مجلة سنديان العدد 5

Page 1

‫العدد ‪5‬‬

‫سنديان ألهلنا في الساحل ولجميع السوريين‬

‫ال للتجنيد االجباري لشباب الساحل‬ ‫ عامودا الثورة (‪)9‬‬‫ الثورة و اعالمها الثوري (‪)10‬‬‫‪ -‬شخصية العدد‪ :‬مصطفى قرمان (‪) 24‬‬


‫المحتويات‬ ‫• ‬

‫االفتتاحية صـ (‪)3‬‬

‫• ‬

‫خود و عطي‪ :‬الجيش العربي السوري والثورة صـ (‪)4‬‬

‫• ‬

‫من أوراق األقليات‪:‬النظام العلوي في سوريا صـ (‪)7‬‬

‫• ‬

‫حراك تحت المجهر‪ :‬عامودا في أفياء السنديان صـ (‪)9‬‬

‫• ‬

‫نقد ذاتي‪ :‬الثورة و اعالمها الثوري صـ (‪)10‬‬

‫• ‬

‫أدب الثورة صـ (‪)15‬‬

‫• ‬

‫فسبكات صـ (‪)17‬‬

‫• ‬

‫لقطات من وطني صـ (‪)18‬‬

‫• ‬

‫فن الثورة صـ (‪)19‬‬

‫• ‬

‫الفتات مميزة صـ (‪)20‬‬

‫• ‬

‫ألف باء سياسة ‪ :‬ما هي الدولة المدنية ؟ رصـ (‪)21‬‬

‫• ‬

‫رسائل من أخوة الوطن صـ (‪)22‬‬

‫• ‬

‫شخصيات من الثورة‪:‬مصطفى قرمان صـ (‪)24‬‬

‫• ‬

‫تواصلوا معنا صـ (‪)25‬‬

‫ألهلنا في الساحل و لجميع السوريين‬

‫حرية ‪ ...‬سلمية ‪ ...‬مدنية‬

‫‪2‬‬


‫االفتتاحية‬

‫تحاول سنديان‪ ,‬الّتي تخرج من قلب هذا الساحل البسيط‪ ,‬قدر استطاعتها‬ ‫حماية أبنائه و أبناء سوريا من كل خطر محدق‪ .‬هي مهمة ال ن ّدعي أنها‬ ‫سهلة أو حتى أنها ممكنة‪ .‬ولكنها برأينا واجبة دائماً‪.‬‬ ‫و نحن ‪-‬في سنديان‪ -‬نعتقد اليوم أ ّن أحد أكبر األخطار التي تتهدد‬ ‫الساحل و أهله هو عملية العسكرة الممنهجة التي يقوم بها النظام لشباب‬ ‫الساحل و أبنائه‪ .‬ال تكاد توجد قرية في هذا الساحل إال و مر عليها دفعتان‬ ‫أو ثالث من طلبات «سحب االحتياط»‪ .‬و هنا في هذه البيئة حيث لم تجد‬ ‫الثورة بستاناً تزهر فيه حتى اآلن‪ ,‬يرحل شباب الساحل تارةً راغبين و تارةَ‬ ‫مرغمين ليخدموا جنوداً تحت إمرة األسد‪ ,‬و دفاعاً عن سورياه هو‪ .‬ال تكاد‬ ‫توجد عائلة لم تودع شهيداً‪ ,‬و منها من فقد أكثر‪.‬‬ ‫غني‬ ‫غني عن القول بأننا ال نؤمن بالخدمة في جيش يقوده بشار األسد‪ ,‬و ٌّ‬ ‫ٌّ‬ ‫عن القول أيضاً بأننا ال نؤمن بالخدمة في جيش تحولت كل عقيدته من قتال‬ ‫المحتل اإلسرائيلي إلى قتال السوري على األرض السورية دفاعاً عن نظام‬ ‫غني عن القول أيضاً أ ّن حياة كل شاب سوري تحمل عندنا من‬ ‫يتهاوى‪ .‬و ٌّ‬ ‫القيمة ما ال تفوقه قيمة‪ ,‬ال سيما عندما يكون أخاً أو صديقاً أو قريباً من‬ ‫هذا الساحل العزيز‪.‬‬ ‫انطالقاً مما سبق‪ ,‬قررنا في سنديان‪ ,‬و بدءاً من هذا الشهر العمل على‬ ‫حملة تدعو شباب الساحل لرفض االلتحاق بالخدمة العسكرية و التطوع‬ ‫في جيش األسد‪ ,‬دفاعاً عن أخالقية الموقف حيث أن هذه المعركة ليست‬ ‫ألهل الساحل‪ ،‬و ال لمواطنين سوريين يزجون لمواجهة سوريين آخرين‪ ,‬و‬ ‫دفاعاً عن حياة هي أعلى قيمة و أكثر أهمية بكثير من حياة أي طاغية أو‬ ‫مجرم نعلم تماماً أن لن يضحي بظفر من أظفار أطفاله دفاعاً عن أي مواطن‬ ‫سوري‪ .‬ستحاول الحملة أن تغطي جوانب مختلفة بدءاً من ثقافة التطوع إلى‬ ‫عواقبها إلى محاولة تقديم بدائل عملية أمام الموضوعين في خيار التطوع‪.‬‬ ‫كلنا أمل أن تكون هذه الحملة وسيلةً لحقن دماء شعبنا السوري الذي نؤمن‬ ‫أنّه واحد‪ ,‬و خطوًة على طريق إعادة لحمة أهلية تعمل بها اآللة العسكرية‬ ‫تمزيقاً و تفتيتاً‪ .‬و ندعو كل من يحمل فكرة أو جنين فكرة للتواصل معنا‪,‬‬ ‫فكرةٌ قد تنقذ روحاً بريئة‪.‬‬ ‫ياسين‪ -‬مجلة سنديان‬

‫ألهلنا في الساحل و لجميع السوريين‬

‫حرية ‪ ...‬سلمية ‪ ...‬مدنية‬

‫‪3‬‬


‫خود و عطي‬

‫الجيش العربي السوري ‪ ..‬و الثورة‬

‫سنحاول في هذا الباب الثابت أن نطرح وجهة‬ ‫نظر محرري المجلة و نناقشها مع جمهور‬ ‫القراء‪ ،‬نحن منفتحون على جميع اآلراء و‬ ‫نرحب باالنتقاد و النقاش الجدي على الصفحة‬ ‫الرسمية او إيميل المجلة‪.‬‬ ‫بقلم‪ :‬محكوم باألمل‬

‫السوري من وجهة نظر النّظام‪:‬‬ ‫الجيش ّ‬ ‫من املفرتض أ ّن قوى األمن و الشرطة و اجليش هي األداة‬ ‫الّيت متارس من خالهلا السلطة واجباهتا يف حفظ أمن‬ ‫املواطنني و محايتهم‪ ،‬وذلك من خالل تطبيق التشريعات و‬ ‫القوانني النافذة فيها و املستمدة أصالً ‪-‬كما شرعيّة السلطة‬ ‫احلاكمة‪ -‬من اإلرادة الشعبية‪ .‬أما القوات املسلحة يف سوريا‬ ‫فقد كانت منذ قرابة نصف قرن أداة يف الصراع على السلطة‬ ‫إما بالوصول إليها عن طريق االنقالب أو التمسك هبا و منع‬ ‫أي انقالب‪ .‬و بعد انقالب عام ‪ 1970‬أطلق األسد األب‬ ‫ٍ‬ ‫عصابات‬ ‫سلطات املؤسسات –كما يفرتض‪ -‬األمنية لتصبح‬ ‫تعيث يف الوطن فساداً و تتحكم يف كل صغرية و كبرية فيه‬ ‫من تعيني موظف يف قر ٍية نائية إىل تسمية الوزراء و ترقية‬ ‫الضباط و أساتذة اجلامعات! و تتنافس يف تقدمي الوالءات‬ ‫للقلّة املغتصبة للسلطة السياسية يف سوريا‪.‬‬ ‫و قد كان هذا األمر ماثالً بأذهان السوريني مجيعاً سواء خلف‬ ‫األبواب املغلقة أو من خالل ما يتسرب منه يف أحاديثهم‬ ‫العامة أو تراثهم الشعيب املتداول حول ما توحيه إليهم مفردات‬ ‫كـ «األمن» ‪ ،‬و «املخابرات» و «املساعد مجيل» و «التقرير‬ ‫األمين»‪.‬‬ ‫حتملت معظم النقمة الشعبية طوال‬ ‫ما حصل أن قوى األمن ّ‬ ‫هذه العقود‪ ،‬يف حني مل يفقد اجليش السوري إىل ح ّد ما‬ ‫ثقة الشعب يف مرجعيته الوطنية املفرتضة خاصةً منهم أجيال‬ ‫الشباب الّيت مل تعاصر أحداث الثمانينات و حماولة رفعت‬ ‫األسد االنقالبية‪.‬‬ ‫السوري في بداية الثورة‪:‬‬ ‫الجيش ّ‬ ‫تأمل الشعب السوري‬ ‫مع بداية االنتفاضة الشعبية يف سوريا‪ّ ،‬‬ ‫خرياً باجليش الّذي اعتربه امتداداً له و انعكاساً جلميع أطيافه‪،‬‬ ‫ألهلنا في الساحل و لجميع السوريين‬

‫تصميم في بدايات الحراك‬

‫وهو الّذي مل يبخل طوال السنوات املاضية جبزء كبري من قوته‬ ‫لدعم هذه املؤسسة و النهوض هبا‪.‬‬ ‫و ظهرت يف بداية احلراك الدعوات املستلهمة من التجربة املصرية‬ ‫يف التأكيد على وحدة الشعب‪-‬اجليش‪ ،‬من خالل هتافات‬ ‫املظاهرات (اجليش و الشعب إيد وحدة)‪ ،‬أو النداء للعسكريني‬ ‫لالنضمام إىل املظاهرات و رفع الالفتات املرحبة هبم بني أهلهم‪،‬‬ ‫و إدانة أي شكل من أشكال استهداف مؤسسات الدولة و‬ ‫خاصةً منها اجليش‪ ،‬كما متت تسميه يوم اجلمعة املوافق لـ‬ ‫‪ 2011-5-27‬بـ «مجعة محاة الديار» يف رهان على حدوث‬ ‫انشقاقات كبرية يف املؤسسة العسكرية‪.‬‬ ‫و السؤال الذي يطرح نفسه اليوم‪ :‬ما الّذي انتقل بنا إىل حتطيم‬ ‫حتول‬ ‫هذه الصورة الرومانسية إىل الواقع الّذي نعيشه اليوم من ّ‬ ‫اجليش إىل طرف من أطراف النزاع‪ ،‬و ظهور قوات مسلحة‬ ‫موازية؟!‬ ‫السوري غطاءه الشعيب الّذي حافظ عليه‬ ‫ما الّذي أفقد اجليش ّ‬ ‫طوال السنوات املاضية بالرغم من كل ممارسات النظام اهلمجية؟!‬ ‫السوري من رمز و حاضنة جلميع السوريني‬ ‫كيف ّ‬ ‫حتول اجليش ّ‬ ‫السورية؟! إىل‬ ‫إىل «طرف غري مرغوب به» يف معظم األراضي ّ‬ ‫حرية ‪ ...‬سلمية ‪ ...‬مدنية‬

‫‪4‬‬


‫لالعرتاض حىت ضمن املؤسسة العسكرية نفسها‪.‬‬ ‫تصاعد جنون النّظام و انتقل من املعاجلة القمعية و األمنية اليت‬ ‫اعتمدها يف البداية يف مواجهة الثورة؛ إىل سياسة األرض احملروقة‬ ‫والتوسع يف القتل وتدمري األحياء والبلدات‪ ،‬األمر الّذي ّأدى‬ ‫تدرجيياً إىل مشل الشعب للجيش (بوضعه احلايل) ضمن املنظومة‬ ‫الّيت يريد االنقالب عليها‪ ،‬ليبدأ انزياح الثورة من االجتاه السلمي إىل‬ ‫السالح املناهض للنظام مشروعيّةً شعبيةً‬ ‫االجتاه املسلّح و ليكتسب ّ‬ ‫حمليّة يف املناطق اليت فقد فيها اجليش النظامي مشروعيته بعد نقضه‬ ‫للعقد االجتماعي املربم بينه و بني األهايل‪.‬‬ ‫السوري و إشكالية الشرعية‪:‬‬ ‫الثورة المسلّحة و الجيش ّ‬ ‫جمعة حماة الديار‬

‫طرف يطلب الكثري من املواطنني احلماية منه بدالً من االحتماء‬ ‫يف ظل سالحه كما هو مفرتض؟!‬ ‫السوري مع الثورة‪:‬‬ ‫تطور عالقة الجيش ّ‬ ‫تنامى احلراك الشعيب بسرعة كبرية و امت ّد خالل أيام قليلة إىل‬ ‫كل ما لديه من أوراق لقمع‬ ‫حمافظات عديدة‪ ،‬فاستخدم النظام ّ‬ ‫هذا احلراك فوضع القوى األمنية منذ اللحظة األوىل يف حالة‬ ‫مواجهة مع الشعب املنتفض من خالل إطالق الرصاص احلي‬ ‫على املتظاهرين‪ ،‬و زج املئات منهم يف املعتقالت‪ .‬مث ما لبث‬ ‫النظام أن زج اجليش يف هذه احلرب العبثية ً‪ ،‬حيث دخلت‬ ‫قطعات اجليش لدرعا يف ‪ 25‬نيسان ‪ 2011‬أي بعد قرابة‬ ‫الشهر من انطالق شرارة انتفاضتها و ذلك لتحكم السيطرة‬ ‫عليها بعد أن أصبحت احلركة االحتجاجية فيها أكرب من قدرة‬ ‫القوى األمنية على قمعها؛ كان لذلك األثر الكبري يف بدء تص ّدع‬ ‫الشعب أو أقله‬ ‫الصورة الرومانسية الصطفاف اجليش إىل جانب ّ‬ ‫متثيله للشعب باختالف توجهاته‪.‬‬ ‫ن ّفذ اجليش أجندة النظام يف املناطق اليت دخل إليها و قمع‬ ‫املظاهرات و اقتحم األحياء و قام مع القوى األمنية بعمليات‬ ‫املدامهة و اعتقال الناشطني السلميني ‪ ،‬كما قمع كل بادرٍة‬ ‫ألهلنا في الساحل و لجميع السوريين‬

‫سقطت شرعيّة النظام الشعبية يف املناطق الثائرة منذ األيام األوىل‬ ‫بسبب ممارساته‪ ،‬وسقطت شرعيّة اجليش (كسالح شرعي وحيد‬ ‫يف الدولة) بنظر قاطنيها بعد مشاركته يف أعمال القمع إلرضاخ‬ ‫هذه املناطق‪ ،‬بدأ العمل املسلح بردات فعل فرديّة تلقت ال ّدعم من‬ ‫أطراف داخلية و خارجية‪ ،‬مث تطور األمر مع زيادة تواتر االنشقاقات‬ ‫إىل األشكال املسلّحة احلالية (اجملالس العسكرية‪ ،‬و اجليش احلر)‬ ‫الّيت دخلت حبرب مفتوحة مع أجهزة النظام األمنية و اجليش‪.‬‬ ‫السالح و محلته من اخلارج و ظهور‬ ‫و قد شكل تنامي توافد ّ‬ ‫التنظيمات اإلسالمية املتطرفة الّيت وجدت يف هذا اجلنون املسلّح‬ ‫أرضية خصبة لتحقيق أجنداهتا الّيت ال متت لقيم ثورة احلرية و‬ ‫الكرامة بصلة‪ ،‬شكل حجة قوية للقوات املسلّحة النظامية يف‬ ‫بأنا حتارب أطرافاً غري سورية‬ ‫عملياهتا العسكرية أقله عند مؤيديها هّ‬ ‫على أراضيها‪ .‬وساهم يف هذا األمر ترحيب بعض أطراف املعارضة‬ ‫املسلّحة بأي مقاتل يف صفوفها بغض النظر عن سبب قتاله‪.‬‬ ‫و مع ازدياد ح ّدة الصراع تزايدت أعداد الضحايا يف صفوف اجليش‬ ‫األمر الذي زاد من طلبات االحتياط من املناطق املؤيدة و على‬ ‫رأسها الساحل السوري ذو الغالبية العلوية املدفوعة خبوف األقليات‬ ‫و األوهام اليت زرعها النظام إضافةً لألحداث الطائفية املتفرقة يف‬ ‫أحناء البالد‪ .‬سبب ذلك وضع املكونات األهلية للمجتمع السوري‬ ‫يف خنادق متقابلة (دون أن يكون للثوار خيار يف ذلك)‪ ،‬و جعله يف‬ ‫حالة صراع اجتماعي يكتسب صفة طائفية يف كثري من األحيان‪.‬‬ ‫و يصل عند البعض العتباره صراع وجود يرى كل ٍ‬ ‫طرف يف الطرف‬ ‫املقابل هتديداً حقيقياً لوجوده و مستقبله يف هذه األرض‪.‬‬ ‫حرية ‪ ...‬سلمية ‪ ...‬مدنية‬

‫‪5‬‬


‫الجيش السوري اآلن‪:‬‬ ‫ماذا تبقى من قيم اجليش العسكرية «شرف وتضحية وإخالص» بعد ‪ 20‬شهر من الثورة؟ ماذا تبقى من الشرف بعد قصف املدن‬ ‫السورية (و ليس مدن العدو) بالدبابات و الطيارات و رامجات الصواريخ؟‬ ‫ماذا تبقى من التضحية بعد تقطيع الطرق بني التجمعات السكانية باحلواجز ملنع اجتماع الناس و التظاهر يف الساحات العامة ؟‬ ‫ماذا تبقى من اإلخالص و اللواء ‪( 90‬لواء اجلبهة ) قد انسحب إىل دمشق ليحمي آخر معاقل النظام؟‬ ‫هذا اجليش الذي أصبح ضباطه و صف ضباطه أدا ًة النظام يف حربه على حمكوميه الثائرين ضده‪ ،‬هذا اجليش الذي أصبح يكرس‬ ‫انقسام شعبه ويدفع بأبنائه إىل املوت بيد شعبه نفسه… مل يعد حامي سياج الوطن‪ ،‬ومل يعد حامي الوحدة الوطنية‪ ،‬ومل يعد الضامن‬ ‫لعدم الدخول يف الفوضى واالقتتال الطائفي واألهلي كما يصوره النظام يف إعالمه‪.‬‬ ‫الجيش السوري و المستقبل‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫السورية‬ ‫من الصعب جداً تصور النظام السياسي بعد الثورة‪ ،‬و لكننا نأمل أن يعود فيه اجليش السوري كجزء أساسي من ال ّدولة ّ‬ ‫كحام لكل فئات الشعب و مصدر ثقة و أمان له‪ ،‬و ٍ‬ ‫احلديثة الّيت ستبصر النور عاجالً أو آجالً‪ ،‬يف مكانه الطبيعي ٍ‬ ‫كحام حلدود‬ ‫هذا الوطن ينأى بنفسه عن تقلبات احلياة السياسية الطبيعية يف بلد خيطو خطواته األوىل إىل التعددية و الدميوقراطية و احلريات بعد‬ ‫ليل االستبداد الطويل‪.‬‬ ‫و إن كان زجه يف هذا الصراع سيعقد هذا األمر و سيكلف هذا الشعب املنكوب املزيد من ال ّدماء و الضحايا الّذين سقطوا مبعر ٍ‬ ‫كة‬ ‫ّ‬ ‫ليست هي معركتهم يف أكثر األحوال‪.‬‬ ‫كلمة أخيرة‪:‬‬ ‫حنن يف سنديان مل نؤمن باخليار املسلّح للثورة منذ بدايته‪ ،‬و ندرك حجم دموية النظام األرعن الّذي نتعامل معه يف انتفاضتنا حنو‬ ‫حريتنا‪.‬‬ ‫لذا نتفهم بأسى جنوح الثورة حنو هذا اخليار الّذي جعل الكثري من مفاتيح ثورتنا و مستقبالً يرتنّح بعيداً عن أيادينا إىل ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫خارجية‬ ‫اياد‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫كل‬ ‫أقل شيطانيةً من نظامنا الّذي ثرنا عليه‪ ،‬و لكن نرفض تربير ّ‬ ‫أي ّ‬ ‫تصرف أو عمل أو طرف يقامر هبذا املستقبل‪ ،‬و نعمل ّ‬ ‫ليست ّ‬ ‫يوم على حماولة رأب الصدوع االجتماعية الّيت خلّفها هذا الصراع املسلّح و على العودة بثورتنا إىل قيمها النقيّة الّيت انطلقت هبا‪.‬‬ ‫شعب الذي بناه بعرقه وعمله ودموعه ولكن النظام استخدمه‬ ‫السوري نعتز به ونتألم لكل تابوت يخرج منه ألنه من ال ّ‬ ‫«جيشنا ّ‬ ‫ضد الشعب بدالً من استخدامه لحمايته»‪.‬‬ ‫معاذ الخطيب‬ ‫رئيس ائتالف قوى المعارضة السورية‬

‫ألهلنا في الساحل و لجميع السوريين‬

‫حرية ‪ ...‬سلمية ‪ ...‬مدنية‬

‫‪6‬‬


‫من أوراق األقليات‬

‫النظام العلوي في سوريا‬ ‫و تسعة أوجه الستفادة العلويين!‬

‫كثيراً ما يقال عن النظام السوري أنّه «نظام علوي»‬ ‫أو «نصيري» في إشارة توحي بأنّ المستفيد األول‬ ‫من هذا النظام هم العلويون‪ ،‬و لكن هل هذا صحيح‬ ‫فعالً؟ هل عمل النظام عبر الزمن لمصلحة العلويين أم‬ ‫عمل لمصالحه فقط؟ هل كان العلويون قبل األسد في‬ ‫حالة عزلة سياسية أم أنّهم كانوا فاعلين سياسيا ً و‬ ‫يتوزعون في الكثير من األحزاب السياسية السورية؟‬ ‫قد يكون من المبالغة القول بأن العلويين تحديداً هم أول من يجب‬ ‫أن يثور ضد النظام ألنّهم أكثر من تأذوا من النظام القائم في‬ ‫سوريا‪ ،‬و لكنّ لهذا القول أسباب عدّة لما خلّفه هذا النظام من‬ ‫أذى كبير ألبناء هذه الطائفة ويتلخص ذلك في عدّة وجوه هي‪:‬‬

‫عمل النظام على تفريغ الطائفة و عسكرتها‪ ،‬أي‬ ‫‪ .3‬‬ ‫إدخال أبناءها في الجيش أو تسهيل ذلك دونا ً عن غيرها‪ ،‬و‬ ‫إعطاء االمتيازات للضباط ‪ -‬لضمان والئهم‪ -‬األمر الّذي ال‬ ‫يعني إعطاء امتيازات للطائفة‪ ،‬فأصحاب المناصب والرتب‬ ‫من الطائفة العلوية كانوا وباالً على أبناء طائفتهم‪ ،‬و يمكن‬ ‫تدبيج كتب كثيرة عن حقدهم على أبناء الطائفة حيث مارسوا‬ ‫كل أعمال االستالب والقهر واإلذالل ضدهم‪ .‬ثُ ّم‪ :‬ما هو‬ ‫االمتياز الذي يمكن أن تتمتع به طائفة من عسكرة أبنائها؟!‬ ‫كانت هذه العسكرة إحدى الكوارث الكبرى للطائفة بمحاولته‬ ‫تفريغها من أهل الفكر والثقافة والمعرفة مستغالً الحاجة‬ ‫المادية لدى الغالبية العظمى الفقيرة من أبنائها‪.‬‬ ‫تجهيل الكثير من أبناء الطائفة وتدمير ثقافتهم‬ ‫‪ .4‬‬ ‫السياسية‪:‬‬

‫‪ .1‬‬

‫نشره إيديولوجيا «حماية األقليات»‪:‬‬

‫نشر نظام األسدين أيديولوجيا جديدة في المنطقة تؤكد بأن‬ ‫دور األنظمة الجديد يتمثل في حماية األقليات من محيطها‪،‬‬ ‫و يغمز بشكل خفي على القناة الطائفية للعلويين ث ّم الدروز و‬ ‫المسيحيين‪ .‬رابطا ً مصير األقليات في سوريا ببقائه في س ّدة‬ ‫حكم بلد عرف بتنوع ثقافاته و دياناته منذ آالف السنين‪.‬‬ ‫منع تشكيل مؤسسة دينية للطائفة العلوية‬

‫‪ .2‬‬ ‫‪:‬‬ ‫ليس للطائفة العلوية أيّة مؤسسة أو مرجعية (كالمسيحيين ‪-‬‬ ‫بشكل عام ‪ -‬و الدروز مثالً)‪ ،‬و ال يمكن أن يكون لها لسان‬ ‫واحد وقيادة واحدة و قوة واحدة‪.‬‬ ‫فال يوجد مؤسسة دينية البتة في الطائفة العلوية وال توجد‬ ‫زعامات طائفية أو عشائرية حقيقية فيها‪ ،‬وهي وفقا ً لهذا‬ ‫التصور غير قادرة على اتخاذ قرارات سياسية ملزمة أو‬ ‫ممثلة ألبناء الطائفة الذين يشكلون شيعا ً وأطيافا ً و فئات و‬ ‫طبقات مختلفة جداً و متباينة جداً‪.‬‬

‫ألهلنا في الساحل و لجميع السوريين‬

‫بتحويل الشباب إلى عسكر يتراكمون في منطقة ال ‪86‬‬ ‫وعش الورور وغيرها من الحارات المهملة والضائعة في‬ ‫دمشق‪ .‬وهؤالء اآلن جميعهم يشكلون طبقة مسحوقة فقيرة‬ ‫معدمة ال حول لها وال قوة و هم كما يسميهم ماركس حثالة‬ ‫البروليتاريا و نسميها حثالة عسكر النظام الذين فقدوا كرامتهم‬ ‫وحريتهم وتعرضوا لكل أشكال االمتهان واالستغالل والقهر‬ ‫في مؤسساتهم العسكرية‪.‬‬ ‫قهر القيادات الروحية و الزعامات التقليدية‬ ‫‪ .5‬‬ ‫والزعامات الفكرية الحديثة و خلق إقطاع جديد‪:‬‬ ‫حيث أفسد هذه القيادات و وضع بديالً عنها حفنة من الجالدين‬ ‫والمتسلطين الذي أذاقوا أبناء الطائفة كافة أشكال الذل‬ ‫والمهانة‪ ،‬بل رسخ النظام نوعا ً من اإلقطاع الجديد حيث جعل‬ ‫في كل قرية إقطاعيا ً جديداً مطلق الصالحيات يفعل ما يشاء‬ ‫في قريته؛ فعلى مشارف كل قرية تجد فيال ضخمة جداً ال‬ ‫يقتنيها إال أمير أو سفير يكون صاحبها وساكنها هو إقطاعي‬ ‫القرية وعاهرها وسلطانها والحاكم المطلق فيها برخصة من‬ ‫النظام السياسي‪.‬‬

‫حرية ‪ ...‬سلمية ‪ ...‬مدنية‬

‫‪7‬‬


‫‪ .6‬‬

‫تاريخياً‪ :‬الشبيحة ‪ ...‬العلويين أول من جربهم و أكثر من تأذى منهم‪:‬‬

‫فالشبيحة حركة من القتلة والمهربين المدعومين من قبل األسرة الحاكمة‪ ،‬كانوا يعتدون على كرامة الناس وحياتهم‪ ،‬ولدت وتطورت في‬ ‫الساحل السوري أي في منطقة تمركز العلويين منذ أكثر من ثالثين عاما ونيّف‪ .‬و ظلم الشبيحة نال من كل عائلة ساحلية قبل الثورة‪ .‬و‬ ‫نفوس الناس في الساحل متخمة باأللم والشعور بالعار والمهانة والتمييز من الممارسات الهمجية الّتي مورست ض ّدهم من قبل الشبيحة‪.‬‬ ‫‪ .7‬‬

‫خلق نظام أمن ذاتي في الطائفة لم يترك مجاالً أو قدرة ألي تحرك ثوري‪:‬‬

‫فاألمن هنا بنيوي في كل قرية و في كل زاوية وفي كل مكان و الويل الويل لمن يظهر ولو شعوراً معاديا ً للنظام‪ ،‬حيث يكون مجرد‬ ‫الشعور المضاد كافيا ً لإلجهاز والبطش‪ .‬و في غمرة األحداث الثورية عرف النظام ببطشه الشديد بأبناء الطائفة فالعقاب داخل الطائفة‬ ‫أو البيئة المحلية يكون أشد بألف مرة على الفرد بالمقارنة مع ما يحدث مع أبناء الطوائف األخرى‪.‬‬ ‫‪ .8‬‬

‫تفريغ الطائفة سياسيا ً و قمع التيارات السياسية‪:‬‬

‫كانت الطائفة العلوية قبل األسد طائفة سياسية بمعنى أنها احتضنت تيارات سياسية ساخنة متعددة و السيما التيارات السياسية اليسارية‬ ‫مثل األحزاب الشيوعية و رابطة العمل الشيوعي و الناصريين و القوميين وجماعات سياسية يسارية داخل حزب البعث مثل جماعة‬ ‫صالح جديد وغيرها‪.‬‬ ‫عندما وصل نظام األسد إلى السلطة عمل على قمع كل هذه التيارات السياسية و تدمير مكوناتها االجتماعية‪ ،‬و قام بمحاصرة كل‬ ‫التيارات التي كانت تشكل خطراً على نظامه على مدى أربعين عاماً‪ ،‬فأطفأ شوكتها السياسية و أخمد نارها وقتل الفكر و الروح و‬ ‫العنفوان السياسي في الطائفة بصورة شبه كلية‪.‬‬ ‫‪ .9‬‬

‫اعتماد سياسة اقتصادية تدّعي االشتراكية ظاهريا ً و تحابي التجار و األثرياء عند التطبيق‪:‬‬

‫فنظام ‪ 1970‬لم يكن نتيجة انقالب عسكري فقط بل كان حسما ً للصراع االجتماعي في سوريا بانتصار مبين للطبقة الرأسمالية على‬ ‫االتجاهات التشاركيّة في المجتمع‪ .‬حث يالحظ أصحاب الخبرة ّ‬ ‫أن معظم القرارات و التشريعات اتخذت لمصالح التجار والفئات الغنية‬ ‫في المجتمع من صناعيين ومهنيين‪ .‬و كل هذه التحوالت لم تكن في مصلحة الطائفة العلوية ألنها طائفة فقيرة تعتمد على الزراعة‬ ‫البسيطة و أين هي من حكاية المال و السلطة و السطوة و النفوذ‪.‬‬ ‫خالصة القول‪:‬‬ ‫سعي النظام لقتل الحياة بكل أبعادها السياسية و االقتصادية و االجتماعية و المدنية في سوريا‪ ،‬انعكس بشكل أكبر على الطائفة‬ ‫العلوية و على الفقراء و المستضعفين على امتداد الوطن‪ .‬على العلويين أن يدركوا هذه الحقيقة جيداً‪ ،‬و أن يدركوا أنّ مستقبلهم‬ ‫في حياة كريمة عادلة مع أخوتهم في الوطن يمر في التخلّص من هذا النظام و أسلوبه الهمجي في وضعهم كدروع بشرية مقامراً‬ ‫بحياة أبنائهم و مستقبل السلم األهلي في سوريا‪ ،‬و أن يعملوا مع أبناء الوطن على محاولة التخلّص من الرواسب النتنة لألربعين‬ ‫عام الماضية و إرساء قيم المواطنة الفاعلة‪ ،‬و الحرية و العدالة في سوريا الجديدة الّتي كما يتضح للجميع أنّها ستبصر النور عاجالً‬ ‫أم آجالً ولو كره الظالمون‪.‬‬

‫أفكار النص من مقالة «الطائفة العلوية في قفص االتهام» للدكتور علي أسعد وطفة‪.‬‬

‫ألهلنا في الساحل و لجميع السوريين‬

‫حرية ‪ ...‬سلمية ‪ ...‬مدنية‬

‫‪8‬‬


‫حراك تحت المجهر‬ ‫عامودا في أفياء السنديان‬

‫تقع مدينة عامودا في محافظة الحسكة على بعد ‪ 3‬كيلو من‬ ‫الحدود التركية‪ ،‬و تعد تاريخياً أقدم مدينة مأهولة في الحسكة‪،‬‬ ‫وفيها عدد كبير من التالل االثرية منها تل موزان الذي يبعد‬ ‫عن عامودا ‪ 5‬كم باتجاه مدينة القامشلي‪ ،‬وتل عامودا (الذي‬ ‫أصبح ضمن األراضي التركية بعد تقسيم سايكس بيكو) و‬ ‫هو التل الذي حصلت عنده معركة تل عامودا المشهورة بين‬ ‫األكراد والفرنسيين في إطار الثورة ضد المستعمر الفرنسي‬ ‫آنذاك وعلى أثرها تم قصف عامودا بالطائرات من قبل الطيران‬ ‫الفرنسي‪.‬‬ ‫ألهلنا في الساحل و لجميع السوريين‬

‫سنحاول في هذا الباب الثابت أن نستضيف مع كل‬ ‫عدد جديد مدينةً جديدة من مدن سوريا الحبيبة‪،‬‬ ‫لنلقي الضوء على الحراك الشعبي الّذي حصل‬ ‫فيها منذ بدايته‪ ،‬بكل موضوعية و شفافية‪.‬‬

‫من أعالم مدينة عامودا الفكرية و الثقافية األديب سليم‬ ‫بركات و الشاعر جكر خوين و المعارض السوري عبد‬ ‫الباسط سيدا إضافةً للعديد من الشخصيات األخرى‪.‬‬ ‫التاريخ الحديث‬ ‫بعد انقالب البعث يف آذار‪ 1963‬تعرضت قرى عامودا كما‬ ‫باقي املدن الكردية يف مشال سوريا ملشروع احلزام العريب؛ حيث‬ ‫أشرف على املشروع البعثي حممد طلب هالل الذي جلب‬ ‫حرية ‪ ...‬سلمية ‪ ...‬مدنية‬

‫‪9‬‬


‫العديد من العائالت من األخوة العرب من حمافظة الرقة و متت‬ ‫مصادرة أراضي أهايل املنطقة و تسليمها هلم على شكل قرى‬ ‫حتيط باملدن ذات الغالبية الكردية مع امتيازات خاصة هلم‪ ،‬يف‬ ‫وقت عاىن الكرد منذ ذلك احلني من حصا ٍر اقتصاد ٍي و ٍ‬ ‫ثقايف‬ ‫و سياس ٍي ممنهج من قبل النظام‪.‬‬ ‫كان لعامودا مشاركتها يف االنتفاضة الكردية يف اذار ‪2004‬‬ ‫و اليت مشلت العديد من املدن واملناطق اليت يتواجد يف األكراد‬ ‫كاحلسكة و قامشلو و الدرباسية و رأس العني و عفرين و‬ ‫دمشق‪ .‬انتفضت عامودا بكاملها ضد النظام وكانت انتفاضة‬ ‫سلميةً شعبيةً عارمةً شارك الكرد فقط هبا‪ ،‬و مت اسقاط متثال‬ ‫حافظ األسد يف مدخل املدينة من جهة القامشلي‪ ،‬بعد ذلك‬ ‫بأيام اقتحمها اجليش و اعتقل عشوائياً املئات من أبنائها‪.‬‬ ‫تعرضت عامودا بعدها كما باقي مدن مشال سوريا لتبعات‬ ‫للمرسوم ‪ 49‬اجلائر الذي منع من بناء اي غرفة او بيت بدون‬ ‫شروط تعجيزية‪ ،‬كما منع أصحاب البيوت من إصالحها و‬ ‫ترميمها بدون موافقة وزارة الدفاع واإلسكان واإلدارة احمللية األمر‬ ‫الذي كان شبه مستحيل مما أدى إىل هتدم العديد من املنازل‬ ‫فوق رؤوس أصحاهبا‪ ،‬إضافةً ملنع زراعة العديد من املنتوجات‬ ‫الزراعية والتضييق على املزارعني مما أدى إىل ما يعرف باحلصار‬ ‫االقتصادي اخلانق منذ ‪ 2004‬و الذي أصاب املنطقة كاملةً‬

‫حباالت فقر و نزوح مجاعي إىل املدن الكبرية دمشق ومحص‬ ‫وحلب وإىل لبنان و غريها‪.‬‬ ‫ال يوجد يف مدينة عامودا إىل اآلن مرافق عامة جيدة أو حدائق‬ ‫عامة‪ ،‬و ال توجد فيها أيّة مشاريع اقتصادية أو زراعية كبرية أو‬ ‫معامل وال حىت ورش عمل صغرية‪.‬‬ ‫عامودا في الثورة السورية‬ ‫مع انطالق الثورة السورية رفض أهايل عامودا كما الكثري من‬ ‫األكراد يف كافة املناطق يف سوريا اجلنسية املقدمة كـ»رشوة»‬ ‫مؤكدين و رافعني الفتات مثل «مطالبنا هي احلرية و ليست‬

‫في الذكرى األولى للثورة‬

‫ألهلنا في الساحل و لجميع السوريين‬

‫حرية ‪ ...‬سلمية ‪ ...‬مدنية‬

‫‪10‬‬


‫و قد كانت مشاركة األخوة العرب القادمني من الرقة يف املظاهرات‬ ‫خجولة‪ ،‬يف حني بقي معظمهم على احلياد أو مؤيداً للنظام‪.‬‬ ‫وضع المدينة اآلن و النشاط اإلغاثي‬ ‫قدمت املدينة العون لألخوة النازحني من باقي احملافظات و أرسلت‬ ‫دعو ٍ‬ ‫ات الستقباهلم فكانت عامودا وال زالت نعم املسكن لألخوة‬ ‫النازحني من باقي املناطق يف سوريا‪.‬‬ ‫مت تاسيس «مجعية عامودا اخلريية» جلمع التربعات واملساعدة يف‬ ‫اجلنسية فقط»‪« ،‬حنن دعاة حرية ولسنا دعاة جنسية»‪« ،‬احلرية التكافل االجتماعي و تقدمي املساعدات للمحتاجني والنازحني‪ .‬و‬ ‫ليست مؤامرةً خارجيةً و ال فتنةً طائفيةً»‪« ،‬جاري البحث حالياً هناك أكثر من ثالمثائة عائلة نازحة من عدة حمافظات سورية‬ ‫عن نظام جديد»‪ ،‬إضافةً للعديد من الالفتات اليت رفعت يف يف عامودا‪.‬‬ ‫املظاهرات السلمية يف عامودا‪.‬‬ ‫ال يوجد حالياً أي عنصر من قوات األمن التابعة للنظام يف مدينة‬ ‫احلراك الثوري يف عامودا بدأ شبابياً مستقالً مث سرعان ما اخنرطت عامودا‪ ،‬و يديرها عناصر حزب االحتاد الدميقراطي الكردي مع‬ ‫بعض االحزاب الكردية بشكل رمسي مستجيبة لتطلعات قواعدها بعض األحزاب الكردية‪ ،‬و يتخوف سكان املدينة من األهايل‬ ‫احلزبية اليت كانت متواجدة منذ البداية يف املظاهرات مع بقية والنازحني من حاالت االقتتال الكردي الكردي‪ ،‬والكردي العريب‪،‬‬ ‫و خاصةً بعدما حدث مؤخراً من تدخل قوات غري تابعة للجيش‬ ‫الشباب الثائر‪.‬‬ ‫و يف عامودا اآلن حراك شبايب كردي فاعل يقود احلراك الثوري احلر يف راس العني وعدم التنسيق مع األطراف الكردية هناك‪.‬‬ ‫يتمثل بتنسيقية عامودا و بعض اجملموعات الشبابية التابعة‬ ‫لألحزاب الكردية‪ ،‬و اليت تنسق فيما بينها يف بعض األحيان الرؤية السياسية المشتركة للحراك الشبابي الكوردي‬ ‫و ختتلف يف أحيان أخرى‪ .‬حيث تنطلق يف عامودا ثالث‬ ‫نضع هنا مقتطفات من الرؤية السياسية املشرتكة للحراك الشبايب‬ ‫مظاهرات هي‪:‬‬ ‫مظاهرة للمستقلني و لتنسيقية عامودا تنطلق من املكان املعتاد الكوردي اليت تنتهجها الكثري من التجمعات السياسية و الثورية‬ ‫منذ آذار ‪ 2011‬من اجلامع الكبري‪ ،‬و األخرى للمجلس الوطين الكردية مثل احتاد تنسيقيات شباب الكورد يف سوريا و أحرار‬ ‫الكردي من شرق اجلامع الكبري‪ ،‬وأحيانا يف أوقات متفرقة قامشلو و ائتالف كركي لكي‪:‬‬ ‫مظاهرة حلزب االحتاد الدميقراطي (‪ ،)BYD‬و نسبة املتظاهرين‬ ‫يف املظاهرات الثالث هي بالرتتيب ‪ %50‬و ‪ %40‬و ‪ %10‬من ‪ -‬السعي من أجل دولة مدنية دميقراطية مبنية على أساس عقد‬ ‫اجتماعي جديد بني مكونات الدولة‪ ،‬وبني الشعب والسلطة‬ ‫جمموع املظاهرات يف عامودا‪.‬‬ ‫و على صعيد التنوعات الفكرية للحركات الكردية يف عامودا فقد الدستورية املنتخبة‪.‬‬ ‫تبنت بعض األحزاب الكردية «الفدرالية» كحل أمثل لسوريا ‪ -‬نظام احلكم مجهوري برملاين يعتمد الدميقراطية مبدأ أساسياً يف‬ ‫املستقبل بينما ظل احلراك الشبايب و املستقلون و باقي فئات احلكم واملمارسة ‪.‬‬ ‫اجملتمع ملتزمني بـ «الرؤية السياسية املشرتكة للحراك الشبايب ‪ -‬اإلقرار بكون سوريا دولة متعددة األديان ‪ ،‬واملذاهب مع التأكيد‬ ‫الكردي» كرؤية سياسية واقعية تليب حقوق الكرد ضمن سوريا على حرية ممارسة الشعائر الدينية والطقوس اإلميانية‪ ،‬واحلفاظ على‬ ‫دور العبادة واحرتامها مع التأكيد على جتذير قيم التعايش‪ ،‬وثقافة‬ ‫تعددية دميقراطية‪.‬‬ ‫تقبل اآلخر املتمايز‪ ،‬و التمسك بفصل الدين عن السياسة‪ ،‬وعدم‬ ‫ألهلنا في الساحل و لجميع السوريين‬

‫حرية ‪ ...‬سلمية ‪ ...‬مدنية‬

‫‪11‬‬


‫زجه يف املعرتك السياسي كعامل استقطاب ضمن مسار العملية السياسية‪.‬‬ ‫ حتييد اجليش وأجهزة األمن الوطنية عن السياسة‪ ،‬وتطهريها مما حلق هبا من رواسب العقيدة العسكرية املنحرفة للنظام القمعي‪،‬‬‫والقائمة على الوالء له وليس للوطن‪.‬‬ ‫ القضية الكوردية يف سوريا هي قضية أرض و شعب و هي قضية وطنية بامتياز يتوجب حلها دميقراطياً ضمن إطار وحدة البالد‪.‬‬‫‪2011\9\28‬‬ ‫كلمة أخيرة‪:‬‬ ‫كانت عامودا و ستظل منارًة للحرية و شمعةً تضيء درب كل مخلص تواق للحرية‪..‬‬ ‫عرس عامودا هو نصر الثورة السورية و فرحة كافة فئات الشعب السوري بالنصر و العيش بحرية و أمان‪ .‬جنباً إلى جنب يبنون‬ ‫وطناً تسود فيه الحرية والكرامة والسلم األهلي‪.‬‬

‫ألبوم صور من عامودا‬

‫‪2012-3-16‬‬

‫ألهلنا في الساحل و لجميع السوريين‬

‫حرية ‪ ...‬سلمية ‪ ...‬مدنية‬

‫‪12‬‬


‫كلنا مشعل ‪2012-11-22‬‬

‫‪ 2011-12-2‬الرجل البخاخ في عامودا‬

‫كفاكم اقتتاالً‪2012-9-5‬‬

‫ألهلنا في الساحل و لجميع السوريين‬

‫‪2012-1-2‬‬

‫عامودا ‪2012-11-16‬‬

‫الفتة من عامودا‬

‫حرية ‪ ...‬سلمية ‪ ...‬مدنية‬

‫‪13‬‬


‫نقد ذاتي‬

‫الوقت ليس مناسبا ً لنقد الثورة! يقول قائلون!! ‪ ...‬نحن نؤمن‬ ‫أنّ اآلن هو الوقت األفضل سنحاول في هذا الباب أن نناقش‬ ‫معا ً األخطاء الّتي ارتكبتها الثورة‪ ،‬و أساءت لها و لربما نف ّرت‬ ‫البعض منها‪.‬‬

‫عينٌ لـك و عينٌ عليــك الـــثورة و إعالمها الثوريّ‬

‫ال تستطيع عين ناقدة للثورة السورية إال أن تنظر بعين السلبية تجاه‬ ‫اإلعالم الثوري و ذاك الداعم للحراك الثوري‪ .‬بدءاً من القنوات‬ ‫الممولة عربياً من الجزيرة و العربية و غيرها إلى الكيانات الصحافية‬ ‫و اإلعالمية الداخلية وصوالً إلى الكيانات الثورية بذاتها و التي‬ ‫تحولت في كثير من األحيان إلى ما يشبه وكاالت األنباء فيما يتعلق‬ ‫بالوضع السوري‪.‬‬ ‫كان من الواضح أن اإلعالم الخارجي الدولي و اإلقليمي يواجه في‬ ‫سوريا صعوبات هائلة‪ ,‬حيث ال تسمح السلطات السورية بدخول‬ ‫الصحفيين إلى سوريا منذ بداية الثورة‪ .‬النظام الذي يخاف عين‬ ‫الصحافي و يخاف وصول صورته المجرمة إلى العالم اختار أسهل‬ ‫الحلول‪ :‬أن تمارس الجريمة في الظالم حيث ال يراك اآلخرون فال‬ ‫تعود مجرماً‪ .‬حجب تراخيص الكثير من مراسلي المحطات الدولية‪,‬‬ ‫و قيّد حركة الصحفيين الميدانيين حتى غدت البالد في األشهر‬ ‫األولى من عمر الثورة أشبه بسجن ال يدخله ضوء و ال يطل على‬ ‫نافذة‪ .‬كان النظام يريد أن يقتل شعبه و يقمعه في صمت‪ .‬و حتى‬ ‫فترة ليست بالقصيرة ‪ ..‬كان له ما أراد‪.‬‬ ‫اعتمدت استراتيجية اإلعالم الداعم للثورة بالمقابل أيضاً على أسهل‬ ‫الحلول‪ :‬استقاء األخبار من مصادر غير موثوقة و مفردة تتعارض مع‬ ‫المبدأ الصحافي األساسي المتعلق بمصداقية الخبر‪ .‬حيث ال ينشر‬ ‫خبر إال بعد تأكيده من مصدرين ال يلتقيان على األقل‪ .‬فاعتمدت‬ ‫على شهادات «شهود عيان» تختارهم المحطات و االئتالفات‬ ‫الثورية ليتحدثوا عن مشاهداتهم دون وجود أي مصدر آخر للتحقق‬ ‫من الخبر‪ .‬و مع الزمن باتت هذه الشهادات مصدر المعلومات‬ ‫الوحيد –و األسهل‪ -‬لهذا اإلعالم‪ ,‬مع كل ما تضمنته من مغالطات‬ ‫و أخطاء و تهويالت و شائعات‪.‬‬ ‫مما ال شك فيه أن وسائل اإلعالم و بتدريج متزايد كسرت كل قواعد‬ ‫المهنية الصحافية‪ ,‬بدءاً بالحياد‪ ,‬و مروراً باعتماد مصداقية الخبر و‬ ‫انتهاء باألجندات المسبقة و تغييب أطراف لصالح أخرى‪ .‬ال يخفى‬ ‫ً‬ ‫على المتابع لإلعالم الداعم للثورة المبالغات الكبيرة العفوية أحيان ًا‬ ‫و المنظمة أحياناً أخرى التي تطال األخبار الخاصة بالثورة السورية‪,‬‬ ‫وال يخفى عليه حجم المعلومات الهائل الذي تستقيه من مصادر ال‬ ‫خبر مثل هروب بشار األسد أو انشقاق فاروق‬ ‫يعتد بها‪ .‬حتى غدا ٌ‬ ‫الشرع ووصوله إلى األردن خبراً يتكرر أسبوعياً دون أدنى حرج على‬

‫ألهلنا في الساحل و لجميع السوريين‬

‫بقلم‪ :‬ياسين‬

‫هذا اإلعالم الذي لم يصدف أن اعتذر عن نقل خبر خاطئ منذ‬ ‫بداية التغطية و حتى اليوم‪.‬‬ ‫على أن الناظر بعين النقد إلى هذا اإلعالم‪ ,‬ال يمكن له أن يغفل‬ ‫عن دوره الرائد في الحفاظ على وجود الثورة السورية و استمرارها‪.‬‬ ‫صراحةً‪ :‬لوال هذا اإلعالم و خطه الداعم صراحةً للتحركات الثورية‬ ‫لكان عشرات آالف الشهداء اليوم باتوا تحت تراب ال يعرف عنه‬ ‫و ال عنهم أحد شيئاً‪ .‬كان أبناء حمص سيقصفون و تدك بيوتهم‬ ‫بالمدافع فيما الشارع السوري يتابع «مسلسل صبايا» على اإلعالم‬ ‫الحكومي و شبه الحكومي‪ .‬و كانت مجزرة داريا ستحصل ليكتشف‬ ‫الناس ما حصل عندما يشعرون بطعم العنب ممزوجاً بالدم أو أنّهم‬ ‫سيكونون مضطرين لتصديق رواية ميشلين عازر‪-‬مراسلة المجزرة‪.-‬‬ ‫لم يكن صوت المواطن السوري البسيط‪ ,‬الذي يموت قهراً و جوعاً‬ ‫و قصفاً و انتهاك حرية ليسمع‪ .‬كان هذا اإلعالم البوابة التي سمحت‬ ‫لجزء كبير من واقع سوريا بأن يرى‪ ,‬و كانت من أكثر األسلحة‬ ‫التي استخدمتها الثورة السورية فتكاً بالنظام و بروايته التي يحاول‬ ‫تسويقها‪.‬‬ ‫ال يستطيع الناظر إلى اإلعالم الثوري إال أن يوازن بين أخطائه‬ ‫المتعددة‪ ,‬بما فيها ضعف المصداقية و انتشار الشائعات و دعم‬ ‫توجهات ثورية على حساب أخرى‪ ,‬و بين مكاسبه الكبيرة التي‬ ‫حققها للثورة و على رأسها إيصال صوتها إلى العالم أجمع‪ ,‬و نشر‬ ‫جرائم النظام و فظائعه أمام هذا العالم‪ .‬هو ككل أداة تستخدم في‬ ‫الحروب‪ ,‬لها حدان‪ ,‬نأمل دائماً أن نستخدمها بأدنى آثار جانبية‪,‬‬ ‫و لكننا ال نوفق غالباً في الوصول إلى ذلك‪ .‬تماماً كما البندقية‪:‬‬ ‫هي أداة صنعت لقتل المجرم‪ ,‬و لكن هذا ال يقيها أبداً من أن تقتل‬ ‫الضحية‪.‬‬

‫حرية ‪ ...‬سلمية ‪ ...‬مدنية‬

‫‪14‬‬


‫أدب الثورة‬

‫بقلم‪ :‬رجا مطر‬

‫صور من العالم اآلخر‬ ‫«الثائر» يقود بسكليتته مع املتمسريين و يشارك حبماس‪.‬‬

‫حي الزراعة يف الالذقية‪ ،‬احلياة طبيعية بكل معىن الكلمة‪ ،‬عجقة‪،‬‬ ‫‪ .1‬‬ ‫ناس عم تطلع و تفوت‪ ،‬حديث دائم عن مقتل ارهابيني و قرب السيطرة على‬ ‫«الريف» الذي أصبح نصف املوجودين فيه «أتراك»‪ ،‬دعوات دائمة بقرب‬ ‫هنايتهم‪ ،‬شتائم بني احلني و اآلخر على الفاسدين من الداخل و املنشقني و‬ ‫اخلونة‪ ،‬خلصت‪ ،‬احلسم قريب جداً‪.‬‬ ‫قرية مهملة يف جبلة مكونة من بضع عائالت ال يتجاوز عدد‬ ‫‪ .2‬‬ ‫سكاهنا األلف نسمة تستقبل شهيدها احلادي عشر‪ ،‬منذ أيام التحق أخوه‬ ‫باالحتياط‪ ،‬ابن خال الشهيد طالب جامعة خطف منذ شهر تقريباً على طريق‬ ‫محص دمشق‪ ،‬خال الشهيد معارض شيوعي‪ ،‬سجني سابقاً‪ ،‬و عاجز حمبط‬ ‫حالياً‪ ،‬دخل خيمة العزاء بعد أيام فقال له أحدهم «روح خلي اجليش احلر‬ ‫حيررلك إبنك بعدين تعا عزي بشهداء النظام اللي عم تعارضو»‪.‬‬ ‫بانياس‪ ،‬على أحد الشرفات املطلة على البحر جيلس طبيب‬ ‫‪ .3‬‬ ‫«مثقف» مع أصدقائه املثقفني ‪ ،‬الطبيب الذي درس الطب ست سنوات‬ ‫يف حلب‪ ،‬و اختص يف دمشق مخس سنوات أخرى يتحدث عن «األزمة»‬ ‫و اإلخوان و الوهابيني و يشتم الشعب املتخلف الطائفي‪ ،‬بينما يتحدث‬ ‫ختيار يف إحدى قرى جرد بانياس مل خيرج من قريته إال خلدمة العلم منذ عقود‬ ‫عن طيبة األكراد و كرم الدروز و خفة دم احلماصنة و عن عبثية ما تقوم به‬ ‫«الدولة»‪.‬‬ ‫بانياس أيضاً‪ ،‬طبيب «مثقف» أيضاً‪ ،‬يشتم العلويني‪ ،‬يدعوهم‬ ‫‪ .4‬‬ ‫بقرود اجلبل‪ ،‬يدعو اهلل و طائرات الناتو أن متسح قراهم من الوجود‪ ،‬بينما‬ ‫صياد يتعاطى «البالتاوون» يف حي الرتبة جتتاحه جرعات حمبة مفاجأة فيتذكر‬ ‫الرجل العلوي الذي شاركهم يف املظاهرات و كالمه عن العيش املشرتك‪ ،‬يتذكر‬ ‫كم صفق له حبماس و يتحدث عن مدى احملبة اليت شعر هبا جتاهه‪ ،‬و يشتم‬ ‫الـ»اجلحاووش» الذين قتلوا نضال جنود و رموا جثته عند حاويات القمامة على‬ ‫مدخل بانياس‪.‬‬ ‫القدموس‪ ،‬رفيق بعثي متقاعد يتحدث بكامل انفصاله عن الواقع‬ ‫‪ .5‬‬ ‫و بكامل قناعاته اهلذيانية عن «الوطن»‪ ،‬هؤالء مل ينقرضوا بعد‪ .‬الصبحيات‬ ‫يشرب املتة مع بعض أصدقائه الذين كفروا باحلزب منذ زمن‪ ،‬يؤكد أن «األزمة»‬ ‫ليست طائفية‪ ،‬يشرح ضرورة كشف املخطط االستعماري االمربيايل الصهيوين‪،‬‬ ‫و يؤكد على ضرورة تنشئة «جيل» عريب ثائر يرفض الذل و يناضل يف سبيل‬ ‫الوحدة و احلرية و االشرتاكية‪ .‬العصريات خيرج أطفال أكربهم بعمر العاشرة‬ ‫مسرية على البسكليتات و يهتفون ‹‹بالروح بالدم نفيدك يا بشار››‪‹‹ ،‬طز‬ ‫فيكي حرية››‪‹‹ ،‬شبيحة لألبد الجل عيونك يا أسد›› ‪ .‬حفيد الرفيق البعثي‬

‫ألهلنا في الساحل و لجميع السوريين‬

‫مصياف‪ ،‬ال غاز وال مازوت؛ يطبخون على الكهرباء‪ .‬أصبحت‬ ‫‪ .6‬‬ ‫الكهرباء مقطوعة يف أغلب األوقات؛ ال بأس يطبخون على احلطب و يتنورون‬ ‫على ببور الكاز‪ .‬خلص كاز الببور منقلب عالشمعة‪ .‬عندما ينقطع الشمع‬ ‫سيزداد عدد املقتنعني بضرورة الثورة و سيبقى اآلخرون صامدون عالعتم يف‬ ‫وجهه املؤامرة‪.‬‬ ‫وادي العيون‪‹‹ ،‬األسد يف القصور و أبناؤنا يف القبور›› شعور عام‬ ‫‪ .7‬‬ ‫ال جيرؤ أح ٌد على الشعور به! هل هذا التغري يف «املزاج العام» ضوء يف هناية‬ ‫النفق؟ رمبا‪ ..‬رمبا هو أيضا قطار ٍ‬ ‫آت ليفعسنا مجيعاً!‬ ‫طرطوس‪ ،‬بقايا صور مرشحي جملس الشعب تشوه أغلب اجلدران‪،‬‬ ‫‪ .8‬‬ ‫صور القائد متأل الطرقات‪ ،‬مع عبارات مثل «سوريا خبري» طبعاً‪ ،‬و «نظرتك‬ ‫ترعبهم» و»هيهات منا اهلزمية»‪ ،‬و «إياكم و سوريا» مع إصبع االسد تشري‬ ‫للناظر‪ .‬على الكورنيش إضافةً للصور التقليدية هناك علمان لروسيا و الصني و‬ ‫صورة ساخرة من «اجليش الكر» و صورة لـ»أبو علي بوتني»‪.‬‬ ‫صافيتا‪ ،‬قوميون سوريون فوجئوا أ ّن الشعب السوري ليس كما‬ ‫‪ .9‬‬ ‫يتخيلونه‪ ،‬ما زالوا يعرفون أنفسهم كمعارضني للنظام و لكنهم مؤيدين لبشار‬ ‫األسد ألنه رجل املرحلة و مع اجليش العريب السوري ضد املؤامرة‪ .‬يرددون ببغائية‬ ‫أدبياهتم اليت مل يضف عليها حرف واحد بعد استشهاد الزعيم‪ ،‬يتحدثون عن‬ ‫«النهضة االجتماعية» و «الطاقات املخزونة يف األمة» و األمجل من كل ذلك‬ ‫عن «يهود الداخل»‪ ...‬هذا املصطلح خاص بالقوميني وال يستخدمه غريهم!‬ ‫مشىت احللو‪ ،‬يف صبحية للنسوان تتحدث أم حبرقة عن ابنها الذي‬ ‫‪ .10‬‬ ‫خيدم يف اجليش‪ ،‬تكذب بشأن بكائه على اهلاتف و تقول أن معنوياته مرتفعة‪،‬‬ ‫تتحدث امرأة أخرى عن نقص املازوت و سرقة مسؤويل احلزب و البلدية له‪،‬‬ ‫تشتمهم و تشتم «اللي حطهن و خالهن يتحكموا برقاب هالعامل»‪ ،‬تتحدث‬ ‫الثالثة عن قريبتها اللي أصيبت برصاصة طائشة يف محص‪ .‬فيما جتلس أصغرهن‬ ‫مكتسية باألسود و صامتةً تفكر بزوجها الذي استشهد يف محص و مستقبل‬ ‫اجلنني الذي تركه يف أحشائها‪.‬‬

‫حرية ‪ ...‬سلمية ‪ ...‬مدنية‬

‫‪15‬‬


‫ ‬

‫حبيبتي ‪ ...‬طرطوس‬ ‫بقلم‪Najwan Ami :‬‬

‫طرطوس ‪ .....‬شارع حبري طويل وصخور على حبر مفتوح على كل شيء‬ ‫‪ ...‬كل شيء يعين كل شيء ‪ ....‬حىت على البوارج احلربية!‬ ‫طرطوس ‪ ....‬شوارع متوازية ومتقاطعة من الغرب إىل الشرق ومن الشمال إىل‬ ‫اجلنوب ‪ ....‬شوارع مفتوحة على كل شيء ‪ ....‬كل شيء يعين كل شيء‬ ‫‪ ...‬حىت على التغيري الذي ال يريده أغلب أهلها!‬ ‫رشت شوارعها مع قمر كنت‬ ‫طرطوس املفروشة باحلب ‪ ...‬طرطوس اليت فَ ُ‬ ‫رشت شوارعها بألف يامسينة شامية معتقة‬ ‫أخبئه خلف الورد اجلوري ‪ ..‬فَ ُ‬ ‫هناك ‪ ...‬يف أعمق زاوية يف الصدر‪.‬‬ ‫طرطوس ‪ ....‬ذات اليسار «املغفور له» يف أريافها ‪ ....‬وذات املعارضة‬ ‫«املسحوقة حىت العظم» يف حواضرها وأحيائها ‪ ....‬وذات املثقفني اهلائمني‬ ‫على وجوههم يف كتب الستينات وأحالم السبعينات ودوالب الثمانينيات‬ ‫الدموي‪.‬‬ ‫طرطوس اختبار لقدرتنا على العيش معاً ‪ ....‬اختبار قد يغريه الطغاة إىل‬ ‫لعبة أصعب يف أي حلظة ‪ ...‬لعبة جديدة تفوح منها رائحة العفن ‪ ....‬لعبة‬ ‫يسموهنا «هكذا منوت معاً»‪.‬‬ ‫طرطوس اليت مل حتتمل شوا ِرعُها أبناءَها األحرار فانطلقوا يضربون يف طول‬ ‫البالد وعرضها ‪ ...‬يصرخون هنا ‪ ...‬يتظاهرون هناك ‪ ...‬طرطوس تلعب‬ ‫دوراً خارجها ‪ ...‬ودوراً آخر داخلها‪.‬‬ ‫خارجها ‪ ....‬يسرج أبناؤها مشاعل على هواهم ‪ ....‬كل يصنفها جمازاً‬ ‫ويصنعها جمازاً ويقدمها بضاعة تناسب ذوقه إىل املدن األخرى ‪ ...‬يقدمها‬ ‫راجياً أال يقال له يوماً ‪ ...‬هذه بضاعتكم ردت إليكم!‬ ‫بضاعة العبيد سرتد إليهم على شاكلتهم ‪ ...‬وبضاعة األحرار كذلك ‪...‬‬ ‫ولكن طرطوس ليست بضاعة العبيد ‪ ....‬وال بضاعة األحرار كذلك ‪...‬‬ ‫طرطوس ليست شيئاً سوى طرطوس‪.‬‬ ‫داخلها ‪ ....‬طرطوس تغلي ‪ ...‬لكنها باردة كقطعة ثلج ‪ ....‬داخلها عبيد‬ ‫وأحرار وما بينهما ‪ ....‬ال شيء بينهما إال طرطوس‪.‬‬ ‫طرطوس ببهائها وهدوءها ‪ ....‬وحيادها اجملبول بالدم والسنوات الضائعة‬ ‫يف السجون واملنايف واخلدمة العسكرية والليمون احلامض ‪ ..‬احلامض جداً‬ ‫كهوائها ‪ ...‬والزيتون املقدس ‪ ...‬املقدس جداً كهواء بانياس الذي ما زال‬ ‫مقدساً حىت بعد أن لوثه الطغيان بدخان مصانع ال معىن هلا ‪ ...‬و بالكراهية!‬ ‫أبناؤها كتبوا على بعض جدراهنا «ال نريد معارضة يف الساحل» ‪ ...‬أبناؤها‬ ‫ال يريدونين فيها ‪ ...‬وأنا ال أريدين خارجها ‪ ...‬ما العمل إذاً؟‬ ‫بعض أبنائها اآلخرين ال يريدون أنفسهم فيها ‪ ...‬أو باألصح ال يريدون‬ ‫أنفسهم منها ‪ ...‬يكيلون هلا اهلجاء وقلوهبم تصرخ وجعاً «ليتين كنت‬ ‫محصياً» ‪ ...‬وأنا أقول‪ :‬كم أعشق ترابك يا محص ‪ ...‬وباب سباعك‬ ‫وخالديتك وإخويت يف شوارعك يضحون بدمائهم لتكون محص وتكون‬

‫ألهلنا في الساحل و لجميع السوريين‬

‫طرطوس معها مكاناً أفضل‪ ....‬ولكن ساحميين يا أم الشهداء فإنين ال أريد أن‬ ‫أكون محصياً ‪ ....‬لكنين بدون شك أمتىن أن أكون طرطوسياً من محص ‪ ...‬أو‬ ‫محصياً من طرطوس ‪ ...‬ال فرق!‬ ‫طرطوس حلم قد ال يتحقق ‪ ...‬لكنها حلم مجيل ‪ ...‬طرطوس حقيقة قد يصعب‬ ‫إدراكها‪ ....‬لكنها حقيقة رقيقة رقة املاء ‪ ...‬قاسية قسوة املوت‪.‬‬ ‫طرطوس ‪ ...‬حبيبيت األثرية ‪ ....‬ال أذكر أنك أنكرت أبنائك الطيبني ولو مرة‬ ‫واحدة قبل صياح الديك ‪ ....‬فلماذا تنكرينهم ألف مرة بعد صياح ديك تونس‬ ‫معلناً قيامة العرب؟؟؟؟‬ ‫حبيبيت طرطوس سأبقى هنا حىت لو أنكرتين كل شوارعك ‪ .....‬فشوارعك ستفتح‬ ‫قلبها لنا مجيعاً ذات صباح يصيح فيه ديكنا ‪« .......‬احلرية إىل األبد»‬

‫حرية ‪ ...‬سلمية ‪ ...‬مدنية‬

‫‪16‬‬


‫فسبكات‬

‫علي ملحم‬

‫ميكنك دائماً أن تستخدم نصف الفقراء لقتل النصف‬ ‫اآلخر‪.‬‬ ‫ثائر ديب‬ ‫لسا كل ما الواحد حكا كلمة بينط مني يق ّلو (أو يهددو)‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫أنت خايف من املستقبل‪.‬‬ ‫خ ّيي‪ ،‬أنا ماني خايف من املستقبل‬ ‫أنا خايف من استمرار املاضي بوجود أمثالك‬ ‫وأمثال أساليبك بالذهاب إىل املستقبل‪.‬‬ ‫نضال معلوف‬ ‫يريدون من املواطن الفقري عديم احليلة قليل التعليم‬ ‫حمدود الثقافة بسبب ممارسات استمرت أكثر من ‪40‬‬ ‫عام أن يضرب برباميل املتفجرات فيخرج من حتت‬ ‫الركام مزجيا من أفالطون وغاندي وجان جاك رسو‬ ‫!!؟؟؟‬ ‫نورس جميد‬ ‫إيقاف انتهاكات الثوار املسلحني سيتحول سراباً‬ ‫نطارده عبثاً دون أن منسكه‪ ،‬أما املرض احلقيقي الذي‬ ‫نعجز عن تشخصيه فهو نهج التسليح ذاته ‪..‬‬ ‫روزا ياسني حسن‬ ‫اليوم كنت أع ّزي أحد أصدقائي من بلدي الالذقية‪:‬‬ ‫ع ّزيته بصديقه الذي ُقتل يف قصف اجليش على إحدى‬ ‫بلدات ريف دمشق‪.‬‬ ‫وع ّزيته بابن عمه الذي ُقتل يف اجليش قبل أيام وهو‬ ‫يقضي خدمته اإللزامية‪.‬‬ ‫وع ّزيته بصديقه احلميم الذي ُقتل وهو يقاتل مع الثوار‬ ‫يف إحدى االشتباكات!!!‬ ‫ّ‬ ‫قال لي‪« :‬هذه حالنا‪ ،‬نتشظى أملاً كما تتشظى بلدنا‬ ‫وناسنا‪ ..‬اجلميع ميوتون»!!‬ ‫ما كان مين إال أن ع ّزيته من جديد‪ ،‬عزيت نفسي‪ ..‬وع ّزيت‬ ‫سوريا الثكلى‪.‬‬

‫ألهلنا في الساحل و لجميع السوريين‬

‫حازم نهار‬ ‫عزيزي املوالي‪:‬‬ ‫ال يتحدَّ د املوقف من النظام باملوقف من أخطاء الثورة‪،‬‬ ‫بل باملوقف مما فعله النظام طوال نصف قرن‪-‬وهو‬ ‫املتحكم بكل شيء وال منازع له‪ -‬على مستوى «احلرية»‬ ‫و»الوحدة العربية» و»االشرتاكية» و»حترير اجلوالن»‬ ‫و»كرامة السوري» و»احرتام معتقدات الناس»‬ ‫و»التنمية» و»الفساد» و»األخالق اليت أنتجها»‬ ‫و»مستوى التعليم» و»الصحة» و»الشوارع النظيفة»‬ ‫و»اهلوية الوطنية» و»حقوق الطفل» و»دور اجليش»‬ ‫و»ممارسات األجهزة األمنية» و»مستوى االطمئنان‬ ‫النفسي للمواطن» و»السعادة الشخصية» و»الفرح»‬ ‫و»احلب» و ووووووووووووو‪ ،‬وعندها ببساطة‬ ‫ستكون النتيجة املنطقية أن هذا النظام ال يستحق‬ ‫العيش‪ ،‬وبعد أن تصل عزيزي «املوالي» هلذه البديهية‬ ‫يصبح حلديثك معنى وقيمة حول أخطاء الثورة‪ ،‬و هي‬ ‫كثرية‪ ،‬بل و كثرية جد ًا‪ ،‬و حتتاج منك و مين ومن كل‬ ‫السوريني جتاوزها من أجلنا مجيعاً‪.‬‬ ‫خولة يوسف‪:‬‬ ‫حب أيضاً ‪ ..‬لن أقول‬ ‫الثورة ليست أنثى فقط ‪ ..‬بل هي ُ‬ ‫أحبوا بعضكم كما الرتاتيل ‪ ...‬ولكن سأقول أن القلب‬ ‫الثائر ُيعمره احلب ويغسله ويطهره وينريه ‪ ..‬الضمري حب‬ ‫واألخالق حب والثورة هي فعل احلب األكرب‪.‬‬ ‫فرج بريقدار‬ ‫إذا رحل األسد عن سوريا قريباً‪ ،‬طوعاً أو كرهاً‪ ،‬فما‬ ‫الذي سيفعله الشبيحة؟‬ ‫ال أريد أن أقول ألحد منهم‪ :‬كيفك ف َّيا؟‬ ‫لن أمشت بهم‪ ..‬ولكنيَّ ال أعرف ما الذي سيفعله أهالي‬ ‫الضحايا بهم‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ينشقون عن املعتوه قبل فوات األوان‪.‬‬ ‫ليتهم‬ ‫رفيق حلو‬ ‫هدول اللي قال ما عاد يتحملوا يعيشوا مع العلوية‪،‬‬ ‫والعلوية الي بيقبلوا الشياطني حتكمهم ما عدا السنة‪،‬‬ ‫واملسيحيني اللي بيقولولك املشكلة باالسالم نفسو ‪..‬‬ ‫هدول كلهم مفرزات عهد األسد ‪ ..‬والثورة ماشية‬ ‫والتاريخ ما بريجع لورا ‪ ..‬و راح يكون عندهم تالت‬ ‫خيارات ‪ ،‬يا يبشفوا من أمراضهم ‪ ،‬يا بينقرضوا ‪ ،‬يا إما‬ ‫راح حنطهم بكام قفص جبنينة ليشجعوا السياحة‪..‬‬

‫حرية ‪ ...‬سلمية ‪ ...‬مدنية‬

‫‪17‬‬


‫لقطات من وطني‬

‫داريا ‪2012-11-29‬‬

‫دمشق ‪ -‬كفرسوسة ‪2012 - 11 - 29‬‬

‫دوما ‪2012-9-11‬‬

‫ألهلنا في الساحل و لجميع السوريين‬

‫تتجول العدسات في أنحاء الوطن لتنقل لنا مشاهداً من‬ ‫تلك اللحظات الّتي يعيشها أبناؤه في مخاضهم نحو‬ ‫الحرية‪.‬‬

‫درعا الـسـد ‪ 2012-11-23‬أ‬

‫دمشق‪-‬تفجير مزة ‪-5-86‬تشرين الثاني‪2012-‬‬

‫دير العصافير ‪2012-11-25‬‬

‫حرية ‪ ...‬سلمية ‪ ...‬مدنية‬

‫‪18‬‬


‫فن الثورة‬ ‫أغنية‬ ‫الحر قال سوريا‬ ‫غناء‪ :‬خاطر ضوا‬

‫غرافيتي (بخ)‬

‫يلي السما ظلك‬ ‫وعرفت مين وياك‬ ‫مهما السجون بتزيد‬ ‫بكرا جايبلك عيد‬ ‫دمك حيروي األرض‬ ‫ويلي نبت من األرض‬ ‫أصبر هيجي الضي‬ ‫حقك مقرب جي‬ ‫قوم كمل المشوار‬ ‫الحر قال سوريا‬

‫و األرض بتدلك‬ ‫ومين اللي بيضلك‬ ‫و الوقت بيعاندك‬ ‫جايبه هنا عندك‬ ‫تطرح بطل متلك‬ ‫جواه أمل زيك‬ ‫لو متت حلمك حي‬ ‫شايفينه على ضيك‬ ‫تقدر تفوت في النار‬ ‫و العبد قال بشار‬

‫حلب‪-‬منبج تشتاق للسالم‬

‫كاريكتور‬

‫سعدي‬ ‫ألهلنا في الساحل و لجميع السوريين‬

‫جوان زيرو‬ ‫حرية ‪ ...‬سلمية ‪ ...‬مدنية‬

‫‪19‬‬


‫الفتات مميزة‬

‫‪21‬تشرين الثاني‪-2012-‬دمشق القديمة‬

‫سنحاول في هذا الباب أن ننقل لكم بعضا ً من الالفتات‬ ‫المميزة الّتي رفعت و ترفع في المظاهرات و‬ ‫االعتصامات على امتداد رقعة الوطن عسى أن ننقل‬ ‫لكم وجهة نظر رافعيها‪.‬‬

‫‪2012-10-31‬دمشق‪-‬قصر الحجاج‬

‫الزبداني ‪-25‬تشرين الثاني‪2012-‬‬

‫الساحل السوري‬

‫دير الزور ‪2012-11-15‬‬

‫كفرنبل ‪2012-11-30‬‬

‫ألهلنا في الساحل و لجميع السوريين‬

‫حرية ‪ ...‬سلمية ‪ ...‬مدنية‬

‫‪20‬‬


‫ألف باء سياسة‬

‫سنحاول في هذا الباب نتعلّم سويةً ألف باء‬ ‫السياسة بعد أن ُح ِر ْمنَا منها لعقود طويلة‪.‬‬

‫ما هي الدولة المدنية؟‬

‫كثر احلديث و اجلدل يف اآلونة األخرية حول شكل ال ّدولة املطلوب بعد سقوط‬ ‫ضمت الثورة العديد من األطياف الفكرية املختلفة يف خلفياهتا‬ ‫النظام بعد أن ّ‬ ‫و طموحها ملستقبل الوطن‪.‬‬ ‫يمكننا إيجاز أشكال الدول بشكل عام تحت ثالثة عناوين عريضة هي‪:‬‬ ‫الدولة الدينية (الثيوقراطية)‪.‬‬ ‫• ‬ ‫الدولة العسكرية‪.‬‬ ‫• ‬ ‫الدولة املدنية‪.‬‬ ‫• ‬ ‫حتكم الدولة الدينية باسم «اهلل»‪ ،‬و ت ّدعي تطبيق شرعه على األرض‪ ،‬واألمثلة‬ ‫عليها تارخيية كأوروبا يف العصور الوسطى حتت حكم الكنيسة‪ ،‬أو حديثة‬ ‫كاململكة العربية السعودية‪ ،‬أو اجلمهورية اإلسالمية اإليرانية‪.‬‬ ‫بينما يستلم العسكريون و قادة اجليش احلكم يف الدولة العسكرية‪ ،‬وحيولون‬ ‫املناصب املوكلة للمدنيني إىل مناصب شكلية يف حني تبقى السلطة الفعلية يف‬ ‫أيديهم مستخدمني القوات املسلحة و األجهزة األمنية إلحكام هذه السلطة‪.‬‬ ‫يعمد البعض إىل التقدمي للدولة املدنية بأهنا الدولة «ال الدينية‪ ،‬و ال العسكرية»‪،‬‬ ‫و سنحاول اإلضاءة على هذا مفهوم ال ّدولة املدنية يف مقالنا هذا‪.‬‬ ‫ظهرت فكرة الدولة املدنية عرب حماوالت إنشاء دولة حديثة تقوم على مبادئ‬ ‫املساواة وترعى احلقوق‪ ،‬وتنطلق من قيم أخالقية يف احلكم والسيادة‪ ،‬ولقد‬ ‫تبلورت فكرة الدولة املدنية عرب إسهامات الحقة ومتعددة من مصادر خمتلفة‬ ‫يف العلوم االجتماعية‪.‬‬ ‫خصائص الدولة المدنية‪:‬‬ ‫العدل‪ :‬الدولة المدنية هي دولة قانون‪:‬‬ ‫‪ .1‬‬ ‫من الشروط األساسية لقيام الدولة املدنية أال خيضع أي فرد فيها النتهاك حقوقه‬ ‫من قبل فرد آخر أو طرف آخر‪ .‬فثمة دائماً سلطة عليا ـ هي سلطة القانون‬ ‫ـ يلجأ إليها األفراد عندما تنتهك حقوقهم أو هتدد باالنتهاك بدالً من تطبيق‬ ‫العقاب الشخصي‪.‬‬ ‫‪ .2‬‬

‫قبول اآلخر و السالم االجتماعي (الثقافة المدنية)‪:‬‬

‫العالقات يف الدولة املدنية تقوم على السالم والتسامح وقبول اآلخر‪ .‬إ ّن هذه‬ ‫القيم هي اليت تشكل ما يطلق عليه الثقافة املدنية‪ ،‬وهى ثقافة تتأسس على‬ ‫مبدأ االتفاق؛ أي وجود حد أدىن من القواعد اليت تشكل خطوطاً محراء ال‬ ‫جيب جتاوزها‪ ،‬على رأسها احرتام القانون (وهو يشكل القواعد املكتوبة)‪ .‬وتأتى‬

‫ألهلنا في الساحل و لجميع السوريين‬

‫بعده قواعد عرفية عديدة غري مكتوبة تشكل بنية احلياة اليومية للناس‪ ،‬حتدد‬ ‫هلم صور التبادل القائم على النظام ال الفوضى‪ ،‬وعلى السالم ال العنف‪،‬‬ ‫وعلى العيش املشرتك ال العيش الفردي‪ ،‬وعلى القيم اإلنسانية العامة ال على‬ ‫القيم الفردية أو النزعات املتطرفة‪.‬‬ ‫‪ .3‬‬

‫المساواة‪:‬‬

‫ال تستقيم الدولة املدنية إال بشرط ثالث حيقق املساواة هو املواطنة‪.:‬‬ ‫عرف الفرد يف الدولة املدنية مبهنته أو بدينه أو بإقليمه أو مباله أو‬ ‫حيث ال يُ ّ‬ ‫عرف تعريفاً قانونياً اجتماعياً بأنه مواطن‪ ،‬أي أنّه عضو يف‬ ‫بسلطته‪ ,‬وإمنا يُ ّ‬ ‫اجملتمع له حقوق وعليه واجبات‪،‬وهو يتساوى فيها مع مجيع املواطنني‪.‬‬ ‫الديمقراطية‪:‬‬ ‫‪ .4‬‬ ‫فالدميقراطية هي اليت متنع من أن تؤخذ الدولة غصباً من خالل فرد أو خنبة أو‬ ‫عائلة أو أرستقراطية أو نزعة أيديولوجية‪ .‬تتيح الدميقراطية الفرصة للتنافس احلر‬ ‫اخلالق بني األفكار السياسية املختلفة‪ ،‬و ما ينبثق عنها من برامج وسياسات‪.‬‬ ‫ويكون اهلدف النهائي للتنافس حتقيق املصلحة العليا للمجتمع‪ ،‬واحلكم‬ ‫النهائي يف هذا التنافس هو الشعب الذي يشارك يف انتخابات عامة الختيار‬ ‫القيادات ونواب الشعب‪ ،‬ال بصفتهم الشخصية وإمنا حبكم ما يطرحونه من‬ ‫برامج وسياسات‪.‬‬ ‫ولكي تتحقق الدميقراطية بصورهتا املثلى يف الدولة املدنية جيب تطوير جمال عام‬ ‫أو ميدان عام‪ ،‬تسوده حرية الفكر و ثقافة احلوار و النقاش‪ ،‬حوار اجلمعيات‬ ‫األهلية واملنتديات واملؤمترات العامة وصوالً إىل أروقة النقابات املهنية ومجاعات‬ ‫الضغط واحلركات االجتماعية واألحزاب السياسية‪.‬‬ ‫ويتأسس اجملال العام ـ جبانب عملية التدبر العقلي والتفاوض ـ على ما يطلق‬ ‫عليه الفعل التواصلي أو االتصايل‪ ،‬أي الفعل الذي يقوم على احرتام أفعال‬ ‫اآلخرين وأفكارهم‪ ،‬واالستجابة هلا على حنو عقالين حبيث يتجه النقاش‬ ‫صوب املصلحة العامة دون إحداث صخب أو ضوضاء أو عنف أو تنافر‬ ‫أو تنابذ أو رفض‪.‬‬ ‫أما بالنسبة للمرجعية فالدولة املدنية حت ّدد مرجعيتها التشريعية بناءً على قرار‬ ‫أغلبية مواطنيها مبا يتناسب مع خلفياهتم االجتماعية و تصورهم عن املصدر‬ ‫األساسي للتشريع يف الدولة‪ ،‬ليكون علمانيأً أو إسالمياً أو خالف ذلك‪.‬‬

‫حرية ‪ ...‬سلمية ‪ ...‬مدنية‬

‫‪21‬‬


‫رسائل من أخوة الوطن‬ ‫رسالة إلى أم علي‬

‫تم تسربب مقطع على اليوتوب تحت عنوان «نافق» عبارة‬ ‫ّ‬ ‫عن ‪ ‎10‬دقائق بين عسكري يحتضر في المعركة وزوجته‬ ‫عبر الهاتف‪ ،‬و تظهر في الخلفية أصوات الرصاص و‬ ‫االشتباكات‪ ،‬يشاركها لحظاته األخيرة بعد أن سقط جميع‬ ‫رفاقه في االشتباك‪.‬‬ ‫رابط الفيديو‪:‬‬ ‫‪http://www.youtube.com/watch?v=JS-EuUYlNNc&feature=share‬‬

‫يبعث أحد األشخاص بالرسالة التالية إلى أم علي‪:‬‬ ‫رسالة إلى السيدة أم علي‪:‬‬ ‫أم علي أول شي البقية حبياتك ومن قليب وصدقيين من قليب‬ ‫بتمىن تعينك احلياة إنك تكملي حياتك وتريب والدك متل ما‬ ‫بتحلم كل أم‪.‬‬ ‫يا أم علي هادا اللي كاتب نافق على صورة أبو علي (وأنا إذا‬ ‫بتصدقيين بعترب هالكلمة املكتوبة جرمية‪ ..‬وأنا مع الثورة من‬ ‫قبل الثورة بشي ‪ 30‬سنه) هادا اللي كاتب هيك ميكن بأول‬ ‫يصرخ‪ :‬الشعب السوري واحد حلىت انبح صوتو‪.‬‬ ‫الثورة بقي ِّ‬ ‫بس يا أم علي الكرسي اللي عامي عيون اللي قاعد عليه ما‬ ‫خال النظام يسمعو وكان يسميه خاين ويقتلو حيبسو وأنا ماين‬ ‫متأكد انيت و أبو علي هبديك األيام شو كنتو عم تسموه؟‬ ‫خاين و ال صاحب حق و عم يطالب حبقو متل كل البشر‬ ‫بالعامل‪ ..‬يا أم علي اللي قتلهن أبو علي بدارة عزة وميكن‬ ‫بغري بلدات قبل ما ميوت كمان كان عندهم والد وعندهن‬ ‫زوجات وأمهات وراح أبو علي عضيعهم (وأنا مسعتك وانيت‬ ‫ألهلنا في الساحل و لجميع السوريين‬

‫بقلم‪ :‬مالك داغستاني‬

‫عم تذكريه إنك ما كان بدك ياه يروح) بس هوي اختار و راح‬ ‫عضيعهم ألنو يف حدا خوفو منهم وخربو إنو إذا ماقتلهن وقتل‬ ‫والدهن هين رح جيو لعندك عالضيعة ويقتلوك ويقتلو والدك‪..‬‬ ‫وهون املشكلة يا أم علي إنو أبو علي صدقهن‪..‬‬ ‫يا أم علي أنا قضيت سنني من عمري بسجون حافظ أسد‬ ‫واللي عذبوين بالدوالب والكهربا والكبل الرباعي كانوا أبو علي‬ ‫وأبو خالد وجورج‪ ..‬واللي كانوا يعتنوا جبروحي باملهجع ‪ 9‬بفرع‬ ‫فلسطني كانوا أبو علي و أبوخالد و جورج و صدقيين كان أهم‬ ‫واحد اعتىن فيي هوي أبو علي‪.‬‬ ‫يا أم علي انيت ووالدك سوريني وأجدادكن سوريني‪ ..‬انتو ما جيتو‬ ‫عسوريا بعهد حافظ وابنو حلىت ختافو على حالكن إذا سقط‬ ‫النظام‪ ..‬يا أم علي اليوم الوضع صار صعب كتري وما بدي‬ ‫اكذب وقلك انو احلل سهل‪ ..‬النظام دمر مدن وخال ناس تقتل‬ ‫ناس و خرب كل اللي استشهدو باحلولة و بكرم الزيتون و بالقبري‬ ‫و قطنا و احلراك و بكل سوريا‪ ..‬خرب أهايل كل الشهداء انو اللي‬ ‫قتلهم هوي أبو علي وحط أبو علي بالواجهة‪ .‬بس أكيد يا أم‬ ‫علي بدو جيي يوم ويكتشف السوريني اللي هين اليوم جمروحني‬ ‫إنو أبو علي كمان كان ضحية النظام متلو متل كل السوريني‪ .‬و‬ ‫يومها ميكن يروحو رجال و نسوان من اخلالدية و جورة الشياح‬ ‫لعندكن عالضيعة ليقروا الفاحتةعلى روح أبو علي‪ ..‬ادعي معي‬ ‫يا أم علي لنوصل هلداك اليوم‪.‬‬

‫حرية ‪ ...‬سلمية ‪ ...‬مدنية‬

‫‪22‬‬


‫شخصيات من الثورة‬

‫مصطفى قرمان‪..‬أيقونة الثورة المدنية و شهيد المقاومة السلمية‬

‫الحياة الباكرة‪:‬‬ ‫مصطفى قرمان ولد حبلب عام ‪ 1982‬من ضيعة معرة مصرين‪ ،‬خريج كلية اآلداب قسم انكليزي عمل يف مكتب لالسترياد والتصدير‪.‬‬ ‫مصطفى الذي أحب الناشطة مها وعلم حببهما كل النشطاء تزوجا قبل ثالثة أسابيع من استشهاده يف حفل ثوري صغري اليتجاوز عدد من‬ ‫حضروه العشرين شخصاً‪ .‬حينها قال هلا «وأخرياً اجتوزنا وهلق صار الزم نتابع الشغل عنا شغل كتري كتري»‪ .‬و رغم كل هذه الظروف الصعبة‬ ‫واإلمكانيات املادية اليت كانت شبه معدومة تابعا نضاهلما معاً يف نفس الدرب‪.‬‬ ‫تتحدث زوجة الشهيد عن شخصيته و تقول « كان شخص رايق وقليل الكالم وطبعاً العاشق األكرب واملعطاء ألبعد احلدود «‪ ،‬و تروي أنّه‬ ‫كان من املتابعني و املؤمنني بالثورات العربية حيث قال هلا «حننا اجليل احملظوظ ايل شهد قيام الثورة»‪ ،‬و حني اندلعت الثورة السورية كان من‬ ‫أوائل املنضمني هلا و قال»هأل احالمنا بتحقق اسرع»‪.‬‬ ‫نشاطاته يف الثورة‪:‬‬ ‫اعتنق مصطفى اخلط السملي كفريضة أو معتقد ال يقبل املساومة أو النقاش‪ ،‬و كان لديه هاجس كبري خبلق حالة قوية من النشاط املدين داخل‬ ‫حلب املدينة فعمل على مشروع مسي «إهناض حلب» وعندما رأى بأنه سيتم السيطرة عليه و استغالله من قبل من ميلكون املال السياسي‬ ‫رفض التمويل الذي مل يقتنع بدوافع أصحابه و قرر أال يبيع مبادئه و أبدع مشروع «كش ملك»‪ .‬وهو «مشروع شبايب مدين‪ ،‬مؤمن بسوريا‬ ‫املستقبل‪ ،‬سوريا دميوقراطية مدنية‪ ،‬سوريا احلريات واملساواة والعدالة االجتماعية‬ ‫لنرجع سوريا مجهورية»‪.‬‬ ‫«و لنوصل لسوريتنا احللم ‪ ،‬الزم نـ ـ ـ ــ»كش امللك» ّ‬ ‫ألهلنا في الساحل و لجميع السوريين‬

‫حرية ‪ ...‬سلمية ‪ ...‬مدنية‬

‫‪23‬‬


‫هذا تعريف «كش ملك» حبسب ما كتبه مصطفى بنفسه‪ .‬و من‬ ‫النشاطات اليت قام هبا مشروع كش ملك‪ :‬روزنامة احلرية‪ ،‬حبلم يا بلدي‪،‬‬ ‫منشورات حلم كتافن من خرينا‪ ،‬فيديو جملس ضد الشعب‪ ،‬و البيان‬ ‫االنتخايب نعوة اخلوف ‪ ...‬اخل‬ ‫لقد استطاع مصطفى ومن معه من خالل هذا املشروع أن يسامهوا‬ ‫بشكل كبري بإهناض مدنية حلب وأن يرسلوا رسائل جلميع السوريني‪.‬‬ ‫كان الشهيد مسكوناً هباجس «العمل اجلماعي»‪ ،‬وأطلق مع جمموعة‬ ‫ناشطني عدة محالت مدنية‪ ،‬من بينها محلة «إيدي و إيدك منظفها» يف‬ ‫حي بستان القصر و الكالسة‪ ،‬ومبادرة «سوريا عيدنا»‪ ،‬وهو الذي تنبأ‬ ‫بقيامة حلب ضد النظام‪ ،‬حيث قال يف فرتة هدوء ظاهرية يف املدينة‪:‬‬ ‫«حلب ما معها مزح بنوب»‪.‬‬ ‫يف الفرتة األخرية بدأ مصطفى بالتحضري لـمشروع املدرسة يف حي‬ ‫بستان القصر‪ ،‬و الذي مل يكن يهدف فقط للتعليم‪ ،‬وإمنا لزرع الفكر‬ ‫الثوري والتطوعي واالنتماء لسوريا بني االطفال‪.‬‬ ‫و مل يتواىن الشهيد يوماً عن املسامهة يف مجع وتوزيع املساعدات اإلنسانية‬ ‫للمناطق احملتاجة‪ ،‬فقد عرفه كل نشطاء األحياء احللبية والسيما املدنني‬ ‫منهم و ساهم يف مشروع أيام احلرية وعمل مع فريق احلراك السلمي‬ ‫وغريهم من الفرق واحلركات الثورية املدنية‪.‬‬ ‫مصطفى السوري‪:‬‬ ‫يروي أحد أصدقائه (باسل اجلنيدي) أنّه يف إحدى مظاهرات بستان‬ ‫مربراً‬ ‫القصر خرج قائد إحدى كتائب اجليش احلر ليخاطب املتظاهرين‪ّ ،‬‬ ‫حبجة مبادلتها مع أسرى من اجليش‬ ‫اختطافه إلحدى الفتيات الشيعيّات ّ‬ ‫احلر‪ .‬وأضاف‪« :‬نكزت مصطفى من جانيب وأحلحت عليه أن خيرج‬ ‫«على املايك» ليربز هويّته الشيعيّة‪ ،‬و خياطب قائد الكتيبة حمتجاً‪..‬‬ ‫إيل بابتسامة هادئة و قال‪:‬‬ ‫فنظر ّ‬ ‫«اخرج أنت وتكلّم ‪..‬أنا سوري‪ ،‬ولن أمسح باملتاجرة بانتمائي الطائفي‬ ‫ما حييت»‪.‬‬ ‫كما يقول الناشط غسان ياسني‪ ،‬املقرب من الشهيد‪ ،‬إ ّن مصطفى كان‬ ‫األمرين من شبيحة النظام‪ ،‬و من بعض الثوار‪ ،‬ال لشيء سوى‬ ‫يعاين ّ‬ ‫ألنه شيعي و لكنه كان يرفض أن يتم استخدامه إعالمياً‪.‬‬

‫ألهلنا في الساحل و لجميع السوريين‬

‫استشهاده‪:‬‬ ‫استشهد يف مظاهرة حي بستان القصر بتاريخ ‪ 16‬تشرين الثاين‬ ‫‪ 2012‬عندما قصف النظام املظاهرة بقذيفة هاون أودت حبياة‬ ‫عشرة أشخاص من بينهم أبو صطيف كما يسموه رفاقة‪ ،‬و كانت‬ ‫النية يومها حسب ما نقلت لنا زوجته مها متابعة محلة النظافة و‬ ‫مشروع املدرسة بعد املظاهرة‪.‬‬ ‫أصيب الشهيد بشظايا يف صدره و بطنه و بقي حتت العملية ‪3‬‬ ‫ساعات ومن بعدها استشهد‪.‬‬ ‫يف اليوم السبت التايل افتتحت مدرسة بستان القصر يف ذات‬ ‫التاريخ الذي قرره الشهيد‪.‬‬ ‫كلمة االخيرة (من أم الشهيد)‪:‬‬ ‫أناشد مجيع السوريني الذين حيملون السالح من الطرفني‪..‬أن‬ ‫يتخلوا عن محل السالح وهدر الدماء‪..‬‬ ‫كفى قتل‪ ,‬كفى دماء‪ ,‬كفى حرق قلوب األمهات وتيتيم األطفال‬ ‫الربيئة‪..‬‬ ‫كان إبين يكره منظر السالح والدماء‬ ‫مشى يف قضيته وهي سورية‪ ,‬كان يعطي كل ماعنده لبلده سوريا‬ ‫‪..‬‬ ‫ابين مل يكن شيعيا والسنيا‪ ..‬بل كان رجل اخلري والعطاء‪ ..‬الرجل‬ ‫املدافع عن وطنه ووحدة شعبه‪ ..‬مل يكن يوما طائفياً‪..‬‬ ‫كان دائما يقول يف مظاهراته ال للطائفية ال للخونة‪ ..‬وكان ضد‬ ‫فكرة اجليش احلر‪ ..‬فقد كره السالح والدم‬ ‫أحب احلياة‪ ..‬وأصر على العمل املدين‪ ..‬أحب األطفال‪..‬‬ ‫وإستشهد وهو يساعد االطفال والنساء واملنكوبني‪..‬‬ ‫وقد مسيته شهيد الوطن والعطاء‪ ..‬وشهيد األطفال واملنكوبني‪..‬‬ ‫وأنا أعتز بإستشهاده وأفتخر به‪ ..‬وأدعو اهلل أن جيعلين من الصابرين‬ ‫ويصرب كل أم على فراق ولدها‪..‬‬

‫لمصطفى السالم و لسوريا الحرية و لنا ان نكمل ما‬ ‫بدأته‪.‬‬ ‫مجلة سنديان‬ ‫حرية ‪ ...‬سلمية ‪ ...‬مدنية‬

‫‪24‬‬


‫تابعونا عبر صفحتنا على الفيس بوك‬ ‫‪http://www.facebook.com/Sendian.Mag‬‬

‫ألهلنا في الساحل و لجميع السوريين‬

‫حرية ‪ ...‬سلمية ‪ ...‬مدنية‬

‫‪25‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.