عهد الشام | العدد الـ 38

Page 1

‫ثورة رمضانية ‪..‬‬ ‫ً‬ ‫أوال‬ ‫على أنفسنا‬

‫‪38‬‬

‫‪8‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫شهريا‬ ‫مؤقتا نصف‬ ‫أسـبوعية ثور ّيـــة مستـقلة ‪ -‬تصدر‬

‫السنة الثانية ‪ -‬الخميس ‪/1 -‬آب ‪2013‬‬

‫‪ THURSDAY 1 AUGUST - 2013‬‬

‫‪www.facebook.com/Ahed.alsham‬‬

‫اإليراني إلى ســوريا»‬ ‫األسد يظهر مع عناصر الجيش‪ ،‬وزير خـارجـيـة الـعـراق «ال نســتـطـيـع َو ْقـف نــقــل الـســالح‬ ‫ّ‬

‫‪2‬‬

‫المطاحن تنقذ الغوطة‪ ،‬الجروح في ازدياد والدواء بين القلة واالختفاء ‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫كلمة‪ « :‬أهل التراحم »‬

‫‪U‬‬

‫مضت معظم أيام شهر الرحمات بقسوة صيامها‪،‬‬ ‫على الثغور ينقطع المجاهدون عن طعامهم لوجه‬ ‫ربهم ويكابد العطش جوف العاملين على خدمة‬ ‫الناس مع حر النهار ‪..‬‬ ‫لم يكن اختبار الصوم كفريضة من الله تعالى‬ ‫على المسلمين اختبار صبر وحسب‪ ،‬بل يربي‬ ‫النفس ويعلي قدرتها على تحمل قسوة الحياة‪..‬‬ ‫ولعله يقطع سلسلة الشهوات المستمرة طيلة‬ ‫العام ‪ ،‬لكنه في أرقى تجلياته على نفس االنسان‬ ‫‪ ..‬اختبار رحمة بين البشر‪.‬‬ ‫إحساس الجوع والعطش يترافق مع واقع‬ ‫السوريين وقسوة معيشتهم اليومية‪ ،‬والتي‬ ‫انكعست على األطعمة األساسية‪ ،‬بين كل تلك‬ ‫القسوة يرقى معنى التراحم‪ ،‬يسمو بالبشرية عن‬ ‫جوعها وعطشها‪ ،‬فالتاجر يرحم بتجارته والعامل‬ ‫يرحم عند أداء عمله‪ ،‬فمدرسة الصيام ال تقف‬ ‫عند التآخي في المشاعر‪ ،‬بل تدفع بالصائم نحو‬ ‫العمل بعد إحساسه ببالء أهله وفقدان النعم ‪..‬‬ ‫إن مدرسة الصيام بعيدة كل البعد عن الماديات‬ ‫وهي رغم ذلك تهيئنا وتدفعنا عبر ثالثين يوم ًا‬ ‫كي ندخل الرحمة في دقائق الحياة اليومية‬ ‫وتعامالتنا‪..‬‬ ‫«الراحمون ‪ ..‬يرحمهم الرحمن‪»..‬‬ ‫فريق التحرير‬ ‫ ‬

‫الهيئات الشرعية‪..‬‬ ‫المسؤولية ؟‬ ‫للحرية أم انفالت من‬ ‫ضبط‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫عسكري‬

‫رأي‬

‫‪7‬‬

‫موائد رمضان ‪ ..‬مقفرة‬

‫أصابع الخليج في‬ ‫الطبخة العربية‪..‬‬

‫مجتمع‬

‫‪6‬‬

‫‪10‬‬

‫المرابطة والصيام‬ ‫بين‬ ‫َ‬ ‫ألفة ومح َبة وإيثار‬

‫‪12‬‬

‫ميغ ‪.. 29-MM2‬‬

‫قدرات عسكرية جديدة‬

‫رمضانيات‬

‫‪11‬‬

‫َ‬ ‫غراسك في الدنيا‬

‫َ‬ ‫ثمارك في اآلخرة‬

‫‪5‬‬


‫الخميس | ‪ 1‬آب ‪2013‬‬

‫سيـاسـي ‪ -‬دولي‬

‫السنة الثانية | العدد ‪38‬‬

‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬

‫جـولـة عـلـى األخـبـار السورية‬ ‫ٌ‬ ‫وزير خـارجـيـة الـعـراق "ال نســتـطـيـع َو ْقـف نــقــل‬ ‫اإليراني إلى ســوريا"‬ ‫الـســالح‬ ‫ّ‬

‫العراقي (هوشيار زيباري) في مقابل ٍة مع صحيفة (الشرق‬ ‫قال وزير الخارجية‬ ‫ّ‬ ‫األوسط) ن ُِش َرت في عدد يوم السبت أنّ بالده "غير قادر ٍة على وقف عملية نقل‬ ‫الجوي"؛ وأضاف "نحن نرفض و ُن ِدين نقل‬ ‫السالح من إيران إلى سوريا عبر مجالها ّ‬ ‫اإليراني بشكل ٍرسمي‪ ٍ،‬ولكن ليست لدينا‬ ‫السالح عبر أجوائنا‪ ،‬وسنُب ِلغ الجانب‬ ‫ّ‬ ‫القدرة على إيقافه"‪ ،‬وقال "إذا كنتم تتص ّورون أنّ هذه الرحالت تتناقض مع‬ ‫قرارات مجلس األمن التي ترفض حظر السالح وتمنع خروج السالح من إيران تحت‬ ‫قرارات الفصل السابع‪ ..‬فأنا أدعوكم باسم الحكومة أن تساعدونا على َو ْقف هذه‬ ‫عمليات تفتيش ٍاعتباطية ًللطائرات‬ ‫الرحالت فوق األجواء العراقية"؛ وتابع "بدأنا‬ ‫ِ‬ ‫اإليرانية والسورية‪ ،‬والمواد التي اكتشفناها ليست (فتّاكةً) ألنّها ِكناية ٌعن‬ ‫ّات وأدوي ٍة وأغذي ٍة"‪.‬‬ ‫َمعد ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫عالقات وثيقة ٌمع طهران‪ ،‬لكنّ (زيباري)‬ ‫أحزاب شيعية ٌلها‬ ‫وتهيمن على العراق ٌ‬ ‫قال أنّ بالده ملتزمة ٌبال ِحياد في سوريا‪ ،‬ويهدّد القتال المن َد ِلع في سوريا منذ‬ ‫عا َمين بزعزعة االستقرار ّ‬ ‫وسنّة‬ ‫الهش بالفعل في العراق‪ ،‬فيما يعبر مقاتلون شيعة ٌ ُ‬ ‫ٌالحدو َد الطويلة بين البلدَين‪.‬‬ ‫يـشــدد على الـتـزام أمــيـركـــا بـمـقـاتـِلِ ـي‬ ‫(أوباما)‬ ‫ّ‬ ‫الـسـوريـة‪.‬‬ ‫الـمـعـارضـة‬ ‫ّ‬

‫األميركي (باراك أوباما) الملك (عبد الله بن عبد العزيز) عاهل‬ ‫أبلغ الرئيس‬ ‫ّ‬ ‫دعم أميركي ٍلمقا ِت ِلي المعارضة السور ّية‪،‬‬ ‫السعودية يوم الجمعة التزامه بتوفير ٍ‬ ‫الذين ينتظرون وصول شحنات األسلحة الخفيفة التي تواجه مأزق ًا في واشنطن‪..‬‬ ‫فيما لم تصل أسلحة ٌأميركية ٌلمقا ِت ِلي المعارضة السور ّية الذين يحاولون ص ّد‬ ‫واجهت األسلحة األميركية مأزق ًا في واشنطن‪ ،‬بسبب‬ ‫هجوم ٍللحكومة السورية‪ ،‬إذ‬ ‫ِ‬ ‫خشية بعض أعضاء الكونجرس من وصولها في نهاية األمر إلى إسالم ّيين‬ ‫متشدّدين‪ ..‬وقال بيانٌ للبيت األبيض أنّ "الرئيس شدّد على استمرار التزام‬ ‫الواليات المتّحدة بتقديم الدعم الئتالف المعارضة السورية والمجلس العسكري‬ ‫األعلى لتعزيز المعارضة"‪.‬‬ ‫ً‬ ‫مقرا لها في سوريا"‪..‬‬ ‫طالبان باكستان ُ"تقيم‬

‫زارت مجموعة ٌمن حركة طالبان‪ -‬باكستان سوريا إلقامة مقر ٍلها وتقييم‬ ‫"متط ّلبات الجهاد" على ما كشف مسؤول طالباني لـ(بي بي سي)‪ ،‬وقال أن المق ّر‬ ‫أقيم بإشراف المقاتلين من أصول ٍشرق أوسطي ٍة الذين قاتلوا في السابق في‬ ‫أفغانستان وانتقلوا في السنوات األخيرة إلى سوريا؛ وأضاف أن ‪ /12/‬مقات ًال‬ ‫على األقل من الخبراء بالحروب والمعلومات ذهبوا الى سوريا في الشه َرين‬ ‫و"منسق المق ّر‬ ‫الماض َيين‪ ..‬وقال (مح ّمد أمين) القائد البارز في عمليات طالبان ّ‬ ‫السوري" لـ(بي بي سي) إنّه تم تشكيل خلي ٍة لرصد "الجهاد" في سوريا قبل‬ ‫ستة أشهر؛ٍ وقال إنّ الخلية حصلت على موافقة الفصائل المس ّلحة داخل وخارج‬ ‫حركة طالبان‪ -‬باكستان‪ ،‬والمعروفة محلي ًا باسم "تحريك طالبان‪ -‬باكستان"‪ ،‬وهي‬ ‫ّ‬ ‫منظمة ٌ ُمظ ّلة ٌ للجماعات المس ّلحة التي تقاتل القوات الباكستانية‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫"المعلومات وردود الفعل" على الصراع في سوريا على‬ ‫وترسل الخل ّية إلى باكستان‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ح ّد تعبيره‪ ،‬مضيف ًا أنّ المهمة "سهّ لها أصدقاؤنا في سوريا الذين سبق أنْ قاتلوا‬ ‫في أفغانستان"‪ ،‬وشدّد (أمين) على أنّ مه ّمتهم هي "تقييم متط ّلبات الجهاد في‬ ‫عمليات مشترك ٍة مع أصدقائنا السور ّيين"‪ ،‬ومضى قائ ًال‪" :‬هناك‬ ‫سوريا‪ ،‬وتنفيذ‬ ‫ٍ‬ ‫العشرات من الطامحين الباكستان ّيين للجهاد ينتظرون لالنضمام إلى القتال ضد‬ ‫السوري‪ ،‬ولكنّ النصيحة التي تل ّقيناها حتى هذه اللحظة هي أنّ في‬ ‫الجيش‬ ‫ّ‬ ‫سوريا ما يكفي من ال ِقوى المقاتلة"‪.‬‬

‫األسد بماقيل أنها جولة في داريا‬

‫في عيد جيش األسد‬ ‫بشار يظهر في داريا‬ ‫مع بعض العناصر‬ ‫جرعة ٌجديدة ٌيحقنها الطبيب في عروق الجيش المنهك‪ ، ..‬حيث بثت إعالم‬ ‫النظام الرسمي صور ًا لقيام األسد بجول ٍة تف ّقدي ٍة ألحوال ق ّواته المنتشرة‬ ‫على جبهة دار ّيا الريف ّية جنوب غرب دمشق‪ ،‬فيما أظهرته وسائل اإلعالم‬ ‫بأنّه زيارة ٌمفاجئة ٌ لهذه القطعة العسكر ّية بمناسبة مرور الذكرى الثامنة‬ ‫والستين لتأسيس جيشه؛ وقد أتى اإلعالن عن هذه الزيارة على شاشة‬ ‫ساعات من ّ‬ ‫وجهها األسد عبر ما تُس ّمى‬ ‫الرسمي َع ِق َب‬ ‫التلفزيون‬ ‫بث كلم ٍة ّ‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫جيش «ال‬ ‫رواية‬ ‫على‬ ‫بالتأكيد‬ ‫فحواها‬ ‫في‬ ‫ر‬ ‫استم‬ ‫الشعب)؛‬ ‫(جيش‬ ‫بمجلة‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫ُيقهر»‪ ،‬وعلى «ثقته باالنتصار» في مواجهة المتم ّردين واإلرهابيين ‪ -‬كما‬ ‫ُيص ّر على تسميتهم‪ -‬ور ّبما المستغرب اليوم في تداول وسائل اإلعالم كا ّفة‬ ‫ًللخبر هو أنه كان على ِغرار ما أوردته أيض ًا وسائل إعالم النظام ومؤيدوه؛‬ ‫خطابات‬ ‫ففيما ُس ّلط الضوء على تفاصيل الزيارة وما سبقها وأعقبها من‬ ‫ٍ‬ ‫ر نّان ٍة جوفاء‪ُ ،‬غ ّيب تمام ًا ّأي ذكرٍ لصمود جبهة دار ّيا‪ ،‬التي ُس ّجل فيها أكبر‬ ‫عد ٍد لهزائم قوات األسد المرتدّة يوم ّي ًا من على مشارفها منذ ما ُيقارب‬ ‫السنة‪ ..‬والجدير بذكره أنّ صحيفة (لو فيغارو) الفرنس ّية قد شدّدت في‬ ‫ّ‬ ‫الميداني األ ّول لألسد‬ ‫نهاية نقلها الخبر على أنّ هذه الزيارة تُع ّد الظهور‬ ‫ّ‬ ‫عام؛ أي منذ زيارته لمنطقة (بابا‬ ‫خارج أسوار العاصمة دمشق منذ أكثر من ٍ‬ ‫ً‬ ‫عمرو) بحمص في آذار الماضي ‪ ،2012‬المماثلة تماما لتلك التي قام بها‬ ‫نفسي لمن تب ّقى‬ ‫ودعم‬ ‫اليوم‪ ،‬والتي لم تتع ّد اإلطار الض ّيق لحبك ٍة إعالم ّي ٍة ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫من ق ّواته‪.‬‬


‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬

‫مـحـلـيـات‬

‫الخميس | ‪ 1‬آب ‪2013‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪38‬‬

‫المطاحن تنقذ الغوطة ‪ ..‬والمعارك لتأمين الغذاء‬ ‫شكل تحرير المطاحن الواقعة في منطقة السكة‬ ‫القريبة من مطار الدمشق الدولي منذ عدة أيام خبر ًا‬ ‫مفرح ًا لجميع أهالي الغوطة الشرقية ‪ ،‬حيث يعاني‬ ‫السكان هناك من حصار خانق للشهر الرابع على‬ ‫التوالي ‪ ،‬وذلك بعد إغالق الحواجز المحيطة بالغوطة‬ ‫الطريق أمام أي مواد غذائية وبخاصة مادة الطحين‬ ‫‪ .‬و بعد إعالن عدة كتائب من الجيش الحر سيطرتها‬ ‫على المطاحن ‪ ،‬ظهرت عالمات االرتياح على وجوه‬ ‫سكان الغوطة الذين وجدوا في تلك الخطوة ح ًال‬ ‫ألزمة الرغيف التي يعانون منها ‪ ،‬وأمـ ًـا وحافز ًا‬ ‫ليستمروا بالصمود في وجه الهجمات المتكررة التي‬ ‫تشنها قوات األسد على بلدات الغوطة الشرقية ‪.‬‬ ‫ولكن فرحتهم بهذا الخبر لم تدم طوي ًال ‪ ،‬حيث قامت‬ ‫قوات األسد باستهداف منطقة المطاحن بالقذائف‬ ‫المدفعة و صاريخ أرض ‪ -‬أرض ‪ ،‬وذلك بعد ساعات‬ ‫فقط من إعالن الجيش الحر سيطرته على المنطقة‬

‫ودحر قوات األسد منها ‪ ،‬وشهدت المنطقة بعد‬ ‫إعالن الخبر توافد المئات من أهالي الغوطة إلى‬ ‫المنطقة ‪ ،‬وذلك سعي ًا منهم للحصول على قليل‬ ‫من الطحين الذي قامت قوات األسد بحرمانهم منه‬ ‫لعدة أشهر ‪ ،‬ولكن ما أن وصلوا إلى المنطقة حتى‬ ‫استقبلهم وابل من القذائف التي بدأت تنهال‬ ‫عليهم من كل حدب وصوب ‪.‬‬ ‫وفي الصباح التالي اشتدت المعارك في محيط‬ ‫المنطقة ‪ ،‬في إطار محاولة شرسة من قوات األسد‬ ‫الستعادة السيطرة عليها ‪ ،‬وترافقت مع اشتداد‬ ‫وتيرة القصف ونشوب حريق داخل المطاحن‪ .‬وتزامن ًا‬ ‫مع ذلك تمكنت عدة شاحنات محملة بالطحين من‬ ‫الخروج بسالم ‪ ،‬في حين بقي الكثير من الناس‬ ‫محاصرين داخل البناء المتين الذي يتحصن فيه‬ ‫عناصر الحر ‪ ،‬ولكن الحريق أدى إلى تلف الكثير من‬ ‫القمح والطحين ‪.‬‬

‫الجروح في ازدياد‪..‬‬ ‫والدواء بين قل ٍّة واختفاء‬ ‫يشهد الــدّواء في سوريا ارتفاع ًا في األسعار‬ ‫وخاصة ًالمستو َر َد منه من الخارج‪ ،‬كنتيج ٍة حتم ّي ٍة‬ ‫الرتفاع سعر الــدوالر وانخفاض قيمة الليرة‪،‬‬ ‫ِّدت الزيادة في سعر الــدواء بنسبة ‪50%‬‬ ‫ُ‬ ‫وح ـد ِ‬ ‫لألدوية التي تصل لسعر ‪ /100/‬لير ٍة سور ّي ِة‬ ‫و‪ 25%‬لألدوية التي تزيد عن هذا السعر؛ بينما‬ ‫ُيع َت َبر المتض ّرر األكبر من هذه الزيادة هو المشافي‬ ‫الميدانية‪ ،‬التي تعالج يوم ّي ًا الجرحى والمصابين‬ ‫ج َّراء قصف ق ّوات األسد للمدن‪ ،‬بما تمتلكه هذه‬ ‫إمكانيات متواضع ٍة‪ ،‬وسط خطور ٍة‬ ‫المشافي من‬ ‫ٍ‬ ‫خاصة ًمن صيدليات دمشق‪،‬‬ ‫لألدوية‬ ‫في تأمينها‬ ‫ّ‬ ‫كميات‬ ‫حيث تمنع ق ّوات األمن الصيدل ّيات من بيع‬ ‫ٍ‬ ‫كثير ٍة من األدوية‪ ..‬كما ترافق مع زيادة األسعار‬

‫االفتقا ُد لعد ٍد من األدوية المه ّمة في الصيدليات‬ ‫كأدوية القلب‪ ،‬بسبب تو ّقف عد ٍد من المعامل‬ ‫التي تنتج األدويــة المحل ّية خاصة ًفي حلب‬ ‫وحمص‪ ..‬أيض ًا هناك أنواعٌ من األدوية تمنع أفرعُ‬ ‫بكميات‬ ‫الصيدليات واألطبا َء من استيرادها‬ ‫األمن‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫خاصة ًاألدوية المخدِّرة لآلالم‪ ،‬إل بالحصول‬ ‫كبير ٍة ّ‬ ‫موافقات أمني ٍة وتراخيص‪ ،‬وذلك خوف ًا من‬ ‫على‬ ‫ٍ‬ ‫وصولها للمشافي الميدانية واستخدامها لتسكين‬ ‫آالم الجرحى‪..‬‬ ‫العلمي للصناعات‬ ‫رغــم ذلــك يزعم (المجلس‬ ‫ّ‬ ‫الدوائية) أنه ال يوجد أزمة ٌعلى الدواء‪ ،‬إنّما مج ّرد‬ ‫انخفاض للزيادة في اإلنتاج والمطلوبة من قبل‪.‬‬ ‫ٍ‬

‫يدمر‪...‬‬ ‫النظام‬ ‫ّ‬

‫جيوب ّ‬ ‫ِ‬ ‫الشعب !!‬ ‫واإلعمار من‬ ‫استم ّر نظام األسد خالل األسبوع المنصرِم بإصدار‬ ‫وتصريحات متخ ِّبط ٍة وغير متوازن ٍة على‬ ‫ـرارات‬ ‫ٍ‬ ‫قـ ٍ‬ ‫االقتصادي لمسؤو ِليه؛ حيث أصدر ما ُيس ّمى‬ ‫الجانب‬ ‫ّ‬ ‫قانون يقضي بإضافة‬ ‫بـ»مجلس الشعب» مشروع‬ ‫ٍ‬ ‫نسبة ‪ 5%‬على تح ّققات الضرائب وال ُرسوم المباشرة‬ ‫سنوات‪،‬‬ ‫والضرائب وال ُرسوم غير المباشرة لمدة ‪/3/‬‬ ‫ٍ‬ ‫وتُس ّمى «المساهمة الوطن ّية إلعــادة اإلعمار»‪،‬‬ ‫قانون يقضي بإخضاع المك َّلفين بضريب ِة‬ ‫ومشروع‬ ‫ٍ‬ ‫ريع العقارات على أساس إضافة نسبة ‪ 10%‬إلى‬ ‫الضريبة النافذة بدء ًا من تكاليف عام ‪ 2014‬وما‬ ‫بعد‪..‬‬ ‫ونقلت صحيفة (البعث) الصادرة عن الزُمرة األسد ّية‬ ‫قول وزير مال النظام (اسماعيل اسماعيل)‪ ،‬أنّ «قانون‬ ‫سنوات على‬ ‫إضافة نسب ٍة قدرها ‪ 5%‬لمدة ثالث‬ ‫ٍ‬ ‫تح ّققات الضرائب والرسوم يهدف إلى المساهمة‬ ‫في إعادة إعمار ما ت ّم تخريبه على أيدي المجموعات‬ ‫اإلرهابية المس ّلحة؛ وتأمين اإليرادات ّاللزمة لهذه‬ ‫العملية‪ ،‬وتوسيع قاعدة المساهمة الوطن ّية فيها»‪..‬‬ ‫وبهذا يوجب األســد على السور ّيين والفعاليات‬ ‫الخاصة أن تتك ّفل بتكلفة إعادة اعمار‬ ‫االقتصادية ّ‬ ‫ما د ّمره بمدافعه وصواريخه تحت شعار «األسد أو‬ ‫ّصل‪ ،‬دعا حاكم المصرف‬ ‫نحرق البلد»‪ ..‬وفي سياق ٍمت ٍ‬ ‫المركزي (أديــب َم ّيالة) المواطنين إلى ما أسماه‬ ‫ّ‬ ‫يتعلق بارتفاع األسعار‬ ‫والسلوان» فيما ّ‬ ‫«الصبر ِ‬ ‫وانهيار العملة السورية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫و ُيقدّر خبراء االقتصاد أنّ إعادة سوريا إلى سكة الدول‬ ‫وسنوات من العمل‪،‬‬ ‫الحديثة يتط ّلب مجهود ًا ضخم ًا‬ ‫ٍ‬ ‫والتي يفترض أن تعالج البشر والحجر قبل االنتقال‬ ‫ُرجح بعض الدراسات «أن‬ ‫إلى البناء‬ ‫االقتصادي‪ ..‬وت ّ‬ ‫ّ‬ ‫ال ّ‬ ‫تقل تكلفة إعادة اإلعمار ودعم التنمية في سوريا‬ ‫عن ‪ /200/‬مليار دوالر»‪ ،‬على أن تتصاعد األرقام‬ ‫مستويات أعلى إن لم يتوقف مسلسل التدمير‬ ‫إلى‬ ‫ٍ‬ ‫العشوائي‪.‬‬ ‫والقصف‬ ‫ّ‬

‫قانون يقضي بإضافة‬ ‫مشروع‬ ‫ٍ‬ ‫تحققات الضرائب‬ ‫على‬ ‫‪%5‬‬ ‫نسبة‬ ‫ّ‬ ‫سنوات‪،‬‬ ‫‪/3/‬‬ ‫لمدة‬ ‫سوم‬ ‫والر‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬


‫الخميس | ‪ 1‬آب ‪2013‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪38‬‬

‫تحقيقات‬

‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬

‫اإلسالمية‪..‬‬ ‫الشرعية وجزاءات الكتائب‬ ‫أحكام الهيئات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ضبط ُم َ‬ ‫المسؤولية ؟‬ ‫للحرية أم انفالت من‬ ‫حكم‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫عهد الشام | تحقيق ‪ -‬خاص‬ ‫انزاحت يد النظام عن مناطق شاسعة من‬ ‫ ‬ ‫سورية بسلطتيها األمنية والقضائية ؛ ما دفع الكتائب‬ ‫هيئات بدأت بطابع ٍقضائي ٍأط ِلقَ‬ ‫إلى المبادرة وتشكيل‬ ‫ٍ‬ ‫عليها (الهيئات الشرعية)‪ ،‬والتي ‪-‬كما وصف ناشطون‪-‬‬ ‫لم يرا َع في بعضها أثناء تعيين أعضائها االستقالل ّية‬ ‫المسيطر‪ ،‬فتباينت‬ ‫العسكري‬ ‫والخبرة بل الوالء للتنظيم‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫الهيئات باختالف المراجع الفكر ّية والتنظيم ّية كلماّ‬ ‫وإدلب‬ ‫حلب َ‬ ‫اختلفت المنطقة ‪ ..‬وظهر ذلك جلي ًا في َ‬ ‫ِ‬ ‫المح ّررتين شما ًال‪ ،‬وفي الرقة ودير الزور مح ّررتي الشرق‪،‬‬ ‫الدمشقي ‪..‬‬ ‫وأنحاء من الريف‬ ‫ّ‬ ‫المرجعي في عمل الكتائب وحكم‬ ‫فكيف أ ّثر االختالف‬ ‫ّ‬ ‫الهيئات الشرع ّية؟‪ ..‬ما المشكالت التي ظهرت؟‪ ..‬وكيف‬ ‫ُيمكن التوافق مع األهالي على ح ّلها؟‪ ..‬والعديد من‬ ‫لك الكتائب والهيئات الشرع ّية تجيبكم‬ ‫األسئلة في ُف ِ‬ ‫عنها (عهد الشام) في التحقيق التالي‪..‬‬

‫من معارض لمؤيد‪ ..‬فمعارض‬

‫الثوري األ ّول اتّجاه الهيئات الشرع ّية‬ ‫تخ ّبط الموقف‬ ‫ّ‬ ‫وكتائبها اإلسالم ّية‪ ،‬فغلب عليه بداية ًالمعارضة‬ ‫المطو ّية على تخ ّو ٍف من تكرار تجارب العراق‬ ‫وأفغانستان‪ ،‬ساهم بزيادته اإلعالم المس ّيس داخ ًال‬ ‫إدلب‬ ‫وخارج ًا‪ ..‬تقول (جنى مصطفى) وهي ابنة َ‬ ‫وشه ِد ْت تجربتها‪ ،‬أنّ «موقف الشارع كان سلب ّي ًا تجاه‬ ‫الهيئات وكتائبها‪ ،‬ث ّم ت َلتها مرحلة ٌأخرى مغايرة ٌ‪،‬‬ ‫حين ازدادت ثقة الشعب بها نتيجة ًالنتصاراتها‬ ‫والتزامها بمبادئها»‪ ..‬مبادئها التي حدّدتها الهيئة‬ ‫الشرع ّية في بيان تشكيلها األ ّول بتاريخ ‪،28.8.2012‬‬ ‫بأن «تعمل على تحقيق مقاصد اإلسالم بالحر ّية‬ ‫والعدالة والتعايش المشترك ورفض الظلم والتنازع‬ ‫الطائفي»‪ ،‬و»توحيد صفوف المجاهدين والناشطين‬ ‫ّ‬ ‫وإزالة أسباب ال ُفرقة والتمزّق»‪ ،‬متم ّث ًال ذلك بالكتاب‬ ‫والسنّة ال َذين تحكم بهما «على مساف ٍة واحد ٍة من‬ ‫ُ‬ ‫جميع الناشطين في سوريا‪ ،‬متفهّ مة ًاختالف وجهات‬ ‫تتعصب لرأي ٍأو جماع ٍة»‪.‬‬ ‫النظر‪ ،‬فال ّ‬ ‫لكن َبدَت هذه األهداف قصيرة المدى قاصرة‬ ‫الفاعل ّية عندما م ّيزت هيئاتها الشرع ّية «المؤمن»‬ ‫بمنصاع ٍلحكمها و»الكافر» بخارج ٍعن جلبابها‬ ‫فباتت العقوبات الشرع ّية‬ ‫الض ّيق جد ًا من الدين؛‬ ‫ِ‬

‫تطال متّهمين مدن ّيين وناشطين وعسكر ّيين مذنبين‬ ‫كانوا أم بريئين‪ ..‬حتّى اتّهمها الشارع الثائر في‬ ‫حلب (يا حرام يا حرام باعونا باسم اإلسالم)‪ ،‬وطالبها‬ ‫الشارع اآلخر في الرقة (يا جبهة حاجة تدوري روحي‬ ‫للقصر الجمهوري) وتحدّاها أحرار بنّش (سنُس ِقط ّ‬ ‫كل‬ ‫من يقف في طريقنا إلسقاط النظام)‪ ..‬وعن سبب‬ ‫الثوري األخير على الهيئات وكتائبها‪،‬‬ ‫هذا االنقالب‬ ‫ّ‬ ‫فسرته (جنى) بأنّ «الشارع الثوري يه ّمه التقدّم نحو‬ ‫ّ‬ ‫األفضل كي ال تذهب التضحيات التي خسرها في‬ ‫مهب الريح‪ ،‬بالتالي تسليم مقاليد األمور لذوي الحكمة‬ ‫ّ‬ ‫للتقدّم‪ ،‬فإنْ شعر باستالم األمور لمن هو بعي ٌد عن‬ ‫ال ِحكمة رفض ذلك تمام ًا‪ ،‬إذ ال يريد التراجع إلى ُق ْم ُقم‬ ‫الميداني (أبو‬ ‫الظلم الذي خرج منه لت ّوه»‪ ..‬أ ّما الناشط‬ ‫ّ‬ ‫المصطفى العاني) وهو من ريف دمشق‪ ،‬وفي تصريح‬ ‫ٍسابق‪ ٍ،‬عزا سبب األخطاء إلى أنّ «الهيئات الشرعية‬ ‫َ‬ ‫مشاكل كبيرة ً‪ ،‬من تشرذم الكتائب وكثرتها‬ ‫تعاني‬ ‫وعدم القدرة على الحصول على استقالل ّي ٍة في القرار»‪.‬‬

‫«‬

‫يهمه التقدم‬ ‫جنى‪:‬الشارع الثوري ّ‬ ‫نحو األفضل كي ال تذهب تضجياته‬ ‫في مهب الريح‬

‫»‬

‫يرحمكم من في السماء‬

‫إخفاق الهيئات الشرع ّية شعب ّي ًا أف َلتَ يد كتائبها‬ ‫العسكرية على زِناد العقوبات‪ّ ..‬‬ ‫فتوى‬ ‫فمؤخر ًا صدرت ً‬ ‫صح التعبير‪ -‬أنّ االنشقاق إنّما‬ ‫عسكرية ٌ (نُص َر و ّية) ‪-‬إن ّ‬ ‫استسالم ال َي ُج ّب ما قبله!!‪ ..‬فحسب مصادر ّأكدت‬ ‫هو‬ ‫ٌ‬ ‫السوري لتوثيق االنتهاكات‪ ،‬فإنّ ثالثة ض ّب ٍاط‬ ‫للمركز‬ ‫ّ‬ ‫أعلنوا انشقاقهم الشه َر الماضي في الرقة وس ّلموا‬ ‫أنفسهم لجبهة النُصرة راغبينَ باالنضمام إليها‪ّ ،‬إل أنّ‬ ‫الشرعي لم تق ّر بانشقاقهم بل‬ ‫الجبهة ووفق منهجها‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫بحجة أنّ الوقت مضى على‬ ‫اعتبرته لجوء ًا واستسالما‪ّ ،‬‬ ‫ما اعتبرته الجبهة (توبة ً)‪ ،‬ما دفعها لتنفيذ حكم‬ ‫موضحة ًأنّ إعدام الضباط‬ ‫اإلعدام الميداني بح ّقهم‪ِ ،‬‬ ‫فتوى شرع ّي ٍة‪ ،‬حكمت عليهم بتهمة‬ ‫جرى بنا ًء على ً‬ ‫«التعامل مع النظام»‪..‬‬ ‫وقد ّ‬ ‫تغطي بعض كتائب الشرع ّية فتاواها بغطاء‬ ‫تكتيك ميداني ٍوعسكري ٍبدعوى توسيع مساحة الق ّوة‬ ‫ٍ‬ ‫لصالحها‪ ،‬كما يحصل اليوم في حلب التي ُب ِس َطت‬ ‫فيها ‪-‬حسب وصف ناشطين‪ -‬ي ٌد على معبر (بستان‬ ‫القصر) واليد األخرى بيد قوات النظام!!‪( ..‬رشا‬ ‫ناجح) إحدى س ّيدات حلب الميسورات العامالت في‬ ‫جمعي ٍة خير ّي ٍة‪ ،‬اختصرت قصة هذا المعبر ضمن أحد‬ ‫«ذهبت العائالت‬ ‫منشوراتها على الفيس بوك‪ ،‬بأنْ‬ ‫ِ‬ ‫الحكومي‬ ‫ية‬ ‫و‬ ‫الج‬ ‫فرع‬ ‫من المناطق الباقية في قبضة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬


‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬

‫تحقيقات‬

‫الخميس | ‪ 1‬آب ‪2013‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪38‬‬

‫لمناطق الجيش الح ّر ّ‬ ‫الشاب‬ ‫صحة الخبر أو عدمه وحسب رواية أحد أقارب‬ ‫للتبضع‪ ،‬فكان أن أوقفهم الجيش بمأخذه على أنّ طريقة العقاب ليست ذات منشأ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫السن والمرضى‪ ،‬ففيها «الضح ّية» اتّضح أنّ الفتاة صديقته؛ وقد ُض ِبطا‬ ‫الح ّر عند المعبر‪ ،‬وطلب منهم الهتاف له مقابل إسالمي للتعامل بها مع كبار ّ‬ ‫مكان عام‪ ،‬كما لم ُيح َكم‬ ‫السماح لهم بنقل مشترياتهم‪ ..‬هتفوا‪ ..‬فسخر منهم‪ ..‬تش ّب ٌه بالنظام‪ ..‬داعين أفراد الكتائب اإلسالمية إلى بجلس ٍة معيب ٍة على مستوى ٍ‬ ‫عليه بالزّنى إنّما كان الحكم بالتعذير‪.‬‬ ‫مزي ٍد من التسامح واإلنسان ّية‪.‬‬ ‫ث ّم طردهم‪ ..‬ومنعهم من نقل ّأي شي ٍء»‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫معارض درس‬ ‫(إبراهيم عبد الله سلقيني) وهو‬ ‫وعالوة ًعلى السابق‪ ..‬ما يتناقل يوم ّي ًا من صورٍ توثق‬ ‫«‬ ‫ونشط في الفقه االجتماعي‪ ،‬خرج أيض ًا عن صمته‬ ‫رؤوس بأيدي مقاتلين ال‬ ‫حاالت‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫تعذيب وإعدام ٍوقطع ٍ‬ ‫بخصوص التضييق المتزايد والمشاحنات اليومية من بعض اإلعالم الثوري بمواجهة‬ ‫يتوافر التأكد من هوياتهم وانتماءاتهم؛ ف ُينسب ما‬ ‫مشوه‬ ‫وعلى حاجز (بستان القصر)‪ ،‬وانفجر ضمن منشورٍ آخر الكتائب الشرعية ‪ ..‬إما‬ ‫ّ‬ ‫برهان‪،‬‬ ‫ُينسب للكتائب والهيئات الشرعية دون أدنى ٍ‬ ‫على صفحته على الفيس بوك‪ ،‬قائ ًال أنّ «فتح معبرٍ لصورتهم أو نائم عن حقيقة مؤيدة‬ ‫بيانات رسم ّي ٍة‪،‬‬ ‫أوراق‬ ‫ٍ‬ ‫ناهيك عن ما أمكن تزويره من ِ‬ ‫آخ َر بحاج ٍة لموافق ٍة من قنّاصي النظام في الطرف لهم‬ ‫واألمر األخير هو ما حذا مطلع الشهر الجاري بالهيئة‬ ‫اآلخر‪ ،‬والذين تتّفق معهم مجموعة الجيش الحر من »‬ ‫«أي‬ ‫الشرعية بحلب أن أصدرت بيان ًا‪ّ ،‬أكدت فيه أنّ ّ‬ ‫الطرف األول!!‪ ..‬فهل من المعقول أنّ ّ‬ ‫كل جثث قتلى‬ ‫بيان أو بالغ ٍأو تعميم ٍغير صادر ٍعنها وممهورٍ بختمها‬ ‫ٍ‬ ‫المخابرات الجو ّية تُلقى في نهر الشهداء أمام الجيش‬ ‫الحر وال يشعرون بها!!‪ ..‬وعندما يأخذون ضرائب وفي رصد أسباب وقوع مثل هذه التجاوزات‪ ،‬على صفحتها الرسم ّية هي غير مسؤول ٍة عنه»‪ ،‬في‬ ‫على المعبر لصالح من!!‪ ..‬وعندما يطلب األمن الجو َي استنجدت (جنى مصطفى) بالقاعدة العا ّمة التي إشار ٍة إلى فتوى تحريم خروج المرأة متب ّرجة ً‪ ،‬والذي‬ ‫ّ‬ ‫الشرعي مثيرا ًبلبلة ًفي خليط‬ ‫ساعة تقول «إنّ من استعجل الشيء قبل أوانه عوقب أصدره مركز (الفردوس)‬ ‫ّ‬ ‫شخص ًا في (بستان القصر) يحضرونه خالل‬ ‫ٍ‬ ‫السوري المتن ّوع‪.‬‬ ‫موضحة ً أنّ «من يسعى لرؤية الدين منتشر ًا المجتمع‬ ‫ّ‬ ‫واحد ٍة وفي الليل!!‪ ..‬واليوم يمنعون الطعام والشراب بحرمانه»‪ِ ،‬‬ ‫ُيفتَرض به أن يصبر‪ ،‬دون التمادي في تجاوز مبادئ‬ ‫الشخصي عن الناس»‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫الشرعية‬ ‫الحنيف من تجاوزات‬ ‫اإلسالم‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ذلك الدين»‪ ..‬وعن الحلول قريبة المدى قالت «هي‬ ‫ومن باب العدل واإلنصاف بين المتحاك َمين وس ّد التوعية ال ّ‬ ‫شك‪ ..‬توعية الشعب بأنّ تلك األخطاء وفي حوارٍ ل ِـ(عهد الشام) مع الشيخ (إبراهيم كوكي)‪،‬‬ ‫ذرائع الرواية عن المش ّككين‪ ،‬نتّجه إلى المسؤول في التي تُرت َكب بعيدة ٌ ّ‬ ‫كل ال ُبعد عن الدين الذين يعملون تحدّث عن نظرة وأحكام الدين الصحيح من ّأي‬ ‫الجيش الحر نفسه عن المعبر‪ ،‬والذي أق ّر في تصريح باسمه‪ ..‬وتوعية تلك الكتائب أنّ األمر يحتاج للصبر‬ ‫لكتائب إسالم ّي ٍة‪،‬‬ ‫لهيئات شرع ّي ٍة أو أخطا ٍء‬ ‫تجاوزات‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍتض ّمنه شريط ٌمص ّو ٌر مؤخر ًا‪« ،‬الهدف من الحصار‬ ‫وقطع الموادبأنّالتموينية هو الضغط ال فرض وجهات النظر‪ ..‬وتوعية الطر َفين بأنّهما فقال‪« :‬قبل الحديث عن األخطاء علينا أن نتحدّث‬ ‫للمناطق الغرب ّية‬ ‫ّ‬ ‫متكامالن ال يمكن فصلهما عن بعضهما»‪.‬‬ ‫عن الضوابط‪ ،‬ألنّ الموضوع ليس عائد ًا لوجهات‬ ‫رة»‪..‬‬ ‫ر‬ ‫المح‬ ‫المناطق‬ ‫إلى‬ ‫للنزوح‬ ‫على األهالي‬ ‫ّ‬ ‫نظرٍ تفتح باب ًا ال نهاية له بقدر ما هو عائ ٌد لضوابط‬ ‫إعالمي على الهيئات‬ ‫وجزر‬ ‫مد‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫الشرعية َ ُمحكم ٍة ‪..‬فما أراه ج ّيد ًا يراه غيري س ّيئ ًا‪ ،‬والعكس‬ ‫«‬ ‫الثوري اليوم كما ينقسم الرأي العام صحيح‪..‬‬ ‫ينقسم اإلعالم‬ ‫ّ‬ ‫بعض اإلعالم الثوري بمواجهة‬ ‫للشارع بين ُم ٍ‬ ‫حاب و ُمعا ٍد للهيئات الشرع ّية وكتائبها‪ ،‬بداي ًة ًالب ّد أن نب ّين أنّ القضاء في اإلسالم كالقضاء‬ ‫مشوه‬ ‫الكتائب الشرعية ‪ ..‬إما‬ ‫ّ‬ ‫طالما أنّ اإلعالم الثوري‬ ‫بشكل ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫وأساسات‪،‬‬ ‫خاص هو من الشعب في أي بل ٍد في العالم‪ ،‬مؤسسة ٌ لها ضوابط ٌ‬ ‫مؤيدة‬ ‫حقيقة‬ ‫لصورتهم أو نائم عن‬ ‫وآراؤه نابعة ٌمن داخله ومع ّبرة ٌعنه‪ ..‬وكما أسلفت‬ ‫خالف كان للقضاء‪ ،‬فليس من‬ ‫ومرجع الناس في ّأي ٍ‬ ‫ِ‬ ‫لهم‬ ‫(جنى مصطفى) فإنّ اإلعالم ّ‬ ‫الثوري «أبدى تخ ّوف ًا من المعقول أن يأخذ الناس حقوقهم بأيديهم أو يحاسب‬ ‫»‬ ‫الج ْر ُم المرت َكب‪ ،‬ومن فعل ذلك فقد‬ ‫تلك الكتائب ثم تق ّبلها‪ ،‬لكن ومع ازدياد أخطائها أح ٌد أحد ًا أ ّي ًا كان ُ‬ ‫ً‬ ‫احتفاظ‬ ‫مع‬ ‫األخيرة‪،‬‬ ‫اآلونة‬ ‫في‬ ‫لها‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫مهاج‬ ‫أصبح‬ ‫ِ‬ ‫حاسب و ُيقاضى عليه ‪..‬‬ ‫أخطأ خطأ يجب أن ُي َ‬ ‫كذلك في محيطنا الدمشقي‪ ،‬وتمام ًا في الغوطة البعض بلهج ٍة معتدل ٍة تنادي باإلصالح والتوافق»‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫فمن ضوابط الحكم أن يكون وفق مصدرٍ شرعي ٍال‬ ‫(شاهد‬ ‫شبكة‬ ‫نشرت‬ ‫الشرق ّية يو َم ‪،11.7.2013‬‬ ‫قانون وضعه المش ّرعون لالستناد إليه‬ ‫جهات إعالم ّية عن ٍ‬ ‫عبث‪ ،‬وفق ٍ‬ ‫لكن ال يخفى على أي ٍمنا ما قد تمارسه ٌ‬ ‫ّ‬ ‫عن‬ ‫ة‬ ‫د‬ ‫مؤك‬ ‫بمعلومات‬ ‫وصفتها‬ ‫من قلب الحدث) ما‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫وتالعب نحى لمسار في إطالق األحكام‪ ،‬وال يوجد أعدل وأحكم وأرحم‬ ‫تضخيم‬ ‫أشخاص ثور ّية ٌمن‬ ‫تعرض أحد المواطنين في إحدى مدن الغوطة الشرقية ٌأو‬ ‫ٌ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫نائم من القانون الذي ش ّرعه الله تعالى حيث قال‪{ :‬فإن‬ ‫خاطئ بحقّ اإلسالميين فإ ّما مشوّهٌ لصورتهم أو ٌ‬ ‫ٍ‬ ‫لالعتقال والتعذيب من قبل (‫لواء اإلسالم‬)‪ ..‬ل ُي ِت ّم وبعد عن حقيق ٍة مؤ ّيد ٍة لهم؛ من مثال ذلك ما حصل في تنازعتُم في شي ٍء فر ّدوه إلى الله وال ّرسول إن كنتم‬ ‫ٍ‬ ‫اإلعالمي ل ِعربين الخب َر‪ ،‬بأنّه‬ ‫ساعات قليل ٍة المكتب‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫‪ ،22.6.2013‬حين خرج مجموعة ٌمن تؤمنون بالله واليوم اآلخر}‪ ..‬أيض ًا من ضوابط القضاء‬ ‫(‪ 68‬عام ًا) الرقة بتاريخ‬ ‫ّين‬ ‫ن‬ ‫المس‬ ‫ألحد‬ ‫اعتقال‬ ‫حالة‬ ‫تسجيل‬ ‫«ت ّم‬ ‫قوم‬ ‫ٍ‬ ‫الشعوذة والسحر‪ ،‬علم ًا بأنّه أمي الشباب بمظاهر ٍة مناهض ٍة للتيار‬ ‫العلماني متجسد ًا ّأل يكون ظالم ًا وال ُمحابي ًا‪{ :‬وال يجرمنّكم شنئان ٍ‬ ‫ّ‬ ‫بتهمة‬ ‫المدينة‪،‬‬ ‫في‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ّ ٌ بتج ّمع ٍاسمه (حقنا)‪ ،‬بتهمة أنّ بعض أعضائه على ّأل تعدلوا‪ ،‬اعدلوا هو أقرب للتّقوى}‪.‬‬ ‫ال يفقه القراءة وال الكتابة‪ ،‬فقبع وعانى في سجون‬ ‫ٌ‬ ‫شعارات تخ ّلت‬ ‫اللواء ما يقارب ‪ /45/‬يوم ًا»‪ ،‬وحسب ما رواه المعني تل ّفظوا بالكفر وهو من الكبائر‪ ،‬فع َلت‬ ‫ّ حتّى عن الحر ّية التي فهمها البعض بالخروج عن نهاية ً‪ ..‬أوصيكم بالنصيحة لهم (الدين نصيحة)‬ ‫بالشأن ( ع‪.‬ح‪.‬م ) فأنّه «تع ّرض للجلد ‪ 22‬جلدة الدين‪ ،‬لكنّ أ ّي ًا من وسائل اإلعالم لم يتناول طرح هذا وإعانتهم ونصرتهم ظالم ًا أو مظلوم ًا‪ ..‬إن رأينا من‬ ‫ًوللتعذيب والضرب مرة ًواحدة»‪ ،‬لكنّها ‪-‬وبحسب‬ ‫أعمالهم خير ًا كنّا لهم عون ًا‪ ،‬وإن رأينا غير ذلك نصحنا‬ ‫كثير ًا بسبب مرضه بالس ّكري النشاط أو تحليله‪.‬‬ ‫صور ٍة‪ -‬أ ّثرت على قد َميه‬ ‫ُ ّ‬ ‫ووجهنا‪ ..‬فإن كان عمل هذه الهيئات منضبط ًا وفق‬ ‫ّ‬ ‫وحرمانه أدويته خالل االعتقال‪ ،‬و ُيضيف األخير أنّه في الرقة أيض ًا‪ُ ..‬ب ّث شريط ٌمص ّو ٌر يو َم ‪ ،18.6.2013‬الشريعة اإلسالم ّية سمعنا وأطعنا‪ ،‬وإن حادوا عن ذلك‬ ‫«وعند اإلفراج عنه ُد ِع َي للتوقيع على ورق ٍة قرأها ابنه فحواه أنّ جبهة (النُصرة) جلدت شا ّب ًا بتهمة الزّنى وتن ّكروا للعدل والشريعة فال سمع لهم وال طاعة ً‪ ،‬إذ ال‬ ‫نصها يهدّد باإلعدام في حال ضبطه‬ ‫على ِمس َم َعيه‪ّ ،‬‬ ‫بمكان عام ٍمن مدينة طاعة لمخلوق ٍفي معصية الخالق‪.‬‬ ‫التهمة»‪ ..‬وصرح المكتب الحقوقي لعربين لمج ّرد جلوسه مع خطيبته‬ ‫ٍ‬ ‫بنفس‬ ‫ّ ِ‬ ‫ّ‬ ‫الط َبقة‪ ،‬وبعد غربلة المعلومات المتضارِبة عن‬


‫الخميس | ‪ 1‬آب ‪2013‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪38‬‬

‫اقتصاد‬

‫‪6‬‬ ‫‪6‬‬

‫اقتصاد‬

‫رمضان السورية‪ُ ..‬م ِ‬ ‫قف َر ٌة‬ ‫موائد‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫متواضع مكوّنٌ من تمر ٍولبن ٍلعائل ٍة سوري ٍة‬ ‫فطو ٌر‬ ‫ ‬ ‫ٌ‬ ‫ترزح تحت القصف والحصار قد ُيك ّلفها اليوم ما يقارب‬ ‫عجب وال مبالغة في ذلك‪ ،‬فارتفاع‬ ‫‪ /800/‬ليرة ًسورية ً‪ ..‬ال َ‬ ‫األسعار لم يعد خافي ًا على أح ٍد‪ ،‬ومع حلول شهر رمضان‬ ‫ماتت األسواق السور ّية التي كانت فيما مضى‬ ‫المبارك ِ‬ ‫تعج بالحياة‪ ،‬وأضحت تعاني من شح ٍفي البضائع والمواد‬ ‫ّ‬ ‫الغذائ ّية‪.‬‬ ‫العديد من المواد الغذائية األساسية التي اعتاد المواطنون‬ ‫شرا َءها بأبخس األسعار تصل اليوم إلى ارتفاع ٍبنحو‬ ‫(‪ )%300‬أو أكثر‪ ،‬حيث بلغ سعر كيلو الطحين ‪ /100/‬لير ٍة‬ ‫بعد أن كان ‪ /40/‬لير ًة‪ ،‬أما الحليب فوصلت أسعاره حتى‬ ‫‪ /130/‬للكيلو الواحد بعد أن كان سعره ال يتجاوز ‪/35/‬‬ ‫لير ًة‪ ،‬ناهيك عن سعر كيلو الجبن الذي بلغ ‪ /500/‬لير ٍة‪،‬‬ ‫ومثله زيت الطبخ «النباتي» والعديد من المواد األساسية‬ ‫التي تشهد أسعارها ارتفاع ًا غي َر مسبوق‪ٍ.‬‬

‫السلع أو تبديل‬ ‫يلجأ العديد من المواطنين اليوم لتخزين ِ‬ ‫المواد بأخرى ّ‬ ‫أقل منها جودة ً‪ ،‬كإجرا ٍء وقائي ٍ َي ُح ّد من‬ ‫تأ ّثرهم بموجة ارتفاع األسعار وتدنّي قيمة الليرة السورية‪،‬‬ ‫إربــاك‬ ‫فنتج عنه حالة‬ ‫ٍ‬ ‫شديد ٍة في السوق‪ ،‬حيث‬ ‫َقدّر عد ٌد من االقتصادين‬ ‫ارتفاع األسعار في دمشق‬ ‫بنسبة (‪ )%15‬يومي ًا‪.‬‬ ‫ويربط مح ّللون اقتصاد ّيون‬ ‫انخفاض قيمة العملة‬ ‫بتراجع احتياط ّيات العملة‬ ‫األجنبية‪ ،‬بسبب العقوبات‬ ‫الغربية وتكاليف الحرب‬ ‫وسيطرة الث ّوار على حقول النفط‪ ،‬والتي ُت َع ّد مورد ًا أساسي ًا‬ ‫لخزينة الدولة في حصولها على العملة الصعبة‪.‬‬

‫الدوالر ‪ ..‬كان يا ماكان‬

‫| لونا العبد لله‬ ‫منذ بداية الثورة السورية تضاءل حجم‬ ‫ ‬ ‫الــوارد القتصاد الدولة بعد العقوبات الغرب ّية على‬ ‫السوري‪ ،‬ومع شعور‬ ‫المركزي‬ ‫التجاري والمصرِف‬ ‫المصرِف‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الناس بمستوياتهم المختلفة من تجار ٍوصناع ّيين‬ ‫ومواطنين عاد ّيين ب ُق ْر ِب تدنّي قيمة ال ّليرة السور ّية‪،‬‬ ‫بالسعي لتحويل مدّخراتهم إلى العمالت‬ ‫بــدؤوا ّ‬

‫ارتفاع األسعار في‬ ‫يوميا‬ ‫دمشق بنسبة ‪%15‬‬ ‫ً‬

‫األجنبية والذهب‪ ..‬ويكفي‬ ‫أن نذكر أنّ قيمة الــدوالر‬ ‫الواحد قبل الثورة ساوت‬ ‫‪ /84/‬ليرة ًسورية ً‪ ،‬بينما‬ ‫اآلن تجاوزت ‪ /003/‬لير ٍة‪،‬‬ ‫ويمكننا من خالل تقسيم‬ ‫الحالي على‬ ‫سعر الــدوالر‬ ‫ّ‬ ‫سعره قبل الثورة معرفة‬ ‫حجم تراجع ال ّليرة السورية‪،‬‬ ‫حيث أنّ العملة السور ّية‬ ‫وبسعر ‪ /003/‬لير ٍة للدوالر‬ ‫تساوي(‪.)%61‬‬ ‫من جدي ٍد‪ ..‬ارتأى المصرِف‬ ‫المركزي أن يقوم بتوزيع‬ ‫الدوالرات للشعب عن طريق‬ ‫الصرافة ّ‬ ‫المرخصة‪،‬‬ ‫شركات ِ‬ ‫والتي في كل شرك ٍة منها ٌ‬ ‫السلطة‬ ‫من‬ ‫قوي‬ ‫شريك ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ورجالها‪ ،‬تمام ًا ّ‬ ‫قيمة ومردودٌ‪..‬‬ ‫ككل شي ٍء في هذا البلد له ٌ‬ ‫المركزي توزيع ولنفترض‪/4/‬‬ ‫فعندما يق ّرر المصرِف‬ ‫ّ‬ ‫الصرافة الواحدة‪ ،‬فحجم الكم ّية التي‬ ‫مليون دوالر ٍ لشركة ِ‬ ‫تبيعها هذه الشركة للعموم وبعد ذل ٍكبير ٍجد ًا ال يتجاوز‬ ‫‪ /052/‬ألف دوالر‪ ٍ،‬والباقي ّ‬ ‫تغطيه الشركة بالتعاون مع‬ ‫المركزي الذي ُي ِص ّر دائم ًا على هذه السياسة‬ ‫المصرِف‬ ‫ّ‬

‫رغم فشلها الشديد‪ ..‬ولكي ال يتجاوز الدوالر رقم ‪/001/‬‬ ‫لير ٍة ِلما أحدثه من تأثير ٍسلبي ٍفي أ ّول م ّر ٍة تجاوزها‪،‬‬ ‫لجأت الدولة إلى البيع المباشر لمبلغ ‪ /51/‬مليون دوالر‬ ‫ِ‬ ‫تجاوزت‬ ‫ٍيومي ًا‪ ،‬وحافظت وقتها على السعر لفتر ٍة جيد ٍة‬ ‫ِ‬ ‫الشه َرين‪.‬‬ ‫لكنّنا نالحظ أنّ هناك دائم ًا وقبل موجات َ‬ ‫الغالء الشديد‬ ‫بسعر الــدوالر قرا ٌر شدي ُد الغبا ِء يصدُر عن المصرِف‬ ‫المركزي وحلفائه‪ ،‬كقرار منع االستيراد إال عن طريق‬ ‫ّ‬ ‫الدولة وت ّم إلغاؤه بعد يو َمين‪ ،‬ولكن بعد أن زاد سعر‬ ‫الصرف ألكثر من ‪ /52/‬ليرة ً‪ ،‬إضافة ًإلى أنّ أكبر نوع ٍمن‬ ‫أنواع النّصب الخاطر على بال ٍأن يقوم المصرِف المركزي‬ ‫بسحب الحواالت التي تأتي للمواطنين بالعملة التي‬ ‫تأتي بها ويقوم بدفعها لهم بالليرة السورية؛ والفرق‬ ‫هذا يذهب لمصلحة الدولة‪ ،‬أي أنّ المواطن بهذه الحالة‬ ‫الص ْرف وليس دولته التي ُيف َت َرض أن‬ ‫هو من يدفع فرق َ‬ ‫تحميه وتحمي عملته !!‪..‬‬ ‫المركزي‬ ‫كما تقوم الدولة وعن طريق موظفيها بالمصرِف‬ ‫ّ‬ ‫كل فتر ٍة «بغزو ٍة» على ص ّراف ٍة مرخص ٍة من طرفها‪ ،‬ربما‬ ‫الختالف المصالح‪ ،‬أو لتقوم بنهبه بما للكلمة من معنى‬ ‫وبروايات موثوق ٍة‪ ،‬صو ِدر منه ما‬ ‫!!‪ ..‬أحد الص ّرافين‬ ‫ٍ‬ ‫اف واح ٍد !!‪..‬‬ ‫يقرب من مليار لير ٍة‪ ،‬وهذا الرقم من ص ّر ٍ‬ ‫قالت الدولة أنّها ستطرح عملة ً بالسوق‬ ‫وبعدها بيومين ِ‬


‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬

‫رأي‬

‫الخميس | ‪ 1‬آب ‪2013‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪38‬‬

‫العربية‬ ‫الخليج في الطبخة‬ ‫أصابع‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ألي إنسان ٍعادي ٍالقيام بها نستطيع استنتاج أنّ دولة‬ ‫ب ِحسب ٍة سهل ٍة يمكن ّ‬ ‫مرابح ِمن بيع مادة النفط لوحدها بما يقارب سبعمئ ٍة‬ ‫ًكالسعودية لديها ُ‬ ‫وخمسين مليون دوالر ٍيومي ًا؛ دون األخذ بالحسبان الغاز الطبيعي والسياحة‬ ‫والعمرة‪ ..‬وبتساؤل ٍصغير ٍ ُيط َرح بمنتهى البراءة‪،‬‬ ‫بالحج ُ‬ ‫الدين ّية التي تتم ّثل ّ‬ ‫أين يذهب ّ‬ ‫كل ذلك المال؟‬ ‫أسرة (آل سعود) الحاكمة مك ّونة ٌ ِمن عشرات اآلالف ِمن األمراء لكل ٍمنهم‬ ‫نصيب ِمن المال‪ ،‬والواليات المتحدة اتخذت قواعد لها في ّ‬ ‫(الظهران) على‬ ‫ٌ‬ ‫السعودية أرض ًا خامل ًة‬ ‫سبيل المثال لحماية «أرض الحر َمين الشري َفين»‪ ،‬وكون ّ‬ ‫السعودية دفع هذه االضطرابات‬ ‫عالم ملي ٌء باالضطرابات تحاول ّ‬ ‫يحيط بها ٌ‬ ‫صراعات في المنطقة العرب ّية‪ ،‬مع أنّها تظهر في اإلعالم‬ ‫ِمن خالل إذكاء بؤر‬ ‫ٍ‬ ‫أنّها وسط َصراع ٍديني ٍمع دولة ُ‬ ‫ميني اإليران ّية‪.‬‬ ‫الخ ّ‬ ‫سنوات‪،‬‬ ‫لت السعودية (صدّام حسين) كي يحارِب إيرانَ لمدة ثماني‬ ‫لقد م ّو ِ‬ ‫ٍ‬ ‫وحينما ّ‬ ‫لت الحملة األميرك ّية على العراق عام ‪/1991/‬‬ ‫احتل الكويت م ّو ِ‬ ‫ُ‬ ‫الفئات اإلرهابية ُ التي تتل ّقى تموي ًال سعودي ًا‬ ‫فنقلت‬ ‫واحتالله عام ‪،/3002/‬‬ ‫ِ‬ ‫نشاطها إلى العراق وازدهر تنظيم القاعدة‪ ،‬م ّما أعطى إيران المب ّر َر للسيطرة‬ ‫حرب ض ّد‬ ‫عليه‪ ،‬وها هي ّ‬ ‫السعودية تك ّرر ذات الفعل بجعل سوريا ساحة َ ٍ‬ ‫إيران‪ ،‬وتم ِّول التنظيمات األكثر تشدّد ًا والتي ال تتماشى في تد ّينها مع التد ّين‬ ‫الشامي‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫لكتائب معين ٍة لتنازِ َع‬ ‫دخلت قطر على الساحة السورية ودفعت المال والسالح‬ ‫َ‬ ‫تمض‬ ‫ولم‬ ‫سوريا؛‬ ‫في‬ ‫تقاتل‬ ‫السعودية سيطرتها على الفئات المتشدّدة التي‬ ‫ِ‬

‫فترة ٌقصيرة ٌحتى نشب‬ ‫يجسد‬ ‫صــراعٌ بين الكتائب ّ‬ ‫القطري‬ ‫الصراع بين المال‬ ‫ّ‬ ‫السعودي ونفوذه الذي‬ ‫والمال‬ ‫ّ‬ ‫يصعب على ّأي بل ٍد خليجي‬ ‫ُ‬ ‫تكتف‬ ‫ٍآخ َر منازعتها عليه؛ ولم ِ‬ ‫لت اإلخوان‬ ‫قطر بسوريا بل م ّو ِ‬ ‫في مصر ودعمتهم‪ ،‬حتى فاز رئيسهم «بصناديق‬ ‫االقتراع»‪ ..‬وفي تونس أيض ًا‪ ،‬ولكنّ ما يم ّيز قطر‬ ‫أنّها تم ّول َمن يختاره الشعب ال من تفرضه على‬ ‫الناس‪.‬‬ ‫لم َي ْح ُل للسعودية تحدّي قطر لسلطان ابن ُسعود‬ ‫في أرض النيل‪ ،‬فذلك السلطان يعود لعهد الملك‬ ‫فاروق ومن تاله‪ ،‬فكيف تترك السعودية لقطر بلد ًا‬ ‫مثل مصر عدد س ّكانه يقارب المئة مليون نسم ٍة ؟‬ ‫لت السعودية المحطات اإلعالمية المحلية‬ ‫لقد م ّو ِ‬ ‫لضرب الرئيس ( ُمرسي) بطريق ٍة ال تخلو ِمن قذار ٍة‪،‬‬ ‫مستغ ّلة ًج ّو الحرية الذي منحه اإلخوان‪ ،‬وحبست‬ ‫االستثمارات الخليجية والدولية ّ‬ ‫«إل القطرية» عن‬ ‫مصر إلظهار أنّ خطة ( ُمرسي) االقتصادية فاشلة‪،‬‬ ‫فئات معارِضة ًوو ّفرت لها أدوات تواصل‬ ‫ودعمت ٍ‬

‫عن التطهير العرقي ‪..‬‬ ‫يتوارد كثير ًا على األلسنة في الفترة الحالية مصطلح‬ ‫العرقي)‪ ،‬غير أنه ليس بعيد ًا عن حقبتنا كان‬ ‫(التطهير‬ ‫ّ‬ ‫عنوان عهد التسعينات‪ ،‬أي ما بعد انهيار جدار برلين‬ ‫واالتحاد السوفييتي‪.‬‬ ‫وهو في المصطلح يعني عمل ّية الطرد بالقوة لسكان ٍغيرِ‬ ‫مرغوب فيهم من إقليم ٍمعين‪ ٍ،‬على خلفية تمييز ٍديني ٍأو‬ ‫ٍ‬ ‫العتبارات آيديولوجي ٍة أو‬ ‫عرقي ٍأو سياسي ٍأو استراتيجي ٍأو‬ ‫ٍ‬ ‫مزيج ٍمن الخلفيات المذكورة‪ِ ،‬من خالل السجن والقتل أو‬ ‫التهجير الذي تقوم به مجموعة ٌعرقية ٌتش ّكل الغالب ّية على‬ ‫مجموع ٍة ِعرقي ٍة أخرى تش ّكل األقل ّية‪ ،‬من أجل الحصول على‬ ‫مناطقَ تقطنها المجموعة اإلثنية التي تنتمي لها األغلبية‪،‬‬ ‫حاالت عديد ٍة‬ ‫وقد تكون عمليات التطهير ال ِعرقي وفي‬ ‫ٍ‬ ‫مرا ِف َقة ًلمجاز َر تُر َت َكب ض ّد األقل ّية المستهدَفة‪ُ ..‬يذكر أنّ‬ ‫هذا المصلح قد درج استخدامه بعد سنة ‪ /0991/‬خالل‬ ‫عمليات التطهير ال ِعرقي في يوغوسالفيا السابقة ومذابح‬ ‫رواندا‪.‬‬ ‫في بداية التسعينات‪ ..‬انهار االتحاد اليوغوسالفي‬ ‫دول هي ِص ِربيا‬ ‫الشقيق األصغر للسوفييتي‪ ،‬منفرِط ًا لعدّة ٍ‬ ‫وسلوفينيا وكرواتيا‪ ،‬وعزمت ِص ِربيا على االحتفاظ بإقليم‬ ‫والهرسك ذي األغلبية المسلمة تحت سيادتها‬ ‫البوسنة‬ ‫ِ‬ ‫المباشرة‪ ،‬ولكنّ زعيم األغلبية المسلمة الس ّيد (علي عزّت‬

‫بيغوبيتش) رحمه الله أبى ّإل أن يحصل إقليمه على‬ ‫االستقالل عن ِص ْر ِبيا‪ ،‬كما حصلت الدولتان المذكورتان‬ ‫على ذات الحق‪ ،‬فحصلت بسبب موقفه هذا حمالت تهجير‬ ‫ٍوإباد ٍة جماعي ٍة بغرض دفع المسلمين ّ‬ ‫للكف عن مطالبهم‪،‬‬ ‫الصربية على المسلمين مدّة أربع‬ ‫واستم ّر ِت االعتداءات ِ‬ ‫أضحت المسألة تؤثر على األمن‬ ‫سنوات متواصل ٍة‪ ،‬حتى‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫القومي األوربي‪ّ ،‬‬ ‫فتدخل حلف الناتو عسكري ًا بعد مذبحة‬ ‫سرپرينيتسا الوحش ّية‪ ،‬والتي جرت على مرأى البعثة‬ ‫الهولندية لحفظ السالم دون أن تح ّرك ساكن ًا‪.‬‬ ‫ما يحصل في سوريا اآلن بالمناطق الساحلية التي تقطن‬ ‫فيها األغلبية العلوية يسمى تطهير ًا عرقي ًا‪ ،‬فيه إبادة‬ ‫ٌجماعية ٌكما حصل في مجازر الحولة والتريمسة وحلفايا‪،‬‬ ‫وأشدّها توحش ًا وإجرام ًا ووقاحة ًتلكما اللتان حصلتا في‬ ‫السنّة‬ ‫كل ِمن قرية البيضة ومدينة بانياس‪ ،‬اللتان يش ّكل ُ‬ ‫ٍ‬ ‫نسبة ًعالية ً ِمن سكانها‪ ،‬م ّما أشعل المخاوف ِمن إنشاء‬ ‫جيب علوي ٍ ساحلي ٍ يت ّم فرضه على السور ّيين‪ ،‬وأجلى صوره‬ ‫ٍ‬ ‫كان اعتداء حزب الله اللبناني المستم ّر منذ أشهر ٍ على مدينة‬ ‫ال ُقصير المحاذية للحدود اللبنانية الشمالية الشرقية في‬ ‫السنّة؛ بهدف تهجيرهم وإخالء‬ ‫حرب ٍعدواني ٍة شعوا َء على ُ‬ ‫السنّي‪ ،‬لجعلها عاصمة الدويلة‬ ‫محافظة حمص ِمن الوجود ُ‬ ‫غال ِمن األرض‬ ‫العلو ّية التي يهدفون إلقامتها وانتزاع جز ٍء ٍ‬ ‫السورية‪ ..‬ولن ُيفلحوا بإذن الله‪.‬‬

‫الدولي‪ ،‬واستغ ّلت عداوة اإلمارات‬ ‫ٍمع المجتمع‬ ‫ّ‬ ‫لإلخوان كي تض ّمها ل ِحلفها‪ ،‬وفي ال ِختام دعمت‬ ‫قائد الجيش (عبد الفتّاح السيسي) الذي خلع‬ ‫َ‬ ‫المنتخب وقبض عليه هو ومرشد جماعة‬ ‫الرئيس‬ ‫ّ‬ ‫اإلخوان وعد ٌد ِمن مسؤوليها؛ مستغلين الغضب‬ ‫الشعبي المصري على فشل ( ُمرسي) في تحقيق‬ ‫االنتعاش الموعود‪ ،‬دون أن تالحظ هذه الجموع‬ ‫أن ّ‬ ‫خطة إفقار مصر وحصارها االقتصادي كانت‬ ‫ُم َمنهجةً لإليقاع به‪ ،‬وسط ضجيج االحتجاجات بعد‬ ‫مرور ّ‬ ‫أقل ِمن عام ٍعلى تو ّليه مقاليد الحكم‪.‬‬ ‫فهل ألح ـ ٍد أن يتحدث عن تآمرٍ إمبريالي ٍأو‬ ‫صهيوني ٍأو غيره‪ ،‬إن كان هنالك دولة ٌ كالسعودية‬ ‫القومي لكل الدول المحيطة بها‪ ،‬كي‬ ‫تعبث باألمن‬ ‫ّ‬ ‫تحمي حدودها «عبث ًا» ِمن التغيير القادم إليها ال‬ ‫َمحالة !!‪..‬‬

‫السورية‬ ‫«تم ّرد» ‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫«ال يه ّم أن تعرف لماذا تتمرد‪ ..‬المه ّم أن تتم َّرد‪»..‬‬ ‫قد يكون السور ّيون أصحاب أكبر المب ّررات ليقوموا بثور ٍة‬ ‫وبعمل ٍمس ّلح‪ ٍ،‬وبتكاتف أصحاب ال ِقوى السياسية‬ ‫و»الفعاليات» االقتصادية والثقافية ِمن أجل التغيير‪..‬‬ ‫والبعض يقول «أيض ًا ِمن أجل التم ّرد‪ ..‬وماذا ينقصنا‬ ‫عن المصريين الذين تم ّردوا فأسقطوا ( ُمرسي) مع أنه‬ ‫رئيس َ‬ ‫منتخ ٌب؟‪ ..‬أال يحقّ للشباب أن يتم ّرد؟»‪..‬‬ ‫ٌ‬ ‫صحيح أنّه ليس هنالك من يتم ّردون عليه فال «كبير»‬ ‫ٌ‬ ‫لنا‪ ،‬والحواجز في المدينة الواحدة أكثر ِمن الشوارع‬ ‫مرات‪ ،‬وإذا حمل أحد الشبان المساكين‬ ‫والحارات بعشر ٍ‬ ‫سكين مطبخ أحــاط به عشر جنو ٍد مس ّلحين «حر‬ ‫غربال إنْ هو أبدى‬ ‫ونظامي»‪ ،‬ومه ّيئين أن يح ّولوه إلى ٍ‬ ‫ّأي حرك ٍة مريب ٍة‪ ،‬ناهيك عن إبداء تم ّرده !!‪..‬‬ ‫يريدون التم ّرد وال يدرون على َمن !!‪ ..‬على أكثر ِمن ألفي‬ ‫كتيب ٍة تتصارع كي تبتلع أو تقضي على الثانية؟‪ ..‬أم‬ ‫على (بشار) الذي قصف بطيران الميغ مخبز ًا مزدحم ًا‬ ‫ل ُي ِرهب الناس؟‪ ..‬أم على العادات والتقاليد البالية؟‪..‬‬ ‫عساف) بتعبيره عن فرحه بالفوز‬ ‫أم على طريقة (محمد ّ‬ ‫في لقب برنامج (أراب آيدول)؟‪..‬‬


‫الخميس | ‪ 1‬آب ‪2013‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪38‬‬

‫مـقـاالت‬

‫‪8‬‬

‫ٌ‬ ‫أوالً‬ ‫ثورة‬ ‫رمضانية‪ .ٌ.‬على أنفسنا ّ‬ ‫ّ‬ ‫ال ُيماثله شه ٌر‪ ..‬وال تتشابه ّأيامه ّ‬ ‫بكل‬ ‫ّأيام العام‪ ..‬هو شهر رمضان أفضل‬ ‫الشهور على اإلطالق‪..‬‬ ‫لن يكون حديثي اليوم عن الواجبات‬ ‫أن ّ‬ ‫فالبد ّ‬ ‫ّ‬ ‫كل مسلم ٍيقرأ‬ ‫الدين ّية‪،‬‬ ‫يعرف ما الذي يجب عليه االلتزام به‬ ‫الصوم‪ ،‬ولكن أريد أن ّ‬ ‫في شهر ّ‬ ‫أتكلم‬ ‫عن ّ‬ ‫الثورة الرمضان ّية‪ ،‬على المجتمع‪..‬‬ ‫على أنفسنا‪ ..‬على عاداتنا والتقاليد‪..‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫صغيرة إن أعجبتك‬ ‫أفكارا‬ ‫سأطرح‬ ‫ُ‬ ‫ط ّبقها‪ ،‬وإن لم تكن تناسب رغبتك‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫مجرد‬ ‫جانبا فما هي ِسوى‬ ‫لتتركها‬ ‫فكرةٍ ‪..‬‬

‫أيام من الحصار‪:‬‬ ‫ثالثة ُ ٍ‬ ‫اِفرض على نفسك حصار ًا‪ ،‬ال تخرج فيه‬ ‫وال تدخل‪ ،‬ال تستخدم الكهرباء باستمرار‪،‬‬ ‫واقت َِصد في استخدام الماء‪ ..‬ف ّكر مالذي‬ ‫عليك أن تفعله ؟‪ ..‬أنتَ محاص ٌر من‬ ‫جميع الجهات‪ ،‬ليس لديك ُ‬ ‫قوت يوم‬ ‫ٍيكفيك ِسوى أنّك تملك بعض ًا من الخبز‬ ‫لإلفطار‪ ..‬إذن ُ‬ ‫لتكن هذه األيام الثالثة‬ ‫مؤازر ًة ألهلنا المحاصرين في األرياف‬ ‫والمناطق الحا ّرة‪..‬‬ ‫ج ّربها‪ ..‬ج ّرب أن تعيشها عسى أن تجد‬ ‫علي فعله‪.‬‬ ‫ح ًال لهم‪ ..‬ف ّكر ما الذي ّ‬ ‫ تذك ّر ال ِن َعم وتف ّكر‪:‬‬‫هل ج ّربت أن تذكر الله طوال النّهار وفي‬ ‫ّ‬ ‫كل دقيق ٍة ؟‪ ..‬هل ج ّربت أن ترى نعمته‬ ‫ّ‬ ‫عليك في كل لحظ ٍة‪ ..‬أن تحمد وتشكر‬ ‫وتس ّبح في ّ‬ ‫كل ثاني ٍة‪ ..‬ر ّبما إن ج ّربتها‬ ‫يوم ًا أو يو َمين لن تتو ّقف عن ال ِذكر‬ ‫طوال حياتك‪ ..‬إنّ ال ِذكر ينفعك وينفع‬ ‫من حولك وينفع ثورتك على نفسك‪،‬‬

‫فإنّ استغفارك واستغفاري يحمينا من‬ ‫أهوال عظيم ٍة {وما كانَ الل ُه ُمع ّذ َبهم‬ ‫ٍ‬ ‫وهم َيست َْغ ِف ُرون)‪ ..‬دعنا نستغفر ولو في‬ ‫وأضف إلى ذلك ّ‬ ‫تذكر‬ ‫اليوم عشر دقائقَ ‪ِ ،‬‬ ‫ال ِنعم‪ ..‬أدري تمام ًا أنّك ستقول «كثي ٌر‬ ‫من الناس فقدوا النعمة»‪ ،‬لكن حسن ًا‪..‬‬ ‫أظنّ أنّ الحياة ال تخلو من ِن َعمه‪ ،‬فمج ّرد‬ ‫أنّنا أحيا ٌء يعني أنّنا في نعم ٍة ولدينا‬ ‫فرصة ٌلنقوم بشي ٍء ما‪ ..‬فالبكاء نعمة ٌ‪..‬‬ ‫األلم نعمة ٌ‪ ..‬النسيان نعمة ٌ‪ ..‬أنّك تقرأ‬ ‫اآلن نعمة ٌ‪ ..‬وصولك لرمضان اليوم أكبر‬ ‫نعم ٍة‪ ..‬فاحمد واشكر وتف ّكر بما تملك‪،‬‬ ‫واقترح ان تحضر دفتر ًا صغير ًا لتكتب‬ ‫عليه َّ‬ ‫يوم نعمة‪ ..‬حتم ًا سيكون ذلك‬ ‫كل ٍ‬ ‫ً‬ ‫ممتع ًا وسيعطيك شيئا من التفاؤل‪.‬‬ ‫ثورة على األنا‪:‬‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫نفسك بعيد ًا عن من حولك‬ ‫هل تجد‬ ‫؟‪ ..‬ر ّبما هم ّ‬ ‫أقل منك علم ًا‪ ،‬ربما كانوا‬ ‫ال ي َرون ما تراه اتّجاه األمور السياس ّية‬ ‫وتح ّول الحال‪ ،‬هل تُراهم قد ض ّلوا !!‪..‬‬ ‫تنحى عن نفسك‬ ‫إذن‪ ..‬ضع أناك جانب ًا‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫التي تحب ّ‬ ‫كل ما فيها‪ ،‬وفكر بكل ِقواك‬ ‫بماذا يختلفون عنك‪ ،‬وهل من الممكن أن‬ ‫تستفيد منهم‪ ،‬وما الذي يمكن أن تفعلوه‬ ‫مع ًا ؟‪ ..‬قم للثورة على نفسك لترغمها‬ ‫أن ترى حسنات من تتر ّفع عنهم‪ ،‬ع ّلها‬ ‫تعود لل ُرشد‪.‬‬ ‫طبخ ِل َمن تكره‪:‬‬ ‫ ُا ُ‬‫ً‬ ‫ً‬ ‫نعم ُاط ُبخ أو أحضر طعاما جاهزا‪ ..‬هل‬ ‫لديك جا ٌر مؤيد!!‪ ..‬أو صديقٌ معارض‬ ‫ال يفقه شيئ ًا في الثورة‪ُ ..‬اط ُبخ له طبق‬

‫رمضان وقم بتقديمه مع كثير ٍ من المو ّدة‪،‬‬ ‫ربما سيستغرب األمر في البداية لكن‬ ‫دعنا نقل أنها فاتحة ُخير ٍلنقاش ٍمثمر‬ ‫ٍبينكما يجعل من حالنا أفضل‪ ،‬ألنّه الب ّد‬ ‫لنا من أن نتعايش مع من نختلف معهم‬ ‫في الرأي‪ ،‬وال أظنّ أنّه يوجد افضل من‬ ‫رمضان الذي نتّفق فيه على الصيام‪،‬‬ ‫لنفتح باب األلفة على ِمصرا َعيه‪ ،‬فندعو‬ ‫الجميع لنكون يد ًا واحدة ً‪.‬‬ ‫ شارك أهلك‪:‬‬‫ً‬ ‫هل شاهدت برنامجا أعجبك؟‪ ..‬هل‬ ‫سمعت لداعي ٍة مميز؟‪ ..‬هل وصلتك‬ ‫رسالة ٌجميلة ٌعلى (‪)Whatsapp‬؟‪ ..‬هل‬ ‫َ‬ ‫قرأت فقرة ًأحببتها على اإلنترنت؟‪..‬‬ ‫هل أث ّرت فيك آية ٌ أو حديث؟‪ ..‬هل كان‬ ‫معتقل أو جريح‬ ‫لك وقفة ٌمع شهي ٍد أو‬ ‫ٍ‬ ‫تحسرت‬ ‫ٍ؟‪ ..‬هل تع ّلمت أمر ًا من ثائر ٍأو ّ‬ ‫لقصة متض ّرر ٍ؟‪ ..‬ال ت ُقم بمشاركتها‬ ‫على صفحتك في (‪ ..)facebook‬نعم‪،‬‬ ‫ال ت ُقم بذلك‪ ..‬بل شاركها مع من ال‬ ‫تصل إليهم اإلنترنت‪ ..‬والدك‪ ،‬والدتك‪،‬‬ ‫جدتك‪ ،‬أختك المشغولة بتربية ابنها‪،‬‬ ‫ع ّمك وع ّمتك اللذان لم ترهما منذ فتر ٍة‪..‬‬ ‫أخبرهم بما شاهدت وقرأت وعرفت‪،‬‬ ‫ربما ستصدر الثورة على أنفسهم منك‪..‬‬ ‫فالثورة ليست صفح ًة على اإلنترنت‪.‬‬ ‫ توقف عن عاد ٍة س ّيئ ٍة‪ ،‬اكتسب عادةً‬‫حسنة ً‪:‬‬ ‫يتم ّيز رمضان بالنظام من حيث أوقات‬ ‫الطعام‪ ،‬لماذا ال نستغله أيض ًا في تنظيم‬ ‫أنفسنا !!‪ ..‬هل ترى بنفسك عاد ًة سيئ ًة‬ ‫تو ّد أن تتخ ّلص منها لكن ال وقتَ خالل‬ ‫العام للتركيز على ذلك؟‪ ..‬ها هو رمضان‬

‫أتاك‪ ،‬بليله ونهاره‪ ،‬بأوقاته الحا ّرة منها‬ ‫كذلك‪ ،‬لتف ّكر بعمقٍ بشخصيتك ونفسك‬ ‫فتغيرها‪ ،‬فتتخ ّلص من عاداتها السيئة‬ ‫وتكتسب عاد ًة جديد ًة جيد ًة تداوم‬ ‫عليها بعد رمضان‪.‬‬ ‫ـوب‬ ‫أدخـــــــل ّ‬ ‫الـــــســـــرور ق ــل ـ َ‬ ‫ِ‬ ‫المسلمين‪:‬‬ ‫حال يرثى لها‪ٌ ..‬‬ ‫قصف‬ ‫نعم‪ ،‬نحن في ٍ‬ ‫وجوعٌ ودما ٌر هائل‪ ..‬لكن ما زال لديك‬ ‫لطفل شجر ًة‬ ‫ٌ‬ ‫قلم وورقة ٌ‪ ..‬فلماذا ال ترسم ٍ‬ ‫وابتسامة ًوتهديه إياها؟‪ ..‬سيبتسم‪،‬‬ ‫سيفرح‪ ،‬سيتع ّلم األمل‪ ..‬وما رأيك بقطف‬ ‫ياسمين ٍة لوالدتك أو َ‬ ‫أختك وط ْبع قبل ٍة ٍ‬ ‫ً‬ ‫على جبينها‪ّ ،‬‬ ‫دخل شيئا من‬ ‫عل ذلك ُي ِ‬ ‫السعادة لقلبها‪ ..‬وماذا عن جدّك ووالدك‬ ‫!!‪ّ ..‬‬ ‫حضر لهم ولو كوب ًا من الشاي أو‬ ‫ّ‬ ‫سبب‬ ‫أنهم‬ ‫أخبرهم‬ ‫بماضيهم‪،‬‬ ‫ذكرهم‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫من أسباب الثورة فلو لم ُيعلموك الحقّ‬ ‫لما قمتَ اآلن‪..‬‬ ‫ٌ‬ ‫صغيرة ال تحتاج الكثير من‬ ‫هي أمو ٌر‬ ‫الجهد لكنها حتم ًا تصنع الفرق‪.‬‬ ‫هذه أفكا ٌر بسيطة ٌ ليست واجبة ً‪ّ ،‬إل أنّها‬ ‫تجعل من رمضانك رمضان ًا للتغيير‪..‬‬ ‫للثورة‪ ..‬لتكون أفضل وتُح ِدث أثر ًا‪.‬‬

‫أن الحياة ال تخلو من‬ ‫ّ‬ ‫نعمة‪ ..‬األلم‬ ‫ِن َعمه فالبكاء‬ ‫ٌ‬ ‫نعمة‪ّ ..‬أنك‬ ‫نعمة‪ ..‬النسيان‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫نعمة‪ ..‬وصولك‬ ‫تقرأ اآلن‬ ‫ٌ‬ ‫نعمة‪..‬‬ ‫لرمضان اليوم أكبر‬ ‫ٍ‬


‫‪9‬‬

‫مـقـاالت‬

‫الخميس | ‪ 1‬آب ‪2013‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪38‬‬

‫ُ‬ ‫تعيش األنا‪ ..‬فنسقط ُنحن‬ ‫منذ اندالع الثورة السورية في ‪15.03.2011‬‬ ‫وما زالت نزعة (األنا) تنهش بجسد الثورة‪ ،‬وبينما‬ ‫يرتقي يومي ًا أكثر من مئة شهي ٍد وتكتظ ّاألفرع‬ ‫قسم بعض‬ ‫األمن ّية بعشرات اآلالف من المعتقلين ُي ِ‬ ‫المعارضين على ّأل يتخ ّلى عن قيود ”األنا”؛ م ّر ًة أنا‬ ‫مؤسس الجيش الح ّر‪ ..‬وم ّر ًة‬ ‫ّ‬ ‫مفجر الثورة‪ ..‬م ّر ًة أنا ّ‬ ‫ُ‬ ‫أشعلت المظاهرات في تلك المدينة‪ ..‬بل‬ ‫أنا من‬ ‫يتط ّور األمر في بعض األحيان إلطالق األلقاب على‬ ‫بعض‪ ..‬فالنٌ ”مف ّكر الثورة”‪ ،‬فالنٌ ”خالق الثورة“‪،‬‬ ‫فالنة ”نار الثورة”‪ ،‬فالنة ”أيقونة الثورة”‪ُ ..‬‬ ‫ولست‬ ‫اآلن بصدد ذكر بعض األسماء ألنّ هدفي ليس‬ ‫ينعم بالعيش دون‬ ‫التشهير‪ ،‬لكن وكأنّ البعض ال ُ‬ ‫أن يكون في حياته ٌ‬ ‫ّ‬ ‫يستظل بها‪ ،‬وال يهنئ‬ ‫عباءة‬ ‫له ٌ‬ ‫عيش ّإل إذا تغنّى بأمجاد غيره‪ ،‬كما فعل ويفعل‬ ‫(البعث ّيون) في زمن األسد األب واالبن‪.‬‬ ‫شعب مظلوم ٍأثقلت كاه َله‬ ‫أن تشارك في ثورة ٍ‬ ‫عقو ٌد من العبودية واالضطهاد ال يعني ذلك‬ ‫أنّك ملكت البالد والعباد‪ ،‬فأنت ال تزيد عن‬ ‫اآلخرين في شي ٍء‪ ،‬طالما أنّكم جميع ًا تناضلون‬ ‫من أجل كرامتكم‪ ..‬فأن تتع ّرض لصفع ٍة على‬ ‫وجهك من عناصر األمن ال يعني أنّك ضحية‬ ‫الثورة‪ ،‬فالمعتقالت اآلن تمتلئ بآالف المعتقلين‬ ‫الذين مضى على اعتقالهم أكثر من عام ٍونصف‪،‬‬ ‫ويشعرون بالخجل أن يتحدّثوا عن معاناتهم‬ ‫وتضحياتهم أمام تضحيات الشهداء‪ ..‬وأن تشارك‬ ‫في إحدى المظاهرات‪ ،‬ال يعني أنك نلت حريتك‬ ‫وتزاود عليهم‪ ..‬أن تكتب‬ ‫مقابل أن تستعبد غيرك ِ‬ ‫رأيك في قضي ٍة ما وتجمع بعض (الاليكات) على‬ ‫الفيس بوك‪ ،‬ال يعني أنك ”جورج أوريل” أو”محمد‬ ‫الماغوط” أو “جيغفارا”‪ ..‬أن تقدّم المعونة لآلخرين‬ ‫سوا ًء مادية ًأو معنوية ً‪ ،‬ال يعني أنك ُمخ ّل ُص الناس‬ ‫من عذاباتها‪ ،‬بل اشكر الله على أنّك من الناس‬ ‫الذين َ‬ ‫يؤخذ منهم ال من يطلبون العون‪.‬‬

‫شعب ع ِمل بالـ(أنا)‬ ‫وعلى م ّر التاريخ‪ ،‬لم ينتصر ٌ‬ ‫ونسي(نحن)‪ ،‬وما حق ّقته الشعوب مجتمعة ًمن‬ ‫سنوات يذهب في فتر ٍة قصير ٍة‬ ‫إنجازات في‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫عندما تطغى األنا‪ ،‬فالدولة اإلسالمية في األندلس‬ ‫دويالت متف ّرق ًة‬ ‫لم تسقط إال بعد أن أصبحت‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫متناحر ًة‪ ،‬ال ه ّم ألحدهم سوى التلقب بألقاب‬ ‫ِ‬ ‫الملك والسلطان‪ ..‬وبالعودة إلى الثورة السور ّية‪،‬‬ ‫صحيح‬ ‫رأي‬ ‫تضاعفت آثار األنا عند البعض‪ ،‬فال َ‬ ‫ٌ‬ ‫وطني في بالده ِسواه‪ ،‬لتبدأ مع ذلك‬ ‫غير رأيه‪ ،‬وال ّ‬ ‫مرأى من العالم‪،‬‬ ‫فصول نشر غسيل المعارضين على ً‬ ‫ويبدأ قمع اآلخر ونبذه‪ ..‬فصاحب (األنا) ال ينظر إلى‬ ‫غيره إال في حالتَين‪ ،‬إ ّما أن يكونوا مص ّفقين له‪ ،‬وإ ّما‬ ‫أنهم نا ِقصو عقل ٍودين ٍووطني ٍة وتضحي ٍة‪.‬‬ ‫من األمور المؤسفة التي ال مجال ّ‬ ‫للشك فيها‪ ،‬بأنّ‬ ‫أزالم نظام األسد وأبواقه اإلعالمية لم تتف ّوه مرةً‬ ‫واحد ًة بلغة األنا‪ ،‬بل يجتمعون على أمر ٍواح ٍد رغم‬ ‫أنّه ٌ‬ ‫باطل‪ ،‬بينما يكاد ال يم ّر أسبوعٌ حتى تجد بعض‬ ‫المعارضين يشهّ ر بالبعض اآلخر‪ ،‬سوا ًء على وسائل‬ ‫اإلعالم أو في اجتماعات (معارضة الفنادق)‪،‬‬ ‫أوحتّى بين بعض ث ّوار الداخل أنفسهم‪ ،‬ظن ًا‬ ‫منهم بأنّهم وحدهم من يفقه بأمور الثورة‪ ،‬وأنهم‬ ‫وحدهم أصحاب الحقّ في التص ّرف وإبداء الرأي‪..‬‬ ‫وما ّ‬ ‫تأخ ُر الثورة في النصر حتى اآلن ّإل نتيجة‬ ‫ً‬ ‫الفردي‪ ،‬الذي لن يجدي نفعا مع نظام ٍمن‬ ‫العمل‬ ‫ّ‬ ‫ورائه روسيا والصين وإيران وحزب الله‪.‬‬ ‫ولن ُيكتَب النصر لنا إال عندما نقتل نزعة (األنا)‬ ‫ُحيي فكرة (نحن) الجماع ّية‪ ،‬فالدين والتاريخ‬ ‫ون ِ‬ ‫وعبرات الزمان تتّفق على فكر ٍة واحد ٍة‪ ،‬أنّ في‬ ‫الفردي مضيعة ًلإلنسان والجهد‪ ،‬وفي عمل‬ ‫العمل ّ‬ ‫ّ‬ ‫الجماعة يتحقق النصر‪ ..‬ولن ترحمنا دماء الشهداء‬ ‫وال تأ ّوهات المعتقلين إذا ِحدنا عن الطريق الذي‬ ‫يضحي هو الذي يعمل من أجل‬ ‫سلكوه‪ ،‬فمن ّ‬ ‫الجميع ال من أجل أناه فقط‪.‬‬

‫الشيطان‬ ‫ُ‬ ‫كما يجب أن تراه‪..‬‬

‫بعفوية اإلنسان الفطرية‪ ..‬يتبادل الناس مع بداية‬ ‫رمضان التهاني والتبريكات‪ ،‬كفرح ٍبقدوم شهر‬ ‫«خيرٍ» على بشري ٍة «بائس ٍة»‪ ،‬وكتعبير ٍيحمل بين‬ ‫أسطر معانيه انعتاق اإلنسان من قيد «شيطانه‬ ‫الجني»‪ ،‬ليبدأ دورة «الصاعقة الرمضانية»‪ ..‬ينجح‬ ‫ّ‬ ‫في بعض اختباراتها ويجاهد ّ‬ ‫لئل يخسر في أخرى‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وكل ه ّمه تأمين زا ٍد روحاني ٍيحمله لما بعد شهره‪،‬‬ ‫فيواجه به شيطانه الذي يتر ّبص به بعد انقطاع‪ٍ.‬‬ ‫ولكنّ اإلنسان ‪-‬وبحكم عفويته أيض ًا‪ -‬يحاول دائم ًا‬ ‫أن يربط مخاوفه بأشيا َء ما ّدي ٍة محدّد ٍة أو برموز‬ ‫ٍواضح ِة الرمزية‪ ،‬يربط بها ثنائيات الخير والشر‬ ‫دائم ًا‪ّ ..‬إل أنّه غالب ًا ما يغفل فع ًال عن ما وراء المعاني‬ ‫واضح‪ ،‬والش ّر‬ ‫الفجة‪ ..‬فالخير‬ ‫ملموس ٌ‬ ‫الما ّدية ّ‬ ‫مادي ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫رجيم»‪ ..‬تسهل عليه بذلك عمل ّيات‬ ‫عنده «شيطانٌ ٌ‬ ‫نسبة األعمال بش ّقيها دون أن يؤثر ذلك على جوهر‬ ‫العمل أو على نتيجته‪ّ ..‬إل أنّ رمز الشر ذاك مذكو ٌر‬ ‫في القرآن‪ ،‬وتطرق أسما َع َك ٌ‬ ‫آيات تتحدّث عنه‬ ‫دائم ًا‪ ،‬تحدّثك عنه كرمز الش ّر المط َلق في الكون‪..‬‬ ‫ذلك الكيان الما ّدي الذي خلقه الله منذ األزل “إنّما‬ ‫َذ ِل ُك ُم ّ‬ ‫خطوات‬ ‫الشيطانُ ُيخ ّو ُف أوليا َءه“‪“ ..‬وال َتتّبعوا‬ ‫ِ‬ ‫يطان“‪“ ..‬إنّ الذينَ ا ّت َقوا إذا َم ّسهُ ْم ٌ‬ ‫ّ‬ ‫طائف من‬ ‫الش ِ‬ ‫الشيطان ّ‬ ‫خمس وسبعونَ آية ًتحدّثك عن‬ ‫تذكروا“‪ٌ ..‬‬ ‫موضع ًا ُذ ِكر فيه (إبليس)‬ ‫عشر‬ ‫أحد‬ ‫منها‬ ‫الشيطان‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫بهذا االسم‪ ..‬وفي أحاديث رسول الله الكثير الكثير‬ ‫وطباعه وتر ّبصه باإلنسان‪.‬‬ ‫التي تحكي عن صفاته ِ‬ ‫ولكن‪ ..‬مع دخول رمضان تُص ّفد تلك «الكيانات‬ ‫الما ّدية» في إشار ٍة إلى انحسار تأثيرها على البشر‪،‬‬ ‫الوساوس وأحاديث النفس‬ ‫لكنّنا ال نعدَم تلك‬ ‫ِ‬ ‫الخبيثة وال يتو ّقف الشر عن االجترار‪ ..‬ال تجزع‪،‬‬ ‫فالشيطان «مبدأ» قبل أن يكون كيان ًا مادي ًا‪ ،‬خلقه‬ ‫مبنى‪ ،‬فقد تكون النفس‬ ‫معنى قبل أن يكون ً‬ ‫الله ً‬ ‫البشر ّية «بأفعالها الحمقاء أحيان ًا» رمز ًا للش ّر ش ّر ًا‬ ‫من الشيطان نفسه‪ ،‬وقد تتالزم َوصمة «الشيطان»‬ ‫حزب‬ ‫مع مكان ٍأو عنوان ٍاجتماعي ٍأو سياسي ٍمث ًال‪ ،‬أو ٍ‬ ‫أو حرك ٍة أو فئ ٍة‪ ،‬أو منتَج ٍأو ثقاف ٍة أو نجم ٍومم ّث ٍل‪..‬‬ ‫وال تستغرب انجرار الناس لتلك العناوين الب ّراقة‬ ‫رغم سوئها عملي ًا‪ّ ،‬‬ ‫وتذكر بأنّ (إبليس) هو مج ّرد‬ ‫شيطان ٍمن الشياطين حولنا‪ُ ،‬ذ ِك َر في ُخ ْم ِس اآليات‬ ‫السالم‬ ‫في القرآن فقط‪ ،‬وكان له مع أبينا (آدم) عليه ّ‬ ‫إحدى الجوالت فقط‪.‬‬


‫الخميس | ‪ 1‬آب ‪2013‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪38‬‬

‫المرابطة والصيام ‪ ...‬ألفة ٌومح َبة ٌوإيثار‬ ‫بين‬ ‫َ‬

‫ال يخفى على أحدٍ ما يعانيه المقاتلون الثائرون على المحتاجين والمساكين في هذه المناطق؛ حيث‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫متاعب‬ ‫في سوريا من‬ ‫ومصاعب‪ ،‬حيث يقوم تستشعر األلفة والمحبة بين هؤالء المقاتلين وبين‬ ‫المناطق‬ ‫من‬ ‫الكثير‬ ‫في‬ ‫اليومي‬ ‫معيشتهم‬ ‫نمط‬ ‫ّ‬ ‫األهالي الذين يقدّرون هذا العمل ويشكرون المقاتلين‬ ‫التحصن ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫على ّ‬ ‫كل يوم ٍ‪،‬‬ ‫والفر وتغيير أماكن‬ ‫الكر‬ ‫عليه‪ ،‬كما ترى أنّ الكثير من الناشطين في تلك المناطق‬ ‫ّ‬ ‫لتجنب استهدافهم من قبل قوات األسد‬ ‫وذلك‬ ‫مناطق يعتمدون على المقاتلين لتأمين الحاجات األساس ّية‬ ‫َ‬ ‫السيطرة على‬ ‫وش ّبيحته‪ ،‬أو لمحاولة ّ‬ ‫جديدةٍ وتحريرها‪ ،‬ما يس ّبب لهم اإلرهاق الشديد التي تساعدهم على إيصال اإلفطار لجميع المحتاجين‬ ‫في رمضان؛ وبذلك ُيضاف ثواب إفطارهم للصائمين‬ ‫والتعب‪.‬‬ ‫ومع بدء شهر رمضان يستع ّد الكثير من المقاتلين إلى فضل صيامهم الشاقّ وفضل مرابطتهم في‬ ‫الشديد سبيل الله‪.‬‬ ‫ظل الح ّر ّ‬ ‫لصيام الشهر الفضيل‪ ،‬ففي ّ‬ ‫والمتاعب التي يواجهها المقاتلون ّ‬ ‫كل يوم ٍيحاول‬ ‫الكثير منهم التزام الصوم لما له من فوائ َد جليل ٍة؛‬ ‫باإلضافة إلى األحاديث النبو ّية التي تب ّين فضله‬ ‫وتشجع عليه‪ ،‬كحديث (أبي سعي ٍد ُ‬ ‫دري) رضي ال ّله‬ ‫ّ‬ ‫الخ ّ‬ ‫النبي صلى الله عليه وسلمّ‬ ‫ُ‬ ‫عنه حين قال‪:‬‬ ‫“سمعت ّ‬ ‫يقول‪ :‬من صام يوم ًا في سبيل الله َب َّع َد الله وجهه عن‬ ‫النار سبعين خريف ًا”‪ ..‬ومن معاني «في سبيل الله»‬ ‫في هذا الحديث الشريف نذكر الجهاد في سبيل الله‪،‬‬ ‫وهو ٌ‬ ‫ودالالت بليغة ً‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫حديث يحمل فوائ َد عظيمة ً‬ ‫مشاقَ‬ ‫الصوم والمرابطة تجد‬ ‫وباإلضافة إلى تح ّملهم‬ ‫ّ‬ ‫المقاتلين في الكثير من المناطق التي ال تسيطر عليها‬ ‫ق ّوات األسد يساهمون في إعداد طعام اإلفطار وتوزيعه‬

‫مجــتمع‬

‫‪10‬‬ ‫‪10‬‬

‫و ُيع ّد إفطار المقاتلين في سبيل الله في سوريا جائز ًا‬ ‫حسب العديد من الفتاوى التي أجازت ذلك‪ ،‬ومنها‬ ‫فتوى (رابطة العلماء السوريين)‪ ،‬ويكون ذلك عندما‬ ‫يشقّ على المقاتلين الصيام في المعارك‪ ،‬و ذلك‬ ‫توفير ًا لقوتهم ومنع ًا لتس ّرب الضعف إليهم‪ ..‬ولكنّ‬ ‫الكثير من المقاتلين الثائرين في سوريا أرادوا أن‬ ‫يجعل الله بينهم وبين النار خندق ًا واسع ًا عميق ًا كما‬ ‫بين السماء واألرض‪ ،‬كما جاء في الحديث الشريف عن‬ ‫أجر المجاهد الصائم‪ ..‬وذلك في سعيهم للشهادة أو‬ ‫النصر في سبيل الله وفي سبيل نشر العدالة والمساواة‬ ‫األسدي‪.‬‬ ‫في سوريا الح ّرة‪ ،‬وتحريرها من االحتالل‬ ‫ّ‬

‫هجرين‬ ‫أجوا ُء رمضان‪ ..‬على قائمة ُ‬ ‫الم ّ‬ ‫هــجـ َر ْت أج ــواء رمضان مدينة دمشق‬ ‫وريفها‪ ..‬تلك األجواء التي اشت ُِهرت بها‬ ‫العاصمة على امتداد العالم العربي‪ ،‬ف ِمن‬ ‫جه ٍة فوانيس رمضانَ التي تز ّين شوارع‬ ‫دمشق‪ ،‬ومن جه ٍة أخرى موائد الرحمن التي‬ ‫احتضنت ّ‬ ‫كل محتاج‪ ٍ،‬ناهيك عن األجواء‬ ‫العائلية التي تُضفي نكهة ًخاصة ًعلى‬ ‫شهر الخير‪.‬‬ ‫اليوم ومع استمرار الحرب الضارِية على‬ ‫امتداد البالد لم يبقَ للسكان من شهر‬ ‫السحور والفطور‪ ،‬حيث خلعت‬ ‫رمضان إال ُ‬ ‫مدينة دمشق وريفها ثوبها األبيض‬ ‫وارتدت وشاح الحزن‪ ،‬حتى قال البعض‬ ‫«رمضان هذه السنة كريم‪ ..‬لكنّه أيض ًا‬

‫أليم»‪ ،‬وتتعاظم هذه اآلالم مع اسشتهاد‬ ‫عشرات اآلالف‪ ،‬وغياب عشرات اآلالف من‬ ‫المعتقلين‪ ،‬فض ًال عن آالف المفقودين‪،‬‬ ‫واستمرار عمليات القصف َ‬ ‫ليل نهار‪.‬‬ ‫وتختصر موائد السوريين اليوم حال‬ ‫بل ٍد يعاني أش ّد الظروف السيئة أمني ًا‬ ‫واقتصادي ًا وسياسي ًا‪ ،‬فصوت المدافع الذي‬ ‫كان ينتظره السكان إيذان ًا ببدء الصيام أو‬ ‫بداية الفطور لم يعد مح ّبب ًا لديهم اليوم‪،‬‬ ‫بعد أن تح ّولت هذه المدافع إلى آل ٍة تنشر‬ ‫تعج‬ ‫الموت والخراب‪ ..‬ولم ت َُع ِد المنازل ّ‬ ‫بأصحابها وأقربائهم‪ ،‬فالكثير من المنازل‬ ‫ُس ّوي باألرض‪ ،‬أما الذين مازالو يحتفظون‬ ‫بمنازلهم فالكثير منهم لم يعد بمقدورهم‬

‫سوى إطعام العائلة فقط‪ ،‬نظر ًا للظروف‬ ‫االقتصاد ّية التي أنه َكتْ جيوب المدن ّيين‪،‬‬ ‫ونتيجة ًلذلك فق ّلما تجد اآلن عائلتَين‬ ‫منزل واح ـ ٍد‪ ،‬يتقاسمون‬ ‫مجموعتَين في ٍ‬ ‫الفطور واألحاديث الجانب ّية‪ ،‬إال في الحاالت‬ ‫التي نزح فيها البعض إلى منازل أقاربهم‪.‬‬ ‫شوارع دمشق هي األخرى هجرها سكان‬ ‫المدينة‪ ،‬فال تكاد تكبيرات آذان المغرب‬ ‫تصدَح في السماء حتى تتح ّول المدينة‬ ‫إلى مدينة أشباح‪ ،‬فالخوف يملئ قلوب‬ ‫السكان مع االنتشار الكثيف للحواجز‬ ‫العسكر ّية واحتمال تع ّرض الفرد لالعتقال‬ ‫في ّأي لحظ ٍة‪ ..‬والمساجد أصبح الكثير منها‬ ‫خال‪ ،‬وبعضها اقتصر صالة التراويح‬ ‫شبه ٍ‬

‫على ثما ِن ُركع ٍفقط‪ ،‬ال س ّيما وأنّ قوات‬ ‫األمن تمنع دخول بعض ال ُم َص ّلين إلى‬ ‫المساجد ِسوى على الهوية‪ ،‬كما هو األمر‬ ‫في مسجد (الال باشا) وسط دمشق‪ ،‬حين‬ ‫شخص ليس‬ ‫تمنع عناصر األسد دخول ّأي ٍ‬ ‫من مواليد مدينة دمشق‪.‬‬ ‫أ ّما أجــواء المقاهي التي اشتُهرت بها‬ ‫ذكريات بعد أن‬ ‫المدينة‪ ،‬فقد باتت مج ّرد‬ ‫ٍ‬ ‫والحكواتي الذي يمثل‬ ‫أصبحت شبه فارغ ٍة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫بقعة ً من ُب َقع تراث العاصمة أصبح يحكي‬ ‫لنفسه قصص التاريخ‪ ،‬التي فيها من‬ ‫الراحة وجمال الحياة ما ُي ِنسي ِه واقع ًا مؤلم ًا‬ ‫مضى عليه أكثر من عا َمين‪.‬‬


‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬

‫رمضانيات‬

‫الخميس | ‪ 1‬آب ‪2013‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪38‬‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫ثمارك في اآلخرة‬ ‫غراسك في الدنيا‬ ‫غراس رمضان‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫تعاني مدينة دمشق وريفها من حصار‬ ‫ٍخانق ٍعلى بعض أحيائها والكثير من‬ ‫البلدات المحيطة بها‪ ،‬حيث أن ‪ %07‬من‬ ‫الس ّكان في حاج ٍة شديد ٍة للمواد الغذائ ّية‬ ‫التي أصبحت أسعارها خيالية ً‪ ،‬وأصبح‬ ‫تأمين العديد منها صعب ًا‪.‬‬ ‫وبما أنّ رمضان هو شهر الخير والبركة‪ ،‬قام‬ ‫بمبادرات تستهدف تعزيز‬ ‫الكثير من الناشطين‬ ‫ٍ‬ ‫روح التعاون واإليثار في هذا الشهر الكريم‪..‬‬ ‫ومن هذه المبادرات كانت مبادرة ّ‬ ‫منظمة‬ ‫“غراس النهضة”‪ ..‬حيث سعى القائمون‬ ‫على مشاريع “غراس“ في رمضان لتقديم‬ ‫االحتياجات الرئيس ّية لألهالي القاطنين في‬ ‫دمشق وريفها‪ ،‬وتأمين ُلقمة عيشهم‪ ،‬لكي‬ ‫ُي ْح ُيوا األمل في قلوبهم‪ ..‬وتشتمل مشاريع‬ ‫“غراس رمضان“ على أربعة مشاريع ‪..‬‬ ‫أ ّولها مشروع “إفطار صائم” والذي يعمل‬

‫على تقديم وجب ٍة غذائ ّي ٍة على اإلفطار‬ ‫للشخص الــواحــد طيلة شهر رمضان؛‬ ‫ويستهدف عائالت الشهداء والمعتقلين‬ ‫والمتض ّررين في مدينة دمشق وريفها‪.‬‬ ‫وثانيها مشروع “س ّلة رمضان“ الذي يقوم‬ ‫على تقديم س ّل ٍة غذائ ّي ٍة تحتوي على أغلب‬ ‫المواد التموين ّية الضرور ّية‪ ،‬والتي تكفي‬ ‫أشخاص‪ ،‬وذلك طيلة‬ ‫أسر ًة مك ّونة ً من خمسة‬ ‫ٍ‬ ‫الشهر الكريم أيض ًا‪ ،‬حيث يستهدف هذا‬ ‫المشروع عائالت الشهداء والمعتقلين‪.‬‬ ‫أ ّما المشروع الثالث “زكــاة اإلســام ألهل‬ ‫الشام“ فيهدف إلى إيصال زكاة المال‬ ‫لمستح ّقيها في سوريا‪ ،‬من خالل المصارِف‬ ‫الشرع ّية لزكاة المال‪ ،‬ويستهدف هذا‬ ‫المشروع ّ‬ ‫كل مستح ّقي الزكاة من المنكوبين‬ ‫من أبناء دمشق وريفها‪ ،‬والذين يح ّققون‬ ‫الشروط الشرع ّية لمصارِف الزّكاة التي‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وننتصر‬ ‫بالقرآن نحيا‬ ‫والسلل‬ ‫في تجدي ٍد عن الحمالت اإلغاث ّية ّ‬ ‫الغذائ ّية التي تُث ِقل ُجعبة شهر رمضان‬ ‫السوري الثائر‪ ،‬أطلق ناشطون‬ ‫في المجتمع‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مؤخر ًا حملة ًدين ّية ًروح ّية ًتحت شعار‬ ‫(بالقرآن نحيا وننتصر)‪ ،‬تبدأ في األ ّول من‬ ‫ِ‬ ‫رمضان وتمت ّد لتُختَتم في الثالثين منه‪،‬‬ ‫تقوم داعية ًللوصول إلى قراءة «مليون»‬ ‫ختم ٍة من القرآن الكريم خالل رمضان‬ ‫الفضيل‪ ،‬بن ّية النصر والفرج عن سوريا ومصر‬ ‫الشقيقتَين‪ ..‬وحسب القائمين بالحملة‪ ،‬فإنّ‬ ‫التخصيص بالذكر سوريا ومصر كان توعية‬ ‫ًللناس بالوضع الخطير الذي آلت إليه كلتا‬ ‫الدولتَين من إراق ٍة للدماء وتآمرٍ من العرب‬ ‫والغرب على الشعب؛ أيض ًا الشتراك سوريا‬ ‫ومصر في كثيرٍ من العوامل‪ ،‬منها الثورة‬ ‫الشعب ّية ضد ظلم وطغيان وفساد الحكم‪.‬‬ ‫قام على هذه الحملة التطوع ّية الدين ّية‬ ‫مؤسسة (أفــق) اإلعالم ّية‪ ،‬كما‬ ‫شباب ّ‬ ‫شاركت فيها الهيئة الشرع ّية في الغوطة‬ ‫اإلسالمي من أجل سوريا‪،‬‬ ‫الشرقية‪ ،‬التج ّمع‬ ‫ّ‬ ‫وتج ّمع (نبض العاصمة)‪ ..‬وتستهدف‬ ‫الحملة أوسع شريح ٍة يمكن الوصول إليها‬ ‫من األنــاس المسلمين المتعاطفين مع‬ ‫قض ّيتنا في ّ‬ ‫كل العالم‪ ،‬وتهدف إلى إحياء‬ ‫القرآن الكريم في األفعال كما القلوب‪،‬‬ ‫وتعميم فضل رمضان شهر القرآن في األجر‬ ‫والثواب‪ ،‬وإيجاد طريق ٍة جديد ٍة وتفاعل ّي ٍة‬ ‫ّ‬ ‫تحث على قراءة القرآن الكريم‪ ،‬أيض ًا أن‬ ‫تكون الحملة إحدى الحمالت التفاعل ّية مع‬ ‫الناس على أرض الواقع‪ ،‬وخطوة ًأولى على‬

‫طريق وحدة وشمل كلمة المسلمين خاصة‬ ‫ًفي سوريا‪.‬‬ ‫ُق ّس َمت آلية عمل حملة (بالقرآن نحيا‬ ‫قسم يعمل‬ ‫وننتصر) إلى قس َمين اثنَين‪ٌ ..‬‬ ‫على األرض في طباعة بطاقات ِخت ٍَم‬ ‫لمتابعة وإحصاء عدد ال ِختَم المقروءة‪،‬‬ ‫وملصقات ترويجي ٍة تدعو للمشاركة‬ ‫ٍ‬ ‫وتوزيعها في شــوارع الغوطة الشرقية‬ ‫والمق ّر ِات المه ّمة‪ ،‬إلى جانب التواصل مع‬ ‫شيوخ وخطباء المساجد لتعميم الحملة‪..‬‬ ‫إعالمي يتو ّلى شؤون الترويج‬ ‫وقسم آخ ُر‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫والتسويق للحملة ودعوة كا ّفة التج ّمعات‬ ‫للمشاركة‪.‬‬ ‫طرق‬ ‫على‬ ‫بالحملة‬ ‫القائمون‬ ‫اعتمد‬ ‫كذلك‬ ‫ٍ‬ ‫االفتراضي‬ ‫العالم‬ ‫مع‬ ‫ة‬ ‫ومتالئم‬ ‫ة‬ ‫ٍ‬ ‫سريع ٍ‬ ‫ّ‬ ‫وموقع الفيس بوك لنشر الحملة وتسهيل‬ ‫إحصاء ال ِختَم المقروءة؛ أو ًال من خالل‬ ‫مشاركة الناشطين بتوحيد صورهم بشعار‬ ‫الحملة (بالقرآن نحيا وننتصر)‪ ،‬وثاني ًا عن‬ ‫طريق تعبئة استمار ٍة إلكتروني ٍة تُحصي‬ ‫عدد ّ‬ ‫مسجل ٍة فيها وفق تاريخ‬ ‫كل ختم ٍة ّ‬ ‫ومدّة المشاركة‪.‬‬ ‫وتحدّث القائمون بهذه الحملة عن نتائجها‬ ‫التي أثمرت منذ اليوم األ ّول لرمضان‪،‬‬ ‫فالقت قبو ًال كبير ًا في المناطق المح ّررة من‬ ‫ريف دمشق‪ ،‬وتجاوب ًا جيد ًا على مستوى‬ ‫طالب العلم والمجاهدين‪ ،‬إذ ت ّم توزيع‬ ‫حوالي ‪ /031/‬ألف ِختم ٍة في مدن وبلدات‬ ‫الغوطة الشرقية‪ ،‬إضافة ًإلى آالف ال ِختَم‬ ‫على اإلنترنت‪.‬‬

‫حدّدها ال ّله ع ّز ّ‬ ‫وجل في كتابه الكريم‪.‬‬ ‫والمشروع الرابع واألخير “رغيف رمضان“‬ ‫يقوم على تأمين الخبز للمتض ّررين‬ ‫والمنكوبين في المناطق المحاصرة‪ ،‬كذلك‬ ‫تأمين الوقود لألفران المتو ّقفة بسبب نفاذ‬ ‫الوقود‪ ،‬باإلضافة إلى تشغيل األفران ضمن‬ ‫المناطق المحاصرة‪ ،‬وبالتالي تفعيل عد ٍد من‬ ‫األيدي العاملة في تلك المناطق‪ ،‬ويهدف‬ ‫هذا المشروع إلى تأمين الخبز لكثير ٍمن‬ ‫العائالت في المناطق المح ّررة من مقيمين‬

‫والجئين‪ ..‬تلك العائالت المحرومة من‬ ‫مخصصات الطحين ك ّلي ًا أو جزئ ّي ًا‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ويواجه العاملون في “غراس النهضة“ وعلى‬ ‫غرار غيرها من جهات المشاريع اإلغاث ّية في‬ ‫صعوبات عديد ًة‪ ..‬كصعوبة‬ ‫شهر رمضان‬ ‫ٍ‬ ‫التعامل مع الوضع األمني والحصار الذي‬ ‫تخضع له مدينة دمشق وريفها‪ ،‬عالوة ًعلى‬ ‫صعوبة تأمين المواد الغذائ ّية في الكثير‬ ‫من المناطق التي يفرض عليها النظام‬ ‫األسدي حصار ًا خانق ًا‪ ،‬ويمنع مرور أهم المواد‬ ‫الغذائية األساسية إليها‪ ،‬فيما يزال أهلها‬ ‫يعانون ج ّراء هذا الحصار‪.‬‬

‫(رمضانك‪ ..‬رمضاني)‬ ‫مبادرة ِ‬ ‫ُ‬ ‫سكبِة رمضان‪..‬‬

‫تطرقُ باب جارتها وبابتسام ٍة تحمل‬ ‫صحن ًا م ّما صنعته يدها وتقدّمه وهي‬ ‫تقول (رمضان مبارك)‪ ،‬تبادرها الجارة‬ ‫لتسرع للمطبخ فتضع لها قطع ًة أو‬ ‫قطعتَين م ّما طبخته لعائلتها وتشاركها‬ ‫به‪ ،‬ورغم ِضيق الحال وازدياد األسعار بين‬ ‫رمضان ورمضان استم ّر السوريين على هذه‬ ‫ٍ‬ ‫(س ِكبة‬ ‫العادة‪ ،‬والتي تعارفوا عليها باسم ِ‬ ‫رمضان)‪.‬‬ ‫اليوم وفي ّ‬ ‫ظل ارتفاع األسعار الحا ّد وتش ّرد‬ ‫العديد من العائالت لم تعد ِسكبة رمضان‬ ‫مقتصر ًة على الجيران بين بعضهم‪،‬‬ ‫السوري‬ ‫حيث أطلق عد ٌد من أبناء المجتمع‬ ‫ّ‬ ‫المدني مبادر ًة على صفحات الموقع‬ ‫ّ‬ ‫(س ِكبة‬ ‫االجتماعي (‪ )koobecaf‬باسم ِ‬ ‫رمضان)‪ ،‬حيث يقوم القائمون من خاللها‬ ‫ببعض الفعال ّيات‪ ،‬وتعمل الفرق التطوع ّية‬ ‫الشباب ّية في مدينة دمشق على توزيع‬ ‫وجبات غذائي ٍة في أحيائها‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫وضــع القائمون على الحملة أرقام ًا‬ ‫مشجعين من يود المشاركة‬ ‫لهواتفهم ّ‬ ‫بقولهم‪« :‬من زمان كانوا شباب ووالد‬ ‫الس ِكبة بالحارة‪...‬‬ ‫الحارة هنّن ي ّلي يوزعوا ِ‬ ‫حابب توزّع أو تطبخ معنا ؟‪ ..‬أو حابب‬ ‫بس ِكبة أو ِسكبتين أو قد ما‬ ‫تساهم معنا ِ‬ ‫بدّك يانور العين»‪.‬‬ ‫يقول (صادق) وهو أحد المشاركين في‬ ‫الحملة‪« :‬من الرائع استغالل شهر رمضان‬

‫كشهر ٍللخيرات في توزيع الطعام على‬ ‫المحتاجين‪ ،‬وأيض ًا لنشر المح ّبة والو ّد‬ ‫أنفسهم‪ ،‬وأجد نفسي في‬ ‫بين السور ّيين ِ‬ ‫المشاركة أقوم بعمل ٍجي ٍد وأرسم البسمة‬ ‫على وجــوه الناس‪ ،‬وأجعل رمضانهم‬ ‫أفضل وســط األوض ــاع الصعبة التي‬ ‫يعيشها الجميع»‪.‬‬ ‫يقول القائمون على الحملة تعريف ًا‬ ‫السكبة بالتشبيك‬ ‫بعملهم‪« :‬تقوم ِ‬ ‫جهات حكومي ٍة وغير حكومي ٍة‬ ‫مع عدّة‬ ‫ٍ‬ ‫وأهلي ٍة‪ ،‬لتأمين وجبات اإلفطار في شهر‬ ‫رمضان المبارك ضمن مدينة دمشق ألهلنا‬ ‫المتض ّررين‪ ،‬ونعمل على إيصال الوجبات‬ ‫إلى المنازل ومراكز االيواء بشكل ٍدقيق‬ ‫ّ‬ ‫ٍومنظم ٍبحسب األولوية واالحتياجات‪..‬‬ ‫إحصائيات ميداني ٍة دقيق ٍة يقوم‬ ‫وبحسب‬ ‫ٍ‬ ‫السكبة في دمشق‪ ،‬أصبح عدد‬ ‫بها فريق ِ‬ ‫شركائنا الداعمين لسكبة رمضان أربعة‬ ‫شركا ٍء حالي ًا‪ ،‬وعدد المتط ّوعين ضمن فريق‬ ‫ثابت حالي ًا‪ ،‬فندعو‬ ‫ِ‬ ‫السكبة ج ّي ٌد لكنّه غير ٍ‬ ‫جميع المهت ّمين للمشاركة ودعم ِسكبة‬ ‫رمضان)‪.‬‬ ‫و ُيضيف (صادق)‪« :‬مبادرة ِسكبة رمضان‬ ‫شباب آمنوا بأهمية المشاركة‬ ‫هي من ٍ‬ ‫المدني‪ ،‬وهي ال تقتصر‬ ‫في المجتمع‬ ‫ّ‬ ‫شخص أو جه ٍة وإنّما تقوم على‬ ‫على‬ ‫ٍ‬ ‫مبدأ التشارك الذي أمرنا به االسالم في‬ ‫شهر رمضان‪ ،‬وعلى الشعور بالمحتاجين‪..‬‬ ‫فكيف وقد تضاعفت أعدادهم بارتفاع‬ ‫األسعار وتهدّم المنازل)‪.‬‬


‫الخميس | ‪ 1‬آب ‪2013‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪38‬‬

‫عسكري‬

‫‪12‬‬ ‫‪12‬‬

‫الـ «ميغ» ‪ .. 29-MM2‬قدرات عسكرية جديدة‬

‫ ‬

‫أمام المشهد الذي بات متكرراً السقاط‬

‫طائرات جيش األسد‪ ،‬ونظراً لصعوبة توغل قوات‬ ‫النظام براً في العديد من المدن السورية‪ ،‬لجأ النظام‬

‫مؤخراً إلى شراء طائرات روسية من طراز ميغ ‪-29MM2‬‬

‫لتعويض النقص في السالح الجوي‪ ،‬بعد أن أصبحت‬ ‫طائرات األسد في مرمى مضادات الجيش الحر‪.‬‬

‫‪ ،‬في عمليات القصف‪ ،‬خصوصا ً وأن هذه الطائرات امتالكها لمحركين نفاثين من نوع كليمون ‪،RD33‬‬ ‫مزودة برادارات جديدة وأسلحة جوية في غاية التطور‪ ،‬مزودان بغرفة احتراق إضافية‪ ،‬يعطي كل منهما قوة‬ ‫حيث تستطيع حمل ‪ 6‬صواريخ جو جو أرض ثالثة دفع تصل إلى ‪ 81‬كيلو نيوتن‪.‬‬ ‫وسبعين‪ ،‬باإلضافة إلى قدرتها على حمل صواريخ ‪R60‬‬ ‫ومدفع عيار ‪ 30‬ميلي‪ ،‬كما تستطيع الطائرة حمل حوالي ويشار إلى أن روسيا بدأت تصميم طائرات الميغ ‪ ،29‬في‬ ‫عام ‪ ،1974‬وكان أول تجريب للطائرة في عام ‪،1976‬‬ ‫‪ 3500‬كيلو غرام من األسلحة‪.‬‬ ‫كما صنفت الطائرة لدى اإلتحاد السوفيتي سابقا‪ً،‬‬ ‫ويتميز هذا الطراز من الطائرات بأنها مقاتالت قادرة على أنها مقاتالت من الجيل الرابع‪ ،‬وتم تصديرها إلى‬ ‫على العمل وضرب األهداف الجوية ليال ونهارا و في كل العديد من الدول النامية‪ ،‬فض ًال عن أن هذه الطائرات‬ ‫األحوال الجوية‪ ،‬ولديها قدرة قتالية سواء في الجو أو في مازلت موجودة في الخدمة لدى القوات الجوية الروسية‪،‬‬ ‫قتال قريب من األرض على ارتفاعات مختلفة‪ ،‬كما أنها وكانت روسيا قد طورت عدة نسخ من طائرات الميغ‬ ‫تستطيع القتال في بيئة ومناطق تشويش الكتروني ‪ ،29‬وظهرت طائرات الميغ ‪ ،SMT -29‬والميغ ‪، M-29‬‬ ‫باإلضافة إلى طائرات الميغ ‪.K-29‬‬ ‫معادي سلبي أو ايجابي ‪.‬‬

‫وذكرت وكالة رويترز في وقت سابق‪ ،‬نق ًال عن مدير‬ ‫شركة ميغ‪ ،‬سيرجي كوروتوف قوله‪ ،‬إن الشركة تنوي‬ ‫تسليم قوات األسد الجوية عشر مقاتالت‪ ،‬في حين‬ ‫أفادت وكالة األنباء الروسية الرسمية» ريا نوفوستي»‪،‬‬ ‫بأن وفدا من حكومة األسد توجه إلى روسيا‪ ،‬للضغط‬ ‫من أجل الحصول على المزيد من هذا النوع من الطائرات‪،‬‬ ‫والتفاوض حول تنفيذ العقد وموعد تسليم المقاتالت‪،‬‬ ‫ويأتي ذلك في وقت يتواصل فيه الجدل‪ ،‬حول حصول وإلى جانب ذلك‪ ،‬فإن طائرة ميغ ‪ -29MM2‬تتفوق في‬ ‫دمشق على صواريخ ‪ S300‬المتطورة‪.‬‬ ‫الدفاع الجوي‪ ،‬فض ًال عن تفوقها في الهجوم األرضي‪،‬‬ ‫وكان خبراء عسكريون شبهوا هذه الطائرة بالطائرة‬ ‫ويقول ناشطون معارضون‪ ،‬إن األسد لم يكتفي بطائراته األمريكية ‪ ،F16‬فيما رأى خبراء أخرون بأن هذه الطائرة‬ ‫الحربية الحالية‪ ،‬التي كانت سبب ًا في تدمير المدن وقتل تتشابه إلى حد ما مع المقاتلة األمريكية ‪.F15‬‬ ‫المدنين‪ ،‬بل عمد إلى استقطاب المزيد من الطائرات‪،‬‬ ‫التي دفع قيمتها من جيوب السوريين الذين يعانون وتتميز هذه الطائرات‪ ،‬بسرعة تصل إلى حوالي ‪2450‬‬ ‫األن الفقر والجوع‪ ،‬ال سيما وأن قوات األسد استخدمت كيلو متر في الساعة‪ ،‬في حين يبلغ مداها القتالي ‪2900‬‬ ‫سالح الجو‪ ،‬في قصف منازل المدنين واألبنية السكنية‪ ،‬كيلو متر‪ ،‬كما تحلق الطائرة على ارتفاع يصل أقصاه إلى‬ ‫وهو ما أدى إلى ارتقاء أكثر من ‪ 3650‬شهيد‪ ،‬فقط حوالي ‪ 18‬ألف متر‪.‬‬ ‫خالل القصف الجوي‪ ،‬وذلك حسب ما ذكره مركز توثيق‬ ‫اإلنتهاكات في سوريا‪.‬‬ ‫وعن الشكل الخارجي للطائرة‪ ،‬يقول خبراء عسكريون أن‬ ‫مساحة أجنحة الطائرة تصل إلى ‪ 38‬متر‪ ،‬ويبلغ طول‬ ‫ويخشى معارضون من استخدام طائرات ميغ ‪ -29MM2‬الطائرة ما يقارب ‪18‬متر ًا‪ ،‬وما يزيد من قوة الطائرة‪،‬‬

‫ويذكر أن قوات األسد‪ ،‬خسرت العام الماضي فقط ‪147‬‬ ‫طائرة مروحية ومجنحة‪ ،‬منها ‪ 38‬طائرة دمرها الجيش‬ ‫الحر‪ ،‬خالل هجومه على العديد من المطارات العسكرية‪،‬‬ ‫كمطارات تفتناز وأبو الضهور والقصير‪ ،‬وفي مدينة إدلب‬ ‫وحدها سقطت ‪ 47‬طائرة‪ ،‬وفي ريف دمشق سقطت‬ ‫‪ 33‬طائرة‪ ،‬وفي حلب سقطت ‪ 27‬طائرة‪ ،‬أما في دير‬ ‫الزور التي سقطت فيها أول طائرة ميغ‪ ،‬فقد بلغ عدد‬ ‫الطائرات التي أسقطها الجيش الحر ‪ 24‬طائرة‪ ،‬حسب‬ ‫ما ذكره موقع أورينت نت ‪.‬‬ ‫في حين يرى محللون عسكريون أن األسد مازال يحتفظ‬ ‫بطائرات من طراز قوي‪ ،‬كطائرة ميغ ‪ ،25‬وطائرة سوخوي‬ ‫‪ ،24‬وأضافوا بأن األسد سيستخدم هذه الطائرات تحسب ًا‬ ‫ألي تدخل خارجي‪ ،‬ال سيما و أن هذه الطائرات مصممة‬ ‫لمعارك جو – جو‪ ،‬وليس للقيام بعمليات جو – أرض‪.‬‬


‫‪13‬‬ ‫‪13‬‬

‫شهداء ‪ -‬معتقلون‬

‫الخميس | ‪ 1‬آب ‪2013‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪38‬‬

‫مــعــتــقلون‬

‫ِ‬ ‫الس ّجان‪..‬‬ ‫كن أقوى من‬ ‫جوع ّ‬ ‫ُ‬ ‫سالسل ّ‬ ‫ِ‬ ‫سجينات سجن عدرا‪.‬‬ ‫إضراب‬ ‫ُ‬ ‫يجدْنَ ح ًال سوى اإلضراب‬ ‫أرواحهنّ تتوق للحرية‪ ..‬لن ِ‬ ‫عن الطعام‪ ،‬ع ّلهم يستمعون لمطلبهنّ في تحويلهن‬ ‫للمحاكمة‪ ،‬والتي ُيفت َرض لدى جميع دول العالم أنها‬ ‫حقٌ ال ُي َ‬ ‫غتصب من ّأي سجين‪ٍ.‬‬ ‫ً‬ ‫أعلنت النساء في‬ ‫ببيان ٍال يتجاوز العشرين سطرا‪ِ ،‬‬ ‫المركزي إضراب ًا مفتوح ًا‬ ‫قسم اإليداع لدى سجن عدرا‬ ‫ّ‬ ‫عن الطعام منذ تاريخ ‪ ،1.7.2013‬حتّى يت ّم النظر‬ ‫في مطلبهن من ِقبل السلطات المسؤولة‪ ،‬وقد‬ ‫بنصه التالي‪:‬‬ ‫تض ّمن البيان نقطتَين ها ّمتَين ّ‬ ‫”إلى رئيس النيابة العا ّمة في محكمة قضايا اإلرهاب‪..‬‬ ‫نقطتان رئيس ّيتان‪ ..‬نُع ِل ُ‬ ‫مكم بأنّه ت ّم إرسال أكثر من‬ ‫كتاب لحضرتكم بخصوص االستفسار عن وضعنا‬ ‫ٍ‬ ‫في قسم اإليداع في سجن النساء في عدرا‪ ،‬ولم يت ّم‬ ‫الر ّد عليها‪ ..‬وعند سؤالنا إدار َة السجن عن وضعنا‬ ‫الغامض وعدم استدعائنا للمحاكم‪ ،‬كان الر ّد دائم ًا‬ ‫أنّه ال عالقة إلدارة السجن بوضعنا‪ ،‬وأنّكم المسؤولون‬ ‫الوحيدون عن وضعنا هذا وتواجدنا الطويل باإليداع‪،‬‬ ‫وأنتم الوحيدون الذين يمكنكم ّ‬ ‫حل مشكلتنا‪ ،‬خاصة‬ ‫ًأنّه لدينا الكثير من كبيرات السن والمريضات‬ ‫والحوامل واألمهات وطالبات الجامعة والموظفات‪،‬‬ ‫وحيث أنّ أعداد النزيالت يزداد يوم ًا بعد يوم‪ ٍ،‬ولم‬ ‫يبقَ إال بضعة أيام ٍعلى قدوم شهر رمضان‪ ..‬وبنا ًء‬ ‫عليه فإنّ النزيالت في قسم اإليداع في سجن عدرا‬ ‫للنساء قد ق ّررن القيام بإضراب ٍ ِسلمي ٍعن الطعام‬ ‫اعتبار ًا من يوم االثنين تاريخ ‪ ،1.7.2013‬حتّى يت ّم‬ ‫النظر بوضعهنّ واإلسراع باستدعائهنّ إلى المحاكم‬

‫المختصة‪ ،‬علم ًا أنّ العديد منهنّ ٍ قد تجاوزت مدة‬ ‫ّ‬ ‫إيداعهنّ من أربعة إلى ستة أشهر”‪.‬‬ ‫تابع ناشطو الثورة السورية إضراب المعتقالت‬ ‫باهتمام كبير‪ ٍ،‬وتضامنَ عد ٌد كبي ٌر منهم معهم في‬ ‫ٍ‬ ‫حروفهم وجوعهن‪ ،‬كما طالبوا المنظمات اإلنسانية‬ ‫وضرب‬ ‫تنكيل‬ ‫بالتدخل إليقاف ما يتع ّرضن له من‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫بسبب إضرابهن‪ ،‬كما ُر ِفعت عد ٌد من الالفتات في‬ ‫المحافظات السورية دعم ًا إلضراب السجينات‪ ،‬ومن‬ ‫مشاركات الداعمات للنزيالت في سجن عدرا ٌ‬ ‫كلمات‬ ‫باسم (نور مراد) ”حين تُضرِب عن الطعام تعلم تماماً‬ ‫السجان لن يهت ّم ألمرها‪ ،‬ولن يستجيب للمطلب‪..‬‬ ‫أنّ ّ‬ ‫وتعلم أيض ًا أنّ وسائل اإلعالم لن تتحدّث عنها‬ ‫الصهيوني!!‪ ..‬وتعلم‬ ‫فهي ليست أسيرة ًلدى الكيان‬ ‫ّ‬ ‫أن ارتفاع عتبات األلم لدينا ربما يجعل جوعها خبر ًا‬ ‫ٌ‬ ‫اعتياد ّي ًا‪ ..‬أخواتنا وبناتنا‬ ‫جائعات للحر ّية منذ أشهر‪ٍ،‬‬ ‫خاويات األمعاء منذ ستة أ ّي ٍام‪ ..‬فلنوصل صوتهنّ‬ ‫ات‪”..‬‬ ‫بما لدينا من إمكان ّي ٍ‬ ‫داعي ًة من خالل حروفها أن ُيشارك الجميع ولو‬ ‫إلكتروني ًا بدعم ال ُمضربات عن الطعام‪.‬‬ ‫ُيذكر أن سجينات عدرا ُق ْمنَ بإضراب ٍمماثل ٍعن‬ ‫الطعام منذ عدّة شهور ٍحسب شهادات عيان‪ ،‬وأنّه‬ ‫أثمر عن تحويل عد ٍد ال بأس به من السجينات‬ ‫للمحاكمة‪ ،‬وال ب ّد أنّ القائمات على هذه الحملة من‬ ‫ّ‬ ‫فيتوضح‬ ‫السجينات يتمنّين أن ُيؤتي جوعهنّ ثماره‪،‬‬ ‫لهم مصيرهنّ المجهول‪ ،‬و ُيفرج عنهن بأقرب فرص ٍة‬ ‫ّات‪.‬‬ ‫آمنات مطمئن ٍ‬ ‫ليعدْنَ ألحضان أهليهن ٍ‬

‫شــــــــهداء‬

‫السا ِلك‪ ..‬طريق الجنّة‬ ‫الطريق ّ‬

‫الصمود‬ ‫شهدا ُء القابون‪ ..‬شهدا ُء ّ‬

‫كتب القائمون على صفحة تنسيقة القابون (الطريق‬ ‫السالك الوحيد للخروج من المنطقة‪ ..‬هو طريق الجنّة)‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫حروف بين صفحات‬ ‫لعل هذه الكلمات ليست مج ّرد ٍ‬ ‫اإلنترنت‪ ،‬ألن أبناء القابون وبعد فرض الحصار الحا ّد‬ ‫عليهم بدأوا يخرجون من هذا الطريق وحده‪ ،‬فمنهم‬ ‫الطفل ومنهم المجاهد ومنهم الشباب والنساء‪ّ ،‬‬ ‫وكل‬ ‫يوم تعرِض الصفحة أسماء الشهداء الذين غادروا‬ ‫الحياة مع كامل التسليم والصبر‪ ،‬عسى أن ُي ِلهم الله‬ ‫السلوان والق ّوة‪.‬‬ ‫أهاليهم ِ‬ ‫منهم الشهيد البطل (أسامة محمود جابرة) والذي‬ ‫ُشهد يوم الجمعة ‪ ،12.7.2013‬ج ّراء القصف‬ ‫است ِ‬ ‫العنيف الذي طال المنطقة‪ ،‬و ُيذكر أنه كان مغترب ًا وعاد‬ ‫لسوريا ليجاهد مع إخوته في سبيل الله‪ ..‬أ ّما الشاب‬

‫ُشهد‬ ‫(عبد الله خريبين) المل ّقب (شئي القابون) است ِ‬ ‫أثناء إسعافه للجرحى يوم األحد ‪،14.7.2013‬‬ ‫وكتب عنه صديقه‪« :‬كان لو تصاوب أي حدا‪ ..‬أي‬ ‫حدا بالقابون كان غالب ًا يدعي الله ويستنى الشئي‪...‬‬ ‫الشئي اليوم شهيد‪ ..‬الشئي أسعد كتير ناس وف ّرح‬ ‫كتير أمهات وجبلون والدون من الموت‪ ..‬الشئي شي‬ ‫بيشبه األمل لكل جريح وكل مقاتل عالجبهة»‪.‬‬ ‫يصعد ّ‬ ‫حي القابون‬ ‫كل يوم ٍومنذ بدء الحصار على ّ‬ ‫ٌ‬ ‫عشرات الشهداء‪ ،‬لتتك ّرر مأساة ال تتوقف من مآسي‬ ‫السوري‪ ،‬ومع كل ذلك ال يتراجع الناس عن‬ ‫الشعب‬ ‫ّ‬ ‫مطلبهم في إسقاط النظام والحرية‪ ،‬حيث ستبقى‬ ‫كل بقع ٍة حاصرها النظام وقصفها ذاكر ًة للصمود‬ ‫والق ّوة كما القابون‪.‬‬

‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫الكلمة‬ ‫اعتقال‬ ‫ّ‬ ‫والشعر‪ ..‬الشاعر‬

‫(وائل سعد الدين)‬ ‫وراء ُ‬ ‫القضبان‬ ‫أحب الكلمة‪ ،‬أطلقها‪ ،‬ح ّررها‪ ،‬دعاها للثورة‬ ‫َّ‬ ‫سوري‪ ،‬خ ّريج جامعة دمشق‪،‬‬ ‫فاستجابت‪ ..‬هو شاع ٌر ٌ‬ ‫اع ُت ِقل منذ ثالثة شهور‪ ٍ،‬انتمى للثورة منذ بدايتها‬ ‫وكان من الداعمين لها في حروفه وأشعاره‪ ،‬حيث‬ ‫كتب يوم ًا‪:‬‬ ‫ينقص ح ّينا خمسون صاروخ ًا ألفهم لعنة‬ ‫”هل كان ُ‬ ‫الحروف األبجد ّية؟‬ ‫ترتيب‬ ‫الدنيا و َ‬ ‫ِ‬ ‫واضح كي أدفن المعنى‬ ‫ني‬ ‫ينقص‬ ‫هل كانَ‬ ‫ُ جنونٌ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫وأنتشل الهو ّية؟‬ ‫ٌ‬ ‫سافل ألصيح ِم ْلء الكون‪...‬‬ ‫ينقصني وداعٌ‬ ‫هل كان ُ‬ ‫أينَ البندق ّي ْة ؟!!“‬ ‫محتج ٌز اآلن في أحد الفروع األمنية األسد ّية‪،‬‬ ‫(وائل) َ‬ ‫وال يعرف عنه أهله شيئ ًا ِسوى بضع أخبار غير ّ‬ ‫مؤكد ٍة‬ ‫عن حالته‪ ،‬ويناشد جميع أصدقاء (وائل) وأهله‬ ‫ّ‬ ‫للتدخل واإلفراج عن المعتقلين‬ ‫المنظمات الدولية‬ ‫ِ‬ ‫السوري‪ ،‬حيث أنّ تُه َم الكثيرين منهم‬ ‫لدى النظام‬ ‫ّ‬ ‫كـ(وائل) ال تتجاوز حر ّية الكلمة‪.‬‬ ‫كتب صديقه (ت ّمام ِهندي) عن شخصيته قائ ًال‪:‬‬ ‫تلتبس َ‬ ‫بعض‬ ‫«عالق ُة (وائل) بفكرة الوطن كانت‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ملتبسة ٌفي‬ ‫ا‬ ‫أساس‬ ‫الشيء في قصائده‪ ،‬ألنّها‬ ‫ِ‬ ‫تفكيره‪ ،‬فه َو يدرك أنّ هذه البقعة المبتالة من‬ ‫مقاس ِه تمام ًا‪ ،‬ويعرف أيض ًا‬ ‫الجغرافيا ُف ّصلت على ِ‬ ‫أ ّن ُه وفي لحظ ٍة من اللحظات قد يهرب من ّ‬ ‫كل شي ٍء‬ ‫ليعود إلى انتمائه لبرك ِة ضيع ِته التي لطالما راودته‪،‬‬ ‫ولكنّه وفي الوقت نفسه يدرك أنّ هذه األشياء ليست‬ ‫وطن ًا‪ ،‬وال يمكنُ أن تكونَ لوح ِدها وطن»‪.‬‬ ‫ليس (وائل) هو الشاعر الوحيد المعتقل‪ ،‬وإنّما يوجد‬ ‫الكثير من العقول الناضجة والمث ّقفة وراء القضبان‬ ‫في أقبية السجون األسد ّية‪ ،‬ولن يتو ّقف الشعب عن‬ ‫المطالبة بهم ليعودوا إلى الحرية والشمس‪.‬‬


‫الخميس | ‪ 1‬آب ‪2013‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪38‬‬

‫أدب ‪ -‬فن ‪14‬‬ ‫‪14‬‬

‫مــوطـــنـــِي‬ ‫فــي‬ ‫ِ‬ ‫ســـــــورية‪...‬‬ ‫| أديبة الثورة السورية‪ -‬جيهان الكردي‬

‫موط ِني سورية‪..‬‬ ‫يف ِ‬ ‫تتناثر الرباءة ا ُملد ّماة عىل ّ‬ ‫طريق‬ ‫كل‬ ‫ٍ‬ ‫ينساب الجرح من خارصة الزمان‬ ‫وتجتمع األحقاد عىل املكان‬ ‫عىل الطفولة الحالِمة بالشمس‬ ‫عىل ربيع الدماء‬ ‫يف موطني سورية‪..‬‬ ‫تتشابه الجنازات واألعراس‬ ‫ويختلف املوت‬ ‫رصاصة ٌ رمبا‪..‬‬ ‫توقظ نامئاً‬ ‫ورصاصة ٌ ّربا‪..‬‬ ‫رسل املستيقظ للنوم األبديّ‬ ‫ُت ِ‬ ‫لكن !!‪..‬‬ ‫أ ّية رصاص ٍة أصابت ضمري العامل النائم‬ ‫؟؟‬ ‫موطني سورية‪..‬‬ ‫يف ِ‬ ‫الح ّب من بني الصخور‬ ‫ينبت ُ‬ ‫ويتع ّمق اإلميان ك ّلام زاد الركام‬ ‫عىل لهيب الدم‪ ..‬ينضج خبز الكرامة‬ ‫لتأكل الشوارع والحجارة‬ ‫لتأكل األرض والرتاب‬ ‫موطني سورية‪..‬‬ ‫يف ِ‬ ‫ترشق الشمس يف ذهولٍ‬ ‫ترى األطفال يقولون‪:‬‬ ‫ه ِرمت مشاعرنا‬ ‫وشابت أحالمنا‬ ‫اشتقنا للشمس‬ ‫وال ّلعب تحت القمر‬ ‫دون ذبح ٍودماء‪..‬‬

‫نوعية‬ ‫معسكر شهري‪ ...‬بأسلحة‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫يأتي شاهراً أسلحته ال يُخفيها‪ ،‬بل هي معلنة‬ ‫للعالم كله‪ ..‬ال يأبه بحواجزهم‪ ،‬رغم أن هويته‬ ‫مطلوبة ٌفي كل فروع األمن‪ ..‬يجتاز عيونهم‬ ‫وزهو ٍيصل ّ‬ ‫ّ‬ ‫كل بيتٍ‪،‬‬ ‫وبكل عزّةٍ‬ ‫ورقابتهم‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫كل مسلم ٍ‪ ،‬يتربّع في ّ‬ ‫باب‪ ،‬يحاور ّ‬ ‫يطرق ّ‬ ‫كل‬ ‫كل ٍ‬ ‫قلب ٍ‪ ،‬يعرّش ياسمينه هناك‪ ..‬يمسح دموع‬ ‫المحزون‪ ،‬يواسي الجريح‪ ،‬يثبّت العامل‪ ،‬يقوّي‬ ‫عزيمة المجاهد‪ ،‬ينير بصيرة العابد‪ ،‬ليكون‬ ‫القائد الفاتح المثبّت الداعي إلى اهلل بالقول‬ ‫والعمل‪..‬‬ ‫يرفع شعاره بين نجوم السماء‪ ،‬وفوق المآذن‬ ‫والقِباب‪ ،‬وفي القلوب‪..‬‬ ‫يقيم بشروطه‪ ،‬يستقطب الناس إليه طواعية ً‪،‬‬ ‫عن محبّةٍ ورغبةٍ واشتياق‪..‬‬ ‫يدرّبهم في معسكراتٍ نورانيّةٍ‪ ،‬يخرّجهم رجاالً‬

‫ِج ْ‬ ‫ـــذ ُع نـخـــلــة‬ ‫امرأ ٌة وحيد ٌة في العَراء وال سقف فوقها إال‬ ‫السّماء‪ ،‬تعاني آالم المخاض في أوّل والدةٍ لها‪،‬‬ ‫ثم يأتيها األمر ْ‬ ‫بجذع النخلة»‪..‬‬ ‫أن «هُزّي إليكِ ِ‬ ‫وماذا ستفعل يدها الضعيفة للنخلة‪ ،‬و ِبمَ‬ ‫ستؤثر عليها !!‪ ..‬و لمَ لمْ يأتيها الرُّطب على‬ ‫ذهب‪ ،‬وهي الصادقة المؤمنة !!‪.‬‬ ‫طبقٍمن ٍ‬ ‫إنه األخذ باألسباب‪ ..‬الذي أخبرنا عنه ربّنا ّ‬ ‫جل‬ ‫وعال في كتابه العزيز‪ ،‬و علّمنا إياه نبيّ الرحمة‬ ‫صلى اهلل عليه وسلّم‪ ..‬األخذ باألسباب وصدق‬ ‫التوكّل على اهلل يرافقهما الدعاء و التضرعّ إلى‬ ‫اهلل‪ ..‬إنها التركيبة التي نؤمن بأنّها ال تفشل‪،‬‬ ‫و أمّا الدعاء و القعود أم ً‬ ‫ال في الحصول على‬ ‫المُراد فذلك الذي ال يأتي بنتيجةٍ ألنه يخالف‬

‫| إيمان محمد‬

‫يعرفون طريقهم‪ ،‬ويتقنون دورهم‪ ..‬يعلّمهم‬ ‫أنواع األسلحة‪ ،‬وكيفية وتوقيت استخدامها‪،‬‬ ‫يعرّفهم بأعدائهم‪ ..‬يتوسّم في الجميع خيراً‪ ،‬ال‬ ‫يُقصي الكسالى‪ ،‬وال يطرد المتمرّدين‪ ،‬بل يبقي‬ ‫بابه مفتوح ًا على أمل أن يعودوا‪ ،‬فتُفتَح لهم‬ ‫أبواب الجنة في لحظة توبةٍ‪ ..‬في لحظة صدق‬ ‫مخلص هلل لم ّ‬ ‫يطلع عليه‬ ‫عمل‬ ‫ٍمع اهلل‪ ..‬في ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫سواه‪..‬‬ ‫زيارته محدّدةٌإلعداد كوادر من المخلصين تقوم‬ ‫األمة على أكتافهم طوال العام‪ ،‬وربما تمتد‬ ‫أعوام ًا وأعواماً‪..‬‬ ‫رمضان‪ ..‬شهر الخير قد ّ‬ ‫أطل‪ ..‬اللّهُمّ اجعلنا فيه‬ ‫من السبّاقين إلى طاعتك‪ ،‬واجعله شهر النصر‬ ‫والتمكين لألمة‪.‬‬

‫| صفحة منبر‬ ‫سُنَن اهلل‪ ،‬و ليس شرط ًا أن يتساوى «السّعي»‬ ‫المبذول في الحجم أو القيمة مع النتيجة‬ ‫المترتّبة عليه‪ ،‬بل نحن مطالبون بالسّعي وفق ًا‬ ‫لهذه الشروط السابقة‪ ،‬وأمّا النتيجة فليست من‬ ‫اختصاصنا كبشر ٍوإنّما هي رزقٌ وتوفيقٌ من‬ ‫اهلل ّ‬ ‫جل جالله وتقدّست أسماؤه‪ ..‬فنحن أمّة‬ ‫ٌلم تنتصر ّ‬ ‫قط بعدّتها وعديدها‪ ،‬و لكن باألخذ‬ ‫بأسباب النصر وصدق التوكّل على اهلل وإخالص‬ ‫النية لوجهه‪ ..‬فليبذل ٌّ‬ ‫كل منا ما في ِوسعه‪،‬‬ ‫بغضّ النظر عن قيمته أو حجمه‪ ،‬و لنصدق في‬ ‫توكّلنا على اهلل‪ ،‬ولنُخلِص النيّة لوجهه‪ ،‬ثم‬ ‫لنكل َ‬ ‫ّل ذلك كله بصدق الدعاء والتضرّع إلى اهلل‪.‬‬


‫‪15‬‬ ‫‪15‬‬

‫‪Facebook‬‬

‫الخميس | ‪ 1‬آب ‪2013‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪38‬‬

‫@ ‪NEW Syria‬‬ ‫يحدث كثيراً ّ‬ ‫أن شخص ًا يلوم اآلخرين ألنّه ليس لديهم إال اللّوم وال‬ ‫يقدمون شيئاً‪ ..‬وهو يفعل مثلهم تماماً‪ ،‬إذ يلومهم وال يقدم شيئاً‪،‬‬ ‫كما أفعل أنا اآلن عندما أكتفي بلومه وال أقدم شيئاً‪ ،‬خالصة القول‪..‬‬ ‫‪ .1‬شَخّص المشكلة التي هي موضوع اللّوم‪ ،‬لوحدك أو بمساعدة‬ ‫اآلخرين‪.‬‬ ‫‪ .2‬اقترح ح ً‬ ‫ال لها‪ ،‬لوحدك أو بمساعدة اآلخرين‪.‬‬ ‫‪ .3‬ابدأ بتنفيذ ما تستطيعه من ّ‬ ‫الحل‪ ،‬أي ما يقع تحت دائرة تأثيرك‪.‬‬ ‫هذا كافٍ ليشغلك بحيث ال تجد وقت ًا ل َلوم أحد‪.‬‬

‫@ ‪Der Ritter‬‬ ‫عاد ًة‪..‬‬ ‫المظلومين بيحنّوا على بعض‬ ‫المقهورين بيجبروا بخاطر بعض‬ ‫بيختصروا الوجع واآلهات‬ ‫نحنُ‪..‬‬ ‫نكسر ّ‬ ‫كل العادات‪.‬‬ ‫أبينا ّإل أن ِ‬

‫@ الفتات كفرنبل المحتلة‬

‫عمر المرادي @‬ ‫بشكل عام ٍ‪ ..‬كيف ي ّدعي شراكتي بالوطن والثورة من‬ ‫ٍ‬ ‫ال يرى إال أخطائي ويشيع بها‪ ،‬ويتعامى عن حسناتي‬ ‫ويتك ّتم عليها ؟!‪..‬‬

‫‪@ Mahmoud Zaibak‬‬ ‫درجة يمكن أن‬ ‫بعض العقول مسكونة بالمؤامرة إلى‬ ‫ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫مسؤول أو مذيع ٍفي قنا ٍة‬ ‫تح ّلل فيها توقيت عطسة‬ ‫ٍ‬ ‫إخبارية‪ ..‬هناك من يتآمر بالتأكيد‪ ..‬ولكن لنبتعد عن‬ ‫ٍ‬ ‫طريقة قناة الدنيا التي ح ّللت النشرات الجوية على‬ ‫ُ‬ ‫خرائط عسكرية !!‬ ‫أنها‬ ‫ٌ‬

‫‪‎‬أحمد دعدوش‪@ ‎‬‬ ‫ال ينبغي للمجاهدين المخلصين الطيبين أن يشعروا‬ ‫باالستفزاز كلما سمعوا نقداً للجرائم واالنتهاكات التي‬ ‫يتبرؤوا من العناصر‬ ‫ُترتكب باسمهم‪ ،‬بل ننتظر منهم أن‬ ‫ّ‬ ‫المندسة بينهم وفي قياداتهم‪ ،‬فهم أقدر الناس على‬ ‫ّ‬ ‫تطهير تنظيماتهم‪.‬‬

‫عبد الغني المصري‪@ ‎‬‬ ‫الحر‪،‬‬ ‫لقد بدأت تصفية القادة الميدانيين من الجيش‬ ‫ّ‬ ‫جر ِكال‬ ‫يتم‬ ‫وافتعال األحداث بهدف االقتتال‪ ..‬حيث‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الطر َفين إلى ذلك‪ ،‬كي ينشغل الفريقان بذلك عن‬ ‫ّ‬ ‫أن فرض الحل قد اقترب‪ ،‬لكن‬ ‫النظام‪ِ ..‬م ّما‬ ‫يدل على ّ‬ ‫يجب قبل ذلك إضعاف ّ‬ ‫كل الفرق المقاتلة‪.‬‬

‫‪@ Areej Al Shami‬‬ ‫االقتصادي الذي ال‬ ‫كثير ممن يتململون من الوضع‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫أنكر قسوته‪ ،‬ال يعلمون أن هذا الهواء اللطيف الذي‬ ‫ً‬ ‫مجانا‪ ..‬هناك من هم بالمعتقالت يتم ّنونه‬ ‫يتنعمون به‬ ‫ّ‬ ‫وال يحصلون عليه‪.‬‬


‫الخميس | ‪ 1‬آب ‪2013‬‬

‫جرح لن يلتَ ِئم !!‬ ‫ٌ‬

‫مكتب االستشارات األمنية للثوة ‪ /‬عهد الشام‬

‫المجاور‪ ،‬والمعدّات األ ّولية عندنا ما عادت تكفي‬ ‫الحي‬ ‫«المعارك تشت ّد في ّ‬ ‫ِ‬ ‫الستقبال الجرحى من المقاتلين‪ ..‬ال ب ّد من إعادة تجهيز نقطتنا الط ّبية‬ ‫عاجل‪ ،‬واألخ (حسام) سيكون المسؤول عن هذه المه ّمة» ‪ ..‬بهذا‬ ‫بشكل ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫اخ ُت ِتم اجتماع أط ّباء المشفى الميداني‪ ،‬وت ّم توكيلي بالبحث ع ّمن يساعدنا‬ ‫عاجل جد ًا‪..‬‬ ‫بالتجهيز‬ ‫بشكل ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫بدأت فور ًا بالبحث والسؤال‪ ،‬فلم أترك فريق ًا طبي ًا إال وأرسلت له أخبار ًا عن‬ ‫األمني على‬ ‫حاجتنا ّ‬ ‫الماسة ِل َمن يأ ّمن لنا المواد والمعدّات‪ ..‬ولكن التضييق ّ‬ ‫دمشق كان يزيد المه ّمة صعوبة ً‪ ،‬فقد أضحت العاصمة أشبه بمستعمر ٍة‬ ‫أمني ٍة‪ ،‬وتمرير المواد ضمنها يكاد يكون مستحي ًال‪ ،‬وعدد الجرحى في‬ ‫ازديا ٍد والمواد تتّجه نحو النفاد‪ ..‬حتى جاءني الر ّد أخير ًا في إحدى الغرف‬ ‫الط ّبية على السكايب‪ ،‬من الدكتور (ع ّمار) مسؤول إحدى النقاط الط ّبية في‬ ‫المنطقة الشرقية‪ ..‬راسلني الدكتور (ع ّمار) ووعدني بالمساعدة‪ ،‬وتك ّلم عن‬ ‫شاب من فريقهم ُيدعى (فراس) يستطيع أن يؤ ّمن اللوازم وطرق إدخالها‬ ‫ٍ‬ ‫إلى العاصمة‪ ،‬وبعث لي حساب (فراس) على السكايب ألتواصل معه‪..‬‬ ‫تكلمت مع فراس‪ ،‬ووعدني بعد يومين أن يتفقد الوضع في المشفى‬ ‫الميداني عندنا‪ ،‬ليحدد بدقة احتياجات المنطقة‪..‬‬ ‫*****‬ ‫وصل (فراس) للمنطقة على الموعد‪ ،‬ومضيت ُمسرع ًا الستقباله‪ ،‬واتجهت‬ ‫به إلى المشفى الميداني كي يق ّيم لنا الوضع فيه‪..‬‬ ‫حرج وبحاجة للدعم العاجل‪ ،‬الجرحى عندكم يتوافدون‬ ‫ فراس‪ :‬الوضع ٌ‬‫بكثر ٍة‪..‬‬ ‫ حسام‪ :‬نعم‪ ،‬فهذه النقطة تؤوي الجرحى من منطقتَين ساخنتَين حولنا‪،‬‬‫وأغلب التجهيزات المتواضعة هنا من جهود أهل المنطقة‪..‬‬ ‫ فــراس‪ :‬حسن ًا‪ ،‬أرجو أن أستطيع خدمتكم‪ ،‬سأرسل لك مسا ًء ملفاً‬‫لالحتياجات األساسية وأسعارها ّ‬ ‫لتطلع عليه قبل أن أبعث الطلب ّيات‪،‬‬ ‫وخالل أسبوع ٍسينقلب المشفى ك ّله نحو األفضل‪ ،‬أ ِعدُك‪..‬‬ ‫ حسام‪ :‬بإذن الله‪..‬‬‫*****‬ ‫اضطررت بعد يومين للخروج إلى الريف بسبب مرض والدتي‪ ،‬ومكثت‬ ‫عندها ثالثة أ ّيام‪ ٍ،‬وفي طريق عودتي إلى دمشق وفور عودة االتصاالت‪،‬‬ ‫حاولت االتصال بالشباب لالطمئنان‪ ،‬لكن يبدو أن منطقتنا كانت خارج‬ ‫نطاق التغطية حينها‪ ..‬لم أف ّكر كثير ًا وتابعت طريقي حتى وصلت قريب ًا‬ ‫من المشفى‪ ،‬وهناك صرخ أحد أطفال الحارة حينما رآني‪:‬‬

‫جريدة عهد الشام ‪:‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫شهريا‬ ‫مؤقتا نصف‬ ‫أسـبوعية ثوريّـــة مستـقلة ‪ -‬تصدر‬ ‫تأسست عام ‪ - 2012‬تصدر من دمشق‬

‫السنة الثانية | العدد ‪38‬‬

‫األخــيــرة‬

‫‪16‬‬ ‫‪16‬‬

‫ ع ّمو ع ّمو‪ ..‬وين رايح؟‬‫اقتربت منه ومسحت على رأسه وأعطيته قطعة حلوى كانت في جيبي‪،‬‬ ‫ثم صعدت الدرجات نحو المشفى‪ ،‬فبدأت أش ّم رائحة ًغريبة ً‪ ،‬ث ّم رفعت‬ ‫ُ‬ ‫رأسي‪ُ ..‬‬ ‫عبارات (ش ّبيحة األسد) !! ال‬ ‫فرأيت باب المشفى مكسور ًا وعليه‬ ‫ال‪ ..‬هل يعقل؟‪..‬‬ ‫اقتربت أكثر‪ ،‬فكانت رائحة الموت تمأل المكان‪ ..‬الدم قد ّ‬ ‫ُ‬ ‫جف على البالط‪،‬‬ ‫ألي أح ٍد‪ ..‬لم‬ ‫مكس ٌر بالكامل‪ ،‬وعبارات الكفر على الجدران‪ ،‬وال أثر ّ‬ ‫والمكان ّ‬ ‫ُ‬ ‫ومضيت مسرِع ًا مغا ِدر ًا المكان‪..‬‬ ‫أستطع تح ّمل الرائحة‬ ‫ال حول وال قوة إال بالله !!‪ ..‬كيف يحدث هذا ؟‪ ..‬هل كان أحد أفراد الطاقم‬ ‫الط ّبي عمي ًال ؟‪ ..‬ال‪ ،‬ال يمكن‪ ..‬آخ يا رأسي‪ ..‬أين أذهب اآلن ؟‪ ..‬ال يمكنني‬ ‫الجلوس في المنزل‪ ،‬فال ّ‬ ‫شك ّأن األمن يبحثون عني‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫اتجهت لمنزل ع ّمتي القريب‪ ..‬ما أن رأتني حتى استقبلتني بالدموع‪،‬‬ ‫فقد اعتقدت أنّي وقعت بأيدي األمن حينما اقتحموا المشفى !!‪ ..‬جلست‬ ‫عندها‪ ،‬وبدأت أبحث في غرف سكايب ع ّمن أستطيع أن أفهم منه تفاصيل‬ ‫ما جرى‪ ،‬وما إن فتحت حسابي على السكايب‪ ،‬حتى اتصلت بي (هبة)‬ ‫إحدى ال ُمس ِعفات في المنطقة الشرقية التي يديرها الدكتور (ع ّمار)‪..‬‬ ‫ هبة‪ :‬السالم عليكم‪ ..‬وأخير ًا وجدتك‪..‬‬‫ حسام‪ :‬وعليكم السالم‪ ..‬تفضلي أختي‪..‬‬‫ هبة‪ :‬أرجوك أخي‪ ،‬هل تعرف شيئ ًا عن الدكتور (ع ّمار)؟‬‫ حسام‪ :‬أذكر أني راسلته من قرابة أسبوع !!‬‫مختف من أكثر من أسبو َعين‪ ،‬كيف تقول‬ ‫ هبة‪ :‬ماذا ؟؟!!‪ ..‬الدكتور (ع ّمار) ٍ‬‫أنك راسلته من أسبوع ؟!‬ ‫ حسام‪ :‬ال حول وال قوة إال بالله !!‪ ..‬ماذا يجري !!‪.‬‬‫ هبة‪ :‬ما الذي أرسله إليك ؟‬‫ حسام‪ :‬كنت أتحدّث عن احتياجات النقطة الطبية عندنا‪ ،‬فوصلني‬‫دخل‬ ‫بشخص من فريقكم يدعى (فراس)‪ ،‬يستطيع أن يؤ ّمن لنا الدّعم و ُي ِ‬ ‫ٍ‬ ‫المعدّات‪..‬‬ ‫ هبة‪(:‬فراس) ؟‪ ..‬ال أحد في فريقنا بهذا االسم !!‪.‬‬‫ّ‬ ‫ حسام‪ :‬ماذا تقولين ؟‪ ..‬لقد جاء (فــراس) فع ًال وتفقد الوضع في‬‫الميداني عندنا‪ ،‬ليحدّد االحتياجات بد ّق ٍة‪ ...‬ال‪ ..‬هل ُيع َقل ؟؟‪..‬‬ ‫المشفى‬ ‫ّ‬ ‫حســــــــبنا الله ونعم الوكيل‪..‬‬ ‫ هبة‪ :‬يبدو ّأن (فراس) هو ٌ‬‫شخص يستخدم‬ ‫عميل لألمن‪ ،‬أرسله إليك‬ ‫ٌ‬ ‫حساب الدكتور (ع ّمار) على السكايب !!‪ ..‬ويبدو ّأن اقتحام المشفى عندكم‬ ‫كان على إثر وصول العميل (فراس) إلى مكانه !!‪ .‬ال حول وال قوة إال بالله‪.‬‬

‫للتواصل وتصفح األعداد‪:‬‬ ‫‪Email: ahed.alsham@gmail.com‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.