أوكسجين العدد 132 السنة الثالثة - 03-11-2014

Page 1

‫‪www.fb.com/oxygen.zabadani.syria‬‬ ‫‪www.syriaoxygen.com‬‬ ‫‪www.oxygen-sy.com‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫هجرة إلى الموت‬ ‫انتهاكات بحق السوريين في لبنان‬ ‫الالجئون السوريون يد تصفع أم تمسح الوجع؟‬ ‫أوكسجين ®‬

‫نحنا مو مجلة ‪ ..‬نحنا صوتكم الحر‬

‫السنة الثالثة العدد ( ‪2014\١١\٠٣ - ) ١٣٢‬‬

‫‪info@syriaoxygen.com‬‬


‫‪2‬‬

‫في خيم‬

‫الــشــتـــاء‬ ‫هيئة التحرير‬

‫وســط غيــاب الحلــول التــي ال تــرى النــور كل عــام‪،‬‬ ‫يــأيت عــام آخــر عــى الســوري النــازح داخــل الوطــن‬ ‫أو الالجــئ يف لبنــان ودول الجــوار ومــر واألردن‬ ‫وتركيــا‪ .‬شــتاء جديــد ومعانــاة جديــدة تضــاف إىل‬ ‫جملــة املشــاق واملصاعــب التــي تواجــه الســوريني أينــا‬ ‫كانــوا وخاصــة لبنــان‪ .‬ومــع حملــة التضييــق األخــرة التــي‬ ‫ميارســها الجيــش اللبنــاين بق ـرار مــن حــزب اللــه ومداهمــة‬ ‫املخيــات وإحراقهــا واالعتــداء عــى املدنيــن بحجــة‬ ‫إيوائهــم املســلحني اإلرهابيــن‪ ،‬كل هــذا ومــع فقــدان‬ ‫األطفــال للتعليــم داخــل املخيــات وخارجهــا ومــع انقطــاع‬ ‫فــرص التعليــم واســتحالتها يكــون هــذا األمــر الــذي قســم‬ ‫املعانــاة إىل قســمني كبرييــن أولهــا الشــتاء الــذي يــدق‬ ‫األبــواب والــرد وتبعياتــه ومصائبــه واألطفــال الذيــن يكــرون‬ ‫يف بلــدان اللجــوء أميــن وال يــد متــد نحوهــم وال معــن‪،‬‬ ‫املشــكلة تكــر عام ـاً بعــد عــام وســط غيــاب الحلــول مــن‬ ‫جهــة ومــن جهــة ثانيــة التضييــق الحاصــل عــى الالجئــن‪..‬‬ ‫الذيــن يتمنــون الرجــوع إىل ســوريا والبقــاء تحــت قصــف‬ ‫الصواريــخ والرباميــل املتفجــرة فاألمــر بــات لديهــم ســيان؛‬ ‫هنــا معانــاة وتــرد واعتقــاالت وهنــا مــوت وتــرد‬ ‫وســجون ومعتقــات‪ .‬هــذا كلــه جانــب والجانــب اآلخــر‬ ‫للمشــكلة عــدم توفــر ســبل العمــل التــي نــدرت كثـرا ً حتــى‬ ‫بــات صاحــب األرسة ال يســتطيع تأمــن مثــن الخبــز والتدفئــة‬ ‫فقــط‪ .‬األمــم املتحــدة تخفــض املســاعدات بذريعــة عــدم‬ ‫التــزام الــدول املانحــة باملســاعدة‪ ..‬والــدول املضيفــة تــن‬ ‫مــن ضيــق ذات اليــد وتفــي البطالــة أص ـاً قبــل النــزوح‬ ‫الســوري هربـاً مــن املــوت‪ ..‬واملعضلــة تـراوح مكانهــا وســط‬ ‫الــرد والشــقاء والهمــوم التــي ال ســيبل إىل حلهــا ‪..‬وبــن هذا‬ ‫وذاك يبقــى الطفــل الســوري الالجــئ هــو الضحيــة األوىل‬ ‫واألخــرة وســط هــذا البــؤس وهــذه املتاهــة املتواصلــة‪.‬‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪2014\١١\٠٣ - )١٣٢‬‬

‫محتويات العدد‬

‫‪ -3‬قــرار منــع دخــول الالجئيــن الســوريين الــى لبنــان قرصنــة‬ ‫و تجــارة حــدود‬ ‫‪ -4‬وطن للبيع‬ ‫‪ -5‬األثر النفسي لجرائم األسد‬ ‫‪ -6‬هجرة إلى الموت‬ ‫‪ -9‬تراجــع انتــاج البيــض والدجــاج البلــدي هــو البديــل فــي‬ ‫الحصــار‬ ‫‪ -10‬انتهاكات بحق السوريين في لبنان‬ ‫‪ -11‬في رحاب القارة الفيسبوكية ودستورها‬ ‫‪ -12‬الالجئون السوريون يد تصفع أم تمسح الوجع؟‬ ‫‪ -13‬هل سنجد أطفال الالجئين السوريين دون جنسية؟‬ ‫‪ -14‬عطر النارنج‬ ‫‪ -16‬رحلة في سراديب الذاكرة‬ ‫‪ -17‬منوعات‬ ‫‪ -18‬أوكسجينيات‬ ‫‪ -19‬أنا اليوم ولدت‬ ‫‪syriaoxygen.com‬‬


‫قرار منع دخول الالجئين السوريين الى لبنان‬ ‫قرصنة و تجارة حدود‬

‫‪3‬‬

‫محمود علي | أوكسجين‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪2014\١١\٠٣ - )١٣٢‬‬

‫بالدخــول‪ ،‬و كان معهــا إم ـراة أخــرى أخــرت‬ ‫الضابــط أن لديهــا فتــاة تــدرس بالجامعــة‬ ‫اللبنانيــة و أنهــا تريــد أن تجــدد لهــا التســجبل‬ ‫فســمحو لهــا أيضــا بالدخــول‪.‬‬ ‫بينــا كانــت عائلــة أبــو مصعــب تنتظــر‬ ‫دورهــا للمــرور و عنــد ســؤالهم عــن ســبب‬ ‫الزيــارة قالــو للضابــط أن لديهــم حجــز‬ ‫طائــرة اىل تركيــا‪ ،‬فلــم يســمح لهــم بالعبــور‬ ‫بحجــة أنهــم ال ميتلكــون وثيقــة رســمية تؤكــد‬ ‫إدعائهــم‪ ،‬مــا أدى اىل فــوات موعــد الحجــز و‬ ‫إلغائــه (حســب العائلــة)‪ .‬أمــا البقيــة فعــادوا‬ ‫أدراجهــم مــن حيــث أتــوا بعــد ســاعات‬ ‫طويلــة مــن التحايــل عليهــم واالنتظــار‪.‬‬ ‫نرسيــن زوجــة و أم لثــاث أوالد و هــي‬ ‫مســتقرة مــع عائلتهــا يف لبنــان منــذ بدايــة‬ ‫الثــورة‪ ،‬اطــرت للذهــاب إىل دمشــق لزيــارة‬ ‫والدهــا الــذي أصابتــه نوبــة قلبيــة و تــم نقلــه‬ ‫للمشــفى‪ ،‬وعنــد عودتهــا إىل لبنــان فوجئــت‬ ‫مبنعهــا مــن دخــول لبنــان و ختــم عــى جــواز‬ ‫ســفرها منــع دخــول لبنــان ملــدة ســتة أشــهر‪،‬‬ ‫و لكنهــا و بعــد فــرة تجــاوزت ‪ 15‬يــوم مــن‬ ‫اإلنتظــار اســتطاعت الغــاء منــع الدخــول و‬ ‫دخلــت اىل لبنــان بعــد أن دفعــت رشــوة مالية‬ ‫بلغــت ‪ 200‬دوالر حســب روايــة نرسيــن‪.‬‬ ‫مــن الواضــح ان لبنــان يشــكو مــن تدفــق‬ ‫الالجئــن الســوريني اىل اراضيــه بســبب زيــادة‬ ‫اعدادهــم واالوضــاع االقتصاديــة املرتديــة يف‬

‫لبنــان وزيــادة نســبة البطالــة لدرجــة انــه‬ ‫بــن كل اربعــة اشــخاص يف لبنــان يكــون‬ ‫ســوري‪ ،‬عــاوة عــى عــدم وجــود فــرص‬ ‫عمــل مناســب ســببه اللجــوء الســوري حتــى‬ ‫اآلن مــن حساســيات بــن الالجئــن الســوريني‬ ‫وبعــض مكونــات املجتمــع اللبنــاين وعــدد مــن‬ ‫املؤسســات كــا حــدث مــع الجيــش مؤخ ـرا‬ ‫الــذي دأب عــى مداهمــة الالجئــن الســوريني‬ ‫يف مخيامتهــم والتحقيــق مــع العديــد‬ ‫منهــم باالضافــة اىل البحــث عــن الســاح‬ ‫يف مخيامتهــم واتهامهــم باثــارة الشــغب‬ ‫والفــوىض والنعــرات‪.‬‬ ‫منــع الالجئــن الســوريني مــن دخــول االرايض‬ ‫اللبنانيــة يــأيت يف وقــت تشــتد فيــه عمليــات‬ ‫العنــف والتطــرف والتدمــر التــي يقــوم بهــا‬ ‫نظــام األســد ضــد أبنــاء شــعبه‪ ،‬وخاصــة بعــد‬ ‫بــدء عمليــات الحــرب عــى االرهــاب التــي‬ ‫يشــنها التحالــف الــدويل بقيــادة الواليــات‬ ‫املتحــدة ضــد تنظيــم الدولــة األســامية‪،‬‬ ‫واملعــارك التــي تــدور بــن التنظيــم مــن جهــة‬ ‫وقــوات حاميــة الشــعب الكــردي وقــوات‬ ‫التحالــف مــن جهــة اخــرى يف منطقــة كوبــاين‬ ‫"عــن العــرب" عــى الحــدود الســورية الرتكيــة‬ ‫مــا نجــم عــن ذلــك مــن تزايــد اعــداد‬ ‫الالجئــن الســوريني اىل دول الجــوار مبــا فيهــا‬ ‫لبنــان‪.‬‬ ‫‪syriaoxygen.com‬‬

‫تقرير‬

‫مل يعــد دخــول الســوريني إىل لبنــان أمـرا ً ســه ًال‬ ‫أبــدا بعــد صــدور ق ـرار ســيايس تــم اإلعــان‬ ‫عنــه‪ ،‬مبنــع دخــول الالجئــن الســوريني إىل‬ ‫لبنــان‪ ،‬إذ تقــوم الســلطات اللبنانيــة بعــدم‬ ‫الســاح للنازحــن اآلتــن مــن مناطــق‬ ‫القتــال‪،‬و بــدأت تـ ّ‬ ‫ـدق ناقــوس الخطــر بعدمــا‬ ‫وصــل عــدد الســوريني يف لبنــان إىل نحــو‬ ‫مليــون و‪200‬ألــف الجــئ حســب مفوضيــة‬ ‫الالجئــن الســوريني يف لبنــان‪.‬‬ ‫يبــدو أن ملــف الحــد مــن أعــداد النازحــن‬ ‫الســوريني إىل لبنــان بــدأ يأخــذ مجــراه‬ ‫اإلجــرايئ بعــد اإلعــان عنــه بشــكل واضــح‬ ‫وصــدرت قـرارات تقــي مبنــع دخــول كل مــن‬ ‫يحمــل هوية(مكســورة)أو (مخدوشــة) فضــا‬ ‫عــن منــع دخــول ســوريني عــى لبنــان ملجــرد‬ ‫االرتيــاب مــن كــرة ترددهــم بــن البلديــن‪.‬‬ ‫وتقــول مصــادر إن الــوكاالت الدوليــة التــي‬ ‫تعنــي بالالجئــن وخاصــة املفوضيــة العليــا‬ ‫لشــؤون الالجئــن التابعــة لألمــم املتحــدة‬ ‫تجــري مقابــات مــع الســوريني الذيــن‬ ‫يتقدمــون بطلبــات لتســجيلهم كالجئــن‪،‬‬ ‫إال أنهــا ترفــض منــح صفــة الجــئ لــآالف‬ ‫منهــم أســبوعيا‪ ،‬بســبب عــدم انطبــاق معايــر‬ ‫اللجــوء عليهــم ألنهــم أتــوا مــن مناطــق آمنــة‬ ‫يف ســوريا‪.‬‬ ‫وحــذرت األجهــزة األمنيــة اللبنانيــة مــن‬ ‫خطــورة الوجــود الســوري يف لبنــان بســبب‬ ‫عــدم وجــود أفــق لعــودة هــؤالء إىل ديارهــم‬ ‫يف املــدى القصــر‪ .‬و لكــن عندمــا منعــن النظــر‬ ‫يف هــذا املوضــوع و نضــع عــن قريبــة عليــه‬ ‫نجــد أنــه ال يوجــد تطبيــق كامــل للقــرار‪ ،‬و‬ ‫الدخــول للســوريني أصبــح عــى حســب مـزاج‬ ‫ضابــط الحــدود أو ملــن بدفــع أكــر لتجــار‬ ‫الحــدود‪ ،‬ســيارة "فان"ســورية يحــوي العديــد‬ ‫مــن الســوريني و مــن بينهــم أم مهنــد التــي‬ ‫إضطــرت أن تكــذب و تقــول لضابــط الحــدود‬ ‫عنــد ســؤاله لهــا عــن ســبب القــدوم اىل لبنــان‬ ‫انهــا تخطــب إلبنهــا فتــاة لبنانيــة فســمح لهــا‬


‫‪4‬‬

‫محمود حربلية | خاطرة‬

‫منوع‬

‫مادمــت يف ســوريا عليــك دومــاً أن تتوقــع‬ ‫األســوأ‪ ،‬برميــل يهــدم منزلــك فــوق رأســك؛ أو‬ ‫قذيفــة تحولــك إىل أشــاء وحتــى إن نجــوت‬ ‫مــن هــذا و ذاك‪ ..‬التظــن أنــك يف مأمــن‬ ‫فعليــك دامئــا أن تحــرز مــن كل يشء‪ ،‬وان مل‬ ‫تفعــل ذلــك فــا تســتغرب إذا ً إن أخذت طفلك‬ ‫لتعطيــه جرعــة لقــاح فوجدتــه بعــد ســويعات‬ ‫جثــة هامــدة‪ ،‬هكــذا أضحــى حالنــا يف ســوريا‬ ‫الحقيقــة املفجعــة أن الجميــع رشكاء يف هــذه‬ ‫الجرميــة وكل مايحصــل مــن جرائــم نحمــل‬ ‫جــزءا ً مــن وزرهــا‪ ،‬وال أبــرئ نفــي‪ ،‬نعــم‬ ‫كلنــا مســؤولون أمــام اللــه عــا حصــل فقــد‬ ‫أدعينــا أننــا قــد خرجنــا ضــد الظلــم والطغيــان‬ ‫و رفعنــا زيفــاً شــعارات براقــة تظهرنــا عــى‬ ‫أننــا مالئكيــن يف حــن أننــا نحتــاج اىل دروس‬ ‫لنتعلــم معنــى اإلنســانية نحــن مســؤولون عــا‬ ‫حصــل ألننــا انشــغلنا مبصالــح شــخصية ضيقــة‬ ‫عــن نــرة املظلومــن ومحاربــة املفســدين‬ ‫فعميــت قلوبنــا قبــل أبصارنــا عــا يجــري‬ ‫حولنــا مــن ظلــم وفســاد نحــن مســؤولون عــا‬ ‫حصــل ألننــا قــد غرتنــا األمــاين فغرقنــا يف بحــور‬ ‫الضــال فلــم يعــد لدينــا الجــرأة عــى مواجهــة‬

‫وطن للبيع‬

‫الفســاد و املفســدين وكيــف يكــون لنــا ذلــك‬ ‫و فاقــد الــيء اليعطيه؟؟فوجــد أولئــك األرشار‬ ‫ضالتهــم فيــا نحــن فيــه فتســلطوا عــى البــاد‬ ‫وأهلكــوا الحــرث و النســل دون أن يجــدوا‬ ‫مــن يضــع حــدا لخبثهــم و جشــعهم مل يكتــف‬ ‫أولئــك االوغــاد الذيــن تســتعيذ الشــياطني مــن‬ ‫خبــث ارواحهــم باملتاجــرة بقــوت الشــعب‬ ‫ورزقــه والتآمــر عليــه بــل وصلــت بهــم‬ ‫الصفاقــة عبيــد املــال والدنيــا إىل املتاجــرة‬ ‫بــأرواح األطفــال وأي خبــث بقــي أدهــى و‬ ‫أمــر مــن ذلكــا ذنــب تلــك القلــوب الربيئــة‬

‫النقيــة كنقــاء الياســمني الدمشــقي يك تغتالهــا‬ ‫أيــادي الحقــد والغــدر والجشــع ‪ ..‬وهــل قــدر‬ ‫األمهــات يف وطنــي أن يبقــن ثــكىل ‪ ...‬ال‬ ‫أعــرف وصفــا أقبــح منــا ميكنــه أن يعــر عــن‬ ‫قبحنــا‪ ...‬بــل ال أعــرف وصفــا يعــر عــا أنــت‬ ‫فيــه مــن بــؤس يــا وطنــي بعــد ان اختفــى‬ ‫الفــرح وضحــكات األطفــال مــن ربوعــك وصــار‬ ‫كل يشء فيــك باهــت بعــد أن كنــت أجمــل‬ ‫األوطــان‪ ..‬كل شــيئ صــار فيــك مســتباح وكل‬ ‫يشء فيــك لــه مثــن حتــى أنــت‪ ...‬ألنــك غــا ٍل‬ ‫وعزيــز يــا وطنــي!‪.‬‬

‫القلق عند األطفال‬ ‫مشــكلة القلــق‪ :‬يصــاب األطفــال بالقلــق عــادة بعــد التعــرض لحــدث‬ ‫صــادم‪ ،‬أو بالعيــش يف ظــروف مشــحونة لفــرة مــن الزمــن‪ ،‬مــا يدفعهم‬ ‫للشــعور بالخــوف‪ ،‬وفقــدان الســيطرة والــردد يف املواقــف الجديــدة‪،‬‬ ‫وقــد يعانــون مــن آالم وأع ـراض جســانية ذات منشــأ نفــي‪.‬‬ ‫التعامل مع املشكلة‪:‬‬ ‫‪ -1‬طــأن الطفــل باســتمرار وتجنــب تعريضــه ملخاوفــك أنــت‪ ،‬فاألطفال‬ ‫ميكنهــم بســهولة التقــاط مخــاوف األهل ومشــاعرهم الســلبية‪.‬‬

‫‪ -3‬قلــل مــن التغــرات املســببة لإلزعــاج أو الضغــط النفــي‪ ،‬فكــرة‬ ‫التغيــر تشــعر الطفــل بفقــدان الســيطرة وعــدم األمــان‪.‬‬ ‫‪ -4‬اصــر وتــدرج يف تعريــض طفلــك للمواقــف واألشــخاص الجــدد‪ ،‬وال‬

‫‪ -2‬قــدم تفس ـرات صادقــة وواضحــة للحــدث املــؤمل‪ ،‬مثــا‪" :‬بيتنــا قــد تحــاول حــل املشــكلة بالضغــط عليــه أو توبيخــه‪.‬‬ ‫يتعــرض للقصــف مــرة ثانيــة لكــن ســنكون هــذه املــرة أكــر اســتعدادا ‪ -5‬شــجع الســلوكيات املرغوبــة وكافــئ الطفــل عنــد تكرارهــا‪ ،‬مــع‬ ‫ونســتخدم امللجــأ"‪.‬‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪2014\١١\٠٣ - )١٣٢‬‬

‫تطمينــه بشــكل مســتمر وتدعيــم ثقتــه بنفســه‪.‬‬ ‫‪syriaoxygen.com‬‬


‫األثر النفسي لجرائم األسد‬

‫‪5‬‬

‫| أوكسجين‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪2014\١١\٠٣ - )١٣٢‬‬

‫اإلبتــدايئ‪ ،‬حيــث أخربتنــي أن مد ّرســة الفنــون‬ ‫طلبــت مــن التالميــذ رســم مــا يخطــر يف‬ ‫بالهــم‪ ،‬فرســم حمــزة يشء يشــبه الدبابــة و‬ ‫عندمــا ســألتة املدرســة مــا هــذا فقــال لهــا‪،‬‬ ‫هــذه الدبابــة التــي تقصــف بيتنــا كل يــوم‪،‬‬ ‫عندهــا شــعرت بخــوف شــديد و احـراج أمــام‬ ‫املديــرة التــي طلبــت منــي أن أحســن تربيتــه‬ ‫و توجيهــه‪ .‬ومــن املعــروف أن األثــر النفــي‬ ‫عــى الشــخص ال يقــل خطــورة أبــدا عــن األثــر‬ ‫الجســدي فيقــول محمــد و هــو شــاب فــار من‬ ‫جحيــم براميــل األســد عــى مدينتــه أنــه و بعد‬ ‫دخولــه خلســة إىل لبنــان و عنــد مــروره عــى‬ ‫حاجــز للجيــش اللبنــاين تــم اعتقالــه بســبب‬ ‫دخولــه الغــر مــروع‪ ،‬و بعــد ذلــك دفــع‬ ‫غرامــة ماليــة و قــام بتســوية وضعــه يف لبنــان‪،‬‬ ‫ويضيــف محمــد أنــه وبالرغــم لعــدم تعرضــه‬ ‫ألي اهانــة أو اعتــداء جســدي ف اين و لليــوم ال‬ ‫أجــرؤ عــى مــرور أي حاجــز بســبب مــا عانيتــه‬ ‫مــن خــوف و عزلــة عندمــا كنــت معتقــا‬ ‫لــدى األمــن العــام‪ .‬مهنــد و ملــى تزوجــوا‬ ‫حديثــا يف لبنــان و يقــول مهنــد وهــو معتقــل‬ ‫ســابق‪ :‬عندمــا أخــرج للبحــث عــن عمــل وأرى‬ ‫ســيارات الجيــش اللبنــاين يتملكنــي الخــوف‬ ‫الشــديد وأعــواد أدراجــي للمنــزل خوفــا مــن‬ ‫ان يتــم اعتقــايل وتقــول زوجتــه عندمــا كانــت‬

‫أمــي وأختــي يف زيــارة لنــا يرتفــع رصاخهــم‬ ‫مــع ســاع أصــوات الفتيــش ظننــا منهــم‬ ‫انهــا اصــوات رصاص‪.‬مــا الــذي ميكــن للطــب‬ ‫النفــي تقدميه؟عندمــا يكــون العنــف والدمــار‬ ‫بــكل هــذا الحجــم‪ ،‬ســتكون آثــاره النفســية‬ ‫بعــد الجســدية كبــرة‪ ،‬مــا الــذي ميكــن للدعــم‬ ‫النفــي أن يقدمــه ألم فقــدت ولدهــا وال‬ ‫تســتطيع النــوم‪ ،‬أو آلالف مــن األطفــال عاشــوا‬ ‫الرعــب والتــرد والخــوف؟‬ ‫إحــدى اختصاصيــات الدعــم النفــي‬ ‫االجتامعــي يف البونيســيف تقــول إنهــا تعلمــت‬ ‫أساســيات مــا يجــب عملــه ومــا ال يجــب يف‬ ‫موضــوع الدعــم النفــي‪ ،‬وأنــه يجــب االنطالق‬ ‫دامئـاً مــن التعميــم إىل التخصيــص‪ ،‬كأن تقــول‬ ‫للشــخص الــذي يحتــاج الدعــم إن حالتــه مــرت‬ ‫عــى آخريــن كــر‪ ،‬لكــن مــا تحســه أنــت أمل‬ ‫كبــر ال أحــد يســتطيع أن يحســه مثلك‪.‬تضيــف‬ ‫إنهــا تعمــل يف مجــال الدعــم النفــي منــذ‬ ‫عــام‪ ،‬وإن اآلثــار كبــرة جــدا ً‪ ،‬وهنــاك نقــص‬ ‫يف الحاجــات األساســية‪ ،‬إذ ال ميكــن تقديــم‬ ‫الدعــم النفــي‪ ،‬وهنــاك نقــص يف الحاجــات‬ ‫األساســية‪ ،‬كالغــذاء واللبــاس والــدفء‪ ،‬ألن مــن‬ ‫هــو جائــع‪ ،‬ومــن ال يســتطيع إطعــام عائلتــه ال‬ ‫يســتفيد مــن الدعــم النفــي‪ ،‬فالدعــم النفــي‬ ‫يــأيت بعــد اإلغاثــة‪.‬‬ ‫‪syriaoxygen.com‬‬

‫قصة خربية‬

‫يف وطنــي يعــاين الجميــع أهــوال الحــرب‪ ،‬يف‬ ‫وطنــي تنطــق الدبابــات والطائـرات ووتتهــاوى‬ ‫الصواريــخ والقذائــف فتســكت ااألشــجار‬ ‫واألزهــار واألنهــار والبــر وتقــي عــى حلــم‬ ‫الطفولــة‪ ..‬ويف بلــدان اللجــوء والنــزوح تطــارد‬ ‫الحــرب و أصواتهــا الجميــع‪ ،‬هــا هــو حــال كل‬ ‫ســوري فمــن ســلم مــن القصــف واالعتقــال مل‬ ‫يســلم مــن الخــوف و الرعــب الــذي يالحقــه‬ ‫حيثــا حــل ‪.‬فــا نشــاهده هــي تلــك الصــور‬ ‫املؤملــة للمصابــن والقتــى والدمــار‪ ،‬وقــد‬ ‫يكــون الزمــن كفيــل بتجاوزهــا ونســيانها‪ ،‬لكــن‬ ‫مــاال نشــاهده وال ميحــوه الزمــن هــو األثــر‬ ‫النفــي الــذي ســترتكه هــذه الحــروب بداخــل‬ ‫كل مــن عارصهــا وعايــش الرعــب والقلــق‬ ‫وفقــد عزيــز أو قريــب أو منــزل يســتظل بظلــه‬ ‫ليجــد نفســه يف الع ـراء فالســاح األشــد فتــكاً‬ ‫يف هــذه الحــروب هــو التدمــر النفــي الــذي‬ ‫يدمــر التــوازن النفــي للمدنيــن‪.‬‬ ‫أمــل الجئــة ســورية يف لبنــان فقــدت معنــى‬ ‫اســمها (عــى حــد تعبريهــا) و هــي زوجــة‬ ‫ملعتقــل و أم لشــهيد و لديهــا ثــاث أطفــال‬ ‫تقــول‪ :‬تنتابنــي حالــة مــن الذعــر كلــا طــرق‬ ‫أحدهــم بــاب منــزيل‪ ،‬فريتســم بذاكــريت‬ ‫مبــارشة صــوت طــرق بــاب منزلنــا يف ســوريا‬ ‫منــذ ســنتني قبــل أن يتــم كــره مبهــدة‪ ،‬و‬ ‫اقتحــام الشــبيحة لــه حيــث قامــو بالتخريــب‬ ‫و التكســر و اعتقــال زوجــي الــذي مل أســمع‬ ‫عنــه خــر واحــد ليومنــا هــذا‪ ،‬شــعور قــذر‬ ‫جــدا ً ممــزوج بالخــوف و الرتقــب إىل أن أصــل‬ ‫اىل البــاب و أعــرف مــن الطــارق‪ ،‬و لــدي طفــل‬ ‫مل يكمــل عامــه الثامــن لديــه خــوف شــديد‬ ‫مــن أي أحــد يرتــدي اللبــاس العســكري‪،‬‬ ‫ألنهــم عندمــا اعتقلــو والــده كانــو يرتدونــه‪،‬‬ ‫و يعــاين اآلن مــن تبــول ال ارادي نتيخــة‬ ‫الخــوف رغــم كــر ســنه‪ .‬أ ّمــا أم حمــزة و هــي‬ ‫نازحــة يف منطقــة رسغايــا الخاضعــة لجيــش‬ ‫األســد فتقــول‪ :‬تــم اســتدعايئ مــن قبــل مديــرة‬ ‫املدرســة التــي يــدرس بهــا ابنــي حمــزة البالــغ‬ ‫مــن العمــر ‪ 6‬ســنوات و هــو بالصــف األول‬


‫‪6‬‬

‫هجرة إلى الموت‬

‫نور أحمد | أوكسجين‬

‫ملف العدد ‪١‬‬

‫تــدور رحــى الحــرب يف ســوريا وتتجــاوز‬ ‫عامهــا الثالــث‪ ،‬تذيــق الســوريني كل أنــواع‬ ‫التهجــر والعنــف واملوت‪.‬وللمــوت يف ســوريا‬ ‫حكايــة أخــرى‪ ,‬ففــي الوطــن املــوت بالقصــف‬ ‫والرصــاص وتســمامً بالغــازات الســامة أمــا عــن‬ ‫املــوت غرقــاً فللقضيــة حكايــة حيــث بــات‬ ‫البحــر ســبيالً أمــام الســوري الفــار مــن الحــرب‬ ‫ومــن جــور اللجــوء ومايحملــه يف طياتــه مــن‬ ‫قهــر‪ .‬فوجــد الفــا ّرون الهجــرة الغــر رشعيــة‬ ‫طريقهــم نحــو األمــان‪.‬‬ ‫وقــد ذكــرت احصائيــات دوليــة عــن مــرع‬ ‫‪ 3000‬فــردا ً مــن جنســيات متنوعــة بينهــم‬ ‫ســوريني منــذ عــام ‪ 2012‬وحتــى تاريــخ اليــوم‪،‬‬ ‫قضــوا غرقـاً يف البحــر املتوســط بالهجــرة الغــر‬ ‫رشعيــة وهــم يف طريقهــم إىل اليونــان أو تركيــا وبلغاريــا‪ ،‬أو بوســائل أخــرى‪ ،‬مخاطريــن‬ ‫بحياتهــم ومســتقبلهم‪ ،‬أمــاً يف الهــروب مــن‬ ‫إيطاليــا أو حتــى إىل املجهــول‪.‬‬ ‫جحيــم الحــرب والوصــول إىل مــكان أكــر‬ ‫أمنـاً‪ .‬انطالقـاً مــن تركيــا يتوجــه بعضهــم نحــو‬ ‫الهجرة الغير شرعية‬ ‫اليونــان ‪ ،‬وآخــرون مــن مــر مــن شــواطئ‬ ‫ـوارب وســفناً االســكندرية أو مــن ليبيــا‪ ،‬حيــث يؤمــن لهــم‬ ‫تســتقبل الشــواطئ األوروبيــة قـ َ‬ ‫تقــل متســللني منهــم ســوريون مهربــون طريق ـاً اليصالهــم إىل قــارب خشــبي‬ ‫ّ‬ ‫يوميــاً؛‬ ‫يغــادرون عــر الشــواطئ املرصيــة والليبيــة صغــر قديــم يقلّهــم إىل عــرض البحــر وهنــا‬ ‫والتونســية باتجــاه دول اللجــوء اإلنســاين‪ ،‬تبــدأ حكايــة املــوت‪.‬‬ ‫بطريقــة غــر رشعيــة (تهريــب) مبســاعدة‬ ‫أشــخاص ‪-‬مختصــن‪ -‬وهــم املهربــون مقابــل مسارات الهجرة الغير شرعية‬ ‫مبلــغ مــن املــال ويطلقــون عليهــا "تجــارة‬ ‫تهريــب البــر"‪ .‬وزاد مــن أعــداد املتســللني بــ ّرا ً ‪ :‬مــن تركيــا إىل بلغاريــا حيــث تعــد‬ ‫تصاعــد وتــرة القتــال يف ســوريا‪ ،‬مــع تراجــع األخــرة نقطــة انطــاق نحــو أوروبــا مــن‬ ‫القبضــة األمنيــة عــى الســواحل الليبيــة إيطاليــا إىل الــدول األوروبيــة املنشــودة‪ ،‬ويتــم‬ ‫واملرصيــة‪ ،‬مــا س ـ ّهل مــن عمليــات التهريــب‪ .‬ذلــك بهويــات أو جــوازات ســفر مــزورة وعــر‬ ‫هنــا يقــف الســوري حائ ـرا ً باحث ـاً عــن املــأوى القطــار‪ .‬أو مــن مــر لليبيــا‪ ،‬ذلــك بغــرض‬ ‫واألمــان ولقمــة العيــش والكرامــة التــي فقدها الســفر بحــرا ً مــن ليبيــاً إىل إيطاليــا‪ ،‬وقــد‬ ‫يف بعــض دول عاملهــم العــريب ويجــد يف الهجــرة تســتمر الرحلــة مدة ‪ 3‬أيــام يف عــرض الصحراء‪،‬‬ ‫ويف ظــل صعوبــة بتأمــن ميــاه الــرب‪ ،‬وغالبـاً‬ ‫الالرشعيــة حـاً‪.‬‬ ‫مــا يتحــدث املتســللون عــن معاملــة قاســية‬ ‫تعرضــوا لهــا مــن قبــل املهربني‪.‬بحــرا ً‪ :‬مــن‬ ‫بداية الرحلة‬ ‫تركيــا إىل اليونــان عــر البحــر بقــوارب مطاطيــة‬ ‫يتدفــق املهاجــرون الســوريون وآخــرون مــن صغــرة أو مــن تركيــا إىل إيطاليــا ببواخــر‬ ‫جنســيات مختلفــة نحــو أوروبــا بقــوارب الشــحن عــن طريــق مهربــن أومــن مــر إىل‬ ‫املــوت‪ ،‬أو تهريبــاً عــر الحــدود الربيــة بــن إيطاليــا أو مــن ليبيــا إىل إيطاليــا‪.‬‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪2014\١١\٠٣ - )١٣٢‬‬

‫شهادات‬ ‫عــي ســوري الجــئ يف مــر وأب لطفلــن زيــاد‬ ‫وشــهد قــرر بعــد مكوثــه الســنة فيهــا الهجــرة‬ ‫بطريقــة غــر رشعيــة إىل أملانيا‪.‬ذكــر ملجلــة‬ ‫أوكســجني قصتــه‪ " :‬تواعدنــا مــع مهربــن‬ ‫مختصــن بالنقــل البحــري وأنهــم ســينقلوننا‬ ‫مقابــل مبلــغ ‪ 2500‬دوالر أمريــي يوصلونــا‬ ‫إىل شــواطئ إيطاليا‪،‬ويــوم املســر تفاجأنــا بــأن‬ ‫ـيقل أكــر‬ ‫هــذا القــارب الخشــبي املتهالــك سـ ّ‬ ‫مــن مئتــي شــخص" وروى "ألوكســجني" كيــف‬ ‫تــم نقلهــم يف عــرض البحــر وأثنــاء ارتفــاع‬ ‫املــوج إىل قــارب آخــر أكــر ســوءا ً‪ ،‬يعلــق‬ ‫عــي قائــاً " النــاس ماتــت مــن العطــش‬ ‫والجــوع‪ ،‬بقيــت ســت أيــام عــى كيلــو مــن‬ ‫التمــر وعلبتــان ميــاه فقــط‪ .‬واليوجــد ســوى‬ ‫مرحــاض واحــد‪ ..‬أطفــال ونســاء يرصخــون‪..‬‬ ‫حتــى الرجــال صــارت تبــي مــن ضيــق‬ ‫الحــال والصعوبــات التــي واجهتنــا‪،‬وازداد‬ ‫األمــر صعوبــة بغــرق الع ـرات أثنــاء تنقلنــا‬ ‫بــن القــوارب بينهــم أطفــال مل يتجــاوزوا‬ ‫السادســة بعد!"ويختــم "وصلنــا بعــد ســت‬ ‫أيــام مــن املســر يف البحــر والحمدللــه كتــب‬ ‫يل النجــاة‪ ..‬ومل يكتــب للكثرييــن الحياة"‪.‬وذكــر‬ ‫موقــع الجزيــرة االلكــروين أنــه عــى بعــد‬ ‫‪syriaoxygen.com‬‬


‫ثالثــة أميــال مــن مرفــأ ليبــي صغــر يدعــى‬ ‫"قرابوليفــي" عــر بتاريــخ ‪ 2014/10/2‬عــى‬ ‫قــارب متهالــك ينقلــب‪ ،‬تــوزّع ركابــه الهاربــون‬ ‫مــن جحيــم الفقــر والحــروب‪ ،‬بــن غريــق‪،‬‬ ‫ومفقــود‪ ،‬ومحظــوظ التقطتــه أجهــزة اإلنقــاذ‬ ‫فنجا!‪..‬وقبالــة مالطــا كان الضحايــا ســوريون‬ ‫وفلســطينيون ومرصيــون وســودانيون‪ ،‬فــاق‬ ‫عددهــم الـــ‪ 500‬راكــب‪ ,‬لكــن مل ينــج منهــم إال‬ ‫‪ 11‬فقــط وعامــت جثــث البعــض فــوق املــاء‬ ‫وأصبــح الباقــي يف عــدادد املفقوديــن‪.‬‬ ‫مع المهربين‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪2014\١١\٠٣ - )١٣٢‬‬

‫واملــاء أو حتــى االعتــداء الجســدي املبــارش‬ ‫مــن قبــل املهــرب‪ ،‬باإلضافــة إىل عمليــات‬ ‫احتيــال واســعة كوعــد املهاجــر بقــارب رسيــع‬ ‫واســتبداله بقــارب مطاطــي لحظــة الســفر‪،‬‬ ‫بغــرض وضــع الالجــئ “تحــت األمــر الواقــع”‬ ‫ودفعــه للتكيــف مــع خيــارات املهــرب‪ .‬كذلــك‬ ‫يف حــال تعــرض القــارب للغــرق يعمــل‬ ‫املهربــون عــى النجــاة بأنفســهم دون أي‬ ‫حالــة مســجلة عــن محاولتهــم مســاعدة باقــي‬ ‫املهاجريــن بالســباحة أو العمــل عــى اســتدعاء‬ ‫خفــر الســواحل القريــب إلنقاذهــم؛ فيقتــر‬ ‫عملهــم عــى "حمــل املســافرين وتركهــم يف‬ ‫البحــر يواجهــون مصريهــم"‪.‬‬

‫بفعــل الحــرب والقتــل واالعتقــال التعســفي‬ ‫والظلــم مــن قبــل النظــام األســدي واضط ـرار‬ ‫املعيشــة يف البــاد الحدوديــة؛ وخاصــة عندمــا‬ ‫يفقــد اإلنســان بســبب صفــة اللجــوء أو النزوح‬ ‫كرامتــه‪ ..‬وال يســمح لــه بالعمــل وتأمــن قوتــه‬ ‫اليومــي ســيفكروا بــا شــك مبواجهــة املــوت‬ ‫مقابــل االســتقرار بعــد فــرة العــذاب ببلــد‬ ‫يضمــن لهــم الكرامــة والعيــش الكريــم وعــى‬ ‫األقــل مينحهــم فرصــة العمــل والتعبــر عــن‬ ‫الــذات" وعــن توثيــق االنتهــاكات حدثتنــا‬ ‫الســيدة ريــم عــن توثيقهــم ألشــخاص تــم‬ ‫قتلهــم عــى يــد املهربــن ورسقــة مــا يف‬ ‫جعبتهــم وأســمتهم "تجــار الــدم" ‪.‬‬

‫توثيق الحاالت‬

‫الغارديان توثق في‬ ‫فيلم "موت في البحر"‬

‫وثــق مركــز توثيــق االنتهــاكات الســوري‬ ‫مقتــل ‪ ٢٧‬غريــق و ‪ 76‬مفقــودا ً يف البحــر‬ ‫فقــط بالتواصــل مــع أهاليهــم‪ .‬وهــذا العــدد‬ ‫يف ازديــاد القبــال الســوريني عــى الهــروب‬ ‫بهــذه الطريقــة‪ .‬ويف حديــث خــاص ألوكســجني‬ ‫مــع الســيدة ريــم زيتونــة الناشــطة يف مركــز‬ ‫توثيــق االنتهــاكات الســوري ويف ســؤالنا لهــا‬ ‫عــن أســباب خــوض الســوريني يف البحــر‬ ‫أجابت"الحيــاة الصعبــة وعــدم تحمــل العــذاب‬ ‫والفقــر والبطالــة بســبب الهــروب مــن بالدهن‬

‫وثقــت صحيفــة الغارديــان الربيطانيــة مــع‬ ‫خمــس صحــف أخــرى خــاالت كثــرة مــن‬ ‫خــال ناجــن مــن الغــرق وأنتجــت فيلــاً‬ ‫وثائقــي تــم تصويــره بكم ـرا املوبايــل لبعــض‬ ‫الناجــن وشــهادات لضحايــا املهربــن ‪ ،‬ويعــرض‬ ‫الفيلــم خــال مثــان دقائــق رحلــة مجموعــة‬ ‫يقــل ‪ 540‬شــخصاً‬ ‫مــن الســوريني يف مركــب ّ‬ ‫يف رحلــة محفوفــة باملــوت ســعياً نحــو البلــد‬ ‫الحلــم "الســويد"‪.‬‬

‫‪syriaoxygen.com‬‬

‫ملف العدد ‪٢‬‬

‫العالقــة مــع املهربــن تتــم بشــكل رسي وغــر‬ ‫مبــارش أثنــاء مرحلــة التخطيــط عــن طريــق‬ ‫وســطاء‪ ،‬وذلــك لضــان عــدم اخـراق شــبكات‬ ‫التهريــب مــن قبــل الحكومــات‪ ،‬وعنــد انطــاق‬ ‫الرحــات غالبــاً مــا يصــادر املهــرب كافــة‬ ‫وســائل االتصــال لــدى املهاجريــن ليضمــن‬ ‫أال يقــوم أحــ ٌد بالوشــاية بــه‪ ،‬وعنــد هــذه‬ ‫النقطــة يبقــى املهاجــر يف رحمــة املهــرب حتــى‬ ‫نهايــة الرحلــة يف حــال نهايتهــا كاملخطــط‪.‬‬ ‫ويتبــع املهربــون قاعــدة أساســية "حياتكــم ال‬ ‫تهمنــا‪ ،‬بــل نقودكــم"‪ ،‬فيتحــدث الكثــر مــن‬ ‫املهاجريــن عــن تعرضهــم للرسقــة أو التهديــد‬ ‫أو الحرمــان مــن املــواد الرضوريــة كالغــذاء‬

‫‪7‬‬


‫‪8‬‬

‫تعزيزات دولية للحد من‬ ‫هذه الظاهرة‬

‫اإليطاليــة أن إيطاليــا عــززت خفــر الســواحل‬

‫مواطنــن جــدد وقدرتهــا عــى تقديــم العــون‬

‫بأجهــزة رادار متطــورة تكلفتهــا فاقــت املليــون‬

‫لهــم ‪.‬ورأت الســيدة ريــم زيتونــة أن الحــل‬

‫دوالر لتحمــي مياههــا ومتنــع املتســللني مــن‬

‫للحــد مــن الهجــرة الالرشعيــة يكــون يف‬

‫الوصــول إليهــا‪ .‬بينــا قــررت الحكومــة‬ ‫ويف مواجهــة الهجــرة غــر القانونيــة‪ ،‬ب َنــت‬

‫الربيطانيــة عــدم دعمهــا ألي عمليــة انقــاذ‬

‫اليونــان مؤخـرا ســياجا باألســاك الشــائكة عىل‬

‫بحريــة للمتســللني كنــوع مــن الــردع ألنــه‬

‫قســم مــن حدودهــا الربيــة مــع تركيا‪.‬وتســبب‬

‫باعتقادهــا أن مســاعدة املهاجريــن يزيــد مــن‬

‫النـزاع يف ســوريا بزيــادة عــدد املهاجريــن‪ ،‬مام‬

‫عــدد املقبلــن ولــن تنتهــي هــذه املعانــاة‪.‬‬

‫دفــع باليونــان مدعومــة بنظــام فرونتكــس‬ ‫التابــع لالتحــاد األورويب إىل تعزيــز دورياتهــا‪.‬و‬

‫حلول مطروحة‬

‫قــررت بلغاريــا مطلــع عــام ‪ 2014‬الجــاري‪،‬‬

‫التنســيق مــع الــدول االوروبيــة عــن طريــق‬ ‫ممثــل عــن الشــعب الســوري عــى ســبيل‬ ‫املثــال فقــط ( االئتــاف الوطنــي) ويتــم‬ ‫تنظيــم املوضــوع بشــكل رســمي ونظامــي‬ ‫باعتبــار كل الذيــن يســلكون هــذه الطريــق‬ ‫الغــر رشعــي يدفعــون مبالــغ هائلــة ويبيعــون‬ ‫كامــل أمالكهــم ليقومــوا بهــذه الرحلــة‬ ‫فاألجــدى أن يخرجــوا بهــذه املبالــغ بــكل‬

‫ملف العدد ‪٣‬‬

‫ورغــم االنتقــادات الدوليــة‪ ،‬تشــييد ســياج‬

‫وللحــد مــن هــذه الظاهــرة يــرى محللــون‬

‫عــى مــدى ‪ 30‬كيلوم ـرا ً عنــد حدودهــا مــع‬

‫أنــه يجــب توفــر بدائــل قانونيــة للرحــات‬

‫تركيــا‪ ،‬كــا قامــت عــى عــدة دفعــات بتعزيــز‬

‫البحريــة الخطــرة مثــل تعزيــز مل شــمل األرس‬

‫الرقابــة األمنيــة عــى الحــدود‪ ،‬لينتهــي ذلــك‬

‫وترسيــع إعــادة التوطــن والدخــول لــدوا ٍع‬

‫بحــذف بلغاريــا بشــكل شــبه نهــايئ مــن‬

‫إنســانية‪ .‬وفتــح بــاب اللجــوء أمــام األفــراد‬

‫الخيــارات املتاحــة للهجــرة غــر الرشعيــة لــدى‬

‫الفاريــن مــن الحــرب والنزاعــات واالضطهــاد‬

‫اإلعــام يف نقــل الصــورة الحقيقيــة والتوعيــة‬

‫الســوريني يف تركيا‪.‬وذكــرت إحــدى املواقــع‬

‫حســب إمكانيــة البــاد وقدرتهــا عىل اســتقبال‬

‫مــن جهــة أخــرى ‪.‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪2014\١١\٠٣ - )١٣٢‬‬

‫كرامــة وتنظيم‪.‬وأخ ـرا ً يجــب تســليط الضــوء‬ ‫عــى هــذه الظاهــرة والحــد مــن انتشــارها‬ ‫عــن طريــق مؤسســات دوليــة وحكومــات‬ ‫ومنظــات تهتــم بهــذا املوضــوع والننــى دور‬

‫‪syriaoxygen.com‬‬


‫‪9‬‬

‫تراجع انتاج البيض والدجاج البلدي هو البديل في الحصار‬ ‫عمر محمد | أوكسجين‬

‫منهــا‪ ،‬ويف حــال انكشــف طريقنــا‬ ‫نرمــي البضاعــة ونلــوذ بالفــرار‬ ‫لذلــك ســعرها عــايل وميكــن أن‬ ‫تكلفنــا حياتنــا "‪ .‬يف بعــض املــدن‬ ‫املحــارصة اســتطاع قاطنيهــا تربيــة‬ ‫الدجــاج ضمــن نطــاق محــدد‪،‬‬ ‫ففــي الغوطــة الرشقيــة بســبب‬ ‫طبيعتهــا الزراعيــة اســتطاع أهلهــا‬ ‫مــن تربيــة املــوايش وبعــض‬ ‫الدجــاج ليكفــي احتياجــات‬ ‫جزئيــة للمنطقــة وبســعر‪50‬‬ ‫لــرة للواحــدة‪ .‬وكذلــك الزبــداين‬ ‫التــي قــرر بعــض املزارعــن تربيــة‬ ‫الدواجــن بطرقهــم البســيطة‬ ‫اســتطاعوا تحقيــق بعــض االكتفــاء‬ ‫الــذايت فمــن النــادر أن تجــد‬ ‫بيتــاً أو تجمعــاً ليــس فيــه قــن‬

‫دجــاج‪ ،‬يــرى أبــو حســن مــن‬ ‫الزبــداين أن "هــذه الحيوانــات‬ ‫مــن الســهل تربيتهــا ورعايتهــا‬ ‫فهــي تعيــش عــى بقايــا األطعمــة‬ ‫والخبــز واملــاء وهــذا متوفــر "‬ ‫أمــا الحاجــة أم حســن فتقــول‬ ‫"رجعــت األيــام األصيلــة ‪..‬كان كل‬ ‫بيــت بالزبــداين يعتمــد عــى تأمني‬ ‫حاجاتــه مــن اللحــم والبيــض‬ ‫والخضــار ‪ ..‬وهالحصــار علمنــا‬ ‫كيــف نعتمــدد عــى نفســنا"‪.‬‬ ‫فحتــى البيــض والفــروج انضمــوا‬ ‫لقامئــة االســتثناءات عــى املوائــد‬ ‫الســورية ‪ ،‬والســؤال الــذي يطــرح‬ ‫نفســه "مــاذا بقــي للســوريني‬ ‫مــن غــذاء مل يشــمله الغــاء ومل‬ ‫يســتثنوه بعــد؟"‪.‬‬

‫عودة تنسيقية الزبداني للعمل من جديد‬ ‫تقرير | أوكسجين‬

‫أعــادت إدارة الفيــس بــوك فتــح صفحــة‬ ‫تنســيقية الزبــداين بعــد إغالقهــا عــى أثــر‬ ‫التبليغــات الكثــرة عليهــا‪ ،‬حيــث عمــل‬ ‫ناشــطون الكرتونيــون عــى التواصــل مــع‬ ‫اإلدارة إلعــادة فتحهــا‪ ،‬ووافقــت اإلدارة بعــد أن‬ ‫تأكــدت أنهــا ال تتبــع ألي حــراك مســلح ومل‬ ‫تخــرق فيهــا قوانــن الفيســبوك‪.‬وتعود أهميــة‬ ‫التنســيقية والفريــق القائــم عليهــا بتوثيقهــم‬ ‫لألحــداث والشــهداء يف مدينــة الزبــداين وهــي‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪2014\١١\٠٣ - )١٣٢‬‬

‫الجهــة الرســمية الناطقــة باســم املدينــة مــن الصفحــات الثوريــة املغلقــة بالتبليغــات ضمــن‬ ‫جهــة وكونهــا جهــة إعالميــة منضمــة التحــاد معايــر ورشوط الفيــس بــوك ونقــدم الدعــم‬ ‫تنســيقيات الثــورة وعــن طريقهــا يتــم نقــل الفنــي والتقنــي للناشــطني والعاديــن يف‬ ‫أخبــار الزبــداين إىل العــامل‪.‬‬ ‫الداخــل والخــارج والحاميــة الرقميــة"‪.‬‬ ‫وتــم اســتعادة الصفحــة عــن طريــق مجموعــة‬ ‫"ســامتك" لألمــان الرقمــي التــي تعمــل عــى‬ ‫تقديــم دعــم تقنــي للســوريني والحقوقيــن‬ ‫أو حتــى النــاس العاديــن ولهــذه املجموعــة‬ ‫اتصــال بــركات الفيــس بــوك والتويــر‬ ‫والســكايب وذكــر ناشــط مــن املجموعــة‬ ‫"نتواصــل مــع إدارة الفيســبوك‪ ،‬وتعيــد فتــح‬ ‫‪syriaoxygen.com‬‬

‫اقتصاد‬

‫تراجــع انتــاج البيــض يف ســورية‬ ‫مــن ‪ 5‬مليــارات بيضــة ســنوياً إىل‬ ‫واحــد مليــار فقط حســب الرابطة‬ ‫الســورية للدواجــن ويعــود ذلــك‬ ‫إلغــاق عــدد كبــر مــن مــزارع‬ ‫تربيــة الدجــاج "مداجــن" يف‬ ‫إدلــب وحــاه وحمــص وريــف‬ ‫دمشــق وغريهــا‪ .‬تحتــل صناعــة‬ ‫الدواجــن يف ســورية حيــزا ً مهــاً‬ ‫عــى الخارطــة االقتصاديــة‬ ‫والغذائيــة واالجتامعيــة نظــرا ً‬ ‫لضخامــة رؤوس األمــوال‬ ‫املســتثمرة فيهــا‪ ,‬وارتفــاع عــدد‬ ‫العاملــن الذيــن يشــكلون نســبة‬ ‫‪ % 20‬مــن العاملــن يف القطــاع‬ ‫الزراعــي وألهميتهــا الغذائيــة‪ ،‬إال‬ ‫أن ال ـراع يف ســوريا أدى لرتاجــع‬ ‫أعــداد الدجــاج الب ّيــاض وأعــداد‬ ‫الدجــاج الفــروج‪ ،‬مــا أدى الرتفاع‬ ‫أســعارها بشــكل جنــوين فتحــول‬ ‫ســعر كيلــو الفــروج مــن ‪75‬‬ ‫لــرة يف ‪ 2010‬إىل ‪ 750‬لــرة هــذا‬ ‫العــام أي مبعــدل ‪ %1000‬تقريبــاً‬ ‫بينــا وصــل ســعر كرتونــة البيــض‬ ‫(صفــت ‪ 30‬بيضــة) ‪ 800‬لــرة يف‬ ‫مناطــق تخضــع لســيطرة النظــام‬ ‫ويف املناطــق املحــارصة وصــل‬

‫ســعرها ‪ 1100-1000‬لــرة بســبب‬ ‫صعوبــة الحصــول عليهــا أي أن‬ ‫البيضــة الواحــدة ‪ 35‬لــرة ســورية‪.‬‬ ‫وذكــر تقريــر اقتصــادي ملؤسســة‬ ‫الدواجــن أنــه "تكبّــدت املؤسســة‬ ‫العامــة للدواجــن خســائر تقــ َدر‬ ‫بحــوايل ‪ 3,5‬مليــار لــرة ســورية‬ ‫يف الســنوات الثــاث املاضيــة "‬ ‫ويرجــع ذلــك لألوضــاع القامئــة يف‬ ‫البــاد منــذ ثالثــة ســنوات وخاصة‬ ‫يف املناطــق املرب ّيــة للدواجــن‬ ‫كريــف حمص‪.‬وأصبــح البيــض‬ ‫والدجــاج عــى قامئــة االســتثناء‬ ‫بالنســبة ملوائــد الســوريني بعــد‬ ‫أن كانــت مــن أولويــات الغــذاء‬ ‫لديهــم‪ ،‬ذكــرت أم حســن ربــة‬ ‫منــزل زبدانيــة أن" ســعر كيلــو‬ ‫الفــروج غــايل وميكــن االســتغناء‬ ‫عنــه‪ ،‬ألنــه صــار ب‪ 750‬لــرة‬ ‫مابقــدر اشــريه" وعــن البيــض‬ ‫ذكــرت أيض ـاً الغــاء طــال البيــض‬ ‫كــان ‪ ..‬وعنــدي أطفــال والبيــض‬ ‫غــذاء رضوري إلهــن "‪ .‬أ ّمــا عــي‬ ‫صاحــب دكان صغــرة يف الزبــداين‬ ‫رشح عــن ســبب غــاء صفــت‬ ‫البيــض قــال" الحواجــز متنــع‬ ‫ادخــال املــواد الغذائيــة وبطــرق‬ ‫رسيــة نســتطيع تهريــب بعضــاً‬


‫‪10‬‬

‫انتهاكات بحق السوريين في لبنان‬

‫ريم زيتونة | أوكسجين‬

‫تحليل‬

‫منــذ منتصــف العــام املــايض بــدأت االنتهــاكات‬ ‫بحــق الســوريني يف لبنــان تأخــذ منحــى واســعا‬ ‫وغامضــا وغــر مفهــوم‪ ،‬فالعديــد من األشــخاص‬ ‫واألحــزاب والنشــطاء أســندوا الســبب لبعــد‬ ‫طائفــي‪ ،‬أو مــكاين‪ ،‬أو عنــري‪ ،‬والبعــض اآلخــر‬ ‫ح ّمــل اللــوم عــى الالجئــن إىل مناطــق تختلف‬ ‫عــن انتامئهــم الطائفــي والفكــري والســيايس‪.‬‬ ‫لكننــي أشــدد عىل أن املشــكلة ليســت مشــكلة‬ ‫محــددة الزوايــا أو ذات صــورة واحــدة‪ ،‬وإمنــا‬ ‫لهــا أبعــادا سياســية وفكريــة ال حــر لهــا‬ ‫أنتجتهــا الظــروف االقتصاديــة والسياســية‬ ‫واالجتامعيــة الــي خلفتهــا الحــرب الدائــرة يف‬ ‫املنطقــة عمومــا ويف ســوريا خصوصــا ‪ ،‬فنظــرة‬ ‫العامــل والتاجــر واملعلــم والطاهــي اللبنــاين‬ ‫لنظــره الســوري وشــعورهم بحجــم املنافســة‬ ‫غــر الرابحــة تجــاه هــذا النظــر لعــدم تســاوي‬ ‫كال الطرفــن باملهــارات املتعــددة وذلك بســبب‬ ‫تفــوق الســوري وقلــة األجر املدفوع له‪ ،‬شــعور‬ ‫املواطــن اللبنــاين بعــدم العــدل واملســاواة حــن‬ ‫حصــول الســوري عــى قســائم األمــم املتحــدة‬ ‫واملســاعدات مــن بعــض الجمعيات‪ ،‬وهــذا أمر‬ ‫غــر مفهــوم للعديــد مــن األخــوة اللبنانيــون‬ ‫وخاصــة الذيــن يعــودون إىل الطبقــة الفقــرة‬ ‫ويدفعــون اآلجــار أيضــا لبيوتهــم والذيــن زادت‬ ‫األجــرة عليهــم كــا عــى الالجــئ الســوري‪،‬‬ ‫مــا خلــق يشء مــن الحــرة واملقارنــة‬ ‫بينــه وبــن الالجــئ الســوري ذات الوضــع‬ ‫الســيئ واملأســاوي وعــدم تقبــل أي حقيقــة‬ ‫أو أمــر متعلــق بالالجــئ الســوري‪ ،‬كــا أن‬ ‫معانــاة الشــعب اللبنــاين فيــا يتعلــق بأمــور‬ ‫الــرف الصحــي املرتديــة جــدا قبــل وصــول‬ ‫الالجئــن الســوريني وعــدم تأمــن حلــول بديلــة‬ ‫ملشــاكل الكهربــاء واملــاء ‪ ،‬جعلــت العديــد‬ ‫مــن األشــخاص يح ّملــون املســؤولية لتواجــد‬ ‫املخيــات الســورية وعــدم وجــود مصــارف‬ ‫صحيــة مليــاه املجــاري ‪.‬وقــد ازدادت املشــاكل‬ ‫واالعتــداءات بحــق الالجئــن بشــكل كبــر مــع‬ ‫العلــم أن أغلــب توصيفــات هــذه األفعــال هي‬ ‫جنائيــة بحتــة‪ ،‬فقــد شــهدنا باألشــهر األخــرة‬ ‫مــن العــام املــايض وحتــى الشــهر الحــايل مــن‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪2014\١١\٠٣ - )١٣٢‬‬

‫العــام الحــايل جرائــم قتــل بحــق أطفــال صغــار‬ ‫وجرائــم اغتصــاب واعتــداء بالــرب والخطــف‬ ‫الشــائع لبعــض الشــباب مقابــل فديــة ماليــة‬ ‫كبــرة ‪.‬كــا حصلــت العديــد مــن االنتهــاكات‬ ‫بحــق الالجئــن الســوريني والتــي تأخــذ منحــى‬ ‫يتعــدى مســمى الجرميــة الجنائيــة ‪:‬كالشــاب‬ ‫الــذي تــم حــرق بيتــه بســبب ســكنه بجانــب‬ ‫منــزل جــاره الــذي ينتمــي لطائفــة دينيــة‬ ‫تختلــف عــن طائفته‪،‬وحالــة الشــاب محمــد‬ ‫الــذي رضب رضبــاً مربحــاً فقــط ألنــه تلفــظ‬ ‫بقــول "ال حــول وال قــوة إال باللــه"‪ .‬والعديــد‬ ‫العديــد مــن الحــاالت التــي مل تعلــن بــأي‬ ‫وســيلة إعالميــة حتــى اآلن كبعــض حــاالت‬ ‫الرتحيــل مــن املنــازل واملخيــات واألرايض‬ ‫بســبب عــدم قــدرة الالجــئ إىل دفــع املبلــغ‬ ‫الــذي أراد صاحــب األرض أو املنــزل أو غريهــا‬ ‫رفــع أجرتهــا الغاليــة أساســا بالرغــم مــن تــردي‬ ‫الوضــع املــادي لالجــئ الســوري وعــدم قدرتــه‬ ‫عــى إيجــاد العمــل تحــت ظــل الــروط‬ ‫الصعبــة والظــروف القاســية التــي يعيشــها‬ ‫والكثــر مــن حــاالت املضايقــات الحاصلــة‬ ‫بحــق الســوري عنــد قيادتــه ســيارة ســورية‬ ‫واالعتــداء بالــرب والشــتائم عليه‪.‬ولكــن مــن‬ ‫أكــر الحــاالت التــي تلقــت صــدى إعالميــا‬ ‫كبــرا واســتهجان مــن كل فئــات املجتمعــن‬ ‫اللبنــاين والســوري عــى الســواء هــي حالــة‬ ‫الطفــل خالــد التــي ذكــرت بوســائل اإلعــام‬

‫وبعــض القنــوات التلفزيونيــة وبعــض وســائل‬ ‫التواصــل االجتامعــي ‪ ،‬حيــث تــم عــرض‬ ‫الفيديــو والتعــرض للمشــكلة بشــكل عشــوايئ‬ ‫دون متابعــة النتائــج التــي تــم التوصــل إليهــا‬ ‫وال اإلجــراءات التــي تــم اتخاذهــا مــن أجــل‬ ‫إيجــاد حــل للمشــكلة ‪،‬حتــى األمــن اللبنــاين‬ ‫رصح بأنــه ســيلقي القبــض عــى األب الجــاين‬ ‫(والــد عبــاس) ولكنــه حتــى اآلن مل يصــدر أي‬ ‫ترصيــح مــن قبلهــم عــا حــدث وكيــف تــم‬ ‫القبــض عليــه أو مل يتــم ومــا عقوبتــه إن كان‬ ‫ســيعاقب‪.‬حالة الطفــل خالــد ليســت حالــة‬ ‫اســتثنائية وإمنــا هــي رمــز للعديد مــن الحاالت‬ ‫التــي تتعــرض للعديــد مــن االنتهــاكات بــدون‬ ‫أن يتــم تســليط الضــوء عليهــا فهــي جرميــة‬ ‫متعــددة األشــكال مــن حيــث أن الجــاين طفــل‬ ‫واملحــرض عــى الجرميــة هــو أب حـ ّرض طفلــه‬ ‫عــى الــرب واالعتــداء عــى طفــل آخــر ال‬ ‫حــول لــه وال قــوة ومــا زاد الجرميــة بشــاعة‬ ‫هــو أن املجــرم مــن طائفــة أخــرى ‪،‬ال بــد مــن‬ ‫مواجهــة هــذه االنتهــاكات وتنظيــم مكافحتهــا‬ ‫وتزويــد الضحايــا بتعويــض معنــوي قبــل‬ ‫التعويــض املادي‪.‬وهــذا املوضــوع ال ميكــن‬ ‫أن يتــم دون تدخــل صــارم مــن املنظــات‬ ‫الحقوقيــة والعاملــة مبجــال حقــوق اإلنســان‬ ‫عــن طريــق تنظيــم فعــال للوضــع القانــوين‬ ‫لالجئــن ومســاعدتهم باملطالبــة بحقوقهــم‬ ‫ومعاملتهــم بالعــدل‪.‬‬

‫‪syriaoxygen.com‬‬


‫‪11‬‬

‫في رحاب القارة الفيسبوكية ودستورها‬ ‫باسل مطر | أوكسجين‬

‫مشروع سالمتك‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪2014\١١\٠٣ - )١٣٢‬‬

‫املوازييــك الفيســبويك رائجــا متامــا كــا هــو‬ ‫مجتمــع املوزاييــك الســوري (بــدون تشــبيه‬ ‫طبعــا)‪ ,‬فــإن فيســبوك يــويل عنايــة عظيمــة‬ ‫الحــرام اآلخــر‪ ,‬مــن حيــث عقيدتــه‪ ,‬وعرقــه‬ ‫ولونــه ورأيــه وجنســه وثقافتــه وحقــه يف‬ ‫الخصوصيــة‪ ,‬وســامته الشــخصية حتــى ال‬ ‫يصبــح ســاحة حــرب تــأكل الحــرث والــزرع‪.‬‬ ‫كــا يــويل أهميــة قصــوى ألن يكــون فيســبوك‬ ‫مكانــا خاليــا مــن الجرميــة‪ ,‬واملشــاهد التــي‬ ‫تخــدش الحيــاء العــام‪ ,‬وال يســمح ملواطنيــه‬ ‫باالنتحــار أو تهديــد اآلخريــن بالقتــل‪ ,‬أو بيــع‬ ‫املخــدرات والرتويــج لهــا‪ ,‬أو باألســاءة لألطفــال‬ ‫أو النســاء بشــكل جمعــي أو فــردي أورسقــة‬ ‫حقــوق املواطنــن األخريــن الفكريــة‪ ,‬وهــو‬ ‫ال يتهــاون أبــدا بالرتويــج لثقافــة العنــف‪,‬‬ ‫أو اســتخدام أوصــاف تنــم عــن كراهيــة‬ ‫ملجموعــة مــن الســكان الفيســبوكيني بســبب‬ ‫عرقهــم أو لونهــم أو جنســهم كــا أرشنــا‪.‬‬ ‫وال يســمح فيســبوك ملواطنيــه مبضايقــة‬ ‫اآلخريــن وإزعاجهــم بإرســال الرســائل الكثــرة‬ ‫أو الزيــارات املزعجــة أو نــر معلومــات‬ ‫خاصــة عــن الســكان اآلخريــن عــى الجــدران‬ ‫الفيســبوكية كــا يحــدث يف االنتخابــات‬ ‫الســورية دون إذن صحــاب املعلومــات التــي‬ ‫قــد تكــون صــورا أو معلومــات شــخصية‬ ‫أخــرى‪ .‬وعــى ســكان فيســبوك حــن الــرورة‬ ‫إبــراز بطاقاتهــم الشــخصية لقــوات األمــن‬ ‫الفيســبوكية إلثبــات شــخصيتهم يف حــال‬

‫دعــت الــرورة‪ .‬يف مجتمــع بهــذه الضخامــة‬ ‫ال ميكــن تــرك الغربــاء واملنتحلــن ألســباب‬ ‫عديــدة يصولــون ويجولــون يف أحيــاء القــارة‬ ‫الفيســبوكية التــي تعــج بالصغــار والكبــار‬ ‫وواألوالد والبنــات دون التعــرف عليهــم‪.‬‬ ‫لكــن فيســبوك ليــس مكانــا مثاليــا‪ ,‬وهــو يف‬ ‫حقيقــة األمــر أبعــد مايكــون عــن املثاليــة‪,‬‬ ‫فهــو مجتمــع كبــر‪ ,‬وفيــه مــدن وقرى وســهول‬ ‫وشــعاب‪ ,‬وغابــات ووديــان وبحــار وأنهــار‪,‬‬ ‫ويف كل زاويــة فيهــا يوجــد مرتصــد ومخالــف‬ ‫للقوانــن‪ ,‬ويف كل ناصيــة هنــاك مــن يســعى‬ ‫ألن يكــون صوتــه األعــى‪ ,‬وكلمتــه األوىل‪,‬‬ ‫ويســعى ألن يبــث الفــن‪ ,‬ويحيــك األالعيــب‪,‬‬ ‫ويوقــع مبواطنــن أبريــاء شــأنه يف هــذا‬ ‫شــأن كتبــة التقاريــر يف نظــام حافــظ األســد‬ ‫وصــدام حســن والقــذايف‪ .‬وال يخلــو فيســبوك‬ ‫مــن عنــارص أمنيــة ذات ميــول معينــه‪ ,‬أو‬ ‫معلومــات ضحلــة‪ ,‬أو فهــم متعســف للقانــون‬ ‫أو ضمــر يقــظ ال يفــرق بــن مرتكــب مخالفــة‬ ‫وآخــر ويعامــل الجميــع عــى أســاس القانــون‬ ‫فيطبقــه برصامــة وجديــة متناهيتــان‪.‬‬ ‫عــى جميــع مواطنــي فيســبوك أن يعــوا تلــك‬ ‫القوانــن ويعملــون عــى تطبيقهــا واالتـزام بهــا‬ ‫وإال فإنهــم ســيتعرضون للســجن (الحجــب)‬ ‫أو التجريــد مــن الجنســية الفيســبوكية‬ ‫(إغــاق الحســابات) أو ختــم دكاكينهــم‬ ‫بالشــمع األحمــر ومصــادرة محتوياتهــا (إغــاق‬ ‫الصفحــات واملجموعــات)‪.‬‬ ‫‪syriaoxygen.com‬‬

‫تقانة‬

‫أصبــح فيســبوك قــارة سادســة يســكنها مليــار‬ ‫وثــاث ماليــن نســمة مــن كل القوميــات‬ ‫واألعــراق والديانــات‪ ,‬يتوزعــون يف قــارات‬ ‫العــامل الخمــس األخــرى‪ .‬يســهر عــى أمــن‬ ‫هــذه القــارة بضــع مئــات مــن املوظفــن‬ ‫الذيــن يعملــون وفــق دســتور وقوانــن مجتمع‬ ‫فيســبوك االفــرايض‪ .‬ويطلــق فيســبوك عــى‬ ‫دســتوره إســم رشوط االســتخدام وهــي التــي‬ ‫يوقــع الحاصلــون عــى الجنســية الفيســبوكية‬ ‫عنــد إنشــاء حســاباتهم‪ .‬أمــا القوانــن فهــي‬ ‫مجموعــة معايــر املجتمــع التــي تنظــم‬ ‫العالقــة بــن ســكان القــارة الفيســبوكية‬ ‫الشاســعة اليــوم‪.‬‬ ‫يعيــش ســكان فيســبوك يف حســابات‬ ‫فيســبوكية شــخصية‪ ,‬وينشــؤون دكاكــن‬ ‫وورش ومحــات لهــم تســمى مجموعــات‬ ‫وصفحــات‪ ,‬وعــى مــن ينشــئ هــذه الدكاكــن‬ ‫اتبــاع قوانــن املجتمــع الفيســبويك كــا يف أي‬ ‫مجتمــع آخــر وهــم مســؤولني عــن ســلوك‬ ‫مــن يرتادهــا‪ ,‬وإذا ارتكبــت هــذه الدكاكــن‬ ‫مخالفــة للقانــون‪ ,‬ميكــن ألي مــن روادهــا أن‬ ‫يخــر عنهــا ســلطات فيســبوك األمنيــة التــي‬ ‫تبــادر إىل إرســال إنــذار ألصحــاب الــدكان ومــن‬ ‫يعمــل معــه فيهــا لتصحيــح املخالفــة‪ ,‬ويعتــر‬ ‫تكــرار املخالفــة ســببا قويــا إلغــاق الــدكان‪.‬‬ ‫كذلــك يســر فيســبوك دوريــات أمنيــة تراقــب‬ ‫عمــل الدكاكــن وســلوك األف ـراد الفيســبوكيني‬ ‫ومــدى التزامهــم بالقوانــن الفيســبوكية‪,‬‬ ‫لكــن هــذه الدوريــات ال تســتطيع التواجــد‬ ‫يف كل مــكان كل الوقــت‪ ,‬كــا يحــدث يف‬ ‫العــامل الحقيقــي متامــا‪ ,‬وعليــه فهــي تعتمــد‬ ‫عــى حــرص مواطنــي فيســبوك عــى ســامة‬ ‫قارتهــم وحســهم الوطنــي العــايل لإلبــاغ عــن‬ ‫املخالفــات‪.‬‬ ‫وألن مجتمــع فيســبوك مجتمــع متعــدد‬ ‫امللــل والنحــل‪ ,‬حيــث أصبــح مصطلــح‬


‫‪12‬‬

‫الالجئون السوريون‬

‫يد تصفع أم تمسح الوجع؟‬

‫سهير أومري | أوكسجين‬

‫تحقيق ‪١‬‬

‫خمســة ماليــن تقريبــاً هــو عــدد الســوريني‬ ‫الذيــن خرجــوا مــن ســوريا خــال ســنوات‬ ‫ابتغاهــا الثــوار ربيعـاً فكانــت – حتــى اليــوم –‬ ‫بــردا ً وشــتاء وأعاصــر تجــاوز ضحاياهــا الحجــر‬ ‫والبــر إىل ماليــن البــر‪...‬‬ ‫إىل لبنــان‪ ،‬األردن‪ ،‬تركيــا‪ ،‬مــر‪ ،‬دول املغــرب‪،‬‬ ‫دول الخليــج العــريب‪ ..‬أوربــا وأمريــكا إىل‬ ‫أصقــاع األرض انتــر الســوريون يف رحلــة‬ ‫لجــوء يحملــون فيهــا مفاتيــح دور حولتهــا‬ ‫براميــل الطاغيــة إىل رمــل وحجــارة‪ ،‬ومهــا‬ ‫اختلفــت أســباب لجوئهــم ســواء منهــم َمــن‬ ‫خــرج مصاب ـاً أو فاقــدا ً أحــد أعضائــه‪ ،‬أو فــا ّرا ً‬ ‫بنفســه مــن االعتقــال‪ ،‬أو ســاعياً لحاميــة عرضه‬ ‫أو أوالده‪ ،‬إال أن الــكل قــد خرجــوا يحملــون‬ ‫معهــم ســوريا جرحـاً نازفـاً يف القلــب والــروح ‪،‬‬ ‫متأملــن أن يجــدوا يــدا ً تحنــو‪ ،‬ونفسـاً تعطــف‪،‬‬ ‫وكلمــة تشــد األزر أو ت ُعــن‪ ...‬فهــل هــذا مــا‬ ‫كان‪..‬؟!!‬ ‫تنوعــت أســاليب االســتضافة بــن الــدول‪،‬‬ ‫وامتــأت وســائل اإلعــام بعــرض معانــاة‬ ‫الســوريني التــي تعــددت أســبابها بــن عــدم‬ ‫االســتقبال وإغــاق الحــدود ومنــع التأش ـرات‬ ‫واإلقامــات‪ ،‬وبــن رسقــة اإلعانــات واملــواد‬ ‫اإلغاثيــة واســتغالل حاجــة الســوريني للعمــل‬ ‫مقابــل أجــور زهيــدة وغريهــا مــن املشــقات‬ ‫التــي ال تتســع أســطرنا هنــا لعدهــا‪...‬‬ ‫ولكــن‪ ...‬مبــا أننــا نريــد لثورتنــا أال تكــون طلبـاً‬ ‫للحريــة فحســب‪ ،‬بــل ثــورة عــى كل مــا هــو‬ ‫ســيئ وســلبي فينــا‪ ،‬لــذا أردنــا أن نغــوص‬ ‫يف عمــق القضايــا التــي يعيشــها الالجئــون‬ ‫الســوريون لنحــدد مــا علينــا كــا حددنــا‬ ‫مــا لنــا‪ ،‬وال ننــى أننــا عندمــا نرفــع شــعار‬ ‫مطالبتنــا بــأن يكــون املضيفــون لنــا أنصــارا ً‪،‬‬ ‫فــإن علينــا باملقابــل أن نكــون لهــم‪ ،‬ونكــون‬ ‫لبعضنــا كــا كان املهاجــرون‪ ...‬مبعنــى علينــا‬ ‫أن نتحقــق مــا يــي‪:‬‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪2014\١١\٠٣ - )١٣٢‬‬

‫هــل يــؤازر الســوري الالجــئ أخــاه الســوري؟‬ ‫هــل يعينــه ويشــد أزره؟ هــل يقــف معــه‬ ‫مبالــه ونفســه فيجــر كــره ‪ ،‬ويــوايس أملــه‬ ‫ويعينــه يف قضــاء حوائجــه؟‬ ‫مــا الخلــق الــذي يجمــع الســوريني يف دول‬ ‫اللجــوء؟ هــل هــو اإليثــار أم األثــرة؟‬ ‫هــل يــدرك الســوري الالجــئ أنــه يف دولــة‬ ‫اللجــوء ســف ٌري ميثّــل بلــده وقضيتــه وثورتــه‬ ‫وحضارتــه وتاريــخ أمتــه؟‬ ‫هــل يعطــي صــورة حضاريــة عنــه‪ ،‬فيعــن‬ ‫أهــل الــدول املضيفــة عــى احرتامــه ويع ّبــد‬ ‫لهــا الطريــق ملســاعدته؟‬

‫في األردن‬ ‫لإلجابــة عــن هــذه األســئلة توجهــت‬ ‫أوكســجين إىل األردن فــكان لهــا هــذا اللقــاء‬ ‫مــع محمــد رامــي مهنــدس معلوماتيــة وهــو‬ ‫الجــئ ســوري‪:‬‬ ‫"كثيــر مــن الســورييين موجــودون فــي األردن منــذ‬ ‫زمــن طويــل‪ ،‬وهــؤالء عالقتهــم بالســوريين الجــدد‬ ‫علــى نوعيــن‪:‬‬ ‫أيــاد بيضــاء فــي‬ ‫شــريحة كانــت والتــزال لهــا ٍ‬

‫العمــل اإلغاثــي بــكل أنواعــه‬ ‫شــريحة االســتغالليين‪ ،‬الذيــن يســتقبلون الســوري‬ ‫ويوهمونــه أنهــم سيســاعدونه فــي العمــل‪،‬‬ ‫فيســتغلونه براتــب قليــل مقابــل ســاعات عمــل‬ ‫طويلــة"‬ ‫ويتابع محمد رامي حديثه فيقول‪:‬‬ ‫"مــن المهــم أن نعــرف أن الالجئيــن الســوريين‬ ‫ينتمــون إلــى كل فئــات المجتمــع‪ ،‬فمنهــم الملتــزم‬ ‫أخالقيــ ًا ودينيــ ًا‪ ،‬ومنهــم المحتــال والكــذاب‬ ‫والمنافــق وســيئ األخــاف‪ ،‬لــذا مــن الطبيعــي أن‬ ‫نــرى عمليــات االحتيــال وســرقة المســاعدات ومــا‬ ‫أكثرهــا!!‬ ‫فعلــى ســبيل المثــال رأيــت بعــض اإلســاءات‬ ‫كمغــادرة الســوريين الشــقق التــي اســتأجروها‬ ‫بعــد انتهــاء عقــد األجــرة لهــا تاركيــن خلفهــم‬ ‫الكثيــر مــن األضــرار فــي فــرش الشــقة وأثاثهــا‪،‬‬ ‫وامتناعهــم عــن دفــع فواتيــر الكهربــاء والمــاء‬ ‫والغــاز‪ ،‬باإلضافــة لمــا عاينتــه بنفســي فــي مخيــم‬ ‫الزعتــري مــن شــبكات التهريــب وزواج الالجئــات‪،‬‬ ‫والتــي كان القائمــون عليهــا ســوريين‪ ،‬باإلضافــة‬ ‫الســتغالل كثيــر مــن الســوريين لصفتهــم‬ ‫كالجئيــن‪ ،‬وأخذهــم لإلغاثــة فــي وقــت هنــاك‬ ‫الكثيــر مــن العائــات بحاجــة لهــا وال تتوفــر‬ ‫لهــم‪"...‬‬

‫الجئون سوريون في مخيم الزعتري باالردن "صورة أرشيفية"‬ ‫‪syriaoxygen.com‬‬


‫‪13‬‬

‫في مصر‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪2014\١١\٠٣ - )١٣٢‬‬

‫سوريين أمام السفارة السورية في مصر "صورة أرشيفية"‬ ‫عــن (تفحيــط) الســيارات‪ ،‬ورمــي القمامــة والكتابــة‬ ‫علــى الجــدران"‬

‫في تركيا‬ ‫وتقــول فاطمة‪/‬مــن ســوريا يف عــن مشــاهداتها‬ ‫يف تركيــا‪" :‬كثيــر مــن العائــات التركيــة تعاطفــت‬ ‫مــع النازحيــن الســوريين وقدمــت لهــم دورهــم‬ ‫ومســاكنهم حتــى أعلــم أن منهــم مــن رهــن بيتــه‬ ‫ليقــدم للســوريين المــأوى معتبريــن ذلــك جهــادا‬ ‫بالمــال ليتفاجــؤوا بعــد شــهور أن العائــات التــي‬ ‫ســاعدوها ليســت بحاجــه ماديــه‪ ،‬وكان مــن األجــدر‬ ‫بهــم أن يتركــوا مــا نالــوه مــن المســاعدة لمــن هــو‬ ‫أحــق منهــم‪"..‬‬

‫رأي مختصين‬ ‫وملعرفــة األســباب التــي تدفــع بعض الســوريني‬ ‫لهــذه األخــاق والســلوكيات توجهــت‬ ‫أوكســجين بالســؤال لألســتاذ "عبيــدة‬ ‫الســوري" الخبــر الســيايس واملختــص بقضايــا‬ ‫الالجئــن فقــال‪:‬‬ ‫"ممــا ال شــك فيــه أن الالجــئ الســوري لــم يخــرج‬ ‫مــن بلــده فــي وضــع نفســي ســو ّي‪ ،‬وهــذا بــا‬ ‫شــك ســ َّبب لــه ضغوطــ ًا شــتى مــن الممكــن أن‬ ‫يعبــر عنهــا بســلوكيات ســيئة تتنــوع بيــن إســاءة‬ ‫المعاملــة والضــرب والشــجار‪ ،‬وبيــن االســتئثار‬ ‫بالمعونــات وأخــذ حــق الغيــر‪ ..‬وغيرهــا مــن‬ ‫الســلوكيات واألخــاق الســيئة‪ ،‬ولإلنصــاف فمــن‬ ‫المهــم أن نقــول أن مــن األســباب التــي تدفــع‬

‫الســوري لمثــل هــذه األخــاق أيضــ ًا ليســت‬ ‫ظــروف الحــرب فحســب‪ ،‬بــل كل مــا عاشــه فــي‬ ‫بلــده علــى مــدى عقــود مــن ظلــم وقهــر وتســلط‬ ‫واســتبداد وهــدر للكرامــة وعــدم نيلــه ألي مــن‬ ‫حقوقــه اإلنســانية‪".‬‬ ‫وحــول مــا ميكن فعلــه لتــايف هذه الســلوكيات‬ ‫يقــول األســتاذ عبيــدة‪" :‬هنــا يبــرز دور الوعــي‬ ‫الــذي علــى الهيئــات والمؤسســات العاملــة فــي‬ ‫متابعــة شــؤون الالجئيــن تقديمــه لهــم‪ ،‬ليعلــم‬ ‫كل الجــئ أن تحليــه باألخــاق الحميــدة وعلــى‬ ‫رأســها النزاهــة واألمانــة واحتــرام اآلخريــن‬ ‫ســتجعله يجنــي فوائــد عديــدة‪ ،‬أهمهــا تســهيل‬ ‫وصــول المســاعدة إليــه‪ ،‬وتشــجيع أهــل البلــد‬ ‫المضيــف علــى إعانتــه هــو وأقرانــه‪ ،‬ومعرفــة أن‬ ‫ســوء المعاملــة واألخــاق الســيئة التــي يمكــن أن‬ ‫يبديهــا ال ترجــع بآثارهــا عليــه فحســب بــل يمتــد‬ ‫أثرهــا ليشــمل ربمــا ألوفـ ًا مــن الالجئيــن أمثالــه‪"...‬‬ ‫مــع التأكيــد عــى أن بــن الســوريني معطائــن‬ ‫وأصحــاب لهفــة فــاق عطاؤهــم كل التصــورات‬ ‫هــذا مــا قالتــه خديجــة‪ ،‬وهــي تحــي قصــة‬ ‫خروجهــم مــن ســوريا باتجــاه لبنــان فتقــول‪:‬‬ ‫"يف أول يــوم خرجنــا مــن ســوريا كان البــد‬ ‫مــن النــوم يف مــكان مــا يف لبنــان‪ ،‬وكنــا ال‬ ‫نــدري مــاذا نفعــل وال نعــرف أحــدا ً والوقــت‬ ‫متأخــر مــن الليــل‪ ،‬إىل أن التقينــا شــاباً ســورياً‬ ‫كان مثــاالً للعطــاء والكــرم‪ ،‬فلــم يــردد لحظــة‬ ‫واحــدة عــن اصطحابنــا معــه إىل بيتــه املتواضع‬ ‫جــدا ً املكــون مــن غرفــة واحــدة مازالــت‬ ‫عىل(البلــوك)‪ ،‬واملطــر والريــاح كانــت تدخــل‬ ‫مــن كل الثقــوب‪ ..‬اســتقبلنا يومهــا وزوجتــه‬ ‫أفضــل اســتقبال فــكان لنــا كاليديــن اللتــن‬ ‫غســلتا عنــا التعــب والحــزن واألمل‪.‬‬ ‫‪syriaoxygen.com‬‬

‫تحقيق ‪٢‬‬

‫ومــن مــر كان لـــ أوكســجين هــذه‬ ‫الوقفــة مــع خالــد النمييس‪/‬مواطــن مــري‬ ‫يســكن يف (‪6‬أكتوبــر) أحــد أحيــاء القاهــرة‬ ‫التــي يكــر فيهــا الســوريون‪ ،‬وقــد تعامــل مــع‬ ‫ســوريني كــر وحــاول مســاعدتهم يقــول‪:‬‬ ‫"لألســف هنــاك كثيــر مــن التجــار ورجــال أعمــال‬ ‫وأصحــاب رؤوس األمــوال مــن الســوريين الذيــن‬ ‫يرفضــون مســاعدة الســوريين المحتاجيــن‪ ،‬ولقــد‬ ‫رأيــت بعينـ ّي بعــض هــؤالء‪ ،‬فعلــى ســبيل المثــال‬ ‫تعرفــت إلــى صاحــب مصنــع بســكويت وهــو‬ ‫ســوري يعيــش فــي رفاهيــة ال محــدودة‪ ،‬حتــى إنــه‬ ‫يتــردد إلــى كافتيريــات يمكــن أن يدفــع فيهــا‬ ‫ثمــن كــوب الشــاب (‪100‬جنيــه) أي مــا يعــادل‬ ‫طلبــت منــه مســاعدة رجــل ســوري فقيــر‬ ‫‪،$14‬‬ ‫ُ‬ ‫فرفــض‪ ،‬مــع أنــي وضحــت لــه أن لديــه ‪ 6‬أوالد‬ ‫‪ ،‬وأنــه يعمــل فــي معمــل أوكســجين عنــد تاجــر‬ ‫ســوري أيض ـ ًا مــن حمــص‪ ،‬ولكنــه لألســف يعطيــه‬ ‫راتبــ ًا شــهري ًا بقيمــة (‪ )$130‬فقــط ال تــكاد‬ ‫تكفيــه‪ ،‬وكان يبحــث البنــه (‪ 14‬عام ـ ًا) عــن عمــل‬ ‫ليعينــه فــي المصــروف‪"...‬‬ ‫يتابــع خالــد حديثــه فيقــول‪" :‬فــي المقابــل‬ ‫أحــب أن أحكــي عــن شــاب ســوري آخــر فقيــر‬ ‫للغايــة واســمه أحمــد‪ ،‬وهــو مــن منطقــة القلمــون‬ ‫يعمــل مدرس ـ ًا‪ ،‬وكان قــد تــزوج منــذ شــهور قليلــة‬ ‫وأتــى إلــى مصــر‪ ،‬واســتقر فــي شــقة قدمتهــا لــه‬ ‫إحــدى الجمعيــات الخيريــة‪ ،‬ســاعدتُه وقتهــا بــأن‬ ‫وجــد عم ـ ًا فــي إحــدى المــدارس الخاصــة براتــب‬ ‫قليــل ال يتجــاوز الـــ (‪ ،)$100‬المفاجــئ في ســلوك‬ ‫أحمــد أنــه رفــض إعطــاء الــدروس الخصوصيــة‬ ‫للطــاب‪ ،‬مــع أنــه يســتطيع بثمنهــا أن يحقــق‬ ‫لنفســه دخ ـ ًا جيــد ًا‪ ،‬ألنــه كان يــرى فــي الــدروس‬ ‫الخصوصيــة اســتغال ًال ألوليــاء األمــور‪ ،‬فصــار‬ ‫يســاعد الطــاب مجانــ ًا ودون مقابــل‪"..‬‬ ‫وتتحــدث ســلمى‪/‬من ســوريا عــن مامرســات‬ ‫رأتهــا مــن بعــض الســوريني يف مــر يف‬ ‫منطقــة (مدينتــي) وهــو تجمــع ســكني راق يف‬ ‫القاهــرة‪" :‬لــم تكــن أصــوات الضجيــج والصخــب‬ ‫تصــدر بعــد منتصــف الليــل إال مــن الســوريين‪،‬‬ ‫وال أحــد يجلــس علــى العشــب فــي الحدائــق‬ ‫الصغيــرة بيــن الطرقــات إال الســوريين‪ ،‬هــذا عــدا‬


‫‪14‬‬

‫هل سنجد أطفال الالجئين السوريين دون جنسية؟‬ ‫محمد حربلية | أوكسجين‬

‫تقرير‬

‫تناقلــت بعــض وســائل اإلعــام يف اآلونــة‬ ‫األخــرة؛ تقريـرا ً صــادرا ً عــن مســؤول يف األمــم‬ ‫املتحــدة مفــاده أن مئــات اآلالف مــن األطفــال‬ ‫الســوريني الذيــن يعيشــون يف املنفــى ميكــن‬ ‫أن يجــدوا أنفســهم بــدون جنســية‪ ،‬بســبب‬ ‫القتــال يف بالدهــم‪ ،‬ألن األطفــال الســوريني‬ ‫يحصلــون عــى الجنســية فقــط مــن خــال‬ ‫آبائهــم‪ .‬يف الوقــت الــذي حرمــت فيــه الحــرب‬ ‫يف ســوريا مئــات آالف األطفــال مــن آبائهــم‪.‬‬ ‫وهــو مايدعــو اىل تســليط الضــوء عــى‬ ‫ماتضمنــه التقريــر وتوضيــح بعــض الحقائــق‬ ‫القانونيــة التــي تناولهــا بهــذا الصــدد بــادئ‬ ‫ذي بــدء‪ ،‬وحتــى التكــون مســألة الجنســية‬ ‫وســيلة البتــزاز النــاس يســتخدامها الطغــاة‬ ‫وفقـاً ألهوائهــم ومصالحهــم‪ ،‬اقتــى التوضيــح‬ ‫بــأن الجنســية حــق أســايس ألي إنســان تجــاه‬ ‫دولتــه وليســت مكرمــة مــن أحــد فهــي رابطــة‬ ‫قانونيــة وروحيــة بــن الشــخص والدولــة التــي‬ ‫ينتمــي‪ ،‬إليهــا فــكل مــن يحمــل جنســية دولــة‬ ‫ترتتــب لــه حقــوق وتبنــى عليــه التزامــات‬ ‫كمواطــن تجــاه تلــك الدولــة ولذلــك فقــد قيــل‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪2014\١١\٠٣ - )١٣٢‬‬

‫بــأن الجنســية متثــل نقطــة البدايــة للحيــاة‬ ‫القانونيــة للشــخص والتــي الكيــان لــه بدونهــا‬ ‫وقــد أكــد اإلعــان العالمــي لحقــوق اإلنســان علــى‬ ‫اعتبــار الجنســية مــن حقــوق اإلنســان الجوهريــة‬ ‫حيــث نــص فــي المــادة الخامســة عشــر منــة علــى أن‬ ‫‪ -1 :‬لــكل فــرد حــق التمتــع بجنســية مــا ‪ -2‬اليجــوز‬ ‫تعســفا حرمــان أي شــخص مــن جنســيته وال مــن‬ ‫حقــه فــى تغييــر جنســيتهكما نــص العهــد الدولــي‬ ‫للحقــوق المدنيــة والسياســية فــى المــادة ‪ 24‬منــة‬ ‫علــى أن لــكل طفــل حــق فــى اكتســاب جنســيته‬ ‫و بالعــودة اىل ماتضمنــه التقريــر االممــي‪،‬‬ ‫فقــد خلــط ذلــك التقريــر بشــكل واضــح بــن‬ ‫الحــق يف الجنســية وبــن التعــذر يف تســجيل‬ ‫األطفــال لعــدم وجــود وثائــق ثبوتيــة أو‬ ‫مكاتــب للتســجيلفالحق بالجنســية الســورية‬ ‫ثابــت أصــا مبقتــى القانــون ‪,‬لــكل مــن ولــد‬ ‫يف القطــر أو خارجــه مــن والــد عــريب ســوري‬ ‫اســتنادا اىل رابطــة الــدم‪.‬‬ ‫ـوري‬ ‫فــكل مــن يولــد مــن اب ســوري هــو سـ ٌ‬ ‫أيضــا ســوا ًء ولــد عــى اإلقليــم الســوري أو‬ ‫خارجــه –وطاملــا أن األطفــال الالجئــن يولــدون‬ ‫مــن آبــاء ســوريني فــا يجــرؤ أحــد البتــة عــى‬

‫حرمانهــم مــن حقهــم يف الجنســية الســورية‬ ‫فهــم ســوريون أصــا ًء‬ ‫وال عالقــة لكــون األب عــى قيــد الحيــاة أو‬ ‫متـ ٍ‬ ‫ـوف إطالقـاً فاألمــر ســيان‪ .‬فحتــى لــو تــويف‬ ‫األب قبــل تســجيل املولــود فبإمــكان والدتــه‬ ‫او أي مــن ذويــه تســجيله يف دائــرة األحــوال‬ ‫املدنيــة أو املكتــب املخصــص لذلــك بعــد‬ ‫تأمــن الوثائــق الثبوتيــة الالزمــة وهــذا آمــر‬ ‫بديهــي‪ ,,‬وال يتصــور عــى اإلطــاق االمتنــاع‬ ‫عــن تســجيله إن ثبــت مــن تلــك الوثائــق أن‬ ‫الوالــد ســوري‪ ،‬إال أن املشــكلة تكمــن يف عــدم‬ ‫توفــر الوثائــق الثبوتيــة لتســجيل ذلــك الطفــل‬ ‫أو عــدم وجــود دائــرة يتــم التعامــل معهــا‪،‬‬ ‫وهــذا ال عالقــة لــه باملطلــق مبســألة الحــق يف‬ ‫الجنســية الــذي ينشــأ للمولــود مبجــرد والدتــه‬ ‫مــن أب ســوري كــا ذكرناوبالتــايل فــإن تعــذر‬ ‫تســجيل األطفــال الســوريني الالجئــن بســبب‬ ‫عــدم وجــود وثائــق ثبوتيــة لهــم أو عــدم‬ ‫وافتتــاح مكاتــب تســجيل ال يرتتــب عليــه‬ ‫حرمانهــم مــن الجنســية الســورية‪ ،‬وميكــن‬ ‫اعتبارهــم مكتومــن لحــن تســجيلهم أو تأمــن‬ ‫الوثائــق القانونيــة الالزمــة الثبــات الشــخصية‬ ‫وهــذا يقتضــي أن تعمــل وزارة العــدل فــي الحكومــة‬ ‫الســورية المؤقتــة علــى اإلســراع بافتتــاح مكاتــب‬ ‫احــوال مدنيــة فــي جميــع دول و مخيمــات اللجــوء‬ ‫لتوثيــق جميــع وقوعــات الــوالدة للســوريين التــي‬ ‫تحصــل هنــاك وان تعمــل كذلــك علــى اســتصدار‬ ‫وثائــق إثبــات شــخصية مؤقتــة كحــل مبدئــي ريثمــا‬ ‫تســتطيع تلــك الحكومــة انتــزاع اعتــراف قانوني بها‬ ‫مــن أكبــر عــدد ممكــن مــن الــدول وبالتالــي تصبــح‬ ‫جميــع الوثائــق الصــادرة عنهــا ذات صفــة رســمية‬ ‫و معتــرف بهــا وهــو مــا ســيؤدي الــى التخفيــف مــن‬ ‫حــدة المعانــاة عــن ذلــك الشــعب المســكين مــا أمكــن‬ ‫األمــر‪.‬‬ ‫‪syriaoxygen.com‬‬


‫عناة آرام | أوكسجين‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪2014\١١\٠٣ - )١٣٢‬‬

‫داخــل الحليــب املغــي‪ ،‬ليتكســب نكهــة‬ ‫وطعمــة مميــزة ال تضاهيهــا أيــة نكهــة عطريــة‬ ‫يف الدنيــا‪ .‬وكثــرا ً مــا كانــت والــديت رحمهــا‬ ‫اللــه‪ ،‬تطلــب منــي إحضــار عــدة وريقــات‬ ‫مــن شــجرة النارنــج‪ ،‬فأنتقــي عــدة وريقــات‬ ‫شــديدة الخــرة منهــا مــن ‪ 4‬إىل ‪7‬ورقــات‪،‬‬ ‫أغســلهم جيــدا ً وأربطهــم بخيــط أبيــض‪،‬‬ ‫وأركــض حيــث أمــي‪ ،‬فخــورة بأننــي التــي‬ ‫سأســقط حزمــة األوراق يف الحليــب‪ .‬وكانــت‬ ‫ـعبي القائــل‪ ":‬نباتــات‬ ‫ج ّداتنــا تــردد املثــل الشـ ّ‬ ‫الــدار بتطــ ِّول لِ ْعــار"‪ ..‬فكــم كانــوا محقــن‬ ‫عندمــا قالــوا هــذا‪ ..‬عــن تجربــة وخــرة زمنيــة‬ ‫عريقــة‪ .‬فالغــرض مــن زراعــة النارنــج والك ّبــاد‪،‬‬ ‫قطــف أزهــاره وتقطريهــا(‪ )7‬للحصــول عــى‬ ‫مــاء الزهــر‪ ،‬الــذي تصنعــه املــرأة الســورية‪،‬‬ ‫بعنايــة وصــر شــديدين‪ ..‬وتحفــظ مــاء الزهــر‪،‬‬ ‫يف قواريــر زجاجيــة لحــن اإلســتخدام ‪ .‬ومــاء‬ ‫الزهــر غــايل الثمــن اليــوم ‪ ،‬ةغــر متوفــر‪ .‬ومل‬ ‫يعــد الجيــل الجديــد يعــرف عمليــة التقطــر‬ ‫او ميارســها‪ ،‬إالّ مــن اهتمــت بذلــك وحفظتــه‬ ‫عــن الجــ ّدات‪.‬‬ ‫هوامش‪:‬‬ ‫‪1‬ـ فالزهــور عــى عــدة أنــواع‪ ..‬منهــا مــا يــزرع‬ ‫يف األصــص كالجــوري والشــكرية ومنهــا مــا‬ ‫يــزرع يف األحــواض مثــل الياســمني البلــدي‬

‫األبيــض والياســمني العراتــي األصفــر والشــاب‬ ‫الظريــف‪ ..‬ومنهــا املتســلق دائــم الخــرة‬ ‫كاللبــاب والخميســةومن تســميتها أن ورقتهــا‬ ‫التــي تتســاقط شــكل كــف اليــد متامـاً‪ ..‬وهــذه‬ ‫تضفــي بألوانهــا املتدرجــة مــن األخــر إىل‬ ‫األصفــر واألحمــر والنــاري ألــوان النــار فتضفــي‬ ‫املزيــد مــن الجــال‪.‬‬ ‫‪2‬ـ النارنــج‪ :‬نــوع مــن أنــواع الحمضيــات ميتــاز‬ ‫بقرشتــه الخارجيــة الخشــنة الســميكة باملــادة‬ ‫الكيتينيــة البيضــاء ذات لــب حامــي وأصغــر‬ ‫قليـاً مــن مثــر الربتقــال‬ ‫‪3‬ـ يسمى يف بالدنا بـ أَكِدنيا‬ ‫‪4‬ـ تســمى داليــة وجمعهــا دوايل مــن العاميــة‬ ‫الســورية‬ ‫‪5‬ـ مــن أنــواع الحمضيــات أيضــاً لكنــه أكــر‬ ‫مــن الربتقــال وقرشتــه أخشــن بكثــر مــن‬ ‫النارنــج يصنــع منــه املربيــات‬ ‫‪6‬ـ مــن املحليــات الســورية التــي تعــد يف‬ ‫املنــزل وهــي عبــارة عــن حليــب طــازج يُغــى‬ ‫عــى النــار مــع الســكر والقليــل مــن األرز‬ ‫‪7‬ـ وهــي تقنيــة تهــدف إىل فصــل املــواد عــن‬ ‫بعضهــا البعــض عــر التبخــر املكـ ّون مــن املــاء‬ ‫والخليــط املتجانــس فيــه عــر تكثيــف البخــار‬ ‫الــذي يُــرد للحصــول قط ـرات العطــر أو مــاء‬ ‫الزهــر‬ ‫‪syriaoxygen.com‬‬

‫سوريانا‬

‫مل تغــر الســنني وتــوايل األيــام والليــايل مــن‬ ‫أصالــة دمشــق وعراقتهــا‪ ،‬وطقــوس الحيــاة‬ ‫الجميلــة فيهــا‪ ،‬يبقــى عبــق ياســمينها وشــذا‬ ‫زهــر الك ّبــاد داخــل بيوتهــا الواســعة الفســيحة‪،‬‬ ‫الدمشــقيي بحميميــة‬ ‫ينســجم مــع أهلهــا‬ ‫ّ‬ ‫رائعــة‪ ،‬مــع املحيــط ومكوناتــه حيــث قطــة‬ ‫البيــت‪ ،‬والبحــرة الرخاميــة‪ ،‬وخريــر املــاء‬ ‫‪،‬ليشــكل كالً متكامــاً يتآلــف مــع أنــواع‬ ‫الزهــور الكثــرة(‪ )1‬التــي تزيــن الجــدران‬ ‫وســاحة الــدار‪ .‬يــكاد ال يخلــو بيــت مــن بيــوت‬ ‫دمشــق القدميــة مــن شــجرة نارنــج‪ ،‬فزهرهــا‬ ‫يوفــر عبــق عطــر رائــع للبيــت‪ ،‬وخاصــة خــال‬ ‫األمســيات‪ ،‬أو ســاعات الصبــاح األوىل‪ ،‬عنــد‬ ‫رشب قهــوة الصبــاح بجانــب البحــرة‪ .‬أوراق‬ ‫النارنجــة الخ ـراء الزمرديــة الدامئــة ال ُخــرة‬ ‫مــع مثرهــا الربتقــايل‪ ،‬إنهــا لوحــة مــن الطبيعــة‬ ‫وال أجمــل‪ .‬للنارنــج(‪ )2‬رائحــة عطريــة ن ّفــاذة‪..‬‬ ‫أمــا مثــره فربتقــايل اللــون مائــل إىل ال ُحمــرة‪.‬‬ ‫إضافــة إىل جــال منظرهــا الــذي يــر النفــس‪،‬‬ ‫فإنهــا توفــر الظــل والفــيء لباحــة البيــت‪ .‬ومن‬ ‫النــادر أن تــرى أو تجــد يف بيوتــات دمشــق‬ ‫العربيــة األصيلــة‪ ،‬بيت ـاً دون بحــرة‪ ،‬أو شــجرة‬ ‫ك ّبــاد‪ ،‬أو مشــمش هنــدي(‪ )3‬الــذي يــزرع‬ ‫بكــرة يف البــاد الشــامية‪ .‬أمــا الكرمــة(‪ )4‬فلهــا‬ ‫شــأن آخــر‪ ،‬كاألشــجار املتســلقة التــي تــزرع‬ ‫مــن أجــل أوراقهــا‪ ،‬حيــث تــؤكل مــع مثرهــا‪.‬‬ ‫وهنالــك الك ّبــاد(‪ )5‬األصفــر الــذي ميتــاز بلونــه‬ ‫الخــاص بــه‪ ،‬يشــبه إىل حــد كبــر مثــر البومــي‪،‬‬ ‫كــا ونجــد أيضــاً شــجر الربتقــال‪ ،‬والليمــون‬ ‫بكــرة‪ ..‬أوراق شــجر النارنــج العطريــة‪،‬‬ ‫فتحتــوي عــى زيــت خــاص‪ ،‬مييــز رائحتهــا‪.‬‬ ‫تســتخدمها املــرأة الســورية عامــة‪ ،‬والدمشــقية‬ ‫خاصــة ‪،‬عنــد تحضــر محاليــة (الــرز بحليــب)‬ ‫(‪ )6‬فكانــت تُنكههــا‪ ،‬بهــذه األوراق‪ ،‬وتضعهــا‬

‫عطر النارنج‬

‫‪15‬‬


‫‪16‬‬ ‫رحلة في سراديب الذاكرة‬ ‫بتول العبدالله | أوكسجين‬

‫قصة خربية‬

‫يف ظهــرة يــوم كــا غــره مــن أيــام االنتظــار‬ ‫العصيــب‪ ،‬تنتظــر فيــه أم عــي أي خــر عــن‬ ‫ولدهــا الــذي اعتقــل مــن منطقــة نزوحهــم‬ ‫يف الشــاح‪ ،‬يخربهــا أحدهــم أن هنــاك قامئــة‬ ‫بأســاء أشــخاص قضــوا تحــت التعذيــب‪ ،‬وأن‬ ‫عليهــا مراجعــة قســم الرشطــة يف بلــودان‬ ‫لتعلــم ان كان ولدهــا مــن بينهــم أم ال‪ .‬قلــب‬ ‫اﻷم يحــرق‪ ..‬يشــتعل تــارة ويطفــأ تــارة أخرى‪..‬‬ ‫تســر أم عــي تائهة يف الشــوارع تخــاف التفكري‬ ‫باملوضــوع حتــى‪ ،‬مــن تخــر!؟ أبــاه املريــض‬ ‫الــذي اذا ســمع الخــر ســيموت عــى الفــور‪..‬‬ ‫أم زوجتــه التــي تنتظــر وضــع مولودهــا‪ ..‬أم‬ ‫أختــه نرسيــن التــي تحبــه أكــر مــن روحهــا‪..‬‬ ‫تعجــز عــن التفكــر‪ ..‬تنهــار للحظــات؛ ثــم‬ ‫تعــزم أخــرا ً عــى اخبــار نرسيــن وشــقيق‬ ‫زوجهــا يجــب أن تعــرف الحقيقــة‪ ،‬اســتجمعت‬ ‫قوتهــا ويف داخلهــا صــوت يؤكــد لهــا ان ابنهــا‬ ‫حــي! يخمــد قليــاً ويعــود يخاطبهــا "ابــن‬ ‫ام فــان جابــوا ميــت‪ ..‬وجارنــا رصلــو ســنتني‬ ‫وخربوهــن انــو مــات تحــت التعذيــب‪..‬‬ ‫إ يــا د‬ ‫شــو يعنــي؛ ميكــن كــان‬ ‫متلهــن‪..‬‬

‫معقــول!!" تحــاول النفــي والرفــض وإخــراس‬ ‫الصــوت‪ ،‬تقــرر أخ ـرا مراجعــة قســم الرشطــة‬ ‫لتتأكــد أو تثبــت لنفســها أنــه عــى قيــد‬ ‫الحيــاة‪.‬يف نفــس اليــوم بعــد مئــات التنهيــدات‬ ‫واآلهــات الخفيــة تذهــب إىل قســم الرشطــة‬ ‫يســأل شــقيق زوجهــا النقيــب عــن أســاء‬ ‫اﻷشــخاص الذيــن قضــوا يف الســجون ويوجــز‬ ‫خيفــة مــن أن يخطــأ ويقــول استشــهدوا‬ ‫تحــت التعذيــب‪ ..‬ويحــاول ضبــط لســانه‬ ‫قــدر االمــكان‪ .‬ســأله النقيــب بــدم بــارد شــو‬ ‫اســمو الشــب "يجيــب عمــه إيــاد‪ ،‬يبحــث‬ ‫بــن الســجالت واﻷوراق‪ ..‬ينظــر إىل عيونهــم؛‬ ‫يخربهــم أي إيــاد مــات ماتحمــل التحقيــق‬ ‫معــو فيكــن تراجعــو مشــفى ‪ 601‬يف حــي‬ ‫ترشيــن العســكري لتســتلمو جثتــه‪ ،‬تفجــع‬ ‫اﻷم‪ ،‬تــرخ أختــه‪ ،‬العــم يحــاول ســحبهم‬ ‫واســكاتهم‪.‬‬ ‫يف صبــاح اليــوم التــايل تذهــب العائلــة إىل‬ ‫املشــفى الســتالم جثــة إيــاد بطلــب منهــم‬ ‫املوظــف أن ينزلــو اىل القبــو حيــث ثالجــة‬ ‫حفــظ املــوىت ليتعرفــوا عليــه تســحب اﻷم‬ ‫قدماهــا عنــوة نحــو الثالجــة وكأن ســاقيها‬ ‫ترفضــان اﻷمــر‪ ..‬فتــح املمــرض أول ثالجة شــاب‬ ‫بعمــر العرشيــن كتــب عــى جبينــه املــزرق‬ ‫رقــم‪ ..‬ليــس هــو‪ ،‬ثــم الثانيــة‪ ..‬والثالثــة‪..‬‬ ‫والرابعــة‪ ..‬تــرخ نايــا أخــي إيــااااد‪ ..‬تنهــار‬

‫قضى‬ ‫تحت‬ ‫التعذيب‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪2014\١١\٠٣ - )١٣٢‬‬

‫اﻷم يســحب العــم واملمــرض الجثــة ويضعونهــا‬ ‫عــى الرسيــر أمامهــم ويطلــب منهــم التأكــد‬ ‫مــن الجثــة فمالمحهــا مختفيــة مــن التعذيــب‬ ‫ويقــول "اذا يف يش عالمــة مميــزة دوروا عليهــا‬ ‫منيــح‪ "..‬تجيــب أم عــي يف الــو خــال تحــت‬ ‫كتفــو اليمــن ‪ "..‬قلبهــا يقــول ليــس هــو وهــي‬ ‫تحــاول أن تؤكــد ذلــك ملــن حولهــا‪ ،‬يقلــب‬ ‫العــم الجثــة ويرفــع القميــص املســجى بالــدم‬ ‫ويعلــو صوتــه مــو هــوي‪ ..‬هــدا مــو ايــاد هــدا‬ ‫مــو ايــاد‪ ..‬تذهــل اﻷم وتبــي‪ ..‬هــل هــو فــرح‬ ‫ﻷنــه ليــس "إيــاد" أم تبــي عــى مثانيــة شــباب‬ ‫أمامهــا غــر معــرويف الهويــة‪..‬؟! رمــت نفســها‬ ‫عــى الكــريس يف املمــر لتتنهــد تنهيــدات اﻷمل‬ ‫واألمــل‪ ..‬وتقــرر بــدأ رحلــة البحــث عــن ابنهــا‬ ‫ولــو كلفهــا اﻷمــر روحهــا وكل مامتلــك‪ .‬وحتــى‬ ‫اليــوم مل تســتطع الوصــول لخــر عــن ولدهــا‬ ‫فــذاك يريد‪500‬ألــف ليعلمهــا اذا "ميــت أو‬ ‫عايــش" عــى حــد قولهــا‪ ..‬وآخــر مليــون لــرة‬ ‫وبيطلــع ابنهــا بالســامة‪ ..‬الــكل ببحــث عــن‬ ‫املــال متناســيني قلــب أم انفطــر عــى ولدهــا‬ ‫واحــرق مــن العــذاب عــى غيابــه‪" .‬ماعســاين‬ ‫افعــل‪ ..‬حتــى لــو طلبــو ‪500‬لــرة مــو قــدريت‬ ‫ادفعهــا" تختــم بهــذه الجملــة قصتهــا وتطــوي‬ ‫أول فصولهــا‪ ..‬ويبــدأ فصــل جديــد بالبحــث‪.‬‬ ‫فهنــا ســوريا هنــا للمــوت وجــوه مختلفــة‪.‬‬

‫‪syriaoxygen.com‬‬


‫دراسة تركية‬

‫‪ %72‬من األتراك‬

‫يرحبون‬ ‫بالسوريين‬

‫لعالج االحتقان في العالقة بين اللبنانيين والسوريين‬

‫أعلــن عــدد مــن الناشــطني الســوريني يف لبنــان عــن مبــادرة باســم "ديكوســتامني" لنــر الســام‬ ‫ومواجهــة العنــف‪ ،‬وإدانــة الجرميــة‪ ،‬وإدانــة الترصفــات العنرصيــة مــن الطرفــن الســوري‬ ‫واللبنــاين‪ .‬وأخــذت املبــادرة اســمها مــن دواء كانــت تنتجــه رشكــة "تاميكــو" الســورية الشــهرية‬ ‫وهــو مخصــص إلزالــة االحتقــان‪ ،‬فأُطلقــت التســمية عــى مــا يشــوب عالقــات الالجئــن‬ ‫الســوريني ومســتضيفيهم مــن مشــكالت ومشــاحنات وصدامــات‪ ،‬بــدأت تطفــو عــى الســطح‬ ‫مــع تزايــد أعــداد الالجئــن الســوريني والتجييــش اإلعالمــي الــذي متارســه بعــض الجهــات‬ ‫واألبــواق اإلعالميــة‪ .‬مــن أهدافهــا تأســيس رأي عــام مغايــر ومعاكــس ملــا يحــدث بســبب‬ ‫بعــض اإلحتقانــات الحاصلــة يف شــتى مناطــق الدولــة اللبنانيــة بعــد أحــداث "عرســال" العبثيــة‬ ‫واملأســاوية وتداعياتهــا الخطــرة‪ ،‬وتأثرياتهــا الســلبية عــى معانــاة ومأســاة اللجــوء الســوري‪.‬‬

‫بناء أثري‬

‫الجامع األموي الكبير في حلب‬

‫جامع حلب الكبير أو الجامع األموي في حلب‬ ‫جامــع أثــري تاريخــي يعــود بنــاؤه للخالفــة األمويــة بــدأ ببنائــه الخليفــة األمــوي الوليــد بــن عبــد الملــك وانتهــى عــام ‪96‬هجــري‬ ‫‪ 717‬ميــادي‪.‬‬ ‫وقد أدرج عام ‪ 1986‬على قائمة التراث العالمي ‪.‬‬ ‫وأعيــد ترميمــه عــدة مــرات منهــا فــي عهــد نــور الديــن الزنكــي عــام ‪ 1159‬م بعــد حريــق كبيــر هــدم المســجد‪ .‬وهدمــه المغــول‬ ‫أيضــا وأعيــد تجديــده علــى يــد العثمانييــن‪.‬‬ ‫واليوم تدمر على يد جنود األسد‪.‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪2014\١١\٠٣ - )١٣٢‬‬

‫‪syriaoxygen.com‬‬

‫منوعات‬

‫أظهــر اســتطالع الــرأي الــذي أجــراه مركــز‬ ‫الهجــرة والسياســة يف جامعــة ” ها ّجتيبــي”‬ ‫الرتكيــة‪ ،‬والــذي حمــل اســم “التّكيّــف والقبــول‬ ‫االجتامعــي” أ ّن ‪ % 72.2‬مــن الشّ ــعب الــريك‪،‬‬ ‫ير ّحبــون بالشّ ــعب الســوري ويــرون أنّهــم‬ ‫تع ّرضــوا للظّلــم يف بالدهــم وأنّهــم ضيــوف‬ ‫وإخــوة يف ال ّديــن لألتـراك حســب موقــع تــرك‬ ‫الصــادر مــن املركــز بــأن‬ ‫برس‪.‬وأكّــد التقريــر ّ‬ ‫نتائــج االســتطالع ّ‬ ‫تــدل عــى رىض املجتمــع‬ ‫الــريك مــن وجــود الســوريني يف بالدهم‪.‬وقــد‬ ‫أعلــن رئيــس مركــز الهجــرة والسياســة “م ـراد‬ ‫أردوغــان” نتائــج االســتطالع خــال املؤمتــر‬ ‫الصحفــي الــذي عقــده يف مقــر الجامعــة‬ ‫بأنقرة‪.‬واســتنادا إىل معطيــات وزارة ال ّداخليــة‪،‬‬ ‫فقــد ذكــر التقريــر بــأن عــدد الســوريني يف‬ ‫تركيــا بلــغ مليــون و‪ 565‬ألــف شــخص‪ .‬وا ّن ‪86‬‬ ‫‪ %‬منهــم منتــرون يف كافــة أنحــاء البــاد‪ .‬أي‬ ‫أن مليــون و‪ 400‬الــف ســوري يعيشــون خــارج‬ ‫خصصــت لالجئــن‪.‬‬ ‫املخيّــات التــي ّ‬

‫ديكوستامين‬

‫‪17‬‬


‫‪18‬‬

‫صحة عامة‬

‫أوكسجينيات‬

‫تعريــف بالمــرض‪ :‬مــرض معــدي‬ ‫تســببه كائنــات صغــرة تســمى‬ ‫فريوســات بوليو‪.‬وعنــد اصابــة‬ ‫الطفــل بالفــروس فإنــه ينجــذب‬ ‫ويصيــب الخاليــا العصبيــة‬ ‫الحركيــة يف النخــاع الشــويك‬ ‫والدمــاغ ‪.‬‬ ‫أعراض اإلصابة بالمرض‪:‬‬ ‫‪-1‬ارتفــاع حــروري ‪-2‬صــداع‬ ‫‪-3‬إجهــاد ‪-4‬أمل يف الرقبــة‬ ‫وا لعظــا م‬ ‫طــرق العــدوى ‪:‬مــن الشــخص‬ ‫املصــاب عــن طريــق الفــم‬ ‫املتطايراســتعامل‬ ‫والــرذاذ‬ ‫األطعمــة واألرشبــة امللوثــة‬ ‫االحتــكاك بفضــات االنســان‬ ‫املصــاب (بــراز)‬ ‫العــاج ‪:‬يجــب أن نتذكــر أنــه‬

‫شلل األطفال‬

‫ليــس هنــاك عــاج لشــلل‬ ‫األطفــال عنــد حدوثــه‪ ،‬ومــا‬ ‫ميكــن القيــام بــه هــو تخفيــف‬ ‫األعــراض ومنــع حــدوث‬ ‫املضاعفــات‪ ،‬مــن خــال مــا يــي‬ ‫‪* :‬الراحــة يف الرسيــر وخاصــة يف‬ ‫املرحلــة األوىل مــن اإلصابــة‬ ‫*مسكنات األمل‬ ‫*كامدات ماء‬ ‫*موازنــة الســوائل بالجســم‬ ‫والتغذيــة الجيــدة‬ ‫*التنفــس الصناعــي ‪ :‬ليســاعد‬ ‫املــرىض عــى التنفــس عنــد‬ ‫اصابــة عضــات التنفس بالشــلل‬ ‫الوقايــة خــر مــن قنطــار‬ ‫عــاج ‪..‬لقــاح شــلل األطفــال‬ ‫واللقاحــات الداعمــة هــي‬ ‫الوقايــة األوىل والحــل األمثــل‬ ‫للقضــاء عــى شــلل األطفــال‪.‬‬

‫قاموس أوكسجين‬ ‫ما هي حقوق اإلنسان؟‬ ‫حقــوق اإلنســان حقــوق متأصلــة وجميــع هــذه الحقــوق مرتابطــة‬ ‫يف جميــع البــر‪ ،‬مهــا كانــت ومتــآزرة وغــر قابلــة للتجزئــة‪.‬‬ ‫جنســيتهم‪ ،‬أو مــكان إقامتهــم‪ ،‬أو وكثــرا مــا يتــم التعبــر عــن‬ ‫نــوع جنســهم‪ ،‬أو أصلهــم الوطنــي حقــوق اإلنســان العامليــة‪،‬‬ ‫أو العرقــي‪ ،‬أو لونهــم‪ ،‬أو دينهــم‪ ،‬وتضمــن‪ ،‬بواســطة القانــون ويف‬ ‫أو لغتهــم‪ ،‬أو أي وضــع آخــر‪ .‬إن شــكل معاهــدات‪ ،‬والقانــون‬ ‫لنــا جميــع الحــق يف الحصــول الــدويل العــريف‪ ،‬ومبــادئ عامــة‪،‬‬ ‫عــى حقوقنــا اإلنســانية عــى أو مبصــادر القانــون الــدويل‬

‫لحقــوق اإلنســان التزامــات عــى مــن أجــل تعزيــز وحاميــة حقــوق‬ ‫الحكومــات بالعمــل بطــرق معينة اإلنســان والحريــات األساســية‬

‫قــدم املســاواة وبــدون متييــز‪ .‬األخــرى‪ .‬ويــريس القانــون الــدويل أو االمتنــاع عــن أعــال معينــة‪ ،‬الخاصــة باألفــراد أو الجامعــات‪.‬‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪2014\١١\٠٣ - )١٣٢‬‬

‫‪syriaoxygen.com‬‬


‫نيرمين عبد الرؤوف | أوكسجين‬

‫لتذكــر الســجناء مبصــر مــن يفكــر بالتمــرد‬ ‫أو العصيــان‪ ،‬يف حــن تتنــوع التهــم املو ّجهــة‬ ‫للمعتقلــن مــا بــن "الخــروج عــن طاعــة‬ ‫القائــد"‪ ،‬أو "إثــارة الفتنــة"‪ ،‬باإلضافــة إىل تلــك‬ ‫التــي تو ّجــه للضبــاط والجنــود منهــم‪ ،‬لرفضهــم‬ ‫تنفيــذ أوامــر إطــاق النــار بحــق املتظاهريــن‬ ‫الســلميني‪.‬‬ ‫يتألــف الســجن مــن ثالثــة مبــان تخضــع‬ ‫لرقابــة شــديدة‪ ،‬ويتألــف كل مبنــى مــن ثالثــة‬ ‫طوابــق يف كل منهــا عــرون غرفــة مســاحتها‬ ‫حــوايل مثانيــة وأربعــن م ـرا ً مربع ـاً‪ ،‬يتشــارك‬ ‫فيهــا مــا يزيــد عــن ســبعني معتقــاً‪ ،‬األمــر‬ ‫الــذي تســ ّبب بعــدد مــن حــاالت االختنــاق‪.‬‬ ‫يخضــع املعتقلــون هنــاك ملختلــف أنــواع‬ ‫التعذيــب الجســدي والنفــي منــذ لحظــة‬

‫دخولهــم‪ ،‬ويتفنــن زبانيــة النظــام بأســاليبهم‬ ‫الوحشــية‪ ،‬فيــا يتــم إيــداع عــدد آخــر منهــم‬ ‫يف الزانزيــن االنفراديــة ملــدة شــهرعىل األقــل‪.‬‬ ‫ال توجــد أرقــام دقيقــة لعــدد الوفيــات‪ ،‬إال أن‬ ‫معتقلــن ســابقني تح ّدثــوا عــن نحــو أربعــن‬ ‫حالــة إعــدام تتــم يومي ـاً‪ ،‬يف مخالفــة صارخــة‬ ‫لــكل االتفاقــات واملواثيــق الدوليــة املناهضــة‬ ‫للتعذيــب‪ ،‬إىل جانــب تلــك التــي تقــي إمــا‬ ‫بســبب اإلرهــاق والجــوع‪ ،‬أو فتــكاً باألم ـراض‬ ‫املتنوعــة املنتــرة يف جــو املهجــع امللــوث‪.‬‬ ‫"الداخــل مفقــود والخــارج مولــود"‪ ،‬هــذه‬ ‫العبــارة هــي أصــدق وصــف لحــال املعتقلــن‬ ‫يف رحلــة العــذاب واملــوت املاريــن بســجن‬ ‫صيدنايــا‪ ،‬هنــاك حيــث يصبــح املــوت حلــاً‬ ‫بــل ومطلبــاً عــن الحيــاة التــي ال تطــاق‪.‬‬

‫بطاقة ثورية‬

‫داريـــــــــا‬ ‫الموقع‪ :‬مدينة سورية تقع يف الريف الغريب لدمشق وتبعد عنها ‪ 8‬كم‪.‬‬ ‫الوصــف‪ :‬أكــر مــدن الغوطــة الغربيــة ‪،‬أرضهــا خصبــة تشــتهر بزراعــة العنــب‬ ‫والزيتــون وفيهــا العديــد مــن املنشــآت الصناعيــة ‪.‬‬ ‫الوضــع‪ :‬مدينــة منكوبــة تتعــرض يوميـاً للقصــف املدفعــي والطـران املروحــي وزاد‬ ‫عــدد الرباميــل امللقــات عــى املدينــة عــن ‪ ٤٧٠‬برميــل‪.‬‬ ‫مجزرة السبت األسود راح فيها أكرث من ‪ ٧١٤‬شهيد‪.‬‬ ‫عدد السكان‪ 255 :‬ألف بقي منهم داخل املدينة ‪ ٦٦٠٠‬شخص محارصين‬ ‫السبب ثائرة عىل النظام من ‪2011/3/25‬‬ ‫الشهداء‪ :‬فاق عددهم ‪ ٢١٢٠‬شهيد‪.‬‬ ‫المعتقلين‪ :‬أكرث من ‪ ١٨٧٤‬معتقل والعدد بازدياد‪.‬‬ ‫من أنشطة شبابها السلمية‪ :‬جريدة عنب بلدي وطيارة ورق لألطفال‪.‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪2014\١١\٠٣ - )١٣٢‬‬

‫‪syriaoxygen.com‬‬

‫رأي‬

‫يوصــف‬ ‫"أنــا اليــوم ولــدت"‪ ...‬بهــذه الكلــات ّ‬ ‫أســامة حياتــه‪ ،‬بعــد ترحيلــه مــن ســجن‬ ‫صيدنايــا العســكري إىل ســجن عــدرا أو ســجن‬ ‫الخمــس نجــوم كــا يســمى‪ ،‬وذلك بعــد عامني‬ ‫مــن انتظــار املــوت يف أحــد أســوء الســجون‬ ‫الســورية‪ .‬عــى بعــد ثالثــن كيلــو مــر مــن‬ ‫وســط العاصمــة دمشــق‪ ،‬يقبــع ســجن صيدنايا‬ ‫الــذي لطاملــا ارتبــط طويـاً بأذهــان الســوريني‬ ‫بالرعــب والخــوف‪ ،‬وهــو الــذي دخــل إليــه‬ ‫سياســيون ونشــطاء مل يعــودوا‪ .‬ســجن صيدنايــا‬ ‫الــذي ذاع صيتــه الــيء‪ ،‬ال يوجــد رقــم واضــح‬ ‫ألعــداد املعتقلــن داخلــه‪ ،‬إذ أن نظــام األســد‬ ‫يتكتــم عــى عددهــم‪ ،‬كــا وينفــي يف كثــر‬ ‫مــن األحيــان وجــود أســاء لديــه‪ ،‬إال أن عــدد‬ ‫نزالئــه ازداد مــع انــدالع الثــورة الســورية‪،‬‬ ‫حيــث يقـ ّدر عــدد الســجناء فيــه حاليـاً بنحــو‬ ‫أربعــة عــر ألــف مــن بينهــم نســاء وأطفــال‪،‬‬ ‫خضــع معظمهــم ملحاكمــة صوريــة يف القضــاء‬ ‫العســكري‪ ،‬وذلــك بعــد فــرة إقامــة يف عــدد‬ ‫مــن األفــرع األمنيــة‪ ،‬يتوزعــون بــن مــا يســمى‬ ‫باملبنــى األبيــض واملبنــى األحمــر‪ ،‬والــذي تــم‬ ‫طــاؤه بهــذا اللــون بعــد أحــداث عصيــان‬ ‫شــهدها الســجن يف العــام ‪ ،2008‬قــام النظــام‬ ‫يومهــا بإعــدام آالف الســجناء اإلســاميني‪،‬‬ ‫ليطــى الســجن بعدهــا باللــون األحمــر‬

‫أنا اليوم ولدت‬

‫‪19‬‬


‫إلقرتاحاتكم ومشاركاتكم ميكنكم مراسلتنا عرب‬ info@syriaoxygen.com

www.fb.com/oxygen.zabadani.syria www.syriaoxygen.com www.oxygen-sy.com


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.