عهد الشام | العدد الـ 37

Page 1

‫قوات األسد بين زيف‬ ‫اإلعالم وحقيقة الخسائر‬

‫‪37‬‬

‫أسـبوعية ثوريّـــة مستـقلة ‪ -‬تصدر مؤقتاً نصف شهرياً‬

‫السنة الثانية ‪ -‬السبت ‪/22 -‬حزيران ‪2013‬‬

‫‪12‬‬

‫‪ SATURDAY 22 June - 2013‬‬

‫‪www.facebook.com/Ahed.alsham‬‬

‫‪2‬‬

‫ً‬ ‫رئيسا دون تعديل في استراتيجية طهران‪ ،‬و "إسرائيل" تؤيد أمريكا‬ ‫الشأن السوري يفسد قمة الثماني‪" ،‬روحاني"‬

‫تدهور األحوال المعيشية عند هاوية الليرة‪« ،‬سقبا» عازمة على الحياة بزيجاتها ‪..‬‬

‫‪3‬‬

‫كلمة‪ « :‬مالنا غيرك‪»..‬‬

‫‪U‬‬

‫بقلوب مألها اإليمان وحناجر جهرت بحقها بعد‬ ‫أزمان القهر والظلم‪ ،‬اجتاحت الثورة عالم الصمت‬ ‫الساكن ‪ ..‬ومن بدايتها لجأت إلى «الله» مس ّير‬ ‫األمور واألقدار‪ ،‬فبين «مابنركع إال لله» و «مالنا‬ ‫غيرك يا الله» كانت ثوابت التوكل تترسخ في‬ ‫عقول وقلوب السوريين دون أن يعلموا حقيقة ذاك‬ ‫التوكل وهم يجهلون مآالت ثورتهم وكم سيقدم‬ ‫عليهم من معاناة وأحزان وأهوال‪..‬‬ ‫ليس من مصطلح سياسي معبر عن حالة سوريا‬ ‫اليوم أكثر من قول النبي محمد صلى الله عليه‬ ‫وسلم «تداعى عليكم األمم»‪ ،‬ففي الـ «الملعب‬ ‫السوري» أصبحت دماؤنا كرات وأهداف يحققها‬ ‫روم الغرب وفرس المشرق‪ ..‬بين تخوف من‬ ‫الشعب الذي أفاق ‪ ،‬وأطماع بحصص في الكعكة‬ ‫الصغيرة‪ ..‬ووعود بالتسليح وإشفاق كاذب على‬ ‫دماء نظنهم استمتعوا بإراقتها ‪..‬‬ ‫بعيد ًا عن ضوضاء أروقة السياسة وهدير رصاص‬ ‫المعارك وسجاالت التسليح من هنا وهناك يعاود‬ ‫الصوت الذي هدر في شوارع دمشق وسوريا كلها‬ ‫‪ ..‬صوت يلجأ لخالق السماوات واألرض‪« ،‬يا الله‬ ‫مالنا غيرك» ‪ ،‬به ندرك حقيقة النصر والثبات‪،‬‬ ‫وعليه نمضي بإخالص العمل ‪ ..‬فهذا هو الطريق‬ ‫ ‬

‫صفحات من اإلعالم الثائر‬ ‫بين األخطاء واالرتقاء‬

‫فريق التحرير‬

‫مقاالت‬

‫رأي‬

‫‪7‬‬

‫التمرد الشيعي‬

‫السنية‬ ‫والصدمة‬ ‫ّ‬

‫مجتمع‬ ‫النزوح الداخلي ‪..‬‬

‫‪6‬‬

‫‪10‬‬

‫‪5‬‬

‫امتحان الثانوية‬

‫بين الموت والتحدي‬

‫‪8‬‬

‫دمشق ‪..‬‬

‫حاصري حصارك‬

‫لقاء‬

‫‪11‬‬

‫الغرفة الطبية المشتركة‬

‫ّ‬ ‫الصف‬ ‫إصرار على توحيد‬


‫السبت | ‪ 22‬حزيران ‪2013‬‬

‫مواقف‬ ‫ُ‬ ‫تؤيد أميركا‪..‬‬ ‫إسرائيل ّ‬

‫يزعم الرئيس اإلسرائيلي (شمعون بيريز) أنّه ألقى ب ِث َقله خلف ُخ َطط الواليات‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫من‬ ‫مخاوف‬ ‫شأن‬ ‫من‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫ة‪،‬‬ ‫ي‬ ‫السور‬ ‫المعارضة‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ت‬ ‫مقا‬ ‫لتسليح‬ ‫ّحدة‬ ‫ت‬ ‫الم‬ ‫أنّ‬ ‫ّ ُ ّ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ً‬ ‫تلك األسلحة قد تُستَخدَم يوما ما ض ّد إسرائيل‪ ،‬ور ّد (بيريز) باإليجاب على‬ ‫األميركي حكيم ًا‪ ،‬وقال وهو يجلس في حديقة منزله‬ ‫سؤال ع ّما إذا كان القرار‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫متزاي ٍد‬ ‫بشكل‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫تتح‬ ‫ّها‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫له‬ ‫ف‬ ‫يؤس‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫"‬ ‫خيار"؛‬ ‫لديهم‬ ‫في القدس "هم ليس‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫إلى مجابَهَ ٍة بين ق ّوتَين ُعظ َم َيين‪ ،‬وهناك ّ‬ ‫قوى خارج ّي ٍة‪ ..‬إنّها‬ ‫تدخ ٌل متزاي ٌد من ً‬ ‫مأساة"‪ ..‬وفي إشار ٍة إلى إيرانَ وحلفائها في المنطقة‪ ،‬قال (بيريز) أنّ جميع‬ ‫يتوجهون إلى المنطقة جا ِل ِبين معهم الدّمار"؛‬ ‫العاطلين في العالم ّ‬ ‫"اإلرهاب ّيين ِ‬ ‫"هم يقتلون لبنان‪ ..‬هم يقتلون سوريا‪ ..‬هم يقتلون العراق‪ ..‬حيثما يوجدون‬ ‫فإنّهم ُيع ّرضون الهو ّيات العربية للخطر"‪.‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪37‬‬

‫سيـاسـي ‪ -‬دولي‬

‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬

‫ً‬ ‫روحاني‬ ‫رئيسا‪..‬‬ ‫السورية‬ ‫االستراتيجية‬ ‫وال َت َب ّد َل في‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫ص ّرح (روحاني) في خطاب تو ّليه الرئاسة اإليرانية أنّ «الحكومة السورية»‬ ‫شرعية ٌ‪ ،‬وأنّ الشعب سيختار من يم ّثله في انتخابات عام ‪./2014/‬‬

‫بشار‬ ‫يتوعد أوربا‪ ..‬وما ِمن‬ ‫سامع ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬

‫قال (بشار األسد) في مقابل ٍة مع الصحيفة األلمانية (فرانكفورتر ألجماينه‬ ‫الخلفي‬ ‫تسايتونج) يوم االثنين‪" ،‬إذا س ّلم األوروب ّيون أسلحة ًفس ُيصبح ال َفنَاء‬ ‫ّ‬ ‫ألوروبا إرهابي ًا‪ ،‬وستدفع أوروبا ثمن ذلك"‪ ،‬وعندما ُس ِئل بشأن مزاعم حكومات‬ ‫فرنسا وبريطانيا والواليات المتّحدة بأنّ سوريا استخدمت أسلحة ًكيماوية ًقال‬ ‫األسد‪" ،‬لو كانوا (باريس ولندن وواشنطن) يملكون دلي ًال واحد ًا فقط على أنّنا‬ ‫استخدمنا سالح ًا كيماوي ًا أ َما كانوا أعلنوا عنه على المأل أمام الدنيا كلها؟"؛‬ ‫وأضاف أنّ الحكومة كانت منف ِتحة ً على الحوار منذ اليوم األ ّول ولم تغ ّير موقفها‬ ‫في هذا الشأن‪ ،‬لكنّ ترك ّيا وقطر والسعودية وفرنسا وبريطانيا تعارض الحوار‪،‬‬ ‫وقال أنّ سوريا مستعدة ٌرغم ذلك للتفاوض مع الواليات المتّحدة وفرنسا‬ ‫وبريطانيا‪ ..‬ث ّم قال في تحقيرٍ ِمن شأن المعارضة‪" ،‬سنفاوض عمل ّي ًا أميركا‬ ‫وفرنسا وبريطانيا وأدوا ِتهم ترك ّيا وقطر والسعودية‪ ،‬فهذه ال ِقوى التي تُس ّمى‬ ‫للتنحي‪،‬‬ ‫معارضة الخارج مج ّرد موظفين"‪ ،‬وأل َم َح (األسد) إلى أنّه ليست لديه ن ّية ٌ ّ‬ ‫وقال "عندما يكون البلد في أزم ٍة‪ ،‬تكون َمهَ ُام الرئيس أكبر ليست أقل‪ ..‬فمن‬ ‫الطبيعي ّأل تترك البلد خالل األزمة‪ ،‬بالعكس يجب أن تعالج الوضع أو ًال"‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫قمة الثمانية‪..‬‬ ‫الشأن‬ ‫السوري ُي ِ‬ ‫ُ‬ ‫فس ُد ّ‬ ‫ّ‬

‫الروسي (فالديمير بوتين)‬ ‫اختلف الرئيس األميركي (باراك أوباما) مع الرئيس‬ ‫ّ‬ ‫حول كيف ّية إنهاء الحرب في سوريا‪ ،‬أثناء لقا ٍء فا ِترٍ في ق ّمة مجموعة الثماني‬ ‫يوم االثنين‪ ،‬حيث َ‬ ‫طغ ِت االنقسامات على باقي موضوعات جدول األعمال‪،‬‬ ‫وقال (بوتين) أنّ موسكو وواشنطن لديهما آرا ٌء مختلفة ٌحول سوريا‪ ،‬لكنّهما‬ ‫اتفقا على أنّ إراقة الدماء يجب أن تتو ّقف‪ ،‬وأنّه ينبغي تشجيع األطراف‬ ‫المتحارِبة على الجلوس إلى مائدة التفاوض‪ ..‬وبدا التوتّر على الزعي َمين‬ ‫محادثات استم ّرت نحو ساعتَين‪،‬‬ ‫كليهما وهما يتحدّثان إلى الصحف ّيين بعد‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫حيث كان (بوتين) ُي َح ْم ِلق معظم الوقت في األرض وهو يتحدّث بشأن سوريا‪،‬‬ ‫الروسي‪ ..‬وحاول (أوباما)‬ ‫وقت آلخر نحو الزعيم‬ ‫بينما كان (أوباما) ينظر من ٍ‬ ‫ّ‬ ‫تلطيف الج ّو في نهاية المحادثات بينهما بالحديث عن لعبة (الجودو)‪ ،‬لكنّ‬ ‫األميركي كان‬ ‫(بوتين) الذي يحمل الحزام األسود في اللعبة ر ّد بأنّ الرئيس‬ ‫ّ‬ ‫يحاول فقط تهدئته‪ ..‬وانتقد زعما ٌء غرب ّيون آخرونَ روسيا لتسليمها أسلحة‬ ‫ًلألسد بينما يتع ّرض مقاتلو المعارضة ‪-‬الذين وصفهم (بوتين) يوم األحد‬ ‫بأ َك َلة لحوم البشر‪ -‬للقتل؛ وقال الرئيس الفرنسي (فرانسوا هوالند) "كيف‬ ‫نسمح بأن تواصل روسيا توريد أسلح ٍة لنظام بشار األسد‪ ،‬في حين ال تحصل‬ ‫المعارضة إال على ّ‬ ‫أقل القليل وتتع ّرض للذبح !!"‪.‬‬

‫عرض الصحف الغربية‬ ‫نشرت صحيفة (فاينانشال تايمز) مقا ًال لـ(جورج باركير) بعنوان «بوتين‬ ‫الروسي (فالديمير‬ ‫يواج ُه ُعزلة ًبسبب سوريا»‪ ،‬وقال (باركير) إنّ الرئيس‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫«عزل ٍة» في ق ّمة مجموعة الثماني‪ ،‬ألنّ القادَة‬ ‫بوتين) يواجه إمكانية ُ‬ ‫األوروب ّيين سيدفعون بق ّو ٍة لمعرفة إن كانت (موسكو) مستعدّة ًللمساعدة‬ ‫انتقال للسلطة بصور ٍة سلم ّي ٍة من أيدي الرئيس السوري بشار‬ ‫في عمل ّية‬ ‫ٍ‬ ‫البريطاني (ديفيد كاميرون) الذي يترأس‬ ‫األسد‪ ،‬وأضاف أنّ رئيس الوزراء‬ ‫ّ‬ ‫الق ّمة صاغ ‪-‬وفي خطو ٍة دبلوماس ّي ٍة حا ّد ٍة‪ -‬مسو ّد َة بيان‪ُ ٍ،‬يلزِم دول مجموعة‬ ‫الثماني بالعمل على التحضير النتقال السلطة في سوريا بطريق ٍة سلمي ٍة‬ ‫األميركي‬ ‫إلى الحكومة الجديدة؛ وأردف (باركير)‪« ..‬يريد (كاميرون) والرئيس‬ ‫ّ‬ ‫(باراك أوباما) من روسيا البدء بالعمل مع مجموعات المعارضة السورية‬ ‫قبل البدء بمحادثات سالم ٍجديد ٍة في جنيف»؛ مضيف ًا أنّ (كاميرون) ألمح‬ ‫لحلفائه أنّه مستع ٌد لتقديم مسو ّد ة هذا البيان أمام مجموعة السبع لنيل‬ ‫الموافقة عليه دون روسيا؛ إن كان بوتين غي َر مستع ٍد لوضع ِث َقله والعمل على‬ ‫دعم عمل ّية السالم‪ ،‬وذلك بحسب مصدر ٍمن (دوانينغ ستريت)‪.‬‬


‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬

‫مـحـلـيـات‬

‫السبت | ‪ 22‬حزيران ‪2013‬‬

‫ِ‬ ‫اليومي‪..‬‬ ‫القوت‬ ‫َه ْد ُر‬ ‫ّ‬

‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫بحق أبنا ِء ال ّريف‪.‬‬ ‫أعمال‬ ‫ّ‬ ‫انتقامية ٌ‬

‫«أنزلوه من س ّيارته ليشبعوه ضرب ًا وشتائم ًا‪ ،‬ث ّم‬ ‫هدروا على الطريق مئات الكيلو غرامات من الحليب‬ ‫الذي بحوزته»‪ ..‬قصة ٌيرويها شاهد ِعيان ٍمن س ّكان‬ ‫منطقة المزرعة في العاصمة دمشقَ ‪ ،‬حصلت يوم‬ ‫األحد بتاريخ‬ ‫‪ 2013\6\16‬الساعة السادسة صباح ًا‪ ..‬حيث‬ ‫جاءت سيارة شحن ٍصغيرة ٌلتعبر من حاجز (نادي‬ ‫بــردى) التابع لفرع الجسر األبيض‪ ،‬وعندما وجد‬ ‫الدمشقي‬ ‫عناصر الحاجز هوية السائق من الريف‬ ‫ّ‬ ‫الترجل من السيارة ثم بدؤوا بضربه‬ ‫طلبوا منه ّ‬

‫السنة الثانية | العدد ‪37‬‬

‫بشكل مب ّرح ٍوشتمه‪ ،‬وبعد تفتيش سيارة السائق‬ ‫وجدوا معه «حليب ًا» ُيقدّر بمئات الكيلوغرامات‪ ،‬جاء‬ ‫به من الريف ليبيعه إلى محالت األغذية في دمشق‪،‬‬ ‫فهدروا جميع ما معه في الطريق‪ ،‬حتّى ساح الحليب‬ ‫في شوارع تلك المنطقة‪ ،‬وأخلوا سبيله بعد ذلك‪..‬‬ ‫ويذكر أن ما ّدة الحليب أصبحت اليوم نادرة َالوجود‬ ‫في كثير ٍمن ّ‬ ‫المحلت في العاصمة دمشق‪ ،‬بسبب‬ ‫تشديد حواجز قوات األسد على مرور المواد التموينية‬ ‫والخضار وغيرها من المواد الغذائية من المناطق‬ ‫الخارجة عن سيطرته إلى دمشق؛ وهي واحدة ٌمن‬ ‫األعمال االنتقام ّية التي تتك ّرر بحقّ أبناء الريف‬ ‫الدمشقي على حواجز األسد المنتشرة داخل دمشق‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫التنكيل بأبناء‬ ‫حتى أصبحت مه ّمة هذه الحواجز‬ ‫المناطق التي خرجت عن سيطرة األسد منذ عدّة‬ ‫أشهر ٍوفشل في استعادتها‪.‬‬

‫(سقبا) عازمة ٌعلى الحياة‪..‬‬

‫الظ ِ‬ ‫أصعب ّ‬ ‫ِ‬ ‫روف‬ ‫وزيجات رغم‬ ‫ٌ‬

‫تشهد مدينة (سقبا) بالريف الدمشقي ارتفاع ًا في عدد‬ ‫حاالت الزواج بين شبابها‪ ..‬وبحسب تنسيقية المدينة‪،‬‬ ‫فإنّ الشهر الفائت كان أكثر شهر ٍفي أيام الثورة‬ ‫ُسجل فيه حاالت عقد ِقران‪ ٍ،‬ومع أنّ شباب‬ ‫السورية ت ّ‬ ‫المنطقة كانوا في البداية عازِفين عن فكرة الزواج‬ ‫بسبب انشغالهم في األعمال الثور ّية‪ ،‬لكن ومع توالي‬ ‫األ ّيام و ُم ِض ّي أكثر من سنتَين على الثورة السورية‪،‬‬ ‫وتو ّقف معظم األعمال في منطقة (سقبا) الشهيرة ببيع‬ ‫وتصنيع الموبيليا‪ ،‬بسبب ما تع ّرضت له معظم محا ّلها‬ ‫من نهب ٍعلى يد قوات األسد‪ ،‬وبعد تح ّرر منطقتهم‬ ‫من حواجز جيش األسد‪ ،‬تغ ّيرت تلك ال ُم َ‬ ‫عط َيات في‬ ‫آراء شباب المنطقة‪ ،‬وأدركوا أنّ الحياة الب ّد أن تستمر‬ ‫وبإمكانهم التعايش مع الوضع الجديد‪ ،‬كما أنّ مطالب‬ ‫األهالي الماد ّية ليست مع ّقدة‪ ،‬فتساعد الشباب في‬ ‫اإلقدام على هذه الخطوة‪..‬‬ ‫مترات عن‬ ‫ُيذ َكر أنّ (سقبا) ال تبعد أكثر من ‪ /6/‬كيلو ٍ‬ ‫وسط العاصمة دمشق‪ ،‬وهي من أوائل مناطق الغوطة‬ ‫الشرقية التي تح ّررت من حواجز جيش األسد‪.‬‬

‫ِ‬ ‫الشرقي ِة‬ ‫الغوطة‬ ‫حصا ُر‬ ‫ّ‬

‫ّ‬ ‫شبح الجوع ِوالحاجة للغذاء‬ ‫يبث فيها‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫تدهو ُر األوضاع ِ‬ ‫المعيشي ِة عند هاوِ ية‬ ‫ّ‬ ‫ص ْر ِ‬ ‫ف اللّيرة‬ ‫أسعا ِر َ‬ ‫العسكري لجيش األسد في المحافظات‬ ‫ستم ّر التصعيد‬ ‫ّ‬ ‫األراضي السور ّية‪،‬‬ ‫السورية‪ ،‬والذي يستنزف ممتلكات‬ ‫َ‬ ‫السوري يوم ّي ًا‪ ،‬ما أدّى إلى هبوط‬ ‫ويدفع ثمنه الشعب‬ ‫ّ‬ ‫ٍغير مسبوق ٍلقيمة الليرة السور ّية مقابل صرف العمالت‬ ‫األجنبية‪ ،‬وهو ما لم تشهده الليرة من قبل في تاريخ‬ ‫تداولها‪ ،‬حيث س ّبب ارتفاع ًا مباشر ًا ألسعار كثير ٍمن‬ ‫المواد الغذائ ّية والتموين ّية والبضائع المستو َردَة‬ ‫وغيرها من األمــور المعيش ّية؛ فوصلت إلى أكثر من‬ ‫الضعف‪ ،‬فيما ف ِق َد عد ٌد من المواد التجار ّية الرئيس ّية‬ ‫في األسواق الدمشقية‪ ،‬بسبب عدم قدرة الت ُّجار على‬ ‫استيرادها‪ ،‬كما يالحظ عجز مؤسسات النظام عن رفع‬

‫رواتب ّ‬ ‫موظفيها بشكل يتناسب مع غالء األسعار‪،‬فصدر‬ ‫قرار يوم السبت ‪ 2013\6\22‬يقضي برفع الرواتب‬ ‫‪ 5%‬إلى ‪ % 40‬لكنها غير كافية مقارنة بما وصلت‬ ‫ّ‬ ‫المؤخر لقيمة‬ ‫إليه أسعار المواد‪،‬ويترافق االنخفاض‬ ‫المركزي (أديب‬ ‫ال ّليرة مع وعو ٍد أطلقها حاكم المصرف‬ ‫ّ‬ ‫َم ّيالة) بضخّ‬ ‫عمالت أجنب ّي ٍة في المصارف السورية لرفع‬ ‫ٍ‬ ‫قيمة ال ّليرة؛وعودتها لسابق عهدها ّإل أنّ تلك الوعود‬ ‫لم يرافقها إال انخفاض بسيط لسعر صرف الدوالر‪،‬وغير‬ ‫متناسب متوازن مع اإلرتفاع الذي شهده في الفترة‬ ‫األخيرة‪،‬والذي ترافق أيض ًا مع ارتفاع سعر غرام الذهب‬ ‫ليصل إلى ‪ /7000/‬لير ٍة للغرام الواحد‪.‬‬

‫تعيش الغوطة الشرق ّية حالة حصار ٍ ُمش ّد ٍد فرضها‬ ‫جيش النظام عبر حواجزه المنتشرة على مداخلها‬ ‫الخارجية من العاصمة دمشق‪ ،‬حيث تمنع تلك الحواجز‬ ‫دخول ّ‬ ‫الطحين والمواد الغذائ ّية والتموين ّية لمدن‬ ‫الغوطة‪ ،‬ما سبب أزمة ًعلى رغيف الخبز في مدن ال ّريف‬ ‫الشرقي‪ ،‬التي يقطن فيها اليوم أكثر من نصف مليون‬ ‫ّ‬ ‫نسم ٍة‪ ،‬عالوة ًعلى النازحين عنها بسبب القصف‪..‬‬ ‫ويروي (شاهد ِعيان ٍ) أنّ عناصر حاجز منطقة (الك ّباس)‬ ‫المؤدي لمنطقة المليحة لم يسمحوا له بالعبور‪ ،‬ألنهم‬ ‫وجدوا معه عدد ًا من المواد الغذائ ّية‪ ،‬رغم شرحه لهم‬ ‫وكميات كبير ٍة‪..‬‬ ‫ٍ‬ ‫بأنّه اشتراها لمنزله وليست بأحجام ٍ‬ ‫وعلى المدخل اآلخر للغوطة الشرقية من جهة مطار‬ ‫دمشق الدولي تعرض ‪ /18/‬شا ّب ًا من عناصر الجيش‬ ‫الح ّر لكمين ٍنصبه جيش النظام لهم في منطقة‬ ‫(المرج)؛ حين توصليهم لشحن ٍة من األغذية إلى داخل‬ ‫الغوطة‪ ،‬ما أدّى إلى استشهادهم جميع ًا‪.‬‬


‫السبت | ‪ 22‬حزيران ‪2013‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪37‬‬

‫تحقيقات‬

‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬

‫السوري الثائرِ‪..‬‬ ‫اإلعالم‬ ‫صفحات من‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬

‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫الحل واالرتقاء‪.‬‬ ‫وكيفية‬ ‫المشكالت واألخطا ِء‬ ‫بين‬ ‫ّ‬ ‫عهد الشام | تحقيق ‪ -‬خاص‬

‫ً‬ ‫ّ‬ ‫عاما وإعالمنا ُم ٌ‬ ‫ّ‬ ‫فكل صحفي ٍسوري جرّ ب‬ ‫بتوحد الرأي‪،‬‬ ‫صاب‬ ‫أربعون‬ ‫ّ‬ ‫عبارات تجاوزت (قائدنا إلى األبد‪ )..‬و(رسالة البعث‬ ‫تعبئة قلمه بحبر ٍخط‬ ‫ٍ‬ ‫الخالدة‪ ،)..‬كانت التعبئة في سجون األسد مصيره كذلك‪ ،‬لحين الثورة‬ ‫الخارجي من دخول‬ ‫السورية التي منعَ ْت حكومة ُاألسد خاللها اإلعالمَ‬ ‫ّ‬ ‫البالد‪ ،‬فاعتقلت وقتلت ّ‬ ‫كل صحفي ٍسوري ٍوعربي ٍوأجنبي ٍدخل األراضي‬ ‫مهمّ‬ ‫ة كشف الغطاء عن عورة‬ ‫الثائرة‪ ،‬ما أوقع على عاتق الشباب الناشط‬ ‫َ‬ ‫مجزرتي حماه وصيدنايا المئات‪.‬‬ ‫جرائم األسد‪ ،‬كي ال تتكرَ ر من‬ ‫ّ‬ ‫المالي‪ ،‬الشهرة ولو وهم ّية األسماء‪ ،‬الوساطات‬ ‫لكن دخول التمويل‬ ‫ّ‬ ‫الصحفي وغيرها‪ ،‬دفع البعض‬ ‫السبَق‬ ‫واالعتبارات اإلعالم ّية‪ ،‬إغراءات ّ‬ ‫ّ‬ ‫رزق‬ ‫«الدارجة» فتصبح باب‬ ‫كحرفةٍ أولى في الثورة‬ ‫المتهان اإلعالم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ومصدر ّ‬ ‫قوةٍ ؛ فكيف أصبح إذا اإلعالم السوري في عهد الثورة؟‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫صفحات مختلفة‬ ‫هل هو كما الشعب السوري (واحد)‪ ،‬أم تعددت وسائله‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫ًقد ّ‬ ‫بعضا؟‬ ‫تمزق بعضها‬ ‫ّ‬ ‫الثوري ونقاط ضعفه ومشكالته وكيف ّية‬ ‫في توضيح مالمح اإلعالم‬ ‫النهوض به‪ ،‬التقت جريدة (عهد الشام) بثالثةٍ بين إعالميين وناشطين‬ ‫ّ‬ ‫وأعدت لكم هذا التحقيق‪..‬‬ ‫في الثورة‪،‬‬

‫تحر ُق ّ‬ ‫الطبخة‪..‬‬ ‫َك ْثرة ُ األيادي ِ‬

‫ُعرِ َف في الثورة السورية مؤخر ًا أكثر من ‪ /120/‬وسيلة‬ ‫محطة ًإذاعية ً ّ‬ ‫ًوجهة ًإعالمية ً‪َ /31/ ..‬‬ ‫تبث على أمواج‬ ‫اإلف إم أو مساحات األون الين‪ ،‬منها ‪ /12/‬محلية‬ ‫ًتعمل بدمشق وريفها‪ ،‬و‪ /2/‬تب ّثان من تركيا واألردن‪..‬‬ ‫و‪ /33/‬جريدة ًومج ّلة ً‪ ،‬تتوزّع بين مدني ٍوعسكري‪ ٍ،‬كما‬ ‫هان ألطفال الثورة‪..‬‬ ‫يوجد‬ ‫ملحقان صحف ّي ِان منها ّ‬ ‫موج ِ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫المجاور‬ ‫الخارج‬ ‫من‬ ‫تبث‬ ‫تلفزيونية‬ ‫ة‬ ‫ي‬ ‫فضائ‬ ‫و‪/17/‬‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ِ‬ ‫وغالب ًا مصر واألردن‪ ..‬وأكثر من ‪ /25/‬شبكة ًوتج ّمع ًا‬ ‫إخباري ًا ّ‬ ‫يغطي كافة المحافظات‪ ..‬وال ننسى المكاتب‬ ‫اإلعالمية والتنسيقيات‪ ،‬فعلى صعيد دمشق وريفها‬ ‫األقل‪ -‬يوجد ّ‬ ‫على ّ‬‫لكل منطق ٍة صفحتان لتسيق ّيتين‬ ‫مختلفتي ِن على الـ(الفيس بوك)‪ ،‬إن لم ُيكن أكثر‪ ،‬عالوة‬ ‫ًعلى صفحات المكاتب والتج ّمعات اإلعالمية‪ ،‬ينضوي‬ ‫َ‬ ‫هات متف ّرق ٍة‬ ‫تحتها جميع ًا‬ ‫بتفاصيل مختلف ٍة ّ‬ ‫وتوج ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫آالف من الناشطين اإلعالميين أو من اِختاروا ألنفسهم‬ ‫ّ‬ ‫والتخصص‬ ‫لقب "إعالميين" متخطين معايير الدراسة‬ ‫ّ‬ ‫بليل ٍة ُ‬ ‫وضحاها!!‪..‬‬

‫«‬

‫أكثر من ‪ /120/‬وسيلة ً إعالمية‬ ‫ُ‬ ‫إذاعة‬ ‫مؤخ ًرا بين‬ ‫ٍ‬ ‫ًثورية ً ُ‬ ‫اشت ِه َرت ّ‬ ‫وشبكة‬ ‫وفضائية‬ ‫وصحيفة‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬

‫»‬

‫ٌ‬ ‫مستقل‪ ،‬يعتقد‬ ‫صحفي معارِ ٌض‬ ‫(أحمد العقدة) وهو‬ ‫ٌ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫طابع‬ ‫ذو‬ ‫ا‬ ‫إعالمي‬ ‫ال‬ ‫"سي‬ ‫المتكاثرة‬ ‫الثورية‬ ‫هذه الوسائل‬ ‫ٍ‬

‫توثيقي ٍفي معظمه‪ ،‬يمكنه خدمة دارِ ِسي الثورة في نقل الحدث‪.‬‬ ‫السورية مستقب ًال‪ ،‬لكنّ مشاري َع قليلة ًمنها ستتط ّور‬ ‫مختص ن َِشط في الثورة‪،‬‬ ‫إعالمي‬ ‫وهو‬ ‫)‬ ‫السوري‬ ‫(مراد‬ ‫وتفرض وجودها بعد انتهاء الثورة‪ ،‬بينما الكثير سيندثر‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫ويضطر لإلغالق‪ ،‬ويصبح ذكرى عن تلك المرحلة الثور ّية يرى معايير التزام أو انفالت المهن ّية والموضوع ّية‬ ‫السابقة‪ ،‬الفتقاره إلى الخبرة والدعم المالي وعدم نسب ّية ً‪ ،‬فبعض الشبكات "تنشر األخبار قبل التأكدّ‬ ‫من تفاصيلها"‪ ،‬أو "عندما تنشر خبر ًا كاذب ًا أو خاطئ ًا‪،‬‬ ‫اكتسابه الجمهور"‪.‬‬ ‫صحته من عدمها الحق ًا‪ ،‬فالشبكة اإلعالمية ال‬ ‫في هذا الفيض ترعرعت أخطا ٌء باتت الحق ًا ِعبئ ًا على وتتج ّلى ّ‬ ‫مصداقية اإلعالم الثوري‪ ..‬منها تعدّد روايات الخبر تعتذر للجمهور"‪ ،‬وعن الموضوع ّية قال (مراد) أنّ "معظم‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫حسب "شهادات عيان"‪ ،‬وانتشار المنابر اإلعالم ّية تعمل من دافع العاطفة فقط‪ ،‬والذي‬ ‫ومعظمها‬ ‫الواحد‬ ‫شائعات (الضارب بالنّجم) الذي ينذ ِر بحدث قبل قد يدفعها للتهويل والمبالغة في بعض األخبار‪ ،‬ما‬ ‫ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ُي ِض ّر بسمعة إعالم الثورة ّ‬ ‫ككل عند تكرار ذلك"‪..‬‬ ‫وقوعه‪ ،‬ث ّم التهويل والمبالغة في نقل المعطيات‬ ‫ولعل الخطأ األكبر كان الكشف عن «‬ ‫والمعلومات‪ّ ..‬‬ ‫الثوري‬ ‫اإلعالم‬ ‫وسائل‬ ‫معظم‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫"الس َبق‬ ‫ّ‬ ‫تح ّركات الجيش الحر لحظة وقوعها الغتنام ّ‬ ‫بسبب‬ ‫لإلغالق‬ ‫وتضط ُر‬ ‫ستندثر‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫الصحفي"‪ ،‬أو فضح القائمين بالنشاطات المدن ّية ُبغية‬ ‫ّ‬ ‫الخبرة والجمهور‬ ‫افتقارها إلى‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫والزخم‬ ‫االندفاع‬ ‫عن‬ ‫ناهيك‬ ‫"التوثيق"‪،‬‬ ‫في‬ ‫ال ُمغاالة‬ ‫ِ‬ ‫في »‬ ‫اإلعالمي‬ ‫العفوي‪ ،‬الذي يو ِقع الناشط‬ ‫المقصود أو‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُش ْرك المعلومات الخاطئة واألسس الضعيفة لعدم أ ّما (سوزان أحمد) الناطقة باسم مجلس قيادة الثورة‬ ‫الثوري "كان بالبداية ال‬ ‫بريف دمشق‪ ،‬فتتابع بأن اإلعالم ّ‬ ‫وجود س ّل ٍم معياري ٍيعمل وفقه‪.‬‬ ‫ناشطيه‬ ‫يلتزم بأيٍ من معايير المهن ّية والموضوع ّية‪ ،‬كون ِ‬ ‫عملوا بسبب الحاجة لنقل األحداث وليس ألنهم‬ ‫والموضوعية‪..‬‬ ‫المهني ِة‬ ‫عيار‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫على ِم ِ‬ ‫جانب مشرِق ٍبأنّهم‬ ‫إعالم ّيون محترفون"‪ ،‬وتتابع نحو ٍ‬ ‫باحتراف والتزام‬ ‫الثوري على ممارس اإلعالم قد "ومع مرور الوقت وظهور الحاجة للعمل‬ ‫ٍ‬ ‫سطوة االنفعال‬ ‫ّ‬ ‫تجعله منحاز ًا إلى أشخاص الثورة مدن ّي ِين وعسكري ّين‪ٍ ،‬بمعايير الصحافة‪ ،‬بدأ الناشطون يجتهدون لالرتقاء‬ ‫اإلعالمي"‪ّ ..‬‬ ‫ويؤكد (مراد) النقطة األخيرة‪،‬‬ ‫الثوري‬ ‫خطئ أو تجاوزٍ بادرٍ منهم‪ ،‬أو بالعمل ّ‬ ‫ّ‬ ‫ف ُيس ِقط ولو سهو ًا ّأي ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫طفيف‬ ‫اهتمام ولو‬ ‫األسد أشواط ًا فحسب مشاهداته أصبح هناك‬ ‫ٌ‬ ‫تأخذ ُه حماسة توثيق إجرام العد ّو‬ ‫وصحة الخبر لدى مدراء الشبكات‪.‬‬ ‫بعيدة ًعن معايير المهن ّية والموضوعية والمصداق ّية مؤخر ًا بتح ّري المعلومة ّ‬


‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬

‫تحقيقات‬

‫السبت | ‪ 22‬حزيران ‪2013‬‬

‫حر‪ ..‬على الثائِ ِر‪.‬‬ ‫كي ال‬ ‫َ‬ ‫الس ُ‬ ‫ينقلب ّ‬

‫(فاروق الشرع) انشقّ وهرب من درعا لألردن‪( ..‬ماهر‬ ‫األسد) ُف ّجرت سيارته وفقد سا َقيه‪( ..‬بشار األسد)‬ ‫الرئاسي‪( ..‬ال ُقصير‬ ‫أصيب بتبادل إطالق نارٍ داخل القصر‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫الحدود ّية) مدينة ٌبأكملها سقطت لتخاذل الجيش‬ ‫العسكري) ت ّم تحريره واغتنام طائراته‬ ‫الح ّر‪( ..‬مطار ِم ّن َغ‬ ‫ّ‬ ‫ِمرار ًا‪( ..‬مح ّمد ّ‬ ‫القطاع) قتلته الهيئة الشرعية والكتائب‬ ‫شخص‪ ..‬الجيش الحر‬ ‫اإلسالمية بحلب على مرأى مئتَي ٍ‬ ‫رقيب‪ ..‬المدينة (الفالن ّية)‬ ‫يسرق ويخ ّرب ويتجاوز دون ٍ‬ ‫(الفالني) سقط بيد األسد مجدد ًا‪..‬‬ ‫والحي‬ ‫ّ‬ ‫ُح ّررت تمام ًا ّ‬ ‫بشائعات اعتاد بعض إعالم الثورة ب ّثها‬ ‫والقائمة تطول‬ ‫ٍ‬ ‫حرب نفسي ٍة وإعالمي ٍة‬ ‫طائلة‬ ‫تحت‬ ‫وتهويلها‪،‬‬ ‫وتداولها‬ ‫ٍ‬ ‫على العد ّو‪ ،‬لكنّها لم تؤ ّثر سلب ًا ّإل على الث ّوار أنفسهم‬ ‫م ّمن عقدوا آما ًال أو فقدوا إيمان ًا‪.‬‬ ‫اإلعالمي عا َملين‬ ‫السوري) لهذا التجييش‬ ‫حدّد (مراد‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫اثنَين‪ ،‬أ ّولهما "قلة الخبرة الصحف ّية لدى جز ٍء كبيرٍ من‬ ‫المدراء والمسؤولين عن شبكات األخبار‪ ،‬لدرجة أنه ر ّبما‬ ‫يقرأ تعليق ًا لمجهول ٍعلى الـ(فيس بوك)‪ ،‬يتضمن‬ ‫معلومات عن مقتل مدن ّيين أو عملي ٍة للجيش الح ّر أو‬ ‫ٍ‬ ‫اغتيال أحد رموز النظام‪ ،‬فينشره كخبرٍ دون التأكد من‬ ‫صحته‪ ،‬حتّى أنّ وسائل إعالم النظام أظهرت َز ْيف‬ ‫ّ‬ ‫مناسبات عديد ٍة"‪ ،‬وثانيهما‬ ‫في‬ ‫الثورة‬ ‫إعالم‬ ‫منابر‬ ‫بعض‬ ‫ٍ‬ ‫متاب ِعين لهذه الصفحات الفيسبوكية يتناقلون‬ ‫"وجود ِ‬ ‫األخبار مهما كانت‪ ،‬ألنّ الناس في فترة الحرب تكون‬ ‫أكثر ّ‬ ‫تعطش ًا لمعرفة ما يدور حولها‪ ،‬وهنا تجد الشائعة‬ ‫ُمناخ ًا مناسب ًا لالنتشار بسرع ٍة"‪.‬‬

‫«‬

‫لكنها‬ ‫حرب نفسية ٌ وإعالمية ٌ ّ‬ ‫هي ٌ‬ ‫ممن‬ ‫ار‬ ‫الثو‬ ‫على‬ ‫سلبا‬ ‫تنعكس‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫آماال أو فقدوا إيمانا‬ ‫عقدوا‬ ‫ً‬

‫»‬

‫تضرب (سوزان أحمد) مثا ًال عا ّم ًا على بعض مبالغات‬ ‫الثوري ونتائجها‪ ،‬فتذكر "كم من مناسب ٍة سارع‬ ‫اإلعالم ّ‬ ‫فيها الناشطون إلى إعالن بعض المناطق مح ّررة ًمن‬ ‫عواقب وخيم ٍة على المنطقة‬ ‫قوات األسد‪ ،‬ما أ ّدى إلى‬ ‫َ‬ ‫المذكورة‪ ،‬وبالتالي ك ّلفنا خسائ َر باألرواح والمنازل"‪..‬‬ ‫"حربي‪،‬‬ ‫يصف (أحمد العقدة) اإلعالم ّ‬ ‫فيما ِ‬ ‫الثوري بأنّه ٌ‬ ‫ويجوز له التطبيل والتهويل لكن ضمن (بروباغندا)‬ ‫دعائي ٍة ّ‬ ‫منظم ٍة‪ ،‬لكي تؤتي ثما َرها خدمة ًللثورة‪ ،‬فال‬ ‫تكون مج ّرد أخبارٍ حماس ّية َال َو ْق ِع ولكن عكس ّية النتائج"‪.‬‬ ‫أسماء‬ ‫تنافر وتناحر‬ ‫تنافس‪ ..‬أفعال‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬

‫التنافس س ّيد ال ِمضمار في كافة األعمال الطوع ّية‬ ‫والمأجورة لتحسينها‪ ،‬ولكنّ إعالمنا هنا كان حركة ً‬ ‫السوري‬ ‫مضا ّدة ًلسطوة الرأي الواحد وبديال ًعن "اإلعالم‬ ‫ّ‬ ‫الكاذب"‪ ،‬فبدأ جزء ًا ال يتجزّأ عن الثورة‪ ،‬وانتهى مهنة‬ ‫الشخصي أو تتط ّلب التنافس‬ ‫ًمستق ّلة ًتعود بالنفع‬ ‫ّ‬ ‫الالهث بين أجزاء ّ‬ ‫الكل الذي تف ّرق‪.‬‬ ‫من أبسط األمثلة المتنافرة قبل عا َمين كانت أسماء‬ ‫(الج َمع)‪ ..‬فبعد اتّهام صفحة الثورة السورية بأنّها‬ ‫ُ‬

‫السنة الثانية | العدد ‪37‬‬

‫والترصد على‬ ‫الج َمع مع سبق اإلصرار‬ ‫تقترح أسماء ُ‬ ‫ّ‬ ‫فوز أحدها‪ ،‬ظهرت في المقابل مجموعات ال ِحراك‬ ‫المدني‪ ،‬التي باتت تقترح عناوين حمالتها ‪-‬لألمهات‬ ‫ّ‬ ‫كتسميات منا ِفس ٍة‪ِ ..‬ختام ذلك الك ّر‬ ‫والمعتقلين مث ًال‪-‬‬ ‫ٍ‬ ‫المتبادَل من الصفحات في معركة التصويت وتوجيه‬ ‫الرأي الثوري كان بإنشاء صفح ٍة جديد ٍة مستق ّل ٍة عن ّ‬ ‫كل‬ ‫ذلك الك ّم من الصفحات السابقة؛ بهدف اختيار أسماء‬ ‫الج َمع بـ"ديمقراطية"‪.‬‬ ‫ُ‬

‫اإلعالم ّية‪ ..‬فمث ًال وسيلة ٌإعالمية ٌتسعى إلقامة دول ٍة‬ ‫إسالمي ٍة وتنشر من المواد ما يدعم ذلك‪ ،‬وبالعكس‬ ‫تريد أخرى دولة ً ِعلمانية ًوتنشر المواد الداعمة لذلك‬ ‫أيض ًا‪ ..‬فتجد من ينشر هذه المعلومات ليس مقتنعا‬ ‫ًبها لكنّ ال ُمم ّول يريد ذلك‪ ،‬والبعض اآلخر منهم ينشر‬ ‫معلومات هو نفسه غير ُمدرِ ٍك لها ولكن ال ُمم ّول يريد‬ ‫ٍ‬ ‫ذلك‪ ..‬وبهذه الحالة يصبح ال ُمم ّول القاعد في فنادقَ‬ ‫خارج البالد يتح ّكم بالناشطين ُمدرا ِء المنابر اإلعالم ّية‬ ‫بالداخل"‪ ..‬ويضيف (مراد) عن ظرف غياب التمويل‪ ،‬بأنّ‬ ‫"التمويل ليس المؤثر الوحيد على هدف إعالم الثورة‪،‬‬ ‫فبعد سنتَين ون ّيف مازال البعض يخشى الحديث عن‬ ‫بشكل ّ‬ ‫أخف‬ ‫الدين والسياسة‪( ..‬التا ّبو) مازال موجود ًا ولو ٍ‬ ‫ح ّد ٍة من قبل‪ ،‬مث ًال بعض المنابر اإلعالمية ترفض نقد‬ ‫تجاوزات الجيش الحر‪ ،‬ومناب ُر ال تتحدث عن تجاوزات‬ ‫بح ّجة عدم شقّ الصف"‪.‬‬ ‫معارضي الخارج ُ‬ ‫ِ‬

‫(المندسة السور ّية) ذلك‪ ،‬فرأت أنّه "ال مانع من‬ ‫تناولت‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫إنشاء ألف صفح ٍة جديد ٍة لخدمة الثورة‪ ،‬إذا َوجد َْت ٌ‬ ‫كل‬ ‫منها في نفسها القدرة على تشكيل إضاف ٍة مفيد ٍة‬ ‫للثورة‪ ،‬ولكنّ إنشاء صفح ٍة تريد تعميم فكرها‪ ،‬وهي‬ ‫شخص مح ّد ٌد !!‪ ،‬فال أظنه‬ ‫تع ِلن َجهْ ر ًا أنّ القائم عليها ٌ‬ ‫فكر‬ ‫تعميم‬ ‫اليوم‬ ‫يمكن‬ ‫الثوري‪ ..‬فال‬ ‫بالمنحى‬ ‫االيجابي ّ‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫شخصي على الجميع‪ ،‬ونحن في ِخض ّم ثور ٍة ض ّد الرأي‬ ‫ٍ‬ ‫فيما تُبدي (سوزان أحمد) مشاهدا ِتها على بعض‬ ‫الواحد"‪.‬‬ ‫تمويل‬ ‫«‬ ‫المؤسسات اإلعالمية الثورية‪ ،‬التي "حصلت على ٍ‬ ‫فلوحظ الفرق بأدائها قبل التمويل‬ ‫فكر‬ ‫تعميم‬ ‫يمكن‬ ‫ال‬ ‫شخصي على من بعض الجهات‪ِ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫فتجاوزت الجهات الما ِنحة هدف تمويل إعالم‬ ‫سلطة وبعده‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ضد‬ ‫ثورة‬ ‫م‬ ‫ض‬ ‫خ‬ ‫في‬ ‫الجميع‬ ‫َ‬ ‫ٍ ّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ّ‬ ‫الثورة كمساعد ٍة بريئ ٍة‪ ،‬إلى هدف إيصال رسال ٍة معين ٍة‬ ‫الرأي الواحد‬ ‫ّ‬ ‫وتوجيه اإلعالم بمسارٍ يقود الرأي العام إليها"‪.‬‬ ‫»‬ ‫ثان ع ّما حصل مؤخر ًا‬ ‫وعرض (مراد‬ ‫ّ‬ ‫السوري) مثا ًال ٍ‬ ‫فيسبوكي وعلى المأل من فترة خمسة عشر أ ّما (أحمد العقدة) فيرى أنّه "من الطبيعي أن تتأثر‬ ‫ّ‬ ‫من "شجارٍ‬ ‫ناشطين من جهتَين إعالم ّيتَين متنافستَي ِن‪ ،‬وسائل اإلعالم بمصادر التمويل وتخدم مصالح ُمم ّولها‪،‬‬ ‫يوم ًا‪ ،‬بين َ‬ ‫درجات‬ ‫ال يملكان حتى لغة النّقد البنّاء‪ ،‬بدآ التخوين واالتّهام فمن المستحيل أن يكون الخادم ح ّر ًا‪ ،‬لكنّ هناك‬ ‫ٍ‬ ‫للصحفي أن يبنيها‬ ‫حرج‪ ..‬وال يجب التعميم من الحرية والال َت َبع ّية التي يمكن‬ ‫ّ‬ ‫وال ُمزايدة ونشر الغسيل ٍ‬ ‫بشكل ُم ٍ‬ ‫مثال‪ ،‬إنّما الحديث عن بعض الث ّوار‪ ،‬م ّمن بعيد ًا عن هيمنة ال ُمم ّول‪ ،‬وهذا يعود الى ن ُْضج الصحفي‬ ‫هنا بهكذا ٍ‬ ‫دخل الرياء في عملهم‪ ،‬وبات التنافس الموجود بينهم وقوة شخصيته وخبراته الفردية"‪ ..‬وهنا‪ ،‬ر ّبما يفتقد‬ ‫ال يرتقي إلى مستوى اآلالم العظيمة التي نم ّر بها‪ ،‬وال كثي ٌر من الناشطين واإلعالم ّيين الحديثين لخبر ٍة إعالمي ٍة‬ ‫وقو ٍة في شخص ّياتهم الصحف ّية خالل عا َمين وجيزَين‬ ‫الثوري الواحد"‪.‬‬ ‫يقترب من هدفنا ّ‬ ‫من الممارسة؛ التي ر ّبما َخ ِبر منها القائمون على التمويل‬ ‫طر َنج‪ ..‬عشرات السنوات السابقة من ممارسة السياسية واإلقناع‬ ‫يد ٌق‬ ‫إعالمي على ُر ِ‬ ‫َب َ‬ ‫ٌ‬ ‫قعة َش ْ‬ ‫قبل اإلعالم‪.‬‬ ‫ال يخفى ما تحتاجه معظم وسائل اإلعالم وخصوص ًا‬ ‫المكاتب اإلعالم ّية واإلذاعات المحل ّية والقنوات‬ ‫وثوري ٍة‪..‬‬ ‫إعالمي ٍة‬ ‫إشراقة‬ ‫نحو‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫والتقني؛ بين‬ ‫المالي‬ ‫الفضائ ّية من بحور الدعم‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫لكل مشكل ٍة ٌ‬ ‫حل ّ‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫تعويض‪ ..‬فعن‬ ‫استوديوهات ومقا ّر العمل ووسائل البث والتسجيل‬ ‫ِ‬ ‫ولكل تقصيرٍ‬ ‫الثوري اتّفق الصحف ّيون‬ ‫تحسين وضع اإلعالم‬ ‫ومعدّات التصوير والتوثيق والكثير من المصاريف‬ ‫ّ‬ ‫األخرى‪ ..‬لكن أن يتجاوز أحيان ًا التمويل حدود العمل‪،‬‬ ‫الثالثة على ضرورة تنمية وتطوير مهارات الناشطين‬ ‫فيتشعب إلى السفرات والزيجات والرواتب الشهرية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫اإلعالميين؛ والس ّيما أولئك الطامحين لمتابعة عملهم‬ ‫قابهم‪،‬‬ ‫ر‬ ‫من‬ ‫ومدرائهم‬ ‫اإلعالميين‬ ‫الناشطين‬ ‫على‬ ‫م‬ ‫ف ُي ْح ِك‬ ‫فيما بعد الثورة‪ ..‬ويضيف (مراد السوري) ضرورة‬ ‫ِ‬ ‫حياة‬ ‫وأقام‬ ‫اإلعالمي‬ ‫العمل‬ ‫س‬ ‫أس‬ ‫من‬ ‫هو‬ ‫هنا‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫فالمم ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫«نشر حمالت التوعية حول تجنّب الشائعات وتح ّري‬ ‫ً‬ ‫اإلعالمي !!‪ ..‬عندها تصبح الجهة اإلعالمية منبعا ألفكار‬ ‫ّ‬ ‫الصدق للعمل بدق ٍة وموضوعي ٍة»؛ فيما اقترح‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫كل‬ ‫اإلعالم‬ ‫فيبتعد‬ ‫ومصلحته‪،‬‬ ‫لسياسته‬ ‫ا‬ ‫ومنبر‬ ‫المم ّول‬ ‫ً‬ ‫حاضر ًا وهو طريقة «التكتّل‪،‬‬ ‫ال‬ ‫ح‬ ‫العقدة)‬ ‫(أحمد‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫‪.‬‬ ‫ا‬ ‫بحت‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫وشعب‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫ثور‬ ‫كونه‬ ‫عن‬ ‫ال ُب ْعد‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫جسم‬ ‫عبر دمج جهود أكثر من مطبوع ٍة صحفي ٍة في ٍ‬ ‫«‬ ‫إعالمي واح ٍد»‪ ،‬أ ّما مستقب ًال فيعتقد أن «المه ّمة‬ ‫ٍ‬ ‫خارج‬ ‫فنادق‬ ‫في‬ ‫القاعد‬ ‫ل‬ ‫الممو‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ستسهل أكثر مع عودة الكفاءات والخبرات اإلعالمية‬ ‫ّ ُ‬ ‫َ‬ ‫بالناشطين ُم َدر ِاء‬ ‫يتحكم‬ ‫البالد‪ّ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫واندماجها بتلك المشاريع الصغيرة أو توليد مشاري َع‬ ‫بالداخل‬ ‫ة‬ ‫اإلعالمي‬ ‫المنابر‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫فناشطو‬ ‫ِ‬ ‫جديد ٍة عنها»‪ ،‬مف ّرقا بين «الجرأة والخبرة‪ِ ،‬‬ ‫»‬ ‫الداخل يمتلكون قدر ًا كبير ًا من الجرأة‪ ،‬لكن تنقصهم‬ ‫ّها‬ ‫ن‬ ‫بأ‬ ‫التمويلية‬ ‫ات‬ ‫ي‬ ‫السلب‬ ‫هذه‬ ‫)‬ ‫السوري‬ ‫(مراد‬ ‫يرى‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الخبرة التي تأتي مستقب ًال من احتكاكهم مع ذوي‬ ‫"ش ّكلت بح ّد ذاتها صراع ًا وتشرذم ًا بين الجهود‬ ‫والع َمل ّية»‪.‬‬ ‫الكفاءات ال ِعلم ّية َ‬


‫السبت | ‪ 22‬حزيران ‪2013‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪37‬‬

‫اقتصاد ‪ -‬حقوق ‪6‬‬ ‫‪6‬‬

‫اقتصاد‬

‫ُ‬ ‫السياحة في سوريا‪..‬‬ ‫الفرا ُر‬ ‫يطال ّ‬ ‫منشأ ٍة سياح ّي ٍة ُد ّم َر ْت في ريف دمشق‬ ‫بكلفة أضرار ٍوصلت إلى أكثر من ‪/5.4/‬‬ ‫مليون لير ًة؛ بينما ارتفعت الخسائر في‬ ‫مليارات لير ٍة‪ ،‬في‬ ‫حلب لتصل إلى ‪/6/‬‬ ‫ِ‬ ‫حين أشارت مصاد ُر إلى وصول قيمة‬ ‫األضــرار في حمص ودرعــا إلــى أكثر‬ ‫مليارات لير ٍة‪ ،‬كما بلغت في‬ ‫من ‪/8/‬‬ ‫ِ‬ ‫مدينتَي إدلب ودير الزور ‪ /5/‬ماليين لير ٍة‪.‬‬

‫ونتيجة ًلتراجع السياحة في البالد‪ ،‬أ ّدى‬ ‫ذلــك إلــى تض ّرر الكثير من العائالت‬ ‫السور ّية‪ ،‬التي اعتمدت في مصدر د َْخلها‬ ‫على السياحة والعمالة السياح ّية‪ ،‬فيما‬ ‫تعرض حوالي (‪ )%04‬من العمالة في‬ ‫التعسفي‪ ،‬وبات‬ ‫السياحة إلى التسريح‬ ‫ّ‬ ‫من تب ّقى على رأس عمله مهدّد ًا بخسارة‬ ‫وقت‪.‬‬ ‫العمل في ّأي ٍ‬

‫وبحسب رئيس اتّحاد غرفة السياحة‬ ‫السورية (رامي مارتيني)‪ ،‬فإنّ السياحة‬ ‫في سوريا تساهم بــــ(‪ )%11‬من‬ ‫الناتج القومي‪ ،‬كما ساهمت بحوالي‬ ‫اإلجمالي‬ ‫‪ /6/‬مليارات دوالر ٍمن الناتج‬ ‫ّ‬ ‫لسوريا في عــام ‪ ،0102‬و ُيش ّكل‬ ‫ّ‬ ‫قطاع السياحة مصدر ًا رئيسي ًا للعملة‬ ‫وتُع ّد مدينتا دمشق وحلب من أكثر‬ ‫ّ‬ ‫عمل‬ ‫بالقطاع‬ ‫المدن خسار ًة‬ ‫ّ‬ ‫السياحي‪ ،‬األجنبية‪ ،‬إلى جانب توفير فرص ٍ‬ ‫َ‬ ‫عامل‪.‬‬ ‫وبحسب (الناصر) فإن أكثر ‪ /001/‬لحوالي ‪ /052/‬ألف ٍ‬

‫وبحسب صحيفة (تشرين) القريبة من‬ ‫نظام األســد‪ ،‬فــإنّ عائدات سوريا من‬ ‫السياحة انخفضت العام الماضي بحوالي‬ ‫(‪ )%64‬مقارنة ًمــع العائدات قبل‬ ‫اندالع الثورة وقصف المدن؛ وج ّراء تدهور‬ ‫األوضــاع األمن ّية انخفضت نسبة عدد‬ ‫الس ّياح القادمين إلى سوريا العام الماضي‬ ‫ُ‬ ‫بنسب ٍة تجاوزت (‪ ،)%67‬حسب ما أفاد‬ ‫به مكتب رئاسة الوزراء‪.‬‬

‫وصلت آثار الحرب التدمير ّية في سوريا‬ ‫إلى المنشأت السياحية في البالد‪،‬‬ ‫الس ّيما مع استمرار عمليات القصف‬ ‫بكافة األسلحة الثقيلة على المدن‬ ‫السور ّية‪ ،‬وكانت مصادر في حكومة‬ ‫األسد أشارت إلى صعوبة تقدير خسائر‬ ‫ّ‬ ‫القطاع السياحي بد ّق ٍة‪ ،‬بينما جاء على‬ ‫لسان وزيرة السياحة في الحكومة (هالة‬ ‫الناصر) بأنّ خسائر السياحة في سوريا‬ ‫بلغت أكثر من ‪ /01/‬مليارات دوالر؛‬ ‫قياس ًا إلى سعر الدوالر عندما وصل إلى‬ ‫‪ /69/‬لير ًة‪ ،‬ما يعني ارتفاع كلفة األضرار‬ ‫مع ارتفاع سعر الدوالر حالي ًا‪ ،‬وفقدان‬ ‫الليرة السورية لـ(‪ )%05‬من قيمتها‪.‬‬

‫حقوق‬

‫الداخلي‪..‬‬ ‫ّزوح‬ ‫الن ُ‬ ‫ّ‬ ‫أنس أبد ًا ال ّرعب الذي شعرت به‬ ‫«لن َ‬ ‫عندما تركت بيتي آلخر م ّر ٍة في هذه‬ ‫الحرب‪ ..‬لقد احترقت دارنا‪ ،‬وأ ْب ِعدْنا»‪..‬‬ ‫هكذا قال أحد النازحين بعد أن ش ّردته‬ ‫يد الحرب‪ ..‬فهل للنازح حقوقٌ تضمن‬ ‫عودته مر ًة أخرى؟‬ ‫ُيع َت َبر قانون حقوق اإلنسان والقانون‬ ‫اإلنساني من أكثر القوانين التي‬ ‫الدولي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تهت ّم بقضايا النازِحين داخل حدود‬ ‫الوطن‪ ،‬وتُعنى بذكر أسبابها وتوصيفها‬ ‫لضمان حماية األفراد‪.‬‬ ‫قانون حقوق اإلنسان ‪:‬‬ ‫يو ّفر قانون حقوق اإلنسان حماية ًها ّمة‬ ‫ًللنازحين داخــل بلدهم‪ ،‬ويسري في‬ ‫الس ْلم وفي حاالت النزاع ال ُمس ّلح‬ ‫أوقات ِ‬

‫ويحقّ لهم التمتّع بالحماية المكفولة‬ ‫للمدن ّيين‪ ..‬ومن أه ّم ماورد في القانون‬ ‫يخص هذا الشأن‪:‬‬ ‫الدولي بما ّ‬ ‫ّ‬ ‫ قواعد تحظر على األطراف في النزاع‬‫استهداف المدن ّيين واألعيان المدن ّية أو‬ ‫القيام باألعمال العدائ ّية دون تمييز‬ ‫ٌ‬ ‫مفروض على تجويع الس ّكان‬ ‫ حظ ٌر‬‫المدن ّيين وعلى تدمير األعيان التي ال‬ ‫ِغنى عنها لبقاء السكان على قيد الحياة‪.‬‬

‫الس َواء‪ ،‬ويهدف القانون إلى منع‬ ‫على ّ‬ ‫النزوح وكفالة الحقوق األساسية للنازحين‬ ‫حال حدوثه‪ ..‬و ُيع ّد الحظر المفروض على‬ ‫التعذيب والمعاملة‪ ،‬أو العقوبة القاسية‬ ‫أو الالإنسانية أو ال ُمهينة‪ ،‬والحقّ في‬ ‫التمتّع بالممتلكات في سالم‪ ٍ،‬والتمتّع‬ ‫بالسكن والحياة األســر ّيــة‪ ،‬ذا أهمي ٍة‬ ‫ٌ‬ ‫الجماعي‬ ‫العقاب‬ ‫على‬ ‫مفروض‬ ‫ر‬ ‫حظ‬ ‫‬‫خاص ٍة لمنع النزوح‪ ..‬كما أنّ الحقّ في‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫السالمة الشخص ّية والحقّ في وطن ٍوفي الذي يتّخذ غالب ًا شكل تدمير المساكن‪.‬‬ ‫الغذاء والمأوى والتعليم والعمل يقدّم‬ ‫ قواع ٌد تُف َر ُض على األطراف للسماح‬‫حماية ً جوهر ّية ً أثناء النزوح‪.‬‬ ‫لشحنات اإلغاثة بالوصول إلى المدن ّيين‪.‬‬ ‫اإلنساني ‪:‬‬ ‫الدولي‬ ‫القانون‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ويمكن لهذه القواعد أن تلعب دور ًا ها ّم ًا‬ ‫القت االحترام‬ ‫الدولي‬ ‫يسري القانون‬ ‫اإلنساني في في منع النزوح إذا ما ِ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫حاالت النزاع ال ُمس ّلح سوا ًء كانت دولي ًا المالئم‪ ،‬حيث أنه في معظم األحوال‬ ‫األصلي وراء‬ ‫أو غي َر دولي‪ ٍ،‬وإذا كان النازحون داخل يكون انتهاكها هو السبب‬ ‫ّ‬ ‫طرف في النزوح‪ ،‬كما يحدث اآلن في سوريا‪.‬‬ ‫بلدهم موجودين في دول ٍة ٍ‬ ‫نزاع ٍُمس ّلح ٍفإنّهم ُيعتَبرون مدن ّيين‪،‬‬

‫أن نظام األسد‬ ‫ُي َ‬ ‫ذكر ّ‬ ‫ات‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫عدة‬ ‫هم‬ ‫ّات‬ ‫ٍ‬ ‫قوات المعارضة في‬ ‫إلحاق الضرر بالمنشآت‬ ‫لت‬ ‫حم ِ‬ ‫السياحية‪ ،‬فيما ّ‬ ‫ّ‬ ‫المعارضة قوات األسد‬ ‫مسؤولية تدمير المنشآت‬ ‫السياحية‪ ..‬وكان‬ ‫ّ‬ ‫ناشطون قد ّبثوا على‬ ‫شبكة اإلنترنت مقاطع‬ ‫فيديو أظهرت احتراق‬ ‫والمشاتل بفعل‬ ‫الغابات‬ ‫ِ‬ ‫قصف قوات النظام‬ ‫المستمر؛ كما أظهرت‬ ‫صور أخرى احتر َاق العديد‬ ‫ٌ‬ ‫من المباني السياحية‬ ‫العشوائي‬ ‫جراء القصف‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬


‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬

‫رأي‬

‫السبت | ‪ 22‬حزيران ‪2013‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪37‬‬

‫انقالب ؟؟‪..‬‬ ‫هل هو‬ ‫ٌ‬

‫ودعموا عراقَ (صدّام) كي يسحقها‪ ،‬ولكنّ الق ّوتَين‬ ‫خرجتَا منهكتَين دون أن ينتصر أح ٌد منهما على‬ ‫اآلخر‪ ،‬ول ّما بدأ (صدّام) يتص ّرف بما َيخال المراد‬ ‫الخليجي دعمت دول الخليج الواليات المتحدة‬ ‫ّ‬ ‫مساء يوم الخميس الماضي‪ ،‬وبعد انتظار ٍمحلي ٍودولي ٍلذلك القرار‪ ،‬خرج بيانٌ‬ ‫الع َلن ِمن البيت األبيض‪ ،‬يفتح الباب على ِمصرا َعيه أمام مرحل ٍة جديد ٍة لتدميره واحتالل بلده‪ ،‬ودفع الخليج ّيون ثمن ما‬ ‫إلى َ‬ ‫والشرعي للجيش الح ّر‪ ،‬الذي يقاتل ُيع َت َب ُر َب ْيع ًا لبل ٍد عربي ٍشدي ِد األهم ّية م ّرتين‪.‬‬ ‫العلني‬ ‫ّ‬ ‫في القض ّية السور ّية‪ ،‬وهو التّسليح ّ‬ ‫آل األسد منذ أكثر ِمن عام ٍونصف ِمن خالل الذخائر التي يغنمها أو بعض‬ ‫السوري ذي‬ ‫في الثورة السورية سطع نجم الشعب‬ ‫ّ‬ ‫دول عربي ٍة‬ ‫تسليح ٍ ٍ‬ ‫خفيف قادم ٍمن ٍ‬ ‫الس ّن ّية‪ ،‬التي تعاني ِمن طغيان األقل ّية‬ ‫الغالبية ُ‬ ‫ّ‬ ‫فاستغل الخليجيون ذلك الشعور‬ ‫تسويف وسحقها لها‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫األميركي‪ ،‬فقد سبقه‬ ‫عديدة هي النواحي التي ُي َرى ِمن خاللها القرار‬ ‫ّ‬ ‫وج ّيروه صراع ًا طائفي ًا‪ ،‬وحين ِئ ٍذ فإنّه ِمن‬ ‫السوري َ‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫مانع للواليات المتّحدة عن‬ ‫وتأن ٍطويل أثار ريبة الجميع وأشعرهم أنّ هنالك ٌ‬ ‫اتّخاذ مثل هذا ِالقرار؛ إذ أنّ فرنسا وبريطانيا أثبتتا بالدليل القاطع أنّ النظام البداهة أن ّ‬ ‫تتدخل إيران لتدافع عن حليفها‪ ،‬ومن‬ ‫الطبيعي أيض ًا أن ّ‬ ‫اللبناني‬ ‫العسكري‬ ‫يتدخل ذراعها‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫السوري‪ ،‬وهذا ما قال عنه (أوباما) أنّه‬ ‫استخدم أسلحة ًكيماو ّية ًضد الشعب‬ ‫ّ‬ ‫ال ُمتم ّثل في ميليشيا جبل عا ِمل (حزب الله)‪..‬‬ ‫خط ٌ أحم ُر ونقطة ٌ فاصلة ٌ‪..‬‬ ‫دليل على استخدام النظام شــارك اإليــرانـ ّيــون علن ًا في معركة القصير‪،‬‬ ‫بقي البيت األبيض يقول ألكثر ِمن شهر ٍمضوا ّأل َ‬ ‫الكيماوي‪ ،‬مع أنّه أثبت أنّ استخدامه قد ت ّم في نهاية العام الماضي‪ ..‬واستطاعوا دخولها بعد استبسال ٍعظيم ٍأبداه‬ ‫للسالح‬ ‫ّ‬ ‫إمكانات كالتي تمتّع بها العد ّو‬ ‫أبناؤها من دون‬ ‫ٍ‬ ‫ليبقى السؤال‪ ،‬ما الدافع لإلثبات اآلن؟‬ ‫النظامي؛ فرأى الخليج ّيون في‬ ‫اللبناني والجيش‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫لدى الواليات المتحدة حلفا ٌء خليج ّيون في منطقة الشرق األوسط‪ ،‬ي َرون في ذلك ترسيخ ًا لسيطرة إيرانَ العسكر ّية على سوريا‪،‬‬ ‫الشيعي فأحرجوا حليفتهم الواليات المتّحدة كي تدعم‬ ‫السنّي ب َمدّها‬ ‫مسيطر ًة على الشرق األوسط‪ ،‬تهدّد الوجود ُ‬ ‫إيرانَ ق ّو ًة ِ‬ ‫ّ‬ ‫يأت‬ ‫الواصل للعراق بعد احتالل أميركي ٍغير مو ّفق‪ ٍ،‬وبما أنّ العالقة بين آل األسد الجيش الح ّر‪ ،‬ولذلك فإنّ القرار‬ ‫األميركي لم ِ‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫الحيوي لها‪ ،‬ووصل إال بعد معركة القصير وقبل معركة حلب التي‬ ‫الخامنئي) استراتيجية ٌ فقد اكتمل المجال‬ ‫ودولة (الفقيه‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫اللبناني؛ وبذلك سيحفظ‬ ‫(الولي الفقيه) للبحر المتوسط‪ ..‬ال ُيجيد الخليج ّيون القتال إال ِمن أع ّد لها النظام مع العد ّو‬ ‫ّ‬ ‫سلطان‬ ‫ّ‬ ‫غالب أو مغلوب‪ ..‬وكما‬ ‫خالل تنظيم القاعدة‪ ،‬الذي تعاقبه الواليات المتّحدة وتعاقب الخليج بسببه‪ ،‬ك ّفة الصراع مستم ّر ًة دون ٍ‬ ‫ُرهبهم‪ ،‬نستطيع قراءة بين السطور‪ ،‬نستطيع قراءة تصريح‬ ‫وبالتالي فإنّهم يدعمون ال ِقوى األخرى كي تقف في وجه إيرانَ التي ت ِ‬

‫السنّية‪..‬‬ ‫الشيعي‬ ‫التم ّر ُد‬ ‫والصدمة ُ ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫والسعودية في عجز ٍتام ٍأزلي ٍ»بسبب االستبداد»‪ ،‬وترك ّيا‬ ‫تصارع المعارضة التي رأتها في مأزِق‪ ٍ،‬فاستغ ّلت الفرصة‬ ‫ٌ‬ ‫انتخابات برلمان ّي ٌة ُمب ِك َرة‬ ‫ُجهز عليها‪ ،‬كي يكون هنالك‬ ‫كي ت ِ‬ ‫ٌتسقط الحزب المتأسلم‪ ،‬و ُت ِعيد ترك ّيا إلى حظيرة العلمان ّية‬ ‫األوروب ّية‪ ،‬فضربت ضربتها الكبرى في سوريا اآلن‪.‬‬

‫العادي تناسي حرب تموز‪،‬‬ ‫السوري‬ ‫يصعب على اإلنسان‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫نتمي لبلدة القصير السور ّية العظيمة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وباألخص ال ُم َ‬ ‫ويصعب عليه أيض ًا تناسي المقارنة بين ما يحدث اليوم‬ ‫في الثورة وبين ما حدث في األمس‪ ،‬قد يظنّ أنّه نوعٌ ِمن‬ ‫الخيال‪ ،‬ولكنّه في النهاية ‪-‬إذا كتب الله له الحياة‪ -‬س ُيدرك‬ ‫أنه كان غاف ًال عن أمور ٍعديد ٍة قبل الثورة‪ ،‬وبدأت صحوته‬ ‫ُيقال بأنّ الربيع العربي أتى عكس ما تشتهيه الدول‬ ‫بدأت الثورة‪.‬‬ ‫منذ ِ‬ ‫العظمى‪ ،‬حيث أنّه فرض سلطة ً جديدة ً وهي سلطة الشعب‬ ‫ُ‬ ‫السياسي‬ ‫استطاعت ميليشيا جبل عامل (حزب الله) اكتساح الشارع الثائر‪ ،‬ولكن ِمن مبادئ السياسة األولى ّأل يصنع‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫الحدث بل أن يستثمره حتى يجني منه أعظم النتائج‪ ،‬وما‬ ‫العربي‪ِ ،‬من خالل دعاي ٍة زعمت أنها كانت السبب في دحر‬ ‫ّ‬ ‫إسرائيل ِمن جنوب لبنان‪ ،‬الذي لم يكن يم ّثل ّأي أهمي ٍة ُيم ّيز إيرانَ أنّها بصفتها دولة ً متكا ِملة َ المعالم‪ ،‬وتمتلك إرث ًا‬ ‫لدى الصهاينة لتحافظ عليه‪ ،‬وأنّها المنتصرة في حرب سياس ّي ًا عمره يتجاوز الخمسة قرون ٍ‪-‬بعكس معظم الدول‬ ‫ت ّموز التي د ّمرت ُبنى لبنانَ التحت ّية‪ ،‬لصناع ِة شعبي ٍة َلح َسنَ المحيطة بها‪ -‬استفادت منه‪ ،‬ومن عالقاتها مع الدول‬ ‫وتتوسع في فراغ‬ ‫العا ِم ِل ّي «نسبة ًلجبل عا ِمل»‪ ،‬وبات العرب ي َرون في إيران‬ ‫المجاورة والبعيدة‪ ،‬كي تحفظ مصالحها ّ‬ ‫ِ‬ ‫وحزبها أصدقا ًء أوفيا ًء‪ ،‬وأنّهم على باب تحرير المسجد الشرق األوسط لتزداد ثرا ًء‪ ..‬أما السعودية على سبيل المثال‪،‬‬ ‫األقصى‪ ،‬كأنّهم إذا ح ّرروه سيعطون الفلسطين ّيين مفاتيحه والتي نشأت في ثالثينات القرن الماضي ضمن حكم‬ ‫ٍعشائري ٍبدائي‪ ٍ،‬ال تمتلك ُربع إمكانات إيرانَ ال السياس ّية‬ ‫دون أن يسيطروا عليه هم «كما تقتضي البداهة»‪.‬‬ ‫وال الزراع ّية وال الصناع ّية وال الثقاف ّية وال العسكر ّية طبع ًا‪،‬‬ ‫السعودي فيستأجر من يعمل‬ ‫فاإليراني يعمل بيده‪ ،‬أما‬ ‫ترى إيران الفراغ في وسط وغرب آسيا مؤاتي ًا كي تمأله‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫حسب مصلحتها ِمن أفغانستان مرور ًا بالعراق وانتها ًء بالنيابة عنه ومن يقاتل بالنيابة عنه‪.‬‬ ‫وسنّي ًا دافعه الذّهول ِمن أن ُ‬ ‫تراكب ّية‬ ‫بسوريا‪ ،‬نرى صمت ًا عرب ّي ًا ُ‬ ‫واقتصادي‪ ،‬إيران تم ّردت‪ ..‬والق ّوة هَ هُ نا تب ّرر السيطرة في عالم ٍال يعبؤ‬ ‫سياسي‬ ‫ّ‬ ‫الهُ دنة انهارت‪ ..‬مص ُر في اضطراب ٍ‬ ‫ٍ‬

‫فرنسا على عدّة وجو ٍه‪ ،‬والذي قالت فيه «لن نسمح‬ ‫لألسد بالسيطرة على حلب أبد ًا»‪.‬‬ ‫ليس العجب ِمــن صحوة الــواليــات المتّحدة‬ ‫سخيف‬ ‫«المفاجئة» بل من اقتصارها على دعم ٍ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ال يهدف ّإل إلى استمرار المعركة دون حسمها؛ أما‬ ‫يخص ّ‬ ‫األميركي المباشر فهو ُيع َت َبر‬ ‫التدخل‬ ‫بما ّ‬ ‫ّ‬ ‫قريب ًا من المستحيل بسبب ال ِخشية األميرك ّية‬ ‫ِمن روسيا التي تمتلك سوريا‪ ،‬والتي تستطيع‬ ‫استنزافها فيها بمساعدة حلفائها‪ ،‬لتحويل‬ ‫سوريا إلى معسكر ٍشرقي ٍفي استحضار ٍلسيناريو‬ ‫الحرب الباردة‪ ،‬وستكون الواليات المتّحدة ُمنهزِمة‬ ‫شك‪ ،‬وهذا ما يدفع أميركا لعدم ّ‬ ‫التدخل‬ ‫ًمن دون ٍ‬ ‫وبالمحصلة‬ ‫العظمى‪..‬‬ ‫بما تقتضيه سياسة الدولة ُ‬ ‫ّ‬ ‫نستطيع استشفاف أنّ الواليات المتّحدة ليست‬ ‫العظمى الوحيدة في العالم‪.‬‬ ‫الق ّوة ُ‬

‫بحقوق الضعفاء‪ ،‬وعجز الطرف اآلخر «نحن» يجعل اآلخرين‬ ‫ال يلتفتون إلى آالمه‪ ،‬ويوم ًا بعد يوم ٍ ُيدرِك السور ّيون أنّ‬ ‫النظام الــذي حكمهم أربعة عقو ٍد استم ّد ق ّوته ِم ّمن‬ ‫يساعدونه اآلن‪ ،‬إيرانُ وروسيا هما العد ّوتان لهذا الشعب‪،‬‬ ‫وألنّهما استطاعتا أن تصونا ال ِح ْلف بينهما بسبب دأب إيرانَ‬ ‫السنّية قد أتت متأخر ًة؛ وعدم وجود‬ ‫المستم ّر فإن الصدمة ُ‬ ‫السنّة هو ما جعل التخ ّبط‬ ‫قرار ٍجامع ٍيحافظ على مصالح ُ‬ ‫ِس َمة العرب واألتراك على ح ٍد سواء‪ ،‬والمثال على ذلك أنّ‬ ‫مصر التي تُع ّد أكبر بل ٍد عربي ٍوإفريقي ٍوشرقَ أوسطي ٍ ُسنّي‬ ‫مساعدات إيرانية ً؛ ولم‬ ‫ٍب ِتعدا ٍد تجاوز التسعين مليون ًا قبلت‬ ‫ٍ‬ ‫الصلة‬ ‫تُص ِدر ّإل مؤخر ًا موقفها الباهت‪ ،‬الذي قضى بقطع ّ‬ ‫الدبلوماسية مع نظام األسد‪ ..‬وضرورة الحال تقتضي تح ّرك ًا‬ ‫شام ًال ال كالمي ًا فقط كما اعتدنا ِمن «أ ّم الدنيا»‪.‬‬


‫السبت | ‪ 22‬حزيران ‪2013‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪37‬‬

‫مـقـاالت‬

‫أعد ْدنا‬ ‫ماذا َ‬ ‫لزمن ِ‬ ‫ِ‬ ‫الفتَ ن؟‬

‫إيمان محمد‬

‫دمشق ‪ ..‬حاصري حصارك!‬

‫عبد الله الدمشقي‬

‫علم النظام منذ بداية الثورة أن دمشق هي الجائزة‬ ‫الكبرى التي إن خرجت عن سيطرته فسيتداعى‬ ‫هرم قوته المقلوب ً‬ ‫رأسا على عقب‪ ،‬لذلك بذل كل ما‬ ‫يستطيع منذ أيام السلمية ليقمع مظاهراتها بأشد‬ ‫ما يكون القمع ونشر األلوف من شبيحته ورجال‬ ‫أمنه في كل حي وزاوية – مع أن دمشق مك ّبلة‬ ‫ً‬ ‫أصال بشبكة من فروع األمن تغطي كل مناطقها –‬ ‫وذلك ليمنع دمشق من أن تقول كلمتها الفاصلة‪.‬‬

‫لكن مدينة الياسمين الذي يعرف كيف يشق طريقه إلى‬ ‫الشمس في كل الفصول والظروف‪ ،‬لم تستسلم وعرفت‬ ‫كيف تقض مضجع النظام وكيف تضيق الخناق عليه‬ ‫كلما ضيق الخناق عليها وبطريقتها الخاصة‪ .‬فكان‬ ‫الثائرون يشقون ليل دمشق الطويل بصيحات الحرية‬ ‫كلما سنحت لهم الفرصة‪ ،‬من المظاهرات الحاشدة التي‬ ‫خرجت من مساجد الميدان وكفرسوسة والمزة وجوبر‬ ‫وبرزة والقابون واألحياء الجنوبية‪ ،‬إلى المظاهرات الطيارة‬ ‫في حارات وزواريب الصالحية والعفيف والمهاجرين‬ ‫على بعد أمتار من قصر الطاغية‪ ،‬إلى قطع الشوارع‬ ‫الرئيسية بالنار‪ ،‬إلى مسيرات التشييع الضخمة التي‬ ‫خرج الناس فيها باآلالف‪ ،‬كانت دمشق تتحدى صمتها‬ ‫وخوفها الطويل‪ .‬وبعيد ًا عن المظاهرات وتغطيتها‬ ‫اإلعالمية عمل كثير من شباب دمشق وفتياتها في‬ ‫إسعاف الجرحى ودعم أسر الشهداء والمعتقلين‬ ‫والمالحقين ومن فقدوا مورد رزقهم‪ ،‬وفتح الطاغية‬ ‫سجونه لتلتهم ألوف ًا من خيرة شباب دمشق وأصبح‬ ‫الكثيرون منهم مالحقون مطاردون واضطر آخرون إلى‬ ‫مغادرة البلد بعد أن ض ّيق النظام عليهم ّ‬ ‫وشل حركتهم‪.‬‬ ‫وعندما تحولت الثورة بسبب بطش النظام وعنفه‬ ‫إلى مقاومة شعبية مسلحة‪ ،‬ومع حاجة النظام إلى‬ ‫استخدام كل قوته العسكرية للمحافظة على األراضي‬ ‫التي أخذ الثوار يحررونها في الشرق والشمال والوسط‬ ‫والجنوب‪ ،‬أبقى النظام خيرة كتائبه العسكرية وجزء ًا‬

‫مهم ًا من قوته الضاربة حول دمشق تحيط بها إحاطة‬ ‫السوار بالمعصم فهو يعرف أنه لن يسقط إال بسقوط‬ ‫العاصمة‪ ،‬ومع ذلك استطاع الثوار أن يطردوا النظام‬ ‫من الغوطة ومن أحياء دمشق الشرقية والجنوبية‪،‬‬ ‫ليحصروا وجوده في قلب العاصمة وشمالها‪ ،‬ولتتحول‬ ‫تلك المناطق الثائرة إلى ساحة استنزاف تستنزف‬ ‫قوة النظام وتضعف ق ّوته وتمهّ د ليوم التحرير الذي‬ ‫ستتخلص فيه دمشق من قبضة الظالمين وجورهم ولوال‬ ‫أن النظام فقد معظم قوته وأصبح على شفا االنهيار لما‬ ‫استعان بحزب الله وغيره من المرتزقة من العراق وكل‬ ‫أنحاء األرض متوهم ًا أنهم سينقذون عرشه ويمنعون‬ ‫سقوطه‪ .‬لكن الكلفة البشرية كانت عالية ج ّد ًا فالنظام‬ ‫صب جام غضبه ونيرانه على تلك المناطق وحاصرها‬ ‫وض ّيق على أهلها‪ ،‬فهاجر منهم من هاجر وبقي منهم‬ ‫من بقي في أوضاع معيشية بالغة السوء‪ ،‬ولم تنج‬ ‫األحياء التي تقع تحت سيطرة النظام من تفجيرات‬ ‫هدفها بث الرعب في قلوب ما تبقى من سكان المدينة‬ ‫وإلصاق التهمة بالثوار لتقليص الحاضنة الشعبية التي‬ ‫ترعى الثورة وتمدّها بأسباب االستمرار‪ .‬إن األولوية اليوم‬ ‫التي يجب أن ّ‬ ‫يركز عليها ثوار دمشق ممن لم يلتحقوا‬ ‫بإخوانهم في المناطق واألحياء الثائرة هي (اإلغاثة)‬ ‫فإغاثة ودعم المناطق الثائرة هو الذي سيضمن ثبات‬ ‫هذه المناطق ويفشل خطة النظام في إركاعها‪ ،‬كما‬ ‫إن محافظة أصحاب األعمال على أعمالهم ومصانعهم‬ ‫ومزارعهم وورشهم يعتبر شك ًال من أشكال الصمود‬ ‫والدعم للمدينة وغوطتها المحاصرة‪ ،‬فهذه األعمال‬ ‫تؤمن مورد رزق للكثيرين وتمنعهم من مغادرة البلد‬ ‫وخسارة الطاقات واإلمكانيات‪ ،‬كما إنها تؤمن للناس‬ ‫الحاجات األساسية من غذاء ودواء‪ ،‬ال بد من توسيع‬ ‫أعمال اإلغاثة والتنسيق بين الهيئات العاملة فالحاجة‬ ‫تزداد والمتضررون يكثرون وهناك من ال يصله الدعم‬ ‫الكافي‪ ،‬إن األرض تنقص من أطرافها تحت أقدام‬ ‫النظام‪ ،‬فاصمدي يا دمشق‪ ،‬إن الفجر موعده قريب‪.‬‬

‫حصنّا أنفسنا‬ ‫ماذا أعددنا لزمن الفتن؟‪ ..‬كيف ّ‬ ‫من الوقوع بها؟‪..‬‬ ‫ما الذي علمناه ألوالدنا ك ِد ْرهم وقاي ٍة من‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫عواصف من األخطار التي‬ ‫ُجابه‬ ‫مبادئ وقيم ٍت ِ‬ ‫تتهدّدهم من ّ‬ ‫كل ناحي ٍة ؟!‬ ‫وأشخاص‬ ‫التعصب ألسما ٍء‬ ‫تعلمنا وعلمناهم‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫وفرق‪ ٍ،‬سلبناهم روح الوحدة‪ ،‬واالنتماء الواحد‬ ‫لإلسالم‪..‬‬ ‫آمنّا وصدقنا بحكاي ٍة خرافي ٍة تقول‪ ..‬كل من‬ ‫معي صديقي‪ ،‬وكل من خالفني عدوي‪.‬‬ ‫كنا قدواتهم في الحكم على الناس من المظهر‪،‬‬ ‫ذنوب العباد مهما أظهروا‬ ‫وأن ال يغفر العبا ُد َ‬ ‫حسن النوايا‪..‬‬ ‫نصبنا أنفسنا حكام ًا على النوايا‪ ،‬وكأننا نعلم‬ ‫ّ‬ ‫ما تُخفي الصدور‪..‬‬ ‫أعددنا للمستقبل القادم الفرقة والتناحر‬ ‫وابتسامات صفرا َء أجدنا‬ ‫والتشرذم والضياع‪..‬‬ ‫ٍ‬ ‫رسمها على األقنعة التي نرتديها لنُظهر الود‬ ‫والتسامح‪ ،‬ونخفي الحقد المتوارث‪ ،‬والكراهية‬ ‫السوداء‪..‬‬ ‫َ‬ ‫مبادئ‬ ‫لو أننا آمنا بالله حق ًا لتكاتفنا على‬ ‫وأفكار‪ ٍ،‬وأخذنا َمن حولنا بحسن النوايا‪ ،‬وقدمنا‬ ‫أعمالنا بإحسان ٍوإتقان‪ ،‬وتحرينا فيها أن تكون‬ ‫األخلص‪ ،‬وسابقنا على صدقات السر والتي‬ ‫ليس بالضرورة أن تكون ما ًال‪ ،‬فكم هي الحاجة‬ ‫بمبادرات تجمع وال‬ ‫ٍ‬ ‫ألن نتصدق بأعمال خير ٍ‬ ‫به َمم ترقى عن جنون المادة‪ ،‬وهوس‬ ‫تفرق‪ِ ،‬‬ ‫الشهرة‪ ،‬وحب المديح والسيادة‪..‬‬ ‫لو أننا آمنا بالله حق ًا‪ ،‬للقنّا أوالدنا معنى‬ ‫التضحية‪ ،‬وفضل اإليثار‪ ،‬وكيف يحب المرء‬ ‫ألخيه ما يحب لنفسه‪..‬‬ ‫نتبصر‬ ‫لكننا أحببنا أنفسنا بما يكفي ليمنعنا أن ّ‬ ‫وجود الهاوية التي ستبتلعنا جميع ًا إن نحن‬ ‫واصلنا التخبط مع أننا أصحاب حق‪ ٍ،‬فيما أهل‬ ‫الباطل يتحدون ويحشدون ويتكاتفون‪..‬‬ ‫غال من‬ ‫ثمنه‬ ‫الثبات في زمن الفتن مطلب ُملح‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫جهد وه ّم وألم‪..‬‬ ‫لكنه أغلى ما يمكن تحقيقه من إنجازات‬ ‫وانتصارات‪..‬‬ ‫فما عاد تحرير المدن هو المطلب‪ ،‬بقدر ما هو‬ ‫مطلوب تحرير العقول‪..‬‬

‫‪8‬‬


‫‪9‬‬

‫مـقـاالت‬

‫السبت | ‪ 22‬حزيران ‪2013‬‬

‫وأم ُرهم شورى ‪..‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪37‬‬

‫أبو ياسر‬

‫ٌ‬ ‫وأطفال‪ ..‬تختلف األعمار من رأي المجموعة بدافع حكمتها الشخص ّية‪،‬‬ ‫وش ْي ٌب ونسا ٌء‬ ‫ٌ‬ ‫شباب ِ‬ ‫يتوحد الهدف بإسقاط النظام‪ ..‬وبالتالي تتفرد باتّخاذ القرار‪ ،‬م ّما يعزل الفريق عن‬ ‫لكن‬ ‫واألطياف‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وعبر مسيرة الثورة ينطلق ٌ‬ ‫كل منهم ليجد له مكان ًا المشاركة ويؤدي إلى تعطيل العمل‪..‬‬ ‫في قطار العمل‪ ،‬ودور ًا يس ّد به ثغرات الثورة‬ ‫كثيرة ٌهي العوامل التي تجعلنا نهدُم مشاريعنا‬ ‫الضخمة‪..‬‬ ‫ونف ّرق صفوفنا‪ ،‬في ّ‬ ‫ظل الضغوط التي تحيط‬ ‫ٌ‬ ‫عمل مدروس ٍة‪..‬‬ ‫مجموعات ِ‬ ‫ترابط على الجبهات العسكر ّية وأخرى بنا‪ ،‬وافتقارنا إلدار ٍة قوي ٍة وآليات ٍ‬ ‫ُ‬ ‫تحترف األنشطة السلمية؛ فرقٌ‬ ‫ٌ‬ ‫وهيئات إغاثية ٌ وواجبنا اليوم هو مراجعة أوراقنا‪ ،‬وتح ّمل المسؤولية‬ ‫بشكل أكب َر‪ ،‬وتوزيع المهام والمسؤوليات‪ ،‬ونشر‬ ‫في‬ ‫ألشقائهم‬ ‫العون‬ ‫تخاطر بأفرادها لتوصل ُل ْق َمة‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫الوطن ومجاه ِديهم على الثغور؛ وتقن ّيون مخ ِلصون روح الفريق في اتخاذ القرارات‪ ..‬إنّ مشاورة أهل‬ ‫َيح ُمون ظهر الثورة من أن يطعنه النظام‪ ،‬ويسدّون الرأي والحكمة ّ‬ ‫وكل من يعنيه األمر هو التوجيه‬ ‫طرق جديد ٍة‬ ‫اكتشاف‬ ‫أجل‬ ‫من‬ ‫السليم للطاقات‪،‬‬ ‫بإتقان‪..‬‬ ‫ثغور الثورة‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫نحو الهدف‪ ،‬وشق ٍللصعوبات في سبيل الوصول‬ ‫ك ُث َرت المجموعات والفرق والهيئات‪ ،‬بدأت طريقها إليه‪ ..‬والوقت والجهد الذي نعيد استثماره للتنظيم‬ ‫وتابعته بق ّو ٍة من أجل أن تسقط النظام‪ ،‬وتبني وترتيب األوراق والتشاور هو أعظم استثمارٍ تعيد به‬ ‫مسارات‬ ‫سورية المستقبل كما يليق بأرض الشام من الثورة طاقتها وحيويتها وإتقانها؛ ويبدع‬ ‫ٍ‬ ‫أمجادها‪ ..‬حملوا جميع ًا على عاتقهم ه ّم الوطن‪ ،‬أكثر قوة ًوثبات ًا‪..‬‬ ‫فتقدّموا للعمل‪ ،‬ينجحون أحيان ًا ويخ ِفقون بأخرى‪..‬‬ ‫يصيبون أحيان ًا ويخطئون بأخرى‪ ..‬يحاولون تصحيح ال أحد يستطيع التح ّكم بأح ٍد وخصوص ًا عن ُبعد‪،‬‬ ‫لشخص على مجموعته لن تزيد اإلنتاجية‬ ‫وأي سلط ٍة‬ ‫المسار وإكمال الطريق‪ ،‬ولكن‪ ..‬في طريقهم ال ُمظ ِلم‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫الذي يش ّقونه ٌ‬ ‫يوم‪ ..‬إال ضعفا‪ ،‬وستعطل العمل وته ِد ُر الطاقات‪ ،‬مهما‬ ‫أشواك وعوائقُ تكبر يوما ًبعد ٍ‬ ‫اعتقد الشخص بنفسه صواب الرأي‪ ،‬ألنّ التف ّرد به‬ ‫مشاكل الثورة في الفترة األخيرة قد أ ّثرت بش ّد ٍة هو عين الفشل في التخطيط واإلنجاز‪ ،‬والمجموعات‬ ‫حقيقي‪ ،‬يجلس معها‬ ‫بأمس الحاجة لقائ ٍد‬ ‫على إنتاجية العمل وفاعليته‪ ،‬أعاقت تقدّم الثورة اليوم ّ‬ ‫ّ‬ ‫نزاعات فيما بينها‪ ،‬وينقل صوتها للعالم‪ ،‬ويسعى لتنفيذ‬ ‫وإتقان العمل‪ ،‬وأهدرت طاقات الثوار في‬ ‫ٍ‬ ‫بينهم‪ ،‬لتنحرف بخطواتهم عن االستقامة في مطالبها‪ ،‬بدل أن يتف ّرد برأيه من الخارج و ُيم ِلي‬ ‫طريق الثورة‪ ..‬إنّ قسوة النظام ووحش ّيته في قراراته عن ُب ْعد‪ ،‬دون أن يجد آذان ًا ُمص ِغية ًوأيا ٍد‬ ‫القتل والتدمير‪ ،‬قد زادت من الضغوط على الث ّوار فاعلة ً‪ ..‬ولنتذكر قدوتنا عليه الصالة والسالم‪ ،‬الذي‬ ‫والناشطين‪ ،‬وخلقت الكثير من األزمات في التعامل لم يتخ ّلف عن أرض الجهاد بل كان القائد في‬ ‫حضرت الشورى في ّ‬ ‫كل خطو ٍة‬ ‫بين مختلف المجموعات‪ ،‬وطمست حروف لغة المقدمة؛ ومع ذلك‬ ‫ِ‬ ‫التّفاهم السليم بينهم‪ ..‬وفي ظل ضعف اإلدارة من تفاصيل عمله وجهاده‪ ،‬وكان نصر يوم األحزاب‬ ‫الفارسي)‬ ‫في المجموعات الثورية وصعوبة ظروف العمل‪ ،‬بفضل الله‪ ،‬حينما أخذ بمشورة (سلمانَ‬ ‫ّ‬ ‫برزت كثي ٌر من الشخصيات التي تريد للمجموعة رضي الله عنه بحفر الخندق‪ ..‬فكان بذلك قدوة‬ ‫كامل ًة االنقياد خلف قراراتها الشخصية‪ ،‬وتبتعد ًأخرج الناس من خنادقهم الشخصية وتف ّردهم‪،‬‬ ‫تمام ًا عن أخذ رأي األعضاء ومشاورتهم‪ ،‬أو تس ّفه ليكون مع ّلم البشرية في أروع أساليب اتخاذ القرار‪.‬‬

‫كثيرة تلك المبادئ التي تبلى على كثرة الترداد‬ ‫الفارغ من المضمون العملي ‪,‬كبيرة تلك الخسائر‬ ‫التي يمنى بها المبدأ عندما يحمله أتباع غارقون‬ ‫في النظري المنفصل عن الواقع ‪,‬غثاء أولئك األتباع‬ ‫الذين اختصروا الفهم المتشعب الواسع بما يشبه‬ ‫جحر الضب فعال ‪..‬لم يدخلوه كما دخله المذمومون‬ ‫في الحديث المعروف ‪,‬بل عملوا بال وعي على‬ ‫تشكيل الناس فيه ‪,‬فما هو عمل صواب وال صورة‬ ‫حسنة‪.‬‬ ‫تتكرر في القرآن آيات من مثيل ‪ »:‬ال إكراه في‬ ‫الدين « ‪« ,‬وما على الرسول إال البالغ المبين « ‪ « ,‬ما‬ ‫على الرسول إال البالغ « ‪ « ,‬فإنما عليك البالغ وعلينا‬ ‫الحساب « ‪ « ,‬فذكر إنما أنت مذكر « وغيرها من‬ ‫اآليات ‪..‬برتمية تدور في فلك أصل من أصول الدين‬ ‫اإلسالمي ‪,‬إذ تتجسد مهمة الرسول (بشكل عام)‬ ‫بمجرد التبليغ «دون سلبية» وهو الشكل األساسي‬ ‫للدعوة إلى اإلسالم ‪,‬بل تعدى األمر إلى أبعد من‬ ‫ذلك فقال الله تعالى ‪»:‬فلعلك باخع نفسك على‬ ‫آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا» ‪« ,‬فال‬ ‫تذهب نفسك عليهم حسرات» ‪..‬ال تأسف على من‬ ‫كفر منهم بل قم بأداء الواجب الدعوي وكفى ‪,‬قد‬ ‫نفهم األمر بسلبية القعود عن إحقاق الحق واألمر‬ ‫بالمعروف والنهي عن المنكر (بطبقاته الثالث)‬ ‫‪..‬إذا فلنقرأ معا‪ « :‬إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما‬ ‫فعززنا بثالث» ‪..‬ما الهدف من الثالث هذا ؟ من‬ ‫باب أولى أن نسأل ما الهدف ممن سبقوه أصال ؟‬ ‫والتأكيد في القرآن على « فلبث فيهم ألف سنة‬ ‫إال خمسين عاما « ‪ ..‬لماذا طال أمده معهم أصال ؟‬ ‫أليس من األسهل طريقا واألبسط منهجا أن تبلغ‬ ‫الدعوة فيهم برسول واحد ؟ أو بسنوات قليلة‬ ‫معدودة ؟‬ ‫المتأمل في المنهج الرباني في الدعوة إلى سبيله‬ ‫ليجد حرصه على هداية الناس وليس على إثبات‬ ‫كفرهم ‪..‬وربط ذلك بالمقاصد يكون لزاما عندذا‬ ‫‪..‬فما حفظ الدين والمال والنفس وغيرها إال امتداد‬ ‫لذلك الحرص ‪,‬يتوه المقصد بانحراف البوصلة من‬ ‫أسلمة الناس إلى السعي إلى تكفيرهم ‪ ..‬وفقط !!‬

‫المتأمل في المنهج الرباني في‬ ‫الدعوة إلى سبيله ليجد حرصه‬ ‫على هداية الناس وليس على‬ ‫إثبات كفرهم‬


‫السبت | ‪ 22‬حزيران ‪2013‬‬

‫ِ‬ ‫الثانوي ِة‪..‬‬ ‫الشهادة‬ ‫امتحان‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫والتحدي‪.‬‬ ‫الموت‬ ‫بين‬ ‫ّ‬ ‫سبقت الثورة السور ّية كان‬ ‫أعوام‬ ‫ِ‬ ‫في ٍ‬ ‫فص ّلي في حياة كل شاب‬ ‫الحدث ال ِم َ‬ ‫ٍسوري هو التقدّم المتحان الشهادة‬ ‫ّ‬ ‫فص ُل‬ ‫الثانوية‪ ،‬الذي ُيع َت َبر هو ال ِم َ‬ ‫الرئيسي لحياته القادمة‪ ،‬لكن مع‬ ‫ّ‬ ‫أحداث الثورة السور ّية أصبح األمر‬ ‫متو ّقف ًا على إمكان ّية التقدّم لهذا إال أنّ عزيمة الشباب السور ّيين أ َبت‬ ‫االمتحان أو ال‪.‬‬ ‫ّإل أن تبذل الجهد في التقدّم لهذا‬ ‫بعد ازدياد حدّة القصف على المناطق االمتحان‪ّ ،‬‬ ‫عل وعسى يكون هذا سبيل‬ ‫ِ‬ ‫الجنوب ّية لدمشق ومختلف المحافظات الحياة‪ ..‬وعلى نطاق دمشق‪ ،‬حيث ما‬ ‫السورية‪ ،‬لم تجد المدراس طريق ًا ّإل زالت الحياة مستم ّر ًة‪ ،‬تقدّم العديد‬ ‫إغالق أبوابها‪ ،‬فطالبها إما شهدا ٌء أو لالمتحان في المناطق الهادئة منها‪،‬‬ ‫هجرون من مدينتهم‪،‬‬ ‫معتقلون أو ُم ّ‬ ‫وبين هذا وذاك لم يفكر أح ٌد أنّ طالب‬ ‫الشهادة الثانوية (البكالوريا) لن‬ ‫يتم ّكن من التقدّم لالمتحان‪ ،‬أو ربما لن‬ ‫يتم ّكن من الدراسة والتحضير له‪.‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪37‬‬

‫إال أنّ ذلك لم يكن سه ًال عليهم مع‬ ‫ُب ْع ِد المراكز االمتحان ّية عن منازلهم‪،‬‬ ‫ومع خوفهم المستم ّر من التفجيرات‬ ‫وأيض ًا الطرق المغلقة بالحواجز‪ ،‬فال‬ ‫أحد يضمن لهم الحياة وال األمان‬ ‫وال حتى كتابة المعلومات التي‬ ‫يعرفونها على الورقة !!‪..‬‬ ‫مضى الشهر الماضي (حزيران) على‬ ‫طالب الشهادة الثانوية في سوريا‬ ‫وكأنه الكابوس‪ ،‬فكيف يتغ ّير كل‬ ‫شي ٍء في سوريا وال تتغ ّير المناهج وال‬ ‫األسئلة !!‪ ..‬وال حتّى طريقة التقدّم‬ ‫لالمتحان أو التخفيف من الضغط‬ ‫بشي ٍء من المساعدات بالكتب‪ ..‬وال‬ ‫يتغ ّير هذا االمتحان القاسي أمام كل‬ ‫االمتحانات التي يشهدها أبناء سوريا‬ ‫كل يوم ٍبين الحياة والموت‪.‬‬

‫ِ‬ ‫الهجرة‪ ..‬وغربة ٌفي الوطن‬ ‫موسم‬

‫شه ْ‬ ‫دت سوريا خالل العا َمين المنصرِ َمين حركة نزوح ٍوهجر ٍة‬ ‫ِ‬ ‫كبير ًة‪ ،‬حيث اضط ّر الكثير من السور ّيين إلى ترك منازلهم‬ ‫والهرب خوف ًا من الموت والجوع‪ ،‬أو رغبة ًمنهم في االستقرار‬ ‫والعيش في مكان ٍأفضل‪.‬‬ ‫تركت هجرة مئات اآلالف من السور ّيين ‪ -‬راغبين بالهجرة أو‬ ‫السوري‪ ،‬حيث‬ ‫المجتمعي‬ ‫مجبرين ‪ -‬آثار ًا عميقة ًعلى النسيج‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُيع ّد النقص الكبير في الكوادر المختلفة من أهم آثار موسم‬ ‫الهجرة هذا‪ ،‬بدء ًا من رجال األعمال وأصحاب األموال واألطباء‬ ‫المشهورين والفنانين‪ ،‬إضافة ًإلى المئات من الناشطين‬ ‫والمعارضين‪ ،‬الذين وجدوا في السفر فرصة ًللهروب المؤ ّقت‬ ‫من اعتقال ٍمحتوم ٍإلى حري ٍة في مكان ٍمجهول‪.‬‬ ‫النفسي لدى عموم‬ ‫كما أ ّث ِرت حركة الهجرة أيض ًا على الجانب‬ ‫ّ‬ ‫هجرين أو المهاجرين من سوريا‪ ،‬الذين ضاقت عليهم بالدهم‬ ‫ال ُم ّ‬ ‫رغم اتّساعها‪ ،‬حيث أصبح الشوق حبيس قلوبهم وأع ُينهم‬ ‫في ّ‬ ‫كل خبر ٍيشاهدونه عن المنطقة أو المدينة التي كانوا‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ساعات الغربة سنينَ ِطواال يقضونها‬ ‫يقطنونها‪ ،‬كما أصبحت‬ ‫بعيد ًا عن الوطن واألهل‪ ،‬في انتظار تح ّقق أحالمهم بالعودة‬ ‫القريبة‪.‬‬

‫‪ ،‬تُعت َبر (مصر) الوجهة األكثر رغبة ًبالنسبة للباحثين عن‬ ‫االستقرار‪ ،‬وقد استقبلت آالف السور ّيين الفا ّرين من جحيم‬ ‫العنف في بالدهم منذ اندالع الثورة السورية قبل أكثر من‬ ‫سنتَين‪ ،‬حيث يسعى الكثير من السور ّيين في (مصر) إلى تأمين‬ ‫اليومي بشتّى الوسائل في ّ‬ ‫ظل موجة ال َغالء وعدم‬ ‫مصروفهم ّ‬ ‫ً‬ ‫حيث‬ ‫؛‬ ‫ا‬ ‫أيض‬ ‫المصري‬ ‫باالقتصاد‬ ‫تعصف‬ ‫االستقرار التي‬ ‫أنّ‬ ‫ظروف الصعبة التي م ّر بها السور ّيون خالل رحالت لجوئهم‬ ‫وانتقالهم إلى (مصر) ومختلف الدول األخرى أدّت إلى لجوئهم‬ ‫إلى وكاالت إغاثة الالجئين للحصول على المساعدات بعد أن‬ ‫اقتربت مدخراتهم من االنتهاء ‪ ..‬وسعي ًا منهم لتأمين ُلقمة‬ ‫العيش لهم ولعائالتهم‪ ،‬افتتح الكثير من السور ّيين محا ًال‬ ‫تجارية ً ومحا ًال لبيع المأكوالت الشعب ّية السور ّية‪ ،‬عسى أن تكون‬ ‫عون ًا لهم وألقرانهم من السور ّيين في تح ّمل أشهر غربتهم‬ ‫الباهظة‪.‬‬ ‫وسداد مصاريفها ِ‬ ‫َ‬

‫وفي سوريا غربة ٌمن نوع ٍآخ َر ال تجدها وراء الحدود وخلف‬ ‫تصاحبك وأنت في شوارع مدينتك‬ ‫أبواب المطارات‪ ..‬غربة ٌ ِ‬ ‫نفسها التي اعت ْدتَ عليها‪ ،‬غربة ٌفي وجوه ال ُمشاة بين‬ ‫حاراتها الض ّيقة‪ ،‬حيث ُ‬ ‫يمضون بهمومهم وحيدين كما الغرباء‪،‬‬ ‫يحادثون أنفسهم بأحزانهم وبما يعانونه من ابتعاد الكثير من‬ ‫األصدقاء واألهل عن تراب الوطن‪ ..‬الممزوج بعطر دماء الشهداء‬ ‫وكمثال على الدول التي استقبلت السوريين بكل صدر ٍ َر ْحب وآالم المعتقلين‪.‬‬ ‫ٍ‬

‫مجــتمع‬

‫‪10‬‬ ‫‪10‬‬

‫النفسي‬ ‫العالج‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫اجتماعي ًا‪..‬‬ ‫كثيرة ت ٌــلــك التقاليد وال ـ َو ْصــمــات‬ ‫االجتماعية التي أرهقتنا النفصالها‬ ‫عن واقعنا في مجتمع ٍيغزو نفسه إنْ لم‬ ‫يجد ما يغزوه خارجه؛ فأطلق الكثير من‬ ‫ِ‬ ‫أقرب‬ ‫التعابير في غير مواضعها‪ ،‬بطريق ٍة َ‬ ‫ما يكون إلى الالمنطق‪ ،‬والتي يطلقها‬ ‫البعض على اآلخرين وقد يفعل ‪-‬أو‬ ‫يتمنّى فعل‪ -‬ما يفعله اآلخرون تمام ًا‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫«مريض نفسي ًا‪ ،‬مجنونٌ ‪ُ ،‬مع ّقدٌ‪ ،‬غي ُر‬ ‫َس ِوي ٍ» وغيرها من الكلمات‪ ،‬كانت تُطلق‬ ‫النفسي وال ُمتَعا ِلج على‬ ‫على ال ُمعا َلج‬ ‫ّ‬ ‫ـاس قد يكونوا‬ ‫ح ٍد ســواء‪ُ ..‬يط ِلقها أنـ ٌ‬ ‫مرضى نفس ّي ًا أيض ًا‪ ،‬لكنّ تلك الوصمة‬ ‫االجتماعية التي سيرثها بعد أ ّول زيار ٍة‬ ‫النفسي تمنعه من تلك‬ ‫لألخصا ِئ ّي‬ ‫ّ‬ ‫الخطوة‪ ،‬وذلك ّ‬ ‫بغض النظر عن حاجته أو‬ ‫عدمها‪ ،‬إال أنّ اشتداد وطأة الثورة السور ّية‬ ‫على الشعب وتع ّرضهم لظروف الموت‬ ‫والتهجير والفقر أم ٌر قد أجبر الكثيرين‬ ‫على البحث عن آليات تفريغ ٍنفسي؛ٍ‬ ‫وكان المعا ِلج النفسي أحد تلك الحلول‪،‬‬ ‫فنشأت ثقافة ٌ ٌ‬ ‫أضيفت على‬‫جديدة ِ‬ ‫السوري‪ -‬أورثت‬ ‫قائمة مهارات الشعب‬ ‫ّ‬ ‫مصطلحات اختصاصية ًعند البعض‪..‬‬ ‫ٍ‬ ‫يفسر‬ ‫فهذا يعرف القلق وأعراضه‪ ،‬وذاك ّ‬ ‫اضطراب ما بعد الصدمة‪ ..‬وتعدّى آخرون‬ ‫على االختصاص‪ ،‬فأصبحوا يطلبون‬ ‫تعد تلك‬ ‫الدواء أو زيادة الجرعة !!‪ ..‬ولم ُ‬ ‫الوصمة االجتماع ّية حاجز ًا للذهاب إلى‬ ‫األخصا ِئ ّي كما كانت سابق ًا‪.‬‬ ‫النفسي أضحى كالعالج المادي‬ ‫إنّ العالج‬ ‫ّ‬ ‫ماسة ًتشمل جميع‬ ‫أو‬ ‫الفيزيائي حاجة ً ّ‬ ‫ّ‬ ‫الفئات واألعمار دون استثنا ٍء‪ ،‬ولها انبرى‬ ‫الكثير من السور ّيين وغيرهم في الداخل‬ ‫النفسي)‬ ‫والخارج تحت ُمس ّمى (الدعم‬ ‫ّ‬ ‫االجتماعي)‪ ،‬وقد يتح ّول‬ ‫أو (الدعم‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫حاالت أكثر تعقيدا‪ ،‬فتتطلب‬ ‫الدعم إلى ٍ‬ ‫معالجة ً أو أن ّ‬ ‫طبيب‪ ،‬فتصبح‬ ‫يتدخل لها ٌ‬ ‫النفسي‪ ،‬وهي من األمور‬ ‫الطب‬ ‫ضمن فئة ّ‬ ‫ّ‬ ‫التي ستُفت َُح على مصرا َعيها الحق ًا‬ ‫بشكل ٍكبير‪ِ ٍ،‬س ّيما بعد أن يصحو الناس‬ ‫من َس ْكرة الثورة إلى فكرة الواقع المرير‪..‬‬ ‫تفكير ًا في المستقبل‪.‬‬


‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬

‫ثوريات‬

‫السبت | ‪ 22‬حزيران ‪2013‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪37‬‬

‫ِ‬ ‫ٌ‬ ‫الصف‬ ‫حثيث‬ ‫عي‬ ‫لتوحيد ّ‬ ‫الطبية ُالمشت َركة‪َ .ُ.‬‬ ‫ّ‬ ‫س ٌ‬ ‫الغرفة ُ‬ ‫نشأتها على توحيد الجهود‬ ‫عمِ لت الغرفة الط ّبية المشتركة منذ‬ ‫ِ‬ ‫الط ّبية في مدينة دمشق وريفها‪ ،‬وساعدت في توفير الوقت‬ ‫والمال وجمع الخبرات في سبيل إنقاذ أكبر عددٍ ممكن ٍمن‬ ‫السوري َ‬ ‫ّ‬ ‫ين من ويالت الحرب التي تشهدها سوريا‪.‬‬ ‫وكان لجريدة (عهد الشام) لقا ٌء مع الدكتور (بدر الق ّباني) المدير‬ ‫التنفيذي في الغرفة الط ّبية المشتركة‪ ،‬والذي ّ‬ ‫حدثنا عن الغرفة‬ ‫وآل ّية عملها‪ُ ،‬م ً‬ ‫جيبا على األسئلة التالية‪..‬‬ ‫الطبية المشتركة‪،‬‬ ‫ ما هي الغرفة‬‫ّ‬ ‫تأسست ؟‬ ‫ومتى ّ‬

‫ت ّم تأسيس الغرفة الط ّبية المشتركة بتاريخ‬ ‫‪ 2012/11/15‬في مدينة دمشق وريفها كجه ٍة مستق ّل ٍة‪،‬‬ ‫لتنسيق الجهود والتّعاون ما بين مجموع ٍة من الكيانات‬ ‫عي والط ّبي‪ ،‬لتكون‬ ‫والجهات الناشطة في العمل التط ّو ّ‬ ‫هذه المك ّونات نواة العمل وبداية التنظيم والتعاون‬ ‫الذي ترنو إليه الغرفة‪ ،‬لتشمل كا ّفة الجهات واألفراد‬ ‫العاملين في مجال اإلغاثة الط ّبية‪ ،‬في سبيل تنسيق‬ ‫كا ّفة الجهود الط ّبية في مدينة دمشق وريفها‪ ،‬سوا ًء على‬ ‫مستوى الداعمين أو على مستوى كافة الجهود المبذولة‬ ‫على األرض‪.‬‬

‫المشتركة التي‬ ‫ ما هي االتّ فاقيات‬‫َ‬ ‫الثورية‬ ‫عقدتها الغرفة مع الجهات‬ ‫ّ‬ ‫األخرى ؟‪..‬‬

‫السوري دو ٌر في دعم الغرفة ؟‬ ‫الوطني‬ ‫وهل كان لالئتالف‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫قامت الغرفة الط ّبية المشت َركة نتيجة التعاون والتنسيق‬ ‫كجهات‬ ‫مؤسسات ( ِغراس النّهضة) و(شباب وطن)‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫بين ّ‬ ‫مؤسس ٍة تعمل في المجال الط ّبي‪ ،‬بالتعاون مع عدّة‬ ‫ِ‬ ‫(سراج) تنسيقية (أطباء‬ ‫جهات ط ّبي ٍة منها مجموعة ِ‬ ‫ٍ‬ ‫دمشق) تج ّمع (نبض العاصمة) وغيرِها من الجهات‪،‬‬ ‫في ما يح ّقق أهداف الغرفة ورؤيتها في تنسيق وتنظيم‬ ‫الجهود المبذولة في هذا المجال‪.‬‬ ‫وبتاريخ ‪ 2013/4/28‬ت ّم الحصول على اعتما ٍد من قبل‬ ‫السوري للغرفة الط ّبية المشتركة‪ ،‬كأحد‬ ‫الوطني‬ ‫االئتالف‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫األساسية التي تقوم الجهات الط ّبية المستق ّلة والفا ِعلة في مجال العمل‬ ‫المهام‬ ‫ ما هي َ‬‫ّ‬ ‫الط ّبي لمدينة دمشق وريفها‪ ،‬وذلك لتمكين الغرفة الط ّبية‬ ‫الطبية المشتركة ؟‬ ‫بها الغرفة‬ ‫ّ‬ ‫المشتركة من تأمين احتياجات المناطق‪ ،‬وتأمين الدّعم‬ ‫من أه ّم ما دعا لتأسيس الغرفة الط ّبية المشتركة مجموعة‬ ‫فريقها وآلية عملها على الالزم من قبل الجهات الدا ِعمة في هذا المجال‪.‬‬ ‫ُمهام ٍتعمل الغرفة من خالل‬ ‫تحقيقها‪ ،‬وتتض ّمن ما يلي‪..‬‬ ‫ألي‬ ‫‪ .1‬االرتقاء بالواقع الط ّبي ليكون مستق ًال دون تبع ّي ٍة ّ‬ ‫جه ٍة ويتّسم باإلنسانية‪.‬‬ ‫ضبط أكبر قدر ٍ ممكن ٍ من التح ّركات والجهود‬ ‫‪ .2‬العمل على ِ‬ ‫الط ّبية على األرض‪ ،‬وفق آلي ٍة ونظام ٍمح ّددَين‪ ،‬وبما يخدُم‬ ‫أهداف الغرفة والصالح العام‪ ،‬والتنسيق مع كا ّفة األفراد‬ ‫والجهات العام ِلين بمجال الدّعم واإلغاثة الط ّبية‪.‬‬ ‫مكاتب معتم َد ٍة في المناطق غيرِ ّ‬ ‫المنظمة ط ّبي ًا‪،‬‬ ‫‪ .3‬إنشاء‬ ‫َ‬ ‫وتوحيد جهود العا ِملين في تلك المناطق‪ ،‬لضبط عمل ّيات‬ ‫توزيع المواد الط ّبية وتقليص الهَ دْر‪.‬‬ ‫‪ .4‬تقديم التقارير األسبوعية عن الجهات والكوادر‬ ‫الفعالة على األرض‪ ،‬من أجل ضبط المسته َلكات‬ ‫الط ّبية ّ‬ ‫واألعطال والنواقص‪.‬‬

‫«‬

‫الطبية المشتركة‬ ‫تهدف الغرفة‬ ‫ّ‬ ‫إلى االرتقاء بمفهوم الرعاية‬ ‫وريفها‬ ‫ّ‬ ‫الصحية في دمشق ِ‬ ‫منظم‬ ‫مؤسساتي‬ ‫عمل‬ ‫لمستوى‬ ‫ٍ ّ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍيرتقي بمنظومة العمل‬

‫»‬

‫آلية عمل الغرفة ؟‪ ..‬وهل‬ ‫ ما هي ّ‬‫ٌ‬ ‫واجهت الغرفة وما زالت‬ ‫صعوبات‬ ‫هناك‬ ‫ِ‬ ‫تواجهها حتى اآلن ؟‬

‫إنّ طبيعة عمل الغرفة الط ّبية المشتركة وهيكلها‬ ‫التنظيمي ُيحتّم عليها العمل بنا ًء على نظام المشاريع‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫فيت ّم العمل على دعم وإدارة مل ّفات المناطق وتغطية‬ ‫مكاتب ُمع َت َمد ٍة‬ ‫طلباتها ودراسة مشاري ِعها‪ ،‬من خالل‬ ‫َ‬ ‫للغرفة الط ّبية المشتركة على األرض‪ ،‬والتواصل عن طريق‬ ‫مختص بإدارة‬ ‫إداري‬ ‫ٌ‬ ‫مندوبي هذه المكاتب‪ ،‬ويقوم فريقٌ ٌ‬ ‫ِ‬ ‫عمليات الغرفة وتنظيم األعمال والدراسات‪ ،‬بإشرافه على‬ ‫الوظائف التالية‪..‬‬

‫نشأت الغرفة الط ّبية المشتركة وهي تسعى‬ ‫ومنذ أن ِ‬ ‫ّ‬ ‫المادي‬ ‫الدعم‬ ‫أشكال‬ ‫ة‬ ‫ف‬ ‫بكا‬ ‫المناطق‬ ‫احتياجات‬ ‫لتأمين‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫واللوجيستي‪ ،‬فكان من أهم المشاكل التي‬ ‫والعيني‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫واجهتنا ما يلي‪..‬‬ ‫‪ .1‬تأمين التمويل المستمر للمشاريع والدراسات ك ِك َل ٍف‬ ‫تأسيس ّي ٍة وتشغيل ّي ٍة‪ ،‬بسبب ضخامة حجم الدعم المطلوب‬ ‫لتغطية هذه ال ِك َلف‪.‬‬ ‫األمني‬ ‫‪ .2‬صعوبة التواصل والتح ّرك في ظل ال ِخناق‬ ‫ّ‬ ‫الشديد المفروض علينا نتيجة ً لعملنا داخل مدينة دمشق‪.‬‬ ‫ومستهلكات‬ ‫‪ .3‬انقطاع بعض المواد الط ّبية من أدوي ٍة‬ ‫ٍ‬ ‫وتجهيزات في مدينة دمشق‪ ،‬وصعوبة تأمين بديل ٍلها‬ ‫ٍ‬ ‫من المناطق الحدود ّية كلبنان واألردنّ وترك ّيا‪.‬‬

‫«‬

‫أهم المشاكل التي واجهتنا‬ ‫من ّ‬ ‫والتحرك في ظل‬ ‫التواصل‬ ‫صعوبة‬ ‫ّ‬ ‫األمني الشديد المفروض‬ ‫الخناق‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫علينا نتيجة ً لعملنا داخل مدينة‬ ‫دمشق‬

‫»‬

‫المستقبلية التي‬ ‫ ما هي المشاريع‬‫ّ‬ ‫الطبية إلى تحقيقها‬ ‫تسعى الغرفة‬ ‫ّ‬ ‫وإنجازها ؟‬

‫تعمل الغرفة الط ّبية المشتركة على عدّة مشاري َع‬ ‫ضخم ٍة في مدينة دمشق وريفها‪ ،‬وذلك بالتعاون مع‬ ‫مختلف الجهات الط ّبية العاملة‪ ،‬ومنها مشروع (المخزون‬ ‫االستراتيجي للغوطة الغربية) ودعم المكاتب الط ّبية‬ ‫ّ‬ ‫حديثة العهد ومساعدتها في إدارة وتأسيس مشاريعها‬ ‫دراسة ً وتنفيذ ًا‪.‬‬

‫وختم الدكتور (بدر الق ّباني) حديثه بأنّ "رؤية الغرفة‬ ‫المالي‪،‬‬ ‫‪ .1‬التخطيط على المستويات‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫الزمني‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫األمني‪ ،‬في عملها منذ تأسيسها ال تنحصر على مج ّرد تأمين‬ ‫والموارد البشر ّية‪.‬‬ ‫احتياجات المناطق وحسب‪ ،‬بل كانت دائم ًا تحرص على‬ ‫ّ‬ ‫بالمشتريات‪،‬‬ ‫قة‬ ‫ل‬ ‫المتع‬ ‫والمهام‬ ‫للوظائف‬ ‫‪ .2‬التنفيذ‬ ‫تنسيق جهود العاملين بمجال اإلغاثة الط ّبية‪ ،‬لالرتقاء‬ ‫والتوزيع‪.‬‬ ‫والنقل‬ ‫المحاسبة‪،‬‬ ‫الصحية في دمشق وريفها لمستوى عمل‬ ‫بمفهوم الرعاية ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪ .3‬المراقبة والتحكم لتحقيق‪ ..‬المتابعة واإلنهاء‪ ،‬التوثيق ٍمؤسساتي ٍ ّ‬ ‫منظم‪ ٍ،‬يرتقي بمنظومة العمل ويؤ ّمن قاعدة‬ ‫والمراقبة‪ ،‬والتحسين والتطوير‪.‬‬ ‫بيانات بالكفاءات والتجهيزات التي مدّت بها المناطق‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫السابقة‪.‬‬ ‫‪ .4‬التسويق لجميع الجهود‬ ‫في سبيل تفعيلها واالستفادة منها في بناء سوريا‬ ‫الجديدة‪.‬‬


‫السبت | ‪ 22‬حزيران ‪2013‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪37‬‬

‫عسكري‬

‫‪12‬‬ ‫‪12‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف اإلعالم ِ‬ ‫األسد‪ ..‬بين ز َْي ِ‬ ‫ِ‬ ‫الخسائ ِر‬ ‫وحقيقة‬ ‫ات‬ ‫قو ُ‬ ‫ّ‬ ‫يبدو ّ‬ ‫أن الواقع الذي ترسمه‬ ‫وسائل إعالم النظام عن إنجازات‬ ‫ّ‬ ‫وتقدمه في المدن‬ ‫جيش األسد‬ ‫بعيد ّ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫كل الب ْعد عن حقيقة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫والبشرية التي‬ ‫المادية‬ ‫الخسائر‬ ‫لحقت وتلحق قوات األسد؛‬ ‫ِ‬ ‫حسب ما يقول مراقبون‪.‬‬

‫اإلعالمي عن‬ ‫وعلى الرغم من التكتّم‬ ‫ّ‬ ‫وجعة التي يتل ّقاها‬ ‫الضربات ال ُم ِ‬ ‫جيش األسد من الجيش الحر‪ّ ،‬إل أنّ آخر‬ ‫اإلحصائ ّيات المنشورة بداية العام‬ ‫الجاري أوضحت بأن أكثر من ‪/1070/‬‬ ‫دبابة ًومد ّرعة ًُد ّم َر ْت بشكل ٍجزئي ٍأو‬ ‫كامل ٍمنذ بداية العام الماضي حتى‬ ‫نهايته؛ وهو ما يش ّكل (‪ )%11‬من عدد‬ ‫الد ّبابات والمد ّرعات وناقالت الجنود التي‬ ‫يتحكم بها نظام األسد‪ ..‬ومن داخل َر ْح َبة‬ ‫الدبابات التابعة لقوات النظام قالت‬ ‫مصاد ُر‪ ،‬إنّ ما بين ‪ /200/‬إلى ‪/300/‬‬ ‫دباب ٍة ومد ّرع ٍة موجود ٌة في ال ّر ْحبات ُبغية‬ ‫إصالحها من أعطال ٍكبير ٍة‪ ،‬و ُيشرِف على‬ ‫روس وأوكران ّيون‪ ،‬وذلك‬ ‫إصالحها خبرا ٌء ٌ‬ ‫حسب ما ذكره موقع (األورينت‪ .‬نت)‪.‬‬ ‫دبابات النظام كانت وال زالت في مرمى‬ ‫نيران الجيش الحر‪ ،‬ولن تنسى قوات‬ ‫األسد األ ّيام األخيرة من شهر حزيران‬ ‫العام الماضي‪ ،‬ذلك اليوم الذي ُو ِصف‬ ‫بـ(مجزرة دبابات األسد) في مدينة إدلب‪،‬‬ ‫ففي قريتَي ( َم ِع ْر ِد ْب ِسة) و(خان السبيل)‬ ‫شهدت دبابات األسد‬ ‫جنوبي سراقب ِ‬ ‫ّ‬ ‫تدمير ًا بالجملة‪ ،‬وتك ّرر المشهد في مدينة‬ ‫(اِعزاز) بحلب‪ ،‬حيث د ّمر الجيش الح ّر ما‬ ‫يزيد عن ‪ /50/‬د ّباب ٍة ومد ّرع ٍة‪ ..‬وتعقيب ًا‬ ‫على ذلك قال خبرا ٌء عسكر ّيون‪ ،‬إذا بقي‬ ‫تدمير الدبابات على هذه الوتيرة فسيفقد‬ ‫األسد (‪ )%90‬من د ّباباته في غضون ثالثة‬ ‫أو أربعة أشهر‪.‬‬

‫«‬

‫إذا بقي تدمير الدبابات‬ ‫على هذه الوتيرة فسيفقد‬ ‫دباباته‬ ‫األسد (‪ )%90‬من ّ‬ ‫في غضون ثالثة أو أربعة‬ ‫أشهر‬

‫»‬

‫وكان خبرا ٌء عسكر ّيون أرجعوا هذا االرتفاع‬

‫طائر ًة‪ ،‬أما في دير الزور سقطت ‪/24/‬‬ ‫طائر ًة‪ ..‬بينما كان شهر كانون األول من‬ ‫العام الماضي أكثر الشهور التي تح ّولت‬ ‫فيها طائرات األسد إلى كرات نار‪ ٍ،‬إذ سقط‬ ‫في ذلك الشهر ‪ /44/‬طائر ًة في عموم‬ ‫سوريا‪ ،‬كما سقط في شه َري تشرين الثاني‬ ‫وآب ‪ /60/‬طائر ًة حرب ّية ًومروح ّية ً‪ ،‬حسب‬ ‫ما ذكره موقع (أورينت‪ .‬نت)‪.‬‬

‫الكبير في عدد الد ّبابات واآلليات ال ُمد ّمرة‬ ‫إلى س َب َبين‪ ،‬األ ّول امتالك الجيش الحر ولو‬ ‫بشكل ٍمحدو ٍد لمضادّات دروع‪ّ ٍ،‬‬ ‫ويتلخص‬ ‫السبب الثاني بأنّ المناطق التي تسير‬ ‫فيها الدبابات ٌ‬ ‫أرياف وطرق‬ ‫عبارة عن ٍ‬ ‫ّ‬ ‫ٍفرعي ٍة ريفي ٍة‪ ،‬وبتوفر هذه الطبيعة‬ ‫الجغراف ّية فذلك يكفي تواجد عشر ِة‬ ‫َ‬ ‫بقواذف‬ ‫عناص َر من الجيش الح ّر ال ُمس ّلحين‬ ‫عات‬ ‫مضا ّد ٍة للدروع لتدمير كتيب ِة مد ّر ٍ‬ ‫بكاملها؛ الس ّيما وأنّ جنود األسد يقاتلون من جهته قال معهد (دراسات الشرق‬ ‫في أماكن يجهلونها‪ ،‬ما يجعلهم لقمة األوسط في أميركا) في ٍ‬ ‫وقت سابق‪ٍ،‬‬ ‫إنّ نظام األسد يمتلك ‪ /600/‬طائر ٍة‬ ‫ًسائغة ً لدى مقا ِت ِلي الجيش الح ّر‪.‬‬ ‫حربي ٍة‪ ،‬و ُيع َت َقد بأنّ نصفها فقط جاه ٌز‬ ‫وال تقتصر خسائر جيش األسد على لالستخدام‪ ،‬فض ًال عن اختالف درجة‬ ‫المد ّرعات والد ّبابات فقط‪ ،‬حيث ُيك ّرس الفاعل ّية لتلك الطائرات‪ ،‬كما يعاني سالح‬ ‫الجيش الحر جهد ًا كبير ًا في إسقاط الج ّو األسدي من ضعف اإلمكانات في‬ ‫طائرات األسد‪ ،‬على ال ّرغم من تواضع صيانة الطائرات‪.‬‬ ‫اإلمكان ّيات‪ ،‬ذلك أنّ الجيش الح ّر‬ ‫أسقط «‬ ‫طائرة‬ ‫‪/147/‬‬ ‫خالل العام الماضي فقط‬ ‫النصف فقط من طائرات‬ ‫سقطت‬ ‫منها‬ ‫ًحرب ّية ًومروح ّية ً‪/106/ ،‬‬ ‫جاهز لالستخدام‬ ‫األسد‬ ‫ٌ‬ ‫ة‬ ‫د‬ ‫ضا‬ ‫م‬ ‫ة‬ ‫ثقيل‬ ‫رشاشات‬ ‫باستخدام‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫الجوي‬ ‫للطيران ومحمول ٍة على الكتف‪ ،‬في حين فيما يعاني سالحه ّ‬ ‫ضعفا في صيانة الطائرات‬ ‫ً‬ ‫ُد ّم َرت ‪ /38/‬طائرة ًمروح ّية ًوحرب ّية ً‬ ‫خالل »‬ ‫عمليات هجومه على العديد َ من المطارات بينما يرى مح ّللون عسكر ّيون أنّ األسد مازال‬ ‫بطائرات من طراز ٍقوي ٍكطائرة‬ ‫العسكرية‪ ،‬كمطارات ( ِم ّنغ) و(تفتناز) يحتفظ‬ ‫ٍ‬ ‫و(أبي الظهور)‬ ‫و(القصير)‪ ،‬فيما يزال عدد (ميغ ‪ )25‬و(ميغ ‪ )29‬و(سوخوي ‪،)24‬‬ ‫الطائرات المد ّمرة مستم ّر ً‬ ‫حتى‬ ‫باالرتفاع‬ ‫ا‬ ‫وبحسب المح ّللين فإنّ نظام األسد يحتفظ‬ ‫اليوم‪.‬‬ ‫تحسب ًا ّ‬ ‫بهذه الطائرات ّ‬ ‫ألي تدخل ٍ خارجي‪ٍ،‬‬ ‫إلى جانب أنّ هذه الطائرات ُمص ّممة‬ ‫كانت ومازالت مدينة إدلب صاحبة ٌلمعارك (جو‪ -‬جو) وليس للقيام بعمليات‬ ‫النصيب األكبر في عدد الطائرات التي (جو‪ -‬أرض)‪.‬‬ ‫سقطت على أرضها‪ ،‬ففي العام الماضي‬ ‫أسقطت كتائب الجيش الحر في المدينة‬ ‫‪ /47/‬طائر ًة‪ ،‬في حين بلغ عدد‬ ‫الطائرات المتساقطة في ريف‬ ‫دمشق ‪ ،/33/‬وفي حلب ‪/27/‬‬

‫وبينما يكثر الحديث عن الخسائر الماد ّية‬ ‫لقوات األسد تسعى وسائل إعالم النظام‬ ‫إلى إخفاء األعداد الحقيقية للخسائر‬ ‫البشرية‪ ،‬وكانت تقاري ُر إعالم ّية ٌ تحدّثت أنّ‬ ‫أعداد قتلى النظام ال ُمع َلن عنها ال تعكس‬ ‫سوى ّ‬ ‫الحقيقي‪ ..‬وذكر‬ ‫أقل من نصف العدد‬ ‫ّ‬ ‫تسريبات من‬ ‫موقع (أورينت‪ .‬نت) نق ًال عن‬ ‫ٍ‬ ‫مصاد َر ُم ّط ِلع ٍة‪ ،‬أنّ عدد قتلى قوات األسد‬ ‫تجاوز ‪ /30/‬ألف جندي‪ ٍ،‬وذلك ما عدا‬ ‫عدد القتلى في صفوف ال ّلجان الشعب ّية‬ ‫وعناصر الش ّبيحة‪.‬‬ ‫وباإلضافة إلى خسارة جيش األسد آالف‬ ‫القتلى‪ ،‬فإنّ حركات االنشقاقات داخل‬ ‫صفوف الجيش مازالت مستم ّر ًة حتى اآلن‪،‬‬ ‫وذلك بالتوازي مع تخ ّلف آالف الشباب عن‬ ‫التحاق بال ّثكنات العسكر ّية‪ ..‬وأشارت آخر‬ ‫اإلحصاءات إلى أنّ عدد المتخ ّلفين بلغ‬ ‫أكثر من ‪ /70/‬ألف ًا‪ ،‬ما يش ّكل خل ًال حقيقي ًا‬ ‫لمؤسس ٍة عسكر ّي ٍة قائم ٍة على ُمجنّدينَ‬ ‫ّ‬ ‫إلزام ّيين وليسوا متط ّوعين‪ ،‬حيث يبلغ عدد‬ ‫هؤالء ما يقرب من ‪ /250/‬ألف ُمج ّن ٍد‪ ،‬في‬ ‫حين يتراوح عدد العساكر المتط ّوعين بين‬ ‫ألف متط ّوع‪ ٍ،‬ونتيجة‬ ‫‪ /150/‬إلى ‪ِ /200/‬‬ ‫ًلعدم التحاق الشباب في سنّ التجنيد‬ ‫أوقفت إدارة التجنيد العا ّمة تسريح‬ ‫العساكر الذين انتهت خدمتهم اإللزام ّية؛‬ ‫ومازالوا حتى اآلن في ثكناتهم العسكر ّية‪.‬‬


‫‪13‬‬ ‫‪13‬‬

‫شهداء ‪ -‬معتقلون‬

‫السبت | ‪ 22‬حزيران ‪2013‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪37‬‬

‫شــــــــهداء‬

‫طارق آبا‬

‫ٌ‬ ‫مصاب‪ ..‬فشهيد‬ ‫معتقل‪..‬‬ ‫ٌ‬

‫أصيب ً‬ ‫فأصيب‬ ‫مرة فصمد وقام للجهاد ثانية ً‪ِ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫واست ْش ِهد‪ ،‬فكان من الجنود المجهولين في‬ ‫ّ‬ ‫أكثرية الشهداء في‬ ‫الثورة السورية‪ ،‬كما كان‬ ‫الثورة‪ِ ،‬من مَ ن عملوا للهدف والفكرة في‬ ‫إقامة الدولة العادلة التي يطمح لها السوريون‬ ‫ويعملون ألجلها بكل جهدهم وحتى أرواحهم‪.‬‬

‫متزوج‬ ‫الشهيد (طارق آبا) من أبناء منطقة القدم‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫ولديه طفلة‪ ،‬كان ناشط ًا منذ بداية الثورة السورية‪،‬‬ ‫وقام بالمشاركة في المظاهرات السلم ّية وتجهيز‬ ‫المشافي الميدان ّية وإغاثة المنكوبين والجرحى‬ ‫وأهالي الشهداء بكل جهده وقوته؛ و َي ُ‬ ‫ذكر له أهله‬ ‫انشغاله عنهم في سبيل تحرير االنسان وطرد األسد‬ ‫من سوريا‪.‬‬ ‫اتّجه نشاط (طارق) نحو العسكرة مع بداية تشكيل‬ ‫أ ّول مجموع ٍة من الجيش الحر في منطقة القدم‪ ،‬حيث‬ ‫المؤسسين والداعمين لها‪ ،‬فوضع قوانينها‬ ‫كان من ّ‬ ‫ومبادئها في حماية المظاهرات السلم ّية والدفاع عن‬

‫األسدي العسكرية‪.‬‬ ‫أبناء الحي في وجه آالت النظام‬ ‫ّ‬ ‫بعد فتر ٍة وتحديد ًا في الشهر الرابع من عام ‪2012‬‬ ‫األسدي‪ ،‬حيث ت ّم‬ ‫اع ُت ِقل (طارق) من ِق َبل ق ّوات األمن‬ ‫ّ‬ ‫تعذيبه في فرع المنطقة العسكري بكفرسوسة ِل َما‬ ‫الشه َرين‪ ،‬ث ّم أفرِ َج عنه في بداية الشهر السادس‪.‬‬ ‫وبعد خروجه من المع َت َقل عا َد كما كان للثورة بل أش ّد‬ ‫مما سبق في طريقها وفي سبيل ن ُْص َرة أهله‪ ،‬بعد أن‬ ‫عرف معنى االعتقال والتعذيب ّ‬ ‫والذل في السجون‬ ‫األسد ّية‪ ،‬وبهدف تحرير أبناء الوطن جميعهم‪ ،‬فشارك‬ ‫وأصيب في رقبته‬ ‫في أغلب معارك منطقة القدم ِ‬ ‫برصاص ٍة خرجت من أعلى نقط ٍة بظهره‪ ،‬حيث ظنّ‬ ‫ُشهدَ‪ّ ،‬إل أنّ الله كتب له عمر ًا جديد ًا‬ ‫الجميع أنه است ِ‬ ‫وتحسنت‬ ‫للجهاد فيه من جديد‪ ،‬حيث ت ّمت معالجته ّ‬ ‫إصابته خالل أسبو َعين ليقوم بعزيم ٍة متجدّد ٍة لنُصرة‬ ‫أهله من جديد‪ ،‬حيث استشهد في الثامن عشر من‬ ‫دبر‬ ‫الشهر السابع للعام الماضي ‪ِ 2012‬‬ ‫مقب ًال غير ُم ِ‬ ‫ٍفي ساحة القتال إثر قذيفة دباب ٍة في صدره‪.‬‬

‫(طارق آبا) من الرجال المشهود لهم باألمانة والصدق‬ ‫شه ْ‬ ‫دت لهم الثورة‬ ‫في منطقته القدم‪ ،‬و ِمن َمن ِ‬ ‫بجميع آالمها وأمالها بوجوده فيها وبصمته بحياته‬ ‫وروحه ودمه‪ُ ..‬يذكر أنّه بعد فتر ٍة من استشهاد‬ ‫(طارق) وفي تاريخ ‪ 2012/8/20‬انتقل لرحمة الله‬ ‫أقرباؤه الشهيد َِان (سامر آبا) وابنه (أحمد آبا)‪ ،‬نتيجة‬ ‫العشوائي على داريا‪.‬‬ ‫القصف‬ ‫ّ‬

‫مــعــتــقلون‬

‫َ‬ ‫االعتقال والتعذيب‪..‬‬ ‫ات إنسانية ٌتواجه‬ ‫مهم ٌ‬ ‫ّ‬

‫ِ‬ ‫وراء القضبان‪.‬‬ ‫الهالل األحم ِر‬ ‫متطوعو‬ ‫ّ‬ ‫َ‬

‫ضحون بأرواحهم‪ ..‬يعملون لإلنسان ّية‪ ..‬من ِق َي ِمهم باحتجازها في تاريخ‪ ،٢٠١٣/٤/٢٤‬ضمن حملة‬ ‫ُي ّ‬ ‫ً‬ ‫السلم ّيين في‬ ‫الناشطين‬ ‫من‬ ‫ا‬ ‫عدد‬ ‫طالت‬ ‫اعتقاالت‬ ‫الحياد ّية‪ ..‬وأكثر ما يلتزمون به عدم التح ّيز‪ ..‬هم‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫اإلغاثي‪.‬‬ ‫العربي المجال‬ ‫أبناء سوريا‪ ،‬وينتمون لمنظمة (الهالل األحمر‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫السوري)‪ ،‬أصبح عددهم ‪ /37/‬في المعتقل‪ ،‬بدون‬ ‫ّ‬ ‫السويدان) ال يزال حتى اآلن رهن‬ ‫سبب ٍأو ُح ّج ٍة سوى مداواة الجرحى والمكلومين من وكذلك ُ‬ ‫(صهيب ُ‬ ‫االعتقال دون توجيه ّأي تهم ٍة رسم ّي ٍة إليه‪ ،‬حيث‬ ‫أبناء الوطن‪ ،‬وتحت ُمس ّمى (العصابات ال ُمس ّلحة)‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ت ّم اقتياده قسريا منذ الشهر الخامس لعام ‪،2013‬‬ ‫على صفح ٍة في الموقع االجتماعي ‪ Facebook‬بعد إيقاف مركبة اإلسعاف التابعة للمنظمة من‬ ‫العسكري في مدينة حمص‬ ‫وتحت ُمس ّمى (حملة التضامن مع متط ّو ِعي منظمة قبل أحد حواجز األمن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫المحطة خالل تأديته لمه ّمته اإلنسان ّية؛‬ ‫حي‬ ‫العربي‬ ‫الهالل األحمر‬ ‫ّ‬ ‫السوري)‪ ،‬ت ّم تدوين أسماء قرب ّ‬ ‫ّ‬ ‫مصاب برصاص ٍة اخترقت‬ ‫(صهيب)‬ ‫المعت َق ِلين من الهالل األحمر ومدة اعتقالهم حتى الجدير بالذكر أنّ ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ساقه‪ ،‬وال يزال بحاج ٍة لرعاي ٍة ط ّبي ٍة ومتابع ٍة متك ّرر ٍة‪،‬‬ ‫اآلن‪ ،‬في سبيل المطالبة بهم واإلفراج عنهم‪.‬‬ ‫باإلضافة لضرورة إخضاعه لعملي ٍة جراحي ٍة إلخراج‬ ‫(سلطان جمال ُسلطان)‪ ،‬حيث الصفيحة المعدن ّية من ساقه‪.‬‬ ‫أقدم المعت َق ِلين هو ُ‬ ‫ت ّم احتجازه تعسفي ًا منذ تاريخ ‪ -٢٣‬أيلول‪،٢٠١١ -‬‬ ‫عام‬ ‫أما (ديما مسعود) فهي متط ّوعة ٌبالهالل األحمر منذ وأيض ًا المتط ّوع (عماد ّ‬ ‫الحجة) الذي مضى عليه ٌ‬ ‫‪/7/‬‬ ‫سنوات وخ ّريجة ٌجامع ّية ٌ‪ ،‬تسكن منطقة جرمانا في السجون األسد ّية‪ ،‬حيث ت ّم اعتقاله بتاريخ الثاني‬ ‫ٍ‬ ‫وتعمل بإغاثة ال ُم ّ‬ ‫هجرين‪ ،‬قامت قوات النظام األسدي من كانون الثاني ‪ ..٢٠١٢‬أما الشاب (نور الشيخ)‬

‫فاعتقل بتاريخ ‪ -١٥‬أيار‪ ،٢٠١٣ -‬خالل عودته إلى‬ ‫المنزل بعد انتهاء فترة مناوبته بأحد فرق اإلسعاف‬ ‫التابعة للمنظمة‪ ،‬وهو من مواليد عام ‪ ،١٩٩٣‬طالب‬ ‫كيميا ٍء بالسنة الثانية‬ ‫يتع ّرض متط ّوعو الهالل األحمر للكثير من المخاطر‬ ‫واآلالم في سبيل فكرتهم السامية اإلنسان ّية في نجدة‬ ‫األسدي يعتبر عملهم‬ ‫اإلنسان وإسعافه‪ ،‬كما أنّ النظام‬ ‫ّ‬ ‫يصب في مصلحة ما يس ّميه (العصابات ال ُمس ّلحة)‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫لفترات طويل ٍة بهذه‬ ‫حيث يت ّم اعتقالهم أو إيقافهم‬ ‫ٍ‬ ‫التُهمة أثناء مروهم على الحواجز العسكرية‪.‬‬


‫السبت | ‪ 22‬حزيران ‪2013‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪37‬‬

‫أدب ‪ -‬فن ‪14‬‬ ‫‪14‬‬

‫والـشــآم‬ ‫حمـص‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫بإذن هللا‬ ‫َم ِ‬ ‫ِ‬ ‫حم ّية ٌ‬

‫| المهندس رياض محمّد البَكّور‬

‫ّإن الشآم عىل املدى َمحم ّية‬

‫من خالق األكوان واألكبا ِد‬ ‫استيقظ األحرار بعد ُسباتهم‬ ‫هذا لعمري ُ‬ ‫شأن أهل الضا ِد‬ ‫وتدافعوا نحو ال ُقص ِري ودأبهم‬

‫الحمى وتعقب األوغا ِد‬ ‫صون ِ‬ ‫ُم ّذ قال عرعو ٌر إلينا مر ًة‬ ‫ال‪ ..‬لن نهاب الكفر يا أوالدي‬ ‫ورجا إىل ّ‬ ‫الخلق يحفظ شعبه‬ ‫من حاق ٍد أو طامــــــع ٍببالدي‬ ‫هال أفقتم يا صحايب‪ ..‬إ ّننا‬ ‫َسنَدُ ّك رمز الكفر واإللـــحا ِد‬

‫كلب قطعة ٌ من نع ِلنا‬ ‫ولكل ٍ‬

‫هذا الحـــــذا ُء صنيعة األجدا ِد‬ ‫آثم‬ ‫بشار ِعربة كل طاغ ٍ ٍ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫كــــــــل مد ّن ٍس لبالدي‬ ‫وكذاك‬ ‫ُ‬ ‫فرعون هذا العرص يسبي حرة‬

‫تنجب خيــــــرة األوال ِد‬ ‫واألم‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫األوباش فوق ( ُقصرينا)‬ ‫وتبخرت‬ ‫نيم جاء بعد عنـا ِد‬ ‫منهم َز ٌ‬ ‫يبني اللئيم من الجامجم قلعة ً‬ ‫سنحرق األوغا َد باألوغـــــا ِد‬ ‫فإذا غزا الش ّذا ُذ بعض كرومنا‬ ‫استنقذ الثوا ُر بعــــض الزا ِد‬ ‫احفظ إلهي كل شبل ٍثائ ٍر‬

‫واحفظ أراضينا من األوغا ِد‬ ‫واحفظ إلهي كل شيخ ٍصادقٍ‬ ‫واحفظ عقيدتنا من الحسا ِد‬

‫الحياة‬ ‫أنفاس‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫كان جالس ًا في زاويةٍ مظلمةٍ يتمتم ببعض‬ ‫كلمات ال أفهمها‪ ،‬رغم أنه قريب اقتربتُ أكثر‬ ‫عسى أن أفهم ما يقول‪ ..‬فإذا كلماتُه آهاتٌ‬ ‫تتا ِبع بعضها وال تنفصل‪ ..‬حملتُه إلى سرير‬ ‫األماني وأسقيتُه من ماء األمل‪ ،‬فما كان من آهاته‬ ‫إال أن اعتلتْ وزادَ ضجيجُها في قعر أسماعي‪..‬‬ ‫حاولتُ محاولة ًبعد أخرى لعلّني ّ‬ ‫أخففُ من‬ ‫أنينه‪ ،‬وآخر محاولةٍ أنّني قطفتُ وروداً ملوّنة‬ ‫ًبألوان الحياة مُشرّبةًبعطر األنفاس‪ ،‬فقدمتُها‬ ‫له ّإل أنه لم يهدأ وال يفتأ يئنُّ ويئنُّ‪ ،‬فتكاد‬ ‫أنّاته تالمسُ سَمْعَ روحي بل تضربه !!‪..‬‬ ‫حدّثتُه عن أسرار األمل‪ ،‬أخبرته بخبر الحياة‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫تتنفس‪ ،‬فلم‬ ‫وأنّها كانت يوم ًا بين جنبيه‬ ‫ّ‬ ‫يلتفتْ لصخب نداء الحياة المتمثل في صوتي‪..‬‬ ‫لم أعدْ أتمالك روحي‪ ..‬أحسستُ أنني ما عُدْتُ‬ ‫أحمل قلبي‪ ..‬لكنّني اتّكأتُ على يده و حملتُه‬ ‫بقوّةٍ‪ ،‬قائلة ً له‪« :‬يا عزيزي ألم تضطرم‬ ‫أنفاسك من نار األنين؟‪ ..‬ألم يؤذي أحشاءك‬ ‫ضجيجه ؟»‪ ..‬حاول أن يقوم‪ ،‬أسند َ‬ ‫كتفيه على‬

‫كاركتـير‬

‫| أديبة حَوران‪ ..‬أديبة الثورة السورية‬

‫ّ‬ ‫حافة سريرٍمزينٍبالورود‪ ،‬لكن سرعان ما انهالتْ‬ ‫ُ‬ ‫أكتافه وعادتْ مستلقية ًخائبة ًمثل آمالي في‬ ‫تلك اللحظة‪ ..‬اقتربتُ منه‪ ،‬أمسكتُ يديه‪ ،‬فإذا‬ ‫هما شعلتان من نار األسى‪ ..‬حاولتُ أن أطفئ‬ ‫حرّ األنين في أنفاسه ببرد همساتي‪ ،‬وسألته‪:‬‬ ‫«ماذا أفعل ألعيد لك أنفاس الحياة؟»‪ ..‬حرّك‬ ‫شفتيه اللّتَين صامتا عن الكالم دهراً‪ ،‬حاول‬ ‫بيدٍ ترتجف‬ ‫أن يجيب فلم يستَطِع‪ ،‬فأشار ِ‬ ‫لوعةًإلى كوب األمل بجانبه‪ ،‬ثم أشار إلى الورود‪..‬‬ ‫حاولتُ أن افهمه‪ ،‬حتى صحوتُ من محاولتي‬ ‫هذه بصوته يقول‪« :‬ال ّ‬ ‫تتنفس الكائنات بغير‬ ‫حركةٍ‪ ..‬بغير عمل ٍتنهض به لتحيا‪ ..‬فالعمل‬ ‫هو أنفاس الحياة»‪..‬‬ ‫اندهشَتْ أركاني بما سمعت‪ ،‬و تلعثم لسان‬ ‫غفلتي‪ ،‬فلم أحر جواباً‪ ..‬ثم أردف قائالً‪« :‬الكالم‬ ‫والورود واألمل ليس بها وحدها يحيا المرء»‪..‬‬ ‫قلتُ «صدقتَ أيها الحلم‪ ..‬العمل سرّ البقاء‪،‬‬ ‫العمل أنفاس الحياة‪ ،‬هو أنفاس الحياة !!»‪..‬‬

‫| عبد المهيمن بدوي‬


‫‪15‬‬ ‫‪15‬‬

‫‪Facebook‬‬

‫السبت | ‪ 22‬حزيران ‪2013‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪37‬‬

‫@ إبراهيم كوكي‬ ‫ٌ‬ ‫سؤال بريء‪..‬‬ ‫لماذا يُقال ّ‬ ‫أن جيش النظام يحوي «اآلالف» من األبرياء المُجبَرين على‬ ‫القتال معه‪ ،‬وهم أبريا ٌء شرفا ٌء حبّابين‪ ،‬ال ناقة لهم وال بعير‪ ،‬وهم‬ ‫مكرهون مجبرون‪..‬‬ ‫بينما‪ ..‬شلّة القمع والتسلّط والكبت واإلكراه واإلجبار والديكتاتورية‬ ‫الدينية (جبهة النصرة وأحرار الشام ولواء االسالم ولواء التوحيد وباقي‬ ‫األلوية)؛ ال يوجد لديهم أحدٌ مُكره على القتال أو مُجبر‪ ،‬أو هو من‬ ‫شرفاء النظام ولكنّه مُجبَرٌ أن يقاتل مع الكتائب المجاهدة‪..‬؟؟‬

‫@ أويس العمر‬ ‫لم يكن العمل في الثورة يوما تشريفا‬ ‫فيه من المال والرفعة والتقدير والراحة شيئا !‬ ‫إختيار الثورة الصادق هو اختيار جهاد وتعب وهو تكليف ليس تشريف‬ ‫دفع مال وجهد‪ ،‬رجاء مقابل من اهلل فقط وليس ّإل ‪..‬‬ ‫بعكس ذلك‬ ‫نراجع خياراتنا ‪..‬‬ ‫هل نحن في جهاد خالص‪ ،‬أم عقد عمل لمن يدفع أكثر؟‬

‫@ الفتات كفرنبل المحتلة‬

‫البراء بن مالك @‬ ‫أمر يقوم به‬ ‫تعداد أخطاء الثوار وإحصاء مشاكل الثورة ٌ‬ ‫ّ‬ ‫يزد الطين‬ ‫كل فاضي الحال والبال‪ ،‬وهو بفعله هذا «لم ِ‬ ‫إال ِب َل ًة» على قول القذافي‪..‬‬ ‫الثائر الحقيقي هو من يبحث عن حلول ٍلهذه األخطاء‬ ‫رغم كل الضغوط المحيطة‪ ،‬فالّنوح والّن ْدب على الجروح‬ ‫لن يجعلها تندمل‪ُ ..‬كن صاحب مبادر ٍة‪ ،‬وأصلح ما‬ ‫أفسده ّ‬ ‫العطار وهو يحاول اإلصالح‪..‬‬

‫سنان أبو غياث @‬ ‫الفرقة وفي‬ ‫حجم الجهد الذي يبذله الناس في إيقاع ِ‬ ‫وكأن‬ ‫أي نوعٍ من أنواع الوحدة‪،‬‬ ‫التفرد بالقرارت ومحاربة ّ‬ ‫ّ‬ ‫لهم‬ ‫التوحيد ال يتح ّقق إال تحت رايته وهو سيد األنام ُ‬ ‫وم ِ‬ ‫تفرقنا يقتلنا‪..‬‬ ‫البشر الكبير‪ ،‬ويمارسه الجميع‪ ..‬لك ّ‬ ‫متوحد‬ ‫وحاجة تحكوا ائتالف وبطيخ مبسمر‪ ،‬ما حدا‬ ‫ّ‬ ‫مع التاني‪..‬‬

‫أبو الطيب @‬ ‫نحن اآلالف المؤلّفة من الشعب السوري الثائر نتكلم‬ ‫عن قّلة التنسيق بين الكتائب وآثاره اله ّدامة‪ ..‬هل‬ ‫ننسق فيما بيننا كي نجبر الكتائب على‬ ‫نستطيع أن ّ‬ ‫ننسق الكتائب التي ال تقبل ؟‬ ‫ثم‬ ‫التنسيق‪ ،‬ومن‬ ‫ّ‬

‫إيمان محمد @‬ ‫التقوى في القلب‪ ..‬لكن‪ ،‬الب ّد أن يترجمها العمل‪..‬‬ ‫أعمالنا انعكاسات القلوب‪ ،‬وعالقتنا بالرقيب الحسيب‬ ‫الب ّد أن يبقى رباطها متين‪ ..‬فهي األمان‪ ،‬وهي ضمان‬ ‫السالمة‪ ،‬حتى وإن ّ‬ ‫تقطعت عالقاتنا بكل البشر‪.‬‬

‫عمر المرادي @‬ ‫البديل عن حكم األســد ليس بالضرورة أن يكون‬ ‫الم َمّيع‬ ‫ال ُتيار المتش ّدد‪ ،‬ولكن بالتأكيد لن يكون الّتيار ُ‬ ‫السوري المتأصلة‪ ..‬قال تعالى‪:‬‬ ‫لثوابت و ِق َيم المجتمع‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫سطا»‪.‬‬ ‫أمةً َو َ‬ ‫«وكذلك جعلناكم ّ‬


‫السبت | ‪ 22‬حزيران ‪2013‬‬

‫ماقبل النهاية ‪..‬‬ ‫مكتب االستشارات األمنية للثوة ‪ /‬عهد الشام‬

‫السنة الثانية | العدد ‪37‬‬

‫األخــيــرة‬

‫بنا !! (خالد)‪ ..‬واآلن (جواد) و(عبد الرزاق)‪ ..‬فريقنا يقع في شباك األمن واحد ًا‬ ‫تلو اآلخر‪ ..‬ال حول وال قوة إال بالله‪ ..‬واتّجهت بعد ذلك لمنزل صديق الطفولة‬ ‫(عامر)‪ ،‬وطرقت الباب بشد ٍة‪..‬‬

‫تكبيــــــــــــــــــر‪ ..‬الله أكبر‪ ..‬ويعلو الهتاف‪ ..‬ويقفز األدرينالين ألعلى ‪ -‬عامر‪ :‬ما بك؟ لم أنت شاحب؟ ما الذي حصل؟‬ ‫مستوياته‪ ..‬كانت مظاهرة اليوم أكثر من رائعة‪ ،‬رفعنا صوتنا بالحرية‪ - ،‬حسان‪ :‬سأحدثك بكل شيء‪ ،‬لكن دعني لو سمحت أجري االتصاالت مع (كرم)‬ ‫ولدقيقتين شعرنا بأننا أسقطنا النظام‪ ..‬لتكون هذه المظاهرة أغلى ذكرى ليؤمن حسابات رفاقي‪ ،‬ويتّخذ اإلجراءات الالزمة‪..‬‬ ‫نشارك بها صديقنا «كرم» قبل أن نو ّدعه‪ ،‬بعد أن أجبرته الظروف على السفر‬ ‫بسبب اشتداد الضغوط األمن ّية عليه‪..‬‬ ‫فحزِن‬ ‫جلست بعدها أحدّث (عامر) بما حصل لرفاقنا (جواد) و(عبد الرزاق)‪َ ،‬‬ ‫بشد ٍة وتك ّلم مع أحد أقاربه ليؤمن لي سكن ًا بالريف‪ ،‬فوضعي األمني صار خطر ًا‬ ‫ كرم‪ :‬سررت جد ًا بوداعكم المميز‪ ،‬وأرجو أن نجتمع مجدد ًا تحت سقف الحرية جد ًا ومداهمة الشقة يعني أني نجيت من االعتقال بأعجوب ٍة !!‪ ..‬وتوا َريت من‬‫التي مشينا بدربها مع ًا‪.‬‬ ‫وقتها عن األنظار ألكثر من شه َرين‪..‬‬ ‫استثنائي بمظاهر ٍة استثنائي ٍة !!‬ ‫ جواد‪ :‬تلك كانت فكرة حسان‪ ..‬وداعٌ‬‫ٌ‬ ‫ضحكت من قلبي وأجبتهم‪:‬‬ ‫***‬ ‫الخطأ‬ ‫الطريق‬ ‫من‬ ‫سيهرب‬ ‫كان‬ ‫خالد‬ ‫أن‬ ‫لوال‬ ‫لله‪..‬‬ ‫ حسان‪ :‬أجل أجل‪ ..‬الحمد‬‫ حسان‪ :‬من‪..‬؟ عامر‪..‬؟‬‫ولم‬ ‫بيننا‬ ‫ة‬ ‫حار‬ ‫كل‬ ‫في‬ ‫النظام‬ ‫أن‬ ‫وينسى‬ ‫الحماس‬ ‫!! هو دائم ًا هكذا‪ ،‬يأخذه‬ ‫ٍ‬ ‫كانت مفاجأ ًة لي أن يأتي (عامر) لزيارتي هنا في هذا المكان البعيد !!‬ ‫يسقط بعد‪.‬‬ ‫ عامر‪ :‬اشتقت إليك يا حسان‪ ..‬لدي ما أقوله لك‪ ..‬األمر خطي ٌر جد ًا‪ ..‬هل تثق‬‫ٌ‬ ‫في‬ ‫معنا‬ ‫يعمل‬ ‫الرزاق‬ ‫شباب‪..‬عبد‬ ‫يا‬ ‫صحيح‪..‬‬ ‫ننساها‪..‬‬ ‫لن‬ ‫ذكريات‬ ‫ كرم‪:‬‬‫بي وبما سأقوله لك؟‬ ‫يستلم‬ ‫أن‬ ‫وأقترح‬ ‫الخير‪،‬‬ ‫فيه‬ ‫س‬ ‫م‬ ‫أتل‬ ‫إني‬ ‫اإلعالمي‪..‬‬ ‫والنشر‬ ‫بالتصوير‬ ‫الفريق‬ ‫ّ‬ ‫الروحي وأعرفك قبل أن أعرف نفسي !!‬ ‫ حسان‪ :‬تفضل‪ ..‬بالتأكيد‪ ،‬أنت أخي‬‫ّ‬ ‫إدارة المكتب اإلعالمي بعد سفري‪ ..‬ما رأيك يا عبد؟‬ ‫ عامر‪ :‬حسن ًا‪ ،‬أنت تعرف أنّ أخي الصغير سعيد يدرس في الكلية بالدفعة‬‫ عبد الرزاق‪ :‬يسعدني ذلك‪ ،‬ويسعدني العمل مع خيرة شباب الثورة وأروع فريق نفسها مع عبد الرزاق‪ ،‬ولديه ما يقوله لك‪..‬‬‫ٍفيها‪ ،‬وأرجو أن أكون عند ُح ْسن ظن ّكم‪.‬‬ ‫ سعيد‪ :‬حسان‪ ..‬ال أدري من أين أبدأ‪..‬‬‫ حسان‪ :‬شغلتم بالي‪ ..‬تفضل‪..‬‬‫ً‬ ‫تعاهدنا على العمل‪ ،‬على الثورة‪ ،‬وعلى االجتماع على الحق‪ ،‬وو ّدعنا (كرم) ثم ‪ -‬سعيد‪ :‬كنت أتج ّول بمهم ٍة بإحدى المناطق‪ ،‬فلمحت سيارة سودا َء لألمن بأحد‬ ‫مضينا لنتابع طريق ثورتنا‪ ،‬حتى النهاية‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫بشخص يخرج من‬ ‫بصمت‪ ،‬وإذ‬ ‫اختبأت بأحد األبنية القريبة أراقب‬ ‫األزقة‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫السيارة فيدخن ويتحدث على جواله‪ ،‬يؤسفني أن أقول لك أنه عبد الرزاق!‬ ‫***‬ ‫ ماذا تقول؟ عبد الرزاق بين أيدي من ال يعرفون الرحمة !!‪ ..‬ما الذي تقصده؟!‬‫ً‬ ‫موجعةٌ‬ ‫ضربةٌ‬ ‫داهمة‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫(خالد)‬ ‫باعتقال‬ ‫صفعتني‬ ‫ا‬ ‫جد‬ ‫بالله‪..‬‬ ‫إال‬ ‫قوة‬ ‫وال‬ ‫حول‬ ‫ال‬ ‫ُ‬ ‫بعيني‪ ،‬وبقيت أسبو َعين أتحرى الصواب قبل أن أخبر أحد ًا‪،‬‬ ‫ سعيد‪ :‬ش ّككت‬‫ّ‬ ‫منزله رغم حذره الشديد !!‪ ..‬كيف استطاعوا الوصول إليه ؟‪ ..‬األحداث غامضة ٌ‪ ،‬ففوجئت به مر ًة أخرى يحوم في المنطقة نفسها‪ ،‬يقف ويضحك مع أحد‬ ‫والتوتر يسود بين شباب الفريق‪ ،‬والجميع خائفون من تتابع سلسلة االعتقاالت ضباط األمن المعروفين وهو بكامل صحته‪ ،‬ومعه عصا في جيبه‪ ..‬هذه المرة‬ ‫خيط يوقع بنا جميع ًا‪.‬‬ ‫أو إمساك األمن بطرف ٍ‬ ‫كان معي أحد أصدقائي الذي يعرفه أكثر مني‪ ،‬وشهق بغراب ٍة عندما شاهده‪،‬‬ ‫وانتقلت‬ ‫ونشاطاتنا‪،‬‬ ‫إقامتنا‬ ‫مكان‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ونغ‬ ‫منازلنا‬ ‫ة‬ ‫بسرع‬ ‫قررنا حينها أن نغادر‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫وكما أراك اآلن فقد تأكدنا من أنه هو‪ ..‬مع األسف‪.‬‬ ‫مع صديقي (جواد) والمص ّور (عبد الرزاق) إلحدى الشقق الصغيرة‪ ،‬ريثما تضح‬ ‫األمور أكثر حول مالبسات اعتقال صديقنا (خالد)‪.‬‬ ‫ حسان‪ :‬ال‪ ..‬يستحيل ذلك‪ ..‬ال أستطيع أن أصدق‪ ..‬أخي هل أنت متأكد؟‬‫الشخص تحت الضغط وال يجوز لنا أن نرمي عليه التهم جزاف ًا ‪!!..‬‬ ‫***‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫كنت حينها أجهّ ز لـ(جواد) و(عبد الرزاق) مفاجأة بينما هم يغطان في النوم‪ - ،‬عامر‪ :‬اسمع حسان‪ ..‬أخي سعيد لم يكذب في حياته‪ ،‬ولو لم يتأكد لم يخبرك‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫نزلت ألشتري وجبتهم‬ ‫المفضلة‪ ،‬واستغرق مني الطريق وقت ًا طوي ًال بسبب حتى أنه التقط صور ًة من الجانب بإمكانك أن تراها‪ ..‬لكن‪ ،‬حذار‪ ..‬أرجوك‬ ‫توقفت‬ ‫للشقة‪،‬‬ ‫د‬ ‫عائ‬ ‫وأنا‬ ‫!!‪..‬‬ ‫الحسبان‬ ‫في‬ ‫يكن‬ ‫لم‬ ‫ما‬ ‫االزدحام‪ ،‬لكن شيئ ًا‬ ‫ٌ‬ ‫أمسكت جوال سعيد‪ ،‬وبدأت أنظر وأدقق وأك ّبر في الصورة‪ ..‬أجل إنه هو وهذه‬ ‫ُ‬ ‫‪،‬‬ ‫بحذر‬ ‫أراقب‬ ‫اختبأت‬ ‫البناء‪..‬‬ ‫قرب‬ ‫تقف‬ ‫ضخمة‬ ‫أمن‬ ‫سيارة‬ ‫مرتعد ًا عندما رأيت‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫ٍ حركة يده المميزة !!‪ ..‬لكن كيف حصل ذلك؟ كيف لم نعلم بوجود عميل‬ ‫فإذ برجال األمن يسحبون (جواد) إلى الس ّيارة ٍ‬ ‫بعنف والدم يسيل من رأسه‪ٍ ،‬بيننا؟‪ ..‬كيف اخترق صفوفنا هكذا؟ وكيف كنّا طيبين لهذه الدرجة حتى‬ ‫يحصل‪..‬‬ ‫وخوف ما‬ ‫والناس تحوم حول المكان تر َق ُب‬ ‫بصمت ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫نتقبل ذلك وال نبحث ونسأل عن الثقة والمصداقية قبل أي حركة ؟!‪ ..‬كيف‬ ‫ف ّرطنا باألمان وابتعدنا عن بره هكذا ؟‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫غادرت المكان مسرِع ًا‪ ،‬ركبت الحافلة دون أن أعرف إلى أين تذهب‪ ..‬لكن‪ ..‬أين‬ ‫ّ‬ ‫جوالي؟ لقد نسيته في المنزل !!‪ ..‬يا إلهـــي‪ ..‬ما هذه المصيبة التي حلت‬

‫جريدة عهد الشام ‪:‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫شهريا‬ ‫مؤقتا نصف‬ ‫أسـبوعية ثوريّـــة مستـقلة ‪ -‬تصدر‬ ‫تأسست عام ‪ - 2012‬تصدر من دمشق‬

‫للتواصل وتصفح األعداد‪:‬‬ ‫‪Email: ahed.alsham@gmail.com‬‬

‫‪16‬‬ ‫‪16‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.