جريدة عهد الشام | العدد الـ 36

Page 1

‫حزب هللا في الوحل السوري‬ ‫«تحت المجهر»‬

‫‪36‬‬

‫أسـبوعية ثوريّـــة مستـقلة ‪ -‬تصدر مؤقتاً نصف شهرياً‬

‫السنة الثانية ‪ -‬األحد ‪/2 -‬حزيران ‪2013‬‬

‫‪12‬‬

‫‪ SUNDAY 2 JUNE - 2013‬‬

‫‪www.facebook.com/Ahed.alsham‬‬

‫ً‬ ‫سياسيا‬ ‫احتدام المعارك في القصير ودمشق واالتحاد األوروبي يرفع حظر تزويد المقاتلين بالسالح‬

‫‪2‬‬

‫وع َراء تش ّردهم‬ ‫المجلس المحلي ينهض بـ «ببيال» والنازحون بين ُركام منازلهم َ‬

‫‪3‬‬

‫« الثورة تبدأ ‪ ..‬وال تنتهي»‬

‫‪U‬‬

‫بدأت الثورة بهمة شباب سوريا ورجالها ونساءها‪،‬‬ ‫انطلقت وعبرت بحر ًا من الدماء واألحزان‪ .‬وتكبد‬ ‫أهل سوريا عناء المقاومة وتحملوا فاتورة الحرية‪..‬‬ ‫لكن الثورة تمضي ‪ ..‬تضعف أحيان ًا وتقوى أحيان ًا‬ ‫أخرى‪ ،‬ويتشعب فيها إخالص المخلصين وفساد‬ ‫الخبثاء الذين ازدادوا معها خبث ًا‪ .‬يراودنا السؤال‬ ‫متى ننتهي من كل ذلك؟‪..‬‬ ‫يجب على كل السوريين أن يفرقوا بين ما نحن فيه‬ ‫من أزمات ونكبات وقتل وتشريد ‪ ..‬وبين ماخرجنا‬ ‫ألجله نثور بكل ما ملكنا من ق ّوة‪ ،‬فكل القلوب‬ ‫تنتظر يوم ًا ينجلي فيه كابوس النظام وجرائمه عن‬ ‫ساحة الوطن‪ ،‬عندها تنتهي المعاناة ربما أو لعلها‬ ‫تتوقف عن النزيف‪ ،‬لكن الثورة تمضي مستمرة‬ ‫في طريقها ‪ ..‬تتجه نحو ما أراده شهداؤها ولما‬ ‫كابد المعتقلون لنيله وتحملوا أوجاع ًا وآهات ‪..‬‬ ‫ال تنتهي الثورة حين يتوقف نزيف الجرح‬ ‫المتعمق بالبالد‪ ،‬كي ال ننخدع بحديث السياسين‬ ‫عن «النزاعات والصراعات» وال بكالم اإلعالم عن‬ ‫الحروب واالقتتال‪ ..‬لقد خرجنا لنثور ‪ ..‬لنغ ّير واقعنا‬ ‫عبر طريق طويل ودرب يحتاج للهمة والعزيمة‪،‬‬ ‫لندخل في مصداق قول الله تعالى ‪« :‬إن الله ال‬ ‫بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم»‪..‬‬ ‫يغ ّير ما ٍ‬ ‫ ‬

‫انحراف البوصلة الثورية‬

‫بين االختراقات والتجاوزات‬

‫فريق التحرير‬

‫مقاالت‬

‫رأي‬

‫‪7‬‬

‫مع القتل ‪..‬‬ ‫تدمير ممنهج‬ ‫للبنية التحتية‬

‫نبيل العربي‬

‫وبروباغاندا مصر‬

‫مجتمع‬

‫‪6‬‬

‫‪10‬‬

‫‪5‬‬

‫يصبح أعزب ًا‬

‫ويمسي محصن ًا!!‬

‫‪8‬‬

‫الرحمة على الشهداء‬ ‫«األخفياء»‬

‫ثوريات‬

‫‪11‬‬

‫«رسائل القابون » ‪..‬‬

‫يحملها المكتب اإلعالمي‬


‫األحد | ‪ 2‬حزيران ‪2013‬‬

‫مواقف‬ ‫روسيا‪ :‬رفع االتحاد األوربي لحظر السالح عن‬ ‫سوريا يضر بفرص السالم‪:‬‬

‫قالت روسيا يوم الثالثاء إن رفع االتحاد األوروبي حظر السالح عن سوريا قد‬ ‫يضعف من فرص مؤتمر السالم الذي تحاول روسيا والواليات المتحدة تنظيمه‪.‬‬ ‫ونقلت وكالة إيتار تاس لألنباء عن نائب وزير الخارجية سيرجي ريابكوف قوله‬ ‫عن خطوة االتحاد األوروبي التي تسمح للدول األعضاء باالتحاد تزويد مقاتلي‬ ‫المعارضة السورية بالسالح «يضر ذلك بفرص عقد المؤتمر الدولي‪».‬‬ ‫فشل االتحاد األوربي يرفع حظر التسليح‪:‬‬

‫انهارت يوم اإلثنين محاوالت االتحاد األوروبي للتوصل إلى اتفاق على تزويد‬ ‫المعارضة السورية بالسالح األمر الذي جعل بريطانيا وفرنسا في حل للقيام‬ ‫بخطوة منفردة لتسليح مقاتلي المعارضة ابتداء من أغسطس آب إذا قررتا‬ ‫ذلك‪ .‬وحققت بريطانيا وفرنسا ما كانتا تريدانه من جلسة تفاوض مطولة‬ ‫في بروكسل يوم اإلثنين ولكن ذلك كان على حساب وحدة االتحاد األوروبي‪.‬‬ ‫ورفض لندن وباريس الموافقة على حظر السالح كان يمكن أن تتسبب في‬ ‫انهيار كل العقوبات التي يفرضها االتحاد األوروبي على سوريا األمر الذي‬ ‫يسبب إحراجا لالتحاد ويمنح نصرا لبشار األسد‪ .‬لكن وزراء االتحاد تمكنوا‬ ‫من تفادي هذا باالتفاق على إبقاء كل العقوبات ماعدا حظر السالح على‬ ‫المعارضة‪ .‬وواجهت لندن وباريس معارضة قوية من الحكومات األخرى في‬ ‫االتحاد األوروبي وعلى رأسها النمسا والسويد التي جادلت بأن ارسال مزيد‬ ‫من األسلحة الى المنطقة سيزيد حدة العنف وينشر عدم االستقرار‪ .‬وتسعى‬ ‫بريطانيا وفرنسا الى زيادة نفوذ المعارضة في مباحثات السالم المزمعة التي‬ ‫تراعها روسيا والواليات المتحدة والمتوقع عقدها الشهر القادم وذلك بإثارة‬ ‫احتمال أن تقدما أسلحة إلى مقاتلي المعارضة إذا لم تحقق العملية السياسية‬ ‫أي انفراجة‪.‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪36‬‬

‫سيـاسـي ‪ -‬دولي‬

‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬

‫احتدام المعارك‬ ‫وأنباء عن هجمات بأسلحة كيماوية‬ ‫اشتد القتال يوم اإلثنين حول بلدة القصير الحدودية االستراتيجية في سوريا‬ ‫والعاصمة دمشق وورد مزيد من التقارير عن تنفيذ قوات النظام لهجمات بأسلحة‬ ‫كيماوية على مناطق المعارضة‪ .‬وقال المرصد السوري لحقوق اإلنسان المؤيد‬ ‫للمعارضة إن الجيش النظامي شن غارات جوية وهجمات بالمدفعية على الضواحي‬ ‫الشرقية لدمشق ودوت اصوات انفجارات قوية حول النبك على بعد ‪ 80‬كيلومترا‬ ‫شمالي العاصمة حيث قطع القتال الطريق السريع الممتد شماال إلى مدينة حمص‬ ‫في وسط البالد‪ .‬و ُينظر إلى هجمات قوات النظام السوري في األسابيع الماضية‬ ‫باعتبارها حملة لتعزيز موقف بشار قبل مؤتمر السالم الدولي المقترح الذي ترعاها‬ ‫الواليات المتحدة وروسيا‪ .‬وقال نشطاء في المعارضة إن القوات النظامية تواصل‬ ‫بدعم من مقاتلي حزب الله اللبناني هجوما على بلدة القصير التي طالما استخدمها‬ ‫مقاتلو المعارضة كمحطة إلمدادات السالح وغيره من لبنان‪ .‬وتمثل القصير لألسد‬ ‫رابطا حيويا بين دمشق ومناطق موالية له على ساحل البحر المتوسط‪ .‬واستعادة‬ ‫السيطرة على البلدة الواقعة في وسط محافظة حمص قد يقطع االتصال بين‬ ‫المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في شمال وجنوب سوريا‪ .‬ويبدو أن‬ ‫المبادرة االمريكية الروسية زادت حدة العنف حتى اآلن خاصة حول القصير ودمشق‪.‬‬

‫السيناتور ماكين يلتقي مع مقاتلين في سوريا‪:‬‬

‫قال المتحدث باسم السناتور جون مكين المرشح الجمهوري األسبق في انتخابات‬ ‫الرئاسة األمريكية إن مكين ‪-‬وهو من أبرز الداعمين لمساعدة المعارضة السورية‬ ‫عسكريا‪ -‬التقى مع بعض مقاتلي الجيش الحر خالل زيارة مفاجئة يوم اإلثنين‪.‬‬ ‫وأكد المتحدث بريان روجرز اجتماع مكين مع مقاتلي المعارضة في سوريا‬ ‫لكنه رفض ذكر أي تفاصيل بشأن الزيارة التي جاءت بعد أسبوع من موافقة‬ ‫لجنة بمجلس الشيوخ بأغلبية ساحقة على تزويد المعارضة السورية بالسالح‪.‬‬ ‫وقد تزيد هذه الزيارة من الضغط على واشنطن للتدخل عسكريا في الصراع‪.‬‬ ‫وقال اللواء سليم إدريس رئيس هيئة أركان الجيش السوري الحر في مقابلة مع‬ ‫موقع ديلي بيست اإللكتروني إن زيارة مكين جاءت في وقت حرج بالنسبة‬ ‫للمعارضة المسلحة التي كثفت دعواتها للحصول على دعم أمريكي يشمل‬ ‫أسلحة ثقيلة وإقامة منطقة حظر جوي وشن غارات جوية‪ .‬ونقل الموقع عن‬ ‫إدريس قوله «زيارة السناتور مكين لسوريا مهمة ومفيدة للغاية خصوصا في‬ ‫هذا التوقيت ‪ ...‬نحتاج إلى الدعم األمريكي إلحداث تغيير على األرض ‪ ..‬نحن‬ ‫اآلن في وضع حرج للغاية»‪ .‬وكتب مكين في مقاله «الواليات المتحدة ليست‬ ‫مضطرة للتحرك بمفردها أو نشر قوات برية على األرض أو تدمير جميع أنظمة‬ ‫الدفاع الجوي السورية إلحداث تأثير» وقال إن تدريب مقاتلي المعارضة وشن‬ ‫هجمات جوية على أهداف محددة ونشر صواريخ باتريوت على الجانب اآلخر‬ ‫من الحدود سيساعد على تغيير الوضع الراهن‪.‬‬

‫عرض الصحف الغربية‬ ‫قالت مجلة تايم إن الهجوم الصاروخي الذي نفذه مجهولون على الضاحية الجنوبية‬ ‫لبيروت‪ :‬يعبر عن رد الفعل المحتمل المضاد لحزب الله داخل لبنان على ربط مصيره‬ ‫ببقاء نظام بشار األسد‪ ،‬كما أنه مناورة تهدد بجر لبنان الهش إلى الصراع السوري‬ ‫الدموي‪ .‬وأوضحت المجلة أن حرب سوريا ربما تكون حرب وجود بالنسبة لحزب الله‪،‬‬ ‫فإذا سقط نظام األسد فإن خطوط إمداده باألسلحة من إيران ستنقطع وسيتم عزله‬ ‫في المنطقة‪.‬‬ ‫وأشارت إلى أن إطالق الصاروخين عمل غير معتاد منذ نهاية الحرب األهلية اللبنانية‬ ‫عام ‪ ،1990‬حيث إن المجموعات المتنافسة ظلت تتقاتل في الشوارع‪.‬‬ ‫وتساءلت تايم عن جدوى إستراتيجية حزب الله الجديدة‪ ،‬ونسبت إلى العضو‬ ‫بمجموعة األزمات الدولية بيتر هارلنغ قوله إن الحزب ينظر إلى هذه اإلستراتيجية‬ ‫باعتبارها تعيد تعريف قوانين اللعبة على نطاق المنطقة ككل‪ ،‬وأنه يقوم بحشد‬ ‫كل ما لديه من قوة لالنتصار فيها‪.‬‬ ‫وشكك هارلنغ في أن تستطيع القوة وحدها تحقيق االنتصار‪ ،‬كما اتضح‬ ‫لنظام األسد‪.‬‬


‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬

‫مـحـلـيـات‬

‫األحد | ‪ 2‬حزيران ‪2013‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪36‬‬

‫وع َراء تش ّردهم‪.‬‬ ‫النازحون بين ُركام منازلهم َ‬ ‫تضاعفت أعداد المش ّردين في طرقات العاصمة‬ ‫دمشق في ّ‬ ‫ظل استمرار طائرات ومدافع جيش األسد‬ ‫يومي؛ فالعديد من‬ ‫بضرب الريف الدمشقي‬ ‫بشكل ّ‬ ‫ٍ‬ ‫المناطق نزح عنها س ّكانها فأصبحت خالية ًتمام ًا‬ ‫من أشكال الحياة المدن ّية‪ ،‬مع بعض االستثناءات‬ ‫لعائالت َ‬ ‫لت البقاء تحت وطأة القصف وغطاء‬ ‫فض ِ‬ ‫ٍ‬ ‫الدمار على حالة النزوح والتش ّرد؛ خاص ًة إن لم توجد‬ ‫منازل األقرباء والمعارف في مناطقَ أخرى أكثر هدوء ًا‬

‫لتلجأ إليها‪ ،‬وتنطبق هذه الحالة على مناطق دار ّيا‬ ‫ّ‬ ‫والمعض ِم ّية والتضامن‪ ،‬أيض ًا ب ّبيال ومخ ّيم اليرموك‬ ‫جنوب العاصمة‪ ،‬كما جوبر وحرستا ودوما وبرزة البلد‬ ‫والقابون على الجهة الشرقية من دمشق‪ ..‬إذ كان‬ ‫يقطن أكثر من مليون نسم ٍة في مجموع هذه المناطق‪،‬‬ ‫معظمهم أصبح بين نازح ٍلبيت أحد أقربائه في‬ ‫المناطق اآلمنة من القصف‪ ،‬أو مستأجر ًا منز ًال ُيؤوي‬ ‫أسرته فترة ًمن الزمن‪ ،‬أو مسافر ًا خارج سوريا‪ ..‬وإذا‬ ‫كانت الحالة المادية للعائلة ال تسمح بأحد هذه‬ ‫الحلول‪ ،‬فينتظرها المصير األصعب وهو التش ّرد‬ ‫بين الطرقات وفي الحدائق‪ ،‬والذي ساعد أيض ًا على‬ ‫انتشار ظاهرة الفقر والتسول‪ ،‬و ُيذ َكر أنّ أفرع األمن‬ ‫أخرجت معظم العائالت التي نزحت إلى لمدارس مع‬ ‫بداية الفصل الدراسي لهذا العام‪ ،‬وتركت مصيرهم‬ ‫للمجهول‪ ،‬في سبيل ّأل يتوقف الدوام المدرسي ّ‬ ‫وأل‬ ‫ُيقال عن الحياة في دمشق بأنّها غير طبيعية !!‪..‬‬ ‫كـ(السبكي) في أبو ُر ّمانة‬ ‫وكانت أيض ًا حدائق‬ ‫ِ‬ ‫وحديقة البرامكة وثالثة ٌفي ساحة المواساة‪،‬‬ ‫جميعها تض ّم‬ ‫ّ‬ ‫إل‬ ‫‪،‬‬ ‫وصغيرة‬ ‫بسيطة‬ ‫مات‬ ‫ي‬ ‫مخ‬ ‫شين‬ ‫ً أنّ‬ ‫ّ ٍ‬ ‫ً‬ ‫نازحين مفترِ‬ ‫عناصر األسد أجبروهم على إخالئها بعد فترة‪.‬‬

‫ينه ُ‬ ‫ض بـ ّببيال‬ ‫المحلي‬ ‫المج ِلس‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫بعد تـحـ ّـرر بـلــدة ب ّبيال مــن سيطرة ق ــوات األســد‪،‬‬ ‫ونتيجة ًللحصار الـخــانــق على الـبـلــدة‪ ،‬وانقطاع‬ ‫المياه والكهرباء واالتصاالت عنها ألكثر من ستة‬ ‫ٍمتواصلةٍ ‪ ،‬ظهرت الحاجة لتشكيل مجلس‬ ‫أشهر‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ٍمحلي ّ‬ ‫لسد الثغرات التي خلفتها مؤسسات الدولة‬ ‫ّ‬ ‫وإدارة الـبـلــدة وق ـضــا ِء حــوائــج سـ ّـكــانـهــا وتــأمـيـ ِـن‬ ‫ِ‬ ‫مستلزماتهم األساسية‪.‬‬

‫تأسس المجلس المحلي في ب ّبيال وبدأ بمهامه منذ البلدة قابلة ًللسكن قدر اإلمكان‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫حوالي خمسة أشهر‪ ،‬ويتأ ّلف من رئيس المجلس‬ ‫ويقسم إلى المكاتب التالية‪:‬‬ ‫المالي‪ ،‬ن َّفذ المجلس العديد من المشاريع التنموية التي‬ ‫ونائب عنه‪َّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫اإلعالمي‪َ ،‬‬ ‫الدفاع‬ ‫ومكتب‬ ‫‪،‬‬ ‫الطبي‬ ‫‪،‬‬ ‫اإلغاثي‬ ‫‪،‬‬ ‫الخ َد ِم ّي‬ ‫أسهمت في التخفيف من وطأة الحصار‪ ،‬منها استثمار‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫المدني الذي ُيع َت َبر من أنشط وأه ّم المكاتب‪ ،‬حيث األراضــي الزراعية‪ ،‬واستخراج الغاز من روث البقر‬ ‫مستوصف خيري ٍمؤخر ًا‪.‬‬ ‫تو َكل إليه مه ّمة إطفاء الحرائق التي تنشب نتيجة والنفايات‪ ،‬وافتتاح‬ ‫ٍ‬ ‫الخدمي‬ ‫القصف المستم َّر على البلدة‪ ..‬يليه المكتب‬ ‫ّ‬ ‫مستلزمات‬ ‫الذي يسعى بشكل ٍمستمر ٍإلى تأمين‬ ‫يشترك في المجلس المحلي أكثر من ‪ /100/‬عضو‬ ‫تطوعي‪،‬‬ ‫بشكل‬ ‫األهالي الضرورية‪ ،‬وما يساعدهم في معيشتهم ٍمن أهالي البلدة‪ ،‬معظمهم يعمل‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫من ميا ٍه للشرب وموا ٍد غذائي ٍة‪ ،‬وتنظيف البلدة ويض ّم العديد من الخبرات والشباب الجامعي الذين‬ ‫وإزالــة الـ ّردْم وال ُركام الناتج عن القصف‪ ،‬وجعل تركوا دراستهم وتف َّرغوا لخدمة الثورة‪.‬‬

‫قيود على ّ‬ ‫الشباب‬ ‫ٌ‬ ‫داخل الوطن وخارِجه‪.‬‬ ‫في خطو ٍة اعتبرها المح ّللون تضييق ِخناق ٍعلى‬ ‫السوري ال ُم ِقيم في الخارج‪ ،‬ومنعه من‬ ‫الشباب‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫العودة إلى وطنه‪ ،‬ونوعا من أنواع التهجير ال ُم َمنهج‬ ‫النقدي‬ ‫وغير المباشر‪ ..‬ق ّرر (األسد) رفع ِق َيم ال َبدَل‬ ‫ّ‬ ‫عن االلتحاق بجيش النظام إلى ‪ /15/‬ألف دوالر‪ٍ،‬‬ ‫بعد أن كانت هذه القيمة ‪ /5/‬آالف دوالر ٍفقط من‬ ‫قبل‪ ،‬ليتم ّكن بذلك من س ّد جز ٍء من أموال الخزينة‬ ‫المخصصة لتمويل كتائب األسد في حربها المستمرة‬ ‫ّ‬ ‫على الشعب السوري‪.‬‬

‫حكومة األسد‬ ‫ُ‬ ‫عوض ما ُه ّدم !!‬ ‫ست ّ‬ ‫وعــو ٌد أطلقها نائب رئيس مجلس الــوزراء لشؤون‬ ‫غالون ِْجي) رئيس ما يسمى‬ ‫الخدمات و(عمر إبراهيم ِ‬ ‫بـ(لجنة إعادة اإلعمار)‪َ ،‬‬ ‫المش ّكلة من أجل تعويض‬ ‫المواطنين المتض ّررين ج َّراء تهدّم منازلهم وممتلكاتهم‬ ‫الخاصة‪ ،‬بسبب قصف جيش األســد بآلة الحرب‬ ‫العسكرية للمحافظات والمدن لقمع الثورة المن ِد َلعة منذ‬ ‫المخصصة للتعويضات‬ ‫عا َمين‪ ،‬حيث قدّرت المبالغ‬ ‫ّ‬ ‫بحوالي ‪ /5/‬مليارات لير ٍة سوري ٍة‪ ،‬منها مليونٌ ونصف‬ ‫ّ‬ ‫لكل مواطن ٍمتض ّرر ٍبمبالغ تفوق الـ‪ /5/‬ماليين لير ٍة‪..‬‬ ‫(غالون ِْجي) أن حجم األضرار الناتج عن تدمير‬ ‫ويدَّعي ِ‬ ‫المنشآت العا ّمة لم يتجاوز ‪ /1158/‬مليار لير ٍة سوري ٍة‪..‬‬ ‫وعلى الجانب اآلخر‪ ،‬يبدو أنّ المواطن السوري لم َي ُعد‬ ‫يأبه للتعويضات المالية بقدر أن يتوقف القصف‬ ‫اليومي بالراجمات والمدافع والطائرات على المدن‬ ‫والبلدات؛ والذي يتس ّب ُب يومي ًا بارتقاء الشهداء ووقوع‬ ‫الجرحى‪ ،‬وآخر ما استُخ ِد َم كان السالح الكيماوي في جوبر‬ ‫وحرستا‪ ،‬والذي وصلت أضراره لوسط العاصمة دمشق‪،‬‬ ‫ويتساءل أحد الس ّكان المتض ّررين من مدينة داريا في‬ ‫حديثه لجريدة (عهد الشام) عن هذا القرار ‪-‬وقد رفض‬ ‫الكشف عن اسمه لدواع ٍ أمن ّي ٍة‪ -‬بأنه لو ع ّوضه النظام‬ ‫عن منزله أو متجره المتهدّم في داريا‪ ،‬فكيف سيع ّوضه‬ ‫ُشهدوا على يد عناصر األسد‪.‬‬ ‫عن دم أقربائه الذين است ِ‬


‫األحد | ‪ 2‬حزيران ‪2013‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪36‬‬

‫تحقيقات‬

‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫الثوري ِة‬ ‫البوصل َِة‬ ‫انحراف‬ ‫ّ‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫والتجاوزات‪.‬‬ ‫االختراقات‬ ‫بين‬ ‫عهد الشام | تحقيق ‪ -‬خاص‬ ‫َس الرداء َ‬ ‫ْألب َ‬ ‫الفضفاض للثورة كافة المحافظات‬ ‫والمدن السورية بما احتضنته من‬ ‫فئات ُمجتمعيةٍ‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫وشرائح شعبيةٍ ؛ ِإذ ّاتسع أكثر فأكثر خالل‬ ‫العامَ ين ون ّيف من عمر الثورة السورية‪ ،‬لكنهّ‬ ‫الثوار أو َق ْص ً‬ ‫أسقط َس ْه ً‬ ‫وا من ّ‬ ‫دا من أعدائها بعض‬ ‫ُ‬ ‫الثغرات التي ّ‬ ‫مكنت النظام من االنسالل عبرها؛‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫لتتحرى‬ ‫ثم التغلغل في ُصلب المجتمع السوري‪،‬‬ ‫عيونه ّ‬ ‫سنحت الفرصة‬ ‫وثائر‪ ،‬حتى إذا‬ ‫معارض‬ ‫كل‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫قضت قوات األسد عليهم بأرخص األثمان‬ ‫وأكبر مردودٍ للنظام‪ ..‬وال تقتصر هذه الثغرات‬ ‫على عمل الناشطين وتجمّ عات الداخل فقط‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫بل‬ ‫تتعداها على شكل أخطا ٍء فرديةٍ وجماع ّيةٍ‬ ‫ّ‬ ‫العسكريين األحرار كما ّ‬ ‫تفرق‬ ‫تخترق صفوف‬ ‫أطياف معارضة الخارج‪.‬‬

‫الم َحن‪..‬‬ ‫في ِخ َض ّم العمل تزداد ِ‬

‫يزال حبيس القضبان‪ ،‬بعدما كان اعتقاله الح ّبة األولى‬ ‫مدني ن َِش َط ضمن‬ ‫في انفراط ِس ْب َحة‬ ‫ثوري ّ‬ ‫ٍ‬ ‫تنظيم ٍ‬ ‫دمشقَ ‪ ..‬تقول العائلة‪َ « ،‬ع ِلم ولدنا من قبل الثورة‬ ‫توجهه‬ ‫أنه مرا َق ٌب بعناي ٍة من أجهزة النظام‪ ،‬بسبب ّ‬ ‫المعارض الذي امتاز به مع بقية األشخاص الذين بدؤوا‬ ‫التعامل معه تلك الفترة‪ ،‬لكنّه اعتاد ذلك الظرف‬ ‫وأصبح يتماشى معه ّ‬ ‫متوخي ًا الحذر في ّ‬ ‫كل أفعاله‪..‬‬ ‫وحينما بدأت الثورة‪ ،‬انتحل اسم ًا مستعار ًا ككلّ‬ ‫الناشطين‪ ،‬فزال بذلك خوفه وزادت ثقته بالتعامل مع‬ ‫الجميع باعتبارهم مثله ث ّوار ًا ضد النظام‪ ،‬ولكنّه بالغ‬ ‫في أريح ّيته الالمحدودة بالتعامل مع من رآهم ث ّوار ًا‪،‬‬ ‫حتى تم ّكن بعض عناصر النظام م ّمن راقبوه سابق ًا من‬ ‫الوصول إليه‪ ،‬والتواصل معه بأسما ٍء مستعار ٍة أيض ًا‪،‬‬ ‫ومشاركة معلومات أعماله وتح ّركاته ح ّد ثقته بهم‪،‬‬ ‫حتّى استطاعوا القبض عليه منفرِد ًا أثناء محاولته‬ ‫السفر والهروب من دمشق‪ ،‬فكانوا أسرع منه بذلك‪»..‬‬

‫أ ّول ما ُيغري النظام باختراقه واستغالل أخطائه هي‬ ‫تلك المنظمات المدن ّية بش ّقيها اإلعالمي واإلغاثي؛‬ ‫العتبارها عين الثورة ونبضها‪ ..‬قد تبدأ اختراقات‬ ‫هذه ّ‬ ‫المنظمات من خالل أناس ٍ ِصغار ٍفي دورهم‬ ‫ً‬ ‫انتسبوا اسما لألعمال الثورية‪ ،‬و ُيس َّمون بالمصطلح‬ ‫الدارج «خاليا نائمة»‪ ،‬بعضهم قد ّ‬ ‫يتدخل بخط سير‬ ‫هذه األعمال تارة ًبأسلوب النُصح وتسهيل الطرق‪،‬‬ ‫وآخرون بطريقة األمر واإلمالء الوقح تارة ً أخرى‪ ،‬وفي‬ ‫نماذج متط ّرف ٍة قد ُينفقون من جيوبهم و ُيع ّرضون‬ ‫َ‬ ‫أنفسهم للخطر «ظاهري ًا» في سبيل تسيير األعمال‬ ‫المو َكلة إليهم؛ حتى إذا أصبحوا على ِدراي ٍة كامل ٍة‬ ‫بآلية عمل ّ‬ ‫المنظمات وبالتالي أفرادها‪ ،‬تجد قوات‬ ‫األسد وقد هاجمت أماكن تج ّمع الناشطين أو باغتتهم‬ ‫أثناء عملهم‪ ،‬فتعتقل البعض وتستعملهم عامل‬ ‫ضغط الستدراج الفا ّرين‪ ،‬ناهيك عن ُمسا َو َمة أهالي‬ ‫ٍ‬ ‫معتقالت‬ ‫من‬ ‫أبنائهم‬ ‫إخراج‬ ‫إلى‬ ‫اقين‬ ‫و‬ ‫الت‬ ‫المعتقلين‬ ‫ّ‬ ‫قد ال تنتهي القصص عند ب ّوابات المع َت َقل أحيان ًا‪،‬‬ ‫األسد‪.‬‬ ‫فبعض التنظيمات الثورية التي تفقد أحد أعضائها‬ ‫المؤسسين في غياهب السجون‪ ،‬تميل إلى‬ ‫المه ّمين أو ّ‬ ‫عائلة أحد الش ّبان المعارضين لألسد م ّما قبل‬ ‫الثورة بذل األموال ودفع مبال َغ مالي ٍة طائل ٍة للضباط في‬ ‫والناشطين منذ بدايتها‪ ،‬تحدّثت إلى جريدة‬ ‫(عهد حكومة األسد‪ ،‬من أجل إخالء سبيل هؤالء المعتقلين‪،‬‬ ‫الذي‬ ‫ولدها‪،‬‬ ‫الشام) عن التجربة التي تعاصرها‬ ‫روايات معتقلين سابقين َش ِهدوا مثل هذه‬ ‫باعتقاللحمايته‪ ،‬إذ ال وفي‬ ‫ِ‬ ‫اعتقاله‬ ‫ت ّم التح ّفظ على اسمه ومكان‬ ‫التجارب مع زمال ِء الزنزانة‪ ،‬فهذه المبالغ كانت تبدأ من‬

‫‪ /250/‬ألف لير ٍة سوري ٍة وقد تصل إلى ‪ /2/‬مليون لير ٍة‪،‬‬ ‫كناشط‬ ‫الموجهة للمعت َقل وأهمية دوره‬ ‫تبع ًا للتهمة ّ‬ ‫ٍ‬ ‫متناسين أن هذه األموال تر ّد على الشعب‬ ‫ثوري‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫أضعافا ًمضا َعفة ًمن الرصاص والسالح‪.‬‬

‫«‬

‫مبالغ ُ مالية ٌ بين ‪ /250/‬ألفا ً و‪/2/‬‬ ‫سبيل‬ ‫إلخالء‬ ‫سورية‬ ‫ليرة‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫مليون ٍ‬ ‫ِ‬ ‫المعتق ِلين‬ ‫َ‬

‫»‬

‫ّ‬ ‫لعل أكبر أسباب االختراقات األمنية في صفوف‬ ‫موحد ٍة‪ ،‬كي‬ ‫الناشطين اليوم هو انعدام وجود قياد ٍة ّ‬ ‫تعتمد سياسة ًتتحرك التج ّمعات بموجبها‪ّ ،‬‬ ‫لتخطط‬ ‫وتنفذ أعمالها بطريق ٍة س ّري ٍة‪ ،‬فغالب ًا ما تت ّم االختراقات‬ ‫اجتهادات فرد ّي ٍة من أحد أعضاء التج ّمعات‪ ،‬أو‬ ‫بسبب‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫لخالف داخلي ٍيشقّ‬ ‫الصف والتعاون بينهم جميع ًا‪..‬‬ ‫ٍ‬ ‫الس ْرب‪.‬‬ ‫أي‬ ‫بمعنى أوضح‪ ،‬بسبب فر ٍد واح ٍد يح ّلق خارج ِ‬ ‫ً‬

‫وال ننسى أيض ًا سهولة اختراق ومتابعة أحد الناشطين‪،‬‬ ‫الذي قد يكشف الغطاء عن نفسه في حال ابتلع‬ ‫االجتماعي‪ ،‬فيملؤ حساباته‬ ‫ُط ْع َم مواقع التواصل‬ ‫ّ‬ ‫بمنشورات جديد ٍة قد تش ّد المتابعين‪ ،‬ولكنّها تكلفه‬ ‫ٍ‬ ‫غاليا ً‪ ،‬الستهتاره باحتمال أنّهم مرا َقبون أينما تحركوا‪،‬‬ ‫اإللكتروني ليس استثنا ًء‪.‬‬ ‫والفضاء‬ ‫ّ‬

‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬


‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬

‫تحقيقات‬

‫األحد | ‪ 2‬حزيران ‪2013‬‬

‫َ‬ ‫بالصالح‬ ‫السالح‪ ..‬عليكم‬ ‫ّ‬ ‫أهل ّ‬

‫خارج إطار العاصمة دمشق التي تس ّورها وتحت ّلها قوات‬ ‫متراوح ًا بين سيطرة‬ ‫األسد‪ ،‬يبقى الريف‬ ‫ّ‬ ‫الدمشقي ِ‬ ‫الجيش الح ّر على بعض مناطقه ومعارك يخوضها‬ ‫لتحرير البعض الباقي؛ لذلك ولكثرة الكتائب التي‬ ‫تنتسب للجيش الحر هناك‪ ،‬صار بمقدور مخابرات‬ ‫النظام نشر عناصرها على أنهم ٌ‬ ‫جيش ح ٌر‪ ،‬فيقفون‬ ‫على الحواجز وينصبون الكمائن‪ ..‬ويبقى بين هذا الطرف‬ ‫وذاك ٌ‬ ‫طرف ٌ‬ ‫ّ‬ ‫استغل‬ ‫األسدي‪ ،‬إنّما‬ ‫ثالث ال هو بالح ّر وال‬ ‫ّ‬ ‫الفوضى القائمة في المناطق المح ّررة من الريف ليؤ ّدي‬ ‫أدوار ًا «تشبيحية ً» تخدم مصالحه‪..‬‬ ‫شاب ٌ‬ ‫عامل بأحد المصانع لجريدة (عهد الشام)‪،‬‬ ‫تحدّث ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫توجه وع ّمال آخرون إلى بلدة بيت َس ِحم الريف ّية‪،‬‬ ‫بأنّه ّ‬ ‫من أجل «إخراج بعض البضائع من مستودعات‬ ‫المعمل»‪ ،‬ليواجههم هناك «أحد المس ّلحين ِصغار‬ ‫السن والذي زعم انتماءه لكتائب الجيش الح ّر»‪ ،‬فرفض‬ ‫مفاوضات‬ ‫إخراج ولو قطع ٍة من المستودع‪ ،‬ليوافق بعد‬ ‫ٍ‬ ‫طويل ٍة مع العاملين على إخراج بعض السيارات‪« ،‬مقابل‬ ‫مبلغ ‪ /10/‬آالف لير ٍة سور ّي ٍة على ّ‬ ‫كل س ّيار ٍة‪ ،‬ليرفع‬ ‫التسعيرة إلى ‪ /30/‬ألف ًا بعد السيارة الثالثة»‪ ،‬ويتابع‬ ‫القصة أنّ المقاتل ع ّلل ذلك «بحجة أنّ‬ ‫ّ‬ ‫الشاب صاحب ّ‬ ‫المنطقة مسؤولية كتيبته»‪.‬‬ ‫وفي جارتها بلدة َع ْقربا‪ ،‬قال لـ(عهد الشام) شاه ٌد‬ ‫آخ ُر كان ال يزال في المنطقة عندما سيطر عليها‬ ‫الجيش الحر‪ ،‬بأنّ «أحد الت ُّجار المشهود لهم بدعم‬ ‫الثورة وأهالي بلدته‪ ،‬من خالل موارد مستودعاته التي‬ ‫توجه‬ ‫تُع َت َبر مصدر ًا أساسي ًا للمواد الغذائية للسكان»‪ّ ..‬‬ ‫المذكور «إلخراج موا ٍد جديد ٍة من مستودعاته إلرسالها‬ ‫إلى األحياء الجنوب ّية من دمشق‪ ،‬ففوجئ بمقاتلين‬ ‫ا ّدعوا أنهم من الجيش الحر وقد حاصروا المستودعات‬ ‫طويل بين الطرفين‪ ،‬اق ِتي َد التاجر‬ ‫جال ٍ‬ ‫وأقفلوها‪ ،‬وبعد ِس ٍ‬ ‫فتوى بأن‬ ‫إلى الهيئة الشرعية للكتيبة‪ ،‬والتي أصدرت ً‬ ‫من حقّ الجيش الحر السيطرة على المستودعات‪ ،‬وبعد‬ ‫قب َلت الكتيبة ب َفكاك المستودعات مقابل‬ ‫نقاش ٍآخ َر ِ‬ ‫‪ /5/‬ماليين لير ٍة سوري ٍة‪ ،‬دفعها التاجر الذي ح ّمل المواد‬ ‫ارات أخرجها إلى الحجر األسود‪ ،‬لتعترضه‬ ‫في ثالث س ّي ٍ‬ ‫جماعة ٌمس ّلحة ٌأخرى نسبت نفسها إلى الجيش الح ّر‪،‬‬ ‫فصادرت السيارات الثالث مقابل ‪ /300/‬ألف لير ٍة‬ ‫سوري ٍة»‪.‬‬

‫«‬

‫الهيئة ُ الشرعية ُ إلحدى الكتائب‬ ‫غذائية‬ ‫مواد‬ ‫مستودعات‬ ‫تفاكك‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ليرة سورية‬ ‫مقابل ‪ /5/‬ماليين ٍ‬ ‫َ‬ ‫ٍ»‬

‫السنة الثانية | العدد ‪36‬‬

‫األحياء الجنوبية من دمشق باتت ِب ِس ْبرِ ريفها‪ ..‬فـ(ز ّياد) القادم في جنيف‪.‬‬ ‫شحن خاص ٍة به‪ ،‬روى لنا تجربةً وصفها ولو ذاكرنا من تخ ّلل صفوف المعارضة هذه قب ًال لوجدنا‬ ‫وهو سائق س ّيارة ٍ‬ ‫بـ»حيا ٍة ما بعد الموت»‪ ،‬عندما أل ِق َي القبض عليه في فيها انحراف ًا عن المعايير الثور ّية األولى‪..‬‬ ‫مخ ّيم اليرموك من ِق َبل مس ّلحين نسبوا أنفسهم لجبهة‬ ‫النُصرة‪ ،‬بتهم ٍة زعموا فيها نقله ُشحنَةً بين حواجز قوات فالمنشقّ (أ‪ .‬ب) أحد األسماء البارزة في مؤتمر مدريد‬ ‫بالع ِطر؛ كان‬ ‫األسد بدمشق‪ ،‬فبقي (ز ّياد) بعهدتهم «أربعين يوم ًا»‪ ،‬المنع ِقد قبل أسبوع ٍوهو ذو تاريخ ٍليس َ‬ ‫شعب سابق عن منطقة تل منين الريفية‪،‬‬ ‫منزل ر ّبما نزح عنه عضو مجلس ٍ‬ ‫قال عنهم‪« ..‬سجنوني بغرف ٍة في ٍ‬ ‫أهله في المخ ّيم‪ ،‬فحققوا معي بشتّى طرق التعذيب كما َ‬ ‫شغل منصب رئاسة جمعية (اإلنماء والتطوير)‪،‬‬ ‫التي لم تختلف عن أساليب النظام الذي يحاربونه‪ ،‬مسيرته الشخصية على ألسنة أهل منطقة التل تقول‪..‬‬ ‫فتع ّر ُ‬ ‫للج ْلد والكهرباء والضرب المب ّرح وحتى «إنه يملؤ المنطقة بصور األسد ُمر ِغم ًا الناس عليها‪،‬‬ ‫ضت َ‬ ‫ال َف َل َقة‪ ،‬ثم عرضوني على محكمتهم الشرعية التي وينقل الش ّبيحة بسيارته الخاصة إلى المكان الذي‬ ‫رفضت إطالق سراحي حتى دفعت عائلتي مبلغ ‪ /300/‬يريدونَ خدمة ًلهم»‪ ،‬فيما زاد أحد سكان المنطقة على‬ ‫ألف لير ٍة سوري ٍة؛ كما حجز المقاتلون شاحنتي بما فيها ذلك بشهادته‪ ،‬أنّ المذكور «تل ّقى سيارة ً من رجال األسد‬ ‫من مقتنياتي الشخصية‪ ،‬ث ّم أفرجوا عني ِص ْفر اليدين»‪ .‬شخصي ًا وعليها الرقم الخاص بالقصر الجمهوري»!!‪..‬‬ ‫معارضة ٌ تصيح والداخل جريح‪..‬‬

‫معظم المعارضة السياس ّية لم تواجه اختراقا ًأمن ّيا‬ ‫تهديدات تك ّلفها حيات ًا‪ ،‬ولكنّها اصطنعت من‬ ‫ًوال‬ ‫ٍ‬ ‫خالفاتها المتك ّررة ومشا ّداتها الكالمية واتهاماتها‬ ‫المتبادَلة َش ْرخ ًا كبير ًا‪ ،‬صرف أنظار أعضائها عن الهدف‬ ‫عمليات‬ ‫األ ّول وهو إسقاط األسد‪ ،‬والهدف الثاني ببدء‬ ‫ٍ‬ ‫سياسي ٍة تمهّ د لسوريا الجديدة‪.‬‬ ‫لكنّ خالفاتهم فاحت برائحة الشائعات‪ /‬حتى انتقد‬ ‫وزير الخارجية الروسي (الفروف) االئتالف الوطني‬ ‫بتصريح ٍن ُِشر مؤخرا ًفي‪ ،2013/05/30‬يقول «يعتقد‬ ‫المرء أن االئتالف الوطني ومن يرعونه إقليميا ًيبذلون‬ ‫للتوصل إلى‬ ‫ما يستطيعون لمنع بدء العملية السياسية؛ ّ‬ ‫تدخل عسكري ٍفي سوريا»‪،‬‬ ‫ٍ‬

‫نطاق أكثر ِس َعة ًوشهرة ًدول ّية ً‪ ،‬كان انشقاق‬ ‫وعلى ٍ‬ ‫(مناف طالس) الذي استجار ببعض المعارضة‪ ،‬فقام‬ ‫شائعات‬ ‫بجوالت دولي ٍة وصلت ترك ّيا بفرنسا‪ ،‬فب ّثت‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫جهات عديد ٍة‬ ‫وطروحات عنه كقائ ٍد للمعارضة بين‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫في المعارضة السورية نفسها ودبلوماسيين غربيين‬ ‫رفيعي المستوى‪ ،‬ولكن كيف كان ذلك وهو العميد في‬ ‫الجمهوري‪ ،‬وصديق طفولة (األسد) صغير ًا ومن‬ ‫الحرس‬ ‫ّ‬ ‫المق ّربين منه رئيس ًا‪ ،‬وقد تر ّبى في أحضان آل (األسد)‬ ‫وحاباهم منذ والية األب‪ ،‬حسب ما تنضح به سيرته‬ ‫الذاتية «الشهيرة»‪.‬‬

‫شخصيات على الثورة ت َْك ُمن حتى في‬ ‫خطورة هكذا‬ ‫ٍ‬ ‫األحداث الصغيرة‪ّ ،‬‬ ‫مناصب‬ ‫بغض النظر عن تسليمهم‬ ‫َ‬ ‫قياد ّية ًمعارِضة ً‪ ،‬حيث َّ‬ ‫يطلعون على أسرار المعارضة‬ ‫وخططها‪ ،‬فيمتلكون السلطة لإلضافة على هذه األسرار‬ ‫أو تبديل تلك الخطط‪ ،‬فقد يكونون مدخل النظام إلى‬ ‫«‬ ‫ّ‬ ‫كواليس المعارضة‪ ،‬حينما عجز عن التدخل فيها بصفته‬ ‫يرعونه‬ ‫االئتالف ومن‬ ‫الفروف‪:‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫يستطيعون لمنع المباشرة ليقضي عليها‪ ،‬فعزم على تفتيتها من الداخل‪.‬‬ ‫ما‬ ‫يبذلون‬ ‫إقليميا ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫السياسية‬ ‫ة‬ ‫العملي‬ ‫ِبدء‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ٍ»‬ ‫االئتالف‬ ‫رئيس‬ ‫قاله‬ ‫ما‬ ‫على‬ ‫د‬ ‫ر‬ ‫بمثابة‬ ‫ذلك‬ ‫جاء‬ ‫حينها‬ ‫ٍ‬ ‫مثل هذه التجارب والخالفات الفاضحة تشير‬ ‫(ص ْب َرة) أنّ ‪« ،‬االئتالف الذي ال يزال‬ ‫الوطني باإلنابة َ‬ ‫ّ‬ ‫انحراف كبيرٍ عن مسار الثورة‬ ‫وبكل قو ٍة إلى‬ ‫ٍ‬ ‫متواصلة ً في إسطنبول‪ ،‬لن يشارك في‬ ‫يعقد‬ ‫اجتماعات ِ‬ ‫ٍ‬ ‫السورية؛ التي نادت قبل عا َمين بـ(يلي‬ ‫مؤتمرات للسالم أو الحلول السياس ّية»‪ ،‬مع ّلق ً‬ ‫ذلك‬ ‫ا‬ ‫ّأي‬ ‫ٍ‬ ‫بيقتل شعبه خاين)‪ ،‬لتنعكس اليوم شعاراتها‬ ‫على ش ّماعة مذابح ال ُق ِصير»‪ ،‬نا ِفي ًا دون يقي ٍن أن تكون‬ ‫إلى تخوي ٍن داخلي ٍبين أطياف الثورة األولى‬ ‫خالفات أخرى‬ ‫الخالفات س ّيدة الموقف‪ ،‬مع ّقب ًا على‬ ‫ٍ‬ ‫نفسها‪ ،‬مثل (الحرامي حرامي‪ ..‬ح ّر وال نظامي)‬ ‫العسكري في االئتالف‪ ،‬بأنّ «تمثيل‬ ‫بشأن التمثيل‬ ‫ّ‬ ‫وحتى إسقاط ما ُس ّمي (معارضة المعارضة)‪..‬‬ ‫الجيش الحر في االئتالف أم ٌر مشروع ٌوالب ّد من أن يكون‬ ‫ثغرات‬ ‫ر ّبما أسباب االنحراف ب ُمج َم ِلها لم تعد‬ ‫ٍ‬ ‫بحجة أن‬ ‫لهم التمثيل المطلوب»‪ ،‬ولكن ع ّلق المسألة ّ‬ ‫مفتوحة ًللنظام وال أخطا ًء فرد ّية ًطائشة ً‪ ،‬إنّما‬ ‫مشاورات»‪ ..‬وفي ذلك‪ ،‬اتّهمت (الحركة‬ ‫«األمر يتطلب‬ ‫ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫هي ٌ‬ ‫الب ْكر‪،‬‬ ‫ثورات‬ ‫صغيرة انش ّقت عن تلك ِ‬ ‫ببيان أصدرته في ‪،2013/05/29‬‬ ‫سوريا)‬ ‫الثورية في‬ ‫ٍ‬ ‫دفعت‬ ‫فجزّأتها مصالح شخصية ًصفيقة ً ِ‬ ‫أن االئتالف فشل في تمثيل الثورة السورية‪ ،‬بعدما‬ ‫الساعي إليها إلى مصافحة أيادي النظام أو‬ ‫جهات إقليم ّي ٍة ودول ّي ٍة عليه»‪ ،‬إذ لم‬ ‫«سمح بهيمنة‬ ‫ٍ‬ ‫مجاراتها حتّى‪.‬‬ ‫يتفق أعضاؤه بعد على من يم ّثلهم في مؤتمر السالم‬


‫األحد | ‪ 2‬حزيران ‪2013‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪36‬‬

‫اقتصاد‬

‫مع القتل ‪ ..‬تدمير ممنهج للبنية التحتية‬ ‫مازالت البنية التحتية في المحافظات‬ ‫السورية‪ ،‬تدفع ثمن الحرب التي يشنها‬ ‫النظام عليها‪ ،‬حيث تفاوتت تقديرات‬ ‫الخبراء االقتصاديين والمسؤولين حول‬ ‫كلفة الخسائر الناجمة عن دمار المدن‪.‬‬ ‫وزير اإلدارة المحلية في حكومة األسد‬ ‫« عمر غالونجي»‪ ،‬قال إن قيمة أضرار‬ ‫البنية التحتية في سوريا ‪ ،‬وصلت إلى‬ ‫‪ 11‬مليار دوالر تقريبا حتى شهر شباط‬ ‫الماضي‪ .‬واتهم الغالوجني من أسماهم‬ ‫«باإلرهابين» بتدمير سوريا‪.‬‬ ‫وبــالــمــقــابــل قـــال مــديــر المكتب‬ ‫اإلقتصادي في المجلس الوطني أسامة‬ ‫القاضي‪ ،‬إنــه يصعب تقدير قيمة‬ ‫األضـــرار‪ ،‬خصوصا وأن نظام األسد‬

‫وراجماته وقنابله وبراميل الديناميت‬ ‫يلقيها يوميا دون انقطاع‪ ،‬ويضيف‬ ‫القاضي بأن التقديرات تشير إلى أن‬ ‫كلفة الدمار في سوريا‪ ،‬تتجاوز ‪ 50‬مليار‬ ‫دوالر بسهولة‪ ،‬إن لم يكن أكثر‪ ،‬بينما‬ ‫قال الخبير اإلقتصادي اللبناني وليد‬ ‫أبو سليمان لصحيفة الشرق األوسط‪،‬‬ ‫إن تكلفة إعمار سورية تصل إلى ‪200‬‬ ‫مليار دوالر‪ ،‬على أن تتصاعد هذه‬ ‫األرقام في حال استمرار مسلسل التدمير‬ ‫والقصف العشوائي‪.‬‬ ‫في حين أشــارت تقديرات الشبكة‬ ‫السورية لحقوق اإلنــســان‪ ،‬بــأن عدد‬ ‫المباني المدمرة في سوريا وصل‬ ‫إلى أكثر من ‪ 2.3‬مليون مبنى مدمر‬ ‫بدرجات متفاوتة‪ ،‬ومن جهتها قالت‬

‫الحركة الدستورية المعارضة‪ ،‬نهاية العام‬ ‫الماضي‪ ،‬إن حجم الخسائر في محافظة‬ ‫ريف دمشق‪ ،‬يقدر بـ ‪ 12‬مليار دوالر‪ ،‬وفي‬ ‫حمص ‪ 10‬مليارات دوالر‪ ،‬و‪ 3‬مليارات في‬ ‫إدلب ومثلها محافظة حماة‪ ،‬بينما في‬ ‫حلب قدرت الخسائر ‪ 2‬مليار دوالر‪.‬‬ ‫يذكر أن مدير التنمية اإلقتصادية‬ ‫والعولمة‪ ،‬وكبير اإلقتصاديين في اللجنة‬ ‫اإلقتصادية واإلجتماعية لغرب آسيا‪،‬‬ ‫عبد الله الدردري‪ ،‬صرح لصحيفة الشرق‬ ‫األوســط‪ ،‬في الشهر الثاني من العام‬ ‫الجاري‪ ،‬أن ال أرقام نهائية لحجم الدمار‬ ‫في سوريا‪ ،‬مشير ًا في الوقت عينه إلى أن‬ ‫خسارة سوريا من الناتج المحلي‪ ،‬وصلت‬ ‫إلى ‪ ،% 35‬وهو ما يعادل ‪ 25‬مليار دوالر‬ ‫وفق ًا لإلنتاج المحلي السوري‪.‬‬

‫حقوق‬

‫خط تنازل أو وقف إلطالق النار !؟‬ ‫| لونا العبد هلل ‪ -‬عهد الشام‬

‫وقف اطالق النار هي حالة مؤقتة من‬ ‫وقف الحرب أو الصراع المسلح‪ ،‬حيث‬ ‫يتفق الطرفان المسلحان على وقف‬ ‫األفعال العدوانية من الطرفين‪ .‬ومن‬ ‫الممكن إعالن وقف إطالق النار عن‬ ‫طريق معاهدة رسمية‪.‬‬ ‫وعلى ضوء تبادل سوريا وإسرائيل‬ ‫إطالق النار بضع مرات في األسابيع‬ ‫األخيرة‪ّ ,‬‬ ‫نذكر أنهما رسمي ًا في حالة‬ ‫حرب منذ عام ‪ ،1948‬ولكن الحدود‬ ‫بينهما ظلت هادئة نسبي ًا في األعوام‬ ‫المنصرمة رغم أن إسرائيل تحتل‬ ‫هضبة الجوالن منذ حرب ‪.1967‬‬ ‫ولكن المجموعة الدولية ال تعترف‬ ‫بسيادة إسرائيل عليها‪.‬‬

‫وبما أن المجموعة الدولية ال تعترف حسب زعمه تجاوزت خط وقف إطالق النار‬ ‫بسيادة إسرائيل على الجوالن فهذا ومن ثم إعالنه االحتفاظ بحق الرد !‬ ‫يعني أن وقف إطالق النار بين سوريا‬ ‫واسرائيل ال يخضع لمفهوم المعاهدة إن الدولة ذات السيادة والتي تقدّس كل شبر‬ ‫الدولية وال يترتب عليه أي عقوبات من أرضها‪ ,‬لهي األولى بقوة الرد والمسارعة‬ ‫دولية في حال اختراقه‪ ,‬كما يعني أنه السترجاع ما أخذ منها‪ ,‬حيث أن تنازل أي‬ ‫في حال اغتصاب أرض ملك لدولة دولة عن جزء من أرضها لسنوات عدّة يعني‬ ‫من طرف آخر يعطيها كامل الحق تنازلها عن سيادتها و احترامها امام شعبها‬ ‫في استردادها‪ ,‬فهل يطرح السؤال قبل أي قانون دولي كفيل بإسقاط تلك‬ ‫نفسه أين سوريا من أرضها المحتلة السيادة عنها ‪.‬‬ ‫خالل ستة وأربعين سنة ؟ ولماذا‬ ‫اآلن ضمن الظروف الحالية يتم خرق‬ ‫وقف إطالق النار بين النظام السوري‬ ‫أن وقف إطالق النار بين‬ ‫واسرائيل المحتلة للجوالن ليأتي الرد‬ ‫سوريا واسرائيل ال يخضع‬ ‫من اسرائيل باختراق المجال الجوي‬ ‫لمفهوم المعاهدة الدولية‬ ‫السوري مرات و مرات وقصف عدّة‬ ‫وال يترتب عليه أي عقوبات‬ ‫مواقع دون أن يكون للنظام السوري‬ ‫دولية في حال اختراقه‬ ‫القدرة سوى على تدمير عربة اسرائيلية‬

‫اقتصاد ‪ -‬حقوق ‪6‬‬ ‫‪6‬‬


‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬

‫رأي‬

‫األحد | ‪ 2‬حزيران ‪2013‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪36‬‬

‫سوريا‪ ...‬وأصل الرواية‬ ‫يوم ًا بعد يوم‪ ,‬تتبدى حقائق أشياء لم نتوقعها مطلق ًا‪,‬‬ ‫حقائق توحي بأن سوريا ليست قضية العصر فحسب‪ ,‬بل‬ ‫هي القضية الكبرى التي تتناهى عندها كل المعضالت‪,‬‬ ‫وتذوب في بوتقتها كل اآلالم والملمات‪ ...‬وآخر ملماتها‬ ‫الطاعنة في الصميم تمدد قوة النظام المصحوبة بعسكر‬ ‫إيراني وميليشياتي ِمن الحزب الشيعي المارق‪ ...‬إنها‬ ‫سوريا المستباحة‪.‬‬

‫آل البيت‪ ...‬ولنفهم الحاصل‪ ,‬ينبغي لنا التدقيق في‬ ‫شعارات الشيعة المقاتلين في أرضنا‪ ,‬وفي القضية التي‬ ‫يقاتلوننا ِمن أجلها‪ ,‬نأخذ على سبيل المثال‪ :‬يا لثارات‬ ‫الحسين‪ !...‬يتساءل السوري العادي‪ :‬ما عالقتي بيزيد؟ هل‬ ‫ألنه حاكم ِمن دمشق؟ هل ينبغي أن أحمل دم الحسين‬ ‫مواط ٍن سني ِمن‬ ‫برقبتي بصفتي شامي ًا حتى ُيذبح آخر ِ‬ ‫أبناء بلدي؟‬

‫العالم السنِّي الذي تتزعمه مصر بتعداد سكانها الهائل‬ ‫والسعودية بثرائها الفاحش‪ ,‬يرى التمدد الفارسي ويقف‬ ‫أمامه عاجز ًا عن مجابهته‪ ,‬إيــران التي كانت بالكاد‬ ‫تستطيع الحفاظ على أمن حدودها‪ ,‬أتاها َمن ُيسقط‬ ‫دويلة نشأت في أفغانستان «حكومة الطالبان» وحكومة‬ ‫صدام العراقية – التي حقنها الخليج بالمال طوال حربها‬ ‫معها بحجة إيقاف المد الشيعي – ‪ ,‬و ِمن سخرية األقدار‬ ‫أن الغزو األميركي للعراق كان بتمويل خليجي محض‪,‬‬ ‫وبعد أن عجزت الواليات المتحدة عن إدارة ذلك البلد‬ ‫وصل بري ًة‬ ‫س َّلم ْت ُه إليران حتى تدير شؤونه ويكون صلة ٍ‬ ‫لها مع سوريا ولبنان إلى البحر المتوسط وإسرائيل‪...‬‬ ‫تش ِّكل سوريا عمق ًا تاريخي ًا للعرب المسلمين السنة‪ ,‬إذ‬ ‫كانت عاصمة األمويين الذين يعتبرهم الشيعة أعداء‬

‫تلك هي الحجة التي يهيمن اإليرانيون بها على عقول‬ ‫أتباعهم‪ ,‬ليصونوا مصالحهم في سوريا وليجنِّدوا‬ ‫عساكرهم‪ ....‬البعد العقائدي هو األقوى‪ ,‬إذ بدونه ال ُعذر‬ ‫لشيعة ميليشيا حزب الله أن يقتلوا السوريين‪ ,‬فيقولون‪:‬‬ ‫نحن ندافع عن المراقد‪ ,‬التكفيريون يريدون هدمها ونحن‬ ‫فداء آلل البيت‪ ...‬أسأل ههنا نفسي ومن يعي السؤال‪:‬‬ ‫من اعتدى على مرقد زينب؟ أو رقية؟ أو مشهد رأس‬ ‫الحسين؟ أو مقابر من يدعون أنهم آل البيت المدفونون‬ ‫في مقبرة باب الصغير طوال أكثر ِمن ألف عام حكم‬ ‫السنيون فيها أرض الشام؟ إنه عمود جحا كما يقال‬ ‫في المثل كي يبرروا قتلهم للسوريين وإخماد ثورتهم‪...‬‬ ‫وهم بذات الوقت يغذون مشاعر الحقد في قلوب أبناء‬ ‫شعبنا المظلومين‪ ,‬ليشحنوا حرب ًا طائفية يظنون أن الطرف‬

‫اآلخر فيها وهو نحن «مهزومون»‪ ...‬السعودية ال تسعى‬ ‫إال لنشر أيديولوجيتها وال تعبأ بتحررنا‪ ...‬أما مصر التي‬ ‫تكاد تفلس وأتاها ِمن اإليرانيين من يدفع لها المال‬ ‫حتى تقوم ِمن عثرتها‪ ,‬فستبيع سوريا وشعبها وستناصر‬ ‫النظام وتدعو الشعب للكف عن «فورته العبثية»‪.‬‬ ‫تمدد الشيعة في بلدنا وحربهم ضدنا في القصير هو‬ ‫إثبات ملكية إيران وروسيا لسوريا شئنا أم أبينا‪ ,‬ودليل‬ ‫على أنَّ قمعنا هو تكريس لتلك الملكية‪ ....‬سوريا اآلن‬ ‫شعب يستباح‪ ,‬وأمراء حرب ينتشرون‪,‬‬ ‫تتعرض للخيانة‪ٌ ,‬‬ ‫ونظام باع بلده ألعدائها‪ ,‬ومعارضة حمقاء ال زالت‬ ‫تقتسم الكراسي وتتصارع ِمن أجل أمجاد زائفة‪ ,‬وتخاذل‬ ‫استراتيجي إقليمي واضح‪ ,‬وانتظار للحدث األكبر الذي ال‬ ‫يعلم أحد عنه شيئ ًا إال أنه قادم‪.‬‬

‫نبيل العربي وبروباغاندا مصر‬ ‫فرِح «العرب عموم ًا» والمصريون خصوص ًا بانتخاب‬ ‫األمين العام لجامعة الدول العربية مصري ًا كالعادة للمرة‬ ‫غير المعروف رقمها‪ ,‬ويسمى ذلك األمين العام باسم نبيل‬ ‫ويكنى بالعربي‪ ....‬لكن كل هذا ال يعنينا نحن السوريون‬ ‫ال قبل الثورة وال أثناءها‪ ,‬فنحن نعلم أن الجامعة تلك‬ ‫هي ملكية مصرية‪ ,‬والكثير ِمن أبناء الجيل الماضي عاش‬ ‫عصرها الذهبي ويعلم بأنها أداة مصر لتثبيت نفوذها‬ ‫«الناعم» على المنطقة الممتدة ِمن المحيط األطلسي إلى‬ ‫الخليج المتنازع على تسميته بين العرب والفرس‪.‬‬ ‫لم تكن العروبة بصفتها الهيكلية عند القوميين‬ ‫تستهوينا البتة‪ ,‬فالحلم بإقامة دولة واحدة تضم اثنين‬ ‫وعشرين قطر ًا غير منطقي إذا أخذنا بعين االعتبار أن العراق‬ ‫أصبح عبارة عن ثالث دويالت واحدة منها ناطقة بالكردية‬ ‫والثانية بالفارسية األعجمية‪ ,‬والسودان دولتين‪ ,‬العربية‬ ‫فيهما تفسد العروبة أكثر ِمن إفساد اإلسرائيليين لسمعتنا‬ ‫أمام المجتمع الدولي‪ ...‬فال أدري لماذا نقول أين العرب‪...‬‬ ‫لكن بعد تصريحات نبيل العربي ال ُمعا ِتبة لحسن صاحب‬ ‫ميليشيا تدعى حزب الله‪ ,‬أضح ْي ُت أشك في عروبتها‪,‬‬ ‫وباألخص ألنها ال تحقق الشرط األدنــى لكي تدعى‬ ‫بالعربية بسبب أن أمينها العام ال يجيد سوى اللهجة‬ ‫المصرية ويريد طبع اللغة العربية بها ولن يستطيع‪.‬‬

‫العبارات التي قالها تبلغ ِمن الوضاعة والخيانة للشعب‬ ‫السوري بمكان‪ ,‬والذي لواله ما كان هنالك عروبة بالمعنى‬ ‫التام للكلمة‪ ,‬وسأسوقها كما قيلت في البيان بالحرف‪:‬‬ ‫«دعــا قيادة حزب الله إلى مراجعة مواقفها وعدم‬ ‫التدخل في القتال فى سوريا مؤكد ًا على أن السبيل‬ ‫الوحيد لتحصين لبنان وحماية مقاومته الوطنية يكون‬ ‫بتحصين وحدة لبنان الداخلية‪ ...‬لحماية لبنان وسلمه‬ ‫األهلي من التداعيات اإلقليمية الخطيرة لألزمة السورية»‪.‬‬ ‫وأضاف مندد ًا بالهجوم على جنوب بيروت والقتال‬ ‫في شمال لبنان قائ ًال «هذه الحادثة اإلجرامية إضافة‬ ‫إلى االشتباكات المسلحة العبثية المستمرة في مدينة‬ ‫طرابلس هي أعمال تخريبية مرفوضة تهدف إلى إشعال‬ ‫نار الفتنة‪ ...‬وتوتير الوضع األمني في لبنان على إيقاع‬ ‫األحداث الدموية المؤسفة الجارية في سوريا‪».‬‬ ‫أيها العربي‪ ,‬أن تكف لسانك عن سوريا خير لك ِمن الهراء‬ ‫الذي تقوله‪ ,‬فاعتبارك حسن زعيم الميليشيا المجرمة‬ ‫والمعتدية على أرضنا السورية عربي ًا مع أن والءه المطلق‬ ‫لخامنئي الفارسي اإليراني هو في حد ذاته استغباء‬ ‫للعرب الذين تتحدث باسمهم كذب ًا وبهتان ًا‪ ,‬بغض‬ ‫النظر عن خشيتك على وحدة لبنان الداخلية وإهمالك‬ ‫لسوريا التي تنزف منذ أكثر ِمن سنتين دونما موقف منك‬

‫ومن سادتك يليق بها‪ ...‬وإن السوريين بعد تصريحك‬ ‫هذا ومواقف رئيسك اإلخواني مرسي قد باتوا يعرفون‬ ‫عدوهم تمام ًا‪ ,‬هم ليسوا عدو ًا واحــد ًا‪ ,‬إنما هم أعداء‬ ‫كثيرون‪ ...‬تخاذلوا عن نصرته ثم ناصروا أعداءه عليه‪.‬‬ ‫لن يغفر السوريون لمصر ولبنان والعراق ودول مسماة‬ ‫بالعربية مواقفهم المعادية لهم أبد ًا‪ ...‬وليعلم الجميع أنه‬ ‫إذا كانت الثورة الفرنسية قد دفعت أوربا بأسرها للتغير‬ ‫والتحول‪ ,‬فإن الثورة السورية تمضي في تغييرها للمفاهيم‬ ‫ومحوها لألكاذيب ووضعها للنقاط على الحروف‪ ,‬وإذا‬ ‫كانت تدفع – وال تزال – ثمن تحررها مئات اآلالف ِمن‬ ‫دماء أبنائها ومصائرهم‪ ,‬فستسترد حقها ِمن الجميع‪ ,‬ولن‬ ‫تستطيع دولة عربية أن تبلغ ما ستصير إليه سوريا ِمن‬ ‫حرية وسيادة ال ُّ‬ ‫تدخل ِمن األعداء فيها‪ ...‬سوريا تصنع‬ ‫حريتكم أيها الحمقى‪ ...‬قفوا في حضرتها صامتين‪.‬‬


‫األحد | ‪ 2‬حزيران ‪2013‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪36‬‬

‫مـقـاالت‬

‫‪8‬‬

‫رحمة اهلل على الشهداء األخفياء‬ ‫| مجاهد مأمون ديرانية‬

‫يظن بعض الناس أن المدن والمناطق أولئك هم فدائيو الثورة وجنودها األخفياء‪ ،‬وهم‬ ‫المحتلة (التي ما زالت خاضعة لسلطة يعيشون في فم األسد وعلى شفا ُف ّوهة البركان‪،‬‬ ‫َ‬ ‫االحتالل األسدي) أنها خاملة ال‬ ‫أمسوا في بيوتهم ال يأمنون أن يصبحوا‬ ‫ثورة فيها فإنهم إذا َ‬ ‫ينظرون‬ ‫ألنهم‬ ‫وال عمل‪ .‬وهم معذورون‬ ‫فيها‪ ،‬وإذا أصبحوا فيها ال يضمنون الحرية والسالمة‬ ‫ْ‬ ‫إلى السطح فال يرون أي نشاط‪ ،‬ولكن مَ ن حتى المساء‪ .‬كم من شاب منهم أو شابة تعرضوا‬ ‫يستطيع أن يرى عالم النمل العجيب الذي لالعتقال‪ ،‬وكم منهم من اس ُتشهد تحت التعذيب‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫يضج بالحركة والحياة إذا نظر إلى سطح نعم‪ ،‬في كل يوم يُستشهَ د في القصف العشوائي‬ ‫في‬ ‫الثوري‬ ‫النشاط‬ ‫ليس‬ ‫التراب؟‬ ‫يغطيه‬ ‫والمذابح الطائفية مئة أو مئات‪ ،‬وفي كل يوم‬ ‫ً‬ ‫المناطق المحتلة أقل‬ ‫نشاطا وضجة بالحياة يرتقي من المجاهدين عدد من الشهداء‪ ،‬ولكن‬ ‫اضطروا‬ ‫أصحابه‬ ‫ولكن‬ ‫النمل‪،‬‬ ‫من مستعمرات‬ ‫أولئك الناشطين الذين يستشهدون تحت التعذيب‬ ‫إلى العمل في الخفاء ألن العدو سيفتك بهم هم سادة الشهداء‪ ،‬ألنهم قذفوا بأنفسهم في‬ ‫لو كشفوا أنفسهم وتحركوا تحت الشمس‪ .‬عين الخطر وهم يدركون ما ينتظر الواح َد منهم إذا‬ ‫سقط في يد العدو‪ ،‬وغي ُرهم من شهداء القصف‬ ‫خالل السنة األخيرة تشرفت باالرتباط ببعض َف ّر بنفسه فلحقه الموت إلى دار الفرار‪ ،‬وألنهم‬ ‫المجموعات الفيسبوكية المغلقة التي تضم دخلوا إلى المعركة ُع ْز ًال وغيرهم من شهداء‬ ‫ناشطين وناشطات من شباب وصبايا الثورة الجهاد واجهوا العدو بالسالح‪ .‬رحم الله الجميع‪.‬‬ ‫في الداخل‪ ،‬وأدركت من خالل متابعتي لتلك‬ ‫المجموعات مقدار الجهد العظيم الذي يقومون كلما قرأت ‪-‬وأنا أتابع أخبار المجموعات‪ -‬أن واحد ًا‬ ‫ويقمنَ به‪ ،‬والذي كان له ‪-‬من جهة‪ -‬أثر كبير في من أولئك األبطال اع ُتقل أو استشهد تحت‬ ‫صمود المناطق المحررة القريبة التي يفرض النظام التعذيب غشيني حزن كبير وكأني فقدت أخ ًا عرفته‬ ‫عليها الحصار‪ ،‬وفي استمرار الروح الثورية وانتشارها من سنين‪ ،‬مع أني ال أعرفهم بالصور وال باألسماء‪،‬‬ ‫في المناطق المحتلة ذاتها من جهة أخرى‪ .‬فإنهم يتخ ّفون بأسماء مبهَ مة فال ُيع َرف الواحد‬ ‫منهم وال ُي َ‬ ‫كشف اسمه إال بعد االستشهاد‪ .‬إنني‬

‫أفتقد كل من يمضي منهم على الطريق وأحس‬ ‫في نفسي بألم ال َف ْقد ومرارة الفراق‪ ،‬فكيف برفاق‬ ‫الدرب وإخوة الجهاد؟ ال بد أنهم أشد تعرض ًا‬ ‫ُ‬ ‫يلح‬ ‫للك َرب واألحزان‪ ،‬فض ًال عن القلق الذي ما يزال ّ‬ ‫على نفوسهم من خطر التعرض إلى ذات المصير‪.‬‬ ‫أولئك إخوانكم وأخواتكم الب َررة األخفياء الذين‬ ‫لم تعرفوهم بأسمائهم‪ ،‬ال تنسوهم من الدعاء‪،‬‬ ‫وشاركوهم بالتعزية والتشجيع‪ .‬انشروا كلمات‬ ‫تخاطبونهم فيها فتشدّون على أياديهم‬ ‫وتُشعرونهم بأنكم تعلمون ما يعملون وأنكم‬ ‫لعملهم مقدّرون وشاكرون‪ .‬عزّوهم وشجعوهم‪ ،‬فال بد‬ ‫أن تصل كلماتكم إليهم أو إلى بعضهم حتى لو لم‬ ‫تعرفوا عناوينهم‪ ،‬فإنهم كثيرون وكثيرات‪ ،‬وإنهم‬ ‫يعيشون في قلق ال ينقطع وإنهم يفقدون في كل‬ ‫يوم أخ ًا من إخوة الجهاد وشريك ًا من شركاء الطريق‪.‬‬

‫أولئك هم فدائيو الثورة وجنودها‬ ‫األخفياء‪ ،‬وهم يعيشون في فم‬ ‫األسد وعلى شفا ُف ّوهة البركان‬


‫‪9‬‬

‫مـقـاالت‬

‫األحد | ‪ 2‬حزيران ‪2013‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪36‬‬

‫كن قائداً‪ ..‬القيادة والتأثير في ‪ 12‬سلوك ًا‬ ‫تتناسب قدرة القائد على التأثير طرد ًا مع ثقة‬ ‫اآلخرين به‪ .‬الثقة ال تأتي من فراغ‪ ،‬وإنما تبني‬ ‫بشكل تراكمي بعمل مستمر وجهد دؤوب‪.‬‬ ‫سأذكر فيما يلي ‪ 12‬سلوك لبناء الثقة‪ ،‬قبل‬ ‫أن أستعرض هذه السلوكيات‪ ،‬أريد أن أذكر أن‬ ‫القيادة ليست منصب ًا رسمي ًا وحسب‪ ،‬القيادة‬ ‫هي القدرة على التأثير‪ ،‬هناك أشخاص ليس‬ ‫لديهم منصب رسمي يؤثرون أكثر من أصحاب‬ ‫المناصب‪ ،‬أحيان ًا تجد في العائلة شخص ًا يطلب‬ ‫أفراد العائلة رأيه ويعملون بمشورته أكثر من كبير‬ ‫العائلة‪ ،‬أحيان ًا تجد في المؤسسة موظف ًا عادي ًا‬ ‫يحترمه الموظفون ويطيعونه أكثر من المدير‬ ‫الرسمي‪ ،‬القيادة ليست منصب ًا‪ ،‬القيادة خيار‪،‬‬ ‫وهذه هي السلوكيات التي تصنع القائد المؤثر‪:‬‬ ‫‪ -1‬كن صادق ًا‪ :‬قل الحقيقة‪ ،‬دع الناس‬ ‫يعرفون موقفك الحقيقي‪ ،‬أظهر االستقامة‪.‬‬ ‫‪ -2‬أظهر االحترام‪ :‬أظهر أنك تهتم‬ ‫باآلخرين بشكل حقيقي‪ ،‬احترم الجميع‬ ‫حتى أولئك الذين تختلف معهم في الرأي‪،‬‬ ‫أظهر اللطف من خالل تصرفات بسيطة‪.‬‬ ‫‪ -3‬صحح الخطأ‪ :‬اعتذر بسرعة‪ ،‬أظهر‬ ‫التواضع‪ ،‬قم بالعمل الذي تراه صحيح ًا‬ ‫ولو كان فيه تراجع عن قرار سابق‪.‬‬ ‫‪ -4‬أظهر الوالء‪ :‬اعترف بالفضل لآلخرين‪،‬‬ ‫حافظ على والئك للناس حتى في غيابهم‪ ،‬ال‬ ‫تتكلم عن اآلخرين بالسوء من خلف ظهورهم‪.‬‬

‫‪ -5‬حقق نتائج‪ :‬اصنع سج ًال من اإلنجازات‪،‬‬ ‫أنجز األمور التي ّ‬ ‫وظفت من أجل إنجازها‪،‬‬ ‫ال تبالغ في الوعود وال تقصر في األداء‪،‬‬ ‫ال تختلق أعذار ًا تبرر بها عدم اإلنجاز‪.‬‬ ‫حسن‬ ‫‪-6‬ط ّورنفسك‪:‬تعلموط ّورنفسكباستمرار‪ّ ،‬‬ ‫قدراتك‪ ،‬ط ّور أنظمة رسمية وغير رسمية للتقييم‪،‬‬ ‫اشكر األشخاص الذين يقدمون لك تقييم ًا‪،‬‬ ‫استفد من تقييم اآلخرين لك في تطوير نفسك‪.‬‬ ‫‪ -7‬واجه الواقع‪ :‬عالج المواضيع الصعبة بشكل‬ ‫مباشر‪ ،‬اعترف باألمور التي ال يجرؤ اآلخرون‬ ‫على االعتراف بها‪ُ ،‬ق ِد النقاشات بشجاعة‪.‬‬ ‫‪ -8‬وضح التوقعات‪ :‬ب ّين لآلخرين ما‬ ‫تتوقعه منهم‪ ،‬ناقش هذه التوقعات‬ ‫معهم‪ ،‬أعد التفاوض حولها إذا لزم األمر‪،‬‬ ‫تأكد من فهم اآلخرين لهذه التوقعات‪.‬‬ ‫‪ -9‬استمع أو ًال‪ :‬استمع قبل أن تتكلم‪ ،‬استمع‬ ‫بأذنيك وعينيك وقلبك‪ ،‬إفهم اآلخرين قبل‬ ‫أن تطلب منهم أن يفهموك‪ّ ،‬‬ ‫شخص قبل‬ ‫التفكير بالعالج‪ ،‬ال تفترض األمور بل اكتشفها‪.‬‬ ‫‪ -10‬مارس المحاسبة‪ :‬أخضع نفسك واآلخرين‬ ‫للمحاسبة‪،‬تح ّملمسؤوليةالنتائجالجيدةوالسيئة‪.‬‬ ‫‪ -11‬أوف بوعودك‪ :‬ال تقدم وعود ًا ال تستطيع‬ ‫الوفاء بها‪ ،‬افعل كل ما بوسعك للوفاء‬ ‫بوعودك‪ ،‬اعتبر الوفاء بالوعد رمز ًا لشرفك‪.‬‬ ‫‪ -12‬وسع دائرة الثقة‪ :‬امنح ثقتك ألولئك الذين‬ ‫يستحقونها‪ ،‬ال تسحب الثقة خوف ًا من المخاطرة‪.‬‬

‫يبدأ الرقم بـ ‪ 50‬ويزداد حتى يصل لـ‪ 200‬أو أكثر‪،‬‬ ‫ينتهي اليوم بعدد األرواح الشهيدة هذه ليأتي ما‬ ‫بعده يحمل رقم ًا ربما كان أكبر‪..‬وكثير ًا ما ضعفت‬ ‫العيون أمام شاشات التلفاز‪ ،‬لتبكي حزن ًا وألم ًا على‬ ‫فراق أبناء الوطن وخسارتهم‪ ..‬وكثير ًا ما توقفت‬ ‫وغال في المعارك‬ ‫الحياة لشهورِ بعد فقد ِعزيزٍ ٍ‬ ‫اليومية بين الرصاص والقصف ‪..‬‬ ‫لكن‪ ..‬مع تقطع القلب وتمزق األوصال على حزن‬ ‫الفراق الب ّد ان يكون لنا صحوة مع معاني الشهادة‬ ‫مسلم يعرف أن‬ ‫العميقة‪ ،‬الراقية ‪ ..‬المحببة لكل ٍ‬ ‫ما هذه إال حيا ُة دنيا ‪ ..‬إن الله يصطفي للشهادة‬ ‫أفضل عباده‪ ،‬ليكونوا في منزلة الصديقين واألنبياء‬ ‫يقين أن الموت‬ ‫بدون حساب‪ ،‬وإن كنا جميع ًا على ٍ‬ ‫مكتوب علينا‪..‬الب ّد أن نفرح للشهيد ونسعى ألن‬ ‫ٌ‬ ‫تنتهي حياتنا كما انتهت أيامه بشهاد ٍة صادق ٍة‬ ‫بإذن الله ‪ ..‬إن أكثر ما يستدل عليه بعظيم مكانة‬ ‫الشهادة أمنية رسول الله صلى الله عليه وسلم أن‬ ‫ينالها أكثر من مرة «والذي نفس محمد بيده لوددت‬ ‫أني أغزو في سبيل الله فأقتل ‪ ،‬ثم أغزو فأقتل ‪،‬‬ ‫ثم أغزو فأقتل» ويسألونه الصحاب ُة ل َم تتمنى هذا‬ ‫يا رسول الله فيجيب‪ »:‬ما أحد يدخل الجنة ‪ ،‬يحب‬ ‫أن يرجع إلى الدنيا ‪ ،‬وله ما على األرض من شيء إ ّال‬ ‫الشهيد ‪ ،‬يتمنَّى أن يرجع إلى الدنيا ف ُيقتـل عشر‬ ‫مرات ‪ ،‬لما يرى من الكرامة» ومما يؤكد هذا المعنى‬ ‫أنه لما قتل عبد الله بن عمرو بن حرام يوم أحد قال‬ ‫عليه الصالة والسالم لولده جابر‪« :‬يا جابر ! أتدري‬ ‫ماذا فعل الله بأبيك؟ قال‪ :‬ال‪ .‬يا رسول الله‪ .‬قال‪:‬‬ ‫والذي نفسي بيده! لقد كلم الله أباك كفاح ًا بال‬ ‫ترجمان فقال‪ :‬تمن يا عبدي‪ .‬قال‪ :‬أتمنى أن تعيدني‬ ‫إلى الدنيا فأقتل فيك ثانية‪ .‬قال‪ :‬إني كتبت على‬ ‫نفسي أنهم إليها ال يرجعون؛ فتمن‪ .‬قال‪ :‬أتمنى‬ ‫أن ترضى عني؛ فإني قد رضيت عنك‪ .‬قال‪ :‬فإني‬ ‫فأي‬ ‫قد أحللت عليك رضواني ال أسخط عليك أبد ًا» ُّ‬ ‫وأي مكانة‬ ‫فضل أرقى وأسمى وأعظم من الشهادة‪ُّ ،‬‬ ‫ٍ‬ ‫أحلى وأجمل من هذه المكـانة ؟!‬

‫مع تقطع القلب وتمزق األوصال‬ ‫البد ان يكون‬ ‫على حزن الفراق ّ‬ ‫لنا صحوة مع معاني الشهادة‬ ‫العميقة‪ ،‬الراقية ‪ ..‬المحببة لكل‬ ‫حياة‬ ‫مسلم يعرف أن ما هذه إال‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫دنيا‬


‫األحد | ‪ 2‬حزيران ‪2013‬‬

‫يصبح أعزب ًا ويمسي محصن ًا‬ ‫اليخفى علينا ما أورثته الثورة المبررة التي لم تكن متاحة سابقا ألسباب‬ ‫السورية من آثار نفسية في الدين والتقاليد ‪,‬حيث كان المحور األصل‬ ‫المجتمع بشتى فئاته ‪,‬بدأت كل للعالقة هو العمل الثوري والذي تفرع عنه‬ ‫فئة تعبر عن تلك اآلثار ‪..‬كل حسب العديد والعديد من العالقات « الثورية‬ ‫حاجاته ‪,‬تنوعت وتلونت لتأخذ « والتي ُرسمت بأشكال مختلفة من‬ ‫أشكاال عديدة لم يكن الزواج بدعا العالقات بين الشباب والفتيات ‪,‬تطورت‬ ‫منها ‪..‬بل ال نالم إن قلنا إنه كان بشكل تصاعدي الفت أنتجت في نسب‬ ‫المظهر األبرز الذي تصدر مشهد ليست بالقليلة حاالت زواج ‪,‬وازداد عدد‬ ‫تلك النواحي لما يورثه الزواج من حــاالت الــزواج بين الشباب والفتيات‬ ‫استقرار وتفريغ لخبايا النفس بشكل أكثر مما كانت عليه قبل الثورة‬ ‫التي اشتدت وطأة الثورة عليها ‪..‬والتي أصبحت تعتبر كتعويض نفسي‬ ‫بشكل كبير‪.‬‬ ‫عن الظروف الصعبة والحرب التي يشنها‬ ‫األسد على الشعب السوري والتي يشعر‬ ‫رتمية متصاعدة ‪ ,‬بتصاعد‬ ‫فيها الشباب خاصة بعدم االستقرار‬ ‫وتيرة الثورة‬ ‫وأنهم مالحقون أمني ًا أكثر من غيرهم‬ ‫ومع تقادم الثورة السورية وانخراط الشباب من فئات المجتمع تجعلهم مقبلين على‬ ‫فيها ‪,‬نشأ نوع جديد من العالقات الثورية الزواج رغبة بشعورهم بنوع من االستقرار‪.‬‬

‫القمامة أش ُّد خطراً من القنابل‬ ‫«حملة الوقاية سبيل النجاة»‬ ‫في اآلونــة األخــيــرة لم تكن القنابل‬ ‫لإلصابات‬ ‫المسبب الوحي ُد‬ ‫والقذائف هي‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫أضيف عليها‬ ‫والخسائرِ البشري ِة‪ ،‬بل‬ ‫األمراض واألوبئة الناتجة عن االبتعاد عن‬ ‫النظافة والعناية بالصحة العامة‪ ،‬ومن هنا‬ ‫انطلق « تجمع بنات الشام» في حملته‬ ‫« الوقاية سبيل النجاة» لنشر الوعي بين‬ ‫أفراد المجتمع السوري والعائالت النازحة‬ ‫التي تتعرض لكثيرِ من األمــراض دون‬ ‫أن تعطي َّ‬ ‫اهتمام للوقاية منها أو‬ ‫أقل‬ ‫ٍ‬ ‫المعالجة باعتبارها ٌ‬ ‫أمراض عادية‪.‬‬ ‫بدأت الحملة في بداية الشهر الخامس‬ ‫وانتهت في التاسع عشر منه‪ ،‬وتضمنت‬ ‫منشورات تعريفيه لمجموع ٍة من األمراض‬ ‫ٍ‬ ‫وطــرق العالج والوقاية منها مع صور‬ ‫توضيحية ألسبابها أو أعراضها‪ ،‬كما قام‬ ‫بحمالت توعية‬ ‫« تجمع بنات الشام»‬ ‫ِ‬ ‫ونشاطات في عدد من مراكز اإليواء ومدارس‬

‫األطفال في دمشق وريفها ومحافظة‬ ‫القنيطرة‪ ،‬باإلضافة لورشات عمل حول‬ ‫المرأة السورية‪ ،‬وحمايتها في أوقــات‬ ‫الحروب واألزمات‪.‬‬ ‫نشر التجمع عدد من التقارير عن األوضاع‬ ‫الصحية في عدد من المناطق منها (داريا)‪،‬‬ ‫أحصى فيها عدد المصايبن والذين تمت‬ ‫معالجتهم وكذلك أنواع األمراض المنتشرة‬ ‫كالجرب‪ ،‬واللشمانيا‪ ،‬وأيض ًا اإلسهال‬ ‫وكذلك التسمم الجلدي والتحسس الغذائي‬ ‫باإلضافة للتسمم الغازي وأمراض الحمى‬ ‫كالتفوئيد واإلصابات اإللتهابية بسبب‬ ‫نقص المضادات الحيوية ومواد التعقيم‬ ‫والنظافة‪.‬‬ ‫عمد النظام السوري مؤخر ًا إليقاف عمليات‬ ‫التنظيف الدورية‪ ،‬ما أدى النتشار القمامة‬ ‫التي زادت من تكاثر الحشرات الناقلة‬ ‫لألمراض والمسببة لها‪ ،‬كما قام بقطع المياه‬ ‫عن المناطق الثائرة في سبيل منعهم من‬ ‫المحافظة على النظافة الشخصية‪ ،‬ولم‬ ‫يتوقف األمر على المناطق الساخنة بل‬ ‫أيض ًا قام النظام األســدي بسحب عمال‬ ‫النظافة من المناطق التابعة له‪ ،‬حيث‬ ‫تبقى القمامة فيها أليام دون أن يقوم‬ ‫أحد بإزالتها ما دفع العديد للقيام بحمالت‬ ‫تنظيف دورية بين الحارات والمنازل على‬ ‫نطاق ضيق‪.‬‬ ‫ٍ‬

‫السنة الثانية | العدد ‪36‬‬

‫مظاهر وأشكال ‪ ,‬بين‬ ‫التطرف والتوسط‬

‫لم يعد الــزواج موضوعا معقدا وحلما‬ ‫للشاب السوري كما كان قبل الثورة ‪..‬ولم‬ ‫تعد تلك الحواجز الوهمية – من عادات‬ ‫ومراسيم وبروتوكوالت اجتماعية – ذات‬ ‫قيمة لمن أراد الــزواج مؤخرا ‪..‬حتى أن‬ ‫العديد من عناصر الجيش الحر لم يشكل‬ ‫وقوفهم على الجبهات عائقا أمام زواجهم‬ ‫وارتباطهم ‪ ..‬فقد أزالت الثورة العديد من‬ ‫العقبات المادية والنفسية التي كان‬ ‫يعاني منها الشاب حتى يفكر في الزواج‬ ‫والتي كانت تشترطها العائالت على‬ ‫الشاب وخاصة ضمن العائالت الدمشقية‬ ‫‪,‬وإن كان مايزال هناك بعض آثار لهذا‬ ‫النوع من التعقيد في المتطلبات ‪..‬فتقاليد‬ ‫المهور الفلكية ومراسيم الجاهة وتلبيس‬ ‫الذهب المرهق والحفالت ذات األهداف‬

‫مجــتمع‬

‫‪10‬‬ ‫‪10‬‬

‫الفارغة ‪,‬هذه المظاهر وغيرها من األمور‬ ‫التي ما تزال منتشرة رغما عن الثورة ‪..‬بينما‬ ‫على الجانب المشرق ما نزال نسمع عن‬ ‫حوادث الزواج بالتراضي في ظروف أقرب‬ ‫ما تكون إلى الخيال ‪..‬فتلك عائلة نازحة‬ ‫إلى بيوت جيرانهم تزهر بعد يومين بيتا‬ ‫زوجيا جديدا ‪..‬وهناك ملجأ يخرج دفعات‬ ‫ودفعات من العرسان الجدد ‪..‬جمعهم‬ ‫الحب الراقي بعيدا عن التعقيدات المادية‬ ‫المقيتة‪.‬‬ ‫ارتقت الثورة السورية على درجات السمو‬ ‫‪..‬حتى بلغت بإحساس ثوارها مبالغ ال‬ ‫تدانى ‪,‬طباعهم تثبت إنسانية الثورة‬ ‫واشتمالها على لطائف ال تنضب تبعث‬ ‫في النفوس أمال جديدا بأنه مع كل مولود‬ ‫جديد يفتح عينيه في سوريا هو إشراق‬ ‫باسم لجيل جديد لن يكون للعبودية فيه‬ ‫أية جولة أخرى ‪.‬‬

‫من جنة الطفولة إلى جحيم العمل‬ ‫حــســن‪ ،‬حــســان‪ ،‬يــســرى‪ ،‬ثــاثــة أخــوة‬ ‫يستيقظون كل صباح والنعاس يغلبهم‪،‬‬ ‫يصولون ويجولون في شوارع العاصمة‬ ‫األردنية عمان لبيع البوالين وأكياس‬ ‫الشيبس‪ ،‬ويرسمون ابتسامة على وجوه‬ ‫أطفال المدينة على الرغم من أن األطفال‬ ‫الثالثة تكسو وجوههم مالمح اليأس‬ ‫والتعب بعد أن حرمتهم رصاصات‬ ‫القناص في سوريا والدهم‪ ،‬وباتوا الجئين‬ ‫مع والدتهم‪ ،‬وحال هؤالء األطفال حال‬ ‫الكثيرين من أطفال سوريا في البلدان‬ ‫التي لجأوا إليه‪.‬‬ ‫يتعرض األطفال السوريون لالستغالل‪،‬‬ ‫حيث يعملون قرابة العشر ساعات يومي ًا‬ ‫بأجرٍ زهي ِد في بعض المحال التجارية‬ ‫باألردن‪ ،‬نتيجة حاجتهم الماسة إلى عمل‬ ‫يسد رمق يومهم‪ ،‬وكانت رئيسة قسم عمل‬ ‫األطفال في وزارة العمل األردنية شيرين‬ ‫الطيب‪ ،‬قالت في وقت سابق إن “الوزارة‬ ‫تعمل على ضبط أي محل أو منشأه يعمل‬ ‫بها أطفال سوريون”‪ .‬وأضافت الطيب‬ ‫أنه خالل أول شهرين من العام الحالي‬ ‫ُضبط ‪ 47‬طف ًال‪ ،‬بينهم ‪ 17‬طف ًال سوريا‬ ‫عام ًال في شهر كانون الثاني‪ ،‬و ‪30‬‬ ‫طف ًال في شهر شباط‪ ،‬مبينة أن األطفال‬ ‫الذين يضبطون من الجنسية السورية‬ ‫يتم تحويلهم الى مركز الدعم االجتماعي‬ ‫لتلقي الدعم والرعاية المناسبة‪.‬‬ ‫وبينما أكــدت منظمة األمــم المتحدة‬

‫للطفولة « اليونيسف»‪ ،‬عــدم وجود‬ ‫إحــصــاءات لديها حــول عــدد األطفال‬ ‫السوريين العاملين في البلدان التي لجؤوا‬ ‫إليها‪ ،‬إال أن تقارير إعالمية أوضحت وجود‬ ‫نسبة كبيرة من عمالة األطفال السوريين‬ ‫في لبنان‪ ،‬يعملون في المسالخ والبقاليات‬ ‫وبيع الخضار‪ ،‬ومن هؤالء األطفال طفل‬ ‫يدعى عبودي‪ ،‬الذي أمضى ‪ 6‬أشهر متجو ًال‬ ‫في أزقة سوق صبرا‪ ،‬حيث يعمل يومي ًا‬ ‫حوالي ‪ 12‬ساعة‪ ،‬ليعود إلى منزله بعد‬ ‫بثالث دوالرات كأقصى حد‪.‬‬ ‫شاق‪ِ ،‬‬ ‫يوم ِ‬ ‫ِ‬ ‫وأثــار عمل األطفال السوريين اهتمام‬ ‫جمعية حماية الدفاع عن حقوق الطفل‪ ،‬إذ‬ ‫قالت إحدى أعضاء الجمعية باسمة رماني‪،‬‬ ‫إن «ظاهرة عمل األطفال موجودة أص ًال‬ ‫في لبنان‪ ،‬ظاهرة جديدة تكمن في عمل‬ ‫األطفال دون الـ‪ 9‬أعوام منذ بدء حركة‬ ‫النزوح من سوريا»‪.‬‬ ‫يذكر أن آخر إحصائية لألمم المتحدة‪،‬‬ ‫أفادت بوصول عدد الالجئين السوريين‬ ‫إلى أكثر من مليون ونصف في المخيمات‪،‬‬ ‫‪ % 50‬منهم من األطــفــال‪ ،‬وذكــرت‬ ‫المنظمة بأن تضرر المستشفيات في‬ ‫سوريا أدى إلى تدهور الحالة الصحية‬ ‫آلالف األطفال‪ ،‬ال سيما وأن ‪ 27‬مستشفى‬ ‫دمــرت بالكامل‪ ،‬في حين وصــل عدد‬ ‫المدارس المدمرة بشكل جزئي أو كامل‬ ‫إلى ‪.2400‬‬


‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬

‫ثوريات‬

‫األحد | ‪ 2‬حزيران ‪2013‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪36‬‬

‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫الثورة‪..‬‬ ‫رسائل القابون في ُب ُحو ِر‬ ‫ِ‬ ‫اإلعالمي‪.‬‬ ‫يحم ُلها مكت ُب ُه‬ ‫كيف‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫أيضا أيقونته اإلعالمية‬ ‫بحي القابون الدمشقي ثورته قبل عامَ ين ون ّيف‪ُ ،‬و ِلدَ ت معها‬ ‫كما ُو ِلدَ ت‬ ‫ّ‬ ‫(المكتب اإلعالمي لحي القابون)‪ ،‬الذي ّ‬ ‫تفرد بتغطية أحداث الحي الثورية عسكرية ًكانت أم سلمية ً‪،‬‬ ‫وتوثيقها حقيقة ًكاملة ًصافية ً‪ ،‬استقى خاللها من القابون ّ‬ ‫األم صمودَ ها‪ ..‬ولتسليط الضوء على‬ ‫عمل المكتب‪ ،‬تحدثت (عهد الشام) إلى الناشط الحقوقي (أنس إدريس جوعانة) المسؤول والممثل‬ ‫عن المكتب‪ ،‬وكان لنا معه اللقاء التالي‪..‬‬ ‫‪ .1‬كيف بدأت فكرة تأسيس المكتب‬ ‫اإلعالمي ثم تنفيذها ؟‬

‫ارتكز المكتب على ث ّل ٍة من الناشطين المؤسسين بداية ً‪،‬‬ ‫أبصرت الثورة الحياة بضياء حي‬ ‫لينطلق نشاطه مذ ّ ِ‬ ‫القابون‪ ،‬وطول عمره الذي يقارب السنتَين جعله في‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫متبادل‬ ‫ودعم‬ ‫واتفاقيات‬ ‫استقالل‪ ،‬رافقه تعاونٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٍ‬ ‫جهات ثوري ٍة أخرى‪ ..‬فمنذ بداية نشاطنا الثوري‬ ‫مع‬ ‫ٍ‬ ‫واإلعالمي‪ ،‬عمل أعضاء المكتب على تأمين الدعم المالي‬ ‫شخصي‪.‬‬ ‫كام ًال بما فيه المعدّات التقنية بشكل ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫‪ .2‬ما هي تقسيمات الفرق العاملة‬ ‫في المكتب اإلعالمي ؟‬

‫يض ّم المكتب فريقا ًمتكامال ً ّ‬ ‫ومنظما ً‪ُ ،‬ت َوزّع المهام فيه‬ ‫أقسام متسلسل ٍة‬ ‫ثالثة‬ ‫حسب الخبرات والكفاءات على‬ ‫ٍ‬ ‫كالتالي‪ ..‬فريق ‪/‬المص ّورين‪ /‬وهم ثمانية ٌمسؤولون عن‬ ‫التغطية المدنية لحي القابون كامال ً‪ ،‬ثم فريق ‪/‬النشر‪/‬‬ ‫وهم ستة ٌيتو ّلون نشر المعلومات وإرسالها لإلعالم‬ ‫الداخلي‪ ،‬وأخيرا ًفريق ‪/‬الناطقين‪ /‬وهم ثالثة ٌيتواصلون‬ ‫مع وسائل اإلعالم الخارجي باسم المكتب‪.‬‬

‫في القابون‪ ،‬يعمل بالمنطقة الصناعية‪ ،‬ومجه ٌز بكافة الوسائل‬ ‫التقنية حتى أجهزة اإلنترنت الفضائي‪.‬‬ ‫قوي وسط السباق‬ ‫مكان‬ ‫‪ .6‬هل للمكتب‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫اإلعالمي المحموم لنقل حقيقة الثورة‪،‬‬ ‫ولماذا ؟‬

‫أعتقد أن المكتب اإلعالمي لحي القابون قد حاز فع ًال على تلك‬ ‫المكانة المميزة واألهمية الكبيرة في اإلعالم الثوري؛ وذلك‬ ‫بارتكازه على نقطتَين رئيسيتَين‪..‬‬

‫األولى هي حي القابون نفسه‪ ،‬الذي واكب الثورة منذ بداياتها‬ ‫وصل بين دمشق‬ ‫الذين امتازوا باألقدمية والخبرة الحياتية‪ ،‬ما عزّز لدينا األولى‪ ،‬وامتاز‬ ‫بموقع ٍ جغرافي ٍ جعله ِص َلة ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫بنقاط وأبني ٍة‬ ‫فكرة إقامة جسر ٍللتواصل بين الناشطين الثوريين وبين وريفها وبقية المحافظات‪ ،‬إلى جانب تطويقه ٍ‬ ‫ُو َجهاء المجلس‪ ،‬لتوحيد قوة الحكمة والعمل على األرض عسكري ٍة‪ ،‬فيما يشقّ األوتوستراد طريقه منه‪ ،‬ما خلق في‬ ‫مع ًا‪.‬‬ ‫حي القابون بيئة ًحاضنة ًوبجدار ٍة ألهم أخبار وأحداث الثورة‬ ‫السلمية والعسكرية وحتى حمالت النظام ضدّها‪.‬‬ ‫بمجاالتها ّ‬ ‫مكتب القابون اإلعالمي هو جز ٌء ال يتجزأ ويؤخذ برأيه‬ ‫ويبدي اقتراحاته في المجلس المحلي للحي‪ ،‬ولكن مع أما النقطة الثانية فهي الكفاءات العلمية والمهارات العملية‬ ‫حفاظ المكتب على استقالليته وعدم تبعيته ضمن آلية ألعضاء المكتب‪ ،‬الذين أدّوا واجباتهم تجاه الثورة منذ والدتها‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫عمل متعلق ٍة به وحده‪ ،‬تعتمد على وحدة أعضائه باتخاذ فمعظمهم من الطالب الجامعيين أو حملة الشهادات التي‬ ‫القرارات‪ ،‬بعيدا ًعن رأي أي جه ٍة حتى المجلس‪ ،‬ومثل‬ ‫ّ‬ ‫سخروها لخدمة الثورة وتقوية عمل المكتب؛ إضافة ًإلى‬ ‫هذه القرارات أذكر‪ ،‬إضافة ناشطين جد ٍد إلى المكتب امتهانهم النشاط اإلعالمي خالل عا َمين متواص َلين من حياة‬ ‫اإلعالمي‪ ..‬فالمجلس المحلي يحقّ له اقتراح أشخاص الثورة‪ ،‬ما جعلهم من الخبراء واألك ّفاء في عملهم وخاصة‬ ‫الناشطين وتزكيتهم فقط‪ ،‬دون أي ٍ‬ ‫فرض أو تأثيرٍ على ًالتصوير والتوثيق‪.‬‬ ‫قرار المكتب بتعيينهم أو رفضهم‪.‬‬

‫والتقني‬ ‫المادي‬ ‫تؤمنون الدعم‬ ‫‪ .4‬كيف ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫إعالمي ؟‬ ‫عمل‬ ‫الكبير الذي يحتاجه أي‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬

‫‪ .7‬ما الصعوبات والمشاكل التي تواجهكم‬ ‫بعدما استطعتم بلوغ ما أنتم فيه اليوم ؟‬

‫المشاكل الحالية تتجلى بنقص معدات المكتب‪ ..‬مثل كاميرات‬ ‫التصوير وأجهزة الشحن الكهربائية‪ ،‬إلى جانب خسارة المكتب‬ ‫الكثير من المعدّات واآلالت أو إعطابها بأضرار ٍقد تجعلها غير‬ ‫صالح ٍة للعمل؛ وذلك ألن طبيعة نشاطاتنا ميدانية ٌومباشرة ٌ‪،‬‬ ‫فال تع ّوض غالبا ً بسبب محدودية ميزانيتنا المالية‪.‬‬

‫أوقات الحق ٍة من عمر المكتب‪،‬‬ ‫خضنا تجارب تمويل ٍفي ٍ‬ ‫إذ ارتبط المكتب بمجلس قيادة الثورة عند تأسيسه‪،‬‬ ‫لدعمهم بمصاريف الحراك الثوري‪ ،‬ولكن بعد فتر ٍة تم ّ‬ ‫حل‬ ‫هذا االرتباط‪ ،‬فعانينا من ضياع ٍ وتشت ٍّت بما يتعلق بجمع‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مستقال أم‬ ‫كيانا‬ ‫‪ .3‬هل بقي المكتب‬ ‫الدعم ولو ذاتي ًا من جديد‪ ،‬حتى استطعنا التماسك مجدد ًا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫حي‬ ‫في‬ ‫أخرى‬ ‫ثورية‬ ‫جهة‬ ‫تابعا ألي‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫وبقي‬ ‫الذاتي‪..‬‬ ‫التمويل‬ ‫على‬ ‫ا‬ ‫سابق‬ ‫كنا‬ ‫كما‬ ‫واعتمدنا‬ ‫شهداء ومعتقلين من‬ ‫‪ .8‬قدم المكتب‬ ‫ً‬ ‫للقابون‬ ‫المحلي‬ ‫المجلس‬ ‫تأسيس‬ ‫حتى‬ ‫هكذا‬ ‫الوضع‬ ‫القابون ؟‬ ‫ً‬ ‫ثمنا للثورة وضريبة‬ ‫ِخيرة الشباب الناشطين‬ ‫وانضمامنا إليه منذ حوالي الشه َرين‪ ،‬وبتنا نحصل على‬ ‫كان المكتب بدايةً جهةً مستق ّلةً بذاته‪ ،‬حتى ُعرِ َض علينا‬ ‫ًللحرية‪ ..‬ماذا تقول في ذلك ؟‬ ‫كامل منه‪.‬‬ ‫دعم ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫االنضمام إلى المجلس المحلي فاستجبنا لذلك‪ ،‬نزوال ًعند‬ ‫ضحى مكتبنا حتى اليوم بأفضل الناشطين والمؤسسين من‬ ‫ّ‬ ‫رغبة أهالي القابون الذين انتخبوا المجلس‪ ،‬وعمال ًبخطى‬ ‫بمشاريع‬ ‫‪ .5‬هل تقيمون أو تشاركون‬ ‫أعضائه‪ ،‬الذين فقدوا أرواحهم أو حرياتهم أو حتى آلوا لمصير‬ ‫َ‬ ‫المكاتب الثورية األخرى كاإلغاثي وغيره من الجهات‬ ‫ٍمجهول ٍأثناء أعمالهم الميدانية‪ ،‬أذكر منهم‪ ..‬ثالثة شهدا ٍء هم‬ ‫َ‬ ‫ومناطق أخرى ؟‬ ‫مجاالت‬ ‫جديدة في‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫التي انضمت أيضا ً‪ ،‬ومحاولة ًمنا للمشاركة في تحقيق‬ ‫(سعيد الحموي) و(أبو تيم الجوادي) و(أبو عمير القابوني)‪ ،‬أيضا‬ ‫هدف تنظيم العمل الثوري والميداني في الحي‪.‬‬ ‫جانب‬ ‫إلى‬ ‫ولكن‬ ‫اإلعالمي‪،‬‬ ‫بالمجال‬ ‫المكتب‬ ‫عمل‬ ‫ينحصر‬ ‫ًأربعة جرحى‪ ،‬وناشط ٌ معتقل‪ ،‬وآخر مفقودٌ‪.‬‬ ‫القابون‬ ‫رجال‬ ‫تأ ّلف المجلس المحلي من وجها ِء وكبار‬ ‫نشاطاتنا بحي القابون نقوم بما يلي‪:‬‬ ‫ولكنّ أثمن ما خسره المكتب وأصعب فتر ٍة م ّرت به كانت‬ ‫ التغطية اإلعالمية العسكرية الثنَين من ألوية الجيش حين استشهاد ثالثتهم‪ ،‬إذ اصطفاهم الله لجواره في مراحل‬‫الحر العاملة بدمشق‪ ،‬وهي اللواء األول في دمشق‪ ،‬ولواء متقارب ٍة جد ًا‪ ،‬فالفارق بين رحيل (سعيد) ثم (أبو تيم) ومعه‬ ‫(جيش المسلمين) في المنطقة الصناعية من القابون (أبو عمير) لم تتجاوز الشهر أو ّ‬ ‫يقل‪ ،‬وعالوة ًعلى استشهاد‬ ‫وأراضي جوبر‪.‬‬ ‫خطرتان‪..‬‬ ‫األخيرين مع ًا كان بين أعضاء المكتب إصابتان ِ‬ ‫يمكنني وصف وضع المكتب وقتها بحال ٍة من اختالل التوازن‬ ‫العسكري‬ ‫ تقاري ُر إعالمية ٌفي المجا َلين‬‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫والمدني‪ ،‬وما كما الصدمة بالفاجعة واأللم‪ ،‬فهم أخوة ٌ لنا وأح ّبا ٌء في المقام‬ ‫وناشطي‬ ‫مقاتلي‬ ‫مع‬ ‫ارتباطاتنا‬ ‫سهّ ل إخراجنا لها هي‬ ‫األ ّول‪ ،‬وخبرا ٌء في نشاطهم في المقام الثاني‪ ،‬ما ترك برحيلهم‬ ‫ّ‬ ‫معظم‬ ‫على‬ ‫التقارير‬ ‫هذه‬ ‫بث‬ ‫ويتم‬ ‫الغوطة الشرقية‪،‬‬ ‫فراغ ًا في صورة الخبرات المك ّملة لألعضاء اآلخرين‪ ،‬ولكننا‬ ‫والعربية‪.‬‬ ‫كالجزيرة‬ ‫الفضائية‬ ‫القنوات‬ ‫نعمل على س ّد هذا الفراغ عبر تبادل الخبرات وتنويعها لدى‬ ‫األساسي‬ ‫لمكتبنا‬ ‫تابع‬ ‫إضافي‬ ‫إعالمي‬ ‫مكتب‬ ‫وهناك‬ ‫‬‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫العضو الواحد‪.‬‬


‫األحد | ‪ 2‬حزيران ‪2013‬‬

‫عسكري‬

‫السنة الثانية | العدد ‪36‬‬

‫‪12‬‬ ‫‪12‬‬

‫«حزب ا ِ‬ ‫تحت ِ‬ ‫الم ْج َهر‬ ‫الو ْح ِل الســـوري ‪..‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫هلل» في َ‬ ‫ّ‬ ‫احتل (حزب‬ ‫كتنظيم عسكري ٍانبثق عن الثورة اإليرانية عام ‪،/1982/‬‬ ‫ٍ‬ ‫اهلل) الساحة بفضل ّ‬ ‫ّ‬ ‫اإلسرائيلي‪،‬‬ ‫العدو‬ ‫تبنيه حماية الجنوب اللبناني من‬ ‫ّ‬ ‫متجاو ً‬ ‫ّ‬ ‫المقرر نزع أسلحة الفصائل اللبنانية‬ ‫السعودي‬ ‫زا اتفاق (الطائف)‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫إيراني نجح‬ ‫‬‫سوري‬ ‫ن‬ ‫بطوق‬ ‫نفسه‬ ‫بإحاطة‬ ‫وذلك‬ ‫‪،‬‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫أهل‬ ‫المتصارعة‬ ‫جاةٍ‬ ‫ً‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫بإنقاذه من االتفاق‪ُ ،‬‬ ‫طرفا في الحرب األهلية‪،‬‬ ‫بح ّجة أن الحزب لم يكن‬ ‫بل مراب ً‬ ‫اإلسرائيلي في الجنوب‪ ،‬لتجتمع بذلك‬ ‫األمني‬ ‫الحزام‬ ‫طا على‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫بدءا من إيران التي ترسل السالح بحراً‬ ‫أضلع المثلث المقاوم المما ِنع‪ً ،‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫وجوا إلى سوريا والتي تشحنه بدورها ً‬ ‫ً‬ ‫برا إلى حزب اهلل في لبنان‪.‬‬

‫العسكرية‪..‬‬ ‫الترسانة‬ ‫حشود‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬

‫( َي ِديعوت ْأحرونوت) اإلسرائيلية عن‬ ‫مح ّللها للشؤون الستراتيجية (بيرغمان)‬ ‫وصفا لطيران حزب الله (أبابيل) بأنها‬ ‫طائرة صغيرة من دون طيار وهي سالح‬ ‫رخيص ط ّوره اإليرانيون وهي قادرة على‬ ‫حمل رأس حربي وفقدانها ال يكلف خسائر‬ ‫بشرية‪..‬‬

‫رت األسلحة الهجومية لحزب الله في‬ ‫تط ّو ِ‬ ‫ِمها ٍد إيراني ٍبامتيازٍ‪ ..‬فحسب تصريحات‬ ‫رئيس األركان اإلسرائيلي (أشكينازي)‪ ،‬فإن‬ ‫ترسانته من الصواريخ فقط قوامها ‪/40/‬‬ ‫ألفا ًمعظمها إيرانية ال َمصنع‪ ،‬منها ‪/20/‬‬ ‫ألفا ًيمتلكها الحزب بالمنطقة الجنوبية من‬ ‫نهر الليطاني‪.‬‬ ‫إيران‬ ‫أحمر‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫«‬ ‫واألسد‪ ..‬خط ٌ‬ ‫الله من‬ ‫رت األرض السورية عيونا‬ ‫حزب ِ‬ ‫‪ّ /2011/‬‬ ‫تفج ِ‬ ‫ترسانة ُ ِ‬ ‫قوامها‬ ‫وحدها‬ ‫ًمن دماء الشعب الثائر‪ ،‬ل ُيسرع حزب الله‬ ‫الصواريخ ِ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫انية‬ ‫ألفا‪،‬‬ ‫برؤوسه ومرؤوسيه ُي َز ْمزِ َم الثورة التي بدأت‬ ‫‪ً /40/‬‬ ‫ُ‬ ‫ومعظمها إير ّ‬ ‫ُالمصنع‬ ‫َ‬ ‫تغرق األسد‪ ..‬لكن االعتراف الصريح بذلك‬ ‫»‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫مراحل متعا ِقب ٍة‪،‬‬ ‫ُو ِل َد عسيرا متأخرا على‬ ‫َ‬ ‫تفصيال‬ ‫األكثر‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫ص‬ ‫عرض‬ ‫إلى‬ ‫واستنادا‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫تام للمشاركة‪ ،‬وصو ًال إلى‬ ‫ٍ‬ ‫بدء ًا من إنكارٍ ٍ‬ ‫ًلقدرات الحزب قدّمه ضباط االستخبارات االعتراف بمشاركة الخبرة اللوجستية‪،‬‬ ‫ومرج ِع ّيته‬ ‫باعتراف الحزب‬ ‫اإلسرائيليون منتصف ‪/2009/‬؛ فتتوزع وانتها ًء‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الترسانة كالتالي‪ٌ :‬‬ ‫مئات من صواريخ اإليرانية بالتدخل المباشر‪ ،‬بذريعة تأمين‬ ‫‪،‬‬ ‫الـ(كاتيوشا)‬ ‫عن‬ ‫(فجر) المط ّورة إيراني ًا‬ ‫المرا ِقد المقدّسة للشيعة بسوريا‪ ،‬وهي‬ ‫ً‬ ‫ٌ‬ ‫ا‬ ‫إيراني‬ ‫ّعة‬ ‫ن‬ ‫ص‬ ‫م‬ ‫ال‬ ‫د)‬ ‫ع‬ ‫ومئات من صواريخ ( َر‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫(زينب) و( ُرق ّية)‬ ‫مقامات السيدتَين‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫أيض‬ ‫كم‪،‬‬ ‫‪/75/‬‬ ‫إلى‬ ‫‪/35/‬‬ ‫من‬ ‫يتراوح‬ ‫بمدى‬ ‫ً‬ ‫(ح ْج ُر بن ُعد َّي)‪ ،‬وحماية التخوم‬ ‫والصحابي ِ‬ ‫بين‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫تح‬ ‫باستطاعة‬ ‫(زلزال)‬ ‫صواريخ‬ ‫ٍّ‬ ‫الحدودية الشمالية التي يسكنها ‪ /20/‬ألف ًا‬ ‫‪ /400/‬و‪ /600/‬كغ من المواد‬ ‫ّ‬ ‫المتفجرة من اللبنانيين الشيعة‪ ،‬حسب ادّعاءات‬ ‫للرأس الواحد؛ إلى جانب‬ ‫ٍ‬ ‫عشرات من أمين عام الحزب (نصر الله)‪ ..‬ولو أسقطنا‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫وعيا‬ ‫و(‪)7-SA‬‬ ‫صواريخ طرازَي (‪)4-SA‬‬ ‫َ‬ ‫ذلك واقعا ًعلى األرض‪َ ،‬ل َما تجاوز التعداد‬ ‫‪ /220/‬و‪ /320/‬ملم‪.‬‬ ‫السكاني ‪ /3/‬آالف نسم ٍة موزّع ٍة على ‪/8/‬‬ ‫(الب َقاع)‬ ‫ً‬ ‫قرى‪ ،‬غادرها معظم أهلها إلى ِ‬ ‫في المقابل ّ‬ ‫سخرت للحزب معامل السالح بسبب المخاطر األمنية الشديدة‪.‬‬ ‫الروسية صواريخَ مضادة ًللدروع من طرازَي‬ ‫(‪ )3-Sagger AT‬و(‪)4-Spigot AT‬؛ وفي‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫القتال‪..‬‬ ‫مقابل‬ ‫المال‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬ ‫مضادات للسفن والبوارج تعمل‬ ‫البحر‬ ‫بتقنية أرض‪ -‬بحر من طراز (‪ ،)802-C‬أواخر نيسان ‪ ،/2013/‬تداول اإلعالم‬ ‫مضادات للطائرات بتقنية اإللكتروني عن من وصفها بمصاد َر‬ ‫ٌ‬ ‫كذلك في الجو‬ ‫ّ‬ ‫مط ِلع ٍة مق ّرب ٍة من حزب الله‪ ،‬أن الحزب‬ ‫صنع‬ ‫أرض‪ -‬جو من طراز (‪ ،)1-QW‬وهي ٌ‬ ‫إيراني ُمط ّو ٌر بأسس التكنولوجيا الصينية‪ ،‬دفع إلى سوريا نحو ثلث قواته بما يعادل‬ ‫ٌ‬ ‫مقاتل‪ ،‬منهم ‪ /15/‬ألف ًا موزّعون‬ ‫ألف‬ ‫‪/20/‬‬ ‫غير‬ ‫الدفاعية‬ ‫ترسانته‬ ‫كميات‬ ‫بقيت‬ ‫وقد‬ ‫ٍ‬ ‫بين الحدود اللبنانية وفي الجبهات‬ ‫معروف ٍة‪.‬‬ ‫السورية الداخلية‪ ،‬وقد ت ّم دعمهم الحق ًا‬ ‫آالف إضافيين‪.‬‬ ‫في ‪ 2012/04/28‬نشرت صحيفة بـ‪ٍ /5/‬‬

‫«‬

‫دفع إلى سوريا‬ ‫حزب ِ‬ ‫ُ‬ ‫الله َ‬ ‫قو ِات ِه‪ ،‬أي ما‬ ‫بنحو ُث ُل ِث ّ‬ ‫مقاتل‬ ‫ألف‬ ‫يعادل ‪َ /20/‬‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬

‫«‬

‫عبر ْت‬ ‫من الحزب إلى األسد‪َ ..‬‬ ‫ين أكثر من ‪/100/‬‬ ‫حدود َ‬ ‫َ‬ ‫البلد ِ‬ ‫صهاريج‬ ‫و‪/3/‬‬ ‫ات‬ ‫ر‬ ‫متفج‬ ‫طن‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫مازوت‬

‫»‬ ‫وتتابع المصادر أن هؤالء المقاتلين قد »‬ ‫مالي‪َ ،‬قد ُر ُه‬ ‫انخرطوا في الحرب‬ ‫بمقابل ّ‬ ‫ٍ‬ ‫روش‪ ..‬إلى ُ‬ ‫النعوش‬ ‫‪ /1000/‬دوالرٍ أميركي لعناصر التعبئة من ُ‬ ‫الع ِ‬ ‫العامة‪ ،‬و‪ /2500/‬دوالرٍ للمتف ّرغين والقوات كشف األمين العام السابق لحزب الله‬ ‫الخاصة‪ ،‬الذين ّ‬ ‫تتركز مهامهم على رسم‬ ‫ُ‬ ‫(الط َف ْي ِل ّي) أن عدد قتالهم في سوريا تجاوز‬ ‫الخطط العسكرية‪.‬‬ ‫قيادات ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫بارزة مثل (علي‬ ‫الـ‪/138/‬؛ بينهم‬ ‫حسين ناصيف) المل ّقب بـ(أبي الع ّباس)‬ ‫كمين نصبه له الجيش الحر‬ ‫إحدى الرسائل الخاصة بمركز (ستراتفور) المقتول في ٍ‬ ‫لالستخبارات والتحليالت االستراتيجية قرب مدينة حمص في ‪2012/09/30‬؛‬ ‫والتي س ّربها موقع (ويكيليكس) مطلع أيضا ً(محمد خليل شحرور) المل ّقب‬ ‫ساجد) مسؤول أمن الحزب في‬ ‫اثنان من بـ(الحاج ِ‬ ‫‪/2013/‬؛ كشفت أنّ أل ًف ِان ِ‬ ‫ُ‬ ‫مقاتلي حزب الله في سوريا‪ ،‬كانت بعلبك‪ ،‬ق ِتل برصاص اشتباكات القصير‬ ‫القيادي (صالح‬ ‫مهامهم إعدام الجنود النظاميين الرافضين بتاريخ ‪ ،2013/05/20‬أما‬ ‫ّ‬ ‫أوامر إطالق النار على المتظاهرين‪ ،‬ومن حسين الحبيب) المشهور بـ(أبي علي رضا)‬ ‫بينهم الجنود الـ‪ /17/‬الذين ر َموا بجثثهم فكان قتله خالل معركة (تل قا ِدش)‬ ‫بقرية ّ‬ ‫السنّية مفتاح سياس ٍة جديد ٍة‬ ‫(التل) ُ‬ ‫في نهر العاصي بحماه‪.‬‬ ‫تبنّاها الح ّر مع الحزب؛ بالمفاوضة إلطالق‬ ‫أسرى سوريين لديهم و‪ /50/‬معتق ًال‬ ‫سراح ً‬ ‫بع َد‪َ ..‬ح ْيفا ؟؟!!‬ ‫بع َد‪ْ ..‬‬ ‫ما ْ‬ ‫لدى النظام مقابل تسليمهم جثة القيادي‬ ‫اقتصر نشاط الحزب العسكري بسوريا المقتول‪.‬‬ ‫عمليات أو تأمين‬ ‫بداية ًعلى تنفيذ‬ ‫ٍ‬ ‫األهداف والمراكز أو التغطية الكثيفة وتتك ّرر تشييعات األهالي لقتالهم حتى‬ ‫بالرصاص لالنسحابات بدمشق وريفها ضاقوا ذرعا ًبذلك‪ ،‬مطا ِلبين (نصر الله)‬ ‫بح ْق ِن دماء أبنائهم والتو ّقف عن القتال‪،‬‬ ‫وغرب حمص؛ لكن ‪ 2013/02/16‬كان َ‬ ‫ّ‬ ‫ِمفص ًال ق َلب الحزب إلى حمل ٍة عسكري ٍة فما كان منه إل شراء صمتهم بمضاعفة‬ ‫صريح ٍة وممنهج ٍة أشعلت الشريط مبالغ التعويضات‪ ،‬إلى ‪ /25/‬ألف دوالرٍ‬ ‫الحدودي بتصعيد المواجهات‬ ‫ِ‬ ‫المباشر ِة للقتيل الواحد من العناصر العاديين‪ ،‬و‪/50/‬‬ ‫إلى‬ ‫ف‬ ‫أض‬ ‫واحتالله بعض قرى القصير‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ألف ًا للمسؤولين الذين ُيقتَلون وهم على‬ ‫رسمية‬ ‫ر‬ ‫مصاد‬ ‫معلومات قاط َعتْها‬ ‫ذلك‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫رأس قياداتهم لفرقهم داخل سوريا‪.‬‬ ‫حزب‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫إيراني‬ ‫تعاون‬ ‫عن‬ ‫ٌأميركية‬ ‫ٍ‬ ‫«‬ ‫ٌ‬ ‫ٍ‬ ‫القادة‬ ‫الله لتدريب نخب ٍة من المقاتلين السوريين شر ُاء القتلى من‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬ ‫ض‬ ‫واألبناء‪..‬‬ ‫دفعات ب ُمس ّمى (الجيش‬ ‫وقد ُخ ّر َجت فع ًال‬ ‫ِ‬ ‫الحزب ّ‬ ‫ُ‬ ‫يعو ُ‬ ‫ألف‬ ‫الشعبي)‪ ،‬إلى جانب‬ ‫ٍ‬ ‫معلومات عن دعم َذ ِو ِيهم بـ‪ /25/‬و‪ِ /50/‬‬ ‫دوالر للقتيل الواحد‬ ‫أيار‬ ‫منذ‬ ‫والمازوت‬ ‫بالمتفجرات‬ ‫قوات األسد‬ ‫ٍ‬ ‫‪ /2012/‬وحتى شباط ‪ ،/2013/‬إذ عبرت »‬ ‫طن من أمام هذا ك ّله‪ٌ ،‬‬ ‫سؤال تفترش كلماته خرائط‬ ‫حدود البلدَي ِن أكثر من ‪ٍ /100/‬‬ ‫حزب الل ِه هم الغالبون؟)‬ ‫المتفجرات و‪ /3/‬صهاريج مازوت‪.‬‬ ‫الحرب‪( ..‬أب ِق َي ُ‬


‫‪13‬‬ ‫‪13‬‬

‫شهداء ‪ -‬معتقلون‬

‫األحد | ‪ 2‬حزيران ‪2013‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪36‬‬

‫شــــــــهداء‬

‫الشهيد عمر عزيز‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫محب الخير‪،‬‬ ‫صديق الثوار‪،‬‬ ‫(أبو كامل)‬ ‫ُ‬ ‫والناشط السلمي صاحب الفضل واألب‬ ‫َّ‬ ‫أحب أن‬ ‫الروحي للمجالس المحلية كما‬ ‫يصفه المقربون منه‪( ،‬عمر عزيز) اعتقل‬ ‫في ‪ 20‬تشرين الثاني من عام ‪2012‬من قبل‬ ‫المخابرات الجوية‪ُ ،‬‬ ‫خمس وثمانين‬ ‫وزج مع‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫معتقال آخرين‪ ،‬في مهجع مساحته ستة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫عشر مترا مربعا‪ ،‬وكان (عمر) يعاني من‬ ‫ارتفاع الضغط‪ ،‬ما أدى لنقله إلى المشفى‬ ‫العسكري في حرستا حيث توفي هناك في‬ ‫‪ 16‬من شهر شباط‪.‬‬

‫يبلغ (عمر عزيز) ‪ 64‬عام ًا وكان مقيم ًا في السعودية‬ ‫حيث غادرها بعد بدء الثورة السورية‪،‬ليعود إلى‬ ‫دمشق وينشئ فكرة المجالس المحلية من منطقة‬ ‫برزة البلد حيث عمل من خاللها تنظيم نشاطات‬ ‫الثورة‪ ،‬ومالبثت الفكرة ان انتشرت في األحياء‬ ‫المعارضة للنظام وعملت المجالس المحلية حسب‬

‫ٌ‬ ‫خسارة لسوريا وأهلها‬ ‫الخطة بخدمة الناس وتلبية متطلباتهم بسبب‬ ‫غياب النظام‪.‬‬ ‫حصل (عمر عزيز) على دبلوم في االقتصاد من‬ ‫جامعة (غرونوبل) في فرنسا‪ ،‬كان (أبو كامل)‬ ‫يتنقل بين المناطق المنكوبة ليحمل ألهلها‬ ‫المساعدات االنسانية ويواسي الضحايا من‬ ‫وأهال للشهداء والمفقودين‬ ‫الجئين وجرحى‬ ‫ٍ‬ ‫والمعتقلين‪.‬‬ ‫والدة عمر هي بوران الطرزي‪ ،‬أول محامية في‬ ‫سوريا‪ .‬وقد كتبت‪ ،‬عام ‪ ،1988‬كتاب ًا بعنوان‬ ‫” دمشق في رحى العذاب” نُشر في بيروت‪،‬‬ ‫روت فيه سير سنوات مشاركتها في النضال من‬ ‫أجل الحرية‪ ،‬أيام االنتداب الفرنسي‪ ،‬ثم ما بعد‬ ‫االستقالل‪ُ ،‬يعتبر عمر عزيز من الرجال المهمين‬ ‫الذين فقدتهم سوريا خالل الثورة‪.‬‬

‫مقيما في السعودية حيث‬ ‫كان‬ ‫ً‬ ‫غادرها بعد بدء الثورة السورية‪،‬ليعود‬ ‫إلى دمشق وينشأ فكرة المجالس‬ ‫المحلية‬

‫مــعــتــقلون‬

‫المعتقلة‪ :‬فاتن رجب ‪..‬‬

‫حياة مهددة بالخطر تحت التعذيب واإلهمال‬ ‫ٌ‬ ‫شهور على اعتقال‬ ‫عام وثمانية‬ ‫مضى‬ ‫ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫الناشطة (فاتن رجب فواز)‪ ،‬وهي عالمة في‬ ‫الفيزياء والذرة‪ ،‬من مدينة دوما في ريف‬ ‫دمشق وأخت أول شهداءها (أحمد رجب‬ ‫فواز)‪.‬‬

‫اعتقلت (فاتن) في السادس والعشرين لشهر‬ ‫تشرين الثاني من عام ‪ ،2011‬حيث قامت‬ ‫عناصر األمن التابعة لفرع المخابرات الجوية‬ ‫باقتيادها إلى الفرع على خلفية نشاطها السلمي‬ ‫ومشاركتها في دعم الثورة السور ّية‪ ،‬وقضت‬ ‫(رجب) في فرع التحقيق التابع إلدارة المخابرات‬ ‫الجوية عشرة أشهر قبل أن يتم تحويلها إلى فرع‬ ‫المهام الخاصة ( ‪ ) 215‬التابع لشعبة المخابرات‬ ‫العسكرية حيث التزال تقبع هناك حتى اللحظة‬ ‫في ظل ظروف إنسانية فائقة الصعوبة وتعاني‬

‫من وضع صحي حرج يهدد حياتها‪.‬‬ ‫ُيذكر أن الدكتورة (فاتن) يتيمة الوالدين‪ ،‬وتعمل‬ ‫كمدرسة لمادة الفيزياء في ثانويات مدينة دوما‪،‬‬ ‫تشهد طالباتها بتفانيها بالعمل‪ ،‬وحبها لسوريا‬ ‫وعملها الدؤوب في رفع مستوى وعي أبنائها‪.‬‬ ‫وفي ‪ 14‬من الشهر الحالي‪ ،‬قام االئتالف الوطني‬ ‫السوري ومجموعة من قوى المعارضة بنشر بيان‬ ‫يطالب بإطالق سراح جميع المعتقالت وعلى رأسهن‬ ‫(فاتن رجب فواز) حيث أشار أنها في وضع صحي‬ ‫صعب ومتدهور بشكل خطير وهي تعاني من نزيف‬ ‫مستمر من األنف واألذنين ورغم أن حالتها تتطلب‬ ‫تدخ ًال طبي ًا عاج ًال إال أن رئيس الفرع (‪ ) 215‬يرفض‬ ‫إحالتها إلى المشفى لتلقي العالج ‪.‬‬

‫أبدت الرابطة السورية للدفاع عن حقوق اإلنسان‬ ‫قلقها الشديد إزاء المخاطر التي تهدد حياة‬ ‫الدكتورة فاتن رجب فواز‪ ،‬نتيجة اإلهمال المتعمد‬ ‫من قبل السلطات السورية ‪ ،‬وحملت السلطات‬ ‫السورية المسؤولية الكاملة عن سالمتها وطالبت‬ ‫كافة المنظمات اإلنسانية المعنية للتدخل‬ ‫العاجل إلنقاذ حياتها والعمل على إطالق سراحها‬ ‫بكافة الوسائل المتاحة ‪.‬‬


‫األحد | ‪ 2‬حزيران ‪2013‬‬

‫قصيدة «ثورة الحياة»‬

‫السنة الثانية | العدد ‪36‬‬

‫كاركـــتـــير‬

‫أدب ‪ -‬فن ‪14‬‬ ‫‪14‬‬

‫| عبد المهيمن بدوي‬

‫| ‪Kaher Alshabbeha‬‬

‫تلك الحياة وربها يختا ُر ‪ ............‬حكم اإلله وشاءت األقدا ُر‬ ‫من كان يحسب أن نرى أم ًال بها ‪ ............‬بعد العجاف وحكم من قد جاروا‬ ‫حرية سلبت وغاب مريدها ‪ ............‬واليوم زال القيد واألسوا ُر‬ ‫هي شعلة يف جنح ليل أسو ٍد ‪ ............‬وبداية التاريخ ‪..‬واإلعصا ُر‬ ‫بدأت بدرعا بعد مقتل تسع ٍة ‪ ............‬مل تقبل األموال واالعذا ُر‬ ‫فزعت لها حمص التي قد رابطت ‪ ............‬بشبابها يغيل لها ويغا ُر‬ ‫مطبق ‪ ............‬قد ناشدت كل الشباب فثاروا‬ ‫رصخت حامة من بعد صمت ٍ‬ ‫قاشوشها أبىك وأضحك قلبنا ‪ ............‬وهتافه التنديد واإلنكا ُر‬ ‫يف الشام ميدان الشباب الصالحني ‪ ............‬يف قاسيون العزم واإلرصا ُر‬ ‫والريف ملحمة البسالة والنضال ‪ ............‬مرعى الجامل وهم له نحاروا‬ ‫االرض تحكم ذاتها من ذاتها ‪ ............‬والحكم فوق ترابها أدوا ُر‬ ‫هل خلد التاريخ يوماً دول ًة ‪ ............‬هل خلد األركان واألنصاروا‬ ‫كفرت زناديق النظام وأضمرت ‪ ............‬واليوم تواً جاهر الكفا ُر‬ ‫عبدوا الرئيس وعينوه إالههم ‪ ............‬بئس العبيد وبئسام قد صاروا‬ ‫كم لعنة للروح جاءت حافظاً ‪ ............‬فوق العذاب بقربه ‪..‬والنا ُر‬ ‫واليوم حزب البعث صار لبط ٍة ‪ ............‬ورث الحامر الحكم عنه حام ُر‬ ‫قصف املنازل واستعان بدول ٍة ‪ ............‬يف القتل والتشبيح هم جزا ُر‬ ‫قتل الشباب بأن أرادوا ثور ًة ‪ ............‬سلمي ًة لله هم ثوا ُر‬ ‫نادى الشباب الحر فيها ربهم ‪ ............‬أنت املعني الحق يا قها ُر‬ ‫هتف الشباب ونحن جند محم ٍد ‪ ............‬نعم الشاب ونعم ما األحرا ُر‬ ‫واليوم جل الشعب صار مسلحاً ‪ ............‬منهم فرار منهم أغرا ُر‬ ‫مببضع ‪ ............‬فقئ العيون ورأسه تذكا ُر‬ ‫يبغون إعدام الرئيس‬ ‫ٍ‬ ‫يف الحسم ينفع سيفنا ورجالنا ‪ ............‬يوم القنا ال ينفع اإلنذا ُر‬ ‫منهم شهيد الحق يرقد يف الرثى ‪ ............‬ومقامه فوق السامء ينا ُر‬ ‫يارب عجل يف خالص أسرينا ‪ ............‬يف عودة املنفي يا جبا ُر‬ ‫ما النرص إال يف الرجوع لربنا ‪ ............‬فهو العظيم وخريه مدرا ُر‬

‫ٌّ‬ ‫وعهد من القلب‬ ‫سم يتجدد‬ ‫َق ٌ‬ ‫| صفحة ‪ :‬صفحة‬

‫كنت أسيرُ على غير هُدى‪ ،‬ال شيء‬ ‫أمل‬ ‫يقودني سوى شوقي العارم للحظةِ ٍ‬ ‫وحياةٍ‪ ،‬لحظةٍ البدّ أنها مضت أو أنها‬ ‫يقين ّ‬ ‫أن األمرّ‬ ‫يوم ًا ما ستأتي‪ ..‬كنت على‬ ‫ٍ‬ ‫يتعلقُ بالثورةِ وال شي َء غيرها‪ ،‬فهي‬ ‫ما زالتْ حتى اللحظة األوكسجين الذي‬ ‫اتنفسه رغم جميعِالشوائب ‪..‬‬ ‫وصلتُ إلى محطتي المفضلة ‪ ..‬إنها‬ ‫الميدان ‪..‬بحاراتها‪ ..‬بأرصفتها ‪ ..‬بمنازلها‬ ‫القديمة والحديثة‪ ..‬بوجوه أهلها‬ ‫‪...‬بأصوات أطفالها ‪ ..‬بضحكات أوالدها‪..‬‬ ‫وصلت للميدان حيث تظاهرتُ مراتٍ‬ ‫كثيرة ٍ يدي بيد أصدقائي ورفاق ثورتي‬ ‫أفضل‬ ‫ووطن‬ ‫وأخوتي‪ ..‬مطالبين بالحريةِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫‪..‬‬ ‫وقفت طوي ً‬ ‫ال أمام كل نقطةٍ تجمع‪،‬‬ ‫تنفست الصعداء عند كل مكان «فركشة»‬ ‫َ‬ ‫الجدران المليئة بعبارات الحريةِ‬ ‫تأملتُ‬ ‫ً‬ ‫بأمل أن نرسمَ عليها‬ ‫ا‬ ‫عمد‬ ‫المشطوبة‬ ‫ٍ‬ ‫يوم ًا ما من جديد أنشود ًة جديد ًة‬ ‫لالنسان‪..‬‬ ‫بالجوامع ذاتها التي ارتفع منها‬ ‫مررتُ‬ ‫ِ‬ ‫التكبير مراتٍ ومرات ليعلن بدء مظاهرةٍ‬ ‫تشييع شهيد ‪..‬‬ ‫أو‬ ‫ِ‬ ‫الشوارع واألرصفةِ‬ ‫أغرقتُ النظرَ في‬ ‫ِ‬ ‫والطرقاتِ التي نشرنا فيها القصاصات‬ ‫والمنشورات معبرين فيها عن أحالمنا‬ ‫وامنياتنا لهذا الوطن ‪..‬وقفت عند إحدى‬ ‫محطات التظاهر المفضلة إنه جامع‬ ‫حسين الخطاب (ساحة السخانة) ‪ ..‬ال خوف‬ ‫يعتريني إال إنها الرهبة‪ ،‬أغمضت عيناي‪..‬‬ ‫تخيلتكم جميع ًا حولي‪ ..‬بنظاراتكم‬ ‫الشمسية بوجوهكم التي غطيتموها‬ ‫بأعالم الثورة ‪ ..‬بساعاتكم التي ضبتموها‬ ‫لنكن ألول مرةٍ في حياتنا نلتزم بالمواعيد‬ ‫‪ ..‬بالفتاتكم التي خطتموها بأيديكم‬ ‫للمطالبة بالمعتقلين والوفاء للشهداء ‪..‬‬ ‫بأعالم حريتنا التي رفعناها ‪..‬‬

‫صدحت في أذني ‪»..‬تكبيييييييييير»‬ ‫بدأنا نكرر اهلل أكبر اهلل أكبر ‪..‬‬ ‫وقفنا في مكاننا ‪ ..‬وجددنا عهد الثورة‬ ‫إنه الجزء األجمل من كل شيء لكنه‬ ‫األصعب على اإلطالق ‪ ..‬هو شابٌ لم‬ ‫أعرفه ولن أعرفه‪ ،‬غطى وجهه بعلم‬ ‫الثورة ورفع يده للقسم‪..‬لنردد وراءه كنا‬ ‫جميع ًا قد جلسنا على األرض غير آبهين‬ ‫بشيء ‪...‬سوى أننا سنقول اآلن ما سيكتب‬ ‫بصحائفنا يوم القيامة ‪ ..‬وما يحملنا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وأمانة سنسأل عنها ‪..‬‬ ‫مسؤولية‬ ‫كانت األيدي جميعها رفعت وما زالت‬ ‫القلوب ترتجف خوف ًا وطمع ًا وأم ً‬ ‫ال في‬ ‫النصر القريب ومهابة التراجع أو التخلي‬ ‫إضطراراً أو إجباراً‪ ..‬قرأنا الفاتحة ‪ ..‬تلونا‬ ‫سورة النصر ‪..‬‬ ‫بدأ يقول وكررنا ‪...‬‬ ‫«أقسم باهلل العظيم ‪...‬‬ ‫أقسم باهلل العظيم‬ ‫أال أتخلى عن هذه الثورة‪..‬‬ ‫أال أتخلى عن هذه الثورة‪..‬‬ ‫وأال أحيد عن مطالبها ‪..‬‬ ‫وأال أحيد عن مطالبها ‪..‬‬ ‫وأن نكون لها أوفياء ‪..‬‬ ‫وأن نكون لها أوفياء ‪..‬‬ ‫وأن نطالب بالمعتقلين ‪..‬‬ ‫وأن نطالب بالمعتقلين ‪..‬‬ ‫وأال نخون دماء الشهداء‪..‬‬ ‫وأال نخون دماء الشهداء‪..‬‬ ‫حتى إسقاط هذا النظام المجرم ‪..‬‬ ‫حتى إسقاط هذا النظام المجرم‬ ‫واهلل على ما أقول شهيد ‪..‬‬ ‫واهلل على ما أقول شهيد ‪»..‬‬ ‫بكيتُ كثيراً ومضيتُ من جديد في‬ ‫طريق الثورة‪ ..‬وهمست‪:‬‬ ‫أبناء وطني يا من عاهدت اهلل ثم‬ ‫عاهدتكم ونفسي لن أتراجع عن هذه‬ ‫الثورة لن أخون دماء الشهداء بإذن اهلل ‪..‬‬


‫‪15‬‬ ‫‪15‬‬

‫‪Facebook‬‬

‫األحد | ‪ 2‬حزيران ‪2013‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪36‬‬

‫@‪‎‬أحمد دعدوش‪‎‬‬ ‫المعارضة السورية هي ذاتها‪ ،‬منذ ما قبل الثورة وإلى ما بعد مجزرة‬ ‫بانياس‪ ،‬وبعد كل هذا النقد والسخرية والتقريع‪ ،‬وبعد كل ما تسرب‬ ‫من إهانات السفراء والوزراء وضباط المخابرات في الشرق والغرب‪،‬‬ ‫وبالرغم من كل ما رُفع من الفتات وكُتب من مقاالت ومنشورات‪.‬‬ ‫مازالت المعارضة على حالها‪ ،‬بكل ما لديها من بالهة وتصلب للحس‬ ‫وافتقار للضمير‪..‬‬ ‫مؤامرات «طق البراغي»‪ ،‬صبيانيات التحزب‪ ،‬تمثيليات الحرد‬ ‫واالنشقاق وبيانات االستقالة‪ ،‬تصريحات السبق الصحفي‬ ‫والتصريحات المضادة‪ ،‬الصراخ على الشاشات‪ ،‬اللهاث وراء‬ ‫الصحفيين‪ ،‬شراء ذمم الناشطين‪ ،‬ما زالت وسائلهم كما هي دون أي‬ ‫تطوير بالرغم من كل ما أنفقه عليهم أسيادهم‪..‬‬ ‫يا معارضي الحرية وتجار المواقف‪ ،‬يا أنصاف الرجال وربات الحجال‪،‬‬ ‫إلى متى سنستمر في ترقيع عيوبكم بوسائل اإلعالم الدولية؟ وماذا‬ ‫أبقيتم لنا من أعذار لنرمي بها في وجوه زمالئنا من عرب وأجانب كلما‬ ‫تكررت فصول مسرحياتكم البايخة؟‬ ‫ً‬ ‫كيف نحارب بكم عصابات ترى في معتوه مثل بشار إلها يُعبد؟ وكيف‬ ‫نجمع بكم جيوشا ترهن حياتها لحركة من إصبع «الولي الفقيه‬ ‫المعصوم عن الخطأ»؟‬ ‫بأي وجه تريدون أن تحكموا شعبا يصارع الموت منذ سنتين‪ ،‬فيما لم‬ ‫تبلغوا دهاء المعتوه وال نصيفه؟!‬

‫‪@ wisaam aljazairy‬‬

‫السراج @‬ ‫براء‬ ‫ّ‬ ‫الدرس الواضح الذي لم تستوعبه دول العرب والغرب‬ ‫وهي تحاول أن تبني شخصيات يطيعها السوريون‪ ،‬هو‬ ‫أن السوريين لن يطيعوا إال شخصا يثقون به واليمكن‬ ‫اليمكن اليمكن تصنيعه في الخارج وغير ذلك لن‬ ‫يستمر وسيذهب جفاء!‬

‫‪@ Ragheb Gaoor‬‬ ‫تحرقنا مسافات انتظار أخبارهم ‪...‬أن يخرج «هادي»‬ ‫ّ‬ ‫المحطات‪ ،‬أن نستنشق ترابهم‪...‬وعبق‬ ‫على‬ ‫بطوالتهم‪ ،‬نقف على أبواب البيوت تعصف بنا الريّاح‬ ‫عل نسيمهم يلفح وجوهنا فال تبأس بعد ذلك‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫عل‬ ‫الريّاح تكن أسرع من وسائل اتّصال هذا العصر‪ ،‬كم‬ ‫عدونا)‪...‬دحرهم‬ ‫نشتاق إلى سماعها‪(.....‬هزم اهلل‬ ‫ّ‬ ‫ور ّد كيدهم في نحورهم‪ ،‬كم نشتاق إلى سماعها‬ ‫ورب الكعبه)!!!!‬ ‫من جديد (قتلت رستم ّ‬

‫بسام البني @‬ ‫هل تعلم أن معظم بلدات غوطة دمشق الشرقية منذ‬ ‫ست أشهر بال كهرباء وال هواتف وأنها مازلت تقاتل‬ ‫على كل الجبهات من العتيبة لساحة العباسيين؟؟‬

‫مجد مكي @‬ ‫يجب أن نروج لثقافة الحياة‪ ،‬والحياة ال تكون تحت‬ ‫أحذية الطغاة‪ ،‬ال أحد يدفع الشباب إلى الحرب غير‬ ‫جرائم النظام‪ ،‬ولو لم يقم بها لما كانت هناك حرب‪.‬‬

‫عمر المرادي @‬ ‫إن لم تتغير رؤيتنا وآلية تعاطينا وردود أفعالنا تجاه مجازر‬ ‫النظام وآلته العسكرية الفّتاكة‪ ,‬فلن تكون حرستا‬ ‫األولــى‪ ,‬ولن تكون األخيرة ‪ .‬اقلع شوكك بايديك‪،‬‬ ‫فخطوط الدول الحمراء اضحت خضراء‬


‫األحد | ‪ 2‬حزيران ‪2013‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪36‬‬

‫األخــيــرة‬

‫‪16‬‬ ‫‪16‬‬

‫المكتب الطبي الثوري الموحد في الغوطة الشرقية‬

‫سامة؟‬ ‫ماذا تفعل عند إطالق غازات‬ ‫ّ‬ ‫أثناء الغسيل‪.‬‬ ‫‪ 4‬تجنب حــك جسمك أو إزالــة‬‫الفقاعات عند ظهورها‪.‬‬ ‫‪ 5‬وضــع قطعة قماش مبللة على‬‫المناطق المصابة‪ ،‬و تجنب دلك الجسم‪.‬‬ ‫‪ 6‬إذا سنحت الفرصة انقل المصاب‬‫إلى أقرب مركز طبي أو مستشفى‪.‬‬

‫عند حصول اإلصابة يجب على سكان‬ ‫المنطقة المصابة القيام بما يلي‪:‬‬ ‫‪ 1‬التصرف بهدوء و دون فزع‪.‬‬‫‪ 2‬محاولة خلع المالبس الملوثة‬‫كيميائي ًا‪ ،‬و إبعادها عن متناول أفراد‬ ‫األسرة‪.‬‬ ‫‪ 3‬المبادرة بغسل العينين و أطراف‬‫الجسم بالماء‪ ،‬و يستحسن البقاء‬ ‫لمدة طويلة تحت الماء‪ ،‬مع تجنب * للوقاية في حالة استخدام السالح‬ ‫دخول الماء داخل الفم أو العينيين الكيميائي في المنزل‪:‬‬

‫الحرية الموقوتة‬ ‫مكتب االستشارات األمنية للثوة ‪ /‬عهد الشام‬

‫كان يوم ًا شاق ًا جد ًا‪ ،‬انتهينا مع مغيب شمسه من‬ ‫توزيع المساعدات على النازحين في منطقتنا‪،‬‬ ‫وجلست مع أصدقائي عمر وأمين نتجاذب‬ ‫أطراف الحديث‪:‬‬ ‫ عمر‪ :‬الحمد لله يا كمال‪ ،‬كمية المساعدات التي‬‫وصلت أمس‪ ،‬استطاعت تغطية جز ٍء كبيرٍ من‬ ‫احتياجات النازحين‬ ‫ كمال‪ :‬آه كم هو عظيم أن ترى البسمة ترتسم‬‫على وجوه األطفال‪ ..‬يا إلهي إلى أين وصلنا حتى‬ ‫أصبحت ٌ‬ ‫كميات قليلةٌ من الرز والسكر‪ ،‬تشعر طف ًال‬ ‫بالسعادة!‬ ‫ أمين‪ :‬لوال التنظيم الجيد لشباب التنسيقية‪ ،‬لما‬‫استطعنا االنتهاء من توزيع الحصص الغذائية‬ ‫اليوم‪ ،‬علينا أن نوزع ما تبقى من المؤن الغذائية‬ ‫بأسرع ما يمكن‪ ،‬فقد يداهم األمن المستودعات في‬ ‫أي لحظة‪ ،‬ونحن ال نضمن المخبرين الذين زرعهم‬ ‫األمن بيننا‪..‬‬ ‫تنهدت بعمق‪ ،‬ثم قلت‪:‬‬ ‫ كمال‪ :‬أسأل الله أن يستخدمنا لما فيه الخير‬‫للناس‪ ،‬وأن ال ينقطع العون والمساعدة عن أهلنا‬ ‫هنا‪ ..‬نلتقي غد ًا في الثامنة صباح ًا إن شاء الله‪،‬‬ ‫لنوزع الفرشات االسفنجية للعائالت الجديدة‪،‬‬ ‫سيقوم الشباب حفظهم الله بتمريرها عبر الطرق‬ ‫الزراعية هذه الليلة‪..‬‬ ‫ عمر‪ :‬بإذن الله‪..‬‬‫*****‬ ‫افترقنا مسا ًء على موع ٍد لنتابع عملنا عند الصباح‪،‬‬ ‫لكن تلك الليلة لم تكن عادية‪ ،‬حيث دوت فيها‬ ‫أصوات االشتباكات بين عناصر الجيش الحر على‬ ‫أطراف البلدة وعناصر النظام‪..‬‬

‫كان تقدم الجيش الحر سريع ًا وقوي ًا نحو بلدتنا‪،‬‬ ‫بشكل كبيرٍ لما عرف‬ ‫فقوات النظام ال تنتشر عندنا ٍ‬ ‫عن البلدة من النشاط السلمي وإيوائها للنازحين‬ ‫أيام حتى‬ ‫وبعدها عن االشتباكات‪ ..‬ولم تمض ٌ‬ ‫تحررت كامل البلدة من عناصر النظام‪ ،‬ولم يكن‬ ‫هناك خسائر تذكر في صفوف الثوار‪..‬‬ ‫عم الفرح أرجاء البلدة بقدوم الجيش الحر‪ ..‬فخرج‬ ‫األهالي واألطفال يرحبون به ويزينون البلدة بأعالم‬ ‫ٌ‬ ‫سعادة‬ ‫االستقالل‪ ،‬وكانت سعادة النصر ال تعادلها‬ ‫بالكون‪ ،‬وعال صوت التكبير واألناشيد الثورية في‬ ‫البلدة‪ ،‬ولم يعد هناك ما يخيف شباب البلدة‪،‬‬ ‫أو يثير لديهم القلق والحذر‪ ..‬بل صارت الصور‬ ‫التذكارية مع الجيش الحر والسالح وأعالم االستقالل‪،‬‬ ‫هي هاجس الجميع‪ ،‬فكم مرة ستدق الحرية بابنا‪،‬‬ ‫ويبتسم إخوتنا في الجيش الحر بيننا !‬ ‫*****‬ ‫مر شه ٌر على تلك الليلة الحاسمة‪ ،‬التي غيرت مسار‬ ‫العمل كلي ًا في البلدة‪ ،‬وأبعدت شبح الخوف من‬ ‫األمن عن تفاصيل العمل‪ ..‬وكان علينا حينها إعداد‬ ‫تقرير إعالمي عاجل‪ ،‬فاتصلت بعمر مسرع ًا‪:‬‬ ‫ كمال‪ :‬أين أنت اآلن؟‬‫ عمر‪ :‬أحضر نفسي للنزول إلى دمشق صباح غد‪،‬‬‫لدي موعد مع ابن عمتي هناك‬ ‫ كمال‪ :‬رافقتك السالمة‪ ،‬أال تأتي معي إلى‬‫المشفى الميداني إن كان لديك متسع من الوقت؟‬ ‫علينا أن نتفقد أحوال المصابين‪ ،‬ونصور تقرير ًا‬ ‫إعالمي ًا عن العمل فيه‪..‬‬ ‫ عمر‪ :‬حسن ًا‪ ،‬سأرافقك اليوم بإذن الله‪ ،‬ثم أعود‬‫ألرتب أموري للمغادرة‪..‬‬ ‫وفع ًال‪ ،‬ذهبنا للمشفى الميداني‪ ،‬وصورنا تقرير ًا‬ ‫رائع ًا حول حاجيات المرضى ووضعهم الصحي‪،‬‬ ‫ومدى النقص في الكادر الطبي‪ ،‬وانتهينا من عملنا‬ ‫فودعته لنتواعد على اللقاء في اجتماع المجلس‬ ‫اإلعالمي للبلدة مساء الغد‪..‬‬

‫جريدة عهد الشام ‪:‬‬ ‫أسـبوعية ثوريّـــة مستـقلة ‪ -‬تصدر مؤقتاً‬ ‫نصف شهرياً‬

‫‪ 1‬إلجأ إلى المكان المعد مسبق ًا لكي‬‫يكون ملجأ (مكان قابل للغلق المحكم‬ ‫للمنافذ بحيث تمنع تسرب الهواء من‬ ‫خالله و يحتوي على جميع احتياجات‬ ‫األسرة لمنع خروج أو دخول أي شخص‬ ‫بعد ذلك)‪.‬‬ ‫وفي حالة عدم وجــود ملجأ أو غرفة‬ ‫معدة مسبقا ‪ ،‬اصعد بأفراد األسرة‬ ‫إلى الطوابق العليا‪ ،‬و اختر غرفة قليلة‬ ‫المنافذ‪ ،‬و أقفل األبــواب و النوافذ و‬ ‫فتحات التهوية مع وضع قطع قماش‬ ‫مبلل بالماء عليها‪.‬‬ ‫‪ 2-‬إطفاء وسائل التكييف‪.‬‬

‫‪ 3‬حماية أعضاء التنفس من المادة‬‫الكيميائية باستخدام القناع الواقي‬ ‫(الكمامة)‪ ،‬و في حالة عدم توفره‬ ‫يمكنك استخدام قطع من القماش‬ ‫المبلل بالماء و وضعها على األنف‬ ‫والفم في حالة غاز األعصاب‪ ،‬أما في‬ ‫حالة غاز الخردل تكون قطع القماش‬ ‫جافة‪.‬‬ ‫‪ 4‬حماية الجسم باستعمال معاطف‬‫المطر أو معاطف النايلون أو المالبس‬ ‫المشمعة أو الجلدية وحماية األقدام‬ ‫من المادة الكيميائية باستعمال‬ ‫األحذية الطويلة ‪.‬‬

‫انتهى اجتماع المجلس اإلعالمي ولم ألحظ وجود عمر فيه‪ ،‬أرجو أن يكون‬ ‫غيابه خير ًا فليس من عادته إخالف مواعيده‪ ،‬لكن ما أثار قلقي تلك المسجلة‬ ‫التي أعادت وأعادت «الرقم المطلوب مغلق أو خارج نطاق التغطية» !!‪..‬‬ ‫فحاولت االتصال بمنزله وأجابني والده‪:‬‬ ‫ كمال‪ :‬مرحب ًا يا عم‪ ،‬هل أستطيع أن أتكلم مع عمر؟‬‫ أبو عمر‪ :‬ابني‪ ...‬كمال‪ ..‬هل تعلم أين عمر؟ أرجوك … لقد خرج من الصباح‬‫إلى دمشق ولم يعد حتى اآلن‪ ،‬ولم يبعث أي خبر‪ ..‬وحتى أنه لم يذهب لعند‬ ‫ابن عمته وفق ًا لموعده‪ ..‬أنا قلق جد ًا‪ ،‬لم أترك مكان ًا لم أسأل عنه فيه‪ ،‬ولكن‬ ‫ما من جواب‪..‬‬ ‫ كمال‪ :‬أنا قلقٌ أيض ًا يا عماه‪ ..‬عسى أن يكون بخير‪ ..‬أسأل الله أن يطمئننا عنه‪..‬‬‫*****‬ ‫غائب مفقود‪ ،‬ووالداه يتقطعان حرق ًة وبحث ًا‪،‬‬ ‫مرت األيام والشهور‪ ،‬وعمر ٌ‬ ‫يسألون‪ ،‬ولكن ما من جواب‪ ..‬عشرة أشهر دون أن يصل عن عمر أي خبر‪..‬‬ ‫وبإحدى اجتماعات مكتب التنسيقية األمني‪ ،‬يأتيني أحد الشباب وقد خرج‬ ‫حديث ًا من أحد فروع األمن‪ ،‬يتحدث بسرع ٍة وعينين دامعتين‪ ،‬لم أكد أفهم‬ ‫عليه بدايةً‪ ..‬إلى أن فهمت ما يريد قوله لنا ‪ :‬إنه عمر هناك‪ ،‬يتعذب في أحد‬ ‫المعتقالت منذ شهور‪ ،‬وقد تم التقاط حركته عند الحاجز بمدخل دمشق عن‬ ‫طريق هاتفه المحمول‪ ،‬فقد كان يستعمله في كل األمور الثورية دون خوف‪،‬‬ ‫ولألسف‪ ،‬فإن أخبار تحركاته ونشاطاته اإلعالمية جميعها بين يدي األمن‪،‬‬ ‫وصوره وذكرياته السعيدة مع الحرية باتت عبئ ًا وعذاب ًا له‪..‬‬ ‫أيتها الحرية …‬ ‫لو أننا عرفنا وأتقنا العمل معك‪ ،‬لكان عمر ال يزال بيننا في بر األمان ‪...‬‬

‫للتواصل وتصفح األعداد‪:‬‬ ‫‪Email: ahed.alsham@gmail.com‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.