عهد الشام العدد الثاني والثلاثون 1.4.2013

Page 1

‫السالح الكيماوي‪ ،‬والمعادلة السورية ‪12‬‬

‫‪32‬‬

‫أسـبوعية ثوريّـــة مستـقلة ‪ -‬تصدر مؤقتاً نصف شهرياً‬

‫السنة الثانية ‪ -‬اإلثنين ‪/1 -‬نيسان ‪2013‬‬

‫‪ MONDAY 1 APRIL - 2013‬‬

‫‪www.facebook.com/Ahed.alsham‬‬

‫الثورة تستعيد مقعد الجامعة‪ ،‬وسفارة لسورية الجديدة بالدوحة‬

‫‪2‬‬

‫سوق الهال‪ ،‬اشتباكات وآليات عسكرية وحياة تأبى التوقف‬ ‫السوق السوداء باحة االستغالل‪ ،‬ودعوات لنقل المنشآت الصناعية للساحل‬

‫كلمة‪..‬‬

‫‪U‬‬

‫«أن تأتي متأخر ًا خي ٌر من أن ال تأتي» جاء تسليم‬ ‫مقعد سورية في جامعة الدول العربية لالئتالف‬ ‫او باألحرى استعادة الثورة لهذا التمثيل بعد‬ ‫اغتصابه من قبل عصابة األسد ‪..‬‬ ‫تبع ذلك افتتاح سفاره لسورية سلمت ايض ًا‬ ‫لالئتالف الوطني كخطوة رمزية تحمل في طياتها‬ ‫الكثير للشعب ‪..‬‬ ‫من المحزن أن يكون افتتاح سفارة أو عودة‬ ‫مقعد في الجامعة مفرح ًا لذاك الشعب الذي‬ ‫يعاني من الويالت في كل يوم وكل حين ‪ ..‬من‬ ‫لدول تشرذمت من حولنا أن تظهر بمظهر‬ ‫المخزي ٍ‬ ‫المنعم والمتكرم على شعب سوريا بأن أعادت‬ ‫لهم بعض ًا من شكليات حقوقهم بعد عامين !!‬ ‫قالتها الثورة منذ انطالقتها وكانت البوصلة‬ ‫الداخلية هي المحرك األساسي رغم كل التجاذبات‬ ‫وصراع الدعم والوالء من قبل العرب قبل الغرب ‪..‬‬ ‫قالتها الثورة‪ ،‬لكن يجب في هذه األيام أن‬ ‫تصطف الكتل الثورية والناشطين والعاملين في‬ ‫كل مجاالت ثورتنا من أوسعها باب ًا إلى أخطرها‬ ‫من مناطقها المحررة إلى مابقي منها تحت احتالل‬ ‫النظام‪ ،‬عليها أن تتوحد في صف واح ِد كدرع‬ ‫يحمي ثوابت الثورة ويقيها شر ما يبيت بليل في‬ ‫أروقة السياسة ويقيها حتى من نفسها ‪..‬‬ ‫فريق التحرير‬ ‫ ‬

‫«إغـ ـ ــاث ـ ــة ال ـ ّـلج ـئ ـي ـ ــن»‬ ‫اإلنسانية‬ ‫مسرح‬ ‫أدوا ٌر على‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬

‫‪4‬‬

‫‪6‬‬

‫الدوالر في مواجهة‬ ‫ً‬ ‫مجددا ‪..‬‬ ‫الليرة‬

‫‪8‬‬

‫المجالس الثورية‪:‬‬ ‫ضمير الثورة ‪..‬‬

‫‪11‬‬

‫«إذاعات الثورة»‬ ‫موجة حرية ‪..‬‬

‫‪7‬‬

‫مفاجآت «أوجالن»‬ ‫والخريطة الجديدة‬

‫‪9‬‬

‫جدل على طريق‬ ‫الخالفة االنسانية‪..‬‬

‫‪13‬‬

‫من ظلمة المعتقل‬ ‫لنور الشهادة‪..‬‬

‫‪10‬‬

‫«نحنا والدك يامو»‬ ‫ً‬ ‫فخرا لنا أن نكون‬


‫اإلثنين | ‪ 1‬نيسان ‪2013‬‬

‫أحداث‬ ‫الحر يسقط إمدادات إيرانية‬

‫أسقط الجيش الحر طائرة إيرانية محملة‬ ‫باألسلحة كانت تعتزم الهبوط في مطار‬ ‫دمشق الدولي‪ ,‬على الرغم من تصوير الطائرة‬ ‫ساعة احتراقها نفى اإليرانيون أن تكون هذه‬ ‫الطائرة محملة باألسلحة‪ ,‬ولكن االنفجارات‬ ‫والنيران المشتعلة والتي امتدت إلى صاالت‬ ‫المغادرة واالستقبال حسب شهود عيان‬ ‫أفــادت بغير ذلــك‪ ,‬حيث أخلي المبنى من‬ ‫الموظفين الذين يعملون فيه‪ ,‬وتقول تقارير‬ ‫استخباراتية غربية أن إيران تنقل عبر الجو‬ ‫خمسة أطنان أسبوعي ًا للنظام السوري‪ ,‬وتحوي‬ ‫طائرات بال طيار وصواريخ‬ ‫هذه الشحنات غالب ًا‬ ‫ٍ‬ ‫بر بحر‪ ,‬وصواريخ بالستية إضافة إلى أجهزة‬ ‫تجسس وأسلحة خفيفة وأخرى استراتيجية‪,‬‬ ‫كما رددت بعض التقارير أن إيران تمد نظام‬ ‫األسد بكوادر عسكرية وفنية لضمان بقائه أو‬ ‫لضمان السيطرة على سوريا في حال سقوط‬ ‫النظام بصورة فجائية‪.‬‬ ‫األمم المتحدة تحقق في الكيماوي‬

‫كلفت األمم المتحدة العالم السويدي أكي‬ ‫سيلستروم الثالثاء الماضي للتحقيق في‬ ‫مزاعم بخصوص استخدام أسلحة كيماوية‪ ,‬إذ‬ ‫قال في تصريح لوسائل اإلعالم أن مهمته‬ ‫ال تكمن في معرفة الطرف الــذي استخدم‬ ‫األسلحة بل تنحصر في التحقيق بما إذا‬ ‫كانت األسلحة قد استخدمت في األصل أم‬ ‫ال‪ ,‬وفي ذات الخصوص طالبت روسيا األمم‬ ‫المتحدة بإشراكها والصين بهذا التحقيق‪ ,‬إذ‬ ‫تبادل الجيش الحر ونظام األسد اتهامات حول‬ ‫استخدام صاروخ يحمل رأس ًا كيماوي ًا في قرية‬ ‫خان العسل القريبة من حلب‪.‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪32‬‬

‫سيـاسـي ‪ -‬دولي‬

‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬

‫الثورة السورية تعتلي ّ‬ ‫قمة العرب‬ ‫| عهد الشام‬

‫عقدت الجامعة العربية‬ ‫ ‬ ‫قمتها العادية الرابعة والعشرين في‬ ‫الدوحة بتاريخ السادس والعشرين‬ ‫من شهر آذار الحالي في مدينة‬ ‫الدوحة عاصمة دولة قطر‪ ،‬بمفاجأة‬ ‫كانت تحت رعاية الحكومة القطرية‬ ‫تجسدت في إضفاء الشرعية على‬ ‫االئتالف الوطني بتسليمه كرسي‬ ‫الجمهورية العربية السورية رسمي ًا‬ ‫بعد سحبه من يد النظام بطريقة‬ ‫دراماتيكية أعطت لقطر سمعة لم‬ ‫تشبها بعض التصريحات المضادة‬ ‫هنا وهناك‪.‬‬ ‫ترأس الوفد السوري الشيخ معاذ الخطيب بحضور‬ ‫رئيس الوزراء غسان هيتو‪ ،‬مع أنه قدم استقالته قبل‬ ‫عدة أيام احتجاج ًا على موقف المجتمع الدولي الذي‬ ‫يراه متخاذ ًال بحق الشعب السوري‪ ،‬إلى أن أقنعته‬ ‫قطر بالعدول عن قراره وجعلت كلمته الثالثة بعد‬ ‫كلمة أمير قطر وأمين عام جامعة الدول العربية‪،‬‬ ‫فاختار أن يتحدث بلغة الشعب السوري المتألم دون‬ ‫التقيد بزخارف العبارات الديبلوماسية التي لم تعد‬ ‫تعبر عن الحالة التي وصلت إليها سوريا‪ ،‬ففي ظل‬ ‫اعتداءات النظام وجرائمه المتواصلة بحق شعبه‬ ‫على مدى سنتين متتاليتين يصعب تحمل استمرار‬ ‫شرعيته‪ ،‬فصنع ذلك الخطاب شعبية عارمة للخطيب‬ ‫في صفوف الشعب السوري الذي أيد الثورة وطمح‬ ‫للوصول إلى رتبة ينتزع فيها الشرعية عن ذلك‬

‫النظام ويهبها للشعب الثائر‪ ،‬ورأوا في الكرسي الذي‬ ‫يجلس عليه معاذ الخطيب انتصار ًا معنوي ًا وإحباط ًا‬ ‫ألتباع األسد‪.‬‬ ‫إن رؤية علم االستقالل السوري والذي أضحى أيقونة‬ ‫الثورة في المحفل العربي األول المتمثل بالقمة‬ ‫العربية‪ ،‬وتمثيل فئة االئتالف الوطني لسوريا‬ ‫السائرة على درب التحرر‪ ،‬وانتزاع قرارٍ يقول أنه من‬ ‫حق الدول العربية تسليح الجيش الحر للدفاع عن‬ ‫المدنيين أعطى السوريين أم ًال جديد ًا بسوريا جديدة‬ ‫ليس فيها آلل األسد وال لحزب البعث وجود ًا‪.‬‬ ‫بعد القمة بيوم افتتحت سفارة الجمهورية العربية‬ ‫السورية رسمي ًا تحت إشراف االئتالف الوطني لقوى‬ ‫المعارضة والثورة السورية‪ ،‬وقد سميت في البدء‬ ‫سفارة االئتالف‪ ،‬غير أن احتجاج الكثير من السوريين‬ ‫وضع األمور في نصابها الصحيح ليعاد لها اسمها‬ ‫السابق (سفارة الجمهورية العربية السورية في‬ ‫الدوحة)‪.‬‬ ‫مواقف وتصريحات‬

‫الخطيب ‪« :‬موقف النيتو مفاجئ»‬

‫صرح الشيخ معاذ الخطيب رئيس االئتالف السوري لقوى‬ ‫الثورة والمعارضة حصري ًا لرويترز أنه تفاجأ من حلف‬ ‫الناتو الذي قال يوم الثالثاء الماضي أنه ال يعتزم التدخل‬ ‫عسكريا في سوريا رد ًا على كلمته وقال‪ :‬البارحة فوجئت‬ ‫بالتصريح الذي صدر بأنهم ال يمكنهم مد إطار صواريخ‬ ‫باتريوت لحماية الشعب السوري‪ ,‬بعدما تطرق في‬ ‫خطابه إلى طلبه من وزير الخارجية األميركي جون كيري‬ ‫نشر صواريخ باتريوت في الشمال‪ ,‬وكان ذلك بعدما‬ ‫تطرق في كلمته أمام جامعة الدول العربية إلى طلبه من‬ ‫وزير الخارجية األميركي جون كيري نشر صواريخ باتريوت‬ ‫في شمال سوريا‪ ,‬كما أضاف أنه لم يسحب استقالته من‬ ‫رئاسة االئتالف بعد‪ ,‬غير أنه سيواصل مهامه في الوقت‬ ‫الحالي ريثما تجتمع الهيئة للبت بأمر االستقالة‪.‬‬

‫روسيا تتعهد بالدفاع في األمم المتحدة‬

‫تعهدت روسيا يوم الخميس الماضي بمقاومة خطوة‬ ‫متوقعة من المعارضة السورية للحصول على مقعد‬ ‫دمشق باألمم المتحدة وتنبأت بفشل أي محاولة من‬ ‫جانب االئتالف الوطني السوري المعارض لالنضمام‬ ‫إلى المنظمة الدولية‪ ,‬وقال فيتالين تشوركين‪ :‬ال‬ ‫أعتقد أن هذا سيحدث ألن‪ ...‬أغلب أعضاء األمم‬ ‫المتحدة أعضاء مسؤولون يقدرون هذه المؤسسة‪,‬‬ ‫وأضاف‪ :‬أعتقد أنهم يفهمون أنه إذا حدث شيء‬ ‫من هذا النوع فإنه س ُيضعف حق ًا موقف األمم‬ ‫المتحدة‪ ,‬وأردف قائ ًال‪ :‬ال يمكن أن تعطي مقعدا‬ ‫ببساطة لجماعات معارِضة لم تمر بعملية مالئمة‬ ‫الكتساب الشرعية‪ ...‬يجب أن تكون هناك سلطات‬ ‫شرعية‪.‬‬

‫إيران تشير لقطر باالتهام‬

‫اتهمت إيران قطر يوم الجمعة الماضي «بتصعيد‬ ‫سفك الــدمــاء» في سوريا لسماحها الئتالف‬ ‫المعارضة السورية بفتح أول سفارة له في الدوحة‬ ‫بعد اجتماع القمة العربية التي حضرها االئتالف‬ ‫كممثل عن الجمهورية العربية السورية‪ ،‬ونقلت‬ ‫وكالة أنباء الجمهورية اإلسالمية اإليرانية عن حسين‬ ‫أمير عبد اللهيان نائب وزير الخارجية اإليراني قوله‬ ‫«من مصلحة قطر أن تكف عن اإلجراءات المتسرعة‬ ‫وتصعيد سفك الدماء ضد الشعب السوري‪ ,‬وقال‪:‬‬ ‫الشعب السوري الواعي والمقاوم لن يسمح إطالقا‬ ‫لآلخرين أن يتخذوا القرار بشأن مصير بالده‪.‬‬


‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬

‫مـحـلـيـات‬ ‫السوق السوداء‬

‫بين تعويض البطالة واالستغالل‬

‫بــعــد سنتين مــن إنــطــاق الــثــورة‬ ‫السورية‪،‬وإستخدام جيش األسد أشد‬ ‫مستويات العنف‪،‬وصلت حالة البالد‬ ‫لمستوى اقتصادي متدهور‪،‬وكثرت حالة‬ ‫الفقر وانتشار النازحين في الطرقات‬ ‫من الذين فقدوا منازلهم‪ ،‬ماساعد‬ ‫على انتشار ظاهرة «السوق السوداء»‬ ‫نتيجة انتشار البطالة‪ ،‬فمن يعمل‬ ‫اليوم بتلك السوق إما شخص لحق‬ ‫بمكان عمله القصف والدمار فعازته‬ ‫الحاجة لسد متطلبات أسرته‪ ،‬أوأحد‬ ‫باعة المسروقات التي أخذها عناصر‬ ‫األسد من منازل اقتحموها في المناطق‬ ‫الساخنة في دمشق‪ ،‬وعرضوها للبيع‬ ‫على البسطات في المناطق الموالية‬ ‫لألسد‪ ،‬كمنطقة السومرية التي اشتهرت‬ ‫ببيع المسروقات‪ ،‬وهناك صنف ثالث‬ ‫لهم معارف من األمــن يستغلون أي‬ ‫أزمة تحدث على أحد المواد الضرورية‬ ‫للمواطنين لبيعها على البسطات‪،‬‬ ‫يساعدهم هــؤالء العناصر المعروف‬ ‫عدم التزامهم بالدور لتأمين هذه المواد‪،‬‬ ‫ومــن ثـ َم يتم بيعها على البسطات‬ ‫وتقاسمهم لألرباح‪.،‬‬ ‫ويذكر أن ربطة الخبز تباع اليوم في‬ ‫السوق السوداء بسعر (‪ )50‬ليرة بينما‬ ‫وصل سعرها في األيام التي تفاقمت‬ ‫فيها األزمــة إلى (‪ )75‬ليرة‪ ،‬الوضع‬ ‫نفسه ينطبق على األزمــات األخــرى‬ ‫كالـ(لبانزين‪،‬والمازوت‪،‬والغاز) فالسعر‬ ‫يرتفع ألضعاف عن الموجود في المركز‬ ‫الحكومي‪.‬‬ ‫ولم يسلم الصنف األول الذي يعمل‬ ‫بهذه المهنة نتيجة تضرره‪ ،‬بل ضارب‬ ‫عليه أعــوان النظام أيض ًا في هذه‬ ‫المهنة لكن الفرق بينهما أن األول من‬ ‫الممكن أن ينتظر أكثر من (‪ )5‬ساعات‬ ‫على الــدور ليحصل على المادة التي‬ ‫سيبيعها‪،‬ويحصل منها ربح بسيط يسد‬ ‫َ‬ ‫رمق أسرته‪،‬والثاني يأخذه خالل دقائق‬ ‫بطرق ملتوية ويبيعها بنفس السعر‬ ‫دون جهد وتعب‪.‬‬

‫اإلثنين | ‪ 1‬نيسان ‪2013‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪32‬‬

‫التزود للحياة من سوق الموت‬

‫سوق الهال‪ ،‬اشتباكات وآليات عسكرية وحياة تأبى التوقف‬ ‫عهد الشام ‪ -‬مراسلين‬

‫يعتبر المجمع الــذي يحوي‬ ‫سوقي الزبلطاني والهال من‬ ‫األســـواق الرئيسية التي تمد‬ ‫العاصمة دمــشــق باألغذية‬ ‫الرئيسية والخضار‪ ،‬ويواجه تجار‬ ‫تلك المنطقة‬ ‫ٍ‬ ‫صعوبات ومخاطرٍ‬ ‫عديد ٍة في هذه األيام بعد أن‬ ‫كامل‬ ‫أصبح السوق محت ًال‬ ‫بشكل ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ومحصنة‬ ‫من قبل قوات األسد‪،‬‬ ‫َ‬ ‫بالقناصة والمتاريس اإلسمنتية‬ ‫والحواجز خوف ًا من تقدم الجيش‬ ‫الحر المتواجد في جوبر إلى داخل‬ ‫دمشق عبر هــذا السوق‪ ،‬حيث‬ ‫اتَخذت عناصر األسد من مجمع (‪ )8‬آذار وفرع الجوية‬ ‫على باب سوق الزبلطاني مركز ًا لتواجدها‪ ،‬وفي‬ ‫جولة لجريدة»عهد الشام» بسوق الزبلطاني تحدّث‬ ‫أحد التجار عن المعاناة اليومية قائ ًال‪ »:‬الطيران‬ ‫الحربي والقصف مسموع بشكل واضح‪ ،‬كما تع َرض‬ ‫السوق أكثر من مرة لسقوط قذائف هاون خالل‬ ‫استهداف جيش األسد لحي جوبر‪ ،‬ما أدى إلرتقاء‬ ‫عدد من الشهداء وإصابة آخرين»‪.‬‬ ‫كما يعاني التجار من مضايقات جنود األسد حيث‬ ‫أن معظم الشباب العاملين في السوق من الريف‬ ‫الدمشقي‪ ،‬ماع َرض السوق للمداهمات واإلعتقاالت‬ ‫المتكررة‪ ،‬و ُيذكر أنه عندما أسقط الجيش الحر في‬

‫‪ 2012-8-27‬طائرة هولكبتر لق َوات األسد في‬ ‫حي جوبر اعتلت أصوات التكبير والفرحة من سوقي‬ ‫الزبلطاني والهال فر َد عناصر األسد المتواجدين في‬ ‫فرع الجوية بإطالق النار العشوائي على المحالت‪،‬‬ ‫ما تسبب بارتقاء شهداء وجرح العديد‪ ،‬ثم دخلوا‬ ‫بعدها للمحالت وأتموا عملية اإلنتقام بتخريب‬ ‫بضائع التجار‪ ،‬وفي ظل هذه األوضــاع تضاءلت‬ ‫مبيعات سوق الزبلطاني بسبب خطورة الذهاب إليه‪،‬‬ ‫ومن المتوقع إغالق التجار محالتهم في المرحلة‬ ‫القادمة اذا اقتربت المعركة الدائرة في جوبر بين‬ ‫الجيشين الحر والنظامي أكثر خاص ًة ّأن األول يحققُ‬ ‫انتصارات وتقدم ًا ملحوظ ًا اتجاه دمشق‪.‬‬ ‫ٍ‬

‫بعد التدمير والتعطيل دعوات لنقل المنشآت الصناعية للساحل !!‬ ‫تعمل حكومة األسد على تعويض خسارتها للمنشآت الصناعية في المناطق التي خرجت عن سيطرتها‬ ‫وأصبحت تحت سيطرة الجيش الحر وخاصة في محافظتي دمشق وحلب‪،‬وذلك بإقامة منشآت أخرى‬ ‫في مناطق الساحل السوري‪،‬بحسب تصريح أدلى به «فارس الشهابي» رئيس إتحاد غرف الصناعة في‬ ‫دمشق وحلب في صفحته الشخصية على مواقع التواصل اإلجتماعي حيث قال‪« :‬نؤيد بقوة أي إجراء‬ ‫يشجع لنقل المنشآت الصناعية الى المناطق اآلمنة و خصوص ًا في الساحل» وب َرر الشهابي ذلك المطلب‬ ‫ِ‬ ‫بأنه لتنشيط حركة الصناعة في الساحل والمساهمة بمكافحة البطالة‪،‬وبحسب المراقبون للوضع في‬ ‫دمشق فإن نسبة البطالة فيها أعلى بكثير من أي محافظة أخرى بسبب االزدياد المتنامي لعدد السكان‬ ‫الناتج عن حاالت النزوح من الريف الدمشقي والمحافظات األخرى‪،‬وتع ُرض الكثير من المنشآت الصناعية‬ ‫والخاصة الموجودة في المناطق الساخنة من دمشق والتي كانت تشغل معظم األيدي العاملة‬ ‫العا ِمة‬ ‫َ‬ ‫للقصف الممنهج من جيش األسد‪،‬وتوقفها عن العمل نظر ًا ألوضاع هذه المناطق‪،‬مادفع معظم أصحاب‬ ‫المعامل للسفروإستثمار صناعاتهم في دول الجوار‪،‬وذكر «الشهابي» في لقاء عبر قناة الميادين أنه يوجد‬ ‫حوالي(‪)44‬منطقة صناعية كلها خارجة عن سيطرة «الدولة»‪.‬‬


‫اإلثنين | ‪ 1‬نيسان ‪2013‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪32‬‬

‫تحقيق ‪ -‬الغالف ‪4‬‬ ‫‪4‬‬

‫«إغـ ـ ــاث ـ ــة ال ـ ّـلج ـئ ـي ـ ــن» ‪..‬‬

‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫اإلنسانية‬ ‫مسرح‬ ‫على‬ ‫ر‬ ‫أدوا‬ ‫أم‬ ‫مساعدات‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬

‫عهد الشام | تحقيق ‪ -‬خاص‬

‫عد ُ‬ ‫يبقى ّ‬ ‫اد السوريين ُ‬ ‫الم َه ّجرين عن‬ ‫ ‬ ‫ُ‬ ‫مستمر‪ ،‬فيساوي أو يزيد‬ ‫في‬ ‫منازلهم‬ ‫كام‬ ‫ر‬ ‫تزايدٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫يوميا‪ ،‬سوا ًء كانوا‬ ‫عن عدد الجرحى والشهداء‬ ‫ّ‬ ‫السوري‪،‬‬ ‫من النازحين بين محافظات الداخل‬ ‫أو الالجئين إلى حدود دول الجوار‪ ..‬وقد يكون‬ ‫الجئي الخارج أفضل من حال نازحي الداخل‬ ‫حال ِ‬ ‫ومرضا أو قصفا؛ً‬ ‫ً‬ ‫بعيدا عن شبح الموت جوعاً‬ ‫ً‬ ‫كثيرون يستغربون الموت من الجوع والمرض‬ ‫قبل القصف بسوريا‪ ،‬في ّ‬ ‫ظل‬ ‫مساعدات دوليةٍ‬ ‫ٍ‬ ‫مستمر حسب زعم البعض‪،‬‬ ‫بشكل شبه‬ ‫تتدفق‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫لكن حسب ما أكدته منظمة الهالل األحمر السوري‬ ‫نهاية أيلول الماضي‪ ،‬فإن كافة اإلعانات الغذائية‬ ‫ّ‬ ‫تخصصها دول االتحاد‬ ‫والدوائية والعينية التي‬ ‫األوربي والعالم لصالح الالجئين السوريين؛‬ ‫ناز ِحي الداخل‬ ‫لالج ِئي الجوار في حين أن ِ‬ ‫تذهب ِ‬ ‫ال يصلهم شيء‪ ..‬بينما يشتكي السوريون في‬ ‫مخيمات اللجوء بالخارج في الوقت نفسه من‬ ‫ً‬ ‫مستوى يصلح للبشر؛ ما‬ ‫انخفاض المعيشة ألدنى‬ ‫صارخ في إيصال هذه اإلعانات‪،‬‬ ‫خلل‬ ‫يضعنا أمام ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫كبير في المجال اإلغاثي‪.‬‬ ‫وربما فسادٍ‬ ‫ٍ‬

‫وفي َس ْبرِ وجوه هذه الظاهرة وتح ّري أسبابها‪ ،‬التقت‬ ‫المسجلين‬ ‫جريدة (عهد الشام) بإحدى عائالت الشهداء ّ‬ ‫كمستفيدين من المساعدات‪ ،‬وبعد ٍد من ناشطي المجال‬ ‫اإلغاثي في دمشق وريفها وفي الجارة األردن؛ وأعدّت‬ ‫لكم هذا التحقيق‪..‬‬ ‫أغذية ٌال ُتسمِ ُن وال ُتغني من جوع‪.‬‬

‫اتفقت آراء كافة الناشطين على أن المساعدات‬ ‫الغذائية مهما زادت كمياتها‪ ،‬فإنها تصل عند التوزيع‬ ‫المسجل‪،‬‬ ‫على الالجئين بنصف الكمية فال تكفي العدد ّ‬ ‫بحصص صغير ٍة ال تس ّد جوع عائالت الالجئين‪..‬‬ ‫أو‬ ‫ٍ‬ ‫فحسب ما قالته عدّة مصادر في منظمة الهالل األحمر‬ ‫السوري خالل عام ‪ ،2012‬فإنّ المعونات الغذائية‬ ‫الموزعة في الداخل السوري غير كافي ٍة لس ّد احتياجات‬ ‫المهجرين؛ البالغ عددهم ‪ 2,5‬مليون سوري‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وهنا التقت عهد الشام (محمد) أحد الناشطين‬ ‫اإلغاثيين في الغوطة الشرقية‪ ،‬الذي قال بأن القطاع‬ ‫الجنوبي من الغوطة يعاني نقص ًا كبير ًا في الطعام فال‬ ‫تسمم ج ّراء‬ ‫يكفي الجميع‪ ،‬فيما لم يشهد ّأي حاالت‬ ‫ٍ‬ ‫أغذي ٍة فاسدة‪.‬‬ ‫واشتكت (أم مصطفى) وهي أرملة ٌوأم شهي ٍد تقطن‬

‫إحدى بلدات الريف الدمشقي‪ ،‬من الحال السيئة التي‬ ‫وصلت بها وبصغارها‪ ،‬ألن «تشحد» المعونات من‬ ‫شح‬ ‫السكان وتطلب منهم المال لشراء الطعام‪ ،‬بسبب ّ‬ ‫المساعدات التي تصلها من مسؤولي اإلغاثة‪ ،‬الذين‬ ‫أعطوها آخر مر ٍة سلة ًغذائية ًال تتجاوز قيمة محتوياتها‬ ‫األل َفي ليرة‪ ،‬وبعدها رفضوا دفع «راتب» ولدها الشهيد‪،‬‬ ‫معونات غذائية ًبقيمة الراتب‪ ،‬الذي‬ ‫بحجة أنها تلقت‬ ‫ٍ‬ ‫يتجاوز األلفي ليرة حسب قول (أم مصطفى)‪..‬‬

‫بين َ‬ ‫هريب والسرقات‪،‬‬ ‫الت‬ ‫ِ‬ ‫أصبحت األدوية ُكالممنوعات‪..‬‬ ‫ِ‬

‫وال َت ِك ّل مساعي األطباء السوريين المقيمين على حدود‬ ‫الجوار‪ ،‬إلدخال األدوية مع المنتجات الممنوعة عبر‬ ‫الحدود مع المه ّربين‪ ،‬وإيصالها إلى الداخل السوري‪،‬‬ ‫مقال للشرق األوسط ن ُِش َر‬ ‫ويقول أحد األطباء في ٍ‬ ‫منتصف العام الماضي‪ ،‬أن «األدوية التي يت ّم إدخالها‬ ‫إلى سوريا بواسطة الصليب األحمر اللبناني‪ ،‬تذهب إلى‬ ‫ومن األردن قال الناشط (أبي ال َيمان)‪ ،‬الذي وضح لنا أن المستشفيات الحكومية‪ ،‬التي ال يمكن للجرحى الذهاب‬ ‫مساعدات غذائي ٍة‪ ،‬هو توزيعها إليها‪ ،‬ألنه هناك يتم القبض عليهم وتعذيبهم‪ ،‬وربما‬ ‫الشرط األساسي لمنح أي‬ ‫ٍ‬ ‫حصر ًا على مخيم الزعتري‪ ،‬حيث يتم التوزيع عن طريق قتلهم»‪..‬‬ ‫لجان غريب ٍة تمام ًا عن الناشطين‪ ،‬وروى (أبو ال َيمان) عن‬ ‫ٍ‬ ‫إحدى المرات التي أخذت فيها هذه اللجان المواد وهنا تط ّرق (أبو ال َيمان) بحديثه إلى مجال األدوية التي‬ ‫الغذائية ليكون مصيرها مجهو ًال بين سرق ٍة أو تقسيم عمل بها خالل فترة تواجده بريف دمشق سابق ًا؛ فقال‬ ‫ٍغير عادل‪ ..‬فيما ُر ِصدَت حاالت توزيع أطعم ٍة فاسد ٍة أن توزيع األدوية يتم بطريق ٍة عشوائي ٍة وفوضوي ٍة جد ًا‪،‬‬ ‫في األردن‪ ،‬عندما زار مراسل البي بي سي مخيم الزعتري تتيح الفرصة للسرقات من األدوية‪ ،‬ذاكر ًا ما حصل‬ ‫أرس َل ْت إحدى الشحنات الكبيرة من األدوية‬ ‫رب عندما ِ‬ ‫نهاية العام المنصرِم‪ ،‬فالتقى بـ(سعيد هوشان) ُ‬ ‫ّ‬ ‫أسر ٍة درعاوي ٍة‪ ،‬ذكر أن ابنه الذي افتقده المراسل في المخصصة لمدينَتي دوما وال ُم َعض ِمية؛ فلم يصل منها‬ ‫هذه الزيارة خالف ًا لسابقتها‪« ،‬في المستشفى اآلن سوى كمية ٌ قليلة ٌتكفي مشافي دوما فقط‪ ،‬بينما‬ ‫بسبب تناوله الغذاء الرديء جد ًا»‪ ،‬ليفتح (سعيد) ُسرِ َقت بقية األدوية‪ ..‬و ُيك ِمل (أبو ال َيمان) بأنه عندما‬ ‫الماسة‬ ‫صناديق المساعدات الغذائية‪ ،‬و ُيط ِلع المراسل على انتقل إلى العمل في الزعتري‪ ،‬الحظ الحاجة ّ‬ ‫بيض فاس ٍد ضمن وجبة الصباح‪.‬‬ ‫والمطلوبة من األردن لتأمين األدوية لعالج الجئي‬ ‫ٍ‬ ‫الداخل‪ ،‬في حين أنهم يعانون من نقص األدوية في‬ ‫«‬ ‫مخ ّيمات األردن نفسها‪.‬‬ ‫الناشط أبو اليمان‪ :‬األدوية تصل‬ ‫ّ‬ ‫وأكد (محمد) كالم (أبي ال َيمان) عندما قال‪ ،‬بأن األدوية‬ ‫من األردن إلى ريف دمشق منتهية تصلهم من األردن إلى ريف دمشق منتهية الصالح ّية‪،‬‬ ‫الصالحية!!‬ ‫فترات طويل ٍة هناك‪ ،‬فال ُت َوزّع على‬ ‫بعدما يتم تخزينها ٍ‬ ‫ّ‬ ‫الجئي األردن وال ُت ْر َسل إلى الداخل السوري في أوانها‪،‬‬ ‫»‬ ‫في ّ‬ ‫ظل ما تعانيه مشافي ريف دمشق الميدانية من‬ ‫نقص كبيرٍ في األدوية‪.‬‬ ‫ٍ‬


‫‪ 5‬تحقيق ‪ -‬الغالف‬

‫‪5‬‬

‫اإلثنين | ‪ 1‬نيسان ‪2013‬‬

‫«‬ ‫أبو يوسف‪ :‬أدخل مبلغ ‪ 100‬ألف دينار‬ ‫أردني على خزينة الجمعية ولم‬ ‫ّ‬ ‫يظهر للمال أي أثر فيما بعد‪..‬‬

‫»‬

‫رعاية األطفال‪ ،‬وسيلة مال ُ‬ ‫وش ُ‬ ‫هرة أعمال‪..‬‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬

‫ويبقى األطفال لق ّلة وعيهم بما يدور حولهم في العالم‬ ‫غايات تب ّر ُر أبشع الوسائل هم الخاسر‬ ‫الحقيقي من‬ ‫ٍ‬ ‫األكبر لبراء ٍة ش ّوهتها الحرب واستغ ّلتها المصلحة‪..‬‬ ‫وفي هذا الصدد تحدث (أبو يوسف) الذي يعمل‬ ‫في رعاية األطفال الالجئين في أحد النوادي الخيرية‬ ‫باألردن؛ واصف ًا هذا المجال بأنه «شحادة» من قبل‬ ‫أعضاء الجمعية الراعية للنادي‪ ،‬من خالل صورٍ تع ّبر عن‬ ‫لمسة الحنان والعطف والرعاية لهذا «الطفل المسكين»‪،‬‬ ‫وبعض الشعارات الرنّانة التي يقرنها األعضاء بأعالم‬ ‫الثورة ورسومات األطفال ودروع التكريم‪.‬‬ ‫وفنّد (أبو يوسف) بعض المشكالت التي تواجهه‬ ‫بشكل يومي ٍخالل عمل النادي‪ ،‬فكثير ًا ما يتقاسم‬ ‫ٍ‬ ‫مرأى من‬ ‫أعضاء الجمعية الرواتب واألموال على ً‬ ‫العاملين‪ ،‬فيما ال يسمحون بمناقشة موضوع المال‬ ‫والداعمين الممولين أبد ًا‪ ..‬وحسب شهادة متطوع ٍآخ َر‬ ‫في النادي ّ‬ ‫فضل عدم ذكر اسمه‪ ،‬فقد يبغي أعضاء‬ ‫الجمعية ما ًال إضافي ًا‪ ،‬يحصلون عليه بتكرار كل فاتور ٍة‬ ‫باثنتين ليدفعها الممولون‪ ،‬مؤكد ًا أن مصاريف الجمعية‬ ‫على األطفال تكاد ال تُذ َكر مقارن ًة مع أموال الداعمين؛‬ ‫فاحتفال ختام أحد النوادي األخيرة أدخل مبلغ ‪100‬‬ ‫أدرني على خزينة الجمعية‪ ،‬ولم يظهر للمال‬ ‫ألف دينارٍ ّ‬ ‫أث ٌر فيما بعد‪.‬‬ ‫احتفال منها‪ّ ،‬‬ ‫ينظمه‬ ‫ويضيف (أبو يوسف) أن كل‬ ‫ٍ‬ ‫أعضاء الجمعية اإلداريون بحضور كافة المم ّولين‬ ‫وسبع ٍة أو أكثر من المصورين التابعين لبعض المحطات‬ ‫المشهورة؛ ما يعكس حب الظهور الشخصي لدى‬ ‫األعضاء‪ ،‬مع غياب أي خط ٍة لديهم للنهوض بمستوى‬ ‫األطفال تعليمي ًا ونفسي ًا‪.‬‬

‫«‬ ‫عوائل الشهداء بإحدى المناطق‬ ‫قسم‬ ‫والتي بلغ عددها الـ‪ُ ،200‬ي ّ‬ ‫شهريا مبالغ تتراوح عادة ً بين‬ ‫عليها‬ ‫ً‬ ‫سورية فقط ‪..‬‬ ‫ليرة‬ ‫ٍ‬ ‫‪ 50‬إلى ‪ 100‬ألف ٍ‬ ‫والجواب (دبروا راسكم!!)‬

‫»‬

‫السنة الثانية | العدد ‪32‬‬

‫ُ‬ ‫يدنا»‪..‬‬ ‫أياديكم عن‬ ‫ذات ِ‬ ‫ضيق ِ‬ ‫«ك ّفوا ِ‬ ‫ِ‬ ‫بحجة أن أحدهم قد قبض الراتب بد ًال عنها‬ ‫يدفعوا لها ّ‬ ‫القشة التي قسمت ظهور الالجئين وأجهضت ووقع على اإليصال‪..‬‬ ‫ولعل ّ‬ ‫ّ‬ ‫جهود الناشطين في العمل اإلغاثي؛ هي سرقات المال‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫والمحاسبة‪.‬‬ ‫الرقابة‬ ‫غياب‬ ‫برسم الفوضى في‬ ‫تطوع‬ ‫ِ‬ ‫مرأى من الجميع‪ ..‬إذ يقول (أبو أحمد)‬ ‫أو تجميده على ً‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫في‬ ‫الشهداء‬ ‫عوائل‬ ‫بأن‬ ‫دمشق‪،‬‬ ‫ريف‬ ‫وهو ناشط ٌفي‬ ‫وتتح ّكم الرياح السياسية السائدة في البالد بتوزيع‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫شهري‬ ‫عليها‬ ‫م‬ ‫قس‬ ‫ي‬ ‫الـ‪،200‬‬ ‫عددها‬ ‫بلغ‬ ‫منطقته والتي‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫المساعدات اإلنسانية عامة ً‪ ،‬حيث نشر موقع (عكس‬ ‫ة‬ ‫سوري‬ ‫ة‬ ‫لير‬ ‫ألف‬ ‫‪100‬‬ ‫إلى‬ ‫‪50‬‬ ‫بين‬ ‫عادة‬ ‫مبالغ تتراوح‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫ٍ السير) بتاريخ ‪ ،2012/10/25‬إفادات مصادرٍ ّ‬ ‫مطلع ٍة‬ ‫فقط‪ ،‬وهي قليل القليل من المبالغ المالية الكاملة‪ ،‬من داخل منظمة الهالل األحمر السوري‪ ،‬أكدوا أن‬ ‫وعندما يطالبون ببقية‬ ‫ّ‬ ‫المخصصات المالية يأتيهم المنظمة «توزع المساعدات الواردة من المنظمات‬ ‫!!»‪..‬‬ ‫راسكم‬ ‫«دبروا‬ ‫بأن‬ ‫المحلي‬ ‫الجواب من المجلس‬ ‫الدولية ورجال األعمال السوريين في الخارج؛ على القرى‬ ‫مرة‬ ‫ّن‬ ‫ز‬ ‫خ‬ ‫قد‬ ‫المحلي‬ ‫المجلس‬ ‫بأن‬ ‫ويتابع (أبو أحمد)‬ ‫والبلدات الموالية للنظام فقط»‪ ،‬فيما حذر الدكتور‬ ‫ة‬ ‫وأدوي‬ ‫ة‬ ‫وأغطي‬ ‫ة‬ ‫أغذي‬ ‫من‬ ‫الواصلة‬ ‫ًإحدى الشحنات‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫(توفيق َ‬ ‫الش ّماع)‪ ،‬من تقديم أموال المساعدات الدولية‬ ‫ً‬ ‫ذلك‬ ‫ال‬ ‫معل‬ ‫‪،‬‬ ‫كمستودع‬ ‫د‬ ‫واح‬ ‫منزل‬ ‫في‬ ‫أخرى‬ ‫وأساسيات‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫إلى الهالل األحمر السوري‪ ،‬الذي تح ّول برأيه إلى «أدا ٍة‬ ‫القصوى‪،‬‬ ‫الحاجة‬ ‫ألوقات‬ ‫المساعدات‬ ‫هذه‬ ‫با ّدخار‬ ‫في يد نظام األسد بعد تطهيره من العناصر المخ ِلصة»‪،‬‬ ‫على‬ ‫صاروخان‬ ‫سقط‬ ‫أحمد)‪-‬‬ ‫(أبو‬ ‫يذكر‬ ‫‬‫يومين‬ ‫وبعد‬ ‫وأكد الدكتور َ‬ ‫(الش ّماع) أن هناك «تكاثر ًا لت ُّجار المآسي‬ ‫المستودع أثناء ٍ‬ ‫قصف على البلدة‪ ،‬لتحترق كافة المواد حول األزمة السورية‪ ،‬وتجميع ًا لكثيرٍ من األموال باسم‬ ‫الالجئون‪.‬‬ ‫كما‬ ‫المحلي‬ ‫و ُيح َر َم منها المجلس‬ ‫الشعب السوري‪ ،‬ولكنها ال تصل إليه»‪ ،‬وكرر مناشداته‬ ‫فيما أضافت (أم مصطفى) أنها امتنعت عن الذهاب بأن «ال يت ّم تقديم المساعدات لجمعية الهالل األحمر‬ ‫إلى المسؤولين اإلغاثيين مجدد ًا‪ ،‬بعدما طردوها السوري على سبيل المثال‪ ،‬التي هي أداة ٌبين أيدي‬ ‫في المرة األخيرة عندما جاءت لتقبض راتب ابنها النظام السوري‪ ،‬وستقوم باستخدام هذه األموال ضد‬ ‫الشهيد في الموعد المحدّد‪ ،‬فرفض المسؤولون أن الشعب السوري»‪.‬‬

‫ٌ‬ ‫العمل اإلغاثي‬ ‫الفساد في‬ ‫ومكافحة‬ ‫للتوعية‬ ‫مبادرات‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫في عتمة الفساد المخ ّيم على معظم‬ ‫ ‬ ‫العمل اإلغاثي التطوعي‪ ،‬تظهر بادرة نورٍ من خالل‬ ‫وفيديوهات للتوعية حول‬ ‫عمل‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫محاضرات و ُو َر ِش ٍ‬ ‫تجاوزات؛ من هذه البادرات نذكر‬ ‫كيفية مكافحة أي‬ ‫ٍ‬ ‫محاضرة ً ّ‬ ‫نظمتها مؤسسة (طريق ال َنزَاهة)‪ ،‬وقدمها‬ ‫(ح ّيان الس ّيد) مطلع آذار الجاري‪،‬‬ ‫مؤسس المنظمة َ‬ ‫وكانت المحاضرة عن الفساد في العمل اإلغاثي‬ ‫وتحديات مكافحته في سوريا في ظل الثورة؛ وهي‬ ‫محاضرات حول إعادة بناء نظام‬ ‫من ضمن سلسلة‬ ‫ٍ‬ ‫النزاهة الوطني السوري‪ ..‬تناولت المحاضرة أهمية‬ ‫كتهديدات رئيسي ٍة‪،‬‬ ‫أخذ مخاطر الفساد بعين االعتبار‬ ‫ٍ‬ ‫وس ُب َل مكافحتها وفق توصيات منظمة (الشفافية‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫لهيكل تنظيمي ٍ ّ‬ ‫يوضح وجوه‬ ‫ا‬ ‫عرض‬ ‫وقدمت‬ ‫الدولية)‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫الفساد المختلفة في كل مرحل ٍة من دورة العمل‬ ‫اإلغاثي‪ ،‬ويحدّد التدابير الوقائية لمنع انتشار هذا‬ ‫الفساد‪ ،‬إضافة ًإلى التوصيات العالمية في هذا‬ ‫المجال‪ ،‬ومجال تطبيقها على الواقع السوري الراهن‪...‬‬ ‫واخ ُت ِت َم ْت المحاضرة بوضع عشر بنو ٍد من التدابير‬ ‫الوقائية‪ُ ،‬ينصح بها للتعامل مع الفساد والتي‬ ‫من شأنها أن تلغي معظم مخاطره في دورة العمل‬ ‫اإلغاثي‪ ،‬من أهم هذه البنود نذكر‪:‬‬ ‫تبليغ سرية ًعن الفساد في داخل المنظمة‪،‬‬ ‫ ضع آلية َ ٍ‬‫ببالغات ضد الفساد‪،‬‬ ‫ّم‬ ‫د‬ ‫التق‬ ‫من‬ ‫الموظفون‬ ‫ليتمكن‬ ‫ٍ‬ ‫خوف من العواقب‪.‬‬ ‫دون ٍ‬ ‫تبليغ عن الفساد من خارج المنظمة‪ ،‬ليتم‬ ‫آلية‬ ‫ ضع َ ٍ‬‫تعميمها على المجتمع واستخدامها من قبل الجميع‪.‬‬ ‫ تحقق مما إذا كانت ّ‬‫سجلت المحتاجين موجودة‬

‫أص ًال‪ ،‬وشارك معلوماتها مع المؤسسات األخرى‪.‬‬ ‫ طابق بين قوائم التسجيل التي تمتلكها منظمتك‬‫مع الوكاالت األخــرى‪ ،‬للتحقق مما إذا كان قد تم‬ ‫استالم االستحقاقات كاملة ً‪.‬‬ ‫ افصل بين المهام‪ ،‬وما بين الطواقم العاملة في‬‫التسجيل والتوزيع والمراقبة‪.‬‬ ‫ تأكد من تسجيل المنظمة كمؤسس ٍة رسمي ٍة‪ ،‬ووجود‬‫معروف لها‪.‬‬ ‫مصرفي‬ ‫حساب‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ أب ِد اعتراضك في حال كانت تقارير عمل المنظمة‬‫غير دقيقة‪.‬‬ ‫إضافة إلى تدابي َر خاص ٍة بالمنظمات المحلية‪،‬‬ ‫واسع‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫وتوجيهات بكيفية نشر التقرير على ٍ‬ ‫نطاق ٍ‬ ‫ليصل إلــى أصــحــاب المصلحة مــن الموظفين‪،‬‬ ‫والمستفيدين‪ ،‬والجهات المانحة والوكاالت‪.‬‬ ‫وقد تكون هذه المحاضرة ومثيالتها من المبادرات‬ ‫التوعوية‪ ،‬عندما تنال ح ّيزها من التطبيق على األرض‪،‬‬ ‫مساعدات جديد ٍة‬ ‫مستقيم لتصريف أي‬ ‫طريق‬ ‫ٍ‬ ‫فاتحة ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫قادم ٍة للشعب السوري المنكوب في الداخل‪ ..‬حيث‬ ‫السوري بتاريخ‬ ‫أعلن َْت الهيئة األردنية لنصرة الشعب‬ ‫ّ‬ ‫‪ ،2013/3/13‬عن انطالق قافلة ( َن ْب ِض الحيا ِة)‪ ،‬أ ّول‬ ‫والعينية‬ ‫قافل ٍة عربي ٍة مح ّمل ٍة باألدوية والمواد الغذائية َ‬ ‫األساسية‪ ،‬ستتجه نحو الحدود السورية التركية‪ ،‬لتس ّلم‬ ‫إلى مسؤولي وممثلي الهيئات والمؤسسات المدنية‬ ‫وقالت‬ ‫السورية‪ ،‬وتشارك في تمويلها ‪ 12‬دولة‪..‬‬ ‫ِ‬ ‫الهيئة‪ ،‬إن هذه القافلة تت ّوج عام ًا ونصف من جهود‬ ‫ومؤسسات‪ ،‬لتطوير العمل اإلغاثي الحقيقي‪.‬‬ ‫هيئات‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬


‫اإلثنين | ‪ 1‬نيسان ‪2013‬‬

‫ً‬ ‫مجددا‬ ‫الدوالر األمريكي‬ ‫في مواجهة الليرة السورية‬ ‫اليمامة محمد ‪ -‬عهد الشام‬

‫صدرت الليرة السورية للمرة األولى عام ‪1919‬عن طريق‬ ‫ ‬ ‫مصرف سورية المركزي وهو نفسه الذي أعلن مزايدة لبيعها‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫صعبة وأزمات‬ ‫محنا‬ ‫عام ‪2008‬بصفتها المعدنية‪ ،‬فبعد أن واجهت‬ ‫وانهيارات متواصلة في قيمتها أمام العمالت‬ ‫اقتصادية ومالية‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫األخرى‪ ،‬فقدت مؤخرا قدرتها الشرائية كليا أمام ارتفاع الدوالر‪.‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪32‬‬

‫انعكست هذه األثار السلبية االقتصادية‬ ‫التي عاشتها سوريا في الفترة األخيرة‬ ‫على ارتفاع األسعار‪،‬ما تسبب بفقدان‬ ‫الليرة السورية لقيمتها واستنزافها‬ ‫احتياطي مصرف سوريا المركزي ‪,‬فبعدما‬ ‫كان يعادل الدوالر نحو‪50‬ليرة سورية‪ ،‬لم‬ ‫تتمكن الليرة الصمود أمامه‪ ،‬حيث خسرت‬ ‫أكثر من ‪ %16‬من قيمتها أمام الدوالر في‬ ‫بداية األزمة‪ ،‬وواصلت انخفاضها لتفقد‬ ‫نحو ‪ %70‬من قيمتها‪.‬‬ ‫هذا ما أدى لنشوب حال ٍة من الفوضى على‬ ‫سعر صرف الدوالرالذي ارتفع بنسبة‪%250‬‬ ‫منذ انطالقة الثورة‪ ،‬وظهور األسواق السوداء‬ ‫لبيعه جراء الطلب المتزايد عليه‪ ،‬إضاف ًة‬ ‫للتطورات الميدانية على األرض والتي‬ ‫لعبت دور ًا مهم ًا في تفاوت سعر الصرف‬ ‫للدوالر بين المحافظات‪،‬حسب أحد رجال‬ ‫األعمال السوريين ‪.‬‬

‫«‬

‫فالخسائر االقتصادية التي تكبدتها سوريا في عامي الثورة ُقدّرت‬ ‫بنحو‪ 48‬مليار دوالر من الناتج المحلي االجمالي‪ ،‬وأجمعت التحليالت‬ ‫على وصف االنهيار االقتصادي السوري بالـ»قياسي»‪،‬وهو ما أكده‬ ‫«المركز السوري لبحوث السياسات»في تقريرٍ لـه ذكر فيه‪ :‬إن العجز‬ ‫التراكمي في سوريا وصل إلى ‪ 16‬مليار دوالر ويم ّول من االحتياط »‬ ‫األجنبي الذي تراجع بدوره إلى ملياري دوالر في ‪.2012‬‬

‫سوريا فقدت ‪ %78‬من‬ ‫احتياطي العملة الصعبة‪،‬‬ ‫وتراجعت الودائع إلى ‪%35‬‬

‫اقتصاد ‪ -‬حقوق ‪6‬‬ ‫‪6‬‬ ‫بينما يرى أحد اإلقتصاديين أن ارتفاع‬ ‫الطلب على الدوالر ليس له عالقة في ارتفاع‬ ‫سعرصرفه‪ ،‬فقد يكون السبب األساسي عدم‬ ‫السيطرة أو ترك الدوالر يرتفع بشكل مقصود‬ ‫السوري ومساهمتها‬ ‫من قبل حكومة النظام‬ ‫ّ‬ ‫بارتفاع نسبة التضخم والتي وصلت مؤخرا‬ ‫إلى ‪، %300‬كل ذلك في سبيل إحداث ضررٍ‬ ‫أكبر في االقتصاد واإلضرار بالليرة السورية‬ ‫أكثر نظر ًا لفقدانهم األمل بالبقاء في‬ ‫السلطة‪.‬‬ ‫ووفق ًا للخبير االقتصادي السوري « ُمحي‬ ‫الدين قصار» فإن سوريا فقدت ‪ %78‬من‬ ‫احتياطي العملة الصعبة‪ ،‬وتردد إن الودائع‬ ‫في المصارف السورية الثمانية تراجعت‬ ‫إلى ‪ ،%35‬فيما سعى معظم المواطنين‬ ‫والمستثمرين إلى «الدولرة» وتهريب‬ ‫ودائعهم إلى الخارج بعد منعهم من سحبها‬ ‫وبالعمالت األجنبية‪ ،‬ما يعني خفض‬ ‫مستوى التوقعات االيجابية بما يتعلق‬ ‫بأمن الليرة واستقرارها لخمس سنوات على‬ ‫األقل بعد سقوط نظام بشار األسد‪.‬‬

‫وتتلخص فيما يلي‪:‬‬ ‫قانون دولي‬ ‫أوال ً‪ :‬حماية أفراد هذه األقليات وحماية حريتهم الشخصية والدينية‪.‬‬ ‫ثانيا ً‪ :‬يتمتع رعايا الدولة من األقليات بالحقوق المدنية والسياسية الثابتة‬ ‫نظام حماية األقليات‬ ‫لبقية الرعايا ويدخل فيها التعيين في الوظائف العامة وممارسة المهن الحرة‬ ‫وذلك دون تمييز بينهم من حيث األصل أو اللغة أو الدين‪.‬‬ ‫| حركة وعي‬ ‫ثالثا‪ :‬يسمح لهؤالء الرعايا باستعمال لغتهم األصلية في عالقاتهم الشخصية‬ ‫تأسس نظام حماية األقليات بعد الحرب العالمية األولى‪ ،‬عندما والتجارية وفي ممارسة طقوس ديانتهم وفي اجتماعاتهم العامة وصحفهم‬ ‫ ‬ ‫جعلت عصبة األمم األقليات تحت رعايتها وخلقت واقع ًا قانوني ًا جديد ًا‪ ،‬ولكن ومطبوعاتهم‪ ،‬كما يسمح لهم أن ينشؤوا أو يديروا على نفقتهم مؤسسات‬ ‫بعد الحرب الثانية وتغير األيديولوجيات التي اتبعت فيها القوى المتشددة خيرية أو دينية أو اجتماعية أو تعليمية‪.‬‬ ‫تفسيرات للنصوص وفق أهوائها ومصالحها‪ ،‬تمت إعادة تحريك مشاكل‬ ‫األقليات بعد استقرار النظام الدولي الجديد‪ ،‬ثم ورد موضوع حماية األقليات إال أن هذا النظام ‪ -‬وإن كان يبين وجوب حماية األقليات في كل مكان تواجدوا‬ ‫وفق المعيار الذي استقر عليه القانون الدولي العام في القرار الصادر عن األمم فيه ‪ -‬ال يكفي وحده لضمان هذه الحماية‪ .‬وفيما أن حركة التاريخ متغيرة‬ ‫بفعل العوامل االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬فهذا يعني وقائع جديدة‪ ،‬تؤدي‬ ‫المتحدة عام ‪ 1951‬والذي ينص‪:‬‬ ‫«إن األقليات هي الجماعات التي لها أصل تاريخي ثابت وتقاليد دينية إلى قيام كيانات سياسية تعبر عن هذا الواقع‪ ،‬وبرأي الكاتبة نجالء كنعان ‪:‬‬ ‫ولغوية وصفات تختلف بصورة واضحة عن بقية الشعب الذي تعيش معه‪« ،‬األقليات ستظل تنغرز كنتيجة مالزمة لهذه العمليات أو المجريات السياسية‬ ‫ويجب أن يكون عدد هذه األقلية كافي ًا للحفاظ على تقاليدها وصفاتها‪ ،‬كما والبشرية»‪ .‬بالتالي ال يجب اعتبار األقليات «مشروع مشكلة» ألن بإمكانها‬ ‫التعايش والتعبير عن وجودها بحرية مع غالبية السكان ضمن المجتمع الواحد‪.‬‬ ‫يجب أن تدين بالوالء للدولة»‪.‬‬ ‫تقرر نظام حماية األقليات في عدة معاهدات‪ ،‬ويشمل مجموعة من الضمانات يقول د‪.‬برهان غليون‪« :‬إنه ال تنشأ مشكلة األقلية إال عندما تكون هناك مشكلة‬ ‫تعهدت الدول المتقدمة بمراعاتها بالنسبة لألقليات الموجودة على إقليمها أغلبية‪ ،‬أي عندما تعجز طبقة اجتماعية واسعة عن تحقيق مواطنيتها في‬ ‫الدولة»‪.‬‬


‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬

‫رأي‬

‫اإلثنين | ‪ 1‬نيسان ‪2013‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪32‬‬

‫مفاجأة أوجالن والخريطة الجديدة‬ ‫تتالحق األحداث غالب ًا ما يجعلنا نتناسى بعضها ونهتم بالبعض اآلخر ألنه‬ ‫تبدالت كثير ٍة‬ ‫يؤثر بطريق ٍة أو بأخرى على مصائرنا‪ ،‬والجارة تركيا التي تشهد‬ ‫ٍ‬ ‫على صعيد المواقف السياسية واالستراتيجية‪ ،‬ينبغي النظر إليها بعين االعتبار‬ ‫والتمعن‪ ،‬فامتداد الحدود بين البلدين على طول تسعمئة كيلو متر يخلق مجا ًال‬ ‫حيوي ًا تؤثر أحداثه على سوريا تأثير ًا مباشر ًا‪.‬‬ ‫لقد فاجأ عبد الله أوجالن زعيم حزب العمال الكردستاني أتباعه والحكومة‬ ‫وقف إلطالق النار مع الدولة التركية‪،‬‬ ‫التركية واإلقليم بإعالنه في يوم النيروز عن ٍ‬ ‫بعد صراع دام ثمانية وعشرين عام ًا رعا فيه النظام السوري الحزب هذا وزعيمه‬ ‫حتى هددت تركيا في نهاية تسعينات القرن العشرين بمهاجمة سوريا إذا‬ ‫استمرت األخيرة باستضافته فسلمته لها فور ًا‪.‬‬

‫بكثير ِمن التعجرف ضد حليفتها االستراتيجية‪ ،‬وأدى ذلك إلى توثيق الحلف‬ ‫قبل ذلك بشهر أتم حلف الناتو نشر صواريخ «الباتريوت» على الحدود مع التركي السوري آنذاك ليصل إلى أعلى مستوياته قبل الثورة وفي بدايتها‪.‬‬ ‫سوريا‪ ،‬ويزعم البعض أنها استهدفت بعض صواريخ السكود المتجهة للشمال‬ ‫السوري قبل انفجارها‪ ،‬ومع أن خطوة نشر الصواريخ قد قوبلت بإستياء إيراني نختم بالتساؤل هنا عن المغزى ِمن تلك المواقف‪ ،‬أال تدل على اصطفاف جديد‬ ‫روسي‪ ،‬ولكنها حدثت دونما إبطاء وعلى الفور بعد انتهاء المباحثات في لتحالفات المنطقة؟ أال يدعو األمر لالستغراب بعد مهادنة تركيا لعدوها الكردي‬ ‫الحلف جراء قصف النظام لقرى تركية و ِمن قبلها في منتصف العام الماضي اللدود المسمى حزب العمال؟ هل ستؤثر تلك الهدنة على مسار األحداث في‬ ‫حينما أسقطت دفاعات النظام طائرة إف ‪ 16‬تركية ساعة تحليقها قرب سوريا التي يعمل فيها الحزب بتفويض وتفاهم غير مباشر بينه وبين النظام؟‬ ‫هل سيفقد النظام ورقة حزب العمال الكردستاني في صراعه ضد شعبه؟ وهل‬ ‫األجواء السورية‪.‬‬ ‫تطبيع تركيا مع إسرائيل ينبئ بتنسيق ما بين الحكومتين من أجل تسوية وضع‬ ‫لربما لن يكون ِمن نافلة الحديث إشارتنا إلى االعتذار اإلسرائيلي عن اعتداء نظام األسد؟ كل تلك األسئلة في رسم المستقبل ليجيب عنها‪.‬‬ ‫جيشها على سفينة قافلة الحرية قبل ثالثة أعوام‪ ،‬فلطالما تصرفت إسرائيل‬ ‫فتيل طائفي من األراضي المحتلة‬

‫أوباما ‪ ..‬زيارة معلنة ونوايا خفية‬ ‫للدور األمريكي في الشرق األوسط مكانةٌ كبرى‪،‬‬ ‫ ‬ ‫فهي الدولة التي تملك قواعد عسكري ٍة في عدة بلدان‪ ،‬ولها‬ ‫تحالف استراتيجي مع كثيرٍ من الدول وخصوص ًا إسرائيل‪،‬‬ ‫إضاف ًة إلى أنها الشريك االقتصادي األبرز لها ولمعظم تلك‬ ‫الكيانات ولتركيا أيض ًا‪ ،‬وقد نشد بعض السوريين الخير من‬ ‫الموقف األميركي‪ ،‬وتمنوا في كثير ِمن األحيان تدخ ًال مباشر ًا‬ ‫لحسم الحالة السورية ولكن األمر كان دوم ًا عكس ما يتمنى‬ ‫البعض‪ ،‬فالميزان االستراتيجي في في هذه المنطقة شديدة‬ ‫الحساسية يرجح لصالح روسيا التي استمرت بإمداد النظام‬ ‫األسدي بالسالح منذ أكثر ِمن نصف قرن والتي هيمنت على‬ ‫األردن يخاف على أمنه القومي بسبب األحداث في‬ ‫القرار السوري منذ عهد حافظ األسد وعهد ابنه حتى اآلن‪.‬‬ ‫سوريا‪ ،‬فالالجئون السوريون يبدلون رويد ًا رويد ًا معطياته‬ ‫زار أوباما األسبوع الماضي إسرائيل والضفة الغربية واألردن‪ ،‬الديموغرافية ويبرزون عبثية الحدود بين الدولتين ويؤثرون‬ ‫تقول نشرات األخبار التي غالب ًا ما تناقش مثل هذه على اقتصاده تأثير ًا مباشر ًا‪ ،‬ولذلك فزيارة أوباما ضرورية‬ ‫األحداث بقصور أنه لم تتم مناقشة القضية الفلسطينية لألردنيين الذين يخشون امتداد الكارثة الحاصلة في سوريا‬ ‫على النحو المراد‪ ،‬فحديث أوباما مع قادة هذه الدول لم يكن إلى أرضهم‪ ،‬لتقديم بعض الضمانات والتطمينات‪ ،‬فاألردن‬ ‫يهدف لتحريك عملية السالم مطلق ًا‪ ،‬بل يهدف بالدرجة على عكس سوريا من المناطق الحيوية للنفوذ الغربي‪.‬‬ ‫األولى لمداولة ملف سوريا وإيران‪ ،‬فالعملية اإلسرائيلية على‬ ‫مركز األبحاث في ريف دمشق أوحت أن إسرائيل تمتلك‬ ‫تفويض ًا ما من أجل ردع النظام‪ ،‬وقد ال يكون النظام وحده‬ ‫من يشمله التفويض‪ ،‬فقد يمتد األذى ليستهدف الجيش‬ ‫الحر إن استطاع تحقيق مكاسب ال يرغب المجتمع الدولي في‬ ‫تحقيقها‪ ،‬إذ إن إسرائيل تتحرك بموجب عالقات مميزة مع‬ ‫أميركا وروسيا الدولتين العظميين‪ ،‬ومصر كبرى الدول العربية‪،‬‬ ‫وتركيا أقوى دول الجوار السوري بعدها‪ ،‬خصوص ًا بإعالن‬ ‫إسرائيل إبان زيارة أوباما لها عن اعتذارها لتركيا عن جريمة‬ ‫سفينة قافلة الحر ّية‪.‬‬

‫أعلن الرئيس الروحي للطائفة العربية الدرزية‬ ‫في إسرائيل‪ ،‬الشيخ موفق طريف‪ ،‬أن مئات‬ ‫الشبان من أبناء الطائفة توجهوا إليه مبدين‬ ‫االستعداد لدخول األراضــي السورية لمحاربة‬ ‫«جبهة النصرة»‪ ،‬التي تعتدي‪ ،‬كما قال‪ ،‬على‬ ‫عائالت درزية في المناطق التي ينسحب منها‬ ‫جيش النظام‪.‬‬ ‫كل ذلك جاء بعد ما وصفه أهالي قرية الخضر‬ ‫الدرزية الحدودية بأنهم تعرضوا العتداء من قبل‬ ‫عناصر جبهة النصرة لوقوفهم على الحياد في‬ ‫الثوة السورية‪..‬‬ ‫ومع الرعب االسرائيلي من فقدان السيطرة على‬ ‫الحدود مع سورية واقتراب المقاتلين اإلسالميين‬ ‫من الهضبة تسعى إسرائيل كحليفها األسد‬ ‫إلشعال فتيل طائفي انطالق ًا من األراضــي‬ ‫المحتلة في الهضبة عبر رعاية تلك التصريحات‪..‬‬ ‫حيث أن أبناء الطائفة الدرزية في سوريا ولبنان‬ ‫والجليل الفلسطيني الواقع في تخوم إسرائيل‪،‬‬ ‫هم من أصل واحد‪ .‬وتربط بينهم أواصر القربى‪ .‬و‬ ‫يخدم الشبان الدروز في الجيش اإلسرائيلي بشكل‬ ‫إلزامي رغم تمرد معظمهم عن الخدمة‪..‬‬


‫اإلثنين | ‪ 1‬نيسان ‪2013‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪32‬‬

‫مـقـاالت‬

‫‪8‬‬

‫المجالس الثورية‪ :‬ضمير الثورة وضمان استمرارها‬ ‫| عبد اهلل الدمشقي‬

‫ ‬

‫تشكلت المجالس الثورية في المدن والمناطق‬ ‫السورية من اجتماع تنسيقيات وهيئات الثورة في مدينة أو‬ ‫منطقة معينة تحت مظلة واحدة‪ ،‬تفاوتت هذه المجالس في مدى‬ ‫تمثيلها للحراك الثوري من منطقة إلى أخرى‪ ،‬كما تفاوتت في‬ ‫فعاليتها وطبيعة نشاطاتها من تنظيم للحراك السلمي – عندما‬ ‫كانت السلمية مظهر الثورة األبرز قبل تحولها إلى مقاومة شعبية‬ ‫مسلحة – إلى اإلغاثة إلى اإلعالم إلى اإلحصاء والتوثيق إلى الدفاع‬ ‫المدني إلى غير ذلك من نشاطات‪ ،‬وعندما تطورت الثورة إلى‬ ‫مقاومة مسلحة انضم كثير من الناشطين في المجالس الثورية‬ ‫إلى الكتائب المقاتلة‪ ،‬في حين انضم آخرون في المناطق المحررة‬ ‫إلى المجالس المحلية التي تشكلت في تلك المناطق‪ ،‬وهكذا‬ ‫أصبحت مهمة المجالس الثورية ملتبسة‪ ،‬فالسبب الذي أنشئت‬ ‫من أجله وهو تنظيم الحراك السلمي والتعبير السياسي عنه لم‬ ‫يعد هو مهمتها األساسية‪ ،‬مما استدعى أن تقوم هذه المجالس‬ ‫بمراجعة لدورها من أجل تحديد مهمتها في الواقع الجديد الذي‬

‫خلقته الثورة وهو واقع متغير ومتجدد بطبيعة الحال‪.‬‬

‫شكل خطاب فكري وسياسي واضح‪،‬‬ ‫«‬ ‫وتنور الرأي العام باستمرار بحيث ال‬ ‫هيئات تعبر عن تطلعات‬ ‫تتحكم في مصير الشعب قوى مستبدة‬ ‫الشعب بعيدا عن‬ ‫جديدة تؤثر مصالحها على الصالح‬ ‫العام‪ ،‬وتحشد هذا الرأي من خالل‬ ‫التجاذبات السياسية‬ ‫وسائل االحتجاج السلمي ليشكل قوة‬ ‫»‬ ‫ضاغطة على أصحاب القرار بحيث‬ ‫لكي نحدد مهمة المجالس الثورية ال تحقق قراراتهم الصالح العام‪.‬‬ ‫بد من العودة إلى سبب قيام الثورة‬ ‫السورية والتذكير بأهدافها‪ .‬عندما لكي تقوم المجالس الثورية بمهمتها‬ ‫يتراكم الضغط السياسي واالجتماعي هذه‪ ،‬ال بد أن تكون منفصلة كياني ًا‬ ‫في مجتمع ما بسبب االستبداد عن المجالس المحلية والكتائب‬ ‫وتعطيل الحريات وتنعدم كل طرق المسلحة واألحزاب السياسية فمجال‬ ‫التعبير والتغيير التي من شأنها عمل المجالس الثورية ليس اإلغاثة‬ ‫تخفيف هذا الضغط يحدث االنفجار أو تقديم الخدمات ولئن اضطرت‬ ‫على شكل ثورة شعبية عارمة‪ ،‬حدث إلى القيام بهذه األعمال لظروف‬ ‫هذا في تاريخ البشرية مرات ومرات استثنائية فيجب أن تسعى إلى‬ ‫والثورة السورية ليست استثناء‪ .‬إذن تفويض الهيئات األخرى بها حتى‬ ‫هدف الثورة هو بناء مجتمع حر تسوده تتفرغ لمهتمها األساسية وهي مهمة‬ ‫العدالة وتُحترم فيه كرامة ّاإلنسان‪ ،‬سياسية فكرية بالدرجة األولى تتجلى‬ ‫وما إسقاط النظام إال الخطوة األولى في المساهمة في توعية وحشد الرأي‬ ‫نحو تحقيق هذه الغاية‪ .‬إن هدف العام والقوى المجتمعية لكي تلعب‬ ‫الثورة هو إحداث التغيير الثقافي دور الرقيب على المؤسسات الخدمية‬ ‫والسياسي واالجتماعي الذي يؤدي إلى والعسكرية والسياسية التي يفترض‬ ‫بناء مجتمع الحرية والعدالة والكرامة أنها وجدت لخدمة المجتمع وتحقيق‬ ‫وإزالة كل العوائق التي تقف في وجه مصالحه‪ ،‬المجالس الثورية يجب أن‬ ‫هذا التغيير‪ ،‬ومن هنا تحتاج الثورة تكون الهيئات المعبرة عن تطلعات‬ ‫لكي تستمر حتى تحقيق أهدافها إلى الشعب بعيد ًا عن التجاذبات السياسية‬ ‫هيئات ثورية تبلور هذا الهدف على والمصالح اإلقليمية والدولية‪..‬‬

‫«‬ ‫لكي تقوم‬ ‫المجالس الثورية‬ ‫بمهمتها يجب أن‬ ‫تفتح أبواب االنتساب‬ ‫إليها لكل من يؤمن‬ ‫بأهداف الثورة‬ ‫»‬ ‫ولو لم يشارك في الثورة قبل سقوط‬ ‫النظام‪ ،‬فالثورة ال تكتمل ما لم تتحول‬ ‫إلى حركة اجتماعية هائلة يشارك‬ ‫فيها السواد األعظم من الشعب‪ .‬إن‬ ‫المجالس الثورية هي ضمير الثورة‬ ‫الحي الذي سيؤدي إلى تحول الثورة‬ ‫من حالة انفعالية طارئة إلى ثقافة‬ ‫مجتمعية تأبى السكوت على الظلم‬ ‫وترفض االنقياد ألي مستبد‪ .‬صحيح‬ ‫أن الشكل الواضح الصريح لالستبداد‬ ‫سيزول بزوال النظام‪ ،‬لكن االستبداد‬ ‫الذي خرج من الباب سيحاول العودة من‬ ‫الشباك كما يقولون‪ ،‬سيحاول العودة‬ ‫بطرق خفية أكثر مكر ًا ودهاء‪ ،‬فهناك‬ ‫الكثير من القوى الداخلية والخارجية ال‬ ‫تنسجم مصالحها مع وجود شعب حر‬ ‫واع لمصالحه‪ .‬قد تكون هذه القوى‬ ‫على شكل أصحاب رؤوس أموال ورجال‬

‫أعمال‬ ‫يؤ ثر و ن‬ ‫مــصــالحــهـم ‬ ‫على المصلحة العامة‪،‬‬ ‫ ‬ ‫وقد تكون على شكل دول‬ ‫إقليمية ال تريد للتجربة الديمقراطية‬ ‫في سورية أن تنجح كي ال تنتقل عدوى‬ ‫الحرية إلى شعوبها‪ ،‬وقد تكون على‬ ‫شكل دول كبرى تتوهم أن مصالحها‬ ‫في المنطقة ال تتحقق إال على حساب‬ ‫مصالح الشعب السوري‪ ،‬وقد تكون‬ ‫على شكل كتائب عسكرية تريد أن‬ ‫تحكم الناس بقوة السالح تحت ذرائع‬ ‫مختلفة‪ ،‬وقد تكون على شكل أحزاب‬ ‫تتغنى بالديمقراطية لكنها تسعى‬ ‫إلى الهيمنة وإلغاء اآلخرين بطرق‬ ‫شتى‪ ،‬إن مهمة المجالس الثورية هي‬ ‫المساهمة في توعية الناس وحشدهم‬ ‫في وجه هذه القوى‪ ،‬وفي بناء اإلنسان‬ ‫الحر الواعي المسؤول الذي هو اللبنة‬ ‫األساسية في بناء وطن مستقل ينعم‬ ‫باالستقرار واالزدهار‪.‬‬


‫‪9‬‬

‫مـقـاالت‬

‫اإلثنين | ‪ 1‬نيسان ‪2013‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪32‬‬

‫صامتون‪ ..‬لكن الخير ال يموت!‬

‫| جود هالل‬

‫عامان والقهر عظيم والظلم كبير ‪ ,‬شردنا‬ ‫ ‬ ‫من بيوتنا ‪ ,‬اعتقلنا و أصدقاءنا ‪ ،‬قتل آالف من‬ ‫إخواننا واغتصبت بعض حرائرنا ونحن سائرون‬ ‫لنيل الحرية‪ ،‬األلم يزداد وكذلك اإلصرار‪ ،‬ولكن‬ ‫هناك آخرين ربما كانوا أخوة أو أصدقاء اكتفوا‬ ‫بالصمت و لم يبذلوا الجهد والمال والدم كما فعلنا‪,‬‬ ‫لم يعرفوا معنى التضحية ولم يؤمنوا بأهم وأسمى‬ ‫مبادئنا‪ ،‬سماهم البعض الصامتين وسماهم آخرون‬ ‫بالمتخاذلين‪ ,‬قيل عنهم القليل والكثير‪ ،‬قال بعضنا‬ ‫ال خير فيهم وجزم بعضنا اآلخر أن ال أمل منهم‪،‬‬ ‫يأسنا منهم وأخرجناهم من حساباتنا!!‬ ‫باألمس تذكرت صديق ًا قديم ًا كبرنا مع ًا وحلمنا مع ًا‬ ‫حتى كان اليوم الموعود والتحقت ثائر ًا وهو اكتفى‬ ‫بالصمت‪ ,‬تالشت بيننا الصالت وتقطعت بيننا‬ ‫السبل‪ ,‬فبات ذكرى ال أنكر جمالها‪ ،‬فطالما ضحكنا‬ ‫مع ًا وبكينا مع ًا‪ ،‬قلت في نفسي لو كان حبيبنا محمد‬ ‫صلى الله عليه وسلم بيننا‪ ،‬ما كان قوله في هؤالء‬ ‫األهل واألصدقاء؟ أبحرت في ذهني أقلب سيرته‬ ‫الشريفة فانتبهت ألمر هزني جد ًا‪ ،‬محمد رسول‬ ‫الله أفضل البشر وحامل أعظم المبادئ واألفكار لم‬

‫يلتحق به في سنين دعوته األولى إال قليل‪ ,‬ربما‬ ‫نسبة المؤمنين به وبعظيم دينه قلة إلى أن نصره‬ ‫الله وقامت دولة الدين الجديد في مدينته المنورة‬ ‫‪ ,‬حينها ازداد المؤمنون والملتحقون به إال أن غالبية‬ ‫القوم التزموا الصمت‪ ،‬تذكرت في علم الحديث أن‬ ‫الصحابي هو كل من رأى رسول الله ولو مرة واحدة‬ ‫وأن الصحابة الكرام عدول يؤخذ بحديثهم دون‬ ‫نقاش فهم صحابة رسول الله‪ ,‬قلت‪ :‬ويلي‪ ..‬هؤالء‬ ‫الصامتون المتأخرون و الذين لم يلتحق بعضهم إال‬ ‫بعد الفتح والنصر المبين‪ ،‬هم صحابة نأخذ عنهم‬ ‫ديننا‪ ،‬تذكرت خالد بن الوليد وعظيم انجازه في‬ ‫قيادة جيوش المسلمين وهو الذي بقي صامت ًا بل‬ ‫محارب ًا لإلسالم وللرسول الكريم عشرين عام ًا!!‬ ‫وكيف استقبله الرسول بعد هذا الزمن الطويل بفرح‬ ‫وسرور وسماه سيف الله المسلول‬ ‫كيف لنا أال نتبع الرسول الكريم وحسن خلقه وظنه‬ ‫بالناس‪ ،‬عزمت وقلت غد ًا سأتصل بصديقي وأنا‬ ‫يقين أن الخير فيه سيخرج يوم ًا وربما فاض منه‬ ‫على ٍ‬ ‫ما لم يفض مني طوال سنين‪.‬‬

‫عثرات الثورة ‪ ..‬كيف تجبر؟‬ ‫ُ‬ ‫يختلف شخصان على أن ما يم ُّر به‬ ‫ال‬ ‫ ‬ ‫الشعب السوري هو محنةٌ قاسية‪ ،‬صعب ُة الظروف‪،‬‬ ‫معقد ُة الحلول غير واضح ُة النهايات‪ ..‬لكن ما اليتفق‬ ‫عليه كثيرون إن كان انتهاء هذه المحنة في الزمن‬ ‫القريب أم أنه سيكون بعيد ًا جد ًا‪ ،‬الب ّد أن قدر هذه‬ ‫الثورة ال كاشف له سوى الله وال معرف ًة لنا متى‬ ‫سيسقط النظام ومتى ستنتهي هذه اآلالم‪ ،‬لكن‬ ‫ما على الجميع معرفته وفهمه أنه علينا العمل و‬ ‫الصبر والدعاء بدون أن نفقد االيمان واألمل والثقة‬ ‫مستخدمين كل ما نملك من أدوات مركزين على ثم تأتي مصادر الدعم المختلفة التي يسهلها الله عز‬ ‫وجل لالنسان في الدنيا ليتقوى بها على ما يواجهه‬ ‫الهدف األساسي لقيام هذه الثورة‪.‬‬ ‫من محن‪ ،‬ومنها األخوة في الله حيث كان الصحابي‬ ‫ربما تبدو هذه المفردات للوهلة األولى ضرب ًا من أبو بكر الصديق دعم ًا للرسول صلى الله عليه وسلم‬ ‫المثالية والخيال‪ ،‬فلم يعد هناك ٌ‬ ‫مجال بعد عامين في دعوته لالسالم وكذلك كل الصحابة رضوان الله‬ ‫من الموت أن نصبر أكثر وما العمل والقصف والقتل عليهم‪ ،‬وأيض ًا كان سيدنا هارون دعم ًا ألخيه الرسول‬ ‫ال يتوقف أبد ًا‪ ،‬ومن أين نأتي باألمل ومالمح االنتصار موسى في تبليغ الرسالة لفرعون (واجعل لي وزيرا من‬ ‫أهلي * هارون أخي *اشدد به أزري) سورة طه‪ ،‬وأيض ًا‬ ‫باتفاقات ومكائد خارجية‪..‬‬ ‫قد غابت أو ُشوهت‬ ‫ٍ‬ ‫من أنواع الدعم العمل في ومع الجماعة حيث ورد في‬ ‫إن كل هذا ال يمكن لفر ٍد وحده أن يتحمله‪ ،‬فالب ّد سورة آل عمران قول الله عزوجل‪ ( :‬واعتصموا بحبل‬ ‫أن الهم كبي ٌر وثقيل وأصعب من ان يتجاوزه أح ٌد الله جميعا وال تفرقوا) مما يدعونا إلى أن نقف صف ًا‬ ‫بمفرده‪ ،‬إذن الب ّد من العون والدعم‪ ..‬ومصادرهما واحد ًا واضعين خالفاتنا في مطرح النقاش ال العداوة‬ ‫ٌ‬ ‫واالنكار والبغضاء‪.‬‬ ‫كثيرة ال تنتهي‪ ،‬وال تع ُّد وال تحصى‪.‬‬ ‫وأولها وأهمها ومبدأها وأعظمها على اإلطالق هو‬ ‫الخالق عز وجل‪ ،‬وهو سبحانه األعلم بالحال واألرحم‬ ‫باالنسان من أمه وأبيه‪ ،‬والقادر عز وجل على‬ ‫نصر األ ّمة‪ ،‬ومن ندعوه ونستعين به كل يوم في‬ ‫صلواتنا فنقول‪( :‬إياك نعبد وإياك نستعين*إهدنا‬ ‫الصراط المستقيم) سورة الفاتحة‪ ،‬ووسائل طلب‬ ‫الدعم تعددت وتنوعت فمنها الدعاء والصالة‬ ‫والصبر(واستعينوا بالصبر والصالة وإنها لكبيرة إال‬ ‫على الخاشعين)سورة البقرة‪.‬‬

‫إشراق‬

‫ٌ‬ ‫طريق‬ ‫جدل على‬ ‫ِ‬

‫الخالفة اإلنسانية‬ ‫ِ‬

‫ُ‬ ‫نفاضل بينها‬ ‫في حياتنا الكثي ُر من األمورِ التي‬ ‫خبرات معين ٍة ‪ ,‬نحد ُد‬ ‫معتقدات أو‬ ‫بناء ًا على‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫توجهاتنا على أساسها ونبني مستقبلنا – في‬ ‫بعض األحيا ِن ‪ -‬على نتائجها ‪ ,‬وبين هذه‬ ‫ِ‬ ‫اإلسالم على حسمها‬ ‫التفاضالت أمو ٌر شد َد‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫االلتزام بها مسبق ًا‬ ‫لصال ِح ِه ‪ ,‬وح ّر َض المسل َم على‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫المعايير‬ ‫من‬ ‫األمور‬ ‫ِ‬ ‫وجعل الل ُه االبتال َء في هذ ِه ِ‬ ‫لقرب العب ِد من ُه وبالتالي تَمث َل ُه « الخليف َة في‬ ‫ِ‬ ‫األرض « الذي ينبغي أن يكونَ علي ِه ‪ّ ..‬‬ ‫وإل كانَ‬ ‫ِ‬ ‫مجر َد شي ٍء َ‬ ‫وخرج دونَ أثرٍ يذكر‪.‬‬ ‫دخل الدنيا َ‬ ‫ُ‬ ‫والتفاعل‬ ‫جدلي ُة « المبدأ – نقطة الضعف»‬ ‫بينهما من األمورِ التي نلمسها في حياتنا ‪,‬‬ ‫أزلي ‪ ,‬لم ولن يسل َم‬ ‫صراعهما في حيا ِة‬ ‫اإلنسان ٌ‬ ‫ِ‬ ‫السالم وحتى‬ ‫عليه‬ ‫م‬ ‫آد‬ ‫لدن‬ ‫من ُه بش ٌر أبد ًا ‪ ,‬من‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫إبراهيم « علي ِه السالم‬ ‫قيام الساع ِة ‪ ..‬لم يكن «‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫خارج هذ ِه القاعد ِة األصيل ِة‬ ‫الرسل وال َ‬ ‫بدع ًا من ِ‬ ‫نقاط ضعف ِه‬ ‫‪ ,‬ابتال ُه الله في مبادئ ِه أما َم ِ‬ ‫ً‬ ‫لحمل «‬ ‫ال‬ ‫المختلف ِة ‪ ,‬فكانَ ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬أه‬ ‫ِ‬ ‫لكن البال َء األش َد على‬ ‫إني جاعلك للناس إمام ًا «‪َّ ..‬‬ ‫عقب علي ِه ال ُله في القرآن ‪ « :‬فلما‬ ‫اإلطالق كانَ ما َ‬ ‫ِ‬ ‫كتب‬ ‫أسلما وتله للجبين « في لحظ ِة البال ِء هذ ِه َ‬ ‫الله ل ُه شهاد َة حس ِن إسالم ‪ ..‬لحظ ِة انتصارِ مبدأٍ‬ ‫على النقط ِة األكثرِ ضعف ًا بالنسب ِة له ‪ ,‬بلغ فيها‬ ‫اإليمانُ بالمبدأ مبلغ ًا عظيم ًا ‪ ,‬كان له ما بعد ُه من‬ ‫العطايا الربانية ‪.‬‬ ‫في حياتنا الكثي ُر من األمورِ ‪,‬أخذت حيز ًا في‬ ‫األحيان ‪ -‬على‬ ‫نفوسنا ‪ ,‬فضلناها ‪ -‬في كثيرٍ منَ‬ ‫ِ‬ ‫حب المال ‪ ,‬الشهر ُة‬ ‫كثيرٍ من مبادئنا األصيلة ‪ُ ,‬‬ ‫ُ‬ ‫البتالءات فيها‪,‬‬ ‫نتعرض‬ ‫‪,‬المنصب والسلطانُ ‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫‪,‬نكسب بعضها ونخس ُر منها ‪..‬‬ ‫وجوالت‬ ‫جوالت‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫البشري الطبيعي ‪..‬‬ ‫الوضع‬ ‫ه‬ ‫أن‬ ‫ا‬ ‫ظاهري‬ ‫نحسب‬ ‫قد‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫ال ‪ ..‬ال ُ‬ ‫ريب َ‬ ‫وألف ال ‪ ..‬إن ُه وبال أدنى ٍ‬ ‫خارج إطارِ‬ ‫(حكم ِة االبتالء) والتي ُلخصت في ‪:‬‬ ‫« لنبلوهم أ ُّيهم أحسنُ عم ًال ‪»..‬‬


‫اإلثنين | ‪ 1‬نيسان ‪2013‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪32‬‬

‫مجــتمع‬

‫‪10‬‬ ‫‪10‬‬

‫ً‬ ‫فخرا لنا أن نكون‬ ‫«نحنا والدك يامو»‬

‫عهد الشام ‪ -‬تقرير‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫مضى ُ‬ ‫وكأن كل أرض‬ ‫شاحبا‬ ‫كئيبا‬ ‫يوما‪ ،‬مضى‬ ‫عيد األم بكل آالمه التي لم تكن هكذا‬ ‫ّ‬ ‫يوم شهيد‪ ،‬إال أن شباب الثورة وشاباتها أبوا‬ ‫سوريا تقول أي عيد وعلى أرضي كل ٍ‬ ‫إال أن يرسموا بسمة على وجه كل ثكلى ومشتاقةٍ البنها ‪ّ ..‬‬ ‫علهم يكونوا بكلماتهم‬ ‫ً‬ ‫شيئا من‬ ‫ووجودهم كإبنها الشهيد أو الغائب المعتقل يواسونها ويحملون عنها‬ ‫همومها‪.‬‬

‫انتشرت العديد من المبادرات في يوم ‪ 21‬آذار منها ما كان على شبكة االنترنت‪،‬‬ ‫ومنها ماأقيم على أرض سوريا أو خارجها‪ ،‬هدفت النشاطات إلى التذكير بآالم‬ ‫أم الشهيد وأوجاع والدة المعتقل والوقوف بجانبهم والحديث بلسانهم ولسان‬ ‫أبنائهم الذين غادروا في سبيل جعل سوريا وطن ًا أفضل‪.‬‬ ‫ومن تلك المبادرات حملة « نحن والدك يامو» حيث شاركت من خاللها خمس‬ ‫عشرة منظمة سورية في تنظيم تكريم خاص لألم السورية في عيد األم وجالت وعن سؤال «لينا» عن فعاليات الحملة قالت‪ « :‬قمنا بزيارة عدد من بيوت الشهداء‬ ‫مجموعات من نشطاء وناشطات الثورة السورية بيوت الشهداء والمعتقلين في وقدمنا لهم الورود وهدايا رمزيه ومن األمهات من بكت تعبير ًا عن اشتياقها البنها‬ ‫مختلف المدن السورية‪ ،‬مقدمين هدايا بسيطة ومساهمين بالكلمة الطيبة مواسين ومنهن من أعطونا دروس ًا في القوة واألمل لنمضي ونكمل الطريق»‪.‬‬ ‫األمهات العظيمات‪.‬‬ ‫يخطط المنظمون اآلن لالستمرار في االحتفالية طيلة أيام السنة‪ ،‬مساهم ًة منهم‬ ‫وقالت « لينا» إحدى المشاركات في الحملة‪ « :‬إن أعظم من شارك بالثورة هم من في مواساة األم السورية‪ ،‬فأمهات سوريا هن أكثر من عانين آثار الثورة‪.‬‬ ‫فقدوا ذويهم‪ ،‬فكيف لو كانت األم‪ ،‬سعدت بمشاركتي في هذه الحملة فهي جزء‬ ‫بسيط جد ًا للتعبير عن تقديرنا وتعظيمنا ألم الشهيد التي ربته ليكون محب ًا لوطنه‬ ‫أهالي دير الزور ينتخبون مجلسهم المحلي‬ ‫وال اعتقد يوم ًا اننا سنوفيها حقها ونسأل الله أن يلهمها الصبر والسلوان»‬

‫الجمعة العظيمة ‪ ..‬آالم وآم ـ ــال‬ ‫من أشهر ما ُسميت به “جمعة اآلالم” أو“الجمعة‬ ‫ٌ‬ ‫داللة على‬ ‫الحزينة“‪ ،‬ولعل في هذه التسميات‬ ‫حجم معاناة أغلب السوريين وحزنهم منذ انطالق‬ ‫ثورتهم قبل عامين وحتى اآلن‪ ،‬والتي تشبه معاناة‬ ‫المسيح في رحلته التي دعت إلى تحرر اإلنسان ونبذ‬ ‫الظلم‪.‬‬

‫وصلت حصيلة الشهداء في الجمعة التي حملت‬ ‫شعار“ الجمعة العظيمة” عام ‪ 2011‬حسب ناشطين‬ ‫إلى ‪ 84‬شهيد ًا‪ ،‬حيث عدت أكبرحصيلة للشهداء في‬ ‫بوم واحد خالل تلك الفترة‪ ،‬وشهدت ارتفاع مطالب‬ ‫الثوار من اإلصالح السياسي لتشمل الدعوة إلسقاط‬ ‫النظام‪.‬‬ ‫وجاءت تسمية هذه الجمعة من قبل الناشطين‬ ‫رد ًا على سلسلة األالعيب التي مارسها النظام منذ‬ ‫انطالقة الثورة وكشف ًا لزيفها‪ ،‬حيث حاول تصوير‬ ‫ما يحدث في سوريا على أنه نزاعٌ طائفي‪ ،‬واستخدم‬ ‫حجة الدفاع عن األقليات ليمارس الظلم والقتل على‬ ‫جميع الطوائف دون استثناء ‪.‬‬

‫وفي سبيل ذلك و ّثق ناشطو الثورة انتهاكات‬ ‫عدّة بحق دور العبادة اإلسالمية و المسيحية ومنها‬ ‫استهداف كنيسة السيدة العذراء “ أم الزنار“ األثرية‬ ‫في حمص من قبل قوات النظام‪ ،‬ومن الممارسات‬ ‫التي وثقها الناشطون ايض ًا قتل المخرج «باسل‬ ‫شحادة» الشاب المسيحي الذي ترك حياته في‬ ‫أمريكا وتوجه إلى حمص لتوثيق االنتهاكات األمنية‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى قرار السلطات السورية بإبعاد األب‬ ‫اإليطالي باولو دالوليو بذريع ِة أنه خرج عن نطاق‬ ‫مهمته الكنيسية‪ ،‬ورد ًا على هذه الممارسات ولكشف‬ ‫زيف إدعاءات النظام تم اإلعالن عن تشكيل أول‬ ‫كتيب ٍة “مسيحية“ عامل ٍة في ريف دمشق حملت اسم‬ ‫(أنصار الله) وتتبع للقيادة المشتركة للجيش الحر‪.‬‬ ‫أدت الدعاية اإلعالمية الموجهة من قبل النظام نحو‬ ‫األقليات في سورية إلى خلق مخاوف وهواجس‬ ‫لديهم من المستقبل ‪ ،‬مخاوف سرعان ما بددها‬ ‫الثوار بشعاراتهم التي تدعو للتسامح الطائفي‬ ‫والعرقي ومحاسبة كل من شارك النظام بالقتل‬ ‫والظلم واإلجرام ‪.‬‬

‫أورينت نت | لم يمنع القصف والحصار اللذان‬ ‫تتعرض له مدينة دير الزور للشهر التاسع على‬ ‫التوالي أهاليها من تنظيم وإجــراء تجربتهم‬ ‫الديمقراطية األولى منذ عقود بانتخاب مجلس‬ ‫محلي يعمل على تسيير أمــور سكان األحياء‬ ‫المحاصرة والمنكوبة فيها ويقدم لهم الدعم في‬ ‫ظل فقدان أي سلطة للنظام منذ بداية الحملة‬ ‫الهمجية التي تشنها قواته عليها‪.‬‬ ‫عملية االنتخاب على الرغم من أنها تمت في‬ ‫أقبية وأماكن محصنة وبعيدة عن األنظار خوف ًا من‬ ‫استهداف قوات النظام للمشاركين فيها فإنها‬ ‫تمت بنجاح في رسالة قوية أراد سكان المدينة‬ ‫إرسالها للنظام مفادها أن القصف والحصار لن‬ ‫يمنعهم من تلمس واستنشاق نسائم الحرية التي‬ ‫تشوبها رائحة البارود‪.‬‬ ‫أهالي األحياء المحاصرة بدير الزور انتهوا قبل‬ ‫أيام من تشكيل المكتب التنفيذي واللجان التابعة‬ ‫لمجلسهم المحلي الذي انتخبوه األسبوع الماضي‪،‬‬ ‫ليبدأ األعضاء مهامهم التي انتخبوا من أجلها‬ ‫في ظل ظروف صعبة للغاية وتفاوت آراء أهالي‬ ‫المدينة بين مؤيد ومعارض للفكرة‪.‬‬


‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬

‫ثوريــات‬ ‫ّ‬

‫اإلثنين | ‪ 1‬نيسان ‪2013‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪32‬‬

‫لقاء «إذاعات الثورة» موجة ّ‬ ‫حرية لسوريا الجديدة‬ ‫إذاعة يبرود وسورية الحرة‪ ،‬بث رغم التشويش ومشاريع ترقب الدعم‬

‫بعد قمع دام أكثر من أربعين ً‬ ‫عاما على جميع الوسائل اإلعالمية في‬ ‫ ‬ ‫ٍ‬ ‫سوريا لتكون تلك فقط التي يوافق على بثها النظام الحاكم ويراقبها بكل حذر‬ ‫ليفرغها من القيم واألفكار الداعمة لتنمية المجتمع ولدت الثورة السورية في شهر‬ ‫آذار من عامين لتكسر جميع القيود المفروضة‪ ،‬ولتظهرَ‬ ‫ببذور جديدة يجب زرعها‬ ‫ٍ‬ ‫ولتخرج بأفضل ما يملك الشعب من مواهب ومهارات وأفكار لبناء الوطن وتنميته‪.‬‬ ‫قنوات إذاعية داعمة للثورة السورية‪ ،‬بعضها كان على‬ ‫ومن هذه األفكار كان إنشاء‬ ‫ٍ‬ ‫شبكة االنترنت ومنها من تعدا ذلك للبث الحي المباشر بعد تحرير المنطقة القائمة‬ ‫فيها‪ ،‬ومن اإلذاعات الفاعلة على االنترنت؛ التقت جريدة عهد الشام بمديرة برامج‬ ‫إذاعة (سورية الحرة) «راويا»‪ ،‬أما عن االذاعات المباشرة تحدث أحد أفراد طاقم‬ ‫إذاعه (يبرود) «مالك» عنها وعن اآلليات التي تقوم بها في البث الحي والمباشر‪ ،‬على‬ ‫مستوى مدينة يبرود والقرى المحيطة بها باللقاء التالي‪:‬‬

‫البداية‪..‬‬

‫تحدثت «اويا» عن نشأة إذاعة (سورية‬ ‫الحرة) قائلة‪ « :‬كانت الفكره من شباب‬ ‫الوطن‪ ،‬شباب الثورة ‪ ،‬عاشوا معاناة الشارع‬ ‫السوري وأحسوا بنبض الثورة‪ ،‬وبإرادة‬ ‫شبابية وإصرار بدأ األمر بشيء ٍ بسيط ٍ‬ ‫مثل ّ‬ ‫بث أغنية ثورية أو فكرة أو خبر ما»‪.‬‬

‫الثقافي والوعي المجتمعي من خالل تنوع‬ ‫برامجها»‪ ،‬وفي اإلجابة عن رسالة إذاعة‬ ‫(يبرود) أجاب «مالك» موافق ًا «راويا» في‬ ‫ما طرحته أن مهمة أي إذاعة ثورية هي‬ ‫نشر الفكر والثقافة والوعي لبناء سوريا‬ ‫الحرة‪ ،‬وفي سبيل ذلك تبث « يبرود»‬ ‫أغاني الثورة مع بعض الخطب التوجيهية‬ ‫ودروس علمية ودينية أيض ًا»‪.‬‬

‫بينما قال «مالك» عن تأسيس إذاعة‬ ‫(يبرود)‪« :‬كانت فكرة اإلذاعه قديمة‪ ،‬ولكن‬ ‫كنا نرى شبه استحاله في تطبيقها بسبب‬ ‫صعوبة وصول أجهزة البث المباشر‪ ،‬و‬ ‫بعد فترة قمنا بالتواصل مع مهندسيين‬ ‫تقنين ورأت الفكرة النور بتهريب األجهزة‬ ‫لتصل إلى يبرود المحررة من أيدي النظام‬ ‫األسدي‪ ،‬وكان الشباب الثوري المشارك‬ ‫في المظاهرات جاهز ًا للعمل حيث أن‬ ‫أغلب الفريق العامل اآلن‪ ..‬ناشط ٌعلى‬ ‫األرض فمنهم «الهتيف» واآلخر منظم‬ ‫للمظاهرات والثالث «مص ّور» ليكونوا يد ًا‬ ‫عمل مشترك وليبدأ البث من‬ ‫واحدة في ٍ‬ ‫«يبرود» وصو ًال للقرى المحيطة»‪.‬‬

‫أما عن الشرائح المستهدفة من البرامج‬ ‫لالذاعتين فقالت «راويا» انهم يحاولون‬ ‫اإلحاطة بجميع الشرائح بحيث تكون‬ ‫االذاعه وسيلة لالنطالق في بناء االنسان‬ ‫وجعله أفضل على جميع المستويات‪،‬‬ ‫بينما قال «مالك» ان اإل ذاعه تتوجه‬ ‫للكبار والشباب والرجال وأيض ًا الصغار‬ ‫وانهم يحاولون من خاللها نشر التوعية‬ ‫والثقافة‪.‬‬

‫و بنظرة للمستقبل بعد سقوط النظام‬ ‫يرى «مالك» أن إذاعة (يبرود) ستستمر‬ ‫في التوعية واإلرشاد إال أنه سيكون لها‬ ‫دور مميز متوجه ًة للمسلحين الذين البد‬ ‫سينتشرون بكثرة بعد السقوط ولعل‬ ‫اإلذاعه ستكون لهم خير دليل ومرشد»‬ ‫صحيح أننا اآلن في‬ ‫بينما قالت «راويا»‪:‬‬ ‫ٌ‬ ‫ظل الثورة إنما نحن نع ّد ونحضر لما بعد‬ ‫سقوط النظام فالمبادئ واألخالقيات‬ ‫لجيل‬ ‫واألمور التي سنحاول إيصالها‬ ‫ٍ‬ ‫كامل مستمرة قبل وبعد سقوط النظام»‬ ‫كما أشارت في إجابتها عن التعامل مع‬ ‫اإلذاعات الكثيرة حالي ًا على االنترت أنّ‬ ‫هدف‬ ‫كل العمل اإلعالمي‬ ‫ُّ‬ ‫يصب في ٍ‬ ‫واح ٍد قائلة‪ « :‬نحن ٌ‬ ‫أخوة وجس ٌد واحد‪،‬‬ ‫مهما فرقتنا المهن ومهما فرقتنا األفكار‬ ‫واآلراء فهذا اليعني أبد ًا اننا لسنا جسد ًا‬ ‫واحد ًا فنحن ندعو الله بالتوفيق للجميع‬ ‫ونعرف تمام ًا أن أصل نجاح أي عمل هو‬ ‫باستمراريته‪ ،‬ونحن مستمرون بعون الله‬ ‫وهدفنا واضح ونحافظ على صدقنا مهما‬ ‫كلف األمر»‪.‬‬

‫مراحل الإلنتاج ‪..‬‬

‫وأجابت مديرة برامج إذاعة (سورية الحرة)‬ ‫عن التحضير والمراحل التي تمر بها البرامج‪:‬‬ ‫«في البداية يقوم المحرر بكتابة المادة أو‬ ‫الخبر أو البرامج وهو بكل تأكيد متابع آلخر‬ ‫التطورات الميدانية على األرض‪ ،‬ومن ثم‬ ‫يقوم بإرسال المادة للمدقق الذي يقوم‬ ‫بدوره بتدقيق صياغة النص وتجهيزه‬ ‫لإلخراج‪ ،‬ومن ثم يتم تمرير المادة لمدير‬ ‫البرامج أو مدير األخبار للموافقة عليه‬ ‫بشكل كامل وبعد ذلك ُيوجه لإلدارة‬ ‫العامة ث ّم يقدم للمذيع ليقوم بتسجيله»‪.‬‬

‫ما الرسالة التي تقدم للثورة ‪..‬‬

‫وعن سؤال جريدة عهد الشام عن رسالة‬ ‫القنوات اإلذاعية للشعب الثائرأجابت‬ ‫«راويا»‪ :‬بالنسبة لراديو (سورية الحرة)‬ ‫فهو إذاعه شبابية على االنترنت‪،‬‬ ‫والرسالة التي نريد إيصالها أننا بجيلنا‬ ‫الحالي تقع على عاتقنا مسؤوليه كبيرة‬ ‫اتجاه أبناء جيلنا واألجيال القادمه حتى‬ ‫نتمكن من إعادة تعمير سوريا فكري ًا ومادي ًا‬ ‫وعمراني ًا‪ ،‬كذلك تعتني اإلذاعة بالفكر‬

‫من المستهدف ؟ ‪..‬‬

‫نحو سورية المستقبل‬

‫كما أشار كل من «راويا» و»مالك» إلى أنه‬ ‫يوجد اقبال كبير من الشباب المتعطش‬ ‫للحرية في االستماع لألخبار من أرض‬ ‫الحدث وللبرامج الجديدة التي يتم بثها‬ ‫ويوجد فرق كبير بين نسبة المستمعين في‬ ‫بدايات اإلذاعه وحتى اآلن‪ ،‬وفي سبيل‬ ‫زيادة هذا العدد وإيصال الرسالة ألكبر‬ ‫عدد ممكن تتعاون إذاعة (راديو الحرة)‬ ‫و(يبرود) في بث البرامج وتحضيرها‪.‬‬

‫«‬ ‫راويا‪ :‬نحن أخوة مهما‬ ‫فرقتنا المهن واآلراء ‪..‬‬ ‫اليعني أبدا أننا لسنا‬ ‫جسدا واحدا‬ ‫»‬

‫يرى النظام األسدي في اإلذاعات الثور ّية‬ ‫داخل المناطق المحررة وسيلة وطريقة‬ ‫إلرشاد أبناء الشعب وأفراد الجيش الحر‬ ‫لذا يتعمد التشويش على بثها؛ ومالحقة‬ ‫القائمين عليها ومن يعملون بها في سبيل‬ ‫توقفها حتى على شبكة االنترنت‪ ،‬ولكن‬ ‫يستمر أبناء الشعب في تقديم األفضل‬ ‫لديهم بجميع الوسائل متحديين آلة القمع‬ ‫حتى إسقاط النظام‪.‬‬


‫اإلثنين | ‪ 1‬نيسان ‪2013‬‬

‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬

‫السنة الثانية | العدد ‪32‬‬

‫ـالح الـكـيـم ـ ّ‬ ‫الس ـ ُ‬ ‫ـاوي‬

‫«‬

‫السورية‪..‬‬ ‫المعادلة‬ ‫العنص ُر األقوى في‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬

‫عهد الشام ‪ -‬تقرير خاص‬

‫أفرغ األسد أسلحة ُجع َب ِته العسكرية في جسد الثورة التي ما ف ِتئت‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫يوميا‪ ،‬حتى ّ‬ ‫تطرف إلى خنقها بترسانة السموم الكيماوية‬ ‫تشتد‬ ‫ّ‬ ‫التي حشدها منذ منتصف السبعينات‪ ،‬ثم عززها بفضل تبادل‬ ‫ّ‬ ‫وطور برنامجها إثر التوترات مع‬ ‫تكنولوجياتها مع مصر وروسيا‪،‬‬ ‫ردع‬ ‫العدو‬ ‫ّ‬ ‫اإلسرائيلي‪ ،‬لرسم صورةٍ للسالح الكيماوي السوري كقوة ٍ‬ ‫موازيةٍ للبرنامج النووي اإلسرائيلي‪.‬‬

‫«‬ ‫‪700‬طن من مادة السارين السائلة والغازية لدى‬ ‫ٍ‬ ‫عسكري في العالم‬ ‫مخزون‬ ‫كأعلى‬ ‫األسد‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬

‫»‬

‫األسد الكيماوية‬ ‫ِ‬ ‫ترسانة ُ‬

‫طن من‬ ‫طن‪ ،‬مقسمة ًبين ‪ٍ /700/‬‬ ‫تض ّم ترسانة سوريا الكيماوية ‪ٍ /1000/‬‬ ‫عسكري في‬ ‫مخزون‬ ‫كأعلى‬ ‫والغازي‬ ‫مادة (السارين) بصن َفيها السائل‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫طن من غازي الخردل واألعصاب (في إكس)‪ ،‬إلى جانب‬ ‫العالم‪ ،‬و‪ٍ /100/‬‬ ‫بأشكال مختلف ٍة‪ ،‬من َ‬ ‫قنابل تقليدي ٍة‬ ‫جميعها‬ ‫وتستخدم‬ ‫الفوسفور األبيض‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫وقذائف مدفعي ٍة‪ ،‬إلى صواريخ بالستية من نوعي سكود «بي»‬ ‫وجوي ٍة‬ ‫و»سي»‪ ..‬تتفاوت درجات ُس ّم ّية هذه المركبات‪ ،‬فالفوسفور األبيض‬ ‫يتفوق بدرجة ُس ّمي ٍة هائل ٍة باعتباره سالح ًا حارق ًا محرم ًا دولي ًا‪ ،‬حيث أن‬ ‫حي موجود ًا في قطر ‪ /150/‬متر ًا‬ ‫القذيفة الواحدة منه تقتل كل ٍ‬ ‫كائن ٍ‬ ‫حولها؛ وكذلك غاز األعصاب الذي تكفي منه جرعة ٌبمقدار ‪ /1/‬ميليغرام‬ ‫للتسبب بوفا ٍة محتمل ٍة خالل دقائق؛ أما غاز (السارين) فذو درج ٍة ُس ّمي ٍة‬ ‫ّ‬ ‫أخف تؤثر على الجهاز العصبي في الدماغ؛ أما غاز الخردل فهو األقل‬ ‫درجات بسيطة‪.‬‬ ‫بحروق من‬ ‫يتسبب‬ ‫إذ‬ ‫ية‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫ُس ّم ً‬ ‫ٍ‬ ‫دمشق وحلب‪ُ ..‬‬ ‫ُ‬ ‫كبش الفدا ِء‬

‫نال الريف الدمشقي أو ًال نصيبه من األسلحة الكيماوية‪ ،‬ففي بداية كانون‬ ‫الثاني من العام ‪ُ /2013/‬ر ِصد ضرب قوات األسد للفوسفور األبيض في‬

‫عسكري‬

‫‪12‬‬ ‫‪12‬‬

‫دوما‪ ،‬حيث ّ‬ ‫بث ناشطو المدينة شريط ًا مصور ًا‬ ‫ظهر آثار القنابل الفوسفورية التي ك ّو ْ‬ ‫نت‬ ‫ُي ِ‬ ‫ِبركة ًمن المواد البيضاء المتفاعلة على ُركام‬ ‫أحد المنازل‪ ،‬عجز األهالي عن إخمادها بالمياه‬ ‫طرق تقليدي ٍة‪.‬‬ ‫والتراب واألغطية ّ‬ ‫وأي ٍ‬ ‫بصاروخ‬ ‫الع ِتيبة‬ ‫وضرب نظام األسد بلدة ْ‬ ‫ٍ‬ ‫يحتوي مواد ًا كيماوية ً‪ ،‬ما أسفر عن استشهاد‬ ‫ثالث ٍة‪ ،‬ووقوع الكثير من حاالت االختناق‬ ‫والتسمم‪ .‬وفي ‪ /2013-3-24/‬تكرر ضرب‬ ‫المواد الكيماوية في ريف دمشق‪ ،‬حين طال‬ ‫القصف باألسلحة الكيماوية والفوسفورية‬ ‫مدينة َعدْرا‪ ،‬فأدى إلى ارتقاء عدة شهدا ٍء بينهم‬ ‫سيدات وأربعة عشر طفال ً‪ ،‬إضافة إلى‬ ‫ثمان‬ ‫ٍ‬ ‫حاالت اختناق ٍوتسمم ٍفي دوما المجاورة‪ ،‬جراء‬ ‫انتشار الغازات السامة في الجو‪ .‬ثم كان لريف‬ ‫نصيب آخر‪ ،‬عندما قصفت قوات األسد‬ ‫حلب‬ ‫ٌ‬ ‫بلدة خان العسل بصاروخ أرض‪ -‬أرض يحتوي‬ ‫مواد ًا كيماوية ًفي ‪ /2013-3-19/‬نتج عنه‬ ‫ارتقاء ستة عشر شهيد ًا‪ ،‬ووقوع خمسين مصاب ًا‬ ‫تسمم واختناق‪.‬‬ ‫بحاالت ٍ‬ ‫ُ‬ ‫اتهامات‪..‬‬ ‫حرب‬ ‫ٍ‬

‫وفي خض ّم هذه الجرائم المتك ّررة‪ ،‬بقيت‬ ‫األطراف السياسية على منابر التصريحات‪،‬‬ ‫تتبادل التهم‪ ..‬حيث ع ّلق وزير اإلعالم السوري‬ ‫(الزعبي) على استخدام أسلح ٍة كيماوي ٍة بريف‬ ‫دمشق وحلب‪ ،‬فقال أنه «وفق قواعد القانون‬ ‫التوجه إلى‬ ‫الدولي‪ ،‬يحقّ للحكومة السورية‬ ‫ّ‬ ‫المنظمات الدولية واإلقليمية‪ ،‬لال ّدعاء على‬ ‫الدول التي ز ّودت المعارضة بأسلح ٍة مح ّرم ٍة‬ ‫دولي ًا»؛ فيما أعاد نائب قائد الجيش الحر‬ ‫العقيد (مالك الكردي) توجيه االتهامات‬ ‫المباشرة إلى الحكومة السورية‪.‬كما ّ‬ ‫ذكر سفير‬ ‫سوريا لدى األمم المتحدة (الجعفري)‪ ،‬بتحذيرات‬ ‫األسد السابقة خالل كانون األول الماضي‪ ،‬من‬ ‫«احتمال حصول الجماعات اإلرهابية على‬ ‫أسلح ٍة كيماوي ٍة واستخدامها‪ ،‬لتتّهم الحكومة‬ ‫الحق ًا بذلك»‪ ،‬وفي المقابل‪ ..‬أكد االئتالف‬ ‫الوطني والحكومة المؤقتة‪ ،‬استعدادهما‬ ‫الستقبال لجن ٍة دولي ٍة على األراضي السورية‪،‬‬ ‫آمن لها لمعاينة المواقع‬ ‫مع ضمان‬ ‫دخول ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫تحقيق يمهّ د لمحاكمة‬ ‫وإجراء‬ ‫العينات‪،‬‬ ‫وأخذ‬ ‫ٍ‬ ‫المسؤولين عن هذه الجريمة»‪.‬‬

‫منظمة حظر األسلحة الكيماوية‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫معلومات مستقلة‬ ‫ليست هناك‬ ‫ٌ‬ ‫ٌعن استخدام الكيماوي بسوريا‬

‫»‬

‫نظام يتهاوى‬ ‫أوراق‬ ‫آخ ُر‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬

‫لم يكن ضرب السالح الكيماوي في سوريا من‬ ‫المس ّلمات لدى المجتمع الدولي‪ ،‬أو حتى أطراف‬ ‫النزاع السوري من الشخصيات الرسمية للمؤيدين‬ ‫والمعارضين؛ ولكنه اعت ُِب َر من البديه ّيات لدى‬ ‫ّ‬ ‫يستدل على اقتراب سقوط‬ ‫الشعب الثائر‪ ،‬الذي‬ ‫األسد مع ازدياد خطر وضخامة األسلحة المس ّلطة‬ ‫على رِقابهم‪ .‬وقد استخدم األسد السالح الكيماوي‬ ‫بوجو ٍه متعدد ٍة‪ ..‬من الهجمات المحدودة ضد‬ ‫األهداف المدنية‪ ،‬بغية ترويع الشعب وعقابه‬ ‫على ثورته‪ ،‬إلى الهجمات واسعة النطاق‪ ،‬التي‬ ‫تقلب الخطط العسكرية والوضع الميداني‪ ،‬بغية‬ ‫توجيه االتهامات للجيش الحر‪.‬‬ ‫وأمام هذا المشهد المسموم‪ ،‬اكتفى المجتمع الدولي‬ ‫بتجاهله والتزام الصمت‪ ،‬عندما تحدث رئيس‬ ‫منظمة حظر انتشار األسلحة الكيماوية (أوز ِمجو)‪ ،‬عن‬ ‫ٌ‬ ‫مستقلة عن استخدام‬ ‫معلومات‬ ‫أنه «ليست هناك‬ ‫ٌ‬ ‫الكيماوي بسوريا»‪ ..‬واتباع سياسة النأي بالنفس‬ ‫عن التدخل العسكري‪ ،‬التي ذكرها حلف (شمال‬ ‫األطلسي) سابق ًا منتصف آذار الحالي‪ ،‬مع ِلن ًا أن‬ ‫خطط إلنهاء الحرب الدائرة في سوريا‪ ،‬ستبقى‬ ‫أي ٍ‬ ‫احتياطية ًحالي ًا‪ ..‬فيما يبقى الشعب السوري‬ ‫يشاهدهم‪ ،‬خاسر ًا للحياة ورابح ًا الحرية‪.‬‬ ‫قناعا للغازات السامة‬ ‫كيف تصنع‬ ‫ً‬

‫نحتاج علبة ًمعدنية ًفارغة ًقابلة ًللتغطية‪،‬‬ ‫فحم كربون‪ ،‬خرطوم أو أنبوب‪ ،‬قماش‪ ،‬تراب‪،‬‬ ‫شمعة‪ ،‬بالون‪ .‬تثقب العلبة ثقبين بقطر‬ ‫واحد سنتيمتر من األسفل واألعلى ثم توضع‬ ‫قطعة القماش أسفل العلبة‪.‬‬ ‫ توضع طبقة ٌرقيقة ٌمن التراب النظيف‬‫فوق القماش ث ّم توضع قطعة فحم الكربون‬ ‫فوق طبقة التراب‪.‬‬ ‫ يذ ّوب شمع ٌحول قطعة الكربون لمنع‬‫التس ّرب ث ّم ّ‬ ‫تغطى العلبة ويحكم إغالقها‪.‬‬ ‫ يوصل األنبوب بمخرج العلبة باستعمال‬‫بالون مقصوص‪ ،‬يصل فمه إلى األنبوب‬ ‫وجسده إلى المخرج‪.‬‬ ‫ يوصل األنبوب إلى الفم عند حصول‬‫هجمات غاز ويتم سد األنف‪.‬‬ ‫مدة استعمال القناع من ساعتين إلى أربع‬ ‫ساعات حسب سماكة طبقة الفحم‪..‬‬


‫‪13‬‬ ‫‪13‬‬

‫شهداء ‪ -‬معتقلون‬

‫اإلثنين | ‪ 1‬نيسان ‪2013‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪32‬‬

‫شــهــــــداء‬ ‫«التقيته مرتين‬ ‫ ‬ ‫من خالل كاميرته في منطقة القابون القابون وأحد مؤسسيه وكذلك عمل سعيد‬ ‫في المجلس المحلي لمنطقة القابون وكان‬ ‫خاص ًة ودمشق وريفها بشكل عام‪.‬‬ ‫من ظلمة المعتقل لنور الشهادة ‪..‬‬ ‫عضو ًا في المكتب اإلعالمي لذات الحي‪.‬‬ ‫ويتابع «صالح» ليتحدث عن خروج سعيد‬ ‫«محمد سعيد الحموي»‬ ‫من المعتقل‪ُ :‬أفرج عن سعيد بصفقة ويذكر «صالح» أنه كان ُيسعد بسماع‬ ‫تبادل لألسرى مع النظام األسدي نفذها صوت سعيد على التلفاز من خالل‬ ‫الجيش الحر‪ ،‬و خرج ليروي لنا آالم الظالم القنوات اإلعالمية لينقل الصورة الحقيقة‬ ‫الذي تولد من خالله أنوار الحر ّية‪ ،‬ليحكي لما يحدث في دمشق وألنه على حسب‬ ‫لي وألصدقائه قصص األوجاع والتعذيب قوله أش ّد من عرف معنى أن تكون ثائر ًا‬ ‫التي لم يسبق أن حصلت في أي بل ٍد ضد النظام األسدي حيث لخص سعيد‬ ‫بكلمات قالها يوم ًا‪« :‬نحن في‬ ‫بالعالم وليؤكد في جميع حروفه على أن ذلك‬ ‫ٍ‬ ‫الثورة يجب أن تستمر ليسقط هذا النظام القابون‪ ..‬شهي ٌد ُيسعف شهيد‪ ،‬شهيد‬ ‫يغسل شهيد‪ ،‬وشهيد يحمل شهيد‪،‬‬ ‫ولنبني سورية الح ّرة‪.‬‬ ‫وشهيد يغني لشهيد‪ ،‬وشهيد يعيش مع‬ ‫أصيب سعيد بشظي ٍة في عينه جراء الشهداء»‪ .‬شارك سعيد في المظاهرات‬ ‫القصف بالهاون على منطقة القابون منذ بداية الثورة ويذكر أصدقاؤه أنه عاد‬ ‫يوم الثالثاء ‪ 2013\2\5‬أثناء قيامه من المظاهرة األولى في منطقة القابون‬ ‫بنقل األخبار‪ ،‬ودخل في غيبوب ٍة استمرت إلى منزل جده يغني أهازيح الحر ّية‬ ‫يقول « صالح» إنَّ سعيد لم يكن شاب ًا لمدة اثني عشر يوم ًا ليستشهد يوم األحد ليستمر في المشاركة بجميع المسائيات‬ ‫أو أكثر‪ ،‬لم أعرف عنه الكثير إال أنه كان عادي ًا‪ ،‬فرغم اعتقاله لمدة ‪ 9‬شهور في ‪ 2013\2\17‬ملتحق ًا بإخوته الثوار والنشاطات الثورية في المنطقة حتى‬ ‫ُّ‬ ‫ً‬ ‫مكان‬ ‫شعلة تتقد في كل‬ ‫يحل فيه‪ ،‬فرع الجوية المعروف بقسوة معاملته معانق ًا تراب دمشق مضحي ًا بكل شيء‪ .‬اعتقاله في الشهر الخامس العام الماضي‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫تواصلنا عبر شبكة االنترنت وكان من وظلمه إال أنه خرج ليتابع مهمته وحلمه‬ ‫المؤثرين بشخصيتي وأفكاري» بهذه في استمرار الثورة حتى النصر وليشارك ُعرف سعيد باسم «غياث الشامي» ُيذكر أن سعيد من مواليد عام ‪ 1987‬وهو‬ ‫الكلمات بدأ صالح حديثه عن الثائر من جديد رغم جميع اآلالم التي تعرض كناطق رسمي باسم مجلس قيادة الثورة خريج من كلية اإلعالم – جامعة دمشق‬ ‫اإلعالمي الشهيد محمد سعيد الحموي‪ .‬لها خالل اعتقاله بنقل األحداث واألخبار في دمشق‪ ،‬وأيض ًا كعضو في تجمع أحرار وأحد طالبها المميزين‪.‬‬

‫مــعــتــقلون‬

‫«منى الوادي» تعذيب بتهمة إغاثة المنكوب‬ ‫لم ترتكب جرم ًا وطني ًا‪ ،‬لم تقتل ولم تذبح‬ ‫ ‬ ‫ولم تحمل سالح ًا وال أطلقت النار إنها فقط أرادت‬ ‫المساعدة وقامت لنجدة أبناء بلدها ِمن َمن تضرروا‬ ‫وعانوا ونزحوا وفقدوا‪ ،‬هي الشا ّبة «منى الوادي»‬ ‫المعتقلة منذ تاريخ ‪ 2012\11\26‬والتي تتعرض‬ ‫ألقسى أنواع االضطهاد والتعذيب بتهمة إغاثة األسر‬ ‫المتضررة‪.‬‬ ‫اعتقلت منى على حاجز تابع لفرع فلسطين في‬

‫على االعترافات وهكذا تمضي منى أيامها بين الخوف‬ ‫على أهلها ونفسها واألمل في الحر ّية‪.‬‬ ‫كتب سامر وهو أحد أصدقاء منى في محن ِة اعتقالها‪:‬‬ ‫إنك أقوى منهم ولهذا اعتقلك الجبناء‪.‬‬ ‫« والله يامنى ِ‬ ‫تعودوا أن يكونوا عبيد ًا لطاغيتهم وشركائه واعتقدوا أن‬ ‫ّ‬ ‫اعتقلوك‪،‬‬ ‫ألنك لست عبدة مثلهم‬ ‫ِ‬ ‫كل السورين مثلهم‪ِ .‬‬ ‫ألنهم بال كرامة يحسدون من عنده كرام ًة يدافع عنها‬ ‫فيعتقلونه‪ ،‬اقترب النصر يا أختاه فابشري»‬

‫بلدة دير العصافير الواقعة بالغوطة الشرقية وكان «‬

‫ذلك بسبب وجود صندوق غذاء في سيارتها‪ ،‬ثم تم‬ ‫تحويلها إلى فرع المخابرات الجوية بمنطقة المزة حيث‬ ‫أشا َرت بعض المعتقالت المفرج عنهم إلى تعرض منى‬ ‫لكثير من الترويع النفسي وذكرت» ختام بنيان» إحدى‬ ‫المعتقالت السابقات أنه في أحد األيام عادت منى‬ ‫من التحقيق وقد أخبروها أنهم أصدروا بحقها حكم ًا‬ ‫باإلعدام لتكون بأسوءحالة حيث تقول بنيان أنها لن »‬ ‫تنس وجوهها ودموعها يومها وأناتها التي لم تتوقف‬ ‫َ‬ ‫تلك الليلة وإن لم تكن مسموع ًة للجميع ليظهر بعد فترة طالب ذوي منى وأصدقاؤها باإلفراج‬ ‫أن الحكم كاذب وهو بهدف الضغط عليها للحصول عنها والكشف السريع عن مصيرها‬

‫منى خريجة كلية الهندسة‬ ‫الكهربائية وهي متزوجة وتعود‬ ‫أصولها لمحافظة درعا ‪ -‬مدينة‬ ‫الحارة من مواليد عام ‪.1976‬‬

‫بهدف الحفاظ على حياتها كما أصدرت الشبكة‬ ‫السورية لحقوق االنسان بيان ًا تطالب فيه باإلفراج‬ ‫الفوري عن الطالبة منى وكافة عمال اإلغاثة اإلنسانية‬ ‫مطالب ًة المجتمع الدولي والمنظمات الدولية الرسمية وغير‬ ‫والضغط على السلطات‬ ‫الرسمية بالتحرك‬ ‫بكـــافة الــسبل‬ ‫الـــســورية‬ ‫الـكشف عــــن‬ ‫لضـــما ن‬ ‫مــنى ورفاقها‬ ‫مـصـير‬ ‫و كـــا فــــــة‬ ‫ا لــمعــتقلين‬ ‫والمـــختفين‬ ‫قسري ًا‪.‬‬


‫اإلثنين | ‪ 1‬نيسان ‪2013‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪32‬‬

‫أدب ‪ -‬فن ‪14‬‬ ‫‪14‬‬

‫الله لعن حكمكم لنا‬ ‫| عبد السالم الشبلي الشديد‬

‫بين صمته وموته ‪ ..‬ألف عبرة‬ ‫كانت عيناها تروي قصة ألم‪ ،‬وحجابها األبيض يحكي معاناة عامين من الصمت المطبق‬ ‫الذي جعلها ترتديه اليوم حداد ًا‪ ،‬يداها المتشابكتين وانكماشها على نفسها جعل جميع‬ ‫من حولها مهم ًال لألوجاع التي تعتريها وأصبح أكبر همومهم أن يخرجوها من صمتها‬ ‫لتحدثهم حتى لو كان ذلك بجرحها من جديد‪ ،‬كانت جميع النساء حولها تناقشن‬ ‫إمكانية تحريرها من سكوتها ليس لمحبتهن بها أو رغبتهن في مساعدتها‪ ،‬إال انهم‬ ‫يردن ماد ًة دسمة ليروينها في كل مكان ‪ ..‬وأثناء ما تدور نقاشاتهم مع صوت القرآن‬ ‫وتالوة الصمديات تعالت نبراتهن فجأة واحتدم النقاش بينهن‪ ،‬كانت كل واحد ٍة تصرخ‬ ‫بما هي ٌ‬ ‫مؤمنة به فهي تعرفه منذ زمن معارض ًا للنظام واألخرى تدري بكل تأكيد أنها‬ ‫رأته في إحدى مسيرات الدعم‪.‬‬ ‫هي الصامته «حبيبته وزوجته» لم يتحرك فيها ساكن رغم جميع التناقضات إال‬ ‫انها كانت تشعر بنبرات أصواتهن وكأنها سكاكينٌ تغرس في ضلوعها لتتشبع محاور‬ ‫حديثهن من دمها‪ ،‬هي ال تريد منهن شيئ ًا سوى الدعاء «له» وهن ال يردن منها شيئن‬ ‫سوى أن تخبرهن إن كان «مؤيد ًا» أم «معارض ًا» للنظام‪.‬‬ ‫فموته بهذه الطريقة يجعل األمر مريب ًا ومشكوك ًا فيه‪« ،‬هو‪ -‬المرحوم « كان يحضر الدرس‬ ‫الديني ألكبر الشيوخ تأييد ًا للنظام‪ ،‬إذن الب ّد انه مؤيد وهذا يجعل األمر سيئ ًا بالنسبة‬ ‫لجميع المعارضات الجالسات ولو كان بإمكانهن أن يسحبوا كل ما تلوه ألجله لفعلوا‪،‬‬ ‫لكنه حسب رواية أخته كان ذاهب ًا لصالة العشاء وأنه ليس لديه ٌ‬ ‫ناقة وال جمل مع هذا‬ ‫الشيخ وال غيره ‪..‬إذن هو يميل للثورة‪ ،‬وهنا تكمن المشكلة أن يكون من أهل الفتنه لتخرج‬ ‫جميع المؤيدات اآلن من منزله‪ ،‬وليقمن بأسوأ حمل ٍة ضد الدعاء له !‪.‬‬ ‫هي «زوجته» كانت تتلوى ألم ًا وندم ًا وشوق ًا وخوف ًا ‪ ..‬كانت أحاسيسها تأكل كل ما‬ ‫تبقى فيها لتجعلها تبدو أكبر من عمرها بألف سنة‪ ،‬ولتبدأ دموعها تحفر أخدود ًا جديد ًا‬ ‫ال يعرف له أح ٌد نهاية‪..‬‬ ‫فهو كان ثائر ًا ولم يفعل‪ ،‬كان صامت ًا ولم يتكلم‪ ..‬كان محب ًا لوطنه وخائف ًا عليه إال أن كل‬ ‫ما حوله كان يمنعه من الحديث عالي ًا‪ ،‬أراد الحرية دون أن يمضي لها ‪ ..‬أراد أن يفعل شيئ ًا‬ ‫لكن الموت أدركه‪ ...‬هي ال تعرف في أي خان ِة تصنفه اليوم‪ ،‬وال يهمها األمر فما هي إال‬ ‫حياة دنيا ‪ ..‬لكنها على يقين أن َ‬ ‫ٌ‬ ‫حدث موته بالنسبة «له» و»لها» أعظم من أن تتكلم‬ ‫ٌ‬ ‫سيدات يعتبرن الموت لعب َة تأيي ٍد ومعارضة‪ ،‬وأعظم من أن يتناقلن األحاديث عنه‪،‬‬ ‫فيه‬ ‫وأجد ُر من أن يفكرن أن الموت بعي ٌد جد ًا عن أي أحد لعدم اقترابه من السياسة‪.‬‬

‫ماذا‪ ..‬ماذا تبقى مل تفعلوه‬

‫***‬

‫رشبت ُ​ُموه‬ ‫أجسادنا أبليتُم‪ ..‬ودمنا ِ‬ ‫نخب صم ِت ُكم جعلت ُ​ُموه‬ ‫َ‬

‫ووعدتم‪ ..‬بإعامر دولتنا‬ ‫املخططات لتكون خري‬ ‫وجهّز ُتم‬ ‫ِ‬

‫وس ِك ْر ُتم‪..‬‬ ‫َ‬

‫ما ُب ِن َي‬

‫فعىل طاولة السياسة‬

‫وتكونوا خري من بنى‬

‫ذبحتم الطفل وبكيت ُ​ُموه‬

‫و تناسيتم‪..‬‬

‫***‬

‫أن من قتل ود ّمر و ّ‬ ‫رشد ما زال‬

‫كم دفعوا لكم‪..‬‬

‫بيننا‬

‫لتامرسوا ال َب َغاء عىل حسابنا‬

‫و أنكم ما زلتم تعطونه ا ُملهَل‬

‫كم دفعتم لهم‬

‫واألمنَ‬

‫ليقتلونا وتستمروا برثائنا‪..‬‬

‫بحجة أنكم‪ ..‬تحفظون لنا دمنا‬

‫وعزائنا‬

‫لعنكم الله فيام خططتُم لنهبنا‬

‫والتجارة بأعراضنا‬

‫***‬

‫و النخاسة بنسائنا‬

‫ساسة العرب‬ ‫يا َ‬

‫لعنكم الله فيام دفعت ُ​ُموه ضدّنا‬

‫يا من حكمتم باسم الرجال‬

‫***‬

‫يا أشباه الرجال‪..‬‬

‫عنرتيات الكالم‪ ..‬ال تنفعنا‬ ‫ووعود الحرب واألوراق ال تنصفنا‬

‫يا من جعلتم شعوبكم لعبة ًيف‬ ‫ْ‬ ‫األنذال‬ ‫يد‬

‫ب ّلوا أوراقكم وارشبوا مائها‬

‫كفوا عن الحديث عن إرادة‬

‫العفنَ‬

‫الشعوب‬

‫التبجح‪ ..‬لقد‬ ‫و كفوا‪ ..‬كفوا عن ُ‬

‫فإرادتنا ال يحكمها‬

‫قرفنا‬

‫نج ٍر و ِع ْ‬ ‫قال‬ ‫َس ِب ٌي‬ ‫وخ َ‬ ‫بجلباب ِ‬ ‫ٍ‬

‫لعنكم الله فيام ُقلت ُ​ُموه ألجلنا‬

‫لعنكم الله كيف تحكمتم بنا‬

‫***‬

‫***‬

‫باألمس اجتمعتم ل ُت ِق ّروا‬

‫سنسقط األسد غدا‬

‫مساعدتنا‬

‫ونيضء طريق شعوبكم لتثور‬

‫يم جمعتم‪ ..‬إلغاثتنا‬ ‫َماللِ ُ‬

‫وتتمر َد‬

‫تبا ًلكم‪..‬‬ ‫املذبوح إال الثأر‬ ‫وهل يغيث‬ ‫َ‬

‫وستسقطون‪ ..‬مهام طال املدى‬

‫والكفنَ‬ ‫لعنكم الله فيام جمعت ُ​ُموه‬ ‫لغو ِثنا‬

‫فشعبنا عىل االستبداد تعاهد‬ ‫فالله ُلعن ُحك َم ُكم لنا‬ ‫***‬


‫‪15‬‬ ‫‪15‬‬

‫‪Facebook‬‬

‫اإلثنين | ‪ 1‬نيسان ‪2013‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪32‬‬

‫@صفحة الثورة السورية ضد بشار األسد‬ ‫نشهد اهلل ونشهد جميع الخالئق ‪ ،‬بأننا صابرون دون سخط أو جزع ‪ ،‬فقدنا مئة‬ ‫ألف شهيد ‪ ..‬وشعبنا بين نازح والجئ وجريح ‪ ،‬ومازلنا ماضون صابرون محتسبون‪.‬‬ ‫نعم نتألم في اليوم آالف المرات ‪ ،‬مع كل مجزرة ‪ ،‬مع موت كل طفل ‪ ،‬مع فقد كل‬ ‫غالي أو حبيب ‪ ،‬لكننا سنبقى صابرون ‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫نعم ‪،‬دماؤنا غطت أراضينا ‪ ،‬وأشالؤنا افترشت بها البالد ‪ ..‬لكننا سنظل صامدون‬ ‫صابرون ‪ ..‬صابرون إلى ماال نهاية ‪ ،‬ونرجو من اهلل الفرج والنصر والثبات والقبول ‪.‬‬

‫‪@Huda Freedom‬‬ ‫كنت أظن أننا ال نربي أبناءنا على الدين الحنيف ألننا ال‬ ‫نستطيع ذلك‪ ،‬اليوم أيقنت اننا نستطيع ذلك ولكننا ال‬ ‫نريد!! أجل ال نريد ألننا لسنا مستعدين لتطبيق الدين‬ ‫ككل متكامل نحن نتعامل مع الدين خذ ما يعجبك ودع‬ ‫ما اليعجب >_<‬ ‫ونسينا انه منهاج حياة ‪.‬‬

‫نصار الشامي@‬ ‫@مكتب االستشارات األمنية للثورة‬ ‫الثورة السورية فصول من معارك مختلفة‪ ،‬منها النفسية واإلعالمية‪ ،‬وخطورة كل‬ ‫منها ال يستهان بها ‪ .‬حينما يموت بشار بين صفحات االنترنت وتتكاثر الشائعات‬ ‫بين بيانات عاجلة وأخبار شبه مؤكدة‪ ،‬فالواقع أن الثورة ما زالت تحتاج الكثير‬ ‫لتنضج وتدرك أهمية الساحة اإلعالمية في حسم المعركة ‪.‬‬ ‫يظن بعضهم أن النظام سيسقط مع رأس الطاغية‪ ،‬لكن كرسي حكمه ال يديره‬ ‫رجل وإنما نظام مترسخ عبر أربعين عاما مدعوم بالقوى الدولية ‪ .‬واالنتصارات‬ ‫المرحلية الصغيرة‪ ،‬كغنائم يوم أحد‪ ،‬ركضوا خلفها وتجاهلوا آخر فصل في‬ ‫المعركة حتى انقلبت عليهم ‪.‬‬ ‫علينا أن نهيئ أنفسنا لمعارك إعالمية أشد خطورة‪ ،‬ونستوعب أن تصديق كل‬ ‫بيان وتصريح دوامة ستحول النصر لهزيمة نفسية ‪ .‬دمشق العاصمة‪ ،‬ال يمكن‬ ‫لها أن تفرغ من أهلها‪ ،‬ويجب أن نكون أوعى من تصديق بيانات غير واقعية ‪.‬‬ ‫والتالعب بمشاعر الناس أمر خطير يفقد الثورة مصداقيتها‪ ،‬ويسبب اإلحباط‬ ‫ويضيع األمل ‪.‬‬ ‫إيقاف نشر اإلشاعات واجب‪ ،‬وكفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع ‪.‬‬

‫@ حركة وعي‬

‫حاسسلكون هل شعب كل يوم المسا بتنفتح قريحتو‬ ‫وبفرغ شحناتو بهل فيس عل اخييير شي بالمنيح‬ ‫وشي بالعاطل ‪ ،‬المهم نمشي مع الجوووو ‪ ،‬تخنتوها‬ ‫ببعض الشغالت !!‬ ‫بدنا ننتصر هللا يرضى علينا وعليكم ‪ ،‬اشتغلو شي‬ ‫مفيد واذا مافي ال تتسلوا ونغلط بزيادة‬

‫‪@Osama Zain Eddin‬‬ ‫أعظم من شارك بالثورة هي أم الشهيد ‪..‬‬ ‫يقدم الشهيد روحه ويذهب ‪ ..‬وتقدم األم روحها وتبقى‬ ‫في دنيا األحزان ‪...‬‬

‫‪@Dellair Youssef‬‬ ‫ليك حبيب الديكاتوتورية ما بتفرق غير باالسم‪،‬‬ ‫تصرفاتها بتضل وحدة‪ .‬يعني إن كان اسم هالدكتاتورية‬ ‫أسدية‪ ،‬وال إسالمية‪ ،‬وال تركية‪ .‬ما رح تفرق تصرفاتها‬ ‫بشي‪ .‬بتضل هي هي بس الشكل الخارجي بيتغير‪.‬‬

‫‪@Strategy Planner‬‬ ‫بينما يسرع منحبكجية السلمية وكارهو الجيش الحر‬ ‫باتهام الجيش الحر بجريمة كلية العمارة دون أي دليل‬ ‫قاطع‪ ،‬فقط لوجود بعض المعطيات لديهم‪ ،‬دون دليل‬ ‫قاطع ‪ ...‬وبينما يسرع منحبكجية الجيش الحر‪ ،‬بالدفاع‬ ‫عنه واتهام جيش النظام‪ ،‬رافضين فكرة أخطاء الجيش‬ ‫الحر بشكل كلي ‪ ...‬وبينما تبدأ الفتن بين الثوار ‪...‬‬ ‫يسير الثائر المسكين في شــوارع دمشق‪ ،‬مجددًا‬ ‫النية مع هللا عز وجل طال ًبا الشهادة في سبيله‪ ،‬وفي‬ ‫أعماقه ألم شديد‪ ،‬يفوق أي غضب أو حزن أو فتنة ‪...‬‬ ‫وفي قلبه بعض المشاعر الغريبة التي تصاحب صوتًا‬ ‫ً‬ ‫منخفضا يقول له ‪ ...‬لو كان المجرم النظام فأنت لم‬ ‫تدافع عن زمالئك ‪ ...‬ولو كان المجرم الجيش الحر‪ ،‬فأنت‬ ‫السبب ألنك تخاذلت في تقويمه وتصحيح مساره ‪...‬‬ ‫ذاك الصوت يزيد في قلبه حرقة ‪ ...‬وال حول له والقوة ‪..‬‬


‫اإلثنين | ‪ 1‬نيسان ‪2013‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪32‬‬

‫األخــيــرة‬

‫دفاع مدني ‪ -‬أيام الحرية‬

‫انتبه لتغطية الرقبة بكلتا الكفين وهما متشابكتين‬ ‫وبالتالي ستغطي سواعدك الوجه من الجانبين وأفرد‬ ‫قدميك على طوليهما وال تستند بأصابع القدم‪.‬‬ ‫انفجار القذيفة يرسل شظايا على شكل قمع (مخروط)‬ ‫ذروته مكان سقوط القذيفة‪ ،‬وينتشر لألعلى بشكل‬ ‫يشبه القمع‪ ،‬وكلما كنت قريب ًا من األرض كلما كان‬ ‫خطر إصابتك بالشظايا أقل‪ ،‬فإن كنت على بعد ‪10‬‬ ‫ٌ‬ ‫منخفض إلى تحت مستوى‬ ‫أمتار من القذيفة‪ ،‬ولكنك‬ ‫المتر‪ ،‬لما أصابك شي ٌء من الشظايا النها ارتفعت‬ ‫بعد تلك المسافة فوق المتر عن مستوى األرض‪.‬‬

‫كيف تحمي نفسك‬ ‫من قذائف الهاون‬

‫تكررت أحداث سقوط قذائف الهاون خالل األيام‬ ‫الماضية على المناطق المدنية غير المجهزة في‬ ‫دمشق ويوجد بعض ردود األفعال الخاطئة التي قد‬ ‫تكون أسهمت بزيادة عدد الضحايا‪.‬‬ ‫الخطأ األول‪:‬‬ ‫رد الفعل األولى لدى االنسان عند سماع صوت قذيفة‬ ‫هو الركض لالبتعاد عن الخطر‪ ،‬وهذا خطأ ألنه قد‬ ‫يكون راكض ًا نحو القذيفة القادمة‪.‬‬ ‫الخطأ الثاني‪:‬‬ ‫التصرف الصحيح‪:‬‬ ‫يهرع الناس عاد ًة للخروج من األمكنة المحصة للشارع‬ ‫انبطح فور ًا على األرض بعد سماع صوت الصفير الذي بهدف الخروج من المنطقة‪ ،‬أو ركوب السيارات هرباً‬ ‫يسبق ارتطام القذيفة‪ ،‬أو بعد سقوط القذيفة األولى‪.‬‬

‫ٌ‬ ‫رحلة إلى بر األمان‬

‫مكتب االستشارات األمنية للثوة ‪ /‬عهد الشام‬

‫رحلةٌ إلى بر األمان‪ ،‬تعبنا في التخطيط‬ ‫لها طوال يومين‪ ،‬لننطلق عند الصباح‬ ‫في مهمتنا الميدانية في إحدى مناطق‬ ‫الــريــف‪ ،‬نتفقد وضعها ونقف على‬ ‫احتياجاتها ‪..‬‬ ‫ركبت السيارة مع رفيقتي بسمة‪ ،‬يقودنا‬ ‫في الطريق أبو محمود أحد شباب الفريق‬ ‫‪ ..‬أخرجت دفتر مواعيدي من بين األوراق‪،‬‬ ‫ألدون فيه يومياتي الثورية كما اعتدت‪،‬‬ ‫وأثناء ذلك كانت بسمة مشغولة بتفقد‬ ‫سريع على حاسوبها المحمول آلخر‬ ‫ملفات القوائم والبيانات التي تخص‬ ‫المنطقة واحتياجاتها الطبية‪.‬‬ ‫فجأ ًة صرخت بسمة‪« :‬حاجز!!»‬ ‫صعقت بشدة‪ ،‬والتفت إلى أبو محمود‬ ‫أسأله‪« :‬هل ضللنا الطريق؟»‬ ‫أبو محمود‪« :‬لألسف‪ ..‬الطريق صحيح‪ ،‬لكن‬ ‫فاتنا أن نعلم بأمر هذا الحاجز‪ ،‬رغم أني‬ ‫تفقدت المكان قبل يومين!»‬ ‫بسمة‪« :‬كان يجب أن يتفقد أحد الطريق‬ ‫لنا اآلن»‪.‬‬ ‫حاول أبو محمود أن يحافظ على هدوئه‪،‬‬ ‫وقال لنا‪« :‬أخواتي‪ ،‬ليس أمامنا سوى‬ ‫متابعة طريقنا نحو األمــام‪ ،‬لو التفتنا‬ ‫عائدين ألثرنا الشكوك!»‪.‬‬ ‫غصصت في قلبي خائف ًة ونحن نتقدم‬

‫إلى الحاجز‪ ،‬أتمنى لعجلة الزمن أن تتوقف‬ ‫‪ ..‬األدوية في صندوق السيارة‪ ،‬األوراق‬ ‫والدفاتر والمواعيد في حقيبتي و ‪ ..‬و ‪..‬‬ ‫حاسوب بسمة!! يا إلهي‪ ..‬ال حول وال قوة‬ ‫إال بالله‪.‬‬ ‫اقترب ٌ‬ ‫رجل إلينا‪ ،‬نظر نظر ًة غريبة‪ ،‬وطلب‬ ‫بطاقاتنا الشخصية‪ ،‬وصوت األنفاس‬ ‫المترددة يخيم على األجواء‪ ،‬فتح صندوق‬ ‫لثوان ثم أغلقه بقوة‪ ،‬خفت كثير ًا‬ ‫السيارة ٍ‬ ‫ورجوت الله أال يكون قد انتبه إلى كميات‬ ‫األدوية التي نحملها معنا‪.‬‬ ‫عاد واقترب من النافذة الخلفية وطلب‬ ‫من بسمة أن تعطيه الحاسوب المحمول‪،‬‬ ‫أصفر وجه بسمة وتــرددت كثير ًا وهي‬ ‫تقول‪« :‬أ أ أ ‪ ..‬أ ‪ ..‬أي حاسوووب!»‬ ‫تمنيت حينها لو أن أحد ًا يوقظني من‬ ‫مؤلم‬ ‫هذا الكابوس‪ ،‬لكن ال‪ ،‬إنه واقـ ٌـع ٌ‬ ‫شكل أن‬ ‫مع األسف‪ ،‬فلن نستطيع بأي ٍ‬ ‫نتخلص من كل هذه األدلة علينا‪ ،‬كيف‬ ‫سنتهرب وننكر؟ كيف لم أحسب حساب ًا‬ ‫إثباتات خطيرة!‬ ‫لذلك‪ ،‬واصطحبت معي‬ ‫ٍ‬ ‫لموقف‬ ‫وكيف لم تحسب بسمة حساب ًا‬ ‫ٍ‬ ‫كهذا‪ ،‬وتتجول مع حاسوبها مع ما عليه‬ ‫من معلومات دون أي إخفاء وحماية!!‬ ‫حسبنا الله ونعم الوكيل‪ ..‬خطوات أمنية‬ ‫بسيطة كم كانت ستحمينا من الندامة‬ ‫‪ ..‬كم كانت ستنجينا من الضياع في‬

‫جريدة عهد الشام ‪:‬‬ ‫أسـبوعية ثوريّـــة مستـقلة ‪ -‬تصدر مؤقتاً نصف شهرياً‬ ‫تأسست عام ‪ - 2012‬تصدر من دمشق‬

‫من الخطر واختباء ًا منه‪.‬‬ ‫التصرف الصحيح‪:‬‬ ‫البقاء في المكان المحصن‪ ،‬واالبتعاد عن الواجهات‬ ‫الزجاجية وعدم ركوب السيارات ألن زجاجها قد‬ ‫ينكسر ويؤدي إلصابات عديدة‬ ‫مالحظة‪ :‬غالب ًا ما تكون قذائف الهاون متتاليه‪ ،‬أي إن‬ ‫سقطت واحدة قريبة منك‪ ،‬عليك أن تفكر ان هناك‬ ‫أخرى أخرى قادمة‪ ،‬لذا قم باتخاذ االجراء السريع‬ ‫باالنبطاح او التوجه للقبو إن كان قريب ًا‪.‬‬ ‫في حال انفجرت قذيفة الهاون بجانبك وشعرت‬ ‫بطنين في األذنين عليك أن تأخذ حبة فيتامينات‬ ‫متعددة خالل أربع ساعات والمداومة عليها عدة أيام‬ ‫لمنع حصول أي أذى طويل المدد‪.‬‬

‫دوامات كهذه لنصل إلى بر األمان!‬ ‫نظرات بسمة الخائفة تذبحني‪ ،‬والندم‬ ‫يحاصرني ‪ ..‬أعاد الرجل طلب الحاسوب‬ ‫من بسمة‪ ،‬فتدخل أبو محمود بكلمتين‬ ‫متردد ًا ثم صمت وابتسم ‪ ..‬استغربت‬ ‫كثير ًا !! هل يعقل؟ ‪ ..‬ال ‪ ..‬ال ‪..‬‬ ‫فجأة يلتفت الرجل إلي‪ ،‬يطلب تفتيش‬ ‫حقيبتي! أمسكت أعصابي وأعطيته‬ ‫الحقيبة‪ ،‬وبدأ يبحث بين األوراق والدفاتر‬ ‫والنقود ‪ ..‬جف حلقي بشدة‪،‬وهو يقلب‬ ‫أوراق الدفتر معي‪ ،‬وأرخيت بصري كي ال‬ ‫أشاهد نهايتي‪ ،‬ثم إذا بصوت أبو محمود‬ ‫يرتفع ضاحك ًا‪ ،‬التفت الرجل إلي فجأة‪:‬‬ ‫«قواكم الله وحماكم‪ ،‬نحن من الجيش‬

‫للتواصل وتصفح األعداد‪:‬‬ ‫‪Email: ahed.alsham@gmail.com‬‬

‫الحر‪ ،‬كونوا على حذر‪ ،‬فما تعملون به‬ ‫ٌ‬ ‫وما تعلمونه أمانةٌ‬ ‫كبيرة بأعناقكم‪ ،‬ال‬ ‫تتهاونو بالحرص عليها وحمايتها»‪..‬‬ ‫تنهدت بين الضحك والبكاء‪ ،‬كمن وصل‬ ‫بعد ضياعه في عاصفة المحيط إلى بر‬ ‫األمان‪ ،‬نظرت حولي‪ ،‬فكان شباب الجيش‬ ‫الحر يضحكون خلف الحواجز الرملية ‪..‬‬ ‫لعل عظم مصيبتنا األمنية وقلقلنا بسبب‬ ‫أخطائنا أعمى أبصارنا عن علم الثورة‬ ‫الذي يرفرف عالي ًا‪!! ..‬‬ ‫وفع ًال ‪ ..‬حمد ًا لله على السالمة!‬

‫‪16‬‬ ‫‪16‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.