7
الثقافية Thursday 14 November 2013 no. 1737 . 11/ 1 / 1435
اخلميس 14نوفمبر 2013م العدد 1737املوافق 11محرم 1435هـ
ومضـات
د .عبدالعزيز المقالح
اعرف منذ سنوات ان الصديق العزيز المحاسب حسن الدولة يكتب شعراً يخفف والصادرة عن سلسلة روايات الهالل في مصر العربية ،وال يسعني وانا ارحب بنشر به عن اشجانه ومعاناة وطنه ،لكنني فوجئت به ناقداً متميزاً من خالل هذه القراءة هذه القراءة او باالصح الدراسة اال ان ارجو من الصديق حسن ان يواصل الكتابة العميقة لرواية الصديق الشاعر والروائي ابراهيم اسحاق «صنعاء ..الوجه اآلخر» في هذا المجال الذي يبدو فيه اكثر من متخصص.
اطاللة على رواية «صنعاء ..الوجه اآلخر» بقلم :حسن حمود الدولة سجن فيه والد الراوي ولنفس السبب ..وكما كان الراوي يتناوب في س���ياق االحداث الت���ي تعصف بيمننا احلبي���ب هذه األيام م���ع اوالد عمه الثالثة« :محم���ود ،ومنصور ،وندمي» لنقل االكل في وت���كاد ته���دد عرى وحدته وجدت نفس���ي مضط���ر ًا للكتابة رواية «السفرطاس» ..كذلك كنت انا واخواني نفعل.. الشاعر الروائي الدكتور محمد اسحاق« :صنعاء ..الوجه اآلخر»، النه���ا رواي���ة تنس���ج تفاصي���ل مأس���اوية ،وت���ؤرخ حلقب���ة زمنية وحتى ال يظن القارئ لهذه االطاللة اني منحاز لصالح الرواية قامت���ة مر بها ميننا احلبيب ،وتعبر بعم���ق عن دالالت التحوالت والكات���ب لالس���باب املش���ار اليها فان كتاب��� ًا كب���ار ًا كاديب اليمن السياس���ية واالجتماعية واالخالقية ..وتتناول احداث ًا في منتهى الكبي���ر الدكت���ور عبدالعزي���ز املقالح الذي اش���اد به���ا في معرض احلساس���ية م���ازال معظ���م ابطاله���ا ومجرميها على قي���د احلياة اح���دى يوميات���ه التي تنش���ر في صحيف���ة «الثورة» كم���ا تناولها حتى اليوم ،وفي اعتقادي انه لوال احلساس���ية املفرطة الس���حقت بالتحلي���ل االدبي كل م���ن االديبني الكبيري���ن الناقدين عبدالباري رواي���ة «صنع���اء ..الوج���ه اآلخر» ان تكون مرش���حة لني���ل جائزة طاه���ر ،وعبدالعزيز البغدادي وكتب عنها في صحيفة «الس���فير» الدول���ة للفن���ون واآلدب ،وذل���ك النها رواية كبيرة ب���كل املقاييس، اللبناني���ة االدي���ب العريب الكبير الراح���ل عباس بيضون ،كما ان كبي���رة في جرأتها ،وكبيرة في اس���لوبها الفن���ي البديع ،واالدبي «دار اله�ل�ال» املصري���ة وه���ي مؤسس���ة حكومية تخض���ع ملعايير الرفيع والرصني. واجراءات للنش���ر صارمة قد تبنت نش���ر الرواية ضمن سلسلتها نع���م ان ه���ذه الرواية قد اثبت���ت ان الدكتور ابراهيم اس���حاق الروائي���ة الش���هرية ،بالرغ���م مما تضمنت���ه الرواية م���ن نقد الذع م���ن اولئك القل���ة الذين يكتبون بش���جن عميق ،وم���ن القلة الذين الس���اليب تعذيب املصريني للمساجني اليمنيني بالكهرباء ونهش يس���تطيعون ان يربط���ون س���يرهم الذاتية بالتاري���خ واملكان ،فقد بكالب البش���ر واحليوان حس���ب تعبير احد ابط���ال الرواية وهو العم «عبداحلميد» مفض ً اس���تطاع مبه���ارة ان يجعل من روايته ه���ذه «كتاب حياة مفتوح» ال بقاء اخيه «محمد» في س���جن اليمنيني ينعكس في���ه التاريخ كما ينعكس فيه احلاضر بافراحه واتراحه خش���ية ان يعاد س���جنه من قب���ل القيادة املصري���ة «ومن مفارقات ومش���كالته وتطلعات���ه ،وببراع���ة الفنان يس���رد احداث ًا جس���يمة الرواية ان «محمدا» وهو والد الراوي مس���جون بتهمة انه ملكي، يصوغها بدون رتوش باسلوب ادبي بديع وشيق مشبع باحلزن وش���قيقه «عبداحلميد» احد الضباط املش���اركني ف���ي تفجير ثورة واالس���ى بعيد ًا ع���ن الصور الفضائحية والنقدي���ة فال يصوب او 26س���بتمبر عام 1962م ،بل وااله���م من هذا وذاك فان اقوى دليل يخط���أ حدث��� ًا م���ا ،بل جنده يقفز م���ن فوق املثالب دون ان يش���عر يبره���ن على جودة الرواية واهميتها انها فازت بجائزة الش���يخ القارئ بتلك القفزات وبنفس االسلوب ينتقل من السرد الوصفي محم���د صالح باش���راحيل لالب���داع الثقافي ضمن مس���ابقة ادبية الى اخليالي ،ومن موقف تراجيدي الى موقف كوميدي وبانفجار ضم���ت اعم���ا ًال ادبي���ة الدباء كب���ار من مختل���ف االقط���ار العربية، الضحكات في اللحظة التي تصبح فيها الدموع جاهزة لالنهمار.. وقد س���لمت اجلائزة للمؤلف بواس���طة امللحقية الثقافية بسفارة وبق���درة فائق���ة عرف كيف يناور ويالعب ويخادع اذا ما عرفنا اململكة العربية الس���عودية بصنعاء في احتفائية صباحية كبيرة ان الف���ن الروائ���ي لع���ب ،فقد لع���ب باحلبك���ة وباملنظ���ور واللغة، اقامتها امللحقية لذلك الغرض. واستقرار البنية النصية ،بل واللعب داخل النص.. ويجمل بنا ونحن بصدد احلديث عن اهمية الرواية وقيمتها االدبية ان نقطف فقرة من كلمة «دار الهالل املصرية» التي ذيلت كم���ا اس���تطاعت الرواي���ة ان تدم���ج القارئ بش���خصية الراوي بها الرواية قالت فيها «بشجن عميق يروي الكاتب د .ابراهيم «املؤل���ف» بحيث يش���عر وكأنه تقمص مع ال���راوي عصره ،ومتثل اسحاق في هذه الرواية تأثير القبض على والده ،واالستيالء ذل���ك العصر امام ناظري���ه وكأنه يعيد عجلة التاري���خ الى الوراء، على منزل االس���رة ،واحلياة الصعبة والظروف القاسية التي وذلك انه يس���رد احداث ًا تتصل مبا ميث���ل حياة جيل بكامله اوثق م���رت بها هذه االس���رة مع رصد احلياة االجتماعية لالس���رة اتصال ويتشكل مصيره مبغزى االيام التي عاشها الراوي ..وهذا اليمنية بشكل عام خالل تلك الفترة. هو الس���ر الذي دفعني ان اربط بني مجريات احداث الرواية وبني والرواي���ة عل���ى حد الدكت���ور ابراهيم اس���حاق -واليزال ما مير به ميننا احلبيب هذه االيام من احداث فمهما اختلفت عن الكالم للدار -ليس���ت س���يرة ذاتية وال تؤرخ احداث الثورة االم���س البعي���د والقريب فان الوش���ائج لم تنقط���ع بينهما ،ولذلك اليمنية والوجود املصري العس���كري ،لكنها مع ذلك ميكن الس���بب ايض��� ًا وبالرغم من ان بضاعتي ف���ي مجال االدب الروائي ان تكون ضمن مقولة الكاتب الروائي العظيم «تولستوي» مزج���اة فق���د تقحم���ت في كتاب���ة ه���ذه االطاللة الس���باب منها اني عل���ى املرء ان يكتب فقط حينما يترك قطعة من حلمه في وحدت نفس���ي وانا اقرأ الرواي���ة ملتصقا» باحداثها التصاق ًا الى احملبرة في كل مرة يغطس قلمه» أ.هـ. حد التماهي مع معظم احداث الرواية بل اني وجدت الراوي -في بع���ض اح���داث الرواية -وكانه يكتب س���يرتي ان���ا وليس العكس فنح���ن اذ ًا امام عمل كبير ين���درج ضمن تلك الكتابات فوالدي ايض ًا قد س���جن اكثر من مرة في نفس الفترة التي س���جن الت���ي قال عنها «فردريك نيتش���ه» «ال احب من الكتابات كلها فيها والد «الراوي» رحمة الله تغش���اهما وفي نفس الس���جن الذي اال تلك التي تكتب بالدم الش���خصي ،اكتب بالدم وس���تعلم ان الدم روح» ..وعم���ل كتب بالدم ترك كاتبه قطعة من حلمه ف���ي محبرت���ه كل م���رة غطس قلم���ه فيها ان���ه لعمل يس���تحق ان يتناول���ه النق���اد بالدراس���ة والتحليل، كما يس���تحق ايض ًا ان يرش���ح ألكثر من جائزة ،كما جت���در االش���ارة ال���ى العم���ل الروائي الثان���ي الذي ن���زل خالل هذا الش���هر املوس���وم بـ«درويش وثالث نس���اء» للدكت���ور ابراهيم وهو العم���ل الذي احتفى اسماعيل بن محمد الوريث ب���ه ن���ادي القصة في احتفائية مس���ائية اقيمت يوم االربع���اء املواف���ق 2013/3/28م كان ل���ي ش���رف حضورها وامتنى عل���ى الدكتور عبدالعزيز املقالح 26سبتمبر تواصل نشر املقاالت التي سلمها والقائم�ي�ن عل���ى جائزت���ه ان يجعلوا ه���ذه الرواية ضمن الروايات املرش���حة لنيل تلك اجلائزة «جائزة الفقيد قبل وفاته في عموده فوح الياسمني د.عبدالعزيز املقالح للقصة». وحق��� ًا ما ذهبت اليه كلمة «دار الهالل املصرية» اآلنف���ة الذك���ر ف���ان الدكت���ور ابراهي���م اس���حاق م���ن اولئ���ك القل���ة الذي���ن يكتب���ون بش���جن عمي���ق واستبطان مشاعر جياشة ،ومن اولئك القلة ايض ًا الذي���ن يس���تطيعون ان يربط���وا س���يرهم الذاتي���ة بالرواي���ة بالرغ���م م���ن العالق���ة الش���ائكة بينهم���ا وذلك يقودنا الى س���ؤالني اساسيني اولهما سؤال التخيي���ل« :الذي ميي���ز العمل الروائ���ي» وثانيهما س���ؤال احلقيق���ة« :الت���ي يج���ب ان يتقيد ب���ه كاتب الس���يرة» وه���ذان الس���ؤاالن يس���يران ف���ي خط�ي�ن متوازي�ي�ن متكن الراوي من الرب���ط بينهما ببراعة فائقة في الس���رد الوصفي والسرد اخليالي ما ينم ع���ن خبرة وب���اع كبيرين لدى الدكت���ور ابراهيم قد فاجأ الوسط االدبي بها في اول عمل له يتم نشره متك���ن من خالله ان يس���طر احداث��� ًا محقونة بالدم والكراهي���ة اغترفه���ا م���ن مخزون ذاكرت���ه املتخمة باالح���زان بامل���وازاة مع ب���راءة االطف���ال والطموح واالحالم. كلما كنت اقرأ ش� � ��عر بشار بن برد واخباره ينصرف ذهني حي���ث صاغ اح���داث روايت���ه «صنع���اء ..الوجه الى الشاعر الكبير االستاذ عبدالله البردوني وعندما كنت ارى اآلخ���ر» باس���لوب امتزج في���ه التخييل م���ع الواقع البردوني امتثل فيه بش� � ��ار بن ب� � ��رد اكثر من متثلي ألبي العال ليس في ما يسرد من احداث فحسب بل في وصفه املعري او طه حس� �ي��ن وفي االغاني انه «دخل يزيد بن منصور ايض��� ًا لبعض االماك���ن ومن ذلك تعريف���ه لـ«مخزن الفح���م» ف���ي منزل «بي���ت الش���مس» واملعروف عند احلميري على املهدي وبش� � ��ار بني يديه ينشده قصيدة امتدحه اه���ل صنعاء بـ«حر الس���ود» بفتح احلاء وس���كون به� � ��ا ،فلما فرغ منه� � ��ا اقبل عليه يزيد ب� � ��ن منصور احلميري، الراء املهملتني الكلمة احملمول «حر» وفتح الس�ي�ن وكانت فيه غفلة ،فقال له :يا ش� � ��يخ م� � ��ا صناعتك؟ فقال :اثقب وس���كون الواو املهملت�ي�ن في االس���م الثاني ..ذلك اللؤلؤ ،فضحك املهدي ثم قال لبشار :اعزب ويلك ،اتتنادر على املكان املظلم الذي كان ميثل رعب ًا لالوالد الساكنني خالي! فقال له :وما اصنع به! يرى شيخا اعمى ينشد اخلليفة في بيت الشمس فال يستطيعون اجتيازه منفردين بل يصعدون بعد صالة العش���اء الى الدور االعلى شعرا ويسأله عن صناعته! مجتمع�ي�ن وه���م ميرقون م���ن جوار بس���رعة فائقة وفي رد بش� � ��ار على خال املهدي يبرز احتماالن ،اولهما انه خش���ية اش���باح ذلك املكان وكان «املؤل���ف الراوي» س� � ��خر من بالدة الس� � ��ائل وغفلته ،وثانيهما وانه وهو الشاعر احد ه���ؤالء االوالد وكان االكث���ر خوف ًا من اجلميع الفحل -قد جعل نفسه كثاقب اللؤلؤ لدقة صناعته ومتيزه. هو ابن العم «منصور» الذي كان العم «عبداحلميد» وقال االصمعي :ألن بش� � ��ارا «ولد اعمى فما نظر الى الدنيا واالوالد يضعون���ه في مواقف محرجة تضفي جو ًا
فوح الياسمين
مشرط البردوني ()1
قط ،كان يش� � ��به االشياء بعضها ببعض في شعره فيأتي مبا ال يقدر البصراء ان يأتوا مبثله ،فقيل له يوما وقد انشد قوله: كأن مثار النقع فوق رؤوس� � ��نا واس� � ��يافنا ليل تهاوى كواكبه ما قال احد احس� � ��ن من هذا التشبيه ،فمن اين لك هذا ولم تر الدنيا قط وال شيئا فيها؟ فقال :ان عدم النظر يقوي ذكاء القلب ويقطع عنه الش� � ��غل مبا ينظر اليه من االش� � ��ياء فيتوفر حس� � ��ه وتذكو قريحته ،ثم انشدهم قوله: عميت جنينا والذكاء من العمى فجئت عجيب الظن للعلم موئال وغاض ضياء العني للعلم رافدا لقلب اذا ما ضيع الناس حصال وشعر كنور الروض الءمت بينه بقول اذا ما احزن الشعر اسهال
وكالم االصمعي هذا يشبه ما قاله هالل ناجي في «شعراء اليمن املعاص� � ��رون» عن البردوني :من ان مس� � ��حة احلزن قد «طبق� � ��ت ش� � ��عر البردوني بطاب� � ��ع غريب فالش� � ��اعر يجمع بني النقيضني او قل ان مش� � ��اعر احل� � ��زن والفرحة تتجاوران معا، بل إنه ليجمع بني الصورة املبهجة والصورة احملزنة في البيت الواح� � ��د او البيت� �ي��ن املتجاورين ،فيحس الق� � ��ارئ باضطراب الص� � ��ورة الكلية وتداخ� � ��ل ألوانها ان صح التعبير والس� � ��بب ف� � ��ي ذلك عائد الى طبعه احلزي� � ��ن الذي يأبى مفارقته حتى في س� � ��اعات صفوه القليلة ،اس� � ��تمع الى قوله من قصيدة عنوانها (من ارض بلقيس) التي سمى باسمها ديوانه.. يكاد من طول ما غنى خمائلها يفوح من كل حرف جوها العطر كأنه من تشكى جرحها مقل يلح منها البكا الدامي وينحدر
من املرح والفكاهة على االوالد. فنجد املؤلف يضفي على هذا املكان طابع ًا اس���طوري ًا ال يخلو م���ن الظرافة ب���ل ويزيد املكان غموض��� ًا وارعاب ًا باس���لوب روائي رائع ولغة رشيقة ساعده في ذلك لغته االدبية كشاعر يقول «اسم احل���ر مك���ون من اس���م «احل���ر» الذي هو ول���د احلية التي تس���كن احلر ،ويقال :بل اسم فرخ اجلن ،ويدعي البعض انه آت من كلمة «احلرحر» التي تقال لزجر البعير «االجرب». ثم يعرف الكلي احملمول «الس���ود» وكأننا امام قضية ش���ائكة م���ن قضاي���ا املنط���ق الت���ي حتت���اج الى معرف���ة احلم���ل الطبيعي والوضعي وحمل املواطاة واالش���تقاق فيقول« :الس���ود اسم لكل فاحم اس���ود عظ���ام بعير او فحيح افعى لها ج���رس يصم اآلذان، او لبيضة حمام اجلن ..وقد يبسها السنون ،وفحمها السكون». ث���م ال يكتفي بذلك بل يق���وم بتعريف اللفظني بلغة تنسجم مع تعريف كل منها فيقول: «ال ادري م���ا ه���ذا
وعندما يصف لنا ما جرى له بسبب زميله في املدرسة «عزالدين» اب���ن املق���دم «م���راد ظافر» ال���ذي تعني س���فير ًا في القاه���رة اي في نفس الوظيفة التي كان صاحبه االمير قد تعني فيها ومت اعادمه قب���ل اس���تالم تلك الوظيفة وكان قد اش���ترى والد ال���راوي حقيبة مالبس جلدية اس���تعداد ًا ملرافقة االمير الى القاهرة وراءها والد زميله «عزالدين» وكان الراوي يخاف من زميله هذا ال النه يحضر املدرس���ة برفق���ة جندي فحس���ب بل الن���ه رائد الفص���ل وهو اآلمر الناه���ي فيضطر ان يتحاش���اه فيقت���رب منه ذات ي���وم «عزالدين» وبلهجة ال تخلوا من القس���وة والتهديد يقول له «اس���مع يا بطل ابي اليوم سياتي الى بيتكم وهو يريد احلقيبة ..عليكم جتهيزها الننا س���نمر الخذه���ا» ..فيضطرب الطفل ال���راوي ويرجتف خوف ًا وقلق ًا مما سيحدث له وتنهال على عقله االسئلة فيحدث نفسه».. ماذا س���يحصل لو جاء والد عزالدين الى بيت الشمس وعمتي ال تعرف ش���يئ ًا ..وماذا ميكن ان يفعل بي عزالني وهو الذي تربطه عالق���ة قوية مع مدير املدرس���ة واملدرس�ي�ن املصريني ..وهل ميكن والد عزالدين يحبس���ني؟ ..واذا حبس���ني هل س���اكون مع ابي في س���جن الرادع ام س���يأخذني سجن آخر ال اعرف احد ًا فيه؟.. ثم يقول «كل ش���يء يهون اال اعدامي كما فعلوا بصاحبي» او ان يدس���وا س���يجارة في فمي بعد قتلي وميثلوا بجثتي كم���ا فعل���وا مع ج���دي» ..ثم يواص���ل ويقول« :اص���اب بدوار فضي���ع وال اس���تفيق اال على ن���دى قطرات امل���اء تبلل وجهي وامامي اس���تاذي محمد املعلم واالس���تاذ عبدالل���ه البحيري» وهكذا جند الكاتب يدمج اخليال مع الواقع باس���لوب ش���فيف يس���تخدمه كاداة م���ن ادوات العم���ل الفن���ي في س���بيل ايصال س���يرته الذاتي���ة بش���كلها احلقيقي ميا حتتويه م���ن احداث في ابهى حلة واعذب مضمون واعماق تأثير وعندما يتذكر صاحبه االمي���ر يقول «غاب صاحبي الذي كنت ارى في وس���امته وهيئته وسيارته وصداقته البي حلم ًا امتنى لو امتد لكل الدنيا ،ويشتد حزني عليه ،الن القروي الذي غدر به قد س���لمه لش���باب االنقالب الذين كانوا دائم ًا في ضيافته مبنزله البس���يط املتواضع ،وانهم خضبوا قميص���ه االبيض اجلميل ،وعمامت���ه الصغيرة البيضاء بدمه الذي طاملا منح الناس ام ً ال كبير ًا في احلياة والتغيير». رغم كوميدي ال���ى تراجيدي موق���ف وهك���ذا ينتق���ل الراوي من < من قصيدة بعنوان« :عهد جديد وبني والس���رور والغبطة الفرح يش���وبه ه���ول الفارق ب�ي�ن موقف للشاعر العربي احمد مطر موقف مش���حون باللوعة واحلزن واالس���ى وبقدر م���ا ميي���ز النص من وضوح وعمق وش���فافية فانه محاط في نفس الوقت بغموض يلف احداث ًا كثيرة منه���ا عدم ذك���ره خل���روج والده من س���جن القلعة بعد س���جنه للم���رة الثانية واخل�ل�اف الذي احتدم اواره بني والد الراوي وبني عمه «عبدالس���تار» ما ادى ال���ى مقتل���ه ف���ي بئر بيت الش���مس فيبلغ عمه د.عبدالعــزيز خوجـة# عبداحلمي���د ذل���ك اخلبر فيص���ف لنا ال���راوي تلك اللحظ���ة الت���ي اس���تقبل فيه���ا خب���ر مقتل ش���قيقه ً قائ�ل�ا« :كان يس���تند خائر الق���وى ،والغبار يغطي كل جس���ده حت���ى رم���وش عينيه عل���ى ظهر احدى دبابات���ه املجنزرة في آخ���ر ايام احلصار ثم يتنهد وه���و ينظ���ر نحو مغرب الش���مس اعل���ى قمة جبل عيبان ويقول :لقد قتله عبدالستار».. ولع���ل اكث���ر م���ا يطب���ع رواي���ة «صنع���اء.. الوج���ه اآلخر» بطابعها املأس���اوي تب���دل مصائر الش���خصيات ف���ي تل���ون بدي���ع ،وتبدل اش���واقهم بتل���ون اعم���ق يظه���ر املجتم���ع اليمن���ي عل���ى حقيقت���ه مث���ل ش���خصيات اوالد عم���ه «حس���ن» وهم« :محمود ،وندمي ،ومنصور» والش���يخ جمال خطي���ب جام���ع البره���ان ،واملقدم ناجي ،وقاس���م صالل���ه ،واحلاج لطفي ،والعم عبدالس���تار ،والعم عبداحلمي���د ،وس���مير ب���ن عبدالس���تار ،ومحم���د املعل���م ،وزميله عزالدي���ن ،واملقدم مراد ظافر وهي عبارة عن فسيفس���اء تعج بااللوان واالش���كال من الش���خصيات ،فف���ي العائلة نفس���ها جند ان هناك أقول :إنك القدر ثمة مخادعني وحس���ادين ومتسامحني وغير ذلك من الشخصيات التي تعكس منط املجتمع اليمني مساؤنا احلزين او اي مجتم���ع عربي آخر كما ان الراوي قد متكن ايض��� ًا من وصف احلياة املعيش���ية حينئذ وصف ًا مساؤنا جدا حزين ..هل تعرفني ؟ دقيق��� ًا ال يخل���وا من طرافة في بع���ض املواقف ما ويهرب الندى إلى سرابه جعل من س���يرته انعكاس ًا ملجتمعه وكذلك افضا ًء تنش���ط فيه ذاكرت���ه ميارس فيه عملية اس���ترجاع على مفاوز الظنون تفاصيل حياته بش���كل مكث���ف ومتجزأ ومحذوف وأطفأ املساء ضوءه على ضبابه من���ه محط���ات كثيرة محاو ًال س���د الفراغ���ات وفق ًا ملتطلب���ات العم���ل الروائ���ي والرب���ط ب�ي�ن مخزون وأشعل الظالم لوعة احلنني .. الذاك���رة م���ن الواق���ع وب�ي�ن عنص���ر اخلي���ال بلغة رفيع���ة متت���از بالسالس���ة والبس���اطة واجلزال���ة هل تعرفني ..لوعة احلنني وااليج���از ف���ي آن التي تأس���ر لب القارئ وتش���ده أتعرفني كم مضى على ارتشاف قبلة بحي���ث ال يق���در عل���ى ان يتخلى م���ن قراءتها الى ان يس���تنفذ ما فيها من حكايات واحداث مرتبطة وبعدها تركتني أموت ظامئا على الضفاف باحلي���اة واملجتم���ع تع���ج به���ا رواي���ة «صنعاء.. وقبلها أقسمت أني لن أخاف الوج���ه اآلخر» وهك���ذا عمل روائ���ي جميل وبديع يعد ثروة انسانية تأبى ان تنحصر وراء احلدود وقهقه املساء ساخرا يردد القسم السياس���ية او تتقوق���ع ف���ي حدوده���ا الضيقة بل تنطل���ق ال���ى آف���اق احلي���اة الرحب���ة التي تتس���ع ورجع صوته ..عدم باتس���اع الكون وال تعرف احملاباة او االنحياز او وقهوة املساء قصة األل السير وراء االهواء ولرغبات اآلنية. وهك���ذا جند الدكت���ور ابراهيم محمد اس���حاق سكبتها وعدت حائر القدم ف���ي هذه الرواية قد ق���اده وعيه الباطني من حيث فحبنا خرافة ووجدنا خرافة ال يدري الى اس���تثمار طفولته كمعادل نفس���ي من خالل س���رد فن���ي ميتاز ببناء ومعم���ار غير معقد، ودربنا إلى ندم واس���لوب صاف ،تلقائي «وبدون رتوش استطاع م���ن خالل���ه كما اس���لفنا الق���ول ان يرس���م الواقع بص���ورة جمالي���ة تالم���س صورته���ا االصلية مع
مسحة فنية للخيال.. وال يس���عنا ف���ي االخير وقد قمنا بهذه االطاللة الس���ريعة على رواية «صنعاء ..الوجه اآلخر» لسيرة طفل تعرض لشتى صنوف ً مدل�ل�ا وحيد ابوي���ه وقد مت القه���ر واالضطه���اد وه���و ال���ذي كان مصادرة منزل اس���رته وسجن والده ثم مقتله في ظروف غامضة والسباب حتاشى املؤلف ذكرها ،ومقتل صديقه االمير وجده المه وغير ذلك من االحداث التي تعج بها الرواية وكأننا بالراوي في تل���ك اللحظة الفارق���ة من حياته املليئة باالح���زان يتمتم بقصيدة «ياليل» الديب اليمن وش���اعرها الكبير د .عبدالعزيز املقالح التي مطلعها: يا ليل اشعلنا اجلماجم في الطريق الى الصباح مات الوشاح فراعنا في كل منعطف وشاح ولســــــــان حــــــــالة يقـــــــــول: بعد شهر لم نعد نخرج الشارع لي ً ال لم نعد نحمل ظ ً ال لم نعد منشي فرادى لم نعد منلك زاد ًا لم نعد نفرح بالضيف.. اذا ما دق عند الفجر باب فصح ملح الصبح في مستنقع الظلمة ذاب.. ذات فجر ..مادت االرض وساد االضطراب واستفز الناس من مرقدهم صوت مجنزر «مت ترم الله اكبر مت ترم الله اكبر» انقالب مت ترم مت..
أحلى الكالم
املكان املظلم النازل بسلم اعرج ،من صخر اسود فاحم غير منضد وج���دار كاول خلق!! هل فيه حي���ة رقطاء مع ولدها ام حمامة جن مع فراخها في ثقبهم العنكبوتي االرمد ..ام عند بناء البيت مناخ بعير اجرب عزلوه عن كل شيء منع ًا للعدوى فمات واننت وبقيت عظامه���ا املتفحم���ة منث���ورة على تراب قاع املخ���زن ..فهو مكان ال يعلم ما فيه ال انس وال جان». بهذه اللغة التي توسلت معجم ًا لغوي ًا ثري ًا يتألف في اعطافه القدمي واحلديث اس���تهدى بها املؤلف في تش���كيل الس���رد الفني ً فمث�ل�ا وه���و يس���ترجع م���ا مر به م���ن احداث الح���داث الرواي���ة.. كاع���دام صديقه االمير احلس���ن بن علي ال���ذي كان صديق ًا لوالده بل وصديق ًا للراوي نفس���ه ملجرد ان االمير مر ذات يوم بس���يارته اجلي���ب م���ن ج���واره ملوح��� ًا ل���ه بي���ده فاعتب���ر تلك االش���ارة عقد صداق���ة بن���ى عليها حبه وتقدي���ره لالمير كتب ذل���ك بلغة صافية راقية تنس���اب في نس���ق واثق ،تنحدر احيان ًا فتغرف من مفردات الع���وام مثل كلمة «خس���فوك وكوي���س او باللهج���ة املصرية مش كده ،والزاي» ..او تنتأ في احيان ًا اخرى لتقطف من التراث وردة، وريحانه كما الحظنا ذلك في تعريفه لـ«حر السود» الذي اوردناه آنف ًا ..وباسلوب خال من التعقيد وبسيط جنده يتحدث عن سجن وال���ده واعدام جده المه وفي اول اش���ارة يراها على ذلك التغيير اجل���ارف ال���ذي قلب كيان االس���رة رأس��� ًا على عقب ه���ي «مالبس النس���اء الس���وداء» ،وغياب كل رجال االس���رة عن البيت ،وصفرة وج���وه اجلالس���ات م���ن النس���اء وقد مت س���جن والده وف���رار عمه «عبدالوهاب» الى جدة ..وبرغم عول االحداث فان الراوي يفاجئ الق���ارئ مبا يدور في مخيلت���ه في تلك اللحظة املهولة فيقول« :اال انني اش���عر بقل���ق كبير لعدم ذهابي املدرس���ة ،كم���ا أخاف عقاب املدي���ر على تاخري في دفع «ح���ق اخلميس» الذي يدفعه التالميذ ملدرسيهم نهاية االس���بوع هكذا يدمج موقف ًا كوميدي ًا وتراجيديا ف���ي آن وبقدرة يرس���م الواقع بص���ورة جمالية تالم���س صورتها االصلية مع مس���حة فنية للخي���ال ..ويجعل الفاصل بني الواقعي واملتخيل ش���عرة دقيقة غير مرئية لكنها محسوس���ة تصل الواقع بهواج���س ال���ذات وتوجهه���ا وتف���رض حقيق���ة الفع���ل الواقع���ي ورد الفع���ل التخييل���ي املصاحب ل���ه في تعامل ال���راوي مع ذاته، وق���ع ما ي���دور من حوله ويتض���ح ذلك في معظم اح���داث الرواية فنجده يصف ش���غفه باالس���تماع الذاعة صوت العرب رافع ًا مكبر الصوت للراديو الفيلبس واحمد سعيد يصرخ بلعناته وشتائمه للرجعي���ة العربية غير مبال او مكترث بان كل س���اكني الدار« :ما ب�ي�ن يتي���م وارمل���ة وثكلى ،ب���ل ان لكل واح���د كارثة خاص���ة ،لها جوانب متعددة رمبا باس���تثناء جواه���ر مخدومة جدتي اميمة»، فيقول« :فتقترب مني خالتي ضحى وتس���ألني وهي تضغط علي كلماته���ا ،ونبراته���ا كما لم اعهدها من قب���ل» وتقوم بتوجيه عدة اسئلة لتوضح له ان سماعة لصوت العرب يؤذي مشاعر ساكني ال���دار وهي اس���ئلة تذكره مب���ن قتل جده وصديقه وس���جن والده وعمه وملا كانت ردود الطفل الراوي ردود بعيدة عن الواقع تقوم اجل���دة بتصحي���ح كل جواب يدلي به وفجأة يفق���د الطفل الراوي اعصابه ويرد عليها بلهجة اطفال صنعاء احلادة «وانا ما دراني»
تعازينا آل الشرفي
بقلوب مفعمة باحلزن واأللم نتقدم نحن زمالء واصدقاء الشاعر الكبير الفقيد /محمد الشرفي
باصدق العزاء ألبنائه االعزاء واش ��قائه االفاضل وبهذا املصاب اجللل الذي افتقد به الوطن ش ��اعر ًا كبير ًا ومناض ًال على مدى خمسني عام ًا بحبه لوطنه ودفاعه عن القيم الوطنية في ارقى مستوياتها ..رحم الله فقيدنا العزيز وأسكنه فسيح جناته ..والهم اهله وذويه الصبر و السلوان ..ان لله وانا إليه راجعون.
األسيفون: الدكتور عبد العزيزاملقالح ،أ .حسن احمد اللوزي ،د .محمد عبد السالم منصور ،د .قادري احمد حيدر ،د .احمد قاسم دماج ،أ .همدان دماج ،د .عبد الكرمي راصع ،د .عبدالله املجاهد السفير عبدالوهاب جحاف ،أحمد ناصر الشريف.
وكافة زمالء الفقيد ومحبيه البريد االلكتروني 26sept@yemen.net.ye
تقول :من أنا ؟
صوت احلب
أسمعت صوت احلب يهتف أننا في الكون أغنيتان ترحتالن من آه وآه وصدى هوانا في رؤاه يضيء من وهج سماه ضمي إلى أفيائك العليا ذراه لعلها تخضر من قرب ذراه إني وهبت جناحه وحنانه وجنونه وجميع ما تتلو الشفاه وهتفت إني عاشق ومتيم .. هذا الهوى املجنون ال ندري مداه هذا أنا ما بني مجرى العطر حتى منتهاه في رحلة قدسية غيبية أجلو بها صنع اإلله وأعود حتى أعتلي أقصى املنى في مرت وكأني من مرتقاه ملنتهاه هوى تناثر فأضاعني وأعادني وأذابني ونهلته شهدا تقطر من ملاه وعرفت أن احلب مرهون به وهتفت وارباه ال أحد سواه
وزير الثقافة واإلعالم في اململكة العربية السعودية