أوكسجين | العدد 137 - 19-1-2015

Page 1

‫‪www.fb.com/oxygen.zabadani.syria‬‬ ‫‪www.syriaoxygen.com‬‬ ‫‪www.oxygen-sy.com‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫شتاء الموت‬ ‫في مخيمات اللجوء السورية‬ ‫التطرف تحت المجهر‬

‫من الزبداني‬ ‫حكاية امرأة صابرة‬ ‫أوكسجين ®‬

‫نحنا مو مجلة ‪ ..‬نحنا صوتكم الحر‬

‫السنة الثالثة العدد ( ‪2015\01\19 - ) 136‬‬

‫‪info@syriaoxygen.com‬‬


‫‪2‬‬

‫الثوري‬ ‫القطار‬ ‫ّ‬ ‫هيئة التحرير‬

‫لــكل يشء يف هــذه الدنيــا نقيضــه؛ فاللــون األبيــض‬ ‫نقيضــه األســود‪ ،‬والحــق نقيضــه الباطــل‪ ،‬ولقطــار‬ ‫ثورتنــا ســكتني تســر عليهــا‪ ،‬ولهــذه الســكة‬ ‫الحديديــة التــي هــي عبــارة عــن خطــن متوازنــن‬ ‫مــن الحديــد ميتــدان وال يلتقيــان‪ ..‬أيضــا هــا جزئــن‬ ‫اثنــن ال ثالــث فيهــا‪ .‬فالنظــام الوحــي مــن جهــة ويقابله‬ ‫املدنيــون الرشفــاء الذيــن قامــوا بالثــورة يف جهــة أخــرى‪..‬‬ ‫ومــا زالــت الثــورة نشــطة حتــى اللحظــة وفاعلــة يف أكــر‬ ‫مــن مجــال‪ ..‬عــى الصعيــد املســلح‪ ،‬أو عــى الصعيــد الســلمي‪،‬‬ ‫أو اإلعالمــي‪ ..‬أو اإلغــايث‪ ،‬قطــار الثــورة يســر وإن تعــر‪ ..‬فلــن‬ ‫يتوقــف حتــى إســقاط نظــام بشــار األســد‪ .‬نعــم هنالــك منتفعني‬ ‫وتجــار أعضــاء‪ ،‬وأم ـراء الحــرب ومتطفلــن وغوغائيــن وســارقني‬ ‫وقتلــة‪ ..‬لكــن باملقابــل هنالــك املخلصــن والرشفــاء واألبطــال‬ ‫واملعتقلــن والناشــطني والكــوادر الطبيــة التــي مــا زالــت تعمــل‬ ‫تحــت قصــف الرباميــل وحمــم الدبابــات‪ ..‬وهنــاك ساســة‬ ‫ومسيســن‪ ..‬ورجــال ديــن باعــوا أنفســهم للشــيطان‪ ،‬وباملقابــل‬ ‫هنــاك الكلمــة الثوريــة الحــرة التــي تنبــع مــن القلــب‪ ..‬تقــد‬ ‫أن تــرب اليــأس إىل النفــوس‪ ،‬بعــد كل مــا جــرى و يجــري‬ ‫عــى الســاحة الســورية‪ ..‬لكــن نهــر الثــورة غزيــر وصاخــب‬ ‫ولــن يجــف‪ ،‬فالثــورة الفرنســية اســتمرت ‪ 10‬أعــوام وحاربــت‬ ‫الكثرييــن الذيــن تطفلــوا عليهــا وعملــوا يك يحرفــوا مســارها‬ ‫ولكنهــا يف النهايــة وصلــت إىل مــا تصبــو إليــه وحققــت الثــورة‬ ‫الفرنســية ذاتهــا بــل وصــدرت قيــم العــدل والحريــة واملســاواة‬ ‫إىل العــامل أجمــع‪ ،‬وكــا حصــل بالثــورة الفرنســية مــن تعــر‬ ‫حصــل بالثــورة الروســية وظهــر املناهضــون لهــا مــن داخلهــا‪..‬‬ ‫فالتاريــخ دامئــا يعيــد نفســه‪ ،..‬لكنــه يف ســوريا تاريــخ يحمــل‬ ‫الخــر والتضحيــات والعطــاءات واالنتصــارات‪ ،‬كــا هــو حــال‬ ‫ثورتنــا التــي مــا فتئــت تســر نحــو املســتقبل بثبــات وبطولــة؛‬ ‫وإنهــا لثــورة حقــة‪ ،‬وإنــه لنــر قــادم ال محالــة‪.‬‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪2015\01\19 - )137‬‬

‫محتويات العدد‬

‫‪ -3‬جرحى الحرب ألم بعد األلم‬ ‫‪ -4‬بين اللجوء والنزوح حكاية إنسان‬ ‫‪ -5‬إلى متى يا أرض العرب؟‬ ‫‪ -6‬شتاء الموت في مخيمات اللجوء السورية‬ ‫‪ -8‬التطرف تحت المجهر‬ ‫‪ -9‬قهر الرجال‬ ‫‪ -10‬فهم سلوك الطفل‬ ‫ّ‬ ‫الشعبية في حمص‬ ‫‪ -11‬األسواق‬ ‫‪ -12‬ثلج النار‬ ‫‪ -13‬من هنا وهناك‬ ‫‪ -14‬أوكسجينيات‬ ‫‪ -15‬من الزبداني‪ ..‬حكاية امرأة صابرة‬

‫‪oxygen-sy.com‬‬


‫جرحى الحرب ألم بعد األلم‬

‫‪3‬‬

‫| أوكسجين‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪2015\01\19 - )137‬‬

‫نصرة (‪ 27‬عام) ممرضة سابقة في مخيم اليرموك‬ ‫مــن ناحيتــه‪ ،‬شــكا أمجــد (‪ 43‬عامــا)‪ ،‬الــذي‬ ‫أصيــب يف منطقــة القلمــون الســورية‬ ‫الحدوديــة مــع لبنــان منــذ أشــهر عــدة‪ ،‬مــن‬ ‫قلــة الرعايــة الصحيــة‪ ،‬حيــث مل يتلــق ســوى‬ ‫العــاج الــذي قدمــه إليــه "الصليــب األحمــر"‬ ‫اللبنــاين عــر تضميــد جراحــه حــن نقــل إىل‬ ‫أحــد مستشــفيات منطقــة عرســال اللبنانيــة‬ ‫الحدوديــة املحاذيــة للقلمــون‪.‬‬ ‫وأوضــح أن الطبيــب املعالــج أخــره أن ســاقه‬ ‫تحتــاج للبــر‪ ،‬وعندمــا طلــب مــن "الصليــب‬ ‫األحمــر" اللبنــاين نقلــه إىل خــارج عرســال‬ ‫لتلقــي العــاج‪ ،‬جــاء الــرد بــأن إخراجــه‬ ‫ســيكون عــى مســؤوليته الشــخصية بســبب‬ ‫عــدم دخولــه إىل لبنــان عــر أحــد املعابــر‬ ‫الحدوديــة الرســمية‬ ‫مــن جانبــه‪ ،‬أوضــح مدير مركــز إيــواء الجرحى‬ ‫مجــاب الســمرة‪ ،‬يف اتصــال هاتفــي مــع وكالــة‬ ‫األناضــول‪ ،‬أن ســبب التوجــه إلغــاق املركــز‬ ‫نهايــة الشــهر الجــاري‪ ،‬يعــزى إىل "عــدم توفــر‬ ‫التمويــل الــازم لتغطيــة املصاريــف والرعايــة‬ ‫الصحيــة للجرحــى"‪.‬‬ ‫وأضــاف الســمرة أن "هنــاك ديونــا مرتاكمــة‬ ‫عــى املركــز‪ ،‬فاقــت ‪ 85‬ألــف دوالر أمريــي‬ ‫معظمهــا يعــود ملالــك بنــاء املركــز"‪ ،‬الفتــا‬

‫إىل أنــه تواصــل م ـرارا ً وتك ـرارا ً مــع الحكومــة‬ ‫الســورية املؤقتــة‪ ،‬واالئتــاف الســوري الوطنــي‬ ‫املعارضــن‪ ،‬محــاوالً تخطــي األزمــة املاليــة‬ ‫التــي تواجــه املركــز فبــاءت كل محاوالتــه‬ ‫بالفشــل‪.‬‬ ‫ومل يتســن الحصــول عــى تعقيــب فــوري مــن‬ ‫الســلطات اللبنانيــة بشــأن مــا ذكــره املــرىض‬ ‫أو مديــر املركــز‪.‬‬ ‫ويعيــش الالجئــون الســوريون أوضا ًعــا‬ ‫معيشــية صعبــة‪ ،‬يف مختلف املناطــق اللبنانية‪،‬‬ ‫حيــث ازدادت أزمتهــم بحلــول فصــل الشــتاء‪،‬‬ ‫وتســاقط الثلــوج بكميــات غــر معهــودة منــذ‬ ‫حــوايل ‪ 10‬ســنوات يف بعــض املناطــق اللبنانيــة‬ ‫التــي تضــم مخيــات اللجــوء‪ ،‬إضافــة ملوجــة‬ ‫الــرد القــارس التــي تشــهدها املنطقــة‪.‬‬ ‫ومنــذ مطلــع األســبوع املــايض‪ ،‬يشــهد لبنــان‬ ‫طقســا بــار ًدا‪ ،‬وصقي ًعــا شــدي ًدا أديــا إىل وفــاة‬ ‫ً‬ ‫‪ 11‬نازحــا ســوريا بينهــم امــرأة‪ ،‬و‪ 7‬أطفــال‪.‬‬ ‫واســتقبل لبنــان أكــر مــن ‪ 1.1‬مليــون‬ ‫ســوري هربــوا مــن النــزاع الدامــي الــذي‬ ‫تشهدهســوريا املجــاورة منــذ منتصــف‬ ‫مــارس‪ /‬آذار ‪ ،2011‬بحســب إحصائيــات لألمــم‬ ‫املتحــدة‪.‬‬ ‫المصدر‪ :‬األناضول بتصرف‬ ‫‪syriaoxygen.com‬‬

‫تقرير‬

‫مل تتوقــف معانــاة الجرحــى الســوريني‪ ،‬ج ـ ّراء‬ ‫املعــارك الدائــرة داخــل بلدهــم‪ ،‬بعبورهــم‬ ‫إىل لبنــان املجــاورة‪ ،‬بــل حملــوا آثارهــا عــى‬ ‫أجســادهم لتشــاركهم حياتهــم اليوميــة يف‬ ‫رحلــة شــاقة‪ ،‬ال تنتهــي للحصــول عــى العــاج‪،‬‬ ‫ولقمــة العيــش ال ســيام مــع تخــي املنظــات‬ ‫املعنيــة عنهــم‪.‬‬ ‫زار مراســل األناضــول أحــد املراكــز الطبيــة‬ ‫الــذي يهتــم مبعالجــة عــدد مــن جرحــى‬ ‫الحــرب الســوريني‪ ،‬يف منطقــة "املنــارة" يف‬ ‫البقــاع رشقــي لبنــان‪ ،‬حيــث رسد عــدد منهــم‬ ‫تفاصيــل معاناتهــم منــذ أصابتهــم وحتــى اآلن‪،‬‬ ‫والعديــد منهــم مــا زال بحاجــة لعمليــات‬ ‫جراحيــة‪ ،‬ومهــدد بالتــرد يف الشــارع حــال‬ ‫إغــاق املركــز نهايــة شــهر ينايــر‪ /‬كانــون الثــاين‬ ‫الجــاري بســبب وقــف التمويــل‪.‬‬ ‫ويف حديــث لوكالــة األناضــول‪ ،‬قالــت‬ ‫"نــرة" (‪ 27‬عا ًمــا)‪ ،‬إنهــا عملــت ممرضــة‬ ‫تــداوي الجرحــى يف مخيــم الريمــوك لالجئــن‬ ‫الفلســطينيني قــرب دمشــق‪ ،‬قبــل أن تصــاب‬ ‫برصــاص أحــد القناصــة أثنــاء عملهــا‪ ،‬مــا‬ ‫أســفر عــن قتــل جنينهــا قبــل أن يــرى النــور‬ ‫وإصابتهــا بشــلل نصفــي‪.‬‬ ‫وأشــارت إىل أنهــا بحاجــة إىل عمليــة جراحيــة‪،‬‬ ‫تبلــغ تكلفتهــا حــواىل ‪ 30‬ألــف دوالر‪ ،‬وهــو‬ ‫األمــر الــذي عجــزت عــن توفــره لهــا حتــى‬ ‫اآلن أي منظمــة إغاثيــة‪ ،‬مــا أبقاهــا ســجينة‬ ‫الكــريس املتحــرك‪.‬‬ ‫وأوضحــت "نــرة"‪ ،‬أن إحــدى املنظــات‬ ‫الرتكيــة أبــدت اســتعدادها الكامــل لعالجهــا‬ ‫يف األرايض الرتكيــة‪ ،‬لكــن ذلــك مل يكــن ممكنــا‬ ‫بســبب عــدم قــدرة زوجهــا عــى مرافقتهــا‪،‬‬ ‫وغيــاب أي مــن أفــراد أرستهــا مثــل أمهــا‬ ‫وأخيهــا املوجوديــن يف أقبيــة ســجون النظــام‬ ‫الســوري‪.‬‬


‫‪4‬‬

‫بين اللجوء والنزوح حكاية إنسان‬ ‫ريم زيتونة | أوكسجين‬

‫تقرير‬

‫بــدأت موجــات لجــوء الســوريني بدايــات‬ ‫عــام ‪ 2012‬إىل دول الجــوار الحدوديــة‬ ‫كنتيجــة للخــوف مــن الحــرب بعــد تجربــة‬ ‫النــزوح داخــل الوطــن املريــرة أم ـاً بإنقاذهــم‬ ‫لعائالتهــم وإبقــاء مــن تبقــى مــن أفرادهــا‬ ‫عــى قيــد الحيــاة‪ ،‬وكانــت الجهــات التــي‬ ‫تصــدرت العــدد األكــر يف اســتقبال الالجئــن‬ ‫هــي لبنــان واألردن وتركيــا كونهــا الــدول‬ ‫الحدوديــة لســوريا‪ ،‬بينــا كان اللجــوء‬ ‫ضعيفــا يف العــراق بســبب عــدم االســتقرار‬ ‫والحــروب الدامئــة فيــه واألوضــاع الغــر آمنــة‪.‬‬ ‫مل تــرك اإلنســانية موضــوع الالجئــن عشــوايئ‬ ‫فهنــاك قوانــن دوليــة تشــمل كل مــن الــدول‬ ‫املســتقبلة لالجئــن منــذ قــرن مــى‪ ،‬ففــي‬ ‫بدايــة القــرن العرشيــن بــدأت عصبــة األمــم‬ ‫بوضــع مجموعــة مــن القوانــن واالتفاقيــات‬ ‫التــي تســتهدف حاميــة الالجئــن وكان ذلــك‬ ‫عــام ‪ ،1951‬عندهــا وافقــت الجمعيــة العامــة‬ ‫لألمــم املتحــدة عــى االتفاقيــة الخاصــة بوضــع‬ ‫الالجئــن‪ ,‬كنتيجــة لهــذه االتفاقيــة تقــع عــى‬ ‫عاتــق الحكومــات املضيفــة بصفــة أساســية‪،‬‬ ‫مســؤولية حاميــة الالجئــن ولقــد وقعــت ‪139‬‬ ‫دولــة مل تكــن لبنــان مــن بينهــا عــى اتفاقيــة‬ ‫‪ ،1951‬وأصبحــت ملزمــة بتنفيــذ أحكامهــا‪،‬‬ ‫"وتلتمــس الوكالــة الســبل مــن أجــل مســاعدة‬ ‫الالجئــن عــى بــدء حياتهــم مجــددا ً‪ ،‬إمــا‬ ‫مــن خــال العــودة الطوعيــة إىل أوطانهــم أو‬ ‫إن مل يكــن ذلــك ممكنــاً‪ ،‬مــن خــال إعــادة‬ ‫توطينهــم يف دول مضيفــة أو بلــدان "ثالثــة"‬ ‫أخــرى" تختلــف أوضــاع الالجئــن باختــاف‬ ‫الــدول املضيفــة ووضعهــا الســيايس واالقتصادي‬ ‫فــا هــو متوفــر مــن مســاعدات وتســهيالت‬ ‫للمنظــات املعنيــة يف تركيــا مختلــف عــا‬ ‫هــو موجــود يف لبنــان باعتبــار األوىل موقعــة‬ ‫عــى االتفاقيــة والثانيــة مل توقــع‪ ،‬فــا ميكــن‬ ‫إلزامهــا مبــا شــملت القوانــن وإمنــا تــأيت‬ ‫التزاماتهــا مــن مســألة األمــر الواقــع الــذي‬ ‫فرضــه وجــود الالجئــن املأســاوي مــن حيــث‬ ‫ضخامــة أعدادهــم نتيجــة صمــت املجتمــع‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪2015\01\19 - )137‬‬

‫الــدويل عــن إيجــاد حــل إليقــاف الحــرب‬ ‫التــي دمــرت بالدهــم ورشدتهم‪.‬وقــد ســجلت‬ ‫املفوضيــة العليــا لشــؤون الالجئــن يف آخــر‬ ‫إحصائيــة لهــا تواجــد أكــر مــن مليــون الجــئ‬ ‫ســوري يف لبنــان ‪ ،‬وقــد تعاملــت الحكومــة‬ ‫اللبنانيــة مــع الالجــئ عــى كونــه ( نازحــا )‬ ‫ال ( الجــئ ) واســتعملت هــذا اللفــظ بجميــع‬ ‫معامالتهــا وبياناتهــا مــع الالجئــن الســوريني‬ ‫كبعــد تكتيــي تجنبــا اللتزامــات عديــدة ليــس‬ ‫بإمكانهــا التعامــل معهــا أو الرضــوخ لنتائجهــا‬ ‫ولقــد أرصت خــال الســنوات الســابقة عــى‬ ‫عــدم التوقيــع عــى اتفاقيــة الالجئــن خوفــا‬ ‫مــن اضطرارهــا ملواجهــة توطــن الالجئــن‬ ‫ومــن بينهــم الســوريني األمــر الــذي يعنــي‬ ‫بقاؤهــم يف لبنــان إىل حــن إيجــاد بلــد جديــد‬ ‫أو رمبــا البقــاء إىل األبــد باإلضافــة الكتســابهم‬ ‫العديــد مــن الحقــوق التــي تنــدرج تحــت‬ ‫وطــأة التوقيــع ‪،‬علــا أن النــزوح يعنــي "هــروب‬ ‫اإلنســان مــن مــكان إلــى مــكان آخــر أكثــر أمنــا ضمــن‬ ‫حــدود القطــر الواح ـد‪".‬‬ ‫ونظــرا لضعــف البنــى التحتيــة واالقتصاديــة‬ ‫يف هــذا البلــد والــراع الســيايس الــذي نــأى‬ ‫بالدولــة عــن مســؤولياتها تجــاه الالجئــن‬ ‫واالمتعــاض الشــعبي وموجــة العنرصيــة مــن‬ ‫تواجدهــم ومشــاركتهم ســبل الحيــاة مــن (‬ ‫العمــل والدراســة واملســاكن ) وارتفــاع األســعار‬ ‫خاصــة بــدل اإليجــار والقــرارات األخــرة‬ ‫املتعلقــة بعمــل ودخــول الســوريني ( كــرط‬

‫الفي ـزا والكفيــل واملبلــغ املــايل ) كل هــذا أدى‬ ‫إىل زيــادة الوضــع ســوء ومأســاوية‪ .‬كحــل‬ ‫لهــذه املشــكلة مــن وجهــة نظــري فبإمــكان‬ ‫الحكومــة اللبنانيــة اتخــاذ بعــض القــرارات‬ ‫املصححــة للوضــع الســائد واملتمثــل بالفــوىض‬ ‫الحاصلــة نتيجــة اللجــوء عــن طريــق الســاح‬ ‫بإقامــة مخيــات لهــم وتأمــن أرض خاصــة‬ ‫يتــم اســتئجارها برعايــة األمــم املتحــدة مــن‬ ‫الحكومــة اللبنانيــة ‪ ،‬ومــن ثــم منــح الالجئــن‬ ‫الســوريني رخصــة القيــام مبشــاريع خاصــة‬ ‫فيهــم تســاعدهم عــى تغطيــة تكاليــف‬ ‫حياتهــم اليوميــة وبنفــس الوقــت تنعــش‬ ‫االقتصــاد اللبنــاين لكنــه قــد تــم إغــاق‬ ‫العديــد مــن املشــاريع ورفــض منــح ترخيصــا‬ ‫ألن الــرط األســايس ألي مــروع أن يكــون‬ ‫القائــم فيــه لبنــاين الجنســية وكذلــك الفريــق‬ ‫اإلداري‪،‬وأن يكــون دور الســوري مجــرد عامــل‬ ‫فيــه ال أكــر وتــم إصــدار العديــد من القـرارات‬ ‫التــي شــددت عــى املشــاريع التجاريــة وغــر‬ ‫التجاريــة للســوريني حتــى عــى الصعيــد‬ ‫التعليمــي فلــم يســمح ألي مــدرس ســوري‬ ‫مهــا كانــت شــهادته مهمــة بالعمــل باملــدارس‬ ‫اللبنانيــة ‪.‬وأخــرا وليــس آخــرا فــإن اســتمر‬ ‫الوضــع عــى مــا هــو عليــه يف ظــل النقــص‬ ‫الحــاد بتأمــن املســاعدات اإلغاثيــة لالجئــن‬ ‫مــن قبــل املنظــات والجهــات املعنيــة وعــدم‬ ‫قــدرة الالجــئ عــى العمــل لســد احتياجاتــه‬ ‫الرضوريــة ســيدفع مســتقبال إىل كارثة إنســانية‬ ‫إىل أبعــد الحــدود‪.‬‬ ‫‪oxygen-sy.com‬‬


‫إلى متى يا أرض العرب؟‬

‫‪5‬‬

‫سالم عبد الرحيم | أوكسجين‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪2015\01\19 - )137‬‬

‫الدولــة اللبنانيــة قــد ألغــت قــرار الفيــزا‬ ‫وقــد ســمحت لــكل الســوريني بالبقــاء ضمــن‬ ‫االرايض اللبنانيــة ملــدة عــام دون دفــع أي‬ ‫مبلــغ مــايل لقــاء التجديــد‪ .‬ونذكــر أن فــرة‬ ‫التجديــد األوىل كانــت ملــدة ‪ 6‬أشــهر مــع دفــع‬ ‫مبلــغ ‪ $ 200‬أمريــي أو مــا يعادلــه عنــد كل‬ ‫تجديــد‪ ..‬فالخــر عــار عــن الصحــة‪.‬‬ ‫والشــعب الســوري الــذي احتضــن الوافديــن‬ ‫املرصيــن مــن جيــش ابراهيــم باشــا عــام‬ ‫‪ ..1839‬والرشكــس عــام ‪ ..1860‬واألرمــن عــام‬ ‫‪ ..1914‬والالجئــن الفلســطينيني أعــوام ‪-1948‬‬ ‫‪ ..1967‬ومــن الكويــت ‪ ..1990‬ومــن العــراق‬ ‫‪ ..2003‬ومــن لبنــان ‪ .. 2006 – 1996‬يتشــتت‬ ‫اليــوم يف بقــاع األرض وســط املوافقــة عــى‬ ‫دخولــه إىل أرض العــرب أو عــدم الدخــول‪..‬‬ ‫مــع عجــز لألمــم املتحــدة فيــا يتعلــق بأمــور‬ ‫الالجئــن الســوريني وخاصــة يف لبنــان‪.‬‬ ‫الســيدة نهلــة ح وهــي ســيدة ســورية ومعهــا‬ ‫أطفالهــا جــاءت إىل لبنــان بغــرض الســفر إىل‬ ‫تركيــا فتقــول‪ ":‬جئــت قبــل موعــد الســفر‬ ‫مبــدة ال تتجــاوز ‪ 24‬ســاعة خوفــا مــن ســوء‬ ‫األحــوال الجويــة التــي تعصــف باملنطقــة‬ ‫ورشحــت ملوظــف األمــن العــام وضعــي‬ ‫وأخربتــه بأننــي مســافرة ومــو بقيانــة بلبنــان‪،‬‬ ‫وقــد أبــرزت لألمــن العــام اللبنــاين تيكيــت‬ ‫الطائــرة‪ ،‬لكنهــم رفضــوا دخــويل وطلبــوا منــي‬ ‫العــودة إىل دمشــق "‪.‬‬ ‫ويف معانــاة أخــرى تــروي امــرأة ســورية أخــرى‬ ‫وهــي ممــن تســكن يف منطقــة قب اليــاس عند‬

‫أحــد مــايك األرض وتعمــل لديهــم وتســكن يف‬ ‫غرفــة صغــرة دون أجــرة‪ ،‬بــأن األمــن العــام‬ ‫اللبنــاين رفضــوا دخولهــا مــع أطفالهــا إىل لبنــان‬ ‫ألنهــا مل تــرز ســبب الدخــول‪ ،‬فقــد غــادرت‬ ‫إىل ســوريا لرؤيــة ذويهــا قبــل الق ـرار لكنهــا مل‬ ‫تســتطع العــودة بعــده‪ ..‬ويذكــر أنهــا أمضــت‬ ‫الليلــة عــى الحــدود فليــس لديهــا املبلــغ‬ ‫الكامــل للعــودة إىل دمشــق‪ ..‬وبقيــت لليــوم‬ ‫الثــاين حتــى جــاء أحــد أقربائهــا وعــاد بهــا إىل‬ ‫ســوريا‪.‬‬ ‫ويقــول الشــاب ســامل وهــو ســوري مــن ريــف‬ ‫حلــب دخــل إىل لبنــان بشــكل نظامــي وأوراقه‬ ‫لــدى األمــن العــام بــأن الــدرك اللبنــاين ألقــى‬ ‫القبــض عليــه ألن أوراقــه منتهيــة املــدة‪ ..‬وقــد‬ ‫أشــار إليهــم أن تجديدهــا يف منطقــة بعلبــك‬ ‫وان العاصفــة حالــت بــن ذهابــه إىل األمــن‬ ‫العــام‪ ،‬ويذكــر الشــاب أن الفــرة التــي تخطاها‬ ‫ال تتجــاوز الخمســة أيــام‪ ..‬ويتابــع بأنــه أهــن‬ ‫ورضب رضبــا مربحــا ومل يســمح لــه بــأن‬ ‫يهاتــف والدتــه التــي لــن تعــرف أيــن هــو؟‪.‬‬ ‫وســط هــذا الجــو املشــحون بالكراهيــة‬ ‫والعــداء وعــدم املراعــاة ألحــوال الســوريني‪..‬‬ ‫حيــث املقولــة الســائدة بــأن كل مصائــب‬ ‫لبنــان مــن (ورا الســوريني) ‪ ..‬يبقــى الالجــئ‬ ‫الســوري املســكني ضحيــة تتقاذفــه األمــواج‬ ‫يف لجــى يــم ال يعــرف متــى يهــدأ‪ ...‬وإىل‬ ‫أي شــاطئ سرتســو بــه الســفينة‪ ..‬وإىل أيــن‬ ‫ســيكون رحيلــه وترحالــه يف التغريبــة الســورية‬ ‫األخــرة‪.‬‬ ‫‪syriaoxygen.com‬‬

‫قصة خربية‬

‫مــا زال قـرار الســلطات اللبنانيــة مبنــع دخــول‬ ‫الســوريني إىل لبنــان ‪ -‬الــذي بــدء العمــل‬ ‫بــه مــع بدايــة العــام الجديــد ‪2015 /5/1‬‬ ‫ واملدعــوم كــا يقــال وراء الكواليــس مــن‬‫حكومــة بشــار األســد يف دمشــق‪ ،‬فــا زال‬ ‫يلقــي بظــال تبعاتــه عــى محنــة الســوريني‬ ‫الوافديــن‪.‬‬ ‫وتجــدر اإلشــارة إىل أنهــا املــرة األوىل التــي‬ ‫يتــم فيهــا هكــذا إج ـراء مــن قبــل الحكومــة‬ ‫اللبنانيــة‪ ،‬يف حــن ردت الحكومــة اللبنانيــة‬ ‫عــى موجــة االســتياء الكبــرة مــن قبــل‬ ‫الســوريني املتواجديــن يف لبنــان أو املتواجديــن‬ ‫يف ســوريا بأنهــا ليســت (فيــزا) أو تأشــرة‬ ‫دخــول إمنــا هــي ســمة توضــح فقــط ســبب‬ ‫الدخــول واإلعــان عــن ســبب الزيــارة إىل‬ ‫لبنــان‪.‬‬ ‫وقالــت وزارة الخارجيــة اللبنانيــة يف بيــان‬ ‫لهــا‪ :‬إنهــا أرســلت تعميـ ًـا إىل جميــع البعثــات‬ ‫والســفارات والقنصليــات اللبنانيــة يف الخــارج‬ ‫قالــت فيــه " ال يتطلــب دخــول الرعايــا‬ ‫الســوريني الحصــول عــى تأشــرة مــن أي‬ ‫نــوع‪ ،‬إمنــا اإلعــان عــن ســبب الزيــارة وحيــازة‬ ‫املســتندات املطلوبــة "‪.‬‬ ‫كــا ذكــرت أن اإلج ـراءات الجديــدة لدخــول‬ ‫الســوريني إىل لبنــان " تهــدف إىل التأكــد مــن‬ ‫أن الرعايــا الســوريني الذيــن يدخلــون لبنــان‬ ‫ليســوا نازحــن "‪ ،‬مؤكــدة أنهــا " ال تطــال أبـ ًدا‬ ‫الرعايــا غــر النازحــن‪ ،‬وأنهــا ليســت تأشــرة‬ ‫دخــول إىل لبنــان عــى اإلطــاق وأن الحــدود‬ ‫بــن لبنــان وســوريا ســتبقى مفتوحــة كالعــادة‬ ‫دون أي تغيــر"‪.‬وكان األمــن العــام اللبنــاين‬ ‫قــد فــرض عــى الســوريني الراغبــن بدخــول‬ ‫أراضيــه يف ‪ 5‬ينايــر الجــاري‪ ،‬وألول مرة يف تاريخ‬ ‫العالقــات بــن ســوريا ولبنــان الحصــول عــى‬ ‫ســمة أو إقامــة تشــمل دخــول البــاد ألغـراض‬ ‫ســياحية ‪ -‬تعليميــة ‪ -‬طبيــة – اقتصاديــة‪ ..‬وقــد‬ ‫عممــه لبنــان عــى موانئــه الربيــة والبحريــة‪.‬‬ ‫وتنتــر اليــوم عــى مواقــع التواصــل‬ ‫االجتامعــي (إشــاعة كاذبــة) مفادهــا بــأن‬


‫‪6‬‬

‫شتاء الموت في مخيمات اللجوء السورية‬ ‫نور أحمد | أوكسجين‬

‫ملف العدد ‪١‬‬

‫"زينــة" أو "هــدى" هــي بالنهايــة عاصفــة‬ ‫جديــدة اجتاحــت بــاد الشــام وغمــرت‬ ‫بثلوجهــا مخيــات النازحــن يف ســوريا‬ ‫والالجئــن يف دول الجوار‪.‬غمــرت الثلــوج يف‬ ‫اليومــن املاضيــن املنطقــة وتراكمــت الثلــوج‬ ‫عــى ارتفــاع أقــل مــن ‪ 1000‬مــر ووصلــت‬ ‫رسعــة الريــاح ‪ 120-100‬كم‪/‬ســاعة فاقتلعــت‬ ‫عــدد مــن الخيــم وفتكــت بأجســاد األطفــال‬ ‫الصغــار‪ ،‬وصــل عــدد ضحاياهــا ‪ 27‬حالــة‬ ‫موثقــن بينهــم ‪ 5‬أطفــال يف دومــا كــا تناقلــت‬ ‫وســائط األخبــار عــن مــرع طفــان يف‬ ‫مخيــات الالجئــن يف لبنــان‪.‬كان ألوكســجني‬ ‫جولــة ميدانيــة يف ثــاين أيــام العاصفــة لتطلــع‬ ‫عــن كثــب عــى أوضــاع الالجئــن يف املخيــات‬ ‫وحــط الرحــال بنــا يف مخيــم جــب جنــن‬ ‫حيــث تقطــن أكــر مــن ‪ 120‬عائلــة متوســط‬ ‫عــدد أفرادهــا ‪ 6‬أفــراد ويف كل خيمــة عــى‬ ‫األقــل طفــل مل يتجــاوز السادســة‪.‬‬ ‫الموقع العام‪:‬‬ ‫يقــع املخيــم عــى بعــد ‪ 4‬كــم تقريبــا‬ ‫مــن مركــز مدينــة جــب جنــن يف‬ ‫البقــاع اللبناين‪،‬تواجــه عائالت ســورية‬ ‫تجــاوز عددهــا ‪ 120‬عائلــة ‪.‬العاصفــة‬ ‫زينــة يف ظــروف أقــرب للمــوت مــن‬ ‫الحيــاة‪ .‬ريــاح العاصفــة عصفــت‬ ‫بخيــم الالجئــن وكــرت ‪ 4‬خيــم يف‬ ‫يوميهــا الثاين‪.‬الثلــوج املرتاكمــة فــوق‬

‫الخيــم وامليــاه تجــري مــن حولهــم فتبلــل‬ ‫الســجاد واألغطيــة بامليــاه‪ ،‬واألطفــال دون‬ ‫مالبــس شــتوية ســميكة يلعبــون بالثلــج يف‬ ‫أرجــاء املخيــم وال يعــون هــول املشــهد مــن‬ ‫حولهــم هــذا حــال أهــايل مخيــم جــب جنــن‪.‬‬ ‫رغــم صعوبــة املعيشــة فيــه إال أن النــاس‬ ‫تأقلمــوا وحولــوا املــكان لقريــة صغــرة فعــى‬ ‫الشــارع العــام الــذي يشــق املخيــم تجــد دكانـاً‬ ‫صغــرة تبــاع فيــه بعــض املنظفــات‬ ‫يقع المخيم والطعــام ومــواد معيشــية بســيطة‬ ‫على بعد ‪ 4‬كم وإىل جانبــه عــى بعــد ‪ 50‬مــر خيمــة‬ ‫تقريبا من مركز صغــرة كتــب عليهــا "وليــد ونــواف‬ ‫مدينة جب للخياطــة الرجاليــة والنســائية" يف‬ ‫جنين في البقاع ســعي منهــم لتخديــم منطقتهــم‬ ‫اللبناني‪،‬تواجه وتوفــر قــوت يومهــم ويف الجانــب‬ ‫عائالت سورية املقابــل حــاق للرجــال ويقبــع بقربــه‬ ‫تجاوز عددها بائــع أحذيــة يســتعرض ضمــن خيمتــه‬ ‫‪ 120‬عائلة بعــض الجــزم الرجاليــة "النعــال‬ ‫املصنوعــة مــن املطــاط"‪.‬‬ ‫نقص حاد بالمواد اإلغاثية‪:‬‬ ‫يعــاين أهــايل املخيــات بشــكل عــام مــن‬ ‫نقــص املســاعدات األمميــة والجمعيــات‬ ‫اإلغاثيــة قبــل حلــول العاصفــة وذكــر البعــض‬ ‫بــأن مســاعدات فرديــة مــن أشــخاص قدموهــا‬ ‫يف ثــاين أيــام العاصفــة مثــل الخبــز وحليــب‬ ‫األطفــال لعائــات مل يتجــاوز عددهــا العــرة‪.‬‬ ‫الشــاويش هــو مســؤول كمختــار الحــي رافــق‬ ‫أوكســجني يف زيارتهــا للمخيــم ووأطلعنــا عــى‬ ‫أوضــاع النــاس الصعبــة جــدا ً ليــس يف الشــتاء‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪2015\01\19 - )137‬‬

‫وحســب؛ إمنــا بشــكل كامــل لقلــة العمــل‬ ‫وبالتــايل الفقــر يخيــم عــى املــكان وذكــر لنــا‬ ‫الشــاويش" غالبيــة أهــل املخيــم يعملــون‬ ‫بالزراعــة كونهــم منحدريــن مــن رشقــي مدينــة‬ ‫حمــص وجلّهــم مــن البــدو الرحــل يف ريفهــا‬ ‫ويرعــون املــوايش يف األوقــات الصحــوة تذهــب‬ ‫العائــات للعمــل يف األرايض الزراعيــة يف‬ ‫غــزة واملــرج والبقــاع بشــكل عــام ويجمعــون‬ ‫البطاطــا فتحصــل العائــة عــى مبلــغ بــن ‪10-5‬‬ ‫ألــف لــرة وكيــس بطاطــا ‪ 10‬كــغ " وأردف‬ ‫"اليوجــد عمــل اآلن يف الشــتاء وال مــورد‬ ‫لديهــم ســوى مســاعدات املقدمــة مــن األمــم‬ ‫(البطاقــات الزرقــاء) وبطاقــات املــازوت التــي‬ ‫وزعــت منــذ شــهر "فــوزة اشــتكت مــن نقــص‬ ‫املســاعدات فهــي أرملــة وأم لثالثــة أطفــال‬ ‫(تــوأم بنــات بعمــر الســنتني وطفــل بعمــر‬ ‫‪ 5‬ســنوات) تعــاين مــن نقــص املســاعدات‬ ‫املقدمــة لهــا وتقــول ‪" :‬نحــن نعــول علــى بطاقــات‬ ‫األمــم فقــط يجــب عليهــم تأميــن مــواد التدفئــة‬ ‫واأللبســة الشــتوية لنــا نحــن األرامــل فــا معيــن لنــا‬ ‫غيــر اللــه " وأضافــت "بنــايت التــوأم مريضتــان‬ ‫مــن الــرد والتهــاب اللــوز والبلعوم ومل أســتطع‬ ‫أن أشــري لهــم ســوى خافــض حـرارة ب ‪5000‬‬ ‫لــرة لبنانيــة"‪ .‬وذكــرت أنهــا جــازة للعمــل‬ ‫ان أمكــن "أنــا لســت بحاجــة للمســاعدات‬ ‫بقــدر حاجتــي للعمــل ‪..‬فأنــا أجيــد الحياكــة‬ ‫والخياطــة وميكننــا العمــل يف مشــغل خياطــة‬ ‫وبذلــك أكــون قــد أمنــت قــوت أرسيت دون‬ ‫انتظــار وعــود املســاعدات الواهية"وحــال‬ ‫أطفــال فــوزة كحــال الكثرييــن مــن أطفــال‬ ‫‪oxygen-sy.com‬‬


‫‪7‬‬

‫نقص المعونات ‪:‬‬ ‫عــدم التنســيق بــن املنظــات الداعمــة‬ ‫يف املخيــات خلــق حالــة مــن النقــص‬ ‫واالحتيــال‪ ،‬حيــث يشــتيك بعــض األهــايل‬ ‫مــن قلــة املســاعدات ويشــتيك آخــرون مــن‬ ‫توزيــع املســاعدات عــى أرس وتك ـرار التوزيــع‬ ‫عليهــم بســبب قربهــم مــن الشــارع الرئيــي‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪2015\01\19 - )137‬‬

‫موظــف لــدى املفوضيــة الســامية لالجئــن يف‬ ‫األمــم املتحــدة يف لبنــان عنــد ســؤاله عــن قلــة‬ ‫املســاعدات املقدمــة "ليــس الســبب فــي قلتهــا‬ ‫وإنمــا هدرهــا وعــدم التنســيق الكافــي لتوزيعه ـا‪،‬‬ ‫فاألرامــل الذيــن المعيــن لهــم لديهــم األحقيــة‬ ‫ً‬ ‫باســتالم المســاعدات والعائلــة التــي تحــوي أطفــاال‬ ‫دون ‪ 15‬هــم أحــق مــن غيرهــم والهــدر الحاصــل‬ ‫علــى انشــاء مؤسســات وموظفيــن ورواتــب تكفــي‬ ‫إلعالــة عشــرات األســر"‪.‬‬ ‫هل أصبح الالجئ‬ ‫عالة على‬ ‫المجتمع؟!‬ ‫الناشــطة الســورية ريــم زيتونــة‬ ‫ذكــرت ألوكســجني ال تقتــر‬ ‫مشــاكل الالجئيــن عــى موضــوع‬ ‫املســاعدات وإمنــا تتجاوزهــا‬ ‫للفــوىض يف التنســيق ‪ ،‬كــون‬ ‫املســاعدة اإلغاثيــة غــر كافيــة‬ ‫لســد احتياجاتهــم األساســية‪ ،‬فلــو‬ ‫قدمنــا لهــم مســاعدات منتظمــة‬ ‫وبشــكل دائــم ســيبقى رغــم ذلك‬ ‫لهــم احتياجاتهــم التــي ال ميكــن‬ ‫تغطيتهــا لذلــك ســيكون إعطائهم‬ ‫الفــرص للعمــل وإدراجهــم‬ ‫ضمــن مشــاريع تشــغيلية صغــرة‬ ‫أفضــل مــن اســتمرارية منحهــم‬

‫ما الحل لهذه الفوضى‬ ‫برأيك كناشطة مهتمة‬ ‫بأمور الالجئين؟‬ ‫الحــل‪ :‬يجــب أن يكــون يف كل مخيــم إدارة‬ ‫تنظــم أمــور املخيــم وتســهل عمــل اللجــان‬ ‫اإلغاثيــة وأن يتــم التنســيق بــن الجمعيــات‬ ‫حيــث تتبنــى كل جمعيــة مخيــا ألنــه مــن‬ ‫املمكــن أن تقــدم املســاعدات لنفــس املخيــم‬ ‫مــن عــدة منظــات ومخيــم آخــر منــي‬

‫‪syriaoxygen.com‬‬

‫ملف العدد ‪٢‬‬

‫املخيــم يعانــون مــن أمــراض الشــتاء وال‬ ‫يجــدون مــن يداويهــم فاشــتىك األهــايل‬ ‫مــن نقــص املســاعدات الصحيــة واألدويــة‬ ‫املقدمــة للمخيــم وطالــب البعــض بانشــاء‬ ‫خيمــة صحيــة فيهــا طبيــب وممــرض وبعــض‬ ‫األدويــة كاســعافات أولية‪.‬اشــتدت العاصفــة‬ ‫يف اليومــن املاضيــن وأطاحــت بالخيــم التــي‬ ‫يقطنهــا عائــات ‪.‬إحــدى الســيدات تحدثــت‬ ‫لنــا عــن وقــوع الخيمــة (الرباكيــة) بســبب‬ ‫ضعــف الخشــب وتقطــع النايلــون وهــي أم‬ ‫لتســعة بنــن وبنــات" هبــت العاصفــة ليــاً‬ ‫فوقعــت الخيمــة وتســببت بكــر أضــاع‬ ‫ابنتــي الكــرى فهربنــا إىل خيمــة الجــران‬ ‫حتــى الصبــاح الباكــر رغــم الثلــوج املتســاقطة‬ ‫حاولنــا ازالــة الثلــوج وترميــم الخيمة"تحــدث‬ ‫شــاويش املخيــم "املســؤول عــن املخيــم " عــن‬ ‫حالتــن مــن الكــر احداهــا تحــت الخيمــة‬ ‫واآلخــر أثنــاء الخــروج إلحضــار الطعام‪.‬وكانــت‬ ‫نتيجــة العاصفــة اقتــاع ‪ 20‬خيمــة عــى األقــل‬ ‫ومــرع تســعة أفـراد يف دول اللجــوء حســب‬ ‫املركــز الســوري لتوثيــق االنتهــاكات ‪vdc‬‬ ‫حيــث وثقــت الحــاالت بشــكل مخفــي تحــت‬ ‫مســمى الجــئ‪.‬‬

‫مســاعدات قــد يصــل يــوم وتنتهــي قبــل أن‬ ‫تنتهــي املشــكلة األصليــة ‪ ،‬لكــن الحكومــة‬ ‫اللبنانيــة ترفــض قيــام الســوريني بأعملهــم‬ ‫الخاصــة أو العمــل ضمــن جمعيــات ينشــؤونها‬ ‫بأنفســهم وذلــك خوفــا مــن توطنهــم وتك ـرار‬ ‫التجربــة الفلســطينية ولقــد حــرت‬ ‫يجب أن يكون الحكومــة اللبنانيــة العمــل للســوري‬ ‫في كل مخيم ضمــن ادارة لبنانيــة ورشوط‬ ‫إدارة تنظم أمور صعبــة وبأجــور زهيــدة ال تتــاىش‬ ‫المخيم وتسهل مــع الظــروف املعيشــية‪ ،‬بالنســبة‬ ‫عمل اللجنات للمســاعدات املقدمــة تعتــر جيــدة‬ ‫اإلغاثية وأن يتم نوعــا مــا ‪ ،‬لكــن ينقصهــا التنســيق‬ ‫الــذي يشــق املخيــم يف جــب جنــن‬ ‫وكلــا تعمقــت نحــو الداخــل قلــت التنسيق فيما فممكــن أن نجــد عائلــة تأخــذ عــدة‬ ‫بينها‬ ‫حصــص غذائيــة مــن عــدة جمعيــات‬ ‫املســاعدات واالهتــام مــن قبــل‬ ‫الوافديــن إليه‪.‬ومــن جهــة أخــرى ذكــر لنــا وعائــات أخــرى ال يصلهــا يشء‪.‬‬


‫‪8‬‬

‫التطرف تحت المجهر‬ ‫سهير أومري | أوكسجين‬

‫رأي وتحليل‬

‫ـب الكثــرون مــن أحــداث القتــل والرتويع‬ ‫تع َّجـ َ‬ ‫التــي قــام بهــا مســلحون إســاميون مجهولــون‬ ‫بحــق صحفيــي الجريــدة الفرنســية ( شــاريل‬ ‫أيبــدو) ردا ً عــى نرشهــا رســوماً مســيئة‬ ‫لرســول اللــه صــى اللــه عليــه وســلم‪ ،‬إذ‬ ‫كيــف يعيــد هــؤالء أحــداث ‪ 11‬أيلــول ذاتهــا‬ ‫التــي مــا زالــت األمــة –كلهــا‪ -‬طيلــة ‪ 15‬ســنة‬ ‫وحتــى يومنــا هــذا تجنــي نتائجهــا الوخيمــة؟‬ ‫كيــف يوغــل هؤالءباإلســاءة وتوســيع دائــرة‬ ‫العــداوة لنــا لتشــمل شــعوباً كاملــة بعضهــا‬ ‫يــؤوي الســوريني ويســاعدهم‪ ،‬وفيهــا جاليــات‬ ‫عربيــة ومســلمة يقــدر عددهــا مبئــات‬ ‫األلوف؟وبعيــدا ً عــن نظريــة املؤامــرة التــي‬ ‫تبعــث يف نفــوس أصحابهــا التســكني والتخديــر‬ ‫وأن اليشء ميكننــا فعلــه طاملــا أن هنــاك مــن‬ ‫يكيــد لنــا ويدبــر لنــا عــى الــدوام‪ ...‬بعيــدا ً‬ ‫عنهــا وقريبـاً مــن واقعنــا الســوري الــذي أفــرز‬ ‫داعــش وأخواتهــا نجــد أنفســنا أمــام املــرض‬ ‫ذاتــه (التطــرف)‪ ..‬التطــرف الــذي وجــد بيئتنــا‬ ‫العربيــة واإلســامية مناســب ًة ليزدهــر وينمــو‬ ‫ويتزايــد‪ ..‬لعــدة أســباب منهــا‪:‬‬ ‫ التطــرف الالدينــي الــذي مارســه الحــكام‬‫واملســتبدون والطغــاة بحــق شــعوب كان –‬ ‫ومــازال‪ -‬اإلســام هوي ـ ًة لهــا‪ ،‬فــكان حصارهــم‬ ‫وتضييقهــم عــى مامرســة النــاس للشــعائر‬ ‫الدينيــة بــدءا ً مــن الحجــاب وانتهــاء بعقــد‬ ‫الــدروس الدينيــة التــي كانــت كلهــا خاضعــة‬ ‫لرقابــة األنظمــة ومتابعتهــا‪ ،‬وألن كل ممنــوع‬ ‫مرغــوب فقــد جعلــت هــذه املامرســات بــذرة‬ ‫التطــرف تنمــو كــرد فعــل‪.‬‬ ‫ ســيطرة األنظمــة القمعيــة واملســتبدة عــى‬‫املؤسســة الدينيــة وجعلهــا خاضعــة لهــا‬ ‫تســر يف ركابهــا وتلــوي أعنــاق النصــوص‬ ‫لتطيــل أمــد عبوديــة الشــعوب جاعلــة ذلــك‬ ‫كلــه مــن صلــب العقيــدة وأســاس الديــن‬ ‫األمــر الــذي جعــل الشــعوب تفقــد الثقــة‬ ‫يف علامئهــا ودعاتهــا وتــرى مــا يدعــون إليــه‬ ‫ليــس وســطية بــل خضوعـاً للحــكام والطغــاة‪،‬‬ ‫وبالتــايل صــارت الفرصــة مهيئــة لظهــور‬ ‫أشــخاص يدعــون العلــم ويســرون بالشــعوب‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪2015\01\19 - )137‬‬

‫املتطلعــة للخــاص إىل التطــرف والتشــدد‬ ‫والغلــو‪ -‬إمعــان األنظمــة املســتبدة يف إفقــار‬ ‫شــعوبها‪ ،‬ونهــب خرياتهــم‪ ،‬وأكل أرزاقهــم‪،‬‬ ‫وشــغلهم بلقمــة عيشــهم لصدهــم عــن أمــور‬ ‫الحكــم والتطلــع للحريــة والعدالــة والكرامــة‬ ‫األمــر الــذي جعــل هــذه الشــعوب تربــة‬ ‫صالحــة للجهــل والتخلــف ومــن املعلــوم أن‬ ‫الجهــل ال يحــل يف مــكان إال صــار صالحــاً‬ ‫للغــزو الثقــايف واالجتامعــي وانتشــار األوبئــة‬ ‫الفكريــة بــكل أنواعهــا‪ -‬املامرســات التغريبيــة‬ ‫التــي تقــوم بهــا املجتمعــات القويــة مــن‬ ‫خــال الســيطرة الفكريــة والثقافيــة واإلعالميــة‬ ‫واالقتصاديــة بحــق شــعوبنا والتــي تهــدف إىل‬ ‫اإلمعــان يف إضعافنــا ومحــو هويتنــا جعلنــا‬ ‫تابعــن أمنــاء لهــم األمــر الــذي جعــل البيئــة‬ ‫لدينــا صالحــة لنمــو التطــرف املقابــل حفاظ ـاً‬ ‫عــى الهويــة ومتســكاً بهاهــذه األمــور وغريهــا‬ ‫جعلــت البيئــة العربيــة واإلســامية عمومــاً‬ ‫تربــة صالحــة للتطــرف بأنواعــه ســواء مــا كان‬ ‫الــذي ميــارس بحــق الشــعوب الغربيــة أو بحــق‬ ‫شــعوبنا أنفســها التــي صــارت ت ُقتــل وتســفك‬ ‫دماؤهــا تحــت رايــة (اللــه أكــر) التــي يرفعهــا‬ ‫أي مــن ذلــك قامئ ـاً‬ ‫املتطرفــون دون أن يكــون ٌّ‬ ‫عــى أســاس مــن علــم أو فقــه أو ديــن‪...‬‬ ‫فالعلــم وحــده الــذي مييــط لثــام التطــرف عىل‬ ‫العقــول‪ ،‬وهــو الــذي يقــول ألولئــك امللثمــن‬ ‫إن اللــه تعــاىل قــال لنــا يف كتابــه العزيــز‪:‬‬ ‫ْ َ َ َ‬ ‫َ َ َّ َ َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ(وقـ ْـد نــزل َعل ْيكـ ْـم ِفــي ال ِكتـ ِـاب أ ْن ِ إذا َسـ ِـم ْعت ْم‬ ‫َ َُ‬ ‫َ​َ َْ‬ ‫َّ ْ َ‬ ‫َآيـ ِـات اللـ ِـه ُيكفـ ُـر ِب َهــا َوُي ْســت ْهزأ ِب َهــا فــا تق ُعـ ُـدوا‬

‫َ‬ ‫َّ ُ ُ‬ ‫َم َع ُهـ ْـم َحتـ ٰـى َيخوضــوا ِفــي َح ِديـ ٍـث غ ْيـ ِـر ِه) "(‪)140‬‬ ‫النســاء" نعــم إذا ســمعتم آيــات اللــه يُكفــر‬ ‫بهــا‪ ،‬ويُســتهزأ بهــا‪ ،‬وهــل مــن يشء أعظــم‬ ‫مــن آيــات اللــه وأحكامــه!! إن ســمعتم هــذا‬ ‫فــا تقعــدوا معهــم –هكــذا فحســب‪ -‬ال‬ ‫تجالســوهم‪ ،‬مل يقــل اقتلوهــم‪ ،‬أو فجــروا‬ ‫أنفســكم يف جموعهــم‪ ،‬مل يقــل اذبحوهــم‪ ،‬وال‬ ‫عــادوا شــعوبهم‪ ،‬وأعلنــوا الحــروب عليهــم‪،‬‬ ‫قــال ال تقعــدوا معهــم‪ ،‬وليــس دامئــاً‪ ،‬بــل‬ ‫(حتــى) يخوضــوا يف حديــث غــره ‪ ...‬أي إن‬ ‫خاضــوا يف حديــث آخــر فعــودوا واجلســوا‬ ‫معهــم‪ ،‬طبعــاً جلوســاً ال يتضمــن املوافقــة‬ ‫عــى مــا فعلــوه وال تأييــده‪ ،‬بــل هــو جلــوس‬ ‫قــوي يعتــز بدينــه ويعلــم أن الــرد عــى هــؤالء‬ ‫ســيجعل اإلســاءة أكــر‪ ،‬واألذيــة أوســع‪ ،‬بينــا‬ ‫الــرد األبلــغ يكــون يف تجاهلهــم‪ ،‬فكــم مــن‬ ‫قصيــدة قالهــا املرشكــون يف ذم رســول اللــه‬ ‫والتشــهري فيــه ‪ ،‬هــل وصلنــا منهــا يشء؟! لقــد‬ ‫رد املســلمون عليهــا بتجاهلهــا‪ ،‬وخصوصــاً أن‬ ‫مثــل هــذه الشــعوب التــي أســاءت لرســول‬ ‫اللــه مل تتــوا َن عــن اإلســاءة حتــى ألنبيائهــم‬ ‫يخصــون‬ ‫هــم‪ ،‬وللــذات اإللهيــة أيض ـاً‪ ،‬فهــم ال ُّ‬ ‫نبينــا باإلســاءة‪ ،‬بــل يتعاملــون مــع األمــور‬ ‫وفــق منظومــة فكريــة ال تحســب لألنبيــاء‬ ‫واملقدســات حســاباً فعــى ســبيل املثــال هنــاك‬ ‫أفــام تــم إنتاجهــا كانــت لإلســاءة للمســيح‬ ‫نفســه‪ ،‬كفيلــم ( اإلغــواء األخيــر للمســيح ‪The‬‬ ‫‪ ) Last Temptation of Christ‬الــذي‬ ‫أنتــج عــام ‪1988‬م وأخرجه (مارتني سكورســيس‬ ‫‪oxygen-sy.com‬‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪2015\01\19 - )137‬‬

‫قهر الرجال‬ ‫أسامة الزبداني | أوكسجين‬

‫وتــدور عجلــة الزمــن وميــى عىل‬ ‫ثورتنــا املباركــة أربــع ســنوات‪،‬‬ ‫مضــت حاملــة معها الحــزن واألمل‪.‬‬ ‫أبــو عــي رجــل تجــاوز الخمســن‬ ‫عامــاً مــن الزبــداين بقــي يف‬ ‫منزلــه بعــد أن خرجــت عائلتــه‬ ‫إىل بلــودان هربــاً مــن القصــف‬ ‫العنيــف عــى مدينتهــم‪ .‬فــأىب إال‬ ‫البقــاء ملســاعدة شــباب الزبــداين‬ ‫املرابطــن فيهــا‪ ،‬فعمــل يف مجــال‬ ‫اإلغاثــة واســتلم توزيــع الســلل‬ ‫الغذائيــة عــن عائلتــه‪ ،‬فكانــت‬ ‫مهمتــه تســليم املعونــات التــي تــأيت للحــي ولعنــارص الكتيبــة‪.‬‬ ‫ولكــن يومـاً بعــد يــوم تناقصــت هــذة املســاعدات حتــى توقفــت لفـرات طويلــة‬ ‫يف ظــل حصــار املنطقــة فلــم يبـ َـق لــه معينـاً وال مجـرا ً يف حياتــه‪ .‬وبــدأت الوحــدة‬ ‫واالشــتياق لعائلتــه يأخــذان حي ـزا ً كب ـرا ً مــن فكــر وقلبــه‪ .‬شــوقه الكبــر ألوالده‬ ‫األربعــة وزوجتــه مل يعــد يغــادر بالــه فيوميـاً عنــد مالزمتــه للفـراش تدمــع عينــاه‬ ‫لتغــرق وســادته يف منزلــه الخــاوي‪.‬‬ ‫جــاء فصــل الشــتاء وغــادرت أكــر مــن ‪ ٧٥‬باملئــة الحــي وأصبحــت حارتــه شــبه‬ ‫مهجــورة عــدا مــن آثــروا البقــاء؛ أبــو عــي ال يســتطيع أن يجلــب الحطــب‪ ،‬وليــس‬ ‫لديــه مثنـاً للوقــود ليشــعل مدفأتــه فاعتمــد عــى الكرتــون والــورق ليحصــل عــى‬ ‫دفء يقيــه قســاوة الــرد القــارس‪ ،‬منزلــه الكبــر الفــارغ متســخ جــدا ً يف غيــاب‬ ‫زوجتــه وبــار ُد وخــا ٍل إال مــن الذكريــات واأليــام الخــوايل‪ .‬يقــول يف شــوق ولهفــة‬ ‫لزوجتــه عــى الهاتــف عنــد االتصــال بهــا " أوالدي كيــف حالكــم عــم تديــروا‬ ‫بالكــم عــى أمكــم اللــه يــرىض عليكــم" والدمعــة تســيل عــى وجنتيــه‪ .‬أغلــق‬ ‫الهاتــف وهــو يحمــد اللــه عــى أنــه اطمــن عــى عائلتــه والحــظ حالفــه وكانــت‬ ‫التغطيــة جيــدة هــذه املــرة‪.‬‬ ‫يذهــب إىل املطبــخ مصطحب ـاً معــه علبــة مــن الفــول‪ ..‬فقهقــه وقال‪":‬هــاي مــن‬ ‫أيــام العــز " كان قــد خبأهــا لحــن يــأيت ضيوفــه‪ ،‬وقــد أمــى أيامــه عــى شــوربة‬ ‫العــدس والكشــك‪ ،‬دعــاين لتنــاول الطعــام معــه يف منزلــه الــذي مل يدخلــه أحــد‬ ‫منــذ فــرة طويلــة‪ ،‬فلبيــت طلبــه وأحسســت بأنــه ســعي ٌد جــدا ً لوجــودي بجانبــه‬ ‫أشــاركه طعامــه‪ .‬وعنــد ذهــايب مودعـاً إيّــاه‪ ..‬نظــر إ َّيل نظــرة غريبــة‪ ..‬عرفــت مــن‬ ‫خاللهــا قهــر الرجــال‪.‬‬ ‫‪syriaoxygen.com‬‬

‫قصة‬

‫) كان فيلــاً مســيئاً للســيد املســيح أظهــره عــى أنــه‬ ‫يخضــع لشــهواته وأثــار عنــد إنتاجــه اســتياء عامـاً‪ ،‬ومنــع‬ ‫عرضــه مــن عــدة دول أجنبيــة‪ ،‬وكذلــك هنــاك أفــام‬ ‫أســاءت لنبــي اللــه مــوىس ونــوح عليهــا الســام‪ ،‬فاألمــر‬ ‫بالنســبة لهــم عائــد ملنظومتهــم الفكريــة الخاليــة مــن‬ ‫اح ـرام العقائــد أو تقديرهــا‪ ...‬ومثــل هــؤالء فتجاهلهــم‬ ‫أوىل‪ ،‬خصوصــاً أن شــتمهم واإلســاءة لهــم ســيزيد مــن‬ ‫متاديهــم بحــق مقدســاتنا‪ ،‬وهــذا متامـاً مــا قالــه تعــاىل‪( :‬‬ ‫َ َ َ ُ ُّ َّ َ َ ْ ُ َ ُ َّ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ون اللـ ِـه ف َي ُسـ ُّـبوا اللـ َـه َعـ ْـد ًوا ِبغ ْيـ ِـر‬ ‫و ْل تســبوا ال ِذيــن يدعــون ِمــن د ِ‬ ‫ِعلـ ٍـم )"(‪ ) )108‬األنعام"وليــس هــذا التطــرف يف األفعــال‬ ‫ببعيــد عــا رأينــاه أيض ـاً يف األيــام القليلــة املاضيــة مــن‬ ‫تلغيــم لقــر اإلمــام النــووي يف درعــا‪ ،‬الفعــل الــذي ينــايف‬ ‫كل تعاليــم الديــن وأحكامــه‪ ،‬ويــيء لعــامل جليــل كان‬ ‫رمـزا ً مــن رمــوز هــذه األرض‪ ،‬وخصوصـاً أنــه مل يكــن يقام‬ ‫عنــد قــره يشء مــن مامرســات التقديــس والتعظيــم لــه‪،‬‬ ‫األمــر الــذي يــرز الغلــو والتطــرف بأبشــع صوره‪...‬وليــس‬ ‫الفيديــو الــذي انتــر عــى مواقــع التواصــل االجتامعــي‬ ‫والــذي يظهــر فيــه قيــام مســلحني متأســلمني متطرفــن‬ ‫بقتــل امــرأة اتهمومهــا مبامرســة مهنــة الدعــارة أيضـاً عــن‬ ‫هــذا التطــرف ببعيــد‪ ،‬وليــس لنــا هنــا أن نناقــش تفاصيــل‬ ‫عــدم جــواز قتــل هــذه املــرأة ألن أصــل فعلهــم يقــوم‬ ‫عــى باطــل‪ ،‬وهــو أن ال صالحيــة لهــم يف إطــاق أيديهــم‬ ‫بحــق العبــاد يقتلــون ويذبحــون ويقطعــون ويرجمــون‪...‬‬ ‫وال ننــى أن بــذار التطــرف التــي تنمــو مــع األيــام تفــرز‬ ‫أشــكاالً مختلفــة مــن الــردد والتخبــط والضيــاع‪ ،‬وخصوصاً‬ ‫عندمــا يصــر الديــن مجــرد أحــكام وشــكليات يجــب‬ ‫فعلهــا دون أي وعــي بأهميتهــا أو مثارهــا أو أثرهــا أو‬ ‫الحكمــة مــن ترشيعهــا‪ ،‬وهــذا مــا توقفنــا معــه يف عددنــا‬ ‫الســابق عندمــا عرضنــا مــا تقــوم بــه بعــض الفتيــات‬ ‫والنســاء بعــد الثــورة مــن نــزع للحجــاب والنقــاب الــذي‬ ‫ارتدينــه عــن إجبــار والت ـزام بعــادات األهــل واملجتمــع‬ ‫التــي ال يجــوز للفتــاة أن تحيــد عنهــا‪ ،‬بغــض النظــر عــا‬ ‫تعنيــه هــذه الشــعائر مــن أهميــة ســلوكية وحياتيــة‬ ‫وحكمــة ترشيعيــة تربــط امل ـراة بخالقهــا وتجعــل اللــه‬ ‫رقيبـاً عليهــا ودون أن أن يقابــل هــذه الرشائــع مــن متثُّــل‬ ‫لــروح الديــن وجوهــره الــذي بعــث اللــه نبيــه ليتمــم‬ ‫مــكارم األخــاق ‪ ،‬وعــى نحــو يجعــل العيــب وليــس‬ ‫(الح ـرام) هــي الكلمــة التــي تنظــم ســلوك األف ـراد مــا‬ ‫يجعــل املجتمــع عــدو اإلنســان يخشــاه ويهابــه وينتظــر‬ ‫البعــد عنــه لينقلــب عليــه وعــى كل مــا أجــره عليــه‪...‬‬ ‫واقــع يعيدنــا ألهميــة العلــم والوســطية وغــرس بــذور‬ ‫الوعــي والفكــر يف نفــوس أبنائنــا وال ننــى أن رســول اللــه‬ ‫ُ ُْ​ُ‬ ‫صــى اللــه عليــه وســلم يقــول‪"ِ :‬إَّياكـ ْـم َوالغلـ َّـو ِفــي ِّالديـ ِـن ‪،‬‬ ‫َ َ َُ ُْ​ُ‬ ‫َ َّ َ َ َ‬ ‫ِفإن َمــا أ ْهلــك َمـ ْـن ك َان ق ْبلكـ ُـم الغلـ ُّـو ِفــي ِّالديـ ِـن" رواه مســلم‬

‫‪9‬‬


‫‪10‬‬

‫فهم سلوك الطفل‬

‫أ‪ .‬أحمد شيخاني | أوكسجين‬

‫مجتمع‬

‫إذا مــا رغبنــا يف تقديــم املســاعدة لألطفــال‬ ‫خــال ظــروف الحــرب‪ ،‬فإننــا بحاجــة إىل‬ ‫بنــاء معرفــة كافيــة عــن منــو وتطــور الطفــل‬ ‫الطبيعــي‪ ،‬وذلــك حتــى نتمكــن مــن فهــم‬ ‫طريقــة تفكــر الطفــل وســلوكه الطبيعــي‪.‬‬ ‫ونحــن بحاجــة أيضــا إىل فهــم كيــف يشــعر‬ ‫الطفــل وكيــف يــدرك ويختــر هــذا العــامل مــن‬ ‫حولــه‪ .‬حتــى نســتطيع أن منيــز بــن ســلوك‬ ‫الطفــل الطبيعــي وبــن ســلوكه غــر طبيعــي‪.‬‬ ‫ذلــك أن األطفــال ميــرون مبراحــل منــو مختلفــة‬ ‫ومتغــرة بطبيعتهــا‪ ،‬مــن حيــث الخصائــص‬ ‫واملمي ـزات‪ ،‬واملشــاكل الســلوكية التــي تظهــر‬ ‫بحكــم طبيعــة مرحلــة النمــو التــي ميــر بهــا‬ ‫الطفــل‪ .‬ومــن هنــا فــإن التعــرف عــى مراحــل‬ ‫النمــو هــذه بــكل مــا فيهــا يســاعدنا عــى‬ ‫التمييــز بــن املشــاكل النامئيــة الطبيعيــة‪،‬‬ ‫وبــن نــوع آخــر مــن املشــكالت والتي نســميها‬ ‫عــادة "االضطرابــات النفســية" والتــي تحتــاج إىل‬ ‫أن نتعامــل معهــا بشــكل مختلــف‪ .‬فالتعامــل‬ ‫مــع املشــاكل النامئيــة يختلــف عــن التعامــل‬ ‫مــع االضطرابــات النفســية‪ .‬فــا يلزمنــا يف‬ ‫تعاملنــا مــع املشــاكل النامئيــة هــو أن ننظــر‬ ‫إليهــا نظــرة متفهمــة مــن زاويــة حاجــات‬ ‫الطفــل النامئيــة‪ ،‬وطبيعــة املرحلــة التــي‬ ‫ميــر بهــا الطفــل‪ .‬فالتطــور‪" :‬هــو ّ‬ ‫عمليــة النمــو‬ ‫والنضــج منــذ الحمــل وحتــى ّالرشــد"وهناك العديــد‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪2015\01\19 - )137‬‬

‫ـكل كبيــر علــى نمـ ِّـو‬ ‫مــن العوامـ ّـل التــي تؤثــر بشـ ٍ‬ ‫ّ‬ ‫الصحــة‬ ‫وتطــور الطفــل نلخصهــا بالنقــاط التاليــة‪ّ •:‬‬ ‫والتّغذيــة‪ •.‬مســتوى األمــان يف املحيــط‪•.‬‬ ‫ـري وفــرص التّعبــر‪•.‬‬ ‫ـدي والفكـ ّ‬ ‫التحفيــز الجسـ ّ‬ ‫النوعيّــة املحــددة للتفاعــات والعالقــات مــع‬ ‫الراشــدين واألقــران‪ •.‬العوامــل الثقافيّــة‪.‬‬

‫يف األحــوال العاديــة عمومــاً‪ ،‬ويف ظــروف‬ ‫خصائــص‬ ‫الحــرب والنزاعــات خصوصــا‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫األطفــال واحتياجاتهــم واملرحلــة النامئ ّيــة التــي‬ ‫ميـ ُّرون بهــا‪ ،‬هــي التــي يجــب أن تحــدد شــكل‬ ‫ونــوع تدخلنــا ورعايتنــا‪ ،‬وليــس مــا نـراه نحــن‬ ‫كراشــدين‪ .‬فمقيــاس مصلحــة الطفــل الفضــى‬ ‫ُيــي علينــا أن نتدخــل وفــق حاجتهــم هــم‬ ‫وليــس حاجتنــا نحــن‪ .‬وكمثــا ٍل عــى هــذا‬ ‫الــكالم‪ ،‬يف كث ـرٍ مــن األحيــان تكــون شــكاوى‬ ‫األهــل مــن أ َّن الطفــل عنيــد‪ ،‬ودامئـاً يرفــض مــا‬ ‫ُيــى عليــه مــن أوامــر‪ ،‬ويعمــد إىل أن يُنجــز‬ ‫ُ‬ ‫يســتهلك وقتــاً‬ ‫األشــياء بنفســه‪ ،‬وأ َّن ذلــك‬ ‫طويــاً‪ .‬وهــذا األمــر هــو يف مرحلــة عمريّــة‬ ‫معيّنــة يُعتــر ســم ًة لبدايــة اســتقالل الطفــل‪،‬‬ ‫طبيعــي ميــ ُّر بــه كل طفــل‬ ‫والــذي هــو أمــ ٌر‬ ‫ّ‬ ‫يف ســبيل الوصــول إىل االســتقالل والشــعور‬ ‫بهويتــه الخاصــة‪ .‬ففــي تلــك املرحلــة يكــون‬ ‫الطفــل بحاجــة الختبــار قدراتــه ومهاراتــه‬ ‫عــى إنجــاز األشــياء بنفســه‪ .‬وحتــى لــو كان‬ ‫يتعــارض مــع رغبــة األهــل‪ ،‬أو‬ ‫هــذا األمــر‬ ‫ُ‬ ‫حاجتهــم إىل ضبــط ترصفــات أبنائهــم‪ .‬أو أنهــم‬

‫ال ميلكــون دامئــاً الوقــت الــكايف لذلــك‪ ،‬أو أ َّن‬ ‫األمــر محــرج لهــم أمــام النــاس‪ .‬إال أ َّن الطّفــل‬ ‫يقــوم بذلــك مدفوعـاً بحاجـ ٍة منائ ّيـ ٍة لديــه‪ ،‬وال‬ ‫يكــون بــأي حــال يتــرف عــى هــذا النح ـ ِّو‬ ‫نكايــة بأهلــه أو أنّــه يرغب يف إزعاجهــم‪ .‬وكثريا ً‬ ‫مــا يقــول األطفــال لــدى ســؤالهم عــن بعــض‬ ‫التّرصفــات بأنهــم فقــط يلعبــون‪ ،‬أو ميرحــون‪،‬‬ ‫أو يرغبــون حقــاً يف القيــام باألمــر بأنفســهم‪.‬‬ ‫كل طفــلٍ يف‬ ‫فطــري يتمتــع بــه ُّ‬ ‫حــق‬ ‫وهــذا ٌّ‬ ‫ّ‬ ‫هــذا العامل‪.‬فاألمــر يحتــاج م ّنــا أن نغـ ّـر طريقــة‬ ‫تفكرينــا بســلوك الطّفــل‪ ،‬وذلــك بــألّ نعتــر‬ ‫أنهــم يســيؤون التّــرف‪ ،‬وإنّ ــا يترصفــون بنــاء‬ ‫ًعــى حاجاتهــم النامئيّــة الطبيعيّــة‪ .‬فالنظــرة‬ ‫الســائدة حــول الطّفــل املثــا ّيل الــذي ال يلعــب‬ ‫وال يكــر ويســمع وينفــذ جميــع األوامــر هــي‬ ‫محــض خيــال‪ .‬وال وجــود ملثــل هــذا الطّفــل إال‬ ‫طفل‬ ‫يف أذهــان بعــض الكبــار‪ .‬وحتــى إن وجــد ٌ‬ ‫كهــذا فهــو لألســف مــن الناحيــة النفســيّة‬ ‫ّ‬ ‫طبيعــي‪ .‬أل َّن الطفــل الطبيعـ ّـي هــو‬ ‫يُعتــر غــر‬ ‫ّ‬ ‫الــذي يلعــب ويتحــرك ويلهــو‪ ،‬ويومــا بعــد يــوم‬ ‫يســعى إلــى االســتقالل بعي ـدًا عــن االعتمــاد علــى‬ ‫مــن حولــه‪ .‬فتلــك هــي فطــرة اللــه ســبحانه وتعالــى‬ ‫التــي فطرنــا عليهــا‪ .‬وعــى الرغــم مــن أ ّن‬ ‫بعــض األهــل يرغبــون باالحتفــاظ بأوالدهــم‬ ‫معتمديــ َن عليهــم يف كثــر مــن األمــور‬ ‫(كالطّعــام وال ّدراســة وارتــداء الثّياب‪...‬إلــخ)‬ ‫وهــم يرغبــون يف توفــر الوقــت والجهــد عــى‬ ‫الطّفــل‪ ،‬أو أنهــم يرغبــون بــأن يصنعــوا طف ـاً‬ ‫مثاليّــا‪ .‬إال أ ّن كل ذلــك يف الحقيقــة يتســبب‬ ‫باملشــاكل لألطفــال‪ .‬ويجعلهــم يشــبون وهــم‬ ‫ال يعرفــون االعتــاد عــى أنفســهم‪ .‬وغــر‬ ‫مســتقلني يف قراراتهــم وإنجازاتهــم‪ .‬وكثــرا ً‬ ‫مــا ســمعت مــن بعــض األهــايل عبــارات مــن‬ ‫كنــت أنــا أدرس ابنــي كان‬ ‫مثــل‪( :‬عندمــا‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫عالمــات تامــة‪ ،‬لكننــي عندمــا‬ ‫يحصــل عــى‬ ‫تركتــه بــدأ يرتاجــع يف التحصيل‪...‬إلــخ)‪ .‬ففــي‬ ‫الوقــت الــذي كان فيــه الطّفــل بحاجــ ٍة ألن‬ ‫يختــر االســتقالل‪ ،‬مل يُســمح لــه _ببســاطة_ أن‬ ‫يكــون مســتقالً ومعتمــدا ً عــى نفســه‪ ،‬و ُحــرم‬ ‫مــن تلــك الفرصــة لالســتقالل‪ .‬ولألســف يف‬ ‫بعــض األحيــان قــد يُحــرم منهــا لألبــد‪.‬‬ ‫‪oxygen-sy.com‬‬


‫الشعبية في حمص‬ ‫األسواق‬ ‫ّ‬ ‫عناة آرام | أوكسجين‬

‫لكــن معظــم الباحثــن يعتــرون‬ ‫أن إمييســيا قــد اختــرت إىل‬ ‫إمييــس ثــم إىل حمــص‪ ،‬واشــتهر‬ ‫هــذا االســم بــن العــرب قبــل‬ ‫الفتــح اإلســامي‪ .‬حمــص مدينــة‬ ‫عريقــة يف التاريخ نتيجــة ملوقعها‬ ‫املتوســط يف البــاد‪ ،‬إضافــة إىل‬ ‫موقعهــا الهــام عســكريا وتجاريــا‬ ‫بســبب خصوبــة أراضيهــا‬ ‫ومناخهــا املعتــدل الجميــل‪ .‬ويف‬ ‫حمــص أول موقــع ســكني يف‬ ‫قلعــة أســامة أو (تــل حمــص)‬ ‫ويبعــد عــن نهــر العــايص ‪2.5‬‬ ‫كلــم فقــط‪.‬‬ ‫متتعــت حمــص كونهــا مدينــة‬ ‫مأهولــة بتاريــخ أهلهــا العريــق‪،‬‬ ‫ونعمــت بحضــارة راقيــة‪،‬‬ ‫وأســواق شــعب ّية زاخــرة زينــت‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪2015\01\19 - )137‬‬

‫وأرضيتــه املرصوفــة‪ ،‬يصــل‬ ‫جهتــه الرشقيــة‪.‬‬ ‫هــذا الســوق مــا بــن ســوق‬ ‫ســوق املنســوجاتوهو أطــول املنســوجات وســوق قيســارية‪.‬‬ ‫األســواق املســقوفة ميتــد موازيــا‬ ‫لســوق البازربــايش حيــث يبــدأ ســوق املعرضيعــود بنــاء هــذا‬ ‫مــن أمــام مدخــل املســجد الســوق إىل العهــد العثــاين‪،‬‬ ‫النــوري مــن جهــة القبلــة‪ ،‬حتــى يبلــغ طولــه حــوايل ‪ 80‬مــرا ً‬ ‫ســوق الصاغــة‪.‬‬ ‫ويعــرف باســم آخــر هــو ســوق‬ ‫العطاريــن بســبب انتشــار تجــارة‬ ‫ســوق القيســاريةاتخذ هــذا العطــورات فيــه‪ ،‬نحتــت عــى‬ ‫الســوق اســمه ألنــه يجــاور بعــض أجزائــه أشــكال هندســية‬ ‫(خــان القيســارية) ويــوازي جميلــة‪.‬‬ ‫ســوق املنســوجات‪.‬‬ ‫ســوق الخياطينوهــو ســوق‬ ‫القطــن القديــم تنشــط فيــه‬ ‫مهــن التنجيــد و الخياطــة‬ ‫العربيــة مثــل العبــي والرشاويــل‬ ‫كــا يبــاع فيــه البســط‪.‬‬

‫ّ‬ ‫الشعبية في حمص‬ ‫أهم األسواق‬ ‫ســوق النــوري وقــد ر ّجــح بنــاء‬ ‫عامــي‬ ‫هــذا الســوق مــا بــن‬ ‫ّ‬ ‫‪1756 -1743‬م وقــد جــاور‬ ‫هــذا الســوق جامــع نــور الديــن‬ ‫الزنــي مــن ناحيــة مدخلــه ســوق قيســارية الحريــر وقــد‬ ‫الجنــويب‪.‬‬ ‫بنــى هــذا الســوق الــوايل أســعد‬ ‫باشــا والهــدف منــه اســتقبال‬ ‫ســوق البازرباشــييعرف هــذا املســافرين والحجــاج والتجــار‬ ‫الســوق التاريخــي الهــام باســم بأنواعهــم والفالحــن والعامــة‪.‬‬ ‫(ســوق النســوان) وهــو الســوق‬ ‫املكشــوف الــذي يقــع جنــوب ســوق الحريريعــود بنــاء هــذا‬ ‫ســوق النــوري ويتصــدره مســجد الســوق إىل العهــد اململــويك‬ ‫البازربــايش وحــام الباشــا مــن وميتــاز بســبيل املــاء يف مدخلــه‬

‫ســوق العربيعتــر الوســاطة‬ ‫مــا بــن البــدو والحــر وكان‬ ‫صلــة الوصــل يف املــايض بينهــا‬ ‫لكنــه فقــد هــذه املهمــة فيــا‬ ‫بعــد‪ ،‬أمــا مدخلــه فمــن الجهــة‬ ‫الشــالية و يقــال أنــه بنــي بأمــر‬ ‫الــوايل أســعد باشــا العظــم‪.‬‬ ‫ســوق الفرووهــو امتــداد لســوق‬ ‫العــرب ويتجــه هــذا الســوق‬ ‫مــن الغــرب إىل الــرق حتــى‬ ‫الشــارع املــؤدي ملدخــل خــان‬ ‫القيســارية‪ ..‬ويبــاع فيــه عبــاءات‬ ‫الفــرو‪ ،‬وكافــة أنــواع الخيــوط‬ ‫والحبــال‪.‬‬ ‫‪syriaoxygen.com‬‬

‫سوريانا‬

‫يرجــع اســم مدينــة حمــص إىل‬ ‫التســمية اليونانيــة (إمييســيا)‬ ‫املركــب من قســمني (إيم ‪ -‬ســيا)‬ ‫و يعتقــد أن الشــطر األول مــن‬ ‫االســم كان يشــر إىل إله الشــمس‬ ‫الــذي اشــتهرت املدينــة بعبادتــه‬ ‫وبالهيــكل الكبــر املشــيّد عــى‬ ‫اســمه‪ ،‬ور ّمبــا اشــتق االســم‬ ‫أيضً ــا مــن قبيلــة إميســاين التــي‬ ‫حكمــت يف القــرن األول وحتــى‬ ‫القــرن الثالــث قبــل امليــاد و‬ ‫حكمــت حمــص لعــدة قــرون‬ ‫وازدهــرت املدينــة يف عهدهــم‬ ‫ازدهــارا كب ـرا ومتتعــت بالحكــم‬ ‫الــذايت بعيــدا عــن ســلطة‬ ‫االمرباطوريــة البيزنطيــة‪.‬‬

‫املدينــة وجعلتهــا مــزارا لــكل‬ ‫عابــر ســبيل‪ ،‬وزخــرت بــكل‬ ‫أصنــاف املنســوجات واملأكــوالت‬ ‫وكل مــا يحلو للضيف أن يشــريه‬ ‫مــن تلــك األســواق الرائعــة التــي‬ ‫تحــدت الزمــان وتطــورت بتطــور‬ ‫اإلنســان الســوري الــذي حافــظ‬ ‫عــى البيئــة الجديــدة ضمــن‬ ‫القالــب الــرايث القديــم لتأكيــد‬ ‫الهويــة الســورية‪ .‬تواجــدت‬ ‫األســواق الشــعب ّية ضمــن املــدن‬ ‫دامئــا يف منتصــف املدينــة وهــذا‬ ‫وجــد يف أكــر املــدن املأهولــة‬ ‫قدميــا‪ ..‬لكــن هــذ الظاهــرة قــد‬ ‫غابــت يف مدينــة حمــص إذ‬ ‫متيــزت أســواقها بظاهــرة فريــدة‬ ‫متميــزة‪ ،‬فقــد تواجــدت األســواق‬ ‫يف طــرف املدينــة وليــس داخلهــا‪،‬‬ ‫ويرجــع تفســر ذلــك ألن أماكــن‬ ‫العبــادة كانــت عــى أطــراف‬ ‫النــوري‬ ‫املدينــة جهــة املســجد‬ ‫ّ‬ ‫الكبــر فتجمعــت األســواق‬ ‫حولــه‪.‬‬

‫‪11‬‬


‫‪12‬‬

‫ثلج النار‬

‫ابراهيم التيناوي | أوكسجين‬ ‫علي‬ ‫ٍ‬

‫قصة خربية‬

‫تلج تلج عم ّْبتشتي‬ ‫الدنيه تلج‬ ‫ِّ‬ ‫والنجمات حيرانين‪..‬‬ ‫وزهور الطرقات‬ ‫بردانين‬ ‫والغيمات تعبانين‪..‬‬ ‫وع التلة غيمات‬ ‫مضويين‬ ‫ومغارة سهرانة‬ ‫فيها طفل صغير‬ ‫بعيونو الحليانةحب‬ ‫كتير كبير‬ ‫أغنيــة تربــت عليهــا أجيــال منــذ‬ ‫ســاعها‪ ،‬فأضفــت البســمة والفرحــة‬ ‫والحنــان والرومنســية‪ .‬هــذا الثلــج‬ ‫الــذي أصبــح قاتــا بالثــورة الســورية‬ ‫خــال الســنوات األربــع التــي مــرت‪.‬‬ ‫فــروز نقولهــا لــك يــا ســيديت وأنــت‬ ‫األســطورة‪ ،‬أن املغــارة التــي يســكنها‬ ‫طفــل (عيونــه حلويــن وفيهــن حــب‬ ‫كتــر كبــر)‪ ..‬أصبحــت املغــارة خيمــة‬ ‫آلالف مــن األطفــال الســوريني مبخيامت‬ ‫(العربــان) ولكــن جــال عيونهــم قــد‬ ‫انطفــأ عندمــا جائهــم قاتلهــم املــوت‬ ‫مــن شــدة صقيــع الثلــج‪.‬‬ ‫هربــوا مــن نــار الطاغيــة القاتــل يف‬ ‫ســوريا لينعمــوا باألمــان ببــاد الجــوار‪.‬‬ ‫جائهــم الــرد والصقيــع والتضييــق‬ ‫ليقتلهــم وهــم نامئــن‪ ،‬مل يســتطيعوا‬ ‫أن يســتيقظوا أو يفتحــوا أعينهــم التــي‬ ‫ظلــت مغمضــة إىل األبــد‪.‬‬ ‫عاصفــة إختلــف (العربــان )عــى‬ ‫تســميتها مــن (زينــة) إىل (هــدى)‬ ‫يغــر مــن قســوتها‬ ‫ولكــن اإلســم مل ّ‬ ‫وبطشــها عــى شــعب الجــئ رشيــد‬ ‫مشــتت بأصقــاع األرض بــدءا ً مــن‬ ‫الداخــل الســوري املحــارص وانتهــاء‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪2015\01\19 - )137‬‬

‫بــدول الجــوار الســوري‪.‬‬ ‫بــدأت العاصفــة منــذ أيــام لتبــدأ معهــا‬ ‫مأســاة العــر إن صــح تســميتها‪ ،‬نســاء‬ ‫وأطفــال ورجــال وعجائــز يســكنون‬ ‫خيامـاً مــن النايلــون وينتظــرون أجلهــم‬ ‫القاتل‪.‬فالعاصفــة زينــة يف لبنــان‬ ‫قتلــت إىل اآلن خمســة أطفــال وشــابني‬ ‫ماتــوا متجمديــن مــن الحالــة املزريــة‬ ‫واملأســاوية الصعبــة التــي يعيشــونها‬ ‫يف خيمهــم‪ ،‬ويف الداخــل الســوري إىل‬ ‫اآلن هنالــك أكــر مــن أربعــة أطفــال‬ ‫ماتــوا متجمديــن إبتــداء مــن دومــا‬ ‫إىل بانيــاس‪ .‬حالــة الســوريني الصعبــة‬ ‫ليســت فقــط يف خيمهــم التي يســكونها‬ ‫بــل أيضــا تعــدت صعوبــة الحيــاة اىل‬ ‫العائــات الســورية التــي تســكن بيوت ـاً‬ ‫غــر معــدة لهــذا الــرد القــارس فالــكل‬ ‫أغفــل عيونهــم عنهــم‪.،..‬‬ ‫ومــا يزيــد مــن حالتهــم الصعبــة‬ ‫واملزريــة‪ ..‬الــرد الــذي ال يفــرق مــا بــن‬ ‫الخيــم واملنــازل مبــا أن الــكل متســاويني‬ ‫بالظــروف الســيئة‪ ،‬فعــدم توافــر‬ ‫معــدات التدفئــة إبتــداء مــن (الح ـرام‬ ‫الصــويف الرقيــق) الــذي يــوزع مــن‬ ‫الجمعيــات واملنظــات التــي تعتــاش‬

‫عــى ســوء حــال الالجــئ الســوري‬ ‫وانتهــاء مبــواد املحروقــات التــي توضــع‬ ‫باملدافــئ‪ .‬كل هــذا البــؤس الــذي يعــاين‬ ‫منــه الســوري أينــا ذهــب ســببه األول‬ ‫واألخــر إرهــاب ديكتاتــور العــر بشــار‬ ‫األســد وتخــاذل العــامل بــأرسه‪ ،‬وأيضــا‬ ‫تخ ـاّذل الســوريني أنفســهم وتخاذلهــم‬ ‫عــن مســاعدة بعضهــم وتقصريهــم‬ ‫بحــق أخوتهــم وثورتهــم‪.‬‬ ‫بــاد (العربــان) وبــاد املليــون برميــل‬ ‫نفــط يوميــاً ال تســتطيع أن تعطــي‬ ‫برميــا لطفــل ســوري لــي يدفــئ‬ ‫جســده العــاري‪ ،‬الــذي عليــه بعــض‬ ‫قطــع الثيــاب الباليــة الرثــة‪ ..‬كل هــذا‬ ‫الخــذالن يذهــب اإلنســان الســوري‬ ‫ضحيتــه‪ ،‬فالســوري الــذي يضحــي إىل‬ ‫اآلن بــكل يشء للخــاص مــن نظــام‬ ‫الديكتاتــور وإلنجــاح ثــورة تكالبــت‬ ‫عليهــا األمــم كلهــا‪.‬‬ ‫الســوريون اليــوم بــدأو يتصــدرون‬ ‫املراتــب األوىل بالنــزوج والتــرد‬ ‫وأعــداد القتــى‪ ،‬حيــث قالــت املفوضيــة‬ ‫الســامية لألمــم املتحــدة لشــؤون‬ ‫الالجئــن‪ "..‬إن االجئــن األفغــان‬

‫تراجعــوا اىل املركــز الثــاين بعــد أن‬ ‫ظلــوا أكــر مجموعــة مــن الالجئــن‬ ‫عــى مــدى ‪ 3‬عقــود مــن الزمــن إذ‬ ‫بلــغ عددهــم ‪ 2.6‬مليــون الجئ‪،‬وجــاء‬ ‫الصوماليــون يف املركــز الثالــث إذ بلــغ‬ ‫عــدد االجئــن منهــم ‪ 1.1‬مليــون الجــئ‬ ‫والســوريون هــم باملركــز األول فعــدد‬ ‫الســوريني االجئــن تجــاوز ‪ 3‬ماليــن‬ ‫حتــى منتصــف عــام ‪ 2014‬وهــم اآلن‬ ‫ميثلــون نحــو ربــع االجئــن الذيــن‬ ‫ترعاهــم املفوضيــة الســامية "‪.‬‬ ‫هــذا التطــور التاريخــي الــذي يتحــدث‬ ‫عنــه األســد وهــذا هــو النــر الــذي‬ ‫تحــدث عنــه إعالمــه وقنواتــه و بلســانه‬ ‫ولســان الثعابــن الذيــن حولــه‪ ،‬بــأن‬ ‫أصبــح نصــف شــعب ســوريا بــأرض‬ ‫الشــتات يعانــون املــرارة‪.‬‬ ‫ولكــن شــعب ســوريا شــعب طائــر‬ ‫العنقــاء ســينتفض مــن جديــد وســينهي‬ ‫مأســاته وســيبني دولــة حضاريــة‬ ‫مزدهــرة رغــم كل املــآيس التــي تحــل‬ ‫بــه اآلن‪.‬‬ ‫‪oxygen-sy.com‬‬


‫أجنة مشوهة‬ ‫ّ‬ ‫في ريف‬ ‫دمشق‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪2015\01\19 - )137‬‬

‫مفوضية األمم تعزم على تسليم‬ ‫بيانات الالجئين لحكومة لبنان‬ ‫قالــت ممثلــة مفوضيــة األمــم املتحــدة‬ ‫لشــؤون الالجئــن يف لبنــان‪ ،‬نينيــت كيــي‪،‬‬ ‫إن املفوضيــة ستســلم كل البيانــات الخاصــة‬ ‫بالالجئــن الســوريني التــي بحوزتهــا اىل‬ ‫الحكومــة اللبنانيــة‪ ،‬وفــق اتفــاق وقــع أخ ـرا‬ ‫بــن الطرفــن‪.‬‬ ‫ولفتــت كيــي‪ ،‬يف مقابلــة خاصــة مــع‬ ‫"األناضــول"‪ ،‬إىل أن املفوضيــة "تتفهــم"‬ ‫اإلج ـراءات األخــرة التــي تتخذهــا الحكومــة‬ ‫اللبنانيــة للحــد مــن تدفــق الالجئني الســوريني‬ ‫اىل البــاد‪ ،‬لكنهــا تعمــل عــى اســتثناء الحاالت‬ ‫االنســانية الخاصــة‪ ،‬مشــرة اىل انــه تــم رصــد‬ ‫‪ 56‬مليــون دوالر منــذ ترشيــن األول‪/‬اكتوبــر‬ ‫املــايض وحتــى آذار‪/‬مــارس املقبــل ملســاعدة‬ ‫الالجئــن عــى مواجهــة فصــل الشــتاء‪.‬‬ ‫وتابعــت كيــي‪" :‬قمنــا (املفوضيــة ووزارة‬ ‫الشــؤون االجامتاعيــة) بتوقيــع اتفاقيــة‬ ‫ملشــاركة قاعــدة البيانــات الخاصــة بنــا مــع‬

‫الحكومــة ونجهــز اآلليــات الخاصــة بذلــك‬ ‫مــع وزارة الشــؤون االجتامعيــة مبــا يجعلهــم‬ ‫قادريــن عــى تلقــي كل قاعــدة البيانــات‬ ‫الخاصــة بنــا بشــأن الالجئــن الســوريني‬ ‫ومعرفــة مــن هــم املوجــودون هنــا منهــم‬ ‫ومراجعــة ملفاتهــم كــا يرغبــون"‪.‬‬ ‫وأوضحــت انــه "مل نبــدأ بعــد (تســليم قاعــدة‬ ‫بياناتنــا اىل الحكومــة اللبنانيــة) لكننــا وقعنــا‬ ‫اتفاقيــة تشــر إىل نيتنــا فعــل ذلــك ونجهــز‬ ‫اآلليــات اآلن إلرســال هــذه البيانــات" إىل‬ ‫الحكومــة اللبنانيــة‬

‫وزير الحرب االسرائيلي يطالب‬ ‫حزب هللا بتقديم ايضاحات بشأن‬ ‫تواجده في سوري‬

‫طالــب وزيــر الحــرب اإلســرائيلي “موشــيه‬ ‫يعالــون” حــزب اللــه تقديــم ايضاحــات‬ ‫حــول تواجــد عناصــره فــي األراضي الســورية‬ ‫‪ ،‬إذا مــا صحــت األنبــاء المتدوالــة بشــأن‬ ‫الغــارة التــي شــنتها مروحيــة إســرائيلية‬ ‫علــى مجموعــة مــن قياديــي حــزب اللــه فــي‬ ‫منطقــة القنيطــرة فــي الجانــب الســوري‬ ‫أمــس‪.‬‬ ‫وذكــر راديــو (صــوت إســرائيل) اليــوم‬ ‫األثنيــن أن وزيــر الدفــاع اإلســرائيلي‬ ‫اكتفــى بهــذا التعليــق علــى هــذه االنبــاء‬ ‫‪ ،‬فــي حيــن رفضــت الدوائــر األمنيــة فــي‬ ‫إســرائيل التعقيــب علــى األنبــاء التــي‬

‫ترددت بشأن تلك الغارة‪.‬‬ ‫كان حــزب اللــه اللبنانــي قــد أعلــن أمــس‬ ‫مقتــل ‪ 6‬مــن عناصــره فــي غــارة إســرائيلية‬ ‫اســتهدفت أحــد مواقعــه فــي مزرعــة األمــل‬ ‫فــي القنيطــرة بينهــم جهــاد مغنيــة ابــن‬ ‫القيــادي الســابق فــي الحــزب عمــاد مغنيــة ‪.‬‬

‫‪syriaoxygen.com‬‬

‫من هنا وهناك‬

‫شــهد مستشــفى الغوطــة التخصــي‬ ‫مبدينــة املعضميــة يف ريــف دمشــق الغــريب‬ ‫خمــس والدات جديــدة مشــوهة‪ ،‬ثــاث‬ ‫منهــا خرجــت األجنــة فيهــا ميتــة‪ .‬ووثــق‬ ‫أطبــاء املستشــفى أكــر مــن ســبعني حالــة‬ ‫إجهــاض ألجنــة مشــوهة تــويف عــرة منهــم‬ ‫داخــل أرحــام أمهاتهــم‪ .‬ويقــول األطبــاء‬ ‫إن الســبب املبــارش يف وفــاة هــذه األجنــة‬ ‫املشــوهة يعــود الستنشــاق األبويــن مــواد‬ ‫كيميائيــة خــال القصــف الــذي تعرضــت‬ ‫لــه املعضميــة بالســاح الكيميــايئ صيــف‬ ‫عــام ‪ .2013‬أم ســعيد كانــت ضحيــة‬ ‫للقصــف الكيميــايئ الــذي استنشــقت خالله‬ ‫غــازا يقــول األطبــاء إنــه كان الســبب يف‬ ‫فقــدان جنينهــا الــذي حرصــت عليــه طيلــة‬ ‫أشــهر الحمــل‪ .‬وتقــول املــرأة إن الغــازات‬ ‫التــي استنشــقتها أثــرت عــى حملهــا‪ ،‬وإنهــا‬ ‫تعرضــت لإلجهــاض مرتــن‪ ،‬مضيفــة أن‬ ‫التأثــر عــى جنينهــا الثالــث ظهــر يف شــهره‬ ‫الســابع‪ ،‬وأنهــا ال تجــد فائــدة يف العــاج‪،‬‬ ‫حيــث إن رئتيهــا مــا تــزاالن توجعانهــا‪.‬‬ ‫ومــع تكــرار حــاالت اإلجهــاض باملدينــة‬ ‫املحــارصة‪ ،‬يخــى األطبــاء عــى األمهــات‬ ‫مــن مضاعفــات هــذه الحــاالت التــي قــد‬ ‫تصــل إىل العقــم‪ ،‬الســيام وأن املستشــفيات‬ ‫يف املعضميــة تعــاين مــن نقــص باألدويــة‬ ‫والتجهيــزات التقنيــة الالزمــة‪ ،‬يف ظــل‬ ‫الحصــار الــذي يفرضــه النظــام عــى‬ ‫املنطقــة‪.‬‬

‫‪13‬‬


‫‪14‬‬

‫صحة عامة‬ ‫أمراض الشتاء أسبابها وعالجها (‪)2‬‬

‫أوكسجينيات‬

‫ القــيء الشــتوي هــو مــرض يســببه أحــد‬‫الفريوســات شــديدة اإلصابــة و ينتــر برسعــة‬ ‫يف املــدارس و املكاتــب و يســبب الحمــى و‬ ‫القــيء و اإلســهال و تســتمر هــذه األعــراض‬ ‫عــادة ملــدة يــوم إىل يومــن تقريبــا ؛ ويكــون‬ ‫املــرض معــدي للغــر أثنــاء األعــراض وحتــي‬ ‫بعــد يومــن مــن توقــف األع ـراض و لــذا فــإن‬ ‫االهتــام بالنظافــة الصحيــة كغســل اليديــن‬ ‫جيــدا الســيام بعــد الذهــاب لــدورة امليــاه أو‬ ‫قبــل تنــاول الطعــام هــام للغايــة‪.‬‬ ‫العــاج‪ :‬تنــاول الســوائل الســاخنة مثــل‬ ‫الزهــورات والشــاي األخــر والتدفئــة بشــكل‬ ‫جيــد واالبتعــاد عــن الــرد والرطوبــة تنــاول الهوائيــة غالبـاً‪ .‬مــا الــذي يســبب نزلــة الــرد ؟‬ ‫الشــوربة‪.‬‬ ‫تســبب نزلــة الــرد فريوســات عــدة و مختلفــة‬ ‫و قــد يكــون لــكل فــروس منــط مختلــف‬ ‫نزلــة الــرد هــو مــرض قصــر املــدة ‪ ،‬أقــل مــن بالنســبة إيل األعـراض التــي يســببها وحدتهــا؛ و‬‫أســبوعني عــادة و ال يصاحبــه إرتفــاع يف درجــة هنــاك أكــر مــن ‪ 100‬نــوع منفريوســات نزلــة‬ ‫الحـرارة إال عنداألطفــال‪ .‬و تســبب نزلــة الــرد الــرد املعروفــة و يســاعد عــى اإلصابــة كذلــك‬ ‫تهيــج يف املســالك الهوائيــة مبــا فيهــا األنــف و التعــب الزائــد و التوتــر العاطفــي و عوامــل‬ ‫الجيــوب األنفيــة والبلعوم و الحنجرة والشــعب أخــرى تضعــف دفاعــات الجســم املناعيــة‪.‬‬

‫إضافــة ايل ذلــك قــد تســبب البكرتيــا التــي‬ ‫تعيــش يف األنــف و الحلــق عــدوى ثانويــة‬ ‫كإصابــات األذن والجيــوب األنفيــة البكترييــة‬ ‫و التهــاب الشــعب البكتريي‪.‬اعـراض وعالمــات‬ ‫نزلــة الــرد‪ :‬تبــدأ عــادة فجــأة بــأمل يف الحلــق‬ ‫يف البدايــة يتبعــه عطــس و رشــح واحتقــان يف‬ ‫األنــف مــع تعــب عــام ‪ .‬وغالبــا اليكــون هنــاك‬ ‫ســخونه يف الجســم و لكنهــا قــد تصــل عنــد‬ ‫األطفــال و الرضــع إىل ‪ 39‬درجــة مئويــة ؛ و‬ ‫إذا وجــد الســعال فقــد يســتمر مــن أســبوعني‬ ‫إىل ثالثــة‪ .‬ويشــر البصــاق األخــر أو األصفـــر‬ ‫أو اإلفــرازات األنفيــة إىل التهـــاب ثانــوي يف‬ ‫الشــعب أو التهــاب الجيــوب األنفيــة‬ ‫العــاج ‪ :‬يتمثــل الحــل يف عــاج نزلــة الــرد يف‬ ‫إراحــة الجســم أثنــاء مقاومتــه لإلصابــة حيــث‬ ‫أن دفاعــات الجســم املناعيــة وحدهــا هــي‬ ‫التــي تســتطيع مقاومتــه و التخلــص منــه أمــا‬ ‫املضــادات الحيويــة فلــن تســاعد ولكنهــا قــد‬ ‫تســتخدم يف العــاج أوالوقايــة مــن اإلصابــات‬ ‫البكترييــة الثانويــة‪.‬‬

‫قاموس أوكسجين‬ ‫منظمة األمم المتحدة‬

‫املتحدةاألمــم املتحــدة منظمــة الدســتور ا‪ 50‬دولــة عامليــة التــي‬

‫عامليــة تضــم يف عضويتهــا جميــع تألفــت منهــا األمــم املتحــدة يف‬ ‫دول العــامل املســتقلة تقريبــاً‪ .‬ذلــك الوقــت ووقعــت عليه‪.‬يقــع‬ ‫تأسســت منظمــة األمــم املتحــدة املقــر الرئيــي لألمــم املتحــدة يف‬ ‫بتاريــخ ‪ 24‬أكتوبــر ‪ 1945‬يف مدينــة نيويــورك‪ ،‬و لــه مكاتــب‬ ‫مدينــة ســان فرانسيســكو‪ ،‬فرعيــة واقعــة يف جنيــف يف‬ ‫كاليفورنيــا األمريكيــة‪ ،‬تبعــاً‬ ‫ملؤمتــر دومبارتــون أوكــس الــذي‬ ‫عقــد يف العاصمــة واشنطننشــأ‬ ‫عــى خلفيــة انهيــار عصبــة األمــم‬

‫ســويرسا‪ ،‬الهــاي يف هولنــدا‪ ،‬نظــام األمــم املتحــدة فهــو مبنــي الوصاية‪-‬األمانــة‬ ‫فينــا يف النمســا‪ ،‬نــرويب يف كينيــا‪ .‬عــى ســتة أجهــزة رئيســة‪ ،‬وهــي‬ ‫محكمــة العــدل الدولية‪-‬املجلــس‬ ‫فيــا تنتــر الــوكاالت والهيئــات تســمى مبجموعهــا "منظومــة‬ ‫االقتصــادي واالجتامعــي لألمــم‬ ‫التابعــة لنظــام األمــم املتحــدة يف األمــم املتحــدة" وهي‪-:‬الجمعيــة‬ ‫العامــة‪-‬‬

‫املتحــدة ‪ ،1945‬شــارك بصياغــة مواقــع مختلفــة مــن العامل‪.‬أمــا العامة‪-‬مجلــس األمن‪-‬مجلــس املتحــدة‪.‬‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪2015\01\19 - )137‬‬

‫‪oxygen-sy.com‬‬


‫رحلة في سراديب الذاكرة‬

‫‪15‬‬

‫من الزبداني حكاية امرأة صابرة‬

‫بتول العبدلله | أوكسجين‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪2015\01\19 - )137‬‬

‫صورة تعبريية‬ ‫عــى مســامعهم فــزار املعتقــل مرغــاً أربــع‬ ‫مــرات يف العــام الثــاين للثــورة‪.‬كان الخــوف‬ ‫يضعفهــا أحيان ـاً وتركــض خلــف عــي ومعتــز‬ ‫خوف ـاً عــى اعتقالهــم وأثنــاء اطــاق الرصــاص‬ ‫عــى املظاهــرة فحــرت مرغمــة أغلــب‬ ‫املظاهــرات لرتاقــب بعينيهــا وتكــون قريبــة‬ ‫بقلبهــا مــن شــباب مدينتهــا وليــس فقــط‬ ‫أبناءها‪.‬وأثنــاء مداهمــة املدينــة اعتقــل معتــز‬ ‫بتهمــة التظاهــر وعــي وقــع بأيــدي شــبيحة‬ ‫األمــن العســكري أثنــاء عودتــه مــن عملــه‬ ‫وذلــك بعــد شــهر مــن اعتقــال أخيــه وأبيــه‬ ‫أمــا حســن الصغــر فاعتقــل يف أول محاولــة‬ ‫القتحــام املدينــة وأمــره شــبه منــي إال عنــد‬ ‫أ ّمــه‪.‬‬ ‫مــرت أيــام اعتقــال الرجــال مــن عائلــة أم عــي‬ ‫وثقــل الحمــل عليهــا فكانــت األم واألخ واألب‬ ‫لبناتهــا الســتة تعيلهــم وتحمــل همومهــم‬ ‫وتحميهــم مــن الجيــش وقــت املداهــات‬ ‫حتــى م ـ ّن اللــه عليهــا بخــروج أبــو عــي مــن‬ ‫املعتقــل أمــا معتــز فمكــث يف الســجن ســتة‬ ‫أشــهر قضاهــا بــن فــرع فلســطني وفــرع األمــن‬ ‫العســكري وبواســطة كبرية ســعت فيهــا أم عيل‬ ‫بعــد دفــع مبلــغ مــايل ألحــد القضــاة وخــرج‬ ‫بكفالــة ماديــة قدرهــا ‪ 15000‬لرية‪.‬وفـ ّر بعدهــا‬ ‫إىل لبنــان كانــت تقــي أيــام ســجن معتــز تتأمل‬

‫ألملــه وتجــوع لجوعهــه فــا تهنــأ بطعــام وال‬ ‫تنــام لهــا عني‪.‬بعــد خ ـراب الزبــداين واشــتداد‬ ‫القصــف عليهــا نزحــت وزوجهــا وبناتهــا‬ ‫إىل بلــودان مل يــدم الهــدوء يف منزلهــا طويــاً‬ ‫فداهمــت اللجــان الشــعبية منزلهــم واعتقلــوا‬ ‫زوجهــا ومعيــل أرستهــا الوحيــد وتبقــى كغريهــا‬ ‫مــن نســاء الزبــداين تعــاين اعتقــال ابنهــا‬ ‫وزوجهــا ووتالقــي األمريــن خوفهــا عــى مــن‬ ‫هــم يف االعتقــال وخوفهــا عــى بناتهــا ونفســها‬ ‫بعــد أن تكــررت مداهــات الشــبيحة ملنزلهــا‬ ‫يهددونهــا باعتقــال بناتهــا أن مل تعــرف أنهــا‬ ‫مصــورة للعربيــة والجزيــرة ووىش أحدهــم‬ ‫لقريــب لهــا "مالــح نخليهــا هــون ووالدهــا‬ ‫ثــوار"‪ ،‬تثاقلــت الهمــوم عــى ظهرهــا وتكاثــرت‬ ‫اآلالم بجســدها مل تهــدأ عيونهــا مــن الدمــوع‬ ‫والخــوف والتأهــب للدفــاع عــن نفســها‬ ‫واألمانــة التــي خلفتهــا األيــام عــى عاتقهــا‬ ‫فانتهــى بهــا املطــاف إىل لبنــان حيــث ولديهــا‬ ‫لتلقــي بجســدها املنهــك عــى أعتــاب بلــد‬ ‫اللجــوء متعبــة مرهقــة مــن حمــل لســنوات‬ ‫طــوال‪ ..‬ومازالــت تضحــي لتكمــل مســرتها‬ ‫بنفــس التضحيــة وحــازت لقــب املــرأة الصابــرة‬ ‫ممــن حولهــا وأصبحــت مــرب مثــل بالصــر‬ ‫والثبــات‪.‬‬ ‫‪syriaoxygen.com‬‬

‫قصة خربية‬

‫مل تتعــب أم عــي رغــم تجاعيــد وجههــا وآالم‬ ‫مفاصلهــا الدائــم؛ مــن القيــام مبهامهــا كأم‬ ‫ومدبــرة منــزل ومربيــة‪ ،‬منــذ الصبــاح تســتعد‬ ‫بركعتــن للــه تســتعني بــه عــى نوائــب الدهــر‬ ‫وتبــدأ رحلتهــا الدؤوبــة بجــ ّد ونشــاط‪ .‬هــي‬ ‫امــرأة مــن الزبــداين وأم لتســعة بنــن وبنــات‪،‬‬ ‫تجــاوزت العقــد الخامــس مــن عمرهــا بتعــب‬ ‫ومشــاق ال تقــوى الجبــال عــى حملهــا‪.‬‬ ‫بــدأت حياتهــا وعمرهــا ‪ 14‬عامــاً لتدخــل‬ ‫قفــص الزوجيــة وتبــدأ معهــا رحلــة التعــب‪،‬‬ ‫فكانــت ســندا ً لزوجهــا عملــت‪ 25‬عام ـاً مبهنــة‬ ‫الخياطــة وتعلمــت عــى يديهــا عــرات‬ ‫النســوة اللــوايت يأتــن إليهــا يف بيتهــا الصغــر‬ ‫املتواضــع ليصبحــن خياطــات ماهــرات‪.‬‬ ‫وتحملــت مناوشــات الــرة وأهــل الــزوج‬ ‫وضيــق املنــزل واســتمرت بالجهــاد حتــى‬ ‫تخ ـ ّرج بعــض أبنائهــا مــن الجامعــة محاســبة‬ ‫ومهنــدس ومعلمتــان والبقيــة احرتفــوا مهنــاً‪.‬‬ ‫ألقــت الثــورة بحاملهــا الثقيلــة عــى ظهرهــا‬ ‫املتعــب مــن مشــاق الحيــاة كانــت بداخلهــا‬ ‫تؤمــن بالثــورة وتؤمــن بالتغيــر لكــن خوفهــا‬ ‫عــى شــبابها الثالثــة مينعهــا مــن تبيــان رأيهــا‬ ‫وموقفهــا ومل تثنــي نفســها عــن تقديــم املــاء‬ ‫البــارد للمتظاهريــن يف حــ ّر الصيــف‪" .‬عــي"‬ ‫يخــرج يوميــاً باملظاهــرات الرافضــة لحكــم‬ ‫األســد وأصبــح معروفــاً يف املدينةو"معتــز"‬ ‫االبــن األوســط كان عســكريّاً يــأيت يف اإلجــازة‬ ‫لينــدس عــر صفحتــه الرسيــة ويكتــب أمالــه‬ ‫وأحالمــه بالحيــاة الكرميــة ويوثــق املظاه ـرات‬ ‫واالعتقــاالت وزوجهــا الرجــل الســتيني ال‬ ‫يكــرث للمــوت وال االعتقــال فــكاين املغنــي‬ ‫الشــعبي يف املظاهــرات األســبوعية يــوم‬ ‫الجمعــة ويتاميــل الشــباب الثائــر عــى صــوت‬ ‫األوف والعتابــا وقصائــد الشــهداء التــي يلقيهــا‬


‫إلقرتاحاتكم ومشاركاتكم ميكنكم مراسلتنا عرب‬ info@syriaoxygen.com

www.fb.com/oxygen.zabadani.syria www.syriaoxygen.com www.oxygen-sy.com


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.