1‬أيار ‪2013‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪34‬‬

‫مـقـاالت‬

‫‪8‬‬

‫هل «انحرفت» الثورة السورية بحمل السالح؟!‬ ‫| عبد اهلل الدمشقي‬

‫من أكثر النظريات التي تعرضت للنقاش في الثورة السورية نظرية (الالعنف) فانقسمت اآلراء‬ ‫حولها بين من يرى فيها تنظيراً ال يستقيم مع الواقع‪ ،‬ومن يرى أن عدم االلتزام بها هو سبب‬ ‫الدمار الذي ّ‬ ‫حل بسورية‪ ،‬فلو ظلت (سلمية) ‪..‬‬

‫ل‬ ‫أو ًال‪ّ ،‬‬ ‫أفضل استبدال عبارة (القوة المادية) بعبارة‬ ‫(العنف) في مناقشة هذا الموضوع‪ ،‬ألن عبارة (العنف)‬ ‫ذات مدلول سلبي تعطي من يناصر فكرة الالعنف تفوق ًا‬ ‫أخالقي ًا وهمي ًا‪ ،‬فمن يدافع عن (العنف) إال األشرار؟!‬ ‫كما أفضل عدم الزج بقوله تعالى (ال إكراه في الدين)‬ ‫في النقاش ألنه ما من عاقل يقول بإمكانية استخدام‬ ‫القوة المادية لتغيير قناعات الناس الدينية! برأيي أن‬ ‫الوصف الدقيق للمسألة المختَلف عليها هو‪ :‬هل يجوز‬ ‫استخدام (القوة المادية) في دفع األذى عن النفس‬ ‫واآلخرين في بعض الحاالت أم إن ذلك ال يجوز مطلق ًا؟‬ ‫جوابي البسيط هو أن األمر مرهون باإلجابة على‬ ‫األسئلة الثالث التالية ‪ -1 :‬هل هناك بدائل أخرى غير‬ ‫القوة المادية؟ ‪ -2‬ما هي العواقب اإليجابية والسلبية‬ ‫على المديين القصير والطويل الناجمة عن استخدام‬ ‫ِّ‬ ‫كل من هذه البدائل؟ ‪ -3‬بنا ًء على ما سبق‪ ،‬ما هو‬ ‫البديل األفضل الذي يدفع أكبر قدر من األذى بأقل‬ ‫قدر من الخسائر؟ اذا اكتشفت أن ابني يدخن السجائر‬ ‫مث ًال‪ ،‬فهل تمزيق علبة السجائر أمامه وصفعه سيحل‬ ‫المشكلة‪ ،‬أم محاولة (إقناعه) بضرر التدخين ومساعدته‬ ‫على التخلص من هذه العادة؟ لو أن لي صديق ًا مصاب ًا‬ ‫باكتئاب شديد‪ ،‬وشاهدته مندفع ًا إلى النافذة ليلقي‬ ‫نفسه منها هل األفضل أن ألقي بجسدي عليه وأستخدم‬ ‫القوة المادية كي أوقفه‪ ،‬أم أن أحاول (إقناعه) بقيمة‬

‫الحياة وحرمة االنتحار وهو في حالة من الذهول ال يدرك‬ ‫معها شيئ ًا وقد يصبح جثة هامدة أسفل البناء قبل أن‬ ‫يميني متطرف‬ ‫أكمل بضع كلمات؟ منذ أعوام تسلل ٌّ‬ ‫إلى جزيرة نائية في النروج أقيم فيها معسكر للشباب‬ ‫وبدأ بإطالق النار عليهم وقتل وجرح العشرات‪ ،‬لو ُ‬ ‫كنت‬ ‫ُ‬ ‫وشعرت أن إطالق النار عليه سيوقف‬ ‫هناك أحمل سالح ًا‬ ‫المجزرة ولم أشعر في تلك اللحظة أن لدي طريقة أخرى‬ ‫إليقافها هل يجوز عق ًال وشرع ًا وأخالقي ًا أال أطلق النار؟‬ ‫ال أريد اإلكثار من األمثلة فغايتي هي القول أنه يجوز‬ ‫استخدام القوة المادية في بعض الحاالت لدفع األذى‬ ‫حتى عن الجهة التي تريد أن تؤذي نفسها! فعندما‬ ‫تتمتع دولة بجيش قوي يرد بقوة وحزم على أي اعتداء‬ ‫عليها فإن استخدام القوة المادية هذا سيحميها من‬ ‫أن تفكر دولة أخرى بمهاجمتها أي أنه سيمنع الحرب‬ ‫المهاجمة أيض ًا‪ ،‬إن استخدام‬ ‫التي ستُنزل األذى بالدولة‬ ‫ِ‬ ‫القوة المادية في ردع المعتدي يحمي المعتدي نفسه‬ ‫مما قد يجنيه عليه اتباعُ شهوة الظلم واالعتداء‪.‬‬ ‫«‬ ‫يعتمد (الالعنفيون) على افتراض‬ ‫أن التعامل بالحسنى واستخدام‬ ‫اإلقناع مقابل القوة سيحرك لدى‬ ‫خصمك الجانب اإلنساني والعقلي‬ ‫المنطقي‬ ‫»‬

‫فيقتنع بعدم استخدام القوة في نهاية المطاف‪ .‬هذا‬ ‫االفتراض ال ينطبق على كل الناس‪ ،‬ألن الناس ال‬ ‫تحركهم القناعات فقط وإنما تحركهم الشهوات أيض ًا‬ ‫ومنها شهوة الظلم والعلو ( َو َج َحدُوا ِبهَ ا َو ْاس َت ْي َق َن ْتهَ ا‬ ‫أَن ُف ُسهُ ْم ُظ ْل ًما َو ُع ُل ًّوا) النمل ‪ - 14 -‬شهوة الظلم‬ ‫والعلو تغلق العقول فيذهل أصحابها عن إدراك ما‬ ‫يسمعون أويرون وبالتالي تنتفي قابليتهم للتأثر‬ ‫وب َّال‬ ‫بتكتيكات المقاومة السلمية وأساليبها ( َلهُ ْم ُق ُل ٌ‬ ‫َي ْف َقهُ ونَ ِبهَ ا َو َلهُ ْم أَ ْعيُنٌ َّال ُي ْب ِصرُونَ ِبهَ ا َو َلهُ ْم آ َذانٌ َّال‬ ‫َي ْس َم ُعونَ ِبهَ ا ُأ ْو َلـ ِئ َك َك َاأل ْن َع ِام ْ‬ ‫بل هُ ْم ّ‬ ‫أضل) األعراف‬ ‫– ‪ - 179‬وستظل شهوة الظلم والعلو موجودة في‬ ‫نفوس البشر ما دام هناك بشر على وجه األرض‪.‬‬ ‫هل يعني ما سبق أنني أنفي جدوى (المقاومة‬ ‫السلمية)؟ أبد ًا‪ ،‬على اإلطالق‪ ،‬إن استخدام (المقاومة‬ ‫السلمية) في إسقاط الطغاة استراتيجية ناجحة في‬ ‫كثير من الحاالت‪ ،‬لكن هذه المقاومة ال تعمل بطريقة‬ ‫اإلقناع فقط وإنما تعمل بطريقة اإلقناع واإلجبار مع ًا‪،‬‬ ‫كيف ذلك؟ هناك صنف من النظام االستبدادي تغير‬ ‫المقاومة السلمية قناعاته ويتولد العطف في قلبه‬ ‫بسبب سلمية المقاومين وشجاعتهم (كالجنود والضباط‬ ‫ثان ال‬ ‫الذين ينشقون عن النظام)‪ ،‬ولكن هناك صنف ٍ‬ ‫يتغير وال يتأثر ألنه ينتمي إلى ذلك النوع من البشر‬ ‫الذي وصفته اآليتان السابقتان ممن غلبت عليهم‬ ‫شهوة الظلم والعلو فأصبحوا ال يفقهون وال يسمعون‬ ‫واليبصرون‪ ،‬مهمة المقاومة السلمية هي عزل الصنف‬ ‫األول عن الصنف الثاني مما يؤدي إلى تغيير موازين‬ ‫القوة المادية في صفوف النظام االستبدادي وإجبار‬ ‫الصنف الثاني بالقوة المادية – وليس باإلقناع ‪ -‬على‬ ‫ترك السلطة‪ .‬مبارك وبن علي تركا السلطة ألن الجيش‬ ‫(وهو ليس مؤسسة ال عنفية!) انحاز إلى جانب الشعب‬ ‫وأجبرهما على الرحيل‪ ،‬في الثورة اإليرانية واجه‬ ‫المحتجون الجيش بالورود واألناشيد الوطنية فانقلب‬ ‫على الشاه ومخابراته (السافاك) وانحاز إلى الشعب‬ ‫وهرب الشاه وأعوانه مج َبرين‪ ،‬األمر ذاته حدث في‬ ‫رومانيا وصربيا واليمن ودول أخرى ُأجبر فيها الطغاة‬ ‫وأعوانهم على الرحيل ألن الثورات الشعبية السلمية‬ ‫غيرت ميزان القوة المادية فلم يعد في صالحهم‪.‬‬ ‫من اإلجحاف القول أن الثورة السورية لم تنجح في‬ ‫اختبار (المقاومة السلمية)‪ ،‬وأنها انج ّرت سريع ًا إلى حمل‬ ‫السالح! لقد نجحت الثورة في اختبار المقاومة السلمية‬ ‫بامتياز ولم يسجل التاريخ أن شعب ًا تمسك بسلمية ثورته‬ ‫طوال ستة شهور مع سقوط آالف القتلى وعشرات ألوف‬ ‫الجرحى ومئات ألوف المعتقلين في هذه المدة الوجيزة‪،‬‬


‫‪9‬‬

‫مـقـاالت‬

‫«‬ ‫شعبا تمسك‬ ‫لم يسجل التاريخ أن‬ ‫ً‬ ‫بسلمية ثورته طوال ستة شهور‬ ‫مع سقوط آالف القتلى وعشرات‬ ‫ألوف الجرحى ومئات ألوف‬ ‫المعتقلين في هذه المدة الوجيزة‬ ‫»‬ ‫وقد آتت هذه السلمية ُأ ُكلها فبفضلها انشق من‬ ‫انشق عن الجيش وبفضلها انكشفت وحشية النظام‬ ‫بطريقة أفقدته كل شرعية داخلية وخارجية ووضعته‬ ‫على سكة الرحيل‪ ،‬لقد كانت كلفة الثورتين التونسية‬ ‫والمصرية قليلة ألن الجيش الذي حسم األمر في هذين‬ ‫البلدين انشق عن النظام دفعة واحدة‪ ،‬بينما ينشق‬ ‫الجيش في سورية على دفعات صغيرة (بسبب‬ ‫تركيبته الطائفية التي ال تخفى على أحد) وهذا ما‬ ‫أطال أمد الثورة وجعل كلفتها عالية‪ .‬ويظل السؤال‪،‬‬ ‫ماذا لو أن الثوار لم يحملوا السالح؟ سيجيب البعض‬ ‫– وأنا منهم وقد أكون مخطئ ًا – أن الثورة كانت‬

‫ستنتهي وسيعود تغول النظام على المجتمع أكثر‬ ‫مما كان وسيدخل السوريون في يأس قاتل وسيسكت‬ ‫العالم على جرائم النظام كما سكت سابق ًا – عدا‬ ‫بعض اإلجراءات الشكلية كاإلدانات والمطالبات ‪-‬‬ ‫وس ُيستقبل بشار األسد في عواصم الدول التي تنادي‬ ‫برحيله اليوم كما استقبل بعد اتهامه بقتل الحريري‪،‬‬ ‫وسيدخل المجتمع السوري في حقبة من اإلحباط‬ ‫النفسي واالنحالل األخالقي والدمار المعنوي أسوأ من‬ ‫الحقبة التي أعقبت أحداث الثمانينات‪ .‬سيجيب آخرون‬ ‫أن الثورة لو لم تلجأ إلى السالح النتصرت بسلميتها‪،‬‬ ‫ولكن كيف؟ كيف يمكن للناس أن يستمروا في الخروج‬ ‫سلمي ًا وإخوانهم يتساقطون حولهم بالرصاص يومي ًا؟‬ ‫كيف يمكن أن يستمروا بالخروج وإخوانهم يعتقلون‬ ‫ويعادون إلى أهاليهم جثث ًا ممزقة؟ كيف يمكن أن‬ ‫يستمروا بالخروج والدبابات تحاصر مدنهم وقراهم؟‬ ‫حتى وسائل المقاومة السلبية التي ال يخرج الناس‬ ‫فيها إلى الشوراع كاإلضرابات تعامل معها النظام‬ ‫بالوحشية ذاتها‪ ،‬فالمضربون اعتقلوا من بيوتهم‬

‫األربعاء | ‪ 1‬أيار ‪2013‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪34‬‬

‫وعاد بعضهم إلى أهاليهم جثث ًا مش ّوهة! قد يكون‬ ‫األمر ممكن ًا ولكن من يتحدث عن إمكانيته يجب أن‬ ‫يكون ممن استمر بالمقاومة السلمية وليس ممن لم‬ ‫يخرج في مظاهرة واحدة ّ‬ ‫وينظر عن (الالعنف) من‬ ‫الخارج أو الداخل‪ ،‬أو ممن خرج عدة مرات ثم خاف‬ ‫فجلس في بيته أو غادر البالد بعد أن ح ّلق الرصاص‬ ‫فوق رأسه أو اعتُقل إخوانه أو اعتُقل لفترة محددة‬ ‫أو أصبح اسمه على قائمة المطلوبين‪ ،‬فال يمكنك أن‬ ‫تقنع الناس باالستمرار بالمقاومة السلمية برغم بطش‬ ‫النظام الالمحدود إذا لم تقنع نفسك بذلك! يروى أن‬ ‫امرأة لديها طفل مصاب بالسكري ال يلتزم بالحمية‬ ‫طلبت من غاندي أن يقنعه باالمتناع عن أكل السكر‬ ‫فقال أمهليني أسبوع ًا‪ ،‬بعد أسبوع تحدث غاندي مع‬ ‫الطفل قلي ًال وامتنع الطفل بعدها عن أكل السكر‪،‬‬ ‫سألت األم غاندي‪ :‬كيف أقنعته؟ فأجاب‪ :‬امتنعت عن‬ ‫أكل السكر لمدة أسبوع! لو استمر بالمقاومة السلمية‬ ‫أولئك الذين يدعون إلى االستمرار بها واالقتصار‬ ‫عليها الستطاعوا – ربما ‪ -‬إقناع اآلخرين بوجهة‬ ‫نظرهم‪ ،‬علم ًا بأن المقاومة السلمية لم تتوقف بوجود‬ ‫العمل المسلح والذين استمروا بالعمل السلمي يح ّيون‬ ‫الجيش الحر في مظاهراتهم ومنشوراتهم والعبارات‬ ‫التي يكتبون على الجدران وال ّ‬ ‫يخطئون من حمل‬ ‫السالح – كما يفعل بحماس ٍة ويقين بعض دعاة‬ ‫الالعنف الذين لم يشاركوا في المقاومة (الالعنفية) أو‬ ‫شاركوا لفترة ثم توقفوا بسبب (عنف) النظام!‪ -‬هؤالء‬ ‫الذين استمروا بالمقاومة السلمية وال يعارضون العمل‬ ‫المس ّلح يعتبرون أن الثورة تح ّلق بجناحين‪ :‬سلمي‬ ‫يعبر عن روحها وجوهرها‪ ،‬وعسكري أوجدته الضرورة‪.‬‬ ‫ال يعني ما سبق أن تكون القوة المادية هي الحل‬ ‫األول أو الوحيد‪ ،‬لكنني ال أرى استبعاد اللجوء إلى القوة‬ ‫المادية عند الضرورة أمر ًا واقعي ًا‪ ،‬وأفهم أن المقاومة‬ ‫السلمية هي األسلوب الذي يجب أن نلجأ إليه في‬ ‫سورية المستقبل بعد التخلص بالقوة من هذا الوحش‬ ‫الفالت الذي ال يملك ذرة عقل أو ضمير‪ ،‬وأن خالفاتنا‬ ‫بعد رفع سكين النظام عن أعناقنا يجب أن نحلها‬ ‫بالحوار في ظل دولة تعددية تحترم رأي األكثرية‬ ‫الذي تفرزه صناديق االقتراع‪ ،‬وأن استخدام القوة‬ ‫المادية في دولتنا المنشودة يجب أن ُيحصر بجيش‬ ‫الدولة وشرطتها في سياق الضرورة فقط بعد استنفاذ‬ ‫الوسائل األخرى‪ ،‬وأن بعض من حمل السالح سلك‬ ‫مسلك ًا غير أخالقي يتشابه فيه مع النظام كالدوس‬ ‫على رؤوس القتلى مع أن اإلسالم حرم التمثيل بالجثث‬ ‫في ساحة المعركة‪ ،‬وأن الثورة يجب أن تستمر بعد‬ ‫رحيل الجزّار بالطرق السلمية حتى تؤتي ُأ ُك َلها مجتمع ًا‬ ‫تسوده ثقافة احترام كرامة اإلنسان‪ ،‬وأنه من الطبيعي‬ ‫أن التغيرات السياسية التي تنتجها الثورات تكون‬ ‫سريعة‪ ،‬بينما تستغرق التغيرات الثقافية وقت ًا أطول‪.‬‬

‫نظرة من مركز عطالة‬ ‫ّ‬ ‫الشك بأن القوانين والسنن الكونية التي وضعها‬ ‫الله في الكون إنما جاءت تحمل معاني فكر ّية‬ ‫عميقة‪ ،‬وفيها من العطايا الفكرية التي تأتي‬ ‫بها تفكرات ما وراء العلم ما يكفي إلصالح كثيرٍ‬ ‫من أمورٍ حياتنا‪ ،‬فقوانين الرياضيات المبرهنة‬ ‫ونواميس الفيزياء الثابتة األصيلة وغيرها من‬ ‫علوم ما وراء العلوم ‪..‬حجة على كل ذي عقل‬ ‫ومحرضة على تغيير ٍما‪.‬‬ ‫« مركز العطالة « أو « الثقل « هو أبسط مبادئ‬ ‫الفيزياء النظرية والعملية‪ ،‬يتجمع وزن الجسم‬ ‫ نظري ًا ‪ -‬به ‪ ..‬ومنه يتوازن الجسم لو علق به‬‫ّ‬ ‫بجسم اتصا ًال صلد ًا‪..‬‬ ‫جسم‬ ‫بسكون‪..‬فلو‬ ‫اتصل ٌ‬ ‫ٍ‬ ‫توح ّد مركزا عطالتهما وبات واحد ًا بعد أن كان‬ ‫جسم مركزه الخاص ‪ ..‬قد يكون المركز الجديد‬ ‫لكل ٍ‬ ‫داخل الجسم أو خارجه‪ ..‬لكنه بالنتيجة‪ ..‬مركز‬ ‫الجسم‪ ،‬تتوقف على هذا المركز أمو ٌر كثيرة ‪ ..‬ويتم‬ ‫عليه مجمل أو كل الحسابات‪ ،‬وويطبق عليه ما‬ ‫بجمل المقارن ِة والحسابات نقطةٌ مهمةٌ‬ ‫يتعلق ِ‬ ‫فع ًال ومعرفتها أساسية وتحديد مكانها جوهري‪.‬‬ ‫ينطبق هذا على االنسان بشكل عام‪ ..‬فإذا أردت‬ ‫أن تعرف ملخص شخصية اإلنسان بالمجمل فما‬ ‫عليك إال أن تالحظ اهتماماته ونمط تفكيره‬ ‫ونشاطاته‪ ،‬شخصيته في مركز وسط بين كل حجم‬ ‫ومقدار ثقل تلك االمتدادات ‪.‬‬ ‫وأنت أنت ‪ ..‬قبل أن تقدم على أي نشاط أو تضيف‬ ‫أية مهارة ‪..‬أو تتبنى أي فكر‪ ،‬تذكر فقط‪ ..‬إلى‬ ‫أين سيتجه مركز ثقلك أخير ًا‪ ..‬مجموع اهتماماتك‬ ‫ونشاطاتك وأفكارك‪ ..‬ومحصلة األشعة كلها‪..‬‬ ‫ستكون محدد ًا هام ًا لما ستكون عليه ‪ ..‬سواء كان‬ ‫نجاح ًا أو فش ًال ‪ ،‬فمن موقع هذا المركز ‪ -‬ومن المركز‬ ‫فقط ‪ -‬ستكتب شهادة تخرجك من الدنيا‪.‬‬

‫فإذا أردت أن تعرف ملخص شخصية‬ ‫اإلنسان بالمجمل فما عليك إال أن تالحظ‬ ‫اهتماماته ونمط تفكيره ونشاطاته‪،‬‬ ‫شخصيته في مركز وسط بين كل حجم‬ ‫ومقدار ثقل تلك االمتدادات‬


‫األربعاء | ‪ 1‬أيار ‪2013‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪34‬‬

‫مجــتمع‬

‫‪10‬‬ ‫‪10‬‬

‫أطفال سورية ‪ ..‬تطحنهم الحرب‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫حديقة أو‬ ‫شجرة أو‬ ‫لم تكن رسومات الطفلة آيه‬ ‫أرجوحة‪ ،‬بل طغى عليها ٌ‬ ‫ُ‬ ‫لون أحم ٌر يعبر عن الدم‬ ‫ِالذي سال من أبناء حارتها‪ ،‬جسدتهم آيه في‬ ‫رسوماتها وبقربهم جنود األسد الذين أعدموهم‬ ‫ً‬ ‫ميدانيا أمام عيني آية البريئة‪.‬‬

‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫سرقت‬ ‫وليست آي ُة الطفل َة الوحيدة َفي سوريا التي‬ ‫ْ‬ ‫وأثقلت كاهلها نفسي ًا وجسدي ًا‬ ‫الحرب أحالمها‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫بل _وبحسب منظمة األمم المتحدة_ فإن أكث َر من‬ ‫طفل سوري تضرروا من النزاع القائم‪ ،‬منذ‬ ‫مليوني ِ‬ ‫أكثر من عامين‪ ،‬وإن جي ًال كام ًال من أطفال سوريا‪،‬‬ ‫سيكون مشوه ًا مدى الحياة في ظل العنف الذي ال‬ ‫يهدأ‪ ،‬ووفق ًا لقاعدة بيانات شهداء الثورة السورية‬ ‫فإن ‪ 4678‬طف ًال قتلوا في ‪ 28‬شهر ًا‪ ،‬منهم ‪ % 70‬من‬ ‫الذكور‪ ،‬و‪ % 30‬من اإلناث‪ ،‬ومن بين األطفال ‪ 25‬ارتقوا‬ ‫تحت التعذيب‪ ،‬كما أن نصف عدد الالجئين في الخارج‬ ‫الذين تعدوا عتبة المليون هم من األطفال‪.‬‬ ‫ووفق ًا لهذه المعطيات‪ ،‬ناشدت منظمة « انقذوا‬ ‫األطفال» الشهر الفائت‪ ،‬أعضاء مجلس األمن ألن‬ ‫يفعلوا المزيد من أجل أطفال سوريا‪ ،‬وأكدت بأنهم‬ ‫ضحايا منسيون‪ ،‬يواجهون القتل والصدمة والمعاناة‬ ‫ويحرمون من المساعدات اإلنسانية‪.‬‬ ‫ومن مقاعد الدراسة إلى ساحات الحرب‪ ،‬بات بعض‬ ‫األطفال دروع ًا بشري ًة تستخدمها ُ‬ ‫قوات األسد‪ ،‬كما حدث‬ ‫في بلدة حرستا ‪-‬ريف دمشق‪ ،‬عندما احتجزت عدد ًا من‬ ‫طالب مدرسة اسماعيل الريس‪ ،‬وهددت بقتلهم إذا لم‬ ‫ينحسب الجيش الحر‪ ،‬حسب ما قاله ناشطون‪ ،‬في حين‬

‫وال ُّ‬ ‫تقل أهمي ًة اآلثا ُر النفسي ُة عن الجسدية على األطفال‪،‬‬ ‫حيث باتوا يعانونَ نتيجة الخوف ومشاهدة ِعمليات‬ ‫القتل من حاالت « التبول الالإرادي»‪ ،‬والكآبة الممزوج ِة‬ ‫ُ‬ ‫تصرفات‬ ‫العنف التي تعكسها‬ ‫أفادت األمم المتحدة بوجود تقاري َر عن استخدام ِأطفال بالذهول‪ ،‬ومظاهر‬ ‫ِ‬ ‫ٍ األطفال‪ ،‬إضاف َة إلى حاالت الصداع واضطرابات النوم‬ ‫كدروع بشري ًة‪.‬‬ ‫في س ِن الثامن ِة ٍ‬ ‫وفقدان الشهية‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫وتزدا ُد الوحشي ُة الممارسة على األطفال من خالل ما‬ ‫َ‬ ‫أطفال سوري َة‬ ‫أكدته منظمة « انقذوا األطفال»‪ ،‬أنّ‬ ‫يتعرضون إلطالق النار والتعذيب واالغتصاب‪ ،‬كما أنّ ُيذكر أنّ مجزرة «الحولة» التي ارتكبتها قوات األسد في‬ ‫بحق األطفال‪،‬‬ ‫الوضع المعيشي واألمني السيء دفع ببعض األهالي أيار العام الماضي‪ ،‬كانت األكثر وحشي َة ِ‬ ‫إلى تزويج بناتهم وهنّ في عمر ٍصغير‪ ،‬وفي هذا الصدد حيث َ‬ ‫قتل فيها أكث ُر من ‪ 50‬طف ًال‪ ،‬كما ُ‬ ‫يبلغ عدد‬ ‫األطفال يتعرضونَ لالستغالل األطفال الشهداء في حمص ‪ ،913‬وفي ريف دمشق‬ ‫َ‬ ‫تقول المنظمة «إن‬ ‫بعض األبا ِء يقولونَ إنّهم يزوجون بناتهم ‪ ،885‬وفي حلب ‪ ،848‬وفي إدلب ‪ ،582‬حسب قاعدة‬ ‫ِالجنسي‪ ،‬وأنّ َ‬ ‫ّ‬ ‫بيانات شهداء الثورة السورية‪.‬‬ ‫لحمايتهن»‪.‬‬

‫ٌ‬ ‫المحراب» ‪..‬‬ ‫أمل‬ ‫«شهيد ِ‬ ‫ِ‬ ‫أغطية ٌأشرقت بياضا ُ‬ ‫بط ْه ِر تضحيات الشهداء‬ ‫ً‬ ‫بعدما نفضت عنها غبار المعارك؛ وأركانٌ‬ ‫ّ‬ ‫بأمل‬ ‫متصدعة ٌ بآهات الجرحى لكنها صامدة ٌ ٍ‬ ‫ولو بسيط‪ ..‬الحال اليومية للمشافي الميدانية‬ ‫َ‬ ‫أضح ْت بديال ًعن غياب المساعدات الدولية‬ ‫التي‬ ‫ً‬ ‫الطبية‪ ،‬ومالذا من المشافي الخاصة والحكومية‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫معت َق ًال لجثامين‬ ‫تحو َل ْت مع بدء الثورة‬ ‫التي‬ ‫ً‬ ‫ومجزرة ًللمصابين‪ ،‬فضال عن حرق‬ ‫الشهدا ِء ِ‬ ‫المشافي والمراكز الطبية في أي منطقةٍ تقتحمها‬ ‫قوات األسد‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫شهيد المِ حراب‪ ..‬حياة ٌجديدة‬

‫(شهي ُد ال ِمحراب) هيئة ٌط ّبية ٌفي جنوب العاصمة‬ ‫دمشق تض ّم المشافي الميدانية في بلدتَي يلدا‬ ‫وب ّبيال؛ بدأت فكرتها مع عمل الناشطين في كل بلد ٍة‬ ‫سيارات مجهّ ز ٍة‬ ‫حقائب طبي ٍة صغير ٍة‪ ،‬ثم‬ ‫على توفير‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫بمواد اإلسعافات األولية تتن ّقل بين المناطق كافة‬ ‫مستعجل أو خطيرٍ؛‬ ‫عارض‬ ‫ٍ‬ ‫ًلتكون على جاهزي ٍة ألي ٍ‬ ‫وبعد بدء تحرير بعض المناطق َع ِم َل الناشطون فيها‬ ‫عمليات صغير ٍة فيها‬ ‫على إقامة مكان ٍمجهّ زٍ بغرفة‬ ‫ٍ‬ ‫بعض المعدّات البسيطة واألدوية؛ استطاعوا منها‬ ‫أصيبوا أثناء قصف‬ ‫إنقاذ حياة كثيرٍ من الجرحى ممن ِ‬ ‫قوات األسد للمناطق المحررة‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫وم ٌ‬ ‫بضع واحد‬ ‫حاالت متكاثرة ٌ‪ِ ..‬‬

‫يستقبل المشفى جميع الحاالت المدنية والعسكرية‬ ‫على ح ٍد سواء‪ ،‬لعدم توافر الدعم الكافي لتخصيص‬ ‫مشفى للمدنيين وآخر العسكريين‪ ..‬غالبية الحاالت‬ ‫ً‬ ‫ٌ‬ ‫ناري‪ ،‬لكن‬ ‫طلق‬ ‫أو‬ ‫قصف‬ ‫اء‬ ‫ر‬ ‫ج‬ ‫ميدانية‬ ‫إصابات‬ ‫ٍ ّ‬ ‫ٍ‬ ‫ٌّ‬ ‫المشفى يستقبل بعض الحاالت المرضية الطبيعية‪،‬‬ ‫حيث أجرِ َي ْت في إحدى المرات جراحة استئصال‬ ‫الزائدة‪ ،‬ألن الحصار المفروض على المناطق يعيق‬ ‫لمشاف رسمي ٍة‪.‬‬ ‫أهلها عن الخروج والوصول‬ ‫ٍ‬

‫ومن أصعب الحاالت التي يواجهها أطباء (شهيد‬ ‫ال ِمحراب) هي تلك التي تقتضي جراحة ًعظمية ً‪،‬‬ ‫بسبب نقص األطباء مختصين بها‪ ،‬أيض ًا حاالت‬ ‫العمليات المستعجلة‪ ،‬والتي تزداد صعوبتها في ّ‬ ‫ظل‬ ‫افتقار المشفى لمعدات العمليات والمستحضرات‬ ‫الطبية؛ ما يضطرهم لعالج بعض الحاالت بالبتر‪.‬‬ ‫والخارج‪.‬‬ ‫الداخل‬ ‫حصا ٌر في‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬

‫يعدّد أحد العاملين في الهيئة المشاكل التي تواجه‬ ‫عملهم داخل المشفى‪ ،‬منها انقطاع التيار الكهربائي‬ ‫المستمر للشهر الخامس على التوالي‪ ،‬وصعوبة‬ ‫إدخال ُع َل ِب الدواء إلى مناطق من األحياء الجنوبية‬ ‫بسبب الحصار المفروض عليها؛ والنقص الكبير بعدد‬ ‫األطباء المختصين إذ ال يتواجد أكثر من اثنين منهم‬ ‫في المشفى الواحد؛ إضافة ًللنقص الكبير بمعدات‬ ‫العمليات الجراحية‪ ..‬أما عن المشاكل التي تواجه‬ ‫عمل المشفى خارجا ًفي محيط المنطقة المتواجدين‬ ‫فيها‪ ،‬فتحدّث لنا عن الحصار الخانق‪ ،‬والقصف‬ ‫اليومي براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة‬ ‫وقذائف الهاون‪ ،‬واستهداف منطقة المشفى عدة‬ ‫مرات خالل غارات طيران الميغ‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫رسالة‪..‬‬

‫يضيف المصدر من الهيئة‪« :‬نتمنى من جميع‬ ‫التوج َه ّ‬ ‫لفك‬ ‫المنظمات اإلغاثية والفرق الطبية‬ ‫ّ‬ ‫الحصار عن األحياء الجنوبية وإدخال األدوية واألغذية‬ ‫إليها؛ فالمنطقة تعاني من وضع ٍإنساني ٍ ُمزرٍ‪ ،‬وعلى‬ ‫األطباء أداء واجبهم نحو أهلها‪ ..‬فما يدفعنا إلى‬ ‫دعم‬ ‫تصوير العمليات الجراحية ونشرها‪ ،‬هو أن أي ٍ‬ ‫ومادي ال يمكن توفيره دون أن‬ ‫عيني ّ‬ ‫طبي ٍأو تمويل ٍ‬ ‫نثبت ماه ّية عملنا وصعوباته»‪.‬‬


‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬

‫مجــتمع‬

‫األربعاء | ‪ 1‬أيار ‪2013‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪34‬‬

‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫جامعات تبني المجتمع‬ ‫«منظمة حقوق الطلبة» ‪..‬‬ ‫خالل عامي الثورة عانى طالب الجامعات من سيطرة « اتحاد‬ ‫ ‬ ‫الطلبة» التابع للنظام األسدي على الكليات السورية بمختلف فروعها‪،‬‬ ‫شباب جندتهم‬ ‫حيث كان االتحاد هو اليد التي تبطش بالطالب عن طريق‬ ‫ٍ‬ ‫كشبيحة يكتبون التقارير ألفرع المخابرات األسدية‪ ،‬ويقمعون بالضرب‬ ‫ِ‬ ‫واالعتقال ّ‬ ‫أي مظاهرة مناهضة للنظام و مطالبة بالحقوق وباإلفراج‬ ‫عن المعتقلين ضاربين بعرض الحائط أن الجامعات هي نواة المجتمع‬ ‫والتغيير والبناء ولذلك كان ّ‬ ‫البد من تدارك األمر وصون حقوق الطالب‬ ‫ودفعهم للعمل النقابي والمؤسساتي أثناء الثورة وبعدها‪ ،‬ومن أجل هذا‬ ‫ٌ‬ ‫مجموعة من الشباب بتأسيس منظمة أطلقوا عليها اسم «منظمة‬ ‫قامت‬ ‫حقوق الطلبة»‪.‬‬

‫نشأت المنظمة في شهرنيسان الجاري بطرح أول مشاريعها على صفحات االنترنت‬ ‫وهو «ميثاق الجامعة في المرحلة االنتقالية»‪ ،‬والذي يجمع مظعم التكتالت‬ ‫الطالبية من الجامعات السورية‪ ،‬وفي لقاء مع «سامر» أحد مؤسسي المنظمة أشار‬ ‫أن الميثاق هدفه حماية حقوق الطلبة‪ ،‬ووضع قواعد أساسية للعمل الطالبي بما‬ ‫يضمن التكافؤ والعدالة والمساواة لتحقيق تمثيل حقيقي لهم‪.‬‬ ‫كما يناقش الميثاق مهام اإلدارة االنتقالية ودورها بحماية الجامعة دون غيرها‬ ‫كي ال تصبح الجامعات ّ‬ ‫نزاع وفوضى وتصارع من أي قوى سياسية أو غير‬ ‫محل ٍ‬ ‫سياسية باإلضافة لرفض التعيين و التأكيد على أنّ االنتخابات الشفافة هي‬ ‫المعيار الوحيد للتمثيل الطالبي البناء والحقيقي‪.‬‬

‫وجب‬ ‫عديدة‪ ،‬وبما أنّ المرحلة االنتقالية هي بداية البناء وتحقيق أهداف الثورة َ‬ ‫التخطيط لها بشكل جيد وقائم على الواقع من خالل دراسته وتحليله‪.‬‬ ‫كما أضاف سامر أن النشاطات خالل الثورة قبل سقوط النظام ستكون مقتصرة‬ ‫بشكل أساسي على التوثيق والتوعية فقط‪ ،‬وخصوص ًا في المدارس والجامعات‬ ‫النتهاكات أمنيه‪ ،‬وستقوم المنظمة‬ ‫التي يتعرض لها الطالب والمدرسون‬ ‫ٍ‬ ‫على العمل التوعوي من خالل المنشورات المتعلقة بحقوق الطلبة في المدارس‬ ‫والجامعات والسكن الجامعي وحقوقهم النقابية والسياسية ‪.‬‬ ‫يمكن للطالب أن يتواصل مع المنظمة من خالل موقعها االلكتروني‪ ،‬أو الحساب‬ ‫الخاص بها على الموقع االجتماعي ‪ Facebook‬للمشاركة في المشاريع المطروحة‬ ‫واالنضمام للمنظمة‪ ،‬وأضاف «سامر» أن تواصل المنظمة مع التجمعات الطالبية‬ ‫بعد سقوط النظام سيكون من خالل ثالث مكاتب وهي المكتب الحقوقي الذي‬ ‫يقوم بتوثيق الوضع الحقوقي ونموه‪ ،‬ومتطلبات الطالب عبر استفتاءات مع الطلبة‬ ‫وتواصل مباشر يومي عبر وجود ممثلين بكل كلية وجامعة‪ ،‬كما يقوم المكتب‬ ‫الحقوقي بإعداد مواد توعوية عن الحقوق الطالبية وعن العمل المدني والنقابي‬ ‫والمؤسساتي والسياسي وكل ما يبني الطالب في المجال العلمي والثقافي‬ ‫والمجتمعي السياسي‪ ،‬وأيض ًا مكتب النشاطات الذي ينقل أهداف المنظمة‬ ‫ويجسدها بنشاطات طالبية يشارك بها الجميع‪ ،‬باإلضافة لمحاضرات وندوات‬ ‫و ورشات ودورات ونشاطات متنوعة وأخير ًا المكتب اإلعالمي الذي يقوم بتجهيز‬ ‫برشورات و مواد إعالمية وإعالنية‪.‬‬

‫الشعب السوري يستحقُ الوصول ألعلى درجات‬ ‫يرى القائمون على المنظمة أن‬ ‫ّ‬ ‫وقال «سامر» إنّ هذا الميثاق ربما يظهر في الوقت غير المناسب مع تعرض سوريا الحضارة وينظرون للجامعات وطالبها على أنهم النواة األولى واألساس ّية لذلك‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫بشكل عفوي ماعرضها النتكاسات‬ ‫للكثير من المجازر يومي ًا إال أنّ ثورتنا بدأت‬ ‫ٍ‬

‫ُ‬ ‫وثورة األحفاد‬ ‫استقالل سوريا ‪ ..‬إرث األجداد‬ ‫لم يكن السوريون يتوقعون عندما‬ ‫ ‬ ‫قاموا بثورتهم قبل عامين أن يواجهوا احتال ًال‬ ‫أش ّد قسو ًة من االحتالل الفرنسي الذي واجهه‬ ‫أجدادهم‪ ،‬فبعد أكثر من ستينَ عامأ على جالء‬ ‫المستعمرِ الفرنسي عن أرض سوريا‪ ،‬يواجه الثوا ُر‬ ‫حب‬ ‫أسدي ادعى َّ‬ ‫اليو َم احتال ًال من قبل نظام ِ‬ ‫شعارات مزيف ًة كالممانع ِة والمقاوم ِة‪،‬‬ ‫الوطنَ ورف َع‬ ‫ٍ‬ ‫ْ‬ ‫تخطت وحشيته وإجرام ُه في عامين إجرام‬ ‫بينما‬ ‫االحتالل الفرنسي في أكثر من عشرين عام ًا ‪.‬‬ ‫وفي ذكرى االستقالل من هذا العام وثقت‬ ‫لحقوق االنسان (‪ )64‬شهيدًا‬ ‫الشبك ُة السوري ُة‬ ‫ِ‬ ‫محافظات سوري ٍة مختلف ٍة‪ ،‬وإذا ما أجرينا‬ ‫في‬ ‫ٍ‬ ‫مقارنة بسيطة بين االحتاللين‪ ،‬سنج ُد أن االحتالل‬ ‫مواكب‬ ‫ويحترم‬ ‫الفرنسي كان يقد ُر حرم َة المساج ِد‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫الشهدا ِء‪ ،‬بينما انتهك االحتالل األسدي حرم َة‬

‫مواكب واليوم في ظل ثورة الحرية والكرامة‪ ،‬يحاكي‬ ‫دورِ العباد ِة ود ّمر الكثي َر منها‪ ،‬واستهدفوا‬ ‫َ‬ ‫السوريون ماضي أجدادهم في مقارعة االحتالل‬ ‫تشيي َع الشهدا ِء‪.‬‬ ‫شهدت سوريا في عهد األسد األب واإلبن تهميش ًا الفرنسي بمقارعة االحتالل األسدي‪ ،‬هذا االحتالل‬ ‫ْ‬ ‫األسوء على اإلطالق من كافة الجوانب‪.‬‬ ‫متعمد ًا لهذه الذكرى‪ ،‬فيما برزت األعياد‬ ‫المرتبطة بالحركة التصحيحية المزعومة‬ ‫وحرب تشرين‪ ،‬باإلضافة إلى نشأة‬ ‫حزب البعث وذكرى انقالبه على الحكم‬ ‫في سوريا حيث عمل نظام األسد خالل‬ ‫احتالل جديد‪،‬‬ ‫ترسيخ‬ ‫أربعة عقود على‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫واستطاع في تلك الفترة السيطرة على‬ ‫مقدرات سوريا وسرق ِة ثرواتها تحت‬ ‫جميع‬ ‫ِ‬ ‫مسميات كاذب ٍة كالممانعة والمقاومة‪ ،‬كما‬ ‫ٍ‬ ‫السوري في سبيل البقاء‬ ‫الشعب‬ ‫قتل وش ّرد‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫الحكم واالنفرا ِد به ‪.‬‬ ‫بسد ِة ِ‬


‫األربعاء | ‪ 1‬أيار ‪2013‬‬

‫عسكري‬

‫السنة الثانية | العدد ‪34‬‬

‫‪12‬‬ ‫‪12‬‬

‫عهد الشام تسأل في‬ ‫"برمودا" المعارك‬

‫كيف ّ‬ ‫تمكنت‬ ‫داريـ ـ ــا م ـ ــن‬ ‫ال ـ ـصـ ـم ــود؟!‬

‫لقاء خاص مع‬ ‫قائد لواء «المقداد بن عمرو»‬

‫عهد الشام ‪-‬لقاء خاص‬

‫َ‬ ‫أسال ْت دماء العنب‬ ‫كانت مجزرة السبت األسود التي‬ ‫ ‬ ‫حاضنته في ‪ ،2012/08/25‬ومن حينها‬ ‫الداراني على راحات‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫تكررت محاوالت النظام اليومية المَ مْ ُهورَ ة بالفشل القتحام‬ ‫ْ‬ ‫ست وثالثينَ‬ ‫ُ‬ ‫داريا الصمود‪ ،‬التي د ِمرَ ت على أعتابها أكثر من ٍ‬ ‫سيارات عسكريةٍ ‪ ،‬إلى جانب‬ ‫عربات وخمس‬ ‫دبابة ًوثماني‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫إعطاب أربعين دبابة ًأخرى‪ ،‬عالوة ًعلى الخسائر البشرية التي‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫قتيل‬ ‫جندي من قوات األسد بين‬ ‫آالف وخمسمئة‬ ‫بلغ ْت ثالثة ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫وجريح ٍعلى الجبهة الغربية منها؛ حسب إحصائيةٍ أفاد بها‬ ‫ناشطو المدينة مطلع ‪.2013‬‬ ‫ّ‬ ‫الحر ما‬ ‫وعلى الضفة المقاتلة األخرى‪ ،‬صمد الجيش السوري‬ ‫ّ‬ ‫داريا عصية ً على االقتحام حتى‬ ‫يقارب الستة أشهر‪ ،‬ل ُي ْب ِق َي‬ ‫تحد ْ‬ ‫اليوم‪ ،‬ولمعرفة تفاصيل عمل ّياتهم ومَ َهمّ اتهم‪ّ ،‬‬ ‫ثت جريدة‬ ‫(عهد الشام) إلى (أبي عمر) القائد العام للواء (المِ قداد بن عمرو)‬ ‫التابع أللوية وكتائب (الصحابة) في تجمّ ع (أنصار اإلسالم)؛‬ ‫وكان لنا معه اللقاء التالي‪..‬‬

‫صمود أسطوري ٍلمقاتِ لِ ي الحر‬ ‫ انتشر الحديث عن‬‫ٍ‬ ‫المنطقتان بـمثلث‬ ‫لق َب ْت‬ ‫داريا‬ ‫في‬ ‫والم َع ّض ِمية‪ ،‬حتى ِ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫سر ذلك الصمود‪ ،‬وكيف ينظر المقاتل‬ ‫فما‬ ‫برمودا‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ألهمية المعركة التي يخوضها على تلك الجبهة ؟‬

‫الصمود كان بتثبيت الله للمقاتلين بالدرجة األولى‪ ،‬ثم تعاضد‬ ‫ورص الصفوف في مواجهة قوات‬ ‫وتكاتف بعضهم مع بعض ّ‬ ‫األسد؛ فكال الطر َفين َي ِعي أهمية المنطقة‪ ،‬بمحاذا ِتها لمطار المزة‬ ‫العسكري‪ ،‬وكو ِنها أقرب نقط ٍة متّصل ٍة بدمشق‪.‬‬ ‫فترة عن توحيد الكتائب العاملة على‬ ‫ أعلِ َن منذ‬‫ٍ‬ ‫كافة‪ ،‬فما أثر ذلك على األرض؟‬ ‫جبهات داريا‬ ‫ً‬

‫وتبادل للخبرات‪ ،‬إذ‬ ‫كانت هذه الخطوة عبارة ًعن توحي ٍد للجهود‬ ‫ٍ‬ ‫هناك تكتّالن أساس ّيان في داريا وال ُم َع ّض ِمية‪ ،‬هما كتائب الصحابة‬ ‫التابعة لتج ّمع (أنصار اإلسالم) ولواء (شهداء اإلسالم)‪ ،‬كما يوجد‬ ‫بعض الكتائب العاملة التي ال تنتمي ألي ٍمن هذين التك ّت َلين‪ ،‬ومن‬ ‫هنا جاء تم ّيز ُوق ّوة ُمعركة داريا وال ُم َع ّضمية‪ ،‬فرغم اختالف االنتماء‬ ‫عمليات واحدة ًمشتركة ًتدير‬ ‫بالنسبة للكتائب ّإل ّأن هناك غرفة‬ ‫ٍ‬ ‫وتنسق ما بين جهود الجميع‪.‬‬ ‫المعركة ّ‬

‫الكتائب القريبة من منطقتَي جبهة دا َر ّيا‬ ‫«‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫نتماء الكتائب وال ُم َعض ِمية‪ ،‬إذ لم ينجح أح ٌد بفك الحصار‬ ‫رغم‬ ‫اختالف ِا ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ عن دار ّيا وفتح طريق إمدا ٍد إليها حتى اآلن‪،‬‬ ‫العاملة‪ّ ،‬إل ّأن هناك غرفة‬ ‫خالف‬ ‫أما بالنسبة للخالفات فال يوجد أي ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫عمليات واحدة ًمشتركة ً مع أحد األلوية والكتائب سوا ًء العاملة‬ ‫المعركة‬ ‫ُت ِدير‬ ‫بالغوطة الشرقية وغيرها‪.‬‬ ‫»‬ ‫حدثنا عن معنويات المقاتلين‬ ‫ ّ‬‫في مدينة داريا وكيف يقضون‬ ‫يومهم ؟‬

‫يتمتع ّ‬ ‫مقاتل في دار ّيا بق ّوة إيمان ٍكبير ٍة‬ ‫كل ٍ‬ ‫عادي‪،‬‬ ‫وإراد ٍة صلب ٍة تجعل منه مقات ًال غير ّ‬ ‫فالقتال بمناطقَ محاص َر ٍة كل ّي ًا من شأنه وَهْ نُ‬ ‫عزيمة المقاتلين عموم ًا‪ ،‬ولكن في دار ّيا ُيع َت َبر‬ ‫هذا الحصار مح ّفز ًا على العمل‪ ،‬فالمقاتلون‬ ‫يقضون ُج ّل وق ِتهم بالرباط على الجبهات‬ ‫بما في ذلك فترات طعامهم ونومهم‪ ،‬ألن‬ ‫خط ّالجبهة ٌ‬ ‫طويل ويحتاج تعب ًا وجهد ًا‬ ‫لحفظه من الهجمات‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ ما الذي تشتكي منه الكتائب‬‫خالفات‬ ‫المقاتلة في داريا‪ ،‬وهل من‬ ‫ٍ‬ ‫مع ألوية المناطق األخرى كالغوطة‬ ‫ً‬ ‫مثاال ؟‬ ‫الشرقية‬

‫ ما هي رؤية قادة الكتائب‬‫داريا لأليام القادمة‬ ‫المقاتلة في‬ ‫ّ‬ ‫ولمعركة الحسم في العاصمة ؟‬

‫األيام القادمة تحمل في ُجعبتها‬ ‫المفاجآت‪ ،‬نحتاج فقط لمزي ٍد من اإلخالص‬ ‫الفردي في‬ ‫والصدق واالتّحاد ونبذ األنا‬ ‫ّ‬ ‫العمل؛ ليت ّم بهذا أ ّول دخول ٍللعاصمة‬ ‫دمشق من جبهة دار ّيا‪ ،‬كما أن عمليات‬ ‫التحرير في الغوطة الغربية جارِية ٌعلى‬ ‫قدم ٍوساق‪ ،‬واأليام الحالية رغم صعوب ِتها‬ ‫تحمل الكثير من التفاؤل‪ ،‬لذلك تجد‬ ‫المقاتلين يتعايشون مع هذه الصعوبة‬ ‫واصب ُروا ّإن‬ ‫اآلنية عمال ًوأمال ًبوعد الله} ِ‬ ‫الص ِابرِين{؛ وانتظار ًا لوعيده تعالى‬ ‫الله مع ّ‬ ‫}إن الله َي ُم ّد للظالم حتى‬ ‫على لسان نب ّيه ّ‬ ‫الصدورِ{‪.‬‬ ‫إذا أخذ ُه لم ُيف ِلتْه شفا ًء لما في ّ‬

‫واختتم القائد (أبو عمر) لقاءنا معه برسال ٍة‬ ‫وجهها لجميع الكتائب واأللوية العاملة‬ ‫تشتكي الكتائب من قلة الدعم اللوجيستي ّ‬ ‫ً‬ ‫والسالح النوعي‪ ،‬أيض ًا من تقصير بدمشق وريفها‪ ،‬داعيا إ ّياهم للتح ّرك السريع‬ ‫ضربات‬ ‫الموحد لتوجيه‬ ‫والعمل المشترك ّ‬ ‫ٍ‬ ‫قوي ٍة للنظام‪ ،‬من شأنها التخفيف عن جبهة‬ ‫العسكري ضد‬ ‫دار ّيا‪ ،‬وتوسيع رقعة العمل‬ ‫ّ‬ ‫األيام القادمة تحمل في األسد‪ ،‬بغية تشتيت تركيزه على مناطقَ‬ ‫عض ِمية‪ّ ،‬‬ ‫ُجعبتها المفاجآت‪ ،‬نحتاج مع ّين ٍة مثل دار ّيا وال ُم ّ‬ ‫مذكر ًا بما‬ ‫فقط‬ ‫ٍ‬ ‫لمزيد من اإلخالص قدّمته الكتائب المقاتلة في المنطقتَين‪ ،‬وما‬ ‫واالتحاد‬ ‫والصدق‬ ‫ّ‬ ‫تحتاجه من وقف ٍة صادق ٍة‪.‬‬


‫‪13‬‬ ‫‪13‬‬

‫شهداء ‪ -‬معتقلون‬

‫األربعاء | ‪ 1‬أيار ‪2013‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪34‬‬

‫ٌ‬ ‫شهادة ّ‬ ‫عامين من نصر ِالثورة‬ ‫تتوج‬ ‫ِ‬

‫الشهيد عبد الرحمن دعدع‬

‫‪ 730‬يوم ًا؛ أمضاها عبد الرحمن دعدع في خدمة‬ ‫الثورة فمنذ ‪ 25‬آذار من عام ‪ 2011‬نزل إلى ساحات‬ ‫الوطن ينادي بأعلى صوته مطالب ًا بالحر ّية والكرامة‪،‬‬ ‫وحتى تاريخ ‪ 24‬آذار من عام ‪_ 2013‬حيث‬

‫تحققت شهادته_ لم يتوقف عن تقديم كل ما‬ ‫لديه في سبيل تحقيق النصر‪.‬‬ ‫ُعرف عبد الرحمن باسم «أبو سليمان الشامي» حيث‬ ‫شارك في أغلب نشاطات الثورة وعمل على رعايتها‬ ‫وصون أهدافها في المظاهرات رافع ًا يده عدد ًا من‬ ‫المرات ليتلو القسم ويردد من وراءه المتظاهرون‬ ‫هاتفين بوحدة القلب للبقاء على العهد‪.‬‬ ‫كان عبد الرحمن من أوائل من تظاهروا في جامعة‬ ‫دمشق‪ ،‬مشارك ًا في اعتصامي كلية الطب األول‬ ‫والثاني وما تبعهما من مظاهرات داخل كليات‬ ‫الطب والعلوم والحقوق‪ ،‬كما شارك في بلدته‬ ‫الزبداني في أغلب المظاهرات واضع ًا نصب عينيه‬ ‫حلم النصر أو الشهادة‪.‬‬ ‫عمل أبو سليمان خالل الثورة في تصوير المظاهرات‬ ‫وكتابة الالفتات وخاص ًة في منطقتي كفرسوسة‬ ‫والميدان معبر ًا فيها عن رغبة الشعب في إسقاط‬

‫شــهــــــداء‬ ‫النظام وإقامة الدولة العادلة ومطالب ًا بإطالق سراح‬ ‫المعتقلينوإيقافاالنتهاكاتاألمنية‪،‬وكذلكشارك‬ ‫في توزيع المنشورات الخاصة باإلضراب‪ ،‬وقام بقطع‬ ‫الطرقات بالنيران المشتعله في عصيان الكرامه‪.‬‬ ‫وخالل تقدم الثورة وازدياد احتياجاتها المختلفة‬ ‫اتخذ عبد الرحمن طريق ًا في إغاثة النازحين والعمل‬ ‫على تأمين احتياجاتهم بين الغوطة ودمشق‪،‬‬ ‫معرض ًا نفسه ألخطارٍ عدّة؛ ومع نشوء المشافي‬ ‫الميدانية عمل أبو سليمان على تأمين األدوات‬ ‫كطبيب مساع ٍد بخبرته‬ ‫واألدوية الالزمة‪ ،‬وداوم فيها‬ ‫ٍ‬ ‫القليلة وتوفي أحد أصدقائه بين يديه وهو يعمل‬ ‫على إسعافه‪.‬‬ ‫يقول صديقه معزي ًا نفسه بوفاته‪ « :‬اليوم عبد الرحمن‬ ‫لفظ آخر أنفاسه محقق ًا أمنيته بالشهادة‪،‬عبد الرحمن‬ ‫لم يكن ُ‬ ‫قلب بحجم الوطنْ‪».‬‬ ‫يبحث عن وطن ‪ ..‬فهو ٌ‬ ‫ُيذكر ّأن عبد الرحمن خرج في أول مظاهرات دوما‬ ‫‪ 2011\3\25‬وتوفي في جوبر ‪ 2013\3\24‬وهو‬ ‫من مواليد عام ‪ 1989‬يدرس في جامعة دمشق‬ ‫ٌ‬ ‫معروف بأخالقه العاليه وذكائه‬ ‫كلية طب األسنان؛‬ ‫المتميز‪.‬‬

‫مــعــتــقلون‬

‫ّ‬ ‫الحرية في سجون األسد‬ ‫فلسطينيون سوريون ‪..‬ينشدون‬ ‫حملتْ هوياتهم معلوماتٍ ُ‬ ‫تدل على جنسيتهم‬ ‫المختلفة عن الوطن الذي وُلدوا فيه وعرفوه‪،‬‬ ‫إال أن ذلك لم يمنعهم من تقديم حريتهم‬ ‫وراحتهم في سبيل جعله وطن ًا أفضل‪ ،‬فهمْ‬ ‫البدّ يعلمون ّ‬ ‫أن طريق القدس يبدأ من دمشق‪.‬‬

‫عانى الفلسطينيون خالل عامي الثورة من القمع‬ ‫والترهيب والقصف واالعتقال‪ ،‬وتعرضو لما تعرض‬ ‫له السوريون من سلب لكرامة العيش التي افتقدها‬ ‫الجميع منذ استالم آل األسد الحكم في سوريا‪ ،‬ووفاء ًا‬ ‫قصص عد ٍد‬ ‫لمشاركتهم األلم واألمل يعرض المقال َ‬ ‫منهم مازالوا في أقبية المعتقل تنبض صدورهم‬ ‫بحب فلسطين وسوريا على ح ٍد سواء‪:‬‬

‫تدرس‬ ‫«سلمى عبد الرزاق» ابنه مخيم اليرموك‪ُ ،‬‬ ‫في كلي ِة الهندس ِة المعماري ِة‪ ،‬اختطفتها قوات‬ ‫النظام بدون توجيه أي تهم ٍة واضحة في الثالث‬ ‫من الشهر األخير للعام الفائت‪.‬‬

‫عام على غياب الشاب «مهند عمر»‪ ،‬بل‬ ‫مضى ٌ‬ ‫عام وشهران‪ ،‬بكت الشمع ُة عيد ميالده‬ ‫مضى ٌ‬ ‫المرات‬ ‫مرتين‪ ،‬وبكته عيون أهله وأصدقائه آالف ِ‬ ‫يومي ًا‪ ،‬وهو مازال معتق ًال في سجون األسد‪ ،‬يعمل‬ ‫مهند في مجال الصحافة لدى قناة العالم وقامت‬ ‫قوات األمن باعتقاله من مقر عمله منذ العام‬ ‫الماضي في شهر شباط يوم التاسع والعشرين منه‪.‬‬

‫كذلك اختفى الشاب «خالد بكرواي» ابن‬ ‫فلسطين منذ ‪ 20‬كانون الثاني للعام الحالي‪ ،‬و‬ ‫معلومات عنه حتى اآلن‪ ،‬و ُيذكر أنه‬ ‫ال توجد أي‬ ‫ٍ‬ ‫كان عام ًال في مجال التنمية‪ ،‬ومن داخل كلية‬ ‫الطب تم اقتياد الفلسطيني «محمد عمايري»‬ ‫يوم األحد ‪ 2013/2/24‬وهو من المتفوقين في‬ ‫السنة الثانية‪.‬‬

‫ولم يتوقف األمر على الشباب والنساء‪ ،‬بل‬ ‫قامت قوات األسد التابعة لفرع األمن العسكري‬ ‫في مدينة طرطوس باعتقال الطفل «عبد القادر‬ ‫بدرة» منذ اسبوع للمرة الرابعة‪ ،‬وهو يبلغ من‬ ‫العمر ‪ 16‬عام ًا فقط أي أنه تحت السن القانوني‬ ‫ما يؤدي الختراق النظام اتفاقية حقوق الطفل‬ ‫المتعهد بالتزامها‪.‬‬ ‫و ُيذكر حسب شهادات معتقلين أن الفلسطيني‬ ‫بشكل أسو َء من السوري‪،‬‬ ‫في سجون األسد ُيعامل ِ‬ ‫ويتعرض للعديد من أشكال اإلذالل والمعاناة‬ ‫حيث يعتبره القائمون على التعذيب متدخ ًال‬ ‫خارجي ًا على النظام وينسون أنه أمضى حياته بين‬ ‫شوارع سوريا يعمرها‪ ،‬ويعمل في سبيل جعلها‬ ‫أفضل مع إخوته السوريين‪.‬‬


‫األربعاء | ‪ 1‬أيار ‪2013‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪34‬‬

‫أدب ‪ -‬فن ‪14‬‬ ‫‪14‬‬

‫الطبخة المسروقة‬ ‫| عبد السالم الشبلي شديد‬

‫تكا ُد الرائحة تخ ِنق الجميع‪..‬‬

‫ويستغفر الرحمن وح ّبة الكفر تحت‬

‫حتى من جلس خلف شاشة تلفا ِزه‬

‫اللسان‬

‫أخذ يستشعرها دون أن يش ّمها‬

‫ويغوص آخ ٌر يف وصفة العلامنية‪..‬‬

‫ينظر أحد املتفرجني بازدرا ٍء إليهم‪..‬‬

‫املل ّوثة باإلقصائية البغيضة‬

‫نجوم‬ ‫جلسوا حول املوقد ذو الثالث ٍ‬ ‫واألربعة ألوان‬

‫فكل من ليس معي فهو ضدّي‪..‬‬ ‫وكل من ذكر ما أن ِك ُر فقد أضاع‬

‫ٌ‬ ‫كل منهم يحاول أن يسحبه إىل طرفه‬

‫عهدي !!‬

‫مربهناً أنه األ ْم َه ُر ط ْهياً‬

‫فيدعو باسم الدميوقراطية‬

‫وثوب ٍغريب ٍخرقته التبع ّية‪..‬‬

‫أن جميع شخوصها ش ّمروا عن أيديهم‬

‫واألرسعُ إعداداً لطعام النرص و َ‬ ‫الخالص !!‬

‫ويضحك ضحكته الصفراء‪..‬‬

‫ومزّقته رغم موديله اإليطا ّيل الفريد‬

‫وبدؤوا بالعمل للثورة السورية‬

‫ّ‬ ‫يرش ُم ْلتَح ٍمنهم بهارات ال ِدين‪..‬‬

‫التي اعتادت الظهو َر قبل االنقضاض‬

‫وظهرت رائحته النتنة من بعد آالف‬

‫الذي ال يعرف منه سوى سطو ٍر ُك ِت َب ْت‬

‫عىل الفريسة‬

‫األميال‪..‬‬

‫فكانت معهم‪ ..‬طبخة ًمرسوقة ً‬ ‫لشعب‬ ‫فاحت رائحة رسقتها‬ ‫ٍ‬

‫وكأنها أسفا ُر ِحامر بني إرسائيل‬

‫و األسوأ من االثنني‪..‬‬

‫رغم العطر الفرنيس الرهيب !!‬

‫ليس له إال كلمتان‪..‬‬

‫يتبجح باسم الله‪ ..‬وهو منه براء‬ ‫ّ‬

‫ذاك القادم بلسانٍ عريب ٍ‬

‫ما يجمع بني النامذج السابقة وغريها‪..‬‬

‫«يا الله ما لنا غريك يا الله»‪.‬‬

‫طالع عالموت يا أمي ‪..‬‬ ‫ارتدت أجمل مالبسها‪ ،‬لفت حجابها وكأنه درع حماية‪ ..‬حملت الكثير من‬ ‫المحارم‪ ،‬وشيئ ًا من ماء ‪ ..‬لن تحتاج شيئ ًا آخر اليوم كانت تسأل نفسها‪:‬‬ ‫«سأودعه اآلن ‪ ..‬هل حق ًا سأودعه اآلن ‪ ...‬لن أراه بعد ذلك؟ انتهى األمر؟‬ ‫تحققت أمنيته؟ ُثكلت اليوم؟ قتلوه ‪ ..‬قتلوني ‪ ..‬كيف سأكمل حياتي‬ ‫بدونه؟ كيف سأمضي ‪ ...‬يا الله يا الله ‪..‬‬ ‫كانت تحبس دموعها ّ‬ ‫وتعض على شفتيها باستمرار ‪ ..‬ذقنها ترجف وإن لم‬ ‫ً‬ ‫يكن ذلك ظاهرا إال لها‪..‬فجسدها كله ينتفض وروحها تنزف بدون توقف ‪ ..‬وصلت ُ‬ ‫حيث وضعوه‪ ،‬ورغم أن قدميها لم تكونا يحمالنها إال أنها استمرت‬ ‫ال شيء يشغل تفكيرها سوى أن تطبق وصيته بالصمود ‪..‬‬ ‫مشي ًا باتجاه نوره‪ ،‬مرفوعة الرأس ‪ ..‬فخور ًة مؤمنة ان هذا ليس اللقاء األخير‬ ‫كانت تجهز نفسها لهذا اليوم‪ ،‬إال أنها ال تصدق حتى اللحظة أنه جاء‪ ،‬حتم ًا ‪..‬‬ ‫أخبرها كثير ًا أنه « طالع عـالموت»‪ ،‬هي تعرف تمام ًا كيف يريدها أن‬ ‫غسلت وجهه األبيض‪ ..‬وبللت‬ ‫تتصرف ‪ ..‬فقد وصاها بالصبر ألف ًا ‪ ..‬وطلب منها أال تبكي‪ ،‬فإن أشد ما روح ًا لروح قبلت وجنتيه‪ ،‬وبدموعها الحا ّرة ّ‬ ‫يخشاه دموعها‪ ،‬وأصعب ما يقاومه حبه لها‪ ،‬وأقسى ما يعانيه فراقهما ابتسامته المطمأنه بماء حبها الطاهر‪..‬ضمته إليها طوي ًال ‪ ..‬طبعت على‬ ‫الدنيوي وتخيل نحيبها الذي يمزق وجدانيهما ‪ ..‬كانت تنفي إمكانية أن جبينه ألف قبلة‪،‬ومسحت خديه كما كانت تفعل في طفولته ‪ ..‬وعلى‬ ‫تصمت دون ّأن تصرخ إن حدث ذلك ‪ ..‬وكانت تبتسم بغصة ودمعه في مسمعها يتمتم الجميع « حسبنا الله ونعم الوكيل ‪ ..‬شهي ٌد شهيد»‬ ‫ِ‬ ‫يعرف أنها بذلك همست في أذنه سنلتقي حبيبي ابني ‪ ..‬في الجنة ان شاء الله ‪ ..‬إنك لله‬ ‫كل مرة وتجيب « ما تاكل همي‪..‬استودعك الله» هو‬ ‫تشجعه على ما ربته طوال عمره‪ ..‬وأنها ستتألم أكثر من أي وقت مضى ‪ ..‬وجميعنا إليه راجعون‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫لكن ذلك ال يعني لهما أن يصمتا عن الحق أو يستكينا فإيمانهما أن الموت‬ ‫ال يعرف صامت ًا من ثائر كان أقوى من وداعهما في كل مرة خرج فيها حام ًال‬ ‫روحه على كفه‪..‬‬


‫‪15‬‬ ‫‪15‬‬

‫‪Facebook‬‬

‫األربعاء | ‪ 1‬أيار ‪2013‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪34‬‬

‫@تنسيقية المزة‬ ‫قالوا ‪ :‬هل لك قدوة تمشي علــى ‪ ..........‬آثارها من عالم أو قـــــاري‬ ‫قلت ‪ :‬النبي محمد وصحابــــه ‪ ..........‬بجهادهم سادوا على األمصـــار‬ ‫أنا قدوتي ابن الوليد ومصعـــب ‪ ..........‬وابن الزبير وسائر األنصــــار‬ ‫قالوا ‪ :‬فدربك بالمكاره موحــشٌ ‪ ..........‬فعالم تبغي العيش في األخطــار‬ ‫قلت ‪ :‬المكاره وصف درب جنانـنا ‪ ..........‬أما النعيم فوصف درب النـــار‬

‫‪@Osama Force‬‬ ‫الثورة حلم (لألعلى) المال واقع (لألسفل) ‪ ..‬تتجه‬ ‫الثورة لألعلى بقوة يضغط عليها المال والمصالح‬ ‫باتجاه معاكس نحو األسفل ‪ ..‬ورغــم ذلك تستمر‬ ‫الثورة بالصعود لكن تلك القوة تسبب لها انحراف عن‬ ‫مسارها المستقيم نحو الحلم ‪..‬كلما كانت قوة الثورة‬ ‫أكبر كان االنحارف أقل واقتربت الثورة من هدفها ‪ ..‬إن‬ ‫ذلك ال يتحقق إال باتحاد القوى لكل شباب الثورة ‪..‬‬

‫‪@Mhd Yahia‬‬

‫@‪Strategy Planner‬‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫صادقة تحب ‪ ...‬لديه ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ولسان‬ ‫عقل يفكر‪،‬‬ ‫وعاطفة‬ ‫له قلبٌ ينبض ‪ ..‬له مشاعر‬ ‫يتكلم‪ ،‬وقد يكون له شهاد ٌة زين بها مراحله الدراسية ‪...‬هو ليس معقداً ‪ ...‬هو‬ ‫ليس متكبراً كما يراه البعض ‪..‬هو ليس عديم اإلحساس ‪ ..‬ليس لديه وقتٌ‬ ‫لتوافه األمور على التلفاز‪ ،‬فقد انشغل بتغيير مجتمعه‪ ،‬ال باالطالع على ثقافة‬ ‫مجتمعاتٍ أخرى ‪ ..‬يصحو من الفجر يومياً‪ ،‬ليعمل على تحقيق ما يحلم به اآلخرون‬ ‫ٌ‬ ‫مرابط في ثغره ‪ ..‬ال يكترث لفتاةٍ معجبةٍ أو ألخرى محبة‪ ،‬فتلك التي‬ ‫‪ ..‬إنه هناك ‪..‬‬ ‫يحلم بها ‪ ....‬يحلم بها أن تكون على الطريقة التي ترضي اهلل عز وجل ‪..‬‬ ‫ليس معصوم ًا عن الخطأ‪ ،‬وإنما يمسك نفسه ‪ ..‬ويقبض على الجمر ‪ ..‬يقبض على‬ ‫الجمر بقوة ‪ ..‬وهو يحترق ‪ ..‬ومايزيده لهيب ذلك الجمر إال لون ًا أحمراً ‪ ..‬ذلك اللون‬ ‫كشاب حلم بغدٍ أجمل ‪...‬‬ ‫الذي يظهر للناس كالنور المشرق ‪ ..‬كالفجر الباسم ‪..‬‬ ‫ٍ‬ ‫إنه هناك ‪ ...‬دوم ًا ‪ ...‬ثائرٌ مجاهد‪ ،‬وقابضٌ على الجمر‪ ،‬وبقوةٍ ‪..‬‬ ‫يقول عليه الصالة والسالم‪:‬‬ ‫الناس ٌ‬ ‫كالقابض على الجَمْ ِر)‬ ‫فيهم على دي ِنه ‪،‬‬ ‫زمان ‪ ،‬الصابرُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫(يأتي على ِ‬

‫صفحة‪ :‬عدسة شاب تافه‬

‫االنطالق من الواقع اهم اسباب النجاح الي مشروع‬ ‫كان‪ ..‬لكن الرضى بالعوائق المفروضة على الواقع كانها‬ ‫مسلمات ال يمكن تخطيها هو أمر قد يحجم مشروعك‬ ‫‪..‬يحجمه بحجم رضاك واستسالمك للواقع‪...‬‬

‫‪@Basma Freedom‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫دقيقة‬ ‫جميعا في هذه اللحظة ال‬ ‫اتمنى لو أنهم يخرجون‬ ‫بعد وال أكثر ‪ ..‬ولكني أدرك قبل ذلك ‪ ..‬كم سأكون‬ ‫ً‬ ‫محرجة منهم‪ ..‬ربما ‪ ..‬سيسألونني كيف حال الثورة؟‬ ‫ماذا أنجرتنم؟ ماذا فعلتم ‪ ..‬هل اقتربت الحرية؟‬ ‫بشوق كبير لكل تلك األخبار ‪ ..‬لكن! لألسف‪،‬‬ ‫سيكونون‬ ‫ِ‬ ‫القليل الجيد منها ال يشفي أرواحهم التي تعبت‬ ‫في ظالم السجن ‪ ..‬والكثير السيء منها يكبل يداي‬ ‫ويجعلني أخاف بشدة تلك اللحظة التي سأصمت فيها‬ ‫بعمق وأخفي في قلبي ووراء الدموع كل البقع السوداء‬ ‫التي ُلطخت بها ثورتنا ‪ ..‬واتناسى تزايد أعداد الشهداء‬ ‫والبيوت المهدمة والمناطق المنكوبة واألموال المسروقة‬ ‫للحظة الب ّد‬ ‫والمعتقلين الجدد ‪...‬وأكفكف كل ذلك وأطويه‬ ‫ٍ‬ ‫أن أمثلها وأتكلم بصوت األمل الخبرهم أن الثورة التي‬ ‫ً‬ ‫ماضية في طريقها لتحقيق الهدف‬ ‫اعتقلوا ألجلها ما زالت‬ ‫‪ ..‬وما زلنا ننادي هي هلل ‪ ..‬هي هلل كما فعلوا وتركونا ‪..‬‬ ‫لكن ‪ ..‬هل نحن كذلك بالفعل ؟‬

‫أحمد أبازيد@‬ ‫كطائفي ال يعني‬ ‫نوصفه‬ ‫طائفي ‪,‬‬ ‫أن يكون هناك عدوان‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫واقعيون ‪ ,‬ال نكذب عقولنا و أعيننا‬ ‫نا‬ ‫أنّنا‬ ‫طائفيون و إنّما أن ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وال نواري رؤوسنا في الشعارات كالنعام ‪.‬‬ ‫نحاربه ‪ ,‬ليس‬ ‫الطائفي و‬ ‫و حتى تكون ض ّد هذا العدوان‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫طائفيين ‪ ,‬يمكن أن نحافظ على‬ ‫أيضا أن نكون‬ ‫بالضرورة‬ ‫ّ‬ ‫بأن اإلنسان أوسع من المذهب و ال ُيختزل‬ ‫قناعاتنا‬ ‫ّ‬ ‫بانتما ٍء لم يختره ‪ ,‬وال ُيشيطن على أساسه ‪ ,‬ولكن في‬ ‫ذات الوقت ال نتعامى عن اإلنسان اآلخر الذي اختزل‬ ‫نفسه في هذا االنتماء و اعتدى عليك به‬ ‫ً‬ ‫وسطا ‪ ...‬كالخيط بين الهاويتين ‪.‬‬ ‫ُخلقت الحكمة‬


‫األربعاء | ‪ 1‬أيار ‪2013‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪34‬‬

‫األخــيــرة‬

‫‪16‬‬ ‫‪16‬‬

‫الجاسوس المتنقل !!‬

‫مكتب االستشارات األمنية للثوة ‪ /‬عهد الشام‬

‫«عن إذنكم إخوتي‪ ،‬دقيقتان فقط» ‪...‬‬ ‫قاطعت االجتماع برنين أحد جواالتي‪،‬‬ ‫ووقفت جانب ًا ألرد على اتصال «أبو‬ ‫الوليد» من جبهة داريــا‪ ،‬كان مسرور ًا‬ ‫يبشرني باغتنمام دباب ٍة من قوات النظام‪،‬‬ ‫ويحدثني عن أخبار الشباب والجبهة‪،‬‬ ‫وثبات المجاهدين فيها ‪..‬‬ ‫استدرت عائد ًا إلى أصدقائي‪:‬‬ ‫ ‪ ..‬أسعد ‪ ...‬حسام ‪ ...‬هاتوا البشارة !! ‪...‬‬‫اغتنم الشباب دبابة في داريا !! واألخبار‬ ‫رائعة بفضل الله ‪..‬‬ ‫ حسام‪ :‬الحمد لله‪ ،‬حماهم الله ونصرهم‬‫ابتسم أسعد‪ ،‬وحمد الله‪ ،‬لكن بدت على‬ ‫قلق لم أفهمها ‪..‬‬ ‫وجهه عالمات ٍ‬ ‫ سألته‪ :‬ما بالك؟‬‫ أسعد‪ :‬نتكلم الحق ًا ‪..‬‬‫بعد يومين‪ ،‬يدق باب منزلي بعنف‪ ،‬بعد‬ ‫منتصف الليل‪ ،‬ثم يتعالى الصوت‪ :‬نريد‬ ‫تفتيش البيت‪ ،‬ابتعد بسرعة‪ ،‬أجابهم‬ ‫والــدي العجوز‪ :‬تفضلوا‪ ،‬ليس لدينا ما‬ ‫نخفيه أغلقت المتصفح فور ًا‪ ،‬وفي غضون‬ ‫ثوان وجدتهم يحيطون بي‪ ،‬وبدأت األفكار‬ ‫ٍ‬ ‫تتدفق في ذهني‪ ،‬وحمدت الله أن منزلي‬ ‫ـال من األغ ــراض الثورية‪ ،‬وال شيء‬ ‫خـ ٍ‬ ‫سيثبت علي ‪..‬‬ ‫ إذن أنت عامر !! اصفر وجهي وتسارعت‬‫طرقات قلبي‪ ،‬وحاولت الحفاظ على هدوء‬ ‫ثوان فقط‪ ،‬حتى انهال‬ ‫أعصابي‪ ،‬لكنها ٍ‬ ‫علي العناصر بالشتم والضرب من حيث‬ ‫ال أدري‪ ،‬وقاموا بتخريب المنزل وتحطيم‬ ‫األغــراض‪ ،‬أخذوا الهواتف والحواسيب‪،‬‬ ‫ورمــوا والدتي العجوز أرض ـ ًا‪ ،‬ثم جروني‬ ‫بعنف على الدرج‪ ،‬ورموني في صندوق‬ ‫السيارة الذي امتزج برائحة الدم والعفونة‬ ‫***‬ ‫أيام من الشدة والمصير المجهول‪ ،‬انتهت‬ ‫ٌ‬ ‫بي إلى غرفة التحقيق‪ ،‬وبــدأ المحقق‬ ‫يسألني عن أعمالي الثورية ‪ ..‬كنت أحاول‬ ‫اإلنكار واختالق القصص‪ ،‬لكن المحقق‬ ‫لمعلومات‬ ‫لم يكن ليقتنع‪ ،‬بل كان يلمح‬ ‫ٍ‬ ‫خطير ٍة جد ًا وصلت إليه ‪ ..‬توترت بشد ٍة‪،‬‬ ‫كيف علم كل ذلــك؟ ‪ ..‬لقد كنت من‬ ‫الناس الحريصين جد ًا ولم أبق دلي ًال علي‪،‬‬ ‫لكن ‪ ...‬كيف !! هل من المعقول أن أحد‬

‫أصدقائي كان عمي ًال للنظام ؟!!‬ ‫أثناء ذلك‪ ،‬قاطع سلسلة هواجسي صوت‬ ‫أحدهم يتقدم من خلفي‪ ،‬همس في‬ ‫أذني‪:‬‬ ‫ استمع لهذا الشريط وأعطني رأيك به‪،‬‬‫بدأ صوت رنين هاتف يعلو‪ ،‬ثم «السالم‬ ‫عليكم أبازيد‪ ،‬حمولة األدويــة جاهزة‪،‬‬ ‫وقد تم تأمين الذخيرة» ‪ ...‬ما هذا ‪ ..‬إنه‬ ‫صوتي !!! وهذا صوت أبو زيد !! كيف‬ ‫ذلك ‪ ..‬يا إلهي ‪ ..‬هل من المعقول أنه كان‬ ‫يسجل صوتي !!‪..‬‬

‫عانيت في األيــام الالحقة أشد أنواع‬ ‫التعذيب‪ُ ،‬سألت عن رفاقي وعن كل ما‬ ‫تحدثت به على هاتفي ‪ ..‬كنت أحاول أن‬ ‫أصمد دون االعتراف‪ ،‬لكن الموضوع كان‬ ‫أخطر من ذلك‪ ،‬فكل المعلومات مسجلة‬ ‫لديهم‪ ،‬وتمنيت لو أني كنت أشد حذر ًا ولم‬ ‫أتحدث بكل هذه الصراحة ‪ ..‬لكن من كان‬ ‫يخطر بباله أن خط هاتف ال يرتبط بأي‬ ‫معلومة شخصية عني سيكون دليال ًعلي !‬

‫ لم أكن ألصدق ذلك‪ ،‬ومع كثرة الكالم‬‫بالموضوع شعرت أنها كذبة يشيعها‬ ‫النظام إلخافتنا فقط ! كنت أريــد أن‬ ‫أحدثك عنها‪ ،‬لكن يبدو أني تأخرت كثيرا‬ ‫فدفعنا ثمن ذلك ‪..‬‬ ‫معلومات‬ ‫ سألته‪ :‬ولكنك لم تكن تحكي‬‫ٍ‬ ‫خطير ًة عليه ؟‬ ‫ أسعد‪ :‬نعم‪ ،‬مع أنني كنت ملتزم ًا‬‫بحديثي على الهاتف‪ ،‬لكن يبدو أن خطي‬ ‫قد تمت مراقبته بسبب تواصلي معك‬ ‫‪ ..‬بصراح ٍة لم أتوقع يوم ًا أن يصلوا إلي‬ ‫بهذه الطريقة حتى وقعت وسقطت مع‬ ‫األسف ! إقفال الخط ونزع بطارية الجهاز‬ ‫وشريحته ليس باألمر الصعب‪ ،‬لكنك تريد‬ ‫أشخاصا وأعين‪ ،‬ال يمكثون طوي ًال وينامون‬ ‫متجاهلين هواتفهم الخطيرة تعمل‬ ‫بجانبهم ‪..‬‬

‫ أسعد !! هذا أنت !‬‫ أجاب شخص من خلفي‪ :‬نعم سيدي‬‫ المحقق‪ :‬عامر اشتاق ألبــي حفص‪ - ،‬أسعد‪ :‬مر زمنٌ طويل يا صاحبي ‪ ..‬أما زلت‬‫أحضره هنا كي يودعه ‪ ..‬صدمت حينها! تذكر اجتماعنا األخير؟‬ ‫ماذا يريد أن يفعل بي؟ هل هي نهايتي؟‬ ‫‪ ...‬دقائق‪ ،‬وأسمع ضجة‪ ،‬ثم يأتي أحدهم ‪ -‬أجبته‪ :‬وكيف ال أذكـــره‪ ،‬لكن متى‬ ‫ليزيح العصابة عن عيني ‪ ..‬فوجدت على اعتقلت؟ ما الذي حصل؟‬ ‫األرض شاب ًا مدمى‪ ،‬دققت بوجهه فإذا ‪ -‬لألسف‪ ،‬خط الجوال المضروب‪ ،‬ضريبة‬ ‫به أبوحفص فع ًال ‪ ..‬فتح إحدى عينيه بدأت تدفعها الثورة‪ ،‬مع األجهزة الجديدة‬ ‫ثوان‪ ،‬كانت روحه قد التي يستعملها النظام‪ ،‬لم تعد معلومات‬ ‫ونظر إلي‪ ،‬ثم وخالل ٍ‬ ‫ارتقت إلى السماء بعد أن تحركت شفاهه الخط مهمة‪ ،‬ولم يعد تسجيل الخط باسم‬ ‫مجهول ضمان ًا له‪ ،‬فاألمن قاد ٌر أن يحدد‬ ‫عالي‬ ‫ٍ‬ ‫تنطق الشهادتين‪ ،‬وسط صوت ٍ‬ ‫دوى ٍِ‬ ‫جد ًا جد ًا‪...‬صعقت على إثره وسقطت مكانك بكل دقة‪ ،‬ليصل إلى بيتك‪ ،‬بل‬ ‫أرض ًا لذاك المشهد‪ ،‬ولم أعد أذكر ما حدث إلى غرفتك ‪..‬‬ ‫حينها ‪..‬‬ ‫فتحت فمي مدهوش ًا‪ ،‬وجمدت بمكاني‪،‬‬ ‫أستجمع بذاكرتي كل ما حصل‪ ،‬فتابع‬ ‫***‬ ‫أسعد‪:‬‬

‫***‬ ‫صمت وتابعت الحديث مع نفسي ‪..‬اآلن‬ ‫ماذا ينفع الندم ‪ ...‬يا لها من نهاية ‪...‬‬ ‫حسبنا الله ونعم الوكيل ‪..‬‬ ‫تخيلت أمامي جميع أصحابي‪ ،‬تذكرت‬ ‫أباحفص فامتألت عيناي بالدموع‪ ،‬هل‬ ‫يعقل أن كل ذلك كان بسببي ؟!! وهل‬ ‫سيكون رفاقنا اآلن أوعى كي ال يقعوا‬ ‫مجدد ًا فيما وقعنا به ؟!! ‪..‬‬ ‫قدر الله وما شاء فعل‪ ،‬لكن الحذر ليس‬ ‫واجب علينا‪ ،‬لنحمي‬ ‫خوف ًا وجبن ًا‪ ،‬إنما هو ٌ‬ ‫أنفسنا وإخوتنا ونمنع العثرات من أن‬ ‫توقف طريق الثورة‪ ،‬ونمنع الثغرات من‬ ‫أن تغرق مركب الثورة وتحرمه الوصول لبر‬ ‫األمان ‪..‬‬

‫ثم عاجلني المحقق بالقول‪:‬‬ ‫ كيف وجدتنا؟ هل نحن أذكــى مما‬‫توقعت؟ هاقد أتينا بك‪ ،‬ألم تتحدانا أن‬ ‫نأتي بك وأنت تحادث المعتصم حينما‬ ‫طلب منك الصمت على الهاتف ‪ ..‬هل‬ ‫تتذكر حديثك؟ أم تحب سماعه على‬ ‫الشريط ‪..‬؟ ال تحاول اللف والدوران‪ ،‬فكل‬ ‫كلم ٍة تحدثت بها مسجلةٌ لدينا ‪ ..‬ولكن‬ ‫قل لي‪ :‬كيف حاله أبو حفص؟ ألم تشتق‬ ‫كدت أجن فصرخت غاضب ًا في وسط‬ ‫إليه؟‬ ‫المهجع‪:‬‬ ‫ مالم أفهمه ‪ ..‬كيف وصلوا إلي !!‬‫التزمت الصمت بخوف وتردد‪ ،‬فتابع‪:‬‬ ‫ هل نسيته؟ أم هل هذا جزاء من يمولك ‪ -‬األجهزة الجديدة ! يبدو أنك من أولى‬‫ويدعمك؟ اسمع ‪ ...‬قد نبقيك على قيد ضحاياها ولم تسمع عنها جيد ًا الصوت‪،‬‬ ‫الحياة إن اعترفت بكل شيء ‪ ..‬وإال ‪ .......‬هذا الصوت أعرفه‪ ،‬التفت خلفي في زاوية‬ ‫المهجع‪ ،‬ثم شهقت‪:‬‬ ‫‪ .....‬ثم صرخ‪ :‬حيدر؟‬

‫جريدة عهد الشام ‪:‬‬ ‫أسـبوعية ثوريّـــة مستـقلة ‪ -‬تصدر مؤقتاً نصف شهرياً‬ ‫تأسست عام ‪ - 2012‬تصدر من دمشق‬

‫للتواصل وتصفح األعداد‪:‬‬ ‫‪Email: ahed.alsham@gmail.com‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.